الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ٩
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء التاسع
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

جميع حقوق الطبع محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية محفوظة لدار الكتب
العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة
أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو تسجيله على أشرطة
كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على أسطوانات
ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيا
الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
العنوان: رمل الظريف، شارع البحتري، بناية ذ
تلفون وفاكس 264398 - 366135 - 602133 (9611)
صندوق البريد: 9424 - 11 بيروت - لبنان
2

باب السين
3

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر من اسمه سليمان
4611 - سليمان بن مهران، أبو محمد الأعمش، مولى بني كاهل:
ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في
الجبال، ويقال كان من أهل طبرستان وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك ولم
يسمع منه شيئا مرفوعا. وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا، وسمع المعرور بن
سويد، وأبا وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وعمارة بن عمير، وإبراهيم
التيمي، وأبا صالح ذكوان، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وإبراهيم النخعي. روى عنه
أبو إسحاق السبيعي، وسليمان التيمي، والحكم بن عتبة، وزبيد اليامي، وسهيل بن
أبي صالح، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الواحد
ابن زياد، وسفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وحفص بن غياث،
4

ووكيع، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس،
وعبد الرحمن المحاربي، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعمر ويعلى
ومحمد، بنو عبيد الطنافسي، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وغيرهم.
وكان من أقرأ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث. وذكر
قدومه بغداد فيما:
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث: عبد الله
ابن عبد الله الرازي قال: هذا ابن سرية علي بن أبي طالب، روى عنه الأعمش لقيه
ببغداد.
حدثت عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
عبيد الله المنادى قال: قد رأى سليمان الأعمش أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه،
ولكنه قد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عز
وجل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا دعلج
ابن أحمد قال: حدثنا - وفي رواية ابن الفضل قال: أخبرنا - أحمد بن علي الآبار،
حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، حدثنا وكيع عن الأعمش. قال: رأيت أنس
ابن مالك وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي.
وقال الأبار: حدثنا جعفر بن عمران التغلبي، حدثنا أبو يحيى الحماني عن
الأعمش. قال: سمعت أنسا يقول: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا)
فقيل له يا أبا حمزة: (وأقوم قيلا) [المزمل 6] فقال: أقوم وأصوب واحد.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم.
وأخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا محمد
ابن عمرو بن البختري الرزاز قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا ابن
فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنسا بال فغسل ذكره غسلا شديدا، ثم توضأ ومسح
على خفيه، ثم صلى بنا. زاد الرزاز، وحدثنا في بيته.
5

أخبرنا محمد بن يعقوب المعدل، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا
إسماعيل بن محمد النحوي، حدثنا عباس الدوري قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: كل ما روى الأعمش عن أنس، فهو مرسل، وقد رأى الأعمش أنسا.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال: سمعت أبي يقول:
الأعمش لم يحمل عن أنس، إنما رآه يخضب، ورآه يصلي، وإنما سمعها عن يزيد
الرقاشي وأبان عن أنس.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد السوسي قال: قال العباس بن محمد الدوري: كان الأعمش رجلا من أهل
طبرستان، من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل
من بني كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني
أسد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: قال أبو عبد الله: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن علك
المروزي - بها - سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الذهلي يقول: ولد
عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عروة، والزهري وقتادة، والأعمش ليالي قتل الحسين
ابن علي، وقتل سنة إحدى وستين.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سمعت
المخرمي محمد بن عبد الله بن المبارك يقول: الأعمش أكبر من الزهري، وينكر هذا
عاقل؟ قال: وسمعت يحيى بن معين يقوله.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: سمعت أبا عبد الله
قال: قال يحيى قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ستر.
قال أبو عبد الله: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
6

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي
ابن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد ثقة كوفي، وكان محدث
أهل الكوفة في زمانه، يقال إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب،
وكا يقرئ القرآن رأسا فيه، قرأ على يحيى بن وثاب، وكان فصيحا، وكان أبوه
من سبى الديلم، وكان مولى لبني كاهل - فخذ من بنى أسد - وكان عسرا سئ
الخلق.
وقال في موضع آخر: كان لا يلحن حرفا، وكان عالما بالفرائض، ولم يكن في
زمانه من طبقته أكثر حديثا منه، وكان فيه تشيع، ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة
نفر: طلحة بن مصرف اليامي وكان أفضل من الأعمش وأرفع سنا منه، وأبان بن
تغلب النحوي، وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. وروى
عن أنس بن مالك حديثا واحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء.
وذكروا أن أبا الأعمش مهران شهد مقتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل
الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه
فرو، وقد قلب فروة جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفه منديل
الخوان مكان الرداء.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على عثمان المجاشي - وأنا أسمع - حدثكم يوسف بن
يعقوب بن بهلول، حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عيينة. قال:
رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وقباء يسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا
أني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا
مني.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا ابن عمار، حدثني يحيى بن يمان. قال: قال الأعمش: إني لأرى
الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا غسان بن الربيع قال:
حدثنا أبو إسرائيل عن طلحة بن مصرف قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ
7

عليه، والأعمش ساكت ما يقرأ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا، فإذا
الأعمش أقرؤنا.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا
أحمد بن علي بن العلاء قال: قال أبو هاشم - يعني زياد بن أيوب - سمعت هشيما
يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا
أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأنا على أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثكم
محمد بن أحمد بن شبيب، حدثنا زياد بن أيوب قال: سمعت هشيما يقول: ما
رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم إجابة لما
يسأل عنه من ابن شبرمة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا دلويه
زياد ابن أيوب قال: قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا كان أقرأ لكتاب الله من
الأعمش.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن حمدان
القاضي، حدثنا محمد بن علي بن مهدي العطار، حدثنا محمد بن إسماعيل بن
سمرة، حدثني ابن أبي حماد، حدثني زهير قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما
بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بنى أسد عاصم والأعمش، أحدهما
لقراءة عبد الله، والآخر لقراءة زيد.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا عمر بن محمد بن علي، حدثنا قاسم بن زكريا المطرز.
وأخبرنا البرقاني قال: قرأنا على أبي بكر الإسماعيلي، أخبركم القاسم بن زكريا،
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حجاج عن شعبة قال: سليمان الأعمش
أحب إلي من عاصم، وفي حديث الجوهري أحب إلينا حديثا من عاصم.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثني جعفر بن كزال قال: سمعت علي بن الجعد يحكي عن الكسائي قال: أتى
الأعمش رجل فقال: أقرأ عليك؟ قال: اقرأ، وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية،
فقرأ عليه عشرين وجاوز، فقال: لعله يريد الثلاثين فجاوز الثلاثين حتى بلغ المائة ثم
سكت، فقال له الأعمش: اقرأ فوالله إنه مجلس لا عدت إليه أبدا.
8

أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، حدثني أبي قال: أمر عيسى
ابن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، قال: وجاء الأعمش وعليه ثياب
قصار إلى أنصاف ساقيه. ورجل يقوده، فلما دخل الدار قال: هاهنا ابن أبي ليلى،
هاهنا ابن شبرمة، أريحونا من هذه الحيطان الطوال. قال عيسى: ما دخل علينا اليوم
قارئ غير هذا، عجلوا له.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا محمد
ابن داود الحداني، حدثنا عيسى بن يونس قال: لم نر نحن ولا القرن الذي كانوا قبلنا
مثل الأعمش.
وقال حنبل: حدثنا محمد بن داود، حدثنا عيسى بن يونس قال: ما رأيت الأغنياء
والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش، مع فقره وحاجته.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، أخبرنا أحمد بن علي بن محمد بن الجهم
الكاتب، أخبرنا محمد بن جرير، حدثنا أبو هشام قال: سمعت عمى يقول: قال
عيسى بن موسى لابن أبي ليلى: أجمع الفقهاء، قال: فجمعهم فجاء الأعمش في جبة
فرو، وقد ربط وسطه بشريط، فأبطئوا، فقام الأعمش فقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا
وإلا فخلوا سبيلنا. فقال: يا ابن أبي ليلى قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟! قال:
هذا سيدنا هذا الأعمش.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر.
وأخبرنا الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ - قال عمر: حدثنا، وقال
الآخر: أخبرنا - محمد بن هارون بن حميد، حدثنا يوسف بن موسى قال: سمعت
عبد الله بن داود الخريبي يقول: مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس
أعبد منه، قال: وكان صاحب سنة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثني أحمد بن زهير قال: سمعت إبراهيم
ابن عرعرة قال: سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك،
وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول: قال يحيى: وهو علامة
الإسلام.
9

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز،
حدثنا هيثم بن خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا وكيع قال: كان
الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من ستين
سنة فما رأيته يقضي ركعة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان
قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت عليا. قال: قال يحيى: كان
الأعمش يشبه النساك، قال: كان له فضل، وصاحب قرآن.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عيسى البصري - في كتابه، حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين قال:
كان الأعمش جليلا جدا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن نمير عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا
فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: قال
أبو عبد الله: أبو إسحاق، والأعمش رجلا أهل الكوفة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدث يوسف بن
موسى، حدثنا أسيد بن زيد قال: سمعت زهير بن معاوية يقول: ما أدركت أحدا
أعقل من الأعمش والمغيرة.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن البهلول
وعبيد الله بن محمد بن إسحاق قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد
ابن يزيد، حدثنا أبو بكر بن عياش، حدثنا مغيرة. قال: لما مات إبراهيم، اختلفنا إلى
الأعمش في الفرائض.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الكبير، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا قال: حدثنا عباس بن محمد، حدثنا سهل بن حليمة أبو السري قال:
سمعت ابن عيينة يقول: سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال، كان أقرأهم للقرآن
وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض ونسيت أنا واحدة.
10

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا علي بن أحمد بن النضر قال: سمعت علي بن المديني يقول: حفظ العلم على
أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة، فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة محمد بن مسلم -
وهو ابن شهاب الزهري - ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران
الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة، وقتادة.
أخبرنا علي بن محمد بن عمر المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى.
وأخبرنا البرقاني - واللفظ له - أخبرنا ابن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا بن عمار، حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم الأحول قال:
مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال: هذا الشيخ - يعني الأعمش - أعلم الناس
بقول عبد الله بن مسعود.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
حدثني ابن أبي عمر.
وأخبرنا ابن الفضل، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا
جعفر بن كزال، حدثنا إسحاق الطالقاني قالا: حدثنا سفيان عن عاصم قال: قال
القاسم بن عبد الرحمن: لم يبق بالكوفة أحد أعلم بحديث عبد الله من سليمان
الأعمش. واللفظ لحديث أبي سهل، غير أنه لم يذكر في إسناده عاصما.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أبو عبد الله الشامي
مهنى حدثنا بقية. قال: قال لي شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان
المروزي قال: سمعت عمار بن الحسن يقول: كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة
كتاب الأعمش قال: إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا،
حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان جرير إذا حدث عن
الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني.
11

أخبرنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، أخبرنا إسماعيل بن محمد
الصفار، حدثنا محمد بن إسحاق - أبو بكر - حدثنا علي بن معبد، حدثنا عبيد الله
ابن عمرو عن إسحاق بن راشد قال: قال لي الزهري: وبالعراق أحد يحدث؟ قلت:
نعم، قلت له: هل لك أن آتيك بحديث بعضهم؟ فقال لي: نعم، فجئته بحديث
سليمان الأعمش، فجعل ينظر فيها، ويقول: ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل
هذا! قال: قلت: وأزيدك! هو من مواليهم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أحمد بن يوسف،
حدثنا الأخنسي، حدثنا عبد الله بن داود قال: سمعت شعبة إذا سمع ذكر الأعمش
قال: المصحف، المصحف.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا سهل بن أبي سهل
الواسطي. قال: قال أبو حفص عمر بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف من
صدقه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس قال:
سمعت ابن عمار يقول: ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش، ومنصور بن
المعتمر هو ثبت أيضا، وهو أفضل من الأعمش، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر
مسندا منه.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق، حدثنا
محمد بن سويد الزيات، حدثني أبو يحيى الناقد، حدثني محمد بن خلف التيمي
قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجئ
إليه إذا فرغنا من الدوران، فيقول عند من كنتم؟ فنقول عند فلان، فيقول طبل مخرق،
ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان فيقول: طير طيار، ويقول: عند من؟ فنقول
عند فلان، فيقول دف. وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم
الأعمش شيئا إلا أكلتموه، قال: فأخرج إلينا فأكلناه، وأخرج فأكلناه، فدخل فأخرج
فتيتا فشربناه، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا فقال: فعل الله بكم وفعل،
أكلتم قوتي وقوت امرأتي وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة. قال: فمكثنا
ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه، حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه، حتى
كلمه لنا.
12

أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا هيثم بن
مجاهد، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: مات
الأعمش سنة سبع وأربعين [ومائة] وولد الأعمش سنة ستين مقتل الحسين.
قال أبو عبد الله - يعني محمد بن يحيى - قلت: كأنه مات وله سبع وثمانون.
قال: كذا قال أبو عوانة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي، حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن داود قال: قال أبو عوانة: مات
الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الحضرمي: حدثنا ابن نمير قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثني أبو عبد الله،
حدثنا وكيع قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا أبو نعيم،
حدثنا الأعمش - وهو سليمان بن مهران - مولى بني كاهل بن أسد.
قال أبو نعيم: ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أبو عمار
- يعني الحسين بن حريث - قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات الأعمش وهو ابن ثمان
وثمانين سنة وولد سنة ستين، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في شهر ربيع الأول،
ومات الأعمش بعد منصور بست عشرة سنة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وسليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في
الحديث.
وقال في موضع آخر: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، والله أعلم.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
13

محمد البغوي، حدثني أبو سعيد، حدثنا أبو خالد الأحمر قال: أتيت منزل الأعمش
بعد موته، فقلت: أين أنت يا عميرة؟ - امرأة الأعمش - أين أنت يا هو ذا؟ - ابنة
الأعمش - أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس؟.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين السليطي - بنيسابور - قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال:
سمعت أبا سعيد الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش
بعد موته فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقلت ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها
برزة، هاي هاي يا عبد الله بن إدريس، ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا
الباب؟!
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا هشام
الرازي قال: سمعت جريرا يقول: رأيت الأعمش بعد موته في منامي فقلت: أبا
محمد كيف حالكم؟ قال: نجونا بالمغفرة والحمد لله رب العالمين.
4612 - سليمان بن أرقم، أبو معاذ البصري مولى قريظة أو النضير:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسن البصري وابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي
كثير. روى عنه علي بن حمزة الكسائي، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن بكار
ابن الريان، وغيرهم.
14

أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمر بن سالم الحافظ، حدثنا أبو
بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري، حدثنا محمد بن بكار قال: سمعنا من قيس بن
الربيع وسليمان بن أرقم ببغداد.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين قلت: سليمان بن أرقم؟ قال: ليس بشئ.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب قال: قال جدي قال يحيى بن معين: سليمان بن أرقم، وسليمان بن قرم،
جميعا ضعيفان.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: سليمان بن أرقم
ليس بذاك.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان
ابن أرقم أبو معاذ، ليس يسوى فلسا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن أرقم لا
يسوى حديثه شيئا، ولا يروى عنه الحديث.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا
الحسين بن إدريس، حدثنا محمد بن عمار قال: سليمان بن أرقم ضعيف.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سليمان بن أرقم فقال:
متروك الحديث. قلت لأحمد: روى سليمان بن أرقم عن الزهري عن أنس في التلبية؟
فقال: لا نبالي روى أو لم يرو.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أبي سهل
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وسليمان بن أرقم، ليس بثقة، وروى
أحاديث منكرة، وكان يكنى بأبي معاذ.
15

قال محمد بن عبد الله الأنصاري: كانوا ينهوننا عنه ونحن شباب، وذكر منه أمرا
عظيما.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الراوية عنهم، فذكر جماعة منهم سليمان بن أرقم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان
ابن أرقم متروك الحديث.
4613 - سليمان بن عمرو بن عبد الله، أبو داود النخعي الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الملك بن عمير.
ومختار بن فلفل، ومعبد بن خالد الجدلي، ومهاجر أبي الحسن، وخصيف بن عبد
الرحمن الجزري وسالم الأفطس، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمار بن أبي مالك
الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري، ويحيى بن أيوب العابد، وأبو الربيع
الزهراني، وسلم بن المغيرة الأزدي. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله
القاضي.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد الجواليقي، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا محمد بن حفص بن عمر بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا أبو
داود النخعي عن أبي حازم عن ابن عباس قال: عمل الأبرار من الرجال الخياطة،
وعمل الأبرار من النساء المغزل.
كذا رواه يحيى بن أيوب عن أبي داود، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود
عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا.
أخبرناه الحسن بن محمد الخلال، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا إسماعيل بن
العباس بن مهران، حدثنا عباد بن الوليد، حدثنا سلم بن المغيرة، حدثنا أبو داود
16

النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عمل الأبرار من رجال
أمتي الخياطة، وعمل الأبرار من النساء المغزل " وكذا رواه عبد الله بن إسحاق
المدائني عن عباد بن الوليد.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيع، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا
الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله، فجاء ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شئ من ذكر
علي بن أبي طالب، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل
على تقول هذا؟ قال أبو داود يا جاهل؟ إن الله أثنى على نفسه فقال: (فقدرنا فنعم
القادرون) [المرسلات 23] وأثنى على نبيه فقال: (نعم العبد إنه أواب) [ص 30]
فقال شريك: (وكان الإنسان أكثر شئ جدلا) [الكهف 54].
أخبرنا الصيمري، أخبرنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن أيوب قال: بلغني أن أبا داود كان
في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قائما يصلي، وابن أبي حازم قاعد. قال: فقال لي الذي
حدثني أنا قلت لابن أبي حازم، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال: والله ما
عددتها، قال: قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال: فبعث
إليه فدعى، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم على النبي ثم ذكر محامده، ثم
بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد، وبعمر مثل ذلك. قال: فأطرق ابن أبي حازم، ثم
التفت إلينا فسلم وقعد، وقال: ابن أبي حازم؟ مطرق لما رأى منه ومن
لسانه، قال: قلت له: يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن
أبي حازم فأنكر ذلك، قال: وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه،
وكان اسم خادمته فلانة، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج
من بيتهم، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال: فلكأني بك تدرج بين أيدينا، قال:
فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال: لا عليك أيها الشيخ أن تكثر، قال فقام وتركنا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا أبو الليث نصر بن القاسم
الفرائضي، حدثنا المفضل بن غسان الغلابي، حدثنا المعيطي عن شريك قال: ذكر له
17

أبو داود النخعي فقال: كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرحمن - يعني الغلابي - وسئل
عنه يحيى بن معين فقال: قد كان له أب ثقة.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي، حدثني محمد بن إدريس قال: سمعت أبا
الوليد يقول: سمعت شريكا يقول: ما لقينا من ابن عمنا - يعني سليمان بن عمرو -
يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال سعيد: حدثنا محمد بن مسلم بن وارة قال: سمعت أبا الوليد يقول: أتيت
سليمان بن عمرو فجلست إليه فقلت لقوم معي: ننظر هل لما يقال فيه أصل؟ فجلسنا
إليه فقال: حدثنا سليمان التيمي عن أنس قال: من قاد أعمى أربعين خطوة، فقلت
لهم: قوموا من عند هذا الكذاب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر قال: سئل شريك عن أبي داود النخعي فقال:
ذاك كذاب.
قال: وحدثني أبو معمر قال: حدثني رجل قال: أتيت أبا داود النخعي فوجدته
يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول: حدثنا سالم عن سعيد بن جبير، وحدثنا
عبد الملك بن عمير، يضع لها أسانيد.
قال أبو معمر: وكان كذابا - يعني أبا داود النخعي -.
قال أبو معمر: وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النخعي - رأى جهم.
قال أبو معمر: وكان كذابا جهميا.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سألت أبي قلت له: فأبو
داود النخعي؟ قال: كان يضع الحديث.
وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي يقول: أخبرني سهل بن حسان قال:
كان في حجر أبي داود النخعي كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة، وهو يركب عليه
الأسانيد، يقول: حدثنا خصيف، وحدثنا حصين، وحدث عن مشيخة حسبت مولده
وموتهم فإذا موتهم قبل مولده، منهم معبد بن خالد، ومهاجر أبو الحسن.
18

وقال عبد الله مرة أخرى: سمعت أبي يقول: أبو داود النخعي كان يحدث عن
الناس، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن، وزيد بن سعد،
وشريك بن عبد الله، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا محمد بن عمران
ابن موسى، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: سألت أبي عن أبي داود
النخعي فقال: كان من الدجالين. وسمعت أبي يقول: دخلت عليه - يعني أبا داود -
ببغداد وليس في بيته إلا بوري فرد، عليه ثيابه والكتب، فجعل يحدثنا فاتهمته فقلت
له: عكرمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن طعام المتنازين؟ فقال: حدثنا خصيف عن عكرمة.
فبان أمره ولم يرو هذا غير الزبير بن الخريت.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي كذاب النخع.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان البزاز المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت
يحيى بن معين يقول: المعروف بالكذب ووضع الحديث، أبو داود النخعي، وذكر
جماعة غيره.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم
يضعون الحديث، منهم أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، وكان لأبي داود أب ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو داود
النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا، ولم يكن
ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس
محمد بن يعقوب الأصم - وذهب أصله به -.
ثم أخبرني العتيقي قراءة، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني الأصم أن
العباس بن محمد بن حاتم حدثهم. قال: سمعت يحيى يقول: سمعت أبا داود
19

النخعي - وكان عند درب البقر - يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، قال
يحيى: وكان أكذب الناس.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
محمد بن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: أبو داود النخعي كذاب.
قال يحيى بن معين: وأخبرني رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال
كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال: فاطلعت فإذا في حجره
كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملى عليهم خصيف عن سعيد بن جبير،، وسالم عن
سعيد - يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا -. دفع إلى محمد بن أحمد بن رزق
كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أخبرنا مكرم، حدثنا
يزيد بن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي رجل سوء
كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال:
ليس منها شئ إلا وهو عندي بإسناد، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله
يقول: كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من
رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب.
قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.
أخبرنا ابن رزق وابن الفضل قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا - وفي حديث
ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار قال: سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود
النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال: ما حدثت عنه حتى هيأت
له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدثنا ابن
عمار قال: أبو داود النخعي سليمان بن عمرو لا شئ.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
محمد بن موسى البابسيري - بواسط - أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي
قال: قال لي أبي: كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود
النخعي.
20

أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى، حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا
سعيد بن عمرو البرذعي، حدثني أبو زرعة قال: حدثنا أبو علي القهستاني عن
إسحاق بن راهويه قال: جلست إلى سليمان بن عمرو فقلت: ما تقول في الراهن
والمرتهن يختلفان؟ فقال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وحدثنا أبو حازم عن
سهل بن سعد قالا: القول قول الراهن. فقلت: لا أرى في الدنيا أكذب من هذا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أبي سهل
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي
كان كذابا يضع الحديث، يحدث عن معبد بن خالد، ومهاجر أبي الحسن، وهؤلاء قد
ماتوا قبل مولده، وكان يأخذ مصنف ابن أبي عروبة فيضع لكل حديث إسنادا.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم
ابن شعيب قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سليمان بن عمرو
الكوفي أبو داود النخعي العامري معروف بالكذب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: أبو
داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو قدري رجل سوء كذاب، كان يكذب مجاوبة.
قال إسحاق: أتيناه فقلنا له: إيش تعرف في أقل الحيض وأكثره، وما بين الحيضتين
من الطهر؟ فقال: الله أكبر.
حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثنا أبو طوالة عن
أبي سعيد الخدري، وجعفر بن محمد عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أقل
الحيض ثلاث وأكثره عشر وأقل ما بين الحيضتين خمسة عشر يوما " وكان هو
وأبو البختري يضعون الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حدثنا عبد المؤمن بن
المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم المشعراني. وحدثنا عبد العزيز بن
أحمد بن علي الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن
عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني قال: أبو داود سليمان بن عمرو النخعي كان يضع الحديث.
21

أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قال:
وأخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا
إبراهيم بن محمد الفقيه البخاري قال: قال صالح بن محمد: أبو داود النخعي اسمه
سليمان بن عمرو كوفي كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب، حدثنا أبي قال: سليمان بن عمرو النخعي أبو داود متروك الحديث.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، أخبرنا محمد بن محمد بن
داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن عمرو
يروى عنه عبد الله بن رجاء هو سليمان النخعي أبو داود متروك الحديث.
4614 - سليمان بن حسان الشامي، ويكنى بأبي عبد الله:
كان يسكن بغداد. وروى عن ثور بن يزيد، وحياة بن شريح، وموسى بن أيوب
الغافقي، ومعان بن رفاعة. حدث عنه علي بن ميسرة.
ذكر جميع ذلك عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: سألت أبي عنه فقال: سألت ابن
أبي غالب عنه فقال: لا أعرفه، ولا أرى البغداديين يروون عنه. وروى عنه من
الرازيين أربعة - أو خمسة - قلت: ما تقول فيه؟ قال: هو صحيح الحديث.
4615 - سليمان بن حيان، أبو خالد الأحمر الأزدي الكوفي:
سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وعمرو بن قيس الملائي،
وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وهشام بن عروة، ومحمد بن عجلان،
وعبيد الله بن عمر بن حفص، وليث بن أبي سليم. روى عنه محمد بن يوسف
الفريابي، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر
22

وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب محمد بن العلاء، وأبو سعيد الأشج. قدم أبو
خالد بغداد قديما وشعبة بها فسمع منه.
كذلك حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال،
أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قدم شعبة هاهنا،
فقدم أبو خالد الأحمر - يعني سمع منه ببغداد -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
عمر بن حفص بن غياث قال: سمعت أبي قال: سمعت سفيان إذا سئل عن أبي
خالد الأحمر قال: نعم الرجل أبو هشام عبد الله بن نمير.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا الحسن بن
شجاع البلخي، حدثنا أبو نعيم قال: ذكروا عند سفيان أبا خالد الأحمر فقال: ابن نمير
رجل صالح.
قلت: كان سفيان يعيب على أبي خالد خروجه مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن،
وأما أمر الحديث فلم يكن يطعن عليه فيه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود قال: وأبو خالد الأحمر خرج
مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فلم يكلمه سفيان حتى مات. وكان سفيان يتكلم في
عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن، وسليمان يقول: إن
مر بك المهدى وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس. وذكر سفيان
صفين فقال: ما أدري أخطئوا أم أصابوا؟ وكان سفيان في ذا أشد من شعبة.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول: قال ابن أبي خيثمة - فيما حدثونا عنه -
حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدثنا أبو خالد الأحمر الثقة الأمين.
23

أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ،
سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء
ابن السندي يقول: قلت لإسحاق بن إبراهيم: سمعت وكيعا يقول: أبو خالد الأحمر
ثقة؟ فقال إسحاق: سألت وكيع بن الجراح عن أبي خالد الأحمر فقال: وأبو خالد
ممن يسأل عنه؟.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن أبي خالد الأحمر فقال: ليس به بأس.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد عن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: سليمان بن حيان ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر كوفي ثقة، وكان محترفا يؤاجر نفسه من
التجار.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو خالد
الأحمر سليمان بن حيان صدوق.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي،
أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم قال: سألت أبا
خالد الأحمر: متى ولدت؟ قال: سنة أربع عشرة ومائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء، حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: دخلت على أبي خالد الأحمر
وهو يموت، وليس في بيته إلا مخدة ورأسه عليها، وهو يقول: يا نفس اخرجي
اخرجي، فوالله لخروجك أحب إلي من بقائك في بدني.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.
24

وأخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا أبو حازم بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا
أبو عمران بن الأشيب، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قالوا: مات أبو
خالد سليمان بن حيان سنة تسع وثمانين ومائة. زاد ابن سعد في شوال.
أخبرني الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان، أخبرنا محمد بن محمد بن
عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم قال: ومات أبو خالد الأحمر سنة تسعين
ومائة.
4616 - سليمان بن أبي جعفر المنصور، وهو: عبد الله بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى: أبا أيوب:
حدث عن أبيه. روت عنه ابنته زينب، وإليه ينسب درب سليمان ببغداد.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري -
من شيراز - يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن
يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة تسع وتسعين ومائة فيها مات
سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين لسبع بقين من صفر، ويكنى أبا أيوب، وهو ابن
خمسين سنة. والحديث الذي أسند عنه نذكره في أخبار النساء آخر الكتاب، إن شاء
الله.
4617 - سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي مولى قريش:
وأصله فارسي سكن البصرة وحدث عن شعبة، والثوري، وهشام بن أبي عبد الله،
25

وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وقرة بن خالد، وزائدة بن قدامة، وأبي عوانة،
وغيرهم. روى عنه جرير بن عبد الحميد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو
بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وعمرو بن علي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي،
ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقيان، وعلي
ابن مسلم الطوسي، وعباس الدوري، وجماعة سواهم.
وكان حافظا مكثرا، ثقة ثبتا، وقدم بغداد وشعبة والمسعودي بها فسمع منهما،
وكان يذاكر في ذلك الوقت.
فذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم ثم إن يونس بن حبيب حدثهم. قال: قال أبو
داود: كنا ببغداد وكان شعبة وابن إدريس يجتمعون بعد العصر يتذاكرون، فذكروا
باب المجذوم فقلت: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد. قال: كان
معيقيب يحضر طعام عمر، فقال له عمر: يا معيقيب كل مما يليك. الحديث. فقال
شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشئ أحسن مما جئت به.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن
إسحاق الثقفي، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: سمعت سليمان بن حرب
يقول: كان شعبة إذا قام من المجلس أملى عليهم أبو داود - أي ما مر لشعبة -.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: أبو داود الطيالسي مولى لموالي
الزبير بن العوام، وأمه مولاة لبني نصر بن معاوية.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا أبو يعلى - يعني
الموصلي - قال: سمعت محمد بن المنهال الضرير يقول: قلت لأبي داود صاحب
الطيالسة يوما: سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: لا، قال: فتركته سنة، وكنت أتهمه
بشئ قبل ذلك حتى نسى ما قال، فلما كان [بعد] سنة قلت له: يا أبا داود
سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: نعم، قلت: كم؟ قال: عشرون حديثا ونيف، قلت:
عدها علي فعدها كلها، فإذا هي أحاديث يزيد، ما خلا واحدا له لم أعرفه، قال ابن
عدي: أراد به يزيد بن زريع.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
26

الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن عبد الله بن دينار،
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع. فأنكروه عليه فتركه ثم حدث به،
وحدث به شبابة، ثم أخرجه من كتابه. قال يحيى بن معين: إنما هو نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء، وعن هبته، فأخطأ فيه شعبة، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
القزع.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا شعبة عن
عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع.
قال الدوري: قال يحيى بن معين في هذا الحديث: فحدث به أبو داود الطيالسي
في المجلس، فصاح به الناس، يا أبا داود ليس هذا من حديثك هذا حديث شبابة. قال
أبو داود: فدعوه إذن، فدعوه.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري قال: قال أحمد بن محمد الخلال: حدثني يزيد
ابن عبد الله الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن بندار قال: سمعت أبا مسعود يقول:
قلت لأحمد بن حنبل في خطأ أبي داود؟ قال: لا يعد لأبي داود خطأ، إنما الخطأ إذا
قيل له لم يعرفه، وأما أبو داود قيل له فعرف، ليس هو خطأ.
قال الخلال: وحدثني إسماعيل بن الفضل، حدثنا محمد بن إبراهيم الأصبهاني
قال: سمعت أبا مسعود قال: كتبوا إلي من أصبهان أن أبا داود أخطأ في تسعمائة -
أو قالوا ألف - فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال: يحتمل لأبي داود.
قلت: كان أبو داود يحدث من حفظه، والحفظ خوان فكان يغلط، مع أن غلطه
يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، أخبرنا أحمد بن عمر بن العباس
القزويني، حدثنا محمد بن موسى الحلواني قال: سمعت بندارا - محمد بن بشار -
يقول: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدثت بأصبهان أحدا وأربعين ألف حديث
ابتداء من غير أن أسأل.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي قال: أبو داود الطيالسي
بصري ثقة، وكان كثير الحفظ، رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم، وكان قد
27

شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي، فجذم أبو داود، وبرص عبد الرحمن،
فحفظ أبو داود أربعين ألف حديث وحفظ عبد الرحمن عشر آلاف حديث.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أبي قال: سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول:
سمعت وكيعا يقول: ما بقى أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر
ذلك لأبي داود، فقال: قل له ولا قصير. قال عبد الله: قدم علينا أبو داود فكان يملي
من حفظه وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال وأبو عامر علي بن محمد بن أحمد بن سليمان
القرشي قالا: حدثنا عمر بن أحمد المروروذي، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
الرواس - بالبصرة - قال: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: ما رأيت في المحدثين
أحفظ من أبي داود الطيالسي، سمعته يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر، وفي
صدري اثنا عشر ألف حديث لعثمان البري ما سألني عنها أحد من أهل البصرة
فخرجت إلى أصبهان فبثثتها فيهم.
أخبرنا محمد بن الحسين المتوثي، أخبرنا أحمد بن عمر القزويني، حدثنا محمد
ابن موسى الحلواني قال: سمعت عمرو بن علي - أبا حفص - قال: سمعت أبا داود
الطيالسي قال: في صدري عشرة آلاف حديث لعثمان البري، لعلي ما حدثت منها
بحرف.
أخبرنا هبة الله الطبري، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا عبد الرحمن - وهو ابن
أبي حاتم - قال: سمعت عمر بن شيبة يقول: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين
ألف حديث وليس معه كتاب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا علي بن أحمد بن النضر قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت أحدا
أحفظ من أبي داود الطيالسي.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: سمعت بندارا محمد بن بشار
يقول: ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، قال:
فقلت له: وكيف؟ قال: فقال لما كان من حفظه، ومعرفته، وحسن مذاكرته.
28

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أحمد بن بندار الفقيه، حدثنا محمد بن يحيى بن
مندة، حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو داود
الطيالسي أصدق الناس.
وأخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف، حدثنا أحمد بن محمود بن
صبيح، حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة قال: سئل أبو المنذر النعمان بن عبد السلام
- وأنا حاضر - عن أبي داود الطيالسي فقال: هو ثقة مأمون.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
الفضل - هو ابن زياد - قال: وسأله - يعني أحمد بن حنبل - الهيثم بن خارجة فقال:
أبو داود أحب إليك أم أبو عبيدة الحداد؟ فقال أبو داود أحفظهما، وكان أبو عبيدة
قليل الغلط، كثير الكتاب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن
إسحاق الثقفي، حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: سألت أحمد بن حنبل: عمن
أكتب حديث شعبة؟ قال: كنا نقول - وأبو داود حي - يكتب عن أبي داود.
أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين - يعني عن أصحاب شعبة - قلت: فأبو داود الطيالسي أحب إليك، أو حرمي؟
فقال: أبو داود صدوق، أبو داود أحب إلي. قلت: فأبو داود أحب إليك أو عبد
الرحمن بن مهدي؟ فقال: أبو داود أعلم به.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يزيد قال: سمعت أبا مسعود يقول: ما رأيت أحدا أكبر في شعبة من أبي داود.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن محمد
ابن عثمان السواق قالوا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن يونس
القرشي قال: مات أبو داود الطيالسي سنة أربع عشرة ومائتين. وهذا القول خطأ لا
شك فيه.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو داود الطيالسي سليمان بن
داود كان كثير الحديث ثقة وربما غلط، توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ
29

ابن اثنتين وسبعين سنة لم يستكملها، وصلى عليه يحيى بن عبد الله بن عم الحسن بن
سهل، وهو يومئذ والى البصرة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا إبراهيم بن محمد
الكندي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات أبو داود سليمان بن داود سنة
ثلاث ومائتين - أو أربع -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن
موسى، حدثنا عمرو بن علي قال: ومات أبو داود سنة أربع ومائتين وهو ابن إحدى
وسبعين، ولد سنة ثلاث وثلاثين.
سمعت أبا نعيم الحافظ يذكر أن أبا داود توفى في صفر من سنة أربع ومائتين.
وأخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: وسليمان بن داود يكنى أبا داود -
صاحب الطيالسة - مات سنة أربع ومائتين في شهر ربيع الأول.
4618 - سليمان بن مهران، أبو سفيان المدائني:
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا عبد الله بن روح، حدثنا سليمان بن مهران - أبو سفيان المدائني الضرير سنة
أربع ومائتين - حدثنا سلام عن أبي بشر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله تعالى: (لكل باب منهم جزء مقسوم) [الحجر 44] قال: " جزء أشركوا
بالله، وجزء شكوا في الله وجزء غفلوا عن الله ".
4619 - سليمان بن الحكم بن عوانة، الكلبي:
حدث عن العلاء بن كثير الشامي والقاسم بن الوليد الكوفي الهمداني. روى عنه
محمد بن الصباح الجرجاني، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن أبي العوام
الرياحي.
30

أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، حدثنا ابن أبي العوام،
حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة عن العلاء بن كثير، عن مكحول، عن واثلة، عن
الأسقع وأنس بن مالك قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذهب الدنيا حتى يستغنى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء، والسحاق زنا النساء بينهن ".
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن محمد الباغندي قال:
ذكر محمد بن الصباح قال: حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة عن القاسم بن الوليد،
عن سنان بن الحارث، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتوارث أهل ملتين ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسألته - يعني أحمد بن حنبل -
عن سليمان بن الحكم بن عوانة فقال: هذا كان ينزل ذاك الجانب، وإنما كان عنده
شئ. أو قال: لم أكتب عنه شيئا.
أخبرنا الصيمري، حدثنا الحسين بن هارون الضبي، أخبرنا محمد بن عمر بن
سالم، حدثني إسحاق بن موسى، حدثنا أبو داود قال: سليمان بن الحكم بن عوانة
أراه واسطيا قدم بغداد، فكتبوا عنه وكان له علم بالأخبار.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي، قال النفيلي: لا بأس به.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال:
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد الكبير، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: سليمان بن الحكم
ابن عوانة ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سليمان بن الحكم بن عوانة متروك الحديث.
31

4620 - سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب، أبو أيوب الهاشمي:
كان داود بن علي مات وابنه حمل. فلما ولد سموه باسمه داود. سمع سليمان
عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وعبثر بن
القاسم، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس
الشافعي. روى عنه أحمد بن حنبل، وهارون بن عبد الله الحمال، وأبو يحيى صاعقة
والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن سلام السواق،
والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن
المعدل، وكان ثقة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم الرازي، حدثنا إبراهيم بن خالد الرازي قال: سمعت محمد بن
مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال: ما خلفت
بالعراق رجلين أعقل منهما، سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل.
حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي - بلفظه من كتابه - أخبرنا علي بن عبد العزيز
البرذعي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا إبراهيم بن خالد الرازي قال:
سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح يقول: قال لي
الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين، أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
قال: بلغني عن محمد بن مسلم بن وارة قال: سمعت سليمان بن بن داود الهاشمي
يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث
الواحد يحتاج إلى نيات.
32

وقال ابن خراش: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلا
استخلفه عليهم، استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد قال: حدثني أبي قال: سليمان بن داود
الهاشمي ثقة كان يسكن بغداد.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: سليمان بن داود الهاشمي كان صدوقا
ثقة.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله
القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو
أيوب سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، ثقة مأمون سكن
بغداد.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: قال أبو الحسن الدارقطني: سليمان بن داود
الهاشمي ثقة.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سليمان بن داود بن داود بن علي بن
عبد الله بن العباس توفى ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين، وكان ثقة.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، أخبرنا أحمد بن زهير قال: سليمان بن داود الهاشمي توفي سنة تسع
عشرة ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
مات سليمان بن داود الهاشمي سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن
حمدان بن الخضر أخبرهم حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان
الزيادي قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات سليمان بن داود بن داود بن علي
الهاشمي.
33

4621 - سليمان بن سفيان، الجهني المدائني:
حدث عن ورقاء بن عمر، وقيس بن الربيع. روى عنه زكريا بن يحيى بن أيوب
المدائني.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن بسام المعروف بمعدان، حدثنا
زكريا بن يحيى، حدثنا سليمان بن سفيان الجهني - مدائني - حدثنا ورقاء عن مالك
عن سمى عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: " بئس الطعام طعام الوليمة، ومن لم
يجب فقد عصى الله ورسوله ".
4622 - سليمان بن حرب بن بجيل، أبو أيوب الواشجي البصري:
سمع شعبة، وجرير بن حازم، والحمادين، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن زيد بن
درهم والبسري بن يحيى، ويزيد بن إبراهيم التستري، وملازم بن عمرو. روى عنه:
يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الزبير
الحميري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة وأبو
حاتم الرازيان، ويعقوب بن شيبة، ويوسف بن موسى، ومحمد بن سعد كاتب
الواقدي، وعباس الدوري، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحارث بن أبي أسامة
وإبراهيم الحربي. قدم سليمان بن حرب بغداد وحدث بها، وولى قضاء مكة.
34

وذكره أبو حاتم الرازي فقال: إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال،
وقرأ الفقه، وليس بدون عفان ولعله أكبر منه، وقد ظهر حديثه نحو من عشرة آلاف
حديث، ما رأيت في يده كتابا قط، وهو أحب إلى من أبي سلمة في حماد بن سلمة،
وفي كل شئ. ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر
مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون. فبنى له شبه منبر، فصعد
سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح
باب القصر، وقد أرسل ستر يشف وهو خلفه يكتب ما يملي، فسئل أول شئ
حديث حوشب بن عقيل، فلعله قد قال: حدثنا حوشب بن عقيل، أكثر من عشر
مرات، وهم يقولون لا نسمع، فقال: مستمل ومستمليان وثلاثة كل ذلك يقولون لا
نسمع، حتى قالوا: ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة
فأحضروه، فلما حضر قال من ذكرت، فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا وقعد
المستملون كلهم واستملى هارون، وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه،
فقمنا من مجلسه فأتينا عفان فقال: ما حدثكم أبو أيوب؟ وإذا هو يعظمه.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يحكي هذا الخبر عن أبي حاتم الرازي كما
سقته، وذكره ابن أبي حاتم أيضا عن أبيه في كتاب " الجرح والتعديل " هكذا.
وقد أخبرنا بحديث سليمان عن حوشب بن عقيل. محمد بن عمر بن القاسم
النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن أحمد بن نعيم، حدثنا
سليمان بن حرب - أبو أيوب - حدثنا حوشب بن عقيل، عن مهدي الهجري قال:
حدثنا عكرمة قال: كنا عند أبي هريرة في منزله فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
صوم يوم عرفة بعرفة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي قال: سمعت علي
ابن المديني سنة عشرين - وقد ذكر له سليمان بن حرب - فجعل يكثر، فقال: حدثنا
يحيى بن سعيد منذ ثلاثين سنة فقال: حدثني سليمان بن حرب عن حماد بن زيد
قال: ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا علي بن المديني، حدثنا يحيى بن سعيد
35

عن سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على
أيوب وابن عون الحديث.
قال القاضي: وسمعته من سليمان ولكني بهذا أحفظ - أو كما قال القاضي -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت سليمان يقول: أعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن
عون كنت أقول رجل قد أدركت موته، قال: ثم كتبته بعد.
وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يقول: طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين
ومائة، فاختلفت إلى شعبة، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات،
جالسته تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن
حنبل عن حديث هشام بن عامر " احفروا وأعمقوا " وقلت يختلفون فيه؟ فقال: نعم
يضطربون فيه، قال أبو بكر: فهذا قال فيه جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن
سعد بن هشام عن عامر عن أبيه، وقال سليمان بن المغيرة: عن حميد بن هلال عن
هشام بن عامر، وهكذا قال حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن هشام
ابن عامر، إلا أن سليمان بن حرب حدثنا ببغداد عن حماد بن زيد عن أيوب عن
حميد عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه. ثم قال لي بالبصرة: أترك فيه سعد بن
هشام عن أبيه. ورواه عبد الوراث فقال عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي
الدهماء عن هشام بن عامر، فلم يحكم أبو عبد الله لأحد منهم. وأما غيره فقال
الحديث حديث أبي الدهماء.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا الحسين بن محمد بن عفير،
حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا المسعري قال: جاء رجل إلى سليمان بن حرب فقال:
إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم، قال: فلان أقرب إليه مني،
المال لذلك دوني، قال: وهو يومئذ محتاج إلى درهم.
حدثني أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي - بلفظه - أخبرنا
أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن عبد الله بن العباس قال: حدثنا القاضي
المقدمي.
36

وأخبرني الحسين بن محمد الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
محمد بن يحيى، حدثني المقدمي القاضي، حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن أكثم قال:
قال لي المأمون: من تركت بالبصرة؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب
وقلت هو ثقة حافظ للحديث، عاقل في نهاية الستر والصيانة، فأمرني بحمله إليه،
فكتبت إليه في ذلك، فقدم، فاتفق أنا أدخلته إليه وفي المجلس ابن أبي دؤاد، وثمامة،
وأشباه لهما. فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم. فلما دخل سلم فأجابه المأمون، ورفع
مجلسه، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق. فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين نسأل
الشيخ عن مسألة. فنظر المأمون إليه نظر تخيير له. فقال سليمان: يا أمير المؤمنين حدثنا
حماد بن زيد قال: قال رجل لابن شبرمة: أسألك؟ فقال إن كانت مسألتك لا
تضحك الجليس، ولا تزري بالمسؤول فسل. وحدثنا وهيب بن خالد قال: قال إياس
ابن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها، ولا للمجيب أن يجيب
فيها، فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل وإن كانت من هذا فليمسك. قال:
فهابوه فما نطق أحد منهم حتى قام. وولاه قضاء مكة، فخرج إليها.
قلت: وكانت ولايته قضاء مكة في سنة أربع عشرة ومائتين، فلم يزل على ذلك
إلى أن عزل في سنة تسع عشرة ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: كتبنا عن سليمان بن حرب وابن
عيينة حي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: كان سليمان بن حرب
يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك.
قلت: كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
ابن شيبة، حدثنا جدي، حدثنا سليمان بن حرب، وكان ثقة ثبتا صاحب حفظ.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن
حرب كان ثقة بصريا.
37

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
سليمان: إذا دخل صفر فقد استكملت سبعا وسبعين سنة، وذلك في ذي الحجة سنة
ست عشرة ومائتين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس
قال: قال سليمان: ولدت سنة أربعين ومائة في صفر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: مات سليمان بن حرب سنة أربع وعشرين ومائتين.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سليمان بن حرب كان ثقة كثير
الحديث، وقد ولى قضاء مكة، ثم عزل فرجع إلى البصرة، فلم يزل بها حتى توفي بها
لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين.
قلت: وذكر أبو حسان الزيادي أن وفاته كانت في آخر يوم من شهر ربيع الآخر.
4623 - سليمان بن داود بن رشيد، أبو الربيع الأحول الختلي:
روى عن محمد بن حرب الأبرش عن الزبيدي نسخة، وعن أبي حفص الأبار.
حدث عنه عباس بن محمد الدوري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو زرعة
الرازي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الصابوني - إجازة - أخبرنا علي بن محمد بن
سعيد الموصلي، حدثنا شاهين بن السميدع العبدي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن
حنبل يحسن الثناء على أبي الربيع الختلي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن الفضل بن
العباس بن خزيمة، حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو الربيع
38

سليمان بن داود الأنباري، حدثنا محمد بن حرب الخولاني، حدثنا محمد بن الوليد
الزبيدي، أخبرني الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن
النبي صلى الله عليه وسلم: رأى جارية في بيت أم سلمة، رأى بوجهها سفعة فقال: " بها نظرة،
فاسترقوا لها ".
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الفقيه الحافظ، أخبرنا صالح بن محمد الأسدي قال: أبو الربيع الأحول
سليمان بن داود ثقة كان ببغداد.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات سليمان بن داود أبو الربيع - وكان ينزل مدينة أبي جعفر - أول يوم من
شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين.
4624 - سليمان بن داود، أبو داود المباركي:
سمع أبا شهاب الحناط، وعامر بن صالح الزبيري، ويحيى بن أبي زائدة، وأبا
حفص الأبار، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي. روى عنه مسلم بن الحجاج، وأبو
زرعة الرازي، وأسيد بن عاصم الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأحمد بن يونس بن بكر الوراق.
وذكر أبو زرعة أنه سأل يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به. وقال أبو زرعة:
هو شيخ ثقة كان يكون ببغداد.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثنا أحمد بن يونس بن بكر بن الخليل الوراق - أبو بكر - حدثنا سليمان المباركي،
حدثنا أبو شهاب الحناط عن سفيان، عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير،
39

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن غر كريم، والفاجر
خب لئيم ".
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود المباركي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات المباركي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قلت: وقيل إن وفاته كانت في ذي القعدة.
4625 - سليمان بن داود، أبو الربيع الزهراني العتكي البصري:
سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد، وعبد الله بن جعفر المديني، وفليح بن
سليمان. وشريك بن عبد الله، ويعقوب القمي، وأبا شهاب الحناط، وسفيان بن
عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل وقال: كتبنا عنه في أيام ابن مهدي. وحدث عنه علي
ابن المديني، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمد بن يحيى
الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة الرازي، وأبو داود السجستاني، وعيسى بن
عبد الله الطيالسي، ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وإدريس بن عبد الكريم
المقرئ وأبو القاسم البغوي. سكن أبو الربيع بغداد وحدث بها، ووثقه يحيى بن
معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أخبرنا أبو محمد عمر بن أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله
الهاشمي، حدثنا محمد بن يوسف بن محمد العلاف، أخبرنا عبد الله بن محمد
40

ابن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني - إملاء من حفظه
ببغداد، في المحرم سنة إحدى وثلاثين ومائتين - حدثنا حماد بن زيد، حدثني مولى
لعثمان عن أسامة بن زيد قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة فيها لحم إلى عثمان بن
عفان، فدخلت عليه فإذا هو جالس مع رقية، ما رأيت زوجا أحسن منهما، فجعلت
مرة أنظر إلى عثمان، ومرة أنظر إلى رقية، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" دخلت عليهما؟ " قال: قلت: نعم! قال: " هل رأيت زوجا هو أحسن منهما؟ "
قال: قلت: لا يا رسول الله، وقد جعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أن محمد بن حميد المخرمي أخبرهم قال: حدثنا
علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: شهدت أبا زكريا
وجاءه جماعة فسألوه عمن يكتبون بالبصرة قال: الحجبي، ومسدد، وأبو الربيع
الزهراني.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن أبي
الربيع والحجبي، أيهما أثبت في حماد بن زيد؟ فقال: أبو الربيع أشهر الرجلين،
والحجبي ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو الربيع
الزهراني تكلم الناس فيه، وهو صدوق.
حدثني محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الربيع الزهراني
البصري ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني في رمضان سنة أربع وثلاثين
ومائتين، وقد كتبت عنه. قلت: وبالبصرة توفي.
41

4626 - سليمان بن الربيع بن سليمان:
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أحمد بن
العباس بن شقير، حدثني أبو أحمد البربري، حدثنا سليمان بن الربيع - في دار الرقيق
سنة أربع وثلاثين ومائتين - حدثنا أبي الربيع بن سليمان عن أبي المحبر عن عثمان بن
عطاء الخراساني عن أبيه عن أبي سفيان الألهاني عن تميم الداري قال: سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن معانقة الرجل أخاه إذا هو لقيه؟ فقال: " كانت تحية أهل الايمان وخالص
ودهم وأن أول من عانق إبراهيم " وذكر الحديث بطوله.
4627 - سليمان بن داود بن بشر بن زياد، أبو أيوب المنقري البصري
المعروف بالشاذكوني:
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما. وكان حافظا
مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها،
وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن
يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل -: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عن عبيد الله بن عثمان الدقاق، أخبرنا الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا
أبو بكر الخلال، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان مطين قال: ذكرنا لأبي
عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في
دهليزه، وكان يلقى على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد: وكان حافظا، وكانت
هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟!
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله
ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم: وأظن أن أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
42

حبان حدثنا قال: حدثنا عبد الله بن أسيد قال: حدثني أحمد بن عمرو بن أبي عاصم
النبيل القاضي قال: حدثني هارون بن سفيان قال: سمعت عمرو الناقد يقول: قدم
سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه
نقد الرجال.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح، أخبرنا طلحة بن أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا
أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي مهزول قال: سمعت محمد بن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل،
ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد
يقلب عليه إسنادا قط.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيي بن معين،
وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان علي أحفظنا للطوال.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن
محمد بن سيار قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو - يعني
الشاذكوني - أو علي بن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلى بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة
- أظنه قال عند أبي نعيم - قال: فقال ابن أبي شيبة: إيش تحفظ " لا تقطع الخمس إلا
في خمس " قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت
حديث فلان ولم أكتبه أنا قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن
أبي شيبة وأنا أرحمه.
أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا أبو يحيى الساجي قال: حدثني أبو أسامة عبد الله بن أسامة
الكلبي، حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام
يقول: انتهى العلم - يعني علم الحديث - إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله،
ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم
به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو
يحيى: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
43

أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجاني، حدثنا محمد
ابن أحمد بن بخيت، حدثنا يزيد بن محمد بن فضيل، حدثنا أبو نعيم قال: كان ابن
الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه قال: لبيك اللهم لبيك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار
قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما
أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح
واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين
الإنس، علي بن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقا - يعني عمرو بن علي -.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن
محمد البغدادي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي بحديث، فقال عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، حدثنا
فلان عن فلان وذكر الحديث، قال حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا
ولكنه اتصل اللام بالضاد.
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي،
أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، حدثنا عمر بن إسحاق الشيرازي، حدثنا أبو
جعفر التمار قال: سمعت الشاذكوني يقول: دخلت الكوفة نيفا وعشرين دخلة
أكتب الحديث فأتيت حفص بن غياث فكتبت حديثه، فلما رجعت إلى البصرة
وصرت في بنانه لقيني ابن أبي خدويه فقال: يا سليمان من أين جئت؟ قلت من
الكوفة، قال: حديث من كتبت؟ قلت: حديث حفص بن غياث، قال: أفكتبت علمه
كله؟ قلت: نعم، قال: أذهب عليك منه شئ؟ قلت: لا، قال: فكتبت عنه عن جعفر
ابن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش فحيل، كان
يأكل في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد؟ قلت: لا، قال: فأسخن الله عينك،
إيش كنت تعمل بالكوفة!! قال: فوضعت خرجي عند النرسيين، ورجعت إلى
الكوفة، فأتيت حفصا فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من البصرة، قال: لم رجعت؟
قلت: إن ابن أبي خدويه ذاكرني عنك بكذا وكذا. قال: فحدثني ورجعت، ولم
يكن لي بالكوفة حاجة غيرها.
44

أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، أخبرنا زكريا بن يحيى - يعني
الساجي - حدثني أحمد بن محمد، حدثنا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد
وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى
القطان: طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال
الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا مالا تحسن، إنما نكتب عليك
ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن
إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى:
دعوه فإن كلمتوه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة -
حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول:
كان يحيى بن سعيد يسمى الشاذكوني الخائب.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله
المديني قال: سمعت أبي - وقلت له - شيئا رواه الشاذكوني عن يحيى بن سعيد عن
سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريت بني
أمية في صورة القردة والخنازير، يصعدون منبري، فشق على ذلك، فأنزلت: (إنا
أنزلناه في ليلة القدر) [القدر 1] ".
فأنكر في صورة القردة والخنازير أشد الإنكار.
قال: حدثناه يحيى بن سعيد عن سفيان عن علي بن زيد عن ابن المسيب قال: قال
نبي الله صلى الله عليه وسلم: " أريت بني أمية يصعدون منبري فشق علي، فأنزلت: (إنا أنزلناه في ليلة
القدر) ".
وأنكر أول حديث ابن الشاذكوني أشد الإنكار، وقيل له حدث عن هشام بن
يوسف قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مريم عن الوليد بن أبي الوليد عن رجل قد سماه
- فذهب عني - عن معاذ بن جبل. قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعثني - أراه قال إلى
اليمن - قال: " إنهم سائلوك عن المجرة، فإذا سألوك فقل إنها من عرق الأفعى التي
تحت العرش ".
45

فأنكره أشد الإنكار وقال: لم يسمع هشام بن يوسف من أبي بكر بن أبي مريم
شيئا، وأبو بكر شامي، وهشام صنعاني. ثم قال: أراه أبو بكر بن أبي سبرة.
أنبأني أحمد بن علي اليزدي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أخبرنا
محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ قال: سمعت
عفان يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره
شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين - أو ست - أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت
لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني فقال: ما رأيت
أحفظ منه، فقلت له بأي شئ كان يتهم؟ فقال في الكذب، وكان يكذب في
الحديث، وكان بلية يرمى باللواطة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن سفيان
الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري يقول: قدم علينا ابن عمرو بن
مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن
سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا
غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين
ترى ننحره؟ فقال: أخبرنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: المحاريب محدثة فأبى
الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر
ضرباته، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته
وبالبلدية فلم يسعفه بشئ، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال: يا أبا
أيوب إن رأيت أن تحدثنا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب
أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث
طويل، ولم أذاكر به منذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك
بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرنا أحمد
ابن إبراهيم الجمال، حدثنا الحسين بن عليل العنزي، حدثنا محمد بن يوسف
الخاركي قال: حدثني علي بن المديني قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ
46

جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن قال لغلمانه:
احملوه فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهدي فوعظ. فقال: والله
ما سكرت ولكنهم بنجوني، فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم،
فقال نعم، فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال: علي فما
تركه حتى عاد إليه.
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن
مخلد، حدثنا يزيد بن الهيثم بن طهمان - أبو خالد - حدثنا محمد بن سهل بن عسكر
قال: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال:
العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى
العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري،
ولا عن ابن جريج، ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه ثم قال: ذاك الشاذكوني. ثم
ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد،
وأما علي بن المديني فحافظ سراد وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه
ولا أورع.
حدثني محمد بن أحمد بن محمد اللخمي - بالأنبار - أخبرنا الحسين بن ميمون
البزاز - بمصر - أخبرنا الحسن بن علي بن شعبان بن زكير، حدثنا محمد بن سعيد
التستري، حدثنا القاسم بن نصر المخرمي قال: وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن
سليمان الشاذكوني فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع
وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا عبد
الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول:
سمعت صالحا جزرة يقول: قال لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع
سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا
أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان
الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما
قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له: هذه
الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشئ آخر لوضع مثلها.
47

أخبرنا الجوهري، أنبأنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر ابن
الشاذكوني فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني
الكذب.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا محمد بن عبد الحميد السهمي، حدثنا أحمد بن محمد الحضرمي
قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال: ليس بشئ.
حدثت عن دعلج بن أحمد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قال: سمعت محمد
ابن إسماعيل البخاري - وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال: هو عندي أضعف من
كل ضعيف.
حدثنا محمد بن علي الصوري بلفظه، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي،
أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيوب سليمان
ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سألت عبدان الأهوازي عن
الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد
ذهبت، فكان يحدث فيغلط.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: سئل عبد الله بن محمد بن سيار
عن الشاذكوني فقال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى
انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني
بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته.
ما أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي
قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري
بأصبهان.
48

وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى
من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ قال: سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول:
سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم
فقلت ما فعل الله بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال: كنت في طريق
أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شئ
فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
4628 - سليمان بن أيوب، أبو أيوب صاحب البصري:
حدث عن حماد بن زيد، وهارون بن دينار. روى عنه زكريا بن يحيى
الضرير المدائني، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وصالح بن محمد جزرة، وأحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبو القاسم البغوي. وكان من أهل البصرة، وقدم
بغداد وحدث بها.
أخبرنا الحسين بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا
أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا سليمان بن أبي أيوب - صاحب البصري، في منزل
عبيد الله القواريري - حدثنا حماد بن زيد عن أبي الزبير قال: سألت ابن عمر عن
استلام الحجر فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. قال: قلت: أرأيت إن
زحمت، أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل أرأيت باليمن. كذا قال لي الخلال عن أبي
الزبير، والصواب: عن الزبير وهو ابن عدي.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال لي يحيى بن معين: هذا البصري أبو
أيوب صاحب البصري ثقة صدوق حافظ معروف، أكتب عنه.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب البغدادي
- بمصر - قال: وجدت في كتاب جد أبي الحسين بن حبان - قال: أبو زكريا سليمان
ابن أيوب صاحب البصري من الحفاظ الثقات كان يتحفظ عند يحيى بن سعيد،
يأنف أن يكتب عنده.
49

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن أيوب صاحب البصري.
4629 - سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حبيب، أبو محمد
الجرشي الشامي:
نزيل واسط حدث عن الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور، ومروان
ابن معاوية كان فهما حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وأحمد بن ملاعب، وحنبل بن إسحاق.
وقال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي وقال: كتبت عنه قديما، وكان حلوا. قدم بغداد
فكتب عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وتغير بأخرة، فلما كان في رحلتي
الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهي فلم
أكتب عنه.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: حدثنا سليمان بن أحمد. وقال أحمد
ابن حنبل: سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال:
قلت لأبي: حديث رواه الوليد بن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن معيقيب أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اهتز العرش لموت سعد " فقال: هذا الحديث كذب موضوع،
رواه سليمان بن أحمد الواسطي، وعمرو بن مالك.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان بن أحمد فقال: كان
يتهم في الحديث.
أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال:
50

قرأت على محمد بن طالب بن علي قال: قال أبو علي صالح بن محمد البغدادي:
سليمان بن أحمد الواسطي كذاب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سليمان بن أحمد أبو محمد ضعيف، روى عن
الوليد بن مسلم.
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سألت عبدان وقد
حدثنا عن سليمان بن أحمد الواسطي بعجائب فقال: كان عندهم ثقة.
قال ابن عدي: ولسليمان أحاديث أفراد غرائب، يحدث بها عنه علي بن عبد
العزيز وغيره، وهو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه.
حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الحافظ قال: سليمان بن أحمد أبو محمد الواسطي متروك
الحديث.
4630 - سليمان بن أبي شيخ، واسم أبي شيخ: منصور بن سليمان، ويكنى
أبا أيوب الواسطي:
سكن ببغداد في بركة زلزل، وحدث عن سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس،
وأبي سفيان الحميري، وصالح بن سليمان، ومحمد بن الحجاج اللخمي وحجر بن
عبد الجبار الحضرمي، ويحيى بن سعيد، وخالد بن سعيد الأمويين، وصلة بن
سليمان، وغيرهما. وكان عالما بالنسب، والتواريخ، وأيام الناس وأخبارهم وكان
صدوقا. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن
القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، وعلي بن الحسن بن المغيرة الدقاق.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي، حدثنا
أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي، حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيخ أن
أباه ولد سنة إحدى وخمسين ومائة، ومات سنة ست وأربعين ومائتين، وكان عمره
خمسا وتسعين سنة، وأن أبا شيخ جده ولد سنة ثمان عشرة ومائة، ومات سنة ست
وثمانين ومائة، وكان اسمه منصور، وأن جد أبيه سليمان الأكبر أبا أبي شيخ،
51

ولد سنة أربعين، وفيها قتل أمير المؤمنين علي، ومات في السنة التي ولد فيها ابنه أبو
شيخ، سنة ثمان عشرة ومائة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن
سليمان بن أبي شيخ الواسطي فقال: ثقة.
4631 - سليمان بن معبد، أبو داود النحوي السنجي المروزي:
سمع النضر بن شميل والنضر بن محمد الجرشي، وسيار بن حاتم، والهيثم بن
عدي، وعبد الرزاق بن همام والأصمعي، وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم،
وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم.
وكان قد رحل في العلم إلى العراق، والحجاز، ومصر واليمن، وقدم بغداد وذاكر
الحفاظ بها، وسمع منه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في مذاكرته ليحي بن معين
أحاديث. وروى عنه مسلم بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد
الرحمن بن يوسف بن خراش، وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن حمدويه المروزي،
وكان ثقة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال أبو داود النحوي - سليمان بن معبد -
ليحيى بن معين: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: أعض
الله أبا حنيفة بكذا وكذا لا يكنى، فقال يحيى بن معين: أساء أساء.
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: قرأت علي ابن
جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن صريم السنجي فأقر به.
سمعت أبا رجاء محمد بن حمدويه بن موسى يقول: سليمان بن معبد من أهل
السنج جالس الأصمعي وجلة الفقهاء، مات في سنة سبع وخمسين ومائتين. زاد غيره:
في ذي الحجة.
52

أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري، حدثنا عمر بن أحمد بن علي المروزي، أخبرني أبو جعفر الكمساني المؤدب
- بمرو - أن هذه الأبيات لأبي داود سليمان بن معبد السنجي:
يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا * وإن رأى عاملا بالمنكر انتهره
ابدأ بنفسك قبل الناس كلهم * فأوصها واتل ما في سورة البقرة
أتأمرون ببر تاركين له * ناسين ذلك دأب الخيب الخسره
وإن أمرت ببر ثم كنت على * خلافه لم تكن إلا من الفجرة
من كان بالعرف أمارا وتاركه * فذاك يسبق منه سيله مطره
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
وكتب لي بيده قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن معبد مروزي ثقة، كنيته أبو
داود.
4632 - سليمان بن عبد الجبار بن رزيق، أبو أيوب:
من ساكني سر من رأى. حدث عن سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن
فارس، ويونس بن محمد، وإسحاق بن عيسى بن الطباع، وعمر بن حفص بن
غياث، وخالد بن مخلد، وعلي بن قادم، وعفان بن مسلم، وحسين بن محمد
المروزي. روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن عبد الله بن سابور،
وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن هارون بن المجدر، ويحيى بن محمد بن صاعد.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بسامرا. قال: وسمعت أبي يعقوب سمعت
حجاج بن الشاعر يبالغ في الثناء عليه ويذكره بخير.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد،
53

حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا سليمان بن عبد الجبار وإبراهيم بن سعيد
الجوهري قالا: حدثنا حسين بن محمد المروزي قال: حدثنا جرير بن حازم.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، حدثنا جعفر
الصائغ، حدثنا حسين، حدثنا جرير عن أيوب، عن أبي الزبير عن جابر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه " وقال إبراهيم: " إذا ولى
أحدكم أخاه ".
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا الحسين بن محمد بن أحمد بن شعبة
المروزي، حدثنا محمد بن أحمد بن محبوب، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا
سليمان بن عبد الجبار البغدادي، حدثنا عمر بن حفص بن غياث بحديث ذكره.
4633 - سليمان بن أيوب، الربضي الضرير:
حدث عن داود بن المحبر. روى عنه إبراهيم بن الوليد الجشاش.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش قال: سمعت سليمان أبا أيوب الربضي الضرير -
وكان من الصالحين - قال: حدثنا داود بن المحبر عن مبارك بن فضالة عن ثابت
البناني قال: أفضت من عرفات وقد مضى الناس، فبينما أنا أسير وحدي إذا أنا
برجلين يقول أحدهما لصاحبه يا حبيب، فقال الآخر: لبيك يا محب ما تقول قال:
أترى الذي تحاببنا فيه يعذبنا؟ قال: فسمعوا صوتا: ليس بفاعل، ليس بفاعل.
4634 - سليمان بن محمد بن عاصم، الطيالسي:
حدث عن قبيصة بن عقبة. روى عنه ابن أخيه القاسم بن بكر الطيالسي.
4635 - سليمان بن خلاد، أبو خلاد المؤدب:
سكن سر من رأى وحدث بها عن يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، ووهب بن
جرير، وكثير بن هشام، ويونس بن محمد، وقراد أبي نوح، والحسن بن موسى
الأشيب. روى عنه قاسم بن محمد الأنباري، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني،
ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأبو عيسى بن قطن السمسار، ومحمد بن
54

زكريا الدقاق، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، ومحمد بن سهل بن هارون
العسكري، ومحمد بن مخلد الدوري.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا سليمان بن
خلاد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن زياد يحدث عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله
رأسه رأس حمار ".
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال جدي عن ابن بكر -
يعنى أحمد بن محمد بن بكر القصير - ومات أبو خلاد بسر من رأى في آخر سنة
إحدى وستين ومائتين.
4636 - سليمان بن الحسن، أبو أيوب، يعرف بأخي المقتصد:
حدث عن عبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم بن القاسم،
والحكم بن مروان الضرير. روى عنه محمد بن مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن بكران بن عمران،
حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثني سليمان بن الحسن أبو أيوب أخو المقتصد قال
[حدثنا] الحكم بن مروان، حدثنا عمرو بن بشير أبو هانئ عن الشعبي قال: من
قرأ: (إذا زلزلت) فإنها تعدل سدس القرآن.
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة اثنتين وستين ومائتين، فيها مات أبو أيوب
سليمان بن الحسن أخو المقتصد في شهر رمضان.
4637 - سليمان بن الربيع بن هشام بن عزور بن مهلهل، أبو محمد النهدي
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي جنادة حصين بن مخارق، وهمام بن مسلم الزاهد
وكادح بن رحمة، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه محمد بن جرير الطبري،
55

وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن
يحيى المؤذن، ومحمد بن مخلد العطار.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البيع، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا
محمد بن مخلد بن حفص العطار، حدثنا سليمان بن الربيع، حدثنا همام بن مسلم
الزاهد، عن مقاتل بن حيان عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من
اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هذه الآية: (وهو الذي أنشأكم من نفس
واحدة) [الأنعام 98] (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)
[السجدة 9] ".
حدثني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: يقال كادح بن رحمة له اسم
كان يعرف به، فغيره سليمان بن الربيع فسماه كادحا، ذهب إلى قول الله تعالى: (يا
أيها الإنسان إنك كادح) [الانشقاق 6] قال: وقد روى سليمان بن الربيع هذا
أحاديث مناكير عن شيخ آخر، فغير اسمه سماه همام بن مسلم وأظنه ذهب إلى قول
النبي صلى الله عليه وسلم " كل بني آدم همام " قال أبو الحسن: أراد منهم من يهم بالخير، ومنهم من
يهم بالشر، وذهب إلى أن أباه كان مسلما فقال همام بن مسلم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: كان سليمان بن الربيع ضعيفا،
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن
الحجاج عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: سنة أربع وسبعين ومائتين
فيها مات سليمان الكادحي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: سنة أربع وسبعين ومائتين
فيها مات سليمان بن الربيع النهدي بالكوفة.
4638 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن
عمران، أبو داود الأزدي السجستاني:
أحد من رحل وطوف، وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين، والخراسانيين،
56

والشاميين، والمصريين، والجزريين. وسمع مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وأبا
عمر الحوضي، وأبا الوليد الطيالسي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبا معمر
المقعد، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ومسددا وشاذ بن فياض، ويحيى بن معين،
وأحمد بن حنبل، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن يونس، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم
ابن موسى الفراء، وعمرو بن عون، وأبا الجماهر التنوخي، وهشام بن عمار
الدمشقي، ومحمد بن الصباح الدولابي، والربيع بن نافع الحلبي، ويزيد بن موهب
الرملي، وأبا الطاهر بن السرح، وأحمد بن صالح المصريين، وأبا جعفر النفيلي،
وخلقا كثيرا غيرهم. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن
محمد بن هارون الخلال، وعلي بن الحسين بن العبد، ومحمد بن مخلد الدوري،
وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، في آخرين.
وكان أبو داود قد سكن البصرة، وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف في
السنن بها، ونقله عنه أهلها، ويقال إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل
فاستجاده واستحسنه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا سليمان بن الأشعث بن إسحاق - أبو داود - حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن
سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الزبير وبين عبد الله بن مسعود.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، حدثنا أبو عيسى الأزرق.
قال: سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، فلم أكتب عن
مخول بن إبراهيم النهدي، ومضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض
السماع منه.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا علي بن الحسين بن محمد
الشافعي - بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال: سمعت
سليمان بن الأشعث - أبا داود - يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وصليت على عفان
57

ببغداد سنة عشرين، وسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم
يقولون أمس مات عثمان المؤذن، وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم
أسمع منه شيئا، ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا، وسمعت من سعدويه
مجلسا واحدا، وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا. قلت: سمعت من يوسف
الصفار؟ قال: لا، قلت: سمعت من ابن الأصبهاني؟ قال: لا، قلت: سمعت من
عمرو بن حماد بن طلحة؟ قال: لا، ولا سمعت من مخول بن إبراهيم ثم قال: هؤلاء
كانوا بعد العشرين، والحديث رزق ولم أسمع منهم، كان لا يحدث عن ابن الحماني،
ولا عن سويد، ولا عن ابن كاسب، ولا عن ابن حميد، ولا عن سفيان بن وكيع،
ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف، ولا من من أبي همام الدلال، ولا من
الرقاشي.
حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القاري الدينوري - بلفظه - قال:
سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي سمعت أبا بكر بن داسه
يقول: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث،
انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب السنن - جمعت فيه أربعة آلاف
وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من
ذلك أربعة أحاديث، أحدها قوله عليه السلام " الأعمال بالنيات " والثاني قوله
" من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " والثالث قوله " لا يكون المؤمن مؤمنا حتى
يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه " والرابع قوله " الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك
أمور مشتبهات " الحديث.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: أبو داود
سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته
بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها، أحد في زمانه، رجل ورع مقدم. وسمع أحمد بن
حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره، وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر
صدقة يرفعون من قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
58

وقد أخبرنا بالحديث الذي سمعه أحمد من أبي داود أبو الفرج الطناجيري:
حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا أبي،
حدثنا محمد بن عمرو الرازي، حدثنا عبد الرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة،
عن أبي العشر الدارمي عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة فحسنها. قال ابن
أبي داود: قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: هذا حديث غريب،
وقال لي اقعد، فدخل فأخرج محبرة وقلما وورقة وقال أمله علي، فكتبه عني، ثم
شهدته يوما آخر وجاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد بن حنبل: يا أبا جعفر
عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه. فسألني فأمليته عليه.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات، أخبرنا محمد بن العباس بن أحمد
ابن محمد بن عاصم الضبي، أخبرنا أحمد بن محمد بن ياسين الهروي قال: سليمان
ابن الأشعث أبو داود السجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة النسك، والعفاف، والصلاح، والورع، من
فرسان الحديث.
حدثني الأزهري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن
الأشعث، حدثنا أحمد بن سنان - أو غيره - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
إبراهيم بن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله، وكان علقمة
يشبه بعبد الله.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان إبراهيم يشبه بعلقمة، وكان منصور يشبه
بإبراهيم، وقال غير جرير: كان سفيان يشبه بمنصور.
قال عمر بن أحمد: وقال أبو علي القوهستاني: كان وكيع يشبه بسفيان، وكان
أحمد بن حنبل يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أخبرني
محمد بن بكر بن عبد الرزاق - في كتابه - قال: كان لأبي داود السجستاني كم
واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج
إليه.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري
59

يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: الشهوة الخفية حب
الرياسة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
سمعت أحمد بن محمود بن صبيح. قال: ومات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة
خمس وسبعين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي.
وأخبرنا الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قالا: أخبرنا أبو الحسين بن
المنادي قال: ودخلها - يعني بغداد - أبو داود السجستاني مرارا، ثم خرج منها آخر
مراته في أول سنة إحدى وسبعين إلى البصرة، فنزلها ومات بها في سنة خمس وسبعين
ومائتين.
حدثنا محمد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد
الشافعي، أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي قال: ومات - يعني أبا داود - لأربع عشرة
بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد
الهاشمي.
4639 - سليمان بن محمد أبو الربيع العبسي:
حدث عن عبيد الله بن موسى، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه أبو بكر
الشافعي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم، حدثنا أبو الربيع سليمان بن محمد العبسي، حدثنا عبد الله - يعني ابن موسى
- عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: إن أول ما خلق الله القلم فقال له
اكتب، قال: وما أكتب قال: أكتب القدر ما هو كائن من ذلك اليوم إلى يوم القيامة،
ثم ارتفع بخار الماء ففتق منه السماوات السبع، ثم خلق النون فبسط الأرض فوق
ظهره، فاضطرب النون وماجت الأرض، فأثبتت بالجبال، فهن يفتخرن عليها.
4640 - سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل، أبو منصور النهرواني:
من ولد جرير بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدث عن محمد بن موسى
60

الحرسي، وسهل بن زنجلة الرازي، ومحمد بن إسماعيل الأهوازي، ومحمد بن وهب
ابن أبي كريمة الحراني، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، وعبد الرحمن بن إبراهيم
دحيم، وعبد الوهاب بن الضحاك الغرضي. روى عنه أحمد بن عثمان بن الأدمي،
وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان، وعبد الباقي بن قانع، وأبو
بكر الشافعي.
وقال الدارقطني: هو ضعيف.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمي، حدثنا سليمان بن محمد النهرواني، حدثنا محمد بن أبي السرى العسقلاني،
حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله قال:
حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: " إن خلق أحدكم يجمع في بطن
أمه " وذكر الحديث بطوله.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن أبا منصور النهرواني مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
4641 - سليمان بن يحيى بن الوليد، أبو أيوب الضبي المقرئ:
قرأ القرآن على أبي المستثير رجاء بن عيسى بن رجاء، وكان أبو المستثير قد قرأ
على إبراهيم بن زربى صاحب سليم بن عيسى. وحدث سليمان عن خلف بن هشام
البزاز، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي عمر
الدوري، وأبي حمدون الطيب، والفضل بن سهل الأعرج. روى عنه أبو بكر بن
الأنباري النحوي، وأبو الحسين بن المنادي، وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ.
قال: سليمان بن يحيى بن الوليد أبو أيوب المقرئ الضبي كان شيخا صالحا يقرئ في
مدينة أبي جعفر في الجامع بحرف حمزة، قرأ على ترك وقرأ ترك على عبد الرحمن بن
قلوقا، وقرأ عبد الرحمن على حمزة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن سليمان الضبي المقرئ مات
في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
61

4642 - سليمان بن معروف، أبو داود العسكري:
من أهل سر من رأى. حدث عن النضر بن سلمة شاذان. روى عنه أبو بكر
الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا أبو داود سليمان بن معروف
العسكري - بسر من رأى - حدثنا النضر بن سلمة، حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني
وحسان بن عباد.
وأخبرني أحمد ويحيى أنهما كتبا عنه قالا: حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول
قال: حدثني حزام بن هشام قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المستشار مؤتمن ".
4643 - سليمان بن محمد بن أحمد، أبو موسى النحوي المعروف بالحامض:
كان أحد المذكورين من العلماء بنحو الكوفيين، أخذ عن أبي العباس ثعلب، وهو
المقدم من أصحابه. ومن خلفه بعد موته، وجلس مجلسه، وصنف كتبا منه غريب
الحديث وخلق الإنسان، والوحوش، والنبات. روى عنه أبو عمر الزاهد، وأبو جعفر
الأصبهاني المعروف ببزرويه، وكان دينا صالحا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن
جعفر بن محمد بن هارون التميمي قال: وأما أبو موسى الحامض فكان أوحد الناس
في البيان، والمعرفة بالعربية، واللغة والشعر.
حكى لي أبو علي النقار قال: دخل الكوفة أبو موسى وسمعت منه كتاب
" الإدغام " عن ثعلب عن سلمة عن الفراء. قال أبو علي: فقلت له: أراك تلخص
الجواب تلخيصا ليس في الكتب!! قال: هذا ثمرة صحبة ثعلب أربعين سنة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا موسى
الحامض مات سنة خمس وثلاثمائة.
وقال لي هلال بن المحسن: مات أبو موسى الحامض ليلة الخميس لسبع بقين من
ذي الحجة سنة خمس وثلاثمائة.
62

4644 - سليمان بن عيسى بن محمد، أبو أيوب الجوهري البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبيد الله بن
معاذ العنبري، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبي يزيد عمرو بن يزيد الجرمي، وعبد
الرحمن بن يونس الرقي، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه علي بن محمد بن
لؤلؤ الوراق وقال: سمعنا منه ببغداد، ومحمد بن المظفر، وعمر بن أحمد بن يوسف
الوكيل، وأحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومحمد بن عبيد الله
ابن الشخير وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب التنوخي -
لفظا - حدثنا أبو أيوب سليمان بن عيسى الجوهري - إملاء يوم الجمعة لتسع بقين من
المحرم سنة سبع وثلاثمائة - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا عبد
العزيز بن المختار عن سهل عن سمى عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما ".
4645 - سليمان بن داود بن كثير بن وقدان، أبو محمد الطوسي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن سليمان لوين، وإسماعيل بن أبي كريمة
الحراني، وأبي همام السكوني وسوار بن عبد الله العنبري، ويعقوب بن إسحاق بن
أبي إسرائيل. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الفضل الزهري، وأبو
حفص بن شاهين، وغيرهم وكان ثقة صدوقا.
أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، حدثنا عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري، حدثنا أبو محمد الطوسي سليمان بن وقدان، حدثنا إسماعيل بن
أبي كريمة، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن
قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد، فقال
جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال
زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنوا عليه وأنا معه في
الحجرة، فقال لي: " انظر من هؤلاء؟ " فنظرت فقلت: علي وجعفر وزيد فقال:
" إئذن لهم " فدخلوا عليه فقالوا: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ قال: " فاطمة "
قالوا: ليس عن النساء نسألك، فقال: " أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي،
63

وأنت في شجرتي، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي، وأما أنت يا زيد فمولاي وأنت أحبهم إلي ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال: سنة أربع عشرة وثلاثمائة فيها
مات أبو محمد الطوسي صاحب سوار بن عبد الله.
قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب، مات أبو محمد سليمان بن داود بن
وقدان الطوسي سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
4646 - سليمان بن محمد بن إبراهيم بن جبلة، أبو الحسن القافلائي:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، وذكر أنه سمع منه
في سنة عشرين وثلاثمائة.
4647 - سليمان بن الحسن بن علي بن الجعد بن عبيد، الجوهري، يكنى أبا
الطيب:
وهو أخو أبي عاصم عمر بن الحسن وكان الأكبر. حدث عن سليمان بن عمر
الأقطع الرقي، وأبي الأشعث أحمد بن المقدم العجلي. روى عنه محمد بن جعفر
زوج الحرة وعبد الله بن موسى الهاشمي، وأبو حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة.
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن المؤذن، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن موسى
الهاشمي، حدثنا سليمان بن الحسن بن علي بن الجعد، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا
عبد الأعلى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كفر
أخاه فقد باء به أحدهما ".
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد، أن أبا عاصم بن الحسن بن
علي بن الجعد مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأخوه قبله بسنة.
4648 - سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، أبو أيوب الجلاب:
سمع عبيد الله بن سعيد بن عفير المصري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي. روى عنه
أبو عمر بن حيويه، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة.
64

حدثني ابن أبي الفتح عن طلحة أن أبا أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل مات
في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
4649 - سليمان بن العباس بن المبارك، أبو إسحاق التركي، يعرف بلؤلؤ:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن عباس بن محمد الدوري. وقال: مات في سنة خمس
وثلاثين وثلاثمائة.
4650 - سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب - واسم أبي أيوب:
محمد - ابن إسماعيل بن سليمان بن يحيى بن هلال مولى عمر بن عبد العزيز بن
مروان، وكنية سليمان أبو القاسم:
سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبا
بكر بن أبي داود، وعبد الحميد بن محمد بن درستويه، وعبد الله بن أحمد بن سعيد
الجصاص، وأحمد بن الحسن المعروف بدبيس المقرئ، حدثنا عنه الأزهري والحسن
ابن محمد الخلال، وأبو الفرج الطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو طالب
محمد بن علي البيضاوي، وكان ثقة يشهد عند الحكام عدلا مقبولا.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان
سليمان بن محمد بن أبي أيوب من أهل بيت الشهادة والستر والثقة وكان في
الحديث ثقة جميل الأمر.
أخبرني الأزهري قال: توفي أبو القاسم سليمان بن محمد بن أبي أيوب الشاهد في
شهر ربيع الأول من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمان وتسعين ومائتين،
ودفن في مقبرة الخيزران.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي قال: توفي سليمان بن محمد بن أبي أيوب
الشاهد يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان
وسبعين وثلاثمائة، وكان مستورا.
وكذا ذكر محمد بن أبي الفوارس وفاته في شهر ربيع الآخر.
4651 - سليمان بن داود بن سليمان، أبو علي الفرائضي:
حدث عن محمد بن هارون بن المجدر. حدثنا عنه أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي.
65

حدثنا ابن الجنيد - لفظا - حدثنا أبو علي سليمان بن داود بن سليمان الفرائضي -
إملاء من لفظه - حدثنا محمد بن هارون - يعني ابن المجدر - حدثنا داود - يعني ابن
رشيد - حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي
هريرة. سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم أعطني أفضل ما أعطيت عبادك
الصالحين. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا يعقر جوادك، وتهريق مهجتك في سبيل الله
عز وجل ".
ذكر من اسمه سعيد
4652 - سعيد بن سنان، أبو سنان الشيباني الكوفي:
سمع عمرو بن مرة، وعلقمة بن مرثد، وأبا إسحاق السبيعي، وحبيب بن أبي
ثابت، وحماد بن أبي سليمان، والضحاك بن مزاحم، وليث بن أبي سليم. روى عنه
سفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وجرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح،
ويعلى بن عبيد وحكام بن سلم، وزيد بن الحباب، وإسحاق بن سليمان، وأبو أحمد
الزبيري، وأبو داود الطيالسي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم.
وكان أبو سنان قد انتقل عن الكوفة إلى قزوين فنزلها، وورد بغداد، ومات بالري،
وقد ذكرنا قول يحيى بن معين في وروده بغداد فيما تقدم من باب التاء عند خبر تميم
ابن ناصح.
66

أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سنان
سعيد بن سنان رازي وهو ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: سعيد بن سنان كوفي جائز الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: سعيد بن سنان الرازي
ثقة.
وقال في موضع آخر: سألت أبا داود عن سعيد بن سنان الرازي فقال: من رفعاء
الناس.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سعيد بن سنان الشيباني من أنفسهم،
وكان من أهل الكوفة، ولكنه سكن الري بعد ذلك، وكان يحج في كل سنة، وكان
سيئ الخلق.
4653 - سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد
العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن
غالب، المديني:
ولى قضاء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة المهدي، وقدم بغداد فأدركه بها أجله.
وهو والد عبد الجبار بن سعيد المساحقي الذي يروى عنه إسماعيل بن إسحاق
القاضي، وكان شديد المذهب، حسن الطريقة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني نوفل بن ميمون قال: جاء سعيد بن سليمان إلى
عبد الله بن محمد بن عمران شاهدا فرد شهادته، فلما ولى سعيد القضاء جاءه عبد
الله بن محمد بن عمران شاهدا فأخذ شهادته فنظر فيها ساعة ثم رفع رأسه فقال:
المؤمن لا يشفى غيظه، أوقع شهادته يا ابن دينار فأوقعها.
67

وقال الزبير: حدثني عمى مصعب بن عبد الله قال: وفد سعيد بن سليمان على
أمير المؤمنين الرشيد، وكان انقطاعه إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس فنزل عليه، فجعل ينقلب إلى المدينة ويتطرب إلى مال له بناحية ضرية يقال له
الجفر، واشتكى عند العباس فجعل العباس يمازحه ويدفعه عن الخروج إلى الجفر،
فكتب العباس إلى أبي ببيت مازح به سعيد بن سليمان وقال له زدنا عليه، والبيت
الذي مازحه به العباس قوله:
وليس إلى نجد وبرد مياهه * إلى الحول إن حم الإياب سبيل
فزاد فيه أبي فقال:
وإن مقام الحول في طلب الغنى * بباب أمير المؤمنين قليل
فمات سعيد بن سليمان عند العباس بن محمد، قال: وكان من رجال قريش
جلدا وجمالا وشعرا.
وقال الزبير: حدثني محمد بن عبد العزيز العمري المجبري قال: جئت سعد بن
سليمان ببغداد أعوده في مرضه الذي مات فيه، ومعه مولى له يقال له داهر فقال لي:
وما كنت أخشى أن أراني راضيا * يعللني بعد الأحبة داهر
يحدثني مما يجمع عقله * أحاديث منها مستقيم وجائر
4654 - سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل بن عامر بن جذيم بن
سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح. أبو عبد الله المديني:
ولى القضاء ببغداد في عسكر المهدي زمن هارون الرشيد، وحدث عن هشام بن
عروة، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وسهيل بن أبي صالح. روى عنه محمد بن
الصباح الدولابي، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو إبراهيم الترجماني، وأحمد بن
إبراهيم الموصلي، ويحيى بن أيوب المقابري، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي.
68

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا إسماعيل بن بسام أبو
إبراهيم الترجماني.
وأخبرنا علي بن الحسن المالكي - واللفظ لحديثه - أخبرنا محمد بن إسماعيل
الوراق، حدثنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان - أبو حفص الثقفي في سنة ست
وثلاثمائة - حدثنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن الجمحي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من نسي صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام فليصل مع الإمام، فإذا فرغ من
صلاته فليعد الصلاة التي نسى، ثم يعيد الصلاة التي صلاها مع الإمام ".
وأخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد
ابن إسحاق الصاغاني، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا سعيد عن عبيد الله، عن نافع،
عن ابن عمر مثله ولم يرفعه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: سعيد بن عبد الرحمن القاضي هو مديني، قلت له: كنت أحسبه مكيا،
قال: لا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أخبرنا عبد
الرحمن بن محمد بن إدريس قال: سألت أبا زرعة عن حديث رواه إسماعيل بن
إبراهيم الترجماني عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نسى صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام " الحديث.
فقال أبو زرعة: هذا خطأ، رواه مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفا وهو الصحيح.
وأخبرت أن يحيى بن معين انتخب على إسماعيل ابن إبراهيم فلما بلغ هذا
الحديث جاوزه فقيل له كيف لا تكتب هذا الحديث؟ فقال يحيى: فعل الله بي إن
كتبت هذا الحديث.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى
69

البابسيري، حدثنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي، حدثنا أبي قال: حدثني الزبير
قال: سأل أمير المؤمنين عبد الله بن مصعب عن سعيد بن عبد الرحمن - وهو يومئذ
قاضيه - فقال: يا أمير المؤمنين إني أحسب سعيد بن عبد الرحمن لو دخل المسجد
الحرام فنظر إلى رجل وامرأة على فاحشة ما ظن بهما إلا خيرا لبعده من الآفات.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: وسعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل ولى القضاء
للرشيد ببغداد، وله يقول الشاعر يرثيه:
ثلمة في الإسلام موت سعيد * شملت كل مخلص التوحيد
ذاك أني رأيته لا يبالي * في تقى الله لوم أهل الوعيد
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، حدثنا
محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: سعيد بن عبد الرحمن
الجمحي، روى عن هشام بن عروة، وسهيل بن أبي صالح أحاديث لم يتابع عليها
أروى الناس عنه عبد الله بن وهب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد - يعني ابن حنبل -
سعيد بن عبد الرحمن الجمحي؟ قال: ليس به بأس، حديثه مقارب.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين قلت: فسعيد بن عبد الرحمن الجمحي كيف حديثه؟ فقال: ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
وسعيد بن عبد الرحمن كان قاضيا على بغداد، وهو لين الحديث.
حدثني محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو عبد الله سعيد بن عبد
الرحمن الجمحي المدني قاضي بغداد، لا بأس به.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا أحمد بن
الخليل، حدثنا يحيى بن أيوب قال: مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي سنة أربع
وسبعين ومائة، وولى سبع عشرة سنة.
70

قلت: هذا القول في وفاته خطأ والصواب:
ما أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز - إجازة - حدثنا محمد بن عمر بن سلم
الحافظ، حدثنا حامد بن محمد قال: سمعت يحيى بن أيوب يقول: مات سعيد بن
عبد الرحمن - وكان قاضيا ببغداد - سنة ست وسبعين ومائة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج، حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن
النعمان قالا: مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ببغداد سنة ست وسبعين ومائة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن
حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو حسان
الزيادي قال: سنة ست وسبعين ومائة فيها مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي
القاضي كان ببغداد، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
4655 - سعيد بن زكريا، أبو عمر القرشي المدائني:
حدث عن الزبير بن سعيد الهاشمي، وحمزة بن حبيب الزيات، وزمعة بن صالح.
روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وأحمد بن حنبل، وأبو حسان الزيادي،
ومحمود بن خداش، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، حدثنا إبراهيم بن خالد
ابن يوسف، حدثنا الحسن بن عثمان الزيادي، حدثني سعيد بن زكريا المدائني، حدثنا
الزبير بن سعيد الهاشمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحلال بين، والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهة، من تركها كان
أوقى لدينه وعرضه، ومن قاربها كان كالمرتع إلى جانب الحمى يوشك أن يقع
فيه ".
71

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سعيد بن زكريا المدائني
فقال: سألت يحيى عنه فقال: ليس بشئ.
قلت: قد روى غير أبي داود عن يحيى بن معين توثيقه لسعيد.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: سعيد بن زكريا المدائني ضعيف.
خالف زكريا في هذا القول جماعة من الأئمة فوصفوا سعيدا بالصلاح والثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا أبو
مسعود أحمد بن الفرات الرازي، أخبرنا محمد بن عيسى عن سعيد بن زكريا قال:
وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا
محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن سعيد بن
زكريا المدائني فقال: كتبنا عنه أحاديث زمعة، وعرضتها على أبي داود الطيالسي بعد
فأجاب فيها، لا شيئا يسيرا أربعة أحاديث - أو خمسة، أو أقل، أو أكثر - ما به بأس إن
شاء الله.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن
حنبل سعيد بن زكريا؟ فقال: المدائني؟ قلت: نعم! قال: هذا كنا كتبنا عنه ثم
تركناه. قلت له: لم؟ فقال: لم يكن - أرى - به في نفسه بأسا، ولكن لم يكن
بصاحب حديث.
أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان السواق، حدثنا عيسى بن حامد بن بشر
الرخجي قال: سمعت جدي محمد بن الحسين - يعني القنبيطي - يقول: سمعت
محمود بن خداش يقول: سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن سعيد بن زكريا
فقالا لي: هو ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن يونس المقرئ،
حدثنا جعفر بن أبي عثمان قال: قال يحيى بن معين: سعيد بن زكريا المدائني ليس به
بأس.
72

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: سعيد بن زكريا المدائني القرشي صدوق، أبو عمر - كناه أحمد
ابن سليمان - كان يحيى بن معين يثني على سعيد بن زكريا أرى.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن
أبي الأشرس الأسدي الكوفي قال: سعيد بن زكريا المدائني ثقة.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو عمر سعيد بن زكريا المدائني صالح.
4656 - سعيد بن محمد، أبو الحسن الوراق الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وعلي بن الحزور،
ومحمد بن عمرو، وفضيل بن مرزوق وغيرهم. وبغداد كانت وفاته. روى عنه
أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسن
ابن عرفة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي ومحمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن
الفضل وعبد الله بن يحيى السكري ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد
البزاز قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني
سعيد بن محمد الوراق.
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ وإبراهيم بن عمر
البرمكي قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن
73

حنبل، حدثني أبي، حدثنا سعيد بن محمد الوراق، عن علي بن الحزور قال: سمعت
أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لعلي: " يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن سعيد بن
محمد الوراق فلينه وتكلم فيه بشئ.
وقال الأثرم في موضع آخر، وسئل أبو عبد الله عن سعيد الوراق فقال: لم يكن
بذاك. وقد حكوا عنه حديثا منكرا، قلت: إيش هو؟ قال: قال عن يحيى بن سعيد
عن عروة عن عائشة شئ في السخاء.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: سعيد
الوراق ليس بثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله عن يحيى بن معين
قال: سعيد بن محمد الوراق ضعيف.
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن أحمد قال: قرئ
على العباس بن محمد قال أبي: وأخبرنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة
قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: سعيد بن محمد الوراق ليس حديثه بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي،
حدثنا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم المشغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار قالا: حدثنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سعيد بن محمد الوراق غير ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم فذكر جماعة منهم
سعيد بن محمد الوراق بغدادي.
74

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سعيد بن محمد الوراق ويكنى أبا
الحسن توفي ببغداد، وكان ضعيفا.
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي - بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت - يعني أبا
داود سليمان بن الأشعث - عن سعيد بن محمد الوراق فقال: سألت يحيى فقال:
ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سعيد بن محمد الوراق ليس بثقة.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: سعيد بن محمد الوراق
كوفي، يروى عنه أبو كريب متروك.
4657 - سعيد بن وهب، أبو عثمان مولى بني سامة بن لؤي:
شاعر من أهل البصرة انتقل إلى بغداد فسكنها. ومات في زمان المأمون، وكان
خليعا ماجنا، أكثر القول في الغزل والخمر، ثم تاب ونسك وحج راجلا، وكان
صديقا لأبي العتاهية وهو القائل في الفضل بن يحيى:
مدح الفضل نفسه بالفعال * فعلا عن مديحنا بالمقال
أمروني بمدحه قلت كلا * كبر الفضل عن مديح الرجال
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد
الصفار الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني الحسين بن عبد
الرحمن قال: حج سعيد بن وهب ماشيا. فبلغ منه وجهد فقال:
قدمي اعتورا رمل الكثيب * وأطرقا الآجن من ماء القليب
رب يوم رحتما فيه على * زهرة الدنيا وفي واد خصيب
وسماع حسن من حسن * صخب المزهر كالظبي الربيب
فاحسبا ذاك بهذا واصبرا * وخذا من كل فن بنصيب
إنما أمشي لأني مذنب * فلعل الله يعفو عن ذنوب
75

4658 - سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن
خالد بن أسيد الخير بن قضاعي بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن
مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان،
أبو محمد الباهلي:
بصري الأصل سمع عبد الله بن عون وطبقته، وكان قد سكن خراسان، وولاه
السلطان بعض الأعمال بمرو، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه محمد بن زياد بن
الأعرابي صاحب اللغة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
العباس السياري، حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى، حدثنا العباس بن مصعب،
حدثني محمد بن زياد الأعرابي قال: حدثني سعيد بن سلم بن قتيبة القائد عن ابن
عون قال: كان القاسم بن محمد يقول في سجوده: اللهم اغفر لأبي ذنبه في عثمان.
قال العباس بن مصعب: قدم مرو - زمان المأمون سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم،
وكان عالما بالحديث والعربية، إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا حاتم بن الحسن الشاشي،
حدثنا علي بن خشرم، حدثني سعيد بن سلم بن قتيبة قال: خرجت حاجا ومعي
قباب وكنائس فدخلت البادية فتقدمت القباب والكنائس على حمير لي، فمررت
بأعرابي محتب على باب خيمة له، وإذا هو يرمق القباب والكنائس، فسلمت عليه
فقال: لمن هذه القباب والكنائس؟ قال: قلت لرجل من باهلة، قال: تالله ما أظن الله
يعطي الباهلي كل هذا، قال: فلما رأيت إزراءه بالباهلية دنوت منه فقلت: يا أعرابي
أتحب أن يكون لك القباب والكنائس وأنت رجل من باهلة؟ فقال: لا ها الله، قال:
فقلت: أتحب أن تكون أمير المؤمنين وأنت رجل من باهلة؟ قال: لا ها الله، قال:
فقلت: أتحب أن تكون من أهل الجنة وأنت رجل من باهلة؟ قال: بشرط، قال: قلت:
وما ذاك الشرط؟ قال: لا يعلم أهل الجنة أني باهلي. قال: ومعي صرة دراهم، قال:
فرميت بها إليه فأخذها وقال: لقد وافقت مني حاجة، قال: قلت له - لما أن ضمها
إليه - أنا رجل من باهلة، قال: فرمى بها إلي وقال لا حاجة لي فيها، قال: فقلت
خذها إليك يا مسكين فقد ذكرت من نفسك الحاجة، فقال: لا أحب أن ألقي الله
وللباهلي عندي يد! قال: فقدمت فدخلت على المأمون فحدثته بحديث الأعرابي،
76

فضحك حتى استلقى على قفاه وقال لي: يا أبا محمد ما أصبرك، وأجازني بمائة
ألف.
4659 - سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال، أبو
سفيان الحميري الجبلاني:
من أهل واسط سمع حصين بن عبد الرحمن، وسفيان بن حسين، وعوفا
الأعرابي، ومعمر بن راشد، والعوام بن حوشب. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة.
وإسحاق بن راهويه، وسليمان بن أبي شيخ، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي،
وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، وغيرهم وكان صدوقا. قدم بغداد وحدث
بها.
وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سأل الدارقطني عنه فقال: متوسط الحال
ليس بالقوي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عبد
الله بن أيوب المخرمي، حدثنا أبو سفيان الحميري عن سفيان بن حسين عن الزهري
عن أبي امامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعود فقراء أهل المدينة
ويشهد جنائزهم، فأوذن بامرأة من أهل العوالي فقال: " إذا احتضرت فآذنوني بها "
فدفنت ليلا فقالوا: يا رسول الله إنا خفنا عليك ظلمة الليل، وهوام الأرض، فدفناها.
فمضى فصلى على قبرها.
قرأت في كتاب أبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، أخبرنا أبو القاسم
عمر بن محمد بن سيف، حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثنا سليمان بن أبي
شيخ، حدثنا أبو سفيان الحميري قال: خرجت إلى بغداد مع أبي شيبة القاضي إلى
77

المهدى حين استخلف، فجلست في حلقة فيها عيسى بن لقمان وقتيبة النحوي. فقال
لي عيسى بن لقمان: ممن أنت؟ قلت: رجل من حمير، فقال: عافى الله قومك، وليت
عليهم باليمن فكانوا خير قوم وأعفاه بما عليه من الحق، ووليت على بني كلاب
فكانوا شر قوم، ثم جعل يذكر شريكا فيعيبه، فأردت أن أقول له هذا منك هذيان،
ثم ذكرت ما مدح به قومي فكففت عنه. حتى قال في كلامه، العبودية، فقلت له لا
تقل العبودية إنما هي العبودة، فقال: لا بيني وبينك قتيبة، فقال له: إني قلت العبودية
فعاب ذلك أخي هذا وقال إنما هي العبودة، فقال له قتيبة هو كما قال، قال: فما
يقول قولي هذا أحد؟ قال: لا إلا أهل الحيرة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن أبي سفيان الحميري فقال:
ثقة.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا
محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ،
حدثنا أبو سفيان الحميري - سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال
- قال: قال: مولدي مقتل الجراح بن عبد الله الحكمي سنة اثنتي عشرة ومائة، وكان
الجراح على أرمينية، وكان رجلا صالحا، فقتله الخزر، ففزع الناس لقتله في البلدان.
أخبرنا أبو حازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن
أبي أسامة الحلبي، حدثنا أبو عمران بن الأشيب، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي
الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو سفيان الحميري الحذاء وفي يوم الأربعاء لسبع
ليال بقين من شعبان سنة اثنتين ومائتين.
4660 - سعيد بن أوس بن ثابت، أبو زيد الأنصاري:
صاحب النحو واللغة. حدث عن عمرو بن عبيد، وشعبة، وإسرائيل، وأبي عمرو
ابن العلاء. روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سعد الكاتب، وأبو حاتم
السجستاني، وأبو زيد عمر بن شبة، وأبو حاتم الرازي، وأبو العيناء محمد بن
القاسم، وغيرهم. وكان ثقة ثبتا من أهل البصرة، وقدم بغداد.
78

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين التوزي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا
أحمد بن خلف، حدثنا أحمد بن سعيد بن شاهين عن مصعب بن عبد الله الزبيري، عن
ابن القداح قال: أبو زيد النحوي سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن
النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، وشهد ثابت بن زيد أحدا والمشاهد
بعدها، وهو أحد العشرة الذين بعث عمر بن الخطاب مع أبي موسى الأشعري إلى
البصرة، وأحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وله عقب بالبصرة.
كذا جاء نسب أبي زيد في هذه الرواية وفيه إخلال، والصواب:
ما أخبرنا الجوهري، أخبرنا عيسى بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال:
قال محمد بن سعد: أخبرني أبو زيد النحوي واسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن
بشير بن أبي زيد قال: ثابت بن زيد هو جدي وقد شهد أحدا وهو أحد الستة الذين
جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل البصرة ثم قدم المدينة فمات بها في
خلافة عمر.
قلت: وهو أبو زيد ثابت بن زيد بن قيس والد بشير الذي ساق محمد بن سعد
نسب أبي زيد سعيد بن أوس إليه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز - أبو الحسين - أخبرنا محمد بن
عمران بن موسى الكاتب، حدثني علي بن يحيى قال: حدثنا محمد بن العباس،
حدثني عمي الفضل بن محمد قال: حدثني أبو عثمان المازني قال: كنا عند أبي زيد
فجاء الأصمعي فأكب على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة،
فنحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر فأكب على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا
منذ عشر سنين.
أخبرني محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
79

عبد الله بن زياد القطان، حدثنا جعفر بن محمد بن كزال، حدثنا هارون بن سفيان
الديك، حدثنا أبو زيد النحوي قال: وقفت على قصاب وعنده بطون فقلت: بكم
البطنان يا غلام؟ فقال: بدرهمان يا ثقيلا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي، أخبرنا محمد بن عمران الكاتب، حدثني
أحمد بن محمد الجوهري، حدثنا العنزي قال: سمعت المازني يقول: سمعت أبا زيد
النحوي يقول: وقفت بباب عثمان بن أبي العاص الثقفي على قصاب، وقد أخرج
بطنين سمينين موفورين فعلقهما. فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان!
قال: فغطيت رأسي وفررت لئلا يسمع الناس فيضحكوا مني.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة البزاز، أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله
السيرافي، أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا أبو عثمان الأشنانداني عن التوزي
قال: أخبرنا أبو زيد الأنصاري قال: كنت ببغداد فأردت الانحدار إلى البصرة، فقلت
لابن أخي: اكتر لنا، فجعل ينادي يا معشر الملاحون، فقلت له: ويلك ما تقول؟!
فقال: جعلت فداك أنا مولع بالنصب!
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان قال: حدثني جدي محمد
ابن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا
محمد بن يونس، حدثنا روح بن عبادة قال: كنا عند شعبة فضجر من الحديث،
فرمى بطرفه فرأى أبا زيد سعيد بن أوس في أخريات الناس. فقال يا أبا زيد:
استعجمت دار مى ما تكلمنا * والدار لو كلمتنا ذات أخبار
إلي يا أبا زيد فجاءه فجعلا يتناشدان الأشعار. فقال بعض أصحاب الحديث
لشعبة: يا أبا بسطام نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فتدعنا وتقبل على الأشعار؟ قال: فرأيت شعبة قد غضب غضبا شديدا ثم قال: يا
هؤلاء أنا أعلم بالأصلح لي، أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم منى في ذاك.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو أحمد الحسن
ابن عبد الله بن سعيد العسكري، حدثني محمد بن يحيى قال: حدثني الجمحي عن
المازني - أبي عثمان - قال: سمعت أبا زيد يقول: لقيت أبا حنيفة فحدثني بحديث فيه
" يدخل الجنة قوم حفاة عراة منتنين قد أحمشتهم النار " فقلت له منتنون قد محشتهم
النار. فقال: ممن أنت؟ قلت: أنا من أهل البصرة، قال: أكل أصحابك مثلك؟ قلت:
أنا أخسهم حظا في العلم، فقال: طوبى لقوم تكون أخسهم!
80

أخبرني أحمد بن محمد الوزان، حدثني جدي، حدثنا محمد بن يحيى النديم،
حدثنا أبو ذكوان - يعني القاسم بن إسماعيل التوجي قال: سرق أصحاب الحديث
نعل أبي زيد فكان إذا جاء أصحاب الشعر والعربية والأخبار رمى بثيابه ولم يتفقدها،
وإذا جاء أصحاب الحديث جمعها كلها وجعلها بين يديه وقال: ضم يا ضمام،
واحذر لا تنام.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم المازني، حدثنا الحسين بن القاسم
الكوكبي، حدثنا أحمد بن عبيد قال: سئل أبو زيد الأنصاري عن أبي عبيدة
والأصمعي فقال: كذابان. وسئلا عنه فقالا: ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه: أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال صالح بن محمد: أبو
زيد النحوي ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن يونس القرشي قال: مات أبو زيد الأنصاري سنة أربع عشرة ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات الأنصاري أبو زيد النحوي سنة خمس
عشرة ومائتين.
أخبرني أحمد بن علي بن التوزي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
محمد بن العباس، أخبرنا المبرد، حدثنا الرياشي وأبو حاتم قالا: مات أبو زيد سنة
خمس عشرة ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: وبالبصرة كانت وفاته.
4661 - سعيد بن سلام بن سعيد، أبو الحسن العطار البصري:
حدث عن عبد الله بن بديل، وسفيان الثوري، وزكريا بن إسحاق المكي،
وإسرائيل بن يونس ومصعب بن ثابت، وغيرهم. روى عنه رجاء بن الجارود، وأبو
81

قلابة الرقاشي وإسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وذكر
أنه سمع منه بالبصرة وببغداد، وكان ينزل ببغداد باب التبن.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن المعدل، حدثنا محمد بن
سليمان بن الحارث، حدثنا سعيد بن سلام العطار - وكان نزل باب التبن - حدثنا أبو
ميسرة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن
كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم ".
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سألت يحيى بن معين عن
سعيد بن سلام فسكت، قلت العطار قال: أعرفه الذي كان يكون بمكة، ثم صار إلى
البصرة ليس بشئ.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير
يقول: سعيد بن سلام بصري كذاب يحدث عن الثوري.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان
الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن
المديني قال: سألت أبي عن سعيد بن سلام فقال: كان عنده كتاب عن زكريا بن
إسحاق، ورميت بأحاديثه، وكانت عنده أحاديث منكرة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: سعيد بن سلام بصري لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن سعيد بن سلام العطار فقال:
ضعيف.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا قال: قال أبو
طالب أحمد بن نصير بن طالب: وسعيد بن سلام سيئ الحال جدا عند أهل الحديث.
82

أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: وسعيد بن سلام أصله
بصري متروك، كان بمكة يحدث بالبواطيل.
4662 - سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر، المديني، المعروف بالزنبري:
سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس، وفي أحاديثه نكرة. ويقال إنه قلبت
عليه صحيفة ورقاء عن أبي الزناد. فرواها عن مالك عن أبي الزناد. روى عنه أحمد
ابن منصور الرمادي، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن خالد
ابن يزيد الآجري، وصالح بن عمران الدعاء، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ويعقوب
ابن إسحاق المخرمي، وغيرهم. وذكر أبو حاتم الرازي أنه سأل ابن أبي أويس عنه
فقال: قد لقي مالكا وكان أبوه وصي مالك، وأثنى على أبيه خيرا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا
البخاري قال: سعيد بن داود الزنبري المديني سكن بغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا إبراهيم بن إسحاق - هو الحربي - حدثنا سعيد الزنبري، حدثنا مالك، أخبرني
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا سهو فيهما، غفر له ما تقدم من ذنبه "
تفرد بروايته الزنبري عن مالك.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: سمعت أبي يقول: كتبت
عن الزنبري أحاديث عن مالك من أخبار الناس، ولو كان رواها عن أبيه؟ قال أبي:
ولقد حسبت سنه فإذا هو قد كان رجلا، وكان أبوه أجود الناس منزلة من مالك،
وضعفه.
83

قلت: قوله ولو كان رواها عن أبيه، يعني كان كذلك أقرب لحاله واحتملت روايته
لها، فلما رواها عن مالك استعظم على ذلك واستنكره.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال:
ذكرت لمجاهد - يعني ابن موسى - سعيد الزنبري فقال: لا يدرى ذاك إيش يحدث
قال: سفيان عن عمرو عن نخالة يريد بجالة!
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن الزنبري فقال: ما
كان عندي بثقة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: ذكرت لأبي عبد الله
أحمد بن حنبل هشام بن عروة فقال: ما كان أروى أبو أسامة - يعني عنه - روى
حديث وقف الزبير، وأحاديث غرائب منها حديث أسماء، وحديث الإفك، قلت له:
حديث الإفك رواه مالك، قال: هكذا من يرويه عن مالك؟ قلت: هذا الذي هاهنا
الزنبري، فتبسم وسكت.
قلت: إنما كان سكوته وتبسمه استنكارا للحديث، لأنه لم يروه عن مالك سوى
الزنبري.
وقد أنبأناه محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، حدثنا أبو بكر الشافعي،
حدثنا أبو شعيب صالح بن عمران الدعاء، حدثنا سعيد بن داود الزنبري، حدثنا
مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: " أشيروا يا معشر المسلمين في أناس أبنوا أهلي " وذكر الحديث.
أخبرنا البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف، حدثنا عمر بن محمد
الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله كنت أمرتني منذ سنين
بالكتاب عن الزنبري فقال: لا أدرى يا أخي أخاف أن يكون الزنبري قد خلط على
نفسه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت مجاهد
84

ابن موسى عن الزنبري سعيد بن داود بن زنبر قال: سألت عنه عبد الله بن نافع
الصائغ فقلت: يا أبا محمد زعم أن المهدى أمر مالك بن أنس حين أخرج الموطأ
يصير في صندوق، حتى إذا كان أيام الموسم حمل الناس عليه، وأرسل إلى العراق،
فقيل لمالك بن أنس انظر فإن أهل العراق سيجتمعون، فإن كان فيه شئ فأصلحه،
فقرأه على أربعة أنفس أنا فيهم؟ فقال: كذب سعيد، أنا والله أجالس مالكا منذ
ثلاثين سنة - أو خمس وثلاثين سنة - بالغداة والعشي، وربما هجرت ما رأيته قرأه على
إنسان قط.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة، سعيد بن داود
الزنبري؟ قال: ضعيف الحديث، حدث عن مالك عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد
عن أبيه بحديث باطل، ويحدث بأحاديث مناكير عن مالك. قال سعيد: وقد روى أبو
زرعة حديث خارجة هذا عن رجل عنه أملاه علينا إملاء.
قلت: وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق. حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا سعيد بن داود الزنبري، حدثنا
مالك عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعطى الزبير يوم خيبر أربعة أسهم، سهمين للفرس، وسهما له، وسهما للقرابة.
4663 - سعيد بن القاسم، أبو عثمان البغدادي:
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - حدثنا محمد بن يوسف بن ردام، حدثنا أبو سهل
محمد بن عبد الله بن سهل بن حفص العجلي، حدثنا أبو محمد السرى بن عباد
القيسي المروزي، حدثنا أبو عثمان سعيد بن القاسم البغدادي، حدثنا إسماعيل بن أبي
زياد السكوني، عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قول الله تعالى: (ومن يتق
الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
قال: نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الأشجعي، وكان المشركون أسروه
وأوثقوه وأجاعوه، فكتب إلى أبيه أن ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ما أنا فيه من الضيق
والشدة، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له رسول الله: " اكتب إليه ومره بالتقوى
والتوكل على الله، وأن يقول عند صباحه ومسائه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم
85

عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا
إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) [التوبة 128] " فلما ورد عليه
الكتاب قرأه فأطلق الله وثاقه، فمر بواديهم الذي ترعى فيه إبلهم وغنمهم فاستاقها،
فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني اغتلتهم بعد ما أطلق الله وثاقي فحلال
هي أم حرام؟ قال: " بل هي حلال إذا نحن خمسنا " فأنزل الله: (ومن يتق الله يجعل له
مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ
أمره قد جعل الله لكل شئ) أي من الشدة والرخاء (قدرا) [الطلاق 2، 3] - يعني
أجلا -. وقال ابن عباس: من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه، أو عند موج
يخاف الغرق، أو عند سبع، لم يضره شئ من ذلك.
4664 - سعيد بن سليمان، أبو عثمان الواسطي المعروف بسعدويه البزاز:
سكن بغداد وحدث بها عن الليث بن سعد، وزهير بن معاوية، ووهيب بن خالد،
وحماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن فضالة، ومبارك بن سعيد بن
مسروق الثوري، وعباد بن العوام، وهشيم بن بشير. روى عنه يحيى بن معين،
والوليد بن شجاع، وأبو همام، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وأبو يحيى صاعقة،
ومحمد بن سهل بن عسكر، والحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور
الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم،
وإبراهيم الحربي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وصالح بن محمد جزرة،
وحمدون بن أحمد السمسار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم
الرازيان، وغيرهم.
86

وذكره أبو حاتم فقال: ثقة مأمون، ولعله أوثق من عفان.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد المطرز، أخبرنا محمد بن عبد الله بن بخيت
الدقاق، أخبرنا خلف بن عمرو العكبري، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي - ببغداد -
حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح
وعليه عمامة سوداء، قال خلف: سمعت هذا الحديث عن سعدويه ببغداد في سنة
ست عشرة ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي ذكر سعيد بن سليمان قال: كان
صاحب تصحيف ما شئت.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا جعفر بن أبي
عثمان قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان سعدويه قبل أن يحدث أكيس منه
حين حدث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس
محمد بن يعقوب الأصم - وفقد أصله - ثم أخبرني العتيقي - قراءة - أخبرنا عثمان بن
محمد المخرمي، أخبرني الأصم أن العباس بن محمد حدثهم قال: سئل يحيى بن
معين عن عمرو بن عون وسعدويه قال: كان سعدويه أكيسهما. قلت له: أجزنا في
جميع ما حدث؟ قال: نعم!
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد قال: سمعت سعيد بن سليمان - وقيل له لم
لا تقول حدثنا؟ - فقال: كل شئ حدثتكم به فقد سمعته، ما دلست حديثا قط،
ليتني أحدث بما قد سمعت. وقال صالح: سمعت سعدويه يقول: حججت ستين
حجة.
قلت: وكان سعدويه من أهل السنة، وامتحن فأجاب في المحنة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت ابن عسكر يقول: لما دعى سعدويه للمحنة، رأيته خرج من دار
الأمير فقال: يا غلام قدم الحمار فإن مولاك كفر.
87

أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي
قال: سعيد بن سليمان ويعرف بسعدويه واسطي ثقة قيل له بعدما انصرف من المحنة
ما فعلتم؟ قال: كفرنا ورجعنا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
ومات سعيد بن سليمان الواسطي سنة خمس وعشرين ومائتين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث الواسطي،
حدثنا أسلم بن سهل قال: سعيد بن سليمان أبو عثمان ولد بواسط ونشأ بها، ثم
خرج إلى بغداد فأقام بها، ومات بها سنة خمس وعشرين ومائتين.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سعيد بن سليمان الواسطي كان
ثقة كثير الحديث، ونزل بغداد وتجر بها، وكان منزله بالكرخ نحو درب أصحاب
القراطيس، وتوفي بها يوم الثلاثاء بالعشي، ودفن من الغد يوم الأربعاء في أول النهار
لأربع خلون من ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت عبدوس بن مالك العطار قال: سمعت فلانا مولى سعدويه
يقول: مات سعدويه وله مائة سنة.
4665 - سعيد بن عيسى، أبو عثمان، المعروف بالبلخي:
جار محمد بن الصباح الدولابي. حدث عن حماد بن سلمة. روى عنه عباس
الدوري، وأحمد بن علي الخراز.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبو سعيد محمد بن موسى
الصيرفي. قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد
الدوري، حدثنا سعيد بن عيسى - جار محمد بن الصباح - حدثنا حماد بن سلمة
عن أيوب ويونس وحميد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: افتخرت
الرجال والنساء فقال أبو هريرة: النساء أكثر من الرجال في الجنة، فنظر عمر بن
الخطاب إلى القوم فقال: ألا تسمعون ما يقول أبو هريرة فقال أبو هريرة: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أول زمرة تدخل الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر، والثانية
88

وجوههم كأضوأ كوكب في السماء، لكل واحدة منهم امرأتان يرى مخ ساقيها من
وراء اللحم، وليس في الجنة أعزب ".
4666 - سعيد بن محمد بن سعيد، أبو محمد - وقيل: أبو عبد الله الجرمي
الكوفي:
سمع شريك بن عبد الله القاضي، والمطلب بن زياد، وعلي بن غراب، وحاتم بن
إسماعيل، وعبد الملك بن أبجر، ويحيى بن واضح، وأبا يوسف القاضي، ويحيى بن
سعيد الأموي، وعبد الواحد بن واصل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وحماد بن
أسامة، ومعن بن عيسى. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه محمد بن هارون الفلاس
المخرمي، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم
ابن عبد الله بن أيوب، ومن الغرباء محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج،
وأبو زرعة الرازي.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن
محمد بن حاتم الدوري، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا معن بن عيسى
القزاز عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط والحارث بن عبد الرحمن،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن فاطمة بنت
قيس: أن زوجها طلقها ألبتة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نفقة لك ولا
سكنى ".
أخبرنا الحسن بن علي التميمي والحسن بن علي الجوهري. قالا: أخبرنا أحمد بن
جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو محمد سعيد بن
محمد الجرمي - قدم علينا من الكوفة - حدثنا يحيى بن سعيد الأموي بحديث ذكره.
89

أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت إبراهيم بن عبد الله
ابن أيوب المخرمي يقول: كان سعيد إذا قدم بغداد نزل على أبي، فكان أبو زرعة
الرازي يجيء كل يوم ينتقى عليه ومعه نصف رغيف، وكان إذا حدث فجرى ذكر
النبي صلى الله عليه وسلم سكت، وإذا جرى ذكر علي قال: صلى الله عليه وسلم.
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة قال: حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز
قال: سألت يحيى بن معين عن سعيد بن محمد الجرمي فقال: لا بأس به.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: سألت يحيى بن معين عن
الجرمي فقال: صدوق.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سعيد بن محمد الجرمي
فقال: ثقة.
4667 - سعيد بن نصير، الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة. روى عنه عباس الدوري، وأبو القاسم
البغوي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا علي بن محمد بن عبد
الله البرتي - بواسط - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا سعيد بن نصير
الواسطي - في مجلس خلف البزار - قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما يقول هؤلاء -
يعني بشرا المريسي - قالوا: يا أبا محمد يزعمون أن القرآن مخلوق، فقال: كذب. قال
الله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) [الأعراف 54] فالخلق خلق الله، والأمر القرآن.
4668 - سعيد بن النضر بن شبرمة، أبو عثمان:
سكن آمل جيحون وحدث بها عن إسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير،
وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وأبي البحتري وهب بن وهب القاضي. روى عنه
محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه والفضل بن أحمد بن سهل الآملي.
90

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: سعيد بن النضر أبو عثمان البغدادي سمع هشيما.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال: قال لنا محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن
كامل الحافظ البخاري: مات سعيد بن النضر بآمل جيحون سنة أربع وثلاثين
ومائتين.
4669 - سعيد بن يعقوب، أبو بكر الطالقاني:
سمع حماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، وهشيما، والنضر
ابن شميل، ووكيع بن الجراح وأبا تميلة يحيى بن واضح. روى عنه أبو بكر الأثرم،
وأبو زرعة الرازي - وقال كان ثقة - وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن محمد
ابن عيسى البرتي، والحارث بن أبي أسامة، وزكريا بن يحيى الناقد، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل، وأحمد بن علي الأبار، وأبو عبد الرحمن النسائي، وكان قدم بغداد
وحدث بها. قال الأثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره بالحديث.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو
يحيى الناقد زكريا بن يحيى، حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا عبد الله بن
المبارك عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في جنازة، فكنت إذا مشيت سبقني، وإذا هرولت سبقته، فقلت تطوى له
الأرض.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
وكتب لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: سعيد بن يعقوب طالقاني ثقة، أبو
بكر.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
الفضل محمد بن إبراهيم قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن
إسماعيل قال: مات سعيد بن يعقوب الطالقاني سنة أربع وأربعين ومائتين.
91

4670 - سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن
العاص، أبو عثمان الأموي:
سمع أباه، وعمه عبد الله بن سعيد، وعبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس. وأبا
القاسم بن أبي الزناد، وأبا بكر بن عياش، وعبد الرحيم بن سليمان، ومروان بن
معاوية، وشجاع بن الوليد. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن
الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ويعقوب بن سفيان وإبراهيم الحربي،
وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن بيان المطرز، وعبد الله بن
محمد بن ناجية، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن محمد بن المغلس، وأبو
القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وآخر من روى عنه القاضي المحاملي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا سعيد الأموي، حدثنا مروان،
حدثنا يزيد بن سنان عن ميمون بن مهران أن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
أريد ماله، فقاتل فقتل فهو شهيد ".
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا النضر الفقيه يقول: سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول: سمعت
قيس بن حنش يقول: سمعت علي بن المديني يقول: جماعة من الأولاد أثبت عندنا
من آبائهم، منهم عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهذا سعيد بن يحيى بن
سعيد الأموي أثبت من أبيه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا أبي قال يعقوب: وهما ثقتان الأب
والابن، دارهم ببغداد.
92

أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن الأموي. فقال: صدوق إلا
أنه كان يغلط.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ناولني عبد الكريم وكتب لي
بخطه قال: سمعت أبي يقول: سعيد بن يحيى بن سعيد أموي بغدادي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات سعيد بن يحيى الأموي للنصف من ذي القعدة سنة تسع وخمسين.
هكذا قال وهو خطأ لا شك فيه.
والصواب: ما أخبرنا البرقاني - قراءة عن المزكى - قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات سعيد بن يحيى الأموي للنصف من ذي القعدة سنة تسع وأربعين
ومائتين.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن سعيد بن يحيى الأموي
مات في سنة تسع وأربعين ومائتين.
قلت: ودفن في مقبرة باب البردان.
4671 - سعيد بن مروان بن علي، أبو عثمان:
ذكر لنا هبة الله بن الحسن الطبري عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ النيسابوري، أنه بغدادي سكن نيسابور وسمع أبا نعيم، وسليمان بن حرب،
وأبا حذيفة، والقعنبي، ومسددا، وعبد الله القواريري، وهارون بن معروف، ويحيى
ابن معين. روى عنه محمد بن نعيم، ويعقوب بن يوسف الشيباني والد الأخرم.
قال الحاكم: ومات يوم الاثنين للنصف من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين،
وصلى عليه محمد بن يحيى.
93

وأخبرنا أبو المظفر محمد بن الحسن المروزي، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي،
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المسيب الأرغياني، حدثنا أبو عثمان سعيد بن مروان
البغدادي - بنيسابور - حدثنا خلف بن هشام.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا أحمد بن محمد بن
جعفر التميمي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا خلف بن هشام
المقرئ البزار، حدثنا عيسى بن ميمون عن عسل بن سفيان عن عطاء بن أبي رباح،
عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كتم علما ألجمه الله يوم
القيامة لجاما - وقال الحضرمي - بلجام من نار " كان سعيد بن مروان صدوقا.
4672 - سعيد بن نصير، البغدادي:
سكن الرقة وحدث عن سيار بن حاتم العنزي وحجاج بن محمد الأعور، وأبي
إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي، وأبي أسامة حماد بن أسامة. روى عنه أبو داود
السجستاني، وأبو شعيب الحراني، وأبو الطاهر بن فيل الأنطاكي. وذكر ابن فيل أنه
سمع منه ببالس.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - قال: حدثنا محمد بن علي - يعني أبا بكر بن
المقرئ - حدثنا أبو الطاهر الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي. وأخبرنا
يوسف بن رباح البصري، حدثنا علي بن الحسين بن بندار الأذني - بمصر - حدثنا أبو
طاهر بن فيل، حدثنا سعيد بن نصير البغدادي، حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن
سليمان الضبعي قال: سمعت محمد بن المنكدر يحدث عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " مر رجل ممن كان قبلكم بجمجمة فنظر إليها فحدث نفسه بشئ ثم قال يا رب
أنت أنت، وأنا أنا، أنت العواد بالمغفرة، وأنا العواد بالذنوب وخر لله ساجدا، فقيل له
ارفع رأسك فأنت العواد بالذنوب، وأنا العواد بالمغفرة ".
لفظ أبي نعيم، تفرد بروايته هكذا مرفوعا سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان،
ورواه العباس بن الوليد النرسي عن جعفر عن ابن المنكدر عن جابر موقوفا من قوله،
وذاك أصح.
94

4673 - سعيد بن بحر، أبو عثمان - وقيل: أبو عمرو - القراطيسي:
سمع ريحان بن سعيد، وعبيدة بن حميد، والحسين بن علي الجعفي، والقاسم بن
الوليد الهمداني، ومحمد مصعب القرقساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبا نعيم
الفضل بن دكين. روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن صاعد، والقاضي
المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي - إملاء - حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي، حدثنا محمد بن مصعب، أخبرنا
الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
ينفر وهو بمنى قال: " نحن نازلون غدا إن شاء الله بالمحصب، بخيف بني كنانة حيث
تقاسموا على الكفر " وذاك أن قريشا تقاسموا على بني هاشم وبني المطلب أن لا
يناكحوهم، ولا يخالطوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات سعيد بن بحر أبو عثمان القراطيسي - رأيته وكان لا يخضب أبيض
الرأس واللحية - ببغداد ليومين بقيت من رمضان سنة ثلاث وخمسين.
4674 - سعيد بن يزيد بن مروان، الخلال:
حدث عن أبيه. روى عنه محمد بن خلف بن جيان وكيع القاضي، ويحيى بن
محمد بن صاعد. وعلي بن يحيى السواق.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي وعلي بن الحسن التنوخي قالا: حدثنا محمد بن
المظفر، حدثنا محمد بن خلف وكيع، حدثنا سعيد بن يزيد بن مروان، حدثنا أبي
قال: حدثنا داود بن الزبرقان عن محمد بن جحاده عن سلمه بن كهيل عن حجية
ابن عدي عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نستشرف العين والأذن.
4675 - سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك، أبو عثمان:
أظنه نزل بلاد الثغر، وحدث هناك عن إسماعيل بن أبي أويس. روى عنه
السميدع بن الحسن الأنطاكي - شيخ لابن جميع الغساني - وحاجب بن أركين
الفرغاني، وغيرهما.
95

أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا علي بن الحسن بن علي الرازي، أخبرنا
أبو علي ميمون بن أحمد بن سعيد المؤدب، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن
ابن عبد الملك البغدادي، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس.
وأخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي، حدثنا أحمد بن
محمد بن أبزون الأنباري قال: أخبرنا بهلول بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن أبي
أويس، حدثنا حسين بن عبد الله بن ضميرة - وقال بهلول بن أبي ضميرة - عن أبيه
عن جده عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل مسكر خمر، وما أسكر
كثيره فقليله حرام ".
4676 - سعيد بن عيسى الكريزي البصري
قدم بغداد وحدث بها عن معتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد
ابن جعفر غندر، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. روى عنه
الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، وأبو
عبيد بن المحاملي، وغيرهم.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل
الضبي وآخرون قالوا: حدثنا سعيد بن عيسى الكريزي، حدثنا معتمر بن سليمان عن
أبيه عن رقية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن
كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: سعيد بن عيسى الكريزي
بصري ضعيف.
4677 - سعيد بن محمد بن ثواب، البصري، يعرف بالحصري:
قدم بغداد وحدث بها عن مؤمل بن إسماعيل، وأزهر بن سعد السمان، وأبي
عتاب الدلال، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. روى عنه إسماعيل بن الفضل البلخي،
وعبد الله بن محمد بن ياسين، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن أحمد
البوراني، والقاضي المحاملي.
96

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي وأبو نصر محمد بن علي بن
أحمد الرزاز قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد، حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب الحصري البصري - ببغداد - حدثنا أزهر بن
سعد السمان عن ابن عون عن محمد أن أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال: أرني
الموضع الذي قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع الحسن ثوبه فقبل سرته.
قال يحيى: هكذا قال لنا هذا عن محمد عن أبي هريرة، وغيره يخالفه في الإسناد.
4678 - سعيد بن عتاب بن أبان، أبو عثمان:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وأسيد بن زيد، وخالد بن
خداش، ومسدد بن مسرهد، والوليد بن صالح وبشار بن موسى، وفضيل بن عبد
الوهاب وعلي بن المديني. روى عنه موسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن مخلد،
وأبو العباس الأثرم وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا سعيد بن
عتاب، حدثنا أبو قتادة - شيخ بالبصرة - حدثنا جرير بن حازم عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بنى لله مسجدا [ولو] قدر
مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة ".
4679 - سعيد بن أحمد بن عثمان:
صاحب يحيى بن أيوب المقابري. حدث عن أحمد بن عبد الرحمن الكوفي،
ويحيى بن معين، وعمر بن إسماعيل بن مجالد. روى عنه أبو عمر حمزة بن القاسم
الهاشمي.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد - مولى بني هاشم - حدثنا
حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي - إملاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة -
حدثنا سعيد بن أحمد بن عثمان - صاحب يحيى بن أيوب المقابري في سنة ست
وستين ومائتين - حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمداني، حدثنا حفص بن غياث
97

عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا
تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك ".
4680 - سعيد بن أحمد بن محمد بن حنبل:
حكى عن أبي مجالد أحمد بن الحسين. روى عنه القاضي أبو عمران موسى بن
القاسم بن الأشيب. ومات سعيد قبل وفاة أخيه عبد الله بدهر طويل.
4681 - سعيد بن الحسن بن يوسف، المعروف بابن أهرش:
مروروذي الأصل. حدث عن أبيه، وعن سعدويه الواسطي. روى عنه ابنه الحسن.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ،
حدثنا الحسن بن سعيد بن يوسف المروروذي، حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن سليمان
عن منصور بن أبي الأسود، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال: صلينا
الركعتين قبل المغرب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا لأنس: رآكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: رآنا فلم يأمرنا، ولم ينهنا.
4682 - سعيد بن عبد الرحمن، البغدادي:
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، أخبرنا تمام بن محمد الرازي، أخبرنا أبو
بكر محمد بن سهل القنسريني، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن البغدادي - بأنطاكية
سنة أربع وثمانين ومائتين - حدثنا يعقوب بن كعب، حدثنا بقية.
4683 - سعيد بن محمد بن سعيد، أبو عثمان الأنجذاني:
سمع أبا عمر الحوضي، وعمرو بن مرزوق، وإبراهيم بن أبي سويد. روى عنه
عبد الصمد بن علي الطستي، وأحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع، ومكرم بن
أحمد القضاة، وأبو بكر الشافعي وكان صدوقا وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا سعيد بن
محمد أبو عثمان الأنجذاني، حدثنا إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد، حدثنا حماد بن
سلمة، أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب: أن رجلا كان يقع في علي،
98

وطلحة، والزبير، فجعل سعد بن مالك ينهاه ويقول: لا تقع في إخواني، فأبى، فقام
سعد فصلى ركعتين ثم قال: اللهم إن كان مسخطا لك فيما يقول فأرني به آفة،
واجعله آية للناس، فخرج الرجل فإذا هو ببختي يشق الناس، فأخذه بالبلاط فوضعه
بين كركرته والبلاط فسحقه حتى قتله. فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا ويقولون: هنيئا
لك أبا إسحاق أجيبت دعوتك.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن الأنجذاني مات في شوال من
سنة خمس وثمانين ومائتين.
4684 - سعيد بن عثمان بن بكر، أبو سهل الأهوازي:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي الوليد الطيالسي حديثا واحدا، وقال: لم أسمع منه
غيره. وحدث الكثير عن عبد العزيز بن يحيى المديني، والربيع بن يحيى الأشناني،
وأبي عون الزيادي، وبكار بن محمد السيريني، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي،
وعلي بن بحر بن بري وعمرو بن الحصين العقيلي، وسهل بن عثمان العسكري،
وسعيد بن أشعث السمان وزيد بن الحريش، وعبيد بن معاذ بن معاذ، وقطن بن
نسير، وعمرو بن محمد بن عرعرة، ومحمد بن عمرو بن جبلة. روى عنه أحمد بن
عثمان بن الأدمي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر
الشافعي، وكان ثقة.
وقال الدارقطني: صدوق حدث ببغداد.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمي، حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، حدثنا محمد بن عون - أبو عون - حدثنا
حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة
الأحقاف.
4685 - سعيد بن عبدويه بن سعيد، أبو عثمان الصفار:
حدث عن الربيع بن ثعلب. روى عنه عبد الصمد الطستي، وعبد الباقي بن قانع،
وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا سعيد بن
عبدويه، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن أبي إسحاق
99

السبيعي، عن عاصم بن ضمرة وعبد خير قالا: توضأ علي بن أبي طالب فغسل كفيه
ثلاثا، ثم تمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا
ثلاثا، ومسح رأسه مرة، ثم غسل قدميه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هذا وضوء نبيكم صلى الله عليه وسلم
فافعلوه.
4686 - سعيد بن إسرائيل بن عبد الله، أبو عثمان:
مروزي الأصل. حدث عن إسماعيل بن عيسى العطار، ويحيى بن أيوب العابد،
وعلي بن جعفر بن زياد الأحمر، وحبان بن موسى المروزي. روى عنه عبد الصمد
الطستي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب والطبراني.
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم
المؤدب، حدثنا سعيد بن إسرائيل، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدثنا
إسماعيل بن زكريا، عن أبي خالد الواسطي قال: حدثنا يعلى بن عطاء عن جابر بن
يزيد عن أبيه قال: شهدت صلاة الفجر في مسجد الخيف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فلما
انصرف أبصر رجلين في مؤخر المسجد، فأتى بهما ترعد فرائصهما، فقال: " ما منعكما
من الصلاة معنا؟ " قالا: يا رسول الله إنا صلينا في الرحال، قال: " فإذا صلى أحدكم
في الرحل، ثم أدرك الناس وهم في الصلاة فليصل معهم فإنها له نافلة ".
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا سعيد بن إسرائيل القطيعي البغدادي، حدثنا حبان بن موسى.
4687 - سعيد بن ياسين بن عبد الله بن أعين، أبو محمد البلخي الوراق:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن عمر بن شقيق، وعبد الله بن عمر بن
الرماح، والحسين بن منصور، ومحمد بن إسحاق السهمي، وقتيبة بن سعيد. روى
عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وعبد الصمد الطستي، وابن قانع،
وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدثنا
سعيد بن ياسين البلخي الوراق، حدثنا ابن الرماح، حدثنا جرير عن فضيل بن
100

غزوان وعبد الله بن قانع، عن نافع، عن ابن عمر قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: ما يلبس
المحرم من الثياب؟ قال: " لا يلبس ثوبا مسه ورس، ولا زعفران، ولا يلبس القميص،
والسراويل، ومن لم يجد نعلين فليلبس الخفين، وليقطعهما من عند الكعبين ".
4688 - سعيد بن محمد بن نصرويه، أبو عثمان البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن أبي بكر العامري. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري.
4689 - سعيد بن عثمان بن عياش، أبو عثمان الحناط:
حدث عن أبي عثمان المازني ومحمد بن المثنى السمسار، ومحمد بن رزق الله
الكلوذاني، وسرى السقطي، وذي النون المصري. روى عنه العباس بن يوسف
الشكلي، ومحمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وعبد الرحمن بن سيما المجبر،
وأبو عمر الزاهد، وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الرحمن بن سيما المجبر، حدثنا أبو عثمان
الحناط سعيد بن عثمان، حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني قال: حدثنا أسود بن
عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما حبست الشمس على بشر قط، إلا على يوشع بن نون ليالي سار
إلى بيت المقدس ".
بلغني أن سعيد بن عثمان بن عياش مات في سنة أربع وتسعين ومائتين.
4690 - سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور، أبو عثمان الواعظ الحيري:
ولد بالري ونشأ بها، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها. وكان قد
سمع بالري من محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وبالعراق من محمد بن إسماعيل
الأحمسي وحميد بن الربيع اللخمي، وغيرهما. ودخل بغداد. ويقال إنه كان
مستجاب الدعوة.
حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال: سمعت أبا عثمان سعيد
101

ابن إسماعيل يقول: دخلت بغداد على رجل في بيته، فرأيت ثمة حصيرا وكوزا
مكسورا. قال: فكنت أنظر في البيت قال: ففطن الرجل فقال: العفا خير من العافية.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت أبا
عبد الله محمد بن العباس العصمي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عثمان يقول:
سمعت أبي أبا عثمان - وقام في مجلسه رجل من أهل بغداد - فقال: يا أبا عثمان متى
يكون الرجل صادقا في حب مولاه؟ قال: إذا خلا من خلافه، كان صادقا في حبه.
قال: فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح وقال: كيف أدعى حبه ولم أخل طرفة
عين من خلافه؟ قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وجعل أبو عثمان يبكي
ويقول: صادق في حبه، مقصر في حقه.
وأخبرنا أبو حازم قال: سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول: سمعت أبا عثمان سعيد
ابن إسماعيل يقول: لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصوما. قال أبو حازم: لم يزدنا
أبو عمرو على هذا القدر، فسمعت أبا عبد الله بن أبي ذهل يقول: سمعت أبا عمرو
بن نجيد يقول: كنت أختلف إلى أبي عثمان مدة في وقت شبابي، وكنت قد حظيت
عنده، فقضى من القضاء أني اشتغلت مرة بشئ مما تشتغل به الفتيان، فنقل ذلك إلى
أبي عثمان، فانقطعت عنه بعد ذلك، فافتقدني، فأقمت على انقطاعي عنه، وكنت إذا
رأيته في طريق - أو من بعيد - اختفيت في موضع حتى لا تقع عينه علي، فدخلت يوما
سكة من السكك فخرج على أبو عثمان من عطفة في السكة، فلم أجد عنه محيصا،
فتقدمت إليه وأنا دهش متشوش، فلما رأى ذلك قال لي: يا أبا عمرو لا تثقن بمودة
من لا يحبك إلا معصوما، هذا معنى الحكاية.
حدثت عن محمد بن العباس العصمي قال: سمعت أبا بكر بن أبي عثمان يقول:
سمعت أبي يقول: طول العتاب فرقة، وترك العتاب حشمة.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت أبا عمرو إسماعيل بن نجيد يقول: سمعت
أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم.
وأخبرنا أبو حازم قال: سمعت محمد بن حمدويه الحافظ يقول: سمعت أمي
تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان تقول: كنا نؤخر اللعب والضحك والحديث إلى
أن يدخل أبو عثمان في ورده من الصلاة، فإنه كان إذا دخل ستر الخلوة لم يحس
بشئ من الحديث وغيره.
102

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أمي تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان تقول: صادفت من أبي عثمان خلوة
فاغتنمتها، فقلت: يا أبا عثمان أي عملك أرجى عندك؟ فقال: يا مريم لما ترعرعت
وأنا بالري، وكانوا يريدونني على التزويج فأمتنع، جاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان
قد أحببتك حبا ذهب بنومي وقراري، وأنا أسألك بمقلب القلوب، وأتوسل به إليك
أن تتزوج بي. قلت: ألك والد؟ قالت: نعم فلان الخياط في موضع كذا وكذا
فراسلت أباها أن يزوجها مني ففرح بذلك، وأحضرت الشهود فتزوجت بها، فلما
دخلت بها وجدتها عوراء، عرجاء مشوهة الخلق، فقلت: اللهم لك الحمد على ما
قدرته لي، وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك فأزيدها برا وإكراما، إلى أن صارت
بحيث لا تدعني أخرج من عندها، فتركت حضور المجالس إيثارا لرضاها وحفظا
لقلبها. ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأني في بعض أوقاتي على
الجمر وأنا لا أبدى لها شيئا من ذلك إلى أن ماتت، فما شئ أرجى عندي من
حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت أبا
عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت عبد الله بن محمد الشعراني يقول: سمعت أبا
عثمان يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته، ولا نقلني إلى غيره
فسخطته.
أخبرنا أبو حازم، أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: حضرت مجلس أبي عثمان
الحيري الزاهد، فخرج وقعد على موضعه الذي كان يقعد للتذكير، فسكت حتى
طال سكوته، فناداه رجل كان يعرف بأبي العباس: نرى أن تقول في سكوتك شيئا،
فأنشأ يقول:
وغير تقي يأمر الناس بالتقي * طبيب يداوى والطبيب مريض
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء والضجيج.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرني محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ
قال: سمعت أبا الحسن بن أبي عثمان الزاهد يقول: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشر بقين
من ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.
103

4691 - سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء، أبو عثمان الأنباري، يعرف بابن
عجب:
حدث عن هشام بن عمار الدمشقي، وأبي عمر الدوري المقرئ، وسعيد بن عمرو
السكوني الحمصي، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وعمرو بن النضر الكوفي، وموسى
ابن خاقان البغدادي، ومحمود بن إسماعيل الحسابي، وإبراهيم بن مرزوق البصري
وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي،
ومخلد بن جعفر، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، ومحمد بن أحمد المفيد
الجرجرائي.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا
سعيد بن عبد الله بن عجب الأنباري، حدثنا عمرو بن النضر، حدثنا إبراهيم بن
هراسة، عن سفيان عن عاصم عن مورق عن أنس قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم نسوة مع
جنازة، فقال لهن: " أتحملن؟ أتدفن؟ أتحثين؟ ارجعن مأزورات غير مأجورات "
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن
الحجاج الوراق عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: توفي أبو عثمان سعيد
ابن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري يوم السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة
ثمان وتسعين ومائتين بالأنبار، ورأيته يخضب بأخرة.
4692 - سعيد بن عبد الرحيم، أبو عثمان المؤدب الضرير:
روى عن أبي عمر الدوري عن إسماعيل بن جعفر قراءات أهل المدينة. حدث عنه
أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ.
4693 - سعيد بن عبد الله الحدثاني:
حدث عن سويد بن سعيد. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأحمد بن محمد بن
أبزون الأنباري. وذكر الشافعي أنه سمع منه بمدينة النورة - وهي قرية قريبة من
الأنبار -.
104

4694 - سعيد بن سلمة بن كيسان، أبو عمرو التوزي:
سكن بغداد بين السورين وحدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبيد الله بن
عمر القواريري، والصلت بن مسعود الجحدري، وعثمان بن أبي شيبة، وسويد بن
سعيد، وأبي همام الوليد بن شجاع، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري،
وأحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش،
وأحمد بن محمويه بن أبي سلمة المدائني. روى عنه أبو علي بن الصواف وغيره،
وكان ثقة.
4695 - سعيد بن سعدان، أبو القاسم الكاتب:
حدث عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإبراهيم بن عبد الله الهروي
وإسحاق بن موسى الأنصاري. روى عنه إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي،
ومحمد بن المظفر، وكان صدوقا.
أخبرنا أبو تمام علي بن محمد بن الحسن القاضي الواسطي، أخبرنا محمد بن
المظفر الحافظ، حدثنا أبو القاسم سعيد بن سعدان الكاتب، حدثنا محمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب، حدثنا حجاج بن أبي الفرات قال: حدثني عاصم بن بهدلة
عن زر بن حبيش عن أبي قال: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين مضين وثلاث بقين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن سعيد بن سعدان الكاتب
مات في المحرم من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
4696 - سعيد بن الحسن بن علي الروزبهان، أبو عبد الله:
حدث عن يوسف بن موسى. روى عنه ابن الشخير الصيرفي.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الشخير الصيرفي، حدثنا أبو
عبد الله سعيد بن الحسن بن علي الروزبهان، حدثنا يوسف بن موسى بن راشد
القطان - سنة سبع وأربعين - قال: حدثنا جرير عن حسين الخلقاني عن عبد الله بن
السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملائكة
يطوفون في الطريق يبلغوني عن أمتي السلام ".
105

4697 - سعيد بن أحمد بن الحسين، أبو بكر الصريفيني:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه عبد الله عدي الجرجاني، وذكر أنه
سمع منه بعكبرا.
4698 - سعيد بن نفيس، أبو عثمان الصواف المصري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن خالد بن نجيح وغيره. روى عنه
القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو حفص بن شاهين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: سعيد بن نفيس مصري قدم
بغداد وحدث عن المصريين.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، أخبرنا علي بن الحسن الجراحي،
حدثنا أبو عثمان سعيد بن نفيس الصواف المصري، حدثنا عبد الرحمن بن خالد،
حدثنا أبو حازم - يعني عبد الغفار بن الحسن بن دينار - حدثنا سفيان الثوري عن
إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن على
كل مسلم في كل يوم صدقة " قلنا ومن يطيق ذلك يا رسول الله منا؟ قال: " إن
تسليمك على المسلم صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة،
وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعونك الضعيف صدقة ".
4699 - سعيد بن خالد بن محمد بن مخلد بن خالد، أبو عثمان الترمذي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عيسى بن أحمد العسقلاني. روى عنه أحمد بن
جعفر الخلال ومحمد بن المظفر.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
الفرج الخلال، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن خالد بن محمد بن مخلد بن خالد الترمذي
- قدم حاجا قراءة عليه - حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا بشر بن بكر الدمشقي
البجلي، أخبرني الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو، حدثني الزهري، حدثني سالم بن
عبد الله، حدثني عبد الله بن عمر. قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف
صلاة الليل؟ قال: " مثنى مثنى، فإذا خفت الفجر فأوتر بركعة ".
106

4700 - سعيد بن أحمد بن أبي عمرو، أبو محمد المعروف بالختلي:
حدث عن سلمان بن توبة النهرواني. روى عنه علي بن عمر بن محمد الحربي.
حدثنا عبد العزيز بن علي الطحان - لفظا - حدثنا علي بن عمر بن محمد
السكري، حدثنا سعيد بن أحمد بن أبي عمرو أبو محمد الختلي، حدثنا سليمان بن
توبة، حدثنا أبو النضر، حدثنا الأشجعي، عن عمرو بن قيس، عن الحر بن الصياح عن
هنيدة بن خالد الخزاعي عن حفصة قالت: أربع لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتركها، صوم
عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة.
الأشجعي هذا ليس بصاحب الثوري، ذاك يكنى أبا عبد الرحمن واسمه عبيد الله،
وهذا تفرد بالرواية عنه أبو النضر، وكناه أبا إسحاق ولم يسمه.
4701 - سعيد بن الحسين، أبو الحسين الدراج الصوفي:
أظنه نزل الشام وله عند الصوفية ذكر كبير، ومحل خطير.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين، حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
سمعت عبد الله بن إبراهيم يقول: سمعت الرقي يقول: سمعت أبا الحسين الدراج
يقول: بقيت أنا وأخي سنين، يحفظ هو علي وأنا أحفظ عليه، هل يرجع واحد منا إلى
معلومه، فلم يجد هو على مغمزا، ولا أنا عليه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو
الحسين الدراج البغدادي اسمه سعيد بن الحسين، كان من ظراف المتصوفة وكان
يصحب إبراهيم الخواص، توفي سنة عشرين - أو نيف وعشرين - وثلاثمائة.
4702 - سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان البيع. وهو أخو
زبير بن محمد الحافظ:
سمع إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الرحمن بن يونس السراج، وإسحاق بن
حاتم العلاف، ويوسف بن موسى القطان، وأبا هشام الرفاعي، والحسن بن الجنيد،
وعقبة بن مكرم العمى، ومحمد بن يزيد الأدمي. روى عنه أبو حفص بن شاهين،
107

وإبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر
القواس، وأبو الفضل بن المأمون الهاشمي.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال أن يوسف القواس ذكر سعيد بن محمد - أخا
زبير - في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع. وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن
شاهين عن أبيه قالا: إن سعيد بن محمد أخا زبير الحافظ مات في سنة إحدى
وعشرين وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: في جمادى الآخرة، وقال ابن قانع: في شهر رمضان، وقول ابن
شاهين أصح.
ذكر موسى بن محمد بن عتاب فيما قرأته في كتابه أن أخا زبير مات في يوم
الأربعاء للنصف من جمادى الآخرة.
4703 - سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد، أبو القاسم البزاز:
حدث عن محمد بن عيسى بن حبان المدائني، ومحمد بن سعد العوفي، وأحمد
ابن زكريا بن كثير الجوهري، وأحمد بن أبي غرزة الكوفي. روى عنه القاضي أبو
الحسن الجراحي.
4704 - سعيد بن سعد بن عبد الله، أبو عثمان المجندر:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن محمد
ابن يونس الكديمي.
4705 - سعيد بن عبد الله بن سهل، البغدادي:
حدث عن محمد بن إبراهيم المعروف بمربع. روى عنه الحسن بن إبراهيم بن
زولاق المصري، وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
4706 - سعيد بن أحمد بن محمد بن موسى العراد، أبو القاسم:
حدث عن محمد بن سنان القزاز، ومحمد بن الهيثم بن حماد العكبري. روى
عنه القاضي الجراحي، وابن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج - فيما قرأت بخطه - أنه مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
108

4707 - سعيد بن سهل بن جمعة، أبو محمد الرازي:
قدم بغداد وحدث بالنهروان عن محمد بن مسلم بن وارة، وغيره. روى عنه عمر
ابن عبد الله بن قيوما.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن
عبد الله الدقاق - المعروف بابن قيوما المعدل النهرواني بها في سنة اثنتين وستين
وثلاثمائة، حدثنا أبو محمد سعيد بن سهل بن جمعة الرازي - قدم علينا - حدثنا أبو
يعقوب يوسف بن إسحاق بن الحجاج، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن،
حدثني محمد بن مطرف الهمداني، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذبوا عن أعراضكم بأموالكم " قالوا: وكيف
نذب عن أعراضنا بأموالنا؟ قال: " تعطون الشاعر، ومن تخافون لسانه ".
4708 - سعيد بن عبدان بن سهلان بن مهران، أبو عثمان الضرير:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن الحارث بن أبي أسامة. وروى عنه أبو الفتح بن
مسرور عن الكديمي وقال: كان ثقة.
4709 - سعيد بن الحسن، أبو عثمان القصير الواسطي:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه في درب الربيع عن محمد بن مسلمة الواسطي.
4710 - سعيد بن أحمد بن سعيد، أبو الليث الأصم النقاش النجار:
حدث عن محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي، والحارث بن أبي أسامة، وأبي العباس
الكديمي. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو القاسم بن الثلاج، وعبد الله بن عثمان
الصفار، وأحمد بن الحسن الوكيل الأزجي. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في رحبة
طيفور في سنة أربعين وثلاثمائة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: حدثني أبو
الليث سعيد بن أحمد النقاش، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عمي عمن كسر به في
بحر صليحي قال: رأيت طائرا على شجرة يقول: بشبش بينه دكني كور
109

الكربه. فسألت أهل الموضع فقلت ما يقول هذا الطائر؟ قالوا: يخبر الآباء عن
الأجداد عمن مضى منهم إنه يقول: أمتني ولا ترني ثقيلا.
4711 - سعيد بن يعقوب بن إسحاق، أبو عثمان العطار:
حدث عن عمر بن الوليد بن أبان الكرابيسي، وأحمد بن إسحاق بن صالح
الوزان، وأحمد بن الهيثم البزاز. روى عنه الدارقطني، ويوسف القواس، وعبد الله بن
عثمان الصفار.
4712 - سعيد بن تركان، أبو جعفر الصوفي. انتقل إلى الرملة فسكنها:
أخبرنا أحمد بن المحتسب، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين النيسابوري
قال: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا جعفر سعيد بن تركان - بدمشق -
يقول: صحبت أنا وأخي علي: يعقوب بن الوليد بعد صحبته الجنيد، فما عظم في
قلوبنا أحد ولا تجاوز حد الجنيد، لأنه كان مؤدبنا تأديب شفقة، والآخرون كانوا
يؤدبونا تأديب رياضة وإظهار أستاذية.
قال أبو عبد الرحمن: سعيد وعلي ابنا تركان كانا من مشايخ البغداديين، استوطنا
الرملة وماتا بها، وسعيد كنيته أبو جعفر وعلي كنيته أبو الحسن.
4713 - سعيد بن سعد، أبو القاسم المقرئ:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في جامع المنصور عن محمد بن نصر بن منصور
الصائغ.
4714 - سعيد بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن معاوية، أبو الليث الأنماطي:
روى عنه محمد بن يحيى الأشناني. حدث عنه علي بن إبراهيم بن أبي غرة
العطار.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي، أخبرنا علي بن إبراهيم بن أحمد
ابن أبي غرة العطار، حدثني أبو الليث سعيد بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن معاوية
الأنماطي، حدثنا محمد بن يحيى الأشناني - في قنطرة الأشنان - حدثنا يحيى بن
معين، حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى
تفضلت على عبدي بأربع خصال، سلطت الدابة على الحبة، ولولا ذلك لادخرها
110

الملوك كما يدخرون الذهب والفضة، وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك ما دفن
خليل خليله أبدا، وسلطت السلو على الحزن ولولا ذلك لانقطع النسل،
وقضيت الأجل وأطلت الأمل، ولولا ذلك لخربت الدنيا، ولم يتهن ذو معيشة
بمعيشته ".
ما أبعد أن يكون هذا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأشناني فإن له عن يحيى بن
معين بمثل هذا الإسناد حديثا آخر، وقد تقدم أيضا ذكر أبي الليث سعيد بن أحمد بن
سعيد النقاش، وما أراه إلا غير هذا الأنماطي، والله أعلم.
4715 - سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن خالد بن عطاء بن
دينار، أبو أحمد الذهلي الأحول:
سكن بخارى وحدث بها عن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، والحارث بن أبي
أسامة، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن يونس
الكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وخلف بن عمرو
العكبري، وغيرهم. روى عنه الحسين بن أحمد الشماخي، ومنصور بن عبد الله
الخالدي الهرويان، وخالد بن عبد الله بن خالد المروزي، وغيرهم، وكان منكر
الحديث.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد بن
عبد الرحمن الهروي، حدثنا أبو أحمد سعيد بن محمد بن أحمد البغدادي - حفظا -
حدثنا عثمان بن سعيد السكري، حدثنا الأصمعي، حدثنا أبي عن نافع عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل ".
أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن
سليمان الحافظ - ببخارى - قال: أبو أحمد سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن
سعيد بن خالد بن عطاء بن دينار الذهلي البغدادي الأحول صاحب عجائب، سكن
بخارى، ثم خرج إلى بلخ ومات بها سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
111

4716 - سعيد بن هشام، أبو عثمان الخالدي:
شاعر من أهل الموصل مليح الشعر، قدم بغداد فمدح بها الوزير أبا محمد المهلبي،
وأقام مدة في جنبته منقطعا إليه ينادمه ثم رجع إلى الموصل.
4717 - سعيد بن القاسم بن العلاء بن خالد، أبو عمرو البرذعي:
سكن طراز وقدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن عبد الله
ابن الحسين بن بحر الشاماتي النيسابوري، ومحمد بن جعفر الكرابيسي البلخي،
ومحمد بن حبان بن الأزهر البصري، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي. روى عنه
محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن إسماعيل القطيعي،
وابن الثلاج. وحدثنا عنه أبو علي بن فضالة النيسابوري بالري وذكر لنا أنه سمع منه
بطراز.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سعيد بن القاسم أبو عمرو البرذعي أحد الحفاظ،
كتب عن محمد بن يحيى بن منده وطبقته، وحدث ببغداد.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثنا سعيد بن القاسم
الحافظ - أبو عمرو البرذعي - حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا الهذيل بن
معاوية، حدثنا إبراهيم بن أيوب، حدثنا النعمان عن سفيان الثوري، عن منصور بن
صفية، عن أمه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الأموات وقال: " طوبى لمن
وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ".
قال أبو نعيم: حدثنا أبي وجماعة قالوا: حدثنا محمد بن يحيى به.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، عن محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
جاءنا نعي أبي عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء بن خالد البرذعي من إسفيجاب سنة
اثنتين وستين وثلاثمائة.
4718 - سعيد بن عمر بن الفتح، أبو عمرو الفقيه الشافعي البغدادي:
حدث بالشام فيما أرى عن زكريا بن يحيى المقدسي، وأبي البهي محمد بن
112

عبد الصمد القنسريني وعمرو بن عصيم، وأحمد بن سعيد بن عتيب الصوري. روى
عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي.
4719 - سعيد بن أبي سعيد، وهو: سعيد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أبو
عثمان النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب الأخرم،
وجعفر بن أحمد بن ماهويه، وإبراهيم بن محمد بن عمرويه المروزي. حدثنا عنه
القاضي أبو العلاء الواسطي - ببغداد - وحدثنا أبو حازم العبدوي - بنيسابور - عنه عن
أحمد بن محمد بن أبي دارم الكوفي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، حدثنا أبو عثمان سعيد بن
أبي سعيد النيسابوري - قدم علينا بغداد في سنة تسع وستين وثلاثمائة - حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه المروزي - بمرو - حدثنا أبو العباس أحمد بن
الصلت بن مغلس بن أخي جبارة بن مغلس، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو
يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
لا يصح لأبي حنيفة سماع من أنس بن مالك، وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد،
وضعفه أحمد بن الصلت.
أخبرنا ضياء بن أحمد الهروي، حدثنا أبو سعد الماليني قال: حدثنا أبو عثمان
سعيد بن أحمد بن محمد بن جعفر النيسابوري - ببغداد - حدثنا جعفر بن أحمد بن
ماهويه، حدثنا ميمون بن الأصبغ بحديث ذكره.
أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
قال: توفي أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد النيسابوري، وهو سعيد بن أحمد بن محمد
ابن جعفر عند انصرافه من الحج في جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة.
4720 - سعيد بن سلام - وقيل: ابن سالم -، أبو عثمان المغربي الصوفي:
ورد بغداد وأقام بها مدة، ثم خرج منها إلى نيسابور فسكنها، وكان من كبار
المشايخ له أحوال مأثورة، وكرامات مذكورة.
113

حدثنا أبو سعد الحسن بن عثمان بن أحمد الشيرازي قال: سمعت أبا مسلم
غالب بن علي الرازي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن سلام المغربي يقول: كنت
ببغداد، وكان بي وجع في ركبتي حتى نزل إلى مثانتي، واشتد وجعي وكنت أستغيث
بالله فناداني بعض الجن: ما استغاثتك بالله وغوثه بعيد؟ فلما سمعت ذلك رفعت
صوتي، وزدت في مقالتي، حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا ساعة حتى
غلب علي البول، فقدم إلى سطل أهريق فيه الماء، فخرج من مذاكيري شئ بقوة
وضرب وسط السطل حتى سمعت له صوتا فأمرت من كان في الدار فطلب فإذا هو
حجر قد خرج من مثانتي وذهب الوجع مني وقلت: ما أسرع الغوث، وهكذا الظن به.
وحدثنا أبو سعيد الشيرازي قال: سمعت غالب بن علي يقول: سمعت علي بن
محمد الصغير القوال يقول: قال لي جماعة من أصحابنا تعال حتى ندخل على الشيخ
أبى عثمان المغربي فنسلم عليه، فقلت إنه رجل منقبض وأنا أستحي منه، فألحوا علي
فلما دخلنا على أبى عثمان فلما وقع بصره علي قال: يا أبا الحسن كان انقباضي
بالحجاز، وانبساطي بخراسان.
حدثنا أبو سعد قال: سمعت غالب بن علي يقول: دخلت على أبي عثمان يوما
في مرضه الذي مات فيه، فقيل له كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولى كريما رحيما إلا
أن القدوم عليه شديد. ثم حكى عن شعوانة أنها قالت عند موتها: إني أكره لقاء الله،
فقيل لها: ولم؟ قالت: مخافة ذنوبي.
ذكر صاحبنا أبو النجيب الأرموي أنه سمع أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول:
كنت في مجلس أبى سليمان الخطابي فجاءه رجل وعزاه بأبي عثمان المغربي، وذكر
وفاته بنيسابور، فسمعت أبا سليمان يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم " قد كان في الأمم ناس
محدثون، فإن يكن في أمتي فعمر " وأنا أقول: فإن كان في هذا العصر أحد كان أبو
عثمان المغربي.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت محمد بن
الحسين السلمي يقول: سمعت أبا عثمان المغربي - وقد سئل عن الخلق - فقال:
قوالب وأشباح تجرى عليهم أحكام القدرة.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سعيد
ابن سلام أبو عثمان المغربي كان مقيما بمكة سنين، فسعى به إلى العلوية في زور
114

نسب إليه وحرش عليه العلوية حتى أخرجوه من مكة، فرجع إلى بغداد وأقام بها
سنة، ثم خرج منها إلى نيسابور ومات بها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ودفن بجنب
أبي عثمان الحيري.
أخبرني محمد بن علي المغربي، أخبرني محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سعيد
ابن سالم العارف أبو عثمان الزاهد، ولادته بالقيروان في قرية يقال لها كركنت.
وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزلة، لقي الشيوخ بمصر، ثم
دخل بلاد الشام. وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة سنين فوق العشر، وكان
لا يظهر في المواسم، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة في السنة، فسئل المقام
بالعراق فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسابور وتوفي بنيسابور ليلة الأحد، ودفن عشية
يوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
4721 - سعيد بن العباس، أبو عثمان القرشي المزكي:
من أهل هراة. قدم بغداد حاجا وحدث بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة عن
العباس بن الفضل النضروي وأبى الفضل بن خميرويه، وأبي حاتم محمد بن يعقوب
الهرويين، وأبي سعيد محمد بن العلاء المحاربي النيسابوري، وأبي عمرو بن حمدان،
وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، ومنصور بن العباس البوسنجي، وأبي
منصور محمد بن أحمد الأزهري، وأحمد بن إسحاق بن محمد المعروف بالبغدادي،
وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعلي بن عيسى الماليني، وأبي عبد الله
الشماخي، وغيرهم.
كتبت عنه بعد رجوعه من حجه وكان ثقة، وهو سعيد بن العباس بن محمد بن
علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن أمية بن خالد بن حراز بن محرز بن حارثة بن
ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني أن أبا عثمان القرشي مات بهراة في
سنة اثنتين - أو ثلاث - وثلاثين وأربعمائة - الشك منه.
4722 - سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح بن سويد بن عبد الله
ابن سعدان، أبو القاسم البقال الأصبهاني:
قدم بغداد غير مرة وحدث بها عن أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري. كتبت
عنه في مجلس أبى عمر بن مهدي عند رجوعه من الحج في سنة تسع وأربعمائة، وهو
إذ ذاك شاب وكان صدوقا.
115

أخبرنا سعيد بن محمد البقال، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان
الأبهري، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري، حدثنا لوين محمد بن
سليمان، حدثنا سليمان بن بلال عن أبي وجزة السعدي عن عمر بن أبي سلمه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أدن بني وسم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ".
مات سعيد البقال بأصبهان في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، ذكر لي ذلك عبد
العزيز بن محمد اليخشي.
ذكر من اسمه سهل
4723 - سهل بن المغيرة، أبو علي البزاز:
حدث عن أبي معشر المديني، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن زيد بن
أسلم، وعباد بن عباد المهلبي، وسفيان بن عيينة. روى عن ابنه علي، ويحيى بن معلى
ابن منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر، أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل
قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، حدثني أبي
سهل بن المغيرة، حدثنا عباد عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي
حازم، عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا عمل في الناس بالمعاصي
فلم يغيروا، أوشك أن يعمهم الله بعقاب ".
قال شعبة: قد حفظت أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرني محمد بن عبد الواحد الصغير، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
المقرئ، حدثنا العباس بن أبي علي النسائي، حدثنا يحيى بن معلى، حدثنا سهل بن
المغيرة - إمام مسجد عفان - حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد
الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: جاء ثابت بن قيس بن شماس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إن أمي ماتت وهي نصرانية، فأحب أن أشهدها؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اركب
وتقدمها، فإنك إذا كنت أمامها تكن معها ".
116

قال العباس: حدثني علي بن سهل بن المغيرة قال: جاء أحمد بن حنبل إلى أبي
حتى سأله عن هذا الحديث.
4724 - سهل بن محمود بن حليمة، أبو السري، مولى العباس بن عبد الله
ابن مالك:
حدث عن سفيان بن عيينة، وعقبة بن عبد الله بن المخارق الشيباني، ويحيى بن
سليم الطائفي، وأبي بكر بن عياش، ومخلد بن الحسين. روى عنه ابنه عبد الرحمن،
ومحمد بن أحمد بن السكن، وعباس الدوري.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سهل بن محمود يكنى أبا السري
مولى العباس بن عبد الله بن مالك. وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي - إجازة - أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة،
حدثنا جدي قال: أبو السري سهل بن حليمة كان أحد أصحاب الحديث، وأحد
النساك.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن أبا السري سهل
ابن محمود مات في سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: وذكره الدارقطني فقال: بغدادي فاضل.
4725 - سهل بن صالح أ، بو صالح البغدادي:
ذكر معاوية بن صالح الدمشقي صاحب يحيى بن معين أنه حدثهم في سنة ثمان
عشرة ومائتين، قال: رأيت يزيد بن أبي منصور بإفريقية، وكان قد ولى للحجاج بن
يوسف بيسان يوما واحدا.
4726 - سهل بن نصر بن إبراهيم بن ميسرة، أبو محمد المطبخي:
حدث عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وخلف بن خليفة، ومحمد بن
صبيح بن السماك، وفضيل بن عياض، وداود بن الزبرقان، وعمر بن هارون البلخي،
وإسحاق بن سليمان الرازي. روى عنه عباس بن محمد الدوري. وأحمد بن أبي
117

خيثمة، ومقاتل بن صالح المطرز، وصالح بن محمد الرازي، والحسن بن علي بن
المتوكل، ومحمد بن الفضل الوصيفي.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا سهل بن نصر المطبخي، حدثنا
إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت عمر بن أبي قيس يذكر عن ابن أبي ليلى
عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (وكان
عرشه على الماء) [هود 7] قال: كان عرش الله على الماء، ثم اتخذ لنفسه جنة، ثم
اتخذ من دونها أخرى، ثم أطبقها بلؤلؤة واحدة. فقال: (ومن دونهما جنتان)
[الرحمن 62] قال وهي - أولهما - التي قال الله تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم
من قرة أعين) [السجدة 17] قال: وهي لا يعلم الخلائق ما فيها - أو فيهما -.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سألت يحيى بن معين عن سهل بن نصر - يعني المطبخي - فقال: ثقة.
4727 - سهل بن أبي سهل، وهو سهل بن زنجلة أبو عمرو الرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن الصباح بن محارب، وعبد الرحمن بن مغرا، وسفيان بن
عيينة، ووكيع بن الجراح، ومكي بن إبراهيم. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي،
وأحمد بن السري بن سنان، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وموسى بن هارون،
وعلي بن الحسن بن بيان الباقلاني، ومحمد بن بشر بن مطر، وأحمد بن الحسن بن
عبد الجبار الصوفي، وأبو حاتم الرازي وقال: هو صدوق.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله القطان، حدثنا إدريس بن عبد الكريم، حدثنا سهل بن زنجلة الرازي،
حدثنا الصباح بن محارب، حدثني عمر بن عبد الله بن مرة، عن أبيه عن جده. وعن
زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قالا: إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر لم
نخلع خفافنا لشئ من حاجتنا ثلاثا، وإذا كنا معه في الحضر مسحنا يوما وليلة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا سهل بن زنجلة الرازي - أبو عمرو
118

سنة إحدى وثلاثين ومائتين - حدثنا مكي عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي، فكبر عليه أربعا.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب قال: سئل إبراهيم الحربي عن حديث سهل بن زنجلة عن
مكي عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر أربعا
قال: ما خلق الله من هذا شيئا. لو كان من هذا شئ كان في الموطأ. قال إبراهيم:
سمعت من سهل بباب الأنبار.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
المقرئ، حدثنا محمد بن محمد الباغندي، حدثني عمر بن مدرك البلخي قال:
سمعت مكي بن إبراهيم يقول: حدثتهم بالبصرة عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا.
وهو خطأ إنما حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي وكبر عليه أربعا.
4728 - سهل بن سورين المدائني:
حدث عن سلام بن سليمان الثقفي. روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد المطرز.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي وطلحة بن علي الكتاني - قال الحربي
أخبرنا، وقال طلحة حدثنا - محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثني أبو أحمد
المطرز، حدثنا سهل بن سورين المدائني، حدثنا سلام بن سليمان، حدثنا إسرائيل، عن
أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آخر ما تكلم
به إبراهيم حين ألقى في النار، حسبي الله ونعم الوكيل ".
هذا حديث غريب من رواية أبى حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مسندا، لا
أعلم رواه غير سلام بن سليمان عن إسرائيل، والمحفوظ ما رواه الناس عن إسرائيل
وأبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: لما ألقي
إبراهيم في النار، الحديث.
119

4729 - سهل بن مهران بن سهل، أبو بشر الدقاق:
نزل نيسابور وحدث بها عن عبد الله بن بكر السهمي. وأبى عبد الرحمن المقرئ،
وهوذة بن خليفة، وعاصم بن علي. روى عنه إبراهيم بن عبدوس الحيري، ومحمد
ابن صالح بن هانئ.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله - أبو عبد الله
النيسابوري - حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو بشر سهل بن مهران بن
سهل الدقاق البغدادي - وكان ثقة - سنة سبعين ومائتين.
قال أبو عبد الله: وذكر بعض أصحابنا وفاته سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4730 - سهل بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح بن سليمان بن عيسى بن
عبد الله بن ميمون، مولى علي بن أبي طالب، يكنى أبا على الدوري:
حدث عن علي بن الجعد، وأبي إبراهيم الترجماني، وعبيد الله بن عمر القواريري،
ويحيى بن أيوب العابد، وسريج بن يونس، ومحمد بن عباد المكي، والحسن بن
حماد الوراق، وأبي حسان الزيادي. روى عنه محمد بن مخلد العطار، وأحمد بن
عثمان بن الأدمي، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد الطستي.
وهو الذي يقول ابن مخلد في كثير من رواياته عنه، حدثني ابن أبي الحسن مولى
علي، وزعم أبو مزاحم الخاقاني أنه كان يرمي بالكذب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، حدثنا سهل بن علي
الدوري، حدثنا الحسن بن عثمان الزيادي، حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد
قال: أحصى قتلى صفين ستين ألف قتيل بالقصب، على كل رجلين قصبة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن سهل بن علي الدوري مات
في سنة سبع وثمانين ومائتين.
وكذلك قال محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه. وزاد يوم الثلاثاء غرة رجب.
4731 - سهل بن أبي سهل، وهو: سهل بن أحمد بن عثمان بن مخلد، أبو
العباس الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن بشر بن معاذ العقدي، وحميد بن مسعدة الشامي،
120

وسمعان بن عيسى، ومحمد بن خالد بن عبد الله، ومحمد بن حرب النشائي،
وبسطام بن الفضل أخي عارم، وعمرو بن علي الفلاس. روى عنه محمد بن مخلد،
وأبي عمرو بن السماك، وإسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر
الشافعي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وابن لؤلؤ الوراق، وأحمد بن إبراهيم
القديسي، وكان ثقة.
4732 - سهل بن يحيى بن سبأ بن سهل بن عبد الله بن عبد المدان، أبو
السري الحداد:
حدث عن الحسن بن علي الحلواني، وسعيد بن عثمان الرازي، والحسن بن هارون
الصائغ. روى عنه محمد بن حميد المخرمي، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي،
وأبو بكر الأبهري، وعلي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري،
حدثني سهل بن يحيى السقطي - ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثة -.
وأخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا سهل
ابن يحيى بن سبأ الحداد، حدثنا الحسن بن علي الحلواني - وقال الأبهري الخلال، ثم
اتفقا - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب: النحلة، والنملة، والهدهد،
والصرد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني - وسئل عن حديث أبي صالح عن
أبي هريرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد،
والصرد.
فقال: رواه شيخ يعرف بسهل بن يحيى بن سبأ الحداد عن الحسن بن علي
الحلواني عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي صالح عن أبي هريرة ووهم
فيه، وإنما رواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.
4733 - سهل بن أحمد بن الفضل، أبو حميد، يعرف بالمكي:
حدث عن جعفر بن محمد بن بريق. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري، وذكر
أنه سمع منه بالنهروان.
121

4734 - سهل بن أحمد بن عثمان، أبو حميد الطبري:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن ياسين الهروي، وعبد الرحمن بن
عبد الله بن حبيب. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي، وأبو القاسم بن الثلاج،
وذكر أنه سمع منه في درب سليمان.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي، حدثنا أبو
حميد سهل بن أحمد بن عثمان الطبري، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن حبيب،
حدثنا أبو بشر الصفار، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا الصباح بن محارب، عن
أبي حنيفة أنه قال ذات يوم: ألا تعجبون؟! مررت على مسعر وهو يحدث عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها.
4735 - سهل بن إسماعيل بن سهل، أبو صالح الجوهري الطرسوسي:
نزل بغداد وحدث بها عن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، ومحمد بن
الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعلي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة الوراق
العسكري، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الإيادي، وأبي العباس بن سريج الفقيه،
ومحمد بن نصر الأصبهاني. حدثنا عنه عبد الله بن يحيى السكري، ومحمد بن
طلحة النعالي، وعبد الملك بن محمد بن بشران، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن طلحة النعالي، حدثنا أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل
الجوهري الطرسوسي، حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، حدثنا
محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا بقية، حدثني عبد الرحمن بن عثمان عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال صيام العبد معلقا بين السماء
والأرض، حتى تؤدى زكاة فطره ".
4736 - سهل بن أحمد بن سهل، أبو السري:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي. وقال: توفي
ليومين بقيا من جمادي الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
4737 - سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل، أبو محمد الديباجي:
حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، ويموت بن المزرع العبدي،
122

ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفي - نزيل مصر، ومحمد بن العباس اليزيدي،
ومحمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر بن الأنباري. حدثنا عنه الأزهري، والقاضي
أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، والعتيقي، والجوهري، وغيرهم.
سألت الأزهري عن سهل الديباجي فقال: كان كذابا، رافضيا، زنديقا.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان سهل
الديباجي آية ونكالا في الرواية، وكان رافضيا غاليا فيه، وكتبنا عنه كتاب محمد بن
محمد بن الأشعث لأهل البيت مرفوع ولم يكن له أصل نعتمد عليه ولا كتاب
صحيح.
حدثني الأزهري والعتيقي قالا: توفي سهل الديباجي في سنة ثلاثين وثلاثمائة. -
زاد العتيقي في صفر - ثم قالا: ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين.
قال العتيقي: وصلى عليه أبو عبد الله بن المعلم، وكان رافضيا، ولم يكن في
الحديث بذاك.
وقال الأزهري: لم يكن له أصل يعتمد عليه ولا كتاب صحيح. قال: ورأيت في
داره على الحائط مكتوبا، لعن أبي بكر، وعمرو، وباقي الصحابة العشرة سوى علي.
4738 - سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله، أبو نصر
البخاري:
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، حدثنا أبو نصر سهل بن
عبيد الله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله البخاري - قدم علينا بغداد - حدثنا
محمد بن نوح الجنديسابوري، حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى الناقد، حدثنا سهل
ابن عثمان، حدثنا عبد الله بن مسعر بن كدام، عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق أبوابها
كأنها أبواب الموحدين ".
123

ذكر من اسمه سعد
4739 - سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس، الأنصاري الخزرجي:
أحد بني الحبلى قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب، ونزل عقرقوف - وهي
قرية من بغداد على نحو فرسخين -.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد في تسمية الأنصار الذين شهدوا بدرا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزى بن عدي بن مالك بن
سالم الحبلى.
قلت: ومالك بن سالم هو ابن غنم بن عوف بن الخزرج.
عدنا إلى الكلام في سعد. قال: وكان سعد بن زيد بن وديعة قد قدم العراق في
خلافة عمر بن الخطاب ونزل بعقرقوف هذه، فصار ولده بها يقال لهم بنو
عبد الواحد بن بشير بن محمد بن موسى بن سعد بن زيد بن وديعة، وليس بالمدينة
منهم أحد.
4740 - سعد بن حذيفة بن اليمان، العبسي:
ولي قضاء المدائن، وكان يحدث عن أبيه. روى عنه منذر الثوري، وزياد بن علاقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، أخبرنا الحسين بن صدقة، حدثنا
أحمد بن أبي خيثمة، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، حدثنا صلة بن سليمان قال: كان
على قضاء المدائن سعد بن حذيفة بن اليمان، وكلمه ابن جعدة بن هبيرة في شئ من
الحكم وبين يديه نار، فقال له سعد بن حذيفة: ضع أصبعك هذه في هذه النار، قال:
سبحان الله تأمرني أن أحرق بعض جسدي؟ قال: فأنت تأمرني أن أحرق جسدي
كله!
124

4741 - سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو
إسحاق الزهري:
سمع أباه، وعبيدة بن أبي رائطة. روى عنه أحمد بن حنبل، وخلف بن سالم،
وكان صدوقا. ولى قضاء عسكر المهدي ببغداد، وهو أخو يعقوب بن إبراهيم بن
سعد، وكان أسن من يعقوب.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد، حدثني أبي، حدثنا سعد بن إبراهيم بن سعد، حدثنا عبيدة بن أبي رائطة
الحذاء التميمي، حدثني عبد الرحمن بن زياد - أبو عبد الرحمن بن عبد الله - عن عبد
الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا
بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد
آذاني ومن آذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن
حنبل قيل له: سعد بن إبراهيم أخو يعقوب؟ قال: لم يكن به بأس، وكان يعقوب أقرأ
للكتب، وأحر رأسا منه.
قال: وسمعت أحمد. قال: عند سعد بن إبراهيم شئ لم يسمعه يعقوب كتاب
عاصم بن محمد العمري. دفع إلى محمد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه
من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان، أخبرنا مكرم، حدثني يزيد بن
الهيثم قال: قلت له - يعني يحيى بن معين - سعد بن إبراهيم؟ فقال: ثقة. قلت له مثل
يعقوب؟ قال: هو أكبر من يعقوب، أي شئ يقصر به؟ ثقة ولم أسمع منه شيئا.
125

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: سعد بن إبراهيم - يعني الأزهري - لا بأس به، وكان على
قضاء واسط.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري يكنى
أبا إسحاق، ولى قضاء واسط في خلافة هارون، ثم ولى قضاء عسكر المهدي في أول
خلافة المأمون وهو بخراسان، وكان يروي كتب أبيه، وسمع منه بعض البغداديين، ثم
عزل عن القضاء ببغداد، فلحق بالحسن بن سهل، وهو بفم الصلح، فولاه قضاء
عسكره وتوفي بالمبارك في سنة إحدى ومائتين. وهو ابن ثلاث وستين سنة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا الحسين بن
صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: توفي سعد بن إبراهيم سنة إحدى ومائتين، وسعد
أسن من يعقوب، ومات يعقوب سنة ثمان ومائتين.
4742 - سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم - وقيل:
جعفر بن عبد الله بن الحكم - بن رافع بن سنان، أبو معاذ الأنصاري الحكمي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن بغداد في ربض الأنصار، وحدث بها عن
مالك بن أنس، وفليح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعلي بن ثابت،
وكان عنده عن مالك الموطأ. روى عنه حجاج بن الشاعر، وأبو يحيى صاعقة،
ويعقوب بن شيبة، وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن ملاعب،
والحسن بن الفضل البوصرائي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيي المزكي،
أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، حدثني حجاج بن الشاعر، حدثنا سعد بن عبد
126

الحميد بن جعفر قال: أبي عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم واسم أبي
الحكم رافع بن سنان، وعبد الحميد يكنى أبا الفضل، ومات بالمدينة سنة ثلاث
وخمسين ومائة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا سعد بن عبد
الحميد بن جعفر، حدثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة. قال: أخبرني رجل من
ولد عبادة بن الصامت كان ثقة أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " حضر ملك الموت رجلا يموت فلم يجد فيه خيرا، وشق عن قلبه فلم يجد فيه
شيئا، ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول، لا إله إلا الله، فغفر الله
له بكلمة الإخلاص ".
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري.
وحدثني محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي،
أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي. قالا: أبو معاذ سعد بن
عبد الحميد بن جعفر بغدادي. زاد البخاري، سكن ربض الأنصار.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات، أخبرني الحسن بن يوسف
الصيرفي، أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهنى قال: سألت
أحمد بن حنبل وأبا خيثمة ويحيى بن معين فقلت: أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن
جعفر؟ فقالوا: هو ابن عبد الحميد بن جعفر المدني، فقلت: كيف هو؟ قالوا: كان
هاهنا في ربض الأنصار يدعي أنه سمع عرض كتب مالك بن أنس. وقال لي أحمد:
والناس ينكرون عليه ذاك، هو هاهنا ببغداد لم يحج، فكيف سمع عرض مالك؟.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: سعد بن عبد الحميد بن جعفر
يتكلمون في حديثه.
قرأنا على الجوهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم
127

الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن سعد
ابن عبد الحميد بن جعفر فقال: ليس به بأس، قد كتبت عنه.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سعد بن عبد الحميد فقال: لا
بأس به.
وقال في موضع آخر: سمعت أبا علي يقول: عبد الحميد بن جعفر سيئ الحفظ.
وذكر عن الثوري أنه رآه يفتي في مسائل ويخطئ فيها، فتكلم فيه الثوري من أجل
هذا، وسعد ابنه أثبت منه.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: حدثني أبو معاذ الحكمي سعد
ابن عبد الحميد بن جعفر المدني ثقة صدوق.
4743 - سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد، العوفي:
حدث عن أبيه، وعن فليح بن سليمان، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وسليمان
ابن قرم. روى عنه ابنه محمد، ومحمد بن غالب التمتام، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن عطية والحسين
ابن الحسن بن عطية عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت: نزلت هذه
الآية في بيتي: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
[الأحزاب 33] وكان في البيت علي، وفاطمة، والحسن والحسين. قالت: وكنت
على باب البيت، فقلت: أين أنا يا رسول الله؟ قال: " أنت في خير، وإلى خير ".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد بن عيسى الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد
الله: أخبرني اليوم إنسان بشئ عجب، زعم أن فلانا أمر بالكتاب عن سعد بن
العوفي، وقال هو أوثق الناس في الحديث، فاستعظم ذاك أبو عبد الله جدا وقال: لا إله
إلا الله سبحان الله، ذاك جهمي امتحن أول شئ قبل أن يخوفوا، وقبل أن يكون
128

ترهيب، فأجابهم! قلت لأبي عبد الله فهذا جهمي إذا؟ فقال: فأي شئ؟ ثم قال
أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان
موضعا لذاك.
4744 - سعد بن زنبور:
حدث عن عمرو بن يحيى السعيدي، وإسماعيل بن مجالد الهمداني، وفضيل بن
عياض، وعبد الرحمن بن عبد الله العمري. روى عنه أحمد بن بشر المرثدي،
وإبراهيم بن أحمد الوكيعي، ومحمد بن موسى بن حماد البربري، وإدريس بن عبد
الكريم المقرئ.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا أحمد
ابن بشر بن سعد المرثدي، حدثنا سعد بن زنبور، حدثنا إسماعيل بن مجالد عن عبد
الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر
يوقه ".
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال أبو عبد الله: شيخ هاهنا سعد بن
زنبور ذهبت إليه؟ فقلت له رأيته في المسجد الجامع فسألته عن حديثين رأيته يحفظ ما
يسأل عنه، ورأيت عنده قوما ومعهم كتاب وهو يقرأ عليهم من حفظه. فقال:
جاؤني عنه بكتاب عن فضيل بن عياض، فإذا أحاديث مقاربة، وما استغربت منها
شيئا، إلا أني رأيت حديثا " إذا تكلم الله بالوحي " عن منصور، وإنما يعرف هذا عن
الأعمش، ورأيت أحاديث عن الأعمش معروفة إلا أني لم أعرفها من حديث فضيل.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا
محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد الخالق بن
منصور. قال: وسألت يحيى بن معين عن سعد بن زنبور فقال: ذاك المسكين ذاك
الذي يعلم في القرى، هو ثقة وما أراه يكذب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا محمد بن
129

إسحاق السراج قال: سمعت أحمد بن محمد بن بكر قال: وأخبرنا أحمد بن أبي
جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سعد بن
زنبور سنة ثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات سعد بن زنبور
ببغداد.
قلت: وذكر موسى بن هارون أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر.
4745 - سعد بن محمد بن إسحاق أبو إسحاق، المعروف بابن أبى العباس
الصيرفي:
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص، وأحمد
ابن زنجويه المخرمي، وأحمد بن محمد بن أبان السراج، وجعفر بن محمد الفريابي،
وأحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشاء. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وأبو
القاسم بن الثلاج. وحدثنا عنه محمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن رزقويه،
ومحمد بن جعفر بن علان الوراق، وأبو بكر البرقاني، وبشرى بن عبد الله الرومي،
وأبو علي بن دوما النعالي، وأبو نعيم الحافظ.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان، حدثنا أبو إسحاق سعد بن محمد بن إسحاق
الصيرفي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا عبد
السلام بن حرب عن سفيان الثوري، عن عباس بن عمرو العامري، عن نعيم بن
حنظلة البكري، عن عمار بن ياسر: أنه كان يكره أن يؤم الرجل الناس بالليل في شهر
رمضان في المصحف، قال هو من فعل أهل الكتاب.
سألت أبا بكر البرقاني وأبا نعيم الحافظ الأصبهاني عن سعد بن محمد الصيرفي.
فقالا: ثقة.
قال لنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي: توفي سعد بن محمد بن
إسحاق الصيرفي في جمادى الأولى سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال: توفي أبو إسحاق سعد بن أبي العباس الصيرفي يوم
130

الثلاثاء في جمادي الأولى سنة خمس وستين وثلاثمائة، وهو شيخ صدوق. قال غيره:
توفي لست خلون من الشهر.
4746 - سعد بن محمد بن يوسف، أبو رجاء القزويني:
سكن بغداد وحدث بها عن الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي. كتبنا عنه
وما علمت به بأسا.
حدثنا أبو رجا سعد بن محمد - من حفظه في شوال من سنة ثمان وأربعمائة في
الجانب الشرقي - حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - بمدينة دمشق في
مسجد باب الجابية - حدثني الربيع بن سليمان المرادي، حدثني الشافعي، حدثنا مالك
ابن أنس عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة - من آل ابن الأزرق - أن المغيرة بن
أبي بردة - وهو من بنى عبد الدار - أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فان
توضأنا عطشنا، فنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو الطهور ماؤه، الحل
ميتته ". لم يكن عند أبي رجاء غير هذا الحديث.
ورأيت بخط أبي الفضل بن الفلكي نسبة: سعد بن محمد بن يوسف بن محمد بن
غسان بن عبد الرحمن بن بشر بن عبد الله بن حارث بن همام بن ذهل بن مرة بن
شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن
أفضى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وقرأت بخط لبن الفلكي أيضا: سئل هذا الشيخ عن مولده فقال: حججت وكنت
ابن عشرين سنة ولم أر الحجر بموضعه، لأنه لم يكن رد.
4747 - سعد بن محمد بن سعد بن القاسم، أبو بكر الطائي الأبهري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الحسن بن أحمد المخلدي النيسابوري. حدثني
عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن الأشناني الدقاق وكان صدوقا.
131

ذكر من اسمه سلمة
4748 - سلمة بن صالح، أبو إسحاق الجعفي الأحمر الكوفي:
حدث عن أبي إسحاق السبيعي، وعلقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان،
وغيرهم. روى عنه بشر بن الوليد الكندي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأحمد
ابن منيع، وإبراهيم بن مجشر. وكان قد ولى القضاء بواسط في زمن الرشيد، ثم عزل
وقدم بغداد فأقام بها إلى أن مات.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا إبراهيم بن مجشر، حدثنا سلمة
ابن صالح، حدثنا أبو إسحاق عن الأسود وحماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
قالت: إن كنت لأدخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في شعاره وأنا حائض، ما على إلا إزار، ولكن
النبي صلى الله عليه وسلم أملككم لإربه.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن
إبراهيم الصيدلاني، حدثنا علي بن دليل البزاز، حدثنا أبو عبد الله المقدمي، حدثنا
محمد بن عيسى الأنصاري - واسطي - قال: تقدم هشيم بن بشير مع خصم له إلى
سلمة بن صالح - وهو على قضاء واسط في زمن الرشيد - فكلم الخصم هشيما
بكلمة، فرفع هشيم يده، فلطم الخصم بين يدي سلمة بن صالح، فأمر سلمة بهشيم
فضرب عشر درر وقال: تتعدى على خصمك بحضرتي؟ فأغضب ذلك مشيخة
واسط، فخرجوا إلى بغداد إلى الرشيد فأقاموا ببابه إلى أن خرج الرشيد إلى مكة،
فخرجوا بأجمعهم معه وهم، عباد بن العوام، ومحمد بن يزيد، وخالد بن عبد الله،
وغيرهم من المشيخة، فلما صاروا إلى مكة اعترضوا الرشيد - وهو يطوف بالبيت -
فكلموه في أمر سلمة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لسنا نطعن على سلمة. ولكن رجل
مكان رجل، فرق لهم الرشيد وقال: أما هذا فنعم، فأمر بعزله وتقليد رجل سواه.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا طاهر
132

ابن مسلم العبدي، حدثني محمد بن عمران الضبي، حدثنا أحمد بن خلاس. قال:
لما عزل شريك عن القضاء تعلق به رجل ببغداد، فقال: يا أبا عبد الله لي عليك
ثلاثمائة درهم فأعطنيها، قال: ومن أنا؟ قال: أنت شريك بن عبد الله القاضي، قال:
ومن أين هي لك؟ قال: ثمن هذا البغل الذي تحتك، قال: نعم تعال، فجاء يمشي معه
حتى إذا بلغ الجسر قال: من هاهنا؟ فقام إليه أولئك الشرط فقال: خذوا هذا
فاحبسوه، لئن أطلقتموه لأخبرن أبا العباس عبد الله بن مالك. فقالوا له: إن هذا
الرجل يتعلق بالقاضي إذا عزل فيدعى عليه، فيفتدى منه، وقد تعلق بسلمة الأحمر
حين عزل عن واسط فأخذ منه أربعمائة درهم، فقال هكذا؟ فكلم فيه فأبى أن
يطلقه، فقال له عبد الله بن مالك: إلى كم تحبس هذا الرجل؟ قال: حتى يرد إلى سلمة
الأحمر أربعمائة درهم قال: فرد على سلمة أربعمائة، فجاء سلمة إلى شريك فشكر
له، فقال له: يا ضعيف كل من سألك مالك أعطيته إياه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل قال: سمعت محمد بن جعفر الوركاني يقول:
كنا عند هشيم، فقال له رجل: حدثنا سلمة الأحمر عن حماد عن إبراهيم قال: كان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحرمون في الثياب المورد، فقال هشيم: دعونا من حديث الكذابين،
فتبسم أبو عبد الله وقال: ليس من هذا شئ وقال: قد رأيت سلمة.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن،
حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا
عبد الله يقول: سلمة الأحمر يحدث عن أبي إسحاق أحاديث صحاح، إلا أنه عن
حماد مختلط الحديث. وقال: حدث عن حماد عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
أحرموا في الثياب الموردة، قال: فأنكروه عليه. وحدث عن حماد أحاديث مضطربة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي - وسألت عن سلمة الأحمر - قال: ليس بشئ.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - أخبرنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال:
سلمة الأحمر الواسطي ضعيف.
133

أخبرنا عبيد الله بن عمر، حدثني أبي، حدثنا محمد بن مخلد. وأخبرنا محمد بن
عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي قالا:
حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سلمة الأحمر، قال ابن
مخلد: قاضي واسط ليس بثقة. وقال السوسي: ليس بشئ.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد المالكي. قالا: حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال:
سمعت أبي يقول: سلمة الأحمر كان يروي عن حماد بن أبي سليمان فيقلبها، ولا
يضبطها، وضعفه. قال: وسمعت أبي يقول: كتبت عن سلمة بن صالح حديثا كثيرا
ورميت به.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، أخبرنا ابن عمار. قال: سلمة بن صالح الأحمر ضعيف. وقال مرة أخرى:
سلمة بن صالح الأحمر ليس أحد يروى عن ذاك، ذاك متروك.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: سلمة بن صالح الأحمر قاضي
واسط ليس بثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سلمه الأحمر فقال: متروك
الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث حدث به حسين بن
عيسى البسطامي عن أبيه قال: حدثنا سلمة بن صالح الأحمر عن محمد بن المنكدر
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه، الحديث. فقال: سلمة بن صالح لا يكتب
حديثه. وسألت أبا علي عن الحسين فقال: ثقة نيسابوري، وسألت أبا علي عن أبيه
فقال: لا يعرف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سلمة بن صالح الأحمر متروك الحديث واسطي.
134

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين
المروزي - في كتابه - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني، حدثنا أحمد بن
سيار قال: دفع إلى عبيد الله بن يحيى بن عبد الله بن بكير - بخطه ولم يقرأه علي -:
مات سلمه بن صالح سنة ثمانين ومائة.
أخبرنا أبو حازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن
أبي أسامة الحلبي، أخبرنا أبو عمران بن الأشيب، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي
الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: سلمة بن صالح الأحمر الجعفي ويكنى أبا إسحاق،
توفي ببغداد سنة ثمانين ومائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ومات أبو
إسحاق سلمه بن صالح الأحمر الجعفي ببغداد سنة ثمانين ومائة، وكان يخلف أبا شيبة
إبراهيم بن عثمان العبسي على القضاء بواسط.
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن
جرير الطبري قال: سلمة بن صالح الأحمر يكنى أبا إسحاق، ولى قضاء واسط ثم
عزل، وكان كثير الحديث غير أنه اضطرب عليه حفظه فضعف، وكانت وفاته ببغداد
في سنة ست وثمانين ومائة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات سلمة بن صالح
الأحمر أبو إسحاق ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة.
4749 - سلمة بن عقار:
حدث عن حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وشعيب بن
حرب، وفضيل بن عياض، ومعروف الكرخي. روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي،
وسعدان بن يزيد العسكري.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عمر بن بشران، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي، حدثنا أحمد - يعني ابن إبراهيم الدورقي - قال: سمعت سلمة بن عقار
يقول: إذا كان لك رغيفان فكل أحدهما على أبواب العلماء.
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن سلمة بن
عقار فقال: ثقة مأمون.
135

4750 - سلمة بن عاصم، أبو محمد النحوي:
روى عنه يحيى بن زياد الفراء كتبه. حدث عنه أحمد بن يحيى ثعلب، وإدريس
ابن عبد الكريم الحداد، وكان ثقة ثبتا، دينا عالما.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، حدثنا أبو الحسين أحمد بن
عثمان بن بويان المقرئ، حدثنا إدريس الحداد، حدثنا سلمة بن عاصم، حدثنا الفراء،
حدثنا أبو الأحوص وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن عامر عن أبي بكر الصديق:
(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) [يونس 26] قال: النظر إلى وجه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش،
حدثنا إدريس بن عبد الكريم قال: قال لي سلمة بن عاصم: أريد أن أسمع كتاب
العدد من خلف، فقلت لخلف. فقال: فليجئ، فلما دخل رفعه لأن يجلس في الصدر،
فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، وقال: هذا حق التعليم. فقال له خلف: جاءني
أحمد بن حنبل ليسمع حديث أبي عوانة، فاجتهدت أن أرفعه فأبى وقال: لا أجلس
إلا بين يديك، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
4751 - سلمة بن حفص، أبو بكر السعدي:
من ولد عمر بن سعد بن أبي وقاص، حدث عن عبد الله بن إدريس،
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، ومروان بن معاوية، ويونس بن بكير، ويحيى بن
يمان، ووكيع بن الجراح. روى عنه محمد بن غالب التمتام، ومحمد بن عبيد بن أبي
الأسد، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وصالح جزرة، ومحمد بن إسحاق
الصاغاني، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وكان من أهل الكوفة، فنزل بغداد وحدث
بها.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا سلمة بن حفص السعدي، حدثنا
وكيع، حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت سعد بن أبي وقاص في
جنازة عبد الرحمن بن عوف، وهو بين يدي السرير وهو يقول: وا جبلاه.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا عبد الرحمن
ابن محمد الزهري، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم السعدي قال: سلمة
ابن حفص أبو بكر السعدي مات ببغداد.
136

4752 - سلمة بن أحمد بن محمد بن مجاشع، أبو محمد السمرقندي:
قدم بغداد وحدث بها عن خالد بن يزيد العمرى. روى عنه عبد الله بن محمد بن
أبي سعيد البزاز والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ، ومحمد بن مخلد العطار،
والحسين بن أحمد بن صدقة الفرضي، وغيرهم.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا الحسين
ابن أحمد بن صدقة، حدثنا سلمة بن أحمد السمرقندي، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا
سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس
على الخائن قطع، ولا على المختلس، ولا على المغتصب قطع ".
حدثني الحسين بن محمد أخو الخلال عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال: سلمة بن محمد بن أحمد بن مجاشع الباهلي، وقيل سلمة بن أحمد
ابن محمد سمرقندي كنيته أبو أحمد، حدث بالعراق، وبخراسان عن خالد بن يزيد
العمرى وغيره. روى عنه محمد بن مخلد العطار البغدادي، وأبو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، ومحمد بن قارن بن العباس الرازي، وغيرهم. يقع
في أحاديث سلمة هذا عن خالد بن يزيد المناكير.
وحدثني أخو الخلال عن الإدريسي قال: حدثني عبد الله بن علي الباهلي عن
محمد بن عثمان بن سالم عن يحيى بن بدر. قال: توفي أبو أحمد سلمة بن أحمد
سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
4753 - سلمة بن حمزة المقرئ:
حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا سلمة بن حمزة المقرئ البغدادي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:
حدثنا شريك عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة، أتى
بأبي قحافة ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة، فقال: " غيروا الشيب، واجتنبوا السواد ".
قال سليمان: لم يروه عن الأجلح إلا شريك، تفرد به أبو بكر بن أبي شيبة.
137

ذكر من اسمه سلم
4754 - سلم الخاسر الشاعر:
يقال إنه مولى أبي بكر الصديق ويقال بل مولى المهدي. وهو: سلم بن عمرو بن
حماد بن عطاء بن ياسر، نسبه هكذا أحمد بن أبي طاهر وقال غيره: هو سلم بن
عمرو بن عطاء بن زبان. بصري قدم بغداد، ومدح المهدي، والهادي، والبرامكة.
وكان على طريقة غير مرضية من المجون، والتظاهر بالخلاعة والفسوق، ثم تقرأ،
ومكث مدة يسيرة على حال جميلة، فرقت حاله فاغتم لذلك، ورجع إلى شر مما كان
عليه، وباع مصحفا كان له واشترى بثمنه دفترا فيه شعر، فشاع خبره في الناس،
وسموه سلما الخاسر لذلك، وكان من الشعراء المطبوعين المحببين، وقيل بل سمي
سلما الخاسر لأنه ملك مالا كثيرا فأتلفه في معاشرة الأدباء والفتيان، والله أعلم.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد. قال:
قال محمد بن داود بن الجراح، حدثني إسحاق بن محمد النخعي، حدثني أبو عبد
الله محمد بن عمرو الجماز قال: سلم الخاسر ابن عمي لحا وأنا ورثته، وهو سلم بن
عمرو بن عطاء بن زبان. وأخبرنا محمد بن عمرو بن عطاء بن زبان الحميري ونحن
صلبية من حمير، ثم سبينا في الردة وأعتقنا أبو بكر الصديق، فنحن مواليه وهو أحب
من نسبي في حمير.
أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين الحذاء، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي،
حدثنا أبو بكر العبدي، حدثني أبي عن يحيى بن المبارك اليزيدي قال: إنما قيل له سلم
الخاسر لأنه ورث من أبيه مائة ألف درهم، وأصاب من مدائح الملوك مائة ألف
درهم، فأنفقها كلها على الأدب وأهله.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: قال محمد بن داود
الجراح: حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه، حدثني أحمد بن المبارك بن خالد بن
138

مخلد السروي الجواني قال: حدثني الجواني الهاشمي قال: حدثني أبي قال: كان سلم
الخاسر غلام بشار، قال: فقال لي بشار: يا أبا مخلد ما فعلت بغلام قط إلا بسلم،
وإنما أردت أن أقصر من درايته، فإنه قد شعر جدا، فلهذا فعلت. وكان سلم قد
كسب مالا منه مائة ألف درهم، وألف درهم بقوله في قصيدته التي يمدح المهدي:
حضر الرحيل وشدت الأحداج * وحدا بهن مشمر مزعاج
ويقول فيها:
شربت بمكة في ذرى بطحائها * ماء النبوة ليس فيه مزاج
وكان المهدي أعطى ابن أبي حفصة مائة ألف درهم بقصيدته:
طرقتك زائرة فحى خيالها
فأراد أن ينقص سلما من هذه الجائزة، فحلف سلم أن لا يأخذ إلا مائة ألف
درهم، وألف درهم، وقال تطرح القصيدتان إلى أهل العلم حتى يخبروا بتقدم
قصيدتي، فأنفذ له المهدى مائة ألف درهم وألف درهم. فكان من أصل ماله،
وكان ينتمي إلى ولاء بن تيم بن مرة من قريش، فلما بلغ زمان الرشيد قال قصيدته
التي فيها:
قل للمنازل بالكثيب الأعفر * أسقيت غادية السحاب الممطر
قد بايع الثقلان مهدي الهدى * لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر
فحشت زبيدة فاه درا فباعه بعشرين ألف دينار، وهذا حين بايع الرشيد لمحمد بن
زبيدة، ومات سلم في أيام الرشيد وقد اجتمع عنده من المال قيمة ستة وثلاثين ألف
دينار، فأودعها أبا السمراء الغساني، فبقيت عنده فإن إبراهيم الموصلي يوما لعند
الرشيد وغناه فأطربه، فقال: يا إبراهيم سل ما شئت؟ قال: نعم! يا سيدي أسأل شيئا
لا يرزؤك، قال: ما هو؟ قال: مات سلم وليس له وارث، وخلف ستة وثلاثين ألف
دينار عند أبي السمراء الغساني تأمره أن يدفعها إلي، فبعث إليه أن يدفعها إليه
فدفعها، وكان الجماز بعد ذلك قدم هو وأبوه يطالبان بميراث سلم بأنهما من قرابته.
أخبرنا عبد الواحد بن الحسين الحذاء، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا أبو بكر
ابن الأنباري قال: حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي، حدثنا محمد
139

ابن موسى الحنفي، عن أبي كعب الخزاعي قال: رثى سلم الخاسر المهدي بقصيدة،
فودعه الرشيد عليها بمائة ألف درهم فأبطأت عليه فكتب إلى الرشيد:
أرى المائة ألفا صادقا قد وعدتها * لمرثية المهدي غير كثير
ولو غير هارون يجود بوعدها * لما عجت من موعوده بنقير
شبيه أبيه في السماحة والندى * فإن قال لم يأخذ بحبل غرور
أخبرنا الجوهري، أخبرنا طلحة بن محمد قال: قال محمد بن داود: حدثني
محمد بن القاسم بن مهرويه، حدثنا أبو الحسن علي بن يحيى قال: حدثني أحمد بن
صالح المؤدب - وكان أحد العلماء - قال: أخبرني جماعة من أهل الأدب أن بشارا
غضب على سلم الخاسر، وكان من تلامذته ورواته، فاستشفع عليه بجماعة من
إخوانه فأتوه فقالوا: جئناك في حاجة، فقال: يعني كل حاجة لكم مقضية إلا سلما،
قالوا: ما جئناك إلا في سلم ولابد من أن ترضى عنه، قال: فأين هو؟ قالوا: ها هو ذا.
فقام سلم يقبل رأسه ويديه وقال: يا أبا معاذ خريجك وأديبك، فقال بشار، فمن الذي
يقول؟:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته * وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
قال: أنت يا أبا معاذ - جعلني الله فداك - قال: فمن الذي يقول؟:
من راقب الناس مات هما * وفاز باللذة الجسور
قال: خريجك يقول ذلك، قال: فتأخذ معاني التي قد عنيت بها، وتعبت فيها وفي
استنباطها فتكسوها ألفاظا أخف من ألفاظي، حتى يروى متقول ويذهب شعري، لا
أرضى عنك أبدا، فما زال يتضرع إليه، ويشفع له القوم، حتى رضى عنه.
قال محمد بن داود: أنشدني الجماز. قال: أنشدني سلم الخاسر لنفسه: أبيات
سلم هذه وهي من جيد أشعار سلم وأملحه:
بان شبابي فيما يحور * وطال من ليلي القصير
أهدى لي الشوق وهو خلو * أغن في طرفه فتور
وقائل حين شب وجدي * واشتعل المضمر الستير
لو شئت أسلاك عن هواه * قلب لأشجانه ذكور
فقلت لا تعجلن بلومي * فإنما ينبئ الخبير
عذبني والهوى صغير * فكيف لي والهوى كبير
من راقب الناس مات هما * وفاز باللذة الجسور
140

أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا ابن دريد
قال: أخبرنا الحسن بن جعفر قال: قال أبو معاذ النميري راوية بشار: لما قال بشار
هذا البيت كان يلهج به كثيرا وينشده:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته * وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
قلت: يا أبا معاذ قد قال سلم الخاسر بيتا في هذا المعنى وهو أخف من هذا
وأنشدته:
من راقب الناس مات غما * وفاز باللذة الجسور
فقال: ذهب والله بيتي، والله لا أكلت اليوم شيئا، ولا صمت.
4755 - سلم بن سالم، أبو محمد - وقيل: أبو عبد الرحمن البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمر العمري، وأبي عصمة نوح بن أبي
مريم، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الرحيم بن زيد القمي، وابن جريج، وسفيان
الثوري. روى عنه مخول بن إبراهيم النهدي، وسريج بن يونس، وأحمد بن منيع،
ويعقوب بن عبيد النهرتيري، وموسى بن خاقان، والحسن بن عرفة، وسعدان بن
نصر، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي وجماعة قالوا: أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني سلم بن سالم البلخي
عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) [يونس 26] قال: " للذين أحسنوا
العمل في الدنيا، الحسنى وهي الجنة، قال: والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ".
هكذا رواه سلم عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البناني عن أنس، وهو خطأ،
والصواب عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك
رواه حماد بن سلمة وكان أثبت الناس في ثابت.
141

قلت: وكان سلم مذكورا بالعبادة والزهد، خشن الطريقة، وكان يذهب إلى
الإرجاء.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا حامد بن محمد الهروي قال: سمعت أبا
زكريا يحيى بن عبد الله بن ماهان يقول: سمعت محمد بن إسحاق - هو اللؤلؤي -
يقول: رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم نر له فراشا، ولم ير مفطرا إلا يوم
فطر أو أضحى، ولم يرفع رأسه إلى السماء أكثر من أربعين سنة.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي
يقول: أخبرني أبو يحيى قال: صحبت سلم بن سالم في طريق مكة، فما رأيته وضع
جنبه في المحمل إلا ليلة واحدة، ومد رجليه ثم استوى جالسا.
قرأت في كتاب أحمد بن قاج الوراق بخطه سماعه من علي بن الفضل بن طاهر
البلخي قال: سمعت عبد الرحمن بن محمد بن سليمان يقول: سمعت سليمان بن
محمد القاضي يقول: سمعت أبا عمران يقول: سمعت أبا مقاتل السمرقندي يقول:
سلم بن سالم عين من عيون الله في الأرض، وسلم بن سالم في زماننا كعمر بن
الخطاب في زمانه.
وسمعت عبد الله بن محمد بن الحكم - وكان شيخا مسنا -. قال: دخل سلم بن
سالم بغداد فشنع على هارون أمير المؤمنين فحبسه، فكان يدعو في حبسه: اللهم
لا تجعل موتي في حبسه، ولا تمتني حتى ألقي أهلي، فمات هارون فخلت عنه زبيدة،
فخرج إلى الحج فوافى أهله بمكة قدموا حجاجا، فمرض فاشتهى الجمد، فأبردت
السماء فجمعوا له فأكل ومات.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سلم بن سالم البلخي يكنى أبا
محمد، وكان مرجئا ضعيفا في الحديث، ولكنه كان صارما يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر وكانت له رئاسة بخراسان، فبعث إليه هارون أمير المؤمنين فأقدمه عليه فحبسه،
فلم يزل محبوسا إلى أن مات هارون، ثم أخرجه محمد بن هارون حين ولى الخلافة
من سجن الرقة، فقدم بغداد فأقام بها قليلا، ثم خرج إلى خراسان فمات بها.
142

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن
سيار يقول: سلم بن سالم من أهل بلخ، كان زاهدا، وكان رأسا في الإرجاء داعية،
وكان يروي أحاديث ليست لها خطم ولا أزمة، شبيهة بالموضوع. ذكر لنا أن ابن
المبارك دفع إليه حديث وقيل له روى عنك سلم بن سالم فرماه بالكذب، فأرادوه
على الكف فقال: فإلى متى؟! قال أحمد بن سيار: وكان ابتلى بالسلطان، والحبس،
وكان في حبس هارون زمانا، فتكلم فيه أبو معاوية حتى خلى عنه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي، حدثنا عبد الله بن جعفر
ابن خاقان المروزي قال: سمعت عليا - يعني ابن خشرم - يقول: سمعت أبا معاوية
الضرير يقول: دعاني هارون أمير المؤمنين لأحدثه، فدخلت عليه أول الليل فحدثته إلى
أن مضى من الليل هزيع، فقال لي: حاجتك يا أبا معاوية؟ فقلت سلم بن سالم هبه
لي، قال فاستوى جالسا، فعرفت الغضب في وجهه وفي كلامه، فقال إن سلما ليس
على رأيك ورأي أصحابك، على الإرجاء، وقد جلس في المسجد الحرام يقول: لو
شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيف لفعلت، وليس هذا رأيك ولا رأي
أصحابك ثم سكن فقال: حدثنا، فتحدثنا عامة الليل، فقال: حاجتك؟ فقلت: يا أمير
المؤمنين إنه أرسل إلى أنه لا يقدر على الصلاة من كثرة قيوده، فقال لحسين الخادم وهو
قائم على رأسه: كم عليه من القيود؟ قال: لا أدري قيده هرثمة، فصار إلى هرثمة
فقال: كم على سلم بن سالم من القيود؟ قال: اثنا عشر قيدا، قال: فك ثمانية عنه
ودع أربعة، فأرسل إلى سلم جزاك الله خيرا فرجت عني، توضأت وصليت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله قال: رأيت سلم بن سالم أتى أبا معاوية ببغداد
يسلم عليه - وكان صديقا له - وكان سلم عبدا صالحا ولم أكتب عنه شيئا، وكان لا
يحفظ الحديث، وكان يخطئ.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: سلم بن سالم البلخي ليس بذاك
في الحديث وضعفه.
143

أخبرني الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت أحمد بن شبويه يقول: رأيت
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وسلم بن سالم الخراساني داعيين إلى
الإرجاء.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرنا عبد
الرحمن بن محمد البلخي، حدثنا أحمد بن محمد بن خلف البلخي، حدثنا محمد
ابن الفضيل العامري: قال: سمعت سلم بن سالم البلخي يقول: ما يسرني أن ألقى الله
بعمل من مضى وعمل من بقي، وأنا أقول الإيمان قول وعمل.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي،
حدثنا القاضي أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو
الجهم أحمد بن الحسين المشغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار
قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سلم بن سالم غير ثقة.
سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سئل ابن المبارك عن الحديث الذي حدث في
أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا فقال: ولا على لسان نبي واحد، إنه لمؤذ
منفخ من يحدثكم به؟ قالوا: سلم بن سالم، قال: عمن؟ قالوا: عنك، قال: وعني
أيضا!
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت ابن المبارك - وذكر حديثا عن سلم بن سالم -
فقال: هذا من عقارب سلم.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال: سلم بن
سالم ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عباس
ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول.
144

وأخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
سلم بن سالم البلخي ليس بشئ.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان
سلم بن سالم مرجئا، وكان ضعيف الحديث.
أخبرني ابن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار
قال: سمعت عباس بن صالح يقول: وذكرت للأسود بن سالم سلم بن سالم فقال:
لا تذكره لي.
أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي -
بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا داود سليمان
ابن الأشعث - عن سلم بن سالم فقال: ليس بشئ، كان مرجئا، أحمد لم يكتب عنه، قال: في القطيعة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سلم بن سالم خراساني ضعيف.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
قال: سلم بن سالم ليس بشئ.
قرأت في كتاب أحمد بن قاج سماعه من علي بن الفضل بن طاهر البلخي،
أخبرني محمد بن محمد قال: كان في كتاب أحمد بن أبي علي بن معدلة بن
الرماح أن سلم بن سالم راوية للأحاديث، ظاهر الخشوع، ملح على نفسه بالعبادة،
يلبس الكساء الرقيق، ويركب الحمير، له مجلس حديث، وعظه لا يفنى.
مات بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائة.
4756 - سلم بن إبراهيم الوراق:
حدث عن عكرمة بن عمار، وأبان بن يزيد العطار، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن
145

محمد الزهري. روى عنه محمد بن إسحاق بن صالح الوزان، والحسن بن داود بن
مهران المؤدب، ومحمد بن غالب التمتام.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبي ببغداد في الرحلة الأولى. وقال: سألت
يحيى بن معين عنه فلم يرضه، وتكلم فيه.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز - إملاء - حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، حدثنا سلم بن إبراهيم،
حدثنا سعيد بن محمد الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحسنوا إلى الماعز وامسحوا عنها الرغام، فإنها من دواب الجنة، ما
من نبي إلا وقد رعى " قالوا: وأنت؟ قال: " وأنا قد رعيت الغنم ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد
ابن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: سلم الوراق كذاب.
4757 - سلم بن قادم، أبو الليث:
سمع سفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني وبقية بن الوليد. روى عنه
محمد بن هارون الفلاس المخرمي، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وعباس بن محمد
الدوري، وصالح بن جزرة، وموسى بن هارون الحافظان، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن
عبيد الله بن يزيد المنادى، حدثنا سلم بن قادم وداود بن رشيد - واللفظ لسلم -. قالا:
حدثنا بقية بن الوليد، حدثني أبو جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
عن صالح بن كيسان عن ابن لعثمان بن عفان عن عثمان بن عفان قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من خرج من بيته يريد سفرا، فقال حين يخرج باسم الله آمنت بالله،
واعتصمت بالله، وتوكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، رزق خير ذلك
المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج ".
146

أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن سلم بن قادم فقال:
ليس به بأس.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الفقيه، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال: أبو الليث سلم بن قادم
بغدادي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات سلم بن قادم في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا
موسى بن هارون قال: مات سلم بن قادم ببغداد يوم الجمعة لست عشرة يوما
مضت من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين - يعني ومائتين - وكان في لحيته أثر
الخضاب.
4758 - سلم بن المغيرة، أبو حنيفة الأزدي:
حدث عن أبي بكر بن عياش، ومصعب بن ماهان، وأبى داود النخعي، وعبد الله
ابن ضرار النكري. روى عنه عباد بن الوليد الغبري، والحسين بن علي بن مالك
الأشناني، ومحمد بن خلف بن عبد السلام المروزي، وعمر بن حفص
السدوسي.
أخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الامام - بأصبهان - حدثنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا عمر بن حفص السدوسي، حدثنا سلم بن المغيرة الأزدي قال، حدثنا
مصعب بن ماهان، حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: توضأت أنا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، قد أصابته الهرة قبل.
تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري مصعب بن ماهان، ولم أره إلا من
حديث سلم بن المغيرة عنه، ورواه عبد الله بن وهب عن الثوري عن حارثة بن أبي
الرجال عن عمرة عن عائشة، ورواه مؤمل بن إسماعيل وعمرو بن محمد بن أبي
رزين عن الثوري عن ابن أبي الرجال عن أمه عمرة عن عائشة.
أخبرنا البرقاني قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: سلم بن المغيرة يكنى أبا حنيفة،
وهو بغدادي ليس بالقوي.
147

4759 - سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة، أبو السائب
السوائي الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وأبي
معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وأبي نعيم الفضل بن
دكين. روى عنه محمد بن عبد الله المطين، وموسى بن هارون، ومحمد بن خلف
وكيع، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، والقاضي المحاملي، ومحمد بن
مخلد، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا الحسين
ابن إسماعيل المحاملي، حدثنا سلم بن جنادة، حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن
عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال ".
قال أبو السائب سلم بن جنادة في موضع آخر: عن هشام، عن أبيه، وليس فيه
عن عائشة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أبو السائب،
حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون،
عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن [مسح الخف
في] الوضوء فقال: " ثلاثة أيام للمسافر، ويوما وليلة للحاضر " ولو استزاده
الأعرابي لزاده.
لم يكن عند ابن مخلد عن أبي السائب سوى هذا الحديث، وحديث آخر قد
ذكرناه في أخبار حفص بن ثابت.
148

أخبرني البرقاني والجوهري قالا: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا عبد الله
ابن جعفر بن خشيش قال: سمعت سلم بن جنادة يقول: دخلت على عبيد الله بن
موسى لأسمع منه، فإذا هو يقرأ على قوم مثالب عثمان بن عفان، فخرجت ولم
أسمع منه شيئا.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سألت أبا زرعة عن حديث بريد عن أبي
بردة عن أبي موسى: " المؤمن يأكل في معي واحد " فقال: حدثنا به أبو كريب،
حدثنا أبو أسامة، فقلت له: حدثنا به أبو السائب سلم بن جنادة السوائي عن أبي
أسامة، فقال: أبو السائب روى هذا؟ قلت: نعم حدثنا به، فقال: هذا حديث أبي
كريب. وقال لي أبو زرعة: كان أبو هشام الرفاعي يرويه أيضا، فسألت أبا هشام أن
يخرج إلى كتابه ففعل، قال أبو زرعة: فرأيته في كتابه بين سطرين بخط غير الخط
الذي في الكتاب، ثم قال لي: ما ظننت أن أبا السائب يروي مثل هذا - أو نحو ما قال
أبو زرعة - وأعاد على غير مرة، هذا حديث أبي كريب.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي - وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول:
سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة كوفي صالح.
سألت البرقاني عن أبي السائب فقال لي: هو ثقة حجة لا يشك فيه، يصلح
للصحيح.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
مات سلم بن جنادة في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان يخضب.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات أبو السائب سلم بن جنادة السوائي - سواة قيس - بالكوفة يوم
الأحد لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.
قال لي أبو السائب: ولدت سنة أربع وسبعين ومائة إن شاء الله.
كأنه يوم مات ابن ثمانين سنة، وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء.
149

4760 - سلم بن الفضل بن سهل بن الفضل، أبو قتيبة الأدمي:
نزل مصر وحدث بها عن محمد بن يونس الكديمي، وأبي علي المعمري، وموسى
ابن هارون الحافظ ومحمد بن حبان البصري، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن هاشم
البغوي، وهارون بن يوسف بن زياد. روى عنه جماعة آخرهم محمد بن الفضل بن
نظيف الفراء.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء - في كتابه إلينا من مصر -
حدثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل بن سهل الأدمي البغدادي - إملاء في شعبان من سنة
تسع وأربعين وثلاثمائة - حدثنا محمد بن يونس الكديمي، حدثنا قريش بن أنس،
حدثنا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
بلغني أن سلم بن الفضل مات في يوم السبت سلخ ذي الحجة من سنة خمسين
وثلاثمائة بمصر.
4761 - سلم بن بندار بن الحسين، أبو سعيد النشوي الأرمني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن سفيان بن سعيد، ومحمد بن علي بن أبي
الحديد المصريين، وبكر بن أحمد التنيسي، ومحمد بن عمر الدمشقي. روى عنه أبو
الحسن بن رزقويه.
ذكر من اسمه سفيان
4762 - سفيان بن حسين بن الحسن، مولى بني سليم - وقيل: مولى عبد
الرحمن بن سمرة القرشي - يكنى أبا محمد - ويقال: أبا الحسن:
حدث عن الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وابن شهاب الزهري، وأبي بشر
150

جعفر بن إياس. روى عنه شعبة، وهشيم، ومحمد بن يزيد، وعباد بن العوام، ويزيد
ابن هارون، وغيرهم. وكان من أهل واسط فقدم بغداد وضمه المنصور إلى المهدي
يعلمه، وخرج معه إلى الري.
سمعت هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري يقول: أبو محمد سفيان بن حسين
الوسطي المعلم مولى عبد الله بن خازم مؤدب ولد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ثم
كان يؤدب ولد يزيد بن عمر بن هبيرة ثم ضمه أبو جعفر إلى المهدي.
قلت: وكان عبد الله بن خازم سلميا.
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد بن
إسحاق النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر بن قعنب
الباهلي قال: سفيان بن حسين مولى لعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد
شمس.
حدثني الحسن بن محمد الخلال - لفظا - حدثنا أبو بكر بن شاذان، حدثنا مرزوق
ابن أحمد السقطي، حدثنا بن أبي الدنيا قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري،
حدثنا أبو بشر المقدمي عن أبيه قال: قال أبو جعفر المنصور لسفيان بن حسين: -
وكان حسن الصوت بالقرآن - اقرأ، قال: القرآن لا يتلذذ به، قال: عالم أنت؟
فسكت، فقال له الربيع: أجب أمير المؤمنين، قال: سألني عن مسألة لا جواب لها،
إن قلت لست عالما وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبا، وإن قلت أنا عالم كنت بقولي
جاهلا.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبركم الحسين بن
إدريس قال: قال عثمان بن أبي شيبة: سفيان بن حسين مؤدب المهدي، وكان ثقة
مضطربا في الحديث قليل.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
151

حدثنا عمر بن محمد بن عيسى الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا
عبد الله ذكر سفيان بن حسين قال: لم يكن أحد أروى عنه من عباد بن العوام، وقد
حدثنا عنه هشيم بأشياء كان يقول إن لم أكن سمعته من الزهري فحدثني به صاحبه
سفيان بن حسين. قال أبو عبد الله وقد سمع سفيان بن حسين من الحكم ومن
الحسن، وابن سيرين، وكان صاحب تفسير.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد سئل: سفيان بن
حسين أحب إليك، أو صالح بن أبي الأخضر؟ قال: سفيان بن حسين.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة
يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسألت أبا عبد الله عن
سفيان بن حسين فقال: ليس هو بذاك في حديثه عن الزهري.
وقال أبو بكر في موضع آخر: سألته عن سفيان بن حسين كيف هو؟ قال: ليس
بذاك. وضعفه.
أخبرنا أبو بكر بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت حمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن سفيان بن حسين. فقال: هو ثقة، وهو ضعيف الحديث عن الزهري.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: قلت ليحيى بن معين:
فسفيان بن حسين؟ قال: ليس به بأس، وليس هو من أكابر أصحاب الزهري،
إنما المعتمد عليه منهم معمر، وشعيب، وعقيل، ويونس، ومالك، وربما قال: وابن
عيينة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي
ابن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: سفيان بن حسين واسطي ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: وسفيان بن حسين صدوق
ثقة، وفي حديثه ضعف.
152

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن جامع، أخبرنا
محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا يعقوب بن شيبة قال: سفيان بن حسين مشهور،
وقد حمل الناس عنه، وفي حديثه ضعف، ما روى عن الزهري.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سفيان
ابن حسين لين الحديث.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سفيان بن حسين السلمي - مولى لهم -
كان ثقة، يخطئ في حديثه كثيرا، وكان مؤدبا مع المهدي أمير المؤمنين، ومات بالري
في خلافة المهدي.
4763 - سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري:
من أهل الكوفة ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك، وسمع أبا إسحاق السبيعي،
وعمرو بن مرة، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد
الملك بن عمير، وأبا حصين، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وحصين بن عبد
الرحمن، وأيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وسليمان التيمي، وعاصما الأحول،
وعمرو بن دينار وعبد الله بن دينار، وأبا الزناد، والعلاء بن عبد الرحمن، وصالحا
مولى التوءمة، وسهيل بن أبي صالح، وخلقا غير هؤلاء. روى عنه محمد بن عجلان،
ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومالك، وشعبة،
وابن عيينة، وزهير بن معاوية، وإبراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، وأبو الأحوص
سلام بن سليم، وحماد بن سلمة، وعبثر بن القاسم، وفضيل بن عياض، وزائدة بن
قدامة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وابن المبارك،
وعبيد الله الأشجعي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة،
وغيرهم.
153

وكان إماما من أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، مجمعا على إمامته بحيث
يستغني عن تزكيته، مع الإتقان، والحفظ، والمعرفة، والضبط، والورع والزهد.
وورد بغداد غير مرة، فمنها حين أراد الخروج إلى خراسان، ويقال: إن نسيبا له كان
ببخارى مات، فخرج لأخذ ميراثه.
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن موسى بن جعفر
البزاز، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحارث، حدثنا محمد بن الحسين بن حفص،
حدثنا عباد بن يعقوب قال: سمعت يونس بن أبي يعقوب العبدي يقول: أراد سفيان
الثوري الشخوص إلى خراسان لحاجة عرضت له، ولزيارة أقاربه، فأخفى ذلك عن
أصحابه، فبلغني عن بعض بطانته ذلك فتجهزت للمضي معه وهو لا يشعر، وتجهز
بعض أصحابنا بمثل الذي تجهزت، فلما خرج خرج خفيا، فسبقناه إلى بغداد، فلما
ورد بغداد أخفى نفسه، فخرجنا إلى حلوان معه وهو كاره ذلك، فكنا معه إلى أن
عبرنا النهر، ووافينا بخارى فأقمنا معه ببخارى الكثير إلى أن قضيت حاجته، فتشفع
إليه أقرباؤه بأن يقيم بين أظهرهم أكثر، فما أقام. فقال: قد كنت نويت ذلك إلا أنه
لابد من الرجوع فرجع ورجعنا معه، وأسرع السير حتى قدمنا الكوفة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي،
حدثنا أبو محمد عبد الله بن هناد الخزاعي، عن يعلى بن عبيد أنه قال: أول ما جلس
سفيان الثوري بخراسان ببخارى، قيل له: كيف ذاك؟ قال: كان له عم بها فمات،
فخرج سفيان في طلب الميراث وهو ابن ثمان عشرة سنة.
قلت: إن كان هذا القول ثابتا في مبلغ سن سفيان وقت خروجه، فإن القصة التي
ذكرها يونس بن أبي يعقوب كانت بعد ذلك، ولعله خرج إلى بخاري غير مرة فالله
أعلم.
154

أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حدثني أبو
عبد الله محمد بن أبي سعيد يعقوب بن سواك قال: قلت لبشر بن الحارث: أليس قد
دخلها - أعني سفيان الثوري - يريد بغداد؟ قال: نعم جاءوا به. قلت إلى أبي جعفر؟
قال: لا إلى الآخر الذي يقال له المهدي:
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثني أحمد بن إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو
طالب الخشاب - بمصر - حدثنا أبو محمد عبد الله بن فتح الوراق قال: سمعت
محمد بن الحسن الجوهري يقول: سمعت علي بن سهل الرملي يقول: سمعت زيد
ابن أبي الزرقاء يقول: رأيت سفيان الثوري ببغداد، وقد نظر إلى شيخ جلاد يتصدق
وقد ذهب بصره فحمل قطعة فأعطاه ثم قال له: ليست هذه صدقة عليك، هذه
شماتة بك.
أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني - قراءة عليه وأنا أسمع - حدثكم أبو
شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، حدثنا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي، حدثنا
الهيثم بن عدي في نسب ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر قال:
ومنهم سفيان الثوري الفقيه بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن
موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن
عبد مناه بن أد بن طابخة.
حدثنا أحمد بن علي البادا - لفظا - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو بكر.
وأخبرني الحسن بن أبي بكر، حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن
الربيع قال: قال أبو عبد الله محمد بن خلف التميمي: وهذا نسب سفيان الثوري،
ابن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن نافع بن موهبة بن أبي عبد الله بن
نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن
مضر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا أبو بكر - يعني ابن زنجويه - حدثنا
عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: لم يدرك مثل ابن عباس في زمانه، ولا مثل الشعبي في
زمانه، ولا مثل الثوري في زمانه.
155

وقال الحضرمي: حدثنا أبو بكر، حدثنا الفريابي قال: حدثت ابن عيينة بأحاديث
فقلت قال الثوري. فقال: لم تر بعينك مثل الثوري.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا أبو
القاسم جبريل بن محمد بن إسماعيل الفقيه المعدل، حدثنا أبو علي الحسن بن نصر
ابن منصور الطوسي، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن منذر
الباهلي قال: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أصحاب
الحديث ثلاثة، عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
محمد بن عبد الله بن قهزاذ، حدثني يحيى بن نصر القرشي قال: سمعت ورقاء بن
عمر يقول: إن الثوري لم ير مثل نفسه.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو بكر
ابن أبي داود، حدثنا عبد الله بن خبيق، حدثني أبي قال: كنت أنا والفزاري وابن
المبارك وشيخ معنا. فقال الفزاري لابن المبارك: يا أبا عبد الرحمن رأيت قط؟ مثل
سفيان الثوري؟ قال: لا، قال ابن المبارك: فأنت يا أبا إسحاق رأيت مثله قط؟ قال:
لا، قال أبي: فقال الشيخ الذي كان معنا: ما رأى سفيان قط مثله، فكيف نرى نحن
مثله؟!
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن
علي الدوري قال: حدثني الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا البراء بن رستم
البصري قال: سمعت يونس بن عبيد يقول: ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقال
له رجل: يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟!
قال: هو ما أقول ما رأيت أفضل من سفيان الثوري.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا سعيد بن أسد، حدثنا ضمرة عن ابن
شوذب قال: سمعت صهرا لأيوب يقول: قال أيوب: ما لقيت كوفيا أفضله على
سفيان.
156

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد
ابن مخلد العطار، حدثنا موسى - هو ابن هارون الطوسي - حدثنا محمد - يعني ابن
نعيم بن الهيصم - قال: سمعت بشرا يقول: قال يونس بن عبيد: ما رأيت كوفيا
أفضل من سفيان. قالوا: إنك رأيت سعيد بن جبير، وفلانا وفلانا؟! قال: ما رأيت
كوفيا أفضل من سفيان قال: وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من سفيان. قال:
وقال ابن عيينة: والله ما رأى سفيان الثوري مثله.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر المقرئ -
بأصبهان - حدثنا عبد الله بن شداد العسقلاني، حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو
قال: سمعت الفريابي يقول: سألت ابن عيينة عن مسألة فتكلم فيها، فقلت: إن
سفيانا يقول خلاف هذا، فقال: لم تر عيناك مثل سفيان أبدا.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرني علي بن محمد بن سعيد الموصلي، حدثنا
حمدان أبو جعفر الوزان، حدثنا محمد بن جامع، حدثنا عرفجة بن كلثوم البصري
قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: ما رأت عيناي مثل سفيان الثوري، ولا رأى
سفيان مثله.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أسامة بن علي بن سعيد، حدثنا
أبو سهل عبدة بن سليمان بن بكر، حدثنا علي بن معبد قال: سئل عيسى بن يونس:
هل رأيت مثل سفيان الثوري؟ فقال عيسى بن يونس: ولا رأى سفيان مثله.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
محمد بن عبد الله بن عمار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت أحدا خيرا
من سفيان، وخالد بن الحارث.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا أحمد بن يوسف - هو التغلبي - حدثنا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان
يقول: ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله، أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه
عنها.
أجاز لي أبو سعد الماليني. وحدثنيه هبة الله بن الحسن الطبري عنه قال: أخبرنا
عبد الله بن عدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مالك، حدثنا عمران بن فيروز الأيامي،
157

حدثنا حامد المروذي قال: سمعت ابن المبارك يقول: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما
كتبت عن أفضل من سفيان الثوري.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني، حدثنا محمد بن مسلم، حدثني أحمد بن جواس عن ابن المبارك أنه كان
يتأسف على سفيان ويقول: لو لم أطرح نفسي بين يدي سفيان، ما كنت أصنع
بفلان وفلان؟
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله
ابن سليمان بن الأشعث، حدثنا المسيب بن واضح قال: سمعت عبد الله بن المبارك
يقول: اطلب لسفيان قرنا ولن تجده.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا حسن بن الربيع قال: سمعت بن المبارك قبل أن يموت بيومين أو ثلاثة
- وكان حسن هو الذي غسله، وكفنه وقبره. قال: سمعته قال: ما أحد عندي من
الفقهاء أفضل من سفيان بن سعيد، ما أدري ما عبد الله بن عون.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا
محمد بن أحمد بن دلان، حدثنا أبو همام، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال:
سمعت عبد الله بن المبارك يقول: لا أعلم على الأرض أعلم من سفيان الثوري؟
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي، حدثنا عبد الله بن خبيق قال: حدثنا خلف بن تميم قال: سمعت زائدة بن
قدامة يقول: رأيت منصور بن المعتمر صام سنة وقام ليلها. وما رأيت مثل سفيان
الثوري قط.
وقال الحضرمي: حدثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكي، حدثنا يوسف بن أسباط قال:
قال لي سفيان الثوري - وقد صلينا العشاء الآخرة - ناولني المطهرة، فناولته فأخذها
بيمينه ووضع يساره على خده، ونمت، فاستيقظت وقد طلع الفجر، فنظرت فإذا
المطهرة بيمينه كما هي. فقلت: هذا الفجر قد طلع، فقال: لم أزل منذ ناولتني
المطهرة أتفكر في الآخرة حتى الساعة.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا بشر
ابن موسى، حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما
158

عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري، وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة
ينهض مذعورا ينادي، النار النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا قبيصة. قال: ما جلست مع
سفيان مجلسا إلا ذكرت الموت، وما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو
سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد قال: أكل سفيان ليلة فشبع. فقال: إن الحمار إذا زيد
في علفه زيد في عمله، فقام حتى أصبح.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، حدثنا أبو
ميمون صغدي بن الموفق السراج، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق قال: قدم
علينا الثوري صنعاء، فطبخت له قدر سكباج فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل،
ثم قال: يا عبد الرزاق اعلف الحمار وكده، ثم قام يصلي حتى الصباح.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي، حدثنا عبد الله بن عمر الكوفي قال: سمعت أبا أسامة قال:
اشتكى سفيان بن سعيد، فذهبت بمائه في قارورة فأريته الديراني، فنظر إليه فقال: بول
من هذا؟ ينبغي أن يكون هذا بول راهب، هذا رجل قد فتت الحزن كبده، ما لهذا
دواء.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم،
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق أبو بكر المروذي قال: سمعت بعض
المشيخة يقول: سمعت أبا داود يقول: قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحوا من
خمسمائة - أقل أو أكثر - ورجل في وسطها نائم، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أمير
المؤمنين، هذا سفيان الثوري، فرأيت رأسه في حجر زائدة، ورأيت رجله في
حجر سفيان بن عيينة، ورأيت رجله في حجر زهير، قلت: ماله؟ قالوا: أصابته
مليلة.
وقال أبو بكر المروذي: حدثنا أبو بكر بن أبي عون قال: سمعت شعيب بن حرب
يقول: إني لأحسب يجاء بسفيان الثوري يوم القيامة حجة من الله على هذا الخلق؟
يقال لهم لم تذكروا نبيكم فقد رأيتم سفيان، ألا اقتديتم به؟
159

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي، حدثنا عبد الله بن خبيق، حدثنا هشيم بن جميل، عن مفضل بن مهلهل
قال: خرجت حاجا مع سفيان فلما صرنا إلى مكة وافقنا الأوزاعي بها، فاجتمعنا في
دارنا والأوزاعي وسفيان الثوري، قال: وكان على الموسم عبد الصمد بن علي
الهاشمي، فدق داق الباب قلنا من هذا؟ قال: الأمير، فقام الثوري فدخل المخرج،
وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له عبد الصمد بن علي: من أنت أيها الشيخ؟ قال: أنا أبو
عمرو الأوزاعي، قال: حياك الله بالسلام، أما أن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضي
حوائجك، ما فعل سفيان الثوري؟ قال: قلت: دخل المخرج، فدخل الأوزاعي في أثره
فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك، قال: فخرج سفيان مقطبا فقال: سلام
عليكم كيف أنتم؟ فقال له عبد الصمد بن علي: يا أبا عبد الله أتيتك أكتب هذه
المناسك عنك، قال له سفيان: ألا أدلك على ما هو أنفع لك، قال: وما هو؟ قال:
تدع ما أنت فيه، قال: كيف أصنع بأمير المؤمنين أبي جعفر؟ قال: إن أردت الله
كفاك الله أبا جعفر، فقال له الأوزاعي: يا أبا عبد الله إن هؤلاء قريش وليس يرضون
منا إلا بالإعظام لهم. فقال له: يا أبا عمرو إنا ليس نقدر نضربهم، فإنما نؤدبهم بمثل
هذا الذي ترى. قال المفضل: فالتفت إلى الأوزاعي فقال لي: قم بنا من ههنا فإني
لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا، وأرى هذا ما يبالي.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا أبو العباس محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر قال: سمعت عبد الرزاق
يقول: بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة، فقال: إن رأيتم سفيان الثوري
فاصلبوه قال: فجاءه النجارون ونصبوا الخشب، ونودي سفيان وإذا رأسه في حجر
الفضيل بن عياض، ورجلاه في حجر ابن عيينة. قال: فقالوا له: يا أبا عبد الله اتق الله
ولا تشمت بنا الأعداء، قال: فتقدم إلى الأستار ثم أخذها، ثم قال: برئت منه إن
دخلها أبو جعفر، قال: فمات قبل أن يدخل مكة فأخبر بذلك سفيان، قال: فلم يقل
شيئا.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح العجلي، حدثني أبي قال: دخل سفيان على المهدي فقال: السلام عليكم كيف
160

أنتم أبا عبد الله، ثم جلس فقال: حج عمر بن الخطاب فأنفق في حجته ستة عشر
دينارا، وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال، فقال: أي شئ تريد؟
أكون مثلك؟ قال: فوق ما أنا فيه، ودون ما أنت فيه، فقال وزيره أبو عبيد الله: يا أبا
عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها. قال: من هذا؟ قال: أبو عبيد الله وزيري،
قال: احذره فإنه كذاب، أنا كتبت إليك، ثم قام فقال له المهدي: أين أبا عبد الله؟
قال: أعود وكان قد ترك نعله حين قام، فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره المهدى فلم
يعد، قال: وعدنا أن يعود فلم يعد؟ قيل له إنه قد عاد لأخذ نعله، فغضب فقال: قد
آمن الناس إلا سفيان الثوري. ويونس بن فروة الزنديق، قرنه بزنديق. قال: فإنه
ليطلب، وإنه لفي المسجد الحرام فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه، قيل له: لم
فعلت؟ قال: إنهن أرحم، ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات، فلما احتضر
قال: ما أشد الغربة، انظروا إلى هاهنا أحدا من أهل بلادي؟ فنظروا فإذا أفضل رجلين
من أهل الكوفة، عبد الرحمن بن عبد الملك بن الجسر، والحسن بن عياش أخو أبي
بكر، فأوصى إلى الحسن بن عياش في تركته، وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه،
فلما حضرت الصلاة قالت بنو تميم: يماني يصلي على مضري؟! وكان عبد الرحمن
كنديا، فقيل لهم أوصى بذلك فخلوا سبيله. وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه،
فإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه، وكان يقول أنت - يعني يا يحيى - تريد مثل
أبي وائل عن عبد الله، أين تجد كل وقت هذا، اذهب إلى الكوفة فجئني بكتبي
أحدثك، قال له يحيى: أنا أختلف إليك وأخاف على دمي، فكيف أذهب فآتي
بكتبك؟ قال: وكان يحيى جبانا جدا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثني أبو سعيد قال: حدثني عبد الله بن عبد الله - وهو ابن الأسود
الحارثي - قال: خاف سفيان شيئا فطرح كتبه، فلما آمن أرسل إلى وإلى يزيد بن توبة
المرهبي، فجعلنا نخرجها، فأقول: يا أبا عبد الله وفى الركاز الخمس، وهو يضحك،
فأخرجنا تسع قمطرات، كل واحدة إلى هاهنا - وأشار إلى أسفل من ثدييه - قال:
فقلت له اعرض لي كتابا تحدثني به، فعزل لي كتابا فحدثني به.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا محمد بن غالب قال: حدثني يحيى بن أيوب، حدثنا مبارك بن
161

سعيد قال: جاء رجل إلى سفيان ببدرة - أو قال: ببدرتين، شك أبو زكريا - وكان أبو
ذلك الرجل صديقا لسفيان جدا، وكان سفيان يأتيه فيقيل عنده، ويأتيه كثيرا، قال:
فقال: أبا عبد الله في نفسك من أبي شئ؟ فأثنى عليه وقال: رحم الله أباك وذكر من
فضله، فقال له: يا أبا عبد الله قد عرفت كيف صار إلي هذا المال، وأنا أحب أن تقبل
هذا الذي جئتك به تستعين به على عيالك، قال: فقبله منه، فخرج الرجل، فلما
خرج أو كاد أن يخرج قال لي يا مبارك الحقه فرده، قال: فلحقته فرددته، فقال: يا
ابن أخي أحب أن تقبل هذا المال، فإني قد قبلته منك، ولكن أحب أن تأخذه، فترجع
به فقال: يا أبا عبد الله في نفسك منه شئ قال: لا ولكن أحب أن تقبله فلم يزل به
حتى أخذه، فلما خرج جئت وقد داخلني مالا أملك، فقعدت بين يديه فقلت: ويحك
يا أخي إيش قلبك هذا؟ حجارة. أنت ليس لك عيال، أما ترحمني، أما ترحم
إخوانك، أما ترحم صبياننا، قال: فأكثرت عليه من هذا النحو فقال: يا مبارك تأكلها
أنت هنيئا مريئا، وأسأل أنا عنها؟ لا يكون هذا أبدا.
أخبرنا محمد بن عبد الله الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي، حدثنا أحمد بن أسد، حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: ما رأيت الفقر قط
أعز ولا أرفع منه في مجلس سفيان، ولا رأيت الغنى، أذل منه في مجلس سفيان.
أخبرنا عثمان بن محمد العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
محمد بن غالب قال: حدثني يحيى بن أيوب، حدثنا علي بن ثابت قال: رأيت
سفيان في طريق مكة، فقومت كل شئ عليه حتى نعليه، درهم وأربعة دوانيق.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا أحمد بن
الخليل، حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أبو قطن قال: قال لي شعبة: إن سفيان
الثوري ساد الناس بالورع والعلم.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه،
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: سمعت
أبا رجاء قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع.
أخبرنا علي بن محمد الحذاء، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا أحمد بن
محمد بن عبد الخالق، حدثنا أبو بكر المروذي، حدثنا محمد بن أبي محمد قال: قال
الأوزاعي: لو قيل لي اختر لهذه الأمة ما اخترت إلا سفيان الثوري.
162

وقال المروذي: حدثني محمد بن أبي محمد قال: قال ابن عيينة: جالست خمسين
شيخا من أهل المدينة، وذكر عبد الرحمن بن القاسم، وصفوان بن سليم، وزيد بن
أسلم، فما رأيت فيهم مثل سفيان.
أخبرنا أحمد بن سلمان بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن بكران، حدثنا محمد
ابن مخلد العطار، حدثنا محمد بن المثنى بن زياد قال: سمعت بشرا - يعني ابن
الحارث - يقول: قال سفيان بن عيينة: كان سفيان الثوري كأن العلم ممثل بين عينيه،
يأخذ منه ما يريد، ويدع مالا يريد. وقال الأوزاعي: كنت أقول فيمن ضحك في
الصلاة قولا لا أدري كيف هو؟ فلما لقيت سفيان الثوري فسألته فقال لي: يعيد
الوضوء، ويعيد الصلاة، فأخذت به.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدثنا أبي قال: ألقى أبو إسحاق
فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا، فقال: لو كان الغلام الثوري فصلها الساعة، إذ أقبل
سفيان فقال له ما تقول في كذا وكذا؟ قال سفيان: أنت حدثتنا عن علي بكذا وكذا،
والأعمش حدثنا عن ابن مسعود بكذا، وفلان حدثنا فيها بكذا، قال أبو إسحاق:
كيف ترون من ساعة فصلها، ألا تكونون مثله.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا محمد
ابن أحمد بن دلان، حدثنا أبو همام، حدثنا المبارك بن سعيد قال: رأيت عاصم بن
أبي النجود يجيء إلى سفيان يستفتيه ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا، وأتيناك كبيرا.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، حدثنا أبو منصور محمد بن محمد
ابن عبد الله المطوعي النيسابوري، حدثنا أبو طاهر محمد بن الحسين المحمدأباذي
قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن يونس يقول: سمعت زهيرا
يقول: مر سفيان الثوري بجابر الجعفي؟ فقال: هذا سمع مني عشرة آلاف حديث.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا
الأشجعي قال: دخلت مع سفيان الثوري على هشام بن عروة، فجعل سفيان يسأل
وهشام يحدثه فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم، فأعادها عليه، ثم خرج سفيان
وأذن لأصحاب الحديث، وتخلفت معهم، فجعلوا إذا سألوه أرادوا الإملاء فيقول:
احفظوا كما حفظ صاحبكم، فيقولون لا نقدر نحفظ كما حفظ صاحبنا.
163

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن علي الوراق قال: سمعت أحمد بن يونس.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: سمعت أحمد بن يونس يقول: سمعت زائدة -
وذكر سفيان - قال: كان زاد عبد الكريم - ذاك ثم اتفقا أعلم الناس في أنفسنا.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا أحمد بن هاشم، حدثنا ضمرة قال: سمعت مالك بن أنس يقول: إنما
كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان - يعني
الثوري - وكان سفيان يقول: مالك ليس له حفظ.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن المديني. وأخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا عبيد
الله بن محمد بن إسحاق البزار، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: رأيت في
كتاب علي بن المديني إلى أبي عبد الله أحمد.
وحدثني به صالح عن علي قال: سألت يحيى بن سعيد قلت له: أيما أحب إليك،
رأي مالك، أو رأي سفيان؟ قال سفيان، لا يشك في هذا - زاد أبو نعيم ثم قال
يحيى: سفيان فوق مالك في كل شئ.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد الرازي، أخبرنا أبو
الميمون بن راشد، حدثنا مضر بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت
يحيى بن سعيد القطان يقول: سفيان الثوري أحب إلي من مالك في كل شئ - يعني
في الحديث، وفي الفقه، وفي الزهد -.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا عبد الله بن أحمد ماهزد الأصبهاني،
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثني عبد الله بن سعيد الكندي،
حدثنا وليد بن حماد قال: سمعت ابن إدريس يقول: ما جعلت بينك وبين الرجال
مثل سفيان، وشعبة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد
ابن مخلد، حدثنا موسى - هو ابن هارون الطوسي - حدثنا محمد - يعني ابن نعيم بن
الهيصم - قال: سمعت بشرا قال: قال يحيى بن سفيان: ما أنفقت درهما قط في بناء.
164

قال: سمعت بشرا. قال: قال شعبة وابن عيينة: سفيان الثوري أمير المؤمنين في
الحديث.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا أبو بكر بن زنجويه.
وأخبرنا محمد بن عبد الله الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا محمد بن عبد
الله الحضرمي، حدثنا محمد بن زنجويه، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن
شعبة أنه قال: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت
يحيى بن معين يقول: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا يحيى بن أبي
بكير قال: سمعت شعبة يقول: ما حدثني سفيان الثوري بحديث عن إنسان فسألته إلا
وكان كما حدثني.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، حدثنا أبو علي
محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا
أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع عن شعبة قال: كان سفيان أحفظ مني.
وقال: حدثنا أبو داود، حدثنا ابن أبي رزمة قال: سمعت أبي يقول: قال رجل
لشعبة: خالفك سفيان قال: دمغتني.
أخبرنا الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا سعيد بن مسلم بن أحمد بن مسلم
- بطرسوس - حدثنا أبو جعفر بن الفرجي، حدثنا إسحاق بن حفص قال: قيل
لإسماعيل بن إبراهيم: كان شعبة أكثر علما أو سفيان؟ فقال: ما علم شعبة عند علم
سفيان إلا كتفلة في بحر.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج، أخبرنا محمد بن علي الأبار،
حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سالم يقول:
165

سمعت يحيى بن يمان يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ما أحدث من كل عشرة
بواحد، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا. وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا
إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت مسردا يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: شعبة
أحب إلي من سفيان - يعني في الصلاح - فإذا جاء الحديث فسفيان - يعني أثبت -.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي الحافظ، حدثنا محمد بن عبدة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري قال:
سمعت يحيى بن سعيد القطان - وسأله رجل - من أحسن الناس ممن رأيت حديثا؟
قال: شعبة، قال: فمن أحفظ من رأيت؟ قال: لم أر أحدا أحفظ من سفيان.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا محمد بن غالب، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: سمعت يحيى
يقول: كان سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني، حدثنا محمد بن مسلم قال: قال لي علي بن المديني: قال يحيى القطان: لو
اتقى الله رجل لم يحدث إلا عن سفيان، وشعبة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا الحكيمي، حدثنا محمد بن غالب بن حرب قال:
سمعت علي بن المديني يقول: سمعت يحيى القطان يقول: شعبة معلمي وسفيان
أحب إلي منه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: وسمعته - يعني يحيى بن
سعيد - يقول: ليس أحد أحب إلى من شعبة ولا يعدله عندي أحد، وإذا خالف
سفيان أخذت بحديث سفيان.
أخبرنا أبو القاسم الحصر بن عبد الله بن كامل المري - بدمشق - أخبرنا عقيل بن
عبيد الله بن عبدان الصفار، حدثنا أبو الميمون عبد الله بن راشد، حدثنا أبو زرعة عبد
الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا نعيم يسأل عن سفيان وشعبة أيهما أثبت؟ فقال:
قال بعض أصحابنا في ذلك قولا، فرأيت أبا نعيم يذهب إلى أن قوله فيه وقول وكيع،
أن سفيان أقل حطأ في الحديث.
166

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد
ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
سألت يحيى بن معين قلت: سفيان أحب إليك في الأعمش، أو شعبة؟ فقال: سفيان
أحب إلي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش، وغيره، وذاك أن يحيى سئل أيما
أكثر في الأعمش، أبو معاوية، أو الثوري؟
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي قال: سمعت أبا معاوية يقول: ما رأيت رجلا قط كان أحفظ لحديث الأعمش
من الثوري.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثني أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن
أحد أعلم بحديث الأعمش، وأبي إسحاق، ومنصور، من الثوري. قال يحيى: وقال
أبو معاوية: كنا إذا ذاكرناه أحاديث الأعمش فكأنا لم نسمعها.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
سهل بن أحمد الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: سمعت أبا معاوية
الضرير يقول: كان سفيان يأتيني ههنا يذاكرني بحديث الأعمش، فما رأيت أحدا
أعلم بها منه وكان شعبة إذا رآني اضطرب في حديث الأعمش.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
محمد بن عبد الله بن عمار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان سفيان أعلم
بحديث الأعمش من الأعمش.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز،
حدثنا هيثم بن خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان قال: سمعت أبا داود يقول:
سمعت زائدة يقول: كنا نأتي الأعمش فنكتب عنه، ثم نأتي سفيان فنعرض عليه،
فيقول لبعضها: ليس هذا من حديث الأعمش، فنقول إنما حدثناه الآن فيقول: اذهبوا
إليه فقولوا له، فنذهب إليه فنقول له، فيقول: صدق سفيان، فمحاه.
167

أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا
القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي التميمي
الموصلي.
وأخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الشروطي - واللفظ له - أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي قال: سمعت الحارث
ابن سريج يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت صاحب حديث
أحفظ من سفيان الثوري، حدث يوما عن حماد بن أبي سليمان عن عمرو بن عطية
عن سلمان الفارسي. قال: البصاق ليس بطاهر. فقلت: يا أبا عبد الله هذا خطأ فقال
لي: كيف؟ عمن هذا؟ قلت: حماد عن ربعي عن سلمان قال: من يحدث به عن
حماد؟ قلت: حدثنيه شعبة عن حماد عن ربعي، قال: أخطأ شعبة فيه، ثم سكت
ساعة ثم قال: وافق شعبة على هذا أحد؟ قلت: نعم! قال: من؟ قلت: سعيد بن أبي
عروبة، وهشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، فقال: أخطأ حماد، هو حدثني عن
عمرو بن عطية عن سلمان، قال عبد الرحمن: فوقع في نفسي، قلت أربعة يجتمعون
على شئ واحد يقولون عن حماد عن ربعي! فلما كان بعد سنة أخرى سنة إحدى
وثمانين ومائة، أخرج إلى غندر كتاب شعبة فإذا فيه، عن حماد عن ربعي، وقد قال
حماد مرة: عن عمرو بن عطية، قال عبد الرحمن: فقلت رحمك الله يا أبا عبد الله.
كنت إذا حفظت الشيء لا تبالي من خالفك.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ، حدثنا
يحيى بن إبراهيم الإمام - بحمص - حدثنا نوح بن حبيب قال: سمعت عبد الرزاق
يقول: سمعت سفيان الثوري.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا أحمد بن محمد السوطي،
حدثنا محمد بن علي السرخسي، حدثنا بكر بن خداش قال: سمعت سفيان الثوري
يقول: ما استودعت قلبي شيئا فخانني قط.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم [بن] جعفر، حدثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي،
حدثنا أبو داود قال: بلغني عن يحيى بن معين قال: كل من خالف سفيان فالقول
قول سفيان.
168

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان
الثوري في زمانه أحدا في الفقه، والحديث، والزهد، وكل شئ. وقال عباس: سمعت
يحيى يقول: ليس أحد يخالف سفيان الثوري إلا كان القول قول سفيان، قلت وشعبة
أيضا إن خالفه؟ قال: نعم. قلت لأبي زكريا: فإن خالفه شعبة في حديث البصريين
القول قول من يكون؟ قال: ليس يكاد يخالف شعبة سفيان في حديث البصريين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا يحيى بن أبي بكير أنه سمع شعبة يقول: ما
حدثني سفيان عن إنسان بحديث فلقيته فسألته إلا كان كما حدثني به.
حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصرى - لفظا - حدثنا
محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي - بها - حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد، حدثنا عبد الله بن محمد بن سوار، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبو يحيى
الحماني قال: سمعت أبا حنيفة يقول: لو كان سفيان الثوري في التابعين لكان فيهم
له شأن.
وحدثني أحمد بن أحمد القصرى، حدثنا محمد بن أحمد بن سفيان، حدثنا ابن
سعيد، حدثنا عبد الله بن أسامة الكلبي، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة
قال: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال: ألا ترى ما روى سفيان؟ فقال
أبو حنيفة: أتأمرني أن أقول إن سفيان يكذب في الحديث؟، لو أن سفيان كان في
عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن
حميد بن الربيع الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله بن ثواب الهباري يقول: سمعت عبد
الحميد الحماني يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل
على الناس فقده.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثني ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق قال: سألني ابن عيينة عن
حديث، فقلت له: حدثني الثوري عن رجل، وقد سمعت أنا من ذلك الرجل، فقال
لي: إن حديثك عن الثوري عن ذلك الرجل، أحب إلى من حديثك عن ذلك الرجل.
169

أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أحمد بن
عبد الله - صاحب أبي صخرة - قال: سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول: قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن
المحدثين، فقال: ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري. قال: فلما قدمت
حدثت به شعبة فشق عليه.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على عمر بن بشران - وأنا أسمع - أخبركم علي بن
الحسين بن حبان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: سمعت عمرا - جليس
مسدد - يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت رجلا أحسن عقلا
من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك ولا أعلم
بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
الفضل - يعني ابن زياد - قال: سئل أحمد بن حنبل: قيل له سفيان الثوري كان
أحفظ أو ابن عيينة؟ فقال: كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطا، وأما ابن عيينة فكان
حافظا: إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيين كان له غلط كثير، وقد غلط في
حديث الحجازيين في أشياء. قيل له فإن فلانا يزعم أن سفيان بن عيينة كان
أحفظهما؟ فضحك ثم قال: فلان حسن الرأي في ابن عيينة، فمن ثم!
أخبرنا علي بن محمد الحذاء، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا ابن عبد
الخالق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله - وذكر سفيان الثوري -
فقال: ما يتقدمه في قلبي أحد، ثم قال: تدرى من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد
ابن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي
صالح بن محمد عن سفيان الثوري ومالك؟ فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي في
الدنيا أحد، وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان يروي
عن كل أحد. وقال عبد المؤمن: سمعت أبا علي يقول: سفيان أكثر حديثا من شعبة
وأحفظ يبلغ حديثه ثلاثين ألفا، وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا
170

محمد بن كثير الطرسوسي، حدثنا حماد بن سلمة قال: كان سفيان الثوري عندنا
بالبصرة، وكان كثيرا يقول: ليتني قد مت، ليتني قد استرحت، ليتني في قبري. فقال
له حماد بن سلمة: يا أبا عبد الله ما كثرة تمنيك للموت والله لقد آتاك الله القرآن
والعلم. فقال سفيان - يعني لحماد بن سلمة - يا أبا سلمة وما يدريني لعلي أدخل في
بدعة، لعلي أدخل فيما لا يحل لي، لعلي أدخل في فتنة، أكون قد مت فسبقت هذا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
أحمد بن سعيد أبو عبد الرحمن الرباطي، حدثنا أبو داود قال: مات سفيان بالبصرة،
ودفن ليلا ولم نشهد الصلاة - يعني عليه - وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم،
وسلام بن مسكين، فتقدم جرير فصلى بنا على قبره، ثم بكى فقال:
إذا بكيت على ميت لتكرمة * فابك الغداة على الثوري سفيان
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا أحمد بن منصور المروزي، حدثنا مسدد قال: سمعت
[موسى] بن داود يقول: سمعت علي بن صالح يقول: ولدنا سنة مائة، وكان
سفيان أسن منا بخمس سنين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو
نعيم: خرج سفيان الثوري من الكوفة سنة خمس وخمسين ومائة ولم يرجع، ومات
سنة إحدى وستين ومائة، وهو ابن ست وستين - فيما أظن - وقال حنبل: حدثني أبو
عبد الله، حدثنا موسى بن داود قال: سمعت سفيان الثوري يقول - سنة ثمان
وخمسين -: لي إحدى وستون سنة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله ذكر
عن موسى بن داود خروج سفيان بن سعيد من الكوفة وسنه، وهو في كتاب التاريخ
فقال: هذا سمعه سماعا كان يثبته، قال: هذا علي أنه ولد سنة سبع وتسعين، ليس
كما قالوا سنة خمس وتسعين.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
171

محمد البغوي، حدثني أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ولد
سفيان سنة سبع وتسعين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب قال: قال أبو نعيم:
مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: حدثني أبو عبد الله،
حدثنا يحيى بن سعيد قال: مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين، في أولها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي لأمي إسحاق بن محمد بن
إسحاق النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر الباهلي
قال: مات سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري سنة إحدى وستين ومائة بالبصرة،
وصلى عليه أخ لابن عياش، جاء يريد عبادان هو وأصحابه.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان -
أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا
خليفة بن خياط قال: وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري يكنى أبا عبد الله، مات
سنة اثنتين وستين ومائة بالبصرة.
قلت: وسنة إحدى وستين أصح.
أخبرنا حمزة بن محمد، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد
البغوي، حدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا عبد الله بن وهب الحضرمي قال: قال أبو
زياد الفقيمي - يعني يرثي سفيانا:
لقد مات سفيان حميدا مبرزا * على كل قار هجنته المطامع
يلوذ بأبواب الملوك بنية * مبهرجة والزي فيه التواضع
يشمر عن ساقيه والرأس فوقه * قلنسوة فيها اللصيص المخادع
جعلتم فداء للذي صان دينه * وفر به حتى حوته المضاجع
على غير ذنب كان إلا تنزها * عن الناس حتى أدركته المصارع
بعيد من أبواب الملوك مجانب * وإن طلبوه لم تنله الأصابع
فعيني على سفيان تبكي حزينة * شجاها طريد نازح الدار شاسع
يقلب طرفا لا يرى عند رأسه * قريبا حميما، أوجعته الفواجع
فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا * بفقه جميع الناس قصد الشرائع
على مثله تبكي العيون لفقده * على واصل الأرحام والخلق واسع
172

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين البرجلاني، حدثنا
زكريا بن عدي، حدثنا أبو خالد الأحمر قال: رأيت سفيان بن سعيد بعدما مات،
فقلت: أبا عبد الله كيف حالك؟ قال: خير حال، استرحت من غموم الدنيا وأفضيت
إلى رحمة الله عز وجل.
وقال ابن أبي الدنيا: كتب إلى أبو سعيد الأشج حدثنا إبراهيم بن أعين قال: رأيت
الثوري في المنام - ولحيته حمراء - فقلت: ما صنعت فديتك؟ قال: أنا مع السفرة،
قلت: وما السفرة؟ قال: الكرام البررة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد،
حدثنا جعفر بن محمد البالسي - ببالس - حدثنا النفيلي، حدثنا معاوية بن حفص عن
سعير بن الخمس قال: رأيت سفيان الثوري في المنام وهو يطير من نخلة إلى نخلة وهو
يقرأ هذه الآية: (الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث
نشاء فنعم أجر العاملين) [الرمز 74].
أخبرنا علي بن محمد الحذاء، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا أحمد بن
محمد بن عبد الخالق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: حدثني محمد بن أبي محمد
قال: رأى رجل في المنام أنه دخل الجنة، قال: فرأيت الحسن، وابن سيرين، وإبراهيم،
وعدة، قال: فقلت مالي لا أرى سفيان الثوري معكم، فقد كان يذكر؟ فقالوا:
هيهات، ذاك فوقنا، ما نراه إلا كما نرى الكوكب الدري.
4764 - سفيان بن عيينة بن أبي عمران، أبو محمد مولى بنى عبد الله بن
رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة. وقيل: إنه مولى محمد بن مزاحم
الهلالي، وعيينة أبوه هو المكنى أبا عمران:
ولد بالكوفة وسكن مكة، وقدم بغداد، واجتمع مع أبي بكر الهذلي بها، فقال له
أبو بكر: بأي ذنب دخلت بغداد؟ وقد ذكرنا ذلك في مقدمة هذا الكتاب. وكان
لسفيان بن عيينة تسعة اخوة، حدث منهم أربعة: محمد، وآدم، وعمران، وإبراهيم
173

فأما سفيان فكان له في العلم قدر كبير، ومحل خطير، أدرك نيفا وثمانين نفسا من
التابعين، وسمع ابن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق السبيعي، وعبيد
الله بن أبي يزيد، وعبد الله بن دينار بن أسلم، ومنصور بن المعتمر، وأبا الزناد،
وإسماعيل بن أبي خالد، وسعد بن إبراهيم، وسهيل بن أبي صالح، وأيوب
السختياني، وصفوان بن سليم، وعبد الله بن أبي نجيح، وخلقا يطول ذكرهم.
روى عنه: الأعمش، والثوري، وشعبة، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد
القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، وابن وهب، ومحمد
ابن إدريس الشافعي، وأبو معاوية الضرير وأبو نعيم، والحميدي، وعلي بن المديني،
وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وابن نمير، وقتيبة بن سعيد، وسعيد
ابن منصور، وجماعة من نظرائهم وممن بعدهم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو عبد الله بن
مخلد، حدثني أحمد بن ملاعب - وكان حافظا - عن محمد بن علي بن المديني عن
أبيه قال: سفيان بن عيينة بن أبي ميمون، واسم أبي ميمون عمارة وهو مولى لمحمد
ابن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي قال:
سفيان بن عيينة مولى لمسعر بن كدام من أسفل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع
ومائة.
174

أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري - الخطيب بالدينور - أخبرنا علي بن
أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة، وكتب عنه الحديث سنة اثنتين وأربعين،
وهو ابن خمس وثلاثين سنة. قال علي: كتب عن ابن عيينة قبل موت الأعمش بخمس
سنين.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد
ابن علي الأبار قال: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: سمعت عبد الله بن داود يقول:
كنا عند الأعمش، فجاءنا إنسان فقال: إن سفيان بن عيينة يحدث، فقمنا من عند
الأعمش فسمعنا منه.
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسين بن
إسماعيل، حدثتا محمد بن الوليد البسري قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: قدم
علينا ابن عيينة الكوفة في حياة الأعمش، فحدث سفيان في مجلس الأعمش بخمسين
حديثا، وكان الأعمش يحدث سفيان بحديث، ويحدثه سفيان بحديث. فقال الأعمش
لسفيان: يا أبا محمد نفقت السوق ترضى اثنين بواحد؟.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا محمد
ابن إسحاق الثقفي قال: سمعت العباس بن أبي طالب يقول: سمعت إسحاق بن
إسماعيل يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة، وحج بي أبي
وعطاء بن أبي رباح حي.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ابن عيينة أصله كوفي،
أقام بمكة وكان أبوه يحج به قديما.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود ذكر ابن عيينة فقال: حج
به أبوه سبعا وعشرين حجة، حج به وله ست سنين إلى أن بلغ نيفا وثلاثين
سنة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا محمد بن
إسحاق بن راهويه قال: سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت سفيان
ابن عيينة يقول: ولدت في سنة سبع ومائة للنصف من شعبان.
175

أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف - وأنا أسمع - حدثكم جعفر
ابن محمد الفريابي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: قال وكيع: كتبنا
عن سفيان بن عيينة والأعمش حي، قال: وكان قيس وضع في كتبه حدثنا أبو محمد
الهلالي، وهو سفيان بن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت غياث بن جعفر يقول: سمعت ابن عيينة يقول: أول
من أسندني إلى الأسطوانة مسعر بن كدام، فقلت: إني حدث! فقال: إن عندك
الزهري وعمرو بن دينار.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: لقي ابن عيينة الزهري وهو ابن
ست عشرة سنة ولقيته وأنا ابن ست عشرة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل الخطبي، حدثنا محمد بن إسحاق بن
راهويه قال: سمعت عبد الرحمن بن بشر قال: سمعت سفيان يقول: زعموا أن
الزهري قال: ما رأيت طالبا لهذا الأمر أصغر سنا منه - يعني سفيان -.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين [الحنيني] يقول: سمعت أبا غسان
يقول: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت من عمرو بن دينار وأنا ابن تسع عشرة سنة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج [بن أحمد] أخبرنا أحمد بن علي الأبار،
حدثنا الحسن بن علي، حدثنا علي قال: قال سفيان: جالست عمرو بن دينار اثنتين
وعشرين سنة، ومات سنة ست وعشرين. وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة.
[قلت:] كذا قال وهو خطأ، وصوابه جالست عمرو بن دينار سنة اثنتين
وعشرين، ومات سنة ست وعشرين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن هشام الطالقاني قال: سمعت جدي محمد بن هشام يقول: سمعت سفيان بن
عيينة يقول: ما بيني وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا ستر - يعني رجلا -.
176

أخبرني محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد المروزوذي، حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي - إملاء - حدثنا محمد بن ميمون قال: سمعت ابن عيينة يقول:
حضرت ابن جريج فسمعته يقول: حدثنا رجل عن ابن عباس، وحدثنا رجل قال:
سألت ابن عباس، فقلت ينبغي أن يكون هذا حيا، فلما كان يوم الجمعة تصفحت
الأبواب، فإذا أنا بشيخ قد دخل من ههنا - وأشار ابن عيينة إلى بعض أبواب المسجد
- فقلت: رأيت ابن عباس؟ فقال: نعم! سألت ابن عباس، ورأيت عبد الله بن عمر،
وحدثنا ابن عباس، وسمعت ابن عباس. فسمعت منه، فجلست مع ابن جريج، فلما
قال: حدثنا رجل قال: سمعت ابن عباس قلت: يا أبا الوليد حدثنا عبيد الله بن أبي
يزيد عن ابن عباس فقال: قد غصت عليه يا غواص!!
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت محمد بن عمرو الباهلي يقول: سمعت ابن عيينة
يقول: كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الحلق، فإذا رأيت مشيخة وكهولا
جلست إليهم، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان، ثم ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسود * ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن
أحمد الطبراني، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله الطرسوسي قال: سمعت حامد بن
يحيى البلخي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني كلها
سقطت، فذكرت ذلك للزهري فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني
وبقيت، فجعل الله كل عدو لي محدثا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن الحسن السروي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي
حاتم، حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما في أصحاب
الزهري أتقن من ابن عيينة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي - إجازة - وأخبرناه هبة الله بن الحسن الطبري - قراءة
عنه - أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: قلت لعلي بن المديني:
من تقدم في الزهري؟ قال: أما أنا فإني أقدم سفيان بن عيينة، ثم قال علي: الذي
سمع سماعا لا يشك فيه، ولم يتكلم فيه أحد، ولم يطعن فيه طاعن، زياد بن سعد
وسفيان بن عيينة.
177

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: قلت ليحيى بن سعيد:
فمعمر أحب إليك، أو ابن عيينة في الزهري؟ قال: ابن عيينة.
وأخبرنا أبو نعيم، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت سلمان بن توبة يقول: سمعت عليا يقول: قال يحيى بن سعيد
القطان: ابن عيينة أحب إلى في الزهري من معمر.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين قلت له: إن بعض الناس يقول سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري؟ فقال:
إنما يقول ذاك من سمع منه، وأي شئ كان سفيان، إنما كان غليما - يعني أيام
الزهري -.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وسفيان بن عيينة هلالي كوفي ثقة، ثبت في الحديث. وكان بعض أهل الحديث
يقول: هو أثبت الناس في حديث الزهري وكان حسن الحديث، وكان يعد من
حكماء أصحاب الحديث، ويكنى أبا محمد، سكن مكة وكان مولى لبني هلال،
وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي قال: وجدت في كتاب جدي حدثنا
مجاهد بن موسى قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئا قط إلا شيئا حفظته قبل
أن أكتبه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا يونس بن
عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: مالك وسفيان بن عيينة القرينان - يعني في
الأثر -.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: لولا
مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.
178

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا عمر بن
سعد، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني أبو علي محمد بن عروس، حدثني أبي،
حدثنا أبو الربيع النخاس قال: تلقيت هارون أمير المؤمنين فسألني عن علية
الهاشميين، ثم قال لي ما فعل سيد الناس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين ومن سيد الناس
عندك؟! هكذا في الرواية. والصواب ومن سيد الناس غيرك؟ قال: سيد الناس سفيان
ابن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: سمعت علي
ابن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله - وهو ابن المبارك -.
وأخبرنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن إبراهيم بن عروة البزاز، أخبرنا محمد
ابن العباس الخزاز، حدثنا ابن المجدر، حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا هدية بن
عبد الوهاب، أخبرنا ابن المبارك. قال: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال:
ذاك أحد الأحدين. زاد هدية، ما كان أغربه.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي علي بن الصواف، حدثكم عبد الله بن صالح
البخاري، حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت بهزا يقول: ما رأيت
مثل سفيان بن عيينة [ولا] أجمع منه، قلت له ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
العباس - يعني ابن عبد العظيم - حدثنا علي. قال: قال لي يحيى: ما بقى من معلمي
الذين تعلمت منهم غير سفيان بن عيينة. فقلت: يا أبا سعيد سفيان إمام في الحديث؟ قال:
سفيان إمام القوم منذ أربعين سنة. قال علي: وسمعت بشر بن المفضل يقول: - وقال
بيده على الأرض - ما بقى على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة. قال علي:
قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أسمع الحديث من ابن عيينة، فأقوم فأسمع شعبة
يحدث به فلا أكتبه.
أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري، أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا
أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: سفيان بن عيينة أحسن حديثا
من سفيان وشعبة.
179

أخبرني محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا ابن
منيع قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت
شعبة يقول: من أراد عمرو بن دينار فعليه بالفتى الهلالي، ومن أراد أيوب فعليه بحماد
ابن زيد.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين قلت له: ابن عيينة أحب إليك في عمرو، أو الثوري؟ فقال: ابن عيينة أعلم به،
قلت: فابن عيينة أحب إليك فيه أو حماد بن زيد؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت:
فشعبة؟ قال: وإيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن
كزال قال: سمعت أبا مسلم - يعني المستملي - قال: سمعت سفيان يقول: سمعت
من عمرو ما لبث نوح في قومه.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثني أحمد بن محمد الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
أعلم الناس بعمرو بن دينار، ابن عيينة. قال: وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: ابن
عيينة أروى الناس عن عمرو، وأثبتهم فيه، وهو أعلم بعمرو من الثوري.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
أثبت الناس في عمرو بن دينار، ابن عيينة. قلت له حماد بن زيد؟ فقال: هو أعلم
بعمرو بن دينار؟ من حماد بن زيد، قلت: فإن اختلف ابن عيينة وسفيان الثوري في
عمرو بن دينار؟ قال: سفيان بن عيينة أعلم بعمرو بن دينار منه.
وقال السراج: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد المجيد بن عبد العزيز
ابن أبي رواد يقول: كان سفيان الثوري إذا لم ير أصحاب الحديث أسند الأحاديث،
فكنت آتي ابن عيينة، فيقول: هذا خطأ، وهذا كذا، فآتي الثوري فيقول لي أتيت ابن
عيينة؟ فأخبره بما قال ابن عيينة، فيقول هو كما قال.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا محمد بن عبد الله بن جامع، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: كنت عند
180

سفيان بن عيينة ومعي ابن حماد بن زيد، فحدث سفيان بحديث عمرو عن
طاوس في المواقيت مرسلا، قال علي فقلت له: فإن حماد بن زيد يقول عن ابن
عباس، فقال لي سفيان أحرج عليك بأسماء الله لما صدقت، أنا أعلم بعمرو - أو
حماد بن زيد - فنفيت، ثم قلت: يا أبا محمد أنت أعلم بعمرو من حماد بن زيد -
وابنه حاضر فلما قمت قال لي ابن ابنه: عرضت جدي حين قلت له إن حماد بن زيد
يقول كذا وكذا.
أخبرني محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسماعيل
ابن علي، حدثنا محمد بن موسى بن حماد قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، حدثني
بعض أصحابنا. قال: رأيت حماد بن زيد قدام سفيان بن عيينة كأنه صبي قدام
معلمه.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين -
وأنا أسمع - أيما أثبت في عمرو بن دينار، ابن عيينة، أو محمد بن مسلم؟ فقال: ابن
عيينة أثبت في عمرو من محمد بن مسلم، ومن داود العطار، ومن حماد بن زيد،
وسفيان أكثر حديثا منهم عن عمرو، وأسند. قيل: وابن جريج؟ فقال: جميعا ثقة،
كأنه سوى بينهما في عمرو.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن
عمرو بن دينار، والثوري عن عمرو بن دينار، وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار،
أيهم أعلم بحديث عمرو بن دينار؟ فقال: سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن
دينار.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهري، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا أبي قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: من
أحسن من رأيت حديثا؟ قال: ما رأيت أحدا أحسن حديثا من سفيان بن عيينة.
حدثني محمد بن أحمد بن علي الدقاق، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي -
بالبصرة - حدثنا الحسن بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن صالح البخاري، حدثنا
أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدثنا نعيم بن حماد قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي:
181

أين ابن عيينة من الثوري؟ فقال: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن، وتفسير الحديث،
وغوصه على حروف متفرقة يجمعها، ما لم يكن عند الثوري.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا إسماعيل بن المفضل، حدثنا علي بن بحر، حدثنا ابن وهب قال: ما رأيت
أحدا أعلم بكتاب الله من ابن عيينة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن الحسن السروي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن
أبي حاتم، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال لي أبي: ما رأيت أحدا كان
أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة.
أخبرنا علي بن الحسن بن محمد الدقاق، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله
أحمد بن محمد بن حنبل - وذكر سفيان بن عيينة - فقال: ما رأينا نحن مثله.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي، حدثنا محمد بن
الحسين - وهو ابن أبي الحنين قال: سمعت أبا غسان يقول ما كان أكيسه - يعني
سفيان بن عيينة -.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سفيان بن
عيينة كان صدوقا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: سمعت ابن عمار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: اشهدوا أن سفيان
ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين، فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذا فسماعه
لا شئ.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: حدثني بعض من سمع ابن عيينة يقول - في آخر سنة
حج. قال: هذه توفى لي سبعين وقفة بعرفة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
علي بن المديني: حج سفيان بن عيينة اثنتين وسبعين حجة، مات عطاء سنة خمس
182

عشرة ومائة، وحج سفيان بعد موته بسنة وهو ابن تسع سنين فلم يزل يحج إلى أن
مات، وأقام بمكة سنة اثنتين وعشرين ومائة، إلى سنة ست وعشرين ومائة، ثم خرج
إلى الكوفة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد، أخبرني الحسن بن
عمران بن عيينة، أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها: قد وافيت هذا الموضع
سبعين مرة، أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد
استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة.
وقال ابن سعد: قال الواقدي: أخبرني سفيان أنه ولد سنة سبع ومائة، ومات يوم
السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، ودفن بالحجون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت الحميدي قال: ومات سفيان في سنة ثمان وتسعين في آخر يوم
من جمادى الأولى.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب قال: قال محمد بن أبي
عمر: مات سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة، آخر يوم من جمادى الآخرة.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري،
حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار قال: أنشدني إبراهيم بن المنذر
لابن مناذر، يرثي سفيان بن عيينة:
من كان يبكي رجلا هالكا * فليبك للإسلام سفيانا
راحوا بسفيان على نعشه * والعلم مكسوين أكفانا
يا واحد الناس ومؤتمهم * أورثتنا غما وأحزانا
فقدك يا سفيان أنسانا * فقد الأخلاء وأسلانا
4765 - سفيان بن زياد، الرصافي ثم المخرمي:
حدث عن عيسى بن يونس، وإبراهيم بن عيينة. روى عنه عباس الدوري، وأبو
جعفر بن المنادي، ومحمد بن غالب التمتام، وكان ثقة.
183

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن
محمد الصفار، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا مسلمة بن عبد الرحمن -
بصري كتبت عنه بالصيمرة - حدثنا عمر بن علي المقدمي، عن عمر بن سعيد بن أبي
حسين قال محمد: وحدثنا سفيان بن زياد، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عمر بن
سعيد بن أبي حسين - وقد دخل حديث بعضهم في بعض - عن ابن أبي مليكة أن ابن
عباس قال: لما قبض عمر بن الخطاب كنت عند سريره، فجاء رجل فزاحمني بمنكبيه،
قال: فإذا هو علي، قال: فتأخرت له، قال: فدنا، ثم قال: ما أحد ألقى الله بصحيفته،
أحب إلى من أن ألقي الله بصحيفتك. وقال عيسى بن يونس في حديثه: ما أحد ألقى
الله بمثل عمله، أحب إلى منك. وقالا جميعا، وإن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع
صاحبيك. فإني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كنت أنا وأبو بكر،
وعمر، وفعلت أنا وأبو بكر، وعمر " قال ذاك مرارا.
4766 - سفيان بن محمد بن سفيان المصيصي:
قدم بغداد وحدث بها عن يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وإسحاق بن
الفرات، وحجاج بن محمد الأعور. روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي،
والحسين بن فهم، ومحمد بن سويد الطحان، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأحمد
ابن الحسين الصوفي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا الحسين
ابن فهم قال: قدم علينا سفيان بن محمد، الثغر فحدثنا عن إسحاق بن الفرات -
وساق عنه حديثا.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق،
أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، حدثنا محمد بن سويد، حدثنا سفيان بن
محمد المصيصي، حدثنا يوسف بن أسباط، حدثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة
عن أبيه قال: ما ذكرت عائشة مسيرها [في وقعة الجمل] قط إلا بكت حتى تبل
خمارها، وتقول: يا ليتني كنت نسيا منسيا. قال سفيان: النسي المنسي، الحيضة الملقاة.
184

أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
حلف النسفي قال: وسألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث سفيان بن محمد
عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالباكورة.
فقال خطأ، إنما رواه الناس يونس عن الزهري. قال: وسألت أبا علي عن سفيان بن
محمد فقال: ليس بشئ.
أخبرني الأزهري قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن سفيان بن محمد المصيصي
فقال: لا شئ.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: قال لنا الدارقطني: شيخ
لأهل المصيصة يقال له سفيان بن محمد الفزاري. كان ضعيفا سيئ الحال في
الحديث.
4767 - سفيان بن هارون بن سفيان، أبو محمد القاضي:
ويعرف والده بهارون الديك. حدث عن العباس بن يزيد البحراني، والفضل بن
سهل الأعرج. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو محمد
سفيان بن هارون بن سفيان القاضي، حدثنا فضل بن سهل الأعرج، حدثنا زيد بن
الحباب، حدثنا سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا خضرة رطبة " وقال لنا زيد مرة: عن سعد.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع: أن سفيان بن هارون المعروف
بالديك القاضي مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر السكري قال:
وجدت في كتاب أخي: ومات سفيان مستملى يزيد بن هارون سنة اثنتي عشرة
وثلاثمائة، في رجب.
185

ذكر من اسمه السري
4768 - السرى بن واصل، من أهل المدائن:
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا جعفر بن محمد
الخلدي - إملاء - حدثنا القاسم بن أحمد بن جعفر الشيباني - بالكوفة - حدثنا عباد
ابن أحمد العرزمي، حدثني عمي عن أبيه عن السري بن واصل المدائني قال: سمعت
عطاء بن أبي رباح يقول: (كمثل الحمار يحمل أسفارا) [الجمعة 5]. قال: كتبا:
وقال: (كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) [المدثر 50، 541] قال الرماة. وقال
عبد الرحمن بن سابط: السباع. وقال عطاء: (بأيدي سفرة) [عبس 15] قال كتبة.
4769 - السري بن المغلس، أبو الحسن السقطي:
كان من المشايخ المذكورين، وأحد العباد المجتهدين، صاحب معروف الكرخي،
وحدث عن هشيم بن بشير وأبي بكر بن عياش، وعلي بن غراب، ويحيى بن يمان،
ويزيد بن هارون، وغيرهم. روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، والجنيد بن
محمد، وأبو الحسين النوري ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وإبراهيم بن عبد
الله بن أيوب المخرمي، والعباس بن يوسف الشكلي، وفي آخرين.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل والحسن بن أبي بكر بن شاذان - قال
علي: حدثنا، وقال الحسن: أخبرنا - عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا محمد بن
الفضل بن جابر السقطي - زاد ابن شاذان: أبو جعفر ثم اتفقا - قال: حدثنا سري بن
مغلس السقطي، أخبرنا علي بن غراب عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أخبرني أبي
قال: لما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس " قال: فصلى
186

بهم، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة، فخرج، فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر، فأشار إليه
النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي
بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر. أبو بكر قائم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قاعد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن علي بن حبش يقول: سمعت عبد
الله بن شاكر يقول قال سري السقطي: صليت وردي ليلة، ومددت رجلي في
المحراب، فنوديت يا سري كذا تجالس الملوك؟ قال: فضممت إلى رجلي، ثم قلت:
وعزتك لا مددت رجلي أبدا.
أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا العباس بن
يوسف، حدثني سعيد بن عثمان قال: سمعت السرى بن مغلس قال: غزوت راجلا
فنزلنا خربة للروم، فألقيت نفسي على ظهري، ورفعت رجلي على جدار، فإذا هاتف
يهتف بي: يا سري بن مغلس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها؟
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري - بالري -
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي قال: سمعت أبا بكر الحربي يقول:
سمعت السري السقطي يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر الله من ذلك الحمد منذ
ثلاثين سنة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كان لي دكان وكان فيه متاع، فوقع الحريق في
سوقنا، فقيل لي، فخرجت أتعرف خبر دكاني، فلقيت رجلا فقال: أبشر فإن دكانك
قد سلم، فقلت: الحمد لله، ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير، حدثني أبو
القاسم سليمان بن محمد بن سلم الضراب قال: حدثني بعض إخواني أن سريا
السقطي مرت به جارية معها إناء فيه شئ، فسقط من يدها فانكسر، فأخذ سري
شيئا من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء، فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه
ما صنع، فقال له معروف: بغض الله إليك الدنيا.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد الخواص، حدثني عمر بن عاصم قال:
حدثني أحمد بن خلف قال: سمعت سريا يقول: هذا الذي أنا فيه من بركات
معروف، انصرفت من صلاة العيد، فرأيت مع معروف صبيا شعثا فقلت: من هذا؟
فقال: رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر، فسألته لم لا تلعب. فقال: أنا يتيم.
187

قال سري: فقلت له: ما ترى أنك تعمل به؟ فقال: لعلي أخلوا فأجمع له نوى يشتري
به جوزا يفرح به، فقلت له: أعطنيه أغير من حاله، فقال لي: أو تفعل؟ فقلت: نعم!
قال لي: خذه أغنى الله قلبك، فسويت الدنيا عندي أقل من كذا.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني - بمكة - حدثنا
مظفر بن سهل المقرئ قال: سمعت علان الخياط - وجرى بيني وبينه مناقب سري
السقطي - فقال لي علان: كنت جالسا مع سري يوما فوافته امرأة، فقالت: يا أبا
الحسن أنا من جيرانك، أخذ ابني الطائف البارحة، وكلم ابني الطائف وأنا أخشى أن
يؤذيه، فإن رأيت أن تجيء معي أو تبعث إليه، قال علان فتوقعت أن يبعث إليه، فقام
فكبر وطول في صلاته، فقالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله في، هو ذا أخشى أن يؤذيه
السلطان، فسلم وقال لها: أنا في حاجتك، قال علان: فما برحت حتى جاءت امرأة
إلى المرأة فقالت: الحقي قد خلوا ابنك. قال أبو الطيب: قال لي علان: وإيش يتعجب
من هذا؟ اشتري كر لوز بستين دينارا وكتب فيه روزنامجة ثلاثة دينارا ربحه، فصار
اللوز بتسعين دينارا، فأتاه الدلال وقال له: إن ذاك اللوز أريده، فقال له خذه، قال:
بكم، قال: بثلاثة وستين دينارا قال الدلال: إن اللوز قد صار الكر بتسعين، قال له:
قد عقدت بيني وبين الله عقدا لا أحله، ليس أبيعه إلا بثلاثة وستين دينارا، فقال له
الدلال: إني قد عقدت بيني وبين الله أن لا أغش مسلما، لست آخذ منك إلا
بتسعين، فلا الدلال اشترى منه، ولا السري باعه. قال أبو الطيب: قال لي علان:
كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله؟
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو عبيد علي بن
الحسين بن حرب القاضي قال: سمعت سريا السقطي يقول: إني أذكر مجيء الناس
إلي، فأقول اللهم هب لي من العلم ما يشغلهم عني وإني لأريد مجيئهم أن يدخلوا
علي.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، حدثنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه قال:
سمعت أبا الحسن علي بن عبد الرحيم القناد يقول: لسمعت ابن أبي الورد يقول:
دخلت على سري السقطي وهو يبكى، ودورقه مكسور فقلت: مالك؟ قال: انكسر
الدورق، فقلت أنا أشتري لك بدله فقال لي تشترى بدله وأنا أعرف من أين الدانق
188

الذي اشترى به الدورق، ومن عمله، ومن أين طينه، وإيش أكل عامله، حتى فرغ من
عمله؟
أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا العباس
ابن يوسف - مولى بني هاشم - حدثنا سعيد بن عثمان قال: سمعت سري بن مغلس
يقول: غزونا أرض الروم، فمررت بروضة خضرة فيها الخباز، وحجر منقور فيه ماء
المطر، فقلت في نفسي لئن كنت آكل يوما حلالا فاليوم، فنزلت عن دابتي وجعلت
آكل من ذلك الخباز، وشربت من ذلك الماء، فإذا هاتف يهتف بي: يا سري بن
مغلس فالنفقة التي بلغت بها إلى هذا من أين!؟
وأخبرنا سلامة بن عمر، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا العباس بن يوسف، حدثني
جنيد بن محمد قال: سمعت سري بن المغلس يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة
اغمسها في الدبس وآكلها فما تصح لي.
أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي، أخبرنا جعفر
ابن محمد بن نصير الخلدي، حدثني الجنيد قال: سمعت سريا يقول: أحب أن آكل
أكلة ليس علي فيها تبعة، ولا لمخلوق علي فيها منة، فما أجد إلى تلك سبيلا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن إسماعيل بن عامر الرقي - صاحب الربيع - قال: سمعت سريا السقطي يقول:
أشتهي بقلا منذ ثلاثين سنة ما أقدر عليه.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان،
حدثنا العباس بن يوسف الشكلي قال: سمعت سريا السقطي يقول: إني لأشتهي
الحندقوقي منذ ست عشرة سنة، والهندبا بخل منذ ثمان عشرة سنة، وإني لأعجب
ممن يتسع كيف يطلق له العلم الاتساع، وهذا عبد الواحد بن زيد يقول: الملح
بيشبارجات، وإن بلية أبيكم آدم لقمة، أخرجته من الجنة، وهي بليتكم إلى أن تقوم
الساعة.
وقال الشكلي: سمعت سري بن المغلس السقطي يقول: أتاني حسين الجرجاني
إلى عبادان فدق علي باب الغرفة التي كنت فيها فخرجت إليه فقال لي: سري فقلت
سري، فقال لي ملحك مدقوقة؟ قلت: نعم! قال: لا تفلح، ثم قال لي: سري لولا أن
الله عقم الآذان عن فهم القرآن ما زرع الزارع، ولا تجر التاجر، ولا تلاقى الناس في
الطرقات. ثم مضى فأتعبني وأبكاني.
189

أخبرنا ابن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عامر
الرقي قال: سمعت حسنا المسوحي يقول: دفع إلى السري السقطي قطعة فقال اشتر
لي باقلاء من رجل قدره داخل الباب، فطفت الكرخ كله فلم أجد إلا من قدره
خارج الباب فرجعت إليه فقلت: خذ قطعتك فإني لم أجد إلا من قدره خارج.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر الخلدي - في كتابه - قال: سمعت الجنيد بن
محمد يقول: كنت يوما عند السري بن مغلس وكنا خاليين، وهو متزر بمئزر،
فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضني، كأجهد ما يكون، فقال: انظر إلى
جسدي هذا لو شئت أن أقول إن ما بي هذا من المحبة كان كما أقول، وكان وجهه
أصفر، ثم أشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل فدخلت عليه أعوده فقلت له: كيف
تجدك، فقال: كيف أشكو إلى طبيب ما بي، والذي أصابني من طبيبي، فأخذت
المروحة أروحه فقال لي: كيف يجد روح المروحة من جوفه تحترق من داخل؟ ثم أنشأ
يقول:
القلب محترق والدمع مستبق * والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له * مما جناه الهوى والشوق والقلق
يا رب إن كان شئ فيه لي فرج * فامنن علي به ما دام لي رمق
وأخبرنا أبو نعيم، أخبرنا جعفر الخلدي - في كتابه قال: سمعت الجنيد بن محمد
يقول: كنت أعود السري في كل ثلاثة أيام عيادة السنة، فدخلت عليه وهو يجود
بنفسه، فجلست عند رأسه فبكيت، وسقط من دموعي على خده، ففتح عينيه ونظر
إلى فقلت له أوصني، فقال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا الجنيد قال: سمعت
حسن بن البزار يقول: كان أحمد بن حنبل ههنا، وكان بشر بن الحارث ههنا، وكنا
نرجو أن يحفظنا الله بهما، ثم إنهما ماتا وبقي سري، فإني أرجو أن يحفظني الله بسري.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا علي بن الحسن
العقيلي قال: سمعت الفرجاني يقول: سمعت الحسن يقول: ما رأيت أعبد لله من
السري السقطي، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤي مضطجعا إلا في علة الموت.
أخبرنا الأزهري قال: قال لنا أبو عمر محمد بن العباس بن حمويه قال لنا أبو عبيد
علي بن الحسين بن حرب القاضي: توفي أبو الحسن السري بن المغلس السقطي يوم
190

الثلاثاء لستة ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين، بعد أذان
الفجر، ودفن بعد العصر.
قلت: وكان دفنه في مقبرة الشونيزية، وقبره ظاهر معروف، وإلى جنبه قبر الجنيد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس قال: سمعت أبا الحسن بن المديني -
صديقنا - قال: سمعت أبا عبيد بن حربوية يقول: حضرت جنازة سري السقطي فلما
كان في بعض الليالي رأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي ولمن
حضر جنازتي وصلى علي، فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك، قال:
فأخرج درجا فنظر فيه فلم ير لي فيه اسما، فقلت: بلى قد حضرت، قال: فنظر فإذا
اسمي في الحاشية.
4770 - السري بن عاصم، أبو سهل الهمداني:
حدث عن عيسى بن يونس، وإسماعيل بن علية، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبد
السلام بن حرب، وحفص بن غياث وحرمي بن عمارة، وحفص بن عمر الأبلي.
روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن خراش، وأبو بكر بن عبد الخالق الوراق، والحسن
ابن محمد بن شعبة الأنصاري، وعلي بن الحسن بن الحارث المروذي، وأحمد بن
محمد بن إسماعيل الأدمي وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، والقاضي المحاملي،
وغيرهم.
أخبرني هلال بن محمد الحفار، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال:
وجدت في كتابي عن محمد بن الحسين بن خالد البزاز - جارنا - يذكر أنه كان عند
السري بن عاصم، وهو يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمع كلاما في ناحية المجلس، فقال:
ما هذا؟ كنا عند حماد بن زيد وهو يحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمع كلاما في ناحية
المجلس فقال: ما هذا؟ كانوا يعدون الكلام عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم، كرفع الصوت
فوق صوته.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا أبو
الحسن أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، حدثنا السري بن عاصم، حدثنا إسماعيل
ابن علية عن يحيى بن عتيق عن محمد عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في
الماء الراكد.
191

هذا الحديث إنما يحفظ من رواية يعقوب الدورقي عن ابن علية، ويقال إنه تفرد به،
وقد سرقه السري بن عاصم منه، وكان يسرق الأحاديث الأفراد فيرويها.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حدثنا السري بن
عاصم البغدادي - وكان يكذب -.
حدثني أحمد بن محمد الغزال قال: قرأت على محمد بن جعفر الشروطي عن
أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: سري بن عاصم البغدادي متروك
الحديث.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن السري بن عاصم مات في
صفر من سنة ثمان وخمسين ومائتين.
4771 - السري بن مرثد - أو مزيد -:
حدث عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري. روى عنه محمد بن المسيب الأرغياني.
أخبرنا أبو المظفر محمد بن الحسن المروذي، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي،
حدثنا محمد بن المسيب، حدثنا السري بن مرثد - أو مزيد لم يكن مضبوطا في
كتاب أبي المظفر فصيرته بالشك - قال: حدثنا طاهر بن محمد الزبيري، حدثني أبي،
حدثنا أبو سعيد بن عوذ عن مجاهد عن ابن عباس. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم
قبل العشاء، وعن الحديث بعدها.
4772 - السري بن أحمد بن السري، أبو الحسن الكندي الرفاء الموصلي:
شاعر مجود حسن المعاني، وله مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان،
وكان بينه وبين أبي بكر، وأبي عثمان، محمد وسعيد ابني هاشم الخالديين حالة
غير جميلة، ولبعضهم في بعض أهاجي كثيرة، فآذاه الخالديان أذى شديدا، وقطعا
رسمه من سيف الدولة وغيره، فانحدر إلى بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي،
فانحدر الخالديان وراءه، ودخلا إلى المهلبي وثلبا سريا عنده، فلم يحظ منه بطائل
وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه، وجعلا هجيراهما ثلب سري والوقيعة فيه، ودخلا
إلى الرؤساء والأكابر ببغداد، ففعل به مثل ذلك عندهم، وأقام ببغداد يتظلم منهما
ويهجوهما.
192

ويقال: إنه عدم القوت فضلا عن غيره، ودفع إلى الوراقة، فجلس يورق شعره
ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة، وركبه الدين ومات ببغداد على تلك الحال بعيد سنة
ستين وثلاثمائة، وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع يزعم أنه سمع منه ديوان
شعره، وقد روى عنه أحمد بن علي المعروف بالهايم وغيره.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنشدنا أحمد بن علي المعروف بالهايم قال: أنشدنا
السري بن أحمد الرفاء - لنفسه - وكتب بها إلى صديق له كان أهدى إليه قدحا
حسنا فسقط من يده فانكسر:
يا من لديه العفاف والورع * وسيمتاه العلاء والرفع
كأسك قد فرقت مفاصله * بين الندامى فليس يجتمع
كأنما الشمس بينهم سقطت * فجسمها في أكفهم قطع
لو لم أكن واثقا بمشبهه * منك لكاد الفؤاد ينصدع
فجد به بدعة فعندي من * جودك أشياء كلها بدع
ذكر من اسمه سلام
4773 - سلام بن صبيح، المدائني:
حدث عن منصور بن زاذان. روى عنه أبو معاوية الضرير.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي، أخبرنا علي
ابن عبد العزيز، حدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا سلام بن
صبيح عن منصور بن زاذان عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: ذكرت القبائل عند
النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله ما تقول في هوازن؟ فقال: " زهرة تينع " قالوا: فما تقول
في بني عامر؟ قال: " جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر " قالوا: ما تقول في تميم؟ قال:
فقال: " يأبى الله لبني تميم إلا خيرا، ثبت الأقدام، عظام الهام، رجح الأحلام، هضبة
حمراء، لا يضرها من ناوأها، أشد الناس على الرجال في آخر الزمان ".
193

قال أبو الأحوص: قلت لأبي معاوية: من سلام؟ قال: كان يسكن المدائن.
4774 - سلام بن سلم - ويقال: ابن سليم، ويقال: ابن سليمان - والصواب:
ابن سلم، أبو عبد الله التميمي، المعروف بالطويل:
من أهل خراسان سكن المدائن وحدث عن زيد العمي، وغياث بن المسيب. روى
عنه أبو النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن جعفر المدائني، وسعيد بن سليمان
الواسطي، وخلف بن الوليد، وخلف بن هشام، وغيرهم.
أخبرني أبو الفرج الحسين بن عبد الله بن أحمد المقرئ، حدثنا أحمد بن جعفر
القطيعي - إملاء - حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقرئ، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا
سلام الطويل الخراساني عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا يأذن لشئ من أهل الأرض إلا لأذان المؤذنين، والصوت
الحسن بالقرآن ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر له رجل
سلام بن سلم الطويل. فقال: له أحاديث منكرة.
وقال ابن أبي شيبة في موضع آخر: سمعت أبا بديل التميمي - وذكر ليحيى رواية
أحمد بن يونس عن سلام بن سليم وقال له أبو بديل كان رجلا منا - فقال له يحيى:
كان ضعيفا.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا
علي بن أحمد بن سليمان البزاز المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال:
وسألته - يعني يحيى بن معين - عن سلام بن سليمان التميمي فقال: ضعيف لا يكتب
حديثه.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سلام بن سلم
المدائني ليس حديثه بشئ.
194

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا العباس
ابن محمد قال: سمعت يحيى يقول: سلام بن سلم التميمي ليس بشئ.
أخبرني علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وسألته - يعني أباه - عن
سلام بن سليمان التميمي فضعفه جدا.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه،
حدثنا إبراهيم بن علي بن الحسن القطيعي، حدثني الحسن بن الهيثم بن الخلال، حدثنا
محمد بن موسى بن مشيش قال: وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن سلام الطويل
فقال: روى أحاديث منكرات، ولم يرضه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال
ابن عمار: سلام بن سليم المدائني ليس بحجة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: سلام الطويل مدائني ضعيف،
روى عنه سعدويه.
وقال في موضع آخر: سلام بن سلم مدائني مذموم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حدثنا القاضي أبو خازم
عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم المشغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار
قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سلام بن سلم المدائني غير ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: سلام بن سلم السعدي المدائني الطويل تركوه.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سلام
الطويل كوفي متروك.
وقال في موضع آخر: سلام بن سلم كذاب.
195

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سلام بن سلم متروك الحديث.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، حدثنا
محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: سلام بن سليم
خراساني نزل المدائن عنده مناكير.
4775 - سلام بن سليمان بن سواء، أبو العباس - وقيل: أبو المنذر - الضرير
المدائني:
وهو ابن أخي شبابة بن سوار، سكن دمشق بأخرة، وحدث عن: مغيرة بن مسلم
السراج، ومسلمة بن الصلت، وعبد الرحمن المسعودي، وشعبة بن الحجاج، وأبي
عمرو بن العلاء، وورقاء بن عمر، وبكر بن خنيس. روى عنه: سلمان بن توبة
النهرواني، ومحمد بن عيسى بن حيان، وعبد الله بن روح المدائنيان، وهارون بن
موسى الأخفش، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع أبي منه بدمشق وسئل عنه فقال: ليس
بالقوي.
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن حيد النيسابوري - بها - حدثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني، حدثنا
سلام بن سليمان، حدثنا ورقاء عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: جاء
ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله هل علينا من حرج؟ فقال:
" عباد الله وضع الله الحرج، إلا رجلا اقترض - يعني من عر ض رجل ظلما - ذاك الذي
حرج وهلك " قالوا: يا رسول الله فنتداوى؟ قال: " تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل
داء إلا وقد أنزل له دواء، إلا السام " قالوا: يا رسول الله فما خير ما أوتي العباد
وأفضل. قال: " الخلق الحسن ".
196

أخبرنا الأزهري قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: تفرد به سلام بن سليمان عن
ورقاء.
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سلام بن
سليمان بن سوار الثقفي المدائني الضرير، يقال له الدمشقي لمقامه بدمشق وهو منكر
الحديث.
4776 - سلام بن سالم، أبو مالك الخزاعي الضرير:
حدث عن يزيد بن هارون، وعمر بن سعيد التنوخي، وموسى بن إبراهيم
المروزي، والفضل بن جبير الوراق. روى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي.
ذكر من اسمه سلامة
4777 - سلامة العجلي:
سمع سلمان الفارسي، وقدم عليه المدائن، وهو معدود في الكوفيين. روى عنه
سماك بن حرب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن داود
المكي، حدثنا قيس بن حفص الدارمي، حدثنا مسلمة بن علقمة المازني، حدثنا داود
ابن أبي هند عن سماك بن حرب عن سلامة العجلي قال: جاء ابن أخت لي من
البادية يقال له قدامة، فقال لي ابن أختي أحب أني ألقي سلمان الفارسي فأسلم عليه،
فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا، ووجدناه على سرير
يسف خوصا فسلمنا عليه، قلت: يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قدم علي من البادية
فأحب أن أسلم عليك، قال: عليه السلام ورحمة الله. قلت يزعم أنه يحبك، قال: أحبه
الله قال: فتحدثنا وقلنا له: يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك، وممن أنت؟ قال: أما
أصلي وممن أنا، فأنا من أهل رامهرمز، كنا قوما مجوسا، فأتانا رجل نصراني من أهل
الجزيرة كانت أمه منا، فنزل فينا واتخذ فينا ديرا، وكنت في كتاب الفارسية، وكان لا
يزال غلام معي في الكتاب يجيء مضروبا يبكى قد ضربه أبواه، فقلت له يوما: ما
يبكيك؟ قال: يضربني أبواي، قلت: ولم يضربانك؟ قال: آتي صاحب هذا الدير فإذا
197

علما ذاك ضرباني، وأنت لو أتيته سمعت منه حديثا عجبا، قلت: فاذهب بي معك
فأتيناه فحدثنا عن بدء الخلق، وعن بدء خلق السماء والأرض، وعن الجنة والنار قال:
فكنت أختلف إليه معه، ففطن لنا غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا، فلما رأى
ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له: يا هناه إنك قد جاورتنا فلم تر من جوارنا إلا الحسن،
وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك، ونحن نخاف أن تفسدهم علينا، اخرج عنا، قال: نعم!
فقال لذلك الغلام الذي كان يأتيه: اخرج معي، قال: لا أستطيع ذاك، قد علمت
شدة أبوي علي، قلت: لكني أنا أخرج معك - وكنت يتيما لا أب لي - فخرجت
معه فأخذنا جبل رامهرمز، فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من تمر الشجر حتى قدمنا
الجزيرة، فقدمنا نصيبين، فقال لي صاحبي يا سلمان إن ههنا قوما هم عباد أهل
الأرض وأنا أحب أن ألقاهم، قال: فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم
صاحبي فحيوه وبشوا به. وقالوا: أين كانت غيبتك؟ قال: كنت في إخوان لي قبل
فارس، فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لي صاحبي: قم يا سلمان انطلق، فقلت: لا دعني
مع هؤلاء، قال: إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء، يصومون الأحد إلى الأحد، ولا ينامون
هذا الليل، وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة، فكنت فيهم
حتى أمسينا، فجعلوا يذهبون واحدا واحدا إلى غاره الذي يكون فيه، فلما أمسينا قال
ذاك الذي من أبناء الملوك: هذا الغلام ما يصنع؟ ليأخذه رجل منكم. فقالوا: خذه
أنت، فقال لي هلم يا سلمان، فذهب بي حتى أتى غاره الذي يكون فيه، فقال لي يا
سلمان هذا خبز، وهذا أدم، فكل إذا غرثت، وصم إذا نشطت، وصل ما بدا لك، ونم
إذا كسلت، ثم قام في صلاته فلم يكلمني إلا ذاك، ولم ينظر إلي، فأخذني الغم تلك
السبعة الأيام لا يكلمني أحد، حتى كان الأحد فانصرف إلى، فذهبنا إلى مكانهم
الذي كانوا يجتمعون، قال وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه، فيلقي بعضهم بعضا،
ويسلم بعضهم على بعض، ثم لا يلتقون إلى مثله. قال: فرجعنا إلى منزلنا فقال لي
مثل ما قال لي أول مرة، هذا خبز وأدم، فكل منه إذا غرثت، وصم إذا نشطت،
وصل ما بدا لك، ونم إذا كسلت، ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلى ولم يكلمني إلى
الأحد الآخر، فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار، فقلت أصبر أحدين أو ثلاثة، فلما
كان يوم الأحد رجعنا إليهم وأفطروا، واجتمعوا، فقال لهم إني أريد بيت المقدس،
فقالوا له وما تريد إلى ذلك؟ قال: لا عهد لي به، قالوا: إنا نخاف أن يحدث بك
حدث فيليك غيرنا، وكنا نحب أن نليك، قال: لا عهد لي به، فلما سمعته يذكر ذاك
198

فرحت، قلت: نسافر ونلقي الناس فيذهب عني الغم الذي كنت أجد، فخرجنا أنا
وهو وكان يصوم من الأحد إلى الأحد، ويصلي الليل كله، ويمشي بالنهار، فإذا نزلنا
قام يصلي فلم يزل ذاك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس وعلى الباب رجل مقعد
يسأل الناس، فقال: أعطني فقال: ما معي شئ، فذهبنا إلى بيت المقدس، فلما رآه
أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به. فقال لهم: غلامي هذا فاستوصوا به.
فانطلقوا بي فأطعموني خبزا ولحما، ودخل في الصلاة فلم ينصرف إلي حتى كان يوم
الأحد الآخر. ثم انصرف فقال لي: يا سلمان إني أريد أن أضع رأسي، فإذا بلغ الظل
مكان كذا وكذا فأيقظني فوضع رأسه فنام. فبلغ الظل الذي قاله فلم أوقظه ماواة له
مما دأب من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعورا. فقال: يا سلمان ألم أكن قلت لك إذا
بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني؟ قلت: بلى ولكني إنما منعني ماواة لك من
دأبك. قال: ويحك يا سلمان إني أكره أن يفوتني شئ من الدهر لم أعمل فيه لله
خيرا. ثم قال لي: يا سلمان إني أفضل دين اليوم النصرانية. قلت: ويكون بعد اليوم
دين أفضل من النصرانية؟ كلمة ألقيت على لساني، قال: نعم يوشك أن يبعث نبي
يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه.
قلت: وإن أمرني أن أدع النصرانية؟ قال: نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بحق، ولا يقول إلا
حقا، والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها. ثم خرجنا من بيت المقدس
فمررنا على ذلك المقعد، فقال له دخلت فلم تعطني وهذا تخرج فأعطني، فالتفت فلم
ير حوله أحدا، قال: فأعطني يدك فأخذ بيده. فقال: قم بإذن الله فقام صحيحا سويا.
فتوجه نحو أهله، فأتبعته بصري تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي فأسرع المشي وتبعته،
فتلقاني رفقة من كلب أعراب فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقا، فتداولني
البياع حتى سقطت إلى المدينة واشتراني رجل من الأنصار فجعلني في حائط له من
نخل فكنت فيه، قال: ومن ثم تعلمت عمل الخوص أشتري خوصا بدرهم، فأعمله
فأبيعه بدرهمين، فأرددهما إلى الخوص، وأستنفق درهما، أحب أن آكل من عمل
يدي، وهو يومئذ على عشرين ألفا فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلا قد خرج بمكة يزعم
أن الله أرسله، فمكثنا ما شاء الله أن نمكث، فهاجر إلينا وقدم علينا، فقلت والله
لأجربنه، فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم، ثم طبخته فجعلت قصعة
من ثريد، فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه، فقال: ما هذه
أصدقة أم هدية؟ قلت: بل صدقة، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وامسك ولم يأكل
199

فمكثت أياما ثم اشتريت لحم جزور أيضا بدرهم وأصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته
بها، فوضعتها بن يديه، فقال: ما هذه هدية أم صدقة؟ قلت: لا بل هدية، قال
لأصحابه كلوا بسم الله وأكل معهم، قلت: هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل
الصدقة، فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة، فأسلمت ثم قلت
له ذات يوم: يا رسول الله أي قوم النصارى؟ قال: لا خير فيهم، وكنت أحبهم حبا
شديدا لما رأيت من اجتهادهم ثم إني سألته أيضا بعد أيام: يا رسول الله أي قوم
النصارى قال: لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم. قلت في نفسي: وأنا والله أحبهم، قال:
وذاك والله حين بعث السرايا وجرد السيف، فسرية تدخل وسرية تخرج، والسيف
يقطر قلت يحدث بي الآن أني أحبهم فيبعث إلى فيضرب عنقي، فقعدت في البيت
فجاءني الرسول ذات يوم فقال: يا سلمان أجب، قلت من؟ قال: رسول الله، قلت:
هذا والله الذي كنت أحذر، قلت: نعم اذهب حتى ألحقك، قال: لا والله حتى تجيء
- وأنا أحدث نفسي أن لو ذهب أن أفر، فانطلق بي فانتهيت إليه، فلما رآني تبسم
وقال لي: " يا سلمان أبشر فقد فرج الله عنك " ثم تلا علي هؤلاء الآيات: (الذين
آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا
إنا كنا من قبله مسلمين، أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة
السيئة ومما رزقناهم ينفقون، وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم
أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) [القصص 52: 55] قلت: والذي بعثك
بالحق لقد سمعته يقول: لو أدركته فأمرني أن أقع في النار لوقعتها، إنه نبي لا يقول
إلا حقا، ولا يأمر إلا بالحق.
4778 - سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون، أبو الحسين السلمي المقرئ
الباجدائي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري،
وأبي عروبة الحراني، وأبي بدر أحمد بن خالد بن مسرج، ومحمد بن أبي شيخ
الرافقي، حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا سلامة بن سليمان الباجدائي، حدثنا
محمد بن أبي شيخ، حدثنا علي بن الحسين التميمي، حدثنا بندار قال: قلت لعبد
200

الرحمن بن مهدي: صف لي الثوري، قال: فوصفه لي، فسألت الله أن يرينيه في
منامي، فلما أن مات عبد الرحمن رأيته في منامي في الصورة التي وصفها لي عبد
الرحمن، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قال: فإذا في كمه شئ. فقلت:
إيش في كمك؟ قال: اعلم أنه قدم بروح أحمد بن حنبل، فأمر الله جبريل أن ينثر
عليها الدر، والجوهر، والزبرجد، وهذا نصيبي منه.
قلت: يشبه أن يكون هذا المنام رآه بندار عند موت أحمد بن حنبل، والله أعلم.
4779 - سلامة بن عمر بن عيسى بن الحارث بن القاسم، أبو الحسن
النصيبي:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد، ومحمد بن عيسى بن
ديزك البروجردي، وابن مالك القطيعي.
كتبت عنه وكان صدوقا، وكان يذكر أنه ولد بنصيبين في سنة سبع وثلاثين
وثلاثمائة، ومات ببغداد في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر سنة سبع عشرة
وأربعمائة، وكنت فيمن صلى عليه، ودفن من يومه.
4780 - سلامة بن الحسين، أبو القاسم المقرئ الخفاف:
سمع أبا الحسن الدارقطني. كتبت عنه وكان صالحا دينا ثقة، سكن وراء نهر
عيسى ناحية قطفتا، ومات في ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان عشرة
وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة معروف الكرخي.
ذكر من اسمه سعدان
4781 - سعدان بن المبارك، أبو عثمان الضرير:
مولى عاتكة مولاة المهدي امرأة المعلى بن أيوب بن طريف، وكان أبوه المبارك من
سبي طخارستان. ذكره أبو بكر بن الأنباري في رواة العلم والأدب من البغداديين،
وكان يروي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أشياء من كتبه. حدث عنه محمد بن
201

الحسن بن دينار الهاشمي الأحول. ولسعدان من التصانيف، كتاب " خلق الإنسان "،
وكتاب " الوحوش " و " الأمثال "، وكتاب " الأرضين والمياه والجبال والبحار ".
4782 - سعدان بن يزيد، أبو محمد البزاز:
نزيل سر من رأى. حدث عن إسماعيل بن علية، وأبي بدر شجاع بن الوليد،
ويزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف الأزرق، والهيثم بن جميل. روى عنه يحيى بن
محمد بن صاعد، وأبو طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب، والقاضي أبو عبد
الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو العباس الأثرم.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وسئل عنه أبي فقال صدوق.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد الأثرم، حدثنا سعدان بن يزيد،
حدثنا يزيد - هو ابن هارون - أخبرنا سعيد عن قتادة عن عكرمة قال: صليت خلف
شيخ بالأبطح، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فأتيت ابن عباس فذكرت ذلك له فقال:
لا أم لك، تلك صلاة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا علي بن الحسن الجراحي - إملاء - حدثني أبو
محمد عبد الله بن محمد بن هارون بن عيسى بن جعفر بن المنصور قال: قال لي
محمد بن نصر الصائغ: نظر إلى سعدان بن يزيد البزاز فقال لي: يا محمد بن نصر
أحدثك بشئ لا تحدث به عني حتى أموت؟ فقلت: نعم! فقال لي: كنت في بعض
أسفاري فنزلت بعض الخانات، فكانت ليلة مطيرة ورعد وبرق، فنام أهل الخان،
وجلست أفكر في عظمة الله - يعني فنمت - فإذا ابن لي قد كنت أقصيته وأبعدته،
وإذا هو يخضع لي ويقرب مني، وأنا أقصيه وأبعده، ثم انتبهت، فصاح بي صائح من
جانب الخان، يا سعدان بن يزيد قد رأيت عظمته، فافهم كذا يغضب عليك إذا
عصيته، ويتحنن عليك إذا أرضيته.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال - لفظا، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حدثنا
أبو بكر عمر بن أبي معمر قال: سمعت سعدان بن يزيد يقول:
ألا في سبيل الله عمر رزئته * وفقد ليال فات منها نعيمها
أأغبن أيامي ولا أستقيلها * ويغتنم الخيرات منها حكيمها
202

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت
على محمد بن مخلد العطار. قال: ومات سعدان بن يزيد في رجب سنة اثنتين وستين
- يعني ومائتين -.
4783 - سعدان بن نصر بن منصور، أبو عثمان الثقفي البزاز:
اسمه سعيد والغالب عليه سعدان، سمع سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وأبا
معاوية، ومعاذ بن معاذ، وسلم بن سالم البلخي، ومعمر بن سليمان الرقي، وأبا قتادة
الحراني، وموسى بن داود الضبي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن صاعد،
والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد، وحمزة بن القاسم الهاشمي،
وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وسألت أبي عنه فقال: صدوق.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار،
حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا أبو معاوية - يعني محمد بن خازم الضرير - عن
الأعمش عن نافع عن ابن عمر قال: لقد رأيتني وما الرجل بأحق بديناره ولا درهمه
من أخيه المسلم.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول لأبي
الحسن الدارقطني: سعدان بن نصر كيف حاله؟ فقال أبو الحسن سعداننا؟ قال: نعم!
فقال: ثقة مأمون.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن نصر بن أحمد بن مالك القطيعي، أخبرنا أبو
علي البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي قال: أنشدني أبو عثمان سعدان بن
نصر:
أيا غريم الموت أين الخطى * أنت بأنفاسك ملزوم
يا مغفل الموت تناسيته * حتى كأن الموت مكتوم
قد مات من كانت له فارس * حينا ومن كانت له الروم
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع قال: ومات أبو عثمان سعدان بن نصر بن منصور الثقفي البزاز في ذي
203

القعدة يوم الأحد لثمان عشرة ليلة خلت منه سنة خمس وستين، وقد جاز التسعين
كان جدي أكبر منه بسنة واحدة، كان ميلاده في سنة اثنتين وسبعين ومائة.
ذكر من اسمه سلمان
4784 - سلمان بن ربيعة الباهلي:
تابعي. وقيل إنه أحد بني ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن
قيس بن عيلان بن مضر. حدث عن عمر بن الخطاب. روى عنه أبو عثمان النهدي،
وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي. وشهد سلمان يوم القادسية، وولاه عمر بن
الخطاب قضاء المدائن، وهو أول من قضى بالعراق، ثم عزله عمر فخرج غازيا للترك،
ثم انصرف فاستشهد ببلنجر.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون
التميمي، حدثنا أبو القاسم بن مهدي، حدثنا أبو جعفر محمد بن زيد الرطابي،
حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، حدثنا أبو إسماعيل حفص بن عمر البصري قال:
حدثنا صالح بن مسلم عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: رأيت سلمان بن ربيعة
جالسا بالمدائن على قضائها واستقضاه عمر بن الخطاب أربعين يوما، فما رأيت بين
يديه رجلين يختصمان لا بالقليل ولا بالكثير، فقلنا لأبي وائل: فمم ذاك؟ قال: من
انتصاف الناس فيما بينهم.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز المالكي، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الشخير
204

الصيرفي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النخاس - إملاء - قال: سمعت أبا
السائب يقول: سمعت وكيع بن الجراح يقول: أول من ولى قضاء الكوفة سلمان بن
ربيعة فمكث أربعين يوما لا يأتيه خصم.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: سلمان بن ربيعة الباهلي كوفي ثقة، تابعي وكان من كبراء التابعين.
أخبرنا محمد بن علي الصلحي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، أخبرنا
محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي، حدثنا الهيثم بن
عدي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي قتل في ولاية سعيد بن العاص، استشهد ببلنجر في
خلافة عثمان.
أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان - أخبرنا عبد
الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن
خياط.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسن
المروزي - في كتابه - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني، حدثنا أحمد بن
سيار، حدثنا عبيد الله بن يحيى بن عبد الله بن بكير قالا: سلمان بن ربيع قتل ببلنجر
من بلاد أرمينية، سنة تسع وعشرين، ويقولون: سنة ثلاثين، ويقال: مات سنة إحدى
وثلاثين.
4785 - سلمان بن توبة بن زياد، أبو داود النهرواني:
سمع يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وشبابة بن سوار، وأبا النضر هاشم بن
القاسم، وسلام بن سليمان المدائني، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، وعلي بن الحسن
ابن شقيق، ومعلى بن منصور، وأبا عمران الوركاني. روى عنه محمد بن إسحاق
السراج النيسابوري ويحيى بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، ومحمد بن
مخلد، وغيرهم.
205

وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بنهروان وكان صدوقا.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا سلمان بن توبة، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا أبو حمزة
عن الحسين عن عمران عن قتادة عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية بنت حيى،
وجعل عتقها صداقها، وأولم حيسا على نطع.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني قال: سلمان بن توبة
النهرواني ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت
على محمد بن مخلد قال: ومات سلمان بن توبة النهرواني في صفر سنة إحدى
وستين - يعني ومائتين.
4786 - سلمان بن إسرائيل بن جابر بن قطن بن حبيب بن أبي حبيب، أبو
عبد الله الخجندي:
سمع عبد بن حميد الكشي، وفتح بن عمرو الوراق، وإبراهيم بن الحسين بن
ديزيل الهمذاني، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو عبد الله
سلمان بن إسرائيل بن جابر بن قطن بن حبيب بن أبي حبيب، حدثنا الحسن بن
العلاء، حدثنا عبد الصمد بن حسان، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المساجد سوق من أسواق الآخرة، من
دخلها كان ضيف الله، قراه المغفرة، وتحيته الكرامة، فعليكم بالرباح " فقيل: يا رسول
الله وما الرباح؟ قال: " الدعاء، والرغبة إلى الله تعالى ".
206

ذكر من اسمه سوار
4787 - سوار بن مصعب، الهمداني الأعمى:
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي إسحاق السبيعي، وعطية الكوفي، وكليب
ابن وائل، وأبي الجحاف، وأود بن أبي عوف. روى عنه شبابة بن سوار، وقراد أبو
نوح، وحماد بن محمد الفزاري، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الوهاب
الحارثي، وإبراهيم بن زياد الخياط.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر
ابن محمد بن كزال، حدثنا حماد بن محمد الفزاري، حدثنا سوار بن مصعب عن
كليب بن وائل عن نافع عن ابن عمر قال: نزل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده شبه
مرآة فيها نكتة سوداء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل ما هذه؟ قال: هذه الجمعة ".
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ،
حدثني إسحاق بن موسى، حدثنا أبو داود قال: سألت أحمد بن حنبل عن سوار بن
مصعب فأنكر الرواية عنه وقال: قدم هاهنا، ومن يحدث عنه؟ قلت: سويد، قال:
سبحان الله!.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل
في سوار بن مصعب: ليس بشئ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: وسألت يحيى بن معين عن سوار بن
مصعب فقال: كان أعمى ضعيفا.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد أبى مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن
معين - عن سوار بن مصعب فقال: كان أعمى ضعيفا.
207

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن
معين - عن سوار بن مصعب فقال: لم يكن بثقة، ولا يكتب حديثه.
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: سوار بن مصعب
ليس بثقة.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني. قال: وسألته -
يعني أباه - عن سوار المؤذن - وهو سوار بن مصعب - فضعفه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي قال: سمعت البخاري يقول: سوار بن مصعب الهمداني يعد في
الكوفيين منكر الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سوار بن مصعب فقال: هو
سوار المؤذن وهو الأعمى غير ثقة.
4788 - سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن
نقب بن عمرو بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم بن مرة بن
أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الله العنبري البصري:
نزل بغداد وولى بها قضاء الرصافة، وحدث عن أبيه، وعن عبد الوارث بن سعيد،
ومعتمر بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن
208

زريع، وبشر بن المفضل، ومعاذ بن معاذ، وعبد الوهاب الثقفي. روى عنه علي بن
سهل البزاز، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والعباس بن أحمد البرتي، ويحيى بن
محمد بن صاعد، ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، وغيرهم.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا يحيى
ابن محمد - يعني ابن صاعد - حدثنا سوار بن عبد الله بن سوار القاضي العنبري -
ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومائتين - أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي
الخطبي قال: ولى سوار بن عبد الله قضاء الجانب الشرقي من مدينة السلام في سنة
سبع وثلاثين.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: دخل سوار بن عبد الله
القاضي على محمد بن عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير إني جئتك في حاجة
رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك، فإن قضيتها حمدنا الله وشكرناك، وإن لم تقضها
حمدنا الله وعذرناك فقضى جميع حوائجه.
أخبرنا أبو الخطاب عبد الصمد بن محمد بن مكرم قال: أخبرنا إسماعيل بن
سعيد بن إسماعيل بن سويد، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا محمد بن
موسى المارستاني، حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني أحمد بن معذل قال: كان
سوار بن عبد الله القاضي قد خامر قلبه شئ من الوجد فقال:
سلبت عظامي لحمها فتركتها * عواري في أجلادها تتكسر
وأخليت منها مخها فكأنها * قوارير في أجوافها الريح تصفر
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب فانظري * بلى جسدي لكنني أتستر
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا المظفر
ابن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي، حدثنا الحسين بن فهم، حدثني الجرمي
قال: دخلت حماما في درب الثلج، فإذا فيه سوار بن عبد الله القاضي في البيت الداخل
قد استلقى وعليه المئزر، فجلست بقربه، فساكتني ساعة ثم قال: قد أحشمتني يا
رجل، فإما أن تخرج أو أخرج، فقلت: جئت أسألك عن مسألة قال: ليس هذا موضع
209

المسائل، فقلت: إنها من مسائل الحمام، فضحك وقال: هاتها، فقلت: من الذي
يقول:
سلبت عظامي لحمها فتركتها * عواري في أجلادها تتكسر
وأخليت منها مخها فكأنها * قوارير في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت * مفاصلها خوفا لما تنتظر
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب تنظري * بلى جسدي لكنني أتستر؟
فقال سوار: أنا والله قلتها، قلت: فإنه يغني بها ويجود، فقال: لو شهد عندي
الذي يغني بها لأجزت شهادته.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري - بالبصرة - حدثنا
محمد بن عبد الله بن أبي زيد، حدثنا مسبح بن حاتم قال: سمعت سوار بن عبد الله
القاضي يقول: إن كان عنده قال نعم! وإن لم يكن عنده قال يقضي الله، ولا يقول
لا.
ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد لم تسمع له لا لا
أخبرني علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله عن عمه عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان. قال: وسألته - يعني
أحمد بن حنبل - عن سوار فقال: ما بلغني عنه إلا خير.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
وكتب لي بخطه. قال: سمعت أبي يقول: سوار بن عبد الله بن سوار قاضي بغداد
ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حدثني
جدي - يعني محمد بن الحسين القنبيطي قال: مات سوار بن عبد الله القاضي سنة
خمس وأربعين ومائتين.
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفي سوار بن
عبد الله بن سوار العنبري القاضي بالجانب الشرقي من ببغداد - بعد أن كف - في
210

شوال سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان فقيها فصيحا، أديبا شاعرا، عظيم اللحية
أخبرني بذلك محمد بن الحسين.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: ومات سوار بن عبد الله العنبري - وكان قاضيا ببغداد - يوم الأحد لسبع
بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
4789 - سوار بن أبي شراعة، أبو الفياض. واسم أبي شراعة: أحمد بن
محمد بن عمير القيسي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن العباس بن الفرج الرياشي، وعمرو بن بحر الجاحظ،
وعبد الله بن محمد بن يسير الشاعر، وكان صاحب أخبار، وآداب. روى عنه أبو
الحسن علي بن سليمان الأخفش، وعبيد الله بن محمد الأزدي، وأبو الفرج
الأصبهاني، وأبو جعفر بن أبي طالب الكاتب، وذكر أبو جعفر أنه سمع منه في سنة
خمس وثلاثمائة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن
الجهم الكاتب، حدثنا سوار بن أبي شراعة البصري، حدثنا الرياشي، حدثني زفر بن
هبيرة المازني، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه عن عائشة قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجل
أحدا ما يجل العباس رضي الله تعالى عنه.
ذكر مثاني الأسماء في هذا الباب
4790 - سنان بن يزيد، أبو حكيم، وهو والد أبى فروة يزيد بن سنان
الرهاوي مولى بني طهية من بني تميم:
سمع علي بن أبي طالب وورد المدائن معه حين توجه إلى صفين. روى عنه ابن
ابنه محمد بن يزيد بن سنان.
211

أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا محمد بن بكران بن عمران
البزاز، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي، حدثنا
محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي قال: حدثني جدي سنان قال: خرجنا مع علي بن
أبي طالب حين توجه إلى الشام قال: وجرير بن سهم التميمي أمامه يقول:
يا فرسي سيرى وأمي الشاما * وقطعي الأجفار والأعلاما
وقاتلي من خالف الإماما * إني لأرجو إن لقينا العاما
أن نقتل العاصي والهماما * وأن نزيل من رجال هاما
قال: ولما وصلت إلى المدائن قال جرير:
عفت الرياح على رسوم ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد
فقال له علي بن أبي طالب: كيف قلت يا أخا بني تميم؟ قال: فردد عليه البيت
قال: أفلا قلت: (كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا
فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين) [الدخان 25: 28] أي: أخي هؤلاء
كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إن هؤلاء كفروا النعم، فحلت بهم النقم. ثم قال:
إياكم وكفر النعم، - قالها ثلاثا - فتحل بكم النقم، فنزل وقال: هيئوا إلى ماء أصب
على قال: فهيئوا له ماء، فدخل فإذا صور في الحائط، قال: كان هذه كانت كنيسة؟
قالوا: نعم! كان يشرك فيها الله كثيرا؟ قال: وكان يذكر فيها الله كثيرا، قال: فأبى
أن يغتسل فحولوا له إلى موضع آخر فاغتسل.
قال أبو حاتم: قلت لمحمد بن يزيد كان جدك كبير السن أدرك عليا، ما كانت
كنيته، وكم أتت عليه من سنة؟ قال: كان جدي يكنى أبا حكيم، أتت عليه ست
وعشرون ومائة سنة يوم مات، وأخبرني أنه غزا ثمانين غزاة.
4791 - سنان بن البختري المديني:
أنبأنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا خلف
ابن عمرو العكبري، حدثنا المعلى بن مهدي، حدثنا سنان بن البختري - شيخ من أهل
المدينة قدم علينا بغداد - عن عبيد الله بن أبي حميد - كذا قال - عن نافع، عن ابن
عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من
ذنبه " وهكذا رواه غير عبد الباقي عن خلف.
212

4792 - سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة بن
ربيعة بن عامر بن ذهل بن ثعلبة، أبو المغيرة الذهلي البكري:
وهو أخو محمد وإبراهيم بن حرب رأى المغيرة بن شعبة. وسمع النعمان بن
بشير، وجابر بن سمرة، وسويد بن قيس وأنس بن مالك، ومحمد بن حاطب، وثعلبة
ابن الحكم، وغيرهم. روى عنه داود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وسفيان
الثوري، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وأبو
الأحوص، والحسن بن صالح، والوليد بن أبي ثور، وحماد بن سلمة، وأبو عوانة، في
آخرين.
وكان من أهل الكوفة، وذكر الوليد بن أبي ثور أن ابن هبيرة بعث سماكا إلى
بغداد فقدمها دفعات قبل أن تمصر، وساق له خبرا قد ذكرناه في مقدمة هذا الكتاب.
أخبرنا ابن رزقويه وابن الفضل قالا: أخبرنا دعلج حدثنا - وفي حديث ابن الفضل
أخبرنا - أحمد بن علي الأبار.
وأخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن
محمد البغوي قالا: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا مؤمل عن حماد بن سلمة عن
سماك قال: أدركت ثمانين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر
قال: سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: عليكم بعبد الملك بن عمير، وسماك.
213

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا محمد بن
عبد الله المخرمي، حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش قال: قال أبو إسحاق
لرجل: عليك بسماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير. قال: فذكرت ذلك للمغيرة
فقال: ما أرى أن واحدا منهما كتب يريد هذا الأمر.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق قال: سمعت سفيان
الثوري يقول: ما يسقط لسماك بن حرب حديث.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري المروزي - بها
- حدثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، عن أبي داود قال: كنت عند
شعبة فجاءه خالد بن طليق - يعني ابن محمد بن عمران بن حصين - قال عبد الله: لا
أدري كان قاضي أو أمير البصرة، قال: فسأله عن حديث: سماك عن سعيد بن جبير
عن ابن عمر: عن النبي صلى الله عليه وسلم في اقتضاء الذهب من الورق، أو الورق من الذهب؟ فقال
له شعبة: أصلحك الله حدثني قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر لم يرفعه.
وحدثني داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عمر لم يرفعه قال فلان - ذكر
رجلا - قال أبو عبد الرحمن: أراه أيوب ولكن سقط عن سعيد بن جبير عن ابن عمر
ولم يرفعه. ورفعه سماك وأنا أهابه.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا علي
ابن أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى
ابن معين يقول: سماك بن حرب ثقة، وكان شعبة يضعفه، وكان يقول في التفسير
عكرمة، ولو شئت أن أقول له ابن عباس لقاله. قال يحيى بن معين: فكان شعبة
لا يروي تفسيره إلا عن عكرمة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: سمعت ابن
عمار يقول: سماك بن حرب يقولون إنه كان يغلط، ويختلفون في حديثه.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد بن البهلول التنوخي
وعبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثني
214

أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين سئل عن سماك بن حرب ما الذي عابه؟
قال: أسند أحاديث لم يسندها غيره. قال يحيى: وسماك ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني
أبي قال: وسماك بن حرب بكري جائز الحديث، إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما
وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان عكرمة يحدث
عن ابن عباس وكان سفيان الثوري يضعفه بعض الضعف، وكان جائز الحديث لم
يترك حديثه أحد، وكان عالما بالشعر وأيام الناس، وكان فصيحا.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن
ابن خلف النسفي قال: قال أبو علي صالح بن محمد: وسماك بن حرب
يضعف.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
سماك بن حرب الذهلي فحديثه لين.
4793 - سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وريعة - وقيل: ربيعة - بن سماك
ابن رافع، أبو القاسم الأنصاري:
حدث عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي، وأبي الأخيل الحمصي.
روى عنه علي بن إسحاق المادراني، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر
الشافعي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا سماك بن
عبد الصمد، حدثنا أبو مسهر، حدثنا مالك عن أبي بكر بن نافع عن أبيه عن ابن
عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي -
وأنا أسمع - قال: وبلغتنا وفاة سماك بن عبد الصمد الأنصاري بطرسوس في شهر
رمضان سنة اثنتين وثمانين - يعني ومائتين -.
215

4794 - سريج بن النعمان بن مروان، أبو الحسين اللؤلؤي:
خراساني الأصل بغدادي الدار. سمع حماد بن سلمة، وفليح بن سليمان، وعمارة
ابن زاذان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وإسماعيل بن جعفر، والحكم بن عبد الملك،
وسهيل بن أبي حزم، ومحمد بن مسلم الطائفي، وصالحا المري، وأبا عوانة،
وعبد الله بن المؤمل المخزومي وسفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو
خيثمة زهير بن حرب، وأبو همام الوليد بن شجاع، وعمرو بن محمد الناقد،
وأحمد بن منيع، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس الدوري، ويعقوب بن شيبة،
والحارث بن أبي أسامة، وجعفر الصائغ، وأحمد بن زكريا بن كثير الجوهري، وأبو
زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا سفيان - يعني ابن
عيينة - عن الزهري، عن عروة، عن أسماء ابنة أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كانت منكن تؤمن بالله واليوم الآخر، فلا ترفع رأسها حتى يرفع الإمام رأسه "
من ضيق ثياب الرجال.
هكذا روى سريج هذا الحديث عن سفيان بن عيينة عن الزهري، وليس هو من
حديث عروة، ولا من حديث الزهري عنه، وإنما رواه عبد الله بن مسلم أخو الزهري
عن مولى لأسماء، ويقال عن مولاة لأسماء عن أسماء. وقد حدث به الحميدي عن
سفيان بن عيينة قال: حدثنا أخو الزهري عمن سمع أسماء، ورواه محمد بن عباد
المكي وابن أبي خداش وأبو الأشعث أحمد بن المقدام عن سفيان قال: سمعت
الزهري - أو أخا له - عن عروة عن أسماء، ورواه معمر بن راشد، والنعمان بن
راشد، كلاهما عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري عن مولى لأسماء.
وقال عبد الرزاق عن معمر: مولاة لأسماء عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
216

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله، حدثني سريج بن النعمان قال: قدمت البصرة سنة خمس
- أو أربع - وستين، فقيل لي مات همام منذ جمعة - أو جمعتين -.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهري، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: سريج بن النعمان ثقة، وسريج
ابن يونس أفضل منه.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: سريج بن النعمان يكنى أبا الحسين، يسكن بغداد ثقة.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سريج بن النعمان صاحب اللؤلؤ، كان
منزله سكر المهدي، على سيب القاضي، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: سريج بن النعمان؟ فقال:
ثقة، حدثنا عنه أحمد بن حنبل، غلط في أحاديث.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
- بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو
الحسين سريج بن النعمان بغدادي ليس به بأس.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات سريج بن النعمان.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: ومات سريج بن
النعمان سنة سبع عشرة ومائتين في ذي الحجة، ودفن يوم الأضحى.
4795 - سريج بن يونس بن إبراهيم، أبو الحارث المرورذي:
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وهشيم، وابن علية، وعباد بن عباد،
217

ومروان بن شجاع وإسماعيل بن جعفر، وعمرو بن عبيد، وسلم بن سالم، وإبراهيم
ابن خيثم بن عراك. روى عنه أبو يحيى صاعقة، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي،
وإسحاق بن سنين الختلي وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن
ابن علي المعمري، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء،
وحامد بن محمد بن شعيب وأبو القاسم البغوي، ومسلم بن الحجاج النيسابوري،
وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري قال: حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن
حنبل سئل عن سريج بن يونس فقال: ليس به بأس.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: ذكر يحيى بن معين سريج بن يونس فقال: ليس به بأس،
وهو كيس.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين.
وأخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن سريج بن يونس
فقال: ليس به بأس.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا
محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسألت يحيى عن سريج فقال: ثقة.
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي - بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قيل له - يعني لأبي
داود السجستاني - سريج بن يونس؟ قال: ثقة، سمعت أحمد يثني عليه.
218

حدثنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: سريج بن يونس بغدادي
ليس به بأس.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه
قال: سمعت ابن المطوعي يقول: مرض سريج بن يونس فجئنا نعوده، فقيل يا أبا
الحارث احتم، قال: أشره أصيب شيئا آكله؟
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن
علي الدوري قال: سمعت سريج بن يونس يقول: خرجت يوم الجمعة أريد مسجد
الجامع، فلما دخلت القنطرة رأيت سمكتين في سفود، في دكان شواء فاشتهيتهما
بقلبي للصبيان، ولم أتكلم به، فلما قضيت الجمعة ورجعت، رأيتهما وقد أخرجهما
الشواء فتمنيتهما بقلبي، فلما دخلت البيت ما استقريت حيينا، فإذا داق يدق الباب،
فقلت: من هذا؟ وخرجت فإذا رجل معه طبق عليه السمكتان وبقل وخل ورطب
كثير، فقال لي: يا أبا الحارث كل هذا مع الصبيان، فأخذته منه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن إبراهيم - يعني أبا بكر بن المقرئ -
يقول: سمعت حامد بن شعيب يقول: سمعت سريج بن يونس يقول: كنت ليلة
نائما فوق المشرعة، فسمعت صوت ضفدع، فإذا ضفدع في فم حية، فقلت: سألتك
بالله إلا خليتها، فخلاها.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الهيتي، حدثنا أبو سعيد الحسين بن عبد الله بن
روح الجواليقي، حدثني هارون بن رضي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبد
العزيز بن الجعد قال: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت رب العزة تعالى في المنام،
فقال لي: يا سريج سلني فقلت: يا رب سر بسر.
قال هارون: سمعت ابن الجعد يقول: حدثني بقال سريج بن يونس قال: جاءني
سريج ليلا - وقد ولد له مولود - فأعطاني ثلاثة دراهم فقال: أعطني بدرهم عسلا،
وبدرهم سمنا، وبدرهم سويقا، ولم يكن عندي، وكنت قد عزلت الظروف لأبكر
فأشتري، فقلت ما عندي شئ قد عزلت الظروف لأبكر لأشتري، فقال لي انظر
قليلا إيش ما كان، امسح البراني، فجئت فوجدت البراني والجراب ملأى، فأعطيته
شيئا كثيرا، فقال لي: ما هذا؟ أليس قلت إن ما عندي شئ قال: قلت: خذ
واسكت، فقال: ما آخذ أو تصدقني، فخبرته بالقصة، فقال: لا تحدث به أحدا
ما دمت حيا.
219

أخبرني علي بن يحيى بن جعفر الإمام - بأصبهان - أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت
رب العزة تعالى في المنام، فقال لي: سريج، سل حاجتك، فقلت رحمانا سر بسر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الختلي قال: سمعت سريج بن يونس - الشيخ الصالح الصدوق -
يقول: رأيت فيما يرى النائم - خيرا لنا وشرا لأعدائنا كأن الناس وقوف بين يدي الله،
وأنا في أول الصف في آخره، عن يميني رجل في الصف ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى،
نرى بياض ثياب، وهو يريد أن يحدث فينا ونحن خائفون، إذ صار من موضعه إلى
السماء، فقال: أي شئ تريدون أصنع بكم؟ فسكت الناس، فقال سريج: فقلت أنا في
نفسي ويحهم، قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت، فقنعت رأسي بملحفتي،
وأبرزت عينا وجعلت أمشي، وجزت الصف الأول بخطى، فقال لي: إيش تريد؟ فقلت:
رحمان سر بسر، إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا؟ قال: قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدا، ثم
غاب في السماء فذهب.
قال إسحاق: سمعت سريجا يقول سر بسر، دعنا رأسا برأس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا
عبيد بن محمد بن خلف البزار قال: مات سريج بن يونس في ربيع الأول سنة خمس
وثلاثين ومائتين.
4796 - سماعة بن حماد بن عبيد الله الأواني:
من أهل أوانا. حدث عن عيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة. روى عنه موسى ابن
حمدون، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبريان أحاديث مستقيمة.
أخبرني الحسن بن علي التميمي، حدثنا علي بن محمد بن أحمد الوراق، حدثنا
محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال: حدثنا سماعة بن حماد الأواني، حدثنا
سفيان، حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد
الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا، وصلاة
في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام ".
220

4797 - سماعة بن أحمد بن محمد بن سماعة، أبو بكر القاضي:
بصري الأصل. حدث عن عصمة بن سليمان الخزاز، وبكار بن محمد السيريني.
روى عنه محمد بن العباس بن نجيح، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن
قانع القاضي.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع،
حدثنا سماعة بن أحمد بن محمد بن سماعة القاضي، حدثنا بكار بن محمد
السيريني، حدثنا المبارك بن فضالة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال:
غدوت على صفوان فقال: ما غدا بك يا زر؟ قلت: غدوت أطلب العلم، فقال لي:
إلا أبشرك؟ قلت: بلى! قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضي لما يأتي
- أو قال رضي بما يفعل - قال: فقلت له: إنه قد حاك في نفسي من المسح على
الخفين. قال: كنا إذا كنا سفرا أو مسافرين - مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - لا نخلعهما دون
ثلاثة أيام إلا من جنابة، لكن من نوم وغائط وبول.
4798 - سهيل بن كثير، القطان البغدادي:
شريك المنذر بن شاذان. روى عن ابن عيينة. حدث عنه المنذر بن شاذان وغيره،
ذكر ذلك ابن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح والتعديل ".
4799 - سهيل بن إبراهيم المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن مشرف بن أبان الحطاب. روى عنه عيسى بن حامد
الرخجي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي،
حدثني سهيل بن إبراهيم المروزي - في درب المفضل - حدثنا أبو ثابت مشرف بن
أبان، حدثنا عمرو بن جرير البجلي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نظر إلا أخيه المسلم نظرة مخيفة من غير حق، أخافه الله
يوم القيامة ".
221

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
4800 - سلمى بن عبد الله بن سلمى، أبو بكر الهذلي البصري:
كان في صحابة أبي جعفر المنصور. وحدث عن محمد بن سيرين، والحسن
البصري، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، وابن شهاب الزهري، وغيرهم.
روى عنه إسماعيل بن زكريا الخلقاني، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن المبارك،
وشبابة بن سوار، ومسلم بن إبراهيم، وأبو جابر محمد بن عبد الملك، ومعلى بن
الفضل.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال:
قال محمد بن خلف بن جيان القاضي: ودور الصحابة منهم أبو بكر الهذلي، وله بها
مسجد ودرب.
قلت: وكان أبو بكر من العلماء بأخبار الناس وآبائهم، حكى عن أبي العباس
السفاح أنه كان يقول: ما رأيت أحدا أغزر علما من أبي بكر الهذلي، لم يعد علي
حديثا قط.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عمرو بن علي قال: أبو بكر الهذلي اسمه سلمى بن عبد الله وأمه بنت حميد
ابن عبد الرحمن الحميري. سألت ابنه العباس بن أبي بكر فقلت: أبو بكر ما اسمه؟
قال: سلمى بن عبد الله.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي قال: سمعت يحيى - يعني ابن سعيد القطا - ذكر أبا بكر الهذلي فقال: كان
يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، ما رأيت بالكوفة أحدا يحدث عن أبي عبد
الرحمن، ولم يرضه. قال أبو حفص: ولم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن
أبي بكر الهذلي بشئ قط. وسمعت يزيد بن زريع يقول: عدلت عن أبي بكر
الهذلي، وأبي هلال عمدا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن
سفيان، حدثنا مسلم، حدثنا أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف ليس حديثه بشئ.
222

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن نصر بن طالب،
حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، حدثنا مسهر، حدثنا مزاحم بن زفر قال: قلت
لشعبة: ما تقول في أبي بكر الهذلي؟ فقال: دعني لا أقئ.
أخبرني السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا يحيى بن معين عن غندر قال: لم يكن أبو بكر
الهذلي ثقة، واسمه سلمى بن عبد الله بن عم أبي زكريا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وقال أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - في
أبي بكر الهذلي، ضعف أمره.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعني
ليحيى بن معين - فسلم، أبو بكر تعرفه يروي عنه أبو أويس؟ فقال: هو أبو بكر
الهذلي، ليس بشئ. كذا كان في كتاب الأشناني سلم، وإنما هو سلمى.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا
أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن معين - وسئل عن أبي بكر الهذلي - فقال: كان
غندر يقول كان إمامنا، وكان يكذب. ليس بثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
ابن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: وأبو بكر الهذلي ليس
بشئ.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن
موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي - وقيل له - أبو
بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
دخل رمضان فك كل أسير، وأعطى ابن السبيل؟ قال: هذا كأنه ريح، وقال أبو بكر
ضعيف جدا.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري - بالدينور - أخبرنا علي بن أحمد بن
علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: أبو بكر
الهذلي ضعيف.
223

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر العطار،
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت عليا عن أبي بكر الهذلي فقال:
ضعيف، ضعيف، ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس،
حدثنا ابن عمار قال: أبو بكر الهذلي بصري ضعيف.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - لفظا بدمشق - حدثنا عبد الوهاب
ابن جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم
ابن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: أبو بكر الهذلي سلمى
يضعف حديثه، وكان من علماء الناس بأيامهم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سلمى أبو بكر
الهذلي البصري ليس بالحافظ عندهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سلمى بن عبد الله أبو بكر الهذلي متروك الحديث.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: أبو بكر الهذلي اسمه سلمى بن
عبد الله بن سلمى، حدث عن الحسن، ومحمد، وعكرمة، ليس بالحافظ عندهم.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر الهذلي مات في سنة
تسع وخمسين ومائة.
4801 - سيف بن محمد، بن أخت سفيان الثوري:
حدث عن عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد العزيز بن رفيع
المكي، وسليمان الأعمش، وسفيان الثوري. روى عنه محمد بن الصباح الدولابي،
وأبو إبراهيم الترجماني، ومحمود بن خداش، والحسن بن عرفة. وهو كوفي نزل بغداد
وحدث بها.
224

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي
الحسين بن إسماعيل - بخط يده - حدثنا محمود بن خداش - أبو محمد الطالقاني -
حدثنا سيف بن محمد الثوري، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وتفضل بعضها على بعض في الأكل) [الرعد 4] قال:
الدقل، والفارسي، والحلو، والحامض ".
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: سيف بن محمد بن أخت سفيان الثوري، كان شيخا ههنا كذابا خبيثا.
أخبرني السكري، أخبرنا الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن
الغلابي قال: قال يحيى بن معين: سيف بن محمد بن أخت سفيان الثوري ليس بثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن موسى بن عيسى
الحضرمي - بمصر - حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: سألت يحيى بن معين عن سيف
ابن محمد فقال: كذاب ولكن أخوه عمار.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: لا يكتب
حديث سيف بن محمد بن أخت سفيان الثوري، ليس سيف بشئ، كان سيف يضع
الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وسيف بن محمد بن أخت سفيان
الثوري ضعيف، وأخوه عمار بن محمد أمثل منه.
225

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، منهم سيف بن
محمد بن أخت سفيان.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود قلت: سيف بن أخت سفيان
الثوري؟ قال: كذاب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سيف بن محمد ليس بثقة ولا مأمون متروك.
وأخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي،
حدثنا زكريا الساجي. قال: سيف بن محمد بن أخت سفيان الثوري يضع الحديث.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: سيف
ابن محمد متروك.
4802 - سورة بن الحكم، صاحب الرأي:
كوفي سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، وشيبان بن
عبد الرحمن، وسليمان بن أرقم، وسويد [الجحدري] أبي حاتم. روى عنه محمد
ابن هارون الفلاس المخرمي، والحسن بن داود بن مهران المؤدب، وعباس بن محمد
الدوري، وأحمد بن أبي عمران الخياط، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور - حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا سورة
ابن الحكم - صاحب الرأي - قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرفات كلها موقف، والمزدلفة موقف ".
أخبرنا محمد بن إبراهيم الأردستاني والحسين بن علي الطناجيري قالا: حدثنا أبو
حكيم محمد بن إبراهيم بن السري بن يحيى التميمي - بالكوفة - حدثنا عبد الملك
ابن بدر بن الهيثم، حدثنا أحمد بن هارون بن روح - هو البرذعي - [البرديجي].
قال: سورة بن الحكم سكن بغداد.
226

4803 - سمرة بن حجر، أبو حجر الخراساني:
نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء
الخراساني، والربيع بن بدر. روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخي.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق، حدثنا أبي
قال: حدثنا جدي، حدثنا سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني عن حمزة النصيبي عن
ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرأة لآخر أزواجها ".
حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي عن أحمد بن يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن البهلول قال: أخبرني أبي وعمي أنه كان بالأنبار قوم لا
يرتقون في الخلافة والفضل بعلي بن أبي طالب، منهم الوضاح بن حسان - رجل من
الأعاجم - وكان إسحاق بن البهلول يحضر مجلسه والناس متوافرون عليه لعلو إسناده،
فصار إسحاق إليه يوما وهو يحدث في مسجده وحواليه زهاء ألف إنسان، فسأله عن
علي بن أبي طالب فلم يلحقه بأبي بكر وعمر وعثمان، فخرق إسحاق دفترا كان
بيده فيه سماع منه له، وضرب به رأسه، فانفض الناس عن الوضاح، وأقعد إسحاق
في مكانه رجلا كان أقام بالأنبار ثم خرج إلى الثغر، يعرف بسمرة بن حجر
الخراساني صاحب سنة، فحدث بفضائل الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب عنه
إسحاق، فكتب الناس عنه.
4804 - سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار، أبو محمد الهروي
[الحدثاني]:
سكن حديثة النورة على فراسخ من الأنبار، وقدم بغداد وحدث بها عن مالك بن
227

أنس، وحفص بن ميسرة، وشريك بن عبد الله، وإبراهيم بن سعد، وعلي بن مسهر،
ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية الضرير. روى عنه
إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وأبو
علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيد العجل، وأحمد بن محمد بن
الجعد الوشاء، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي.
وكان قد كف بصره في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه. ومن سمع منه
وهو بصير، فحديثه عنه حسن.
وقال أبو حاتم الرازي: كان كثير التدليس وهو صدوق.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي عمر بن قيصر الضبي - بأصبهان -
حدثنا محمد بن عبد الله بن نسير، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي، حدثنا سويد، حدثنا ابن أبي الرجال، حدثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه ".
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران
الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك
رأسه وقال: ليس بشئ، وقال: الضرير إذا كانت عنده كتب فهو عيب شديد.
وقال: هذا أحد رجلين، إما رجل يحدث من كتابه، أو من حفظه. ثم قال: هو عندي
لا شئ. قيل له فإنه يحفظ ثلاثة آلاف! قال: فهذا أشد، يكرر عليه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن
معين: إن سويد بن سعيد يحدث عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي رواد عن نافع عن
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه " فقال يحيى: سويد ينبغي
أن يبدأ به فيقتل. قلت لأبي زرعة: سويد يحدث بهذا عن إسحاق بن نجيح، قال:
هذا حديث إسحاق بن نجيح، إلا أن سويدا أتى به عن ابن أبي الرجال. قلت: فقد
رواه لغيرك عن إسحاق، فقال: عسى قيل له فرجع.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمد
228

ابن موسى بن حماد يذكر عن يحيى بن معين قال: لو كان لي خيل ورجال لخرجت
إلى سويد بن سعيد حتى أحاربه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو
علي حسين بن فهم قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر عنده سويد بن سعيد
الحدثاني فقال: لا صلى الله عليه، قال: ولم يكن عنده بشئ.
أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سويد فقال: سمعت يحيى بن
معين يقول: سويد مات منذ حين. وسمعت يحيى قال: هو حلال الدم. وسمعت
أحمد ذكره فقال: أرجو أن يكون صدوقا - أو قال: لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي وعلي بن أبي علي البصري وعبيد الله بن عبد
العزيز بن جعفر البرذعي - قال البرذعي: أخبرنا. وقالا: حدثنا - محمد بن عبيد الله
ابن الشخير، حدثنا أبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي - إملاء - حدثنا
محمد بن يحيى الخزاز السوسي قال: سألت يحيى بن معين عن سويد بن سعيد
فقال: ما حدثك فاكتب عنه، وما حدث به تلقينا فلا.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر
الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو بن عمرو بن عمار البرذعي قال: رأيت أبا زرعة
يسيء القول في سويد بن سعيد. وقال: رأيت منه شيئا لم يعجبني، قلت: ما هو؟ قال:
لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب عن
ضمام ليست عندك فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما
كنت أذاكره كان يقول حدثنا به ضمام. وكان يدلس حديث حريز بن عثمان.
وحديث نيار بن مكرم، وحديث عبد الله بن عمرو " زر غبا " فقلت: أبو محمد لم
يسمع هذه الثلاثة أحاديث من هؤلاء؟ فغضب، قال سعيد: فقلت لأبي زرعة فإيش
حاله؟ فقال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدث من
حفظه فلا.
أخبرنا البرقاني قال: قال لنا أبو بكر الإسماعيلي يوما في القلب من سويد شئ -
يعني سويد بن سعيد - من جهة التدليس وما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس
الذي كان يقال تفرد به نعيم بن حماد.
229

وقال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: كان سويد من الحفاظ، وكان أبو
عبد الله أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه صالح وعبد الله، يختلفان إليه فيسمعان منه،
هذا معنى ما قاله حكاية عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال: ورأيت في تاريخ أبي
طالب أنه سأله عن غير شئ من حديث سويد عن سويد بن عبد العزيز، وحفص بن
ميسرة، فضعف حديث سويد بن عبد العزيز من أجله، لا من أجل سويد الأنباري.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: سويد بن سعيد صدوق، ومضطرب الحفظ، ولا سيما
بعد ما عمى.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح
ابن محمد يقول: سويد بن سعيد صدوق، إلا أنه كان أعمى، فكان يلقن أحاديث
ليس من حديثه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: سويد بن سعيد الحدثاني ليس بثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سألت الدارقطني عن سويد بن سعيد فقال: تكلم فيه يحيى بن معين. وقال:
حدث عن أبي معاوية عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ". قال يحيى بن معين: فهذا باطل عن
أبي معاوية، لم يروه غير سويد، وجرح سويد لروايته لهذا الحديث. قال أبو الحسن
الدارقطني: فلم يزل نظن أن هذا كما قال يحيى، وأن سويدا أتى أمرا عظيما في
روايته هذا الحديث، حتى دخلت مصر في سنة سبع وخمسين، ووجدت هذا الحديث
في مسند أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي
وكان ثقة. روى عن أبي كريب عن أبي معاوية كما قال سويد سواء، وتخلص
سويد، وصح الحديث عن أبي معاوية. وقد حدث أبو عبد الرحمن النسائي عن
إسحاق بن إبراهيم هذا، ومات أبو عبد الرحمن قبله.
230

قلت: وقد حدثنا بالحديث أبو الحسين أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي
- لفظا - حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزبيبي، حدثنا أحمد - يعني ابن عبد
الرحمن بن مرزوق البزوري - حدثنا سويد، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن
عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
ومات سويد بن سعيد سنة أربعين ومائتين. ذكر غيره أن وفاته كانت في شوال.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات سويد بن سعيد بالحديثة سنة أربعين، وكان قد بلغ المائة سنة، وكتبت
عنه بالحديثة.
4805 - سليم بن منصور بن عمار، أبو الحسن المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن إسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم، وأبي
داود الطيالسي. روى عنه الحسن بن الصباح البزار، ويزيد بن الهيثم البادا، وإسحاق
ابن الحسن الحربي، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسين الصوفي.
وقال ابن أبي حاتم: روى عنه أبي، وسألته عنه فقلت أهل بغداد يتكلمون فيه؟
فقال: مه، سألت ابن أبي الثلج عنه فقلت له إنهم يقولون كتب عن ابن علية وهو
صغير فقال: لا، هو كان أسن منا.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا
إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا سليم بن منصور، حدثني أبي عن بشير بن طلحة
الجذامي.
وأخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا عبيد بن خلف
البزار، حدثنا الحسن بن الصباح البزار، حدثنا سليم بن منصور بن عمار، حدثني أبي
قال: حدثني بشر بن طلحة الجذامي عن خالد بن دويك عن يعلى بن أمية عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " تقول النار يوم القيامة للمؤمن جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبي ".
وكذا رواه محمد بن إبراهيم البوسنجي عن سليم، ورواه علي بن موفق العابد
عن منصور بن عمار، كذلك أيضا، وخالفهم أحمد بن الحسين الصوفي عن سليم بن
منصور فقال لي:
231

ما أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا
أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي قال: سمعت سليم بن منصور بن عمار يقول:
حدثني أبي عن هقل بن زياد عن الأوزاعي عن خالد بن الدويك عن بشير بن طلحة
عن يعلى بن أمية قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن النار يوم القيامة لتقول للمؤمن يا مؤمن
جز، فقد أطفأ نورك لهبي ".
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري، أخبرنا
جدي إسماعيل بن نجيد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي، حدثنا سليم بن
منصور بن عمار ببغداد.
4806 - سقلاب بن داود بن سليمان، أبو جعفر الأشقر:
حدث عن روح بن عبادة. روى عنه عبد الله بن سليمان الفامي، ومحمد بن مخلد
الدوري.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الواحد بن علي الفامي، حدثنا عبد
الله بن سليمان بن عيسى، حدثنا سقلاب بن داود، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا
حماد بن علي بن زيد عن أبي عثمان عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم
اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا ".
ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه: أن سقلاب بن داود مات في يوم الثلاثاء مستهل
ذي الحجة من سنة تسع وستين ومائتين.
4807 - سوادة بن علي بن جابر بن سوادة، أبو الحصين الأحمسي الكوفي:
وهو ابن بنت عبد الله بن نمير. قدم بغداد وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن
دكين، وأبي غسان النهدي، وأحمد بن يونس، وجبارة بن مغلس، وهناد بن السري،
ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعثمان بن أبي شيبة. روى عنه أبو طالب أحمد بن
نصر الحافظ، وأحمد بن محمد بن الجراح، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد
ابن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وأبو بكر
الشافعي.
232

وقال الدارقطني: هو ضعيف.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثني سوادة بن علي الأحمسي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان قال: وحدثني سوادة
ابن علي، حدثنا أبو غسان، حدثنا زعير جميعا عن أبن إسحاق عن سعيد بن وهب
عن خباب. قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء، فلم يشكنا.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو عبد الله
محمد بن مخلد وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الجراح وأبو طالب أحمد بن نصر
ابن طالب قالوا: حدثنا سوادة بن علي بن جابر الأحمسي.
قال أبو طالب: أحمد أبو الحصين - إملاء ببغداد - أخبرنا محمد بن عبد الواحد،
أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال: سنة ثمانين -
يعني ومائتين - توفي سوادة بن علي الأحمسي بمدينتنا.
4808 - السندي بن أبان، أبو نصر غلام خلف بن هشام:
حدث عن يحيى بن عبد الحميد الحماني. روى عنه عبد الصمد بن علي
الطستي.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: قرأنا على أحمد بن الفرج الوراق عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: توفي السندي بن أبان - أبو نصر - في ذي
الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين ببغداد، ورأيته لا يخضب.
4809 - سمنون بن حمزة الصوفي:
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين، حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي قال: سمنون بن حمزة، ويقال: سمنون بن عبد الله كنيته أبو القاسم، صحب
سريا السقطي، ومحمد بن علي القصاب، وأبا أحمد القلانسي، ووسوس، وكان
يتكلم في المحبة بأحسن كلام. وهو من كبار مشايخ العراق، مات بعد الجنيد.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سمنون هو ابن حمزة الخواص أبو الحسن - وقيل أبو
233

بكر - بصري سكن بغداد، ومات قبل الجنيد سمى نفسه سمنونا الكذاب بسبب
أبياته التي قال فيها:
فليس لي في سواك حظ * فكيفما شئت فامتحني
فحصر بوله من ساعته، فسمى نفسه سمنون الكذاب.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري - بالري -
قال: سمعت أبا الربيع محمد بن الفضل البلخي يقول: سمعت أبا الحسن علي بن
محمد الصوفي ببغداد يقول: كان سمنون في هيجانه يشطح وينشد:
ضاعف علي بجهدك البلوى * وأبلغ بجهدي غاية الشكوى
واجهد وبالغ في مهاجرتي * واجهر بها في السر والنجوى
فإذا بلغت الجهد في فلم * تترك لنفسك غاية القصوى
فانظر فهل حال بي انتقلت * عما تحب بحالة أخرى
قال: فعوقب على ذلك بقطر البول، فرأى في منامه كأنه يشكو حاله إلى بعض
المتقدمين الصالحين، فقال له: عليك بدعاء الكتاتيب، فكان بعد ذلك يطوف على
الكتاتيب وبيده قارورة يقطر فيها بوله، ويقول للصبيان: ادعوا لعمكم المبتلي بلسانه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: ذكر أبو عمر محمد بن عبد الواحد أن سمنون
المجنون أنشده:
يا من فؤادي عليه موقوف * وكل همي إليه مصروف
يا حسرتي حسرة أموت بها * إن لم يكن لي لديك معروف
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني - بمكة -
حدثني عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم البيع، حدثني أبو جعفر محمد بن عبد
الله الفرغاني، أخبرني أبو أحمد المغازلي. قال: كان ورد سمنون في كل يوم وليلة
خمسمائة ركعة.
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري - بالري -
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي قال: سمعت أبا بكر العجلي يقول:
سمعت سمنون يقول: إذا بسط الجليل غدا بساط المجد، دخلت ذنوب
الأولين والآخرين في حواشيه، وإذا بدت عين من عيون الجود، ألحقت المسيئين
بالمحسنين.
234

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حدثنا علي بن الحسن الصقيلي
قال: سمعت أبا الطيب الفرخاني يقول: سأل رجل سمنون عن الفراسة وحقيقتها؟
فقال سمنون: من تفرس في نفسه فعرفها، صحت له الفراسة في غيره وأحكمها.
أخبرنا العتيقي، حدثنا سهل بن أحمد الديباجي، حدثنا أبو علي المروذباري
الصوفي قال: كتب رجل إلى سمنون يسأله عن حاله وكيف كان بعده؟ - فكتب إليه
سمنون:
أرسلت تسأل عني كيف كنت وما * لاقيت بعدك من هم ومن حزن؟
لا كنت إن كنت أدري كيف كنت ولا * لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أنشدني عثمان بن محمد العثماني قال: أنشدني أبو
علي الحسن بن أحمد الصوفي لسمنون:
ولو قيل طأ في النار أعلم أنه * رضى لك أو مدن لنا من وصالكا
لقدمت رجلي نحوها فوطئتها * سرورا لأني قد خطرت ببالكا
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: أنشدني أبو حاتم محمد بن
عبد الواحد الشاهد - بالري - قال: أنشدني أبو الحسن عمر بن الحسن قال: أنشدني
أبو بكر سمنون الصوفي:
كأن رقيبا منك يرعى خواطري * وآخر يرعى ناظري ولسانيا
فما خطرت من ذكر غير ك خطرة * على القلب إلا عرجا بعنانيا
أخبرنا أحمد بن علي بن التوزي، حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
أنشدني علي بن أحمد بن جعفر قال: أنشدني ابن فراس لسمنون:
وكان فؤادي خاليا قبل حبكم * وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
فلما دعا قلبي هواك أجابه * فلست أراه عن فنائك يسرح
رميت ببين منك إن كنت كاذبا * وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شئ في البلاد بأسرها * إذا غبت عن عيني بعيني يملح
فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل * فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
4810 - سيار بن نصر، أبو الحكم البغدادي:
حدث عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي، ومحمد بن مصفي
الحمصي. روى عنه عيسى بن علي السراج الحلبي.
235

4811 - سمعان بن مسبح، أبو سعيد الكسي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الربيع بن حسان الكسي، ومعمر بن محمد
البلخي. روى عنه أبو حفص بن شاهين وأبو العباس أحمد بن محمد البصير الرازي،
وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج أن قدومه بغداد كان في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا سمعان بن
مسبح الكسي - قدم علينا - حدثنا الربيع بن حسان الكسي، حدثنا يحيى بن عبد
الغفار، حدثنا محمد بن سعيد، حدثنا سليمان النخعي، عن أبي حازم عن سهل بن
سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نية المؤمن خير من عمله، وعمل الكافر خير من نيته،
وكل يعمل على نيته ".
4812 - سرور بن عبد الله الرومي، يكنى أبا الفرح - بالحاء المهملة -:
وهو أخو بشرى بن عبد الله الفاتني. حدث عن محمد بن علي السلمي الحبري،
وعبد الله بن محمد السقا الواسطي. حدثني عنه محمد بن أحمد بن علي بن
الأشناني.
انقضى حرف السين
236

باب الشين
237

ذكر من اسمه شعيب
4813 - شعيب بن صفوان بن الربيع بن الركين، أبو يحيى الثقفي:
كان يكون في الديوان ببغداد، وحدث عن أبي زرعة عمرو جرير، وعبد الملك بن
عمير، وحميد الطويل، وعطاء بن السائب، ومحمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام،
وإبراهيم بن مهاجر، ويونس بن خباب. روى عنه عبد الرحمن مهدي، وأبو داود
الطيالسي، وزكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي، وأبو إبراهيم الترجماني، وأبو حسان
الزيادي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: شعيب بن رضوان سمع منه أبو داود الطيالسي قال لي علي بن
حجر: كنيته أبو يحيى الثقفي، كاتب ابن شرمة، رأيته ببغداد.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - قال: سألت أحمد بن حنبل عن شعيب بن صفوان فقال: كان
هاهنا مع الصحابة - يعني صحابة أبي جعفر - قلت له - يعني لأحمد - حدث عنه
عبد الرحمن بن مهدي؟ قال: ما ظننت أن عبد الرحمن يحدث عنه.
دفع إلى محمد بن أحمد بن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي
فنقلت منه. ثم أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدقاق، أخبرنا مكرم،
حدثني يزيد بن الهيثم البادا قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شعيب بن صفوان
ليس بشئ الترجماني يروي عنه وليس يبالي عمن روى.
238

أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن شعيب بن صفوان
فقال: كان هاهنا ببغداد، ليس حديثه بشئ. قال: وإيش كان عنده؟ كان عنده سمر
لم يكتب عنه يحيى بن معين شيئا. قلت ليحيى: حدثنا عنه منصور بن أبي مزاحم
بتلك الرسائل الطوال؟ فقال: نعم.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الفقيه، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال: سمعت أبا إبراهيم
الترجماني يحدث أحمد بن حنبل - سأله أحمد وكتبه عنه - قال: حدثنا شعيب بن
صفوان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم)
[الدخان 43، 44] قال: الأثيم أبو جهل.
قال أبو علي: سألت أحمد بن حنبل عن شعيب بن صفوان فقلت: روى عنه ابن
مهدي هذا الحديث؟ فقال: لا بأس به كان هاهنا من الأبناء، وهو صحيح الحديث.
قلت: ابن مهدي أين سمع منه؟ قال: ببغداد.
4814 - شعيب بن حرب، أبو صالح المدائني:
وهو من أبناء خراسان. سمع شعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، ومحمد
ابن مسلم الطائفي، وكامل بن العلاء. روى عنه موسى بن داود الضبي، ويحيى بن
أيوب المقابري، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن خالد الخلال، وعنبس بن إسماعيل
القزاز، والعلاء بن سالم الطبري، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وغيرهم.
وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
239

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا جعفر الخلدي، حدثنا
أحمد بن محمد بن مسروق، حدثنا هارون بن سوار قال: سمعت شعيب بن حرب
يقول: بينا أنا في طريق مكة إذ رأيت هارون الرشيد. فقلت لنفسي: قد وجب عليك
الأمر والنهي، فقالت لي لا تفعل فإن هذا رجل جبار، ومتى أمرته ضرب عنقك،
فقلت لنفسي: لابد من ذلك. فلما دنا مني صحت: يا هارون قد أتعبت الأمة،
وأتعبت البهائم، فقال: خذوه، فأدخلت عليه وهو على كرسي وبيده عمود يلعب به،
فقال: ممن الرجل؟ قلت: من أفناء الناس، فقال: ممن - ثكلتك أمك؟ قلت: من الأبناء.
قال: فما حملك على أن تدعوني باسمي؟ قال شعيب فورد على قلبي كلمة ما
خطرت لي قط على بال، قال: فقلت له: أنا أدعو الله باسمه فأقول يا الله، يا رحمن.
ولا أدعوك باسمك؟ وما تنكر من دعائي باسمك، وقد رأيت الله تعالى سمى في
كتابه أحب الخلق إليه محمدا وكنى أبغض الخلق إليه أبا لهب. فقال: (تبت يدا أبي
لهب) [المسد 1] فقال: أخرجوه فأخرجوني.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسن
الأزدي، حدثنا محمد بن إبراهيم الأنطاكي، حدثنا محمد بن عيسى قال: سمعت
شعيب بن حرب يقول: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل. قال: وأراد شعيب بن حرب أن
يتزوج بامرأة فقال لها: إني سيئ الخلق، قالت: أسوأ منك خلقا من أحوجك أن
تكون سيئ الخلق، فقال: أنت إذن امرأتي.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الأنباري،
حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا يحيى بن أيوب الزاهد، حدثنا شعيب بن حرب،
حدثنا الحسن بن عمارة قال: قال رجل في المجلس آه! قال فجعل شعيب يتبصره
ويقول من هذا؟ حتى ظننا أنه لو عرفه أمر به، ثم قال: ما يسرني أني حدثت عن غير
ثقة، وأن لي مثلك عشرين عبدا. قال يحيى: وكان شعيب إذا حدث عن رجل أثنى
عليه، وأنتم إذا حدثتم عن رجل وقعتم فيه.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي حفص بن الزيات حدثكم أحمد بن الحسين
الصوفي قال: سمعت أبا حمدون المقرئ - واسمه طيب بن إسماعيل - يقول: ذهبنا
إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، وكان قاعدا على شط الدجلة، وكان قد بنى كوخا،
وخبز له معلق في شريط، ومطهرة، يأخذ كل ليلة رغيفا يبله في المطهرة ويأكله، فقال
240

بيده هكذا، وإنما كان جلد وعظم. قال: فقال أرى هو ذا بعد لحم، والله لأعملن في
ذوبانه حتى أدخل إلى القبر وأنا عظام تقعقع، وأريد السمن للدود والحيات؟
قال: فبلغ أحمد بن حنبل قوله فقال: شعيب بن حرب حمل على نفسه في
الورع.
قرأت في كتاب هبة الله بن الحسن الطبري - الذي سمعه من أحمد بن عمر
الأصبهاني - عن أبي الحسين بن المنادي. قال عبد الله بن أحمد: لم يسمع أبي من
شعيب بن حرب ببغداد، إنما سمع منه بمكة، قال أبي: جئنا إليه أنا وأبو خيثمة وكان
ينزل مدينة أبي جعفر على قرابة له، قال: فقلت لأبي خيثمة سله، قال: فدنا إليه
فسأله، فرأى كمه طويلا فقال: من يكتب الحديث يكون كمه طويلا؟ يا غلام هات
الشفرة، قال: فقمنا ولم يحدثنا بشئ.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن الحسن التنوخي قالا: حدثنا عمر بن
محمد بن علي، حدثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي قال: سمعت سري بن
المغلس السقطي يقول: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم
يدخلوا أجوافهم إلا الحلال، فقيل له: من هم يا أبا الحسن؟ قال: وهيب بن الورد،
وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخواص.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان، أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق، أخبرنا محمد
ابن جرير الطبري، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا الحارث بن عبد العزيز
عن شعيب بن حرب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه أبو بكر، وعمر، فجئت
فقال: أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عز وجل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت
شعيب بن حرب يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة، وشربت شربة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن شعيب بن حرب ما حاله؟ فقال: ثقة.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: شعيب بن حرب ثقة.
241

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان البزاز - بمصر - حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن شعيب بن حرب فقال: ثقة.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: شعيب بن حرب ثقة مأمون.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: شعيب بن حرب يكنى أبا صالح، وكان
من أبناء خراسان من أهل بغداد، فتحول إلى المدائن فنزلها، واعتزل بها، وكان له
فضل، ثم خرج إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: مات شعيب بن حرب بمكة بالليل، وكان به
البطن فخفنا عليه.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو
سليمان بن زبر، أخبرنا أبي، حدثنا محمد بن عيسى بن حبان قال: خرج شعيب بن
حرب إلى مكة، فمات بمكة سنة ست وتسعين ومائة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين
المروزي - في كتابه - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني، حدثنا أحمد بن
سيار. قال: دفع إلى عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن بكير كتابه بخطه ولم يقرأه علي:
أن شعيب بن حرب مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن جعفر
الكندي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: سنة تسع وتسعين ومائة، فيها مات
شعيب بن حرب المدائني بمكة.
4815 - شعيب بن الضحاك، أبو صالح المدائني:
حدث عن سفيان بن عيينة. روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي،
وعبد الله بن إسماعيل المدائني البزار.
242

4816 - شعيب بن سهل بن كثير، أبو صالح الرازي، ويعرف بشعبويه:
ولى قضاء الرصافة بعد موت جعفر بن عيسى الحسني في أيام المعتصم، وحدث
عن الصباح بن محارب. روى عنه ابن أخيه محمد بن كثير.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا
محمد بن كثير بن سهل الرازي، حدثنا عمي شعيب بن سهل، حدثنا الصباح بن
محارب عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن
عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضلكم من علم القرآن وتعلمه ".
هذا غريب جدا من حديث الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن،
لا أعلمه يروى إلا من هذا الوجه.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ولى المعتصم القضاء
أول خلافته شعيب بن سهل الرازي وجعل إليه الصلاة بالناس في مسجد الرصافة في
أيام الجمع والأعياد، وعلى قضاء القضاة أحمد بن أبي دؤاد، وخليفته ابنه أبو الوليد.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي،
أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها وثب قوم يوم
الجمعة لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من
الجهمية، فضربوهما وأذلوهما، ثم مضوا إلى مسجد شعيب بن سهل القاضي يريدون
نحو كتاب كان كتبه على مسجده يذكر فيه أن القرآن مخلوق، فأشرف عليهم خادم
لشعيب فرماهم بالنشاب، فوثبوا فأحرقوا باب شعيب وانتهب ناس منزله، وأرادوا
نفسه فهرب منهم، وهو أول قاض حرق بابه، وانتهب منزله فيما بلغنا، وكان يقول
قول جهم، مبغضا لأهل السنة، متحاملا عليهم، منتقصا لهم، لا يقبل لأحد منهم
صرفا ولا عدلا.
وقال الحارث أيضا: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها عزل عبد الرحمن بن
إسحاق القاضي عن الجانب الغربي، وعزل شعيب بن سهل عن الجانب الشرقي.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن
243

يحيى قال: وفي سنة ست وأربعين مات أحمد بن إبراهيم الدورقي، وشعيب بن سهل
الرازي.
4817 - شعيب بن محمد بن شعيب، العبدي:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: بغدادي روى عن بشر بن الحارث، وعبد الرحمن
ابن عفان. كتب أبي عنه بمكة.
4818 - شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا، أبو بكر الصريفيني.
من أهل واسط سمع يحيى بن آدم، وأبا أسامة حماد بن أسامة، وأبا داود
الحفري، ومعاوية بن هشام. روى عنه محمد بن عبد الله الحضرمي، وعبدان بن
أحمد الأهوازي، وهيثم بن خلف الدوري، ويحيى بن صاعد، والحسن بن أحمد بن
الربيع الأنماطي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي،
والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان بن محمد بن
المنكدر عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " العين تدخل الرجل القبر، والجمل
القدر ".
أخبرني الحسين بن محمد بن الحسن - أخو الخلال - حدثنا أبو صادق أحمد بن
محمد بن عمر الراسبي القزاز بأستراباذ، أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ قال: حدثنا
شعيب بن أيوب الصريفيني بإسناده نحوه، قال أبو نعيم: وحدث سفيان هذا عن
محمد بن المنكدر، ويقال إنه غلط، وإنما هو عن معاوية عن علي بن علي عن ابن
المنكدر عن جابر.
244

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن
إسماعيل بخط يده حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان عن
ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه بفؤاده مرتين.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - يقول: إني لأخاف الله في الرواية عن شعيب بن أيوب
الصريفيني.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: شعيب بن أيوب بن رزيق بن
معبد بن شيطا، ولى القضاء، وهو من الرواة عن أبي أسامة، ويحيى بن آدم،
وغيرهما.
قلت: بلغني أنه ولى قضاء جنديسابور.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني قال: شعيب بن أيوب ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع قال: ومات بواسط شعيب بن أيوب الصريفيني القاضي سنة إحدى وستين
[ومائتين].
4819 - شعيب بن أحمد البغدادي:
روى عن جده عبد المجيد بن صالح حديثا منكرا.
أخبرناه محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي، حدثنا عمر بن إبراهيم
الكتاني، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني، حدثنا إبراهيم بن الحسين
الدمشقي، حدثنا شعيب بن أحمد البغدادي، حدثني جدي عبد الحميد بن صالح عن
برد عن مكحول عن الأصبغ بن نباتة عن الحسن عن علي عن عائشة قالت: دخل
علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " يا عائشة اغسلي هذين البردين، قالت: فقلت بأبي
وأمي يا رسول الله بالأمس غسلتهما، فقال لي: " أما علمت أن الثوب يسبح، فإذا
اتسخ انقطع تسبيحه ".
245

4820 - شعيب بن محمد بن حيان، أبو صالح الخياط:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي:
4821 - شعيب بن محمد بن حيان، أبو صالح مولى المهدي:
كان مؤدب اليتامى، وحدث عن سلم بن جنادة السوائي، روى عنه عبد الصمد
الطستي أيضا.
4822 - شعيب بن محمد، أبو الحسن الذارع:
سمع إسحاق بن أبي إسرائيل، وجعفر بن محمد بن عمران التغلبي، ومحمد بن
سهل بن عسكر، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وزياد بن أيوب، وأبا كريب محمد
ابن العلاء، وسفيان بن وكيع، وأبا سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق الهمداني،
ومحمد بن إسماعيل الأحمسي. روى عنه محمد بن المظفر، وعبد الله بن موسى
الهاشمي، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وعلي بن عمر السكري، وأبو حفص بن
شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ أن شعيب بن
محمد الذارع مات في سنة ثمان وثلاثمائة.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر عن أبيه قال: مات أبو الحسن شعيب بن محمد الذارع
يوم الاثنين سلخ شوال من سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن [في مقبرة] باب الشام.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال: وجدت
في كتاب أخي بخطه: مات شعيب الذارع يوم الاثنين ليومين بقيا من شوال سنة ثمان
وثلاثمائة.
4823 - شعيب بن أحمد بن أبي عمرو، أبو محمد صهر أبي عبد الله
البراثي:
حدث عن سلمان بن توبة النهرواني. روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا
246

القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو محمد شعيب بن أحمد بن أبي
عمرو - ختن البراثي - أخبرنا سلمان بن توبة عن أبي النضر قال: حدثنا الأشجعي
عن عمرو بن قيس الملائي عن الحر بن الصياح عن هبيرة بن خالد الخزاعي عن حفصة
قالت: أربع لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن، صوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل
شهر، وركعتين قبل الغداة.
4824 - شعيب بن محمد بن عبيد الله بن خالد الراجيان، أبو الفضل
الكاتب:
سمع عمر بن شبة النميري، وعلي بن حرب الطائي، وسليمان بن الربيع النهدي.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو طاهر المخلص، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان
ثقة.
قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر الفياض: توفي شعيب بن الراجيان في
النصف الآخر من شهر ربيع الآخر من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
4825 - شعيب بن يوسف بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم المؤدب الأصم:
حدث عن الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبي
حفص بن شاهين. كتبت عنه وكان صدوقا.
حدثنا شعيب بن يوسف - من لفظه - حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق
- إملاء - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث - إملاء - حدثنا أبو بكر إسحاق بن
إبراهيم شاذان، حدثنا حجاج بن نصير، حدثنا هلال بن عبد الرحمن الحنفي عن
عطاء بن أبي ميمونة مولى أنس بن مالك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة وأبي ذر قالا: باب من العلم نتعلمه، أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا، وباب
من العلم نعمل به - أو لا نعمل به - أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا، وقالا: سمعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا جاء الموت طالب العلم وهو على هذه الحال، مات وهو
شهيد ".
247

ذكر من اسمه شجاع
4826 - شجاع بن الوليد بن قيس، أبو بدر السكوني:
سكن بغداد وحدث بها عن قابوس بن أبي ظبيان، وعطاء بن السائب، ومغيرة بن
مقسم، وليث بن أبي سليم ومحمد بن عمرو، وأبي خالد الدالاني، وسليمان
الأعمش، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وزياد بن خيثمة، وخصيف بن عبد
الرحمن. روى عنه ابنه الوليد، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى بن أيوب المقابري، ويحيى
ابن معين، وأحمد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو خيثمة زهير بن حرب،
وعلي بن المديني، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي،
وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، وسعدان بن نصر، وغيرهم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز، حدثنا سعدان بن نصر، ومحمد بن عبيد الله بن يزيد، وعبد الله بن روح،
ويحيى بن جعفر قالوا: حدثنا أبو بدر عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك " قال: قلت: وكيف
أبغضك وقد هدانا الله بك؟ قال: " تبغض العرب فتبغضني ".
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي - بنيسابور - حدثنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني - إملاء - حدثنا محمد بن سليمان
الباغندي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شجاع بن الوليد، حدثنا قابوس بإسناده نحوه.
248

حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس كوفي
سكن بغداد.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا أحمد بن عبد الصمد قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت سفيان
الثوري يقول: ليس بالكوفة أعبد من شجاع بن الوليد.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: قال أبو نعيم: لقيت سفيان بمكة، فأول من
سألني عنه قال: كيف شجاع؟ - يعني أبا بدر -.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني -
بمكة - حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي
يقول: كنا عند حفص بن غياث - وذكروا عنده شجاع بن الوليد - فقلت لحفص:
حدث عن مغيرة وعطاء بن السائب، قال لي حفص: أي شئ حدث عن مغيرة؟
قلت: حدث عن مغيرة بكذا وكذا، فسكت حفص، فما تكلم بشئ، وإلى جانب
حفص رجل كان يجالس حفصا من كندة، فجعل يقع في أبي بدر ويتكلم فيه.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حدثنا
المخرمي محمد بن عبد الله بن المبارك قال: سئل وكيع عن أبي بدر شجاع بن الوليد
- وأنا حاضر - فقال: كان جارنا هاهنا ما عرفناه بعطاء بن السائب، ولا بمغيرة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أبو
بدر لا يقول حدثنا، ولقد أرادوه على أن يقول حدثنا خصيف فأبى، وقال: أوذى
أقول خصيف!
وقال المروذي: قال أبو عبد الله: كنت مع يحيى بن معين، فلقي أبا بدر، فقال له
اتق [الله] يا شيخ وانظر هذه الأحاديث، لا يكون ابنك يعطيك. قال: أبو عبد الله
فاستحييت وتنحيت ناحية، فبلغني أنه قال: إن كنت كاذبا ففعل الله بك وفعل.
249

أخبرني علي بن محمد بن الحسن الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله:
وكان أبو بدر شجاع - يعني ابن الوليد - شيخا صالحا، صدوقا كتبنا عنه قديما. قال:
ولقيه يحيى بن معين يوما فقال له: يا كذاب، فقال له الشيخ: إن كنت كذابا
فهتكك الله. قال أبو عبد الله: فأظن دعوة الشيخ أدركته.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: قلت له - يعني لأحمد بن حنبل - أبو بدر ثقة؟
قال: أرجو أن يكون صدوقا، قد جالس قوما صالحين.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ. وأخبرنا عبيد
الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة.
وأخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بدر
شجاع بن الوليد ثقة.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سئل يحيى بن معين عن شجاع بن الوليد فقال: ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: شجاع بن الوليد أبو بدر كوفي لا بأس به.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة ثلاث ومائتين فيها مات أبو بدر شجاع بن الوليد.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو بدر شجاع بن الوليد كان
ورعا كثير الصلاة، وتوفي ببغداد سنة أربع ومائتين، وذلك في شهر رمضان في خلافة
المأمون.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الحوري - من شيراز
- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي
250

قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: ومات أبو بدر شجاع بن الوليد ببغداد،
ودفن بها سنة أربع ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس
البخاري قال: شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أبو بدر سكن بغداد، مات سنة
خمس ومائتين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات شجاع بن
الوليد السكوني أبو بدر - سكن بغداد - سنة خمس ومائتين.
4827 - شجاع بن أشرس بن محمد - وقيل: ابن ميمون - أبو العباس:
سمع ليث بن سعد، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وقيس بن
الربيع، ويزيد بن عطاء مولى أبي عوانة، وسعيد بن زربي، وإسماعيل بن عباس. روى
عنه جعفر بن محمد بن كزال، وإسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي، وأحمد بن
علي الخزاز، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الختلي، حدثنا شجاع بن أشرس بن محمد - أبو العباس - حدثنا
ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا رأى أحدكم
الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، ويتحول عن
جنبه الذي كان عليه ".
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سألت يحيى بن معين عن شجاع بن أشرس فقال: ليس به بأس ثقة.
4828 - شجاع بن مخلد، أبو الفضل البغوي:
سكن بغداد وحدث بها عن هشيم، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، وعبدة
251

ابن سليمان، ووكيع، ومروان بن معاوية، وأبي عاصم النبيل. روى عنه محمد بن
عبيد الله المنادي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن
ابن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وعبد الله بن محمد
البغوي.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا أحمد
ابن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا شجاع بن مخلد الفلاس - في تفسيره - حدثنا أبو
عاصم عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض)
[البقرة 255] قال: " كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".
قال ابن المظفر: قال لنا أبو عبد الله شيخنا، هكذا قال لنا شجاع: سئل النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه أبو مسلم الكجي، وأحمد بن منصور الرمادي عن أبي عاصم فلم
يرفعاه، وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع جميعا عن سفيان موقوفا على
ابن عباس من قوله غير مرفوع. فأما حديث أبي مسلم الكجي عن أبي عاصم.
فأخبرناه أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، أخبرنا أحمد بن جعفر
ابن حمدان، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، حدثنا أبو عاصم النبيل، أخبرنا
سفيان عن عمار الدهني، عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: (وسع
كرسيه السماوات) قال: موضع القدمين، ولا يقدر عرشه.
وأما حديث الرمادي عن أبي عاصم، كذلك:
فأخبرنيه الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد
ابن موسى الخلال الدولابي، حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، حدثنا أبو عاصم عن
سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره شئ.
252

وأما حديث ابن مهدي عن سفيان الذي تابع فيه أبا مسلم والرمادي على روايتهم
عن أبي عاصم:
فأخبرنيه الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: قرئ على
القاسم بن إسماعيل المحاملي - وأنا أسمع - قيل له: حدثكم يعقوب بن إبراهيم،
حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل.
وأما حديث وكيع عن سفيان مثل رواية الجماعة:
فأخبرنيه الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو عبيد بن حرب القاضي،
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عمار
الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع
القدمين، والعرشي لا يقدر أحد قدره.
أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب
الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون، أخبرني أبي: أن سنة خمسين ومائة مولد شجاع بن
مخلد فيها. أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان ومكرم بن أحمد
قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن شجاع بن مخلد فقال:
أعرفه ليس به بأس، نعم الشيخ - أو نعم الرجل - ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: حدثني شجاع بن
مخلد - ولم نكتب هاهنا عن أحد خير منه - قال: لقيني بشر بن الحارث وأنا أريد
مجلس منصور بن عمار فقال لي: وأنت أيضا يا شجاع! وأنت أيضا يا شجاع؟
ارجع ارجع، فرجعت.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد المروزي قال: سألت صالحا جزرة عن شجاع بن مخلد فقال: صدوق.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات شجاع بن مخلد.
253

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم قال: شجاع بن مخلد من أبناء أهل خراسان، من البغين، وهو ثقة
ثبت، وتوفي ببغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحضره بشر
كثير، ودفن في مقبرة باب التبن.
4829 - شجاع بن جعفر بن أحمد بن خالد، أبو الفوارس الوراق الواعظ:
كان يزعم أنه من ولد أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدث عن
عباس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن شبيب المكي،
ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وخلف بن محمد المعروف بكردوس الواسطي وعلي
ابن داود القنطري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن ملاعب المخرمي،
والحسين بن محمد بن أبي معشر، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن محمد البرتي،
وأبي الأحوص محمد بن الهيثم، وبشر بن موسى، وأبي العباس الكديمي، وأبي مسلم
الكجي، ومحمد بن زكريا الغلابي. روى عنه أبو حفص الكتاني، وحدثنا عنه هلال
ابن محمد الحفار، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو علي بن شاذان.
أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك القطان - من أصل كتابه - حدثنا أبو حفص
عمر بن إبراهيم الكتاني، حدثنا أبو الفوارس شجاع بن جعفر بن أحمد الأنصاري
الواعظ، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا
عبد الله بن عامر الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، إمام
مقسط " وذكر تمام الحديث.
قال أبو الفوارس: ليس عندي عن عباس غير هذا الحديث إنما حفظته في صغري.
قلت: أحسب الكتاني سمع منه هذا الحديث قديما، فإنه قد روى بأخرة عن عباس
أحاديث عدة، ولعله نسى هذا القول. والله أعلم. وقد روى عن عبد الله بن مسعود
قال: إن الله أعان على الكذابين بالنسيان.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: قرئ على شجاع بن جعفر الأنصاري - وأنا
254

أسمع - قال: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، فذكر الحديث الذي سقناه
عن الكتاني.
وأخبرني هلال بن محمد الحفار قال: أخبرنا أبو الفوارس شجاع بن جعفر بن
أحمد بن خالد الأنصاري - من ولد أبي أيوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري،
حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد عن أبي نهيك عن عمرو بن
أخطب قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته، ونظرت إلى الخاتم الذي بين كتفيه.
وروى لي هلال أيضا عنه عن عباس الدوري حديثا آخر.
ثم أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو الفوارس شجاع بن جعفر الأنصاري
في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا عمرو بن
حماد بن طلحة، حدثنا أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله فاستقبله ولدان، فجعل
يمسح خد أحدهم واحدا واحدا، فمسح خدي، فوجدت ليده بردا وكأنما أخرجت
من جونة عطار.
وروي الرازي عنه عن عباس الدوري حديثين آخرين غير ما ذكرته عنه.
قال لنا الحسن بن أبي بكر: توفي شجاع بن جعفر الأنصاري في سنة ثلاث
وخمسين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه شعبة
4830 - شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام العتكي، مولاهم:
واسطي الأصل بصري الدار. رأى الحسن، ومحمد بن سيرين، وسمع قتادة،
ويونس بن عبيد، وأيوب، وخالد الحذاء، وعبد الملك بن عمير، وأبا إسحاق السبيعي،
وطلحة بن مصرف، وعمرو بن مرة، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل،
255

وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم بن
عتيبة، وعمرو بن دينار، وسعد بن إبراهيم، وسعيد المقبري، ويحيى بن أبي كثير،
وخلقا كثيرا من طبقتهم. روى عنه أيوب السختياني، والأعمش، ومحمد بن
إسحاق، وإبراهيم بن سعد، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة،
ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الله بن
المبارك ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، ومحمد بن أبي عدي، وابن علية، وبشر
ابن المفضل، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، ووكيع، وأبو داود، وأبو الوليد
الطيالسيان، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وبهز بن أسد، وعفان، وحجاج
الأعور، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وأبو النضر، والحسن بن موسى
الأشيب، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
قدم شعبة بغداد مرتين وحدث بها، وكان قدومه إحدى المرتين بسبب أخ له
حبس في دين كان عليه.
فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: كان شعبة حبس أخوه، فجاء إلى أبي
جعفر في شأن أخيه. قال سفيان: هو ذا شعبة قد جاء إليهم، فبلغ شعبة فقال: هو لم
يحبس أخوه قال: فأمر له بشئ فلم يأخذه - يعني شعبة - حتى مات.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: قال يحيى بن معين: كان شعبة رجل صدق وكان
رحيما، وإنما قدم إلى بغداد في سبب أخ له كان محبوسا، فجاء يتكلم فيه، وكان شعبة
واسطيا نزل البصرة.
256

أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن يزيد المبرد ومحمد بن العباس الرياشي
قالا: حدثنا العباس بن الفرج الرياشي، حدثنا أبو عاصم قال: اشترى أخ لشعبة من
طعام السلطان، فخسر هو وشركاؤه، فحبس بستة آلاف دينار بحصته، فخرج شعبة
إلى المهدي ليكلمه فيه، فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك
ابن حرب لامية بن أبي الصلت يقوله لعبد الله بن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح * عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها * بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: لا! يا أبا بسطام لا تذكره، قد عرفناها وقضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه
لا تلزموه شيئا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف
درهم يقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة، فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له
فتركها.
أخبرنا الأزهري وحمزة بن محمد بن طاهر. قالا: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: سمعت علي بن الجعد يقول: قدم شعبة إلى
بغداد مرتين، أيام أبي جعفر، وأيام المهدي، وكتبت عنه فهما جميعا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن عمرو الرزاز - إملاء -
حدثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد، حدثنا سلمة السعدي قال: سمعت ابن إدريس
يقول: رأيت في المنام كأني أحفر بحرا، فقدمت إلى هذه المدينة - يعني بغداد - فلقيت
شعبة بن الحجاج.
أخبرنا الحسن بن الحسين، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي قال: أخبرنا
عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر الباهلي قال: شعبة بن الحجاج
مولى للجهضم بن العتيك.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: حدثنا
257

شعبة ابن الحجاج أبو بسطام العتكي، قال القاضي إسماعيل: كان مولى للعتيك،
وأصله بصري، ونشأ بواسط، وولد بواسط وانتقل إلى البصرة.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم وجعفر بن محمد بن أحمد بن
إسحاق بن البهلول، وعبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالوا: حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا أحمد بن زهير النسائي، أخبرنا سلمان بن أبي شيخ، حدثني
صالح بن سليمان قال: كان شعبة بصريا مولى الأزد، ومولده ومنشؤه واسط، وعلمه
كوفي، وكان له ابن يقال له سعد بن شعبة، وكان له أخوان، بشار وحماد، وكانا
يعالجان الصرف. وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق، فإنما أنا
عيال على إخوتي، قال: وما أكل شعبة من كسبه درهما قط.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن
محمد بن سليمان، حدثني محمد بن عثمان بن أبي صفوان، حدثنا أبو داود
الطيالسي قال: سمعت شعبة يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي - بدمشق - حدثنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن زبر،
حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا الأصمعي عن شعبة قال: كنت ألزم الطرماح أسأله
عن الشعر، فمررت يوما بالحكم بن عتيبة وهو يقول: حدثنا يحيى بن الجزار وقال:
حدثنا زيد بن وهب وقال: حدثنا مقسم، فأعجبني وقلت هذا أحسن من الذي
أطلب - أعني الشعر - قال: فمن يومئذ طلبت الحديث.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو بكر بن أبي
داود، حدثنا نصر بن علي. قال: قال الأصمعي: لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من
شعبة.
وقال أخبرنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال أنشدني:
فما جبنوا أنا نشد عليهم * ولكن رأوا نارا تحس وتلفع
فذكرته لشعبة فقال. ويلك ما تقول، إنما هو:
فما جبنوا أنا نشد عليهم * ولكن رأوا نارا تحش وتلفع
قال الأصمعي: وأصاب شعبة وأخطأ أبو عمرو بن العلاء، وما رأيت أحدا أعلم
بالشعر من شعبة.
258

أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد
ابن حفص، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثنا علي بن المديني قال: سمعت
بهز بن أسد قال: حدثني ابن المبارك، حدثنا معمر أن قتادة كان يسأل شعبة عن
حديثه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن
الصواف، وأحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
قال أبي قال يحيى: وشعبة أكبر من سفيان بعشر سنين.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا الهيثم
ابن مجاهد، حدثنا محمد بن يحيى، حدثني مسدد عن يحيى بن سعيد قال: شعبة
أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين، والثوري أكبر من ابن عيينة بعشر سنين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أحمد بن
علي الأبار، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا سلم بن قتيبة قال.
وأخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، أخبرنا الحاكم أبو حامد
أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال:
سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا قتيبة يقول: قدمت من البصرة فأتيت
الكوفة، فأتيت سفيان فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من البصرة، قال: ما فعل أستاذنا
شعبة؟ - واللفظ لحديث الأبار -.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا الفضل بن سهل قال: حدثني من سمع سفيان الثوري - وذكر
عنده شعبة - قال: ذاك أمير المؤمنين الصغير.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم المؤدب، حدثنا أبو ظفر - يعني عبد السلام بن مطهر - حدثنا فهد
ابن حيان الأغصف قال: سمعت سفيان الثوري يقول: شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين
في الحديث.
أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يحيى بن علي المعمري، حدثنا
الحسين بن إسماعيل، حدثنا العباس بن يزيد البحراني قال: سمعت ابن عيينة - وذكر
شعبة - فقال: كان أمير المؤمنين في الحديث.
259

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا الحسين
ابن فهم، حدثنا يحيى بن معين عن أبي قطن. قال: كتب لي شعبة إلى أبي
حنيفة يحدثني، فأتيته فقال كيف أبو بسطام؟ قلت: بخير، فقال: نعم! حشو المصر
هو.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن وجعفر بن محمد بن
أحمد بن إسحاق بن البهلول وعبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالوا: حدثنا عبد
الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثني عبد الله بن سعيد الكندي، حدثني وليد بن
حماد بن زياد قال: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: ما جعلت بينك وبين الرجال
مثل سفيان، وشعبة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي، أنبأنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: كان شعبة
يحفظ، لم يكتب إلا شيئا قليلا، وربما وهم في الشيء. وقال: سبق شعبة الثوري في
نحو ثلاثين شيخا - أراه يعني من الكوفيين -.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على محمد بن المظفر - وأنا أسمع - حدثكم أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني، حدثنا سعيد بن
عامر الضبعي. قال: سمعت هشام بن أبي عبد الله يقول: شعبة الواسطي جمع حديث
المصرين، البصرة، والكوفة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أحمد بن محمد
ابن شبيب، حدثنا أحمد بن سعيد الزهري، حدثني يحيى بن معين قال: سعيد بن
عامر الثقة المأمون عن شعبة. قال: كان سعد بن إبراهيم يكتب عني الحديث، ما بقي
من حديثي شئ إلا كتبه عني.
أخبرنا الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا محمد بن إسحاق - أبو بكر - حدثنا أبو زيد الهروي. قال: قال رجل لشعبة:
يا أبا بسطام سمعت؟ فقال: والله لأن أنقطع أحب إلى من أقول لما لم أسمع سمعت.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا معاذ بن
المثنى، حدثنا محمد بن المنهال قال: سمعت يزيد بن زريع غير مرة يقول: كان شعبة
من أصدق الناس في الحديث.
260

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع قال: قدم علينا شعبة البصرة، ورأيه رأى سوء
خبيث - يعني الترفض - فما زلنا به حتى ترك قوله ورجع وصار معنا.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي قال: حدثنا جعفر بن مغلس، حدثنا حوثرة بن محمد، حدثنا حماد بن
مسعدة قال: قيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان؟ قال: لأن أبا بسطام شعبة
تركه.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي القاسم بن النخاس حدثكم محمد بن محمد
ابن سليمان، حدثني محمد بن يزيد الأسفاطي قال: سمعت أبا داود الطيالسي يقول:
كنا عند شعبة بن الحجاج في البيت، وجراب معلق، فالتفت فإذا هو في السقف،
فقال: ترون ذلك الجراب؟ والله لقد كتبت فيه عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، لو حدثتكم به لرقصتم.
أخبرني الأزهري وحمزة بن محمد بن طاهر قالا: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي قال: قال ابن شبويه: حدثني أبي، حدثني النضر بن شميل
قال: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة. وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى
يغيب عن وجهه.
قال ابن شبويه: وحدثنا مسلم بن إبراهيم قال: كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل
لا يحدث حتى يعطي، فقام يوما سائل ثم جلس. فقال: ما شأنه؟ فقالوا: ضمن عبد
الرحمن بن مهدي أن يعطيه درهما.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على علي بن الحسين الكراعي، حدثنا أبو أحمد
محمد بن رزام، أخبرني أبو الورد عبد الله بن عبيد الله بن حكام، أخبرني عمرو بن
حكام قال: أتى شعبة شيخ من جيرانه محتاج فسأله، فقال له شعبة لم سألتني، عندي
شئ؟ قال: فذهب الشيخ لينصرف، فقال له شعبة اذهب فخذ حماري فهو لك،
فقال لا أريد حمارك قال: اذهب فخذه، قال: فذهب فأخذه، فمر به على مجالس
أصحابنا بني حبلة، فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم، فأهداه إلى شعبة.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الفتح
261

المصيصي، حدثنا أبو بكر بن أبي الخصيب، حدثنا أبو حميد عبد الله بن تميم - مولى
أمير المؤمنين - قال: سمعت حجاجا يقول: ركب شعبة يوما حمارا له، فلقيه سليمان
ابن المغيرة فشكى إليه الفقر والحاجة، فقال: والله ما أملك غير هذا الحمار، ثم نزل
عنه ودفعه إليه.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن
محمد الحداد - بتنيس - حدثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، حدثنا حفص بن
عمر سنجه قال: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: ما دخلت على شعبة في وقت
صلاة قط إلا رأيته قائما يصلي وكان أبو الفقراء وأمهم، وسمعته يقول: والله لولا
الفقراء ما جلست لكم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت مسددا يقول: سمعت يحيى بن
سعيد يقول: ما رأيت أحدا أشد حبا للمساكين من شعبة وكان يقول: إذا كان في
بيتي دقيق وقصب فلا أبالي ما فاتني.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: لو نظرت
إلى ثياب شعبة لم تكن تسوى عشرة دراهم، إزاره ورداءه. وقميصه، وكان شيخا
كثير الصدقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثني أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال يحيى
ابن سعيد: كان شعبة من أرق الناس، كان ربما مر به السائل فيدخل في بيته فيعطيه ما
أمكنه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور - أخبرنا
أبو منصور محمد بن القاسم الضبعي، حدثنا أبو عمرو الخفاف، حدثنا الدوري،
حدثنا قراد أبو نوح قال: رأى علي شعبة قميصا فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت بثمانية
دراهم. قال لي: ويحك أما تتقي الله تلبس قميصا بثمانية دراهم، إلا اشتريت قميصا
بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة.
وأخبرنا السراج، أخبرنا أبو منصور الضبعي، حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد -
يعني الحيري - حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن معاوية وسليمان بن حرب إلى جنبه
262

- يقول: خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه، وما كان عليه ثمانية
عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا. فقال سليمان بن حرب: خرج شعبة يوما فقوموا
حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على علي بن الحسين الكراعي - بمرو - حدثكم أبو
أحمد بن رزام قال: حدثنا خلف بن عبد العزيز بن عثمان قال: وأخبرني أبو الورد
عبد الله بن عبيد الله بن حكام، أخبرني عمي عمرو بن حكام وعبد الله بن عثمان
قالا: بيع حمار شعبة بعد موته وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر
درهما.
حدثني الحسن بن محمد الخلال - لفظا - حدثنا عبد الله بن أحمد التمار، حدثنا
الحسين بن بسطام، حدثنا عيسى بن شاذن، حدثنا عمرو بن عباس الأزدي قال:
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، ولا أشد
تقشفا من شعبة، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك.
أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري، حدثنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن علي المقرئ - بأصبهان - قال: سمعت أبا بشر محمد بن أحمد بن حماد
الدولابي الأنصاري - بمكة - يقول: سمعت عمرو بن علي يقول: وأخبرني الأزهري،
أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو عبد الله بن مغلس، حدثنا عمرو بن علي الفلاس.
قال: سمعت أبا بحر البكراوي يقول: ما رأيت أعبد لله من شعبة، لقد عبد الله حتى
جف جلده على عظمه، ليس بينهما لحم، لفظ حديث الأبهري.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف قالا: أخبرنا أبو بكر
الشافعي، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا محمد بن المنهال قال: سمعت يزيد بن زريع -
غير مرة - يقول: كان شعبة من أصدق الناس في الحديث.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز - قراءة - وحدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي -
إملاء - قالا: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد. وحدثنا جعفر بن أبي عثمان قال: قال
يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدثنا
أبو سعيد السكري قال: سمعت يحيى بن معين يقول مرارا: شعبة إمام المتقين.
قرأت في أصل كتاب محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن أحمد بن
الحسن، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل - إجازة - قال: سمعت أبي يقول: كان
263

شعبة أمة وحده في هذا الشأن - يعني في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته
للرجال.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار - أخبرنا عبد الله بن محمد بن
جعفر بن حيان، حدثنا عبد الله بن عبد السلام عن أبي زرعة قال: حدثنا مقاتل بن
محمد قال: سمعت وكيعا يقول: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات
بذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على عمر بن نوح البجلي - وأنا أسمع - حدثكم محمد
ابن أحمد البوزاني، حدثنا محمد بن العباس النسائي قال: سألت أبا عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل - من أثبت، شعبة أو سفيان؟ فقال: كان سفيان رجلا حافظا، وكان
رجلا صالحا، وكان شعبة أثبت منه، وأنقى رجالا، وسمع من الحكم بن عتيبة قبل
سفيان بعشر سنين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
الفضل - يعني ابن زياد - قال: سئل أحمد بن محمد بن حنبل: شعبة أحب إليك
حديثا أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالا، وأنسق حديثا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا عبد الملك
ابن محمد - أبو قلابة - قال: سمعت يعقوب بن إسحاق الحضرمي إذا حدث في
المجلس يقول: حدثني الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي،
حدثني عمر بن شبة، حدثنا عفان قال: قال لي يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدا قط
أحسن حديثا من شعبة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا علي - وهو ابن المديني - قال: سألت يحيى: أيما كان أحفظ للأحاديث
الطوال، سفيان، أو شعبة؟ فقال: كان شعبة أمر فيها. وقال: سمعت يحيى يقول: كان
شعبة أعلم بالرجال، فلان عن فلان كذا وكذا، وكان سفيان صاحب أبواب.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود قال لما مات شعبة. قال
سفيان: مات الحديث، قلت له: هو أحسن حديثا من سفيان؟ فقال: ليس في الدنيا
264

أحسن حديثا من شعبة، ومالك على القلة، والزهري أحسن الناس حديثا، وشعبة
يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه - يعني في الأسماء -.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وشعبة بن الحجاج يكنى أبا بسطام، واسطي سكن البصرة، ثقة في الحديث،
وكان يخطئ في بعض الأسماء.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي عن قراد أبي نوح قال: كنت آتي عبد الله بن
عثمان - يعني صاحب شعبة فأكتب حديث شعبة، ثم آتي شعبة فأسأله فيحدثني كما
أملى علي.
أخبرنا أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن الطرائفي يقول: سمعت
عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يعقوب الدورقي يقول: قال عبد الرحمن بن
مهدي: ليس أحد أصح حديثا عن أبي إسحاق من شعبة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني
محمد - هو ابن عبد الرحيم - قال: سمعت عليا قال: أصحاب قتادة ثلاثة، سعيد،
وهشام، وشعبة، فأما سعيد فأتقنهم، وأما هشام فأكثرهم، وأما شعبة فأعلمهم بما
سمع وما لم يسمع. وقال يعقوب: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك. قال: قال
حماد بن زيد: إذا خالفنا شعبة - كأنه قال الصواب ما قال - فإنا كنا نسمع ونذهب،
وكان شعبة يرجع ويراجع، ويسمع ويسمع. قال أبو الوليد: ذكرت له شيئا خالفه فيه
شعبة في حياة شعبة، قال: وقلت له في شئ بعد موت شعبة فلم يلتفت إليه.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، حدثنا محمد بن أحمد بن
عمرو اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت علي بن عبد الله
يقول: أعلمهم بإعادة ما سمع مما لا يسمع شعبة، وأرواهم هشام، وأحفظهم سعيد،
يعني ابن أبي عروبة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: يقال إن شعبة كان إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد
به ضبطا منه له وإتقانا، وصحة أخذ. قال: وحدثنا جدي قال: سمعت أحمد بن
265

أبي الطيب - أو غيره -. قال: قال سفيان الثوري: ما رأيت أحدا أورع في الحديث من
شعبة، يشك في الحديث الجيد فيتركه.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أبو الوليد هشام
قال: قال حماد: إن أردت الحديث فالزم شعبة.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن عباد
ابن العباس الصاحب - إملاء بالري - أخبرنا أحمد بن خلف، أخبرنا محمد بن
القاسم قال: ذكر شعبة بن الحجاج عند أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري فقال أبو
زيد: هل العلماء إلا شعبة من شعبة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي وأبو علي بن الصواف قالا: حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل، حدثني حسن بن عيسى قال: سمعت ابن المبارك قال: كنت
عند سفيان، فأتاه موت شعبة فقال: اليوم مات الحديث.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا الحسين بن محمد الشافعي -
بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته - يعني أبا داود -
يقول: مات شعبة بالبصرة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن
موسى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ومات شعبة سنة ستين ومائة، وهو ابن
سبع وسبعين، ولد سنة ثلاث وثمانين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
محمد بن رافع قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: استكمل شعبة سبعا وسبعين،
وطعن في ثمان.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري، حدثنا الزهري - بالدينور - أخبرنا علي
ابن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: شعبة بن الحجاج أبو بسطام، مات سنة ستين ومائة.
4831 - شعبة بن الفضل بن سعيد بن سلمة، أبو الحسن التغلبي:
حدث بمصر عن إدريس بن جعفر العطار، وبشر بن موسى، ومحمد بن يوسف
ابن التركي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه أبو محمد بن النحاس
المصري، وأبو الفتح بن مسرور البلخي.
266

وقال أبو الفتح: اسمه سعيد، ولقبه شعبة، وهو الغالب عليه، وكان ثقة.
أخبرني عبد العزيز بن محمد بن أحمد المطرز قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر
التجيبي - إملاء بمصر - أخبرنا أبو الحسن شعبة بن الفضل بن سعيد التغلبي البغدادي -
سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا إدريس بن جعفر العطار.
وأخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام - بأصبهان - حدثنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني قال: حدثنا إدريس بن جعفر العطار، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا
سفيان الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أيام أحب إلى الله فيهن العمل - أو أفضل - من أيام العشر " قيل:
يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: " ولا الجهاد في سبيل الله، إلا
رجلا جاهد في سبيل الله بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشئ " واللفظ لحديث
شعبة.
بلغني أن شعبة بن الفضل مات بمصر في يوم الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه شيخ
4832 - شيخ بن عميرة الأسدي:
جد بشر بن موسى. كان من أبناء الدعوة الهاشمية، وصحب المنصور ببغداد،
وتولى له أعمالا، منها إمارة هراة، والقضاء بها.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي،
حدثنا أحمد بن محمد بن يس الهروي، أخبرنا أحمد بن محمد بن مهدي أنه سمع
شمر بن حمدويه يقول: قدم شيخ بن عميرة الأسدي من العراق سنة أربع وأربعين
ومائة، وكان على الإمرة والقضاء - يعني بهراة - وكان صاحب علم.
وقال يوسف بن ميمون: خطب شيخ بن عميرة الناس يوما فقال في خطبته: ولقد
حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يعجب من
سائل يسأل غير الجنة، ومن معط يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار، ألا
267

فليباهي بالعبادة لمن فوقه، وفي الغنى إلى من دونه، حتى يكتب شاكرا صابرا، فإن
أولياء الله أخروا النعيم للآخرة، وعجلوا الشدة في الدنيا للراحة ".
4833 - شيخ بن عميرة بن صالح، - وقيل: ابن عميرة بن عبد الصمد - أبو
علي، قرابة بشر بن موسى الأسدي:
حدث عن الزبير بن بكار الزبيري، وعباس بن يزيد البحراني. روى عنه أحمد بن
جعفر بن الخلال، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
أخبرني علي بن طلحة المقرئ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد
الخلال، حدثنا شيخ بن عميرة بن صالح الأسدي، حدثنا الزبير قال: حدثتني أم كلثوم
ابنة عثمان بن مصعب بن الزبير عن صفية ابنة الزبير بن هشام بن عروة عن جدها
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخبز والخمير
نقرضهم ويردون أكثر أو أقل، فقال: " ليس بهذا بأس إنما هذه مرافق بين الناس لا يراد
فيها الفضل ".
حدثنا يحيى بن علي الدسكري - لفظا - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثني
شيخ بن عميرة بن عبد الصمد أبو علي - ببغداد - حدثنا عباس بن يزيد، حدثنا عبد
الرزاق، أخبرنا معمر عن همام بن منبه سمع أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال
الله تعالى أنفق أنفق عليك، وسمى الحرب خدعة ".
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن شيخ بن صالح قرابة بشر بن موسى، مات في سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة.
268

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
4834 - شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي:
أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقه، وسمع عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي
ابن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وخباب بن الأرت، وأبا
موسى الأشعري، وأسامة بن زيد، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وابن عباس،
وجرير بن عبد الله، وأبا مسعود الأنصاري، والمغيرة بن شعبة. روى عنه أبو منصور
ابن المعتمر، وعمرو بن مرة، والحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، وحماد بن أبي
سليمان، وسعيد بن مسروق، ومغيرة بن مقسم، ومهاجر أبو الحسن، وسليمان
الأعمش، وغيرهم. وكان ممن سكن الكوفة، وورد المدائن مع علي بن أبي طالب
حين قاتل الخوارج بالنهروان.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد
ابن أحمد بن إبراهيم البلخي، حدثنا محمد بن سهل العطار، حدثنا أحمد بن عمر
الدهقان، حدثنا محمد بن كثير الكوفي عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: شهدت النهروان مع علي بن أبي طالب، وذكر
قصة المخدج.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب القاضي وأبو عبد الله الحسين بن
محمد بن يحيى الصائغ - جميعا بعكبرا - قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن
علي بن حرب الطائي، حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو داود - يعني الحفري - حدثنا
أبو العنبس قال: سمعت أبا وائل يقول: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب.
269

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن المعدل، حدثنا أحمد بن
عبد الرحمن بن مرزوق، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا هارون بن عنبسة عن عاصم
قال: قلت لأبي وائل: من أدركت؟ قال: بينما أنا أرعى غنما لأهلي، إذ مر ركب -
أو فوارس - ففرقوا غنمي، فوقف رجل منهم فقال: اجمعوا للغلام غنمه كما فرقتموها
عليه، فتبعت رجلا منهم فقلت: من هذا؟ قال: هذا النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا دعلج
ابن أحمد، حدثنا - وفي حديث ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا
أحمد بن منيع قال: حدثنا علي بن ثابت عن أبي العنبس قال: كان شقيق لا يخضب.
قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمرد ولم أره.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو
بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش قال: قال لي شقيق بن سلمة: يا
سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاحة، فوقعت عن البعير
فكادت تندق عنقي، فلو مت يومئذ كانت النار. وسمعت شقيقا يقول: كنت يومئذ
ابن إحدى عشرة سنة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا محاضر، حدثنا
الأعمش قال: قال إبراهيم: عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم
يعدونه من خيارهم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا محمد بن
بشار، حدثنا محمد بن شعبة قال: سمعت أبا معشر الذي يروي عن إبراهيم النخعي
قال: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به، وإني لأرجو أن يكون أبو وائل
منهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: حدثنا
270

عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال: كان زر
يحب عليا، وكان أبو وائل يحب عثمان، وكانا يتجالسان، فما سمعتهما يتناثيان شيئا
قط.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا يوسف بن
محمد الصفار.
وأخبرني ابن الفضل أيضا، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
يوسف الصفار، حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال: كان أبو وائل إذا خلا
نشج، ولو جعل له الدنيا على أن يفعل ذلك وأحد يراه لم يفعل.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس،
حدثنا ابن عمار قال: حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن عاصم قال: كان لأبي
وائل خص من قصب، هو فيه وفرسه، فكان إذا غزا نقضه، وإذا قدم بناه.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا يحيى بن
أبي طالب، أخبرنا عمرو بن عبد الغفار، حدثنا الأعمش قال: قال لي شقيق:
يا سليمان نعم الرب ربنا، لو أطعناه ما عصانا.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن مخلد العطار، حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، حدثنا الهيثم بن جميل،
حدثنا أبو إسرائيل ومندل عن الأعمش قال: قال لي أبو وائل: يا أعمش. أسمع الناس
يقولون الدانق والقيراط الدانق، أكثر أو القيراط؟.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا الأبار، حدثنا إبراهيم بن سعيد عن أبي
الأحوص محمد بن جيان، عن علي بن ثابت عن سعيد بن صالح قال: كان أبو وائل
يوم الجماجم وهو ابن خمسين ومائة سنة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثنا أبي
قال: شقيق بن سلمة الأسدي يكنى أبا وائل، من أصحاب عبد الله، رجل صالح
جاهلي.
271

4835 - شيبان بن عبد الرحمن، أبو معاوية التميمي النحوي المؤدب
البصري:
سكن الكوفة زمانا ثم انتقل عنها إلى بغداد، وحدث بها عن الحسن البصري،
وقتادة ويحيى بن أبي كثير. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن معاذ
العنبري ويزيد بن هارون، والحسين بن محمد المروزي، والحسن بن موسى الأشيب،
ويونس بن محمد المؤدب، وعلي بن الجعد، وغيرهم. وكان يؤدب سليمان بن داود
الهاشمي ببغداد.
وذكر لي أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن
سعيد العسكري أن شيبان النحوي نسب إلى بطن يقال لهم بنو نحو. ثم قرأت بخط
النعيمي عن أبي أحمد ذلك، وقال هم بنو نحو بن شمس - بضم الشين - من بطن من
الأزد.
قلت: وذكر أبو الحسين بن المنادي أن المنسوب إلى القبيلة من الأزد التي يقال لها
نحو، هو يزيد النحوي لا شيبان.
فأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا عبيد الله بن محمد الحوشي،
حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: يزيد النحوي هو يزيد بن أبي
سعيد، وهو بطن من الأزد يقال لهم بنو نحو، ليسوا من نحو العربية، ولم يرو منهم
الحديث إلا رجلان، أحدهما يزيد هذا، وسائر من يقال له النحوي فمن نحو العربية،
شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وهارون بن موسى النحوي، وأبو زيد النحوي.
272

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال أبو عبد الله: شيبان كان
معلم الهاشمي قال أبو عبد الله: ما أقرب حديث شيبان.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد،
حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الأثرم الطائي قال: قلت لأبي عبد الله أحمد
ابن حنبل: كان هشام أكبر عندك من شيبان؟ قال: هشام أرفع - يعني هشاما
الدستوائي - هشام حافظ وشيبان صاحب كتاب. قيل له حرب بن شداد كيف هو؟
فقال: لا بأس به، قيل له شيبان؟ فقال: شيبان أرفع هؤلاء عندي، شيبان صاحب
كتاب صحيح، قد روى شيبان عن الناس فحديثه صالح.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فشيبان ما حاله في الأعمش؟ فقال: ثقة في كل شئ.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، عن يحيى بن معين قال: كان شيبان
ابن عبد الرحمن التميمي ثقة، وكان مؤدبا لسليمان بن داود الهاشمي، وكان أصله
بصريا فانتقل إلى الكوفة.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ. وأخبرنا عبيد
الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة.
وأخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني قالا: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان ثقة،
وهو صاحب كتاب رجل صالح، يقال إنه مات ببغداد في خلافة المهدي، ودفن في
مقابر الخيزران.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن
معين - عن شيبان أبي معاوية البصري فقال: ثقة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا محمد بن القاسم الكوكبي
قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان
أحب إلى من حرب بن شداد في يحيى بن أبي كثير.
273

أخبرنا الجوهري، أخبرنا عيسى بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال:
وقال أحمد بن حنبل: شيبان أثبت في حديث يحيى بن أبي كثير من الأوزاعي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان بن عبد
الرحمن أحب إلى من معمر في قتادة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال: قيل لأبي داود: شيبان أحب إليك في قتادة من
معمر؟ قال: نعم.
أخبرنا البرقاني، حدثنا ابن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدثنا ابن
عمار قال: وشيبان أبو معاوية النحوي بصري ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي قال: شيبان بن عبد
الرحمن أبو معاوية النحوي كوفي ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب قال: حدثنا جدي قال: وأما شيبان بن عبد الرحمن فإنه كان صاحب
حروف وقرآن، مشهور بذلك، كان يحيى بن معين يوثقه، وزعم أنه بصري انتقل
إلى الكوفة. قال يعقوب: وكان يؤدب سليمان بن داود الهاشمي وإخوته، وتوفي
ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي، ودفن في مقبرة الخيزران.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي.
وأخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش قال: شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية كان صدوقا.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: كان شيبان بن عبد الرحمن النحوي ثقة
في الحديث، مات ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي، ودفن في مقابر
قريش باب التبن.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: مات شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية مولى تميم ببغداد سنة أربع
وستين ومائة.
274

4836 - شبيب بن شيبة، أبو معمر الخطيب المنقري البصري:
وهو شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهيم بن سمى بن سنان بن خالد
ابن منقر بن عبيد بن مفاعر بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرة
ابن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. حدث عن الحسن،
ومعاوية بن قرة، وعطاء بن أبي رباح، وهشام بن عروة. روى عنه عيسى بن يونس،
وأبو بدر شجاع بن الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل،
ومعلى بن منصور، وأبو سعيد الأصمعي، وأبو بلال الأشعري، وعبد الله بن صالح
العجلي وكان له لسن وفصاحة، وقدم بغداد في أيام المنصور فاتصل به، وبالمهدي من
بعده، وكان كريما عليهما، أثيرا عندهما.
وقال أبو بلال الأشعري: حدثنا شبيب بن شيبة - ببغداد - أخبرنا القاضي أبو
العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا ابن أبي داود.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا علي بن
خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس عن شبيب بن شيبة قال: كنت أسير في موكب أبى
جعفر أمير المؤمنين فقلت: يا أمير المؤمنين رويدا فإني أمير عليك. فقال: ويلك أمير
علي؟! قلت: نعم! حدثني معاوية بن قرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقطف القوم
دابة أميرهم " فقال أبو جعفر: أعطوه دابة، فهو أهون علينا من أن يتأمر علينا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني
هارون بن سفيان المستملي، حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم، حدثني شبيب بن
شيبة قال: قال لي أبو جعفر - وكنت في سماره - يا شبيب عظني وأوجز. قال:
275

قلت: يا أمير المؤمنين إن الله لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدا من خلقه، فلا
ترض له من نفسك بأن يكون عبد هو أشكر منك. قال: والله لقد أوجزت وقصرت،
قال: قلت: والله لئن كنت قصرت فما بلغت كنه النعمة فيك.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد البزاز، حدثنا محمد بن يحيى
الصولي قال: حدثنا أبو ذكوان، حدثنا محمد بن سلام قال: خرج شبيب بن شيبة
من دار المهدي، فقيل له: كيف تركت الناس؟ قال: تركت الداخل راجيا، والخارج
راضيا.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد عن موسى بن إبراهيم - صاحب
حماد بن سلمة - قال: كان شبيب بن شيبة يصلي بنا في المسجد الشارع في مربعة
أبي عبيد الله، فصلى بنا يوما الصبح، فقرأ بالسجدة، وهل أتى على الإنسان، فلما
قضى الصلاة قام رجل فقال: لا جزاك الله عني خيرا، فإني كنت غدوت لحاجة فلما
أقيمت الصلاة دخلت أصلي، فأطلت حتى فاتتني حاجتي. قال: وما حاجتك؟ قال:
قدمت من الثغر في شئ من مصلحته، وكنت وعدت البكور إلى دار الخليفة: لا ينجز
ذلك! قال: فأنا أركب معك، فركب معه ودخل على المهدى فأخبره الخبر، وقص
عليه القصة، قال: وتريد ماذا؟ قال: قضاء حاجته، فقضى حاجته، وأمر له بثلاثين
ألف درهم، فدفعها إلى الرجل، ودفع إليه شبيب من ماله أربعة آلاف درهم، وقال
له: لم تضرك السورتان.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي على المعدل،
أخبرنا أحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الرحمن بن العباس قالا: حدثنا عبيد الله بن
عبد الرحمن السكري، حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا الأصمعي
قال: كان شبيب بن شيبة رجلا شريفا، يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم، فكان
يغدو في كل يوم ويركب، فإذا أراد أن يغدو أكل من الطعام شيئا قد عرفه فنال منه
ثم ركب، فقيل له إنك تباكر الغداء؟ فقال: أجل أطفئ به فورة جوعي، وأقطع به
خلوف فمي، وأبلغ به في قضاء حوائجي، فإني وجدت خلاء الجوف، وشهوة الطعام
يقطعان الحكيم عن بلوغه في حاجته، ويحمله ذلك على التقصير فيما به إليه الحاجة،
276

وإني رأيت النهم لا مروءة له، ورأيت الجوع داء من الداء، فخذ من الطعام ما يذهب
عنك النهم، وتداوي به داء الجوع.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد
المصري - إملاء - حدثني عبد الرحمن بن حاتم المرادي، حدثنا سعيد بن عفير قال:
كان شبيب بن شيبة يقول: اطلبوا العلم بالأدب، فإنه دليل على المروءة، وزيادة في
العقل، وصاحب في الغربة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: أتى شبيب بن شيبة سليمان بن
علي في حاجة، فقال له سليمان قد حلفت أن لا أقضي هذه الحاجة لأحد، فقال أيها
الأمير إن كنت لم تحلف بيمين قط فحنثت فيها فما أحب أن أكون أول من أحنثك،
وإن كنت ترى غيرها خيرا منها فتكفر؟ قال: أستخير الله.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبي العباس بن محمد قال:
سمعت أبا العباس المبرد يقول: قال شبيب بن شيبة: من سمع كلمة يكرهها فسكت،
انقطع عنه ما يكرهه، وإن أجاب سمع أكثر مما يكره.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسن بن صفوان البرذعي،
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني أبو الحسن الخزاعي، حدثني
رجل من ولد شبيب بن شيبة قال: غاب شبيب بن شيبة عن البصرة عشرين سنة ثم
قدمها فأتى مجلسه، فلم ير أحدا من جلسائه. فقال:
يا مجلس القوم الذين * بهم تفرقت المنازل
أصبحت بعد عمارة * قفرا تخرقك الشمائل
فلئن رأيتك موحشا * لبما أراك وأنت آهل
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد قال: جلس عمرو بن عبيد، وشبيب بن شيبة
ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر، قال: فما صلوا ليلتئذ ركعتين. قال: وجعل عمرو
يقول: هيه أبا معمر، هيه أبا معمر.
277

أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، أخبرنا المرزباني - يعني محمد بن
خلف - حدثنا عبد الله بن محمد الكوفي، حدثنا عبد الله بن نصر الكوفي قال: قيل
لعبد الله بن المبارك نأخذ عن شبيب بن شيبة وهو يدخل على الأمراء؟ فقال: خذوا
عنه فإنه أشرف من أن يكذب.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه، أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود قال: قال أبو علي صالح بن محمد:
وشبيب بن شيبة صالح الحديث.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: شبيب بن شيبة حدث عن الحسن
ابن عمرو بن ثعلب صدوق يهم.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي
قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين - وأنا أسمع - عن
شبيب بن شيبة بصري فقال: لم يكن بثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وشبيب بن
شيبة ليس بثقة.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة: شبيب بن شيبة؟ قال:
ليس بالقوي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: شبيب بن شيبة ضعيف.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن شبيب بن شيبة؟ فقال:
ليس بشئ.
4837 - الشرقي بن القطامي، الكوفي:
حدث عن لقمان بن عامر، وأبي طلق العايذي ومجالد بن سعيد. روى عنه محمد
278

ابن زياد بن زبار، ويزيد بن هارون. وكان الشرقي عالما بالنسب، وافر الأدب،
فأقدمه أبو جعفر المنصور بغداد، وضم إليه المهدي ليأخذ من أدبه، والشرقي لقب
غلب عليه، واسمه الوليد بن حصين، كذلك ذكر البخاري.
وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: اسم الشرقي بن
القطامي العلامة الوليد بن الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك، من بني
عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر الأكبر بن عوف من بني عذرة
ابن زيد اللات بن رفيدة.
ذكر غير الدارقطني نسبه فقال: ابن جابر بن مالك من بني عمرو بن امرئ القيس
ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن
عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، والحصين والد الشرقي هو
المعروف بالقطامي.
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز - إجازة - قال: حدثنا محمد بن عمر بن
سلم الحافظ، حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا يونس بن سابق قال:
قلت لمحمد بن زياد بن زبار: أين كتبت عن شرقي بن قطامي؟ قال: ببغداد في
الحربية.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا علي بن الحسن الجراحي، حدثني سهل
ابن إسماعيل الجوهري، حدثنا محمد بن عبد الله بن الضريس النحوي، حدثنا عبيد
الله بن الحكم الحبري قال: حدثنا محمد بن شبيب النحوي، حدثنا الشرقي بن قطامي
قال: دخلت على المنصور فقال: يا شرقي، علام يؤتى المرء؟ فقلت: أصلح الله الخليفة
على معروف قد سلف، ومثله مؤتنف، أو قديم شرف، أو علم مطرف.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: حدثنا شعبة
عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب أنه كان يبيت من وراء العقبة. فقال
شعبة: حماري وردائي في المساكين صدقة، إن لم يكن شرقي كذب على عمر، قال:
قلت: فلم تروي عنه؟!
سليمان بن إسحاق الجلاب قال: قال إبراهيم الحربي: شرقي بن قطامي كوفي قد
تكلم فيه، وكان صاحب سمر.
279

أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: شرقي الجعفي هو ابن قطامي
ضعيف، يحدث عنه شعبة، له حديث واحد ليس بالقائم.
4838 - شريك بن عبد الله، أبو عبد الله النخعي الكوفي القاضي:
أدرك عمر بن عبد العزيز، وسمع أبا إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر، وعبد
الملك بن عمير، وسماك بن حرب، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي
ابن الأقمر وزبيدا اليامي، وعاصما الأحول، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومخول بن
راشد وهلال الوزان، وأشعث بن سوار، وشبيب بن غرقدة، وحكيم بن جبير،
وجابرا الجعفي، وعلي بن بذيمة، وعمارا الدهني، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن
أبي خالد. روى عنه عبد الله بن المبارك، وعباد بن العوام، ووكيع بن الجراح وعبد
الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم، ويحيى بن
الحماني، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، ومحرز بن عوانة، وبشر بن الوليد، وعبد
الله بن عون الخراز، ومحمد بن سليمان لوين. وقدم شريك بغداد مرات وحدث بها.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا
الحسين بن فهم، أخبرنا محمد بن سعد قال: شريك بن عبد الله بن أبي شريك، وهو
280

الحارث بن أوس بن الحارث بن ذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع بن
مذحج. وكان شريك ولد ببخارى بأرض خراسان، وكان جده قد شهد
القادسية.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي الحسن الكراعي حدثكم عبد الله بن محمود
قال: سمعت علي بن حجر يقول: سمعت شريكا يقول: ولدت ببخارى. وقال عبد
الله بن محمود: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى الحماني يقول: قال لي عبد الله بن
المبارك: أما يكفيك علم شريك؟!
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: بلغني أن شريكا ولد سنة خمس وتسعين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني
الفضل - هو ابن زياد - قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ولد شريك سنة خمس
وتسعين.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي - بالكوفة -
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد، أخبرنا وكيع، أخبرني إبراهيم بن عثمان، حدثنا
أبو خالد يزيد بن يحيى بن يزيد، حدثني أبي قال: مر شريك القاضي بالمستنير بن
عمرو النخعي، فجلس إليه، فقال: يا أبا عبد الله من أدبك؟ قال: أدبتني نفسي والله،
ولدت بخراسان ببخارى فحملني ابن عم لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر
صرصر، فكنت أجلس إلى معلم لهم فعلق بقلبي تعلم القرآن فجئت إلى شيخهم.
فقلت يا عماه، الذي كنت تجرى علي ههنا أجره علي بالكوفة أعرف بها السنة
وقومي، ففعل. قال: فكنت بالكوفة أضرب اللين وأبيعه، وأشتري دفاتر وطروسا
فأكتب فيها العلم والحديث، ثم طلبت الفقه فبلغت ما ترى. فقال المستنير بن عمرو
لولده: سمعتم قول ابن عمكم، وقد أكثرت عليكم في الأدب ولا أراكم تفلحون
فيه، فليؤدب كل رجل منكم نفسه، فمن أحسن فلها، ومن أساء فعليها.
أخبرني الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا محمد بن سويد
الزيات، حدثني أبو يحيى الناقد، حدثني حجاج بن يوسف الشاعر قال: سمعت أبا
281

أحمد الزبيري يقول: كنت إذا جلست إلى الحسن بن صالح رجعت وقد نغص علي
ليلتي، وكنت إذا جلست إلى سفيان الثوري رجعت وقد هممت أن أعمل عملا
صالحا، وكنت إذا جلست إلى شريك بن عبد الله رجعت وقد استفدت أدبا حسنا.
أخبرنا هلال بن محمد الحفار، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا جعفر
ابن محمد الطيالسي قال: سمعت أبا معمر يقول: سمعت حفص بن غياث يقول:
قال الأعمش يوما: ليليني منكم أولو الأحلام والنهي، قال: فقدمنا شريكا، وأبا
حفص الأبار.
أخبرني السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال شريك بن عبد الله: صليت الغداة مع أبي
إسحاق الهمداني سبعمائة مرة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: سمعت الهيثم بن
خارجة يحدث أبا عبد الله قال: سمعت شريكا ببغداد يقول: لوددت أني كنت كتبت
تفسير أبي إسحاق.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال:
سمعت عبادا يقول: قدم علينا معمر وشريك واسطا، وكان شريك أرجح عندنا منه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي
ابن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: شريك بن عبد الله النخعي القاضي كوفي ثقة، وكان حسن الحديث،
وكان أروى الناس عنه إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي، سمع منه تسعة آلاف
حديث.
أخبرنا الجوهري، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدثنا محمد بن إسماعيل
الأبلي، حدثنا أحمد بن عمار بن خالد الواسطي قال: سمعت سعيد بن سليمان يقول
لابن أبي سمينة: ارو عني هذا، أنا سمعت ابن المبارك يقول: شريك أعلم بحديث
الكوفة من سفيان.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
- ببخارى - أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال: سمعت أبا علي صالح
282

ابن محمد البغدادي يقول: سمعت سعدويه يقول: سمعت ابن المبارك يقول: كان
شريك أحفظ لحديث الكوفيين من سفيان - يعني الثوري -.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أخبرنا مكرم بن أحمد،
حدثني يزيد بن الهيثم البادا قال: قلت ليحيى بن معين: زعم إسحاق بن أبي إسرائيل
أن شريكا أروى عن الكوفيين من سفيان، وأعرف بحديثهم؟ فقال: ليس يقاس
بسفيان أحد، ولكن شريك أروى منه في بعض المشايخ، الركين، والعباس بن ذريح،
وبعض مشايخ الكوفيين - يعني أكثر كتابا - قلت ليحيى: فروى يحيى بن سعيد
القطان عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عند يحيى بشئ، وهو ثقة ثقة. قال يزيد
ابن الهيثم: وسمعت يحيى يقول: شريك ثقة، وهو أحب إلى من أبي الأحوص
وجرير، ليس يقاسون هؤلاء بشريك، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قال: حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عباس قال: قيل ليحيى: شريك أثبت أو أبو
الأحوص. قال: شريك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني قال: سمعت أبا يعلى الموصلي
يقول:
وأخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا
أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي الميانجي، حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى
الموصلي قال: سمعت يحيى بن معين قيل له: أيما أحب إليك، شريك، أو أبو
الأحوص؟ فقال: شريك أحب إلي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فشريك
أحب إليك فيه - يعني في أبي إسحاق - أو إسرائيل؟ فقال شريك أحب إلى وهو أقدم،
وإسرائيل صدوق. قلت فشريك أحب إليك في منصور، أو أبو الأحوص؟ فقال شريك
أعلم به. قال عثمان: أراه قال: وكم روى أبو الأحوص عن منصور؟
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح عن يحيى
283

ابن معين قال: شريك بن عبد الله هو صدوق ثقة، إلا أنه إذا خولف فغيره أحب
إلينا منه.
قال أبو عبيد الله: وسمعت من أحمد شبيها بذلك، أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد
الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: قال الفضل: وسئل أبو عبد الله عن شريك
وإسرائيل عن أبي إسحاق أيهما أحب إليك؟ فقال: شريك أحب إلى، لأن شريكا
أقدم سماعا من أبي إسحاق، وأما المشايخ فإسرائيل، قال: وشريك أكبر من سفيان.
وقال يعقوب: قال أبو طالب: قال أبو عبد الله: شريك أقدم من إسرائيل وزهير،
وذاك أنه أسنهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: قلت - يعني لأحمد بن حنبل -
يحيى القطان إيش كان يقول في شريك؟ قال: كان لا يرضاه، وما ذكر عنه إلا شيئا
على المذاكرة حديثين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا بشر الأسفراييني قال: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: قيل
لأبي زكريا يحيى بن معين.
وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن التميمي، أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا
أبو يعلى قال: وسئل يحيى بن معين، روى يحيى القطان عن شريك؟ فقال: لا، لم
يرو عن شريك، ولا عن إسرائيل. ثم قال: شريك ثقة، إلا أنه كان لا يتقن ويغلط.
زاد الميانجي: ويزهو بنفسه على سفيان وشعبة.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري - الخطيب بالدينور - أخبرنا علي بن
أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقل خطأ منه.
وذكر عن شريك قال: كان عسرا في الحديث، وإنما كان حديث شريك وقع
284

بواسط، قدم عليهم في حفر نهر، فحمل عنه إسحاق الأزرق وغيره. قال علي: إن
شريكا قال: صليت مع أبي إسحاق ألف غداة. قال علي: وكان يحيى بن سعيد
حمل عن شريك قديما، وكان لا يحدث عنه، وكان ربما ذكرها على التعجب فكان
بعضهم يحملها عنه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي قال: كان يحيى لا يحدث عن إسرائيل، ولا عن شريك، وكان عبد الرحمن
يحدث عنهما.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: قال يحيى بن سعيد: قدم
شريك مكة، فقيل لي لو أتيته؟ فقلت: لو كان بين يدي ما سألته عن شئ، وضعف
حديثه جدا. قال يحيى: أتيته بالكوفة فإذا هو لا يدري.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: شريك ثقة، يخطئ
على الأعمش، زهير وإسرائيل فوقه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري أن عبدان بن
أحمد بن أبي صالح الهمداني حدثهم قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: شريك لا
يحتج بحديثه.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - لفظا بدمشق - حدثنا عبد الوهاب
ابن جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم
ابن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: شريك بن عبد الله
سيئ الحفظ، مضطرب الحديث مائل.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا محمد بن
يحيى قال: سمعت أبا الوليد يقول: كان شريك يحدث بشئ يسبق إلى نفسه، لا
يرجع إلى كتاب.
285

أخبرنا البرقاني والأزهري قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: شريك بن عبد الله ثقة صدوق، صحيح
الكتاب، ردئ الحفظ مضطربه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: قرأت
على محمد بن طالب بن علي - فأقر به - قال: قال أبو علي صالح بن محمد: شريك
صدوق، ولما ولى القضاء اضطرب حفظه، وقل ما يحتاج إليه في الحديث الذي يحتج
به.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو عبيد الله -
وزير المهدي - لشريك القاضي: أردت أن أسمع منك أحاديث؟ فقال: قد اختلطت
علي أحاديثي وما أدري كيف هي، فألح عليه أبو عبيد الله، فقال: حدثنا بما تحفظ،
ودع مالا تحفظ فقال: أخاف أن تخرج أحاديثي ويضرب بها وجهي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن أيوب قال: كنا عند شريك
يوما فظهر من أصحاب الحديث جفاء فانتهر بعضهم، فقال له رجل: يا أبا عبد الله
لو رفقت، فوضع شريك يده على ركبة الشيخ وقال: النبل عون على الدين.
وقال البغوي: حدثني أحمد بن زهير، حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: قال
شريك بن عبد الله لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء، قال له فأكرهت على أخذ
الرزق؟ قال ابن أبي شيخ: وحدثني عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان شريك
على قضاء الكوفة، فخرج يتلقى الخيزران فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران، فأقام
ينتظرها ثلاثا ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال:
فإن كان الذي قد قلت حقا * بأن قد أكرهوك على القضاء
فمالك موضعا في كل يوم * تلقى من يحج من النساء
مقيم في قرى شاهي ثلاثا * بلا زاد سوى كسر وماء
286

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء، حدثنا يزيد بن محمد بن فضيل قال: سمعت أبا نعيم.
قال: هجا رجل شريكا فقال في ذلك:
فهلا فررت وهلا اغتربت * إلى بلد به المحشر
كما فر سفيان من قومه * إلى بلد الله والمشعر
فلاذ برب له مانع * ومن يحفظ الله لا يخفر
أراك ركنت إلى الأزرقي * ولبس العمامة والمنظر
فبخ بخ من مثلكم يا شريك * إذا ما علوت على المنبر
وقد طرحوا لك حتى لقطت * كما يلقط الطير في الأندر
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد الجصاص، حدثنا محمد بن أحمد بن
الحسن بن الصواف قال: وجدت في كتابنا عن أبي العباس بن مسروق ما يدل حاله
على السماع قال: سمعت أبا كريب يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: لما ولى
شريك القضاء أكره على ذلك، وأقعد معه جماعة من الشرط يحفظونه، ثم طاب
للشيخ فقعد في نفسه، فبلغ الثوري أنه قعد من نفسه، فجاء فتراءى له، فلما رأى
الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه. ثم قال: يا أبا عبد الله هل من حاجة؟ قال: نعم
مسألة، قال: أو ليس عندك من العلم ما يجزيك، قال: أحببت أن أذكرك بها، قال:
قل! قال: ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رجل، ففتح الرجل الباب،
فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ فقال له أحده دونها، لأنها مغصوبة، قال: فإنه
لما كان من الغد جاءت فتزينت وتبخرت وجلست على ذلك الباب، ففتح الباب
الرجل فرآها فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ قال: أحدهما جميعا، لأنها جاءت
من نفسها وقد عرفت الخبر بالأمس، قال: أنت كان عذرك حيث كان الشرط
يحفظونك، اليوم أي عذر لك؟ قال: يا أبا عبد الله أكلمك؟ قال: ما كان الله ليراني
أكلمك أو تتوب، قال: ووثب فلم يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال: أي رجل
كان لو لم يفسدوه! قال: أبو كريب: أظن الثوري شم منه رائحة البخور - يعني قال:
وتبخرت، يعني المرأة.
أخبرنا علي بن محمد بن حبيب البصري، حدثنا محمد بن المعلى الأزدي
بالبصرة، أخبرنا أبو روق الهزاني، حدثنا الرياشي، حدثنا محمد بن العباس السعدي،
287

حدثنا عبد الله بن إسحاق قال: كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة، فحكم
على وكيل عبد الله بن مصعب بحكم لم يوافق هوى عبد الله فالتقى شريك بن عبد
الله وعبد الله بن مصعب ببغداد، فقال عبد الله بن مصعب لشريك: ما حكمت على
وكيلي بالحق. قال: ومن أنت؟ قال: من لا تنكر، قال: فقد نكرتك أشد النكير قال:
أنا عبد الله بن مصعب، قال: لا كثير، ولا طيب، قال: وكيف لا تقول هذا وأنت
تبغض الشيخين، قال: ومن الشيخان؟ قال: أبو بكر، وعمر، قال: والله ما أبغض أباك
وهو دونهما، فكيف أبغضهما؟.
حدثني الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن
محمد بن زياد، حدثنا علي بن سهل، حدثنا أزهر بن عمير قال: استأذن شريك على
يحيى بن خالد وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام، فقال الزبيري: ليحيى بن خالد:
أصلح الله الأمير إيذن لي في كلام شريك، فقال إنك لا تطيقه، قال: إيذن لي في
كلامه، قال: شأنك، فلما دخل شريك وجلس قال له الزبيري: يا أبا عبد الله إن
الناس يزعمون أنك تسب أبا بكر وعمر؟ قال: فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: والله
ما استحللت ذاك من أبيك وكان أول من نكث في الإسلام، كيف أستحله من أبي
بكر وعمر؟.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، حدثني أبي أحمد،
حدثني أبي عبد الله قال: جاء حماد بن أبي حنيفة إلى شريك ليشهد عنده شهادة.
فقال له شريك: الصلاة من الإيمان! قال: حماد لم نجئ هذا، قال له شريك لكنا نبدأ
بهذا، قال: نعم هي من الإيمان! قال: ثم تشهد الآن؟ فقال له أصحابه تركت قولك،
قال: أفأتعرض لهذا فيجبهني، أنا أعلم أنه لا يجيز شهادتي ولكن يردها ردا حسنا.
قال: وقال حماد بن أبي حنيفة: كنت أجالس شريكا، فكنت أتحرز منه، فالتفت إلى
يوما فقال: أظنك تجالسنا بأحسن ما عندك.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن العباس بن العباس
ابن المغيرة الجوهري، حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار.
وأخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا،
حدثنا محمد بن مزيد الخزاعي، حدثنا الزبير، حدثني مصعب بن عبد الله بن عمر بن
الهياج بن سعيد أخي مجالد بن سعيد قال: كنت من صحابة شريك، فأتيته يوما وهو
288

في منزله - باكرا، فخرج إلى في فرو ليس تحته قميص. عليه كساء. فقلت له قد
أضحت عن مجلس الحكم، فقال: غسلت ثيابي أمس فلم تجف فأنا أنتظر جفوفها،
اجلس فجلست فجعلنا نتذاكر باب العبد يتزوج بغير إذن مواليه. فقال: ما عندك
فيه؟ ما تقول فيه؟ وكانت الخيزران قد وجهت رجلا نصرانيا على الطراز بالكوفة،
وكتب إلى موسى بن عيسى أن لا يعصى له أمرا، فكان مطاعا بالكوفة، فخرج علينا
ذلك اليوم من زقاق يخرج إلى النخع، معه جماعة من أصحابه عليه جبة خز، وطيلسان
على برذون فاره، وإذا رجل بين يديه مكتوف وهو يقول: وا غوثا بالله، أنا بالله ثم
بالقاضي، وإذا آثار سياط في ظهره، فسلم على شريك وجلس إلى جانبه، فقال الرجل
المضروب: أنا بالله ثم بك أصلحك الله، أنا رجل أعمل هذا الوشي، كراء مثلي مائة
في الشهر، أخذني هذا مذ أربعة أشهر، فاحتبسني في طراز يجري على القوت، ولي
عيال قد ضاعوا، فأفلت اليوم منه فلحقني ففعل بظهري ما ترى. فقال قم يا نصراني
فاجلس مع خصمك، فقال: أصلحك الله يا أبا عبد الله هذا من خدم السيدة، مر به
إلى الحبس، قال: قم ويلك فاجلس معه كما يقال لك، فجلس. فقال: ما هذه الآثار
التي بظهر هذا الرجل من أثرها به؟ قال: أصلح الله القاضي إنما ضربته أسواطا بيدي
وهو يستحق أكثر من هذا، مر به إلى الحبس، فألقى شريك كساءه ودخل داره،
فأخرج سوطا ربذيا، ثم ضرب بيده إلى مجامع ثوب النصراني وقال للرجل: انطلق إلى
أهلك، ثم رفع السوط فجعل يضرب به النصراني، وهو يقول له: يا صبحي قد مر
قفا جمل: لا يضرب والله المسلم بعدها أبدا. فهم أعوانه أن يخلصوه من يديه، فقال:
من هاهنا من فتيان الحي؟ خذوا هؤلاء فاذهبوا بهم إلى الحبس، فهرب القوم جميعا،
وأفردوا النصراني فضربه أسواطا، فجعل النصراني يعصر عينيه ويبكي ويقول له:
ستعلم؟ فألقى السوط في الدهليز وقال: يا أبا حفص ما تقول في العبد يتزوج بغير إذن
مواليه؟ وأخذ فيما كنا فيه كأنه لم يصنع شيئا، وقام النصراني إلى البرذون ليركبه
فاستعصى عليه، ولم يكن له من يأخذ بركابه، فجعل يضرب البرذون، قال: يقول له
شريك: ارفق به ويلك فإنه أطوع لله منك، فمضى. قال يقول هو: خذ بنا فيما كنا
فيه، قال: قلت: ما لنا ولذا، قد والله فعلت اليوم فعلة ستكون لها عاقبة مكروهة.
قال: أعز أمر الله يعزك الله، خذ بنا فيما نحن فيه، قال: وذهب النصراني إلى موسى بن
عيسى فدخل عليه فقال من [فعل هذا] بك؟ وغضب الأعوان وصاحب
289

الشرط. فقال: شريك فعل بي كيت وكيت، قال: لا والله ما أتعرض لشريك، فمضى
النصراني إلى بغداد فما رجع.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة، حدثنا
أحمد بن سعيد الدمشقي.
وأخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن
مزيد الخزاعي قالا: حدثنا الزبير قال: حدثني عمى عن عمر بن الهياج بن سعيد قال:
أتته امرأة يوما - يعني شريكا - من ولد جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم -
وهو في مجلس الحكم - فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي، امرأة من ولد جرير بن عبد الله
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ورددت الكلام فقال: إيها، عنك الآن من ظلمك فقالت الأمير
موسى بن عيسى، كان لي بستان على شاطئ الفرات لي فيه نخل ورثته من آبائي
وقاسمت إخوتي، وبنيت بيني وبينهم حائطا، وجعلت فيه فارسيا في بيت يحفظ
النخل، ويقوم ببستاني، فاشترى الأمير موسى بن عيسى من إخوتي جميعا، وساومني
وأرغبني فلم أبعه، فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط
فأصبحت لا أعرف من نخلي شيئا، واختلط بنخل إخوتي، فقال: يا غلام طينة،
فختم، ثم قال لها امضي إلى بابه حتى يحضر معك، فجاءت المرأة بالطينة فأخذها
الحاجب، ودخل على موسى فقال: أعدي شريك عليك، قال: ادع لي صاحب
الشرط، فدعا به فقال: امض إلى شريك فقل يا سبحان الله، ما رأيت أعجب من
أمرك امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها علي! قال: يقول له صاحب الشرط، إن
رأى الأمير أن يعفيني فليفعل، فقال: امض ويلك، فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى
الحبس بفراش وغيره من آلة الحبس، فلما جاء فوقف بين يدي شريك، فأدى الرسالة؟
قال: خذ بيده فضعه في الحبس، قال: قد والله يا أبا عبد الله عرفت أنك تفعل بي
هذا، فقدمت ما يصلحني إلى الحبس، وبلغ موسى بن عيسى - يعني الخبر - فوجه
الحاجب إليه، فقال: هذا من ذاك رسول، أي شئ عليه؟ فلما وقف بين يديه وأدى
الرسالة، قال: ألحقه بصاحبه، فحبس، فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن
الصباح الأشعثي، وجماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك، فقال: امضوا إليه
وأبلغوه السلام، وأعلموه أنه قد استخف بي، وأني لست كالعامة، فمضوا وهو
جالس في مسجده بعد العصر. فدخلوا فأبلغوه الرسالة، فلما انقضى كلامهم قال
لهم: مالي لا أراكم جئتم في غيره من الناس كلمتوني؟ من هاهنا من فتيان الحي،
290

منكم بيد رجل فيذهب به إلى الحبس، لا ينم والله إلا فيه، قالوا: أجاد أنت؟ قال:
حقا حتى لا تعودوا برسالة ظالم، فحبسهم، وركب موسى بن عيسى في الليل إلى
باب الحبس، ففتح الباب وأخرجهم جميعا، فلم كان الغد وجلس شريك للقضاء، جاء
السجان فأخبره فدعا بالقمطر فختمها، ووجه بها إلى منزله، وقال لغلامه الحقني
بثقلي إلى بغداد، والله ما طلبنا هذا الأمر منهم، ولكن أكرهونا عليه، ولقد ضمنوا لنا
الإعزاز فيه إذ تقلدناه لهم. ومضوا نحو قنطرة الكوفة إلى بغداد، وبلغ موسى بن
عيسى الخبر فركب في موكبه فلحقه. وجعل يناشده الله ويقول: يا أبا عبد الله تثبت،
انظر إخوانك تحبسهم دع أعواني. قال: نعم! لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم
المشي فيه، ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى الحبس، والا مضيت إلى أمير المؤمنين
فاستعفيته مما قلدني. وأمر بردهم جميعا إلى الحبس وهو والله واقف في مكانه حتى جاءه
السجان فقال: قد رجعوا إلى الحبس، فقال لأعوانه خذوا بلجامه، قودوه بين يدي
جميعا إلى مجلس الحكم، فمروا به بين يديه حتى أدخل المسجد وجلس مجلس القضاء
ثم قال: الجويرية المتظلمة من هذا، فجاءت فقال: هذا خصمك قد حضر وهو جالس
معها بين يديه، فقال: أولئك يخرجون من الحبس قبل كل شئ، قال: أما الآن فنعم،
أخرجوهم. قال: ما تقول فيما تدعيه هذه؟ قال: قال: صدقت، قال: فرد جميع ما
أخذ منها، وتبنى حائطا في وقت واحدا سريعا كما هدم، قال: أفعل، قال: بقى لك
شئ؟ قال: تقول المرأة بيت الفارسي ومتاعه، قال: يقول موسى بن عيسى: ويرد
ذلك، بقى لك شئ تدعينه؟ قالت: لا وجزاك الله خيرا. قال: قومي. وزبرها، ثم
وثب من مجلسه فأخذ بيد موسى بن عيسى فأجلسه في مجلسه ثم قال: السلام عليك
أيها الأمير، تأمر بشئ؟ قال: أي شئ آمر؟! وضحك.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا،
حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني محمد بن المرزبان، حدثنا أبو بكر
العامري، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، حدثني أبي قال: تقدم إلى شريك بن
عبد الله وكيل لمؤنسة مع خصم له فجعل يستطيل خصمه إدلالا بموضعه من مؤنسة،
فقال له شريك: كف لا أبالك، قال: أتقول لي هذا وأنا وكيل مؤنسة، فأمر به
فصفع عشر صفعات فانصرف ودخل على مؤنسة وشكى، فكتبت مؤنسة إلى المهدي
فعزل شريكا، وكان قبل هذا قد دخل شريك على المهدي فقال له: ما ينبغي أن تقلد
الحكم بين المسلمين قال: ولم؟ قال: لخلافك على الجماعة، وقولك بالإمامة، قال: أما
291

قولك بخلافك على الجماعة. فعن الجماعة أخذت ديني، فكيف أخالفهم وهم أصلى
في ديني! وأما قولك وقولك بالإمامة فما أعرف إلا كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما قولك مثلك ما يقلد الحكم بين المسلمين، فهذا شئ أنتم فعلتموه، فإن كان خطأ
فاستغفروا الله منه، وإن كان صوابا فأمسكوا عليه. قال: وما قالا فيه؟ قال: فأما
العباس فمات وعلي عنده أفضل الصحابة، وقد كان يرى كبراء المهاجرين يسألونه
عما ينزل من النوازل، وما احتاج هو إلى أحد حتى لحق بالله، وأما عبد الله فإنه كان
يضرب بين يديه بسيفين، وكان في حروبه رأسا متبعا، وقائدا مطاعا فلو كانت إمامته
على جور كان أول من يقعد عنها أبوك، لعلمه بدين الله، وفقهه في أحكام الله،
فسكت المهدي وأطرق، ولم يمض بعد هذا المجلس إلا قليل حتى عزل شريك.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: حدثني أبي عبد الله قال: قدم هارون الكوفة يعزل شريكا
عن القضاء، وكان موسى بن عيسى واليا على الكوفة. فقال موسى لشريك: ما صنع
أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك، عزلك عن القضاء، فقال له شريك: هم أمراء
المؤمنين يعزلون القضاة، ويخلعون ولاة العهود، فلا يعاب ذلك عليهم. فقال موسى:
ما ظننت أنه مجنون هكذا، لا يبالي ما تكلم به. وكان أبوه عيسى بن موسى ولي
العهد بعد أبي جعفر، فخلعه بمال أعطاه إياه، وهو ابن عم أبي جعفر.
وقال أبو مسلم: حدثني أبي قال: حدثني أبي عبد الله. قال: قدم شريك البصرة
فأبى أن يحدثهم، فاتبعوه حين خرج وجعلوا يرجمونه بالحجارة في السفينة، ويقولون
له: يا ابن قاتل الحسين، رحم الله طلحة والزبير، وهو يقول لهم: يا أبناء الظؤورات،
ويا أبناء السنايخ لا سمعتم مني حرفا. فقال له ابنه: ألا تستعدي السلطان
عليهم؟ قال: أو عجزنا عنهم!!.
وقال أبو مسلم: حدثني أبي قال: كان شريك يختلف إلى باب الخليفة ببغداد،
فجاء يوما فوجدوا منه ريح نبيذ، فقال بعضهم: نشم رائحة أبا عبد الله؟ قال: مني
مني؟ قالوا: لو كان هذا منا لأنكر علينا، قال: لأنكما مريبان. قال: وبعث إليه بمال
يقسمه بالكوفة، فأشاروا عليه أن يسوى بين الناس، فأبى فأعطى الغربي اثنى عشر،
292

وأعطى الموالي ثمانية، وأعطى من حسن إسلامه أربعة، فأراد الموالي أن يقوموا عليه،
فقال لهم: أنتم لا سبيل لكم علي، كان الناس في القسمة سواء ثمانية ثمانية فقد
أعطيتكم ثمانية. وأخذت من حق هؤلاء فزدته العرب يتقوون به على حاجتهم،
فدعوني مع هؤلاء. فخرج أولئك الذين أعطاهم أربعة أربعة، فما برحوا حتى عزلوه،
وركب أهل الأربعة إلى بغداد حتى عزلوه.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن خلف
ابن المرزبان أخبرني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، أخبرني أبي قال: كان
شريك القاضي لا يجلس حتى يتغذى ويشر ب أربعة أرطال نبيذ، ثم يأتي المسجد
فيصلى ركعتين، ثم يخرج رقعة من قمطره فينظر فيها، ثم يدعو بالخصوم، وإنما كان
يقدمهم الأول فالأول، ولم يكن يقدمهم برقاع، قال: فقيل لابن شريك: يجب أن
نعلم ما في هذه الرقعة قال: فنظر فيها ثم أخرجها إلينا فإذا فيها يا شريك بن عبد الله،
أذكر الصراط وحدته. يا شريك بن عبد الله أذكر الموقف بين يدي الله تعالى، ثم
يدعو بالخصوم.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا القاضي،
حدثنا محمد بن مزيد الخزاعي، حدثنا الزبير - هو ابن بكار - قال: حدثني عمي
مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال: حضرت شريكا في مجلس أبي
عبيد الله، وعنده الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. والجريري رجل
من ولد جرير - وكان خطيبا للسلطان - فتذاكروا الحديث في النبيذ واختلافهم فيه،
فقال شريك: حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطاب.
قال: إنا نأكل من لحوم هذه الإبل، ونشرب عليها من النبيذ ليقطعها في أجوافنا
وبطوننا. فقال الحسن بن زيد: ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة، إن هذا إلا اختلاق.
فقال شريك: أجل والله ما سمعته، شغلك عن ذلك الجلوس على الطنافس، في
صدور المجالس، ثم سكت. فتذاكر القوم الحديث في النبيذ فقال أبو عبيد الله: أبا
عبد الله حدث القوم بما سمعت في النبيذ، فقال: كلا! الحديث أعز على أهله من أن
يعرض للتكذيب، على من يرد؟ على أبي إسحاق الهمداني، أم على عمرو بن ميمون
الأودي.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال المهدي
293

لشريك: كأني أرى رأس زنديق يضرب الساعة. فقال شريك: يا أمير المؤمنين إن
للزنادقة علامات، تركهم الجماعات، وشربهم القهوات، وتخلفهم عن الجماعات.
فقال المهدي: يا أبا عبد الله لم نعنك بهذا؟ قال يحيى بن معين: وجده حاضر
الجواب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: مات شريك سنة سبع وسبعين.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر وأخبرنا ابن الفضل،
أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا ابن نمير قالا: مات
شريك سنة سبع وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن الخياط قال: وشريك بن عبد الله مات سنة سبع -
أو ثمان - وسبعين ومائة.
4839 - شبابة بن سوار، أبو عمرو الفزاري مولاهم:
أصله من خراسان ونزل المدائن، حدث بها وببغداد عن شعبة وحريز بن عثمان،
وورقاء بن عمر، ويونس بن أبي إسحاق، والمغيرة بن مسلم، وابن أبي ذئب، والليث
294

ابن سعد، وعبد الله بن العلاء بن زبر. روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
وأبو خيثمة، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني،
والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحسن بن
مكرم، وعبد الله بن روح المدائني، وعباس الدوري، وعلي بن حماد بن السكن،
وغيرهم.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسين
ابن إسماعيل، حدثنا زكريا بن يحيى بن أيوب المدائني، حدثنا شبابة بن سوار - قال:
واسمه مروان وإنما غلب عليه سوار.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث، فقال
يوما: ما فعل ذاك الغلام الجميل؟ يعني شبابة.
أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عترة الموصلي، حدثنا أبو
هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي - بالموصل - حدثنا أحمد بن
عبيد الله النرسي، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي
وائل عن مسروق عن عائشة قالت: صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف
أبي بكر قاعدا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن أبي إسحاق البغوي، حدثنا الحسن
ابن مكرم، حدثنا شبابة، حدثنا شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء، والمزفت.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج، حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن معين،
حدثنا شبابة بن سوار عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبيه. قال: كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، ألفا وأربعمائة.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - وأبو نصر علي بن
الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق - بصيدا - قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن
محمد الغساني، حدثنا محمد بن حمدان بن مالك أبو الحسين القاضي، حدثنا عباس
ابن محمد قال: قال لي يحيى بن معين: كم كتبت عن شبابة بن سوار؟ قلت: كذا
295

وكذا، قال: فقال لي: كتبت عنه: حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا شعبة عن قتادة، عن
سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة؟ قال: قلت: لا والله
ما سمعت هذا قط.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله -
وذكر شبابة - فقال: روى عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد
في الخمر. فقال: وهذا ليس بشئ، رواه غير واحد عن شعبة عن قتادة عن أنس قلت
لأبي عبد الله: وروى عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر في
الدباء، فقال: هذا إنما روى عن شعبة بهذا الإسناد حديث الحج. قيل لأبي عبد الله:
وروى عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبيه، بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكره، وقال: إنما
هذا حديث طارق، ما سمعت هذا من حديث قتادة، ولا شعبة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله: حديث شبابة الذي
يرويه عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال: ما أدري أخبرك،
ما سمعته من أحد - يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت - ثم قال لي أبو عبد
الله: وحديثه الآخر الذي يرويه عن شعبة عن نعيم بن أبي هند، رواه إنسان يقال له:
بكر بن عيسى من أصحاب أبي عوانة - وأثنى عليه - كان يعالج البز، فخالفه في
كلامه. قلت له: وأسنده ذاك أيضا؟ فقال: نعم، قال: عن أبي وائل عن مسروق عن
عائشة - يعني حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى خلف أبي بكر في مرضه - قلت لأبي عبد
الله: وروى شبابة عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بسبح
اسم ربك الأعلى! فقال: هذا باطل، ليس من هذا بشئ، إنما رواه حجاج عن قتادة
عن زرارة عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثناه عباد بن العوام عن حجاج، وأما حديث
شعبة فحدثناه كذا وكذا عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن ابن أبزي، قال: والحديث
يصير إلى ابن أبزي.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب،
حدثنا جدي قال: سمعت علي بن عبد الله - وقيل له: روى شبابة عن شعبة عن بكير
ابن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر في الدباء - فقال علي: أي شئ تقدر تقول في
296

ذاك - يعني شبابة كان شيخا صدوقا، إلا أنه كان يقول بالإرجاء - ولا ينكر من رجل
سمع من رجل ألفا وألفين أن يجيء بحديث غريب. قال جدي: وحديث شبابة سمعته
يحدث به، قال: حدثنا شعبة عن بكر بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال: نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت، وهذا حديث لم نسمعه من أحد من أصحاب شعبة إلا
من شبابة، ولم يبلغني أيضا أن أحدا من أصحاب شعبة رواه غير شبابة.
حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا أحمد بن جعفر
الطرسوسي، حدثنا عبد الله بن جابر البزاز قال: سمعت جعفر بن محمد بن عيسى
يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: قال شبابة: كان خارجة بن
مصعب يحدثنا عن ابن عون ومشايخ البصريين وهم أحياء، قال: فقلت له: هؤلاء
أحياء؟ قال: تكون هذه معكم أطراف، قال: فمات أولئك ولم ألقهم، وبقى سماعنا
منه. قال: ورأيت عاصما الأحول - وكأني أنظر إلى حولته - ولم نرو عنه شيئا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فشبابة؟ فقال ثقة.
وقال عثمان في موضع آخر: سألت يحيى عن شاذان قلت هو أحب إليك، أو
شبابة؟ فقال: شبابة أحب إلي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ وأبا عبيد الله
ابن عمر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا جعفر بن أبي عثمان قال: قال
يحيى بن معين: شبابة بن سوار صدوق.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيى بن معين: تفسير ورقاء عمن
حملته؟ قال: كتبته عن شبابة وعن علي بن حفص، وكان شبابة أجرأ عليها،
و [هما] جميعا ثقتان.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: شبابة بن
سوار المدائني كان أحمد بن حنبل لا يرضاه، وهو صدوق في الحديث.
297

أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا الساجي قال: شبابة بن سوار صدوق، يدعو إلى الإرجاء،
كان أحمد بن حنبل يحمل عليه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي قال: سألت أبي أحمد بن عبد
الله عن شبابة قلت له: يحفظ الحديث؟ قال: نعم، قلت: أين لقيته؟ قال: ببغداد.
وقال أبو مسلم في - موضع آخر - حدثني أبي قال: شبابة بن سوار الفزاري يكني
أبا عمرو من أهل المدائن، ثقة كان يرى الإرجاء. قيل له أليس الإيمان قولا وعملا؟
فقال: إذا قال فقد عمل.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: شبابة بن سوار الفزاري كان ثقة، صالح
الأمر في الحديث وكان مرجئا.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر
الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قيل لأبي زرعة في أبي معاوية - وأنا
شاهد - كان يرى الإرجاء. قال: نعم، كان يدعوا إليه، قيل فشبابة بن سوار أيضا؟
قال: نعم، قيل: رجع عنه؟ قال: نعم، قال: الإيمان قول وعمل.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس بن
البخاري قال: شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري المدائني، يقال: مات سنة خمس - أو
أربع - ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، أخبرنا أبي، حدثنا عثمان بن محمد
السمرقندي، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي قال: سنة ست ومائتين
فيها مات شبابة بن سوار.
298

قلت: وذكر أبو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف، أن شبابة خرج إلى مكة فأقام
بها حتى مات.
4840 - شهاب بن الحسن، العكبري:
روى عن عبد الملك بن قريب الأصمعي، حدث عنه علي بن محمد الحبيبي
المروزي.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق
البخاري، حدثنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله المروزي - إملا - حدثنا
شهاب بن الحسن العكبري قال: سمعت الأصمعي يقول: سمعت أبان بن جرير
يقول: قال المهلب بن أبي صفرة: يعجبني من الرجل الكريم خصلتان، يعجبني أن
أرى عقل الرجل الكريم زائدا على لسانه، ولا يعجبني أن أرى لسانه زائدا على عقله.
4841 - شقران بن عبدوس بن المبارك:
حدث عن محمد بن هشام النصيبي، روى عنه محمد بن حميد المخرمي.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا محمد بن حميد بن سهل
المخرمي، حدثنا شقران بن عبدوس بن المبارك - في سويقة نصر - حدثنا محمد بن
هشام النصيبي الأهوازي قال: حدثتنا حكامة أم سلم بن دينار قالت: حدثني أبي عن
مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر حرام ".
4842 - شاكر بن عبد الله، أبو الحسن المصيصي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى النهرتيري، وعمر بن سعيد المنبجي،
299

والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي، وأبي سعيد الحسن بن علي الفقيه،
ومحمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح، وأيوب بن سليمان العطا المصيصيين،
ومحمد بن إبراهيم بن البطال اليماني، حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعبد الله بن
يحيى السكري، ومحمد بن طلحة النعالي، وعلي بن أحمد الرزاز، وما علمت من
حاله إلا خيرا.
وقال لنا ابن رزقويه: قدم علينا شاكر بن عبد الله مستنفرا.
أخبرنا السكري، حدثنا شاكر بن عبد الله المصيصي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن
علي الفقيه، حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا ضمام - يعني ابن إسماعيل - عن
أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو قال: كنا نسمع في الجاهلية الجهلاء " زر غبا تزدد
حبا " حتى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال لي أبو الحسن علي بن أحمد الرزاز: توفي أبو الحسن شاكر بن عبد الله
المصيصي في صفر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وببغداد كانت وفاته.
انقضى حرف الشين
300

باب الصاد
301

ذكر من اسمه صالح
4843 - صالح بن حسان، أبو الحارث الأنصاري:
من بني النضير. مديني روى عن محمد بن كعب القرظي، وعروة بن الزبير.
قال ابن أبي حاتم الرازي: هو حجازي قدم بغداد، وروى عنه ابن أبي ذئب،
وأنس بن عياض، وعائذ بن حبيب، وسعيد بن محمد الوراق.
قلت: في قول ابن أبي حاتم روى عنه ابن أبي ذئب عندي نظر، لأن الذي يروي
عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسان، لا ابن حسان، وذاك يروي عن سعيد بن
المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فالله أعلم. وقد روى عن صالح بن حسان أبو
حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار، وإبراهيم بن عيينة، وأبو يحيى الحماني، وحفص
ابن عمر قاضي حلب، وأبو عاصم النبيل، وأبو داود الحفري. روى عنه أيضا صالح
ابن أبي الأسود عن جعفر بن محمد بن علي.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا الفضل بن غسان الغلابي، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي عن حفص
ابن عمر قال: حدثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته ".
رواه أبو حفص الأبار عن صالح، فاختلف عليه في رفعه، ووقفه على ابن عباس
ورواه أبو داود الحفري عن صالح عن محمد بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه ابن
عباس، ولا نعلم رواه عن محمد بن كعب غير صالح.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا منصور بن
أبي الأسود، حدثنا صالح بن حسان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي
ابن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتق يا علي دعوة المظلوم، فإنما يسأل الله
حقه، وإن الله لن يمنع ذا حق حقه ".
302

أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، حدثنا عباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن إسحاق الحربي - واللفظ
لإبراهيم - قال: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا منصور بن أبي الأسود عن صالح بن
حسان بإسناده نحوه. قال إبراهيم الحربي: صالح بن حسان هذا من أهل المدينة، من
خلفاء الأوس، كان له نبل وشرف، وكان له قيان، فهي التي وضعت منه.
أخبرنا الأزهري والجوهري قالا: حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال:
صالح بن حسان النضيري من خلفاء الأوس. قال محمد بن عمر: أدرك المهدي
وكان سريا مريا يملأ المجلس إذا تحدث، وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند
الناس، وكان يحدث عن محمد بن كعب القرظي وغيره، وقدم الكوفة فسمع منه
الكوفيون، وكان قليل الحديث.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: صالح بن حسان مديني وليس حديثه بشئ، روى عنه أبو ضمرة وغيره.
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي
يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن
صالح بن حسان قال: ليس بشئ.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: صالح بن حسان ليس بثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: صالح بن حسان الأنصاري المديني منكر الحديث.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الهروي،
حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال أبو علي: صالح بن محمد بن
صالح بن حسان يروى عن محمد بن كعب، ضعيف الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن صالح بن حسان فقال:
ضعيف الحديث.
303

وقال في موضع آخر: في حديثه نكارة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: صالح بن حسان متروك الحديث مديني، وقيل
بصري.
4844 - صالح بن عبد القدوس، أبو الفضل البصري مولى لأسد:
أحد الشعراء. اتهمه المهدي أمير المؤمنين بالزندقة، فأمر بحمله إليه، وأحضره بين
يديه، فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه، وعلمه، وبراعته، وحسن بيانه، وكثرة حكمته،
فأمر بتخلية سبيله، فلما ولى رده وقال له: ألست القائل؟
والشيخ لا يترك أخلاقه * حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله * كذى الضنى عاد إلى نكثه
قال: بلى يا أمير المؤمنين، قال: فأنت لا تترك أخلاقك، ونحن نحكم فيك بحكمك
في نفسك، ثم أمر به فقتل. وصلب على الجسر. ويقال إن المهدي أبلغ عنه أبيات
يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأحضره المهدي وقال له: أنت القائل هذه الأبيات؟ قال: لا
والله يا أمير المؤمنين، والله ما أشركت بالله طرفة عين، فاتق الله ولا تسفك دمي على
الشبهة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ادرؤا الحدود بالشبهات " وجعل يتلو عليه القرآن،
حتى رق له وأمر بتخليته، فلما ولى قال: أنشدني قصيدتك السينية، فأنشده حتى بلغ
البيت أوله:
والشيخ لا يترك أخلاقه
فأمر به حينئذ فقتل. ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف
مناظرات، وشعره كله أمثال، وحكم، وآداب، ومن مستحسنات قصائده صالح
القصيدة القافية.
أنشدناها عبيد الله بن أبي الفتح، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا: أنشدنا
304

محمد بن جعفر بن هارون التميمي الكوفي قال: أنشدنا أبو بكر الدارمي عن عمه
لصالح بن عبد القدوس:
المرء يجمع والزمان يفرق * ويظل يرقع والخطوب تمزق
ولأن يعادي عاقلا خيرا له * من أن يكون له صديق أحمق
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا * إن الصديق على الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنما * يبدي عيوب ذوي العقول المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم * من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يجيل بكل واد قلبه * فيرى ويعرف ما يقول فينطق
فبذاك يوثق كل أمر مطلق * وبذاك يطلق كل أمر يوثق
وإن امرؤ لسعته أفعى مرة * تركته - حين يجر - حبل يفرق
لا ألفينك ثاويا في غربة * إن الغريب بكل سهم يرشق
ما الناس إلا عاملان فعامل * قد مات من عطش وآخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنما * الجد يرزق منهم من يرزق
لو يرزقون الناس حسب عقولهم * ألفيت أكثر من ترى يتصدق
لكنه فضل المليك عليهم * هذا عليه موسع ومضيق
وإذا الجنازة والعروس تلاقيا * ألفيت من تبع العرائس يطلق
ورأيت من تبع الجنازة باكيا * ورأيت دمع نوائح يترقرق
لو سار ألف مدجج في حاجة * لم يقضها إلا الذي يترفق
إن الترفق للمقيم موافق * وإذا يسافر فالترفق أوفق
بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا * ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثني علي
ابن هارون النجم عن أبيه قال: من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله:
إن الغنى الذي يرضى بعيشته * لا من يظل على ما فات مكتئبا
لا تحقرن من الأيام محتقرا * كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا
قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه * حتى يكون إلى توريطه سببا
بلغني عن عبد الله بن المعتز قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن المعبر قال:
رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا، فقلت: ما فعل بك ربك؟
305

وكيف نجوت مما كنت ترمى به؟ قال: إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية،
فاستقبلني برحمته. وقال: قد علمت براءتك مما كنت تقذف به.
4845 - صالح بن بشير، أبو بشر القارئ المعروف بالمري:
من أهل البصرة. حدث عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وبكر بن عبد الله المزني،
وثابت البناني، وسليمان التيمي، ويزيد الرقاشي، وجعفر بن زيد العبدي. روى عنه
شجاع بن أبي نصر البلخي، وسريج بن النعمان الجوهري، ويونس بن محمد
المؤدب، وعفان بن مسلم وأبو إبراهيم الترجماني، وخالد بن خداش المهلبي، وبشر بن
الوليد الكندي، وصالح بن مالك الخوارزمي، وكان عبدا صالحا. وكان المهدي أمير
المؤمنين قد بعث إليه فأقدمه عليه بغداد.
كذلك أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: أخبرنا أبو حاتم محمد
ابن حبان - إجازة - قال: صالح بن بشير المري من أهل البصرة حمله المهدي إلى
بغداد، فسمع منه البغداديون.
وأخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا شيخ من الكتاب أن صالح المري لما أرسل إليه
المهدي قدم عليه، فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهدي، أمر ابنيه - وهما
وليا العهد، موسى وهارون - فقال: قوما فأنزلا عمكما، فلما انتهيا إليه، أقبل صالح
على نفسه، فقال: يا صالح لقد خبت وخسرت، إن كنت إنما عملت لهذا اليوم.
وقال ابن الغلابي: حدثني أبي عن أبي دهمان - وكان عالما بفقهاء البصرة -. قال:
306

كان صالح المري مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث بن عبد القيس، وهو صالح
ابن بشير.
أخبرني علي بن أيوب، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا محمد بن
أحمد الكاتب، حدثنا الحسين بن فهم، حدثني أبو همام، حدثني إبراهيم بن أعين.
قال: قال صالح المري دخلت على المهدي هاهنا بالرصافة، فلما مثلت بين يديه قلت:
يا أمير المؤمنين احمل لله ما أكلمك به اليوم، فإن أولى الناس بالله أحملهم لغلظة
النصيحة فيه، وجدير بمن له قرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرث أخلاقه، ويأتم بهديه، وقد
ورثك الله من فهم العلم، وإنارة الحجة، ميراثا قطع به عذرك، فمهما ادعيت من
حجة، أو ركبت من شبهة، لم يصح لك بها برهان من الله، حل بك من سخط الله
بقدر ما تجاهلته من العلم، أو أقدمت عليه من شبهة الباطل، واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خصم من خالفه في أمته، يبتزها أحكامها، ومن كان محمد خصمه كان الله خصمه،
فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسول الله حججا تضمن لك النجاة أو استلم للهلكة،
واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى يدعيه إلى الله قربة، وإن أثبت الناس قدما
يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فمثلك لا يكابر بتجريد المعصية، ولكن
تمثل له الإساءة إحسانا ويشهد له عليها خونة العلماء، وبهذه الحبالة تصيدت الدنيا
نظراءك، فأحسن الحمل فقد أحسنت إليك الأداء. قال: فبكى المهدي.
قال أبو همام: فأخبرني بعض الكتاب أنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين
المهدي.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وجدت في
كتاب لي بخط أبي: صالح المري هو صالح بن بشير بن وادع بن أبي بن أبي الأقعس
من الأقاعسة، من ولد عامر بن حنيفة، وأعتقت صالحا المري امرأة من بني حنيفة بن
جارية بن مرة، وأم صالح ميمونة امرأة خراسانية، وإنما صار صالح بن بشير لأنه كان
في كتاب رجل من كندة، وكانت ميمونة أم صالح أمة للمرأة المرية، تزوجها بشير بن
وادع وهو عربي حنفي، فولدت له صالحا، فكان مملوكا لهذه المرأة، فقاتل صالح
وهو صبي في الكتاب له ذؤابة، [صبيا]، فجاء أبو الصبي يتفقده وقال لصالح: يا
307

عبد يا خبيث ومد ذؤابته حتى أدماها، فدخل وهو يبكى فأخبر مولاته فقالت: اذهب
أنت وأخوك حرين لوجه الله، فصار ولاؤه للمرأة المرية. فقدم بشير أبوه فاشتد عليه،
حين صار ابنه مولى المرأة المرية، وطلب ميمونة - أراه قال: أشتريها - فأبت المرأة.
قال: وقلت: لا يملكها أحد غيري - فأعتقتها، فصالح مولى للمرية، وأبوه بشير عربي.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد
ابن علي الأبار، حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: سمعت خالد بن خداش يقول: ذكر
لحماد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن فقال: كان صالح صاحب
قرآن، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت سليمان بن حرب قال: قال رجل لحماد بن زيد: تعرف أيوب عن أبي قلابة؟
قال: من شهد فاتحة الكتاب حين تستفتح، كان كمن شهد فتحا في سبيل الله، ومن
شهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم؟ قال: فأنكر حماد إنكارا
شديدا، قال: ثم قال له بعد: من حدثك بهذا؟ قال: صالح المري، قال: أستغفر الله ما
أخلقه أن يكون حقا، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله ويعني بطلب هذا
النحو، ما أخلقه أن يكون صحيحا.
قال يعقوب: وحدثني بعض الشيوخ عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال سفيان:
أما لكم مذكر؟ قال: قلت: بلى! لنا قاص. قال: فمر بنا إليه، قال: فذهبت معه ما
بين المغرب والعشاء. فلما انصرف قال: يا عبد الرحمن تقول قاص؟ هذا نذير قوم -
يعني صالحا المري -.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا عفان بن مسلم
قال: كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه
رجل مذعور يفزعك أمره، من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان صالح شديد
الخوف من الله كثير البكاء.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صالح
المري ليس به بأس. روى غيره عن يحيى سوء القول في صالح.
308

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال صالح بن محمد:
صالح المري هو ابن بشير - أو بشر - كان يقص وليس هو في الحديث شيئا، يروي
أحاديث مناكير عن ثابت البناني، وعن الجريري وعن سليمان التيمي، أحاديث لا
تعرف.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا إبراهيم بن
سعيد قال: سمعت عفان قال: ذكر عند حماد بن سلمة صالح المري في حديثه عن
أيوب، فقال: كذب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا
دعلج، حدثنا - وفي حديث ابن الفضل، أخبرنا - الأبار.
وأخبرنا الحسن بن علي قال: سمعت عفان قال: حدثت حماد بن سلمة عن
صالح المري بحديث، فقال: كذب، وحدثت هماما عن صالح المري بحديث فقال:
كذب.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني
وقلت له: إنه حدثنا عن صالح المري. فقال: كان صالح المري ضعيفا. دفع إلى ابن
رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان، أخبرنا مكرم، حدثني يزيد بن
الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صالح الذي [هو] قاص ليس بشئ.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا جعفر
ابن أبي عثمان قال: قال يحيى بن معين: صالح المري كان قاصا، وكان كل حديث
يحدث به عن ثابت باطلا.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: صالح المري ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن
إسحاق قال: قال يحيى بن معين - وسئل عن صالح المري - فقال: ليس بشئ.
309

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار قال: حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت عليا - وهو ابن المديني - عن صالح المري.
فقال: ليس بشئ ضعيف، ضعيف.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وسألت أبي عن صالح
المري، فضعفه جدا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهيل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وصالح المري ضعيف في الحديث،
يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل سليمان التيمي، وهشام بن حسان،
والحسن، والجريري، وثابت، وقتادة، وكان رجلا صالحا، وكان يهم في الحديث.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني قال: صالح المري كان قاصا واهي الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: أخبرني محمد بن
إبراهيم بن شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صالح بن
بشير - أو بشر - المري البصري القاص منكر الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: تكتب حديث صالح المري؟
فقال: لا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: صالح المري متروك الحديث.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: وصالح بن بشير المري، يكنى أبا بشر،
مات سنة اثنتين وسبعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: صالح بن بشير - أو بشر - المري البصري القاص. يقال مات سنة ست
وسبعين ومائة.
310

4846 - صالح بن بيان الثقفي - ويقال العبدي - ويعرف بالساحلي:
من أهل الأنبار ولى قضاء سيراف، وحدث عن شعبة، وسفيان الثوري، وفرات بن
السائب، وعبد الرحمن المسعودي. روى عنه الفضل بن شخيت، ومحمد بن خلف
الحداد وأحمد بن مطهر العبدي، ومحمد بن أبي سمينة التمار، وإسحاق بن أبي
إسحاق الصفار، وكان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن
إسماعيل - بخط يده - حدثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصفار.
وأخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا أبو الفتح محمد بن
الحسين الأزدي، حدثني جعفر بن أحمد بن مجاشع الختلي - ببغداد - حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم الصفار، حدثنا صالح بن بيان الأنباري الثقفي، حدثنا سفيان الثوري عن
أبي عبيدة عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من سقى الماء في موضع يقدر على الماء، فله
بكل شربة يشربها - برا كان أو فاجرا - عشر حسنات تكتب له، وعشر درجات
ترفع له، وعشر سيئات تحط عنه، وإن شربه العطشان فعتق نسمة، فإن شربه العطشان
الذي قد هجم على الموت فعتق ستين نسمة، ومن سقى الماء في موضع لا يقدر على
الماء، فكأنما أحيا الناس جميعا " قلت له: وما أحيا الناس جميعا. قال: " أليس إذا أحييت
نفسا فثوابك الجنة؟ وكذا من أحيا الناس جميعا فثوابه الجنة " لفظ حديث
المحاملي.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد
ابن محمد بن شيبة، حدثنا أحمد بن المطهر العبدي، حدثنا صالح بن بيان قال:
سألت سفيان الثوري عن حديث فقال: لست أحدثك حتى تضمن لي أن تخرج عن
بغداد، فضمنت له فحدثني عن أبي عبيدة عن أنس بن مالك. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" تبنى مدينة بين دجلة ودجيل، لهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في
الأرض الرخوة ".
أخبرنا البرقاني قال: رأيت بخط الدارقطني: صالح بن بيان متروك.
311

4847 - صالح بن إسحاق الجهبذ:
حدث عن معرف بن واصل. روى عنه محمد بن منصور الطوسي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن
العباس بن أيوب، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا صالح بن إسحاق الجهبذ
- دلني عليه يحيى بن معين - حدثنا معرف بن واصل عن يعقوب بن أبي نباتة عن
عبد الرحمن الأغر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أناسا من أهل لا
إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى، ما أغنى عنكم
قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله، فيخرجهم، فيلقيهم في نهر
الحياة فيبرؤون من حروقهم كما يبرأ القمر من كسوفه، فيدخلون الجنة ويسمون
فيها الجهنميون " فقال رجل: يا أنس أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أنس:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " نعم أنا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا.
4848 - صالح بن عبد الكريم العابد:
ذكر ابن أبي حاتم أنه بغدادي حدث عن فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة.
روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وعلي بن
الموفق، وغيرهم.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء - حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا
عبد الله بن أبي الدنيا، حدثني مشرف بن أبان قال: سمعت صالح بن عبد الكريم
قال: قال لنا فضيل بن عياض: تدرون لم حسنت الجنة؟ لأن عرش رب العالمين
سقفها.
أخبرنا البرقاني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: سمعت علي بن الموفق قال: حدثني صالح بن عبد الكريم قال:
رأيت غلاما أسود في طريق مكة عند ميل يصلي، قلت له عبد أنت؟ قال: نعم، قلت:
فعليك ضريبة؟ قال: نعم، قلت: أفلا أكلم مولاك أن يضع عنك؟ قال: وما الدنيا
كلها فأجزع من ذلها!! قال: فاشتريته وأعتقته، قال: فقعد يبكي وقال: أعتقتني؟
قلت: نعم. قال: أعتقك الله يوم القيامة، وقعد يبكي، ويقول: اشتد علي الأمر، قال:
312

فناولته دنانير، فأبى أن يأخذها، قال: فحججت بعد ذلك بأربع سنين، فسألت عنه
فقالوا: غاب عنا، فمذ غاب عنا قحطنا، وصار إلى جدة.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - وحدثنيه عنه أبو طاهر محمد بن
أحمد بن أبي الصقر الخطيب بالأنبار - قال: حدثنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي،
حدثنا أبو العباس النسائي - صاحب أبي ثور - قال: سمعت بعض الأشياخ يقول: قال
لي صالح بن عبد الكريم يوما: إيش في كمك يا أبا يوسف؟ قلت: حديث، قال: يا
أصحاب الحديث ما كان ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، إنما تقلبون ديوان الموتى،
لعل ليس بينك وبين النبي صلى الله عليه وسلم في كتابك أحد إلا وقد مات.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه - قال:
أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو حسان
الزياد قال: سنة ثمان ومائتين فيها مات صالح بن عبد الكريم العابد.
4849 - صالح بن نصر بن مالك بن الهيثم، أبو الفضل الخزاعي:
هو أخو أحمد بن نصر الشهيد. سمع ابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج،
وشريك بن عبد الله النخعي، وإسماعيل بن عياش، والمبارك بن سعيد أخا سفيان
الثوري، والهيثم بن عدي الطائي. روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وخالد بن
خداش، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن أبي
خيثمة النسائي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا صالح بن نصر،
حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال: نزل القرآن بلسان الكعبين، كعب
ابن لؤي، وكعب بن عمرو، قال: فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تسمع
ما يقول هذا الأعمى؟ نزل القرآن بلسان الكعبين، وإنما نزل بلسان قريش. تفرد به
صالح بن نصر عن شعبة.
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قالا:
أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري. قال: صالح بن نصر بن مالك
313

ابن الهيثم الخزاعي كان ثقة، وكان من ساكني بغداد وبها كانت وفاته في سنة تسع
عشرة ومائتين.
4850 - صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرمي النحوي:
صاحب الكتاب " المختصر في النحو ". قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء،
وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث بن خثعم، وقيل له الجرمي لأنه كان
ينزل في جرم، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد، وأسند
الحديث عن يزيد بن زريع، ويحيى بن كثير الكاهلي. روى عنه أحمد بن ملاعب
المخرمي، وأبو خليفة الجمحي، وغيرهما.
أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى
ابن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثنا صالح بن
إسحاق الجرمي، حدثنا يحيى بن كثير - وكان يثني عليه خيرا - قال: حدثنا هشام بن
حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان رجل فيمن كان
قبلكم يبايع بالأمانة، فجاءه رجل فبايعه بالأمانة فحضره الأجل وقد خب البحر
وفسد، فلم يقدر على إتيانه، فنقر خشبة وجعل فيها زنة ذلك الذهب " وذكر
ذلك الحديث. قال عبد القاهر: كذا في كتاب أبى هارون.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزار، أخبرنا أبو سعيد الحسن
ابن عبد الله السيرافي قال: أبو عمر الجرمي اسمه صالح بن إسحاق، وهو مولى لجرم
ابن ريان، وجرم من قبائل اليمن.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد: هو مولى لبجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث.
قال أبو سعيد: أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره، ولقي يونس بن حبيب ولم
يلق سيبويه، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة، وأبي زيد، والأصمعي، وطبقتهم. وكان ذا
دين، وأخا ورع.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر
التميمي - بالكوفة - أخبرنا أبو الحسن العروضي، أخبرنا أبو إسحاق الزجاج قال:
سمعت أبا العباس المبرد يقول: كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه، وعليه قراءة
الجماعة، وكان عالما باللغة حافظا لها، وله كتب انفرد بها.
314

وقال العروضي أيضا: أخبرنا الزجاج عن محمد بن يزيد قال: كان الجرمي جليلا
في الحديث والأخبار، وله كتاب في السيرة عجيب.
أخبرني علي بن أبي علي، حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق
التنوخي، أخبرنا أبو سعيد داود بن الهيثم، حدثنا أبو العباس ثعلب قال: قال لي ابن
قادم: قدم أبو عمر الجرمي على الحسن بن سهل، فقال له الفراء: بلغني أن أبا عمر
الجرمي قدم، وأنا أحب أن ألقاه، فقلت له فاني أجمع بينكما، فأتيت أبا عمر فأخبرته،
فأجاب إلى ذلك، وجمعت بينهما، فلما نظرت إلى الجرمي قد غلب الفراء وأفحمه
ندمت على ذلك، قال ثعلب: قلت له: ولم ندمت على ذلك؟ فقال لي: لأن علمي
علم الفراء، فلما رأيته مقهورا قل في عيني، ونقص علمه عندي.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي يقول: مات الجرمي في سنة خمس
وعشرين ومائتين.
4851 - صالح بن عبد الله أبو عبد الله الترمذي.
سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس، وحماد بن يحيى الأبح، وعبد
الوارث بن سعيد، وعبثر بن القاسم، وشريك بن عبد الله، وجعفر بن سليمان، وفرج
ابن فضالة، وأبي النضر يحيى بن كثير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعمر بن
هارون البلخي، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ومعاذ بن معاذ العنبري. روى عنه
محمد إسحاق الصاغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن زياد السمسار،
وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وصالح بن محمد جزرة، وأبو
زرعة، وأبو حاتم الرازيان. وقال أبو حاتم: هو صدوق.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله القطان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني صالح بن عبد الله
الترمذي، حدثنا سفيان بن عامر - وكان رجلا صالحا - قال صالح: حدثني عمر بن
315

هارون عن سفيان بن عامر - هذا غير الحديث - عن عبد الله بن طاوس قال: أشهد
على والدي طاوس أنه قال: أشهد على جابر بن عبد الله أنه قال: أشهد على رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا
بها مني دماءهم وأموالهم فيما عشت إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى ".
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - حدثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، حدثنا أبو
علي صالح بن محمد، حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي - إملاه علينا ببغداد - حدثنا
يحيى بن كثير - أبو النضر - حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي
قال: حدثني النفر الذين كانوا يقرئونا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عثمان بن عفان،
وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم القرآن عشرا
عشرا فلا يجاوزونها إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: مات صالح بن عبد الله الترمذي سنة نيف وثلاثين ومائتين، أو نحوها.
أخبرنا علي بن السمسار، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: حدثنا عبد الباقي
ابن قانع: أن صالح بن عبد الله الترمذي مات بمكة في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت في كتاب جدي
سمعت أحمد بن محمد بن بكر قال: بلغني موت صالح بن عبد الله الترمذي سنة
تسع وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: سنة تسع وثلاثين، مات صالح الترمذي فيها.
4852 - صالح بن مالك، أبو عبد الله الخوارزمي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، وعبد الأعلى بن
أبي المساور، وصالح المري، وأبي عبيدة الناجي، وحفص بن سليمان البزاز، وأبي
مسلم قائد الأعمش، وعيسى بن يونس. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله
ابن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وأبو القاسم البغوي، وكان صدوقا.
316

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا صالح بن مالك، حدثنا عبد الأعلى بن أبي
المساور، حدثنا حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لقد صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.
4853 - صالح بن حرب بن خالد، أبو معمر، مولى سليمان بن علي بن عبد
الله بن العباس:
حدث عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وسلام بن أبي خبزة، وخالد بن
يزيد الهدادي، وإسماعيل بن يحيى التميمي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبيد
العجل، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأبو حامد
محمد بن هارون الحضرمي.
أخبرني محمد بن الفرج بن علي البزاز، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق البزوري، حدثنا أبو معمر صالح بن حرب - مولى
سليمان بن علي الهاشمي - قال: حدثنا إسماعيل بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن
عمر عن نافع عن ابن عمر عن صهيب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة
إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، يمنة ويسرى ".
أنبأنا أحمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ
النيسابوري قال: أبو معمر صالح بن حرب الهاشمي مولاهم، سكن بغداد.
4854 - صالح بن حكيم، أبو سعيد البصري التمار:
نزل سر من رأى وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وقال: كتبت عنه مع أبي بسامرا.
4855 - صالح بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله، الجواربي:
حدث عن داود بن مهران الدباغ، وعاصم بن علي، وموسى بن إبراهيم المروزي.
روى عنه ابنه محمد بن صالح، وقد ذكرنا له حديثا في باب أحمد.
317

4856 - صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، أبو الفضل
الشيباني:
سمع أباه، وأبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الفضل الذارع، وعلي بن المديني.
روى عنه ابنه زهير، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ويحيى بن
صاعد، ومحمد بن مخلد.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة.
قلت: وكان قد ولى قضاء أصبهان، وخرج إليها فمات بها.
أخبرني أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الفراء قال: وجدت في كتاب عبد
العزيز - صاحب الزجاج - قال أبو بكر بن أبي صالح العكبري: قدم صالح بن أحمد
من طرطوس، وقد كان ولى القضاء بها، فكان يجلس ببغداد للفقه، فجاءت عجوز
فقالت: من منكم صالح؟ فدخلت فوقفت به وقالت: صالح كيف أصبحت؟ فرفع
رأسه إليها وقال: إيش هذا؟ فقالت له إني لأعرف أباك وهو يخرج ولا شئ على
رأسه، ما رفعه بهذه - يعني الطويلة - إنما رفعه من فوق.
قال لي أبو يعلى: وذكر أبو بكر الخلال في كتاب " أدب القضاة " من الجامع قال:
أخبرني محمد بن العباس قال: حدثني محمد بن علي قال: لما صار صالح إلى
أصبهان - وكنت معه، أخرجني هو ودخل أصبهان - فبدأ بمسجد الجامع فدخله
وصلى ركعتين، واجتمع الناس والشيوخ وجلس، وقرئ عهده الذي كتب له الخليفة،
جعل يبكي بكاء شديدا حتى غلبه، فبكى الشيوخ الذين قربوا منه، فلما فرغ من
قراءة العهد جعل المشايخ يدعون له، ويقولون له ما ببلدنا أحد إلا وهو يحب أبا عبد
الله ويميل إليك، فقال لهم: تدرون ما الذي أبكاني؟ ذكرت أبي أن يراني في مثل هذا
الحال - وكان عليه السواد - قال: كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد، أو
رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله، أفتراني مثله! ولكن الله يعلم ما دخلت
في هذا الأمر إلا لدين قد غلبني، وكثرة عيال أحمد الله. وكان صالح غير مرة إذا
انصرف من مجلس الحكم يترك سواده ويقول لي: تراني أموت وأنا على هذا.
أخبرنا علي بن أبي على قال: أنشدنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنشد أبو
318

القاسم التوزي أبي - وأنا أسمع - للعباس الخياط في صالح بن أحمد بن حنبل:
جاد بدينارين لي صالح * أصلحه الله وأخزاهما
فواحد تحمله ذرة * ويلعب الريح بأقواهما
بل لو وزنا لك ظليهما * ثم عمدنا فوزناهما
لكان - لا كانا ولا أفلحا * عليهما يرجح ظلاهما
قلت: قد اعتدى هذا القائل في قوله وما ذكر به صالحا، لأنه كان من السماحة
على خلاف ما ذكره.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر الخلال قال: كان صالح بن
أحمد بن حنبل سخيا جدا. أخبرني الحسن بن علي الفقيه - بالمصيصة - قال: كان
صالح قد افتصد، فدعا إخوانه، قال: وأنفق في ذلك اليوم نحوا من عشرين دينارا في
طيب وغيره، وأحسب قال: كان في الدعوة ابن أبي مريم وذكر عدة، قال: فإذا أبو
عبد الله قد دق الباب، قال: فقال له ابن أبي مريم: أسبل علينا الستر لا نفتضح، ولا
يشم أبو عبد الله رائحة الطيب. قال: فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار وسأله عن
أحواله وقال له: خذ هذين الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام فخرج، فقال ابن أبي مريم
لصالح: فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه؟!
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها،
وتوفي بها سنة خمس وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولى القضاء بأصبهان، فخرج
من هاهنا فمات بها، وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين، وله حينئذ ثلاث
وستون سنة كان مولده في سنة ثلاث ومائتين.
4857 - صالح بن محمد بن عبد الله بن زياد بن دراج - وقيل: درعاز - أبو
توبة الكاتب:
سمع أبا العتاهية الشاعر، وأبا عمرو الشيباني، وهارون بن حاتم، وأبا سعيد
الأصمعي، ومحمد بن زياد بن الأعرابي. حدث عنه أبو علي الحسن بن عليل
العنزي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو عبد الله
الحكيمي.
319

أخبرنا علي بن المحسن المعدل، حدثنا أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدي،
حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي، حدثنا أبو توبة صالح بن محمد بن دراج الكاتب
قال: أنشدنا ابن الأعرابي:
كانت سليمى إذا ما جئت طارقها * وأحمد الليل نار الموقد الصالي
قارورة من عبير عند ذي لطف * من الدنانير كالوه بمثقال
4858 - صالح بن الهيثم، أبو علي الطحان:
حدث عن أبي الوليد الطيالسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي وذكر أنه سمع
منه بحضرة جده أبى جعفر محمد بن عبيد الله المنادي.
4859 - صالح بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الفضل الرازي:
سكن بغداد في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي، وحدث عن عباد بن
موسى الأزرق وعفان بن مسلم، ومحمد بن عمر القصبي، وسليمان بن حرب،
ومعاوية بن عمرو، وعاصم بن علي، وسعيد بن سليمان، والحسن بن بشر بن سلم،
وعلي بن الجعد، والحكم بن موسى، وخالد بن خداش، ويحيى بن أيوب العابد.
روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الصمد بن علي
الطستي، وأبو بكر بن كامل، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وذكره
الدارقطني فقال: ثقة.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل
ابن العباس بن خزيمة، حدثنا صالح بن محمد الرازي، حدثنا عفان، حدثنا همام،
حدثنا قتادة عن أبي نضرة قال: قلت لجابر بن عبد الله: إن ابن الزبير نهى عن المتعة،
وإن ابن عباس يأمر بها؟ 1 قال: على يدي جرى الحديث، تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومع أبى بكر.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع قال: وتوفي من جانبنا الشرقي أبو الفضل صالح بن محمد الرازي، لأيام
خلت من شوال سنة ثلاث وثمانين.
320

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفي أبو الفضل
صالح بن محمد الرازي المولد لأيام خلت من العشر الأول من شوال سنة ثلاث
وثمانين ومائتين، كان ثقة مأمونا، قارئا للقرآن.
وفى حفظي عن أبي بكر أحمد بن محمد بن غزال أنه قال: سمعت صالح بن
محمد الرازي يقول: ختمت القرآن أربعة آلاف ختمة، ولم يغير شيبه.
4860 - صالح بن عمران بن حرب - وقيل: صالح بن عمران بن صالح -
ابن عمران بن عبد الله، أبو شعيب الدعاء:
بخارى الأصل. سمع سعيد بن داود الزنبري، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا
غسان النهدي، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم، وعبيد الله
العيشي، والحسن بن بشير بن سلم، وأبا عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن حميد
الرازي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن كامل القاضي، وإسماعيل
ابن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي - وأنا أسمع - قال: وأبو شعيب الدعا واسمه صالح بن عمران، كتب الناس
عنه ولم يكن بذاك القوي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو
شعيب الدعا صالح بن عمران بن حرب يوم السبت لتسع بقين من ذي القعدة سنة
خمس وثمانين ومائتين.
4861 - صالح بن مقاتل بن صالح الأعور:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو الطيب أحمد بن محمد بن إسماعيل المنادي، وأبو
سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع القاضي.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بقوي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا صالح بن
مقاتل، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن الزبرقان، عن نصر بن طريف، عن قتادة، عن أنس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.
321

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن صالح بن مقاتل بن صالح
الأعور مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - أن صالح بن مقاتل الذي كان عنده أحاديث هدبة بن المنهال، مات -
إما في آخر المحرم، وإما في أول صفر - سنة تسع وثمانين [ومائتين].
4862 - صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار،
أبى الأشرس الأسدي مولى أسد بن خزيمة، يكنى أبا علي، ويلقب جزرة:
وكان حافظا عارفا من أئمة الحديث، وممن يرجع إليه في علم الآثار، ومعرفة نقلة
الأخبار. رحل كثيرا، ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان، وانتقل عن بغداد إلى
بخاري فسكنها فحصل حديثه عند أهلها، وحدث دهرا طويلا من حفظه، ولم يكن
معه كتاب استصحبه، وكان قد سمع من سعيد بن سليمان، وعلي بن الجعد، وخالد
ابن خداش، وعبيد الله العيشي، وأبي نصر التمار، وهدبة بن خالد، وإبراهيم بن
الحجاج السامي، ويحيى بن معين، ومنجاب بن الحارث، وعلي بن المديني، وأبي بكر
وعثمان والقاسم بني أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن الحماني وأبي
الربيع الزهراني، وأحمد بن صالح المصري، وهشام بن عمار الدمشقي، والحكم بن
موسى، والهيثم بن خارجة، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن زياد سبلان، وإبراهيم
ابن المنذر الحزامي، وداود بن عمرو الضبي، ونوح بن حبيب القومسي، ووهب بن
بقية الواسطي، ومحمد بن عباد المكي، وسريج بن يونس، وخلق كثير غيرهم.
وكان صدوقا ثبتا أمينا، وكان ذا مزاح ودعابة مشهورا بذلك.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول:
كان صالح جزرة يقرأ على محمد بن يحيى " الزهريات "، فلما بلغ حديث عائشة
أنها كانت تسترقى من الخرزة قال: من الجزرة فلقب بجزرة.
قلت: هذا غلط لأن صالحا لقب جزرة قديما في حداثته، وكان سبب ذلك:
322

ما أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت
محمد بن أحمد بن سعدان يقول: سمعت صالحا - يعني جزرة - يقول: قدم علينا
بعض الشيوخ من الشام، وكان عنده عن جرير بن عثمان فقرأت أنا عليه حدثكم
جرير بن عثمان قال: كان لأبي أمامة خرزة يرقى بها المريض، فصحفت الخرزة
فقلت: كان لأبي أمامة جزرة، وإنما هو خرزة.
وأما البرقاني فقال: سمعت أبا حاتم بن أبي الفضل الهروي - بها - وسألته لم قيل
لصالح البغدادي جزرة؟ فقال: حدثني أبي أنه كان يقرأ على شيخ أن عبد الله بن بشر
كان يرقى ولده بخرزة، فجرى على لسانه بجزرة، فلقب بذلك. قلت لأبي حاتم: هل
غمز بشئ؟ فقال: كان متثبتا في الحديث جدا، ولكن كان ربما يطنز كما يكون في
البغداديين، كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان صالح وهذا الحافظ يمشيان
ببخاري، فاستقبلهما جمل عليه وقر جزر، فأراد ذلك الحافظ أن يخجل صالحا فقال:
يا أبا علي ما هذا الذي على البعير؟ فقال له صالح: أما تعرفه! قال: لا، قال: هذا أنا
عليك أراد جزر على جمل.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا عبد الله بن موسى
السلامي - إجازة - قال: قال لي أبو نوح سنان بن الأغر الأديب قال لي أبو علي
صالح بن محمد البغدادي: كان ببغداد شاعران، أحدهما صاحب حديث، والآخر
معتزلي، فاجتاز بي المعتزلي يوما فقال لي: يا بني كم تكتب! يذهب بصرك
ويحدودب ظهرك، وتزدار قبرك، ثم أخذ كتابي وكتب عليه:
إن القراءة والتفقه * والتشاغل بالعلوم
أصل المذلة والإضاقة * والمهانة والهموم
قال: ثم ذهب وجاء الآخر، فقرأ هذين البيتين فقال: كذب عدو نفسه، بل يرتفع
ذكرك، وينتشر علمك، ويبقى اسمك مع اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة. ثم
كتب هذين البيتين:
إن التشاغل بالدفاتر * والكتابة والدراسة
أصل التقية والتزهد * والرياسة والسياسة
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: صالح بن محمد الحافظ
البغدادي لقبه جزرة، وهو من ولد حبيب بن أبي الأشرس، وقع إلى بخاري، وأقام بها
حتى مات، وحديثه عند البخاريين، وكان ثقة صدوقا، حافظا عارفا.
323

حدثني الحسين بن محمد أخو الخلال عن أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال: صالح بن محمد أبو علي الحافظ الملقب بجزرة ما أعلم كان في عصره
بالعراق وخراسان في الحفظ مثله، دخل خراسان وما وراء النهر، فحدث بها مدة
طويلة من حفظه من غير كتاب أو أصل يصحبه، وما أعلم أخذ عليه مما حدث خطأ
أو شئ ينقم عليه.
رأيت أبا أحمد بن عدي الحافظ بجرجان يفخم أمره ويعظمه ويفضله بالحفظ على
غيره.
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد بن
عبد الرحمن الشيرازي قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي - ببلخ -
يقول: سمعت أبا حفص محمد بن حامد بن إدريس البخاري يقول: سمعت صالحا
جزرة يقول: عبرت جيحونكم وما معي كتاب.
حدثني محمد بن علي الصوري - لفظا - حدثني عبد الغني بن سعيد الحافظ قال:
سمعت حمزة بن محمد - هو الكناني - يقول: سمعت أبا بكر محمد بن محمد
الباغندي يقول: كنا في مجلس عثمان بن أبي شيبة ومعنا صالح جزرة، فقال رجل من
أصحاب الحديث لصالح: من روى عن المغيرة بن شعبة حديث المسح على الخفين؟
قال: فقال له صالح: رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن المغيرة بن شعبة،
وذكر جماعة قال: فقال له: بقى عليك، قد روى هذا عن المغيرة خلق كثير نحو
الأربعين، قال: فقال له صالح: يا هذا قد ذكرت لك جمهور الرواة عنه، وفي ذلك
كفاية - أو كما قال - ولكن من روى عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين اقتتلتا فرمت
إحداهما الأخرى بعمود، قال: فبلح الرجل ولم يأت بشئ. فقال له: يا أعمى القلب
أليس الساعة.
قرئ على أبي الحسن عثمان بن أبي شيبة، عن غندر عن شعبة عن منصور عن
إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة؟ قال الباغندي: ويضرب الدهر ضربه،
وأجتمع أنا وصالح بمصر، فنحن في الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا، ثم التفت
إلى صالح جزرة فقال له: ما أسند أبان بن تغلب؟ قال: فقال له صالح: ومن أبان
324

حتى يهتم بحديثه، أو يجمع؟ قال: وأساء عليه الثناء في مذهبه. أنفع من هذا إيش أسند
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، من عند الزهري عنه، ما عند يحيى بن سعيد عنه، ما
عند علي بن يزيد بن جدعان عنه قال: فبلح الرجل، قال الباغندي: فوقع لسعيد بن
المسيب في ذلك الوقت في قلبي حلاوة، فما زلت أجمعه - أو كما قال حمزة -.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
- ببخارى - حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين قال: سمعت أبا سعيد جعفر
ابن محمد بن محمد الطستي يقول: كنا ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين عند أبي
مسلم الكجي، وكان معنا عبد الله بن عامر بن أسد، فقال مستملى أبي مسلم لأبي
مسلم: إن هذا الشيخ - يعني عبد الله - مستملى صالح؟ فقال أبو مسلم: ومن صالح؟
فقال: صالح الجزري فقال أبو مسلم: ويحكم ما أهونه عندكم! لا تقولون سيد الدنيا
ولا سيد المسلمين تقولون صالح الجزري؟ قال: وكنا في أخريات الناس فقدمنا بعد
ذلك حتى جلسنا بين يديه فقال لنا: كيف أخي وكبيري؟ وقال لنا: ما تريدون!
فقلنا: أحاديث ابن عرعرة، وحكايات الأصمعي. فأملى علينا عن ظهر قلبه.
ومات ببغداد بعد خروجنا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا أحمد علي بن محمد المروزي يقول: سمعت صالحا يقول: كان هشام بن عمار
يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ، فدخلت عليه يوما فقال: يا أبا علي حدثني
بحديث لعلي بن الجعد، فقلت حدثنا علي بن الجعد، حدثنا أبو جعفر الرازي عن
الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: علم مجانا، فقال: تعرضت بي يا أبا علي. فقلت:
ما تعرضت بك بل قصدتك.
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب عن عبد الرحمن بن محمد
الاستراباذي قال: سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ يقول: سمعت عصمة
ابن بجماك البخاري - بمصر - يقول: سمعت صالحا جزرة يقول: كنت شارطت
هشام بن عمار على أن أقرا عليه كل ليلة بانتخابي ورقة، فكنت آخذ الكاغد
الفرعوني وأكتب مقرمطا، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة، فإذا
صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول: يا صالح ليس هذه ورقة، هذه شقة.
قال: وسمعت صالحا جزرة يقول: الأحول في المنزل مبارك، يرى الشيء شيئين.
أخبرنا البرقاني قال: قال لي أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي: بلغني أن صالحا - يعني
325

جزرة - سمع بعض الشيوخ يقول: إن السين والصاد يتعاقبان، قال: فسأل بعض
تلامذته عن كنية الشيخ! فقال له أبو صالح، قال: فقلت للشيخ: يا أبا سالح
أسلحك الله، هل يجوز أن تقرأ: (نحن نقص عليك أحسن القصص) [يوسف 3]
قال: فقال لي بعض تلامذته: أتواجه الشيخ بهذا؟ فقلت: إنه يكذب، إنما تتعاقب
السين والصاد في بعض المواضع، وهذا يذكره على الإطلاق.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا
أحمد بكر بن محمد الصيرفي - بمرو - يقول: سمعت صالحا جزرة يقول: كان عبد
الله بن عمر بن أبان يمتحن كل من يجئه من أصحاب الحديث فإنه كان غاليا في
التشيع، فدخلت عليه فقال من حفر بئر زمزم؟ قلت: معاوية بن أبي سفيان. قال:
فمن نقل ترابها؟ قلت: عمرو بن العاص، فصاح وزبرني ودخل منزله. وقال ابن
نعيم: سمعت أبا النضر الفقيه يقول: كنا نقرأ على صالح جزرة وهو عليل فتحرك
فبدت عورته، فأشار إليه بعض أهل المجلس بأن يجمع عليه ثيابه فقال: رأيته، لا ترمد
عينيك أبدا.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ قال:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت الوزير أبا الفضل البلعمي
يقول لمحمد بن خزيمة: إنه سمع كتاب المزني من صالح جزرة. قال: فصاح محمد
ابن إسحاق وقال: صالح لم يسمع هذا الكتاب من المزني قط، فكيف قرأ عليكم، هو
ركن من أركان الحديث لا يتهم بالكذب، فخجل أبو الفضل البلعمي من مقالته تلك
وكتب إلى بخاري في ذلك، قال: فكتبوا إليه أنهم سألوا صالحا عندك مختصر المزني.
فقال: نعم فاستأذنوه في قراءته فأذن لهم، فقرأوه عليه فلما فرغوا من قراءته قالوا كما
قرأنا عليك قال: نعم؟ فسأله بعضهم حدثكم المزني، قال: ولا حرفا، كنت أنا بمصر
أتفرغ إلى سماع هذا؟ إنما كان المزني يجالسنا ونجالسه، وسألتموني عندك الكتاب
قلت: نعم، وكان عندي منه نسخة فاستأذنتموني في قراءة الكتاب فأذنت لكم، ولم
تطالبوني بسماعي منه إلى الآن.
وقال أبو عبد الله: سمعت أبا علي خلف بن محمد البخاري يقول: حضرت
قراءة كتاب المزني على أبي علي صالح وجوابه إياهم عند الفراغ. فقال لهم: كنت
بمصر وبها جماعة يحدثون عن الليث، وابن لهيعة، والمزني، ممن يختلف معنا إليهم،
كنت أتفرغ له حتى يحدثني بالإرسال عن الشافعي من كلامه؟
326

أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول:
كنت عند صالح جزرة فدخل عليه رجل من أهل الرستاق، فأخذ يسأله عن
المحدثين، ويكتب جوابه فيهم، فقال له: يا أبا علي ما تقول في سفيان الثوري؟ فقال
صالح كذاب، فكتب ذلك الرجل فتعجبت من ذلك. فقلت: يا أبا علي هذا لا يحل
لك فان الرجل يتوهم أنك قلته على الحقيقة فيحكيه عنك؟ فقال: ما أعجبك؟ من
يسأل مثلي عن مثل سفيان الثوري، يفكر فيه أن يحكي أو لا يحكي؟
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أحمد
ابن سهل الفقيه - ببخارى - يقول: كنت مع صالح جزرة جالسا على باب داره، إذ
أقبل ابنه وعن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال صالح: يا أبا ناصر
تبت.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ، حدثنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا الحسن علي بن صالح بن محمد
يقول: ولد أبي بالكوفة في سنة عشر ومائتين، وقدم بخاري في ربيع الآخر سنة ست
وستين ومائتين، ومات يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين
ومائتين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: سنة ثلاث وتسعين فيها مات
صالح بن محمد الحافظ جزرة ببخارى.
أخبرني يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا صالح خلف بن محمد
ابن إسماعيل البخاري يقول: مات صالح بن محمد البغدادي الملقب بجزرة ببخارى
في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
حدثنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي - وأنا أسمع - قال: وجاءتنا من سمرقند وفاة صالح بن محمد بن المعروف بجزرة
سنة أربع وتسعين.
أخبرني أخو الخلال عن أبي سعد الإدريسي: أن صالح بن محمد مات ببخارى
في سنة أربع وتسعين ومائتين.
327

4863 - صالح بن عبد الله، مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين:
حدث عن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه
سمع منه بسر من رأى.
4864 - صالح بن محمد، أبو علي الجلاب:
حدث بدمشق، وبمصر، عن أبي عمرو حفص بن عمر الدوري، ويعقوب
الدورقي، ورزق الله بن موسى الإسكاف، وإسحاق بن بهلول التنوخي، ومحمد بن
إسماعيل الحساني. روى عنه الحسن بن حبيب الدمشقي.
كتب إلينا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن الحسن بن حبيب بن عبد
الملك الفقيه أخبرهم قال: حدثنا أبو علي صالح بن محمد الجلاب - بغدادي - حدثنا
أبو عمر حفص بن عمر الأزدي، حدثنا محمد بن عبد الأعلى الكوفي الكناسي عن
عمرو بن ذر الهمذاني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى عند لسان كل
قائل، فليتق الله عبد، ولينظر ماذا يقول ".
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله
القطان، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا محمد بن كناسة، حدثنا عمرو بن
ذر عن أبيه قال: إن الله عند لسان كل قائل فلينظر عبد ماذا يقول. ولم يذكر فيه
النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: صالح بن محمد الجلاب بغدادي
قدم مصر بعد الثلاثمائة وحدث بها.
4865 - صالح بن أحمد بن يونس، أبو الحسين البزاز، وهو: صالح بن أبي
مقاتل، ويعرف بالقيراطي:
هروي الأصل. حدث عن محمد بن معاوية بن مالج، ويعقوب بن إبراهيم
الدورقي، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن يحيى القطعي، والحسن بن زيد
328

الجصاص، ومحمد بن الحسن بن تسنيم، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، وعبيد الله بن
سعد الزهري، والمنذر بن الوليد الجارودي، وفضلك الرازي، وعلي بن داود
القنطري، وأحمد بن سنان الواسطي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وعيسى بن
جعفر الوراق، وأحمد بن سعيد الجمال، وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو
علي بن الصواف، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو بكر
ابن شاذان، وأبو حفص بن شاهين. وكان يذكر بالحفظ غير أن حديثه كثير
المناكير.
قرأت على الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن
حسان البستي - إجازة - قال: صالح بن أحمد بن أبي مقاتل شيخ كتبنا عنه ببغداد،
يسرق الحديث يقلبه، لعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديث فيما خرج من
الشيوخ والأبواب، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال الدارقطني: صالح حمو أبي علي
ابن الصواف.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن صالح القيراطي. فقال:
كذاب دجال، يحدث بما لم يسمعه.
قال لي البرقاني: لم نكن نكتب حديث صالح بن أبي مقاتل. قلت: ولم ذاك
لضعفه؟ فقال: نعم! هو ذاهب الحديث.
حدثني الأزهري قال: قال لنا أبو بكر بن شاذان: توفي صالح بن أحمد بن أبي
مقاتل في شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة.
4866 - صالح بن محمد بن نصر بن محمد بن عيسى بن موسى بن
عبد الله، أبو محمد الترمذي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن حمدان بن ذي النون، والقاسم بن عباد
الترمذي. روى عنه أبو الحسن بن الخلال المقرئ.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد
الخلال، حدثنا أبو محمد صالح بن محمد بن نصر بن محمد بن عيسى بن موسى
ابن عبد الله بن جموكيان بن شاذخ بن عبد الله الترمذي - قدم حاجا - حدثنا القاسم
ابن عباد الترمذي، حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، عن أبي عامر عن نوح بن أبي
329

مريم عن يزيد الهاشمي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " الدم مقدار الدرهم، يغسل وتعاد منه الصلاة ".
4867 - صالح بن بيان بن السكن، الدقاق:
حدث عن حماد بن الحسن بن عنبسة، ومحمد بن الخليل المخرمي، وأبي
إسماعيل الترمذي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا صالح
ابن بيان بن السكن الدقاق، حدثنا محمد بن الخليل المخرمي، حدثنا عبد الوهاب بن
عطاء، حدثنا سعيد عن أيوب عن أبي قلابة عن هشام بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن بيع الذهب بالفضة نسيئة، وأنبأنا أن ذلك ربا.
4868 - صالح بن محمد بن صالح، أبو علي الموصلي:
حدث ببغداد عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. روى عنه عمر بن
إبراهيم الكتاني المقرئ. وقال: قدم علينا.
4869 - صالح بن محمد بن عبد الوهاب بن حمزة، أبو الطيب البغدادي:
سكن سمرقند وحدث بها عن عبد الله بن محمد البغوي.
ذكر أبو سعد الإدريسي فيما حدثني به الحسين بن محمد أخو الخلال عنه وقال:
كان فاضلا خيرا ناسكا ثقة، كتبنا عنه بسمرقند سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ومات
بعد ذلك بأيام.
4870 - صالح بن إدريس بن صالح، أبو سهل البغدادي:
حدث بدمشق عن يحيى بن محمد بن صاعد. روى عنه تمام بن محمد بن عبد
الله الرازي.
4871 - صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس
ابن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس، أبو الفضل التميمي
الهمذاني:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن قارن الرازيين،
330

والحسن بن علي المكتب، وإبراهيم بن عمروس، والقاسم بن بندار، وعبد الرحمن بن
حمدان الهمذانيين، ومحمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي، وسليمان بن داود،
وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيين، وعمر بن أحمد بن علي المروزي، ومحمد بن
علي بن الحسين الصيدلاني، وغيرهم.
وكان حافظا فهما، ثقة ثبتا، صنف كتابا في طبقات الهمذانيين، وكتابا في سنن
التحديث، حدثنا عنه ممن سمع منه ببغداد محمد بن الفرج بن علي البزاز، وعلي بن
طلحة المقرئ، وقال لي علي: قدم علينا صالح في سنة سبعين وثلاثمائة.
4872 - صالح بن محمد بن المبارك بن إسماعيل، أبو طاهر المقرئ المؤدب:
من أهل الجانب الشرقي. حدث عن أبي ذر أحمد بن محمد بن محمد الباغندي،
وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، ومن بعدهما. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي،
وأحمد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز.
أخبرنا العتيقي وابن أشناس قالا: حدثنا أبو طاهر صالح بن محمد بن المبارك
المقرئ - في سوق الثلاثاء - قال ابن أشناس: في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقال
العتيقي: وكان ثقة، ثم اتفقا. قال: حدثنا أبو ذر بن الباغندي، حدثنا عبيد الله بن
سعد الزهري، حدثنا عمي، أخبرني - وفي حديث العتيقي حدثنا ابن أخي الزهري عن
عمه - قال: أخبرني عروة أنه سمع بسرة بنت صفوان تقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" من مس فرجه فليتوضأ " وفي حديث العتيقي " من مس ذكره فليتوضأ ".
4873 - صالح بن جعفر بن محمد بن جعفر بن زياد بن ميسرة، أبو الفرج،
ويعرف بالرازي:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر النيسابوري، وأحمد بن علي بن
العلاء الجوزجاني. حدثنا عنه الأزهري، والعتيقي، والقاضيان أبو عبد الله الصيمري،
وأبو القاسم التنوخي، وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: توفي صالح بن جعفر الرازي يوم الجمعة
الخامس من رجب سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
331

4874 - صالح بن محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد
ابن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب، أبو عيسى الهاشمي، ويعرف بابن أم شيبان:
حدث عن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن الخراساني. حدثني عنه
القاضي أبو عبد الله الصيمري.
4875 - صالح بن محمد بن الحسن بن موسى، أبو محمد المؤدب:
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وأحمد بن
كامل القاضي، وأبا علي بن الصواف. كتبت عنه في سنة ثمان وأربعمائة، وكان
صدوقا.
ذكر من اسمه صدقة
4876 - صدقة بن إبراهيم المقابري:
أحد من يذكر بالصلاح والزهد، والعلم والفضل، وكان بينه وبين معروف
الكرخي مودة وإخاء.
كما أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق،
حدثنا أحمد بن المغلس قال: حدثني يعقوب ابن أخي معروف قال: كان عمي
مؤاخيا لصدقة بن إبراهيم، وأسود بن سالم، وكانا جميعا يودان معروفا مودة
صحيحة، ويتجاوبان بالعلم والعمل، وذكر خبرا طويلا.
حدثني الحسن بن محمد بن الحسن الخلال - لفظا - حدثنا إسماعيل بن محمد بن
زنجي، حدثنا محمد بن خلف القاضي وكيع، حدثنا الحسين بن داود، حدثنا صدقة
ابن إبراهيم المقابري، أخبرنا النضر بن سهل عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب
ليهوديين سألاه عن الدرهم لم سمي درهما، وعن الدينار لم سمي دينارا؟ قال: أما
الدرهم فسمي درهم، وأما الدينار فضربته المجوس فسمته دي نارا.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي،
حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا سعدان بن يزيد عن صدقة - وهو المقابري -
332

قال: بلغني أن رجلا عاده إخوانه فقالوا كيف تجدك؟ فقال: إن الذي بي من البلاء،
أقل مما أصبت من لذة الهوى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء، حدثنا أحمد الخلال قال: قال صدقة المقابري - وذكر شيئا من
أمر المعاش - فقال: لا ترضى ولا تشكر إذ لم يذلك بالسجود لغيره.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت نصر بن أبي نصر الطوسي يحكي عن بعض
مشايخه قال: كان صدقة المقابري من المبالغين في التحقق، كان يقول أتى على
عشرون سنة لم أكلم أحدا حتى أومر بكلامه، ولا تركت كلام أحد حتى أومر بترك
كلامه.
4877 - صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة، أبو العباس، مولى علي بن أبي
طالب:
روى أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع عنه عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي
سعيد الأصمعي، وأبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن محمد بن عائشة، ومحمد بن
سلام الجمحي، وسويد بن سعيد، وأبي الربيع الزهراني، وإبراهيم بن المنذر الحزامي
وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وكان الذارع غير
ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع، حدثنا
صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة أبو العباس - مولى علي بن أبي طالب بالبصرة،
وببغداد سنة تسع وثمانين ومائتين - حدثنا أبو الوليد عن شعبة عن يعلى بن عطاء
قال: سمعت عبد الله بن سفيان الثقفي يحدث عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله
أوصني بأمر لا أسأل عنه بعدك غيرك؟ قال: " قل ربي الله واستقم " قلت: فما أتقي؟
قال: " فأشار إلى لسانه ".
هذا الشيخ مجهول، وقد روى عنه الذارع أحاديث منكرة، والحمل فيها عندي
على الذارع، والله أعلم.
333

4878 - صدقة بن زكريا بن عمرو، أبو عمرو الدهقان العاقولي:
حدث أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الثلاج عنه عن عبد الكريم بن الهيثم.
ذكر أنه سمع منه بدير العاقول.
4879 - صدقة بن هبيرة، أبو عبد الله الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبيد الله الرفاعي، ويوسف بن يعقوب
المعدل، وهما شيخان مجهولان. روى عنه يوسف بن عمر القواس، وذكر أنه سمع
منه ببغداد في دار الخليفة.
فأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: قرئ على
صدقة بن هبيرة - وأنا أسمع - قيل له حدثك يوسف بن يعقوب المعدل، حدثنا حفص
ابن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن العلاء الإسكندراني عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد
عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات وهو
يقول القرآن مخلوق، لقي الله يوم القيامة ووجهه إلى قفاه " من بين ابن هبيرة وبقية
لا يعرف، وثور بن يزيد لم يدرك أم الدرداء.
4880 - صدقة بن علي بن محمد بن المؤمل، أبو القاسم التميمي الدارمي:
من أهل الموصل كان يتولى القضاء بنصيبين، وقدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم
ابن ثمامة الحنفي - شيخ مجهول - ذكر صدقة أنه حدثه عن قتيبة بن سعيد، وعبد الله
ابن معاوية الجمحي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وروى
صدقة أيضا عن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري،
وبكر بن أحمد الشعراني، وأحمد بن الحسن بن محمد بن بكار الدمشقي، وعبد الله
ابن زياد بن المغيرة الموصلي، والحسين بن علي بن زياد الطبراني، وأبي عبيد الله
محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن عبد الرحمن بن واقد التنوخي، وأبي
بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، وغيرهم.
حدثنا عنه علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا التنوخي، حدثنا صدقة بن علي
334

الموصلي - وكان خليفة أبي على قضاء نصيبين وأعمالها قرأ علينا من لفظه في منزلنا
ببغداد في ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة - بعد أن كتبه لنا من حفظه - حدثنا
إبراهيم بن ثمامة الحنفي بمصر، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا مالك بن أنس عن ابن
شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم النداء
فقولوا مثل ما يقول المؤذن ".
قال التنوخي: ذكر لنا صدقة أنه ولد في سنة سبع وثلاثمائة.
ذكر من اسمه صلة
4881 - صلة بن زفر، أبو العلاء - ويقال: أبو بكر - العبسي الكوفي:
حدث عن عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان. روى عنه أبو وائل شقيق بن
سلمة، وعامر الشعبي وأبو إسحاق السبيعي، وربعي بن حراش، وإبراهيم التنوخي،
والمستورد بن الأحنف، وكان ثقة. ورد المدائن في حياة حذيفة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا يحيى بن
محمد بن صاعد قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، أخبرنا يزيد بن هارون،
حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن صلة بن زفر قال: سرت مع
حذيفة حتى إذا كنا بالصحراء دون ساباط، فالتفت وراءه إلى الأفق فقال: يا صلة
أرأيت لو كان معك رغيف وعرق أكنت آكلا وأنت تريد الصوم؟ قال: قلت: لا
والله، ثم سار هنية فقلت: يا أبا عبد الله، الصلاة، فالتفت إلى الأفق فقال: يا صلة
أرأيت لو كان معك قدح من لبن وأنت تريد الصوم أكنت شاربه؟ قال: قلت: لا
335

والله قد أصبحت، قال: لكني أنا وأيم الله لو رميت بسهم ما خفي على حيث يقع.
قال صلة: فقلت في نفسي إنما هذا شئ يعلمنيه.
أخبرني هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا
عبد الرحمن - يعني ابن أبي حاتم - حدثنا عمر بن شبة، حدثنا زيد بن يحيى
الأنماطي، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال: قلب صلة بن زفر
من ذهب.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: صلة بن
زفر كوفي ثقة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
أخبرنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط: وصلة بن زفر
العبسي مات في ولاية مصعب.
4882 - صلة بن سليمان، أبو زيد العطار:
من أهل واسط. سكن بغداد وحدث عن هشام بن حسان، وعبد الملك بن
جريج، ومحمد بن عمرو، وأشعث بن عبد الملك. روى عنه حيدون بن عبد الله،
ومحمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيان.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث
منكرة.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد
ابن حنيفة أبو حنيفة، حدثنا حيدون أبو حيدرة، حدثنا صلة بن سليمان العطار،
حدثنا أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجلسائه: " خذوا
جنتكم من النار قولوا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول
ولا قوة إلا بالله. فإنهن المقدمات وهن المعقبات وهن الباقيات الصالحات ".
أخبرني عبد الله بن يحيى العسكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
336

جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: وصلة هو ابن
سليمان ليس بثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال:
صلة بن سليمان ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد قال: حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صلة بن سليمان كان واسطيا
وكان ببغداد وكان كذابا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صلة بن سليمان
ليس بذاك القوي.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد
الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو زيد صلة بن سليمان
واسطي ليس بثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن صلة بن سليمان فقال:
كذاب.
4883 - صلة بن المؤمل بن خلف، أبو القاسم البزاز:
نزل مصر وحدث بها عن أبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي،
ومخلد بن جعفر، وأبي الحسن بن لؤلؤ. وغيرهم.
ذكر لي أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الإمام بالأنبار أنه كتب عنه
بمصر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وكان صدوقا.
وذكر إبراهيم بن سعيد الحبال المصري أنه مات في يوم الخميس الثالث من شهر
ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
337

ذكر من اسمه الصباح
4884 - الصباح بن سهل، أبو سهل المدائني:
حدث عن زياد بن ميمون. روى عنه محمد بن سلام البيكندي.
أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ - ببخارى
- حدثنا محمد بن نصر بن خلف، حدثنا أبو كثير سيف بن حفص، حدثني علي بن
الجنيد أبو الحسن، ومحمد بن حميد بن فروة قالا: حدثنا محمد بن سلام، حدثنا أبو
سهل المدائني - يعني الصباح بن سهل - عن زياد بن ميمون، عن أنس بن مالك قال:
كانت امرأة بالمدينة عطارة يقال لها الحولاء فجاءت إلى عائشة فقالت: يا أم المؤمنين
نفسي لك الفداء إني أزين نفسي لزوجي كل ليلة حتى كأني العروس أزف إليه،
وذكر الحديث.
4885 - الصباح بن بيان:
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: الصباح بن بيان بغدادي يحدث
عن يزيد بن أوس الحمصي عن عامر بن شرحبيل عن عبد الله بن سعيد بن قيس
الهمداني بحديث غزاة مسلمة، حدثنا بذلك أبو عمرو بن السماك عن الحسن بن
سلام عنه.
قلت: وأخبرنا ابن رزقويه، أخبرنا أبو عمرو بن السماك بقصة غزاة مسلمة بن
عبد الملك بن مروان إلى بلاد الروم، وخبر دخوله القسطنطينية، كما ذكر الدارقطني
وهي في جزء مفرد.
338

ذكر من اسمه صبيح
4886 - صبيح الخلدي المراق.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه
سمعه من أبى العباس محمد بن يعقوب الأصم - وذهب أصله به - ثم أخبرني العتيقي
- قراءة - أخبرنا عثمان بن محمد بن محمد المخرمي، أخبرني الأصم أن العباس بن
محمد حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يقولان: صبيح كان ينزل
الخلد، وكان يحدث عن عثمان بن عفان، وعن عائشة أم المؤمنين، وكان كذابا خبيثا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يقولان: كان صبيح ينزل
عند الخلد، وكان كذابا.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - عن صبيح البغدادي. فقال: ليس بشئ.
4887 - صبيح بن عبد الله، أبو الفتح الأسود، مولى القاضي أبى عبد الله
الحسين بن هارون الضبي:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن أحمد بن محمد الشماخي الهروي،
وجماعة من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا صبيح بن عبد الله - في سنة ثمان وأربعمائة - حدثنا أبو عبد الله الحسين بن
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي، حدثنا أبو حاتم محمد بن المنذر الباشاني، حدثنا
علي بن خشرم، حدثنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالت: ما حسدت من الناس ما حسدت خديجة، ما تزوجني إلا بعد ما ماتت، وذلك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب.
339

ذكر من اسمه الصقر
4888 - الصقر بن عبد الرحمن ابن بنت مالك بن مغول، يكنى أبا بهز:
وهو كوفي نزل بغداد وحدث بها عن عبد الله بن إدريس الأودي، وخلف بن
خليفة الأشجعي. روى عنه أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، وأبو يعلى الموصلي
وغيرهما.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال:
قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس: كان في
حائط فقال إيذن له وبشره بالجنة مثل حديث أبي موسى؟ فقال: كذب، هذا
موضوع، لم يكن عند ابن إدريس إلا ثلاثة أحاديث عن المختار عن أنس في الأشربة.
أخبرنا بحديث أبى بهز هذا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا
عبد الله بن محمد بن عثمان المزني، حدثنا أبو يعلى.
وحدثناه الحسن بن علي الجوهري - إملاء - أخبرنا محمد بن النضر الموصلي،
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بهز صقر بن عبد الرحمن بن بنت
مالك بن مغول، حدثنا عبد الله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك
قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل إلى بستان، فأتى آت فدق الباب. فقال: " يا أنس قم فافتح
له وبشره بالجنة، وبشره بالخلافة من بعدي " قال: قلت: يا رسول الله أعلمه؟ قال:
" أعلمه " فإذا أبو بكر، قلت: أبشر بالجنة، وأبشر بالخلافة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
جاء آت فدق الباب فقال: " يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة، وبشره بالخلافة من
بعد أبي بكر " قلت: يا رسول الله أعلمه؟ قال: " أعلمه " فخرجت فإذا عمر، قال:
قلت له: أبشر بالجنة، وأبشر بالخلافة من بعد أبي بكر، ثم جاء آت فدق الباب فقال:
" قم يا أنس فافتح له، وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر، وأنه مقتول " قال:
فخرجت فإذا عثمان قلت: أبشر بالجنة، وبالخلافة من بعد عمر، وأنك مقتول، قال:
فدخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لمه؟ والله ما تغنيت ولا تمنيت، ولا مسست
ذكرى بيميني منذ بايعتك. قال: " هو ذاك يا عثمان ".
340

أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث الصقر بن عبد
الرحمن عن ابن إدريس عن مختار بن فلفل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " باكروا
بالصدقة " الحديث. فقال: سألت أبا بكر بن أبي شيبة عن هذا الحديث في سنة
ثلاثين ومائتين فقال: من روى هذا الحديث يحتاج إلى أن يقلع له أربعة أضراس.
قال عبد المؤمن: سألت أبا علي عن الصقر فقال: كان شيخا مغفلا مطروحا
ببغداد، وهذا حديث رواه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف، عن المختار لا
أصل له، وأبو الصقر عبد الرحمن بن مالك بن مغول كان - يعني الصقر - يضع
الحديث، كان جده مالك بن مغول.
قرأت في كتاب أبى الحسن بن الفرات بخطه، أخبرنا محمد بن العباس الهروي،
حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه. قال: قال أبو علي صالح بن محمد:
عبد الرحمن بن مالك بن مغول من أكذب الناس، وأبو بهز ابنه كان أكذب من أبيه.
4889 - الصقر بن عبد الرحمن بن جميع، أبو الليث الدينوري، يعرف
بالقواس:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأحمد بن
الفضل البخاري. روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني -
وقال: كان إمام جامع براثي - وعبد العزيز بن علي الأزجي.
أخبرني عبد العزيز بن علي، حدثنا صقر بن عبد الرحمن بن جميع - أبو الليث
الدينوري في سوق السلاح - حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثني محمد بن عزيز،
حدثني سلامة عن عقيل عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد أنه سمع أبا هريرة يقول:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين فقال: " الله أعلم بما كانوا عاملين ".
341

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
4890 - صعصعة بن يزيد:
تابعي كان يسكن المدائن. وحدث بها عن عبد الله بن عباس. روى عنه أبو
إسحاق السبيعي.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن
فارس، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا حجاج، حدثنا حسن الأشيب،
حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق عن صعصعة بن يزيد - وكان منزله بالمدائن - قال
البخاري: سمع ابن عباس، وقال الثوري: ابن زيد، وقال إسرائيل وشريك: عن أبي
إسحاق عن صعصعة بن يزيد خالفوه، وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن زيد بن
صعصعة.
قرأت على القاضي أبى العلاء محمد بن علي الواسطي عن أبي الفتح محمد بن
الحسين الأزدي الحافظ في تسمية من روى عنه أبو إسحاق ولم يحدث عنه غيره قال:
صعصعة بن يزيد، ويقال ابن زيد ويقال ابن معاوية، عن ابن عباس.
4891 - الصلت بن مسعود الجحدري:
بصري ولى القضاء بسر من رأى. وحدث بها عن حماد بن زيد، وعبد الوارث
ابن سعيد، وجعفر بن سليمان، ومسلم بن خالد ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي،
وسفيان بن عيينة، وعباد بن عباد، وسلمة بن رجاء، ومعلى بن راشد. روى عنه
الحسن بن مكرم، وعبد الله بن أبي سعد، وأحمد بن الحسين بن نصر الحذاء، وأحمد
ابن أبي عوف البزوري، ومحمد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
أخبرنا هلال بن الحفار، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق - إملاء - حدثنا أبو عبد الله
342

محمد بن خلف المروزي، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، حدثنا المعلى بن
راشد أبو اليمان القواس، حدثنا زياد بن ميمون أبو عمار، عن أنس بن مالك قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في ملأ من أصحابه إذ ضحك - أو بكى - فقال له أصحابه:
يا نبي الله ما الذي أضحكك - أو أبكاك - قال: " عجبت من رجل يجيء يوم القيامة
متعلقا برجل إلى ربه فيقول يا رب خذ لي حقي من هذا، قال: فيقول له الرب تعالى
أعط أخاك حقه، فيقول يا رب والله ما لي حسنة، قال: فيقول له الرب زعم أخوك هذا
أنه ليس له حسنة، قال: فيقول يا رب فخذ من سيئاتي فاحملها عليه، فيقول الرب
ارفع طرفك فانظر، قال: فيرفع طرفه فينظر فيفتح له أبواب الجنان، فيرى فيها قصورا
من الدر، والياقوت، والذهب قال: فيقول يا رب لمن هذا؟ لأبي مالك هذا، أو لأبي
مصطفى هذا؟ قال: فيقول له الرب تعالى هذا لمن أعطى ثمنه، فيقول ومن عنده ثمن
هذا، أو من يقدر؟ قال: فيقول له الرب تعالى هو عندك وأنت تقدر عليه فيقول:
يا رب وما هو؟ قال: تعفو عن أخيك هذا، قال: فيقول يا رب عفوت، يا رب عفوت،
يا رب عفوت عنه ثلاثا، قال: فيقول الرب خذ بيده قال: فيأخذ بيده ثم ينطلقان
جميعا حتى يدخلا الجنة ".
قال أبو عبد الله: سمعت هذا الحديث مع أحمد بن حنبل من هذا الشيخ.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: سنة ست وثلاثين - يعني ومائتين - فيها ولى الصلت بن مسعود القضاء بسر من
رأى.
قلت: لم يزل الصلت قاضيا بسر من رأى إلى أن عزل في سنة تسع وثلاثين
ومائتين، قبيل وفاته بيسير.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد المروزي قال: وسألته - يعني صالح بن محمد المعروف بجزرة - عن الصلت
ابن مسعود فقال: ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات الصلت بن مسعود الجحدري.
343

4892 - صرد بن حماد بن سالم، أبو سهل الصيرفي الواسطي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي قطن عمرو بن الهيثم، وعبد الرحمن بن مسهر
أخي علي، والحسن بن الحكم بن طهمان، وبكر بن بكار. روى عنه أبو بكر بن أبي
الدنيا، وقاسم بن زكريا المطرز، وإسماعيل بن العباس الوراق، ومحمد بن مخلد
العطار، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا إسماعيل بن
العباس بن محمد الوراق، حدثنا صرد بن حماد أبو سهل - قال: حدثنا الحسن بن
الحكم بن طهمان، حدثنا أبو معدان عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: جاءت
امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها جارية لها سوداء، فقالت: يا رسول الله أتجزي عني هذه إن
أعتقتها؟ قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين الله؟ " قالت: في السماء. قال: " من أنا؟ "
قالت: أنت رسول الله. قال لها: " تشهدين أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله " قالت:
نعم! قال: " أعتقيها فإنها تجزى عنك ".
قال علي بن عمر: هذا غريب من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه، تفرد به
أبو معدان. وهو غريب من حديث أبي معدان عبد الله بن معدان، تفرد به الحسن بن
الحكم عنه، ولا أعلم حدث به غير صرد بن حماد.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال
محمد بن مخلد - فيما قرأت عليه - ومات صرد الصيرفي سنة ثمان وخمسين - يعني
ومائتين - زاد غيره عن ابن مخلد في يوم الأحد لأربع خلون من شعبان.
4893 - صاحب بن حاتم، الفرغاني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق - لفظا - حدثنا علي بن عمر بن محمد
السكري، حدثنا صاحب بن حاتم الفرغاني - قدم علينا للحج - حدثنا أحمد بن
حرب عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: أخبرني داود بن قيس الفراء عن
محمد بن صالح عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ فأحسن الوضوء،
ثم خرج عامدا إلى مسجد قباء لا ينزعه إلا الصلاة فيه، فصلى فيه ركعتين، كانت
عدل عمرة ".
344

4894 - صاعد بن محمد، أبو العلاء النيسابوري ثم الاستوائي:
من أهل استواء، وهي قرية من رستاق نيسابور. سمع عبد الله بن محمد بن علي
ابن زياد، وإسماعيل بن نجيد النيسابوريين، وبشر بن أحمد الأسفراييني، ومن بعدهم.
وورد العراق في حداثته حاجا فسمع بالكوفة من علي بن عبد الرحمن البكائي، وولى
بعد ذلك قضاء نيسابور، ثم عزل وولى مكانه أبو الهيثم عتبة بن خيثمة، وكان أحد
شيوخه.
فحدثني علي بن المحسن التنوخي قال: لما عزل صاعد بن محمد عن قضاء
نيسابور بأستاذه أبي الهيثم عتبة بن خيثمة، كتب إليه أبو بكر محمد بن موسى
الخوارزمي هذين البيتين وأنشدناهما لنفسه:
وإذا لم يكن من الصرف بد * فليكن بالكبار لا بالصغار
وإذا كانت المحاسن بعد * الصرف محروسة فليس بعار
وكان صاعد عالما فاضلا صدوقا، وانتهت إليه رياسة أصحاب الرأي بخراسان
وقدم بغداد وحدث بها.
فحدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدثنا القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد
الفقيه - ببغداد - وأسند لي عنه حديثا - فسألت الصيمري عن قدوم صاعد بغداد.
فقال: آخر سنة قدمها سنة ثلاث وأربعمائة.
قلت: وقد لقيته أنا بنيسابور، وسمعت منه وبلغني أنه مات في سنة اثنتين وثلاثين
وأربعمائة.
انقضي حرف الصاد
345

باب الضاد
347

4895 - ضرار بن سهل، الضراري:
حدث عن الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه عبد الله بن أحمد الغباغبي.
حدثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن
أحمد بن محمد التميمي المعلم - المعروف بالغباغبي لفظا - قال: حدثنا ضرار بن
سهل الضراري - ببغداد في دار الخلنجيين، في رأس الجسر - قال: حدثنا الحسن بن
عرفة، حدثنا أبو حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن عن حميد عن أنس قال: قال لي
علي بن أبي طالب: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر
والدا، وعمر مشيرا، وعثمان سندا، وأنت يا علي ظهيرا، أنتم أربعة قد أخذ الله لكم
الميثاق في أم الكتاب لا يحبكم إلا مؤمن تقي، ولا يبغضكم إلا منافق شقي، أنتم خلفاء
نبوتي، وعقد ذمتي وحجتي على أمتي ".
هذا الحديث منكر جدا لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلا ضرار بن سهل وعنه
الغباغبي وهما جميعا مجهولان.
4896 - ضرار بن أحمد بن ثابت، أبو الطيب الحنبلي:
قرأت في كتاب أبى القاسم بن الثلاج - بخطه - حدثني أبو الطيب ضرار بن أحمد
ابن ثابت الحنبلي، حدثني أبو علي الخرقي، حدثني المروذي قال: سئل أبو عبد الله
أحمد بن حنبل وأنا أسمع عن الحقنة فقال: أكرهها لأنها تشبه باللواط.
4897 - ضرار بن رافع بن ضرار بن رافع بن عصم، أبو عمرو الضبي:
من أهل هراة. قدم بغداد وحدث بها عن علي بن محمد بن أحمد بن رزين
الهروي وغيره. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي.
أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد، حدثنا أبو عمرو ضرار بن رافع بن
عصم بن بلال الضبي الهروي - قدم علينا بغداد - حدثنا عبد الرحمن بن أحمد
المروزي - المعروف بابن علك - حدثنا عبدان بن عيسى المروزي، حدثنا بندار، حدثنا
يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم، عن
علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال
بالنيات ". الحديث.
348

أخبرنا عبد الكريم بن محمد المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: ضرار بن
رافع بن ضرار بن رافع بن عصم بن بلال بن عصم بن عباس بن سعيد بن المجشر بن
عامر الضبي العصمي الهروي قدم علينا في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
قلت: ذكر غيره بدل سعيد بن المجشر شعبة بن المجشر، فالله أعلم.
4898 - ضياء بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد الله الخياط:
هروي الأصل سكن بغداد بالجانب الشرقي منها ناحية الرصافة، وحدث بها عن
عمر بن أحمد بن شادران القرميسيني، وعيسى بن أحمد بن علي بن زيد الدينوري،
ومحمد بن الحسن بن شيبان الأبلي، وعلي بن أحمد بن محمد بن غسان البصري.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا ضياء بن أحمد، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شادران القرميسيني -
بالدينور في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة - حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد
الطيالسي، حدثنا عبد الأعلى - يعني ابن حماد النرسي - حدثنا المعتمر بن سليمان بن
عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن
أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
سألت ضياء عن مولده فقال: في صفر من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وولدت
ببغداد، وحملني أبي إلى الدينور وأنا صغير، ثم ردني إلى بغداد وحدرني إلى البصرة
بعد ذلك. كان ضياء حيا ببغداد إلى أن خرج عنها، وبلغنا أنه مات في أول سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة.
انقضي حرف الضاد
349

باب الطاء
351

ذكر من اسمه طلحة
4899 - طلحة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود بن أبي البختري بن
هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، المديني:
كان من أشراف قريش وأفاضلهم، وقدم على السفاح أمير المؤمنين، فأقام في
ناحيته إلى أن توفي، ثم انتقل إلى بغداد لما سكنت فسكنها وأقام بها في صحابة
المنصور وفى صحابة المهدى من بعده.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: ومن ولد أبي البختري بن هشام طلحة بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن الأسود بن أبي البختري، وأمه وأم أخويه - علي وحسن - ابني عبد
الرحمن - برة بنت سعيد بن الأسود، وأمها فاطمة بنت علي بن أبي طالب، وأم عبد
الرحمن بن عبد الله بن الأسود حميدة ابنة طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن
صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وأمها أم كلثوم بنت عبد الرحمن
ابن أبي بكر الصديق، ولذلك يقول طلحة بن عبد الرحمن:
جدي علي وأبو البختري * وطلحة التيمي والأسود
وجدي الصديق أكرم به * جدا وخالي المصطفى أحمد
لهذه الولادات التي ولدته. وكان طلحة بن عبد الرحمن في صحابة أبي العباس
أمير المؤمنين، ثم في صحابة أمير المؤمنين المنصور، ثم في صحابة أمير المؤمنين المهدي.
وداره ببغداد عند أصحاب الثلج في عسكر المهدي أمير المؤمنين، وداره بالمدينة إلى
جنب بقيع الزبير بالبقال.
قلت: البقال موضع.
4900 - طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش، الأنصاري الزرقي:
واسم أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن مخلد بن عامر بن
352

زريق، وكان طلحة من أهل المدينة فسكن بغداد في ربض الأنصار. وحدث عن
يونس بن يزيد الأيلي، وعبد الواحد بن ميمون. روى عنه عباد بن موسى الختلي،
وعثمان بن أبي شيبة الكوفي، وغيرهما.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدثنا عباد بن موسى الختلي، حدثنا
طلحة بن يحيى الزرقي، حدثني يونس عن ابن شهاب عن طارق عن سعد عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا طلحة بن يحيى الأنصاري - وكان ثقة -.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن معروف،
أخبرنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: طلحة بن يحيى الأنصاري كان
ينزل ربض الأنصار، روى عن يونس بن يزيد. وسمع منه عباد بن موسى سماعا
كثيرا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل.
وقيل له طلحة بن يحيى فقال: مقارب الحديث يحدث عن يونس.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا محمد بن عبد الله - يعني
الدهان - أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا جدي يعقوب بن شيبة قال: طلحة بن
يحيى شيخ ضعيف جدا ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه.
قلت: قد وصفه يحيى بن معين بالثقة، وأخرج البخاري ومسلم بن الحجاج
حديثه في صحيحهما.
353

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: طلحة بن يحيى الأنصاري ثقة، وكان ينزل ربض الأنصار.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين -.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني قال: سمعت أبا يعلى الموصلي
قال: سمعت يحيى بن معين وسئل.
وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي بدمشق، أخبرنا القاضي أبو
بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال - وسئل
يحيى بن معين عن طلحة بن يحيى - فقال: ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول:
طلحة بن يحيى الأنصاري لا بأس به.
ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح أن طلحة رجع إلى المدينة فمات بها.
4901 - طلحة بن عبيد الله البغدادي:
من ساكني مصر. حكى عن أحمد بن حنبل.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني - بنيسابور - حدثنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري - إملاء - حدثنا أبو النضر محمد بن إسحاق
الرشادي قال: سمعت ابن مسعدة يقول: سمعت طلحة بن عبيد الله البغدادي وكان
- يسكن مصر - يقول وافق ركوبي ركوب أحمد بن حنبل في السفينة من غير تعبية،
فكان يطيل السكوت فإذا تكلم قال: اللهم أمتنا على الإسلام والسنة.
4902 - طلحة بن محمد بن العباس، أبو زرعة. أحسبه من أهل خراسان:
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو زرعة طلحة
ابن محمد بن العباس - قدم علينا - حدثنا أبو محمد سعيد بن محمد بن نوح، حدثنا
داود بن مخراق، حدثنا خالد بن صبيح عن الحسن بن عمارة عن حبيب بن أبي ثابت
354

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي الرجل امرأته
مستحاضة.
4903 - طلحة بن محمد بن أبي إسرائيل بن يعقوب، أبو محمد الجوهري:
حدث عن يحيى بن أبي طالب، وعن أبيه. روى عنه المعافى بن زكريا.
4904 - طلحة بن أحمد بن حفص، أبو الحسين الصفار:
حدث عن محمد بن يونس الكديمي، والحسن بن علوية، وأبي سعيد العدوي،
والعباس بن يوسف الشكلي. روى عنه محمد بن عمر بن زنبور الوراق، وعلي بن
محمد بن علوية الجوهري.
4905 - طلحة بن محمد بن أحمد بن فهد، أبو أحمد البصري:
حدث عن محمد بن إسماعيل بن أبي حكيم البزاز. روى عنه أبو الفتح بن
مسرور، قال: سمعت منه ببغداد، وكان ثقة من أصحاب الحديث المجودين.
4906 - طلحة بن محمد بن إسحاق، أبو محمد المعروف بابن أبي العباس
الصيرفي:
وهو أخو سعد بن محمد. سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي
ابن شبيب المعمري. حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني وكان صدوقا.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا طلحة وسعد ابنا محمد بن إسحاق الناقد ببغداد. قالا:
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني
أبي، حدثنا ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجيء القاتل يوم
القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله عز وجل ".
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج - بخطه: توفي طلحة بن محمد بن إسحاق
في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
4907 - طلحة بن عمر بن علي، أبو القاسم الحذاء:
حدث عن محمد بن محمد الباغندي وأبي القاسم البغوي. حدثنا عنه محمد بن
عمر بن بكير المقرئ، وبشرى بن عبد الله الرومي، وعبد العزيز بن علي الأزجي.
355

أخبرنا بشرى بن عبد الله، حدثنا أبو القاسم طلحة بن عمر بن علي الحذاء - في
دكانه بباب الطاق - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد
ابن بكار بن الريان، حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تعلقوا الدر في أعناق الخنازير ".
4908 - طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم الشاهد:
حدث عن عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، ومحمد بن العباس اليزيدي،
وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن الحسين الأشناني الكوفيين، وأبي القاسم البغوي،
وأبي بكر بن أبي داود، وأحمد بن القاسم أخي أبي الليث الفرائضي، وأبي صخرة
الشامي، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ
وغيرهم. حدثنا عنه عمر بن إبراهيم الفقيه، والأزهري، وأبو محمد الخلال،
وعبد العزيز بن علي الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي
الجوهري.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان طلحة
سيئ الحال في الحديث، وكان يذهب إلى الاعتزال ويدعو إليه. سمعت الحسن بن
محمد الخلال - وذكر طلحة بن محمد - فقال: كان معتزليا، داعية يجب أن لا يروى
عنه.
سمعت الأزهري ذكر طلحة صاحب ابن مجاهد فقال: ضعيف في روايته وفي
مذهبه
قال لنا التنوخي: ولد طلحة بن محمد بن جعفر في شهر ربيع - لا أدري أيهما -
من سنة إحدى وتسعين ومائتين.
حدثني الأزهري والعتيقي: أن مولد طلحة كان في أول سنة إحدى وتسعين
ومائتين. قالا: ومات في سنة ثمانين وثلاثمائة. قال الأزهري: في شوال، وقال
العتيقي: توفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لإحدى عشرة بقيت من شوال، قال:
وكان المتقدم في وقته على جماعة الشهود، ويذهب مذهب الاعتزال.
356

4909 - طلحة بن أحمد بن الحسن، أبو القاسم. وقيل: أبو محمد الخزاز
الصوفي:
حدث عن القاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن فضالة السوسي، ومحمد بن
أحمد بن أبي مهزول، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة المصيصيين، وخيثمة
ابن سليمان الإطرابلسي. حدثني عنه الخلال، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني
وكناه لي الخلال أبا القاسم، وابن روح أبا محمد.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن الحسن
الخزاز والصوفي، حدثنا محمد بن أحمد بن فضالة السوسي - بحمص - حدثنا محمد
ابن أحمد بن عصمة قال: حدثنا مسلم بن ميمون الخواص، حدثنا الربيع بن بدر عن
أبيه، عن جده عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرأة كالضلع
فدارها تعش بها ".
سألت الخلال عنه. فقال: كان شيخا صالحا ثقة، سافر كثيرا، وكتبنا عنه من
أصول صحاح، ومات ببغداد بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
4910 - طلحة بن علي بن عبد الله بن علي، ويعرف بابن علالة المؤدب:
حدث عن أبي بكر الشافعي، وشاكر بن عبد الله، وعلي بن أحمد الوراق
المصيصيين، وأبي سليمان الحراني. حدثني عنه أحمد بن علي التوزي.
4911 - طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم القاضي البصري:
قدم بغداد وحدث عن أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي. كتبت عنه وكان
سماعه صحيحا.
أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر - في جامع المدينة - حدثنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن العباس بن الفضل بن بشر الأسفاطي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق
السباك، حدثنا ابن أبي الشوارب، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل جمار النخل.
كان طلحة يذكر أن أباه محمد بن جعفر بن أحمد بن تمام بن علي بن المطلب بن
محمد بن السرى بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب.
357

وبلغني أن القاضي أبا عمر بن عبد الواحد وقوما هاشميين من أهل البصرة أنكروا
نسبه وزعموا أنه دعى وأن أبا العباس بن عبد السلام وسمه بالبصرة ومات عندنا
ببغداد في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربعمائة، ودفن في مقبرة جامع
المنصور عند قبر عثمان الباقلاني الزاهد.
4912 - طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب، أبو القاسم الكتاني:
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وأبا بكر
الشافعي، ودعلج بن أحمد، وعمر بن جعفر بن سلم الختلي، وعثمان بن محمد بن
سنقة، وجعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي، وأبا سليمان الحراني، ومحمد
ابن أحمد بن قريش البزاز، وجماعة غيرهم.
كتبنا عنه وكان ثقة صالحا ستيرا دينا. سكن درب على الطويل من نهر الدجاج.
وحدثت أن مولده كان في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ومات في يوم الجمعة
الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد - وهو
يوم السبت - في مقبرة الشونيزي.
ذكر من اسمه طاهر
4913 - طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد بن زاذان، أبو طلحة
الخزاعي:
والي خراسان. وجه به المأمون إلى بغداد لمحاربة أخيه الأمين، فظفر به طاهر
وقتله، ولقبه المأمون ذا اليمينين، وكان من رجالات الناس، جوادا، ممدحا وحدث عن
عبد الله بن المبارك، وعن عمه علي بن مصعب. روى عنه ابناه عبد الله وطلحة.
حدثني الأزهري قال: ذكر أبو الحسين بن بدر الأزرق القطان أنه سمع جحظة
يقول: أنشد معدس الخلوقي الشاعر طاهر بن الحسين - وقد نزل إلى حراقة له:
عجبت لحراقة ابن الحسين * كيف تسير ولا تغرق؟
وبحران: من فوقها واحد * ومن تحتها آخر مطبق
وأعجب من ذاك عيدانها * إذا مسها كيف لا تورق؟
358

فأمر له بثلاثمائة دينار، لكل بيت مائة دينار.
حدثنا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسين بن
إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا هارون بن ميمون الخزاعي، حدثنا
محمد بن أبي شيخ - من أهل الرقة - حدثني أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي. قال:
كنت مع طاهر بن الحسين بالرقة - وأنا أحد قواده، وكانت لي به خاصية أجلس عن
يمينه، فخرج علينا يوما راكبا ومشينا بين يديه، وهو يتمثل:
عليكم بداري فاهدموها فإنها * تراث كريم لا يخاف العواقبا
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه * وأعرض عن ذكر العواقب جانبا
سأدحض عني العار بالسيف جالبا * على قضاء الله ما كان جالبا
فدار حول الرفقة ثم رجع، فجلس مجلسه، فنظر في قصص ورقاع، فوقع فيها
صلات أحصيت ألف ألف وسبعمائة ألف. فلما فرغ نظر إلى مستطعما للكلام.
فقلت: أصلح الله الأمير ما رأيت أنبل من هذا المجلس، ولا أحسن، ودعوت له، ثم
قلت: لكنه سرف. فقال: السرف من الشرف، فأردت الآية التي فيها: (والذين إذا
أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) [الفرقان 67] فجئت بالأخرى التي فيها: (إن الله (لا
يحب المسرفين) [الأعراف 31، الأنعام 141] فقال: صدق الله، وما قلنا كما قلنا.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو القاسم علان
الرزاز، حدثني أبو الحسن الجاماستي قال: قال لي رجل بخراسان: قال صديق لي:
رأيت رجلا بمرو في يوم جمعة بحال سيئة، ثم رأيته في الجمعة الأخرى على برذون.
فقلت له: من الخبر؟ فقال: أنا على باب طاهر بن الحسين منذ ثلاث سنين ألتمس
الوصول إليه فيتعذر ذلك، حتى قال لي بعض أصحابه يوما: إن الأمير يركب اليوم في
الميدان للعب بالصوالجة، فقلت: اليوم أصل إليه، فصرت إلى الميدان فرأيت الوصول
متعذرا، وإذا فرجة من بستان فالتمست الوصول منها إلى الميدان، فلما سمعت
الحركة وضرب الصوالجة ألقيت نفسي من الثلمة فنظر إلى فقال: من أنت؟ فقلت: أنا
بالله وبك أيها الأمير إياك قصدت، ومنك أطلب وقد قلت بيتي شعر. فقال: هاتهما،
وأقبل ميكال إلى فزجره عني فأنشدته:
أصبحت بين خصاصة وتجمل * والحر بينهما يموت هزيلا
فامدد إلى يدا تعود بطنها * بذل النوال وظهرها التقبيلا
359

فأمر لي بعشرة آلاف درهم. وقال: هذه ديتك ولو كان ميكال أدركك لقتلك،
وهذه عشرة آلاف درهم لعيالك امض لشأنك، ثم قال: سدوا هذه الثلم لا يدخل إلينا
منها أحد.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد بن عبد الله الحمادي - بمرو - قال: سمعت محمد بن موسى بن حماد
يقول: توفي طاهر بن الحسين بمرو سنة سبع ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة.
قال: سنة سبع ومائتين فيها مات طاهر بن الحسين.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن جعفر الأديب، حدثنا أبو القاسم
السكوني قال: أنشدني جعفر بن الحسن لبعض المحدثين يرثي طاهر بن الحسين:
فلئن كان للمنية رهنا * إن أفعاله لرهن الحياة
ولقد أوجب الزكاة على قوم * وقد كان عيشهم بالزكاة
4914 - طاهر بن سعيد، أبو القاسم المقرئ النيسابوري:
سمع عبيد الله بن موسى العبسي، وأبا نعيم، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن معين:
روى عنه إبراهيم بن علي الذهلي، والحسن بن سفيان، وذكر الحاكم أبو عبد الله
محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ أن طاهرا هذا حدث بنيسابور وببغداد.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: قرأت بخط
أبى عمرو المستملي: توفي طاهر بن سعيد المقرئ في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين
ومائتين.
4915 - طاهر بن خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم، أبو الطيب الغساني
الأيلي:
نزل سر من رأى وحدث بها عن أبيه، وآدم بن أبي إياس. روى عنه يحيى بن
محمد بن صاعد، والحسن بن محمد بن شعبة، ومحمد بن القاسم الكوكبي،
وإسماعيل بن العباس الوراق، ومحمد بن مخلد العطار، ومحمد بن جعفر المطيري،
وهو ثقة.
360

قال ابن أبي حاتم: كتب أبي عنه بسامرا وهو صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا طاهر بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدثني
عامر بن عبد الواحد عن صعصعة بن معاوية عن أبي ذر أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " ما من مسلم ينفق من ماله زوجين في سبيل الله إلا دعته الجنة هلم هلم ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن طاهر بن خالد بن نزار مات
بسر من رأى في سنة ستين ومائتين.
حدثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين عن أبيه قال: وجدت في كتاب
جدي قال: سمعت أحمد بن محمد بن بكير قال: مات طاهر بن خالد بن نزار سنة
ثلاث وستين ومائتين.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس
ابن عبد الأعلى المصري، أخبرنا أبي قال: توفي طاهر بن خالد بن نزار الأيلي ببغداد
سنة ثلاث وستين ومائتين، وهكذا قال غيرهما، زاد في شعبان.
4916 - طاهر بن هارون بن عبيد، أبو الحسن المدائني:
حدث عن وجوده في كتاب أبيه. روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي
خيثمة.
4917 - طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، الضبي
مولاهم، يكنى أبا القاسم:
وكان أبوه قاضيا ببغداد، حدث عن علي بن الجعد، وعلي بن المديني. روى عنه
عبد الصمد بن علي الطستي، وسليمان بن أحمد الطبراني.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، حدثنا عبد الصمد
ابن علي الطستي، حدثنا طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق القاضي، حدثنا علي بن
الجعد، حدثنا أبو يوسف، حدثنا عبد الله بن علي عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة
عن عبد الله بن سلمة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أعلمك كلمات إن أنت
قلتهن وعليك مثل عدد الذر خطايا غفر الله لك؟ " فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا إله إلا الله
361

العظيم، لا إله إلا الله الكريم، سبحان الله ولا إله إلا الله رب العرش العظيم، الحمد لله
رب العالمين ".
4918 - طاهر بن محمد بن علي، أبو الحسين الكاتب:
حدث أبو القاسم الثلاج عنه عن يوسف بن محمد بن صاعد، وذكر أنه سمع منه
في مجلس ابن السكين البلدي.
4919 - طاهر بن محمد بن السرى بن سهل بن خالد بن البختري، أبو
القاسم الطاهري.
حدثنا ابن الثلاج عنه أيضا عن أحمد بن [علي] الأبار وقال: توفي في سنة
خمس وأربعين وثلاثمائة، وقال: مولدي في سنة ثمان وستين ومائتين. وروى أبو
الفتح بن مسرور عن هذا الشيخ عن أحمد بن عبيد الله النرسي وكان ثقة.
4920 - طاهر بن القاسم بن نصر، أبو العباس الجوهري:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي، وسعيد بن
عجب الأنباري.
4921 - طاهر بن أحمد بن زيد، أبو بكر المؤدب البغدادي:
حدث عن إبراهيم بن شريك الأسدي، ومحمد بن أحمد بن صالح الأزدي. روى
عنه إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المقرئ، وذكر أنه سمع منه بالبصرة.
4922 - طاهر بن محمد بن سهلويه بن الحارث بن يزيد بن بحر، أبو
الحسين النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي،
صاحب علي بن حجر، وعن العباس بن منصور الفرنداباذي، ومكي بن عبدان
ومحمد بن أحمد دلويه الدقاق، وأحمد بن محمد الخداشي، وأبي حامد أحمد
ابن محمد الشرقي، وأبي حامد بن بلال، ومحمد بن حمدويه المروزي:
362

حدثنا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن
محمد بن جعفر. وكان ثقة عدلا، مقبول الشهادة عند الحكام.
وقال لي الحسن بن محمد الخلال: سمعنا من طاهر بن محمد بن سهلويه
النيسابوري ببغداد بعد رجوعه من الحج، وذلك في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة،
وفيها مات ببغداد. ذكر غيره أنه كان ابن سبعين سنة.
4923 - طاهر بن محمد بن عبد الله، أبو عبد الله البغدادي:
نزل نيسابور وحدث بها عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأحمد بن
القاسم أخي أبي الليث الفرائضي، ومن بعدهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله البيع:
وكان من أظرف من رأينا من العراقيين وأفتاهم، وأحسنهم كتابة، وأكثرهم فائدة.
أخبرني محمد بن علي المقبري عن محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال: توفي
طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي بنيسابور يوم الخميس الثامن من ربيع الأول سنة
ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
4924 - طاهر بن أحمد، أبو الفرج الأصبهاني، يعرف بسبط أبى عمر
المؤدب:
لقيته في قرية بسواد دجيل تسمى بشلا، وروى لي أحاديث عن أبي القاسم
الطبراني وذلك في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
أخبرنا طاهر بن أحمد، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي
الطبراني - بأصبهان - حدثنا المقداد بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن
سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أربعة يبغضهم الله، الحلاف والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر ".
4925 - طاهر بن عبد العزيز بن عيسى بن سيار، أبو الحسن الدعاء، ويعرف
بابن الحصري:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي.
كتبت عنه وكان عبدا صالحا، مستورا صدوقا.
363

سمعت طاهر بن عبد العزيز يقول: مولدي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
ومات في جمادى الآخرة - أو رجب - من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
4926 - طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر، أبو الطيب الطبري الفقيه
الشافعي:
سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفي، وبنيسابور من أبي الحسن الماسرجسي -
وعليه درس الفقه - وسمع أيضا غيره من شيوخ نيسابور، وقدم بغداد فسمع من
موسى بن جعفر بن عرفة، وأبي الحسن الدارقطني، وعلي بن عمر السكري، والمعافى
ابن زكريا الجريري، واستوطن بغداد وحدث ودرس، وأفتى بها ثم ولى القضاء بربع
الكرخ بعد موت أبى عبد الله الصيمري، فلم يزل على القضاء إلى حين وفاته.
اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين عدة.
وسمعته يقول: ولدت بآمل في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وخرجت إلى جرجان
للقاء أبى بكر الإسماعيلي والسماع منه، فوصلت إلى البلد في يوم الخميس فاشتغلت
بدخول الحمام، ولما كان من الغد رأيت أبا سعد بن أبي بكر الإسماعيلي فأخبرني أن
أباه قد شرب دواء لمرض كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غد لتسمع منه، فلما
كان في بكرة يوم السبت غدوت للموعد، وإذا الناس يقولون مات أبو بكر
الإسماعيلي، فنظرت وإذا به قد توفي في تلك الليلة.
سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن عبد الله القاضي يقول: ابتدأ القاضي أبو
الطيب الطبري بدرس الفقه، وتعلم العلم وله أربع عشرة سنة، فلم يخل به يوما واحدا
إلى أن مات.
سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الله المؤدب يقول: سمعت أبا محمد
الباقي يقول: أبو الطيب الطبري أفقه من أبي حامد الأسفراييني.
وسمعت أبا حامد الإسفراييني يقول: أبو الطيب الطبري أفقه من أبى محمد الباقي
وكان أبو الطيب الطبري ثقة، صادقا دينا، ورعا عارفا بأصول الفقه وفروعه، محققا
في علمه، سليم الصدر، حسن الخلق، صحيح المذهب، جيد اللسان، يقول الشعر على
طريقة الفقهاء.
364

ومن شعره ما أنشدنيه لنفسه:
ما زلت أطلب علم الفقه مصطبرا * على الشدائد حتى أعقب الجبرا
فكان ما كد من درس ومن سهر * في عظم ما نلت من عقباه مغتفرا
حفظت مأثوره حفظا وثقت به * وما يقاس على المأثور معتبرا
صنفت في كل نوع من مسائله * غرائب الكتب مبسوطا ومختصرا
أقول بالأثر المروى متبعا * وبالقياس إذا لم أعرف الأثرا
إذا انتضيت بناني عن غوامضه * حسرت عنها قناع اللبس فانحسرا
وإن تحريت طرق الحق مجتهدا * وصلت منها إلى ما أعجز الفكرا
وكنت ذا ثروة لما عنيت به * فلم أدع ظاهرا منها ومدخرا
وما أبالي إذا ما العلم صاحبني * ثم التقى فيه ألا أصحب اليسرا
ثنت عناني عنه همة طمحت * إلى الهدى فاستطابت عنده الصبرا
أصدى فلا أتصدى للئيم ولا * أبيت دون الغني خزيان منكسرا
إذا أضقت سألت الله مقتنعا * كفايتي فأطاب الورد والصدرا
مات القاضي أبو الطيب الطبري في يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الأول
سنة خمسين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب، وحضرت الصلاة عليه
في جامع المنصور، وكان إمامنا في الصلاة عليه أبو الحسن بن المهتدى بالله الخطيب.
وبلغ من السن مائة سنة وسنتين، وكان صحيح العقل، ثابت الفهم، يقضي ويفتي
إلى حين وفاته.
ذكر من اسمه الطيب
4927 - الطيب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي التراب، أبو محمد الذهلي،
ويعرف بأبي حمدون الفصاص، واللآل، والثقاب:
وهو أحد القراء المشهورين، وكان صالحا زاهدا، روى حروف القرآن عن علي
365

ابن حمزة الكسائي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وحدث عن المسيب بن شريك،
وسفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب. روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي،
وسليمان بن يحيى الضبي وأبو العباس بن مسروق الطوسي، والحسن بن الحسين
الصواف، والقاسم بن أحمد المعشري، وغيرهم.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا القاسم بن أحمد بن
العباس المعشري، حدثنا الطيب بن إسماعيل، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار سمع ابن عمر يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من سرق شبرا من الأرض بغير
حقه، طوقه يوم القيامة من سبع أرضين ".
أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي -
املاء - حدثني أبو العباس أحمد بن مسروق قال: سمعت أبا حمدون المقرئ يقول:
صليت ليلة فقرأت فأدغمت حرفا، فحملتني عيني، فرأيت كأن نورا قد تلبب بي
وهو يقول لي: بيني وبينك الله. قال: قلت: من أنت؟ قال: أنا الحرف الذي أدغمتني
قال: قلت: لا أعود، فانتبهت فما عدت أدغم حرفا.
وأخبرنا الحنائي، حدثنا جعفر الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق،
حدثني أبو حمدون المقرئ قال: كنت ليلة قائما أصلي، فحملتني عيني وصاحب لي
- يقال له محمد الحناط - قائم يصلي بحذائي على سطح، فرأيت كأن موسى بن
عمران قد أهوى إليه بحربة فطعنه بها فاستيقظت فأوجزت الصلاة، وناديته يا
محمد، يا محمد! أوجز في صلاتك فقلت له: ويحك مالك ومال موسى بن عمران؟
فقال: قرأت فبلغت إلى هذا الموضع: (قال رب أرني أنظر إليك) [الأعراف 143].
فحدثت نفسي فقلت: ما كان أجرأه على الله، يقول لله رب أرني أنظر إليك؟!
فقلت: فأنا قد قلت مالي أراه يومي إليك بالحربة ليطعنك بها.
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن
علي بن أحمد بن مهدي - بواسط - يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن
صليح يقول: إن أبا حمدون الطيب بن إسماعيل كف بصره فقاده قائد ليدخله
المسجد فلما بلغ إلى المسجد قال له قائده: يا أستاذ اخلع نعلك، قال: لم يا بني
366

أخلعها؟ قال: لأن فيها أذى، فاغتم أبو حمدون وكان من عباد الله الصالحين، فرفع
يديه ودعا بدعوات ومسح بها وجهه، فرد الله بصره ومشى.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثني
أبو أحمد بن زبورا قال: حدثني أبو عبد الله بن الخطيب قال: كان لأبي حمدون
صحيفة فيها مكتوب ثلاثمائة من أصدقائه. قال: وكان يدعو لهم كل ليلة، فتركهم
ليلة فنام، فقيل له في نومه يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك الليلة؟ قال: فقعد
فاسرج، وأخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي. وأخبرنا الجوهري،
حدثنا محمد بن العباس قالا: حدثنا أبو الحسين بن المنادي قال: أبو حمدون الطيب
ابن إسماعيل الذهلي من الخيار الزهاد، والمشهورين بالقرآن، كان يقصد المواضع التي
ليس فيها أحد يقرئ الناس فيقريهم، حتى إذا حفظوا انتقل إلى قوم آخرين بهذا
النعت، وكان يلتقط المنبوذ كثيرا.
4928 - الطيب بن إسماعيل، أبو الغوث القحطبي:
حدث عن أحمد بن عمران الأخنسي. روى عنه عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا أبو الغوث
طيب بن إسماعيل القحطبي، حدثنا حمد بن عمران الأخنسي، حدثنا ابن فضيل،
حدثنا يونس بن عمرو عن أبي بردة عن أبي موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي
فأكرمه، فقال له: " يا أعرابي تعاهدنا " قال: فأتاه فقال: " يا أعرابي سل حاجتك "
قال: ناقة برحلها وأجير يحلبها علي، قالها مرتين - أو ثلاثا - قال: " يا أعرابي أعجزت
أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟ " فقال له أصحابه: وما عجوز بني إسرائيل؟ قال:
" إن موسى لما أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عن الطريق. فقال لعلماء بني إسرائيل:
ما هذا؟ قالوا: نحن نخبرك أن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ مواثيقنا من
الله، أن لا نخرج من مصر حتى نخرج عظامه معنا، فقال موسى: وأيكم يدرى أين قبر
يوسف؟ قالوا: ما ندري، وما تدرى إلا عجوز في بني إسرائيل، فأرسل إليها فقالت:
لا والله لا أقول حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون
معك في الجنة، فقيل له: أعطها حكمها، فأعطاها حكمها، فأتت مستنقع ماء فقالت:
367

أنضبوا هذا الماء، فلما أنضبوه قالت: احفروا ههنا، فاحتفروا فبدت عظام يوسف.
فلما أقلوها من الأرض بان لهم الطريق مثل ضوء النهار ".
روى الطبراني عن هذا الشيخ، إلا أنه سماه طي بن إسماعيل بنقصان الباء،
وسنعيد ذكره إن شاء الله.
4929 - الطيب بن علي، أبو القاسم التميمي الوراق، يلقب مغلى:
سمع محمد بن جعفر النوفلي، وأبا عبد الله نفطويه، وغيرهما. روى عنه أبو بكر
ابن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني.
أخبرنا الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم الطيب بن علي
التميمي، أخبرنا محمد بن جعفر النوفلي، أخبرنا الرياشي عن الأصمعي قال: خطبنا
أعرابي بالبادية فحمد الله، وأثنى عليه، ووحده واستغفره، وصلى على نبيه فبلغ في
إيجاز، ثم قال: أيها الناس إن الدنيا دار بلاغ، والآخرة دار قرار، فخذوا لمقركم من
ممركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفي عليه أسراركم، في الدنيا أنتم ولغيرها
خلقتم، أقول قولي هذا واستغفر الله، والمصلي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمدعو له الخليفة
والأمير جعفر بن سليمان.
4930 - الطيب بن يمن بن عبد الله، أبو القاسم مولى المعتضد بالله:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمد
ابن منصور الشيعي وإسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري، ونهشل بن دارم المقرئ. حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي، والحسن
ابن علي الجوهري، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، وعلي بن المحسن التنوخي،
وغيرهم.
وسمعت العتيقي ذكره فقال: كان ثقة صحيح الأصول.
حدثنا التنوخي قال: توفي الطيب بن يمن مولى المعتضد بالله في شوال سنة أربع
وثمانين وثلاثمائة، وكان مولده - على ما أخبرني - في سنة سبع وتسعين ومائتين
لثلاث خلون من رجب. قال لي التنوخي مرة أخرى: مات في ذي القعدة.
368

ذكر من اسمه طريف
4931 - طريف بن سليمان، أبو عاتكة:
حدث عن أنس بن مالك. روى عنه حماد بن خالد الخياط، والحسن بن عطية،
وغيرهما.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
بشر بن موسى قال: حدثني شيخ من أهل خراسان - كان بالبصرة يقال له مطهر بن
غالب أبو الطيب المعبر - حدثنا أبو عاتكة - ولقيته ببغداد في درب أبي هريرة أيام أبي
جعفر - قال: حدثنا أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء يسبغ وضوءه،
وإذا بال تمسح.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: طريف بن سليمان أبو عاتكة سمع أنس بن مالك " طلب العلم
فريضة " منكر الحديث.
قلت: وحديث طلب العلم رواه عن أبي عاتكة الحسن بن عطية، ولا أعلم رواه
عنه غيره.
أخبرناه أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي - بنيسابور - حدثنا أبو العباس محمد
ابن يعقوب الأصم، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا الحسن بن عطية،
حدثنا أبو عاتكة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا العلم ولو
بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: طريف بن سليم أبو عاتكة ليس بثقة. كذا قال ابن
سليم، والمحفوظ ابن سلمان، والله أعلم.
4932 - طريف بن عبيد الله، أبو الوليد الموصلي:
كان ينمي إلى ولاء علي بن أبي طالب، وقدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن
369

بشر الحريري، وعلي بن حكيم الأودي، وغيرهما. روى عنه أبو بكر الشافعي،
ومحمد بن عمر الجعابي، وعلي بن محمد بن المعلى الشونيزي، وأبو الفتح محمد بن
الحسين الأزدي، وقال [ابن] الجعابي قدم علينا.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز، حدثنا علي بن
محمد بن المعلى الشونيزي، حدثنا طريف بن عبد الله الموصلي، حدثنا علي بن حكيم
الأودي، حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي، حدثنا حكيم بن جبير قال: قلت لعلي بن
الحسين: يا سيدي إن الشعبي حدث عن أبي جحيفة وهب الخير أن أباك صعد المنبر
فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعمر؟ فقال: أين يذهب بك يا حكيم؟
حدثني سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " أنت مني بمنزلة هارون من
موسى " إن المؤمن يهضم نفسه.
قال محمد بن أبي الفوارس: قرأت على أبي الحسن الدارقطني قال: طريف بن
عبد الله الموصلي حدث عنه أبو بكر الشافعي ضعيف.
كتب إلى أبو الفرج محمد بن إدريس الموصلي، وحدثنا أبو النجيب الأرموي عنه،
حدثنا المظفر بن محمد الطوسي، حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال:
طريف بن عبيد الله مولى علي بن أبي طالب، ذكر أنه كتب عن يحيى بن بشر
الحريري، وعبيد بن يعيش المحاملي، ويحيى بن عبد الحميد، وعلي بن حكيم
الأودي، ولم يكن من أهل الحديث وكتب عنه، توفي سنة أربع وثلاثمائة.
ذكر من اسمه طالب
4933 - طالب بن أحمد بن جعفر بن بكر، أبو علي، يعرف بابن الخوارزمي،
وهو: ابن أخي أبي شيبة عبد العزيز بن جعفر:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أحمد بن علي الأبار، وذكر أنه توفي في
شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
370

4934 - طالب بن عثمان بن محمد بن أبي طالب، أبو أحمد الأزدي
النحوي المقرئ المؤدب:
سمع محمد بن حمدويه المروزي، والحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر محمد بن
القاسم الأنباري، والقاضي المحاملي. حدثنا عنه علي بن محمد بن الحسن المالكي،
وأبو الفتح محمد بن الحسين العطار، وغيرهما، وكان ثقة، وكف بصره في آخر
عمره. وبلغني أن مولده كان في شوال من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
حدثنا العتيقي قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو أحمد طالب بن
عثمان النحوي المؤدب ثقة.
قال لي الحسن بن محمد الخلال: مات أبو أحمد طالب بن عثمان الضرير في سنة
سبع وتسعين وثلاثمائة.
قلت: والأول أصح والله أعلم.
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
4935 - طارق بن زياد:
يعد في الكوفيين. شهد مع علي بن أبي طالب الحرب بالنهروان، وروى عنه قصة
المخدج. حدث عنه إبراهيم بن عبد الأعلى.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد، حدثني أبي، حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، حدثنا إسرائيل،
حدثنا إبراهيم - يعني ابن عبد الأعلى - عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي إلى
الخوارج فقتلهم ثم قال: انظروا، فإن نبي صلى الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنه سيخرج قوم يتكلمون
بالحق لا يجاوز حلقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أن
371

منهم رجلا أسود مخدج اليد، في يده شعرات سود " إن كان هو فقد قتلتم شر الناس،
وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس. ثم قال: اطلبوا، فطلبنا فوجدنا المخدج،
فخررنا سجودا، وخر علي معنا ساجدا.
4936 - طي بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان، الطائي:
حدث عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي. روى عنه أبو القاسم الطبراني. وقد
ذكرنا أن عبد الباقي بن قانع روى عن هذا الشيخ عن أحمد بن عمران الأخنسي
وسماه طيبا، وسقنا حديثه بذلك.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، حدثنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا طي بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان
الطائي - ببغداد - حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا يحيى بن يعلى
الأسلمي، عن يونس بن خباب عن مجاهد قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين
فسألهما. فقالا: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة، لحاجة مجحفة، أو لحمالة مثقلة، أو
دين فادح، فأعطياه، ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله، فقال له الرجل: أتيت ابني
عمك فسألاني وأنت لم تسألني، فقال ابن عمر: أنبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنهما كانا
يغران العلم غرا ".
قال الطبراني: لم يروه عن مجاهد إلا يونس بن خباب الكوفي.
4937 - طيبة بن ظهير بن معاوية، أبو يوسف النيسابوري:
حدث أحمد بن عبد الله الذارع عنه عن إسحاق بن راهويه، وذكر أنه قدم بغداد حاجا.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع، حدثنا
أبو يوسف طيبة بن ظهير بن معاوية النيسابوري - قدم حاجا - حدثنا إسحاق بن
راهويه، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم
سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع قراءته آية آية. بسم الله الرحمن الرحيم،
ثم يقرأ الحمد لله رب العالمين.
انقضى حرف الطاء
372

باب الظاء
373

4938 - ظفر بن محمد بن مطهر، أبو المقدام التميمي الأيلي:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن علي الأسود العجلي، وأحمد بن عثمان بن
حكيم الأودي، والحسن بن علي بن عفان الكوفيين.
قرأت في كتاب محمد بن رشيق الوكيل، حدثني ظفر بن محمد بن مطهر الأيلي
التميمي - ويكنى بأبي المقدام - في مجلس أبي عبد الله بن عفير، حدثنا الحسن بن علي
ابن عفان بحديث ذكره.
4939 - ظفر بن محمد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك، أبو نصر
الحارثي السراج:
حدث عن بشر بن موسى الأسدي، وبكر بن سهيل الدمياطي، ومحمد بن الفضل
ابن سلمة الوضيعي. روى عنه عمر بن محمد بن عبد الصمد المقرئ، وأبو القاسم بن
الثلاج، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عمر بن محمد بن عبد الصمد المقرئ،
حدثنا ظفر بن محمد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك السراج، حدثنا بكر بن
سهل الدمياطي - بمصر - وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد
الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا
شعيب بن يحيى، حدثني يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث، عن مجمع بن كعب،
عن مسلمة بن مخلد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعروا النساء يلزمن الحجال " لفظ
حديث ظفر.
4940 - ظفر بن أحمد بن الحسين، أبو نصر النيسابوري:
روى عن عبد الله بن عدي الجرجاني. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن
علي الواسطي وذكر لنا أنه سمع منه ببغداد.
4941 - ظفر بن أحمد بن إبراهيم، أبو سعيد الأبريسمي النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن أحمد بن عبدوس المزكى، وأبي
عبد الرحمن السلمي، وغيرهما. كتبنا عنه وكان صدوقا.
374

أخبرنا ظفر بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن عبدوس - إملاء بنيسابور -
حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمد التميمي، حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن
الحكم، حدثنا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة. خرج ظفر من عندنا إلى الشام يريد
الحج فجاءنا خبر وفاته في سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
4942 - ظفر بن الفرج بن عبد الله، أبو سعد الخفاف:
سمع أبا عبد الله بن دوست ومن بعده. كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة
الربيع.
أخبرنا ظفر بن الفرج، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا الحسين
ابن يحيى بن عياش القطان، حدثنا زهير بن محمد بن قمير، أخبرنا عبد الرحمن بن
المبارك قال: حدثنا الصعق بن حزن، أخبرنا زيد - أبو عبد الواحد بن زيد - قال:
سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة.
مات ظفر الخفاف لثلاث بقين من شهر رمضان سنة خمسين وأربعمائة.
4943 - ظالم بن مكتوم، أبو زكريا الكلابي:
من أهل الأنبار. حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أحمد بن محمد بن مسروق
الطوسي، وذكر أنه سمع منه بالأنبار وقال: كان حدادا:
4944 - ظفران بن الحسن بن الفيرزان، أبو الطيب النخاس الدينوري.
سكن بغداد وحدث بها عن أبي هارون موسى بن محمد الزرقي، حدثنا عنه
أحمد بن محمد العتيقي، والقاضي علي بن المحسن التنوخي.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا أبو الطيب ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخاس المعروف
بالفأفأ - في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة - حدثنا أبو هارون موسى بن محمد بن
هارون الأنصاري، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم الرازي، حدثنا حفص بن عمر
المهرقاني.
375

وأخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى
ابن محمد الأنصاري الزرقي، حدثنا أحمد - يعني ابن علي الخراز - حدثنا محمد بن
عاصم الرازي، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني، حدثنا النجم بن بشير عن إسماعيل
ابن سليمان أخي إسحاق بن سليمان الرازي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن
عطاء، عن أنس بن مالك قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك
إليك يأكل معي من هذا الطائر " فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب، وذكر
الحديث.
قال لي التنوخي: سألت ظفران عن مولده فقال: سنة إحدى وثلاثمائة، وأول
سماعي بالدينور في سنة عشر وثلاثمائة، وضاعت أصولي. قال: وسمعت من أبي
هارون الأنصاري بالموصل في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
انقضى حرف الظاء
376

باب العين
377

[ذكر من اسمه عبد الله]
ذكر من اسمه عبد الله وابتداء اسم أبيه حرف الألف
4945 - عبد الله بن أحمد بن حرب، أبو هفان المهزمي الشاعر:
أحسبه من أهل البصرة سكن بغداد، وكان له محل كبير في الأدب، وحدث عن
الأصمعي. روى عنه أحمد بن أبي طاهر، وجنيد بن حكيم الدقاق، ويموت بن
المزرع.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا جنيد بن
حكيم بن جنيد الدقاق، حدثنا أبو هفان الشاعر، حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن
محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " امرؤ القيس قائد الشعراء إلى
النار ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا العباس محمد بن يحيى العنبري يقول: سمعت أبا تراب الأعمشي يقول: بينا أبو
هفان الشاعر يمشي في بعض طرق بغداد، إذ نظر إلى رجل من العامة على فرس فقال:
من هذا؟ فقيل: كاتب فلان، ثم مر به آخر فقال: من هذا؟ فقيل: كاتب فلان، فأنشأ
أبو هفان يقول:
أيا رب قد ركب الأرذلون * ورجلي من رحلتي داميه
فإن كنت حاملنا مثلهم * وإلا فأرجل بني الزانية
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين
ابن القاسم الكوكبي قال: حدثني الهدادي قال: استقبل أبو هفان أحمد بن محمد
ابن ثوابة، وأبو هفان على حمار مكار. فقال: يا أبا هفان تركب حمير الكراء؟ فأجابه
أبو هفان من ساعته:
ركبت حمير الكراء * لقلة من يعتري
لأن ذوي المكرمات * قد غيبوا في الثرى
378

فقال له أحمد: قلت هذا في وقتك هذا؟! قال: لا، قلته غدا.
4946 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثابت بن مسعود بن يزيد، أبو
عبد الرحمن المروزي، مولى بديل بن ورقاء الخزاعي، ويعرف بابن شبويه:
من أئمة أهل الحديث، سمع أباه، وعبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق،
وآدم بن أبي إياس، وأبا اليمان الحمصي، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وإبراهيم بن
بشار الرمادي، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأبا كريب محمد بن العلاء،
وغيرهم. وكان رحل مع أبيه، ولقي عدة من شيوخه، وقدم بغداد وحدث بها فروى
عنه من أهلها أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو يحيى زكريا بن يحيى الناقد، وأبو حامد
محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي - سنة خمس
وأربعين ومائتين قدم الحج - وأحمد بن منصور بن راشد. قالا: حدثنا علي بن الحسن
ابن شقيق المروزي، عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لموضع سوط - أو عصا - في الجنة خير من
الدنيا وما فيه ".
حدثني الحسين بن محمد أخو الخلال عن أبي سعد الإدريسي قال: عبد الله بن
أحمد بن شبويه المروزي كان من أفاضل الناس، ممن له الرحلة في طلب العلم.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، أخبرني
سعيد بن محمد عن أبي أحمد الحنفي قال: مات عبد الله بن أحمد بن شبويه سنة
خمس وسبعين ومائتين.
4947 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير، أبو العباس العبدي الدروقي:
سمع مسلم بن إبراهيم، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وأبا عمر
الحوضي، وحرمى بن حفص، وعمرو بن مرزوق، وأبا كامل الجحدري، وإبراهيم بن
المنذر الحزامي والأزرق بن علي، ويحيى بن معين، ومالك بن عبد الواحد، والنضر بن
طاهر، وميمون بن موسى المرئي، وعبد الله بن سلمة بن عياش العامري، وفضيل
379

ابن عبد الوهاب السكري. روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء
الكاتب، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد
ابن العباس بن نجيح، وأبو بكر الأدمي القاري، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد
الله بن إسحاق الخراساني، وعبد الباقي بن قانع. وكان يسكن سر من رأى، وقدم
بغداد وحدث بها، وقال الدارقطني: هو ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز قال: حدثنا
عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة عن سعيد
الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال: أراد الأنصار أن ينتقلوا من دورهم ويتحولوا
قريبا من المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا بني سلمة دياركم، فإنما تكتب آثاركم ".
حدثني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا محمد
ابن جعفر المطيري قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير
الدورقي يقول: أتيت باب عفان فاستأذنت عليه فخرج ابنه فقلت: أنا ابن أبي
عبد الله الدورقي، فسلم علي ودخل إلى أبيه فأخبره بموضعي، فدخلت عليه وسلمت
فمد يده فصافحني ورفعني. وقال: سمعت شعبة يقول: من أتينا أباه فأكرمنا إذا أتانا
ابنه أكرمناه، ومن لا فلا، ومن لا فلا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي بن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي أبو العباس قدم إلينا من
سر من رأى، فسمعنا منه في تخوم الرصافة، ثم إنه زلق من الدرجة التي في الدار التي
نزلها فمات، وذلك لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ست وسبعين
[ومائتين].
4948 - عبد الله بن أحمد بن الحسين، البزاز المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري. روى عنه
عبد الباقي بن قانع.
أخبرني أحمد بن علي البادا، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثني عبد الله
ابن أحمد بن الحسين المروزي البزاز - في قطيعة الربيع - حدثنا إسحاق بن بشر،
380

حدثني سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من أصبح وهمه الدنيا، فليس من الله في شئ ".
4949 - عبد الله بن أحمد بن سوادة، أبو طالب مولى بني هاشم:
حدث عن محمد بن بكار بن الريان، ومجاهد بن موسى، ومحمد بن عبيد بن
حساب، وطالوت بن عباد وإسماعيل بن موسى الفزاري، وعبيد الله بن معاذ،
والحسن بن قزعة البصريين والمتوكل بن محمد بن أبي سورة، ومحمد بن هاشم
البعلبكي، وبركة بن محمد الحلبي ومحمد بن خالد الدمشقي، وسليمان بن سيف
الحراني، وغيرهم. وروى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، ومحمد بن مخلد الدوري،
وأبو العباس بن عقدة، ومحمد بن العباس بن نجيح، وغيرهم.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي المديني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، حدثنا محمد بن
سوادة، حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي، حدثنا سويد بن عبد العزيز عن داود بن
عيسى عن إبراهيم بن أبي حمزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: توفي رجل
وهو محرم، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه،
ولا تقربوه طيبا، ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة يلبي ".
أخبرنا البرقاني قال: قرأنا على أبي بكر الإسماعيلي حدثك محمد بن فروخ،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة صدوق.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان يقول: سنة خمس وثمانين ومائتين فيها مات أبو طالب عبد الله بن أحمد بن
سوادة البغدادي - بطرسوس -.
4950 - عبد الله بن أحمد، أبو محمد الرباطي المروزي:
من أكابر شيوخ الصوفية، سافر مع أبي تراب النخشبي، وقدم بغداد وكان الجنيد
ابن محمد يمدحه ويبالغ في وصفه.
381

حدثنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي قال: عبد الله المروزي المعروف بالرباطي كنيته أبو محمد، سألت أحمد بن
سعيد بن معدان المروزي عنه. فقال: هو عبد الله بن أحمد بن شبويه كان مقدما
ببغداد في أيام الجنيد، ولم يكن له ببغداد نظير في السخاء، وحسن الخلق.
قال أبو عبد الرحمن: ويقال إن اسمه عبد الله بن أحمد بن سعيد الرباطي، وهذا
أصح وهو ابن أستاذي يوسف بن الحسين، وكان عالما بعلوم الظاهر، وعلوم الحقائق،
وكان من رفقاء أبى تراب النخشبي في أسفاره، وكان الجنيد يقول: عبد الله الرباطي
رأس فتيان خراسان.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني
قال: حدثنا الخلدي قال: حدثني أحمد بن زياد، حدثني مصعب بن أحمد بن
مصعب قال: قدم أبو محمد المروزي - يعني عبد الله الرباطي - إلى بغداد يريد مكة،
وكنت أحب أن أصحبه فأتيته واستأذنته وسألته الصحبة فلم يأذن لي في تلك السنة،
ثم قدم سنة ثانية - أو ثالثة - فأتيته فسلمت عليه وسألته فقال: اعزم على شرط يكون
أحدنا الأمير لا يخالفه الآخر، فقلت: أنت الأمير، فقال: يا أبا أحمد لا بل أنت،
فقلت: أنت أسن وأولى، فقال: نعم فلا يجب أن تعصيني فقلت: نعم! فخرجت معه
فكان إذا حضر الطعام يؤثرني به، فإذا عارضته بشئ قال: ألم أشترط عليك أن لا
تخالفني؟! وكان هذا دأبنا حتى ندمت على صحبته لما يلحق نفسه من الضرر، فأصابنا
في بعض الأيام مطر شديد ونحن نسير، فقال لي: يا أبا أحمد اطلب الميل فلما رأينا
الميل، قال لي: اقعد في أصله، فأقعدني في أصله وجعل يديه على الميل، وهو قائم قد
حنى على وعليه كساء قد تخلل به يظلني من المطر، حتى تمنيت أني لم أخرج معه لما
يلحق نفسه من الضرر، فلم يزل هذا دأبه حتى دخلنا مكة.
4951 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، أبو
عبد الرحمن الشيباني:
سمع أباه، وعبد الأعلى بن حماد، وكامل بن طلحة، ويحيى بن معين، وأبا بكر
382

وعثمان بني أبي شيبة، وشيبان بن فروخ، وعباس بن الوليد النرسي وأبا خيثمة زهير
ابن حرب، ويحيى عبدويه، وسويد بن سعيد، وأبا الربيع الزهراني، وعلي بن حكيم
الأودي، ومحمد بن جعفر الوركاني، وداود بن عمرو الضبي، وزكريا بن يحيى
زحمويه، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وهارون بن
معروف، وسفيان بن وكيع بن الجراح، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب،
وسلمة بن شبيب، وأبا معمر الهذلي، وصالح بن عبد الله الترمذي، وداود بن رشيد،
ومحمد بن عبيد بن حساب، وعمرو بن محمد الناقد، وخلقا كثيرا أمثال هؤلاء.
روى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن خلف
وكيع، ويحيى بن صاعد، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، والقاضي
المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن محمد بن هارون الخلال، وعبد الله بن
سليمان القاضي، وأبو الحسين بن المنادي، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن
زياد، وأحمد بن كامل القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وإسحاق بن أحمد
الكاذي، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وابن مالك القطيعي، وجماعة
سواهم يطول ذكرهم. وكان ثقة ثبتا فهما.
وقال ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، لأنه سمع المسند وهو
ثلاثون ألفا، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفا، سمع منها ثمانين ألفا، والباقي
وجادة وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر في كتاب
الله تعالى، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف،
وحديث الشيوخ. قال: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل
الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها،
ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه
بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه.
حدثني أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الفراء قال: وجدت على ظهر
383

كتاب رواه أبو الحسين بن السوسنجردي عن إسماعيل بن علي الخطبي قال: بلغني
عن أبي زرعة أنه قال: قال لي أحمد بن حنبل: ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث
أو من حفظ الحديث - إسماعيل الخطبي يشك - لا يكاد يذاكرني إلا بما لا أحفظ.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المصري، حدثنا
محمد بن إسحاق الملحمي القاضي، حدثني إبراهيم بن محمد بن بشير قال: سمعت
عباسا الدوري يقول: كنت يوما عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فدخل علينا عبد
الله ابنه فقال لي أحمد: يا عباس إن أبا عبد الرحمن قد وعى علما كثيرا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي أحمد بن الحسن
الصواف قال: قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: كل شئ أقول قال أبى قد
سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا علي بن الصواف يقول: ولد عبد الله بن
أحمد سنة ثلاث عشرة ومائتين، ومات سنة تسعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في يوم الأحد، ودفن في آخر النهار لتسع
ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين، وصلى عليه زهير بن أخيه صالح،
ودفن في مقابر باب التبن وكان الجمع كثيرا فوق المقدار.
4952 - عبد الله بن أحمد بن أبي مزاحم:
حدث عن أبي بكر المروذي صاحب أحمد بن حنبل. روى عنه أبو القاسم
الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مزاحم البغدادي، حدثنا أحمد بن محمد
ابن الحجاج البغدادي، حدثنا محمد بن نوح السراج، حدثنا إسحاق الأزرق عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أمة إلا وبعضها في
النار وبعضها في الجنة إلا أمتي فإنه كلها في الجنة " قال سليمان: لم يروه عن عبيد
الله إلا إسحاق.
384

4953 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن زيد، أبو القاسم النخاس:
حدثنا الصوري - لفظا - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور، أخبرنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الله بن أحمد
ابن عبد الله بن زيد النخاس يكنى أبا القاسم يعرف بالجرذ من أهل بغداد، قدم مصر
وحدث بها، وبها توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4954 - عبد الله بن أحمد بن عيسى بن حماد، أبو محمد المقرئ، يعرف
بالفسطاطي:
حدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، وحميد بن الربيع اللخمي،
وعمر بن محمد النسائي. روى عنه أبو بكر بن سلم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم
الختلي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عيسى الفسطاطي، حدثني عمر بن محمد
النسائي، حدثنا أحمد بن بشر بن سليمان الشيباني قال: كتب رجل إلى رجل: أما
بعد فليكن أول عملك الهداية بالطريق ولا تستوحش لقلة أهله، فان إبراهيم كان أمة
قانتا لله لا للملوك، فلا تستوحش مع الله، ولا تستأنس بغير الله، واطلب ما يعنيك
بترك مالا يعنيك، فإن في تركك مالا يعنيك دركا لما يعنيك، فإنك إنما تقدم على ما
قدمت، ولا ترجع إلى ما خلفت، فآثر ما تلقاه غدا على مالا تلقاه أبدا والسلام.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر
القاضي: مات أبو محمد عبد الله بن عيسى الفسطاطي لثمان وعشرين ليلة خلت من
شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
قلت: وكان ثقة.
4955 - عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد، أبو محمد الجواليقي القاضي
المعروف بعبدان:
من أهل الأهواز. كان أحد الحفاظ الأثبات، جمع المشايخ والأبواب وحدث عن
هدبة بن خالد، وكامل بن طلحة، وأبي الربيع الزهراني، وسليمان بن أيوب صاحب
البصري، وأبي بكر بن أبي شيبة، وزيد بن الحريش، وهشام بن عمار،
385

وغيرهم. روى عنه جماعة من الغرباء، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها
يحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وإسماعيل بن محمد
الصفار، وعبد الباقي بن قانع.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي، حدثنا معمر بن سهل، حدثنا
عبيد الله بن تمام عن يونس عن الحسن عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه قال:
" أفطر الحاجم والمحجوم ".
أخبرنا أبو طالب عمر بن محمد بن عبيد النجار، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا ابن صاعد، حدثنا عبد الله بن أحمد الأهوازي، حدثنا زيد بن الحريش، حدثنا
ابن رجاء عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " غيروا
الشيب ولا تشبهوا باليهود ".
حدثناه أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ -
بأصبهان - حدثنا أبو محمد عبدان عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الجواليقي
القاضي العسكري، حدثنا زيد بن الحريش بإسناده مثله.
حدثني الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: سمعت حمزة بن
محمد يقول: سمعت عبدان يقول: دخلت البصرة ثماني عشر مرة من أجل حديث
أيوب السختياني، كلما ذكر لي حديث من حديثه دخلت إليها بسببه!
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان عبدان يحفظ مائة ألف حديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ومات عبد الله بن
أحمد عبدان الجواليقي بعسكر مكرم في أول سنة ست وثلاثمائة، ومولده سنة ست
عشرة ومائتين، وكان في الحديث إماما.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
ومات عبدان بن أحمد العسكري في آخر ذي الحجة من سنة ست وثلاثمائة.
386

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبدان الأهوازي مات
بعسكر مكرم سنة سبع وثلاثمائة. وقول ابن حيان عندنا الصواب.
4956 - عبد الله بن أحمد بن خزيمة، أبو محمد الباوردي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حجر المروزي، وعلي بن سلمة اللبقي.
وعمار بن الحسن النسائي، وأحمد بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو طالب أحمد
ابن نصر الحافظ، وأبو بكر الشافعي ومحمد بن عمر بن الجعابي، وأبو الفتح
الأزدي.
حدثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني - بها - حدثنا
القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الجعابي الحافظ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن
خزيمة - أبو محمد الباوردي - حدثنا علي بن حجر، حدثنا عبد العزيز بن حصين بن
عبد الكريم بن أمية عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من ضحك في
الصلاة فليعد الوضوء والصلاة ".
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، حدثنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة النيسابوري -
ببغداد قدم حاجا - حدثنا أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي.
4957 - عبد الله بن أحمد بن العباس، أبو الفضل العكي:
حدث عن مهنى بن يحيى. روى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي، حدثنا أبو الفضل
عبد الله بن أحمد بن العباس العكي، حدثنا مهنى بن يحيى السامي، حدثنا
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أفطر يفطر على تمرات - أو رطبات - فإن لم يكن حسا حسوات من ماء.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر بن محمد
السكري قال: وجدت في كتاب أخي: مات أبو الفضل العكي في سنة تسع
وثلاثمائة.
387

4598 - عبد الله بن أحمد بن أسيد، أبو محمد الأصبهاني:
سمع نصر بن علي الجهضمي وعبد الرحمن بن عمر رسته، وسلم بن جنادة
السوائي، وعبد الله بن عمر أخا رسته وعمار بن خالد الواسطي، ومحمد بن عصام
ابن يزيد، وأبا أنس كثير بن محمد. روى عنه أهل بلده، وقدم بغداد وحدث بها.
فروى عنه من أهلها أبو هارون موسى بن محمد الزرقي، وأبو عمرو بن السماك،
وعبد الصمد بن علي الطستي، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني ابن أخت أسيد بن عاصم - حدثنا محمد بن
عصام بن يزيد - ولقب عصام جبر - حدثنا أبي عاصم بن يزيد، حدثنا سفيان بن
سعيد الثوري، عن بيان عن قيس عن جرير قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ
أسلمت ولا رآني إلا ضحك.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: عبد الله بن أحمد بن أسيد أخو إسماعيل بن أحمد صنف المسند وتوفي سنة عشر وثلاثمائة. وكان خرج إلى العراق في آخر أيامه فكتبوا
عنه.
4959 - عبد الله بن أحمد بن مسلمة، أبو محمد الفزاري:
حدث عن عباد بن الوليد الغبري. روى عنه محمد بن المظفر، وموسى بن عيسى
السراج، وغيرهما وكان ثقة.
أخبرني القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الدينوري - بها - أخبرنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن مسلمة
البغدادي، حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، حدثنا أبو الوزير الحر بن هارون عن
همام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسويق لوز
فرده، وقال: " هذا شراب الجبابرة والمترفين بعدي " فلم يشربه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات في سنة عشر وثلاثمائة عبد الله بن أحمد بن مسلمة
الفزاري في ذي الحجة.
388

4960 - عبد الله بن أحمد بن يونس، البزاز:
حدث عن محمد بن صالح بن النطاح، وإسحاق بن إبراهيم البغوي لؤلؤ. روى
عنه محمد بن المظفر.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي وعلي بن محمد بن الحسن القاضي. قالا:
أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن يونس البزاز، حدثنا محمد بن
صالح بن النطاح، حدثنا المنذر بن زياد - أبو يحيى - عن إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم قال: رأيت خالد بن الوليد يرمي بين هدفين، ومعه رجال من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أمرنا أن نعلم صبياننا الرمي والقرآن.
4961 - عبد الله بن أحمد بن سعيد، أبو القاسم الجصاص:
حدث عن عبد القدوس بن محمد الحبحابي، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن
المثنى، ومحمد بن زياد الزيادي وأحمد بن داود الضبي، ومحمد بن السكن الأبلي
ومحمد بن الوليد البسري، وعبدة بن عبد الله الصفار. روى عنه ابن المظفر، ومحمد
ابن جعفر زوج الحرة، وعمر بن محمد بن سبنك، وسليمان بن محمد بن أبي أيوب
الشاهد، وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: مات عبد الله بن أحمد
الجصاص سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قالا: إن عبد الله بن أحمد بن
سعيد الجصاص مات في جمادى الآخرة من سنة خمس عشرة وثلاثمائة. قال غيرهما:
مات ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء النصف من جمادى الأولى.
4962 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مالك بن سعد بن مالك، أبو
العباس المارستاني الضرير:
حدث عن رزق الله بن موسى، وإسحاق بن البهلول، ومهنى بن يحيى الشامي،
وشعيب بن أيوب الصريفيني. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف بن عمر
القواس، وأبو حفص الكتاني، وأبو طاهر المخلص.
389

أخبرنا عبد الله بن عمر بن شاهين، عن أبيه. وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار،
حدثنا ابن قانع قالا: مات المارستاني - سماه ابن شاهين عبد الله بن أحمد بن مالك -
سنة سبع عشرة. قال ابن قانع: وقد تكلم فيه.
4963 - عبد الله بن أحمد بن عمار، أبو محمد القطان:
حدث عن الحسن بن عبد العزيز الجروي، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي،
ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوري. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أخبرنا عبد العزيز
ابن جعفر بن أحمد الخرقي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمار القطان -
إملاء - حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، حدثنا بقية، حدثني ضبا بن عبد الله بن أبي
السليك عن دويد بن نافع قال: قال أبو صالح: قال أبو هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق ".
4964 - عبد الله بن أحمد بن عتاب بن محمد بن فايد بن عبد الرحمن، أبو
محمد العبدي:
وفائد هو أبو الورقاء صاحب عبد الله بن أبي أوفى. حدث عن محمد بن عمرو
ابن حنان، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه
عبد الله بن الحسن بن النخاس المقرئ، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين
وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن عتاب بن محمد بن فايد بن عبد الرحمن - أبي الورقاء صاحب عبد
الله بن أبي أوفى - قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، حدثنا بقية بن الوليد،
حدثني شعبة، حدثني هشام بن زيد بن أنس بن مالك [قال: سمعت أنس]
يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه ثم يغتسل.
حدثنا علي بن محمد السمسار، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد الباقي
ابن قانع: أن ابن عتاب البزاز بالكرخ، مات في المحرم من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
390

4965 - عبد الله بن أحمد بن وهبان، الشطوي:
حدث عن أحمد بن الخليل المعروف بجور. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا علي بن الحسن بن علي الجراحي، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن وهبان الشطوي، حدثنا أحمد بن الخليل بن ميمون، حدثنا
الأصمعي قال: عزى عبد الرحمن بن أبي بكرة سليمان بن عبد الملك بجارية له - كان
يجد بها وجدا مبرحا فاغتم عليها - فقال: يا أمير المؤمنين من طال عمره فقد الأحبة،
ومن قصر عمره كانت مصيبته في نفسه. فقال سليمان بن عبد الملك:
وإذا تصبك مصيبة فاصبر لها * عظمت مصيبة مبتلى لا يصبر
4966 - عبد الله بن أحمد بن علي، أبو بكر المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن والآن. روى عنه علي بن عمر بن محمد
السكري.
4967 - عبد الله بن أحمد بن أفلح بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبي بكر الصديق، يكنى أبا محمد:
حدث عن هلال بن العلاء الرقي. روى عنه يوسف القواس.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن أفلح البكري - القاضي أبو محمد، حدثنا هلال - يعني ابن العلاء بالرقة -
حدثنا الخليل بن عبيد الله العبدي عن أبيه عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من يوم جمعة، ولا ليلة جمعة إلا ويطلع الله تعالى إلى دار الدنيا
وهو متزر بالبهاء، لباسه الجلال، متشح بالكبرياء، مترد بالعظمة، يشرف إلى دار
الدنيا فيعتق مائتي ألف عتيق من النار من الموحدين، ممن قد استوجب من الله ذلك،
ثم ينادي: عبادي هل أجود مني جودا؟ عبادي أكرم مني كرما؟ عبادي هل
سائل فأعطيه، هل من داع فأجيبه، هل، من مستغفر فأغفر له، عبادي اعلموا أني
ما خلقت الجنة لأخليها ولا نشترتها لأطويها، وإنما خلقت الجنة لكم، وخلقتكم لها،
عبادي فعلام تعصوني، على الحسن من بلائي، أم على الجميل من نعمائي؟ أليس قد
نشرت عليكم الرحمة نشرا، وألبستكم من عافيتي كنفا وسترا؟ أليس قد أضعفت لكم
391

الحسنات مرارا، وأقلتكم العثرات صغارا، وقد خلقتكم أطوارا، فما لكم لا ترجون لي
وقارا؟ عبادي سبحاني، احتجبت عن خلقي فلا عين تراني ".
4968 - عبد الله بن أحمد بن محمود، أبو القاسم البلخي:
من متكلمي المعتزلة البغداديين، صنف في الكلام كتبا كثيرة، وأقام ببغداد مدة
طويلة، وانتشرت بها كتبه، ثم عاد إلى بلخ فأقام بها إلى حين وفاته.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري [حدثنا] أبو عبيد الله محمد بن
عمران المرزباني قال: كانت بيننا وبين أبي القاسم البلخي صداقة قديمة وكيدة، وكان
إذا ورد مدينة السلام قصد أبي وكثر عنده، وإذا رجع إلى بلده لم تنقطع كتبه عنا،
وتوفي أبو القاسم ببلخ في أول شعبان سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
4969 - عبد الله بن أحمد بن وهب، أبو العباس الدمشقي، يعرف بابن
عدبس:
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، والعباس بن الوليد
البيروتي وعبد الواحد بن شعيب الجبلي. روى عنه القاضي الجراحي، والدارقطني،
وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن الثلاج.
حدثنا الأزهري، حدثنا أبو الحسن الدارقطني قال: عبد الله بن أحمد بن وهب
الدمشقي يعرف بابن عدبس يحدث عن عباس بن الوليد البيروتي، وإبراهيم بن
يعقوب الجوزجاني، وغيرهما، قدم علينا وكتبنا عنه في سنة ثمان عشرة، وفي سنة
نيف وعشرين أيضا.
4970 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس، أبو الحسن الفقيه الظاهري:
له مصنفات على مذهب داود بن علي، وحدث عن جده محمد بن المغلس، وعن
علي بن داود القنطري، وأبي قلابة الرقاشي، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ،
392

وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن علي
المعمري، وغيرهم. روى عنه أبو الفضل الشيباني، وكان ثقة فاضلا فهما، أخذ العلم
عن أبي بكر محمد بن داود. وعن ابن المغلس انتشر علم داود في البلاد.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني،
حدثني أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس الفقيه الداودي - لفظا -
حدثني جدي محمد بن مغلس، حدثنا شعيب بن محرز - ودخلت عليه بالبصرة وأنا
أجر إزاري - فقال لي: ارفع يا شاب إزارك، فإن شعبة أبا بسطام أخبرني عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار ".
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال: قال لنا عبد الله بن محمد الشاهد.
قال لنا أحمد بن كامل: توفي أبو الحسن بن مغلس - الفقيه على مذهب داود
الأصبهاني - في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أصابته سكتة.
4971 - عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح، أبو القاسم
الطائي:
روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضى عن آبائه نسخة، حدث عنه أبو بكر بن
الجعابي، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وإسماعيل بن محمد بن زنجي، وأبو
الحسن بن الجنيد.
وأخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، حدثني أبي - في سنة ستين ومائتين - حدثنا
علي بن موسى - سنة أربع وتسعين ومائة - حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي
جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني
أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا
393

محمد بن علي - هو البصري - يقول: عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن
صالح أبو القاسم الطائي كان أميا، لم يكن بالمرضي، روى عن أبيه عن علي بن
موسى الرضى، قال لي الحسن بن محمد الخلال: توفي عبد الله بن أحمد بن عامر
الطائي في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض: توفي عبد الله بن أحمد بن
عامر الطائي يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من سنة أربع
وعشرين وثلاثمائة.
4972 - عبد الله بن أحمد بن عيسى، أبو عيسى البطائني:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وغيره.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا عيسى البطايني مات في
جمادى الأولى من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
4973 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي الثلج، أبو الحسن:
هو أخو أبي بكر محمد. حدث ابن الثلاج عنه عن علي بن داود القنطري، وذكر
أنه سمع منه في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
4974 - عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرحمن بن
زبر بن عطارد بن عمرو بن حجر بن منقذ بن أسامة بن الجعيد بن صبرة بن الديل
ابن شنق بن أفضي بن عبد قيس بن لكيز بن هنب بن دعمي بن جديلة بن أسد بن
ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو محمد القاضي الدمشقي:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد بن سليمان المنقري،
ومحمد بن يونس الكديمي، والحسن بن أحمد بن سلمة المديني، وأبي سلمة عبد
الرحمن بن محمد الألهاني الحمصي، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الإيادي الجبلي.
روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، والدارقطني، وابن شاهين، وعبد
الله بن أحمد بن مالك البيع، وكان غير ثقة.
حدثني الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: سمعت الدارقطني
يقول: دخلت على أبي محمد بن زبر وأنا إذ ذاك حدث، وبين يديه كاتب له وهو
394

يملي عليه الحديث من جزء والمتن من آخر، وظن أني لا أنتبه على هذا - أو كما قال
- وقال لي عبد الغني: كنت لا أكتب حديثه عن أبيه إذا جاء منفردا، إلا أن يكون
مقترنا بغيره، فكان يقول لي: يا أبا محمد ما ذنب أبي إليك لا تكتب حديثه إلا أن
يكون مقترنا بغيره؟!
حدثني عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - أخبرنا مكي بن محمد
ابن الغمر المؤدب، حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: وفي
يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين توفي أبي بالفسطاط.
4975 - عبد الله بن أحمد بن ثابت بن سلام، أبو القاسم البزاز:
حدث عن حفص بن عمرو الربالي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن
عمرو بن أبي مذعور وإسحاق بن إبراهيم البغوي، والحسن بن محمد الزعفراني،
وأحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر الثقفي. روى عنه الدارقطني، وابن
شاهين، ويوسف القواس وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن ثابت - الشيخ الصالح الثقة -.
بلغني أن ابن ثابت ولد في شهر ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ومات
في ليلة السبت، ودفن يوم السبت الرابع والعشرين من رجب سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة.
4976 - عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد، أبو محمد
الجوهري المصري:
سكن بغداد في نهر الدجاج، وحدث بها عن الربيع بن سليمان المرادي، وإبراهيم
ابن مرزوق، وبكار بن قتيبة البصريين، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، وعبد الله بن
محمد بن أبي مريم، ويحيى بن عثمان بن صالح المصريين، وأبي زرعة الدمشقي.
روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وابن الثلاج، وجماعة آخرهم أبو عمر بن مهدي.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا أبو محمد
395

عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري - إملاء في سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة - حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا ابن وهب، أخبرني سليمان - يعني ابن
بلال - عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما
تفرق قوم من مجلس لم يذكروا الله إلا تفرقوا عن مثل جيفة الحمار، وكان عليهم
حسرة يوم القيامة ".
حدثنا البرقاني قال: قرأت على أبي يعلى الوراق - وهو عثمان بن الحسن الطوسي
- حدثكم عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري - قال أبو يعلى وكان ثقة - حدثني
عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن عبد الله بن أحمد بن إسحاق
المصري مات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. زاد غيره في شهر ربيع الأول.
4977 - عبد الله بن أحمد بن زكريا بن يحيى العطار البغدادي:
حدث بمصر عن إسحاق بن إبراهيم الدبري. روى عنه محمد بن الحسين اليمني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن الحسين بن عمر بن حفص اليمني - بمصر -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا بن يحيى البغدادي العطار، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الدبري بحديث ذكره.
4978 - عبد الله بن أحمد بن القاسم، أبو القاسم البزاز، يعرف بابن
الكوفي:
حدث عن محمد بن معاذ دران الحلبي. روى عنه ابن الثلاج، وأحمد بن الفرج
ابن الحجاج وقال ابن الثلاج: مات بطرسوس في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
4979 - عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن خامس، أبو محمد
البغدادي:
جلب جده خذيان من فرغانة إلى المعتصم فأسلم، ونزل عبد الله مصر وحدث بها
عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ. كتب عنه أبو الفتح بن مسرور وقال: كان ثقة.
4980 - عبد الله بن أحمد بن المبارك، الهمذاني المعدل:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن إبراهيم بن زهير الحلواني، وعلي بن الحسن بن
سعد. روى عنه ابن الثلاج وإبراهيم بن مخلد الباقرحي.
396

وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
4981 - عبد الله بن أحمد بن واضح أبو الحسن:
من أهل الصافية. ذكر ابن الثلاج أنه قدم عليهم بغداد في سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة، حدثهم من حفظه عن محمد بن زكريا الغلابي.
4982 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن قبان، أبو القاسم البغدادي:
حدث في الغربة عن علي بن محمد بن أبي الشوارب القرشي، والحسن بن عليل
العنزي. روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله المعروف بالرازي ساكن دمشق.
4983 - عبد الله بن أحمد بن الحسين بن رجاء، أبو القاسم الخرقي:
حدث عن عبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن أحمد
ابن البراء، وعبيد بن شريك البزاز، وإبراهيم الحربي، وأبي العباس الكديمي. حدثني
عنه علي بن أحمد الرزاز أحاديث مستقيمة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن الحسين الخرقي، حدثنا عبد الله بن روح المدائني،
حدثنا شبابة بن سوار، أخبرنا قيس بن الربيع عن أبي فزارة عن زائدة بن خراش عن
عبد الرحمن بن أبزي قال: بينما نحن في جنازة وعلي خلفها آخذ بيدي، وأبو بكر
وعمر أمامها، فقال علي: إنهما ليعلمان أن فضل من يمشي خلفها على من يمشي
أمامها كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده، ولكنهما سهلان يسهلان
للناس.
قرأت بخط عبيد الله بن أحمد السمعي: مات أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن
الحسين بن رجاء الخرقي في رجب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
4984 - عبد الله بن أحمد بن الصديق بن محمد بن داود، أبو محمد
المروزي ثم الدندانقاني:
من أهل الدندانقان - قرية من قرى مرو - سمع من محمد بن إبراهيم البوسنجي
حديثا واحدا، وسمع أيضا عبد الله بن محمود، ومحمد بن حمدويه، وأبا لبابة محمد
ابن المهدي، وعبد الله بن أحمد بن شيبة، وأبا واثلة عبد الرحمن بن الحسين المراوزة،
397

ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأبا بكر أحمد بن المنكدري، وأبا نصر
محمد بن حمزة السمرقندي، ومحمد بن عمران الأرسابندي وقدم بغداد حاجا
وحدث بها فروى عنه أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، وذكر أنه سمع منه في
سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأخبرنا عنه محمد بن عبيد الله الحنائي، وأبو بكر
البرقاني، وذكر لنا البرقاني أنه سمع منه بمرو.
أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الصديق
المروزي - قدم علينا حاجا - حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي المروزي،
حدثنا رقاد بن إبراهيم، حدثنا أبو عصمة، حدثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة،
وشجرة في الجنة، لو أن غرابا طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم "
بلغني أن ابن الصديق مات نحو سنة سبعين وثلاثمائة.
4985 - عبد الله بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن غياث بن
مشرفة بن طحن، أبو محمد التيمي البغدادي:
ذكر لي محمد بن علي الصوري أنه سكن مصر وحدث بها عن أبي القاسم
البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، قال: وكان ثقة. توفي بمصر بعد سنة سبعين
وثلاثمائة.
ذكر غير الصوري أنه حدث أيضا عن هشيم بن خلف الدوري.
4986 - عبد الله بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن بكر بن زياد بن علي بن
مهران بن عبد الله، أبو محمد بن أبي حامد الشيباني النيسابوري:
وأبو حامد هو أبوه - كان له ثروة ظاهرة فأنفق أكثرها على العلم وأهل العلم،
وفي الحج والجهاد، وغير ذلك من أعمال البر، وكان من أكثر أقرانه سماعا للحديث
سمع من محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو صغير فتورع عن الرواية عنه لصغره،
وسمع محمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسي،
ويعقوب بن محمد بن ماهان الصيدلاني، وأبا عمرو أحمد بن محمد الحيري،
ومحمد بن أحمد بن دلويه الدقاق. وخرج إلى هراة فكتب بها عن حاتم بن محبوب،
وسمع ببغداد من محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وكتب بمكة عن أبي سعيد
398

الأعرابي، وكان وروده بغداد ثلاث دفعات، حدث في الآخرة منهن، وكتب الناس
عنه بانتقاء ابن الجعابي، وكان يرسل شعره ولا يحلقه، فقيل له الشعراني. روى عنه
يوسف بن عمر القواس، وابن الثلاج، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وأبو الحسن بن
رزقويه، وغيرهم وكان ثقة.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه. قال لنا عبد الله بن أحمد بن جعفر
أبو محمد النيسابوري: مولدي ليلة الأحد لأربع عشرة خلت من ربيع الأول سنة
اثنتين وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر
النيسابوري، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الطلقي، حدثنا محمد بن خالد الرازي، حدثنا أبو حمزة عن أبي
أمية عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قهقه في صلاته فليعد
وضوءه وصلاته ".
أبو أمية هو عبد الكريم بن أبي المخارق المعلم، والحسن عن أبي هريرة مرسل.
حدثني محمد بن علي المقرئ، عن محمد بن عبد الله بن أحمد النيسابوري قال:
توفي أبو محمد بن أبي حامد ضحى يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة
اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وستين سنة.
4987 - عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو العباس المعروف بابن أبي طالب
الشاهد:
سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا عنه البرقاني.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا العباس بن أبي طالب الشاهد - واسمه عبد الله بن
أحمد بن محمد - كتبت عن ابن عبد الجبار الصوفي؟ فقال: نعم، قد حفظنا عنه
حديث علي بن الجعد عن شعبة عن ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس في
التزعفر. قال البرقاني: حدثناه ابن أبي طالب بحضرة ابن إسماعيل الوراق.
4988 - عبد الله بن أحمد بن ماهبزد، أبو محمد الأصبهاني، يعرف بالظريف:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي،
399

وأبي بكر بن أبي داود السجستاني. حدثنا عنه البرقاني، وعبد العزيز بن علي
الأزجي، وأحمد بن عمر بن روح، والقاضي علي بن المحسن التنوخي، وكان ثقة.
سألت البرقاني عن ابن ماهبزد فقال: كان يسمع معنا الحديث ببغداد، وهو شيخ
صدوق، غير أنه لم يكن يعرف بالحديث.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال: ذكر لنا عبد الله بن أحمد بن
ماهبزد الأصبهاني في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة أنه ولد في آخر سنة ثلاث - أو أربع
- وسبعين ومائتين، قال: ودخلت بغداد سنة سبع وتسعين ومائتين، وحججت في سنة
ثلاث وثلاثمائة، وصمت ثمانية وثمانين رمضانا.
حدثني التنوخي قال: قال لنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهاني:
ولدت سنة ست وسبعين ومائتين بأصبهان، ودخلت البصرة سنة سبع وتسعين
ومائتين، سمعت من أبي خليفة، وبالأهواز من عبدان، وغيرهما فذهب جميع ذلك
ودخلت بغداد في سنة تسع وتسعين ومائتين. قال التنوخي: وسمعت أنا منه في سنة اثنتين
وسبعين وثلاثمائة.
4989 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان بن داود بن زياد بن معلى
ابن الأشعث، أبو جعفر الفارسي:
روى عن أبيه عن يعقوب بن سفيان كتاب الزوال وحدث أيضا عن النعمان بن
أحمد الواسطي، حدثنا عنه البرقاني، والأزهري، والعتيقي.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو جعفر عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن
شاذان الفارسي، حدثنا النعمان بن أحمد - سنة أربع وثلاثمائة - حدثنا جعفر بن
محمد بن مخلد الواسطي، حدثنا جعفر بن جسر، حدثني أبي جسر، حدثني ثابت
البناني عن أنس بن مالك عن أبي طلحة الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعرفت البشر في وجهه، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما رأيتك قط
أحسن بشرا منك اليوم! قال: " وما يمنعني وهذا الملك بعثه الله آنفا إلى - وأومأ بيده -
يقول لي: يا محمد أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه أنا
وملائكتي عشرا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت أنا وملائكتي عليه
عشرا ".
400

قال لي الأزهري: سمعت من أبي جعفر بن شاذان الفارسي في منزلنا في سنة
ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قلت: فكيف حاله؟ قال: ثقة.
4990 - عبد الله بن أحمد بن جناح، أبو محمد القاضي:
أخبرنا أبو مسلم حميد بن محمد بن عبد الرحمن بن نزار القاضي - بقاسان -
حدثنا أبي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جناح القاضي - ببغداد - حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن الحسن الكرخي، حدثنا محمد بن حاتم الزمي بحديث ذكره.
4991 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الحسن، أبو محمد التمار، يعرف
ببرغوت:
سمع أبا القاسم البغوي، وعلي بن الحسن بن المغيرة الدقاق، ومحمد بن إبراهيم
ابن نيروز الأنماطي، حدثنا عنه الخلال، والأزهري، والتنوخي، وقال لي الخلال: كان
ثقة.
قال لي التنوخي: ولد عبد الله بن أحمد التمار في سنة سبع وثمانين ومائتين،
وسمعت منه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وكان ينزل عند مسجد رويم بن يزيد
في نهر القلايين.
4992 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله، أبو محمد الوزان المعروف بابن
العطار:
حدث عن أبي القاسم البغوي، حدثنا عنه محمد بن عمر بن زكار. وكان
صدوقا.
4993 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل، أبو القاسم
الفقيه الشافعي النسوي:
قدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها عن أحمد بن
إسحاق بن إبراهيم السرخسي، والحسن بن سفيان النسوي، وكان عنده عن الحسن
مسنده. كتب عنه ببغداد أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، وأبو القاسم بن
الثلاج، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى. وحدثنا عنه بنيسابور غير واحد ممن سمع منه
بنسا.
قرأت في أصل كتاب أبي بكر بن سلم بخطه: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد
ابن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النسوي - حاجي في سوق يحيى فقيه شافعي -
401

قال: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا محمد بن زياد البرجمي
عن أبي غالب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الخوارج.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، عن محمد عبد الله النيسابوري قال: توفي أبو
القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد الفقيه النسوي بنسا في شوال سنة اثنتين وثمانين
وثلاثمائة، وهو شيخ العلم والعدالة، وختم به الرواية عن الحسن بن سفيان.
4994 - عبد الله بن أحمد بن مالك بن الحارث بن خالد بن الوليد، أبو
محمد البيع:
سمع أبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، وسعيد بن
محمد أخا زبير الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، ومحمد بن أحمد بن
صالح الأزدي، وعبد الله بن أحمد بن ربيعة القاضي. حدثنا عنه العتيقي، والحسين بن
جعفر السلماسي، وأحمد بن علي التوزي، ومحمد بن علي بن الفتح، وأبو خازم بن
الفراء، ومحمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أبي الفوارس قال: أبو محمد عبد الله بن أحمد
ابن مالك البيع وكان ثقة.
حدثني أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن
مالك بن الحارث وكان ثقة.
قال لي محمد بن علي بن الفتح: توفي ابن مالك البيع في جمادى الأولى من سنة
ست وثمانين وثلاثمائة.
4995 - عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم البغدادي:
نزل مصر وروى بها كتاب تاريخ يحيى بن معين الذي يرويه حسين بن حيان
عنه، فرواه ابن أبي طالب وجادة عن كتاب حسين بن حيان، وكان جد أمه - وأمه
بنت علي بن الحسين بن حيان، سمعه منه عبد الغني بن سعيد. وأبو سعيد الماليني،
وغيرهما. وروى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وحدث أيضا عن إبراهيم بن
عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، وأبي طالب أحمد بن
نصر الحافظ، ومحمد بن علي بن إسماعيل الأيلي، وأبو ذر بن الباغندي، والقاضي
المحاملي وغيرهم وكان ثقة.
ولد في سنة سبع وثلاثمائة، ومات بمصر في المحرم سنة تسعين وثلاثمائة.
402

4996 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حمدويه بن صالح بن يونس بن
ميمون، أبو محمد النهرواني:
حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، والليث بن محمد المروزي. حدثنا
عنه البرقاني، وأبو علي بن دوما النعالي.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله
ابن حمدويه النهرواني - بالنهروان - حدثنا ليث بن محمد بن الليث المروزي، حدثنا
أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي، حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم الرازي،
حدثنا أحمد بن إبراهيم النرمقي، حدثنا أشعث بن عطاف عن سفيان الثوري عن أبي
حنيفة عن مسعر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البزاق في المسجد
خطيئة، وكفارتها دفنها ".
4997 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسين المقرئ
الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عمر بن حفص، وأبي عمرو أحمد بن
محمد المديني، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الله بن محمد بن جعفر
ابن حيان الأصبهانيين، ومحمد بن أبي بكر بن داسه البصري، وأبي القاسم الطبراني.
حدثنا عنه البرقاني، وعبد الملك بن عمر الرزاز - وذكر لنا أنه كان عابدا - والعتيقي.
أخبرنا العتيقي، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله
الأصبهاني، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدثنا أبو بكر إسحاق بن
إبراهيم شاذان، حدثنا سعد بن الصلت عن إسماعيل بن رافع الأنصاري عن إسماعيل
ابن عبيد الله بن أبي المهاجر عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ القرآن
فرأى أن من خلق الله أعطى أفضل مما أعطى، فقد صغر ما عظم الله، وعظم ما صغر
الله " وقال: " لا ينبغي لحامل القرآن أن يجد فيمن يجد، ولا يجهل فيمن يجهل، ولكنه
يعفو ويصفح لعز القرآن ".
سألت العتيقي عنه فقال: كان عبدا صالحا ثقة، ينزل درب نعيم ومن نهر البزازين.
403

4998 - عبد الله بن أحمد بن جعفر بن الطويل، أبو محمد القاري:
حدث عن أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل بن محمد الصفار.
حدثني عنه العتيقي وسألته عنه فقال: شيخ صالح لا بأس به، وكان ينزل سويقة
أبي الورد.
4999 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن الطيب بن الحسين، أبو الفرج
الأنماطي اللحفي:
حدث عن إسماعيل بن محمد الصفار. سمع منه أبو الفضل بن زاذان الهاشمي.
5000 - عبد الله بن أحمد بن محمد، الجواليقي الأصبهاني:
حدث عن جعفر بن عبد الله الفناكي الرازي. قدم بغداد وحدث بها. حدثني عنه
أبو محمد الخلال.
حدثني الخلال، حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الجواليقي
الأصبهاني، حدثنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله الفناكي المعدل الرازي، حدثنا أبو
بكر محمد بن هارون الروياني، حدثنا علي بن سهل، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان،
حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صلوا في بيوتكم ولا
تتخذوها قبورا ".
قال لي الخلال: ما سمعت من هذا الشيخ غير هذا الحديث.
أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد الأبيوردي، حدثنا جعفر بن عبد الله
ابن يعقوب الرازي، حدثنا محمد بن هارون الروياني بإسناده نحوه.
5001 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن الصباح بن مخلد بن
منير، أبو القاسم الفارسي:
حدث عن أبي عمرو بن السماك، وأبي الحسين بن مأتي الكوفي وأحمد بن
سلمان النجاد، وأبي عمر الزاهد، ودعلج بن أحمد وهذه الطبقة. سمعت منه إلا أني
لم أكتب ما سمعت منه، وكان صحيح السماع كثير الكتاب وكان قدريا داعية،
وكان مسكنه بنهر البزازين، ومات في ذي القعدة من سنة سبع وأربعمائة.
404

5002 - عبد الله بن أحمد بن عمر، أبو محمد الجوهري العطشي:
من أهل الجانب الشرقي ناحية الرصافة. حدث عن محمد بن عبد الله الشافعي.
كتب عنه صاحبنا محمد بن الحسين الكرجي في سنة تسع وأربعمائة، وحدثني عنه
أحمد بن علي التوزي، وسألته عنه فقال ثقة.
5003 - عبد الله بن أحمد بن عثمان بن خلف بن سلمان بن إبراهيم، أبو
بكر العكبري، يعرف بابن بنت شيبان:
حدث عن أبي بكر بن مالك القطيعي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبي بكر
المفيد الجرجرائي، وابن السقا الواسطي.
ذكر لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني الدمشقي أنه كتب عنه بعكبرا في سنة سبع
عشرة وأربعمائة.
5004 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم، أبو محمد، يعرف بابن
حمديه:
أخو الحسن وهو الأكبر، أصبهاني الأصل كان يسكن شارع العتابيين، وحدث
عن أحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، وعبد الباقي وأحمد ابني قانع، وأبي
بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وعمر بن جعفر بن سلم، وأحمد بن ثابت بن
بقية الواسطي، وأبي بحر [محمد] بن كوثر البربهاري، وعثمان بن سنقة البيع،
وأحمد بن محمد بن الصباح الكبشي، وكعب بن عمرو البلخي.
كتبنا عنه وكان ضعيفا وقعت إليه أمالي مسموعة من أحمد بن سلمان في سنة
أربع وأربعين وثلاثمائة، فحك التاريخ وجعله سنة سبع وأربعين، وسمع منها لنفسه.
وقال لي الصوري وقد أراني بعضها، دفعها إلى ابن حمديه فقابلتها بأجزاء آخر
فيها أمالي مسموعة من ابن سلمان في سنة أربع وأربعين، فوافقتها حرف بحرف،
قال: فرددتها علي ابن حمديه ولم أكتب عنه منها شيئا. مات ابن حمديه في سنة
إحدى وعشرين وأربعمائة.
405

5005 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن
حرب بن مهران، أبو محمد الصيرفي:
وهو أخو أبي علي الحسن، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد
ابن عبيد العسكري، والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، ومحمد بن جعفر زوج
الحرة، ونحوهم وكان صدوقا. روى شيئا يسيرا، وكتبنا عنه. مات أبو محمد بن
شاذان في ليلة الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن
صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير.
5006 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن
أبي إسحاق محمد المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور، أبو محمد الهاشمي
المعتصمي:
سمع ابن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، ومحمد بن غريب البزاز. كتبنا
عنه وكان صدوقا ينزل ناحية النصرية وراء باب الشام.
وسألته عن مولده فقال: ولدت ليلة الجمعة للنصف من رجب سنة ثلاث وخمسين
وثلاثمائة. وسألته مرة أخرى فقال: ولدت ليلة النصف من رجب سنة اثنتين
وخمسين. ومات في ليلة الجمعة الثامن من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين
[وأربعمائة] ودفن من غد تلك الليلة وهو يوم الجمعة في مقبرة باب حرب.
5007 - عبد الله أمير المؤمنين القائم بأمر الله بن أحمد القادر بالله بن إسحاق
ابن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل
على الله بن المعتصم بالله بن الرشيد، يكنى أبا جعفر:
سمعت علي بن المحسن التنوخي يذكر أن مولده يوم الجمعة الثامن عشر من ذي
القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وأمه أم ولد تسمى قطر الندى أرمنية أدركت
خلافته، وماتت في رجب من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. بويع بالخلافة للقائم بأمر
الله بعد موت أبيه القادر بالله في يوم الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة
406

اثنتين وعشرين وأربعمائة. وكان القادر بالله جعله ولي عهده من بعده، ولقبه القائم
بأمر الله، وخطب له بذلك في حياته.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله التمار، حدثنا محمد بن المظفر، حدثني
محمد بن جعفر بن أحمد بن عمر الناقد.
وأخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق،
حدثنا الحسن بن أحمد العطاردي قالا: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا محمد
ابن جابر عن الأعمش عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " منا القائم، ومنا المنصور، ومنا السفاح، ومنا المهدي، فأما القائم فتأتيه الخلافة
لم يهرق فيها محجمة من دم، وأما المنصور فلا ترد له راية، وأما السفاح فهو يسفح
المال والدم، وأما المهدي فيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما ".
ولم يزل أمر القائم بأمر الله مستقيما إلى أن قبض عليه في سنة خمسين وأربعمائة،
وكان السبب في ذلك، أن أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم أمره
واستفحل شأنه، لعدم نظرائه من مقدمي الأتراك المسمين بالاصفهسلارية، واستولى
على البلاد، وانتشر ذكره، وطار اسمه، وتهيبته أمراء العرب والعجم، ودعى له على
كثير من المنابر العراقية، وبالأهواز ونواحيها، وجبى الأموال. وخرب الضياع، ولم
يكن الخليفة القائم بأمر الله يقطع أمرا دونه، ولا يحل ويعقد إلا عن رأيه، ثم صح عند
الخليفة سوء عقيدته وشهد عنده جماعة من الأتراك أن البساسيري عرفهم - وهو إذ
ذاك بواسط - عزمه على نهب دار الخليفة، والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا
طالب محمد بن ميكال المعروف بطغرلبك أمير الغز، وهو بنواحي الري يستنهضه
على المسير إلى العراق وانفض أكثر من كان مع البساسيري وعادوا إلى بغداد، ثم
أجمع رأيهم على أن قصدوا دار البساسيري وهي بالجانب الغربي في الموضع المعروف
بدرب صالح بقرب الحريم الطاهري فأحرقوها وهدموا أبنيتها، ووصل طغرلبك إلى
بغداد في شهر رمضان من سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ومضى البساسيري على
الفرات إلى الرحبة، وتلاحق به خلق كثير من الأتراك البغداديين، وكاتب صاحب
مصر يذكر له كونه في طاعته، وأنه على إقامة الدعوة له بالعراق، فأمده بالأموال وولاه
الرحبة، وأقام طغرلبك ببغداد سنة إلى أن خرج منها إلى الموصل وأوقع بأهل سنجار،
407

وعاد إلى بغداد فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الموصل وخرج منها متوجها إلى نصيبين
ومعه أخوه إبراهيم إينال، وذلك في سنة خمسين وأربعمائة، فخالف عليه أخوه إبراهيم
وانصرف بجيش عظيم معه يقصد الري، وكان البساسيري راسل إبراهيم يشير عليه
بالعصيان لأخيه، ويطمعه في الملك والتفرد به، ويعده بمعاضدته ومظافرته عليه، فسار
طغرلبك في أثر أخيه إبراهيم وترك عساكره وراءه فتفرقت، غير أن وزيره المعروف
بالكندري، وربيبه أنو شروان، وزوجته خاتون، وردوا بغداد بمن بقي معهم من
العسكر في شوال من سنة خمسين وأربعمائة واستفاض الخبر باجتماع طغرلبك مع
أخيه إبراهيم بهمذان، وأن إبراهيم استظهر على طغرلبك وحصره في مدينة همذان،
فعزمت خاتون وابنها أنو شروان والكندري على المسير إلى همذان لإنجاد طغرلبك،
واضطرب أمر بغداد اضطرابا شديدا، وأرجف المرجفون باقتراب البساسيري، فبطل عزم
الكندري على المسير، فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها لتركهما مساعدتها
على إنجاد زوجها، ففرا إلى الجانب الغربي من بغداد، وقطعا الجسر وراءهما،
وانتهبت دارهما، واستولى من كان مع خاتون من الغز على ما تضمنتا من العين
والثياب والسلاح، وغير ذلك من صنوف الأموال، ونفذت خاتون بمن ضوي إليها
وهم جمهور - العسكر متوجهة نحو همذان، وخرج الكندري وأنو شروان يؤمان طريق
الأهواز، فلما كان يوم الجمعة السادس من ذي القعدة تحقق الناس كون البساسيري
بالأنبار، ونهضنا إلى صلاة الجمعة بجامع المنصور فلم يحضر الإمام، وأذن المؤذنون
بالظهر، ثم نزلوا من المأذنة فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري حذاء شارع دار
الرقيق، فبادرت إلى أبواب الجامع فرأيت من الأتراك البغداديين أصحاب البساسيري
نفرا يسيرا يسكنون الناس، ويغدون إلى الكرخ فصلى الناس في هذا اليوم بجامع
المنصور ظهرا أربعا من غير خطبة، ثم ورد من الغد وهو يوم السبت نحو مائة فارس
من عسكر البساسيري، ثم دخل البساسيري بغداد يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه
الرايات المصرية، فضرب مضاربه على شاطئ دجلة، ونزل هناك والعسكر معه،
وأجمع أهل الكرخ والعوام من أهل الجانب الغربي على مضافرة البساسيري، وكان قد
جمع العيارين وأهل الرساتيق وكافة الدعار وأطمعهم في نهب دار الخلافة. والناس إذ
ذاك في ضر وجهد، قد توالت عليهم سنون مجدبة. والأسعار عالية والأقوات عزيزة،
وأقام البساسيري بموضعه والقتال في كل يوم يجرى بين الفريقين في السفن بدجلة،
فلما كان يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة دعى لصاحب مصر في الخطبة بجامع
408

المنصور، وزيد في الأذان حي على خير العمل، وشرع البساسيري في إصلاح الجسر،
فعقده بباب الطاق، وعبر عسكره عليه، وأنزله بالزاهر، وكف الناس عن المحاربة
أياما، وحضرت الجمعة يوم العشرين من ذي القعدة فدعى لصاحب مصر في جامع
الرصافة، كما دعى له في جامع المنصور. وخندق الخليفة حول داره ونهر معلى
خنادق، وأصلح ما استرم من سور الدار، فلما كان من يوم الأحد لليلتين بقيتا من
ذي القعدة حشر البساسيري وأهل الجانب الغربي عموما، وأهل الكرخ خصوصا،
ونهض بهم إلى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين قتل بينهما قتلى كثيرة، واستهل هلال
ذي الحجة، فدلف البساسيري في يوم الثلاثاء ومن معه نحو دار الخلافة، وأضرم النار
في الأسواق بنهر معلى وما يليه، ولم يكن بقى بالجانب الغربي إلا نفر ذو عدد، وعبر
الخلق للانتهاب، وأحاطوا بدار الخلافة، فنهب مالا يقدر قدره، ووجه الخليفة إلى
قريش بن بدران البدوي العقيلي - وكان ضافر البساسيري وأقبل معه - فأذم قريش
الخليفة في نفسه، ولقيه قريش فقبل الأرض بين يديه دفعات، وخرج الخليفة معه من
الدار راكبا وبين يديه راية سوداء، وعلى الخليفة قباء أسود وسيف ومنطقة، وعلى
رأسه عمامة تحتها قلنسوة والأتراك في أعراضه وبين يديه، وضرب قريش للخليفة
خيمة إزاء بيته بالجانب الشرقي، فدخلها الخليفة وأحدق بها خدمه، وماشى
البساسيري وزير الخليفة أبا القاسم بن المسلمة، ويد البساسيري قابضة على كم
الوزير. وقبض على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وجماعة معه، وحملوا إلى
الحريم الطاهري، وقيد الوزير وقاضي القضاة، فلما كان يوم الجمعة الرابع من ذي
الحجة لم يخطب بجامع الخليفة وخطب في سائر الجوامع لصاحب مصر، وفي هذا اليوم
انقطعت دعوة الخليفة من بغداد، ولما كان يوم الأربعاء تاسع ذي الحجة - وهو يوم
عرفة - أخرج الخليفة من الموضع الذي كان به وحمل إلى الأنبار، ومنها إلى حديثة
عانة على الفرات، فحبس هناك وكان صاحب الحديثة والمتولي خدمة الخليفة بنفسه
هناك مهارش البدوي، وحكى عنه حسن الطريقة، وجميل المعتقد. فلما كان يوم
الاثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة شهر الوزير على جمل وطيف به في محال
الجانب الغربي، ثم صلب حيا بباب خراسان إزاء الترب، وجعل في فكيه كلوبان من
الحديد، وعلق على جذع فمات بعد صلاة العصر من هذا اليوم، وأطلق قاضي
القضاة أبو عبد الله الدامغاني بمال قرر عليه، وخرجت من بغداد يوم النصف من صفر
سنة إحدى وخمسين، فلم يزل الخليفة في محبسه بحديثة عانة إلى أن ظفر طغرلبك بأخيه
409

إبراهيم إينال وقتله ثم كاتب قريشا في إطلاق الخليفة وإعادته إلى داره، وذكر لنا أن
البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طغرلبك متوجه إلى العراق، وأطلع البساسيري
أبا منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف على ذلك، وجعله السفير بينه وبين الخليفة
فيه وشرط أن يضمن الخليفة للبساسيري صرف طغرلبك عن وجهه، وأحسب أن
طغرلبك كاتب مهارشا في أمر الخليفة، فأخرجه من محبسه وعبر به الفرات وسار به
إلى البرية قصد تكريت في نفر من بني عمه، وأغذ السير حتى وصل به إلى دجلة ثم
عبر به وصار في صحبته قصد الجبل، وقد بلغه أن طغرلبك بشهرزور، فلما قطع أكثر
الطريق عرف أن طغرلبك قد حصل ببغداد، فعاد سائرا حتى وصل إلى النهروان،
فأقام الخليفة هناك ووجه إليه طغرلبك مضارب ورحالا وأثاثا، ثم خرج لتلقيه، فانتهى
إلينا ونحن بدمشق في يوم عيد الأضحى من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، أن الخليفة
تخلص من محبسه، وانتهى إلينا لسبع بقين من ذي الحجة خبر حصوله ببغداد في داره،
وكتب إلى من بغداد من ذكر أن الخليفة حصل في داره في يوم الخامس والعشرين من
ذي القعدة. وأسرى طغرلبك إلى البساسيري عسكرا من الغز وهو في بلد بني مزيد
بسقي الفرات. فحاربوه إلى أن ظفر به وقتل، وحمل رأسه إلى بغداد فطيف به وعلق
إزاء دار الخلافة في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين.
5008 - عبد الله بن إبراهيم، أبو محمد البغدادي:
نزل بلخ وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وداود بن سليمان الجرجاني، وعبد
الرحمن بن سعد، وعثمان بن زفر الكوفي. روى عنه أبو العباس السراج النيسابوري،
وجعفر بن الصقر بن الصلت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى،
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي السراج، حدثني عبد الله بن إبراهيم أبو محمد
البغدادي - ببلخ - حدثنا داود بن سليمان الجرجاني العطار، أخبرنا يحيى بن معين عن
إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى أخي عبد الله بن أبي
أوفى قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأدار بصره فينا فقال: " أين فلان، وأين
فلان " حتى اجتمعنا إليه وساق حديث المؤاخاة بطوله.
410

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر قال: حدثنا جعفر بن الصقر بن
الصلت، حدثنا عبد الله بن إبراهيم البغدادي، حدثنا عبد الرحمن بن سعد، حدثنا أبو
جعفر الرازي، عن أبي عبد الرحمن محمد بن سعيد عن ثابت عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نساء العالمين أربع، مريم ابنة عمران، وآسية امرأة
فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد " صلى الله عليه وسلم.
5009 - عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن، الأزدي الضرير:
من أهل القصر. حدث عن الحسن بن علي الحلواني، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
روى عنه عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان، وعلي بن محمد بن
علي القصري.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني عبد الله بن إبراهيم
الضرير - بقصر ابن هبيرة - حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثني عبد الصمد بن
عبد الوارث عن مجاعة بن الزبير - وكان شعبة يقول الصوام القوام - عن الحسن عن
عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استكثروا من النعال، فإن الرجل لا يزال
راكبا ما دام منتعلا ".
5010 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن جعفر بن
عامر، أبو القاسم الأسدي المعدل، ويعرف بابن الأكفاني:
حدث عن محمد بن عمرو بن حنان الحمصي، وأبي إبراهيم المزني صاحب
الشافعي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن الحسين المعروف ببنان
النسائي. روى عنه ابنه محمد، وعبد الله بن العباس الشطوي، وغيرهما وكان ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عبد الله بن العباس الشطوي،
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأكفاني - قراءة - حدثنا أبو العباس أحمد
النسائي، حدثنا عمرو بن محمد الأعسم، حدثنا حسام بن المصك عن منصور عن
خيثمة قال: قال رجل لعبد الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الندم توبة "؟ قال:
نعم.
411

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن إبراهيم المعدل
المعروف بابن الأكفاني مات في سنة سبع وثلاثمائة.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي بخطه: مات أبو القاسم بن الأكفاني في سنة سبع وثلاثمائة
لتسع بقين من المحرم بالقصر وهو جائي من مكة، ودفن بعد ما جاء تابوته من
القصر.
5011 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحيم، المؤذن:
حدث عن يعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عمرو بن حنان
الحمصي. روى عنه أبو الطيب بن المنتاب.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عثمان بن عمرو بن المنتاب الإمام، حدثنا
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحيم المؤذن، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: " اللهم أنت السلام ومنك السلام
تباركت يا ذا الجلال والإكرام ".
5012 - عبد الله بن إبراهيم بن الهيثم بن أبي الزرد، أبو القاسم الدلال:
حدث عن الحسن بن عرفة، وحفص بن عمر السياري، والعباس بن محمد بن
الحارث القرشي والحسن بن مكرم. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وأبو حفص
الكتاني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
5013 - عبد الله بن إبراهيم بن حسان، أبو محمد الفلاس:
حدث عن علي بن الحسن بن بيان المقرئ، وإبراهيم بن مهدي الأيلي. روى عنه
ابن شاهين، وعبد الملك بن إبراهيم القرميسيني.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا عبد الملك بن إبراهيم القرميسيني، حدثنا أبو محمد
عبد الله بن إبراهيم بن حسان الفلاس - جارنا ببغداد - حدثنا إبراهيم بن مهدي الأيلي.
412

5014 - عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمرو بن هرثمة، أبو محمد
البزاز:
هروي الأصل كان ينزل سوق العطش بالجانب الشرقي، وحدث عن الحسين بن
داود البلخي والحارث بن أبي أسامة، وموسى بن الحسن النسائي، وأبي العباس
الكديمي، ومحمد بن شاذان الجوهري، ومعاذ بن المثنى العنبري، وإسماعيل بن
إسحاق القاضي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وإسحاق بن سنين الختلي، وموسى
ابن إسحاق الأنصاري، وغيرهم. روى عنه يوسف القواس، وابن الثلاج، وأبو أحمد
الفرضي، وأبو الحسن بن رزقويه، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمرو
ابن هرثمة البزاز، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة،
حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،
وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسألهم فقالوا هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على
فرعون. فقال: " أنتم أولى بموسى منهم فصوموه ".
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري قال: قال لنا علي بن أحمد بن
عمر المقرئ: مات عبد الله بن إبراهيم بن هرثمة في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وكذلك ذكر ابن الفرات فيما قرأت بخطه، وزاد يوم الاثنين لست بقين من صفر.
5015 - عبد الله بن إبراهيم بن يوسف، أبو القاسم الجرجاني، ويعرف
بالأبندوني:
وهي قرية من قرى جرجان، أحد الرحالين في الحديث إلى مكة، وخراسان،
والعراق، والشام، ومصر، وكان رفيق أبي أحمد بن عدي الحافظ، سكن بغداد
وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، وعمر بن عبد الرحمن السلمي
البصريين وأبي يعلى الموصلي، ومحمد بن سعيد الرسعني، والحسن بن سفيان
النسوي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي العباس السراج النيسابوريين، وعمر بن
413

أحمد بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وأحمد بن محمد
ابن خالد البراثي، وقاسم بن زكريا المطرز، ونحوهما من البغداديين، وأبي غسان
عبد الله بن محمد القلزمي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والحسين بن عبد الله
القطان الرقي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، ومفضل بن محمد الجندي،
وأحمد بن داود بن عبد الغفار المصري.
وكان ثقة ثبتا. وله كتب مصنفة وجموع مدونة، حدثنا عنه أبو بكر البرقاني
والقاضي أبو العلاء الواسطي. وقال لنا أبو العلاء: لم أر في شيوخنا الغرباء مثل
الأبندوني، وسمعت منه في سنة ست وستين وثلاثمائة، وكان عسرا في الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ عن محمد بن عبد الله بن أحمد النيسابوري قال:
عبد الله بن إبراهيم الأبندوني أبو القاسم الجرجاني خرج إلى بغداد سنة خمسين
وثلاثمائة فسكنها، ولم يخرج منها إلى أن مات بها، وكان أحد أركان الحديث،
ورفيق أبي أحمد بن عدي بالشام ومصر.
سمعت البرقاني ذكر الابندوني فقال: كان محدثا قد أكل ملحه، وسافر في
الحديث إلى خراسان، وفارس، والبصرة، والشام، ومصر، وكان زاهدا متقللا، ولم
يكن يحدث غير واحد منفرد. قيل له في ذلك فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب
وإذا اجتمعوا للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك.
قال البرقاني: ودفع إلى يوما قدحا فيه كسر يابسة وأمرني أن أحمله إلى الباقلاني
ليطرح عليه ماء الباقلاء، ففعلت ذلك، فلما ألقى الباقلاني عليه الماء وقع في القدح
من الباقلاء اثنتين أو ثلاث، فبادر الباقلاني إلى رفعها، فقلت له: ويحك ما مقدار هذا
حتى ترفعه من القدح؟ فقال: هذا الشيخ يعطيني في كل شهر دانقا حتى أبل له
الكسر اليابسة فكيف أدفع إليه الباقلاء مع الماء! وجعل البرقاني يصف أشياء من
تقلله وزهده وسمعته يقول: كان الأبندوني سيدا في المحدثين.
سألت البرقاني عن وفاة الأبندوني فقال: مات في غيبتي عن بغداد، وذلك أني
رحلت إلى الإسماعيلي في سنة خمس وستين وثلاثمائة، فسألني عن الأبندوني فأخبرته
أني تركته في الأحياء، وأعلمته استكثاري من السماع منه فأثنى عليه، ورجعت إلى
بغداد في سنة تسع وستين فلم أصبه حيا.
قال لي القاضي أبو العلاء الواسطي: توفي أبو القاسم الأبندوني في سنة ثمان
وستين وثلاثمائة، وله خمس وسبعون سنة.
414

قرأت في كتاب البرقاني بخطه: توفي أبو القاسم الأبندوني يوم الاثنين لخمس خلون
من جمادى الأولى سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
5016 - عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو محمد البزاز:
سمع أبا مسلم الكجي ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحراني، ويحيى
ابن محمد بن البحتري الحنائي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، وأحمد بن
أبي عوف البزوري، والحسن بن الكميت الموصلي، وموسى بن إسحاق الأنصاري،
وأبا برزة الحاسب وخلف بن عمرو العكبري، وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي.
حدثنا عنه ابن رزقويه، ومحمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، ومحمد بن أبي
الفوارس، وأحمد بن موسى الروشنائي، وأبو علي بن شاذان، وعمر بن إبراهيم بن
سعيد الفقيه، ومحمد بن الحسين بن بكير، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وغيرهم.
وكان ثقة ثبتا ينزل دار كعب.
حدثني أحمد بن علي التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان ابن
ماسي جميل الأمر ثقة، بلغ نيفا وتسعين سنة.
قلت: وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائتين.
سألت البرقاني: أيما أحب إليك، ابن مالك، أو ابن ماسي؟ فقال لي: ليس هذا مما
يسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه، وأوما البرقاني إلى أن ابن مالك قد تكلم
فيه بسبب ما روى من غير أصوله بعد غرق كتبه. قال لي البرقاني: توفي أبو محمد
ابن ماسي ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال: توفي أبو محمد بن ماسي يوم
الأربعاء لأربع بقين من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة، ودفن بباب حرب.
ذكر محمد بن أبي الفوارس وفاته مثل قول البرقاني.
5017 - عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان، أبو الحسين البزاز المعروف
بالزبيبي:
كان يسكن ببركة زلزل، وحدث عن الحسن بن علوية القطان، وجعفر الفريابي،
415

وأحمد بن أبي عوف البزوري. وعبد الله بن محمد بن ناجية، والحسين بن عمر بن
أبي الأحوص، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وعلي بن طيفور النسوي،
وهارون بن يوسف بن زياد، وسهل بن أبي سهل الواسطي، ومحمد بن خلف بن
المرزبان. حدثنا عنه البرقاني، ومحمد بن الفرج البزاز، ومحمد بن طلحة النعالي،
وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والقاضيان أبو
العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي، وغيرهم وكان ثقة.
حدثني القاضي محمد بن علي بن يعقوب عن الزبيبي قال: ولدت لإحدى عشرة
ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائتين، قال: وأول سماعي من ابن
علوية سنة ست وتسعين وأنا رجل.
أخبرنا التنوخي قال: سئل الزبيبي - وأنا أسمع - عن مولده فقال: ولدت في ذي
الحجة لإحدى عشر خلون من سنة ثمان وسبعين ومائتين، وسمعت الحديث في سنة
خمس وتسعين من ابن علوية، وابن أبي عوف، وغيرهما.
قال التنوخي: وتوفي يوم الاثنين الثامن عشر من ذي القعدة سنة إحدى وسبعين
وثلاثمائة.
5018 - عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن تميم، أبو القاسم القاضي:
سمع في الغربة ونزل بغداد في المعترض من الجانب الشرقي، وخرج له أبو حفص
ابن شاهين فوائد، وكان يروى عن أبي الفوارس أحمد بن محمد بن الحسن العطار،
ومحمد بن علي بن حفص الجوهري، وأبي العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق
الرازي، ومحمد بن أحمد بن خروف، ومحمد بن أحمد بن طنه، والحسن بن رشيق
المصريين، وعن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي، وغيرهم من الغرباء.
حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وكان صدوقا.
5019 - عبد الله بن إبراهيم بن الحسن، أبو القاسم المعدل، يعرف بابن
البساط:
وهو أخو جعفر بن إبراهيم، حدث عن عبد الله بن جعفر بن درستويه شيئا يسيرا.
سمع منه أبو الفضل بن دودان الهاشمي، وأبو عبيد الله أحمد بن محمد بن الكاتب
وحدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وكان صدوقا. حدثني هلال بن المحسن
قال: توفي أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن الحسن بن البساط الشاهد يوم الجمعة
الثامن من شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
416

5020 - عبد الله بن إسماعيل المدائني، البزاز:
روى عن شعيب بن الضحاك المدائني عن ابن عيينة. روى عنه محمد بن هارون
المخرمي. قال ذلك عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
5021 - عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور،
يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن بريه الهاشمي:
كان إمام جامع مدينة المنصور، وحدث عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي،
ومحمد بن يوسف بن الطباع، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وسوادة بن علي
الأحمسي، وأبي بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن بشر بن مطر، ومحمد بن علي بن
زيد المكي. حدثنا عنه ابن رزقويه، وأبو القاسم بن المنذر القاضي، ومحمد بن
أحمد بن أبي طاهر الدقاق، وأحمد بن علي البادا، وأبو علي بن شاذان، وكان
ثقة.
حدثنا علي بن أبي على قال: سمعت القاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشمي وأبا
إسحاق الطبري ومن لا أحصي من شيوخنا يحكون أنهم سمعوا أبا جعفر المعروف
بابن بريه الإمام يقول: رقي هذا المنبر - يعني منبر مسجد جامع المدينة - الواثق في سنة
ثلاثين ومائتين، ورقيت هذا المنبر في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وبين الوقتين مائة سنة،
وأنا وهو في القعدد إلى المنصور سواء، هو الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن
المنصور، وأنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور.
قرأت في كتاب أبى علي محمد بن عمر بن علي بن الفياض: ولد أبو جعفر
عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور الإمام في سنة ستين ومائتين
وهذا القول خطأ، والصحيح:
ما أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: سمعت أبا جعفر بن بريه الهاشمي - وسأله
والدي في أي سنة ولدت - فقال: ولدت في يوم الخميس ضحى النهار في ربيع الأول
لسبع بقين من سنة ثلاث وستين ومائتين.
قال الحسن: وتوفي أبو جعفر يوم السبت لست بقين من صفر سنة خمسين
وثلاثمائة، ودفن من يومه.
417

5022 - عبد الله بن إسماعيل بن سهل، أبو القاسم الخلال:
ذكر محمد بن أبي الفوارس أنه حدثه شيئا يسيرا عن جعفر الفريابي. قال: وتوفي
يوم الأحد لأربع بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
5023 - عبد الله بن أيوب، أبو محمد التيمي:
من بني تيم اللات بن ثعلبة أحد شعراء الدولة العباسية، له مدائح في الأمين
والمأمون، ومن أخباره:
ما أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران الكاتب، أخبرني
الصولي، حدثني عبد الله بن الحسين، حدثني البحتري عن إبراهيم بن الحسن بن سهل
قال: كان المأمون يتعصب للأوائل من الشعراء، ويقول: انقضى الشعر مع ملك بني
أمية، وكان عمي الفضل بن سهل يقول له: الأوائل حجة وأصول، وهؤلاء أحسن
تفريعا، إلى أن أنشده يوما عبد الله بن أيوب التيمي شعرا مدحه فيه، فلما بلغ قوله:
ترى ظاهر المأمون أحسن ظاهرا * وأحسن منه ما أسر وأضمرا
يناجي له نفسا تريع بهمة * إلى كل معروف وقلبا مطهرا
ويخشع إكبارا له كل ناظر * ويأبى لخوف الله أن يتكبرا
طويل نجاد السيف مضطمر الحشا * طواه طراد الخيل حتى تحسرا
رفل إذا ما السلم رفل ذيله * وإن شمرت يوما له الحرب شمرا
فقال للفضل: ما بعد هذا مدح، وما أشبه فروع الإحسان بأصوله.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا،
حدثنا عبد الله بن منصور الحارثي، حدثنا أبو إسحاق الطلحي قال: حدثني عبد الله
ابن القاسم قال: عشق التيمي جارية عند بعض النخاسين، فشكا وجده بها إلى أبي
عيسى بن الرشيد، فقال أبو عيسى للمأمون: يا أمير المؤمنين إن التيمي يجد بجارية
لبعض النخاسين، وقد كتب إلى بيتين يسألني فيهما، فقال: وما كتب به إليك؟
فأنشده:
يا أبا عيسى إليك المشتكي * وأخو الصبر إذا عيل اشتكى
ليس لي صبر على هجرانها * وأعاف المشرب المشتركا
418

فأمر له بثلاثين ألف درهم فاشتراها.
أخبرني الأزهري، أخبرني عبيد الله بن محمد البزاز، حدثنا أبو بكر الصولي،
حدثنا عون بن محمد، عن أبي محمد عبد الله بن أيوب الشاعر قال: أنشدت محمدا
- يعني الأمين - أول ما ولى الخلافة:
لا بد من سكرة على طرب * لعل روحا تدال من كرب
فعاطنيها صهباء صافية * تضحك من لؤلؤ على ذهب
خليفة الله أنت منتجب * لخير أم من هاشم وأب
فأمر لي بمائتي ألف درهم، صالحوني منها على مائة ألف درهم.
5024 - عبد الله بن أيوب بن زاذن، أبو محمد الضرير، المعروف بالقربي
البصري:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي الوليد الطيالسي، وسهل بن بكار، وأبي نصر
التمار، وشيبان بن فروخ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وأمية بن بسطام، ومحمد
ابن سليمان الذهلي. روى عنه أبو سهل بن زياد، وعبد الصمد بن علي الطستي،
وأبو محمد الخراساني، وأبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، وأحمد بن نصر الذارع.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: وعبد الله بن أيوب القربي
بغدادي يحدث عن يحيى الحماني وغيره.
وقال الدارقطني في رواية الحاكم أبي عبد الله بن البيع عنه: هو متروك.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا عبد الله بن أيوب القربي البصري - ببغداد - حدثنا أمية بن بسطام،
حدثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهل بن أبي صالح عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن،
اللهم ارشد الأئمة، واغفر للمؤذنين " قال سليمان: لم يروه عن روح إلا يزيد.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع: أن عبد الله بن أيوب القربي
مات في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
419

5025 - عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن حماد بن يعقوب، أبو محمد
الأنماطي المدائني:
سكن بغداد وحدث بها عن الصلت بن مسعود الجحدري، وعثمان بن أبي شيبة،
وأحمد بن عيسى المصري، وأبي كامل الجحدري، ومحمد بن بكار بن الريان،
ويزداد بن السباك، وعبد الأعلى بن حماد، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وإدريس
ابن يونس الفراء، ويحيى بن حكيم المقوم، ومحمد بن حرب النسائي. روى عنه
أبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن الجعابي، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن إسماعيل
الوراق، وأبو القاسم بن سبنك، وموسى بن جعفر بن عرفة، وأبو عمر بن حيويه،
ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وكان ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا
الحسن الدارقطني عن عبد الله بن إسحاق المدائني فقال: ثقة مأمون.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع قالا جميعا: إن عبد الله بن
إسحاق المدائني مات في ذي القعدة من سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
5026 - عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان، أبو
محمد المعدل، يعرف بابن الخراساني:
وهو ابن عم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. سمع عبد الرحمن بن
محمد بن منصور الحارثي، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وعبد
الله بن الحسن الهاشمي، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، والحسن بن سلام
السواق، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأبا قلابة الرقاشي، وإبراهيم بن الهيثم
البلدي، وعبد الله بن روح المدائني، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن الهيثم بن
خالد، ومحمد بن جهم السمري، وأحمد بن ملاعب المخرمي، وأبا إسماعيل
الترمذي، وأبا زيد بن طريف الكوفي، وسوادة بن علي الأحمسي، وعم أبيه علي بن
عبد العزيز صاحب أبي عبيد، والحسن بن عليل العنزي، وعبد الله بن أحمد بن
420

عبد الله بن حنبل، في آخرين. روى عنه الدارقطني، ومن بعده. وحدثنا عنه أبو
الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل، وأبو القاسم بن المنذر القاضي، ومحمد
ابن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، وأبو علي بن شاذان، وأبو عمرو بن دوست،
وغيرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سئل
أبو الحسن علي بن عمر عن أبي محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني فقال: فيه
لين.
حدثنا ابن شاذان قال: توفي أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
الخراساني ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وأربعين
وثلاثمائة.
وهكذا ذكر محمد بن أبي الفوارس وقال: ودفن يوم الجمعة، ويقال: إن مولده
سنة إحدى وستين ومائتين.
5027 - عبد الله بن إسحاق بن يونس بن إسماعيل، يعرف بابن دقيش:
روى عن بكر بن محمد بن عبد الوهاب الزهري، وزكريا بن يحيى الساجي.
حدثنا عنه بشرى بن عبد الله الرومي.
أخبرنا بشرى، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن يونس بن إسماعيل المعروف بابن
دقيش - في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وحضر ذلك محمد بن إسماعيل الوراق -
قال: حدثنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز القرشي - بالبصرة - أخبرنا محمد
ابن أبي الشوارب، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا الجعد أبو عثمان، عن أبي رجاء
العطاردي قال: حدثنا ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه تعالى:
" إن ربكم رحيم، من هم بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، فإن عملها كتبت له عشر،
إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة. ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن
عملها كتبت أو محاها الله ولا يهلك على الله إلا هالك ".
421

5028 - عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود بن حجية
ابن الأصهب بن يزيد بن حلاوة بن الزعافر - وهو: عامر - بن حرب بن سعد بن
منبه بن أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أبو محمد
الأودي الكوفي:
سمع أباه، وسليمان الأعمش، وأبا إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن خالد،
ومطرف بن طريف، وابن جريج، ومالك بن أنس، وشعبة، وسفيان الثوري. روى
عنه مالك بن أنس، وعبيد الله بن المبارك، وعمرو بن محمد العنقري، وأحمد بن
يونس، ومحمد بن سعيد الأصبهاني، والحسن بن الربيع بن البوراني، ومحمد بن عبد
الله بن نمير، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
والحسن بن عرفة في آخرين وكان هارون الرشيد أقدمه بغداد يوليه قضاء الكوفة
فامتنع عن ذلك، وعاد إلى الكوفة فأقام بها إلى حين وفاته.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدثنا
عرفة بن إسماعيل عن ابن إدريس قال: سمعت شعبة قال: مات حماد بن أبي
سليمان سنة عشرين ومائة. قال ابن إدريس: وفيها مولدي.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن علي بن بكران
النهرواني، حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا ابن مخلد، حدثنا حماد بن المؤمل
422

- أبو جعفر الضرير الكلبي - حدثني شيخ على باب بعض المحدثين قال: سألت وكيعا
عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على هارون الرشيد؟ فقال لي: ما سألني عن هذا
أحد قبلك قدمنا على هارون أنا وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، فأقعدنا بين
السريرين، فكان أول ما دعا به أنا، فقال لي هارون: يا وكيع، قلت: لبيك يا أمير
المؤمنين، قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا وسموك لي فيمن سموا. وقد رأيت أن
أشركك في أمانتي، وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض،
فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة، فقال
هارون: اللهم غفرا خذ عهدك أيها الرجل وامض. فقلت: يا أمير المؤمنين والله لئن
كنت صادقا إنه لينبغي أن تقبل مني، ولئن كنت كاذبا فما ينبغي أن تولي القضاء
كذابا، فقال: اخرج فخرجت، ودخل ابن إدريس وكان هارون قد وسم له من ابن
إدريس وسم - يعني خشونة جانبه - فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين
برك، وما سمعناه يسلم إلا سلاما خفيا، فقال له هارون: أتدري لم دعوتك؟ قال:
لا! قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا، وأنهم سموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن
أشركك في أمانتي، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك
وامض. فقال له ابن إدريس: ليس أصلح للقضاء، فنكت هارون بأصبعه وقال له:
وددت أني لم أكن رأيتك. قال ابن إدريس: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج
ثم دخل حفص بن غياث فقال له كما قال لنا، فقبل عهده وخرج. فأتانا خادم معه
ثلاثة أكياس، في كل كيس خمسة آلاف، فقال لي: إن أمير المؤمنين يقرئكم السلام
ويقول لكم قد لزمتكم في شخوصكم مؤونة فاستعينوا بهذه في سفركم. قال وكيع:
فقلت له: أقرئ أمير المؤمنين السلام وقل له: وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين،
وأنا عنها مستغن وفي رعية أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني فإن رأى أمير
المؤمنين أن يصرفها إلى من أحب. وأما ابن إدريس فصاح به مر من هاهنا، وقبلها
حفص، وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا، عافانا الله وإياك، سألناك أن تدخل
في أعمالنا فلم تفعل، ووصلناك من أموالنا فلم تقبل، فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه
إن شاء الله. فقال للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه إن شاء الله، ثم مضينا فلما
صرنا إلى الياسرية حضرت الصلاة، فنزلنا نتوضأ للصلاة، قال وكيع: فنظرت إلى
شرطي محموم نائم في الشمس عليه سواده، فطرحت كسائي عليه وقلت يدفأ إلى أن
أتوضأ، فجاء ابن إدريس فاستلبه. ثم قال لي: رحمته لا رحمك الله، في الدنيا أحد
423

يرحم مثل ذا؟ ثم التفت إلى حفص فقال له: يا حفص قد علمت حين دخلت إلى
سوق أسد فخضبت لحيتك، ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء، لا والله لا كلمتك
حتى تموت قال: فما كلمه حتى مات.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام،
حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس قال: أتيت الأعمش فقال لي: والله لا
أحدثك شهرا، فقلت له: والله لا آتيك سنة، قال: فلم آته إلا بعد سنة، قال: فلما
رآني قال لي: ابن إدريس؟ قلت نعم، قال: أحب أن تكون للعرب مرارة.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضائري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
نصير الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا أبو محمد سعدان بن
يزيد البزاز، حدثني سلمة بن عقار قال: كنت عند ابن إدريس فوجه بابنه إلى البقال
يشترى له حاجة فأبطأ ثم جاء، فقال له: يا بني ما بطأك؟ قال: مضيت إلى السوق،
قال: لم لم تشتر من هذا البقال الذي معنا في السكة؟ قال: هذا يغلي علينا، قال:
اشتر منه وإن أغلى عليك، فإنما جاورنا لينتفع.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة،
حدثني أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن الكسائي قال:
قال لي أمير المؤمنين الرشيد: من أقرأ الناس؟ فقلت له: عبد الله بن إدريس، قال: ثم
من؟ قلت: حسين الجعفي، قال: ثم من؟ قلت: رجل آخر. قال أبو داود: أظنه عنى
نفسه.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف - وأنا أسمع - حدثكم جعفر
الفريابي قال: وسألته - يعني محمد بن عبد الله بن نمير - عن عبد الله بن إدريس،
وحفص - يعني ابن غياث - فقال: كان حفص أكثر حديثا، ولكن ابن إدريس، ما
خرج عنه فإنه فيه أثبت، وأتقن فقلت: فالسنة، أليس عبد الله آخذ في السنة؟ فقال:
ما أقربهما في السنة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا محمد بن يوسف الجوهري قال: قال بشر بن الحارث: ما شرب من ماء
الفرات أحد فسلم إلا ابن إدريس.
424

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي ذكر ابن إدريس فقال: كان
نسيج وحده.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن إدريس - وكان نسيج وحده.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: وكان عبد الله بن إدريس من عباد الله الصالحين من
الزهاد وكنيته أبو محمد. قال: وكان ابنه أعبد منه، قال: واشتريت جبة وعليه جبة،
فقال: بكم أخذت جبتك؟ قلت: بكذا. فقال: أخذت جبتي بسبعة ونصف، قال:
ولم أر بالكوفة أحدا أفضل من ابن إدريس، وعبدة. قال: وكان نسبته، عبد الله بن
إدريس بن يزيد الأودي، وكان يزيد جده قد شهد الدار يوم قتل عثمان بن عفان،
قال: وكنا عند ابن إدريس يوما فحدثنا، وكان رجل يسأله فسأله فلحن فيما سأله،
فقال ابن إدريس لما رآه يلحن: (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر
الجبال هدا) ثم قال: لا والله إن حدثتكم اليوم بحديث. قال: وكان ابن إدريس إذا
لحن الرجل عنده في كلامه لم يحدثه، قال: وقال ليس عندكم بالموصل من يتكلم
بالعربية؟ قال: وذاك أني كنت أسأل فقال لي علي بن المعافى: دعني حتى أسأل أنا -
وكان صاحب عربية - فبقى، فأول ما أخذ يسأل أخطأ خطأ فاحشا، فأمسك ابن
إدريس عن الحديث. وحلف ألا يحدثنا ذلك اليوم فلم يحدثنا.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
حدثنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي
يقول: عبد الله بن إدريس فوق أبيه في الحديث وداود الأودي عمه ضعيفا في
الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني قال: سمعت أبا يعلى الموصلي.
وأخبرني هلال بن محمد الحفار قال: حدثنا محمد بن حميد بن سهيل المخرمي.
وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي - بدمشق - أخبرنا القاضي أبو
بكر يوسف بن القاسم الميانجي قالا: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثني الموصلي
قال: سمعت يحيى بن معين - وقيل له - أيما أحب إليك، ابن إدريس، أو ابن فضيل؟
قال ابن إدريس: خير من ابن فضيل، وابن فضيل أحسنهما حديثا.
425

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فابن
إدريس أحب إليك، أو ابن نمير؟ فقال: كلاهما ثقتان، إلا أن ابن إدريس أرفع، وهو
ثقة في كل شئ.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان ابن إدريس جار بني أبي شيبة فلم
يكتبوا عنه كثير شئ، وكان ينبغي أن يكتبوا حديثه كله. وقال لي أبو بكر بن أبي
شيبة: كان يجيء إلينا ابن إدريس وأبي غائب فيقول لكم حاجة؟ تريدون شيئا؟.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
عبد الله بن إدريس ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: كان عبد الله بن إدريس عابدا فاضلا، وكان
يسلك في كثير فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، وكانت بينه وبين مالك بن أنس
صداقة. وقد قيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي فيرسلها أنه سمعها
من عبد الله بن إدريس، وولد ابن إدريس في سنة خمس عشرة في خلافة هشام بن عبد
الملك.
قلت: قد تقدم ذكر مولده خلاف هذا، والمحفوظ - فيما أرى - هذا والله أعلم.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار،
حدثنا أحمد بن حواس قال: سمعت ابن إدريس يقول: ولدت سنة خمس عشرة
ومائة وتلك السنة مات الحكم بن عتيبة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي وأبو منصور محمد بن محمد بن عثمان
السواق قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن يونس قال:
سمعت بكر بن الأسود يقول: سمعت ابن إدريس يقول: ولدت سنة خمس عشرة.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المصري، أخبرنا
أحمد بن محمد بن زياد - أبو سعيد - حدثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال: سمعت
حسين بن عمرو العنقري قال: لما نزل بابن إدريس الموت، بكت ابنته، فقال: لا تبكي
فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
426

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - قال: ولد ابن إدريس سنة خمس
عشرة، ومات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت أبا
سعيد الأشج فقال: مات ابن إدريس سنة اثنتين وتسعين.
5029 - عبد الله بن أبان بن الوليد، أبو محمد المؤدب، ويعرف بالزراد:
حدث عن إسحاق بن محمد الفروي، والحكم بن موسى، ومحمد بن أبي غالب
صاحب هشيم. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
وذكر فيما قرأت بخطه أنه مات في يوم السبت ليومين مضيا من شهر ربيع الآخر
سنة سبع وثمانين ومائتين.
حرف الباء من آباء العبادلة
5030 - عبد الله بن بكر بن حبيب، أبو وهب السهمي الباهلي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن حميد الطويل، وحاتم بن أبي صغيرة، وسنان بن
ربيعة، وسعيد بن أبي عروبة. روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو همام
السكوني، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وعلي بن الحسين بن أشكاب،
وأحمد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الديباجي وأبو الحسن
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن
427

محمد بن الفضل القطان، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري،
وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قالوا: أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني عبد الله بن بكر
السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريبا أخبره أن ابن عباس
أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له أن يزيده [الله] فهما وعلما. ثم قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ، ثم أتاه بلال فنبهه للصلاة فصلى ولم يتوضأ -
أو قال: ما أعاد وضوءه -.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن
أبي خيثمة، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ عن أبي عمرو الطائي قال: عرض سوار على
عبد الله بن بكر السهمي أن يوليه القضاء بالأبلة فأبي، فقال له سوار: ترفع نفسك
عن قضاء الأبلة؟ قال: لا ولكن ارفع علمي عن قضاء الأبلة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله: أجد في
حديث سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أن رجلا أعتق شقصا، قال فيه أحد عن
أبيه؟ فقال: قاله السهمي، وما أراه محفوظا. روى عدة منهم إسماعيل وغيره، ليس فيه
عن أبيه، وأظن هذا من حفظ سعيد، وأثنى أبو عبد الله على السهمي خيرا. قيل لأبي
عبد الله: أين سماعه عندك من سماع محمد بن بكر عن سعيد؟ وذكر غير محمد
ابن بكر فقال أبو عبد الله: هو عندي فوق هؤلاء كلهم. قلت لأبي عبد الله: السهمي
فوق هؤلاء؟ فقال: نعم!.
قال أبو عبد الله: قال السهمي: سمعت من سعيد سنة اثنتين - أو إحدى - وأربعين.
أخبرني علي بن الحسن الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا عمر بن محمد
ابن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: وعبد الله بن
بكر السهمي ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين عن عبد الله بن بكر السهمي فقال: ثقة.
428

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا أحمد بن
زهير قال: سئل يحيى بن معين عن عبد الله بن بكر السهمي. قال: صالح.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: عبد الله بن بكر أبو وهب السهمي بصري ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي قال: سنة ثمان ومائتين فيها مات عبد الله بن بكر بن حبيب.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الله بن بكر السهمي بطن من
باهلة، وهو من أهل البصرة، وكان ثقة صدوقا. نزل بغداد على سعيد بن سلم،
وسمع منه البغداديون، ولم يزل بها حتى مات بها في خلافة المأمون ليلة الثلاثاء
لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان ومائتين.
5031 - عبد الله بن بكر، أبو نصر البزاز النيسابوري:
سمع بنيسابور أبا عمرو أحمد بن محمد الحيري وأقرانه، وبالري عبد الرحمن بن
أبي حاتم وأمثاله، وببغداد القاضي أبا عبد الله المحاملي وطبقته، وكان يكثر المقام
ببغداد، وتوفي بها قبل سنة خمسين وثلاثمائة. روى عند الحاكم أبو عبد الله محمد بن
عبد الله النيسابوري وهو ذكر ما حكيته هاهنا من أمره فيما حدثني به محمد بن علي
المقرئ عنه.
5032 - عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن الحسين بن محمد، أبو أحمد
الطبراني:
سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وجماعة من أصحاب العباس بن الوليد
البيروتي، ومحمد بن عوف الحمصي، وكان سماعه بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وسمع
بمكة من أبي سعيد بن الأعرابي، وقدم بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. وكتب
عن شيوخها وحدث بها في ذلك الوقت، وعاد إلى الشام فاستوطن موضعا يعرف
بالأكواخ عند بانياس، وأقام هناك يتعبد إلى حين وفاته.
429

حدثني عنه محمد بن علي الصوري، أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال،
أخبرنا محمد بن بكر الإسماعيلي، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني - بمدينة
السلام في مجلس الشافعي - أخبرني خالد بن محمد الحضرمي - ببيت لهيا من كورة
دمشق - بحديث ذكره.
قال لي الصوري: مات أبو عبد الله بن بكر الطبراني - حدثنا بأكواخ بانياس،
وكان يتعبد في أصل جبل هناك في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وكان ثقة ثبتا مكثرا
كتب عند الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد.
أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي - بدمشق - قال: مات أبو
أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في أكواخ بانياس يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لأربع
عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
5033 - عبد الله بن أبي بدر، الدوري:
حدث عن الوليد بن مسلم، ويحيى بن يمان، ووكيع، ويزيد بن هارون، وروح بن
عبادة، وكثير بن هشام، وزيد بن الحباب، وغيرهم. روى عنه عباس بن محمد
الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر
الجوري، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الله بن أبي بدر، أخبرنا وكيع
عن الأعمش عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد قال: كانت لنا جارية أعجمية،
فحضرتها الوفاة، فجعلت تقول فلان تمرغ في الحياة فلما ماتت سألنا عن الرجل
فقالوا: ما كان به بأس، إلا أنه كان يمشي بالنميمة.
5034 - عبد الله بن بدر، أبو محمد الأنماكي، يعرف بزريق:
حدث عن عبد الله بن أيوب القربي، وأحمد بن علي الأبار. روى عنه عبد الله
ابن عثمان الصفار.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا
عبد الله بن بدر المعروف بزريق، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أيوب بن زاذان القربي
البصري، حدثنا شيبان الأبلي، حدثنا بشر بن عبد الرحمن الأنصاري، حدثني
430

عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه عن العبادلة عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس،
وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القاص ينتظر
المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة
ومن حولها من امرأة مستمعة عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
5035 - عبد الله بن بسيل، أبو القاسم الخرشني:
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على عمر بن نوح البجلي - وأنا شاك في سماعي ذلك
منه - أخبرك أبو القاسم عبد الله بن بسيل الخرشني - في دار إسحاق - حدثنا عبد الله
ابن محمد بن فوزان - صاحب أحمد بن حنبل - حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة،
عن قتادة، عن أبي مجلز أن رجلا نادى ابن عباس فقال: إني رميت بست فقال: ما
أدري، أرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة بست أو بسبع؟
5036 - عبد الله بن بيان بن عبد الله بن بيان الأنباري:
حدث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن أحمد بن
البراء العبدي، والحسن بن عبد الرحمن الربعي. روى عنه أبو بكر محمد بن القاسم
ابن محمد الأنباري، والربعي هو الحسن بن علي العنزي.
5037 - عبد الله بن بيان، السامري:
حدث عن محمد بن عبيد الله المصيصي. روى عنه يوسف بن يعقوب النجيرمي
البصري.
5038 - عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران بن عبد الله، أبو
الطيب القرشي الأموي:
سمع بشر بن موسى الأسدي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأحمد بن يحيى
الحلواني، ونحوهم. سمع منه ابنه محمد وكان ثقة، وكان يتولى القضاء بنواحي
حلب، وهو جد أبي الحسين، وأبي القاسم علي وعبد الملك، ابني محمد بن عبد الله
ابن بشران، وأخو عمر بن بشران السكري.
431

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده
حدثني أبي القاضي عبد الله بن بشران قال: سمعت أبا الحسن الحمادي القاضي
يقول: سمعت الفتح بن شخرف يقول: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في
النوم - أو فيما يرى النائم - فقلت له: يا أمير المؤمنين أوصني. فقال لي: ما أحسن
تواضع الأغنياء للفقراء، وأحسن من ذلك تيه الفقراء على الأغنياء، قال: فقلت له
زدني، قال: فأومأ إلي بكفه فإذا فيه مكتوب:
قد كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تصير ميتا
أعيى بدار الفناء بيت * فابن بدار البقاء بيتا
حدثني أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: مات القاضي أبو الطيب عبد الله
ابن بشران سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
حرف الثاء من آباء العبادلة
5039 - عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد الله، أبو
محمد العبقسي المقرئ النحوي التوزي:
سكن بغداد وروى بها عن أبيه عن الهذيل بن حبيب تفسير مقاتل بن سليمان.
وروى أيضا عن عمر بن شبة النميري. حدث عنه أبو عمرو بن السماك، وعبد الخالق
ابن الحسن بن أبي روبا، وغيرهما.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن النجار قال: أخبرنا محمد
ابن عبيد الله بن الفضل الكيال قال: قال لنا محمد بن الهيثم - أبو بكر المقرئ -
أنشدنا عبد الله بن ثابت المقرئ:
إذا لم تكن واعيا حافظا * فعلمك في البيت لا ينفع
وتحضر بالعلم في موضع * وعلمك في البيت مستودع
ومن يك في دهره هكذا * يكن دهره القهقرى يرجع
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: قال عثمان بن أحمد الدقاق: توفي عبد الله بن
ثابت أبو محمد في سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن بالرملية.
432

قلت: وبلغني عنه أنه قال: ولدت في سنة ثلاث وعشرين ومائتين في آخرها.
حرف الجيم من آباء العبادلة
5040 - عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد، أبو محمد البرمكي:
سمع معن بن عيسى القزاز، وعبد الله بن نمير الخارفي. روى عنه أبو داود
السجستاني، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي،
وجعفر بن محمد الفريابي وقاسم بن زكريا المطرز.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: قال أبو الحسن الدارقطني: عبد الله بن
جعفر بن يحيى البرمكي ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سمعت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل - بمصر - يقول: أبو محمد عبد الله بن
جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك ثقة صدوق معروف في الكتابة.
5041 - عبد الله بن جعفر بن عبيدة:
حدث عن بدل بن المحبر اليربوعي. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن جعفر
ابن عبيدة، حدثنا بدل بن المحبر عن شعبة عن سليمان التيمي عن إبراهيم بن قعيس
عن أبي وائل عن حذيفة قال: لا يدخل الجنة قتات. موقوف.
5042 - عبد الله بن جعفر المتوكل على الله أمير المؤمنين:
كان يسكن بالجانب الشرقي.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات عبد الله بن
المتوكل على الله في داره بالرصافة يوم الأحد لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة
تسع وثمانين ومائتين، فدفن في منزله.
433

5043 - عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الهيثم، أبو القاسم التغلبي،
ويعرف بابن وجه الشاه:
وهو أخو أحمد بن جعفر وكان الأكبر، حدث عن عمرو بن علي الصيرفي،
وإسحاق بن بهلول التنوخي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وعمر بن بشران
السكري.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو حفص عمر بن بشران - لفظا - حدثنا عبد الله بن جعفر
ابن علي بن الهيثم التغلبي أبو القاسم الدوري ثقة يفهم.
5044 - عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش، أبو العباس الصيرفي:
سمع يوسف بن موسى القطان، ويعقوب الدورقي، وحميد بن الربيع، والحسن
ابن أبي الربيع وأبا الأشعث أحمد بن المقدام، وإبراهيم بن هانئ. روى عنه محمد بن
عبيد الله بن الشخير، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وعلي بن عمرو الحريري،
والدارقطني وابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
وحدثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
حدثنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: كان ابن خشيش من الثقات.
حدثني عبد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا العباس بن خشيش
الصيرفي مات في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، زاد ابن قانع في جمادى الأولى.
5045 - عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، أبو محمد الفارسي
النحوي:
حدث عن أحمد بن الحباب الحميري، ويعقوب بن سفيان النسوي، وعباس بن
محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، والقاسم بن المغيرة الجوهري، ومحمد بن
الحسين الحنيني، وأبي قلابة الرقاشي، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي،
وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وأبي العباس المبرد، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة.
وكان فسويا سكن بغداد إلى حين وفاته، وحمل عنه من علوم الأدب كتب عدة
434

صنفها، منها تفسير كتاب الجرمي، ومنها كتابه في النحو الذي يدعي الإرشاد، ومنها
كتابه في الهجاء وهو من أحسن كتبه.
وروى عنه محمد بن المظفر، والدارقطني وابن شاهين، وأبو عبيد الله المرزباني،
ومنصور بن ملاعب الصيرفي، وغيرهم من المتقدمين. وحدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل، وأبو علي بن شاذان.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري ذكر ابن درستويه وضعفه وقال: بلغني أنه قيل
له حدث عن عباس الدوري حديثا ونحن نعطيك درهما ففعل ولم يكن سمع من
عباس. وهذه الحكاية باطلة لأن أبا محمد بن درستويه كان أرفع قدرا من أن يكذب
لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير؟ وقد حدثنا عنه ابن رزقويه بأمالي
أملاها في جامع المدينة، وفيها عن عباس الدوري أحاديث عدة.
سألت البرقاني عن ابن درستويه فقال: ضعفوه، لأنه لما روى كتاب التاريخ عن
يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك، وقالوا له إنما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديما
فمتى سمعته منه؟! وفي هذا القول نظر، لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين
وفهمائهم، وعنده عن علي بن المديني وطبقته، فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في
السماع من يعقوب بن سفيان وغيره.
مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني قال: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ
يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الأبنوسي، فرأيته أصلا حسنا، ووجدت
سماعه فيه صحيحا.
وسألت أبا سعد الحسين بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقال: ثقة
ثقة. حدثنا عنه أبو عبيد الله بن منده الحافظ بغير شئ، وسألته عنه فأثنى عليه
ووثقه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: سمعت أبي يسأل أبا محمد عبد الله بن جعفر بن
درستويه النحوي - وأنا حاضر - فقال له: في أي سنة ولدت؟ فقال: في سنة ثمان
وخمسين ومائتين.
حدثنا محمد بن الحسين القطان - لفظا - والحسن بن أبي بكر - قراءة عليه - قالا:
توفي عبد الله بن جعفر بن درستويه يوم الاثنين لست بقين من صفر سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة.
435

5046 - عبد الله بن جعفر بن زيد، أبو القاسم الحرفي:
حدث عن أحمد بن محمد بن الحسن التغلبي، ويحيى بن محمد بن صاعد،
وجعفر بن محمد بن المغلس، ومحمد بن هارون بن المجدر، والقاضي المحاملي.
حدثنا عن البرقاني وسألته عنه فقال: ثقة.
5047 - عبد الله بن جناح، الكلوذاني:
حدثني محمد بن علي الصوري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر المصري، أخبرنا
أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، حدثنا
عبد الله بن جناح الكلوذاني، حدثنا خلف بن سالم، حدثنا قراد عن الليث بن سعد
عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رجلا من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، وذكر الحديث.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز - بالبصرة - حدثنا الحسن بن
محمد بن عثمان الفسوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا محمد بن منصور وأبو
بكر بن أبي النضر قالا: حدثنا عبد الرحمن بن غزوان، حدثنا قراد أبو نوح، حدثنا
ليث بن سعد عن مالك بن أنس بإسناده نحوه.
حرف الحاء من آباء العبادلة
5048 - عبد الله بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي:
وهو أخو خرشبة بن حبيب، سمع عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد
الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبا موسى الأشعري. روى عنه سعد بن عبيدة،
وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وأبو حصين، ومسلم البطين، وأبو إسحاق
الهمداني، وعاصم بن بهدلة، وعطاء بن السائب، وإسماعيل السدي.
436

وكان يقرئ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، وقدم المدائن في
حياة حذيفة بن اليمان، وقد سقنا خبر قدومه المدائن مع أبيه في ذكر الصحابة الذين
قدموا المدينة فغنينا عن إعادته.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف، وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي،
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن حميد قال: سمعت أبا إسحاق يقول:
أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أخبرنا أبو أحمد
محمد بن أحمد بن القاسم العبدي - بجرجان - حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا
محمد بن عبيد بن حساب، حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب قال: دخلنا
على أبي عبد الرحمن السلمي في مرضه الذي مات فيه، قال: فذهب بعض القوم
يرجيه، فقال: أنا أرجو ربي، وقد صمت له ثمانين رمضانا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصياد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد،
حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن
السائب قال: دخلنا على عبد الله بن حبيب وهو يقضي في مسجده فقلنا: يرحمك الله
لو تحولت إلى فراشك؟ فقال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال العبد في
صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، تقول الملائكة اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ".
قال: فأريد أن أموت وأنا في مسجدي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وأبو عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب الضرير المقرئ كوفي تابعي ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
437

حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو عبد الرحمن
السلمي واسمه عبد الله بن حبيب توفي زمن بشر بن مروان.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا عبد الرحمن السلمي
مات في سنة خمس ومائة، وله تسعون سنة.
5049 - عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد:
من أهل المدينة، وقدم مع جماعة من الطالبيين على أبي العباس السفاح وهو
بالأنبار، ثم رجعوا إلى المدينة، فلما ولي المنصور حبس عبد الله بالمدينة لأجل ابنيه
محمد وإبراهيم عدة سنين، ثم نقله إلى الكوفة فحبسه بها حتى مات.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي،
حدثنا جدي، حدثنا أبو الحسن علي بن بكر بن أحمد الباهلي قال: سمعت مصعب
ابن عبد الله يقول: جعل أبو العباس أمير المؤمنين يطوف ببناية بالأنبار ومعه عبد الله
ابن الحسن بن الحسن فجعل يريه ويطوف به، فقال عبد الله بن الحسن بن الحسن
يا أمير المؤمنين:
ألم تر حوشبا أمسى يبنى * بيوتا نفعها لبنى نفيله
يؤمل أن يعمر عمر نوح * وأمر الله يحدث كل ليله
فقال له أبو العباس: ما أردت إلى هذا؟! قال: أردت أن أزهدك في هذا القليل
الذي أريتنيه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، أخبرنا مصعب بن عبد الله قال: ما
438

رأيت أحدا من علمائنا يكرمون أحدا ما يكرمون عبد الله بن حسن بن حسن، وعنه
روى مالك الحديث في السدل.
قلت: ولعبد الله بن الحسن رواية عن أبيه، وعن أمه فاطمة بنت الحسين. روى عنه
سوى مالك، عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والمنذر بن زياد الطائي.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سأل محمد بن عوف الأنصاري يحيى بن معين - وأنا أسمع - قال له:
وعبد الله بن حسن؟ قال يحيى: هذا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي
طالب ثقة مأمون.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن
أبي الفهم، حدثني أحمد بن أبي العلاء المعروف بحرمي، حدثنا أبو يعقوب بن
إسحاق بن محمد بن أبان قال: حدثني أبو معقل - وهو ابن إبراهيم بن داحه - قال:
حدثني أبي قال: أخذ أبو جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن حسن بن حسن فقيده
وحبسه في داره، فلما أراد أبو جعفر الخروج إلى الحج جلست له ابنة لعبد الله بن
حسن يقال لها فاطمة، فلما أن مر بها أنشأت تقول:
ارحم كبيرا سنه متهدم * في السجن بين سلاسل وقيود
وارحم صغار بني يزيد إنهم * يتموا لفقدك لا لفقد يزيد
إن جدت بالرحم القريبة بيننا * ما جدنا من جدكم ببعيد
فقال أبو جعفر: أذكرتنيه، ثم أمر به فحدر إلى المطبق. وكان آخر العهد به. قال
ابن داحة: يزيد هذا أخ لعبد الله بن حسن. قال إسحاق بن محمد: فسألت يزيد بن
علي بن حسين بن زيد بن علي وهو عند الزينبي محمد بن سليمان بن عبد الله بن
محمد بن إبراهيم الإمام عن هذا الحديث، وأخبرته بقول إبراهيم بن داحة في يزيد
هذا، فقال لم يقل شيئا، ليس في ولد علي بن أبي طالب يزيد، إنما هذا شئ تمثلت به
ويزيد هو ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو أحمد محمد بن
أحمد الحريري، حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز قال: قال محمد بن سلام الجمحي:
وأما عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فكان يكنى أبا محمد،
439

مات ببغداد، وكان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته، ثم أكرمه أبو العباس
ووهب له ألف ألف درهم. ومات أيام أبي جعفر.
قلت: قول ابن سلام أنه مات ببغداد وهم، إنما كانت وفاته بالكوفة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي، حدثنا موسى بن عبد الله قال: توفي عبد الله بن الحسن في حبس أبي جعفر
وهو ابن خمس وسبعين سنة. قال جدي: توفي في حبس أبي جعفر المنصور بالكوفة.
قلت: وقد ذكر ابن سلام أيضا أن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب مات ببغداد، أخبرنا ذلك الحسن بن أبي طالب بالإسناد المتقدم في ذكر عبد الله
ابن الحسن بن الحسن بن علي، فوهم في هذا القول أيضا لأن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي، وكنيته أبو جعفر مات في حبس المنصور بالكوفة في يوم عيد
الأضحى من سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن ست وأربعين سنة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي بذلك.
5050 - عبد الله بن الحسن بن إبراهيم، الأنباري:
روى عن الأصمعي حديثا. أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا الحسين بن محمد
ابن علي الزعفراني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة وراق عبدان - حدثنا
عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، حدثنا عبد الملك بن قريب - يعني الأصمعي -
قال: سمعت كدام بن مسعر بن كدام يحدث عن أبيه عن قتادة عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا، وعلي
أخي، وعمي حمزة، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي ".
هذا الحديث منكر جدا، وهو غير ثابت، وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
5051 - عبد الله بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
من أهل سر من رأى. حدث عن يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وروح بن
عبادة، ومنصور بن سلمة الخزاعي، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، والحسن بن
440

موسى الأشيب، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن أبي بكير، وعفان بن
مسلم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن حكام، وغيرهم. روى عنه أحمد بن عيسى
الخواص، وعبد الله بن إسحاق البغوي، ومحمد بن جعفر الأدمي، وهو نسبه وكان
ثقة.
أخبرني أبو نصر أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن
محمد الأدمي القاري، حدثنا عبد الله بن الحسن بن إسماعيل الهاشمي - بسر من
رأى - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا مسعر بن كدام عن قتادة عن زرارة - يعني ابن
أوفى - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " [إن الله] تجوز لأمتي عما وسوست
به أو حدثت أنفسها، ما لم تكلم، أو تعمل به ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع، أن عبد الله بن الحسن الهاشمي
مات بسر من رأى في سنة سبع وتسعين ومائتين.
5052 - عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب - واسم أبي شعيب:
عبد الله بن الحسن - أبو شعيب الأموي الحراني المؤدب:
سمع جده أحمد بن أبي شعيب، وأباه أبا مسلم، وأحمد بن عبد الملك بن واقد
الحراني، ويحيى بن عبد الله البابلتي وعفان بن مسلم، وأبا جعفر النفيلي، وأحمد بن
منصور التلي، وأبا خيثمة زهير بن حرب، وغيرهم. روى عنه القاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر
الشافعي، وأبو علي بن الصواف في آخرين. وكان قد استوطن بغداد وحدث بها إلى
حين وفاته.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا عبد الله بن أبي مسلم المؤدب، حدثنا
عبد العزيز بن أبي راود، حدثنا حماد عن قيس بن سعد عن طاوس أن ابن عباس
قال: كنا نستلت - أو نسلت - المنى بأذخرة، والصوفة من الثوب، ثم نصلي فيه.
441

أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، حدثنا عيسى بن حامد
الرخجي قال: قال لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان البابلتي زوج أم أبي شعيب
الحراني، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي.
قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد الإدريسي. قال: مسلم جد
جد أبي شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن مسلم الحراني، كان من
سبى سمرقند فوقع لابنة أحمد بن عبد العزيز، فاشتراه منها عمر بن عبد العزيز
فأعتقه، ثم ولد له بعد ذلك مولود فجاء إلى عمر بن عبد العزيز - وهو ابن شهرين،
فسماه عبد الله وفرض له في الذرية، فعاش عبد الله عشرين ومائة سنة.
قال الإدريسي: سمعت أحمد بن بندار الفقيه يقول: سمعت محمد بن أحمد أبا
علي ببغداد يقول: قال لنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن
مسلم. وحدثني جدي أحمد عن جده مسلم قال: سبيت من سمرقند فوقعت لابنة
ابن عبد العزيز، الحكاية بطولها.
حدثت عن دعلج بن أحمد قال: سمعت موسى بن هارون - وذكر عنده أبو
شعيب الحراني - فقال: صدوق.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن الزاهد يقول: سمعت موسى بن هارون يقول:
السماع من أبي شعيب الحراني يفضل على السماع من غيره، فإنه المحدث بن
المحدث بن المحدث.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي،
حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال صالح بن محمد: أبو شعيب
الحراني ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا
الحسن الدارقطني عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني فقال: ثقة مأمون.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو شعيب
الحراني في ذي الحجة من سنة خمس وتسعين ومائتين وكان مسندا غير متهم في
روايته، وكان يأخذ الدراهم على الحديث.
442

أخبرني نصر بن محمد بن نصر الصائغ أنه سأله أن يحدثه بحديث عن عفان، فقال
له: أعط السقاء ثمن الراوية، قال: فأعطيته دانقا وحدثني بالحديث.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا علي بن الصواف يقول: مات أبو شعيب
الحراني آخر سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان سماعه من أبي جعفر النفيلي سنة
ثماني عشرة ومائتين.
قلت: ومولده سنة ست ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو
شعيب - وحدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر المفيد قال: توفي أبو
شعيب - الحراني في يوم الاثنين لأربع - وقال المفيد ثلاث - بقين من ذي الحجة سنة
خمس وتسعين ومائتين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان يقول:
سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: مات أبو شعيب الحراني ببغداد سنة ست
وتسعين، وسنة خمس أصح.
5053 - عبد الله بن الحسن بن نصر، أبو عبد الرحمن الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حرب الشامي، ومقدم بن محمد بن يحيى
المقدمي. روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، ومحمد بن عبد الواحد الأكبر قالا: حدثنا
محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الحسن بن نصر
الواسطي، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا إسماعيل بن يحيى عن سفيان الثوري، عن
جعفر بن محمد قال: قال لي أبي: يا بني إن سب أبي بكر وعمر من الكبائر، فلا
تصل خلف من يقع فيهما.
5054 - عبد الله بن الحسن بن عمر بن محمد، البغدادي:
حدث بأنطاكية عن محمد بن يزيد الأدمي وغيره. روى عنه عبد الله بن إبراهيم
الأبندوني.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول: قرئ على عبد الله بن
الحسن بن عمر بن محمد البغدادي - بأنطاكية لا بأس به - حدثك إبراهيم بن محمد
443

المدني، حدثنا معن، حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة: أن القصواء
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت لا تدفع في السباق، وذكر الحديث.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق، حدثنا حميد بن الربيع بن مالك اللخمي،
حدثني معن بن عيسى، حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
نحوه.
5055 - عبد الله بن الحسن بن زيد، أبو محمد البوسنجي:
ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن عبد الرحمن النسائي
في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة في سوق يحيى.
5056 - عبد الله بن الحسن بن يحيى بن يعقوب بن شعيب، أبو محمد البزاز
الحلواني، يعرف ببقاقيش:
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه سمع منه في درب الربيع، وحدثه عن إبراهيم بن زهير بن
أبي خالد الحلواني. وقال: توفي في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة.
5057 - عبد الله بن الحسن بن سليمان، أبو القاسم المقرئ، المعروف بابن
النخاس:
سمع أحمد بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وموسى بن
سهل الجوني، وأحمد بن عمر بن زنجويه، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، وأبا
القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبا سعيد
العدوي، وأبا بكر بن العلاف الشاعر، ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربع. روى
عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وحدثنا عنه الحسن بن الحمامي، وأبو بكر البرقاني،
وأحمد بن محمد الكاتب، وعمر بن إبراهيم الفقيه، وكان ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: كان مولد ابن النخاس في سنة تسعين ومائتين.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان أبو القاسم عبد الله بن الحسن
444

النخاس من أهل القرآن والفضل، والخير، والستر، والعقل الحسن، والمذهب الجميل،
والثقة، قال: ما رأيت من الشيوخ مثله.
حدثني الأزهري قال: توفي أبو القاسم بن النخاس المقرئ يوم السبت لليلتين خلتا
من ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ورأيته ولم أسمع منه شيئا.
5058 - عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن زهير، أبو محمد البزاز:
حدث عن أبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود، حدثني عنه أبو الفرج
الطناجيري.
أخبرني الطناجيري، حدثنا أبو [محمد] عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد
ابن زهير البزاز - من لفظه في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة في جامع المنصور - حدثنا
أبو بكر بن أبي داود - إملاء - حدثنا عبد الرحمن بن مسلم المقرئ، حدثنا نعيم بن
قنبر قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أني أخذت بحلقة
باب الجنة ما بدأت إلا بكم يا بني هاشم ".
5059 - عبد الله بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أبو الحسين الهاشمي:
وهو أخو أبي الفضل محمد، وأبي بكر محمد، وكان الأصغر. روى عن
عبد الملك بن أحمد الزيات. حدثنا عنه القاضي أبو محمد الصيمري، وكان
صدوقا.
أخبرنا الصيمري، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن الحسن بن الفضل بن المأمون،
حدثنا عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن الزيات، حدثنا حفص بن عمرو الربالي،
حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن أسامة بن زيد قال: حدثني سليمان بن يسار عن
أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من غير احتلام، فيغتسل ويصوم.
5060 - عبد الله بن الحسن بن محمد بن المطبوع، البزاز:
كان سافر إلى الشام فسمع من خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومحمد بن هميان
البغدادي نزيل دمشق. حدثني عنه الحسن بن غالب المقرئ من كتابه العتيق وحكى
لي عنه أنه قال: سمعت حديثا كثيرا إلا أن كتبي ذهبت.
445

5061 - عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي، أبو القاسم
الخلال.
سمع أبا طاهر المخلص، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبا القاسم بن
الصيدلاني. كتبت عنه، وكان صدوقا، ينزل باب الأزج، وسألته عن مولده. فقال:
ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
5062 - عبد الله بن الحسين، أبو محمد الصيرفي:
جليس إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدث عن يحيى بن عثمان السمسار البصري.
روى عنه عبيد الله بن عبد الرحمن السكري.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البزاز الكرخي، حدثنا محمد بن
عبد الرحمن بن العباس، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا أبو محمد
عبد الله بن الحسين الصيرفي - شيخ كان يجلس إلى إبراهيم يوم الجمعة - حدثنا يحيى
ابن عثمان السمسار البصري، حدثنا إسماعيل - وهو ابن عياش - بحديث ذكره.
5063 - عبد الله بن الحسين بن علي بن أبان، أبو القاسم البجلي الصفار:
كان يسكن مدينة المنصور. وحدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وسوار بن
عبد الله القاضي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وعمر بن بشران السكري، وأبو
حفص بن الزيات، وعلي بن عمر الحربي.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن الحسين بن علي البجلي الصفار، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي،
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تحاب رجلان
في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه ".
أخبرنا البرقاني قال: قرأنا على عمر بن بشران حدثكم أبو القاسم عبد الله بن
الحسين بن علي بن أبان البجلي - ثقة مأمون -.
حدثنا سوار بن عبد الله العنبري - تفرد الصفار بحديث عبد الأعلى بن حماد،
446

وإيصاله وهم على حماد بن سلمة، لأن حمادا إنما يرويه عن ثابت عن مطرف بن
عبد الله بن الشخير قال: كنا نتحدث أنه ما تحاب رجلان في الله، وذلك يحفظ عنه.
فلعل الصفار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عن أنس، والله أعلم.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر السكري قال:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو القاسم البجلي الصفار - الذي كان ينزل المدينة في
سكة النعيمية - في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
5064 - عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد
ابن أبان، أبو بكر الضبي المحاملي:
سمع أباه، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وغيرهما. وولى
القضاء ببلاد عدة، وحدث شيئا يسيرا.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني
الحافظ قال: عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي - أبو بكر القاضي بن القاضي،
سمع أكثر حديث أبيه وكتب عن أبي بكر النيسابوري وغيره، حدث وكتب عنه.
وقال الدارقطني: ولاه أمير المؤمنين المتقي القضاء على آمد وأرزن، وميا فارقين،
وما يلي ذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ثم ولاه المتقي أيضا في سنة إحدى
وثلاثين وثلاثمائة القضاء على طريق الموصل، وقطربل، ومسكن، ونهر بوق،
والذيب، وغير ذلك. وولاه المطيع في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة القضاء على
الموصل، والحديثة وما يتصل بذلك، ثم ولاه المطيع أيضا القضاء على حلب،
وأنطاكية وأعمالهما. ثم ولاه الطائع بالله - في أيام عضد الدولة - القضاء على ديار
بكر، آمد وأرزن، وميا فارقين، وأرمينية، وأعمال ذلك. وكان عفيفا نزها فقيها،
يسلم الناس من يده ولسانه، توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
5065 - عبد الله بن الحسين بن عبد الله، أبو محمد الخلال، يعرف بابن
الشيلماني:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وأحمد بن محمد بن عبيد الله التمار الذي روى
447

عن يحيى بن معين، وأبا بكر بن مجاهد المقرئ، ومحمد بن مخلد الدوري. حدثنا عنه
أحمد بن محمد العتيقي، وأبو الفتح العطار قطيط، وعبد العزيز بن علي الأزجي،
ومحمد بن علي بن الفتح.
أخبرنا العتيقي - من أصل كتابه - حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الخلال،
أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثني جدي أحمد بن منيع، حدثنا أبو الأحوص
محمد بن حبان عن مالك بن أنس عن هشيم بن يعلى عن عطاء عن عمارة بن حدير
عن صخر الغامدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم بارك لأمتي في بكورها ".
قال العتيقي: هكذا حدثناه الخلال - إملاء - وذكر فيه صخرا الغامدي.
قلت: قد وهم الخلال في ذلك، لأن أبا القاسم البغوي ما كان يذكر صخرا وإنما
ذكره محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي عن أحمد بن منيع.
سألت العتيقي عن الخلال فقال: كان ثقة صحيح الأصول، يسكن سوق العطش.
5066 - عبد الله بن الحسين، أبو المظفر النحوي:
حدثني الحسين بن محمد - أخو الخلال - عن أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال: عبد الله بن الحسين النحوي أبو المظفر يعرف بالبغدادي، وهو مرزوي
الأصل نشأ ببغداد، سكن سمرقند ومات بها، كان يذكر أنه كتب ببغداد عن
مشايخها، ولم نر عنده أصلا، ولكنه أنشدنا عن أبي الطيب المتنبي.
5067 - عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد المقرئ:
سكن مصر وأقرأ القرآن بها. وقال لي يوسف بن رباح البصري:
قرأت عليه بمصر ختمات كثيرة بروايات عدة، قال: وكان قرأ على أبي العباس
أحمد بن سهل الأشناني، ومحمد بن هارون التمار، وابن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد.
وأنشدنا ابن رباح. قال: أنشدنا أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون المقرئ
البغدادي - بمصر -. قال: أنشدنا عبد الله بن المعتز لنفسه:
جس كفى فقال عشقا طبيبي * ويحه من أخي علاج مصيب
فزجرت الطبيب سرا بعيني * ثم ناجيته بحق الصليب
لا تقل لوعة الهوى قتلته * فينالون بالدعا من حبيبي
448

حدثني محمد بن علي الصوري - حفظا - قال: قال لي أبو القاسم علي بن عبيد
الله بن محمد العنابي البزاز: كنا يوما عند أبي أحمد المقرئ البغدادي، فحدثنا عن
أبي العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي - ثم اجتمعت بعد ذلك مع أبي محمد
عبد الغني بن سعيد فذكرت له ذلك فاستعظمه وكبر عليه، وقال لي: سله متى سمع
منه؟ وأين سمع منه؟ فرجعنا إلى أبي أحمد فسألته فقال: سمعت منه بمكة في موسم
سنة ثلاثمائة، فعدت إلى عبد الغني فأخبرته، فقال: أبو العلاء مات بمصر في أول هذه
السنة، يسمع منه في الموسم في آخرها؟! ثم عبرت معه بعد مدة في الجامع وأبو أحمد
قاعد يقرئ. فقلت له: ألا تسلم عليه؟ فقال لي: لا أسلم على من يكذب في حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا أحب أن أنظر إليه.
قال الصوري: وقد ذكر أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، وبلغني
أنه كتب في ذلك إلى بغداد يسأل عن وفاة الكسائي، فكان الأمر في ذلك
بعيدا.
قال يوسف بن رباح: توفي أبو أحمد بن حسنون بمصر في سنة ست - أو سبع -
وثلاثمائة، الشك من ابن رباح.
5068 - عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون، أبو محمد الأنباري،
يعرف بابن البزاز:
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا بكر النيسابوري، وإسماعيل بن
العباس الوراق، وإبراهيم بن حماد القاضي، ومحمد بن سليمان النعمائي، ويعقوب
ابن إبراهيم المعروف بالجراب، وأبا بكر بن الأنباري النحوي، والقاضي المحاملي،
ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، وغيرهم. حدثني عنه الحسين بن علي
الطناجيري، وكان مستقيم الحديث.
أخبرني الطناجيري، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون -
المعروف بابن البزاز الأنباري بها - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا علي بن معبد عن سفيان عن عمرو
عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخر
قوت سنة.
449

5069 - عبد الله بن الحسين، أبو محمد النيسابوري الفقيه على مذهب أبي
حنيفة، يعرف بالناصحي:
كان قاضي القضاة بخراسان، وقدم بغداد حاجا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة،
وحدث بها عن بشر بن أحمد الإسفراييني، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد
الحافظ، ونحوهم. سمع منه رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب وغيره، وكان ثقة
دينا صالحا.
5070 - عبد الله بن الحسين بن أحمد بن محمد، أبو بشر الخطيب
السجستاني:
قدم علينا حاجا وحدث عن زيد بن رفاعة، وأبي نصر أحمد بن الحسن بن محمد
ابن علي بن الشاه المروزي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا أبو بشر عبد الله بن الحسين - في سنة خمس عشرة وأربعمائة عند صدره من
الحج - حدثنا أبو القاسم زيد بن رفاعة الهاشمي، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد
الله بن المعتز، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة عن رجل عن نافع عن
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يكمل الإيمان بالله حتى يكون فيه خمس
خصال، التوكل على الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله،
والصبر على بلاء الله إنه من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد
استكمل الإيمان ".
هذا الحديث باطل بهذا الإسناد، وابن المعتز لم يكن قد ولد في وقت عفان بن
مسلم فضلا عن أن يكون سمع منه، وأراه من صنعة زيد بن رفاعة فإنه كان يضع
الحديث.
5071 - عبد الله بن الحسين بن عثمان بن الحسن، أبو محمد الهمذاني
الخباز:
وهو أخو محمد وكان الأكبر، سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا القاسم بن حبابة.
كتبت عنه وكان صدوقا.
450

أخبرنا عبد الله بن الحسين الهمذاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد
ابن القاسم بن زكريا، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن
إسحاق بن أبي فروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقرأ: (بظنين) سألته عن مولده فقال: في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس ودفن يوم الجمعة السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة
أربعين وأربعمائة، وكنت إذا ذاك بالشام.
5072 - عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى، أبو عبد الرحمن الآملي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن داود الحراني، وأبي الجماهر محمد بن
عثمان الدمشقي. روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي.
دفع إلى أحمد بن عبد الله بن الحسين كتاب جده الحسين بن إسماعيل المحاملي -
فقرأت فيه بخطه - ثم حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: حدثتنا أمة الواحد بنت
الحسين بن إسماعيل قالت: حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى
- أبو عبد الرحمن الأيلي - حدثنا عبد الغفار بن داود، حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير
قال: سألت جابرا: أتعتمر المطلقة والمتوفى عنها زوجها أو تحج؟ قال: نعم، قلت:
أتتربصا حيث أرادتا؟ قال: لا. قال جابر: وأخبرتني خالتي أنها طلقت ألبتة،
فأرادت أن تخرج تجد نخيلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " بلى
تجدي نخلك، فعسى أن تصدقي وتفعلي معروفا ".
5073 - عبد الله بن حماد، القطيعي:
حدث أحمد بن نصر الذارع عنه عن أحمد بن حنبل، والذارع غير ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع، حدثنا
صدقة بن موسى وعبد الله بن حماد القطيعي. قالا: أخبرنا أحمد بن حنبل، حدثنا
451

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله
تعالى ادخر لأبي بكر الصديق في أعلى عليين قبة من ياقوتة بيضاء، معلقة بالقدرة،
يتخرقها رياح الرحمة، للقبة أربعة آلاف باب، ينظر إلى الله تعالى بلا حجاب ".
هذا الحديث باطل من رواية الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، ومن
حديث معمر عن الزهري، ومن حديث عبد الرزاق عن معمر، ومن حديث أحمد بن
حنبل عن عبد الرزاق. لا أعلم رواه سوى الذارع عن هذين الرجلين، وهما
مجهولان، والحمل فيه عندي على الذارع وأنه مما صنعته يداه. والله أعلم.
5074 - عبد الله بن حمدويه بن صالح، أبو محمد الضرير النهرواني:
حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح - أراه الجرجرائي - وأحمد
ابن عبد الصمد الأنصاري النهرواني. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي،
والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد الطستي، أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن حمدويه بن صالح النهرواني الضرير، حدثنا أبو أيوب أحمد بن
عبد الصمد، حدثنا وكيع عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة،
عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، ونحن جنبان.
5075 - عبد الله بن حمدويه، أبو محمد البغلاني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن آدم المروزي، وعن إسماعيل بن العباس،
شيخ روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين - روى عنه محمد بن مخلد الدوري،
وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي بكر بن سلم: حدثكم أبو محمد البغلاني -
عبد الله بن حمدويه - جار قتيبة قال: حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن العباس، حدثنا أبو
نعيم، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رجلا أتى
النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم على بعير، فقعصه قال - يعني مات - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اغسلوه بالماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه خارجا رأسه، ولا تمسوه طيبا فإنه يبعث يوم
القيامة ملبيا ".
452

5076 - عبد الله بن حكيم، أبو بكر الداهري:
حدث عن يوسف بن صهيب، وشبيب بن بشر، وهشام بن عروة، وحجاج بن
أرطاة، وعطاء بن عجلان. روى عنه الوليد بن صالح النخاس، وموسى بن داود
الضبي، وسعيد بن سليمان، وعمرو بن عون الواسطيان، وجبارة بن مغلس الحماني.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله السراج - بنيسابور - حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا أبو أمية الطرسوسي، حدثنا الوليد بن
صالح النخاس، حدثنا أبو بكر الداهري، حدثنا عطاء بن عجلان عن نعيم عن أبي
هند عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من طلب العلم ليباهي
به العلماء، أو ليماري به الجهلاء، وليقبل الناس إليه بوجوههم، فله النار ".
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، ومحمد بن أحمد بن رزق. قالا: حدثنا
محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حدثنا محمد بن حفص، حدثنا حاتم بن الليث،
حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري - ببغداد في باب
الطلاق إملاء - حدثنا يوسف بن صهيب فذكر عنه حديثا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - يعني ابن المديني - وسئل عن أبي بكر
الداهري فقال: ليس بشئ، لا يكتب حديثه.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: أبو بكر الداهري ليس بشئ.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن معين
وسألته عن أبي بكر الداهري فقال: ليس بثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي،
حدثنا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم المشغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن
453

عيسى العصار قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: أبو بكر الداهري
كذاب. زاد البرقاني: مصرح.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: أبو بكر الداهري متروك الحديث.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، أخبرنا محمد بن محمد بن
داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الله بن حكيم
الداهري متروك الحديث.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سمعت
علي بن بندار الزاهد يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: عبد الله بن حكيم
الداهري متروك، يتكلمون فيه.
5077 - عبد الله بن حاضر بن الصباح، يلقب عبدوس:
رازي الأصل. حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وشاذ بن فياض البصريين،
وقبيصة بن عتبة الكوفي، وإبراهيم بن موسى الفراء الرازي. روى عنه عبد الله بن
محمد بن ناجية، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوي.
أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن نصر السيوري، حدثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن حاضر الرازي - ببغداد - حدثنا الأنصاري، حدثنا بهز
ابن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " في كل إبل سائمة، حسابها في كل
أربعين بنت لبون، لا تفرق إبل عن حسابها، من أعطاها مؤتجرا كان له أجر، ومن
منعها كانت [يعني الزكاة] شطر ماله عزمة من عزمات ربنا، لا يحل لآل محمد
منها شئ ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو بكر
الشافعي، حدثنا عبد الله بن حاضر البغدادي، حدثنا شاذ بن فياض، حدثنا عمر بن
454

إبراهيم عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، ولا تستغنى به ".
5078 - عبد الله بن حمويه بن منصور، النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي. روى عنه
يحيى بن صاعد.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبد الله بن حمويه بن منصور النيسابوري -
قدم الحج - حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري، حدثني أبو خالد إبراهيم
ابن سالم، حدثنا عبد الله بن عمران البصري، عن أبي عمران الجوني، عن أبي برزة
الأسلمي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صليت فصل في نعليك، فان
لم تفعل فضعهما تحت قدميك، ولا تضعهما عن يمينك ولا عن يسارك فتؤذي
الملائكة والناس، وإذا وضعتهما بين يديك كأنما بين يديك قبلة ".
5079 - عبد الله بن حفص بن عمر، أبو محمد الوكيل:
من أهل سر من رأى. حدث عن سويد بن سعيد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وسريج
ابن يونس. روى عنه عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان، وكان غير
ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن حفص
ابن عمر الوكيل - أبو محمد بسر من رأى - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا
شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخى.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا عبد الله
ابن حفص الوكيل، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا هشيم بن بشر، عن سيار، عن
ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أفتقد أحدا من
أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان، لا أراه ثمانين عاما - أو سبعين عاما -، فإذا كان
بعد ثمانين عاما - أو سبعين عاما - يقبل إلى علي ناقة من المسك الأذفر، حشوها من
455

رحمة الله، قوائمها من الزبرجد، فأقول معاوية؟ فيقول: لبيك يا محمد، فأقول أين
كنت من ثمانين عاما، فيقول في روضة تحت عرش ربي عز وجل يناجيني وأناجيه
ويحييني وأحييه، ويقول هذا عوض مما كنت تشتم في دار الدنيا ".
هذا حديث باطل إسنادا ومتنا، ونراه مما وضعه الوكيل، وأن إسناده رجال كلهم
ثقات سواه.
5080 - عبد الله بن أبي الحجاج بن أبي حبيب، أبو محمد الأنصاري
المديني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وأحمد بن
عبد الله الزبيري الخالدي، وبكر بن أخت الواقدي. روى عنه عبد الله بن عدي، وأبو
بكر الإسماعيلي الجرجانيان.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن أبي الحجاج بن
أبي حبيب المديني - ببغداد إملاء من كتابه بانتقاء أبي طالب - حدثنا بكر بن عبد
الوهاب بن أخت الواقدي، حدثنا محمد بن عمران الواقدي، حدثنا محمد بن عمر
الواقدي عن الثوري عن أبي الهذيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان
الحمار [الوحشي] الذي أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مذبوحا.
5081 - عبد الله بن حنبل بن إسحاق بن حنبل، الشيباني:
حدث عن أبيه. روى عنه أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الفقيه - فيما أجاز لنا
روايته عنه - حدثنا أبو بكر الخلال، أخبرني عبد الله بن حنبل، حدثني أبي حنبل بن
إسحاق قال: قلت لعمي في القصاص؟ فقال: القصاص الذين كانوا يذكرون الجنة
والنار، والتخويف، ولهم نية وصدق الحديث فأما هؤلاء الذين أحدثوا وضع الأخبار
والأحاديث الموضوعة فلا أراه. قال أبو عبد الله: ولو قلت إن هؤلاء أيضا يسمعهم
الجاهل، والذي لا يعلم ولعله ينتفع بكلمة، أو يرجع عن أمر كان، أما عبد الله كره أن
يمنعوا وقال: ربما جاءوا بالأحاديث الصحاح.
456

وقال أبو عبد الله أيضا: لا أحب له أن يمل الناس، ولا يطيل الموعظة إذا وعظ.
رأيت في موضع آخر رواية للخلال عن ابن حنبل هذا، إلا أنه سماه عبيد الله، فالله
أعلم.
حرف الخاء من آباء العبادلة
5082 - عبد الله بن خيران، أبو محمد البغدادي:
كوفي الأصل. سمع شعبة بن الحجاج، وعبد الرحمن المسعودي. روى عنه أحمد
ابن حرب المعدل، وعيسى بن عبد الله رغاث، ومحمد بن غالب التمتام.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز، حدثنا محمد
ابن غالب، حدثنا عبد الله بن خيران، حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بن
عازب: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم حمر الأهلية، ونهى عن كل ذي ناب من السباع.
تفرد برواية هذا الحديث عبد الله بن خيران عن شعبة، ومحمد بن غالب عن ابن
خيران. رواه يحيى بن صاعد وغيره عن محمد بن غالب، والمحفوظ عن شعبة عن
أبي إسحاق عن البراء في قصة الحمر حسب. وقد روى ابن خيران أيضا عن شعبة
حديث أبي إسحاق.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة -
حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثني علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن
علي بن أخت غزال، حدثنا عبد الله بن خيران البغدادي، حدثنا المسعودي بحديث
ذكره.
قال العقيلي: عبد الله بن خيران بغدادي لا يتابع على حديثه.
قلت: قد اعتبرت من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته والله
أعلم.
5083 - عبد الله بن خالد بن يزيد، اللؤلؤي البصري:
حدث بسر من رأى عن محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى
457

السامي، وروح بن عبادة، وعن أبيه خالد بن يزيد. روى عنه أبو الأحوص محمد بن
نصر الأثرم، وقاسم بن زكريا المطرز ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن صاعد،
وكان ثقة.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، أخبرنا يحيى بن
محمد بن صاعد قال: حدثنا عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي - بالعسكر سنة تسع
وأربعين ومائتين - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، حدثنا الجريري عن أبي
نضرة عن أبي سعيد قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو قومت يا
رسول الله؟ قال: " إن الله هو المقوم، إني لأرجو أن أفارقكم حين أفارقكم ولا يطلبني
أحد بمظلمة ظلمتها في نفس ولا مال ".
حرف الدال من آباء العبادلة
5084 - عبد الله بن دكين، أبو عمر الكوفي:
ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه سكن بغداد وحدث عن جعفر بن محمد بن
علي. روى عنه سعيد بن سليمان سعدويه، ومحمد بن الصباح الدولابي.
قلت: وحدث أيضا عن كثير بن عبيد صاحب أبي هريرة، وعن القاسم بن
مهران. روى عنه محمد بن بكار بن الريان، وبشر بن الوليد الكندي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا الحسن بن
سلام السواق، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عبد الله بن دكين، حدثنا جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة عاق،
ولا مدمن خمر ".
458

أخبرني الطناجيري، حدثنا علي بن عمر الحرمي، حدثنا عيسى بن سليمان
الوراق، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا عبد الله بن دكين، حدثنا جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن جده قال: قال علي بن أبي طالب: ستة لا يأمنهم مسلم: اليهودي،
والنصراني، والمجوسي، وشارب الخمر، وصاحب الشطرنج والمتلهي بأمه. قال ابن
دكين: فسألته عن المتلهي بأمه؟ قال: الذي يقول: أمه زانية إن لم أفعل كذا وكذا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وعبد الله بن دكين
كوفي ليس به بأس. قلت ليحيى: عبد الله بن دكين هذا بينه وبين أبى نعيم قرابة؟
قال: لا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا [محمد بن] عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن
عبد الله بن دكين فقال: بلغني عن أحمد بن حنبل أنه وثقه.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: عبد الله بن دكين ضعيف.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر
الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة: عبد الله بن دكين؟
قال: ضعيف الحديث.
حدثني أحمد بن محمد المستملي قال: قرأت على محمد بن جعفر الشروطي عن
أبي الفتح محمد بن الحسين الحافظ قال: عبد الله بن دكين ضعيف.
5085 - عبد الله بن داهر بن يحيى، أبو سليمان - وقيل: أبو يحيى -
الرازي، يعرف بالأحمري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عبد الله بن عبد القدوس، وعمر بن جميع. روى
عنه أحمد بن علي الخراز، وفضل بن سهل الأعرج، وصالح بن محمد بن جزرة،
ومحمد بن غالب التمتام، وموسى بن هارون الحافظ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد
ابن يحيى الحلواني، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
459

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا أحمد بن
علي الخراز، حدثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي، حدثني أبي عن الأعمش عن
عباية الأسدي عن ابن عباس أنه قال: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد علي يقول:
" هذا أول من يصافحني يوم القيامة ".
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سئل يحيى بن معين
عن ابن داهر - رجل من أهل الري - قال: ليس بشئ، ما يكتب عنه إنسان فيه خير،
وذكر أهل بغداد فقال: شر قوم يكتبون عن كل أحد.
قرأت في أصل كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس
الضبي الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد
الأسدي قال: عبد الله بن داهر بن يحيى الأحمري الرازي شيخ صدوق.
قلت: وقيل إن داهر أباه اسمه محمد، ولقبه داهر والله أعلم.
5086 - عبد الله بن داود بن مكرم بن محمد، يعرف بابن البازيار:
حدث عن أبي همام الوليد بن شجاع. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني،
وذكر أنه سمع منه ببغداد.
حرف الراء من آباء العبادلة
5087 - عبد الله بن روح بن عبد الله بن زيد - وقيل عبد الله بن روح بن
هارون أبو أحمد المدائني المعروف بعبدوس:
سمع يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وعثمان بن
عمر بن فارس، وعاصم بن علي. روى عنه القاضي المحاملي، وعلي بن محمد بن
عبيد الحافظ، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبا عمرو بن السماك، وحمزة بن محمد
الدهقان، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، ومكرم بن أحمد، وأحمد بن كامل القاضيان،
وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
وقال الدارقطني: ليس به بأس.
460

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز -
إملاء - حدثنا عبد الله بن روح المدائني، حدثنا شبابة، حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء
عن عبد الله بن شقيق عن سفيان بن عبد الله عن أبيه قال: قلت يا رسول الله أخبرني
بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ قال: " قل آمنت بالله ثم استقم " قال: قلت:
فما أتقي؟ قال " فأومأ بيده إلى لسانه ".
سمع هبة الله بن الحسن الطبري - وسئل عن عبد الله بن روح - فقال: ثقة
صدوق.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب،
أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال أخبرنا أبي قال: سمعت أبا أحمد عبد الله بن روح
المدائني يقول: ولدت يوم السبت أول يوم من صفر سنة سبع وثمانين ومائة، وهو
اليوم الذي قتل فيه جعفر بن يحيى البرمكي.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات عبد الله بن
روح المدائني ببغداد سنة أربع وسبعين ومائتين، هذا خطأ والصواب:
ما أخبرنا الحسن بن أبي بكر [عن] محمد بن عبد الله الشافعي قال: مات
عبد الله بن روح المدائني سنة سبع وسبعين ومائتين.
وكذلك، أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي - وأنا أسمع - قال: ومات عبدوس المدائني فيم بلغنا سلخ جمادى الآخرة سنة
سبع وسبعين.
قلت: وذكر ابن قانع أن وفاته كانت بالمدائن.
حرف الزاي من آباء العبادلة
5088 - عبد الله بن زياد بن سمعان المدائني. مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
حدث عن محمد بن كعب القرظي، ومجاهد بن جبر، وابن شهاب الزهري
461

ومحمد بن عمرو بن عطاء، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن المنكدر. روى عنه
عبد الله بن وهب المصري، وشبابة بن سوار، ومحمد بن فضيل بن غزوان، وكثير بن
هشام، والحسن بن قتيبة المدائني، وعلي بن الجعد. قدم ابن سمعان بغداد في أيام
المهدي وحدث بها.
أخبرنا محمد بن عمر القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربي وأحمد بن بشر المرثدي قالا: حدثنا علي بن الجعد،
أخبرنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن محمد بن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس
عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق
إلا بعد ملك ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: كان ابن سمعان عند أبي عبيد الله فقال:
حدثنا مجاهد. فقال محمد بن إسحاق: والله إني لأكبر منه والله ما لقيت مجاهدا!
وفخم أبو عبد الله كلامه.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله لقد كان
ابن سمعان يكذب.
وأخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي، حدثنا عبد الله،
حدثني أبي قال: ذكروا عند إبراهيم بن سعد، ابن سمعان فقال: والله ما رأيته في
حلقة من حلق الفقه قط، ولقد أخبرني ابن أخي الزهري - وسألته - هل رأيته عند
عمك ابن شهاب الزهري فقال: والله ما رأيته قط.
462

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا علي بن محمد بن أحمد المصري - إملاء
- حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، حدثنا عبد الحميد بن الوليد، أخبرني ابن
القاسم - يعني عبد الرحمن - قال: سألت مالك بن أنس عن ابن سمعان فقال:
كذاب. فقلت: فيزيد بن عياض؟ قال: أكذب وأكذب.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي، حدثني محمد بن إدريس بن المنذر، حدثنا
أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أويس قال: كنت أجالس عبد الله
ابن زياد بن سمعان، وكنا نرى أنه أخذ كتبا غير سماعه، فبينا هو يحدث إذا انتهى
إلى حديث لشهر بن حوشب، فقال: حدثني شهر بن جوست. فقلت: من هذا؟ قال
رجل من أهل خراسان: اسمه من أسماء العجم، فقلت: لعلك تريد شهر بن
حوشب، فعلمنا حينئذ أنه يأخذ الكتب.
أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الاستوائي، وأبو الحسن
ابن محمد بن عبد الواحد قالا: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا محمد بن إدريس،
حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثنا أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس قال:
كنت جالسا عند عبد الله بن زياد بن سمعان فوجدته يحدث، فانتهى إلى حديث
لشهر بن حوشب فقال: حدثني شهر بن جوست، فقلت: من شهر بن جوست؟
فقال: بعض العجم من أهل خراسان قدموا علينا. فقلت: لعلك تريد شهر بن
حوشب؟ فسكت فذكر ت ذلك لأبي معشر فقال: أما سماعي من المشيخة فأيام
كنت أضرب بالإبرة في حانوت أستاذي، كنت أرش الحانوت وأكنسه، فكان يجلس
إليه محمد بن كعب، ومحمد بن قيس، وسعيد المقبري، فسمعت منهم مشافهة وأما
ابن سمعان فإنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، حدثنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود،
حدثنا إسماعيل عن عبد الله بن سمعان بحديث النفل عن أبي هريرة، فبلغ يحيى بن
سعيد فأنكر عليه الرواية عن ابن سمعان.
وأخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العبسي، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثني أبو مسهر قال:
463

سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: قدم عبد الله بن زياد بن سمعان العراق فزادوا في
كتبه ثم دفعوها إليه فقرأها فقالوا كذاب.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: ابن سمعان مدني ضعيف الحديث.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، عن يحيى بن معين قال: عبد الله بن سمعان ليس بثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: عبد
الله بن زياد بن سمعان مديني ليس حديثه بشئ.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن النضر العطار، حدثنا أحمد بن عثمان بن
أبي شيبة قال: سئل علي بن المديني - وأنا أسمع - عن عبد الله بن زياد بن سمعان
فقال: ذاك عندنا ضعيف ضعيف.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: ابن
سمعان روى أحاديث مناكير، وضعفه جدا، وقال في موضع آخر: سألت أبي عن
ابن سمعان عن محمد بن عمرو بن عطاء العامري عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجوز شهادة البدوي على القروي " قال: ابن سمعان
ضعيف الحديث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: إنما كان يعرف ابن سمعان بالمدينة
بالصلاة، ولم يكن يعرف بالحديث. قال أبي: الشاميون أروى الناس عنه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة الإسفراييني،
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي. قال: وذكر أبو عبد الله ابن
سمعان فقال: كان متروك الحديث.
464

قال أبو عبد الله: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله أن ابن سمعان يكذب.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو أحمد التيمي قال: حدثنا أبو يعقوب بن إسحاق
الإسفراييني، حدثنا عبيد الله بن محمد الكشوري قال: سألت أبا مصعب عن ابن
سمعان فقال: كان مرمدا.
وسألت يحيى بن معين فقال: كان كذابا. حدثنا محمد بن الحسين القطان،
أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد الواسطي، حدثنا أبو حفص
عمرو بن علي قال: وعبد الله بن زياد بن سمعان ضعيف الحديث جدا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي قال: وفي كتاب جدي عن ابن
رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح - وذكر ابن سمعان - فقال: كان يغير أسماء
الله، يقول: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن، قال أحمد وهذا هو كذب.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه - حدثنا
عبد الله بن أحمد بن أبي صالح - همذاني - قال: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس
يقول: وعبد الله بن سمعان ضعيف.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى
العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد الله بن زياد بن سمعان
ذاهب.
سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: أتى العراق فأمكنهم
من كتبه، فزادوا فيها فقرأها عليهم فقالوا كذاب.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي قال: سألت أبا داود عن عبد الله بن سمعان فقال: عبد الله
ابن سمعان. كان من الكذابين، ولي قضاء المدينة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الله بن زياد بن سمعان مدني متروك الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: وعبد الله بن زياد بن سمعان
متروك الحديث.
465

5089 - عبد الله بن زيد، أبو عثمان الكلبي الحمصي:
نزل بغداد وحدث بها عن الأوزاعي. روى عنه محمد بن حسان السمتي.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
نصير الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، حدثنا محمد بن حسان
السمتي، حدثنا أبو عثمان عبد الله بن زيد الكلبي، حدثني الأوزاعي، عن عبدة بن
أبي لبابة، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع
العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوا نزعها عنهم فحولها إلى غيرهم ".
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، حدثني أبو حامد أحمد بن عبد الله بن خالد بن ماهان - ويعرف بابن أسد
الحربي الوراق - حدثنا جعفر بن محمد بن كزال الطوسي، حدثنا أبو جعفر محمد
ابن حسان السمتي، حدثنا عبد الله بن زيد الحمصي بإسناده نحوه. وقال: حدثنا عبد
الله بن زيد، حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي -: " لن تهلك الأمة وإن كانت ضالة، إذا كانت الأئمة هادية
مهدية " " ولن تهلك الأمة إذا كانت ضالة مسيئة إذا كانت الأئمة هادية مهدية ".
قال أبو جعفر محمد بن حسان قال لي يحيى بن معين: ما طن هذان الحديثان
بإذني إلا منك، قلت: كنا عند أبي خالد يزيد بن هارون فجاء عبد الله بن زيد فسأله
يزيد عن هذين الحديثين.
5090 - عبد الله بن زيد، أبو محمد المعروف بزريق المستملي:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن محمد بن علي بن الفضل الملقب فستقة
وذكر أنه توفي في جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
466

حرف السين من آباء العبادلة
5091 - عبد الله بن سلمة، المرادي الكوفي:
سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبا مسعود
الأنصاري، وصفوان بن عسال. روى عنه عمرو بن مرة، وكان عبد الله بن سلمة في
صحبة علي بن أبي طالب لما ورد مسكن وقت خروجه إلى الشام، ومسكن بالقرب
من أواني على نهر دجيل، وهو الموضع الذي قتل فيه مصعب بن الزبير.
حدثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب
ابن سفيان، حدثنا أبو عبد الله الغنوي، حدثنا أمية بن خالد قال: حدثني أبو محصن
عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: سمعت عليا يقول بمسكن: لا
أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة وأحرقها، وأسوق الناس بعصاي إلى مصر. قال:
فأتيت أبا مسعود البدري فأخبرته فقال لي: إن عليا يورد الأمور مواردها، لا تحسنون
تصدرونها، على لا يغسل رأسه بغسل ويأتي البصرة ولا يحرقها، ولا يسوق الناس
بعصا إلى مصر، وعلي رجل أصلع، وإنما رأسه مثل الطست، إنما حوله زغيبات - أو
قال شعيرات -.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو داود، حدثنا
شعبة عن عمرو بن مرة قال: كان عبد الله بن سلمة قد كبر، فكان يحدثنا فتعرف
وتنكر.
وقد روى أبو إسحاق السبيعي عن أبي العالية عبد الله بن سلمة الهمداني فزعم
أحمد بن حنبل أنه الذي روى عنه عمرو بن مرة، وقال محمد بن عبد الله بن نمير
ليس به، بل هو رجل آخر، وكان يحيى بن معين قال مثل قول أحمد بن حنبل، ثم
رجع عنه، فالله أعلم.
467

5092 - عبد الله بن السائب، أبو السائب المخزومي المديني:
قدم الأنبار على أبي العباس السفاح، وكان أديبا فاضلا مشتهرا بالغزل يهش عند
سماع الشعر، ويطرب له، وكان مذكورا بالصلاح والعفاف.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري،
حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثني أبو عبد الله الزبير بن أبي بكر بن عبد الله بن
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام قال: حدثني أبو ضمرة أنس بن
عياض عن أبي السائب المخزومي. قال: كان جدي في الجاهلية يكنى أبا السائب وبه
اكتنيت، وكان خليطا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، [وكان رسول الله] إذا ذكره
في الإسلام قال: نعم الخليط، كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري.
قلت: واسم جده أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر، حدثنا
حماد بن إسحاق، حدثنا أبي، حدثني أبو عبد الله الزبيري قال: كان أبو السائب
المخزومي مع حسن بن زيد بالأنبار، وكان له مكرما وذلك في ولاية أبي العباس،
فأنشده ليلة الحسن بن زيد أبياتا لمجنون بني عامر:
وخبرتماني أن تيماء منزل * لليلي إذا ما الصيف ألقى المراسيا
قال: فجعل أبو السائب يحفظها، فلما انصرف إلى منزله تذكرها فشذ عنه بعضها،
فرجع إلى الحسن بن زيد، فلما وقف على الباب صاح بأعلى صوته: أبا فلان فسمع
ذلك الحسن فقال: افتحوا الباب لأبي السائب فقد دهاه أمر، فلما دخل عليه قال:
أجاء من أهلنا خبر؟ قال: أعظم من ذاك، قال: ما هو ويحك؟ قال: تعيد علي:
وخبرتماني أن تيماء منزل * لليلي إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فأعادها عليه حتى حفظها. قال إسحاق: وكان أبو السائب خيرا فاضلا، وكان
يشهد، وكان مع هذا مشتهرا بالغزل.
أخبرنا الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة، حدثنا أحمد بن سعيد
468

الدمشقي، حدثني الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الضحاك قال: أرسل الحسن بن
زيد إلى أبى السائب صحفة من هريس في رمضان، فوضعت بين يديه حين غابت
الشمس، ومعه ابنه وزوجته قبل أن يتعشوا، فقال له ابنه أحسن والله يا أبتاه الذي
يقول:
فلما علونا شعبة بفنائه * تقطع من أهل الحجاز علائقي
فلا زلن دبرى طلعا لم حملتها * إلى بلد ناء قليل الأصادق
فقال أبو السائب: أمك طالق إن تعشينا ولا تسحرنا إلا بهذين البيتين، فرفعت
الهريس وجعلوا يرددون البيتين، ثم أيقظهم سحرا فأنشدوهما.
وقال الزبير: حدثني سليمان بن عبد العزيز الزهري، حدثني أبو ثابت محمد بن
ثابت قال: مر أبو السائب بزقاق الصواغين، فقال له صائغ: يا أبا السائب أما أحسن
الذي يقول:
أليس بلاء أنني ذو صبابة * بمن لا ترى عيني ومن لا أناطق
وأن أمنح الهجران من غير بغضة * بمن شكله للشكل مني موافق
قال: فحلف أبو السائب لينفخن له بمنفاخه أبدا وينشده حتى يؤذن المغرب.
أخبرني أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان السلمي -
بدمشق - حدثنا جدي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي، حدثنا
الحسن بن عليل، حدثنا مسعود بن بشر، حدثنا الأصمعي قال: مر أبو السائب ذات
يوم بغلام من آل أبي لهب يردد بيتا من شعر، فاستمع له ففطن به الغلام فأمسك،
فقال له فديتك أعد علي هذا البيت، فقال قد ذهب عني، قال: فإني لا أفارقك أبدا
حتى تذكره فآخذه عنك، واتبع الغلام حتى عرف منزله فمضى أبو السائب فجاء
بفراشه ودثاره فبسطه بباب الغلام واستلقى عليه، ولج الغلام فلم يخبره به ثلاثا وهو
بمكانه، حتى سأله فيه أقاربه وجيرانه، وجعل الناس يجيئون أفواجا ينظرون إلى أبي
السائب ويعجبون منه، حتى إذا كان بعد ثلاث أخبره الغلام بالبيت، فجعل يردده
حتى حفظه ثم انصرف.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا محمد بن الحسين بن
موسى النيسابوري، أخبرنا علي بن أحمد الفارسي، حدثنا أبو بكر بن زوران، حدثنا
469

أبو بكر محمد بن زكريا، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي، حدثني
أبي قال: بينا أبو السائب في داره إذ سمع رجلا يتغنى بهذه الأبيات:
أبكي الذين أذاقوني مودتهم * حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
حسبي بأن تعلمي أن قد يحبكم * قلبي وأن تجدي بعض الذي أجد
ألقيت بيني وبين الحب معرفة * فليس تنفد حتى ينفد الأبد
وليس لي مسعد فامنن علي به * فقد بليت وقد أضناني الكمد
قال: فخرج أبو السائب من داره يسعى خلفه، فقال: قف يا حبيبي دعوتك، أنا
مسعدك، إلى أين تريد؟ قال: إلى خيام الشغف من وادي العرج، فأصابتهما سماء
شديدة فجعل أبو السائب يقرأ: (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما
استكانوا والله يحب الصابرين) [آل عمران 146] قال: فرجع إلى منزله وقد كادت
نفسه أن تتلف فدخل عليه أصحابه وإخوانه، فقالوا له: يا أبا السائب ما الذي تصنع
بنفسك؟ قال: إليكم عني فإني مشيت في مكرمة، وأحييت مسلما والمحسن معان.
5093 - عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،
أبو العباس الهاشمي:
وهو أخو إسحاق بن سليمان ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حميد
الجهمي أنه ولى اليمن لأمير المؤمنين المهدي، ثم عزل، فقال فيه الشاعر:
قل لعبد الله يا حلف الندى * وربيع الناس في قحط الزمن
أشرقت بغداد لما جئتها * واقشعرت حزنا أرض اليمن
5094 - عبد الله بن سليمان بن يوسف بن يعقوب، الجارودي:
حدث عن الليث بن سعد حديثا منكرا رواه عنه أحمد بن عيسى بن زيد الخشاب
القيسي، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
أخبرنا علي بن أبي بكر الطرازي - بنيسابور - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن
حسنويه المقرئ، أخبرنا أحمد بن عيسى الخشاب، حدثنا عبد الله بن سليمان
البغدادي، حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب.
470

وأخبرنا علي بن أبي على البصري، حدثنا عبد الله بن أحمد بن ماهبزد
الأصبهاني، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا عبد الله بن سليمان
ابن يوسف بن يعقوب بن الحكم بن المنذر بن الجارود، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا
يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحر عن عقبة بن عامر - زاد الباغندي الجهني ثم اتفقا -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بي إلى السماء دخلت جنة عدن فأعطيت تفاحة
فلما وضعت - وقال الخشاب وقعت - في يدي انفلقت عن حوراء عيناء مرضية، كأن
أشفار عينها - وقال الخشاب عينيها - مقاديم أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت؟ قالت:
أنا للخليفة المقتول ظلما عثمان بن عفان ".
وروى عن عبد الله بن سليمان ابنه إبراهيم حديثا غير هذا.
5095 - عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن
عمرو بن عمران، أبو بكر بن أبي داود الأزدي السجستاني:
رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقا وغربا، وسمعه من علماء ذلك الوقت.
فسمع بخراسان، والجبال، وأصبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة،
ومكة، والشام، ومصر، والجزيرة، والثغور، واستوطن بغداد وصنف " المسند "،
و " السنن "، و " التفسير "، و " القراءات "، و " الناسخ والمنسوخ "، وغير ذلك. وكان
فهما عالما حافظا.
وحدث عن علي بن خشرم المروزي، وأبي داود سليمان بن معبد السنجي،
وسلمة بن شبيب ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، وإسحاق
ابن منصور الكوسج ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثني، وعمرو بن علي،
ونصر بن علي البصريين، وإسحاق بن إبراهيم النهشلي، وزياد بن أيوب، ومحمد بن
عبد الله المخرمي، ويعقوب الدورقي، ويوسف بن موسى القطان، وعباد بن يعقوب
الرواجني، وأبي سعيد الأشج، ومحمد بن مصفي الحمصي، والمسيب بن واضح
471

السلمي، وعلي بن حرب الموصلي، وعيسى بن حماد زغبة، وأحمد بن صالح، وأبي
طاهر بن السرح، ومحمد بن سلمة المرادي، وأبي الربيع الرشديني المصريين، وخلق
كثير من أمثالهم. روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج
ابن أحمد، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن
إسماعيل الوراق، ومحمد بن عبد الله بن الشخير، وأبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن
شاذان، والدارقطني وابن شاهين، وأبو القاسم بن حبابة، ومحمد بن عبد الرحمن
المخلص، وعيسى بن الوزير، فيمن لا يحصى.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت عبد الله بن
سليمان بن الأشعث يقول: ولدت سنة ثلاثين ومائتين، ورأيت جنازة إسحاق بن
راهويه، ومات سنة ثمان وثلاثين، وكنت مع ابنه في كتاب، وأول ما كتبت سنة
إحدى وأربعين عن محمد بن أسلم الطوسي، وكان بطوس، وكان رجلا صالحا.
وسر بي أبي لما كتبت عنه، وقال لي: أول ما كتبت كتبت عن رجل صالح.
أخبرنا عبيد الله بن عمر المروروذي، حدثنا أبي قال: سمعت أبا حامد بن أسد
المكتب يقول: ما رأيت مثل عبد الله بن سليمان بن الأشعث - يعني في العلم - وذكر
كلاما كثيرا ما ضبطته - إلا إبراهيم الحربي وأحسب أنه قال: ما رأيت بعد إبراهيم
الحربي مثله، أو كلاما يشبه هذا.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد
الحافظ قال: أبو بكر عبد الله بن سليمان إمام العراق، وعلم العلم في الأمصار، نصب
له السلطان المنبر فحدث عليه لفضله ومعرفته، وحدث قديما قبل التسعين ومائتين قدم
همذان سنة نيف وثمانين ومائتين، وكتب عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت، وكان
في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو.
حدثني أبو القاسم الأزهري - من حفظه - قال: سمعت أحمد بن إبراهيم بن
شاذان يقول - في المذاكرة - خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن
الليث، فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأبى، وقال: ليس معي
كتاب، فقالوا له: ابن أبي داود وكتاب؟ قال أبو بكر فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين
ألف حديث من حفظي، فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى
سجستان ولعب بالناس، ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم
472

النسخة فكتبت، وجئ بها إلى بغداد وعرضت على الحفاظ بها فخطئوني في ستة
أحاديث، منها ثلاثة حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود
يقول: حدثت بأصبهان من حفظي ستة وثلاثين ألف حديث، ألزموني الوهم منها في
سبعة أحاديث، فلما انصرفت إلى العراق وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت
حدثتهم به.
سمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من
أبيه. أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال: أنشدنا أبو الحسين علي بن يحيى
ابن إسحاق الواسطي - في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة في جامع المدينة - قال: أنشدنا
ابن أبي داود لنفسه:
إذا تشاجر أهل العلم في خبر * فليطلب البعض من بعض أصولهم
إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن * لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم
فاصدع بعلم ولا تردد نصيحتهم * وأظهر أصولك إن الفرع متهم
كتب لي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي - من مكة - يذكر أنه سمع أبا حفص بن
شاهين يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد،
فاشتريت به ثلاثين مدا باقلاء، فكنت آكل منه [كل يوم] مدا، وأكتب عن أبي
سعيد الأشج ألف حديث، فلما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث قال أبو
ذر: من بين مقطوع، ومرسل، وموقف.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي القاسم بن النخاس: سمعت أبا بكر بن أبي
داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث
اللحية، ربعة أسمر عليه ثياب غلاظ. فقلت: يا أبا هريرة إني لأحبك، فقال: أنا أول
صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: يا أبا هريرة كم من رجل أسند عن أبي صالح
عنك؟ فقال: مائة رجل، قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت أبا القاسم طلحة بن محمد بن جعفر
- صاحب ابن مجاهد - يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: مررت يوما بباب
473

الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا، فمر به رجل فأعطاه قطعة وقال له: رأيت البارحة كأني
أطالب بصداق امرأة ولم أتزوج قط؟ فرد عليه القطعة وقال: ليس لهذه جواب.
فتقدمت إليه فقلت: خذ منه القطعة حتى أفسر له جوابها، فأخذ القطعة فقلت
للرجل: أنت تطالب بخراج أرض ليست لك، فقال: هو ذا والله معي العون.
سمعت بعض شيوخنا وأظنه هبة الله بن الحسن الطبري يحكي عن عيسى بن علي
ابن عيسى الوزير أنه كان يشير إلى مواضع في داره يقول: حدثنا أبو القاسم البغوي
في ذلك الموضع، وحدثنا يحيى بن صاعد في ذلك الموضع، وحدثنا أبو بكر بن مجاهد
في ذلك الموضع، وذكر غير هؤلاء أيضا، فيقال له: لا نراك تذكر أبا بكر بن أبي
داود؟ فيقول: ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه، والقراءة عليه.
حدثني أحمد بن عمر بن علي القاضي - بدرزنجان - قال: سمعت محمد بن عبد
الله بن أيوب القطان يقول: كنت عند محمد بن جرير الطبري، فقال له رجل: إن
ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أبي طالب، فقال ابن جرير: تكبيرة من
حارس.
قلت: كان ابن أبي داود يتهم بالانحراف عن علي والميل عليه.
فأخبرني علي بن أبي علي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قال:
سمعت أبا بكر بن أبي داود - غير مرة - وهو يقول: كل من بيني وبينه شئ، أو
ذكرني بشئ - شك أبو الحسن - فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي بن أبي
طالب.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن أبي بكر بن أبي داود فقال:
ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر
الرخجي: مات عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن أبي داود - أبو بكر السجستاني -
ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين الظهر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة من سنة ست
عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه مطلب الهاشمي صاحب الصلاة في جامع الرصافة،
ودفن في مقابر باب البستان.
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
الفتح بن الشخير الصيرفي قال: مات أبو بكر بن أبي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة
474

بقيت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه مطلب صاحب
الصلاة ومات وهو ابن سبع وثمانين سنة قد مضى له منها ثلاثة أشهر، ودفن في
مقبرة باب البستان، وصلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف إنسان أو أكثر، وصلى عليه في
أربعة مواضع، وأخرج صلاة الغداة، ودفن بعد صلاة الظهر، وكان زاهدا عالما ناسكا
رضي الله عنه، وأسكنه الجنة برحمته.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
عبد الأعلى بن عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول: توفي أبى وهو ابن ست
وثمانين سنة وستة أشهر وأيام، وصلى عليه مطلب الهاشمي ثم أبو عمر حمزة بن
القاسم الهاشمي، صلى عليه ثمانين مرة، حتى أنفذ المقتدر بنازوك فخلصوا جنازته
ودفنوه، وخلف ثمانية أولاد، أبو داود محمد، وأبو معمر عبيد الله، وأبو أحمد عبد
الأعلى، وخمس بنات أكبرهن فاطمة وحدثت.
5096 - عبد الله بن سليمان بن عيسى بن الهيثم - وقيل: ابن عيسى بن
السندي بن سيرين، أبو محمد الوراق، المعروف بالفامي:
سمع محمد بن مسلم بن وارة، والفضل بن موسى مولى بني هاشم، وإبراهيم بن
هانئ النيسابوري، وعباسا الدوري، وأحمد بن ملاعب المخرمي، ومحمد بن سعد
العوفي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن علي الوراق، ومحمد بن عيسى
ابن حيان المدائني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه ابن شاهين، ويوسف
القواس، وابن الثلاج، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهم وكان ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال: مات أبو محمد عبد الله بن سليمان
ابن عيسى الفامي سلخ شوال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
5097 - عبد الله بن سنان، الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن زيد بن أسلم، وهشام بن عروة. روى عنه أحمد بن
حاتم الطويل، وداود بن رشيد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا أبو حفص
محمود بن محمد بن أبي المضاء الحلبي، حدثنا أحمد بن حاتم الطويل، حدثنا
عبد الله بن سنان الكوفي - شريك أبى وكيع على بيت المال - عن هشام بن عروة عن
475

أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قليل ما كثيره مسكر حرام، وكثير ما
قليله مسكر حرام ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن سنان كوفي ينزل
القطيعة - قطيعة الربيع - وليس حديثه بشئ.
5098 - عبد الله بن سنان، الهروي:
نزيل البصرة. حدث عن عبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى، ويعقوب القمي،
وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة. روى عنه علي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن
حرب، وأبو موسى محمد بن المثني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي،
وعباس بن محمد الدوري، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن يونس الكديمي.
وهو ممن قدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عبد الله بن سنان، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هاذم اللذات ".
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
عبد الله بن سنان الهروي صاحب ابن المبارك حدث بنيسابور والري وبغداد.
قلت: ذكر غيره أنه حدث بالبصرة أيضا ونزلها.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن علي الصوري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن عبد
الله بن سنان الهروي فقال: ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن سنان الخراساني
مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
5099 - عبد الله بن السمط بن مروان بن أبي حفصة:
شاعر كان ببغداد في أيام المأمون يجيد قول الشعر، وله مدائح في عدة من الأكابر.
476

5100 - عبد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص
ابن أمية، أبو محمد القرشي ثم الأموي:
أخو محمد ويحيى وعنبسة وعبيد وأبان بني سعيد. وهو كوفي نزل بغداد وحدث
بها عن زياد بن عبد الله البكائي. روى عنه ابن أخيه سعيد بن يحيى، وكان ثقة،
وكان متحققا بعلم النحو واللغة، وأبو عبيد يحكي عنه كثيرا. وقد أسلفنا ذكر نزوله
بغداد في خبر أخيه محمد بن سعيد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، حدثنا أبو
العباس محمد بن إسحاق السراج، حدثنا سعيد بن يحيى، حدثنا عمي عبد الله بن
سعيد عن زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن مسلم بن
شهاب عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن ابن عباس عن نفر من الأنصار
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سألهم " ما تقولون في هذه النجوم التي ترمى "؟ وذكر الحديث.
قال السراج: سمعت عباس بن محمد الدوري يقول: مات عبد الله بن سعيد بعد
سنة ثلاث ومائتين.
5101 - عبد الله بن السري، المدائني:
صاحب شعيب بن حرب، حدث عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشام بن
لاحق، وشعيب بن حرب، وسعيد بن زكريا المدائني، وحفص بن سليمان الغاضري.
روى عنه خلف بن تميم، وأحمد بن خليد الحلبي، وغيرهما. وكان عبد الله بن
السري قد تحول إلى أنطاكية فسكنها وحدث بها.
أخبرنا الحسين بن علي بن الحسين بن بطحا المحتسب، أخبرنا أبو سليمان محمد
ابن الحسين بن علي الحراني، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا أحمد بن مسلم
477

الحلبي قال: حدثنا عبد الله بن السرى المدائني عن أبي عمر البزاز عن مجالد بن سعيد
عن الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة
يقال لها إنطاكية، وما رأيت أكثر مطرا منها! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم وذلك أن فيها
التوراة، وعصا موسى، ورضراض الألواح، ومائدة سليمان بن داود في غار من
غيرانها، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلا فرغت ما فيها من
البركة في ذلك الوادي، ولا تذهب الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي
اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي، يملأ الدنيا قسطا
وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا خلف بن تميم، حدثنا عبد الله بن
السري، عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لعن آخر هذه
الأمة أولها، فمن كان عنده علم فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على
محمد " صلى الله عليه وسلم.
هكذا رواه خلف عن عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر، وعبد الله أصغر
سنا من خلف بن تميم، وبينه وبين ابن المنكدر في هذا الحديث ثلاثة أنفس.
أخبرناه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأصبهاني - بها - حدثنا
سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أحمد بن خليد الحلبي، حدثنا عبد الله بن
السري الأنطاكي، حدثنا سعيد بن زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن
محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لعن
آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما
أنزل على محمد " صلى الله عليه وسلم.
وأخبرناه ابن رزق، حدثنا أبو سهل بن زياد، حدثني أبو عبد الله محمد بن
يوسف بن بشر الهروي، حدثنا موسى بن النعمان المصري - أبو هارون - حدثنا عبد
الله بن السري - بأنطاكية - حدثنا سعيد بن زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن
عن محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لعنت هذه الأمة أولها ". ثم ذكر الحديث.
478

5102 - عبد الله بن سعيد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن عوف، أبو القاسم الزهري:
وهو أخو عبيد الله وأحمد ابني سعد وكان أكبر اخوته. سمع أباه، وعمه
يعقوب، ويونس بن محمد المؤدب. روى عنه أبو حاتم الرازي، وموسى بن إسحاق
الأنصاري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن أسباط، وعبد الله بن محمد
البغوي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله بن بكير، أخبرنا أحمد
ابن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو القاسم الزهري
- عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد - حدثني عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد،
حدثنا شعبة بن نصير الأسدي - قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: نصير
الأسدي هو نصير بن أبي الأشعث - عن عامر بن السمط عن أبي الغريب الهمداني
أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: اقرؤوا ما لم يكن أحدكم جنبا، فإذا كان أحدكم
جنبا فلا ولا آية. قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: يقرأ دون آية.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات عبد الله بن سعد أبو القاسم الزهري بالمصيصة سنة ثمان وثلاثين - يعني
ومائتين - وقد كتبت عنه.
5103 - عبد الله بن سهل، أبو محمد الوراق الحربي:
حدث عن إبراهيم الترجماني. روى عنه أبو الحسين بن المنادي.
5104 - عبد الله بن أبي سعيد، أبو بكر الوراق:
حدث عن محمد بن أحمد بن عثمان بن النبر المروزي، وعمر بن جعفر البصري.
حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير المقرئ، وكان يفهم ويحفظ.
479

حرف الشين من آباء العبادلة
5105 - عبد الله بن شداد بن الهاد، أبو الوليد الليثي المديني:
واسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر - وقيل خالد - بن بشر بن عتوارة
ابن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، كان من كبار
التابعين وثقاتهم. وحدث عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن
عمر، وعبد الله بن عباس، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة أمهات المؤمنين. روى عنه
طاوس بن كيسان، وعامر الشعبي، وسعد بن إبراهيم، وإسماعيل بن محمد بن سعد،
وعكرمة بن خالد، ومحمد بن أبي يعقوب، وأبو عون الثقفي، وأبو إسحاق
الشيباني، وعبد الله بن شبرمة الضبي، وكان ممن نزل الكوفة، وورد المدائن في صحبة
علي بن أبي طالب لما خرج إلى حرب الخوارج بالنهروان.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد
الله بن أحمد، حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، حدثني يحيى بن
سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري قال:
جاء عبد الله بن شداد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس - مرجعه من العراق -
ليالي قتل علي فقالت له: يا عبد الله بن شداد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟
وساق حديثا طويلا وفيه، قالت: فما شئ بلغني عن أهل العراق يحدثونه يقولون ذو
الثدي، ذو الثدي، قد رأيته وقمت مع علي عليه في القتلى، فدعا الناس فقال: أتعرفون
هذا؟ فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثبت
يعرف إلا ذاك، وذكر باقي الحديث.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن عبد الله المديني: عبد الله بن شداد أصله
480

مديني، وقد روى عنه أهل الكوفة، كان مع علي يوم النهر، ولقي عمر بن الخطاب،
ومعاذ بن جبل، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، وأم سلمة، وغير واحد.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي قال: سمعت ابن نمير يقول: عبد الله بن شداد قتل بدجيل سنة
إحدى وثمانين.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي - في
كتابه - قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني، حدثنا أحمد بن سيار،
حدثنا عبيد الله بن يحيى بن بكير قال: عبد الله بن شداد بن الهاد فقد بدجيل سنة
اثنتين وثمانين كما ذكر أبي بكير - يعني أباه -.
5106 - عبد الله بن شبيب، أبو سعيد الربعي، وقيل: مولى بني قيس بن ثعلبة:
ذكر أبو روق الهزاني أنه بصري نزل مكة.
قلت: وقدم بغداد وحدث بها عن أيوب بن سليمان بن بلال، وإسحاق بن محمد
الفروي، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن جهضم، وعبد الجبار بن سعيد
المساحقي، ويحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة، وعمر بن سهل المازني، وذؤيب بن
عمامة السهمي، وأبي بكر بن شيبة الحزامي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعمر
ابن أبي بكر المؤملي، وغيرهم من الحجازيين. وكان صاحب عناية بالأخبار، وأيام
الناس. روى عنه الزبير بن بكار. وروى هو عن الزبير أيضا، وروى عنه إبراهيم
الحربي، وأبو زرعة الرازي، وأبو العباس ثعلب، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن
صاعد، وحرمي بن أبي العلاء، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو
روق الهزاني آخر من روى عنه من الثقات.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا
محمد بن جهضم، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب
بنت أبي سلمة عن أم سلمة أنها قالت: يا رسول الله هل لي من أجر في بني أبي
سلمة، فأني أنفق عليهم ولست بتاركتهم، إنما هم بني؟ قال: " نعم! لك فيهم أجر ما
أنفقت عليهم ".
481

أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت عبد الحميد
البصري الوراق يقول: سمعت فضلك الرازي يقول: عبد الله بن شبيب - يحل ضرب
عنقه.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو بكر محمد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة -
كتب عن عبد الله بن شبيب ثم لم يحدث عنه قط.
أخبرنا أحمد بن علي الأصبهاني - في كتابه - أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد
ابن أحمد بن إسحاق الحافظ قال: أبو سعيد عبد الله بن شبيب الربعي البصري سكن
بغداد ذاهب الحديث.
5107 - عبد الله بن شعيب بن محمد بن شعيب، أبو القاسم العبدي:
حدث عن الحسن بن مخلد بن جناح، والحسن بن علي الأدمي، ومحمد بن حسان
الأزرق. روى عنه أبو الحسن بن المنادي، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا
عبد الله بن شعيب أبو القاسم الحربي البغدادي، حدثنا الحسن بن مخلد بن جناح مولى
عمر بن عبد العزيز، أخبرنا أبو يوسف القاضي عن عبد الله بن علي بن عمرو بن
دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى خلف
مقام إبراهيم ركعتين، وطاف بالصفا والمروة، وقد كان لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة
حسنة.
قال سليمان: لم يروه عن عبد الله إلا أبو يوسف، وتفرد به الحسن بن مخلد.
حرف الصاد من آباء العبادلة
5108 - عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
ذكر أحمد بن حميد الجهني النسابة أنه كان عظيم القدر، كبير المحل، وكان
ينزل الشام بسلمية بأرض حمص، وقدم بغداد في خلافة الرشيد.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
نصير الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثني محمد بن أبي علي
482

البصري، حدثنا أبو عثمان - كاتب إسماعيل بن جعفر - حدثني جعفر بن محمد بن
الحارث قال: قدم عبد الله بن صالح في خلافة الرشيد مدينة السلام، فدخل عليه
أحداث من أهل بيته، فرآهم على غير منهاج آبائهم، فلما مضوا من عنده تمثل:
سوء التأدب أرداهم وغيرهم * وقد يشين صحيح المنصب الأدب
قال: وسمرت ليلة عند عبد الله بن صالح، فذكرنا ما حدث من الاشتهار باللذات
فقال عبد الله: ما عرف فينا أهل البيت رجل بشرب نبيذ، ولا استماع غناء حتى
ولى!! ولقد أدركت من مضى من أهل بيتي يصونون من الدنس أعراضهم، ويحفظون
من العار أحسابهم، ثم خلف من بعدهم خلف كما قال حسان بن ثابت:
إني رأيت من المكارم حسبكم * أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا
أخبرني الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري - في
كتابه إلينا من شيراز - أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أبو العباس أحمد
ابن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ست وثمانين ومائة، فيها
مات عبد الله بن صالح بن علي بسلمية في أرض حمص، في ربيع الأول.
5109 - عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المقرئ:
قرأ على حمزة بن حبيب الزيات، وسمع إسرائيل بن يونس، وناصحا أبا عبد الله،
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وفضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، وعبثر بن
القاسم. روى عنه إبراهيم بن محمد بن مروان العتيق، وعمرو بن محمد الناقد،
وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ. نزل عبد الله مدينة
أبي جعفر المنصور وحدث بها.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن
محمد بن مروان العتيق قال: حدثنا عبد الله بن صالح - يعني ابن مسلم - حدثنا
ناصح الكوفي عن محارب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحبس لحوم
الأضاحي بعد ثلاثة أيام " ثم قال بعد " كلوا وأمسكوا ما شئتم ".
483

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن
عبد الله بن صالح بن مسلم الذي كان يحدث ببغداد ويقرئ، فقال: ما أدري؟
ما كتبت عنه، وكأنه - فيما ظننت - لم يعجبه.
قرأنا على الحسن بن علي الجوهري، عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيى بن معين:
عبد الله بن صالح العجلي؟ قال: ما أرى كأن به بأس.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسئل يحيى بن معين عن عبد الله بن صالح فقال: كان ثقة.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الآجري قال: وسألته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - عن صالح بن مسلم العجلي فقال: هذا أبو عبد الله بن صالح
الذي كان في مدينة أبي جعفر.
حدثنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الغازي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
قال: عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي كوفي ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي قال: وأما
عبد الله بن صالح فمن ثقات أئمة أهل الكوفة صاحب قرآن وسنة، قرأ على حمزة
الزيات القرآن، وقد أخرج له محمد بن إسماعيل البخاري في " الصحيح " يقول:
حدثنا عبد الله بن صالح المقرئ، وأخرج محمد بن إبراهيم بن محمد الكناني في
تاريخه في باب القضاة، قال: سألت أبا حاتم الرازي عن عبد الله بن صالح بن مسلم
العجلي الكوفي فقال: كان قاضيا.
قال الوليد: وسمعت أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ - بالأهواز - يقول في
المذاكرة: كان عبد الله بن صالح قاضيا بشيراز، وبناحية شيراز.
484

أخبرنا حمزة، حدثنا الوليد بن بكر قال: سمعت علي بن أحمد الأطرابلسي يقول:
سمعت صالحا - يعني ابن أحمد بن عبد الله بن صالح - يقول: سمعت أبي يقول:
ولد أبي عبد الله بن صالح سنة إحدى وأربعين ومائة، وتوفي سنة إحدى عشرة
ومائتين، وله سبعون سنة.
5110 - عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم، أبو صالح. مولى جهينة:
من أهل مصر، وهو كاتب الليث بن سعد، قدم مع الليث بغداد ولا أعلمه حدث
بها، وكان يذكر أنه رأى زياد بن قائد، وعمرو بن الحارث، وسمع من عبد الله بن
لهيعة، والليث بن سعد، ومعاوية بن صالح، ويحيى بن أيوب، وغيرهم. روى عنه
جماعة من الأئمة مثل أبي عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن إسماعيل البخاري،
ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق
الصاغاني، ويعقوب بن سفيان، وعامة الشيوخ المصريين. وحدث عن الليث بن
سعد.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر بن أحمد، حدثني أبو طالب الحافظ، حدثنا
هاشم بن يونس - أبو صالح - قال: قال لي الليث بن سعد ونحن ببغداد: سل عن
قطيعة بنى جدار، فإذا أرشدت إليها فسل عن منزل هشيم الواسطي، فقل له أخوك
ليث المصري يقرئك السلام، ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك. فلقيت هشيما
فدفع إلى شيئا، فكتبنا منه وسمعتها مع الليث.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
علي بن حمشاذ المعدل يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني يقول: ما رأيت عبد
الله بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح.
485

أخبرنا أبو خازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدي - بنيسابور - حدثنا القاسم بن
غانم بن حمويه المهلبي، أخبرنا محمد بن إبراهيم أبو سعيد البوشنجي قال: سمعت
ابن بكير يقول: يحلف على يحيى بن عبد الله عتق رقبة بخمسين دينارا، أو عليه صدقة
خمسين دينارا، ووالله والله والله ثلاثة أيمان، إن لم أكن سمعت عبد الله بن صالح
يقول: لم أسمع من الليث شيئا لأبي الأسود.
قلت: وإنما قال ابن بكير هذا لأن أبا صالح روى عن الليث عن أبي الأسود.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، حدثنا يعقوب بن
إسحاق الأسفراييني قال: سمعت يعقوب بن سفيان يقول: سمعت أبا الأسود - وقال
له رجل - إن ابن بكير يتكلم في أبي صالح فإيش تقول فيه؟ فقال: أبو صالح إذا قال
لكم بمصر اكتبوا عن فلان فاكتبوا، واتركوا ما سواه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد - إجازة - قال: سمعت أبي ذكر كاتب الليث بن
سعد عبد الله بن صالح فذمه وكرهه، وقال: إنه روى عن ليث عن ابن أبي ذئب
كتابا - أو أحاديث - وأنكر أن يكون الليث روى عن ابن أبي ذئب.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة -
حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن عبد الله
ابن صالح كاتب الليث فقال: كان أول أمره متماسكا، ثم فسد بأخرة وليس هو
بشئ. وسمعت أبي مرة أخرى ذكر عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد فذمه
وكرهه، وقال: إنه روى عن ليث عن ابن أبي ذئب كتابا - أو أحاديث - وأنكر أن
يكون ليث روى عن ابن أبي ذئب شيئا.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة: أبو صالح
كاتب الليث؟ فضحك وقال: ذاك رجل حسن الحديث، قلت: أحمد يحمل عليه في
كتاب ابن أبي ذئب، وحكاية سعيد بن منصور، قد عرفتها؟ فقال: نعم وشئ آخر.
سمعت عبد العزيز بن عمران يقول: قرأ علينا كتاب عقيل، فإذا في أوله مكتوب
حدثني أبي عن جدي عن عقيل، فإذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث بن
سعد!! قلت: فأي شئ حاله في يحيى بن أيوب، ومعاوية بن صالح، والمشيخة؟
قال: كان يكتب لليث، فالله أعلم.
486

قلت: وحكاية سعيد بن منصور التي ذكرها البرذعي في هذا الخبر قد أخبرناها البرقاني أيضا.
حدثنا يعقوب بن موسى، حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو
قال: سمعت أبا زرعة يقول: قال سعد بن منصور: قلت لأبي صالح كاتب الليث:
سمعت من الليث؟ قال: لم أسمع من الليث إلا كتاب يحيى بن سعيد.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن مسلم، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: سمعت سعيد بن
منصور يقول: جاءني ابن معن بمصر فقال لي: يا أبا عثمان أحب أن تمسك عن
كاتب الليث، فقلت: لا أمسك عنه وأنا أعلم الناس به، إنما كان كاتبا للضياع.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي قال: وفي كتاب جدي عن ابن
رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح يقول في عبد الله بن صالح، متهم ليس بشئ،
وقال فيه قولا شديدا.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
حدثنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي
يقول: ضربت على حديث عبد الله بن صالح، وما أروى عنه شيئا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، حدثنا أبو مسلم بن مهران، حدثنا أبو يعلى عبد
المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أبي صالح كاتب
الليث قال: كان يحيى بن معين يوثقه، وعندي كان يكذب في الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الله بن صالح صاحب الليث ليس بثقة.
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - في كتابه إلينا - أخبرنا أبو الميمون عبد
الرحمن بن عبد الله البجلي، أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني عبد
الرحمن بن إبراهيم قال: قدمت مصر بعد موت ابن وهب سنة ثمان وتسعين ومائة،
فكتبت كتب معاوية بن صالح عن عبد الله بن صالح، قال أبو زرعة: قال أبو صالح
كاتب الليث: ولدت سنة تسع وثلاثين ومائة، ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين -
أو بعدها.
487

أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه
قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سنة اثنتين وعشرين ومائتين فيها مات أبو صالح
كاتب الليث، كان مولده سنة سبع وثلاثين ومائة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله الحضرمي قال: مات عبد الله بن صالح كاتب الليث آخر سنة اثنتين وعشرين
ومائتين.
5111 - عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك، أبو محمد، يقال له
البخاري:
سمع الحسن بن علي الحلواني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وإسحاق بن أبي
إسرائيل، وأبا همام الوليد بن شجاع، ومحمد بن يحيى أبا عمر، ومحمد بن سليمان
لوينا، وأبا مصعب الزهري، والحسن بن الصباح البزار، وعثمان بن أبي شيبة،
وهارون بن عبد الله الحمال. روى عنه محمد بن علي بن حبيش الناقد، وعبد الله بن
إبراهيم الزبيبي، وأبو حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، حدثنا
أبو علي الحافظ، أخبرنا عبد الله بن صالح بن الضحاك البخاري الثقة المأمون
ببغداد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: عبد الله بن صالح بن عبد الله أبو
محمد صاحب البخاري ثقة ثبت.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول: وتوفي
عبد الله بن صالح البخاري سنة خمس وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي الحسن
ابن المنادي - وأنا أسمع - قال: وأبو محمد عبد الله بن صالح البخاري توفي بالجانب
الغربي على نهر كرخايا، مسجد الواسطيين أحد الثقات والصلاح، والفهم لما يحدث
به، دفن يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة.
488

5112 - عبد الله بن صاعد، مولى أبي جعفر المنصور:
وهو عم يحيى بن محمد بن صاعد. حدث عن سفيان بن عيينة. روى عنه محمد
ابن عمر بن أبي مذعور.
حدثنا العتيقي، حدثنا عثمان بن عمرو بن محمد المنتاب الإمام، حدثنا عبد الله بن
سليمان بن عيسى الوراق، الفاني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن صاعد،
أخبرني محمد بن عمر بن أبي مذعور قال: أخبرني عمك عبد الله بن صاعد قال:
قال سفيان بن عيينة: المسألة مسألتان، مسألة لله صاحبها مأجور، وذلك أنه إذا طلب
الحلال فلم يجد فاختار المسألة على الحرام، ومسألة صاحبها فيها محاسب، وعليه من
الله لائمة، وذلك إذا طلب الحرام فلم يجده فسأل، ولو وجد الحرام لم يسأل.
5113 - عبد الله بن الصقر بن نصر بن موسى بن هلال بن عيسى بن
عبد الله بن راشد، أبو العباس السكري:
سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن محمد الشافعي، ويعقوب بن حميد
ابن كاسب، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الله بن عمر بن أبان، ومحمد بن حاتم بن
ميمون، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن مصفى الحمصي، وأحمد بن مطهر
المصيصي. روى عنه جعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وعبد الملك بن الحسن
السقطي، وابن مالك القطيعي، وأبو حفص بن الزيات، وكان ثقة.
وقال الدارقطني: هو صدوق.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد الرخجي:
مات أبو العباس عبد الله بن نصر بن الصقر السكري في جمادى الأولى سنة اثنتين
وثلاثمائة.
[قلت:] هكذا قال، والصواب عبد الله بن الصقر بن نصر.
489

حرف الطاء من آباء العبادلة
5114 - عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق، أبو العباس
الخزاعي:
كان أمير المؤمنين المأمون ولاه الشام حربا وخراجا، فخرج من بغداد إليها
واحتوى عليها، وبلغ إلى مصر ثم عاد، فولاه المأمون إمارة خراسان، فخرج إليها،
وأقام بها حتى مات. وكان أحد الأجواد الممدحين، والسمحاء المذكورين.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الفضل الربعي، حدثني أبي قال: قال
المأمون لعبد الله بن طاهر: أيما أطيب مجلسي أو مجلسك؟ قال: ما عدلت بك يا أمير
المؤمنين شيئا، قال: ليس إلى هذا ذهبت، إنما ذهبت إلى الموافقة في العيش واللذة، قال:
منزلي يا أمير المؤمنين، قال: ولم ذاك؟ قال: لأني فيه مالك، وأنا هاهنا مملوك!
أخبرني الأزهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
غلب عبد الله بن طاهر على الشام، ووهب [له] المأمون ما وصل إليه من الأموال
هنا لك ففرقه على القواد، ثم وقف على باب مصر فقال: أخزى الله فرعون
ما كان أخسه وأدنى همته، ملك هذه القرية فقال: أنا ربكم الأعلى! والله
لا دخلتها.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثني عبيد الله بن فرقد، أخبرني
محمد بن الفضل بن محمد بن منصور قال: لما افتتح عبد الله بن طاهر مصر ونحن
معه، سوغه المأمون خراجها سنة، فصعد المنبر فلم ينزل حتى أجاز بها كلها، ثلاثة
آلاف ألف دينار - أو نحوها - فقبل أن ينزل أتاه معلى الطائي، وقد أعلموه ما صنع
عبد الله بن طاهر بالناس في الجوائز، وكان عليه واجدا، فوقف بين يديه تحت المنبر
فقال: أصلح الله الأمير أنا معلى الطائي، ما كان مني من جفاء وغلظة فلا يغلظ على
490

قلبك، ولا يستخفنك ما قد بلغك، أنا الذي أقول:
يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة * وأظلم الناس عند الجود للمال
لو يصبح النيل يجرى ماؤه ذهبا * لما أشرت إلى خزن بمثقال
تعني بما فيه رق الحمد تملكه * وليس شئ أعاض الحمد بالغالي
تفك باليسر كف العسر من زمن * إذا استطال على قوم بإقلال
لم تخل كفك من جود لمختبط * أو مرهف قاتل في رأس قتال
وما بثثت رعيل الخيل في بلد * إلا عصفن بأرزاق وآجال
هل من سبيل إلى إذن فقد ظمئت * نفسي إليك فما تروى إلى حال
إن كنت منك على بال مننت به * فإن شكرك من حمدي على بال
ما زلت مقتضيا لولا مجاهرة * من ألسن خضن في صبري بأقوال
قال: فضحك عبد الله وسر بما كان منه. وقال: يا أبا السمراء بالله أقرضني عشرة
آلاف دينار فما أمسيت أملكها، فأقرضه فدفعها إليه.
حدثني الجوهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن
أحمد بن أبي طاهر، حدثني أبي أن عبد الله بن طاهر لما خرج إلى المغرب، كان معه
كاتبه أحمد بن نهيك، فلما نزل دمشق أهديت إلى أحمد بن نهيك هدايا كثيرة في
طريقه وبدمشق، وكان يثبت كل ما يهدى إليه في قرطاس ويدفعه إلى خازن له، فلما
نزل عبد الله بن طاهر دمشق أمر أحمد بن نهيك أن يعود عليه بعمل كان أمره أن
يعمله، فأمر خازنة أن يخرج إليه قرطاسا فيه العمل الذي أمر بإخراجه ويضعه في
المحراب بين يديه لئلا ينساه وقت ركوبه في السحر، فغلط الخازن فأخرج إليه
القرطاس الذي فيه ثبت ما أهدى إليه فوضعه في المحراب، فلما صلى أحمد بن نهيك
الفجر أخذ القرطاس من المحراب ووضعه في خفه، فلما دخل على عبد الله سأله عما
تقدم إليه من إخراجه العمل الذي أمره به، فأخرج الدرج من خفه فدفعه إليه، فقرأه
عبد الله من أوله إلى آخره، وتأمله ثم أدرجه ودفعه إلى أحمد بن نهيك وقال له: ليس
هذا الذي أردت، فلما نظر أحمد بن نهيك فيه أسقط في يديه، فلما انصرف إلى
مضربه وجه إليه عبد الله بن طاهر يعلمه أنه: قد وقفت على ما في القرطاس فوجدته
سبعين ألف دينار، وأعلم أنه قد لزمتك مؤونة عظيمة غليظة في خروجك، ومعك
491

زوار وغيرهم، وإنك تحتاج إلى برهم، وليس مقدار ما صار إليك. يفي بمؤونتك، وقد
وجهت إليك بمائة ألف دينار لتصرفها في الوجوه التي ذكرتها.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن
خلف بن المرزبان قال: حدثني عبد الله بن بشر، حدثني الحسين بن علي بن طاهر
قال: بعث عبد الله بن طاهر إلى عبد الله بن السمط بن مروان بن أبي حفصة - وهو
بالجزيرة، وعبد الله ببغداد - بكسوة وعشرين ألف درهم. فقال عبد الله بن السمط:
لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا * ببغداد من أرض الجزيرة وابله
ونعم الفتى - والبيد دون مزاره * بعشرين ألفا صبحتنا رسائله
فكنا كحي صبح الغيث أهله * ولم ينتجع إطعامه وحمائله
أتى جود عبد الله حتى كفت به * رواحلنا سير الفلاة رواحله
حدثني الأزهري قال: وجدت في كتابي عن أبي نصر محمد بن أحمد بن موسى
الملاحمي النيسابوري - شيخ قدم علينا - قال: سمعت عمرو بن إسحاق السكني
يقول: سمعت سهل بن مرة يقول: لما رجع أبو العباس عبد الله بن طاهر من الشام،
ارتفع فوق سطح قصره، فنظر إلى دخان مرتفع في جواره. فقال لعمرويه: ما هذا
الدخان؟ فقال: أظن القوم يخبزون، فقال: ويحتاج جيراننا أن يتكلفوا ذلك؟! ثم دعا
حاجبه فقال: امض ومعك كاتب، فأحص جيراننا ممن لا يقطعهم عنا شارع قال
فمضى فأحصاهم فبلغ عدد صغيرهم وكبيرهم أربعة آلاف نفس، فأمر لكل واحد
منهم في كل يوم بمنوين خبزا، ومن الحم، ومن التوابل في كل شهر عشرة دراهم،
والكسوة في الشتاء مائة وخمسين درهما، وفي الصيف مائة درهم، وكان ذلك دأبه
مدة مقامه ببغداد، فلما خرج انقطعت الوظائف إلا الكسوة ما عاش أبو العباس.
أخبرنا أحمد بن عمر الغضاري، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسروق قال: حدثني عبد الله بن الربيع قال: حدثني محلم بن أبي محلم الشاعر عن أبيه
قال: شخصت مع عبد الله بن طاهر إلى خراسان في الوقت الذي شخص، وكنت
أعادله وأسامره، فلما صرنا إلى الري مررنا بها سحرا، فسمعنا أصوات الأطيار من
القماري وغيرها، فقال لي عبد الله: لله در أبي كبير الهذلي حيث يقول:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر * وغصنك مياد ففيم تنوح
492

قال: ثم قال: يا أبا محلم هل يحضرك في هذا شئ؟ فقلت: أصلح الله الأمير،
كبرت سني وفسدت ذهني، ولعل شيئا أن يحضرني، ثم حضر شئ فقلت: أصلح الله
الأمير، قد حضر شئ تسمعه؟ فقال: هاته فقلت:
أفي كل عام غربة ونزوح * أما للنوى من ونية فنريح
لقد طلح البين المشت ركائبي * فهل أرين البين وهو طليح
وذكرني بالري نوح حمامة * فنحت وذوا الشجو الحزين ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعة * ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما * ومن دون أفراخ مهامه فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى * فنلقي عصى التطواف وهي طريح
قال: فقال: يا غلام أنخ، لا والله لا جزت معي حافرا ولا خفا حتى ترجع إلى
أفراخك، كم الأبيات؟ فقلت: ستة. قال: يا غلام أعطه ستين ألفا، ومركبا، وكسوة،
وودعته وانصرفت.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ومحمد بن الحسين الجازري - قال أحمد
أخبرنا، وقال محمد حدثنا - المعافى بن زكريا - حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي،
حدثني أحمد بن أبي طاهر، حدثني أبو هفان، حدثني أبي قال: دخل العتابي على
عبد الله بن طاهر فأنشده:
حسن ظني وحسن ما عود الله * سواي بك الغداة أتى بي
أي شئ يكون أحسن من حسن * يقين حدا إليك ركابي
فأمر له بجائزة، ثم دخل عليه مرة أخرى فأنشده:
جودك يكفيك في حاجتي * ورؤيتي تكفيك مني السؤال
فكيف أخشى الفقر ما عشت لي * وإنما كفاك لي بيت مال
فأجازه أيضا، ثم دخل عليه اليوم الثالث فأنشده:
أكسني ما يبيد أصلحك الله * فإني أكسوك ما لا يبيد
فأجازه وكساه وحمله.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي والحسن بن علي الجوهري قالا:
حدثنا محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي، حدثنا أحمد بن إسحاق الملحمي،
حدثني أبو عمير عبد الكبير بن محمد الأنصاري - بمصر - حدثني الحسن بن
493

الحضرمي بن علي الأزدي قال: سمعت أحمد بن أبي داود يقول: خرج دعبل بن
علي إلى خراسان فنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به، فكان في كل يوم ينادمه فيه
يأمر له بعشرة آلاف درهم، وكان ينادمه في الشهر خمسة عشر يوما، وكان ابن طاهر
يصله في كل شهر بمائة وخمسين ألف درهم، فلم كثرت صلاته له توارى عنه دعبل
يوم منادمته في بعض الخانات، فطلبه فلم يقدر عليه فشق ذلك عليه، فلما كان من
الغد كتب:
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة * وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر
ولكنني لما أتيتك زائرا * فأفرطت في برى عجزت عن الشكر
فملآن لا آتيك إلا معذرا * أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر
فإن زدت في برى تزيدت جفوة * ولم تلقني حتى القيامة والحشر
وقد حدثني أمير المؤمنين المأمون عن أمير المؤمنين الرشيد عن المهدي عن المنصور
عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يشكر الناس لا
يشكر الله، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير " فوصله بثلاثمائة ألف درهم
وانصرف.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري - في
كتابه - أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني
أبو حسان الزيادي قال: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات عبد الله بن طاهر، ويكنى أبا
العباس بمرو، في شهر ربيع الأول لإحدى عشرة ليلة خلت منه، وكان مرضه يوم
الاثنين لثمان خلون فمرض ثلاثة أيام من وجع أصابه في حلقه، وتوفي وهو والي
خراسان، وجرجان، والري، وطبرستان. ذكر غير أبي حسان أنه توفي بنيسابور.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا محمد بن موسى بن حماد عن الحسن بن وهب قال: توفي عبد
الله بن طاهر بنيسابور ليلة الجمعة لأيام خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاثين
ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدل،
494

أخبرنا الحارث بن محمد قال: مات عبد الله بن طاهر بن الحسين بنيسابور سنة
ثلاثين ومائتين وهو والي خراسان، وكان لعبد الله بن طاهر حين توفي ثمان وأربعون
سنة، وتسعة وأربعون يوما.
آخر الجزء التاسع.
495