الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ٤
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينه السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الرابع
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

جميع الحقوق محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لدار الكتب
العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة
أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة
كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على أسطوانات
ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيا.
الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتاب العلمية
بيروت - لبنان
العنوان: رمل الظريف، شارع البحتري، بناية ملكارت
تلفون وفاكس: 364397 - 602132 (1 961) 00
صندوق بريد: 9424 - 11 بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه موسى
1637 - محمد بن موسى بن مشيش
مستملى أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وجاره. كان من كبار أصحابه
ومتقدميهم، ونقل عنه مسائل كثيرة. ويقال إن أحمد كان يكرمه ويعرف حقه.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: حدثنا أبو بكر الخلال حدثنا محمد
ابن علي. قال: كان محمد بن موسى بن مشيش يستملى لأحمد في مجالسه.
1638 - محمد بن موسى بن مهاجر، أبو عبد الله:
حدث عن أزهر بن سعد السمان، وأبى كامل مظفر بن مدرك، وسليمان بن
حرب. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
حدثنا أبو القاسم الأزهري حدثنا على بن عمر الحافظ قال حدثنا محمد بن مخلد
حدثنا محمد بن موسى بن مهاجر أبو عبد الله حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون
عن أبيه عن جده أرطبات. قال أتيت عمر بن الخطاب بصدقة مالي فقال لي: بارك
الله لك في مالك. قلت: يا أمير المؤمنين وأهلي. قال: ولك أهل؟ قلت يكون. قال
وأهلك.
أظن هذا الشيخ محمد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف والله أعلم. وذكر أخي
حنيف يأتي بعد، إن شاء الله.
3

1639 - محمد بن موسى، أبو جعفر الحريشي الملقب بشاباص:
حدث عن يزيد بن عمر بن جنزة المدائني، وأبى مالك كثير بن يحيى، وخليفة بن
خياط. روى عنه القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار.
وكان ثقة حافظا.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي بخط
يده، حدثنا محمد بن موسى ويعرف بشاباص حدثني يزيد بن عمر - هو ابن جنزة
- حدثنا عاصم بن هلال، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن طعام المتباريين.
1640 - محمد بن أبي هارون، أبو الفضل الوراق، واسم أبي هارون موسى
ابن يونس، وكان محمد يلقب زريقا:
سمع خلف بن هشام البزاز، وأحمد بن عيسى المصري، وإسماعيل بن عبيد بن أبي
كريمة الحراني، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو
الحسين بن المنادى، وأبو سهل بن زياد القطان.
حدثنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد حدثنا محمد
ابن موسى بن يونس زريق الوراق حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا مفضل بن فضالة -
أبو معاوية قاضي أهل مصر - حدثني محمد بن عجلان عن الحسن بن الحر عن
القاسم بن مخيمرة عن علقمة عن عبد الله. قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فعلمني
التشهد " التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله ".
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال حدثنا أبو بكر الخلال. قال: محمد بن أبي
هارون الوراق رجل، يا لك من رجل! جليل القدر، كثير العلم، وهو قرابة إدريس
الحداد.
4

حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس. قال: قرئ على ابن
المنادى وأنا اسمع. قال: وتوفى أبو الفضل محمد بن موسى، المعروف بزريق الوراق،
وكان مشهودا له بالصلاح والصدق، لأيام من ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين
ومائتين.
1641 - محمد بن موسى بن أبي موسى، أبو عبد الله المعروف بالنهر تيري:
سمع محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن عبد
الأعلى الصنعاني، ومحمد بن بشار العبدي، وعبد الكريم بن أبي عمير الدهقان،
ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وإبراهيم بن محمد المقدسي وغيرهم. روى عنه يحيى
ابن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادى، وأبو بكر
الشافعي، وجماعة سواهم. وكان ثقة فاضلا جليلا، ذا قدر كبير، ومحل عظيم.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال حدثنا أبو بكر الخلال. قال: وأبو عبد الله
النهرتيري محمد بن موسى رجل معروف، جليل مقرئ، وهو صاحب ابن سعدان،
وكان ينزل الخريبة.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن موسى
النهرتيري البغدادي حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير الدهقان حدثنا الوليد بن مسلم
أخبرني أبو عمرو الأوزاعي وعيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم ارشد الأئمة،
واغفر للمؤذنين ".
حدثنا أبو بكر البرقاني عن أبي الحسن الدارقطني أنه ذكر هذا الحديث فقال:
حدث به شيخ لأهل بغداد جليل يعرف بأبي عبد الله النهرتيري عن عبد الكريم بن
أبي عمير بهذا الإسناد. وقد حدث به عامة شيوخنا عنه، وهذا حديث معروف بأبي
عبد الله النهرتيري أنه تفرد بروايته بهذا الإسناد من رواية الأوزاعي عن الأعمش، لا
أعلم أحدا تابعه عليه.
قلت: وقد رواه محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي الرازي عن عبد الكريم بن
5

أبى عمير وعبد الرحمن بن يونس كليهما عن الوليد. ونرى أن الطيالسي عرفه من
النهرتيري، ولم يقنع أن يرويه عن عبد الكريم حتى أضاف إليه عبد الرحمن بن يونس،
وكان عمر البصري خرجه عن أبي بكر الشافعي فيما انتخبته عليه عن سليمان بن
الفضل النهرواني عن عبد الكريم، ووهم عمر على الشافعي في ذلك، لأن الشافعي
سمعه من النهرتيري. وله قصة شرحها الدارقطني فيما بينه من خطأ عمر البصري.
وصواب هذا الحديث: عن الوليد بن سلم عن أبي عمرو عيسى بن يونس عن الأعمش،
وذكر الأوزاعي فيه خطأ فاحش. وقد رواه محمود بن خالد عن الوليد على الصواب.
أنبأنا السمسار أنبأنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا عبد الله النهر تيري مات ببغداد
سنة تسع وثمانين ومائتين.
1642 - محمد بن محمد بن موسى بن حماد، وأبو أحمد المعروف
بالبربري:
من أهل الجانب الشرقي. كان إخباريا، صاحب فهم ومعرفة بأيام الناس. وحدث
عن علي بن الجعد، وسعد بن زنبور، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد
الله الأرزني، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ويحيى بن صاعد وأحمد بن كامل
القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الباقي بن قانع، وأحمد بن جعفر بن سلم
الختلي، وغيرهم.
وذكره الدارقطني. فقال: ليس بالقوى.
قرأت في كتاب أبى الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي بخطه: سمعت القاضي
أحمد بن كامل يقول: ما جمع أحد من العلم ما جمع محمد بن موسى البربري.
وكان لا يحفظ إلا حديثين; حديث الطير. وحديث: " تقتل عمارا الفئة الباغية "
ودخلت عليه يوما وهو مغموم فقلت له: ما لك؟ فقال: فلانة - يعنى امرأته - حملتني
على أن عتقت هذه الجارية، وقد بقيت بلا أمة تخدمني، ولا أحد يغيثني. فقلت:
وإيش مقدار ثمن هذه؟ قال: إن امرأتي دفعت إلى دنانير اشترى لها بها جارية،
فاشتريت هذه الجارية. فقلت: وتعتق ما لا تملك؟ قال: كأنه لا يجوز؟ قلت: لا.
الجارية لها على ملكها. فقال لي: فعل الله وفعل يدعو لي.
6

حدثنا محمد بن أحمد بن رزق قال حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات
أبو أحمد البربري في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائتين. وقرأت على الحسن بن
أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: وتوفى أبو أحمد البربري في ليلة الجمعة، ودفن
في صبيحة يوم الجمعة آخر أيام التشريق من سنة أربع وتسعين ومائتين، وصلى عليه
أبو أحمد بن المهتدى، ودفن في مقابر باب البردان، وكان يخضب بالحمرة، وكان
إخباريا كتابة. وقال لي: ولدت في رجب سنة ثلاث عشرة ومائتين.
1643 - محمد بن موسى بن مهدي، المؤدب:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، روى عنه أبو سهل بن زياد
القطان.
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
حدثنا محمد بن موسى بن مهدي المؤدب حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا معتمر
ابن سليمان حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن عن عائشة. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجر حصيرا بالليل، فيصلى إليه
بالليل، ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلون
بصلاته حتى كثروا. قالت: فأقبل عليهم فقال: " يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما
تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام منها وإن قل ".
1644 - محمد بن موسى بن هارون بن عمرو، أبو نصر المعروف والده
بالطوسي:
سمع أباه، والزبير بن بكار، وأحمد بن نيزك، وأبا العباس بن واصل، وهلال بن
العلاء. روى عنه العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري. وكان ثقة.
1645 - محمد بن موسى الفرغاني:
قدم بغداد وحدث بها عن يعقوب بن الجراح. روى عنه محمد بن أحمد بن
هارون الشافعي.
7

أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا محمد بن الحسين السلمي النيسابوري حدثنا
محمد بن أحمد بن هارون الشافعي حدثنا محمد بن موسى الفرغاني - ببغداد -
حدثنا يعقوب بن الجراح.
وأنبأنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي الهروي أنبأنا أبو عمرو
محمد بن أحمد بن حمدان الحيري حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الصابوني
الجرجاني الفقيه - إملاء - حدثنا يعقوب بن الجراح حدثنا المغيرة بن موسى عن
هشام [بن حسان] القردوسي عن بن سيرين عن أبي هريرة. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهدي عدل " واللفظ لحديث العتيقي.
1646 - محمد بن موسى القطان، ويعرف بمموس، من أهل همذان:
حدثنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني
حدثنا محمد بن موسى القطان، مموس - ببغداد - حدثنا محمد بن حفص الأوصابي
الحمصي حدثنا سعيد بن موسى الأزدي الحمصي حدثنا رباح بن زيد الصنعاني عن
معمر عن الزهري عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دام على قراءة
يس كل ليلة ثم مات مات شهيدا ".
قال سليمان: لم يروه عن الزهري إلا معمر; ولا عنه إلا رباح تفرد به سعد،
هكذا سمى الطبراني هذا الشيخ ونسبه، وأما أهل همذان فذكروا أن مموس هو
محمد بن نصر بن عبد الرحمن ويكنى أبا جعفر.
حدث عن هشام بن عمار، ودحيم، والمسيب بن واضح، ومحمد بن مصفى،
ومحمد بن رميح المصري، وغيرهم. وهو عندهم صدوق، وليس يبعد أن يكونا اثنين
لقب كل واحد منهما مموس. فالله أعلم.
1647 - محمد بن موسى بن سهل، أبو بكر العطار البربهاري:
حدث عن إسحاق بن البهلول الأنباري، والحسن بن عرفة العبدي. روى عنه
القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وغيرهما، وكان ثقة.
8

حدثنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر البربهاري مات في ذي
القعدة سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال: وكان ينزل في درب الضفادع.
وذكر أبو عمرو بن جابر فيما قرأت بخطه: أنه توفى يوم الثلاثاء لليلة بقيت من
ذي القعدة.
1648 - محمد بن موسى بن علي بن عيسى بن داود بن حيان بن شبيب،
أبو العباس الخلال، يعرف بالدولابي:
سمع إسحاق بن إبراهيم المعروف بلؤلؤ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعمر
ابن شبة، ومحمد بن إسحاق الباني، وحميد بن الربيع. روى عنه محمد بن المظفر،
والقاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس.
حدثنا أحمد بن علي المحتسب حدثنا يوسف بن عمر القواس. قال: كان أبو
العباس محمد محمد بن موسى الدولابي من الثقات.
قرأت في كتاب أبى عمرو بن جابر بخطه: توفى أبو العباس الخلال الذي بباب
درب الديزج يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة ثلاث
وعشرين وثلاثمائة.
1649 - محمد بن موسى بن أحمد، أبو جعفر السرخسي:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن إبراهيم بن مزيز من أهل سرخس. روى عنه
عبد الله بن عثمان الصفار.
1650 - محمد بن موسى بن سيف، أبو الحسن التميمي:
تغرب وحصل حديثه عند الغرباء.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا أبو الحسن
محمد بن موسى بن سيف التميمي البغدادي حدثنا أبو سعيد مسلمة بن عبيد -
الخولاني بحمص - حدثنا يحيى بن إبراهيم بن إسماعيل الكلفي - قبيلة - قال حدثنا
عمرو بن عثمان - يعنى ابن كثير بن دينار - حدثنا أبي حدثنا مالك بن أنس عن
9

الزهري عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى
بالشفعة فيما لم يقسم.
1651 - محمد بن موسى بن المثنى، أبو بكر الفقيه الداودي:
من أهل النهروان. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا سعيد العدوي، وأبا بكر بن أبي
داود. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني. وهو ابن بنته.
حدثنا البرقاني حدثني أبو بكر محمد بن موسى بن المثنى الفقيه النهرواني حدثنا
أبو بكر بن أبي داود حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن
محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم الإدام
الخل ".
سألت البرقاني عنه فقال: كان فقيها نبيلا على مذهب داود بن علي، وعلقت عنه
شيئا يسيرا. قلت: أكان ثقة؟ فقال: ما كان حاله يدل إلا على ثقته. أو كما قال.
حدثني أحمد بن عمر بن روح قال: ولد جدي لأمي محمد بن موسى بن المثنى
الفقيه في سنة ثلاثمائة، ومات في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
1652 - محمد بن موسى بن محمد بن هارون، أبو الحسين الصوفي:
حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي ذر أحمد بن محمد بن محمد
الباغندي.
حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وسألته عنه فقال: شيخ فاضل، دين ثقة،
كان ينزل بخان أبى زياد.
1653 - محمد بن موسى بن محمد، أبو بكر الخوارزمي:
شيخ أهل الرأي وفقيههم، سكن بغداد، وسمع الحديث بها من أبى بكر الشافعي
وغيره. ودرس الفقه على أبى بكر أحمد بن علي الرازي، وانتهت إليه الرياسة في
مذهب أبي حنيفة.
10

حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وسمعته يذكره بالجميل، ويثني عليه، فسألته عن
مذهبه في الأصول فقال: سمعته يقول: ديننا دين العجائز، ولسنا من الكلام في
شئ.
قال البرقاني: وكان له إمام يصلى به حنبلي. ووصف لنا البرقاني حسن اعتقاده
وجميل طريقته.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري. قال: ثم صار إمام أصحاب أبي حنيفة
ومدرسهم ومفتيهم شيخنا أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، وما شاهد الناس
مثله في حسن الفتوى والإصابة فيها وحسن التدريس. قال: وقد دعي إلى ولاية
الحكم مرارا فامتنع منه.
وتوفى في ليلة الجمعة الثامن عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعمائة، ودفن
في منزله بدرب عبدة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال: أن أبا بكر الخوارزمي نقل في سنة ثمان
وأربعمائة إلى تربة بسويقة غالب فدفن فيها.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه منصور
1654 - محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم، أبو جعفر العابد، المعروف
بالطوسي:
سمع إسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، وحجاج بن محمد الأعور، ويعقوب
ابن إبراهيم بن سعد، ونوح بن ميمون المضروب، ومعاذ بن معاذ العنبري، وروح
ابن عبادة، وعفان بن مسلم، روى عنه: محمد بن عبد الله المطين، وعبد الرحمن بن
يوسف بن خراش، وأحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعبد الله
ابن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون
الحضرمي، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
11

حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا محمد بن منصور الطوسي،
حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سليمان بن خالد بن
أبي نجيح، عن طاوس قال: سمعت ابن عمر سنين أو سنتين يقول: لا تنفر حتى
يكون آخر عهدها بالبيت. ثم قال بعد ذلك: قد رخص للنساء.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر الخلال، حدثنا أبو بكر
المروزي قال: سألت أبا عبد الله - وهو أحمد بن حنبل - عن محمد بن منصور
الطوسي قال: لا أعلم إلا خيرا، صاحب صلاة. قلت له: كان يختلف معك إلى
عفان؟ قال: وقبل ذلك. قلت: سمعته يقول: كنت عند معروف فقال لي بعد
عشاء الآخرة قد كلمت ههنا رجلا تتعشى عنده فأبيت عليه، فلما كان في السحر
جاءني بسفرجلة، فجعل يقول: ترى من أين له سفرجلة في ذلك الوقت؟ فقال أبو
عبد الله: كفاك بأبي جعفر.
أخبرنا بحكايته مع معروف أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، حدثنا أحمد بن
جعفر القطيعي، حدثنا العباس بن يوسف الشكلي، حدثني سعيد بن عثمان قال: كنا
عند محمد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث، وجماعة من
الزهاد، وكان ذلك اليوم يوم الخميس فسمعته يقول: صمت يوما وقلت لا آكل إلا
حلالا، فمضى يومي ولم أجد شيئا، فواصلت اليوم الثاني واليوم الثالث والرابع، حتى
إذا كان عند الفطر قلت: لأجعلن فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه، فصرت إلى
معروف الكرخي، فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب، وخرج من كان معه في
المسجد، فما بقى إلا أنا وهو ورجل آخر فالتفت إلي وقال: يا طوسي! قلت:
لبيك. فقال لي: تحول إلى أخيك فتعش معه. فقلت في نفسي: صمت أربعة أيام وأفطر
على ما لا أعلم! فقلت: ما بي من عشاء. فتركني ثم رد على القول فقلت: ما بي
من عشاء. ثم فعل ذلك الثالثة فقلت: ما بي من عشاء، فسكت عنى ساعة ثم قال لي:
12

تقدم إلي. فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف، فقعدت عن يساره، فأخذ
كفى اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة، فأكلتها،
فوجدت فيها طعم كل طعام طيب واستغنيت بها عن الماء. قال: فسأله رجل كان
معنا حاضرا: أنت يا أبا جعفر؟! قال: نعم! وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا
غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة. ثم التفت محمد بن منصور إلى أصحابه
فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي.
أخبرني الحسن بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد
ابن محمد بن الفضل المؤذن قال: سمعت محمد بن منصور الطوسي - وحواليه قوم
- فقالوا له: يا أبا جعفر! إيش اليوم عندك، قد شك الناس فيه، يوم عرفة هو أو
غيره؟ فقال اصبروا. فدخل البيت ثم خرج فقال: هو عندي يوم عرفة. فاستحيوا أن
يقولوا له من أين ذاك؟ فعدوا الأيام والليالي، فكان اليوم الذي قال محمد بن منصور
يوم عرفة. قال أبو العباس: وكنت أصغر القوم، فجاء إليه أبو بكر بن سلام الوراق
مع جماعة، فسمعت ابن سلام يقول له: من أين علمت أنه يوم عرفة؟ قال: دخلت
البيت فسألت ربي تعالى، فأراني الناس في الموقف.
حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن قاسم العبدي قال: سمعت أبا
العباس بن السراج يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: نازلت قوما من
أصحاب الفضيل بن عياض فيما يذكرونه من كرامة المؤمن على الله. فقلت: عند
ذكر الصالحين تنزل الرحمة، فمطرنا في تلك الساعة.
وأنبأنا أبو نعيم حدثنا زيد بن علي المقرئ قال: حدثنا الحسين بن مصعب، حدثنا
محمد بن منصور الطوسي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم: فقلت: مرني بشئ حتى
ألزمه فقال: عليك باليقين.
أخبرني محمد بن أبي الحسن، حدثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني، أخبرنا عبد
الرحمن بن إسماعيل العروضي. حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: محمد بن
منصور طوسي لا بأس به.
أنبأنا البرقاني، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا
13

عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدثني الصوري، حدثنا
الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم - وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي
يقول: محمد بن منصور الطوسي ثقة.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله
ابن سليمان، حدثنا محمد بن منصور الطوسي - وكان من الأخيار.
قرأت على البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا محمد
ابن إسحاق الثقفي قال: أبو جعفر محمد بن منصور الطوسي ناقلة. مات ببغداد يوم
الجمعة لست بقين من شوال سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان لا يخضب.
قال الثقفي: مات محمد بن منصور وله ثمان وثمانون سنة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثني محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن منصور الطوسي سنة ست وخمسين.
1655 - محمد بن منصور بن سلمة، أبو جعفر بن أبي سلمة الخزاعي:
حدث عن أبيه روى عنه سفيان بن هارون القاضي، وأبو بكر بن أبي داود
السجستاني، ومحمد بن مخلد الدوري.
إلا أن ابن مخلد سماه أحمد، وسنعيد ذكره في باب الألف، إن شاء الله.
1656 - محمد بن منصور، أبو جعفر الفروي:
حكى عن بشر بن الحارث حكايات، وكان عبدا صالحا متقللا، يبيع المغازل.
روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى أنبأنا محمد بن
مخلد قال سمعت أبا جعفر الفروي يقول: قال لي بشر بن الحارث: كم تعمل
مغازل؟ قلت: مائتين في اليوم والليلة، قال لي: اعمل. قلت: يا أبا نصر أنا شاب،
وأنا أعزب يجوز النساء يجلسن حولي؟ قال: إذا جلسن فقل: لا حول ولا قوة إلا
بالله، ف‍ * (إنما سلطانه على الذين يتولونه) * [النحل 100].
14

1657 - محمد بن منصور بن النضر بن إسماعيل، أبو بكر المعروف بابن
أبى الجهم الشيعي:
من شيعة المنصور. سمع نصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الباهلي، وحميد
ابن مسعدة السامي. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وغيرهم.
أخبرني الأزهري قال أنشدنا أحمد بن إبراهيم البزاز قال أنشدنا أبو بكر محمد
ابن منصور بن أبي الجهم الشيعي:
ذهب الملح والملاح من الناس * ومات الذين كانوا ملاحا
وبقى الأرذلون من كل صنف * إن في الموت من أولئك راحا
حدثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف بن عمر القواس ذكر محمد بن منصور
الشيعي في جملة شيوخه الثقات.
أنبأنا أبو الطيب عبد العزيز بن علي القرشي وعبد الصمد بن علي الهاشمي. قالا:
حدثنا أبو الحسن الدارقطني قال: محمد بن منصور بن النضر بن إسماعيل ثقة صدوق.
وقال الهاشمي: ثقة مأمون.
أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي حدثنا أحمد بن محمد بن
عمران. قال: ومات محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي - من شيعة المنصور -
سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدثنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع. أن الشيعي مات في سنة اثنتين
وعشرين وثلاثمائة.
أخبرني الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: وفى هذه السنة - يعنى سنة ثلاث
وعشرين وثلاثمائة - توفى الشيعي الذي عنده عن نصر بن علي.
1658 - محمد بن منصور بن الفتح بن محمد بن إسحاق، أبو عبد الله
الرفاء:
حدث عن محمد بن عمرو بن أبي مذعور، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن
15

يونس الكديمي، وعبد الله بن إبراهيم السواق. روى عنه عبيد الله بن أبي سمرة
البغوي، ومحمد بن إسحاق القطيعي، ومحمد بن عبد الله الأبهري، وعلي بن عمر
السكري.
حدثنا أبو بكر البرقاني ومحمد بن المؤمل الأنباري. قالا: حدثنا أبو بكر الأبهري
الفقيه حدثنا أبو عبد الله محمد بن منصور بن الفتح الرفاء الأحول - ببغداد - قال
البرقاني: وسالت عنه الأبهري فقال ما سمعت إلا خيرا.
قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم السواق حدثني بشر بن الحارث عن المعافي بن
عمران عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طبخت قدرا فأكثر المرق، واغرف لجيرانك ".
قال لنا البرقاني قال أبو الحسن الدارقطني: هو غريب من حديث الثوري عن
الأعمش أيضا عن إبراهيم التيمي، تفرد به هذا الشيخ عن بشر بن الحارث المعروف
بالحافي.
قلت: قد رواه أبو بكر المفيد عن محمد بن عبد الله تلميذ بشر بن الحارث عن
بشر، وهذا التلميذ مجهول، والمفيد [محمد بن محمد بن النعمان] ليس
بموثوق به.
1659 - محمد بن منصور بن حيان، أبو نصر الهاشمي:
أظنه من أهل بلخ. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الحسن بن محمد البلخي -
شيخ يروى عن محمد بن فضيل بن غزوان - وحدث أيضا عن محمد بن القاسم
البلخي. روى عنه علي بن عمر السكري.
أنبأنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري حدثنا جدي حدثنا
أبو نصر محمد بن منصور بن حيان الهاشمي - قدم حاجا - حدثنا أبو بكر محمد
ابن قاسم البلخي حدثنا أبو عمرو الأبلي عن كثير عن أنس بن مالك، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف ".
16

1660 - محمد بن منصور السراج:
حدث عن مضر بن محمد الأسدي. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ.
حدثنا علي بن أحمد بن عمرو المقرئ حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن
محمد قال حدثني أبو بكر شيخنا - يعنى ابن مجاهد - ومحمد بن منصور السراج.
قالا: حدثنا مضر بن محمد الأسدي حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا حسن بن
محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن شبل بن عباد. قال: كان ابن محيصن وابن كثير
يقرآن: وأن احكم، وأن اعبدوا وأن اشكر لي، وقالت اخرج، وقل رب احكم، ورب
انصرني، ونحوه. قال شبل بن عباد. فقلت لهما: إن العرب لا تفعل هذا، ولا أصحاب
النحو. فقالا: إن النحو لا يدخل في هذا، هكذا سمعنا أئمتنا ومن مضى من السلف.
1661 - محمد بن منصور بن محمد بن حاتم، أبو الحسن القاص، المعروف
بالنوشري:
وهو أخو أحمد بن منصور، وكان الأكبر. حدث عن الحسين بن محمد بن عفير
الأنصاري، وأحمد بن محمد بن أبي شحمة الختلي، وأبى حامد محمد بن هارون
الحضرمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز
الأنماطي.
حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير النجار، والحسن بن محمد الخلال، وكان لا
بأس به.
حدثني الخلال حدثنا أبو الحسن محمد بن منصور بن محمد النوشري القاص
حدثنا الحسين بن محمد بن محمد بن عفير الأنصاري حدثنا أبو همام الوليد بن
شجاع حدثنا أبي حدثنا زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أبي
هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله، غفر الله له
تلك الليلة ".
17

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه مسلم
1662 - محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، واسم أبى الوضاح: المثنى،
ويكنى محمد: أبا سعيد الجزري:
سمع هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وإسماعيل بن أبي خالد،
وعلي بن بذيمة، وعبيد الله بن عمر العمري، وحماد بن أبي سليمان، وسالما
الأفطس، وعبد الكريم الجزري، وسليمان الأعمش، وخصيف بن عبد الرحمن،
ومحمد بن عمرو بن علقمة، وسليمان التيمي، ومسعر بن كدام. روى عنه: عبد
الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، وأبو سلمة التبوذكي، وأبو
النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن بكار بن الريان، ومنصور بن أبي مزاحم. وكان
أبو سعيد يعلم ببغداد: موسى بن المهدي. وقيل: بل كان معلما للمهدي.
حدثنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى - يعنى ابن إسماعيل - قال: سمعت
أبا سعيد المؤدب محمد بن مسلم بن أبي الوضاح يقول: كنت أؤدب موسى، وكان
المهدي كثيرا ما يخرج يسأل عن موسى وتأديبه، فقال لي المهدي يوما: يا محمد! ما
تقول في الرجل من أهل الخراج نوليه فيحتجز المال فلا نستطيع أن نأخذه حتى نمسه
بشئ من العذاب؟ قال: فقلت في نفسي: والله ليسألنك الله يا محمد عن هذا، قلت:
يا أمير المؤمنين أراه غريما من الغرماء، ما عليه عذاب. قال: فما خرج بعد ذلك إلى
موسى ولا سأل عنه.
حدثنا محمد بن المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي
18

العباس بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو
النضر، حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح. سئل عنه بن نمير فقال: صالح، لا
بأس به.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر قال: قال ابن الغلابي: محمد بن مسلم بن أبي الوضاح
جزري، كان مؤدب موسى قبل أن يستخلف، وكان ابن مهدي يحدث عنه فيقول:
محمد بن أبي الوضاح.
حدثنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، والحسن بن أبي بكر قالا: حدثنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال: سمعت جعفر الطيالسي يقول: قال يحيى بن
معين: أبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم ثقة.
حدثنا أبو بكر البرقاني، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي،
حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد
ابن حنبل قال: أبو سعيد المؤدب ثقة.
حدثنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي، حدثني أبي قال: وأبو سعيد المؤدب يسكن بغداد ثقة.
حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان قال: ومحمد بن مسلم بن أبي الوضاح كان مؤدب موسى قبل أن
يستخلف وهو ثقة.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، حدثنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قال أبو داود سليمان بن
الأشعث: محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ثقة جزري، معلم موسى الخليفة.
19

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو سعيد المؤدب اسمه محمد بن
مسلم بن أبي الوضاح، وكان من حي من قضاعة من أنفسهم، وكان أصله جزريا،
فلما كان أبو جعفر المنصور على الجزيرة ضم أبا سعيد إلى المهدي والمهدي يومئذ ابن
عشر سنين أو نحوها، فقدم معه إلى بغداد، ثم ضم أبو جعفر المنصور إلى المهدي
سفيان بن حسين، فضم المهدي أبا سعيد المؤدب إلى علي بن المهدي، فلم يزل معه
إلى أن مات أبو سعيد ببغداد في خلافة موسى أمير المؤمنين، فدفن في مقابر الخيزران،
وكان منزله بالرصافة، وكان ثقة.
1663 - محمد بن مسلم، الأزدي البغدادي:
حدث عن: أبي سعيد الأصمعي. روى عنه: محمد بن الغيض بن محمد الغساني
الدمشقي.
1664 - محمد بن مسلم بن عبد الرحمن، أبو بكر القنطري الزاهد:
ذكره أبو الحسين بن المنادي في جملة من كان قاطنا ببغداد من أهل الصلاح
والفضل، فقال فيما.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا ابن المنادى. قال:
ومنهم أبو بكر محمد بن مسلم القنطري، كان ينزل قنطرة البردان، وكان يشبه في
الزهد والورع والشغل عن الدنيا وأهلها ببشر بن الحارث، وكان قوته شيئا يسيرا،
إنما كان - فيما أخبرت عنه - يكتب " جامع سفيان الثوري " لقوم لا يشك في
صلاحهم ببضعة عشر درهما، فمنها قوته. قالوا: وكان له ابن أخت حدث، فرآه
يلعب بالطيور، فدعا الله أن يميته، فما أمسى يومه ذلك إلا ميتا.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال: سمعت علي بن عبد الله الهمداني
بمكة يقول سمعت مظفر بن سهل المقرئ يقول: قال أبو بكر أحمد بن محمد بن
الحجاج المروذي: دخلت على أبى بكر بن مسلم - صاحب قنطرة بردان - يوم عيد،
فوجدت عليه قميص مرقوعا نظيفا مطبقا، وقدامه قليل خرنوب
20

يقرضه، فقلت: يا أبا بكر اليوم عيد الفطر وتأكل خرنوبا؟ فقال لي: لا تنظر إلى هذا،
ولكن انظر، إن سألني من أين هو أيش أقول؟!.
حدثنا أبو نعيم الحافظ أخبرني جعفر الخلدي في كتابه إلي قال سمعت الجنيد بن
محمد يقول: عبرت يوما إلى أبى بكر بن مسلم في نصف النهار فقال لي: ما كان لك
في هذا الوقت عمل يشغلك عن المجئ إلي؟ قلت: إذا كان مجيئي إليك العمل، فما
أعمل؟.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ستين ومائتين فيها مات أبو بكر بن
مسلم بن عبد الرحمن يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة.
1665 - محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله، أبو عبد الله الرازي
المعروف بابن وارة:
سمع عبيد الله بن موسى العبسي، وبكر بن عبد القاضي، وأبا عاصم الشيباني،
وعمرو بن عاصم الكلابي، ويحيى بن حماد، وأبا مسهر الدمشقي، ومحمد بن
يوسف الفريابي، وأبا المغيرة الحمصي، ومحمد بن موسى بن أعين الجرزي، ومحمد
ابن سعيد بن سابق، وغيرهم.
وكان متقنا عالما، حافظا فهما، وقدم بغداد، وحدث بها، فروى عنه:
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم:
محمد بن مخلد الدوري. وحدث عنه من القدماء: محمد بن يحيى الذهلي،
ومحمد بن إسماعيل البخاري.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا ابن وارة، حدثنا محمد بن
سعيد بن سابق، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن
21

معاوية بن قرة، عن بلال قال: حثثت رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج إلى صلاة الغداة،
فوجدته يشرب، قال: ثم ناولني فشربت، ثم خرجنا فأقيمت الصلاة.
هذا حديث غريب يستحسن من رواية أبي إسحاق السبيعي عن معاوية بن قرة.
وفيه إرسال، لأن معاوية بن قرة لم يلق بلالا.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: حديث
أبي العجفاء رواه نصر بن علي وغيره عن بشر بن المفضل عن سلمة بن علقمة عن
ابن سيرين قال: حدثت عن أبي العجفاء.
ورواه ابن وارة عن محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، عن
أيوب، عن محمد، عن ابن أبي العجفاء، عن أبيه وهو الصحيح إن كان محفوظا.
قلت: وهذا الحديث مختلف في روايته على أيوب السختياني، فرواه حماد بن زيد،
وحماد بن سلمة، والحارث بن عمير، وإسماعيل بن علية، ومعمر بن راشد، وسفيان
ابن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي العجفاء.
وخالفهم عمرو بن أبي قيس فرواه عن أيوب، عن محمد بن أبي العجفاء عن أبيه.
وفي رواية سلمة بن علقمة، عن ابن سيرين قال: نبئت عن أبي العجفاء تقوية لرواية
عمرو ابن قيس، وتفرد ابن وارة عن محمد بن سعيد بن سابق بحديث عمرو.
أخبرنيه الحسن بن محمد الخلال قال: حدثتنا أمة الواحد بنت الحسين بن
إسماعيل المحاملي قالت: حدثني أبي. وأخبرنيه أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي
المقرئ، حدثنا عبد الله بن مسلم بن يحيى الدباس، حدثنا المحاملي، حدثنا محمد بن
مسلم بن وارة، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق من كتابه العتيق، حدثنا عمرو بن
أبي قيس، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن أبي العجفاء، عن أبيه قال: قال عمر: لا
تغالوا لمهور النساء، فإنه لو كان تقوى عند الله، كان أحقكم به وأولاكم بذلك النبي
صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث بطوله.
ورواه عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، عن أبي العجفاء، أو ابن أبي العجفاء،
عن عمر. ورواه منصور بن زاذان، عن ابن سيرين قال: حدثنا أبو العجفاء. فيشبه أن
يكون ابن سيرين سمعه من أبى العجفاء، وحفظه عن بن أبي العجفاء أيضا عن أبيه،
والله أعلم.
22

حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول: كان محمد بن مسلم من أهل هذا
الشأن المتقنين الأمناء.
وقال ابن سعيد أيضا: سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول: كنت ليلة عند
محمد بن مسلم فذكر أبا إسحاق السبيعي، فذكر شيوخه، فذكر في طلق واحد:
سبعين ومائتي رجل. ثم قال: كان ابن مسلم غاية شيئا عجبا.
حدثنا أبو سعد الماليني قراءة، حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا القاسم بن
صفوان البرذعي، حدثنا عثمان بن خرزاذ قال: سمعت سليمان الشاذكوني يقول:
جاءني محمد بن مسلم بن وارة فقعد يتقعر في كلامه، قال: قلت له: من أي بلد
أنت؟ قال: من أهل الري. ثم قال لي: ألم يأتك خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو
الرحلتين. قال: قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر حكمة وإن من البيان
سحرا " قال: فقال حدثني بعض أصحابنا. قال قلت: من أصاحبك؟ قال: أبو
نعيم وقبيصة. قال: قلت: يا غلام ائتني بالدرة، فأتاني الغلام بالدرة، فأمرته حتى
ضربه الغلام خمسين. فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدثنا بعض
غلماننا.
كان في أصل الماليني: بالدبة مكان الدرة في الموضعين جميعا - بالباء - وكذلك
قرئ عليه وأنا أسمع وهو خطأ، والصواب بالدرة كما رويته بالراء. وقد رواه غير
الماليني عن ابن عدي على الصواب.
وحكى زكريا بن يحيى الساجي قريبا من هذه القصة لابن وارة مع أبي كريب.
حدثنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت سليمان بن أحمد الطبراني يقول: سمعت
زكريا الساجي يقول: جاء محمد بن مسلم بن وارة إلى أبى كريب - وكان في ابن
وارة بأو فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك
23

نبئي؟ أنا ذو الرحلتين; أنا محمد بن مسلم، أنا ابن وارة. فقال له أبو كريب: وارة،
وما وارة، وما أدراك ما وارة!! قم، فوالله لا حدثتك ولا حدثت قوما أنت فيهم.
أنبأنا أبو سعد الماليني، حدثنا عبد الله بن عدي قال: سمعت عبد المؤمن بن أحمد
ابن حوثرة يقول: كان أبو زرعة الرازي لا يقوم لأحد، ولا يجلس أحدا في مكانه إلا
ابن وارة فإني رأيته يفعل ذلك به.
كتب إلى أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري من دمشق قال: حدثنا
القاضي يوسف بن القاسم الميانجي قال: سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول ثلاثة من
علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالري، لم يكن في الأرض في وقتهم أمثالهم، فذكر أبا
زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبا حاتم الرازي.
أخبرني محمد بن أبي الحسن، حدثنا عبيد بن القاسم الهمذاني قال: حدثنا
عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: محمد بن
مسلم بن وارة ثقة صاحب حديث.
حدثنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي - وأنا أسمع: أن ابن وارة مات بالري في سنة خمس وستين ومائتين.
حدثنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع قال: سنة سبعين ومائتين فيها
مات محمد بن مسلم بن وارة.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة سبعين ومائتين أخبرت أن محمد بن
مسلم بن وارة الرازي مات في شهر رمضان.
1666 - محمد بن مسلم، أبو بكر الدقاق:
حدث عن محمد بن الوليد البسري. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي.
حدثنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثني إسماعيل بن علي حدثنا محمد بن
مسلم الدقاق أبو بكر في سنة أربع وثمانين ومائتين حدثنا محمد بن الوليد القرشي
24

حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن
العاص عن عبد الله بن عمرو. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الرحمن،
فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
قال فقيل لسفيان بن عيينة: يا أبا محمد، أعده. قال سمعت الزهري يقول: إعادة
الحديث أشد من نقل الصخر.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه محمود
1667 - محمد بن محمود بن عدي بن خالد، أبو عمرو المروزي، وقيل:
النسوي:
قدم بغداد وحدث بها عن عمارة بن الحسن، وعلي بن خشرم، وإسحاق بن
منصور الكوسج، وعلي بن سلمة اللبقي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، أحاديث
مستقيمة. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وعيسى بن حامد
الرخجي وغيرهم.
حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسين الحراني المعدل حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود بن عدي المروزي حدثنا عمار بن الحسن
حدثنا ابن المبارك عن معمر ويونس ومالك وعبد الله ومحمد بن أبي حفصة عن
الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة حتى
يكون حذو منكبيه، وإذا رفع رأسه من الركوع، وكان لا يفعل ذلك في السجود.
1668 - محمد بن محمود بن محمد بن المنذر بن ثمامة، أبو بكر السراج
الأطروش:
حدث عن أبي هشام الرفاعي، وزياد بن أيوب، ومحمد بن عمرو بن أبي
مذعور، وأبى الأشعث أحمد بن المقدام، وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه القاضي
الجراحي، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن
الصيدلاني، وعبد الله بن عثمان الصفار.
25

حدثني الحسن بن أبي طالب أن أبا الفتح يوسف بن عمر القواس: ذكر أبا بكر
السراج في جملة شيوخه الثقات.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول: محمد
ابن محمود السراج البغدادي لا بأس به.
1669 - محمد بن محمود، الأنباري:
حدث عن علي بن أحمد بن النضر الأزدي، ومحمد بن الحسن بن الفرج
الهمذاني، ومحمد بن حنيفة بن ماهان الواسطي، ومحمد بن القاسم بن هاشم
السمسار. روى عنه أبو حفص بن شاهين، ذكر أنه سمع منه بالبصرة.
1670 - محمد بن محمود بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن معمر، أبو
بكر النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، وأبى نعيم عبد
الملك بن محمد بن عدي. حدثنا عنه أبو طالب بن بكير.
حدثني أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال: حدثنا
محمد بن محمود بن إسحاق النيسابوري - قدم علينا - حدثنا أحمد بن محمد بن
الحسن الذهبي حدثنا زهير بن محمد حدثنا عبد الصمد بن حسان حدثنا سفيان
الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال قلت: يا رسول الله; عوراتنا، ما
نأتى منها وما نذر؟ قال: " احفظ عورتك ألا من زوجتك أو ما ملكت يمينك " قال:
يا رسول الله، فإن كان بعض القوم في بعض؟ قال: " إن استطعت أن لا يراها أحد
فافعل " قال: فإذا كان أحدنا خاليا؟ قال: " فالله أحق أن يستحيى
منه ".
ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب: أنه سمع من هذا الشيخ في
سنة سبع وستين وثلاثمائة.
* * *
26

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه المظفر
1671 - محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن
سلمة بن إياس، أبو الحسين البزاز:
ذكر لي نسبه أبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
وقال لي عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي: كان ابن المظفر من ولد إياس
ابن سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندي في ذلك نظر، لأني لم أر أحدا ذكره غير ابن برهان.
وحدثني التنوخي قال: أملي علينا نسبه وساقه إلى إياس كما ذكرته. قال وقال لنا
ابن المظفر: لا أعلم أنا من العرب وكان أبى ومن قبله من سلفي من أهل سر من
رأى، فانتقل أبي إلى بغداد وولدت أنا فيها في المحرم من سنة ست وثمانين ومائتين،
وأول سماعي للحديث في المحرم سنة ثلاثمائة.
قلت: وسلمة بن الأكوع أسلمي فلو كان ابن المظفر من ولده لذكره ولم ينف
علمه بأنه من العرب، والله أعلم.
سمع ابن المظفر بنان بن أحمد الدقاق، والقاسم بن زكريا المطرز، وعمر بن
الحسن بن نصر الحلبي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، والهيثم بن خلف
الدوري، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن صالح البخاري، وأحمد بن الحسن
ابن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي،
وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأشباههم من البغداديين.
وسافر الكثير فكتب عن أبي عروبة الحسين بن محمد، بحران، وعن أبي الحسن
ابن جوصا وغيره بدمشق، وعن أبي جعفر الطحاوي، ومحمد بن زبان، وعلي بن
أحمد بن سليمان علان - بمصر. وكان حافظا فهما; صادقا مكثرا; روى عنه أبو
الحسن الدارقطني; وأبو حفص بن شاهين، ومن بعدهما.
ونبأنا عنه محمد بن أبي الفوارس وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني،
والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري وخلق يطول ذكرهم.
27

حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال سمعت أبا الحسين بن مظفر
يقول: ولدت في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين وأول سنة سمعت فيها الحديث
سنة ثلاثمائة من أبي محمد بن بنان الدقاق.
حدثنا أبو نعيم الحافظ ومحمد بن عمر الداودي. قالا: حدثنا محمد بن المظفر
حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح المصري - وما كتبته إلا عنه -
قال حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن نجيح حدثنا أبي - خالد بن نجيح - حدثني
الوليد بن محمد الموقري عن الضحاك بن مسافر مولى سليمان بن عبد الملك. قال:
صليت إلى جنب أبي حنيفة فسمعني أتشهد فقال لي: يا شامي، حدثني سليمان بن
مهران الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال علمني رسول
الله صلى الله عليه وسلم التشهد " التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله. ثم تدعو بما أحببت ".
هذا لفظ الداودي وزاد، قال ابن المظفر: كتب عنى هذا الحديث أبو العباس بن
عقدة الكوفي.
حدثني أبو بكر البرقاني. قال: كتبت الدارقطني عن ابن مظفر ألف حديث، وألف
حديث، وألف حديث، فعدد ذلك مرات.
حدثني محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي قال رأيت أبا الحسن الدارقطني يعظم
أبا الحسين بن المظفر ويجله ولا يستند بحضرته. وقد روى عنه في جموعه أشياء كثيرة،
وذاكرت محمد بن عمر إكثار بن المظفر فقال: رأيت من أصوله في الوراقين
شيئا كثيرا، فسألت الوراق عنها فقال: باعني ابن المظفر من هذه الأصول ثمانين
رطلا.
قال محمد بن عمر: وكانت كلها عن يحيى بن صاعد، قد كتبها ابن المظفر بخطه
الدقيق، فجئت إليه وسألته عنها فقال: أنا بعتها، وهل أؤمل أن يكتب عني حديث
ابن صاعد؟ أو كما قال.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب حدثنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان محمد
28

ابن المظفر ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ، وانتهى إليه الحديث وحفظه وعلمه، وكان
قديما ينتقى على الشيوخ، وكان مقدما عندهم.
حدثني محمد بن عمر الداودي. قال: توفى محمد بن المظفر في جمادى الأولى
سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
حدثني أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي. قالا: توفى محمد بن
المظفر يوم الجمعة، وقال الأزهري في آخر نهار يوم الجمعة، قالا جميعا: ودفن يوم
السبت لثلاث - وقال الأزهري - لأربع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين
وثلاثمائة. قال العتيقي: وكان ثقة مأمونا حسن الحفظ.
1672 - محمد بن المظفر بن عبد الله، أبو الحسن المعدل، المعروف بابن
السراج:
من أهل سوق السلاح. حضر يوما عند أبي الحسين بن بشران فعلقت عنه ما أنا
ذاكره: حدثنا محمد بن المظفر بن السراج من حفظه قال سمعت جعفر بن محمد
الخلدي يقول قال لي أبو القاسم الجنيد: اطراح هذه الأمة من المروءة، والاستئناس
بهم حجاب عن الله، والطمع فيهم فقر الدنيا والآخرة.
وأنشدنا محمد بن المظفر قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد
الفقيه قال أنشدنا هلال بن العلاء الباهلي لنفسه:
سيبلى لسان كان يعرب لفظه * فيا ليته في وقفة العرض يسلم
فما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى * وما ضر ذا تقوى لسان معجم
وأنشدنا محمد بن المظفر قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الكاتب
الصابئ لنفسه:
قد كنت - للحدة من ناظري - * أرى السهى في الليلة المقمرة
الآن ما أبصر بدر الدجى * إلا بعين تشتكي الشبكرة
لأنني أنظر منها وقد * غير منى الدهر ما غيره
ومن طوى الستين من عمره * رأى أمورا فيه مستنكره
وإن تخطاها رأى بعدها * من حادثات النقص ما لم يره
29

هذا جميع ما سمعت من ابن السراج وبلغني أنه حدث عن محمد بن جعفر
الأدمي القارئ.
مات ابن السراج في يوم الثلاثاء لتسع بقين من جمادى الأولى سنة عشر
وأربعمائة.
وقرأت بخط أبى الفضل بن داود أن عمره كان قد بلغ أربعا وسبعين سنة.
1673 - محمد بن المظفر بن علي بن حرب، أبو بكر المقرئ الدينوري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكى النيسابوري،
وأبى بكر بن مالك القطيعي، وعلي بن عمر بن محمد السكري، وأبى علي بن حبش
الدينوري.
كتبنا عنه وكان شيخا صالحا فاضلا صدوقا ومات في سنة خمس عشرة وأربعمائة.
1674 - محمد بن المظفر بن إبراهيم، أبو الفتح الخياط:
سمع أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وإبراهيم بن
محمد الجلي المصيصي، وأبا طالب المكي.
كتبت عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وهو شيخ صدوق، كان يسكن دار
إسحاق، ولا أعلم كتب عنه أحد غيري.
أخبرني محمد بن المظفر الخياط من أصل كتابه حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر
ابن حمدان القطيعي - إملاء - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري حدثنا
محمد بن كثير حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل لمن حدث الناس بالكذب ليضحكهم، ويل له، ويل له ".
فقلت: يا رسول الله. من أبر؟ قال: " أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم
الأقرب، فالأقرب ".
مات محمد بن المظفر الخياط في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
* * *
30

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه ميمون
1675 - محمد بن ميمون، أبو حمزة السكري المروزي:
سمع أبا إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، ورقبة بن مصقلة، ومنصور بن
المعتمر، وجابرا الجعفي، ويزيد النحوي، وسليمان الأعمش، وإبراهيم الصايغ، وعاصم
ابن كليب، وغيرهم. وكان من أهل الفضل والفهم. حدث عنه: عبد الله بن
المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وعبدان بن عثمان، وعتاب بن زياد، وعلي بن
الحسن بن شقيق، ونعيم بن حماد. واحتج بحديثه البخاري، ومسلم بن الحجاج في
صحيحيهما. ودخل بغداد قديما في حداثته.
فأخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، أنبأنا
محمد بن عمر الحافظ قال: حدثني محمد بن خلف بن جيان القاضي قال: سمعت
حمزة بن العباس المروزي يقول: سمعت عبدان يقول: سمعت أبا حمزة يقول:
دخلت بغداد خارجا إلى مكة، فرأيت جميع من بها يثني على منصور بن المعتمر، فلما
خرجت إلى الكوفة سمعت منه، فلما عدت من مكة أقمت عليه حتى كتبت عنه
وأكثرت.
حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي بنيسابور، حدثنا حاجب بن
أحمد الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا أبو
حمزة السكري، عن محمد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر قال: صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم على زانية ماتت في نفاسها هي وابنتها.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أبو حمزة
السكري عن محمد بن زياد؟ قال: هذا الذي يحدث عن نافع عن ابن عمر، شيخ
أبى حمزة مجهول، والحديث منكر. قلت: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على زانية
وابنتها؟ قال: نعم! قلت: يترك؟ قال: نعم!.
31

أخبرني محمد بن الحسين القطان قال: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد بن
نعيم النيسابوري، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا حفص بن حميد قال:
سمعت ابن المبارك يقول: حسين بن واقد ليس بحافظ، ولا يترك حديثه، وأبو حمزة
صاحب حديث. هذا أو نحوه.
أنبأنا أبو بكر البرقاني، قال: قرأت على علي بن أحمد البزناني، سمعت إبراهيم بن
أحمد بن إبراهيم بن محمد الفراء الهرمزفري يقول: سمعت علي بن خشرم يقول:
سمعت إبراهيم بن رستم يقول: دخل الحسين بن واقد على أبى حمزة السكري.
وأنبأني أبو حازم العبدوي، أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا قاسم السياري
بمرو، حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى، حدثنا العباس بن مصعب بن بشر قال:
كان أبو حمزة السكري مستجاب الدعوة. يقال: إن الحسين بن واقد كان
قاضيا، أتى أبا حمزة السكري فأخبره بقضية قد قضى بها؟ فقال له: أخطأت، قضيت
بالجور، إذ لا تعرف القضاء، فلم دخلت فيه، لو لحست الدبر كان خيرا لك من
الحكم. فغضب الحسين وبكى. وقال: اللهم ابتل أبا حمزة بما ابتليتني به. قال: فقال
أبو حمزة: اللهم إن ابتليتني بما ابتليته به فأعم بصري. قال: فما مضت الأيام والليالي
حتى استقضى، فذهب بصره، فمكث أياما لم يخبر، رجاء العافية، قال: فكنا نقول:
قد استجيب لهما جميعا. دخل لفظ أحد الحديثين في الآخر.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، حدثنا محمد بن أبي بكر الوراق - ببخارى -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله السلمي، حدثني أبو طاهر محمد بن
الحسن المحمد أباذي، حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: سمعت الحسين بن منصور
يقول: سمعت إبراهيم بن رستم يقول: قال أبو حمزة السكري: اختلفت إلى إبراهيم
الصائغ نيفا وعشرين وسنة - ذكرها ما علم أحد من أهل بيتي أين ذهبت ولا من
أين جئت.
32

حدثنا ابن الفضل القطان، حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي الأبار،
حدثنا محمد بن علي، أخبرني نوح أبو عمرو، عن سفيان بن عبد الملك قال: قال
عبد الله - يعني ابن المبارك -: السكري، وابن طهمان صحيحا الكتاب.
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو بكر
ابن أبي نصر، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا يحيى بن أكثم قال: بلغني عن عبد الله
أنه سئل عن الاتباع فقال: الاتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السكري.
حدثنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا محمد
ابن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سألت أبا عبد الله - يعنى أحمد بن
حنبل - عن اسم أبى حمزة السكري؟ فقال: ما أدري. فقلت له محمد بن ميمون؟
فقال: ما بحديثه عندي بأس، هو أحب إلى حديثا من حسين بن واقد.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قال محمد بن علي
ابن الحسن: أراد جار لأبي حمزة السكري أن يبيع داره، قال: فبلغ ذلك أبا حمزة
فوجه إليه بأربعة آلاف وقال: خذ هذه ولا تبع دارك.
حدثنا أبو حازم العبدوي عمر بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد الدهان
التميمي، حدثنا خالي أحمد بن محمد بن يحيى، حدثنا أبو أيوب قال: حدثنا أحمد
ابن عبد الله بن حكيم، حدثنا معاذ بن خالد قال: سمعت أبا حمزة السكري يقول:
ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، عن يحيى بن معين قال: أبو حمزة
السكري محمد بن ميمون مروزي. روى عنه ابن المبارك. روى عن: الأعمش، وعن
السدى، وعن أبي إسحاق، وعطاء بن السائب، وعن إبراهيم الصائغ، وذكره
بصلاح، كان إذا مرض الرجل من جيرانه تصدق بمثل نفقة المريض لما صرف عنه من
العلة.
33

أخبرني محمد بن جعفر بن علان الشروطي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر
الخلال، حدثنا معروف بن محمد الجرجاني قال: قلت لعباس الدوري: سمعت يحيى
ابن معين يقول: كان أبو حمزة السكري من ثقات الناس، وكان إذا مرض عنده من
قد رحل إليه ينظر إلى ما يحتاج إليه من الكفاية، فيأمر بالقيام به - واسمه محمد بن
ميمون - ولم يكن يبيع السكر، وإنما سمى السكري لحلاوة كلامه؟ قال: نعم.
حدثنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سألت يحيى، عن أبي حمزة السكري فقال: ثقة.
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي
الحسين بن محمد الصنعاني يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن القاسم المنقري يقول:
سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة يقول: سمعت علي بن الحسن بن شقيق
يقول: سئل عبد الله عن الأئمة الذين يقتدى بهم، فذكر أبا بكر، وعمر، حتى انتهى
إلى أبى حمزة وأبو حمزة يومئذ حي.
أخبرني ابن الفضل، حدثنا دعلج، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا محمد بن
عبد العزيز قال: سمعت أبي يقول: ومات أبو حمزة السكري سنة سبع وستين.
وقال الأبار: حدثنا محمد بن علي، حدثنا علي بن الحسن الشقيقي، أنبأنا أبو
حمزة السكري - ومات سنة سبع وستين ومائة -
حدثنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: محمد بن ميمون أبو حمزة السكري المروزي، مات سنة ثمان
وستين ومائة. حدثنيه بشر بن محمد.
1676 - محمد بن ميمون، أبو النضر الزعفراني الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وهشام بن حسان.
روى عنه معلى بن منصور، ومجاهد بن موسى، وعبد الرحمن بن صالح، ويعقوب
الدورقي.
34

حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا محمد بن
الحسين بن عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا محمد بن ميمون
الزعفراني حدثنا أبو الورقاء فايد [بن عبد العزيز] عن ابن أبي أوفى. قال: أتى
النبي صلى الله عليه وسلم بماء فغسل يديه ثلاثا، ثم مضمض ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا،
ومسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب حدثنا محمد بن حميد المخرمي حدثنا
علي بن الحسن بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده، قال أبو زكريا: محمد
ابن ميمون الزعفراني ثقة، كوفي، سمعت منه ببغداد.
حدثنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن سعيد
حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: محمد بن ميمون المفلوج
الزعفراني، ينزل عند مسجد سماك، يروى عن هشام بن عروة، وجعفر بن محمد،
وهو ثقة.
حدثنا البرقاني حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: محمد بن ميمون الزعفراني
كوفي، يكنى أبا النضر ليس به بأس.
حدثنا ابن الفضل حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا
البخاري. قال: محمد بن ميمون سمع عبد الوهاب بن حسن التميمي عن رجل عن
ابن عمر. سمع منه أحمد بن سليمان. وروى أيضا محمد بن ميمون عن جعفر بن
محمد - منكر الحديث - هو الزعفراني.
قال أبو كريب: كنيته أبو النضر.
* * *
35

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه معاوية
1677 - محمد بن معاوية بن أعين، أبو علي النيسابوري:
سكن بغداد مدة ثم انتقل إلى مكة فنزلها، وأقام بها. وله روايات منكرة عن الليث
ابن سعد، وأبى عوانة، وسليمان بن بلال، وشريك بن عبد الله، ومحمد بن سلمة،
وأبى المليح الرقي، وغيرهم. حدث عنه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، ومحمد بن
إسحاق الصغاني، ومحمد بن عبد الله المطين، وخلف بن عمرو العكبري، وجماعة
سواهم.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن معاوية النيسابوري، سكن بغداد، ثم سكن مكة، ومات
بها.
سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يقول: حدثنا يحيى الحماني، عن محمد
ابن معاوية النيسابوري بحديث عن أبي عوانة - وقد كانوا يتهمونه.
أخبرنا بذلك الحديث أبو بكر البرقاني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي، حدثنا الحضرمي - يعنى مطينا - حدثنا يحيى الحماني، حدثنا محمد
ابن معاوية النيسابوري، حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، قال: لا بأس
بالصرورة يحج عن من لم يحج. قال الحضرمي: فلقيت محمد بن معاوية بمكة فسألته
عنه فحدثنا به.
حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، حدثنا سليمان بن
أحمد الطبراني، حدثنا خلف بن عمرو العكبري، حدثنا محمد بن معاوية
النيسابوري، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن
36

عبد الله البزني، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أسلم على
يديه رجل وجبت له الجنة ".
قال سليمان: لم يروه عن الليث إلا محمد بن معاوية النيسابوري.
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال:
وجدت في كتاب أبى بخط يده: ذكر لأبي زكريا أن محمد بن معاوية النيسابوري
حدث عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع، عن أنس: أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:
" الرسل أمناء الله ". فقال أبو زكريا: هذا باطل وكذب، ما حدث محمد بن يزيد
عن إسماعيل بن سميع بشئ ولا سمع منه، ولا سمع إسماعيل بن رافع من أنس
شيئا، ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول، حدث
بحديث عقبة بن عامر " من أسلم على يديه رجل " عن ليث بن سعد وهو في كتابه،
وليس هذا بشئ، وزعم أنه سمع مع معلى، وإنما هو - زعموا - في كتاب معلى
عن رشدين بن سعد عن يزيد عن أبي الخير - مرسل -.
قلت: قد روى هذا الحديث: خالد بن عمرو، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي
حبيب، عن سعيد بن ميمون مولى علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
أسلم على يديه رجل - الحديث " وخالد بن عمرو ضعيف لا يحتج به، ويقال إن
الحديث لا أصل له من رواية يزيد بن أبي حبيب وإنما يروى عن خالد بن أبي عمران
- قوله.
حدثنا يشرى بن عبد الله، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - وجرى ذكر محمد
ابن معاوية الذي كان بمكة - فقال: رأيت أحاديثه موضوعة.
فذكر منها عن أبي المليح، عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: " إن الملائكة
صلت على آدم فكبرت عليه أربعا " فاستعظمه أبو عبد الله. وقال أبو المليح أصح
حديثا، وأتقى لله من أن يروى مثل هذا.
37

وأنكر أيضا عليه حديث ليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن
أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " بدأ الاسلام غريبا " وقال: هذا أيضا من حديثه؟ قلت لأبي
عبد الله: روى عن أبي عوانة، عن السدي، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم: احتجم
وهو صائم، فأنكر هذا ثم قال: السدي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم؟
قلت: نعم! فعجب. قلت لأبي عبد الله: وروى عنه أبى الأحوص، عن أبي إسحاق،
عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم " بدأ الاسلام غريبا "؟ فتبسم كالمتعجب،
ثم قال: إنما هذا زعموا أن حفصا رواه عن الأعمش عن أبي إسحاق. وأرى الأعمش
أخطأ فيه، وأبو الأحوص إنما هو كتاب عن أبي إسحاق. من أين يحتمل مثل هذا؟.
قال أبو عبد الله: ورأيت من حديثه: عن المخرمي، عن عثمان بن محمد، عن
المقبري، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى على جنازة فكبر أربعا وسلم تسليمة.
قال أبو عبد الله: وهذا عندي موضوع. قيل لأبي عبد الله: وروى عن ليث، عن
يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من أسلم على يديه رجل " وقال هذا
أيضا.
قيل لأبي عبد الله: وروى عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الخضر. فعجب من هذا أيضا.
حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان، حدثنا سلمة - يعني ابن شبيب - قال: سألت أحمد بن حنبل،
عن محمد بن معاوية النيسابوري فقال: نعم الرجل يحيى بن يحيى.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، وعلي بن محمد بن الحسن المالكي قالا: حدثنا عبد
الله بن عثمان الصفار، حدثنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن
المديني قال: سئل أبى عن محمد بن معاوية النيسابوري المكي فضعفه.
أنبأنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سألت يحيى بن معين، عن محمد بن معاوية النيسابوري فقال: ليس بثقة.
38

حدثنا القاضي أبو عبد الله الصيرمي، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن محمد بن معاوية
النيسابوري فقال: كذاب.
حدثنا ابن الفضل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد الواسطي
قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ومحمد بن معاوية النيسابوري فيه ضعف، وهو
صدوق، وقد روى عنه الناس.
وأنبأنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا ابن فارس، حدثنا البخاري قال:
محمد بن معاوية أبو علي النيسابوري، سكن بغداد، ثم سكن مكة فمات بها،
وروى أحاديث لا يتابع عليها.
أنبأنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: حدثنا
مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو علي محمد بن معاوية
النيسابوري، سكن مكة، متروك الحديث.
حدثنا محمد بن أبي على الأصبهاني، حدثنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
بالأهواز، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعنى أبا داود
سليمان بن الأشعث - عن محمد بن معاوية النيسابوري فقال: ليس بشئ، كتبت
عنه.
حدثنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب
النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن معاوية النيسابوري ليس بثقة، متروك الحديث.
وأخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: محمد بن معاوية النيسابوري سكن
مكة، ليس بمتقن في الحديث، تكلموا فيه.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: محمد بن
معاوية النيسابوري حدث عنه مطين وغيره؟ قال: كان بمكة يضع الحديث.
39

حدثنا ابن الفضل، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد
الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات محمد بن معاوية
النيسابوري بمكة.
1678 - محمد بن معاوية بن يزيد، أبو جعفر الأنماطي، يعرف بابن مالج:
سمع إبراهيم بن سعد الزهري، ومحمد بن سلمة الحراني، وداود بن الزبرقان،
وسفيان بن عيينة، وخلف بن خليفة، وكثير بن مروان الفلسطيني، وعبد الرحمن بن
مالك بن مغول، وأبا بكر بن عياش، روى عنه: عبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد
ابن جرير الطبري، وعبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية، ومحمد بن أحمد
ابن الحسن بن خراش، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل
المحاملي.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: محمد بن معاوية بن مالج الأنماطي البغدادي، سألت محمد بن عبد الله
الحضرمي عنه، فقال: لا تريده، كان واقفيا.
أخبرني محمد بن أبي الحسن، حدثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني، حدثنا عبد
الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: محمد بن
معاوية بن مالج، لا بأس به.
* * *
40

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه مقاتل
1679 - محمد بن مقاتل، أبو الحسن المروزي الكسائي:
نزل بغداد، وحدث به عن: عبد الله بن المبارك، وعباد بن العوام، ويحيى بن
عبد الملك بن أبي غنية، وخلف بن خليفة، ووكيع بن الجراح، وأبى عاصم النبيل.
روى عنه: أحمد بن حنبل; ومحمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، ومحمد بن
إسحاق الصغاني، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وغيرهم.
وانتقل بآخرة إلى مكة، فجاور بها حتى مات، وكان ثقة.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز،
حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا عبد الله بن المبارك،
حدثنا أبو بكر بن علي، عن الحجاج بن أرطأة، عن مكحول، عن ابن محيريز، عن فضالة
ابن عبيد قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم; أن تعلق يده في عنقه إذا قطعت - يعنى السارق.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: محمد بن مقاتل المروزي نزل بغداد.
حدثنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا ابن فارس، حدثنا البخاري قال:
محمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي مات سنة ست وعشرين ومائتين، في آخرها.
1680 - محمد بن مقاتل، أبو جعفر العباداني:
كان أحد الصالحين، مشهورا بحسن الطريقة، ومذهب السنة، ورد بغداد،
41

وحدث عن: حماد بن سلمة. روى عنه: عبد الصمد بن يزيد بن مردويه، ولم ينتشر عنه
كثير شئ من الحديث.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال
قال: قال أبو بكر المروزي: دخلت على محمد بن مقاتل لما قدم من عبادان، قال
رجل: زينت بلدنا بقدومك - أو قال بمجيئك - فتغير وجهه، وقال: لا تعد تقول
هذا، وأراه قال: هذا الذبح، وأشار بيده إلى حلقه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا محمد بن عمر بن غالب، حدثنا
موسى بن هارون قال: مات محمد بن مقاتل أبو جعفر العباداني بعبادان في أول يوم
من سنة ست وثلاثين - يعنى ومائتين - وكان أبيض الرأس واللحية، وآخر قدمة قدم
علينا سنة خمس وثلاثين، آخرها خرج فأظهر كلاما حسنا سمعه منه غير واحد من
أصحابنا يقول: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق، علموه أبناءكم وأبناءهم إن شاء
الله، وأظنه قال: ونساؤكم.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه مصعب
1681 - محمد بن مصعب بن صدقة; أبو عبد الله، وقيل: أبو الحسن
القرقساني:
سكن بغداد، وحدث بها عن: الأوزاعي، ومالك بن أنس، وحماد بن سلمة،
ومبارك بن فضالة، وأبى الأشهب، وأبى مالك النخعي. حدث عنه: أحمد بن حنبل،
ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبيد الله
المنادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس الدوري، ومحمد بن يوسف بن
الطباع، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وموسى بن الحسن النسائي وغيرهم.
42

حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال: محمد بن مصعب
القرقساني كان ببغداد.
أخبرني علي بن أحمد المؤدب، حدثنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن
خربان النهاوندي - بالبصرة - حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، حدثني
عبد الله بن أحمد الغزاء قال: حدثني سعيد بن رحمة. عن القرقساني قال: كنت آتي
الأوزاعي، فيحدث بثلاثين حديثا، فإذا تفرق الناس عرضتها عليه فلا أخطئ فيها،
فيقول الأوزاعي: ما أتاني أحفظ منك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه، حدثنا الحسين بن إدريس،
حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث
القرقساني - يعنى محمد بن مصعب - عن الأوزاعي مقارب، وأما غير حماد بن
سلمة ففيه تخليط. فقلت لأحمد: تحدث عنه؟ - أعني القرقساني - قال: نعم!.
قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن.. يوسف بن إبراهيم الجرجاني،
عن عبد الملك بن محمد، حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر الأطرابلسي
قال: كنا على باب محمد بن مصعب فأتاه يحيى بن معين ونحن حضور فقال له: يا
أبا الحسن أخرج إلينا كتابا من كتبك، فقال له: عليك بأفلح الصيدلاني. فقام
غضبان، فقال له: لا ارتفعت لك راية معي أبدا. قال له محمد بن مصعب: إن لم
ترتفع إلا بك فلا رفعها الله.
قال أبو علي أحمد بن محمد بن يزيد: وما رأينا له كتابا قط، وإنما كان يحدث
حفظا - يعنى محمد بن مصعب.
قلت: وكان كثير الغلط بتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح.
حدثنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا ابن فارس، حدثنا البخاري قال:
43

أبو عبد الله محمد بن مصعب القرقساني، كان يحيى بن معين يسئ الرأي
فيه.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: أخبرني عبد الله بن أحمد - قرأته عليه - قال: سألت يحيى بن معين عن
محمد بن مصعب القرقساني فقال: ليس بشئ. وقال: كان لي رفيقا، وكان
صاحب غزو، فحدثنا عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين أنه
كره بيع السلاح في الفتنة. فقلت أنا لمحمد بن مصعب: هذا تروونه عن أبي رجاء
[عن عمران بن حصين] قوله؟ قال: هكذا سمعته. ثم قال يحيى: لم يكن من
أصحاب الحديث.
وقال ابن سعيد أيضا: أخبرني عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي - وذكر محمد
ابن مصعب - فقال: لا بأس به، وحدثنا عنه بأحاديث.
قلت: أنكر يحيى على محمد بن مصعب حديث أبي رجاء إذ رواه عن عمران
ابن حصين قوله. وقد روى عن ابن مصعب مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذلك.
أنبأناه علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن علي بن الحسن العنبري، حدثنا أبو
القاسم أصبغ بن خالد بن يزيد بن عثمان القرقساني، حدثنا عثمان بن يحيى بن
عثمان أبو عمرو القرقساني، حدثنا محمد بن معصب، حدثنا أبو الأشهب، عن أبي
رجاء، عن عمران بن حصين قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع السلاح في الفتنة. رفع
إلى محمد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي
فنقلت منه.
ثم أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أنبأنا مكرم،
حدثني يزيد بن الهيثم أبو خالد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القرقساني مسلم
صاحب غزو، ليس يدري ما يحدث. قال القاضي: قلت لأبي خالد: تعني
بالقرقساني محمد بن مصعب؟ قال: نعم.
أخبرني علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد
44

قال: وجدت في كتاب جدي أبى عبد الله محمد بن عبيد الله الزهري، عن يحيى ابن
معين قال: محمد بن مصعب لا شئ.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي. قال: سألت يحيى بن معين عن
محمد بن مصعب القرقساني فقال: ليس بشئ.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، حدثنا أبو مسلم بن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: وسألت أبا علي صالح بن محمد البغدادي: عن حديث محمد
ابن مصعب عن الأوزاعي [عن أبي] سلمة، عن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم [مسح]
على العمامة. فقلت: صحيح؟ فقال: يحتاج أن يكون بين أبى سلمة وعمرو; جعفر
ابن عمرو، أبو سلمة لم يسمع من عمرو، ومحمد بن مصعب ضعيف في
الأوزاعي.
حدثنا محمد بن علي الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله، حدثنا عبد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الحسن محمد بن مصعب
القرقساني ضعيف.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن محمد بن داود الكرخي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمد
ابن مصعب القرقساني منكر الحديث.
حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، حدثنا أبي، حدثنا عثمان بن محمد
السمرقندي، حدثنا أبو أمية الطرسوسي، وأنبأنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن
قانع قالا: سنة ثمان وثمانين ومائتين مات القرقساني.
45

1682 - محمد بن مصعب، أبو جعفر الدعاء:
كان أحد العباد المذكورين، والقراء المعروفين، أثنى عليه أحمد بن حنبل ووصفه
بالسنة. وقد حدث عن الربيع بن بدر، وعبد الله بن المبارك. روى عنه جعفر بن
أحمد بن سام، وأبو الحسن بن العطار، ومحمد بن نصر الصائغ وغيرهم.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
جعفر بن أحمد بن سام حدثنا محمد بن مصعب الدعاء، قال سمعت الربيع بن بدر
ذكر عن سيار عن أبي العالية: أن ابن عباس كان يعلمنا الركوع كما علمهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم يقوم فيركع لنا فيستوى راكعا، لو قطرت بين كتفيه قطرة ما تقدمت ولا
تأخرت.
حدثني الأزهري حدثنا علي بن عمر الحافظ حدثنا ابن مخلد حدثنا محمد بن
محمد بن عمر بن الحكم أبو الحسن بن العطار قال: سمعت محمد بن مصعب العابد
يقول: من زعم أنك لا تكلم ولا ترى في الآخرة، فهو كافر بوجهك لا يعرفك،
أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداؤك الزنادقة.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي ذكر محمد بن مصعب الدعاء
فقال: كان رجلا صالحا، فكان يقص ويدعو قائما في المسجد ثم قال: ربما كان ابن
علية يجلس إليه في المسجد الجامع يسمع دعاءه. قال أبى: جاءني فكتب عنى
أحاديث، وجلس في مجلسك هذا في الصفة، ثم قال في بعض ما يقول: رب أخبئني
تحت عرشك.
حدثنا إبراهيم بن مخلد - فيما أذن أن نرويه عنه - حدثنا أحمد بن كامل
القاضي حدثني محمد بن نصر بن منصور الصائغ قال: سمعت محمد بن مصعب
العابد - وكان مجاب الدعوة، وما رأيت أحدا أحسن تلاوة لكتاب الله منه - يقول:
سمعت ابن المبارك يذكر عن الأوزاعي عن بلال بن سعد. قال: لا تنظر إلى صغر
المعصية، ولكن انظر من عصيت! قال أبو جعفر الصائغ: كان المأمون قد أمر بمحمد
ابن مصعب إلى الحبس، فقال - وقد ذهب به إلى الحبس - ورفع رأسه إلى
46

السماء: أقسمت عليك أن حبستني عندهم الليلة. فاخرج في جوف الليل، فصلى
الغداة في منزله.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال سمعت
حسين بن فهم يقول - وذكر محمد بن مصعب العابد - فقال: استسقى ماء،
فحطت برادة سمع صوتها، فشهق وصاح وقال: يا محمد بن مصعب من أين لك في
النار برادة؟ قال ثم رفع صوته فقرأ: * (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) * الآية.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن معروف الخشاب. قال
حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: محمد بن مصعب يكنى أبا
جعفر، وكان قارئا لكتاب الله. وقد سمع الحديث، وجالس الناس، وكان ثقة إن
شاء الله.
مات ببغداد في ذي القعد سنة ثمان وعشرين ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه ميسر
1683 - محمد بن ميسر، أبو سعد الجعفي الصاغاني:
سكن بغداد، وحدث بها، وهو محمد بن أبي زكريا، وكان أعمى.
كذلك حدثنا أبو بكر البرقاني، أخبرني عبيد الله بن أبي سمرة قال: أبو سعد
الصاغاني محمد بن ميسر الجعفي البلخي، وهو محمد بن أبي زكريا، وكان ضريرا.
47

سمع هشام بن عروة، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان،
وموسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وأبى طهمان، والنعمان بن ثابت،
وشريكا، والحسن بن عمارة، وأبا جعفر الرازي، ومسعر بن كدام. وروى عنه: أحمد
ابن منيع بن عبد الرحمن، وأبو كريب، ومصرف بن عمرو، ويحيى بن موسى خت،
وأبو بكر المقدمي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن يعقوب. هذا كله عن البرقاني عن
ابن أبي سمرة.
أخبرني أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي بدرزيجان، حدثنا أحمد بن أبي
طالب الكاتب، حدثنا محمد بن جرير الطبري، حدثني أحمد بن منيع المروزي،
حدثنا أبو سعد الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي
العالية، عن أبي بن كعب قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: أنسب لنا ربك! فأنزل الله
تعالى: * (قل هو الله أحد الله) * قال: " الصمد الذي * (لم يلد ولم يولد) * لأنه
ليس شئ يولد إلا وسيموت، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث * (ولم يكن له كفوا
أحد) * لم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شئ ".
رواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر
في إسناده أبيا، ولا أبا العالية.
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، حدثنا محمد بن حميد، أنبأنا ابن حبان قال:
وجدت في كتاب أبى بخط يده: قال أبو زكريا: قد رأيت أبا سعد الأعمى الصاغاني
صاحب ابن أبي رواد، كان ههنا، ليس هو بشئ.
وقال في موضع آخر: أبو سعد الصاغاني جهمي خبيث، عدو الله، قد كتبت عنه
حديثا كثيرا.
حدثنا يوسف بن رباح البصري، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
بمصر، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: أبو
سعد الصاغاني ضعيف.
حدثنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد،
48

حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني
كان مكفوفا، وكان جهميا، وليس هو بشئ، كان شيطانا من
الشياطين.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه
الهروي، حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: قلت
لأحمد بن حنبل: أبو سعد محمد بن ميسر؟ قال: السيناني هو صدوق. قال: ولكن
كان مرجئا. قلت: كتبت عنه؟ قال: نعم.
حدثنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني فيه اضطراب.
وأنبأنا ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان
قال: باب من يرغب عن الرواية عنهم; وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم; منهم أبو
سعد الصاغاني.
حدثنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة - يعنى الرازي - أبو
سعد الصاغاني؟ قال: كان مرجئا، ولم يكن يكذب.
وأنبأنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني متروك
الحديث.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: أبو
سعد الصاغاني ضعيف.
49

1684 - محمد بن ميسر، من أهل المدائن:
حدثنا محمد بن علي المقرئ، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن ميسر بن عبد العزيز المدائني بياع السرطي سمع أباه
وغيره. لم يزد أبو العباس على هذا القدر.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه المغيرة
1685 - محمد بن المغيرة، أبو جعفر المقرئ، يعرف بالميت:
سمع معتمر بن سليمان التيمي. روى عنه الحسن بن سلام السواق.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا الحسن بن
سلام السواق حدثنا محمد بن المغيرة أبو جعفر الميت حدثنا معتمر حدثنا كهمس عن
عبد الله بن مسلم بن يسار عن حكيم بن عقال قال: سمعت عثمان بن عفان يقرا
هذا الحرف: * (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين) * [الكهف 25].
أنبأنا محمد بن عمر بن محمد البخلي قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: محمد بن المغيرة أبو جعفر الميت المقرئ بغدادي.
1686 - محمد بن المغيرة بن شعيب، الدقاق:
حدث عن عفان بن مسلم. روى عنه ابنه عبد الرحمن.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن سالم حدثنا عبد الرحمن بن
محمد بن المغيرة حدثنا أبي قال حدثنا عفان عن حماد بن سلمة قال: قال حماد بن
أبي سليمان: من أمن أن يثقل ثقل.
* * *
50

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه المثنى
1687 - محمد بن المثنى بن قيس بن دينار، أبو موسى العنزي الزمن:
من أهل البصرة، سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سليمان،
ويزيد بن زريع، وعبد الوهاب الثقفي، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد القطان،
وعبد الرحمن بن مهدي، وغندرا، ووكيعا، وأبا معاوية. روى عنه محمد بن يحيى
الذهلي، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن
الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو داود السجستاني، وأبو عبد الرحمن
النسائي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد،
والحسين بن إسماعيل المحاملي، وغيرهم.
وكان ثقة ثبتا، احتج سائر الأئمة بحديثه، وقدم بغداد فحدث بها مدة، ثم رجع
إلى البصرة فمات بها.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى،
حدثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى
مكة دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها.
رواه البخاري، ومسلم في صحيحهما عن أبي موسى.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا سيار يقول: سمعت
بندارا يقول: ولدت أنا وأبو موسى في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة.
51

حدثنا الأزهري، أنبأنا محمد بن العباس، حدثنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثني سليمان بن حرب قال: مات حماد بن
سلمة سنة سبع وستين - يعنى ومائة.
حدثت عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن عبد الله بن
محمد بن يونس السمناني يقول: كان أهل البصرة يقدمون أبا موسى على بندار،
وكان الغرباء يقدمون بندارا على أبى موسى.
أخبرنا أبو الوليد الدربندي، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
ببخارى، حدثنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول: سأل
رجل أبا موسى محمد بن المثنى: عمن آخذ العلم؟ فقال: عني. ثم سأله: عمن آخذ
العلم؟ فقال عني. حتى سأله مرارا، يجيبه ابن المثنى كذلك، حتى سأله بآخرة فقال: إن
كان من أحد فعشرة أحاديث من هذا الحائك - يعنى به بندارا.
أنبأنا البرقاني، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، حدثنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، قال: سئل محمد بن علي النيسابوري، عن أبي موسى
الزمن فقال: حجة.
قال الشيخ أبو بكر: [رأيت] في أصل كتاب البرقاني: ويسبق على وهمي أنه
محمد بن يحيى النيسابوري وقع فيه تصحيف.
وقد حدثنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا دعلج بن أحمد قال: سمعت الشيخ الصالح
أبا سعد الهروي يحيى بن أبي نصر قال: سألت محمد بن يحيى النيسابوري، عن أبي
موسى محمد بن المثنى فقال: حجة.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، حدثنا أبو مسلم بن مهران الحافظ، حدثنا عبد
المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أبي موسى الزمن
فقال: صدوق اللهجة، وكان في عقلة شئ، وكنت أقدمه على بندار.
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي، قال: سمعت
52

أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعت أبا علي صالح بن محمد
يقول: كان شيخ بالبصرة يقال له أبو موسى الزمن في عقله شئ، فكان يقول: حدثنا
عبد الوهاب - أعني ابن عبد المجيد - حدثنا أيوب - يعني السختياني - فدخل يوما
أبو زرعة فسأله عن حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على ثلاثة أحرف ".
فقال: حدثنا حجاج، فقلت: - يعني ابن المنهال - فقال أبو زرعة: إيش تعذب
المسكين؟ فقلت له: ترى الآن عجبا؟ فقال: نعم، حدثنا حجاج - فقلت يعني ابن
المنهال؟ فقال نعم، عن حماد - فقلت يعني ابن سلمة؟ فقال: نعم، عن قتادة - فقلت
يعني ابن دعامة؟ فقال: نعم، عن الحسن - فقلت يعني ابن يسار؟ فقال: نعم، عن
سمرة - فقلت يعني ابن جندب؟ فقال: نعم. قلت: كان صالح معروفا بالمجون، وأما
أبو موسى فكان صدوقا ورعا عاقلا فاضلا.
حدثنا البرقاني، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي. عن أبيه.
ثم حدثني الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم - وكتب
لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: محمد بن المثنى الزمن وكنيته: أبو موسى لا
بأس به.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: سمعت عبد الرحمن بن يوسف - يعني ابن خراش - يقول: حدثنا محمد بن
المثنى - وكان من الأثبات.
حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان، حدثنا أبو بكر بن المقرئ
قال: سمعت أبا عروبة يقول: ما رأيت بالبصرة أثبت من أبي موسى ويحيى بن
حكيم.
حدثنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس قال: قال لنا إبراهيم بن محمد
الكندي: ومات أبو موسى محمد بن المثنى في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين
ومائتين.
53

1688 - محمد بن المثنى بن زياد، أبو جعفر السمسار:
كان أحد الصالحين، صحب بشر بن الحارث وحفظ عنه. وحدث عن: نوح بن
يزيد، وعفان بن مسلم، وغيرهم. روى عنه: جعفر بن محمد الصندلي، ومحمد بن
مخلد الدوري.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم. كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون الصلت
الأهوازي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا محمد بن المثنى بن زياد حدثنا عفان
ابن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري، قال سأل داود النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فقال:
أي الليل أفضل يا جبريل؟ قال: لا أدرى، إلا أنى أعلم أن العرش يهتز من السحر.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن مخلد
العطار. قال: مات محمد بن المثنى صاحب بشر بن الحارث سنة ستين [ومائتين].
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه محرز
1689 - محمد بن محرز، التميمي، جار أحمد بن حنبل:
حدث عن عيسى بن يزيد بن داب، روى عنه عبد الله بن أحمد.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني بمكة
حدثنا محمد بن عمرو العقيلي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن
محرز التميمي حدثنا عيسى بن يزيد عن ابن أبي ذئب عن يزيد بن رومان عن عروة
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب من الليل، فلا يمس ماء حتى
يصبح.
حدثنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي. قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن محرز التميمي جار أحمد بن حنبل سمع عيسى بن يزيد بن داب، سمع منه
عبد الله بن أحمد.
54

1690 - محمد بن محرز بن مساور، أبو الحسن الفقيه الأدمي:
سمع محمد بن الفضل الوصفي، ومحمد بن عبيد الله بن مرزوق الخلال، وأبا
حصين محمد بن الحسين الوادعي، والحسين بن علي المعمري، ومحمد بن عبد الله
الحضرمي الكوفي. حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي، وأبو علي بن شاذان.
قال محمد بن أبي الفوارس: كان محمد بن محرز الأدمي شيخا ثقة، وقد رأيته
وكتبت من حديثه بخطى، ولم يقدر لي سماعه.
وتوفى يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين
وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه مزيد
1691 - محمد بن مزيد بن أبي رجاء، أبو جعفر القرشي; مولى بني هاشم:
حدث عن عبد الله بن داود الخريبي، وأبى داود الطيالسي. روى عنه أبو بكر بن
أبي الدنيا ومحمد بن عبد الله الحضرمي. روى عنه - أيضا - إسحاق بن إبراهيم بن
سنين الختلي مقطعات من شعر أبى العتاهية وغيره.
أخبرني علي بن أحمد بن محمد الرزاز حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن
حماد القاضي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا محمد بن أبي
رجاء البغدادي حدثنا عبد الله بن داود عن المغيرة والأعمش عن مجاهد عن ابن
عمر. قال: صلاة الليل مثنى مثنى والتسليم. موقوف.
1692 - محمد بن مزيد بن محمود بن منصور بن راشد بن نعشرة، أبو بكر
الخزاعي المعروف بابن أبى الأزهر:
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن سليمان لوين، وأبى كريب
محمد بن العلاء، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، والزبير بن بكار، ومحمد بن
55

يزيد المبرد. وروى عنه حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه كتاب " الأغاني " روى عنه
أبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني. قال: محمد بن مزيد المعروف بابن أبى
الأزهر النحوي البوسنجي، روى عن حماد بن إسحاق كتاب الأغاني، وروى عن
ابن كريب، وحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، والزبير بن بكار، وله شعر كثير،
وكان ضعيفا فيما يرويه. كتبنا عنه أحاديث منكرة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف سمعت الحسن بن
علي بن عمرو البصري يقول: محمد بن مزيد بن أبي الأزهر ليس بالمرضي.
بلغني عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: حدثني أبو الفتح عبيد
الله بن أحمد النحوي. قال: كذاب أصحاب الحديث; ابن أبي الأزهر فيما ادعاه
من السماع عن أبي كريب وسفيان بن وكيع وغيرهما. فمن حديثه:
ما أخبرنيه أبو القاسم الأزهري حدثنا يوسف بن عمر القواس والمعافي بن زكريا
الجريري. قالوا: حدثنا ابن أبي الأزهر. وأنبأنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا أحمد
ابن إبراهيم حدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال
حدثنا إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو أويس حدثنا محمد بن المنكدر حدثنا جابر.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبي بعدي، ولو كان لكنته ".
قوله " ولو كان لكنته " زيادة لا نعلم رواها إلا ابن أبي الأزهر.
والصواب. ما حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت حدثنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا إسماعيل بن
صبيح اليشكري حدثنا أبو أويس - بإسناده - نحوه. ولم يذكر الزيادة.
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني.
قالا: حدثنا المعافي بن زكريا حدثنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر البوسنجي حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن
عباس. قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن
اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة. قال: فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
56

" لعنت " أو قال " خزيت " - شك إسحاق - قال فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا
رسول الله؟ قال: " أوما تعرفه يا علي؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " هذا إبليس "
فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه. وقال: يا رسول الله أقتله؟
قال: " أوما علمت أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم؟ " قال فتركه من يده، فوقف ناحية
ثم قال: مالي ولك يا ابن أبي طالب! والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه.
اقرأ ما قاله الله تعالى * (وشاركهم في الأموال والأولاد) * قال ابن عباس: ثم حدثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " لقد عرض لي في الصلاة فأخذت بحلقه فخنقته فإني لأجد برد
لسانه على ظهر كفي، ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطا بالسارية تنظرون
إليه ".
إسناد هذا الحديث حسن، ورجاله كلهم ثقات إلا ابن أبي الأزهر، والقصة الأولى
منكرة جدا من هذا الطريق، وإنما نحفظها بإسناد آخر واه.
أنبأناه علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار حدثنا إسحاق بن محمد النخعي حدثنا أحمد
بن عبد الله الغداني حدثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن أبي وائل عن
عبد الله. قال قال علي بن أبي طالب: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا وهو مقبل على
شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي يلعنه رسول الله؟ قال:
هذا الشيطان الرجيم. فقلت: والله يا عدو الله لأقتلنك. ولأريحن الأمة منك. قال: ما
هذا جزائي منك! قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط
إلا شاركت أباه في رحم أمه.
وهكذا رواه القاضي أبو الحسين بن الأشناني عن إسحاق بن محمد النخعي وهو
إسحاق الأحمر، وكان من الغلاة، واليه تنسب الطائفة المعروفة بالإسحاقية، وهي ممن
يعتقد في علي الآلهية، وأحسب القصة المذكورة في الحديث الأول سرقت من ههنا
وركبت على ذلك الإسناد. والله أعلم.
أخبرني الأزهري حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا محمد بن مزيد بن أبي
الأزهر حدثنا علي بن مسلم الطوسي قال حدثنا سعيد بن عامر عن قابوس بن أبي
ظبيان عن أبيه عن جده عن جابر بن عبد الله قال: وأنبأنا مرة أخرى عن أبيه عن
57

جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفحج بين فخذي الحسين ويقبل زبيبته ويقول:
" لعن الله قاتلك " قال جابر: فقلت: يا رسول الله ومن قاتله؟ قال: " رجل من أمتي
يبغض عترتي لا يناله شفاعتي، كأني بنفسه بين أطباق النيران يرسب تارة ويطفو
أخرى، وإن جوفه ليقول عق عق ".
وهذا الحديث أيضا موضوع إسنادا ومتنا، ولا أبعد أن يكون ابن أبي الأزهر
وضعه ورواه عن قابوس عن أبيه عن جده عن جابر، ثم عرف استحالة هذه الرواية
فرواه بعد ونقص عنه عن جده، وذلك أن أبا ظبيان [رأى] سلمان الفارسي وسمع
منه وسمع من [علي بن] أبي طالب أيضا. واسم أبي ظبيان حصين بن جندب
وجندب أبوه لا يعرف، أكان مسلما أو كافرا؟ فضلا عن أن يكون روى شيئا، ولكن
في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره. وهو استحالة
رواية سعيد بن عامر عن قابوس، وذلك أن سعيدا بصري وقابوسا كوفي ولم يجتمعا
قط، بل لم يدرك سعيد قابوسا! وكان قابوس قديما روى عنه سفيان الثوري وكبراء
الكوفيين، ومن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد. وليس لسعيد بن عامر رواية إلا
عن البصريين خاصة، والله أعلم.
حدثني الحسين بن علي الصيمري عن محمد بن عمران المرزباني. قال: توفى أبو
بكر محمد بن أبي الأزهر في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وكذبه
أصحاب الحديث. قال محمد بن عمران، أنا أقول: وكان كذابا قبيح الكذب ظاهره.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه مروان
1693 - محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن، مولى
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، يعرف بالسدي:
من أهل الكوفة. روى عن: محمد بن السائب الكلبي كتاب " التفسير "، وحدث
58

أيضا عن أبي حيان التيمي، وعبيد الله بن عمر العمري، وسليمان الأعمش، وجويبر
ابن سعيد. روى عنه: ابنه علي، ويوسف بن عدي، والعلاء بن عمرو، وأبو إبراهيم
الترجماني، وأبو عمر الدوري المقرئ، والحسن بن عرفة العبدي، وغيرهم. وكان قد
قدم بغداد، وحدث بها.
حدثنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال:
حدثنا محمد بن يونس بن موسى، حدثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي، حدثنا
محمد بن مروان - سمعت منه ببغداد - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي
نائيا وكل بها ملك يبلغني، وكفى بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدا، أو
شفيعا ".
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد
ابن عمرو بن موسى العقيلي، حدثنا إسماعيل بن نميل الخلال، حدثنا العلاء بن عمر.
وحدثنا محمد بن مروان عن الأعمش بنحوه.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال: سألت ابن نمير عن حديث العلاء بن
عمرو، عن محمد بن مروان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم: " من صلى علي عند قبري " فقال دع ذا، محمد بن مروان ليس بشئ.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
59

جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: السدي
الصغير صاحب " التفسير " محمد بن مروان مولى الخطابيين ليس بثقة.
حدثنا ابن الفضل، حدثنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: ومحمد بن
مروان السدي مولى الخطابيين، ويقال له السدي الصغير - وهو ضعيف، غير
ثقة.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي يعلى حمزة ومحمد بن علي بن
هاشم المامطيري بها حدثكم محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري قال: محمد بن مروان الكوفي صاحب الكلبي لا يكتب حديثه
البتة.
حدثنا محمد بن علي المقرئ، حدثنا أبو مسلم بن مهران الحافظ، حدثنا عبد
المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا على صالح بن محمد عن محمد بن مروان
- الذي روى " التفسير " عن الكلبي - فقال: كان ضعيفا، وكان يضع الحديث أيضا،
وكان يقال محمد بن مروان الكلبي.
أنبأنا البرقاني، حدثنا محمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن مروان الكوفي يروى عن الكلبي، متروك
الحديث.
1694 - محمد بن مروان بن عمرو بن مروان بن عنبسة بن سعيد بن
العاص، أبو عمر الأموي:
حدث عن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن
القاسم الدهان حدثنا محمد بن مخلد حدثني أبو عمر محمد بن مروان بن عمرو -
من ولد سعيد بن العاص - حدثنا أبو حاتم السجستاني حدثنا الأصمعي. قال كان
لأبي عمرو بن العلاء وظيفة في كل يوم: ريحان بفلس، وكوز جديد بفلس.
60

قرأت في كتاب ابن مخلد: بخطه سنة أربع وتسعين ومائتين، فيها مات أبو عمر
محمد بن مروان الأموي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه ماهان
1695 - محمد بن ماهان، أبو عبد الله السمسار يلقب زنبقة:
حدث عن شبابة بن سوار. روى عنه محمد بن مخلد.
وذكره الدارقطني فقال، ثقة.
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا علي بن عمر - لفظا - حدثنا محمد بن مخلد
حدثنا محمد بن ماهان حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف
قال: حدثني أبي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه نعلان مخصوفتان.
أخبرني الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن مخلد العطار
فيما قرأته عليه: مات محمد بن ماهان - زنبقة - سنة ثمان وخمسين ومائتين.
1696 - محمد بن ماهان السمسار، يلقب أيضا زنبقة:
حدث عن عبد الرحمن بن مهدي. روى عنه أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي.
حدثنا محمد بن الحسين القطان وهلال بن محمد الحفار والحسن بن أبي بكير
البزاز. قالوا: حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي حدثنا محمد بن ماهان زنبقة
قال نبأنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت عمرو
ابن أوس يحدث عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم، تطوعا غير فريضة، بنى الله له بيتا في الجنة ".
سألت أبا بكر البرقاني عن زنبقة شيخ ابن الأدمي فقال: ثقة.
وقد روى إسماعيل بن العباس الوراق وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني عن
محمد بن ماهان السمسار عن يزيد بن هارون، وأسود بن عامر شاذان، وسليمان بن
61

حرب، وأحمد بن حباب المصيصي. وحدث علي بن حماد الخشاب عن محمد بن
ماهان السمسار عن ابن مهدي وعلي بن عاصم، ويوسف بن يعقوب الضبعي، وعبيد
ابن إسحاق العطار. وحدث علي بن حماد أيضا، ويعقوب بن عبد الرحمن الجصاص
عن محمد بن ماهان عن عبد الرحمن بن مهدي.
ولست أعلم عن أي الرجلين روت هذه الجماعة عن شيخ ابن مخلد أو شيخ ابن
الأدمي؟ ويغلب على ظني أنهما رجل واحد، وأن ابن مخلد وهم في تاريخ موت
شيخه وأراد أن يقول سنة ثمان وستين فقال سنة ثمان وخمسين. فإن كان الأمر كذلك
فشيخ ابن الأدمي هو شيخ ابن مخلد والجماعة، لأن ابن الأدمي ولد في سنة خمس
وخمسين ومائتين فلا يجوز أن يسمع ممن مات في سنة ثمان وستين ومائتين. وإن كان
ابن مخلد لم يغلط في تاريخ وفاة شيخه بل حفظ ذلك وأتقنه فشيخه غير شيخ ابن
الأدمي وقد أشكل الأمر في روايات الجماعة الذين ذكرناهم عن أيهما هي، فالله
أعلم.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه معاذ
1697 - محمد بن معاذ الشعيري:
حدث عن عبيد الله بن عمر القواريري. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
حدثنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني. حدثنا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا محمد بن معاذ الشعيري حدثنا عبيد الله
ابن عمر القواريري حدثنا محمد بن ثابت العبدي عن عبد العزيز بن قرير عن عطاء
عن ابن عباس عن أسامة بن زيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ربا إلا في
النسيئة ".
قال سليمان: لم يروه عن عبد العزيز إلا محمد بن ثابت، تفرد به القواريري.
حدثنا أبو نصر بن أحمد علي بن عبدوس الأهوازي إجازة حدثنا أبو القاسم
الطبراني حدثنا محمد بن معاذ الشعيري البغدادي - مثله.
62

1698 - محمد بن معاذ بن عيسى بن ضرار بن أسلم بن عبد الله بن جبير
ابن أسد بن هاشم بن عبد مناف، الهاشمي:
من أهل هراة. قدم بغداد حاجا في سنة ثلاثمائة وحدث بها عن أحمد بن عبد الله
الجوباري. روى عنه محمد بن حميد المخرمي، وعمر بن نوح البجلي، ومحمد بن
الحسين اليقطيني.
حدثنا علي بن عبد العزيز الطاهري أنبأنا عمر بن نوح البجلي حدثنا محمد بن
معاذ بن عيسى الهروي - قدم حاجا - حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا وكيع عن
شعبة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله
من أبر؟ قال: " أمك " قال: قلت ثم من؟ قال. " أمك " ثلاث مرات ثم قال في الرابعة:
" ثم أباك ".
غريب من حديث شعبة عن بهز بن حكيم، لا أعلم رواه إلا أحمد بن عبد الله
الهروي المعروف بالجوباري عن وكيع، وكان الجوباري يضع الحديث.
* * *
ذكر الأسماء المفردة من هذا الحرف
1699 - محمد بن مطرف بن داود بن مطرف بن عبد الله بن سارية، يقال:
مولى عمر بن الخطاب، ويقال: الليثي، يكنى: أبا غسان:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمع محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وأبا حازم
مسلمة بن دينار، وسهل بن أبي صالح، والعلاء بن عبد الرحمن، وحسان بن عطية.
روى عن سفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن وهب،
وسعيد بن أبي مريم، ويزيد بن هارون، والحسن بن موسى الأشيب، والحسين بن
محمد المروزي، وعلي بن الجعد.
وكان أبو غسان قد انتقل إلى عسقلان فسكنها، وقدم بغداد في أيام المهدى،
وحدث بها.
63

حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، حدثنا أحمد بن محمد
ابن عبد الله القطان، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا أبو غسان
محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن
الأعمال بالخواتيم ".
قرأت في كتاب أبى الحسن بن الفرات بخطه: أخبرني أخي أبو القاسم عبد الله بن
العباس بن أحمد بن الفرات، حدثنا علي بن سراج الحرشي قال: أبو غسان محمد
ابن مطرف مولى بنى الديل نزل عسقلان، وكان من أهل وادي القرى، قدم على
المهدي بغداد، فسمع الناس منه ببغداد.
قرأت على ابن الفضل، عن دعلج بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار،
حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف
الليثي - وكان ثقة.
حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: وسألته - يعنى علي بن المديني - عن أبي غسان محمد
ابن مطرف، فقال: كان شيخا وسطا صالحا.
حدثنا بشرى بن عبد الله، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: أبو غسان
محمد بن مطرف المديني ثقة.
64

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، عن يحيى بن معين قال: أبو غسان
المديني شيخ ثبت ثقة.
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور -
قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان
ابن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: محمد بن مطرف ما حاله؟ فقال: أبو
غسان! ليس به بأس.
أخبرني محمد بن عبد الله الأنماطي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: أبو غسان ثقة.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: أبو غسان مديني ثقة.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود، عن محمد بن مطرف قلت:
ثقة؟ قال: ليس به بأس.
حدثنا محمد بن علي الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله، حدثنا عبد الكريم
ابن أبي قال: أبو غسان محمد بن مطر ف ليس به بأس.
1700 - محمد بن المسيب بن زهير، أبو عبد الله الضبي:
كان أحد صحابة بنى العباس وولى الشرطة للرشيد والأمين، ومات ببغداد.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري من شيراز
يذكر أن أحمد بن حمدان بن الحضر حدثهم قال حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال
حدثني أبو حسان الزيادي. قال: وفى هذه السنة - يعني سنة ست وتسعين
65

ومائة - مات محمد بن المسيب بن زهير الضبي وكان قد ولى الشرطة للرشيد،
وولى شرطة محمد المخلوع، ومات وهو ابن ست وستين سنة، ويكنى أبا عبد الله.
1701 - محمد بن مجيب، الثقفي الصائغ الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن جعفر بن محمد بن علي، وليث بن أبي سليم،
وغيرهما. روى عنه محمد بن عبد الله الرزي، وجمهور بن منصور، وعبد الرحمن بن
نافع درخت، وأبو بكر بن عفان الصوفي، وعيسى بن مسلم الأحمر، ومحمد بن
إسحاق البلخي، ومحمود بن خداش.
قال ابن أبي حاتم سألت أبى عنه. فقال: شيخ بغدادي ذاهب الحديث.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن
إبراهيم الدقاق الكوفي حدثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي حدثنا عبد الرحمن
ابن نافع أبو زياد درخت.
وأنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل - واللفظ له - حدثنا دعلج بن أحمد
حدثنا أحمد بن موسى الحمار الكوفي حدثنا محمد بن عبد الله الرزي البغدادي.
قالا: حدثنا محمد بن مجيب عن وهب المكي عن عطاء عن ابن عباس. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أيدني بأربعة وزراء " قلنا: من هؤلاء الأربعة الوزراء يا رسول
الله؟ قال: " اثنين من أهل السماء، واثنين من أهل الأرض " قلنا: من هؤلاء الاثنين من
أهل السماء؟ قال: " جبريل وميكائيل " قلنا: من هؤلاء الاثنين من أهل الأرض، أو من
أهل الدنيا؟ قال: " أبو بكر وعمر ".
تفرد بروايته محمد بن مجيب عن وهيب عن عطاء، أخبرنا محمد بن عبد الواحد
حدثنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا عباس بن محمد قال:
66

سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن مجيب كان جار عباد بن العوام، وكان كذابا
عدوا لله.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد. قال:
محمد بن مجيب الصائغ الكوفي منكر الحديث سكن بغداد.
1702 - محمد بن المستنير، أبو علي البصري المعروف بقطرب:
أحد العلماء بالنحو واللغة، أخذ عن سيبويه، وعن جماعة من علماء البصريين،
ويقال إن سيبويه لقبه قطربا لمباكرته إياه في الأسحار، قال له يوما: ما أنت إلا قطرب
ليل. والقطرب دويبة تدب ولا تفتر. نزل قطرب بغداد وسمع منه بها أشياء من
تصانيفه، وروى عنه محمد بن الجهم السمري، وكان موثقا فيما يحكيه، وبلغني أنه
مات في سنة ست ومائتين.
1703 - محمد بن مسعر، أبو سفيان التميمي البصري:
سمع داود بن عبد الرحمن العطار، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض. وكان
جالس ابن عيينة كثيرا وحفظ كلامه، وكان ابن عيينة يكرمه ويقدمه. روى عنه
المفضل بن غسان الغلابي، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو العيناء محمد بن القاسم،
وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري - في
كتابه إلي - حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثنا محمد بن إبراهيم المدني حدثنا محمد بن
مسعر - قال أبو قلابة: وقد رأيته أنا وكان ابن عيينة يعظمه شديدا - قال حدثنا
داود العطار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها " قال فحدثت
به المنكدر بن محمد فقلت: أسمعت هذا من أبيك؟ قال: لا ولكن دخلت مع أبي
وأبى حازم على عمر بن عبد العزيز، فقال عمر لأبي: يا أبا بكر ما لي أراك كأنك
مهموم؟ قال فقال له أبو حازم: لدين علي. فقال له عمر: ففتح لك فيه الدعاء؟ قال:
نعم. قال فقد بارك الله لك فيه.
67

قال لنا أبو نعيم: أولاد مسعر بن كدام خمسة، وهم عبد الله، وكدام، ومحمد،
والقاسم، والوليد. وكان أبو نعيم يرى أن محمد بن مسعر هو ابن كدام وأخطأ في
ذلك، إنما محمد بن مسعر هذا تميمي، ومسعر بن كدام هلالي، ولا نعلم له ولدا اسمه
محمد.
أخبرنا الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو عبيد بن حربويه حدثنا
أبو علي الحسين بن بشير قال: سمعت محمد بن مسعر حدثنا أبو سفيان التميمي
ببغداد قال: سئل سفيان - يعني ابن عيينة - عن الهم أيؤخذ به صاحبه، قال: نعم إذا
كان عزما. ألم تسمع إلى قوله: * (.... وهموا بما لم ينالوا...) * الآية إلى قوله:
* (فإن يتوبوا يك خيرا لهم) * [التوبة 74] فجعل عليهم فيه التوبة. قال سفيان:
الهم يسود القلب
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ حدثنا أحمد بن محمد بن
يوسف حدثنا محمد بن جعفر المطيري حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي حدثنا
محمد بن مسعر - وكان من خيار خلق الله -.
1704 - محمد بن المنذر، البغدادي:
أظنه سكن أصبهان وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وبقية
ابن الوليد. روى عنه محمود بن أحمد بن الفرج الأصبهاني.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج حدثنا محمد بن المنذر البغدادي - سنة اثنتين
وثلاثين ومائتين - حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثتني جدتي أم عيينة أن حمالا كان
يحمل ورسا، فهوى قتل الحسين بن علي فصار ورسه دما.
وأنبأنا أبو نعيم حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج
حدثنا محمد بن المنذر البغدادي حدثنا بقية بن الوليد قال حدثنا سفيان بن عيينة عن
عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. قال: خطبنا عمر فقال: أيها الناس إن الله
جعل ما أخطأت أيديكم رحمة لفقرائكم فلا تعودوا فيه.
قال محمد سألت ابن عيينة عنه مرة فلم يعرفه، فقلت لبقية: يا أبا محمد ما
تفسيره؟ قال هذا الحصاد، ما أخطأ المنجل فلا تعد فيه ودعه للفقراء.
68

1705 - محمد بن مكرم، أبو جعفر الصفار:
سمع حاتما الأصم. روى عنه ابن أخيه محمد بن عمرو بن مكرم.
حدثني الأزهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو مزاحم الخاقاني حدثني أبو
بكر محمد بن عمرو بن مكرم الصفار قال سمعت حجاج بن الشاعر يقول: روى
عن ابن عيينة أنه ذكر رجلا فقال: كان يتقى الله ويستحي من الناس وكان والله
محمد بن مكرم عم هذا - وأشار إلى محمد بن عمرو بن مكرم - يتقى الله
ويستحي من الناس، وكان أستاذنا. ومات ابن مكرم سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
1706 - محمد بن مسكين بن نميلة، أبو الحسن اليمامي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: محمد بن القاسم الأسدي، ومحمد بن يوسف
الفريابي، ويحيى بن حسان التنيسي، وعبد الحميد بن ربيع اليماني. روى عنه: محمد
ابن إسماعيل البخاري في صحيحه، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، ومسلم بن
الحجاج، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة الحافظ، وعبد الله بن محمد
ابن ياسين، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني.
وكان ثقة. وذكر أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده
الأصبهاني أنه مات ببغداد.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد طاهر الدقاق، حدثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم حدثنا عبد الله بن ياسين، حدثنا محمد بن مسكين، حدثنا يحيى بن حسان،
حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد [بن العاص] قال: صبحت سعد
ابن أبي وقاص [قال] سليمان بن بلال كذا وكذا من سنة غير أنه قد أكثر
69

فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا.
حدثنا محمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
قرأت بخط أبى عمرو المستملي: سمعت البخاري يقول: حدثنا محمد بن مسكين
اليمامي ثقة مأمون.
1707 - محمد بن مسعود بن يوسف، أبو جعفر النيسابوري، نزيل
طرسوس، يعرف بابن العجمي:
قدم ببغداد، وحدث بها عن عبد الرزاق بن همام: روى عنه: يحيى بن محمد
ابن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وغيرهما، وكان ثقة.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، حدثني أبو عمر بن حيويه - لفظا - حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن مسعود بن يوسف الطرسوسي -
ويعرف بابن العجمي - ببغداد سنة سبع وأربعين ومائتين - فذكر عنه حديثا.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي بخط
يده: حدثنا أبو جعفر محمد بن مسعود العجمي الطرسوسي.
وأنبأنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني،
حدثنا عبد الله بن محمد بن وهيب العري، حدثنا محمد بن أبي السرى العسقلاني
قال: حدثنا عبد الرزاق. وفى حديث ابن أبي السري قال: حدثني النعمان بن أبي
شيبة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيغ، عن حذيفة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة، وفي جسمه ضعف، وإن
وليتموها عمر فقوي أمين، لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن وليتموها عليا فهاد مهتد،
يقيمكم على صراط مستقيم ".
70

وفي حديث ابن أبي السرى " فهاد مهتد يقيمكم على طريق مستقيم ".
قال الطبراني: روى هذا الحديث جماعة عن عبد الرزاق، عن الثوري نفسه
ووهموا، والصواب ما رواه ابن أبي السري، ومحمد بن مسعود العجمي، عن عبد
الرزاق عن النعمان بن أبي شيبة.
قلت: لم يختلف رواته عن عبد الرزاق أنه عن زيد بن يثيغ عن حذيفة.
ورواه أبو الصلت الهروي عن ابن نمير عن الثوري، عن شريك، عن أبي إسحاق
كذلك، ولم يذكر فيه بين الثوري، وأبي إسحاق شريكا غير أبى الصلت، عن ابن
نمير، ورواه إبراهيم بن هراسة، عن الثوري فقال: عن زيد بن يثيغ، عن علي، عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه يحيى بن يمان، عن الثوري فقال: عن زيد بن يثيغ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله.
قال لنا أبو بكر البرقاني: سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، وذكر
محمد بن مسعود العجمي، فقال: لا بأس به.
1708 - محمد بن مهاجر، أبو عبد الله القاضي، ويعرف بأخي حنيف:
حدث عن سفيان بن عيينة، وحماد بن خالد الخياط، ووكيع، وهشيم، وإسحاق
ابن يوسف الأزرق وزيد بن الحباب وغيرهم. روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة،
وإسحاق بن سلمة، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
حدثنا الحسن بن أبي طالب وعبيد الله بن أبي الفتح. قالا: حدثنا علي بن عمر أبو
الحسن الحافظ حدثنا الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافلائي - زاد عبيد الله
من أصله - ثم اتفقا قال: حدثنا محمد بن المهاجر القاضي حدثنا سفيان بن عيينة
حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك، قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر
سنين ما بعثني في حاجة قط لم تهيأ إلا قال: " لو قضى أو قدر كان ".
قال عبيد الله قال أبو الحسن: تفرد به محمد بن مهاجر عن ابن عيينة ولم يتابع
عليه.
71

حدثنا أبو بكر البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي: حدثنا أبو الفضل
يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي حدثني صالح بن محمد الأسدي. قال محمد
ابن مهاجر أخو حنيف أكذب خلق الله، يحدث عن قوم ماتوا قبل أن يولد هو
بثلاثين سنة، وأعرفه بالكذب منذ خمسين سنة.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس
ابن سعيد. قال: محمد بن المهاجر البغدادي أخو حنيف ليس بشئ ضعيف ذاهب.
حدثنا أبو القاسم الأزهري حدثنا علي بن عمر الحافظ. قال: محمد بن مهاجر
الطالقاني القاضي أخو حنيف يحدث عن ابن عيينة، وأبى معاوية الضرير، وأبى
أسامة، وغندر وغيرهم; كان ضعيفا في الحديث. حدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم
محمد بن مخلد، وابن أبي الشيخ. والحسن بن إدريس، القافلاني، وغيرهم.
حدثنا البرقاني قال سمعت الدارقطني يقول: محمد بن مهاجر أخو حنيف
بغدادي متروك.
حدثنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع قال: توفى محمد بن مهاجر أخو
حنيف سنة أربع وستين ومائتين.
1709 - محمد بن المبارك الأنباري:
حدثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد البغدادي حدثنا محمد بن المبارك الأنباري
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة حدثنا مالك بن انس عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يغلق الرهن "
1710 - محمد بن معمر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عمران،
السامي:
حدث عن يحيى بن حفص الكوفي. روى عنه محمد بن مخلد.
72

حدثنا محمد بن طلحة بن علي الكتاني حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ
حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن معمر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن
عمران السامي حدثنا يحيى بن حفص بن أخي هلال الكوفي حدثنا يعلى بن عبيد
حدثنا مسعر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " من
شارك ذميا فتواضع له إذا كان يوم القيامة ضرب فيما بينهما واد من نار فقيل للمسلم
خض هذا الوادي إلى ذلك الجانب حتى تحاسب شريكك ". حديث منكر لم أكتبه
إلا بهذا الاسناد.
1711 - محمد بن منده بن أبي الهيثم، الأصبهاني:
سكن الري وقدم بغداد وحدث بها عن بكر بن بكار، وإبراهيم بن موسى الفرا،
ومحمد بن مهران الجمال، وغيرهم، روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار، وحمزة
ابن محمد الدهقان.
وذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم فقال: لم يكن عندي بصدوق. اخرج أولا عن
محمد بن بكير الحضرمي، فلما كتب عنه استحلى التحديث! ثم اخرج عن بكر بن
بكار، ولم يكن سنه سن من يلحقهما.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل حدثنا إسماعيل بن محمد
الصفار حدثنا محمد بن منده.
وأنبأنا ابن بشران أيضا وأخوه عبد الملك بن محمد. قالا: حدثنا حمزة بن محمد
ابن العباس حدثنا محمد بن منده بن أبي الهيثم الأصبهاني حدثنا بكر بن بكار حدثنا
أبو حرة عن الحسن بن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن الكلاب
أمة من الأمم لأمرت بقتلها ألا فاقتلوا كل أسود بهيم، ومن اتخذ كلبا ليس بكلب
زرع، أو ضرع، أو ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراط ".
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: محمد بن منده بن منصور الأصبهاني، حدث
بالري وببغداد عن حسين بن حفص، وبكر بن بكار. وضعفه بعض الناس بروايته عن
73

الحسين بن حفص عن شعبة ويونس بن أبي إسحاق، لأن الحسين لا تعرف له عنهما
رواية.
1712 - محمد بن المغلس، والد جعفر وأحمد:
حدث عن شعيب بن محرز البصري. روى عنه ابن ابنه عبد الله بن أحمد بن
محمد بن المغلس الفقيه.
1713 - محمد بن مسلمة بن الوليد بن عبد الملك، أبو جعفر الطيالسي
الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون، وأبى جابر محمد بن عبد الملك بن
مسمع، وأبى عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن سابق وغيرهم. روى عنه القاضي
المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأحمد بن عثمان بن الأدمي. ومحمد بن عمر
الرزاز، وأبو بكر الشافعي.
وفي حديثه مناكير بأسانيد واضحة، إلا أن الحاكم أبا عبد الله بن البيع ذكر أنه
سمع الدارقطني يقول: محمد بن مسلمة الواسطي لا بأس به.
حدثنا محمد بن عبد الله المعدل حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز حدثنا
محمد بن مسلمة الطيالسي - ببغداد في درب أبى خلف - حدثنا محمد بن سابق
حدثنا مالك بن مغول عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك. قال: عطس عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلان، فشمت أحدهما فقيل يا رسول شمت أحدهما ولم تشمت
الآخر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا حمد الله، وإن هذا لم يحمد الله ".
حدثني عبد العزيز بن علي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا حدثنا
أبو عثمان سعيد بن خولان التميمي حدثنا محمد بن مسلمة بن الوليد قال رأيت
موسى الطويل مولى أنس بن مالك بواسط سنة تسعين، أو إحدى وتسعين ومائة -
وكان أشخصه هارون الرشيد من المدينة ليسمع منه، فأشخص من المدينة على طريق
البصرة فلقيناه في القافلائيين بواسط على شط دجلة، فسألنا الرسول أن يخرجه إلينا
74

فأخرجه وهو رجل طويل خلاسي آدم، فسألناه عن سنه فذكر لنا أنه ابن مائة
سنة وأربعين سنة.
قال أبو جعفر محمد بن مسلمة: وكان لي في ذلك الوقت ثلاث عشرة أو أربع
عشرة سنة.
حدثنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني حدثنا أبو الطيب أحمد بن ثابت بن بقية
الواسطي حدثنا محمد بن مسلمة حدثنا موسى الطويل - بقرية حسان. قال: رأيت
عائشة أم المؤمنين بالبصري على جمل أورق في هودج أخضر.
وقال: حدثنا موسى الطويل حدثنا أنس بن مالك. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح على الجوربين عليهما النعلان.
وقال: حدثنا موسى الطويل حدثنا مولاي أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
" طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني; ومن رأى من رأى من رآني ".
قال أبو جعفر محمد بن مسلمة فأنا رأيت من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرني الأزهري من أصل كتابه حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم
الجرجاني الأبندوني وسمع معي منه هذا الحديث أبو الحسن الدارقطني - حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحربي حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون
عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد الخدري. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الأرض، فمن تعلق بغصن منها جره إلى
الجنة، والبخل شجرة في النار وأغصانها في الأرض، فمن تعلق بغصن منها جره إلى
النار ".
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد
البيع. قالا: حدثنا المعافي بن زكريا الجريري حدثنا محمد بن حمدان بن الصيدلاني
حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا خالد الحذاء عن أبي
قلابة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى فضل المرسلين على
75

المقربين، فلما بلغت السماء السابعة لقيني ملك من نور على سرير من نور فسلمت
عليه فرد علي السلام، فأوحى الله إليه يسلم عليك صفيي ونبيي فلم تقم إليه! وعزتي
وجلالي لتقومن فلا تقعد إلى يوم القيامة ".
هذا الحديث باطل موضوع، ورجاله كلهم ثقات.
رأيت هبة الله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة. وسمعت الحسن بن محمد
الخلال يقول: محمد بن مسلمة ضعيف جدا.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وتوفى محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي بواسط في جمادى
الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين كما أخبرنا بذلك.
1714 - محمد بن المطلب بن عبد الله بن مالك، أبو بكر الخزاعي:
سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويحيى بن أيوب العابد، وعلي بن قرين، وأحمد
ابن نصر الشهيد. روى عنه محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خلف بن
المرزبان، ومحمد بن خلف بن وكيع القاضي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وجعفر
الخلدي، وأبو بكر بن علون المقرئ أحاديث مستقيمة.
حدثنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي حدثنا جعفر
ابن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن المطلب الخزاعي - من خزاعة - حدثنا
علي بن قرين حدثنا علي بن غراب حدثنا هشيم عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي
صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه من صداع كان به وهو محرم.
1715 - محمد بن مالك بن داود، أبو بكر الشعيري:
سمع منصور بن أبي مزاحم، وبشر بن الوليد، ويحيى بن أيوب المقابري، والحكم
ابن موسى، والحسن بن حماد الحضرمي، وعبد الملك بن عبد ربه الطائي. روى عنه
عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني، وغيرهما.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا أبو بكر الإسماعيلي حدثنا أبو بكر محمد
76

ابن مالك الشعيري - بغدادي يحفظ - حدثنا هارون بن سفيان المستملي حدثنا
منصور بن عكرمة عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " لا
تسبوا الدهر; فإن الله هو الدهر ".
اتفق ابن قانع والإسماعيلي على أن هذا الشيخ محمد بن مالك روى عنه سليمان
ابن أحمد الطبراني فسماه محمد بن داود بن مالك.
وقد ذكرناه فيما تقدم من حرف الدال وذكره أبو العباس بن عقدة في تاريخه
الكبير فسماه محمد بن مالك بن داود. وذكره في تاريخ موت شيوخه فقال: محمد
ابن داود بن مالك، والله أعلم.
1716 - محمد بن المزرع بن يموت، أبو بكر العبدي المعروف بيموت:
من أهل البصرة. وهو ابن أخت الجاحظ، صاحب أخبار وحكايات، عن أبي
حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي، وغيرهم. قدم بغداد وحدث بها فروى عنه
الحسن بن أحمد السبيعي وسماه محمدا، وروى عنه جماعة غيره فسموه يموت. وقيل
أن أباه سماه يموت وتسمى هو محمدا، وأنا أعيد ذكره في حرف الياء، إن شاء الله.
حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير حدثنا أبو
محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي حدثنا أبو بكر محمد بن المزرع، يموت -
من حفظه - حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة
جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ".
1717 - محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو الطيب الفقيه الشافعي:
كان من كبار الفقهاء ومتقدميهم، ويقال: إنه درس على أبى العباس بن سريج
وصنف كتبا عدة.
77

وذكر لي هلال بن المحسن: أنه مات في المحرم من سنة ثمان وثلاثمائة.
1781 - محمد بن منير بن صغير، أبو بكر السامري:
سمع عبيد الله بن سعد الزهري، وعمر بن شبة، وشعيب بن أيوب، وإسحق بن
سيار النصيبي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وعمر بن عبد الله بن محمد
السامري، وعمر بن نوح البجلي، وكان ثقة.
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا عمر بن نوح البجلي حدثنا محمد بن منير بن
صغير حدثنا شعيب بن أيوب حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة.
قال لنا البرقاني في حديث آخر أنبأنا عمر بن نوح حدثنا محمد بن منير بن صغير
السامري وكان من الحفاظ. قال البرقاني: وأثنى عليه جدا.
1719 - محمد بن محفوظ، أبو جعفر المخرمي:
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا أبو عمر عثمان بن
محمد بن أبي عيسى المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ حدثنا أبو
جعفر محمد بن محفوظ المخرمي - في مجلس ابن عفير الأنصاري - حدثنا أحمد بن
محمد الهروي حدثنا إسحاق بن راهويه حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن نافع
عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما ولد أبو بكر الصديق أقبل الله تعالى على
جنة عدن، فقال: وعزتي وجلالي لا يدخلك إلا من يحب هذا المولود -
يعني أبا بكر - ".
باطل بهذا الإسناد وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
1720 - محمد بن مكي، أبو بكر الحربي:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن محمد بن مسلمة الواسطي. وقال: توفى في شهر
رمضان سنة عشرين وثلاثمائة.
78

1721 - محمد بن المعلى بن الحسن بن طالب بن عبد الله، أبو عبد الله
الشونيزي:
سمع محمد بن عبد الله المخرمي، والقاسم بن بشر بن معروف، ويعقوب بن
إبراهيم الدورقي، وطبقتهم. روى عنه أبو حفص بن الزيات، وعلي بن محمد بن
لؤلؤ، وأبو بكر بن شاذان، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهم.
حدثنا البرقاني سمعت أبا القاسم الأبندوني ذكر محمد بن المعلى البغدادي
فقال: لا بأس به.
حدثنا محمد بن علي بن الفتح حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا أبو عبد
الله محمد بن المعلى بن الحسن بن طالب الشونيزي الشيخ الثقة.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال: وجدت في كتاب أبى الفتح القواس. وأنبأنا
السمسار حدثني الصفار حدثنا ابن نانع. قالا: مات أبو عبد الله بن الشونيزي في
شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
1722 - محمد بن مخلد بن حفص، أبو عبد الله الدوري العطار:
سمع أبا السائب سلم بن جنادة، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والفضل بن
يعقوب الرخامي، وأبا حذافة السهمي، والزبير بن بكار، والعباس بن يزيد البحراني،
والفضل بن سهل الأعرج، وأبا يحيى محمد بن سعيد العطار، ومحمد بن إسماعيل
الحساني، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وعليا ومحمدا ابني أشكاب، ومحمد
ابن حسان الأزرق، ومحمد بن عثمان بن كرامة، والحسن بن عرفة، ومسلم بن
الحجاج، وخلقا كثيرا نحوهم. روى عنه أبو العباس بن عقدة، ومحمد بن
الحسين الآجري، وأبو بكر بن الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو
الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو عبيد الله المرزباني، ومن في طبقتهم
وبعدهم. وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي، وأبو الحسن بن الصلت الأهوازي
وغيرهما.
79

وكان أحد أهل الفهم. موثوقا به في العلم، متسع الرواية مشهورا بالديانة،
موصوفا بالأمانة، مذكورا بالعبادة.
حدثني محمد بن علي الصوري. قال: قال لي أبو الحسين بن جميع: ولد المحاملي
سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكان ابن مخلد أكبر منه بسنة. ومات بعده بسنة.
أنبأنا أبو القاسم الأزهري قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: قال لنا أبو
عبد الله بن مخلد: ولدت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن [الفرات] أن مولد بن مخلد كان
في سنة ثلاث وثلاثين [ومائتين] في السنة التي مات فيها يحيى بن معين.
وذكر غير ابن الفرات أنه ولد في شهر رمضان من هذه السنة.
حدثني الحسن بن أبي طالب أن محمد بن مخلد كان ينزل في الدور، قال: وهي
محلة في آخر بغداد بالجانب الشرقي في أعلى البلد، فقال له يوما بعض أصحاب الحديث:
لو زدتنا في القراءة فإن موضعك بعيد منا، ويشق علينا المجئ إليك في كل وقت. فقال
ابن مخلد: من هذا الموضع كنت أمضى إلى المحدثين فأسمع منهم. أو كما قال.
حدثنا محمد بن عبد العزيز البرذعي حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا أبو
عبد الله محمد بن مخلد العطار. قال: ماتت والدتي فأردت أن أدفنها في مقبرة درب
الريحان، فنزلت ألحدها أنا فانفرجت لي فرجة عن قبر يلزقها، فإذا رجل عليه أكفان
جدد على صدره طاقة ياسمين طرية، فأخذتها فشممتها فإذا هي أزكى من المسك
وشمها جماعة كانوا معي في الجنازة، ثم رددتها إلى موضعها وسددت الفرجة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار فقال: ثقة مأمون.
حدثني الحسين بن علي الصيمري عن محد بن عمران المرزباني قال حدثني عبد
الباقي بن قانع. وحدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قالا: مات محمد بن مخلد
العطار سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الآخرة.
قال ابن قانع: وله سبع وتسعون سنة. وقال ابن الفرات وقد استكمل سبعا
وتسعين سنة وثمانية أشهر وإحدى عشر يوما.
80

1723 - محمد بن معن بن هشام، أبو بكر الفارسي:
سمع محمد بن محمد بن حباب التمار البصري، وهشام بن علي السيرافي،
ومعاذ بن المثنى العنبري، وأبا حصين محمد بن الحسين الوادعي ونحوهم. روى عنه
أبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وعلي بن عمرو الحريري، وعبيد الله
ابن محمد بن أبي مسلم الفرضي، وعبد الله بن أحمد بن الصباح، وكان ثقة.
حدثت عن ابن الفرات. قال: توفى أبو بكر محمد بن معن بن هشام الفارسي، ينزل
دار كعب، في شعبان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ومولده سنة تسع وخمسين ومائتين.
1724 - محمد بن مزاحم بن القاسم، أبو بكر الدلال:
حدث عن محمد بن جرير الطبري. حدثنا عنه أحمد بن علي البادا.
حدثنا ابن البادا - إملاء - قال حدثني أبو بكر محمد بن مزاحم بن القاسم
الدلال - من حفظه، في سوق الصفارين بباب الطاق - حدثنا أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح حدثنا أزهر بن سعد السمان حدثنا
أبو عون قال: قال عمرو بن سعيد. قال أبو طالب: كنت مع ابن أخي صلى الله عليه وسلم بسوق
ذي المجاز، فعطشت فقال لي: " يا عم أعطشان أنت؟ " قلت نعم. فركل الأرض
برجله، فنبع الماء فقال: " اشرب يا عم " قال فشربت: فقال " أرويت يا عم؟ " قلت نعم.
1725 - محمد بن المؤمل بن الصفر. أبو بكر الوراق، المعروف بغلام
الأبهري:
أنباري الأصل. سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسى، وأحمد
ابن الحسين الحاكم المروزي، وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري.
كتبنا عنه وكان سماعه صحيحا وكان أميا لا يحسن يكتب، ورأينا له أصولا بخط
ابن إسماعيل الوراق وغيره.
حدثنا محمد بن المؤمل حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب حدثنا أبو مسلم
إبراهيم بن عبد الله الكشي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا سليمان
81

التيمي عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة
أيام، أو قال ثلاث ليال ".
سألت ابن المؤمل عن مولده فقال: ولدت أول يوم من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة
في مدينة المنصور.
ومات في يوم الثلاثاء السادس عشر من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
1726 - محمد بن المحسن بن قريش بن زيد بن قريش، أبو البركات
الزيات:
سمع أبا طاهر المخلص، والحسن بن القاسم الدباس، وابن الصلت المجبر. كتبت
عنه وكان صدوقا.
حدثنا محمد بن المحسن الزيات - في سوق أصحاب السقط - حدثنا محمد بن
عبد الرحمن بن العباس حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا عبد الجبار بن العلاء
حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن أبي إسحاق الشيباني عن القاسم بن عبد
الرحمن عن عبد الله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تضطروا الناس بأيمانهم إلى ما
لا يعلمون ".
سألت أبا البركات محمد بن المحسن عن مولده فقال: في سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة. ومات في العشر الأخير من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
* * *
حرف النون [من آباء المحمدين]
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه نصر
1727 - محمد بن نصر بن الحسين، المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك. روى عنه عبد الله بن أحمد بن
حنبل. وذكر أنه سمع منه في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
82

1728 - محمد بن أبي الحارث نصر بن حماد، الوراق:
حدث عن أبيه. روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبو طالب أحمد
ابن نصر الحافظ، فسمياه محمدا، وروى عنه غيرهما فسماه أحمد، وهو عندنا بذلك
أشهر، ونحن نذكره في باب أحمد بعد، إن شاء الله.
1729 - محمد بن نصر بن سليمان، أبو الأخوص الأثرم المخرمي:
سمع محمد بن الحجاج المصفر، وعلي بن الجعد، ويعقوب بن القاسم، وأبا بلال
الأشعري، وأبا حمة محمد بن يوسف الزيادي. روى عنه محمد بن مخلد، وعلي بن
محمد بن عبيد الحافظ وغيرهما، وكان ثقة.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ في سنة ثمان
وأربعمائة، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ إملاء في سنة ثمان
وعشرين وثلاثمائة - قال حدثني محمد بن نصر أبو الأحوص - في سنة سبعين
ومائتين - حدثنا يعقوب بن القاسم حدثنا عبد الرزاق عن المعتمر بن سليمان عن
القاسم بن الفضل الحداني عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن عثمان. قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - وقال له عمار وهو يعذب: هكذا الدهر أبدا - فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لآل ياسر، موعدكم الجنة ".
لا أعلم روى هذا الحديث هكذا عن القاسم بن الفضل غير معتمر بن سليمان
وعنه عبد الرزاق.
ورواه مسلم بن إبراهيم عن القاسم بن الفضل عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي
الجعد عن عثمان، وتابع مسلما أبو داود الطيالسي وعبد الله بن بكر السهمي فروياه
كذلك عن القاسم.
ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان، حدث به
عن الأعمش هكذا منصور بن أبي الأسود. وهذا القول يشد رواية مسلم بن إبراهيم
ومن تابعه.
وقيل أيضا عن الأعمش عن سالم من غير ذكر لعمرو بن مرة. وروى عن
الأعمش فيه قول آخر. والحديث في الأصل مضطرب، فالله أعلم.
83

قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ثلاث وسبعين ومائتين فيها مات أبو
الأحوص محمد بن نصر بن سليمان الأثرم في جمادى الآخرة.
1730 - محمد بن نصر بن منصور، العابد:
حدث عن سليمان بن حرب، وعبد الله بن عيسى الطفاوي، وبشر بن الحارث،
وأحمد بن حنبل. روى عنه أبو الفضل الشكلي.
حدثنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا
العباس بن يوسف الشكلي حدثني محمد بن نصر قال سمعت بشر بن الحارث وقد
سمع رجلا يضحك ويقهقه - فقال له: ويلك، اتق، لا تموت على هذا. وقال محمد
ابن نصر: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كل شئ من الخير بادر فيه. قال
وشاورته في الخروج إلى الثغر فقال لي: بادر بادر.
1731 - محمد بن نصر بن صهيب مولى المهدي يكنى أبا بكر ويعرف بابن
أبى شجاع الآدمي:
سمع عبد الرحمن عبد العزيز بن صادر المدائني، ونوح بن حبيب القومسي،
ومحمد بن يحيى بن الضريس الفيدي، روى عنه أحمد بن كامل القاضي، وأبو سهل
ابن زياد القطان.
أخبرني إبراهيم بن مخلد حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل - إملاء - حدثنا
محمد بن نصر الآدمي حدثنا نوح بن حبيب القومسي حدثنا عبد الملك بن هشام
الذماري حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله: أن النبي
صلى الله عليه وسلم قرأ: * (يحسب أن ماله أخلده) * [الهمزة 3].
تفرد به الذماري عن سفيان.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: مات أبو بكر بن أبي شجاع الآدمي في شوال سنة ست وثمانين
ومائتين، وكان أحد الشهود ينزل بجانبنا في مربعة الخرسي. كتب الناس عنه غير
كثير.
84

1732 - محمد بن نصر، أبو عبد الله المروزي الفقيه:
صاحب التصانيف الكثيرة والكتب الجمة، ولد ببغداد، ونشأ بنيسابور، ورحل إلى
سائر الأمصار في طلب العلم، واستوطن سمرقند، وكان من أعلم الناس باختلاف
الصحابة ومن بعدهم في الأحكام.
وحدث عن عبدان بن عثمان، وصدقة بن الفضل المروزيين، ويحيى بن يحيى
النيسابوري، وإسحاق بن راهويه، وأبى قدامة السرخسي، وهدبة بن خالد، وعبيد الله
ابن معاذ العنبري، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأبى كامل الجحدري،
ومحمد بن بشار بندار، وأبى موسى الزمن، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وغيرهم. من
أهل خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر. روى عنه ابنه إسماعيل، وأبو علي
عبد الله بن محمد بن علي البلخي، ومحمد بن إسحاق الرشادي السمرقندي،
وعثمان بن جعفر اللبان، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم النيسابوري، وغيرهم.
قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال سمعت أبا يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي يقول
سمعت أبا العباس محمد بن عثمان بن سلم بن سلامة السمرقندي يقول سمعت أبا
عبد الله محمد بن نصر المروزي يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وتوفي الشافعي
سنة أربع ومائتين، وأنا بن سنتين وكان أبى مروزيا، وولدت أنا ببغداد، ونشأت
بنيسابور، وأنا اليوم بسمرقند، ولا أدري ما يقضى الله في.
وقال أبو سعد: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن إسحاق الدبوسي بها يقول
سمعت أبي يقول: دخلت سمرقند ورأيت بها محمد بن نصر المروزي وكان بحرا
في الحديث.
قال أبو سعد: وسمعت الفقيه أبا بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي
- بسمرقند - يقول سمعت أبا بكر الصيرفي - يعني الفقيه الأصولي ببغداد - يقول:
لو لم يصنف المروزي كتابا إلا كتاب " القسامة "; لكان من أفقه الناس، فكيف وقد
صنف كتبا أخر سواه؟!.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال سمعت
85

عبد الله بن محمد بن مسلم يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم يقول:
كان محمد بن نصر المروزي عندنا إماما فيكف بخراسان!.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري حدثنا محمد بن عبد الله بن
محمد الحافظ - بنيسابور - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا إسماعيل بن
قتيبة قال سمعت محمد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد الله
المروزي.
وأخبرني المنكدري حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا محمد
الثقفي - وهو عبد الله بن محمد - يقول سمعت جدي يقول: جالست أبا عبد الله
المروزي أربع سنين فلم أسمعه في طول تلك المدة يتكلم في غير العلم، إلا أنى
حضرته يوما وقيل له عن ابنه إسماعيل وما كان يتعاطاه: لو وعظته أو زبرته؟ فرفع
رأسه ثم قال: أنا لا أفسد مروءتي بصلاحه.
أخبرني محمد بن علي بن يعقوب المعدل حدثنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله
النيسابوري قال سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: أدركت إمامين من أئمة
المسلمين لم أرزق السماع منهما، أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو عبد الله
محمد بن نصر المروزي، فأما أبو عبد الله فما رأيت أحسن صلاة منه، وبلغني أن
زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو عمرو
عثمان بن جعفر بن اللبان قال: حدثني محمد بن نصر. قال: خرجت من مصر ومعي
جارية لي، فركبت البحر أريد مكة قال فغرقت فذهب منى ألفا جزء، قال: وصرت
إلى جزيرة أنا وجاريتي، قال فما رأينا فيها أحدا، قال وأخذني العطش فلم أقدر على
الماء، قال وأجهدت فوضعت رأسي على فخذ جاريتي متسلما للموت، قال فإذا
رجل قد جاءني ومعه كوز فقال لي: هاه. قال فأخذت فشربت وسقيت الجارية، قال
ثم مضى فما أدرى من أين جاء ولا من أين ذهب.
حدثني أبو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشي - لفظا - قال سمعت أحمد بن
منصور بن محمد الشيرازي يقول سمعت أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه يقول
سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: كان إسماعيل بن أحمد والى خراسان
يصل محمد بن نصر المروزي في كل سنة بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق
86

ابن أحمد بأربعة آلاف درهم، ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف درهم، فكان ينفقها
من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال ثقيل! فقلت له: لعل هؤلاء القوم
الذين يصلونك يبدو لهم، فلو جمعت من هذا شيئا لنائبة! فقال: يا سبحان الله! أنا
بقيت بمصر كذا وكذا سنة، فكان قوتي وثيابي وكاغدي وحبري وجميع ما أنفقه
على نفسي في السنة عشرين درهما، فترى إن ذهب هذا لا يبقى ذاك!
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن
سليمان الحافظ - ببخارى - قال سمعت أبا صخر محمد بن مالك السعدي يقول:
سمعت أبا الفضل محمد بن عبيد البلعمي يقول سمعت الأمير أبا إبراهيم إسماعيل
ابن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوما للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى
جنبي إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي فقمت له إجلالا لعلمه، فلما
خرج عاتبني أخي إسحاق. وقال: أنت والى خراسان يدخل عليك رجل من رعيتك
فتقوم إليه؟ وبهذا ذهاب السياسة! فبت تلك الليلة وأنا مقسم القلب، بذلك فرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكأني واقف مع أخي إسحاق، إذ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي
فقال لي: " يا إسماعيل ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك لمحمد بن نصر ".
ثم التفت إلى إسحاق فقال: " ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد
ابن نصر ".
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وأخبرنا يموت بن المزرع عن محمد بن نصر المروزي أنه كان
بسمرقند سنة أربع وتسعين ومائتين. قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي
سعد الإدريسي قال: سمعت أبا يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي
والبصري محمد الكرابيسي وأحمد بن علي بن عمرو البخاري يقولون: مات محمد
ابن نصر سنة أربع وتسعين ومائتين.
1733 - محمد بن نصر بن منصور بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الله،
أبو جعفر الصائغ:
سمع إسماعيل بن أبي أويس، وأبا مصعب الزهري، وإبراهيم بن حمزة الزبيري،
87

وأحمد بن عمر الوكيعي. روى عنه أبو الحسين بن المنادى، ومحمد بن عبد الله بن
علم، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان بن الأدمى، وإسماعيل الخطبي،
وعبد الباقي بن قانع، وغيرهم.
وقال الدارقطني: هو صدوق فاضل ناسك.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع قال: ومن جانبنا أبو جعفر محمد بن نصر الصائغ، كتب عنه على ستر
وثقة، وكان يقرئ الناس القرآن.
حدثنا إبراهيم بن مخلد حدثني إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا أبو جعفر محمد
ابن نصر الصائغ حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا حفص بن عمر عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا أبا هريرة تعلم الفرائض فإنه
نصف العلم، وأنه أول ما ينسى، وأنه أول ما ينزع من أمتي ".
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي قال: مات محمد بن
نصر الصائغ ليلة السبت لسبع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين.
1734 - محمد بن نصر بن حميد بن الوازع، البزاز:
حدث عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الله الرزي. روى عنه
عبد الباقي بن قانع، وغيره.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن نصر بن
حميد البزاز البغدادي حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا عبد الرحمن بن
محمد بن عبيد الله الفزاري حدثنا شيبان النحوي عن قتادة عن عكرمة عن ابن
عباس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزلت على آية: * (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا
ونذيرا) * قال: شاهدا على أمتك، ومبشرا بالجنة، ونذيرا من النار، * (وداعيا) * إلى
شهادة أن لا إله إلا الله * (بإذنه) * بأمره * (وسراجا منيرا) * [الأحزاب 45، 46]
بالقرآن ".
88

اتفق ابن قانع والطبراني على أن اسم هذا الشيخ محمد بن نصر. وروى عنه
غيرهما فسماه أحمد ونحن نذكره في باب أحمد، إن شاء الله.
1735 - محمد بن نصر بن عبد الله، أبو بكر الصائغ المخرمي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج، أنه حدثهم عن عباس بن عبد الله الترقفي في سنة
إحدى وعشرين وثلاثمائة.
1736 - محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم، أبو العباس المعدل:
وهو ابن أخي مكرم بن أحمد القاضي. سمع عبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر
ابن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن حماد القاضي، والعباس بن
يوسف الشكلي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، ومحمد بن أحمد بن صالح الأزدي،
وطبقتهم. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم
الأزهري، ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني، والحسن بن علي الجوهري،
وغيرهم.
وكان من أهل الفضل موصوفا، موفورا العقل، جميل الطريقة، صدوقا في الرواية.
حدثنا الأزهري حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال. محمد بن نصر بن أحمد بن
مكرم الشاهد البزاز، كان من رجالات الناس.
سئل أبو بكر البرقاني - وأنا أسمع - عن أبي العباس بن مكرم فقال: جبل من
الجبال. - يعنى في الثقة والثبت - وحدثني بعض أصحابنا قال: قلت للبرقاني: لم لم
تكثر عن ابن مكرم؟ فقال: كان ينزل في آخر البلد عند دار معز الدولة، فلم أتمكن
من الإكثار عنه لبعده، أو كما قال.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب حدثنا محمد بن أبي الفوارس. قال: كان أبو
العباس بن مكرم ثقة ثبتا في الحديث، وما رأينا مثله في الشهادة.
حدثنا البرقاني والحسن بن أبي طالب وأحمد بن محمد العتيقي. قالوا: توفى أبو
العباس بن مكرم في شعبان سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: وكان ثقة متقدما في الشهادة.
89

حدثني عبد العزيز بن علي وهلال بن الحسن. أن أبا العباس بن مكرم توفى يوم
الاثنين لثلاث عشر خلون. وقال هلال: الثاني عشر من شعبان سنة خمس وسبعين
وثلاثمائة. زاد هلال: عن ثلاث وسبعين سنة.
1737 - محمد بن نصر بن أحمد بن نصر بن مالك، أبو الحسن القطيعي:
سمع القاضي المحاملي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، والحسين بن
صفوان البرذعي وأبا عمر بن السماك، وجعفر الخلدي، ونحوهم. حدثني عنه
الأزهري، والخلال وعبد العزيز بن علي الأزجي.
حدثني عنه الأزهري قال: حضرت عند محمد بن نصر بن مالك فوجدته على
حالة عظيمة من الفقر والفاقة، وعرض على شيئا من كتبه لأشتريه، ثم انصرفت من
عنده وحضرت بعد عند أبي الحسن بن رزقويه فقال لي: ألا ترى إلى ابن مالك إنه
جاءني بقطعه من كتب ابن أبي الدنيا وقال لي: اشترها منى، فإن فيها سماعك معي
من البرذعي. فقلت له: يا هذا والله ما سمعت من البرذعي شيئا. قال الأزهري:
فنظرت في تلك الكتب وقد سمع فيها ابن مالك بخطه لابن رزقويه تسميعا طريا. أو
كما قلت.
وكان ابن مالك حيا في سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ولا أعلم متى مات.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه نعيم
1738 - محمد بن نعيم بن الهيصم، أبو بكر:
روى عن بشر بن الحارث حكايات حدث بها عنه موسى بن هارون الطوسي.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا موسى - يعنى ابن هارون الطوسي -
حدثنا محمد - هو ابن نعيم بن الهيصم - قال: دخلت على بشر في علته فقلت:
عظني. فقال: إن في هذه الدار نملة تجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء، فلما
كان يوم أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها والحبة، فلا ما جمعت أكلت،
90

ولا ما أملت نالت. قلت له: زدني. قال: ما تقول فيمن القبر مسكنه، والصراط
جوازه، والقيامة موقفه، والله مسائله، فلا يعلم إلى جنة يصير فيهنى، أو إلى النار
فيعزى، فواطول حزناه، وواعظم مصيبتاه، زاد البكاء فلا عزاء، واشتد الخوف فلا
أمن. قال: وقال لي بشر مرارا كثيرة: انظر خبزك من أين هو؟ وانظر مسكنك الذي
تتقلب فيه كيف هو؟ وأقل من معرفة الناس، ولا تحب أن تحمد، ولا تحب الثناء.
1739 - محمد بن نعيم بن محمد بن عبد الله بن عمار بن عمران بن نعيم،
أبو السرى الأنصاري البياضي:
ولنعيم الذي سقنا نسبه إليه صحبة. حدث عن عمه أبي نعيم عبد الله بن محمد
البياضي، وعن أبي هشام الرفاعي. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن عبد الله
ابن أحمد بن عتاب، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سهل المعروف ببكير الحداد.
1740 - محمد بن نعيم بن علي بن الفضل، أبو الفضل البخاري:
حدثنا الحسين بن محمد بن الحسن أخو الخلال حدثنا محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي - بجرجان - حدثنا محمد بن نعيم بن علي بن الفضل أبو الفضل
البهاري - ببغداد في مجلس ابن مقسم - حدثنا أبو القاسم أحمد بن عمر الصفار
البلخي ببلخ حدثنا نصر بن الأصبح بحديث ذكره.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه نوح
1741 - محمد بن نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال، العجلي
المعروف والده بالمضروب:
كان أحد المشهورين بالسنة وحدث شيئا يسيرا. وروى عن إسحاق بن يوسف
الأزرق حديثا غريبا.
أنبأناه أبو بكر البرقاني حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حمدان النيسابوري
- بخوارزم - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني بنيسابور حدثنا أبو بكر
91

أحمد بن محمد بن حجاج المروذي حدثنا محمد بن نوح - وأثنى عليه أحمد ابن
حنبل خيرا - قال حدثنا إسحاق الأزرق عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مامن أمة إلا بعضها في الجنة وبعضها في النار، إلا أمتي فإنها في
الجنة ".
قال لنا البرقاني: بلغني أن محمد بن نوح هذا جار أحمد بن حنبل، وان أحمد بن
حنبل قال لمن سأله عنه: اكتب عنه فإنه ثقة. قال البرقاني: وقال الدارقطني تفرد بهذا
الحديث إسحاق الأزرق ولم يحدث به غير محمد بن نوح المضروب. وتفرد به عنه
أبو بكر المروذي.
أخبرنا التنوخي حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني حدثنا أحمد بن
محمد أبو بكر الصيدلاني الحنبلي حدثنا أبو بكر المروذي حدثنا محمد بن نوح -
وسألت عنه أحمد بن حنبل فقال ثقة - حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق فذكر
الحديث مثل ما سقناه عن البرقاني. قلت: وكان المأمون كتب وهو بالرقة إلى إسحاق
ابن إبراهيم صاحب الشرطة ببغداد بحمل أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح إليه،
بسبب المحنة، فأخرجا من بغداد على بعير متزاملين، ثم إن محمد بن نوح أدركه
المرض في طريقه.
فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن
إسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ما رأيت أحدا على حداثة سنه
وقلة علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح وإني لأرجو أن يكون الله قد ختم له
بخير. قال لي ذات يوم وأنا معه خلوين: يا أبا عبد الله! الله الله إنك لست مثلي. أنت
رجل يقتدى بك. وقد مد هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك. فاتق الله وأثبت
لأمر الله أو نحو هذا من الكلام.
قال أبو عبد الله: فعجبت من تقويته لي وموعظته إياي.
ثم قال أبو عبد الله: انظر بما ختم له! فلم يزل ابن نوح كذلك ومرض حتى صار
إلى بعض الطريق فمات.
قال أبو عبد الله: فصليت عليه ودفنته. أظنه قال بعانة. قلت: وكانت وفاته في
سنة ثمان عشرة ومائتين.
92

1742 - محمد بن نوح بن سعيد بن دينار، المؤذن:
حدث عن أبيه. روى عنه محمد بن مخلد.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن
المظفر حدثنا محمد بن مخلد بن حفص حدثنا محمد بن نوح بن سعيد بن دينار
المؤذن حدثني أبي حدثنا عبد الصمد بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس. قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبا إذ التفت فنظر إلى العباس فقال: " يا عباس " قال: لبيك يا
رسول الله. فقال: " يا عم النبي إن الله ابتدأ بي الإسلام، وسيختمه بغلام من ولدك وهو
الذي يتقدم لعيسى بن مريم ".
1743 - محمد بن نوح بن عبد الله، أبو الحسن الجنديسابوري:
سكن بغداد. وحدث بها عن هارون بن إسحاق الهمذاني، وشعيب بن أيوب
الصريفيني، والحسن بن عرفة العبدي، وعلي بن حرب، وموسى بن سفيان
الجنديسابوريين، وعبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكر الكرماني. روى عنه أبو
بكر بن شاذان، وأبو العباس بن مكرم، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن
شاهين، وعبد الله بن عثمان الصفار في آخرين.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن
نوح الجنديسابوري - وكان ثقة مأمونا.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
أنا الصفار أنبأنا ابن قانع: أن محمد بن نوح الجنديسابوري مات في سنة إحدى
وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن قانع: في ذي القعدة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه ناصح
1744 - محمد بن ناصح، أبو عبد الله:
حدث عن بقية بن الوليد، ويحيى بن سعيد الأموي، ويعقوب بن إسحاق
93

الحضرمي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن أبي الليث الجوهري،
وغيرهما.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى حدثنا
أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن ناصح - بغدادي - حدثنا
يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن محمد بن طلحة بن [يزيد بن] ركانة
عن أبيه عن معاوية بن جاهمة. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن الغزو. قال: " هل لك
من أم " قلت نعم. قال: " الزمها فإن الجنة تحت رجليها ".
أنبأني أبو سعد الماليني حدثنا عبد الله بن عدي حدثنا محمد بن الليث الجوهري.
قال: أبو عبد الله محمد بن ناصح كان ينزل مدينة أبى جعفر.
1745 - محمد بن ناصح، السراج العسكري:
حدث عن يزيد بن هارون، ومحمد بن عمر الواقدي، وحجاج بن محمد
الأعور، والحسن بن قتيبة المدائني. روى عنه حمزة بن الحسين السمسار، ومحمد بن
مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه النضر
1746 - محمد بن النضر، العسكري:
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ حدثنا
محمد بن النضر العسكري ببغداد حدثنا محمد بن عيسى بن موسى الأنطاكي
حدثني محمد بن مصعب عن الهياج بن بسطام عن إسحاق عن أنس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " من أصبح لا ينوى ظلم أحد أصبح وقد غفر الله له ما جنى ".
94

قلت: وقد حدث أحمد بن النضر بن بحر العسكري ببغداد، فلعل محمد بن
الحسن بن زياد روى عنه هذا الحديث وسماه محمدا، فإن لم يكن كذلك فهو شيخ
آخر والله أعلم.
1747 - محمد بن النضر بن محمد بن سعيد بن رزين بن عبيد الله بن عثمان
ابن المغيرة أبو الحسين النخاس الموصلي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي كتاب معجم شيوخه، وروى أيضا
عن عبد الله بن أبي سفيان الشعراني، ويزداد بن عبد الرحمن الكاتب، وعبد الله بن
محمد بن زياد النيسابوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ويوسف بن يعقوب بن
إسحاق البهلول، والحسين بن يحيى بن عياش القطان. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني،
وأبو القاسم الأزهري وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو الفرج الطناجيري، والحسن بن علي
الجوهري، وغيرهم. سمعت أبا بكر البرقاني وحدثنا عن أبي الحسين النخاس
فقال: كان واهيا وسمعته مرة أخرى يقول: أبو الحسين النخاس ليس بحجة. وسمعته
مرة ثالثة ذكره فقال: لم يكن ثقة.
حدثني الأزهري وأحمد بن محمد العتيقي. قالا: توفى أبو الحسين النخاس
الموصلي في شهر ربيع الأول.
قال العتيقي: يوم الخميس لثلاث عشر خلون من ربيع الأول سنة تسع وسبعين
وثلاثمائة. قال العتيقي: وفيه تساهل.
* * *
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
1748 - محمد بن النوشجان، أبو جعفر المعروف بالسويدي:
سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز،
95

ووكيع بن الجراح، وعبيد الله بن عدي الكندي. روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد
ابن إبراهيم الدورقي.
حدثنا الحسن بن علي التميمي حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا محمد بن النوشجان - وهو أبو جعفر السويدي
- قال حدثنا الدراوردي حدثني يزيد بن أسلم عن ابن أبي واقد الليثي عن أبيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لأزواجه في حجة الوداع: " هذه ثم الزموا ظهور الحصر ".
حدثنا محمد بن الحسن القطان حدثنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا محمد بن
سليمان بن فارس حدثنا البخاري: قال: محمد بن النوشجان السويدي بغدادي. وإنما
قيل السويدي لأنه رحل إلى سويد بن عبد العزيز.
حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي حدثنا محمد بن عدي بن زحر البصري
في كتابه حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن
الأشعث عن أبي جعفر السويدي فقال: ثقة، حدثنا عنه أحمد، كان صاحب شكوك
في الحديث، رجع الناس من عند عبد الرزاق بثلاثين ألفا ورجع بأربعة آلاف.
1749 - محمد بن أبي معشر السندي، واسم معشر نجيح بن عبد
الرحمن المدني:
أشخصه المهدي أمير المؤمنين من المدينة إلى بغداد فسكنها وأعقب بها، ويكنى
محمد: أبا عبد الملك، رأى ابن أبي ذئب، وأبا بكر الهذلي. وسمع من أبيه كتاب
" المغازي " وغيره. روى عنه: ابناه: داود والحسين، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن
الليث الجوهري، وأبو يعلى الموصلي.
وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق.
96

حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن نصر الأسد اباذي - بها - حدثنا
أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي - ببغداد - حدثنا محمد بن الليث الجوهري،
حدثنا محمد بن أبي معشر المدني، حدثنا أبي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر خمر، وما أسكر كثيره فقليله حرام ".
قال محمد بن أبي الفوارس: حدثنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن
الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبى بخط يده: سألت أبا زكريا - وهو
يحيى بن معين - عن ابن أبي معشر أبى عبد الملك فقال: قدم علينا المصيصة على بناء
مسجدها، فسالت حجاجا عنه فسكت ثم قال لي: ما كنت أحب أن أتكلم بهذا فأما
إذ سألتني فلا بد لي من أن أخبرك، أعلم أنه جاءني فطلب مني كتبا مما سمعت من
أبيه، فأخذها فنسخها وما سمعها مني.
حدثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب بن الدسكري - بحلوان - حدثنا أبو
بكر بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال: محمد بن أبي
معشر أبو عبد الملك ثقة.
حدثنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن أبي معشر المدني
مات في سنة أربع وأربعين ومائتين.
وأنبأنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني داود بن
محمد بن أبي معشر - نجيح بن عبد الرحمن مولى بنى هاشم قال: توفى محمد أبو
عبد الملك - يعنى أباه - سنة سبع وأربعين ومائتين، وهو ابن تسع وتسعين سنة
وثمانية أيام.
1750 - محمد بن نهار بن عمار بن أبي المحياة يحيى بن يعلى، أبو الحسن
التيمي:
حدث عن محمد بن يزيد الحنفي، وعبد الملك بن خيار الدمشقي، والعباس بن
الفرج الرياشي، وغيرهم. روى عنه جعفر بن محمد العلوي الحسنى، ومحمد بن
العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
97

حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن عمر بن محمد القاضي الحافظ
قال حدثني جعفر بن محمد أبو عبد الله الحسنى حدثنا محمد بن نهار بن أبي المحياة
حدثنا محمد بن يزيد الحنفي حدثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس. قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار أن يصفوا صفين، ثم أخذ بيد على
وبيد العباس، ثم مشى بينهم، ثم ضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له على: مم ضحكت يا
رسول الله؟. قال: " إن جبريل أخبرني أن الله تعالى باهى بالمهاجرين والأنصار أهل
السماوات السبع وباهى بك يا علي وبك يا عباس حملة العرش ".
حدثنا أبو على بن شاذان عن أبي بكر الشافعي عن محمد بن نهار عن قتيبة بن
سعيد وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، فذكر أبو الحسن الدارقطني أن
محمد بن نهار لم يسمع من قتيبة ولا من ابن بنت شرحبيل شيئا. وقال: كان لأبي
بكر الشافعي أصل عن إسماعيل بن الفضل البلخي وفى أوله ثلاثة أحاديث عن
محمد بن نهار، فنقل عمر البصري منه حديث قتيبة وابن بنت شرحبيل. وكان
سماع الشافعي من إسماعيل بن الفضل عنهما، فوهم عمر فنقلهما عن محمد بن
نهار وقرأهما على الشافعي كذلك وسمعهما الناس في كتابه، ودونا على الوهم.
أخبرني عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن نهار ضعيف.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: مات محمد بن نهار بن عمار أبو الحسن
ابن أبي المحياة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
حرف الواو [من آباء المحمدين]
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الوليد
1751 - محمد بن الوليد بن أبي الوليد، أبو جعفر الفحام:
وهو أخو أحمد بن الوليد. سمع: سفيان بن عيينة، والنضر بن إسماعيل أبا
98

المغيرة، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن السكن، ويحيى بن آدم، وأسباط بن
محمد. روى عنه: عبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى
ابن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وغيرهم.
أخبرني أحمد بن عمر بن علي القاضي - بدرزيجان، حدثنا محمد بن المظفر
حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثني محمد بن الوليد الفحام، حدثنا يحيى بن
السكن قال: حدثنا شعبة عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ".
غريب من حديث شعبة عن سهيل بن أبي صالح، لا أعلم رواه غير يحيى بن
السكن عنه. وقد حدث به جماعة عن سهيل.
حدثنا أبو بكر البرقاني، حدثنا على بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني محمد بن علي الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد
الكريم وكتب لي بخطه، قال: سمعت أبي يقول: محمد بن الوليد فحام بغدادي
لا بأس به.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن
إسحاق الثقفي. قال: وأنبأنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال
عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن الوليد الفحام ببغداد سنة اثنتين وخمسين
- يعنيان ومائتين.
1752 - محمد بن الوليد بن عبد الحميد، أبو عبد الله القرشي ثم البسري:
من ولد بسر بن أرطاة، وهو بصري قدم بغداد، وحدث بها عن: محمد بن جعفر
99

غندر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، ويحيى بن سعيد القطان، ووهب بن
جرير، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ومروان بن معاوية الفزاري. روى عنه: قاسم بن
زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو عمر
محمد بن يوسف القاضي، وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا محمد بن الوليد البشري، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة،
عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن
سنتي فليس مني ".
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين
ابن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن الوليد البشري، حدثنا مروان بن معاوية
الفزاري، حدثنا أبو يعقوب عبد الرحمن بن عبيد بن عتيك، أخبرني إبراهيم النخعي،
عن صلة بن زفر العبسي: أنه أتى حذيفة وهو جالس يأكل فقال: إذن فكل. قلت:
أريد الصوم. قال: وأنا أريده. قال: فأكل وفرغ، وأتينا مسجد الكوفة فصلينا
الركعتين وأقيمت الصلاة صلاة الغداة.
أخبرني محمد بن علي الصوري، حدثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني، حدثنا عبد
الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي. قال: محمد بن
الوليد بصري ثقة.
1753 - محمد بن الوليد بن أبان، أبو عبد الله، وقيل: أبو جعفر مولى بنى
هاشم:
حدث في الغربة عن إبراهيم بن صرمة الأنصاري، وحماد بن عيسى الجهني،
100

ويزيد بن هارون، وأبى بدر شجاع بن الوليد، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعبد
الوهاب بن عطاء، وعبيد الله بن موسى، وقاسم بن محمد المعمري، ووضاح بن
حسان الأنباري، والوليد بن سلمة الأزدي، وحفص بن عمر الحبطي، وعفان بن
مسلم الصفار، روى عنه أبو عروبة الحراني، ومحمد بن حمويه النيسابوري، وعلي بن
محمد بن أيوب الرقي - ساكن صور - وغيرهم.
أخبرني أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الجريري قال [حدثنا]
إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى - إملاء.
وحدثني أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - لفظا - حدثنا أبو أحمد محمد بن
أحمد بن القاسم بن الغطريف العبدي - إملاء - قال حدثنا - وقال إبراهيم - أنبأنا
أبو بكر محمد بن حمويه بن عباد السراج حدثنا محمد بن الوليد بن أبان البغدادي -
زاد إبراهيم: بمكة - ثم اتفقا قالا حدثنا إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد عن
نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضلت على آدم بخصلتين، كان
شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم، وكن أزواجي عونا لي، وكان شيطان آدم
كافر وكانت زوجته عونا له على خطيئته ".
ليس في حديث إبراهيم - له. ذكر محمد بن بكار بن يزيد السكسكي الدمشقي
أنه سمع من هذا الشيخ بدمشق في سنة ثلاث وستين ومائتين.
1754 - محمد بن الوليد بن أبان، أبو جعفر القلانسي المخرمي:
حدث عن روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وعثمان بن عمر بن فارس،
وهارون بن مسلم الحنائي، وزكريا بن قانع الأسوفي، وهيثم بن جميل الأنطاكي.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبى بالري وبسامرا، وسألته عنه فقال: لم
يكن بصدوق.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد
101

ابن مخلد حدثنا محمد بن الوليد القلانسي حدثنا هارون بن مسلم الحنائي - أبو
الحسين - حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي
قتادة. قال: رآني أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال: يا بنى أللجمعة أم هو من جنابة؟
قلت: من جنابة. قال أعد غسلا آخر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من
اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى ".
حدثنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري حدثنا أبو الحسن الدارقطني
قال: محمد بن الوليد - يعنى ابن أبان المخرمي - ضعيف.
1755 - محمد بن الوليد بن أبان بن حيان، أبو الحسن العقيلي المصري:
قدم بغداد وحدث بها عن نعيم بن حماد، وهاني بن المتوكل، وهشام بن عمار،
وهشام بن خالد، روى عنه محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، وأحمد
ابن الفضل بن خزيمة الكاتب، وإسماعيل بن علي الخطبي.
حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ حدثنا أحمد بن الفضل بن العباس
ابن خزيمة حدثنا محمد بن الوليد بن أبان العقيلي أبو الحسن المصري حدثنا هاني بن
المتوكل الإسكندراني قال قلت لحيوة بن شريح: أراك رجلا صالحا، وأراك مأوى
للخير، وأراك تنتقل من مكان إلى مكان، ولست أرى عليك أثر غنى بك. فقال:
حيوة: ولم سألتني عن هذا؟ فقلت: أردت أن ينفعني الله بك. فقال: حدثني الوليد
بن أبي الوليد عن شفى بن ماتع الأصبحي عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام: أن يا عيسى انتقل من مكان إلى مكان لئلا
تعرف فتؤذى، فوعزتي وجلالي لأزوجنك ألفي حوراء، ولأولمن عليك أربعمائة
عام ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد: سنة سبع وثمانين ومائتين فيها مات العقيلي.
* * *
102

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه وهب
1756 - محمد بن وهب بن يحيى بن العلاء، أبو بكر الثقفي المقرئ:
حدث عن أبي الوليد الطيالسي، والربيع بن يحيى الأشناني، وهدبة بن خالد
القيسي، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وإبراهيم بن الحسن، العلاف ونصر بن الجهضمي. روى
عنه محمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو سعيد بن الأعرابي
- ساكن مكة. حدثنا على بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا إسماعيل بن محمد
الصفار حدثنا محمد بن وهب المقرئ الثقفي حدثنا أبو الوليد حدثنا سليمان بن كثير
حدثنا الزهري عن عروة عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوحى إلى أنكم
تفتنون في قبوركم ".
حدثني محمد بن أبي الحسن حدثنا عبد الرحمن بن عمر المصري حدثنا أبو سعيد
أحمد بن محمد بن زياد حدثنا أبو بكر محمد بن وهب بن يحيى بن أبي العلاء بن
عبد الحكم بن عبيد بن هلال بن تميم بن جابر بن عبد الله الثقفي في مسجد رغبان،
كذا في الكتاب - والصواب ابن رغبان، سنة خمس وستين - يعنى ومائتين - حدثنا
الربيع بن يحيى حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي: * (فنبذوه وراء ظهورهم) * [آل
عمران 187] قال العمل به.
1757 - محمد بن وهب، أبو جعفر العابد:
كان ممن اشتهر بالصلاح والزهد وعرف بالتقلل والفقر، وكان بينه وبين الجنيد بن
محمد مودة واختصاص، والجنيد تولى دفنه حين مات.
أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي. قال: محمد بن وهب البغدادي كنيته أبو جعفر، صحب أبا حاتم العطار
البصري، ودخل البصرة بسببه غير مرة، وصحب بها أبا على الذارع، ومات ببغداد
قرب السبعين ومائتين، قبل أن أقعد الجنيد في المسجد الجامع، وصلى عليه الجنيد
ودفن بجنب السري.
وقال أبو عبد الرحمن. سمعت على بن عثمان يقول سمعت أحمد بن عطاء
103

يقول سمعت الكثيري يقول سمعت أبا سعيد الزيادي يقول: قال لي أبو جعفر
محمد بن وهب: دخلت البصرة فسألت عن منزل أبى حاتم العطار، فدققت الباب
فقال من هذا؟ فقلت رجل يقول الله. ففتح الباب ووضع خده على الأرض وقال:
بقى من يحسن أن يقول الله.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني حدثنا على بن عبد الله الهمداني بمكة
حدثني عبد السلام بن محمد حدثني أحمد بن محمد بن زياد. قال: كنت معتكفا
في المجسد فبلغتني علة محمد بن وهب، فصر ت إليه عائدا. فرأيته بحال عظيمة من
العلة، وإذا امرأته أيضا عليلة، فقال: ما تراني صانعا على هذه الحالة. وهذه المرأة
عليلة؟ فأقمت عنده ذلك اليوم وكان به إسهال، فدخل عليه شيران الرماني برمان،
فقال أطعمني منه فأطعمته منه، ثم جاء جنيد بن محمد فسلم عليه ووضع عنده
درهمين صحاحا أو ثلاثة. فلما خرج جنيد قال لي محمد بن وهب: اشتر لي منها
رغيفا أو رغيفين سميذا وكبدا واشوه لي عند صاحب خبز أرزه، واشتر زيتا للسراج
نسرجه الليلة، واشتر لي صابونا لغسل هذه الخلقان، ففعلت ذلك وانصرفت من
عنده على أنى أغدو عليه والزمه، فلما أصبحنا جئت إليه فأنا في بعض الطريق لقيني
محمد الحداد فقال لي: أين تريد؟ قلت إلى أبى جعفر محمد بن وهب قال: أجرك
الله فيه، مات البارحة.
1758 - محمد بن وهب بن هشام، أبو عبد الله:
أنبأني أحمد بن علي اليزدي حدثنا أبو أحمد الحافظ. قال: أبو عبد الله محمد بن
وهب بن هشام بغدادي، سمع نصر بن علي الجهضمي، كناه لنا أبو العباس محمد
ابن إسحاق الثقفي.
1759 - محمد بن وهب بن الجراح، المعروف بابن أبى تراس:
حدث عن محمد بن بشير الدعاء. والحسن بن حماد سجادة. وعلي بن مسلم
الطوسي. روى عنه القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد المعروف بابن القنبيطي.
حدثنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه حدثنا عيسى بن حامد بن بشر
104

الرخجي حدثنا محمد بن وهب بن الجراح المعروف بابن أبى تراس سنة إحدى
وثلاثمائة حدثنا الحسن بن حماد - سجادة الحضرمي - حدثنا عطاء بن مسلم
الخفاف عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس. قال: قتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدرى من قتله. فقام فحمد الله
وأثنى عليه وقال: " يقتل قتيل وأنا فيكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لو أن أهل
السماوات وأهل الأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أخذهم الله، إلا أن يشاء ذلك ".
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الورد
1760 - محمد بن الورد بن عبد الله، أبو جعفر التميمي:
طبري الأصل. وهو أخو يحيى بن الورد. حدث عن أبيه، وعن عبد الوهاب بن
عطاء، والحسن بن بشر البجلي، وعبد العزيز بن يحيى المديني. روى عنه الحسين بن
محمد بن عبيد العجل، عبد الله بن محمد بن ناحية، وغيرهما.
حدثنا على بن طلحة المقرئ حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا عبد الله
ابن محمد بن ناجية حدثنا محمد بن ورد بن عبد الله حدثنا أبو إسماعيل بن عياش
عن عمر بن محمد عن أبي عقال عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم فاضتا عيناه ثم
قال: " كأني انظر إلى سويقتي الحبشي يهتك البيت ".
1761 - محمد بن الورد بن زنجويه، أبو جعفر:
سكن مصر وحدث بها عن عفان بن مسلم، روى عنه أبو جعفر الطحاوي.
حدثنا الصوري حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن الورد يكنى أبا جعفر
بغدادي قدم مصر وكتب عنه، وبها توفى يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلون من
المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائتين. قال: وهو جد أبى محمد عبد الله بن جعفر بن
محمد بن الورد.
* * *
105

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه واصل
1762 - محمد بن واصل، أبو علي المقرئ:
كان مؤدبا ببغداد. عالما بالنحو. وهو ممن قرأ على حمزة الزيات. روى عنه
القراءة أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي.
1763 - محمد بن واصل، والد أبى العباس المقرئ، وقيل: إن اسمه أحمد:
قرأ على على بن حمزة الكسائي. وروى عن اليزيدي صاحب أبى عمرو. روى
عنه ابنه أبو العباس.
* * *
ومن مفاريد الأسماء في هذا الحرف
1764 - محمد بن وصيف، أبو جعفر السامري:
حدثنا أبو القاسم على بن الحسن بن محمد بن المنتاب الدقاق وأبو محمد الحسن
ابن علي ابن محمد الجوهري. قالا: نبأنا أبو الحسن على بن إبراهيم بن أحمد بن يزيد
ابن أبي عزة العطار حدثني محمد بن وصيف السامري - زاد الجوهري أبو جعفر -
ثم اتفقا قالا: حدثنا بكران بن سعيد قال حدثني حفص بن واقد حدثنا أبو سهل عن
عمران العمى عن أبي سعيد الإسكندري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما سكن حب
الدنيا قلب عبد قط إلا التاط منها بخصال ثلاث: أمل لا يبلغ منتهاه. وفقر لا يدرك
غناه، وشغل لا ينفك عناه ".
1765 - محمد بن وشاح بن عبد الله، أبو علي مولى أبى تمام الزينبي:
سمع عيسى بن علي الوزير، وأبا حفص بن شاهين، وأبا طاهر المخلص، وكان
سماعه منهم صحيحا وكان معتزليا، وكان كاتبا أديبا مترسلا شاعرا.
106

حدثنا محمد بن وشاح حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني حدثنا أبو شهاب عن
إسماعيل عن قيس عن ابن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يهجر
أخاه فوق ثلاث أيام ".
سألت أبا على بن وشاح عن مولده فقال: في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
مات محمد بن وشاح ليلة الأحد ودفن في يوم الأحد لثلاث بقين من رجب سنة
ثلاث وستين وأربعمائة في مقبرة جامع المنصور.
* * *
حرف الهاء [من آباء المحمدين]
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه هارون
1766 - محمد أمير المؤمنين، الأمين بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن
عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى
أبا عبد الله. ويقال: أبا موسى:
ولد برصافة بغداد، كما حدثنا الحسن بن أبي طالب حدثنا أحمد بن محمد بن
عمران حدثنا محمد بن يحيى الصولي. قال: ولد الأمين بالرصافة سنة إحدى وسبعين
ومائة. وأنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء. قال الأمين - محمد بن الرشيد، وكنيته أبو موسى - ولد ببغداد
بالرصافة. قال ابن البراء: استخلف ثم خلع بعد ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما،
فمكث مخلوعا محبوسا إلى أن قتله طاهر بن الحسين بن مصعب ببغداد، لست بقين من
المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان عمره ثلاثا وثلاثين سنة.
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا
يعقوب بن سفيان. قال: واستخلف محمد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة
في شهر ربيع الآخر.
107

حدثنا على بن أحمد بن عمر المنقري حدثنا على بن أحمد بن أبي قيس الرفا
حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عباس بن هشام عن أبيه. قال: ولد محمد بن
هارون في شوال سنة سبعين ومائة، وأتته الخلافة بمدينة السلام لثلاث عشرة بقين من
جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقتل ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم،
قتله قريش الدنداني وحمل رأسه إلى طاهر بن الحسين فنصبه على رمح وتلا هذه
الآية: * (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء) * [آل عمران 26]. وكانت
ولايته أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام.
وأمه [زبيدة] أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور. وكان طويلا سمينا
أبيض ويكنى أبا عبد الله.
أنبأنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا أبو بكر عمر
ابن حفص السدوسي حدثنا محمد بن يزيد. قال: واستخلف محمد بن هارون
المخلوع - قال أبو بكر السدوسي -: وهو الأمين في جمادى الآخرة لثلاث عشرة
بقين من سنة ثلاث وتسعين ومائة. وقتل في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، فكانت
خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة وعشرين يوما، وقتل وله ثمان وعشرون سنة.
وأمه أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر. قال أبو بكر السدوسي: وكنيته أبو عبد الله.
أخبرني الحسن بن أبي طالب وباي بن جعفر الجيلي قال الحسن حدثنا وقال بأي
أنبأنا - أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى حدثنا المغيرة بن محمد
المهلبي قال: رأيت عند الحسين بن الضحاك الخليع جماعة من بنى هاشم فيهم بعض
أولاد المتوكل، فسألوه عن الأمين وأدبه، فوصف الحسين أدبا كثيرا فقيل له: فالفقه،
فإن المأمون كان فقيها؟ فقال: ما سمعت فقها ولا حديثا إلا مرة واحدة، فإنه نعى
إليه غلام له بمكة فقال: حدثني أبي عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن علي بن عبد الله
ابن عباس عن أبيه. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من مات محرما حشر ملبيا ".
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل
حدثنا أبو على الحسين بن القاسم الكوكبي حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم
أخبرني محمد بن عبيد الله السهيلي. قال: لما أتت الخلافة محمد بن هارون خطب
ببغداد فقال: أيها لناس إن المنون تراصد ذوي الأنفاس حتما من الله، لا يدفع
108

حلولها، ولا ينكر نزولها، فاسترجعوا قلوبكم عن الجزع على الماضي، إلى البهج
للباقي، تعطوا أجور الصابرين، وجزاء الشاكرين.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا عبيد الله بن محمد البزاز حدثنا أبو بكر
الصولي قال حدثنا عون بن محمد عن أبي محمد عبد الله بن أيوب الشاعر قال
أنشدت محمدا - يعنى الأمين - أول ما ولى الخلافة:
لابد من سكرة على طرب * لعل روحا يدال من كرب
فعاطنيها صهباء صافية * تضحك من لؤلؤ على ذهب
خليفة الله أنت منتخب * لخير أم من هاشم وأب
فأمر لي بمائتي ألف درهم، صالحوني منها على مائة ألف درهم!
حدثنا على بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا الصولي حدثنا
محمد بن القاسم بن خلاد حدثني محمد بن عمرو الرومي. قال: خرج كوثر خادم
الأمين ليرى الحرب، فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكى، فوجه محمد من جاء به
وجعل يمسح الدم عن وجهه، ثم قال:
ضربوا قرة عيني * ومن أجلي ضربوه
أخذ الله لقلبي * من أناس أحرقوه
وأراد زيادة في الأبيات فلم يواته طبعه، فقال للفضل بن الربيع: من هنا من
الشعراء؟ قال: الساعة رأيت أبا محمد عبد الله بن أيوب التيمي. فقال: على به،
فلما دخل أنشده البيتين وقال: قل عليهما، فقال:
ما لمن أهوى شبيه * فبه الدنيا تتيه
وصله حلو ولكن * هجره مر كريه
من رأى الناس له ال‍ * فضل عليهم حسدوه
مثل ما حسد القائم * بالملك أخوه
فقال محمد: أحسنت والله، هذا خير مما أردت، بحياتي يا عباسي إلا نظرت، فإن كان
جاء لي على الظهر ملأت أحمال ظهره دراهم. وإن كان جاء في زورق ملأته
له. فأوقر له ثلاثة أبغل دراهم.
أخبرني أبو الحسن على بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي حدثنا
محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري
حدثنا عبد الله بن خلف قال حدثني عبد الله بن سفيان قال حدثني أبو عبد الله
109

الخزاعي عن ابن مناذر الشاعر. قال: دخل سليمان بن المنصور على محمد الأمين
فرفع إليه أن أبان واس هجاه، وأنه زنديق كافر حلال الدم. وأنشده من أشعار
المنكرة أبياتا فقال: يا عم! اقتله بعد قوله:
أهدى الثناء إلى الأمين محمد * ما بعده بتجارة متربص
صدق الثناء على الأمين محمد * ومن الثناء تكذب وتخرص
قد ينقص القمر المنير إذا استوى * وبهاء نور محمد لا ينقص
وإذا بنو المنصور عد حصاهم * فمحمد ياقوتها المتخلص
فغضب سليمان. وقال: والله لو شكوت من عبد الله - يعنى ابن الأمين -
ما شكوت من هذا الكافر لوجب أن تعاقبه. فكيف منه! فقال: يا عم فكيف أعمل
بقوله:
قد أصبح الملك بالمنى ظفرا * كأنما كان عاشقا قدرا
قيد أشطانه إلى ملك * ما عشق الملك قبله بشرا
حسبك وجه الأمين من قمر * إذا طوى الليل دونك القمرا
خليفة يعتني بأمته * وإن أتته ذنوبها اغتفرا
حتى لو اسطاع من محبته * دافع عنها القضاء والقدرا
فازداد سليمان غضبا. فقال: يا عم كيف أعمل بقوله:
يا كثير النوح في الدمن * لا عليها بل على السكن
سنة العشاق واحدة * فإذا أحببت فاستكن
ظن بي من قد كلفت به * فهو يجفوني على الظنن
بات لا يعنيه ما لقيت * عين ممنوع من الوسن
رشأ لولا ملاحته * خلت الدنيا من الفتن
فاسقني كأسا على عذل * كرهت مسموعه أذني
من كميت اللون صافية * خير ما سلسلت في بدن
ما استقرت في فؤاد فتى * فدرى ما لوعة الحزن
مزجت من صوب غادية * حللتها الريح من مزن
تضحك الدنيا إلى ملك * قام بالآثار والسنن
يا امين الله عش أبدا * دم إلى الأيام والزمن
أنت تبقى والفناء لنا * فإذا أفنيتنا فكن
سن للناس الندى فندوا * فكأن البخل لم يكن
110

قال: فانقطع سليمان عن الركوب. فأمر الأمين بحبس أبى نواس، فلما طال حبسه
كتب إليه هذه الأبيات واجتهد حتى وصلت إلى الأمين:
تذكر أمين الله والعهد يذكر * مقامي وإنشاديك والناس حضر
ونثري عليك الدر يا در هاشم * فيا من رأى درا على الدر ينثر
أبوك الذي لم يملك الأرض مثله * وعمك موسى عدله المتخير
وجدك مهدي الهدى وشقيقه * أبو أمك الأدنى أبو الفضل جعفر
وما مثل منصوريك منصور هاشم * ومنصور قحطان إذا عد مفخر
فمن ذا الذي يرمي بسهميك في العلا * وعبد مناف والداك وحمير؟
تحسنت الدنيا بحسن خليفة * هو الصبح إلا أنه الدهر مسفر
أمين يسوس الناس تسعين حجة * عليه، له منه رداء ومئزر
يشير إليه الجود من وجناته * وينظر من أعطافه حيث ينظر
مضت لي شهور مذ حبست ثلاثة * كأني قد أذنبت ما ليس يغفر
فإن أك لم أذنب؟ ففيم عقوبتي * وإن كنت ذا ذنب؟ فعفوك أكبر
فلما قرأ محمد هذه الأبيات. قال: أخرجوه وأجيزوه، ولو غضب ولد المنصور
كلهم.
حدثنا على بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني محمد بن
يحيى قال: مما يروى لمحمد الأمين. وشهر من شعره. أنشدنيه له جماعة. وأنشدته أبا
عبد الله المعتز، فلم يعرفه ثم قال لي بعد ذلك: قد وجدت الشعر عندي. قوله في
خادمه كوثر، وقد رفعت إليه الأخبار بأن الناس يلومونه فيه وفى ترك النظر في أمور
الناس:
ما يريد الناس من صبب * بمن يهوى كئيب
ليس إن قيس خليا * قلبه مثل القلوب
كوثر ديني ودنياي * وسقمي وطبيبي
أعجز الناس الذي * يلحي محبا في حبيب
111

1767 - محمد أمير المؤمنين، المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد
المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب، يكنى أبا إسحاق:
وأمه أم ولد تسمى ماردة، لم تدرك خلافته، والمعتصم يقال له: الثماني.
لما حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء قال: المعتصم بالله أبو إسحاق محمد بن الرشيد ولد بالخلد في
سنة ثمانين ومائة في الشهر الثامن، وهو ثامن الخلفاء، والثامن من ولد العباس، وفتح
ثمانية فتوح، وولد له ثمانية بنين، وثماني بنات، ومات بالخاقاني من سر من رأى.
وكان عمره ثمانيا وأربعين سنة. وخلافته ثماني سنين. وثمانية أشهر. ويومين.
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا عمر بن
حفص السدوسي حدثنا محمد بن يزيد. قال: واستخلف أبو إسحاق محمد بن
هارون في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى أخبرني
الصولي حدثني عون بن محمد قال: رأيت المعتصم أول ركبة ركبها ببغداد وهو
خليفة حين قدم من الشام وكان أول يوم من شهر رمضان سنة ثماني عشرة ومائتين.
وأحمد بن أبي دؤاد يسايره وهو مقبل عليه ما يسايره غيره.
حدثنا أبو منصور باى بن جعفر الجيلي حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا
محمد بن يحيى حدثنا محمد بن سعيد الأصم حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل
الهاشمي قال: كان مع المعتصم غلام في الكتاب يتعلم معه. فمات الغلام فقال له
الرشيد: يا محمد مات غلامك. قال: نعم يا سيدي واستراح من الكتاب! قال
الرشيد: وإن الكتاب ليبلغ منك هذا المبلغ؟! دعوه إلى حيث انتهى، لا تعلموه شيئا
: قال فكان يكتب كتابا ضعيفا، ويقرأ قراءة ضعيفة.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة النحوي. قال: وكان في المعتصم مناقب: منها، أنه كان ثامن الخلفاء من بنى
العباس. وثامن أمراء المؤمنين من ولد عبد المطلب. وملك ثماني سنين. وثمانية
112

أشهر. وفتح ثمانية فتوح: بلاد بابك على يد الأفشين. وفتح عمورية بنفسه. والزط
بعجيف. وبحر البصرة. وقلعة الأحراف. وأعراب ديار ربيعة. والشاري. وفتح مصر.
وقتل ثمانية أعداء. بابك. ومازيار. وباطس، ورئيس الزنادقة، والأفشين، وعجيفا،
وقارن، وقائد الرافضة.
أنبأنا باى بن جعفر حدث عن أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى
حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا عبد الله بن الضحاك الهدادي حدثني هشام
ابن محمد الكلبي: أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون - حين قدم المأمون
بغداد - فذكر قوما بسوء السيرة. فقلت له: أيها الأمير إن الله تعالى أمهلهم فطغوا.
وحلم عنهم فبغوا. فقال لي: حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدى عن أبيه المنصور
عن أبيه محمد بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى
قوم من بنى فلان يتبخرون في مشيهم فعرف الغضب في وجهه ثم قرأ: * (والشجرة
الملعونة في القران) * [الإسراء 60] فقيل له: أي الشجرة هي يا رسول الله حتى نجتنبها؟
فقال: " ليست بشجرة نبات، إنما هم بنو فلان. إذا ملكوا جاروا وإذا ائتمنوا خانوا "
ثم ضرب بيده على ظهر العباس. قال: " فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلا يكون
هلاكهم على يديه ".
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي بالأهواز
حدثنا محمد بن نعيم حدثنا حمدون بن إسماعيل حدثنا أبي عن المعتصم عن المأمون
عن الرشيد عن المهدى عن المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: لا تحتجموا يوم الخميس فإنه من يحتجم فيه فيناله
مكروه فلا يلومن إلا نفسه ".
حدثني أبو القاسم الأزهري وعبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي. قالا: حدثنا
عبيد الله بن محمد المقرئ حدثنا محمد بن يحيى النديم حدثنا عبد الواحد بن
العباس بن عبد الواحد قال سمعت العباس بن الفرج يقول كتب ملك الروم إلى
المعتصم كتابا يتهدده فيه، فأمر بجوابه، فلما قرئ عليه الجواب لم يرضه، قال
للكاتب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فقد قرأت كتابك، وسمعت
خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.
113

قلت: غزا المعتصم بلاد الروم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين فأنكى في العدو
نكاية عظيمة، ونصب على عمورية المجانيق، وأقام عليها حتى فتحها ودخلها فقتل
فيها ثلاثين ألفا، وسبى مثلهم. وكان في سبيه ستون بطريقا. وطرح النار في عمورية
من سائر نواحيها فأحرقها. وجاء ببابها إلى العراق. وهو باق حتى الآن منصوب على
أحد الأبواب دار الخلافة. وهو الباب الملاصق مسجد الجامع في القصر.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة حدثني عبد العزيز بن سليمان بن يحيى بن معاذ عن أبيه. قال: كنت أنا ويحيى
ابن أكثم نسير مع المعتصم وهو يريد بلاد الروم قال: فمررنا براهب في صومعته،
فوقفنا عليه وقلنا: أيها الراهب أترى هذا الملك يدخل عمورية؟ فقال لا: إنما يدخلها
ملك أكثر أصحابه أولاد زنى. قال: فأتينا المعتصم فأخبرناه فقال: أنا والله صاحبها،
أكثر جندي أولاد زنا، إنما هم أتراك أعاجم.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى أخبرني على
ابن هارون أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال: ذكر ابن أبي دؤاد
المعتصم يوما فأسهب في ذكره، وأكثر من وصفه، وأطنب في فضله، وذكر من سعة
أخلاقه، وكرم أعراقه، وطيب مركبه، ولين جانبه، وجميل عشرته، ورضى أفعاله،
وقال قال لي يوما، ونحن بعمورية، ما تقول يا أبا عبد الله في البسر؟ فقلت: يا أمير
المؤمنين نحن ببلاد الروم، والبسر بالعراق! قال: وقد وجهت إلى مدينة السلام
فجاؤوني بكباستين، وقد علمت أنك تشتهيه، ثم قال: يا إيتاخ، هات إحدى
الكباستين. فجاء بكباسة بسر، فمد ذراعه وقبض عليها بيده. وقال: كل بحياتي
عليك من يدي، فقلت: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، بل بعضها فآكل كما
أريد. قال لا والله إلا من يدي. فوالله ما زال حاسرا ذراعه ومادا يده وأنا أجتني من
العذق حتى رمى به خاليا ما فيه بسرة. قال: وكنت كثيرا ما أزامله في سفره ذلك
إلى أن قلت له يوما: يا أمير المؤمنين لو أزاملك بعض مواليك وبطانتك، فاسترحت
منى إليهم مرة ومنهم إلي أخرى فإن ذلك أنشط لقلبك، وأطيب لنفسك، وأشد
لراحتك؟ قال: فإن سيتما الدمشقي يزاملني اليوم، فمن يزاملك أنت؟ قلت: الحسن
ابن يونس قال: فأنت وذاك. قال: فدعوت بالحسن فزاملني وتهيأ أن ركب بغلا،
واختار أن يكون منفردا، قال وجعل يسير بسير بعيري، فإذا أراد أن يكلمني رفع
114

رأسه، وإذا أردت أن أكلمه خفضت رأسي، فانتهينا إلى واد لم نعرف غور مائة،
وقد خلفنا العسكر وراءنا، فقال لرحالي: مكانك، حتى أتقدم فأعرف غور الماء
وأطلب قلته، واتبع أنت مسيري. قال: وتقدم رجل فدخل الوادي وجعل يطلب قلة
الماء وتبعه المعتصم، فمره ينحرف عن يمينه وأخرى عن شماله، وتارة يمضى لسننه،
ونتبع أثره حتى قطعنا الوادي.
أخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمران حدثني على بن عبد الله أخبرني الحسين
ابن علي بن العباس عن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الإسكافي قال: قال لنا ابن
أبي دؤاد: كان المعتصم يخرج ساعده إلى ويقول يا أبا عبد الله عض ساعدي بأكثر
قوتك، فأقول والله يا أمير المؤمنين ما تطيب نفسي بذلك، فيقول إنه لا يضرني فأروم
ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان. وانصرف يوما من دار المأمون
إلى داره وكان شارع الميدان منتظما بالخيم فيها الجند، فمر المعتصم بامرأة تبكى
وتقول: ابني ابني. وإذا بعض الجند قد أخذ ابنها. فدعاه المعتصم وأمره أن يرد ابنها
عليها فأبى، فاستدناه فدنى منه، فقبض عليه بيده، فسمع صوت عظامه، ثم أطلقه من
يده فسقط وأمر بإخراج الصبي إلى أمه.
أخبرنا الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال حدثنا علان بن أحمد الرزاز
حدثنا على بن أحمد بن العباس الجاماسبي حدثنا أبو الحسن الطويل قال سمعت
عيسى بن أبان صدقة عن علي بن يحيى المنجم قال: لما أن استتم المعتصم عدة غلمانه
الأتراك بضعة عشر ألفا، وعلق له خمسون ألف مخلاة على فرس، وبرذون. وبغل،
وذلل العدو بكل النواحي، أتته المنية على غفلة فقيل إنه قال في حماه التي مات فيها:
* (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) * [الأنعام 44].
قلت: ولكثرة عسكر المعتصم وضيق بغداد عنه، وتأذى الناس به بنى المعتصم
سر من رأى، وانتقل إليها، فسكنها بعسكره، وسميت العسكر، وذلك في سنة إحدى
وعشرين ومائتين.
حدثنا على بن الحسين صاحب العباسي حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا
الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني جعفر بن هارون أخبرني أبي قال سمعت
115

المعتصم بالله يقول: اللهم إنك تعلم أنى أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك،
وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي.
حدثنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا على بن أحمد بن أبي قيس أنبأنا أبو
بكر بن أبي الدنيا. قال: المعتصم محمد بن هارون بن محمد ولد يوم الاثنين لعشر
خلون من شعبان سنة ثمانين ومائة، وبويع يوم مات المأمون في رجب سنة ثمان
عشرة ومائتين، ودخل - يعنى بغداد - على بغل كميت بسرج مكشوف، وعليه
قلنسوة لاطئة، وسيف بمعاليق، فأخذ على باب الشام حتى عبر الجسر، ثم دخل من
باب الرصافة. ومات المعتصم بسر من رأى يوم الخميس لتسع عشرة خلت من ربيع
الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، فكانت خلافته ثمان سنين وثمانية أشهر
ويومين.
وكان المعتصم أبيض، أصهب اللحية طويلها، مربوعا مشرب اللون، وأمه أم ولد
يقال لها ماردة.
قلت: وكان لهارون الرشيد أولاد جماعة، قيل إن اسم كل واحد منهم محمد.
أنبأنا بذلك القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال قرأنا على الحسين بن
هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عرابة
حدثنا محمد بن حبيب عن هشام بن محمد وغيره من أصحابه. قال: أبو العباس
وأبو أحمد، وأبو إسحاق، وأبو عيسى، وأبو يعقوب، وأبو أيوب، [وأبو سليمان]
بنو هارون الرشيد بن محمد المهدى وكل اسمه محمد.
1768 - محمد بن هارون البغدادي:
ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد فقال فيما.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
محمد بن هارون البغدادي سمع جريرا، وهشيما، وابن علية، وهذه الطبقة. معروف
الحديث. حدثنا عنه إبراهيم بن إسحاق الصواف وغيره.
116

1769 - محمد أمير المؤمنين المهتدي بالله بن هارون الواثق بالله بن أبي
إسحاق المعتصم بالله، يكنى أبا إسحاق، ويقال: أبا عبد الله:
ولد بالقاطول، وكان منزله بسر من رأى. وأمه أم ولد يقال لها قرب. وكانت
البيعة له بالخلافة بعد خلع المعتز بالله.
فأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا محمد بن أحمد المفيد حدثنا أبو بشر
الدولابي أخبرني جعفر بن علي بن إبراهيم الهاشمي قال: خلع المعتز بالله الخلافة من
نفسه يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، وبايع لمحمد بن
الواثق يوم الأربعاء ليوم بقى من رجب.
حدثني الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا عمر بن
حفص السدوسي. قال: ودعى لمحمد بن الواثق بالله المهتدى يوم الجمعة بسر من رأى
أول يوم من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولم يدع له ببغداد، ودعى للمعتز
ببغداد، وقتل المعتز يوم السبت ليومين من شعبان ودعى لمحمد بن الواثق المهتدى بالله
في الجمعة الثانية ببغداد لثمان خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وأمه أم
ولد تمسى قرب.
حدثنا عبد العزيز بن علي حدثنا محمد بن أحمد المفيد حدثنا أبو بشر الدولابي
حدثني القاسم بن عبد الجبار الهاشمي حدثني على بن الحسن بن إسماعيل بن العباس
الهاشمي: أن ميلاد المهتدى بالله سنة ثمان أو تسع عشرة ومائتين.
حدثنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن علي أخبرني عبد
الواحد بن المهتدى بالله أن أباه ولد يوم الأحد لخمس خلون من ربيع الأول سنة تسع
عشرة وتوفى وله من السن سبع وثلاثون سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام.
قلت: وقد قيل أيضا أنه ولد سنة خمس عشرة ومائتين.
حدثنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا على بن أحمد بن أبي قيس حدثنا ابن أبي
الدنيا قال: كان المهتدى أسمر رقيقا أجلى، حسن اللحية أشيب، حسن العينين،
يكنى أبا عبد الله.
قلت: وكان المهتدى بالله من أحسن الخلفاء مذهبا وأجملهم طريقة وأظهرهم ورعا
وأكثرهم عبادة، وروى عنه حديث واحد مسند.
117

أنبأناه محمد بن أحمد بن زرق البزار ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان.
قالا: حدثنا محمد بن عمر القاضي الحافظ حدثنا محمد بن الحسن بن سعدان
المروزي حدثنا محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله السرخسي حدثني المهتدى بالله أمير
المؤمنين حدثني على بن هاشم بن طبراخ عن محمد بن الحسن الفقيه عن ابن أبي
ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس. قال قال العباس: يا رسول الله ما لنا
في هذا الأمر؟ قال: " لي النبوة ولكم الخلافة، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم ".
هذا آخر حديث ابن الفضل وزاد ابن رزق: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: " من
أحبك نالته شفاعتي، ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي ".
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا على بن الحسن الجراحي حدثنا محمد بن
أحمد القراريطي. قال قال لي عمى عبد الله بن إبراهيم الإسكافي: حضرت مجلس
المهتدى وقد جلس للمظالم، فاستعداه رجل عن ابن له، فأمر بإحضاره فأحضر
وأقامه إلى جنب الرجل، فسأله عما ادعاه عليه فأقر به، فأمره بالخروج له من حقه،
فكتب له بذلك كتابا، فلما فرغ قال له الرجل: والله يا أمير المؤمنين ما أنت إلا كما
قال الشاعر:
حكمتموه فقضى بينكم * أبلج مثل القمر الزاهر
لا يقبل الرشوة في حكمه * ولا يبالي غبن الخاسر
فقال له المهتدى: أما أنت أيها الرجل فأحسن الله مقالتك، وأما أنا فما جلست
هذا المجلس حتى قرأت المصحف: * (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم
نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) * [الأنبياء 47]
فقال لي عمى: فما رأيت باكيا أكثر من ذلك اليوم.
حدثنا عبد العزيز بن علي حدثنا محمد بن أحمد المفيد حدثنا أبو بشر الدولابي
أخبرني أبو موسى العباسي. قال: لم يزل المهتدى صائما منذ جلس للخلافة إلى أن
قتل.
حدثنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدثنا المعافى بن زكريا الجريري قال
حدثني بعض الشيوخ ممن شاهد جماعة من العلماء، وخالط كثيرا من الرؤساء - أن
هاشم بن القاسم الهاشمي حدثه.
118

قال المعافى: وقد حدث هاشم هذا حديثا كثيرا وكتبنا عنه إلا أن هذه الحكاية
حدثني بها هذا الشيخ الذي قدمت ذكره.
قال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت بحضرة المهتدى عشية من العشايا، فلما
كادت الشمس تغرب، وثبت لأنصرف - وذلك في شهر رمضان - فقال لي:
اجلس. فجلست ثم إن الشمس غابت وأذن المؤذن لصلاة المغرب وأقام، فتقدم
المهتدى فصلى بنا، ثم ركع وركعنا ودعا بالطعام فأحضر طبق خلاف وعليه رغف
من الخبز النقي وفيه آنية في بعضها ملح، وفى بعضها خل، وفى بعضها زيت.
فدعاني إلى الأكل فابتدأت آكل معذرا ظانا أنه سيؤتى بطعام له نيقة، وفيه سعة.
فنظر إلى وقال لي: ألم تك صائما؟ قلت بلى. قال: أفلست عازما على صوم غد؟
فقلت: كيف لا وهو شهر رمضان؟ فقال: فكل واستوف غداءك فليس هاهنا من
الطعام غير ما ترى. فعجبت من قوله، ثم قلت: والله لأخاطبنه في هذا المعنى، فقلت:
ولم يا أمير المؤمنين وقد أسبغ الله نعمه، وبسط رزقه، وكثر الخير من فضله؟ فقال: إن
الأمر لعلى ما وصفت فالحمد لله، ولكنني فكرت في أنه كان في بنى أمية عمر بن
عبد العزيز وكان من التقلل والتقشف على ما بلغك، فغرت على بنى هاشم أن لا
يكون في خلفائهم مثله، فأخذت نفسي بما رأيت.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة - وذكر المهتدى - فقال حدثني بعض الهاشميين أنه وجد له سفط
فيه جبة صوف وكساء وبرنس كان يلبسه بالليل ويصلى فيه، وكان يقول: أما
يستحى بنو العباس أن لا يكون فيهم مثل عمر بن عبد العزيز؟! وكان قد اطرح
الملاهي، وحرم الغناء، والشراب، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم، وضرب
جماعة من الرؤساء، وكان مع حسن مذهبه وإيثار العدل شديد الإشراف على أمر
الدواوين والخراج، يجلس بنفسه في الحسبانات ولا يخل بالجلوس يوم الاثنين والخميس
والكتاب بين يديه.
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على
الله حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان حدثني العباس بن يعقوب حدثني أحمد بن
سعيد الأموي. قال: كانت لي حلقة وأنا بمكة أجلس فيها في المسجد الحرام ويجتمع
119

إلى فيها أهل الأدب، فإنا يوما لنتناظر في شئ من النحو والعروض وقد علت أصواتنا
- وذلك في خلافة المهتدى - إذ وقف علينا مجنون أشار إلينا ثم قال:
أما تستحون الله يا معدن الجهل * شغلتم بذا والناس في أعظم الشغل
إمامكم أضحى قتيلا مجدلا * وقد أصبح الإسلام مفترق الشمل
وأنتم على الأشعار والنحو عكفا * تصيحون بالأصوات في است أم ذا العقل
فانصرف المجنون وتفرقنا وقد أفزعنا ما ذكره المجنون وحفظنا الأبيات، فخبرت
بذلك إسماعيل بن المتوكل فحدث به قبيحة أم المعتز بالله فقالت: إن لهذا لنبأ،
فاكتبوا هذه الأبيات، وأرخوا هذا اليوم، وطووا هذا الخبر عن العامة. ففعلنا، فلما
كان يوم الخامس عشر ورد الخبر من مدينة السلام بقتل المهتدى.
حدثنا محمد بن أحمد بن زرق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء. قال: وبقى المهتدى بن الواثق إلى أن خلع بسر من رأى يوم الأحد
لأربع عشرة خلت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، أحد عشر شهرا وستة
عشر يوما، وكان عمره إحدى وأربعين سنة.
حدثنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا على بن أحمد بن أبي قيس حدثنا أبو
بكر بن أبي الدنيا. قال: المهتدى كانت خلافته أحد عشر شهرا وسبعة عشر يوما.
أخبرني الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا عمر بن
حفص السدوسي. قال: وقعت الفتنة بسر من رأى في يوم الأحد مع الزوال، وخرج
المهتدى فحاربهم، فجرح وصار في يدي الأتراك، فمكث بقية يومه ويوم الاثنين، ثم
قتل وصلى عليه يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقين من رجب.
1770 - محمد بن هارون بن إبراهيم، أبو جعفر ويعرف بأبي نشيط الربعي:
سمع: روح بن عبادة، ويحيى بن أبي بكر، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا
المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والحكم بن نافع الحمصيين، وعمرو بن الربيع بن
120

طارق المصري، ونعيم بن حماد المروزي. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وجنيد بن
حكيم، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل
المحاملي.
وقال بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي ببغداد وهو صدوق.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي،
حدثنا محمد بن هارون - أبو نشيط - حدثنا عبد القدوس بن الحجاج الحمصي.
وأنبأنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا عيسى بن علي بن عيسى، حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي، حدثنا محمد بن هارون الحربي، حدثني أبو المغيرة الحمصي، حدثنا
صفوان بن عمرو، حدثنا عبد الرحمن بن جبير عن أبي الطويل شطب الممدود: أنه أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا، وهو في
ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا اقتطعها بيمينه، فهل لذلك من توبة؟. قال: " هل
أسلمت "؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسوله. قال:
" نعم، تفعل الخيرات، وتترك الشرات، يجعلهن الله لك كلهن خيرات ". قال: وغدراتي
وفجراتي! قال: نعم قال: الله أكبر. فما زال يكبر حتى توارى.
هذا لفظ البغوي: وزاد في حديثه: قال أبو المغيرة سمعت مبشر بن عبيد - وكان
عارفا بالنحو والعربية - يقول: الحاجة الذي يقطع على الحاج إذا توجهوا، والداجة
الذي يقطع عليهم إذا رجعوا.
قال أبو القاسم البغوي: روى هذا الحديث غير محمد بن هارون عن أبي المغيرة
عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم طويلا شطب الممدود
وأحسب أن محمد بن هارون صحف فيه. والصواب ما قال غيره. قلت: قد رواه
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي،
عن أبي المغيرة كرواية أبى نشيط.
أنبأنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - حدثنا سليمان
ابن أحمد الطبراني، عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، عن أبي المغيرة،
حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبي طويل شطب
121

الممدود: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث بطوله نحو ما تقدم.
حدثني الحسن بن أبي طالب، عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمد بن هارون
الحربي أبو نشيط ثقة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن
مخلد العطار فيما قرأت عليه: ومات أبو نشيط محمد بن هارون في شوال سنة
ثمان وخمسين ومائتين.
1771 - محمد بن هارون، أبو جعفر الفلاس المخرمي يلقب شيطا:
وكان من المذكورين بالمعرفة والحفظ. سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وسعد بن
حفص، وعمرو بن حماد بن طلحة، والحسن بن بشر الكوفيين، وسليمان بن حرب،
وعبيد الله بن عمر القواريري، وعباد بن موسى، ويحيى بن معين. روى عنه القاضي
المحاملي ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد، وهو من الحفاظ الثقات. أنبأنا أبو عمر
عبد الواحد بن محمد بن مهدي حدثنا محمد بن مخلد العطار أنبأنا محمد بن
هارون أبو جعفر - وكان حافظا - حدثنا عبيد الله بن عمر. قال: كنا عند حماد بن
زيد فجاء نعى مالك بن أنس، قال فبكى فأخرج خرقة من كمه وكمد عينيه وقال:
رحم الله أبا عبد الله، إن كان من الإسلام لبمكان. سمعت أيوب يقول: رأيت لمالك
- يعنى ابن أنس - حلقة في زمان نافع.
حدثنا أبو القاسم الأزهري حدثنا على بن عمر الحافظ. قال: محمد بن هارون
الفلاس البغدادي يلقب شيطا، كان من الحفاظ للمسند والمقطوع.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن هارون -
أبو جعفر شيطا - ثقة حافظ.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على بن المنادى
وأنا أسمع. قال: أبو جعفر محمد بن هارون الفلاس المعروف بشيطا، كان من
الحفاظ سيما للمقطوع، وكان ينزل بمدينة السلام في دار البانوج إلا أنه كان يتوكل
لقوم بالنهروان فخرج آخر خرجاته إليها فأقام مديدة ومات هنالك ودفن أيضا.
122

ثم قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة خمس وستين ومائتين. مات أبو
جعفر محمد بن هارون الفلاس بالنهروان في المحرم.
1772 - محمد بن هارون بن عيسى، أبو بكر الأزدي الرزاز:
بصري الأصل حدث عن مسلم بن إبراهيم، وأبى الوليد الطيالسي، ومحمد بن
عبد الله الخزاعي، وعبد الله بن سوار العنبري، وعلي بن عثمان اللاحقي، وأحمد بن
عبد الله بن يونس، وجبارة بن مغلس، وعيسى بن إبراهيم البركي، ومحمد بن بكار
العيشي، والحكم بن موسى. روى عنه أبو العباس بن [عقدة] وأبو عمر حمزة
ابن القاسم الهاشمي، وأبو بكر الشافعي أحاديث مستقيمة.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا
أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي - سنة ست وتسعين ومائتين - قال:
حدثني الحكم بن موسى حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يفطر على الرطب
ما دام الرطب، وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن ويجعلهن وترا، ثلاثا أو خمسا
أو سبعا.
اتفق ابن عقدة وابن رميس وحمزة بن القاسم والشافعي على أن هذا الشيخ
محمد بن هارون بن عيسى.
وروى عنه أبو سعيد بن الأعرابي فقال: حدثنا محمد بن عيسى بن هارون وقد
ذكرناه فيما تقدم، وقال الدارقطني: محمد بن هارون بن عيسى ليس بالقوى.
1773 - محمد بن هارون بن موسى بن يعقوب بن إبراهيم بن الحكم بن
الربيع، أبو موسى الأنصاري الزرقي:
حدث عن أبي الربيع عبيد الله بن محمد الحارثي، وأحمد بن عبد الرحمن الحراني
المعروف بالكزبراني - ومعمر بن سهل الأهوازي، ويونس بن عبد الأعلى المصري.
123

روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو الحسين بن المنادى، وسليمان بن أحمد
الطبراني، وغيرهم.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وتوفى أبو موسى محمد بن هارون الأنصاري ثم الزرقي ليلة الخميس،
ودفن من الغد لثلاث وعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وكان أحد
الثقات. كتب الناس عنه لستره وثقته.
1774 - محمد بن هارون بن محمد بن داهر بن القاسم، الليثي:
من أهل البصرة. حدث بالأنبار عن عبد الواحد بن غياث. روى عنه أبو بكر
الإسماعيلي الجرجاني.
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا محمد بن
هارون بن محمد بن داهر بن القاسم الليثي البصري - بالأنبار - حدثنا عبد الواحد
ابن غياث قال حدثنا الفضل بن ميمون عن منصور بن زاذان عن أبي عمرو - هو
زاذان الكندي - أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " ثلاثة يوم القيامة على كثيب من مسك أسود. لا يهولهم فزع، ولا ينالهم
حساب، حتى يفرغ الله مما بين الناس. رجل قرأ القرآن وأم به قوما هم راضون.
ورجل أذن - دعا إلى الله ابتغاء وجه الله. ورجل مملوك ابتلى بالرقى في الدنيا فلم
يشغله ذلك عن طلب الآخرة ".
1775 - محمد بن هارون المقرئ، يعرف بالسواق:
حدث عن يحيى بن أيوب العابد، والحسن بن حماد سجادة. روى عنه أبو
القاسم النخاس المقرئ.
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب حدثنا عبد الله بن الحسن بن سليمان
المقرئ حدثنا محمد بن هارون المقرئ المعروف بالسواق حدثنا الحسن بن حماد
سجادة قال حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن أبي سعيد الشامي عن
124

مكحول عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عد الآي في الفريضة
والتطوع ".
1776 - محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور،
ويكنى: أبا بكر:
كان خطيب مسجد الجامع بمدينة المنصور. وولى إقامة الحج في سنة ثمان وثمانين
ومائتين. ومكث خمسين سنة يلي إمامة مسجد المنصور!!
كذلك أنبأني إبراهيم بن مخلد قال حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: كان
أبو بكر محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أمير المؤمنين المنصور إمام مسجد
المدينة ببغداد، من أهل الستر، والفضل والخطابة: وولى إمامة مسجد المدينة ببغداد
خمسين سنة وكانت وفاته يوم السبت لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة،
وله من السن خمس وسبعون سنة، وولى ابنه أبو جعفر مكانه.
1777 - محمد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر
المنصور، يكنى أبا إسحاق، ويعرف بابن برية:
حدث عن السري بن عاصم، ومحمد بن مهاجر أخي حنيف، وعيسى بن أبي
حرب، ويعقوب بن سواك، وأحمد بن منصور الرمادي وأبى النضر إسماعيل بن عبد
الله العجلي، وعباس بن عبد الله الترقفي. وفى حديثه مناكير كثيرة. روى عنه ابن
أخيه على بن محمد بن هارون، وإسماعيل بن علي الخطبي وعبد العزيز بن جعفر
الحرقي، وأبو الحسن بن لؤلؤ وغيرهم.
حدثنا محمد بن الفرج البزاز حدثنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي حدثنا محمد بن
هارون بن برية الهاشمي قال حدثنا السري بن عاصم حدثنا ابن السماك حدثنا الهيثم
ابن جماز. قال: دخلت على يزيد الرقاشي في يوم شديد حر فقال: ادخل يا هيثم
ادخل ادخل حتى نبكي على الماء البارد، وقد عطش نفسه أربعين سنة ثم قال:
حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " كل من ورد القيامة عطشان ".
125

حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني عن محمد بن بريه الهاشمي فقال: لا شئ.
1778 - محمد بن هارون بن مجمع، أبو الحسن المصيصي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي، وهشام بن
خالد الأزرق، وهارون بن زياد المصيصي، ومحمد بن قدامة الجوهري، وعمر بن
يزيد السياري، وأبى عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، والربيع بن سليمان
المرادي. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومحمد بن عمر بن الجعابي، وعمر بن نوح
البجلي، وعمر بن جعفر البصري الحافظ، ومحمد بن حميد المخرمي. وكان ثقة
صالحا معروفا بالخير.
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أبو الحسن
ابن مجمع حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا على بن الحسن السامي عن مالك عن ربيعة
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ غرفة غرفة وقال: " لا يقبل الله
صلاة إلا به ".
1779 - محمد بن هارون بن حميد، أبو بكر البيع، يعرف بابن المجدر:
سمع بشر بن الوليد الكندي، وأبا الربيع الزهراني، وعبد الأعلى بن حماد
النرسي، وداود بن رشيد، ومحمد بن أبي عمر العدني، وسلمة بن شبيب، ومحمد
ابن حميد الرازي ومحمود بن غيلان المروزي. روى عنه محمد بن خلف بن جيان،
ومحمد بن المظفر وأبو الفضل الزهري، وأبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عبيد الله بن
قفرجل. وغيرهم وكان ثقة.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي
يقول: مات محمد بن هارون بن المجدر يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر سنة اثنتي
عشرة وثلاثمائة. وكان يعرف بالانحراف عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى
الله تعالى عنه.
126

1780 - محمد بن هارون بن الهيثم بن يحيى، أبو بكر الجوهري، يلقب
سكباج، ويعرف بالطرسوسي:
حدث عن أبي الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي، وأحمد بن بديل اليامي،
وأبى موسى محمد بن المثنى، والحسن بن عرفه، روى عنه أحمد بن كامل القاضي،
و مخلد بن جعفر الدقاق، وأبو الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير،
وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أنا عبد الله..... بن جعفر الردغي أنا محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي
حدثنا محمد بن هارون بن الهيثم بن يحيى الجوهري الطرسوسي - سنه ثمان وثلاثمائة
من لفظه وحفظه - حدثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي حدثني الوليد بن
مسلم عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أنه أفرد الحج.
1781 - محمد بن هارون بن سليمان، أبو بكر الجريري:
حدث عن الحسين بن زيد الدباغ، وفضل بن سهل الأعرج، وحميد بن الربيع
الخزاز. روى عنه على بن عمر السكري.
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا على بن عمر الختلي
حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن سليمان الجريري حدثنا حميد بن الربيع الخزاز
حدثنا أبو ضمرة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عن أبيه عن علي بن أبي
طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " ما نفعني مال، ما نفعني مال أبى بكر ".
1782 - محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد بن سليمان بن مياح، أبو
حامد الحضرمي، المعروف بالبعراني:
سمع خالد بن يوسف السمتي، ونصر بن علي الجهضمي، والوليد بن شجاع
127

السكوني، وعمرو بن علي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا مسلم الواقدي، وغيرهم.
روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني،
وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وجماعة يطول ذكرهم.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا على بن الحسن القاضي قال حدثنا محمد
ابن هارون بن عبد الله - يعنى أبا حامد - حدثنا الحسن بن علي بن الأسود العجلي
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " المختلعات هن المنافقات ".
قال لي الحسن قال الدارقطني: ما حدث به غير أبى حامد.
حدثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف بن عمر القواس ذكر أبا حامد الحضرمي
في شيوخه الثقات.
وحدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول - وسألت
الدارقطني - عن محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد الحضرمي فقال: ثقة.
قرأت في كتاب أبى القاسم بن الثلاج بخطه قال أبو حامد الحضرمي: ولدت في
سنة خمس وعشرين ومائتين.
ذكر غير ابن الثلاج أنه ولد في سنة ثلاثين ومائتين. قال أبو القاسم الأزهري
حدثنا على بن عمر الحافظ قال: أبو حامد الحضرمي كتبنا عنه حديثا كثيرا، وكانت
وفاته في أول يوم من المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدثنا البرقاني قال سمعت الدارقطني يقول: مات البعراني أول يوم من المحرم
سنه إحدى وعشرين.
1783 - محمد بن هارون، الفقيه على مذهب أبي ثور:
حدث عن علي بن داود القنطري. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
1784 محمد بن هارون بن مالك بن الحسين، يعرف الدينوري:
حدث عن يعقوب بن إسحاق البيهسي، وسفيان بن المبارك المديني. روى عنه أبو
حفص بن شاهين، ويوسف القواس.
128

1785 - محمد بن هارون بن عيسى، أبو نصر النهرواني:
حدث عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وبهلول بن إسحاق الأنباري،
ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي. روى عنه أبو على الحسن بن الحسين بن
حمكان الفقيه.
1786 - محمد بن هارون بن سعيد بن بندار، أبو بكر البغدادي:
سكن سمرقند وحدث بها عن أحمد بن علي الجوزجاني، والقاضي المحاملي.
حدثنا عنه الحسين بن محمد أخو أبى محمد الخلال.
أخبرني الحسين بن محمد المؤدب حدثني أبو بكر محمد بن هارون البغدادي -
إملاء من حفظه بسمرقند في سنة تسعين وثلاثمائة - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن بن
العلاء الجوزجاني حدثنا أبو الأشعث عن ثابت عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليس الخبر كالمعاينة ".
هذا غريب من حديث ثابت عن أنس، ومن حديث حماد بن زيد عن ثابت. لا
أعلم رواه إلا محمد بن هارون هذا بإسناده، وأراه غلط فيه وأرجو أن لا يكون تعمده.
حدثت عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي. قال: محمد بن هارون
ابن سعيد بن بندار البغدادي أبو بكر سكن سمرقند ومات بعد التسعين والثلثمائة. لم
يكن معه الأصول كان يحدث من حفظه فيخطئ. يروى عن الحسين بن إسماعيل
المحاملي، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، وغيرهما. كتبنا عنه بسمرقند كان
يعرف القراءات والنحو ويحفظ من الأشعار شيئا غير قليل.
* * *
129

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه هشام
1787 - محمد بن هشام بن عيسى بن عبد الرحمن الطالقاني:
حدثنا أبو عبد الله القصير المروذي.
سكن بغداد في جوار أبى عبد الله أحمد بن حنبل. وحدث عن: هشيم بن بشير،
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وأبى معاوية الضرير، وحفص بن غياث، وسفيان
ابن عيينة. سمع منه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وروى عنه: محمد بن
إسماعيل البخاري، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد
ابن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير
الذهلي، وغيرهم، وكان ثقة.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمد بن المظفر، حدثني أبو القاسم
المروذي، حدثنا محمد بن هشام، حدثنا هشيم، حدثنا علي بن زيد، عن محمد بن
المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما بين حجرتي إلى منبري روضة من رياض الجنة،
وحوضي على ترعة من ترع الجنة ".
قال أبو القاسم سمعت محمد بن هشام يقول: أحمد كتب عنى هذا الحديث.
قلت: ولم يروه عن هشيم غيره فيما قيل، والله أعلم.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب،
حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى النخاس، حدثنا محمد بن هشام المروذي، حدثنا
حفص بن غياث، عن سليمان عن الحسن: في الرجل يكون في يده مال من خيانة
يستحي أن يرده على أصحابه، قال: لا بأس أن يوصله إلى ما لهم من حيث لا يعلمون.
قال محمد بن هشام: جاءني يحيى بن معين حتى سمع منى هذا الحديث.
130

حدثنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد، حدثنا
محمد بن هشام - يعنى المروذي - جار أحمد بن حنبل قال: سئل ابن عيينة: ما بال
الناس يؤمرون في الجنازة بالسكوت؟ قال: لأنه حشر.
قرأت على أبى بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن هشام يقول: ولدت في
آخر سنة ستين - أو أول إحدى وستين - ومائة.
وقال أبو العباس: مات محمد بن هشام القصير ببغداد في سنة اثنتين وخمسين.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي: مات محمد بن هشام المروذي في آخر رجب من سنة اثنتين وخمسين
- يعنى ومائتين.
1788 - محمد بن هشام بن البختري، أبو جعفر المروزي، المعروف بابن أبى
الدميك:
سكن بغداد وحدث بها عن سليمان بن حرب، وعاصم بن علي، وعبيد الله بن
محمد بن عائشة، وأبى إبراهيم الترجماني، ومحمد بن الفرج بن عبد الوارث، ويحيى
ابن الحماني، وبشر بن الوليد الكندي، وإبراهيم بن زياد سبلان، ومحمد بن هشام
القصير، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، وأبو مزاحم الخاقاني وأبو
عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمر الزاهد صاحب ثعلب، وأبو
سهل بن زياد القطان، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
ذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
حدثنا الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد
الله حدثني محمد بن هشام بن أبي الدميك قال أبو مزاحم: ظننت أبا الدميك لقبا
فسألته فقال: هو كنيته - يعنى أباه -.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
131

المنادى وأنا أسمع. قال: ومحمد بن هشام أبو جعفر المعروف بابن أبى الدميك
مستملي الحسن بن عرفة، كتب الناس عنه، صدوق.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات أبو
جعفر محمد بن هشام المعروف بابن أبى الدميك ليلة الأحد، ودفن يوم الأحد ضحوة
النهار لخمس بقين من رجب من سنة تسع وثمانين ومائتين، وصلى عليه في سوق
يحيى ودفن في مقبرة الخيزران.
1789 - محمد بن هشام بن خلف بن هشام، البزاز:
حدث عن جده خلف، وعن علي بن الجعد، ومحرز بن عون. روى عنه عبد
الصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان.
إلا أن أبا سهل سمى أباه هاشما بتقديم الألف على الشين وأنا أعيد ذكره وأسوق
حديثه بعد، إن شاء الله.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الهيثم
1790 - محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد، أبو عبد الله مولى ثقيف، ويعرف
بأبي الأحوص:
قاضي عكبرا. كان من أهل الفضل، ورحل في الحديث إلى الكوفة، والبصرة.
والشام، ومصر، فسمع من أبى غسان مالك بن إسماعيل، وأبى نعيم الفضل بن دكين
الكوفيين، وعبد الله بن رجاء البصري، ومحمد بن كثير المصيصي، وسعيد بن عفير،
ويحيى بن بكير المصريين، ويوسف بن عدي، ويحيى بن سليمان الجعفي، ونعيم بن
حماد المروزي، ونحوهم. روى عنه: موسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن عبد الله
الحضرمي مطين، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن خلف بن جيان وكيع،
والقاضي المحاملي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري،
وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك،
وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو بكر بن مالك الإسكافي.
132

حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن الهيثم القاضي، حدثنا يوسف بن
عدي، حدثنا أبو زبيد، أخبرني أخو يزيد بن أبي زياد، عن رجل من النخع يقال له أبو
سفانة عن عائشة: أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المحاملي هكذا
قال أبو سفانة.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا محمد
ابن مخلد العطار حدثنا محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد أبو الأحوص القنطري
القاضي، حدثنا يحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي حدثني عمرو بن عثمان، حدثنا
أبو مسلم قائد الأعمش، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن سعد الطائي عن عطية عن أبي سعيد. وعن أبي إدريس الأودي، عن عطية بن
سعد، عن ابن عباس أو أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كيف أنعم صاحب الصور قد
التقم الصور، وحنا جبهته واضعا سمعه نحو العرش متى يؤمر " قالوا: فما نقول؟ قال:
" قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ".
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي
العباس بن سعيد قال: محمد بن الهيثم بن حماد الثقفي أبو عبد الله القاضي بغدادي
يعرف بأبي الأحوص.
سمعت عبد الرحمن بن يوسف - يعنى ابن خراش - يقول: محمد بن الهيثم من
الأثبات المتقنين.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال: ذكر أبو الحسن الدارقطني أبا الأحوص: محمد بن
الهيثم القاضي فقال: كان من الثقات الحفاظ.
133

حدثنا الحسن بن أبي بكر قال: قال أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق: مات أبو
الأحوص محمد بن الهيثم القاضي بعكبرا في آخر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين
ومائتين.
وأنبأنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وجاءنا الخبر بموت أبي الأحوص القاضي، وكنيته أبو عبد الله
محمد بن الهيثم، وكان قاضي أهل عكبرا، فمات بها لخمس بقين من جمادى الأولى
سنة تسع وسبعين ومائتين.
1791 - محمد بن الهيثم بن خالد، أبو عيسى المخرمي الوراق:
حدث عن أبي همام الوليد بن شجاع، وحماد بن المؤمل الكلبي، وسعدان بن
نصر الثقفي. روى عنه أبو بكر المفيد، وعمر بن محمد بن سبنك البجلي.
حدثنا محمد بن علي بن يعقوب المعدل حدثنا محمد بن أحمد المفيد - قراءة -
حدثنا محمد بن الهيثم بن خالد الوراق أبو عيسى المخرمي حدثنا أبو همام الوليد بن
شجاع حدثنا مروان - يعنى ابن معاوية - حدثنا عبد الرحمن بن شميلة الأنصاري
عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح
آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده طعام يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ".
1792 - محمد بن الهيثم، أبو بكر الأنماطي المقرئ:
حدث عن أبي محمد بن أبي العنبر وعبد الله بن ثابت المقرئ. روى عنه محمد
ابن عبيد الله بن قفرجل الكيال.
1793 - محمد بن الهيثم بن السري، أبو الحسين الكلوذاني:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن أحمد بن علي الخراز.
* * *
134

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه هاشم
1794 - محمد بن هاشم بن خلف بن هشام، البزاز:
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان حدثنا محمد بن هاشم بن خلف البزار حدثنا على بن الجعد حدثنا أبو غسان
محمد بن مطرف عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " تفتح أبواب الجنة كل ليلة اثنين وخميس فيغفر الله لكل إنسان لا يشرك بالله
شيئا، إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء، فيتركان حتى يصطلحا ".
وقد ذكرناه أنه حدث عن جده وعن محرز بن عون، وأن عبد الصمد الطستي
يروى عنه فسمى أباه هشاما.
1795 - محمد بن هاشم بن القاسم بن هاشم بن عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عد المطلب، يكنى أبا الفضل:
كان يتولى الصلاة بسر من رأى ثم قلد الصلاة ببغداد في جامع دار الخلافة.
فأنبأني إبراهيم بن مخلد حدثنا إسماعيل بن علي قال: وقلد الصلاة في مسجد
الجامع الذي بحضرة دار الخليفة ببغداد - ويسمى مسجد القصر - أبو الفضل محمد
ابن هاشم بن القاسم من ولد محمد بن إبراهيم الإمام، وهو والى الصلاة
بسر من أرى، فخطب الناس وصلى بهم يوم الجمعة لثنتي عشرة خلت من ربيع الآخر
سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه همام
1796 - محمد بن همام بن سهيل بن بيزان، أبو علي الكاتب:
أحد شيوخ الشيعة. حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري، وأحمد بن
محمد بن رستم النحوي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري، وأبو بكر أحمد بن
عبد الله الوراق الدوري.
135

قرأت بخط محمد بن أحمد بن مهدي الإسكافي: مات أبو على محمد بن همام
ابن سهيل بن بيزان الإسكافي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وكان
يسكن في سوق العطش ودفن في مقابر قريش.
1797 - محمد بن همام بن الصقر بن يحيى بن السري بن ثروان، أبو طاهر
البزاز الموصلي:
سكن بغداد بدرب الزعفراني. وسمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين،
وأبا القاسم بن حبابة، وأبا الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري.
كتبت عنه وكان صدوقا.
حدثنا محمد بن همام حدثنا عمر بن أحمد الواعظ - إملاء - حدثنا عبد
الرحمن بن الحسن بن أيوب الشعيري الأصم ومحمد بن هارون بن عبد الله بن
سليمان الحضرمي. قالا: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا شريك بن عبد الله عن
منصور عن ربعي عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن عبد حتى يؤمن أنه لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنى رسول الله بعثني بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد
الموت، ويؤمن بالقدر ".
مات أبو طاهر بن همام في ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين للنصف من شهر ربيع
الأول سنة خمسين وأربعمائة.
* * *
ومن مفاريد الأسماء في هذا الحرف
1798 - محمد بن الهذيل بن عبيد الله بن مكحول، أبو الهذيل العلاف، مولى
عبد القيس:
شيخ المعتزلة، ومصنف الكتب في مذاهبهم، وهو من أهل البصرة، ورد بغداد.
وكان خبيث القول فارق إجماع المسلمين.
ورد نص كتاب الله عز وجل إذ زعم أن أهل الجنة تنقطع حركاتهم فيها، حتى
136

لا ينطقوا نطقة ولا يتكلموا بكلمة فلزمه القول بانقطاع نعيم الجنة عنهم، والله تعالى
يقول: * (أكلها دائم) * [الرعد 35] وجحد صفات الله التي وصف بها نفسه، وزعم أن
علم الله هو الله، وقدرة الله هي الله، فجعل الله: علما وقدرة، تعالى الله عما
وصفه به علوا كبيرا.
وقد روى عنه غياث بن إبراهيم، وسليمان بن قرم أحاديث مسندة.
قرأت بخط أبى بكر [بن] الجعابي في كتاب " الموالى " ثم أنبأنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن علي الصيمري - قراءة - حدثنا أحمد بن محمد بن علي
الأبنوسي حدثنا القاضي أبو بكر الجعابي حدثني أحمد بن عبيد الله الثقفي أبو
العباس حدثنا عيسى بن محمد الكاتب حدثنا أبو الهذيل محمد بن الهذيل العبدي حدثنا غياث بن
إبراهيم عن العوام بن حوشب عن بحر المسلمي عن عبد الرحمن بن عباس بن
ربيعة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: صلى العيد ثم خطب.
وقال حدثنا أبو الهذيل العبدي حدثنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن سالم عن
ثوبان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم
فضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أببدوا خضراءهم.
أخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثني أبو الطيب إبراهيم بن
محمد بن شهاب العطار قال: روى أبو يعقوب الشحام. قال: قال لي أبو الهذيل:
أول ما تكلمت أنى كان لي أقل من خمس عشرة سنة، وهذا في السنة التي قتل فيها
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بباخمرى، وقد كنت اختلف إلى عثمان الطويل صاحب
واصل بن عطاء، فبلغني أن رجلا يهوديا قدم البصرة وقد قطع عامة متكلميهم، فقلت
لعمى: يا عم، امض بي إلى هذا اليهودي أكلمه، فقال لي: يا بنى هذا اليهودي قد غلب
جماعة متكلمي أهل البصرة فمن أخذك أن تكلم من لا طاقة لك بكلامه. فقلت له. لابد
من أن تمضي بي إليه، وما عليك منى غلبني أو غلبته، فأخذ بيدي ودخلنا على اليهودي
فوجدته يقرر الناس الذين يكلمونه بنبوة موسى، ثم يجحدهم نبوة نبينا فيقول: نحن على
ما اتفقنا عليه من صحة نبوة موسى إلى أن نتفق على غيره فنقربه به!
137

قال: فدخلت عليه فقلت له: أسألك أو تسألني؟ فقال لي: يا بنى ما أفعله بمشايخك؟
فقلت له: دع عنك هذا واختر، إما أن تسألني، أو أسألك. قال: بل أسألك، خبرني،
أليس موسى نبي من أنبياء الله قد صحت نبوته، وثبت دليله، تقر بهذا أو تجحده
فتخاف صاحبك؟! فقلت له: إن الذي سألتني عنه من أمر موسى عندي على
أمرين، أحدهما أنى أقر بنبوة موسى الذي أخبر بصحة نبوة نبينا، وأمر باتباعه، وبشر
به وبنبوته، فإن كان عن هذا تسألني فأنا مقر بنبوته، وإن كان موسى الذي تسألني
عنه لا يقر بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يأمر باتباعه ولا بشر به، فلست أعرفه ولا أقر
بنبوته بل هو عندي شيطان يحرق. فتحير لما ورد عليه ما قلته له وقال لي: فما تقول
في التوراة؟ قلت: أمر التوراة أيضا على وجهين، إن كانت التوراة [التي] أنزلت
على موسى النبي الذي أقر بنبوة نبيي محمد فهي التوراة الحق، وإن كانت أنزلت
على الذي تدعيه فهي باطل غير حق وأنا فغير مصدق بها فقال لي: أحتاج إلى أن
أقول لك شيئا بيني وبينك فظننت أنه يقول شيئا من الخير فتقدمت إليه، فسارني
فقال: أمك كذا وكذا، وأم من علمك، لا يكنى. وقدر أنى أثب به فيقول: وثبوا بي
وشغبوا على، فأقبلت على من كان بالمجلس فقلت: أعزكم الله، أليس قد وقفتم
على مسألته إياي، وعلى جواباتي إياه؟ قالوا لي: نعم. فقلت: أليس عليه واجب أن
يرد على جوابي؟ قالوا: نعم. قلت لهم؟ فإنه لما سارني شتمني بالشتم الذي
يوجب
الحد، وشتم من علمني، وإنما قدر أن أثب به فيدعى أنا واثبناه وشغبنا عليه، وقد
عرفتكم شأنه بعد انقطاعه. فأخذته الأيدي بالنعال، فخرج هاربا من البصرة وقد كان
له بها دين كثير فتركه، وخرج هاربا لما لحقه من الانقطاع.
أخبرني على بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب حدثنا
محمد بن العباس حدثنا محمد بن يزيد النحوي عن الجاحظ. قال: لقي اللصوص
قوما فيهم أبو الهذيل فصاحوا وقالوا: ذهبت ثيابنا. قال: ولم؟ كلوا الحجة إلى، فوالله
لا أخذوها أبدا، قال: وظن أنهم خوارج يأخذون بمناظرة، فقالوا أنهم لصوص
يأخذون الثياب بلا حجة. فقال: ذهبت الثياب والله.
حدثنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان حدثنا محمد بن
جعفر بن هارون التميمي بالكوفة حدثنا أبو الحسن الواقصي حدثنا أبو الحسن أحمد
138

ابن يحيى بن المنجم أخبرني أبي. قال: لقي أبا الهذيل العلاف مسقف فقال له انزع
ثيابك - وأخذ بمجامع جيبه - فقال أبو الهذيل: استحالت المسألة. قال: وكيف؟
قال: تمسك بموضع النزع وتقول لي انزع! أتراني أنزع القميص من ذيله أم من جيبه؟
فقال له: أنت أبو الهذيل؟ قال: نعم! قال: امض راشدا.
حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز حدثنا عمر بن محمد بن
سيف الكاتب حدثنا محمد بن العباس اليزيدي حدثنا أبو الحسن بن البراء. قال:
استشفع أبو الهذيل المعتزلي بسهل بن هارون صاحب بيت حكمة المأمون على رجل
في حاجة له، فكتب سهل إلى الرجل:
إن الضمير إذا سألتك حاجة * لأبي الهذيل - خلاف ما أبدي
فإذا أتاك لحاجة فامدد له * حبل الرجاء بمخلف الوعد
وألن له كنفا ليحسن ظنه * من غير منفعة ولا رفد
حتى إذا طالت شقاوة جده * بتردد فأجبهه بالرد
أنبأنا أبو القاسم الأزهري حدثنا عبيد الله بن أحمد المقرئ حدثنا على بن محمد
الكاتب أبو طالب حدثنا أبو سعيد على بن الحسن القصرى. قال. قال المأمون لحاجبه
يوما: انظر من بالباب من أصحاب الكلام؟ فخرج وعاد إليه فقال: بالباب أبو الهذيل
العلاف، وهو معتزلي، وعبد الله بن إباض الإباضي، وهشام بن الكلبي الرافضي. فقال
المأمون: ما بقى من أعلام أهل جهنم أحد إلا وقد حضر.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ حدثنا أحمد بن أبي بكر العلاف حدثنا
محمد بن جعفر المطيري حدثنا عيسى بن أبي حرب ثنا أبو حذيفة قال: كان أبو
الهذيل المعتزلي يجئ فيشرب عند ابن لعثمان بن عبد الوهاب، قال فراود غلاما في
الكنيف، قال فأخذ الغلام تورا (سفا ذرويه) فضرب به رأسه، فدخل في رأسه،
فصار طوقا في عنقه، قال فبعثوا إلى حداد ففك عنه.
أخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني أبو الحسين عبد
الواحد بن محمد الخصيبي قال سمعت أحمد بن إسحاق بن سعد يقول. قال لي أبو
العيناء: توفى أبو الهذيل بسر من رأى في سنة ست وعشرين ومائتين. وكانت سن
أبي الهذيل مائة سنة وأربع سنين.
وأخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، حدثني أبو الطيب بن شهاب، حدثني
139

أبو الحسن أحمد بن علي الشطوي. قال قال لي أبو مجالد أحمد بن الحسين: قدم أبو
الهذيل محمد بن الهذيل بغداد سنة ثلاث ومائتين وقد نيف عن المائة.
قال أبو الطيب: وحدثني أبو الحسن أحمد بن عمر البرذعي قال حدثني أبو
يعقوب الشحام. قال: سألت أبا الهذيل في أي سنة ولدت؟ فقال: أخبرني أبواي أن
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن قتل ولى عشر سنين. وقتل إبراهيم في سنة
خمس وأربعين ومائة. فدل ذلك على أن أبا الهذيل ولد في سنة خمس وثلاثين ومائة.
وتوفى أبو الهذيل في أول خلافة المتوكل في سنة خمس وثلاثين ومائتين وكانت
سنه مائة سنة.
1799 - محمد بن هانئ أبو عمرو الطائي:
وهو والد أبى بكر الأثرم. سمع أبا الأحوص سلام بن سليم، وهشيما، وابن
المبارك، ومصعب بن سلام، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم. روى عنه محمد
ابن يحيى الأزدي، وغيره. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع منه أبى ببغداد.
حدثنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي حدثنا أبو على
الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري قال حدثنا عبد الله بن محمد بن
أبي الدنيا حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم قال حدثني محمد بن هانئ الطائي
حدثنا محمد بن أبي سعيد. قال: قال عبد العزيز بن مروان: ما نظر إلى رجل قط
فتأملني فاشتد تأمله إياي إلا سألته عن حاجته، ثم أتيت من ورائها، فإذا تعار من
وسنه، مستطيلا لليلة، مستبطئا لصبحه، متأرقا للقائي، ثم غدا إلى أنا تجارته في نفسه
وغدا التجار إلى تجاراتهم، إلا رجع من غدوه إلى بأربح من تجر، وعجبا لمؤمن موقن
أن الله يرزقه، ويوقن أن الله يخلف عليه، كيف يحبس مالا عن عظيم أجر، أو حسن
سماع.
1800 - محمد بن هبيرة، أبو سعيد الغاضري النحوي:
من أهل سر من رأى. حدث عن الحسن بن قتيبة المدائني، وأحمد بن عمر الوكيعي.
روى عنه عمر بن محمد بن أحمد العسكري، وأبو محمد الخراساني المعدل.
140

حدثنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا
محمد بن هبيرة الغاضري أبو سعيد، حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا أبو
معاوية، حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن محمد بن محمد بن مسلمة. قال: مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل مصاب البصر يتوضأ. قال: " باطن رجلك " فسمى أبا
بصير.
1801 محمد بن هميان بن محمد بن عبد الحميد بن زيد القيسي، أبو
الحسين يعرف بزنبيلويه:
سكن دمشق وحدث بها عن علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة العبدي.
روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وعبد الله بن الحسن المعروف بابن
المطبوع البغدادي.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن
جعفر الرازي الحافظ بدمشق حدثنا أبو الحسين محمد بن هميان بن محمد البغدادي
المعروف بزنبيلويه - قراءة عليه بدمشق سنة أربعين وثلاثمائة - حدثنا الحسن بن عرفة
حدثنا إسماعيل بن علية عن سعيد الجريري عن أبي نضرة. قال: كان المسلمون يرون
أن من شكر النعم أن يحدث بها.
قال لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني: محمد بن هميان البغدادي تكلموا فيه.
ووجدت في كتاب أبى محمد بن أبي نصر: توفى محمد بن هميان لثمان خلون
من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
1802 - محمد بن هلال بن بيه، أبو منصور:
صاحب التميمي. كان يهوديا فأسلم، وكان اسمه يوسف فتسمى محمدا، وأنا
أذكره في ترجمة يوسف من باب الياء، إن شاء الله.
* * *
141

حرف الياء [من آباء المحمدين]
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه يزيد
1803 - محمد بن يزيد، أبو سعيد الكلاعي الواسطي:
سمع سفيان بن حسين، والعوام بن حوشب، وعاصم بن محمد العمري،
وإسماعيل بن أبي خالد. روى عنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، ومحمد بن
وزير الواسطي، وبشر بن مطر، وغيرهم. ورد محمد بن يزيد بغداد في أيام هارون
الرشيد.
كذلك أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثني علي بن الحسن الرازي حدثنا
محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير أخبرني سليمان بن أبي شيخ.
قال: ولي سلمة بن صالح - يعني قضاء واسط - وهو سلمة الأحمر، وكان يزعم أنه
مولى لجعفر، فولي القضاء عشر سنين، ثم شخص في إمرة أيام هارون إلى بغداد:
خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، ومحمد بن يزيد، ويزيد بن هارون، وأبان
الطحان، وجماعة حين أشخص وجمع بينهم ثم عزل.
حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة -
حدثنا زياد بن أيوب حدثنا محمد - يعنى ابن يزيد - وأنبأنا الحسن بن علي التميمي
أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا
محمد بن يزيد حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان " واللفظ لحديث زياد.
حدثنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، حدثنا محمد بن أحمد بن الغطريف
العبدي - بجرجان - حدثنا أبو الحسن القافلائي، حدثنا الرمادي حدثنا نعيم بن حماد
قال: سمعت وكيعا يقول: إن كان أحد من الأبدال، فهو محمد بن يزيد الواسطي.
142

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
العكبري، حدثنا إبراهيم بن علي بن الحسن البغدادي القطيعي، حدثنا الحسن بن
الهيثم بن الحلال بن توبة، حدثنا محمد بن موسى بن مشيش قال: قال أحمد بن
حنبل: كان محمد بن يزيد ثبتا في الحديث، وكان يزيد إذا قيل له في الحديث هو في
كتاب محمد بن يزيد كذا، فإنه يخاف ويتوقاه.
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت أبا
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول: قلت ليحيى بن معين، فمحمد بن يزيد الواسطي؟ فقال: ثقة.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن عدي البصري في كتابه،
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن محمد بن يزيد
الواسطي فقال: أصله شامي ثقة.
قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن أبي حامد أحمد بن الحسين بن علي
الهمذاني قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبيب البرتاني، حدثنا أحمد بن سيار
قال: دفع إلى عبيد الله بن يحيى بن عبد الله بن بكير بخطه قال: محمد بن يزيد
الكلاعي، يكنى أبا إسحاق، مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن
معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن يزيد
الكلاعي يكنى أبا سعيد، وكان ثقة، توفى بواسط سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة
هارون.
حدثنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إبراهيم بن
فارس، حدثنا البخاري، حدثني علي بن حجر. قال: كان محمد - يعنى ابن يزيد -
يتولى خولان، نعم الشيخ كان، مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
143

قال البخاري وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة.
حدثنا علي بن محمد السمسار، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع: أن محمد بن يزيد الواسطي مات في سنة ثمان وثمانين ومائة. قال ابن قانع:
وقالوا سنة اثنتين وتسعين.
حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي قال: مات محمد بن يزيد الواسطي سنة إحدى وتسعين
ومائة.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثت عن يزيد بن هارون. قال: رأيت
محمد بن يزيد الواسطي بعد موته في المنام. فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي.
قلت: بماذا؟ قال: بمجلس جلسه إلينا أبو عمرو البصري يوم جمعة بعد العصر، فدعا
وأمنا، فغفر لنا.
1804 - محمد بن يزيد، أبو جعفر الخراز الأدمي العابد:
سمع الوليد بن مسلم، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سليم الطائفي، ومعن بن
عيسى القزاز. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن هارون الحضرمي، ويحيى
ابن محمد بن صاعد، ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، وغيرهم.
حدثني الحسن بن أبي طالب، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن يزيد
الأدمي ثقة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدث محمد بن يزيد الأدمي في سنة خمس
وأربعين ومائتين، وتوفى فيها ونحن بمكة.
144

أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ. قال: وجدت في
كتاب جدي بخطه: توفى محمد بن يزيد الأدمي لثلاث بقين من شوال سنة خمس
وأربعين ومائتين.
قرأت على أبى بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: مات محمد بن يزيد الخراز - وكان
زاهدا من خيار المسلمين - ببغداد يوم الاثنين لست بقين من شوال سنة خمس
وأربعين ومائتين.
1805 - محمد بن يزيد، أبو بكر الواسطي، ويعرف بأخي كرخويه:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي خالد الأحمر، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن
هارون، ووهب بن جرير، وأبى عامر العقدي، روى عنه محمد بن الليث الجوهري،
ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، وغيرهم وكان ثقة.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت حدثنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء في سنة ثلاثين وثلاثمائة - حدثنا محمد بن
يزيد أخو كرخويه حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن
سعد بن هشام عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هما أحب إلى من الدنيا وما فيها " أو
قال " خير من الدنيا وما فيها " شك أبو بكر - يعنى ركعتي الفجر.
حدثنا أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: حدثنا على بن عمر الحافظ
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن يزيد الواسطي - ويعرف بأخي
كرخويه - وكان من الثقات ببغداد في سنة ست وأربعين ومائتين.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن محمد
البغوي: سنة ست وأربعين فيها مات محمد بن يزيد أخو كرخويه، هذا وهم.
والصواب ما أخبرني الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد قال: وجدت في كتاب
جدي سمعت أحمد بن محمد بن بكر يقول: مات محمد بن يزيد أخو كرخويه
سنة ثمان وأربعين.
145

وقرأت على البرقاني عن المزكى قال حدثنا محمد بن إسحاق أبو العباس الثقفي.
قال: مات محمد بن يزيد أخو كرخويه أبو بكر أول جمادى الأولى سنة ثمان
وأربعين ومائتين.
1806 - محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة بن سماعة، أبو هشام
الرفاعي الكوفي:
ولى القضاء ببغداد بعد موت أبى حسان الزيادي، وحدث عن عبد الله بن
إدريس، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وأبى بكر بن عياش، وأبى خالد الأحمر،
ووكيع، وأبى معاوية، وعبد الله بن نمير، ويحيى بن يمان، وأبى أسامة.
وكان عالما بالأحكام وحافظا للقراءات. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري،
ومسلم بن الحجاج، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وأحمد بن علي الأبار، وأبو القاسم
البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم القاضي المحاملي.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي - في سنة عشر
وأربعمائة - حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء في سنة
تسع وعشرين وثلاثمائة - حدثنا أبو هشام الرفاعي سنة أربع وأربعين ومائتين، حدثنا
محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمد بن كعب
القرظي، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون،
فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " والله لا يدخل قلب رجل الإيمان، حتى يحبكم
لله ولقرابتي ".
حدثنا علي بن المحسن، حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: استقضى أبو هشام
الرفاعي - يعنى ببغداد - في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وهو رجل من أهل القرآن
والعلم والفقه والحديث، وله كتاب في القراءات قرأ علينا ابن صاعد أكثره، وحدث
بحديث كثير.
146

قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سألت يحيى بن معين عن أبي هشام الرفاعي فقال: ما أرى به بأسا.
حدثنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح بن مسلم، حدثني أبي قال: أبو هشام الرفاعي، كوفي لا بأس به، صاحب قرآن.
روى عن: حفص وابن إدريس، وقرأ على سليم، وولي قضاء المدائن.
سألت البرقاني عن أبي هشام الرفاعي فقال: ثقة. أمرني أبو الحسن الدارقطني أن
أخرج حديثه في الصحيح.
حدثنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن الحسن - هو
الموصلي - حدثنا حسين بن إدريس قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: أبو
هشام الرفاعي رجل حسن الخلق، قارئ للقرآن، ولم يذكره بغير هذا. قال حسين بن
إدريس: ثم سألت عثمان أنا وجدي عن أبي هشام الرفاعي فقال: لا تخبر هؤلاء إنه
يسرق حديث غيره فيرويه. قلت: أعلى وجه التدليس، أو على وجه الكذب؟ فقال:
كيف يكون تدليسا وهو يقول حدثنا؟.
وأنبأنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا
الحضرمي قال: قلت لمحمد بن عبد الله بن نمير: تحفظ عن سفيان عن إسماعيل بن أبي
خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: * (ثلاث ليال سويا) * [مريم 10]
قال: من قال هذا؟ قال: قلت: حدثنا يحيى الحماني. قال: حدثنا زيد بن الحباب عن
سفيان قال: ألقه على أهل الكوفة كلهم، ولا تلقه على أبي هشام فيسرقه.
حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي
الأبار قال: سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر - وسألوه عن أبي هشام - فلم
يعجبه.
147

قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكى قال: حدثنا محمد بن إسحاق
الثقفي قال: سمعت محمد بن إسماعيل - يعنى البخاري - وسئل عن أبي هشام -
فقال: رأيتهم مجتمعين على ضعفه.
حدثنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي ضعيف.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد قال: وجدت في كتاب جدي: سمعت
أحمد بن محمد بن بكر يقول: مات أبو هشام الرفاعي سنة ثمان وأربعين ومائتين.
قرأت على البرقاني، عن المزكي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: مات
أبو هشام الرفاعي ببغداد - كان قاضيا عليها - آخر يوم من شعبان سنة ثمان
وأربعين. قال: وكان يخضب خضابا قانيا.
حدثنا على بن المحسن حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: مات أبو هشام سنة
تسع وأربعين ومائتين. والقول الأول أصح، والله أعلم.
1807 - محمد بن يزيد المقابري، ويعرف بالأحمر. روى عن عبيدة بن حميد،
ويحيى بن سليم الطائفي، وسعيد بن سالم القداح، ومعن بن عيسى القزاز:
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: كتب أبى عنه ببغداد.
1808 - محمد بن يزيد بن يحيى، الزعفراني:
حكى عن بشر بن الحارث. روى عنه ابنه أحمد، وأحمد بن عثمان والد أبى
حفص بن شاهين.
1809 - محمد بن يزيد بن سعيد، أبو يعلى:
قرابة سعيد بن حميد. حدث عن أبيه عن إبراهيم بن بكر الشيباني. روى عنه
محمد بن مخلد وذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه: أنه مات في ذي القعدة من سنة
تسع وخمسين ومائتين.
148

1810 - محمد بن يزيد بن هارون بن زاذي، السلمي الواسطي:
قدم بغداد وحدث بسر من رأى عن القاسم بن بهرام. روى عنه أحمد بن علي
ابن نعيم الدينوري.
حدثنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا
الحسن بن أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي الدينوري حدثنا أحمد بن علي بن نعيم
الدينوري حدثني محمد بن يزيد بن هارون الواسطي - بسر من رأى في سنة ثلاث
وستين ومائتين - حدثنا القاسم بن بهرام عن أبي الزبير عن جابر عن علي بن أبي
طالب. قال: لا يؤتى الرجل إلا لخصلة من أربع خصال: لشرف، أو لشكر معروف
سلف، أو لأمر مؤتنف، أو لحديث يطرف.
1811 - محمد بن يزيد بن سعيد، النهرواني:
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن المظفر حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثني
محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري حدثنا
وكيع بن الجراح حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إني
لأمزح ولا أقول إلا حقا ".
1812 - محمد بن يزيد بن طيفور، أبو جعفر المعروف بالطيفوري:
حدث عن أبي معاوية الضرير، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وخالد بن
إسماعيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبى داود الطيالسي. [وغيرهم].
روى عنه الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ ومحمد بن مخلد العطار حدثنا
محمد بن يزيد أبو جعفر حدثنا أبو داود حدثنا هشام عن عاصم بن بهدلة عن
مصعب بن سعد عن سعد [بن أبي وقاص]. قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي
149

الناس أشد بلاء؟ قال: " الأنبياء والأمثل فالأمثل: حتى يبتلى الرجل على قدر ذلك،
فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه، وما
يبرح البلاء بالعبد حتى يمشى على الأرض ما عليه خطيئة ".
حدثني محمد بن علي الصوري حدثنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي حدثنا أحمد
ابن محمد بن زياد أبو سعيد حدثنا محمد بن يزيد بن طيفور - صاحب رحبة طيفور
وسمعته - وسئل عن سنه - فقال: ولدت سنة اثنتين وسبعين ومائة لعشر بقين من
شعبان بعد ما ولى هارون الخلافة بسنة وأشهر، ورأيت هشيم بن بشير وأنا غلام قد
خرج من عند أبي تغدى عنده، فرأيته راكب حمار وقد حف به جيراننا ومعلمنا، كبير
اللحية مخضوبها، في وجهه أثر الجدري كبير الانف أسمر، قرأت في كتاب ابن
مخلد بخطه: مات الطيفوري محمد بن يزيد بن طيفور أبو جعفر في شهر رمضان
سنة ست وستين ومائتين.
1813 - محمد بن يزيد أبو جعفر العطار الحربي. حدث عن أبي بلال
الأشعري، روى عنه على بن محمد المصري:
وكان انتقل بآخرة إلى مصر فتوفى بها.
حدثنا على بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا أبو الحسن على بن علي بن محمد
ابن أحمد المصري الواعظ حدثنا محمد بن يزيد العطار - أبو جعفر يعرف بالحربي
- حدثنا مرداس بن محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي موسى الأشعري - أبو
بلال - حدثنا شبيب بن شيبة عن الحسن عن معقل بن يسار. قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " من استرعى رعية فغشها لقي ربه وهو عليه غضبان ".
حدثنا محمد بن علي الصوري حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن
يزيد الحربي يكنى أبا جعفر، بغدادي، كان ينزل ببغداد بالحربية. قدم مصر وكتب
عنه، وتوفى بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
150

محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان بن سليم بن سعد
ابن عبد الله بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف
ابن أسلم - وهو ثمالة - بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن النضر بن الأزد بن الغوث، أبو العباس الأزدي ثم الثمالي، المعروف بالمبرد:
شيخ أهل النحو، وحافظ علم العربية، كان من أهل البصرة فسكن بغداد، وروى
بها عن أبي عثمان المازني، وأبى حاتم السجستاني، وغيرهما من الأدباء. وكان عالما
فاضلا موثوقا به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر.
حدث عنه نفطويه النحوي، ومحمد بن أبي الأزهر، وإسماعيل بن محمد
الصفار، وأبو بكر الصولي، وأبو عبد الله الحكيمي، وأبو سهل بن زياد، وأبو على
الطوماري، وجماعة يتسع ذكرهم.
حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل
حدثنا أبو على الحسين بن القاسم الكوكبي قال قال لي أبو العباس المبرد: كنت أناظر
بين يدي جعفر بن القاسم فكان يقول: أراك عالما، أراك عالما، فكان هذا يحفظني،
فلما رأى ذلك منى قال: إن قولي لك أراك عالما ليس أنك عندي قبل اليوم على غير
هذه الحال ثم انتقلت إليها، ولكن على قول الله تعالى: * (والأمر يومئذ لله) * [الانفطار
19] وإن كان الأمر اليوم ويومئذ لله.
أخبرني علي بن أبي على البصري حدثني أبي حدثني أبو على الحسن بن سهل بن
عبد الله الإيذجي حدثني أبو عبد الله المفجع قال: كان المبرد لعظم حفظه اللغة
واتساعه فيها، يتهم بالكذب، فتواضعنا على مسألة لا أصل لها نسأله عنها لننظر
كيف يجيب، وكنا قبل ذلك قد تمارينا في عروض بيت الشاعر:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا *
فقال بعضنا: هو من البحر الفلاني، وقال آخرون: هو من البحر الفلاني، فقطعناه
وتردد على أفواهنا من تقطيعه ألق بعض، فقلت له: أنبأنا أيدك الله، ما القبعض عند
العرب؟ فقال المبرد: القطن، يصدق ذلك قول أعرابي:
كأن سنامها حشي القبعضا *
151

قال فقلت لأصحابي: هو ذا ترون الجواب والشاهد، إن كان صحيحا فهو
عجيب، وإن كان اختلق الجواب وعمل الشاهد في الحال فهو أعجب.
حدثنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله
السيرافي قال سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في
معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم. قال أبو سعيد وسمعته يقول: لقد فاتني منه
علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.
حدثنا محمد بن علي بن يعقوب المعدل حدثنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة.
قال قال أبو الحسن العروضي قال لي أبو إسحاق الزجاج: لما قدم المبرد بغداد أتيته
لأناظره، وكنت أقرأ على أبي العباس ثعلب، وأميل إلى قولهم - يعنى الكوفيين -
فعزمت على إعناته، فلما فاتحته ألجمني بالحجة وطالبني بالعلة، والزمني إلزامات لم
اهتد لها، فتبينت فضله، واسترجحت عقله، وجددت في ملازمته.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو بكر بن أبي
الأزهر. قال: كان المبرد ينسب إلى الأزد فقال فيه أحمد بن عبد السلام الشاعر:
أيا ابن سراة الأزد - أزد شنوءة * وأزد العتيك الصدر - رهط المهلب
أولئك أبناء المنايا إذا غدوا * إلى الحرب عدوا واحدا ألف مقنب
حموا حرم الإسلام بالبيض والقنا * وهم ضرموا نار الوغى بالتلهب
وهم سبط أنصار النبي محمد * على أعجمي الخلق والمتعرب
وأنت الذي لا يبلغ الناس وصفه * وإن أطنب المداح مع كل مطنب
رأيتك والفتح بن خاقان راكبا * وأنت عديل الفتح في كل موكب
وكان أمير المؤمنين إذا دنا * إليك يطيل الفكر بعد التعجب
وأوتيت علما لا يحيط بكنهه * علوم بنى الدنيا ولا علم ثعلب
يؤوب إليك الناس حتى كأنهم * ببابك في أعلى منى والمحصب
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنشدنا محمد بن
خلف بن المرزبان قال أنشدني بعض أصدقائنا يمدح المبرد:
رأيت محمد بن يزيد يسمو * إلى العلياء في جاه وقدر
جليس خلائق وغذى ملك * وأعلم من رأيت بكل أمر
وفتيانية الظرفاء فيه * وأبهة الكبير بغير كبر
152

وينثر إن أجال الفكر درا * وينثر لؤلؤا من غير فكر
وقالوا ثعلب رجل عليم * وأين النجم من شمس وبدر؟
وقالوا ثعلب يملي ويفتي * وأين الثعلبان من الهزبر؟
حدثنا الجوهري قال حدثنا محمد بن العباس قال أنشدنا محمد بن المرزبان
لبعض أصحاب المبرد يمدحه:
بنفسي أنت يا بن يزيد من ذا * يساوي ثعلبا بك غير قين؟
إذا مازتكما العلماء يوما * رأت شأويكما متفاوتين
تفسر كل مقفلة بحذق * ويستر كل واضحة بغين
كأن الشمس ما تمليه شرحا * وما يمليه همزة بين بين
أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري حدثنا يوسف بن
يعقوب النجيري حدثنا على بن أحمد المهلبي حدثنا محمد بن عبد الرحمن
الروذباري حدثنا محمد بن عبد الملك التاريخي قال: قال بعض الفتيان في أبيات له
يمدح أبا العباس:
وإذا يقال من الفتى كل الفتى * والشيخ والكهل الكريم العنصر؟
والمستضاء بعلمه وبرأيه * وبعقله؟ قلت ابن عبد الأكبر
حدثنا الأزهري حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا أبو على إسماعيل بن محمد
النحوي قال سمعت أبا العباس المبرد يقول: هجاني عبد الصمد المعدل فقال:
سألنا عن ثمالة كل حي * فقال القائلون ومن ثماله؟
فقلت محمد بن يزيد منهم * فقالوا زدتنا بهم جهاله
أنبأنا محمد بن علي بن مخلد الوراق حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا
إسماعيل بن محمد الصفار حدثني محمد بن يزيد النحوي.
وأخبرنا عبيد بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا
محمد بن أبي الأزهر حدثني محمد بن يزيد قال قال لي المازني: يا أبا العباس بلغني
أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى المخيس، وإلى موضع المجانين والمعالجين فما معناك
في ذلك؟ قال فقلت: إن فيهم طرائف من.... من الأقسام فقال: خبرني ما
153

[لقيت من طرفهم] فقلت: دخلت يوما إلى مستقرهم، فرأيت مراتبهم على
مقدار بليتهم، وإذا قوم قيام قد شدت أيديهم إلى الحيطان بالسلاسل، ونقبت من
البيوت التي هم بها إلى غيرها مما يجاورها، لأن علاج أمثالهم أن يقوموا الليل والنهار
لا يقعدون ولا يضطجعون، ومنهم من يجلب على رأسه ويدهن أوراده، ومنهم من
ينهل ويعل بالدواء حسبما يحتاجون إليه، فدخلت مع ابن أبي خميصة وكان المتقلد
للنفقة عليهم، ولتفقد أحوالهم، فنظروا إليه وأنا معه فأمسكوا عما كانوا عليه،
فمررت على شيخ منهم تلوح صلعته، وتبرق للدهن جبهته، وهو جالس على حصير
نظيف ووجهه إلى القبلة كأنه يريد الصلاة، فجاوزته إلى غيره فناداني: سبحان الله -
أين السلام، من المجنون؟ ترى أنا أو أنت فاستحييت منه، وقلت: السلام عليكم.
فقال: لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الرد عليك، على أنا نصرف سوء أدبك
إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل على القوم دهشة، اجلس
أعزك الله عندنا، وأومأ إلى موضع من حصير ينفضه كأنه يوسع لي، فعزمت على
الدنو منه فناداني بن أبي خميصة: إياك إياك، فأحجمت عن ذلك ووقفت ناحية
استجلب مخاطبته، وأرصد الفائدة منه: ثم قال وقد رأى معي محبرة: يا هذا أرى آلة
رجلين، أرجو أن لا تكون أحدهما، أتجالس أصحاب الحديث الأغثاء، أم الأدباء
أصحاب النحو والشعر؟ قلت: الأدباء، قال: أتعرف أبا عثمان المازني؟ قلت نعم -
معرفة ثابتة، قال فتعرف الذي يقول فيه:
وفتى من مازن * ساد أهل البصرة
أمه معرفة * وأبوه نكره
قلت: لا أعرفه. قال فتعرف غلاما لقد نبغ في هذا العصر معه ذهن وله حفظ،
قد برز في النحو، وجلس في مجلس صاحبه وشاركه فيه يعرف بالمبرد؟ قلت أنا والله
عين الخبير به، قال: فهل أنشدك شيئا من عبثات شعره؟ قلت: لا أحسبه يحسن قول
الشعر، قال: يا سبحان الله أليس هو الذي يقول:
حبذا ماء العناقيد * بريق الغانيات
بهما ينبت لحمي * ودمى أي نبات
أيها الطالب أشهى * من لذيذ الشهوات
كل بماء المزن تفاح * الخدود الناعمات
154

قلت قد سمعته ينشد هذا في مجالس الأنس، قال يا سبحان الله. ويستحى أن ينشد
مثل هذا حول الكعبة؟ ما تسمع الناس يقولون في نسبه؟ قلت: يقولون هو من الأزد
[أزد] شنوءة ثم من ثمالة، قال قاتله الله ما أبعد غوره، أتعرف قوله:
سألنا عن ثمالة كل حي * فقال القائلون ومن ثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم * فقالوا زدتنا بهم جهاله
فقال لي المبرد خل قومي * فقومي معشر فيهم نذاله
قلت: أعرف هذه الأبيات لعبد الصمد بن المعدل يقولها فيه. قال: كذب والله كل
من ادعى هذه غيره، هذا كلام رجل لا نسب له يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسبا -
قلت: أنت أعلم. قال لي: يا هذا قد علمت بخفة روحك على قلبي وتمكنت
بفصاحتك من استحساني، وقد أخرت ما كان يجب أن أقدمه: الكنية أصلحك الله؟
قلت: أبو العباس. قال: فالاسم؟ قلت: محمد، قال: فالأب؟ قلت يزيد. قال:
قبحك الله أحوجتني إلى الاعتذار إليك مما قدمت ذكره، ثم وثب باسطا إلى يده
لمصافحتي فرأيت القيد في رجله قد شد إلى خشبة في الأرض فأمنت عند ذلك
غائلته. فقال لي: يا أبا العباس صن نفسك عن الدخول إلى هذه المواضع فليس يتهيأ
لك في كل وقت أن تصادف مثلي في هذه الحال الجميلة، أنت المبرد، وجعل يصفق،
وانقلبت عيناه، وتغيرت خلقته فبادرت مسرعا خوفا من أن تبدر منه بادرة، وقبلت
والله قوله، فلم أعاود الدخول إلى مخيس ولا غيره.
حدثنا محمد بن وشاح بن عبد الله حدثنا عبد الصمد بن أحمد بن حنش
الخولاني حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد
المبرد قال: سألت بشر بن سعد المرثدي حاجة، فتأخرت، فكتبت إليه:
وقاك الله من إخلاف وعد * وهضم أخوة أو نقض عهد
فأنت المرتجى أدبا ورأيا * وبيتك في الرواية من معد
وتجمعنا أواصر لازمات * سداد الأسر من حسب وود
إذا لم تأت حاجاتي سراعا * فقد ضمنتها بشر بن سعد
فأي الناس آمله لبر؟ * وأرجوه لحل أو لعقد
155

أنبأنا البرقاني أنبأنا محمد بن العباس قال أنشدنا عبيد الله بن أحمد بن طاهر قال
أنشدني أبي لنفسه في المبرد:
ويوم كحر الشوق في الصدر والحشا * على أنه منه أحر وأومد
ظللت به عند المبرد ثاويا * فما زلت في ألفاظه أتبرد
أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم حدثنا أبو على عيسى بن
محمد الطوماري قال: سمعت أبا الفضل بن طومار يقول: كنت عند محمد بن نصر
ابن بسام، فدخل عليه حاجبه فأعطاه رقعة وثلاثة دفاتر كبارا، فقرأ الرقعة فإذا المبرد
قد أهدى إليه كتاب الروضة، وكان ابنه على حاضرا قال فرمى بالجزء الأول - يعنى
إليه - وقال له: انظر يا بنى، هذه أهداها إلينا أبو العباس المبرد، فأخذ ينظر فيه وكان
بين يديه دواة، فشغل أبو جعفر يحدثنا، فأخذ على الدواة ووقع على ظهر الجزء شيئا
وتركه، وقام فلما انصرف.
قال أبو جعفر: أروني أي شئ قد وقع هذا المشئوم؟ فإذا هو:
لو برأ الله المبرد * من جحيم يتوقد
كان في الروضة حقا * من جميع الناس أبرد
أنبأنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي أنبأنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن
سعيد السكري قال: حكى لنا أبو العباس بن عمار أن محمد بن يزيد النحوي المبرد
صحف في كتاب الروضة في قوله: حبيب بن خدرة: فقال، جدرة وفى ربعي بن
حراش فقال خراش، فقال بعض الشعراء يهجوه:
غير أن الفتى كما زعم الناس * دعي مصحف كذاب
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا عبد الله
ابن محمد بن أبي سعيد قال: أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه:
كثرت في المبرد الآداب * واستقلت في عقله الألباب
غير أن الفتى كما زعم الناس * دعي مصحف كذاب
حدثنا على بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران بن موسى أخبرني الصولي
قال: كنا يوما عند أبي العباس المبرد، فجاءه رجل فسلم عليه واستحفى نفسه في
لقائه، فأنشد أبو العباس:
إن الزمان وإن شطت مذاهبه * منى ومنك فإن القلب مقترب
لن ينقص النأي ودي ما حييت لكم * ولا يميل به جد ولا لعب
156

حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا محمد بن الحسين بن عمر اليمنى - بمصر
- قال: أنشدنا أحمد بن مروا المالكي قال أنشدني بعض أصحابنا لثعلب في المبرد
حين مات:
مات المبرد وانقضت أيامه * وسينقضي بعد المبرد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه * خربا وباقي نصفه فسيخرب
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو العباس
محمد بن يزيد الأزدي الثمالي المعروف بالمبرد - وكان في العلم بنحو البصريين فردا
- في سنة خمس وثمانين ومائتين.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
- وأنا أسمع قال: ومات محمد بن يزيد بن عبد الأكبر - أبو العباس النحوي
المعروف بالمبرد - في شوال سنة خمس وثمانين.
وقال ابن المنادى: سمعنا منه أحاديث في تضاعيف أول كتاب معاني القرآن.
قلت: وبلغني أن مولده كان في سنة عشر ومائتين.
1815 - محمد بن يعقوب بن الفرج، أبو جعفر الصوفي المعروف بابن
الفرجي:
من أهل سر من رأى. ذكر أبو سعيد بن الأعرابي أنه كان من أبناء الدنيا، وأرباب
الأحوال، وأنه ورث مالا كثيرا، فأخرج جميعه وأنفقه في طلب العلم، وعلى الفقراء
والنساك والصوفية، وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث، لزم على بن
المديني فأكثر عنه، وكان يحفظ الحديث، ويفتى بالمقطعات عن الشعبي والحسن وابن
سيرين، وغيرهم.
وصحب الصوفية مثل ابن تراب النخشبي، وذي النون المصري، ونحوهما.
ونزل الرملة وكان له مجلس للوعظ في جامعها. وحدث عن إبراهيم بن عبد الله
الهروي، وأبى ثور الفقيه وعلي بن المديني. روى عنه محمد بن يوسف بن بشر
الهروي وغيره. ومات بالرملة بعد سنة سبعين ومائتين.
157

1816 - محمد بن يعقوب بن مهران، أبو عبد الله الأصبهاني:
ذكره أبو نعيم الحافظ وقال: كتب عنه أهل بغداد في اجتيازه بهم إلى الحج.
وروى عن محمد بن حميد الرازي، وتوفى سنة ثمانين ومائتين.
1817 - محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن اليسع، أبو بكر الأعلم البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن أسماء، وهدبة بن خالد، وأبى
الربيع الزهراني، ومحمد بن سلام الجمحي، وصالح بن حاتم بن وردان. روى عنه
عبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، أحاديث مستقيمة.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي
حدثنا أبو بكر محمد بن يعقوب بن إسماعيل الكرابيسي حدثنا أبو الربيع حدثنا
يعقوب - يعنى ابن عبد الله الأشعري - حدثنا ياسين الكناسي عن أبي إسحاق عن
عاصم بن ضمرة. قال: قمت إلى على فقلت أخبرني عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار.
قال: ومن يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق؟ كان يصلى إذا كانت الشمس مما يلي
المشرق بمنزلتها صلاة الظهر، مما يلي المغرب صلى أربع ركعات وإذا صلى الظهر
صلى ركعتين، وإن كان قبل العصر صلى أربعا. فهذه كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالنهار ست عشرة ركعة.
كذا في كتابي عن ابن رزقويه وقد سقط من أول الحديث ما هو مذكور عن أبي
إسحاق من غير هذه الرواية وهو: قال: كان يصلى إذا كانت الشمس من المشرق
كهيئتها من المغرب صلاة العصر على ركعتين، وبعده وإذا كانت الشمس مما يلي
المشرق.
1818 - محمد بن يعقوب بن إسحاق، الحربي:
حدث عن داود بن مهران الدباغ روى عنه أخوه أحمد.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا محمد بن أحمد المفيد حدثنا أحمد بن
يعقوب بن إسحاق أبو عبد الله العطار الخضيب الحربي حدثنا أخي محمد بن يعقوب
حدثنا داود بن مهران - أبو خالد - حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن
158

أبى صالح عن أبي سعيد الخدري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في قول الله، في قولهم:
* (يا حسرتا) * قال: " الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم من الجنة. قال: فهي
الحسرة ".
1819 - محمد بن يعقوب بن سورة، التميمي:
سمع أبا الوليد الطيالسي، والحكم بن موسى، وعبد الله بن يونس بن بكير. روى
عنه دعلج بن أحمد. وغيره: وكان ثقة.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
حدثنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني
حدثنا محمد بن يعقوب بن سورة التميمي البغدادي حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد
الملك الطيالسي حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عطاء
ابن يسار عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بالباكورة من الثمرة قبلها وجعلها على
عيينة. ثم أعطاها أصغر من يحضره من الولدان.
قال سليمان: لم يروه عن زيد بن أسلم إلا الدراوردي تفرد به أبو الوليد.
1820 - محمد بن يعقوب أبو بكر البغدادي:
حدث بصور عن سعيد بن يوسف اليمامي. روى عنه أحمد بن محمد بن المؤمل
الصوري.
حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار حدثنا عبيد الله بن محمد بن سليمان
- أبو محمد المخرمي - حدثنا أحمد بن محمد بن المؤمل الصوري حدثنا أبو بكر
محمد بن يعقوب البغدادي - بصور - حدثنا سعيد بن يوسف اليمامي حدثنا المضاء
ابن الجارود عن ابن أبي طيبة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم
عن عائشة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المفتون سادة العلماء. والفقهاء قادة. أخذ
عليهم أداء مواثيق العلم، والجلوس إليهم بركة والنظر إليهم نور ".
159

1821 - محمد بن أبي يعقوب، أبو بكر الدينوري:
حدث ببغداد وسر من رأى عن عبد الله بن محمد البلوى، وعبد الله بن أبي
رومان الإسكندراني، ومحمد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي، ويمان بن
سعيد المصيصي، وأحمد بن سعيد الهمذاني، وروح بن محمد السكري، روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عبد الله المستعيني، ومحمد بن جعفر
المطيري، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأبو بكر النجاد: وفى حديثه غرائب
ومناكير.
حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي حدثنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا
محمد بن أبي يعقوب الدينوري حدثنا أحمد بن سعيد الهمذاني حدثنا عبد الله بن
وهب عن علي بن عباس عن أبان بن ثعلب عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال: " اغزوا بسم الله وفى سبيل الله، قاتلوا
من كفر بالله لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا، وإذا
حاصرتم أهل مدينة أو أهل حصن فادعوهم إلى الإسلام، فإن شهدوا أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله فلهم مالكم وعليهم ما عليكم، فإن أبو فادعوهم إلى الجزية
يعطونها عن يد وهم صاغرون، فإن أبو فاقتلوا مقاتليهم حتى يحكم الله بينكم وبينهم
وهو خير الحاكمين ".
أخبرني الحسن بن علي المقرئ حدثنا أحمد بن أبي بكر العلاف حدثنا محمد بن
جعفر المطيري حدثنا محمد بن أبي يعقوب الدينوري بسر من رأى.
1822 - محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو عبد الله الصفار:
حدث عن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وأبى همام السكوني. روى عنه أبو
القاسم الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا أبو عبد الله
محمد بن يعقوب بن إسحاق الصفار - بغدادي - حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع
160

حدثنا بقية حدثني أبو محمد الكلاعي حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا كفالة في حد ".
1823 محمد بن يعقوب بن قلاس، بالقاف - يكنى أبا بكر:
[روى] عن علي بن الجعد وحماد بن إسحاق الموصلي. روى عنه محمد
ابن الخلد الدوري، وأبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي.
حدثنا البرقاني قال: قرأت على أبى بكر بن سلم حدثكم أبو بكر محمد بن
يعقوب بن القلاس - قال البرقاني سألته عنه فقال: شيخ نبيل سرى.
حدثنا على بن الجعد حدثنا شعبة عن سيار - أبى الحكم - عن ثابت البناني عن أنس: أنه مر على صبيان فسلم عليهم، ثم حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مر على صبيان
فسلم عليهم وأنا معه.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة خمس وتسعين ومائتين، وفيها مات
أبو بكر محمد بن يعقوب القلاس، يوم الثلاثاء لتسع خلون من جمادى الآخرة.
1824 - محمد بن يعقوب بن إسحاق بن حكيم بن الصلت:
حدث عن أحمد بن الخليل النيسابوري. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
1825 - محمد بن يعقوب بن إسحاق الخضيب:
حدث عن أخيه أحمد، وعن أحمد بن محمد بن عمر اليمامي، روى عنه أبو
حفص بن شاهين.
1826 - محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو عبد الله الخطيب:
حدث عن عمرو بن علي الفلاس. روى عنه أبو الفضل الزهري
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: حدثنا عبيد الله بن عبد
الرحمن بن محمد الزهري حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب
161

حدثنا أبو حفص الفلاس - عمرو بن علي الصيرفي - حدثنا عيسى بن شعيب أبو
الفضل حدثنا روح بن القاسم عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " اذكروا الله عباد الله، فإن العبد إذا قال: سبحان الله وبحمده كتب الله له بها
عشرا، ومن عشر إلى مائة، ومن مائة إلى ألف، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر الله
غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه، ومن
أعان على خصومة بغير علم فقد باء بسخط من الله، ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة
حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج، ومن مات وعليه دين اقتص من
حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم ".
كذا قال لنا أبو العلاء: الخطيب بالطاء، ولا أحسبه إلا الخضيب بالضاد، شيخ ابن
شاهين، والله أعلم. 1827 - محمد بن يعقوب بن إسحاق بن ماسك، أبو بكر الرزاز:
حدث عن علي بن داود القنطري. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وذكر أنه سمع
منه بواسط.
1828 - محمد بن يعقوب بن الحسين بن أمير المؤمنين المأمون، يكنى أبا بكر
الهاشمي:
سمع من الحسن بن علي المعمري كتاب يوم وليلة، وكان له ابن يقال له إبراهيم
كتب الحديث الكثير.
وذكر محمد بن أبي الفوارس أن محمد بن يعقوب هذا توفى في يوم الثلاثاء
لليلتين خلتا من المحرم سنة ست وخمسين وثلاثمائة. قال: ومولده في سنة أربع وستين
ومائتين.
قال ابن أبي الفوارس: قصدته لأسمع منه كتاب يوم وليلة فلم يقدر ذاك ومات ابنه
إبراهيم بعده بأسبوع فجأة. قال: وكان مولده في سنة خمس وثلاثمائة، ولا أظنه
حدث.
* * *
162

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه يوسف
1829 - محمد بن يوسف بن الصباح، الغضيضي:
كان يتولى حمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد فنسب إليها. وحدث عن رشدين
ابن سعد، وعبد الله بن وهب، روى عنه محمد بن عبيد الله بن المنادى، وأبو بكر
ابن أبي الدنيا، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، وأحمد بن محمد بن بكر
القصير، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا إسماعيل بن
محمد الصفار حدثنا محمد بن عبيد الله المنادى حدثنا محمد بن يوسف الغضيضي
حدثنا عبد الله بن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن سليمان بن يسار قال:
سمعت مالك بن أبي عامر يحدث عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " لا
تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين ".
حدثنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: ما ت محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي سنة تسع وثلاثين - يعنى
ومائتين.
1830 - محمد بن يوسف الأنباري:
حدث عن أبي النضر هاشم بن القاسم. روى عنه محمد بن عبد الله مطين
الكوفي.
1831 - محمد بن يوسف، أبو جعفر الدوري:
حدث عن عيسى بن إبراهيم البركي روى عنه الحسين بن أحمد بن صدقة.
1832 - محمد بن يوسف بن أبي معمر، أبو جعفر السعدي:
حدث عن حبيب كاتب مالك بن أنس، وعن الوليد بن القاسم الهمذاني،
163

وعبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي، وأسد بن موسى المصري. روى عنه يحيى بن
محمد بن صاعد، وأبو ذر بن الباغندي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد،
وكان ثقة.
حدثنا أبو عمر بن مهدي حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي
حدثنا محمد بن يوسف بن أبي معمر السعدي حدثنا عبد الله بن محمد - يعنى ابن
المغيرة - حدثنا موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن جابر. قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله فقد حل له أن يغفر له ".
1833 - محمد بن يوسف بن سليمان بن سليم، أبو عبد الله الجوهري:
صاحب بشر بن الحارث، سمع عبيد الله بن موسى، وأبا غسان النهدي، وعبد
العزيز الأويسي، والفضل بن موفق، وبشر بن الحارث. وكان من أهل الخير موصوفا
بالدين والستر. روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي ببغداد وهو صدوق.
حدثنا على بن محمد السمسار حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن قانع:
أن محمد بن يوسف الجوهري مات في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين.
1834 - محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع، أبو بكر وقيل: أبو العباس:
سمع يزيد بن هارون، ومحمد بن مصعب القرقساني، ومحمد بن كثير
المصيصي، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم. روى
عنه محمد بن محمد الباغندي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر
الأدمى القاري، وعبد الله بن إسحاق البغوي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو
جعفر بن بريه الهاشمي.
وكان ثقة يسكن سر من رأى، وحدث ببغداد، وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن العباس بن نجيح حدثنا محمد بن
يوسف بن الطباع قال: سمعت يزيد بن هارون يقول حدثنا سفيان بن حسين عن
164

الزهري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال يوم حنين: " اللهم إن تشأ لا تعبد بعد
اليوم ". كذا قال عن الزهري عن أنس.
حدثنا الحسن بن شهاب العكبري - إجازة - حدثني عمر بن إبراهيم بن المسلم
حدثنا أبو حفص عمر بن شهاب قال: سمعت على بن الحسن الرستمي يقول: دخل
ابن الطباع من سامرا إلى بغداد فنزل في البغويين، فاجتمع أصحاب الحديث، فسمع
محمد بن عبد الله بن طاهر الضوضاء من كلام أصحاب الحديث، فقال لحاجبه ما
هذا؟ فقال: ابن الطباع قدم من سر من رأى، وهذا كلام أصحاب الحديث. فقال:
وقد قدم؟ قال: نعم. فكتب إليه رقعة يسأله أن يصير إليه ليحدث فتيانه، فكتب
جواب رقعته: بسم الله الرحمن الرحيم، أكرمك الله كرامة تكون لك في الدنيا عزا،
وفى الآخرة من النار حرزا، قرأت رقعتك، ولم أتخلف عنك صيانة، إنما تخلفت عنك
ديانة، والعلم يؤتى ولا يأتي. فقال: صدق. فصار إليه محمد بن عبد الله وبنوه،
وكان نازلا في غرفة فصعد إليه، فحدثه عامة الليل، وقال محمد بن عبد الله - يعنى
لحاجبه - سله ما يريد؟ فكلمه الحاجب بالفارسية، وكان ابن الطباع يحسن الفارسية
فقال: قل له يبعث له شيئا نتغطى به في هذا البرد. فبعث إليه بمطرف خز يساوى
خمسمائة دينار، فاحتاج ابن الطباع إلى بيعه فدفعه إلى بعض البزازين فباعه بخمسة
وخمسين دينارا، وقال: لو صبرت عليه حتى يجئ طالبه لأخذت لك خمسمائة دينار.
حدثنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن محمد بن يوسف الطباع مات
في سنة خمس وسبعين ومائتين.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع قال: توفى أبو العباس بن الطباع بسر من رأى لأيام خلت من المحرم سنة
ست وسبعين.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد: سنة ست وسبعين ومائتين، فيها مات محمد
ابن يوسف بن عيسى بن الطباع في المحرم.
سألت عنه أبا بكر محمد بن محمد الباغندي فأخبرني بذلك.
1835 - محمد بن يوسف، أبو جعفر المعروف أبا بن التركي مولى بنى ضبة:
سمع محمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن صالح بن النطاح، وسريج بن
165

يونس، ووهب بن بقية، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وإسحاق بن موسى
الأنصاري، وعقبة بن مكرم العمى، ويعقوب الدورقي، روى عنه أحمد بن عثمان بن
يحيى الأدمى، وجعفر الخلدي. وأحمد بن كامل القاضي، وإسماعيل بن علي
الخطبي، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي. وكان ثقة.
أخبرني محمد بن عمر العكبري حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمى حدثنا
أبو جعفر محمد بن يوسف الفرغاني، حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد الطحان عن
حميد عن أنس بن مالك. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر اللون.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال مات أبو
جعفر بن التركي يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين -
يعنى ومائتين.
وكذلك ذكر ابن مخلد فيما قرأته بخطه.
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: مات أبو جعفر محمد
ابن يوسف بن التركي في يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة مضت من جمادى الأولى سنة
خمس وتسعين ومائتين، وحضرته وكنت مع الهيثم بن خلف الدوري، فغسل في
حمام، ولم يك له وارث، فرفع أمره إلى محمد بن يوسف أبي عمر القاضي، فوجه
جماعة من شهوده، فتولوا تجهيزه، فأخرج من منزله في عباءة خلقه ولم يظهر له
غيرها.
وأخبرني الهيثم أن أباه كان فرغانيا، وكان أبوه مولى لزهير بن المسيب وحمل عنه
الحديث،
ولم أعلم أنه ذم فيه.
1836 - محمد بن يوسف، أبو جعفر يعرف بغلام بن أبي أيوب:
حدث عن علي بن الجعد الجوهري، ويحيى بن أيوب المقابري. روى عنه أحمد
ابن عثمان بن الأدمى.
أخبرني محمد بن الحسين بن محمد المتوني حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمى حدثنا محمد بن يوسف - غلام بن أبي أيوب - حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا
166

ابن السماك عن عنبسة بن عبد الرحمن عن مسلم عن أنس. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا تتركوا عشاء الليل ولو بكف من خشف. فإن تركه مهرمة ".
1837 - محمد بن يوسف بن الحكم، أبو عبد الله الحافظ يعرف بالصابوني:
حدث عن محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي، وعلي بن المديني، ومقاتل بن صالح
السدوسي وغيرهم. روى عنه أبو سهل بن زياد القطان، وأبو بكر الشافعي.
وكان غزير الحديث، حسن الغرائب. وقال الدارقطني: لا بأس به.
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد حدثني أبو عبد الله محمد بن يوسف الصابوني الحافظ.
وأنبأنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي
حدثنا محمد بن يوسف الصابوني حدثني إبراهيم بن هشام بن مشكان حدثنا بشر
ابن الحارث قال حدثني عبد الله بن داود عن المنخل بن حكيم القشيري عن ابن عون
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " سباب المؤمن فسوق،
وقتاله كفر " واللفظ لحديث أبى سهل.
1838 - محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن نبهان بن
طريف بن عاصم، أبو بكر ويقال: أبو عبد الله الرازي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن سعيد الهمذاني،
ومحمد بن هاشم البعلبكي، وإسحاق بن أبي حمزة، وإسحاق بن وهب الجمحي
المصري، ومحمد بن عبد الله القسام الرازي، وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري، ومحمد بن العباس بن نجيح، وهبة الله بن جعفر، ومحمد بن الحسن
النقاش المقريان، وعثمان بن علي الصيدلاني، وحبيب بن الحسن القزاز.
حدثنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي حدثنا حبيب بن
الحسن القزاز حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي حدثنا أبو عمر محمد بن
عبد الله بن دينار القسام الرازي حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء عن أبي سعد
167

البقال عن عكرمة عن ابن عباس. قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا
لسعد، فإني سمعته يقول: " ارم سعد فذاك أبى وأمي ".
حدثني أبو القاسم الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني. قال محمد بن يوسف
ابن يعقوب الرازي، شيخ دجال كذاب، يضع الحديث، والقراءات والنسخ، وضع
نحوا من ستين نسخة قراءات ليس لشئ منها أصل، ووضع من الأحاديث المسندة
ما لا يضبط، قدم إلى ههنا قبل الثلثمائة فسمع منه ابن مجاهد وغيره، ثم تبين كذبه
فلم يحك عنه ابن مجاهد حرفا.
وقد روى عنه النقاش غير شئ، فمرة ينسبه إلى محمد بن طريف بن عاصم مولى
علي بن أبي طالب، ومرة يقول محمد بن نبهان، ومرة يقول محمد بن يوسف،
ومرة يقول محمد بن عاصم الحنفي.
1839 - محمد بن يوسف بن عبد الله، أبو عبد الله العطشى:
حدث عن محمد بن عبد الله بن نمير، والهيثم بن خارجة. روى عنه أبو بكر
المفيد.
حدثني عبد العزيز بن علي حدثنا محمد بن أحمد المفيد - بجرجرايا - حدثنا أبو
عبد الله محمد بن يوسف بن عبد الله العطشى - سنة خمس وتسعين ومائتين -
وأحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي. قالا: حدثنا الهيثم بن خارجة حدثني عبد
الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت الوضين بن عطاء يحدث عن يزيد
ابن مرثد عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صار
رشوة على الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه، يمنعكم الفقر والمخافة " وذكر
الحديث.
1840 - محمد بن يوسف، أبو جعفر الإسكافي البارودي:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وأحمد بن عيسى
168

الخشاب التنيسي، وسليمان بن عبد الحميد النهرواني. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري، وأبو طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله بن شهاب العكبري.
حدثنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري أنبأنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن
عبد الله حدثنا أبو جعفر محمد بن يوسف البارودي - قراءة عليه من كتابه - حدثنا
سليمان بن عبد الحميد - أبو أيوب الحمصي - حدثنا الخطاب بن عثمان الفوزي
حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي علية. قال: رأيت من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن أم حرام، وواثلة بن الأسقع. وغيرهما. يلبسون
البرانس ويعفون شواربهم. ولا يحفون حتى ترى الجلدة، ولكن قصا حسنا يكشفون
الشفة ويصفرون بالورس، ويخضبون بالحناء والكتم.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف القواس قال قرئ على محمد بن
مخلد - وأنا أسمع - قيل له: حدثك أبو جعفر محمد بن يوسف البارودي الإسكاف
حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب التنيسي حدثنا عبد الله بن يوسف عن إسماعيل بن
عياش عن ثور [بن يزيد] عن خالد [بن معدان] عن واثلة بن الأسقع. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمناء عند الله: جبريل وأنا. ومعاوية ".
كذا رواه ابن يوسف عن إسماعيل بن عياش. ورواه محمد بن عائذ الدمشقي عن
إسماعيل عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة.
وكذلك رواه محمد بن عبد الله بن عامر السمرقندي عن محمد بن سلام
البيكندي عن ابن عياش كرواية ابن عائذ.
وروى عن محمد بن المبارك أيضا عن ابن عياش مثل هذا القول.
وقيل رواه محمد بن المبارك أيضا عن ابن عياش عن عمارة بن غزية عن أبي حازم
عن سهل بن سعد عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وليس شئ منها ثابتا والله
أعلم.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: مات أبو جعفر محمد بن يوسف
البارودي سنة سبع وتسعين ومائتين في صفر.
169

محمد بن يوسف بن عمرو بن يوسف، القومسي:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن عيسى البسطامي، روى عنه أبو القاسم
الطبراني.
حدثنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني
حدثنا محمد بن يوسف بن عمرو بن يوسف القومسي - ببغداد - حدثنا الحسين بن
عيسى البسطامي حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن أبي طيبة عن الأعمش عن مسلم بن
صبيح عن مسروق عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يقول أحدهم إذا
غضب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه غضبه ".
قال سليمان: لم يروه عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق. الا أبو طيبة.
ورواه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد
الخزاعي.
1842 - محمد بن يوسف بن سابق، المؤدب:
حدث عن عباد بن موسى الختلي روى عنه عبد الباقي بن قانع.
1843 - محمد بن يوسف، القطان:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. وروى عن عبيد الله بن أبي سمرة
البغوي.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله المعتصمي حدثنا أبو محمد عبيد
الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سمرة البغوي حدثنا عمر بن إبراهيم الثقفي
الجوهري. ومحمد بن يوسف القطان - جارنا - وأبو خبيب العباس بن أحمد،
ومحمد بن محمد بن سليمان الواسطي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبو نصر
البزاز بمدينة أبى جعفر، وجماعة. قالوا: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن رجلا زار
أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكا فقال له: أين تريد؟ قال أريد
170

أخا لي في هذه القرية. فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أنى أحببته
لله. قال: فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته فيه " لفظ الحديث لابن
أبي غيلان.
1844 - محمد بن يوسف بن شهريار، أبو صالح الهذاني:
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن مسعود. روى عنه عبد الله بن الحسن بن
النحاس المقرئ.
حدثنا البرقاني حدثنا أبو القاسم بن النحاس حدثنا أبو صالح محمد بن يوسف بن
شهريار الهمداني حدثنا إبراهيم بن مسعود حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي
إسحاق عن البراء بن عازب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هبتم الليلة قولوا حم،
لا تبصرون ".
1845 - محمد بن يوسف بن عبد الله الخشاب:
حدث عن علي بن حرب الطائي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
حدثنا الحسن بن علي التميمي ومحمد بن عبد الملك القرشي. قالا: حدثنا عمر
ابن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن يوسف بن عبد الله الخشاب حدثنا على بن
حرب.
وأنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن هارون المعدل بالنهروان - حدثنا محمد بن
يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي حدثنا على بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله يشير إلى أذنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأذني هاتين، " إن ناسا يدخلون النار ثم يخرجون ".
1846 - محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن
درهم، أبو عمر القاضي الأزدي مولى آل جرير بن حازم:
سمع محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وزيد بن أخرم،
وعثمان بن هشام بن دلهم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وطبقتهم.
171

وكان ثقة فاضلا. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو الحسن الدارقطني،
ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن حبابة، وغيرهم.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: أبو عمر
القاضي، كان مولده بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة. قال: وفى هذه السنة - يعنى سنة أربع وثمانين ومائتين - ولى أبو عمر محمد
ابن يوسف قضاء مدينة المنصور، والأعمال المتصلة بها، والقضاء بين أهل بزرج
سابور، والراذانين، وسكرود، وقطربل، وجلس في المسجد الجامع بالمدينة. وأبو عمر
محمد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلا، وحلما وذكاء، وتمكنا واستيفاء للمعاني
الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته بأقدار الناس ومواضعهم، وحسن التأني في
الأحكام، والحفظ لما يجرى على يده.
حدثنا على بن المحسن حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد. قال: أبو عمر
محمد بن يوسف من تصفح أخبار الناس لم يخف عليه موضعه، وإذا بالغنا في
وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب، ومن سعادة جده أن المثل ضرب
بعقله وحلمه، وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، حتى أن الإنسان كان إذا
بالغ في وصف رجل. قال: كأنه أبو عمر القاضي! وإذا امتلأ الإنسان غيظا. قال: لو
أنى أبو عمر القاضي ما صبرت. سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة، والرياسة،
والصبر على المكاره، واحتمال كل جريرة إن لحقته من عدوه، وغلط إن جرى من
صديقه، وتعطفه بالإحسان إلى الكبير والصغير، واصطناع المعروف عند الداني
والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، ثم
استخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي، فكان يحكم بين أهل مدينة
المنصور رياسة، وبين أهل الجانب الشرقي خلافة، إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فإن
أبا حازم توفى - وكان قاضيا على الكرخ أعني الشرقية - فنقل أبو عمر عن مدينة
المنصور إلى قضاء الشرقية، فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ومائتين، ثم صرف
هو ووالده يوسف عن جميع ما كان إليهما، وتوفى والده سنة سبع وتسعين ومائتين،
وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة، فإن أبا الحسن على بن عيسى
تقلد الوزارة، فأشار على المقتدر به، فرضي عنه، وقلده الجانب الشرقي والشرقية
172

وعدة نواح من السواد، والشام والحرمين، واليمن وغير ذلك، وقلده القضاء سنة سبع
عشرة وثلاثمائة، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها
إسماعيل - يعنى ابن سحاق - وقطعه من التفسير وعمل مسندا كبيرا قرأ أكثره
على الناس، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث، وذلك أن العلماء
وأصحاب الحديث كانوا يتجملون بحضور مجلسه، حتى أنه كان يجلس للحديث وعن
يمينه أبو القاسم بن منيع - وهو قريب من أبيه في السن والإسناد - وابن صاعد على
يساره، وأبو بكر النيسابوري بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره، وتوفى في شهر
رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، وله ثمان وسبعون سنة.
وكان يذكر عن جده يعقوب حديثا لقنه إياه وهو ابن أربع سنين. عن وهب بن
جرير عن أبيه عن الحسن " لا بأس بالكحل للصائم ".
حدثنا علي بن أبي على المعدل حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد
الدقاق. قال قال لي أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد بعد ذلك القضاء:
لما ولى أبو عمر محمد بن يوسف القضاء، طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من
قلة فقهه، فكنا نستفتى فنقول: امضوا إلى القاضي. ونراعي ما يحكم به، فيدافع عن
الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف، ثم تجيئنا الفتاوى في
تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت، فنفتي، فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما
يفتى به الفقهاء، فما عثرنا عليه بخطأة.
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا محمد بن جعفر التميمي
- بالكوفة - أخبرني أبو الحسن العروضي عن أبي عمر القاضي. قال: قدم إليه ابن
النديم بن المنجم في شئ كان بينهما، فقال له ابن المنجم: إن هذا يدل بخاصة له
عند القاضي. فقال أبو عمر ما أنكرها! وإنها لنافعة له عندي، غير ضارة لك. إن كان
الحق له كفيناه مؤنة اجتذابه، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له.
أخبرني علي بن أبي على قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري يقول
سمعت بعض شهود الحضرة القدماء يقول: كنت بحضرة أبى عمر القاضي وجماعة
من شهوده وخلفائه اللذين يأنس بهم، فأحضر ثوبا يمانيا قيل له في ثمنه خمسين
دينارا، فاستحسنه كل من حضر المجلس، فقال: يا غلام، هات القلانسي. فجاء،
فقال: اقطع جميع هذا الثوب قلانس، واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة، ثم
173

التفت إلينا فقال: إنكم استحسنتموه بأجمعكم، ولو استحسنه واحد لوهبته له، فلما
اشتركت في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن يحصل لكم واحد شئ منه إلا بأن
أجعله قلانس، فيأخذ كل واحد منكم واحدة منها.
سمعت على بن محمد بن الحسن الحربي يقول: كان يقال إن إسماعيل القاضي:
بكاتبه، ويوسف القاضي: بابنه. وأبو الحسين بن أبي عمر: بأبيه. والوصف في جميع
هذه الأمور عائد إلى أبى عمر. أو كما قال.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال حكى لي الحمدوني أن إسماعيل القاضي ببغداد كان
يحب الاجتماع من إبراهيم الحربي، فقيل لإبراهيم لو لقيته؟ فقال: ما أقصد من له
حاجب. فقيل ذلك لإسماعيل، فنحى الحاجب عن بابه أياما. فذكر ذلك لإبراهيم
فقصده فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان بين يدي إسماعيل
قائما، فلما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما أن يرفع نعل إبراهيم في منديل
معه، فلما طال المجلس بين إبراهيم وإسماعيل، وجرى بينهما من العلم من تعجب منه
الحاضرون، وأراد إبراهيم القيام، نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من
حيث رآها إبراهيم ملفوفة في المنديل، فقال - إبراهيم - لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا
والآخرة. فقيل إن أبا عمر لما توفى رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:
أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم فغفر لي، قال البرقاني: أو كما قال لي الحمدوني.
حدثنا على بن المحسن - من حفظه - حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن
محمد الأسدي قال قال لي أبي: دخلت يوما على القاضي أبو عمر محمد بن يوسف
وبين يديه ابن ابنه أبو نصر - وقد ترعرع، فقال لي: يا أبا بكر:
إذا الرجال ولدت أولادها * واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت إعلالها تعدادها * فهي زروع قد دنى حصادها
فقلت: يبقى الله القاضي. فقال: ثم أيش؟!
حدثنا أحمد بن أبي جعفر قال: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يقول:
وأخبرني عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال: قال لنا أحمد بن محمد بن
عمران: توفى القاضي أبو عمر في سنة عشرين وثلاثمائة.
قرأت الحسن علي بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. وأنبأنا عمر بن
إبراهيم الفقيه حدثنا عيسى بن حامد القاضي. قالا: مات أبو عمر القاضي يوم
174

الأربعاء لخمس بقين - وقال عيسى: لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين
وثلاثمائة. قال ابن كامل: ودفن في داره.
1847 - محمد بن يوسف بن مسعود، أبو جعفر البزاز:
من أهل المدائن. حدث أبو الفضل الشيباني عنه عن زكريا بن يحيى المدائني
صاحب شبابة بن سوار.
1848 - محمد بن يوسف بن سليمان بن الريان، أبو بكر الزيات، ويقال:
الخلال:
كان يذكر أنه من ولد بشار بن موسى الخفاف، وحدث عن الهيثم بن سهل
التستري، وخلف بن محمد، ومحمد بن مسلمة الواسطيين. روى عنه القاضي أبو
الحسن الجراحي وأبو بكر بن شاذان، وعلي بن عمر السكري، وأبو الحسن
الدارقطني.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثني على بن عمر بن محمد الجهبذ حدثنا محمد
ابن يوسف بن سليمان الخلال - من أصل كتابه - حدثنا كردوس خلف بن محمد
- حدثنا المعلى بن عبد الرحمن حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك
قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا، وصلى العصر بذى الحليفة ركعتين.
بلغني أن هذا الشيخ كان حيا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
1849 - محمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس، أبو عبد الله الهروي
ويعرف بغندر:
وكان أحد الحفاظ الثقات، وسكن دمشق وورد بغداد وحدث بها، وكان سمع
من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع بن سليمان المصريين، وبكار بن قتيبة،
وإبراهيم بن مرزوق البصريين، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، ومحمد بن عوف
الحمصي، وسعد بن محمد البيروتي، ونحوهم. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم
المقرئ، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبو بكر الأزهري، وغيرهم، وكان
ثقة.
175

حدثنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن
محمد بن أبي هاشم قال حدثنا محمد بن يوسف الهروي حدثنا محمد بن مهدي
الرملي حدثنا يحيى بن حسان التنيسي حدثا هشيم عن رجل من ولد كعب يقال له
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه عن جده. أنه كان عند
عمر فسمع رجلا يقرأ: * (ليسجننه عتى حين) * [يوسف 35] بالعين. فقال عمر: من
أقرأك عتى؟! قال: أقرأني ابن مسعود. قال فكتب عمر إلى ابن مسعود: أما بعد! فإن
الله أنزل هذا القرآن فجعله عربيا مبينا، فأنزله بلغة هذا الحي من قريش، فإذا أتاك
كتابي فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي حدثنا أبو عبد الله
محمد بن يوسف الهروي - غندر - قاطن دمشق - ببغداد - قال حدثني سعد بن
محمد الأزدي حدثني أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني بدمشق حدثنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن
زبر. قال: توفى أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي ليلة الاثنين لثمان عشرة مضين
من شهر رمضان سنة ثلاثين.
1850 - محمد بن يوسف بن نوح، البلخي:
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني -
بالكوفة - حدثنا محمد بن يوسف بن نوح البلخي - في سوق يحيى - حدثنا عبد
الله بن محمد بن أحمد بن نوح البلخي القواذي حدثنا أبي حدثنا عيسى بن موسى
الغنجار عن أبي حمزة محمد بن ميمون عن موسى بن أبي موسى الجهني. قال: قلت
لفاطمة بنت على: حدثيني حديثا. قالت: حدثتني أسماء بنت عميس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لعلي: " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".
1851 - محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو عيسى الفراء:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن عبد الكريم بن الهيثم العاقولي.
1852 - محمد بن يوسف، أبو العباس الأصبهاني:
حدث ببغداد وذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه سكنها.
176

فأنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن المظفر حدثنا أبو العباس محمد بن يوسف
الأصبهاني حدثنا الوليد بن حماد حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا عمرو بن جميع عن
إسماعيل بن أبي خالد عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه الأعراب فسألوه عن أشياء - الحديث.
1853 - محمد بن يوسف بن حمدان، أبو جعفر، يعرف بابن أبى يعقوب
البزاز الهمذاني:
سكن بغداد، وحدث بها عن الحسن بن علي بن نصر الطوسي، ومحمد بن عبد
ابن عامر السمرقندي، والفضل بن محمد بن عقيل النيسابوري، وغيرهم.
أنبأنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد الطيب الصباغ وكان ثقة.
وذكر لنا ابن رزقويه أنه سمع منه في آخر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
1854 - محمد بن يوسف بن يعقوب بن محمد بن يحيى، أبو بكر
الصواف:
سافر الكثير. وتغرب في طلب الحديث. وحدث عن أبي عروبة الحراني، وأبى
الحسن بن جوصي الدمشقي، ومحمد بن بيان المصري، وأبى جعفر الطحاوي،
وغيرهم. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن عمر بن
بكير المقرئ.
حدثنا محمد بن عمر بن بكير حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب
الصواف حدثنا أبو بكر بن بيان بمصر حدثنا الحارث بن مسكين حدثنا عبد الرحمن
ابن القاسم. قال الصواف: ونبأناه أبو عروبة الحراني قال: حدثنا هوبر بن معاذ حدثنا
مسكين بن بكير جميعا عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن المؤمن
يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال: كان أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب
الصواف ثقة جميل الأمر.
وقال محمد بن أبي الفوارس: توفى أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب
الصواف في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان ثقة.
177

1855 - محمد بن يوسف بن موسى، أبو الحسن الوراق، ويعرف بابن
الصباغ:
حدث عن أبي بكر بن أبي داود، وعمر بن علي بن أحمد المروزي، وجماعة من
الغرباء. حدثنا عنه على بن عبد العزيز الطاهري، وذكر لنا أنه كان حافظا.
حدثنا أبو الحسن الطاهري حدثنا محمد بن يوسف الوراق الصباغ حدثنا عبد الله
ابن سليمان حدثنا محمد بن آدم المصيصي حدثنا أبو خالد الأحمر عن الثوري عن
المنصور عن ربعي عن حذيفة. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال:
" باسمك أحيا وأموت " فإذا استيقظ. قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعد ما
أماتنا ".
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه: توفى محمد بن يوسف بن موسى الصباغ في
شهر رمضان سنة سبع وستين وثلاثمائة.
1856 - محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد بن عبد العزيز، أبو زرعة
الجرجاني:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبي العباس الدغولي، ومكي بن عبدان
النيسابوري، وأبى نعيم بن عدي، ومحمد بن عبدك الشعراني، وغيرهم. وكان
صدوقا حافظا.
حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز بن علي
الأزجي.
حدثني الأزهري. قال: مضيت إلى أبي زرعة الجرجاني - لما قدم بغداد - فسألته
أن يحدثني عن الدغولي حديث الثوري عن زائدة فأبى، فألححت عليه المسألة، فحلف
بالطلاق أن لا يحدثني به ببغداد، فانتظرته حتى كان اليوم الذي رحل فيه الحجاج،
فخرجت معه، ولم أفارقه حتى خرج من البلد، فلما صار وراء مقبرة باب الكناس
قال لي: قد عزمت أن أحدثك حديث الدغولي، ثم قال. حدثنا أبو العباس
178

محمد بن عبد الله الدغولي - بعد جهد جهيد - قال روى لنا محمد بن مشكان قال
حدثنا يزيد بن أبي حكيم حدثنا سفيان الثوري حدثنا زائدة بن قدامة عن عبد الملك
ابن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل
الجراد. حدثنا أبو بكر البرقاني. قال قال الدارقطني: لم يحدث به إلا ابن مشكان عن
العدني.
وحدثنا البرقاني حدثنا الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد
ابن الحسن الحافظ حدثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا الأعرج حدثنا محمد بن مشكان
حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني حدثنا سفيان عن زائدة بنحوه.
قال البرقاني: كان أصحابنا يقولون: تفرد به الدغولي حتى ظهر لنا هذا.
1857 - محمد بن يوسف بن محمد، أبو بكر العلاف، يعرف بابن دوست:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق. حدثنا عنه
أبو محمد الخلال ومحمد بن علي بن الفتح، وأبو الحسين محمد بن علي بن
المهتدى بالله الخطيب، وغيرهم. وكان ثقة.
حدثني الخلال وأحمد بن محمد العتيقي: أن محمد بن يوسف بن دوست
العلاف مات في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
قال العتيقي: شيخ صالح ثقة.
1858 - محمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم، أبو عبد الله، وأبو بكر
الرقي:
كان جوالا حدث ببغداد وبالشام عن أبي سعيد بن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان
الأطرابلسي، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، وأبى بكر بن داسة
البصري، وسليمان بن أحمد الطبراني، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن
سلمان النجاد، وأبى عمرو بن السماك. روى عنه محمد بن أحمد بن جميع
الصيداوي، وكناه أبا عبد الله. وحدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز
ابن علي الأزجي، فكناه أبا بكر، وكان غير ثقة.
179

حدثني محمد بن علي الصوري - من حفظه مذاكرة - حدثنا أبو الحسين بن
جميع حدثنا محمد بن يوسف الرقي - أبو عبد الله. قال الصوري: وهو مشهور
عندنا أن كنيته أبو عبد الله.
قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا إسحاق الدبري حدثنا عبد الرزاق
عن معمر عن الزهري عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة جاء
أصحاب الحديث بأيديهم المحابر، فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم
بهم، فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث. فيقول الله تعالى: ادخلوا الجنة
على ما كان منكم، طالما كنتم تصلون على نبيي في دار الدنيا ". أو كما قال.
هذا حديث موضوع، والحمل فيه على الرقي. والله أعلم.
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي - من أصل كتابه العتيق - قال
حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي ببغداد - وكان حافظا - قال
سمعت عثمان بن أحمد الدقاق يقول سمعت محمد بن عبيد الله المنادى يقول: لا جزى
الله يحيى بن معين عنى خيرا، قدمت واسط العراق وبها هشيم وأبو هدبة، فقلت يا أبا
زكريا، من ترى أن ألزم؟ فقال: الزم أبا هدبة، فإن عنده عن أنس عاليا. فتركت هشيما
ولزمت أبا هدبة ومات هشيم، فلا جزاه الله خيرا. وهذه الحكاية باطلة، لأن هشيما
انتقل قديما عن واسط إلى بغداد فسكنها وبها كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة،
ولابن المنادى إذ ذاك اثنتا عشرة سنة. وسمع من أبي هدبة ببغداد بعد موت هشيم بمدة
طويلة، ولا نعلم له سماعا إلا بعد سنة تسعين ومائة، والله أعلم.
قال لي أبو العلاء الواسطي: كان هذا الرقي يكتنى بأبي بكر وأبى عبد الله
وسمعت منه مع أبي عبد الله بن بكير في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وكان مولده
في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
1859 - محمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن
حسان بن سنان، أبو غانم التنوخي الأنباري:
حدث ببغداد عن أبيه، وعن أبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن مخلد العطار،
180

والحسين بن محمد بن سعيد المطبقي. حدثنا عنه على بن المحسن التنوخي القاضي،
ويوسف بن رباح البصري.
حدثنا على بن المحسن حدثني أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق حدثنا الحسين بن
محمد بن سعيد المطبقي حدثنا على بن مسلم الطوسي حدثنا سيار بن حاتم حدثنا
جعفر حدثنا أبو سينان القسملي حدثنا جبلة بن أبي الأنصاري قال حدثتنا أم سليم
الأنصارية. قالت: مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أم سليم أتعرفين النار،
والحديد، وخبث الحديد؟ " قلت: نعم يا رسول الله. قال: " فأبشري يا أم سليم، فإنك
إن تخلصي من وجعك هذا تخلصين من الذنوب كما يخلص الحديد من خبثه ".
قال لي على بن المحسن: ولد أبو غانم محمد يوسف الأزرق في سنة أربع
عشرة وثلاثمائة.
وذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي فيما قرأت بخطه: أن أبا
غانم محمد بن يوسف توفى بالأنبار في شعبان من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
1860 - محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن، أبو عبد
الرحمن القطان الأعرج النيسابوري:
قدم بغداد أيام أبى أحمد الفرضي، فكتب عنه، وعن شيوخ ذلك الوقت، ودخل
إلى البصرة، فسمع بها من القاضي أبى عمر بن عبد الواحد، ونحوه.
ثم خرج إلى مصر، فسمع من أبى محمد بن النحاس، وجماعة معه. وسمع
بدمشق من أبى محمد بن نصر وغيره.
وعاد إلى بغداد فأقام بها مدة وخرج إلى نيسابور، وكان قد سمع بها من الحاكم
أبى عبد الله بن البيع، وعبد الرحمن ويحيى ابني أبي إسحاق المزكى، وأمثالهم.
ثم رحل إلى أصبهان، فسمع من أبى بكر بن أبي على، وأبى نعيم الحافظ.
وعاد إلى بغداد. فمكث بها، وحدث، وكتبت عنه شيئا يسيرا.
وأدركته الوفاة، فمات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنين
وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وكان صدوقا، له معرفة
بالحديث، وقد درس شيئا من فقه الشافعي، وله مذهب مستقيم وطريقه جميلة.
* * *
181

ذكر من اسمه محمد وا سم أبيه يحيى
1861 - محمد بن أبي محمد اليزيدي، واسم أبى محمد يحيى بن المبارك بن
المغيرة العدوي، وكنية محمد: أبو عبد الله:
وهو من أهل البصرة، سكن بغداد، وكان من أهل الأدب والعلم بالقرآن، واللغة،
شاعرا مجيدا، مدح الرشيد، والمأمون، والفضل بن سهل، وغيرهم. ولم يزل فيما مضى
له ببغداد عقب، منهم عبيد الله بن محمد راوي قراءة أبى عمرو بن العلاء عن عمه
إبراهيم بن يحيى اليزيدي، عن أخيه أبى جعفر أحمد بن محمد، كليهما عن أبي
محمد يحيى بن المبارك، وآخر من روى العلم من اليزيديين ببغداد محمد بن
العباس.
حدثنا أبن على الحسن بن عبد الله بن محمد المقرئ الصفار حدثنا عمر بن محمد
ابن سيف الكاتب - بالبصرة - حدثنا محمد بن العباس اليزيدي حدثنا عمى حدثني
أبو صالح بن محمد يزداد حدثني أبي. قال: كنت بباب المأمون فجاء محمد بن أبي
محمد اليزيدي، فاستأذن. فقال له الحاجب: إن أمير المؤمنين قد أخذ دواء وأمرني
أن أحجب الناس عنه، قال: فأمرك أن لا تدخل إليه رقعة؟ قال: فدعا بدواة كانت مع
غلامه وقرطاس وكتب إليه:
هديتي التحية للإمام * إمام العدل والملك الهمام
لأني لو بذلت له حياتي * وما أحوى لقلا للإمام
أراك من الدواء الله نفعا * وعافية تكون إلى تمام
وأعقبك السلامة منه رب * يريك سلامة في كل عام
أتأذن في الدخول بلا كلام * سوى تقبيل كفك والسلام؟
قال: فأدخل الرقعة وخرج مسرعا وأذن لي. فدخلت مسرعا فسلمت وخرجت
وأتبعني بألف دينار.
أخبرني على بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران بن موسى قال: وجدت بخط
أبى عبد الله اليزيدي عن عمه أبى جعفر أحمد بن محمد لأبيه محمد بن أبي
محمد:
182

الهوى أمر عجيب شأنه * تارة يأس، وأحيانا رجا
ليس فيمن مات منه عجب * إنما يعجب ممن قد نجا
وقال أيضا:
كيف يطيق الناس وصف الهوى * وهو جليل ما له قدر؟
بل كيف يصفو لحليف الهوى * عيش وفيه البين والهجر
بلغني أن محمد بن أبي محمد اليزيدي خرج إلى مصر مع المعتصم فمات بها.
1862 - محمد بن يحيى بن أبي سمينة، واسم أبي سمينة مهران، وكنيته أبو
جعفر التمار:
سمع يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهشيما، وعباد بن العوام، والمعافى بن عمران
وسعيد بن عامر، وغيرهم. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو بكر بن أبي
الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر بن محمد بن كزال، وعبد الله بن محمد
ابن ناجية، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، وأبو القاسم البغوي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن أبي سمينة حدثني أبو الفضل
العباس بن الفضل بن عمر بن عامر عن مطر الوراق عن أبي نضرة عن الحزامي عن علي
. قال: إن طلقها وهي حائض لم تعتد بتلك الحيضة. قال عبد الله: سمعت أبي
يقول: هذا حديث غريب.
حدثنا محمد بن الفرج البزاز وعلي بن المحسن المعدل. قالا: حدثنا عبد العزيز
أبو جعفر الحرقي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا محمد بن أبي
سمينة التمار حدثنا سعيد بن عامر حدثنا شعبة عن الأعمش عن ذكوان عن أبي
هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنصرف حتى تسمع صوتا أو تجد
ريحا ".
183

غريب من حديث شعبة عن سليمان الأعمش، تفرد بروايته ابن أبي سمينة عن
سعيد بن عامر عنه، وهو محفوظ عن شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال
سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة -
وقد كانوا يغمزونه.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون
الخلال حدثنا أبو محمد المروذي قال: قيل لأبي عبد الله: وهو أحمد بن حنبل - أيما
أحب إليك ابن أبي سمينة، أو محفوظ؟ - يعنى ابن أبي توبة - قال: لا، ابن أبي سمينة
قد كتب الحديث وكتب، لولا أن فيه تلك الخلة - يعنى الشرب.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا
أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي حدثنا محمد بن أبي سمينة التمار أبو جعفر -
وكان ثقة.
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا جعفر بن محمد الخلدي حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن
يحيى بن أبي سمينة البغدادي وكان لا يخضب.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن أبي سمينة ببغداد سنة تسع وثلاثين، وقد كتبت عنه.
1863 - محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع، أبو عبد الله الأزدي،
ويعرف بابن أبى حاتم:
من أهل البصرة، سكن بغداد، وحدث بها عن: يزيد بن هارون، وعبد الله بن
داود الخريي، وأبى عاصم النبيل، وداود بن المحبر، وخلف بن تميم، وهريم بن عثمان.
روى عنه: إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو أحمد محمد بن محمد
الشطوي، ومحمد بن هارون الخضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن
إسماعيل المحاملي.
184

حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا محمد بن أبي يحيى الأزدي، حدثنا ابن
داود - يعنى عبد الله بن داود - قال: سمعت هشام بن عروة عن عبد الله بن أبي
بكر عن عمرة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحرم من الرضاع ما يحرم من
النسب ".
حدثنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، بصري سكن بغداد.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن الدارقطني. قال: محمد بن يحيى الأزدي بصري ثقة.
حدثنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: قال لنا أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد الكندي: ومات محمد بن يحيى الأزدي سنة اثنتين
وخمسين ومائتين.
1864 - محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب، أبو عبد
الله النيسابوري الذهلي مولاهم:
سمع عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن بكر البرساني، وعبيد الله بن موسى،
ويعلى، ومحمدا ابني عبيد، وروح بن عبادة، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأسود بن
عامر، وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمد بن عمر الواقدي، وعفان بن مسلم،
وعبد الرزاق بن مسلم، وعبد الرزاق بن همام، وسلم بن قتيبة، ويزيد بن هارون،
وغيرهم من أهل العراق، والحجاز، والشام، ومصر، والجزيرة.
185

وكان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ المتقنين، والثقات المأمونين، صنف حديث
الزهري، وحده وقدم بغداد، وجالس شيوخها وحدث بها، وكان أحمد بن حنبل
يثنى عليه وينشر فضله، وقد حدث عنه جماعة من الكبراء، كسعيد بن أبي مريم
المصري، وأبى صالح كاتب الليث بن سعد، وعبد الله بن محمد بن [علي بن] نفيل
[النفيلي]، وسعيد بن منصور، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن المثنى، ومحمد
ابن إسماعيل الصغاني، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وعباس بن محمد الدوري،
وأبى داود السجستاني، ومن بعدهم.
حدثنا أبو منصور علي بن محمد بن الحسين الدقاق، حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن العباس، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، حدثنا
محمد بن يحيى قال: حدثنا سلم بن قتيبة، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد
الله، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل
عنه.
قال أبو بكر: حدثنا العباس بن محمد، حدثنا محمد بن يحيى فذكر هذا
الحديث.
حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، أنبأنا أبو محمد
حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، حدثنا علي بن عبد الله،
حدثنا سفيان، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد، عن عمر بن
عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: سجدنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في * (إذا السماء انشقت) * قال أبو عبد الله محمد بن يحيى لا أعلم روى هذا
الحديث عن يحيى بن سعيد غير ابن عيينة، وهو وهم، إنما روى الناس عن يحيى في
هذا الإسناد حديث الإفلاس.
حدثنا أبو نعيم الحافظ، أخبرني محمد بن عبد الله الضبي في كتابه قال: سمعت
186

يحيى بن منصور القاضي يقول: سمعت خالي عبد الله بن علي بن الجارود يقول:
سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول: كنت عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن
يحيى - يعنى الذهلي - فقام إليه أحمد، وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه:
اذهبوا إلى أبى عبد الله واكتبوا عنه.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا أبو محمد بن
الجارود، حدثني أبو عامر النسائي الحافظ قال: سمعت محمد بن داود المصيصي
يقول: كنا عند أحمد بن حنبل - وهم يذكرون الحديث، فذكر محمد بن يحيى
النيسابوري حديثا فيه ضعف، فقال له أحمد بن حنبل: لا تذكر مثل هذا الحديث!
فكأن محمد بن يحيى دخله خجلة، فقال له: أحمد إنما قلت هذا إجلالا يا أبا
عبد الله.
وأنبأنا ابن رزق، حدثنا دعلج، حدثنا أبو محمد بن الجارود قال: سمعت أبا
عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الجراح الجوزجاني يقول: دخلت على أحمد بن
حنبل فقال لي: تريد البصرة؟ قلت: نعم! قال: فإذا أتيتها فالزم محمد بن يحيى
فليكن سماعك معه، فإني ما رأيت خرسانيا - أو قال: ما رأيت أحدا - أعلم بحديث
الزهري منه، ولا أصح كتابا منه.
أخبرني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل - قال
حمزة: أخبرنا، وقال أحمد: حدثنا - علي بن عمر الحافظ قال: سمعت أبا بكر
النيسابوري يقول: سمعت إبراهيم بن هانئ يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: -
وذكر حديثا من حديث الزهري - فقال: ما قدم علينا رجل أعلم بحديث الزهري من
محمد بن يحيى. زاد أحمد قال: قال لنا علي بن عمر: قال لنا أبو بكر النيسابوري:
وهو عندي إمام في الحديث.
أخبرني حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: سمعت أبا
بكر النيسابوري يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: قال لي علي بن المديني: أنت
وارث الزهري.
187

حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي
العباس بن سعيد قال حدثني أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي أبو الحسن قال:
سمعت رجلا قال لمحمد بن يحيى: جودت في الزهري؟ فقال: وأي شئ لم أجود؟.
حدثت عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: سمعت أبا العباس الدغولي
يقول: سمعت صالحا جزرة يقول: لما خرجت من الري قلت لفضلك: عمن أكتب
بنيسابور؟ قال: إذا قدمت نيسابور فانظر إلى شيخ بهي حسن الوجه، حسن الثياب،
راكبا حمارا، وهو محمد بن يحيى فاكتب عنه، فإنه من قرنه إلى قدمه فائدة. قال:
فلما قدمت نيسابور استقبلني محمد بن يحيى فعرفته بهذه الصفة، فذهبت معه
وانتخبت عليه مجلسا، وقرأته عليه، فلما فرغت قلت له: أفادني الفضل بن العباس
الرازي حديثا عنك عند الوداع لأسمعه من الشيخ. فقال: هات، فقلت: حدثكم سعيد بن عامر، حدثنا شعبة عن عبد الله بن صبيح، عن محمد بن سيرين، عن أنس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هذا خالي فليرني امرؤ خاله " فقال محمد بن يحيى: من
ينتخب مثل هذا الانتخاب ويقرأ مثل هذه القراءة يعلم أن سعيد بن عامر لا يحدث
بمثل هذا الحديث؟ فقال صالح: نعم، حدثكم سعيد بن واصل.
قلت: قصد صالح امتحان محمد بن يحيى في هذا الحديث لينظر أيقبل التلقين أم
لا، فوجده ضابطا لروايته، حافظا لأحاديثه، محترزا من الوهم، بصيرا بالعلم.
حدثنا محمد بن علي الصوري حدثنا أحمد بن الحسن الرازي قال: سمعت عبيد
الله بن عدي يقول: سمعت الحسين بن الحسن بن سفيان الفارسي ببخارى يقول:
سمعت عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي يقول: سألت أحمد بن حنبل: عن محمد
ابن يحيى، ومحمد بن رافع. فقال: محمد بن يحيى أحفظ ومحمد بن رافع
أورع.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا علي الحسين بن علي الحافظ - وسأله أو عمر الأصبهاني: عن محمد بن يحيى،
وعباس بن عبد العظيم العنبري أيهما أحفظ؟ فقال أبو علي: عباس بن عبد العظيم
188

حافظ إلا أن محمد بن يحيى أجل، حدثوني عن فضلك الرازي أنه قال: حدثني من
لم يخطئ في حديث قط - محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري. وقال علي بن
المديني: كفى محمد بن يحيى جمع حديث الزهري.
حدثنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال: سمعت العلاء بن محمد
الروياني، ومحمد بن الحسين الرازي يقولان: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم
يقول: سمعت أبي يقول: محمد بن يحيى الذهلي إمام أهل زمانه.
أخبرني محمد بن أبي الحسن، حدثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني بأطرابلس،
حدثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي بمصر، حدثنا أبو عبد الرحمن
أحمد بن شعيب النسائي - إملاء - قال: محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري
ثقة مأمون.
حدثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف - يعنى ابن حراش - يقول: كان محمد بن
يحيى من أئمة العلم.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن
سليمان، حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري - وكان أمير المؤمنين في الحديث.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا دعلج بن أحمد قال: سمعت أحمد بن
محمد الأزهري يقول: لمحمد بن يحيى ثمانية عشر رحلة إلى البصرة، وله رحلتان
إلى اليمن.
حدثنا هناد بن إبراهيم النسفي، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى -.
حدثنا محمد بن عبد الله بن يوسف الشافعي قال: سمعت الحسين بن الحسن بن
سفيان - يعنى النسوي - يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: لو لم أبدا
189

بالبصرة لم يفتني حسين الجعفي، وأبو أسامة وشبابة، ولما دخلت البصرة استقبلتني
جنازة يحيى بن سعيد القطان على باب البصرة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي
محمد بن أحمد بن زيد المعدل يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى
يقول: دخلت على أبى في الصيف الصائف وقت القائلة، وهو في بيت كتبه وبين
يديه السراج، وهو يصنف. فقلت: يا أبة، هذا وقت الصلاة، ودخان هذا السراج
بالنهار، فلو نفست عن نفسك؟ فقال لي: يا بني تقول هذا وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأصحابه، والتابعين؟.
وقال ابن نعيم: أخبرني أبو محمد بن زياد المعدل حدثنا أبو العباس الأزهري قال:
سمعت خادمة محمد بن يحيى - وهو يغسل على السرير - تقول: خدمت أبا عبد
الله ثلاثين سنة، وكنت أضع له الماء، فما رأيت ساقه قط، وأنا ملك له.
حدثنا هبة الله بن الحسن الطبري، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد
النيسابوري، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي الحافظ قال:
سمعت أبا عمرو الخفاف - غير مرة - يقول: رأيت محمد بن يحيى الذهلي في
النوم فقلت: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: فما فعل علمك؟
قال: كتب بماء الذهب، ورفع في عليين.
أنبأنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن محمد بن يحيى النيسابوري
مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قال ابن قانع: وقيل سنة ست وخمسين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت
عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري يقول: مات محمد بن يحيى النيسابوري سنة
سبع وخمسين ومائتين.
190

قلت: وبلغني أن وفاته كانت في أحد الربيعين من السنة، وقد بلغ ستا وثمانين
سنة، وكل هذه الأقوال وهم.
والصواب: ما أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، عن محمد بن نعيم قال: سمعت
عبد الله بن أحمد الشيباني يقول: سمعت أبا حامد الشرقي يقول: مات محمد بن
يحيى الذهلي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
1865 - محمد بن يحيى بن عمر الواسطي:
ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه نزل بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون،
ومحمد بن بشير الدعاء، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وقال: كتبت عنه مع أبي
وكان رجلا صالحا صدوقا في الحديث. سئل أبي عنه فقال: ثقة.
حدثنا القاضي أبو سعد أحمد بن علي بن القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان
الراوي - بها - حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن يحيى
ابن عمر الواسطي حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني حدثنا موسى بن هلال حدثنا
صالح بن عمران البكري قال سمعت يزيد الرقاشي يقول: بلغني أن الميت إذا وضع
في قبره احتوشته أعماله، ثم أنطقها الله فقالت: أيها المتفرد في حفرته انقطع عنك
الأخلاء والأهلون، فلا أنيس لك اليوم غيرنا. قال ثم يبكى يزيد ويقول: فطوبى لمن
كان أنيسه صالحا، والويل لمن كان أنيسه عليه وبالا.
1866 - محمد بن يحيى بن هابيل، أبو جعفر:
أظنه سكن بخارى أو بعض نواحيها، وحدث عن معاوية بن عمرو.
أخبرني بحديثه أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي حدثنا محمد بن أحمد بن
محمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - حدثنا أبو العباس جعفر بن محمد بن المكي
حدثنا أبي حدثنا إسحاق بن إسماعيل بن يعقوب حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى
ابن هابيل البغدادي حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن شعبة عن
قتادة عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رب ذي طمرين لا يؤبه به، لو أقسم على الله
لأبره ".
191

1867 - محمد بن يحيى بن الحسين، أبو نصر الدهقان:
خراساني حدث ببغداد عن عبيد الله بن خبيق الأنطاكي، روى عنه محمد بن
مخلد الدوري.
1868 - محمد بن يحيى بن زكريا، أبو عبد الله المقرئ، يعرف بالكسائي
الصغير:
سمع خلف بن هاشم البزار، وعلي بن المغير الأثرم، وأبا مسحل صاحب
الكسائي، وأبا الحارث الليث بن خالد. روى عنه أبو بكر بن مجاهد، وأبو على
أحمد بن الحسن المعروف بدبيس، وغيرهما.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلال حدثنا
أبو على أحمد بن الحسن المقرئ حدثنا محمد بن يحيى الكسائي المقرئ حدثنا الليث
ابن خالد أبو الحارث حدثني أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو بن
العلاء عن الحسن عن أمه عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: * (ملك يوم الدين) *.
1869 - محمد بن يحيى بن عبد الرزاق، أبو العباس البخاري:
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن الجعد، ومحمد بن عبيد بن عقيل، وعبد الله
ابن عون الخزاز، ومحرز بن عون، وعبيد الله بن عمر القواريري، وداود بن رشيد،
وأبى خيثمة.
زهير بن حرب. روى عنه أحمد بن محمد الجوهري، وأبو بكر الشافعي، وأحمد
ابن محمد بن الصباح الكبشي.
ورواياته مستقيمة. وكان حيا في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
حدثنا على بن أحمد الرزاز حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا محمد بن
يحيى بن عبد الرزاق البخاري حدثنا على بن الجعد حدثنا مقاتل بن سليمان عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إن في القرآن تسعة وتسعين
اسما، من أحصاها كلها دخل الجنة ".
192

1870 - محمد بن يحيى بن ناصح:
من أهل سر من رأى. حدث عن عفان بن مسلم روى عنه أبو القاسم الطبراني.
حدثنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني حدثنا محمد بن يحيى بن ناصح بسر مري حدثنا عفان بن مسلم حدثنا
سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان القصرى يحدث عن عقبة بن صهبان قال حدثنا
أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحمل الناس يوم القيامة على الصراط، فتتقادع بهم جنبتا
الصراط تقادع الفراش في النار فينجي الله برحمته من يشاء، ثم يؤذن للملائكة،
والنبيين، والشهداء ويشفعون، ويخرج الله من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ".
قال سليمان: لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد.
1871 - محمد بن يحيى بن سليمان بن زيد بن زياد، أبو بكر:
مروزي الأصل. حدث عن عاصم بن علي، وكان مكثرا عنه، وعن خلف بن
هشام البزاز، وبشر بن الوليد، وسعيد بن سليمان الواسطي، وعثمان بن أبي شيبة،
وأبى عبيد القاسم بن سلام، ونحوهم. روى عنه أحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل
ابن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب بن الحسن القزاز، ومحمد بن علي بن
قريش البزار، ومخلد بن جعفر الدقاق، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري.
وكان ثقة. وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي - وأنا أسمع، قال: وأبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي الوراق،
كان عنده بعض كتاب الطهارة عن أبي عبيد القاسم بن سلام، مات بالجانب الغربي
من مدينتنا في درب الخناقين من باب الشام.
193

حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو بكر
المروزي محمد بن يحيى بن سليمان في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين.
1872 - محمد بن يحيى، أبو سعيد، يعرف بحامل كفنه:
سكن دمشق وحدث بها عن أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وعقبة بن مكرم
العمى. وإبراهيم بن سعد الجرهري، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن منيع، ومحمد بن
عمرو بن أبي مذعور، وعبيد بن محمد الوراق، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه.
روى عنه أبو بكر النقاش المقرئ، وأبو عمر محمد بن موسى بن فضالة الدمشقي،
وغيرهما.
حدثنا على بن أحمد الرزاز حدثنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش - إملاء -
حدثنا محمد بن يحيى البغدادي أبو سعيد المعروف بحامل كفنه - بدمشق - حدثنا
عبيد بن محمد الوراق. قال: كان بالرملية رجل يقال له عمار، وكانوا يقولون إنه
من الأبدال. فاشتكى البطن، فذهبت - أعوده - وقد بلغني عنه رؤيا رآها فقلت له:
رؤيا حكوها عنك؟ فقال لي: نعم! رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله ادع
لي بالمغفرة، فدعا لي. ثم رأيت الخضر بعد ذلك فقلت: ما تقول في القرآن؟ فقال:
كلام الله وليس بمخلوق. فقلت: ما تقول في النبيذ؟ قال أنهى الناس عنه. فقلت:
هو ذا أنهاهم وليس ينتهون! فقال: من قبل فقد قبل ومن لم يقبل فدعه. قلت ما تقول
في بشر بن الحارث؟ قال: مات بشر يوم مات وما على ظهر الأرض أحد أتقى لله
منه. قلت: فأحمد بن حنبل؟ فقال لي: صديق. فقلت له: فحسين الكرابيسي، فغلظ
في أمره. فقلت: فما تقول في خالتي؟ فقال: لي تمرض وتعيش سبعة أيام ثم تموت
فلما أن ماتت قلت حقت الرؤيا، فلما كان بعد رأيته فقلت له: كيف صار مثلك
يجئ إلى مثلي؟ فقال لي: ببرك والديك، وإقالتك العثرات.
بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفى وغسل وكفن وصلى عليه ودفن فلما كان
في الليل جاء نباش فنبش عنه، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا فخرج النباش
هاربا منه، فقام فحمل كفنه وخرج من القبر وجاء إلى منزله وأهله يبكون فدق
194

الباب عليهم، فقالوا: من أنت؟ فقال أنا فلان. فقالوا له يا هذا لا يحل لك أن تزيدنا على
ما بنا. فقال: يا قوم افتحوا لي فأنا والله فلان فعرفوا صوته، ففتحوا له الباب، وعاد
حزنهم فرحا! وسمى من يومئذ حامل كفنه، ومثل هذا سعير بن الخمس الكوفي، فإنه
لما دلى في حفرته اضطرب فحلت عنه الأكفان، فقام فرجع إلى منزله، وولد له بعد
ذلك ابنه مالك بن سعير!!.
بلغني أن محمد بن يحيى حامل كفنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين.
1873 - محمد بن يحيى بن مسلم، أبو سهل صاحب الأصوات:
سمع سفيان بن وكيع بن الجراح. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
1874 - محمد بن يحيى بن خالد، أبو يحيى المروزي المعروف بالشعراني:
قدم بغداد، وحدث بها عن إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع النيسابوري،
وأبى جعفر أحمد بن الحسن الكندي، روى عنه: ابن مخلد أيضا، وأحمد بن كامل،
وعبد الباقي بن قانع.
حدثنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا أبو يحيى
محمد بن يحيى بن خالد المروزي الشعراني، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا مصعب
ابن المقدام، حدثنا داود الطائي عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي ".
1875 - محمد بن يحيى، أبو سهل الدينوري:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن عبد الله بن حمران. روى عنه حبيب بن
الحسن القزاز.
حدثنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا حبيب بن الحسن بن داود القزاز حدثنا محمد
ابن يحيى أبو سهل الدينوري حدثنا الحسين بن عبد الله بن حمران حدثنا عصمة بن
195

محمد حدثنا موسى بن عقبة عن أبي صالح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " جاءني
جبريل وفى كفه كالمرآة البيضاء، في وسطها كالنكتة السوداء، فقلت: ما هذه؟ فقال
هذه الجمعة ". وذكر الحديث.
1876 - محمد بن يحيى، أبو بكر الواسطي البزاز:
سكن بغداد وحدث بها عن سلمة بن شبيب، روى عنه عبد العزيز بن جعفر
الخرقي.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر
الخرقي حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الواسطي البزاز - في البزازين سنة خمس
وثلاثمائة - حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن محمد بن أعين حدثنا معقل بن
عبيد الله حدثنا أبو الزبير عن جابر. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " استكثروا من
النعال فان الرجل لا يزال راكبا ما انتعل ".
1877 - محمد بن يحيى الأشناني:
أحد المجهولين. حدث عن يحيى بن معين. روى عنه سعيد بن أحمد بن عثمان
الأنماطي حديثا منكرا.
نحن نذكره بعد في ترجمة سعيد من باب السين، إن شاء الله.
1878 - محمد بن يحيى، أبو بكر الحفار:
حدث عن سعيد بن يحيى الأموي. روى عنه أبو العباس السقطي، ختن
الصرصري.
حدثنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
يوسف السقطي حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الحفار حدثنا سعيد بن يحيى الأموي
حدثني أبي عن ابن جريج عن عطاء قال: لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، قال
له جبريل: رويدا رويدا فإن ربك يصلى، قال: " وهو يصلى؟ "! قال نعم. قال: " وما
يقول؟ " قال يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبقت رحمتي غضبي
196

1879 - محمد بن يحيى بن الحسين، أبو بكر العمى:
بصري الأصل. حدث عن عبيد الله بن محمد بن عائشة، وأبي مالك كثير بن
يحيى، وسليمان بن داود الشاذكوني، روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو
حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادى وأنا أسمع. قال: والعمى كانت له قصة من أجل إسرافه على نفسه في التزيد،
فاستخفى حياة أخي ثم ظهر بعد موته، ثم مات على المعهود منه قبل ذلك.
حدثني على بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا
الحسن على بن عمر الحافظ عن محمد بن يحيى بن الحسين العمى. فقال: ثقة.
سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن يحيى العمى فقال: أمرنا أبو الحسن
الدارقطني أن نخرج أحاديثه في الصحيح، وقال: ليس به بأس.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأنبأنا السمسار
حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن العمى مات في سنة سبع وثلاثمائة. زاد ابن قانع:
في المحرم.
1880 - محمد بن يحيى بن هارون، أبو جعفر الإسكافي:
حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي، وعبدة بن عبد الله الصفار. روى عنه أبو
الحسن الدارقطني، والمعافى بن زكريا الجريري. وذكر الدارقطني أنه سمع منه
بإسكاف.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا أبو جعفر محمد
ابن يحيى بن هارون الإسكافي - ثقة مأمون - حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث أنبأنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن
عمران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم - أربع
مرات - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ".
197

1881 - محمد بن يحيى بن مرداس بن عبد الله بن دينار، أبو
جعفر الطيب:
حدث عن الحسن بن عرفة، وأبى داود السجستاني، وإبراهيم بن إسحاق بن أبي
العنبس الكوفي، وأبى الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، وعبد الكريم بن الهيثم
العاقولي. روى عنه الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني،
وعبد الله بن عثمان الصفار، وكان ثقة.
1882 - محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر
المعروف بالصولي:
كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر
الأشراف وطبقات الشعراء.
وحدث عن أبي داود السجستاني، وأبوي العباس ثعلب والمبرد، وأبى العيناء
محمد بن القاسم، وأبى العباس الكديمي وأبى عبد الله محمد بن زكريا الغلابي،
وأبى رويق عبد الرحمن بن خلف الضبي وإبراهيم بن فهد الساجي وعباس بن
الفضل الأسفاطي، وأحمد بن عبد الرحمن الهجري، ومعاذ بن المثنى العنبري،
وغيرهم.
وكان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب، حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الأشياء
منها مواضعها، ونادم عدة من الخلفاء، وصنف أخبارهم وسيرهم، وجمع أشعارهم،
ودون أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء، والوزراء، والكتاب، والرؤساء، وكان
حسن الاعتقاد جميل الطريقة، مقبول القول. وله أبوة حسنة، فإن جده صول وأهله
كانوا ملوك جرجان، ثم رأس أولاده بعده في الكتبة وتقلد الأعمال السلطانية. ولأبي
بكر الصولي شعر كثير في المدح والغزل وغير ذلك.
روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو
عبيد الله المرزباني، وأبو الحسن بن الجندي، وأبو أحمد بن الدهان، وعبيد الله بن
عثمان بن يحيى، وأبو أحمد الفرضي، وغيرهم.
198

وحدثنا عنه الحسين بن الحسن الغضاري، وعلي بن القاسم النجاد البصري،
والحسين بن الحسن الجواليقي، وعباس بن عمر الكلوذاني.
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي حدثنا أبو
بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي - في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا
أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا يحيى بن عبد
الملك حدثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر. قال: كسفت الشمس على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ست ركعات
في أربع سجدات، كبر ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ
القراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحو ذلك، ثم قام ثم رفع رأسه، فقرأ الثالثة دون
القراءة الثانية، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه وانحدر للسجود، فسجد سجدتين،
ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها
، إلا أن يكون ركوعه نحوا مما من قيامه ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف معه، ثم
تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف معه، فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس.
فقال: " يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت بشر،
فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي ".
كذا روى لنا هذا الحديث أبو عبد الله المخزومي عن الصولي عن أبي داود، وهو
وهم، إنما رواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان عن عبد الملك بن أبي
سليمان عن عطاء، أورده أحمد في المسند كذلك، ورواه أبو داود عنه في السنن
كذلك.
حدثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال حدثنا
محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل.
وأنبأناه الحسن بن علي التميمي حدثنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى عن عبد الملك قال حدثني عطاء عن جابر بن
عبد الله. قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بطوله.
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد الجواليقي حدثنا محمد بن يحيى
الصولي حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا على بن المديني عن يحيى بن سعيد. قال
199

قال جعفر بن محمد: المرء بين ذنب ونعمة، ولا يصلحهما غير استغفار من هذا،
وشكر على هذا.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب حدثني جدي محمد بن
عبيد الله بن قفرجل حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى.
وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري حدثنا عبيد الله بن
محمد بن أحمد البزاز المقرئ حدثنا محمد بن يحيى الصولي. قال: كنت أقرأ على
أبى خليفة في منزله - لهاشميي البصرة خصوصا - كتاب " طبقات الشعراء " وغيره،
فواعدنا يوما وقال: لا تخلفوني فإني اتخذ لكم خبيصة كافية، فتأخرت لشغل عرض
لي، ثم جئت والهاشميون عنده فلم يعرفني الغلام وحجبني، فكتبت إليه:
أبا خليفة تجفو من له أدب * وتؤثر الغر من أبناء عباس
وأنت رأس الورى في كل مكرمة * وفي العلوم وما الأذناب كالرأس
ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا * فيه لتختلط الأشراف بالناس
فلما قرأ الرقعة صاح على الغلام ودخلت إليه، فلما رآني قال: أسأت إلينا
بتغيبك. وظلمنا في تعتبك، وإنما عقد المجلس بك، ونحن فيما فاتنا بتأخرك - ولا
ذنب لنا فيه - كما أنشدني التوزي لرجل طلق امرأته ثم ندم، فتزوجت غيره فمات
عنها حين دخل. فخطبها فقال من أبيات:
فعادت لنا كالشمس بعد طلاقها * على خير أحوال كأن لم تطلق
ثم صاح: يا غلام اتخذ لنا مثل طعامنا. فأقمنا يومنا عنده.
أنشدني أبو القاسم الأزهري. قال أنشدنا عبيد الله بن محمد المقرئ قال أنشدنا
أبو بكر الصولي لنفسه:
أحببت من أجله من كان يشبهه * وكل شئ من المعشوق معشوق
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته * كأن سقمي من جفنيه مسروق
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا محمد بن عبد الله بن جامع الدهان حدثنا محمد
ابن يحيى الصولي. قال: أنشدنا بعض الوزراء يوما بيتا للبحتري، وجعل يردده
ويستحسنه وهو:
وكأن في جسمي الذي * في ناظريك من السقم
200

فجذبت الرواة وعجلت بحضرته:
اشبهت من أجله من كان يشبهه * وكل شئ من المعشوق معشوق
كذا رواه لنا البرقاني. وإنما هو أحببت من أجله:
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته * كأن سقمي من عينيه مسروق
فاستحسن ذلك ووصلني، ثم إن رجلا من الكتاب يعرف بالرحوني ادعى هذين
البيتين، فعاتبته فقام هبهما لي. فقلت له: أخاف أن تمتحن بقولك مثلهما فلا تحسن.
فقال: قل أنت فعملت بحضرته:
إذا شكوت هواه قال ما صدقا * وشاهد الدمع في خدي قد نطقا
ونار قلبي في الأحشاء ملهبة * لولا تشاغلها بالجسم لاحترقا
يا راقد العين لا تدرى بما لقيت * عين تكابد فيك الدمع والأرقا
يكاد شخصي يخفى من ضني جسدي * كأن سقمي من عينيك قد سرقا
فحلف أنه لا يدعى البيتين أبدا.
أنشدنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة - قال أنشدنا أبو
بكر محمد بن يحيى الصولي لنفسه:
شكى إليك ما وجد * من خانه فيك الجلد
لهفان إن شئت اشتكى * ظمآن إن شئت ورد
صب إذا رام الكرى * نبهه لذع الكمد
يا أيها الظبي الذي * تصرع عيناه الأسد
أما لأسراك فدى * أما لقتلاك قود؟
ماذا على من جار في * أحكامه لو اقتصد؟
ما ضره لو أنه * أنجز ما كان وعد؟!
هان عليه سهري * في حبه لما رقد
واها لغر غره * أنا وصلناه وصد
بمقلتيه حور * وقده فيه غيد
الراح في إبريقها * أكرم روح في جسد
فهاتها نصلح بها * من الزمان ما فسد
فإن أيام الصبي * عارية قد تسترد
201

سمعت من على بن القاسم هذه القطعة سوى أربعة أبيات فإني لم أسمعها منه
وقد أنشدني جميعها أحمد بن أصرم الشحري بمكة عن علي بن القاسم.
حدثنا القاضي على بن المحسن قال سمعت محمد بن العباس الخزاز يقول:
حضرت الصولي وقد روى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان وأتبعه ستا من
شوال " فقال: وأتبعه شيئا من شوال، فقلت: أيها الشيخ اجعل النقطتين اللتين تحت
الياء فوقها، فلم يعلم ما قصدت فقلت: إنما هو ستا من شوال، فرواه على الصواب
أو كما قال.
حدثني الأزهري قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يذكر، أن الصولي روى
حديث أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال " من صام رمضان وأتبعه ستا
من شوال " فصحف فيه فقال: وأتبعه شيئا من شوال.
قال الأزهري وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: رأيت للصولي بيتا عظيما مملوءا
بالكتب وهي مصفوفة، وجلودها مختلفة الألوان، كل صف من الكتب لون، فصف
أحمر، وآخر أخضر، وآخر أصفر، وغير ذلك. قال: وكان الصولي يقول هذه الكتب
كلها سماعي.
أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم العلوي قال أنشدني أبو الحسن
محمد بن أبي جعفر النسابة قال أنشدني أبو سعيد المعروف بالعقيلي - لنفسه في
الصولي:
إنما الصولي شيخ * أعلم الناس خزانه
فإذا تسأله مشكلة * طالبا منه إبانه
قال يا غلمان هاتوا * رزمة العلم فلانه
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر الصولي
مات بالبصرة في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. قال: وكان خرج عن بغداد لإضاقة
لحقته.
حدثنا على بن علي قال حدثني أبي أن الصولي مات بالبصرة في سنة ست
وثلاثين وثلاثمائة. وكذلك ذكر المرزباني فيما قرأت بخطه.
202

1883 - محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب بن محمد بن علي بن
حبان بن مازن بن العضوبة، أبو جعفر الطائي الموصلي:
ومازن بن العضوبة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقدم محمد بن يحيى بغداد وحدث
بها عن جد أبيه على بن حرب، وعن جده عمر بن علي، وعن أحمد بن إسحاق
الخشاب الموصلي.
حدثنا عنه أبو رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل، والعلاء محمد بن الحسن الوراق،
وأحمد بن علي بن أيوب، وعمر بن أحمد بن أبي عمرو العكبريان، والحسين بن
محمد الباحمشي الصائغ، وعلي بن أحمد بن هارون البيروتي.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب
- إملاء في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة في جامع المدينة - حدثنا أبو جدي على بن
حرب الطائي حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه. قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنين، رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار،
ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ".
حدثني الحسن بن غالب بن علي الحربي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن
راذان حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب. قال: ولدت في
سنة ثلاث وخمسين ومائتين في صفر يوم الاثنين ضحوة.
سمعت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور - ذكر محمد
ابن يحيى بن عمر فقال: لا أعلمه إلا ثقة، ولا أعرف أحدا تكلم فيه. قال وهو آخر
من حدث عن علي بن حرب. وهذا القول الأخير وهم من أبى حازم، قد حدث بعده
عن علي بن حرب: أحمد بن سليمان العباداني وأحمد بن إبراهيم الامام البلدي.
سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن يحيى بن عمر فحسن أمره.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات. قال: توفى محمد بن يحيى
ابن عمر بن علي بن حرب في أول شهر رمضان سنة أربعين وثلاثمائة، قال: ولم يكن
بالمحمود الأمر في الرواية.
203

قلت: وكانت وفاته ببغداد. ذكر بعض شيوخنا أنه دفن عند قبر معروف
الكرخي.
1884 - محمد بن يحيى بن محمد بن الجراح، أبو أحمد:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
1885 - محمد بن يحيى بن مهدي، أبو عبد الله الجرجاني:
الفقيه على مذهب أبي حنيفة. سكن بغداد إلى أن توفى بها. وذكر لي أحمد بن
محمد العتيقي أنه توفى في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. قال: وكان فقيها عالما.
وقال لي أحمد بن علي بن الحسين التوزي: توفى أبو عبد الله الجرجاني في يوم
الأربعاء لعشر بقين من رجب سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
1886 - محمد بن يحيى بن الحسن بن أبي بكر، أبو عمرو النيسابوري:
ورد بغداد حاجا وحدث بها سنة اثنتي عشرة وأربعمائة عن أبي بكر محمد بن
سعيد بن حمزة السرخسي وعبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان، وأبى عمرو
محمد بن أحمد بن حمدان، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي. حدثنا عنه أبو
بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وكان صدوقا ناسكا ورعا، وعاد بعد
حجته هذه إلى نيسابور فعاش بها دهرا طويلا.
حدثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري أن أبا عمرو بن يحيى
مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة.
1887 - محمد بن يحيى بن الروزبهان، أبو بكر المعروف بابن الدبثائي:
خال أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي. ذكر أبو القاسم: أن جده
يحيى بن محمد من أهل واسط، وقدم بغداد فسكنها، وسمع ابنه محمد بن يحيى
من أبى بكر بن مالك القطيعي، وأبى محمد بن ماسى كتبت عنه ولم يكن عنده من
سماعاته شئ وإنما وجدنا سماعه مع ابن أخته أبى القاسم، وكان شيخا لا بأس به.
204

أخبرنا محمد بن يحيى الدبثائي حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى
البزاز أملانا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عوف البزوري حدثنا وهب
ابن بقية الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن عبد الرحمن - يعنى ابن
إسحاق - عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة - أو عن أبي
سعيد الخدري - أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم ".
روى هذا الحديث من غير وجه عن عطاء عن أبي سعيد بلا شك، وهو الصحيح.
حدثني أبو القاسم الصيرفي. قال: كان خالي يحملني إلى مجلس ابن مالك القطيعي
لأكتب عنه الأمالي، وسمع معي خالي كل شئ سمعته من ابن مالك. سألت أبا بكر
ابن الدبثائي عن مولده فقال: ولدت لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
ومات يوم الجمعة الثامن والعشرين من صفر سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ودفن
من الغد في مقبرة باب الدير.
1888 - محمد بن يحيى بن محمد، أبو بكر الشوكي:
حدث عن محمد بن إسماعيل الوراق، وأبى حفص بن شاهين. كتبت عنه وكان
من أهل القرآن، عارفا بالفرائض وقسمه المواريث ومسكنه في قرية بالزيدية
من سواد بادوريا وهناك سمعت منه.
أخبرني محمد بن يحيى الشوكي حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ حدثنا
أحمد بن عيسى بن السكين حدثنا محمد بن مهاجر الطالقاني حدثنا محمد بن
إسحاق الرملي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: كن لما لم ترج
أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة.
غريب من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، لا أعلم رواه إلا محمد بن
مهاجر المعروف بأخي حنيف وكان غير ثقة. حدث عن محمد بن إسحاق الرملي -
وهو مجهول - عن هشام ولم أكتبه إلا من هذا الوجه.
مات محمد بن يحيى الشوكي في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
205

1889 - محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سحتويه بن عبد
الله، أبو بكر المزكى النيسابوري:
ذكر أنه سمع أباه. وأبا طاهر بن محمش الزيادي، وعبد الرحمن بن محمد بن
أحمد بن بالويه، وأبا عبد الرحمن السلمي، وعلي بن أحمد بن عبدان الأهوازي،
وجماعة من أصحاب أبي العباس الأصم. لقيت أكثرهم.
وقدم علينا بغداد في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، فكتبت عنه أحاديث يسيره،
وخرج عن البلد ثم عاد إليه بعد سنة ستين وأربعمائة، فحدث عن الحاكم أبى عبد
الله بن البيع ولم يكن حدث عنه فيما تقدم، ولم نر له أصلا وإنما كان يروى من
فروع، فالله أعلم.
حدثنا محمد بن يحيى بن إبراهيم حدثنا الحاكم أبو محمد بن عبد الرحمن بن
محمد بن أحمد بن بالويه - بنيسابور - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن
القطان حدثنا قطن بن إبراهيم القشيري حدثنا حفص بن عبد الله قال حدثني إبراهيم
ابن طهمان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اليد العليا خير من اليد السفلى ".
قال: واليد العليا المنفقة واليد السفلى السائلة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه يونس
1890 - محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم،
أبو العباس القرشي السلمي البحري، المعروف بالكديمي:
وهو ابن امرأة روح بن عبادة، سمع عبد الله بن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله
206

الأنصاري، وأزهر بسعد السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، وأبا
سعيد الأصمعي، وأبا عبيدة معمر بن المثنى، ومؤمل بن إسماعيل، وروح بن عبادة،
وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومكي بن
إبراهيم البلخي، وأبا عاصم النبيل، وبشر بن عمرو الزهراني، وعبيد الله بن الزبير
الحميدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وخلقا سواهم لا يحصون.
وكان حافظا كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثم انتقل إلى بغداد
فسكنها وحدث بها. فروى عنه من أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي
المحاملي، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، ومحمد
ابن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمر بن السماك، وأحمد بن سليمان النجاد، وأبو سهل بن زياد،
وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة آخرهم أبو بكر بن مالك
القطيعي، وذكر: أن عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة.
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الحراني المعدل، حدثنا
أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي،
حدثنا سعيد بن أوس - أبو زيد الأنصاري - حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن عن أنس
ابن مالك قال: لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق ليركبه استصعب عليه، فقال
له جبريل: ما يحملك على هذا؟ فما ركبك آدمي أكرم على الله منه، قال: فارفض
عرقا وأقر.
قال أبو العباس: سألت علي بن المديني عن هذا الحديث فقال: لم أسمع في هذا
الحديث " فارفض عرقا " إلا في هذا الحديث.
حدثنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد
قال: قال الكديمي قال لي على بن المديني: عندك ما ليس عندي.
حدثنا محمد بن محمد بن عثمان السواق، حدثنا عيسى بن حامد الرخجي قال:
قال لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان روح بن عبادة زوج أم أبى العباس الكديمي.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ذكر عن محمد
ابن يونس أنه قال: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة.
207

فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت إسماعيل بن علي الخطبي يقول:
قال لي الكديمي: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة. ويقال: إنه ولد ليلة مات هشيم
ابن بشير.
حدثنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال: سمعت محمد بن يونس
يقول: حضرت جنازة عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمان وتسعين ومائة.
حدثنا القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري، حدثنا أبو بكر بن
خنب قال: سمعت الكديمي محمد بن يونس وهو يقول: كتبت عن البصريين عن
ألف ومائة وستة وثمانين رجلا. قال ابن خنب: وسألته عن سنه فقال: ولدت سنة
خمس وثمانين ومائة. قلت: والقول الأول في مولده أصح، والله أعلم.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: قدمت بغداد سنة ست ومائتين
أريد الحج. فأتيت عفان بن مسلم ومعي جزء فيه أحاديث، فقرأ علي منها
أحاديث يسيره ثم رد الجزء علي. فاستزدته فزادني حديثا، فدنوت إليه فقلت له:
كأني بك وتركت أصحاب شعبة اثنين في كل زقاق بالبصرة، فضحك فأخذ الجزء
منى فقرأه كله. قال: وحججت في هذه السنة، فرأيت عبد الرزاق فلم أسمع منه
شيئا.
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - في كتابه إلينا - أنبأنا الكديمي
يقول: كنت عند أبي نعيم الفضل بن دكين فذكر حديث الأعمش فقلت: عندي منه
ألف حديث. قال: فحدثني منه بحديث غريب. فقلت. حدثني عبد الرحمن بن حماد
التستري، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما
أنزل الله داء إلا وقد جعل له في الأرض دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله "
ثم ذاكرني أبو نعيم بحديث الصباغين: عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة.
حدثنا أبو نعيم، أنبأنا الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أكذب الناس الصباغون والصواغون ".
208

أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق، حدثنا إسماعيل بن علي الفحام، حدثنا
جعفر الدقاق قال: كان الكديمي إذا حدث عن أبي عاصم قال: حدثنا الكبش أبو
عاصم النبيل.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حدثني جدي محمد بن
عبيد الله بن الفضل، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قال:
رأيت محمد بن يونس حين خرج الناس من البصرة أيام الزنج ومعه جراب عظيم
بناحية الأهواز وهو يحمله. فقلت: ما هذا يا أبا العباس؟ فقال: هذا جراب الخير،
هذا علوي، أنجو به. قلت: يعنى عوالي حديثه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن محمد بن
ذكوان البزاز يعرف بابن الزهراني، حدثنا حسن الصائغ، حدثنا الكديمي قال:
خرجت أنا وعلي بن المديني، وسليمان الشاذكوني نتنزه ولم يبق لنا موضع مجلس غير
بستان الأمير، وكان قد منع من الخروج إلى الصحراء، قال: فلما قعدنا وافى الأمير
فقال: خذوهم. قال: فأخذونا وكنت أنا أصغر القوم سنا، فبطحوني وقعدوا على
أكتافي. قال: قلت: أيها الأمير اسمع مني. قال: هات. قلت: حدثنا عبد الله بن الزبير
الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس، عن ابن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الله، ارحم من في الأرض يرحمك من في
السماء ".
قال: أعده علي، قال: فأعدته عليه، فقال لهؤلاء قوموا. ثم قال لي: أنت تحفظ
مثل هذا وأنت تخرج تتنزه؟ أو كما قال، قال: فكان الشاذكوني يقول لي: نفعك
حديث الحميدي، كذا قال في هذا الحديث عن ابن عباس، وإنما هو عن ابن أبي قابوس
عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
قرأت في كتاب أبى عبد الله بن بكير بخطه: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي
يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: دخلت البصرة وبها أربعة يذاكرون بالحديث،
أحدهم محمد بن يونس الكديمي.
حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن زاهر الاستراباذي، وأبو
209

محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن
حمدان قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان
محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته
لسليمان الشاذكوني. ويقال: إنه ما دخل دار دميك أكذب من سليمان
الشاذكوني.
حدثت عن أبي نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، قال سمعت علي
ابن حمشاذ يقول: سمعت أحمد بن عبد الله الأصبهاني يقول: أتيت عبد الله بن
أحمد بن حنبل فقال: أين كنت؟ فقلت: في مجلس الكديمي، فقال لا تذهب إلى
ذاك، فإنه كذاب، فلما كان في بعض الأيام مررت به، وإذا عبد الله يكتب عنه،
فقلت: يا أبا عبد الرحمن أليس قلت لا تكتب عن هذا فإنه كذاب؟ قال: فأومأ بيده
إلى فيه أن أسكت، فلما فرغ وقام من عنده قلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قلت لا
تكتب عنه؟ قال: إنما أردت بهذا أن لا يجيء الصبيان فيصيروا معنا في الإسناد واحدا،
إنما هو يحيى الموتى، أسانيد قد مات صاحبها منذ سنين.
قلت: كان عبد الله بن أحمد أتقى لله من أن يكذب من هو عنده صادق ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، وفى هذه الحكاية نظر من جهته، والله أعلم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنبأنا محمد بن حمدويه
النيسابوري، قال: سمعت عمرو بن محمد بن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمد
ابن إسحاق - يعنى ابن خزيمة - يقول لي: يا أبا سعيد، كتبت عن محمد بن يونس
الكديمي؟ قلت: نعم! قال كتبت عنه بالبصرة في حياة أبى موسى وبندار.
قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي بخطه، أنبأنا أحمد بن الخضر
السوسنجردي قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم -
وسئل عن الكديمي - فقال: تسألونني عنه؟ هو أكبر مني وأكثر علما، ما علمت إلا
خيرا.
أنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا صالح
210

ابن أحمد الحافظ قال: سمعت أحمد بن عبيد يقول - وسألته يعنى إبراهيم بن
الحسين بن ديزيل، عن الكديمي - فقال: كنت أراه بالبصرة مع رجل يقال له: عبيد،
يأتي المجالس يذاكر يكتب في ألواح.
قال صالح: وسمعت إبراهيم بن محمد بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن
الحسين - وذكر الكديمي - فقال: رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم.
أنبأنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، حدثنا محمد بن بكر الجرجاني قال:
سألت إبراهيم بن محمد الدمشقي، عن الكديمي فقال: سمعت الجلة من الشيوخ
يحكون عن عبدان الجواليقي قال: فاتني تفسير روح بن عبادة، عن محمد بن معمر
البحراني، فكتبته عن محمد بن يونس الكديمي.
ثم حدثت عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري قال: سمعت عبدان الأهوازي -
وسئل عن محمد بن يونس الكديمي - فقال: رجل معروف بالطلب والسماع
الكثير، فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير، فسمعته من
الكديمي.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على
ابن المنادي وأنا أسمع قال: ومحمد بن يونس بن موسى أبو العباس المعروف
بالكديمي كتبنا عنه والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل، ثم بلغنا كلام أبى داود
السجستاني فيه فتركناه ورمينا بالذي سمعناه منه.
قلت: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب مقدما في
الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه،
ولم ينشطوا للسماع منه.
فأنبأني أبو بكر أحمد بن علي البردي أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ
قال: محمد بن يونس الكديمي ابن امرأة روح بن عبادة ذاهب الحديث، تركه يحيى
ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني، وسمع منه عبد الله بن
أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وقد حفظ في الكديمي سوء القول
عن غير واحد من أئمة الحديث.
211

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا أبو بكر محمد بن عدي بن زحر البصري - في
كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن
الأشعث يتكلم في محمد بن سنان، وفي محمد بن يونس، يطلق فيهما
الكذب.
حدثت عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أبو الحسين بن المنادي، حدثني
أبو بكر محمد بن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق قال: ما أظهر أبو داود
السجستاني تكذيب أحد إلا في رجلين، الكديمي، وغلام خليل، فذكر أحاديث
ذكرها في الكديمي أنها كذب.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: كان موسى بن هارون
ينهى الناس عن السماع من أبى العباس الكديمي ويقول: قد تقرب إلي بأني كتبت
عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي، وما حدث أبى قط عن محمد بن القاسم الأسدي. قلت: وهذا القول لا حجة فيه، لجواز أن يكون هارون بن
عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي، ولم يرو عنه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا بكر بن الجعابي الحافظ يقول:
سمعت أخا كاخويه يقول: سمعت عمر بن إبراهيم يقول: سمعت موسى بن هارون
يقول: - وهو متعلق بأستار الكعبة - اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع
الحديث.
حدثت عن أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي النيسابوري قال: سمعت أبا بكر
محمد بن حمدون بن خالد يقول: سمعت إبراهيم بن فهد يقول: سمعت عزرة ابن
إبراهيم بن عزرة يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: الكديمي - يعنى يونس بن
موسى - وأخو الكديمي وابن الكديمي، بيت الكذب. قال: وكان ليونس بن موسى
أخ يقال له عمر بن موسى يلقب بالحاوي.
حدثني محمد بن علي بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
212

يقول: سئل أبو الحسن الدارقطني، عن محمد بن يونس الكديمي فسمعت يقول:
قال لي أبو بكر أحمد بن المطلب بن عبد الله بن الواثق الهاشمي: كنا يوما عند
القاسم المطرز، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة، فمر في كتابه حديث عن الكديمي
فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار - وكان قد أكثر عن الكديمي -
فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأه، فأبى وقال: أنا أحاسبه بين يدي الله يوم القيامة،
وأقول: إن هذا كان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى العلماء.
وحدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت
الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.
وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصونة بن عبيد الله
الذي:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي
القاري، حدثنا محمد بن يونس القرشي.
وأنبأناه القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي، أنبأنا أحمد بن
يوسف بن خلاد، حدثنا محمد بن يونس الكديمي.
وأخبرنيه على بن أحمد الرزاز وسياق الحديث له. حدثنا أبو عمر محمد بن
عبد الواحد بن أبي هاشم - إملاء - حدثنا محمد بن يونس بن موسى - إملاء -
حدثنا شاصونة بن عبيد أبو محمد اليمامي - منصرفا من عدن، سنة عشر ومائتين،
بقرية يقال لها الجردة. قال: حدثني معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب
اليمامي، عن أبيه، عن جده قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة فرأيت
فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم - وجهه مثل دارة القمر - وسمعت منه عجبا، جاءه رجل من
أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا غلام من
أنا " قال: أنت رسول الله. قال: " صدقت بارك الله فيك " قال: ثم إن الغلام لم
يتكلم بعدها حتى شب. قال: قال أبى: فكنا نسميه مبارك اليمامة.
213

هذا آخر حديث الأدمي وابن خلاد. وزاد أبو عمر قال شاصونة: فسمعت منه
منذ ثمانين سنة، وكنت أمر بصنعاء على معمر فأراه يحدث فلم أسمع منه. قال: ولم
أسمع إلا هذا الحديث.
أنبأنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فضالة النيسابوري - بالري - قال:
سمعت أبا الربيع محمد بن الفضل البخلي قال: سمعت محمد بن قريش بن سليمان
ابن قريش المروروذي - بها - يقول: دخلت على موسى بن هارون الحمال
منصرفي من مجلس الكديمي فقال لي: ما الذي حدثكم الكديمي اليوم؟ فقلت: حدثنا
عن شاصونة بن عبيد اليمامي بحديث وذكرته له، وهو حديث مبارك اليمامة، فقال
موسى بن هارون: أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد. فنقل هذا الكلام إلى الكديمي،
فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي وقال: بلغني أن هذا الشيخ - يعنى
موسى بن هارون - تكلم في ونسبني إلى أنني حدثت عمن لم يخلق بعد، وقد
عقدت بيني وبينه عقدة لا نحلها إلا بين يدي الملك الجبار. ثم أملى علينا فقال:
حدثنا جبل البصرة - أبو عامر العقدي - حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن
وهرام، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر
لحكمة ".
وحدثنا جبل من جبال الكوفة - أبو نعيم الفضل بن دكين - حدثنا الأعمش، عن
إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة غنما.
قال: وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد، وانتهى الخبر إلى موسى بن
هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير. أو كما قال.
أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي -
مستملي ابن شاهين - بحديث الكديمي، عن شاصونة بن عبيد، ثم قال عثمان:
سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا:
هذا كذب، من هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاؤوا من
عدن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شئ من
214

الحديث؟ قال: نعم. فكتبنا عنه وقلنا ما اسمك؟ قال: محمد بن شاصونة بن عبيد،
وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
قلت: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير الكديمي:
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد
الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي - بصور - وأبو نصر علي بن الحسين بن
أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني،
حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن شاصونة بن عبيد بمكة، حدثنا أبي قال:
حدثني جدي شاصونة بن عبيد قال: حدثني معرض بن عبيد الله بن معيقيب اليمامي،
عن أبيه عن جده، قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول
الله صلى الله عليه وسلم - وجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبا، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام
يوم ولد وقد لفه في خرقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا غلام من أنا؟ " فقال: أنت
رسول الله قال فقال له: " بارك الله فيك " ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها.
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي، أنبأنا محمد بن حمدويه النيسابوري قال:
سمعت أبا بكر بن إسحاق - يعنى الضبعي - وقال له أبو عبد الله بن يعقوب: قد
أكثرت عن الكديمي؟ فقال: سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى، ثم قال: ألا من
رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلا من رماني بالكذب في حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة.
قال ابن حمدويه: وسمعت أبا بكر غير مرة يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم
- يعنى بالحديث - يتهم الكديمي في لقيه كل من روى عنه.
حدثني حسن بن محمد الخلال، حدثنا علي بن محمد الأيادي، حدثنا أبو بكر
الشافعي قال: سمعت جعفر الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون
بكل ما يسمعون.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنشدني خالي أحمد بن عبد الرحمن بن
مانويه قال: أنشدني أبو القاسم أحمد بن زيد قال: أنشدني الكديمي:
لا تضرعن لمخلوق على طمع * فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه * فإنما هو بين الكاف والنون
215

أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن محمد بن الحاكم المؤدب قال: مات
الكديمي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين.
أنبأنا ابن رزق، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو العباس محمد بن
يونس الكديمي يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة للنصف من جمادى الآخرة
سنة ست وثمانين ومائتين، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي، وما رأيت أكثر
ناسا من مجلسه، وكان ثقة. كذا قال الخطبي.
1891 - محمد بن يونس بن المبارك، أبو عبد الله يعرف بالتركي:
حدث عن يحيى بن هاشم السمسار، وعن عاصم بن علي، وأحمد بن عبد الله
ابن يونس، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ. روى
عنه أبو بكر بن الجعابي، وأبو القاسم السكوني الكوفي، وأبو عمرو بن مطر
النيسابوري.
كتب إلى أبو الطيب أحمد بن علي الجعفري وأبو محمد بن جناح بن بدير
المحاربي من الكوفة فذكر أن الحسن بن محمد السكوني حدثهم - إملاء - قال
حدثني محمد بن يونس بن المبارك التركي ببغداد حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو
شهاب عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أتى
فليغتسل ".
1892 - محمد بن يونس بن عبد الله، أبو بكر الأزرق المقرئ المطرز:
سمع أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن محمد بن
كزال، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن
سهل بن الحسن العطار، وأحمد بن زيد بن هارون المكي، ومحمد بن أحمد بن
الهيثم المصري، وغيرهم.
وكان جليلا في القراء ثقة. قرأ عليه أبو بكر بن الشارب. وروى عنه أبو بكر
216

محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبو طاهر بن أبي هاشم، ومنصور بن محمد
الحذاء، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن سمعون.
أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أبو طاهر بن أبي هاشم
قال حدثني محمد بن يونس المقرئ حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا ابن
نمير حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال: يا معشر القراء
اسلكوا الطريق، ولئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا، لقد
ضللتم ضلالا بعيدا.
حدثني محمد بن أبي السري الوكيل حدثنا عمرو بن أحمد الواعظ. قال: سنة
تسع وعشرين وثلاثمائة، فيها مات محمد بن يونس المقرئ.
1893 - محمد بن يونس بن خير بن مردويه، أبو نصر البلخي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أحمد بن حم الفقيه، وعلي بن أحمد بن موسى،
وفارس بن محمد بن يزيد البلخيين. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن زرق حدثنا أبو نصر محمد بن يونس بن جبير بن
مردويه البلخي حدثنا أبو القاسم أحمد بن حم بن عصمة الفقيه أخبرنا نصير بن
يحيى بن إبراهيم بن عيينة - أخو سفيان بن عيينة - عن سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن رجل من بنى المصطلق. قال: أتيت أبا ذر فقال: ما تجارتك؟ فقلت: بيع
الرقيق. قال تبيع الناس؟ عليك بتقوى الله وأد الأمانة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول: " من شرار الناس الذين يبيعون الناس ".
* * *
ومن مفاريد الأسماء [من آباء المحمدين]
1894 - محمد بن يعلى، السلمي الكوفي يلقب زنبورا:
حدث عن محمد بن عمر بن علقمة المديني، وعثمان بن عبد الرحمن السعدي،
217

وموسى بن عبيدة الربذي، والربيع بن صبيح البصري، وأبى الأشهب جعفر بن حيان،
وأبي حنيفة الفقيه روى عنه إسحاق بن راهويه، ومحمد بن بشر الحريري، ومحمد
ابن إسماعيل الأحمسي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإبراهيم بن أبي العنبس
الكوفي، والحسن بن داود بن مهران المؤدب. وورد بغداد وحدث بها فروى عنه من
أهلها محمد بن عبيد الله المنادى.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
محمد بن عبد الله المنادى حدثنا محمد بن يعلى زنبور الكوفي أخبرنا الربيع بن صبيح
عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن. قال: لما كان من بعض همج الناس ما
كان، جعل رجل يسأل عن أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يسأل أحدا
إلا دله على سعد بن مالك. قال فقيل له: إن سعدا رجل إذا أنت رفقت به كنت قمنا
أن تصيب منه حاجتك، وإن أنت خرقت به كنت قمنا أن لا تصيب منه شيئا. فجلس
أياما لا يسأله عن شئ استأنس به، وعرف مجلسه، ثم قال: أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم: * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) * إلى
آخر الآية [البقرة 159] قال فقال سعد: هات ما قلت، لا جرم والذي نفس سعد
بيده لا تسألني عن شئ أعلمه إلا أنبأتك به. قال: أخبرني عن عثمان. قال: كنا إذ
نحن جميع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسننا وضوءا، وأطولنا صلاة، وأعظمنا نفقة في
سبيل الله، فسأله عن شئ من أمر الناس: فقال: أما فلا أحدثك بشئ سمعته من
ورادنا، لا أحدثك إلا بما سمعت أذناي، ووعاه قلبي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن استطعت أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحدا من أهل الصلاة فافعل ". قالها
ثلاثا.
ذكر عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال أن ابن الصلت المجبر
حدثهم قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى حدثنا
جدي حدثنا محمد بن يعلى المعروف بزنبور السلمي - ببغداد - حدثنا ابن الفضل
القطان حدثنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا محمد
218

ابن إسماعيل البخاري. قال: محمد بن يعلى السلمي الكوفي يقال له زنبور. يتكلم
فيه وهو ذاهب.
وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد
الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة خمس ومائتين فيها مات محمد بن يعلى زنبور.
1895 - محمد بن ياسر، أبو عبد الله البزاز:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، ومحمد بن الحسين البرجلاني.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر الشافعي.
أنبأنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان السمسار حدثنا محمد بن عبد الله
الشافعي - إملاء - حدثني محمد بن ياسر أبو عبد الله حدثنا إبراهيم بن بشار
الواسطي أخبرنا أبو قتيبة أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن علي عن النبي
صلى الله عليه وسلم - وهو أقرب إلى الصواب.
قد انتهى ذكر المحمدين، والشكر لله رب العالمين، ونحن نبتدئ بمشيئة الله وعونه
بذكر من أول اسمه حرف الألف حتى يستكمل الباب في ذلك ثم نسوق بعده ذكر
من أول اسمه حرف الباء وجميع حروف المعجم على تواليها إلى انقضائها، ونسأل الله
فيما نذكره السلامة والإصابة إنه سميع الدعاء وولى الإجابة.
* * *
انقضى باب محمد
219

باب الألف
220

ذكر من اسمه أحمد
ذكر من اسمه أحمد وابتداء اسم أبيه ألف
1896 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله، أبو عمر الطالقاني:
قدم بغداد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وحدث بها عن أبيه، وعن
عبد الصمد بن الفضل البلخي، وصالح بن محمد البغدادي المعروف بجزرة. روى
عنه: أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصفار،
وأحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بابن توتو الوراق البغدادي نزيل دمشق.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد
ابن أحمد بن محمد بن عبيد الله الطالقاني - قدم علينا - حدثنا عبد الصمد بن
الفضل البلخي، حدثنا شداد - يعنى ابن حكيم - حدثنا زفر، عن إسماعيل بن أبي
خالد، عن قيس، عن جرير. قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال:
" إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن
لا تغلبوا على صلاة قبل أن تغرب الشمس فافعلوا ".
1897 - أحمد بن أحمد، أبو الحسن البزار، المعروف بابن الخبز أرزي:
حدث بكتاب التفسير عن محمد بن جرير الطبري. روى عنه: يوسف بن عمر
القواس، وإبراهيم بن مخلد الدقاق، وكان ثقة.
قرأت بخط أبى القاسم بن الثلاج: توفى أبو الحسين أحمد بن أحمد الخبز أرزي
في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
221

أحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن مسعود بن الحسن بن
مسعود بن عبادة بن أبي عبادة - واسمه سعد - ابن عثمان بن خلدة بن مخلد
ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن عصب بن جشم بن الخزرج بن
حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد
الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان، أبو الحسين الأنصاري الزرقي:
ذكر أنه ولد ببغداد في قنطرة الأنصار في شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة،
وسكن مصر وحد ث بها عن: إسحاق بن إبراهيم بن أفلح الأنصاري. روى عنه: عبد
الواحد بن محمد بن مسرور البلخي، وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة. وقال: كان ثقة.
1899 - أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن، أبو عبد الله
القصرى، المعروف بابن السيبي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي محمد بن ماسى، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي،
وأبى الحسن بن أبي السري، ومحمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفيين، وأبى
الحسن الدارقطني، وأبى بكر بن شاذان، وأبى القاسم بن حبابة، وغيرهم.
كتبت عنه. وكان صالحا فاضلا صادقا من أهل العلم والقرآن، مشهورا بالسنة،
وكان كثير الدرس للقرآن، ذكر لي أنه كان له في كل يوم ختمة.
أخبرني أبو عبد الله بن السيبي، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، حدثنا أبو
مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، حدثنا الأنصاري، وأبو عاصم قالا: حدثنا بهز بن
حكيم، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للذي يحدث ليضحك به
قومه فيكذب، ويل له وويل له ".
سمعت أبا عبد الله يقول: قدمت أنا وأخي من القصر إلى بغداد وأبو بكر بن
مالك القطيعي حي، وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض، فأردنا السماع من ابن
مالك فقال لنا ابن اللبان الفرضي: لا تذهبوا إليه فإنه قد ضعف واختل، ومنعت ابني
السماع منه، قال فلم نذهب إليه، لكنا سمعنا من ابن ماسى نسخة الأنصاري.
222

مات ابن السيبي في يوم الأربعاء السابع عشر من رجب سنة تسع وثلاثين
وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب، وكان مولده في سنة ست وأربعين
وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إبراهيم
1900 - أحمد بن إبراهيم بن خالد، أبو علي الموصلي:
سمع: حماد بن زيد، وشريك بن عبد الله، وإبراهيم بن سعد، وفرج بن فضالة،
وجعفر بن سليمان، وأبا إسماعيل المؤدب، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن المبارك،
وخلف بن خليفة. وكان قد سكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته. روى عنه:
محمد بن غالب التمتام، وموسى بن هارون، وأحمد بن أحمد البراثي، وأحمد بن
محمد الجعد، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي. ويقال:
إن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين كتبا عنه.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا أحمد
ابن محمد البراثي حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال أخبرنا حماد بن زيد عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر - رفعه. قال: " كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري. وأخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني أخبرنا
أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري.
قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث. قال: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي
على أحمد بن إبراهيم الموصلي. أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن
الحسن حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت يحيى بن معين عن أحمد بن
إبراهيم الموصلي. فقال: ليس به بأس. كتب إلى أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد
الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال أخبرنا أبو زكريا
يزيد بن محمد بن إياس الأزدي - في كتاب طبقات العلماء من أهل الموصل.
223

قال: ومنهم أحمد بن إبراهيم الموصلي يكنى أبا على، كان سكن بغداد، ظاهر
الصلاح والفضل، كثير الحديث، توفى سنة خمس وثلاثين ومائتين. كتب عنه أحمد
ابن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهما من البغداديين.
قلت: وهم أبو زكريا في ذكر وفاته.
وقد أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمد بن المظفر: قال قال عبد الله
ابن محمد البغوي: مات أحمد بن إبراهيم الموصلي في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين
وكتبت عنه.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عمر بن غالب حدثنا موسى
ابن هارون قال: مات أحمد بن إبراهيم الموصلي ببغداد ليلة السبت لثمان مضين من
ربيع الأول سنة ست وثلاثين، وشهدت جنازته، وكان أبيض الرأس واللحية.
1901 - أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم، أبو
عبد الله العبدي المعروف بالدورقي، أخو يعقوب:
وكان أبوه ناسكا في زمانه، ومن كان تنسك في ذلك الزمان سمى دورقيا. وقيل
بل كان الناس ينسبون الدورقيين إلى لبسهما القلانس الطوال التي تسمى الدورقية
وكان أحمد أصغر من أخيه يعقوب. سمع إسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع،
وهشيما، وعبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد، وأبا داود الطيالسي، ووهب بن
جرير، وعبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه أحمد بن منصور الرمادي، ومسلم
ابن الحجاج النيسابوري، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد
الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، والهيثم بن خلف
الدوري، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم سئل أبى عنه فقال: صدوق.
قرأت على أبى بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال حدثنا
محمد بن إسحاق الثقفي السراج. قال قال أحمد بن إبراهيم: ولدت سنة ثمان
وستين ومائة، وكان لا يخضب. قال: وإنما سمينا دوارقة لحال قلانسنا الدورقية
الطوال، ونحن موالي عبد القيس.
224

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي أخبرنا
جعفر بن محمد بن الأزهر حدثنا الغلابي قال وقيل ليحيى بن معين: إن ابن الدورقي
يزعم أنك كتبت عنه حديثا؟ قال: ما كتبت عنه حديثا قط. وكان يقول هو في حد
المجانين.
قرأت في كتاب أبى الحسن بن الفرات بخطه: أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيع قال قال أبو على صالح بن
محمد: كان أحمد الدورقي يلقب " بيا حداد أوثق " لخفته، فذهب يوما في حاجة
فاعترض له قوم من أصحاب الحديث في طريقه فاختفوا، فلما مر بهم صاحوا: يا
حداد أوثق، وتواروا، فالتفت ووقف فلم ير أحدا فمضى، فصاحوا يا حداد أوثق،
فوقف فنظر فلم ير أحدا، قال فجعلوا يتعجبون من خفته تلك.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي حدثنا
يعقوب بن إسحاق بن محمود قال سألت صالحا عن يعقوب وأحمد الدورقيين
فقال: كان أحمد أكثرهما حديثا وأعلمها بالحديث، وكان يعقوب أسندهما،
وكانا جميعا ثقتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب
البندار حدثنا أبو غالب على بن أحمد بن النضر.
وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قالا: ومات أحمد بن
الدورقي في سنة ست وأربعين ومائتين.
قرأت على البرقاني عن الزركشي قال أخبرنا السراج. قال: مات أحمد بن
إبراهيم بن كثير بن زيد الدورقي بالعسكر، يوم السبت لسبع بقين من شعبان سنة
ست وأربعين ومائتين.
1902 - أحمد بن إبراهيم، القطيعي:
حدث عن عباد بن العوام. روى عنه أبو الآذان الحافظ.
225

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا عبد الباقي بن قانع حدثنا
عمر بن إبراهيم الحافظ حدثنا أحمد بن إبراهيم القطيعي حدثنا عباد بن العوام قال
حدثنا سفيان بن حسين عن سيار عن أبي وائل عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من أحد إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه كان يأكل في الدنيا قوتا ".
1903 - أحمد بن إبراهيم، أبو العباس وراق بن هشام البزاز:
حدث عن خلف بن هشام، ومسدد، ومحمد بن سليمان لوين، وحفص بن عمر
الحوضي، ومسلم بن إبراهيم القعنبي، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، ومحمد بن
سليمان بن الأصبهاني، ويحيى بن الحماني. وخليفة بن خياط، ويحيى بن معين،
وسعيد بن بن محمد الجرمي. روى عنه على بن سليم المقرئ، وإسحاق بن أبي حسان
الأنماطي وحمزة بن الحسين السمسار، وأبو عيسى بن قطن.
وذكر أبو عيسى: أنه سمع منه بسر من رأى في سنة تسع وأربعين ومائتين، وكان
ثقة. صنف كتابا في عدد آي القرآن وذكره أبو الحسين بن المنادى في قراءة مدينة
السلام. وقال: كان أحد الحذاق.
1904 - أحمد بن إبراهيم بن مهران بن سسر، أبو الفضل البوشنجي:
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وأبى ضمرة أنس بن عياض المديني.
روى عنه وكيع القاضي، وعلي بن محمد بن يحيى السواق، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد العطار.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن
مخلد العطار حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو الفضل البوشنجي حدثنا أبو ضمرة عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صام يوما في سبيل الله
زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا ".
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو الحسن على بن عمر الحافظ. قال: أحمد بن إبراهيم
البوشنجي لا بأس به.
226

قرأت بخط أبى الحسن الدارقطني وحدثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه. قال:
أحمد بن إبراهيم البوشنجي أبو الفضل بغدادي ليس بقوي يعتبر به.
1905 - أحمد بن إبراهيم بن الخليل:
عن زيد بن هارون. روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى العباس بن حمدان حدثكم
ابن خزيمة أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الخليل البغدادي.
وأخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المثوني أخبرنا أبو على أحمد بن الفضل بن
خزيمة حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام. قالا: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير
ابن حازم قال سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن سمرة بن جندب. قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة أقبل علينا بوجهه فقال: " هل رأى أحد منكم الليلة
رؤيا؟ ". وذكر الحديث بطوله.
1906 - أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الحربي:
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الاستوائي حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا أبو
العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن سعيد بن مالك المارستاني حدثنا أحمد بن
إبراهيم - أبو عبد الله الحربي - حدثنا محمد بن عبد الله - أبو جعفر - عن سيف
ابن محمد عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان
سنة خمسين ومائة فخير أولادكم البنات، فإذا كان سنة ستين ومائة فأمثل الناس
يومئذ كل حاذ ". قلنا: يا رسول الله وما الحاذ؟ قال: " [من] ليس له ولد، خفيف
المؤنة، وفى سنة كذا وكذا خروج أهل المغرب ونزولهم مصر، وذلك حين قتل
جيش أهل المغرب أميرهم، فويل لمصر ماذا يلقى أهلها من الذل الذليل، والقتل
الذريع، والجوع الشديد " وذكر حديثا في الملاحم طويلا كتبت منه هذا القدر.
227

1907 - أحمد بن إبراهيم بن مالك، أبو علي القوهستاني:
سكن بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويحيى بن يحيى
النيسابوري، وقتية بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن نمير
الكوفي، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد،
وأبو ذر بن الباغندي. ومحمد بن مخلد ومحمد بن جعفر المطيري، وأحاديثه
مستقيمة حسان تدل على حفظه وتثبته.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا أبو على أحمد بن
إبراهيم القوهستاني حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني معن حدثنا مالك عن
الأوزاعي عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحب
الرفق في الأمر كله ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع قال: وأبو على القوهستاني مات يوم الجمعة لثمان خلون من شوال سنة
سبع وستين - يعنى ومائتين - ودفن بعد صلاة الجمعة في الكناس إلى جنب قبر
إبراهيم الأصبهاني - يعنى إبراهيم بن ارمه.
1908 - أحمد بن إبراهيم بن عمر، النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد الرازي وغيره. روى عنه محمد بن
مخلد.
أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن الحسين اليعقوبي بها أخبرنا عبيد الله بن
أحمد بن علي المقرئ حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عمر
النيسابوري.
وأخبرنا أبو الحسن سلامة بن عمر النصيبي أخبرنا محمد بن عيسى بن ديزيل
228

البروجردي حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي. قالا: حدثنا محمد بن حميد
زاهر بن سليمان حدثنا محمد بن عيينة وفى حديث ابن مخلد عن محمد بن عيينة
عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " يا محمد
عش ما شئت فإنك ميت وأحب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك
مجزى به. واعلم أن شرف الرجل قيامه بالليل، وعزه استغناءه عن الناس ". واللفظ
لحديث ابن مخلد.
1909 - أحمد بن إبراهيم، أبو بكر الأطروش، المعروف بأبي بسطام:
حدث عن هوذة بن خليفة، وشريح بن النعمان، وعفان بن مسلم، وعلي بن
المديني. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا
أبو بسطام أحمد بن إبراهيم حدثنا هوذة حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة: أن
النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يفرد يوم الجمعة بصوم.
أخبرنا على بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن أبا بسطام صحاب هوذة مات في ذي الحجة من سنة سبع وتسعين
ومائتين.
1910 - أحمد بن إبراهيم بن ملحان، أبو عبد الله:
بلخي الأصل. سمع وثيمة بن موسى بن الفرات، وعمر بن خالد الحراني،
ويحيى بن بكر المصري. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل القاضي،
وأبو بكر الشافعي، وعبد الباقي بن قانع، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
وقال الدارقطني: كان ثقة.
حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق - إملاء في سنة ست وأربعمائة -
حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان حدثنا وثيمة بن
229

موسى بن الفرات حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن سمعان عن الزهري عن سالم عن
أبيه عن عمر بن الخطاب. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل شئ معدنا، ومعدن التقوى
قلوب العاملين ".
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو عبد الله
أحمد بن إبراهيم بن ملحان يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع الأول سنة تسعين
ومائتين.
1911 - أحمد بن إبراهيم بن أيوب، أبو علي المسوحي:
من كبار مشايخ الصوفية، صحب سريا السقطي، وسمع ذا النون المصري،
وحدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، روى عنه جعفر الخالدي.
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد المخزومي حدثنا جعفر بن محمد الخالدي
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أيوب المسوحي، قال: دخلت على حسن المسوحي فقلت
يا أبا على، ما الذي ينقض العزم؟ قال: طول الآمال، وحب الراحات.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري حدثنا محمد بن الحسين السلمي. قال: أحمد
ابن إبراهيم المسوحي من جلة مشايخ بغداد وظرافهم ومتوكليهم.
سمعت الحسين بن يحيى يقول سمعت جعفر - يعنى الخواص - يقول: كان
أحمد بن إبراهيم المسوحي يحج بقميص ورداء، ونعل طاق، ولا يحمل معه شيئا، لا
ركوة ولا كوزا، إلا كوزا بلور فيه تفاح شامي يشمه من جوف بغداد إلى مكة،
وكان من أفاضل الناس.
1912 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو الحسن الخرقي:
حدث عن محمد بن أبي هارون الوراق. روى عنه جعفر الخالدي أيضا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدلال حدثنا جعفر بن محمد نصير الخالدي -
230

إملاء - حدثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الخرقي حدثني محمد بن
أبي هارون أبو الفضل الوراق حدثنا أبو موسى الأنصاري قال سمعت العيثم بن
معاوية - ووصفه أبو موسى بصلاح! قال: من ظلم فلم ينتصر بيد ولا بلسان، ولم
يحقد بقلب، فذاك يضئ نوره في الناس.
1913 - أحمد بن إبراهيم، أبو الحسين السياري:
خال أبى عمر الزاهد صاحب ثعلب روى عنه أبو عمر أخبار عن الناشئ، وابن
مسروق الطوسي وأبى العباس المبرد، وغيرهم.
في كتابي عن إبراهيم بن مخلد. قال أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد
أخبرني السياري أبو الحسن أحمد بن إبراهيم عن الناشئ. قال: كتب على بن هشام
إلى إسحاق الموصلي يتشوقه، فكتب إليه إسحاق: وصل إلى منك كتاب يرتفع عن
قدري، ويقصر عنه شكري، ولولا ما قد عرفت من معانيه، لظننت أن الرسول غلط
وأراد غيري فقصدني، وأما ما ذكرت من التشوق، واللوعة والتحرق، فلولا ما
حلفت عليه، وصرفت الألية إليه، لقلت:
يا من شكا - عبثا - إلينا شوقه * فعل المشوق وليس بالمشتاق
لو كنت مشتاقا إلى تريدني * ما طبت نفسا ساعة بفراق
وحفظتني حفظ الخليل خليله * ووفيت لي بالعهد والميثاق
هيهات قد حدثت أمور بعدنا * وشغلت باللذات عن إسحاق
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله بن بشر أن المعدل قال أنشدنا أبو عمر الزاهد
قال أنشدني السياري قال أنشدني المبرد:
النحو يبسط من لسان الألكن * والمرء تعظمه إذا لم يلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها * فأجلها منها مقيم الألسن
حدثني الأزهري قال قال لي أبو بكر بن حميد قلت لأبي عمر الزاهد: من هو
السياري؟ فقال: خال لي كان رافضيا مكث أربعين سنة يدعوني إلى الرفض فلم
أستجب له، ومكثت أربعين سنة أدعوه إلى السنة فلم يستجب لي!
231

1914 - أحمد بن إبراهيم بن سلم:
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي. روى عنه عبد العزيز بن جعفر غلام
الخلال.
1915 - أحمد بن إبراهيم، أبو العباس القصباني:
حدث عن سلم بن جنادة السوائي. روى عنه على بن عمر الحزبي.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق حدثنا على بن عمر بن
محمد السكري حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم القصباني المقرئ - في جامع
الرصافة وكان شبه الخص - حدثنا أبو السايب سلم بن جنادة حدثنا أحمد بن بشير
عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تعبد رجل في صومعة، فمطرت السماء، فأعشبت الأرض، فرأى حمارا يرعى فقال:
يا رب لو كان لك حمار رعيته مع حماري، فبلغ ذلك نبيا من أنبياء بني إسرائيل، فأراد
أن يدعو عليه، فأوحى الله إليه: إنما أجزى العباد على قدر عقولهم ".
1916 - أحمد بن إبراهيم بن حبيب بن عيسى، أبو الحسن العطار، ويعرف
بالزراد:
كان يسكن باب المحول، وحدث عن طاهر بن الفضل الحلبي، ويوسف بن سعيد
ابن مسلم المصيصي، وأحمد بن بكر البالسي. روى عنه محمد بن المظفر، والقاضي
الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن نصر بن مكرم، وغيرهم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا أحمد بن إبراهيم بن
حبيب العطار حدثنا طاهر بن الفضل - بحلب - حدثنا سفيان بن عيينة عن سفيان
الثوري عن عبد الله بن محمد عن جابر بن عبد الله. قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأكل مما مست النار ولم يتوضأ.
232

قال على بن عمر: هذا حديث غريب من حديث ابن عيينة عن الثوري، تفرد به
طاهر بن الفضل. قال لنا البرقاني: رواه أبو حذيفة عن الثوري فقال: عن محمد بن
المنكدر وعن ابن عقيل عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ.
قال: أحمد بن إبراهيم بن حبيب الزراد: ثقة.
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا
الحسن الدارقطني عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن حبيب العطار فقال:
ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار أخبرنا ابن قانع: أن ابن حبيب الزراد مات في سنة
أربع وعشرين وثلاثمائة. زاد غيره عن ابن قانع في شعبان.
1917 - أحمد بن إبراهيم، أبو العباس العطار يعرف بابن النافا:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثه عن أحمد بن منصور الرمادي.
1918 - أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد البزاز، أبو بكر يعرف بابن
الحمال:
حدث عن الحسن بن خليل العنزي. روى عنه أبو عبيد الله الرزماني.
1919 - أحمد بن إبراهيم بن الحارث، أبو النضر العقيلي:
حدث عن حماد بن إسحاق الموصلي، ومحمد بن زكريا الغلابي، ويعقوب بن
نعيم الكاتب، ومحمد بن إسحاق بن راهويه. روى عنه المعافى بن زكريا
الجريري.
1920 - أحمد بن إبراهيم الخليل، أبو علي الكاتب النهرواني:
حدث عن أبي السري موسى بن الحسن النسائي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
والحسين بن فهم. روى عنه المعافى بن زكريا أيضا.
233

1921 - أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم بن خلف بن موسى، أبو
بكر المعروف بابن أبى قتادة المقرئ الطوابيقي:
سمع محمد بن يونس الكديمي، وعيسى بن محمد المروزي، ومحمد بن يوسف
ابن التركي، وأبا العباس الأبار، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وبشر بن موسى.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي عن يوسف القواس. قال: حدثنا أبو بكر أحمد
ابن إبراهيم بن أبي قتادة المقرئ، وكان من عباد الله الصالحين الصادقين.
1922 - أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد
ابن درهم، أبو عثمان الأزدي مولى آل جرير بن حازم الجهضمي:
ولى القضاء بمصر وخرج إليها فأقام بها، وحدث عن عم أبيه إسماعيل بن إسحاق
وطبقته، ورواياته عند المصريين.
حدثنا محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: أحمد بن إبراهيم بن
حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد - يكنى أبا عثمان - ولى قضاء
مصر وقدم إليها ثم عزل فأقام بمصر إلى أن توفى بها في يوم الأحد لسبع بقين من
شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكان حييا كريما سخيا، حدث عن
إسماعيل بن إسحاق، وعن خلق كثير من أهل بغداد، وكان ثقة كثير الحديث.
1923 - أحمد بن إبراهيم، أبو شيبة الصوفي:
من أهل البردان. حكى عن الجنيد بن محمد، وأبى على الروذباري.
روى عنه على بن الحسن بن محمد القزويني الصيقلي. قال سمعت أبا شيبة
أحمد بن إبراهيم يقول - وذكرت النار عنده -: هل تحرق المحبين؟ فأنشأ يقول:
لم يفترق في الهوى فيتفق * حتى يصح الهوى لمن عشق
يحرق بالنار من يحسها بها * فمن هو النار؟ كيف يحترق
234

1924 - أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، أبو الطيب:
نزل الرحبة وحدث بها عن الفضل بن سهل الأعرج، وعلي بن حرب، وأحمد بن
منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن محمد بن عيسى البرقي.
وجعفر بن محمد بن شاكر الصايغ، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن يونس
الكديمي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وصالح بن محمد الرازي. حدثنا عنه أبو
بكر الهيتي.
أخبرني الحسين بن محمد الخلال حدثني محمد بن عبد الله بن أبان المقرئ حدثنا
أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن البغدادي حدثنا صالح بن محمد الرازي بحديث
ذكره.
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي - إملاء - في المحرم سنة أربع
وأربعمائة - حدثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن - بالرحبة - حدثنا
أحمد بن منصور حدثنا أبو عاصم حدثنا قرة بن خالد عن عبد الرحمن بن القاسم
عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أشد الناس عذابا الذين يضاهون
خلق الله عز وجل ".
غريب من حديث قرة بن خالد عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، انفرد به
أبو عاصم عنه، وتفرد به عمرو بن علي الفلاس عن أبي عاصم، وقد تابعه الرمادي
من هذا الوجه إن كان محفوظا، والله أعلم.
1925 - أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أشليها، أبو بكر
الأنماطي:
حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن أبي عوف البزوري. حدثنا عنه
أبو الحسن أبن رزقويه وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن
إبراهيم بن أشليها الأنماطي حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثنا إبراهيم بن
235

مهدي حدثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال " مامن أحد من الناس أعظم أجرا من وزير صالح مع إمام يطيعه يأمره بذات الله
عز وجل "
1926 - أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن يزيد
ابن بلال بن عبد الله الأسدي، وعبد الله يعرف بالبهي:
وهو الذي يروى عن عائشة وكنية أحمد بن إبراهيم أبو بكر ويعرف بابن الحداد.
ولد بتنيس، ونشأ ببغداد، وأبوه بغدادي. ونزل أبو بكر تنيس وحدث بها وبمصر عن
يوسف بن يعقوب القاضي، وبهلول بن إسحاق الأنباري، وإبراهيم بن شريك
الكوفي، وجعفر الفريابي، وبكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة، وسليمان بن حذلم، وعبد الرحمن بن القاسم الدمشقيين، والحسن بن محمد
ابن عنبر الوشاء، وزكريا بن يحيى السجزي خياط السنة، وغيرهم. حدث عنه عبد
الغنى بن سعيد، وأبو محمد بن النحاس، وغيرهما من المصريين، وكان ثقة.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء - من مصر - يقول
حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية البغدادي - إملاء بمصر
- حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني عبد العزيز بن أحمد
ابن علي الكناني - بدمشق لفظا - أخبرنا مكي بن محمد بن محمد بن المعمر
المؤدب أخبرنا سليمان أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن بربر. قال: مات أحمد
ابن إبراهيم الحداد بتنيس سنة أربع وخمسين - يعنى وثلاثمائة - قال غيره: مات في
صفر. وكان مولده في ذي الحجة من سنة سبعين ومائتين.
1927 - أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن محمد بن بحر بن يزيد بن صابر، أبو
بكر الزعفراني، المعروف بالقديسي:
سمع أبا العباس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وأبا شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب
236

القاضي، وجعفر الفريابي، وأحمد بن الممتنع القرشي، ومحمد بن الحسن بن بدينا
الموصلي، حدثنا عنه الحسن بن أحمد بن أبي الفوارس، على بن أحمد
الرزاز.
حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر القديسي - إملاء - حدثنا إبراهيم بن
إسحاق الحربي سنة ثلاث وثمانين ومائتين - وحدثنا موسى بن إسماعيل وابن عائشة
- يعنى عبيد الله - قالا: حدثنا وهب عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ".
1928 - أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد، أبو العباس الكندي:
نزل مكة وحدث بها عن الحسن بن علي بن الوليد النسوي، ويوسف بن يعقوب
القاضي، وعن محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن جعفر الخرائطي. حدثنا عنه على
وعبد الملك ابنا بشران، وأبو نعيم الحافظ، وكان ثقة.
1929 - أحمد بن إبراهيم البزوري:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي. وروى عنه أبو حفص بن شاهين.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن
إبراهيم البزوري - صاحبنا - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن
إبراهيم الموصلي. قال: كنت ذات يوم بإزاء المأمون، فما مر به أحد من غلمانه
وخدمه إلا
أعتقه ووصله، إذ مر به غلام من أحسن الناس وجها. فقلت: يا أمير
المؤمنين ما بال عبدك هذا حرم ما رزقه غيره من عبيدك؟ فقال: سمعت أبي يقول
سمعت جدي يقول عن ابن عباس قال سمعت العباس بن عبد المطلب يقول: طينة
المعتق من طينة المعتق. فإن ذا حجام فكرهت أن يكون من طينتي
حجام.
237

1930 - أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن
مهران، أبو بكر البزار:
أصله من دورق. سمع الحسين بن محمد بن عفير، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر
ابن أبي داود، وأحمد بن القاسم أخا أبى الليث الفرائضي، وأحمد بن محمد بن
المغلس، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن سليمان الطوسي، وصالح بن أبي
مقاتل، وأبا ذر بن الباغندي، وأبا بكر بن دريد، ونفطويه النحوي، وعبد الله بن
محمد بن زياد النيسابوري، وخلقا كثيرا من أمثالهم. وكان تجهز البزار إلى مصر
فسمع من شيوخها، وكتب عن الشاميين الذين أدركهم. روى عنه الدارقطني.
وأخبرنا عنه ابناه الحسن وعبد الله، وأحمد بن علي البادا، وأبو بكر البرقاني وأبو
القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وجماعة سواهم. وكان ثقة ثبتا صحيح
السماع، كثير الحديث.
أخبرنا الأزهري حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن
البزار حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو العباس السكري - بمصر - أخبرنا أحمد بن يحيى
ابن خالد بن حبان الرقي حدثنا صالح بن عبد الغفار الطيالسي حدثنا عثمان بن كثير
ابن دينار حدثنا بن لهيعة عن حسين عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن
عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
قال أخبرنا الأزهري وسمعته من أبى بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان.
كما حدثناه الدارقطني عنه حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال
سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: ولدت في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
ثم أخبرنا على بن المحسن القاضي قال سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: ولدت
لسبع عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين. وأول سماعي
الحديث سنة ثلاث وثلاثمائة.
سمعت القاضي أبو القاسم التنوخي يقول: سئل ابن شاذان أسمعت من محمد بن
محمد الباغندي شيئا؟ فقال: لا أعلم أنى سمعت منه شيئا. ثم وجد سماعه من
الباغندي فسألوه أن يحدث به فلم يفعل.
238

سمعت الأزهري يقول: كان ابن شاذان ثقة ثبتا حجة، وكان ابن حيويه ثقة كثير
الكتاب وفيه تسامح.
قال الأزهري: وكان ابن شاذان يقول: كتبي كتبي، ما دخلت قصر الوضاح،
وليست كتب أبى ولا عمى. يعرض بابن حيويه. قال: وسمعته يقول: جاؤوني بجزء
عن الباغندي فيه سماعي في سنة تسع أو عشر وثلاثمائة. ولم يكن لي به نسخة فلم
أتحدث به.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال: مات أبو بكر بن شاذان في شوال سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة فيها توفى أبو
بكر بن شاذان لثلاث عشرة ليلة بقين من شوال، ثقة مأمون فاضل كثير الكتب
صاحب أصول حسان.
1931 - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سحتويه بن عبد الله، أبو
حامد بن أبي إسحاق المزكى النيسابوري:
سمع أبا القاسم الأصم، ومحمد بن الحسين القطان ويحيى بن منصور القاضي،
ومحمد بن عمر الزاهد، وطبقتهم بنيسابور. وسمع بالري من أبى حامد
الوسندي ونحوه.
وورد بغداد فكتب عن إسماعيل بن محمد الصفار، وأبى جعفر الرزاز. وخرج
إلى مكة فأدرك أبا سعيد بن الأعرابي فسمع منه، ثم رجع إلى نيسابور، ولم يزل
معروفا بالعبادة والاجتهاد من صباه إلى أن توفى. وروى عنه أبوه، ومحمد بن المظفر
الحافظ، وذلك أنه دخل بغداد مرات وحدث بها، واستملى عليه أبو بكر بن إسماعيل
الوراق.
وحدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي، وأبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو العلاء
الواسطي، وعلي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق.
239

أخبرني بن أبي عثمان حدثنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم النيسابوري قال سمعت
الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت بيان الحمال يقول:
الحر عبد ما طمع * والعبد حر ما قنع
أخبرني محمد بن علي المقري عن الحاكم أبى عبد الله محمد بن عبد الله
النيسابوري. قال: توفى أبو حامد أحمد بن إبراهيم المزكى ليلة الاثنين الثالث عشر
من شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة، وصام الدهر تسعا وعشرين سنة، وعندي أن الملك لم يكتب عليه
خطيئة.
وقال أبو عبد الله أيضا: حدثني أبو عبد الله بن أبي إسحاق أنه رأى أخاه أبا حامد
في المنام في نعمة وراحة، وصفها، فسأله عن حاله فقال: لقد أنعم الله على، وإن
أردت اللحوق بي فالزم ما كنت عليه.
1932 - أحمد بن إبراهيم بن محمد، أبو الحسين الخازن:
سمع الحسين بن يحيى بن عياش القطان، وكان جميع ما عنده عنه جزءا واحدا.
أدركته ولم يقض لي السماع منه، لكن حدثني عنه أبو بكر البرقاني - وسألته عن
حاله - فقال: ثقة. مات ابن الخازن في شهر رمضان من سنة سبع وأربعمائة، ودفن
بالقرب من قبر معروف الكرخي.
1933 - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحصين، أبو الحصين
العباسي:
سمع جعفر الخالدي، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبا بكر الشافعي، وأبا على بن
الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش. حدثني عنه الأزهري، وأحمد بن علي بن
التوزي. وسألتهما عنه. فقالا: ثقة.
وحدثني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس الهاشمي: أنه مات في صفر
من سنة ثمان وأربعمائة.
240

أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو بكر الساجي:
حدث عن يوسف بن عمر القواس. كتبت عنه في مسجد الجامعة بدار الخلافة حديثين.
أخبرني الساجي حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس حدثنا على بن أحمد بن
الهيثم البزار حدثنا عامر بن محمد أبو نصر الكوار البصري حدثني أبي عن جدي.
قال: زار ثابت البناني ويزيد الرقاشي أنس بن مالك فلم يجداه في بيته فلما جاء أظهر
لهما الغضب وقال: ألا قلتما لي حتى كنت أعد لكما؟ ثم قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " الزائر أخاه في بيته الآكل من طعامه، أرفع درجة من المطعم له ".
مات ابن الساجي بعد سنة عشر وأربعمائة.
1935 - أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود بن عبد الله بن إبراهيم، أبو
بكر الثقفي:
نيسابوري. ولد بها، وكان أبوه من أصبهان. سمع أحمد بن إبراهيم أبا عمرو
ابن حمدان. وأخبرنا عنه أحمد الحافظ، وأحمد بن حمد بن جعفر البجيري
النيسابوريان. ورحل إلى سرخس فسمع من زاهر بن أحمد، وكتب عن إسحاق بن
أحمد التأسي. ثم ورد بغداد فسمع من على بن عمر السكري، ويوسف بن عمر
القواس وطبقتهما. وعاد إلى بلاد العجم، ثم قدم علينا في سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة، فكتبنا عنه وكان صدوقا شديدا جميل الطريقة.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمود حدثنا عبد الله بن محمد بن محبور حدثنا
محمد بن أحمد بن مهدي الدقاق حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد. قالا:
حدثنا قزعة بن سويد عن عمرو ابن دينار عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قال لا إله إلا الله - موقنا بها - دخل الجنة ".
بلغني أن أبا محمود مات بشيراز في سنة ست عشرة وأربعمائة.
* * *
241

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إسماعيل
1936 - أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه، أبو حذافة السهمي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سكن بغداد وحدث بها عن مالك
ابن أنس. وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم
ابن خالد الزنجي، وخاتم بن إسماعيل، وغيرهم. روى عنه الحسن بن علي المعمري
والعباس بن يوسف الشكلي. وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد في آخرين.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي أخبرنا محمد
ابن مخلد العطار حدثنا أحمد بن إسماعيل - أبو حذافة السهمي - حدثني مالك
ابن أنس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم "
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي حدثنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - قال [حدثنا] أحمد بن إسماعيل
المدني حدثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " أتدرون من المفلس؟ ". قال قالوا: المفلس فينا من لا درهم له
ولا متاع. فقال: " إن المفلس من أمتي من أتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،
ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا،
فيقضى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه
أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ".
قرأت على أبى بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد البركي قال أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال سمعت الفضل بن سها ذكر أبا حذافة صاحب مالك فكذبه
وقال: كل شئ تقول له يقول: حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر.
242

أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: أحمد بن إسماعيل
أبو حذافة السهمي حدث عن مالك بالموطأ، وحدث عنه وعن غيره بالبواطيل.
سمعت ابن صاعد يقول في حديث نحام بن إسماعيل: حدثناه عن حاتم، ولم يرض
أن يحدث عن أبي حذافة بعلو.
قلت حدث ابن صاعد عن أبي حذافة كذلك.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا على بن الحسن القاضي الجراحي حدثنا
ابن صاعد حدثنا أحمد بن إسماعيل السهمي حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن
عمر. قال: العلم ثلاثة، كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدرى، أو نحو هذا.
ولعل حديث حاتم بن إسماعيل كان عند ابن صاعد عن غير أبى حذافة عن
حاتم، فتوهم ابن عدي أنه عنده عن أبي حذافة، فامتنع من روايته والله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
أحمد الحسين بن علي يقول: كتبت من الأصل لأبي بكر محمد بن إسحاق - يعنى
ابن خزيمة، أحاديث لأبي حذافة أحمد بن إسماعيل عن مالك وإبراهيم بن سعد،
فامتنع على في قراءتها فقلت: قد حدثت عنه؟ قال قد كنت أحدث عنه بأحاديث لمالك
إلى أن عرض على من روايته عن مالك ما أنكره قلبي فتركت الرواية عنه.
قلت: كان أبو حذافة قد أدخل عليه عن مالك أحاديث ليست من حديثه ولحقه
السهو في ذلك، ولم يكن ممن يتعمد الباطل ولا يدفع عن صحة السماع من مالك.
وقد أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي أخبرنا على بن عمر الحافظ
حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل قال سمعت أبي يقول: سألت أبا مصعب عن
أبي حذافة. فقال: كان يحضر معنا العرض على مالك.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: الزبيري ضعيف، ذكره
البخاري في الاحتجاج، وأبو حذافة قوى السماع عن مالك. قال لنا المحاملي: سألت
أبى عنه فقال سألت أبا مصعب عنه فقال: كان يحضر العرض معنا على مالك. قال
أبو الحسن: إلا أنه قد لحقته غفلة، قرئت عليه أحاديث ليست عنه.
قرأت في كتاب الدارقطني بخطه ثم حدثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه. قال:
أحمد بن إسماعيل السهمي أبو حذافة ضعيف الحديث كان مغفلا، روى الموطأ عن
مالك مستقيما، وأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير الموطأ فقبلها، لا يحتج به.
243

سألت البرقاني عن أبي حذافة فقال: الدارقطني كان حسن الرأي فيه، وأمرني أن
أخرج حديثه في الصحيح.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن
مخلد. قال: ومات أبو حذافة السهمي في سنة تسع وخمسين - يعنى ومائتين - زاد
غيره عن أبي مخلد: في يوم عيد الفطر.
1937 - أحمد بن إسماعيل، القاضي ببغداد:
ولى المظالم بهراة، وحدث بها عن علي بن عاصم. روى عنه أبو معشر الفضل بن
العباس الهروي.
قرأت في سماع محمد بن أبي الفوارس من محمد بن العباس العصمي عن
أحمد بن محمد بن ياسر قال حدثنا أبو معشر الفضل بن العباس الخياط حدثنا أحمد
ابن إسماعيل صاحب المظالم بهراة، وكان أصله من بغداد، حدثنا على بن عاصم.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي حدثنا موسى بن سهل الوشاء أخبرنا على بن عاصم حدثنا محمد بن سوقة
عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا فله
مثل أجره ". لفظهما سواء.
1938 - أحمد بن إسماعيل بن عمر، الرواسي:
أخبرنا علي بن أبي على البصري قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال أحمد بن إسماعيل بن عمر البغدادي سمع
عفان بن مسلم، ومعاوية بن عمرو، وأبا الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وهذه الطبقة.
كتب أصحابنا عنه بالكوفة.
سمعت أحمد بن يحيى يقول: حدثني أحمد بن إسماعيل البغدادي الرواسي،
وليس من بنى رواس - يعنى أنه كبير الرأس.
244

أحمد بن إسماعيل بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، يكنى أبا
الحسن:
حدث عن أبي الحسن المدائني. روى عنه يحيى بن محمد القصباني، وذكر أنه
سمع منه في سنة سبع وسبعين ومائتين.
1940 - أحمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الجرجرائي:
قدم بغداد وحدث بها عن موسى بن إسماعيل الجبلي. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور أخبرنا
محمد بن أحمد بن جميع الغساني أخبرنا محمد بن مخلد حدثنا أحمد بن إسماعيل
أبو عبد الله الجرجرائي قال: سمعت موسى بن إسماعيل يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول:
أصابني ذات ليلة رقة فبكيت، فقلت في نفسي: لو كان بعض إخواننا لرق معي ثم
غفوت فأتاني آت في منامي فرفسني. فقال: يا سفيان! خذ أجرك ممن أحببت أن
يراك.
1941 - أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو بكر الطوسي:
سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن عثمان الحربي، وعمرو بن علي الصيرفي.
روى عنه أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال أخبرنا أبو بكر
أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم الطوسي - ببغداد - حدثنا يحيى بن عثمان الحربي
قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن داود بن عيسى النخعي الكوفي عن سعيد بن
مسروق عن عباية بن رافع عن جده قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغنائم فقسمت،
فجعل مكان كل بعير عشر شياه.
245

أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبان:
حدث عن زيد بن إسماعيل الصايغ. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الجرجاني
الأبندوني.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول قرئ
على أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبان البغدادي حدثكم زيد بن إسماعيل.
وأخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا زيد بن إسماعيل
حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن داود عن الشعبي عن جابر. قال: لما لقي
النبي صلى الله عليه وسلم النقباء قال لهم: " تأووني وتمنعوني ". قالوا فما لنا؟ قال: " الجنة ". واللفظ
لحديث ابن غالب.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إسحاق
1943 - أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق، أبو إسحاق
مولى آل الحضرمي:
وهو أخو يعقوب القاري وكان أكبر من يعقوب، بصري ورد ببغداد وحدث بها
عن حماد بن سلمة، ووهب بن خالد، وأبي عوانة، والخليل بن مرة، وعبد العزيز بن
سمرة بن المختار. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وابنه
أحمد بن أبي خيثمة، وعباس بن محمد الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق
ابن الحسن الحربي.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا عباس بن
محمد - هو الدوري - حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى
عن العباس بن سهل الساعدي عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى المدينة
طابه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو عوانة يعقوب
246

ابن إسحاق الأسفراييني. حدثنا أبو بكر المروزي قال قيل له: - يعنى أحمد بن حنبل
- كتبت عن أحمد بن إسحاق الحضرمي؟ قال: لا! تركته على عمد. قيل له: أيش
أنكرت عليه؟ قال: فإنه عندي إن شاء الله صدوق، ولكن تركته من أجل ابن أكثم
دخله في شئ.
وقال المروزي في موضع آخر: سألته عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي، فقدم
أخاه أحمد عليه فقال: لم يكن بأحمد بأس ولكن تركته من أجل ابن أكثم. وقال:
كنت عند ابن مهدي فجاء يعقوب بن إسحاق فأغلظ له، فلم أكتب عنه شيئا.
أجاز لي أبو عمر بن مهدي، وحدثني من أثق به عنه، أخبرنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة حدثنا جدي حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي - وهو أثبت من
يعقوب وكل ثقة.
أخبرنا الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر أخبرنا عبد الكريم بن
أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي. قال: أبو إسحاق أحمد بن إسحاق أخو
يعقوب ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن
معروف الخشاب حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: أحمد بن
إسحاق الحضرمي يكنى أبا إسحاق وكان ثقة، وهو أكبر من أخيه، مات بالبصرة في
شهر رمضان سنة إحدى عشرة ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. قال:
سنة إحدى عشرة ومائتين فيها مات أحمد بن إسحاق الحضرمي.
1944 - أحمد بن إسحاق بن يوسف، أبو بكر الرقي:
سكن بغداد وحدث بها عن الهيثم بن حميد، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، وعبد
الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن عثمان الكلابي، روى عنه يحيى بن صاعد. وأحمد
ابن محمد السوطي، ومحمد بن مخلد الدوري، وكان حسن الحديث.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد الدوري حدثنا أحمد بن
إسحاق بن يوسف حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن
247

راشد عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إذا قال
الرجل لصحابه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغا، حتى تنقضي الخطبة ".
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة اثنتين وستين ومائتين: فيها مات أبو بكر الرقي
أحمد بن إسحاق بن يوسف في رجب.
1945 - أحمد بن إسحاق بن المختار، أبو بكر الدقاق:
سمع محمد بن أبي بكر المقدمي، وأبا كامل الجحدري، وأمية بن بسطام. روى
عنه محمد بن مخلد العطار، وأحمد بن كامل القاضي. وكان ثقة.
وذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه: أنه مات في يوم جمعة في ذي القعدة سنة سبع
وسبعين ومائتين.
1946 - أحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء، أبو بكر الوزان:
حدث ببغداد وسر من رأى عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، والربيع بن يحيى
الأشناني، وقرة بن حبيب القنوي، وهريم بن عثمان، وخالد بن خداش، وعلي بن
المديني، وسعد بن محمد الحرمي، وجندل بن والق، وغيرهم. روى عنه محمد بن
مخلد العطار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وعبد الله بن إسحاق البغوي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي بسر من رأى وهو صدوق.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا
أحمد بن إسحاق الوزان حدثنا مسلم بن إبراهيم أبي صدقة بن أبي المغيرة حدثنا
سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل. قال: إذا أنا مت فاجعلوا
في آخر غسلي كافورا. وكفنوني في ثوبين وقميص، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل به
ذلك.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا أبو قانع: أن أحمد بن إسحاق بن صالح
الوزان مات بسر من رأى في سنة إحدى وثمانين ومائتين. زاد غيره عن ابن قانع:
أول يوم من المحرم يوم السبت.
248

1947 - أحمد بن إسحاق البغدادي:
أخبرنا البرقاني حدثنا على بن الحسن الجويني حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق حدثنا أحمد بن إسحاق البغدادي أخبرنا أحمد بن أبي الطيب - ثقة -
حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: " من عفا عن دم لم يكن له ثواب إلا الجنة ".
قال أبو عوانة: هذا غريب لا آمن أن يكون له علة.
1948 - أحمد بن إسحاق بن أبي إسحاق الصفار، يكنى أبا العباس:
سمع أباه، ومحمد بن بكار بن الريان، وشريح بن يونس، وسفيان بن وكيع،
وغيرهم. روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار، وأبو سهل بن زياد القطان، وعبد
الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي. وكلهم سماه محمدا غير الشافعي فإنه سماه أحمد.
قرأت على محمد بن أحمد بن رزق عن أبي بكر الشافعي. وأخبرنا طلحة بن علي
بن الصقر حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي - إملاء - حدثني أبو العباس أحمد
ابن إسحاق بن إبراهيم الصفار حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حفص قال سمعت سفيان يقول:
من قدم عليا على عثمان فقد أزرى على اثنى عشر ألفا، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
عنهم راض، الذين أجمعوا على بيعة عثمان.
1949 - أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن الفضل، أبو بكر المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن محمد الشافعي، وداود بن حماد بن
فرافصة. روى عنه حماد بن محمد الهروي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا حامد بن محمد الهروي حدثنا أبو بكر أحمد بن
ابن إسحاق بن إبراهيم بن الفضل المروزي ببغداد حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي
أخبرنا محمد بن سليمان بن مسمول عن ابن سلمة عن وهرام عن ابن طاوس عن
أبيه عن ابن عباس. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الناس معادن والعرق دساس، والعرق السوء
كالأب السوء ".
249

أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الكبشي:
حدث عن فضل بن سهل الأعرج. روى عنه عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله
الختلي.
1951 - أحمد بن إسحاق [بن] البهلول بن حسان بن سنان، أبو جعفر
التنوخي:
أنباري الأصل ولى قضاء مدنية المنصور عشرين سنة، وحدث حديثا كثيرا، وكان
عنده عن أبي كريب محمد بن العلاء حديث واحد، وسمع أباه إسحاق بن البهلول،
وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبا سعيد الأشج، ومؤمل بن أهاب، وأبا هشام
الرفاعي، ومحمد بن المثنى اليعفري، ويعقوب الدروقي، وسفيان بن محمد المصيصي،
وسعيد بن يحيى الأموي، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، ومحمد بن زنبور المكي،
وأبا عبيدة بن أبي السفر، وغيرهم. روى عنه أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن
إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن عبد
الرحمن المخلص، وجماعة سواهم. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن طلحة النعالي حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن
محمد الوراق حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي حدثنا سفيان بن محمد بن
سفيان بن إبراهيم الفزاري حدثنا عبد الله بن عصمة النصيبي حدثنا حماد بن سلمة
عن أيوب عن أبي قلابة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا فرع ولا عتيرة في الإسلام ".
قال القاضي: هكذا في أصلى: أيوب عن أبي قلابة عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا القاضي أبو
جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول - إملاء - بإسناده نحوه. قال أبو الحسن: هذا
250

حديث غريب من حديث أبي قلابة الجرمي عن الزهري، وهو غريب من حديث
أيوب السختياني عن أبي قلابة، تفرد به عبد الله بن عصمة النصيبي عن حماد بن
سلمة عنه، ولم يروه غير سفيان بن محمد المصيصي. ولم يكتبه عنه إلا القاضي أبو
جعفر.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن يوسف القواس: أنه ذكر أحمد بن إسحاق بن
البهلول في جملة شيوخه الثقات.
حدثنا على بن المحسن حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر في تسمية قضاة بغداد.
قال: وأحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان التنوخي، من أهل الأنبار
عظيم القدر، واسع الأدب، تام المروءة حسن الفصاحة، حسن المعرفة بمذهب أهل
العراق، ولكنه غلب عليه الأدب وكان لأبيه إسحاق مسند كبير حسن، وكان ثقة.
وحمل الناس عن جماعة من أهل هذا البيت، منهم البهلول بن حسان، ثم ابنه إسحاق،
ثم أولاد إسحاق، حدث منهم بهلول بن إسحاق، وحدث القاضي أحمد بن
إسحاق، وابنه محمد، وحدث ابن أخي القاضي داود بن الهيثم بن إسحاق، وكان
أسن من عمه القاضي داود بن الهيثم، وأبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق
الأزرق، وكان من جلة الكتاب، ولم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء
المدينة من سنة ست وتسعين ومائتين إلى شهر ربيع الآخر من سنة ست عشر
وثلاثمائة ثم صرف.
أخبرنا علي بن أبي على المعدل. قال قال أبى: أحمد بن إسحاق بن البهلول ولد
بالأنبار في المحرم سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر
سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان ثبتا في الحديث، ثقة مأمونا، جيد الضبط لما حدث
به. وكان متقنا في علوم شتى، منها الفقه على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وربما
خالفهم في مسيئلات يسيره وكان تام العلم باللغة، حسن القيام بالنحو على مذهب
الكوفيين وله فيها كتاب ألفه. وكان واسع الحفظ للشعر القديم والمحدث، والأخبار
الطوال والسير، والتفسير. وكان شاعرا كثير الشعر جدا، خطيبا حسن الخطابة
والتفوه بالكلام، لسنا، صالح الحفظ من الترسل في المكاتبة، والبلاغة في المخاطبة.
وكان ورعا متخشنا في الحكم، وتقلد القضاء بالأنبار وهيت، وطريق الفرات، من
قبل الموفق بالله الناصر لدين الله في سنة ست وسبعين ومائتين، ثم تقلده للناصر دفعة
251

أخرى، ثم تقلده المعتضد، ثم تقلد بعض كور الجبل للمكتفي سنة اثنتين وتسعين
بعد فتنة ابن المعتز [ثم تولى] القضاء بمدينة المنصور من مدينة السلام. وطوسجي
قطربل، ومسكر، والأنبار، وهيت، وطريق الفرات، ثم أضاف له إلى ذلك بعد
سنين: القضاء بكور الأهواز مجموعة لما مات قاضيها إذ ذاك محمد بن خلف
المعروف بوكيع، فما زال على هذه الأعمال إلى أن صرف عنها في سنة سبع عشرة
وثلاثمائة.
أخبرنا علي بن أبي على قال حدثني أبي أخبرني القاضي أبو نصر يوسف بن عمر
ابن القاضي أبي عمر محمد بن يوسف. قال: كانت أحضر دار المقتدر وأنا غلام
حدث بالسواد مع أبي أبي الحسن، وهو يومئذ يخلف أباه أبا عمر، فكنت أرى في
بعض المواكب القاضي أبا جعفر يحضر بالواد، فإذا رآه أبى عدل إلى موضعه فجلس
عنده، فيتذاكران بالشعر والأدب والعلم حتى يجتمع عليهما من الخدم عدد كثير كما
يجتمع على القصاص، استحسانا لم يجرى بينهما، فسمعته يوما قد أنشد بيتا لا أذكره
الآن، فقال له أبى: أيها القاضي إني أحفظ هذا البيت بخلاف هذه الرواية، فصاح
عليه صيحة عظيمة وقال: اسكت، إلى تقول هذا؟ وأنا أحفظ لنفسي من شعري
خمسة عشرة ألف بيت، وأحفظ للناس أضعاف ذلك وأضعافه يكررها مرارا.
أخبرنا علي بن أبي على عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قال حدثني
القاضي أبو طالب محمد بن القاضي أبى جعفر بن البهلول قال: كنت مع أبي في
جنازة بعض أهل بغداد من الوجوه وإلى جانبه في الحق جالس أبو جعفر الطبري،
فأخذ أبى يعظ صاحب المصيبة ويسليه، وينشده أشعارا، ويروى له أخبارا، فداخله
الطبري في ذلك ودأب معه، ثم اتسع الأمر بينهما في المذاكرة، وخرجا إلى فنون
كثيرة من الأدب والعلم استحسنها الحاضرون وعجبوا منها، وتعالى النهار، وافترقا.
فلما جعلت أسير خلفه قال لي أبى: يا بنى هذا الشيخ الذي داخلنا اليوم في المذاكرة
من هو؟ أتعرفه؟ فقلت: يا سيدي كأنك لم تعرفه. فقال: لا. فقلت: هذا أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري. فقال: تالله ما أحسنت عشرتي يا بنى. فقلت: كيف
يا سيدي؟ قال ألا قلت لي في الحال، فكنت أذاكره غير تلك المذاكرة، هذا رجل
252

مشهور بالحفظ، والاتساع في صنوف من العلم، وما ذاكرته بحسبها. قال: ومضت
على هذا مدة، فحضرنا من حق آخر، وجلسنا فإذا بالطبري يدخل إلى الحق، فقلت
له: قليلا قليلا أيها القاضي، هذا أبو جعفر الطبري قد جاء مقبلا. قال: فأومأ إليه
بالجلوس عنده، فعدل إليه، فأوسعت له حتى جلس إلى جنبه، وأخذ أبي يجاريه،
فكلما جاء إلى قصيدة ذكر الطبري منها أبياتا، قال أبى: هاتها يا أبا جعفر إلى آخرها،
فيتلعثم الطبري فينشدها أبى إلى آخرها، وكلما ذكر أشياء من السير قال أبى: كان
هذا في قصة فلان، ويوم بنى فلان، مر يا أبا جعفر فيه. فربما مر وربما تلعثم، فيمر
أبى في جميعه حتى يشقه، قال: فما سكت أبى يومه ذلك إلى الظهر، وبان للحاضرين
تقصير الطبري عنه، ثم قمنا فقال لي أبى: الآن شفيت صدري.
أخبرني على بن المحسن حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري
قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إدريس الكوفي النحوي المعروف بابن سياه يقول
سمعت أبا بكر بن الأنباري يقول: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى من القاضي أبي
جعفر بن البهلول.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أخبرنا عيسى بن حامد الرخجي.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس. قالا: مات أبو
جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وقد تقدم ذكر وفاته في سنة سبع عشرة، وذاك وهم، وهذا هو الصواب.
أخبرنا على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع. قالا: مات أحمد بن إسحاق بن
البهلول في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
1952 - أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سلم الخزاعي، أبو بكر
القاضي المعروف بالملحمي:
أخو محمد بن إسحاق: حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن بجير الكلاعي
ومحمد بن عمرو بن خالد، والحسن بن خالد بن عبد السلام الصدفي. وأبى زيد عبد
الرحمن بن حاتم المرادي المصريين، وعن أبي العباس الكديمي، والحسن بن علي بن
253

المتوكل، والحسن بن عليل العنزي، والحسين بن عبيد الله الأبزاري. روى عنه أبو بكر
ابن سلم الختلي، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأحمد بن عبد الله بن الدوري،
وأبو حفص الكتاني.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أحمد
ابن إسحاق الملحمي حدثنا محمد بن عمرو بن خالد المصري.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن عمرو بن
خالد الحراني، أبو علاثة، حدثنا محمد بن الزبير مؤذن حران، حدثنا الزهري
قال: أول حب كان في الاسلام حب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة. واللفظ لحديث الملحمي.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد.
قال: توفى القاضي أبو بكر الملحمي في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
1953 - أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عيسى
الأنماطي، يعرف بابن قماش:
سمع الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي،
وسعدان بن نصر الثقفي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري،
ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن أبي طالب.
ومحمد بن علي الوراق، ويوسف بن الضحاك الفقيه. روى عنه أبو حفص بن
شاهين، وأبو حفص الكتاني، وأبو أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن بن هشام
الصرصري، وكان ثقة.
قرأت في كتاب أبى القاسم بن الثلاج بخطه: توفى أبو عيسى أحمد بن إسحاق
الأنماطي في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
1954 - أحمد بن إسحاق بن عبد الجبار، أبو عبد الله المالكي المحتسب:
ذكر ابن الثلاج: أنه حدثه عن محمد بن العباس المؤدب.
1955 - أحمد بن إسحاق. أبو الحسن الوشاء:
حدث عن إسماعيل عن أبي محمد اليزيدي. روى عنه أبو عبد الله المرزباني.
254

1956 - أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر، أبو الحسن
السقطي:
سمع أبا العباس الكديمي، ومحمد بن أحمد بن النضر، وأبا شعيب الحراني،
وأحمد بن يحيى الحلواني، والحسن بن علوية القطان، وبشر بن موسى، وأبا مسلم
الكجي، ومحمد بن يحيى بن المنذر، والحسن بن سهل المحرر البصريين، وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وقال: هو صدوق. حدثنا عنه هلال بن محمد
الحفار.
1957 - أحمد بن إسحاق بن نيخاب، أبو الحسن الطيبي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن العوام الرياحي، وبشر بن موسى الأسدي،
وأبى مسلم الكجي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وإبراهيم بن الحسين
ابن ديزيل الهمذاني وأحمد بن محمد بن شاكر الزنجاني، ومحمد بن أيوب الرازي.
حدثنا عنه محمد بن أحمد بن رزقويه، وعلى وعبد الملك ابنا بشران، وأبو على بن
شاذان، وغيرهم.
وذكر لنا ابن شاذان أنه سمع منه في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ولم أسمع فيه
إلا خيرا.
أخبرنا عبد الملك محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا أحمد بن إسحاق بن
نيخاب.
وأخبرنا [أبو] القاسم الأزهري أخبرنا على بن عمر الدارقطني حدثنا الحسن بن علي
البردعي وأحمد بن إسحاق بن نيخاب. قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن شاكر
الزنجاني حدثنا نصر بن علي حدثنا عبد الأعلى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ".
هذا آخر حديث الدارقطني، وزاد عبد الملك " أولاهن بالتراب ".
255

قال أبو عبد الله - يعنى ابن شاكر - حضر إبراهيم بن أورمة هذا المجلس فقال:
يا أبا عمرو لا تروه، فليس له أصل. فلا أدرى رواه بعد أم لا؟
1958 - أحمد بن إسحاق بن وهب بن الهيثم بن خداش، أبو بكر
البندار:
سمع أحمد بن علي البربهاري، ومحمد بن العباس المؤدب، وأحمد بن يحيى
الحلواني، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وعلي بن أحمد بن النضر، وأحمد بن علي
الأبار، وأحمد بن الحسين بن نصر الحذاء. روى عنه الدارقطني، وأخبرنا عنه أبو
الحسن بن رزقويه، وأبو على بن شاذان، وكان ثقة ينزل في العقبة بالقرب من
أصحاب الساج.
حدثنا الحسن بن أبي بكر. قال: توفى أبو بكر أحمد بن إسحاق [بن] وهب بن
الهيثم بن خداش البندار يوم الأربعاء العصر، ودفن يوم الخميس على نحو ثلاث
ساعات من النهار، وصلى عليه في مسجد الدير، وذلك لعشرين ليلة خلت من ذي
الحجة من سنة خمس وثلاثمائة.
1959 - أحمد بن إسحاق بن حرمان، أبو عبد الله البصري:
وأصله من نهاوند، سمع محمد بن أحمد بن عمرو الربيعي، وأبا بكر بن داسة
التمار، وأحمد بن الحسين المعروف بشعبة الحافظ البصريين، والحسن بن
عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ونحوهم. وكان ثقة، درس فقه الشافعي على
القاضي أبى حامد المروروذي، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه أبو بكر
البرقاني.
وحدثني عنه عبد الباقي بن أبي غانم المؤدب وغيره وقال لي ابن أبي غانم: قدم
علينا بغداد في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. كانت وفاة ابن حرمان بالبصرة حدود
سنة عشر وأربعمائة.
256

احمد أمير المؤمنين القادر بالله بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله بن
أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد الواثق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا العباس:
تقلد الأمر وبويع له بالخلافة بعد أن قبض على الطائع لله.
فحدثني الحسن بن أبي بكر. قال: ولد القادر بالله في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة
في صفر أو شهر ربيع الأول - شك الحسن في ذلك - وحدثنا الأمير أبو محمد
الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله: أن مولد القادر بالله في يوم الثلاثاء التاسع من شهر
ربيع الأول سنة ست وثلاثين.
قال الحسن بن أبي بكر: وتقلد القادر بالله - يعنى الخلافة - يوم السبت لإحدى
عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي: أن أم القادر بالله يمنى مولاة عبد
الواحد بن المتقدر، قال: وكانت من أهل الدين والفضل والخير، وتوفيت يوم الخميس
الثاني والعشرين من شعبان وصلى عليها القادر بالله في داره، ثم حملت بعد صلاة
العشاء الآخرة من ليلة السبت الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
في الطيار إلى الرصافة فدفنت هنالك.
رأيت القادر بالله دفعات، وكان أبيض حسن الجسم، كث اللحية طويلها مخضبا،
وكان من الستر والديانة وإدامة التهجد بالليل، وكثرة البر والصدقات على صفة
اشتهرت عنه، وعرف بها عند كل أحد، مع حسن المذهب وصحة الاعتقاد. وكان
صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب
الحديث، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز، وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق
القرآن. وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدى،
ويحضر الناس سماعه.
وتوفى القادر بالله في ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة، ودفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء في دار الخلافة، بعد أن صلى عليه
257

ابنه أمير المؤمنين القائم بأمر الله ظاهرا، وعامة الناس وراءه، وكبر عليه أربعا، ولم
يزل مدفونا في الدار حتى نقل تابوته وحمل في الطيار ليلا إلى الرصافة فدفن بها،
وذلك ليلة الجمعة لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة،
وشاهدت ذلك فكان مبلغ عمر القادر بالله ستا وثمانين سنة وعشرة أشهر وواحدا
وعشرين يوما وكانت مدة خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر! ولم يبلغ هذا
القدر في الخلافة غيره.
أخبرنا علي بن أبي على حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المقرئ
المعدل حدثنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي الشيباني حدثنا أبي حدثنا
أبو بكر محمد بن مراد عن سالم الأعمى عن أبي سلمة عن محمد بن سيرين. قال
قال عبد الله بن عباس: يلي من ولدى السفاح، ثم الثاني المنصور على الأعداء، ثم
الثالث المهدى، ثم الرابع الجواد ببذله، ثم ذكر رجالا.
ثم قال: أنبأنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي
حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي يونس قال حدثنا أبو يحيى أن
أبا الخلد حدثه - وحلف عليه - أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر
خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، منهم رجلان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، يعيش
أحدهما أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إدريس
1961 - أحمد بن إدريس، أبو حميد الحلاب:
حدثني عن هشيم بن بشير. روى عنه القاضي المحاملي.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا الحسين بن
إسماعيل حدثنا أبو حميد الحلاب - أحمد بن إدريس - حدثنا هشيم عن هلال بن
حباب عن أبي صالح ميسرة عن سويد بن غفلة. قال: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت
إليه فقلت: أيش كتابك؟ فقال: ألا أفرق بين مجتمع، ولا أجمع بين متفرق، فأتاه رجل
بناقة كوماء فأبى أن يقبلها.
258

أحمد بن إدريس بن يوسف بن شداد، أبو جعفر المخرمي:
حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد، وشبابة بن سوار، وزيد بن هارون، وأبى
أحمد الزبيري وقراد أبي نوح، وأسود بن عامر شاذان. روى عنه أبو بكر بن مجاهد
المقرئ، ومحمد بن عبيد الخجلي، والقاضي المحاملي، وأخوه أبو عبيد، ومحمد بن
مخلد الدوري.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا الحسين بن إسماعيل
حدثنا أحمد بن إدريس المخرمي حدثنا شاذان حدثنا سفيان الثوري عن موسى بن
أبي عائشة عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أم سلمة. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يقول: " اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا
متقبلا، ورزقا طيبا " يكررها ثلاث مرات.
قال على بن عمر: لم يقل فيه عن عبد الله بن شداد غير المخرمي عن شاذان.
قلت: غيره يرويه عن سفيان عن موسى عن مولى لأم سلمة.
* * *
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
1963 - أحمد بن زاهر بن منيع بن سليط، أبو الأزهر العبدي النيسابوري:
رأى سفيان بن عيينة، وسمع يعلى ومحمدا ابني عبيد الطنافسي، وعبد الله بن
نمير، ومالك بن سعيد بن الحسن، وأسباط بن محمد، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد،
وعبد الرزاق بن همام، ومروان بن محمد الطاطري، ووهب بن جرير. سمع منه
يحيى بن يحيى صاحب مالك. روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن رافع
وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وحدث أبو الأزهر
ببغداد في حياة يحيى بن معين فكتب عنه أهلها. وروى عنه منهم موسى بن هارون،
وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن العباس الطيالسي. وغيرهم.
259

أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري.
حدثني محمد بن حامد البزار قال سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن
الحافظ يقول سمعت أبا الأزهر يقول: كتب عنى يحيى بن يحيى.
وقال أبو عبد الله: سمعت محمد بن إسماعيل السكري يقول سمعت أحمد بن
حمدان الأعمى يقول حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو الأزهر حدثنا وهب بن جرير
ثم قال لنا: اذهبوا فاسمعوه منه. قلت: وقد أخبرنا بحديث أبى الأزهر هذا الذي رواه
محمد بن يحيى عنه أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي بنيسابور.
أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ حدثنا أبو الأزهر أحمد بن
الأزهر بن منيع حدثنا وهب بن جرير عن حازم حدثنا أبي حدثنا محمد بن إسحاق
عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده. قال:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت
الأموال، فاستسق لنا ربك، فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" سبحان الله. سبحان الله " فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال
له: " ويحك ما تدرى ما الله؟! إن شأنه أعظم من ذلك، أنه لا يستشفع به على أحد،
إنه لفوق سماواته على عرشه، وإنه عليه هكذا [وأشار بيده مثل القبة] وإنه
ليئط به أطيط الرحل بالراكب ".
يقال إن مسلم بن الحجاج القشيري وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وغيرهما
من الكبراء رووا هذا الحديث عن أبي الأزهر. وحدث عن وهب بن جرير، على بن
المديني، ويحيى بن معين كرواية أبى الأزهر عنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو الفضل النيسابوري حدثنا عبد الله بن
العباس حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي لفظا حدثنا أبو بكر
إسماعيل بن الفضل البلخي حدثنا أحمد بن محمد العبدي أو الأزهر.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا على بن عمر الختلي حدثنا الحسن بن محمد
ابن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي حدثنا أبو الأزهر.
260

وأخبرني عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله
الشيباني بالكوفة حدثنا أبو حاتم المكي بن عبدان النيسابوري بنيسابور وأبو عمران
موسى بن العباس الجويني. قالا: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ - واللفظ له - حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان القطيعي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو الأزهر حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. قال: نظر
النبي صلى الله عليه وسلم إلى على " فقال: أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة ومن أحبك فقد
أحبني وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوى وعدوى عدو الله، والويل لمن أبغضك من
بعدي ".
قال أبو المفضل: فسمعت أبا حاتم يقول سمعت أبا الأزهر يقول خرجت مع عبد
الرزاق إلى قريته فكنت معه في الطريق فقال لي: يا أبا الأزهر أفيدك حديثا ما حدثت
به غيرك؟ قال فحدثني بهذا الحديث.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
على الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت أحمد بن يحيى بن زهير التستري يقول لما
حدث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبد الرزاق في الفضائل، أخبر يحيى بن
معين بذلك، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث، إذ قال يحيى بن معين من هذا
الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر
فقال: هو ذا أنا. فتبسم يحيى بن معين وقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من
سلامته! وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث.
قال ابن نعيم وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت أبا حامد الشرقي -
وسئل عن حديث أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن معمر في فضائل على - فقال أبو
حامد: هذا حديث باطل، والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي، وكان معمر
يمكنه من كتبه فأدخل عليه هذا الحديث. وكان معمر رجلا مهيبا لا يقدر عليه أحد
في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر.
261

قال ابن نعيم: فسمعت محمد بن حامد البزار يقول سمعت مكي بن عبدان يقول
سمعت أبا الأزهر يقول: خرج عبد الرزاق إلى قريته فبكرت إليه يوما حتى خشيت
على نفسي من البكور، فوصلت إليه قبل أن يخرج لصلاة الصبح. فلما خرج رآني.
فقال: كنت البارحة هاهنا؟ قلت: لا ولكني خرجت في الليل. فأعجبه ذلك فلما
فرغ من صلاة الصبح دعاني وقرأ على هذا الحديث، وخصني به دون أصحابي.
قلت: وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار
عن عبد الرزاق، فبرئ أبو الأزهر من عهدته إذ قد توبع على روايته، والله أعلم.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة إن لم أكن سمعت منه هذه الحكاية - قال أخبرنا
عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت الشرقي - يعنى أبا حامد النيسابوري يقول قيل
لي وأنا أكتب الحديث في بلدي: لم لا ترحل إلى العراق؟ فقلت: وما أصنع بالعراق
وعندنا من نبادره الحديث، محمد بن يحيى الذهلي، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر،
وأحمد بن يوسف السلمي، فاستغنينا بهم عن أهل العراق.
حدثنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد قال حدثنا
عبد الرحمن بن يوسف حدثنا أحمد بن الأزهر.
وسمعت محمد بن يحيى يثنى عليه. أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد
ابن عبد الله النيسابوري قال قرأت بخط أبى عمرو المستملي سألت محمد بن يحيى
عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر. فقال: أبو الأزهر من أهل الصدق والأمانة، نرى أن
نكتب عنه. قالها مرتين.
وقال محمد بن عبد الله حدثني أبو محمد بن أبي حامد عن مكي بن عبدان قال
سألت مسلم بن الحجاج عن أبي الأزهر. فقال: اكتب عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري حدثنا الخصيب بن عبد الله قال ناولني عبد الكريم وكتب لي
بخطه. قال سمعت أبي يقول: أحمد بن الأزهر أبو الأزهر نيسابوري لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم أخبرنا أبو الفضل محمد
ابن إبراهيم قال سمعت الحسين بن أحمد القباني يقول: توفى أبو الأزهر سنة
ثلاث وستين ومائتين.
262

1964 - أحمد بن أمية بن أبي أمية بن عمرو، وأبو العباس الكاتب:
وهو أخو محمد بن أمية الشاعر. وكان أحمد أيضا شاعرا محسنا رقيق الشعر.
روى عنه أحمد بن القاسم بن نصر أخو أبى الليث الفرائضي. وروى هو عن أبي
العتاهية، ومنصور النمري.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال أنشدنا أبو
العباس أحمد بن يحيى النحوي المعروف بثعلب لأحمد بن أمية وقال وهو أحد الظرفاء:
يسب غراب البين ظلما معاشر * وهم آثروا بعد الحبيب على القرب
وما لغراب البين ذنب فأبتدي * بسب غراب البين لكنه ذنبي
فيا شوق لا تبعد ويا دمع فض وزد * ويا حب راوح بين جنب إلى جنب
ويا عاذلي لمني ويا عائر افتني * عصيتكما حتى أغيب في الترب
إذا كان ربي عالما بسريرتي * فما الناس في عيني بأعظم من ربي
1965 - أحمد بن أيوب بن زيد، البغدادي:
حدث بتنيس عن أبي الربيع الزهراني وغيره. روى عنه موسى بن جعفر بن قرين
البغدادي، وعمر بن أبي طليق التنيسي.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا موسى بن
جعفر بن قريم حدثنا أحمد بن أيوب البغدادي - بتنيس - حدثنا سليمان بن داود
حدثنا الصلت بن الحجاج حدثنا أبو العلاء الخفاف عن نافع عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كفن ميتا كان له بكل شعرة منه حسنة ".
تفرد به أبو العلاء خالد بن طهمان الخفاف عن نافع، وعنه الصلت. ولم أكتبه إلا
من هذا الوجه.
1966 - أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله
ابن مغفل، أبو العباس المزني:
سمع عبد الأعلى بن حماد النرسي، والصلت بن مسعود الجحدري، وأحمد بن حنبل،
263

ويحيى بن معين، وأبا إبراهيم الترجماني، وشريح بن يونس، وعبيد الله القواريري،
وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعد الجوهري. روى عنه أحمد بن سلمان
النجاد، وأبو طالب بن البهلول، وغيرهما.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسين الخفاف حدثنا أبو طالب محمد بن أحمد
ابن إسحاق بن البهلول القاضي حدثنا أبو العباس أحمد بن أصرم المغفلي المزني
حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا عمرو بن الوليد قال سمعت معاوية بن يحيى يحدث
عن يزيد بن جابر عن جبير بن نفير عن عياض بن غنم الأشعري. قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزوجن عجوزا ولا عاقرا فإني مكاثر [بكم] ".
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي حدثنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا أبو
العباس أحمد بن أصرم المزني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام قال
سمعت سفيان الثوري يقول: كان يقال سمى المال لأنه يميل.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الختلي قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال. قال: وأحمد بن أصرم أبو العباس المزني رجل ثقة، كتبنا عنه وأبو
بكر المروزي يرضاه، ومن رضيه المروزي فحسبك به.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى البزاز بهمذان حدثنا أبو الفضل صالح بن
أحمد الحافظ. قال: أحمد بن أصرم المزني أبو العباس وهو ابن أصرم بن خزيمة بن
عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله بن المغفل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عنه
جعفر بن أحمد، وإبراهيم بن محمد، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن بن
همدان، وكان ثبتا سنيا شديدا على أصحاب البدع.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي.
قال: وسمعت موسى بن إسحاق القاضي يعظم شأنه ويرفع منزلته.
أخبرنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا ابن مسرور حدثنا
أبو سعيد بن يونس. قال: أحمد بن أصرم بن خزيمة من ولد عبد الله بن مغفل المزني،
يكنى أبا العباس، بصري قدم من مصر وكتب عنه وخرج عنها، فتوفى بدمشق في
جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين.
264

1967 - أحمد بن أحيد بن حمدان، أبو حفص البخاري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا، ونزل قطيعة الربيع، وحدثهم عن
حامد بن سهل البخاري.
1968 - أحمد بن آدم، أبو بكر:
حدث عن محمد بن نوح الجنديسابوري. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أبو بكر أحمد بن آدم - بقراءتي عليه،
في مجلس الشافعي يوم الخميس، لتسع خلون من المحرم من سنة خمسين وثلاثمائة
حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري حدثنا معمر بن سهل الأهوازي حدثنا عبيد الله
ابن تمام عن خالد الحذاء عن بشر بن شغاف عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن
العاص. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من شئ أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم "
قيل: يا رسول الله ولا الملائكة؟ قال: " ولا الملائكة، هم مجبورون، هم بمنزلة الشمس
والقمر ".
* * *
حرف الباء [من آباء الأحمدين]
1969 - أحمد بن بشير، أبو بكر الكوفي مولى عمرو بن حريث المخزومي:
سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وهارون بن عنترة، وعبد الله بن شبرمة،
وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام. روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير،
ويحيى بن سليمان الجعفي، ومحمد بن الفرج العابد، وأبو سعيد الأشج، وسلم بن
جنادة والحسن بن عرفة. قدم أحمد بن بشير بغداد وحدث بها.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد
265

ابن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وأخبرنا أبو سعد
الماليني - قراءة واللفظ له - أخبرنا عبد الله بن عدي حدثنا محمد بن علي بن
إسماعيل السكري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت ليحيى بن معين: عطاء
ابن المبارك تعرفة؟ قال: من يروي عنه؟ قلت: ذاك الشيخ أحمد بن بشير. قال: هذا؟!
كأنه تعجب من ذكرى أحمد بن بشير فقال: لا أعرفه. قال: عثمان أحمد بن بشير
كان من أهل الكوفة، ثم قدم بغداد وهو متروك.
قلت: ليس أحمد بن بشير الذي روى عن عطاء بن المبارك مولى عمرو بن حريث
الكوفي، ذاك بغدادي سنذكره بعد إن شاء الله، وأما أحمد بن بشير الكوفي فليست
حاله الترك، وإنما له أحاديث تفرد بروايتها، وقد كان موصوفا بالصدق.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي قال وجدت في كتاب
جدي بخط يده. وأخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي حدثنا الحسين بن
إسماعيل حدثنا سلم بن جنادة قال سمعت أحمد بن بشير قال حدثنا الأعمش عن
سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعبد رجل في
صومعة، فمطرت السماء، فأشبت الأرض فرأى حمارا له يرعى فقال: يا رب لو كان
لك حمارا رعيته مع حماري، فبلغ ذلك نبيا من أنبياء بني إسرائيل فأراد أن يدعو عليه
فأوحى الله إليه: إنما أجازي العباد على قدر عقولهم.
قال ابن عدي: وهذا حديث منكر. لا يرويه بهذا الإسناد غير أحمد بن بشير. وقد
روى هذا الحديث الحسين بن عبد الأول عن أحمد بن بشير.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي. وأخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا
عبد الله بن عدي أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني - بمصر. قالا:
حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا أحمد بن مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن
بريدة عن أبيه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو وزنت دموع آدم بدموع ولده، لرجحت
دموعه على جميع دموع ولده ". واللفظ للماليني.
قال ابن عدي: وهذا الحديث لم يأت به عن مسعر موصولا غير أحمد بن بشير،
266

وعن أحمد بن بشير غير يحيى بن سليمان، فلا أدرى الوهم من أحمد أو من يحيى؟
وأكثر ظني أنه من أحمد.
حدثناه جعفر بن محمد الفريابي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحدثنا محمد بن علي
الحفار حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع. قالا: حدثنا أحمد بن بشير قال حدثنا
مسعر حدثني علقمة بن مرثد عن ابن بريدة قال: لو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء
داود ما عدله، ولو عدل بكاء داود وبكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أهبط إلى
الأرض ما عدله.
قال ابن عدي: وهذان الحديثان أنكر ما روى لأحمد بن بشير، وله أحاديث أخر
قريبة من هذين.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا محمد بن حميد المخرمي حدثنا
على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده سألته - يعنى يحيى بن
معين - عن أحمد بن بشير مولى عمرو بن حريث فقال: قد رأيته وكتبت عنه، لم
يكن به بأس، إلا أنه كان يقين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا زهير أنبأنا
عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: أحمد بن بشير هو مولى عمرو
ابن حريث وكان بعين وليس بحديثه بأس.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي
العباس بن سعيد قال حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال سمعت ابن نمير -
وسئل عن أحمد بن بشير - فقال: كان صدوقا حسن المعرفة بأيام الناس، حسن
الفهم، وكان رأسا في الشعوبية أستاذا يخاصم فيها، فوضعه ذاك عند الناس.
قرأت في كتاب أبى الحسن الدارقطني بخطه وحدثنيه أحمد بن محمد العتيقي
عنه. قال: أحمد بن بشير مولى عمرو بن حريث كوفي ضعيف يعتبر بحديثه.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا جعفر الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي. قال: توفى سنة سبع وتسعين ومائة أخبرت أنه مات أحمد بن بشير.
أخبرنا أبو الفرج الطناجيري أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي
267

أخبرنا محمد بن محمد بن عتبة السيباني. قال قال أبو بشر هارون بن حاتم
التميمي: ومات أحمد بن بشير في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة.
1970 - أحمد بن بشير، أبو جعفر المؤدب:
حدث عن عطاء بن المبارك. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم
الهاشمي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا أبو جعفر المؤدب أحمد بن
بشير في جنازة بشر بن الحارث حدثنا عطاء بن المبارك قال قال بعض العباد: لما
علمت أن ربى يحاسبني زال عنى حزني لأن الكريم إذا حاسب عبده تفضل.
1971 - أحمد بن البراء بن المبارك، العبدي، أبو بكر المقرئ، والد محمد:
حدث عن عمرو بن الأزهر العتكي ويعلى بن عبيد الطنافسي. روى عنه ابنه أبو
الحسن محمد، وإسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي.
أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار وعلي بن أحمد الرزاز. قالا: حدثنا
عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن أحمد البراء العبدي حدثنا أبي عن عمرو بن
الأزهر عن يونس عن الحسن قال قال لقمان لابنه: يا بنى إياك والدين فإنه ذل النهار
وهم الليل.
1972 - أحمد بن بديل بن قريش بن الحارث، أبو جعفر اليامي الكوفي:
سمع أبا بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ومحمد بن
فضيل ووكيعا، وعبد الرحمن المحاربي، وأبا معاوية الضرير، ومفضل بن صالح،
وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وإبراهيم بن عيينة. وكان من أهل العلم والفضل، ولى
قضاء الكوفة قبل إبراهيم بن أبي العنبس، وتقلد أيضا قضاء همذان، وورد بغداد
وحدث بها فروى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني، ويحيى بن محمد بن صاعد
وإبراهيم بن حماد القاضي، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وعلي بن عيسى
الوزير، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني حدثنا صالح بن أحمد الحافظ.
268

قال: أحمد بن بديل بن قريش اليامي أبو جعفر الكوفي قاضي همذان، كتب عنه أبو
حاتم - يعنى الرازي - قال عبد الرحمن ابنه: قدمنا همذان وهو قاضيها فلم يقض
لنا السماع منه ومحله الصدق. قال صالح: وبلغني أنه كان يسمى بالكوفة راهب
الكوفة، فلما تقلد القضاء. قال: خذلت على كبر السن، خذلت على كبر السن. مع
عفته وصيانته! أخبرنا البرقاني أخبرنا على بن عمر حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن عن أبيه: ثم حدثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد
الله قال ناولني عبد الكريم - وكتب لي بخط يده. قال سمعت أبي يقول: أحمد بن
بديل كوفي لا بأس به.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد. قال.
أحمد بن بديل اليامي كوفي، رأيت إبراهيم بن إسحاق الصواف، ومحمد بن عبد الله
ابن سليمان، وداود بن يحيى لا يرضونه.
حدثني الأزهري قال سئل أبو الحسن الدارقطني عن أحمد بن بديل فقال: فيه لين.
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي قال: أحمد بن بديل اليامي
الكوفي، حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه.
فمما أنكر عليه حديث.
أخبرناه أبو بكر البرقاني قال. قرأت على أبى حاتم محمد بن يعقوب الهروي
حدثكم النضر بن محمد. قال. قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي
حدثكم النضر محمد. قال وقرأت على أبى حفص بن الزيات مرارا حدثكم عمر
ابن محمد بن نصر الكاغدي. قال وقرأت على أبى الحسن الدارقطني حدثكم إبراهيم
ابن حماد وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى وأحمد بن عبد الله الوكيل. قالوا:
حدثنا أحمد بن بديل - قال النضر قاضي - همذان حدثنا حفص بن غياث عن عبيد
الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب بقل يا أيها الكافرون،
وقل هو الله أحد.
قال النضر: ذكرت هذا الحديث لأبي زرعة - يعنى الرازي - فقال: من حدثك
به؟ قلت: ابن بديل قال: شر له. قال البرقاني قال لنا الدارقطني: تفرد به حفص بن
غياث عن عبيد الله.
أخبرنا علي بن أبي على أخبرنا أبي قال حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن صالح
الهاشمي حدثني القاضي أبو عمر - يعنى محمد بن يوسف - وأبو عبد الله المحاملي
269

القاضي وأبو الحسن على بن العباس النوبختي الكاتب. قالوا: حدثنا أبو القاسم عبيد
الله بن سليمان. قال: كنت أكتب لموسى بن بغا، وكنا بالري، وقاضيها إذ ذاك أحمد
ابن بديل الكوفي، فاحتاج موسى أن يجمع ضيعة هناك كان فيها سهام ويعمرها،
وكان فيها سهم ليتيم، فصرت إلى أحمد بن بديل - أو فاستحضرت أحمد بن بديل
- وخاطبته في أن يبيع علينا حصة اليتيم ويأخذ الثمن فامتنع وقال: ما باليتيم حاجة
إلى البيع، ولا آمن أن أبيع ماله وهو مستغن عنه فيحدث على المال حادثة فأكون قد
ضيعته عليه. فقلت: إنا نعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها، فقال: ما هذا لي بعذر
في البيع. والصورة في المال إذا أكثر مثلها إذا قل. قال: فأدركته بكل لون وهو يمتنع.
فأضجرني فقلت له: أيها القاضي ألا تفعل؟ فإنه موسى بن بغا! فقال لي: أعزك الله
إنه الله تبارك وتعالى! قال فاستحييت من الله أن أعاوده بعد ذلك. وفارقته فدخلت
على موسى، فقال: ما عملت في الضيعة؟ فقصصت عليه الحديث، فلما سمع أنه الله
بكى، وما زال يكررها ثم قال: لا تعرض لهذه الضيعة وانظر في أمر هذا الشيخ
الصالح. فإن كانت له حاجة فاقضها. قال فأحضرته وقلت له: إن الأمير قد أعفاك
من أمر الضيعة، وذلك أنى شرحت له ما جرى بيننا، وهو يعرض عليك قضاء
حوائجك. قال: فدعا له وقال: هذا الفعل أحفظ لنعمته، ومالي حاجة [إلا] إدرار
رزقي فقد تأخر منذ شهور وأضرني ذلك. قال: فأطلقت له جاريه.
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا صالح بن أحمد الحافظ حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن عمروس - إملاء - قال سمعت أحمد بن بديل الكوفي -
قاضيها. قال: بعث إلى المعتز رسولا بعد رسول، فلبست كمتى ولبست نعلي طاق
فأتيت بابه فقال الحاجب: يا شيخ [اخلع] نعليك، فلم ألتفت إليه فدخلت إلى
الثالث فقال: يا شيخ نعليك فقلت: أبا لواد المقدس أنا فأخلع نعلي؟! فدخلت بنعلي
فرفع مجلسي وجلست على مصلاه فقال: أتعبناك. أبا جعفر؟ فقلت أتعبتني
وأذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عنى؟ فقال: ما أردنا إلا الخير أردنا نسمع العلم.
فقلت وتسمع العلم أيضا؟ إلا جئتني، فإن العلم يؤتى. قال: نعتب أبا جعفر. قلت له:
خلبتني بحسن أدبك، اكتب. قال: فأخذ الكاتب القرطاس والدواة فقلت له:
270

أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد؟ قال: فيم نكتب؟ قلت: في رق
بحبر، فجاؤوا برق وحبر، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب فقلت: اكتب بخطك، فأومأ
إلى أنه لا يكتب، فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه، فسأله ابن البنا أو ابن
النعمان أي حديثين؟ فقال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من استرعى رعية فلم يحطها
بالنصيحة، حرم الله عليه الجنة ". والثاني: " ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم
القيامة مغلولا ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي. قال: مات أحمد بن بديل اليامي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
1973 - أحمد بن بشار بن عبد الله بن عمر بن عامر، الصيرفي:
حدث عن أبي حفص العبدي، وإسحاق بن نجيح الملطي، ونصر بن حماد
الوراق. روى عنه على بن محمد بن خالد المطرز، وعبد الله بن إسحاق المدائني،
وصالح بن أحمد أبى مقاتل ومحمد بن هارون بن المجدر.
أخبرنا على بن الحسن أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا
أبو بكر محمد بن هارون بن المجدر حدثنا أحمد بن بشار الصيرفي حدثنا أبو حفص
العبدي حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن سليمان بشار عن أبي هريرة. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ".
1974 - أحمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن
دعامة، أبو العباس الأنباري:
عم قاسم بن محمد بن بشار. حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي روى عنه
ابن ابن أخيه أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد الأنباري.
271

1975 - أحمد بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة، الذهلي:
حدث عن علي بن الجعد. وعاصم بن علي، وأبى بلال الأشعري، وهو أخو نصر
ابن بجير جد القاضي أبى العباس أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي.
ذكره أبو الحسن الدارقطني في كتاب " المؤتلف والمختلف ".
1976 - أحمد بن بشر بن عبد الوهاب، أبو طاهر الدمشقي:
قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن بن بنت
شرحبيل، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وأبى نعيم الضبي، وأحمد بن عمرو بن
السرح، ومحمد بن صدقة الجبلاني، وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد،
ومحمد بن عبد الملك التاريخي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار،
ومحمد بن عمرو الرزاز.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال وجدت في كتاب جدي بخط
يده: حدثنا أحمد بن بشر بن عبد الوهاب أبو الطاهر الدمشقي حدثني محمد بن
صدقة الجبلاني حدثنا ابن حميد حدثني الأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام عن
رجاء بن حياة: قال: دخل معاوية بن أبي سفيان على أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد ورأسه ينطف الماء. قال: ألا أراه يصلى
هكذا؟ قالت! نعم. وهو الثوب الذي كان فيه ما كان.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز حدثنا
محمد بن عمرو بن البختري الرزاز - إملاء - حدثنا أبو طاهر الدمشقي أحمد بن
بشر بن عبد الوهاب حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل حدثنا عبد الله
ابن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن
جبير بن نفير عن أبيه جبير بن بشر الحضرمي عن النواس بن سمعان الكلابي. قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يأجوج ومأجوج فقال: " يستوقد المسلمون من جعابهم
ونشابهم وتراسهم وقسيهم سبع سنين ". أنبأناه على بن محمد بن عبد الله المعدل من
أصل كتابه. أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز حدثنا بشر بن عبد الوهاب الدمشقي -
فذكر مثله سواء. والصواب أحمد بن بشر بن عبد الوهاب كما قدمنا.
272

أخبرنا على بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن
سعيد. قال: محمد بن بشر بن عبد الوهاب الدمشقي أبو الطاهر، سمع سليمان بن
عبد الرحمن، وأباه، وهشام بن عمار، وهذه الطبقة. سمعت عبد الله بن أحمد يثنى
عليه ويوثقه. هكذا سماه ابن سعيد محمدا وإنما هو أحمد.
1977 - أحمد بن بشر بن سعد، أبو علي المرثدي:
سمع على بن الجعد، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن أيوب العابد، وأحمد بن
جميل المروزي، وعبيد بن يعيش، وأبا علقمة الفروي. روى عنه أبو عمرو بن
السماك، وعبد الصمد على الطستي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أخبرنا طلحة بن علي الكتاني أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا أحمد
ابن بشر المرثدي حدثنا أبو علقمة - بالمدينة - حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز
الماجشون عن خالد الزنجي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة ".
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي
العباس بن سعيد. قال: أحمد بن بشر بن سعد أبو على المرثدي. سمعت عبد
الرحمن بن يوسف - يعنى بن خراش - يثنى عليه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادى وأنا أسمع. قال: وأحمد بن بشر المرثدي أبو على أحد الثقات.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. وأخبرنا ابن عبد الواحد
حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قالا: مات أحمد بن
بشر المرثدي في صفر سنة ست وثمانين ومائتين.
1978 - أحمد بن بشر بن سعد بن أيوب، الطيالسي:
سمع يحيى بن معين، وسليمان بن أيوب صاحب البصري، وعبيد الله بن معاذ
273

العنبري، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ونوح بن حبيب القومسي. روى عنه على
ابن إبراهيم بن حماد القاضي، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي، وغيرهما.
أخبرني على بن أحمد الرزاز أخبرنا على بن إبراهيم بن حماد الأزدي حدثنا أبو
أيوب أحمد بن بشر الطيالسي حدثنا نوح بن حبيب حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن
عبد الملك بن عمير قال سمعت ابن الزبير يقول سمعت عمر بن الخطاب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، ومن ساءته سيئته،
وسرته حسنته، فذاكم مؤمن ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
- وأنا أسمع قال: وأبو أيوب الطيالسي نفل أمره بناحيتنا، ثم انتقل إلى تخوم
الرصافة. وهناك مات، كتب الناس عنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات أبو
أيوب الطيالسي - أحمد بن بشر - في شوال سنة خمس وتسعين ومائتين،
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: توفى أبو أيوب أحمد
ابن بشر بن سعد الطيالسي في شوال سنة خمس وتسعين ومائتين، ولم يخضب. وكان
قليل العلم بالحديث محمقا، ولم يطعن عليه في السماع.
1979 - أحمد بن بشر أبو العباس، البزاز:
روى أبو القاسم بن الثلاج عنه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وذكر: أنه
سمع منه في جامع المدينة.
1980 - أحمد بن بشر بن سعيد، أبو بكر الحرقي:
روى عن أبي روق الهزاني، وأبى على عبيد الله بن جعفر بن الرازي. حدثنا عنه
أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق خازن العلم.
274

1981 - أحمد بن بكر الوراق:
حدث عن هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الوهاب بن فليح المكي، وغيرهما.
روى عنه أبو عمرو بن السماك.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن بكر
الوراق حدثنا عبد الرحمن بن خالد القطان حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سويد أبو
حاتم حدثنا عياش بن عياش عن عمرو بن زيد عن أبي مسلم رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قلت: يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة. قال: " أحية
والدتك؟ فبرها فتكون قريبا من الجنة ". قلت: ليس لي والدة. قال: " فأطعم الطعام
وأطب الكلام ".
1982 - أحمد بن بكر بن يونس بن الخليل، أبو بكر المؤدب الربضي:
وهو مروزي الأصل. حدث عن علي بن الجعد، ويحيى بن الحماني، وعبد الرحيم
ابن يحيى الأرمني. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار أخبرنا محمد بن عبد الله
الشافعي حدثنا أبو بكر أحمد بن بكر بن يونس الربضي المؤدب حدثنا يحيى الحماني
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التميمي عن أم
كلثوم ابنة العباس عن العباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اقشعر جلد العبد من
خشية الله، تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها ".
1983 - أحمد بن بختويه، أبو جعفر:
حدث عن خلف بن هشام البزاز. روى عنه أبو عيسى بن قطن السمسار.
1984 - أحمد بن بست، أبو حامد البستي:
قدم بغداد وحدث بهم عن محمد بن عبيد الله القردواني، روى عنه جعفر بن
محمد بن الحكم المؤدب الواسطي.
275

1985 - أحمد بن بكران بن شاذان، أبو العباس النخاس:
حدث عن عمرو بن علي الفلاس، وأبى الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وعمر
ابن شبة البختري، وعلي بن حرب الطائي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو
القاسم بن الثلاج وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثني أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور بن
الحجاج - من لفظه - حدثنا أبو العباس أحمد بن بكران بن شاذان النخاس، ثقة.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح حدثنا على بن عمر الدارقطني حدثنا أبو العباس
أحمد بن بكران بن شاذان النخاس، وكان ضعيفا.
1986 - أحمد بن بكران بن الحسين، أبو بكر الزجاج النحوي:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي. كتب عنه محمد بن علي الإيادي. وذكر
أنه سمع منه في سنة خمس وثلاثمائة.
1987 - أحمد بن بندار بن إسحاق، أبو عمرو الهمذاني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حاتم الرازي، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل. روى
عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن النخاس المقرئ.
أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي القاسم بن النخاس حدثكم أحمد بن بندار بن
إسحاق. قال: وراق ثقة.
1988 - أحمد بن بكرون بن عبد الله، أبو العباس العطار الدسكري:
سمع محمد بن أحمد الهاشمي المصيصي، وأبا طاهر المخلص. كتبت عنه
بدسكرة الملك في رحلتي إلى خراسان، وذلك في رجب سنة خمس عشرة وأربعمائة
وما علمت به بأسا.
276

أخبرنا أحمد بن بكرون الدسكري حدثنا القاضي محمد بن أحمد الهاشمي
المصيصي بالدسكرة حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي - من أهل
بيت لهيا - حدثني أبي عن أبيه عن ابن عمرو - يعنى الأوزاعي - عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده. قال. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تنتفوا الشيب فإنه
نور الإسلام، وما من عبد يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة ".
هكذا حدثناه ابن بكرون، وهذا الهاشمي إنما يروى عن ابن جوصا وطبقته، وكان
ضعيفا.
وقد تقدم ذكره في باب المحمدين، وروايته عن أحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة مستمليه فالله أعلم.
سألت بعض أهل الدسكرة عن ابن بكرون في المحرم من سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة. فقال: مات منذ سنتين أو ثلاث - شك في ذلك.
* * *
حرف التاء [من آباء الأحمدين]
1989 - أحمد بن تميم، أبو بكر:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان ينزل في جوار محمد بن مخلد العطار، وأنه
حدثه عن موسى بن إسحاق الأنصاري.
* * *
حرف الثاء [من آباء الأحمدين]
1990 - أحمد بن ثابت بن أحمد بن بقية، أبو الطيب الكاتب:
من أهل واسط. نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن مسلمة، وسعيد بن محمد
ابن سنان الواسطيين، ومحمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي، وأحمد بن أبي عوف
البزوري، حدثنا عنه محمد بن أحمد بن رزق، وعبد الله بن يحيى السكري، وعلى
277

ابن أحمد الرزاز، وطلحة بن علي الكتاني، وعبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني،
وذكر لنا السكري أنه سمع منه في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
أخبرنا على بن أحمد الرزاز حدثنا أبو الطيب أحمد بن ثابت بن بقية الواسطي
حدثنا محمد بن مسلمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه
وصلها ".
غريب من حديث شعبة عن قتادة عن أنس، لم أكتبه إلا بهذا الاسناد.
* * *
حرف الجيم [من آباء الأحمدين]
1991 - أحمد بن جعفر، أبو عبد الرحمن الضرير الوكيعي:
سمع وكيع بن الجراح، وأبا معاوية [الضرير محمد بن خازم]. وحفص بن
غياث. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأحمد بن القاسم الأنماطي.
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد أخبرنا عمر بن جعفر بن سلم
الختلي حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه
تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ".
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز أخبرنا أبو أيوب
الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول. قال أحمد بن حنبل لأحمد بن جعفر
الوكيعي: يا أبا عبد الرحمن إني لأحبك.
حدثنا يحيى عن ثور عن حبيب بن عبيد عن المقدام. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا
أحب أحدكم أخاه فليعلمه ".
278

أخبرني أبو بكر البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمى حدثنا محمد
ابن علي الإيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثني أحمد بن محمد قال قال أبو
نعيم: ما رأيت ضريرا أحفظ من أحمد بن جعفر الوكيعي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه
- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
يقول: كان أبو عبد الرحمن الوكيعي يحفظ العلم على الوجه.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن جعفر
الوكيعي ثقة، وابنه محمد ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أبو أيوب سليمان
ابن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا عبد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
العكبري حدثني محمد بن أيوب بن المعافى قال قال إبراهيم الحربي: مات الوكيعي
ببغداد سنة خمس عشرة - يعنى ومائتين.
وقال إبراهيم: عرضت عليه " مسند بن أبي شيبة " كله، وكان يذكر الحديث
فأسأله عنه فيقول: ما سمعت هذا من محدث. وإنما سمعتكم يوم الجمعة تذكرونه.
قال إبراهيم: وكان الوكيعي يحفظ مائة ألف حديث، ما أحسبه سمع حديثا قط إلا
حفظه.
1992 - أحمد بن جعفر بن سلم، أبو جعفر، يعرف بالجمال:
حدث عن عبد الوهاب بن عطاء وعبيد الله بن موسى. ومكي بن إبراهيم،
وسليمان بن عيسى السجزي وغيرهم. وكان مسافرا إلى بلاد خراسان، وحدث بها
فحصلت رواياته هناك، ولا أعرف للبغداديين عنه رواية.
قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد الأندلسي. قال: أحمد بن جعفر
البغدادي لا بأس بروايته، دخل سمرقند وحدث بها عن محمد بن سهل الغزال،
279

والفتح بن عبيد السمرقنديان، وحمدان بن جابر الشاشي، وأبو عبد الرحمن بن أبي
الليث البخاري، وعمران بن موسى السختياني الجرجاني، وغيرهم.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - وأخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي - قراءة -
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري حدثنا محمد بن يوسف بن
ردام قال حدثنا عبد الله عبيد الله الشيباني. قالا: حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم
البغدادي حدثنا سليمان بن عيسى حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " من تمنى الغلاء على أمتي ليلة أحبط الله عمله أربعين سنة ".
زاد السعدي قال سليمان " يعنى في الطعام ".
منكر جدا، لا أعلم رواه غير سليمان بن عيسى السجزي، وكان كذابا يضع
الحديث.
1993 - احمد أمير المؤمنين المعتمد على الله بن جعفر المتوكل بن محمد
المعتصم بن الرشيد، ويكنى أبا العباس:
ولى الخلافة بعد المهتدى بالله، وكان مولده بسر من رأى.
وأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق أخبرنا محمد بن أحمد المفيد حدثنا أبو بشر
الدولابي قال سمعت أبا جعفر محمد بن الأزهر الكاتب. قال: ولد أحمد بن المعتمد
على الله بسر من رأى سنة تسع وعشرين ومائتين، وأمه أم ولد يقال لها فتيان رومية.
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة.
قال: كانت البيعة للمعتمد على الله - وهو أحمد بن جعفر المتوكل على الله بن
المعتصم بالله بن الرشيد بن المهتدى بن المنصور بن محمد الكامل بن علي السجاد بن
عبد الله الحبر والبحر، وترجمان القرآن ابن العباس، سيد العمومة ذي الرأي
والمستسقى به، ابن عبد المطلب، وهو شيبة الحمد، عمرو، وهو مطعم الثريد، وبذلك
سمى هاشما لهشمه الثريد ابن عبد مناف - يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من
رجب سنة ست وخمسين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا عمر بن
280

حفص السدوسي. قال: وبويع أحمد بن المتوكل المعتمد على الله يوم الثلاثاء لأربع
عشرة بقين من رجب سنة ست وخمسين ومائتين. وأمه أم ولد يقال لها فتيان، وقدم
المعتمد بغداد يوم السبت ارتفاع النهار لعشر خلون من جمادى الآخرة، ونزل
الشماسية فأقام بها السبت والأحد والاثنين والثلاثاء، ودخل يوم الأربعاء بغداد
فعبرها مارا يريد الزعفرانية لحرب الصفار، وكان يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من
جمادى الآخرة. ولأربع عشرة في أدار سنة اثنتين وستين ومائتين، فكانت الحرب بين
أمير المؤمنين والصفار (بسيب بنى كوما) يوم الأحد العاشر من رجب والتاسع من
نيسان مع الظهر إلى الليل سنة اثنتين وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء. وأقبل يعقوب بن الليث - يعنى الصفار - وخرج المعتمد إليه والتقى
الجيشان باضطربد بين سيب بنى كوما ودير العاقول، فهزم يعقوب أقبح هزيمة،
وذلك في رجب يوم الشعانين.
قال محمد بن أبي عون البلخي:
لله ما يومنا يوم الشعانين * فض الإله به جيش الملاعين
وطار بالناكث الصفار منشمر * كأنما بعره غسل السراجين
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا على بن أحمد بن أبي قيس حدثنا
عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. قال: ومات المعتمد على الله ليلة الاثنين لإحدى
عشرة بقين من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين فجأة ببغداد، وحمل إلى سر من رأى
فدفن فيها، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام. كذا في الأصل والصواب
وثلاثة أيام. قال: وكان أسمر رقيق اللون، أعين، خفيفا، لطيف اللحية جميلا، ولد
سنة تسع وعشرين ومائتين في أولها.
1994 - أحمد بن جعفر البغدادي:
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم. وقال: قدم الري، فروى عن شريح بن يونس
ونحوه. روى عنه الفضل بن شاذان المقرئ ووثقه. سمعت الفضل يقول: هو ثقة
صدوق.
281

1995 - أحمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر، أبو العباس السامري،
أخو أبى بكر الخرائطي:
حدث عن أحمد بن بديل اليامي، وعلي بن حرب، وأحمد بن منصور الرمادي،
وسعدان بن يزيد، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس الدوري، ونحوهم. روى عنه
أخوه أبو بكر، والحسن بن رشيق المقرئ. وذكر ابن رشيق أنه سمع منه بالرملة، وهو
صاحب أخبار وحكايات.
أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن علي
الكندي بمكة حدثنا محمد بن جعفر الخرايطي حدثنا أحمد بن جعفر أخي
حدثنا أحمد بن بديل حدثنا أسباط بن محمد حدثنا مطرف بن عبد الله عن أبي
إسحاق عن ابن سعد. قال: فرض عمر بن الخطاب لأمهات المؤمنين عشرة آلاف
عشرة آلاف، وزاد عائشة الفين وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جويرية ابنة
الحارث، وصفية [بنت حيى] فإنه فرض لهما ستة آلاف.
1996 - أحمد بن جعفر بن محمد، أبو بكر البزاز:
سكن حلب وحدث بها عن سوار بن عبد الله القاضي، وحميد بن زنجويه النسائي،
ومحمد بن عبد الله المخرمي، وزيد بن أخزم الطائي، ويحيى بن محمد بن السكن
البزار، ويعقوب الدورقي. روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ النيسابوري،
وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله الأزهري، وأبو الفضل
الشيباني.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر الوزان البغدادي - نزيل حلب - حدثنا يحيى
ابن محمد بن السكن حدثنا حبان بن هلال حدثنا مبارك بن فضالة عن عبد الله بن
سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أحبكم إلى
وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى
282

مجلسا يوم القيامة، الثرثارون المتشدقون المتفيهقون ". قالوا: يا رسول الله قد علمنا ما
الثرثارون وما المتشدقون؟ قال: " المتكبرون ".
1997 - أحمد بن جعفر بن محمد بن المثنى بن محمد بن عبد الله بن بشر،
أبو العباس الوراق:
بلخي الأصل سمع محمد بن سليمان لوينا، وقاسم بن يزيد المقرئ وعمرو بن علي
الصيرفي، وعلي بن مسلم الطوسي، وأبا السايب سلم بن جنادة الكوفي.. روى
عنه أبو الفضل الزهري، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر المقرئ الأصبهاني، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأنا على أبى الحسين بن مظفر حدثكم أبو
العباس أحمد بن جعفر بن محمد بن المثنى البلخي حدثنا على بن مسلم حدثنا أبو
داود حدثنا شعبة أخبرني محمد بن النعمان قال سمعت طلحة اليامي عن رجل عن
أخت عبد الله بن رواحة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وجب الخروج على كل ذات
نطاق في العيدين ".
أخبرني البرقاني حدثني أبو أحمد الحافظ أخبرنا أبو العباس أحمد بن جعفر
البلخي ببغداد وكان ثقة.
1998 - أحمد بن جعفر، أبو حامد المستملي:
حدث عن محمد بن يحيى الأزدي. روى عنه عبد الصمد الطستي.
1999 - أحمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الهيثم، أبو علي الثعلبي
الدوري، يعرف بابن وجه الشاة:
حدث عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم العلوي، وأبى خلاد سليمان بن خلاد،
والحسن بن إسحاق بن يزيد العطار. روى عنه محمد بن المظفر وغيره.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا
283

أحمد بن جعفر الدوري الثعلبي أبو على حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن
موسى بن جعفر بن محمد أخبرني الحسن بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه
موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه على بن الحسين عن
الحسين بن علي عن علي. قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القرآن. فقال لي: يا علي
كلام الله غير مخلوق ".
2000 - أحمد بن جعفر، الكاتب الأنباري:
روى أبو الفضل الشيباني عنه عن الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار حديثا أخبر
فيه الحسن بن أبي طالب.
حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الكوفي حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
الهيثم الثعلبي - ببغداد - وأحمد بن جعفر الكاتب - بالأنبار - قالا: حدثنا الحسن
ابن إسحاق العطار حدثنا الفيض بن الفضل البجلي.
وأخبرنا على بن يحيى بن جعفر الإمام - بأصبهان - أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني حدثنا حفص بن عمر الرقي حدثنا فيض بن الفضل حدثنا مسعر عن عطية
عن أبي سعيد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الدرجات العلى ليرون من أسفل
منهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم،
وأنعما ". لفظ حديث ابن أبي طالب.
2001 - أحمد بن جعفر بن محمد بن سعيد، أبو حامد الأشعري
الأصبهاني:
حدث بأصبهان، وببغداد، وواسط، عن محمد بن سليمان لوين، وحفص بن
عمر المهرقاني. روى عنه عبد الباقي بن قانع. ومحمد بن أحمد بن موسى
الياسري.
284

قال لي أبو نعيم الحافظ: توفى أحمد بن جعفر بن محمد بن سعيد أبو حامد
الأشعري سنة سبع عشرة وثلاثمائة في رجب.
وقال أبو نعيم أيضا: قال أبو محمد بن حبان: ارتحل إلى العراق بضع عشرة رحلة،
ورأيته ببغداد، ونسبه ابن حبان إلى الضعف، وألقى حديثه.
2002 - أحمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن سمي، أبو بكر الناقد:
حدث عن الحسن بن عرفة، وأبى يحيى محمد بن سعيد العطار، ويحيى بن أبي
طالب. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي، ويوسف بن عمر القواس. وذكر
يوسف أنه سمع منه في سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
2003 - أحمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر الخياش:
من أهل مصر، قدم بغداد وحدث بها عن المقدام بن داود، وأحمد بن محمد بن
رشدين، ومحمد بن عبد الله بن حكيم وغيرهم من المصريين. روى عنه القاضي أبو
الحسن الجراحي، ومحمد بن عبد الله الأبهري، وأبو الحسن الدارقطني.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال: وأما الحبشي فهو
شيخ من أهل مصر كتبنا عنه، كان شيخا صالحا يكنى أبا بكر أحمد بن جعفر
الحبشي، يحدث عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد، وعبيد بن رحال، ويحيى
ابن أيوب العلاف، وأبى عبد الرحمن النسائي، وغيرهم من المصريين. وكتب أيضا
عن البغداديين والبصريين، كتب عن أبي يحيى الساجي، ومحمد بن الحسين بن
مكرم، وعبدان الأهوازي، وإسحاق بن خالويه، وغيرهم. ويعرف أيضا بأبي بكر
الخياش، كان من الثقات.
2004 - أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، أبو الحسن
النديم المعروف بجحظة:
كان حسن الأدب، كثير الرواية للأخبار، متصرفا في فنون جمة، عارفا من العلوم
285

بصناعة النجوم، حافظا لأطراف من النحو واللغة، مليح الشعر، مقبول الألفاظ،
حاضر النادرة، وأما صنعته في الغناء فلم يلحقه فيها أحد. روى عنه شيئا من أخباره
وبعض شعره أبو الفرج على بن الحسين الأصبهاني، وأبو عمر بن حيويه، والمعافى بن
زكريا، وأبو الحسن بن الجندي، وغيرهم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال حدثنا عبد الله بن محمد
المزي بواسط قال قال جحظة سمعت أحمد بن المأمون يقول سمعت أبي يقول
سمعت على بن موسى يقول حدثنا أبو موسى بن جعفر. قال قال جعفر بن محمد:
صحبة الرجل لأخيه عشرين أبو أربعين يوما نسبة.
أخبرنا على بن المحسن المعدل حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سليمان
الكاتب حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر البرمكي. قال أنشدني عبيد الله بن عبد الله
ابن طاهر قولي:
قد نادت الدنيا على نفسها * لو كان في العالم من يسمع
كم واثق بالعمر واريته * وجامع بددت ما يجمع
فقال لي: نهيك إلى الزمان الكمال.
وقال الحسين: أخبرنا أبو الحسن جحظة:
قال قلت للبحتري: قد هجوتك، قال: تقول ماذا؟ قال قلت:
البحتري أبو عباده * بيت الفهاهة والبلادة
فقال لي: اذهب فقد وهبتك لسلفك، فقد كان لهم على حق.
أخبرنا الحسن بن أبي القاسم قال قال أبو الفرج على بن الحسين الأصبهاني:
حدثني جحظة قال كتبت إلى الفطن الشاعر:
ماذا ترى في جدي * وبرمة وموارد
وقهوة ذات لون * تحكى خدود الخرايد
ومسمع يتغنى * من آل يحيى بن خالد
إن المضيع لهذا * نزر المروءة بارد
فكتب إلى: نعم! هو كذاك وأمه زانية، ووافاني.
أخبرنا علي بن أبي على البصري حدثنا أبي حدثني أبو الفرج المعروف بالأصبهاني -
من حفظه - قال حدثني جحظة. قال: اتصلت على إضافة أنفقت فيها كل ما كنت
286

أملكه حتى بقيت ليس في داري غير البواري، فأصبحت يوما وأنا أفلس من طنبور
بلا وتر، كما يقال في المثل، فكرت كيف أعمل! فوقع لي أن أكتب إلى محبرة ابن
أبي عباد الكاتب - وكنت أجاوره، وكان قد ترك التصرف قبل ذلك بسنين ولزم
بيته، وحالفه النقرس فأزمنه حتى صار لا يتمكن من التصرف إلا محمولا على الأيدي
أو في محفة، وكان مع ذلك على غاية الظرف وكبر النفس وعظم النعمة، ومواصلة
الشرب والقصف - وأن أتطايب عليه ليدعوني وآخذ منه ما أنفقه مدة وكتبت إليه:
ماذا ترى في جدي * وفى غضار موارد
ومسمع ليس يخطي * من نسل يحيى بن خالد؟
فما شعرت إلا بمحفة محبرة يحملها غلمانه إلى داري وأنا جالس على بابي، فقلت
له: لم جئت ومن دعاك؟ قال: أنت. فقلت له: إنما قلت لك ماذا ترى في هذا،
وعنيت في بيتك، وما قلت لك أنه في بيتي، وبيتي والله أفرغ من فؤاد أم موسى.
فقال: الآن قد جئت ولا أرجع، ولكن أدخل إليك وأستدعي من داري ما أريد.
قلت: ذاك إليك. فدخل فلم ير في بيتي الإبارية. فقال: يا أبا الحسن هذا والله فقر
يصيح هذا ضر مدمع، ما هذا؟ فقلت: هو ما ترى. فأنفذ إلى داره فاستدعى فرشا،
وآلة، وقماشا، وغلمانا، وجاء فراشوه ففرشوا ذلك، وجاؤا من الصفر والشمع
وغير ذلك بما يحتاج إليه، وجاء طباخه بما كان في مطبخه، وهو شئ كثير بآلات
ذلك، وحاشر ابنه بالصواني والمخروط والفاكهة وآلة التبخير والبخور، وألوان
الأنبذة، وجلس يومه ذلك وليلته عندي يشرب على غنائي وعلى غناء مغنية أحضرتها
له كنت آلفها، فلما كان مع غد سلم إلى غلامه كيسا فيه ألفا درهم، ورزمة ثياب
صحاح، ومقطوعة من مفاخر الثياب، واستدعى محفته فجلس، وشيعته. فلما بلغ آخر
الصحن قال: مكانك يا أبا الحسن احفظ بابك، فكل ما في ذلك لك فلا تدع أحدا
يحمل منه شيئا، وقال: للغلمان اخرجوا فخرجوا بين يديه وأغلقت الباب على قماش
بألوف كثيرة!
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنشدنا محمد بن العباس الخزاز قال أنشد أبى
جحظة البرمكي لنفسه وأنا حاضر:
لي صديق عدمته من صديق * أبدا يلقني بوجه صفيق
قوله إن شدوت أحسنت عندي * وبأحسنت لا يباع الدقيق
أخبرني على بن المحسن قال حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب أنشدني
287

أبو الحسن بن حنش الكاتب. قال: دعا أبى جحظة في بعض الأيام فلما حضر ودخل
الدار وقعت عينه على عين أبى، فقال:
ولما أتاني منك الرسول * تركت الذي كنت فدعوته
وأقبلت نحوك مستعجلا * كأني جوادك في سرعته
وقال قال لنا جحظة: صك لي بعض الملوك بصك، فترددت إلى الجهبذ في قبضه،
فلما طالت مدافعته كتبت إليه:
إذا كانت صلاتكم رقاعا * تخطط بالأنامل والأكف
ولم تجد الرقاع على نفعا * فها خطى خذوه بألف ألف
قال وشرب أبى دواء فكتب إليه جحظة يسأله عن حاله - رقعة كان فيها:
أبن لي كيف أمسيت * وما كان من الحال؟
وكم سارت بك الناقة * نحو المبرك الخالي؟
قلت، وفى غير هذه الرواية أن أبا بكر الصنوبري شرب بحلب دواء، فكتبت إليه
صديق له بهذين البيتين، فأجابه الصنوبري:
كتبت إليك والنعلان ما إن * أقيلهما من السير العنيف
فإن رمت الجواب إلى فاكتب * على العنوان يدفع في الكنيف
حدثني الحسن أبى طالب حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال أنشدنا أحمد
ابن جعفر جحظة:
قل للذين تحصنوا عن راغب * بمنازل من دونها حجاب
إن حال دون لقائكم بوابكم * فالله ليس لبابه بواب
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد الشاهد: أن جحظة توفى سنة
أربع وعشرين وثلاثمائة. قال غيره: وكان مولده في شعبان من سنة أربع وعشرين
ومائتين.
2005 - أحمد بن جعفر بن عبد ربه بن حسان، أبو عبد الله الكاتب
البرقي:
حدث عن عمر بن شبة. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وأبو الفتح بن مسرور البلخي.
288

وقال أبو الفتح: كان ثقة. مولده ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ست
وأربعين ومائتين، وكان يسكن بدرب دارج في شارع الدجيل.
وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة ثلاثين وثلاثمائة. وقال: كان يسكن
الحربية.
2006 - أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد، أبو الحسين،
المعروف بابن المنادي:
سمع جده محمد بن عبيد الله، ومحمد بن إسحاق الصغاني، والعباس بن محمد
الدوري، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا البختري
عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، وأبا داود السجستاني، وعيسى بن جعفر
الوراق، وأبا يوسف القلوسي. وخلقا كثيرا نحوهم.
وكان ثقة أمينا، ثبتا صدوقا، ورعا حجة فيما يرويه، محصلا لما يمليه، صنف كتبا
كثيرة، وجمع علوما جمة. وما يسمع الناس من مصنفاته إلا أقلها. وروى عنه
المتقدمون، كأبي عمر بن حيويه ونحوه. وآخر من حدث عنه محمد بن فارس المغوري.
حدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي: قال كان أبو الحسين بن
المنادى صلب الدين، خشنا شرس الأخلاق، فلذلك لم تنشر الرواية عنه.
وقال لي أبو الحسن بن الصلت: كنا نمضي مع ابن قاح الوراق إلى ابن المنادى
لنسمع منه، فإذا وقفنا ببابه خرجت إلينا جارية له وقالت: كم أنتم؟ فنخبرها بعددنا،
ويؤذن لنا في الدخول ويحدثنا، فحضر معنا مرة إنسان علوي وغلام له فلما استأذنا
قالت الجارية كم أنتم؟ فقلنا نحن ثلاثة عشر، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامة في
العدد. فدخلنا عليه، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا: انصرفوا اليوم فلست
أحدثكم، فانصرفنا وظننا أنه عرض له شغل. ثم عدنا إليه مجلسا ثانيا فصرفنا ولم
يحدثنا، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحدث لنا. فقال: كنتم تذكرون
عددكم في كل مرة للجارية وتصدقون، ثم كذبتم في المرة الأخرى. ومن كذب في
هذا المقدار لم يؤمن أن يكذب فيما هو أكبر منه. قال: فاعتذرنا إليه وقلنا نحن
نتحفظ فيما بعد.
289

فحدثنا - أو كما قال. حدثني عبد العزيز بن علي الوراق. قال: ولد أبو الحسين
ابن المنادى لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ومائتين.
وقال غيره: سنة سبع وخمسين.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال: توفى أبو الحسين بن المنادى يوم الثلاثاء
لإحدى عشرة ليلة بقين من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة
الخيزران.
2007 - أحمد بن جعفر بن أحمد، أبو عبد الله الدقاق العكبري:
حدث عن موسى بن حمدون البزاز. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف القواس حدثنا أبو عبد الله أحمد بن
جعفر بن أحمد الدقاق - قدم علينا من عكبرا - أخبرنا أبو عمران موسى بن
حمدون.
2008 - أحمد بن جعفر، المهندس النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي. روى عنه
المعافى بن زكريا الجريري.
2009 - أحمد بن جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الصيدلاني:
حدث بدمشق عن محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة،
والحسين بن عبد الله الأبزاري، والحسن بن علي المعمري، وأبى العباس الأبار. روى
عنه أبو محمد بن أبي نصر الدمشقي وغيره.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الحسن أحمد بن جعفر
الصيدلاني البغدادي أخبرهم بدمشق في المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة قال.
حدثنا الحسين بن عبيد - المعروف بمنقار - وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن
290

أحمد بن جعفر اليزدي بأصبهان - قراءة - حدثنا أحمد بن محمد بن موسى
الملحمي أخبرنا الحسن بن عثمان التستري. قالا: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري
حدثني المأمون حدثني الرشيد حدثني المهدى. قال: دخل على سفيان الثوري فقلت:
حدثني بأفضل فضيلة عندك لعلى! فقال: حدثني سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي
عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي " لفظ حديث الصيدلاني.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه: أن أبا الحسن أحمد بن جعفر
الصيدلاني توفى في ربيع الأول من سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
2010 - أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد، أبو بكر الختلي:
أخو محمد وعمر وهو الأصغر. سمع أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، ويعقوب بن يوسف المطوعي، ومحمد بن يوسف بن التركي، وإدريس بن
عبد الكريم المقرئ ومحمد بن الفضل الوصفي، ومحمد بن موسى البربري، وأحمد
ابن الأبار. وأبا خليفة الجمي، وجعفر الفريابي، ومن في طبقتهم وبعدهم.
وكان صالحا دينا مكثرا ثقة ثبتا، كتب عنه الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وعلي بن عبد
العزيز الطاهري، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وعلي بن محمد بن عبد
الله الحذاء، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة البزاز،
وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سألت أبا بكر بن سلم عن مولده. فقال:
ولدت أول يوم من جمادى الأولى يوم الأربعاء، سنة ثمان وسبعين ومائتين، رأيت
ذلك بخط أخي.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال: وأبو بكر أحمد بن
جعفر بن سلم الختلي يروى عن أبي العباس الأبار، وأبى مسلم الكجي، وأبى خليفة،
كتبنا عنه.
291

حدثنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزار، قال: حضرنا عند
أبي بكر بن سلم في داره لنسمع منه. فقال له بعض الحاضرين: أبقاك الله أيها الشيخ
فقال ابن سلم: ما أحب البقاء، لأني منذ سنة لم أحضر الجمعة، وهذه السنة كلها لم
أنم بالليل على سطح. ومذ شهر لم آكل الخبز، إنما أسف الفتيت، فلست أحب الحياة
وهذه حالي. قال ابن شيطا: فانصرفنا من عنده ولم نلبث إلا يسيرا حتى مات.
قال أحمد بن أبي الفوارس: توفى أبو بكر بن سلم يوم السبت لعشر بقين من
شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكان ثقة، كتب من القراءات أمرا
عظيما. والتفاسير وغير ذلك. ودفن في مقبرة الخيزران إلى جانب أخيه عمر بن
المنادى.
2011 - أحمد بن جعفر بن محمد، أبو الحسن المعروف بابن الصيرفي:
ذكره لي أبو نعيم الأصبهاني. وقال: بغدادي قدم علينا بعد سنة ستين وثلاثمائة.
حدث عن المحاملي، وابن عقدة.
2012 - أحمد بن جعفر بن أبي حفص، أبو الفرج المعروف بالنسائي:
حدث عن يوسف بن يعقوب القاضي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص
الثقفي، وجعفر الفريابي [....] عنه فقال كتبت عنه شيئا يسيرا. ولا أعرف
حاله.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر بن أبي حفص النسائي -
في شارع دار الدقيق - حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت أبا عمير بن أنس قال حدثني عمومة لي من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: أن رجلا جاء في آخر يوم من رمضان فزعم أنه رأى الهلال،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم.
حدث عن محمد بن العباس بن الفرات. قال: توفى النسائي في سنة ست وستين
وثلاثمائة، وكان غير ثقة لا أكتب عنه شيئا.
292

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله، أبو بكر
القطيعي:
كان يسكن قطيعة الدقيق فإليها ينسب. سمع إبراهيم بن إسحاق، وإسحاق بن
الحسن الحربيين، وبشر بن موسى الأسدي، وأبا العباس الكديمي، وأبا مسلم الكجي،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن علي الأبار، وأبا خليفة الجمحي، وإدريس
ابن عبد الكريم الحداد، وكان كثير الحديث. روى عن عبد الله بن أحمد المسند،
والزهد، والتاريخ والمسائل، وغير ذلك. وكان بعض كتبه غرق فاستحدث نسخها
من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس، إلا أنا لم نر أحدا امتنع من الرواية عنه،
ولا ترك الاحتجاج به. وقد روى عنه من المتقدمين الدارقطني، وابن شاهين، وحدثنا
عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، ومحمد بن أحمد بن البياض
ومحمد بن الفرج البزار، وأبو بكر البرقاني، وعبد الملك بن محمد بن بشران، وأبو
نعيم الأصبهاني، وجماعة كثيرة سواهم.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير قال سمعت أبا بكر بن
مالك يذكر أن مولده في يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة أربع وسبعين
ومائتين. قال: وكانت والدتي بنت أخي ابن عبد الله الجصاص، وكان عبد الله بن
أحمد بن حنبل يجيئنا فنقرأ عليه ما نريد، وكان يقعدني في حجره حتى يقال له:
يؤلمك فيقول: إني أحبه. قال أبو طالب: وكان والد ابن مالك جعفر بن حمدان
يكنى أبا الفضل وحمدان لقب واسمه أحمد.
قال وسئل ابن مالك وأنا أسمع عن الإيمان فقال: قول وعمل، ثم قال: وهل
يشك فيه؟! حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن مالك القطيعي مستورا
صاحب سنة كثير السماع [سمع] من عبد الله بن أحمد وغيره، إلا أنه خلط في
آخر عمره، وكف بعده وخرف، حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه. ودفن لما
مات في مقابر باب حرب عند قبر أحمد بن حنبل.
قال محمد بن أبي الفوارس: أبو بكر بن مالك كان مستورا صاحب سنة، ولم يكن
في الحديث بذاك، له في بعض المسند أصول فيه نظر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق.
293

سمعت أبا بكر البرقاني وسئل عن ابن مالك فقال: كان شيخا صالحا، وكان لأبيه
اتصال ببعض السلاطين، فقرئ لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسند،
وحضر ابن مالك سماعه. ثم غرقت قطعه من كتبه بعد ذلك فنسخها من كتاب
ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة.
وحدثني البرقاني. قال كنت شديد التنقير عن حال ابن مالك؟ حتى ثبت عندي
أنه صدوق لا يشك في سماعه، وإنما كان فيه بله فلما غرقت القطيعة بالماء الأسود
غرق شئ من كتبه، فنسخ بدل ما غرق من كتاب لم يكن فيه سماعه، ولما
اجتمعت مع الحاكم بن عبد الله بن البيع بنيسابور، ذكرت ابن مالك ولينته فأنكر
على. وقال: ذاك شيخي. وحسن حاله أو كما قال.
أخبرنا البرقاني قال: توفى ابن مالك في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال: توفى أبو بكر بن مالك ودفن يوم الاثنين لسبع
بقين من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
2014 - أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج بن عون بن الخير بن عبيد الله،
أبو الحسن المقرئ، ويعرف بالخلال:
كان ينزل بالجانب الشرقي في درب أم حكيم، وحدث عن علي بن هشام
العسكري، وأحمد بن الفضل المنقري، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن
إسحاق المديني، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبى القاسم البغوي، وعلي بن
إسحاق بن زاطيا، والحسين بن محمد بن عفير، وجماعة نحوهم. حدثنا عنه محمد بن
جعفر بن علان الوراق، وأحمد بن علي البادا، ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ،
والقاضي أبو العلاء الواسطي، وغيرهم. كان ثقة.
أخبرني أحمد بن علي البادا أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلال المقرئ -
وكان شيخا ثقة صالحا - حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا على بن المديني
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن عمر عن أخيه عبيد الله: أن القاسم
وسالما كان يتجران في منازلهما.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: توفى أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلال في
294

ليلة الأربعاء الثامن عشر من رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وكان مستورا
حسن الأصول.
2015 - أحمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر يعرف بابن الحبار:
حدث عن محمد بن يحيى الصولي. روى عنه أحمد بن علي البادا وذكر أنه
سمع منه في قطيعة أم جعفر.
2016 - أحمد بن جعفر بن أبي سعيد، السمسار.:
حدث عن أبي بكر بن الأنباري النحوي. حدثنا عنه عبد الرحمن بن عبد الله
الحربي.
2017 - أحمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن بشر، أبو بكر الديباجي ابن
أخت ابن سنبك.:
حدث عن الحسن بن إسماعيل المحاملي. حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.
2018 - أحمد بن جعفر بن أحمد بن صالح بن البختري بن شعيب، أبو
الحسن الذارع.:
سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي، ويوسف بن يعقوب الأزرع التنوخي. حدثني
عنه الحسن بن محمد الخلال. وسألته عنه فقال: ثقة صحيح الأصول، وكان سلف
أبى الحسن الدارقطني. قال: ومات في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
2019 - أحمد بن الجنيد، الدقاق:
حدث عن الليث بن سعد. روى عنه ابنه محمد.
أخبرنا أبو الحسن بن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة حدثنا على بن
إسحاق الماذرائي حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد حدثنا أبي أحمد بن الجنيد حدثنا
295

ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن واقد بن سعد عن نافع بن جبير بن مطعم عن
مسعود بن الحكم عن علي. أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنائز حتى توضع.
2020 - أحمد بن جميل، أبو يوسف المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وأبى نميلة
يحيى بن واضح. روى عنه يعقوب بن شيبة السدوسي، وعباس بن محمد الدوري،
وأحمد بن بشر المرثدي، وأحمد بن محمد بن بكر القصير، وأبو بكر بن أبي الدنيا،
وغيرهم.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي وأبو سعيد محمد بن
موسى بن الفضل الصيرفي. قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا
العباس بن محمد الدوري حدثنا أحمد بن جميل المروزي - وكان يبيع البز في
قطيعة الربيع.
أخبرنا ابن المبارك أخبرنا شريك أخبرنا عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن
أبي اليسر بن عمرو. قال: أتتني امرأة، وزوجها بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعث فقالت: بعني
بدرهم تمرا، قال: وأعجبتني فقلت لها: إن في البيت تمرا هو أطيب من هذا، فلحقتني
فغمزتها وقبلتها، فأتيت أبا بكر الصديق فقلت له هلكت. فقال: ما شأنك؟
فقصصت عليه الأمر، فقلت هل لي من توبة؟ قال: نعم. تب ولا تعد ولا تخبر به
أحدا، قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه الأمر فقال: " أخلفت رجلا غازيا في سبيل
الله في أهله بهذا؟ ". قال: وأطرق عني، فظننت أني من أهل النار، وأن الله لا يغفر لي
أبدا، فأنزل الله: * (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن
السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) * [هود 114]. قال: فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتلاهن
على.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن
أحمد بن جميل المروزي فقال: سمع من ابن المبارك وهو غلام، قال كنت أسمع
منه وأنا أرفع رأسي أنظر إلى العصافير.
296

أخبرنا على بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الخالق بن منصور
قال وسئل يحيى بن معين عن أحمد بن جميل المروزي. فقال: ثقة.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
ابن شيبة حدثنا جدي. قال: أبو يوسف أحمد بن جميل المروزي صدوق، ولم يكن
بالضابط.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد قال
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أحمد بن حنبل المروزي وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخالدي حدثنا عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات
أحمد بن جميل المروزي ببغداد.
2021 - أحمد بن جناب بن المغيرة، أبو الوليد المصيصي:
قدم بغداد وحدث بها عن عيسى بن يونس. روى عنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد
الله بن أحمد، وعباس بن محمد الدوري، وأبو أحمد بن عبدوس السراج، ومحمد بن
هشام بن أبي الدميك، ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك، وأحمد بن الحسن بن عبد
الجبار الصوفي، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ حدثنا أحمد بن حفص بن حمدان حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن جناب الحدثي حدثنا عيسى بن يونس
عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا الشيب ولا
تشبهوا باليهود ".
تفرد بروايته هكذا عن هشام عيسى بن يونس ولم يكتبه إلا من حديث أحمد بن
جناب عنه.
297

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني على بن
محمد الحبيبي بمرو - قال سألت صالح بن محمد بن جزرة - عن أحمد بن جناب
المصيصي فقال: صدوق.
أخبرنا الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال: أحمد بن جناب بغدادي يروى
عن عيسى بن يونس، آخر من حدث عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
قلت: كذا قال على بن عمر، ولم يكن بغدادي الأصل إنما هو مصيصي وورد
بغداد.
2022 - أحمد بن جناح، أبو صالح:
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق حدثنا
عمر بن محمد الجوهري حدثنا أبو بكر الأثرم قال وسمعت أبا عبد الله يسأله صالح
عن أحمد بن جناح وقيل له: كان في الجند؟ قال ذاك قد تركه قبل أن يموت. قال
أبو عبد الله: لم يكن به بأس، قد كتبت عنه أحاديث، وقد كنت أنكرت حديثا رواه
عن عباس الأنصاري عن سعيد عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن كعب
حديثا طويلا، فإذا هذا ليس من قبله، كأنه حمل فيه على العباس بن الفضل.
2023 - أحمد بن الجهم البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه عن عصام بن يوسف. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري.
2024 - أحمد بن جبريل، أبو العباس البغدادي:
سكن مصر وحدث بها عن إبراهيم بن محمد بن سلام البرقي. روى عنه أبو
الفتح عبد الواحد بن أحمد بن مسرور البلخي.
* * *
298

حرف الحاء [من آباء الأحمدين]
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه الحسن
2025 - أحمد بن الحسن بن خراش، أبو جعفر:
سمع عبد الرحمن بن المهدى، ووهب بن جرير، وشبابة بن سوار، وأبا عامر
العقدي، وحبان بن هلال، وعمرة بن عاصم. وأبا معمر المنقري، ومسلم بن إبراهيم.
روى عنه مسلم بن الحجاج، وأحمد بن عوف البزوري، ومحمد بن هارون بن
المجدر، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر التوزي الفقيه - بهمذان - حدثنا
أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الجزار حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن
المجدر قال حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن الأعمش
عن أبي سفيان عن جابر عن أبي كعب. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن المسجد الذي
أسس على التقوى. فقال: " هو مسجدي هذا ".
هذا الحديث غريب جدا، تفرد به أبو عمر بن حيويه بهذا الإسناد.
وقد حدثني أبو بكر البرقاني. قال قال لي ابن حيويه: أنه عرض هذا الحديث على
أبى الحسين بن مظفر واستغربه. وقال: ما كنت أظن هذا الحديث يصح - أو كما
قال.
وقال البرقاني: أهاب أن يكون دخل حديث في حديث على أبى عمر أو من قبله
فإني لم أجده إلا عنده، وإنما هذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أبيا. قلت: وهذا القول
صحيح، إلا أن أبا عمر بن حيويه قد توبع على روايته عن ابن المجدر.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير أخبرنا أبو الفتح
299

محمد بن الحسين الأزدي الحافظ حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر حدثنا
أحمد بن الحسن بن حراش حدثنا شبابة بن سوار الفزاري - أبو عمرو - حدثنا شعبة
ابن الحجاج عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم
سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى. قال: " هو مسجدي ".
وحديث الكي رواه عن ابن المجدر غير واحد.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن غالب قال قرأت على محمد بن خلف بن جيان
وقرئ على محمد بن المظفر - وأنا أسمع - حدثكم محمد بن هارون بن حميد
حدثنا أحمد بن الحسن بن حراش حدثنا شبابة حدثنا شعبة. وقال ابن جيان عن شعبة
عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كواه.
2026 - أحمد بن الحسن، أبو عبد الله السكري:
سكن مصر وحدث بها.
حدثنا محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: أحمد بن الحسن
السكري يكنى أبا عبد الله، بغدادي كان حافظا للحديث، توفى يوم الاثنين لسبع
ليال خلون من ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائتين، كتب عنه.
2027 - أحمد بن الحسن، الصفار:
حدث عن حجاج بن نصير الفساطيطي. روى عنه القاضي أبو عبد الله
المحاملي.
2028 - أحمد بن الحسن بن حسان:
من أهل سر من رأى. صحب أبا عبد الله أحمد بن حنبل وروى عنه مسائل
حفظت عنه.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر أخبرنا أبو بكر الخلال - وذكر أحمد بن الحسن
ابن حسان - فقال: هذا رجل جليل من أهل سر من رأى. روى عن أبي عبد الله
300

جزءا من مسائل حسان جدا، وقد كان قدم بغداد وحدثهم بجزء واحد منها، ورأيتها
عند أبي بكر الدوري وهو رجل ثقة مشهور.
2029 - أحمد بن الحسن بن مكرم بن حسان، البزاز:
حدث عن علي بن الجعد. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني حدثنا أحمد بن الحسن بن المكرم البغدادي حدثنا على بن الجعد حدثنا أبو
جعفر الرازي عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ونهيت أن أكف شعرا أو ثوبا ". قال
سليمان: لم يروه عن أبي جعفر الا بن الجعد.
2030 - أحمد بن الحسن بن علي، أبو بكر الطبري البزوري:
روى ببغداد عن محمد بن حميد الرازي حديث مواقف القيامة. حدث به عنه
أبو عمرو بن السماك.
2031 - أحمد بن الحسن، أبو حبيش:
حدث عن يحيى بن معين. روى عنه القاضي أبو الحسين ابن بنت القسطي.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النكار حدثنا عيسى بن حامد أبو الحسين القاضي
حدثنا أحمد بن الحسن - المعروف بأبي حبيش - حدثنا يحيى بن معين بن عون أبو
زكريا حدثنا أبو بكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة. قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعلم القرآن وحفظه أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرة من
أهل بيته كل قد أوجبوا النار ".
301

هذا حديث منكر الإسناد، والحمل فيه على أبى حبيش، فإن من عداه ثقة وقد
روى مخلد بن جعفر عن أبي حبيش أحمد بن محمد عن أبي خيثمة زهير بن حرب
ولعل شيخ مخلد وشيخ عيسى بن حامد واحد، وسنورد حديث مخلد بعد في
موضعه إن شاء الله.
2032 - أحمد بن الحسن بن الجعد، أبو جعفر:
حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان، ويعقوب بن حميد
ابن كاسب، ومحمد بن حميد الرازي، وأبى طالب هاشم بن الوليد الهروي، ومحمد
ابن سليمان لوين، وأبى كريب محمد بن العلاء. روى عنه عبد الخالق بن الحسن بن أبي
دوبا، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وأبو حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر،
وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي حدثنا أبو
جعفر بن الحسن بن الجعد سنة أربع وثلاثمائة، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
يحيى بن معلى التيمي عن منصور عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المراء في القرآن كفر ".
حدثني على بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سألت الدارقطني عن أحمد بن الحسن بن الجعد. فقال ثقة.
2033 - أحمد بن الحسن، أبو عبد الله البزار المخزومي:
حدث عن علي بن عبد الله الرازي. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي حدثني أبو عبد الله أحمد بن الحسن البزار المخزومي حدثنا على بن
عبد الله حدثنا حكام بن سلم الرازي عن أبي منيب عن ثابت عن عكرمة في قوله
تعالى: * (واذكر ربك إذا نسيت) * [الكهف 24] قال: إذا غضبت.
302

2034 - أحمد بن الحسن بن المختار، أبو جعفر الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن الفضل بن يزيد المروزي. روى عنه القاضي أبو بكر
الجعابي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثنا أحمد بن الحسن بن
المختار الأصبهاني حدثنا الفضل بن يزيد أبو محمد المروزي حدثنا أبو معاذ الفضل
ابن خالد حدثنا أبو حمزة. عن رقبة عن سلم بن بشير عن عبد العزيز بن صهيب عن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " تسحروا فإن في السحور بركة ".
2035 - أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد، أبو عبد الله الصوفي:
سمع على بن الجعد، وأبا نصر التمار، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن زياد
سبلان، ومحمد بن يوسف الغضيضي، وأبا الربيع الزهراني، وإسحاق بن إسماعيل
الطالقاني، وأحمد بن جناب المصيصي، وسويد بن سعيد الحديثي، وأبا خيثمة زهير
ابن حرب وغيرهم من طبقتهم. روى عنه أبو سهل بن زياد، ومحمد بن عمر بن
الجعابي، ومحمد بن الحسن بن أحمد السبيعي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبو
حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وجماعة يتسع ذكرهم. وكان ثقة.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - وأبو الفضل
عمر بن أبي سعد الهروي - واللفظ له. قالا: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن من كتابه الأصل حديثا بينا وحدثنا
أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري بحلوان حدثنا أبو أحمد محمد بن
أحمد بن القاسم العبدي - بجرجان - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
أخبرنا سويد بن سعيد حدثنا مالك عن الزهري عن أنس بن مالك عن أبي بكر أن
النبي صلى الله عليه وسلم: أهدى جملا لأبي جهل.
أخبرنا البرقاني قال سألت أبا بكر الإسماعيلي عن حديث الصوفي أحمد بن
الحسن عن سويد عن مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر: أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
303

جملا لأبي جهل. فقال لي: حدثناه بحضرة ابن صاعد وابن مطاهر فاختلفا فيه، فقال:
أما ابن مطاهر قال هو صحيح، وابن صاعد فإنه - قال البرقاني، ذهب على كيف؟
قال الإسماعيلي - وقال الآخر ليس بصحيح، فاخرج الصوفي أصله العتيق فكان كما
قال.
قال البرقاني وحدثناه عن الصوفي أيضا أبو أحمد الغطريفي كذلك، وذكر القصة
فيه نحو هذا.
قال البرقاني هذا الحديث خطأ دخل حديث في حديث، قرأت في سماع محمد
ابن أبي الفوارس من أبى عبد الله محمد بن العباس العصمي عن أحمد بن محمد بن
ياسين قال سمعت عبيد بن محمد الحافظ - سألته عن حديث سويد عن
مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل - فقال:
كذب، من حدث به؟ قلت: شيخ غريب من الحربية يقال له أحمد بن الحسن
الصوفي.
قال العصمي: إنما دخل ابن ياسين بغداد بعد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، ولم يكن
الصوفي في ذلك الوقت مشهورا، فلهذا دل عليه فقال شيخ في الحربية.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال سئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث أنس بن مالك
عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر جملا لأبي جهل. فقال: رواه أبو عبد الله الصوفي عن
سويد بن سعيد عن مالك عن الزهري عن أنس، ووهم الصوفي فيه وهما قبيحا.
قلت: ليس الوهم من الصوفي لأنه قد توبع عليه، وإنما الوهم من سويد.
وقد أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني - وذكر هذا
الحديث - هكذا حدث به الصوفي عن سويد، وكذا وقع في كتابه، وهو الموطأ عن
مالك عن عبد الله بن أبي بكر [مرسلا]: أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل.
وقد حدث به غير الصوفي أيضا عن سويد عن مالك عن الزهري. فوافق الصوفي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثنا أبو النضر
محمد بن محمد بن يوسف الفقيه - بالطابران ثنا يعقوب بن يوسف الأخرم -
بنيسابور - حدثنا سويد بن سعيد عن مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر: أن
النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل.
304

يعقوب هذا هو والد أبى عبد الله بن الأخرم الحافظ النيسابوري، وهو عندهم من
الثقات. وقد رواه عنه ابنه عبد الله أيضا.
أخبرناه إبراهيم عن عمر البرمكي أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي. قالا:
حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر الصديق أن
النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل.
لم أره عن محمد بن عبدة إلا من رواية الأزدي عنه، وفى الأزدي نظر، ومحمد
ابن عبدة متروك، والتعويل على رواية يعقوب بن يوسف الأخرم في متابعته الصوفي،
فبرئ الصوفي من عهدة هذا الحديث وحصل الحمل فيه على سويد. على أن هذا
الحديث هو ما أنكره الناس قديما على سويد.
قرأت في سماع ابن أبي الفوارس من العصمي عن أبي إسحاق بن ياسين قال
سمعت علان بن عبد الصمد يقول سمعت أبا داود السجستاني قال سمعت يحيى
ابن معين - وقال له الفضل بن سهل الأعرج: يا أبا زكريا، سويد الحدثاني عن مالك
عن الزهري عن أنس عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل -
فقال يحيى: لو أن عندي فرسا خرجت أغزوه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي - بسازة - حدثنا أبو بكر محمد بن
جعفر الفقاعي بأرمية حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال قصدت باب
أبى الربيع الزهراني واستأذنت، فخرجت جارية وقالت: الشيخ مشغول. فجلست
ساعة ثم قرعت فخرجت أيضا وقالت مشغول، فجلست أيضا ساعة ثم استأذنت
فخرجت وقالت مشغول، فقلت قولي للشيخ بغدادي وصوفي وصاحب حديث!
فقال زبد ببرسنان. قولي ادخل، فدخلت، وبين يديه جام فالوذ فلقمني لقمة وقال:
حدثني فليح قال حدثنا الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
لقم أخاه لقمة حلواء ولم يكن ذلك مخافة من شره ولا رجاء لخيره صرف الله عنه
سبعين بلوى في القيامة ".
305

هذا حديث منكر جدا وإسناده صحيح، وقد كنت أظن الحمل فيه على
الفقاعي، و [الفقاعي] مشهور عندهم ثقة. قال ومات بعد سنة سبعين
وثلاثمائة ولم يدرك الصوفي، وإنما يروى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبى
بكر بن الأنباري وطبقتهما.
ثم أخبرنا أبو على الحسن بن محمد بن إسماعيل البزار حدثنا أبو القاسم بن
السوطي الحسين بن محمد بن إسحاق البزار قال سمعت أبا الطيب محمد بن
الفرخان الدوري يقول سمعت أحمد بن عبد الجبار الصوفي يقول: لما مضيت إلى أبى
الربيع الزهراني إلى البصرة لأسمع منه الحديث، وكان رأيه رأى الصوفية، ضربت
الباب فقالت الجارية: هو على حاجة. فقلت لها قولي: صوفي بغدادي صاحب
حديث! فقال افتحي له فدخلت إليه فقال: إذا كان الصوفي بغداديا صاحب حديث
فهو الزبد بالبرسنان، ادن يا غلام؟ ثم ناولني لقمة فالوذ ثم قال لي: كل ثم قال:
اكتب: حدثني فليح بن سليمان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لقم أخاه المسلم لقمة حلوى لا يرجو بها خيره ولا يتقى بها
شره لا يريد بها إلا الله وقاه الله مرارة الموقف يوم القيامة ". فبانت له علة الحديث
الأول إذ الحمل فيه على ابن الفرخان وبرئ ابن الفقاعي منه ومن رواه وسقط اسم
محمد بن الفرخان من كتاب شيخنا المقدسي والله أعلم. وقد بينا حال ابن الفرخان
فيما تقدم من كتابنا، وأنه ذاهب الحديث، وأما الخلاف في إسناد رواية الفقاعي وابن
السوطي فغير ممتنع أن يكون من جهة ابن الفرخان وأنه كان يرويه على ما يتفق له،
أو من جهة ابن السوطي فإنه أيضا ظاهر التخليط والله أعلم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادى وأنا أسمع. قال: وأبو عبد الله الصوفي الكبير بالجانب الغربي بشارع الكبش
- كبير السن، كتبت عنه بإغماض.
ذكر أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النيسابوري أنه سأل أبا الحسن
الدارقطني عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي فقال: ثقة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال توفى أبو عبد الله
306

أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة ست
وثلاثمائة، ودفن في ذلك اليوم ولم يغير شيبه.
2036 - أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو عبد الله المعدل الكرخي:
سمع إسحاق بن موسى الأنصاري، والحسن بن شبيب المؤدب، والحسين بن علي
الكرابيسي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وكان عنده عن الكرابيسي مصنفاته. روى
عنه أحمد بن جعفر بن سلم، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
إلا أن ابن لؤلؤ سمى أباه الحسين، وسنعيد ذكره بعد إن شاء الله.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا أحمد بن
الحسن بن أحمد الكرخي أبو عبد الله حدثنا ابن شبيب المكتب حدثنا أبو يوسف عن
مسعر عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في
الصبح: * (والليل إذا عسعس) * [التكوير 17].
أخبر على بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن قانع: أن
أبا عبد الله أحمد بن الحسن الكرخي المعدل مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. قال
غيره: في جمادى الأولى.
2037 - أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن أبي
سليمان أبو بكر الخراز - مولى أبى موسى الأشعري - ويعرف بالصباحي:
كوفي الأصل، وجده يحيى كان زوج حمادة بنت حماد بن أبي سليمان الفقيه
وهي بنت عمه، حدث أحمد بن الحسن عن عمر بن إسماعيل المجالدي، وعمرو بن علي
الصيرفي، وسعيد بن يحيى الأموي، وخلاد بن أسلم، ومحمد بن منصور
الطوسي، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وعلي بن مسلم الطوسي، والعلاء بن سالم،
والحسن بن محمد الزعفراني روى عنه على بن محمد بن لؤلؤ، وعلي بن عمر
السكري، وغيرهما. وكان ثقة.
أخبرنا أبو الفرج بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد بن
307

الحسن بن هارون بن سليمان بن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي
ببغداد حدثنا إبراهيم بن راشد الأدمى حدثنا داود بن مهران الدباغ حدثنا حماد بن
شعيب عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل
مر الظهران فأهدى له عضد [حمار وحشي]، فرده على الرسول وقال: " اقرأ عليه
السلام وقل لولا أنا حرم ما رددناه عليك ".
قال الطبراني: الصباحي والنسب الذي بدأنا به أصبح والله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني حدثنا على بن عمر الختلي. قال: أبو
بكر أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي بغدادي حافظ.
حدثنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا ابن مسرور حدثنا
أبو سعيد بن يونس قال: أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي البغدادي قدم مصر
حدث بها وخرج فأصيب سنة اثنى عشرة وثلاثمائة.
2038 - أحمد بن الحسن بن علي بن الحسين، أبو علي المقرئ المعروف
بدبيس الخياط:
حدث عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن مصطفى الحمصي، وأحمد بن
يوسف الثعلبي، وعن محمد بن عبد النور الكوفي، ومحمد بن يحيى الكسائي
الصغير، والحارث بن أبي أسامة، وأبى العيناء الضرير، ونصر بن داود، وجعفر بن
هاشم، وجعفر بن محمد بن أبي عثمان، ونحوهم. روى عنه أحمد بن جعفر بن
الخلال المقرئ، ومحمد بن المظفر، وطلحة بن محمد، وسليمان بن محمد بن أبي
أيوب المعدلان، وأبو القاسم بن النحاس. وكان منكر الحديث.
حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم - بأصبهان - وأبو
طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان - قالا: أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا أبو على أحمد بن الحسن بن علي بن الحسين المقرئ - ببغداد - حدثنا
308

محمد بن عبد النور الكوفي حدثنا أبو يوسف الأعشى عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة. قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تهادوا فإن الهدية تخرج الضغائن من
القلوب ".
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني: أحمد بن الحسن يعرف بدبيس ليس بثقة.
2039 - أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو بكر البزار، والد أبى علي بن
الصواف:
حدث عن عيسى بن عفان بن مسلم، وعلي بن سهل بن مغيرة البزار. روى عنه
ابنه أبو على محمد.
2040 - أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو بكر يعرف بابن الأخوة:
من أهل سر من رأى حدث عن محمد بن الحسين بن البستنبان. روى عنه محمد
ابن المظفر، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
2041 - أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرج بن شقير، أبو بكر النحوي:
روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح تصانيف الواقدي وكان ممن اشتهر بروايتها.
حدث عنه إبراهيم بن أحمد الحرقي، وأبو بكر بن شاذان، وغيرهما. وما علمت من
حاله إلا خيرا.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن الحسن
ابن شقير النحوي بغدادي يروى عن أبي عصيدة أحمد بن عبيد بن ناصح عن
الواقدي المغازي والسير وغير ذلك، توفى سنة خمس عشرة وثلاثمائة. قلت: وهم أبو
الحسن في ذكر وفاته لأنها كانت في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
كذلك ذكر أبو الفتح عبد الله بن أحمد النحوي المعروف بجحجح وحدثني عبد
الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. قال: مات أبو بكر بن شقير النحوي
في صفر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
309

2042 - أحمد بن الحسن بن منصور السامح:
حدث عن أبي قلابة الرقاشي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أخبرنا المعافى بن زكريا
حدثنا أحمد بن الحسن السامح حدثني أبو قلابة حدثني عبد الصمد بن المعدل. قال:
ركب أبى يوما إلى عيسى بن جعفر فوقف ينتظره هل يركب، فأبطأ عليه عيسى
فدخل المسجد يصلى، وكان المعدل إذا دخل في الصلاة لم يقطعها، فخرج عيسى
فصاح به وهو يصلى: يا معدل، يا أبا عمرو. قال فلم يقطع صلاته. فغضب عيسى
ومضى. فلحقه المعدل بعد ما صلى فقال:
قد قلت إذ هتف الأمير * يا أيها القمر المنير
حرم الكلام فلم أجب * وأجاب دعوتك الضمير
لو أن نفسي شايعتني * إذ دعوت ولا أحير
لباك كل جوارحي * بأناملي ولها السرور
شوقا إليك وحق لي * ولكدت من فرح أطير
قال فأمر له بعشرة آلاف ورضى عنه.
2043 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن الخليل، النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن جعفر بن محمد المعروف بالمبرك. روى عنه المعافى بن
زكريا أيضا.
2044 - أحمد بن الحسن بن عمران بن موسى، أبو بكر القاضي:
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، روى عنه
أحمد بن الفرج بن الحجاج.
وذكر ابن الثلاج: أنه سمع منه في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
2045 - أحمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن شعيب، أبو بكر يعرف بحميد:
ذكر ابن الثلاج: أنه حدثه في جامع الرصافة عن محمد بن سليمان بن الحارث
الباغندي.
310

2046 - أحمد بن الحسن بن حيدة، الرازي:
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: قدم علينا من الري
شيخ اسمه أحمد بن الحسن بن حيدة كتبنا عنه عن محمد بن أيوب الرازي وغيرهم.
2047 - أحمد بن الحسن بن علي بن بابويه، الجنائي:
حدث عن يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عبيد الله بن المنادى. روى عنه
أبو حفص بن شاهين.
2048 - أحمد بن الحسن، أبو بكر الأحنف الصوفي:
نزل دمشق وحدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، والجنيد بن محمد، وغيرهما،
حكايات. روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله الدمشقي.
2049 - أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل، أبو الفتح المالكي المقرئ
الواعظ، ويعرف بابن الحمصي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين وأبى
جعفر الطحاوي، ومحمد بن صالح الخواص، وعبد الله بن أحمد بن زيد الدمشقي،
وأبى نعيم محمد بن جعفر البغدادي نزيل مكة، وسليمان الملطي، وغيرهم حدثنا عنه
عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري. وأبو نعيم الأصبهاني.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد الستوري قال قرئ على أبي الفتح أحمد بن
الحسن بن محمد بن سهل المالكي المصري وأنا أسمع قال حدثنا محمد بن صالح
الخولاني حدثنا بحر بن نصر قال: قرئ على أسد بن موسى حدثك ابن لهيعة حدثنا
دراج أبو السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أن رجلا
قال: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك! قال: " طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى،
ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني " فقال له رجل: يا رسول الله ما طوبى؟ قال:
" شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ".
311

أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل الحمصي ولم
أكتبه إلا عنه - حدثنا أبو نعيم محمد بن جعفر بالرملة حدثنا جعفر بن محمد
الطيالسي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني حدثنا الصلت بن الحجاج حدثنا
مسعر عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أول
شهر رمضان إلى آخر شهر رمضان من صلى في جماعة فقد أخذ بحظه من ليله ".
كتب عنى هذه الحديث شيخنا أبو بكر البرقاني. وقال لي أبو نعيم: كتبت عن أبي
الفتح الحمصي ببغداد وبالبصرة.
2050 - أحمد بن الحسن، أبو القاسم الوراق السامري:
نزل بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. حدثنا عنه أبو الحسن
ابن الحماني المقرى.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقري حدثنا أبو القاسم أحمد بن الحسن الوراق
السامري حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي حدثني أبي قال حدثتنا
زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله قالت حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل مما يسقط من الخوان نفى عنه الفقر ونفى عن ولده
الحمق ".
2051 - أحمد بن الحسن بن عمار، أبو بكر قاضي كلواذي:
أخبرنا أبو الحسن العباس بن عمر الكلواذاني حدثنا أحمد بن محمد بن راشد
الهروي حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري البصري حدثنا الأصمعي.
قال: قصد بعض الحكماء بعض الملوك فأقام على بابه أياما فلم يصل إليه، فقال
لحاجب له: روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كان وصلة لأخيه المؤمن إلى ذي
سلطان في خير يوصله إليه، أو شر يدفعه عنه، أعطاه الله عند ازدحام الأقدام على
الصراط ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من إنعام الله عليه بذلك ".
312

فرغب فأوصله، فشكا إليه فأزال شكواه، فرأى في نومه أن الله قد غفر له بما فعل
بذلك العبد. عباس الكلواذائي ليس بثقة.
2052 - أحمد بن الحسن بن محمد، أبو نصر المروذي، ويعرف بالشاهي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن عيسى الماليني. حدثنا عنه أبو الفتح العطار
المعروف بقطيط.
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - بانتقاء أبى الحسن النعيمي - حدثنا
أبو نصر أحمد بن الحسن بن محمد الشاهي المروذي - قدم علينا بغداد من حفظه -
حدثنا على بن عيسى المثنى.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا أبو الحسن على بن عيسى بن محمد بن المثنى بن
حاجب بن هاشم الماليني، إملاء من حفظه، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي
عون حدثنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " لو
كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ". لفظ
الشاهي.
هذا غريب جدا من حديث مالك، لا أعلم رواه غير أبى جعفر بن أبي عون عن
أبي مصعب وعنه على بن عيسى الماليني وكان ثقة.
2053 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين العلوي:
حدث عن إبراهيم بن علي الهجيمي، وفاروق بن عبد الكبير البصريين. كتب عنه
أبو عبد الله بن بكير. وحدثني عنه أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان أخو
الأزهري وقال لي: سمعت منه مع أخي أبي القاسم ببغداد.
313

2054 - أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو العباس الوكيل المعروف
بالدينوري:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، والحسين بن صفوان
البردعي وأبا الحسين بن ماتى الكوفي، وجعفر الخالدي، وعبد الله بن عمر بن شوذب
الواسطي، وأحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي.
وأخبرنا بحر بن كوثر البربهاري حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي. وقال
لي: كان ينزل باب الأزج. فسألته عنه فقال: نبيل فاضل ثقة سافر وكتب الكثير.
2055 - أحمد بن الحسن بن عيسى بن عبد الله، المؤدب المعروف بابن
شرارة:
سمعته يذكر أنه كان يكنى أبا بكر، ثم كناه الناس بعد أبا الحسن وغلبت عليه.
وهو أخو أبي طاهر محمد بن الحسن وكان الأصغر. حدث عن عبد الله بن إبراهيم
ابن ماسى. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل بستان أم جعفر.
أخبرني أحمد بن الحسن بن شرارة حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى
- إملاء - أخبرنا أبو مسلم - يعنى إبراهيم بن عبد الله - قال حدثنا القعنبي حدثنا
مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع
الولاء وعن و هبته.
سألته عن مولده فقال: في يوم الجمعة لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثمان
وخمسين وثلاثمائة. ومات في شعبان من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
2056 - أحمد بن الحسن بن محمد، أبو بكر المعروف بابن الحدي:
سمع على بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، وإسحاق بن سعد السوائي،
وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وأبا بكر بن بخيت الدقاق، وأبا سعيد الحرقي، وأبا
الحسن بن لؤلؤ وكان ينزل شارع العتابيين. كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا
وكان صدوقا.
314

ذكر أن مولده في يوم الجمعة صبيحة يوم النحر من سنة خمس وستين
وثلاثمائة، ومات في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الحادي والعشرين من رجب سنة
خمس وثلاثين وأربعمائة.
2057 - أحمد بن أبي محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي، أبو يعلى
الخلال:
حدث عن أبي حفص الكتاني، كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن الحسن حدثنا عمر بن إبراهيم بن أحمد المقري حدثنا
ابن منيع حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم عن سهل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " من قال حين يمسى أعوذ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، لم يضره حمة تلك الليلة ". قال: وكان إذا لدغ
من أهله إنسان قال: " أما قال الكلمات؟ ".
لم أسمع منه غير هذا الحديث ومات في يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لعشر بقين
من ذي الحجة سنة أربعين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه الحسين
2058 - أحمد بن الحسين بن إبراهيم [البغدادي]:
حدث عن عيسى بن يونس. روى عن محمد بن حماد بن المبارك النصيبي.
أخبرنا أبو القاسم على بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق حدثنا أبو
أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد
الله الحارثي حدثنا محمد بن حماد بن المبارك النصيبي حدثنا أحمد بن الحسين بن
إبراهيم البغدادي حدثنا عيسى بن يونس قال قال لي الأوزاعي حدثنا ابن أبي إسحاق
السبيعي - افتح قلبك فإني لم أحدث بها بهذا غيرك - حدثني قرة بن عبد الرحمن حدثنا
الزهري عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب في بيتهم من منزلهم ماء بعسل.
315

2059 - أحمد بن الحسين بن عباد، أبو العباس السمسار، يلقب بيان:
وكان نسائي الأصل، سمع المنهال بن بحر، وعبد الله بن رجا الغداني، وعفان بن
مسلم، وأبا حذيفة النهدي، وأبا همام محمد بن محمد بن عمرو بن محمد
الأعسم، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا جعفر النفيلي، ومحمد بن يزيد بن
سنان، وعبد الله بن جعفر الرقي. روى عنه سعيد بن عجب الأنباري، وعبد الله بن
زيدان الكوفي، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، وصالح بن أبي مقاتل الحافظ،
ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبى، وسمعت منه معه وهو صدوق.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن البزار
حدثنا صالح بن أبي مقاتل حدثنا أحمد بن الحسين بن عباد النسائي حدثنا أبو حذيفة
حدثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل ". إن كان صالح بن أبي مقاتل حفظ هذا
الحديث عن أحمد بن الحسين هكذا فقد أغرب جدا بذكر الثوري فيه، والمحفوظ
عن أبي حذيفة عن بن أبي رواد نفسه.
حدثنيه أبو القاسم الأزهري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عثمان بن جعفر
السبيعي حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا أبو حذيفة حدثنا عبد العزيز بن أبي
رواد عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا راح أحدكم إلى الجمعة
فليغتسل ". وهذا أشبه بالصواب، والله أعلم.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن الحسين
بن عباد النسائي، يعرف ببيان. ثقة.
2060 - أحمد بن الحسين، أبو مجالد الضرير مولى المعتصم:
كان أحد دعاة المعتزلة البغداديين، صحب جعفر بن مبشر الثقفي وعنه أخذ
316

الكلام. وحدث عن موسى بن داود الضبي، وعبيد الله بن عمر القواريري. روى عنه
عبد الواحد بن محمد أبو الحسين الحصيني وغيره.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا عبد
الواحد بن محمد الحصيني حدثنا أبو مجالد أحمد بن الحسين حدثنا موسى بن داود
حدثنا نافع بن عمر الجمحي قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال يزيد بن معاوية قال
أبو الدرداء - وكان من العلماء الحكماء الذين يشنفون الداء -: يا أهل دمشق
اسمعوا قول أخ لكم ناصح: ما لي أراكم تجمعون فلا تأكلون، وتبنون فلا تسكنون،
وتأملون فلا تدركون، إن من كان قبلكم جمعوا كثيرا، وبنوا شديدا، وأملوا بعيدا،
فأصبح ما جمعوا بورا، وما أملوه غرورا، وأصبحت مساكنهم قبورا.
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي. قال:
توفى أبو مجالد الضرير الداعية في سنة ثمان وستين ومائتين.
وقال المرزباني حدثني عبد الواحد بن محمد الحصيني. قال: توفى أبو مجالد في
ذي القعدة سنة تسع وستين ومائتين.
2061 - أحمد بن الحسين بن مدرك، أبو جعفر القصري:
سمع سليمان بن أحمد الواسطي وصالح بن زياد السوسي، وعبد الرحمن بن
محمد بن سلام الطرسوسي، روى عنه أبو الحسين بن المنادى، وعمر بن الحسن
الشيباني، وعبد الصمد بن علي الطستي وأبو القاسم الطبراني، وكلهم سمع منه
بقصر ابن هبيرة، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني حدثنا أحمد بن الحسين بن مدرك أبو جعفر - بقصر ابن هبيرة -
حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد حدثنا عبد الرحمن
بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن
عمر. قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي وقال: " يا عبد الله كن في الدنيا كأنك
غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك من أهل القبور ".
317

قال سليمان الطبراني: لم يروه عن الحسن بن الحر إلا ابن ثوبان.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد.
قال: أحمد بن الحسين القصرى معروف الحديث. توفى في جمادى الآخرة سنة تسعين
ومائتين.
2062 - أحمد بن الحسين بن عبد الملك، أبو جعفر ويعرف بأبي الشمقمق
المؤدب القصري:
حدث عن حامد بن يحيى البلخي، وأحمد بن بديل الكوفي. روى عنه عبد
الصمد الطستي، والطبراني. وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا ابن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا أحمد بن الحسين بن
عبد الملك المؤدب أبو الشمقمق - بقصر ابن هبيرة - حدثنا حامد بن يحيى البلخي
حدثنا سفيان بن عيينة عن شقير بن الحسن عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عشرة من قريش في الجنة، أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة،
وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في
الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في
الجنة ".
قال سليمان: لم يروه عن حبيب [عن ابن] عمر إلا شقير. ولا عن شقير إلا
سفيان. تفرد به حامد.
2063 - أحمد بن الحسين، الصوفي العطشي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية ". فقال: كما أخبرنا إسماعيل
ابن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: أحمد بن الحسين
318

العطشى من كبار مشايخ البغداديين كان من أقران أبى العباس بن عطاء وجلسائه.
وكان يفاوضه في العلوم.
2064 - أحمد بن الحسين بن نصر، أبو جعفر الحذاء مولى همدان:
سمع على بن المديني، والصلت بن مسعود الجحدري، وشباب العصفري،
ومحمد بن حميد الرازي، وإسماعيل بن عبيد الحراني. روى عنه إسماعيل بن علي
الخطبي، وعبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن محمد بن ثابت
الصيرفي، وعيسى بن حامد الرخجي، وغيرهم. وكان من أهل سر من رأى فسكن
بغداد إلى أن مات بها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي حدثنا أحمد بن الحسين
ابن نصر أبو جعفر حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة حدثنا عمى عبد الملك بن
عمر حدثنا أبي حدثنا أبو الزبير عن جابر. قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
ومعنا إبل عليها أجراس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مروا بهذه الأجراس فلتقطع ".
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول
سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي جعفر أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء
العسكري فقال: ثقة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: وتوفى أبو جعفر أحمد
ابن الحسين بن نصر الحذاء في يوم الأحد غرة ذي الحجة منها - يعنى سنة تسع
وتسعين ومائتين - قال: وكان مولده فيما أخبرني ابنه في سنة ثمان ومائتين وكان
من أهل سر من رأى ولم يغير شيبه.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال قال لنا عيسى بن حامد القاضي:
مات أحمد بن الحسين بن نصر أبي جعفر الحذاء في يوم التروية من سنة تسع وتسعين
ومائتين.
2065 - أحمد بن الحسين، أبو جعفر المؤدب يلقب شبان:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه مخلد بن جعفر.
319

أخبرني أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ حدثنا مخلد بن جعفر الدقاق
حدثني أبو جعفر أحمد بن الحسين المعروف بشبان حدثنا عبد الأعلى بن حماد
النرسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بينا رجل
زار أخاله " فذكر حديث الزيارة.
وهم هذا الشيخ على عبد الأعلى في رواية هذا الحديث هكذا، وصوابه عن ثابت
عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك رواه الخلق عن عبد الأعلى وهو
الصحيح.
2066 - أحمد بن الحسين بن إسحاق بن هرمز بن معاذ، أبو الحسن يعرف
بالصوفي الصغير:
سمع أبا إبراهيم الترجماني، ومحمد بن موسى الحرشي، وعبد الله بن عمر بن أبان
الجعفي، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، ونحوهم. روى عنه أبو بكر الشافعي، وعبد
الله بن إبراهيم الزينبي، وأبو حفص بن الزيات.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا
أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي الصغير - في مدينة أبى جعفر في سكة منارة،
سنة إحدى وثلاثمائة - حدثنا محمد بن موسى الحرشي حدثنا حماد بن زيد عن
يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: نهى [رسول الله صلى الله عليه وسلم]
أن يسمى العنب الكرم.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن الحسين الصوفي
مات في سنة اثنتين وثلاثمائة.
حدثني عبد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. قال: سنة اثنتين
وثلاثمائة توفى أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي، وقيل في سنة ثلاث.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي الصغير توفى سنة ثلاث
وثلاثمائة في المحرم. كتب عنه على معرفة بلينه، والذين تركوه أحمد وأكثر.
320

2067 - أحمد بن الحسين، أبو سعيد البردعي:
أحد الفقهاء على مذهب أبي حنيفة ومن المتكلمين على مذاهب المعتزلة. ورد
بغداد حاجا ثم سكنها.
فحدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري. قال: أخذ أبو سعيد أحمد بن الحسين
البردعي العلم عن أبي على الدقاق، وعن موسى بن نصر. وأخذ عنه أبو الحسن
الكرخي، وأبو طاهر الدباس، وأبو عمرو الطبري. وأضرابهم. وكان قدم بغداد حاجا
فدخل الجامع ووقف على داود بن علي صاحب الظاهر وهو يكلم رجلا من
أصحاب أبي حنيفة، وقد ضعف في يده الحنفي، فجلس فسأله عن بيع أمهات
الأولاد فقال يجوز. فقال له لم قلت؟ قال: لأنا أجمعنا على جواز بيعهن قبل العلوق،
فلا نزول عن هذا الإجماع إلا إجماع مثلة، فقال له: أجمعنا بعد العلوق قبل وضع
الحمل أنه لا يجوز بيعها، فيجب أن نتمسك بها الإجماع ولا نزول عنه إلا بإجماع
مثلة فانقطع داود. قال ننظر في هذا. وقام أبو سعيد فعزم على القعود ببغداد
والتدريس لما رأى من غلبة أصحاب الظاهر، فلما كان بعد مديدة رأى في المنام كأن
قائلا يقول له: * (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) *
[الرعد 17] فانتبه بدق الباب، وإذا قائلا يقول له: قد مات داود بن علي صاحب
المذهب، فإن أردت أن تصلى عليه فأحضر. وأقام أبو سعيد ببغداد سنين كثيرة
يدرس، ثم خرج إلى الحج فقتل في وقعة القرامطة مع الحاج.
2068 - أحمد بن الحسين بن أحمد، أبو عبد الله العطار الكرخي:
من أهل سر من رأى. روى ببغداد عن إسحاق بن موسى الأنصاري عن معن بن
عيسى موطأ مالك. روى عنه أبو لؤلؤ الوراق وغيره.
أخبرنا على بن المحسن القاضي أخبرنا على بن محمد بن أحمد الوراق أخبرنا
الهيثم بن خلف الدوري وأحمد بن الحسين الكرخي - كرخ سامرا -. قالا: حدثنا
إسحاق بن موسى حدثنا معن حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة
أبى سلمة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلى فلعل
321

بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض. فأقضى له على نحو ما أسمع منه فمن
قضيت له بشئ من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار ".
وروى محمد بن المطرز وغيره عن هذا الشيخ فسموا أباه الحسن. وقد ذكرناه
فيما تقدم.
2069 - أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو عبد الله
الدقاق:
حدث عن جده محمد، وعن زياد بن أيوب وحفص بن عمرو الروياني، وابن
الأشعث أحمد بن المقدام، والحسن بن عرفة. روى عنه بن لؤلؤ الوراق، وأبو الفتح
محمد بن الحسن الأزدي، ومحمد بن عبد الله بن الشخير، وأبو الحسن الدارقطني،
وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ورواياته مستقيمة.
أخبرنا أحمد بن محمد القتيبي حدثنا يوسف بن عمر. قال: مات أحمد بن الحسين بن
محمد بن أحمد بن الجنيد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وكذلك ذكر ابن قانع وقال في شعبان.
2070 - أحمد بن الحسين بن الحجاج، أبو العباس المعدل السامري:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه على بن عمرو الجريري
أخبرني على بن الحسن بن محمد الدقاق حدثنا على بن عمرو الجريري حدثني
أبو العباس أحمد بن الحسين بن الحجاج الأدمى الشاهد بسر من رأى حدثنا الحسن
ابن عرفة بحديث ذكره.
2071 - أحمد بن الحسين، أبو بكر العكبري الوراق ويعرف بالقاص:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الكريم بن الهيثم
322

العاقولي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن سلام
السواق ومحمد بن غالب التمتام، وأبى العباس الكديمي. حدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه وكان سماعه منه في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين العكبري الوراق
حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي حدثنا الحارث بن منصور أبو منصور
حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رجلا من
الأنصار وقع في أبي العباس في الجاهلية، فلطمه العباس فجاء قومه فقالوا: والله
لنلطمنه كما لطمه، ولبسوا السلاح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر. قال فقال:
" أيها الناس أي أهل الأرض أكرم على الله؟ ". فقالوا: أنت، قال: " فإن العباس منى
وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا ". فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله نعوذ بالله
من غضبك فاستغفر لنا.
2072 - أحمد بن الحسين، أبو الحسن البرتي يعرف بالبسطائي:
حدث عن أبي ذر البعلبكي وهو شيخ مجهول حديثا منكرا رواه عنه عبد الله بن
عثمان الصفار.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين البرتي حدثنا أبو ذر البعلبكي حدثنا عليك
حدثنا أحمد بن محمد الهاشمي حدثنا مروان بن محمد أخبرنا خلف الأشجعي عن
سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن أمه عن جدته عن عائشة. قالت سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلى: " حسبك ما لمحبك جسرة عند موته ولا وحشة في قبره، ولا
فزع يوم القيامة ".
2073 - أحمد بن الحسين بن محمد، البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن إسماعيل، ومحمد بن عقيل
البلخيين، وعمر بن محمد بن بجير السمرقندي، روى عنه أبو الحسن
الدارقطني.
323

2074 - أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي
الشاعر، المعروف بالمتنبي:
بلغني أنه ولد بالكوفة في سنة ثلاث وثلاثمائة، ونشأ بالشام وأكثر المقام بالبادية،
وطلب الأدب وعلم العربية، ونظر في أيام الناس وتعاطى قول الشعر من حداثته حتى
بلغ فيه الغاية التي فاق أهل عصره، وعلا شعراء وقته. واتصل بالأمير أبى الحسن بن
حمدان المعروف بسيف الدولة، وانقطع إليه وأكثر القول في مديحه. ثم مضى إلى
مصر فمدح بها كافور الخادم، وأقام هناك مدة، ثم خرج من مصر وورد العراق
ودخل بغداد وجالس بها أهل الأدب وقرئ عليه ديوانه.
فحدثني أحمد بن أبي جعفر القطيعي عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي
المسلم الفرضي. قال: لما ورد المتنبي بغداد سكن في ربض حميد. فمضيت إلى
الموضع الذي نزل فيه لأسمع منه شيئا من شعره فلم أصادفه فجلست انتظره وأبطأ
على فانصرفت من غير أن ألقاه ولم أعد إليه بعد ذلك، وقد كان القاضي أبو الحسين
محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي سمع منه ديوانه ورواه عنه
أخبرنا على بن المحسن التنوخي عن أبيه قال حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى
العلوي الزيدي. قال: كان المتنبي وهو صبي ينزل في جواري بالكوفة، وكان يعرف
أبوه بعبدان السقا يسقى لنا ولأهل المحلة، ونشأ وهو محب للعلم والأدب، فطلبه
وصحب الأعراب في البادية فجاءنا بعد سنين بدويا قحا وقد كان تعلم الكتابة
والقراءة فلزم أهل العلم والأدب وأكثر ملازمة الوراقين. فكان علمه من دفاترهم.
فأخبرني وراق كان يجلس إليه يوما قال لي: ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عبدان
قط! فقلت له: كيف؟ فقال: كان اليوم عندي وقد أحضر رجل كتابا من كتب
الأصمعي سماه الوراق وأنسيه أبو الحسن يكون نحو ثلاثين ورقة ليبيعه. قال فأخذ
ينظر فيه طويلا فقال له الرجل: يا هذا أريد بيعه وقد قطعتني عن ذلك فإن كنت تريد
حفظه من هذه المدة [فبعيد. فقال له: أن كنت حفظته] فما لي عليك؟ قال:
أهب لك الكتاب. قال فأخذت الدفتر من يده فأقبل يتلوه على إلى آخره ثم استلبه
324

فجعله في كمه وقام فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن. فقال: ما إلى ذلك سبيل قد
وهبته لي! قال: فمنعناه منه وقلنا له: أنت شرطت على نفسك هذا للغلام فتركه عليه.
وقال أبو الحسن: كان عبدان والد المتنبي يذكر أنه من جعفى وكانت جدة المتنبي
همدانية صحيحة النسب لا أشك فيها. وكانت جارتنا وكانت من صلحاء النساء
الكوفيات. قال التنوخي قال أبى: فاتفق مجيء المتنبي بعد سنين إلى الأهواز منصرفا من
فارس فذكرته بأبي الحسن. فقال تربى وصديقي وجارى بالكوفة، وأطراه ووصفه.
وسألت المتنبي عن نسبه فما اعترف لي به. وقال: أنا رجل أحيط القبائل، وأطوي
البوادي وحدي، ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها وبين
القبيلة التي انتسب إليها، وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم
ويخافون لساني. قال واجتمعت بعد موت المتنبي. بسنين مع القاضي أبي الحسن بن
أم شيبان الهاشمي الكوفي وجرى ذكر المتنبي فقال: كنت أعرف أباه بالكوفة شيخا
يسمى عبدان يستقى على بعير له، وكان جعفيا صحيح النسب. قال: وقد كان المتنبي
لما خرج إلى كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني، ثم ادعى بعد ذلك النبوة، ثم
عاد يدعى أنه علوي، إلى أن أشهد عليه بالشام بالكذب في الدعويين، وحبس دهرا
طويلا، وأشرف على القتل. ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق.
أخبرنا التنوخي حدثني أبي قال حدثني أبو علي بن أبي حامد قال سمعت خلقا
بحلب يحكون - وأبو الطيب المتنبي بها إذ ذاك - أنه تنبأ في بادية السماوة ونواحيها
إلى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الأخشيدية فقاتله وأنفره، وشرد من كان
اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب، وحبسه في السجن حبسا
طويلا، فاعتل وكاد أن يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه، وكتب عليه وثيقة أشهد
عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الإسلام، وإنه تائب منه ولا يعاود مثله
وأطلقه. قال: وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، وكانوا
يحكون له سورا كثيرة، نسخت منها سورة ضاعت وبقى أولها في حفظي وهي:
والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على
سننك، واقف أثر من كان قبلك من المرسلين فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه،
وضل عن سبيله. قال: وهي طويلة لم يبق في حفظي منها غير هذا. قال: وكان
المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة - ونحن إذ ذاك بحلب - نذكر له هذا
القرآن وأمثاله مما كان يحكى عنه فينكره ويجحده، قال وقال له ابن خالويه النحوي
325

يوما في مجلس سيف الدولة: لولا أن الآخر جاهل لما رضى أن يدعى بالمتنبي، لأن
متنبي معناه كاذب. ومن رضى أن يدعى بالكذب فهو جاهل! فقال له: أنا لست
أرضى أن أدعى بهذا وإنما يدعوني به من يريد الغض منى، ولست أقدر على
الامتناع. قال لنا التنوخي قال لي أبي: فأما أنا فإني سألته بالأهواز في سنة أربع
وخمسين وثلاثمائة عند اجتيازه بها إلى فارس في حديث طويل جرى بيننا عن معنى
المتنبي، لأني أردت أن أسمع منه هل تنبأ أم لا؟ فأجابني بجواب مغالط لي: وهو أن
قال: هذا شئ كان في الحداثة أوجبته الصورة، فاستحييت أن أستقصي عليه
وأمسكت. وقال لي أبو علي بن أبي حامد. قال لي أبي ونحن بحلب: - وقد سمع
قوما يحكون عن أبي الطيب المتنبي هذه السورة التي قدمنا ذكرها - لولا جهله أين
قوله امض على سننك إلى آخر الكلام. من قول الله تعالى: * (فاصدع بما تؤمر
وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) * [الحجر 94، 95] إلى آخر القصة.
وهل تتقارب الفصاحة فيهما، أو يشتبه الكلامان!؟
أنشدنا على بن أيوب القمي قال أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه مما قاله في
صباه:
أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني * وفرق الهجر بين الجفن والوسن
روح تردد في مثل الخلال إذا * أطارت الريح عنه الثوب لم يبن
كفى بجسمي نحولا أنني رجل * لولا مخاطبتي إياك لم ترن
سمعت محمد بن عبيد الله بن توب الأديب يقول: لا أعلم نقل في معنى الإلف
أحسن من بيت المتنبي:
خلقت الوفا لو رحلت إلى الصبا * لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
وهذا البيت في القصيدة التي أولها:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا * وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وهي أول قصيدة مدح بها كافور بن معن، وذلك في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
حدثني على بن أيوب. قال: خرج المتنبي من بغداد إلى فارس، فمدح عضد الدولة
وقام عنده مديدة. ثم رجع يريد بغداد، فقتل في الطريق القرب من النعمانية في
شهر رمضان من سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
326

2075 - أحمد بن الحسين أبو الحسن، الإسكافي:
روى عن محمد بن العباس اليزيدي مختصر غريب القرآن، سمعه منه إبراهيم بن
مخلد.
2076 - أحمد بن الحسين بن إسحاق، أبو علي البصري، المعروف بشعبة:
كان أحد الحفاظ المذكورين، ورد بغداد قديما وحدث عن أحمد بن سهل بن
أيوب، وهشام بن علي السيرفي، وأبى مسلم الكجي، ومحمد بن محمد بن حسان
التمار، ومحمد بن زكريا الغلابي، والحسن بن المثنى العنبري، وغيرهم. كتب عنه
ببغداد أبو الحسن بن الجندي.
أخبرني أبو نصر أحمد بن عمر الغزالي أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا
شعبة أحمد بن الحسين بن إسحاق الحافظ البصري ببغداد والبصرة حدثنا أحمد بن
سهل بن أيوب قال لي القاضي أبو العلاء الواسطي، كان محمد بن جعفر
شعبة الواسطي يضعفه جماعة الشيوخ من أهل بلدنا، وأما شعبة البصري فكان
ثقة.
قلت: وكانت وفاة شعبة هذا بالبصرة بعد سنة خمسين وثلاثمائة، وقد رأيت غير
واحد ممن أدركه.
2077 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمل بن أبان بن تمام بن خرزاذ،
أبو بكر الصيرفي:
وهو ابن أخي أبي عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل. حدث عن محمد بن يحيى
المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وجعفر
الفريابي، ونحوهم. روى عنه أبو سعد الماليني، وغيره. وحدث عن أبي الحسن بن
الفرات أنه ذكره فقال: كان مذموما في الرواية على ما بلغني، ولم أكتب عنه
شيئا.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفى أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمل
الصيرفي في المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة، وكان فيه نظر.
327

2078 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن عصمة، أبو الحسن الوكيل:
حدث عن أبيه عن أحمد بن منصور الرمادي. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن
جعفر.
2079 - أحمد بن الحسين بن حمدان، أبو العباس التميمي الشمشاطي:
حدث ببغداد عن محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني. روى عنه أبو بكر
أحمد بن عمر بن البقال. قال: وهو شيخ ثقة قدم علينا من الموصل في سنة إحدى
وسبعين وثلاثمائة.
2080 - أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بن هارون، أبو بكر المعدل:
من أهل عكبرا. حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ومحمد بن
صالح بن ذريح العكبري. حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي، والقاضي أبو العلاء
الواسطي وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن طلحة النعالي [حدثنا] أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد
العزيز بن هارون المعدل بعكبرا حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا مسلم بن
إبراهيم حدثنا الدجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي حدثنا أسلم مولى عمر. قال: قلنا
لعمر: مالك لا تحدث كما يحدث فلان؟ قال: إني أخشى أن أزيد أو أنقص فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على فليتبوأ مقعده من النار ". قال
محمد بن أبي الفوارس: بلغنا وفاة أحمد بن عبد العزيز العكبري بعكبرا لسبع خلون
من رجب سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
حدثني أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز قال: ولد
جدي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وتوفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وكان
تقلد قضاء عكبرا من قبل أبى العباس بن سريج.
328

أحمد بن الحسين بن علي، أبو حامد المروزي ويعرف بابن
الطبري:
كان أبوه من أهل همذان سمع أحمد بن الخضر المروزي، وحدث عن أحمد بن
محمد بن عمر المنكدري. ومحمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأحمد بن محمد بن
الحارث بن عبد الكريم، ومحمد بن رزام المروزي، وغيرهم من أصحاب على بن
جعد وعلي بن خشرم. وكان أحد العباد المجتهدين. والعلماء المتقين، حافظا
للحديث، بصيرا بالأثر.
ورد بغداد في حداثته فتفقه بها، ودرس على أبى الحسن الكرخي مذهب أبي
حنيفة ثم عاد إلى خراسان فولى بها قضاء القضاة، وصنف الكتب وروى ثم دخل
بغداد وقد علت سنه فحدث بها وكتب الناس عنه بانتخاب أبى الحسن الدارقطني.
حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، والقاضي أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين بن
أحمد بن بكير، ومحمد بن المؤمل الأنباري، وأحمد بن محمد العتيقي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن الحسين الهمذاني أبو حامد حدثنا أحمد
ابن الحارث بن محمد بن عبد الكريم حدثنا جدي محمد حدثنا الهيثم بن عدي
حدثنا عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر. قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما
يزع [الله] بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن.
قال لي أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير: أخبرنا الحاكم أبو حامد
أحمد بن الحسين بن علي بن الطبري الهمذاني بانتقاء الدارقطني في سنة سبعين
وثلاثمائة.
سألت البرقاني عن أبي حامد. فقال: ثقة. وسئل مرة أخرى عنه وأنا أسمع فقال:
لا أعلم منه إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي. قال: كان
أحمد بن الحسين بن علي أبو حامد المروزي قاضي القضاة بخراسان، وكان يحفظ
شيئا من علم الحديث، وتوفى بمرو في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
329

حدثني الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد الإدريسي. قال: أحمد بن الحسين
أبو حامد القاضي المروزي - يعرف بالهمذاني - كان أصله من همذان، تولى قضاء
بخارى ونواحيها، وكان من الفقهاء الكبار لأهل الرأي، كتب الحديث الكثير، وخرج
وصنف التاريخ. كان متقنا ثبتا في الحديث والرواية، سكن بخارى ومات بها سنة
سبع وسبعين وثلاثمائة.
قرأت بخط أبى عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين الهمذاني - بمرو - يوم
الأربعاء التاسع من صفر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
2082 - أحمد بن الحسين الصوفي:
أخبرني على بن أحمد الرزاز حدثني أحمد بن الحسين الصوفي حدثنا أبو بكر
محمد بن شجاع حدثنا عبد الله بن صالح عن عمر بن عبد العزيز - صاحب بشر
ابن الحارث - عن بشر عن يحيى بن يمان عن سفيان عن أبي عمرة كذا قال.
والصواب عن حبيب بن أبي عمرة. قال: إذا ختم العبد القرآن قبله الملك بين
عيينة. قال عمر بن عبد العزيز: فحدثت به أحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: هذا من
محببات سفيان.
2083 - أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم بن عبد الله، أبو
زرعة الرازي:
سمع محمد بن إبراهيم بن مورد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعلي بن
إبراهيم القطان القزويني، وعبد الله بن محمد الحارثي، وبكر بن عبد الله المحتسب
البخاري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري. وكان حافظا
متقنا ثقة، رحل في الحديث وسافر الكثير، وجالس الحفاظ، وجمع التراجم والأبواب،
وحدث ببغداد. فحدثنا عنه القاضيان أبو على الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو
زرعة روح بن محمد الرازي، ورضوان بن محمد الدينوري.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي
ببغداد حدثنا أبو على بكر بن عبد الله الرازي المحتسب ببخارى حدثنا أبي حدثنا
330

سليمان بن الربيع حدثنا كادح بن رحمة الزاهد حدثنا أبو حنيفة ومسعر وسفيان
وشعبة وقيس وغيرهم عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي
عبد الرحمن عن عثمان. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القران
وعلمه ".
أخبرنا على بن المحسن قال سألنا أبا زرعة الرازي عن مولده. فقال: لست
أحفظه، ولكني خرجت إلى العراق أول دفعة لطلب الحديث سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة، وكان [لي] إذ ذاك أربع عشرة سنة أو نحوها.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج - بخطه: فقد أبو زرعة أحمد بن الحسين
الرازي في طريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
2084 - أحمد بن الحسين بن الفضل بن العباس بن محمد بن العباس بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي، يعرف بابن دودان:
سمع أحمد بن يوسف بن خلاد الضبي، وعلي بن الحسن بن عبد العزيز
الهاشمي، وأبا بكر بن شاذان، ومحمد بن عمران المرزباني، والوليد بن بكر
الأندلسي، وأبا الفضل محمد بن الحسن بن المأمون، وأبا الحسين بن حمة الخلال، وأبا
أحمد بن جامع الدهان، وغيرهم. وكتبت المصنفات الطوال، والكتب الكبار، من كل
نوع بخطه، ولم يزل يسمع معنا الحديث ويكتب إلى حين وفاته، وحدث بيسير،
كتبت عنه وكان صدوقا مع خلوه من المعرفة والبصر بالعلم.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسين العباسي أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا أيوب
عن نافع عن ابن عمر. قال: كان الرجال والنساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطهرون
جميعا من الإناء الواحد.
قال لنا أبو الفضل بن دودان: ولدت في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومات في
سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
331

2085 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين، الواعظ المعروف بابن
السماك:
كان له في جامع المنصور مجلس وعظ يتكلم فيه على طريقة أهل التصوف،
وحدث عن جعفر بن محمد الخالدي، والحسن بن رشيق المصري، وأبى بكر بن
المقري الأصبهاني، وغيرهم. كتبت عنه شيئا يسيرا.
أخبرنا أبو الحسين بن السماك حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخواص الخالدي
الشيخ الصالح - قرئ عليه وأنا أسمع - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا
عبد الله بن الحكم عن سيار بن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان قال سمعت مالكا
يقول: قرأت في التوراة: إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته من القلوب كما
ينزل المطر على الصفا.
وقد حدثنا عن أبي بكر بن السماك حديثا مظلم الإسناد، منكر المتن، فذكرت
روايته عن ابن السماك لأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي فقال: لم
يدرك أبا عمرو بن السماك هو أصغر من ذاك لكنه وجد جزءا فيه سماع أبى الحسين
بن أبي عمرو بن السماك من أبيه، وكان لأبي عمرو بن السماك ابن يسمى محمدا
ويكنى أبا الحسين، فوثب على ذلك السماع وادعاه لنفسه.
قال الصيرفي: ولم يدرك الخالدي أيضا ولا عرف بطلب العلم، إنما كان يبيع
السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا، ثم سافر وصحب الصوفية بعد ذلك.
قال لي أبو الفتح محمد بن أحمد المصري: لم أكتب ببغداد عمن أطلق عليه
الكذب من المشايخ غير أربعة، أحدهم أبو الحسين بن السماك. مات ابن السماك في
يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجة سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد في
مقبرة باب حرب، بعد أن صلى عليه في جامع المدينة، وكان يذكر أنه ولد في
مستهل المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة.
2086 - أحمد بن الحسين بن نصر بن يعقوب بن هارون، أبو بكر العطار.:
سمع أبا الحسن الدارقطني، وعلي بن عمر السكري، وأبا القاسم بن حبابة. كتبت
عنه وكان صدوقا.
332

أخبرني أحمد بن الحسين بن نصر أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا يزداذ بن عبد
الرحمن بن محمد بن يزداذ الكاتب حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر
عن يزيد بن سنان عن أبي مبارك عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري.
قال: أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: " اللهم أحيني
مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين ".
سألت ابن نصر عن مولده فقال: في شوال سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. ومات
في يوم الأربعاء الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ودفن من
الغد في مقبرة جامع المدينة.
2087 - أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت، أبو
الحسن المصري:
سمع جده، فمنها ما فيه سماعه صحيح، ومنها ما قد سمع فيه لنفسه تسميعا
طريا، وسمعته يقول: ولدت في يوم الخميس النصف من ربيع الأول سنة اثنتين
وستين وثلاثمائة. ومات في آخر المحرم من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
2088 - أحمد بن الحسين بن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان،
أبو منصور الحضرمي البيع، المعروف بابن السكري:
سمع جده عليا الوراق، وأبا حفص بن شاهين، وأبا محمد بن معروف القاضي.
كتبنا عنه، وكان بعض كتب جده قد ألحق فيه السماع لنفسه بآخرة تسميعا طريا،
سألته عن مولده فقال: ولدت في يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وستين
وثلاثمائة.
ومات في يوم الثلاثاء الخامس من المحرم سنة خمسين وأربعمائة. ودفن من الغد
في مقبرة باب حرب.
333

2089 - أحمد بن الحسين بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن عبد الملك،
أبو الحسن التميمي قريب السلامي:
سمع أبا طاهر المخلص، وأبا حفص الكتاني، وأبا الفضل محمد بن الحسن بن
المأمون، وأبا القاسم بن الصيدلاني. وأخبرنا [عنه] أحمد بن جامع الدهان، وعبد
السلام بن علي المؤدب، كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا أحمد بن الحسين التميمي حدثنا أبو حامد عبد السلام بن علي المؤدب
حدثنا أحمد بن عبد الله - صاحب أبى صخرة - حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي
خداش الموصلي حدثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حرم على لساني ما بين
لابتيها ".
سألته عن مولده فقال: ولدت في ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة. ومات بآمد في رجب من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه حاتم
2090 - أحمد بن حاتم بن يزيد، الطويل:
سمع مالك بن أنس، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن عمار المدني،
ومسلم بن خالد الزنجي، وعبد الرحمن بن عبد الله العمرى، وعمر بن هارون
البلخي، ويحيى بن يمان الكوفي، وشعيب بن حرب المدائني. روى عنه عباس بن
محمد الدوري، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، ويعقوب بن إسحاق المخرمي،
ومحمد بن بشر بن مطر، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وغيرهم.
أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أخبرنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم حدثنا محمد بن بشر - أخو خطاب - حدثنا أحمد بن حاتم.
334

وأخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان - حدثنا أبو
بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ بأصبهان حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أحمد
ابن حاتم الطويل - ببغداد سنة خمس وعشرين ومائتين - حدثنا مالك بن أنس عن
ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا اشتكى قرأ على نفسه
بالمعوذات. زاد أخو خطاب: ونفث أو تفل.
أخبرنا على بن علي قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد. قال. أحمد
ابن حامد الطويل بغدادي سمع على بن عابس، ويحيى بن يمان، وغيرهما معروف
الحديث.
قرأت على أبى بكر البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قال حدثنا أحمد بن
محمد بن مسعدة الفزاري حدثنا جعفر بن درستويه حدثنا أحمد بن محمد بن
القاسم بن محرز قال: سألت يحيى بن معين عن أحمد بن حاتم الطويل الخياط.
فقال: لا أعرفه. فلا أدرى أفهم عنى أم لا؟ وذلك أن هشام بن المطلب حدثني قال:
سألت يحيى بن معين عن محمد بن حاتم السمين فقال: ليس بشئ يكذب، ولكن
أحمد بن حاتم الطويل ثقة. فأحسب أن يحيى بن معين ظن أنى إنما سألته عن محمد
ابن حاتم السمين.
أخبرنا على بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الخالق بن منصور
قال: وسئل يحيى بن معين - وأنا أسمع - عن أحمد بن حاتم الطويل فقال: ليس به
بأس.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قال محمد بن العباس العصمي: حدثنا أبو
الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه أخبرنا أبو على صالح [بن] محمد
الأسدي. قال: أحمد بن حاتم الطويل بغدادي كان من الثقات.
أخبرنا الحسين بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن حاتم الطويل، وكان ثقة رجلا صالحا -
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن حاتم الطويل
ثقة.
335

2091 - أحمد بن حاتم، أبو نصر النحوي، صاحب الأصمعي:
روى عن الأصمعي كتب اللغة والأدب، وصنف كتاب " الشجر "، و " النبات "
وكتاب " الإبل "، وكتاب " الخيل "، " وما يلحن فيه العامة "، وكتاب " الزرع والنخل "
وكتبا سواها.
وحكى عن الأصمعي أنه كان يقول: ليس يصدق على أحد إلا أبو نصر، حدث
عنه إبراهيم الحربي، وأبو العباس بن ثعلب، وكان ثقة.
قيل إنه مات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
2092 - أحمد بن حاتم بن ماهان بن جعفر، المعدل السامري:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، ومحمد بن عباد المكي، ومحمود بن
غيلان المروزي، ويحيى بن أيوب العابد. روى عنه عبد الله بن إسحاق أبو محمد بن
الخراساني، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما. وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني
حدثنا أحمد بن حاتم السامري حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا يعقوب بن
إسحاق الحضرمي حدثنا سعيد بن خالد الخزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن واه راقع، فالسعيد من هلك على رقعة ".
قال سليمان لم يروه عن ابن المنكدر إلا سعيد بن خالد مدني. ومعنى قوله " المؤمن
واه " يعنى مذنبا " وراقع " يعنى تائبا مستغفر ".
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه حمدان
2093 - أحمد بن حمدان بن موسى، الأنباري:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو الحسن عبد الودود بن عبد المتكبر الهاشمي حدثنا محمد بن عبد الله
336

الشافعي - املاء - حدثنا أحمد بن حمدان بن موسى الأنباري حدثنا إبراهيم بن
حاتم الهروي حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا زهير بن محمد حدثني موسى بن وردان
عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الرجل على دين خليله فينظر أحدكم من
يخالل ".
2094 - أحمد بن حمدان بن إسحاق، أبو بكر العسكري:
من أهل سر من رأى. حدث عن علي بن المديني، وعثمان بن أبي شيبة، أحاديث
مستقيمة. روى عنه الحسن بن أنس القصرى، وعبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر
ابن عدي أنه سمع منه ببغداد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا أبو القاسم الحسن بن
أنس الأنصاري - بالقصر - حدثنا أبو بكر أحمد بن حمدان بن إسحاق العسكري
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله
ابن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحياء شعبة من الإيمان،
والإيمان بضع وسبعون بابا، أدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأرفعها لا إله
إلا الله ".
2095 - أحمد بن حمدان بن عبد الواحد، الناقد:
حدث عن محمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه عمر بن نوح البجلي
2096 - أحمد بن حمدان بن علي بن سنان، أبو جعفر الحيري الزاهد
النيسابوري:
والد أبى العباس، وأبى عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، سمع محمد بن
يحيى الذهلي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وأبا الأزهر العبدي، وعبد الرحمن بن
بشر بن الحكم، وأحمد بن يوسف السلمي. وكان مجاب الدعوة. معروفا بالخير
337

والعبادة من حداثته. ولم يزل يطلب الصحيح على شرط مسلم بن الحجاج حتى
صنفه. وبقيت عليه منه أحاديث معدودة. فرحل بسببها إلى العراق. وكتب ببغداد
عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وعبيد بن شريك، ونحوهما. وبواسط عن محمد
ابن سلمة. وبالبصرة عن هشام بن علي السيرافي، وعبد العزيز بن معاوية القرشي،
وبالكوفة عن ابن أبي عزرة، وبالحجاز عن ابن أبي مسرة، ورجع إلى نيسابور فأقام
بها إلى حين وفاته، وحدث. روى عنه ابنه عمرو، وأبو على الحافظ، وغيرهما. وقد
كان روى ببغداد حديثا.
أخبرنيه محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثني أبو على
الحسين بن علي الحافظ حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان - العابد ببغداد - حدثنا
إسحاق بن أبي ذئب قال حدثنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله
يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " لو دعى به على شئ بين
المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه، لا إله إلا أنت يا حنان
يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ".
حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال: توفى أبي سنة إحدى
عشرة وثلاثمائة قبل أبى بكر بن خزيمة بأيام.
2097 - أحمد بن حمدان بن عمرو، أبو عيسى المؤدب.:
حدث عن علي بن أحمد الطوسي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر
أنه سمع منه ببغداد.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه الحجاج
2098 - أحمد بن الحجاج، أبو العباس الشيباني ثم الذهلي:
من أهل مرو. سمع عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وحاتم بن
إسماعيل، والفضل بن موسى الشيباني. وقدم بغداد وحدث بها فأثنى عليه أحمد بن
338

حنبل، وروى عنه أحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأحمد
ابن أبي خيثمة وجعفر بن محمد بن شاكر الصايغ.
قال ابن أبي خيثمة كان رجل صدق.
أخبرنا على بن عبد الله المعدل أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن زهير
ابن حرب حدثنا أحمد بن الحجاج المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك حدثني عيسى
ابن عمرو بن مرة عن شقيق بن سلمة. قال قال سهل بن حنيف: يا أيها الناس اتهموا
رأيكم، فإنا والله ما أخذنا بقولهن إلى أمر يقطعنا قط إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه، إلا
أمركم هذا فإنه لا يزداد إلا شدة ولبسا. فإني لقد رأيتني يوم أبى جندل ولو أجد
أعوانا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنكرت.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن
فارس حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: مات أبو العباس أحمد بن الحجاج
المروزي الذهلي البكري الشيباني، أول سنة اثنتين وعشرين ومائتين يوم عاشوراء.
2099 - أحمد بن الحجاج بن الصلت، أبو العباس الأسدي ابن أخي محمد
ابن الصلت:
سمع عمه. والحسن بن بشر بن سلم، والمنذر بن عمار، وسعيد بن سليمان
الواسطي روى عنه محمد بن مخلد وغيره.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن
مخلد الدوري حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا
خلف بن خليفة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عمار بن ياسر. قال: بينا النبي
صلى الله عليه وسلم راكب إذ حانت منه التفاتة فإذا هو بالعباس! فقال: " يا عباس " قال لبيك
يا رسول الله. قال " إن الله فتح هذا الأمر بي وسيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلا
كما ملئت جورا، وهو الذي يصلى بعيسى ".
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على محمد
ابن مخلد. قال: مات ابن أخي ابن الصلت في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين
ومائتين.
339

2100 - أحمد بن الحجاج، أبو العباس السنوط:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
- وأنا أسمع - قال: وأبو العباس أحمد بن الحجاج البزار كان سنوطا مثل المروزي،
توفى يوم الأحد لثمان ليال خلون من شهر رمضان سنة خمس وثلاثمائة. ما أقل من
كتب عنه، كان عنده مسائل الفضل بن زياد القطان [عن] أحمد بن حنبل،
ونزر من الحديث [كان] مشهورا بالصلاح.
* * *
ذكر مثاني الأسماء ومفاريدها في هذا الحرف
2101 - أحمد بن حرب بن عبد الله بن سهل بن فيروز، أبو عبد الله الزاهد
النيسابوري:
وقيل أنه مروزي. سكن نيسابور وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وعبد الله بن
الوليد العدني، رأى أبا عامر العقدي، وأبا داود الطيالسي، وأبا أسامة حماد بن
أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء، ومكي بن إبراهيم. روى عنه أبو الأزهر أحمد بن
الأزهر، وأحمد بن نصر اللباد، وأبا سعيد محمد بن شاذان، وجعفر بن محمد بن
سوار النيسابوريون، والكرامية: تنتحل أحمد بن حرب. وكان حسن الطريقة ظاهر
النسك، وورد بغداد حاجا في أيام أبى عبد الله أحمد بن حنبل. وحدث بها فكتب
عنه أحمد بن يحيى الحلواني.
أخبرني محمد بن الحسين الأزرق - أبو سهل - حدثنا محمد بن عبد الله بن
زياد القطان حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا أحمد بن حرب النيسابوري حدثنا عبد
الله بن الوليد العدني عن محمد بن جميل الهروي عن سفيان الثوري عن عبد الله بن
محرز عن يزيد بن الأصم عن علي بن أبي طالب أنه قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذا
رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا
340

تغلطه المسائل، ويا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة معرفتك.
قلت: يا عبد الله أعد الكلام، قال: وسمعته؟ قلت: نعم! قال: والذي نفس الخضر
بيده - وكان هو الخضر - لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه وإن كان
مثل رمل عالج، وعدد المطر وورق الشجر.
أخبرني محمد بن أحمد بن حنبل وقد قدم أحمد بن حرب من مكة، فقال لي
أحمد: من هذا الخراساني الذي قدم؟ قلت: من زهده كذا وكذا، فقال: لا ينبغي لمن
يدعى ما يدعيه أن يدخل نفسه في الفتيا.
وقال بن نعيم: سمعت أبا محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال
يقول سمعت محمد بن عبيد الله البغدادي يذكر عن إسماعيل الزاهد قال قلت -
أقيل ليحيى بن يحيى - من الأبدال؟ قال: إن لم يكن أحمد بن حرب منهم فلا
أدرى من هم.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن سعيد قال: أحمد
ابن حرب الموزي الزاهد كان مرجئا، في أمره نظر. سمعت محمد بن علي المروزي
يقول: روى أشياء كثيرة لا أصول لها.
أخبرني ابن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
ابن دينار قال سمعت زكريا بن دلويه والعباس بن حمزة يقولان: توفى أحمد بن
حرب سنة أربع وثلاثين ومائتين.
2102 - أحمد بن حرب بن مسمع بن مالك، أبو جعفر المعدل:
سمع سلم بن إبراهيم وعفان بن مسلم، وأبا الوليد الطيالسي، ومسددا، وعبد الله
ابن حمران، ونحوهم. روى عنه محمد بن مخلد، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ،
ومحمد بن عمرو الرزاز، ومحمد بن العباس بن نجيح، وعبد الله بن إسحاق
البغوي، وأحمد بن كامل القاضي. وكان حسن الحديث، ثبتا في الرواية.
أخبرنا على بن أحمد [بن] عمر المقري أخبرنا أحمد بن كامل حدثنا أحمد
ابن حرب بن مسمع حدثنا عبد الله بن حمران أخبرنا شعبة عن أنس بن سيرين أنه
341

سمع ابن عمر يقول: طلقت امرأتي وهي حائض. فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال:
" ليراجعها فإذا طهرت فليطلقها ". قلت: أفتحتسب تطليقة؟ قال: " فمه ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزار حدثنا أحمد
ابن حرب بن مسمع - ثقة ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي. قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: كان
أحمد بن حرب المعدل ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
- وأنا أسمع. قال: ومات بمدينتنا أبو جعفر أحمد بن حرب بن مسمع البزار صاحب
القعنبي فجأة لثلاث بقين من شعبان سنة خمس وسبعين ومائتين. وكان من قراء
القرآن وأحد الشهود الذين رغبوا في آخر أعمارهم عن الشهادة.
2103 - أحمد بن حبيب بن حماد، أبو جعفر الدقاق:
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني روى عنه أبو محمد الخراساني المعدل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي حدثنا أحمد بن حبيب بن حماد أبو جعفر الدقاق حدثنا أبو إبراهيم الترجماني حدثنا عبد الله بن
جعفر المديني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال على: خير
هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت لأنبأتكم بالثالث.
قال عبد الله بن جعفر قال سهيل: كانوا يرون أنه عنى به نفسي.
2104 - أحمد بن حبيب بن عبيد بن كثير، أبو بكر النهرواني:
حدث عن أبي أيوب أحمد بن عبد الصمد الأنصاري. روى عنه عمر بن محمد
ابن قيوما، وعلي بن حيون بن هارون النهروانيان، وأبو الفتح الأزدي، وعثمان بن
عمر الدراج، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وكان صدوقا.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن محمد بن أحمد الوراق.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ حدثنا عثمان بن عمر بن خفيف الدراج.
قالا: حدثنا أبو بكر أحمد بن حبيب - زاد الدراج: ابن عبيد بن كثير - ثم قالا
342

- النهرواني - في سنة ثمان وثلاثمائة - حدثنا أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد بن علي
الأنصاري المدني زاد الدراج ومنزله بجسر النهروان - ثم اتفقا قالا: حدثنا
عصمة بن محمد الأنصاري المدني حدثنا موسى بن عقبة عن صالح مولى التوأمة عن أبي
هريرة: قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده جلوس - فقال " إن الله لما
فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل فهو واضع يده على
فيه، شاخص ببصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر ". وذكر الحديث، لفظهما
سواء.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر الحربي قال وجدت
في كتاب أخي: مات الذي في النهروان الذي كان عنده حديث الصور، سنة تسع
وثلاثمائة في شهر رمضان اليوم الرابع عشر منه.
2105 - أحمد بن حامد بن أحمد، أبو حامد البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن صالح البلخي. روى عنه محمد بن إسحاق
القطيعي.
أخبرنا محمد بن علي بن أحمد المقرئ حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي حدثنا
أبو حامد أحمد بن حامد بن أحمد البلخي حدثنا محمد بن صالح البلخي - أبو
سليمان البلخي وهو الجوزجاني - عن محمد بن الحسن القاضي عن أبي حنيفة عن
حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
قال الرجل لامرأته أنت طالق بمشيئة الله أو بإرادة الله - المشيئة هي خاص لله - لا يقع
الطلاق، والإرادة يقع الطلاق ".
2106 - أحمد بن حامد بن مخلد بن سهل، أبو عبد الله المقرئ القطان:
حدث عن علي بن داود القنطري، وإبراهيم بن عبد الله العبسي الكوفي، وأحمد
343

ابن أبي خيثمة، ومحمد بن أحمد بن النضر بن الثلاج، وشيخنا أبو الحسن بن
الصلت الأهوازي، وكان ثقة.
حدثني أحمد بن أبي جعفر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد. قال:
توفى أحمد بن حامد بن مخلد المقرئ القطان في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال
غيره: توفى في سنة خمس وثلاثين.
2107 - أحمد بن الحكم، أبو علي العبدي:
حدث عن مالك بن أنس، ومسلم بن خالد، وروح بن مسافر بن سعد، وشريك بن
عبد الله، روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ويحيى بن عثمان بن
صالح، وغيره من المصريين. وكان قد انتقل إلى مصر فسكنها حتى مات بها.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا على بن محمد بن أحمد المصري
حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا أبو على أحمد بن الحكم حدثنا مسلم بن خالد
حدثنا عباد بن إسحاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال: إني زنيت بفلانة، فبعث إليها فسألها، فأنكرت فرجمه وتركها.
قرأت بخط أبى الحسن الدارقطني وحدثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه. قال:
أحمد بن الحكم العبدي يكنى أبا على، بغدادي قدم مصر، يروى عن إبراهيم بن
سعد. توفى بمصر يوم السبت لأربع مضين من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين
ومائتين.
2108 - أحمد بن حميد، أبو طالب المشكاني:
صاحب أبى عبد الله أحمد بن حنبل. روى عنه أحمد مسائل تفرد بها، وكان
أحمد يكرمه ويعظمه، حدث عنه أبو محمد فوزان وغيره.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الفقيه قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون
الخلال. قال: وأبو طالب صحب أبا عبد الله قديما إلى أن مات، وكان أبو عبد الله يكرمه
ويقدمه، وكان رجلا صالحا فقيرا صبورا على الفقر، فعلمه أبو عبد الله مذهب القنوع
والاحتراف ومات قديما بالقرب من موت أبى عبد الله، فلم يسأله إلا الأحداث
344

أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا طالب صاحب أحمد بن
حنبل مات سنة أربع وأربعين ومائتين.
2109 - أحمد بن الحارث بن المبارك، أبو جعفر الخراز مولى أبى جعفر
المنصور:
وهو صاحب أبى الحسن المدايني روى عن المدائني تصانيفه، وكان صدوقا من
أهل الفهم والمعرفة. حدث عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو سعيد السكري النحوي
وأبو أحمد الجريري.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون أن ابن سعيد قال: أحمد بن
الحارث الخراز. بغدادي.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا جعفر أحمد بن الحارث بن
المبارك الخراز. مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين في ذي الحجة، وقيل سنة تسع
وخمسين.
قلت: وببغداد توفى. وكان ينزل باب الكوفة، ودفن في مقبرتها.
2110 - أحمد بن حسان، أبو جعفر القطيعي، ويعرف بشامط:
حدث عن اسود بن عامر شاذان، ويحيى بن إسحاق السيلحيني. وروى عنه
محمد بن مخلد. وذكر أنه كتب عنه في مجلس عباس الدوري سنة تسع وخمسين
ومائتين.
2111 - أحمد بن أبي عمر الدوري، واسم أبي عمر حفص بن عمر بن عبد
العزيز بن صهبان، وكنيته أحمد أبو بكر:
حدث عن أسود بن عامر شاذان، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وغيرهما. روى
عنه حاجب بن أركين الضرير، ومحمد بن مخلد الدوري، الا أن ابن مخلد سماه
محمدا، وقد ذكرناه في جملة المحمدين.
345

أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المقري الحذاء أخبرنا القاسم بن علي بن جعفر
البزار أخبرنا أبو العباس حاجب بن أركين الضرير حدثنا أحمد بن أبي عمر الدوري
حدثنا الأسود بن عامر حدثنا الحسن بن صالح عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال
ابن يساف. قال: أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد فأوقفني على شيخ يقال له وابصة بن
معبد. فقال: حدثني هذا - وهو يسمع - أن رجلا صلى خلف القوم وحده فأمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعادة.
2112 - أحمد بن الحباب، أبو بكر المقرئ:
روى عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري كتاب ابتداء الحروف في كتاب الله
تعالى. حدث به عنه أبو الفضل جعفر بن محمد بن بنت حاتم المعدل.
2113 - أحمد بن حماد بن سفيان، أبو عبد الرحمن الكوفي القرشي
مولاهم:
سمع أبا بلال الأشعري، وهارون بن سعيد الأيلي، وعبد الله بن معاوية الجمحي،
وعقبة بن مكرم، وأبا كريب الهمداني، ويوسف بن موسى القطان، ونحوهم. وقدم
بغداد وحدث بها. فروى عنه أبو عمرو بن السماك، وعبد الباقي بن قانع، وجعفر
ابن محمد بن بنت حاتم بن ميمون، ومحمد بن علي بن حبيش، وكان ثقة. ولى
قضاء المصيصة، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن حماد
ابن سفيان البزار حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا زكريا بن أبي عبيدة الناجي عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم الناس
لا يرحمه الله عز وجل ".
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين الخنب قال قرأنا على أحمد بن الفرج بن
الحجاج الوراق عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: توفى أبو
346

عبد الرحمن أحمد بن حماد بن سفيان بالمصيصة ليومين بقيا من المحرم سنة سبع
وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
2114 - أحمد بن حمدون، أبو العباس العكبري:
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني روى عنه أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا أبو العباس
أحمد بن حمدون العكبري - بها - حدثنا أبو إبراهيم الترجماني عن سعد بن أبي
سعيد الجرجاني عن نهشل أبى عبد الله القرشي عن الضحاك عن ابن عباس. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشراف أمتي حفظة القرآن، وأصحاب الليل ".
2115 - أحمد بن حمدي بن أحمد بن بيان، أبو علي الدقاق، ويقال: أحمد
ابن حمدويه:
حدث عن عمرو بن علي وأبى الأشعث أحمد بن المقدام، وزيد بن أخرم
الطائي. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الحرقي، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أنبأنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي قال
أخبرني أحمد بن حمدي بن أحمد الدقاق حدثنا زيد بن أخرم حدثنا أبو داود حدثنا
شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر: " اسمع وأطع
ولو لعبد حبشي كأن رأسه زبيبة ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا يونس
ابن حبيب حدثنا أبو داود بإسناده نحوه.
أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي، مات أحمد بن حمدويه سنة سبع - يعنى وثلاثمائة - لاثني
عشرة يوما من المحرم.
347

2116 - أحمد بن حسنويه بن علي، أبو الحسين التاجر اللباد:
من أهل نيسابور. سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومكي بن عبدان، ونحوهما.
وكتب ببغداد عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ومن بعده. وكان سكن
بغداد سنين كثيرة ثم خرج عنها في سنة أربعين وثلاثمائة إلى نيسابور، فأقام بها
ثلاث سنين، ثم عاد إلى بغداد ثانيا وسكن في درب السلولي، وحدث إلى حين
وفاته. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني.
أخبرنا البرقاني قال قرأنا على أبى الحسين أحمد بحسنويه بن علي اللباد
أخبركم بن أبي داود حدثنا عمر بن حفص ومحمد بن مصفى. قالا: حدثنا بقية عن
سعيد بن سلم المكي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر. قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أرضى من ثمغ فقال: " حبس أصلها وسبل ثمرتها ".
فسالت البرقاني عن أحمد بن حسنويه اللباد فقال هذا شيخ قديم سمعت منه أيام
أبي على بن الصواف، وكان سقاء يسكن قطيعة الربيع، وعنده عن [عبد الرحمن]
بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل، وكان ثقة أمينا حجة.
قرأت بخط أبى بشر محمد بن عمر الوكيل: توفى أبو الحسن اللباد النيسابوري
سنة ستين وثلاثمائة.
2117 - أحمد بن حجر بن الحسن بن المؤمل، أبو بكر الأخباري:
حدث عن قاسم بن محمد الأنباري. روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي. وقال:
حدثنا في جامع مدينة المنصور وما علمت من أمره إلا خيرا.
* * *
348

حرف الخاء [من آباء الأحمدين]
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه خالد
2118 - أحمد بن خالد، الخلال الفقيه:
سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، ومحمد بن
عبيد الطنافسي، ومحمد بن سابق، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، ومحمد بن
إدريس الشافعي، والحسن بن بشر بن مسلم، وعبد الله بن صالح العجلي.
روى عنه محمد بن أحمد بن البراء، ويعقوب بن سفيان، وأحمد بن علي
الأبار، والحسين بن إدريس الهروي، وعمر بن عبد الله بن عمرو. أبو حسان
الزيادي.
وقال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن خالد الخلال - وكان خيرا فاضلا، عدلا
ثقة، صدوقا رضيا.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا الحسين
ابن إدريس الهروي حدثنا أحمد بن خالد الخلال البغدادي حدثنا الحسن بن بشر -
قال وجاء بكتاب أبيه ولم نسمعه منه - حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن عطاء عن
ابن عباس: أنه كان معتكفا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فسلم عليه ثم
جلس، فقال له ابن عباس: يا فلان أراك مكتئبا حزينا؟ قال: نعم يا ابن عم رسول الله.
لفلان على حق، ولا وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه، قال ابن عباس: أفلا
أكلمه؟ قال: إن أحببت. فانتقل ابن عباس ثم خرج من المسجد فقال له الرجل:
أنسيت ما كنت فيه؟ قال: لا ولكني سمعت صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم - والعهد به
قريب - فدمعت عيناه وهو يقول: " من مشى في حاجة أخيه وبلغ منها كان خيرا
من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار
ثلاث خنادق، أبعد ما بين الخافقين ".
349

غريب لا أعلم رواه عن عطاء غير ابن أبي رواد وعنه الحسن بن بشر بن سلم
البجلي.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال
أحمد بن خالد الخلال العسكري سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول: كان امرءا
صالحا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ قال: أحمد بن خالد
الخلال البغدادي ثقة نبيل قديم الوفاة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن خالد الخلال مات
بسر من رأى في سنة سبع وأربعين ومائتين.
قلت: ذكر غير ابن قانع أنه مات في سنة ست وأربعين.
2119 - أحمد بن خالد بن يزيد، أبو عبد الله الأيلي:
قدم بغداد وحدث بها عن معلى بن أسد، وعمرو بن منصور، وإبراهيم بن قانع
الجلاب. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس قال قرأت على
محمد بن مخلد، قلت له: حدثكم أبو عبد الله أحمد بن خالد بن يزيد الأيلي -
وكان به ارتعاش - حدثنا إبراهيم بن قانع الجلاب حدثنا مهدي بن ميمون عن
الحجاج بن فرافصة عن الحسن بن علي أنه قال: أنا ضامن لمن قرأ بهذه العشرين
الآية في كل ليلة أن يعافيه الله من كل شيطان مارد، ومن كل شيطان حاسد، ومن
كل لص عاد، ومن كل سبع ضار، آية الكرسي، وثلاث آيات من الأعراف أولها:
* (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) * [الأعراف 54] وعشر آيات من أول
الصافات، وثلاث آيات من الرحمن أولها: * (يا معشر الجن والإنس) * [الرحمن 33]
وثلاث آيات من آخر الحشر.
2120 - أحمد بن خالد يزيد، أبو بكر الآجري:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وسعيد بن داود الزبيري،
350

وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وخلف بن سالم. روى عنه أبو عمرو بن السماك،
وأبو بكر الشافعي وغيرهما.
وربما سماه الشافعي وغيره محمد بن خالد، وقد ذكرناه في جملة المحمدين.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي
حدثنا أحمد بن خالد الآجري حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس.
قال: كنا نجئ إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فننتظر الصلاة، فمنا من يقعد، ومنا من ينام، فلا
يعيدون وضوءا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على بن المنادى
- وأنا أسمع. قال: وتوفى أبو بكر أحمد بن خالد بن يزيد الآجري المعروف بابن
الوندي ليلة الأحد. ودفن لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة
اثنتين وثمانين - يعنى ومائتين - كان ينزل قريبا من ربضنا في شارع ابن الخصيب،
وكان له ست وتسعون سنة.
2121 - أحمد بن أبي الأخيل السلفي، من أهل حمص - واسم أبى الأخيل:
خالد بن عمرو بن خالد، ويكنى أحمد: أبا عمرو:
ورد بغداد وحدث بها عن أبيه أحاديث غرائب كتبها عنه الحفاظ. وروى عنه
محمد بن الحسن بن مقسم المقري، وأبو محمد بن ماس، وأبو بكر بن الجعابي،
ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر
ابن المقرئ - بأصبهان - حدثنا أبو عمرو أحمد بن خالد بن أبي الأخيل الحمصي
ببغداد - إملاء سنة ست وثلاثمائة - حدثنا أبي حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام
ابن عروة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولغ
الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن الحسن بن مقسم العطار حدثنا أبو
351

عمرو أحمد بن خالد حدثنا أبي. وأخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا عبد الله بن إبراهيم
ابن أيوب بن ماسى حدثنا أحمد بن خالد بن عمرو بن خالد السلفي الحمصي
حدثني أبي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال: أصاب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيح
العرس رعدة. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا فاطمة إني زوجتك سيدا في الدنيا. وإنه
في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة إني لما أردت أن أملك لعلى أمر الله جبريل فقام في
السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم جبريل فزوجك من على، ثم
أمر شجر الجنان فحملت الحلي والحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم
يومئذ أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلى يوم القيامة ". قالت أم سملة:
فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء حيث أول من خطب عليها جبريل.
والحديث على لفظ ابن مقسم غريب جدا، تفرد به أبو الأخيل بهذا الإسناد، وقد
تابعه بعض الناس فرواه عن عبيد الله كذلك.
حدثني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني. قال: عثمان، وأحمد ابنا خالد بن
عمرو السلفي من أهل حمص ثقتان وأبوهما ضعيف.
21222 - أحمد بن خالد النحاس:
صاحب أخبار. حدث عن أبي العيناء محمد بن القاسم. روى عنه أبو عبيد الله
المرزباني.
أخبرني على بن أيوب القمي أخبرنا محمد بن عمران الكاتب حدثني أحمد بن
خالد النحاس حدثنا أبو العيناء قال سمعت المتوكل يقول لابنه المنتصر: يا محمد
شعرت أنى أودعت فلانا سرا فأفشاه فقال: يا أمير المؤمنين لا عهد لفاسق، ولا كتمان
لمعاقر.
* * *
352

ذكر اسمه احمد واسم أبيه الخليل
2123 - أحمد بن الخليل، أبو علي التاجر:
كان يتجر في البز، وسكن نيسابور. وحدث عن يزيد بن هارون، وقراد أبى
نوح، وروح بن عبادة، وأبى النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن عاصم، وحجاج بن
محمد الأعور، ونحوهم. روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي، ومحمد بن عبد الله
الحضرمي، وعلي بن الحسن بن حبان والحسين بن محمد القبائي، وإبراهيم بن أبي
طالب، وأبو بكر بن خزيمة، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم على بن إبراهيم بن حامد البزاز - بهمذان - حدثنا القاضي أبو
القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا أحمد بن الخليل البغدادي - سكن بنيسابور
- حدثنا روح حدثنا شعبة عن أبي الفيض عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب
على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - حدثنا أبو محمد القاسم بن غانم بن حمويه بن
الحسين بن معاذ - من حفظة نيسابور - قال حدثني جدي حمويه بن الحسين بن
معاذ حدثني أحمد بن خليل البغدادي حدثني يزيد بن هارون الواسطي عن محمد بن
إسحاق عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من زرع على الأرض،
ولا ثمار على الأشجار، إلا عليها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا رزق فلان بن
فلان، وهذا قول الله تعالى في محكم كتابه: * (وما يسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة
في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * [الأنعام 59].
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
القاسم بن غانم بن حمويه بن الحسين الطويل يحدث بهذا الحديث عن جده حمويه
قال سمعت جدي حمويه بن الحسين القصار يقول: كان أبو على أحمد بن خليل
353

البزاز البغدادي يستعين بي في قصارة ما يجهزه إلى بغداد. فخصني بهذا الحديث. ولم
يحدث به غيري.
قال ابن نعيم: هذا حديث تفرد به حمويه بن الحسين بن أحمد بن الخليل وهو غير
مقبول منه، فإن أحمد بن الخليل ثقة مأمون. قلت: وقد رواه أبو على بن عمر المذكر
النيسابوري عن أحمد بن الخليل، وكان هذا المذكر كذابا معروفا بسرقة الأحاديث،
ونراه سرقه من حمويه، والله أعلم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني محمد بن علي الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال ناولني عبد
الكريم - وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول أحمد بن الخليل عراقي سكن
نيسابور ثقة.
أخبرني ابن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل
المزكى حدثنا الحسين بن محمد بن زياد. قال: مات أحمد بن الخليل أبو على
البغدادي ساكن نيسابور لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائتين.
قلت: وبنيسابور كانت وفاته.
2124 - أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون بن سعيد، أبو العباس، مولى
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
يماني الأصل ويعرف بجور. حدث عن أبي بكر بن عياش، وأبى أسامة، وعبد
الملك بن قريب الأصمعي، وزينت بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس. روى
عنه عباس الدوري، وأبو على المقرئ دبيس، ومحمد بن جعفر بن رميس، وأبو عبد
الله الحكيمي، وغيرهم.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو عبد الله
ابن مخلد حدثنا أحمد بن خليل بن ميمون اليماني قال حدثنا الأصمعي أخبرني
عمران بن عمران البجلي عن محمد بن عنترة الفزاري عن الشعبي قال قال ابن
عباس: النبق شجرة مباركة، وهي أول ثمرة تبلغ أو تؤكل، وما أحبها إلا عاقل.
354

وحدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي
الرجال الصالحي - إملاء - أحمد بن الخليل المعروف بجور - في مجلس عباس
الدوري - وقال لنا عباس - اكتبوا عنه وكتبت لعباس هذا الحديث في - رقعة - قال
حدثنا الأصمعي أخبرنا عمران بن عمران البجلي عن محمد بن عنترة الفزاري بنحوه.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد الخلال
حدثنا أحمد بن الحسن المقري - دبيس - حدثنا أحمد بن الخليل اليماني قال سمعت
أبا بكر بن عياش قال حدثنا الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن مسعود. أن النبي صلى الله عليه وسلم
قرأ: * (فنادته الملايكة) * بالياء.
غريب لم أكتبه إلا من هذا الوجه. وكتبه عنى الصوري.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد الدمشقي أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن
أحمد بن عثمان السلمي حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي
حدثنا أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون بن سعيد الدوري قال سمعت أبا بكر بن
عياش يقول حدثني أفلت بن خليفة قال حدثتني دهيمة ابنة حسان عن جسرة ابنة
دجاجة وقد سمعته من جسرة فنسيته فأعادته على دهيمة عنها قالت سألت عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: هل كنتن تغرن على نبي الله، فقالت: شديدا، ولقد رأيتني يوما
بعثت صفية إليه بإناء فيه طعام وهو عندي وفى يومى، فما هو إلا أن بصرت بالإناء
قد أقبل حتى أخذتني رعدة شديدة كادت أن تغلب على، فلما وصل الإناء إلى حيث
أناله صدمته بيدي فكفأته على الأرض، فرماني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره فعرفت
الغضب في طرفه. وذهب عنى ما كان قد خامرني. وقلت: أعوذ بالله من غضب
رسول الله، فسكن غضبه، فقلت: ما كفارة ما أتيته يا رسول الله؟ قال: " إناء
كإنائها، وطعام كطعامها ترسلين - أو قال تبعثين - به إليها " قال القاضي قال لنا أبو العباس أحمد بن الخليل حدث عنى عباس الدوري بهذا الحديث من سنين كثيرة.
قال القاضي: فذكرته لأبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال لي حدثنيه
عباس الدوري عن أحمد بن الخليل في سنة ستين ومائتين. فقلت له: فلم لم تسمع
من أحمد بن الخليل وقد عاش بعد عباس؟ فقال: هو عن عباس عنه أحب إلى.
355

أخبرنا عبد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن الخليل
يلقب بجور كان ببغداد، حدث عن أبي بكر بن عياش، وأبى معاوية الضرير، وعبد
الملك بن قريب الأصمعي. حدثنا عنه أبو عبد الله بن مخلد، والحسن بن محمد بن
سعدان العرزمي والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد وغيرهم.
وقال محمد بن أبي الفوارس: قرأت على أبى الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن
الخليل بن مالك بغدادي ضعيف.
قرأت بخط أبى الحسن الدارقطني ثم حدثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه. قال:
أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون ضعيف لا يحتج به.
2125 - أحمد بن الخليل بن ثابت، أبو جعفر البرجلاني:
كان يسكن محلة البرجلانية فنسب إليها، سمع محمد بن عمر الواقدي، وأبا
النضر هاشم بن القاسم، ويونس بن محمد المؤدب، والحسن بن موسى الأشيب،
والأسود بن عامر شاذان، وخلف بن تميم. روى عنه محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن إسحاق
البغوي، وجماعة آخرهم محمد بن جعفر بن الهيثم البندار. وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق - إملاء - حدثنا أحمد بن الخليل البرجلاني
حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا المسعودي عن إسحاق بن راشد عن
الزهري عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة. قال: أهديت رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجل حمار وحش، وهو على قديد فرده على، قال فلما رأى الذي في وجهي قال:
" إنه ليس بنا رد عليك ولكنا حرم ".
أخبرنا على بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن قانع:
أن أحمد بن الخليل توفى سنة سبع وسبعين ومائتين. في شهر ربيع الأول. ذكر غيره:
أن وفاته كانت ليله الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من الشهر.
356

أحمد بن الخليل بن عبد الله بن مهران، أبو بكر الجريري البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن وهب بن يحيى العلاف، وأبى عمر بن خلاد الباهلي.
روى عنه أحمد بن محمد بن السري الدارمي الكوفي، وأبو القاسم الطبراني.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بقوي.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني حدثنا أحمد بن الخليل الجريري البصري - ببغداد - أخبرنا وهب بن
يحيى بن رمام العلاف حدثنا محمد بن سواء عن روح بن القاسم عن عبد الملك بن
عمير عن جابر بن سمرة. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضب. فقال: " أمة
مسخت ". والله أعلم قال سليمان: لم يروه عن روح إلا ابن سواء.
2127 - أحمد بن الخليل، أبو جعفر البيع القطيعي:
حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي، ورزق الله بن موسى الإسكافي، ويوسف
ابن موسى القطان، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه. روى عنه أبو بكر بن مالك
القطيعي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن كردي الفلاس.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الزعفراني المؤدب حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان - إملاء - حدثنا أبو جعفر أحمد بن الخليل البيع القطيعي حدثنا إسحاق بن
شاهين حدثنا خالد بن عبد الله بن بيان قال سمعت قيس بن أبي حازم يقول جرير بن
عبد الله: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك
* * *
357

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه خلف
2128 - أحمد بن خلف البغدادي:
حدث عن هشيم بن بشير. وهو شيخ غير مشهور عندنا، وإنما وقعت إلينا رواية
محمد بن أيوب الرازي عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي حدثنا
محمد بن أيوب الرازي أخبرنا أحمد بن خلف البغدادي حدثنا هشيم عن أبي مجلز
عن قيس بن عباد عن أبي سعيد قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من
النور ما بينه وبين البيت العتيق.
2129 - أحمد بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله، الحواري:
حدث عن عاصم بن علي، وموسى بن إبراهيم المروزي. روى عنه ابن أخيه
محمد بن صالح بن خلف الحوارى.
2130 - أحمد بن خلف بن المرزبان بن بسام، أبو عبد الله المحولي:
وهو أخو محمد بن خلف، وكان الأصغر صاحب أخبار، وملح وأشعار، وله
تصانيف وروايات عن عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن أبي طاهر، وأبى بكر
ابن أبي الدنيا وأبى سعيد السكري، وغيرهم. حدث عنه أبو عمر بن حيويه.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا محمد بن العباس الخزاز أخبرنا أبو
عبد الله أحمد بن خلف بن المرزبان حدثنا عبد الله بن محمد حدثني أبي هشام بن
محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس. قال: ما قيل لقوم طوبى إلا خبأ
لهم الدهر يوم سوء.
حدثني أبو القاسم الأزهري عن أبي عمر بن حيويه. قال: مات أبو عبد الله بن
المرزبان سنة عشر وثلاثمائة.
358

أحمد بن خلف بن أيوب بن شمس، السابح، بالباء المعجمة
بنقطة واحدة:
سمع أبا عوف البزوري، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وأحمد بن يحيى
الحلواني، وأحمد بن محمد بن عبد الله المنقري البصري، روى عنه أبو أحمد الفرضي
وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا حمزة بن محمد الدهقان وعثمان بن
أحمد الدقاق وأبو عبد الله أحمد بن خلف بن شمس السابح. قالوا: أخبرنا عبد
الكريم بن الهيثم حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا سفيان عن محمد بن السايب
ابن بركة عن أمه. قالت: طفت مع عائشة بالبيت في نسوة من بنى المغيرة، فذكرن
حسان بن ثابت ووقعن فيه، فقالت عائشة: ابن الفريعة تسبونه منذ الليلة؟ قلن: يا أم
المؤمنين إنه ممن؟ قالت: أليس هو الذي يقول:
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
والله إني لأرجو أن يدخله الله الجنة. قال عبد الكريم: زاد فيه إبراهيم بن بشار:
أليس هو الذي يقول:
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء * فشركما لخيركما الفداء
* * *
ذكر مثاني الأسماء ومفاريدها في هذا الحرف
2132 - أحمد بن الخطاب بن مهران بن عبد الله، أبو جعفر التستري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، وعبد الله بن
محمد بن يحيى بن أبي بكر الكرماني. روى عنه عبيد الله بن محمد بن عائذ
الخلال، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري.
359

حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائذ الخلال حدثنا
أحمد بن الخطاب بن مهران.
وأخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني أخبرنا على بن عمر الختلي
حدثنا أحمد بن الخطاب بن مهران أبو جعفر التستري - ببغداد - حدثنا عبد الله بن
عبد الوهاب الخوارزمي حدثنا عاصم بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن خالد عن
سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إن السخاء شجرة في
الجنة أغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها جره إلى الجنة، وإن البخل شجرة في
النار فمن أخذ بغصن منها جره إلى النار ". لفظهما سواء.
2133 - أحمد بن الخطاب بن الهيثم:
حدث عن داود بن بكر. روى عنه ابن عائذ الخلال أيضا.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائذ الخلال حدثنا
أحمد بن الخطاب بن الهيثم حدثنا داود بن بكر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري
حدثنا عنبسة عن عبد الله بن أبي الأسود عن أنس بن مالك. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة.
2134 - أحمد بن خاقان بن موسى، أبو الحسن:
عم عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير، سمع أخاه محمدا. روى عنه يحيى بن
زكريا السني. شيخ لأبي مزاحم الخاقاني.
2135 - أحمد بن خون، أبو بكر الزعفراني:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، والربيع
ابن سليمان المصريين. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار أخبرنا محمد بن عبد الله
360

الشافعي حدثنا ابن ياسين حدثنا نصر بن علي حدثنا عيسى بن يونس قال الشافعي،
وحدثنا أحمد بن خون الفرغاني حدثنا أبو عبد الله قال حدثني عمى حدثنا عيسى بن
خالد بن الياس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة. أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال ".
أخبرنا الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال: أحمد بن خون الفرغاني روى
عن الربيع بن سليمان كتب الشافعي كلها، كان ببغداد وكان ثقة، سمع الكتب منه
أبو بكر الشافعي الصيرفي المعروف بالفقيه، وسمعها منه أيضا شيخنا أبو بكر
الشافعي المحدث، وكتبها عنه.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري عن محمد بن عمران بن موسى قال حدثني
عبد الباقي بن قانع: أن ابن خون الفرغاني مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
2136 - أحمد بن الخضر بن محمد بن أبي عمرو، أبو العباس المروزي:
قدم بغداد وحد ث بها عن محمد بن عبدة المروزي. روى عنه سعيد بن أحمد بن
العراد، وأبو بكر النقاش المقرئ، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهم. روايات أحمد بن
الخضر هذا عند أهل خراسان كثيرة منتشرة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا
أحمد بن الخضر المروزي - ببغداد - حدثنا محمد بن عبدة المروزي حدثنا أبو معاذ
النحوي الفضل بن خالد حدثنا أبو عمرة السكري عن رقبة عن سالم بن بشير عن
عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: تسحروا فإن في السحور
بركة ". قال سليمان: لم يروه عن سالم إلا رقبة، واسم أبى عمرة محمد بن
ميمون.
وذكر الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي فيما بلغني: أن أحمد بن الخضر
مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
* * *
361

حرف الدال [من آباء الأحمدين]
2137 - أحمد بن داود، أبو سعيد الحداد الواسطي:
نزل بغداد وحدث بها عن حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن يزيد
الكلاعي، وعبد الرحمن بن عدي. روى عنه أحمد بن سنان، ومشرف بن سعيد،
ومحمد بن عبد الملك بن مروان الواسطيون، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والحسن
ابن علي بن المتوكل وغيرهم.
أخبرني على بن أحمد الرزاز حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي حدثني أبو
محمد الحسن بن علي الحداد حدثنا أبو سعيد - يعنى أحمد بن داود الحداد - حدثنا
حماد عن ثابت عن أنس بن مالك: أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض،
فأتاه يعوده فدخل عليه وهو بالموت، فدعاه إلى الإسلام وأبوه عند رأسه، قال فنظر
الغلام إلى أبيه. فقال: أطع أبا القاسم. فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
رسول الله. ثم مات، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " الحمد لله الذي أنقذه
[بي] من النار ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على إسحاق النعالي حدثكم عبد الله بن إسحاق
المدائني حدثنا أحمد بن سنان قال سمعت أبا سعيد الحداد يقول: استفهمت عبد
الرحمن بن مهدي يوما وقال لي: كم تستفهم. فقلت له: إن لكل شئ رجحانا،
ورجحان الحديث الاستفهام. فضحك عبد الرحمن. أو كما قال.
وقال حدثنا أحمد بن سنان القطان قال سمعت أبا سعيد الحداد يقول قال لي عبد
الرحمن بن مهدي - وقد ذكرت شيئا - أخطأت. فقلت له: أخطأت أنت، إذ
ظننت أنى لا أخطئ.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو بكر بن
أبي داود حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: قيل لأبي سعيد أحمد بن داود
الحداد: إلى كم تكتب الحديث؟ قال: أخرج من جرعاء وأدخل ساجة.
362

أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن
فارس حدثنا البخاري. قال: أحمد بن داود أبو سعيد الحداد واسطى سكن بغداد.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس قال حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
حدثنا جعفر بن درستويه حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال: وسألت
يحيى بن معين عن أبي سعيد أحمد بن داود الحداد. فقال: ثقة لا بأس به.
أخبرنا على بن الحسين صاحب العباسي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسئل يحيى بن معين عن أبي سعيد الحداد. فقال [كان] ثقة
صدوقا.
أخبرنا الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدثنا
الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: أحمد بن داود ويكنى أبا سعيد الحداد
الواسطي، كان قد نزل بغداد وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد قال
سمعت إبراهيم بن محمد البصري يقول: مات أبو سعيد الحداد سنة إحدى وعشرين
ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم حدثنا ابن فارس حدثنا البخاري. قال:
مات أبو سعيد الحداد سنة إحدى، أو اثنتين وعشرين ومائتين.
2138 - أحمد بن داود بن جابر بن توبة، أبو جعفر السراج:
حدث عن عباد بن موسى الختلي، ويحيى بن أيوب المقابري، وشجاع بن مخلد.
روى عنه عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا أحمد
ابن داود بن توبة حدثنا عباد بن موسى حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا إسرائيل عن
أبي إسحاق عن هانئ بن هبيرة عن علي. قال: لما خرجنا من مكة تلقتنا ابنة حمزة
تنادي: يا عم يا عم فتناولها على وأخذ بيدها وقال لفاطمة: دونك فحملتها حتى
363

قدمت بها المدينة، فاختصموا فيها: على، وزيد، وجعفر، فقال على: أنا آخذها وهي
بنت عمى. وقال جعفر: ابنة عمى وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي، فقضى النبي
صلى الله عليه وسلم بها لخالتها وقال: " الخالة بمنزلة الأم ". ثم قال لعلي: " أنت منى وأنا منك " وقال
لجعفر: " أشبهت خلقي وخلقي " وقال لزيد: " أنت أخونا ومولانا " فقال: يا رسول
الله تزوجها، فقال: " إنها ابنة أخي من الرضاعة ".
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن داود السراج مات
في سنة ست وثمانين ومائتين.
2139 - أحمد بن داود بن يزيد بن ماهان، أبو يزيد السجستاني:
سكن بغداد وحدث بها عن الحسن بن سوار البغوي، وإبراهيم بن يوسف أخي
عصام البلخي روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي، ودعلج بن
أحمد، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج حدثنا أحمد بن داود
السجستاني - أبو يزيد ببغداد - حدثنا الحسن بن سوار حدثنا عكرمة بن عمار عن
ضمضم بن جوش عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف
بالبيت على ناقة، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك.
قرأت بخط أبى الحسن الدارقطني. وحدثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه. قال:
أحمد بن داود بن يزيد أبو يزيد السجستاني ليس بقوي، يعتبر به. قلت: وذكر
الحاكم أبو العبد الله بن البيع أنه سمع الدارقطني ذكره فقال: لا بأس به.
2140 - أحمد بن داود بن أبي نصر، أبو بكر القومسي:
وهو أخو محمد، سكن بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ،
وعبد الله بن عمر الخطابي وأبى بكر بن أبي شيبه، وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلي،
وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ومحمد بن مصفى، وحرملة بن
يحيى، ومحمد بن حميد الرازي. روى عنه محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، وأبو
العباس بن عبدة.
364

أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد. قال:
أحمد بن داود بن أبي نصر القومسي صاحب حديث فهم. سمعت محمد بن عبد
الله بن سليمان يثنى عليه وعلى أخيه، توفى سنة خمس وتسعين ومائتين.
2141 - أحمد بن أبي دؤاد بن جرير، أبو عبد الله القاضي الأيادي، يقال إن
اسم أبى دؤاد الفرج:
كذلك أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيرمي حدثنا أبو عبد الله
محمد بن عمران المرزباني قال حدثني أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
النحوي. قال: اسم أبي دؤاد فرج.
وقرأت بخط محمد بن يحيى الصولي حدثني محمد بن زياد أبو عبد الله الزيادي،
وزعم لي أن أباه كان منقطعا إلى ابن أبي دؤاد قال اسم أبى دؤاد: دعمي.
وقرأت في كتاب طلحة بن محمد بجعفر الشاهد بخطه: حدثني محمد بن
أحمد القاضي عن وكيع عن جرير - يعنى ابن أحمد بن أبي دؤاد - قال: قال
المأمون لأبي: ما اسم أبيك؟ قال: هو اسمه - يعنى الكنية - قال طلحة: والصحيح
أن اسمه كنيته.
كذلك أخبرني أبو بكر محمد بن علي بن أبي دؤاد بن أبي عبد الله أحمد بن أبي
دؤاد، اسمه كنيته.
قلت: وقد سقنا نسبه في أخبار ابنه أبى الوليد. ولى ابن أبي داود قضاء القضاة
للمعتصم، ثم للواثق، وكان موصوفا بالجود والسخاء، وحسن الخلق ووفور الأدب،
غير أنه أعلن بمذهب الجهمية، وحمل السلطان على الامتحان بخلق القرآن
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن أبي
دؤاد قاضي القضاة للمعتصم والواثق هو الذي كان يمتحن العلماء في أيامهما ويدعو
إلى القول بخلق القرآن.
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى قال: كان يقال أكرم
من كان في دولة بنى العباس البرامكة، ثم ابن أبي دؤاد، لولا ما وضع به نفسه من
محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه، ولم يضف إلى كرمه كرم أحد.
365

أخبرني الصيمري أخبرنا المرزباني أخبرني الصولي حدثنا الحسين بن فهم قال:
سمعت ابن النطاح يقول: أحمد بن أبي دؤاد من قبيلة يقال لهم بنو زهر، إخوة قوم
يعرفون بحذاق، وسمعت ذلك من أبي اليقظان.
قال الصولي: وذكر أبو تمام الطائي هذا في خطابه لابن أبي دؤاد فقال:
فالغيث من زهر سحابة رأفة * والركن من شيبان طود حديد
لأن ابن أبي دؤاد كان غضب عليه، فشفع فيه خالد بن يزيد الشيباني، فلذلك
قال: والركن من شيبان.
وقال الصولي حدثنا أبو العيناء قال سمعت أحمد بن أبي دؤاد يقول: ولدت سنة
ستين ومائة بالبصرة. قال وكان أسن من يحيى بن أكثم بنحو من عشرين سنة.
أخبرني الصيمري قال حدثنا المرزباني حدثني إسماعيل بن محمد عن محمد بن
يزيد النحوي. قال قال أبو الهذيل: دخلت على ابن أبي دؤاد فوجدت ابن أبي
حفصة ينشده:
فقل للفاخرين على نزار * ومنها خندف وبنو إياد
رسول الله والخلفاء منا * ومنا أحمد بن أبي دؤاد
فقال لي أبو عبد الله: كيف تسمع يا أبا هذيل؟ فقلت: هذا يضع الهناء مواضع
النقب.
وقال المرزباني أخبرني على بن يحيى قال قال أبو هفان: لما قال مروان بن أبي
الجنوب في ابن أبي دؤاد:
رسول الله والخلفاء منا * ومنا أحمد بن أبي دؤاد
قلت أنقض عليه:
فقل للفاخرين على نزار * وهم في الأرض سادات العباد
رسول الله والخلفاء منا * ونبرأ من دعاة بنى إياد
وما منا إياد إذ أقرت * بدعوة أحمد بن أبي دؤاد
366

قال: فقال ابن أبي دؤاد: ما بلغ هذا الغلام المزني - لولا أنى أكره أن أنبه عليه
لعاقبته عقابا لم يعاقب أحد بمثله، جاء إلى منقبة كانت لي ينقضها عروة عروة؟
حدثني الأزهري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عمر بن الحسن بن علي بن
مالك حدثني جرير بن أحمد أبو مالك. قال: كان أبي إذا صلى رفع يده إلى السماء
وخاطب ربه وأنشأ يقول:
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما * نجح الأمور بقوة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنما * يدعى الطبيب لساعة الأوصاب
أخبرني الحسين بن علي الحنفي حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب حدثني
الحليمي حدثنا أبو العيناء. قال: كان أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد شاعرا مجيدا،
فصيحا بليغا. قال محمد بن عمران: وقد ذكره دعبل بن علي الخزاعي في كتابه
الذي فيه أسماء الشعراء، وروى له أبياتا حسانا.
وأخبرني الحسين بن علي حدثنا محمد بن عمران حدثني محمد بن أحمد
الكاتب حدثنا أبو العيناء. قال: لما قدم بأبي عثمان المازني من البصرة إلى سر من رأى،
قال له ابن دؤاد: يا أبا عثمان، حدثني عن البصرة. فقال له أبو عثمان: عن أيها؟
قال: من فيضها إلى صحرائها. قال أبو العيناء: وما رأيت رئيسا قط أفصح ولا أنطق
من ابن أبي دؤاد.
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد
النقاش أن محمد بن بوكرد أخبرهم بمرو. قال: لم يكن لقاضي القضاة أحمد بن
[أبي] دؤاد أخ من الإخوان إلا بنى له دارا على قدر كفايته، ثم وقف على ولد
الإخوان ما يغنيهم أبدا، ولم يكن لأحد من إخوانه ولد إلا من جارية هو وهبها له.
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرني الصولي حدثني أحمد بن إسماعيل
حدثني سعيد بن حميد. قال: دخل أبو تمام الطائي على أحمد بن أبي داود فقال له:
أحسبك عاتبا يا أبا تمام؟ قال: إنما يعتب على واحد وأنت الناس جميعا، فكيف يعتب
عليك؟ فقال: من أين هذه يا أبا تمام؟ قال من قول الحاذق - يعنى أبا نواس - في
الفضل بن الربيع:
وليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد
367

أخبرني على بن أيوب القمي أخبرنا محمد بن عمران الكاتب أخبرني محمد بن
يحيى الصولي. قال: دخل أبو تمام على أحمد بن أبي دؤاد وقد شرب الدواء
فأنشده:
أعقبك الله صحة البدن * ما هتف الهاتفات في الغصن
كيف وجدت الدواء أوجدك * الله شفاء به مدى الزمن
لا نزع الله عنك صالحة * أبليتها من بلائك الحسن
لا زلت تزهي بكل عافية * مجنبا من معارض الفتن
إن بقاء الجواد أحمد في * أعناقنا منة من المنن
لو أن أعمارنا تطاوعنا * شاطره العمر سادة اليمن
أخبرنا الحسين بن علي الحنفي حدثنا محمد بن عمران أخبرني محمد بن يحيى
حدثنا محمد بن علي الخراساني حدثنا على الرازي. قال: رأيت أبا تمام عند ابن أبي
دؤاد ومعه رجل ينشد عنه:
لقد أنست مساوئ كل دهر * محاسن أحمد بن أبي دؤاد
وما سافرت في الآفاق إلا * ومن جدواك راحلتي وزادي
مقيم الظن عندك والأماني * وإن قلقت ركابي في البلاد
فقال له ابن أبي دؤاد: هذا المعنى تفردت به أو أخذته؟ قال: هو لي وقد ألممت فيه
بقول أبي نواس:
وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة * لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني
وقال محمد بن يحيى: من مختار مدائح أبي تمام لأحمد بن أبي دؤاد قوله:
أأحمد إن الحاسدين كثير * وما لك إن عد الكرام نظير
حللت محلا فاضلا متقادما * من المجد والفخر القديم فخور
فكل غنى أو فقير فإنه * إليك وإن نال السماء فقير
إليك تناهى المجد من كل وجهة * يصير فما يعدوك حيث يصير
وبدر إياد أنت لا ينكرونه * كذاك إياد للأنام بدور
تجنبت أن تدعى الأمير تواضعا * وأنت لمن يدعى الأمير أمير
فما من ندى إلا إليك محله * ولا رفعة إلا إليك تشير
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن الحسن النقاش، أن مسبح بن
368

حاتم أخبرهم فقال: لقيني قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد. فقال - بعد أن سلم
على: ما يمنعك أن تسألني؟ فقلت له: إذا سألتك فقد أعطيتك ثمن ما أعطيتني، فقال
لي: صدقت، وأنفذ إلى خمسة آلاف درهم.
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثنا أبو خليفة الفضل
ابن الحباب. قال: كان في جوارنا رجل حداد، فاحتاج في أمر له أن يتظلم أيام
الواثق، فشخص إلى سر من رأى ثم عاد، فحدثنا أنه رفع قصته إلى الواثق، فأمر برد
أمره إلى ابن أبي دؤاد، وأمر جماعة المتظلمين. قال: فحضرت فنظر في أمور الناس،
وتشوفت لينظر في أمري - ورقعتي بين يديه - فأومأ إلى بالانتظار، فانتظرت حتى
لم يبق أحد فدعاني فقال: أتعرفني؟ قلت: ولا أنكر القاضي أعزه الله [فقال]
. ولكني أعرفك مضيت يوما في الكلاء فانقطعت نعلي وأعطيتني شسعا لها، فقلت
لك إني أحبوك بثواب ذلك، فتكرهت قولي، وقلت وما مقدار ما فعلت؟ امض في
حفظ الله [ثم قال لي]: والله لأصلحن زمانك كما أصلحت نعلي، ثم وقع لي في
ظلامتي، ووهب لي خمسمائة دينار، وقال: زرني في كل وقت، قال فرأيناه متسع
الحال بعد أن رأيناه مضيقا.
أخبرنا على بن الحسين صاحب العباسي أخبرنا إسماعيل بن سعيد العدل حدثنا
أبو على الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو مالك جرير بن أحمد بن أبي دؤاد.
قال قال الواثق يوما لأبي - ضجرا بكثرة حوائجه - حدثنا يا أحمد قد اختلت بيوت
الأموال بطلبائك اللائذين بك، والمتوسلين إليك. فقال: يا أمير المؤمنين، نتائج شكرها
متصلة بك، وذخائر أجرها مكتوبة لك، ومالي من ذلك إلا عشق اتصال الألسن بحلو
المدح فيك. فقال: يا أبا عبد الله لا منعناك ما يزيد في عشقك ويقوى من همتك،
فتناولنا بما أحببت.
أخبرني الحسين بن علي الحنفي حدثنا محمد بن عمران الكاتب حدثنا الصولي
حدثنا الحارث بن أبي أسامة. قال: أمر الواثق لعشرة من بنى هاشم بعشرة آلاف
درهم على يد بن أبي دؤاد، ودفعها إليهم فكلمه نظراؤهم، ففرق فيهم عشرة آلاف
درهم لعشرة مثل أولئك من عنده على أنها من عند الواثق، فبلغه ذلك فقال له: يا
369

أبا عبد الله ما لنا أكثر من مالك، فلم تغرم وتضيف ذلك إلينا؟ فقال: والله يا أمير
المؤمنين لو أمكنني أن أجعل ثواب حسناتي لك، وأجهد في عمل غيرها لفعلت،
فكيف أبخل بمال أنت ملكتنيه، على أهلك الذين يكثرون الشكر ويتضاعف فيهم
الأجر؟ قال فوصله بمائة ألف درهم ففرق جميعها في بنى هاشم
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني الحسين بن
يحيى الكاتب حدثني محمد بن عمرو الرومي. قال: ما رأيت قط أجمع رأيا من ابن أبي
دؤاد ولا أحضر حجة، قال له الواثق: يا أبا عبد الله رفعت إلينا رقعة وفيها كذب
كثير. قال: ليس بعجب أن أحسد على منزلتي من أمير المؤمنين فيكذب على. قال:
زعموا فيها أنك وليت القضاء رجلا ضريرا؟ قال: قد كان ذاك، وأمرته أن
يستخلف، ولست عازما على عزله حين أصيب ببصره، فبلغني أنه عمى من بكائه
على أمير المؤمنين المعتصم. قال: ما كان ذلك، ولكني أعطيته دونها وقد أثاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير الشاعر، وقال في آخر: " اقطع عنى لسانه ". وهذا شاعر طائي
مداح لأمير المؤمنين، يصيب بحسن، لو لم أرع له إلا قوله للمعتصم صلوات الله عليه
في أمير المؤمنين أعزه الله:
واشدد بهارون الخلافة إنه * سكن لوحشتها ودار قرار
ولقد علمت بأن ذلك معصم * ما كنت تتركه بغير سوار
قال: فوصل أبي تمام بخمسمائة دينار.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد
العسكري عن أبي بكر محمد بن يحيى الصولي. قال قال أبو تمام حبيب بن أوس:
أيسليني ثراء المال ربي * وأطلب ذاك من كف جماد
زعمت إذا بأن الجود أمسى * له رب سوى ابن أبي دؤاد
أخبرني محمد بن الحسين القطان أخبرنا محمد بن النقاش أن أحمد بن
يحيى ثعلبا أخبرهم قال أخبرنا ابن الأعرابي. قال سأل رجل قاضي القضاة أحمد
بن أبي دؤاد أن يحمله على عير. فقال: يا غلام! أعطه عيرا، وبغلا، وبرذونا، وفرسا،
وجارية، ثم قال: أما والله لو عرفت مركوبا غير هذا لأعطيتك. فشكر له الرجل،
وقاد ذلك كله ومضى.
370

أخبرني على بن أيوب القمي أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران الكاتب أخبرنا
أبو بكر الجرجاني. قال سمعت أبا العيناء يقول: ما رأيت في الدنيا أحدا أحرص على
أدب من ابن أبي دؤاد، ولا أقوم على أدب منه، وذلك أنى ما خرجت من عنده يوما
قط فقال يا غلام خذ بيده، بل كان يقول: يا غلام اخرج معه، وكنت أفتقد هذه
الكلمة عليه فلا يخل بها ولا أسمعها من غيره.
أخبرني محمد بن علي الصوري أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حدثنا على بن
محمد بن سعيد الموصلي حدثنا الحسن بن عليل حدثنا يحيى بن السري الكاتب
حدثني محمد بن عبد الملك الزيات قال. كان رجل من دار عمر بن الخطاب لا يلقى
ابن أبي دؤاد في محفل ولا وحده إلا لعنه ودعا عليه، وابن أبي دؤاد لا يرد عليه شيئا،
قال محمد: فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى المعتصم فسألني أن أرفع قصته إليه،
فمطلته وأتيت ابن أبي دؤاد فلما ألح على أن أوصل قصته إليه وندمت من مطلى،
فدخلت ذات يوم على أمير المؤمنين وقصته معي واغتنمت غيبة ابن أبي دؤاد
رفعت قصته إليه فهو يقرأها إذ دخل ابن أبي دؤاد والقصة في يد أمير المؤمنين يقرأها،
فلما قرأها دفعها إلى ابن أبي دؤاد. فلما نظر إليها واسم الرجل في أولها قال: يا أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب، يا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، يا أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب، يا أمير المؤمنين ينبغي أن تقضى لولده كل حاجة له، فوقع له أمير المؤمنين
بقضاء الحاجة.
قال محمد بن عبد الملك: فخرجت والرجل جالس فدفعت إليه القصة وقلت:
تشكر لأبي عبد الله القاضي فهو الذي أعتق قصتك وسأل أمير المؤمنين في قضاء
حاجتك، قال فوقف ذلك الرجل حتى خرج ابن أبي دؤاد فجعل يدعو له ويتشكر
له. فقال له: اذهب عافاك الله، فإني إنما فعلت ذلك لعمر بن الخطاب لا لك.
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى. قال سمعت عون بن
محمد الكندي يقول: لعهدي بالكرخ ببغداد وإن رجل لو قال ابن أبي دؤاد مسلم
لقتل في مكانه، ثم وقع الحريق في الكرخ وهو الذي ما كان مثله قط، كان الرجل
يقوم في صينية شارع الكرخ فيرى السفن في دجلة، فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم في
الناس وقال: يا أمير المؤمنين رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم، نزل بهم هذا الأمر
فاعطف عليهم بشئ يفرق فيهم يمسك أرماقهم، ويبنون به ما انهدم عليهم،
371

ويصلحون به أحوالهم، فلم يزل ينازله حتى أطلق لهم خمسة آلاف [ألف] درهم.
فقال: يا أمير المؤمنين إن فرقها عليهم غيري خفت أن لا يقسم بالسوية، فائذن لي في
تولى أمرها ليكون الأجر أوفر والثناء أكثر. قال: ذلك إليك. فقسمها على مقادير
الناس، وما ذهب منهم بنهاية ما يقدر عليه من الاحتياط، واحتاج إلى زايدة فازدادها
من المعتصم، وغرم من ماله في ذلك غرما كثيرا. فكانت هذه من فضائله التي لم
يكن لأحد مثلها. قال عون: فلعهدي بالكرخ بعد ذلك وإن إنسانا لو قال زر ابن
دؤاد وسخ لقتل.
وقال محمد بن يحيى: حدثني جرير بن أحمد بن أبي دؤاد حدثني على بن
الحسين الإسكافي. قال: اعتل أبوك فعاده المعتصم وكان معه بغا، وكنت معه، لأني
كنت أكتب لبغا، فقام فتلقاه وقال له: شفائي الله بالنظر إلى أمير المؤمنين، فدعا له
بالعافية فقال له: قد تمم الله شفائي ومحق دائي بدعاء أمير المؤمنين، فقال له المعتصم:
إني نذرت إن عافاك الله أن أتصدق بعشرة آلاف دينار. فقال له: يا أمير المؤمنين
فاجعلها لأهل الحرمين فقد لقوا من غلاء الأسعار عنفا. فقال: نويت أن أتصدق بها
هاهنا، وأنا أطلق لأهل الحرمين مثلها. ثم نهض فقال له: أمتع الله الإسلام وأهله
ببقائك يا أمير المؤمنين. فإنك كما قال النمري لأبيك الرشيد:
إن المكارم والمعروف أؤديه * أحلك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصما * فليس بالصلوات الخمس ينتفع
فقيل للمعتصم في ذلك، لأنه عاده وليس يعود إخوته وأجلاء أهله، فقال المعتصم:
وكيف لا أعود رجلا ما وقعت عيني عليه قط إلا ساق إلى أجرا أو أوجب لي شكرا،
أو أفادني فائدة تنفعني في ديني ودنياي وما سألني حاجة لنفسه قط.
أخبرنا أبو على محمد بن الحسين الخارزمي حدثنا المعافى بن زكريا الجريري
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي قال
أنشدني منشد لمروان بن أبي حفصة في ابن أبي دؤاد - لما نالته العلة الباردة:
لسان أحمد سيف مسه طبع * من علة فجلاها عنه جاليها
ما ضر أحمد باقي علة درست * والله يذهب عنه رسم باقيها
موسى بن عمران لم ينقص نبوته * ضعف اللسان به قد كان يمضيها
قد كان موسى على علات منطقه * رسائل الله تأتيه يؤديها
372

أخبرني الحسين بن علي النخعي حدثنا محمد بن عمران أخبرني ابن دريد أخبرنا
الحسن بن خضر. قال: كان ابن أبي دؤاد مألفا لأهل الأدب من أي بلد كانوا، وكان
قد ضم إليه جماعة يعولهم ويمونهم، فلما مات اجتمع ببابه جماعة منهم. فقالوا: يدفن
من كان على ساقة الكرم وتاريخ الأدب ولا يتكلم فيه؟ إن هذا لوهن وتقصير فلما
طلع سريره قام ثلاثة نفر منهم فقال أحدهم:
اليوم مات نظام الفهم واللسن * ومات من كان يستدعى على الزمن
وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت * شمس المعارف في غيم من الكفن
وتقدم الثاني فقال:
ترك المنابر والسرير تواضعا * وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يجبي الخراج وإنما * تجبى إليه محامد وأجور
وقام الثالث فقال:
وليس نسيم المسك ريح حنوطه * ولكنه ذاك الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما يسمعونه * ولكنها أصلاب قوم تقصف
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني أخبرنا
أبو روق الهزاني قال: حكى لي ابن ثعلبة الحنفي عن أحمد بن المعدل أنه. قال: كتب
ابن أبي دؤاد إلى رجل من أهل المدينة - يتوهم أنه عبد الله بن موسى بن جعفر بن
محمد -: إن بايعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت منه حسن المكافأة، وإن
امتنعت لم تأمن مكروهه. فكتب إليه: عصمنا الله وإياك من الفتنة، وكأنه إن يفعل
فأعظم بها نعمة وإلا فهي الهلكة، نحن نرى الكلام في القرآن بدعة، يشترك فيها
السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، ولا يعلم
خالقا إلا الله، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك ومخافتك إلى اسمه
الذي سماه الله به، وذر الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون، ولا
تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين. فلما وقف على جوابه أعرض عنه
فلم يذكره.
أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزار أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسى حدثنا
جعفر بن شعيب الشاشي حدثني محمد بن يوسف الشاشي حدثني إبراهيم بن منبه.
قال: سمعت طاهر بن خلف يقول سمعت محمد بن الواثق الذي - يقال له المهتدى
373

بالله - يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس، فأتى بشيخ
مخضوب مقيد. فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه يعنى ابن أبي دؤاد قال
فأدخل الشيخ [والواثق] في مصلاه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له:
لا سلم الله عليك. فقال: يا أمير المؤمنين بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى: * (وإذا
حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * [النساء 86]. والله ما حييتني بها ولا
بأحسن منها. فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم. فقال له: كلمه:
فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني - يعنى ولى السؤال -
فقال له: سل فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق، فقال: هذا شئ
علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى، والخلفاء الراشدون، أم شئ لم
يعلموه؟ فقال: شئ لم يعلموه فقال: سبحان الله شئ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو
بكر ولا عمر ولا عثمان ولا على ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟ قال فخجل
فقال: أقلني والمسألة بحالها، قال نعم! قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق. فقال:
هذا شئ علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى والخلفاء الراشدون أم لم
يعلموه؟ فقال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه. قال: أفلا وسعك ما وسعهم؟ قال ثم
قام أبي، فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه ووضع إحدى رجليه على
الأخرى. وهو يقول: هذا شئ لم يعلمه النبي ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا
على ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟ سبحان الله! شئ علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر وعثمان وعلى والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه؟ أفلا وسعك
ما وسعهم؟ ثم دعا عمارا الحاجب فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار
ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد ولم يمتحن بعد ذلك أحدا.
أخبرنا على بن المحسن التنوخي حدثنا محمد بن عمران بن موسى حدثنا على بن
سليمان الأخفش قال أنشدني أبو العباس ثعلب قال أنشدني أبو الحجاج الأعرابي:
نكست الدين يا بن أبي دؤاد * فأصبح من أطاعك في ارتداد
زعمت كلام ربك كان خلقا * أما لك عند ربك من معاد؟
كلام الله أنزله بعلم * وأنزله على خير العباد
ومن أمسى ببابك مستضيفا * كمن حل الفلاة بغير زاد
لقد أظرفت يا بن أبي داود * بقولك أنني رجل أيادي
374

أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال أنشدنا المعافى بن زكريا
الجريري عن محمد بن يحيى الصولي لبعضهم - يهجو أحمد بن أبي داود -:
لو كنت في الرأي منسوبا إلى رشد * أو كان عزمك عزما فيه توفيق
لكان في الفقه شغل لو قنعت به * عن أن تقول كتاب الله مخلوق
ماذا عليك وأصل الدين يجمعهم * ما كان في الفرع لولا الجهل والموق
حدثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي لفظا أخبرنا أبو على حميد بن عبد
الله - بالري - حدثنا محمد بن الحسن بن الحسين القاضي حدثني الحسن بن منصور
حدثنا الحسن بن ثواب. قال: سألت أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن مخلوق؟ قال:
كافر. قلت: فابن أبى دؤاد قال: كافر بالله العظيم: قلت: بماذا كفر؟ قال بكتاب الله
تعالى قال الله تعالى: * (ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم) * [البقرة
120]. فالقرآن من علم الله، فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر بالله العظيم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن
سليمان المقرئ حدثني خالي محمد بن أحمد حدثنا هارون بن موسى بن زياد - إملاء
- حدثنا محمد بن أبي الورد قال سمعت يحيى الجلا أو على بن الموفق - قال:
ناظرت قوما من الواقفية أيام المحنة، قال فنالوني بما أكره، فصرت إلى منزلي وأنا
مغموم بذلك، فقدمت إلى امرأتي عشاء، فقلت لها لست آكل فرفعته ونمت فرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في النوم داخل المسجد وفى المسجد حلقتان - يعنى إحداهما فيها أحمد بن
حنبل وأصحابه، والأخرى فيها ابن أبي دؤاد وأصحابه - فوقف بين الحلقتين وأشار
بيده. فقال: * (فإن يكفر بها هؤلاء) * - وأشار إلى حلقة ابن أبي دؤاد - * (فقد وكلنا
بها قوما ليسوا بها بكافرين) * [الأنعام 89]. وأشار إلى الحلقة التي فيها أحمد بن حنبل.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق
حدثنا إبراهيم الختلي حدثنا أبو يوسف يعقوب - يعنى ابن أخي معروف الكرخي -
قال أخبرني من أثق به من إخواننا. قال: رأيت في المنام كأن أبي التقم يدي اليمنى
فقال لي: * (ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في
البلاد. وثمود الذين جابوا الصخر بالواد. وفرعون ذي الأوتاد. الذين طغوا في البلاد.
فأكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك سوط عذاب) * [الفجر 6 - 13] منهم ابن
أبي دؤاد * (إن ربك لبالمرصاد) * [الفجر 14].
375

قال إسحاق: وحدثني أبو عبد الله البرائي - صديقنا وكان من الأبدال - قال
رأيت قبل دخول الناس بغداد كأن قائلا يقول لي: ما علمت ما فعل الله بابن أبى
دؤاد؟ حسر لسانه فأخرسه، وجعله للناس آية.
قرأت على محمد بن الحسين القطان عن دعلج بن أحمد عن أحمد بن علي الأبار حدثنا
الحسن بن الصباح قال سمعت خالد بن خداش. قال رأيت في المنام كان آتيا أتاني
بطبق فقال: اقرأه فقرأت، بسم الله الرحمن الرحيم، ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن
الناس فمن قال القرآن كلام الله كسى خاتما من ذهب فصه ياقوتة حمراء، وأدخله
الله الجنة وغفر له أو قال غفر له، ومن قال القرآن مخلوق جعلت يمينه يمين قرد، فعاش
بعد ذلك يوما أو يومين ثم يصير إلى النار.
قال خالد: ورأيت في المنام قائلا يقول: مسخ ابن أبي دؤاد، ومسخ شعيب،
وأصاب ابن سماعة فالج، وأصاب آخر الذبحة - ولم يسم.
قلت: شعيب هو ابن سهل القاضي المعروف بشعبويه وكان جهميا معلنا.
أخبرنا أبو الحسن على بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان، أخبرنا أبو محمد
عبد الله: هذا شعر قاله بن بندار المديني، أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل
الصايغ، قال:
أفلت سعود نجومك بن أبي دؤاد * وبدت نحوسك في جميع إياد
فرحت بمصرعك البرية كلها * من كان منها موقنا بمعاد
لم يبق منك سوى خيالا لامع * فوق الفراش ممهدا بوساد
أطغاك يا بن أبي دؤاد ربنا * فجزيت في ميدان إخوة عاد
لم تخش من رب السماء عقوبة * فسننت كل ضلالة وفساد
كم من كريمة معشر أرمتلها * ومحدث أوثقت بالأقياد
كم من مساجد قد منعت قضاتها * من أن يعدل شاهد برشاد
كم من مصابيح لها أطفأتها * كيما تزل عن الطريق الهادي
إن الأسارى في السجون تفرجوا * لما أتتك مراكب العواد
وغدا لمصرعك الطبيب فلم يجد * لعلاج ما بك حيلة المرتاد
لا زال فالجك الذي بك دائما * ومحقت قبل الموت بالأولاد
ورأيت رأسك في الجسور منوطا * فوق الرؤوس معلما بسواد
376

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
الحسين بن أبي القاسم يقول سمعت أبا يقول سمعت أبا الحسين بن الفضل يقول
سمعت عبد العزيز بن يحيى المكي يقول: دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج
فقلت: إني لم آتك عائدا، ولكن جئت لأحمد الله على أنه سجنك في جلدك.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران المعدل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم الختلي حدثنا [أبو] يوسف يعقوب بن موسى بن فيروز ابن أخي
معروف الكرخي قال: رأيت في المنام كأني وأخا لي نمر على نهر عيسى على الشط
وطرف عمامتي بيد أخي هذا، فبينما نحن نمشي إذا امرأة تقول لصديقي هذا: ما تدري
ما حدث الليلة؟ أهلك الله ابن أبي دؤاد فقلت أنا لها: وما كان سبب هلاكه؟ قالت:
أغضب الله عليه فغضب عليه [الله] من فوق سبع سماوات. قال إسحاق
وحدثني يعقوب قال أخبرني بعض أصحابنا. قال: كنت عند سفيان بن وكيع فقال:
تدرون ما رأيت الليلة؟ وكانت الليلة التي رأوا فيها النار ببغداد وغيرها - رأيت
كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب، أو نحو هذا الكلام. فقلت: ما هذا؟ قال:
أعدت لابن أبي دؤاد.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة الأزدي. قال: سنة أربعين ومائتين فيها مات أحمد بن أبي دؤاد.
أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا المغيرة بن
محمد المهلبي. قال: مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد - وهو وأبوه
منكوبان - في ذي الحجة سنة تسع ثلاثين ومائتين ومات أبوه في المحرم سنة أربعين
ومائتين - يوم السبت لسبع بقين منه - فكان بينه وبين أبيه أبى الوليد شهر أو نحوه.
قال الصولي: ودفن في داره ببغداد وصلى عليه ابنه العباس.
2142 - أحمد بن دلويه: أبو حامد النيسابوري:
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي رميح الترمذي. روى عنه على بن عمر السكري.
377

حدثنا عبد العزيز بن علي - الوراق لفظا - حدثنا على بن عمر بن محمد بن
الحسن السكري حدثنا أبو حامد أحمد بن دلويه النيسابوري حدثنا أبو رميح الترمذي
محمد بن رميح حدثنا محمد بن صوران حدثنا ميمون بن زيد - أبو إبراهيم -
حدثنا زياد بن ميمون عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
2143 - أحمد بن دينار بن موسى، المؤدب:
حدث عن علي بن حرب الموصلي، - وعمر بن مدرك الرازي. روى عنه أبو
حفص بن شاهين.
أخبرنا أبو الفرج الطناجيري. ومحمد بن عبد الملك القرشي. قالا: أخبرنا عمر بن
أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن دينار المعلم حدثنا على بن حرب.
وأخبرنا محمد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا: أخبرنا أحمد بن سليمان
العباداتي حدثنا على بن حرب حدثنا أبو عاصم حدثنا بكار بن عبد العزيز عن أبي
بكرة. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الشئ يسره خر ساجدا شكرا لله تعالى. لفظ
حديث المعلم.
* * *
حرف الراء [من آباء الأحمدين]
2144 - أحمد بن رجاء بن سعيد، أبو جعفر الفريابي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عمر الواقدي: روى عنه محمد بن مخلد
الدوري.
أخبرنا عمر بن رجاء أبو جعفر الفريابي حدثنا الواقدي حدثنا أبو حزرة عن عبد
الله بن محمد بن عبد الرحمن أبى عتيق عن عائشة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يصلى
أحدكم بحضرة الطعام ولا وهو يعالج الأخبثين ".
378

قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة خمس وستين ومائتين، فيها مات
أحمد بن رجاء الفريابي أبو جعفر في جمادى الآخرة.
2145 - أحمد بن رجاء بن عبيدة، أبو حامد:
أظنه خراسانيا. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن إسحاق البصري.
روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلال المقرئ.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي حدثنا أبو الحسن
محمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال المقرئ حدثنا أبو حامد أحمد بن رجاء
ابن عبيدة - قدم علينا الحج سنة عشرة وثلاثمائة - حدثنا محمد بن محمد بن
إسحاق البصري حدثنا سويد بن نصر البلخي بن المبارك حدثنا سفيان الثوري عن
حماد عن إبراهيم عن علقمة. قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة أملاك: ملك
موكل بالكعبة، وملك موكل بمسجدي هذا، وملك موكل بالمسجد الأقصى. فأما
الموكل بالكعبة فينادى كل يوم من ترك فرائض الله خرج من أمان الله، وأما الموكل
بمسجدي هذا فينادى كل يوم من ترك سنة محمد صلى الله عليه وسلم لم يرد الحوض ولم تدركه
شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الملك الموكل بالمسجد الأقصى فينادى في كل يوم من كان
طعمته حراما كان عمله مضروبا به وجهه ".
هذا حديث منكر. ورجال إسناده كلهم ثقات معروفون، سوى البصري وأحمد
ابن رجاء فإنهما مجهولان.
2146 - أحمد بن أبي روح، القرشي:
سكن جرجان وحدث بها عن يزيد بن هارون، ومحمد بن مصعب القرقساني،
أحاديث منكرة. روى عنه أحمد بن حفص السعدي.
أخبرنا أبو سعد [أحمد بن محمد] الماليني فيما أذن أن نرويه عنه أخبرنا عبد
الله بن عدي الحافظ حدثنا أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن أبي روح حدثنا يزيد بن
379

هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال قيل: يا رسول الله عمن نكتب
العلم؟ قال: " عن علي وسلمان ".
قال ابن عدي: أحمد بن أبي روح بغدادي قرشي كان بجرجان ليس بذاك.
2147 - أحمد بن روح، أبو يزيد البزازي:
حدث عن عمرو بن مرزوق، وعبد الله بن يحيى الثقفي، وإبراهيم بن
محمد الفريابي المقدسي، وغيرهم. روى عنه أحمد بن كامل القاضي.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي
حدثنا أحمد بن روح أبو يزيد حدثنا عمرو بن مرزوق الباهلي حدثنا عمران عن قتادة
عن أنس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا مات مبتدع فإنه قد فتح على الإسلام فتح ".
الإسناد صحيح، والمتن منكر. وكتبه عنى أبو عبد الله الصوري وكنت أظن أحمد
ابن روح هذا تفرد بروايته حتى:
أخبرني محمد بن علي بن أحمد بن الحارث النسائي، أخبرنا أبو بكر محمد بن
عمر بن خلف الوراق حدثنا محمد بن السري عن قتادة عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح ".
2148 - أحمد بن روح بن زياد بن أيوب، أبو الطيب الشعراني:
حدث عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ومحمد بن حرب النسائي، والحسن بن
محمد بن الصباح الزعفراني. روى عنه القاضي أبو أحمد محمد بن حمد بن إبراهيم
العسال، وأحمد بن بندار بن إسحاق الشعار الأصبهانيان، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا
أحمد بن روح الشعراني ببغداد حدثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكي حدثنا يوسف بن
أسباط حدثنا سفيان عن محمد بن جحادة عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على
نسائه في غسل واحد.
380

أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا القاضي أبو أحمد العسال حدثنا أحمد بن روح
حدثنا محمد بن حرب النسائي حدثنا محمد بن زكريا الغساني عن هشام بن
عروة عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد عن عائشة وحفصة. قالتا: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على غير زوجها فوق
ثلاث ".
قال لنا أبو نعيم: أحمد بن روح بغدادي قدم أصبهان قبل سنة تسعين ومائتين، له
مصنفات في الزهد والأخبار.
2149 - أحمد بن رزقويه أبو العباس الوزان:
أخبرنا الحسن بن الحسين العباس النعالي أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر
الذارع بالنهروان حدثنا أبو العباس أحمد بن رزقويه الوزان حدثنا يحيى بن معين
حدثنا هشام بن يوسف حدثنا عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد
الله عن أبيه عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه،
وأحبوني لحب الله. وأحبوا أهل بيتي لحبي ".
رواه عن يحيى بن معين جماعة هكذا، وأحمد بن رزقويه هذا غير معروف عندنا
والذارع لا تقوم بقوله حجة. والله أعلم.
2150 - أحمد بن الرد بن برباش، أبو بكر التركي:
حدث عن رزق الله بن موسى وعلي بن حرب. روى عنه أحمد بن الفرج بن
الحجاج.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ حدثنا أحمد بن الفرج الوراق حدثنا
أبو بكر أحمد بن الردين بباب درب ابن المطبقي سنة ست وعشرين وثلاثمائة قال
قرئ على رزق الله بن موسى وأنا أسمع قال حدثنا سفيان بن عيينة عن يزيد بن يزيد
ابن جابر عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل معه قوم من اليهود في بعض حروبه،
فأسهم لهم مع المسلمين.
381

2151 - أحمد بن ريحان بن عبد الله، أبو الطيب:
نزل الشام وحدث بالرملة وصيدا عن عباس بن محمد الدوري، وعلي بن الحسين
ابن مروان القطان. روى عنه أبو الفضل الشيباني، وأبو الحسين بن جميع الغساني.
أخبرنا علي بن أبي على البصري حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني
حدثني أبو الطيب أحمد بن ريحان بن عبد الله البغدادي بالرملة حدثني على بن
الحسين بن مروان القطان حدثنا أبو عمرو الحوضي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه ".
حدثني الصوري قال حدثني محمد بن أحمد بن جميع الغساني حدثنا أحمد بن
ريحان بن عبد الله أبو الطيب البغدادي بصيدا أخبرنا عباس الدوري.
2152 - أحمد بن رضوان بن جالينوس، لقب، واسمه: أحمد بن إسحاق بن
عطية بن عبد الله بن سعد، التميمي، ويكنى أحمد: أبا الحسن الصيدلاني:
سمع أبا طاهر المخلص، وأبا القاسم الصيدلاني، ومن بعدهما. وكان آخر القراء
المذكورين بحسن الحفظ، وإتقان الروايات، وضبط الحروف، وله في ذلك تصانيف
نقلت عنه، ولم يحدث لأن المنية عاجلته. وتوفى وهو شاب، وقد كان الناس يقرأون
عليه في حياة أبى الحسن بن الحمامي لعلمه وضبطه. وحضرته ليلة في مسجد الجامع
بمدينة المنصور، وهو يقرأ في حلقة الإدارة، فختم في تلك الليلة ختمتين قبل أن يطلع
الفجر. ومات في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
* * *
حرف الزاي [من آباء الأحمدين]
2153 - أحمد بن زكريا بن كثير بن عدي بن عبد السلام، أبو العباس
الجوهري:
سمع شريح بن النعمان، وإبراهيم بن حميد الطويل، وسعد بن شعبة بن الحجاج،
382

وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن أبي الطيب المروزي. روى عنه سعيد بن
أحمد بن محمد البزاز، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو بكر الشافعي، وذكر الشافعي
أنه سمع منه في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وهو نسبه.
وخالفه في نسبه محمد بن مخلد فقال: حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى بن كثير
ابن يزيد أخبرنا على بن محمد بن علي الإيادي حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
حدثنا أبو نعيم حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة بن
جندب. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من روى عنى حديثا وهو يرى أنه كذب، فهو أحد
الكذابين ".
2154 - أحمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الله، أبو حامد النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن يحيى الذهلي، وأبى الأزهر أحمد بن
الأزهر، وأحمد بن حفص السلمي، وسحتويه بن المازيار، وأحمد بن يوسف
السلمي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي، ومحمد
ابن إسحاق البكري. روى عنه محمد بن حميد المخرمي، وإبراهيم بن أحمد بن
جعفر الحرقي، وأبو الفتح الأزدي الموصلي، وعمر بن أحمد القصباني، وابن لؤلؤ
الوراق، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا حامد أحمد بن زكريا النيسابوري مات في سنة
اثنتي عشرة وثلاثمائة - زاد طلحة - في رجب. وقال ابن قانع بالكرخ.
2155 - أحمد بن زكريا بن يحيى بن إبراهيم، أبو بكر النحاس، المعروف
بابن الرواس:
سمع رزق الله بن موسى، وسعيد بن يحيى الأموي، وعمر بن علي الصيرفي،
وعباس بن يزيد البحراني، وسلم بن جنادة السوائي. روى عنه محمد بن جعفر
المعروف بزوج الحرة، وعمر بن بشران، وأبو بكر بن شاذان، وأبو العباس بن مكرم
الشاهد، وأبو حفص بن شاهين.
383

أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا عمر بن بشران - لفظا - حدثنا أحمد بن زكريا
ابن يحيى بن إبراهيم يعرف بابن الرواس - ثقة - حدثنا إسماعيل بن يحيى الأموي
حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في
مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام ".
حدثني أبو القاسم الأزهري قال قال لنا أبو بكر بن شاذان: توفى أبو بكر أحمد
ابن زكريا بن الرواس النحاس في المحرم، من سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
2156 - أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد، أبو بكر:
نسائي الأصل. سمع منصور بن سلمة الخزاعي، ومحمد بن سابق، وعفان بن
مسلم، وأبا غسان النهدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وموسى بن إسماعيل
التبوذكي، وأحمد بن يونس اليربوعي، وعون بن سلام، ونحوهم.
وكان ثقة عالما متفننا حافظا بصيرا بأيام الناس، راوية للأدب. أخذ علم الحديث
عن يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلم النسب عن مصعب بن عبد الله الزبيري،
وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني. والأدب عن محمد بن سلام الجمحي. وله
كتاب " التاريخ " الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته. روى عنه عبد الله بن أحمد
البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، والحسين بن أحمد بن
صدقة، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد
ابن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأبو الحسين بن المنادى، وإسماعيل
ابن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن
زياد، وأحمد بن كامل القاضي، وخلق كثير سواهم.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلت: ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب
" التاريخ " الذي صنفه ابن أبي خيثمة، وكان لا يرويه إلا على الوجه. فسمعه الشيوخ
الأكابر، كأبي القاسم البغوي ونحوه. وأخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا
محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري حدثني أبو أحمد الحافظ. قال: استعار
384

أبو العباس - يعنى محمد بن إسحاق السراج - من أبى بكر بن أبي خيثمة شيئا من
التاريخ. فقال: يا أبا العباس على يمين أن لا أحدث بهذا الكتاب إلا على الوجه،
فقال أبو العباس: وعلى عزيمة أن لا أكتب إلا ما أستفيد، فرده عليه ولم يحدث في
تاريخه عنه بحرف.
أخبرنا على بن أيوب القمي أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أنشدني محمد
ابن أحمد الكاتب قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب لنفسه:
قالوا اهتجارك من تهواه تسلاه * فقد هجرت فمالي لست أسلاه؟
من كان لم ير من هذا الهوى أثرا * فليلقني ليرى آثار بلواه
من يلقني يلق مرهونا بصوبته * متيما لا يفك الدهر قيداه
متيم شفه بالحب مالكه * ولو يشاء الذي أدواه داواه
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع.
وأخبرنا السمسار أخبرنا الصفار أخبرنا ابن قانع: أن أبا بكر بن أبي خيثمة أحمد
ابن زهير النسائي مات في سنة تسع وسبعين. قال ابن قانع: في جمادى الأولى وكان
قد بلغ أربعا وتسعين سنة، كثير الكتاب، أكثر الناس عنه السماع.
2157 - أحمد بن زياد بن مهران، أبو جعفر البزار، ويقال السمسار:
سمع سليمان بن حرب، والحارث بن خليفة، وزكريا بن عدي، ويحيى بن
عبدويه، وحمزة بن زياد الطوسي. ومعاوية بن عمرو، وأبا نعيم الفضل بن دكين،
وأحمد بن عمران الأخنسي، وأسود بن سالم. روى عنه محمد بن مخلد، وأحمد
ابن عثمان بن الأدمى ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو عمر الزاهد. وكان أحد
الشهود المعدلين، والرواة المأمونين، ينزل بالجانب الشرقي في سوق يحيى.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمى حدثنا
أحمد بن زياد بن مهران حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي حدثنا أبو بكر بن عياش
حدثنا أبو حصين عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: كنا نؤمر أن نقارب بين الخطى.
385

أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع.
وأخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن زياد
المعدل السمسار، مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين. زاد ابن قانع: في
صفر.
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: توفى أبو
جعفر أحمد بن زياد السمسار لعشر خلون من صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين،
ولم يغير شيبه.
2158 - أحمد بن زنجويه بن موسى، أبو العباس القطان المخرمي:
سمع محمد بن بكار بن الريان، وعبد الأعلى بن حماد، وبشر بن الوليد، وداود
ابن رشيد، وخلف بن سالم، وعثمان بن عبد الله العثماني، ومحمد بن السرى
العسقلاني. روى عنه أبو بكر الشافعي، وسعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي، وأبو
بكر بن الجعابي، ومخلد بن جعفر، وعبد العزيز بن جعفر الحربي، وابن لؤلؤ الوراق،
ومحمد بن المظفر وغيرهم. وكان ثقة. ونسبه بعض من روى عنه فقال حدثنا أحمد
ابن عمر بن موسى بن زنجويه، وسنعيد ذكره.
أخبرنا محمد... حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا [أبو العباس أحمد بن
زنجويه] بن موسى المخرمي - سنة ثلاثمائة - حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال
قرأت على مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن أسماء بنت
عميس: أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالسراة فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: " مرها فلتغتسل ثم لتهل ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أبى القاسم بن النحاس: توفى أبو العباس
أحمد بن زنجويه بن موسى القطان، في ذي القعدة سنة أربع وثلاثمائة.
386

2159 - أحمد بن أبي زهير، البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن إسماعيل أظنه بخاريا. روى عنه يوسف بن
عمر القواس.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي أخبرنا يوسف بن عمر القواس قال:
قرئ على أحمد بن أبي زهير البخاري وأنا أسمع - وأصله في كتابي - قيل له
حدثكم على بن إسماعيل حدثنا أبو معاذ رجاء بن معبد حدثنا سليمان بن عمرو
النخعي حدثنا أبان بن أبي عياش وحميد الطويل عن أنس بن مالك. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلبا أتقى من أصحابي، ولذلك
اختارهم فجعلهم أصحابا، فما استحسنوا فهو عند الله حسن، وما استقبحوا فهو عند
الله قبيح ". تفرد به أبو داود النخعي.
* * *
حرف السين من آباء الأحمدين
ذكر من اسمع أحمد واسم أبيه سعيد
2160 - أحمد بن سعيد بن إبراهيم، أبو عبد الله الرباطي:
من أهل مرو. سمع وكيع بن الجراح، وعبيد الله بن موسى، ووهب بن جرير،
وسعيد بن عامر، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري،
ومسلم بن الحجاج في الصحيحين، والحسين بن محمد بن زياد القباني، ومحمد
ابن إسحاق بن خزيمة، وغيرهم. وكان ثقة فاضلا، فهما عالما، ورد بغداد في أيام أبى
عبد الله أحمد بن حنبل. وجالس بها العلماء وذاكرهم، ولا أحفظ لأصحابنا عنه
رواية.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقو ب أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
387

النيسابوري قال سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت إبراهيم
ابن أبي طالب يقول سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: قدمت على أحمد بن
حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلى فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب عنى بخراسان، وإن
عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي. فقال لي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال:
أين عبد الله بن طاهر واتباعه؟ انظر أين تكون أنت منه؟ قال قلت: يا أبا عبد الله إنما
ولأني أمر الرباط لذلك دخلت فيه، قال فجعل يكرر على: يا أحمد هل بد يوم
القيامة من أن يقال أين عبد الله بن طاهر واتباعه؟ فانظر أين تكون أنت منه.
أخبرني الصوري أخبرنا عبيد الله بن القاسم القاضي الهمذاني بطرابلس أخبرنا عبد
الرحمن بن إسماعيل الخشاب حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي. قال: أحمد بن سعيد
الرباطي مروزي ثقة.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
أحمد بن سعيد الرباطي - سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول: كان ثقة ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم المزكى حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: مات أبو عبد
الله أحمد بن سعيد الرباطي المروزي بعد سنة الرجفة سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
2161 - أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن سعيد بن قيس، ويقال: إن
جده صخر بن عليم بن قيس بن عبد الله بن المنذر بن كعب بن الأسود بن عبد الله
ابن زيد بن عبد الله بن دارم، أبو جعفر الدارمي:
سمعت هبة الله بن الحسين بن منصور الطبري يذكر نسبه هكذا، وقيل إن
المنذر بن كعب وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو جعفر أحد المذكورين بالفقه
ومعرفة الحديث والحفظ له، وهو خراساني، ولد بسرخس ونشأ في نيسابور، ثم كان
أكثر أوقاته في الرحلة لسماع، فسمع من النضر بن بن شميل، وعلي بن الحسين بن
واقد، وجعفر بن عون، وأبى عاصم النبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحبان بن
هلال، وأمثالهم.
388

وكان ثقة ثبتا. روى عنه عمرو بن علي الفلاس، وأبو موسى محمد بن المثنى،
والبخاري، ومسلم في صحيحهما. وحدث ببغداد، فكتب عنه من أهلها إبراهيم بن
هاشم، وعبد الله بن محمد البغويان.
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو الطيب العباس
ابن أحمد الهاشمي الصوفي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني
حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم - يعنى أبا زرعة الرازي - حدثنا أبو حفص عمرو بن علي
حدثني أحمد بن سعيد الدارمي النيسابوري حدثنا قتيبة بن سعيد - أبو رجاء
البغلاني - عن حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن حسن بن صالح عن هارون أبي
محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " لكل
شئ قلب وقلب القرآن يس ".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكى حدثني محمد بن داود بن الحسين حدثنا أبو داود بن
الحسين حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا قتيبة
ابن سعيد أبو رجاء - الذي يقال له البغلاني - بإسناده مثله.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا على بن عبد الرحمن البكائي -
بالكوفة - حدثنا على بن طيفور النسوي حدثنا قتيبة حدثنا حميد بن عبد الرحمن
بإسناده نحوه.
حدثني الحسن بن محمد بن الخلال حدثنا على بن عمر الحربي حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي حدثنا أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي سنة ثمان وعشرين على باب
أحمد بن حنبل حدثنا النضر بن شميل بحديث ذكره.
حدثنا يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان - حدثنا أبو أحمد محمد
ابن أحمد بن الغطريف العبدي - بجرجان - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز البغوي حدثنا أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا على بن الحسين بن
واقد حدثنا أبي عن مطر عن قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
خطبهم فقال " إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ".
389

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني إبراهيم
ابن مضارب حدثنا جعفر بن محمد البركي قال: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي
يقول: بكرت يوما على أبى عبد الله أحمد بن حنبل فقال لي ابنه صالح: أجروا
ذكرك، فقال أبى: ما قدم على خراساني أتقى الله منه.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج حدثنا
أبو الفضل جعفر بن محمد بن الحسين بن البرك قال سمعت أبا جعفر أحمد بن
سعيد يقول: كتب إلى أبو عبد الله أحمد بن حنبل لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد
ابن حنبل.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد. قال:
أحمد بن سعيد الدارمي النيسابوري سمعت يحيى بن زكريا الحافظ النيسابوري
يقول: كان ثقة جليلا. أخبرنا أبو سعد الماليني قال أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ
قال سمعت محمد بن الحسين بن مكرم يقول سمعت حجاج الشاعر - وذكرت له
أبا زرعة، وأبا حاتم، وابن وارة وأبا جعفر الدارمي - فقال: ما بالمشرق قوم أنبل
منهم.
حدثت عن محمد بن العباس العصمي قال سمعت أحمد بن محمد بن سعيد بن
عطاء يقول أحمد بن سعيد بن صخر أبو جعفر الدارمي يقال أن أصله من سرخس،
أقدمه الطاهرية هراة فأقام بها مليا يحدث، وكان أحد حفاظ الحديث، المتقن الثقة،
العالم بالحديث وبالرواية، وإنما قدم على طاهر بن الحسين متعرضا لنائله، فأنزله داره
ووصله بأربعة آلاف درهم. وقالوا: أنه كتب الحديث بالبصرة مع علي بن المديني، ثم
خرج إلى نيسابور وتولى قضاء سرخس، ثم انصرف إلى نيسابور إلى أن مات بها سنة
ثلاث وخمسين ومائتين.
قرأنا على هبة الله بن الحسن الطبري عن محمد بن نعيم قال حدثنا أبو الفضل
محمد بن إبراهيم المزكى حدثنا الحسين بن محمد بن زياد. قال: توفى أبو جعفر
أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي بنيسابور سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
2162 - أحمد بن سعيد بن نجدة، الأزدي البغدادي:
حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون،
390

وروح بن عبادة، وأبى النضر هاشم بن القاسم، وداود بن المحبر، والحسين بن
علوان، وإسحاق بن سليمان الرازي. روى عنه محمد بن علي البرقي المعروف
بالسري، وزيد بن عبد العزيز الموصلي وغيرهما.
وذكر بعض الناس أن ابن نجدة هذا موصلي. وقال: مات في سنة ست وستين
ومائتين.
2163 - أحمد بن سعيد بن سلم بن عون، أبو العباس الأشعري:
انتقل إلى الشام فنزل الرملة وحدث بها عن هيثم بن عدي الطائي. روى عنه
محمد بن يوسف بن بشر الهروي. وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وسبعين
ومائتين.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الحذاء - بمكة - حدثنا أحمد
ابن عبد الله بن حميد بن رزيق المخزومي البغدادي حدثنا أبو عبد الله محمد بن
يوسف الهروي - بدمشق - حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن سلم بن عون
البغدادي الأشعري - بالرملة - حدثنا الهيثم بن عدي حدثنا ابن جريج عن عمرو بن
دينار عن عروة بن الزبير. قال قلت: كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة؟ قال عشرا وبالمدينة
عشرا. قال عمرو فقلت: وابن عباس كان يقول ثلاث عشرة سنة. قال: وقد يقول
الشاعر:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة *
2164 - أحمد بن سعيد بن زياد، أبو العباس الجمال:
وهو أخو محمد بن سعيد سمع عبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن عبد الله بن
كناسة، وحجاج بن محمد الأعور، وأبا النضر، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة
ابن عقبة. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح الحافظ، وأحمد
ابن عثمان بن الأدمى وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن كامل القاضي، وغيرهم. وكان
ثقة حسن الحديث.
391

أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البزار حدثنا
أحمد بن سعيد الجمال عن قبيصة قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار قال سمعت
ابن عمر. يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أريد ماله بغير حق فقاتل دونه فقتل فهو
شهيد ".
يقال تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري قبيصة، ولم يروه عنه غير أحمد
ابن سعيد الجمال والله أعلم. وإنما يحفظ عن الثوري عن عبد الله بن الحسن عن
إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
أحمد بن سعيد الجمال بغدادي. سمعت أحمد بن محمد بن أبي خيثمة يثنى عليه.
كذا في الأصل والصواب محمد بن أحمد بن أبي خيثمة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادى - وأنا أسمع. قال: أحمد بن سعيد الجمال كان ينزل سوق يحيى، من
الثقات.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال:
ومات أحمد بن سعيد الجمال يوم السبت ودفن يوم الأحد لاثنتي عشرة بقين من
شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين.
2165 - أحمد بن سعيد بن شاهين، أبو العباس:
سمع شيبان بن فروخ، ويعقوب بن حميد بن كاسب. ويحيى بن معين. ومصعب
ابن عبد الله الزبيري، ومسعود بن جويرية، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي،
وأبو بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وعبد الله بن يحيى الطلحي الكوفي، وأبو
القاسم الطبراني. ويقال إنه نزل مصر بأخرة فتوفى بها، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا أحمد
ابن سعيد بن شاهين حدثنا مسعود بن جويرية حدثنا معافى بن عمران حدثنا أبو
حنيفة عن زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل
وهو محرم. قال الشافعي: كذا قال لنا ابن شاهين.
392

حدثنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا ابن مسرور حدثنا
أبو سعيد بن يونس. قال: أحمد بن سعيد بن شاهين يكنى أبا العباس بغدادي قدم
مصر، حدث بها وبها توفى.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن سعيد بن شاهين
مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
2166 - أحمد بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسن الدمشقي:
نزل بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار وطبقته. وروى عنه الزبير بن بكار
الأخبار الموفقيات، وغير ذلك من مصنفاته، وكان مؤدبا لعبد الله بن المعتز بالله. روى
عنه إسماعيل بن محمد الصفار، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق، وأبو القاسم بن
النحاس المقرئ، وعلي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري، وعلي بن عمر السكري،
وكان صدوقا.
أخبرنا القاضي أبو الحسن على بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي قال حدثنا عبد
العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله حدثنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي
حدثنا هشام بن عمار حدثنا الربيع بن بدر حدثنا أبان عن أنس. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له ".
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: ومات أحمد بن
سعيد الدمشقي مؤدب عبد الله بن المعتز في يوم الخميس لثلاث عشرة بقين من
رجب سنة ست وثلاثمائة، بالجانب الغربي من بغداد ولم يغير شيبه.
أخبرنا على بن المحسن قال قال لنا أبو بكر بن شاذان: توفى أبو الحسن أحمد بن
سعيد بن عبد الله الدمشقي يوم الخميس السابع عشر من رجب سنة ست وثلاثمائة.
2167 - أحمد بن سعيد بن علي بن مرابة، أبو بكر الجزار:
سوسي الأصل. سمع أحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي،
393

وعباس بن محمد الدوري، وكان عنده عنه تاريخ يحيى بن معين. روى عنه محمد
ابن إبراهيم بن نيطرا العاقولي، وأبو عمر بن حيويه، ومحمد بن إسحاق القطيعي،
وأبو حفص بن شاهين وكان ثقة.
أخبرني محمد بن عمر الوكيل حدثنا عمر بن أحمد الواعظ. قال: مات ابن مرابة
الجزار سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
2168 - أحمد بن سعيد، أبو الحسين الصولي، يعرف بالمالكي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: أحمد
ابن سعيد المالكي أبو الحسين بغدادي الأصل، صحب الجنيد. ونزل طرسوس للغزو،
ومات بها.
سمعت أبا سهل محمد بن سليمان يقول: لم أر فيمن رأيت أفصح من أبى الحسين
المالكي.
2169 - أحمد بن سعيد بن عبد الله، اليقظاني:
حدث عن الحارث بن أبي أسامة. روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجاج.
2170 - أحمد بن سعيد بن سعد، أبو الحسين، وكيل دعلج بن أحمد
المعدل:
روى عن عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه " الضعفاء "، حدثناه
عنه أبو بكر البرقاني وذكر لنا أنه كان شيخا فاضلا. وقال: سمع منه أبو الحسن
الدارقطني هذا الكتاب.
قرأت في كتاب أبى القاسم بن الثلاج - بخطه: توفى أبو الحسين أحمد بن سعيد
صاحب دعلج في طريق مكة بقرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ودفن هناك في المحرم سنة
سبعين وثلاثمائة.
394

2171 - أحمد بن سعيد، أبو العباس الشامي، يعرف بالشيحي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد المنعم بن غلبون المقرئ وغيره. وله كتاب
مصنف في الزوال وعلم مواقيت الصلاة. حدثنا عنه محمد بن علي بن الفتح الحربي.
وكان ثقة صالحا، دينا حسن المذهب، وشهد عند القضاة وعدل، ثم ترك
الشهادة تزهدا.
وذكر لي أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدى الخطيب: أنه مات في ذي
القعدة من سنة ست وأربعمائة، قال ودفن بباب حرب.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه سليمان
2172 - أحمد بن سليمان بن أبي الطيب، أبو سليمان المروزي:
قيل إنه بغدادي أقام بمرو مدة. نسب إليها، ثم سكن الري بعد ذلك، وقدم بغداد
وحدث عن إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وأبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن
المبارك، وعبيد الله بن عمرو، وأبى المليح الرقيين، وهشيم بن بشير، وحفص بن غياث
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، ويعقوب بن شيبة السدوسي، ومحمد بن
إسماعيل البخاري في صحيحه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن زكريا بن
كثير الجوهري.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي حدثنا أبو بكر محمد بن
عبد الله الشافعي من حفظه حدثني أحمد بن زكريا بن كثير الجوهري حدثنا أحمد
ابن أبي الطيب حدثنا ابن المبارك عن سفيان الثوري عن عبد العزيز عن نافع عن ابن
عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر جمل أبى جهل.
هذا غريب من حديث سفيان الثوري عن عبد العزيز بن أبي رواد، لا أعلم له
رواة غير ابن المبارك، وعنه أحمد بن أبي الطيب.
395

سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول: أحمد بن سليمان بن أبي الطيب
المروزي كان على الشرطة ببخارى وسكن ببغداد.
قلت: وقال ابن أبي حاتم في كتاب " الجرح والتعديل " سألت أبا زرعة عنه
فقال: هذا بغدادي الأصل خرج إلى مرو، ورجع إلينا وكتبنا عنه، وكان حافظا.
قلت: هو صدوق؟ قال: على هذا يوضع.
وقال ابن أبي حاتم أيضا سألت أبى عنه فقال: ضعيف الحديث.
2173 - أحمد بن أبي سليمان، وقيل: أحمد بن سليمان، أبو جعفر
القواريري:
حدث عن حماد بن سلمة. روى عنه نهشل بن دارم الدارمي، ومحمد بن مخلد
الدوري.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الحافظ. قال: أحمد بن سليمان القواريري كان ببغداد
كذاب، يكذب على حماد بن سلمة، حدثنا عنه نهشل بن دارم بما لا يكون.
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - قطيط - حدثنا على بن عبيد الله بن
الفرج البرداني - من حفظه - حدثنا نهشل بن دارم الدارمي حدثنا أحمد بن أبي
سليمان القواريري حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وبعد ما يرفع، ولا يرفع بين السجدتين.
لا أعلم روى هذا الحديث عن نهشل إلا البرداني، وقد أغرب به جدا، ولم أكتبه
عن قطيط والمحفوظ بهذا الإسناد عن نهشل ما حدثنيه أبو القاسم الأزهري لفظا.
حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ والمعافى بن زكريا القاضي والطيب بن يمن
المعتضدي قالوا حدثنا نهشل بن دارم.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا عمر بن إبراهيم الكتاني حدثنا نهشل بن
دارم المقرئ.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا الطيب بن يمن مولى المعتضد بالله حدثنا
396

أبو إسحاق نهشل بن دارم حدثنا أبو جعفر أحمد بن أبي سليمان - وقال المعافى
أحمد بن سليمان - القواريري - زاد الجوهري سنة ست وستين ومائتين - ثم
اتفقوا. قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
فرج عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه سبعين كربة من كرب يوم
القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن ستر على أخيه المسلم
في الدنيا ستر الله عليه يوم القيامة " فقال رجل: يا رسول الله من أهل الجنة؟ قال: " كل
هين لين سهل قريب ". قال الأزهري: ساق عمر أكثر المتن ثم قال وذكر الحديث،
وأما الخلال فساقه عن عمر الكتاني بطوله، وقال قال عمر لم يكن عند نهشل عن
هذا الشيخ غير هذا الحديث الواحد.
وقال الجوهري قال الطيب بن يمن قال أبو إسحاق سألت أبا جعفر لما حدثني
بهذا الحديث عن سنه فقال: مائة وستة عشر. وسألته عن منزله فقال بحضرة مسجد
الرغبان، وسألته عن دكانه فقال: في الفحامين طرف الجزارين.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب أخبرنا أبو الحسن الدارقطني - وسئل عن
حديث ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فرج عن أخيه كربة من كرب
الدنيا فرج الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة " الحديث.
فقال: رواه أحمد بن أبي سليمان القواريري - وكان ضعيفا - عن حماد بن
سلمة عن ثابت عن أنس، ووهم فيه وخالفه عبد الأعلى بن حماد. وغيره رووه عن
حماد عن محمد بن واسع وأبى سورة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
وهو الصواب.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز،
وحدثني محمد بن علي الصوري من كتابه، وذكر لي أن عبد الغنى بن سعيد الحافظ
كتب عنه هذه الحكاية، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع. قالا:
أخبرنا محمد بن مخلد العطار قال سمعت أبا جعفر أحمد بن أبي سليمان القواريري
يقول: ولدت في سنة إحدى وخمسين ومائة.
وكتبت عن حماد بن سلمة وعن حزم بن أبي حزم، وكتبت عن عبيدة بن حميد
397

سنة إحدى وثمانين ومائة، وكتبت عن خالد الطحان، وهشيم - بواسط - وكتبت
أيضا عن هشيم ببغداد في مسجد بنى جدار، ومن حماد بن يزيد، وسعيد بن زيد.
وأول من كتبت عنه حماد بن سلمة، ووهيب بن خلد، وحزم بن أبي حزم، ومحمد
ابن فضيل، ويحيى بن آدم، ووكيع بن الجراح، وأبو أسامة، وأبو بكر بن عياش.
وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، كتبت عنه كتابا
كثيرا، كتبت عن محمد بن إسحاق ولكن لم أكتب عنه المغازي، وأول شئ
كتبت عن محمد بن إسحاق كتبت عنه بالكوفة. ثم تبعته إلى المدينة، ثم قدم إلى
بغداد فكتب عنه، ومات ببغداد ودفن في مقابر الخيزران، وكان محمد بن إسحاق
مع المهدى. وكتبت عن عبد الوهاب بن عبد المجيد بحذاء مسجد الجامع بالبصرة،
وشعيب بن حرب، وأبو حفص العبدي، وجعل يقول: لقد كتبت عن هؤلاء المشايخ
وأعرف مواضعهم بالبصرة، وبمكة والمدينة، موضعا موضعا.
قال ابن مخلد وسمعت من هذا الشيخ في صفر سنة سبعين ومائتين، وكان هذا
الشيخ كبير الرأس، عظيم الخلق، وجهه مدور، أبيض اللحية فيها شعرات سود،
وكان كبيرا.
قلت: كذب هذا الشيخ ظاهر يغنى عن تعليل روايته بجواز دخول السهو عليه،
وإلحاق الوهم به، وذلك أن محمد بن إسحاق كانت وفاته في سنة إحدى أو اثنتين
وخمسين ومائة، وقد قيل أيضا توفى قبل ذلك، فكيف يكتب عنه هذا الشيخ ومولده
على ما ذكر سنة إحدى وخمسين! وأعجب من هذا ادعاؤه سماعه منه بالكوفة، ثم
بالمدينة، وإنما قدم ابن إسحاق الكوفة في حياة الأعمش، وذلك قبل مولد هذا الشيخ
بسنين كثيرة، وفى بعض ما ذكرنا دلالة كافية على بيان حاله وظهور اختلاطه.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن أبي
سليمان القواريري أبو جعفر بغدادي، يروى عن حماد بن سلمة مقلوبات، كان
مغفلا يترك لا يحتج به.
2174 - أحمد بن سليمان بن عمر بن عبد الله، العطار:
حدث عن محمد بن علي بن أبي خداش المصلى، وبشر بن الوليد الكندي. روى
عنه أبو العباس بن عقدة الكوفي.
398

أخبرني أبو منصور على بن محمد بن الحسين الدقاق أخبرنا الحسين بن هارون
الضبي أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد أن أحمد بن سليمان بن عمر العطار
البغدادي حدثه قال أخبرنا محمد بن علي بن أبي خداش الموصلي قال حدثنا المعافى
عن سفيان الثوري عن ابن لهيعة عن أبي مقبل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
" ليغزون قوم من هذه الأمة على غير عطاء ولا رزق، أجورهم مثل أجور أصحاب
النبي " صلى الله عليه وسلم.
2175 - أحمد بن سليمان بن موسى، أبو سهل المؤدب:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
2176 - أحمد بن سليمان بن داود بن محمد بن أبي العباس الطوسي،
واسم أبي العباس الفضل بن سليمان بن المهاجر بن سنان بن حكيم، وكنيته
أحمد: أبو عبد الله:
حدث عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، والزبير بن بكار الزبيري، وكان
عنده عن الزبير كتاب النسب وغيره. روى عنه جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم
المؤدب، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن عبد الرحيم
المازني، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص، وغيرهم. وكان صدوقا.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن
شاذان قال حدثني أبو عبد الله محمد بن طاهر الناشي المعروف بابن قتيبة قال سمعت
الخضر بن داود بمكة يقول: قدم علينا سليمان بن داود الطوسي وهو على البريد،
وكان قد اصطنع أبو عبد الله الزبيري كتاب النسب، فأهدى إليه هدايا بمكة، وأهدى
إليه أبو عبد الله الزبيري بن بكار كتاب النسب، فقال له أحب أن تقرأه على فقرأه
عليه، وسمع ابنه أبو عبد الله أحمد بن سليمان مع أبيه الكتاب.
وقال لي ابن عبد الواحد قال لنا أبو بكر بن شاذان قال لنا الطوسي: ولدت سنة
أربعين ومائتين.
399

قال أبو بكر: وتوفى أبو عبد الله الطوسي في صفر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة،
وسنه ثلاث وثمانون سنة.
2177 - أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة بن الربيع بن
صبح، أبو بكر العباداني:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأحمد بن
منصور الرمادي، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وعباس بن
عبد الله الترقفي، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء الرقي، وجعفر بن محمد بن
حرب العباداني، وغيرهم. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، والحسين بن عمر بن
برهان الغزال، وأبو على بن شاذان.
ورأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجة، فإن أحاديثه كلها مستقيمة، خلا حديث واحد
خلط في إسناده وهو ما:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - من أصل كتابه - أخبرنا أبو بكر أحمد بن
سليمان العباداني - في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة - قال حدثني على بن حرب بن
محمد بن علي بن حبان بن مازن بن العضوبة الطائي بسر من رأى يوم الثلاثاء لثمان
خلون من جمادى الأولى سنة أربع وستين ومائتين - قال حدثني حفص بن غياث عن
حكيم بن عمرو بن حكيم الملائي عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس. قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: " إن في الجنة غرفا إذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما في خارجها، وإذا
خرج منها لم يخف عليه ما فيها ". قال قلت: لمن يا رسول الله؟ قال: " لمن أطاب
الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى والناس نيام " قال قلت:
يا رسول الله فما طيب الكلام؟ قال: " سبحان الله. والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله
أكبر، ولله الحمد. إنها تأتى يوم القيامة ولها مقدمات ومعقبات ومحامد ". قال قلت:
يا رسول الله وما إدامة الصيام؟ قال: " من أدرك رمضان فصامه، ثم أدرك رمضان
فصامه ". قال قلت: يا رسول الله فما إطعام الطعام؟ قال " كل من قات عياله وأطعمهم ".
قال قلت يا رسول الله فما إفشاء السلام؟ قال: " مصافحة أخيك إذا لقيته وتحيته " قال
قلت: يا رسول الله فما الصلاة والناس نيام؟ قال: " صلاة عشاء الآخرة، واليهود
والنصارى نيام ". هكذا رواه العباداني عن علي بن حرب، وأخطأ فيه.
400

الصواب ما:
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أخبرنا
الحضرمي - يعنى مطينا - حدثنا على بن حرب الموصلي حدثنا حفص بن عمرو بن
حكيم بن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن ابن عباس. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في
الجنة غرفا، إذا كان صاحبها فيها لم يخف عليه ما خلفها، وإذا خرج منها لم يخف
عليه ما فيها ". قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأفشى السلام، وصلى
بالليل والناس نيام ". قيل: وما طيب الكلام قال: " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله
إلا الله، والله أكبر ".
قال الإسماعيلي: وفيه كلام حذفه أبو جعفر مطين. قال لنا محمد بن أحمد بن رزق
سمعت العباداني يقول: ولدت أول يوم من رجب سنة ثمان وأربعين ومائتين،
وحملني غلام لأبي إلى الحسن بن عرفة سنة ست وخمسين ومائتين بسامرا، وعنده
جماعة من أصحاب الحديث وهو قاعد في المحفة فحول وجهه إلى أصحاب الحديث
فقال: خذوا عنى: حدثنا المحاربي. ونسيت الباقي.
سمعت محمد بن يوسف القطان النيسابوري يقول: أحمد بن سليمان العباداني
صدوق، غير أنه سمع وهو صغير.
2178 - أحمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن محمد بن عمرو، أبو
الطيب الجريري:
كان عمرو الذي انتهى نسبه إليه روميا جلب إلى هارون الرشيد، وإليه ينسب
شارع عمرو الرومي ببغداد. وكان أبو الطيب فقيها على مذهب محمد بن جرير
الطبري، انتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها عن أحمد بن الحسن بن أحمد
الكرخي. روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد [بن] مسرور، ذكر أنه سمع
منه في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
401

2179 - أحمد بن سليمان بن داود بن سليمان، أبو علي التمار الفارض:
كان ينزل بنهر طابق، وحدث عن أبي القاسم البغوي، ومحمد بن مخلد
الدوري. روى عنه أبو بكر بن البقال. وحدثني عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
أخبرني أبو طالب الفقيه أخبرنا أبو على أحمد بن سليمان بن داود التمار حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي - حدثنا كامل بن طلحة حدثنا
أبو هشام القناد البصري. قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن علي بن
أبي طالب، فكان ربما يماكسني فيه، فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، قلت يا
ابن رسول الله، أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسني فيه - فلعلي لا أقوم حتى تهب
عامته؟ فقال: إن أبى حدثني يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المغبون لا محمود
ولا مأجور ".
قال أبو القاسم: هكذا حدثنا كامل بهذا الحديث عن أبي هشام القناد: قال غيره
عن هذا الشيخ قال: كنت أحمد المتاع إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، ويقال أنه
وهم من كامل. ورواه غيره عن هذا الشيخ قال: كنت أحمل المتاع إلى على بن
الحسين. والله أعلم.
سألت أبا طالب الفقيه عن حال أحمد بن سليمان التمار فقال: ما علمت إلا
خيرا.
أخبرنا البرقاني حدثني أحمد بن عمر البقال. قال: أحمد بن سليمان بن داود بن
سليمان الفارض ثقة.
2180 - أحمد بن سليمان بن علي بن عمران، أبو بكر المقرئ الواسطي:
قدم بغداد في حداثته، فسمع من على بن عمر السكري، وأبى الحسن الدارقطني،
وأبى طاهر المخلص، والمعافى بن زكريا، وأبى القاسم بن حبابة، وأبى الحسين بن حمة
الخلال وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبى القاسم بن الصيدلاني، ومن كان
في هذه الطبقة. وقرأ القرآن على شيوخ ذلك الوقت، وسكن بغداد وحدث بها.
402

كتبت عنه وقرأت عليه القرآن. وكان صدوقا يسكن بدار القطن، ويقرئ في
مسجد الدارقطني، وهو أوسط المساجد الثلاثة، وسألته عن مولده فقال: ولدت ليلة
النصف من شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
خرج أبو بكر الواسطي عن بغداد بآخرة إلى ميا فارقين فنزلها حتى مات بها،
وبلغنا وفاته في رجب من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه سعد
2181 - أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عوف، أبو إبراهيم الزهري:
سمع على بن الجعد الجوهري، وعلي بن يحيى بن بري، ومحمد بن سلام
الجمحي، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وعبيد بن إسحاق العطار، ويحيى بن
سليمان الجعفي، ويحيى بن بكير. وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص المصريين. روى
عنه عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادى، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
وكان مذكورا بالعلم والفضل، موصوفا بالصلاح والزهد، ومن أهل بيت كلهم
علماء ومحدثون، وله أخوان أكبر منه، وهما عبيد الله وعبد الله ابنا سعد، نذكر هما
في موضعهما من كتابنا إن شاء الله.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي [الزاهد] أخبرنا
القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا أحمد بن سعد الزهري
حدثنا عبد العزيز بن عمران بن مقلاص حدثنا ابن وهب حدثني أسامة بن زيد عن
حفص بن عبيد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الجمعة وهو على المنبر فقال: يا رسول الله هلكت الماشية ادع الله أن يسقينا. قال
أنس: فأنشأت سحابة مثل رجل الطائر وأنا أنظر إليها ثم انتشرت في السماء
فأمطرت، فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابي في الجمعة الأخرى فقال: يا
403

رسول الله هلكت الماشية، سقطت البيوت. ادع الله أن يكشفها عنا. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " اللهم حوالينا ولا علينا " فرأيت السحاب يتمزق. كأنه الملاء حين
يطوى ".
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن القرشي حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم حدثنا أبو إبراهيم الزهري - ببغداد - حدثنا عبيد بن إسحاق حدثنا
هريم بن سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
ساجدا ويديه عند أذنيه.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني حدثنا على بن عبد الله بن الحسن
الهمذاني - بمكة - حدثنا عثمان بن الحسين حدثنا أبو القاسم الحربي الحذاء حدثني
أبو إبراهيم الزهري. قال: كنت جائيا من المصيصة فمررت باللكام، فأحببت أن
أراهم يعنى المتعبدين هناك - فقصدتهم، ووافت صلاة الظهر، قال وأحسب رآني
منهم إنسان عرفني، فقلت له منكم رجل تدلوني عليه، فقالوا: هذا الشيخ الذي
يصلى بنا، فحضرت معهم صلاة الظهر، فقال له ذلك الرجل: هذا من ولد عبد
الرحمن بن عوف، وجده أبو أمه سعد بن معاذ: قال فبشر بي وسلم على كأنه مذ
كان يعرفني. قال فقلت له أنا: بالحنبلية من أين تأكل؟ فقال لي: أنت مقيم عندنا؟
قلت: أما الليلة فأنا مقيم عندكم. قال: ثم مضيت معه فجعل يحدثني ويؤانسني حتى
جاء إلى كهف في جبل، فقعدت ودخل، فأخرج قعبا يسع رطلا ونصفا قد أتى عليه
الدهور، ثم وضعه وقعد يحدثني حتى إذا كادت الشمس أن تغرب اجتمعت حواليه
ظباء. فاعتقل منها ظبية فحلبها حتى ملأ ذلك القدح ثم أرسلها. فلما سقط القرص
حساه، ثم قال: ما هو غير ما ترى. ربما احتجت إلى الشيء من هذا فتجتمع حولي
هذه الظباء وآخذ حاجتي وأرسلها.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري
قال سمعت أبي يقول: مضى عمى أبو إبراهيم الزهري إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه
فلما رآه وثب إليه وقام إليه قائما وأكرمه، فلما أن مضى قال له ابنه عبد الله: يا أبت
أبو إبراهيم شاب وتعمل به هذا العمل وتقوم إليه! فقال له: يا بنى لا تعارضني في
مثل هذا. ألا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف؟
404

أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج حدثنا أبو إبراهيم أحمد بن سعد الرضا أخبرني الأزهري
حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد
حدثنا أحمد بن سعد الزهري وكان ثقة.
أخبرنا الحسين بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أبو الحسن بن
المنادى. قال: وأبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم القرشي ثم الزهري، كان
معروفا بالخير والصلاح والعفاف إلى أن مات.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد
البغوي: سنة ثلاث وسبعين - يعنى ومائتين - فيها مات أبو إبراهيم الزهري.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
- وأنا أسمع. قال: أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري توفى يوم السبت
ودفن يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة ثلاث وسبعين وقد بلغ خمسا وسبعين
سنة. كان ميلاده سنة ثمان وتسعين ومائة. ودفن في مقبرة التبانين.
2182 - أحمد بن سعد، أبو الحسن البغدادي:
سكن مصر وحدث بها عن أبي مسلم الكجي، ومحمد بن نصر الصائغ، ومحمد
بن عبدوس بن كامل، وإبراهيم بن هاشم البغوي. روى عنه أبو محمد عبد الرحمن
ابن عمر النحاس وذكر أنه سمع منه في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وكان حافظا
صادقا.
بلغني أنه مات بتنيس في يوم الثلاثاء لأربع خلون من صفر سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة.
2183 - أحمد بن سعد بن نصر بن بكار بن إسماعيل، أبو بكر الفقيه
البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن صالح بن محمد المعروف بجزرة الحافظ، وعن نصر
ابن زكريا المروزي، وعلي بن موسى القمي، وحامد بن سهل، وأحمد بن يونس بن
405

الجنيد، ومحمد بن عبد الله بن سهل، وأبى يحيى يوسف بن يعقوب البخاريين.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكار بن
إسماعيل البخاري الفقيه حدثنا أبو يحيى يوسف بن يعقوب البخاري أخبرنا عبد
الكريم بن أبي عبد الكريم المروزي أخبرنا على بن الحسن بن شقيق أخبرنا الحسين بن
واقد عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حياة عن أبي الدرداء. قال: إياكم ودعوات
المظلوم فإنهن يصعدن إلى السماء كأنهن [....] حتى يفتح لهن أبواب السماء.
قرأت بخط أبى عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري سمعت أبا بكر أحمد
ابن سعيد يقول: ولدت ليلة السابع عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين
ومائتين، وتوفى ليلة الأربعاء لخمس بقين من ذي الحجة سنة ستين وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه سهل
2184 - أحمد بن سهل، التميمي:
صاحب أبى عبيد القاسم بن سلام. حدث عن أبي عبيد، وعن عبد الصمد بن
يزيد مردويه. روى عنه هارون بن يوسف المعروف بابن مقراض وغيره.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن سعيد
الرزاز حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف حدثنا أحمد بن سهل التميمي - صاحب
أبى عبيد - حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: المؤمن
يحاسب نفسه ويعلم أن له موقفا بين يدي الله تعالى، والمنافق يغفل نفسه، فرحم الله
عبدا نظر لنفسه قبل نزول ملك الموت به.
2185 - أحمد بن سهل بن الفيرزان، أبو العباس الأشناني:
كان ينزل بين السورين، وهو أحد القراء المجودين. قرأ على عبيد بن الصباح
روايته عن حفص بن سليمان حرف عاصم بن أبي النجود. واشتهر بهذه القراءة،
406

وحدث عن بشر بن الوليد وأبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الله
ابن عمر بن أبان الجعفي، والحسين بن علي بن الأسود العجلي. روى عنه إبراهيم بن
أحمد البزوري، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وعثمان بن أحمد المجاشعي، ومحمد
ابن خلف بن جيان، ومحمد بن علي بن سويد المؤدب، وغيرهم.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن سهل
الأشناني ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال سمعت القاضي أبا الحسن على بن الحسن
الجراحي يقول: أحمد بن سهل بن الفيرزان الأشناني المقرئ ثقة صدوق.
مات يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من المحرم سنة سبع وثلاثمائة.
2186 - أحمد بن سهل بن نوح، أبو حاتم الشطوي:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه في بركة زلزل عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي،
وقال: توفى سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
* * *
ذكر مثاني الأسماء ومفاريدها في هذا الحرف
2187 - أحمد بن سلمة المدايني، صاحب المظالم:
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري - من أصل سماعه - أخبرنا محمد بن زيد
ابن علي الأنصاري حدثني عبيد الله بن سهل أبو سيار - من حفظه - حدثنا أبو
موسى عيسى بن خشنام المدائني برحه - حدثنا أحمد بن سلمة المدائني - صاحب
المظالم - حدثنا منصور بن عمار أخبرنا أبو حفص الأبار عن ليث عن مجاهد عن
ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند صباح الوجوه ".
كذا. وفى أصل المدائني أحمد بن محمويه بن أبي سلمة، وما أظن هذا الحديث إلا
عنه فإنه يروى عن منصور بن عمار وسنورد حديثه بعد في موضعه.
407

2188 - أحمد بن سلمة بن عبد الله، أبو الفضل البزار المعدل النيسابوري:
أحد الحفاظ المتقنين، رافق مسلم بن الحجاج في رحلته إلى قتيبة بن سعيد، وفى
رحلته الثانية إلى البصرة. وكتب بانتخابه على الشيوخ، ثم جمع له مسلم الصحيح في
كتابه. سمع قتيبة. وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن رافع
القشيري، ومحمد بن مهران، ومحمد بن مقاتل. ومحمد بن حميد الرازيين، وأحمد
ابن منيع البغوي، وعلي بن مسلم الطوسي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأحمد بن
عبدة الضبي، ونصر بن علي، وهناد بن السرى، وعثمان، وأبا كريب، وسلمة بن
شبيب. سمع منه أبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازيون وروى
عنه عامة النيسابوريين، وورد بغداد غير مرة، وحدث بها، ولم يقع إلى أصحابنا عنه
رواية.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري
الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه أملانا أبو الفضل أحمد بن سلمة البزار
النيسابوري - ببغداد في سنة ثلاث وثمانين ومائتين - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا
فضيل بن سليمان حدثنا بكير بن مسمار عن الزهري قال قلت لضمرة بن عبد الله بن
أنيس: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك في ليلة القدر؟ قال: كان أتى صاحب بادية
فقال: يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها. قال " أنزل ليلة ثلاث وعشرين " فلما ولى
قال: " اطلبها في العشر الأواخر " لفظ حديث أحمد بن سلمة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول: كتب عنى أبو زرعة،
وابن وارة، وأبو حاتم.
وقال ابن نعيم: سمعت أبا القاسم إبراهيم بن محمد الواعظ الصوفي يقول: رأيت
أبا على الثقفي في المنام فقلت له: فيما أنظر؟ قال: عليك بهذا الكتاب، وأشار إلى
المسند الصحيح لأحمد بن سلمة.
وقال ابن نعيم: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: توفى أحمد بن سلمة
غرة جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.
408

2189 - أحمد بن سندي بن فروخ، المطرز البغدادي:
حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني،
وذكر أنه سمع عنه بالبصرة.
2190 - أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر، أبو بكر الحداد:
سمع محمد بن العباس المؤدب، والحسن بن علوية القطان، وموسى بن هارون
الحافظ. [حدث] عنه ابن رزقويه بكتاب " المبتدأ " تصنيف أبى حذيفة البخاري
وبغيره. وأبو على بن شاذان، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان ثقة صادقا خيرا فاضلا.
يسكن قطيعة بنى حداد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو بكر أحمد بن سندي الحداد حدثنا محمد بن
العباس المؤدب حدثنا سريج بن النعمان حدثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد
عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحداد. وكان
يعد من الأبدال.
سألت أبا نعيم عن أحمد بن سندي فقال: ثقة، انتخب عليه الدارقطني. وكان
يقال إنه مجاب الدعوة.
سمعت أبا بكر البرقاني ذكر ابن سندي، فوثقه. قال محمد بن أبي الفوارس:
توفى أبو بكر بن سندي الحداد - وكان شيخا ثقة - في سنة تسع وخمسين
وثلاثمائة.
2191 - أحمد بن سيار بن أيوب، أبو الحسن الفقيه المروزي:
إمام أهل الحديث في بلده علما وأدبا، وزهدا وورعا. وكان يقاس بعبد الله بن
409

المبارك في عصره سمع عبدان بن عثمان، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب،
ومحمد بن كثير العبدي، وأبا معمر المقعد، وإسحاق بن راهويه، وصفوان بن صالح
الدمشقي، وغيرهم. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري. وعامة الخراسانيين.
وكان ورد بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها عبد الله بن محمد بن ناجية،
ويحيى بن محمد بن صاعد.
أخبرنا الحسن بن نصر الختلي أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا أحمد بن سيار المروزي - قدم علينا الحج سنة
خمس وأربعين - أخبرنا عبد الله بن عثمان - يعنى عبدان - حدثنا أبي عن شعبة عن
سماك بن حرب. قال: كنا مع مدرك بن المهلب بسجستان في سرادقه، فسمعت
رجلا يحدث عن أبي سفيان بن الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إن الله لا يقدس أمة
لا يأخذ الضعيف حقه من القوى وهو غير متعتع ".
وأخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا
الفضل نصر بن المعدل - بالطابران - يقول سمعت عمر بن عليك يقول سألت
إبراهيم بن إسحاق عن أحمد بن سيار وقلت له: مشايخك مشايخه، فهل كانت
بينكما معرفة؟ فقال: ذاك الرجل الفاضل، كنا نعرفه حينئذ بالفضل والورع.
وقال ابن نعيم: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الأديب البستي وكان في
الوفد الذين خرجوا مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إلى بخارى لزيارة الأمير
إسماعيل بن أحمد - قال دخل أبو بكر بن خزيمة على عبد الله بن محمود بمرو،
فقال له بعض مشايخهم: يا أبا عبد الرحمن قد دخل أبو بكر محمد بن إسحاق
منزلك ولم يدخله مثله فقال: لا، قد دخله أحمد بن سيار.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم -
وكتب لي بخطه - قال سمعت أبا يقول: أحمد بن سيار بن أيوب مروزي
ثقة.
410

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أحمد بن سيار
المروزي يروى عن عبدان بن عثمان وغيره، رحل إلى الشام ومصر، وصنف، وله
كتاب في أخبار مرو، وهو ثقة في الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال
سمعت أبا العباس القاسم بن القاسم السياري ابن بنت أحمد بن سيار يقول: توفى
جدي أحمد بن سيار سنة ثمان وستين ومائتين.
2192 - أحمد بن السري بن سنان، وأبو بكر الأطروش:
من أهل سر من رأى، حدث عن مسلم بن أبي مسلم الحربي، ومحمد بن يحيى
القطيعي، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي. روى عنه أبو الحسين بن المنادى، وعبد
الباقي بن قانع، وغيرهما وكان ثقة.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج الموصلي
حدثنا أحمد بن السرى السامري حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أبو يحيى التيمي
إسماعيل بن إبراهيم عن الأعمش عن إسماعيل - يعنى ابن مسلم - عن الحسن عن
عبد الرحمن بن سمرة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة ".
الحديث. تفرد به أبو يحيى عن الأعمش.
2193 - أحمد بن السمت بن عتاب، أبو سعيد الدوري:
حدث عن عبد الله بن محمد بن سلام. روى عنه عبد الصمد الطستي.
2194 - أحمد بن سيف بن هاشم، أبو حامد البستي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغنى بن رفاعة المصري. روى عنه أبو محمد بن
ماسى.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن
ماسى البزار أبو جامد أحمد بن سيف بن هاشم البستي حدثنا عبد الغنى بن رفاعة بن
411

عبد الملك بن أبي عقيل حدثنا أيوب بن سليمان - أبو محمد الأعور - حدثنا بشر
ابن المفضل عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل
للمرأة الثمن، وللبنتين الثلثين، وما بقى للأخ للأب والأم.
2195 - أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر
الفقيه الحنبلي المعروف بالنجاد:
وكان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان، قبل الصلاة وبعدها: إحداهما
للفتوى في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، والأخرى لإملاء الحديث، وهو ممن
اتسعت رواياته، وانتشرت أحاديثه، سمع الحسن بن مكرم البزار، ويحيى بن أبي
طالب، وأحمد بن ملاعب المخرمي، وأبا داود السجستاني وأبا قلابة الرقاشي،
وأحمد بن محمد البرقي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبا الأحوص العكبري،
ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبا إسماعيل الترمذي، وجعفر بن محمد بن شاكر
الصايغ، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب
التمتام، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وهلال بن العلاء الرقي، وإبراهيم بن إسحاق بن الحسن
الحربيين، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس السراج،
وخلقا سوى هؤلاء من هذه الطبقة.
وكان صدوقا عارفا، جمع المسند وصنف في السنن كتابا كبيرا. روى عنه أبو بكر
بن مالك القطيعي، والدار قطني، وابن شاهين، وغيرهم من المتقدمين. وحدثنا عنه ابن
رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو القاسم بن المنذر القاضي، ومحمد بن فارس [
بن] الغوري، وعلى وعبد الملك ابنا بشران، والحسين بن عمر بن برهان العزال،
وخلق يطول ذكرهم.
حدثني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ قال سمعت أبا الحسن بن رزقويه غير
مرة يقول: أبو بكر النجاد ابن صاعدنا.
قلت: عنى بذلك أن النجاد في كثرة حديثه، واتساع طرقه، وعظم رواياته،
412

وأصناف فوائده لمن سمع منه، كيحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين
كان واحد وقته في كثرة الحديث.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ قال سمعت أبا على بن الصواف يقول: كان
أبو بكر بن النجاد يجئ معنا إلى المحدثين - إلى بشر بن موسى وغيره - ونعله في
يده، فقيل له لم لا تلبس نعلك؟ قال: أحب أن أمشى في طلب حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا حاف.
قلت: لعل أبا بكر النجاد تأول بفعل ذلك حديثا.
أخبرناه محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا أبو على
محمد بن علي بن عمر المذكر حدثنا سهل بن عمران العتكي حدثنا سليمان بن
عيسى حدثنا سفيان بن سعيد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأخف الناس - يعني حسابا، يوم القيامة بين يدي الملك الجبار -
المسارع إلى الخيرات ماشيا على قدميه حافيا ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخبرني جبريل أن
الله ناظر إلى عبد يمشى حافيا في طلب الخير ".
حدثني الحسين بن علي بن محمد الفقيه الحنفي قال سمعت أبا إسحاق الطبري
يقول: كان أحمد بن سلمان النجاد يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف،
ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف وأكل تلك اللقم التي
استفضلها.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا الرئيس أبو الحسن على بن عبد العزيز
في مجلسه في دار الخلافة. قال حضرت مجلس أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وهو
يملى، فغلط في شئ من العربية، فرد عليه بعض الحاضرين، فاشتد عليه، فلما فرغ
من المجلس. قال: خذوا، ثم قال: أنشدنا هلال بن العلاء الرقي:
سبيلي لسان كان يعرب لفظه * فيا ليته في موقف العرض يسلم
وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى * وما ضر ذا تقوى لسان معجم
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سأل أبو سعد
الإسماعيلي أبا الحسن الدارقطني عن أحمد بن سلمان النجاد فقال: قد حدث أحمد بن
سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.
413

قلت: كان قد كف بصره في آخر عمره، فلعل بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما
ذكره الدارقطني. والله أعلم.
قال ابن أبي الفوارس: أحمد بن سلمان يقال مولده سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
سمعت محمد بن أحمد بن رزقويه يقول مات أبو بكر النجاد في سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة.
حدثنا ابن الفضل القطان - إملاء - قال توفى أحمد بن سلمان النجاد لعشر بقين
من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف وأبو عبد الله بن الحسين
المحاملي. قالا: توفى أحمد بن سلمان الفقيه النجاد يوم الثلاثاء.
وقال ابن المحاملي ليلة الثلاثاء، لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين
وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
قال ابن المحاملي: صبيحة تلك الليلة.
وقال ابن العلاف: وأحسب أنه عاش خمسا وسبعين سنة.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات أن النجاد دفن في مقابر الحربية عند قبر بشر بن الحارث.
2196 - أحمد بن سهلان، أبو بكر الجواليقي:
حدث عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي. روى عنه عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق.
* * *
حرف الشين [من آباء الأحمدين]
2197 - أحمد بن شاكر، أبو جعفر البلخي:
حدث ببغداد عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الاستوائي أخبرنا على بن
عمر الحافظ حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبو جعفر أحمد بن شاكر البلخي قال
حدثني يحيى بن بكير.
414

وأخبرنا محمد بن الحسين القطان - واللفظ له - أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمى حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال
حدثني بن أبي معاوية الحضرمي عن سليمان بن زياد الحضرمي عن عبد الله الحارثي
أن ابن جزء الزبيدي قال: كان يرسل إلى فأمسك عليه المصحف وهو يقرأ، وكان
أعمى، فعرض له حقن من بول فدعا جارية له فجعل بيننا وبينه ثوبا ثم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يتغوط أحدكم لبوله ولا لغيره مستقبل القبلة، ولا
مستدبرها، شرقوا أو غربوا ".
2198 - أحمد بن شعيب، أبو بكر الصيرفي:
حدث عن حميد بن مسعدة روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه
سمع منه ببغداد.
2199 - أحمد بن شعيب بن صالح بن الحسين، أبو منصور الوراق:
من أهل بخارى سمع صالح بن محمد جزرة الحافظ، وحامد بن سهل، وسهل بن
شاذويه، ومحمد بن حريث البخاريين، وأبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي،
وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، ومحمد بن جرير
الطبري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعمر بن أبي غيلان الثقفي،
وحامد بن شعيب البلخي. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة
النعالي، وعبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب. وكان قد استوطن بغداد، وحدث
بها إلى حين وفاته.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء في سنة ست وأربعمائة - حدثنا أبو
منصور أحمد بن شعيب بن صالح البخاري الوراق حدثنا صالح بن محمد البغدادي
- يعرف بجزرة - حدثنا هارون بن إسحاق - أبو الشعثاء الواسطي - وهناد بن
السري التميمي. قالوا: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد بن أبي عروبة عن
أيوب عن عكرمة عن ابن عباس.
قال صالح: وحدثنا محمد بن عبد الله - بياع الأرز - حدثنا عبيد الله بن تمام
الطفاوي عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس. قال أبو على صالح: وهذا
415

حديث عبدة بن سليمان. قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليا، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:
" أعطها شيئا ". قال: ما عندي شئ. قال: " فأين درعك الحطمية ".
أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد النعالي حدثنا أبو منصور أحمد بن
شعيب بن صالح البخاري - وما كتبت عنه غير هذا الحديث - قال حدثنا أبو خليفة
الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني أخبرنا إسرائيل عن أبي
إسحاق عن البراء. قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال
أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى أهلي، فقال له عازب: لا، حتى تحدثنا كيف
صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة، وذكر الحديث بطوله.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن علي الضرير
المقرئ حدثنا أبو منصور أحمد بن شعيب بن صالح البخاري. قال: كنت عند أبي
خليفة فاستجزت منه كتبا، فقلت له: أجزت لي ولفلان ولفلان وهم لفلان مال.
فقال لي: هم، ليس في الكلام المعرب. ثم قال: أنشدني أبو الفضل العباس بن الفرج
الرياشي لنفسه.
شفاء العيا حسن السؤال وإنما * يطيل العيا طول السكوت على الجهل
فكن سائلا عما عندك فإنما * خلقت أخا عقل لتسأل بالعقل
قال محمد بن أبي الفوارس: توفى أبو منصور أحمد بن شعيب البخاري الوراق
يوم السبت في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمانين
ومائتين. كان يحدث عن صالح جزرة، وما رأيت من حدث عن صالح غيره، وكان
شيخا صالحا ثقة ثبتا.
2200 - أحمد بن شبيب، أبو زرعة الصوري:
حدث عن أحمد بن خليد الحلبي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر
أنه سمع منه ببغداد.
2201 أحمد بن شبويه بن معين بن بشار بن حميد، أبو العباس الموصلي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه ببغداد عن محمد بن سلمة الواسطي.
416

أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد
الله المعدل حدثنا أبو العباس أحمد بن شبويه بن معين بن بشار بن حميد الموصلي -
في سنة ست عشرة وثلاثمائة - وما عندي عنه غير هذا الحديث.
قال حدثنا محمد بن سلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة
عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حب علي بن أبي
طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب ".
رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معروفون ثقات، والحديث باطل
مركب على هذا الإسناد.
* * *
حرف الصاد [من آباء الأحمدين]
2202 أحمد بن صالح، أبو جعفر المصري:
طبري الأصل. سمع عبد الله بن وهب، وعنبسة بن خالد، وعبد الله بن نافع،
وإسماعيل بن أبي أويس. وكان أحد حفاظ الأثر، عالما بعلل الحديث، بصيرا
باختلافه. وورد بغداد قديما وجالس بها الحفاظ، وجرى بينه وبين أبي عبد الله أحمد
بن حنبل مذاكرات، وكان أبو عبد الله يذكره ويثني عليه، وقيل إن كل واحد منهما
كتب عن صاحبه في المذاكرة حديثا، ثم رجع أحمد إلى مصر فأقام بها. وانتشر عند
أهلها علمه، وحدث عنه الأئمة، منهم محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل
البخاري، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو إسماعيل
الترمذي، وأبو داود السجستاني، وابنه أبو بكر، وصالح جزرة. ومن الشيوخ
المتقدمين محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن غيلان، وغيرهما.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن شاده المؤدب - بأصبهان - وأخته
417

أم سلمة أسماء. قالا: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان - إملاء
- حدثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن سلم الرازي حدثنا محمد بن غيلان حدثنا أحمد
ابن صالح المقرئ عن إبراهيم بن الحجاج عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد عن ابن عباس. قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة من على قالت فاطمة:
يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شئ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما ترضين أن الله
اختار من أهل الأرض رجلين، أحدهما أبوك، والآخر زوجك ".
هذا حديث غريب من رواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس،
وغريب من حديث معمر بن راشد عن ابن أبي نجيح، تفرد بروايته عنه عبد الرزاق
وقد رواه عن عبد الرزاق غير واحد.
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان حدثنا الحسن بن العباس الرازي حدثنا عبد السلام بن صالح - أبو الصلت -
حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. أن فاطمة
قالت: يا رسول الله زوجتني من رجل ليس له شئ! قال: أما ترضين أن الله اختار
من أهل الأرض رجلين، أحدهما أبوك، والآخر بعلك ".
وأخبرنيه أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا
محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب حدثنا أحمد بن عبد الله بن زيد الهشيمي حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. قال: لما زوج
النبي صلى الله عليه وسلم عليا فاطمة قالت: يا رسول الله زوجتني من عائل لا مال له: فقال لها النبي
صلى الله عليه وسلم: أو ما ترضين أن يكون الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل
أحدهما أباك، والآخر بعلك ". أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمد بن عدي
بن زحر البصري - في كتابه إلينا - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري.
قال سمعت أبا داود يقول: كتب أحمد بن صالح عن سلامة بن روح - وكان
لا يحدث عنه - وكتب عن أبي زبالة خمسين ألف حديث - وكان لا يحدث عنه -
وحدث أحمد بن صالح ولم يبلغ الأربعين، وكتب عباس العنبري عن رجل عنه.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم،
418

ثم أخبرنا أبو بكر البرقاني - قراءة - أخبرنا محمد بن عثمان القاضي حدثنا أبو
الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي - بدمشق - حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن
عمرو البصري. قال: سألني أحمد بن حنبل - قديما - من بمصر؟ قلت: بها أحمد بن
صالح، فسر بذكره ودعا له.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل أخبرنا
أبو أحمد بن عدي قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول سمعت أبا
بكر بن زنجويه يقول: قدمت مصر وأتيت أحمد بن صالح، فسألني من أين أنت؟
قلت: من بغداد. قال: منزلك من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت: أنا من أصحابه. قال:
تكتب لي موضع منزلك فإني أريد أن أوافي العراق حتى تجمع بيني وبين أحمد بن
حنبل: فكتبت له فوافى أحمد بن صالح سنة اثنتي عشرة إلى عفان فسأل عنى،
فلقيني. فقال: الموعد الذي بيني وبينك؟ فذهبت به إلى أحمد بن حنبل واستأذنت له
فقلت: أحمد بن صالح بالباب، فأذن له، فقام إليه ورحب به وقربه وقال له: بلغني
أنك جمعت حديث الزهري، فتعال نذاكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما عن الآخر حتى فرغا، قال: وما رأيت أحسن
من مذاكرتهما.
ثم قال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح: تعال حتى نذاكر ما روى الزهري عن
أولاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكران أحدهما على الآخر إلى أن قال أحمد
ابن حنبل لأحمد بن صالح. عند الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن
عبد الرحمن بن عوف قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما يسرني أن لي حمر النعم وأن لي حلف
المطيبين ".
فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟ فجعل
أحمد بن حنبل يبتسم ويقول: رواه عن الزهري رجل مقبول، أو صالح - عبد
الرحمن بن إسحاق - فقال: من رواه عن عبد الرحمن؟ فقال: حدثناه رجلان تقيان
- إسماعيل بن علية، وبشر بن الفضل - فقال أحمد لن صالح لأحمد بن حنبل:
سألتك بالله إلا أمليته على، فقال أحمد من الكتاب، فقام ودخل وأخرج الكتاب
419

وأملى عليه، فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: لو لم أستفد بالعراق إلا هذا
الحديث كان كثيرا. ثم ودعه وخرج.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم.
ثم حدثني البرقاني أخبرنا محمد بن عثمان القاضي حدثنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة
حدثني أحمد بن صالح. قال: حدثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع
الثمار فأعجبه واستزادني مثله: ومن أين مثله؟!
قلت: وهو الحديث الذي أنبأناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد
الواحد الهاشمي بالبصرة حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا
أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة بن خالد قال
حدثني يونس قال: سألت أبا الزناد عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه وما ذكر فقال:
كان عروة بن الزبير يحدث عن سهل بن أبي حثمة عن زيد بن ثابت قال: كان
الناس يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صلاحها، فإذا جذ الناس وحضر تقاضيهم قال
المبتاع قد أصاب الثمر الدمان وإصابة قشام، وأصابه مراض: عاهات يحتجون بها.
فلما كثرت خصومتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله - كالمشورة يشير بها: " فإما لا
فلا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ". لكثرة خصومتهم.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الشناني بنيسابور أخبرنا أبو
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي.
وأخبرنا أبو على الحسن بن عبد الله المعتز بأصبهان - واللفظ له - حدثنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد العزال - إملاء - حدثنا أبو بكر بن أبي
داود. قالا: حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن
يحيى بن ميمون أن وداعة الحميدي حدثه أنه كان يجنب مالك بن عبادة أبى موسى
الغافقي وعقبة بن عامر فقص فقال: إن صاحبكم عاقل، أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عهد إلينا في حجة الوداع فقال: " إنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عنى فمن
عقل عني شيئا فليحدث به، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ بيتا، أو مقعده من
جهنم " لا ندري أيتهما قال؟.
قال أبو عبد الله العزال: ومالك بن عبادة روى عنه ثعلبة بن أبي الكنود، ووداعة
420

الحميدي كان قاضيا لأهل مصر، وأحمد بن صالح أبو جعفر طبري الأصل، وتوفى
يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين، كان من حفاظ
الحديث، واعيا رأسا في علم الحديث وعلله، وكان يصلى بالشافعي، ولم يكن في
أصحاب ابن وهب أحد أعلم منه بالآثار.
وأخبرنا أبو على المعبر حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن العزال حدثنا عبد
العزيز بن أحمد بن شا كر الشافعي الغافقي حدثنا على بن عبد الرحمن بن المغيرة
علان المصري، قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: ما قدم علينا أحد أعلم
بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى - يعنى أحمد بن صالح.
وقال على بن الجنيد: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: حدثنا أحمد
صالح - وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله.
قال أبو عبد الله الغزال: حدث بمصر وبدمشق، وبأنطاكية. وبلغني أن أحمد بن
حنبل سمع منه حديث وداعة الحميدي فقال له: يا أبا جعفر حديث آخر مثل هذا.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال
حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال سمعت ابن نمير - وذكر أحمد بن صالح -
فقال: هو واحد الناس في علم الحجاز، والمعرب فيهم، وجعل يعظمه.
وحدثنا عنه بغير شئ. أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب [أخبرنا]
الحسين بن أحمد القروي حدثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال
سمعت أحمد بن سلمة النيسابوري يحكى عن محمد بن مسلم بن وارة. قال: أحمد
ابن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران، هؤلاء
أركان الدين.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار بهمذان - حدثنا صالح
ابن أحمد بن محمد الحافظ قال سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن إسحاق
النهاوندي يقول سمعت يعقوب بن سفيان يقول: كتبت عن ألف شيخ، حجتي فيما
بيني وبين الله رجلان. قلت له: يا أبا يوسف من حجتك؟ وقد كتبت عن الأنصاري،
وحبان بن هلال. والأجلة؟ قال: حجتي أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح المصري.
421

أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري أخبرنا محمد بن نعيم أخبرني أبو
صالح خلف محمد بن إسماعيل قال سمعت صالح بن محمد بن حبيب يقول: قال
أحمد بن صالح المصري: كان عند ابن وهب مائة ألف حديث. كتبت عنه خمسين
ألف حديث، ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث ولا يحفظ غير أحمد بن صالح.
كان يعقل الحديث ويحسن أن يأخذ. وكان رجلا جامعا يعرف الفقه والحديث
والنحو. ويتكلم في حديث الثوري وشعبة وأهل العراق. وكان قدم وكتب عن
عفان وهؤلاء. وكان يذاكر بحديث الزهري ويحفظه.
وقال أحمد: كتبت عن ابن زبالة مائة ألف حديث. ثم تبين لي أنه كان يضع
الحديث فتركت حديثه. قلت: احتج سائر الأئمة بحديث أحمد بن صالح. سوى أبى
عبد الرحمن النسائي. فإنه ترك الرواية عنه وكان يطلق لسانه فيه.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي. ويقال كان آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق.
ونال النسائي منه جفاء في مجلسه. فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إن لم يكن قراءة فإجازة لأني شككت في سماعي هذه
الحكاية منه - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت محمد بن هارون بن
حسان البرقي يقول: هذا خراساني - يعنى النسائي - يتكلم في أحمد بن صالح.
وحضرت مجلس أحمد بن صالح وطرده من مجلسه. فحمله ذلك على أن تكلم فيه.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار قال
سمعت بندارا يقول: كتبت إلى أحمد بن صالح خمسين ألف حديث - أي إجازة -
وسألته أن يجيز لي أو يكتب إلى بحديث مخرمة بن بكير فلم يكن عنده من المروءة ما
يكتب بذاك إلى. قلت: وأرى هذا الحديث الذي قاله بندار في أحمد بن صالح في
تركه مكاتبته مع مسألته إياه ذلك، إنما حمله عليه سوء الخلق، ولقد بلغني أنه كان
لا يحدث إلا ذا لحية، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه، فلما حمل أبو داود السجستاني ابنه
إليه ليسمع منه - وكان إذ ذاك أمرد - أنكر أحمد بن صالح على أبى داود إحضاره
ابنه المجلس. فقال له أبو داود: وهو وإن كان أمرد أحفظ من أصحاب
422

اللحى، فامتحنه بما أردت، فسأله عن أشياء أجابه ابن أبي داود عن جميعها، فحدثه
حينئذ ولم يحدث أمرد غيره.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد البزار
- قال حمزة حدثنا، وقال محمد أخبرنا - الوليد بن بكير الأندلسي حدثنا على بن
أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي
حدثني أبي. قال: أحمد بن صالح يكنى أبا جعفر، مصري ثقة، صاحب سنة.
هذا لفظ محمد، وأما حمزة. فقال: أحمد بن صالح مصري ثقة. ولم يزد على
ذلك.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا على بن إبراهيم المستملى حدثنا محمد بن
سليمان بن فارس حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: أحمد بن صالح أبو
جعفر المصري ثقة صدوق، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة، كان أحمد بن حنبل
وعلى وابن نمير وغيرهم يثبتون أحمد بن صالح، كان يحيى يقول: سلوا أحمد فإنه
أثبت.
أخبرني الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال سمعت يحيى بن محمد بن
صاعد يقول.
وأخبرنا البرقاني قال قرأت على إسماعيل بن هشام الصرصري حدثكم محمد بن
أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين. قال: مات
أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين ومائتين. زاد ابن رشدين لثلاث بقين من ذي
القعدة.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي حدثنا على بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس
ابن عبد الأعلى المصري حدثنا أبي. قال: كان أحمد بن صالح يكنى أبا جعفر، كان
صالح جنديا من أهل طبرستان من العجم، وولد أحمد بن صالح بمصر في سنة سبعين
ومائة، وتوفى بمصر يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين
ومائتين، وكان حافظا للحديث.
ذكر أبو عبد الرحمن النسائي: أحمد بن صالح فرماه وأساء الثناء عليه. وقال:
حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول: أحمد بن صالح كذاب
يتفلسف. قال أبى: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال، ولم يكن له آفة غير الكبر.
423

2203 - أحمد بن أبي فنن، مولى بني هاشم، اسم أبى فنن صالح، ويكنى:
أحمد أبا عبد الله:
وهو شاعر مجود نقي اللفظ، أكثر المدح للفتح بن خاقان، وكان أحمد أسود
اللون. وهو القائل:
لئن حسبت سواد الليل غيرني * فإن قلبي في حسنى أبى دلف
أخبرني على بن عبد الله اللغوي قال أنشدنا محمد بن الحسن بن الفضل بن
المأمون قال أنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي لأحمد بن أبي فنن:
صحيح الود لو يمسي عليلا * لتكتب أو نرى منكم رسولا
أراك تسومت الهجران حتى * إذا ما اعتل كنت له وصولا
فرد ضني الحياة بوصل يوم * يكون على رضاك له دليلا
هما موتان موت ضني وهجر * وموت الهجر شرهما سبيلا
وقال أبو بكر أيضا: أنشدني أبي لأحمد بن أبي فنن:
صب بحب متيم صب * حبيه فوق نهاية الحب
أدميت باللحظات وجنته * فاقتص ناظره من القلب
أخبرنا على بن أيوب القمي أخبرنا محمد بن عمران المرزباني حدثني على بن
هارون قال حدثني عمى يحيى بن علي قال قال أحمد بن أبي فنن قولي:
صب بحب متيم صب * حبيه فوق نهاية الحب
أشكو إليه صنيع جفوته * فيقول مت بتأثر الخطب
وإذا نظرت إلى محاسنه * أخرجته عطلا من الذنب
أدميت باللحظات وجنته * فاقتص ناظره من القلب
قال على بن هارون: وهذا البيت الأخير من هذه الأبيات هو عينها، وأخذه ابن أبي
فنن مما أنشدنيه أبى لإبراهيم بن المهدى:
يا من لقلب صيغ من صخرة * في جسد من لؤلؤ رطب
جرحت خديه بلحظي فما * برحت حتى اقتص من قلبي
424

2204 - أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، الشيباني:
روى ابنه محمد عنه عن جده أحمد بن حنبل حديثا ذكرناه فيما تقدم من باب
المحمدين.
2205 - أحمد بن صالح الصوفي، وهو: محمد بن صالح بن عبد الرحمن،
أبو بكر الحافظ الأنماطي المعروف بكيلجة:
كان محمد بن مخلد يسميه أحمد في بعض رواياته. ومحمدا في بعضها. حدث
عن أبي حذيفة النهدي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وموسى بن أيوب النصيبي،
وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي حامد صاحب بيت المال، وسماه أحمد. كما
سماه ابن مخلد هاهنا. وروى عنه غيرهما فسماه محمدا. وقد ذكرناه في
المحمدين.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا أحمد بن صالح الصوفي حدثنا أبو
حذيفة حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبيه - وكان يبيع الكرابيس - وجاءه رجل
فتعارف ومات. فسئل مسروق. فقال: كانا يتواصلان؟ قالوا: نعم! فورثه.
2206 - أحمد بن صالح بن محمد، أبو عبد الله البزاز:
حدث عن يوسف بن موسى القطان. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان أخبرنا محمد بن عبد الله
الشافعي حدثني أبو عبد الله أحمد بن صالح بن محمد البزاز حدثنا يوسف بن موسى
القطان حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن حكيم عن جبير عن علي بن
الحسين قال حدثنيه سعيد بن المسيب عن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة
تبوك وخلف عليا فقال له: تخلفني؟ فقال " أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ ".
425

2207 - أحمد بن صالح بن عبد الله بن عبد العزيز، أبو الحسن الصيدلاني
البغدادي:
حدث عن عباس الدوري، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وجعفر بن هاشم
العسكري، ومحمد بن يونس الكديمي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ. روى عنه
عبد الله بن علي بن الحسن النوزي ساكن البصرة أحاديث مستقيمة.
2208 - أحمد بن صالح بن أبي الفضيل، أبو جعفر العكبري:
حدث عن حمدان بن علي الوراق روى عنه على بن عمرو الجريري.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أخبرنا على بن عمرو الجريري حدثني
أحمد بن صالح بن أبي الفضيل - بعكبرا - حدثنا محمد بن علي المعروف بمحمد
البغدادي الوراق حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم حدثنا محمد بن علي بن ميمون الرقي حدثنا عمرو بن طلحة القناد الكوفي
حدثنا أسباط بن نصر عن سماك عن جابر بن سمرة. قال: مسست يد النبي صلى الله عليه وسلم
فكأنها جونة عطار. لفظ حديث ابن أبي الفضيل.
2209 - أحمد بن صالح بن عمر، أبو بكر المقرئ:
انتقل إلى الشام. ونزل أطرابلس وحدث بها والرملة عن جعفر بن عيسى الناقد.
ومحمد بن الحكم العتكي. وروى عنه الغرباء. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه.
حدثنا يحيى بن علي أبو طالب الدسكري - لفظا - أخبرنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن الحسن بن مالك الجرجاني - بها - حدثني أبو بكر أحمد بن صالح بن
عمر المقرئ البغدادي - بأطرابلس - حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحكم العتكي
حدثنا سليمان - يعنى ابن سيف - حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا أبو بكر بن
عياش عن أبي حصين عن أبي بردة. قال كنت جالسا عند عبد الله بن زياد فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن عذاب هذه الأمة في دنياها ".
426

هكذا حدثناه أبو طالب من أصل كتابه وقد سقط منه ألفاظ كثيرة، ففسد بذلك.
وصوابه: ما أخبرناه أبو عبد الله بن الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم
المخزومي حدثنا جعفر بن محمد بن نصر الخالدي - إملاء - حدثنا أبو جعفر محمد
ابن يوسف التركي حدثنا إسحاق بن موسى قال سألت أبا بكر بن عياش - وعنده
هشام بن الكلبي - فأخبرنا عن أبي حصين عن أبي بردة. قال: كنت عند عبيد الله
ابن زياد، وأتى برؤوس من رؤوس الخوارج، فجعلت كلما أتى برأس أقول: إلى النار،
إلى النار، فعيرني عبد الله بن يزيد الأنصاري وقال: يا ابن أخي، وما تدرى؟ سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " جعل عذاب هذه الأمة في دنياها ".
2210 - أحمد بن أبي شريج الدارمي النهشلي، اسم أبى شريج صباح،
ويكنى أحمد، أبا جعفر:
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر أنه مولى آل جرير بن حازم وهو أحد
القراء المعروفين، قرأ على على بن حمزة الكسائي. وسمع إسماعيل بن علية، ومروان
ابن معاوية، ووكيع بن الجراح، وأبو أحمد الزبيري. وكان يسكن المخرم ببغداد، ثم
انتقل إلى الري فسكنها وأقرأ بها، وحدث إلى حين وفاته. روى عنه محمد بن
إسماعيل البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان ويعقوب بن شيبة السدوسي،
وكان يعقوب سمع منه ببغداد.
وقال ابن أبي حاتم: أحمد بن الصباح النهشلي بن أبي شريح يعد في البغداديين،
سئل أبى عنه فقال: صدوق.
أخبرني أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي حدثني أحمد بن أبي شريح حدثنا أبو
أحمد الزبيري بحديث ذكره. قال جدي: وابن أبي شريح هذا أحد أصحاب الحديث،
كان ينزل المخرم. ونزع إلى الري ومات بها قديما قبل أن يحدث، وكان ثقة ثبتا.
أخبرنا البرقاني أخبرنا على بن عمر الحافظ أخبرنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن عن أبيه.
427

ثم حدثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله. قال: ناولني عبد الكريم وكتب
لي بخطه. قال: سمعت أبا يقول: أحمد بن الصباح رازي ثقة.
2211 - أحمد بن الصقر بن ثوبان، أبو سعيد البصري:
وأصله من طرسوس. ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه كان مستملى بندار. سكن بغداد
وحدث بها عن أبي كامل الجحدري، وبشر بن معاذ العقدي، ومحمد بن عبد الله
ابن يزليع، ومحمد بن موسى الحرشي ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن عبد
الأعلى الصنعاني، وعبد الجبار بن العلاء، ونصر بن علي الجهضمي، روى عنه أبو
بكر الشافعي، وأبو بكر بن الجعابي، وأبو محمد بن السبيعي، وعلي بن محمد بن
لؤلؤ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وغيرهم. وكان ثقة.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - حدثنا الحسين بن أحمد بن صالح السبيعي
حدثنا أحمد بن الصقر بن ثوبان حدثنا محمد بن موسى حدثنا أيوب بن واقد عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى ببطن السيل
بين الصفا والمروة.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي حدثنا أبو سعيد أحمد بن الصقر بن
ثوبان مصري ببغداد.
2212 - أحمد بن الصلت بن المغلس، أبو العباس الحماني، وقيل أحمد بن
محمد بن الصلت، ويقال: أحمد بن عطية:
وهو ابن أخي جبارة بن المغلس. كان ينزل الشرقية، وحدث عن ثابت بن محمد
الزاهد، وأبى نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وبشر بن الوليد، ومحمد
ابن عبد الله بن نمير، وجبارة بن مغلس، وأبى بكر بن أبي شيبة، وأبى عبيد القاسم
ابن سلام، أحاديث أكثرها باطلة هو وضعها. ويحكى أيضا عن بشر بن الحارث،
ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، أخبارا جمعها بعد أن صنفها في مناقب أبي
حنيفة. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومقرن بن أحمد القاضي، وأبو على بن
الصواف، ومحمد بن عمرو الجعابي، وعيسى بن حامد الرخجي، وأبو الحسن بن
مقسم، وغيرهم.
428

أخبرنا محمد بن طلحة النعالي حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم العطار
حدثنا أحمد بن الصلت حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا الحكم بن
عبد الرحمن بن أبي نعيم حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، الا ابني الخالة: عيسى بن مريم ويحيى بن
زكريا ".
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أخبرنا القاضي أبو الحسين عيسى بن
حامد بن القنبيطي حدثنا أحمد بن الصلت - أبو العباس - حدثنا عمى جبارة بن
المغلس ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة قالوا حدثنا يحيى بن يمان
عن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد. قال: سأل يحيى بن زكريا ربه تعالى قال:
رب اجعلني أسلم على ألسنة [الناس]. قال فأوحى الله إليه: يا يحيى لم أجعل هذا
لي، فكيف أجعله لك.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي - بنيسابور - أخبرنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الواعظ بمرو -
ويعرف بالعبد الذليل - حدثنا أبو العباس أحمد بن الصلت بن المغلس الحماني حدثنا
بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو حنيفة قال سمعت أنس بن مالك يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
لم يروه عن بشر غير أحمد بن الصلت، وليس بمحفوظ عن أبي يوسف، ولا
يثبت لأبي حنيفة سماع من أنس بن مالك، والله أعلم.
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سئل
أبو الحسن الدارقطني وأنا أسمع عن سماع أبي حنيفة عن أنس يصح؟ قال: لا.
ولا رؤيته، لم يلحق أبو حنيفة أحدا من الصحابة.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيرمي أخبرنا عبد الله بن محمد
الحلواني حدثنا مكرم بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد - يعنى الحماني - حدثنا
محمد بن المثنى صاحب بشر بن الحارث قال سمعت بن عيينة قال: العلماء! ابن
عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، وأبو حنيفة في زمانه، والثوري في زمانه.
429

قلت: ذكر أبي حنيفة في هذه الحكاية زيادة من الحماني. والمحفوظ:
ما أخبرناه على بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء أخبرنا أحمد بن أحمد بن جعفر بن
سالم الختلي حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق حدثنا أبو بكر المروزي
حدثني محمد بن أبي محمد عن سفيان بن عيينة. قال: علماء الأزمنة ثلاثة، ابن
عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، وسفيان الثوري في زمانه.
فإن قيل: ما أنكرت أن تكون رواية الحماني صحيحة، والرواية الثانية فيها ذكر
أبي حنيفة وحذفه بعض النقلة؟ قلت: منع من ذلك أمران: أحدهما أن عبد الرزاق بن
هارون [روى] عن ابن عيينة مثل هذا القول الثاني سواء، والأمر الآخر: أن
المحفوظ عن ابن عيينة سوء القول في أبي حنيفة. من ذلك.
ما أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
الصديق المروزي حدثنا أحمد بن محمد المنكدري حدثنا محمد بن أبي عمر قال
سمعت ابن عيينة يقول.
وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان
قال حدثني محمد بن أبي عمر - يعنى العدني - قال: قال سفيان: ما ولد في
الإسلام مولود أضر على أهل الإسلام من أبي حنيفة وهكذا روى الحميدي عن ابن
عيينة، ولسفيان بن عيينة في أبي حنيفة كلام غير هذا كثير شبهه في المعنى، ثم
ذكرناه في أخبار أبي حنيفة، ولو كان ابن عيينة أعظم أبا حنيفة ذاك الإعظام وجعله
رابع أئمة علماء الإسلام لم يقدم عليه بالقول الشنيع هذا الإقدام. فبأن بما ذكرناه أن
ابن المغلس زاد فيما روى واختلق ما حكى، ونسأل الله العصمة من الزلل، والتوفيق
لصالح القول والعمل.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال سئل أبو الحسن على بن عمر الدارقطني - وأنا
أسمع - عن جمع مكرم بن أحمد فضائل أبي حنيفة. فقال: موضوع كله كذب،
وضعه أحمد بن المغلس الحماني، قرابة جبارة. وكان في الشرقية.
أخبرنا على بن المحسن التنوخي حدثني أبي حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان بن
الصباح النيسابوري بالبصرة حدثنا أبو على الحسن بن محمد الرازي قال قال لي
430

عبد الله بن أبي خيثمة قال لي أبى أحمد بن أبي خيثمة: اكتب عن هذا الشيخ يا بنى.
فإنه يكتب معنا في المجالس منذ سبعين سنة - يعنى أبا العباس أحمد بن الصلت بن
المغلس الحماني - قلت: لا أبعد أن تكون هذه الحكاية موضوعة، وفى إسنادها غير
واحد من المجهولين، وحال أحمد بن الصلت أظهر من أن يقع فيها الريبة. أو تدخل
عليها الشبهة.
حدثني البرقاني ومحمد بن علي بن الفتح. قالا: قال لنا أبو الحسن الدارقطني
كان أحمد بن الصلت ضعيفا.
قال البرقاني وقال محمد بن أبي الفوارس: هو ابن أخي جبارة بن مغلس كان
يضع.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري عن محمد بن عمران المرزباني قال حدثني
عبد الباقي بن قانع قال: ابن الصلت في الشرقية ليس بثقة.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه قال لنا القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد
الرخجي مات أبو العباس أحمد بن الصلت الحماني في المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة.
قلت: هذا خطأ والصواب ما أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار أخبرنا ابن قانع: أن
ابن الصلت مات في شوال من سنة ثمان وثلاثمائة.
وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر الحربي. قال:
وجدت في كتاب أخي: مات ابن الصلت الذي كان في الشرقية في شوال سنة ثمان
وثلاثمائة.
2213 - أحمد بن صدقة، أبو علي البيع:
حدث عن عبد الله بن داود الأنصاري، روى عنه أبو القاسم بن سنبك.
أخبرنا علي بن أبي المعدل حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي حدثنا أبو على
أحمد بن صدقة البيع حدثنا عبد الله بن داود بن قبيصة الأنصاري حدثنا موسى
ابن علي حدثنا قنبر بن أحمد بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن
كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة. قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ضاحكا
431

مستبشرا، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف: فقال: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال:
" بشارة أتتني من عند ربى، أن الله لما أراد أن يزوج عليا فاطمة أمر ملكا أن يهز
شجرة طوبى، فهزها فنثرت رقاقا - يعنى صكاكا - وأنشأ الله ملائكة التقطوها، فإذا
كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محبا لنا أهل البيت محضا إلا دفعوا إليه
منها كتابا: براءة له من النار. من أخي وابن عمى وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء
من أمتي من النار ".
رجال هذا الحديث ما بين بلال وعمر بن محمد كلهم مجهولون.
* * *
حرف الضاد [من آباء الأحمدين]
2214 - أحمد بن الضحاك بن حبيب بن داود، أبو بكر الخشاب:
حدث عن نوح بن عبادة، ونصر بن حماد الوراق، والحسن بن قتيبة المدائني،
وعبد العزيز بن أبان القرشي، وإبراهيم بن بشار الرمادي. روى عنه عبد الله بن
محمد بن أبي سعيد البزاز، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، ومحمد بن مخلد
العطار.
حدثني الحسن بن محمد الخلال - لفظا - حدثنا عبد الواحد بن علي اللحياني
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز حدثنا أحمد بن الضحاك بن حبيب
حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا سفيان الثوري عن أيوب بن موسى بن عقبة عن نافع
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. مثل حديث قبله: أنه رجم يهوديا ويهودية بالبلاط.
2215 - أحمد بن الضحاك، أبو عبد الله الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حرب النسائي، ومحمد بن الوليد البسري،
وأحمد بن منصور - زاح. وغيرهم روى عنه أبو بكر الإبهري الفقيه.
أخبرنا على بن محمد بن الحسن المالكي أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن
432

صالح الأبهري حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الضحاك الواسطي - ببغداد سنة إحدى
عشرة وثلاثمائة.
وأخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن
مخلد العطار. قالا: حدثنا محمد بن الوليد البسري حدثنا محمد بن عبيد حدثنا
صالح بن حبان عن ابن بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مس صنما فتوضأ. لفظهما
سواء.
* * *
حرف الطاء [من آباء الأحمدين]
2216 - أحمد بن أبي طاهر، أبو الفضل الكاتب:
واسم أبى طاهر طيفور. وهو مروروذي الأصل، كان أحد البلغاء الشعراء
الرواة، ومن أهل الفهم المذكورين بالعلم، وله كتاب بغداد المصنف في أخبار الخلفاء
وأيامهم وحدث عن عمر بن شبة، وأحمد بن الهيثم السامي، وعبد الله بن أبي سعيد
الوراق، وغيرهم. روى عنه ابنه عبيد الله، ومحمد بن خلف بن المرزبان.
وذكر ابنه أنه مات في ليلة الأربعاء لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ثمانين
ومائتين، ودفن في مقابر باب الشام، وكان مولده ببغداد مدخل المأمون إليها من
خراسان سنة أربع ومائتين.
2217 - أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق، أبو الحسن:
حدث عن بشر بن مطر الواسطي. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الأبندوني
الجرجاني.
أخبرنا البرقاني قال سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول قرأت على أحمد بن طاهر
ابن عبد الرحمن بن إسحاق - أبى الحسن البغدادي بها - حدثكم بشر بن مطر حدثنا
سفيان بن عيينة قال: ابتاع جعفر بن محمد من رجل فماكسه فقلت: تماكس وأنت ابن
433

عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. [فقال] حدثني أبي عن جدي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" المغبون لا محمود ولا مأجور ".
قال أبو بكر سمعت الأبندوني - وقد سئل عن حال شيخه هذا - فقال: لو قيل
حدثكم أبو بكر الصديق؟ لقال نعم: أو نحو هذا الكلام، وضعفه.
2218 - أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون، أبو بكر الواعظ يعرف بابن
المنقى:
سمع أحمد بن سمان النجاد وأبا جعفر بن بويه الهاشمي، وأبا بكر الشافعي،
وعبد الصمد بن علي الطستي، وبادونه القزويني، وغيرهم. وكان شيخا فقيرا،
ثقة مستورا، سمعنا منه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس في جامع المدينة، وكان
يسكن شارع العتابيين.
أخبرنا أحمد بن طلحة حدثنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا الحسن بن مكرم
حدثنا حجاج بن محمد قال أخبرنا ابن جريج. قال قال سليمان بن موسى قال نافع
ابن عمر يقول. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفشوا السلام وأطعموا الطعام وكونوا عبادا
كما وصفكم الله عز وجل ".
توفى هذا الشيخ ودفن يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة،
وكان دفنه في مقبرة باب حرب.
* * *
434

حرف العين [من آباء الأحمدين]
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد الله
2219 - أحمد بن عبد الله بن داود، الهروي:
قرأت في سماع محمد بن أبي الفوارس عن محمد بن العباس العصمي عن أبي
إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين قال سمعت محمد بن العنبر بن ماوس يقول
سمعت أحمد بن عبد الله بن داود خال القاسم بن ماوس. قال قال سفيان بن عيينة:
إنما العلم ليتقى الله به، ويعمل به لآخرته، ويصرف عن نفسه سوء الدنيا والآخرة،
وإلا فالعالم كالجاهل إذا لم يتق الله بعلمه.
قال ابن ياسين: مات أحمد بن عبد الله بن داود سنة ست وثلاثين ومائتين، وكان
سكن بغداد.
2220 - أحمد بن عبد الله، المعروف بابن الطبري:
حدث عن أزهر بن سعد السمان، وحماد بن مسعدة، ومعاذ بن هشام، وعبد
الصمد بن عبد الوارث. ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: كان يسكن بغداد.
روى عنه أبي، وأبو زرعة، وسئل أبي عن ابن الطبري. فقال: كان صدوقا.
2221 - أحمد بن عبد الله بن حنبل بن هلال بن أسد، الشيباني:
ابن عم أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل. حدث عن محمد بن الصباح الدولابي.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ولم يقع له إلى غير حديث واحد.
أخبرناه محمد بن علي بن الفتح من أصل كتابه - وما كتبته إلا عنه أخبرنا عمر
ابن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن سعيد حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني
أحمد بن عبد الله بن حنبل - وهو ابن عمه - قال حدثنا محمد بن الصباح حدثنا
إسماعيل بن زكريا عن مسعر عن مقاتل بن بشير عن شريح بن هاني عن عائشة.
قالت: ما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العشاء الآخرة إلا صلى ست ركعات.
435

قال أبو عبد الرحمن - يعنى عبد الله بن أحمد -: كذا كان في أصل كتابه عن
مسعر.
2222 - أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم، أبو الحسن العجلي:
كوفي الأصل، نشأ ببغداد وسمع بها وبالكوفة، وبالبصرة، وحدث بها عن شبابة
ابن سوار، ومحمد بن جعفر غندر، والحسين بن علي الجعفي، وأبى داود الحفري،
وأبى عامر العقدي، ومحمد، ويعلى ابني عبيد الطنافسي، وجماعة نحوهم. وكان دينا
صالحا، انتقل إلى بلد المغرب، وسكن طرابلس - وليست بأطرابلس الشام - وانتشر
حديثه هناك. روى عنه ابنه أبو صالح، وذكر أنه سمع منه في سنة سبع وخمسين
ومائتين.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي. قال كان
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي من أئمة أصحاب الحديث الحفاظ المتقنين،
من ذوي الورع والزهد، كما سمعت زياد بن عبد الرحمن أبا الحسن اللؤلؤي
بالقيروان يقول سمعت مشايخنا بهذا المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد بن
عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي ببلادنا شبيه، ولا نظير له في زمانه في
معرفته بالحديث، وإتقانه وزهده.
قال الوليد: وحدثنا أبو الحسن على بن أحمد بن زكريا بن الخصيب - بأطرابلس
المغرب - حدثنا أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الحافظ - بالقيروان - قال
سألت مالك بن عيسى القفصي - وكان من علماء أصحاب الحديث بالمغرب -
فقلت له: من أعلم من رأيت بالحديث؟ فقال لي: أما من الشيوخ فأبو الحسن أحمد
ابن عبد الله بن صالح الكوفي الساكن بأطرابلس المغرب.
قال الوليد: وحدثنا على بن أحمد حدثنا أبو العرب حدثنا مالك بن عيسى حدثنا
عباس بن محمد الدوري عن عبد الله بن صالح العجلي قال مالك بن عيسى فقلت
لعباس الدوري: أن له ابنا عندنا بالمغرب، فقال: أحمد؟ قلت نعم. قال عباس: إنا كنا
نعده مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين!.
قال الوليد قال لي على بن أحمد - وقد ذكر أحمد بن عبد الله بن صالح -: أن
ابن حنبل وابن معين قد كانا يأخذان عنه.
436

أخبرنا حمزة حدثنا الوليد حدثنا على بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن تميم
الحافظ قال سمعت أحمد بن مغيث - مغربي ثقة - يقول: سئل يحيى بن معين عن
أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم. فقال: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
قال الوليد: وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق قبل
خروج أحمد بن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ إلا أنه دونه في السن،
وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل. وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في
طلب الحديث، وأعلى إسنادا، وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعا
وزهدا من محمد بن إسماعيل البخاري. وهو كثير الحديث خرج من الكوفة
والعراق بعد أن تفقه في الحديث، ثم نزل أطرابلس المغرب.
قال الوليد: قلت لزياد بن عبد الرحمن: أي شئ أراد أحمد بن عبد الله بن
صالح بخروجه إلى المغرب؟ فقال: أراد التفرد للعبادة، يحكى ذلك عن مشايخ المغرب،
وسمعت على بن أحمد يحكى نحو ذلك.
قال الوليد: وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب، وحديثه عزيز مصر،
والشام، والعراق لبعد المسافة، وتوفى بأطرابلس وقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه
صالح إلى جانبه، وسمعت على بن أحمد الأطرابلسي - وسألته عن صالح بن أحمد
- فقال: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
قال الوليد: سمعت على بن أحمد يقول سمعت صالح بن أحمد يقول سمعت أبا
أحمد يقول: طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة، وكان مولدي بالكوفة سنة
اثنتين وثمانين ومائة.
قال صالح: ومات أبي بعد الستين والمائتين.
قلت: ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه مات في سنة إحدى وستين.
2223 - أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو الحسن الرازي:
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي أخبرنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي
حدثني أبي أخبرني أبو القاسم أيوب بن داود الرازي حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد
الله بن سليمان الرازي القطان - ببغداد - حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال
سمعت أبا معاوية يقول سمعت الأعمش يقول: التحمل للأصدقاء ثلثا الظرف.
437

2224 - أحمد بن عبد الله بن محمد: أبو علي الكندي، المعروف بابن
اللجلاج:
كوفي سكن مصر وحدث بها عن نعيم بن حماد، وإبراهيم بن الجراح، وغيرهما.
روى عنه أبو علي بن أبي الصغير، والحسين بن الحسين القاضي الأنطاكي، وإسحاق
ابن إبراهيم بن حاتم الأنباري، وذكر أنه سمع منه بالأنبار.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدل
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حاتم
الأنباري حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الكوفي - مر بنا بالأنبار - حدثنا نعيم
ابن حماد حدثنا ابن المبارك أخبرنا أبو حنيفة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة.
قال نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا صلاة إلا بقراءة ولو بفاتحة الكتاب ".
تفرد بروايته هذا الشيخ عن نعيم، ولا نعلمه يروى عن أبي حنيفة إلا بهذا الإسناد.
2225 - أحمد بن عبد الله، أبو العباس الساباطي:
حدث عن علي بن عاصم. روى عنه عامر بن إبراهيم الأصبهاني. وروى عنه
غيره. فقال: أحمد بن عبد الله وهو المحفوظ، وسنعيد ذكره إن شاء الله.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو محمد حبان حدثنا عامر بن إبراهيم المؤدب
حدثنا أحمد بن عبد الله الساباطي البغدادي - أبو العباس - حدثنا على بن عاصم
عن مطرف عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أمر النساء إلى آبائهن، ورضاؤهن السكوت ".
2226 - أحمد بن عبد الله، أبو بكر البزاز البغدادي:
حدث عن عبد الله بن جعفر الرقي. روى عنه أبو جعفر الحضرمي مطين في
معجم شيوخه.
438

أحمد بن عبد الله بن زياد، أبو جعفر الحداد:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم، وقبيصة بن
عقبة، وسليمان بن حرب، وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد. وأبو العباس بن
عقدة، وإسماعيل بن محمد الصفار. وكان ثقة فهما.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار
حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد حدثنا قبيصة حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار
عن جابر. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لبني سلمة: " يا بنى سلمة من سيدكم؟ " قالوا: جد بن
قيس على أنا ننحله. قال: " وأي داء أردأ من النحل! بل سيدكم الأبيض عمرو بن
الجموح ".
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: - وروى هذا
الحديث - ما كتبناه إلا عن ابن مخلد. تفرد به أحمد بن الحداد عن قبيصة عن ابن عيينة.
وتابعه إبراهيم بن سلام المكي، وكان ضعيفا عن ابن عيينة.
قلت: وكذلك رواه أبو الربيع السمان عن عمرو بن دينار عن جابر. ورواه إبراهيم
ابن يزيد الجوزي عن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله الحياني حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار
حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد حدثنا يزيد بن عمر عن عبد العزيز بن محمد عن عبد
الله مولى عفرة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يا أبا أيوب لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم ".
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال قرأنا على الحسين بن
هارون عن أبي العباس بن سعيد. قال: أحمد بن عبد الله بن زياد البغدادي كان
حافظا صاحب حديث.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة خمس وستين ومائتين، فيها مات أبو
جعفر أحمد بن عبد الله الحداد. في طريق مكة.
439

2228 - أحمد بن عبد الله بن زياد، أبو جعفر المعروف بالتستري:
حدث عن عبد الرحمن بن عمرو بن صلة البصري، وسهل بن عثمان العسكري.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن علي الديباجي، ومحمد
ابن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا عبد الله بن زياد
التستري حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن صلة حدثنا سلام بن أبي مطيع حدثنا أبو
حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي.
فقال: " ليس فيه إلا الوضوء، يتوضأ ويغسل ذكره منه ".
2229 - أحمد بن عبد الله بن القاسم بن هشام، أبو بكر التميمي الوراق
يعرف برغيف:
كان مذكورا في حفاظ الحديث، موصوفا بالفهم، وحدث عن عبيد الله بن معاذ
العنبري، وصالح بن حاتم بن وردان. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو سعيد بن
الأعرابي.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا محمد بن عمرو بن
هشام النيسابوري حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن القاسم البصري، المعروف
برغيف - كتبت عنه ببغداد - حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا أبي عن يونس
ابن عبيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش. قال قلت لأبي بن كعب أن عبد الله
ابن مسعود يقول: من يقم الشهر يدرك ليلة القدر؟ فقال رحمه الله: إنه ليعلم أنها ليلة
سبع وعشرين.
ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه: أن أحمد بن القاسم الملقب برغيف مات في سنة
تسع وستين ومائتين.
440

2230 - أحمد بن عبد الله بن موسى، أبو موسى الطوسي:
من شيوخ محمد بن مخلد. ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه أنه توفى لعشر بقين
من شوال سنة سبعين ومائتين.
2231 - أحمد بن عبد الله بن يزيد، أبو جعفر المكتب، يعرف بالهشيمي:
حدث بسر من رأى عن أبي معاوية الضرير، وعبد الرزاق بن همام، وإسماعيل
ابن أبان الغنوي، ويعلى بن عبد الرحمن، وعاصم بن علي، روى عنه أبو عبيد محمد
ابن أحمد المؤمل الصيرفي، وأبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق، وأبو ذر
الباغندي ومحمد بن الفتح العسكري، وأبو عبد الله الحكيمي، وغيرهم. وفى بعض
أحاديثه نكرة.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل حدثنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الهشيمي حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. قال: كان عمر إذا نهى
الناس عن شئ دخل على أهله - أو قال جمع أهله. فقال: إني نهيت الناس عن كذا
وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن
هبتم هابوا، وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلا أضعفت له
العقوبة لمكانه منى، فمن شاء منكم فليتقدم، ومن شاء منكم فليتأخر.
أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب حدثنا أبو الفتح محمد بن
الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ حدثنا محمد بن عبد الله الصيرفي، وعلي بن
إبراهيم البلدي، وجماعة. قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب أبو جعفر
السامري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن
عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وهو آخذ بضبع على يوم الحديبية وهو يقول -: " هذا أمير البررة، قاتل الفجرة،
منصور من نصره، مخذول من خذله " مد بها صوته. قال أبو الفتح: تفرد به عبد
الرزاق وحده.
441

قلت: ولم يروه عن عبد الرزاق [غير] أحمد بن عبد الله هذا، وهو أنكر
ما حفظ عليه. والله أعلم.
أخبرنا أبو سعد الماليني فيما أذن أن نرويه عنه أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ.
قال: أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب كان بسر من رأى يضع الحديث. أخبرنا
أحمد بن محمد العتيقي عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن عبد الله بن يزيد
المؤدب - يعرف بالهشيمي - يحدث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير. يترك حديثه.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة إحدى وسبعين ومائتين، فيها مات
أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب.
2232 - أحمد بن عبد الله بن الصباح بن تميم:
حدث عن علي بن أبي مقاتل. روى عنه أبو العباس بن عقدة.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحلواني
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثني أحمد بن عبد الله بن الصباح البغدادي
أخبرنا على - يعنى ابن أبي مقاتل - أخبرنا محمد - يعنى ابن الحسن - حدثنا أبو
حنيفة عن محمد بن قيس أنه سمع ابن عمر سئل عن بيع الخمر وأكل ثمنها. فقال:
قاتل الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فحرموا أكلها واستحلوا بيعها وأكل ثمنها،
وإن الله حرم شرب الخمر حرام بيعها وأكل ثمنها.
2233 - أحمد بن عبد الله بن العباس، أبو العباس الطائي الأقطع:
من أهل الري سكن بغداد وحدث بها عن سهل بن عثمان العسكري، وحفص
المهرقاني، وهارون بن سعيد الأيلي. وأحمد بن سعيد الهمذاني، ويونس بن عبد
الأعلى المصري، روى عنه أحمد بن كامل القاضي، ومحمد بن علي بن عيسى
الخراز المالكي، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن المفرج وعلى البزار حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن
عيسى - المعروف بالمالكي - حدثنا أبو العباس الأقطع - أحمد بن عبد الله الطائي
المرادي، عند دار موسى، نحوا من سنة إحدى وتسعين ومائتين في المحرم - حدثنا
442

يونس بن عبد الأعلى المصري حدثنا محمد بن إدريس الشافعي حدثنا محمد بن
خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم
الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى بن مريم ".
2234 - أحمد بن عبد الله شهاب، أبو العباس العكبري:
سمع أحمد بن عيسى المصري، وجميع بن الربيع الكوفي، وأحمد بن ملاعب.
روى عنه بن أخيه أبو طالب إجازة، وأبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت العكبري
سماعا.
أخبرني محمود بن عمر العكبري أخبرنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله
أخبرنا عمى أبو العباس أحمد بن عبد الله - فيما أجازه لنا - أن أحمد بن عيسى
المصري حدثهم قال حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر عن أنس بن مالك. عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " خيركم من لم يترك آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته، ولم يكن كلا على
الناس ".
2235 - أحمد بن عبد الله بن صدقة:
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال قرأنا على الحسين بن
هارون عن ابن سعيد. قال: أحمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي. سمع أبا بكر بن
أبي شيبة، ومحمد بن بشار، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ونحوهم. توفى يوم الاثنين،
ودفن يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلت من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائتين.
2236 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن زيد بن عبد الحميد بن حسان، أبو
بكر الختلي:
سمع أحمد بن عبدة الضبي، وإسماعيل بن مسعود الجحدري، والحسن بن قزعة
443

وأبا بكر بن أبي شيبه، ومحمد بن يحيى القطيعي، وأبا كريب محمد بن العلاء، وأبا
همام السكوني، روى عنه محمد بن مخلد، وأبو على بن الصواف، ومحمد بن عمر
ابن الجعابي، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا أحمد
ابن عبد الله بن زيد الختلي - بغدادي يعد فيمن يحفظ الحديث - حدثنا القطيعي -
يعنى محمد بن يحيى - حدثنا عاصم بن هلال حدثنا أيوب السختياني عن هشام بن
عروة عن أبيه. قال: استفتت فاطمة بنت أبي حبيش قالت: يا رسول الله، فذكره.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن عبد الله الختلي مات
سنة ثلاثمائة. قال غيره: يوم الثلاثاء ليومين مضيا من جمادى الأولى.
2237 - أحمد بن عبد الله بن شجاع بن بيان، أبو العباس:
حدث عن أحمد بن بديل اليامي، والزبير بن بكار الزبيري، ومحمود بن محمد
الأنصاري، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي، وشعيب بن أيوب الرسعني، ويحيى
ابن السري. روى عنه أبو بكر الشافعي، وبكار بن أحمد المقرئ، وعبد الله بن يحيى
الطلحي الكوفي، وأبو حفص بن الزيات.
أخبرنا البرقاني أبو حفص بن الزيات حدثنا أحمد بن عبد الله بن شجاع
حدثنا شعيب بن أيوب حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن أبيه عن أبي
الضحى عن ابن عباس. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي ولاة، وإن وليي منهم
إبراهيم " ثم قرأ: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) *
[آل عمران 68].
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر الطلحي حدثنا أحمد بن عبد الله بن
شجاع البغدادي - أبو العباس - حدثنا أحمد بن بديل حدثني على بن محمد بن
نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت الدارقطني عن أحمد بن عبد الله بن أبي
شجاع البغدادي. فقال: ليس به بأس. كذا قال ابن أبي شجاع وإنما هو ابن
شجاع.
444

2238 - أحمد بن عبد الله بن ميمون بن بكر الخواص، أبو عبد الله:
صاحب الحارث بن أسد المحاسبي. روى عنه أبو بكر المفيد عن الحارث
المحاسبي، وسرى بن المغلس السقطي، وغيرهما.
أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب
المفيد الجرجرائي حدثنا أحمد بن عبد الله بن ميمون الزاهد حدثنا السري بن المغلس
السقطي حدثنا على بن مسهر وحفص بن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن
سعد عن المغيرة بن شعبة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شعار المسلم على الصراط رب
سلم سلم ".
2239 - أحمد بن عبد الله بن عمران، أبو حمزة المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن خشرم، ووضاح بن عاصم، وأحمد بن سيار،
وعبد العزيز بن منيب المراوزة ومحمد بن المهلب السرخسي، ومحمد بن صالح الأشج
الهمذاني، روى عنه أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز بن محمد الواثق بالله، وعلي بن
عمر السكري، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن غيلان حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي
- إملاء - حدثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله بن عمران المروزي حدثنا على بن
خشرم بن عبد الرحمن حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها.
أخبرنا الحسين بن جعفر بن محمد السدوسي أخبرنا على بن عمر بن محمد
الحربي حدثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله المروزي سنة أربع وثلاثمائة - قدم علينا.
2240 - أحمد بن عبد الله بن منصور، أبو العباس البيع:
حدث عن محمد بن يزيد الأدمى، وأبى هشام الرفاعي، وبركة بن محمد الحلبي،
ومحمد بن قراد أبى نوح. روى عنه الحافظ بن المظفر. وغيره.
445

أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق حدثنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا
أحمد بن عبد الله بن منصور البيع حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان حدثنا
مالك بن أنس عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سعيد
ابن يسار عن أبي هريرة. قال: أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب.
2241 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، المرزباني أبو الطيب
ابن أبي القاسم البغوي:
سمع زياد بن أيوب، ومحمد بن الحسين، وابن أشكاب، وعبد الله بن سعد
الزهري، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. روى عنه أبو الفتح محمد بن
الحسين الأزدي، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، ومحمد بن إبراهيم بن نيظرا
العاقولي، وكان ثقة مات في حياة أبيه.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأدمى الحافظ حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز - أبو الطيب -
حدثنا محمد بن أشكاب حدثنا قراد أبو نوح حدثنا شعبة عن عوف الأعرابي عن
سعيد بن أبي الحسن - أخي الحسن - عن عبد الله بن العباس - وجاءه رجل. فقال:
إني أصور أعمل التصاوير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يعذب
المصورين بما صوروا ". فولى الرجل وقال: إن لي عيالا! قال: فصور ولا تصور شيئا
فيه الروح.
وقال أبو الفتح: يقال هذا حديث ابن أشكاب. حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن
طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا الطيب بن أبي القاسم بن منيع مات في سنة
إحدى عشرة وثلاثمائة.
2242 - أحمد بن عبد الله، أبو بكر التمار:
من أهل الجانب الشرقي. كان ينزل في جوار أبى بكر بن مجاهد المقرئ، وحدث
عن شريح بن يونس. روى عنه أبو الفتح الأزدي.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير أخبرنا أبو الفتح
446

الأزدي حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله التمار - جار ابن مجاهد - حدثنا شريح
ابن يونس حدثني محمد بن سلمة الحراني حدثنا سليمان بن أرقد عن الزهري عن
سعيد عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل،
والسلطان ولى من لا ولى له ".
2243 - أحمد بن عبد الله بن أبي يزيد، أبو عمرو ويعرف بأبي عون
الفرائضي:
حدث عن محمد بن إسحاق الصفار وطبقته. روى عنه عبد الخالق بن الحسن بن
أبي روبه وغيره.
2244 - أحمد بن عبد الله بن سابور بن منصور، أبو العباس الدقاق:
سمع أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا نعيم عبيد بن هشام، وبركة بن محمد الحلبيين،
وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، وسفيان بن وكيع بن الجراح، ونصر بن علي
الجهضمي، وواصل بن عبد الأعلى الكوفي. روى عنه عمر بن محمد سنبك، وأبو
عمر بن حيويه، وأبو بكر الأبهري الفقيه وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح اليامي - بالنهروان وببغداد - أخبرنا أبو الفضل
عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور
الدقاق حدثنا بركة بن محمد الحلبي حدثنا يوسف بن أسباط حدثنا حماد بن سلمة
عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس أن عائشة. قالت: ما رأيت عورة رسول الله
صلى الله عليه وسلم قط.
لا أعلم رواه عن بركة بن محمد هكذا غير ابن سابور، والمحفوظ عن بركة ما
أخبرنيه أبو القاسم الأزهري.
أخبرنا محمد بن علي بن سويد المكتب حدثنا عبد الله بن أبي سفيان - بالموصل
- حدثنا بركة بن محمد الحلبي حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن
جحادة عن قتادة عن أنس أن عائشة. قالت: ما رأيت عورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قط.
447

حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا
الحسن الدارقطني عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق فقال: ثقة.
أخبرني الأزهري قال لنا محمد بن العباس الخزاز: مات أبو العباس أحمد بن
عبد الله بن سابور الدقاق يوم السبت بالعشى، ودفن يوم الأحد ضحوة لعشر بقين
من المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
2245 - أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد، أبو بكر الفارض:
سجستاني الأصل سمع أبا إبراهيم المزني، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، وعمر
ابن شبة النميري. روى عنه دعلج بن أحمد، وأبو القاسم بن النحاس المقرئ، وأبو
حفص بن شاهين. وأبو طاهر المخلص، وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا عبد الله بن الحسين بن سليمان المقرئ أخبرنا أحمد
ابن عبد الله بن سيف حدثنا عمر بن شبة حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي
إسحاق عن الحارث [الأعور] عن علي، أنه توضأ ثلاثا ثلاثا. ثم قال: هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ.
قال لنا البرقاني: قال فيه محمد بن القاسم الأسدي عن سفيان عن أبي إسحاق
عن حية عن علي قال أبو داود السجستاني: وهو خطأ.
قال البرقاني: وقول من قال الحارث خطأ أيضا، وصوابه أبو إسحاق عن أبي حية
ابن قيس. كذلك قال ابن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، والفريابي، وعبد الرزاق.
قلت: والوهم في حديث ابن سيف عن عمر بن شبة والله أعلم. وقد رواه أحمد
ابن الوليد الفحام عن أبي أحمد على الصواب.
أخبرنا على بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة حدثنا على بن إسحاق
المادرائي حدثنا أحمد بن الوليد - أبو أحمد - حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي
حية بن قيس. قال: توضأ على ثلاثا ثم شرب فضل وضوئه، ثم قال: هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.
448

أخبرنا عبيد الله أحمد بن علي الصيرفي قال قال لنا أحمد بن محمد بن عمران
مات أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد السجستاني سنة خمس عشرة
وثلاثمائة. وهذا القول وهم.
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
قال: توفى أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني - خليفة أبى عمر القاضي - يوم
الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ست عشرة وثلاثمائة. وكذا
ذكر ابن قانع وغيره. وهو الصواب.
2246 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران، أبو
جعفر البزار، المعروف بابن النيري:
ولد في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، كان يسكن باب الشام. وحدث عن أبي
سعيد الأشج، وعلي بن سعيد الشامي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وزهير بن
محمد بن قمير، وعلي بن شعيب البزاز، والقاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك.
روى عنه محمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين. وأبو الفتح [يوسف] القواس،
وأحمد بن محمد بن الجراح الحرار، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي. وحدثني
الحسن بن أبي طالب أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - أخبرنا
محمد بن المظفر الحافظ أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس -
المعروف بابن النيري - من أصل كتابه - حدثنا القاسم بن سعيد بن المسيب بن
شريك حدثنا عمرو بن عبد الغفار حدثنا محمد بن أبي ليلى عن الحكم بن سعيد بن
جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أحب إلى الله تعالى العمل
الصالح فيها من أيام العشر " قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال: " ولا
الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع بشئ ".
وقال: حدثنا القاسم حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. هذا غريب جدا من حديث الثوري عن أبيه
449

عن عكرمة. ومن حديث يزيد بن هارون عن الثوري. تفرد بروايته ابن النيري عن
القاسم بن سعيد ولم نكتبه إلا من هذا الوجه.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح
الحرار حدثنا أحمد بن عبد الله بن النيري - أبو جعفر البزاز ثقة - حدثني عبيد الله
ابن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد: أن
أبا جعفر بن النيري مات في رجب من سنة عشرين وثلاثمائة. قال غيرهما: للنصف
من شعبان.
2247 - أحمد بن عبد الله بن هانئ، أبو عبد الله الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن المسيب الضبي. روى عنه أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي، ومحمد بن المظفر.
أخبرنا على بن محمد بن الحسن المالكي حدثنا محمد بن المظفر حدثنا أبو عبد
الله أحمد بن عبد الله بن هانئ الأصبهاني. وأخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن
جعفر بن أحمد بن فارس. قالا: حدثنا أحمد بن موسى الضبي حدثنا أبو الجواب
حدثنا عمار بن رزيق عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن البصري. قال: غزوت مع
عبد الرحمن بن سمرة سجستان. فمكثنا سنتين لا نركع إلا ركعتين، وفى حديث ابن
هانئ لا نصلي إلا ركعتين ولا نجمع، قال وقال عبد الرحمن بن سمرة. قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة، فإنك إن تعطها من غير مسألة تعن عليها
وإنك إن تعطها عن مسألة توكل إليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها
فكفر عن يمينك وائت الذي هو خير ".
2248 - أحمد بن عبد الله بن جعفر، أبو العباس الصيرفي:
حدث عن ابن الأشعث أحمد بن المقدام العجلي. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري حدثنا محمد بن المظفر أخبرنا أبو العباس أحمد بن
450

عبد الله بن جعفر الصيرفي حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا حماد بن زيد عن أبي
عمران الجوني. قال سمعت جندب بن عبد الله - ولا أعلمه إلا أنه رفعه -. قال:
" اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا ".
وهكذا روى هذا الحديث أبو الربيع الزهري وعباس بن الوليد النرسي، وإسحاق
ابن إسرائيل عن حماد بن زيد. ورواه أحمد بن إبراهيم الموصلي عن حماد مرفوعا،
مجودا من غير شك، ووقفه شعبة عن أبي عمران على جندب، ورواه الحارث بن عبيد
وهارون الأعور وسلام بن أبي مطيع وحماد بن نجيح وحجاج بن فرافصة، خمستهم،
عن أبي عمران الجوني عن جندب مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2249 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أمية، أبو الحسن
الساوي:
حدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن عيسى بن موسى - غنجار - حديثا رواه عنه عبد الله
ابن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
2250 - أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو جعفر الكاتب:
ولد ببغداد وروى عن أبيه كتبه المصنفة. حدث عنه أبو الفتح الراعي النحوي،
وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وغيرهما. وولى ابن قتيبة قضاء مصر، وخرج
إليها في آخر أيامه فأدركه بها أجله.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال ذكر لي أبو يعقوب يوسف بن يعقوب
ابن خرزاذ ان أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة حدث بكتب أبيه كلها
بمصر حفظا، ولم يكن معه كتاب! وأحسبه ذكر لي ذلك عن أبي الحسين المهلبي، وكان
المهلبي روى عن أبي قتيبة.
451

حدثنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا ابن مسرور حدثنا
سعيد بن يونس. قال: قدم أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة مصر على القضاء
سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وتوفى بمصر وهو على القضاء في شهر ربيع الأول
سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
2251 - أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة،
أبو العباس الذهلي:
كان من شيوخ القضاة ومتقدميهم، ولى قضاء البصرة وواسط وغيرهما من
البلدان، وحدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن عبد الله المخرمي،
ومحمود بن خداش، ومحمد بن حماد الطهراني، وعمران بن بكار، ومحمد بن
خالد بن جلى الحمصيين، ونحوهم روى عنه أبو الحسن الدارقطني، والمعافى بن
زكريا الجريري، وأبو طاهر المخلص، وكان ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال وجدت في كتاب أبى الفتح القواس: مات
ابن بجير القاضي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وكذلك حدثني عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه وقال: مات يوم
الثلاثاء سلخ ربيع الآخر.
2252 - أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو بكر النحاس، المعروف بوكيل أبى
صخرة:
رقي الأصل. ولد في صفر من سنة سبع وثلاثين ومائتين، وسمع أحمد بن سنان
القطان، وعمرو بن علي، وأحمد بن بديل، وعباد بن الوليد العنبري، وعمر بن شبة،
وزيد بن أخرم، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد. روى عن الدارقطني وابن
شاهين، وعمر الكتاني، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار، والحسن بن
القاسم الدباس.
وحدثني الحسن بن أبي طالب أن أبا الفتح القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار. قال ابن قانع: إن وكيل أبى صخرة من الجانب
الشرقي مات في جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
452

2253 - أحمد بن عبد الله بن خالد بن ماهان، أبو حامد الحربي الوراق،
يعرف بابن أسد:
حدث عن أبي قلابة الرقاشي، وأبى الوليد بن برد الأنطاكي، وجعفر بن
[.......] ابن كزال. روى عن جعفر بن محمد الخالدي: وأبو الفضل الزهري
وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة.
2254 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن صالح بن نوبخت، أبو عبد الله
الكاتب:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن الحسن بن عرفة وقال: كان ينزل درب
النخلة في الجانب الغربي.
2255 - أحمد بن عبد الله بن علي، أبو العباس الفرائضي الرازي:
سكن بغداد وحدث بها عن سليمان بن المعافى بن سليمان، ووردان الحلبي،
والحسن بن منصور المصيصي وغيرهم من الغرباء. روى عنه أبو الحسن الدارقطني،
وأبو حفص بن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأحمد بن
الفرج بن الحجاج.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال سمعت أحمد بن عثمان الواعظ يقول سمعت
أحمد بن عبد الله بن علي الرازي يقول سمعت الحسين بن أحمد بن الفضل الباهلي قال سمعت
أحمد بن الحسن الترمذي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام. فقلت: يا رسول الله
أما ترى ما في الناس من الاختلاف؟ قال. فقال لي: في أي شئ؟ قال قلت: أبو
حنيفة ومالك، والشافعي، فقال: أما أبو حنيفة فما أدرى من هو؟ وأما مالك فقد
كتب العلم، وأما الشافعي فمني وإلي.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أحمد بن عبد الله بن علي
الفرائضي رازي ثقة.
453

2256 - أحمد بن عبد الله بن جعفر، أبو بكر المؤدب يعرف بابن الحداد:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان مؤدبه، وأنه حدثه عن جعفر بن محمد بن
عامر وقال: توفى بنحو الأهواز في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
2257 - أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن
البحتري، أبو عبد الله الحلواني عم ابن الثلاج:
ذكر أنه نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد الباغندي، والحسين بن
محمد بن عفير، والحسن بن محمد بن شعبة، وعبد الله بن محمد البغوي. قال:
ومولده سنة إحدى وثمانين ومائتين. وتوفى بحلوان في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
روى عنه ابن الثلاج.
2258 - أحمد بن عبد الله بن إسحاق، أبو الحسن الخرافي:
تقلد القضاء بواسط، والبصرة. ومصر، والمغرب، ثم ولى قضاء بغداد في أيام
المتقى لله.
وأخبرني على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: وقلد المتقى
بغداد بأسرها، الجانب الشرقي، ومدينة المنصور، والكرخ، أبا الحسن أحمد بن عبد
الله بن إسحاق الخرقي مضافا إلى ما كان قلده قبل الحضرة من القضاء بمصر،
والمغرب والرملة، والبصرة، وواسط، وكور دجلة، وقطعة من السواد، وخلع عليه في
سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان هذا رجلا من وجوه التجار البزازين بباب الطاق هو وأبوه
وعمومته، وكانوا يشهدون عند القضاة بتمكنهم من خدمة ريدان قهرمانة المقتدر
ومعاملتهم لها، واتصلت معاملة أحمد بن عبد الله بعد المقتدر بحاشيته وولده، وكان
المتقى يرعى له خدمته في حياة أبيه، وبعد ذلك، فلما أفضت الخلافة إليه
أحب أن
ينوه باسمه ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله، فقلده القضاء، ولم تكن له خدمة
للعلم. ولا مجالسة لأهله، فعجب الناس لذلك وقدروا أنه سيستعمل الكفاة على هذه
الأمور العظام، فلم يفعل ذلك. ونظر في الأمور بنفسه، فظهرت منه رحلة وكفاية،
وجرت أحكامه وقضاياه على طريق صالحة، وبان من عفته وتنزه نفسه
454

وارتفاعها عن الدنس ما تمكنت حاله من نفوس الناس، ورضى مكانه أهل الجلالة
والخطر، ولم يتعلق عليه بشئ، وارتفعت عنه الكلفة، ولم يلحقه عتب في أيامه.
قال علي بن المحسن: وذكر طلحة أنه خرج إلى الشام بعد سنة ثلاث وثلاثين
وثلاثمائة فمات هناك.
2259 - أحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي، أبو بكر الضرير:
حدث عن محمد بن عبد الملك الدقيقي. روى عنه محمد بن عبيد الله النجار.
حدثنا محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الربيع - من أصل كتابة -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن قزعة النجاري المقرئ حدثنا أبو بكر
أحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الضرير حدثنا الدقيقي محمد بن عبد الملك
حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل ذات يوم وعليه قباء أسود وعمامة سوداء وخف أسود ومنطقة
وسيف مجلي فقلت: يا جبريل ما هذا الزي الذي لم أرك في مثله؟ فقال: يا محمد هذا زي
بنى عمك من بعدك، وعليهم تقوم الساعة "
هذا حديث باطل، ورجال إسناده كلهم ثقات غير الضرير والحمل عليه فيه.
2260 - أحمد بن عبد الله بن حمدويه، أبو عبد الله النهرواني:
حدث عن عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء، والحسن بن علي بن المتوكل. روى
عنه المعافى بن زكريا.
2261 - أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص، أبو علي:
سكن حلب، وحدث بدمشق عن أبي شعيب الحراني، وجعفر الفريابي، والحسن
بن علي بن الوليد الفارسي. روى عنه تمام بن محمد الرازي.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي - بدمشق
- أخبرنا أبو على أحمد بن عبد الله بن عمر البغدادي حدثنا أبو شعيب الحراني
455

2262 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هارون، أبو العباس العطار:
حدث عن الحسن بن الحباب الدقاق، والقاسم بن نصر الدلال. روى عنه أبو نصر
محمد بن أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن
إبراهيم الجرجاني حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هارون العطار - بمدينة
السلام - حدثنا الحسن بن الحباب المقرئ. والقاسم بن نصر الدلال. قال: حدثنا بشر
ابن بشار.
2263 - أحمد بن عبد الله بن سليمان بن عيسى بن الهيثم، وقيل: ابن
عيسى بن السندي بن سيرين، وأبو الفضل الوراق، المعروف بابن الفافي:
سمع أبا مسلم الكجي ومحمد بن جعفر القتات، وعلي بن إسحاق بن زاطيا،
والقاسم بن زكريا المطرز. روى عنه أبو الحسين بن سمعون، وأبو حفص بن
الآجري. وغيرهما من المتقدمين وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن حمد بن رزق حدثنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله الوراق -
المعروف بابن الفافي - في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة حدثنا قاسم المطرز حدثنا
محمد بن عثمان بن كرامة وسفيان بن وكيع. قالا: حدثنا عبيد الله عن سفيان وشعبة
عن سلمة عن حية عن علي. قال: أنا أول من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم.
2264 - أحمد بن عبد الله بن سهل بن حشنام، أبو حاتم البستي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن إسحاق بن إبراهيم البستي. حدثنا عنه ابن
رزقويه أيضا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو حاتم أحمد بن عبد الله بن سهل بن
خشنام البستي - قدم علينا الحاج - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل - أبو
محمد البستي - حدثنا هشام بن عمار حدثنا إبراهيم بن أبي شيبان - وكان يخضب
- بالبصرة. قال سمعت أبا يقول: دخلت على معاوية وعنده شرابان. فقال: اشرب
من أيهما شئت. إنما هذا المخيض. وإنما هذا العسل.
456

2265 - أحمد بن عبد الله بن الرومي، أبو العباس:
حدث عن علي بن إسحاق بن زاطيا، وشعيب بن محمد الذارع. روى عنه
محمد بن أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن
الرومي ببغداد في مسجد الرصافة حدثنا شعيب بن محمد الذارع.
2266 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمزة، أبو بكر العطشي البغدادي:
حدث عن الحسين بن محمد بن المطبقي، وأبى سعيد أحمد بن محمد بن زياد
الأعرابي وغيرهما. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الجواليقي
الكوفي، وذكر أنه سمع منه بالكوفة في صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عند مرجعه
من الحج.
2267 - أحمد بن عبد الله بن نصر، أبو بكر الذارع النهرواني:
وقيل: هو أحمد بن نصر بن عبد الله. ونحن نذكره بعد في حرف النون إن شاء
الله.
2268 - أحمد بن عبد الله بن خلف، أبو بكر الدوري الوراق:
حدث عن أحمد بن القاسم أخي أبي الليث الفرائضي، وأبى القاسم البغوي، وأبى
سعيد العدوى، وإبراهيم بن عبد الله الزينبي العسكري، وأحمد بن سليمان الطوسي،
ومحمد بن عبد الله المستعيني، وأبى بكر بن مجاهد المقري. وأحمد بن عبد العزيز
الجوهري البصري. حدثنا عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، والقاضيان أبو العلاء
الواسطيي، وأبو القاسم التنوخي. وكان رافضيا مشهورا بذلك.
حدثني التنوخي قال قال لي أحمد بن عبد الله الدوري الوراق - وقد سألته عن
مولده - أخبرني خالي أنى ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وأول كتابتي الحديث
في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
457

قال لي التنوخي: ومات في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
2269 - أحمد بن عبد الله بن أحمد، أبو العباس القزاز المروزي:
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب حدثنا أبو العباس أحمد بن
عبد الله بن المروزي - القزاز قدم علينا بغداد للحج - قال وجدت في كتاب أبي
بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر المروزي حدثنا أحمد بن
إسماعيل السكري حدثنا إبراهيم بن شماس حدثنا معاذ بن خالد حدثنا إبراهيم بن
طهمان عن علي بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء عن عطاء عن ابن عباس: أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فسجد سجدتي السهو. أبو بشر المروزي متروك الحديث.
2270 - أحمد بن عبد الله بن إبراهيم، المعروف بحمدويه:
أصبهاني الأصل. حدث عن القاسم البغوي. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي.
أخبرنا عبد العزيز بن علي حدثنا أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني في
شارع العتابيين حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا عبيد الله بن محمد
العيشي أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض ".
2271 - أحمد بن عبد الله بن سهل، أبو الحسن الدقيقي، يعرف بابن المعلم:
حدث عن أبي القاسم البغوي. حدثنا عنه أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب
الروياني.
أخبرنا الروياني أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن سهل الدقيقي - ويعرف
بابن المعلم، وكان ينزل بالقرب من قبر معروف الكرخي - حدثنا عبد الله بن محمد
ابن عبد العزيز حدثنا عبيد الله بن عمر أبو سعيد الجشمي حدثنا عبد العزيز بن محمد
حدثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن بشر بن سعيد
458

عن أبي قيس - مولى عمرو بن العاص - عن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
" إذا حكم الحاكم فأجتهد فأخطأ فله أجر، وإذا أصاب فله أجران "
قال فحدثت به أبا بكر بن عمرو بن حزم فقال: هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي
هريرة.
2272 - أحمد بن عبد الله بن الحسين، أبو عبد الله الجواليقي الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن محمد بن عبادة الواسطي وغيره. حدثنا
عنه أحمد بن محمد العتيقي.
أخبرنا العتيقي قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين الجواليقي
الواسطي - في جامع المدينة - يقول سمعت أبا شعيب صالح بن العباس الصوفي
يقول سمعت ذا النون المصري يقول: من دلائل أهل المحبة لله، أن لا يأنسوا بسوى
الله ولا يستوحشوا مع الله، لأن حب الله إذا سكن القلب أنس بالله، لأن الله أجل
في صدورهم من أن يحبوه لغيره.
2273 - أحمد بن عبد الله بن رزيق بن حميد، أبو الحسين الدلال في
البر:
سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي، وعمر بن محمد الدوري، ومحمد بن مخلد
العطار. وأبا على محمد بن سعيد الحراني، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي، وبكر
ابن أحمد التنيسي وجعفر بن محمد الهروي، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي،
وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين المصري. وانتقل عن بغداد إلى مصر
فنزلها وحدث بها. حدثنا عنه ابن بنته محمد بن مكي الأزدي، ويوسف بن رباح
البصري، وذكرا لنا أنهما سمعا منه بمصر. وحدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي،
وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الحذاء المالكي، وذكرا لنا أنهما سمعا منه بمكة.
459

وسمعت محمد بن علي الصوري يقول: توفى أحمد بن عبد الله بن رزيق الدلال
البغدادي بمصر في سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. قال وكان ثقة مأمونا.
قال غيره: توفى يوم الثلاثاء لثمان بقين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين
وثلاثمائة.
2274 - أحمد بن عبد الله، أبو العباس المعلم:
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبا بكر الأنباري. حدثني عنه ابنه محمد،
وأبو القاسم الأزهري.
وقال لي الأزهري: كان ينزل نواحي قبر معروف، ثم انتقل إلى ابنه بدرب عبيد
من نهر طابق فتوفى عنده. وكان يذكر لنا أنه سمع من أبى بكر بن مجاهد المقرئ.
2275 - أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور، أبو الحسين المعدل،
المعروف بابن السوسنجردي:
سمع محمد بن عمرو الرزاز، وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد،
وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، ومحمد بن جعفر الأدمى القارئ وإسماعيل بن علي
الخطبي، وأبا بكر الشافعي، ونحوهم.
وكتب الناس عنه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس. وحدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي. وكان ثقة مأمونا دينا مستورا، حسن الاعتقاد، شديدا في السنة،
وسمعت من يذكر عنه أنه اجتاز يوما في سوق الكرخ، فسمع سب بعض الصحابة،
فجعل على نفسه أن لا يمشى قط في الكرخ، وكان يسكن باب الشام فلم يعبر قنطرة
الفرات حتى مات.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الوراق: أن ابن
السوسنجردي مات في رجب من سنة اثنتين وأربعمائة. ذكر غيرهما أن وفاته كانت
يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب، ودفن في مقبرة باب حرب، وكان مولده في
جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حدثني على بن الحسين العكبري قال: سمعت عبد القادر بن محمد بن يوسف
460

يقول: رأيت أبن الحسن بن الحماني المقرئ في المنام. فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أنا
في الجنة. قلت: وأبى؟ قال: وأبوك معنا: قلت: وجدنا يعنى أبا الحسين
السوسنجردي؟ فقال: في الحظيرة. قلت: حظيرة القدس؟ قال نعم. أو كما قال.
2276 - أحمد بن عبد الله بن الحسين، أبو بكر البزار:
سمع أبا عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل، وأبا كامل النقاش، وطبقتهم. كتب
عنه غير واحد من أصحابنا وكان ثقة. وذكر لي عبد العزيز بن علي أنه مات في
شوال من سنة ثلاث وأربعمائة.
2277 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن كثير، أبو عبد الله البيع:
سمع على بن محمد بن الزبير الكوفي، وأبا بكر النجاد ونحوهما. كتبت عنه
وكان صدوقا دينا. سكن بستان أم جعفر.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن كثير في جامع المدينة قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن
سلمان بن الحسن الفقيه حدثنا هلال بن العلاء بن هلال الباهلي بالرقة قال أخبرنا
عمرو بن خالد حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر. عن
النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا أعتق عبدا له عن دبر منه، فاحتاج مولاه فأمره ببيعه فباعه
بثمانمائة درهم فقال: " أنفقها على عيالك فإنما الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن
تعول ".
مات أبو عبد الله بن كثير ودفن في مقبرة معروف الكرخي يوم الثلاثاء الحادي
والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وأربعمائة، وحضرت الصلاة عليه.
2278 - أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
ابن سعيد بن أبان، أبو عبد الله الضبي، المعروف بابن المحاملي:
سمع أحمد بن سلمان النجاد وأبا سهل بن زياد القطان، وحامد بن محمد
الهروي، وأبا بكر الشافعي، وأبا بكر بن مالك الإسكافي، وأبا على بن الصواف،
وعمر بن جعفر بن سلم، ودعلج بن أحمد، وغيرهم.
461

كتبنا عنه وكان سماعه صحيحا في كتب أبى الحسين محمد بن أحمد بن القاسم
المحاملي. وأما هو فلم يكن له كتاب.
يذكر أن مولده في شهر رمضان من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وآخر ما
حدث في أول سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ولم يرو بعد ذلك شيئا لأنه صار أصم
لا يسمع ما يقرأ عليه، ومات في ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر
سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب.
2279 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن الأنماطي
المعروف باللاعب:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وعلي بن محمد بن سعيد الدراز، والحاكم
أحمد بن الحسين الهمذاني، ومحمد بن المظفر، ونحوهم.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا وذكر لي أنه كان يترفض. وسألته عن مولده
فقال: في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الأحد السابع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن في
مقابر قريش.
2280 - أحمد بن عبد الله بن سهل، أبو طالب المعروف بابن البقال الفقيه
الحنبلي:
سمع أبا العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، وأبا بكر بن شاذان، وعيسى بن علي
بن عيسى الوزير. وأبا طاهر المخلص، كتبت عنه وكان قد خلط في بعض
رواياته، وكان يسكن بباب البصرة، وله حلقة لفتوى في جامع المدينة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سهل أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير أخبرنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا داود بن عمر وحدثنا محمد بن مسلم
عن عمرو - يعنى ابن دينار - أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج إلى عبد الله بن أبي وقد وضع في قبره، فأمر به فأخرج فألبسه قميصا له،
ونفث في وجهه من ريقه، ووضع رأسه إلى ركبته. قال جابر: فالله أعلم.
462

مات ابن البقال في يوم الأربعاء الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربعين
وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
2281 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت، أبو نصر البخاري الفقيه
المعروف بالثابتي:
قدم بغداد وهو حدث فسمع من أبى القاسم بن حبابة، وأبى طاهر المخلص،
ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، وأبى القاسم بن الصيدلاني، وغيرهم.
ودرس الفقه الشافعي على أبى حامد الأسفراييني ولم يزل قاطنا ببغداد إلى آخر
عمره يدرس الفقه، ويفتى، وله حلقة في جامع المنصور. وحدث شيئا يسيرا عن زاهر
ابن أحمد السرخسي، والقوم الذين ذكرتهم. كتبت عنه وكان لينا في الرواية.
أخبرنا الثابتي أخبرنا محمد بن عبد الله بن أخي ميمي حدثنا عبد الله بن محمد
البغوي حدثنا محمد بن زياد بن فروة حدثنا أبو شهاب الحناط عن سليمان التيمي
عن قتادة عن أنس. قال: كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت، بالصلاة
وما ملكت أيمانكم، حتى جعل رسول [الله صلى الله عليه وسلم] يغرغر بها في صدره وما يقبض
بها لسانه. مات الثابتي في يوم الاثنين السابع من رجب سنة سبع وأربعين وأربعمائة،
ودفن في مقبرة باب حرب.
2282 - أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء التنوخي الشاعر:
من أهل معرة النعمان. كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير
الأدب، عالما باللغة، حافظا لها.
وذكر لي القاضي أبو القاسم التنوخي أنه ورد بغداد في سنة تسع وتسعين
وثلاثمائة، وأنه قرأ عليه ديوان شعره ببغداد.
وقال لي التنوخي: هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن
463

أحمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أيوب
ابن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن
جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
أنشدنا القاضي أبو القاسم على بن المحسن قال أنشدنا أبو العلاء المعرى لنفسه
يرثي بعض أقاربه:
غير مجد في ملتي واعتقادي * نوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي إذا قيس * بصوت البشير في كل ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنت * على فرع غصنها المياد
صاح هذى قبورنا تملأ الأرض * فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض * إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن قدم العهد * هوان الآباء والأجداد
سر إن اسطعت في الهواء رويدا * لا اختيالا على رفات العباد
رب لحد قد صار لحدا مرارا * ضاحك من تزاحم الأضداد
ودفين على بقايا دفين * في طويل الأزمان والآباد
فاسأل الفرقدين عمن أحسا * من قبيل وآنسا من بلاد
كم أقاما على زوال نهار * وأنار لمدلج في سواد
تعب كلها الحياة فما أعجب * إلا من راغب في ازدياد
إن حزنا في ساعة الموت أضعاف * السرور في ساعة الميلاد
خلق الناس للبقاء فضلت * أمة يحسبونهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعمال * إلى دار شقوة أو رشاد
والقصيدة طويلة.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي قال ذكر لي أبو العلاء المعرى: أنه
ولد في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وكان أبو العلاء ضريرا عمى في صباه، وعاد من بغداد إلى بلده معرة النعمان أقام بها
إلى حين وفاته، وكان يتزهد ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب، وصنف كتبا في
اللغة، وعارض سورا من القرآن، وحكى عنه حكايات مختلفة في اعتقاده، حتى رماه
بعض الناس بالإحاد.
464

وبلغنا أنه مات يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين
وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد الرحمن
2283 - أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بشر بن أبي
أرطاة، أبو الوليد القرشي الدمشقي:
سكن بغداد وحدث بها عن الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية. روى عنه على
ابن عبد العزيز البغوي، وابن أخيه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، وعبد الله بن
محمد بن ناجية، وعمرو بن محمد بن نصر الكاغدي، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن علي اليزدي - إجازة - أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن
أحمد بن إسحاق الحافظ. قال: أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن بن بكار القرشي
سكن بغداد.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا أبو الوليد القرشي حدثنا الوليد بن مسلم
حدثني أبو عمرو الأوزاعي والليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عدي بن
الخيار عن المقداد بن عمرو الكندي. قال قلت: يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من
المشركين وقاتلني فقطع يدي بالسيف، فلما هويت لأضربه لاذ منى بشجرة فقال:
أسلمت لله. أو قال: أشهد أن لا إله إلا الله أأقتله؟ قال: " لا " قلت يا رسول الله إنه
قطع يدي قال: " إنك قتلته كان بمنزلتك قبل أن تقتله، وكنت بمنزلته قبل أن يقول
الذي قال ".
هكذا رواه الوليد عن الأوزاعي عن ابن شهاب، ورواه أبو إسحاق الفزاري عن
الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن ابن شهاب، وقول الفزاري أشبه بالصواب.
قرأت في كتاب على بن أحمد بن أبي الفوارس أخبرنا أبى محمد بن
محمد الباغندي قال سمعت أبا عبد الله - يعنى إسماعيل بن عبد الله السكري -
465

يقول: لم يسمع أبو الوليد القرشي من الوليد بن مسلم شيئا قط، أو لم أره عند الوليد
قط، وقد أقمت تسع سنين والوليد حي ما رأيته قط، وكنت أعرفه شبه قاص،
وإنما كان محللا يحلل النساء للرجال، ويعطى الشئ فيطلق، وكان سئ الحال
بدمشق، ولو شهد عندي وأنا قاض على تمرتين - يعنى لم أجز شهادته - فاتقوا
الله وإياكم والسماع عن الكذابين، وبكار لم أجز شهادته قط وهو الذي بعث
إليه الكتب، وهما جميعا كذابان.
قلت: وأبو الوليد ليس حاله عندنا ما ذكر الباغندي عن هذا الشيخ، بل كان من
أهل الصدق، وقد حدث عنه من الأئمة أبو عبد الرحمن النسائي وحسبك به، وذكره
أيضا في جملة شيوخه الذين بين أحوالهم فقال: ما أخبرناه أبو بكر البرقاني أخبرنا
على بن عمر الحافظ حدثنا أبو الحسن بن رشيق حدثنا عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن عن أبيه.
ثم حدثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله. قال ناولني عبد الكريم - وكتب
لي بخطه. قال سمعت أبا يقول: أحمد بن عبد الرحمن بن بكار دمشقي صالح.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمد بن مظفر قال قال عبد الله بن
محمد البغوي: سنة ست وأربعين ومائتين فيها مات أبو الوليد القرشي. وهذا القول
وهم.
والصواب: ما أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا الوليد
القرشي مات بسر من رأى في سنة ثمان وأربعين ومائتين. أخبرني أبو الفتح
الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال وجدت في كتاب جدي سمعت أحمد
ابن محمد بن بكر يقول: سنة ثمان وأربعين ومائتين مات أبو الوليد القرشي
فيها. قلت: وذكر غيرهما أن وفاته كانت يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر
رمضان.
466

2284 - أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن سيار، أبو بكر مولى بنى أمية،
ويعرف بالكزبراني:
من أهل جران. قدم بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، والمغيرة
ابن سقلاب، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وعمرو بن عاصم روى عنه محمد
ابن الليث الجوهري، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وعبد الله بن عمر بن ناجية،
وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم. وما علمت من حاله
إلا خيرا.
أخبرني القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا أبو الطيب عبد الغفار
ابن عبد الله المقرئ حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن غيلان الحراز السوسي حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الحراني - سنة أربع وأربعين ومائتين - في دار
كعب حدثنا الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد ومعه ابن صالح عن سلمة بن وهرام عن
عكرمة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على خائن قطع ".
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسين بن أحمد الشماخي
قال حدثنا محمود بن محمد بن الفضل الرافقي. قال: أحمد بن عبد الرحمن بن
الفضل الكزيراني مولى بنى أمية مات سنة أربع وستين ومائتين.
2285 - أحمد بن عبد الرحمن، أبو بكر الأعور المروزي:
سكن بغداد وروى عن بشر بن الحارث حكايات. حدث عنه أبو عبد الله بن
مخلد.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي أخبرنا محمد
ابن مخلد العطار حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المروزي. قال سمعت بشرا
يقول: إن الجوع يصفي الفؤاد، ويميت الهوى، ويرث العلم الدقيق.
قال: وسمعت بشرا يقول: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة، لوعد غائب لم يره.
467

2286 - أحمد بن عبد الرحمن، أبو العباس السقطي:
روى عنه أبو بكر المفيد. وروى عن يزيد بن هارون.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري حدثنا أبو بكر محمد بن
أحمد المفيد - بجرجرايا - حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن السقطي، ببغداد
في محلة الواسطيين - سنة خمس وتسعين ومائتين - حدثنا يزيد بن هارون حدثنا
يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي.
قال سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال
بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله
ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر
إليه ".
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق - لفظا - قال سئل أبو بكر المفيد - وأنا
حاضر -: عن سماعه من أبى العباس أحمد بن عبد الرحمن السقطي - صاحب
يزيد بن هارون - فذكر أنه سمع منه سنة خمس وتسعين ومائتين. قال: وكان سنى
في ذلك الوقت إحدى عشرة سنة ومولدي سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان سن
أحمد بن عبد الرحمن السقطي وقت سماعي منه مائة سنة وخمس سنين.
قد ذكرناه فيما تقدم من أخبار المفيد أن أحمد بن عبد الرحمن ممن تفرد هو
بالرواية عنه، وليس بمعروف عند أهل النقل والله أعلم.
2287 - أحمد بن عبد الرحمن بن بشار، أبو محمد النسوي:
قدم بغداد وحدث بها عن قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه. روى عنه
إسماعيل بن علي الخطبي وعبد الباقي بن قانع أحاديث مستقيمة تدل على صدقه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا أبو
محمد أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا رشدين
ابن سعد وعروة ويونس وعقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
468

" لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا. ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب،
ويتوب الله على من تاب ".
2288 - أحمد بن عبد الرحمن السلمي:
أخبرنا أبو حازم عن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور أخبرنا محمد بن أحمد
الغطريف العبدي - بجرجان - حدثنا ابن مخلد العطار حدثنا أحمد بن عبد الرحمن
السلمي - في دار خلف - حدثنا أحمد بن حكيم قال حدثنا الهيثم بن مجالد عن
الشعبي. قال المغيرة بن شعبة: ما خدعني أحد في الدنيا إلا غلام من بنى الحارث،
خطبت امرأة منهم فأصغى إلى الغلام وقال: أيها الأمير لا خير لك فيها، إني رأيت
رجلا يقبلها، فبلغني أن الغلام تزوجها. فقلت: أليس زعمت أنك رأيت رجلا يقبلها.
قال: ما كذبت أيها الأمير، رأيت أباها يقبلها! فكلما ذكرت قوله علمت أنه
خدعني.
2289 - أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية، أبو عبد الله بن أبي
عوف البزوري:
سمع سويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمود
ابن غيلان، ومحمد بن سليمان لوينا، ومحمد بن حميد الرازي، وإسماعيل بن عبيد
ابن أبي كريمة الحراني، ومخلد بن الحسن بن أبي زميل، وأحمد بن عبد الصمد
الأنصاري، ومحمد بن عتاب الأعين، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي،
وهارون بن موسى الفروي، وخلقا كثيرا أمثال هؤلاء. روى عنه محمد بن مخلد،
وأبو بكر الشافعي، وأبو على بن الصواف، وحبيب القزاز، ومحمد بن علي بن
حبيش، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، وغيرهم.
469

وكان ثقة نبيلا، رفيعا جليلا، له منزلة من السلطان، ومودة في أنفس العوام، وحال
من الدنيا واسعة، وطريق في الخير محمودة، وإليه ينسب شارع بن أبي عوف
المسلوك فيه إلى نهر القلايين وما قاربه من المواضع. أخبرنا أحمد بن عبد الله بن
الحسين المحاملي وعبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب. قالا: أخبرنا محمد بن
أحمد بن الحسن الصواف حدثنا أحمد بن أبي عوف. قال سألت أبن عبد الله أحمد
ابن محمد بن حنبل عن بيع النرجس ممن يشرب المسكر فقال: لا يعجبني
بلغني أن ابن أبي عوف لم يكن عنده عن أحمد غير هذه المسألة.
قرأت في كتاب على بن أحمد بن أبي الفوارس بخطه أخبرنا أبو عمرو محمد بن
أحمد بن يعقوب القرنجلي الأنباري أخبرنا أبى قال سمعت إبراهيم بن إسحاق الحزبي
- وذكر أبا عبد الله بن أبي عوف فقال: ابن أبي عوف أحد عجائب الدنيا.
وذكره مرة أخرى فقال: ابن أبي عوف عفيف اللسان، عفيف الفرج، عفيف
الكف.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. قال: أحمد
ابن عبد الرحمن بن أبي عوف جليل نبيل. حدثني على بن محمد بن نصر قال
سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي عبد الله بن أبي
عوف البزوري فقال: ثقة هو وأبوه وعمه، إنما يحكى عنه حكاية.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري حدثنا محمد بن جعفر النجار النحوي أخبرنا أبو
الحسن الواقصي. قال: كان ببغداد رجل يعرف بسوقة وكان مشهورا بالكلام وكان
ابن أبي عوف يطلبه بسبب المذهب، وكان العدول يطيعون بن أبي عوف لتمكنه من
السلطان، فقال للعدول: اشهدوا على شهادتي عند السلطان على أن موته بالحد
حلال الدم، فشهد وشهدوا على شهادته، فأحضر وأحضر ابن أبي عوف للمناظرة،
فلما حضر سوقة قال له الخليفة: ما تقول؟ فنظر فإذا هو إن كذب العدول أوجب
على نفسه عقوبة، وإن سكت حقق على نفسه، فقال: أطال الله بقاء أمير المؤمنين، أنا
تائب من كل مذهب خالف التوحيد والإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
عبده ورسوله. فأمرهم الخليفة فانصرفوا. قلت: وكان لابن أبي عوف اختصاص
بعبيد الله بن أبي سليمان الوزير، وسبب ذلك.
470

ما أخبرنا القاضي على بن المحسن التنوخي أخبرني أبي قال حدثني القاضي أبو
عمر عبيد الله بن الحسين المعروف بابن السمسار قال حدثني أبو على بن إدريس
الجمال الشاهد قال حدثني أبو عبد الله بن أبي عوف. قال: كان سبب اختصاصي
بعبيد الله بن سليمان أنى اجتزت يوما في الجامع بالمدينة فوجدته وهو ملازم بثلاثمائة
دينار في يد غريم له، وهو في عقب النكبة وكنت أعرف محلة عن مودة بيننا، فقلت
له: لأي شئ أنت - أعزك الله - هاهنا جالس وقد مضت الصلاة؟ فقال: ملازم في
يد هذا الرجل بثلاثمائة دينار له على، فسالت الغريم إنظاره. فقال: لا أفعل. فقلت
فالمال لك على أن تصبر إلى بعد أسبوع حتى أعطيك إياه، فقال تعطيني خطك
بذلك، فاستدعيت دواة ورقعة وكتبت له ضمانا بذلك إلى شهر فرضي وانصرف
وقام عبيد الله وأخذ يشكرني، فقلت: تتم أيدك الله سروري أن تصير معي إلى
منزلي، فحملته وأركبته حماري ومشيت خلفه إلى أن دخل داري، فأكلنا ما كان
أصلح لي في يوم الجمعة كما تفعل التجار، ونام: فلما انتبه أحضرته كيسا. وقلت
لعلك على إضافة فأسألك بالله إلا أخذت منه ما شئت، قال فأخذ منه دنانير وقام
فخرج. فأقبلت امرأتي تلومني وتوبخني وقالت: ضمنت عنه ما لا تفي به حالك ولم
تقنع إلا بأن أعطيته شيئا آخر! فقلت: يا هذه فعلت جميلا، وأسديت يدا جليلة إلى
رجل كريم جليل، من بيت وأصل، فإن نفعني الله بذلك فله قصدت، وإن تكن
الأخرى لم يضع عند الله. ومضى على الحديث مدة، وحل الدين وجاء الغريم
يطالبني فأشرفت على بيع عقارا لي ودفع ثمنه إليه، ولم أستحسن مطالبة عبيد الله.
ودفعت الرجل بوعد وعدته إلى أيام، فلما كان بعد يومين من هذا الحديث جاءتني
رقعة عبيد الله يستدعيني فجئته. فقال: قد وردت على غليلة من ضيعة لي أفلتت من
البيع في النكبة، ومقدار ثمنها مقدار ما ضمنته عنى، فتأخذها وتبيعها وتصحح ذلك
للغريم، فقلت: أفعل، فحمل الغلة إلى فبعتها وحملت الثمن بأسره إليه وقلت: أنت
مضيق وأنا أدفع للغريم وأعطيه البعض من عندي فاتسع أنت بهذا فجهد أن آخذ
منه شيئا، فحلفت أن لا أفعل، ووفرت الثمن عليه، وجاء الغريم فألح فأعطيته من
عندي البعض، ودفعت به مديدة، ولم يمض على ذلك إلا شئ يسير حتى ولى عبيد
الله الوزارة، فأحضرني من يومه وقام إلى في مجلسه وجعلني في السماء، فكسبت به
من الأموال هذه النعمة التي أنا فيها.
قال على بن المحسن وذكر أبى الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
البهلول أن أباه حدثه. قال: خرجت من حضرة عبيد الله بن سليمان في وزارته أريد
471

الدهليز فخرج ابن أبي عوف فصاح البوابون والحجاب والخلق: هاتوا دابة لأبي
عبد الله، فحين قدمت دابته ليركب خرج الوزير ليركب فرآه فتنحى أبو عبد الله بن
أبي عوف فأمر بإبعاد دابته لتقدم دابة الوزير، فحلف الوزير أنه لا يركب ولا تقدم
دابته حتى يركب ابن أبي عوف، قال فرأيته قائما والناس قيام بقيامه حتى قدمت دابة
ابن أبي عوف، فركبها ثم قدمت دابة الوزير فركب وسارا جميعا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على بن المنادى
وانا أسمع. قال: ومات أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عوف البزوري في
شوال سنة سبع وتسعين، بعد ما حمل الناس عنه حديث ليس بالكثير على ستر وأمانة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات أبو
عبد الله أحمد بن أبي عوف يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة سبع وتسعين
ومائتين.
قلت: وكان مولده في سنة أربع عشرة ومائتين.
2290 - أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن البختري، أبو بكر العجلي
الدقاق المقرئ، ويعرف بالولي:
سمع الحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وأحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن
نصر الصائغ، ومحمد بن الليث الجوهري، وأبا العباس البراثي، وعبد الله بن محمد
ابن ناجية. وأبا على أحمد بن الحسن المقرئ، وقاسم بن محمد الأنباري، وأبا عيسى
ابن قطن السمسار. روى عنه أبو إسحاق الطبري، وحدثنا عنه عبيد الله بن محمد بن
العلو الكاتب، وعلي بن أحمد الرزاز، وكان ثقة. أخبرنا على بن أحمد الرزاز حدثنا
أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدقاق المقرئ الولي لله حدثني أحمد بن
يحيى الحلواني - أبو جعفر - وأبو العباس البراثي. قالا: حدثنا يحيى بن الجماني
حدثنا مندل بن علي العنزي عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إذا أتى أحدكم بهدية فجلساؤه شركاؤه فيها ".
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي قال قال لنا على بن أحمد بن عمر
472

المقرئ: مات أبو بكر الولي أحمد بن عبد الرحمن في رجب من سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة.
2291 - أحمد بن عبد الرحمن بن دانوبه:
خال أبى الحسن بن رزقويه. سمع إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي. حدثنا عنه
ابن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه قال أنشدني خالي أحمد بن عبد الرحمن بن
دانوبه قال أنشدني أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه الواسطي:
أحب من الإخوان كل موات * عف عفيف الطرف عن عثراتي
يطاوعني في كل أمر أريده * ويحفظني حيا وبعد وفاتي
ومن لي به يا ليتني قد أصبته * أقاسمه مالي ومن حسناتي
* * * آخر الجزء الرابع * * *
473