الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٢٣
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الثالث والعشرون
شريح بن أوفى - صخر بن نصر
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت - لبنان
دار الفكر
2

" ذكر من اسمه شريح "
2732 شريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر بن حر (1)
ابن شيطان بن حذلم (2) بن خزيمة (3) بن رواحة بن ربيعة
ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض
ابن ريث غطفان بن سعد بن قيس عيلان
العنسي الكوفي
كان في المسيرين الذين سيرهم عثمان بن عفان في خلافته من الكوفة إلى دمشق
فيما حكاه علي بن محمد المدائني عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن
الشعبي ثم إن شريح بن أوفى خرج على علي بن أبي طالب وأنكر تحكيمه الحكمين
فقتل بالنهروان
أنبأنا أبو غالب وأبو عبد الله أنبأ البنا قالا أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنبأ
أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن
الضحاك بن محمد بن عثمان الحرامي عن أبيه قال
كان هوى محمد بن طلحة بن عبيد الله مع علي بن أبي طالب ونهى علي عن
قتله وقال من رآني (4) صاحب البرنس (5) الأول فلا يقتله يعني محمدا فقال لعائشة

(1) في جمهرة ابن حزم ص 251 جزء.
(2) في ابن حزم: حذيم.
(3) في ابن حزم: حذيم.
(4) كذا، ولعله رأى.
(5) البرنس: قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام.
3

يومئذ يا أما ما تأمريني فقالت أرى أن تكون كخبر ابني آدم أن تكف يدك فكف
يده فقتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له كعب بن مدلج من بني منقذ بن طريف
ويقال قتله شداد بن معاوية العبسي ويقال بل قتله عصام بن مبشر البصري وغلبه
كثرة الحديث وهو الذي يقول في قتله (1)
* وأشعث قوام بآيات ربه * قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
ذلفت له بالرضح من تحت بره (2) * فخر صريعا لليدين وللفم
شككت إليه بالسنان قميصه * فأرديته عن ظهر طرف مسوم
أقمت له في دفعة الخيل صلبة * بمثل قداما النسر حران لهذم
يذكرني حاميم لما طعنته (3) * فهلا تلا حاميم قيل التقدم
على غير شئ (4) غير أن ليس تابعا * عليا ومن لا يتبع الحق يندم *
قال فقال علي حين رآه صريعا صرعه هذا المصرع بر أبيه
وبلغني عن إبراهيم الحربي عن سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه قال قتل
محمد بن طلحة كعب بن مدلج وقال غيره شريح بن أوفى وقال في قتله وذكر له
يعني بعض هذه الأبيات
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأ أبو
الحسن بن بشران أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق نا الحميدي
ثنا سفيان حدثني مالك بن مغول عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال رأيت الذي

(1) بعض الأبيات في نسب قريش للمصعب ص 281 والاستيعاب 3 / 350 وأسد الغابة 4 / 322.
(2) صدره في الاستيعاب وأسد الغابة ونسب قريش:
* ضممت إليه بالقناة قميصه
وفي نسب قريش: بالسنان بدل بالقناة.
وفي رواية:
* خرقت له بالرمح جيب قميصه
وفي المصادر لفق البيتين الثاني والثالث في هذا البيت الواحد.
(3) في المصادر: " والرمح شاجر " بدل " لما طعنته ".
وكان محمد بن طلحة قد جعل كلما حمل عليه رجل يقول له: " نشدتك بحاميم " فينصرف الرجل عنه،
حتى شد عليه رجل من بني أسد فقتله.
(4) في الاستيعاب وأسد الغابة: ذنب.
4

قتل محمد بن طلحة كأنه نصل ثناحب (1) قال سفيان وقال
* وأشعث قوام بآيات ربه * قليل الأذى فيما يرى العين مسلم *
* خرقت له بالرمح جيب قميصه * فخر صريعا لليدين وللفم
على غير شئ غير أن ليس تابعا * عليا ومن لا يتبع الحق يندم *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (2) قال قالوا أقبل
عبد الله بن معكبر (3) رجل من بني عبد الله بن غطفان حليف لبني أسد فحمل عليه
بالرمح فقال له محمد أذكرك حم فطعنه فقتله ويقال الذي قتله ابن مكس
الأزدي وقال بعضهم معاوية بن شداد العبسي وقال بعضهم عصام بن المقشعر
البصري
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأ أبو صادق محمد بن أحمد الأصبهاني الفقيه أنبأ
أحمد بن محمد بن زنجويه أنبأ أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري
قال فأما شريح الشين معجمة والحاء غير معجمة فمنهم شريح بن أوفى من أصحاب
علي بن أبي طالب
ذكر أبو حسان الزيادي أنه هو قاتل محمد بن طلحة بن عبيد الله الذي يقال له
السجاد وغير أبي حسان يقول بل قتله الأشتر
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد
أنبأ عبد الوهاب بن جعفر أنبأ محمد بن عبد الله بن أحمد العبدي أنبأ عبد الله بن
أحمد الفرغاني أنبأ محمد بن جرير الطبري (5) قال قال أبو مخنف (6) علي أبي
جناب (7) ووقع شريح بن أوفى إلى جانب جدار يعني يوم النهر فقاتل علي ثلمة فيه

(1) كذا رسمها بالأصل، ولعله: شاحب.
(2) طبقات ابن سعد 4 / 54. (3) في ابن سعد: مكعبر.
(4) في ابن سعد: ابن مكيس.
(5) تاريخ الطبري ط بيروت 3 / 122 حوادث سنة 37.
(6) عن الطبري وبالأصل: مخيف.
(7) عن الطبري وبالأصل: حباب.
5

طويلا من نهار وكان قتل ثلاثة (1) من همدان فأخذ يرتجز ويقول
* قد علمت جارية عبسية
* ناعمة في أهلها كفية *
إني سأحمي ثلمتي العشية (2)
فشد عليه قيس بن معاوية الرهبي (3) فقطع رجله فجعل يقاتلهم وهو يقول
* القرم يحمي شوله معقولا (4)
ثم شد عليه قيس بن معاوية فقتله
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنبأ عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بن
حمة (5) ثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي يعقوب
قال في تسمية من قتل من الخوارج يوم النهروان شريح بن أوفى كان على الميسرة قتله
قيس بن معا المرهبي من همدان
وكذا ذكره أبو حسان الزيادي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ علي بن أحمد بن محمد بن البسري أنبأ
أبو طاهر المخلص إجازة أنبأ عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن
محمد أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال سنة تسع وثلاثين فيها قتلت الخوارج من
أهل النهر منهم عبد الله بن وهب الراسبي وزيد بن حصن الطائي وشريح (6) بن أبي
أوفى العبسي وأبي بن قيس النخعي وكانوا هم القراء من أصحاب علي قبل
الحكمين

(1) رسمها بالأصل: " وكان جك من بليه " كذا، وصوبنا العبارة عن الطبري.
(2) بالأصل: " إني بما حما تلسي العيشية " والمثبت عن الطبري.
(3) في الطبري: الدهني.
(4) بالأصل: القوم تحمي شلوة معقولا.
والرجز المثبت عن تاريخ الطبري.
(5) ترجمته في سير الأعلام 17 / 82.
(6) بالأصل: " وريح " وفيه: بن أبي أوفى.
6

2733 شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر
ابن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع
أبو أمية الكندي القاضي
ويقال شرحبيل ابن شرحبيل ويقال ابن شراحيل
ويقال إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن (2)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يلقه ويقال لقيه واستقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة
وأقره علي وأقام على القضاء بها ستين سنة وقضى بالبصرة سنة
روى عن عمر وعلي وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن أبي بكر وعروة بن
أبي الجعد البارقي (3)
روى عنه الشعبي وإبراهيم النخعي ومحمد بن سيرين وأنس بن سيرين
ومغراء (4) الضبي وقيس بن أبي حازم ومرة بن شراحيل الطيب وتميم بن سلمة
وقدم دمشق في ولاية معاوية وحاكم إلى قاضي (5) كان بها
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله السنجي (6) المؤذن وأبو محمد
بختيار بن عبد الله الهندي قالا أنبأ أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن
أسد الأسدي أنبأ أبو علي بن شاذان ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن العباس
الجوهري الأشعري إملاء من حفظه قال قرأنا على الحسن بن محمي بن بهرام
المحرمي حدثكم إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي
قال

(1) كذا ولعله: " شريح " كما في سير الأعلام 4 / 100.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 491 حلية الأولياء 4 / 132 وأخبار القضاة لوكيع 2 / 189 الاستيعاب
2 / 148 وأسد الغابة 2 / 365 والإصابة 2 / 146 الوافي بالوفيات 16 / 140 وسير الأعلام 4 / 100 وانظر
بالحاشية أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) تقرأ بالأصل: " السارفي " والمثبت عن تهذيب التهذيب.
(4) بفتح أوله وسكون ثانيه والمد (تقريب التهذيب).
(5) كذا بإثبات الياء.
(5) تقرأ بالأصل: الشيخي، والصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 650 وترجمته في
سير الأعلام 20 / 284.
7

سمعت شريح القاضي قال سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر خير
هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا رضوان الله عليهم أجمعين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم أنبأ أبي قالا أنبأ
إسماعيل بن ميمون وأبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري وأبو محمد
أحمد بن عبيد الله بن الحسين وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الخياط وأبو
البيضاء سعد بن عبد الله الحجي قالوا أنبأ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا أنبأ
عبد الله بن عبيد الله بن يحيى قالا ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا سلم بن جنادة ثنا
يزيد بن هارون أنبأ صدقة بن موسى عن أبي عمران الجوني (1) عن قيس بن زيد
عن قاضي المصرين يعني شريحا عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة فيقيمه بين يديه فيقول يا عبدي فيما
أذهبت أموال الناس فيقول يا رب لم أذهب إلا في حرق أو غرق أو ضيعة فيدعو الله
تعالى بشئ فيضعه في ميزانه فيثقل
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي
أنبأ يوسف بن الحسن قالا أنبأ أبو نعيم (2) ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد نا
يونس بن حبيب نا أبو داود ثنا صدقة بن موسى ثنا أبو عمران الجوني عن
زيد بن قيس أو عن قيس بن زيد عن قاضي المصرين شريح عن (3) عبد الرحمن بن أبي
بكر الصديق أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله عز وجل يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول يا ابن آدم فيما أضعت
حقوق الناس فيم أذهبت أموالهم فيقول يا رب لم أفسده ولكني أصبت إما غرقا وإما
حرقا قال فيقول تبارك وتعالى أنا أحق من قضى عنك اليوم فترجح حسناته على

(1) بالأصل: الحوني، بالحاء المهملة، خطأ، والصواب بالجيم، ترجمته في سير الأعلام 14 / 261. (2) حلية الأولياء 4 / 141.
(3) بالأصل: بن خطأ، والصواب عن الحلية.
8

سيئاته فيؤمر إلى الجنة ح
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ ثنا
أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن
ميسرة بن شريح القاضي ثنا أبي عن أبيه معاوية عن شريح قال جاء شريح إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلم ثم قال يا رسول الله إن لي أهل بيت ذوي (1) عدد باليمن فقال له
جئ بهم فجاء بهم والنبي (صلى الله عليه وسلم) قد قبض [* * * *] (2)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن رشأ بن نظيف أنبأ أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي أنبأ الجلودي أنبأ
الغلابي ثنا مهدي بن سابق عن عطاء بن مصعب قال
تقدم شريح إلى قاضي (3) لمعاوية يطالب رجلا بحق له فقال القاضي لشريح أرى
حقك قديما قال شريح الحق أقدم منك ومنه فقال إني أظنك ظالما قال ما على
ظنك رحلت من العراق قال ما أظنك تقول الحق قال لا إله إلا الله قال فنمي (4)
الخبر إلى معاوية فقال هذا شريح فأمر أن يفرغ من أمره ويعجل رده إلى العراق
أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأ أبو بكر الخطيب قال
ذكر وكيع يعني محمد بن خلف (5) أن علي بن عبد الله يعني ابن معاوية بن
ميسرة بن شريح القاضي إملاء عليه فقال شريح القاضي ابن (6) الحارث بن قيس بن
الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور (7) بن مربع (8) بن
كندة وليس بالكوفة من بني الرايش غيره وسائرهم بهجر وحضرموت وقال لم يقدم
الكوفة منهم غير شريح قال الخطيب كندة هم ثور بن عمرو عفير بن عدي بن

(1) عن الإصابة وأسد الغابة، وتقرأ بالأصل: " دو ".
(2) الخبر نقله الذهبي في السير من طريق أحمد بن علي الأبار 4 / 101 وابن الأثير في أسد الغابة 2 / 365
وابن حجر في الإصابة 2 / 146.
(3) كذا بإثبات الياء.
(4) رسمها بالأصل: " مقيما " والمثبت عن مختصر ابن منظور 10 / 294.
(5) انظر أخبار القضاة لوكيع 2 / 198.
(6) عن أخبار القضاة وبالأصل " عن ".
(7) بالأصل: نون، والمثبت عن أخبار وكيع وانظر جمهرة ابن حزم، وقد مر نسبه في بداية الترجمة.
(8) كذا بالأصل، وفي وكيع: " مرضع " وكلاهما تحريف، وقد مر: مرتع.
9

الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن
يشجب بن يعرب بن قحطان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأ
عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن إبراهيم أنبأ أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق
ثنا إسماعيل بن إسحاق بن حماد قال سمعت علي بن المديني يقول شريح القاضي
شريح بن الحارث
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو
الحسن بن السقا ثنا أبو العباس الأصم ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن
معين يقول كنية شريح القاضي أبو أمية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأ إبراهيم بن أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول شريح القاضي يكنى أبا أمية
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ثنا
محمد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة شريح القاضي بن الحارث بن
قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرايش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع (2)
من كندة وكان شريح يكنى أبا أمية
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي أنبأ
أبو بكر البابسيري أنبأ الأحوص بن المفضل قال قال ابن (3) شريح بن الحارث بن
قيس بن الجهم بن معاوية بن الرايش ولم يكن بالكوفة من بني الرايش غيره وهم
بحضرموت وهجر
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأ أبو منصور محمد بن الحسن
ثنا أحمد بن الحسين النهاوندي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن إسماعيل قال

(1) طبقات ابن سعد 6 / 131.
(2) عن ابن سعد وبالأصل " مريع ".
(3) كذا بإثبات " ابن " والظاهر حذفها.
10

شريح بن الحارث أبو أمية القاضي الكندي
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبأ
أبو سعيد بن حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
أمية شريح بن الحارث القاضي الكندي سمع عمر روى عنه قيس بن أبي حازم
ومرة والشعبي وابن سيرين
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن محمد المزكي ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون البجلي ثنا أبو زرعة الدمشقي (1) قال وشريح
القاضي بن الحارث يكنى أبا أمية
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي قال أنبأ أبو محمود بن
القاسم بن محمد وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأحمد بن عبد الصمد قالوا أنبأ
عبد الجبار بن محمد بن عبد الله أنبأ محمد بن أحمد بن محمود أنبأ أبو عيسى
الترمذي قال شريح بن الحارث القاضي يكنى أبا أمية الكوفي من أصحاب علي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأ
عبد الملك بن محمد أنبأ محمد بن أحمد بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة قال شريح بن الحارث (2) بن أبي أمية
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر عبيد الله بن
أحمد أنبأ الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني
أبي قال أبو أمية شريح بن الحارث الكندي أحد الأئمة
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأ أبو الفتح الفقيه أنبأ أبو الفتح الفقيه أنبأ طاهر بن
محمد بن سليمان ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد ثنا يزيد بن محمد بن إياس قال
سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول شريح بن الحارث القاضي الكندي أبو أمية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد الأنباري أنبأ
هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 668.
(2) كذا، " ابن أبي أمية " ولعله يريد يكن أبا أمية. والظاهر حذف " بن " ب‍ " يكنى ".
11

بن أحمد بن حماد (1) قال أبو أمية شريح بن الحارث القاضي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو أمية ويقال أبو عمرو شريح بن الحارث بن
الرايش بن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن
أدد الكندي حليف لهم القاضي الكوفي وهو من الأبناء الذين باليمن وعداده في
كندة سمع أبا حفص عمر بن الخطاب العدوي وعلي بن أبي طالب أبا الحسن
الهاشمي روى عنه أبو عبد الله قيس بن أبي حازم البجلي ومرة بن شراحيل
وعامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي وأبو بكر محمد بن سيرين الأنصاري
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ محمد بن أحمد بن جعفر أنبأ أحمد بن
محمد بن زنجويه أنبأ الحسن بن عبيد الله بن سعيد قال أما شريح الشين المعجمة
والحاء غير معجمة شريح بن الحارث الكندي القاضي وهو من بني الرايش بن
الحارث قضى لعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وروى عنهما وعن زيد بن
ثابت روى عنه الشعبي وإبراهيم النخعي وابن سيرين وتميم بن سلمة ولاه عمر
قضاء الكوفة وولاه بعده علي وقال له أقضى العرب ثم قال له بعد ذلك في شئ
خطأه فيه أخطأ العبد الأبطر
وقال أحمد بن الحباب الحميري عاش شريح بن الحارث عشرين ومائة سنة
أخبرنا أبو سعد الكرماني وأبو الحسن الهمداني قالا أنا أبو بكر بن خلف
الشيرازي أنبأ الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال شريح بن الحارث
القاضي أبو أمية الكندي سمع علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود توفي سنة
ثمان وسبعين وهو ابن مائة وسبعة (3) وعشرين سنة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأ أبو عبد الله بن
مندة ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف ومحمد بن عبد الله العماني قالا ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول هو شريح بن الحارث قال ابن

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 113.
(2) بالأصل: " الضعبي " كذا، والصواب ما أثبت، وقد مر في بداية الترجمة، وانظر مصادر ترجمته.
(3) كذا.
12

منده وقال يحيى بن معين هو شريح بن شرحبيل أنبأه محمد بن يعقوب بن
يوسف نا الدوري ثنا يحيى بن معين بهذا قال ابن منده شريح بن الحارث القاضي
الكندي ولاه عمر القضاء وله أربعون سنة وكان في زمان النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره ولم
يسمع منه
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحمن بن أحمد البخاري وحدثنا
خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنبأ
عبد الرحيم البخاري ثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب شريح بالشين المعجمة
شريح القاضي بن الحارث أبو أمية
قرأت على أبي محمد عن (1) أبي نصر بن ماكولا (2) قالا وأما شريح بشين معجمة
وحاء مهملة فهو شريح بن الحارث أبو أمية القاضي الكندي حليف لهم من بني رايش
روى عن عمر وعلي روى عنه إبراهيم والشعبي وأبو حصين (3) الأسدي وغيرهم
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو الحسن بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول شريح بن هاني هو كوفي (4) وشريح بن أرطأة كوفي قلت ليحيى فمن القاضي منهما قال ليس هو واحد منهما
القاضي شريح بن شرحبيل وهو أقدم من
هؤلاء وهو ثقة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأ أبو سعد
الجنزرودي
أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس البصري أنبأ أبو لبيد محمد بن إدريس
السامي (5) ثنا سويد بن سعيد ثنا أبو معشر البصري عن هشام عن ابن سيرين قال
سئل شرحبيل ممن أنت قال ممن أنعم الله عليه بالإسلام وعدادي في كندة (6)

(1) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 277.
(3) عن الاكمال وبالأصل " أبو خضر ".
(4) ترجمته في سير الأعلام 4 / 107.
(5) بالأصل: الشامي، خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 464.
(6) سير الأعلام 4 / 101.
13

أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلم الفرضي أنبأ حيدرة بن علي الأنطاكي أنبأ
أبو محمد بن أبي نصر ثنا عمي أبو علي حدثني علي بن بكر أنبأ أبو بكر بن خليل
نا ابن عبيدة (1) وهو عمر بن شبة نا الحسن بن عثمان نا أيوب بن جابر عن أبي
حصين قال كان شريح إذا قيل له ممن أنت قال ممن أنعم الله عليه بالإسلام ثم عد
بالكندة ويقال إنه إنما خرج إلى المدينة لأن أمه تزوجت بعد أبيه فاستحيا من ذلك
فخرج وكان شاعرا فائقا (3)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4) أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ جدي أنبأ
أبو محمد بن زيد نا إبراهيم بن مهدي الأيلي ثنا أبو حاتم السختياني (5) ثنا
الأصمعي عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين قال كان شريح شاعرا
وكان راجزا وكان فائقا (3) وكان كوسجا وكان قاضيا
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنبأ أبو محمد التميمي نا
أبو الميمون نا أبو زرعة (6) حدثنا (7) أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثتنا أم داود
الوابشية (8) قالت خاصمت إلى (9) شريح ليس له لحية
وأخبرناه أبو القاسم أنا أبو بكر أنبأ أبو الحسين أنبأ عبد الله ثنا يعقوب نا
أبو نعيم قال حدثتنا أم داود الوابشية قالت مات زوجي فخاصمتهم إلى شريح
قال وكان شريح ليس له لحية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر أنبأ أبو الحسين أنبأ عبد الله
ثنا يعقوب نا أبو النعمان نا حماد عن أيوب عن محمد قال كان شريح
كوسجا (10)

(1) كذا ويقال فيه: ابن عبدة، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 369.
(2) عن سير الأعلام 4 / 101، وبالأصل: " لأبي ".
(3) في سير الأعلام: " قائفا ".
(4) بالأصل: قيس، خطأ والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (فهارس شيوخ ابن عساكر).
(5) كذا بالأصل ولعله: السجستاني.
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 625.
(7) زيادة عن أبي زرعة.
(8) في أبي زرعة: الواشية، خطأ، وبالأصل: الوالسية.
(9) عن أبي زرعة وبالأصل: أبي.
(10) الكوسج الذي لا شعر على عارضيه، ويقال: هو الرجل التقي الخدين من الشعر.
14

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو يعلى حمزة بن علي قالا أنا سهل بن
بشر أنبأ علي بن منير بن أحمد أنبأ الحسن بن رشيق قال قال لنا أبو عبد الرحمن
النسائي في تسمية فقهاء التابعين من أهل الكوفة علقمة والأسود وعمرو بن
شرحبيل وعبيدة السلماني وشريح ومسروق بن الأجدع وعبد الله بن شيبة
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن منصور الغساني قال نا وأبو منصور بن
خيرون أنبأ أبو بكر أحمد بن علي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ محمد بن هبة الله قالا أنبأ
محمد بن الحسين القطان أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) حدثني ابن نمير ثنا
حفص عن أشعث عن محمد بن سيرين قال أدركت الكوفة وفيها أربعة ممن يعد
بالفقه فمن بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ثم علقمة الثالث
وشريح الرابع قال ثم يقول ابن سيرين وإن أربعة أخسهم شريح لخيار (2)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأ أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال قالا أنبأ أبو
الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله
نا روح ثنا هشام عن محمد قال كان أصحاب عبد الله بن مسعود من حفظه حديثه
خمسة كانوا كلهم يجعلون آخرهم شريح وكان بعضهم يبدأ بعبيدة ثم الحارث
وبعضهم يبدأ بالحارث ثم علقمة ثم مسروق ثم شريح وكان محمد يقول إن قوما
أخسهم شريح زاد البيهقي يعني لخيار
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ عبد الملك بن
محمد أنبأ أبو علي الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن
محمد بن ميمون ثنا علي بن عابس عن أشعث عن ابن سيرين قال قدمت الكوفة
وفيها أربعة ألف (4) يطلبون الحديث وشريح أهل الكوفة أربعة عبيدة السلماني

(1) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 3 / 365 و 2 / 577 وانظر سير الأعلام 4 / 102.
(2) عن المعرفة والتاريخ: وبالأصل: أحسهم شريح لخبار.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(4) كذا العبارة بالأصل: أربعة ألف يطلبون الحديث وشريح أهل الكوفة أربعة.
15

والحارث الأعور وعلقمة بن قيس وشريح وكان أخسهم
قال وثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا عبد الله بن إدريس عن عمه عن الشعبي
قال أحدثك عن القوم كأنك شاهدهم كان شريح أعلم القوم بالقضاء وكان عبيدة
يوازي شريحا في علم القضاء وأما علقمة فانتهى إلى قول عبد الله لم يجاوزه وأما
مسروق فأخذ من كل وأما الربيع بن خثيم (1) فأقل القوم علما وأورعهم ورعا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2) ثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأ أبو بكر
الخطيب (3)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا أنبأ
محمد بن الحسين أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (4) حدثني ابن نمير ثنا ابن
إدريس عن عمه عن الشعبي قال كان شريح أعلمهم بالقضاء وكان عبيدة يوازي
شريحا في القضاء انتهى حديث ابن قيس وابن خيرون وزاد ابن السمرقندي وكان
علقمة انتهى إلى قول عبد الله وكان ربيع بن خثيم أشد القوم ورعا وأقلهم علما
أنبأنا أبو القاسم ثم حدثنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له
قالوا أنبأ عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنبأ
أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل (5) قال حدثنا مسدد ثنا
عبد الله بن داود عن سفيان قال كان علقمة أعلم من شريح في الفرائض والفقه
وشريح أعلم بالقضاء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو نعيم أنبأ عمرو بن ثابت
عن أبي إسحاق قال ثلاثة لا يتهمون على علي مرة وميسرة وشريح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو القاسم بن مسعدة أنبأ حمزة بن

(1) إعجامها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 4 / 257.
(2) بالأصل " قيس " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر التعريف به.
(3) تاريخ بغداد 11 / 119.
(4) المعرفة والتاريخ 2 / 577.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 3 / 228.
16

يوسف أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن منصور ثنا
أحمد بن الحكم العبدي قال سمعت مالك بن أنس يقول كان أهل البصرة عندنا هم
أهل العراق وهم الناس ولقد كان بالكوفة رجال علقمة والأسود وشريح حتى وثب
إنسان يسمى حماد فاعترض هذا الدين فقال فيه برأيه ففسد الناس فالله المستعان
" وللبسنا عليهم ما يلبسون " (1)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله أنبأ محمد بن
الحسين أنبأ عبد بن جعفر ثنا يعقوب ثنا ابن نمير نا أبو بكر عن عاصم عن
أبي وائل قال ما رأيت شريحا عند عبد الله قط قال وما كان يمنعه أن يأتيه إلا استغناء
عنه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أحمد بن عبد الملك أنبأ علي بن محمد بن
علي وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد قالا ثنا محمد بن يعقوب قال ثنا عباس بن
محمد ثنا يحيى بن معين عن يحيى بن آدم ثنا قطنة عن الأعمش عن أبي وائل
قال كان شريح يقل غشيان عبد الله قال فقلت له أو فقيل له فيما يرى ذاك قال
للاستغناء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد أنبأ حنبل بن إسحاق ثنا يحيى بن آدم عن قطنة عن
الأعمش عن أبي وائل قال كان شريح يقل غشيان عبد الله بن مسعود قال فقيل له
لم قال للاستغناء
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ عبد الملك بن
الحسن
ح وأنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (3) قالا ثنا أبو علي محمد بن
أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا ابن نمير عن سفيان

(1) سورة الأنعام، الآية: 9.
(2) كذا، وتقدم قريبا " عبد الله ".
(3) حلية الأولياء 4 / 134.
17

عن رجل عن شريح قال قيل له بأي شئ أصبت هذا العلم قال بمفاوضة (1)
العلماء آخذ منهم وأعطيهم
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه وأبو القاسم زاهر بن طاهر
المستملي (2) قالا أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ أخبرني
عبد الرحمن بن الحسن القاضي وقال زاهر الأسفري نا إبراهيم بن الحسين نا
آدم ثنا شعبة عن سيار أبي وفي حديث زاهر ثنا سيار أبو الحكم عن الشعبي قال
أخذ عمر بن الخطاب فرسا من رجل على سوم فحمل عليه رجلا فعطب عنده فخاصمه
وفي حديث زاهر فحاكمه الرجل فقال اجعل بيني وبينك رجلا فقال الرجل
فإني أرضى بشريح العراقي فأتوا (3) شريحا فقال شريح لعمر أخذته صحيحا
سليما فأنت له ضامن حتى ترده صحيحا سليما فأعجب عمر بن الخطاب فبعثه
قاضيا (4)
أخبرنا أبو محمد السلمي ثنا أحمد بن علي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قال أنبأ محمد بن هبة الله قالا أنبأ
محمد بن الحسين
أخبرنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن عاصم عن
عامر أن عمر بن الخطاب بعث ابن سور (5) على قضاء البصرة وبعث شريحا على
قضاء الكوفة (6)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن حسنون أنبأ علي بن عمر
الحربي أنبأ حامد بن يحيى البلخي ثنا شريح بن يونس قال نا هشيم عن مجالد
عن الشعبي أن عمر رزق شريحا مائة درهم على القضاء (7)

(1) في الحلية: بمقاومة (كذا).
(2) بالأصل: " المسملي " والصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 629، وانظر ترجمته
في سير الأعلام 20 / 9.
(3) بالأصل: " قالوا " ولعل الصواب ما أثبت انظر أخبار القضاة.
(4) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 2 / 189.
(5) هو كعب بن سور بن بكر الأزدي، انظر أخباره في أخبار القضاة لوكيع 1 / 274.
(6) نقله من طريق الشعبي الذهبي في سير الأعلام 4 / 102.
(7) المصدر السابق نفسه.
18

أخبرنا أبو غالب أنبأ محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون أنبأ أبو القاسم
موسى بن عيسى بن عبد الله السراج ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا
عبد الرحمن بن يونس ثنا عمر بن أيوب ثنا عيسى بن المسيب عن عامر عن شريح
القاضي قال
قال لي عمر بن الخطاب أن اقض بما استبان لك من كتاب الله عز وجل فإن لم
تعلم كتاب الله كله فاقض بما استبان لك من قضاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن لم تعلم كل أقضية
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاقض بما استبان لك من أمر الأئمة المهتدين فإن لم تعلم كل ما قضت
به الأئمة المهتدين فاجتهد رأيك واستشر أهل العلم والصلاح (1)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو نصر بن قتادة
الأنصاري وأبو حازم الحافظ قالا نا أبو الفضل بن حميرويه ثنا أحمد بن محمد
ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا سيار عن الشعبي قال لما بعث عمر بن الخطاب
شريحا على قضاء أهل الكوفة قال انظر ما تبين لك من كتاب الله فلا تسأل عنه أحدا
وما لم يتبين لك في كتاب الله فابتغ فيه السنة وما لم يتبين لك في السنة فاجتهد فيه
رأيك
قال وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي نا معاوية بن حفص كوفي أنبأ علي بن مسهر
وابن فضيل وأسباط وغيره عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي عن شريح
أن عمر بن الخطاب كتب إليه إذا حال أمر في كتاب الله عز وجل فاقض ولا
يلفتنك عنه الرجال فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاقض بها
فإن جاءك بما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانظر ما اجتمع عليه
الناس فخذ به فإن حال ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم
يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت إن شئت أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدم
وإن شئت أن تأخر فتأخر ولا أرى التأخر إلا خير لك (2)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو سعيد

(1) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 2 / 189.
(2) المصدر السابق 2 / 190.
19

محمد بن محمد بن يحيى الحاكم الإسفرايني أنبأ أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر
البربهاري ثنا بشر بن موسى نا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا الشيباني عن
الشعبي قال
كتب عمر بن الخطاب إلى شريح إذا حضر أمر لا بد منه فانظر ما في كتاب الله
فاقض فإن لم يكن فيما قضا به الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإن لم يكن فيما قضى به الصالحون
وأئمة العدل فإن لم يكن فأنتم بالخيار فإن شئت أن تجتهد رأيك فاجتهد وإن شئت أن
تؤامرني فوامرني ولا أرى مؤامرتك إياي إلا خير لك والسلام (1)
أخبرنا أبو المعالي الفارسي نا أحمد بن الحسين البيهقي أنبأ أبو نصر بن
قتادة أنبأ أبو محمد أحمد بن إسحاق البغدادي الهروي أنا معاذ بن نجدة ثنا
خلاد بن يحيى ثنا سفيان هو الثوري بن سليمان عن الشعبي عن شريح قال كتب
إلي عمر أن اقض بما في كتاب الله فذكر الحديث بمعناه إلا أنه لم يذكر أئمة العدل
وقال في آخره فأنت بين الأمرين إن شئت أن تقدم وإن شئت أن تأخر وأرى أن تتأخر
خير لك والسلام
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو حازم العبدي أنبأ أبو
الفضل بن حميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أبي
إسحاق الشيباني عن المغيرة قال
كتب عمر بن الخطاب إلى شريح إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقض به ولا يلفتنك
الرجال عنها وإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاقض بما قضى به وإن لم
يكن في كتاب الله ولا (2) في سنة رسوله فاقض به أئمة العدل فإن لم تكن
في كتاب الله ولا في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا فيما قضى به أئمة الهدى فأنت بالخيار بين أن
تجتهد رأيك وإن شئت أن تؤامرني ولا أرى بمؤامرتك إياي إلا أسلم لك
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر
أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن
المظفر أنبأ عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأ عيسى بن عمر بن العباس أنبأ

(1) سير الأعلام 4 / 103 وأخبار القضاة 2 / 189.
(2) زيادة لازمة منا للإيضاح.
20

عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنبأ محمد بن عيينة عن علي بن مسهر عن أبي
إسحاق عن الشعبي عن شريح
أن عمر بن الخطاب كتب إليه إن جاءك شئ في كتاب الله فاقض به ولا يلفتنك
عنه الرجال فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله فاقض به فإن
جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانظر ما اجتمع عليه
الناس فخذ به فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم
يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت إن شئت أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدم
وإن شئت أن تأخر فتأخر ولا أرى التأخر إلا خيرا لك
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأ حيدرة بن علي الأنطاكي أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنبأ عمي أبو علي ثنا علي بن بكر أنبأ ابن خليل أنبأ ابن
عبيدة (1) ثنا حاتم بن قبيصة المهلبي وكان صحيح الخبر صادقه لا يأخذ العلم إلا
من معادنه قال حدثني شيخ من كنانة قال قال عمر لشريح حين استقضاه لا تشار
ولا تضار ولا تشتر ولا تبع ولا ترتش فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين
* إن القضاة إن أرادوا عدلا * ورفعوا فوق الخصوم فضلا * (2)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن (3) عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأ أبو
عبد الله بن منده أنبأ محمد بن سعد ثنا محمد بن يحيى الرازي ثنا محمد بن كثير
ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم
أن عليا قال لشريح اذهب فأنت أقضى العرب في شئ سأله في قضية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو عبد الله محمد بن كثير
العبدي أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم
أن عليا جمع الناس في الرحبة وقال إني مفارقكم فاجتمعوا في الرحبة رجال

(1) هو عمر بن شبة النميري، مر التعريف به قريبا.
(2) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 2 / 190 وزيد فيه:
وزحزحوا بالعلم عنهم جهلا * كانوا كغيث قد أصاب محلا
(3) بالأصل: عن، خطأ والصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 658.
21

أيما رجال فجعلوا يسألونه حتى نفذ ما عندهم ولم يبق إلا شريح فجثا على ركبتيه
وجعل يسأله فقال له علي اذهب فأنت أقضى العرب (1)
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب ثنا موسى بن مسعود نا سفيان عن أبي
إسحاق عن أبي هبيرة (2) قال قال علي اجمعوا إلي القراء فاجتمعوا في رحبة
المسجد فقال إني أوشك أن أفارقكم فجعل يسائلهم ما يقولون في كذا حتى نفذوا
وبقي شريح فجعل يسائله فلما فرغ قال اذهب فأنت من أفضل الناس أو من أفضل
العرب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنبأ عبد الملك بن
محمد أنبأ
ح وأخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو نعيم الحافظ (3) نا أبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن محمد بن
سالم نا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن هبيرة سمع عليا يقول
يا أيها الناس يأتيني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم فلما كان من الغد غدونا إليه حتى
امتلأت الرحبة فجعل يسألهم ما كذا ما كذا ويسألونه يا أمير المؤمنين ما كذا
فيخبرهم حتى ارتفع النهار وتصدعوا (4) غير شريح جاث (5) على ركبتيه لا يسأله عن
شئ إلا قال كذا وكذا ولا يسأله شريح عن شئ إلا أخبره به فسمعت عليا يقول قم
يا شريح فأنت أقضى العرب
أخبرنا أبو البركات أنبأ أبو الفضل أنبأ عبد الملك أنبأ أبو علي ثنا محمد بن
عثمان ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الله الأسدي ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن
هبيرة بن يريم قال

(1) الخبر في سير الأعلام 4 / 102 ووفيات الأعيان 2 / 462 وأخبار القضاة لوكيع 2 / 198.
(2) كذا ورد هنا: " أبي هبيرة ".
(3) حلية الأولياء 4 / 134.
(4) بالأصل: " وتصدغوا " والمثبت عن الحلية.
(5) بالأصل: " جاني " والمثبت عن الحلية.
22

جمع علي قراء أهل الكوفة فقال سلوني فلا أراني إلا مفارقكم فسألوه حتى ما
بقي إلا شريح فقال قم فأنت أقضى العرب
قال وثنا أبي ثنا أبو بكر بن عباس عن مغيرة قال قلت لإبراهيم بقضاء من
كان يقضي شريح قال بقضاء عبد الله قلت بفرائض من كان يفرض قال بفرائض
عبد الله (1)
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي أنبأ الحسن بن
عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنبأ أحمد بن إبراهيم بن فراس ثنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا جدي يحيى بن
محمد بن عبد الله ثنا سفيان ثنا أصحابنا عن أبي إسحاق قال سأل الناس عليا حتى
تقطعوا وشريح جاث (2) على ركبتيه حياله تحفظ ما سألتني عنه قال نعم سألتك
عن كذا فأخبرتني فيه بكذا قال أنت أقضى العرب رجلا واحدا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو الحسن بن
عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الخرار ثنا أسيد بن زيد الحمال ثنا
عمرو بن شمرح قال وأنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو محمد بن
الخراساني ثنا محمد بن عبيد بن أبي هارون نا إبراهيم بن خبيب ثنا عمرو بن عمر
عن جابر عن الشعبي قال
خرج علي بن أبي طالب إلى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعا قال فعرف علي
الدرع فقال هذه درعي بيني وبينك قاضي المسلمين قال وكان قاضي المسلمين
شريح كان علي استقضاه قال فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس القضاء
وأجلس عليا في مجلسه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصراني فقال علي أما يا
شريح لو كان خصمي مسلما لقعدت معه مجلس الخصم ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تصافحوهم ولا تبدءوهم بالسلام ولا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا عليهم
وألجئوهم إلى مضايق الطرق وصغروهم كما صغرهم الله اقض بيني وبينه يا شريح
قال فقال شريح ما تقول يا أمير المؤمنين قال فقال علي درعي ذهبت مني منذ

(1) انظر سير الأعلام 4 / 102.
(2) بالأصل: " جاني " وعن الحلية.
23

زمان (1) قال فقال شريح ما تقول يا نصراني فقال النصراني ما أكذب أمير
المؤمنين الدرع هي درعي قال فقال شريح ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة
فقال علي صدق شريح قال فقال النصراني أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء
أمير المؤمنين يجئ إلى وقاضيه يقضي عليه هي والله يا أمير المؤمنين درعك
اتبعتك من الجيش (2) وقد زالت على جملك الأورق فأخذتها فإني أشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله قال فقال علي أما إذا أسلمت فهي لك وحمله على فرس
عتيق قال فقال الشعبي لقد رأيته يقاتل المشركين [* *] (3)
هذا لفظ حديث أبي زكريا
وفي رواية ابن عبدان قال يا شريح لولا أن خصمي نصراني لجثيت بين يديك
وقال في آخره قال فوهبها له علي وفرض له ألفين وأصيب معه يوم صفين
والباقي بمعناه
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنبأ
محمد بن الحسين أنبأ المعافا بن زكريا ثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ ثنا
موسى بن شبيب بشيزر عن يونس بن موسى البصري عن الحسن بن حماد عن
الرماح بن المنذر النهدي عن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده
عن علي بن أبي طالب أنه قال لشريح لسانك عبدك ما لم تتكلم فإذا تكلمت فأنت
عبده فانظر ما تقضي وفيم تقضي وكيف تقضي وفيم تمضي وإليه تقضي
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدر
ياقوت بن عبد الله قالوا أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو طاهر المخلص نا
أحمد بن سليمان بن داود الطوسي ثنا الزبير بن بكار حدثني رجل عن سفيان بن
عيينة نا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
أن عليا أتى في امرأة طلقها زوجها فزعمت أنها حاضت في شهر ثلاثا فقال علي

(1) افتقدها علي وهو متوجه إلى صفين، إلى حربه مع معاوية، كما يفهم من عبارة حلية الأولياء.
(2) بالأصل: الحيس، والصواب ما أثبت.
(3) الخبر في حلية الأولياء 4 / 140 - 141 وفيها أن الخصومة كانت مع رجل يهودي. وفي آخر الخبر:
وخرج يقاتل (بعد إسلامه) مع علي الشراة بالنهروان فقتل.
وانظر الخبر مختصرا في أخبار القضاة لوكيع 2 / 194 - 195.
24

لشريح قل فيها قال أقول وأنت شاهد قال عزمت عليك قال إن جاءت بنسوة
من بطانة أهلها ممن ترضى أمانتهن ودينهن فشهدت أنها حاضت ثلاث حيض تطهر
وتصلي فقد حلت فقال علي فأقول وأقول قالون قالون وقالون بالرومية جيد
أخبرنا بها عالية أبو الفضل الفضيلي وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر
أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنا أبو الحسن
الداوردي (1) أنبأ عبد الله بن أحمد أنبأ عيسى بن عمر
أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أنبأ يعلى يعني ابن عيينة (2) ثنا إسماعيل عن
عامر قال جاءت امرأة إلى علي تخاصم زوجها طلقها فقالت قد حضت في شهر
ثلاث حيضات فقال علي لشريح اقض بينهما قال يا أمير المؤمنين وأنت ها هنا
قال اقض بينهما قال إن جاءت من بطانة أهلها ممن ترضى دينه وأمانته تزعم أنها
حاضت ثلاث حيض تطهر على كل قرؤ وتصلي جاز لها وإلا فلا قال قالون
وقالون بلسان الروم أحسنت (3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو صادق الفقيه أنبأ أحمد بن محمد بن
زنجويه أنبأ أبو أحمد العسكري أخبرني محمد بن يحيى أنبأ المبارك عن
المازني نا أبو زيد الأنصاري نا شعبة نا أوس بن ثابت وهو أبو أبي زيد عن أبيه
قال أبي شريح في ابني عمي أحدهما زوج والآخر أخ لأم فقال شريح للزوج
النصف وما بقي فللأخ للأم فقال علي أخطأ العبد الأبطر (4) للزوج النصف
وللأخ من الأم السدس وما بقي بينهما نصفان
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى قالا أنا أبو سعد محمد (5) بن
الحسين بن عبد الله بن أبي علاثة أنبأ أبو طاهر المخلص أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا
عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة بن سلمة عن أوس بن ثابت عن حكيم بن عقال

(1) كذا بالأصل وهو خطأ والصواب: " الداودي " واسمه عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، انظر
المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 765، وانظر فيها ص 158).
(2) في سير الأعلام: عبيد.
(3) الخبر في سير الأعلام 4 / 103 وفيه: " شهرين " بدل " شهر " وانظر أخبار القضاة لوكيع 2 / 194.
(4) كذا بالطاء المهملة، وفي اللسان " بظر " الأبظر، وهو الرجل في شفته العليا طول مع نتوء في وسطها.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
25

أن امرأة ماتت وتركت ابني عمها أحدهما زوجها والآخر أخوها لأمها
فاختصموا إلى شريح فقال للزوج النصف وما بقي فللأخ للأم فارتفعوا إلى
علي بن أبي طالب فقالوا إن شريحا قال كذا وكذا قال ادعوا إلي العبد الأبظر (1)
فدعي له فقال كيف قضيت بين هذين فأخبره فقال علي أفي كتاب الله وجدت هذا
أم في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال بل في كتاب الله قال وأين هو من كتاب الله قال
يقول الله عز وجل " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب " (2) فقال هل تجد في
كتاب الله عز وجل للزوج النصف وما بقي فللأخ من الأم فقال علي للزوج النصف
وللأخ من الأم السدس وما بقي فهو بينهما نصفان (3)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني أنبأ أبو أحمد الحريري محمد بن أحمد بن يوسف ثنا أحمد بن الحارث
الخراز نا أبو الحسن المدائني عن مبارك بن سلام عن مجالد عن الشعبي قال
ضاع درع لعلي كرم الله وجهه يوم الجمل فأصابها رجل من بني قفل فباعها
فعرفت (5) عند مرحل من اليهود فقال اشتريتها من بني قفل (4) فخاصمه علي إلى
شريح فشهد لعلي الحسن بن علي ومولاه قنبر فقال لعلي شريح زدني شاهدا مكان
الحسن فقال أترد شهادة الحسن قال لا ولكني حفظت أنك قلت لا يجوز شهادة
الولد لوالده فقال علي رضي الله عنه الحق ببانفيا (6) واقض عليها واستعمل على
الكوفة محمد بن زيد بن خليد الشيباني ثم عزله وأعاد شريحا (7)
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ يوسف بن
رباح بن علي أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن أحمد بن حماد ثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول شريح بن الحارث القاضي قضى
لعمر وللحجاج بن يوسف

(1) بالأصل " الأبطر " انظر ما مر فيه قريبا.
(2) سورة الأحزاب، الآية: 6.
(3) الخبر في أخبار القضاة 2 / 196.
(4) إعجامها مضطرب بالأصل وتقرأ: فقل بتقديم الفاء.
(5) بالأصل: فغرقت خطأ، والصواب عن مختصر ابن منظور 10 / 297.
(6) بانقيا ناحية من نواحي الكوفة (معجم البلدان).
(7) الخبر في أخبار القضاة 2 / 194 - 195 وانظر حلية الأولياء 4 / 140.
26

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن إبراهيم أنبأ
أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمران ثنا موسى التستري ثنا خليفة العصفري (1)
قال في تسمية القضاء بالكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي ولاه سعد قضاء الكوفة ثم ولى
عمر شريحا ويقال استعمل قبل شريح عبيدة السلماني وولى شريحا سنة ثنتين
وعشرين يعني فكان شريح على قضاء الكوفة حتى قتل عثمان وأقر يعني عليا
شريحا ثم عزله وولى محمد بن زيد ين خليد (2) الشيباني أشهرا (3) ثم عزله
وأعاد شريحا حتى قتل ولم يزل شريح قاضيا عليها يعني في زمان معاوية حتى
جدده (4) معه زياد إلى البصرة فقضى مسروق بن الأجدع حتى رجع شريح وقضى
شريح مع زياد بالبصرة سنة وكان على قضاء الكوفة يعني في أيام يزيد بن معاوية
شريح حتى انقضت الفتنة وبعدما قدم الحجاج ولما غلب المختار على الكوفة استقضى
عبد الله بن عتبة أياما فتمارض فاستقضى عبد الله بن مالك الطائي واعتزل شريح
القضاء فلما اجتمع الناس على عبد الملك عند قتل مصعب أعاد شريحا ثم قدم
الحجاج فأقره على القضاء ثم استعفاه فأعفاه واستقضا أبا بردة بن أبي موسى
الأشعري
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنبأ أبو الميمون ثنا أبو زرعة (5) أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب
قال سئل مالك بن أنس من أول من استقضى فقال معاوية بن أبي سفيان فقيل له
فعمر قال لا فقال له رجل من أهل العراق أفرأيت شريحا قال كذلك يقولون
ثم قال كيف يكون هذا يستقضى بالعراق فلا يستقضى بغيره ليس كما تقولون
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام أنبأ عبد الله بن
الحسين بن حمزة العطار أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أنبأ أبو
موسى هارون بن محمد الموصلي نا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي ثنا

(1) انظر تاريخ خليفة ص 155 و 179 و 200 و 228 و 296.
(2) في تاريخ خليفة: خليدة.
(3) زيادة للإيضاح عن تاريخ خليفة.
(4) في تاريخ خليفة: أحدره.
(5) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 205.
27

الحسن بن محمد بن الأشعث المصري قال سمعت محمدا يعني ابن عبد الله بن
عبد الحكم يقول سمعت الشافعي يقول لم يكن شريح قاضيا لعمر بن الخطاب
فقيل للشافعي أكان قاضيا لأحد قال نعم كان قاضيا لزياد لا أعرف وجه ما قال
مالك رحمه الله فأمر شريح في ولايته القضاء لعمر وعلي مستفيض فأما قول
الشافعي رحمه الله فلعله أراد بالبصرة دون الكوفة
ويدل ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو
الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (1)
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق قالا نا أبو بكر الحميدي نا
سفيان (2) ثنا عمرو عن أبي الشعثاء قال وفي حديث حنبل قال قال جابر أتانا
زياد بشريح فقضى فينا سنة بما قضى وفي حديث حنبل لم يقض فينا مثله قبله ولا
بعده
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل أنبأ
أحمد بن مروان ثنا علي بن الحسن ومحمد بن عبد العزيز عن ابن عائشة قال نظر
شريح إلى رجل يقوم على رأسه وهو يضحك وهو في مجلس القضاء فنظر إليه شريح
فقال ما يضحكك وأنت تراني أنقلب بين الجنة والنار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي أنبأ
أبو بكر البابسيري (3) أنبأ الأحوص بن المفضل بن غسان ثنا أبي ثنا أبو مالك عن
ابن نور (4) عن محمد قال كان شريح إذا قعد على القضاء قال كان يقول سيعلم
الظالمون حظ من نقضوا إن الظالم ينتظر العقاب وإن المظلوم ينتظر النصر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأ أبو
الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو (5) خيثمة بن

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 587.
(2) هو سفيان بن عيينة.
(3) بالأصل: البابيري، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. وانظر الأنساب (البابسيري).
(4) كذا.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
28

زهير بن حرب ثنا جرير عن مغيرة قال عزل عبد الله بن الزبير شريحا عن القضاء
فلما ولي الحجاج رده
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن الحسن
قالا قرئ على أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه أنبأ أحمد بن معروف
ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد (1) أنبأ عارم (2) ثنا حماد بن زيد عن
شعيب بن الحبحاب عن إبراهيم
أن شريحا كان إذا خرج للقضاء قال سيعلم الظالم حق من نقص إن الظالم
ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر
قال وأنبأ ابن سعد (3) أنبأ قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن أبي حفص قال
اختصم إلى شريح رجلان قضى على أحدهما فقال قد علمت من حيث أتيت فقال
شريح لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله يحيى بن الحسن قالا أنبأ
أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو حفص عن ابن إبراهيم بن أحمد الكناني ثنا البغوي
ثنا أبو خيثمة ثنا الوليد بن مسلم حدثني تميم بن عطية العبسي قال سمعت مكحولا
يقول اختلفت إلى شريح أشهرا لم أسأله عن شئ اكتفي بما أسمعه يقضي به (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر أنبأ يعقوب قال سمعت من يذكر عن أبي مسهر قال
حديث تميم بن عطية ليس بمحفوظ لأن مكحولا لو اختلف إلى شريح لم يقل ما لقيت
مثل الشعبي
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأ عمر بن عبيد الله (6) بن عمر أنبأ علي بن
محمد بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق نا إسحاق بن إسماعيل

(1) طبقات ابن سعد 6 / 135.
(2) عن ابن سعد وبالأصل: عازم.
(3) المصدر السابق نفسه.
(4) في ابن سعد: أبي حصين.
(5) المعرفة والتاريخ 2 / 603.
(6) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 604.
29

ثنا جرير عن مغيرة قال كتب معاوية إلى أمير الكوفة فذكر كلاما قال فلما قام
اختصم إليه رجلان في دين فأمر بجلسة قال فقال له " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى
ميسرة " (1) فقال له شريح ذاك في الربا
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ محمد بن أحمد بن حسنون أنبأ أبو الحسن
علي بن عمر الحربي أنبأ حامد بن محمد بن شعيب ثنا شريح بن يونس ثنا هشيم
عن مغيرة عن إبراهيم عن شريح أنه حبس رجلا في حق كان قضا عليه قال فأرسل
إليه بشر بن مروان أن خل عن الرجل قال فأبى (2) وقال السجن سجنك والبواب
عاملك رأيت الحق فقضيت عليه فحبسته وأبى أن يخرجه
قال وثنا شريح ثنا هشيم ثنا حجاج بن أبي عثمان عن ابن سيرين عن شريح
قال كان إذا قيل له كيف أصبحت قال أصبحت وشطر الناس علي غضاب (3)
أنبأنا أبو نصر بن البنا وأبو طالب بن يوسف قالا أنبأ أبو محمد الجوهري
عن أبي عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن
سعد (4) أنبأ الحسن بن موسى وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا ثنا زهير ثنا
جابر عن عامر قال تكفل ابن لشريح برجل بوجهه ففر فسجن شريح بنه فكان ينقل
إليه الطعام في السجن
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ محمد بن علي بن
يعقوب أنبأ محمد بن أحمد بن محمد أنبأ الأحوص بن المفضل بن غسان ثنا أبي
ثنا هشام بن عبد الملك ثنا موسى بن محمد الأنصاري حدثني الجعد بن ذكوان قال
كان شريح يحبس في الدين قال ورأيت شريحا وجاءه رجل فقال ابنك تكفل لي
برجل فأمر به إلى السجن فلما قام من مجلس القضاء قال يا غلام اذهب إلى عبد الله
بقطيفة أو مرقعة أو برأس (5)

(1) سورة البقرة، الآية: 280.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل.
(3) الخبر في سير الأعلام 4 / 105.
(4) طبقات ابن سعد 6 / 134.
(5) الخبر في أخبار القضاة 2 / 308 وفي آخره: اذهب إلى عبد الله بقطيفة ومرفقة أو فراش. وكرره في 2 / 317.
30

أنبأنا أبو نصر وأبو طالب قالا أنبأ الجوهري عن أبي عمر أنبأ أحمد بن
معروف نا الحسين بن الفهم
قال أنبأ ابن سعد (1) أنبأ عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن
سعيد بن جبير أن رجلا استعدى على رجل بينه وبين شريح نسب فأمر به شريح
فحبس إلى سارية (2) فلما قام سريح ذهب يكلمه فأعرض عنه شريح فقال إني لم
أحبسك إنما حبسك الحق
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي
وأبو بكر البابسيري أنبأ الأحوص بن المفضل الغلابي ثنا أبي ثنا هشام بن
عبد الملك ثنا موسى بن محمد الأنصاري حدثني الجعد بن ذكوان قال كان شريح
يسأله بعض أهله عن الشئ فيقول لا أرى شاهدا لغائب اذهب حتى تجئ أنت
وصاحبك على السواء لا ندري القضاء لك أو عليك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو محمد عبد الله بن
يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن تميم بن سلمة قال جاء ابن أبي عصيفير إلى شريح يخاصم رجلا
فجلس معه على الطنفسة فقال له قم فاجلس مع خصمك إني لا أدع النصرة وأنا عليها
لقادر
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون أنبأ
علي بن عمر بن محمد الحربي أنبأ حامد بن محمد بن شعيب البلخي ثنا شريح بن
يونس نا هشيم أنبأ داود
ح وأخبرنا أبو البركات أنبأ ثابت أنبأ أبو العلاء أنبأ أبو بكر أنبأ الأحوص
نا أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأ داود بن أبي هند عن الشعبي عن شريح قال ما
شددت على عضد خصم قط ولا لقنت (3) خصما قط حجة (4)

(1) المصدر السابق 6 / 135.
(2) عن ابن سعد وبالأصل: ساركه.
(3) بالأصل لقيت: والصواب ما أثبت عن سير الأعلام وأخبار القضاة.
(4) الخبر في أخبار القضاة 2 / 220.
31

أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا
محمد بن سعد (1) أنبأ عفان بن مسلم وعبيد الله بن محمد القرشي بن عائشة قالا
ثنا حماد بن سلمة ثنا شعيب بن الحبحاب عن إبراهيم أن شريحا قال ما شددت
لهواتي على خصم ولا لقنت (2) خصما حجة قط
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا أنبأ أبو
الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (3) ثنا أبو بكر الحميدي ثنا
سفيان عن عطاء بن السائب قال أتيت شريحا في زمن (4) بشر بن مروان وهو يومئذ
قاض فقلت يا أبا أمية أفتني فقال يا ابن أخي أنما أنا قاض ولست بمفتي (5) فقلت
إني والله ما جئت أريد خصومة إن رجلا من الحي جعل داره حبسا قال عطاء فدخل
من الباب الذي في المسجد في المقصورة فسمعت حين دخل وتبعته وهو يقول
لحبيب (6) الذي يقدم الخصوم إليه أخبر (7) الرجل أنه لا حبس عن فرائض الله عز
وجل
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم (8) ثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن
إسحاق الثقفي ثنا سوار بن عبد الله العبدي (9) ثنا العلاء بن (10) جرير العنبري
حدثني سالم أبو عبد الله قال شهدت شريحا وتقدم إليه رجلا قال أين أنت قال
بينك وبين الحائط فقال إني رجل من أهل الشام فقال بعيد سحيق قال إني
تزوجت امرأة قال بالرفاء والبنين قال إني اشترطت لها دارها قال الشرط

(1) طبقات ابن سعد 6 / 133 وسير الأعلام من طريق حماد بن سلمة 4 / 105.
(2) بالأصل لقيت، والصواب ما أثبت عن سير الأعلام وأخبار القضاة.
(3) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 589.
(4) في المعرفة والتاريخ: عبد الملك بن مروان.
(5) كذا بالأصل بإثبات الياء.
(6) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(7) العبارة في المعرفة مضطربة ونصها: " أحسن الرجل، أمنزلا يتخذ حبس عن من أرض الله " كذا.
(8) حلية الأولياء 4 / 134.
(9) في الحلية: العنبري.
(10) مطموسة بالأصل، والمثبت عن الحلية.
32

أملك قال أقضي (1) بيننا قال قد فعلت
أخبرنا أبو محمد (2) عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنبأ سهل بن بشر
أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أنبأ القاضي أبو الطاهر
محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي ثنا جعفر بن محمد بن الحسن ثنا قتيبة ثنا
خالد بن عبد الله عن عمر بن قيس الماصر قال
سمعت شريحا وأتاه رجل فقال إني رجل من أهل الشام فقال مرحبا بالبقية
قال وإني تزوجت امرأة قال بالرفاء والبنين قال وإني شرطت لها دارها قال
المسلمون عند شروطهم قال اقض بيننا قال قد فعلت (3)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو محمد بن يوسف
أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ عن ابن عون قال مررت
بالشعبي وهو جالس بقبابه فقلت كيف أنتم قال وقال كان شريح إذا قيل له كيف
أنتم قال بنعمة قال بإصبعه كذا ومد بصره إلى السماء
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد قال قرأت على أبي
الحسن علي بن موسى بن الحسن قلت له أخبركم أبو سليمان محمد بن عبد الله بن
أحمد بن زيد نا أبي ثنا محمد بن عيسى العطار ثنا علي بن عاصم أخبرني
إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال وحدثني الحسن بن عليل
العنبري ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو
الشيباني وحديث أبي أسامة أتم قال
كنت عند شريح فأتاه قوم برجل عليه صك بخمس مائة درهم دينا فقالوا إن
مولى لنا مات وترك على هذا خمس مائة درهم دينا ونحن وارثوا مولانا فقال له
شريح ما تقول فقال كان أخي رجلا حرا مولى لهؤلاء وكان موسرا وأنا عبد لقوم
آخرين وكان أعطاني هذه الدراهم أنتفع بها فمات أخي وترك مالا كثيرا أورثه هؤلاء

(1) كذا بالأصل، والصواب: اقض.
(2) بالأصل: " أبو محمد بن عبد الرحمن " حذفنا " بن " لأنها مقحمة، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ
ص 635.
(3) انظر أخبار القضاة 2 / 303.
33

عنه فقلت لهم دعوا لي هذه الدراهم فإني معيل قال فكلمهم شريح وقال لهم لا
عليكم أن تدعوا له هذه الدراهم وسائر ميراث أخيه لكم فقد ذكر عيلة فأبوا وقالوا
خذ لنا بحقنا فقال لهم شريح اتقوا الله وافعلوا فأبوا وقالوا خذ لنا بحقنا فقال له
شريح ادفعها إليهم فإنك عبد لا ميراث لك فأقيموا من بين يديه على ذلك
قال أبو عمرو الشيباني فلما رأيت جزعه وشدة همه فقلت له ويحك ذكرت أنك
معيل فما عيالك قال زوجة وأولاد ذكور وإناث فقلت فما زوجتك حرة أو أمة
فقال حرة فرجعت إلى شريح فقلت يا أبا أمية ألا ترى ما يقول هذا الرجل قال
وما يقول قلت يقول لي أولاد أحرار من امرأة حرة قال ردهم علي فرددتهم
فأعاد الكلام فاعترفوا به وقالوا نعم له أولاد أحرار فقال ولد حر من امرأة حرة
فقال شريح فابن الأخ الحر أولى بالميراث منكم والله لا تبرحوا حتى تعطوه ما في
أيديكم من ميراث أخيه قال فانتزع ذلك منهم فدفعه إليه (1)
قال ونا أبي ثنا سعد بن محمد بن عبد الله القاضي ثنا سليم بن عبد الرحمن
ثنا الوليد بن مسلم حدثني سالم البصري قال سمعت محمد بن سيرين يقول جاء
رجل إلى شريح فقال إن امرأتي توفيت ولم تترك ولدا فما لي من ميراثها قال
النصف قال فمضى ثم عاد ومعه خصوم له في هذه المسألة فإذا هي من عشرة أسهم
يجب له منها ثلاثة أسهم
قال الوليد تفسير ذلك أنها تركت زوجها وأمها وأختيها لأمها وأبيها وأختيها
لأمها فأعطاه ثلاثة أسهم من عشرة فكان الرجل بعد ذلك يقول انظروا إلى قاضيكم
هذا أتيته فقلت إن امرأتي توفيت ولم تترك ولدا فما لي من ميراثها فقال النصف
فلما تحاكمنا إليه ما أعطاني النصف ولا الثلث فكان شريح يقول يا عدو نفسه إذا
رأيتني ذكرت حكما جائزا وإذا رأيتك ذكرت رجلا (2) فاجرا يظهر الشكوى ويكتم
حقيقة القضاء (3)

(1) الخبر ورد مختصرا في أخبار القضاة 2 / 296 - 297.
(2) في أخبار القضاة: خصما فاجرا.
(3) الخبر ورد مختصرا في أخبار القضاة 2 / 364.
34

كتب إلي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحطاب (1)
ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح وأخبرنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن الفتح الأنصاري وأبو محمد عبد الرحمن بن الحسن بن إبراهيم الكتانيان
قالا أنبأ سهل بن بشر قال أنبأ محمد بن الحسين بن الطفال أنبأ محمد بن أحمد
الذهلي ثنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن
عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أخبرني
اختصم إلى شريح في ولد هرة فقالت امرأة هو ولد هرتي وقالت الأخرى
هو ولد هرتي فقال شريح ألقها مع هذه فإن هي قرت ودرت واسبطرت فهي لها وإن
هي هرت وفرت واقشعرت فليس لها (3)
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي
ح وحدثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد أنبأ المبارك بن عبد الجبار أنبأ أبو
الحسن علي بن عمر بن الحسن وإبراهيم بن عمر قالا أنبأ أبو عمر بن حيوية أنبأ
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد ثنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال في حديث
شريح
أن امرأتين اختصمتا إليه في ولد هرة فقال ألقوها مع هذه فإن هي قرت ودرت
واسبطرت فهي لها وإن هي فرت وحرت واقشعرت فليس لها ومن وجه آخر وإن هي
هرت وازبأرت حدثنيه ابن الخليل عن ابن المديني عن ابن عيينة عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد
قوله اسبطرت يريد امتدت الإرضاع (4) يقال اسبطر الشئ إذا امتد قال
الهذلي (5) وذكر ناقة

(1) ترجمته في سير الأعلام 19 / 583.
(2) بالأصل " هو " خطأ والصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
(3) الخبر في سير الأعلام 4 / 105 وانظر أخبار القضاة 2 / 393 وفي آخره في أخبار القضاة: فقرت ودرت،
فقضيت بها لصاحبة الجراء.
(4) كذا، والصواب: للارضاع. أو للرضاع، انظر تاج العروس بتحقيقنا مادة سبطر.
(5) البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي من قصيدة طويلة مطلعها:
ألا يا لقوم لطيف الخيال * أرق من نازح ذي دلال
شرح أشعار الهذليين 2 / 498.
والعنق: السير المنبسط، العجر فيه: يقول: إذا كلت الإبل رأيتها تأخذ السير بخرق وضباطة، وذاك
محمود منها.
35

* ومن سيرها العنق المسبطر * والعجز فيه بعد الكلال *
أي الممتد وازبأرت اقشعرت وتنفشت
وقال امرؤ القيس يصف فرسا (1)
* لها ثنن كخوافي العقاب * سود يفين إذا تزبئر *
والثنة الشعر المتعلق في مآخير قوائمها يفين يكثرن إذا تزبئر أي تنفش (2)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ محمد بن أحمد بن محمد بن علي أنبأ أبو محمد
عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري
قراءة ثنا أبو خليفة وهو الفضل بن الحباب ثنا العكلي عن ابن أبي خالد عن
الهيثم بن عدي عن ابن عباس عن أبيه قال
شهدت شريحا وأتاه رجل يخاصم امرأته فقال إن هذه حديدة الوكبة سريعة
الوثبة تؤذي الجار وتشتم البعل وتقو الهجر فقال شريح سبحان الله دون هذا
الكلام عافاك الله فقالت المرأة الله أيها الحاكم هو زمر المذوة صفر
المزوة (4) كثير التفقد قليل التعهد إن جاع ضرع وإن شبع استشبع فقال شريح
قوما عني في غير حفظ الله
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ أبو محمد الحسن بن
إسماعيل أنبأ أحمد بن خيرون ثنا أحمد بن محمد الأزدي ثنا الحارث بن
عبد الغفار قال سمعت أبي يقول سمعت أبا سفيان بن العلاء يقول أتي شريح
القاضي يوم (5) برجل فقالوا إن هذا خطب إلينا فسألناه عن حرفته فقال أبيع الدواب
فزوجناه فإذا هو يبيع السنانير قال أفلا قلتم أي الدواب وأجاز شريح نكاحه

(1) البيت في ديوانه ط بيروت ص 112 واللسان: زبر.
(2) كذا ولعله: انتفش، كما في اللسان: زبر، في شرحه الكلمة بعدما ذكر بيت امرئ القيس.
(3) كذا بالأصل.
(4) كذا.
(5) في مختصر ابن منظور 10 / 299 أتى شريحا القاضي قوم برجل.
36

قال وحدثنا أحمد بن مروان ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا الفضل بن إسحاق
ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسحاق عن سفيان عن محارث بن دثار قال اختصم
إلى شريح رجلان فذكر هذا ثنية هذا وهذا ضرس هذا فقال شريح الثنية لها
والضرس له منفعة هذا بهذا قوما
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عبد الله الحسين بن
عمر بن عمران الضراب نا إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن سمعان ثنا أبو سعيد
الأشج ثنا ابن إدريس عن عمه عن الشعبي قال كان من كلام شريح الخصم داؤك
والشهود سناؤك (1)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ أبو الحسين بن مأتي ثنا أحمد بن حازم عن أبي غرزة ثنا حسن بن
قتيبة ثنا فاند بن الحسن قال قال شريح إذا دخلت الهدية من الباب خرجت
الحكومة من الكوة
قال وأنبأ أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه (2) ثنا أحمد بن نجدة
ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا ابن عون عن إبراهيم أن رجلا أقر عند شريح ثم
ذهب ينكر فقال شريح قد شهد عليك ابن أخت خالتك
قال وثنا ابن سيرين أن شريحا قال له شهد عليك ابن أخت خالتك (4)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن حسنون أنبأ أبو الحسن الحربي
أنبأ حامد بن محمد ثنا شريح بن يونس ثنا هشيم عن ابن عون عن شراح أن
ر لا أقر عنده بشئ فذهب لينكر فقال قد شهد عليك ابن أخت خالتك
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنبأ أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ثنا يزداد بن عبد الرحمن بن محمد الكاتب ثنا

(1) كذا وفي أخبار القضاة 2 / 229 وشهودك شفاؤك.
(2) اسمه محمد بن عبد الله بن محمد، ترجمته في سير الأعلام 16 / 311.
(3) الخبر في أخبار القضاة 2 / 280.
(4) يريد: إنك أقررت على نفسك قضيت عليك.
37

أبو سعيد عبيد الله بن سعيد ثنا ابن إدريس عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي (1)
قال
ما نعلم أحدا انتصف من شريح إلا أعرابي أتاه في خصومة فجعل يكلمه ويمسه
بيده فقال له شريح إن لسانك أطول من يدك فقال له الأعرابي أسامري فلا تمس (2)
قال فإذا أراد أن يقوم قال هل شريح إني لم أرد هذا بسوء فقال له الأعرابي فلا
أجرمته إليك
قال ابن إدريس وكانت القضاة تكره أن يقوم الخصم وهو غضبان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ علي بن
محمد بن بشران أنبأ أبو محمد بن السماك ثنا حنبل ثنا مسدد أنبأ هشام بن أبي
إسحاق عن أبي جرير عن شريح أن كان إذا غضب أو جاع قام فلم يقض بين أحد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأ أبو الحسين بن
الطيوري ومحمد بن الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن بكر أنبأ
صالح بن أحمد بن صالح العجلي حدثني أبي (3) قال شريح بن الحارث الكندي
القاضي يكنى أبا أمية كوفي تابعي ثقة وكان يؤم قومه فبلغهم أنه تكلم في أمر حجر أبي
الأدبر (4) بشئ فقالوا له لا تؤمنا اعتزل فقال وأجمعتم على هذا قالوا نعم
فاعتزلهم
قال ويروى عن شريح أنه أتاه رجل فقال له يا أبا أمية كبر سني (5) ورق
عظمك وذهلت عن حكمك (6) وارتشى ابنك فقال له أعده علي فأعاده عليه
فاستعفي فأعفي وأرادوا أن يولوا سعيد بن جبير القضاء فقالوا هو مولى فولوا أبا
بردة بن أبي موسى وضموا إليه سعيد بن جبير

(1) الخبر في أخبار القضاة 2 / 255.
(2) بعدها في أخبار القضاة: فقال له شريح: أقبل قبل شأنك، فقال: ذاك أعجلني إليك.
(3) تاريخ الثقات للعجلي ص 216.
(4) كذا بالأصل، وفي ثقات العجلي: حجر بن الحارث بن الأدبر.
وانظر ترجمته في سير الأعلام 3 / 462.
(5) كذا وفي الثقات للعجلي: كبت سنك.
(6) في العجلي: وذهبت حكمتك.
38

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي
ح وأنبأ أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا أنبأ أبو
الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن سماك ثنا حنبل بن إسحاق قال وقال أبو
نعيم خرج شريح من عند زياد فلقيه رجل فقال كبرت سنك ورق عظمك وارتشى
ابنك قال فرجع إليه فأخبره فقال من قال لك قال لا أعرفه فاعفني قال لا
أعضل حتى يشير علي برجل فأشار عليه بأبي بردة فولاه القضاء (1)
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد بن
يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن
المظفر أنبأ عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأ ابن عمر بن العباس أنبأ عبد الله بن
عبد الرحمن بن بهرام أنبأ حجاج البصري نا أبو بكر الهذلي عن الشعبي قال
سمعت شريحا وجاء رجل من مراد فقال يا أبا أمية ما دية الأصابع قال عشر
عشر قال يا سبحان الله سواء هاتين وجمع بين الخنصر والإبهام فقال شريح يا
سبحان الله أسوا أذنك ويدك قال الأذن توازيها الشعر والكمة والعمامة فيها نصف
الدية وفي اليد نصف الدية ويحك إن السنة سبقت قياسكم فتبع ولا تبتدع فإنك لن
تضل ما أخذت فالأثر قال أبو بكر فقال لي الشعبي يا هذلي لو أن أخيفكم قتل وهذا
الضبي في مهده أكان دينهما سواء قلت نعم قال فأين القياس
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن حسنون أنبأ أبو الحسن الحربي
أنبأ حامد بن محمد بن شعيب أنبأ شريح بن يونس ثنا هشيم عن داود بن أبي هند
عن الشعبي
أن عبد الله بن شريح كان بينه وبين رجل خصومة فقال لأبيه إن بيني وبين فلان
خصومة فإن كان الحق لي فأعلمني ذلك حتى أخاصمه إليك وإن كان الحق علي لم
أخاصمه قال فقال خاصمه قال فجاءه بخصمه فقضى عليه فلقيه بعدما انصرف
فقال ما رأيت مثلك إني لو لم أكن تقدمت إليك عذرت ولكن قد أعلمتك الأمر
وسألتك أن بيني وبين فإن (2) خصومة فغن كان القضاء علي لم أخاصمك إليه وإن كان

(1) ورد الخبر في أخبار القضاة 2 / 392 باختلاف، وفيه أن الذي أعفاه هو الحجاج.
(2) بالأصل: " قال " ولعل الصواب ما أثبت.
39

لي خاصمته إليك فأمرتني أن أخاصمه قال فقال يا بني إنك لما تقدمت على أمرك
كان القضاء عليك فكرهت أن أخبرك به لتذهب إلى خصمك فتصالحه وتقطع من
مالك (1) شيئا لا حق لك فيه فكرهت أن أخبرك
قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الأبنوسي أنا أحمد بن عبيد
قراءة [* * * *] وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد أنبأ علي بن محمد بن خزفة (2)
قالا أنبأ محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا أبي ثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال قال شريح إنما افتقر (3) الأثر فما
وجدت في الأثر حدثتكم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (4) ثنا (5) أبو عاصم محمد بن أبي أيوب
الثقفي حدثني عامر وسألته عن الولاء قلت يا أبا عمرو كيف ترى (6) في الولاء
قال كان شريح ينزله بمنزلة المال قلت فإن أهل المدينة لا يقولون ذاك قال أجل
إن أهل المدينة ينزلونه بمنزلة النسب قلت فعمن كان يروي شريح قال هو كان
أعظم في أنفسنا من أن نسأله عن من يروى
قال وثنا يعقوب حدثني محمد بن يحيى يعني ابن أبي عمر عن سفيان عن
سليمان قال قال شريح سمعنا قبل أن نلطح الأحاديث
رواه غيره عن ابن أبي عمر وقال تتلاطح الأحاديث
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأ عمر بن عبيد الله أنبأ أبو الحسين بن بشران أنبأ
عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق قال قال يحيى بن معين شريح بن هانئ
كوفي وشريح بن أرطأة كوفي وشريح القاضي أقدم منهما وهو ثقة
قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الأبنوسي أنبأ أحمد بن

(1) كذا، ولعله " من ماله " وهو أظهر.
(2) بالأصل: خزقه، والصواب بالفاء، وقد مر كثيرا.
(3) كذا بالأصل، ولعله: اقتفي.
(4) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ 2 / 588.
(5) في المعرفة والتاريخ يقول يعقوب: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عاصم.
(6) في المعرفة والتاريخ: كيف يرث.
40

عبيد قراءة [* * * *] وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد أنبأ علي بن محمد بن
خزفة (1) قالا أنبأ محمد بن الحسين ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قالا سمعت
يحيى بن معين يقول شريح القاضي ثقة
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي أنبأ أبو الفتح أحمد بن
عبد الله بن أحمد السوذرجاني أنبأ أبو نعيم الحافظ ثنا محمد بن علي بن حسن ثنا
أبو شعيب الحراني ثنا أبو عبد الملك الحراني ثنا زهير بن أبي إسحاق عن مرة
عن ح
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان قالا أنبأ أبو
الحسين بن بشران أنبأ أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج ثنا أبو شعيب ثنا
أحمد بن عبد الملك ثنا زهير ثنا أبو إسحاق حدثني مرة قال رأيت على ظهر كف
شريح فرجة فقلت له يا أبا أمية ما هذه فقال بم كسبت أيديكم ويعض عن كثير
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأ أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله ثنا محمد بن هارون ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن
أبيه أن شريحا خرجت بإبهامه قرحة فقيل له ألا أرايتها طبيبا قال هو الذي
أخرجها (2)
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ عنه أنبأ
أبو نعيم الحافظ (3) حدثنا عبد الله بن جعفر بن فارس ثنا أبو مسعود أحمد بن
الفرات أنبأ محمد بن عيسى ثنا عثام بن علي قال سمعت الأعمش يقول اشتكى
شريح رجله فطلاه (4) بعسل وقعد في الشمس فقيل له لو أريتها الطبيب قال قد
فعلت قال فما قال قال وعد خيرا
أخبرنا أبو محمد بن طاووس أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأ عبد الرحمن بن
عبيد الله بن عبد الحرقي ثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال قال شريح ما

(1) إعجامها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت، وقد مر التعريف به.
(2) نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 105 وحلية الأولياء 4 / 133.
(3) الخبر في حلية الأولياء 4 / 132 - 133 باختلاف في السند والرواية.
(4) كذا، وفي الحلية: فطلاها، وهو الظاهر.
41

أصيب عبد بمصيبة إلا كان لله عليه فيها ثلث نعم إلا يكون في دينه وأن لا تكون أعظم
مما كانت وأنها لا بد كائنة فقد كانت
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أحمد بن الحسن
القاضي
وأنبأنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنبأ علي بن أحمد بن محمد
الواحدي أنبأ القاضي أبو بكر الحيري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا
محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس بن بكار ثنا أبو بكر الهذلي عن الشعبي إن
شريحا قال إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات أحمد إذ لم تكن أعظم
منها وأحمد إذا رزقني الصبر عليها وأحمد أن وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من
الثواب وأحمد إذا لم يجعلها في ديني وفي حديث البيهقي أحمد بالهاء في المواضع
كلها وفيه إذا لم يكن أعظم (1) ولم يسم الغلابي ولم ينسبه (2)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي البقال أنبأ أبو العلاء الواسطي أنا
أبو بكر البابسيري أنبأ الأحوص (3) بن المفضل ثنا أبي ثنا أبو مالك عن ابن عون
عن محمد قال مات ابن لشريح قال فغدونا فإذا هو قاعد على القضاء
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ عاصم بن الحسن بن محمد أنبأ أبو عمر بن
مهدي أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا أحمد بن ملاهب ثنا يحيى بن
يعلى ثنا أبي نا الأشعث يعني ابن سوار ثنا الشعبي قال خرجت في العيد مع
مسروق وشريح وكان من أكثر أهل الكوفة صلاة قال فما صليا قبلها ولا بعدها
أنبأنا أبو طالب بن يوسف و (4) أبو نصر بن البنا قالا أنبأ أبو محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا
محمد بن سعد (5) قال أنبأ أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو شهاب عن (6) حجاج

(1) غير مقروءة بالأصل ورسمها: بن أخي.
(2) الخبر في سير الأعلام 4 / 105.
(3) بالأصل بالخاء المعجمة والصواب ما أثبت بالحاء المهملة، وقد مر كثيرا.
(4) زيادة لازمة منا، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 634 و 654).
(5) الخبر في طبقات ابن سعد 6 / 138.
(6) بالأصل " بن " في الموضعين، والمثبت عن ابن سعد.
42

عن (1) عمير بن سعيد أن عليا أمر شريحا أن يصلي بالناس في رمضان قال أبو شهاب
يعني القيام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن
مغيرة قال كان شريح يدخل يوم الجمعة بيتا يخلو فيه لا يدري الناس ما يصنع فيه
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم (1) نا أحمد بن محمد بن سنان نا أبو
العباس السراج ثنا محمد بن الصباح أنبأ جرير عن الأعمش عن سفيان قال
قال شريح في الفتنة يعني فتنة ابن الزبير ما استخبرت ولا أخبرت ولا ظلمت مسلما
ولا معاهدا دينارا ولا درهما قال قلت له لو كنت على حالك لأحببت أن أكون
قدمت فأومأ إلى قبلة فقال كيف بهذا
قال (6) وثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعيد بن
يحيى بن سعيد الأموي ثنا الأعمش عن شقيق قال قال لي (7) شريح ما أخبرت
ولا استخبرت منذ كانت الفتنة قال لو كنت مثلك لسرني أن أكون قدمت قال
فكيف بما في صدرك تلتقي الفئتان إحداهما أحب إليك (8) من الأخرى
أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا في كتابيهما قالا قرئ على
أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف أنبأ الحسين بن
الفهم ثنا محمد بن سعد (9) أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا أبو المليح عن (10) ميمون

(1) بالأصل: " بن " في الموضعين، والمثبت عن ابن سعد.
(2) الخبر في سير الأعلام 4 / 105 من طريق مغيرة.
(3) الخبر في حلية الأولياء 4 / 133.
(4) في الحلية: شقيق.
(5) في الحلية: إلى قلبه.
(6) القائل أبو نعيم، والخبر في الحلية 4 / 133.
(7) عن الحلية وبالأصل: ثنا.
(8) في الحلية: " بما في صدري... إلي ".
(9) طبقات ابن سعد 6 / 141.
(10) عن ابن سعد وبالأصل " بن ".
43

قال ليث (1) شريح في الفتنة تسع سنين لا يخبر ولا يستخبر (2) فقيل له قد
سلمت فقال كيف بالهوى
قال ونا ابن سعد (3) أنبأ كثير عن هشام ثنا جعفر بن برقان قال سمعت
ميمون بن مهران يقول قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير ما سألت
فيها ولا أخبرت
قال جعفر وبلغني أنه كان يقول وأنا أخاف أن لا أكون نجوت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
قالا أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا
علي بن الجعد أنبأ شعبة عن الحكم قال خرج شريح إلى النجف فرأى فساطيط
ورأى ناسا قد برزوا وفروا من الطاعون فقال أنا وإياهم على بساط واحد وانهم من ذي
حاجة لقريب (4)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن
بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح قال سمعته يقول لرجل يا
عبد الله دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فوالله لا يدع أظنه قال عبد الله من ذلك شيئا
فيجد فقده
قال وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن
محمد البرني ثنا مسلم ثنا الحارث بن عبيد ثنا هارون أبو سعيد العبسي عن
محمد بن سيرين قال قال شريح لا يدع عبد شيئا تحرجا فيجد فقده
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله أنبأ محمد بن
الحسين أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (6) ثنا أبو نعيم وقبيصة قالا ثنا

(1) تقرأ بالأصل: أين أو ابن، والصواب عن ابن سعد.
(2) تقرأ بالأصل: يتخير، والمثبت عن ابن سعد.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 140.
(4) الخبر في أخبار القضاة 2 / 267.
(5) أخبار القضاة 2 / 343.
(6) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 588 وانظر ابن سعد 6 / 143.
44

سفيان عن أبي حيان (1) عن أبيه قال كان شريح لا يتخذ مثعبا إلا في داره ولا يدفن
سنورا إلا في داره إذا ماتت
قال وثنا يعقوب (2) ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا أبو حيان
التيمي عن أبيه قال كان شريح ليس له مثعب (3) إلا شارع في داره وكان يموت له
السنور لأهله فيأمر به فيدفن في داره اتقاء أذى المسلمين
أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو زكريا بن
أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ ثنا أبو أحمد محمد بن
عبد الوهاب الفراء أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو حيان عن أبيه قال كان شريح لا يسرع
مثعبا إلى الطريق إلا إلى داره ولا يموت لأهله سنورا إلا دفنها في داره اتقاء أذى
الناس
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسين بن الفراء قالا ثنا أبو بكر
الخطيب أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف ثنا ابن ذريح وهو محمد بن صالح ثنا
هناد بن السري ثنا وكيع عن الأعمش قال سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى
جيرانا له يحولون فقال ما لكم فقالوا فرغنا اليوم فقال شريح وبهذا أمر
القارع (4)
أخبرنا بها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنبأ
أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى أنبأ أبو زكريا يحيى بن
إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب الحربي أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الشرقي (5) ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ثنا وكيع نا الأعمش قال
سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له يحولون فقال لهم ما بالكم تحولون
قالوا فرغنا اليوم فقال لهم شريح وبهذا أمر القارع (4)

(1) هو يحيى بن سعيد بن حيان.
(2) لمعرفة والتاريخ 2 / 589 وانظر الحلية 4 / 135 - 136.
(3) لمثعب: المزراب.
(4) لخبر في حلية الأولياء 4 / 134 وفيها: الفارغ.
(5) بالأصل بالفاء خطأ، والصواب بالقاف، انظر ترجمته في سير الأعلام 15 / 40.
45

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأ
الحسن بن إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا أحمد بن علي المروزي ثنا الحماني
عن محمد بن عبد الله بن واصل عن أبيه قال
جاء رجل من آل شريح يستقرض منه دراهم فقال له شريح حاجتك عندنا فائت
منزلك فإنها ساببك (1) إني أكره أن يلحقك بها
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الأصبهاني (2) ثنا الحسن بن عبد الله بن
سعيد ثنا أبو روق الهمداني (3) نا الرياشي قال قال رجل لشريح إني أعهدك وإن
شأنك لشوين (4) فقال شريح أراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها في نفسك
قال (5) وثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن خلف بن المرزبان ثنا
الرياشي عن الأصمعي قال قال رجل لشريح لقد بلغ الله بك يا أبا أمية قال إنها
لتذكر النعمة في غيرك وتنساها فيك قال وإني والله لأحسدك على ما ترى قال ما
نفعك الله بهذا ولا تضرني
قال وثنا محمد بن عبد الله ثنا الحسن بن علي ثنا محمد بن عبد الكريم نا
الهيثم بن عدي قال أنبأ مجالد عن الشعبي قال شهدت شريحا وجاءته امرأة
تخاصم رجلا فأرسلت عينيها فبكت فقلت يا أبا أمية ما أظنها إلا مظلومة فقال يا
شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأ
محمد بن الحسين أنبأ المعافى بن زكريا ثنا محمد بن الحسن بن زياد أنبأ أحمد بن
عبد الرحيم أنبأ وكيع عن الأعمش أنبأ عامر قال
سئل شريح القاضي عن الجراد فقال قبح الله الجراد خلقتها خلقة سبعة جبابرة
رأسها رأس فرس وعنقها عنق ثور وصدرها صدر أسد وجناحها جناح نسر

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) الخبر في حلية الأولياء 4 / 136.
(3) كذا، وفي الحلية: الهزاني، وهو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي أبو روق بفتح الراء وسكون الواو
بعدها قاف كما في تقريب التهذيب.
(4) بالأصل: " لسوبن " والمثبت عن الحلية، وبهامشها عن المختصر: لحقير.
(5) حلية الأولياء 4 / 136.
46

ورجلاها رجلا جمل وذنبها ذنب حية وبطنها بطن عقرب (1)
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد ثنا أبو القاسم علي بن محمد
الفقيه أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنبأ عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف بن
خبيب حدثني علي بن بكر حدثنا محمود نا عبيد الله حدثني محمد بن حسان نا
هشام بن الكلبي عن أبيه قال
أتى شريح لسوق الإبل بناقة يبيعها فسامه بها أعرابي فقال كيف سيرها فقال
خذ الزمام بشمالك والسوط بيمينك وعليك الطواف قال كيف حملها قال الحائط
احمل عليه ما شئت قال كيف حلبها قال قرب المحلب وشأنك قال كم الثمن
قال ثلاثمائة درهم (2) له الثمن فلما مضى بها فإذا هي بطيئة السير قليلة
الحلب وقد قال له إن رأيت ما تحت وإلا فسل عن حيان كندة عن شريح بن الحارث
فأقبل يسأل عنه فرآه في المسجد والخصوم بين يديه فقال ديان (3) أيضا لا حاجة لنا
في ناقتك يا غلام خذ الناقة واردد عليه دراهمه (4)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأ الحسن بن أبي طالب
ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا عبد الله بن جعفر النحوي ثنا القاسم بن أبي
المغيرة قال قال المدائني
عرض شريح ناقة ليبيعها فقال له رجل ما هذه قال ناقة تمشي على أربع قال
أتبيع قال لذلك أخرجتها قال وبكم تبيعها قال بكذا وكذا قال كيف لبنها
قال احلب في أي (5) إناء شئت قال كيف الوطاء قال أفرش ونم قال فكيف
قوتها قال احمل على حائط أو دع قال فكيف نجاؤها قال علق سوطك وسر
فاشتراها منه فقال له شريح إن عرضت لك حاجة فسل عن أبي أمية في مسجد

(1) الخبر في حياة الحيوان للدميري 1 / 213 والجليس الصالح للجريري 3 / 273.
(2) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(3) في أخبار القضاة: دباب.
(4) انظر الخبر ببعض اختلاف في أخبار القضاة 2 / 224 - 225 عن طريق الشعبي وفيه أنه نقده أربعمئة
درهم. واسم غلام شريح: ميسرة.
(5) زيادة منا للإيضاح.
47

الكوفة فسار بها الرجل قال فإذا أخبث ما سخر لآدمي فأتى (1) مسجد الكوفة وشريح
في مجلس القضاء فقال لم أر فيها شيئا مما وصفت فأدناه شريح وأفهمه ما قال له
ثم أقاله
أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (2) رحمه الله قال قرأت على أبي
محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت قال قرأت على أبي
الحسين أحمد بن محمد القطان عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش أنبأ
محمد بن إسحاق السراج أنبأ داود بن رشيد (3) بن عدي عن مجالد بن
سعيد قال قلت للشعبي
يقال في المثل إن شريحا أدهى من الثعلب فما هذا فقال لي ذا كان شريحا
خرج أيام الطاعون إلى النجف فكان إذا قام يصلي يجئ ثعلب فيقف تجاهه فيحاكيه
ويحيل بين يديه فيشغله عن صلاته فلما (4) ذلك عليه نزع قميصه فجعله
على قصبة وأخرج كميه وجعل قلنسوته وعمامته عليه فأقبل الثعلب فوقف على
عادته فوقف شريح من خلفه فأخذه بغتة فلذلك يقال هو أدهى من الثعلب وأحيل
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد ثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو
محمد عبد الرحمن بن عثمان أنبأ أبو الميمون البجلي ثنا أبو زرعة النصري (5)
حدثني أحمد بن شبويه ثنا الفضل بن موسى السيناني عن الأعمش عن إبراهيم
أنه سئل عن شريح فقال ذاك رجل (7) شاعر
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ
جدي أنبأ أبو محمد بن زبر (8) نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الأيلي نا أبو

(1) بالأصل: فإذا، ولعل الصواب ما أثبت.
(2) كذا لعل الخبر من زيادات القاسم بن أبي القاسم بن عساكر.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(4) بياض بالأصل، والعبارة في مختصر ابن منظور 10 / 301 فلما طال ذلك.
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 666 وبالأصل: البصري خطأ والصواب ما أثبت النصري.
(6) بالأصل السناني خطأ والصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب 7 / 286.
(7) في تاريخ أبي زرعة: امرؤ.
(8) بالأصل: " ربد " والصواب ما أثبت.
48

حاتم السجستاني ثنا الأصمعي عن أبي عوانة عن الأعمش قال كان شريح يقرأ
" بل عجبت ويسخرون " (1) ويقول إنما يعجب من لا يعلم
قال الأعمش فذكرت ذلك لإبراهيم فقال كان شريحا شاعرا معجبا برأيه
عبد الله أعلم بذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي أنبأ
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا يزيد بن هارون نا ابن أبي
شيبة عن فلان عن أبيه قال كان شريح فائقا (2) شاعرا قاضيا
كتب إلي أبو طالب بن يوسف قال أنا أبو إسحاق البرمكي قال حدثني
المعمر الأنصاري أنبأ أبو الحسن بن الطيوري أنبأ أبو الحسن بن محمد الفرونبي (3)
(4) قالا أنا أبو محمد بن العباس أنبأ عبيد الله بن عبد الرحمن السكوني
(5) الدينوري العائف الذي يعيف الطير أي يزجرها وذلك أن يفسر بأسمائها
ومساقطها وأصواتها ومجاريها يقال عفت (6) الطير أعيفها عيافة والأصل في العيافة
للطير ومنه قيل فلان يتطير وهو شديد الطيرة ثم قد تجدهم يعيفون بالبروح والسنوح
وعصب القرن ولم يرد ابن سيرين أن شريحا يعيف هذه العيافة وكيف يريد هذا وقد
روى أن العيافة من الحنث والمكيد أراد أنه مصيب الطير صادق الحدس فكأنه
عائف وهذا كما يقال ما أنت إلا ساحر إذا كان رقيقا لطيفا وما أنت إلا كاهن إذا بطنه
أصاب وأما العائف فهو الذي يعرف الآثار ويتبعها ويعرف شبه الرجل في ولده وأخيه
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق (7) أنبأ أبو
بكر الخطيب أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا أبو بكر أحمد بن

(1) سورة الصافات، الآية: 12.
(2) كذا بالأصل، وقد مر " قائفا ".
(3) كذا بالأصل.
(4) بياض بالأصل.
(5) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(6) بالأصل " عقب " ولعل الصواب ما أثبت.
(7) بالأصل: رزيق بتقديم الراء، والصواب ما أثبت بتقديم الزاي، ترجمته في سير الأعلام 20 / 69.
49

جعفر بن محمد بن سلم الجبلي (1) ثنا أحمد بن علي الآبار ثنا علي بن عبد الله بن
معاوية الكوفي [* * * *]
قال وأنبأ الخطيب أخبرني أبو منصور نابي (2) ابن جعفر بن نابي الجبلي أنبأ
عبد الرحمن بن عمر الحلال ثنا محمد بن جعفر المطيري ثنا العباس بن محمد ثنا
علي بن عبد الله الشريحي من ولد شريح القاضي أخبرني أبي عن أبيه معاوية عن
ميسرة (3) عن شريح قال افتقد شريح ابنا له فبعث في طلبه فجاءه الرسول فقال أين
أصيبه قال له يهارش الكلاب فقال له أصليت قال لا فقال خذ بيده فاذهب به
إلى المؤدب فقل له (4)
* ترك الصلاة لأكلب يلهوا (5) بها * طلب الهراش مع الغواة النجس * (6)
* فإذا أتاك فعضه بملامة * وعظته موعظة (7) الأديب الأكيس
وإذا هممت (8) بضربه فبدرة * فإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس *
هذا لفظ حديث أبي وزاد الحرفي بيتا رابعا وهو
* واعلم فإنك ما أتيت فنفسه * مع ما تجرعني أعز الأنفس *
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا حيدرة بن علي أنبأ أبو محمد بن
أبي نصر أنبأ عمي أبو علي ثنا علي بن بكر أنبأ ابن الخليل قال قال ابن عبيدة
ويروى أنه يعني شريحا كتب إلى معلم ابنه
* ترك الصلاة لأكلب يلهو بها * طلب الهراش مع الخبيث الأخيس
فإذا أتاك فعنفه بملامة * وعظته موعظة الأديب الأكيس

(1) كذا بالأصل، وفي تاريخ بغداد 11 / 243 وسير الأعلام 16 / 82 الختلي.
(2) كذا بالأصل: " نا بي بن جعفر بن نا بي الجبلي ".
(3) في أخبار القضاة 2 / 207 علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة.
(4) الأبيات في أخبار القضاة 2 / 207 والعقد الفريد بتحقيقنا الجزء الثاني / باب في تأديب الصغير.
(5) في المصدرين السابقين: يسعى بها.
(6) عجزه في العقد الفريد:
* يبغي الهراش مع الغواة الرجس
(7) في أخبار القضاة: وعظه عظة.
(8) أخبار القضاة: هجمت.
50

فإذا هممت بضربه فبدرة * وإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس
فليأتينك عامدا بصحيفة * نكداء مثل صحيفة المتلمس (1)
ولم تعلم بأنك مع ما فعلت معه * مع ما تجزعني أعز الأنفس *
فضربه المعلم ستا فقال له شريح لم زدتك على ما أمرتك قال ثلاثا لأمرك
وثلاثا لحمله ما لا يدري ما هو
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة قال قرأ علي إسناده أنبأ محمد بن
الحسين أنبأ أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (2) ثنا أبو النصر (3) العقيلي ثنا
الغلابي ثنا عبد الله بن الضحاك ثنا الهيثم بن عدي عن الشعبي قال
قال لنا شريح يا شعبي عليكم بنساء بني تميم فإنهن النساء قلنا وكيف ذاك يا
أبا أمية فقال رجعت يوما من جنازة متطهرا (4) فمررت بخباء فإذا بعجوز معها جارية
رؤود (5) فاستسقيت فقالت اللبن أعجب إليك أم ماء أم نبيذ قال قلت اللبن
أعجب إلي قالت يا بنية اسقيه لبنا فإني أظنه غريبا فسقتني فلما شربت قلت من
هذه الجارية قالت هذه ابنتي زينب بنت حدير (6) إحدى نساء بني تميم ثم من بني
حنظلة ثم من بني طهية قلت أتزوجنيها قالت نعم إن كنت كفأ فانصرفت إلى
منزلي فامتنعت من القائلة فلما صليت الظهر وجهت إلى إخواني الثقات مسروق بن
الأجدع والأسود بن يزيد (7) فصليت العصر ثم رحلت إلى عمها وهو في مسجده
فلما رآني تنحى لي عن مجلسه فقلت أنت أحق بمجلسك ونحن طالبوا حاجة
فقال مرحبا بك يا أبا أمية ما حاجتك فقلت إني ذكرت زينب بنت أخيك فقال

(1) في العقد الفريد: فليأتينك غدوة... كتبت له كصحيفة المتلمس وقوله صحيفة المتلمس ضربت مثلا
لمن يحمل كتابا فيه حتفه دون أن يعلم، وأصله أن عمرو بن المنذر حمل المتلمس وطرفة كتابين إلى
أحد العمال يأمره بقتلهما، أما المتلمس فقد فتح الكتاب وقرأه فهرب، وأما طرفة فقد ذهب بالكتاب
إليه دون أن يفتحه، فقتل.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 301 والمستطرف 2 / 250 والأغاني 17 / 220.
(3) في الجليس الصالح: أبو النضر.
(4) كذا، وفي الأغاني والجلس الصالح: " مظهرا " أي سائرا أو داخلا في الظهيرة.
(5) الرؤود: التي قد بلغت.
(6) بالأصل: جرير، والصواب عن الأغاني والجليس الصالح.
(7) لم يذكره في الأغاني، ذكر ستة من القراء الأشراف.
51

والله ما بها عنك رغبة ولا تك عنها مقصر قال وتكلمت فزوجني ثم انصرفت فما فما
وصلت إلى منزلي حتى ندمت (1) فقلت ماذا صنعت بنفسي فهممت أن أرسل إليها
بطلاقها ثم قلت لا أجمع (2) حمقتين ولكني أضمها إلي فإن رأيت ما أحب حمدت الله
وإن تكن الأخرى طلقتها فأرسلت إليها بصداقها وكرامتها فلما أهديت إلي وقام النساء
عنها قلت يا هذه إن من السنة إذا أهديت المرأة إلى زوجها أن تصلي ركعتين خلفه
ويسألا الله البركة فقمت أصلي فإذا هي خلفي فلما فرغت رجعت إلى مكانها
ومددت يدي فقالت على رسلك فقلت إحداهن ورب الكعبة فقالت
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله أما بعد فإني امرأة غريبة ولا والله ما
ركبت مركبا هو أصعب علي من هذا وأنت رجل لا أعرف أخلاقك فخبرني بما تحب
أنت (4) وبما تكره أزدجر عنه أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك قال فقلت
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله أما بعد فقد قدمت على أهل دار زوجك سيد
رحالهم وأنت إن شاء الله سيدة نسائهم أحب هذا وأكره كذا (5) قالت فحدثني
عن أختانك أتحب أن يزوروك قال قلت إني رجل قاض وأكره أن يملوني وأكره
أن ينقطعوا عني قال فأقمت معها سنة أنا كل يوم أشتد (7) سرورا مني باليوم الذي
مضى فرجعت يوما من مجلس القضاء فإذا عجوز تأمر وتنهي في منزلي فقلت من
هذه يا زينب قالت هذه ختنتك هذه أمي قلت كيف حالك يا هذه قالت كيف
حالك يا أبا أمية وكيف رأيت أهلك قال قلت كل الخير قالت إن المرأة لا تكون
أسوأ خلقا منها في حالتين إذا ولدت غلاما وإذا حظيت (8) عند زوجها فإن رابك من
أهلك ريب فالسوط قلت أشهد أنها ابنتك قد كفتني الرياضة وأحسنت الأدب فكانت
تجيئني في كل حول مرة فتوصي بهذه الوصية ثم تنصرف فأقمت معها عشرين سنة

(1) عن الأغاني والجليس الصالح وبالأصل " قدمت ".
(2) بالأصل: لأجمع، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) في الأغاني: إحدى الدواهي.
(4) كذا رسمها بالأصل: وفي الجليس الصالح: " بما تحب آته " وفي الأغاني: فآتيه.
(5) زيادة عن المصدرين السابقين.
(6) عن المصدرين السابقين، وبالأصل: يزورك.
(7) الجليس الصالح: أشد.
(8) عن المصدرين، وبالأصل: حطلت.
52

ما غضبت عليها يوما ولا ليلة إلا يوما وكنت لها ظالما وذلك أني ركعت ركعتي
الفجر وأبصرت عقربا فعجلت عن قتلها فكفأت عليها الإناء وبادرت إلى الصلاة
وقلت يا زينب إياك والإناء فعجلت إليه فحركته فضربتها العقرب ولو رأيتني يا
شعبي وأنا أمص إصبعها وأقرأ عليها المعوذتين وكان لي جار يقال له قيس بن جرير (1)
لا يزال يقرع مريته (2) فعند ذلك أقول
* رأيت رجالا يضربون نساءهم * فشلت يميني حين أضرب زينبا *
وأنا الذي أقول
* وإذا زينب زارها أهلها * حشدت وأكرمت زوارها
وأن هي زارتهم زرتها * وإن لم يكن لي هوى دارها *
يا شعبي فعليك بنساء بني تميم فإنهن النساء
قال القاضي قد روينا خبر شريح في نكاحه زينب من غير طريق عثرنا على هذا
منها فأثبتناه وهو كاف من غيره وفي بعض ما رويناه بيت يلي قوله وهو *
رأيت رجالا يضربون نساءهم * فشلت يميني يوم أضرب زينبا
وزينب شمس النساء كواكب * إذا طلعت لم يبق (3) منهن كوكبا *
قال القاضي وقد أغار شريح في هذا البيت على قول النابغة في مدح النعمان بن
المنذر وهو
* ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب
فإنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت لم يبد منهن كوكب * (4)
قال القاضي قوله في الخبر جارية رؤد قد وصفها بأنها في اقتبال شبابها كما
قال الشاعر (5)
* خمصانة قلق موشحها * رؤد الشباب غلا بها عظم *

(1) في الأغاني: ميسرة بن عرير.
(2) في الجليس الصالح: " مريئته " وفي الأغاني: يضرب امرأته.
(3) الجليس الصالح: لم تبق.
(4) البيتان في ديوانه ط بيروت 18.
(5) البيت للحارث بن خالد المخزومي، انظر اللسان (غلا).
53

وقوله أهديت إلى زوجها فيه لغتان هديت العروس إلى زوجها هداء وأهديتها
إهداء وصرح الألف أكبر وكأنه من الهداية لا من الهدية وهو أشبه وأليق بالمعنى
ومن الهداء قول زهير
* فإن تكن النساء مخبآت * فحق لكل محصنة هداء * (1)
وأما قول زينب لشريح هذه ختنتك فقد تكلم في هذا قوم من الفقهاء واللغويين
وحاجة الفقهاء إلى معرفة ذلك بينة إذ قد يوصي المرء لأصهار فلان وأختانه وقد
يحلف لا يكلم أصهار فلان أو أختانه فقال قوم الأختان من قبل الرجل والأصهار من
قبل المرأة وذهب قوم في هذا إلى التداخل والاشتراك وهذا أصح المذهبين عندي
وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
* محمد النبي أخي وصهري * أحب الناس كلهم إليا *
والنبي (صلى الله عليه وسلم) أبو زوجته وبذلك على هذا قولهم قد أصهر فلان إلى فلان وبين
القوم مصاهرة وصهر فجرى يجري (2) النسب والمصاهرة في إجرائهما على الطرفين
والعبارتين بهما على الجهتين وقد قال الله عز وجل " وهو الذي خلق من الماء بشرا
فجعله نسبا وصهرا " (3) وقد جاء عن أهل التأويل في قول الله عز وجل " والله جعل لكم
من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة " (4) أقوال قال بعضهم هم
الأصهار وقال بعضهم هم الأختان وظاهر هذا العمل على اختلاف المعنيين بحسب
ما ذهب إليه من قدمنا الحكاية عنه وجائز أن يكون (5) عبر باللفظين عن معنى واحد
وقد قال بعضهم الحفدة الخدم كما قال الشاعر
* حفد الولائد حولهن وأسلمت * بأكفهن أزمة الأحمال * (6)
وقال رؤبة يخاطب أباه

(1) ديوان زهير ص 74.
(2) كذا، وفي الجليس الصالح: فجرى هذا مجرى النسب.
(3) سورة الفرقان، الآية: 54.
(4) سورة النحل، الآية: 72.
(5) بالأصل: نكون.
(6) اللسان (حفد).
54

* إن بينك لكرام نجدة * ولو دعوت لأتون حفدة (1) *
أي سراعا إلى معاونتك واتباع أمرك ومن هذا قولهم وإليك نسعى ونحفد أي
نجد في عبادتك ونسعى في طاعتك
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن الحسن
ح وحدثنا عمي رحمه الله لفظا أنبأ أبو طالب بن يوسف قراءة قالا أنبأ
أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا
الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد (2) أنبأ الفضل بن دكين ثنا شريك عن
يحيى بن قيس الكندي قال أوصى شريح أن يصلى عليه بالجبانة (3) وأن لا يؤذن به
أحد ولا يتبعه صائحة وأن لا يجعل على قبره تابوت (4) وأن يسرع به السير وأن
يلحد له
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد أنبأ محمد بن الحسن بن محمد بن
يونس ثنا أحمد بن الحسين أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا محمد بن
إسماعيل أنبأ عمران بن ميسرة عن المحاربي يزعم عن أشعث بن سوار أن شريحا
مات وهو ابن مائة وعشرين سنة وأن أبا رجاء مات وهو ابن مائة وسبعة (5) وعشرين
سنة
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأ أبو بكر بن
المقرئ ثنا عبد الرحمن بن الحسن الضراب ثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة
الأحمسي ثنا المحاربي قال زعم أشعب بن سوار أن شريحا مات هو ابن مائة
وعشر سنين وأن أبا رجاء العطاردي مات وهو ابن مائة وستة (6) وعشرين سنة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن أحمد قالا أنبأ أبو الحسن بن الحمامي أنبأ الحسن بن

(1) ليس في شعره.
(2) طبقات ابن سعد 6 / 144.
(3) عن ابن سعد وبالأصل: بالجنابة.
(4) في ابن سعد: " ثوب " وفي مختصر ابن منظور 10 / 302 " نور ".
(5) كذا بالأصل. والصواب: وسبع.
(6) كذا بالأصل، والصواب: ومست.
55

محمد بن الحسن ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا ابن نمير قال مات شريح سنة
ثمانين وأخبرت عن أبي نعيم أنه قال سنة ست وسبعين وقال غيره أيضا سنة ثمان
وسبعين
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ
عبد الله بن محمد أنبأ أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا
هاشم بن محمد نا الهيثم بن عدي قال ومات شريح بن الحارث الكندي في سنة ثمان
وسبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا نعيم الفضل يقول
مات شريح في زمن مصعب بن الزبير وهو ابن مائة وثمان سنين ومات سنة ثمان
وسبعين بعدما عزل عن القضاء بسنتين
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن أنبأ سهل بن بشر وأحمد بن محمد قالا
أنبأ أبو الفضل السعدعي (1) أنبأ منير بن أحمد أنبأ جعفر بن أحمد أنبأ أحمد بن
الهيثم
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنبأ منصور النهاوندي أنبأ أبو العباس أنا
أبو القاسم بن الأسقر ثنا محمد بن إسماعيل قالا قال أبو نعيم
ح وأخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن أحمد وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
قالا أنبأ أحمد بن علي بن خلف أنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصفار
أنبأ إسماعيل الترمذي قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول ومات شريح بن
الحارث القاضي سنة ثمان وسبعين
وأخبرنا أبو البركات أنبأ أبو الفضل أنبأ أبو العلاء أنبأ أبو بكر أنبأ أبو أمية
أنبأ أبي ثنا أبو نعيم قال وشريح سنة ثمان وسبعين يعني مات
أخبرنا أبو الفضل بن نصر أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأ محمد بن
علي بن يعقوب أنبأ علي بن الحسين بن العباس أنبأ جدي لأبي إسحاق بن محمد

(1) كذا رسمها بالأصل.
56

النعالي قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني ثنا قعنب بن المحرز بن
قعنب الباهلي قال ومات شريح القاضي بالكوفة سنة ثمان وسبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ علي بن أحمد بن محمد أنبأ أبو علي بن
البشري (1) أنبأ أبو طاهر المخلص إجازة ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن
أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد
القاسم بن سلام قال سنة ثمان وسبعين فيها توفي شريح بن الحارث القاضي
بالكوفة ويقال إن شريحا القاضي مات فيها يعني سنة ثمانين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأ مكي بن محمد أنبأ
أبو سليمان بن زبر قال قال أبو نعيم فيها يعني سنة ثمان وسبعين مات شريح
القاضي وكان له يوم مات مائة سنة وثمان سنين وقال المدائني وفي سنة ثمان
وسبعين مات شريح القاضي
وقال ابن نمير مات شريح القاضي سنة ثمانين وذكر أنه (2) ابن زبر أن محمد بن
يوسف الهروي أخبره عن محمد بن عبد الله بن سليم عن ابن نمير بذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو عمرو بن منده أنبأ الحسن بن
محمد بن يوسف أنبأ أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3) ثنا
محمد بن سعد قال شريح بن الحارث الكندي القاضي ويكنى أبا أمية
أخبرني محمد بن عمر عن ابن أبي سبرة عن عيسى عن الشعبي قال توفي
شريح سنة ثمانين أو تسع وسبعين وقال الهيثم بن عدي توفي سنة ثمان وسبعين
وقال أبو نعيم توفي سنة ست وسبعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد قالا
أنبأ محمد بن الحسن بن أحمد أنبأ محمد بن أحمد بن إسماعيل ثنا عمر بن أحمد بن
إسحاق نا خليفة بن خياط (4)

(1) كذا.
(2) كذا بالأصل.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) طبقات خليفة بن خياط رقم 1037 صفحة 245.
57

قال شريح بن الحارث القاضي يكنى أبا أمية مات سنة ثمانين
وقال أبو نعيم سنة ست وسبعين ويقال هو من الأبناء الذين باليمن وعداده
في كندة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ العلاء أنبأ أبو بكر أنبأ
أبو أمية ثنا أبي قال سنة ثمانين شريح يعني مات
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن أبي الحسين أنبأ الآبنوسي أنبأ أبو
الحسن بن خزفة
ح وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد أنبأ أبو الحسن بن خزفة (1) قالا أنبأ
أبو عبد الله الزعفراني ثنا ابن أبي خيثمة قال قال المدائني مات شريح سنة ثنتين
وثمانين
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن
إسحاق ثنا أحمد بن عمران ثنا موسى التستري ثنا خليفة العصفري (2) قال وفي
سنة سبع وثمانين مات شريح القاضي وقال أبو نعيم مات شريح سنة ست وسبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر أنبأ
محمد بن أحمد بن عبد الله
ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار
وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوار قالا أنبأ الحسين بن علي أنبأ الطناجيري أنبأ أبو
عبد الله الأبزاري أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد ثنا أبو بشر هارون بن حاتم ثنا غير
واحد من أصحابنا أن شريح القاضي مات سنة ثمانين
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأ أبو عبد الله بن
منده أنبأ جعفر بن أحمد الخصاف ثنا أحمد بن الهيثم ثنا أبو نعيم قال مات
شريح سنة ثلاث وتسعين
وقال أشعث بن سوار مات وله مائة وعشرون سنة قال عبد الله بن أحمد قلت

(1) بالأصل هنا: " خرقه " والصواب " خزقة " وقد مر.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 301.
58

لأبي من ولاة القضاء قال يزعم أهل الكوفة أن ولاة
أنبأنا أبو محمد الأكفاني ثنا أبو محمد الكتاني أنبأ أبو بكر محمد بن
عبيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله بن مروان أنبأ أبو عبد الملك البسري ثنا
سليمان بن عبد الرحمن ثنا علي بن عبد الله التميمي قال شريح يكنى أبا أمية مات
سنة سبع وتسعين ويقال سنة تسع وتسعين رحمة الله علينا وعليه
2734 شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن غريب
أبو الصلت وأبو الصواب المقرائي الحضرمي الحمصي (1)
حدث عن معاوية وفضالة بن عبيد وأبي ذر الغفاري وأبي زهير ويقال ابن
نفير (2) النميري وعقبة بن عامر وعبيد بن عبد السلمي وبشير بن عقربة وأبي
أمامة والحارث بن الحارث والمقدام بن معدي كرب وأبي الدرداء والعرباض بن
سارية وأبي مالك الأشعري وثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والمقداد بن الأسود
الكندي وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وكثير بن مرة وأبي راشد الحبراني وأبي
رهم (3) السماعي وشراحيل بن معشر العنسي ويزيد بن حمير وأبي طيبة الكلاعي
وأبي بحرية (4) عبد الله بن قيس السكوني وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي وعمرو بن
الأسود وجبير بن نفير ومالك بن يخامر وأبي إدريس الخولاني وقزعة بن يحيى
والزبير بن الوليد
روى عنه ضمضم بن زرعة وصفوان بن عمرو وأبو دوس عثمان بن عبيد
وثور بن يزيد الحمصي ومعاوية بن صالح
وقدم دمشق وكان بها حتى قتل عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 492 والكاشف للذهبي، وتقريب التهذيب ومعجم البلدان (مقري)،
والأنساب (المقرائي).
وفي المصادر " عريب " بدل غريب.
والمقرائي بفتح الميم وسكون القاف ومحدثو دمشق على ضم الميم نسبة إلى مقري، قرية بالشام من
نواحي دمشق. (الأنساب ومعجم البلدان).
(2) في معجم البلدان: " ويقال أبي النمير ".
(3) في معجم البلدان: أبي رهيم.
(4) في معجم البلدان: أبي نجرية.
59

أخبرنا أبو محمد السيدي أنبأ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأ أبو أحمد
الحاكم أنبأ أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان ثنا هشام بن عمار حدثنا
إسماعيل بن عياش (1) عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن (2) عقبة بن عامر
أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إن أول عظم تتكلم من الإنسان حين يختم على الأفواه يعني فخذه وذكر كلاما
لم (3) أفهمه [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ثم حدثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن
حمد عنه أنبأ أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة
الحوطي ثنا أبو المغيرة نا صفوان عن شريح بن عبيد عن أبي الدرداء عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
قال الله عز وجل ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك
آخره [* * * *]
قال ونا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي
ثنا محمد بن إسماعيل بن عباس حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن
عبيد قال حضرت عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل
عمرو بن سعيد يا أبا اليمان احتجت إلى كلامك اليوم فقم فتكلم فقال إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء سمعة وقفه الله تعالى
يوم القيامة موقف رياء وسمعة [* * * *]
أخبرنا أبو محمد المزكي ثنا عبد العزيز الصوفي أنبأ عبد الرحمن بن عثمان
أنبأ أبو الميمون ثنا أبو زرعة (5) حدثني الحكم بن نافع بهذه الأسماء عن صفوان بن
عمرو فذكرها وقال وأبو الصلت شريح بن عبيدة (6)

(1) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت.
(3) زيادة منا اقتضاها السياق.
(4) تقرأ بالأصل: " احتجب إلي " والصواب ما أثبت.
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 389.
(6) بالأصل هنا: عبيدة. والمثبت عن أبي زرعة.
60

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار قالا أنا أبو القاسم
الأزهري أنبأ عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنبأ العباس بن العباس بن محمد
الجوهري أنبأ صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال أبي شريح بن عبيد أبو (1)
الصلت
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأ أبو أحمد
زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل
أنبأ محمد بن إسماعيل (2) قال شريح بن عبيد الحضرمي أبو الصلت المقرائي
الشامي سمع معاوية بن أبي سفيان وعن فضالة بن يزيد (3) كناه إسحاق يعني قال
ثنا أبو المغيرة (4) روى عنه صفوان بن عمرو وأبو دوس عثمان
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأ أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
الصلت شريح بن عبيد بن جبير (5) روى عنه صفوان بن عمرو
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر
الواسطي (6) أنبأ الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي قال أبو الفضل شريح بن عبيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (7) قال وشريح بن عبيد يكنى أبا
الصلت (8) حدثنا بذلك أبو اليمان عن صفوان

(1) بالأصل: " بن " ولعل الصواب ما أثبت انظر ما تقدم.
(2) التاريخ الكبير 4 / 230.
(3) في البخاري: عبيد.
(4) في البخاري: كناه إسحاق أبو المغيرة.
(5) كذا.
(6) كذا، ومر كثيرا هذا السند: أبو نصر الوائلي.
(7) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 2 / 428.
(8) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل أبا الصامت خطأ.
61

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز أنبأ تمام بن محمد أنبأ أبو
عبد الله الكندي ثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص من التابعين أبو الصلت
شريح بن عبيد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ عبد الله بن عتاب
أنبأ أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأ أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ أبو
الحسن الربعي أنبأ عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أحمد بن عمير قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية شريح بن عبيد مضروب عليه لم يعرفه أبو
سعيد
ثم قال في الطبقة الرابعة وشريح بن عبيد الحضرمي وأظنه تكريرا فإنه قد كرر
غير اسم والله تعالى أعلم وموضعه هو الثاني
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن محمد بن أحمد الأنباري أنبأ هبة الله بن
إبراهيم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن حماد قال أبو
الصلت شريح بن عبيد
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو الصلت شريح بن عبيد الحضرمي الشامي سمع
معاوية بن أبي سفيان وعن أبي محمد فضالة بن عبيد الأنباري
روى عنه أبو عمرو صفوان بن عمرو السكسكي وعثمان بن عبيد أبو دوس
النخعي اليحصبي كناه لنا محمد بن سليمان ثنا محمد يعني ابن إسماعيل قال
كناه إسحاق قال نا أبو المغيرة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو صادق الفقيه أنبأ أحمد بن محمد بن
زنجويه أنبأ أبو أحمد العسكري قال وأما شريح الشين معجمة والخاء غير معجمة
في التابعين شريح بن عبيد الحضرمي شامي يكنى أبا الصلت
روى عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد ومعاوية روى عنه صفوان بن
عمرو
62

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأ أبو الحسن
الدارقطني قال شريح بن عبيد الحضرمي الشامي أبو الصلت المقرائي سمع
معاوية بن أبي سفيان عن فضالة بن عبيد روى عنه صفوان بن عمرو وأبو دوس
عثمان كناه إسحاق قال قال أبو المغيرة كذا قال والمحفوظ أبو الصلت ثالثا
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى نا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنبأ أبو زكريا ثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب شريح بالشين شريح بن
عبيد
قرأت على أبي محمد بن أبي زكريا
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ثنا إبراهيم بن يونس بن محمد أنبأ أبو
زكريا
ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى ثنا سهل بن بشر أنبأ
رشأ بن نظيف قالا ثنا عبد الغني بن سعيد
وقرأت على أبي محمد عن أبي نصر (1) قالا وأنبأ المقرائي بالقاف وفتح الراء
وبعدها همزة الياء فمنهم شريح بن عبيد عن (2) فضالة بن عبيد روى عنه صفوان ابن
عمرو
قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال أما شريح بشين
معجمة وحاء مهملة فهو شريح بن عبيد الحضرمي أبو الصلت المقرائي شامي
سمع معاوية بن أبي سفيان وفضالة بن عبيد روى عنه صفوان بن عمرو وأبو دوس
عثمان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو الفضل وأبو عبد الله السلمي قالا أنبأ أبو
الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأ أبو الحسين بن جعفر زاد ابن الطيوري
وابن عمه محمد بن الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر بن مخلد أنبأ علي بن أحمد بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 245.
(2) بالأصل: " بن " خطأ والصواب والزيادة التالية عن الاكمال.
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 277 و 278.
63

زكريا أنبأ صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد (1) قال شريح بن عبيد شامي تابعي ثقة
وسئل محمد بن عوف فقيل له هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء فقال
لا قيل له هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء (2) فقال لا فقيل له فسمع من
أحد أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما أظن ذلك وذلك أنه لا يقول في شئ سمعت
وهو ثقة (3)
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي أنبأ أبو القاسم علي بن الحسين
التنوخي أنبأ محمد بن المظفر أنبأ بكر بن أحمد بن حفص ثنا أحمد بن محمد بن
عيسى البغدادي قال وأبو الصلت شريح بن عبيد الحضرمي سألت أبا شريح
عمرو بن عمير بن شريح بن عبيد الله بن شريح بن عبيد عن نسبه فقال أبا شريح
عمرو بن عمير بن عبيد الله بن شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن عريب الحضرمي
فقال لي أبو شريح شريح بن عبيد كانت له كنيتان أبو الصلت وأبو الصواب وسألته
عن عقب شريح بن عبيد فقال لا أعلم لشريح بن عبيد وكذا غير جدي عبيد الله
وسألته عن مولده فقال مولده سنة ثنتين وثمانين ومائة قال أحمد بن محمد
وقرأت في قضاء من عمران بن سليم القاضي فيه شهد شريح بن عبيد الحضرمي
تاريخ الكتاب في سنة ثمان ومائة
2735 شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك (4)
ويقال ابن هانئ بن يزيد بن الحارث بن كعب (5)
ويقال غير ذلك... (6) الحارثي الكوفي
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره

(1) ثقات العجلي ص 217.
(2) كذا مكررة بالأصل.
(3) الخبر نقله ابن حجر في التهذيب 2 / 492.
(4) بالأصل: سهيك، والصواب عن مصادر ترجمته.
(5) ترجمته في الاستيعاب 2 / 149 هامش الإصابة، أسد الغابة 2 / 367 الإصابة 2 / 166 تهذيب التهذيب
2 / 493 والوافي بالوفيات 16 / 139 سير الأعلام 4 / 107 وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى
ترجمته له.
(6) بياض بالأصل مقدار كلمتين، ولعل السقط هو كنيته: وكنيته أبو المقدام.
64

سمع علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وأبا هريرة وأباه شريح (1) بن
هانئ بن يزيد وعائشة أم المؤمنين
روى عنه ابناه محد والمقدام ابنا شريح والقاسم بن مخيمرة والشعبي
ومقاتل بن بشير ويونس بن أبي إسحاق وكان (2) من كبار أصحاب علي وشهد
تحكيم الحكمين بدومة الجندل (3) في صحابة علي وقدم على معاوية يشفع في كثير بن
شهاب الحارثي حين حبسه فأطلقه له
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن
منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو يعلى ثنا زهير ثنا أبو معاوية ثنا
الأعمش عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ قال سألت عائشة
عن المسح على الخفين فقالت ائت عليا فإنه أعلم بذلك فأتيت عليا فسألته عن
المسح على الخفين فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمرنا أن يمسح المقيم يوما وليلة
والمسافر ثلاثا [* * * *]
رواه مسلم + عن زهير بن حرب (4)
أنبأنا أبو الغنائم ثم نا أبو الفضل أنبأ أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين قالا (5) أنبأ أحمد بن
عبدان أنبأ محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل قال وقال أحمد عن غندر كان
شعبة يرى بأنه مرفوع ويهابه يعني حديث الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن علي في
المسح
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو الحسن
الدارقطني ثنا محمد بن عبد الله بن الحسين الغلابي ثنا حميد بن الربيع ثنا
محمد بن بشر ثنا عبد الملك بن أبي سليمان حدثني محمد بن شريح عن شريح

(1) كذا بالأصل، والصواب حذف " شريح بن " فاللفظتان مقحمتان.
(2) بالأصل: " أو كان ".
(3) حصن على سبع مراحل من دمشق.
(4) صحيح مسلم: الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين ح (276).
(5) السند مضطرب بالأصل وعبارته فيه: " زاد أبو الفضل أنبأ أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم قالا "
قومناه قياسا إلى سند مماثل.
65

عن علي بن أبي طالب قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على الخفين إذا كان مسافرا ثلاثة أيام ولياليهن وإذا
كان مقيم يوما وليلة
قال أبو الحسن الدارقطني تفرد به عبد الملك بن أبي سليمان عن محمد بن
شريح بن هانئ وهو أخو المقدام بن شريح وتفرد به محمد بن بشر العبدي عنه
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان ثنا أبو بكر الشافعي ثنا
محمد بن غالب بن حارث حدثني عبد الصمد بن النعمان ثنا إسرائيل عن
المقدام بن شريح عن أبيه قال قلت لعائشة
ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصنع قالت كان يصلي ركعتين قبل الفجر ثم يخرج فيصلي
فإذا دخل تسوك
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل (1) ثنا أبو حامد أحمد بن الحسن
الأزهري أنبأ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي أنبأ أبو العباس السراج
أنبأ قتيبة بن سعيد ثنا يزيد عن المقدام عن أبيه شريح
أنه سأل عائشة أخبريني بأي شئ كان يبدأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رجع إليك من
المسجد قالت كان يبدأ بالسواك
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي (2) أنبأ أبو
عبد الله بن منده أنبأ أحمد بن محمد بن زياد ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن
بكير عن قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح بن هانئ بن يزيد عن أبيه عن جده
هانئ
أنه وفد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أناس من قومه فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكنى أبا
الحاكم فقال لم يكنيك هؤلاء بأبي (3) الحكم قال يا رسول الله إني أحكم بين
قومي في الشئ يكون بينهم فيرضى هؤلاء وهؤلاء فكنيت أبا الحكم وليس لي

(1) التاريخ الكبير للبخاري 4 / 228.
(2) بياض بالأصل، واللفظة استدركت قياسا إلى سند مماثل.
(3) بالأصل: " بها " ولعل الصواب ما أثبت، وفي سير الأعلام: " أبا الحكم ".
66

ولد فإذا هو الحكم فقال هل لك ولد قال نعم قال ما اسم أكبرهم قال
شريح قال فأنت أبو شريح (1) [* *]
قال وأنا ابن مندة أنبأ عبد الله بن إسحاق عن إبراهيم البغوي ثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل ثنا بشار بن موسى الخفاف ثنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ
عن أبيه عن جده هانئ أنه وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر الحديث
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن (2) علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد أنبأ محمد بن
عمر عن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر (3) أن عليا بعث أبا موسى الأشعري
ومعه (4) أربع مائة رجل (5) عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد الله بن عباس يصلي بهم
ويلي أمرهم وبعث معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشام حتى توافوا
بدومة الجندل
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن
إبراهيم أنبأ أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمران ثنا موسى التستري (6) ثنا خليفة
العصفري (7) قال وفيها يعني سنة سبع وثلاثين اجتمع الحكمان أبو موسى
الأشعري من قبل علي وعمرو بن العاص من قبل معاوية بدومة الجندل في شهر
رمضان ويقال بأذرح وهي من دومة الجندل قريبا وبعث علي ابن عباس ولم يحضر
وحضر معاوية فلم يتفق الحكمان على شئ وافترق الناس وبايع أهل الشام معاوية
بالخلافة في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين
أخبرنا أبو سعد الكرماني وأبو الحسن الهمداني قالا أنبأ أبو بكر الشيرازي

(1) الحديث نقله ابن الأثير في أسد الغابة 4 / 607 - 608 في ترجمة هانئ بن يزيد، والذهبي في سير
الأعلام 4 / 108.
(2) زيادة لازمة منا.
(3) عن سير الأعلام 4 / 107 وبالأصل: النصر.
(4) زيادة لازمة منا للإيضاح.
(5) بالأصل: دخل، والمثبت عن سير الأعلام.
(6) بعدها بالأصل: ثنا خليفة التستري، ثنا خليفة العصفري حذفنا " ثنا خليفة التستري " لأنها مقحمة.
(7) تاريخ خليفة ص 191.
67

أنبأ أبو عبد الله الحافظ قال قرأت بخط مسلم بن الحجاج ذكر من أدرك الجاهلية ولم
يلق النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكنه صحب الصحابة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) منهم شريح بن هانئ الحارثي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأ أبو عبد الله بن
منده أنبأ الهيثم بن كليب إجازة ثنا ابن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال
كان شريح بن هانئ جاهليا (1) إسلاميا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ يوسف بن
رباح بن علي أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن أحمد بن حماد ثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة شريح بن
هانئ أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد أبوه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) باسمه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو الحسن بن
السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا محمد بن يعقوب ثنا عباس بن محمد قال
سمعت يحيى بن معين يقول شريح بن هانئ كوفي قلت ليحيى شريح بن هاني
من روى عنه قال الشعبي
أخبرنا أبو البركات الحافظ أنا أبو الفضل الشاهد أنا أبو العلاء المقرئ أنبأ
أبو بكر البابسيري أنبأ أبو أمية القاضي أنبأ أبي أبو عبد الرحمن قال قال يحيى بن
معين شريح بن هانئ حارثي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنا ألو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق قال قال يحيى بن معين
شريح بن هاني كوفي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسين وأبو الفضل بن
خيرون
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأ أبو طاهر قالا أنبأ أبو الحسين
الأصبهاني أنبأ محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأ أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن
خياط (2) قال ومن بلحارث بن كعب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد هانئ بن

(1) بالأصل: جاهلا.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 138 رقم 503.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 138 رقم 503.
68

يزيد بن نهيك بن دويد بن سفيان بن الضباب وهو سلمة بن (1) الحارث بن ربيعة
بن الحارث بن كعب وهو أبو شريح بن هانئ
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد قال ومن بني
الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن... (2)

(1) زيادة عن طبقات خليفة.
(2) بياض بالأصل، امتد على مساحة عدة تراجم.
فترجمة شريح بن هانئ لم تتم بعد.
وقد ورد في مختصر ابن منظور بعد شريح بن هانئ، شريك بن الأعور.
شريك بن سلمة المرادي.
شريك شداد الحضرمي الشيعي.
علما إن منظور لم يذكر في مختصر كل التراجم التي ذكرها ابن عساكر في تاريخه، بل كان يسقط في
كثير من الأحيان بعض التراجم.
69

" ذكر من اسمه شعيب "
2736 شعيب بن يوب بن عنقاء بن مدين (1)
.. (2) من الذنب " ودود " يعني يحبه ثم يقذف له المحبة في قلوب عباده
فردوا عليه فقالوا " يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا " (3)
قال إسحاق قال ابن السدي كان أعمى ضعيفا فمن ثم قال إنا لنراك فينا ضعيفا
قال أي ضعيف الركن لا عقب له يعني لا ابن له وكان له ابنتان فمن ثم قالوا
" ضعيفا ولولا رهطك " (3) يعني لولا عشيرتك التي أنت فيهم " لرجمناك " يعني
قتلناك " وما أنت علينا بعزيز " (3)
قال ابن عباس فلما عتوا على الله عز وجل " أخذتهم الرجفة فأصبحوا في
دارهم جاثمين " (4) فأما في سورة هود " في ديارهم جاثمين " يعني في منازلهم
وأما قوله في الأعراف يعني في دارهم جاثمين يعني في عساكرهم ميتين
فأما قوله فأخذتهم الصيحة يعني جاءتهم الصيحة
وأما قوله " فأخدتهم الرجفة " يعني أخذهم جبريل بالصيحة

(1) عنوان استدركناه للإيضاح. وقيل في اسم شعيب غير ذلك.
وقد ذكر شعيب في القرآن الكريم: الأعراف: 85 و 88 و 90 و 92، وفي سورة هود: 84 - 87
- 90 - 95 وفي الشعراء: 177 وفي العنكبوب: 36.
(2) من هنا تابع لترجمة شعيب عليه السلام. وقد سقط كمية لا بأس بها من ترجمته.
(3) سورة هود، الآية: 91.
(4) سورة الأعراف، الآية: 91.
70

قال ابن عباس فأهلكوا بالصيحة فذلك قوله " كأن لم يغنوا فيها " (1) يعني كأن
لم ينعموا فيها
قال وأنبأ ابن إسحاق عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال حين قالوا
لشعيب ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز * "
قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله " (2) قالوا بل الله قال فاتخذتم الله
" وراءكم ظهريا " (3) يعني تركتم أمره وكذبتم نبيه غير أن علم ربي أحاط بكم " إن
ربي بما تعملون محيط " (4) فلما ردوا عليه النصيحة وأخذهم الله عز وجل بعذابه فقال
" يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين " (5)
قال ابن عباس كان بعد الشرك أعظم ذنوبهم تطفيف المكيال والميزان وبخس
الناس أشياءهم مع ذنوب كثيرة كانوا يأتونها شعيب فدعاهم إلى عبادة الله
وكف الظلم وترك ما سوى ذلك
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (7) وأبو سعيد قالا ثنا وأبو منصور بن زريق (8)
قال أنبأ أبو بكر الخطيب ثنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري
أنبأ علي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة ثنا الحسن بن الطيب الشجاعي ثنا
عبد الملك بن عبد ربه البغدادي ثنا موسى بن عمير عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله " إنا لنراك فينا ضعيفا " قال مكفوف البصر قال وفي قوله " إنما أنت من
المسحرين " (9) قال من المخلوقين
أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم أنبأ أبو القاسم علي بن محمد أنبأ
عبد الرحمن بن عثمان أنبأ خيثمة بن سليمان ثنا ابن ملاعب وهو أحمد بن محمد

(1) سورة هود، الآية: 94.
(2) سورة الأعراف: 92 وسورة هود: 95.
(3) سورة هود، الآية: 92.
(4) سورة الشعراء، الآية: 185.
(5) سورة الأعراف، الآية: 93.
(6) كلمة غير واضحة بالأصل وصورتها: " فبد " ولعله " فندب ".
(7) بالأصل: قيس خطأ والصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
(8) بالأصل بتقديم الراء خطأ والصواب ما أثبت بتقديم الزاي، وقد مر كثيرا.
(9) سورة الشعراء، الآية: 185.
71

بغدادي ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا خلف بن خليفة عن سفيان عن سالم عن
سعيد بن جبير في قوله " وإنا لنراك فينا ضعيفا " قال كان أعمى (1)
أخبرنا أبو منصور بن زريق (2) أنبأ أبو بكر الخطيب قال كتب إلي محمد بن
أحمد بن عبيد الله التميمي من الكوفة أن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين حدثهم ثم
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري قراءة ثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي
أنبأ إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الهمداني ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله
الحضرمي ثنا أبو عبد الرحمن الغفاري البغدادي من ولد شقران ثنا شريك عن سعيد
في قوله " إنا لنراك فينا ضعيفا " قال كان أعمى كذا قال وقد أسقط منه سالم بن
عجلان الأفطس بين شريك وسعيد بن جبير
أخبرناه أبو طاهر محمد بن عبد الله وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي
قالا أنبأ أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل أنبأ أبو علي بن
شاذان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان نا أحمد بن عبد الجبار ثنا أسيد بن زيد ثنا
شريك عن سالم عن سعيد " إنا لنراك فينا ضعيفا " قال كان أعمى (3)
أخبرنا أبو بكر بن الحرقي (4) ثنا وأبو الحسين بن المهتدي أنبأ أبو القاسم
عيسى بن علي بن الجراح
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو
القاسم بن حبابة قالا نا أبو القاسم البغوي ثنا بشار بن موسى بن عباد بن العوام ثنا
شريك عن سالم عن سعيد " وإنا لنراك فينا ضعيفا " قال أعمى وإنما عمي من
بكائه من حب الله عز وجل
أخبرنا أبو غالب الحسن بن المظفر أنبأ أبي أبو سعيد أنبأ أبو الحسن بن
فراس أنبأ محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الديبلي ثنا أبو عبيد الله سعيد بن

(1) نقله الطبري في تاريخه 1 / 326 وفيه: كان ضرير البصر.
(2) بالأصل بتقديم الراء خطأ والصواب ما أثبت بتقديم الزاي، وقد مر كثيرا.
(3) الطبري 1 / 325.
(4) كذا.
72

عبد الرحمن المخزومي قال قال سفيان في قوله تعالى " إنا لنراك فينا ضعيفا " قال
كان ضرير البصر كذلك
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار عن محمد الفقيه أنبأ أبو الحسن الواحدي أنبأ
أبو الفتح محمد بن علي الكوفي أنبأ علي بن الحسن بن بندار ثنا أبو عبد الله
محمد بن إسحاق البرمكي ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش (1) ثنا
بحير (2) بن سعد عن خالد بن معدان عن شداد بن أوس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بكى شعيب النبي (صلى الله عليه وسلم) من حب الله حتى عمي فرد الله عليه بصره وأوحى الله إليه
يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار فقال إلهي وسيدي أنت أعلم
أني ما أبكي شوقا إلى جنتك ولا خوفا من النار ولكن اعتقدت حبك في قلبي فإذا
نظرت إليك فما أبالي بالذي تصنع فأوحى الله يا شعيب إن يكن ذلك حقا فهنيئا لك
لقائي يا شعيب لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي ثنا أبو سعد الزاهد أنبأ
أبو الحسن محمد بن عبد الله بن صبيح أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير ثنا
الحجاج بن قتيبة ثنا بشر بن الحسين ثنا الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن
عباس قال
جاءه رجل فقال يا ابن عباس إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر
قال وبلغت ذلك قال أرجو قال فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب
الله عز وجل فافعل قال وما هن قال قوله عز وجل " أتأمرون الناس بالبر وتنسون
أنفسكم " (3) أحكمت هذه الآية قال لا قال فالحرف الثاني قال قوله " لم
تقولون ما لا تفعلون " (4) أحكمت هذه الآية قال لا قال فالحرف الثالث قول
العبد الصالح شعيب عليه الصلاة والسلام " ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " (5)
أحكمت هذه الآية قال لا قال فابدأ بنفسك

(1) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب التهذيب.
(2) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب.
(3) سورة البقرة، الآية: 44.
(4) سورة الصف، الآية: 2.
(5) سورة هود، الآية: 88.
73

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو طاهر إبراهيم بن حمزة قالا نا أبو
بكر الخطيب أنبأ محمد بن أحمد بن زرقويه ثنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي
ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا أبو حذيفة قال قال ابن عباس وأحسبه ذكره عن مقاتل أو
جويبر عن الضحاك عن ابن عباس " فأخذتهم الصيحة " (1) يعني قوم شعيب قال
جاءت صيحة وذلك أن جبريل نزل فوقف عليهم فصاح صيحة رجفت منها الجبال
والأرض فخرجت أرواحهم من أبدانهم فذلك قوله " فأخذتهم الرجفة " (2) وذلك
أنهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما وفزعوا لها فرجفت بهم الأرض فرمتهم ميتين
يقول الله عز وجل " ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود " (3) يقول ألا سحقا لهم
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ثنا نصر بن إبراهيم أنبأ أبو الفتح
سليم بن أيوب (4) الرازي الفقيه أنبأ أبو العباس أحمد بن محمد البصير وأبو علي
حمد بن عبد الله الأصبهاني قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبي وأبو زرعة
قالا ثنا هشام بن عمار ثنا معاوية يعني ابن يحيى أبو مطيع ثنا جبلة بن عبد الله
قال
بعث الله عز وجل إلى أهل مدين شطر الليل ليأفك بهم مغانيهم فألقى رجلا قائما
يتلو كتاب الله عز وجل فهاله أن يهلكه فيمن يهلك قال فرجع إلى المعراج فقال
اللهم أنت سبوح قدوس بعثتني إلى مدين لآفك مغانيهم فأصبت رجلا قائما يتلو كتاب
الله عز وجل فهالني أن أهلكه فيمن أهلك (5) فأوحى الله تعالى ما أعرفني به هو
فلان بن فلان فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي (6) إلا توارعا وهذا لفظ أبي العباس
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد وأبو عبد الله محمد بن عبد القادر
الدوري قالا أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن
مروان الأنصاري الكوفي ثنا أبو حازم إبراهيم بن محمد بن عبد الله الحضرمي

(1) سورة الحجر، الآية: 83.
(2) سورة الأعراف، الآية: 91.
(3) سورة هود، الآية: 95.
(4) بالأصل " الود " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 645.
(5) بالأصل: هلك.
(6) في مختصر ابن منظور 10 / 313 عن محاربتي إلا موادعا.
74

بالكوفة ثنا سحاب بن الحارث أنبأ علي بن مننهرس (1) عن جويبر عن الضحاك
في قوله عز وجل " كذب أصحاب الأيكة المرسلين " (2) قال الأيكة الغيضة
أهلكهم عز وجل فيها لما أراد الله تعالى هلاكهم أرسل عليهم حرا شديدا حتى امتنع منهم
طلاع البيوت والشراب وبعث الله سحابة فعامت على الغيضة فلما رأوها حسوا أن لها
ظلا فدخلوا فلما تناموا تحتها أرسل الله عليهم نارا فأحرقهم فذلك قوله عز وجل
" فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم " (3)
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو طاهر بن الجرجرائي قالا أنبأ أبو بكر
الخطيب أنبأ محمد بن أحمد بن محمد أنبأ أحمد بن سندي ثنا الحسن بن علي ثنا
إسماعيل بن عيسى أنبأ أبو حذيفة عن جويبر بن الضحاك وابن سمعان عن من
يخبره عن ابن عباس في قوله عز وجل " وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين " (4) قال
كانوا أصحاب غيضة بين ساحل البحر إلى مدين
وقال في آية أخرى " كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب " (5)
ولم يقل إذ قال لهم أخوهم شعيب لأنه لم يكن من جنسهم " ألا تتقون " يقول
كيف لا تتقون وقد علمتم أني رسول أمين لا تعتبرون من هلاك مدين وقد أهلكوا فيما
يأتون وكان أصحاب الأيكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنوا سنة أصحاب مدين فقال
لهم شعيب " إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليكم " فيما
أعدوكم إليه " من أجر " (7) في العاجل في أموالكم " إن أجري إلا على الله " فاتقوا الله
الذي خلقكم والجبلة الأولين يعني اتقوا الذي خلقكم وخلق الجبلة الأولين يعني
القرون الأولين الذين أهلكوا بالمعاصي ولا تهلكوا مثلهم قالوا " إنما أنت من
المسحرين " (8) يعني من المخلوقين " وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) سورة الشعراء، الآية: 176.
(3) سورة الشعراء، الآية: 189.
(4) سورة الحجر، الآية: 79.
(5) سورة الشعراء، الآيتان: 176 - 177.
(6) سورة الشعراء، الآيتان: 178 و 179 وفي التنزيل العزيز: عليه بدل عليكم.
(7) سورة الشعراء، الآية: 180، وفي التنزيل: على ربب العالمين بدل على الله.
(8) سورة الشعراء، الآية: 185.
75

الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء " (1) يعني قطعا من السماء " إن كنت من
الصادقين "
" قال " (2) شعيب " إن ربي أعلم بما تعملون " يقول الله عز وجل "
فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم " (3) قال ابن عباس أرسل
الله عز وجل عليهم سموما من جهنم فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحر فحميت
بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين قال
والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فتغشتهم حتى تفلقت فيها
جماجمهم وسلط عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم
قال قال ثم أنشأت لهم ظلة كالسحاب السوداء فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها
قبردهم بما هم فيه من الحر حتى إذا كانوا تحتها جميعا أطبقت عليهم فهلكوا ونجى الله
عز وجل شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منه وحزن على قومه الذين أنزل الله بهم من
نقمة الله ثم قال يعزي نفسه بما ذكر الله عز وجل " يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي
ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين " (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ
جدي أبو بكر أنبأ أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي ثنا
عبد الرحمن بن عبد الرحيم الأشجعي ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا حاتم بن أبي
سفيان وعن يزيد بن ضمرة الباهلي قال سمعت ابن عباس وذكر " عذاب يوم الظلة "
قال بعث الله عليهم وبدة (5) وحرا شديدا فأخذنا نفاسهم (6) فلما أحسوا بالموت بعث
الله عليهم سحابة فأظلتهم فتنادوا تحتها فلما اجتمعوا أسقطها عليهم فذلك عذاب
يوم الظلة الصواب يريرلحما (8) يقدم

(1) سورة الشعراء الآيتان: 186 - 187.
(2) سورة الشعراء، الآية: 188.
(3) سورة الشعراء، الآية: 189.
(4) سورة الأعراف، الآية: 92.
(5) بالأصل: " ونده " والمثبت عن الطبري 1 / 327 وفي ابن الأثير بتحقيقنا 1 / 119 وقدة.
(6) في الطبري وابن الأثير: فأخذ بأنفسهم.
(7) عن المصدرين السابقين وبالأصل: فأظللتهم.
(8) كذا رسم اللفظتين أو اللفظة بالأصل، ولم أحلهما.
76

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن
علي بن المذهب الواعظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا أبو مسلم ثنا
محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن (1) يزيد بن ضمرة عن ابن
عباس
أنه سئل عن " عذاب يوم الظلة " فقال أصابهم حر شديد فخرجوا من منازلهم
إلى البرية وفي رواية ابن ماسي أصابهم حر ومدة (2) وفيها حدثني يزيد بن ضمرة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر أنبأ أبو حفص
عمر بن أحمد
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنبأ أبو الحسن
العتيقي أنبأ عثمان بن محمد ثنا إسماعيل بن محمد قالا أنبأ عباس الدوري ثنا
عبد الله بن محمد بن الأسود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق
عن زيد بن معاوية عن علقمة " فأخذهم عذاب يوم الظلة " قال أصابهم حر شديد
فخرجوا فإذا هم بشبه السحابة فلما صاروا تحتها أخذهم العذاب
قال عبد الرحمن بن مهدي ذكرت لسفيان عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن
زيد بن معاوية عن علقمة " فأخذهم عذاب يوم الظلة " فلم ينكره وقال أراه عنه
وكان سفيان يرويه مرفوعا عن زيد بن معاوية
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو
الحسن علي بن محمد بن البقاء وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن بالويه قالا
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت
يحيى بن معين في حديث " فأخذهم عذاب يوم الظلة " قال يحيى سفيان يقول عن
زيد بن معاوية فقط وإسرائيل يقول عن زيد بن معاوية عن علقمة
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء
قال قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد قيل له أخبركم أبو بكر محمد بن
عمر بن سليم حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا يحيى بن عبدك ثنا خلف بن

(1) بالأصل: بن خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمة حاتم في سير الأعلام 6 / 253.
(2) كذا بالأصل، ومر عن الطبري: وبدة.
77

عبد الرحمن قال قرأ مالك أين هذا التفسير وقرئ عليه سنة تسع وخمسين عن
زيد بن أسلم قوله " عذاب يوم الظلة " قال صارت الغمام عليهم نارا
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو طاهر بن الجرجرائي قالا ثنا أبو
بكر الخطيب لفظا أنبأ أبو الحسن بن زرقويه أنبأ أحمد بن سيدي بن علي ثنا
إسماعيل بن عيسى أنبأ أبو حذيفة عن جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن
عباس
أن شعيبا كان يقرأ من الكتب التي كان الله عز وجل أنزلها على إبراهيم قال إنما
أنزل الله صحفا من السماء على آدم وإدريس ونوح وإبراهيم وكان أنزل على شيث
خمسون صحيفة
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي أنبأ أبو الحسن علي بن
أحمد بن محمد أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل أنبأ عبد المؤمن بن خلف
النسفي (1) حدثني محمد بن عبد بن حميد ثنا يحيى بن المغيرة ثنا عبد الجبار بن
عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي حازم قال
لما رجعتا (2) إلى أبيهما أخبرتاه خبره فقال أبوهما وهو شعيب عليه الصلاة
والسلام ينبغي أن يكون هذا رجلا جائعا ثم قال لإحداهما اذهبي فادعيه لي فلما
أتته غطت وجهها وقالت " إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا " (4) فلما
قالت " أجر ما سقيت لنا " كره موسى ذلك وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا من أن
يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة وخوف فخرج معها وكانت الريح تضرب ثوبها فتصف
لموسى عجزها وكانت ذات عجز فجعل موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة فناداها
يا أمة الله كوني خلفي وأريني البيت بقولك فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء تهيأ
فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى أعوذ بالله فقال له شعيب ولم
ذاك ألست بجائع قال بلى لكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من

(1) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 15 / 480.
(2) يعني بهما ابنتي شعيب.
(3) يعني خبر موسى.
(4) سورة القصص، الآية: 25.
78

أهل بيت لا أبيع شيئا من عمل الآخرة بملء ء الأرض ذهبا فقال له شعيب لا والله يا
شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام قال فجلس موسى
فأكل (1)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي وأبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله
المصري وأبو القاسم منصور بن أحمد بن محمد بن حبيب الحبيبي وأبو عدنان
عبد الله بن محمد بن الحارث الحنفي قالوا أنا أبو عطاء عبد الرحمن الأزدي
الجوهري أنبأ أبو عبد الله محمد بن محمد بن جعفر بن محمود بن حسان الماليني
ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني (2) ثنا محمد بن زنبور ثنا أبو
بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال في مسجد الحرام
قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وشعيب
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي النقيب أنبأ أبو
علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي أنبأ أبو الحسن أحمد بن
إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن
الفضل الديبلي ثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهري المعروف بابن زنبور المكي
مولى بني هاشم ثنا أبو بكر بن عياش (3) عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
أنه قال
في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وشعيب عليهما الصلاة
والسلام فقبر إسماعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود
وكذا رواه عبد الرحمن بن صالح عن أبي بكر بن عياش
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو طاهر بن الجرجرائي قالا ثنا أحمد بن
علي بن ثابت أنبأ محمد بن أحمد بن سندي ثنا الحسن بن علي ثنا إسماعيل بن

(1) انظر الطبري 1 / 398 في أخبار موسى عليه السلام.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل ما عدا النون الأخيرة، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام
14 / 523.
والباشاني نسبة إلى باشان قرية من قرى هراة. (الأنساب).
(3) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت، وقد مر أثناء الخبر، وترجمته في سير الأعلام 8 / 495.
79

عيسى أنبأ أبو حذيفة عن إدريس عن وهب بن منبه أن شعيبا مات بمكة ومن معه من
المؤمنين وقبورهم في غربي الكعبة بين دار الندوة وبين باب بني سهم (1)
2437 شعيب بن أحمد بن عبد الحميد بن صالح
ابن دريح (2) بن يحيى بن عبد الله بن صالح بن الفتح
أبو عبد الملك القرشي مولى الزبير بن العوام
حدث بصيدا عن أبيه (3)
روى عنه عبد المؤمن بن خلف النسفي الزاهد
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد ا لله محمد بن
عبد الله حدثني أبو نصر البخاري بنيسابور هو أحمد بن محمد بن الحسين
الكلاباذي ثنا عبد المؤمن بن خلف الزاهد ثنا أبو عبد الملك شعيب بن أحمد بن
عبد الحميد بصيدا ثنا أبي عبد الحميد حدثنا إسماعيل بن زياد عن
بهز (4) بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا معاوية إياك
والغضب فإن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل [* * * *]
قرأت في كتاب أبي العباس جعفر بن محمد بن المعشر بن محمد بن المستغفر بن
الفتح المستغفري قال دريج (5) بضم الدال وفتح الراء والجيم في نسب أبي عبد الملك
شعيب بن أحمد بن عبد الحميد بن صالح بن الفتح مولى الزبير بن العوام الصيداوي
روى عنه عبد المؤمن بن خلف قال لي أحمد بن عبد العزيز قال أنا أبو مسلم
عبد الرحمن بن مهران الحافظ البغدادي ذلك

(1) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 220 بتحقيقنا - عن ابن عساكر.
(2) كذا رسمها بالأصل هنا: " دريح " وستأتي في نهاية الترجمة: دريج بالجيم، وفي مختصر ابن منظور
10 / 315 ذريح.
(3) بالأصل: " ابنه " خطأ.
(4) رسمها غير واضح بالأصل ومهملة بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر التعريف به.
(5) كذا بالأصل، انظر ما مر بشأنها قريبا.
80

2738 شعيب بن إسحاق بن شعيب بن إسحاق
أبو محمد القرشي
روى عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك
روى عنه تمام بن محمد
أخبرنا أبو محمد بن حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد
أخبرني أبو محمد شعيب بن إسحاق بن (1) شعيب بن إسحاق القرشي ثنا إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عبد الملك نا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني جدي أبو المنهال
خنيس بن عمر الدمشقي وذكر لي أنه كان يطبخ للمهدي حدثني أبو عمرو الأوزاعي
عن أبي معاذ عن (2) أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه (3) عما في أيدي الناس [* * * *]
رواه الخطيب عن عبد العزيز
2739 شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن راشد القرشي مولاهم (4)
أبو شعيب القرشي الدمشقي الحنفي (5)
روى عن هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عمرو
الأوزاعي وسعيد بن أبي عروبة والحسن بن دينار وأبي حنيفة وأبي عمرو بن
العلاء ومسعر بن كدام وهشام الدستوائي وابن جريج والحسن بن الصلت وكان
يذهب مذهب أبي حنيفة
روى عنه الليث بن سعد وهو أكبر منه وسليمان بن عبد الرحمن ودحيم

(1) بالأصل " عن " خطأ.
(2) بالأصل: " بن " خطأ.
(3) بالأصل: استغنايه.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 503 والوافي بالوفيات 16 / 159 وسير الأعلام 9 / 103 وانظر بحاشيتها
ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) ما بين معكوفتين زيادة لازمة مقتبسة عن سير الأعلام.
81

وهشام بن خالد وهشام بن عمار والحكم بن موسى وإبراهيم بن موسى الفراء
ومحمد بن مهران الجمال الرازيان ومحمد بن الخليل الخشني البلاطي ومحمد بن
هاشم البعلبكي ومحمد بن عائذ (1) وأحمد بن خالد بن أبي زيد بن مسرح الحراني
وعبد الوهاب الجوبري وأبو عبد الله عبيد الله بن محمد المكتب البيلهيني (2) وأبو
بكر عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب وإبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق
ومحمد بن أبي السري
حدثنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن لفظا وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد
والمبارك بن أحمد بن علي القصار قراءة قالوا أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو
الحسين أحمد بن عبد الله بن أخي ميمي ثنا عبد الله بن محمد نا داود بن رشيد ثنا
شعيب بن إسحاق عن الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئا دخل
النار [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأ أبو نعيم الحافظ
ح وأنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن
محمد بن عبيد الله الهمداني قالا ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ثنا أحمد بن
رشدين ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي شعيب نا الليث بن سعد
حدثني شعيب بن إسحاق القرشي من أهل دمشق عن أبي عمرو عبد الرحمن بن
عمرو الأوزاعي وسعيد بن أبي عروبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن
أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقول لا تتقدموا الشهر بيوم أو اثنين إلا رجل
كان يصوم صياما فليصمه [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن (3) أحمد أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأ أبو الميمون ثنا أبو زرعة (4) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال

(1) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت.
(2) كذا رسمها بالأصل، ولعله حرفت عن " البتلهي ".
(3) زيادة لازمة.
(4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 279.
82

صدقه بن خالد (1) وشعيب بن إسحاق وعمر بن عبد الواحد (2) مولدهم سنة ثمان
عشرة ومائة
أخبرنا أبو بكر الشحامي أنبأ أبو صالح المؤذن أنبأ أبو الحسن بن السقاء ثنا
أبو العباس الأصم ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول
شعيب بن إسحاق دمشقي وكان أصله بالبصرة
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد
أخبرني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا الحسن بن محمد بن بكار قال قال هشام بن
عمار وشعيب بن إسحاق مولى لقريش دمشقي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي عبد الوهاب بن المبارك وأبو العز ثابت بن
منصور قالا أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد زاد عبد الوهاب وأحمد بن الحسن بن
خيرون قالا أنبأ محمد بن الحسن أنبأ محمد بن أحمد أنبأ عمر بن أحمد ثنا
خليفة بن خياط قال في الطبقة الخامسة من أهل الشامات سعيد بن إسحاق
دمشقي
أخبرنا أبو محمد المزكي نا أبو محمد الصوفي أنبأ أبو القاسم البجلي أنبأ أبو
عبد الله الكندي ثنا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي شعيب بن إسحاق
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ
عبد الله بن عتاب أنبأ أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنبأ
علي بن الحسن أنبأ عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أحمد بن عمير قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة شعيب بن إسحاق
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي أنبأ أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ أحمد بن
الحسن والمبارك (4) بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 546.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 7 / 479.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 579 رقم 3039.
(4) رسمها غير واضح بالأصل.
83

زاد أحمد وأبو الحسين قالا أنبأ أبو بكر الشيرازي أنبأ أبو الحسن المقرئ أنبأ
أبو عبد الله (1) البخاري (2)
قال شعيب بن إسحاق الدمشقي سمع الأوزاعي وهشام بن عروة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
قال وأنبأنا الحسين بن سلمة أنبأ علي قالا أنبأ عبد الرحمن بن أبي
حاتم (3) قال شعيب بن إسحاق الدمشقي روى عن هشام بن عروة وعبيد الله بن
عمرو الأوزاعي
روى عنه دحيم وسليمان بن عبد الرحمن والحكم بن موسى وإبراهيم بن
موسى الرازي ومحمد بن مهران الجمال (4) سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل المقدسي أنبأ مسعود بن ناصر
أنبأ عبد الملك بن الحسن أنبأ أبو نصر الكلاباذي قال شعيب بن إسحاق الدمشقي
سمع الأوزاعي روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد وإسحاق الحنظلي في الزكاة
والمزارعة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله أنبأ أبو القاسم أنبأ أبو علي إجازة
ح قال وأخبرنا الحسين أنبأ علي قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (5) قال
ثنا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لوكيع شعيب بن إسحاق (6) تعرفه
فقال الأشقر الضخم رأيته عند ابن أبي عروبة
قال وثنا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال
أحمد بن حنبل شعيب بن إسحاق من دمشق ثقة ما أصح حديثه وأوثقه

(1) بالأصل: أبو عبيد الله، خطأ.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 4 / 223.
(3) الجرح والتعديل 4 / 341.
(4) عن الجرح والتعديل وبالأصل: الحمال، بالحاء المهملة.
(5) الجرح والتعديل 4 / 341.
(6) في الجرح والتعديل: شعيب بن إسحاق؟ فعرفه.
84

أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو القاسم إسماعيل بن محمد قالا أنا أنا أبو
الحسين بن الطيوري أنبأ أبو إسحاق البرمكي قال أنبأ محمد بن عبد الله بن خلف
أنبأ أبو حفص عمر بن محمد الجوهري قال أنا أبو بكر الأثرم قال وسمعت أبا
عبد الله يسأل عن شعيب بن إسحاق الدمشقي فقال ثقة وأثنى عليه
قرانا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي (1) بن محمد بن
الحسن عن أبي عمر بن حيويه أنبأ أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر ثنا أبو
بكر بن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول شعيب بن إسحاق الدمشقي ثقة
أخبرنا أبو بكر الشحامي أنبأ أحمد بن عبد الملك أنبأ علي بن محمد ثنا
محمد بن يعقوب ثنا عباس قال سمعت يحيى يقول شعيب بن إسحاق الدمشقي
ثقة
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنبأ أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد
الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فشعيب بن إسحاق كيف حديثه فقال ثقة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي الحبوبي (2)
قالا أنبأ سهل بن بشر أنبأ علي بن منير أنبأ الحسن بن رشيق ثنا أبو عبد الرحمن
النسائي قال في تسمية الثقات من أصحاب أبي حنيفة شعيب بن إسحاق ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله أنبأ عبد الرحمن أنبأ أحمد إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر أنا أبو الحسن قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (3)
قال سألت أبي عن شعيب بن إسحاق فقال صدوق
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم
الرازي ما تقول في شعيب بن إسحاق يحدث عن سعيد بن أبي عروبة فقال شعيب
صدوق

(1) بالأصل: " عن أبي تمام علي أبي تمام علي بن محمد بن الحسن " صوبنا الاسم، انظر ترجمته في سير
الأعلام 18 / 212.
(2) بالأصل: " الحيوبي " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 20 / 357.
(3) الجرح والتعديل 4 / 341.
85

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن نصر
أنبأ أبو الميمون نا أبو زرعة (1) قال وسألت يحيى بن معين عن سماع شعيب بن
إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة فقال لي كل من يسمع (2) من سعيد أيام يونس بن عبيد
فإنما سمع بعدما اختلط وذكر عن سعيد اختلافا قديما وفي نسخة عتيقة اختلافا
قديما قال أبو زرعة فحدثت هشام بن عمار ما قال لي يحيى بن معين فأخبرني
أنه سمع شعيب بن إسحاق يقول سمعت من سعيد بن أبي عروبة سنة أربع وأربعين
ومائة (4)
قال أبو زرعة فحدثت (5) عبد الرحمن بن إبراهيم لما قال لي يحيى بن معين
وبما أخبرني هشام وسألته عن ذلك فأخبرني أن (6) سعيد اختلط مخرج إبراهيم سنة
خمس أربعين ومائة
قال ونا أبو زرعة (7) أخبرني عبد الرحمن (8) بن إبراهيم قال سمعت
شعيب بن إسحاق يقول في استفهام الشئ الذي يسقط من الحديث فكان (9) إذا حضر
المجلس أجراه
أخبرنا أبو محمد أيضا أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنبأ
أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا أبو بكر بن القاسم ثنا أبو زرعة ثنا دحيم قال
سمعت شعيب بن إسحاق يقول إذا حضر المجلس أجراه يعني في السماع
أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن ثنا أحمد بن عنبة ثنا الهروي نا إسحاق بن
سيار ثنا عبد الله بن يوسف قال وحدثني أبو حفص التنيسي (10) عمرو بن أبي سلمة

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 452.
(2) عند أبي زرعة: كل من لم يسمع.
(3) عن أبي زرعة، وبالأصل: فحديث خطأ.
(4) المصدر السابق نفسه، ونقله عنه ابن حجر في التهذيب 2 / 504.
(5) تقرأ بالأصل: " فحديث " وتقرأ " فحدثت " والصواب يوافق عبارة أبي زرعة.
(6) عن أبي زرعة وبالأصل " ابن ".
(7) المصدر السابق 1 / 470.
(8) بالأصل: " عبد الله " خطأ، والصواب عن أبي زرعة.
(9) في أبي زرعة: فقال: إذا حضر المجلس أجزأه.
(10) رسمها بالأصل: " السي " والصواب ما أثبت وضبط، ترجمته في سير الأعلام 10 / 213.
86

قال حضرت سعيد بن عبد العزيز أحاديث من أحاديثه فلما فرغ منها قال شعيب
لسعيد يا أبا محمد تروى هذه الأحاديث عنك قال سعيد لا فلما قام اتبعه سعيد
بصره ثم قال هذا أول من أهلك هذا الجند
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال سمعت عبد الرحمن بن
إبراهيم وهشام بن عمار قالا مات شعيب سنة تسع وثمانين ومائة
قال عبد الرحمن في رجب (1)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي التميمي أنا أبو الحسن المؤدب
أنبأ أبو سليمان بن أبي محمد قال نا ابن سلحويه نا ابن المعلى قال سمعت دحيما
يقول توفي شعيب بن إسحاق يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة
تسع وثمانين وهكذا قال هشام بن عمار وقال صلى عليه إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم ولم يؤرخ الأيام
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأ سهل بن بشر أنبأ الخليل بن
هبة الله بن الخليل أنبأ عبد الوهاب بن الكلابي ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن
طلاب قال قال مروان هشام بن خالد (3) ومات شعيب سنة تسع وثمانين ومائة
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن
محمد بن سليم ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة أنبأ
عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان قال سمعت أبا
بكر عبد الرحمن بن عبد الصمد يقول توفي شعيب سنة تسع وثمانين في رجب وهو
ابن إحدى وسبعين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر محمد
العباس أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد قال في

(1) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 180.
(2) بالأصل: عشر.
(3) كذا.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 472.
87

الطبقة السادسة من أهل الشام شعيب بن إسحاق مولى رملة بنت عثمان بن عفان
وكان ثقة مات بدمشق سنة تسع وثمانين ومائة في خلافة هارون
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن علي المقرئ أنبأ عبيد الله بن
أحمد بن علي الكوفي ثم قرأت على أبي غالب بن البنا ثنا عبيد الله بن الكوفي أنبأ
أحمد بن محمد بن عمران أنبأ أبو بكر بن أبي داود ثنا ابن مصفى قال وشعيب بن
إسحاق توفي في رجب سنة تسع وثمانين ومائة وله اثنتان وسبعون (1)
أخبرنا أبو محمد ثنا أبو محمد أنبأ أبو محمد ثنا أبو الميمون نا أبو
زرعة قال وحدثني أصحابنا أن شعيب بن إسحاق مات سنة تسع وثمانين ومائة
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد
أخبرني أبي ثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس ثنا الحسن بن محمد بن
بكار بن بلال قال وتوفي أبو محمد شعيب بن إسحاق القرشي سنة تسع وثمانين ومائة
2740 شعيب بن إسحاق الأذرعي
من أهل أذرعات (3)
يروي عن عبد الله بن المبارك
قال أبو عبد الله بن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه هو غير الأول
2741 شعيب بن حازم بن خزيمة (4)
ولي إمارة دمشق من قبل هارون الرشيد سنة سبع وثمانين ومائة وعزل عنها سنة
ثمان وثمانين
قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال إسحاق بن سليم ثم دخلت سنة سبع وثمانين
ومائة وفيها هاجت العصبية بدمشق بين المضرية (5) واليمانية وجمعوا جموعا كبيرة

(1) نقله ابن حجر في التهذيب 2 / 504.
(2) تاريخ أبي زرعة 1 / 279.
(3) أذرعات: تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
(4) أخباره في أمراء دمشق للصفدي ص 61 و 136 وتحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 243.
(5) هي القبائل المنتسبة إلى مضر بن نزار، عدنانيون، سكنوا مختلف البلاد في الشام والعراق والحجاز،
يجمعهم فخذان: قيس وخندف (معجم قبائل العرب 3 / 1107).
88

وكانت بينهم في ذلك وقعة قتل فيها من المضربة نحو من خمسمائة والوالي يومئذ على
دمشق شعيب بن حازم بن خزيمة وذكروا منه تعصبا فوجه أمير المؤمنين محمد بن
منصور بن زياد إلى أهل دمشق وأمره بدعاء الفريقين جميعا إلى الرجوع مما هم عليه
على أن يحمل من بيت ماله ما كان بينهم من الدماء ويعفوا عنهم ووجه معه جماعة من
خدمه وحرسه وقواده من أهل الشام من أهل الفريقين بعد استخلافه (1) إياهم على
المناصحة والاجتهاد في إطفاء هذه الفتنة وأمر محمد بن منصور بعزل شعيب بن حازم
وتولية من أحب الفريقان ورضوا به وأن يحمل في إصلاح ذلك بينهم على بيت المال
بدمشق فمضى محمد لما وجه له من ذلك وأصلح الأمر وقدم معه من وجوه أهل
دمشق من الفريقين بنحو من عشرين رجلا وفيها عزل شعيب بن حازم عن كور دمشق
وفيها قدم على أمير المؤمنين رجل من بني أمية من أنفسهم كان بدمشق وقد تنصر ثم
دخلت سنة ثمان وثمانين ومائة وفيها عزل شعيب بن حازم عن كور دمشق بسبب
العصبية التي كانت بها وولي بعده إبراهيم بن محمد بن إبراهيم عقد له عليها يوم
الخميس تسع خلون من جماد الآخرة وضم إليه ابن أبي خالد المروزيادي (2) ووصل
بخمسة آلاف دينار وكان إبراهيم بمدينة السلام فوجه إليه أمير المؤمنين منحج الخادم
فأشخصه (3) وفيها سخط أمير المؤمنين على الحسين بن عمران بن المنهال بن
قتان وكان (4) خراج دمشق وحبس عند رشد واستعفى ماله وذلك يوم السبت
سلخ جمادى الآخرة بسبب عبد الملك بن صالح
2742 شعيب بن دينار
أبو بشر بن أبي حمزة الحمصي (5)
مولى بني أمية كان كاتبا لهشام بن عبد الملك بالرصافة وسمع فيها من

(1) في تحفة ذوي الألباب: استحلافهم.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(4) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(5) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 506 والوافي بالوفيات 16 / 160 تذكرة الحفاظ 1 / 221 سير الأعلام
7 / 187 وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وبالأصل " حمرة " والتصويب " حمزة " عن مصادر ترجمته.
89

الزهري وصحبه إلى مكة واختار بدمشق
حدث عن الزهري وعكرمة بن خالد المخزومي ومحمد بن المنكدر ونافع
مولى ابن عمر وزيد بن أسلم وأبي الزناد (1) وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
حسين وهشام بن مروة وعبد الرحمن بن بخت (2) وإسحاق بن عبد الله بن أبي
فروة ومحمد بن الوليد الزبيدي وعبد الأعلى عن (3) أبي عمر
روى عنه بقية بن الوليد وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ومحمد بن حمير
وأبو حياة شريح بن يزيد وعلي بن عياش وأبو اليمان وابنه بشر بن شعيب
والوليد بن مسلم وعبد الله بن يزيد البكري ومبشر بن إسماعيل الحلبي
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأ أبو طالب بن غيلان أنبأ أبو بكر
الشافعي ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا علي بن عياش ثنا شعيب بن أبي حمزة
عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال كان آخر الأمرين من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ترك الوضوء لما مست (4) النار
أخرجه أبو داود (5) عن موسى بن سهل والنسائي عن عمرو بن منصور عن
علي بن عياش (5)
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن
نصر قالا أنبأ المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأ أبو بكر محمد بن سعيد عن
يعقوب بن إسحاق الصيدلاني أنبأ عمر بن محمد بن سيف ثنا عبد الله بن أبي داود
ثنا عمرو بن عثمان ثنا ابن حمير ثنا شعيب بن أبي حمزة قال رافقت الزهري إلى
مكة فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعا (7)
أخبرنا أبو محمد الأكفاني ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو محمد بن أبي نصر

(1) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل، والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وسير الأعلام.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل وصورتها: " بحب " والصواب عن سير الأعلام وفيها: وعبد الوهاب بن بخت.
(3) كذا بالأصل.
(4) نقله الذهبي في سير الأعلام 7 / 191 وفيها " مما " بدل " لما ".
(5) سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب في ترك الوضوء مما غيرت النار ح (192).
(6) بالأصل هنا عباس، خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(7) نقله الذهبي في السير 7 / 188.
90

أنبأ أبو الميمون ثنا أبو زرعة (1) قال ولا أعلم إلا أن علي بن عياش (2) حدثني عن
شعيب بن أبي حمزة قال حججت مع الزهري
قال أبو زرعة (3) وهو فيما حدثت شعيب بن دينار
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن
أحمد (4) نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة ثنا علي (5)
وكان في منزلهم
قال أبو زرعة وهو فيما حدثت شعيب بن دينار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو العلاء
الواسطي أنبأ أبو بكر البابسيري ثنا الأحوص بن المفضل ثنا أبي قال قال عمرو بن
عثمان كان شعيب بن أبي حمزة مولى زياد وكان اسم أبي شعيب دينار أبو حمزة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو
الحسن بن السقا ثنا أبو العباس المعقلي ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن
معين يقول شعيب بن أبي حمزة وهو شعيب بن دينار يقال له أبو حمزة
وقال في موضع آخر شعيب بن أبي حمزة هو مولى زياد وكان اسم أبيه دينار
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد (6) قال في الطبقة
الخامسة من أهل الشام شعيب بن أبي حمزة واسم أبي حمزة دينار وكان من أهل
حمص
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنبأ أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأ أبو أحمد زاد أبو

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 435.
(2) عن أبي زرعة وبالأصل: عباس.
(3) المصدر السابق 1 / 434.
(4) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(5) بياض بالأصل مقدار سطر.
(6) طبقات ابن سعد 7 / 468.
91

الفضل وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأ
محمد بن إسماعيل (1) قال شعيب بن دينار هو (2) ابن أبي حمزة الحمصي القرشي
مولى بني أمية أرى كنيته أبو بشر
روى عن أبي الزناد والزهري وعبد الله بن أبي حسين
سمع منه الحكم بن نافع وعلي بن عياش (3)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ الحسين بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ عبد الرحمن بن
أبي حاتم (4) قال شعيب بن أبي حمزة الحمصي أبو بشر واسم أبي حمزة دينار
روى عن الزهري ونافع ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وأبي الزناد
وعبد الوهاب بن بخت وابن أبي حسين
روى عنه بقية وابن حمير والوليد بن مسلم وأبو حياة شريح بن يزيد
وعلي بن عياش وأبو اليمان سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا (6) محمد بن العباس أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف
أنبأ أبو سعيد بن حمدون (7) مسلم بن الحجاج يقول أبو بشر شعيب بن أبي
حمزة مولى بني أمية عن أبي الزناد عن الأعرج والزهري وابن أبي حسين
روى عنه أبو اليمان وعلي بن عياش (8) وابنه (9)
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود وأبو غالب محمد بن

(1) التاريخ الكبير 4 / 222.
(2) الزيادة عن البخاري.
(3) الجرح والتعديل 4 / 344.
(4) عن أبي زرعة وبالأصل: عباس.
(5) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل.
(6) بياض بالأصل.
(7) بياض بالأصل.
(8) بالأصل " عباس " خطأ.
(9) بياض بالأصل مقدار كلمة.
92

الحسن بن علي قالا أنبأ أبو علي علي بن أحمد نا ابن علي أنبأ القاسم بن جعفر بن
عبد الواحد أنبأ أبو علي اللؤلؤي أنبأ أبو داود السختياني قال نا شعيب بن أبي
حمزة واسم أبي حمزة دينار وهو مولى زياد
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
بشر شعيب بن أبي حمزة واسم أبي (1) حمزة دينار
أخبرنا أبو محمد المزكي ثنا عبد العزيز الصوفي أنبأ تمام البجلي ثنا أبو
عبد الله الكندي ثنا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم أجل من بعض
شعيب بن أبي حمزة هو أبو بشر بن دينار
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ محمد بن أحمد الآبنوسي أنبأ عبد الله بن
عتاب أنبأ أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأ أبو علي بن أبي الحديد أنبأ أبو الحسن
الربعي أنبأ عبد الوهاب الكلابي أنبأ أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن بن
سميع يقول في الطبقة الخامسة شعيب بن أبي حمزة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر الأنباري أنبأ هبة الله بن
إبراهيم بن عمر ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل أنبأ أبو بشر محمد بن
أحمد بن حماد (2) قال قال أبو بشر شعيب بن أبي حمزة عن الزهري
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد قال أبو بشر شعيب بن أبي حمزة القرشي مولى
بني أمية واسم أبي حمزة دينار سمع أبا بكر بن شهاب الزهري وعبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين وعبد الله بن ذكوان أبا الزناد
روى عنه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن كثير وبقية بن الوليد وأبو اليمان
البهراني

(1) بالأصل: أبو، خطأ.
(2) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 127.
93

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ محمد بن طاهر أنبأ مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنبأ أبو نصر الكلاباذي قال شعيب بن أبي حمزة واسمه
دينار أبو بشر القرشي الأموي مولاهم الحمصي
حدث عن الزهري وأبي الزناد ومحمد بن المنكدر ونافع وعبد الله بن أبي
حسين
روى عنه ابنه بشر وأبو اليمان وعلي بن عياش (1) في بدء الوحي والمغازي
وغير موضع قال يزيد بن عبد ربه مات سنة ثنتين وستين ومائة (2) أبو عيسى
مثله
أخبرنا أبو القاسم نا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو (2)
إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول
(3) قلت ليحيى بن معين فشعيب أعني ابن أبي حمزة فقال
ثقة هو مثل يونس وعقيل يعني في الزهري
قال وسمعت عثمان يقول وسمعت يحيى بن معين يقول شعيب بن أبي
حمزة كتب عن الزهري إملاء للسلطان كان كاتبا (4)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنبأ أبو المعالي ثابت بن بندار بن
إبراهيم أنبأ أبو بكر البرقاني أنبأ أبو بكر الإسماعيلي قال عرضت على إسحاق بن
إبراهيم الحربي كان عبد الله بن أحمد عن أبيه من غير قراءة
قال عبد الله سألت أبي عن شعيب بن أبي حمزة كيف سماعه من الزهري أليس
عرضي قال حديثه (5) يشبه حديث الإملاء قلت كيف هو قال صالح ثم قال
الثاني (6) فيمن سمع من شعيب كان شعيب رجلا ضيقا (7) في الحديث قلت كيف

(1) بالأصل عباس خطأ.
(2) بياض بالأصل.
(3) بياض بالأصل.
(4) انظر تهذيب التهذيب 2 / 506 وسير الأعلام 7 / 188.
(5) بالأصل: " قال: حدثته لستة حديث الا ضلا " ولا معنى للعبارة فصوبناه عن سير الأعلام 7 / 188.
(6) كذا بالأصل، وفي سير الأعلام: ثم قال أبي: الشأن فيمن سمع...
(7) غير واضحة بالأصل، تقرأ " صيقا " والمثبت عن سير الأعلام.
94

سماع أبي اليمان عنه قال كان يقول أنا شعيب قلت فسماع ابنه بشر قال كان
يقول حدثني أبي قلت قلت سماع بقية قال شئ يسير وقد حدث عنه أبو قتادة
والوليد بن مسلم قال ثم سمعته يقول لما حضر شعيب الوفاة جمع جماعة بقية وبشرا
ابنه فقال هذه كتبي ارووها عني
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأ أبو نعيم
الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن
شعيب بن أبي حمزة قال كيف سماعه من الزهري قلت أليس عرض قالت لا
حديثه يشبه حديث الإملاء قلت كيف هو قال صالح ثم قال الشأن فيمن سمع
من شعيب كان شعيب رجلا ضيقا (1) في الحديث
قال كيف سماع أبي (2) اليمان عنه قال كان يقول أخبرنا شعيب قلت
سماع ابنه بشر قال كان يقول حدثني أبي قلت سماع بقية قال شئ يسير
والوليد بن مسلم شئ يسير ثم سمعته يقول لما حضرته الوفاة أي شعيبا جمع
جماعة منهم بقية وبشر ابنه فقال هذه كتبي فارووها عني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز التميمي أنبأ أبو محمد التميمي
أنبأ أبو الميمون نا أبو زرعة فأخبرني
ح وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عنه أنبأ أبو نعيم ثنا سليمان بن
أحمد نا أبو زرعة الدمشقي (3) حدثني أحمد بن حنبل قال رأيت كتب شعيب بن
أبي حمزة فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة ورفع من ذكره قلت فأين هو من يونس بن
يزيد (4) قال فوقه قلت فأين هو من عقيل بن خالد قال فوقه قلت فأين هو
من الزبيدي (5) محمد بن الوليد الزبيدي قال هو مثله
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين المبارك بن

(1) غير واضحة بالأصل، تقرأ: " صيقا " والمثبت عن سير الأعلام.
(2) بالأصل: أبو.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 433.
(4) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن تاريخ أبي زرعة.
(5) بياض بالأصل، ولعل اللفظة الساقطة: " اسمه " أو " وهو " والكلمة والعبارة التالية سقطت من أبي زرعة.
95

عبد الجبار أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنبأ أبو الطيب محمد بن
القاسم بن جعفر ثنا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول
شعيب بن أبي حمزة شهد الإملاء من الزهري للسلطان
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن أبي عبيد
أنبأ أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر الهمداني أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم (1) قال سمعت أبي يقول حضر شعيب بن أبي حمزة الرصافة حيث أملى
الزهري فسماعه من الزهري إملاء
أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر محمد بن أحمد العدل
عن أبي الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال أنبأ أبو عمر حمزة بن
القاسم بن عبد العزيز الإمام ثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا
عبد الله يقول كان شعيب بن أبي حمزة قليل السقط
أنبأنا أبو القاسم التيمي وأبو الفضل السلامي قالا أنبأ المبارك بن
عبد الجبار أنبأ إبراهيم بن عمر أنبأ محمد بن عبد الله بن خلف أنبأ عمر بن محمد
الجوهري ثنا أبو بكر أحمد بن هاني قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل نظرت في كتب
شعيب كان ابنه يخرجها إلي فإذا بها من الحسن والصحة ما لا يقدر فيما أرى بعض
الشباب تكتب مثل تلك صحة وشكلا (2) ونحو هذا (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي
الواسطي أنبأ أبو بكر البابسيري نا الأحوص (4) بن المفضل نا أبي قال قال أبو
زكريا شعيب بن أبي حمزة اسم أبي حمزة دينار قال كان ثقة وكان سماعه من
الزهري مع السلطان قال أبي وكان عنده عن الزهري نحو ألف وسبع مائة حديث
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأ

(1) الجرح والتعديل 4 / 345.
(2) بالأصل: وشكل، والصواب ما أثبت.
(3) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق الأثرم.
(4) بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة.
96

أبو عمر بن مهدي أنبأ محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي يعقوب قال
سمعت علي بن عبد الله بن المديني يقول كتب شعيب بن أبي حمزة تشبه كتب
الديوان يزيد علي بن المديني بذلك ما حكاه يحيى بن معين أنه سمعه مع الولاة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن
حبابة ثنا أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال قلت لأبي
عبد الله أحمد بن حنبل شعيب بن أبي حمزة كيف حديثه قال ثبت صالح
الحديث
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي
(1) الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني
أبي (2) سعيد بن جرير قال سمعت أبا عبد الله يقول شعيب أثبت من
يونس ويونس عنده مناكير قيل له فعقيل قال قرئت من يونس يعني يونس بن
يزيد الأيلي
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم (3) ثنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال قال أحمد بن حنبل
شعيب بن أبي حمزة أصح حديثا عن الزهري من يونس
وذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي قال سئل يعني أحمد بن
حنبل عن عقيل ويونس وسئل عن شعيب بن أبي حمزة وسفيان بن عيينة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر الخزاز ثنا محمد بن القاسم بن

(1) بياض بالأصل.
(2) بياض بالأصل.
(3) الجرح والتعديل 4 / 345.
(4) بالأصل: " الحرار " خطأ والصواب ما أثبت، واسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا ترجمته في
سير الأعلام 16 / 409.
97

جعفر ثنا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول شعيب بن أبي
حمزة من أثبت الناس في الزهري كان كاتبا قلت شعيب ابن من قال شعيب بن
دينار قلت ليحيى اسم أبي حمزة دينار قال نعم
أنبأنا أبو محمد بن طاوس أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأ أبو عمر بن
مهدي أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا جدي يعقوب حدثني عبد الله بن
شعيب قال قرأ على يحيى بن معين شعيب بن أبي حمزة الدمشقي ثقة واسم أبي
حمزة دينار وكان عسرا في حديثه وكان سماعه من الزهري مع الولاة
أنبأنا أبو البركات أنبأ ثابت بن بندار أنبأ محمد بن علي أنبأ محمد بن
أحمد أنبأ الأحوص (1) بن المفضل ثنا أبي قال وقال يحيى بن معين وشعيب بن
أبي حمزة الدمشقي ثقة وكان عسرا في حديثه وكان سماعه من الزهري مع الولاة
إملاء من الزهري عليهم
بلغني أن إسحاق بن محمد بن سياه بن محمد النصيبي سئل عن شعيب بن أبي
حمزة و (2) الزبيدي فرفع من قدرهما جدا ووثقهما
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأ أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا أنبأ الوليد بن بكر
أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد (3) حدثني أبي قال شعيب بن أبي
حمزة شامي ثقة
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو سعيد الأصبهاني عنه أنبأ أبو نعيم
الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة قال قال لي عبد الرحمن بن إبراهيم
دحيم شعيب بن أبي حمزة ثقة قلت يشبه حديثه حديث عقيل والزبيدي فوقه (4)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ أحمد الأصبهاني
إجازة

(1) بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة خطأ.
(2) زيادة لازمة منا للإيضاح.
(3) ثقات العجلي ص 221.
(4) ثقات العجلي ص 221.
(5) نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق أبي زرعة الدمشقي 7 / 189.
98

ح قال وأنبأ أبو طاهر الهمداني أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن
أبي حاتم (1) قال سألت أبا زرعة عن شعيب بن أبي حمزة (2) وابن أبي الزناد فقال
شعيب أشبه حديثا وأصح من ابن أبي الزناد قال وسئل أبي عن شعيب بن أبي حمزة
فقال ثقة
أنبأنا أبو علي ثم حدثني أبو مسعود عنه أنبأ أبو نعيم ثنا سليمان بن أحمد
ح وأخبرنا أبو محمد ثنا أبو محمد أنبأ أبو محمد أنبأ أبو الميمون قالا ثنا
أبو زرعة (3) قال سمعت علي بن عياش يقول كان شعيب بن أبي حمزة عندنا من
كبار (4) الناس وكنت أنا وعثمان بن سعيد بن كثير (5) بن دينار من ألزم الناس له
وكان ضنينا بالحديث كان يعدنا المجلس فنقيم نقتضيه (6) إياه فإذا فعل فكأنما كتابه
بيده ما يأخذه أحد وكان من صنف آخر في العبادة وكان من كتاب هشام بن
عبد الملك على نفقاته وكان الزهري معهم بالرصافة
قالا وثنا أبو زرعة (7) حدثني علي بن عياش قال سمعت شعيب بن أبي حمزة
يقول لبقية يا أبا يحمد (8) قد مجلت (9) يدي من العمل
قلت لعلي بن عياش (10) وما كان يعمل قال كانت له أرض يعالجها بيده فلما
حضرته الوفاة قال اعرضوا علي كتبي فعرض عليه كتاب نافع وأبي الزناد
أنبأنا أبو محمد بن طاوس أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأ أبو عمر ثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا جدي حدثني سليمان بن الكوفي قال قلت لأبي

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، والعبارة المضافة قياسا إلى سند مماثل.
والخبر في الجرح والتعديل 4 / 345.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(3) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 433.
(4) في أبي زرعة: خيار.
(5) في أبي زرعة: أنا وعثمان وابن دينار.
(6) بالأصل: " فيقيم بقبضته " والمثبت عن أبي زرعة.
(7) المصدر السابق.
(8) بالأصل " محمد " والمثبت عن أبي زرعة.
(9) عن أبي زرعة وبالأصل: " محلت " ومجلت يده: تصلبت وثخن جلدها (اللسان: مجل).
(10) بالأصل: عباس، خطأ والصواب ما أثبت، والخبر في تاريخ أبي زرعة 1 / 434.
99

اليمان الحمصي الحكم بن نافع ما لي أسمع إذا ذكرت صفوان بن عمرو تقول يا (1)
صفوان وإذا ذكرت أبا بكر بن أبي مريم تقول نا أبو بكر وإذا ذكرت شعيب بن أبي
حمزة تقول أنبأ شعيب فغضب فلما سكن قال لي مرض شعيب بن أبي حمزة
مرضه الذي مات فيه فأتاه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ومحمد بن حمير في
رجال من أهل حمص أنا أصغرهم فقالوا ما نحب أن نكتب عنك وكنت تمنعنا ما
عندك فدعا بقفة له فقال ما في هذه إلا ما سمعته من الزهري وكتبته وصححته
فلما يخرج من يدي فإن أحببتم فاكتبوها قال فيقول ماذا قال تقولون أنبأ شعيب أنا
شعيب وإن أحببتم أن تكتبوها على أبني فقد قرأها علي وقرأتها عليه (2)
قال سليمان فظننت أن هذا جواب ما سألته عنه
قال يعقوب شعيب بن أبي حمزة ثقة
أخبرنا أبو محمد طاهر (3) بن سهل بن بشر ثنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو الفرج
عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان
ح وأخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي
عنه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قالا أنبأ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ثنا
أبو زرعة ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع
ح أخبرنا أبو محمد المزكي نا أبو محمد الصوفي أنبأ أبو محمد العدل أنبأ
أبو الميمون ثنا أبو زرعة (4) قال فأخبرني الحكم بن نافع قال كان شعيب بن أبي
حمزة عسرا في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة فقال هذه كتبي قد
صححتها فمن أراد أن يأخذها فليأخذها ومن أراد أن يعرض فليعرض ومن أراد أن
يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها مني
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل ثنا أبو بكر الحافظ أنبأ القاضي أبو العلاء

(1) كذا، وفي سير الأعلام: حدثنا.
(2) إلى هنا ينتهي الخبر في سير الأعلام 7 / 190 نقلا عن يعقوب الفسوي في تاريخه. ولم أعثر على الخبر
في المعرفة والتاريخ المطبوع.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 434 ونقله عن أبي اليمان ابن حجر في تهذيب التهذيب 2 / 506.
(4) بالأصل ظاهر خطأ، والصواب: طاهر، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 634.
100

محمد بن علي الواسطي أنبأ أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران
أنبأ عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سألت أبا (1) علي بن صالح بن محمد البغدادي
عن أحاديث أبي اليمان عن شعيب عن الزهري فقال يقال لم يسمع أبا اليمان عن
شعيب عن الزهري ولم يسمع أبو اليمان من شعيب ولا شعيب من الزهري ولكنه
كان كاتبا فقلت لأبي علي مصحح الحديث من هذا الوجه فقال نعم كذا قال
وقد صح سماع شعيب من الزهري فأما سماع أبي اليمان منه ففيه خلاف
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم ثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأ
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان
أنبأ محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل (2) قال وقال يزيد بن عبد ربه مات
شعيب سنة ثنتين وستين ومائة
أخبرنا أبو محمد نا أبو محمد ثنا أبو الميمون نا أبو زرعة (3) قال سألت
علي بن عياش عن تاريخ موت شعيب بن أبي حمزة وحريز (4) بن عثمان فلم يقف
عليه فقال لي كان شعيب بن أبي حمزة قويا قد جاز السبعين
قال وسمعت يحيى بن معين (5) ويحيى بن صالح الوحاظي يقول مات
شعيب بن أبي حمزة وحريز بن عثمان وأبو مهدي (6) سنة ثلاث وستين ومائة (7)
وقال في موضع آخر حدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني عن يحيى بن
صالح فذكر وفاة هؤلاء الثلاثة كما تقدم

(1) بالأصل: " أن ".
(2) التاريخ الكبير 4 / 222 ونقله ابن حجر في التهذيب عن يزيد 2 / 506 والذهبي في السير عن يزيد
7 / 191.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 272.
(4) بالأصل: " حرير " خطأ والصواب ما أثبت عن أبي زرعة.
(5) كذا العبارة بالأصل والذي في تاريخ أبي زرعة 2 / 703 " وحدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني عن
يحيى بن صالح ".
وانظر ما يلي فيه 1 / 272.
(6) هو سعيد بن سنان الحمصي، أبو مهدي، ترجمته في تهذيب ط الهند 4 / 47.
(7) عقب الذهبي في سير الأعلام 7 / 191 قال: قلت: مات قبل حريز بن عثمان بسنة.
101

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي
حدثني سليمان البهراني قال سمعت يحيى بن معين قال مات شعيب وحريز (1)
وأبو مهدي سنة ثلاث وستين ومائة
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد ثنا أبو القاسم التنوخي أنبأ أبو الحسين بن
المظفر أنبأ بكر بن أحمد بن حفص ثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال في تسمية
أصحاب الزهري من أهل حمص أجلهم الزبيدي وبعده أبو بشر شعيب بن أبي حمزة
مولى بني زياد واسم أبي حمزة دينار مات شعيب بن أبي حمزة سنة ثلاث وستين
ومائة
2743 شعيب بن رزيق
أبو شيبة الشامي المقدسي (2)
سكن طرطوس ثم سكن فلسطين واجتاز بدمشق وأعمالها
حدث عن عطاء الخراساني وعثمان بن أبي سودة والحسن بن أبي الحسن
البصري
روى عنه الوليد بن مسلم وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي
وآدم بن أبي إياس العسقلاني ومعلى بن منصور الرازي وبشر بن عمر الزهراني
ويحيى بن يحيى النيسابوري والمعافى بن عمران الموصلي وبروة (3) بن مروان
العرفي ومحمد بن معاوية النيسابوري والحارث بن النعمان
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنبأ أبو محمد الجوهري
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحسن أنبأ أبو علي الحسن بن المذهب (4) قالا
أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا الوليد بن مسلم حدثني

(1) بالأصل: " حرير " خطأ والصواب ما أثبت عن أبي زرعة.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 507 وميزان الاعتدال 2 / 276 ووقع في تقريب التهذيب 1 / 352 زريق
بتقديم الزاي.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) ترجمته في سير الأعلام 17 / 640.
102

شعيب أبو شيبة قال سمعت عطاء الخراساني يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول
رأيت عثمان قاعدا في المقاعد فدعا بطعام مما مسه النار فأكله ثم قام إلى الصلاة
فصلى ثم قال عثمان قعدت مقعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأكلت طعام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصليت
صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد بن نصر بن عوف بن لؤلؤ الوراق أنبأ زكريا بن يحيى
الساجي ثنا أبو موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا شعيب أبو شيبة أنه سمع عطاء
الخراساني يخبر عن المغيرة بن شعبة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا يتطوع الإمام في مقامه الذي
صلى فيه والناس في المكتوبة [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأ أبو نعيم
الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو شيبة
شعيب بن زريق عن عطاء الخراساني عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن بريدة
الأسلمي عن أبيه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول احذروا كل منكر فإن كل
منكر حرام [* * * *]
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ قال قرئ على أبي عمرو
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق وأنا أسمع قيل له أخبرك والدك أبو عبد الله أنبأ
جعفر بن محمد بن هشام الكندي بدمشق ثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ثنا آدم بن
أبي إياس ثنا أبو شيبة المقدسي شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني فذكر حديثا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو الفضل الباقلاني وأبو العز الكيلي قالا
أنبأ أبو طاهر الباقلاني زاد أبو البركات وأبو الفضل الباقلاني قالا ثنا أبو الحسين
الأصبهاني قال أنبأ أبو الحسين الأهوازي أنبأ أبو حفص الأهوازي ثنا خليفة بن
خياط (1) قال في الطبقة السادسة من أهل الشامات شعيب بن رزيق
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ أبو
الفضل الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأ

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 580 رقم 3042.
103

عبد الوهاب بن محمد زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أبو بكر أنبأ أبو
الحسن أنبأ محمد بن إسماعيل (1) قال شعيب بن رزيق أبو شيبة سمع عطاء
الخراساني يعد في الشاميين
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله أنبأ أبو القاسم أنبأ أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأ علي قالا أنبأ عبد الرحمن بن محمد (2) قال
شعيب بن رزيق أبو شيبة الشامي روى عن عطاء الخراساني روى عنه الوليد بن
مسلم وبشر بن عمر الزهراني وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ومعلى الرازي
وآدم العسقلاني ويحيى بن يحيى
وفرق البخاري بينه وبين شعيب بن رزيق الطائي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو عبد الله بن أبي
الحديد أنبأ أبو الحسن الربعي أنبأ عبد الوهاب الكلابي أنبأ أبو الحسن قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة شعيب بن رزيق أبو شيبة
أخبرنا أبو بكر الشقاني (3) أنبأ أحمد بن منصور أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو شيبة شعيب بن رزيق عن
الحسن وعطاء الخراساني روى عنه الوليد بن مسلم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
شيبة شعيب بن رزيق شامي
وقرأت على أبي الفضل عن أبي طاهر محمد بن أحمد أنبأ هبة الله بن
إبراهيم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن أحمد بن حماد قال
أبو شيبة شعيب بن رزيق
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنبأ أبو بكر الحافظ أنبأ

(1) التاريخ الكبير 4 / 217.
(2) الجرح والتعديل 4 / 346.
(3) بالأصل: السقاني، بالسين المهملة خطأ والصواب ما أثبت بالشين المعجمة وقد مر كثيرا.
104

أبو أحمد الحاكم قال أبو شيبة شعيب بن رزيق عن الحسن البصري وأبي أيوب
عطاء بن أبي مسلم الخراساني روى عنه الوليد بن مسلم وأبو محمد بشر بن عمر
الزهراني يعد في الشاميين
قرأت على أبي محمد بن حمزة (1) عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال أما رزيق
بتقديم الراء شعيب (3) بن رزيق أبو شيبة شامي يروي عن عطاء الخراساني حدث
عنه آدم بن أبي إياس
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن
محمد الحنظلي قال سمعت أبي أبا حاتم يقول سمعت دحيما وسألته عن
شعيب بن رزيق فقال لا بأس به (4)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله أنبأ
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب قال سألت أبا الحسن الدارقطني عن
شعيب بن رزيق فقال أبو شيبة ثقة كان بطرسوس ثم سكن الرملة وعسقلان
2744 شعيب بن سهل بن كثير
أبو صالح الرازي القاضي المعروف بشعبويه (5)
حدث عن الصباح بن محارب
روى عنه ابن أخيه محمد بن كثير بن سهل
قدم دمشق مع المتوكل فيما قرأته بخط عبد الله بن محمد الخطابي
أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك أنبأ وأبو الحسن علي بن الحسن بن

(1) هو عبد الكريم بن حمزة بن العباس السلمي الحداد، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 648.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 47 و 51.
(3) في الاكمال: " سفيان " خطأ.
(4) الخبر ليس في الجرح والتعديل، ونقله ابن حجر في التهذيب 2 / 507 عن دحيم.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 243 وميزان الاعتدال 2 / 276 الوافي بالوفيات 16 / 162 أخبار القضاة
لوكيع 3 / 277 و 327 ولسان الميزان 3 / 147.
105

سعيد نا أبو بكر الخطيب أنبأ عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأ
عبد الباقي بن قانع ثنا محمد بن كثير بن سهل الرازي ثنا عمي شعيب بن سهل ثنا
الصباح بن محارب عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن
السلمي عن عثمان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضلكم من علم القرآن
وتعلمه [* * * *]
قال الخطيب هذا حديث غريب جدا من حديث الثوري عن عطاء بن السائب
عن أبي عبد الرحمن السلمي لا أعلمه يروى إلا من هذا الوجه
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي محمد الجوهري عن أبي
عمر بن حيوية أنبأ سليمان بن إسحاق الحلاب أنبأ الحارث بن أبي أسامة أنبأ
محمد بن سعد قال وفيها يعني سنة تسع عشرة ومائتين مات جعفر بن عيسى
الحسني وهو قاض لأبي إسحاق على عسكر المهدي يوم السبت لست ليال بقين من
شهر رمضان وولي القضاء بعده شعيب بن سهل ويكنى أبا صالح الرازي يوم الاثنين
لأربع ليال بقين من شهر رمضان
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأ أبو الحسن بن سعيد ثنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأ إبراهيم بن مخلد ثنا إسماعيل بن عيسى الخطبي (2) قال ولى
المعتصم القضاء أول خلافته شعيب بن سهل الرازي وجعل إليه الصلاة بالناس في
مسجد الرصافة أيام الجمع والأعياد وعلى قضاء القضاة أحمد بن أبي داود (3) وخليفته
ابنه أبو الوليد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ عبد الرحمن بن محمد أنبأ
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنبأ علي قالا أنبأ أبو (4) محمد بن أبي حاتم (5) قال

(1) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 243.
(2) رسمها بالأصل: " الحطى " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 15 / 522.
(3) بالأصل: داود، خطأ، والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل: أنبأ علي بن محمد بن أبي حاتم، والصواب ما أثبت واستدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(5) الجرح والتعديل 4 / 346 - 347.
106

شعيب بن سهل قاضي بغداد فقال أخزاه الله كان يرى رأي جهم
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأ وأبو الحسن بن سعيد ثنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأ الأزهري أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن إسحاق البغوي
ثنا الحارث بن أبي أسامة قال سنة سبع وعشرين ومائتين فيها وثوب قوم يوم الجمعة
لثلاث ليال بقين من ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من الجهمية فضربوهما
وأذلوهما (2) ثم مضوا إلى مسجد شعيب بن سهل القاضي يريدون محو كتاب كان كتبه
على مسجده فذكر أن القرآن مخلوق فأشرف عليهم خادم لشعيب فرماهم بالنشاب
فوثبوا فأحرقوا باب شعيب وانتهب ناس منزله وأرادوا نفسه فهرب منهم وهو أول
قاض حرق بابه وانتهب منزله فيما بلغنا وكان يقول قول جهم متعصبا (3) لأهل السنة
متحاملا عليهم منتقضا (4) لهم لا يقبل منهم صرفا ولا عدلا
وقال الحارث أيضا سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها عزل عبد الرحمن بن
إسحاق القاضي عن الجانب الغربي وعزل شعيب بن سهل عن الجانب الشرقي
قالا وقال لنا أبو بكر الخطيب شعيب بن سهل بن كثير أبو صالح الرازي
يعرف بشعبويه ولي قضاء الرصافة بعد موت جعفر بن عيسى الحسني في أيام
المعتصم وحدث عن الصباح بن محارب روى عنه ابن أخته (5) محمد بن كثير
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأ مكي بن محمد أنبأ
أبو سليمان الربعي قال قال الحسن بن علي وفيها يعني سنة ست وأربعين
ومائتين مات شعيب بن سهل الرازي القاضي وذكر أحمد بن كامل بن خلف
القاضي قال سنة ست وأربعين ومائتين مات فيها شعيب بن سهل الرازي الملقب
بشعبويه القاضي وكان جهميا يصرح بالمخلوق وينفي الصفات والرؤية
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأ وأبو الحسن بن سعيد ثنا أبو بكر أحمد بن

(1) تاريخ بغداد 9 / 243.
(2) عن تاريخ بغداد، وبالأصل: وادلوهما.
(3) تاريخ بغداد: مبغضا.
(4) تاريخ بغداد: منتفصا.
(5) تاريخ بغداد: ابن أخيه.
107

علي أنبأ الحسن بن أبي طالب ثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى
قال سنة ست وأربعين مات أحمد بن إبراهيم الدورقي وشعيب بن سهل الرازي
2745 شعيب بن شعيب بن إسحاق
أبو محمد القرشي (1)
توفي أبوه وهو حمل فلما ولد سمي باسمه وكني بكنيته
روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ومحمد بن المبارك الطيوري
وزيد بن يحيى بن عبيد وأحمد بن خالد الوهبي وجنادة بن محمد المري وأبي
اليمان وعبد الله بن الزبير بن العوام الحميدي ومروان بن محمد الطاطري
روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه وأبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الواحد العبسي وأحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي (2) وأحمد بن
محمد بن أبي غسان وأبو حاتم الرازي وأبو عوانة الحافظ وعبد السلام بن
عبد الرحمن الحرداني (3) وزكريا بن يحيى السجزي ومحمد بن جعفر بن محمد بن
هشام بن ملاس وأبو الحسن بن جوصا وصاعد بن عبد الرحمن بن صاعد النحاس
وجعفر بن أبي عاصم وأحمد بن المعلى وأبو الدحداح وإبراهيم بن
عبد الرحمن بن مروان وأحمد بن أنس بن مالك ومحمد بن أحمد ومحمد بن
بكار بن يزيد السكسكي وأبو بشر الدولابي والوليد بن أبي هشام القرشي
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السلمي أنبأ أبو القاسم علي بن الفضل بن
طاهر أنبأ عبد الوهاب الكلابي ثنا أبو الحسن بن جوصا ثنا شعيب بن شعيب
ومحمد بن عوف قالا ثنا أو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا سهى أحدكم في صلاته فلا يدري أزاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو
جالس [* * * *]

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 506 سير الأعلام 12 / 304 الجرح والتعديل 4 / 347.
(2) هذه النسبة إلى برقعيد بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين (معجم البلدان).
(3) هذه النسبة إلى حردان بالضم ثم السكون، قرية من قرى دمشق (معجم البلدان) ذكره ياقوت وترجم له.
108

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأ أبي أبو القاسم أنبأ أبو نعيم الإسفرايني
أنبأ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق أنبأ أبو محمد شعيب بن شعيب بن إسحاق ثنا
مروان بن محمد ثنا الليث حدثني ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
صلى العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفئ من حجرتها
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه حدثني عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ أنبأ أبو الطيب
أحمد بن سليمان الحريري أنبأ الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن دحيم قال أنشدني
شعيب بن شعيب قصيدة له يعرض فيها لبعض شيوخنا وأملا علي منها
* العلم عن من ليس يزكوا بمثله * واسمع لغات ما أنت سامع
ولا تزيد في حديث سمعته * بكذب فإن الكذب للمرء واضع
ولم أر مثل الصدق أسنى لأهله * إذا جمعتهم والرجال المجامع
إذا ما رأى الجهال ذا العلم واضعا * إلى ذي الغنى مالوا إليه وسارعوا *
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مند أنبأ أبو علي
إجازة
ح وأنبأنا أبو طاهر أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (1)
قال شعيب بن شعيب بن إسحاق أبو محمد الدمشقي روى عن زيد (2) بن يحيى بن
عبيد ومروان بن محمد وأبي المغيرة روى عنه أبي وسمعت منه وكان صدوقا
سئل عنه فقال صدوق
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأ مكي بن محمد أنبأ
أبو سليمان بن زبر (3) قال سمعت أبا الدحداح يقول فيها يعني سنة أربع وستين
ومائتين توفي شعيب بن شعيب بن إسحاق
ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره ثنا أبو عمرو بن منده عن

(1) الجرح والتعديل 4 / 347.
(2) عن الجرح والتعديل، وبالأصل: يزيد، خطأ. وقد مر صوابا.
(3) بالأصل: زيد، خطأ والصواب ما أثبت، واسمه محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة. ترجمته في سير
الأعلام 16 / 440.
109

أبيه أنبأ محمد بن إبراهيم بن مروان قال قال عمرو بن دحيم مات شعيب بن شعيب
بدمشق يوم الخميس لثمان ليال خلون من جمادى الأولى سنة أربع وستين ومائتين
وكان مولده في المحرم سنة تسعين ومائة
2746 شعيب بن شعيب بن مسلم بن شعيب
حدث عن جده مسلم بن شعيب
روى عنه أبو الحسن بن جوصا على ما قيل والمحفوظ سفيان بن شعيب وقد
تقدم ذكره
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن إبراهيم المقدسي أنبأ أبو الفتح عاصم بن أبي
مسلم المورشي (1) المعروف بالدينوري أنبأ القاضي أبو مسعود صالح بن أحمد بن
القاسم بن يوسف الميانجي (2) بصيدا أنبأ أبو حازم عبد المؤمن عن صدقة عن
عبد الرحمن يعني عن أبا عمرو الأوزاعي (3) عن محمد بن الوليد عن الزهري عن
حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
أسرف (4) عبد على نفسي حتى إذا حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فأحرقوني
ثم اسحقوني ثم ذروني في الريح في البحر فوالله لئن قدر علي ليعذبني عذابا لا يعذبه
أحدا من خلقه بعد ففعل أهله ذلك قال فقال الله تبارك وتعالى لكل شئ أخذ منه
شيئا رد ما أخذت منه فإذا هو قائم فقال الله ما حملك على ما صنعت قال
خشيتك قال فغفر الله له [* * * *]
2747 شعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد
أبو عبد الله الشيباني الدباغ
حدث هو وأبوه وجده

(1) كذا رسمها.
(2) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت وضبط، انظر الأنساب (الميانجي).
(3) بالأصل: عن صدقة بن عبد الرحمن يعني عن عمرو صوبنا السند استنادا إلى ترجمة محمد بن
الوليد الزبيدي في سير الأعلام 6 / 281 وترجمة صدقة بن عبد الله السمين.
(4) بالأصل: أشرف. والمثبت عن مختصر ابن منظور 10 / 317.
110

روى عن أبيه أبي القاسم وأبي العباس محمد بن الحسن وعبد الوهاب بن
الحسن وأبي الخير أحمد بن علي الحمصي ويوسف بن القاسم الميانجي (1)
وإسماعيل بن القاسم الميانجي الحلبي المؤدب والفضل بن جعفر المؤذن وأبي
زرعة محمد بن القاسم بن دحيم وأبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري وعلي بن
الحسن بن المترفق الطرسوسي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله (2) محمد بن
عبد الله بن أبي الخطاب وأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان
وأبي محمد عبد الواحد بن أبي الميمون بن راشد وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن
علي بن أبي طالب البغدادي وأبي عمرو عثمان بن عمرو بن عبد الرحمن الفقيه
البغدادي
روى عنه أبو سعد السمان وعلي الحنائي وعبد العزيز الكسائي وعلي بن
الخضر السلمي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو عبد الله شعيب بن
عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدباغ ثنا أبو العباس محمد بن الحسن
الكلابي نا القاسم بن الليث الرسغني إملاء بمصر ثنا المعافى بن سليمان ثنا فليح
بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد بن مسلم وعن أبي هريرة
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله عز وجل يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم يوم لا ظل
إلا ظلي [* * * *]
سمعت أبا محمد بن الأكفاني يحكي عن بعض شيوخه أن شعيبا هذا كان يقول
بلغني أن من حق الولد على والده أن يحسن اسمه وصنعته ومسكنه ولم يصنع بي أبي
شيئا من ذلك سماني شعيبا فأسلمني دباغا وأسكنني في حارة اليهود أو كما قال
رحمة الله عليه

(1) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت وضبط، انظر الأنساب (الميانجي).
(2) كذا.
111

2748 شعيب بن عمرو بن نصر ويقال ابن عمرو بن سهل
أبو محمد الضبعي (1)
سكن دمشق وروى عن سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون
وعبد الرحمن بن مهدي ووهب بن جرير وكثير بن هشام وصفوان بن عيسى
وسالم بن نوح ومهدي بن هلال البصري وعلي بن الحسن بن شقيق وأبي عامر
العقدي
روى عنه عامر بن حريم المري وعبد الله بن الحسين بن جمعة ومحمد بن
جعفر بن محمد بن ملاس ومحمد بن عبد الله الجوهري وصاعد بن عبد الرحمن
النحاس وأبو الجهم بن طلاب وأبو بكر محمد بن أحمد بن سيد حمدويه وأبو
عوانة الإسفرايني وأبو الدحداح (2) وجعفر بن أحمد الرواس وأبو إسحاق
إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي وأبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد عن
أبي (3) هشام وعبد الرحمن بن إسماعيل بن علي الكوفي وأبو الحسن بن جوصا
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم قالا أنبأ الأستاذ أبو القاسم القشيري أنبأ أبو نعيم الإسفرايني أنبأ أبو
عوانة يعقوب بن إسحاق ثنا شعيب بن (4) عمرو الدمشقي ثنا سفيان عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر بشاة لها ميتة فقال ألا نزعتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به
قالوا يا رسول الله إنها ميتة قال إنما حرم أكلها [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ
جدي أبو بكر ثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن هشام بن ملاس في سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة نا أبو محمد شعيب بن عمرو ثنا يزيد هو ابن هارون أنبأ حميد الطويل
عن ثابت عن أنس

(1) ترجمته في سير الأعلام 12 / 304.
(2) اسمه أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى التميمي الدمشقي، سير الأعلام 15 / 268.
(3) كذا.
(4) بالأصل: عن، خطأ والصواب ما أثبت، وهو صاحب الترجمة.
112

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) واصل في آخر الشهر فواصل ناس فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال (1)
لو مد لنا الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إنكم لستم كهيئتي إني
أبيت يطعمني ربي ويسقيني [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأ سهل بن بشر
الإسفرايني أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأ عبد الوهاب الكلابي ثنا
أبو الجهم أحمد بن الحسن بن طلاب المشغرائي (2) قال سمعت ابن عمرو يقول
كنت في مجلس يزيد بن هارون وهو يملي علينا ونحن في زحام شديد ومعنا
يحيى بن معين وعلي بن المديني وابن الشاذكوني فأخذني البول فنزعت جبتي
المحشوة وبلت فيها قال وكنت يوما في مجلس يزيد وبالقرب مني يحيى بن معين
وعليه طيلسان جديد قيمته دنانير فانكسر قلمه فمسحه بطيلسانه وكتب به
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأ مكي بن محمد أنبأ
أبو سليمان بن زبر قال سنة إحدى وستين ومائتين سمعت أبا الدحداح يقول فيها توفي
شعيب بن عمرو الضبعي (3)
2749 شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب
ابن بزيع بن سنان ويقال ابن سوار
أبو القاسم العبدي الديبلي (4)
حدث بدمشق ومصر عن عبد الرحيم بن يحيى الأرمني صاحب لسفيان بن عيينة

(1) زيادة للإيضاح.
(2) بالأصل: المشعراني، والصواب ما أثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى " مشغرى " من قرى البقاع
الغربي في لبنان. وانظر معجم البلدان.
(3) في سير الأعلام 12 / 304 " من أبناء التسعين ".
(4) اللفظة غير واضح إعجامها: تقرأ الدبيلي بتقديم الموحدة، وتقرأ " الديبلي " بتقديم الياء المثناة.
وقد ذكره السمعاني في المادتين وترجم له.
وله ترجمة في أخبار أصبهان 1 / 344 باسم الدبيلي بتقديم الموحدة، وهذه النسبة إلى دبيل وهي قرية
من قرى الرملة فيما يظن السمعاني، وانظر ياقوت.
وذكره وترجم له ياقوت في دبيل.
وبزيع عن الأنساب، وبالأصل: بريع بالراء المهملة.
113

وسهل بن صقير (1) الخلاطي والحسن بن عرفة وأبي زكريا (2) يحيى بن عثمان بن (3)
صالح السهمي المصري
روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن
علي الذهبي وأبو هاشم المؤدب والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي ومحمد بن
جعفر بن يوسف الأصبهاني وأبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العالي (4)
وأسد بن سليمان بن حبيب الطبراني (5) والحسن بن رشيق العسكري وأبو بكر
محمد بن أحمد المفيد
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأ أحمد بن
عبد الله بن إسحاق الحافظ (6) ثنا القاضي القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا
شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سنان أبو القاسم البزاز (7)
الديبلي (8) ثنا سهل بن سقير الخلاطي ثنا يوسف بن خالد السمتي ثنا موسى بن
عقبة عن إسحاق بن يحيى بن عبادة عن عبادة بن الصامت (9) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال لا ضرر ولا ضرار [* * *]
قال أحمد بن عبد الله قدم أصبهان سنة خمس وثلاثمائة
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد أنبأ علي بن الخضر أنبأ أبو
الحسن علي بن عبد الله الهمداني بمكة نا محمد بن علي الذهبي ثنا شعيب بن أبي
قطران ثنا عبد الرحيم بن يحيى ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت محمد بن شهاب

(1) في معجم البلدان: سفيان.
(2) بالأصل: " وأبي بكير نا يحيى " والصواب ما أثبت، عن معجم البلدان، وانظر ترجمته في سير الأعلام
13 / 454.
(3) بالأصل " عن " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
(4) في الأنساب " العسال " وفي معجم البلدان " الغساني " انظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 6 وفيها
" العسال ".
(5) في معجم البلدان: الطهراني.
(6) الخبر في أخبار أصبهان 1 / 344.
(7) عن أخبار أصبهان والأنساب وبالأصل: البزار.
(8) راجع هامش رقم (4) في الصفحة السابقة.
(9) في أخبار أصبهان: إسحاق بن يحيى بن عبادة بن الصامت.
114

يقول لكل شئ شجون وشجون الحديث إذا كان يقرأ المذاكرة في أضعاف مذاكرته
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنبأ عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سوار الديبلي يكنى أبا القاسم
يعرف بابن أبي قطران قدم مصر وحدث كتب عنه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن يونس
الخطيب أنبأ أبو زكريا
ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنبأ سهل بن بشر أنبأ رشأ بن نظيف
قالا ثنا عبد الغني بن سعيد قال شعيب بن محمد بن أبي قطران الديبلي
قرأت على أبي محمد عن أبي نصر الحافظ (1) قال أنبأ الديبلي بفتح الدال
وبعدها ياء معجمة بواحدة مكسورة وياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها شعيب بن
محمد بن أبي قطران وهو شعيب بن محمد بن أحمد بن بزيع الديبلي
روى عن سهل بن سقير الخلاطي حدث عنه أبو بكر المفيد
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني فيما ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب
الحديث قال تسمية من سمعنا منه بدمشق فذكر جماعة منهم شعيب بن محمد
الديبلي في طبقة فيها ابن جوصا وأبو الدحداح سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
2750 شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص
ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص
ابن كعب بن لؤي القرشي السهمي (2)
من أهل الحجاز
روى عن جده عبد الله بن عمر بن الخطاب (3)

(1) الاكمال لابن ماكولا 3 / 352 و 353.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 509 والوافي بالوفيات 16 / 1600 وسير الأعلام 5 / 181.
(3) كذا بالأصل، وهو خطأ فادح والصواب: عبد الله بن عمرو بن العاص، انظر الوافي 16 / 160.
115

روى عنه ابناه عمرو وعمر ابنا شعيب وثابت البناني وزياد بن عمرو
وعطاء الخراساني وعثمان بن حكيم
ووفد على الوليد بن عبد الملك
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنبأ أبو القاسم
إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى الخرفي نا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن
المستفاض الفريابي ثنا عبد الأعلى يعني ابن حماد ثنا حماد بن سلمة أنبأ ثابت
عن شعيب بن (1) عبد الله بن عمرو عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
صم يوما ولك عشرة أيام قال زدني يا رسول الله قال صم يومين ولك تسعة
أيام قال زدني يا رسول الله قال صم ثلاثة أيام ولك ثمانية أيام
قال ثابت فأخبرت بذلك مطرف بن عبد الله فقال ما أراد إلا يزاد من العمل
وينقص من الأجر كذا فيه وإنما هو عن جده
أخبرتني أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو
بكر بن المقرئ أنبأ أبو يعلى ثنا محمد بن عمار ثنا عبد الوهاب ثنا المثنى بن
الصباح عن عمرو عن أبيه أنه طاف مع عبد الله سبعا فلما فرغ قال له شعيب عند دبر
الكعبة ألا نتعوذ فقال عبد الله أعوذ بالله من النار فلما استلم الحجر قام بين الحجر
والباب فألزق وجهه وباطنه وبدنه إلى الكعبة ثم قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفعله
أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص ثنا عبد الله بن محمد بن زياد ثنا محمد بن يحيى بن فارس وأحمد بن
منصور بن راشد (2) وعلي بن حارث قالوا نا محمد بن عبيد ثنا عبيد الله بن عمر
عن عمرو بن شعيب عن أبيه
ان رجلا أتى عبد الله بن عمرو يسأله عن محرم وقع بامرأته فأشار إلى
عبد الله بن عمر فقال اذهب إلى ذاك فاسأله قال شعيب فلم يعرفه الرجل فذهبت

(1) بالأصل: " عن " خطأ والصواب ما أثبت، فقد نسبه ثابت إلى جده، انظر تهذيب التهذيب 2 / 509 وسير
الأعلام 5 / 181.
(2) بالأصل: " رشد " انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 388.
116

معه فسأل ابن عمر فقال بطل حجك فقال الرجل أفأقعد قال بل تخرج مع الناس
تصنع (1) ما يصنعون فإذا أدركك قابل فحج واهد فرجع إلى عبد الله بن عمرو فأخبره
بما قال ابن عباس (2) فقال ما تقول (3) أنت قال أقول مثل ما قالا كذا فيه وقد
سأل ابن عباس أيضا
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون أنبأ أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن
محمد البابسيري أنبأ أبو أمية الأحوص (4) بن المفضل بن غسان الغلابي أنبأ أبي قال
حدثني مصعب بن عبد الله عن الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده
أن رجلا جاء حين قدم الحاج إلى جده عبد الله بن عمرو بن العاص فسأله (5)
عن رجل محرم وقع بامرأته فأرسله إلى عبد الله بن عمر فقال اذهب (6) قال فقال
لا بل يخرج فيصنع ما يصنع الناس فإذا أدركه قابل حج وأهدى فرجع إلى
عبد الله بن عمرو فأخبره بذلك فقال عبد الله بن عمرو ارجع إلى ذاك (7) فسله فقال
مثل قول ابن عمر ثم رجع إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فأخبره بقوله فقال ماذا
تقول أنت قال أقول مثل ما قالا
ذكر الزبير بن بكار فيما (8) رواه عنه أحمد بن سعيد الدمشقي ويحيى بن
علي بن يحيى بن المنجم حدثني عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه موسى بن
عبد العزيز قال (9)

(1) بالأصل: يصنع.
(2) كذا بالأصل، وثمة سقط في الكلام، سينبه عليه المصنف في آخر الخبر.
(3) بالأصل: " لما قال ما يقول أنت ". صوبنا العبارة كما يقتضيه السياق.
(4) بالأصل: الأخوص، خطأ.
(5) بالأصل: " قاله " ولعل الصواب ما أثبت.
(6) كذا وثمة سقط في الكلام، ولعل العبارة: فأرسله إلى عبد الله بن عمر، فذهب إليه فسأله، فقال:
بطل حجه، قال: أيذهب.
(7) يعني عبد الله بن عباس كما يفهم من الرواية السابقة.
(8) بالأصل: فلما.
(9) الخبر في الأغاني 4 / 235 في أخبار الأحوص.
117

وفد الأحوص على الوليد بن عبد الملك وامتدحه فأنزله منزلا وأمر بمطبخه
أن يمال (1) عليه ونزل على الوليد شعيب بن عبد الله بن عمرو بن العاص وكان
الأحوص (2) يراود وصفاء للوليد خبازين علي أنفسهم فلا يسجعون (3) أن يذكروه
للوليد وكان شعيب بن عبد الله قد غضب على مولى ونحاه فلما خاف الأحوص أن
يفتضح بمراودته الغلمان دس لمولى شعيب ذلك فقال له ادخل على أمير المؤمنين
فاذكر أن شعيبا أرادك عن نفسك ففعل المولى فالتفت الوليد إلى شعيب فقال ما
يقول هذا فقال (4) لكلامه غور (5) فاشدد به بصدقك أصلحك الله فشد به
فقال أمرني الأحوص فقال قيم الخبازين أصلحك الله الأحوص يراود غلمانك عن
أنفسهم فأرسل به الوليد إلى ابن حزم بالمدينة وأمره أن يجلده مائة ويصب عليه زيتا
ويقيمه على البلس ففعل ذلك به فقال وهو على البلس أبياته الذي يقول فيها
* ما من عظيمة نكبة أمنى بها * إلا تشرفني وترفع شأني *
كذا قال وهو شعيب بن محمد بن عبد الله نسبه إلى جده
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص ثنا أحمد بن سليمان ثنا الزبير بن بكار قال فولد عبد الله بن عمرو بن
العاص محمد بن عبد الله وأمه بنت محمية بن جزء (8) الزبيدي فولد
محمد بن عبد الله شعيبا لأم ولد فمن ولد شعيب بن محمد بن عبد الله (9)

(1) بالأصل: " بحال " والصواب والزيادة عن الأغاني.
(2) بالأصل: الأخوص. خطأ.
(3) كذا بالأصل، ولم ترد في الأغاني.
(4) الزيادة عن الأغاني.
(5) بالأصل عور، والصواب عن الأغاني، أي في كلامه معنى خفي غير واضح.
(6) عن الأغاني، وبالأصل: " الناس "، والبلس: " بضمتين ": جمع بلاس كسحاب، وهي غرائر كبار من
مسوح يجعل فيها التين ويشهر عليها من ينكل به وينادي عليه.
(7) في الأغاني: من من مصيبة نكبة أمنى بها.
وفي ديوان الحماسة:
* ما تعتريني من خطوب ملمة.
(8) بالأصل: " بن محمد بن حر " والمثبت: " بنت محمية بن جزء " عن نسب قريش للمصعب الزبيري
ص 409.
(9) زيادة لازمة منا للإيضاح.
118

عمرو بن شعيب الذي يروى عنه الحديث وأمه حبة (1) بنت مرة بن عمرو بن
عبد الله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأ أبو طاهر الباقلاني
زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأ محمد بن الحسن الأصبهاني أنبأ
محمد بن أحمد الأهوازي أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط
فالطبقة الأولى من أهل الطائف شعيب بن عبد الله بن عمرو بن العاص وفي نسخة
شعيب بن محمد بن عبد الله وهو الصواب (3)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
إجازة أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ثنا حرب بن أبي أسامة ثنا
محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة شعيب بن محمد بن
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وأمه أم ولد وقد
روى شعيب عن جده عبد الله بن عمرو وروى عنه ابنه عمرو بن شعيب فحديثه عن
أبيه وحديث (5) أبيه عن جده يعني عبد الله بن عمرو
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنبأ أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأ عبد الوهاب بن
محمد زاد أحمد الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ
محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل (6) قال شعيب بن محمد بن عبد الله بن
عمرو بن العاص السهمي القرشي سمع عبد الله بن عمرو روى عنه ابنه عمر (7) قال
لنا (8) أبو عاصم عن (9) حياة عن زياد بن عمرو سمعت شعيب بن محمد سمع

(1) في نسب قريش: حبيبة.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 511 رقم 2628.
(3) وهذا ما ورد في طبقات خليفة المطبوع.
(4) طبقات ابن سعد 5 / 243.
(5) بالأصل: وحدثه، والمثبت عن ابن سعد.
(6) التاريخ الكبير 4 / 218.
(7) عن البخاري وبالأصل: عمرو.
(8) عن البخاري وبالأصل: أنا.
(9) عن البخاري وبالأصل: بن.
119

عبد الله بن عمر (1) روى عنه ابنه عمرو
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر أنبأ أبو الحسن قالا أنبأ أبو محمد بن محمد بن (2)
إدريس الحنظلي قال (3) شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص روى
عن جده عبد الله بن عمرو وروى عنه ابنه عمرو بن شعيب وثابت البناني وعطاء
الخراساني سمعت أبي يقول ذلك (4)
2751 شعيب بن الهيثم بن إبراهيم بن يزيد بن غيلان
أبو محمد القرشي البيروتي
حدث ببيروت عن العباس بن الوليد بن مزيد (5)
روى عنه عبد الوهاب الكلابي
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ جدي أبو محمد مقاتل بن
مطكود (6) ثنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي أنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ثنا أبو محمد شعيب بن الهيثم بن
إبراهيم بن يزيد بن غيلان القرشي ثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ثنا
محمد بن شعيب بن شابور أخبرني مولى غفرة عن عبد الله بن علي بن السائب عن
عبد الله بن الحصين عن محصن عن عبد الله بن الهرمز عن خزيمة بن ثابت أنه
قال أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في
أدبارهن [* * * *]

(1) عن البخاري وبالأصل: عمرو.
(2) الزيادة للإيضاح.
(3) الجرح والتعديل 4 / 351 - 352.
(3) ورد في سير الأعلام 5 / 181 ولم نعلم متى توفي، فلعله مات بعد الثمانين في دولة عبد الملك (كذا،
وقد مر أنه وفد على الوليد).
(5) بالأصل: مرثد، خطأ والصواب ما أثبت، وسيرد قريبا صوابا.
(6) بالأصل: مضكود، انظر ترجمة حفيدة نصر في سير الأعلام 20 / 248.
120

أخبرناه عاليا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنبأ خيثمة بن سليمان أنبأ عباس بن الوليد ثنا محمد بن شعيب
أخبرني عمر مولى غفرة عن (1) عبد الله بن علي بن السائب عن عبد الله بن حصين
عن محصن عن عبد الله بن هرمز عن خزيمة بن ثابت أنه قال
أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الله عز وجل لا يستحي من الحق لا يحل لكم
أن تأتوا النساء في أدبارهن [* * * *]
الصواب ابن حصين بن محصن كما في رواية الهيثم وهرمى كما في رواية
خيثمة
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ جدي أبو محمد أنبأ أبو علي الأهوازي
قال قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه الذي سمع منهم شعيب بن الهيثم
أبو محمد ببيروت
2752 شعيب العماني
مولى الوليد بن عبد الملك
ذكر أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق وذكر أنه كان على الخاتم
الصغير للوليد بن عبد الملك كذا ذكره أبو الحسين وأظنه شعيث (2) بن زيان الذي
يأتي ذكره
2753 شعيب مولى عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
روى عنه أبو سلمة بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز "

(1) بالأصل: بن.
(2) بالأصل: شعيب، بالباء الموحدة خطأ، والصواب ما أثبت، وانظر ما سيأتي قريبا.
121

ذكر (1) من اسمه شعيث بالمثلثة "
2754 شعيث بن زيان
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأ أبو الحسن قال
شعيب بن زربان كان يصحب الوليد بن عبد الملك ويضحكه
قرأت بذلك من أصل أبي بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني عن أبي سعيد
السكري عن محمد بن حبب بن هشام بن الكلبي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال شعيث بن زيان
كان يصحب الوليد بن عبد الملك ويضحكه

(1) زيادة منا للإيضاح.
122

" ذكر من اسمه شقران "
2755 شقران السلاماني مولى بني سلامان
من قضاعة شاعر من شعراء بني أمية
وفد على الوليد بن يزيد
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد بن محمد العلوي عن أبي جعفر
محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى
المرزباني قال (1) شقران السلاماني القضاعي شامي مولى لبني سلامان بن سعد هذيم أخوه عذرة بن سعد
هذيم وهذيم عبد حبشي حضر سعدا فغلب عليه ابن زيد بن
ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة كان شقران مداحا للوليد بن يزيد بن
عبد الملك داخلا في جملته وهاجى ابن ميادة وهو القائل للوليد يخرجه على ابن
عمه يزيد بن الوليد
* كنا نداريها فقد مزقت * واتسع الخرق على الراقع
كالثوب إذ أنهج فيه البلى * أعيا على ذي الحيلة الصانع *
وله يرثي أخاه
* ذكرت أبا أروى فبت كأنني * برد الأمور الماضيات وكيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل
فإن افتقادي واحدا بعد واحد (2) * دليل على أن لا يدوم خليل

(1) لم أجد لشقران ذكرا في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
(2) بالأصل: واحدا.
123

وأما تريني اليوم أودت بشاشتي * وأضمر خرمي طول ما أتقلقل
فأصبحت مثل السيف صلبا وقد أرى * يردد في طرفه المتأمل *
وله
* قد أوهنت جثمانه وتلعنت * شامورة سلمى فأصبح مدنفا
تراه صحيحا كل خلو من الهوى * ويحسبه الطب المحب على شفا *
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي (1) أخبرني
الحرمي نا الزبير
ح قال وأنبأ يحيى بن علي عن أبي (2) أيوب المديني عن زبير قال قال
جلال بن عبد العزيز وقال يحيى بن خلاد عن أبي أيوب جلال بن عبد العزيز قال
استأذن ابن ميادة على الوليد بن يزيد وعنده شقران مولى قضاعة فأدخله في صندوق
وأذن لابن ميادة فلما دخل أجلسه على الصندوق واستنشده هجاء شقران فجعل
ينشده ثم أمر بفتح الصندوق فخرج عليه شقران وجعل يهدر كما يهدر الفحل ويقول
* سأعكم عن قضاعة كلب قيس * على حجر فينصب العكام (3)
أسير أمام قيس كل يوم * وما قيس بسائرة أمامي *
وقال أيضا وهو يسمع (4)
* إني إذا الشعراء لاقى بعضهم * بعضا ببلقعة يريد نضالها
وقفوا لمرتجز (5) الهدير إذا دنت * منه المكاره (6) قطعت أبوالها
فتركتهم زمرا تزمزم (7) باللجا * عنها عنافق قد خلعت سبالها *

(1) الخبر في كتاب الأغاني 2 / 307 - 308 في أخبار ابن مبادة.
(2) زيادة عن الأغاني.
(3) في الأغاني: سأكعم... فينصت للكعام.
وعكم مثل كعم معنى. والكعم شد فم البعير لئلا يعض أو يأكل وشد فم الكلب لئلا ينبح، يقال كعمة:
إذا شد فاه بالكعام.
(4) الأبيات في الأغاني 2 / 308.
(5) بالأصل: " لم تجز " والمثبت عن الأغاني، ويقال: ارتجز الرعد إذا سمع له صوت متتابع.
(6) في الأغاني: " البكارة بدل " المكارة ".
(7) الأغاني: ترمز باللحى... قد حلقت سبالها.
والعنافق جمع عنفقة وهي الشعرات التي بين الدقن وطرف الشفة العليا.
والسبال جمع سلبة وهي ما على الشارب من الشعر، وقيل: مجتمع الشاربين.
124

فقال ابن ميادة يا أمير المؤمنين اكفف عني هذا الذي ليس أصل فاختفره (1)
ولا فرع فأصهره
فقال الوليد أشهد أنك قد جرجرت كما قال شقران
* فجاءت بخوار إذا عض جرجرا
قال (2) وأخبرني يحيى بن صالح (3) أنبأ حماد بن إسحاق عن أبيه أخبرني
أبو الحسن أظنه المدائني قال أخبرني أبو صالح الفزاري قال أقبل شقران مولى
بني سلامان بن سعد (4) هذيم أخو عذرة بن سعد هذيم قال وهذيم عبد حبشي كان
حضن سعدا فغلب عليه وهو ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة
من اليمامة معه تمر امتاره فلقيه ابن ميادة فقال له ما هذا معك فقال تمر امترته
لأهلي يقال له زب رباح (5) فقال له ابن ميادة يمازحه
* كأنك لم تقفل لأهلك تمرة * إذا أنت لم تقفل (6) بزب رباح (7) *
فقال له شقران
* فإن كان هذا زبه فانطلق به * إلى نسوة سود الوجوه قباح * (8)
فغضب ابن ميادة وأمضه فانحى عليه بالسوط فضربه ضربات وانصرف مغضبا
فكان ذلك سبب الهجاء بينهما
قال حماد عن أبيه وحدثني أبو علي الكلبي قال اجتمع ابن ميادة (9) وشقران
مولى بني سلامان عند الوليد بن يزيد فقال ابن ميادة يا أمير المؤمنين أتجمع بيني

(1) في الأغاني: أصل فأحفره، ولا فرع فأهصره.
(2) بالأصل: " وسال، أنبأ " والمثبت عن الأغاني 2 / 306.
(3) في الأغاني يحيى بن علي.
(4) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن الأغاني.
(5) ضبطت عن القاموس رباح كرمان.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن الأغاني.
(7) خفقت الباء للوزن هنا، ومر ضبطها قريبا بتشديدها. وبالأصل: رباج.
(8) عن الأغاني: وبالأصل: فتاج.
(9) ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 2 / 307.
125

وبين هذا العبد ليس مثلي في حسبي ولا نسبي ولا لساني ولا منصبي فقال
شقران
* لعمري لئن كنت ابن شيخي عشيرة * هرقل وكسرى ما أراني مقصرا
وما أتمنى أن أكون ابن نزوة * نزاها ابن أرض لم يجد متمهرا
على حائل تلوي الصرار بكفها (1) * فجاءت بخوار إذا عض جرجرا *
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن مجاهد بن ديسم أنبأ محمد بن أحمد بن
عمر بن المسلمة فيما كتب إلي أنبأ أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى الكاتب
إجازة أنشدني علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس ثعلب
ح قال وأنشدني أبو عبد الله الحكيمي أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن
الأعرابي لشقران السلامي
* ذكرت أبا أروي فبت كأنني * برد الأمور الماضيات دليل
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل
وإن فراقي واحدا (2) بعد واحد * دليل على أن لا يدوم خليل *
قال الحكيم قال ثعلب كذا أنشده ابن الأعرابي
* وكل اجتماع من خليل الفرقة
ويروى وكل اجتماع من خليلين فرقة
قال ابن الأعرابي قوله برد الأمور الماضيات دليل لو أتعزى (3) بالأسى التي
أصيب بها الناس قبلي (4) وأقول مات فلان وفلان لأتعزى
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (5) أنبأ أبو منصور

(1) بالأصل: الضرار تكفها. والمثبت عن الأغاني.
والصرار: خيط يشد فوق خلف الناقة لئلا يرضعها ولدها.
والحائل: غير الحامل.
والخوار: الضعيف.
(2) بالأصل: واحد.
(3) بالأصل: أتعرف، والمثبت عن مختصر ابن منظور 10 / 320.
(4) بالأصل: " تبكي " والمثبت عن مختصر ابن منظور 10 / 320.
(5) بالأصل: " المحلى " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
126

محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري أنشدنا أبو الطيب محمد بن
أحمد بن خاقان
ح قال وأنشدنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب عن أبي بكر
أحمد بن محمد بن الجراح قال أنشدنا أبو بكر بن زيد أنشدنا أبو عثمان
السورنداني عن أبي عبيدة لشقران السلامي في قتل الوليد
* إن الذي ربصها أمره * سرا وقد بين للسالع (1)
لكالني نحسها أهلها عذراء * بكرا وهي في التاسع
فاذكر من الأمر قراديده * بالحزم والقوة أو صايع
حتى نرى الأخدع مذلولنا * يلتمس الفضل إلى الخادع
كنا ندار بها وقد مزقت * واتسع الخرق على الراقع
كالثوب إذ أنهج فيه البلى * أعيى على ذي الحيلة الصانع *
قال المذلول الذي قد ذل وانقاد وخضع أشار على الوليد أن يقتل الذين شغبوا
عليه حتى يطلب المخدوع الفضل إلى من خدعه ويرضى بالمخلص وقال غيره
قراديد الأمر شدته وصعوبته

(1) كذا.
127

" ذكر من اسمه شقير "
2756 شقير مولى العباس بن الوليد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم الأموي
روى عن الهدار (1) رجل زعم (2) أن له صحبة
روى عنه عوف بن سفيان الطائي الحمصي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأ شجاع بن علي بن
شجاع أنبأ أبو عبد الله بن منده أنبأ خيثمة بن سليمان ثنا محمد بن عوف بن سفيان
الحمصي ثنا أبي عوف ثنا شقير مولى العباس (3) عن الهدار (1) صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه
رأى العباس وإسرافه في خبز السميذ وغيره فقال لقد توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما شبع من
خبز بر حتى فارق الدنيا
قال ابن مندة هذا حديث غريب ويقال إن أحمد بن حنبل سمعه من محمد بن
عوف (4)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن بشر قالا أنبأ أبو
الحسين بن مكي المصري

(1) هو الهدار الكناني، ترجمته في أسد الغابة 4 / 613 والاستيعاب 3 / 625 والإصابة 3 / 600 وبالأصل:
الهذار بالذال المعجمة، والمثبت بالدال المهملة عن مصادر ترجمته.
(2) كذا، وجزم أبو عمر في الاستيعاب أن له صحبة.
(3) في الإصابة: سفيان مولى العباس.
(4) نقله ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة الهدار من طريق محمد بن عوف بن سفيان 4 / 613.
128

أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي نا أبو
القاسم عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب الكندي القاضي ثنا محمد بن عوف وكتبه
عنه أحمد بن حنبل (1) حدثني أبي عوف بن سفيان حدثني شقير (2) مولى العباس
قال سمعت الهدار وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورأى العباس وكثرة أكله من خبز
السميذ فقال لقد توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما شبع من خبز بر حتى لقي الله عز وجل (3)
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي أنبأ علي بن المحسن التنوخي أنبأ
محمد بن المظفر أنبأ بكر بن أحمد بن حفص نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى
قال وشقير مولى العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان قال رأيت الهدار صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح المحاملي أنبأ أبو
الحسن الدارقطني قال وأما شقير يعني بالشين المهملة شقير مولى العباس بن
الوليد روى عن الهدار (5) صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) حدثنا عنه أهل الشام كذا قال
الدارقطني
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثني خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي نا أبو الفتح
نصر بن إبراهيم بن نصر أنبأ أبو زكريا ثنا عبد الغني بن سعيد قال شقير بالشين
المعجمة والقاف والراء غير معجمة وقد روى عن هدار عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا
واحدا لا أعلم حدثنا به غير محمد بن عوف
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر بن ماكولا (6) قال وأما شقير بشين معجمة

(1) العبارة بالأصل مضطربة وتمامها: " وكتبه عنه محمد عن إسحاق بن يزيد الحلبي نا أبو القاسم
عبد الصمد أحمد بن حنبل " صوبنا السند بما يوافق عبارة الإصابة 3 / 600.
(2) في الإصابة: سفيان مولى العباس.
(4) الخبر في الإصابة 3 / 600.
(5) بالأصل: الهذار بالذال المعجمة.
(6) الاكمال لابن ماكولا 4 / 310.
129

مضمومة فهو شقير مولى العباس بن الوليد روى عن الهذار (1) صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
حديثه عند أهل الشام كذا ذكره (2) بالسين المبهمة وهو وهم وصوابه بالشين
المعجمة كذلك قاله صاحب تاريخ الحمصيين وحديثه يرويه محمد بن عوف الطائي
عن أبيه عوف بن سفيان عن شقير وهو حديثه وقاله أبو محمد (3) بالشين
المعجمة وهو الصحيح

(1) كذا بالأصل هنا والاكمال، وصوبناه فيما مر بالدال المهملة.
(2) يعني الدارقطني كما يفهم من حاشية الاكمال 4 / 310.
(3) يعني عبد الغني بن سعيد.
130

" ذكر من اسمه شقيق "
2757 شقيق بن إبراهيم
أبو علي الأزدي البلخي الزاهد (2)
أحد شيوخ التصوف له قدم فيه موصوف وكلام في التوكل معروف
صحب إبراهيم بن أدهم وحدث عنه وعن أبي هاشم كثير بن عبد الله الأبلي (3)
وعباد بن كثير وأبي حنيفة النعمان بن ثابت وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق
روى عنه حاتم بن عنوان بن يوسف الأصم البلخي (4) وأبو سعيد محمد بن
عمرو بن حجر البلخي وعبد الصمد بن يزيد المعروف بمردويه البغدادي
والحسين بن داود بن معاذ البلخي ومعاذ بن عيسى الهروي وأحمد بن عبد الله
النيسابوري وابنه محمد بن شقيق ومحمد بن أمان البلخي مستملي وكيع وأبو
صالح مسلم بن عبد الرحمن البلخي مستملي عمر بن هارون البلخي ومحمود بن
يزيد الخراساني وقيل محمود عن الخراساني عن شقيق
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الجرجاني وأبو نصر الحسين بن

(1) من قوله: كذا ذكره - إلى هنا سقط من الاكمال المطبوع لابن ماكولا.
(2) ترجمته في حلية الأولياء 8 / 58 ميزان الاعتدال 2 / 279 فوات الوفيات 2 / 105 وفيات الأعيان 2 / 275
الوافي بالوفيات 16 / 173 سير الأعلام 9 / 313 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) بالأصل: " الأيلي " خطأ والصواب عن سير الأعلام، وذكره السمعاني في الأنساب وترجم له. والأبلي
نسبة إلى الأبلة بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة.
(4) ترجمته في سير الأعلام 11 / 484.
131

رجاء بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم الأصبهاني القارئ قالا أنا أبو
عمرو بن منده
ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة ححبببه (1) بنت أبي الوفاء بن عمرو بن ماجة
قالت أنا شجاع بن علي قالا أنبأ أبو عبد الله بن منده أنبأ عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن الرازي وفي حديث شجاع الزورني ثنا محمد بن فارس أبو عبد الله
ثنا حاتم الأصم يعني البلخي عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن إبراهيم بن أدهم
عن مالك بن دينار عن أبي مسلم الخولاني وقال شجاع بن أبي صالح عن عمر بن
الخطاب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا (2) وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ثم كان
الاثنان أحب إليكم من الواحد لم تبلغوا الاستقامة مالك بن دينار لم يسمع من أبي
مسلم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على سعيد بن محمد بن أحمد
البحيري أنبأ أبو الحسين عبد الله بن أحمد الحنبلي الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن
عمر بن حفص ثنا علي بن محمد أبو الحسن النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الله أنبأ
شقيق بن إبراهيم البلخي عن عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا تجلسوا (3) عند كل عالم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس من
الشك إلى اليقين ومن الكبر إلى التواضع ومن العداوة إلى النصيحة ومن الرياء إلى
الإخلاص ومن الرغبة إلى الزهد (4) وروى عن حاتم عن شقيق [* * * *]
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد وأبو القاسم إسماعيل بن
محمد بن الفضل وأبو محمد نوشتكين بن عبد الله الشهرياري قالوا أنبأ
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنبأ أبي أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) الحنايا جمع حنية أو حني، وهما القوس، فعيل بمعنى مفعول، لأنها محنية، أي معطوفة (النهاية).
(3) عن حلية الأولياء 8 / 72 وبالأصل: لا تخلوا.
(4) في الحلية: الرهبة.
132

السرخسي وقال إسماعيل الأشناني بن حسن ثنا محمد بن أبي صالح الهروي ثنا
معاذ بن عيسى الهروي ثنا شقيق بن إبراهيم زاد إسماعيل البلخي نا إبراهيم بن
أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي جالسا
فقلت يا رسول الله أراك تصلي جالسا فما أصابك قال الجوع يا أبا هريرة فبكيت
قال لا تبك يا أبا هريرة فإن شدة الحساب لا تصيب الجائع إذا احتسب [* * * *]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأ أبو سهل حمد بن أحمد بن
عمر الصيرفي أنبأ أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب أنبأ أبو جعفر
محمد بن شاذان بن سعدويه ثنا أبو علي الحسين بن داود البلخي الفزاري نا شقيق بن
إبراهيم الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المداوم على عبادة ربه ثنا أبو هاشم
الأبلي (1) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قضى حاجة المسلم في
الله كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلاف صيام نهاره وقيام ليله [* * * *]
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان أنبأ عبد الملك بن محمد بن بشران
أنبأ محمد بن الحسين الآجري بمكة ثنا جعفر (2) الصندلي أنبأ الفضل بن
زياد ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول لقيت إبراهيم بن
أدهم في بلاد الشام فقلت يا إبراهيم تركت خراسان فقال ما تهنيت بالعيش إلا في
بلاد الشام أفريدنني من شاهق إلى شاهق أي من جبل إلى جبل فما يراني يقول
موسوس ومن يراني يقول ملاح ومن يراني يقول جمال
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ عبد الرحمن بن
محمد بن إدريس (3) قال شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد روى عن إبراهيم بن
أدهم روى عنه حاتم الأصم وعبد الصمد بن يزيد المعروف بمردويه البغدادي
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر أنبأ أبو بكر محمد بن

(1) بالأصل: الإيلي، خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(2) بياض بالأصل.
(3) الجرح والتعديل 4 / 373.
133

يحيى بن إبراهيم المزكي أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال
شقيق بن إبراهيم الأزدي أبو علي من أهل بلخ حسن الكلام في التوكل وغيره كان
أستاذ حاتم الأصم صحب إبراهيم بن آدم وغيره وهو من أشهر مشايخ خراسان
بالتوكل ومنه وقع أهل خراسان إلى هذه الطرق
سمعت أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن يقول سمعت أبي أبا
القاسم يقول (1) ومنهم أبو علي شقيق بن إبراهيم البلخي من مشايخ خراسان له
لسان في التوكل وكان أستاذ حاتم الأصم
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا الحسين بن أحيد العطار
البلخي يقول سمعت أحمد بن محمد البخاري يقول قال حاتم الأصم (2)
كان شقيق بن إبراهيم موسرا وكان يتفتى ويعاشر الفتيان وكان علي بن
عيسى بن ماهان أمير بلخ وكان يحب كلاب الصيد ففقد كلبا من كلابه فسعى برجل
أنه عنده وكان الرجل في جوار شقيق فطلب الرجل وضرب (3) فدخل دار شقيق
مستجيرا فمضى شقيق إلى (4) الأمير وقال خلوا سبيله فإن الكلب عندي أرده إليكم
إلى ثلاثة أيام فخلوا سبيله وانصرف شقيق مهتما لما صنع فلما كان اليوم الثالث
كان رجل غائبا من بلخ رجع فوجد في الطريق كلبا عليه قلادة فأخذه وقال أهديه إلى
شقيق فإنه يشتغل بالتفتي فحمله إليه فنظر شقيق فإذا هو كلب الأمير فسر به
وحمله إلى الأمير وتخلص من الضمان فرزقه الله الانتباه وتاب مما كان فيه وسلك
طريق الزهد
قال القشيري (5) وقيل كان سبب توبته (6) أنه كان من أبناء الأغنياء خرج
للتجارة إلى أرض الترك وهو حدث ودخل بيت الأصنام فرأى خادما للأصنام قد حلق
رأسه وليحته وليس ثيابا أرجوانية فقال شقيق للخادم إن لك صانعا حيا عالما

(1) الرسالة القشيرية ط بيروت ص 397.
(2) المصدر السابق ص 397 - 398.
(3) الرسالة القشيرية: فهرب.
(4) زيادة عن الرسالة القشيرية.
(5) المصدر السابق ص 397.
(6) في الرسالة القشيرية: زهده.
134

فاعبده ولا تعبد هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع فقال إن كان كما تقول فهو قادر
على أن يرزقك ببلدك فلم تعنيت (1) إلى ما ها هنا للتجارة فانتبه شقيق وأخذ في
طريق الزهد
وقيل (2) كان سبب زهده أنه رأى مملوكا يلعب ويمرح في زمان قحط وكان
الناس مهتمين فقال له شقيق ما هذا النشاط الذي فيك ألا ترى ما فيه الناس من
الحزن والقحط فقال ذلك المملوك وما علي من ذلك ولمولاي قرية خالصة يدخل
منها له ما يحتاج نحن إليه فانتبه شقيق وقال إن كان لمولاه قرية خالصة ومولاه
مخلوق فقير ثم إنه يهتم لرزقه فكيف أن يهتم (3) المسلم لأجل الرزق ومولاه غني
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأ
الحسن بن إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا أحمد بن محمد الواسطي ثنا ابن
خبيق عن خلف بن تميم قال
التقى إبراهيم بن أدهم وشقيق بمكة فقال إبراهيم لشقيق ما بدو أمرك الذي
بلغك هذا فقال سرت في بعض الفلوات فرأيت طيرا مكسور الجناحين في فلاة من
الأرض فقلت انظر من أن يرزق فقعدت بحذائه فإذا أنا بطير قد أقبل في منقاره
جرادة فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين فقلت في نفسي يا نفس الذي قيض
هذا الطائر الصحيح لهذا الطائر المكسور الجناحين في فلاة من الأرض هو قادر أن
يرزقني حيث ما كنت فتركت التكسب واشتغلت بالعبادة فقال له إبراهيم يا شقيق
ولم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى يكون (4) أفضل منه أما سمعت
من النبي (صلى الله عليه وسلم) اليد العليا خير من اليد السفلى ومن علامة المؤمن أن يطلب أعلا
الدرجتين في أموره كلها حتى يبلغ منازل الأبرار قال فأخذ يد إبراهيم وقبلها وقال
له أنت أستاذنا يا أبا إسحاق [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله (5) ثنا أبو بكر

(1) الرسالة القشيرية، فلما أتعبت نفسك بالمجئ إلى ها هنا للتجارة.
(2) المصدر السابق ص 397.
(3) في الرسالة القشيرية: ثم انه لا يهتم لرزقه، فكيف ينبغي أن يهتم...
(4) بالأصل: يكون.
(5) بالأصل: " عبد " والصواب ما أثبت وهو صاحب كتاب حلية الأولياء، وانظر الخبر فيها 8 / 59.
135

محمد بن أحمد بن محمد (1) بن عبد الله البغدادي سنة ثمان وخمسين وحدثني عنه
أولا عثمان بن محمد العثماني سنة أربع وخمسين ثنا عباس بن أحمد الشاشي (2) ثنا
أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال قال علي بن محمد بن شقيق
كان لجدي ثلاثمائة قرية يوم قتل بواشكرد (3) ولم يكن له كفن فيه قدمه كله بين
يديه وثيابه وسيفه إلى الساعة معلق يتبركون به قال وقد كان خرج إلى بلاد الترك
لتجارة وهو حدث إلى قوم يقال لهم الخلوجية (4) وهم يعبدون الأصنام فدخل إلى
بيت أصنامهم وعالمهم (5) قد حلق رأسه ولحيته ولبس ثيابا حمراء أرجوانية فقال له
شقيق إن هذا الذي أنت فيه باطل ولهؤلاء ولك لهذا الخلق خالق وصانع ليس كمثله
شئ فقال له الدنيا والآخرة قادر على كل شئ رازق كل شئ له الخادم ليس
يوافق قولك فعلك فقال له شقيق كيف ذاك قال زعمت أن لك خالقا قادرا على كل
شئ وقد تعنيت (6) إلى ها هنا لطلب الرزق ولو كان كما تقول فإن الذي يرزقك ها هنا
يرزقك ثم فتربح العناء
قال شقيق فكان سبب زهدي كلام التركي فرجع فتصدق بجميع ما ملك فطلب
العلم
قال (7) وثنا مخلد بن جعفر بن محمد ثنا جعفر الفريابي نا المثنى بن جامع
قال قال أبو عبد الله سمعت شقيق بن إبراهيم يقول كنت رجلا شاعرا فرزقني الله
التوبة وإني خرجت بثلاثمائة ألف درهم وكنت مرائيا ولبست الصوف عشرين سنة
وأنا لا أعلم حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد فقال يا شقيق ليس الشأن في أكل
الشعير الشأن (8) في المعرفة أن يعرف الله عز وجل يعبده ولا يشرك به شيئا والثانية
الرضا عن الله والثالثة تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي المخلوقين قال

(1) سقطت اللفظة من الحلية.
(2) الحلية: الشامي.
(3) مهملة بالأصل بدون نقط، والمثبت عن الحلية.
(4) الحلية: الخصوصية.
(5) عن الحلية وبالأصل: وعاملهم.
(6) الحلية: تغيبت.
(7) القائل هو أبو نعيم أحمد بن عبد الله. والخبر في الحلية 8 / 59.
(8) في الحلية: البيان.
136

شقيق فقلت له فسر لي هذا حتى أتعلمه قال أما تعبد الله لا تشرك به شيئا يكون
جميع ما تعمله لله خالصا صوم أو صلاة أو حج أو غزو أو عبادة فرض أو غير ذلك من
أعمال البر يكون لله خالصا ثم تلا هذه الآية " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا
صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " (1)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي
قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت
خالي محمد بن الليث يقول سمعت محمد اللفاني يقول سمعت حاتم الأصم يقول
كان شقيق (2) يقول إن الله عز وجل يسأل عبيده عن حفظ الأمر والنهي يوم القيامة
وينجيهم بإخلاص
أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن البيع في
كتابيهما قالا أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد النسفي أنبأ أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ثنا أبو حفص أحمد بن أحمد بن
حمدان ثنا أبو سهل محمد بن عبد الله بن سهل ثنا السري بن عباد القيسي المروزي
أبو محمد أخبرني محمد بن شقيق البلخي أبو جعفر الزاهد قال سمعت أبي يقول
لقيت العلماء وأخذت من آذانهم لقيت سفيان الثوري فأخذت لباس الدون منه رأيت
عليه إزارا قدر أربعة أذرع ثمن أربعة دراهم إذا جلس متربعا أو يمد رجليه مخافة أن
تبدي (3) عورته ودخل عليه أعرابي عليه كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم فقال له
سفيان يا أعرابي كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم خير أم كساء أبيض بستة دراهم
فقال له الأعرابي (4) بل كساء أبيض بستة دراهم أزين عند الناس وأبقى قال فقال
سفيان ويلك يا أعرابي بل كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم أقرب إلى الله وإلى آثار
الصالحين الذين يأتون من بعدنا يقتدون بنا يا أعرابي زين دينك وبيتك واستر عورتك
بأي شئ شئت بعد أن تؤدي فريضتك
قال وأخذت الخشوع من إسرائيل بن يونس كنا جلوسا حوله لا نعرف من عن

(1) سورة الكهف، الآية: 110.
(2) بالأصل: شقيقا.
(3) كذا.
(4) بالأصل: " فقال له سفيان يا أعرابي كساء أسود غليظ له الأعرابي " وصوبنا العبارة كما يقتضيه السياق.
137

يمينه ولا من عن شماله من تفكر الآخرة فعلمت أنه رجل صالح ليس بينه وبين الدنيا
عمل
قال وأخذت قصد المعيشة من ورقاء بن عمر (1) طلبنا منه تفسير
القرآن فقال بالشرط أن تتغدى وتتعشى عنده فأجبناه إلى ذلك وكانت تقدم إلينا خبز
الشعير وإدام الخل والزيت فقال هذا لمن يطلب الفردوس ويهرب من زفير جهنم
كثير
قال وأخذت من الزهد من عباد بن كثير طلبت منه كتاب الزهد فقال من أين
أنت فقلت من خراسان قال اللهم اجعله من الزاهدين في الدنيا قال شقيق
فرجوت بركة دعائه لي قال فدخلت منزله فإذا قدور تغلي بين حامض وحلو قال
شقيق فأنكرت ما رأيت قال فقال لي خادمه (2) يا خراساني إنه لم يأكل منذ
سبع سنين لحما وإنه ليتخذ كل يوم سبع قدور بين حامض وحلو يطعم المساكين
والمرضى ومن لا حيلة لهم
قال وأخذت التعاون والتوكل من إبراهيم بن أدهم كنا جلوسا عنده وذلك في
شهر رمضان فأهدي إليه سلة تين فتصدق بها على المساكين والجيران
قال شقيق بن إبراهيم فقلنا له يا أبا إسحاق لو تدع لنا شيئا فقال ألستم
صوام (3) قلنا بلى قال ليس لكم حياء ليس لكم رعة يعني الخوف أما تخافون
الله بالعقوبة يطول أملكم إلى العشاء وسوء ظنكم بالله وذلك عند غيبوبة الشمس ثم
قال ثقوا بالله وأحسنوا الظن بالله ما وعد الله لعباده قال " ما عندكم ينفد وما عند الله
باق " (4)
قال وأخذت ترك الحلال وترك الشبهة من وهيب المكي رأيته عند الصفار وهو
ينازع رجلا ومع الرجل سلة من فواكه قال فقال له وهيب من أين اشتريت هذا قال
فقال له الرجل ليس لنا أن نسأل وكان الرجل يتفقه فقال له وهيب أنظر هل في

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(2) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(3) كذا.
(4) سورة النحل، الآية: 96 وبالأصل: ينفذ.
138

بطني من عوار قال فقال الرجل لا فقال وهيب مذ خرج السودان فإني لم آكل من
فواكه مكة قال فقال الرجل فإنك تأكل من طعام مصر وإن مصر خبيثة قال فقال
وهيب علي عهد الله وميثاقه أن لا آكل طعاما حتى تكون الميتة لي حلالا قال فكان
يجوع نفسه ثلاثة أيام فإذا أراد أن يفطر قال اللهم إنك تعلم أني أخشى ضعف العبادة
وإلا أني لم آكله اللهم ما كان فيه من خبيث أو حرام فلا تؤاخذني به ثم يبله بالماء
فيأكله
قال فدخل بعد العشاء ليفطر فإذا هو بصاحب نفسه قال شقيق فاستأذنا فأذن
لنا فقلنا له من تنازع قال أسمعتم قلنا نعم قال كنت من أول أمس صائما
فلما دخلت البيت بعد العشاء لأفطر فقالت نفسي يزاد الملح فتركته وخرجت فأنا اليوم
صائم فلما كان عند الظهر قالت نفسي ما أحسن الرغيف لو أكلته قلت إني صائم
فلما دخلت البيت بعد العشاء لأفطر فإذا نفسي تطاوعني ونسي المرقة والملح فكيف
أزهد نفسي نعيم الدنيا ولذاتها وأرغبها نعيم الجنة وخلودا لا موت فيها فهكذا
فاصنعوا إخواني رحمكم الله
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأ محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت الحسن بن يحيى يقول سمعت جعفر (1) الخالدي
يقول سمعت أبا سعيد الزنادي يقول سمعت ابن إسماعيل الأصبهاني يقول
سمعت (2) أبا تراب يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول أدركت الناس
يتكلمون في الفقر وخبز معلق لكل ليلة ووجدت أهل دمشق يتكلمون ويسمون الفطرية
ولم أصل إلى شئ من علمهم ورأيت بمصر طبقة ولم تعجبني ورأيت أهل بغداد
يصفون أحوال العارفين ولست أعلم أن أحدا يصلي إلى ما يقولون
قال وأنبأ أبو عبد الرحمن ثنا محمد بن العباس الضبي أخبرني محمد بن
علي بن الحسين ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن موسى الحافظ ثنا محمد بن
أبان المستملي قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول (3) أخذت العبادة من عباد بن

(1) كذا.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) الخبر في سير الأعلام 9 / 315.
139

كثير والفقه من زفر بن الهذيل (1)
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنبأ الحسين بن يحيى
المكي أنبأ الحسين بن علي الشيرازي أنبأ أبو الحسن بن جهضم ثنا أبو القاسم
عبد السلام بن محمد حدثنا علي بن الحسين ثنا أحمد بن العباس بن حاتم قال
قدم شقيق بن إبراهيم الكوفة يريد مكة فلقيه سفيان (2) الثوري فقال له أنت الذي تدعو
إلى التوكل وتمنع المكاسب فقال شقيق ما قلت هكذا قال أيش قلت قال شقيق
قلت حلال بين وحرام بين ومتشابه فيما بين ذلك ولكن دخلت الآفة من الخاصة على
العامة وهم خمس طبقات فأولهم العلماء والثاني الزهاد والثالث الغزاة
والرابع التجار والخامس السلطان فأما العلماء فهم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم وإذا كان العالم طامعا جامعا فالجاهل بمن
يقتدي وأما الزهاد فهم ملوك الأرض فإذا كان الزاهد يرغب فيما في أيدي الناس
والراغب بمن يقتدي وأما الغزاة فهم أضياف الله في أرضه فإذا كان الغازي يحب
الخيلاء والتصدر في المجالس فمتى يغزو وأما التجار فهم أمناء الله عز وجل في أرضه
فإذا كان التاجر الأمين خائنا فالخائن بمن يقتدي وأما السلطان فهم الرعاة فإذا كان
الراعي هو الذئب فالذئب ما يجد يأكل يا شقيق لا يجعلن منها إلا قدر مقامك فيها
فقام سفيان لم يرد عليه شيئا وقال سلام عليكم ومضى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول
سمعت شقيق بن إبراهيم يقول التوكل طمأنينة القلب بموعود الله
قال وأنبأ أبو محمد بن الفضل نا أبو القاسم الواحدي أنبأ عبد الله بن
يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني قال سمعت أبا
تراب يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيق بن إبراهيم يقول لكل واحد
مقام فمتوكل على ماله ومتوكل على نفسه ومتوكل على لسانه ومتوكل على سيفه
وقال الواقدي على شرفه ومتوكل على سلطنته ومتوكل على الله عز وجل فأما

(1) ترجمته في سير الأعلام 8 / 38.
(2) بالأصل: شقيق، خطأ.
140

المتوكل على الله فقد وجد الاسترواح نواه الله ورفع قدره وقال " وتوكل على الحي
الذي لا يموت " (1) وأما من كان مستروحا إلى غيره يوشك أن يتقطع به فيبقى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ (2) رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن
إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا (3) أحمد بن محرز ثنا محمد بن عامر قال
قلت لشقيق متى أوفق للعمل الصالح قال إذا جعلت (4) أحداث يومك
وليلتك متقدمة عند الله عز وجل قلت فمن أتوكل قال إن اليقين إذا تم بينك وبين
الله سمي تمامه توكلا قلت فمتى يصح ذكري لربي قال إذا سمحت الدنيا في
عينك وقذفت أملك فيما بين يديك قلت فمتى يصح صومي قال إذا جوعت قلبك
وطمست لسانك من الفحشاء قلت فمتى أعرف ربي قال إذا كان الله لك جليسا
ولم تر سواه لنفسك أنيسا قلت فمتى أحب ربي قال إذا كان ما أسخطه أمر عندك
من الصبر وكان ما ينزل بك هو الغنم والظفر وحددت لذلك حمدا وشكرا قلت
فمتى أشتاق إلى ربي قال إذا جعلت الآخرة لك قرارا ولم تسم لك الدنيا مسكنا
قلت متى أستلذ الموت قال إذا جعلت الدنيا خلف ظهرك وجعلت الآخرة نصب
عينيك وعلمت أن الله يراك على كل حال وقد أحصى عليك الدقيق والجليل قلت
فمتى اكتفي بأهون الأغذية قال إذا عرفت وبال الشهوات غدا (5) وسرعة انقطاع
عذوبة (6) اللذات قلت متى أوثر الله ولا أوثر عليه سواه قال إذا أبغضت فيه
الخبيث (7) وجانبت فيه القريب
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن
عبد السلام الأزدي أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين أنبأ أبو القاسم بن
طعان أنبأ الحسن بن حبيب قال سمعت عبد الله بن عبد الحميد يقول قال حاتم

(1) سورة الفرقان، الآية: 58.
(2) بالأصل " بن " خطأ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(3) بالأصل " بن " خطأ. والصواب ما أثبت، انظر ترجمة أحمد بن مروان، أبو بكر الدينوري في سير
الأعلام 15 / 427.
(4) بياض بالأصل وما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 10 / 323.
(5) بالأصل: عدا.
(6) بالأصل: عدوية.
(7) في مختصر ابن منظور: الحبيب.
141

اختلفت إلى شقيق ثلاثين سنة فقال لي يوما أيش تعلمت في ترددك إلينا فقلت
له أربعة أشياء استغنيت بها عن الأشياء كلها فقال ما هي فقلت رأيت أن رزقي من
عند ربي فلم أشتغل إلا بربي ورأيت أن ربي قد وكل بي ملكين يكتبان علي كلما
تكلمت به فلم أتكلم إلا بما يرضي ربي ولم أتكلم إلا بحق ورأيت أن الخلق ينظرون
إلى ظاهري والله ينظر إلى باطني فرأيت مراقبته أولى وأوجب فسقط عني رؤية
الخلق ورأيت أن هذه داعي يدعو الخلق إليه واستعددت (1) له متى جاءني لا أحتاج أن
يقبلني يعني ملك الموت فقال له يا حاتم ما نظرت (2) سعيك
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري ثنا
أحمد بن مروان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين قال سئل شقيق
البلخي ما علامة التوبة قال إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب والخوف المقلق
من الوقوع بها وهجران إخوان السوء وملازمة أهل الخير (3)
قال وثنا ابن أبي الدنيا ثنا أحمد بن سعيد قال قيل لشقيق البلخي ما علامة
العبد المباعد المطرود قال إذا رأيت العبد قد منع الطاعة واستوحش منها قلبه وحلي
له المعصية وخفت عليه ورغب في الدنيا وزهد في الآخرة وأشغله بطنه وفرجه لم
يسأل من أين أخذ الدنيا فاعلم أنه عبد الله مباعد لم يرضه لخدمته
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ثنا
عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل
الأصبهاني قال سمعت أبا تراب يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول يا
فقير لا تشتغل ولا تتعب في طلب الغنى فإنه إذا قسم لك الفقر لا يكون عتبا
قال وأنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول
سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبيد يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول
سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتم (4) الأصم يقول سمعت شقيقا يقول ليس

(1) بالأصل: واستعدت.
(2) في المختصر: ما خاب سعيك.
(3) سير الأعلام 9 / 315.
(4) كذا، والأظهر: حاتما.
142

للعبد صاحب (1) خير من الهم والخوف هم فيما مضى من ذنوبه وخوف فيما لا يدري
ما ينزل به
كتب إلي أبو سعد بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز بن علي الأزجي
ح وكتب إلي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني يخبرني عن
عبد العزيز بن بندار
ح وأنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز أنبأ الحسين بن يحيى بن
إبراهيم أنبأ الحسين بن محمد بن علي قالوا أنا أبو الحسن بن جهضم ثنا محمد بن
الحسين ثنا العباس بن يوسف ثنا علي بن الموفق قال سمعت شقيق بن إبراهيم
يقول
بينا أنا ذات ليلة نائم حيال الكعبة في المسجد الحرام إذا (2) رأيت في منامي ملكين
أتياني فوقفا علي فقال أحدهما لصاحبه كم حج العام قال له صاحبه حج ثلاثة فلان
وفلان وفلان يقال (3) له شقيق قال لا شقيق عليه فضل ثوب فلما كان قابل حججت
في عباء فبينا أنا راقد في المسجد الحرام رأيتهما في منامي فقال أحدهما لصاحبه كم
يحج العام فقال ثلاثة فلان وفلان وفلان (4) إلا أن الله عز وجل شفعهم في كل من
حج
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الرحمن قال
سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت حاتم (5) الأصم يقول سمعت شقيقا
يقول
تفسير الحمد على ثلاثة أوجه أوله (6) إذا أعطاك الله شيئا تعرف من أعطاك
والثاني ترضى بما أعطاك والثالث ما دام قوته في جوفك أن لا تعصيه

(1) بالأصل: صاحب للعبد. وفوق اللفظتين علامتا تحويل وتقديم وتأخير.
(2) كذا.
(3) في مختصر ابن منظور 10 / 324 وشقيق.
(5) كذا، والأظهر: حاتما.
(6) بالأصل: قوله.
143

أخبرنا أبو القاسم أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد الماليني
ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن سهل قال سمعت حاتم (1)
الأصم يقول قال شقيق
من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأ أبي الأستاذ أبو القاسم قال وقال شقيق إن
أردت أن تعرف الرجل فانظر إلى ما وعده الله تعالى ووعده الناس بأيهما يكون قلبه
أوثق (2)
وقال شقيق تعرف تقوى الرجل بثلاثة أشياء في أخذه ومنعه وكلامه (3)
قال الأستاذ (4) وحكى حاتم الأصم قال
كنا مع شقيق في مصاف نحارب الترك في يوم لا يرى فيه إلا رؤوس تندر (5)
ورماح تقصف (6) وسيوف تتقطع فقال لي شقيق كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا
اليوم تراه مثل ما كنت في الليلة التي زفت إليك امرأتك فقلت لا
والله قال لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنت تلك الليلة ثم نام بين الصفين ودرقته (7)
تحت رأسه حتى سمعت غطيطه
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله (8) ثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن الحسين (9) ثنا محمد بن أبي عمران قال

(1) كذا، والأظهر: حاتما.
(2) الرسالة القشيرية ص 398 وانظر حلية الأولياء 8 / 64.
(3) الرسالة القشيرية ص 398.
(4) المصدر السابق ص 398 وحلية الأولياء 8 / 64 ونقله الذهبي في السير 9 / 314 من طريق محمد بن
عمران.
(5) عن المصادر، وبالأصل: " تندب " وتندر أي تسقط.
(6) في الحلية: تقصر.
(7) الدرقة: الترس المصنوع من الجلد وبدون خشب.
(8) الخبر في حلية الأولياء 8 / 64.
(9) في الحلية: عمر بن الحسن.
144

سمعت حاتم (1) الأصم يقول كنا مع شقيق البلخي ونحن مصافوا الترك في يوم لا أرى
فيه إلا رؤوسا تندر (2) وسيوفا تقطع ورماحا تقصر فقال لي شقيق ونحن بين الصفين
كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم تراه مثل الليلة التي زفت إليك امرأتك قلت
لا والله قال لكني أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي قال
ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه
قال حاتم ورأيت رجلا من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي فقلت ما لك قال
قتل أخي قال قلت يحبط (3) أجرك صار إلى الله وإلى رضوانه قال فقال لي
اسكت ما أبكى على (4) ولا على قتله ولكني أبكي أسفا أن لا أكون دريت
كيف كان صبره وقلبه عند وقوع السيف به قال حاتم فأخذني في ذلك اليوم تركي
فأضجعني للذبح فلم يكن قلبي به مشغولا كان قلبي باله مشغولا أنظر ماذا يأذن الله
في فبينا هو يطلب السكين من (5) خفه إذ (6) جاءه بهم فذبحه فألقاه عني
ذكر أبو القاسم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي أن شقيق بن
إبراهيم البلخي قتل في غزوة كولان (7) سنة أربع وتسعين ومائة
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد المكي أنبأ الحسين بن يحيى أنبأ الحسين بن
علي أنبأ أبو الحسن بن جهضم قال سمعت أبا الحسن بندار بن الحسين بن المهلب
يقول سمعت محمد بن عبيد المصري يقول سمعت عمر بن السري يقول سمعت أبا
سعيد الحرار (8) يقول رأيت شقيق البلخي في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال
غفر لي غير أنا لا نلحقكم فقلت ولم ذاك قال إنا توكلنا على الله عز وجل بوجود
الكفاية وتوكلتم على الله بعدم الكفاية قال فسمعت الصراخ صدق صدق
فانتبهت وأنا أسمع الصراخ

(1) كذا.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل والمثبت عن الحلية.
(3) في الحلية: حظ.
(4) كذا بياض بالأصل، وفي الحلية، ما أبكي أسفا عليه ولا على قتله.
(5) في الحلية: من جفنه.
(6) بالأصل: إذا.
(7) كولان: بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر (ياقوت).
(8) كذا، وفي مختصر ابن منظور 10 / 325: " الخراز " وهو أحمد بن عيسى أبو سعيد البغدادي الخراز
ترجمته في سير الأعلام 13 / 419.
145

2758 شقيق بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن عمرو
ابن عبدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة
أبو الفضل السدوسي البصري (1)
سمع عثمان بن عفان وأباه ثور بن عفير
روى عنه خلاد بن عبد الرحمن الصنعاني وأبو وائل شقيق بن سلمة
والسميطر أو السمير
وشهد صفين مع علي بن أبي طالب ثم وفد على معاوية بن أبي سفيان وكان
رئيس بكر بن وائل في الإسلام واستشهد أبوه ثور بتستر مع أبي موسى الأشعري
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن الفضل أنبأ محمد بن أحمد بن علي بن
بكرويه أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم
البزار ثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى نا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن عاصم
الأحول عن سمير
أن رجلا خطب امرأة فقالوا لا نزوجك حتى تطلق ثلاثا فقال اشهدوا أني قد
طلقت ثلاثا فلما دخل على المرأة ادعوا الطلاق فقال كيف قلت قال قالوا لا
نزوجك حتى تطلق ثلاثا حتى عد ثلاثا قالوا ما هذا أردنا
ووفد شقيق بن ثور إلى عثمان بن عفان فأمروه أن يسأل عثمان فلما قدم سألناه
فأخبر أنه سأل عثمان فقال له نيته (3)
رواه أبو بكر بن أبي الدنيا عن خالد بن خداش عن حماد بن زيد
قرأت في كتاب أبي محمد بن زبر فيما رواه ابنه محمد بن عبد الله عنه أنبأ
(4) ثنا ابن سعد أنبأ الواقدي قال وجدت هذا الكتاب عند عبد الله بن أبي

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 512 الوافي بالوفيات 16 / 172 وسير الأعلام 3 / 538 وانظر بحاشيتها
أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) كذا، وسيرد نقلا عن البخاري وابن أبي حاتم: السميط.
(3) بالأصل: بيته، ولا معنى لها هنا، ولعل الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 10 / 325.
(4) بياض بالأصل.
146

عبيد قال (1) ابن عمار بن باشر فقرأته عليه وسألته عنه ممن صار إليك فإذا
هو بوركه إلى ناحية الكوفة قال لما أراد معاوية أن يبايع أهل الأمصار ليزيد بالخلافة
كتب إلى زياد أن يوفد على وجوه أهل الكوفة والبصرة وخرج أهل البصرة فذكر
الحديث وذكر قدومهم على معاوية قال فقام شقيق بن ثور فحمد الله وأثنى عليه
وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال إن أمور الله جرت بأقداره إلى منتهى خلافة أمير
المؤمنين بعد نفره من الشيطان الرجيم في طوائف هذه الأمة استشلاهم فتابعوه وأمرهم
فطاعوه وكان الله ولي ما ضمن له من خلافة أمير المؤمنين وسلطانهم فلم يعاتبهم أمير
المؤمنين بما صنعوا ولم يؤاخذهم بما ركبوا بل عاد عليهم بواسع حلمه وفاضل رأيه
وهذه الأمة رغبة أمير المؤمنين والله سائل كل راع عن رعيته ثم أثنى على (2) زياد ثم
قعد
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأ
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ
محمد بن سهل (3) أنبأ محمد بن إسماعيل (4) قال شقيق بن ثور عن أبيه عن أبي
هريرة وروى أبو سلمة عن شقيق بن ثور قوله وروى السميط عن شقيق بن ثور
البصري سمع عثمان
وقال عبد الله بن محمد ثنا وهب بن جرير سمع الأسود بن شيبان عن
عبد الله المازني كنية شقيق بن ثور أبو الفضل
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
(5) حاتم قال شقيق بن ثور أبو الفضل السدوسي روى عن عثمان بن عفان وعن

(1) بياض بالأصل.
(2) بالأصل: " على زيادتهم قعد ".
(3) " أنبأ محمد بن سهل " مكرر بالأصل.
(4) التاريخ الكبير.
(5) الجرح والتعديل 4 / 372.
147

أبيه عن أبي هريرة روى عنه خلاد بن عبد الرحمن الصنعاني وسميط وروى
الأسود بن شيبان عن عبد الله المازني عنه سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسن بن
الحمامي (1) بن الحسن أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب
يقول شقيق (2) رحل إلى عثمان بن عفان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن (3) ثور (4)
الفضل
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
الفضل شقيق بن ثور (5)
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنبأ أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنبأ عبد الوهاب زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن
قالا أنبأ أحمد بن عبد الله نا محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل قال قال
عبد الله بن محمد عن وهب بن جرير سمع محمد بن سوار سمع خداش بن
إسماعيل الكوفي أن راية بكر بن وائل بالبصرة كانت يوم الجمل مع شقيق بن ثور
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن
الحسين بن يزداد قالا أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنبأ عبد الباقي بن
عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنبأ عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة أنبأ
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثني جدي خلف بن سالم ثنا وهب بن جرير
أخبرني أبو الخطاب أخبرني خداش بن إسماعيل الكوفي أن راية بكر بن وائل
بالبصرة كانت يوم الجمل مع شقيق بن ثور فدفعها إلى رشراشة مولاه فأجرى (6)

(1) مكانها بياض.
(2) بياض بالأصل.
(3) بياض بالأصل.
(4) بياض بالأصل.
(5) لم أجده في التاريخ الكبير للبخاري.
(5) لم أجده في التاريخ الكبير للبخاري.
(6) كذا.
148

خالد بن المعمر شقيق بن ثور قال (1) هذه الراية مع هذا العبد خذها منه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن
إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا محمد بن يونس ثنا الأصمعي نا حفص بن
الفرافصة قال أدركت وجوه أهل البصرة شقيق بن ثور فمن دونه أتيتهم في بيوتهم
الحفان وإذا قعدوا في أفنيتهم لبسوا الأكيسة وإذا أتوا السلطان ركبوا ولبسوا
المطارق
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو سعيد بن أبي
عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار
ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأ أبو عمرو بن منده أنبأ الحسن بن
محمد بن عمر قالا نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن نصر بن الوليد عن
عبد الملك بن قريب الأصمعي عن بعض أهل العلم قال نعي مجزأة بن ثور إلى
أخيه (2) شقيق (3) وذلك فيه فقال له يزيد هل نعاه إليك أحدا قبلي قال
نعم أنبأ الله عز وجل
قرأت بخط بعض أهل العلم حدثني أبو عبد الله اليزيدي حدثني أحمد بن
الحسن (4) أبو الحسين المدائني عن خالد بن عطية عن مجاشع بن الأسود
الضبعي أن مالك بن مسمع نازع (5) شقيق بن ثور فقال له مالك إنما شرفك قبر بتستر
فقال له (6) شقيق ولكن وضعك (7) بالمشقر قال الذي دفن بالمشقر مسمع أبو
مالك قتل في الردة وكان يقال له قتيل (8) بن الكلب فقتل (9) به وكان ثور قتل

(1) لفظة غير واضحة بالأصل ورسمها: بدنون.
(2) كتبت اللفظة فوق الكلام.
(3) بياض بالأصل.
(4) بياض بالأصل.
(5) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 10 / 326.
(6) بالأصل: " فان به " والمثبت عن المختصر.
(7) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن المختصر.
(8) في المختصر: فسل الكلب.
(9) العبارة في المختصر: " وكان يقال له: فسل الكلب، نزل بقوم فنبح عليه كلبهم، فقتل الكلب، فقتل
به ". وهي أظهر وأوضح.
149

بتستر مع أبي موسى الأشعري
أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي
وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه أنبأ أحمد بن محمد بن أحمد
العتيقي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ثنا أبو بكر محمد بن
مزيد بن محمود بن أبي الأزهر ثنا عمر بن شبة نا أحمد بن معاوية الباهلي عن أبي
عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء قال أربعة من كبار الشعراء غلبوا بالكلام.. (1)
الأعشى وهجا ابن عمه جهنام فقال (2) *
دعوت خليلي مسحلا ودعوا له * جهنام جدعا للئيم المصلم (3)
فما بوأ الرحمن بيتك في العلى * ولا هو شرقي المصلى المخدم (4) *
فقال له جهنام ولكن قبلوك بها أوسع ونابغة بني جعدة حين
يقول
* ولا يشعر الرمح الأصم كعونة (6) * بتروه (7) رهط الأبلج المتعظم *
فقال له لكن حامله يا أبا ليلى يشعر فتقذعه عن الأقدام فأمسك مفحما
والأخطل حين يقول لشقيق بن ثور
* ما جذع سوء خرق السوس بطنه * لما حملته وائل بمطيق (7) *
فقال له شقيق يا أبا مالك أردت هجائي فمدحتني والله ما تحملني ذهل أمرها
وقد حملتني أنت أم وائل طرا فغلبه

(1) لفظة رسمها بالأصل: المستزر.
(2) البيتان في ديوان الأعشى ط بيروت ص 183.
(3) في الديوان: جدعا للهجين المذمم.
(4) في الديوان:
وما جعل الرحمن... * بأجياد غربي الصفا والمخرم
(5) كلمات غير واضحة بالأصل ورسمها: " يا أبا بصرفا محمد ".
(6) كذا.
(7) البيت في ديوانه ط بيروت ص 343 وصدره:
* ما جذع سوء خرب السوس أصله
وهو من أبيات هجا فيها الأخطل سويد بن منجوف السدوسي.
150

أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق أنبأ أبو عمرو بن مندة أنبأ الحسن عن
محمد بن يوسف أنبأ أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا أحمد بن
محمد بن أبي بكر نا سليمان بن حرب ثنا غسان بن مضر عن سعيد عن زيد قال
قال شقيق بن ثور حين حضرته الوفاة ليته لم يكن سيد قوم كم من باطل قد حققناه
وحق قد أبطلناه (1)
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف أنبأ أبو إسحاق
إبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه
ح وحدثنا (2) ابن أحمد الأنصاري قال أنا أبو الحسين (3)
المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أنبأ أبو (4) أبو الحسين علي بن عمر بن
الحسن القرشي الزاهد قالا أنا أبو عمر محمد بن العباس (5) ابن
عبد الرحمن بن محمد السكري ثنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
قال في حديث الأحنف أنه نعي إليه شقيق بن ثور فاسترجع وشق عليه ونعي له
حسكة (6) الحنظلي فما ألقى لذلك بالا فغضب من حضره من بني تميم فقال إن
شقيقا كان رجلا حليما فكنت أقول إن وقعت فتنة عصم الله به قومه وإن حسكة كان
رجلا مشيعا فكنت أخشى أن يقع فتنة فيجر بني تميم إلى هلكة
حدثناه الرياشي عن الأصمعي يقال ما ألقي لقولك بالا أي ما أسمع له ولا
أكترث وأصل البال الحال والمشيع ها هنا العجول وأصله من قولك شيعت (7)
النار تشييعا إذا لقيت عليها ما تذكيها به والمشيع في غير هذا الشجاع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأ أبو

(1) سير الأعلام 9 / 538.
(2) بياض بالأصل.
(3) بالأصل أبو الحسن، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 19 / 213.
(4) بياض بالأصل.
(5) بياض بالأصل.
(6) في اللسان: حسكى وبهامشه: وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء التأنيث، ولعله سمي
وبواحدة الحسك محركة.
(7) بالأصل: شعيت خطأ، والصواب عن اللسان (شيع).
151

الحسين بن بشران أنبأ أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
هارون بن أبي يحيى عن شيخ من قريش أن شقيق بن ثور قال حين حضره الموت
هذا دين الله في أعناقنا لا بد من أدائه على عسر أو يسر ثم قال لبنته إذا أنا مت فلا
تبكين علي باكية ولا تنوحن علي نائحة (1) وأكثروا إلي من الاستغفار
2759 شقيق بن جزء بن رياح الباهلي (2)
من أهل العراق شهد يوم اليرموك واستشهد يومئذ وقد تقدم ذكر ذلك في
ترجمة حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي
2760 شقيق بن سلمة
أبو (3) وائل الأسدي (4)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وحدث عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي
وقاص وابن مسعود وابن عباس وحذيفة وأبي موسى وأبي الدرداء وأسامة بن
زيد وخباب بن الأرت وسلمان الفارسي وعبد الله بن الزبير وعمار بن ياسر
وسهل بن حنيف وأبي مسعود البدري وقيس بن أبي غرزة (5) والمغيرة بن شعبة
والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله وأبي هريرة وكعب بن عجرة والأشعث بن
قيس وعائشة وأم سلمة زوجي النبي (صلى الله عليه وسلم) وسلمة بن سبرة وعمرو بن الحارث
وسلمان بن ربيعة وعلقمة بن قيس وحمران بن أبان مولى عثمان وبردة بن قيس
ومسروق وعمرو بن شرحبيل وسيار بن عمير
روى عنه الشعبي والحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر وأبو إسحاق
السبيعي وحبيب بن أبي ثابت والأعمش وحصين بن عبد الرحمن وحماد بن أبي

(1) بالأصل: ناحية.
(2) انظر الإصابة 2 / 167 وبالأصل: بن حر بن رباح.
(3) بالأصل " بن " والصواب عن مصادر ترجمته.
(4) ترجمته في جمهرة أنساب العرب ص 196 الاستيعاب 2 / 172 تهذيب التهذيب 2 / 512 وأسد الغابة
2 / 375 والإصابة 2 / 168 تاريخ بغداد 9 / 268 حلية الأولياء 4 / 101 الوافي 16 / 172 سير الأعلام
4 / 161 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) إعجامها غير واضح بالأصل وتقرأ: " غرره " والصواب والضبط عن تقريب التهذيب عزرة بمعجمة وراء
وزاي مفتوحات.
152

سليمان وزبيد بن الحارث وسلمة بن كهيل وعاصم بن أبي النجود وأبو اليقظان
عثمان بن عمير وعبدة بن أبي لبابة وعمرو بن مرة ومحمد بن سوقة ومغيرة بن
مقسم الضبي وسعيد بن مسروق الثوري وعامر بن شقيق ومسلم بن عمران أبو
عبد الله البطين وأبو العنبس عمرو بن مروان ويزيد بن أبي زياد وصالح بن حيان
وعثمان بن سابور وغيرهم
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن رضوان وأبو علي الحسن بن
المظفر بن الحسن وأبو غالب أحمد بن الحسن قالوا أنبأ الحسن بن علي بن محمد
الجوهري أنبأ أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ثنا أبو علي بشر بن موسى ثنا أبو
نعيم الفضل بن دكين ثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال قال عبد الله
كنا إذا صلينا خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) قلنا السلام على الله دون عباده السلام على
جبريل (1) وميكائيل السلام على فلان وفلان فالتفت إلينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الله هو
السلام فإذا صلى (2) أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم
ذلك أصابت كل (3) عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله رواه البخاري عن أبي نعيم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد (4) بن شكرويه أنا أبو بكر بن
مردويه أنا أبو بكر الشافعي ثنا (5) الأعور عن أبي وائل قال
فنزلها (6) منزلا فجاء دهقان يستدل على أمير المؤمنين حتى أتاه فلما رأى
الدهقان عمر سجد له فقال عمر ما هذا السجود قال هكذا نفعل بالملوك فقال
عمر اسجد لربك الذي خلقك (7) قال يا أمير المؤمنين إني صنعت لك طعاما

(1) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن حلية الأولياء 4 / 106.
(2) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 10 / 326.
(3) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن حلية الأولياء.
(4) بياض بالأصل.
(5) بياض بالأصل.
(6) كذا العبارة بالأصل، وثمة سقط في الكلام، وتمام العبارة في مختصر ابن منظور 10 / 326 قال أبو
وائل: غزوت مع عمر بن الخطاب الشام فنزلنا منزلا...
(7) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن مختصر ابن منظور.
153

فائتني فقال عمر هل في بيتك شئ من تصاوير العجم قال نعم قال لا حاجة لنا
في بيتك ولكن انطلق فابعث إلينا بلون من الطعام ولا تزدنا عليه قال فانطلق فبعث
إليه بالطعام فأكل منه قال عمر لغلامه هل في إداوتك شئ من ذلك النبيذ قال
نعم قال فأتاه فصبه في إناء ثم شمه فوجده منكر الريح فصب عليه الماء ثلاث مرات
ثم شربه ثم قال إذا رابكم من شرابكم شئ فافعلوا به هكذا ثم قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تلبسوا الحرير والديباج ولا تشربوا في آنية الفضة
والذهب (1) فإنها لهم في الدنيا وهي لنا في الآخرة [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ يوسف بن
رباح بن علي أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن أحمد بن حماد ثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة شقيق بن
سلمة الأسدي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عن عمر
أخبرنا أبو البركات أيضا أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأ عبد الملك بن
محمد أنبأ أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي وعمي
قالا أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الحسن بن علي أنبأ
علي بن محمد بن أحمد بن نصر ثنا محمد بن نصر ثنا محمد بن الحسين بن
شهريار ثنا عمرو بن علي الفلاس أبو حفص
ح وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو العلاء بن
علي الواسطي أنبأ علي بن الحسن الجراحي
ح قال وأنبأ ابن خيرون أنبأ الحسن بن الحسين (2) ثنا جدي لأمي
إسحاق بن محمد قالا أنبأ عبد الله بن إسحاق ثنا قعنب بن المحور الباهلي قالا
(3) شقيق بن سلمة زاد قعنب أسدي

(1) بالأصل: " الذهب والفضة " وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير.
(2) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(3) بياض بالأصل.
154

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر (1) والحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب قال أبو وائل شقيق بن سلمة أعتق (2) أبا
ال‍ (3) اللفتواني أنبأ أبو عمرو الأصبهاني أنبأ الحسن بن محمد بن
يوسف بن أحمد (4) بن أبي الدنيا ثنا محمد بن سعد (5) قال شقيق بن
سلمة الأسدي أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة (6) يكنى (7) أبو
وائل روى عن عمر وعلي وعبد الله توفي زمن الحجاج بعد
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على (8) أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ثنا
محمد بن سعد (9) قال وقد روى أبو وائل عن عمر وعلي وعبد الله وأسامة بن
زيد وحذيفة وأبي موسى وابن عباس وعزرة بن قيس وأتى الشام فسمع من
أبي (10) الدرداء وروى عن ابن معيز السعدي وروى ابن معيز (11) عن عبد الله
وروى أبو وائل أيضا عن مسروق وكردوس وعمرو بن شرحبيل وسيار (12) بن
عمير وسلمة بن سبرة وعمرو بن الحارث الذي روى عن زينب امرأة عبد الله وكان
ثقة كثير الحديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر قال أنبأ
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأ
أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ

(1) بياض بالأصل.
(2) كذا بالأصل.
(3) بياض بالأصل، ولعله: أخبرنا أبو بكر.
(4) بياض بالأصل.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة مستدركة من ترجمة أبي وائل في طبقات ابن سعد 6 / 96.
(7) رسمها ناقص بالأصل وبقي من اللفظة " بنا " فقط، ولعل الصواب ما أثبت.
(8) زيادة منا للإيضاح.
(9) طبقات ابن سعد 6 / 101.
(10) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ابن سعد.
(11) بالأصل: " أبي مغير " والمثبت عن ابن سعد.
(12) في ابن سعد: ويسار بن نمير.
155

محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل (1) قال شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يسمع منه شيئا سمع عمر وعبد الله وقال أتانا كتاب أبي بكر
مات شقيق بعد خيثمة قاله لي ابن بشار عن ابن مهدي عن شعبة عن (2) يزيد بن (3)
أبي زياد قلت لأبي وائل قال أنا أكبر من مسروق ثنا موسى عن حماد بن سلمة
عن عاصم قال لما مات أبو وائل قبل أبو بردة جبهته حدثني أحمد بن سليمان ثنا
أبو بكر عن عاصم قال سمعت أبا وائل يقول تركت سبع سنين من سني الجاهلية
وقال لنا أبو نعيم مات أبو بردة سنة أربع ومائة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أدرك سبعا من سني الجاهلية روى
عن عمر وعلي وابن مسعود وجرير بن عبد الله البجلي وأبي موسى الأشعري
والمغيرة بن شعبة وقال أتانا مصدق النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه منصور بن المعتمر
والأعمش وعاصم (5) سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأ أحمد بن منصور بن (6) خلف أنبأ أبو
سعيد بن حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج (7) قال
شقيق بن سلمة الأسدي سمع عمر وعبد الله روى عنه (8) ومنصور
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ

(1) التاريخ الكبير 4 / 245 - 246.
(2) بالأصل: عن، والمثبت عن البخاري.
(3) عن البخاري وبالأصل " عن ".
(4) الجرح والتعديل 4 / 371.
(5) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح والتعديل.
(6) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة مستدركة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل، وانظر المطبوعة
عاصم - عائذ ص 9.
(7) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل. وانظر المطبوعة عاصم -
عائذ ص 9.
(8) بياض بالأصل.
156

الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني
أبي قال أبو وائل شقيق بن سلمة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنبأ
هبة الله بن إبراهيم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن أحمد بن
حماد (1) قال أبو وائل شقيق بن سلمة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي أحد بني
مالك بن ثعلبة بن ذودان الكوفي ويقال من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن
إلياس بن مضر أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يسمع منه شيئا وسمع عمر بن الخطاب
وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان
روى عنه سليمان بن مهران ومنصور بن المعتمر وأبو هشام مغيرة بن مسلم
الضبي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل محمد بن طاهر أنبأ مسعود بن
ناصر أنبأ عبد الملك بن الحسن أنبأ أبو نصر أحمد بن محمد البخاري قال
شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره ولم يسمع منه
شيئا
قال أبو بكر بن عياش عن عاصم سمعت أبا وائل يقول أدركت سبع سنين من
سني الجاهلية فقال مصعب بن سلام حدثني الزبرقان السراج قال سمعت أبا وائل
يقول كنت قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ابن عشر حجج أرعى غنما لأهلي بالبادية سمع
عبد الله بن مسعود ومسعود عقبة بن عمرو الأنصاري وأبا حذيفة وأبا موسى روى
عنه عمرو بن مرة ومنصور والأعمش وزبيد في الإيمان وغير موضع
وقال ابن سعد توفي زمن الحجاج بعد الجماجم

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 145.
(2) بالأصل: الأسد.
157

وذكر أبو بكر بن أبي شيبة أن أبا وائل قال كنت يوم بزاخة (1) ابن إحدى عشرة
سنة (2)
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله وأبو الحسن علي بن الحسن قالا قال لنا
أبو أبو بكر الخطيب (3) شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أدرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم
يلقه وسمع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن
مسعود وعمار بن ياسر وخباب بن الأرت وأبا موسى الأشعري وأسامة بن زيد
وحذيفة بن اليمان وابن عمر وابن عباس وجرير بن عبد الله وأبا مسعود
الأنصاري والمغيرة بن شعبة
روى عنه منصور (4) بن المعتمر وعمرو بن مرة والحكم بن عتيبة (5)
وحبيب بن أبي ثابت وحماد بن أبي سليمان وسعيد بن مسروق ومغيرة بن مقسم
ومهاجر أبو الحسن وسليمان الأعمش وغيرهم وكان ممن سكن الكوفة وورد
المدائن مع علي بن أبي طالب حين قاتل الخوارج بالنهروان
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ثنا أبو
أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي إملاء أنبأ أبو الحسن علي بن
العباس بن الوليد البجلي ثنا حسين بن إسحاق بن سالم ثنا أبو داود الحفري عن
أبي العنبس قال سمعت أبا وائل يقول بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا غلام شاب
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ عمر بن عبيد الله أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله أحمد ثنا
علي بن ثابت حدثني أبو العنبس قال كان شقيق لا يخضب قال وقال بعث
النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا أمرد فلم يقض لي أن ألقاه

(1) بالأصل: براحه، والمثبت والضبط عن معجم البلدان، وهي ما لطئ بأرض نجد، وقيل: ماء لبني
أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيام أبي بكر الصديق مع طليحة الأسدي (انظر معجم البلدان).
(2) انظر سير الأعلام 4 / 163 وعقب الذهبي: وفي نسخة: ابن إحدى وعشرين سنة، وهو أشبه.
(3) تاريخ بغداد 9 / 268.
(4) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل، وفي تاريخ بغداد: أبو منصور بن المعتمر.
(5) بالأصل: عيينة خطأ، والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
158

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم أنبأ أبو بكر الخطيب (1) أنبأ
محمد بن أحمد (2) بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أنبأ دعلج بن
أحمد ثنا وفي حديث ابن الفضل أنبأ أحمد بن علي الآبار نا أحمد بن منيع ثنا
علي بن ثابت عن أبي (3) العنبس قال كان شقيق لا يخضب قال بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا
أمرد ولم أره
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأ أبو نعيم الحافظ قال ثنا
أبو بكر بن يعقوب ومحمد بن عبيد الله العماني قالا ثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل ثنا أبي ثنا مصعب بن سلام ثنا زبرقان السراج قال قال أبو وائل أنا أذكر
حين وقال ابن مالك أذكر حيث بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا ابن عشر حجج أرعى إبلا
لأهلي (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأ
حمزة بن يوسف أنبأ عبد الله بن عدي (5) نا ابن صاعد ثنا زياد بن أيوب ثنا
مصعب بن سلام ثنا الزبرقان السراج عن أبي وائل شقيق قال إني لأذكر وأنا ابن عشر
حجج في الجاهلية وأنا أرعى إبلا (6) لأهلي بالبادية حين بعث النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ابن عدي لا يحدث به إلا مصعب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ يوسف بن
رباح أنبأ أبو بكر بن المهندس نا أبو بشر الدولابي ثنا معاوية بن صالح أخبرني أبو
نعيم حدثني عمرو بن مرة (7) قال قلت لأبي وائل تذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) قال بعث
النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا (8) على أهلي

(1) تاريخ بغداد 9 / 269.
(2) بالأصل: " أحمد بن محمد " وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير، وهو ما أثبتناه بما يوافق عبارة
الخطيب.
(3) بالأصل: " ابن العنبس " والصواب عن تاريخ بغداد.
(4) نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 162 من طريق الزبرقان السراج.
(5) الكامل لابن عدي 6 / 363 في ترجمة مصعب بن سلام.
(6) في ابن عدي: غنما.
(7) بالأصل: مروان، خطأ والصواب ما أثبت وقد مر في أول الترجمة فيمن حدث عن أبي وائل.
(8) بياض بالأصل.
159

أخبرنا أبو الفتح الكاهاني ثنا أبو منصور المصقلي أنبأ أبو عبد الله بن مندة
أنبأ خيثمة ثنا أحمد بن محمد البرني نا أبو معمر ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا ابن
شبرمة قال حديث عن أبي وائل قال كان أبو وائل رجلا قد أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكنه لم
يره (1)
قال أبو وائل إني لأذكر إذ قالوا جاء مصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيته بكبش لي
فقلت يا مصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شاتي فقال يا ابن أخي ليس فيها صدقة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان السراج ثنا عمرو الناقد ثنا
هشيم عن مغيرة عن أبي وائل قال أتانا مصدق النبي فأتيته بكبش لي فقلت
خذ صدقة هذا قال ليس في هذا صدقة (2)
قال وثنا عمرو الناقد ثنا سفيان عن ابن شبرمة عن أبي وائل مثله
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنبأ أبو القاسم
عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلال أنبأ أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي
الصيدلاني ثنا أبو محمد مرداد بن عبد الرحمن بن محمد المكاتب ثنا أبو سعيد
عبد الله بن سعيد الأشج ثنا عبد الله بن الأجلح عن عبد الله بن العمري عن بن
شبرمة قال سمعت شقيقا أو قال قال شقيق جاء مصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لنا غير
هذه الشاة فقال ما لكم شاة غيرها ليس عليها شئ
أخبرنا أبو الفتح الباقلاني أنبأ شجاع بن علي الصوفي أنبأ محمد بن
إسحاق بن مندة أنبأ مسلم بن الفضل بمكة ثنا محمد بن عثمان العبسي ثنا مسلم بن
سلام عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال سمعت أبا وائل يقول أدركت سبع
سنين من سني الجاهلية
وقد روي أنه رأى النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله أنبأ محمد بن

(1) مكررة بالأصل.
(2) نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 162 من طريق مغيرة.
160

الحسين أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (1) ثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن
المختار عن عنبسة عن عاصم قال قلت لأبي وائل من أدركت (2) قال بينا أنا
أرعى غنما لأهلي فجاء ركب ففرقوا غنمي فوقف رجل منهم فقال اجمعوا لهذا غنمه
كما فرقتموها عليه ثم اندفعوا فاتبعت (3) رجلا منهم فقلت من هذا فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم)
رواه غير يعقوب بن محمد بن حميد فقال عن هارون بدلا من إبراهيم بن
المختار
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب (4) أنبأ الحسن بن أبي
بكر أنبأ عبد الملك بن الحسن المعدل ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق ثنا
محمد بن حميد ثنا هارون بن عنبسة بن عاصم قال قلت لأبي وائل من أدركت
قال بينما أنا أرعى غنما لأهلي إذ مر ركب أو فوارس ففرقوا غنمي فوقف رجل
منهم فقالوا أجمعوا للغلام غنمه كما فرقتموها عليه فتبعت رجلا منهم فقلت من
هذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
والأحاديث في أنه لم ير النبي (صلى الله عليه وسلم) أصح
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأ أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنبأ الحسين بن جعفر زاد ابن الطيوري
وابن عمه محمد بن الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ
صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي (5) قال نا محمد بن عبيد ثنا الأعمش قال
قال لي شقيق يا سليمان وقعت من جملي يوم الردة أفرأيت لو مت أليس كانت النار
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم التاجر أنبأ أبو بكر الخطيب (6)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنبأ

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 234.
(2) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل: أركت.
(3) غير واضحة بالأصل والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(4) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 269.
(5) تاريخ الثقات للعجلي ص 222.
(6) تاريخ بغداد 9 / 269.
161

ابن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان (1) حدثني أبو بكر بن أبي
شيبة (2) ثنا أبو معاوية (3) عن الأعمش قال قال لي شقيق بسلمة يا سليمان لو
رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاخة فوقعت عن البعير فكادت تندق
عنقي فلو مت يومئذ كانت النار وسمعت شقيقا يقول كنت يومئذ ابن إحدى عشرة
سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله ثنا
أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق قال قال لي يا سليمان لو رأيتني يوم بزاخة (4) إذ
وقعت عن البعير فكادت عنقي تندق فلو مت لكانت النار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأ
عبد الملك بن محمد أنبأ أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
أبي نا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال كنت يوم بزاخة وأنا ابن إحدى
عشرة سنة
وأخبرناه أبو الحصين علي بن محمد بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن
محمد ثنا أحمد بن الحسين أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا محمد بن
إسماعيل ثنا أحمد بن سليمان ثنا أبو بكر يعني ابن عياش عن عاصم قال سمعت
أنا (5) أبا وائل يقول أدركت سبع سنين من سني الجاهلية
قال محمد بن إسماعيل وهو شقيق بن سلمة الأسدي نزل الكوفة وقال أتانا
كتاب أبي بكر
قال وثنا عمر بن حبيب نا أبي نا أبو بكر عن عاصم قال قال أبو وائل
أدركت من الجاهلية سبع سنين

(1) المعرفة والتاريخ 1 / 227.
(2) عن المصدرين السابقين وبالأصل: " عتبة " خطأ.
(3) هو محمد بن خازم التميمي السعدي، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 9 / 137.
(4) بالأصل: براحة، خطأ، والصواب ما أثبت وقد مر التعريف بها.
(5) كذا. وسقطت اللفظة من البخاري التاريخ الكبير 4 / 246.
162

قال وثنا عمر بن محمد بن الحسن ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عياش (1) عن (2)
عاصم قال قال لي أبو وائل أدركت من الجاهلية سبع سنين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ علي بن
محمد بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنبأ محمد بن
علي بن يعقوب بن محمد الدوري نا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا عبد الرحمن عن
شعبة عن (2) يزيد (3) بن أبي زياد قال قلت لأبي وائل أنت أكبر أم مسروق قال أنا
أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأ الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي
أنبأ أبي ثنا أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن أنبأ شعبة عن يزيد بن أبي زياد
قال قلت لأبي وائل أنت أكبر أو مسروق قال أنا أكبر من مسروق (4)
أخبرنا أبو غالب بن البنا عن أبي الفتح البزار
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنبأ الوراق أنبأ
عمر بن أحمد أنبأ محمد بن مخلد
ح وأخبرنا أبو عبد الله أنا أبو الحسن العتيقي أنا عثمان بن محمد أنبأ
أحمد بن عبيد الصفار قالا ثنا عباس بن محمد نا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن (5)
عاصم قال قال لي أبو وائل ألا تعجب من ابن رزين قد هرم وإنما كان غلاما على
عهد عمر وأنا رجل
قال وسمعت أبا وائل يقول أتانا رسول أبي بكر
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ
عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن إبراهيم أنبأ أبو علي إسماعيل بن أحمد ثنا
الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن

(1) بالأصل هنا عباس، خطأ، وقد مر قريبا صوابا.
(2) بالأصل: بن، خطأ.
(3) بالأصل: عن خطأ. انظر سير الأعلام 4 / 163.
(4) الخبر في سير الأعلام 4 / 163.
(5) كذا ولعل الصواب " عن ".
163

حماد (1) قال سمعت علي بن المديني يقول ثنا عيسى بن يونس ثنا محمد بن
إسماعيل
ح ونا علي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن عامر بن شقيق
عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال ماتت أمي نصرانية فأتيت عمر فذكرت ذلك له
فقال اركب دابة وسر أمام جنازتها
قال علي أنكرت على عيسى قوله ولكن أن رجلا أتى عمر قال علي وإنما
ترك يحيى هذا لأنه بلغه أن شعبة ينكر أن أبا وائل لقي عمر وقال أبو وائل أسدي
وأبو رزين مولى أبي (2) وائل من أسفل واسمه مسعود
أنبأنا أبو نصر بن البنا وأبو طالب بن يوسف وحدثنا عمي رحمه الله لفظا
أنبأ ابن يوسف قراءة قالا قرئ على أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد (3) أنبأ يعلى ومحمد
ابنا عبيد عن صالح بن حيان (4) عن شقيق بن سلمة قال أعطاني عمر بيده أربعة
أعطية وقال لتكبيرة واحدة خير من الدنيا وما فيها
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ
عبد الرحمن بن عثمان أنبأ أبو الميمون نا أبو زرعة (5) ثنا أحمد بن عبد الله بن
يونس نا زهير بن معاوية نا واصل بن حيان (6) ثنا شقيق أن عمر بن الخطاب أعطاه
أربعة أعطية بيده
قال (5) وأخبرني محمد بن سعيد عن المحاربي (7) عن صالح بن حيان عن
شقيق قال قال عمر بن الخطاب يا شقيق لتكبيرة واحدة خير من الدنيا وما فيها
قال وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن يحيى بن حسان قال ليس عند

(1) ترجمته في سير الأعلام 13 / 339.
(2) بالأصل: أبو.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 97.
(4) عن ابن سعد وبالأصل: حبان.
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 656.
(6) عن أبي زرعة وبالأصل: حبان.
(7) هو عبد الرحمن بن محمد، له ترجمة في التاريخ الكبير 3 / 1 / 347.
164

منصور والأعمش عن أبي وائل من هذه الأخبار التي يذكرها غيرهم من مجالسة شقيق
لعمر بن الخطاب إنما يأتي عن غيرهم يعني من الشيوخ
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم
قالا أنبأ أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن الخشاب (1) أنبأ محمد بن عبد الله بن
محمد بن زكريا أنبأ أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال
سمعت محمد بن المهلب يقول نا ابن نمير ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن
إبراهيم قال قال لي إبراهيم تأتي أبا وائل قلت نعم قال أدركت أصحاب
عبد الله وهم متوافرون وإنه لرضا فيهم
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (2) أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن القرشي ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا محاضر ثنا الأعمش قال قال
إبراهيم عليك شقيق فإني رأيت الناس وهم متوافرون وهم يعدونه من خيارهم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا المبارك بن
عبد الجبار وثابت بن بندار قالا أنبأ الحسن بن جعفر زاد المبارك ومحمد بن
الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد
حدثني أبي (3) قال نا أبو نعيم ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال لقد
أدركت أصحاب عبد الله وانهم ليعدون شقيق بن سلمة من خيارهم وكان لأبي وائل
حصن (5) يسكن فيه فإذا خرج إلى الغزو أخربه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنبأ أبو الميمون نا أبو زرعة (6) أنبأ عمر بن حفص نا أبي نا الأعمش قال

(1) بالأصل: الحساب، والصواب ما أثبت، وترجمته في سير الأعلام 18 / 150 وكناه: أبا سعيد.
(2) تاريخ بغداد 9 / 269.
(3) تاريخ الثقات للعجلي ص 222.
(4) قوله: " نا أبو نعيم " سقط من تاريخ الثقات.
(5) في تاريخ الثقات: خص.
(6) تاريخ أبي زرعة 1 / 656.
165

قال لي إبراهيم عليك بشقيق فإني أدركت الناس متوافرون (1) يعدونه من خيارهم
قال محمد بن أبي عمر إنه سمعه من ابن عيينة عن ابن شبرمة عن أبي وائل
قال أذكر أن مصدق النبي (صلى الله عليه وسلم) أتاهم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر أحمد بن علي أنبأ أبو
بكر البرقاني أنبأ محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ الحسين بن إدريس أنبأ
محمد بن عبد الله الموصلي ثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي وكان ثقة عن
الأعمش قال قال إبراهيم عليك بشقيق فإني أدركت الناس وهم متوافرون وإنهم
ليعدونه من خيارهم
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأ عبد الوهاب بن
محمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ
محمد بن سهل أنبأ محمد بن إسماعيل (2) حدثني عمر بن حفص نا أبي نا
الأعمش قال قال لي إبراهيم عليك بشقيق فإني أدركت الناس وهم متوافرون
وأنه ليعدونه من خيارهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن
حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا محمد بن يزيد الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش ثنا
الأعمش قال قال إبراهيم من يأتي اليوم قلت أبا وائل
قال أما أنه قد كان يعد من خيار أصحاب عبد الله
قال الأعمش وقال لي أبو وائل قال أنا مما يمنعك أن تأتيني فاعتذرت إليه
قال أما إنه ما هو بأبغض إلي من أن تأتيني قال فقلت للأعمش كم أكثر من كنت
ترى عند إبراهيم قال ثلاثة أربعة اثنين
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأ
أحمد بن عبيد بن الفضل قراءة

(1) كذا، والصواب: متوافرين.
(2) التاريخ الكبير 4 / 245.
(3) في البخاري: وانهم.
166

ح وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد الواسطي أنبأ علي بن محمد بن
خزفة (1) أنبأ محمد بن الحسن بن محمد الزعفراني ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا
أبي ثنا جرير عن مغيرة قال قيل لإبراهيم حين ذكر كراهية أصحابه الصلاة على
الطنفسة فقيل إن أبا وائل يصلي على الطنفسة قال إبراهيم أما إنه خير مني
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله ثنا أبو بكر بن
مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر عن شعبة
عن أبي بكر بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنبأ
محمد بن الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب ثنا محمد بن بشار
ثنا محمد بن جعفر (2) عن شعبة قال سمعت أبا معشر الذي روى عن إبراهيم النخعي
قال ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به وإني لأرجو أن يكون أبو وائل
منهم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أنبأ
إبراهيم بن يعقوب نا عبدان أنبأ عبد الله ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم قال
ذكر عنده أبو وائل فقال إني لأحسبه ممن يدفع يه
قال وأنبأ أبو عبد الرحمن أنبأ أحمد بن علي بن سعيد ثنا أبو معمر ثنا أبو
أسامة عن مسعر عن عمرو بن مرة قال قلت لأبي عبيدة من أعلم أهل الكوفة
بحديث عبد الله قال أبو وائل
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم

(1) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
(2) بالأصل: محمد بن جعفر بن شعبة خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا. وفي تاريخ بغداد: محمد بن
شعبة خطأ فاحش، وفي المعرفة والتاريخ: محمد عن شعبة.
(3) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 112 وحلية الأولياء 4 / 105 وتاريخ بغداد 9 / 270.
167

قالا أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد ثنا محمد بن عبد الله بن
محمد ثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد ثنا محمد يعني ابن المهب نا ابن يونس ثنا أبو
بكر عن عاصم قال كان عبد الله إذا رأى أبا وائل قال التائب (1)
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ (2) أنبأ أبو بكر بن مالك ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن محمد (3) بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش
عن عاصم قال كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم قال " وبشر
المخبتين " (5) وإذا رأى أبا وائل قال التائب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الحسن علي بن علي بن أيوب أنبأ أبو
الفرج محمد بن عمر بن محمد ثنا محمد بن عبد الله بن محمد قال قرأت على
أبي (6) بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد
ثنا عبيد الله بن عمر حدثني معاذ قال قلت ليحيى بن سعيد القطان يا أبا سعيد أنت
لا ترضى إلا شقيق عن عبد الله عن عبد الله (7) عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنبأ أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون أنبأ أبو بكر محمد بن عمر المقرئ قال قرئ على أبي عمرو
عثمان بن أحمد بن سمعان أنا أبو محمد الهيثم بن خلف بن محمد الدوري ثنا
محمود بن غيلان قال وسئل يعني وكيعا عن أبي سعيد البقال فقال كان يروي عن
أبي وائل وكان أبو وائل ثقة
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (8) ثنا حمزة بن محمد بن طاهر

(1) مهملة بدون نقط ورسمها بالأصل: " النابت " والمثبت عن سير الأعلام 4 / 164.
(2) الخبر في حلية الأولياء 4 / 102.
(3) في الحلية: محمد بن أحمد بن أيوب.
(4) بالأصل: " ختيم " وفي الحلية: " خيثم " وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير
الأعلام 4 / 285.
(5) سورة الحج، الآية: 34.
(6) بالأصل: بن.
(7) كذا مكررة بالأصل، والظاهر حذفها، فهو عبد الله بن مسعود وشقيق يروي عنه.
(8) بالأصل: الخطالي، خطأ والصواب ما أثبت.
168

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو
الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأ أبو عبد الله الحسين بن جعفر زاد
ابن الطيوري وأبو نصر بن محمد بن الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر ثنا علي (1) بن
أحمد بن زكريا الهاشمي ثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني (2)
أبي قال شقيق بن سلمة الأسدي يكنى أبا وائل من أصحاب عبد الله رجل صالح
جاهلي (3)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال أبو وائل
ثقة لا يسأل عنه
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأ أحمد بن عبيد
قراءة [* * * *] وعن محمد بن عبد الواحد أنبأ علي بن محمد بن خزفة قالا أنبأ
محمد بن الحسين بن محمد ثنا أبو بكر بن خيثمة ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل عن أبيه
عن شقيق أنه تعلم القرآن في شهرين (6)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية ثنا
يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن أنبأ عبد الله (7) بن المبارك أنبأ
سفيان (8) قال أمهم أبو وائل فرأى من صوته فقال كأنه أعجبه قال فترك الإمامة

(1) قوله: " ثنا علي " كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 22.
(3) سقطت اللفظة من تاريخ الثقات.
(4) الجرح والتعديل 4 / 370.
(5) زيادة لازمة منا، وانظر سير الأعلام.
(6) الخبر في سير الأعلام 4 / 163.
(7) بالأصل: عبيد الله خطأ. انظر الحاشية التالية.
(8) بالأصل: شقيق خطأ والمثبت عن مختصر ابن منظور 10 / 328 وانظر ترجمة سفيان بن سعيد الثوري
في تهذيب التهذيب 2 / 353 وفيها يروي عنه عبد الله بن المبارك.
169

أخبرنا أبو الحسن (1) بن سعيد ثنا وأبو النجم أنبأ أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنبأ
أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب ثنا يوسف بن محمد
الصفار
ح وأخبرنا أبو الحسن ثنا وأبو النجم أنبأ أبو بكر الخطيب قال وأخبرني ابن
الفضل أيضا ثنا دعلج ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يوسف الصفار ثنا أبو بكر بن
عياش عن عاصم قال كان أبو وائل إذا خلا ينشج ولو جعل له الدنيا على أن يفعل
ذلك أحد يراه لم يفعل (2)
وأنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم ثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن
علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا قيس بن الربيع
عن عاصم قال سمعت شقيق بن سلمة يقول رب اغفر لي رب اعف عني إن تعف
عني فطولا من فضلك وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق (4) قال ثم بكى
حتى أسمع نحيبه من وراء المسجد
أخبرنا بها أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو بكر بن
إسماعيل وأبو عمر بن حيوية قالا ثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا
الحسين بن الحسن قالا ثنا عبد الله بن المبارك ثنا قيس بن الربيع عن عاصم
قال سمعت شقيق بن سلمة يقول وهو ساجد رب اغفر لي رب اغفر لي إن تعف
عني فطول من قبلك وإن تعذبني غير ظالم لامسبوق (5) قال ثم بكى حتى
أسمع نحيبه من وراء المسجد
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا

(1) بالأصل: الحسين، خطأ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 270.
(3) الخبر في حلية الأولياء 4 / 102.
(4) عن الحلية 4 / 102 والباء مهملة بالأصل.
(5) عن الحلية 4 / 102 والباء مهملة بالأصل.
170

محمد بن سعد (1) أنبأ أحمد بن عبد الله بن يونس حدثني معروف (2) بن واصل قال
رأيت إبراهيم التيمي عند أبي وائل ويده في يده فكان إبراهيم إذا ذكر بكى أبو وائل
كلما خوف بكى أبو وائل
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني شفاها أنبأ أبو منصور بن
الحسين بن علي بن القاسم بن رواد وأحمد بن محمود بن أحمد بن محمود قالا
أنبأ أبو بكر بن المقرئ ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سفيان بن أبي الزرد نا
أحمد بن عبيد بن ناصح ثنا ابن كناسة عن الأعمش قال دخلت على إبراهيم التيمي
وأبي وائل وهما في مجلس فجعل إبراهيم التيمي يقص وأبو وائل يبكي
أنبأنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري أنبأ أبو القاسم
نصر بن أحمد الهمداني أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأ أبو علي
القاسم بن الحسن بن محمد بن درستويه ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثني عبد الله بن الربيع ثنا جرير عن مغيرة عن
معاوية قال كان إبراهيم التيمي يقص في بيت أبي وائل فكان أبو وائل ينتفض انتفاض
الطير
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم (3) ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن مغيرة قال كان إبراهيم التيمي يذكر في
منازل أبي وائل فكان أبو وائل ينتفض انتفاض الطير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو القاسم بن
بشران أنبأ أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنبأ المنجاب بن
الحارث أنبأ الحكم بن هشام عن عبد الملك بن عمير قال كان لأبي وائل خص
من قصب يكون فيه هو ودابته فإذا غزا نقضه وإذا رجع بناه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأ
الحسن بن إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن

(1) طبقات ابن سعد 6 / 100.
(2) ابن سعد: معرف.
(3) الخبر في حلية الأولياء 4 / 101 ونقله الذهبي في السير 4 / 165.
171

حرب ثنا حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود قال كان لأبي وائل شقيق بن
سلمة خص يكون فيه هو ودابته فإذا غزا نقضه وإذا رجع أعاده
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم الشيحي (1) أنبأ أبو بكر الخطيب (2)
أنبأ البرقاني أنبأ محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ الحسن بن إدريس ثنا ابن
عمار ثنا عبد الرحمن عن (3) أبي عوانة عن عاصم قال كان لأبي وائل خص من
قصب هو فيه وفرسه فكان إذا غزا نقضه وإذا قدم بناه
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأ أبو نعيم (4) ثنا عبد الله بن محمد ثنا
عبد الرحمن بن محمد بن سلم (5) ثنا هناد ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي
النجود قال كان عطاء أبي وائل ألفين فإذا خرج أمسك ما يكفي أهله سنة
وتصدق بما سوى ذلك
قال وأنبأنا أبو نعيم (7) ثنا أبي وأبو محمد بن حيان (8) قالا إبراهيم بن
محمد بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن مروان (9) ثنا أحمد بن محمد بن أبي برة (10)
ثنا جعفر بن عون عن المعلى بن عرفان قال سمعت أبا وائل وجاءه رجل فقال ابنك
استعمل (11) على السوق فقال والله (12) جئتني بموته كان أحب إلي إن كنت لأكره
أن يدخل بيتي من عمل عملهم
قال ونا أبو نعيم ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن

(1) بالأصل: السنجي خطأ، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
(2) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 270.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل: " بن ".
(4) حلية الأولياء 4 / 101.
(5) في الحلية: " أسلم ".
(6) عن حلية الأولياء، ورسمها بالأصل: سخته.
(7) حلية الأولياء 4 / 103.
(8) عن الحلية، وبالأصل: حبان.
(9) قوله: " أحمد بن محمد بن مروان " سقط من الحلية.
(10) في الحلية: ثنا أحمد بن أبي برزة.
(11) عن الحلية، سقطت من الأصل.
(12) عن الحلية، وبالأصل: لقد.
(13) حلية الأولياء 4 / 103.
172

حنبل حدثني أبو كريب عن عاصم قال كان أبو وائل يقول لجاريته يا بركة إذا جاء
يحيى يعني ابنه بشئ فلا تقبليه وإذا جاءك أصحابي بشئ فخذيه قال وكان
يحيى ابنه قاضيا على الكناسة
قال ونا أبو نعيم ثنا محمد بن جعفر والحسين بن محمد وعلي بن أحمد
قالوا أنا محمد بن إسماعيل بن أحمد ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد حدثني أبي ثنا
حسين الأشقر ثنا أبو بكر بن عياش قال استعمل يحيى بن أبي وائل على قضاء
الكناسة فقال أبو وائل لجاريته يا بركة لا تطعميني شيئا مما يجئ به
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش أنبأ أبو
الحسن أحمد بن محمد بن هارون الأهوازي ثنا محمد بن مخلد العطار
ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو الحسن بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب قالا نا عباس بن محمد
الدوري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الأعمش عن شقيق أنه
وفي رواية وجيه أن أبا وائل أولم برأس بقرة وأربعة أرغفة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
المفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (1) ثنا يزيد بن مهران نا أبو بكر عن (2)
عاصم قال أبو وائل إنما كبر القيراط أو الدانق قال عاصم وكان أبو وائل يمر في
السوق فيسمع قيراط دانق فلا يدري كم هو
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب أنبأ (3) أبو الحسن
أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ علي بن الحسين بن قريش أنبأ أحمد بن
محمد بن هارون الأهوازي أنبأ محمد بن مخلد العطار نا الفضل بن يعقوب
الرخامي (4) ثنا الهيثم بن جميل (5) ثنا أبو إسرائيل ومندل عن الأعمش قال قال

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 575.
(2) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل " بن ".
(3) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 270.
(4) مهملة بالأصل، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل حميل بالحاء المهملة، والمثبت عن تاريخ بغداد، وانظر ترجمته في سير الأعلام 10 / 396.
173

لي أبو وائل يا أعمش (1) أسمع الناس يقولون الدانق والقيراط الدانق أكثر أو
القيراط
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأ
أحمد بن عبيد قراءة ح وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد أنبأ علي بن
محمد بن خزفة (2) قالا أنبأ محمد بن الحسين الزعفراني ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة
ثنا محمد بن عمران الأخنسي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول ثنا عاصم قال ما
سمعت أبا وائل يسب إنسانا قط ولا بهيمة (3)
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأ أبو نعيم (4) ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش
عن عاصم قال ما رأيت أبا وائل متلفتا (5) في صلاة ولا غيرها ولا سمعته يسب دابة
قط إلا أنه ذكر الحجاج يوما فقال اللهم أطعم الحجاج من ضريع لا يسمن ولا يغني
من جوع ثم تداركها فقال إن كان ذاك أحب إليك فقلت ونستثني في الحجاج فقال
نعدها ذنبا
قال (6) وثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن
آدم ثنا أبو بكر عن (7) عاصم قال ما رأيت أبا وائل يلتفت في صلاة ولا في غيرها
قط ولا قائلا لأحد كيف أصبحت وكيف أمسيت
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله أنبأ محمد بن
الحسين أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (8) ثنا بكر بن الأسود ثنا أبو بكر بن
عياش عن الأعمش قال قال لي شقيق بن سلمة ما يمنعك أن تأتينا أكثر مما تأتينا

(1) بالأصل: " نا أعمش " والصواب عن تاريخ بغداد.
(2) بالأصل: حرقه " خطأ والصواب ما أثبت وضبط.
(3) سير الأعلام 4 / 163.
(4) حلية الأولياء 4 / 101 - 102.
(5) في الحلية: ملتفتا.
(6) القائل أبو نعيم، والخبر في حلية الأولياء 4 / 103.
(7) عن الحلية وبالأصل: بن.
(8) المعرفة والتاريخ 2 / 575.
174

قال وكره أن يقول أنا أحب أن تأتينا أكثر مما تأتينا فيكذب
قال وثنا يعقوب (1) ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر عن الأعمش قال كنت إذا
أبطأت على أبي وائل قال أي سليمان أين كنت أما انه ليس بأبغض إلي من أن لا (2)
تجيئني
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو بكر محمد بن
عمر قال قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان أنبأ الهيثم بن خلف ثنا محمود بن
غيلان قال سمعت أبا معاوية يقول عن الأعمش قال شهد أبو وائل صفين مع علي
كرم الله وجهه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ محمد بن علي
الواسطي أنبأ الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي نا أبي نا المؤمل ابن
إسماعيل ثنا حماد بن زيد ثنا عاصم بن بهدلة قلت لأبي وائل شهدت صفين قال
نعم وبئست الصفون كانت (3)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو محمد بن
بالويه وأبو الحسن بن السقا قالا ثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد ثنا
يحيى ثنا وكيع عن مسعر عن ثور الهمداني عن إبراهيم التيمي قال قال أبو
وائل ألم أنبأ انكم صبيان لقد رأيتني ومسروقا بالسكسكة يرى رأيا وأرى غيره ما
يتذاكره
أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنبأ أبو الحسن العتيقي
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ الحسن بن جعفر قالا
أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا ثنا صالح بن أحمد بن صالح حدثني
أبي (4) أنبأ حماد يعني ابن زيد عن عاصم قال قيل لأبي وائل أيهما أحب إليك
علي أو عثمان قال كان علي أحب إلي من عثمان ثم صار عثمان أحب إلي من علي

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 575.
(2) زيادة عن المعرفة والتاريخ، وفي فيه مستدركة بين معكوفتين.
(3) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 166 من طريق عاصم بن أبي النجود.
(4) تاريخ الثقات للعجلي ص 222 وفيه: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد يعني ابن زيد.
175

قال وحدثني أبي (1) ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو بكر بن عياش (2) عن
إسماعيل بن سميع قال قلت لأبي وائل كان رأيك حسنا حتى أفسدك مسروق
قال أبو بكر وكان أبو وائل علويا قبل ثم صار عثمانيا وكان مسروق عثمانيا
وكان مسروق عثمانيا (3) وقال أبو وائل إن مسروقا لا يهدي أحد ولا يضله
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (4) أنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأ إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالا ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن
يعني ابن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال كان زر يحب عليا وكان أبو
وائل يحب عثمان وكانا يتجالسان فما سمعتهما يتناميان (5) شيئا قط
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ محمد بن علي الواسطي
أنبأ محمد بن أحمد البابسيري أنبأ الأحوص بن المفضل بن غسان ثنا أبي ثنا
يزيد بن هارون أن أبا وائل كان من أهل النهر وأنه رجع لما كلمهم ابن عباس
ومات
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنبأ أبو الميمون ثنا أبو زرعة (6) ثنا محمد بن سعيد ثنا أبو بكر بن عياش عن
عاصم قال قيل لأبي وائل أنت أكبر أم الربيع بن خثيم (7) قال هو أكبر مني عقلا
وأنا أكبر منه سنا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأ محمد بن
الحسين أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبيه قال

(1) المصدر السابق نفسه.
(2) بالأصل: " عباس " خطأ والصواب عن تاريخ الثقات.
(3) كذا، وكان مسروق عثمانيا مكررة بالأصل.
(4) تاريخ بغداد 9 / 270.
(5) في تاريخ بغداد: يتنائيان.
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 657 ونقله الذهبي في السير 4 / 163.
(7) بالأصل وأبي زرعة: " خيثم " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا. وانظر سير الأعلام 4 / 163 وابن
سعد 6 / 96.
176

سمعت أبا وائل وسئل أنت أكبر أو الربيع بن خثيم قال أنا كنت أكبر منه وهو أكبر
مني عقلا
قال ونا يعقوب (1) نا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا عمر بن سعيد عن أبيه
قال أتيت أبا وائل فقال لي ممن أنت فقلت من بني ثور فقال رب خليل لي من
بني ثور فقلت له أنت أكبر أم ربيع بن خثيم فقال أنا أكبر منه ميلادا وهو أكبر مني
عقلا
قال وثنا يعقوب ثنا أبو بشر يعني بكر بن خلف ثنا عبد الرحمن ثنا شعبة
عن يزيد بن أبي زياد قال قلت لأبي وائل أيكما أكبر أنت أم مسروق قال أنا أكبر
من مسروق
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأ محمد بن علي بن
محمد أنبأ محمد بن عبد الله بن محمد ثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال
وسمعت علي بن الحسن يقول ثنا عبيد الله بن موسى قال سمعت الأعمش يقول
كنا نأتي شقيقا وغيره ولا يرى عند إبراهيم شيئا
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري أنبأ أبو عمر عثمان بن
محمد بن عبيد الله المحمي بنيسابور أنبأ أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا
محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عبد الله بن أبي الأسود ثنا يحيى بن سعيد قال
سمعت الأعمش يقول كتب إلي شقيق بن سلمة فيقول سمعت عبد الله بن مسعود
يقول وسمعت أسامة وبنو عمه يلعبون ما تعلمون ما نحن فيه (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن
حبابة ثنا عبد الله (3) بن محمد البغوي ثنا صالح بن أحمد ثنا علي بن المديني
قال سمعت يحيى يقول سمعت الأعمش يقول كنت آتي شقيق بن سلمة وبنو عمه

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 575.
(2) كذا وردت العبارة بالأصل.
(3) بالأصل: عبد.
177

يلعبون بالنرد والشطرنج فيقول سمعت أسامة بن زيد وسمعت عبد الله وهم لا
يدرون فيما نحن
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو القاسم بن
بشران أنبأ أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي نا أبو
معاوية عن الأعمش قال قال لي أبو وائل شقيق بن سلمة يا سليمان ما في أمرائنا
هؤلاء واحدة من ثنتين ما فيهم تقوى أهل الإسلام ولا فيهم عقول أهل الجاهلية (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله ثنا أبو معاوية
ثنا الأعمش عن شقيق قال قال لي يا سليمان إن أمرائنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من
اثنتين ليس عندهم تقوى أهل الإسلام ولا أحلام أهل الجاهلية
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأ الحسن بن علي بن محمد أنبأ
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري ثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني
جدي يعني أحمد بن منيع ثنا أبو معاوية
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو زكريا بن أبي
إسحاق أنبأ علي بن المؤمل عن الحسن بن عيسى ثنا محمد بن موسى ثنا عبد الله
يعني ابن داود عن الأعمش قال قال أبو وائل
وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب (2) أخبرني علي بن
أحمد الرزاز (3) أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عمرو بن
عبد الغفار نا الأعمش قال قال لي شقيق يا سليمان نعم الرب ربنا لو أطعناه ما
عصانا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي نا الحسن بن علي الجوهري إملاء سنة
سبع وأربعين وأربعمائة
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو بكر بن إسماعيل

(1) الخبر في سير الأعلام 4 / 164 وتهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 389 من طريق أبي معاوية.
(3) تاريخ بغداد 9 / 270 ونقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 164.
(3) بالأصل: " الزراذ " والمثبت عن تاريخ بغداد.
178

وأبو عمر بن حيوية قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن أنبأ
عبد الله بن المبارك أنبأ معمر عن سليمان الأعمش وفي رواية أبي بكر ثنا
معتمر بن سليمان عن الأعمش عن شقيق بن سلمة قال مثل قراء هذا الزمان كغنم
ضوائن ذات أصوف عجاف أكلت من الحمض وشربت من الماء حتى انتفخت
خواصرها فمرت برجل فأعجبته فقام إليها فعبط شاة (1) منها فإذا هي لا تنقي ثم عبط
شاة أخرى فإذا هي كذلك فقال أف لك سائر اليوم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنبأ أحمد بن مروان ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا أبي عن أبي عيينة عن عامر بن (2)
شقيق سمع أبا وائل يقول
استعملني زياد على بيت المال فأتاني رجل بصك اعط صاحب المطبخ ثمان
مائة درهم (3) فقلت له مكانك فدخلت على زياد فقلت إن عمر بن الخطاب
استعمل عبد الله بن مسعود على القضاء وبيت المال وعثمان بن حنيف على ما يسقي
الفرات وعمار بن ياسر على الصلاة والجند ورزقهم كل يوم شاة فجعل نصفها
وسقطها وأكارعها لعمار لأنه كان على الصلاة والجند وجعل لابن مسعود ربعها
وجعل لعثمان ربعها ثم قال إن مالا يوجد منه كل يوم شاة لسريع الفناء
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا أنبأ أبو
الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب نا أبو بكر الحميدي
ح وأنبأنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأ أبو بكر
البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو الفضل بن البقال قالا أنبأ أبو
الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق ثنا الحميدي ثنا

(1) عبط الذبيحة نحرها من غير داء ولا كسر، وهي سميتنة فتية (اللسان).
(2) بالأصل " عن " خطأ والصواب " بن " انظر تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 388.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
179

سفيان ثنا عامر بن شقيق أنه سمع أبا وائل يقول لو استعملني ابن زياد على بيت المال
وأتاني رجل بصك فيه اعط صاحب المطبخ ثمان مائة درهم فقلت له مكانك
فدخلت على ابن زياد فحدثته فقلت له إن عمر استعمل عبد الله بن مسعود على
القضاء وعلى بيت المال وعثمان بن حنيف على ما سقى الفرات وعمار بن ياسر على
الصلاة والجند ورزقهم كل يوم شاة فجعل نصفها وسقطها وأكارعها لعمار لأنه على
الصلاة والجند ثم جعل لعبد الله بن مسعود ربعها وجعل لعثمان بن حنيف ربعها
ثم قال إن مالا يؤخذ منه كل يوم شاة إن ذلك فيه لسريع فقال لي ابن زياد ضع
المفاتيح واذهب حيث شئت
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأ أبو سعيد
الخشاب أنبأ أبو بكر الجوزقي أنبأ أبو العباس الدغولي قال سمعت محمد بن
مشكان يقول ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن شقيق قال دخلت أنا ومسروق على
ابن زياد وعنده ثلاثة آلاف فقال يا أبا وائل ما تقول في رجل يموت وعنده هذه قال
فعرضت له من سلول قال ذلك سر وسر إذا قدمت الكوفة فائتني
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الحسن بن الطيوري أنا أبو الحسن
العتيقي
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ ثابت بن بندار أنبأ الحسين بن جعفر قالا
أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد بن صالح حدثني
أبي (1) ثنا يزيد بن هارون عن العوام عن إبراهيم مولى صخير عن أبي وائل قال
أرسل إلي الحجاج فدخلت عليه فقال لي ما اسمك قال قلت ما بعثت إلا وقد
عرفت اسمي قال إني أريد أن أستعملك على بعض عملي قال قلت أما والله إني
لأذكرك في بعض الليل فأؤرق بك سائر ليلتي فكيف إلي لك عملا قال أما لئن (2)
قلت ذاك إنا لنقتل الرجال على شئ قد كان من قبلنا يهاب القتل على مثله
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن
إسماعيل ثنا أحمد بن مروان ثنا إبراهيم بن فهد ثنا سهل بن بكار نا أبو عوانة عن

(1) الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص 222.
(2) عن العجلي وبالأصل: ليس.
180

عاصم بن بهدلة عن أبي وائل قال
بعث إلي الحجاج فأتيته فقال ما اسمك فقلت ما بعث إلي الأمير إلا وقد
عرف اسمي فقال متى نزلت هذا البلد قلت ليالي نزله أهلي قال إني مستعملك
قلت على ماذا أصلح الله الأمير قال على السلسلة قلت إن السلسلة لا تصلح
إلا برجال يعملون عليها وأنا فرجل شيخ ضعيف أخرق أخاف بطانة السوء فإن يعفني
الأمير فهو أحب إلي وإن يقحمني أقتحم والله إني لأتعار (1) من الليل فأذكر الأمير فلا
يأتيني النوم حتى أصبح ولست للأمير على عمل فكيف إذا كنت له على عمل والله ما
رأيت الناس هابوا أميرا قط هيبتهم لك أيها الأمير فأطرق ساعة ثم قال أما قولك ما
رأيت الناس هابوا أميرا قط فإني والله ما أعلم على وجه الأرض رجلا أجرأ على دم مني
وأما قولك إن يعفني الأمير فهو أحب إلي إن تقحمني اقتحم فإنا إن وجدنا غيرك
أعفيناك وإن لم نجد غيرك أقحمناك ثم قال انصرف قال فمضيت فعقلت عن
الباب يمنة فقال سددوا الشيخ
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأ عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن أنبأ جعفر بن عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن هارون الروياني ثنا خالد بن
يوسف بن خالد السمتي نا أبو عوانة ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل قال
أرسل إلي الحجاج فقال ما اسمك قال قلت ما أرسل إلي الأمير إلا وقد
عرف اسمي قال متى هبطت هذا البلد قال قلت ليالي هبطه أهله قال كم تقرأ
من القرآن قال قلت أقرأ منه ما أن تبعته كفاني قال إنا نريد أن نستعين بك على
بعض أعمالنا قال قلت على أي عمل الأمير قال على السلسلة قال قلت إن
السلسلة لا يصلحها إلا رجال يعملون ويقومون عليها وأن تستعين بي تستعين بكبير
أخرق ضعيف يخاف أعوان السوء وإن يعفي (2) الأمير فهو أحب إلي وإن تقحمني
أقتحم وأيم الله إني لأتعار من الليل وأذكر الأمير فما يأتيني النوم حتى أصبح ولست
للأمير على عمل فكيف إذا كنت للأمير على عمل وأيم الله ما أعلم الناس هابوا أميرا
قط هيبتهم إياك أيها الأمير قال فأعجبه ما قلت له فقال إيه أعد علي قال فأعدت

(1) التعار: السهر والتقلب على الفراش ليلا مع كلام (القاموس: عر).
(2) كذا، ولعله: " يعفني ".
181

عليه فقال أما قولك إن تعفيني (1) أيها الأمير فهو أحب إلي وإن تقحمني الأمير
أقتحم فإنا إن لا نجد غيرك نقحمك وإن نجد غيرك لا نقحمك وأما قولك إن الناس
لم يهابوا أميرا هيبتهم إياي فإني والله ما أعلم اليوم رجلا هو أجرأ على دم مني ولقد
ركبت أشياء هابها الناس ففرج لي بها انطلق يرحمك الله
قال فعدلت عن الطريق كأني لا أبصر فقال أرشدوا الشيخ أرشدوا الشيخ
قال فجاءني إنسان وأخذ بيدي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم
قالا أنبأ أبو سعيد محمد بن علي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد أنبأ أبو
العباس محمد بن عبد الرحمن ثنا محمد بن جهم السمري ثنا جعفر بن عون أنبأ أبو
سعد اسمه سعيد بن المرزبان عن (2) أبي وائل قال
أرسل إلي الحجاج فجاءني الرسول فقال أجب فقلت اتركني حتى أطرح علي
ثوبا فقال فقال ما أنا بتاركك قال فدعوني بثوبي وطرحته علي ثم انطلقت معه
فدخلت عليه وهو متكئ على حاياه (3) ما أرى إلا رأسه فسلمت فرد قال قلت
صالحة قال ما اسمك قلت ما أرسلت إلي إلا وأنت تعلم اسمي قال متى
سكنت هذه البلاد قلت حين سكنها أهلها قال ما معك من القرآن قلت معي ما
إن عملت به كفاني قال ما تقول في رجل قتل امرأة قلت يقتل بها قال الرجل
بالمرأة قلت نعم النفس بالنفس قال فما تقول في رجل تزوج امرأة فهلك عنها
قبل أن يدخل بها قال قلت لها الميراث وعليها العدة قال ما أراني إلا مستعملك
على القضاء قال إن تفعل تستعمل شيخا أخرق وإن تأبى إلا أن أقتحم أقتحم قلت
قد أدركت عمر هلم إليك حراما فرقت فرقي إياك أحدا قال إن تفعل فإنه لم يبق اليوم
أحد أجرأ مني على دم تعاهدنا فتركت الباب وعمدت إلى الحائط فقال من ها هنا
سددوا الشيخ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن

(1) كذا، والصواب: تعفني.
(2) بالأصل: " بن " خطأ.
(3) كذا.
182

بشران أنبأ عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا إبراهيم بن
خالد أخبرني رباح بن زيد قال بلغني أن أبا وائل شقيق بن سلمة كان يأخذ العصا في
زمان الحجاج أحسب أنه قال فلما مات الحجاج وضعها
قال وبلغني أن ابن عون أخذها في زمان جعفر قال أبو عبد الله (1)
لئن لا يستعان به في عمل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب نا عبيد الله بن موسى أنبأ زيد بن الخليل
قال دخلت على شقيق بن سلمة يوم جمعة وهو يسخن قمقما فقلت أنت شيخ لا
تأتي الجمعة فقال إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول في الشئ أنا أعجز وأحمق
من الذي لا يغتسل يوم الجمعة
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (2) أنبأ ابن الفضل أنبأ دعلج أنبأ الأبار نا إبراهيم بن سعيد عن أبي
الأحوص محمد بن حيان عن علي بن ثابت عن سعيد بن صالح قال كان أبو وائل
يوم جنائزنا (3) وهو ابن خمسين ومائة سنة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن محمد ثنا
أحمد بن الحسين بن زنبيل ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل ثنا
محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن حماد بن سلمة عن عاصم قال لمات مات أبو وائل
قبل أبو بردة جبهته
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأ أبو طاهر
أحمد بن الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا أنبأ محمد بن
الحسن بن أحمد بن إسحاق أنبأ عمر بن أحمد بن إسحاق ثنا خليفة بن خياط (4)

(1) لفظة غير مقروءة بالأصل ورسمها: " يتنبج " كذا.
(2) تاريخ بغداد 9 / 271.
(3) في تاريخ بغداد: " يوم جنايرها " وكتب مصححه بالهامش: كذا بالأصلين ولم نقف عليه بالمراجع التي
بأيدينا.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 262 رقم 1114.
183

قال شقيق بن سلمة يكنى أبو وائل مات بعد الجماجم
أخبرنا أبو البركات أيضا أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأ عبد الملك بن
محمد أنبأ أبو علي الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ومات شقيق بن
سلمة الأسدي في زمن الحجاج بعد الجماجم
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن أحمد أنبأ أحمد بن
إسحاق ثنا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط (1) قال وفيها
يعني سنة اثنين (2) وثمانين مات أبو وائل بعد الجماجم
قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان أنبأ الحسن بن
رشيق العسكري ثنا محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري أخبرني محمد بن إبراهيم بن
هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر قال شقيق بن سلمة أبو وائل مات في ولاية
عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو عبد الله بن الخطاب في كتابه أنا أبو الحسن علي بن عبد الله
الهمداني أنبأ أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر التميمي أنا أبو الفضل جعفر بن
أحمد بن عبد السلام الحميري ثنا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي قال
سمعت أحمد بن صالح السمري يقول قال أبو نعيم وبقي شقيق بن سلمة إلى زمان
عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنبأ شجاع بن علي أنبأ أبو عبد الله بن منده أن
شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره ولم يسمع منه مات سنة تسع
وتسعين وهذا وهم
قال أبا وائل لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله (3)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص...
(2) كذا بالأصل.
(3) تاريخ خليفة ص 288.
184

" ذكر من اسمه شماخ "
2761 شماخ بن أبي شداد العدواني
شاعر من أهل دمشق كان مع الجراح بن عبد الله الحكمي بإرمينية فقال
يحرض خاقان ملك الخزر على غزو المسلمين وهم بإرمينية في ولاية الجراح
* ألا من مبلغ خاقان عني * فأقبل حين ينصرم الشتاء
لنجعل في حالك من صغير * وكهل قد أضربه الغناء
فراخ دجاجة يتبعن ديكا * يلذن به إذا حمس (1) اللقاء
طويل الشخص أحمر قبرسيا * لصوفي ثم منظره السماء (2) *
فأقبل خاقان في جموعه فقتل جراحا وغلب (3) على إرمينية وكان البلاء
عظيما فكتب هشام في قطع لسان العدواني فقطع
ذكر ذلك أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ثنا أبو حاتم السجستاني أنبأ أبو
عبيدة قال قال رجل من أهل دمشق من عدوان يقال له شماخ بن أبي شداد العدواني
فذكره
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن
محمد بن عمر عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال شماخ بن أبي
شماخ العدواني من أهل دمشق كتب إلى خاقان ملك الترك يحرضه على
غزو المسلمين في أيام هشام وله فيه خبر (4) فذكر الشعر وفيه طويل الشعر أحوى

(1) كذا، ولعله: حمي.
(2) كذا عجزه بالأصل.
(3) انظر الطبري حوادث سنة 112 ه‍.
(4) الذي في معجم الشعراء للمرزباني المطبوع ص 138 شماخ بن أبي شداد الغيابي، وبنو غيابة من
عدوان. وذكر له ثلاثة أبيات على نفس القافية، إنما هي غير الأبيات الواردة بالأصل هنا.
185

" ذكر من اسمه شمر "
2762 شمر بن ذي الجوشن واسم ذي الجوشن شرحبيل (1)
ويقال عثمان بن نوفل ويقال أوس بن الأعور
أبو السابغة (2) العامري ثم الضبابي (3)
حي (4) من بني كلاب كانت لأبيه (5) صحبة وهو تابعي أحد من قاتل
الحسين بن علي
وحدث عن أبيه
روى عنه أبو إسحاق السبيعي ووفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسين
وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة (6)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنبأ أحمد بن جعفر ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل (7) حدثني أبي (8) ثنا عصام بن خالد ثنا عيسى بن

(1) في الطبري 6 / 241 " شرحبيل بن الأعور " وفي القاموس (جشن): شرحبيل بن قرط الأعور.
(2) عن مصادر ترجمته، وبالأصل بالعين المهملة.
(3) ترجمته في جمهرة ابن حزم 287 ميزان الاعتدال 2 / 280 والبرصان والعرجان ص 82 والوافي بالوفيات
16 / 180.
(4) الضبابي نسبة إلى بني ضباب وهم حي من بني كلاب بن ربيعة.
(5) بالأصل: لابنه، خطأ والصواب عن الوافي.
(6) رسمها بالأصل: " يحقر " كذا.
(7) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 5 / 588 ح 16633.
(8) في المسند: حدثني أبي، حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس قال أبي: أخبرنا
عن أبيه.
186

يونس بن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه (1) عن جده عن ذي الجوشن قال
أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي قلت يا محمد إني قد
جئتك يا ابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه ولكن إن شئت أن أقيضك به
المختارة من دروع بدر فعلت (2) فقلت ما كنت لأقايضك اليوم بغيره قال فلا
حاجة لي فيه ثم قال يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر قلت لا
قال لم قلت إني رأيت قومك قد ولعوا بك قال فكيف بلغك من مصارعهم
قال قلت قد بلغني قال فإنا نهدي لك (3) قلت إن يغلب على الكعبة
وتقطنها (4) قال لعلك إن عشت أن ترى ذلك ثم قال يا بلال خذ خفية الرجل
فزوده من العجوة فلما أدبرت قال إنه من خير بني عامر قال فوالله إني لبأهلي
بالغور (5) إذ أقبل راكب فقلت من أين قال من مكة قلت ما فعل الناس قال
قد (6) غلب عليها محمد قال فقلت هبلتني أمي فوالله لو أسلم يومئذ ثم أسأله
الحيرة لأقطعنيها [* * * *]
قال وثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (7) ثنا شيبان بن أبي شيبة أبو محمد ثنا
جرير بن حازم عن أبي إسحاق الهمداني قال قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) ذو الجوشن وأهدى
له فرسا وهو يومئذ مشرك فأبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقبله ثم قال إن شئت أن
تبيعه (8) أو هل لك المتخيرة من دروع بدر ثم قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل لك أن
تكون من أول من يدخل في هذا الأمر فقال لا فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما يمنعك من
ذلك قال رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فانظر ماذا تصنع فإن ظهرت
عليهم آمنت بك واتبعتك وإن ظهروا (9) عليك لم أمنعك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا

(1) راجع هامش رقم (8) في الصفحة السابقة.
(2) عن المسند وبالأصل: فغلب.
(3) زيادة عن المسند.
(4) عن المسند ورسمها بالأصل: " وبعضها ".
(5) عن المسند ورسمها بالأصل: بالعوذ.
(6) عن المسند وبالأصل: ان.
(7) مسند أحمد ح 16634.
(8) في المسند: إن شئت بعتنيه أو هل لك أن تبعنيه بالمتخيرة.
(9) عن المسند وبالأصل: ظهرنا.
187

ذا الجوشن لعلك إن بقيت فذكر الحديث نحوا منه [* * * *]
قال وثنا عبد الله (1) ثناه أبو بكر بن أبي شيبة والحكم بن موسى قالا ثنا
عيسى بن يونس عن أبيه عن جده عن ذي الجوشن عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
قال ونا عبد الله ثنا محمد بن عباد ثنا شيبان عن أبي إسحاق بن ذي الجوشن
أبي شمر الضبابي نحو هذا الحديث
قال شقيق وكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق ولا أراه إلا سمعه منه
قوله ولا أراه إلا سمعه منه يعني أبا إسحاق سمعه من شمر بن ذي الجوشن
عن أبيه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد (2) قال في الطبقة
الرابعة ذي الجوشن الضبابي واسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية وهو
الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن
منصور
قال محمد بن عمر وتحول إلى الكوفة فنزلها وهو أبو شمر بن ذي الجوشن
الذي شهد قتل الحسين بن علي بن (3) أبي طالب وكان شمر يكنى أبا السابغة (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو عمرو بن منده أنبأ الحسن بن محمد
أنبأ أحمد بن محمد بن عمر أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا (5) ثنا محمد بن سعد قال في
تسمية من نزل الكوفة من الصحابة ذي الجوشن عثمان بن نوفل الضبابي قال قدمت
على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد أن فرغ من بدر فقلت يا رسول الله هل لك في ابن القرحاء وهو أبو
الذي شهد قتل الحسين ويكنى أبا السابغة
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأ أبو محمد

(1) مسند أحمد ح 16635.
(2) طبقات ابن سعد 6 / 46 في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) بالأصل بالعين المهملة، والصواب عن ابن سعد.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع.
188

الجوهري أنبأ أبو الحسين بن المظفر أنبأ أبو علي أحمد بن علي المديني أنبأ
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال ذو الجوشن الكلابي ثم الضبابي واسمه
أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب يعني ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة
وولد عمرو بن معاوية يقال لهم الضباب لأن أحد عمرو بن معاوية يقال له ضب
فنسبوا إلى ذلك
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن
إسحاق أنبأ أبي أبو عبد الله قال ذو الجوشن الضبابي يكنى أبا شمر من الضباب بن
كنانة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
قال عبد الله بن المبارك عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق قال ذو
الجوشن اسمه شرحبيل وإنما سمي ذو الجوشن من أجل أن صدره كان ناتئا () 1
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأ أبو عمرو الأصبهاني أنبأ أبو محمد المديني ثنا
أبو الحسن الكتاني أنبأ أبو بكر القرشي حدثني هارون أبو بشر الكوفي ثنا أبو
بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي يصلي معنا
الفجر ثم يقعد حتى يصبح ثم يصلي ثم يقول اللهم إنك شريف تحب الشرف
وإنك تعلم أني شريف فاغفر لي قال قلت ويحك كيف تصنع إن أمرائنا هؤلاء
أمرونا بأمر فلم نخالفهم ولو خالفناهم كنا شرا من هؤلاء الحمر السقاة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنبأ أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد أنبأ منذر بن
إسماعيل حدثني الهيثم بن الخطاب الهدي أنه سمع أبا إسحاق السبيعي يقول كان
شمر بن ذي الجوشن يقول الضبابي لا يكاد أو لا يحضر الصلاة فيجئ بعد الصلاة
فيصلي ثم يقول اللهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام قال فقلت له إنك لسئ
الرأي (2) يسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال دعنا منك يا أبا
إسحاق فلو كنا كما تقول وأصحابك كنا شرا من الحمراء السقات
قال وثنا محمد بن سعد ثنا محمد بن عمر ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال

(1) القاموس (جشن)، وفيه أيضا أو لأنه أول عربي لبسه (الجوشن: الدرع)، أو لأن كسرى أعطاه جوشنا.
(2) بياض بالأصل.
189

رأيت قاتل الحسين بن علي شمر بن ذي الجوشن ما رأيت بالكوفة أحدا عليه طيلسان
غيره (1)
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأ
محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن
الجعابي (2) حدثني أبو بكر أحمد بن عبد العزيز ثنا عمر بن شبة (3) ثنا أبو أحمد
حدثني عمي فضيل بن الزبير عن عبد الرحيم بن ميمون عن محمد بن عمرو بن (4)
حسن قال كنا مع الحسين رضي الله عنه بنهري كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي
الجوشن فقال صدق الله ورسوله قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأني أنظر إلى كلب أبقع (5)
يلغ في دماء أهل بيتي (6) فكان شمر أبرص
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ محمد بن علي أنبأ أحمد بن إسحاق ثنا
أحمد بن عمران ثنا موسى بن زكريا ثنا الخليفة العصفري (7) قال الذي ولي قتل
الحسين شمر (8) بن ذي الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ عبد الوهاب الميداني
أنبأ أبو سليمان بن زبر أنبأ عبد الله بن أحمد الفرغاني أنبأ
أبو جعفر الطبري (9) قال ذكر هشام بن محمد قال قال أبو مخنف حدثني يونس بن
أبي إسحاق عن مسلم بن عبد الله الضبابي قال لما خرج شمر بن ذي الجوشن وأنا
معه حين هزمنا المختار وقتل أهل اليمن بجبانة السيبع (10) ووجه غلامه رزيقا (11) في

(1) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور 10 / 332.
(2) ترجمته في سير الأعلام 16 / 88 وبالأصل: الجعاني بالنون.
(3) بالأصل: شيبة خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 369.
(4) بالأصل: " عن " خطأ.
(5) الأبقع ما خالط بياضه لون آخر (اللسان).
((6) نقله في الوافي 16 / 180.
(7) تاريخ خليفة ص 235 حوادث سنة 61.
(8) بالأصل: " ابن شمر " حذفنا " ابن " فهي مقحمة.
(9) الخبر في تاريخ الطبري 6 / 52 حوادث سنة 61.
(10) جبانة السبيع: بالكوفة، كان بها يوم للمختار بن أبي عبيد (ياقوت).
(11) في الطبري: زريبا.
190

طلب شمر يعني مضى (1) شمر حتى ينزل ساتيدما (2) ثم مضا حتى ينزل إلى جانب قرية
يقال لها الكلتانية على شاطئ نهر إلى جانب تل ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها
علجا ثم قال النجاء بكتابي هذا إلى المصعب بن الزبير وكتب عنوانه للأمير
مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن قال فمضا العلج حتى يدخل قرية فيها
بيوت وفيها أبو عمرة وقد كان المختار بعثه في تلك الأيام إلى تلك القرية ليكون
مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة فلقي ذلك العلج علجا (4) من أهل تلك القرية فأقبل
يشكو إليه ما لقي من شمر وأنه لقائم معه يكلمه (5) إذ مر به رجل من أصحاب أبي
عمرة فرأى الكتاب مع العلج وعنوانه لمصعب بن شمر فسألوا (7) العلج عن
مكانه الذي هو به (8) فإذا ليس بينهم وبينه إلا ثلاثة فراسخ فأقبلوا يسيرون إليه
قال (9) أبو مخنف فحدثني مسلم بن عبد الله قال وأنا والله مع شمر تلك
الليلة فقلنا له لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإننا نتخوف به فقال أو كل هذا
فرقا من هذا الكذاب والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ملأ الله قلوبكم رعبا وكان
ذلك المكان الذي كنا به فيه دبى كثير فوالله إني لبين اليقظان والنائم إذا سمعت وقع
حوافر الخيل فقلت في نفسي (10) والله صوت الدبا ثم إني سمعت أشد من ذلك
فانتبهت ومسحت عيني فقلت لا والله ما هذا بالدبا قال وذهبت لأقوم فإذا أنا
بهم قد أشرفوا علينا من التل فكبروا ثم أحاطوا بأبياتنا وخرجنا نشتد (11) على أرجلنا
وتركنا خيلنا قال فأمر على شمر وانه لمرتدي (12) ببرد محفق (13) وكان أبرص فكأني

(1) عن الطبري وبالأصل قضى.
(2) جبل بين ميافارقين وسعرت (ياقوت).
(3) قرية بين السوس والصيمرة، قتل بها شمر بن ذي الجوشن (ياقوت).
(4) عن الطبري وبالأصل: " سحا ".
(5) عن الطبري وبالأصل: " بكامة ".
(6) بياض بالأصل، واللفظة أثبتناها عن الطبري.
(7) عن الطبري وبالأصل: قالوا.
(8) بالأصل: صوبه، والمثبت عن الطبري.
(9) عن الطبري وبالأصل: قالوا.
(10) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن الطبري.
(11) بالأصل: يشتد.
(12) كذا، وفي الطبري: لمتزر.
(12) محقق أي محكم النسج.
191

أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد وإنه ليطاعنهم بالرمح قد أعجلوه أن يلبس
سلاحه وثيابه قال فمضينا وتركناه قال فما هو إلا أن مضت ساعة إذ سمعت
الله أكبر قتل الله الخبيث
قال أبو مخنف حدثني المشرقي (1) عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود قال
أنا والله صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج وأتيت به أبا عمرة وأنا قتلت شمرا قال
قلت هل سمعته يقول شيئا ليلتئذ قال نعم خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة ثم ألقى
رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه ثم كر علينا وهو يقول (2)
* نبهتهم ليث عرين باسلا * جهما محياه يدق الكاهلا
لم ير يوما عن عدو ناكلا * إلا كذا مقاتلا أو قاتلا
يبرحهم ضربا ويروي العاملا * *
2763 شمر بن عبد الله الخثعمي ثم القحافي
من أصحاب معاوية وشهد معه صفين (3) وشفع عنده لكريم بن عفيف الخثعمي
من أصحاب حجر فوهبه له له ذكر

(1) بالأصل: " الشرمي " والمثبت عن الطبري.
(2) الرجز في الطبري 6 / 54.
(3) انظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 257.
192

" ذكر (1) من اسمه شمعون "
2764 شمعون (2) أبو ريحانة الأزدي
ويقال الأنصاري ويقال القرشي (3)
والأصح أنه أزدي ويقال شمغون بالغين المعجمة
له صحب من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
روى عنه أبو علي عمرو بن مالك الجنبي الهمداني وأبو رشد بن كريب بن
إبراهيم (5) وأنس بن عامر المعافري الحجري وقيل (6) عامر وأبو الحصين
الحجري وعبادة بن نسي وأبو صالح الأشعري وشهر بن حوشب ومجاهد بن
جبر (7)
وهو ممن شهد فتح دمشق واتخذ بها (8) دارا وسكن بعد ذلك بيت المقدس

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من المحقق.
(2) في تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 395 شمعون بن زيد بن خناقة وفي الاستيعاب: يزيد.
(3) ترجمته في الاستيعاب 2 / 162 هامش الإصابة، أسد الغابة 2 / 377 الإصابة 2 / 156
تهذيب التهذيب 2 / 514 الوافي بالوفيات 16 / 183 وفيه: شمغون، قال ابن يونس وهو عندي أصح.
(4) بالأصل: " كرر " والمثبت عن أسد الغابة وتهذيب الكمال.
(5) أسد الغابة: أبرهة.
(6) كذا ولعله " أبو عامر " انظر تهذيب الكمال 8 / 395.
(7) بالأصل: " خير " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(8) بالأصل: " واتخذتها " والمثبت عن الوافي.
193

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عدي بن مالك وأبو القاسم غانم بن خالد بن
عبد الواحد قالا أنبأ أبو الطيب عبد الرزاق (1) أنبأ أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا غسان بن الربيع عن ليث
أخبرنا أبو أحمد عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن بشر قالا أنبأ أبو
الحسين محمد بن مكي بن علي ثنا أبو الميمون عن حمزة أنبأ أحمد بن
عبد الوارث بن جرير ثنا عيسى بن حماد أنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي
الحصين الحجري عن أبي ريحانة قال بلغنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن
الوشر (3) والوشم (4) والبندة والمشاعرة والمكاعمة (5) والوصال
والملامسة ولم يذكر عيسى المكاعمة
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خلف بن عبد الواحد أنبأ عبد الرزاق عن عمر بن
موسى عن سمة أنبأ أبو بكر بن المقرئ ثنا محمد بن زيان وإسماعيل بن داود بن
وردان قالا ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري حدثني مفضل بن فضالة وقال ابن
داود ثنا عن عياش (6) بن عباس عن أبي الحصين الهيثم بن شفي أنه سمعه يقول
خرجت أنا وصاحب لي يسمى أبا عامر رجل من المعافر لنصلي (7) بإيلياء وكان
قاصهم رجل من الأزد يقال له أبو ريحانة من الصحابة
قال أبو الحصين فسبقني صاحبي إلى المسجد فأدركته فجلست إلى جنبه
فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة فقلت لا فقال سمعته يقول نهى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن عشرة عن الوشم والوشر والنتف وعن مكامعة (8) الرجل
الرجل (9) بغير شعار وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار وأن يجعل الرجل في

(1) بياض بالأصل.
(2) بالأصل: " الحميري " خطأ، والصواب عن تهذيب الكمال، واسمه الهيثم بن شفي.
(3) الوشر: أن تحدد المرأة أسنانها وترقق أطرافها (اللسان).
(4) الوشم: هو ما تجعله المرأة على ذراعها بالإبرة ثم تحشوه بالنؤور (اللسان).
(5) المكاعمة أن يلثم الرجل صاحبه ويضع فمه على فمه كالتقبيل.
(6) بالأصل: " عباس " والمثبت عن تهذيب الكمال 8 / 398.
(7) بالأصل: ليصلي.
(8) المكامعة: أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد، لا حاجز بينهما.
(9) زيادة عن تهذيب الكمال وأسد الغابة.
194

أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم وأن يجعل على منكبه حريرا مثل الأعاجم وعن
التهبي (1) وركوب النمر ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان
رواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن غيلان عن المفضل بن فضالة بإسناده
نحوه وقال ركوب النمور ورواه زيد بن الحباب عن يحيى بن أيوب عن
عياش بن عباس (2) الحميري عن أبي الحصين الحجري عن عامر الحجري بمعناه
وروى الليث بن سعد (3) عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحصين الحجري عن أبي
ريحانة نفسه (4) وكل ذلك عندنا بإسناد لكنا اقتصرنا على حديث المفضل
لاستقامة إسناده وعلوه
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنبأ أبو علي بن الحصين
أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي نا زيد بن الحباب
حدثني عبد الرحمن بن شريح قال سمعت محمد بن سهل (6) الرعيني يقول سمعت
أبا عامر اليحصبي (7) قال أبي وقال غيره الجنبي يعني غير زيد أبو علي
الجنبي (7) يعني يقول سمعت أبا ريحانة قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة فأتينا
ذات ليلة (8) إلى شرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض
حفرة يدخل فيها ويلقي عليه الحجفة يعني الترس فلما رأى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
الناس نادى من يحرسنا في هذه الليلة وأدعوا له بدعاء كثير يكون فيه (9) فضلا
فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله قال ادنه فدنا فقال من أنت فتسمى
له الأنصاري ففتح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالدعاء فأكثر منه قال أبو ريحانة فلما سمعت ما

(1) وفي تهذيب الكمال: " النهبي " وفي أسد الغابة: النهبة.
(2) بالأصل: عباس، وقد مر قريبا.
(3) بالأصل " بن " خطأ، انظر ترجمة الليث بن سعد في سير الأعلام 8 / 136.
(4) بياض بالأصل.
(5) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر ح 17213 (6 / 99).
(6) في المسند: " سمير " وفي تهذيب الكمال: بشير.
(7) بياض بالأصل، والعبارة بين معكوفتين استدركت عن المسند.
(9) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن المسند.
ولفظة: " كثير " سقطت من المسند، وفي المسند: " فضل " بدل " فضلا ".
195

دعا به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت أنا رجل آخر قال ادنه فدنوت فقال من أنت
قال فقلت أنا أبو ريحانة فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري ثم قال حرمت
النار على عين دمعت أبو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في
سبيل الله أو (1) قال حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها محمد بن
سمير [* * * *]
قال عبد الله قال أبي وقال غيره يعني غير زيد أبو علي الجنبي
رواه أبو كريب عن زيد بن الحباب وقال فيه سمعت أبا علي الجنبي كما حكاه
أحمد عن غير زيد ورواه علي بن حرب عن زيد هذا فقال سمعت أبا علي التجيبي
أخبرناه أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنبأ أبو صاعد يعلى بن
هبة الله الفضيلي أنبأ أبو محمد بن أبي شريح أنبأ محمد بن عقيل بن الأزهر ثنا
علي بن حرب ثنا زيد بن الحباب حدثني عبد الرحمن بن شريح ثنا محمد بن سمير
الرعيني قال سمعت أبا علي التجيبي قال سمعت أبا ريحانة يقول غزوت مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأصابنا برد شديد فلقد رأيت الرجل يحفر الحفيرة ثم يدخل فيها ويضع
ترسه عليه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من يحرسنا الليلة فقال رجل من الأنصار أنا قال
من أنت فانتسب له فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قال من يحرسنا الليلة قلت
أنا قال من أنت قلت أبو ريحانة فدعا لي دون ما دعا لصاحبي ثم قال
حرمت النار على ثلاثة أعين عين حرست في سبيل الله وعين بكت أو دمعت من
خشية الله [* * * *]
قال أبو الحسين ولم يذكر ابن سمير الثالثة
ورواه أبو صالح عبد الله بن صالح بن عبد الرحمن بن شريح كذلك
أنبأناه أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم ثنا سليمان بن أحمد (2) ثنا مطلب بن
شعيب ثنا عبد الله بن صالح ثنا عبد الرحمن بن شريح أبو شريح الإسكندراني

(1) عن المسند وبالأصل: وقال.
(2) الخبر في حلية الأولياء 2 / 28 ونقله في تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 398 من طريق سليمان بن
أحمد.
196

عن أبي الصباح محمد بن سمير (1) الرعيني عن أبي علي الهمداني، عن أبي ريحانة أنه
كان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة قال فأوينا (2) ذات ليلة إلى شرف فأصابنا فيه برد
شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم حفرة فيدخل فيها ويلقي عليها حجفته (3) فلما
رأى ذلك منهم قال من يحرسنا في هذه الليلة فادعوا له بدعاء يصيب به فضلة فقام
رجل فقال أنا يا رسول الله فقال من أنت فقال أنا فلان بن فلان الأنصاري
قال ادنه فدنا منه فأخذ ينفض (4) ثيابه ثم استفتح بالدعاء قال أبو ريحانة فلما
سمعت ما يدعو به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للأنصاري قمت فقلت أنا رجل فسألني كما سأله
وقال ادنه كما قال له ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ثم قال حرمت
النار على عين سهرت في سبيل الله (5) وحرمت النار على عين غضت عن
محارم الله [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأ أبو سعد (6) الأديب أنبأ أبو عمرو بن
حمدان أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا مجاهد بن موسى ثنا أبو بكر
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ عيسى بن
علي أنبأ عبد الله بن محمد نا جدي ومنصور بن أبي مزاحم قالا أنبأ أبو بكر بن
عياش ثنا حميد الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزا وكرما كان عاشرهم في النار [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري أنبأ
أبو محمد بن أبي شريح أنبأ أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (7) ثنا
حميد بن زنجويه ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عصمة بن سالم الهنائي ثنا الأشعث عن

(1) تهذيب الكمال: " بشير ".
(2) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
(3) بالأصل والحلية: جحفته، خطأ.
(4) الحلية وتهذيب الكمال: ببعض.
(5) بعدها في المصدرين السابقين: " وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله " وقال الثالثة فنيستها. قال
أبو شريح بعد ذلك: وحرمت... ".
(6) بالأصل تقرأ: سعيد، وخطأ.
(7) بالأصل: الرواني، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى رذان قرية من قرى نسا.
197

جابر الحداني عن شهر بن حوشب عن أبي ريحانة الأنصاري قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحمى كير من جهم وهي نصيب المؤمن من النار [* * * *]
ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين قال دار بني الأكسف هم موالي
الأزد كان أحدهم أبو ريحانة الأزدي صاحب الأزد في الفتوح وأبو ريحانة صحابي
وكانت له هذه الدار أنزلها في أول ما فتح دمشق وصار بعده من ولده محمد بن
حكيم بن أبي ريحانة كأننا من كتاب الدمشقيين وهو أول من طوى الطومار وكتب فيه
مدرجا مقلوبا
أخبرنا أبو البركات وأبو العز قالا أنبأ أبو طاهر زاد أبو البركات أنبأ أبو
محمد بن الحسين وأبو الفضل قالا أنبأ الأصبهاني أنبأ محمد بن أحمد الأهوازي
أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي ثنا خليفة بن خياط (1) في تسمية من نزل الشام من
الصحابة أبو ريحانة الأنصاري
وقال في موضع آخر (2) وأبو ريحانة من ساكني مصر
روى الحمي من كير جهنم وفي نسخة من فيح جهنم
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه
أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو الحسين بن المظفر أنبأ أحمد بن علي بن الحسين
أنبأ أحمد بن عبد الله بن البرقي قال أبو ريحانة الأزدي كان يسكن بيت المقدس له
خمسة يعني أحاديث
أنبأ أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنبأ أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن
سهل أنبأ محمد بن إسماعيل (3) قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري ويقال قرشي
له صحبة سماه ابن أبي أويس (4) عن أبيه نزل الشام

(1) طبقات خليفة ص 555 رقم 2852.
(2) طبقات خليفة ص 211 رقم 812.
(3) التاريخ الكبير 4 / 264.
(4) عن البخاري والإصابة، وبالأصل: أوس.
198

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ أبو القاسم بن
منده أنبأ أبو علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن
إدريس (1) قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري ويقال قرشي له صحبة نزل الشام
روى عنه أبو علي الهمداني ثمامة بن شفي وشهر بن حوشب وكريب بن أبرهة
ويحيى بن حسان الفلسطيني سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأ أحمد بن منصور بن خلف أنبأ أبو
سعيد بن حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
ريحانة شمعون الأزدي ويقال الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي (2) عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو ريحانة شمعون نزل الشام
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسن بن الآبنوسي أنبأ عبد الله بن عتاب
أنبأ أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ الحسن بن أحمد أنبأ علي بن
الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أحمد بن عبيد قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى في تسمية الصحابة الذين نزلوا الشام أبو
ريحانة الأسدي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنبأ
هبة الله بن إبراهيم بن عمر (3) أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن
أحمد بن حماد (4) قال سمعت أبا إسحاق الجوزجاني يقول أبو ريحانة يقال له
شمعون

(1) الجرح والتعديل 4 / 388.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(3) بياض بالأصل.
(4) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 30.
199

قال الدولابي وسمعت موسى بن سهل يقول أبو ريحانة الكناني اسمه
شمعون قال الدولابي أبو ريحانة شمعون
كتب إلي أبو محمد بن حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأ أبو بكر الباطرقاني أنبأ
أبو عبد الله بن منده أنبأ أبو سعيد بن يونس قال شمعون الأزدي يكنى أبا ريحانة
وقد ذكر فيمن قدم مصر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما عرفنا وقت قدومه
روى عنه من أهل مصر كريب بن أبرهة الأصبحي وعمرو بن مالك الجنبي
وأبو عامر الحجري سمع منه بالشام ويقال في اسمه شمعون بالعين وهو أصح
عندي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ عيسى بن
علي أنبأ أبو القاسم البغوي
قال أبو ريحانة بلغني اسمه شمعون
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار
والمبارك بن عبد الجبار قالا أنبأ أبو الفرج الطناجيري ثنا أبو بكر الدارمي ثنا
عبد الملك بن بدر بن الهيثم ثنا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الأولى من
الأسماء المنفردة وهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شمعون وهو أبو ريحانة بالشام
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو ريحانة شمعون الأنصاري ويقال الأزدي
ويقال القرشي له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل الشام
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأ أبو الحسن
الدارقطني قال وأما شمعون فهو أبو ريحانة شمعون الأزدي ويقال الأنصاري له
صحبة
روى عنه أبو الحصين الهيثم بن سفي ابن شفي وغيره
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأ أبو عبد الله بن
منده قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري كان بمصرف الشام روى عنه كريب بن
200

أبرهة وعمرو بن مالك والهيثم بن شفي وشهر بن حوشب وعبادة بن نسي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال وأما شمعون
بالشين المعجمة فهو شمعون الأزدي ويقال الأنصاري أبو ريحانة له صحبة
ورواية روى عنه أبو الحصين الهيثم بن شفي وأبو علي الهمداني وكريب (2)
الأصبحي وأبو عامر الحجري قال ابن يونس ويقال شمغون بالغين المعجمة وهو
عندي أصح ذكره أحمد بن يحيى بن وزير (3) فيمن قدم مصر من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو منصور يموت بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة (4) أنبأ أبو علي
الحسين بن عمر بن الحسن بن يونس أنبأ أبو عمر الهاشمي ثنا أبو هاشم
عبد الغافر بن سلامة ثنا يحيى بن عثمان ثنا محمد بن حمير عن عميرة بن
عبد الرحمن الخثعمي عن يحيى بن حسان البكري عن أبي ريحانة صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنه قال
أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشكوت له تفلت القرآن ومشقته علي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا تحمل عليك ما لا تطيق عليك بالسجود [* * * *]
وقال عميرة قدم أبو ريحانة عسقلان وكان يكثر السجود
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (5) نا إسحاق بن حمزة ثنا إبراهيم بن
يوسف ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ثنا أبو بكر بن عياش عن حميد يعني
الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن إبليس ليضع عرشه على البحر ودونه الحجب يتشبه بالله عز وجل ثم يبث
جنوده فيقول من لفلان الآدمي فيقوم اثنان فيقول قد أجلتكما سنة فإن أغويتماه
وضعت (6) عنكم التعب وإلا صلبتكما قال فكان يقال لأبي ريحانة لقد صلب فيك
كثيرا [* * * *]

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 362 - 363.
(2) في الاكمال: كريب بن أبرهة الأصبحي.
(3) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن الاكمال.
(4) بالأصل: " ماساده ".
(5) الخبر في حلية الأولياء 2 / 28 - 29.
(6) في الحلية: " وسمعت عنكما البعث ".
201

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية ثنا
يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن أنبأ عبد الله بن المبارك أنبأ أبو
بكر بن أبي مريم الغساني حدثني حمزة بن حبيب بن صهيب عن مولى لأبي ريحانة
عن أبي ريحانة وكان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنه قفل من بعث غزا فيه فلما انصرف أتى أهله فتعشى من عشائه ثم توضأ (1)
بوضوء منه ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة ثم أخرى فلم يزل ذلك مكانه على
ما فرغ من سورة افتتح أخرى حتى إذا أذن المؤذن من السحر شد عليه ثيابه فأتته امرأته
فقالت يا أبا ريحانة قد غزوت فتغيب (2) في غزوتك ثم قدمت ألم يكن لي منك حظ
ونصيب فقال بلى والله ما خطرت لي على بال ولو ذكرتك لكان لك علي حق
فقالت فما الذي شغلك يا أبا ريحانة قال لم يزل يهوى قلبي فيما وصف له في جنته
من لباسها وأزواجها ولذاتها حتى سمعت المؤذن
أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسن أنا أبو
الحسين بن الطيوري أنبأ أبو طاهر بن علي بن محمد بن يوسف بن الغلابي الواعظ
أنبأ أبي أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن أنا إسحاق بن إبراهيم (3)
نا أحمد بن أبي الحواري ثنا علي بن أبي الحر قال جاء أبو ريحانة إلى أهله فلما
أتاهم خرج إلى المسجد إلى أصحابه يحدثهم وتهيئت امرأته له فلما صلى العشاء
(4) مسجد بيته يوتر وجلست امرأته على الفراش في قبتها قال فما زال
قائما وراكعا وساجدا (5) يطلع عليه الفجر قال فقالت له سبحان الله أما
كان لنا فيك نصيب فقال والله ما خطرت على قلبي وما زال يهوى فيما أعد الله
لأوليائه في الجنة حتى أصبحت وركب دابته ورجع
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنبأ
يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن أنبأ عبد الله بن المبارك أنبأ أبو

(1) كذا، ولعله: ثم دعا بوضوء.
(2) كذا، وفي مختصر ابن منظور 10 / 336 فتعبت.
(3) بياض بالأصل.
(4) بياض بالأصل.
(5) بياض بالأصل.
202

بكر بن أبي مريم الغساني عن ضمرة يعني ابن حبيب أن أبا ريحانة استأذن صاحب
مسلحته إلى الساحل إلى أهله فاذن له فقال له الوالي كم تريد أن أؤجلك قال
ليلة فأقبل أبو ريحانة وكان منزله في بيت المقدس فبدأ بالمسجد قبل أن يأتي أهله
فافتتح بسورة فقرأها ثم أخرى فلم يزل على ذلك حتى أدركه الصبح وهو في
المسجد لم يرمه ولم يأت أهله فلما أصبح دعا بدابته فركبها متوجها إلى مسلحته فقيل
له يا أبا ريحانة إنما استأذنت لتأتي أهلك فلو مضيت حتى تأتيهم ثم تنصرف إلى
صاحبك قال إنما أجلني أميري ليلة وقد مضت ليلة لا أكذب ولا أحلف فانصرف
إلى مسلحته ولم يأت أهله
قال نا أيضا يعني أبا بكر بن أبي مريم حدثني حبيب بن عبيد
أن أبا ريحانة كان مرابطا بالجزيرة بميافارقين (1) فاشترى رسنا من نبطي من أهلها
بأفلس فقفل أبو ريحانة ولم يذكر الفلوس أن يدفعها إلى صاحبها حتى انتهى (2) إلى
عقبة (3) الرستن
قال أبو بكر وهي من حمص على اثني عشر ميلا فذكرها فقال لغلامه هل
دفعت إلى صاحب الرسن فلسه قال لا قال فنزل عن دابته فاستخرج نفقة من نفقته
فدفعها إلى غلامه وقال لأصحابه أحسنوا معاونته على دوابي حتى يبلغ أهلي قالوا
فماذا الذي تريد قال انصرف إلى بيعي حتى أدفع له فلوسه فأؤدي أمانتي فانصرف
حتى أتى ميافارقين فدفع الفلوس إلى صاحب الرسن ثم انصرف إلى أهله
قال وأنبأ أيضا يعني أبا بكر بن أبي مريم حدثني حبيب بن عبيد
أن أبا ريحانة مر بحمص فسمع (4) ضوضاء شديدة فقال لأصحابه ما
هذه الضوضاء قالوا أهل حمص (5) فرفع ضبعيه فلم يزل يدعو اللهم لا
تجعلها لهم فتنة إنك على كل (6) شئ قدير فلم يزل على ذلك حتى انقطع عنهم

(1) ميافارقين: أشهر مدينة بديار بكر (ياقوت: وضبطها بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم فاء).
(2) بالأصل: انتهت والصواب عن الإصابة.
(3) بالأصل: عنقه، والصواب عن مختصر ابن منظور 10 / 336 والإصابة 2 / 157.
(4) بياض بالأصل.
(5) بياض بالأصل.
(6) زيادة لازمة منا.
203

صوته لا يدرون متى كف
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ طراد بن محمد أنبأ أبو الحسين بن بشران ثنا
أبو علي بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني
موسى بن عيسى العابد وغيره قالوا أنا ضمرة بن ربيعة عن فروة (1) الأعمى مولى
سعد بن أبي أمية المقرئ قال ركب أبو ريحانة البحر وكان يخيط فيه بإبرة معه
فسقطت إبرته في البحر فقال عزمت عليك يا رب إلا رددت علي إبرتي فظهرت حتى
أخذها (2)
قال واشتد عليهم البحر ذات يوم وهاج فقال أسكن أيها البحر فإنما أنت عبد
حبشي قال فسكن حتى صار كالزيت
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ
لابني أبي نصر قالوا أنبأ أبو سليمان بن زبر ثنا عبد الله بن حشيش ثنا محمد بن
إسحاق الصاغاني ثنا الوليد بن شجاع ثنا ضمرة عن فروة الأعمى مولى سعد بن أمية
المقرئ قال ركب أبو ريحانة فكان يخيط فيه قال سقطت إبرته فقال عزمت
عليك يا رب إلا رددت علي إبرتي قال فظهرت حتى أخذها
قال واشتد عليهم البحر فقال أسكن فإنما أنت عبد حبشي فسكن حتى صار
كأنه الزيت

(1) في الإصابة 2 / 157 عروة الأعمى.
(2) الخبر في الإصابة 2 / 157 والوافي بالوفيات 16 / 183.
204

" ذكر من اسمه شمول "
2765 شمول بن عبد الله
أبو الحسن الكافوري مولى كافر الإخشدي (1)
ولي إمرة دمشق خلافة الحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف أمير دمشق في
شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة فأقام بها إلى أن بلغه توجه جعفر بن فلاح من
قبل جوهر قائد (2) المصريين لأخذ دمشق واستخلف على دمشق غلامه إقبالا (3)
وذلك في سنة ثمان وخمسين أيضا وتوجه لقتاله فلما كسر جعفر الحسن بن عبيد الله
صار شمول من أصحاب جعفر فولاه دمشق فلم يزل إقبالا غلامه بها إلى أن هرب منها
يوم الخميس (4) ليومين خلوا من ذي الحجة سنة تسع وخمسين حين غلب على دمشق
أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشمي (5) ورد دعوة بني العباس للمصريين بدمشق وكان
شمول هذا تقاعد عن نصرة الحسن بن عبد الله بن طغج لمكاتبة (6) كانت بينه وبين
جعفر بن فلاح فلأجل ذلك أقر جعفر بن فلاح شمولا (7) على دمشق (8)

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 16 / 186 وتحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 369 وأمراء دمشق في الإسلام
للصفدي ص 61 والنجوم الزاهرة 4 / 26 وسماه: سمول.
(2) بياض بالأصل، واللفظة مقتبسة عن تحفة ذوي الألباب وفيها: القائد من مصر.
(3) أخباره في أمراء دمشق للصفدي ص 30.
(4) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن تحفة ذوي الألباب.
(5) أخباره في تحفة ذوي الألباب 1 / 370.
(6) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدركت عن تحفة ذوي الألباب 1 / 370.
(7) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن تحفة ذوي الألباب 1 / 370.
(8) ذكر وفاته في الوافي 16 / 186 سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
205

" 1 ذكر من اسمه شهاب "
2766 شهاب بن خراش بن حوشب
بن يزيد بن الحارث بن يزيد رويم بن عبد الله بن (1) سعد
ابن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن علي
ابن صعب بن بكر أبو الصلت (2) الشيباني الكوفي ثم الواسطي (3)
انتقل إلى الشام وسكن فلسطين واجتاز بدمشق
وحدث عن العوام بن حوشب وعاصم بن أبي النجود وحجاج بن دينار
الواسطي وشعيب بن رزيق الطائفي والربيع بن صبيح وسفيان الثوري
والحارث بن صعين (4) الثقفي ويزيد بن أبان الرقاشي وعمرو بن مرة الجملي
ومنصور بن المعتمر وأبان بن أبي عياش (5) وعبد الملك بن عمير ومحمد بن زياد
الجمحي صاحب أبي هريرة
روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وسعيد بن منصور والهيثم بن
خارجة ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب وهشام بن عمار وزهير بن عباد

(1) بياض بالأصل وما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 400 وسير الأعلام
8 / 284.
(2) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن مصادر ترجمته.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 400 تهذيب التهذيب 2 / 515 ميزان الاعتدال 2 / 84 وسير الأعلام
8 / 284 وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) كذا، وفي تهذيب الكمال: غصين.
(5) مهملة بدون نقط بالأصل، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.
206

وعبد الله بن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني الرملي وأبو النضر الحارث بن
عبد الرحمن بن النعمان مولى بني هاشم ومسلم بن إبراهيم الأزدي ومسلم (1) بن
ميمون الخواص وسويد بن سعيد الحدثاني وعبد الله بن ميمون القداح
وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ومحمد بن عمرو بن الجراح الغزي وقتيبة بن
سعيد والحكم بن موسى وعبد الجبار بن عاصم النسائي
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد والحكم بن أبي العباس أنبأ أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن أنبأ الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد أنبأ محمد بن مروان
وهو ابن خريم بن محمد بن مروان
ح وأخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد العلوي وأبو القاسم بن
السمرقندي قالا أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ علي بن عمر بن محمد الحربي ثنا
محمد بن محمد بنت سليمان قالا ثنا هشام بن عمار ثنا شهاب بن خراش ثنا سفيان
الثوري عن سهيل زاد محمد بن محمد بن أبي صالح وقالا عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يحسر الفرات عن جبل (2) من ذهب فتقتتلون عليه
فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ولا تقوم الساعة إلا نهارا [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو القاسم
عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي أنبأ أحمد بن الحسين بن عبد الجبار ثنا
سويد بن سعيد الأنباري ثنا شهاب بن خراش (3) عن يزيد الرقاشي عن
أنس بن مالك قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أخ‍ (1) اف على أمتي بعدي (4)
خصلتين تكذيبا بالقدر وتصديقا بالنجوم [* * * *]
قال أبو الصلت فلقيت أبان بن أبي عياش ف‍ (4) سألته عن هذا الحديث هل سمعته من أنس قال أبان
سمعته أذناي ووعاه قلبي عن (4) أنس بأثره عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال فرغ الله من أربع من الخلق والخلق والرزق والأجل (4)

(1) في تهذيب الكمال: " سلم ".
(2) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 10 / 337.
(3) بياض بالأصل، ومر في بداية الترجمة أن شهاب يحدث عن يزيد الرقاشي.
(4) بياض بالأصل وما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 100 / 337.
207

أخبرنا أبو (1) المظفر بن القشيري أنبأ أبو سعد (2) محمد بن عبد الرحمن
أنبأ أبو عمرو بن حمدان وأخبرتناه أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا
الحكم بن موسى ثنا شهاب بن خراش عن يزيد الرقاشي ثنا أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخاف على أمتي زاد ابن حمدان بعدي وقالا خمسا تكذيب
بالقدر وتصديق بالنجوم [* * * *] وقد روي هذا عن شهاب مسلسلا
أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن علي بن
الحسن بن الحسين أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزار أنبأ أبو بكر محمد بن
أحمد العامري ثنا سليمان بن شعيب بن سليم بن سليمان بن كيسان الكيساني (3) أبو
محمد ثنا سعيد الآدم ثنا شهاب بن خراش ولقيته في أصحاب السكر ثنا يزيد
الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخوف ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم وتكذيب بالقدر لا يؤمن عبد بالله
حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلحيته وقال آمنت
بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره وأخذ أنس بلحيته وقال آمنت بالقدر كله خيره
وشره حلوه ومره وأخذ يزيد الرقاشي بلحيته وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه
ومره وأخذ شهاب بلحيته وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ (4)
سليمان بن شعيب بلحيته قال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ (5)
سعيد بن الآدم (6) بلحيته وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ أبو بكر
بلحيته وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ أبو محمد عبد الرحمن
بلحيته وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ القاضي أبو الحسن بلحيته
وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ القاضي أبو المعالي بلحيته وقال

(1) بياض بالأصل، والزيادة منا للإيضاح.
(2) بالأصل: سعيد، خطأ، وقد مر كثيرا.
(3) عن سير الأعلام 8 / 287 وبالأصل: الكساني.
(4) فوق اللفظة بالأصل كلمة: " يؤخر " يعني تؤخر العبارة بأكملها إلى ما بعد سعيد بن الآدم.
(5) فوق اللفظة بالأصل كلمة: " يقدم " يعني تقدم العبارة بأكملها إلى قبل: وأخذ سليمان بن شعيب...
(6) بالأصل: " سعيد للادم " والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا.
208

آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ الإمام الحافظ بلحيته وقال آمنت بالقدر
خيره وشره حلوه ومره وكان سليمان بن شعيب يصفر لحيته (1) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم (2) بن الحصين أنبأ أبو علي بن المذهب أنبأ
أحمد بن جعفر ثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا (3) الحكم بن موسى (4) قال
عبد الله وسمعته أنا من الحكم نا شهاب بن خراش حدثني (5) شعيب بن رزيق
الطائفي قال كنت جالسا عند رجل يقال له الحكم بن حزن (6) الكلفي وله صحبة
من النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنشأ يحدثنا قال قدمت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سابع سبعة أو تاسع
تسعة قال فأذن لنا فدخلنا فقلنا يا رسول الله أتيناك لتدعو لنا قال فدعا لنا
بخير وأمر بنا (7) فأنزلنا وأمر لنا بشئ من تمر والشأن إذ ذاك دون قال فلبثنا عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أياما شهدنا فيها الجمعة فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متوكئا على قوس أو قال
على عصا فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال أيها الناس
إنكم لن تفعلوا ولن تطيقوا كلما أمرتكم (8) به ولكن سددوا وأبشروا [* * * *]
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأ أبو سعد
الجنزرودي (9) أنبأ أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرتناه أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأ أبو
بكر بن المقرئ قالا أنبأ أبو يعلى ثنا الحكم بن موسى ثنا شهاب بن خراش عن
مصعب (10) بن رزيق الطائفي قال

(1) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 8 / 287 من طريق الحافظ أبي الحسين علي بن محمد.
(2) بياض بالأصل، وقياسا إلى سند مماثل فلا نقص هنا.
(3) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن مسند أحمد.
(4) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر بيروت 6 / 258 ح 17874.
(5) بالأصل: " نا الخصيب بن عبد " ثم بياض، والصواب ما استدركناه عن مسند أحمد.
(6) عن المسند وبالأصل: " حرب ".
(7) بالأصل: " وأمرتنا " والمثبت عن المسند.
(8) في المسند: أمرتم به.
(9) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(10) كذا بالأصل، ومر أنه يحدث عن شعيب وليس مصعبا.
209

كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي (1) وله صحبة من
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنشأ يحدثنا قال قدمت زاد ابن حمدان على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالا
سابع سبعة أو تاسع تسعة فأذن لنا فدخلنا فقلنا يا رسول الله أتيناك لتدعو لنا بخير
وأمر بنا فأنزلنا وأمر لنا بشئ من تمر والشأن إذ ذاك دون قال فإننا عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشهدنا زاد ابن حمدان فيه (2) الجمعة فقال مر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متوكئا على قوس أو قال عصا فحمد الله وأثنى عليه كلمات طيبات
خفيفات مباركات ثم قال أيها الناس إنكم لن تطيقوا كلما أمرتم به ولكن سددوا
وقاربوا وفي حديث ابن المقرئ يا أيها الناس [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال
سمعت يزيد بن حبيب يقول كنية شهاب بن خراش أبو الصلت وشهاب
.. (3)
... (4) أخبرنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن معافى (5) الصيداوي ثنا هشام بن
عمار ثنا شهاب بن خراش البصري الحوشبي وقيل له الحوشبي لأنه ابن أخي
العوام بن حوشب
قال ابن عدي (6) شهاب بن خراش بن حوشب ابن أخي العوام (7) بن حوشب
بصري يكنا أبا الصلت ولشهاب أحاديث ليست بكثيرة وفي بعض (8) رواياته ما تنكر
عليه ولا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره
(9) من أهل الكوفة

(1) ترجمته في الإصابة 1 / 343 رقم 1770.
(2) بياض بالأصل.
(3) بياض بالأصل مقداره سطر.
(4) بياض بالأصل عدة كلمات.
(5) بياض بالأصل، والذي بين معكوفتين زيادة استدركناها منا للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة.
والخبر في الكامل لابن عدي 4 / 34.
(6) بياض بالأصل، والزيادة بين معكوفتين استدركت عن الكامل لابن عدي.
(7) المصدر السابق نفسه.
(8) بياض بالأصل، والزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي.
(9) بياض بالأصل. والعبارة التالية بعد البياض ليست من كلام ابن عدي.
210

أنبأنا أبو الغنائم محمد ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن (1)
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد بن محمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل أنبأ
محمد بن إسماعيل (2) قال شهاب بن خراش بن حوشب عن شعيب بن رزيق وأبي
معشر نسبه ا لهيثم بن خارجة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن
أبي حاتم (3) قال شهاب بن خراش بن حوشب كوفي الأصل سكن واسط ثم انتقل
إلى فلسطين ومات بها (4) سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأ أحمد بن منصور بن خلف أنبأ أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال أنبأ مسلم بن الحجاج قال أبو الصلت
شهاب بن خراش عن الحجاج بن دينار
روى عنه الهيثم بن خارجة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنبأ
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو الصلت شهاب بن خراش بن حوشب
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرئ عليه عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن
محمد أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن
أحمد بن حماد قال أبو الصلت شهاب بن خراش
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن

(1) بياض بالأصل، واللفظة استدركت قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 4 / 236.
(3) الجرح والتعديل 4 / 362.
(4) الجرح والتعديل: ومات هناك.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 11.
211

منجويه الحافظ أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو الصلت شهاب بن خراش بن حوشب
الحوشبي سمع قتادة بن دعامة (1) أنا سعيد عبد (2) محمد بن علي التميمي
الأصبهاني حدثنا والدي القاضي الإمام أبو محمد بن أبي الرجاء إملاء أنبأ جعفر بن
محمد بن جعفر أنبأ علي بن محمد بن أبان أنبأ أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة
العسقلاني أنبأ محمد (3) بن عمرو الغزي ثنا أبو الصلت شهاب بن خراش الحوشبي
عن سعيد بن سنان قال
أتيت بيت المقدس أريد الصلاة فدخلت المسجد وغفلت سدنة المسجد حتى
أطفئت القناديل وانقطعت الرجل وعلقت الأبواب فبينا أنا على ذلك إذ سمعت حفيفا له
جناحات قد أقبل وهو يقول سبحان الدائم القائم سبحان الحي القيوم سبحان الملك
القدوس سبحان رب الملائكة والروح وسبحان الله وبحمده سبحان العلي الأعلى
سبحانه وتعالى ثم أقبل حفيف يتلوه يقول مثل ذلك ثم أقبل حفيف يتلوه يقول مثل
ذلك ثم أقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون (4) بها حتى امتلأ المسجد فإذا بعضهم
قريب مني فقال آدمي قلت نعم قال روع عليك هذه الملائكة قلت سألتك
بالذي قواكم على ما أرى من الأول قال جبرائيل قلت من يتلوه قال ميكائيل
ثم قلت والذي يتلوهم من بعد قال الملائكة قلت سألتكم بالذي قواكم (5) لما
أرى ما لقائلها من الثواب قال من قالها ستة في كل يوم مرة لم يمت حتى يرى
مقعده (6) من الجنة ويرى له
قال أبو الزاهرية قلت سنة وسنة كثير فقلتها في يوم عدد أيام السنة فرأيت
خيرا
قال سعيد بن سنان فقلت سنة وسنة كثير لعلي لأعيش فقلتها في يوم عدد
أيام السنة فرأيت خيرا

(1) بالأصل بين دعامة وأنا فراغ.
(2) كذا بالأصل، وبعد كلمة " عبد " بياض بالأصل مقدار سطر.
(3) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح. انظر ترجمة محمد بن عمرو الغزي في سير
الأعلام 11 / 464 وفيها أنه يحدث عنه محمد بن الحسن بن قتيبة.
(4) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن مختصر ابن منظور 10 / 338.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن المختصر.
(6) بياض بالأصل والزيادة بين معكوفتين من المختصر.
212

وقال الحوشبي ليس فقلتها في يوم فرأيت خيرا قال (1) فقلتها
..... (1)
إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج وحدثني
محمد بن عبد الله بن (2) من أهل سرف (3) (2) أنا إسحاق بن
إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قال عبد الله يعني ابن المبارك يا أبا إسحاق عن
من هذا قال قلت من حديث شهاب بن خراش قال ثقة
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسن الفارسي أنبأنا أبو
بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ قال سمعت علي بن
خمشاد (4) العدل يقول سمعت محمد بن شاذان يقول سمعت أحمد بن سعيد بن
صخر يقول سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول سألت ابن المبارك قلت الحديث
الذي يروي من صلى عن أبويه فقال عمن هذا قلت هذا من حديث (5)
شهاب بن خراش فقال ثقة عن من قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة
عن من (6) قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة عمن فقلت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن
بين (7) الحجاج بن دينار وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) مفازة تنقطع فيها أعناق الإبل
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة [* * * *] وأنا أبو طاهر أنبأ علي بن محمد (8) قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم
قال (9)

(1) بياض بالأصل.
(2) بياض بالأصل.
(3) سرف بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره فاء، موضع على ستة أميال من مكة (ياقوت).
(4) كذا، يقال بالذال المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 15 / 398.
(5) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام 8 / 286 وتهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 402
وبالأصل: " من ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن المصدرين السابقين.
(7) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة عن المصدرين السابقين.
(7) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة عن المصدرين السابقين.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل.
(9) بياض بالأصل، مقدار صفحة إلا أربعة أسطر، والزيادة منا للإيضاح، وانظر ما كتبه ابن أبي حاتم في
الجرح والتعديل 4 / 362.
213

بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال قرأنا على
أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية
أنا محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت
يحيى بن معين يقول شهاب بن خراش كوفي نزل الشام ليس به بأس
أنبأنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم (1) عن (2) أبي سعيد محمد بن
علي بن محمد الخشاب (3) أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الدارقطني نا
ابن مخلد نا أبو ملاعب قال سمعت محمد بن علي المديني يقول سمعت أبي
يقول شهاب بن خراش (4) ثقة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن (2) أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر
البرقاني أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه ثنا الحسين بن إدريس أنا محمد بن
عبد الله بن عمار قال شهاب بن خراش أخو عبد الله بن خراش ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (5) قال سئل أبو زرعة عن شهاب بن خراش فقال لا بأس به
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قراءة عليه نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي أنا الحسن بن منير
التنوخي نا محمد بن سعيد الحرمي (6) قال سمعت هشام بن عمار يقول سمعت
شهاب بن خراش يقول إن القدرية أرادوا أن يصفوا الله عز وجل بعدله وأخرجوه من
فضله (7)

(1) ترجمته في سير الأعلام 19 / 623.
(2) بالأصل " بن " خطأ، ولعل الصواب، ما أثبت.
(2) ترجمته في سير الأعلام 18 / 150.
(4) بالأصل: حراش بالحاء المهملة خطأ.
(5) الجرح والتعديل 4 / 362.
(6) في سير الأعلام وتهذيب الكمال: الخريمي.
(7) نقله الذهبي في سير الأعلام 8 / 285 وتهذيب الكمال 8 / 402.
214

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم
السهمي أنا أبو أحمد بن عدي (1) أنا بهلول بن إسحاق نا سعيد بن منصور نا
شهاب بن خراش بن السهمي (2) بن حوشب بن أخي العوام بن حوشب قال أدركت
من أدركت من صدر (3) هذه الأمة وهم يقولون اذكروا محاسن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما تأتلف عليه القلوب ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا (4) الناس عليهم
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أخبرني
أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي نا أبو الحسين محمد بن المظفر بن
موسى الحافظ نا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي نا هشام بن عمار نا
شهاب بن خراش الحوشبي لقيته وأنا شاب في سنة أربع وسبعين ومئة وقال لي إن
لم تكن قدريا ولا مرجئا حدثتك وإلا (5) لم أحدثك فقلت ما في من هذا (6)
شئ (7)
2767 شهاب بن محمد بن شهاب بن يحيى بن عبد القاهر
أبو القاسم الأنصاري الصوري
سمع مكحولا ببيروت وأبا سعيد أحمد بن عنيت الصوري
روى عنه أبو مسعود الماليني وأبو علي الأهوازي وأبو بكر أحمد بن الحسين بن
مهران الأصبهاني المقرئ
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الجنزرودي (8) أنا الأستاذ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران أنا أبو القاسم بن

(1) الكامل لابن عدي 4 / 34 وتهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 402 وسير الأعلام 8 / 285.
(2) كذا، وسقطت اللفظة من ابن عدي، وليس في نسب شهاب " السهمي " لعلها مقحمة.
(3) في سير الأعلام: صدرة.
(4) عن المصادر، وبالأصل: فيحرشوا.
(5) عن سير الأعلام وتهذيب الكمال، وبالأصل: قالا.
(6) في المصدرين السابقين: هذين.
(7) الخبر في تهذيب الكمال 8 / 402 وسير الأعلام 8 / 285 - 286.
(8) مهملة بدون نظر بالأصل، والصواب ما أثبت، وقد مر.
215

شهاب بن محمد بن الأنصاري بصور (1) نا أبو العلاء أحمد بن صالح نا
محمد بن حميد الرازي نا زافر بن سليمان نا محمد بن عيينة عن أبي حازم عن
سهل بن سعد قال أتى جبريل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت
وأحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف
المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس
2768 شهاب بن مسرور بن مساور بن سعد
ابن أبي الغادية يسار (2) بن سبع (3) المزني
روى عن أبيه مسرور
روى عنه ابن أبو الحسن مساور بن شهاب
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد (4) أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد وأبو بكر
محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح البزار في آخرين قالوا حدثنا مساور بن
شهاب بن مسرور حدثني أبي شهاب عن أبيه مسرور بن مساور عن جده سعد بن أبي
الغادية عن أبيه قال
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) في جماعة من أصحابه جالسا إذا مرت به جنازة فقال ممن
الجنازة فقالوا من مزينة فما جلس مليا حتى مرت به الثانية فقال ممن الثانية
فقالوا من مزينة فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة فقال ممن الجنازة فقالوا من
مزينة فقال سيري مزينة ما هاجرت فتيان كروا على الله إلا كان أسرعهم فناء سيري
مزينة ما هاجرت لا تدرك الدجال منهم أحد
غريب جدا لم أكتبه إلا من هذا الوجه

(1) بالأصل: بصورة.
(2) بالأصل: بشار، والمثبت عن أسد الغابة والإصابة.
(3) بفتح المهملة وضم الموحدة (الإصابة).
(4) الحديث في الإصابة 4 / 151 في ترجمة أبي الغادة المزني، أخرجه عن تمام بن محمد في فوائده.
(5) بالأصل: جالس.
216

" ذكر من اسمه شهر "
2769 شهر بن حوشب (1)
أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو الجعد
ويقال أبو سعد الأشعري
مولى أسماء بنت يزيد بن السكن
من أهل دمشق ويقال من أهل حمص
قرأ القرآن على عبد الله بن عباس
وروى عن العبادلة ابن (2) عمر وابن عباس وابن عمرو وأبي هريرة وأبي
أمامة (3) وأبي ريحانة وأم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وأم سلمة أسماء بنت يزيد بن السكن
مولاته وعبد الرحمن بن غنم الأشعري وعائذ الله بن عبد الله
روى عنه قتادة ومعاوية بن قرة وداود بن أبي هند وشمر بن عطية
وعبد الله بن عثمان بن خثيم وعنبسة بن أبي سفيان وأبان بن صالح وعبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين وعبيد الله بن أبي زياد القداح المكي وعبد الحميد (4) بن

(1) ترجمته في تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 406 وتهذيب التهذيب 2 / 517 حلية الأولياء 6 / 59 أخبار
أصبهان 1 / 343 الوافي بالوفيات 16 / 192 وسير الأعلام 4 / 372 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر
أخرى ترجمت له.
(2) بالأصل: " أبو عمرو ".
(3) هو صدي بن عجلان الباهلي، (تهذيب التهذيب 2 / 550).
(4) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام، وبالأصل: الحميدي.
217

بهرام وعوف بن جميل الأعرابي وسماك بن حرب ويزيد (1) بن أبي مريم السلولي
وسعيد بن عطية الليثي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وعبد العزيز بن عبيد الله
وثعلبة بن مسلم الخثعمي وميمون بن سباه (2) البصري
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك
الوراق قالا أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن
الغطريف العبدي
ح وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله أنا علي بن محمد بن حبيب الماوردي
أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي قالا أنا أبو خليفة الفضل بن
الحباب (3) نا عثمان بن الهيثم زاد الجبلي المؤذن نا عوف يعني الأعرابي عن
شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس وليس في حديث الجبلي
قوم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن
هبة وأبو منصور علي بن علي بن عبد الله قالوا أنا أبو الصريفيني أنا أبو
القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا عبد الحميد بن بهرام نا
شهر بن حوشب قال سمعت أبا هريرة قال
أوصاني حبيبي أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) بصيام ثلاثة أيام من شهر وأن لا أنام إلا على وتر
وركعتي الفجر
قال ونا شهر بن حوشب عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لكل نبي
حرما وحرمي المدينة (4) [* *]
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن
الحسين قالا أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا عبد الباقي بن عبد الكريم أنا

(1) في تهذيب الكمال: بريد.
(2) في تهذيب الكمال: سيان.
(3) بالأصل: الخباب، خطأ، ترجمته في سير الأعلام 14 / 7.
(4) نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 377 من طريق إسحاق بن المنذر. وانظر تخريجه فيه.
218

عبد الرحمن بن عمر الخلال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثني جدي نا أبو
الوليد الطيالسي نا أبو عرة الدباغ نا شهر قال كنت بدمشق فجاؤوا برؤوس
فوضعوها (1) على درج دمشق فرأيت أبا أمامة يبكي فذكره
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن
أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الحسن قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع
يقول في الطبقة الثالثة شهر بن حوشب سمع من أبي هريرة وابن عباس (2)
دمشق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد أنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول
سمعت وكيعا يقول شهر بن حوشب أشعري
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول شهر بن حوشب أشعري
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو
الحسن بن لؤلؤ أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص عمرو بن علي
قال في تسمية من روى عن ابن عباس شهر بن حوشب من أهل الشام قدم (3) البصرة
وسمع منه البصريون
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا

(1) بالأصل: يوضعوها.
(2) غير مقروءة بالأصل، ورسمها: " موبى ".
(3) بالأصل: قديم.
219

محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (1) قال شهر بن حوشب الأشعري قال علي
أراه يكنى بأبي عبد الرحمن سمع أم سلمة وعبد الله بن عمرو (2) وعبد الرحمن بن
غنم روى عنه قتادة وعمر بن عطية وابن أبي حسين وابن خثم هو الأشعري
وقال (3) أنا أحمد بن سليمان نا أبو عبيدة عن أبان بن صمعة قلت لشهر بن
حوشب يا أبا سعيد (4) يقال مات سنة مائة
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو سعيد
شهر بن حوشب عن ابن عباس وأبي هريرة وأسماء بنت يزيد بن السكن ويقال
أبو عبد الرحمن
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
سعيد شهر بن حوشب
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار
والمبارك بن عبد الجبار قالا أنبأ الحسين بن علي بن عبيد الله نا أبو بكر محمد بن
إبراهيم الدارمي نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون الحافظ قال في
الطبقة الثانية وهم التابعون شهر بن حوشب يروي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي
سعيد وأسماء بنت يزيد شامي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر نا هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن
أحمد بن حماد (5) قال أبو سعيد شهر بن حوشب
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن

(1) التاريخ الكبير 4 / 258.
(2) عن البخاري، وبالأصل: " عمر " وهو على كل حال يروي عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو.
(3) في البخاري: وقال لنا.
(4) سير الأعلام 4 / 373.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 188.
220

منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو سعيد ويقال أبو عبد الرحمن شهر بن
حوشب الأشعري روى عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وعبد الله بن عمرو بن العاص
ليس بالقوي عندهم روى عنه قتادة وعبد الله النوفلي حديثه في البصريين
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو طالب
عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق أنا
أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذاء أنا أبو بكر محمد بن يونس المقرئ
نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المقرئ نا أبو علي الحسين بن محمد الحراني
نا شباب بن (1) خليفة بن خياط (2) قال في تسمية القراء من أهل الشام شهر بن
حوشب
قال ونا خليفة نا ابن عقيل نا عبد الحميد بن حنظلة عن شهر بن حوشب
قال عرضت القرآن على ابن عباس سبع مرات (3)
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد أنا أبو
عبد الله محمد بن إسحاق بن منده أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد الله بن
مهدي السياري قال قال جدي أحمد بن سيار نا عمار بن الحسن قال نا أبو تميلة (4)
عن أيوب بن أبي حسين عن أبي نهيك (5) قال قرأت على ابن عمر وابن عباس
وعكرمة وشهر فما رأيت أحدا كان أقرأ من شهر بن حوشب
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل الباقلاني
وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد
زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (6) قال قال لي محمد ثنا ربيع بن روح نا يحيى بن واضح

(1) كذا " بن " وشباب لقب خليفة، وبن مقحمة.
(2) طبقات ابن خليفة بن خياط ص 567 رقم 2931.
(3) نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 373 من طريق حنظلة.
(4) هو يحيى بن واضح المروزي، ترجمته في سير الأعلام 9 / 210.
(5) نقله الذهبي في سير الأعلام: " عن ابن أبي نهيك " 4 / 373، وفي تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 411
عن أيوب بن أبي حسين.
(6) التاريخ الكبير 1 / 1 / 412 في ترجمة أيوب بن أبي حسين.
221

أخبرني أيوب بن (1) أبي حسين البصري سمع أبا نهيك قرأت على ابن عمرو بن
عباس وعكرمة وشهر بن حوشب فما رأيت أحدا أقرأ لكتاب الله من شهر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم قالا نا أبو
بكر الخطيب قال حدثت عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي (3) نا
أحمد بن محمد بن سيار نا عبد الله بن عثمان أنا عيسى بن عبيد نا إبراهيم بن
حيان قال سمعت شهر بن حوشب يحدث قال أتيت المدينة وأنا أقتبس العلم
فاتخذت بها أهلا قال وكانت المرأة تضع لي الماء إذا خرجت إلى المخرج فلا أعبأ
به شيئا فسألت عبد الله بن عمر فقال افعل فإنه طهور وهو مصحة وقد كان يفعله
من قبلنا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنبأنا
علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك أنا أبو
الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني شهر بن حوشب سمع
من أبي سعيد وأبي هريرة وأم سلمة وأسماء بنت يزيد وجندب بن عبد الله
البجلي وعبد الله بن عمرو وابن عمر
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا
حدثني إسماعيل بن أبي الحارث نا محمد بن مقاتل نا ابن المبارك عن إسماعيل بن
عياش (3) نا عثمان بن نويرة قال دعي شهر بن حوشب إلى وليمة وأنا معه فدخلنا
فأصبنا من طعامهم فلما سمع شهر المزمار وضع إصبعيه في أذنيه وخرج حتى لم
يسمعه () 4
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (5) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا
عبد الله بن محمد بن العباس نا سلمة بن شبيب نا سهل بن عاصم نا محمد بن أبي

(1) بالأصل: " عن " خطأ والصواب ما أثبت.
(2) اللفظة ليست في البخاري، وفيه: " الندبي ".
(3) عن سير الأعلام 4 / 373 وبالأصل: عباس.
(4) الخبر في التهذيب الكمال 8 / 412 وسير الأعلام 4 / 373 - 374.
(5) الخبر في حلية الأولياء 6 / 59 وتهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 412.
222

منصور حدثني عمر بن عبد المجيد قال اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانا
يأتيه ثم أخذ المرآة فنظر في وجهه وعمامته فنظر إلى لحيته فرأى شيبة فأخذها بيده
ثم (1) نفض (2) عمامته ثم جعل يقول السلطان بعد الشيب السلطان بعد الشيب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو المواهب أحمد بن محمد بن
عبد الملك الوراق قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن المظفر أنا محمد بن
محمد بن سليمان نا شيبان نا معتمر قال سمعت ليثا يحدث عن شهر بن حوشب
قال
من ركب مشهورا من الدواب ولبس من الثياب مشهورا أعرض الله عنه وإن كان
عليه كريما () 3
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال أنبأ حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال قلت لأحمد بن حنبل
شهر بن حوشب قال ما أحسن حديثه ووثقه وهو شامي من أهل حمص وأظنه
قال هو كندي روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا
أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنا جدي أبو
عبد الله أنا علي بن الحسن بن علي الربعي نا أحمد بن عتبة نا الهروي قال سمعت
أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (5) يقول بلغني أن أحمد بن حنبل كان يثني على
شهر بن حوشب
قال الهروي وسمعت أبا قلابة عبد الملك بن محمد يقول ترى أن أبا الجعد

(1) من قوله: ثم أخذ المرآة إلى هنا سقط من الحلية.
(2) الحلية: نقض.
(3) سير الأعلام 4 / 375.
(4) الجرح والتعديل 4 / 383.
(5) عن تهذيب الكمال 8 / 412 ورسمها غير واضح بالأصل: " البعرى " وانظر ترجمته في سير الأعلام
13 / 319.
والخبر نقله المزي في تهذيب الكمال من طريق عثمان بن سعيد الدارمي.
223

الذي روى عنه قتادة هو شهر بن حوشب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم
السهمي أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا ابن أبي عصمة نا أبو طالب أحمد بن حميد قال
سمعت أحمد بن حنبل يقول عبد الحميد بن بهرام أحاديثه (2) مقاربة هي حديث شهر
وكان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن وإنما هي سبعون حديثا وهي طوال وفيها
حروف ينبغي أن تضبط (3) ولكن يقطعونها
أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة عن الحسين بن
عبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز
الهاشمي نا حنبل بن إسحاق بن حنبل (4) قال سمعت أبا عبد الله يقول شهر بن
حوشب شامي أشعري ليس به بأس (5)
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي (6) أنا أبو عامر محمود بن
القاسم بن محمد وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد
وقالوا أنبأنا عبد الجبار بن محمد بن عبد الله أنا أبو العباس محمد بن أحمد
المحبوبي أنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي قال قال أحمد بن
حنبل لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب (7)
وقال محمد شهر حسن الحديث وقوى أمره وقال إنما تكلم فيه ابن عون ثم
روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو عبد الله
الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن الحسن

(1) الكامل لابن عدي 4 / 38.
(2) عن ابن عدي، وبالأصل: حديثه.
(3) بالأصل: يضبط.
(4) تهذيب الكمال 8 / 409 وسير الأعلام 4 / 374.
(5) بالأصل: الكروجي بالجيم، والصواب بالخاء المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 200 / 273.
(6) الخبر في تهذيب الكمال 8 / 410.
(7) تهذيب الكمال 8 / 410 وسير الأعلام 4 / 374 ومحمد يعني البخاري.
224

ح وأخبرنا (1) ابن الطيوري وثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر ومحمد بن
الحسن وأحمد بن محمد العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي قالوا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن
أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي (2) قال شهر بن حوشب
شامي تابعي ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأ أبو بكر البرقاني أنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه أنا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن
عمار وسألته عن شهر بن حوشب فقال روى الناس عنه وما أعلم أحدا قال فيه غير
شعبة قلت يكون حديثه حجة قال لا (3)
أنبأنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأ عبد العزيز
الأزجي قراءة أنا أبو الحسين بن عمر بن حمة (4) أنا محمد بن أحمد بن يعقوب
حدثني جدي يعقوب قال سمعت علي بن المديني وقيل له ترضى حديث شهر بن
حوشب فقال أنا أحدث عنه قال وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه قال
وأنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعبد الرحمن (5) وسمعت
علي بن المديني يقول كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن شهر (6)
قال وحدثني جدي يعقوب حدثني عبد الله بن شعيب قال قرأ علي
يحيى بن معين شهر بن حوشب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو

(1) بالأصل: " أبو " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 223 ونقله عن العجلي المزي في تهذيب الكمال 8 / 410.
(3) تهذيب الكمال 8 / 410.
(4) بالأصل: جمة بالجيم خطأ والصواب ما أثبت، واسمه: عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، أبو الحسين
الخلال البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 17 / 82.
(5) يعني يجتمعان على تركه.
(6) الخبر ذكره المزي في تهذيب الكمال 8 / 409.
225

بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال قال أبو زكريا شهر بن حوشب
ثبت
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول شهر بن حوشب شامي نزل
البصرة وهو ثقة وكان من الأشعريين من أنفسهم
قال ونا أبو الحسن بن السقا ثنا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت
يحيى يقول شهر بن حوشب ثبت (1)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر نا أبو بكر بن أبي خيثمة
قال سئل يحيى بن معين عن شهر بن حوشب فقال ثقة
قال قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي
أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال شهر بن حوشب أشعري بصري ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار نا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال وكان شهر بن حوشب شاميا
قال يحيى بن معين نزل العراق واسط والبصرة وقال حجاج (2) من أهل الشام
روى عنه أبو الورد بن ثمامة
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو
بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي
ح وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن عبد العزيز بن علي الأزجي قالا أنبأ أبو
الحسين عبد الرحيم بن عمر بن أحمد بن حمة (3) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن

(1) سير الأعلام 4 / 374.
(2) بالأصل: حجاجا.
(2) بالأصل: جمة بالجيم خطأ، وقد مر قريبا.
226

يعقوب بن شيبة نا جدي قال وشهر بن حوشب ثقة على أن بعضهم قد طعن في
شهر (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال شهر بن حوشب وإن قال ابن عون أن
شهرا قد تركوه فهو ثقة (2) والحديث حديث شامي وقد روى أبو قلابة وشهر بن
حوشب ومطر الوراق عن أهل الشام أحاديث كبارا (3) رواها الثقات من الشاميين
مسندة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من طرق صالحة وأرسله أبو قلابة وشهر ومطر وقد كان يجب
على أصحابنا أن يقبلوه بشكر
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال وسمعت أبي يقول شهر بن حوشب أحب إلي من أبي هارون العبدي
ومن بشر بن حرب وليس بدون أبي الزبير لا يحتج بحديثه قال وسئل أبو زرعة عن
شهر بن حوشب فقال لا بأس به ولم يلق عمرو بن عبسة
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد
البرمكي أنا محمد بن العباس بن الفرات أنا محمد بن العباس بن أحمد الضبي أنا
يعقوب بن إسحاق بن محمود أنا صالح بن محمد الحافظ قال شهر بن حوشب
شامي قدم العراق على حجاج بن يوسف روى عنه الناس من أهل الكوفة وأهل
البصرة وأهل الشام ولم يوقف منه على كذب وكان رجلا لا يتنسك (5) إلا أنه روى
أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها غيره مثل حديث البناني عن شهر بن حوشب عن أم
سلمة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قرأ " عمل غير صالح " (6) وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قرأ " يا عبادي الذين

(1) تهذيب الكمال 8 / 410.
(2) نقله المزي في تهذيب الكمال 8 / 410 عن يعقوب، ونقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 378 إلى هنا.
(3) في المعرفة والتاريخ: كثارا.
(4) الجرح والتعديل 4 / 383.
(5) في تهذيب الكمال وسير الأعلام: كان رجلا يتنسك.
(6) سورة هود، الآية: 46.
227

أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي " (1)
وروى عنه الحكم بن عتيبة (2) عن أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن كل مسكر
وعن كل مفتر ولم يذكر مفتر في شئ من الحديث
وروى عبد الحميد بن بهرام أحاديث طوالا عجائب
وروى ليث بن أبي سليم عنه عن أسماء بنت يزيد قالت سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول ويل أمكم قريش رحلة الشتاء والصيف [* * * *] في موضع " لايلاف قريش " (3)
فشهر يروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث في القراءات لا يأتي بها غيره فيروي عنه من أهل
البصرة معاوية بن قرة وروى شعبة عن معاوية بن قرة عنه قال حدثني من سمع ابن
عباس فقلت لمعاوية من حدثك قال حدثني شهر بن حوشب
وروى عنه قتادة أحاديث وروى عنه أبو التياح وثابت وجرير وعامر
الأحول ويزيد (4) بن أبي مريم وخالد الأحدب وسيار بن سلامة وعوف بن
الأعرابي وأبو بشر (5) ومطر الوراق ومن أهل مكة عبد الله بن عثمان بن
خثيم (6) وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعبيد الله بن أبي زياد القداح
ومن أهل الكوفة الحكم بن عتيبة (7) وشمر بن عطية وليث بن أبي سليم ورآه
الأعمش بواسط وزبيد اليامي (8) وسلمة بن كهيل وسيار أبو الحكم وحفص
السراج بصري وحماد بن جعفر وعبد الحميد بن بهرام المدائني ومحمد بن شبيب
الزهراني وعبد الحكم السدوسي وخالد بن الحداد وعبد الجليل بن عطية
وداود بن أبي هند ومقاتل بن حيان (9) وأشعث بن جابر وشبيل (10) ابن عزرة
وحجاج الأسود

(1) سورة الزمر، الآية: 53.
(2) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام وبالأصل: عيينة.
(3) سورة قريش، الآية الأولى.
(4) في تهذيب الكمال: بريد.
(5) هو جعفر بن أبي وحشية، أبو بشر.
(6) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام: وبالأصل: خيثم.
(7) بالأصل: عيينة خطأ، وقد مر.
(8) بالأصل: الشامي، والصواب عن تهذيب الكمال، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 184.
(9) عن تهذيب الكمال وبالأصل: حبان.
(10) عن تهذيب التهذيب 2 / 480 وبالأصل: حبان.
228

أخبرنا أبو عبد الله السلمي أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله أنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب قال وسمعت أبا الحسن الدارقطني يقول
شهر بن حوشب يخرج من حديثه ما روى عنه عبد الحميد بن بهرام
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران أنا
أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن
عمرو بن موسى العقيلي (1) نا محمد بن إسماعيل هو الصائغ نا الحلواني
الحسن (2) بن علي نا أبو سلمة نا أبو هلال عن قتادة قال جاء شهر بن حوشب
يستأذن على الأمير قال فخرج الإذن فقال إن الأمير يقول لا تأذن له فإنه سبائي
فقلت إن خادم البيت يخبرك بما في (3) أنفسهم قال ثم قال قتادة لا غفر الله لمن لا
يستغفر لهما يعني عليا وعثمان
قال وأنا العتيقي (4) نا الصايغ نا الحلواني نا مسلم بن إبراهيم نا زياد بن
الربيع الحارثي نا أعين الإسكاف وكان يؤاجر نفسه إلى مكة كل سنة قال أجرت
نفسي من شهر بن حوشب إلى مكة وكان له غلام ديلمي مغني وكان إذا نزل منزلا قال
لغلامه ذاك تنح وأحل فاستذكر غناك قال ثم يقبل علينا فيقول إن هذا ينفق
بالمدينة
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن (5) أبي تمام علي بن محمد
الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري أنا محمد بن الحسين بن
محمد الزعفراني نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا يحيى بن معين نا مسلم بن إبراهيم
عن شيخ له من البصرة ثقة قد سماه مسلم ذهب على أبي زكريا اسمه قال كنت مع

(1) الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 191.
(2) بالأصل: " نا الحلواني، نا الحسن... " وفي العقيلي: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حذفنا " نا "
الثانية فهي مقحمة.
(3) الزيادة عن العقيلي.
(4) كذا بالأصل: " العتيقي " وهو خطأ والصواب " العقيلي " صاحب كتاب الضعفاء الكبير، والخبر في كتابه
هذا 2 / 192.
(5) بالأصل: " بن " خطأ.
229

شهر بن حوشب في طريق مكة فكنا إذا نزلنا منزلا قال سووا عودنا (1) سووا طنبورنا
فإنما نأكل به خبزنا
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو أحمد بن عدي (2)
قال وأظن عبدان الأهوازي أو غيره حدثنا عن (3) بندار عن معاذ بن معاذ عن ابن
عون قال سرق شهر عيبتي في طريق مكة
قال ونا أبو أحمد (2) نا محمد بن سليمان (4) حدثنا بندار نا يحيى القطان
عن عباد بن منصور قال حججت مع شهر بن حوشب فسرق عيبتي في الطريق
قال وأنا أبو أحمد نا محمد بن عمرو (5) بن العلاء نا عمرو بن علي نا
يحيى بن أبي بكير حدثني أبي قال كان شهر بن حوشب على بيت المال فأخذ منها
دراهم فقال القائل
* لقد باع شهر دينه بخريطة * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر *
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر بن الطيوري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
عبد الله بن جعفر نا يعقوب (6) نا العباس بن (7) محمد نا يحيى بن أبي بكير عن
أبيه قال كان شهر بن حوشب على بيت المال فأخذ خريطة فيها دراهم قال فقال
القائل
* لقد باع شهر دينه بخريطة * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر *
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو الحسن
محمد بن عوف بن أحمد المري قال قرئ على أبي القاسم الحسين بن علي بن
محمد بن جعفر نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي نا أبو خيثمة نا

(1) بالأصل: " عدودنا ".
(2) الكامل لابن عدي 4 / 38.
(3) عن ابن عدي وبالأصل: بن.
(4) بالأصل: " محمد بن مسلم سليمان ".
(5) عن ابن عدي وبالأصل: عمر.
(6) الخبر والشعر في المعرفة والتاريخ 2 / 98.
(7) بالأصل: " نا " والصواب عن المعرفة والتاريخ.
230

يحيى بن أبي بكير لا أعلمه إلا عن أبيه قال دخل شهر بن حوشب بيت المال فأخذ
خريطة من دراهم قال فقال فيه الشاعر
* لقد باع شهر دينه بخريطة * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر *
أخبرنا بها عالية أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد
أنا أبو بكر الخطيب أنا القاضي أبو بكر الحيري نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا محمد بن سنان
البصري نا يحيى بن أبي بكير حدثني أبي أبو بكير بن بشر
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا يحيى بن
أبي بكير نا أبي قال كان شهر بن حوشب على بيت المال فأخذ خريطة فيها دراهم
فقال القائل
* لقد باع شهر دينه بخريطة * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر *
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أحمد
أنشدنا أحمد بن محمد نا يحيى بن أبي بكير عن أبيه قال كان شهر على بيت
المال فأخذ خريطة فيها دراهم قال فقال القائل
* لقد باع شهر دينه بخريطة * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر *
أخبرني أبو محمد (1) بن الأكفاني نا مالكا (2) أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم
قال أنا أبو الحسين الميداني أنا أبو سليمان الربعي أنا أبو محمد الفرغاني (3) نا أبو
جعفر الطبري (4) قال قال علي بن محمد قال أبو بكر الباهلي كان شهر بن حوشب
على خزائن يزيد بن المهلب فرفعوا عليه أنه أخذ خريطة فسأله يزيد عنها فأتاه بها
فدعا يزيد الذي رفع (5) عليه فشتمه وقال لشهر هي لك فقال لا حاجة لي فيها فقال

(1) بالأصل: أبو المجد، انظر فهارس المطبوعة - عاصم - عائذ ص 619.
(2) كذا بالأصل.
(3) تقرأ بالأصل: " القرعاني " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 106 والفهارس
ص 768.
(4) الخبر والشعر في تاريخ الطبري ط بيروت 4 / 52 حوادث سنة 98 ونقله المزي في تهذيب الكمال ط
دار الفكر 8 / 408.
(5) عن المصدرين السابقين وبالأصل: وقع.
231

القطامي الكلبي ويقال سنان بن مكيل النميري
* لقد باع شهر دينه بخريطة * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
أخذت بها شيئا طفيفا وبعته * من ابن جرير (1) وان هذا هو الغدر *
وقال مرة النخعي
* يا بن المهلب ما أردت إلى امرئ * لولاك كان كصالح القراء *
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نصر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب أنا
طاهر بن محمد بن سلميان ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن إياس
قال سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدمي يقول حدثني حوثرة (2) بن محمد
المنقري نا حماد بن مسعدة قال قلت لابن عون ما لك لا تحدث عن فلان قال
حوثرة (2) يعني شهر بن حوشب فقال إن أبا بسطام كان ينزله يعني شعبة
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو (3) أحمد قال كتب
إلي محمد بن الحسن نا عمرو بن علي سمعت معاذ بن معاذ يقول سألت ابن عون
عن حديث هلال (4) بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا
تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه فقال ما يصنع شهر إن شعبة قد ترك
شهرا [* * * *]
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم عن (5) أبي عبد الرحمن السلمي أنا أبو
سعيد الخلالي قال أنا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ يقول سألت ابن
عون عن حديث ابن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تجف
الأرض من دم الشهيد [* * * *] ما يصنع بشهر إن شعبة قد ترك شهرا

(1) الطبري: من ابن جربوذ إن هذا.
(2) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط عن تقريب التهذيب (ترجمته في تهذيب الكمال
5 / 294).
(3) زيادة منا للإيضاح، وهو أبو أحمد عبد الله بن عدي.
والخبر في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 37.
(4) عن ابن عدي وبالأصل: بلال.
(5) بالأصل: " بن " ولست مطمئنا إلى السند، ولعله سقط فيه بعد " عبد الكريم " كلام.
232

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنا أبو سعيد الخلالي أنا أبو القاسم البغوي
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنبأ أبو الفضل بن خيرون
أنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان
الرزاز نا الهيثم بن خلف قالا نا محمود بن غيلان نا النضر بن شميل قال حدثنا
ابن عون وذكر عنده وقال الهيثم وذكر عند ابن عون شهر بن حوشب فقال إن شهرا
تركوه إن شهرا تركوه (1)
قال ونا محمود نا شبابة قال سمعت شعبة يقول كان شهر بن حوشب رافق
رجلا من أهل الشام فسرق عيبته (2)
أخبرنا أبو الفتح الكروخي أنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر
الغورجي قالوا أنا أبو محمد الجراحي أنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى
الترمذي نا أبو داود يعني سليمان بن سلم نا النضر بن شميل عن ابن عون قال
إن شهرا تركوه قال أبو داود قال النضر تركوه أي طعنوا فيه
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد قال أنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ
أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (3) أخبرني أحمد بن شبويه عن
النضر بن شميل قال وسئل ابن عون عن حديث شهر بن حوشب فقال دعوا شهرا
فإن شهرا قد تركوه يعني طعن
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي أنبأ أبو
الفرج الجصاص نا محمد بن عبد الله بن محمد قال قرأت على أبي بكر محمد بن
أحمد بن هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد الجبلي حدثني أبو موسى
إسحاق بن منصور الأنصاري نا النضر بن شميل قال سمعت ابن عون يقول إن شهرا
قد تركوه إن شهرا قد تركوه يعني شهر بن حوشب تركوا حديثه يعني طعنوا في
حديثه

(1) الخبر في تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 408 وفيه: " نزكوه " أي طعنوا فيه. وسير الأعلام 4 / 374.
(2) العيبة: وعاء من أدم، يكون فيه المتاع (اللسان).
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 2 / 681.
233

قال وسمعت النضر بن شميل يقول رأيت شعبة يختلف إلى ابن عون
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا أبو صالح مروان بن هدية (2) قال
سمعت النضر بن شميل يقول كان ابن عون لا يذكر أحدا إلا شهر بن حوشب فإنه كان
يقول إن شهرا تركوه تركوه
قال ونا يعقوب (3) حدثني محمد بن عبد الرحيم قال سمعت عليا يقول
حدث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة ذكر الشهداء عند
النبي (صلى الله عليه وسلم) فساره شعبة فلم يذكره ابن عون
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أحمد محمد
العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو بن موسى (4) نا محمد بن
إسماعيل (5) نا هدية بن عبد الوهاب نا النضر بن شميل عن ابن عون قال إن شهرا
تركوه يعني نجسوه
قال ونا محمد بن عمرو (4) نا الصايغ يعني محمد بن إسماعيل نا الحلواني
يعني الحسن بن علي قال سمعت بعض أصحابنا يقول سئل ابن عون عن حديث
هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب فقال ابن عون إن شعبة قد تكلم في شهر بن
حوشب
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو
أحمد بن محمد بن أحمد أنا إبراهيم بن محمد نا مسلم بن الحجاج قال وثنا عبيد الله
بن سعد قال سمعت النضر بن شميل يقول سئل ابن عون عن حديث لشهر وهو قائم
على اسكفتي الباب فقال إن شهرا تركوه إن شهرا تركوه
قال مسلم تقول أخذته الناس تكلموا فيه

(1) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 2 / 97 - 98.
(2) كذا بالأصل، وفي المعرفة والتاريخ: هبة.
(3) المصدر السابق ص 98 ونقله عن علي بن المديني المزي في تهذيب الكمال 8 / 418.
(4) الخبر في الضعفاء الكبير 2 / 191.
(5) عن العقيلي وبالأصل " عيسى ".
234

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد أنا أحمد بن
محمد بن زنجويه أنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن سعيد أنبأ أبو بكر بن دريد أنا
أبو حاتم السجستاني قال ذكر شهر بن حوشب عند ابن عون فقال ذاك رجل
تركوه (1) يعني طعنوا فيه كأنهم ضربوه بالنيازك قال فصحف أصحاب الحديث
فقالوا ذاك رجل تركوه
قال أبو أحمد وإنما تكلم فيه ابن عون ويقال رجل نزك طعان في الناس كأنه
يطعن بنيزك وهو دون الرمح له سنان وزج (2)
قال الراجز
* هر الغلام الديلمي النيزكا
وقال أبو الدرداء وذكر الأبدال ليسوا بنزاكين والنازكون العائبون للناس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم
حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (3) أنبأ الساجي حدثني أحمد بن محمد نا
خلف المخرمي (4) نا علي بن حفص المدائني قال سألت شعبة عن عبد الحميد بن
بهرام فقال صدوق إلا أنه يحدث عن شهر بن حوشب
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو الحسين الفارسي أنبأ أبو أحمد الجلودي
أنا إبراهيم بن محمد نا مسلم بن الحجاج قال وحدثني حجاج بن الشاعر نا شبابة
قال شعبة ولقد لقيت شهرا فلم أعتد به (5)
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر (6) عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنا أبو
عبد الله الحافظ قال وسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت
محمد بن محمد بن رجاء يقول سمعت عباس العنبري يقول قدم علينا صدقة بن

(1) كذا بالأصل، والسياق يقتضي: نزكوه باعتبار ما يأتي بعد.
(2) عن اللسان وبالأصل: وزوج.
(3) الكامل لابن عدي 4 / 38.
(4) في ابن عدي: المخزومي.
(5) تهذيب الكمال 8 / 408.
(6) بالأصل: بن.
235

الفضل وهو لا يكتب حديث شهر بن حوشب
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو (1) أحمد قال
سمعت ابن حماد يقول شهر بن حوشب أحاديثه لا تشبه أحاديث الناس كأنه مولع
بزمائم (2) ناقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاله السعدي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة عليه ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ
عبد الوهاب الميداني أخبرنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي نا القاسم بن عيسى
العصار قال سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول شهر بن حوشب أحاديثه لا تشبه
أحاديث الناس وحدثت عن النضر بن شميل أن ابن عون سئل عن حديث لشهر بن
حوشب فقال إن شهرا تركوه إن شهرا تركوه عمرو بن خارجة كنت آخذا بزمام ناقة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسماء بنت يزيد كنت آخذة (3) بزمام ناقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنه مولع بزمام
ناقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحديثه دال عليه فلا ينبغي أن يغتر به وبروايته (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي البزاز قالا
أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر أنبأ أبو الحسن بن منير أنبأ أبو علي بن رشيق نا أبو
عبد الرحمن النسائي قال شهر بن حوشب ليس بالقوي
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا الطيب المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يعني
ابن خزيمة يقول أبرأ إلى الله من عهدة عبد الله (5) بن أبي زياد القداح وشهر بن
حوشب
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر فيما قرأته عليه
قال قرئ على أبي بكر محمد بن إسحاق وأنا أسمع قيل له لست تحتج بشهر بن
حوشب

(1) زيادة منا للإيضاح، وهو أبو أحمد عبد الله بن عدي صاحب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، وانظر
الخبر فيه 4 / 38.
(2) كذا، وفي ابن عدي: بزمام.
(3) عن تهذيب الكمال وبالأصل: آخذ.
(4) الخبر في تهذيب الكمال للمزي ط دار الفكر 8 / 409 نقلا عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.
(5) كذا بالأصل، ومر في أول الترجمة: " عبيد الله " وفي تهذيب الكمال فيمن روى عن شهر: عبيد الله.
236

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر أحمد بن محمد
الفقيه نا علي بن عمر الحافظ نا دعلج بن أحمد قال سألت موسى بن هارون عن هذا
الحديث يعني حديث الأذنان من الرأس فقال ليس بشئ فيه شهر بن حوشب
وشهر ضعيف والحديث في رقعه شك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأ أبو
عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال ولشهر بن
حوشب غير ما ذكرت من الحديث ويروي عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث غيرها
وعامة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه وشهر هذا ليس بالقوي في
الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنبأ عبد الملك بن
محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد
قال قال الهيثم بن عدي مات شهر بن حوشب في ولاية عبد الملك
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر (2) بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا أبو
عبد الله الشامي قال قلت لعبد الحميد بن بهرام متى مات شهر بن حوشب قال
سنة ثمان وتسعين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم (4) أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا
محمد بن أحمد بن رزق
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران قالا أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا حنبل بن إسحاق نا محمد بن
عبيد الله أبو جعفر الأنباري الحذاء قال قال عبد الحميد بن بهرام لقيت شهر بن

(1) الكامل لابن عدي 4 / 40.
(2) بالأصل: عمر، خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 449.
(4) بالأصل: بهرام، والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس ص 636 والفهارس
ص 676 وانظر فيها ص 13 و 24.
237

حوشب في أول خلافة عمر بن عبد العزيز في سنة ثمان وتسعين بخولان (1) وتوفي بعد
ذلك بشهر أو شهرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أحمد بن الخليل نا أبو النضر نا
عبد الحميد بن بهرام قال سمعت من شهر بن حوشب بخولان في سنة مائة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون نا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنا أبي حدثني رجل من
أهل العلم أن شهر بن حوشب مات سنة مائة بخولان إلي (2)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي
عن أبي عمر بن حيوية أنبأ محمد بن القاسم الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال
سمعت يحيى بن معين يقول شهر بن حوشب مات سنة مائة
قال وأنا المدائني قال مات شهر بن حوشب سنة مائة
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنبأ
أبو سليمان بن زبر قال قال المدائني والهيثم بن عدي وفيها يعني سنة مائة مات
شهر بن حوشب وذكره أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنهما بذلك
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى التستري نا خليفة
العصفري (3) قال وفيها يعني سنة مائة مات شهر بن حوشب بالشام
أخبرنا أبو القاسم أنبأ علي بن أحمد بن محمد أنا أبو طاهر المخلصي (4)
إجازة نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي قال حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قالا سنة مائة فيها مات
شهر بن حوشب الأشعري

(1) بالأصل بالحاء، ولعل ما أثبت الصواب عن ياقوت، وخولان قرية كانت بقرب دمشق.
(2) كذا بالأصل.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 321.
(4) مر كثيرا: المخلص، بدون ياء.
238

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخصيب أنا محمد بن الحسن النهاوندي نا
أحمد بن الحسين نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل (1)
قال مات شهر بن حوشب الأشعري سنة مائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي نصر
نا أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال وشهر بن حوشب يكنى أبا الجعد مات سنة مائة
أو قبلها بسنة من أهل دمشق
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء أنا أبو بكر أنا
الأحوص بن المفضل نا أبي قال وفي سنة مائة مات شهر بن حوشب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وأبو
الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنبأ محمد بن
الحسن قالا أنا محمد بن الحسن (3) الأصبهاني أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا
عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط (4) قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات
شهر بن حوشب الأشعري دمشقي مات سنة مائة أو إحدى ومائة وقالوا اثنتي (5)
عشرة ومائة حمصي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب
أخبرني الطناجيري نا عمر بن أحمد قال قرأت في كتاب جدي عن عبيد الله بن
سعيد بن كثير بن عفير عن أبيه قال توفي يعني شهر بن حوشب سنة إحدى عشرة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (6) قال في الطبقة الثانية
شهر بن حوشب الأشعري

(1) التاريخ الكبير 4 / 259.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 2 / 680 - 681.
(3) كذا مكرر بالأصل.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 567 رقم 2931.
(5) عن خليفة وبالأصل: أثني.
(6) طبقات ابن سعد 7 / 449.
239

أخبرنا محمد بن عمر قال مات شهر بن حوشب سنة اثنتي (1) عشرة ومائة
وكان ضعيفا في الحديث
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2) نا محمد بن سعد قال
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام شهر بن حوشب الأشعري مات سنة اثنتي عشرة
ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
المخلصي (3) إجازة نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد أنا
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد الله
قال سنة اثنتي عشرة ومائة توفي شهر بن حوشب الأشعري

(1) عن ابن سعد وبالأصل: اثني.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) مر: المخلص، بدون ياء.
240

" ذكر من اسمه شيبان "
2770 شيبان بن الحارث الغطفاني
ويقال سفيان بن الحارث النوفلي
شاعر حجازي وفد على يزيد بن عبد الملك ويقال على عبد الملك بن
مروان
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن
سيبخت (1) نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي نا أبو محكم البصري نا علي بن
عمرو ثنا الهيثم بن عدي وجماعة قالوا وفد أربعة نفر إلى يزيد بن عبد الملك في
خلافته ليس فيهم إلا شاعر أديب منهم عمرو بن مرة (2) الحنفي وزيد بن
سعد التميمي والصعب بن سفيان القيسي وشيبان بن الحارث الغطفاني فلما
... (3) قدموا عليه ووصلوا إليه وهو جالس ينظر في قصص الناس فكتب كل واحد
منهم قصته وشكا إليه الذي يجده في أبيات من الشعر ويسأله أن يحكم بينهم فيما
شرحوه من أحوالهم وأهوائهم ويلزم كل واحد منهم ما يلزمه وجعلوه في قصص
الناس فلما نظر إليها أخرها حتى فرغ يعني من مظالم الناس وقصصهم ثم نظر فيها
نظرا شافيا وأجاب كل واحد منهم جوابه وألزمه دينه فكان الذي ذكره عمرو في
قصته

(1) رسمها بالأصل: " سحب " كذا، والصواب ما أثبت، وضبط عن التبصير 2 / 696.
(2) بياض بالأصل.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمة.
241

* تغيب وجه الوصل إذ غيب البدر * وخالفني الهجران لا سلم الهجر
على غير ذنب كان مني حنينه * سوى أنني نوهت إذ غلب الصبر
وإن امرأ أهدى رياحين قلبه * إلى إلفه إذ شقه الشوق والذكر *
* حقيق بأن يصفو له الود والهوى * ويصرف عنه الهجر إذ وجب العذر *
فأجابه يزيد بن عبد الملك في ظهر قصته
* لقد وضحت فيك القضية يا عمرو * وأنت حقيق أن يحل بك الهجر
لأنك أظهرت الذي كنت كاتما * ونوهت بالحب الذي ضمه الصدر
فهلا بكتمان الهوى مت صبوة * فتهلك محمودا وفي كفك العذر
فلست أرى إذ بحت بالحب والهوى * جزاك إلا أن يعاقبك البدر *
وقال زيد في قصته
* ومالكة للروح متى تطلعت * ثبات فؤادي نحوها بالتبسم
فلما رأت في العين تصوير حبها * أشارت بأنفاس ولم تتكلم
فباح الهوى مني ومنها صبابة * بمكنون أسرار الضمير المكتم
فأمسكت منها بالرجاء وأمسكت * بأردان قلب المستهام المتيم
فقل يا أمير المؤمنين فإنما * نصصنا إليك العيس للحكم فاحكم *
فأجابه في ظهر قصته
* سأحكم يا زيد بن سعد عليكما * بحكم جلي واضح غير مبهم
ذكرت بأن القلب منك بكفها * وحبك منها في الضمير المكتم
فقد قاسمتك الحب منها وما أرى * عليها في الحكم جورا فأحكم (1)
تعلقت منها بالرجاء وأمسكت * بأركان روح القلب منك المتيم
فأخف هواها في ضميرك لا تبح * به في الأنام يا ابن سعد فتصرم *
وقال الصعب في قصته
* تذكرت أيام الرضى منك والهوى * على كل مطل بالمواعيد والعتب
وإحداثك الهجران بي بعد صفوة * على غير حزم جئت حقا ولا ذنب

(1) في البيت إقواء.
242

كأني على جمر الغضا من صدودكم * يقلبني حبك جنبا على جنب
فقل يا أمير المؤمنين قائما * أتيناك تقضي لقلب على قلب *
فأجابه في ظهر قصته
* يحكمني صعب وفي شقه الهوى * ولست أرى في الحكم جورا على صعب *
* لقد جارت الحوراء يا صعب في الهوى * عليك وما أحدثت ذنبا سوى الحب
علام وفيم الصد منها وما أرى * لها سببا يدنيك منها إلى العتب
فإن هي لم تقبل عليك بودها * وتلقاك منها بالمودة والرحب
فحكمي عليها أن تجازى بفعلها * كذا لكم أقضي لقلب على قلب *
وقال ابن الحارث في قصته
* نضرت بأسباب المودة والهوى * فلما حوت قلبي ثنت بصدود
فلو شئت يا ذا العرش حين خلقتني * شقيا بمن أهواه غير سعيد
عطفت علي القلب منها برحمة * ولو كان أقسا من صفا وحديد
تعلقت من رأس الصفاء بشعرة * وأمسكت من بأس الحبيب بجيد
فإن يغلب اليأس الرجاء ويعتلي * عليه فما مني (1) الردى ببعيد
فقل يا أمير المؤمنين فإنما * تحكم والأحكام ذات حدود *
فأجابه في ظهر قصته
* أرى الجور منها يا ابن حارث زائدا * وما رأيها فيما أتت بسعيد
أمن بعدما صادت فؤادك واحتوت * عليه ثنت وجه الهوى بصدود
فأمسكت من رأس الرجاء بشعرة * ومن بأس من يصبو إليه بجيد
فلست أرى تآلف قلبها * وطول بكاء عندها وشهود
سأقضي عليها أن تقاد (2) بقتلها * أخا صبوة جاءت عليه ودود *
فقضى لصعب وشيبان اللذين كتما حبهما ولم يبوحا بهواهما وأمر الجميع
بكسوة وحملان وجوائز سنية وجمع بينهم وبين من يهوونه وساق المال عنهم

(1) بالأصل: متى.
(2) الأصل: تفاد.
243

وقد رويت هذه القصة من وجه آخر عن الهيثم بن عدي فسماهم عمرو بن مرة
الحنفي وصعب بن سفيان الحارثي وزيد بن سعد التميمي وسفيان بن الحارث
النوفلي وقال خرجوا حتى قدموا على عبد الملك بن مروان والله أعلم
2771 شيبان بن محمد بن أحمد
أبو الفرج النوبندجاني (1) الفقير
حدث عن أحمد بن عبد الله بن ياسين (2) المقرئ
كتب عنه أبو الحسن نجا بن أحمد العطار
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب وأنبأنيه أبو محمد بن
الأكفاني عنه أنبأ الشيخ أبو الفرج شيبان بن محمد بن أحمد النوبندجاني
الفقير أنا أحمد بن عبد الله بن ياسين المقرئ أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن نا
الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران أنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع حدثنا
الأوزاعي نا يحيى بن أبي كثير نا عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بأم القرآن وسورتين كان
يطول في الركعة الأولى ويسمعنا الآية أحيانا كذا وجدته بخط نجا وقط أسقط منه شيخ
عبد الوهاب وأظنه ابن جوصا
2772 شيبان المجنون
أحد الزهاد كان بجبل لبنان من جبال أطرابلس من ساحل دمشق
حكى عنه ذو النون المصري حكاية تقدمت في ترجمة سالم خادم ذي النون
المصري

(1) بالأصل: " التوبندجاني "، والصواب بالنون بدل التاء في الموضعين نسبة إلى نوبندجان وهي بلدة من بلاد
فارس (الأنساب). وانظر معجم البلدان.
(2) في مختصر ابن منظور 11 / 7 أنس.
244

" ذكر من اسمه شيبة "
2773 شيبة بن الأحنف
أبو النضر الأوزاعي (1)
روى عن أبي الإسلام الأسود وشعبة بن الحجاج
روى عنه الوليد بن مسلم وأبو عبد الله هشام صاحب الصدقة ومحمد بن
شعيب بن شابور
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا منصور بن الحسين
وأحمد بن محمود قالا أنبأ أبو بكر بن المقرئ ثنا أبو عمر عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الوهاب بن أبي قرصافة العسقلاني نا محمد بن الوزير الدمشقي نا
الوليد بن مسلم نا يحيى بن الحارث وشيبة بن الأحنف وغيرهما أنهما سمعا أبا
سلام (2) الأسود يحدث عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قيل يا رسول الله من أول
الناس ورودا عليك حوضك قال الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم الذين (3) لا يفتح
لهم (4) البلاد ولا ينكحون الممنعات هكذا حدثناه مختصرا [* * * *]
وأخبرناه أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنا أبو صاعد يعلى بن
هبة الله

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 420 وتهذيب التهذيب 2 / 521.
(2) بالأصل: " علام " والصواب ما أثبت، ومر صوابا قبل أسطر.
(3) بالأصل: الذي.
(4) كتبت فوق اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
245

ح وأخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا أبو عاصم
الفضيل بن أبي منصور قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن
الأزهر نا أبو داود يعني سليمان بن سعيد السنجي نا موسى بن إسماعيل نا أبو
عبد الله صاحب الصدقة ثنا شيبة أبو الفضل عن أبي سلام قال سألني عمر بن
عبد العزيز عن حديث الحوض فقلت سمعت ثوبان يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن سعة حوضي ما بين عدن إلى عمان شرابه أحلى من العسل وأبيض من
الثلج من شرب منه شربة لم يظمأ آخر ما عليه أول الناس يرده عليه فقراء المهاجرين
الدنسة ثيابهم الشعثة رؤوسهم الذين لا تفتح (1) لهم السدد ولا ينكحون
الممنعات (2) الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون الحق الذي لهم [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن ابن (3)
الأحنف سمع أبا (4) سلام الأسود يقول أخبرني أبو صالح الأشعري أن أبا عبد الله
الأشعري حدثه
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصر برجل يصلي لا يتم ركوعه ولا سجوده فقال لو مات
هذا على ما هو عليه لمات على غير ملة محمد (صلى الله عليه وسلم) فأتموا الركوع والسجود فإن مثل
الذي لا يتم ركوعه وقال ابن المقرئ الذي يصلي ولا يتم ركوعه ولا يتم سجوده
مثل الجائع لا يأكل إلا التمرة أو التمرتين لا يغنيان عنه شيئا قال أبو صالح فلقيت أبا
عبد الله فقلت من حدثك هذا الحديث أنه سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال حدثني أمراء
الأجناد وخالد (5) بن الوليد وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص أنهم سمعوه

(1) عن النهاية (سدد) وبالأصل: يفتح.
(2) في النهاية: المنعمات.
(3) بالأصل: أبي الأحنف، والصواب ما أثبت وهو شيبة بن الأحنف صاحب الترجمة.
(4) سقطت من الأصل.
(5) كذا: وخالد، بالواو، ولعل الواو مقحمة وصواب العبارة: أمراء الأجناد: خالد... وشرحبيل...
وهذا هو الوارد في مختصر ابن منظور 11 / 8.
246

وقال ابن المقرئ سمعوه من النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا
أحمد بن الحسن والمبارك (1) بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
أبو أحمد زاد أحمد أبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (2) قال شيبة ابن الأحنف الأوزاعي يعد في
الشاميين سمع أبا سلام الأسود روى عنه الوليد بن مسلم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (3) قال شيبة ابن الأحنف أبو النضر الأوزاعي شامي روى عن أبي سلام
الأسود روى عنه هشام أبو عبد الله صاحب الصدقة والوليد بن مسلم سمعت أبي
يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ تمام بن محمد أنبأ
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم شيبة بن الأحنف
الأوزاعي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن بن
سميع يقول في الطبقة الخامسة شيبة بن الأحنف (4)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة

(1) الأصل: والمنازل، خطأ.
(2) التاريخ الكبير 4 / 242.
(3) الجرح والتعديل 4 / 336 - 337.
(4) تهذيب الكمال 8 / 420.
247

ح قال وأنا الحسين بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا عبد الرحمن بن أبي
حاتم (1) قال حدثني أبي قال سمعت دحيما يقول لم أسمع من الوليد بن مسلم
من حديث شيبة بن الأحنف شيئا
2774 شيبة بن أيمن العنبري
مولى ثمامة بن سري (2) العنبري البصري
حدثنا عن أنس بن مالك وعمر بن عبد العزيز قوله
روى عنه حماد بن سلمة وإياس بن دغفل (3) الحارثي البصريان وكان كاتبا
وفد الشام
وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق فقال في تسمية كتاب
عبد الملك بن مروان شيبة بن أيمن مولى بني العنبر وكان أصله من العراق
واستقدمه عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل
وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو
الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا محمد بن صهل أنا
محمد بن إسماعيل (4) قال شيبة بن أيمن ويقال سعيد بن أيمن
ثم قال (5) شيبة الكاتب عن عمر بن عبد العزيز قولة سمع منه إياس بن دغفل
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن محمد بن
إسحاق أنا أحمد بن عبد الله إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر الهمداني قال أنا علي بن محمد قالا أنا أبو

(1) الجرح والتعديل 4 / 337 ونقله المزي في تهذيب الكمال 8 / 420 عن أبي حاتم.
(2) كذا رسمها.
(3) دغفل وزن جعفر بغين معجمة وفاء (تقريب التهذيب).
(4) التاريخ الكبير 4 / 242 ترجمة 2668.
(5) في ترجمة مستقلة رقم 2670.
248

محمد (1) بن أبي حاتم (2) قال شيبة بن أيمن بصري روى عن أنس بن مالك روى
عنه حماد بن سلمة سمعت أبي يقول ذلك
2775 شيبة بن شبيب بن يزيد بن معروف بن الهذيل
أبو شبيب الغساني ثم الحدلي
حدث عن أبيه شبيب
روى عنه أبو الليث شبيب بن شبة البصراوي
2776 شيبة بن عثمان بن أبي طلحة
عبد الله بن عبد العزى بن (3) عثمان بن عبد الدار
ابن قصي بن كلاب بن مرة
أبو عثمان القرشي العبدري حاجب الكعبة (4)
وهو جد الشيبيين له صحبة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد الفتح وشهد حنينا مع
النبي (صلى الله عليه وسلم) مشركا
وروى أحاديث
روى عنه ابناه مصعب ومسافع ابنا شيبة وأبو وائل شقيق بن سلمة وعكرمة
مولى ابن عباس وعبد الرحمن بن الزجاج ومسافع بن عبد الله العبدري ووفد على
معاوية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا محمد بن سليمان لوين نا ابن عيينة عن عبد الله بن
زرارة عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا انتهى أحدكم إلى

(1) بالأصل: حاتم خطأ. والصواب ما أثبت وهو صاحب كتاب الجرح والتعديل.
(2) الخبر في الجرح والتعديل 4 / 336.
(3) بالأصل: عن، خطأ والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
(4) ترجمته في نسب قريش ص 252 الاستيعاب 2 / 159 الإصابة 2 / 161 أسد الغابة 2 / 383 تهذيب
الكمال 8 / 421 تهذيب التهذيب 2 / 521 والوافي بالوفيات 16 / 201 وسير الأعلام 3 / 12 وانظر
بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وقيل يكنى: أبا صفية.
249

المجلس فإن وسع له فليجلس وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجلس فيه (1) [* *]
قال ونا عبد الله بن محمد ثنا عبيد الله بن عمر نا محمد بن حمدان نا أبو
بشر عن مسافع بن شيبة عن أبيه قال
دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) الكعبة يصلي فيها ركعتين فإذا فيها تصاوير فقال يا شيبة اكفني
هده قال فاشتد عليه ذلك فقال له رجل أطينها ثم ألطخها بزعفران ففعل [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
أنبأ أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو يعلى الموصلي نا عبد الرحمن بن صالح الأزدي
وعبد الرحيم بن سليمان أخبرنا عبد الله بن مسلم بن هرمز عن عبد الرحمن
الزجاج قال
أتيت شيبة بن عثمان فقال يا أبا عثمان زعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل الكعبة فلم
يصل فقال كذبوا وأبي لقد صلى بين العمودين ركعتين ثم ألصق بهما بطنه وظهره
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأ أبو الحسن الآبنوسي أنا أبو
بكر أحمد بن عبيد بن بيري إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني أنا
أحمد بن أبي خيثمة نا أبو أيوب عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق
ح قال وأنبأنا مصعب قالا شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة زاد
مصعب خرج مع النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى حنين وهو مشرك وهو يريد أن يغتاله فقذف الله
الإسلام في قلبه فأسلم وقاتل معه (صلى الله عليه وسلم) (2)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي أنا الزبير بن بكار قال فولد عثمان بن أبي
طلحة يعني ابن عبد العزيز بن عثمان بن عبد الدار شيبة بن عثمان كان شيبة خرج مع
النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى حنين وهو مشرك وكان يريد أن يغتال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأى من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غرة يوم حنين فأقبل يريده فرآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا شيبة هلم لك
فقذف الله في قلبه الرعب ودنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده على صدره

(1) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 2 / 383.
(2) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 252 - 253.
250

ثم قال اخسأ (1) عنك الشيطان وأخذه أفكل (2) وفزع وقذف الله تعالى في قلبه
الإيمان وقاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان ممن صبر معه وكان من خيار المسلمين
وأوصى إلى عبد الله بن الزبير بن العوام (3) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة
الرابعة شيبة الحاجب بن عثمان وهو الأوقص بن أبي طلحة واسمه عبد الله بن
عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وخرج شيبة مع قريش إلى هوازن بحنين
فأسلم هناك وهو أبو صفية ين شيبة وبقي شيبة حتى أدرك يزيد بن معاوية
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسين بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان نا أبو بكر بن أبي الدنيا (5) نا محمد بن
سعد قال في الطبقة الخامسة من أسلم بعد فتح مكة شيبة بن عثمان بن أبي طلحة
العبدري أسلم بعد الفتح وبقي حتى أدرك يزيد بن معاوية وهو أبو صفية
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر
عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي بن
الحسن أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال في تسمية بني عبد الدار (6)
شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار له ثلاثة أحاديث
وتوفي سنة تسع وخمسين
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن (7) محمد زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أبو بكر

(1) عن أسد الغابة، وبالأصل: " اخس " وفي تهذيب الكمال: اجس.
(2) الأفكل: الرعدة من برد أو خوف.
(3) الخبر في أسد الغابة 2 / 382 وتهذيب الكمال 8 / 422 ونسب قريش للمصعب ص 253.
(4) طبقات ابن سعد 5 / 448 فيمن نزل مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) بعد " عبد الدار " لفظة " بن " مقحمة حذفناها.
(7) بالأصل " عن " خطأ.
251

الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو عبد الله البخاري (1) قال شيبة بن
عثمان بن عبد الدار الحجبي القرشي المكي له صحبة وقال عبد العزيز بن زرارة
حدثني أبي عن أبيه مات جدي شيبة بن عثمان آخر خلافة معاوية سنة تسع وخمسين
وقال بشر بن الحكم كنيته (2) أبو عثمان
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا أبو الحسن قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (3) قال
شيبة بن عثمان بن عبد الدار بن قصي الحجبي المكي أسلم بعد الفتح وبقي حتى
أدرك زمن يزيد بن معاوية وهو والد صفية بنت شيبة روى عنه عبد الله بن مسلم بن
هرمز عن عبد الرحمن بن الزجاج عنه سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى
عنه مسافع بن عبد الله
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأ نصر بن إبراهيم الزاهد أنا
سليمان بن أيوب الرازي أنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد
العبدري يكنى أبا عثمان الحجبي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو صادق محمد بن
أحمد بن شاذان أنا أبو عمرو بن مطر نا الحسن بن سفيان النسوي نا إسماعيل بن
إبراهيم القطيعي نا أبو إسماعيل المؤدب عن عبد الله بن مسلم عن عبد الرحمن بن
الزجاج قال أتيت شيبة بن عثمان فقلت يا أبا عثمان فذكر حديثا
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عثمان
شيبة بن عثمان بن طلحة الحجبي له صحبة
قرأت على أبي الفضل بن نصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو

(1) التاريخ الكبير 4 / 241.
(2) بالأصل: كنية، والصواب عن البخاري.
(3) الجرح والتعديل 4 / 335.
252

عثمان شيبة بن عثمان بن عبد الدار الحجبي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا
هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن
حماد قال شيبة بن عثمان أبو عثمان
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو عثمان ويقال أبو صفية شيبة بن عثمان بن
طلحة (1) بن أبي طلحة واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن
عبد الدار بن قصي العبدري الحجبي له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمه أم جميل واسمها
هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن عبد الدار بن قصي وهي أخت
مصعب بن عمير حديثه في أهل الحجاز مات بمكة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وهو ابن عبد الله بن عثمان بن
عبد العزى بن عثمان بن عبد الله بن عبد الدار بن قصي وأمه هند بنت عمير يكنى أبا
عثمان توفي سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة قاله ابن أبي خيثمة عن
علي بن محمد المدائني روى عنه ابنه (2) مصعب وعكرمة وأبو وائل شقيق بن
سلمة وعبد الرحمن الزجاج كذا قال ابن منده وقد اختلف في نسبه والصحيح أنه
ابن عثمان بن أبي طلحة وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة ابن عمه لا أبوه وقوله ابن
عثمان بن عبد الله بن عبد الدار وهو ابن عبد الله توهم أن أبا طلحة هو ابن (3) عبد الله
وليس كذلك فإن أبا طلحة هو عبد الله
وقوله ابن عثمان بن عبد الله بن عبد الدار وهم فإن عثمان هو ابن عبد الدار
وقوله ابن ثمان وخمسين وهم فاحش فإن شيبة شهد حنينا سنة ثمان وهو

(1) قال المزي في تهذيب الكمال 8 / 421 ومن قال من نسبه: شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة فقد
وهم، فإن عثمان بن طلحة ابن عمه لا أبوه.
وانظر ما سيورده المصنف بهذا الشأن.
(2) بالأصل: أبيه، خطأ.
(3) بالأصل: أن، خطأ.
253

رجل فكيف يكون ابن ثمان وخمسين يوم توفي (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل محمد بن طاهر أنا مسعود بن
ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر الكلاباذي قال شيبة بن عثمان بن أبي
طلحة واسمه عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد الدار بن
قصي بن كلاب أبو عثمان الحجبي المكي العبدري سمع عمر بن الخطاب روى عنه
أبو وائل شقيق بن سلمة في الحج في باب كسوة الكعبة قال محمد بن سعد كاتب
الواقدي شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري أسلم بعد الفتح يعني فتح مكة وبقي
حتى أدرك يزيد بن معاوية
وقال قبيصة (2) عن الثوري وهو أبو صفية
وقال خليفة بن خياط شيبة بن عثمان أدرك يزيد بن معاوية وهو أبو صفية
وقال قبيصة عن الصوري عن واصل عن أبي وائل جلست على كرسي
شيبة بن ربيعة في الكعبة فذكر الحديث
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد وأبو نصر أحمد بن
عبد الله بن رضوان وأبو علي الحسن بن المظفر وأبو غالب أحمد بن الحسن
قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا أحمد بن منصور الحاسب نا
أبو عمران محمد بن جعفر الوركاني نا أيوب بن جابر الحنفي عن صدقة بن سعيد
عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال
خرجت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين والله ما خرجت إسلاما ولكني خرجت آنفا أن
تظهر هوازن على قريش فوالله إني لواقف مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ قلت يا نبي الله إني
لأرى (3) خيلا بلقا قال يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر قال فضرب بيده صدري
فقال اللهم اهد شيبة ففعل ذلك ثلاثا قال فما رجع النبي (صلى الله عليه وسلم) يده عن صدري الثالثة
حتى ما أحد من خلق الله أحب إلي منه قال فالتقى المسلمون فقتل من قتل قال

(1) انظر الإصابة 2 / 161.
(2) هو قبيصة بن عقبة، أبو عامر السوائي الكوفي، (سير الأعلام 10 / 130).
(3) بالأصل: " لا أرى " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 9.
254

ثم أقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) وعمر آخذ باللجام والعباس آخذ بالثغر (1) قال فنادى العباس أين
المهاجرون أين أصحاب سورة البقرة بصوت عال (2) هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقبل
الناس والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول قدماها [* * * *]
* أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب *
قال فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) الآن حمي
الوطيس [* * * *]
رواه محمد بن بكير وإسحاق بن إدريس عن أيوب عن جابر نحوه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر نا
عمر بن عثمان المخزومي عن عبد الملك بن عبيد قال محمد بن عمرو ثنا
خالد بن إلياس عن منصور عن عبد الرحمن الحجبي عن أمه وغيرها وعماد
الحديث عن عمر بن عثمان قالوا
كان (3) شيبة بن عثمان رجلا صالحا له فضل وكان يحدث عن إسلامه وما أراد
الله به من الخير ويقول ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه من
الضلالات آباؤنا ثم يقول لما كان عام الفتح ودخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة عنوة قلت
أسير مع قيس إلى هوازن بحنين فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غرة وأثأر (4)
منه فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها وأقول لو لم يبق من العرب والعجم أحدا إلا
اتبع محمدا (5) ما اتبعته أبدا فكنت مرصدا لما خرجت له لا يزداد الأمر في نفسي إلا
قوة فلما اختلط الناس اقتحم الناس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن بغلته وأصلت السيف ودنوت
أريد ما أريد منه ورفعت سيفي حتى كدت أسوره (6) فرفع لي شواظ (7) كالبرق من نار

(1) غير واضحة بالأصل، والصواب ما أثبت عن اللسان، والثغر محركة السير الذي في مؤخر السرج.
(2) بالأصل: قال، ولعل الصواب ما أثبت.
(3) بالأصل: كانوا.
(4) كان أبوه عثمان بن أبي طلحة قد قتل يوم أحد كافرا.
(5) بالأصل: محمد.
(6) سورة أي علاه، (اللسان).
(7) الشواظ: اللهب الذي لا دخان له.
255

كان يمحشني (1) فوضعت يدي على بصري خوفا عليه والتفت إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فناداني يا شيبة ادن مني فدنوت فمسح صدري ثم قال اللهم أعذه (2) من
الشيطان قال فوالله لهو كان ساعة إذن أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي وأذهب
الله ما كان بي ثم قال ادن فقاتل فتقدمت أمامه أضرب بسيفي الله أعلم أني أحب
أن أقيه بنفسي كل شئ ولو لقيت تلك الساعة أبي لو كان حيا لأوقعت به السيف
فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد وقربت بغلة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاستوى عليها فخرج في إثرهم حتى تفرقوا في كل وجه ورجع إلى
معسكره فدخل خباءه فدخلت عليه ما دخل عليه غيري حبا له ولرؤية وجهه وسرورا به
فقال يا شيبة الذي أراد الله بك خير مما أردت بنفسك ثم حدثني بكل ما أضمرت في
نفسي مما لم أذكره لأحد قط قال فقلت فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
ثم قلت استغفر لي يا رسول الله قال غفر الله لك [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده أنا محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن منصور زاج (3) نا سلمة بن سليمان
نا عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال قال لي شيبة بن عثمان
لما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين يدعو ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا محمد بن سهم الأنطاكي أنا ابن
المبارك
ح قال وحدثني إبراهيم بن هارون وعمي قالا نا محمد بن سعيد الأصبهاني
نا عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال قال لي شيبة وقال ابن
هانئ في حديثه شيبة بن عثمان لما غزى النبي (صلى الله عليه وسلم) يعني يوم حنين تذكرت أبي
وعمي قتلهما علي وحمزة عليهما السلام فقلت اليوم أدرك ثأري من محمد قال
قال فجئته فإذا أنا بالعباس بن عبد المطلب عن يمينه عليه درع بيضاء كأنها الفضة

(1) يمحشني أي يحرقني، يقال: محشته النار أي أحرقته (اللسان).
(2) في مغازي الواقدي 3 / 910 اللهم، أذهب عنه الشيطان.
(3) بالأصل: زاح، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 388.
256

تكشف عنها العجاج (1) قال فقلت عمه لن يخذله قال فجئته عن يساره فإذا أنا
بأبي سفيان بن الحارث قال فقلت ابن عمه لن يخذله قال فجئت من خلفه
فدنوت ودنوت ودنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أسور مسورة السيف السيف رفع لي شهاب من نار
كالبرق فخفته فنكصت القهقرى فالتفت إلي النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال تعالى يا شيبة قال
فوضع النبي يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري
وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا قال فقال لي يا شيبة قاتل الكفار قال ثم
قال يا عباس أصرخ بالمهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة وبالأنصار الذي
أووا ونصروا قال فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا عطفة الإبل أو كما
قال على أولادها قال حتى ترك (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حرجة (3) قال فلرماح الأنصار
كانت أخوف عندي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رماح الكفار قال ثم قال يا عباس ناولني
من الحصباء قال وافقه الله البغلة كلامه فاختفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض
قال فتناول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من البطحاء فحثى في وجوههم وقال شاهت الوجوه
" حم " " لا ينصرون " (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي نا محمد بن غمر الواقدي (5)
قال وكان شيبة بن عثمان بن أبي طلحة قد تعاهد هو وصفوان بن أمية حين وجه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى حنين وكان أمية بن خلف
قتل يوم بدر وكان عثمان بن أبي طلحة قتل يوم أحد فكانا تعاهدا إن رأيا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دائرة (6) أن يكونا عليه وهما
خلفه قال شيبة فأدخل الله الإيمان قلوبنا قال شيبة لقد هممت بقتله فأقبل شئ
حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك وعلمت أنه قد منع مني ويقال قال قد غشيني
ظلمة حتى لا أبصر فعرفت أنه قد منع مني وأيقنت بالإسلام قال وقد سمعت في

(1) العجاج: الغبار.
(2) تقرأ بالأصل: " نزل " ولعل الصواب ما أثبت.
(3) الحرجة مجتمع شجر ملتف كالغيظة (اللسان).
(4) سورة فصلت، من الآيات 1 - 16.
(5) الخبر في مغازي الواقدي 3 / 909 - 910.
(6) عن الواقدي ورسمها بالأصل: " دبره ".
257

قصة شيبة بوجه آخر كان شيبة بن عثمان يقول لما رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) غزا مكة وظفر بها
وخرج إلى هوازن قلت أخرج لعلي أدرك ثأري وذكرت أبي قتل أبي يوم قتله حمزة
وعمي (1) قتله علي فلما انهزم أصحابه جئته عن يمينه فإذا أنا بالعباس قائم عليه (2)
درع بيضاء كالفضة ينكشف عنها العجاج فقلت عمه لن يخذله قال ثم جئته على
يساره فإذا بأبي سفيان بن الحارث فقلت ابن عمه لن يخذله فجئته من خلفه فلم
يبق إلا أن أسوره بالسيف إذ رفع لي فيما بيني وبينه شواظ من نار كأنه برق وخفت أن
يمحشني (3) ووضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى والتفت إلي فقال يا شيبة
ادن مني فوضع يده على صدري قال اللهم أذهب عنه الشيطان قال فرفعت إليه
رأسي وهو أحب إلي من سمعي وبصري وقلبي ثم قال يا شيبة قاتل الكفار قال
فتقدمت بين يديه أحب والله أقيه بنفسي بكل شئ فلما انهزمت هوازن رجع إلى منزله
ودخلت عليه فقال الحمد لله الذي أراد بك خيرا مما أردت ثم حدثني بما هممت
به [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن
بكير عن ابن إسحاق (4) قال وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني
عبد الدار اليوم أدرك ثأري من محمد وكان أبي قتل يوم أحد اليوم أقتل محمدا
قال فأدرت برسول الله لأقتله فأقبل شئ حتى تغشى فؤادي (5) فلم أطق ذلك فعرفت
أنه ممنوع مني
أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو عمر (6) بن
حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (7) أنا هوذة بن خليفة نا عوف عن رجل من أهل المدينة قال دعا النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) بالأصل: وعمر، والمثبت عن الواقدي.
(2) زيادة عن الواقدي.
(3) الأصل: " بمحسى " والمثبت عن الواقدي.
(4) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 87 تحت عنوان: غزوة حنين.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وإضافته لازمة عن سيرة ابن هشام.
(6) بالأصل: " عمرو " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(7) الخبر في تهذيب الكمال ط دار الفكر 8 / 422 نقلا عن ابن سعد، والجزء الأول منه في الإصابة 2 / 161.
258

عام الفتح شيبة بن عثمان وأعطاه المفتاح وقال له دونك هذا أو أنت أمين الله على
بيته [* * * *]
قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال هذا وهل إنما
أعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المفتاح عثمان بن طلحة يوم الفتح وشيبة بن عثمان يومئذ لم
يسلم وإنما أسلم بعد ذلك بحنين ولم يزل عثمان يلي فتح البيت إلى أن توفي فدفع
ذلك إلى شيبة بن عثمان بن (1) أبي طلحة وهو ابن عمه فبقيت الحجابة في ولد شيبة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني أحمد بن زهير أنا مصعب (2) قال
شيبة بن عثمان بن أبي طلحة دفع النبي المفتاح إليه وإلى عثمان بن طلحة فقال
خذوها يا بني أبي طلحة (3) خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم [* * * *] فبنوا أبي طلحة هم
الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله ثم أخبرني أبو الفضل بن (4)
ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني
أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال ذكر عثمان بن أبي طلحة عن ابن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قال كان العباس وشيبة بن عثمان آمنا ولم يهاجرا فأقام عباس على
سقايته وشيبة على الحجابة (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد نا خلاد بن أسلم نا عبد الرحمن المحاربي عن أبي إسحاق
الشيباني عن واصل عن شقيق قال
بعث معي رجل بدراهم هدية إلى الكعبة قال فدخلت فإذا شيبة جالس على
كرسي فأعطيته إياها فقال ألك هذه فقلت لا لو كانت لي لم آتك بها قال أما

(1) بالأصل: عن، والصواب عن تهذيب الكمال.
(2) نسب قريش ص 251 - 152.
(3) الزيادة لازمة منا عن نسب قريش، وتهذيب الكمال 8 / 422 نقلا عن المصعب الزبيري.
(4) زيادة لازمة منا.
(5) نقله المزي في تهذيب الكمال 8 / 422 وابن حجر في الإصابة 2 / 161.
259

لئن قلت ذاك لقد قعد عمر بن الخطاب في مقعدك الذي أنت فيه فقال ما أنا بخارج حتى
أقسم مال الكعبة قلت ما أنت بفاعل قال بلى لأفعلن ولم قال قلت لأن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر قد رأيا مكانه فلم يحركاه وهما أحوج إلى المال منك قال
فقام مكانه فخرج + أخرجه البخاري + من حديث سفيان الثوري عن واصل بن حيان
الأسدي (1)
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال قلت لأبي الحسن الدارقطني فشيبة بن عمر (2) قال شيبة بن عثمان الحجبي
لا يسأل عنه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر أنا
محمد بن أحمد الجواليقي
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن عبد الجبار وأبو طاهر
أحمد بن علي بن سوار قالا أنا الحسين بن علي الطناجيري قالا أنا محمد بن زيد
الأنصاري أنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عقبة نا هارون بن حاتم نا أبو بكر بن
عياش (3) قال ثم اصطلح الناس على شيبة بن عثمان سنة سبع وثلاثين فحج بالناس
تلك السنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (4) قال وأقام الحج للناس سنة تسع وثلاثين شيبة بن
عثمان بن طلحة الحجبي
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن أحمد أنبأ أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط (5) قال وفيها
يعني سنة تسع وثلاثين بعث معاوية بن أبي سفيان يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم

(1) صحيح البخاري 3 / 363 في الحج، باب كسوة الكعبة 1594.
(2) كذا بالأصل.
(3) بالأصل: عباس.
(4) المعرفة والتاريخ 3 / 316 ونقله ابن حجر في الإصابة 2 / 161 عن يعقوب بن سفيان.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 198 حوادث سنة 39.
260

الحج (1) فنازعه قثم بن العباس فسعى (2) بينهما أبو سعيد الخدري وغيره فاصطلحا
على أن يقيم الحج شيبة بن عثمان ويصلي بالناس
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا أنبأ علي الحنبلي قالا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز
الحجبي قال خرج شيبة بن عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان معه حليفه أبو تجراة (3)
في أمر سعد بن طلحة ليفسح عنه الجلد وكان قد جلد بمكة فقال شيبة بن عثمان
* تزوج أبا تجراة من تك أهله * بمكة يظعن وهو للظل آلف
ويصبر على حر الهواجر والسري * ويدفي القناع وهو أشعث صائف *
قال ونا الزبير قال وسمعت عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك
وغيرهما من رواة قريش يروونها لعمارة بن الوليد ويقولون ويدفي القناع وهو أشوس
كاشف
ويزيدون فيها
* لعلك يوما أن تقول وقد بدا * من البلد الغور الهام معارف
لفتيان صدق إنني متعجل * على ذات لون والموطئ خواسف *
قال ونا الزبير قال وحدثني يعقوب بن محمد بن عيسى حدثني
عبد الرحمن بن عبد العزيز الحجبي قال قال شيبة في ذلك
* وهاجرة قنعت رأسي بحرها * أخاف على سعد هوان المضاجع *
أخبرناها أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأ أبو جعفر أنا أبو طاهر أنا أبو
عبد الله أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار (4) قال حدثني يعقوب بن محمد بن
عيسى حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز الحجبي قال خرج شيبة بن عثمان بن أبي
طلحة (5) إلى معاوية بن أبي سفيان ومعه حليفه أبو تجراة في أمر سعد بن طلحة ليفسح

(1) عن خليفة، وبالأصل: الحجاج.
(2) في خليفة: فسفر بينهما.
(3) ضبطت عن الإصابة بكسر المثناة وسكون الجيم.
(4) الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 4 / 26 في ترجمة أبي تجراة باختصار.
(5) " بن أبي طلحة " مكررة بالأصل.
261

عنه الحد وكان قد حد بمكة فقال شيبة بن عثمان (1)
* تزوج أبا تجراة من تك أهله * بمكة يظعن وهو للظل آلف *
* ويصبر على حر الهواجر والسري * ويدفي القناع وهو أشعث صائف
لعلك يوما أن تقول وقد بدا * من البلد الغور التهام عوارف
لفتيان صدق إني مستعجل * على ذات لوث والمطي عواصف *
وقال أيضا ذلك شيبة بن عثمان
* وهاجرة قنعت رأسي بحرها (2) * أخاف على سعد هوان المضاجع *
والذي كنت أسمع من مشيخة قريش غيرهم أن قائل
* تزوج أبا تجراة من تك أهله * بمكة يظعن وهو للظل آلف *
* وتصبر على حر الهواجر والسري * ويدفي القناع وهو أشوس كاشف *
عمارة بن الوليد بن المغيرة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني
زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد بن إسحاق أنا خليفة بن خياط (3)
قال عثمان بن طلحة بن أبي طلحة واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن
عثمان بن عبد الدار بن قصي أمه امرأة من الأنصار وابنه شيبة بن عثمان أمه أم
جميل واسمها هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي هي
أخت مصعب بن عمير مات بمكة سنة سبع وخمسين
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني نا أبو
بكر بن أبي خيثمة أنا المدائني قال توفي شيبة بن عثمان سنة ثمان وخمسين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن

(1) البيتان الأول والثاني في الإصابة باختلاف بعض الألفاظ.
(2) في الإصابة: نحوها.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 44 رقم 73 و 45 رقم 74.
262

الغمر (1) أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهيثم ففيها يعني سنة تسع وخمسين
مات شيبة بن عثمان وجبير بن مطعم وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن
عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى التستري أنا خليفة العصفري قال وفيها يعني سنة تسع
وخمسين مات شيبة بن عثمان (2)
وقال في موضع آخر (3) شيبة بن عثمان أدرك يزيد بن معاوية (4)
2777 شيبة بن عثمان
سمع الأوزاعي له ذكر
قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن أحمد السلمي وذكر أنه نقله من خط أبي
الحسين محمد بن عبد الله الرازي
أخبرني محمد بن يوسف بن بشر الهروي نا محمد بن مهدي بن جعفر نا
عمرو يعني ابن أبي سلمة أنا القاسم قال قدمت أنا وشيبة بن عثمان إلى الساحل
فأهدى شيبة للأوزاعي قارورة من بان قال فقبلها منه الأوزاعي قال ثم سأل
الأوزاعي أن يعرض عليه الدفتر الذي رفعه عمرو إلى الأوزاعي قال فلما أجابه
الأوزاعي إلى ذلك رد عليه الهدية القارورة ألبان
2778 شيبة بن أبي مالك البيروتي
حدث عن عقبة بن أبي علقمة البيروتي ومحمد بن سعيد بن شابور
والوليد بن مسلم وأبي مسهر الدمشقي
روى عنه أبو الحسين أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي

(1) بالأصل: العز، خطأ، والصواب ما أثبت. وقد مر هذا السند كثيرا.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 226، وفي طبقاته ذكر خليفة ص 45 رقم 74 أنه مات سنة سبع وخمسين
بمكة.
(3) انظر تاريخ خليفة ص 251.
(4) عن خليفة وبالأصل: عثمان خطأ.
263

2779 شيبة بن مساور الواسطي ويقال المكي
روى عن ابن عباس وعبد الله بن عبيد وعمر بن عبد العزيز
روى عنه عبيد الله بن عمر بن حفص وعبد الكريم أبو أمية وعباد بن أبي
علي وسفيان بن حسين
ووفد على عمر بن عبد العزيز وسمع خطبته
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد أنا أبو بكر أحمد بن الحسين
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنا
أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن
سفيان (1) حدثني ابن بكير حدثني الليث عن عبد العزيز زاد البيهقي بن أبي
سلمة عن عبيد الله بن عمر بن حفص عن رجل من أهل واسط يقال له شيبة بن
مساور قال سمعت عمر بن عبد العزيز يحدث أن وقال أبو المعالي يحدث حين
وقالا استخلف وجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها
الناس فإن الله لم يرسل رسولا بعد رسولكم ولم ينزل بعد الكتاب الذي أنزل عليه
كتابا فما أحل الله على لسان رسوله فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرم على لسان
رسوله فهو حرام إلى يوم القيامة ألا وإنني لست بمبتدع ولكني متبع لست بقاض
ولكني منفذ ولست بخير من واحد منكم ولكني أثقلكم حملا ألا وأنه ليس لأحد أن
يطاع في معاصي الله ألا هل أسمعت ألا هل أسمعت (2)
رواه الثقفي عن عبيد الله (3)
أخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني شفاها قالا أنا منصور بن
الحسين أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو عروبة نا محمد بن بشار نا عبد الوهاب نا
عبيد الله بن عمر عن عمر بن عبد العزيز أنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه
وقال أما بعد أيها الناس إنه لم يبعث نبي بعد نبيكم ثم ذكر نحوه

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 574.
(2) الخطبة وردت في طبقات ابن سعد 5 / 343 باختلاف، وانظر البداية والنهاية 9 / 199 وسيرة عمر بن
عبد العزيز لابن الجوزي ص 69.
(3) كلمة غير مقروءة رسمها: فففبر.
264

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء نا محمد بن يعقوب الأصم ثنا عباس بن محمد قال سمعت
يحيى بن معين يقول شيبة بن مساور واسطي روى عنه سفيان بن حسين
وعبيد الله بن عمر
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (1) قال شيبة بن مساور عن عبد الله بن عبيد أن (2) عبيدا (3) الليثي
رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) أكل خبزا ولحما ثم صلى ولم يتوضأ قاله لي زكريا عن الحكم بن
المبارك
سمع علي بن بعد الله الرازي عن عبد الكريم عن شيبة
قال أبو الغنائم في نسخة غير سماع له أن عبيد الليثي رأى النبي (صلى الله عليه وسلم)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
ح قال ونا أبو طاهر أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)
قال شيبة بن مساور المكي روى عن عبد الله بن عبيد (5) أن عبيدا (6) الليثي رأى
النبي (صلى الله عليه وسلم) أكل خبزا
قال وروى هشام الدستوائي عن عباد بن أبي علي عن شيبة بن مساور عن
ابن عباس
لم يقل المكي إلا ان ابن أبي حازم (7)

(1) التاريخ الكبير 4 / 242.
(2) بالأصل: أبي، والمثبت عن البحلية البخاري.
(3) بالأصل: عبيد.
(4) عن البخاري وبالأصل: " أن ".
وسينبه المصنف إلى رواية لأبي الغنائم في آخر الخبر أن عبيد الليثي رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
(5) الجرح والتعديل 4 / 336.
(6) بالأصل: " عبيد الله بن عمير " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(7) بالأصل: عبيد.
(8) كذا العبارة بالأصل.
265

2780 شيبة بن الوليد بن سعيد
أبو محمد العثماني القرشي (1)
حكى عن أبيه وجده لأمه علي بن العجلان وعمه خالد بن سعيد
روى عنه إسماعيل بن أبان بن حوي وأبو داود السجستاني سليمان بن
الأشعث وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة وأحمد بن المعلى بن يزيد
القاضي
وقد سبقت له حكاية في هدم الوليد الكنيسة وبنائها مسجدا
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني محمد بن أحمد بن مروان نا أحمد بن
المعلى نا إسماعيل بن أبان بن حوي حدثني شيبة بن الوليد أبو محمد القرشي
قال
لما صار أبو جعفر الخليفة (2) إلى الرقة دعا بعبد الله بن معاوية بن هشام بن
عبد الملك فضرب عنقه وصلبه وكانت امرأة عبد الله بن معاوية صفية ابنة إسحاق بن
مسلم العقيلي فلما فعل ذلك بزوجها أتت أباها إسحاق بن مسلم وكانت له من
أبي جعفر ناحية وكان من خاصته فقالت يا أبة قد فعل بصهرك ما ترى وأنه
يسمج بك أن يمر المار فيرى سوءته على الخشبة بادية فقال لها تريدين ماذا قالت
تكلم أبا جعفر يهبه لك فتنزله فتدفنه قال ما لي إلى ذلك سبيل قال فلما أبى عليها
وجنها الليل أخذت جواريها وكساء خز ثم أتت الخشبة فوضعتها بالأرض ثم أخذته
فأدرجته في الكساء ثم حملته جواريها حتى أتت به منزلها فحفرت له تحت فراشها ثم
دفنته وردت الفراش مكانه فلما أصبح أبو جعفر وفقد عبد الله قيل له فيه وأخبر بذهابه
فجمع أبو جعفر وجوه أهل الرقة وأشرافهم ثم أعطى الله عهدا لئن لم تجيئوني بخبر
عبد الله بن معاوية لأضربن رقابكم قال وجعل جل نظره وكلامه إلى إسحاق بن
مسلم قال فخرجوا من عنده وقد طارت عقولهم قال فأتى إسحاق بن مسلم ابنته
فقال أي بنية إنه قد كان من امر ابني جعفر كيت وكيت وقد حمل علي من بينهم

(1) بالأصل: الخليط.
(2) زيادة منا لازمة.
266

واتهمني لصهره إياي فهل عندك له خبر فقالت أما أنه لو كان حيا لأجابك ولو أن
روحه في جسده لسمع كلامك وهو تحت الفراش وأخبرته الخبر والذي صنعت فلما
كان من الغد غدا أشراف أهل الرقة ولا يشكون في القتل فلما دخلوا عليه جثا
إسحاق بن مسلم بين يدي أبي جعفر فأخبره خبره وبما صنعت ابنته فلما فهم قوله
قلب وجهه عنه وصرف حديثه إلى غيره وتركه وأصحابه ولم يعرض لعبد الله ولا
لامرأته
267

" ذكر من اسمه شيث "
2781 شيث ويقال شبيث بن آدم واسمه هبة الله (1)
يقال إن قبره بالبقاع
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف بن بشر نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة نا أبو عبد الله
محمد بن سعد (2) أنا هشام بن محمد عن أبيه وغيره قال شيث وهو هبة الله بن
آدم
قال وأنا هشام بن محمد أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس (3) قال
خرج آدم من الجنة بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر فأنزل إلى الأرض وكان
مكث في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهي خمس مائة سنة من يوم كان مقداره اثني
عشر (4) ساعة واليوم ألف سنة مما يعد أهل الدنيا فأهبط آدم على جبل بالهند يقال له
نود (5) وأهبطت حواء بجدة فنزل آدم معه ريح الجنة تعلق بشجرها وأوديتها فامتلأ ما
هنالك طيبا فمن ثم نؤتى بالطيب من ريح آدم وقالوا أنزل معه من طيب الجنة أيضا
وأنزل معه الحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس

(1) اسم هبة الله مشتق من هابيل، ذكر الطبري أن جبريل قال لحواء حين ولدته: هذا هبة الله بدل هابيل.
وهو بالعربية شث، وبالسريانية: شاث، وبالعبرانية: شيث (الطبري 1 / 152).
(2) الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 34 - 35.
(3) بالأصل: عياض خطأ والصواب ما أثبت عن ابن سعد.
(4) كذا بالأصل، وصوابه: اثنتي عشرة ساعة.
(5) في ابن سعد: نوذ.
268

الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى ومر ولبان ثم أنزل عليه بعد العلاة
والمطرقة والكلبتان (1) فنظر آدم حين أهبط عل الجبل إلى قضيب من حديد نابت
على الجبل فقال هذا من هذا فجعل يكسر أشجارا قد عتقت ويبست بالمطرقة ثم
أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب فكان أول شئ ضرب منه مدية فكان يعمل بها ثم
ضرب التنور وهو الذي ورثه نوح وهو الذي فار بالهند بالعذاب فلما حج آدم
وضع الحجر الأسود على أبي قبيس فكان يضئ لأهل مكة في ليالي الظلم كما يضئ
القمر فلما كان قبل الإسلام بأربع سنين وقد كان الحيض والجنب يصمدون (2) إليه
فيمسحونه فاسود فأنزلته قريش من أبي قبيس وحج آدم من الهند إلى مكة أربعين حجة
على رجليه وكان آدم حين أهبط يمسح رأسه السماء فمن ثم صلع وأورث ولده
الصلع ونفرت من طوله دواب البر فصارت وحشا من يومئذ فكان آدم وهو على ذلك
الجبل فإنه يسمع صوت الملائكة ويجد من ريح الجنة فحط من طوله ذلك إلى ستين
ذراعا فكان ذلك طوله حتى مات ولم يجمع حسن آدم لأحد من ولده إلا ليوسف
وأنشأ آدم يقول رب كنت جارك في دارك ليس لي رب غيرك ولا رقيب دونك آكل
فيها رغدا وأسكن حيث أحببت فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدس فكنت أسمع
أصوات الملائكة وأراهم كيف يحفون بعرشك وأجد ريح الجنة وطيبها ثم أهبطتني
إلى الأرض وحططتني إلى ستين ذراعا فقد انقطع عني الصوت والنظر وذهب عني
ريح الجنة
فأجابه الله لمعصيتك يا آدم فعلت ذلك بك فلما رأى الله عز وجل عري آدم
أمره أن يذبح اثنان من الثمانية الأزواج التي أنزل الله عز وجل من الجنة فأخذ آدم كبشا
فذبحه ثم أخذ صوفه فغزلته حواء ونسجه هو وحواء فنسج آدم جبة وجعل لحواء درعا
وخمارا فلبساه وقد كانا اجتمعا بجمع فسميت جمعا وتعارفا بعرفة فسميت عرفة وبكيا
على ما فاتهما مائتي سنة لم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ثم أكلا وشربا وهما يومئذ
على نود الجبل الذي أهبط عليه آدم ولم يقرب حواء مائة سنة ثم قربها فحملت أول
بطن فولدت قابيل وأخته لبود توأمته ثم حملت فولدت هابيل وأخته إقليما توأمته
فلما بلغوا أمر الله آدم أن يزوج البطن الأول البطن الثاني والبطن الثاني البطن الأول

(1) بالأصل: والكلبتين، خطأ.
(2) ابن سعد: " يصعدون " وفي اللسان: صمده وصمد إليه: قصده.
269

تخالف بين البطنين في النكاح وكانت أخت قابيل حسنة وأخت هابيل قبيحة فقال
آدم لحواء الذي أمر به فذكرته لابنيها فرضي هابيل وسخط قابيل وقال لا والله ما
أمر الله بهذا قط ولكن هذا عن أمرك يا آدم فقال آدم فقربا قربانكما (1) كان أحق بها
أنزل الله عز وجل نارا من السماء فأكلت قربانه فرضيا بذلك فغدا هابيل وكان صاحب
ماشية بخير غداء غنمه وزبد ولبن وكان قابيل زراعا فأخذ طنا من شر زرعه ثم
صعدا (2) الجبل يعني نود وآدم معهما فوضعا القربان ودعا آدم ربه وقال قابيل في
نفسه ما أبالي أيقبل مني أم لا لا ينكح هابيل أختي أبدا فنزلت النار فأكلت قربان
هابيل ونخست قربان قابيل لأنه لم يكن زاكي القلب فانطلق هابيل فأتاه قابيل وهو
في غنمه فقال لأقتلنك قال لم تقتلني قال لأن الله تقبل منك ورد علي قرباني
ونكحت أختي الحسنة ونكحت أختك القبيحة وتتحدث الناس بعد اليوم أنك كنت
خيرا (3) مني فقال له هابيل " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك
لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب
النار وذلك جزاء الظالمين " (4)
أما قوله بإثمي تقول تقتلني إذا قتلتني إلي إثمك الذي كان عليك قبل أن
تقتلني فقتله فأصبح من النادمين فتركه لم يوار جسده " فبعث الله غرابا يبحث في
الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه " (5) فكان قتله عشية وغدا إليه غدوة لينظر ما
فعل فإذا هو بغراب حي يبحث على غراب ميت فقال " يا ويلتا أعجزت أن أكون
مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي " (5) كما يواري هذا سوأة أخيه فدعا بالويل
وأصبح من النادمين ثم أخذ قابيل بيد أخته ثم هبط بها من الجبل يعني نود إلى
الحضيض فقال آدم (6) إلى قابيل اذهب فلا تزال مرعوبا أبدا لا تأمن من تراه فكان لا
يمر به أحد من ولده إلا رماه فأقبل ابن لقابيل أعمى ومعه ابن له فقال للأعمى (7) ابنه

(1) كذا، وفي ابن سعد: " فقربا قربانا فأيكما كان أحق بها " وهو أظهر.
(2) بالأصل: صعد.
(3) زيادة للإيضاح عن ابن سعد.
(4) سورة المائدة، الآيتان: 28 - 29.
(5) سورة المائدة، الآية: 31.
(6) كذا بالأصل: إلى قابيل.
(7) بالأصل: الأعمى، والمثبت عن ابن سعد.
270

هذا أبوك قابيل قال فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله فقال ابن الأعمى يا أبتاه قتلت
أباك فرفع يده فلطم ابنه فمات ابنه فقال الأعمى ويل لي قتلت أبي برميتي وقتلت
ابني بلطمتي ثم حملت حواء فولدت شيث (1) وأخته عزورا (2) فسمي هبة الله اشتق
له من اسم هابيل فقال لها جبريل حين ولدته هذا هبة الله لك بدل هابيل وهو
بالعربية شث وبالسريانية شيث وإليه أوصى آدم وكان آدم يوم (3) ولد شيث ابن
ثلاثين ومائة ثم تغشاها آدم فحملت حملا خفيفا فمرت به يقول قامت وقعدت ثم
أتاها الشيطان في غير صورته فقال يا حواء ما هذا في بطنك قالت لا أدري قال
لعله بهيمة من هذه البهائم قالت ما أدري ثم أعرض عنها حتى إذا هي أثقلت أتاها
فقال كيف بحديثك (4) يا حواء قالت إني لأخاف أن يكون كالذي خوفتني ما
أستطيع القيام إذا قمت قال أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنسانا مثلك ومثل آدم تسميه
بي (5) قالت نعم فانصرف عنها وقالت لآدم لقد أتاني آت فأخبرني أن الذي في
بطني بهيمة من هذه البهائم وإني لأجد له ثقلا وأخشى أن يكون كما قال فلم يكن لآدم
ولا لحواء هم غيره حتى وضعته فذلك قول الله عز وجل " دعوا الله ربهما لئن أتانا
صالحا لنكونن من الشاكرين " (6) فكان هذا دعاءهما قبل أن تلد فلما ولدت غلاما سويا
أتاها فقال لها ألا سميته كما وعدتني قال وما اسمك وكان اسمه عزازيل ولو
تسمى لها لعرفته فقال اسمي الحارث فسمته عبد الحارث فمات
يقول الله " فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما
يشركون " (7) وأوحى الله إلى آدم إن لي حرما بحيال عرشي فانطلق فابن لي بيتا (8) فيه
ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي استجب لك ولولدك من كان منهم في

(1) كذا: شيث.
(2) عن ابن سعد، وبالأصل: عرورا.
(3) عن ابن سعد: وبالأصل: يولد.
(4) في ابن سعد: تجدينك، وهي أصوب.
(5) عن ابن سعد وبالأصل: تسميتي.
(6) سورة الأعراف، الآية: 189 وفي التنزيل العزيز: " آتيتنا " وقد كانت صحيحة بالأصل ثم شطبت،
وكتبت أتانا على الهامش. وهو خطأ.
(7) سورة الأعراف، الآية: 190.
(8) تقرأ بالأصل: شيئا، والمثبت عن ابن سعد.
271

طاعتي فقال آدم أي رب وكيف لي بذلك لست أقوى عليه ولا أهتدي له فقيض الله
له ملكا فانطلق به نحو مكة فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك انزل بنا
ها هنا فيقول الملك مكانك حتى قدم مكة فكان كل مكان نزل به عمرانا وكل مكان
تعداه مفاوز وقفارا فبنى البيت من خمسة أجبل من طور سيناء وطور زيتون
ولبنان وجبل الجودي وبنى قواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى
عرفات فأراه المناسك كلها التي يفعلها الناس اليوم ثم قدم به مكة فطاف بالبيت
أسبوعا ثم رجع إلى أرض الهند فمات على نود فقال شيث لجبريل صل (1) على
آدم فقال تقدم أنت فصل (2) على أبيك وكبر عليه ثلاثين تكبيرة فأما خمس فهي
الصلاة وأما خمس وعشرون تفصيلا لآدم لم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده
أربعين ألفا بنود ورأى آدم فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى أن لا يناكح بنو
شيث بني قابيل فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظا لا يقربه أحد من بني
قابيل وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث وكان عمر آدم سبعمائة (3) سنة وستا
وثلاثين سنة فقال مائة من بني شيث صباح لو نظرنا ما فعل بنو عمنا يعنون بني
قابيل فهبطت المائة إلى نساء قباح من بني قابيل فاحتبس النساء الرجال ثم مكثوا ما
شاء الله ثم قال مائة آخرون لو نظرنا ما فعل إخوتنا فهبطوا من الجبل إليهم
فاحتبسهم النساء ثم هبطت بنو شيث كلهم فجاءت المعصية وتناكحوا واختلطوا
وكثر بنو قابيل حتى ملأوا الأرض وهم الذين غرقوا أيام نوح
قال أبو عبد الله الصوري نود اسم الجبل وكذا قال نود وفي النسخ نوذ
بالذال معجمة
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن (4) أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو
الحسن الدارقطني قال أما شيث فهو شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن (5) هبة الله قال أما شيث

(1) زيادة عن ابن سعد.
(2) بالأصل: فصلي.
(3) ابن سعد: تسعمئة.
(4) بالأصل: " بن " خطأ.
(5) الاكمال لابن ماكولا 5 / 91.
272

بكسر الشين وبعدها ياء ساكنة معجمة باثنين (1) من تحتها فهو شيث بن آدم صلى الله
عليهما
أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي في كتابه نا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد أنبأ عثمان بن
أحمد بن عبد الله وأحمد بن سيدي بن الحسن قالا ثنا الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى العطار أنبأ إسحاق بن بشر قال وأخبرني جويبر ومقاتل عن
الضحاك عن ابن عباس أنه قال
ولد آدم أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم
هابيل وقابيل وصالح وعبد الرحمن فالذي كان سماه عبد الحارث وود وكان
ود يقال له شيث ويقال هبة الله وكان إخوته قد سودوه وولد له سواع ويغوث
ويعوق ونسرا قالوا بإسنادهم إن الله أمره أن يفرق بينهم في النكاح أخت
هذا من هذا وأخت هذا من هذا
قرأت على أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال عن أبي الحسن علي بن
طاهر السلمي أنا أبو موسى عيسى بن أبي عيسى لفظا أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن
عمر بن أحمد بن شاهين نا أبي نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا عمرو بن
عثمان نا بقية عن أرطأة يعني ابن المنذر قال
بلغني أن حواء حملت بشيث الوصي حتى نبتت أسنانه وكانت تنظر إلى وجهه
من صفائه في بطنها وهو الثالث من ولد آدم وأنه لما حضرها الطلق فأخذها عليه
شدة شديدة فانتبذت به فلما وضعته أخذته الملائكة فمكث معهم أربعين يوما فعلموه
الهز ثم رد إليها
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو
القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة أنبأنا أبو الحسن أحمد بن المهتدي
محمد الرازي نا قدامة بن أحمد نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني نا أبي عن
جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال

(1) كذا، والصواب: باثنين.
273

دخلت المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس وحده فجلست إليه فذكر الحديث
وقال فيه قلت يا رسول الله كم كتاب أنزل الله عز وجل قال مائة كتاب وأربعة
كتب أنزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى أخنوخ ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم
عشر صحائف وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزلت التوراة والإنجيل
والزبور والفرقان وذكرنا في الحديث () 1 [5061]
أخبرناه عاليا بطوله أبو (2) القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو سعد الجنزرودي (3)
أنا أبو عمرو بن حمدان (4) أنا الحسن بن سفيان بن حامد بن عامر نا إبراهيم بن
هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي نا أبي عن جدي عن أبي إدريس
الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال
دخلت المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس وحده فجلست إليه فقال يا أبا ذر
إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان قم فاركعهما فقمت فركعتهما ثم عدت
فجلست إليه فقلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال خير
موضوع استكثر أو استقل قال قلت يا رسول الله فأي الأعمال أفضل قال
إيمان بالله وجهاد في سبيله قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين أكمل إيمانا
قال أحسنهم خلقا قال قلت يا رسول الله فأي المسلمين أسلم قال من سلم
الناس من لسانه ويده قال قلت يا رسول الله فأي الهجرة أفضل قال من هجر
السيئات قال قلت يا رسول الله فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت قال
قلت يا رسول الله فما الصيام قال فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة قلت يا
رسول الله فأي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قال قلت يا
رسول الله فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قال قلت يا
رسول الله فإنما (5) أنزل الله عليك أعظم قال آية الكرسي ثم قال يا أبا ذر ما
السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي

(1) انظر تاريخ الطبري 1 / 152 - 153 وفي المطبوعة بتحقيقنا 1 / 109.
(2) بالأصل: أبي.
(3) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت. وقد مر كثيرا.
(4) ترجمته في سير الأعلام 14 / 157.
(5) كذا.
274

كفضل الفلاة على الحلقة قلت يا رسول الله كم الأنبياء قال مائة ألف وعشرون
ألفا (1) قلت يا رسول الله كم الرسل (2) من ذلك قال ثلاثمائة وثلاثة عشر جما
غفيرا قال قلت كثير طيب قال قلت يا رسول الله من كان أولهم قال آدم عليه
الصلاة والسلام قال قلت يا رسول الله أنبي مرسل قال نعم خلقه الله بيده ونفخ
فيه من ورحه سواه قبلا (3) ثم قال يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث وخنوخ
وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب هود وشعيب
وصالح ونبيك يا أبا ذر قال قلت يا رسول الله كم كتاب أنزله الله عز وجل قال
مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسين صحيفة وأنزل على خنوخ ثلاثين
صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر
صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال قلت يا رسول الله ما كان
صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المسلط المبتلي المغرور إني لم
أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا
أردها ولو كانت من كافر وكانت فيها أمثال على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن
يكون له ساعات يناجي فيها ربه وساعات يحاسب فيها نفسه وساعات يفكر فيها في
صنع الله عز وجل وساعات يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن
لا يكون ظاعنا (4) إلا لثلاث تزود لمعاد ومرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى
العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله
قل كلامه إلا فيما يعنيه (5) قال قلت يا رسول الله فما كان صحف موسى فقال
كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار وهو
يضحك عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم
اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قال قلت يا رسول الله
أوصني قال أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه رأس الأمر كله قلت يا رسول الله

(1) في تاريخ الطبري 1 / 151 مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا.
(2) الطبري: المرسل.
(3) أي عيانا.
(4) بالأصل: طاعنا.
(5) تقرأ بالأصل: يعينه.
275

زدني قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في
السماء قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب
ويذهب بنور الوجه قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالصمت إلا من خير
فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك قلت يا رسول الله زدني قال
عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي قلت يا رسول الله زدني قال أحب المساكين
وجالسهم قلت يا رسول الله زدني قال انظر فيمن تحتك ولا تنظر إلى من
فوقك فإنه أحذر أن لا تزدري نعمة الله عليك قال قلت يا رسول الله زدني قال
يردك (1) عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما يأتي وكفى بك عيبا أن
تعرف من الناس ما تجهل من نفسك وعد عليهم فيما يأتي ثم ضرب يده على صدري
فقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن
الخلق (2) [* * * *]
رواه أبو الحسن بن جوصا عن أبي حارثة أحمد بن إبراهيم عن هشام عن
أبيه وكذلك رواه عن أبي إدريس الخولاني القاسم بن محمد الثقفي ومولى ليزيد بن
معاوية ورواه عبد الرحمن بن عائذ عن أبي ذر قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن
حمزة عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب الكلابي
وقرأت على أبي محمد أيضا عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ علي بن الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنبأ أبو الحسن بن جوصا نا علي بن
عبد الرحمن بن المغيرة نا أبو صالح عبد الله بن صالح نا معاوية بن صالح عن أبي
عبد الملك محمد بن أيوب وغيره من المشيخة عن ابن عائذ فذكره وروي عن
عبيد بن عمير عن أبي ذر
أخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده
أنبأ أبو علي محمد بن الحسين أنبأ المعافى بن زكريا القاضي (3) نا علي بن محمد بن
أحمد المصري (4) نا الفضل بن جعفر بن همام أبو العباس البصري ثنا عبد الله بن

(1) مهملة بدون نقط بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(2) جزء من الخبر ذكره الطبري في تاريخه بسنده عن أبي ذر 1 / 150 - 151.
(3) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 375.
(4) في الجليس الصالح: " البصري " وبهامشه عن نسختين: " المصري " كالأصل.
276

سعيد القيسي نا يحيى بن سعد السعيدي (1) حدثني ابن جريج عن عطاء بن أبي
رياح عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر قال
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسجد وهو جالس وحده فاغتنمت خلوته فقال
يا أبا ذر إن للمسجد تحية قلت وما تحيته يا رسول الله قال ركعتان فركعتهما
ثم التفت إليه فقلت يا رسول الله أنت أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال خير
موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله
قال الإيمان بالله تعالى ثم الجهاد في سبيله قلت يا رسول الله أي المؤمنين أكمل
إيمانا قال أحسنهم خلقا قلت يا رسول الله فأي المؤمنين (2) أفضل قال من
سلم المسلمون من لسانه ويده قلت فأي الهجرة أفضل قال من هجر السوء
قلت فأي الليل أفضل قال جوف الليل الغابر (3) قلت فأي الصلاة أفضل
قال طول القنوت قلت فأي الصدقة أفضل قال جهد (4) من مقل إلى فقير في
سر قلت فما الصوم قال فرض مجزي وعند الله أضعافا كثيرة قلت أي
الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت فأي الجهاد أفضل
قال من عقر جواده وأهريق دمه قلت أي آية أنزلها الله عليك أعظم قال آية
الكرسي ثم قال يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة
وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة قلت يا رسول الله كم
النبيون قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي قلت يا رسول الله كم المرسلون
قال ثلاثمائة وثلاثة عشر جم الغفير قلت من كان أول الأنبياء قال آدم آدم
قلت وكان من الأنبياء مرسلا قال نعم مكلما خلقه الله بيده ونفخ فيه (5) من
روحه ثم قال يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون آدم وشيث وإدريس وهو أول
من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك
محمد (صلى الله عليه وسلم) وأول الأنبياء آدم وآخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم) وأول نبي من الأنبياء من بني

(1) الجليس الصالح: السعدي.
(2) الجليس الصالح: المسلمين.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح.
(4) تقرأ بالأصل: جهة، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) زيادة عن الجليس الصالح.
277

إسرائيل موسى وآخرهم (1) عيسى وبينهما ألف نبي قلت يا رسول الله كم أنزل الله
تعالى من كتاب قال مائة كتاب وأربعة كتب على شيث خمسين صحيفة وعلى
إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشرين صحيفة وأنزل التوراة والإنجيل والزبور
والفرقان قلت يا رسول الله فما كان صحف إبراهيم قال أمثال كلها أيها الملك
المبتلى المغرور لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة
المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له
ثلاث ساعات ساعة يناجي ربه ويحاسب فيها نفسه ويتفكر فيما صنع وساعة يخلو فيها
لحاجته من الحلال قال في هذه الساعة عونا لتلك الساعات واستجماما للقلوب وتفريغا
لها وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه فإن من حسب
كلامه من عمله أقل الكلام إلا فيما يعنيه وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث مرمة
لمعاش أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم قلت يا رسول الله فما كانت صحف
موسى قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم يفرح ولم أيقن بالنار ثم
يضحك ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن إليها ولمن أيقن بالقدر ثم
ينصت (2) ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل قلت يا رسول الله هل في الدنيا مما
أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى قال يا أبا ذر تقرأ " قد أفلح
من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي
الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " (3) قلت يا رسول الله أوصني قال
أوصيك بتقوى الله فإنه زين لأمرك كله قلت يا رسول الله زدني قال عليك
بتلاوة القرآن وذكر الله تعالى فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض قلت
زدني قال عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك
قلت زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت
زدني قال حب المساكين ومجالستهم قلت زدني قال قل الحق وإن كان
مرا قلت زدني قال لا تخف في الله لومة لائم قلت زدني قال ليحجزك (4)

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، واستدركت العبارة عن الجليس الصالح الكافي.
(2) كذا، وفي الجليس الصالح: ينصب.
(3) سورة الأعلى، الآيات: 14 - 19.
(4) عن الجليس الصالح، وبالأصل: ليحجرك، بالراء.
278

عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما يأتي ثم قال كفى بالمرء عيبا أن
يكون فيه ثلاث خصال أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه ويستحي لهم مما هو
فيه ويؤذي جليسه بما لا يعنيه ثم قال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا
حسب كحسن الخلق [* * * *]
قال القاضي في خبر أبي ذر هذا أنواع من الحكم وفوائد العلم والأنباء عن
الأمور الحالية (1) والإخبار عن الأيام (2) الماضية وفيه اعتبار لأولي البصائر والعقول
وتنبيه لذوي التمييز والتحصيل
وقد روينا في كثير من فصوله روايات موافقة لألفاظه ومعانيه وأخر مضارعة لما
اشتمل عليه من الأغراض فيه وروينا في بعض فصوله روايات مخالفة لظاهر ما تضمنه
إلا أنها إذا تؤملت (3) رجعت إلى التقارب إذا اقتضت غلطا من بعض الرواة فأما ما ثبت
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاله وأخبر به فهو الحق الذي لا مرية فيه ولا ريب في صحته والقطع
على حقيقة مغيبه (4)
قال القاضي في (5) خبر أبي ذر ما دل على أن من الأنبياء من أوتي النبوة فأرسل إلى
طائفة ومنهم من كان نبيا غير مرسل إلى أحد وقد قال الله تعالى ذكره " وما أرسلنا
قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " (6)
وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن منكم محدثين [* * * *]
وذكر عمر رضوان الله عليه ومن الدعاء المنتشر المستعمل الظاهر على ألسنة
خاصة المسلمين وعامتهم اللهم صل على ملائكتك المقربين وعلى أنبيائك
والمرسلين وظاهر هذا يقتضي الفصل بين الفريقين وقد أحال هذا بعض المنتسبين
إلى علم الكلام ومن يدعي له فريق مفتون به مغرور بمخاريقه وأحال أيضا أن لا يختص

(1) في الجليس الصالح: الخالية.
(2) الجليس الصالح: " الأمور ".
(3) عن الجليس الصالح وبالأصل: تأملت.
(4) عن الجليس الصالح وبالأصل: معينة.
(5) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
(6) سورة الحج، الآية: 52.
279

أحد من الأنبياء بشئ من الشريعة مجدد (1) على يده مخالف في الصورة لما أتى به من
تقدمه وأن يقتضي به في الدلالة على صدقه وصحة نبوته يخبر نبي من الأنبياء بذلك
وتعيينه عليه تعيينا لا يشكل وكل ما أحاله من ذلك على غير ما قدره ولا حجة له في
شئ مما أتى به من ذلك ولا شبهة بوقع العذر له إذا لم يكن الشرع ولا العقل
يحيلانه بل يدلان على جوازه ويشهدان بصحته وقد ثبت الخبر الصادق به وله في
إعجاز القرآن وصحة شهادته بالصدق للنبي (صلى الله عليه وسلم) كلام يبعد من إطلاق مثله مثل من صحت
فكرته (2) وسلمت من التعصب والتحامل والغفلة والتجاهل طريقته وكنت (3)
استبعدت هذا حين حكي لي عنه إذ لم يكن عندي ممن بلغ في الذهاب عن النظر
الصحيح هذا الحد إلى أن رأيته مثبتا بخطه وقد حكيته على جهته في معناه ولفظه في
غير موضع من ذلك كتابنا المسمى التأويل الموجز عن علم القرآن المعجز وليس
كتابنا هذا من مواضع البيان عن ذلك والاشتغال بحكايته وإيضاح القول فيه وتبيين
فساده
وقد قال بعض أهل العلم لو سكت من لا يعلم لاسترحنا
وأنا أقول لو كان له من (4) يردعه ويكفه ويمنعه ويقبضه ويقدعه ويسكته
قهرا ويصمته قسرا أو كان من يصرفه عن شنيع (5) الجهالات ويديع الضلالات
بالتأديب والقصب والتثريب والتبكيت والتأنيب لرجونا أن يعفي الناس بذلك عما
ينالهم الضرر أو كثير منه من جهته وإلى الله المشتكى وهو المستعان على كل (6)
حادثة وبلوى
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين (7) بن المهتدي أنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك نا

(1) عن الجليس الصالح وبالأصل: محمد.
(2) بالأصل " فكرية " وفي الجليس الصالح: " فطرته " ولعل الصواب ما ارتأيناه.
(3) عن الجليس الصالح، وبالأصل: وكتب.
(4) في الجليس الصالح: دين يردعه.
(5) عن الجليس الصالح، وبالأصل: تشيع.
(6) زيادة عن الجليس الصالح.
(7) بالأصل: أبو الحسن خطأ، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
280

إسحاق بن إبراهيم بن سفيان نا زكريا بن يحيى نا محمد بن زفر الأصبهاني نا
محمد بن خالد الهاشمي الدمشقي نا محمد بن حمير الحمصي نا صفوان بن عمرو
السكسكي عن شريح بن عمير قال كذا قال فقلت إنما هو شريح بن عبيد قال كذا
هو عندي عن أبي السمير الترمذي عن كعب الأحبار
أن الله أنزل على آدم عليه السلام عصيا بعدد الأنبياء المرسلين ثم أقبل على
ابنه شيث فقال أي بني أنت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى
وكل ما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق
العرش وأنا بين الروح والطين كما أني طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعا
إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا
غرفة إلا اسم محمد مكتوبا ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين
وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى
وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة فأكثر ذكره فإن الملائكة تذكره في كل
ساعاتها (1)
بلغني أن شيث بن آدم توفي يوم الثلاثاء في تسع ساعات من لنهار لتسعة
وعشرين يوما من شهر آب في عشرين سنة من حياة خنوج وكانت حياة شيث تسع مائة
واثنتي عشرة سنة وحنطه ابنه أنوش (2) بالمر واللبان والسليخة (3) ودفن في مغارة
الكنور مع آدم عليهما الصلاة والسلام وناحوا عليه أربعين يوما ومات آدم ولشيث
مائتان وخمس سنين (4)

(1) بالأصل: ساعتها.
(2) أنوش كصبور كما في التاج، قال: ويقال: بانش كصاحب وآدم ويقال: إنوش بكسر الهمزة بمعنى
إنسان.
(3) السلبخة: شئ من العطر كأنه قشر منسلخ ذو شعب (اللسان).
(4) في تاريخ الطبري 1 / 162 وخمس وثلاثين سنة.
281

" ذكر من اسمه شيران "
2782 شيران بن محمد
سمع أبا الحسن خيثمة بن سليمان بأطرابلس وأبا الطيب محمد بن علي الرقي
بصور
روى عنه أبو الغنائم الحسن بن علي بن الحسن بن (1) علي بن حماد الأهوازي
الزاهد
أنبأنا أبو الحسن بن علي بن المسلم الفرضي قالا أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن
أبي عقيل الكرخي نا الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن حماد أبو الغنائم
إملاء في جمادى الأول سنة اثنين (2) وثلاثين وأربعمائة نا شيران بن محمد نا
خيثمة بن سليمان بأطرابلس نا محمد بن سعيد العوفي نا أبي حفص بن سليمان
عن ليث عن عطية عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رجم يهوديا ويهودية

(1) بالأصل: " عن " خطأ.
(2) كذا.
282

" ذكر من اسمه شير باميان "
2783 الشير باميان
أحد قواد المتوكل
قدم معه دمشق فيما وجدته بخط عبد بن محمد الخطابي وكان قدومه سنة
ثلاث وأربعين
ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن الشير باميان في هذه
السنة (1) ولم يذكر الشهر وزاد قال ومات بسر من رأى وصلى عليه عبد الصمد
صاحب الصلاة

(1) يعني مات.
283

" ذكر من اسمه شيركوه "
2784 شيركوه بن شادي المعروف بأسد الدين (1)
تولى دمشق مدة وقام بحرب الفرنج وفتح حصونهم غير مرة وكان شجاعا
مقداما صار مهيبا وحج بالناس سنة خمس وخمسين وخمس مائة ثم قصد ديار مصر
على ثلاث دفعات خلعها في الثالثة وكان مفتاحا للخير بها ويسر الله دعوة الحق
والقبول والسنة بها على يدي الملك الناصر صلاح الدين أدام الله أيامه وكان قد
استخلف الملك الناصر بها وكانت أيام أسد الدين بمصر نحوا من ستين يوما (2)
وتوفي رحمه الله بمصر في يوم السبت سنة أربع وستين وخمسمائة بعد أن حصرها
الفرنج خذلهم الله وطمعوا في ملكها واستعانوا (3) أهلها بأسد الدين فأتاهم معينا
لهم فرد الفرنج عنهم وقتل شاور الجذامي (4) واستولى على ديار مصر وله منة على
كل مسلم باستنقاذ ديار مصر من أيدي الفرنج

(1) ترجمته في وفيات الأعيان 2 / 479 والوافي بالوفيات 16 / 214 وفيه: شاذي بن مروان بن يعقوب.
وأمراء دمشق للصفدي ص 62 وسير الأعلام 20 / 587 وفي صفحات متفرقة من الكامل لابن الأثير ج 6
بتحقيقنا، والنجوم الزاهرة (ج 5) والعبر 5 / 186 وشذرات الذهب 4 / 211.
(2) في الوفيات: شهرين وخمسة أيام.
(3) كذا بالأصل.
(4) انظر ترجمته في سير الأعلام 20 رقم 329.
284

" حرف الصاد "
" ذكر من اسمه صادر "
2785 صادر بن كامل بن بدر العبسي
شاعر مجيد
قرأت من شعره بخط أبي الحسين الرازي فيما أفاده بعض الدمشقيين عن أبيه
عن جده وأهل بيته من المريين في ذكر أخيه بدر بن كامل وقتل مع أبي الهيذام
* لئن قتلت قحطان نزرا كريما * أراها نجوم الليل كارهة ظهرا
أقام لها سوق الجلاد ابن كامل * فأنفذها قتلا وأوجعها عقرا
فإن يك بدر قد مضى لسبيله * فما مات محشودا ولكن شفا صدرا
فمن ظن أن الحرب ليست تقوده * إذا كان ممن في الوغى بلهيب (1) الجمرا
فقد ظن عجز الرأي منه وقد ثبت * بذلك منه النفس من رأيها خسرا
فلا يبعدن يا نزر إن كنت هالكا * فقد ثبت محمودا لنا ما جدا عمرا
سأبكيك بالبيض الحفا وبالفتى * فإن بها ما أدرك الماجد الوترا
ولست كمن يبكي أخاه بعبرة (2) * يعصرها من جفن مقلته عصرا
ونحن أناس لا تفيض دموعنا * على هالك ميتا وإن قطع الظهرا
تعد لما غنى به من مصابنا * وإن جل ما تمنى به أبدا صبرا *

(1) كذا، ولعله: يلهب الجمرا، لاستقامة الوزن.
(2) بالأصل: بعترة، ولعل الصواب ما أثبت.
285

" ذكر من اسمه صاعد "
2786 صاعد بن الحسن الدمشقي (1)
شاعر له ديوان
مدح أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف الوزير ببغداد
قرأت من شعره بخطه من قصيدة مدح بها أبا القاسم ووصف فيها ليلة وفود
الصدق (2) (3)
* وليل مريض الأفق متقد (4) الحشا * أراح عليه من سنا الصبح عائد
إذا ما بدا نجم من الأفق طالع * بدا تحته نجم من النار واقد (5)
نظمنا عقود الشهب في جنباتها * فهي لأعناق الدياجي قلائد
كأن قصع (6) الصبح ضل دليله * فسار على صدر الدجى وهو وافد (6)
تمد من النيران في كل تلعة * إلى جبهة الجوزاء كف وساعد (7)
كأن الشرار الزهر بين دخانها * نجوم على سطر المجر حواشد
إذا استرجعها الريح مادت فروعها * كما رجع العطفين نشوان مائد (8)

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 16 / 230.
(2) في الوافي: وفود الصبح.
(3) الأبيات في الوافي 16 / 230 - 231 وقال في آخرها: قلت شعر جيد.
(4) بالأصل: مستقد، والمثبت عن الوافي.
(5) بالأصل: وافد، والمثبت عن الوافي.
(6) الوافي: فتيق... وهو واجد.
(7) عن الوافي وبالأصل: وصاعد.
286

جنى اللحظ من أنوارها ما اشتهى ومن * بني يوسف ما تشتهيه المحامد *
فقلت هذه الأبيات من كراسة بخطه مكتوب على وجهها قد وقفت هذه الكراسة
من شعري في جامع دمشق مع سائر الكتب الموقوفة لا تباع ولا تشرى وكتبه صاعد بن
الحسن بخطه
2787 صاعد بن الحسن بن صاعد
أبو العلاء المعروف بزعيم الدولة
قدم دمشق
وذكره لنا أبو عبد الله بن الملحي فيمن اجتمع به بدمشق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد بن الملحي من لفظه وكتبه لي
بخطه قال الأمير زعيم الدولة أبو العلاء صاعد بن الحسن بن صاعد شاعر غزير الشعر
مقتدر على النظم والنثر له معان حلوة وألفاظ حسنة عن جميع ما يذكره ولم يكن
علمه بالعروض والنحو واللغة يضاهي شعره وصل إلى دمشق وقرى من السلطان
ولابس الديوان واستقر قراره مدة مقامه فكان تغشاه ويميل إلى زيارته (1) جماعة
وتتأكد مودته لعصبة مميزة وكان يعرب في أشياء يخترعها منها محان (2) عمله يشيل
الحجارة الثقال وقلم حديد للحف يملأه مدادا يخدم قريبا من شهر لا يجف وأشياء
من هذا الفن وعمل لشرف الدولة مسلم بن قريش فلكا بالقابوسية (3) فيه نحو
وممن (4) يشبهها (5) ومن شعره في شرف الدولة
* على مثلها من محظرات المراتب * أخذت على الطلاب سيل المطالب
فاتهرتها غرما إذا ما انتصبه * مضى حيث لا يمضي شفار الغواضب *
وله من قصيدة في أرتق أولها
* أبدر سرى أم طارق من خيالك * ألم تمنينا برجع وصالك *

(1) رسمها بالأصل: " ببايد " والمثبت عن الوافي.
(2) رسمها بالأصل: رباربه " ولعل الصواب ما أثبت.
(3) كذا رسمها، ولم أحله ولعلها اسم آلة.
(4) كذا رسمها.
(5) كذا بالأصل: نحو وممن يشبهها.
287

قال وكتب إلي حين هجرته
* سمحت في الأيادي بعد تشدد * بالقرب من خير الكرام محمد
حل رضيت به فخل وداده * مني كما حل الورود من الصدي
فعذرتها وعلمت أن مطالها * حتى تخيرت ابن بيت السؤدد *
ومنها
* آليت أفنى شاعرا أخلاقه * ما ساء قولي وامتطت فلما يدي *
ومنها
* وإذا رأى حكم القصاص معافيا * فيا سوءة الصوري ألا تقتدي *
ومنها
* ليكن عقابك لي بحسن تجلدي * لا بالنوى فضعيفة عنها يدي
وله سواد المقلتين مملكا * فلتكتحل عيني به وليبعد *
2788 صاعد بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد
أبو روح بن أبي الفرج الإسفراييني
سمع أبا بكر الخطيب وأبا الحسين بن مكي وأبا القاسم الحنائي (1)
وعبد العزيز الكتاني وعبيد بن إبراهيم بن..... (2) وأبا الحسن بن أبي الحديد
وأبا نصر بن طلاب وأبا الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي القطان وغيرهم
وحدث بشئ يسير
سمع منه أبو القاسم وأبو محمد ابنا صابر سنة ست وثمانين وأربعمائة
وقال أبو القاسم هو ثقة
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا أبو روح صاعد بن سهل بن بشر الإسفرايني أنبأ
أبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أبي العبس الطرابلسي بها أنا أبو عبد الله

(1) غير واضحة بالأصل ورسمها: " كسر " كذا.
(2) بالأصل تقرأ " الجبائي " خطأ والصواب ما أثبت، واسمه الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين،
ترجمته في سير الأعلام 18 / 1300 وفيها يحدث عنه: طاهر بن سهل الإسفرايني.
288

الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل (1) نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة (2) نا
أبو جعفر محمد بن عون بن أبي سفيان الطائي بحمص نا مروان بن محمد الطاطري نا
سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم
الإدام الخل [* * * *]
ح أخبرنا أعلى من هذا أبو الفضل الفضيلي وجماعة قالوا أنا عبد الرحمن بن
محمد بن المظفر أنا عبد الله بن أحمد الحموي أنا عيسى بن عمر السمرقندي أنا
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي نا يحيى بن حسان نا مروان بن محمد فذكره
قرأت بخط أبي نصر أحمد بن محمد بن سعد الطرسي ولد ابن لأخي أبي الفرج
وسماه أبو روح في أول ساعة السادسة من يوم الأربعاء من شهر صفر سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة
وقرأت بخط أبيه أبي الفرج في الثالث عشر من طريق النجوم والثاني عشر من
طريق الرؤيا والعدد من صفر وسألت أبا محمد طاهر بن سهل عن وفاة أخيه أبي روح
صاعد بن سهل فقال توفي في شهر رمضان في السنة التي أخذ الإفرنج فيها القدس
فسألت نصر بن قاسم عن ذلك فقال في سنة اثنين (3) وتسعين وذكر أبو محمد بن
الأكفاني أن صاعد بن سهل توفي يوم السبت الثامن من شهر رمضان سنة اثنين (3)
وتسعين وأربعمائة بدمشق
2789 صاعد بن عبد الرحمن
حكى عنه ابنه عبد الرحمن بن صاعد
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن عروان نا أحمد بن
المعلى نا عبد الرحمن بن صاعد بن عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول لما خرج
أبو العميطر ينفي أهل العراق عن مدينة دمشق فخرجت إلى مدينة حمص واختفى أخ
لي يقال له عبيد الله بدمشق فوقع في يده فأمر بضرب عنقه فقتل

(1) ترجمته في سير الأعلام 17 / 339.
(2) بالأصل: " حيدر " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 15 / 412.
(3) كذا بالأصل.
289

2790 صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السلام
ابن صاعد بن (1) عبد الحميد بن باكر بن عبد الله
أبو القاسم التميمي ويقال البصري
النحاس المعروف بابن البراد
روى عن شعيب بن شعيب بن (2) إسحاق وبريد بن عبد الصمد ويزيد بن
عبد الحميد بن أبي حمانة والعباس بن الوليد بن مزيد وشعيب بن عمرو وأبي أمية
الطرسوسي وعبد الحميد بن حماد وعمر بن نصر العبسي وإبراهيم بن مرزوق
وبكار بن قتيبة والربيع بن سليمان المرادي ومحمد بن سليمان بن بنت مطر وأبي
عتبة أحمد بن الفرج وإسماعيل بن حمدويه البيكندي وإسماعيل بن أبان بن حوي
وإبراهيم بن أبي حميد اللهبي ومحمد بن يعقوب بن حبيب الغساني وأبي زرعة
الدمشقي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ووزير بن القاسم الجيلي
روى عنه أبو الحسين الرازي وهو نسبه وأبو بكر بن المقرئ وعبد الوهاب
الكلابي وأبو (3) الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري البغدادي وأبو هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن
ذكوان وأبو سليمان بن زبر وأبو العباس بن السمسار وأبو جعفر أحمد بن محمد بن
عبيد بن عبد المؤمن بن سدرة المصري وأبو عمران موسى بن عمران بن موسى بن
هلال السلماسي
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري ثنا أبو الحسن علي بن
حجر بن القزويني نا أبو الحسن علي بن عمر (4) بن سهل بن حبيب السلمي الحريري
حدثني صاعد بن عبد الرحمن النحاس بدمشق نا الربيع بن سليمان نا أسد يعني ابن
موسى نا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أن نعتدل في الجلوس ولا نستوقر

(1) بالأصل " عن " خطأ.
(2) بالأصل " عن " خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 304.
(3) بالأصل: وأبي.
(4) مر قريبا: عمرو.
290

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور أنا منصور بن الحسين بن
علي بن القاسم بن داود وأحمد بن محمود بن أحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن
المقرئ ثنا أبو القاسم صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد الدمشقي بدمشق ثنا
يزيد (1) بن عبد الصمد نا سلامة بن بشر بن بريد نا يزيد بن السمط عن الأوزاعي
أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الغادر ينصب
له لواء يوم القيامة عند استه (2) يقال هذه غدرة فلان [* * * *]
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال أنا أبو سعيد بن يونس
صاعد بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن صاعد بن عبد الحميد بن باكر بن عبد الله
البصري يكنى أبا القاسم دمشقي قدم مصر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة
حدث عن العباس بن الوليد بن مزيد وطبقته نحو (3) وتوفي بمصر بعد قدومه
مصر بيسير وكان ثقة
قرأت بخط نجا بن أحمد العطار فيما قرأته بخط أبي الحسين الرازي في تسمية
من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو القاسم صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن
عبد السلام التميمي ويعرف بابن البراد مات في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال في شهر ربيع الأول يعني من سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة توفي صاعد بن البراد
2791 صاعد بن محمد بن الحسين
ابن علي الأنصاري
استجار منه أبو محمد بن صابر لنفسه ولولده أبي المعالي وغيرهما بدمشق سنة
إحدى وعشرين وخمس مائة

(1) مر قريبا: بريد.
(2) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن مجمع الزوائد 5 / 330.
(3) كذا بالأصل.
291

" ذكر من اسمه صافي "
2792 صافي بن إبراهيم بن الحسن
أبو البركات
ويكنى أبا الحسن الطرسوسي المقرئ الضرير معبر الأحلام
سمع أبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس العاقولي وسهل بن بشر
وإبراهيم بن محمد بن يونس المقدسي الخطيب
سمعت منه وكان مستورا
أخبرنا أبو الحسن صافي بن إبراهيم بن الحسن أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن
أحمد () 1 سنة تسع وثمانين وأربعمائة أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي
بمصر أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير (2) الذهلي نا أبو
عمران موسى بن هارون بن عبد الله نا يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران
بمكة نا عكرمة بن عمار نا أبو كبير (3) السحيمي عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنب [* * * *]
وأخبرناه أبو محمد الداراني أنا سهل فذكره
توفي صافي بن إبراهيم ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الثالث عشر من جمادى
الأولى سنة سبع وعشرين وخمس مائة ودفن بباب الصغير

(1) ترجمته في سير الأعلام 19 / 162.
(2) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16 / 204.
(3) بالأصل: كثير، والمثبت عن الأنساب، واسمه: يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي، ويقال ابن
عقيلة بدل أذينة. والسحيمي - ضبطت عن الأنساب: نسبة إلى سحيم وهو بطن من حنيفة نزل اليمامة.
292

2793 صافي بن عبد الله النحوي (1)
ولي إمرة دمشق خلافه لمولاه الحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف
الفرغاني (2) وكان وليها من قبل ابني أخيه أبي القاسم أونوجور (3) وأبي الحسن علي
ابني الأسيد محمد بن طغج وكان مقام الحسن بالرملة فلم يقدمها في ولايته وبعث
صافيا فتسلمها له وأقام بها أكثر من شهرين وذلك سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ثم
عزل عنها
2794 صافي بن عبد الله
أبو الحسن الأرمني
عتيق قاضي القضاة أبي عبد الله الشهرستاني
سمع الفقيه نصر بن إبراهيم الزاهد
كتبت عنه وكان خيرا مواظبا على الصلوات في الجماعات كثير التنقل
أخبرنا أبو الحسن صافي بن عبد الله نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي
من لفظه بصور أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزالي
بصور أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق (4) أنا أبو محمد
خلف بن عمرو بن عبد الرحمن البزاز العكبري (5) في سنة أربع وتسعين ومائتين
قراءة عليه نا عبد الله بن الزبير الحميدي في أسلاخ ذي القعدة سنة ثمان عشرة
ومائتين نا موسى بن شيبة من ولد كعب بن مالك عن محمد بن كليب عن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الإمام ضامن فما صنع فاصنعوا [* * * *]
توفي صافي بن عبد الله يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين
وخمس مائة وحضرت دفنه بباب الصغير

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 366 وأمراء دمشق للصفدي ص 63.
(2) انظر ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 360.
(3) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 349.
(4) ترجمته في سير الأعلام 16 / 334.
(5) ترجمته في سير الأعلام 13 / 577.
293

" ذكر من اسمه صالح "
2795 صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار
أبو مسعود الميانجي (1) القاضي
ابن أخي يوسف القاسم
سكن صيدا
وحدث عن أبيه وعمه وأبي بكر محمد بن موسى بن الحسين المراغي وأبي
عمران موسى بن عبد الرحمن بن الصباغ وأبي العباس عبد الله بن عبد الملك بن
الأصبغ وأبي طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان وأبي حازم عبد المؤمن بن
المتوكل بن مشكان البيروتي والفضل بن جعفر التميمي وأبي بكر أحمد بن محمد بن
أحمد الكوي المصيصي ومحمد بن جعفر بن أبي كريمة والقاضي بن (2) إدريس
الميمون بن المبارك
روى عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أبي عقيل وولده أبو الحسن
محمد بن عبد الله وأبو جعفر أحمد بن محمد بن متوه (3) المروروذي وأبو الحسن
علي بن بكار بن أحمد بن بكار الصوري وسعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي
وإبراهيم بن سكر الحنائي وأبو نصر بن طلاب وأبو علي الأهوازي المقرئ وأبو

(1) بالأصل غير واضحة ورسمها: " المتابحى " والصواب ما أثبت، الميانجي ضبطت عن الأنساب، وهذه
النسبة إلى ميانج: موضع بالشام ذكره السمعاني وترجم له.
وترجمته في معجم البلدان " ميانج ".
(2) كذا بالأصل.
(3) كذا بالأصل هنا، وسيرد قريبا: متويه.
294

القاسم الحسن بن الفتح بن عبد الله المريدي (1) وعبد العزيز بن أحمد الكتاني
إجازة
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد قالا أنا أبو جعفر
أحمد بن متويه المروروذي المعروف بكاكوا قراءة عليه بنيسابور أنا أبو مسعود
صالح بن أحمد بن القاسم بصيدا أنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن البيروتي نا
عثمان بن خرزاذ (2) نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة نا أبو أحمد الزبيري عن السري
عن عاصم الأحول عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا ذا الأذنين [* * * *]
قال أنا أبو محمد بن الأكفاني توفي صالح ابن أخي القاضي يوسف بن القاسم
الميانجي رحمه الله
سكن صيدا في شهور سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قرأت بخط أبي طاهر محمد بن علي
الصوري الكاتب توفي أبو مسعود الميانجي قاضي صيدا في التاسع عشر من شهر ربيع
الأول سنة تسع وعشرين وسار القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض
والصوريون إلى صيدا للصلاة عليه قال غيث ذكرت هذا للقاضي ابن وضاح قاضي
صيدا فقال ما أظن أن القاضي جاء للصلاة عليه أو نحو ذلك
2796 صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد
أبو الفضل بن أبي عبد الله الشيباني
البغدادي قاضي أصبهان (3)
حدث عن أبيه وعلي بن المديني وأبي الوليد الطيالسي وإبراهيم بن أبي
سويد وعبد الله بن أبي بكر العتكي (4) وإبراهيم بن الفضل الذارع وعمرو بن عون
وعفان بن مسلم

(1) كذا رسمها مهملة بدون نقط.
(2) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت وضبط عن تقريب التهذيب: بضم المعجمة وتشديد الراء
بعدها زاي.
(3) ترجمته في أخبار أصبهان 1 / 348 العبر 2 / 30 وشذرات الذهب 2 / 149 سير الأعلام 12 / 529 وتاريخ
بغداد 9 / 317.
(4) ترجمته في سير الأعلام 10 / 423.
295

روى عنه ابنه زهير والحسن بن حبيب وأبو بكر الخرائطي ويوسف بن
فورك المستملي وأبو بكر محمد بن عبد الله بن جبلة الطرسوسي ومحمد بن بكار بن
يزيد السكسكي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى القصار (1) ومحمد بن
أحمد بن يزيد ومحمد بن عمر بن عبد الله ومحمد بن الفيض (2) وسمع منه
بالرملة وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن سلام
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو علي الحسن ين حبيب قراءة عليه ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن
حنبل البغدادي بدمشق حدثني أبي نا حماد بن خالد الخياط نا مالك بن أنس نا
زياد بن سعد عن الزهري عن أنس قال سدل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ناصيته ما شاء الله أن
يسدل ثم فرق بعد ذلك
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا
أبو نعيم الحافظ (3) نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى القصار قال سمعت
صالح بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول سمعت سفيان يقول سمعت الزهري
يقول سمعت ابن المسيب يقول طوبى لمن كان عيشه كفافا وقوله سدادا
وذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي أن صالح بن
أحمد بن حنبل ولد سنة ثلاث ومائتين
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل أبو الفضل قاضي أصبهان كتبت
عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة

(1) ترجمته في سير الأعلام 15 / 568.
(2) ترجمته في سير الأعلام 14 / 427.
(3) الخبر في أخبار أصبهان 1 / 348.
(4) الجرح والتعديل 4 / 394.
296

روى عن أبي الوليد وإبراهيم بن أبي سويد وعبد الله بن أبي بكر العتكي
وروى عن إبراهيم (1)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل
الشيباني سكن بغداد سمع أبا عبد الله محمد بن كثير العبدي وأبا الحسن علي بن
عبد الله السعدي روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن كثير العبدي
وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد أبو الفضل
الشيباني سمع أباه وأبا الوليد الطيالسي وإبراهيم بن الفضل الذارع (3) وعلي بن
المديني روى عنه زهير وأبو القاسم البغوي ومحمد بن جعفر الخرائطي
ويحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد وقال ابن أبي حاتم كتبت عنه بأصبهان وهو
صدوق ثقة
قال الخطيب وكان قد ولي قضاء أصبهان وخرج إليها فمات بها
قال الخطيب وحدثني أبو يعلى محمد بن الحسين (4) بن محمد بن الفراء قال
وجدت في كتاب عبد العزيز صاحب الزجاج قال أبو بكر بن أبي صالح العكبري
قدم صالح بن أحمد بن طرسوس
وقد كان ولي القضاء بها فكان يجلس ببغداد للفقه فجاءت عجوز فقالت من
منكم صالح فدخلت فوقفت به وقالت صالح كيف أصبحت فرفع رأسه إليها
وقال إيش (5) هذا فقالت له إني أعرف أباك وهو يخرج ولا شئ على رأسه ما رفعه
بهذه يعني الطويلة إنما (6) رفعه من فوق

(1) قوله: " وروى عن إبراهيم " سقط من الجرح والتعديل.
(2) تاريخ بغداد 9 / 317.
(3) عن تاريخ بغداد، وبالأصل: الذراع.
(4) بالأصل: " بن أبي الحسين " والصواب عن تاريخ بغداد، وانظر ترجمته في سير الأعلام 1 / 89.
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل: ليس.
(6) عن تاريخ بغداد وبالأصل: انها.
297

قال الخطيب (1) قال لي أبو يعلى وذكر أبو بكر الخلال في كتاب أدب القضاء من
الجامع قال
أخبرني محمد بن العباس حدثني محمد بن علي قال لما صار صالح إلى
أصبهان وكنت معه أخرجني هو ودخل أصبهان فبدأ بمسجد (2) الجامع فدخله فصلى
ركعتين واجتمع الناس والشيوخ وجلس وقرئ عهده الذي كتب له الخليفة جعل
يبكي بكاء شديدا حتى غلبه فبكى الشيوخ الذين قربوا معه فلما فرغ من قراءة العهد
جعل المشايخ يدعون له ويقولون له ما ببلدنا (3) أحد إلا وهو يحب أبا عبد الله ويميل
إليك فقال لهم تدرون ما الذي أبكاني ذكرت أبي أن يراني في مثل هذه الحال وكان
عليه السواد قال كان يبعث إلى خلفي إذا جاءه رجل زاهد ورجل متقشف لأنظر (4)
إليه أن يحب أن أكون مثله أفتراني مثله ولكن الله يعلم ما دخلت في هذا الأمر إلا لدين
قد غلبني وكثرة عيال أحمد الله وكان صالح غير مرة إذا انصرف من مجلس الحكم
يترك سواده ويقول تراني أموت وأنا على هذا
قال وأنا علي بن أبي علي أنشدنا محمد بن العباس الخزاز أنشدني أبو القاسم
التوزي أبي وأنا أسمع للعباس الخياط (5) في صالح بن أحمد بن حنبل
* جاد بدينارين لي صالح * أصلحه الله وأخزاهما (6)
فواحد تحمله ذرة * وبلغت الريح نادناهما (7)
بل لو وزنا لك طلبهما * ثم عهدنا فوزناهما
لكانا لا كانا ولا أفلحا * عليهما يرجح ظلاهما *
قال الخطيب قد اعتد هذا القائل في قوله وما ذكر به (8) صالحا لأنه كان من
السماحة على خلاف ما ذكره

(1) المصدر نفسه 9 / 318.
(2) بالأصل: " فيه المسجد " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) بالأصل: " مليكدنا " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن تاريخ بغداد.
(5) الأصل: " الحفاظ " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) عن تاريخ بغداد وبالأصل: أخزاكما.
(7) تاريخ بغداد: ويلعب الريح بأقواهما.
(8) عن تاريخ بغداد، وبالأصل: ذكرته.
298

قال الخطيب وحدثني عبد العزيز بن جعفر عن أبي بكر الخلال قال كان
صالح بن أحمد بن حنبل شيخا (1) جيدا خبرني الحسن بن علي الفقيه بالمصيصة
قال كان صالح قد افتصد فدعا إخوانه وأنفق في ذلك اليوم نحوا (2) من عشرين دينارا
في طيب وغيره قال كان وأحسب كان في الدعوة ابن أبي (3) مريم وذكر عدة
قال فإذا أبو عبد الله قد دق الباب قال فقال له ابن أبي (3) مريم أسبل علينا الستر
لا تفتضح ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطيب قال فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار
وسأله عن أحواله وقال له خذ هذه الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام وخرج فقال ابن
أبي مريم لصالح فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا أبو الحسن المؤدب
أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الحسن بن علي فيها يعني سنة أربع وستين
ومائتين مات صالح بن أحمد بن حنبل
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود المعدل أنا أبو نعيم الحافظ (4)
قال صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها وتوفي بها وقبره بباب
تيرة (5) بالمدينة حدث عنه ابن أبي عاصم وروى عن أبيه وعن أبي الوليد الطيالسي
والبصريين توفي سنة خمس وستين ومائتين
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب (6) أنا محمد بن عبد الواحد أنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولي القضاء بأصبهان
فخرج من ها هنا فمات بها وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين وله حينئذ ثلاث
وستون سنة وكان مولده سنة ثلاث ومائتين

(1) تاريخ بغداد: سخيا.
(2) بالأصل: نحو، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(4) أخبار أصبهان 1 / 348.
(5) في أخبار أصبهان: طيره.
(6) تاريخ بغداد 9 / 319.
299

2797 صالح بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
أبو الخير الكاثي (1) الخوارزمي الصوفي
شاب قدم علينا طالبا للعلم فنزل في دفتره (2) السميساطي وأقام بها مدة وأقام
على صحيح مسلم ومسند أبي (3) عوانة الإسفرايني وزهد ابن المبارك ومسند
الشافعي وغير ذلك وقرأ صحيح البخاري على أبي الفضل بن القرة وسمع من جماعة
بدمشق وحصل شيخا بما سمع وكان قد سمع بخراسان أبا سعد محمد بن (4) يحيى
الحنري (5) وأبا (6) فراس أسامة بن عبد الوارث وأبا الحسن علي بن جندب بقزوين
وأبا عبد الله بن خميس وأبا بكر محمد بن عمار المراغي الموصلي وحج من دمشق
وزار البيت المقدس وخرج غازيا إلى بانياس وكان كثير الصوم وأدركه أجله
بدمشق وكنت قد علقت عنه شيئا يسيرا
حدثني أبو الخير أنا أبو فراس أسامة بن عبد الوارث بن محمد بن
عبد المنعم بن عيسى بن محمد بن عيسى الأسدي الأبهري بها أنبأ والدي أبو
المكارم عبد الوارث بن محمد في شعبان سنة أربع وخمس مائة ثنا أبو الحسين
محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان سنة أربعين وأربعمائة بغزة نا أبو الفتح
محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأنباري المعروف بابن النحوي من لفظه بالرملة نا
يوسف بن يعقوب الأنباري نا جدي حدثني أبي عن أبي شيبة القاضي عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن من الشعر حكمة وأصدق بيت قالته العرب
* ألا كل شئ ما خلا لله باطل (7)

(1) هذه النسبة إلى كاث وهي بلدة كبيرة من نواحي خوارزم إلا أنها شرقي جيحون (ياقوت).
(2) كذا رسمها بالأصل. ولعله: " دوبره ".
(3) بالأصل: أبو.
(4) بالأصل: أبا سعد بن محمد يحيى، وفوق بن ومحمد بن علامتا تقديم وتأخير، وهو ما أثبت.
(5) كذا رسمها.
(6) بالأصل: " ونا أبا فراس ".
(7) البيت للبيد، ديوانه ط بيروت ص 132 وعجزه فيه:
* وكل نعيم لا محالة زائل
300

قلت لأبي قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن من الشعر حكمة [* * * *] فقال لي منشدا
* قل للذي يدعي في العلم فلسفة * حفظت شيئا وغابت عنك أشياء (1) *
ثم قال لي أي يا بني هذه من تسمى من التبعيض قال الله عز وجل " وننزل
من القرآن ما هو شفاء " (2) فمعناه وننزل القرآن الذي هو شفاء وقال الله عز وجل
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " (3) أفتراه أمرنا أن نغض بعض البصر معناه قل
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
توفي أبو الحسين الكاثي الصوفي يوم الخميس بعد صلاة العصر الرابع من شهر
ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة ودفن قبلي طاحونة الصخرة في مقابر
الصوفية وشهدت دفنه والصلاة عليه
2798 صالح بن أبي الأخضر اليمامي
مولى هشام بن عبد الملك (4)
كان يصحب الزهري وخدمه ثم سكن البصرة
وحدث عن الزهري ومحمد بن المنكدر والوليد بن هشام المعيطي وأبي
عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك وخالد بن محمد بن زهير المخزومي
روى عنه عكرمة بن عمار ومعتمر بن سليمان وخالد بن الحارث ومحمد بن
إبراهيم بن أبي عدي وأبو داود الطيالسي والنضر بن شميل ومحمد بن عبد الله
الأنصاري
وإبراهيم (5) الفراهيدي وهارون بن المغيرة والرازي وعيسى بن
يونس والمعافى بن عمران وعبد العزيز بن المختار وعبد الله بن المبارك
وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وأبو الحسن السكن بن نافع الباهلي

(1) البيت لأبي نؤاس، ديوانه ص 7 وفيه: فقل لمن يدعي...
(2) سورة الأسراء، الآية: 82.
(3) سورة النور، الآية: 30.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 5 وتهذيب التهذيب 2 / 524 ميزان الاعتدال 2 / 288 وسير الأعلام
7 / 303 والوافي بالوفيات 16 / 257.
(5) بالأصل: " روى عن إبراهيم " والصواب ما حذفناه لأنه مقحم هنا.
301

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي
قراءة عليه في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة نا محمد بن سليمان
الواسطي نا إبراهيم بن حميد الطويل نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في مجلس من المسلمين يدخل الجنة أول زمرة من
أمتي سبعون ألفا وجوههم أشد بياضا من القمر ليلة البدر فقام إليه عكاشة بن محصن
كأني أنظر إليه عليه نمرة (1) فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال
سبقك بها عكاشة [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي
قراءة عليه وأنا حاضر أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي
البزار (2) نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله نا محمد بن عبد الله الأنصاري نا ابن أبي
الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من أولي معروفا فليكاف به فإن لم يستطع فليذكره فإذا ذكره فقد شكره ومن
تشبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور [* * * *]
رواه يوسف بن عيسى بن الطباع عن الأنصاري عن أبي عامر صالح بن رستم
الخزاز عن الزهري
أخبرناه أبو منصور بن رزيق أنا أبو الحسين بن سعيد العطار قال نا أبو بكر
الخطيب (3) أنا أبو القاسم التنوخي نا عبد الله بن أحمد بن ماهبرد (4) الأصبهاني نا
أحمد بن عبد الله بن سابور ثنا يوسف بن عيسى بن الطباع ببغداد نا محمد بن
عبد الله الأنصاري عن أبي عامر صالح بن رستم عن الزهري عن عروة عن عائشة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
من أولي معروفا فليكاف به فإن لم يستطع ليشكره فإن لم يستطع فليذكره فمن

(1) النمرة: هي شملة فيه خطوط بيض وسود (اللسان).
(2) عن سير الأعلام، وبالأصل: " الراز " ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 408 وسير الأعلام 16 / 252.
(3) الخبر في تاريخ بغداد 14 / 305 في ترجمة يوسف بن عيسى الطباع.
(4) تاريخ بغداد: ماهبزد.
302

ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور [* * * *]
أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو (1) حامد الأزهري أنبأ محمد بن
عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا
إبراهيم بن حميد ثنا صالح عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أهديت
لحفصة شاة ونحن صائمتان فأفطرتني وكانت بنت أبيها فدخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فذكرت ذلك له فقال أبدلا يوما مكانه [* * * *]
قال الذهلي وحديث سفيان يعني ابن أبي حسين وجعفر وصالح عن عروة وهم
لا شك فيه
أخبرنا أبو بكر أيضا أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو الحسن بن
السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا عباس بن
محمد نا يحيى بن معين نا عبد الرزاق نا ابن جريج قال قلت لابن شهاب حدثك
عروة عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أفطر في التطوع فليقضه فقال لم أسمع من
عروة في ذلك شيئا ولكن حدثني في خلافة سليمان إنسان عن بعض من كان يسأل
عائشة أنها قالت أصبحت أنا وحفصة صائمين فقرب إلينا طعام فابتدرتاه وأكلتاه
فدخل النبي (صلى الله عليه وسلم) فنذرتني حفصة وكانت ابنة أبيها فذكرت ذلك له فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
صوما يوما [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد التميمي أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال قال محمد بن عمر (3) عن سفيان قالت وسمعت
الزهري يحدث عن عائشة قالت أصبحت أنا وحفصة صائمتين فقيل للزهري هو عن
عروة قال لا ولكن كان صالح بن أبي الأخضر حدثناه عن الزهري عن عروة فلما
قال الزهري ليس هو عن عروة ظننت أن صالحا أتي من قبل العرض
أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد

(1) زيادة منا للإيضاح، واسمه أحمد بن الحسن بن محمد، ترجمته في سير الأعلام 18 / 254.
(2) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 553 - 554.
(3) عند أبي زرعة: محمد بن أبي عمر.
(4) كذا وثمة سقط في السند، فإسماعيل بن مسعدة ولد سنة 407 ومات بجرجان سنة 474، انظر ترجمته
في سير الأعلام 18 / 564 فكيف سمع منه ابن عساكر، والمشهور أنه ولد سنة 499 ه‍.
303

الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال كتب إلي أبو أيوب أنا أبو غسان يعني
محمد بن عمر الرازي زنيجا نا هارون بن (2) المغيرة ثنا صالح بن أبي الأخضر
وزعم ابن المبارك أنه كان خادما للزهري
قال وأنا أبو أحمد (3) ثنا ابن سلم نا عباس الخلال نا أبو مسهر نا عيسى بن
يونس نا صالح بن أبي الأخضر قال قال لي الزهري معك من حديث الأعمش
شئ فتحدثني به
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الرابعة
من أهل البصرة صالح بن أبي الأخضر
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (5) قال صالح بن أبي الأخضر عن الزهري لين (6) هو مولى
هشام بن عبد الملك القرشي نزل البصرة يقال كان يماميا قال يحيى ليس
بشئ
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا عبد الرحمن بن محمد أنا
حمد بن عبد الله إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (7) قال صالح بن أبي الأخضر روى عن الزهري روى عنه عكرمة بن عمار
ومعتمر وخالد بن الحارث وابن أبي عدي وأبو داود والنضر بن شميل

(1) الكامل في الضعفاء لابن عدي 4 / 65.
(2) عن ابن عدي وبالأصل " عن " خطأ.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 272.
(4) التاريخ الكبير 4 / 273.
(5) بالأصل: " ليس " والمثبت عن البخاري.
(6) الجرح والتعديل 4 / 394.
(7) بالأصل: " قال ابن عدي " والصواب: " وابن أبي عدي " أثبتت عن الجرح والتعديل.
304

والأنصاري ومسلم بن إبراهيم سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن أحمد أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا أبو جعفر العقيلي (1) نا
محمد بن عيسى نا صالح بن أحمد قال حدثنا علي (2) قال سمعت معاذا وذكر
صالح بن أبي الأخضر فقال قال لي هذا الكتاب سمعته من الزهري وقرأه علي
وقرأته عليه قلت لمعاذ ذكر كم كان الكتاب قال كثير (3) قال معاذ وكان يقول
حدثنا ابن شهاب فقلت لمعاذ فهو إذا أصح أصحاب الزهري سماعا قال فهو
كذاك قال فأخبرت أنا معاذا يقول يحيى فيه فقال معاذ إنما اجتمعوا عليه فقال
لي أراهم قد أكثروا (4) علي وأنا خليق أن أطردهم قال معاذ قلت كيف قال قال
ترى غدا فتكلم في سماعه وذكر معاذ حديث الإفك والثلاثة الذين خلفوا فقلت
لمعاذ فإن معمرا قرأ حديث الإفك على الزهري فقال معاذ قال لي بشر بن المفضل
سألت صالحا عن هذين الحديثين قلت سمعتهما من الزهري قال نعم فلما كان
من العشي رحت إلى يحيى بن سعيد فأخبرته بقول معاذ هذا في صالح بن أبي الأخضر
فقال يحيى ليتني عنده ثم قال يحيى قال لي عبيد الله بن (5) عثمان إن صالحا
يصحح هذا الحديث وهو مما سمع أن أبا بكر قال لو رأيت رجلا على حد قال
يحيى فكنا عند شعبة أنا وصالح بن أبي الأخضر وعبد الله بن عثمان فسألته عنه
فقال لي من غير أن يغضبه إنسان لا أدري سمعته من الزهري وقرأته (6) قال يحيى
ثم قال لنا بعد ذلك حدثني منه ما قرأت على الزهري ومنه ما سمعت منه ما وجدت
في كتاب فلست أفصل ذا من ذا وكان قدم علينا قبل ذلك فكان يقول حدثنا الزهري
حدثنا (7) الزهري

(1) الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 198 - 199 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 6 من طريق
صالح بن أحمد بن حنبل.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن العقيلي.
(3) عند العقيلي: كان كبيرا.
(4) مكان " قد أكثروا " بالأصل: " فذكروا " والمثبت عن العقيلي.
(5) بالأصل هنا عبيد الله خطأ وسيرد صوابا عبد الله " كما في العقيلي.
(6) عند العقيلي: أو قرأته.
(7) عن العقيلي وبالأصل: حديث.
305

قال ونا أبو جعفر (1) نا زكريا بن يحيى نا محمد بن المثنى قال ما سمعت
يحيى يحدث عن صالح بن أبي الأخضر وسمعت عبد الرحمن يحدث عنه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الرحمن بن
عثمان أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال قلت لأحمد يعني ابن حنبل من أي
شئ ثبت يعني حديث أبي هريرة في الشفعة (3) قال رواه صالح بن أبي الأخضر
يعني مثل رواية معمر قلت له وصالح يحتج به قال يستدل به ويعتبر به
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنبأ عبد الرحمن بن
محمد الفارسي أنبأ أبو أحمد بن عدي (4) نا ابن حماد ثنا صالح نا علي قال قال
يحيى بن سعيد قال لي عبد الله بن عثمان إن صالح بن أبي الأخضر يصحح هذا
الحديث وهو مما سمع أن أبا بكر قال لو رأيت رجلا على حد قال يحيى فكنا
عند شعبة أنا وصالح بن أبي الأخضر وعبد الله بن عثمان قال فسألته عنه فقال لي من
غير أن يغضبه إنسان لا أدري سمعته من الزهري أو قرأته قال يحيى ثم قال لنا
بعد ذلك حديثي (5) منه قرأته على الزهري ومنه ما سمعته ومنه ما وجدت في كتاب
ولست أفصل (6) ذا من ذا قال يحيى كان قد قدم علينا قبل ذلك وكان يقول حدثنا
الزهري وحدثنا الزهري
قال وأنا أبو أحمد (7) نا الحسن بن محمد بن الضحاك نا أحمد بن سعيد بن
أبي مريم قال سمعت علي بن المديني يقول (8) ابن أبي عدي أو معاذ بن معاذ
يقول ألححنا على صالح بن أبي الأخضر في حديث الزهري فقال منه ما سمعت
ومنه ما عرضت ومنه ما لم أسمع فاختلط علي
أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أبي صالح وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا

(1) المصدر السابق نفسه 2 / 198 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 6.
(2) تاريخ أبي زرعة 1 / 464 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 7 من طريق أبي زرعة.
(3) هذا الحديث أخرجه البخاري في كتاب الشركة، 7 باب ح 2496.
(4) الكامل لابن عدي 4 / 64.
(5) عن ابن عدي وبالأصل: حدثني.
(6) عن ابن عدي وبالأصل: أفضل.
(7) المصدر السابق نفسه 4 / 64.
(8) في ابن عدي: " يقول: سمعت ابن عدي... ".
306

أنا أبو بكر بن خلف نا الحاكم أبو عبد الله قال أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح
الهاشمي نا أبو جعفر المستعتبي نا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني نا أبي قال
سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا صالح بن أبي الأخضر قال حدثني (1) منه ما
قرأت على الزهري ومنه ما سمعت ومنه ما وجدت في كتاب ولست أفصل (2) ذا من
ذا قال يحيى وكان قدم علينا فكان يقول حدثنا الزهري حدثنا الزهري
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا محمد بن عبد الله
الأنصاري قال سألت صالح بن أبي الأخضر فقلت له هل سمعت هذا الذي ترويه
عن الزهري فقال منه ما حدثني به ومنه ما وجدت (4) ومنه ما قرأت عليه فلا
أدري ما هذا من هذا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا
يوسف بن أحمد بن يوسف أنا أبو جعفر العقيلي نا محمد بن عيسى
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
عمرو الفارسي نا أبو أحمد بن عدي (5) قال كتب إلي محمد بن الحسن قالا نا
عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ وذكر صالح بن أبي الأخضر فقال سمعته
يقول سمعت من الزهري وقرأت عليه ولا أدري هذا من هذا فقال يحيى زاد ابن
عدي بن سعيد وهو إلى جنبه لو كان هكذا قال محمد بن عيسى لو كان هذا
هكذا جيدا وسمع وعرض وقال ابن عدي ولكنه سمع وعرض ووجد شيئا
مكتوبا فقال لا أدري هذا من هذا
أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن
خلف أنا أبو الحسن العتيقي أنا عمر بن أحمد بن شاهين

(1) كذا بالأصل، ولعله: حديثي.
(2) بالأصل: " أفضل " والمثبت قياسا إلى روايات سابقة.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 272 ونقله عنه المزي في تهذيب الكمال 9 / 7.
(4) قوله: " ومنه ما وجدت " سقط من ابن سعد وتهذيب الكمال.
(5) الخبر في الكامل لابن عدي 4 / 64 والضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 198.
307

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسين
العتيقي أنا أبو عمرو عثمان بن محمد المخرمي نا إسماعيل بن محمد الصفار
ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو الحسين أنا أبو الفتح عبد الملك بن
عمر أنا أبو حفص بن شاهين أنا محمد بن مخلد بن حفص قالا أنا العباس بن
محمد بن حاتم نا عبد الله بن محمد بن حميد بن أبي الأسود قال كان يحيى يقول
لنا في صالح بن أبي الأخضر ما سمعت من الزهري فمنه ما قرأت عليه ومنه ما
سمعت فلا أفصل ذا من ذا
أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة أنا أبو
الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد إجازة أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن
عبد العزيز الهاشمي نا أبو علي حنبل (1) بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول
صالح بن أبي الأخضر من أهل اليمامة قال وقال يحيى بن سعيد أتيته أنا (2) ومعاذ
وخالد فأخرج إلينا حديث الزهري فقال منها ما سمعت ومنها ما لم أسمع ومنها
عرض
قال أبو عبد الله وصدق الشيخ
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر محمد بن
عمر (3) بن بكير المقرئ أنا عثمان بن أحمد بن (4) سمعان
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنا أبو الفضل بن
الحسن بن خيرون أنا محمد بن عمر بن بكير قال قرئ على أبي عمرو عثمان بن
أحمد بن سمعان أنا الهيثم بن خلف نا محمد بن غيلان قال سألت وهب بن جرير
عن صالح بن أبي الأخضر زاد ابن خيرون فقلت وقالا ما شأنه فقال سمع وقرأ
كان لا يميز القراءة من السماع
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن

(1) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 7 من طريق: محمد بن حنبل بن إسحاق.
(2) بالأصل: " ونا " والصواب عن تهذيب الكمال.
(3) كذا بالأصل، ولعل " ح " مقحمة يجب حذفها، وسيرد في السند التالي عثمان بن أحمد بن سمعان.
(4) بالأصل: " محمد وبكر بن بكير " والصواب ما أثبت، وسيرد صوابا في السند التالي.
308

الطيوري وثابت بن البندار قالا أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا نا الوليد بن بكر
أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي قال صالح بن
أبي الأخضر لا يكتب حديثه وليس بالقوي (1)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا أبو
عمر بن حيوية إجازة أنا محمد بن القاسم الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال
رأيت في كتاب علي بن المديني قلت ليحيى يعني القطان حملت عن محمد بن
أبي حفصة (2) قال نعم سمعت حديثه كله ثم رميت به بعد ذلك قال يحيى (3) بن
أبي الأخضر
أخبرنا أبو البركات الحافظ أنا أبو الفضل المعدل أنا أبو العلاء المقرئ أنا
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان بن الغلابي (4) قال نا أبي قال
قال نا أبو زكريا يحيى بن معين قال (5) صالح بن أبي الأخضر ليس بالقوي وقدم
البصرة وليس منهم
قال وأنا ثابت بن بندار وأنا أبو العلاء قال قال يحيى بن معين نا ابن أبي
الأخضر أنا أبو الأحوص أنا الحسن بن صعصعة
ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال
سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن أبي الأخضر ليس بشئ زاد ابن السقاء
سمعت يحيى بن معين لم يكن زمعة بالقوي وهو أصلح من حديث صالح بن أبي
الأخضر قال يحيى صالح بن أبي الأخضر قدم عليهم البصرة وكان يمانيا
قال وسمعت يحيى بن عين يقول قد روى عكرمة بن عمار عن صالح بن أبي
الأخضر قال يحيى ومحمد بن أبي حفصة أحب إلي من صالح بن أبي الأخضر (6)

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 225 وفيه: " يكتب حديثه " بحذف " لا ".
(2) ترجمته في سير الأعلام 7 / 58.
(3) كذا.
(4) بالأصل: " العلا " والصواب عن تهذيب الكمال 9 / 8.
(5) بالأصل: بن، ولعل الصواب ما أثبت.
(6) الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 8 من طريق عباس الدوري.
309

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ثنا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن
محد بن إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت
عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين وصالح بن أبي الأخضر
قال (1) ليس بشئ في الزهري
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
الفارسي نا أبو أحمد بن عدي (2) نا أحمد بن علي المدائني نا الليث بن عبدة
قال سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن أبي الأخضر ليس حديثه بشئ وهو
ضعيف
قال ونا أبو أحمد (3) نا علان نا ابن أبي مريم قال سمعت يحيى بن معين
يقول صالح بن أبي الأخضر ليس حديثه عن الزهري بشئ
قال ونا أبو أحمد (4) نا ابن حماد نا معاوية عن يحيى قال صالح بن أبي
الأخضر بصري ضعيف زمعة (5) ابن صالح أصلح من صالح بن أبي الأخضر
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن (6) أبي الحسين بن الطيوري أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا إبراهيم بن
الجنيد قال سمعت يحيى يقول صالح بن أبي الأخضر ضعيف الحديث
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن علي
ح وحدثني أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة
قالا أنا أبو بكر أحمد بن غالب أنا حمزة بن محمد بن علي نا محمد بن إبراهيم نا
شعيب نا محمد بن إسماعيل البخاري قال صالح بن أبي الأخضر عن الزهري
لين (7)

(1) زيادة منا اقتضاها السياق، انظر الكامل لابن عدي 4 / 64.
(2) الكامل لابن عدي 4 / 64.
(3) المصدر السابق 4 / 65.
(4) المصدر السابق 4 / 64 - 65.
(5) عن ابن عدي، وبالأصل: " تبعه " خطأ فاحش.
(6) بالأصل " بن " خطأ.
(7) بالأصل " ليس " خطأ والصواب ما أثبت، انظر التاريخ الكبير للبخاري 4 / 273.
310

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة نا أبو عمرو
الفارسي قال أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا الجنيدي نا البخاري قال صالح بن أبي
الأخضر ليس بشئ عن الزهري وهو مولى هشام بن عبد الملك القرشي نزل
البصرة يقال كان يمانيا
قال وأنا أبو أحمد (1) قال سمعت ابن حماد يقول قال البخاري صالح بن
أبي الأخضر ضعيف
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا
عبد الوهاب الميداني أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي نا القاسم بن
عيسى العطار نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال صالح بن أبي الأخضر اتهم في
أحاديثه (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال باب من يرغب في الرواية عنهم وكنت
أسمع أصحابنا يضعفونهم فذكرهم وذكر فيهم صالح بن أبي الأخضر بصري
ومحمد بن أبي حفصة بصري يروي عن الزهري وهو لين إلا أنه فوق صالح بن أبي
الأخضر (3)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني نا أبو نصر بن الجبان
إجازة أنا أحمد بن القاسم إجازة حدثني أحمد بن طاهر بن النجم أنبأ سعيد بن
عمرو البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخط (4) في أسامي الضعفاء ومن
تكلم فيه من المحدثين صالح بن أبي الأخضر
قال سعيد (5) قلت لأبي زرعة زمعة بن صالح وصالح بن أبي الأخضر
واهيان قال أما زمعة فأحاديثه عن الزهري كأنه كان يقول مناكير (6) أما صالح

(1) الكامل لابن عدي 4 / 65 وبالأصل: عبدي بدل عدي.
(2) تهذيب الكمال 9 / 8.
(3) الخبر في المعرفة والتاريخ 3 / 40 و 51 وكلمة " بصري " الأولى لم ترد عند يعقوب.
(4) كذا بالأصل ولعله: بخطه.
(5) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 8.
(6) بالأصل: منادر، والصواب عن تهذيب الكمال.
311

فعنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعا وكان لا
يعرف هذا من هذا
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1) قال سمعت أبي يقول صالح بن أبي الأخضر لين الحديث
سئل أبو زرعة عن صالح بن أبي الأخضر فقال ضعيف الحديث وكان عنده
عن الزهري كتابان (2) أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعا فلا يعرف هذا
من هذا
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو يعلى حمزة بن علي بن
الحبوبي قالا أنا سهل بن بشر قالا أنا أبو الحسن بن منير أنا الحسن بن رشيق نا
أبو عبد الرحمن النسائي قال صالح بن أبي الأخضر ضعيف
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله أنا أبو
بكر البرقاني قال سألته يعني أبا الحسن الدارقطني عن صالح بن أبي الأخضر
فقال هو بصري لا يعتبر به لأن حديثه عن ابن شهاب عرض وكتاب وسماع فقيل له
تميز بينها فقال لا
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا
عبد الرحمن بن محد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال ولصالح بن أبي
الأخضر غير ما ذكرت من الحديث عن الزهري وغيره وفي بعض أحاديثه ما ينكر عليه
وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم

(1) الجرح والتعديل 4 / 395.
(2) في الجرح والتعديل: " كنا بين ".
(3) الكامل لابن عدي 4 / 66.
312

2799 صالح بن إدريس بن صالح
أبو سهل البغدادي المقرئ (1)
قرأ القراءات على أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد وأبي الحسن علي بن
سعيد (2) بن الحسن المقرئ المعروف بابن ذؤابة (3) وأبي القاسم علي بن الحسين بن
السفر البزار والحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري
وحدث بدمشق عن يحيى بن محمد بن صاعد وأبي بكر بن الأنباري وأبي
العباس بن مجاهد وأبي مزاحم الخاقاني وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن
السمسار وعلي بن داود وأبي الميمون بن عبد الله الداراني
روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعبيد الله بن
أحمد بن محمد بن فطيس (4) وأحمد بن إبراهيم بن تمام البعلبكي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن صصري
التغلبي أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر حدثني أبو سهل صالح بن إدريس
المقرئ ثنا أبو بكر الأنباري قال سمعت المبرد قال سمعت ابن الأعرابي يقول
فوت الحاجة أيسر من الذل فيها
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن
إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه (5) خليل أبو بكر السلمي المقرئ قال
دخل أبو سهل المقرئ رحمه الله حمام زرعة مرتين ولم يدفع إلى الحمامي شيئا
فلما كان في المرة الثالثة سرمرنه (6) وكلمه فلما انصرف أبو سهل قال إن فتح الله بشئ
دفعته إلى الحمامي فجاءه دينار فجاء به إلى الحمامي فقال له الحمامي يا غلام إنما
استحق عليك شيئا ذكره فقال بنيتك جاء هذا ولو جاء أكثر منه كنت قد جئتك به
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 331 وغاية النهاية 1 / 332 ومعرفة القراء الكبار للذهبي 1 / 302.
(2) عن غاية النهاية ومعرفة القراء وبالأصل: شعيب.
(3) عن معرفة القراء وبالأصل: دوابه.
(4) بالأصل: قطيس والمثبت عن معرفة القراء. (5) كذا بالأصل.
(6) كذا رسمها بالأصل.
313

الخطيب (1) صالح بن إدريس بن صالح أبو سهل البغدادي حدث بدمشق عن
يحيى بن محمد بن صاعد روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي (2)
2800 صالح بن الأصهب الكلبي
من قدرية دمشق الذين قاموا بأمر يزيد بن الوليد والبيعة له حكى
2801 صالح بن البختري
ختن (3) مروان بن محمد الطاطري على ابنته
روى عن مروان بن محمد والنضر بن يحيى بن معرور الكلبي ووهب بن
جرير بن حازم وأبي مسهر الغساني
روى عنه أبو حاتم الرازي وأحمد بن المعلى بن يزيد الدمشقي وإبراهيم بن
عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان وسليمان بن عبد الحميد البهراني وأبو
الحسن بن جوصا
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي وحدثنا أبو البركات بن أبي طاهر
الحارثي أنا أبي أبو القاسم قراءة قال أنبأنا عبد الوهاب الكلابي نا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الرحمن ثنا صالح بن بختري أبو الفضل حفظا ثنا وهب بن
جرير بن حازم نا أبي نا النعمان بن راشد عن الزهري حدثني محمد بن المنكدر
ولم أسمع منه غيره قال أجرى خالد بن عبد الله قال
كانت الأنصار تأتي نساءها مضاجعة وكانت قريش تشرح شرحا كثيرا فتزوج
رجل من قريش امرأة من الأنصار فأراد أن يأتيها فقالت لا إلا كما نفعل قال فأخبر
ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فأنزل الله عز وجل " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم " (4)
قائما وقاعدا ومضطجعا بعد أن تكون في صمام واحد

(1) تاريخ بغداد 9 / 331.
(2) مات في النصف من جمادى الأولى سنة 345 وله نيف وأربعون سنة (انظر غاية النهاية 1 / 332 ومعرفة
القراء 1 / 303).
(3) تقرأ بالأصل: " حسين " والصواب ما أثبت باعتبار السياق، وانظر مختصر ابن منظور 11 / 26 والجرح
والتعديل 4 / 396.
(4) سورة البقرة، الآية: 223.
314

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1) قال صالح بن البختري (2) الدمشقي ختن مروان بن محمد على ابنته
روى عن مروان بن محمد
روى عنه أبي سئل أبي عنه فقال كان شيخا صدوقا (3)
2802 صالح بن بشر (4) بن سلمة
أبو الفضل القرشي الأزدي (5) الطبراني
سمع بدمشق زيد بن يحيى بن عبيد وبحمص أبا اليمان الحكم بن نافع
ومنحل (6) بن منصور المشجعي وبالعراق روح بن عبادة وأبا النضر هاشم بن
القاسم وأبا السكن مكي بن إبراهيم البلخي وكثير بن هشام الجزري وبمكة أبا
عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ وأبا حفص عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي
المعروف بالكردي وعبد العزيز بن أبان القرشي والوليد بن سلمة الطبراني وأبا
معاوية عبد الرحمن بن قيس الضبي الزعفراني
روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم
وأبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشعراني وعلي بن إسحاق بن برد وأبو الطيب
محمد بن أحمد بن أبي زرعة وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ومحمد بن عمر
الطبراني وأبو بكر الصوري وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبادل
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنبأ أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب الخطيب أنا أبو بكر محمد بن

(1) الجرح والتعديل 4 / 396.
(2) عن الجرح والتعديل وبالأصل: الحسين.
(3) بالأصل: " شيخ كان صدوقا " والمثبت عن الجرح و التعديل.
(4) في الجرج والتعديل 4 / 396 " بشير ".
(5) في مختصر ابن منظور 11 / 26 الأردني.
(6) كذا رسمها بالأصل.
315

أحمد بن عثمان بن الوليد السلمي أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني قدم
علينا في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة قراءة عليه وأنا حاضر ثنا أبو الفضل صالح بن
بشر بن سلمة الطبراني (1) نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن أبي
إدريس السكوني عن جبير بن بومر (2) عن أبي الدرداء قال أوصاني خليلي (صلى الله عليه وسلم)
بثلاث خصال لا أدعهن لشئ أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وأن لا أنام إلا
على وتر وسبحة الضحى في الحضر والسفر
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأ أبو الفتح منصور بن الحسين وأبو
طاهر أحمد بن محمود قالا أنبأ أبو بكر بن المقرئ نا أبو علي حسن بن علي بن
يحيى الطبراني بالطبرية المعروف بالشعراني المؤدب نا أبو (3) الفضل صالح بن
بشر بن سلمة الطبراني عن عبد العزيز بن أبان عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في
الآخرة [* * * *]
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنا أحمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال صالح بن بشر (5) بن سلمة الطبراني أبو الفضل روى عن روح بن
عبادة وكثير بن هشام وأبي النضر هاشم بن القاسم ومكي بن إبراهيم والمقرئ
كتبت عنه بطبرية وهو صدوق
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن هارون
القاضي أنا أبو بكر بن أبي الحديد نا الحسن بن علي بن يحيى نا أبو الفضل
صالح بن بشر بن سلمة الطبراني سنة تسع وخمسين ومائتين

(1) عن الأنساب " الطبراني " وبالأصل " النصر " وانظر ترجمته في سير الأعلام 9 / 545.
(2) كذا مهملة بدون نقط بالأصل.
(3) بالأصل: أبي.
(4) الجرح والتعديل 4 / 396.
(5) في الجرح والتعديل: بشير.
316

2803 صالح بن جبير الصيداني (1)
الطبراني ويقال الفلسطيني (2)
كاتب عمر بن عبد العزيز على الخراج والجند وكتب ليزيد بن عبد الملك أيضا
روى عن أبي (3) جمعة حبيب بن سباع وأبي العجفاء (4) السلمي
روى عنه أسيد بن عبد الرحمن وأبو عبيد الحاجب (5) ومعاوية بن صالح
ورجاء بن أبي سلمة وهشام بن سعد (6) ومروان بن نافع ومحمد بن سعيد
المصلوب
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا أبو علي الحسين بن علي أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن محمد حدثني أبي نا أبو المغيرة
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب أنبأ أبو بكر بن أبي الحديد أنبأ
الحسن بن علي بن يحيى الشعراني نا هراز بن محمد أنا عبد الفردوس نا
الأوزاعي
ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب
أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان ببيت المقدس
ح وأخبرنا عالبا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن
سلوان أنا الفضل بن جعفر أنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي ثنا أبو مسهر
عبد الأعلى بن مسهر الغساني نا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة أنا الأوزاعي

(1) كذا بالأصل، وفي تهذيب الكمال: " الصدائي " ونص ابن حجر في تقريب التهذيب: الصدائي بضم
المهملة وتخفيف الدال.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 13 تقريب التهذيب 1 / 352 تهذيب التهذيب 2 / 526 ميزان الاعتدال
2 / 291 الوافي بالوفيات 16 / 253.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(4) عن تهذيب الكمال وبالأصل: " الجعفي " قيل: اسمه: هرم بن نسيب وقيل بالعكس، وقيل بالصاد.
والعجفاء بفتح أوله وسكون الجيم (تقريب التهذيب).
(5) هو أبو عبيد المذحجي حاجب سليمان بن عبد الملك.
(6) عن تهذيب الكمال وبالأصل: معد.
317

حدثني أسيد بن عبد الرحمن حدثني صالح بن محمد حدثني أبو جمعة قال
تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال وفي حديث ابن سماعة
فقلنا يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم يكونون
من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني [* * * *] وفي حديث أحمد أسيد بالضم وصوابه
بالفتح
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا عبد الغفار بن عبد الله ثنا عبد الله بن عطارد
البصري عن الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن محمد (1) عن (2)
أبي جمعة قال تغديت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال له أبو عبيدة يا
رسول الله أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم يكونون من
بعدي يؤمنون بي ولم يروني [* * * *]
وهكذا رواه عبد الله بن كثير الطويل الدمشقي عن الأوزاعي
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأ أبو بكر الخطيب أنبأ أبو
القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن المصري ببدر بعد الحج ونحن
عامدون إلى المدينة أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر أنا محمد بن
محمد الباهلي ثنا محمود بن خالد الدمشقي قراءة عليه عن عبد الله بن كثير عن
الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن حدثني صالح بن محمد (1) حدثني أبو
جمعة قال تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة فذكر نحو حديث ابن أسامة (3)
هكذا رواه هؤلاء عن الأوزاعي ولم يتابع على قوله صالح بن محمد وإنما هو
صالح بن جبير وقد روى هذا الحديث ضمرة بن ربيعة عن مرزوق بن نافع عن
صالح بن جبير عن (2) أبي جمعة
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي أنبأ أبو القاسم بن أبي

(1) كذا بالأصل: محمد خطأ وهو صاحب الترجمة وصوابه: " جبير " وسينبه المصنف في آخر الحديث.
التالي إلى هذا الخطأ، والصواب " جبير ".
(2) بالأصل: " بن ".
(3) كذا: ابن أسامة؟.
318

العلاء أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء (1) أنبأ أبو نصر بن الجبان أنا أبو عمر محمد بن
موسى بن فضالة نا إبراهيم بن دحيم نا أبي نا ضمرة قال سمعت مرزوق بن نافع
يذكر عن صالح بن جبير عن أبي جمعة قال قلنا يا رسول الله أحد خير منا قال
نعم قوم يجدون كتابا بين لوحين فيؤمنون به ويصدقون [* * * *]
ورواه معاوية بن صالح عن (2) صالح بن جبير أتم من هذا
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا محمد بن عبد الله العمري أنا أبو محمد بن
أبي شريح أنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار أنبأ حميد بن زنجويه أنا عبد الله بن
صالح
ح وأخبرنا خالي القاضي أبو المعالي أنبأ علي بن الحسن بن الحسين أنبأ
أبو (3) عبد الله بن نظيف نا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي
إملاء نا بكر بن سهل بن إسماعيل الدمياطي نا أبو صالح حدثني معاوية بن
صالح
ح وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه
وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد
نا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن صالح بن جبير
قال
قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيت المقدس ليصلي فيه
ومعنا رجاء بن حياة يومئذ فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه فلما أردنا الانصراف قال
إن لكم جائزة وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلنا هات يرحمك
الله قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا يا رسول الله هل
من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء بلي قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين
لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم أجرا زاد سليمان أولئك أعظم

(1) كذا ورد الاسم بالأصل مكررا.
(2) زيادة منا للإيضاح، انظر ميزان الاعتدال 2 / 291 وتهذيب الكمال 9 / 15.
(3) كتبت فوق الكلام.
319

منكم أجرا واللفظ لحديثه (1) [* * *]
وروي عن محمد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي عن أبي جمعة فأفسده
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو محمد بن
أبي نصر أنبأ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الدستوائي الكندي نا
أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي نا محمد بن مصعب نا الأوزاعي عن أبي
جمعة رجل من الصحابة قال
قلنا لأبي عبيدة بن الجراح حدثنا حديثا جميلا جيدا قال كنا مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقلنا يا رسول الله نحن أصحابك أسلمنا معك وجاهدنا معك
أحد خير منا قال نعم قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي وإن لم يروني [* * * *]
وروي عن محمد بن مصعب من وجه آخر بإسناد غير هذا
أخبرنا به أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا به أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو بكر محمد بن
شجاع قالا نا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنا أبو الحسن بن
بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمر بن البحيري البزار وقال التميمي أنا إسماعيل بن
محمد الصفار نا سعدان بن نصر
ح قال الخطيب وأخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنا
إسماعيل بن محمد الصفار نا محمد بن عبيد الله المنادي قالا نا محمد بن مصعب
القرقساني نا الأوزاعي عن أسيد (2) عن خالد بن دريك (3) عن عبد الله بن محيريز
قال قلت لرجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الأوزاعي حسبت أنا أنه يكنى أبا جمعة
حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأحدثنك حديثا جيدا تغدينا يوما مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقلنا يا رسول الله هل أحد خير منا

(1) الحديث نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 15 من طريق أبي القاسم الطبراني، وانظر ميزان الاعتدال
2 / 291.
(2) بالأصل: " أسد " والصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، ضبطت عن تقريب التهذيب بالمهملة والراء والكاف
وزن كليب. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 55 وفيها يروي عنه: أسيد بن عبد الرحمن.
320

أسلمنا معك وجاهدنا معك قال بلى قوم من أمتي يأتون من بعدكم فيؤمنون
بي [* * * *]
قال الخطيب لفظ حديث ابن بشران وهذا رواه عن الأوزاعي الوليد بن مزيد
ويحيى بن عبد الله البابلتي (1)
فأما حديث الوليد
فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن مرثد (2) أنا شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن منده أنبأ خيثمة بن سليمان ومحمد بن يعقوب قالا أنبأ (3) العباس بن
الوليد بن مزيد قال
أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن
خالد بن دريك عن ابن محيريز قال قلت لأبي جمعة صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) حدثنا
بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا أحدثكم إلا بحديث جيد تغدينا مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة فقال أبو عبيدة يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا
وجاهدنا معك وآمنا قال نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولا يروني [* * * *]
وأما حديث يحيى
فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ محمد بن عبد الله بن عمر
الغمري أنبأ أبو محمد بن أبي شريح أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار
الزاداني (4) أنبأ حميد بن زنجويه نا يحيى بن عبد الله نا الأوزاعي حدثني
أسيد بن عبد الرحمن عن (5) خالد بن دريك عن ابن محيريز قال قلت لأبي جمعة
حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم أحدثكم حديثا جيدا تغذينا مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا رسول الله أأحد خير منا آمنا بك

(1) ترجمته في سير الأعلام 10 / 318.
(2) كذا.
(3) غير واضحة بالأصل.
(4) كذا رسمها بالأصل.
(5) بالأصل: " بن " خطأ.
321

وجاهدنا معك قال نعم قوم يجيئون من بعدكم يؤمنون ولم يروني [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب قال روى
إسماعيل بن سماعة وعبد الله بن كثير القارئ الدمشقيان عن الأوزاعي عن أسيد
عن صالح بن محمد وهو أبو واقد الليثي عن أبي جمعة كذا قال وليس صالح هذا
أبو واقد وإنما هو صالح بن جبير كما قدمنا والله أعلم
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن ومبارك بن عبد الجبار ومحمد بن (1) علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (2) قال صالح بن جبير يعد في الشاميين سمع أبا جمعة روى عنه
هشام بن سعد والأوزاعي ومعاوية بن صالح وقال الأوزاعي عن صالح بن محمد
وقال ضمرة عن (3) رجاء بن أبي سلمة عن صالح بن جبير الصدائي من كتاب عمر بن
عبد العزيز
كذا قال والأوزاعي إنما يروي عن أسيد بن عبد الرحمن عنه كما قدمناه
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو
علي إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال صالح بن جبير شامي سمع من أبي جمعة حبيب بن سباع روى عنه
أسيد بن عبد الرحمن ومرزوق بن نافع وهشام بن سعد (5) وأبو عبيد الحاجب
ورجاء بن أبي سلمة سمعت أبي يقول ذلك وسئل أبي عن صالح بن جبير فقال شيخ
مجهول
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب

(1) بالأصل: عن خطأ والصواب ما أثبت.
(2) التاريخ الكبير 4 / 274.
(3) عن البخاري وبالأصل: بن خطأ.
(4) الجرح والتعديل 4 / 396 - 397.
(5) عن الجرح والتعديل، وبالأصل: سعيد خطأ.
322

أنا أحمد بن عمير إجازة
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنا أبو
عبد الله أنا علي بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الحسن قراءة قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة صالح بن جبير الصدائي سمع من
أبي جمعة أردني فلسطيني بعثه عمر في الفداء قال ابن عمير صالح بن جبير من
أهل الأردن داره وولده بها ووقعت عليها
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق أنا
أحمد بن عمران ثنا موسى بن زكريا ثنا خليفة بن خياط (1) قال في تسمية عمال
عمر بن عبد العزيز عن الخراج والجند صالح بن جبير العداني (2) وذكره في تسمية
عمال يزيد بن عبد الملك على الخراج والجند والرسائل قال (3) ثم عزله وولى
أسامة بن زيد
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن (4) أبي
عمر بن حيوية أنبأ أبو الطيب محمد بن القاسم نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا هارون بن
معروف نا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال قال عمر بن عبد العزيز ولينا (5)
صالح بن جبير الصدائي فوجدناه كاسمه
أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء قالا أنا منصور بن الحسين بن علي
الكاتب أخبرنا أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو عروبة نا أيوب بن محمد الوازن نا
ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن صالح بن جبير قال وربما كلمت عمر بن
عبد العزيز في الشئ فيغضب فأذكر أن في الكتاب مكتوب اتق غضبة الملك الشاب
قال فأرفق به حتى يذهب غضبه فيقول لي بعد ذلك لا يمنعك يا صالح ما ترى منا أن
تراجعنا في الأمر إذا رأيته (6)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 324.
(2) كذا، وفي تاريخ خليفة: " الغداني " وقد مر: الصدائي.
(3) تاريخ خليفة ص 335.
(4) بالأصل " بن " خطأ.
(5) غير واضحة بالأصل ورسمها: " وابنا " والمثبت عن تهذيب الكمال 9 / 14.
(6) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 14 من طريق أيوب بن محمد الوزان.
323

أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول وسألت يحيى بن معين عن صالح بن جبير كيف هو فقال ثقة
2804 صالح بن جعفر بن الزبير بن العوام بن خويلد
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي
قدم دمشق أو أعمالها غازيا
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأ
أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا
الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عثمان أخبرتني أم عروة بنت جعفر بن الزبير أن
أخاها صالح بن جعفر غزا أرض الروم فقال فيه أبوه جعفر بن الزبير
* قد راح يوم السبت حين راحوا * مع الجمال والنقي صلاح
من كل حي نفر سماح * بيض الوجوه عرب صحاح *
وهم إذا ما ذكر الشياح * وفرغوا وأخذوا السلاح
مصاعب نكرهها الجراح
2805 صالح بن جعفر بن عبد الوهاب بن أحمد بن جعفر
ابن أحمد بن محمد بن علي بن صالح بن علي
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
أبو طاهر الهاشمي الصالحي الحلبي القاضي (1)
سمع بدمشق أبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة البصري وأبا هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي وأبا سليمان بن زبر العبدي وأبا علي محمد بن
محمد بن آدم ومحمد بن أحمد الطائي وأبا الحسين أحمد بن محمد بن يعقوب
البغدادي نزيل دمشق وأبا عبد الله بن خالويه النحوي

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 16 / 253.
324

وصنف كتابا في الحنين إلى الأوطان
روى فيه عن شيوخه هؤلاء وغيرهم
روى عنه أبو الفتح أحمد بن علي المدائني (1)
2806 صالح بن جناح اللخمي الشاعر
أحد الحكماء (2)
حكى عنه أبو عثمان الجاحظ
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو
عبد الله الحافظ قال صالح بن جناح ممن أدرك الأتباع بلا شك وكلامه مستفاد في
الحكمة وقد أخذ عنه بنيسابور
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد
وسهل بن عبد الله بن علي ومحمد بن أحمد الإمام وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد
ومحمد بن الحسن بن محمد بن سليم وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن سمير
وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد أنبأ سهل بن عبد الله
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليم بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأ أبو منصور بن شكرويه
قالوا حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر حدثني محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر
الجرجاني نا محمد بن يحيى الصولي نا محمد بن يزيد المبرد قال سمعت
عمرو بن بحر الجاحظ يقول قال صالح بن جناح الدمشقي لابنه يا بني إذا مر بك يوم
وليلة قد سلم فيها دينك وجسمك ومالك وعيالك فأكثر الشكر لله تعالى فكم من
مسلوب دينه ومنزوع ملكه ومهتوك ستره ومقصوم ظهره في ذلك اليوم وأنت في
عافية وفيه أقول (3)
* لو أنني أعطيت سؤلي لما * سألت إلا العفو والعافية *

(1) مات سنة 395 كما في الوافي بالوفيات.
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 16 / 255.
(3) البيتان في الوافي بالوفيات 16 / 255.
325

* فكم فتي قد بات في نعمة * فسل منها الليلة الثانية *
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري نا أبو
عمر بن حيوية أنا محمد بن خلف بن المرزبان قال وقال صالح بن جناح أصل
المروءة الحزم وثمرها الظفر إذا طلب رجلان أمرا ظفر به أعظمهما مروءة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري نا الحسين بن محمد بن زياد
القباني (1) حدثني أبو بكر محمد بن الحسين أنه سمع صالح بن جناح يقول
أعلم أن من الناس من يجهل إذا حكمت (2) عنه ويحكم إذا جهلت عليه
ويحسن إذا أسأت به وبسئ إذا أحسنت إليه وينصفك إذا ظلمته ويظلمك إذا
أنصفته فمن كان هذا خلقه فلا بد من خلق ينصفك من خلقه ثم قحة تنصف من
قحته (3) وجهالة تقدع من جهالته وإلا أذلك لأن بعض الحلم إذعان وقد ذل من ليس
له سيفه يعضده وضل من ليس له حكيم يرشده وفي الجهالة وبعضها للأخيار (4)
أقول (5)
* لئن كنت محتاجا إلى العلم إنني * إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم * ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم * ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا (6) ولا أخا * ولكنني أرضى به حين أحوج
فإن قال بعض الناس فيه سماجة * فقد صدقوا والذل بالحر أسمج *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان أنا أحمد بن علي المروزي أنشدني المازني لبعضهم
* لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني * إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج

(1) ترجمته في سير الأعلام 13 / 499.
(2) في مختصر ابن منظور 11 / 28: إذا حلمت... ويحلم.
(3) في المختصر: جهته.
(4) عن المختصر وبالأصل: " الأحيان ".
(5) الأبيات في الوافي بالوفيات 16 / 255.
(6) في الوافي: خلا.
326

ولي فرس للحلم بالحلم ملجم * ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم * ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا ولا أخا * ولكنني أرضى به حين أحوج
فإن قال بعض الناس فيه سماجة * فقد صدقوا والذل بالحر أسمج *
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذهلي ونقلته من خطه أنبأ أبو
منصور عبد المحسن بن محمد بن علي أنا أبو يعلى سعيد بن أحمد بن محمد الوراق
الحليمي أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاد النجيرمي أنشدني
أبو الجود أنشدني جحظة لصالح بن جناح اللخمي رحمه الله تعالى
* يا أيها الملك الذي بيمينه * باب الزمان وصولة الحدثان
أنعم صباحا بالسيوف وبالقنا * إن السلاح تحبه الفرسان *
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا سليمان بن إبراهيم وسهل بن عبد الله
الغازي وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني ومحمد بن أحمد بن هارون
الإمام وأبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد
قالوا حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني إملاء نا أبو علي
الحسين بن علي نا محمد بن زكريا نا مهدي بن سابق البهدلي قال سمعت رجلا
يعظ وهو يقول اعتبر ما لم تره من الدنيا بما قد رأيته وما لم تسمعه بما قد سمعته وما
لم يصبك (1) بما قد أصابك وما بقي من عمرك بما قد فني وما لم يبل منك بما قد
بلي
* واعلم إنما الدنيا نهار * ضوؤه ضوء ومعار
بينما عيشك غض * ناعم فيه اخضرار
إذ رماه رميناه * فإذا فيه أصفار (2)
وكذلك الليل يأتي * ثم يمحوه النهار *
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو الحسين بن النقور ثنا

(1) بالأصل: يصيبك.
(2) كذا.
327

القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن
إسماعيل المحاملي أن عبد الله بن سعيد حدثهم حديث (1) عبد الله بن الربيع بن
سعد بن زرارة قال قال صالح بن جناح اعتبر ما لم تره من الأشياء بما قد رأيته وما
لم تسمعه بما قد سمعته وما لم يصبك بما قد أصابك وما بقي من عمرك بما قد
مضى وما لم يبل منك بما قد بلي
* واعلم إنما أنت نهار * ضوؤه ضوء معار
بينما غصنك غض * ناعم فيه اخضرار
إذ رماه زمناه * فإذا فيه اصفرار
وكذا الليل يأتي * ثم يمحوه النهار *
فهذه صفتها وما لم أصف أدهى وأمر فما أصنع بأمر إذا أقبل غر وإذا أدبر ضر
وأنشد
* يموت وينسى غير أن ذنوبنا * إذا نحن متنا لا نموت ولا ننسى *
* ألا رب ذي عينين لا تنفعانه * وهل تنفع العينان من قلبه أعمى *
قرأت بخط الحسن بن المقرئ وأنبأنيه أبو الهيثم العلوي وأبو الوحش الضرير
عنه أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي
أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي لصالح بن جناح رحمه الله تعالى
* وأفضل قسم الله للمرء عقله * فليس من الخيرات يفنى تقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله * فقد كرمت أعراقه ومناسبه *
أخبرنا أبو الفتوح (2) أسامة بن محمد بن زيد العلوي أنا أبو جعفر بن المسلمة
إجازة قال أجاز لنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال
صالح بن جناح اللخمي شاعر كوفي رشيدي نظير القول في المواعظ والآداب وهو
القائل
* ألا إنما الإنسان عمد لقلبه * ولا خير في عمل إذا لم يكن يصلي

(1) بالأصل: حديثا.
(2) وتقرأ بالأصل: أبو الفتح.
328

وإن تجتمع الآفات فالبخل شرها * وشر من البخل المواعيد والمطل
لا خير في وعد إذا كان كاذبا * ولا خير في قول إذا لم يكن فعل *
وله
* تعلم إذا ما كنت ليس بعالم * فما العلم إلا عند أهل التعلم
تعلم فإن العلم أزين بالغنى * من الحلة الحسناء عند التكلم
ولا خير فيمن راح ليس بعالم * يصير بما يأتي ولا متعلم *
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا عبد الله بن عبد الرزاق أنا محمد بن أحمد
الأنباري نا محمد بن المغلس أنا الحسن بن رشيق قال قال لنا يموت أنشدنا
الجاحظ شعر صالح بن جناح
* تعلم إذا ما كنت لست بعالم * فما العلم إلا عند أهل التعلم
تعلم فإن العلم زين لأهله * ولن تستطيع العلم إن لم تعلم *
ثم ذكر البيتين الأخيرين
2807 صالح بن رستم
أبو عبد السلام مولى بني هاشم (1)
من أهل دمشق
روى عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعبد الله بن حوالة الأزدي ومكحول
الفقيه
روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن أبي أيوب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد
قالا ثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أحمد بن
سليمان بن زبان (2) نا هشام بن عمار نا صدقة بن خلف (3) نا أبو جابر (4) حدثني

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 26 وتهذيب التهذيب 2 / 531 وميزان الاعتدال 2 / 295.
(2) غير واضحة بالأصل وتقرأ: زيان، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 15 / 378 وفي
تهذيب الكمال: " زياد " خطأ.
(3) بالأصل: خلف، خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 76.
(4) كذا بالأصل: " أبو جابر " وهو خطأ ولعله " ابن جابر " وهو يريد: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويكنى
أبا عتبة، ترجمته في سير الأعلام 7 / 176 وانظر الخبر في ميزان الاعتدال. وتهذيب الكمال.
329

شيخ يكنى أبا عبد السلام عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
توشك الأمم (1) أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها قيل أمن قلة
نحن يومئذ قال بل أنتم كثير ولكن غثاء (2) كغثاء السيل وكثير (3) عن المهابة
منكم وليقذفن الوهن في قلوبكم قالوا وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية
الموت [* * * *]
أخبرناه أبو الفضل محمد وأبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضل
الفضليان (4) قالا أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن أبي منصور أنبأ
علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الخزاعي نا الهيثم بن كليب الشاشي نا عيسى بن
أحمد نا بشر يعني ابن بكر حدثني ابن جابر حدثني شيخ يكنى (5) أبا عبد السلام
عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يوشك أن الأمم تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قال قائل يا
رسول الله ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل
ولينزعن الله من (6) صدوركم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قال قائل يا
رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت [* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنبأ أبو بكر أحمد بن
عبدان أنا أبو الحسن محمد بن سهل أنا أبو عبد الله البخاري (7) قال صالح بن
رستم الدمشقي عن مكحول روى عنه سعيد بن أبي أيوب منقطع

(1) بالأصل: " يوشك " والمثبت عن تهذيب الكمال، وفي ميزان الاعتدال: يوشك أن تداعى الأمم
عليكم.
(2) بالأصل: " غنا كغنا " والمثبت عن تهذيب الكمال.
والغثاء الزبد والقدر (اللسان).
(3) في تهذيب الكمال: ولتنزعن المهابة منكم.
(4) كذا، ولعله: الفضيليان.
(5) زيادة منا للإيضاح.
(6) زيادة منا للإيضاح.
(7) التاريخ الكبير 4 / 279.
330

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو القاسم بن
منده أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد الفأفاء قالا أنا
عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (1) قال صالح بن رستم أبو عبد السلام مولى بني
هاشم دمشقي روى عن عبد الله بن حوالة الأزدي ومكحول روى عنه سعيد بن أبي
أيوب وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سمعت أبي يقول بعض ذلك
وبعضه من قبلي وسألت أبي عنه فقال هو مجهول لا نعرفه
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي
لفظا أنا أبو القاسم تمام بن محمد البجلي ثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن
جعفر ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام
أبو عبد السلام روى عنه ابن جابر اسمه صالح بن رستم سألت عن ذلك شيخا من
ولده وأخبرني باسمه (2)
قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى أنا أبو
نصر الوائلي أنا الخصيب (3) بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي قال أبو عبد السلام صالح بن رستم
قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل
الأنباري أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي (4)
قال أبو عبد السلام صالح بن رستم مولى بني هاشم
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد الهمذاني (5) في كتابه أنا أبو بكر

(1) الجرح والتعديل 4 / 403.
(2) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 26 عن أبي زرعة.
(3) بالأصل: " الخطيب " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 349.
(4) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 72.
(5) بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، خطأ، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة، والمطبوعة.
عاصم - عائذ.
331

الصفار (1) أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني الحافظ أنبأ أبو أحمد
محمد بن محمد الحاكم قال فيمن لا يقف على اسمه أبو عبد السلام عن ثوبان قال
ابن المبارك عن ابن جابر عن أبي عبد السلام قاله البخاري
2808 صالح بن سعيد (2)
أبو طالب المؤذن (3)
قعد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
حكى عنه سعيد بن السائب الطائفي وعلي بن (4) يونس البلخي
وعبيد الله بن عبد الله بن (4) موهب
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ (5) ثنا عبد الله بن محمد نا
محمد بن شبل أنا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن عبيد الله بن موهب عن
صالح بن سعد (6) المؤذن قالا بينا أنا وعمر بن عبد العزيز بالسويداء فأذنت العشاء
الآخرة فصلى ثم دخل القصر فقل ما لبث أن خرج فصلى ركعتين خفيفتين ثم جلس
فاحتبى فافتتح الأنفال فما زال يرددها ويقرأ كلما مر (7) بتخويف تضرع وكلما مر بآية
رحمة دعا حتى أذنت بالفجر
كذا قال والمحفوظ ابن سعيد بزيادة ياء
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي (8) قال أنا أبو
الحسن الدارقطني قال قرأت في أصل أبي عبد الله بن مخلط (9) بخطه نا علي بن

(1) بالأصل: " الصفا " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) زيد في تهذيب الكمال 9 / 30 ويقال: ابن سعيد، بالضم.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 30 تهذيب التهذيب 2 / 532 والجرح والتعديل 4 / 404 والتاريخ الكبير
4 / 281.
(4) زيادة منا للإيضاح، وانظر تهذيب الكمال.
(5) الخبر في حلية الأولياء 5 / 324 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(6) كذا بالأصل: سعد خطأ، وهو صاحب الترجمة والصواب: سعيد، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى
الصواب. وفي الحلية: سعيد.
(7) في الحلية: كلما مر بآية تخويف تضرع.
(8) بالأصل: الحاملي، خطأ، والصواب ما أثبت.
(9) كذا رسمها.
332

الحسين بن حبان عن كتاب أبيه عن يحيى بن معين قال قال أبو زكريا تحدثون عن
سعيد بن السائب عن صالح بن سعيد والصواب ابن سعيد كذا قال عبد الرحمن قال
قال عمر بن عبد العزيز الإمام يجمع حيث كان
قال الدارقطني صالح بن سعيد يروي عن عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنبأ أبو الفضل وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل نا محمد بن إسماعيل (1) قال
صالح بن سعيد سمع عمر بن عبد العزيز قوله روى عنه سعيد بن السائب وقال أبو
عبد الله (2) البخاري في موضع آخر (3) صالح بن سعيد عن نافع بن جبير عن
رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قاله علي بن نصر عن أبي عاصم عن ابن جريج
وقال سعيد بن يحيى نا أبي نا ابن جريج عن صالح بن سعيد عن نافع بن
جبير بن مطعم عن علي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا قصير ولا طويل
هكذا فرق البخاري بينهما وعندي أنهما واحد (4) والله أعلم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم أنبأ أحمد
إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي بن محمد قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (5)
قال صالح بن سعيد روى ابن عمر بن عبد العزيز روى عنه سعيد بن السائب
الطائفي سمعت أبي يقول ذلك قال عبد الرحمن وروى عنه علي بن يونس البلخي
وكناه بأبي غالب (6)

(1) التاريخ الكبير 4 / 281.
(2) زيادة لازمة منا للإيضاح.
(3) في ترجمة مستقلة في التاريخ الكبير 4 / 281 - 282.
(4) وقد جعلهما أيضا واحدا المزي في تهذيب الكمال، وابن حجر في تهذيب التهذيب.
(5) الجرح والتعديل 4 / 404.
(6) بالأصل: " وكناه بابن طالب " والصواب عن الجرح والتعديل.
333

2809 صالح بن سليمان
ولاه جعفر بن يحيى البلقاء من أعمال دمشق إذ ولي الشام من قبل الرشيد له
ذكر
2810 صالح بن سويد يقال ابن عبد الرحمن
أبو عبد السلام القدري (1)
من حرس عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا عبد العزيز
الأزجي أنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي أنا جعفر الفريابي نا هشام بن
عمار نا الهيثم بن عمران قال سمعت عمرو بن مهاجر قال
أقبل غيلان وهو مولى لآل عثمان بن عفان وصالح بن سويد إلى عمر بن
عبد العزيز فبلغه أنهما ينطلقان (2) في القدر فدعاهما فقال هلم علم الله نافذ في عباده
أم منتقص قالا لا بل نافذ يا أمير المؤمنين قال ففيم الكلام فخرجا فلما كان عند
مرضه بلغه أنهما قد أسرفا فأرسل إليهما وهو مغضب فقال ألم يكن في سابق علمه
حين أمر إبليس بالسجود أنه لا يسجد فقال عمرو فأومأت إليهما برأسي قولا نعم
فقالا نعم فأمر بإخراجهما وبالكتاب إلى الأجناد بخلاف ما قالا فمات عمر قبل أن
تنفذ تلك الكتب
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد الصوفي أنبأ أبو محمد الشاهد أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة حدثني هشام
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وعلي بن زيد المؤدب قالا أنا
أبو الفتح نصر الله بن إبراهيم الزاهد زاد الفقيه وأبو محمد عبد الله بن
عبد الرزاق بن الفقيه قالا أنا الحسن بن عوف أنا علي بن منير أنا أبو بكر بن
خريم نا هشام بن عمار نا الهيثم بن عمران قال سمعت عمرو بن مهاجر مولى

(1) بالأصل: " القدوري " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 30 وهذه النسبة إلى من يقول بالقدر.
(2) في مختصر ابن منظور 11 / 30 " يتكلمان " ولعل الصواب: " ينطقان " كما سيرد في الروايات التالية.
334

الأنصار (1) قال أقبل غيلان وهو مولى لآل عثمان بن عفان وصالح بن سويد إلى
عمر بن عبد العزيز فلقيا (2) مزاحم (3) مولى عمر فسألاه أن يجعلهما في حرس
عمرو فذكرهما لعمر فأدخلهما عليه فكلماه فسره رغبتهما في ذلك فقال أجلسهما
يا عمرو وامنعهما من حمل السيف قال عمرو ففعلت فبلغه أنهما ينطقان في
القدر فدعاهما فقال أعلم الله نافذ في عباده أو منتقص قالا بل نافذ يا أمير
المؤمنين قال ففيم الكلام فخرجا (4) ثم بلغه أنهما قد أسرفا فقال ما هذا الأمر الذي
تنقطان فيه قالا نقول ما قال الله في كتابه " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن
شيئا مذكورا " (5) إلى " وأما كفورا " (5) ثم مكثا (6) فقال عمر اقرأ وقال ابن خريم
فقرأ حتى بلغ " يدخل من يشاء في رحمته " (7) قال وقال ابن خريم فقال كيف
ترى يا ابن الاتانة تأخذ الفروع وتدع الأصول ثم أخرجهما فلما كان عند مرضه
وقال ابن خريم (8) عند موته بلغه أنهما قد أسرفا فأرسل إليهما وهو مغضب
فقال ألم يكن وقال ابن خريم ألم في سابق علم الله وقال ابن خريم سابق
علمه حين أمر إبليس بالسجود أنه لا يسجد قال عمرو فأومأت إليهما برأسي قولا
نعم فقالا نعم فأمر بإخراجهما والكتاب إلى الأجناد بخلاف ما قالا فمات عمر
قبل أن تنفذ تلك الكتب
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين (9) بن المزرفي (10) نا أبو الحسين محمد بن
علي بن محمد بن المهتدي نا علي أبو الحسن بن عمر الحربي (11) نا أحمد بن

(1) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 371 - 372.
(2) بالأصل: فلقينا، والمثبت عن أبي زرعة.
(3) كذا، وفي أبي زرعة: مزاحما.
(4) عن أبي زرعة وبالأصل: فخرجهما.
(5) سورة الدهر، الآيات: 1 - 3.
(6) في أبي زرعة: ثم سكت.
(7) سورة الدهر، الآية: 30.
(8) بالأصل: ابن خزيم خطأ.
(9) بالأصل: الحسن، خطأ، والصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
(10) بالأصل: المرزقي، خطأ والصواب: المزرفي، وقد كثيرا، انظر ترجمته في سير الأعلام 19 / 631.
(11) الحربي نسبة إلى الحربية إحدى محال بغداد.
وبالأصل: أبو الحسين، خطأ والصواب ما أثبت: أبو الحسن، ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 43.
335

الحسن بن عبد الجبار الصوفي نا الهيثم بن خارجة نا الهيثم بن عمران العبسي
قال سمعت عمرو بن مهاجر يحدث أبي قال
أتى صالح وغيلان عمر بن عبد العزيز وقد بلغه أنهما يتكلمان في القدر فقال
لهما علم الله نافذ في عباده أو منتقض قالا بل نافذ يا أمير المؤمنين قال فيم عسى
أن يكون الكلام إذا كان علم الله نافذا قال فخرجا فبلغه بعد أنهما يتكلمان فأرسل
إليهما فقال ما هذا الكلام الذي تنطقان فيه فقال غيلان نقول ما قال الله قال ماذا
قال الله قال " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا
الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما
كفورا " ثم سكت فقال له عمر بن عبد العزيز اقرأ فقرأ حتى بلغ آخر السورة " وما
تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد
لهم عذابا أليما " (1) فقال له عمر بن عبد العزيز كيف ترى في رحمته يا ابن الأتانة
تأخذ الفروع وتدع الأصول قال فخرجا ثم بلغه أنهما يتكلمان فأرسل إليهما حتى
اشتكى وهو مغضب شديد الغضب فدعا بهما وأنا خلفه قائم مستقبلهما فقال لهما
وهو مغضب ألم يكن سابق في علم الله حين أمر إبليس بالسجود أنه لا يسجد فأومأت
إليهما برأسي أن قولا نعم لما عرفت من شدة غضبه فقالا نعم يا أمير المؤمنين
قال (2) ألم يكن في سابق علم الله حين أمر آدم عليه الصلاة والسلام أن لا يأكل من
الشجرة أنه سيأكل فأومأت إليهما أن قولا نعم فقالا نعم قال عمرو بن مهاجر
لولا أني أومأت إليهما أن قولا نعم لصنع بهما شرا فامر بهما شرا فأمر بهما فأخرجا وأمر بالكتاب
إلى الناس الأجناد بخلافهما فمات عمر رحمه الله ولم ينفذ الكتاب
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد قال نا أبو محمد (3) بن عبد العزيز بن أحمد
أنبأ أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الميمون نا أبو زرعة (4) نا أبو مسهر عن الوليد بن
أبي (5) السائب عن رجاء بن حيوية أنه كتب إلى هشام (6) بن عبد الملك بلغني يا

(1) سورة الدهر، الآيتان: 30 - 31.
(2) بالأصل: " فإن لم يكن " ولعل الصواب ما ارتأيناه باعتبار السياق.
(3) بالأصل: " أبو محمد بن عبد العزيز " خطأ والصواب حذف " بن ".
(4) تاريخ أبي زرعة 1 / 370 - 371.
(5) زيادة عن أبي زرعة.
(6) عن أبي زرعة وبالأصل: الشام.
336

أمير المؤمنين أنه دخلك شئ من قتل (1) غيلان ولقتل (2) غيلان وصالح أحب إلي من
قتل ألفين (3) من الروم
قال أبو زرعة ولم يسمعه أبو مسهر من الوليد بن أبي السائب ولكن حدثني
الحسن بن عبد العزيز الجروي (4) نا أبو مسهر حدثني عون بن حكيم عن الوليد بن
سليمان بن أبي السائب
2811 صالح بن شريح السكوني (5)
من تابعي أهل حمص
حدث عن أبي عبيدة بن الجراح وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان
والنعمان بن الرازية الأزدي اللهبي وغضيف بن الحارث الثمالي وجبير بن نفير
روى عنه ابنه محمد بن صالح وعيسى بن أبي رزين راشد الثمالي ومحمد بن
زياد الألهاني وحريث بن عمرو الشامي
وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية أمراء كتاب دمشق وزعم أنه كان كاتبا لأبي
عبيدة بن الجراح
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن أنا عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن الرازي أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن دمالي ثنا أبو
بكر محمد بن هارون الروياني نا أبو كريب نا ابن المبارك عن عيسى بن أبي رزين
حدثني صالح بن شريح قال رأيت أبا عبيدة بن الجراح على فراهجتين
أخبرنا أبو الحسن نا عبد العزيز بن أحمد نا أبو (6) محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة نا علي بن عياش نا إسماعيل بن عياش عن حريث بن
عمرو عن صالح بن شريح السكوني قال سمعت معاوية يقول ما يبالي الرجل

(1) عن أبي زرعة وبالأصل: قبل.
(2) عن أبي زرعة، واللفظة غير واضحة بالأصل ورسمها: ويعتك.
(3) بالأصل: " قبل الفتن " والمثبت عن أبي زرعة.
(4) بالأصل: " الحروي " والمثبت عن أبي زرعة، وانظر الأنساب (الجروي).
(5) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 295 والجرح والتعديل 4 / 282 والتاريخ الكبير 4 / 405.
(6) زيادة لازمة منا.
337

منكم مدح رجلا في وجهه وأمر على حلقه موسى رميضة (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم قال نا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا
المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس الأملوكي الحمصي أنا أبي أبو طالب نا أبو
القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي نا عمران بن بكار عن جنادة بن مروان عن
عيسى بن رشيد بن أبي رزين الثمالي عن صالح بن شريح السكوني قال
كنت عند ابن قرط الثمالي بحمص إذ أقبل أبو عبيدة بن الجراح من دمشق يريد
قنسرين فلما تغدى قال له ابن قرط لو نزعت فراهيجك (2) وتوضأت قال ما
نزعتهما منذ خرجت من دمشق ولا أنزعهما حتى أرجع إليها
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل قال قال عبد الله بن محمد أنبأ أبو محمد السعدي نا
محمد بن حرب الحمصي نا محمد بن الوليد عن محمد بن صالح بن شريح أن أباه
أخبره أن النعمان بن الرازية (3) أخبره
أنه قال يا رسول الله إنا كنا نعتاف في الجاهلية وقد جاء الله بالإسلام فماذا
تأمرنا يا رسول الله قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفى الإسلام أحدها (4) ولكن لا يمتنعن
أحدكم من سفر [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنبأ أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب أنبأ
علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ أبو

(1) أي حادة.
(2) بالأصل: " فراهجتك " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 31.
(3) التاريخ الكبير 4 / قسم 2 / 75 - 76.
(4) في مختصر ابن منظور 11 / 31 أصدقها.
338

الحسن الربعي قالا أنبأ عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنبأ أحمد بن عمير بن
يوسف قال سمعت محمود (1) بن إبراهيم بن سميع يقول صالح بن شريح كاتب
عبد الله بن قرط
روى عن أبي عبيدة
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل نا محمد بن إسماعيل (2) قال
صالح بن شريح كاتب عبد الله بن قرط وكان عبد الله أميرا لأبي عبيدة بن الجراح
على حمص
سمع أبا عبيدة والنعمان بن الرازية
سمع منه عيسى بن أبي رزين وابنه محمد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3) قال
صالح بن شريح كاتب عبد الله بن قرط وكان عبد الله بن قرط أميرا لأبي عبيدة على
حمص روى عن أبي عبيدة بن الجراح والنعمان بن الرازية روى عنه عيسى بن
إدريس بن أبي رزين وابنه محمد بن صالح سمعت أبي يقول ذلك
قال أبو محمد روى عن غضيف (4) بن الحارث روى عنه محمد بن زياد
الألهاني وسألت أبا زرعة عنه فقال مجهول
أخبرنا عمي رحمه الله أنا الرشي (5) قراءة أنبأنا أبو طالب الحسين (6) بن

(1) بالأصل: " سمعت محمد محمود... " حذفنا " محمد " لأنها مقحمة، انظر ترجمة محمود بن إبراهيم بن
سميع في سير الأعلام 13 / 55 وفيها أنه يحدث عنه ابن جوصا.
(2) التاريخ الكبير 4 / 282 - 283.
(3) الجرح والتعديل 4 / 405.
(4) بالأصل: " عصيف " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(5) كذا رسمها بالأصل؟!.
(6) بالأصل " أبو طالب بن الحسين " حذفنا " بن " فهي مقحمة انظر ترجمته في سير الأعلام 19 / 353.
339

محمد الزينبي أنبأ أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنا محمد بن المظفر أنا
بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي
ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو القاسم التنوخي
أنا أحمد بن المظفر
ح أخبرنا أبو القاسم أنا أبو بكر الخطيب أنا العتيقي أنا محمد بن الحسين
التميمي قالا ثنا بكر بن أحمد بن محمد بن عيسى قال ومن أصحاب معاذ صالح بن
شريح السكوني كاتب عبد الله بن قرط أدرك أبا عبيدة وحدث عن أبي هريرة
وأسند عن النعمان بن الرازية وأسند عنه أيضا
وقال كنت مع عبد الله بن قرط فأقبل أبو عبيدة من دمشق حتى نزل بعبد الله بن
قرط وعليه قرانجينين (1) فقمت لأنزعهما فقال دعهما فما خلعتهما منذ خرجت ولا
أريد خلعهم حتى أرجع
وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال وأما شريح
بشين معجمة هاء مهملة صالح بن شريح السكوني أدرك أبا عبيدة بن الجراح وروى
عن أبي هريرة وكان كاتب عبد الله بن قرط
أخبرنا أبو محمد ثنا أبو محمد أنا أبو محمد أنا أبو الميمون أنا أبو
زرعة (3) قال فحدثني أبو اليمان نا صفوان بن عمرو أن صالح بن شريح حضرموت
غضيف بن الحارث
قال أبو زرعة فدلنا ذلك على بقاء صالح بن شريح السكوني يروي عن أبي
عبيدة بن الجراح إلى توسط إمرة عبد الملك

(1) كذا.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 277 و 282.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 603.
340

2812 صالح بن صبيح بن الخشخاش (1) بن معاوية
ابن معاوية (2) بن سفيان المري (3)
من أهل دمشق
روى عن معاوية بن أبي سفيان وبلال بن أبي الدرداء قوله وحضر كثير بن
شهاب أميرا من قبل المغيرة بن شعبة وقد روى كثير عن عمر بن الخطاب
روى عنه ابن ابنه خالد بن يزيد بن صالح
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أخبرنا أحمد بن
عبد الوهاب أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (4) قال
قال إبراهيم بن المنذر نا الوليد بن مسلم حدثني خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح
المري عن جده وهو صالح بن صبيح قال حضرت كثير بن شهاب وبعثه المغيرة
على قصور رزنج (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنبأ تمام بن محمد أنا أبو
عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال صالح بن صبيح المري روى عن معاوية
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب
أنا أبو الحسن إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن
أنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول
في الطبقة الثانية صالح بن صبيح المري دمشقي ثم ذكره في الطبقة الثالثة فقال
وصالح بن صبيح المري جد خالد بن يزيد دمشقي

(1) تقرأ بالأصل: " الجسجاس " والمثبت عن تهذيب الكمال 5 / 425 في ترجمة حفيده " خالد بن يزيد بن
صالح " وانظر تهذيب التهذيب 2 / 76.
(2) كذا مكررة بالأصل ووردت مرة واحدة في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب.
(3) تقرأ بالأصل: المزي بالزاي، ونص ابن حجر في تقريب التهذيب: المري: بضم الميم وبالراء.
(4) الخبر في التاريخ الكبير ج 2 / 1 / 181 - 182 في ترجمة خالد بن يزيد بن صبيح.
(5) كذا رسمها بالأصل، وسقطت اللفظة من البخاري.
341

2813 صالح بن طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة بن الكميت
أبو أحمد الحرستاني (1)
حدث عن أبيه أبي صالح
كتب عنه طاهر الخشوعي وعمر الدهستاني وعبد الله بن أحمد السمرقندي
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر قال قرأنا على أبي أحمد (2)
صالح بن طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة الحرستاني بدمشق بباب الشرقي عن أبيه
أبي صالح طرفة بن أحمد أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد نا أبو بكر
محمد بن خريم إملاء أنا دحيم نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن الزهري عن
أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن كل ذي ناب من
السباع
أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ثنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن
محمد بن طرفة الحرستاني فذكر بإسناده مثله إلا أنه قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
2814 صالح بن عبد الله العبسي
ذكر محمد بن أحمد بن معدان عن الهيثم بن مروان عن أبي مسهر قال ولي
قضاء دمشق في خلافة يزيد بن عبد الملك صالح بن عبد الله العبسي ولم أجد لصالح
هذا آخرا من غير هذا الوجه
2815 صالح بن عبد الله بن الحسن بن إسماعيل
ابن عبد الصمد بن علي بن عبد الله
ابن عباس بن عبد المطلب
أبو الفضل الهاشمي
روى عن محمود بن خالد بن يزيد

(1) الحرستاني نسبة إلى حرستا، وهي قرية على باب دمشق. (الأنساب) بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ
على طريق حمص (معجم البلدان).
(3) بالأصل: " بن حميد " كذا، والصواب ما أثبت.
342

روى عنه أبو أحمد بن عدي
أخبرنا إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
إجازة إن لم يكن سماعا ثنا أبو أحمد بن عدي نا أبو الفضل صالح بن عبد الله بن
الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
بدمشق نا محمود بن خالد بن يزيد نا الوليد بن مسلم قال وأخبرني ابن سمعان عن
نافع عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله
وماله [* * * *]
2816 صالح بن عبد الله
أبو شعيب الأنصاري القاضي المستملي
حدث عن الحسن بن الوليد الكلابي والد عبد الوهاب
روى عنه تمام بن محمد
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
أخبرني أبو شعيب صالح بن عبد الله الأنصاري القاضي عند قصر حجاج (1) مستملي ابن
حذلم حدثني الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي نا يوسف بن محمد
الجمحي نا إسماعيل بن عيسى العطار نا الهياج بن بسطام عن روح بن القاسم عن
محمد بن المنكدر عن أبي رافع عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ
2817 صالح بن عبد الرحمن
أبي صالح أبو الوليد الكاتب
من أهل البصرة كان أبوه أبو صالح سبي وسبي معه من سجستان (2) سنة ثلاثين
في خلافة عثمان على يدي الربيع بن زياد الحارثي (3) واشترتهم امرأة من بني النزال أحد
بني مرة بن عبيد فأعتقتهم فتعلم صالح كتاب العربية والفارسية وكان فصيحا جميلا

(1) قصر حجاج: محلة كبيرة في ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق، منسوب إلى حجاج بن عبد الملك بن
مروان (ياقوت).
(2) سجستان: ناحية كبيرة وولاية واسعة، بينها وبين هراة ثمانون فرسخا، (معجم البلدان).
(3) بالأصل: الحادقي، خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 145.
343

يختلف إلى ديوان زياد وابن زياد ويجالس الأحنف والوجوه وكان حافظا يحفظ ما
سمع وصحب زاذان فروخ (1) كاتب الحجاج فتعلم منه وهو أول من نقل الديوان من
الفارسية إلى العربية وبذلت كتاب الفرس له ثلاثمائة ألف درهم على أن لا يفعل فأبى
وعامة من تخرج من كتاب أهل البصرة والكوفة فبصالح تخرج (2)
ووفد على سليمان بن عبد الملك فولاه خراج العراق ورده إليها فوليها صالح
أيام سليمان كلها وأقره عمر بن عبد العزيز سنة ثم استعفاه فأعفاه ويقال إنه شنع (3)
عند عمر بن عبد العزيز فعزله ولما ولي يزيد بن عبد الملك كان صالح عنده بالشام
فكتب عمر بن هبيرة إلى يزيد في إنقاذ صالح إليه يسأله عن الخراج فبعث به إليه
وأوصاه به فبعثه وقتله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطاء قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى
المنقري نا الأصمعي نا سهل بن أبي الصلت قال أجل (4) الحجاج صالح بن
عبد الرحمن أجلا حتى قلب الديوان (5) وجعل بالعربي
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (6) أنبأ أحمد بن علي بن
ثابت أنبأ علي بن أبي علي نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ومحمد بن
عبد الرحمن بن العباس
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين وأبو منصور قالا أنا
محمد بن عبد الرحمن قالا نا عبد الله بن عبد الرحمن السكري قال قال أبو يعلى
زكريا بن يحيى المنقري أنا الأصمعي نا أبو عاصم النبيل عن عبيد الله بن
عبد الله بن بحران وقال ابن السمرقندي قال سأل يزيد بن المهلب صالح بن
عبد الرحمن دجاجة يزيدها في طعامه فأبى عليه وسأله لمات تزوج عاتكة بنت الملاءة أن

(1) عن الوزراء والكتاب للجهشياري ص 38 وبالأصل: " زاد بفروح ".
(2) انظر أسماء تلامذة صالح بن عبد الرحمن في الوزارة والكتاب للجهشياري ص 39.
(3) بالأصل: سبع، والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 32.
(4) غير واضحة بالأصل وتقرأ: " أحد " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 33. (5) بالأصل: " قلت للديوان " والصواب عن المختصر.
(6) بالأصل " المحلي " خطأ، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير 4 / 1344.
344

يجعل (1) له رزق شهر للوليمة فأبى عليه وكان صالح تقدمه على العراق عاملا على
الخراج
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) حدثني سعيد بن أسد نا ضمرة عن
ابن شوذب قال كتب صالح بن عبد الرحمن وصاحبه إلى عمر بن عبد العزيز يعرضان
له بدماء المسلمين وكانا عامليه على شئ من (3) العراق فكتبا (4) إن الناس لا
يصلحهم إلا السيف فكتب إليهما عمر خبيثين من الخبث وبذتين من الربذ (5)
تعرضان لي بدماء المسلمين ما أحد من المسلمين إلا ودمائكما أهون عليه (6) من دمه
2818 صالح بن عبد الرحمن ابن أم الحكم
وهو عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي
كانت داره بدمشق بنواحي باب البريد وقصر الثقفيين وكان على شرطية
الوليد بن معاوية فقتل معه حين دخلت بنو العباس دمشق
2819 صالح بن عبد القدوس
أبو الفضل الأزدي الحداني مولاهم البصري
والحدان (7) ابن شمس بن عمرو من الأزد
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد بن محمد العلوي عن أبي
جعفر بن المسلمة البغدادي عن أبي عبد الله محمد بن عمران بن موسى

(1) كذا ولعله: يعجل.
(2) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 606.
(3) زيادة لازمة عن المعرفة والتاريخ.
(4) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل: كتب.
(5) الربذة: كل شئ قذر (اللسان: ربذ).
(6) في المعرفة والتاريخ: أهو علي.
(7) بالأصل: الجدان خطأ، والمثبت " حدان " بفتح الحاء وتشديد الدال عن نهاية الأرب للقلشندي
ص 211.
345

المرزباني (1) قال صالح بن عبد القدوس الأزدي مولى لهم يكنى أبا الفضل وكان
حكيم الشعر زنديقا متكلما يقدمه أصحابه في الجدال عن مذهبهم فقتله المهدي على
الزندقة شيخا كبيرا وهو القائل
* ما يبلغ الأعداء من جاهل * ما يبلغ الجاهل من نفسه (2)
والشيخ لا يترك أخلاقه * حتى يوارى في ثرى رمسه (3) *
وله أيضا
* ما بين ما يحمد فيه وما * يدعوا إليك الذم إلا القليل *
وله أيضا
* كل آت لا شك آت وذو الجهل * معنى والهم والحزن فضل *
وله أيضا
* أيها اللائمي على نكد الدهر * لكل من البلاء يصيب
قد يلام السري في غير ذنب * وتغطى من المسئ الذنوب
وتحول الأحوال بالمرء والدهر * له في صروفه تقليب *
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بن بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو
بكر الخطيب (4) صالح بن عبد القدوس أبو الفضل البصري مولى الأزد (5) أحد
الشعراء اتهمه المهدي أمير المؤمنين بالزندقة فأمر بحمله إليه وأحضره بين يديه فلما
خاطبه أعجب بغزارة أدبه وعلمه وبراعته وحسن بيانه (6) وكثرة حكمته فأمر بتخلية
سبيلة فلما ولي رده وقال ألست القائل
* والشيخ لا يترك أخلاقه * حتى يوارى في رمسه

(1) لا يوجد لصالح بن عبد القدوس ترجمة في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
والخبر نقله الصفدي في الوفيات 16 / 260 والكتبي في الفوات 2 / 116.
(2) البيت في المصدرين السابقين.
(3) البيت في وفيات الأعيان 2 / 492 وتاريخ بغداد 9 / 303.
(4) تاريخ بغداد 9 / 303 ووفيات الأعيان 2 / 492.
(5) في تاريخ بغداد: مولى الأسد.
(6) عن تاريخ بغداد وتقرأ بالأصل ثباته.
346

إذا ارعوى عاد إلى جهله * كذي الضنى (1) عاد إلى نكسه *
قال بلى يا أمير المؤمنين قال فأنت لا تترك أخلاقك ونحن نحكم فيك
بحكمك في نفسك ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر
ويقال إن المهدي أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فأحضره المهدي
وقال أنت القائل هذه الأبيات قال لا والله يا أمير المؤمنين والله ما أشركت بالله
طرفة عين فاتق الله تعالى ولا تسفك دمي على الشبهة وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ادرءوا
الحدود بالشبهات [* * * *] وجعل يتلو عليه القرآن حتى رق له وأمر بتخليته فلما ولي قال
أنشدني قصيدتك السينية فأنشده حتى بلغ البيت الذي أوله
* والشيخ لا يترك أخلاقه
فأمر به حينئذ فقتل ويقال أنه كان مشهورا بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف
مناظرات وشعره كله (2) أمثال وحكم وآداب
قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال وقال أبو الفضل أحمد بن طاهر البغدادي
حدثني قريش الختلي أن المهدي أمير المؤمنين دعاه يوما فأمره بالمسير على البريد إلى
دمشق وكتب لي عهدا أنه أمير كل بلد يدخل حتى يخرج منه وأمره إذا دخل دمشق
يأتي حانوتا من الحوانيت إما عطارا وإما قطانا وأنه يلقى في ذلك الحانوت رجلا كثير
الجلوس فيه أشيب بأصل الخطاب يقال صالح بن عبد القدوس وأنه مضى على مركبه
من البريد حتى دخل دمشق ثم ورد على باب الحانوت فإذا الرجل فيه وكان أعد له
أقيادا فنزل إليه فأخذ بثلاثته وأخرج عهده فقرأه على الناس فخلوا بينه وبينه وسمر
الحديد في رجليه ثم حمله معه على البريد من ساعته حتى قدم به مدينة السلام وكان
المهدي بعيساباذ (3) فمضى إليها وأرسل إلى المهدي يخبره وقدومه بالرجل فأمر
فأدخله عليه قال له أنت صالح بن عبد القدوس قال نعم يا أمير المؤمنين أنا صالح
قال فزنديق قال لا ولكني رجل شاعر أفسق في شعري فقال اله (4) أمره فالتوى

(1) في الأصل: " الظبا " والمثبت عن تاريخ بغداد ووفيات الأعيان.
(2) زيادة عن تاريخ بغداد.
(3) بالأصل بالدال المهملة، والمثبت عن معجم البلدان، وهي محلة كانت بشرقي بغداد منسوبة إلى عيسى
بن المهدي، وبها بني المهدي قصره (معجم البلدان).
(4) كذا رسمها بالأصل.
347

ساعة ثم قرأ كتاب الزندقة ثم قرأ يا أمير المؤمنين إني أتوب فاستبقني فقال له
أنشدني فأنشده حتى صار إلى قوله
* ما يبلغ الأعداء من جاهل * ما يبلغ الجاهل من نفسه
والشيخ لا يترك أخلاقه * حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله * كذي الضنى عاد إلى نكسه *
قال فلما أتى على القصيدة قال يا قريش امض به إلى المطبق قال فمضيت به
متوجها فلما قدمت من الخروج إلى الصحراء مر بي فرددته إليه فقال له المهدي يا
صالح ألست الذي يقول
* والشيخ لا يترك أخلاقه (1) * حتى يوارى في ثرى رمسه *
قال بلى يا أمير المؤمنين أنا قلت ذلك قال كذاك لا تدع أخلاقك حتى
تموت خذوه قال وكان بحضرته خدمه أربعة قال وأظن الخدم مسرورا وفرجا
وسليما وحمادا لا يدغوس أو آخر لا أعرفه فأخذ كل واحد منهم ربعه ثم قام إليه
المهدي بنفسه وانتضى سيفه من جفنه ثم ضربه بيده ضربة واحدة جعله قطعتين ثم
أمرني فحملته فصلبته من الجانب الشرقي نصفه ومن الغربي نصفه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك ثنا (3) أبو
الحسين بن السقاء ثنا أبو العباس الأصم نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن
معين يقول صالح بن عبد القدوس بصري وليس هو بشئ
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي قالا أنا أبو
الفرج الإسفرايني أنبأ علي بن أحمد أنبأ الحسن بن رشيق ثنا أبو عبد الرحمن
النسائي قال صالح بن عبد القدوس بصري ليس بثقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنبأ أبو عمرو
عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي في كتاب الضعفاء (4) قال

(1) بالأصل بالفاء، والمثبت عن وفيات الأعيان.
(2) بالأصل: الظبا، والمثبت عن وفيات الأعيان وتاريخ بغداد.
(3) زيادة لازمة منا.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4 / 71.
348

صالح بن عبد القدوس بصري ممن كان يعط الناس في البصرة ويقص عليهم وله كلام
حسن في الحكمة فأما في الحديث فليس بشئ كما قال ابن معين ولا أعرف له من
الحديث إلا الشئ اليسير
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد المجلي (1) ثنا أبو الحسين محمد بن
علي بن المهتدي أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن
المأمون نا أبو (2) بكر محمد بن القاسم بن بشار قال قال قرأنا علي العباس
لصالح بن عبد القدوس
* أقول لمن يرعى وصالي وينتهي * إلى النصح من قولي له وبياني
مقالة من قد أحكمته تجارب * وقاسى زمانا بعد صرف زماني
إذا ما أهنت النفس لم تلق مكرما * لها بعد إذ عرضتها لهوان
إذا ما ركبت الأمر بنضر (3) عينه * فنفسك يول (3) اللوم دون فلان
إذا ما لقيت الناس بالجهل والخنا * فأيقن بدل من يد ولسان
ولا خير في دار إذا ما كرهتها * وحار إذا ما كان حد سنان
ولا خير في مال إذا لم يجد به * وجودته تمين كل أوان
لعمرك إذا مر حق صاحب * إذا هو لم ينفسه في الحدثان
ولا ظفرت كفا من تال ضرها * أقاربه في الود والشنآن
ولا أدرك الحاجات مثل مثابر * ولا عاق عنه النجح مثل توان *
قال محمد بن القاسم قال لي أبي رحمه الله هذا البيت يروى على وجهين
آخرين
* لعمرك ما أذى امرء حق صاحب * إذا كان لا يرعاه في الحدثان *
قال ويروى إذا هو لم يرعاه على لغة من يقول لم ألقاك ولم أدعوك ولم
أقضيك وفي رواية أخرى عن ابن الأنباري أنا أبو العباس قال يقال نعت الرجل
أنعته إذا تعهدته وتفقدته شأنه

(1) بالأصل " المحلى " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر قريبا.
(2) بالأصل: أبي.
(3) كذا.
349

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي أنا أبو بكر الخطيب (1)
قال ومن مستحسنات (2) قصائد صالح القصيدة القافية أنشدها عبيد الله بن أبي الفتح
وأحمد بن عبد الواحد الوكيل قالا أنشدنا محمد بن جعفر بن هارون التميمي
الكوفي أنشدنا أبو بكر الدارمي لصالح بن عبد القدوس
* المرء يجمع والزمان يفرق * ويظل يرقع (3) والخطوب تمزق
ولأن تعادي عاقلا خير له * من أن يكون له صديق أحمق
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا * إن الصديق على الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنما * يبدي عيوب ذوي العقول المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم * من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يحيل بكل واد قلبه * فيرى ويعرف ما يقول فينطق
فبذاك يؤتى (4) كل أمر مطلق * وبذاك يطلق كل أمر موثق
وإن امرؤ لسعته أفعى مرة * بوكته حتى يجر حبل يفرق
لا ألقينك ثاويا في غربة * إن الغريب بكل سهم يرشق
ما الناس إلا عاملان فعامل * قد مات من عطش وآخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنما * بالجد يرزق منهم من يرزق
لو يرزقون الناس حسب عقولهم * ألفيت أكثر من ترى يتصدق *
* لكنه فضل المليك عليهم * هذا عليه موسع ومضيق
وإذا الجنازة والعروس تلاقيا * ألفيت من تبع العرائس تطلق
كذا في هذه الرواية ورأيت في غير الرواية
* وإذا الجنازة والعروس تلاقيا * ورأيت دمع نوائح يترقرق
سكت الذي تبع العروس مبهتا * ورأيت من تبع الجنازة ينطق *
وفي هذه الرواية

(1) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 9 / 304 - 305 وبعض القصيدة في وفيات الأعيان 2 / 492 - 493.
(2) عن تاريخ بغداد ووفيات الأعيان.
(3) عن المصدرين السابقين وبالأصل: يرفع.
(4) في تاريخ بغداد: يوثق... يوثق.
350

* ورأيت من تبع الجنازة باكيا * ورأيت دمع نوائح تترقرق
لو سار ألف مدجج في حاجة * لم يقضها إلا الذي يترفق
إن الترفق للمقيم موافق * وإذا يسافر (1) فالترفق أوفق
بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا * ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا *
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر الله بن إبراهيم الزاهد أنا أبو
رجاء هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي في كتابه أنا عبد الله بن علي النجيرمي
أنشدنا الحسن بن الحسين بن عبدويه أنشدنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن
أحمد بن عيسى الجلودي أنشدنا زكريا بن يحيى أنشدني محمد بن عبد الرحمن بن
صالح لصالح بن عبد القدوس
* إني لأعجب مما سمتني عجبا * يد تشنج وأخرى منك تالموني (2)
تعابني عند أقوام وتمدحني * في آخرين وكل عنك يأتيني
هذان أمران بنى يور (3) بينهما * فاكفف لسانك عن شتمي وترنيني (3)
ليس الصديق الذي تخشى غوائله * ولا العدو على حال بمأمون
يا صاح (4) لو كرهت كفي منادمتي * لقلت إذ كرهت كفى لها بيني (4)
لا أبتغي وصل من من لا يبتغي صلتي * ولا أبالي حبيبا لا يباليني *
أنشدنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنشدنا أبو
القاسم المفسر أنشدنا أبو الحسن علي بن ناعم لصالح بن عبد القدوس
* كل إلى الغابة محبوب * والمرء موروث ومبعوث
لكن حديثا حسنا سائرا * بعدك فالدنيا أحاديث *
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي عثمان الصابوني أخبرنا أبو
القاسم بن حبيب المفسر قال وما أخطأ صالح بن عبد القدوس حيث يقول (6)

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل: مسافر.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) هذا البيت والذي يليه في الوافي بالوفيات وفوات الوفيات.
(5) عن المصدرين السابقين وبالأصل " تيني.
(6) البيتان في الوافي بالوفيات 16 / 261 وفوات الوفيات 2 / 117.
351

* لا يعجبنك من يصون ثيابه (1) * حذر الغبار وعرضه مبذول
ولربما افتقر الفتى فرأيته * دنس الثياب وعرضه مغسول *
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمد وسهل بن
عبد الله بن علي ومحمد بن أحمد الإمام وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد
الذكواني ومحمد بن علي بن محمد بن حولة الأبهري ومحمد بن علي بن أحمد
السكري وأحمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني ومحمد بن علي بن
محمد وأحمد بن عبد الله بن أحمد بن سمير
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن مهران أنا سهل بن عبد الله
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم قالوا
حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر البردعي نا أبو علي الحسين بن علي نا محمد بن
زكريا بن دينار قال أنشد لصالح بن عبد القدوس
* وإن عناء أن تفهم جاهلا * فتحسب جهلا أنه منك أفهم *
* متى يبلغ البنيان يوما تمامه * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
متى يفضل المبري (2) إذا ظن أنه * إذا جاد بالشئ القليل سيعدم *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عبد الله المرزباني
حدثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال قرأ علينا أبو
عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن
داود بن محمد وذكره أنه قرأها على أبي المنهال عتيبة بن المنهال وهي تأليفه قال
وأنشد لصالح بن عبد القدوس (3)
* ما يبلغ الأعداء من جاهل * ما يبلغ الجاهل من نفسه
والشيخ لا يترك أخلاقه * حتى يوارى في ثرى رمسه

(1) البيتان في الوافي بالوفيات 16 / 261 وفوات الوفيات 2 / 117.
(2) كذا.
(3) الأبيات في ميزان الاعتدال 2 / 297.
352

فإن من أدبته في الصبى * كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقا ناضرا * بعد الذي أبصرت من يبسه * (1)
وأنشد له
* كل آت لا بد وذو الجهل * معنى (2) والغم والحزن فضل *
وأنشد له
* نزاع إذا الجنائز قابلتنا * وتلهو حين تخفي داهيات
كروعة ثلة لمعان سبع * فلما غاب عادت زائغات *
أخبرني أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنشدنا أبو إسماعيل
عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري أنشدنا أبو منصور أحمد بن محمد بن إبراهيم بن
إسحاق الشروطي أنشدنا أبو الحسين علي بن أحمد بن أحمد الحنظلي بنيسابور قال
أنشدني الحسن بن صالح بن عجيف قال أنشدونا لصالح بن عبد القدوس (3)
* أنست بوحدتي فلزمت بيتي * فتم العز لي ونما السرور
وأدبني الزمان فليت أني * هجرت فلا أزار ولا أزور
ولست بقائل ما دمت يوما * أسار (4) الجند أم قدم الأمير
ومن يك جاهلا برجال دهر * فإني عالم بهم خبير
كأنهم إذا فكرت فيهم * ذباب أو كلاب أو حمير *
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم قالا حدثنا أبو بكر الخطيب (5)
قال (6) أخبرني علي بن أيوب القمي أخبرنا محمد بن عمران بن موسى حدثني
علي بن هارون المنجم (7) عن أبيه قال من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله

(1) عن ميزان الاعتدال وبالأصل: ينسبه.
(2) زيادة لازمة لاستقالة الوزن، وقد تقدمت هذه الرواية في بداية الترجمة.
(3) الأبيات الثلاثة الأولى في الوافي بالوفيات 16 / 261 وفوات الوفيات 2 / 117.
(4) في الفوات: أقام.
(5) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 9 / 305.
(6) ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح، وفقا لأسانيد مماثلة.
(7) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
353

* إن الغني الذي يرمي (1) بعشيته * لا من يظل على ما فات مكتئبا
لا تحقرن من الأيام محتقرا * كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا
قد يحقر المرء ما يهون (2) فتركته * حتى يكون إلى توريطه سببا *
أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن علي بن المجلي (3) نا عبد المحسن بن
محمد بن علي لفظا أنا أبو الحسين علي بن الحسين بن قسيم نا إبراهيم بن علي بن
إبراهيم بن سيبخت نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي أنشدني
عون عن أبيه لصالح بن عبد القدوس
* وإذا طلبت العلم فاعلم أنه * حمل فأبصر أي شئ تحمل *
* فإذا علمت بأنه متفاضل * فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل *
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد وأبو محمد مسعود بن سعد الله بن
أسعد الميهنيان بها قالا أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الفارسي
بميهنة أنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن الفراء بالمسجد الأقصى أنا أبو
الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بمكة حرسها الله تعالى
قال ومن أحسن ما سمعت في تخير الأخوان ووصف شيم الاخوان أبيات
صالح بن عبد القدوس أنشدنا محمد بن علي الذهبي عن بعض أشياخه
* تخير من الأخوان كل ابن حرة * يسرك عند النائبات بلاؤه (4)
وقارن إذا قارنت حرا فإنما * يزين ويزري بالفتى قرناؤه
حبيبا وفيا ذا حفاظ بغيبة * وبالبشر والحسنى يكون إلقاؤه
أريب إذا شاورت في كل مشكل * أديب يسوء الحاسدين بقاؤه
فلن يهلك الإنسان إلا إذا أتى * من الأمر ما لم يرضه فصحاؤه
تمسك بهذا إن ظفرت بوده * فيهنيك منه وده و (5) وفاؤه

(1) في تاريخ بغداد: يرضى.
(2) تاريخ بغداد: يهوي فيركبه.
(3) بالأصل: " المحلى " والصواب ما أثبت وضبط وقد مر قريبا.
(4) بالأصل تقرأ: " تحزن الاخوان... تلاوة " ولعل الصواب ما ارتأيناه.
(5) زيادة منا للوزن.
354

إذا المرء (1) لم يصحب صديقا موافيا * على أي حال كان خاب رجاؤه *
أخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم بن محمد قال نا محمد بن
إبراهيم بن جعفر البردي إملاء حدثني أبو الحسين محمد بن محمد الحراني قال
أنشدني إبراهيم بن محمد بن عرفة لصالح بن عبد القدوس
* إذا وترت امرأ فاحذر عدواته * من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا
إن العدو وإن أبدى مكاشرة * إذا رأى منك يوما فرصة وثبا *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأ أبو الفتح بن علي بن سيبخت نا أبو بكر محمد بن
يحيى الصولي أنشدنا حسين بن فهم عن أبيه لصالح بن عبد القدوس
*.. (2) أخا الصعن (3) بايناسه * لتدرك الفرصة في أنسه
كالليث لا تفرس أقرانه * حتى ترى الإمكان في فرسه *
وله
* إن خليلي واحد وجهه * وليس ذو الوجهين لي بالخليل *
أخبرنا أبو الحسين بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب (4) قال بلغني عن عبد الله بن المعتز حدثني أحمد بن عبد الرحمن
المعبر (5) قال رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا فقلت ما
فعل بك ربك وكيف نجوت مما كنت ترمى به قال إني وردت على ربي لا تخفى عليه
خافية فاستقبلني برحمته وقال قد علمت براءتك (6) مما كنت تقذف به
2820 صالح بن عبيد بن هانئ
من أهل قرية نوى (7) كان إماما بقرية الحراكة

(1) بالأصل: " لم " ولعل الصواب ما أثبت كما يقتضيه السياق.
(2) مطموسة بالأصل.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) تاريخ بغداد 9 / 305 ووفيات الأعيان 2 / 493 والوافي بالوفيات 16 / 261 والفوات 2 / 117.
(5) عن تاريخ بغداد ووفيات الأعيان والوافي بالوفيات، وتقرأ بالأصل: المعنز.
(6) عن المصادر السابقة، وبالأصل: برأيك.
(7) نوى بليدة من أعمال حوران، بينها وبين دمشق منزلان (معجم البلدان).
355

حكى عن بعض الصالحين
وحكى عنه أبو أحمد الطبراني
ذكر أبو أحمد عبد الله بن بكر قال حدثني صالح بن عبيد بالحراك الإمام
بالحراك وهو من أهل نوى قال
كان عندنا رجل أدركته وكان (1) فاضلا وكان يلتقط السنبل من خلف الغنم
وكان يصلي معنا في المسجد وينصرف إلى بيته لا يجلس مع الناس فسألني بعض
أهلي أن أمضي معه إلى هذا الرجل في حاجة بعد المغرب وأذن لنا فلم ير في البيت غير
جريرة وقدر موضوعة على حجر وليس تحتها أثر وقيد (2) من رمان فقال لنا قد جئت
الليلة بغير نية الأكل الساعة ولكن آكل معكم ثم قام وأخرج رغيفا من طاق فثرده في
قصعة وأتى بالقدر التي هي على الحجرين فإذا هي تفور كأن النار تحتها فصب ما فيها
على الثردة فطعمنا منها ما سد نفوسنا وكان عدسا وبقي من الطعام بعدما شبعنا
ووجه إليه رجل من أهل الموضع قصعة فيها خبيص فردها وقال هذا ما لا نحتاج إليه
2821 صالح بن عثمان بن عامر المري الحدثاني
حدث عن زهير بن عباد وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي
روى عنه ابنه أبو جعفر عمر بن صالح حدثنا سبساه (3) في ترجمة إلياس عليه
الصلاة والسلام

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 11 / 35 وهي مستدركة فيه أيضا.
(2) الوقيد: توقد النار.
(3) كذا رسمها بالأصل.
356

2822 صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن (2) عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (3)
أبو عبد الملك الهاشمي العباسي (3)
كان مولده بالشراة (4) من أرض البلقاء (5) من أعمال دمشق
وكان مع أخيه عبد الله بن علي في فتح دمشق وهو الذي ولي فتح مصر وولي
الموسم وإمرة دمشق
روى عن أبيه
روى عنه ابناه عبد الملك بن صالح وإسماعيل بن صالح وعبد الله بن
السمط
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (6) أنا
سليمان بن أحمد (7) نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي نا أبو المغيرة نا
عبد الله بن السمط نا صالح بن علي الهاشمي عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
ح وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد بن عبد الله الرازي أخبرنا خيثمة بن سليمان نا محمد بن عوف الحمصي نا
أبو المغيرة نا عبد الله بن السمط نا صالح بن علي بن (8) عبد الله بن عباس عن
أبيه عن جده عبد الله بن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال

(1) زيادة لازمة للإيضاح عن مصادر ترجمته.
(2) ترجمته في صفحات متفرقة من كتب التاريخ (انظر الطبري - مروج الذهب وغيرها: الفهارس) وجمهرة
الأنساب ص 20 والنجوم الزاهرة 1 / 323 والوافي بالوفيات 16 / 264 وسير الأعلام 7 / 18 وتحفة ذوي
الألباب للصفدي / الجزء الأول من صفحات متفرقة، وأمراء دمشق للصفدي ص 63 و 64.
(3) زيادة منا.
(4) الشراة صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول، من بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة (معجم
البلدان).
(5) البلقاء: انظر معجم البلدان.
(6) بالأصل: زيده، خطأ والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
(7) الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10 / 288 رقم 10685.
(8) قوله: " بن علي " كتب فوق الكلام بين السطرين.
357

لا يربي (1) أحدكم بعد أربع وخمسين ومائة سنة جرو كلب خير له من أن يربي
ولدا لصلبه [* * * *]
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي السيرافي نا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1) قال سنة ثمان
وثلاثين ومائة فيها غزا صالح بن علي فنزل دابق وأقبل قسطنطين بن أليون طاغية الروم
في مائة ألف (3) فلقيه صالح فقتل وسبى وخرج سالما قال خليفة (2) وفي سنة
إحدى وأربعين أقام الحج صالح بن علي بن علي بن عبد الله بن عباس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد ا لله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال وفي سنة إحدى وأربعين
ومائة حج بالناس صالح بن علي بن عبد الله بن عباس
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ
قال قال الوليد بن مسلم لما أفضى الأمر (4) إلى أمير المؤمنين إلى أبي جعفر
عبد الله بن محمد غزا صالح بن علي سنة ثمان وثلاثين ومائة في نحو من سبعين ألفا
زاد ابن الأكفاني في موضع آخر بهذا الإسناد ولم أسمعه منه وشافهني بإجازته
قال قال ابن عائذ واجتمع الأمر لأبي جعفر في سنة سبع وثلاثين ومائة فلم
يكن للناس صائفة إلا أن أبا جعفر كتب إلى صالح بن علي في ولايته على الشام وما كان
يليه من مصر ويأمره بالمسير إلى (5) الشام فقدم فنزل دير سمعان (6)
وحلب وما يليها فكان ذلك أمنا للبلاد في تلك السنة ثم أغزا أبو جعفر سنة ثمان
وثلاثين ومائة جماعة من أهل الشام والجزيرة والموصل ومن كان مع صالح بن علي من
جيوش أهل خراسان وأغزا العباس بن محمد في جماعة من أهل الشرق واستعمل

(1) بالأصل: " لا ينزني " والمثبت: " لأن يربي " عن الطبراني.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 417 و 419.
(3) زيادة عن خليفة بن خياط.
(4) بالأصل: " المرء " ولعل الصواب ما أثبت.
(5) لفظة غير مقروءة بالأصل.
(6) دير سمعان: بنواحي دمشق في موضع نزه، ودير سمعان أيضا: بنواحي حلب بين جبل عليم والجبل
الأعلى (ولعله المراد هنا) (انظر معجم البلدان).
358

على جماعتهم صالح بن علي فولى صالح مقدمته عامر بن إسماعيل الجرجاني وعلى
الميمنة العباس بن محمد وعلى الميسرة عبد الله بن صالح فأدر بهم صالح حتى أتى
دارتين وما يليها ثم فعل سنة تسع وثلاثين ولم يلق جيشا ولم يفتح مدينة ولم يغنم
غنائم مذكورة فانصرف الناس في عافية ثم أمر صالح بن علي بالمعسكر بدابق بمن
معه من أهل خراسان في سنة اثنين (1) وأربعين ومائة ثم أغزا صالح بن علي في سنة
ثلاث وأربعين ومائة بمن معه من أهل خراسان وبعثا ضربه على أهل الشام ليس
بالكثيف وأمره أن يعسكر بهم بدابق ففعل ووجه هلال بن ضيغم السلامي من أهل
دمشق في جماعة من أهل دمشق فبنوا على جسر سيحان حصين أذنة (2)
ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن صالح بن علي ولد سنة ست وتسعين
ومات سنة إحدى وخمسين ومائة المنصور أكبر منه بشهرين وأم صالح سعدى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل ابنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال وفيها يعني سنة اثنين (2) وخمسين
ومائة توفي صالح بن علي وهو والي حمص وقنسرين وولي ابنه الفضل صالح
مكانه (2)
وبلغني أنه مات بعين أباغ (4) من ناحية الشام وكان قد بلغ ثمانيا وخمسين سنة
2823 صالح بن علي الدمشقي
حدث عن محمد بن عمرو السوسي
روى عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأنباري نزيل الرملة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن
أبي الصقر أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان نا أبو الفتح محمد بن
أحمد بن محمد الأنباري المعروف بابن النحوي نا صالح بن علي الدمشقي بدمشق
نا محمد بن عمرو السوسي نا عبد الله بن عمير نا الأعمش عن أبي سفيان عن

(1) كذا بالأصل.
(2) أذنة بوزن حسنة، بلد من الثغور قرب المصيصة ولها نهر يقال له سيحان (معجم البلدان).
(3) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 139.
(4) أباغ بضم الهمزة، وقيل بفتحها، وعين أباغ: واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام (ياقوت).
359

جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طعام الرجل يكفي الرجلين وطعام الرجلين يكفي
الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية [* * * *]
2824 صالح بن عمير العقيلي (1)
ولي إمرة دمشق خلافة الحسن بن عبيد الله بن طغج في ذي الحجة سنة سبع
وخمسين وثلاثمائة لما انصرف عنها فنك الكافوري (2) منهزما فبعث إليه شيوخ
البلد وهو يومئذ يتولى الصنمين (3) والجيدور (4) فجاءهم بعد ثلاثة أيام فسلموا إليه
البلد فضبطه وأقام صالح بها أياما ثم غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي (5)
وجاءه ظالم بن موهوب (6) العقيلي ليأخذ البلد منه فمنع أهل دمشق ظالما وأقام
صالح بها أياما ثم غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي (7) فولى دمشق وشاحا
عنهم قهرا وسلموها إلى صالح لأيام خلت من ربيع الأول من سنة ثمان وخمسين
فجمع ظالم العقيلي جمعا عظيما ونزل داريا (8) وحصر دمشق مدة حين بلغه ذلك
وبلغني أن صالح بن عمير توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (9)
2825 صالح بن الفتح
أبو محمد الحارث بن محمد الشاشي
قدم دمشق وحدث بها عن الفضل بن أحمد بن عامر اللؤلؤي
روى عنه مكي بن محمد بن الغمر

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 364 وأمراء دمشق للصفدي ص 63 والوافي بالوفيات 16 / 268.
والنجوم الزاهرة 4 / 56.
(2) انظر أخباره في تحفة ذوي الألباب 1 / 367.
(3) قرية من أعمال دمشق في أوائل حوران، بينها وبين دمشق مرحلتان (ياقوت) وهي اليوم بلدة جنوبي
دمشق تبعد عنها 53 كلم.
(4) الجيدور: كورة من نواحي دمشق فيها قرى، وهي في شمال حوران (معجم البلدان) وبالأصل:
الجذور، والمثبت عن تحفة ذوي الألباب.
(5) بالأصل: القرامطي، والصواب عن الوافي بالوفيات، انظر أخباره في تحفة ذوي الألباب ص 372.
(6) أخباره في تحفة ذوي الألباب ص 378.
(7) قوله: وأقام... إلى هنا مكرر بالأصل.
(8) تقرأ: دارنا، ولعل الصواب ما أثبت.
(9) مات بنوى كما في الوافي وتحفة ذوي الألباب.
360

قرأت على أبي محمد السلمي عن (1) عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسن مكي بن
محمد بن الغمر (2) المؤدب (3) حدثني أبو محمد صالح بن الفتح بن الحارث الشاشي
قدم علينا نا الفضل بن أحمد بن عامر اللؤلؤي نا أبو حاتم الرازي نا الأنصاري
عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ينادي مناد كل يوم شارب الخمر أنت ملعون وجارك ملعون وجليسك
ملعون [* * * *]
هذا حديث باطل ركب على إسناد صحيح والجهل فيه على صالح أو الفضل
فكلاهما مجهول
2826 صالح بن فيروز العكي
ممن سار مع معاوية من دمشق إلى صفين
فارس شاعر
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنبأ أبو
علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي (4) نا إبراهيم بن
الحسين بن علي الكسائي الهمذاني (5) نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي نا نصر
يعني ابن مزاحم (6) قال فحدثنا عمرو بن شمر قال قال جابر الجعفي خرج
صالح بن فيروز فنادى إلى البزار فخرج إليه الأشتر وهو يقول (7)
* يا صاحب الطرف الحصان الأدهم * أقدم إذا شئت علينا أقدم
أنا ابن ذي العز وذي التكرم * سيد عك كل عك فاعلم *
قال فالتقيا فبدره الأشتر فضربه فقتله

(1) بالأصل " بن " خطأ.
(2) بالأصل: العمر، وما أثبت وضبط عن التبصير 3 / 970.
(3) بالأصل: " الودب " والمثبت عن التبصير.
(4) بالأصل: " ينجاب لصبي " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 15 / 530.
(5) ترجمته في سير الأعلام 13 / 184.
(6) الخبر في وقعة صفين لابن مزاحم ص 174.
(7) يفهم من عبارة وقعة صفين أن الرجز لصالح وليس للأشتر، وقد ذكر للأشتر رجزا آخر مطلعه:
* آليت لا أرجع حتى أضربا
361

2827 صالح بن أبي قبان
هو طلحة
صحف بعض الرواة اسمه تأتي روايته في الكنى في ترجمة أبي قبان إن
شاء الله
2828 صالح بن كيسان (1)
أبو محمد ويقال أبو الحارث
مولى امرأة من دوس ويقال مولى بني غفار (2)
رأى ابن عمر
وحدث عن سالم بن عبد الله وسليمان بن يسار وعبيد الله (3) بن عبد الله بن
عتبة وعروة بن الزبير وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي محمد نافع مولى أبي
قتادة ومحمد بن مسلم الزهري
روى عنه عمرو بن دينار ومالك بن أنس وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي
سلمة الماجشون وسليمان بن بلال ومعمر بن راشد (4) وعبد الرحمن بن
إسحاق وإبراهيم بن سعد الزهري وسفيان بن عيينة
واستقدمه الوليد بن عبد الملك يعلم ابنه عبد العزيز بن الوليد
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي الحسن بن علي لفظا أنا أبو بكر بن
مالك نا عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي نا سفيان بن عيينة حدثني صالح بن
كيسان عن سالم عن أبيه
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا قفل من حج أو عمرة أو غزو فأوفى على فدفد من الأرض قال

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 46 وتهذيب التهذيب 2 / 537 وميزان الاعتدال 2 / 299 وشذرات الذهب
1 / 208 وسير الأعلام 5 / 454، والوافي بالوفيات 16 / 268.
(2) زيد في تهذيب الكمال: ويقال: مولى بني عامر.
(3) بالأصل: عبد الله، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.
(4) الزيادة عن تهذيب الكمال.
(5) الحديث في مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 2 / 219 ح 4569.
362

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير صدق
الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده آيبون إن شاء الله تائبون عابدون لربنا
حامدون [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو
عثمان البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا
مالك نا صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت فرضت الصلاة
ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا محمد بن عباد المكي نا سفيان قال قال لنا
عمرو بن دينار اذهبوا إلى صالح فإنه يحدث بحديث حسن فأتيناه فقال حدثنا
سليمان بن يسار عن أبي رافع قال ضربت قبة رسول النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأبطح ولم يأمرني فجاء
فنزل يعني بالمحصب (1)
قال وأنا أبو يعلى ثنا أبو بكر وزهير قالا نا سفيان بن عيينة عن صالح بن
كيسان قال سمعت سليمان بن يسار يقول إن أبا رافع كان على ثقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال أنا جئت فضربت قبته بالأبطح فجاء فنزل رواه مسلم عن أبي بكر وزهير
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني أبي علي عن أبي الحسن محمد بن
محمد بن مخلد أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (2) أنا محمد بن الحسين بن
محمد الزعفراني نا أحمد بن أبي خيثمة أخبرني مصعب قال صالح بن كيسان كان
مولى امرأة من دوس وكان عالما ضمه عمر (3) بن عبد العزيز إلى نفسه وهو أمير
فكان يأخذ عنه ثم بعث إليه الوليد بن عبد الملك فضمه إلى ابنه عبد العزيز بن الوليد
وكان يأخذ عنه وكان صالح بن كيسان جامعا من الحديث والفقه والمروءة (4)

(1) المحصب: موضع فيما بين مكة ومنى (ياقوت).
(2) بالأصل: حرقة، خطأ، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
(3) بالأصل: عمير، خطأ.
(4) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 48 والذهبي في سير الأعلام 5 / 454.
363

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن (1) بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان (2) بن أبي شيبة نا
هاشم بن محمد نا الهيثم بن عدي قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة صالح بن
كيسان مولى بني غفار
أخبرنا أبو البركات أيضا أنا أبو طاهر الباقلاني أنا يوسف بن رياح القاضي أنا
أحمد بن محمد المهندس نا محمد بن أحمد الدولابي نا معاوية بن صالح قال
سمعت يحيى بن معين في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم صالح بن كيسان
مديني
أخبرنا أبو البركات وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأ أبو الحسين محمد بن
الحسن أنا عمر بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد بن إسحاق (3) نا خليفة بن
خياط (4) قال صالح بن كيسان مولى بني عامر ويقال مولى لآل معيقيب بن أبي
فاطمة من أصبح أبا الحارث
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنبأ سليمان بن إسحاق بن الجليل الحلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا
محمد بن سعد
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا نا
محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة صالح بن كيسان ويكنى أبا
محمد
قال الواقدي وفي رواية الحارث أنا محمد بن عمر أخبرني عبد الله بن
جعفر قال دخلت على صالح زاد الحارث بن كيسان وهو يوصي فقال لي

(1) بالأصل: " الحسين " والمثبت عن المطبوعة عاصم - عائذ (انظر الفهارس).
(2) بالأصل: " عثمان وأبي شيبة " والصواب: ابن أبي شيبة، ترجمته في سير الأعلام 14 / 21.
(3) كذا مكرر بالأصل.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 457 رقم 2328.
364

اشهد أن ولائي لامرأة مولاة آل وقال الحارث لآل معيقيب بن أبي فاطمة من
دوس (1)
وقال الحارث الدوسي فقال له سعيد بن عبد الله بن هرمز ينبغي أن يتبه فقال
إني لا أشهدك أنت شكال وكان زاد الحارث سعيد وقالا صاحب وضوء وشك فيه
ومات بعد الأربعين والمائة وقيل مخرج محمد بن عبد الله انتهت رواية ابن أبي
الدنيا وقال الحارث ومات صالح بن كيسان بعد سنة أربعين ومائة وقيل مخرج
محمد بن عبد الله بن حسن وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة
وروى صالح بن كيسان عن عروة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعن أبي محمد نافع
مولى أبي قتادة وعن الزهري وغيرهم وكان ثقة كثير الحديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر
أخبرنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ
له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (2) قال صالح بن كيسان مولى لآل
غفار مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز
سمع عبيد الله بن عبد الله بن عتبة والزهري
سمع منه عمرو بن دينار ومالك وابن عيينة وإبراهيم بن سعد حدثني
إبراهيم بن موسى أنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن صالح بن
كيسان سمع ابن عمر عن عمر في الصرف في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله
الخلال نا (3) أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة نا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال صالح بن كيسان مولى بني غفار رأى ابن عمر رؤية روى عن

(1) لا يوجد لصالح بن كيسان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، وقد سقط منها قسم مهم من
تراجم المدنيين، وصالح ضمن القسم الضائع.
وبعض الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 50 نقلا عن ابن سعد.
(2) التاريخ الكبير 4 / 288.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(4) الجرح والتعديل 4 / 410.
365

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة والأعرج والزهري روى عنه عمرو بن دينار
ومالك ومعمر وابن عيينة وعبد العزيز الماجشون وعبد العزيز بن محمد
وعبد الرحمن بن إسحاق وسليمان بن بلال سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر بن الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم (1) قال أبو الحارث ويقال صالح أبو محمد (2) بن
كيسان العقدي (3) مولى بني غفار ويقال العامري مولى بني عامر ويقال مولى لآل
معيقيب بن أبي فاطمة من أصبح ويقال من دوس المديني مؤدب ولد عمر بن
عبد العزيز رأى ابن عمر وسمع عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وأبا عمر
سالم بن عبد الله بن عمر وأبا داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (4) وابن شهاب
سمع منه عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان وموسى بن عقبة ومالك بن أنس
وربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي كناه لنا (5) محمد ثنا موسى نا خليفة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل المقدسي أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن محمد بن الحسين قال صالح بن كيسان أبو
محمد الغفاري مولاهم المديني مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز سمع عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة وعروة والأعرج وملوح (6) والزهري روى عنه مالك وابن
عيينة وسليمان بن بلال وابن جريج وإبراهيم بن سعد في الإيمان وغير موضع
قال الواقدي أخبرني عبد الله بن جعفر قال دخلت على صالح وهو يوصي
فقال لي اشهد لي أن ولائي لامرأة مولاة لآل معيقيب بن أبي فاطمة من دوس قال
الواقدي ومات بعد الأربعين والمائة وقبل خروج محمد بن عبد الله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي

(1) الخبر في كتاب الأسامي والكنى للحاكم 3 / 410 رقم 1619.
(2) في كتاب الأسامي والكنى: ويقال: أبو محمد صالح بن كيسان.
(3) عن الأسامي والكنى وبالأصل: غفار.
(4) هذا الاسم والذي قبله سقطا من كتاب الأسامي والكنى للحاكم.
(5) عن كتاب الأسامي والكنى وبالأصل " أنا ".
وهو محمد بن عيسى، وموسى بن زكريا.
(6) كذا رسمها.
366

نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (1) نا أبو نعيم (2) نا عبد العزيز بن أبي سلمة عن (3)
صالح بن كيسان قال رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة ولا يدع أحدا يمر بين يديه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن
حبابة حدثنا عبد الله بن محمد نا علي بن الجعد وفي نسخ ثنا بشر بن الوليد
الكندي بدل علي أنا عبد العزيز بن عبد الله عن صالح قال رأيت ابن عمر يصلي في
جوف الكعبة فكان لا يدع أحدا يمر بين يديه فإذا مر رجل جذبه حتى يرده قال ونا
عبد الله بن محمد حدثني صالح بن مالك نا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
عن صالح بن كيسان قال رأيت ابن عمر يصلي فذكر مثله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله أنا عبد الواحد بن
محمد بن عثمان بن الحسن بن محمد بن موسى الأنصاري نا إسماعيل بن إسحاق
القاضي قال سمعت علي بن المديني يقول كان صالح بن كيسان أسن من ابن
شهاب (4) رأى ابن عمر وابن الزبير
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم
الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن كيسان
أكبر سنا من الزهري سمع من ابن الزبير وابن عمر (5)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسين بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال
سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن كيسان أكبر من الزهري وقد سمع صالح بن
كيسان من ابن عمر ورأى ابن الزبير قلت ليحيى فصالح بن كيسان يعني في

(1) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 524.
(2) بالأصل: " نا أبو نعيم، نا عبد العزيز الكتاني نا أبو محمد بن أبي نصر، نا عبد العزيز... " وثمة تكرار
أخل بالمعنى، صوبنا السند عن تاريخ أبي زرعة.
(3) بالأصل: " بن " خطأ والصواب عن أبي زرعة.
(4) نقله الذهبي في سير الأعلام 5 / 455.
(5) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 48.
367

الزهري قال ليس به بأس في الزهري (1)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم أنا أبو بكر
البرقاني أنا أبو بكر الإسماعيلي قال عرضت على إسحاق بن إبراهيم الحربي كتاب
عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه من غير قراءة فقال هو سماعي منه قال قلت له
يعني لأحمد صالح بن كيسان يعني كيف روايته عن الزهري فقال صالح أكبر من
الزهري قد رأى صالح ابن عمر
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا محمد بن علي بن محمد ومحمد بن أحمد بن
عبد الله قالا أنا محمد بن المكي
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم أنا محمد بن
عمر بن يوسف قالا أنا محمد بن يوسف انا محمد بن إسماعيل البخاري قال
صالح بن كيسان أكبر من الزهري وأدرك ابن عمر
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (2) نا أبو بكر بن عبد الملك نا
عبد الرزاق عن معمر أخبرني صالح بن كيسان قال كنت أطلب العلم أنا والزهري
فقال لي تعال (3) حتى نكتب السير فكتبنا كلما جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال تعال (3)
حتى نكتب كل ما جاء عن الصحابة قال فكتب ولم أكتب قال فأنجح وضيعت
ح أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أبو بكر بن المؤمل نا الفضل بن محمد البيهقي نا أحمد بن عبد الله قال وأنا أبو
أحمد بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله
أحمد بن حنبل نا عبد الرزاق نا معمر أخبرني صالح بن كيسان قال
اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقال نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة وقلت أنا ليست بسنة فلا
نكتبه قال فكتب لم أكتب فأنجح فضيعت

(1) انظر المصدرين السابقين.
(2) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 641.
(3) بالأصل: " تعالى " والصواب عن المعرفة والتاريخ.
368

أخبرنا بها عالية أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو
الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور
الرمادي نا عبد الرزاق أنا معمر عن صالح بن كيسان قال
اجتمعت أنا ومحمد بن شهاب ونحن نطلب العلم فاجتمعنا على أن نكتب
السنن فكتبنا كل شئ سمعنا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه
فقلت لا ليس بسنة فقال بلى هو سنة قال فكتب ولم أكتب فأنجح
وضيعت (1)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عبد الله الخبازي وأبو سهل الحفصي
قالا أنا أبو القاسم الكشميهني
ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو عثمان العيار أنا أبو علي البسري قالا
أنا أبو عبد الله الفربري أنا أبو عبد الله البخاري نا علي بن عبد الله بن محمد نا
سفيان قال قال لنا عمرو اذهبوا إلى صالح فسلوه (2) عن هذا وغيره وقدم علينا
ها هنا يعني حديثه عن أبي محمد بن أبي قتادة قال كنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) بالفاحة (3)
الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر أنا أبو الحسين أنا عبد الله نا
يعقوب (4) نا أبو بكر الحميدي نا سفيان قال وكان عمرو يحدث حديث صالح بن
كيسان في نزول النبي (صلى الله عليه وسلم) الأبطح ثم قدم صالح فقال لنا عمرو اذهبوا فسلوه (5) عن
هذا الحديث فذهبنا إليه فسألناه
أنبأنا أبو غانم محمد بن محمد بن أسد أنا أبو الحسين بن الطيوري نا أبو بكر
عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي

(1) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 49 من طريق عبد الرزاق، والذهبي في السير 5 / 455 من طريق
معمر.
(2) بالأصل: فسألوه.
(3) كذا رسمها بالأصل؟
(4) المعرفة والتاريخ 2 / 700 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 49 والذهبي في سير الأعلام 5 / 455 من
طريق الحميدي.
(5) بالأصل فسألوه.
369

ح أنبأنا أبو سعد بن الطيوري (1) أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي (2)
إجازة قال لنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال (3) أنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب حدثني أحمد بن العباس
قال قال يحيى بن معين ليس من أصحاب الزهري أثبت من مالك ثم صالح بن
كيسان ثم معمر ثم يونس وابن عيينة والليث بن سعد وإبراهيم بن سعد
اشكال (4) وشعيب بن أبي حمزة وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر وعقيل بن
خالد هؤلاء أصحاب كتب (5)
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن
سعيد بن خالد بن سعيد يقول قلت ليحيى بن معين فمعمر أحب إليك يعني في
الزهري أم صالح بن كيسان قال معمر أحب إلي وصالح ثقة (6)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي (7) قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب
الأصم يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول قلت ليحيى وصالح بن
كيسان قال ليس به بأس في الزهري
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي

(1) بالأصل: بن أبي الطيوري.
(2) بالأصل: " الارحى " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 18 / 18.
(3) ترجمته في سير الأعلام 17 / 82 وبالأصل: " جمة " والصواب ما أثبت عن السير.
(4) كذا رسمها.
(5) الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال والذهبي في سير الأعلام من طريق يعقوب بن شيبة إلى قوله: " ثم
يونس ".
(6) تهذيب الكمال 9 / 48 من طريق عثمان بن سعيد الدارمي.
(7) بالأصل: " أنا أبو سعيد محمد بن سعيد محمد بن موسى الصيرفي " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في
سير الأعلام 17 / 350.
370

حاتم (1) قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين (2) قال
صالح بن كيسان ثقة قال وسمعت أبي يسأل عن صالح بن كيسان أحب إليك أو
عقيل قال صالح أحب إلي لأنه حجازي وهو أسن رأى ابن عمر (3) وهو ثقة يعد
في التابعين
قال ونا أبو محمد (4) نا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال سئل
أحمد بن حنبل بن صالح بن كيسان فقال بخ بخ
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد أنا
رشأ بن نظيف أنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي أنا محمد بن محمد بن داود
الكرخي نا عبد الرحمن بن يوسف بن صالح قال صالح بن كيسان مديني ثقة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أخبرنا عبد الله بن جعفر نا عبيد الله بن سعد قال سمعت عمي يذكر عن
أبيه قال كان صالح بن كيسان مؤدب ابن شهاب فربما ذكر صالح الشئ فيرد عليه ابن
شهاب فيقول حدثنا فلان وحدثنا فلان يخالف ما قال قال فيقول له صالح
تكلمني وأنا أقمت أود لسانك (5)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أبو العباس الأصم نا إبراهيم بن سليمان نا الأويسي نا إبراهيم بن سعد قال جئت
صالح بن كيسان في منزله فوجدته يكسر لهرة له يطعمها ثم يفت لحمامات له أو
لحمام له يطعمه (6)
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي وغيرهما عن أبي عثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال سمعت الحاكم يعني أبا عبد الله محمد بن

(1) الجرح والتعديل 4 / 411.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الجرح والتعديل.
(3) مكان " أي ابن عمر " بالأصل " وابن أبي عمر " والصواب عن الجرح والتعديل.
(4) المصدر السابق نفسه، ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 48 والذهبي في سير الأعلام 5 / 455 من
طريق حرب بن إسماعيل الكرماني.
(5) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 49 والذهبي في سير الأعلام 5 / 456.
(6) الخبر في المصدرين السابقين من طريق عبد العزيز الأويسي.
371

عبد الله الحافظ يقول مات زيد بن أبي أنيسة وهو ابن ثلاثين سنة وصالح بن كيسان
وهو ابن مائة ونيف وستين سنة وكان قد لقي جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم
بعد ذلك تلمذ الزهري وتلقن عنه العلم وهو ابن تسعين سنة ابتدأ بالتعلم وهو ابن
سبعين سنة (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن (2)
محمد نا الهيثم بن عدي قال ومات صالح بن كيسان مولى بني غفار في زمن
مروان بن محمد
وقد تقدم في قول ابن سعد أنه بقي بعد الأربعين والله تعالى أعلم
2829 صالح بن محمد (3) زائدة
أبو واقد الليثي المديني (4)
حدث عن أنس وأبي أروى الدوسي الصحابي وسعيد بن المسيب وسالم بن
عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن (5)
روى عنه الدراوردي (6) وحاتم بن إسماعيل ووهيب بن خالد وعبد الله بن
الحارث المخزومي وعبد الله بن جعفر المديني وأبو بكر بن سبرة (7) العامري

(1) عقب ابن حجر في تهذيب التهذيب 2 / 537 على قول الحاكم قال: هذه مجازفة قبيحة مقتضاها أن
يكون صالح بن كيسان ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما أدرى من أين وقع ذلك للحاكم.
وقال الذهبي في سير الأعلام 5 / 456: وهم الحاكم وهمين في قوله. والجواب: أن زيدا مات كهلا من
أبناء الأربعين سنة أو أكثر، وصالح عاش نيفا وثمانين سنة ما بلغ التسعين، ولو عاش كما زعم أبو
عبد الله لعد في شباب الصحابة فإنه مدني، ولكان ابن نيف وثلاثين سنة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولو طلب
العلم كما قال الحاكم وهو ابن سبعين سنة، لكان قد عاش بعدها نيفا وتسعين سنة، ولسمع من سعد بن
أبي وقاص، وعائشة، فتلاشى ما زعمه.
(2) بالأصل: " عن ".
(3) بالأصل: صالح محمد بن زائدة، وفوق " محمد " و " بن " علامتا تقديم وتأخير، وهو ما صوبناه.
(4) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 299 والجرح والتعديل 4 / 411 والتاريخ الكبير 4 / 291 وتهذيب
التهذيب 2 / 538 وتهذيب الكمال 9 / 50.
(5) بالأصل: " أبي سلمة بن عبد الله الدوسي " والصواب عن تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب.
(6) عبد العزيز بن محمد الدراوردي.
(7) في تهذيب الكمال: أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.
372

وقدم دمشق غازيا
أخبرتنا أم المجتبأ فاطمة بنت ناصر قالت أنبأ إبراهيم بن منصور وأنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي أنا محمد بن إسحاق المثنى نا عبد الله بن
الحارث المخزومي عن صالح بن محمد بن زائدة سمع أنس بن مالك يقول قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو طالب بن غيلان نا أبو بكر الشافعي
حدثني إسحاق بن الحسن نا أبو بشر سهل بن بكار نا وهيب عن أبي واقد عن (1)
نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من حضر إماما فليقل خيرا أو
يسكت [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد بن
الجنزرودي (2) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا
محمد بن إبراهيم بن علي قالا أنا أبو يعلى نا أحمد بن حاتم نا عبد العزيز بن
محمد عن صالح بن محمد بن زائدة عن سالم عن أبيه عن جده زاد ابن حمدان
أن عمر بن الخطاب وقالا إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من وجدتموه غل فاضربوه
وأحرقوا متاعه قال فدخلت على مسلمة بن عبد الملك فأخذ رجلا قد غل فدعا
سالما فحدثه (3) الحديث قال فأحرق متاعه ووجد في متاعه مصحف فقوم
المصحف وتصدق بثمنه [* * * *]
ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد بن علي
الواسطي أنا محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي
قال صالح هذا منكر الحديث وهذا الحديث منها قال أبي وقال يحيى بن معين
هذا أبو واقد الليثي ليس بذاك (4) سمع من سعيد بن المسيب

(1) بالأصل: " بن " خطأ.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) بالأصل: " فجذبه " والمثبت عن ميزان الاعتدال 2 / 300.
(4) بالأصل: " بلال " والمثبت عن تهذيب الكمال.
373

وقال في موضع آخر (1)
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي أنا أبو عامر محمود بن
القاسم بن محمد وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي (2) وأبو بكر أحمد بن
عبد الصمد التاجر قالوا أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله
الجراحي (3) أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب أنا أبو عيسى محمد بن
عيسى بن سورة الترمذي قال سألت محمدا عن هذا الحديث فقال ما روى هذا
صالح بن محمد بن زائد وهو أبو واقد الليثي وهو منكر الحديث قال محمد وقد
روي في غير حديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الغال (4) ولم يأمر فيه بحرق متاعه
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن
مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا معاوية بن عمرو
عن أبي إسحاق أخبرني صالح بن محمد قال غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن
عبد الله وعمر بن عبد العزيز ومكحول فغل رجل متاعا فأمر الوليد بمتاعه فحرق
وضرب ولم يعط سهمه
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله أنا محمد بن عبد العزيز بن محمد
الفارسي وأبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البوشنجي
ح وأخبرنا أبو الفضل وأبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل
الفضيليان وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الجرباذقاني (5) وأبو الفضل
الضحاك بن أبي سعيد الجبار الهرويون في جماعة قالوا أنا عبد الرحمن بن محمد
البوشنجي قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح نا يحيى بن محمد بن صاعد
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن

(1) كذا بالأصل.
(2) بالأصل: " الرياني " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ ص 261 وانظر فيها الفهارس.
(3) بالأصل: " الحراحى ".
(4) الغال الذي يغل، والغلول في الحديث هو الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة (اللسان: غلل).
(5) هذه النسبة إلى جرباذقان، بالفتح والعجم يقولون: كرباذكان: بلدة قريبة من همذان بينها وبين الكرج
وأصبهان (ياقوت).
374

البسري (1) أبو نصر الزينبي
ح وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو القاسم بن البسري (1) قالوا أنا أبو
طاهر المخلص قال سمعت يحيى بن محمد بن صاعد يقول سمعت محمد بن
عبد الله المخرمي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أبو واقد الليثي هو
صالح بن محمد بن زائدة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي (2) أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حبيب يقول واسم أبي واقد الذي روى عنه وهيب بن خالد (3) صالح بن
محمد بن زائدة الليثي عن سالم بن عبد الله ونافع روى عنه وهيب
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا أبو (4) الحسن قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (5)
قال صالح بن محمد بن زائدة (6) أبو واقد الليثي من أنفسهم
روى عن أبي أروى (7) وعامر بن سعد (8) وسعيد بن المسيب وسالم
وأبي سلمة وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
روى عنه وهيب وعبد العزيز بن محمد وحاتم بن إسماعيل سمعت أبي يقول
ذلك

(1) بالأصل: " السري " خطأ والصواب " البسري " وقد مر كثيرا.
(2) بالأصل: " الجامي " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
واسمه: علي بن أحمد بن عمر بن حفص (وانظر المطبوعة عاصم - عائذ، الفهارس ص 786).
(3) بالأصل: " روى عنه وهيب صالح بن وهيب صالح... " ولعل الصواب ما ارتأيناه وما أضفناه بين
معكوفتين.
(4) قوله: " أنا أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(5) الجرح والتعديل 4 / 411.
(6) بالأصل: " بن أبي زائدة " والصواب عن الجرح والتعديل.
(7) زيادة عن الجرح والتعديل.
(8) بالأصل: شعبة، والصواب عن الجرح والتعديل، وهو عامر بن سعد بن أبي وقاص.
375

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه
أنا أبو الفتح سليمان بن أيوب الفقيه أنا طاهر بن محمد بن سليمان أنا علي بن
إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي
يقول أبو واقد المديني صالح بن محمد بن زائدة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو
القاسم الصواف نا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي (1) قال أبو واقد صالح بن
محمد بن زائدة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة الليثي من
أنفسهم المديني عن أنس وسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله وأبي سلمة بن
عبد الرحمن حديثه ليس بالثابت روى عنه الدراوردي وأبو إسماعيل حاتم بن
إسماعيل
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال أبو واقد الليثي اسمه صالح بن محمد بن زائدة يروي عن أنس بن
مالك وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله بن عمر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) قال صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد
الليثي روى عنه الدراوردي ووهيب بن خالد وكان سليمان بن حرب سمع من
وهيب له أحاديث وكناه وهيب وجهله سليمان وكان لا يحدث عنه بالبصرة ولما
استقضي (3) على مكة التقى مع المدنيين أثنوا عليه وعرفوا حاله وقالوا كان هذا من
خيارنا ومن زهادنا صاحب غزو (4) وجهاد فحدث عنه بمكة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أبو الحسن

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 145.
(3) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 426 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 52 عن
يعقوب بن سفيان.
(3) بالأصل: " استقص " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(4) بالأصل: " ومن زهاد صاغزو " كذا، والصواب المثبت عن المصدرين السابقين.
376

العتيقي نا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو العقيلي (1) نا محمد بن
عيسى الهاشمي نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرني
وهيب قال قدم علينا أبو واقد الليثي البصرة يعني صالح بن محمد بن زائدة قال
فسمعته يحدث فلو شئت أن أكتب عنه كم (2) شئت قال فتركته
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن
مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة جدي يعقوب حدثني
عبد الله بن شعيب قال قرأ علي يحيى بن معين صالح بن محمد بن زائد المديني
ضعيف (3) قال يعقوب كان علي بن المديني فيما بلغنا يضعفه (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن المفضل أنا أبي عن يحيى قال
أبو واقد الليثي مديني واسمه صالح بن محمد بن زائدة ليس بذاك سمع من سعيد بن
المسيب
أنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي قال وأنا ثابت أنا أبو العلاء أنا محمد نا
الأحوص نا أبي قال قال يحيى صالح بن محمد بن زائدة مديني ضعيف
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا محمد بن يعقوب نا عباس بن
محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو واقد مديني واسمه صالح بن
محمد بن زائدة وليس حديثه بذاك وقد سمع من سعيد بن المسيب ثم قال
وصالح بن محمد بن زائدة ضعيف
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين

(1) الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 202 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 51 من طريق
علي بن المديني.
(2) عن تهذيب الكمال: " كم شئت " وبالأصل: لم وفي العقيلي: " ما ".
(3) تهذيب الكمال 9 / 51.
(4) المصدر السابق نفسه.
377

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو أحمد بن
عدي (1) نا ابن حماد نا معاوية عن يحيى بن معين يقول صالح بن محمد بن زائدة
مديني ضعيف الحديث
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري إجازة أنا محمد بن الحسن بن محمد الزعفراني
نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال أبو واقد الذي حدث عنه وهيب اسمه صالح بن
محمد بن زائدة سمعت يحيى بن معين يسميه سئل يحيى بن معين عن حديث أبي
واقد عن أبي أوي (2) فكتب بخطه على أبي واقد ضعيف قالا وأنا محمد بن محمد بن
مخلد إجازة أنا علي بن محمد بن خزفة (3) أنا أبو عبد الله الزعفراني نا أبو بكر بن
أبي خيثمة قال سئل يحيى عن أبي واقد الذي روى عنه وهيب (4) صالح بن محمد بن
زائدة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول ص
ألح بن محمد بن زائدة ليس حديثه بذاك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (5) نا علان وهو أبو
الحسن علي بن أحمد بن سليمان البزار أنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال سمعت
يحيى بن معين يقول صالح بن محمد بن زائدة ضعيف الحديث
قال وأنا أبو أحمد (6) نا أحمد بن علي المطيري نا عبد الله الدورقي قال
يحيى أبو واقد الليثي مديني واسمه صالح بن محمد بن زائدة ليس بذاك سمع من
سعيد بن المسيب

(1) الكامل لابن عدي 4 / 58.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) بالأصل: " خرقة " خطأ والصواب ما أثبت وضبط وقد مر كثيرا.
(4) كذا بالأصل، ولعل الصواب بزيادة: " فقال: اسمه " بين وهيب وصالح.
(5) الكامل لابن عدي 4 / 58.
(6) المصدر السابق / الجزء والصفحة.
378

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر
محمد بن الحسن قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن
أحمد بن صالح حدثني أبي (1) قال أبو واقد الليثي صالح بن محمد بن زائدة يكتب
حديثه وليس بالقوي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل نا محمد بن إسماعيل (2) قال
ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب
ح وحدثني أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسين بن هريسة قالا أنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن غالب أنا حمزة بن محمد بن علي نا محمد بن إبراهيم بن
شعيب قالا نا محمد بن إسماعيل (2) قال صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد
الليثي زاد ابن سهل المدني وقالا تركه سليمان بن حارث منكر الحديث زاد ابن
سهل يروي عن سالم عن ابن عمر عن عمر رفعه من غل (3) فأحرقوا متاعه
وقال ابن عباس عن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الغلول ولم يحرق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (4) نا الجنيدي نا البخاري قال صالح بن محمد بن
زائدة أبو (5) واقد الليثي تركه (6) سليمان بن حارث منكر الحديث
روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه قال من وجدتموه قد غل فأحرقوا

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 266.
(2) التاريخ الكبير 4 / 291.
(3) عن البخاري وبالأصل: " علي ".
(4) الكامل لابن عدي 4 / 58.
(5) عن ابن عدي، وبالأصل: بن.
(6) تقرأ بالأصل: " عزله " والمثبت عن الكامل لابن عدي.
379

متاعه لا يتابع عليه وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صلوا على صاحبكم ولم تحرقوا
متاعه [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا أبو يعلى حمزة بن علي قالا أنا
أبو الفرج الإسفرايني أنا علي بن منير بن أحمد أنا الحسن بن رشيق أنا أبو
عبد الرحمن النسائي قال صالح بن محمد بن زائدة أبو (1) واقد الليثي (2) ليس
بالقوي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو نصر بن الجبان
إجازة نا أحمد بن القاسم الميانجي نا أحمد بن طاهر بن النجم نا أبو عثمان
سعيد بن عمرو قال سألت أبا زرعة وأبا حاتم عن أبي واقد صالح بن محمد بن زائدة
فقالا ضعيف (3)
قال وأنا أحمد بن طاهر أخبرنا سعيد بن عمرو عن أبي زرعة في أسامي
الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين صالح بن محمد بن زائدة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة قال أنا علي بن محمد قال أنا أبو
محمد (4) بن أبي حاتم (5) قال سألت (6) أبي عن صالح بن محمد بن زائدة فقال
ليس بقوي الحديث تركه سليمان بن حرب وكان صاحب غزو منكر الحديث
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري أنا القاضيان أبو الغنائم محمد بن
علي بن الدجاجي وأبو تمام علي بن محمد بن الحسن العبدي في كتابيهما عن أبي
الحسن الدارقطني قال صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد الليثي مدني ضعيف

(1) بالأصل: " بن ".
(2) بالأصل: " جدي " كذا، ولعل الصواب ما أثبت.
(3) تهذيب الكمال 9 / 52.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركناه للإيضاح.
(5) الجرح والتعديل 4 / 412.
(6) عن الجرح والتعديل وبالأصل: غالب خطأ.
380

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
عمرو الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال ولصالح بن محمد بن زائدة غير ما
ذكرت من الحديث وبعض حديثه (2) مستقيم وبعضه فيه إنكار وليس له من
الحديث إلا القليل وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد
قال في الطبقة الخامسة (3) صالح بن محمد بن زائدة الليثي من أنفسهم قال
محمد بن عمر قد رأيته ولم أسمع منه شيئا وكان يكنى أبا واقد وكان صاحب غزو
ومات بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة وروى عن سعيد بن المسيب
وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز وله أحاديث وهو ضعيف
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان نا أبو بكر بن أبي الدنيا (4) أنا محمد بن بن
سعد قال في الطبقة الخامسة من أهل المدينة صالح بن محمد بن زائدة الليثي من
أنفسهم ويكنى أبا واقد قال الواقدي قد رأيته ولم أسمع منه شيئا وكان صاحب
غزو مات بعد خروج محمد بالمدينة وروى عن سعيد وأبي سلمة وعمر بن
عبد العزيز وكان خروج محمد في سنة خمس وأربعين ومائة
2830 صالح بن محمد بن شاذان (5)
أبو الفضل الكرخي (6) ثم الأصبهاني (7)
سكن أصبهان ورحل

(1) الكامل لابن عدي 4 / 60.
(2) في ابن عدي: أحاديثه مستقيمة.
(3) لا يوجد له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم
المدنيين. والخبر عن ابن سعد نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 52.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(5) بعدها بالأصل: " أنا " وهي مقحمة فحذفناها.
(6) في أخبار أصبهان: " الكرجي " ولعله الصواب: والكرجي بفتح الكاف والراء والجيم بلدة من بلاد الجبل
بين أصبهان وهمذان (الأنساب).
(7) ترجمته في أخبار أصبهان 1 / 349.
381

سمع بدمشق أبا جعفر الدمشقي وبمصر منصور بن إسماعيل الفقيه وبمكة
علي بن عبد العزيز البغوي وبغيرها محمد بن علي الخلال وأحمد بن مهران
البردوي وأبا مسلم محمد بن أبان المديني الأصبهاني
روى عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو بكر بن المقرئ
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور أنا أبو الفتح منصور بن
الحسين بن علي بن الحسين بن رواد وأبو (1) طاهر أحمد بن محمود قالا أنا أبو
بكر بن المقرئ نا أبو الفضل صالح بن محمد بن شاذان بمكة وبمصر نا أحمد بن
مهران نا إسماعيل بن عمرو الكوفي نا سفيان الثوري عن الأجلح عن ابن بريدة
عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث سرية وبعث معها رجلا يكتب إليه بالأخبار
كتب إلى أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني أنا أبو نعيم
الحافظ (2) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا أبو الفضل صالح بن محمد الكرخي (3)
نا محمد بن علي الخلال نا أبو خيثمة مصعب بن سعيد نا بقية عن الضحاك بن
حمزة (4) عن منصور عن الحسن عن أنس قال بارك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الثريد
والسحور والطعام لا يكال
قال وقال أبو نعيم صالح بن محمد بن شاذان الكرخي أبو الفضل سكن
أصبهان وحدث بمصر كثير الحديث قدم أصبهان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة توفي
بمكة
كتب إلى أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنا عمي عبد الرحمن عن أبيه محمد قال قال لنا أبو سعيد بن يونس صالح بن
محمد الأصبهاني يكنى أبا الفضل قدم إلى مصر قدمتين الأولى كتب بها عن جماعة
من محدثي (5) مصر قبل نحو الثلاثمائة والأخرى في أول سنة أربع وعشرين

(1) بالأصل: وأبا.
(2) الخبر في أخبار أصبهان 1 / 349.
(3) في أخبار أصبهان: الكرجي.
(4) في أخبار أصبهان: حمرة.
(5) بالأصل: " محمد من " كذا ولا معنى لها، ولعل الصواب ما أثبتناه.
382

وثلاثمائة وخرج إلى مكة وتوفي بها في رجب سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حدث
بتاريخ محمد بن إسماعيل البخاري وحدث عن جماعة من أهل خراسان وأهل بلده
وبغداد وغيرهم وكان ثقة
2831 صالح بن محمد بن صالح بن بنهس بن رميل بن عمرو
ابن رميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر
ابن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب
حكى أمر أبيه عن قيامه بقتال أبي العميطر
حكى عنه ابنه محمد بن صالح
2832 صالح بن محمد بن صالح
أبو علي الجلاب البغدادي يعرف بابن روزبة التوزي (1)
قدم دمشق وحدث بها عن عمرو بن علي والقاسم بن يزيد بن كليب
الأشجعي وأحمد بن محمد بن محمد بن يونس بن القاسم أبي سهل اليمامي وأبي
موسى محمد بن مثنى وأبي عمر حفص بن عمر الدوري (2) ويعقوب الدورقي
ورزق الله بن موسى وإسحاق بن البهلول ومحمد بن إسماعيل الحساني وحميد بن
الربيع الخزاز وأحمد بن عبدة الضبي وأبي عبيدة عبد الوارث بن عبد الصمد بن
عبد الوارث وحماد بن مؤمل الضرير
روى عنه أبو علي بن أبي الرمرام وأبو هاشم المؤدب وأبو علي بن شعيب
والحسن بن حبيب الحصائري وأبو بكر بن أبي دجانة ومحمد بن سليمان الربعي
البندار
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأ أبي أبو العباس أنا أبو على الحسن بن علي

(1) غير واضحة بالأصل تقرأ بالأصل: " التوري " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 39 وهذه النسبة إلى
توز، وهي توج بلدة بفارس، قريبة من كازرون (معجم البلدان).
(2) ترجمته في سير الأعلام 11 / 541.
383

الكفرطابي (1) نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي إملاء بدمشق نا
أبو علي صالح بن محمد بن صالح نا أبو حفص عمر بن علي نا سفيان بن عيينة نا
عمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العمرة إلى العمرة كفارة
لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنا جدي أبو
عبد الله الحسن بن أحمد أنا أبو الحسن بن السمسار نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن
أبي دجانة البصري نا صالح بن محمد الجلاب نا عمرو بن علي نا معتمر بن
سليمان نا هشام بن عكرمة عن ابن عباس في قوله " عتل بعد ذلك زنيم " (2) قال
الدعي ألم تسمع الشاعر يقول
* زنيم تداعته الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم أكارعه (3) *
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وأبو محمد الشاهد قالا أبو نصر بن طلاب أنا
أبو نصر بن الجبان أنا أبو علي الحسين بن إبراهيم الفرائضي نا أبو علي صالح بن
محمد الجلاب قدم علينا نا القاسم بن يزيد بن كلاب الأشجعي ذكره
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم التاجر أنا أبو بكر الخطيب (4) أنا
الصوري نا محمد بن عبد الرحمن الأزدي نا عبد الواحد بن محمد بن مسرور نا أبو
سعيد بن يونس
وكتب إلي أبو زكريا بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي عن أبيه
قال قال أنا أبو سعيد بن يونس صالح بن محمد الجلاب بغدادي قدم مصر بعد
الثلاثمائة وحدث بها

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى كفر طاب بلدة من بلاد الشام قريبة من معرة النعمان بين حلب
وحماه (الأنساب).
(2) سورة القلم، الآية: 13.
(3) البيت في تاج العروس (زنم) بتحقيقنا ط دار الفكر منسوبا إلى حسان بن ثابت - وليس في ديوانه ط
بيروت - وفي اللسان: نسبه ابن بري للخطيم التميمي - جاهلي، ولم ينسبه في الأساس والمقاييس
3 / 29.
وفي التاج: تداعاه... الأكراع.
(4) تاريخ بغداد 9 / 329.
384

2833 صالح بن محمد بن صالح
أبو شعيب الحجازي المطوعي المستلمي
سمع بدمشق أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان وأبا الحسن أحمد بن
سليمان بن حذلم
روى عنه أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وأبو طاهر محمد بن علي بن
محمد بن علي الزراد البخاري
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الفرغولي بمرو وأبا
الحسن بن أحمد الحافظ أنا أبو شعيب صالح بن محمد بن صالح الزاهد نا أبو
عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الله الدمشقي بها نا أبو سعيد عمرو بن أحمد بن
سعيد الطبراني بها نا جعفر بن أحمد بن عاصم نا محمد بن المصفى نا يحيى بن
سعيد العطار نا سعيد بن ميسرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رآني
في المنام فإنه لا يدخل النار [* * * *]
كذا في كتابه والصواب والله أعلم أن الزاهد سمعه من ابن مروان وأبي سعيد
جميعا عن جعفر بن أحمد بن عاصم إن لم يكن دخل حديث في حديث
سمع أبو طاهر الزراد البخاري من أبي شعيب هذا في صفر سنة إحدى وأربعمائة
2834 صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب
أبو علي البغداذي المعروف بجزرة (1)
وسكن خراسان
وكان قد سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما والعباس بن الوليد بن صبح
الخلال وهشام بن خالد الأزرق وبغيرها أبا خيثمة مصعب بن عمرو المصيصي
وعيسى بن حماد وزغبة (2) وزغبة وأحمد بن صالح المصري وسعيد بن سليمان سعدويه

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 322 تذكرة الحفاظ 2 / 642 النجوم الزاهرة 3 / 161 الوافي بالوفيات
16 / 269 سير الأعلام 14 / 23 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 11 / 506.
385

ويحيى الحماني وعلي بن الجعد وخالد بن خداش وعبد الله العبسي (1)
والقواريري وأبا نصر النمار وبشر بن الوليد وداود بن رشيد (2) وإسحاق بن أبي
إسرائيل ويحيى بن معين وروح بن حاتم وأبا بكر وعثمان والقاسم بني (3) أبي
شيبة وهدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السامي (4) ومحمد بن عبد الله بن
عمير وأبا الربيع الزهراني وداود بن عمرو الضبي وإبراهيم بن المنذر الحزامي
ومحمد بن عباد المكي والحكم بن موسى وشريح (5) بن يونس وغيرهم
روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري وأحمد بن علي بن الجارود الأصبهاني
وعبيد الله بن واصل الأصبهاني وأبو النضر (6) محمد بن محمد بن يوسف الطوسي
الفقيه وأبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي
المروزي وأبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المديني وأبو (7) سعيد الحسن بن
محمد وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي المروزي وأبو نعيم أحمد بن سهل
البخاري وأبو محمد عمرو بن إسحاق بن إبراهيم البخاري وأبو إسحاق إبراهيم بن
محمد الفقيه البخاري والهيثم بن كليب ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي
أخبرنا أبو الفضل محمد وأبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل قالا
أنا أحمد بن محمد ببلخ أنا علي بن أحمد بن محمد بن الحسن نا الهيثم بن كليب
حدثني صالح بن محمد نا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد والوليد بن مسلم
قالا ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي عبد رب عن معاوية عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر المغربي أنبأ أبو بكر
الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي نا محمد بن المهلب نا محمد بن الصباح نا

(1) في سير الأعلام وفي تاريخ بغداد: عبيد الله العيشي.
(2) بالأصل رشد، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 11 / 133.
(3) بالأصل " بن " والصواب عن تاريخ بغداد 9 / 322.
(4) بالأصل: الشامي، والصواب عن تاريخ بغداد 9 / 322 نظر ترجمته في سير الأعلام 11 / 39.
(5) كذا، وفي تاريخ بغداد: " سريج بن يونس " وانظر فيها ترجمته في 9 / 219.
(6) بالأصل: أبو النصر، والمثبت عن سير الأعلام 14 / 24.
(7) بالأصل: وأبي.
386

إسماعيل بن زكريا عن يزيد بن عبد الله
ح قال وأنا أبو بكر الجوزقي أنبأ أبو محمد عمرو بن إسحاق بن إبراهيم
الأسدي البخاري نا أبو علي بن محمد البغدادي نا محمد بن الصباح بن الصباح نا
إسماعيل بن زكريا نا بريد (1) بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى
قال سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال لقد أهلكتم الرجل
أو قطعتم ظهر الرجل [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي أنا محمد بن الصباح
ح قال عبد الله وسمعته أنا من محمد بن الصباح نا إسماعيل بن زكريا عن
بريد (3) عن أبي بردة عن أبي موسى قال سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا يثني على رجل ويطريه
في المدحة فقال لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم السيحي أنا أبو بكر الخطيب (4)
أخبرني أبو الوليد الدربندي أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ نا
خلف بن محمد قال سمعت أبا الحسن علي بن صالح بن محمد يقول ولد أبي
بالكوفة في سنة عشر ومائتين وقدم بخارا في ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا هناد بن إبراهيم بن محمد
الدمشقي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري أنا خلف بن محمد
حدثني أبو الفضل محمد بن عبد الله بن إبراهيم الكتاني قال سمعت أبا علي صالح بن
محمد يقول أنا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن (5) عمار
وعمار هو أبو الأشرس (6) مولى أسد بن خزيمة وكان أبو علي صالح بن محمد نسيج
وحده في زمانه في الحفظ والمعرفة والإتقان

(1) بالأصل: يزيد خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 6 / 251.
(2) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر بيروت 7 / 164 رقم 19712.
(3) عن مسند أحمد، وبالأصل " يزيد " وقر مر قريبا.
(4) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 328.
(5) بالأصل: عن، والصواب ما أثبت عن سير الأعلام 14 / 23.
(6) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام.
387

سمع سعيد بن سليمان سعدويه الواسطي وعلي بن الجعد الجوهري
وأحمد بن حنبل الشيباني وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبا بكر بن أبي
شيبة وأبا (1) خيثمة زهير بن حرب وأبا الربيع الزهراني وأمية بن بسطام وهدبة بن
خالد ويحيى الحماني ومنجاب بن الحارث وعلي بن حكيم الأزدي ويحيى بن
أيوب المقابري (2) وسريج (3) بن يونس وعبيد الله بن عمر القواريري وأبا إبراهيم
الترجماني وكامل بن طلحة الجحدري وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وعبيد الله بن
محمد العبسي (4) وخلف بن سالم وعمرو بن محمد الناقد وإبراهيم بن زياد
سبلان وإبراهيم بن إسحاق المسيبي ووهيب بن بقية الواسطي وإبراهيم بن المنذر
الحزامي ومصعب بن عبد الله الزبيري وهشام بن عمار ودحيم عبد الرحمن بن
إبراهيم وهشام بن خالد الأزرق وأحمد بن صالح ومنصور بن أبي مزاحم
ومحمد بن عبد الله بن عمير
روى عنه مسلم بن الحجاج وعبيد الله بن واصل البخاري وسهل بن سادويه
وأحمد بن علي بن الجارود الأصبهاني ومحمد بن عقيل البلخي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو علي صالح بن محمد بن حسان البغداذي
الحافظ يعرف بجزرة (5) سمع سعيد بن سليمان الواسطي وأبا عبيدة بن الفضل بن
عياض
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير القرشي كناه لي أبو بكر بن أبي
عمير البخاري سكن بخارا ارتبطه بها إسماعيل بن أحمد والي خراسان فعلمه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي
ح وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم ااشيحي أنح أبو بكر الخطيب (7)

(1) بالأصل: وأبي.
(2) بالأصل: " المعابري " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 11 / 386.
(3) بالأصل: شريح، والصواب ما أثبت وقد مر قريبا.
(4) كذا، وفي تاريخ بغداد وسير الأعلام: العيشي.
(5) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت بجيم وزاي كما في السير، وهو لقبه.
(6) تاريخ بغداد 9 / 324.
388

أنا الأزهري قالا أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ الدارقطني قال صالح بن محمد
البغدادي الحافظ لقبه جزرة وهو من ولد حبيب بن أبي (1) الأشرس وقع (2) إلى
بخارى وأقام بها حتى مات وحديثه عند البخاريين وكان ثقة صدوقا حافظا
عارفا
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنبأ أبو بكر الخطيب (3) حدثني الحسين بن
محمد أخو الخلال عن أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال صالح بن
محمد أبو علي الحافظ الملقب بجزرة ما أعلم كان (1) في عصره بالعراق وخراسان
في الحفظ مثله دخل خراسان وما وراء النهر فحدث بها مدة طويلة من حفظه من غير
كتاب أو أصل يصحبه وما أعلم أخذ (4) عليه مما حدث خطأ أو شئ ينقم عليه رأيت
أبا أحمد بن عدي الحافظ بجرجان يفخم أمره ويعظمه ويفضله بالحفظ على غيره
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن بكر أنا
أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال وجزرة بالجيم واحد وهو
صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن أبي الأشرس الحافظ يلقب بجزرة
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي (5) أنا أبو بكر الخطيب (6)
قال صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر (7) بن عمار أبي الأشرس
الأسدي مولى أسد بن خزيمة يكنى أبا علي ويلقب جزرة كان حافظا عارفا من أئمة
أهل الحديث وممن يرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الأخبار رحل الكثير ولقي
المشايخ بالشام ومصر وخراسان وانتقل عن بغداد إلى بخارا فسكنها فحصل
حديثه عند أهلها وحدث دهرا طويلا من حفظه ولم يكن معه كتاب استصحبه (8)

(1) زيادة عن تاريخ بغداد.
(2) عن تاريخ بغداد وبالأصل: دفع.
(3) المصدر السابق نفسه.
(4) بالأصل: " أحدا " والصواب عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل: السنجي، خطأ والصواب ما أثبت السيحي، وقد مر كثيرا.
(6) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 322.
(7) بالأصل: البدري، والصواب عن تاريخ بغداد.
(8) بالأصل: استحصبه، خطأ والصواب عن تاريخ بغداد.
389

وكان قد سمع من سعيد بن سليمان وعلي بن الجعد وخالد بن خداش وعبيد الله
العبسي (1) وأبي نصر التمار وهدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السامي (2)
ويحيى بن معين ومنجاب بن الحارث وعلي بن المديني وأبي بكر وعثمان
والقاسم بني أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ويحيى بن الحماني وأبي الربيع
الزهراني وأحمد بن صالح المصري وهشام بن عمار الدمشقي والحكم بن موسى
والهيثم بن خارجة وهارون بن معروف ووهب بن بقية الواسطي ومحمد بن عباد
المكي وسريج (3) بن يونس وخلق كثير غيرهم وكان صدوقا ثبتا أمينا وكان ذا
مزاج ودعابة مشهورا بذلك
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال وأما جزرة
بفتح الجيم والزاي والراء فهو أبو علي صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن
حسان بن المنذر بن عمار أبي الأشرس الأسدي مولى أسد بن خزيمة الحافظ
البغداذي وقع إلى بخارى وأقام بها حتى مات قال الدارقطني وكان ثقة صدوقا
حافظا عارفا سمع أبا عثمان سعيد بن سليمان الواسطي وعلي بن الجعد وأحمد بن
حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبا بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب
ويحيى الحماني وإبراهيم بن المنذر الحزامي وخلقا كثيرا من طبقتهم ولقب جزرة
لأنه صحف في حديث عبد الله بن بشر (5) أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى فقال
جزرة روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل ومحمد بن أحمد بن خنب (6) وغيرهم
ولد في سنة خمس ومائتين وقدم بخارى في ربيع الأول سنة ست وستين ومات بها
يوم الثلاثاء لثمان بقين (7) من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم الشيحي (8) أنا أبو بكر الخطيب (9)

(1) تاريخ بغداد: العيشي.
(2) عن تاريخ بغداد، وبالأصل: الشامي.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل: شريح.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 461.
(5) في الاكمال لابن ماكولا: عبد الله بن بسر.
(6) عن الاكمال وبالأصل: جنب.
(7) بالأصل: تقرأ " تعريفين " بدل " لثمان بقين " والصواب عن الاكمال.
(8) بالأصل: السبخي خطأ والصواب ما أثبت وقد مر.
(9) تاريخ بغداد 9 / 322.
390

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت أبا
زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول كان صالح
جزرة يقرأ على محمد بن يحيى الزهريات فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي (1)
من الجزر قال من الجزرة فلقب بجزرة
قال الخطيب هذا غلط لأن صالح لقب (2) جزرة قديما في حداثته وكان سبب
ذلك ما أخبرنا أبو سعيد الماليني قراءة نا عبد الله بن عدي الحافظ
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا
حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال سمعت محمد بن أحمد بن سعدان
يقول سمعت صالحا يعني جزرة يقول قدم علينا بعض الشيوخ من الشام وكان
عنده عن (4) حريز (5) بن عثمان فقرأت أنا عليه حدثكم حريز (5) بن عثمان قال كان
لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض فصحفت أنا الجزرة فقلت كان لأبي أمامة جزرة
إنما هو خرزة فلقب جزرة
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا أنا أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا
نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي
وسئل لم لقبت بجزرة فقال قدم عمر بن زرارة الحدثي (6) بغداذ فاجتمع عليه خلق
عظيم فلما كان عند الفراغ من المجلس سئلت من أين سمعت فقلت من حديث
الجزرة فبقيت علي (7)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الشافعي أنا هناد بن إبراهيم النسفي أنا

(1) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " بسسرلى " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) بالأصل: كتب، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 322 - 323.
(4) بالأصل: " ابن " والصواب عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل وتاريخ بغداد " جرير " خطأ، والصواب ما أثبت " حريز " ونص ابن حجر في التقريب: حريز بفتح
أوله وكسر الراء وآخره زاي.
(6) بالأصل: " عمرو بن زرارة الخرمي " خطأ والصواب ما أثبت عن سير الأعلام 14 / 26 وانظر ترجمته في
تاريخ بغداد 11 / 202 وسير الأعلام 11 / 407.
(7) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 14 / 26 من طريق أحمد بن سهل البخاري.
391

محمد بن أحمد بن محمد البخاري نا خلف بن محمد نا أبو هريرة سهل بن شادويه
قال سمعت أبا الهيثم خالد بن أحمد بن يسأل (1) أبا علي صالح بن محمد أخبرني لم
لقبت بجزرة فقال قدم علينا عمر بن زرارة الحدثي من طرسوس فحدثهم بحديث عن
عبد الله بن بشر (2) أنه كان له خرزة تداوى بها المرضى قال فجئت وقد تقدم هذا
الحديث فرأيت في كتاب بعضهم قال فصحت بالشيخ يا أبا حفص كيف حديث
عبد الله بن بشر (2) إنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى فصاح المجان فبقي علي
حتى الساعة (3)
أخبرنا أبو محمد السلمي قراءة عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي نا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنا أبو زكريا البخاري حدثني أبو سعد أحمد بن محمد الخراساني يعني
الماليني قالا سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ يقول إنما لقب جزرة صالح
بجزرة لأنه كان يقرأ على بعض الشيوخ أنه كان لبعض أصحابه خرزة (4) يرقي بها
فصحف وقال جزرة فمرت عليه
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي (5) أنا أبو بكر الخطيب (6)
أنا البرقاني قال سمعت أبا حاتم بن أبي الفضل الهروي بها وسألته لم قيل لصالح
البغدادي جزرة قال حدثني أبي أنه كان يقرأ على شيخ أن عبد الله بن بشر (7) كان
يرقي ولده بخرزة فجرى على لسانه بجزرة فلقب بذلك قلت لأبي حاتم هل غمز
بشئ (8) قال كان متثبتا في الحديث جدا ولكن كان ربما يطنز (9) كما يكون في

(1) بالأصل: " بشار أنا ".
(2) كذا، وفي سير الأعلام: بسر.
(3) الخبر في سير الأعلام 14 / 26 من طريق خلف بن محمد الخيام.
(4) بالأصل: جزره، ولعل الصواب ما أثبت.
(5) بالأصل: السبخي خطأ، والصواب ما أثبت وقد مر كثيرا.
(6) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 323.
(7) كذا بالأصل وتاريخ بغداد، ومر عن سير الأعلام: بسر.
(8) بالأصل: " عمر يسى " والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
(9) طنز يطنز: سخر واستهزأ. (اللسان).
392

البغداذيين كان ببخارا رجل حافظ يلقب بجمل (1) وكان صالح وهذا الحافظ يمشيان
ببخارى فاستقبلهما جمل عليه وقر جزر فأراد ذلك الحافظ أن يخجل صالحا فقال يا
أبا علي ما هذا الذي على البعير فقال له صالح أما تعرفه قال لا قال هذا أنا
عليك أراد جزر على جمل
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا هناد بن إبراهيم أنا محمد بن
أحمد الغنجار نا خلف بن محمد قال سمعت صالح بن محمد يقول اختلفت إلى
علي بن الجعد أربع سنين وكان لا يقرأ إلا ثلاثة أحاديث كل يوم أو كما قال (2)
قال وأنا محمد بن أحمد قال سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول سمعت
أبا (3) علي صالح بن محمد يقول كان علي بن الجعد يحدث عليه أحاديث لكل إنسان
عن شعبة قال وسمعت صالحا يقول كان عند علي بن الجعد ثلاثة أحاديث عن
مالك بن أنس قال فسألته عن حديث فحدثني به ثم سألته عن الحديث الآخر
فحدثني به ثم سألته عن الثالث فقال لي لا كرامة لك هذه الثلاثة الأحاديث سمعته
من مالك بن أنس في ثلاثة أعوام تريد أن تسمعه في ساعة قيل لأبي علي صالح كان
يذكر فيه الخير قال كان يقول أخبرنا مالك كان حدثه مالك بن أنس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال قال لنا السعداني حضرت صالح وعنده نصرك
فقال حدثنا فلان عن الحميدي عن سفيان عن الزبيري عن مالك فقال له صالح
كذا يقول الزبيري وإنما هو الزبيري مصعب صاحبنا حدث عنه ابن عيينة حرفا حدثناه
ابن عباد عن سفيان وقال نصر صالح المري عن الزهري فقال له صالح كذا تقول
إنما هو صالح الناجي عن الزهري قال وسمعت أبا يعلى الموصلي يقول بات صالح
جزرة عندي ها هنا عشر ليال ينتحب على شيوخ الموصل وكان بطالا
أخبرنا أبو الحسن ين سعيد نا وأبو النجم السيحي أنا أبو بكر الخطيب (4) أنا

(1) عن تاريخ بغداد: " بجمل " وبالأصل: بحمل، بالحاء المهملة.
(2) الخبر في سير الأعلام 14 / 27.
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 324.
393

أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني (1) بها أنا أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ (2) يقول سمعت
أبا حفص محمد بن حامد بن إدريس البخاري يقول سمعت صالحا جزرة يقول عبرت
جيحونكم وما معي كتاب
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله (3) أنبأ أبو بكر
الخطيب (4) حدثني محمد بن علي الصوري لفظا
وقرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد بن سهل بن بشر أنبأ أبو الحسن
علي بن بقاء الوراق بمصر قالا ثنا عبد الغني بن سعيد قال سمعت حمزة بن محمد
الكناني (5) يقول سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الباغندي يقول كنا في مجلس
عثمان بن أبي شيبة ومعنا صالح جزرة فقال رجل من أصحاب الحديث لصالح (6) من
روى عن المغيرة بن شعبة حديث المسح على الخفين قال فقال له صالح رواه أبو (7)
سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن المغيرة بن شعبة وذكر جماعة قال فقال له بقي
عليك وروي هذا عن المغيرة بن شعبة خلق كثير نحو الأربعين قال فقال له صالح
يا هذا قد ذكرت لك جمهور الرواة عنه وفي ذلك كفاية أو كمال قال ولكن من روى
عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين اقتتلتا فرمت أحداهما الأخرى بعمود قال فبلج
الرجل ولم يأت بشئ فقال له يا أعمى القلب أليس الساعة قرئ على أبي الحسن
عثمان بن سعيد بن أبي شيبة عن غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم قال
عبيد بن نقيلة (8) عن المغيرة بن شعبة
قال الباغندي ويضرب الدهر ضربة وأجتمع انا (9) وصالح بمصر فنحن في

(1) بالأصل الهمداني بالدال المهملة، والصواب بالذال المعجمة عن تاريخ بغداد.
(2) عن تاريخ بغداد وبالأصل: صالح.
(3) بالأصل: عبد، والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الشيحي).
(4) تاريخ بغداد 9 / 324.
(5) بالأصل الكتاني، والمثبت بالنون عن تاريخ بغداد، وانظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 179.
(6) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(7) عن تاريخ بغداد وبالأصل " ابن سلمة ".
(8) كذا، وفي تهذيب الكمال 12 / 321 " نضيلة " ومثله في تاريخ بغداد وفي تهذيب التهذيب 7 / 75 وتقريب
التهذيب نضلة.
(9) بالأصل: " أبان صالح " والمثبت عن تاريخ بغداد.
394

الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا ثم التفت إلى صالح جزرة فقال ما أسند
أبان بن تغلب قال فقال له صالح ومن أبان حتى يهتم بحديثه أو يجمع قال وأساء
عليه الثناء في مذهبه أنفع من هذا أيش أسند سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ما عند
الزهري عنه ما عند يحيى بن سعيد عنه ما عند علي بن زيد عنه زاد ابن بقاء وذكر
عدة قال فيلج الرجل قال فيلج الرجل (2) قال الباغندي فوقع لسعيد بن المسيب في
ذلك الوقت في قلبي حلاوة فما زلت أجمعه أو كما قال حمزة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد قال كتب
إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة وحدثني عبد الغفار بن عبد الواحد الحافظ
قال سمعت أبا إسحاق المستملي يقول سمعت إسحاق بن عبد الرحمن القارئ
يقول
أعطاني صالح الحافظ الملقب جزرة جزأ فكنت أكتبه فرأى الجزء في يدي أبو ذر
القاضي فقال لي اشتر لي قليل فستق فلما ذهبت أخذ الجزء قد ذهب (3) فيه أشياء
ولما جئت إلى صالح وقرأت عليه الجزء رأى موضعا فأصلح وموضعا آخر فأصلح
فلما كان الثالث تغير وقال أما سمعت بي أما عرفتني فقلت يا سيدي أنا لا أعلم
شيئا من ذلك فقال إلى من دفعت الجزء فقلت أخذ مني الجزء أبو ذر القاضي
فقال هذا من فعل ذاك العيار أراد أن يخزيني (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا هناد بن إبراهيم بن
محمد نا محمد بن أحمد الحافظ قال سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول اختلفت إلى
أبي علي صالح بن محمد ثلاث سنين وكان يقرأ إلى كل إنسان عشرين حديثا أقل أو
أكثر وكان يعد بأصابعه
أخبرنا أبو الحسن الموحد أنا هناد بن إبراهيم أنا أبو عبد الله يحيى بن
محمد بن أحمد

(1) بالأصل " ما اعتد أبان بن ثعلب؟ " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) كذا مكررة بالأصل، وفي تاريخ بغداد: فبلح الرجل.
(3) كذا بالأصل وفي مختصر ابن منظور 11 / 41 غير.
(4) في المختصر: يجربني.
395

وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (1) أخبرني أبو الوليد الدربندي أنبأ محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ
ببخارى ثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين قال سمعت أبا سعيد جعفر بن
محمد بن محمد الطستي (2) يقول كنا ببغداد سنة إحدى وتسعين ومئتين (3) عند أبي
مسلم البلخي وكان معنا عامر بن عبد الله بن راشد (4) فقال مستملي أبي مسلم لأبي
مسلم إن هذا الشيخ يعني عبد الله مستملي صالح فقال أبو مسلم ومن صالح
فقال صالح الجزري فقال أبو مسلم ويحكم ما أهونه عندكم لا تقول سيد الدنيا ولا
سيد المسلمين تقولون صالح الجزري قال وكنا في أخريات الناس فقدمنا بعد ذلك
حتى أجلسنا بين يديه فقال لنا كيف أخي وكبيري وقال لنا ما تريدون فقلنا
أحاديث ابن عرعرة وحكايات الأصمعي فأملا علينا من ظهره قلبه ومات ببغداد بعد
خروجنا وفي حديث الموحد وكان ضريرا (5) مخضوب اللحية
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (6) أنا القاضي أبو العلاء
الواسطي حدثنا عبد الله بن موسى السلامي إجازة قال قال لي أبو نوح سنان بن
الأغر الأديب قال قال لي أبو علي صالح بن محمد البغدادي كان ببغداد شاعران
أحدهما صاحب حديث والآخر معتزلي فاختار (7) المعتزلي يوما فقال لي يا بني لم
تكتب يذهب بصرك ويحدودب ظهرك ويزداد فقرك ثم أخذ (8) كتابي وكتب عليه
* إن القراءة والتفقه والتشاغل والعلوم * أصل المذلة والإضافة والمهانة والهموم *
قال ثم ذهب وجاء الآخر فقرأ هذين البيتين فقال كذب عدو نفسه بل يرتفع
ذكرك ويتيسر (9) علمك وبقي اسمك مع اسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى يوم القيامة ثم كتب
هذين البيتين

(1) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 325.
(2) تقرأ بالأصل: الطيسي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) زيادة عن تاريخ بغداد.
(4) في تاريخ بغداد: أسد.
(5) بالأصل: ضرير.
(6) المصدر السابق 9 / 323 - 324.
(7) في تاريخ بغداد: فاجتاز بي.
(8) بالأصل: " لم أجد " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(9) في تاريخ بغداد: وينتشر.
396

* إن التشاغل بالدواتر والكتابة والدراسة * أصل التقية والتزهد والرياسة والسياسة *
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا أنا
أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا العباس أحمد بن
محمد الوراق يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول سمعت أبي يقول
لأبي زرعة حفظ الله أخانا صالح بن محمد البغدادي لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا
كتب إلي يذكر أنه لما مات محمد بن يحيى الذهلي أجلس للتحديث شيخ لهم
يعرف بمحمس (1) فحدث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا أبا عمير ما فعل البعير (2) [* * * *]
وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تصحب الملائكة لا يصحب رفقة فيها خرس (2) [* * * *]
محمس هذا هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن عبد الله السلمي النيسابوري من
أصحاب الرازي
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبو يعلى الحسين بن محمد القرشي يقول سمعت أبا بكر عبد الله بن
محمد بن مسلم الإسفرايني يقول
كنا على باب أبي الرازي إذ خرج وفي يده كتاب فقال هذا كتاب أخينا أبي
علي صالح بن محمد البغدادي ولا يزال يزورنا شاهدا وغائبا يقول فيه أعظم الله أجرك
في محمد بن يحيى الذهلي فقد مات وقعد مكانه محمد بن زيد ويعرف بمحمس
حدث عن علي بن عاصم عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس (3) [* * *]
وحدث بحديث أبي التياح عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا أبا عمير ما فعل
البعير (4) [* * *]
فأعظم الله أجركم في ذلك الإمام وأقر عينينا بهذا المحدث الجديد (5)

(1) في سير الأعلام: " محمش " وفي مختصر ابن منظور: " مخمس " واسمه محمد بن يزيد.
(2) كذا، وقد حرفت اللفظة عن " النغير " وهو تصغير " النغر " وهو طائر يشبه العصفور.
وقد أخرج الحديث مسلم في صحيحه ح رقم 2150.
(3) كذا بالأصل، وهي محرفة عن " جرس " وقد جاءت صوابا في مختصر ابن منظور 11 / 42.
(4) كذا، انظر ما مر قريبا بشأنه.
(5) الخبر نقله الذهبي في السير 14 / 27 من طريق ابن أبي حاتم.
397

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (1) أنا
البرقاني قال قال لي أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي
بلغني أن صالحا جزرة سمع بعض الشيوخ يقول إن السين والصاد يتعاقبان
قال فسأل بعض تلامذته عن كنية الشيخ فقال له أبو صالح قال فقلت للشيخ يا أبا
سالح أسلحك الله هل يجوز أن نقرأ " نحن نقس عليك أحسن القسس " قال فقال
بعض تلامذته أتواجه الشيخ بهذا فقلت لأنه يكذب إنما تتعاقب السين والصاد في
بعض (2) المواضع وهذا يذكره على الإطلاق
قال الخطيب (1) وقرأت على الحسين بن الحسن المؤدب عن (3)
عبد الرحمن بن محمد الأستراباذي قال سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ
يقول سمعت عصمة بن بجماك البخاري بمصر يقول سمعت صالحا جزرة يقول
سمعت الأحول في المنزل مبارك يرى الشئ شيئين
أخبرنا أبو الحسن (4) نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني محمد بن
أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم
ح وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن (5) أبي بكر البيهقي أنا محمد بن
عبد الله بن نعيم قال سمعت أبا أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو يقول سمعت
صالح جزرة يقول كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن كل من يجئه من أصحاب
الحديث فإنه كان غاليا في التشيع فدخلت عليه فقال من حفر بئر زمزم قلت
معاوية بن أبي سفيان قال من نقل ترابها قلت عمرو بن العاص فصاح وزبرني
ودخل منزله
قال ابن نعيم سمعت النضر بن شميل الفقيه يقول كنا نقرأ على صالح جزرة
وهو عليل فتحرك فبدت عورته فأشار إليه بعض أهل المجلس بأن يجمع عليه ثيابه

(1) تاريخ بغداد 9 / 326.
(2) بالأصل: " موضع " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل " بن ".
(4) بالأصل: " أبو الحسين " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(5) بالأصل: " بن " والصواب " عن " قياسا إلى سند مماثل.
398

فقال رأيته لا ترمد عينك أبدا
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني محمد بن
أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم قال سمعت أحمد بن سهيل الفقيه ببخارا يقول
كنت مع صالح جزرة جالسا على باب داره إذ أقبل ابنه وعن يمينه رجل أقصر منه وعن
يساره صبي فقال صالح يا أبا نصر تبت
قال الخطيب (2) وأخبرني محمد بن علي المقرئ أنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله النيسابوري الحافظ قال سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس يقول سمعت
أبا الفضل بن إسحاق يقول كنت عند صالح جزرة فدخل عليه رجل من أهل الرستاق
فأخذ يسأله عن المحدثين ويكتب جوابه فيهم فقال له يا أبا علي ما تقول في سفيان
الثوري فقال صالح كذاب فكتب ذلك الرجل فعجبت من ذلك فقلت يا أبا علي
هذا لا يحل فإن الرجل يتوهم أنك قلته على الحقيقة فيحكيه عنك فقال ما أعجبك
من يسأل مثلي عن مثل سفيان الثوري تفكر فيه أن يحكي عنه أو لا يحكي
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا نصر أحمد بن سهل يقول كنا في مجلس صالح جزرة فلما
فرغ قام بالعجلة لحاجة الإنسان فغدا إليه رجل من أهل المجلس وأخذ طريقه وقال يا
شيخ ما اسمك فقال واثلة بن الأسقع فكتب الرجل حدثنا واثلة بن الأسقع ومضى
صالح ولم يلتفت إليه (3)
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر أنا أبو بكر الخطيب (4) أخبرني
محمد بن علي المقرئ أنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا
الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت الوزير أبا الفضل البلغمي يقول لمحمد بن
إسحاق بن خزيمة إنه سمع كتاب المزني من صالح جزرة قال وصاح محمد بن
إسحاق قال صالح لم يسمع هذا الكتاب من المرني قط فكيف قرأ عليكم وهو ركن

(1) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 327 - 328.
(2) المصدر السابق 9 / 327.
(3) نقله الذهبي في سير الأعلام 14 / 30.
(4) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 326 - 327.
399

من أركان الحديث لا يتهم بالكذب فخجل أبو الفضل البلغمي من مقالته تلك وكتب
إلى بخارى في ذلك قال فكتب إليه أنهم سألوا صالحا عندك مختصر المزني قال
نعم فاستأذنوه في قراءته فأذن لهم فقرؤوا عليه فلما فرغوا من قراءته قالوا كما قرأنا
عليك قال نعم فسأله بعضهم حدثك المزني قال لا ولا حرفا كنت أنا بمصر
أتفرغ إلى سماع هذا إنما كان المزني يجالسنا ونجالسه وسألتموني عندك الكتاب
قلت نعم وكان عندي منه نسخة فاستأذنتموني في قراءة الكتاب فأذنت لكم ولم
تطالبوني بسماعي منه إلى الآن فقال أبو عبد الله سمعت أبا علي خلف بن محمد
البخاري يقول حضرت قراءة كتاب المزني قلت نعم على أبي صالح وجوابه إياهم
عند الفراغ فقال لهم كنت بمصر وبها جماعة من المحدثين يحدثون عن الليث وابن
لهيعة والمزني ممن يختلف معنا إليهم أتفرغ له حتى يحدثني بالإرسال عن الشافعي
من كلامه
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا أنا أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت
خلف بن محمد البخاري يقول مات صالح بن محمد البغدادي الحافظ ببخارا في ذي
الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني ابن يعقوب
أنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول
مات صالح بن محمد البغدادي الملقب بجزرة ببخارا في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين
ومائتين زاد البيهقي ودفن في مقبرة توكيدة
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد
ح وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي (2) أنا أبو بكر
الخطيب (3) قالوا أنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن
جعفر بن حيان زاد الخطيب سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول سنة ثلاث

(1) المصدر السابق ص 328.
(2) بالأصل: السبخي، والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 328.
400

وتسعين فيها مات صالح بن محمد الحافظ البغدادي الملقب بجزرة ووهم الخطيب في
ذكر ابن صبيح في هذه الرواية وإنما حكى عنه أبو محمد وقالت جماعة فظن أن هذه
عنده
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني أبو الوليد
الدربندي أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ نا خلف بن محمد قال
سمعت أبا الحسن علي بن صالح بن محمد يقول ومات أبي يوم الثلاثاء لثمان بقين من
ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال لي محمد بن سعد يعني الأبيوردي ومات
محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس وصالح جزرة ومحمد بن نصر المروزي سنة
أربع وتسعين يعني ومائتين
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب (2) أنا محمد بن عبد الواحد أنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال وجاءنا من سمرقند وفاة صالح بن محمد المعروف بجزرة سنة
أربع وتسعين قال الخطيب وأخبرني أخو الخلال عن أبي سعد الإدريسي أن
صالح بن محمد مات ببخارا في سنة أربع وتسعين ومائتين
2835 صالح بن محمد
قتل يوم دخل بنو العباس دمشق مع الوليد بن معاوية أمير دمشق له ذكر
2836 صالح بن محمد
أبو المقاتل
من أهل دمشق
ولي الحسبة بمصر سنة أربع عشرة وثلاثمائة فأقام عليها ست سنين وثمانية

(1) الخبر في تاريخ بغداد 9 / 328.
(2) تاريخ بغداد 9 / 328.
401

أشهر ثم عزل وذلك في خلافة المقتدر وتوفي في المحرم سنة إحدى وعشرين
وثلاثمائة
ذكر ذلك أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر بن حفص بن موسى بن
عبد الرحمن المصري المعروف بالتميمي
2837 صالح بن مسلم
سمع الأوزاعي ببيروت
روى عنه ابنه محمد بن صالح بن مسلم
2838 صالح بن وصيف (1)
أحد قواد المتوكل الذين قدموا معه دمشق فيما قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن
محمد الخطابي الشاعر سنة ثلاث وأربعين ومئتين
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال وحكي أن المهتدي قال في قتل
صالح بن وصيف (2)
* رحم الله صالحا * فلقد كان ناصحا
لم يزل في فعاله * نافذ الرأي راجحا
ثم أضحى وقد ترامى * به الدهر طائحا
والمنايا إن لم تعدك * جاءت روائحا *
قال وقال أحمد بن الحارث الخرار (3)
* دماء بني العباس غير ضوائع * ولا سيما عند العبيد الملاطع
طغا صالح لا قدس الله صالحا * على ملك ضخم العلى والدسائع
طغى وبغى جهلا وتركا (4) وعرة * فأورد مولاة كربة المسارع

(1) أخباره في مروج الذهب في صفحات متفرقة (انظر الفهارس)، وتاريخ الخلفاء ص 389 والعبر 2 / 9
وشذرات الذهب 2 / 131 والوافي بالوفيات 16 / 275.
(2) الأبيات في الوافي بالوفيات 16 / 276.
(3) الأبيات في الوافي بالوفيات 16 / 276 منسوبة لأحمد بن الحارث.
(4) في الوافي: ونوكا.. كريه المشارع.
402

فكان له ذو العرش طالب وتره * لموسى وموسى شاكر للصنائع
يطيف (1) برأس العبد ظهرا وجسمه * لقى للضباع الناهشات الخوامع *
يعني موسى بن بغا وكان صالح مولى قتل المعتز (2) وقام بأمر المهتدي
ذكر أبو الحسن بن القواس قال وفي هذه الليلة يعني ليلة الأربعاء لثلاث (3)
عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ست وخمسين ومائتين هرب صالح بن وصيف
فوكل بمنزله ونودي عليه.... (4) صالح بن وصيف فله عشرة آلاف قال وظفر
صالح بن وصيف فقتل يوم الأحد لثمان بقين من صفر سنة ست وخمسين ومائتين
2839 صالح بن هبة الله بن محمد بن عفان
أبو محمد البغداذي الواعظ
قدم دمشق بعد العشرين وخمسمائة وعقد بها مجلس الوعظ في المسجد
الجامع وكان لا بأس به في حفظ المواعظ وإيرادها ولم يحدث بدمشق وكان قد
سمع ببغداد محمد بن عبد السلام الأنصاري وأبا الحسن علي بن محمد بن علي
العلاف المقرئ
كتبت عنه ببغداد بعد رجوعي إليها من خراسان في رحلتي الثانية شيئا فشيئا
أخبرني أبو محمد بن عفان أنا محمد بن عبد السلام الأنصاري أنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي نا
الحارث بن محمد نا كثير بن هشام نا جعفر بن برقان نا يزيد الأصم عن ابن عمر
قال
نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن نبيذ الجر (5) والمزفت والدباء والنقير

(1) تقرأ بالأصل: " نظيف " وتقرأ " نظيف " والمثبت عن الوافي.
(2) بالأصل: " قبل المعبره " كذا، والذي أثبتناه عن الوافي بالوفيات.
(3) بالأصل: لثلاث عشر.
(4) لفظة غير واضحة رسمها: حامر " ولعل الصواب كما في الوافي: " من جاء بصالح... ".
(5) في رواية: نبيذ الجرار، وفي النهاية: الجر والجرار: جمع جرة وهو الإناء المعروف من الفخار، وأراد
بالنهي عن الجرار المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير.
والمزفت هو الإناء الذي طلي بالزفت، وهو نوع من القار، ثم انتبذ فيه (النهاية).
والدباء: القرع، واحدها دباءة كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب (النهاية).
والنقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا (النهاية).
403

قال يزيد فأنا أشهد لقد سمعت هذا من ابن عمر يذكره عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ليس بيني
وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا ابن عمر
2840 صالح بن يزيد البيروتي
حكى عن الوليد بن مسلم
حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد حكايته عنه في ترجمة الوليد بن مزيد
2841 صالح مولى بني أم حكيم
حكى عن محمد بن سويد القرشي الفهري وعمر بن عبد العزيز
حكى عنه الهيثم بن عمران بن عبد الله العبسي
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك وأبو الحسن سعد الخير بن محمد
قالا أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو القاسم التنوخي أنا أبو القاسم بن حبابة نا
أبو القاسم البغوي نا أبو الفضل داود بن رشيد الخوارزمي (1) نا الهيثم بن عمران نا
صالح مولى بني أم حكيم قال تزوجت امرأة من صليبة غسان فأرسل إلى محمد بن
سويد وهو عامل سليمان بن عبد الملك على دمشق فقال إنه ليس لك أن تزوج امرأة من
صليبة العرب فطلقها قال قلت ما أتيت حراما ولا أفعل قال فألزمني إلى عمود
من عمد الخضراء فضربني عشرة أسواط ثم قال طلقها فأبيت (2) فلم يزل يصنع بي
ذلك حتى ضربني بمائتي (3) سوط قال فأذلقني (4) الضرب فطلقتها البتة فلما
استخلف عمر بن عبد العزيز أتيته مستعديا عليه قال ما الذي تريد قال أريد أن ترد
علي امرأتي قال ابتليت بجبار ظالم فما أصنع بك إنما الطلاق والعتاق كلام فإذا
فاته صاحبه نفذ عليه قال فزاد (5) به فقال يا سيدي غير هذا فقلت يا أمير
المؤمنين فالمهر يرده إلي قال فبم استحللت فرجها قال فألزمني الطلاق

(1) بالأصل: " الخوادمي " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 11 / 133.
(2) تقرأ بالأصل " فأتيت " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 43.
(3) في المختصر: ثمانين سوطا.
(4) بالأصل: فأدلقني بالدال المهملة، والصواب ما أثبت عن اللسان وفيه: ذلقه الصوم وغيره وأذلقه: أضعفه
وأقلقه.
(5) في المختصر: " فراددته " وهو الظاهر.
404

2842 صالح العباسي (1)
ولي دمشق في أيام المتوكل والمستعين
قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال سمعت أبا عبيدة أحمد بن عبد الله بن
ذكوان يقول ولي صالح العباس دمشق من قبل المتوكل سنة أربعين ومائتين (2) فلما
وافى المتوكل دمشق سنة أربع وأربعين ومائتين عزله وولاها الفتح بن خاقان (3)
قال وحدثني إسماعيل بن إبراهيم قال لما ولي صالح العباسي (1) في أيام
المستعين ومات بدمشق في الخضراء (4) ودفن في قبلة المصلى بدمشق في أيام
المستعين
وقال أبو جعفر محمد بن الأزهر البغدادي إن المستعين عقد لصالح العباسي
على دمشق والأردن في شهر ربيع الأول سنة تسع أربعين ومائتين وذكر أبو الحسن
محمد بن أحمد القواس الوراق أن صالحا العباسي مات في جمادى الأول سنة خمسين
ومائتين
2843 صالح
رجل سأل سليمان الداراني
له ذكر إن لم يكن صالح بن البحيري فهو غيره تقدم ترجمته وذكره في ترجمة
سليمان بن أبي سليمان

(1) أخباره في تحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 290 وأمراء دمشق للصفدي ص 64 وبالأصل: " العباس "
والمثبت عن المصدرين.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن تحفة ذوي الألباب.
(3) أخباره في تحفة ذوي الألباب 1 / 293.
(4) بناها معاوية وجعلها دارا للإمارة، موقعها قبلي الجامع الأموي حذاء سوق الصفارين (انظر كتابنا تاريخ
ابن عساكر الجزء الثاني).
405

" ذكر من اسمه صبح "
2844 صبح بن سعيد بن بشر النضري
من بني نصر بن معاوية
من شعراء أهل دمشق كان نجيبا لعثمان بن مرة الخولاني الداراني حين ذكر
إغارة المصرية على دار أبي قتيبة في حرب أبي الهيذام فيما قرأت بخط أبي الحسين
الرازي وذكر أنه أفاده أباه بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المريين
* سئل الأقوام باحسا (1) جميعا * من القوم الألي حاكوا البرودا
ومن جعل الحفوف لهم سيوفا * من ذا ساس في الناس العرودا
فأما التاج فاتركه لكسرى * فلست له احا التوكا بديدا (2)
ولا تنسى الذي أسدى إليكم * الوساسان (3) إذ بعث الخيودا (4)
* فأخرج عنكم السودان قسرا * وقد كنتم لها زمنا عبيدا *
2845 صبح أبو صالح الخراساني
أحد الزهاد جالس أبا سليمان الداراني
وروى عن إسحاق بن نجيح
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري

(1) كذا رسمها.
(2) كذا عجزه في الأصل.
(3) كذا بالأصل.
406

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين أنا أبو علي الأهوازي أنا عبد الوهاب
الكلابي
ح ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا أبو الفرج سهل بن بشر أخبرنا
طرفة بن أحمد أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الجهم بن طلاب نا أحمد بن أبي
الحواري قال قال صبح لأبي سليمان يا أبا سليمان طوبى للزاهدين قال له أبو
سليمان طوبى للعارفين
قال ونا أحمد نا صبح أبو صالح الخراساني نا إسحاق بن نجيح عن
إسماعيل الكندي قال
جاء رجل من أهل البصرة إلى طاوس يسمع منه قال فوفاه مريضا فجلس عن
رأسه يبكي فقال ما يبكيك يا شاب قال والله ما أبكي على قرابة بيني وبينك ولا
على دنيا جئت أطلبها منك ولكن على العلم الذي جئت أطلب منك يفوتني قال
فقال له طاوس إني موصيك بثلاث كلمات إن حفظتهن علمت علم الأولين والآخرين
وعلم ما كان وعلم ما يكون حب الله حتى لا يكون شئ أحب إليك منه فإذا فعلت
ذلك علمت علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وعلم ما يكون قال فقال له
الشاب لا جرم والله لا سألت أحدا بعدك عن شئ ما بقيت
407

" ذكر من اسمه صبيغ "
2846 صبيغ (1) بن عسل (2) ويقال ابن عسيل
ويقال صبيغ بن شريك من بني عسيل
ابن عمرو بن يربوع بن حنظلة التميمي اليربوعي البصري (3)
الذي سأل عمر بن الخطاب عما سأل فجلده وكتب إلى أهل البصرة لا
تجالسوه
ذكر أبو بكر بن دريد (4) أن اسمه مشتق من الشئ المصنوع وذكر أنه كان يحمق
رأيه
وفد على معاوية ولم يزل بشر يعني بعد جلد (5) عمر حتى قتل في بعض الفتن
روى عن عمر بن الخطاب وسأل أبا الدرداء عن شئ من المتشابه
روى عنه ابن أخيه عسل بن عبد الله بن عسل التميمي وحكت عنه أم الدرداء
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا القاضي أبو
محمد يوسف بن رباح البصري أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر نا

(1) نص في الإصابة على ضبطها: بوزن عظيم وآخره معجمة.. ويقال بالتصغير.
(2) وعسل بمهملتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة.
(3) أخباره في الإصابة 2 / 198 والاشتقاق لابن دريد ص 228 والوافي بالوفيات 16 / 283 وبالأصل: صبيع
بالعين المهملة والمثبت عن مصادر ترجمته. وقد صوبت اللفظة في كل مواضع الترجمة حيث وردت
بالعين المهملة، وبدون الإشارة إلى ذلك.
(4) الاشتقاق ص 228.
(5) عن مختصر ابن منظور 11 / 45 وبالأصل: خالد.
408

عبد الله بن محمد القزويني نا نصر بن مرزوق أبو الفتح نا خالد بن نزار أنا
عمرو بن قيس قال سمعت عسل بن عبد الله بن عسل التميمي يحدث عطاء بن أبي
رباح عن عمه صبيغ بن عسل قال
جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة وعلي غديرتان وقلنسية (1) فقال عمر إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج من المشرق حلقان (2) الرؤوس يقرءون القرآن لا
يجاوز حناجرهم طوبى لمن قتلوه وطوبى لمن قتلهم ثم أمر أن لا اؤوى (3) ولا
أجالس [* * * *]
قال وأنا الخطيب أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنا أبو بكر الشافعي نا
جعفر بن محمد الأزهر نا ابن الغلابي
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي نا ثابت بن بندار نا أبو العلاء الواسطي أنا
محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي نا أبي عن
يحيى بن معين قال صبيغ (4) الذي ضربه عمر بن الخطاب وأمر أن لا يجالس هو
صبيغ بن شريك من بني عمرو بن يربوع
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن
محمد أنا أحمد بن محمد بن منجويه أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله قال (5) وأما
الذي سأل عمر عن المسائل فاتهمه أنه من الخوارج فهو صبيغ الصاد مفتوحة والباء
مكسورة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) أما عسل بكسر
العين وسكون السين فهو عسل بن عبد الله بن عسل التميمي حدث عن عمه صبيغ بن
عسل قال كتب (7) عمر بن الخطاب وهو الذي كان يتبع مشكل (8) القرآن فأمر عمر

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت يوافق عبارة المختصر 11 / 45.
(2) بالأصل: " خلقان " والمثبت عن المختصر.
(3) بالأصل: " ادوا " والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل: صبيع بالعين المهملة.
(5) انظر الإصابة 2 / 198 - 199.
(6) الاكمال لابن ماكولا 6 / 206 - 207 و 208.
(7) كذا بالأصل وأصل الإكمال، وقد صوبها محققه " جئت " وهو الصواب، وقد مرت في الرواية السابقة.
(8) بالأصل: " من كل " والصواب عن الاكمال.
409

أن لا يجالس وقال يحيى بن معين وهو صبيغ بن شريك من بني عمرو بن يربوع
روى خالد بن يربوع بن نزار عن عمر بن قيس عن عسل
ثم قال بعد أسطر (1) أما عسيل بضم العين وفتح السين صبيغ بن عسيل الذي
كان يسأل عن القرآن فنفاه عمر من المدينة إلى العراق ونهى الناس عن مجالسته
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني
نا أبو الحسن علي بن سلم بن مهران الوزان في دار القطن في سنة ست عشرة وثلاثمائة
نا إبراهيم بن هاني نا سعيد بن سلام العطار نا أبو بكر بن أبي سبرة عن يحيى بن
سعيد عن سعيد بن المسيب قال
جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن " الذاريات
ذروا " (2) قال هي الريح ولولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوله ما قلته قال
فأخبرني عن " الحاملات وقرا " (2) قال السابحات السحاب ولولا أني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما قلته قال فأخبرني عن " الجاريات يسرا " (3) قال هي
السفن ولولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوله ما قلته قال فأمر به عمر فضرب مائة
وجعل في بيت فإذا برئ دعا به فضرب مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى
أبي موسى حرم على الناس مجالسته فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له
بالإيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب إليه ما
أخاله إلا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس
قال الدارقطني غريب من حديث يحيى الأنصاري عن ابن المسيب عن
عمر تفرد به أبو بكر بن أبي سبرة المديني عنه (4)
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر
أحمد بن يحيى بن الحسن وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قالوا أنا
عبد الرحمن بن أحمد السرخسي أنا عيسى بن عمر بن العباس أنا عبد الله بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 6 / 206 - 207 و 208.
(2) سورة الذاريات، الآية: 1 و 2.
(3) سورة الذاريات، الآية 1 و 2.
(3) سورة الذاريات، الآية: 3.
(4) الإصابة 2 / 199.
410

عبد الرحمن بن بهرام أنا أبو العباس أنا أبو النعمان نا حماد بن زيد نا يزيد بن
حازم عن سليمان بن يسار
أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه
عمر وقد أعد له عراجين (1) النخل فقال من أنت فقال أنا عبد الله صبيغ فأخذ
عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه قال أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى
دمى رأسه قال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي
قال وأنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن صالح حدثني الليث
أخبرني ابن عجلان عن نافع مولى عبد الله
أن صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم
مصر فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه
قال أين الرجل قال في الرحل (2) قال عمر أبصر لا يكون ذهب فيصيبك مني العقوبة
الموجعة فأتي به فقال عمر سبيل محدثة فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه
بها حتى نزل ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ثم عاد له ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود
فقال صبيغ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتالا جملا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله
برأت فأذن له إلى أرضه فكتب إلى موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين
فاشتد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى الأشعري إلى عمر أن قد حسنت هنيته فكتب
عمر أن ائذن للناس بمجالسته
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو القاسم
عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرزي أنا أبو
حامد محمد بن هارون الحضرمي قراءة عليه نا عيسى بن مشاور نا الوليد بن
مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس أن عمر بن الخطاب جلد صبيغ الكوفي
في مسألة عن حرف من القرآن حتى اضطردت الدماء في ظهره
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي إسحاق البرمكي
ح وأنبأنا أبو محمد بن صابر وغيره قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ثنا أبو

(1) العرجون: العذق أو إذا يبس واعوج، ج عراجين (القاموس).
(2) بالأصل: الرجل.
411

بكر الخطيب أنا عمر بن إبراهيم الفقيه أنا محمد بن العباس الخزاز ثنا أبو بكر
محمد بن القاسم بن بشار نا عبد الله بن ناجية نا يعقوب بن إبراهيم نا مكي بن
إبراهيم نا الجعيد بن عبد الرحمن عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد
أن رجلا قال لعمر إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن فقال عمر
اللهم أمكني منه فدخل الرجل على عمر يوما وهو لابس ثيابا وعمامة وعمر يقرأ
القرآن فلما فرغ قام إليه الرجل فقال يا أمير المؤمنين ما " الذاريات ذروا " فقام عمر
فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال ألبسوه ثيابا واحملوه على قتت وأبلغوا به
حيه ثم ليقم خطيب فيقل إن صبيغا طلب العلم وأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد
أن كان سيدا فيهم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه أنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا
أبو طالب عقيل بن عبيد الله بن عبدان السمسار
ح وأخبرنا علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عثمان التميمي قالا نا القاضي أبو الحسن علي بن سليمان بن
أيوب بن حذلم نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري (1) الحافظ نا هوذة بن
خليفة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال
سئل رجل عمر بن الخطاب عن والنازعات والمرسلات والذاريات أو
بعضهن فقال له عمر ضع عن رأسك فإذا بالوفرة (2) وقال ابن مطعم فإذا له وفرة
فقال عمر أما والله لو رأيتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك ثم كتب إلى أهل البصرة
أو إلينا لا تجالسوه قال فلو جئنا ونحن مائة لتفرقنا
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن محمد بن بكران القوي أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان
النسوي نا يعقوب بن سفيان نا علي بن الحسن بن شقيق نا عبد الله أنبأ سليمان
التيمي (3) عن أبي عثمان النهدي قال

(1) بالأصل: البصري خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 13 / 311.
(2) الوفرة الشعر المجتمع على الرأس، أو ما سال على الأذنين منه، أو ما جاوز شحمة الأذن (القاموس).
(3) في الإصابة: التميمي.
412

كتب إلينا عمر لا تجالسوا صبيغا فلو جاءنا ونحن مائة لتفرقنا عنه وربما قال
لما جالسناه
أنبأنا أبو بكر الحاسب (1) وجماعة عن إبراهيم بن عمر الفقيه
ح وأنبأنا أبو محمد بن صابر وغيره قالا أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو
بكر الخطيب أنا عمر بن إبراهيم أنا محمد بن العباس أنا أبو بكر محمد بن
القاسم بن بشار (2) نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا محمد بن عبيد نا حماد بن
زيد بن هشام عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى
الأشعري أن لا تجالس صبيغا وأن يحرم عطاءه ورزقه
أخبرني أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر نا
محمد بن عبد الله الشافعي إملاء من لفظه نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا
عبيد الله بن عمر نا حماد بن زيد قال وحدثني قطن بن كعب قال سمعت رجلا من
بني عجل يقال له زرعة أو فلان بن زرعة قال رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير
أجرب يجئ إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه فيناديهم الحلقة الأخرى عزمة أمير
المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه

(1) بالأصل: الحاشب، والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة - عاصم - عائذ الفهارس ص 648، وانظر
ترجمته في سير الأعلام 20 / 23.
(2) بالأصل: " يسار " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 15 / 274.
413

" ذكر من اسمه صخر "
2847 صخر بن الجعد الخضري (1)
أحد بني جحاش بن سلمة بن ثعلبة بن مالك بن طريف (2) بن محارب بن
خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر والخضر ولد مالك بن طريف سموا بذلك
لسوادهم شاعر فصيح مخضرم أدرك الدولتين وكان يعرض لابن ميادة لما انقضى ما
بينه وبين الحكم الخضري من المهاجاة وترفع ابن ميادة عن مهاجاته وكان (3) صخر
تشبث بابنة عم له اسمها كأس بنت بجير (4) بن الجون (5) فأقام قومها عليه البينة
بقذف كأس فضرب الحد
فقرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأموي (6) أخبرني (7) عبد الله بن
مالك النحوي نا محمد بن حبيب قال لما ضرب (8) صخر بن الجعد الحد لكأس
وصارت لزوجها ندم على فرط منه واستحيا من الناس للحد الذي ضربه فلحق

(1) بالأصل: الحصري، والمثبت عن الوافي بالوفيات 16 / 286. وفي الأنساب: بضم الخاء وسكون
الضاد المعجمتين وفي آخرها الراء، وهذه النسبة إلى خضر وهي قبيلة من قيس عيلان وبطن من
محارب.
وترجمته في الوافي بالوفيات 16 / 286 الأنساب (الخضري) اللباب (الخضري)، الأغاني 22 / 31.
(2) تقرأ بالأصل: " طرخو " والمثبت عن الأغاني.
(3) بالأصل: وكانت.
(4) مهملة بالأصل بدون نقط، والمثبت عن الأغاني، وفي الوافي: جبير.
(5) في الأغاني والوافي: جندب.
(6) الخبر في الأغاني 22 / 34.
(7) عن الأغاني وبالأصل: خبرني.
(8) بالأصل: " جبرت " والمثبت عن الأغاني.
414

بالشام فطالت بها غيبته ثم عاد فمر بنخل كان لأهله ولأهل كأس فباعوه وانتقلوا إلى
الشام فمر بها صخر ورأى المبتاعين (1) لها يصرمونها (2) فبكى عند ذلك بكاء
شديدا وأنشأ يقول
* مررت على خيمات كأس فأسبلت * مدامع عيني والرياح تميلها
وفي دارهم قوم سواهم فأسبلت * دموع من الأجفان فاض ميلها (3)
كذاك الليالي ليس فيها بسالم * صديق ولا يبقى عليها خليلها *
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد عن محمد بن أحمد بن محمد بن
عمر عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني (4) قال صخر بن الجعد
الخضري المحاربي من محارب بن خصفة بن قيس بن غيلان كان بها حي الحكم
الخضري فلما هجا ابن ميادة الحكم عادية صخر للقرابة وصخر هو القائل على ربع
كانت تحله امرأة كان يهواها ويسميها كاميا واسمها ناملة فقال (5)
* فبكيت كما يبكي الرداء ولا أرى * جبانا ولا أكناف عمرة تخلق (6)
ألوي حيازيمي بهن صبابة * كما تتلوى الحية المتشرق (7) *
وله
* أتزعم كأس أنني لا أحبها * بلى ومحت اليعملات الرواسم
وإلا فبدلت البعاد بقربها * وطاوعت في هجرانها قول لائمي *
وله (8)
هنيئا لكأس صرمها الحبل بعدما * بيليل قمري الحمام وجونها *

(1) بالأصل: " المتبايعين " والمثبت عن الأغاني.
(2) يصرمونها: يقال: صرم النخلة: جذها.
(3) الأغاني: مسيلها.
(4) ليس صخر بن الجعد ترجمة أو ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
(5) البيتان في الأغاني 22 / 35.
(6) في الأغاني:
بليت كما يبلى الرداء... * جنانا ولا أكناف ذروة تخلق
(7) الحيازيم واحدها حيزوم وهو الصدر أو وسطه، والحية المتشرق التي تحاول الدف ء عند شروق
الشمس.
(8) البيت في الأغاني وسيأتي قريبا، وهو ملفق من بيتين، انظر ما سيأتي قريبا.
415

بليل موضع
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال ومنهم صخر بن الجعد الخضري حدثنا يزداد بن عبد الرحمن
الكاتب ثنا عبد الله بن شبيب حدثني الزبير حدثني عمي قال أقبل المهدي يريد
الخيزران فلما دخل إليها فرآني بالباب فقال ويحك يا زهري إني خرجت أريد
الخيزران فطربت إلى حسبة فقلت يا أمير المؤمنين أدركك في هذا قول المخرومي (1)
* بينما نحن في بلاكث فالقاع * سراعا والعيش تهوى هويا
خطرت خطرة على القلب من * ذكراك وهنا فما استطعت مضيا
قلت لبيك إذ دعاني لك الشوق * وللحاديين حثا المطيا *
قال فقال واستويا من الخيزران ارجع إليها قال قلت يا أمير المؤمنين أدركك
في هذا ما قال جميل (2)
* وأنت الذي جئت (3) شغبا إلى بدا (4) * إلي وأوطاني بلاد سواهما
فحلت بهذا حلة ثم حلة * بهذا فطاف الواديان كلاهما *
قال فدخل على الخيزران فلم أنشب أن خرج الإذن فقال الزبير فدخلت فإذا
أمير المؤمنين قال أنشدني ويحك يا زبيري فأنشدته لصخر بن الجعد الخضري
خضر محارب بن خصفة (5)
* هنيئا لكأس حدها الحبل بعدما * عقدتا لكأس موثقا لا تخونها
وإشماتها الأعداء لما تألبوا * إلي (6) واشتدت علي ضغونها

(1) الأبيات في تاج العروس " بلكث " منسوبة لأبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.
ومعجم البلدان " بلاكث " ونسبها للكثير. والتكملة للصاغاني " بلكت " وثمة اختلاف بعض الألفاظ في
هذه المصادر والأصل.
(2) البيتان في ديوان جميل ط بيروت ص 123.
(3) في الديوان: لعمري لقد حسنت.
(4) شغب: قرية خلف وادي القرى موطن جميل وبثينة، أو منهل بين مصر والشام. وبدا: موضع بوادي
القرى.
(5) الأبيات في الأغاني 22 / 37.
(6) بالأصل: " لمات البوا " والمثبت عن الأغاني.
416

فإن تصحبي وكلت عيني بالبكاء * وأشمت أعدائي فقرت عيونها (1)
وإن حراما أن أخونك ما دعا * بيليل قمري الحمام وجونها
وما طرد الليل النهار وما دعت * علي فتن ورقا شاك رنينها *
* لو أنا إذا الدنيا لنا معطليه (2) * دجا فرعها ثم ارجحنت غصونها *
* لهونا ولكنا ونحن بغيظه (3) * عجبنا لدنيانا فكدنا نعينها *
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال وقال صخر بن الجعد الخضري في بني عبد الله بن مطيع ومنزلهم بودان (4)
* يا ليت كل حديقة ممنوعة * تكن الفداء لقرية ابن مطيع
فيحاء يسكنها الكرام كأنها * حلوان حين يفيض كل ربيع
كرمت منابتها وشيد قصرها * في نافع وسط البلاد رفيع
في وسطه الزرجون وسط رياضه * والنخل ذات مناكب وفروع
قدرت (5) لأزهر من قريش ماجد * يعطي (5) ويرفع عبرة المصروع *
قال أبو محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (6) قال أما الخضري بضم
الخاء فهو صخر بن الجعد الخضري شاعر
قرأت بخط أبي الحسن المقرئ
وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه أنا إبراهيم بن علي بن
إبراهيم بن سيبخت نا محمد بن يحيى الصولي نا ثعلب نا عبد الله بن شبيب نا
الزبير حدثني هارون بن عبد الله الزهري أخبرني شيخ من أهل الشعر قال كان
عبد الله بن مصعب إذا قدم متوجها إلى العسكر أو جائيا يدعوني فيستنشدني لصخر بن

(1) سقط من الأغاني، وهو في الأنساب (الخضري).
(2) كذا، وفي الأغاني: مطمئنة دحا ظلها.
(3) في الأغاني: لهونا ولكنا بغرة عيشنا.
(4) ودان، ثلاثة مواضع، انظر معجم البلدان.
(5) بالأصل: " فدرت... يغطي " ولعل الصواب ما أثبت.
(6) الاكمال لابن ماكولا 3 / 252.
417

الجعد الخضري قال هارون وأنشدني هذا الشعر قال قال صخر بن الجعد
الخضري (1)
* أنائل ما رؤيا زعمت رأيتها (2) * لنا عجب لو أن رؤياك تصدق
أنائل للود الذي كان ساقطا (3) * مثل ما ينضو الخصاب فيخلق *
فقلت ما رؤياه (9) قال رأت كأنه يخمرها
2848 صخر بن حبدل (4) ويقال ابن جندلة
أبو المعالي (5) ويقال أبو العلاء البيروتي القاضي
من ساحل دمشق
روى عن يونس بن ميسرة بن حليس
روى عنه ابن المبارك والوليد بن مسلم ومروان بن محمد وأبو مسهر
ومحمد بن كثير المصيصي والوليد بن مزيد
أخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الححرري (6) البوشنجي (7) بها
أنا أبو منصور أسعد بن عبد المجيد الثقفي البوشنجي (8) أنا الخطيب أبو الحسين
أحمد بن محمد بن منصور العالي ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن البيدخاني
وأبو الفتح منصور بن العباس الفقيه قالا أنا أبو سليمان داود بن الوسيم نا أبو جعفر
محمد بن عوف الحمصي نا محمد بن كثير عن أبي المعالي البيروتي عن يونس بن

(1) البيتان في الأغاني 22 / 38.
(2) كانت كأس بعد تزوجت بشخص آخر غير صخر قد رأت رؤيا، فأرسلت تخبر بها صخرا أنها رأت فيما
يرى النائم كأنه يلبسها خمارا. (الأغاني).
(3) صدره بالأغاني: أنائل لولا الود ما كان بيننا.
(4) كذا، والظاهر: ورؤياها.
(5) كذا، وفي مختصر ابن منظور 11 / 47 جندل.
(6) في المختصر: أبو المعلى.
(7) كذا رسمها بالأصل.
(8) بالأصل: البوسنجي بالسين المهملة والصواب ما أثبت، نسبة إلى بوشنج، (انظر الأنساب، ومعجم
البلدان).
(9) كذا، ولعله " البندجاني " نسبة إلى بندجان.
418

ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس قال سمعت أبا الدرداء يقول والله وأيم الله ما
سمعته حلف قبلها ولا بعدها ما من عمل أحب إلى الله من إصلاح ذات البين والمشي
إلى المساجد وخلق جائز (1)
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو محمد
الجوهري (2) أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن
الحسن أنا عبد الله بن المبارك أنبأ صخر أبو المعالي حدثني يونس بن ميسرة عن
أبي إدريس الخولاني قال سمعت أبا الدرداء يحلف وأيم الله ما سمعته يحلف
قبلها ما عمل آدمي عملا خير من مشي إلى الصلاة ومن خلق جائز ومن صلاح ذات
البين
أخبرنا أبو سعد بن البغداذي أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم
نا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة نا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي
نا أحمد بن عمير نا أبو عامر نا الوليد نا أبو المعلى أنه سمع يونس بن ميسرة يقول
سمعت أبا إدريس يقول ما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمده أحد على
شئ من عمل الله عز وجل
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا
يحيى بن معين نا أبو مسهر نا صخر بن جندلة ويكنى أبو المعلى وسعيد معنا
قال سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس قال كان أبو عبيدة بن الجراح وهو والي (3)
يحمل سطلا من خشب حتى يأتي حمام أبان
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز الكتاني لفظا أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب أنا الربيع بن سليمان نا نعيم بن حماد نا
ابن المبارك ثنا صخر أبو العلاء رجل من أهل دمشق بحكاية ذكرها
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي إجازة

(1) بالأصل: " وحلق جابر ".
(2) كذا مكرر بالأصل.
(3) كذا بالأصل، والأشبه: وال.
419

ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد (1) بن الحسن والمبارك بن
عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن
الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
قال صخر أبو المعلى البيروتي القاضي سمع يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن
أبي الدرداء في الإصلاح بين الناس سمع منه ابن المبارك ومحمد بن كثير وقال
مبارك (3) عن يونس إن أبا الدرداء وقال الفزاري وسليمان بن عبد الرحمن عن (4)
محمد بن الحجاج سمع يونس عن أبي إدريس (5) عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقال أبو مسهر حدثنا صخر بن صدقة (6) أبو المعلى هو جندلة وقال أنا (7)
مردويه أنا عبد الله عن صخر قال معاوية الخلافة العمل بالحق والحكم
بالمعدلة وأخذ الناس بأمر الله
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا أبو الحسن قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (8) قال
صخر بن جندل أبو المعلى الشامي البيروتي ويقال صخر بن جندلة روى عن
يونس بن ميسرة بن حلبس روى عنه ابن المبارك والوليد بن مسلم ومروان بن
محمد وأبو مسهر ومحمد بن كثير المصيصي سمعت أبي يقول ذلك سألت أبي
عنه فقال ليس به بأس هو من ثقات أهل الشام
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات أبو المعلى صخر بن
جندل

(1) قوله: " أحمد بن " سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(2) التاريخ الكبير 4 / 311.
(3) عن البخاري وبالأصل مدرك.
(4) عن البخاري وبالأصل " بن ".
(5) قوله: " عن أبي إدريس " مكرر بالأصل.
(6) كذا بالأصل، وفي البخاري: صلة.
(7) في البخاري: وقال لنا مردويه.
(8) الجرح والتعديل 4 / 427.
(9) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 72.
420

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
المعلى صخر بن صدقة البيروتي سمع يونس بن ميسرة روى عنه ابن المبارك
ومحمد بن كثير وأبو مسهر كذا فيه والمحفوظ ابن جندلة أو جندل
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
المعلى صخر بن جندلة شامي بيروتي
قرأت على أبي الفضل عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد الدولابي (1) قال
أبو المعلى صخر بن جندلة يروي عنه عبد الله بن المبارك والوليد بن مزيد (2)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا الحاكم أبو أحمد قال أبو المعلى صخر بن صدقة البيروتي الشامي سمع
أبا حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (3) روى عنه عبد الله بن المبارك
الحنظلي وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني وأبو يوسف محمد بن كثير
المصيصي كذا قال ابن صدقة وصوابه ابن جندلة
2849 صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
ابن قصي بن كلاب
أبو سفيان وأبو حنظلة الأموي (4)
أسلم بعد الفتح
روى عنه ابن عباس وابنه معاوية بن أبي سفيان

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 124.
(2) في الكنى والأسماء: " يزيد " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 9 / 419.
(3) بالأصل: " الجيلاقي " خطأ والصواب: " الجيلاني " انظر ترجمته في سير الأعلام 5 / 230 ويكنى أيضا:
أبا عبيد.
(4) ترجمته في الاستيعاب 2 / 190 والإصابة 2 / 178 وأسد الغابة 2 / 392 تهذيب الكمال 9 / 70 وتهذيب
التهذيب 2 / 544 الوافي بالوفيات 16 / 284 سير الأعلام 2 / 105 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر
أخرى ترجمت له.
421

وشهد اليرموك وكان القاضي يومئذ
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأ أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب (1) ثنا محمد بن هارون نا ابن
المثنى ثنا أبو داود نا إبراهيم بن سعد (2) عن صالح بن كيسان عن الزهري
أخبرني عبد الله (3) بن عتبة عن ابن عباس أخبره
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام فبعث بكتابه مع دحية
الكلبي فأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى قال فيدفعه عظيم بصرى إلى قيصر وكان
قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شاكرا لما أبلاه الله
قال ابن عباس فلما جاء قيصر كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال حين قرأه هل ها هنا من
قوم هذا الرجل أحدا أسأله عنه
قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش
قدموا تجارا في المدة (4) التي كانت بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبين كفار قريش قال أبو سفيان
فوجدنا رسول قيصر في بعض الشام فانطلق بي وبأصحابي إلى إيلياء حتى أدخلنا عليه
وهو جالس في مجلس ملكه وعنده عظماء الروم وعليه التاج فقال له ترجمانه عليهم (5)
أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي تزعم أنه نبي قال أبو سفيان وليس في الركب
يومئذ رجل من بني عبد مناف غيري فقال قيصر ادنوه مني ثم أمر بأصحابي فجعلوا
خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا الرجل عن هذا الذي
يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان فوالله لولا أني استحييت أن يأثر
أصحابي عني الكذب يومئذ لكذبته عنه ولكني استحييت أن يأثروا (6) أصحابي عني
الكذب فصدقته عنه فقال لترجمانه سله كيف نسب هذا الرجل فيكم فقلت هو

(1) ترجمته في سير الأعلام 6 / 430.
(2) عن دلائل البيهقي 4 / 377.
(3) في الطبري 2 / 646 عن ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن عباس،
وفي الأغاني 6 / 345 عبد الله بن عبد الله بن عتبة.
(4) يريد هدنة الحديبية، وكانت في أواخر سنة ست من الهجرة.
(5) كذا رسمها بالأصل، ولعل الصواب: " سلهم " كما في دلائل البيهقي.
(6) كذا بالأصل، والأشبه: يأثر.
422

فينا ذو نسب فقال سله هل قال هذا القول أحد قبله قال قلت لا قال فسله
هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قال قلت لا قال فسله هل كان من
آبائه ملك قال قلت لا قال فسله أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قال
قلت لا بل ضعفاؤهم قال فسله يزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون
قال فسله هل يرتد أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه قلت لا قال
فهل يغدر قال قلت لا ونحن نخاف أن يغدر قال أبو سفيان ولم يمكنني كلمة
أدخل فيها شيئا أنتقصه بها لا أخاف أن تؤثر عليها عليها (1) غيرها قال فقال هل
قاتلتموه وقاتلكم قال قلت نعم قال فكيف حربكم وحربه قال قلت دولا
وسجالا يدال عليه مرة ويدال علينا أخرى قال وبم يأمركم قال قلت يأمرنا أن
نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدقة
والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة
قال فقال لترجمانه (2) إني سألتك كيف نسب هذا الرجل فيكم فزعمت أنه ذو
نسب وكذاك الرسل ترسل في نسب قومها وسألتك هل كان يقول هذا القول فيكم
أحد قبله فزعمت أن لا ولو كان يقول هذا القول منكم أحد قبله قلت رجل يأثم بما
قد قبل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا
وقد عرفت أنه لم يكن يدعي الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من
آبائه ملك فزعمت أن لا ولو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه
وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم أتباعه وهم أتباع
الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون (3) وكذلك الإيمان حتى
يتم وسألتك هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا
وكذلك حب الإيمان حين يخالط بشاشته القلوب ولا يسخطه وسألتك هل يغدر
فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد
فعل وأن حربكم دول وكذاك الأنبياء تتلا (4) ثم تكون لها العاقبة وسألتك بم

(1) كذا، وفي دلائل البيهقي: تؤثر عني غيرها.
(2) كذا بالأصل: " قال فقال لترجمانه " وزيد في صحيح مسلم 3 / 1395: قل له.
(3) كلمة: " يزيدون " عن صحيح مسلم، وبالأصل: يزعمون.
(4) كذا رسمها: وفي صحيح مسلم: " تبتلي ".
423

يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد
آباؤكم والوفاء بالعهد والصدق وأداء الأمانة فإن كان ما قلت حقا فيوشك أن يهلك
ما تحت قدمي هاتين والله لو إني أرجو أن أخلص إليه (1) إليه ولو كنت
عنده لغسلت قدميه
قال ثم دعا بكتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم
الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية (2) الإسلام أسلم تسلم
يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم الأريسيين (3) " يا أهل الكتاب
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا " إلى أن بلغ " بأنا
مسلمون " (4) فلما قضى مقالته علت أصوات من حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم
فلم أدر ما قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما خرجت خلوت بأصحابي فقلت لقد أمر (5)
أمر ابن أبي كبشة (6) ملك (7) بني الأصفر تخافه فوالله ما زلت ذليلا مستيقنا على أن
أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي (8) الإسلام وأنا كاره
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين أنا الحسن بن علي أنا أبو الفضل
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الزهري نا يحيى بن محمد بن
صاعد نا عبد الله بن عمران العابدي نا سفيان بن عيينة عن الزهري ومرة يقول نا
ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
قال أبو سفيان بن حرب خرجنا في المدة التي بيننا وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أتينا
غزة فخرج إلينا أسقف فبعث بنا الأسقف فلما أتي بنا إليه دخلنا عليه فقال أيكم

(1) غير مقروءة بالأصل.
(2) أي بدعوته، وهي كلمة التوحيد.
(2) عن صحيح مسلم وبالأصل: " المريسيين " وهم الأكادون، أي الفلاحون والزارعون.
(4) سورة آل عمران، الآية: 64.
(5) أمر أي عظيم.
(6) قيل إنه رجل من خزاعة كان يعبد الشعرى ولم يوافقه أحد من العرب في عبادتها، فشبهوا النبي صلى الله عليه وسلم به
لمخالفته إياهم في دينهم كما خالفهم أبو كبشة.
وقيل: أبو كبشة كنية وهب بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أمه فنسب إليه لأنه كان نزع إليه في
الشبه (انظر اللسان: كبش).
(7) كذا، ولعله: " ملوك " أو: " ملك بني الأصفر يخافه " يصح أيضا.
(8) زيادة عن دلائل البيهقي 4 / 380.
424

أقرب بهذا الرجل رحما قال أبو سفيان فقلت أنا فقدمني أمام
أصحابي وأقام أصحابي خلقي فقال إني سائله عن شئ فإن كذبني فكذبوه فأمر الترجمان أن
يخبره قال أبو سفيان ولو كذبته ما كان أصحابي بالذي يكذبوني ولكن منعني من
ذلك الحياء فقال كيف نسبه فيكم قلت في الذروة منا قال فهل أحد من أهل بيته
كان ملك قلت لا قال فمن اتبعه قلت الضعفة قال أيرجع ممن اتبعه إليكم
أحد فقلت لا قال فكيف صدقه فيكم قال كنا نسميه الأمين قال قال كيف
الحرب بينكم وبينه قلت سجال علينا ولنا قال كيف وفاؤه قال أبو سفيان فلم
يمكني عليه إلا هذه فقلت بيننا وبينه عهد فلا ندري كيف يكون
فقال ذكرتم أن هذا الرجل ليس في بيت بملكه ولو كان في بيت مملكة قلنا
خرج يطلب ما كان عليه آباؤه وقولكم إنه يدعى الأمين فهو لا يكذب عليكم ويكذب
على الله وأما قولكم نسبه فكذلك الأنبياء لا تبعث إلا في بيت قومها وأما قولكم
اتبعه الضعفة فهكذا أتباع الأنبياء وأما قولكم لا يرجع (1) من اتبعه إليكم فكذلك
حلاوة الإيمان إذا خالط بشاشة (2) القلب ثم قال لئن كان ما أخبرتني حقا فينازعني ما
تحت قدمي هاتين ولو قدرت أن أتبعه فأغسل قدميه ثم دعا بالكتاب الذي جاء به
دحية الكلبي فقرأه على رؤوسائهم فنخروا نخرة الوحش وحاصوا فارتفعت الأصوات
فأمر بنا فأخرجنا فلما جاءتهم قال إنما فعلت ذلك أخبركم به قال أبو سفيان فما
زلت ذلك اليوم أظن أنه نبي حتى أدخل الله تعالى الإسلام علي نفسي
وأخبرناه عاليا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أخبرنا إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا سويد بن سعيد نا الوليد بن محمد
الموقري عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود زاد ابن المقرئ
أن ابن عباس أخبره

(1) بالأصل: يرجعه.
(2) بالأصل: " بشاشته " والمثبت عن صحيح مسلم، وبشاشة القلوب يعني انشراح الصدور، وأصلها اللطف
بالإنسان عند قدومه وإظهار السرور برؤيته، يقال: بش به وتبشبش.
425

أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام فبعث وقال ابن المقرئ
وبعث بكتابه مع دحية الكلبي فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يدفعه إلى عظيم بصرى (1)
ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود
فارس نذر أن يمشي من حمص إلى إيلياء (2) لما أبلاه الله في ذلك فلما جاء قيصر كتاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنهم كانوا بالشام تجارا
وذلك في المدة التي كانت بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبين كفار قريش قال أبو سفيان فأتانا
رسول قيصر فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فدخلنا عليه فإذا هو جالس في
مجلس ملكه عليه التاج وإذا حوله عظماء الروم قال لترجمانه (3) سلهم أيهم أقرب
إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان أنا أقربهم قال فما قرابتك قال
قلت هو ابن عمي وليس في الركب يومئذ رجل من بني عبد مناف غيري قال فقال
قيصر ادنوه مني وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري ثم قال لترجمانه إني سائل هذا عن
هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا
الاستحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سأل ولكن استحييت أن
يأثروا عني الكذب فصدقت عنه وفي حديث ابن المقرئ فصدقته عنه قال ثم
قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قال قلت هو فينا ذو نسب قال فهل
قال هذا القول منكم وفي حديث ابن حمدان فيكم أحد قبله قط قلت
لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فقال قلت لا قال فهل
كان من آبائه ملك قال قلت لا قال فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم قال
قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون قال فهل
يغدر قال قلت لا ونحن الآن منه في مدة ونحن وفي حديث ابن حمدان
فنحن نخاف ذلك قال أبو سفيان فلم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا وفي حديث ابن
حمدان بشئ انتقصه في لأني أخاف وفي حديث ابن المقرئ انتقصه منه لا
أخاف أن يؤثر زاد ابن حمدان عني وقالا غيرها قال فهل قاتلتموه قال قلت
نعم قال فكيف وفي حديث ابن حمدان كيف كان حربكم وحربه قال قلت

(1) بصرى هي مدينة حوران، قريبة من طرف البرية التي بين الشام والحجاز، ويريد بعظيم بصرى: أميرها.
(2) هي بيت المقدس.
(3) تقرأ بالأصل: " ابن حمانه " والصواب ما أثبت قياسا للرواية السابقة.
426

كانت سجالا يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى قال فيماذا يأمركم قلت
يأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة
والصدقة زاد ابن المقرئ والعفاف وقالا والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال
فقال لترجمانه حين قلت ذلك سألتك عن نسبك (1) فيهم فزعمت أنه فيكم ذو نسب
وكذلك الرسل تبعث في أنساب قومها وسألتك هل قال هذا القول منكم أحد قبله
فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قيل
قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعت أن لا فقلت لو
كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم
ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم (2) اتبعوه وهم اتبعوه (3) الرسل وسألتك قال ابن
حمدان فذكر الحديث وساقه ابن المقرئ فقال وسألتك هل يزيدون أو ينقصون
فزعمت أنهم يزيدون كذلك الإيمان حتى يخالط بشاشة القلوب لا يسخطه أحد
وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قاتلتموه
وقاتلكم فزعمت أن قد فعل وفي حربكم وحربه دول يدال عليكم المرة وتدالون
عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة وسألتك ماذا يأمركم فزعمت
أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم
بالصدق والوفاء والعهد وهو نبي قد كنت أعلم أنه خارج ولم أعلم أنه منكم وإن
يكن ما قلت حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو كنت أظن أن أصل إليه
لتجشمت لقاءه (4) ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه
قال أبو سفيان فدعا بكتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر به فقرئ عليه فإذا فيه بسم
الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى هرقل عظيم الروم سلام على من
اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وإن تسلم يؤتك الله أجرك
مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين " يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا
وبينكم " إلى آخر الآية (5)

(1) كذا بالأصل، والأشبه: " عن نسبه فيكم " باعتبار ما يأتي.
(2) بالأصل: ضعفاؤهم.
(3) كذا، ولعل الصواب: " اتبعوا " ويصح أيضا: أتباع.
(4) بالأصل: " لقيه ".
(5) سورة آل عمران، الآية: 64.
427

قال أبو سفيان فلما قضى كلامه علت أصوات الذين حوله من عظمائهم وكثر
لغطهم فما أدري ما قالوا وأمر (1) بنا فأخرجنا قال أبو سفيان فلما خرجت مع
أصحابي قلت ألا أرى أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر (2) يخافه قال قال أبو
سفيان فما زلت مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله علي (3) الإسلام وأنا كاره
ورواه ابن إسحاق عن الزهري فأتى عنه بألفاظ لم يأت بها غيره
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أخبرنا رضوان بن أحمد
ح وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو بكر القاضي قالا أنا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا أنا أحمد بن
عبد الجبار أنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس حدثني أبو سفيان بن حرب من
فيه قال (4)
كنا قوما تجارا وكانت الحرب قد حضرتنا (5) حتى نهكت أموالنا فلما كانت
الهدنة هدنة الحديبية بيننا وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم نأمن أن وجدنا (6) أمنا فخرجت
تاجرا إلى الشام مع رهط من قريش فوالله ما علمت بمكة امرأة ولا رجلا إلا وقد حملني
بضاعة وكان وجه متجرنا من الشام غزة من أرض فلسطين فخرجنا حتى قدمناه زاد
أبو العباس وذلك (7) وقالا حين ظهر قيصر صاحب الروم على من كان في بلاده من
الفرس وأخرجهم منها ورد عليه صليبه الأعظم وقد كان سلبوه إياه فلما بلغه ذلك
وكان منزله بحمص من أرض الشام فخرج منها يمشي متشكرا إلى بيت المقدس ليصلي

(1) عن صحيح مسلم وبالأصل: " ومر ".
(2) بنو الأصفر هم الروم.
(3) زيادة لازمة عن صحيح مسلم.
(4) الخبر من طريق ابن إسحاق في الأغاني 6 / 345 والطبري 2 / 646 ودلائل البيهقي 4 / 381 وقارن مع
صحيح مسلم 3 / 1393 ح (1773).
(5) في الطبري والأغاني: حصرتنا.
(6) الطبري: لم نأمن ألا نجد أمنا.
(7) عن دلائل البيهقي، وبالأصل: " ودام ".
428

فيه فبسط له البسط (1) ويطرح له عليها الرياحين حين انتهى إلى إيلياء فصلى بها
فأصبح ذات غداة وهو مهموم يقلب طرفه إلى السماء فقالت له بطارقته أيها الملك
لقد أصبحت مهموما فقال أجل فقالوا وما ذلك وقال أرأيت في هذه الليلة أن
ملك الختان (2) ظاهر (3) فقالوا فوالله ما نعلم أمة من الأمم تختتن إلا يهود وهم
تحت يدك وفي سلطانك فإن كان قد وقع هذا في نفسك منهم فابعث في مملكتك كلها
فلا يبقى يهودي إلا ضربت عنقه فتستريح من هذا الهم فإنهم في ذلك من رأيهم
يدبرونه إذ أتاهم رسول صاحب بصرى برجل من العرب قد دفع إليهم فقال أيها
الملك هذا وقال أبو العباس إن هذا رجل من العرب من أهل الشاء (4) والإبل
يحدثك عن حدث كان ببلاده فاسأله عنه (5) فقال كان رجل من العرب من قريش
خرج يزعم أنه نبي وقد اتبعه أقوام وخالفه آخرون وقد كانت بينهم ملاحم في مواطن
فخرجت من بلادي وهم على ذلك فلما خبره الخبر وقال أبو العباس أخبره الخبر
قال جردوه فإذا هو مختون (6) فقال هذا والله الذي أريت لا ما تقولون أعطه
ثوبه انطلق لشأنك ثم دعا صاحب شرطته فقال له قلب لي الشام ظهرا وبطنا حتى
تأتيني برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه فوالله إني وأصحابي لبغزة إذ هجم علينا
فسألنا ممن أنتم فأخبرناه فساقنا إليه جميعا فلما انتهينا إليه قال أبو سفيان فوالله ما
رأيت من رجل قط أزعم أنه أدهى من ذلك الأغلف (7) يريد هرقل فلما انتهينا إليه
قال أيكم أمس به رحما فقلت أنا فقال ادنوه مني فأجلسني بين يديه ثم أمر
بأصحابي فأجلسهم خلفي وقال إن كذب فردوا عليه قال أبو سفيان فلقد عرفت أن
لو كذبت ما ردوا علي ولكني كنت امرأ سيدا أتكرم وأستحي من الكذب وعرفت أن
أدنى ما يكون أن يرووه عني ثم يتحدثوا به عني بمكة فلم أكذبه فقال أخبروني عن

(1) عن دلائل البيهقي والأغاني والطبري، وبالأصل: القسط.
(2) عن المصادر الثلاثة، وبالأصل الجنان.
(3) بالأصل: ظاهرا، والصواب عن المصادر.
(4) عن المصادر وبالأصل: الشام.
(5) بعدها في المصادر - والنقل عن البيهقي - فلما انتهى إليه قال لترجمانه: سله ما هذا الخبر الذي كان في
بلاده فسأله...
(6) عن المصادر، وبالأصل: مجنون.
(7) الأغلف: الذي لم يختتن.
429

هذا الرجل الذي خرج فيكم فزهدت له شأنه وصغرت له أمره فوالله ما التفت إلى ذلك
مني وقال أخبرني عما أسألك عنه من أمره فقلت سلني (1) عما بدا لك قال
كيف نسبه فيكم فقلت محضا من أوسطنا نسبا قال فأخبرني هل كان من أهل بيته
أحد يقول قوله فهو يتشبه (2) به فقلت لا قال فأخبرني هل كان له زاد رضوان
فيكم وقالا ملك واستلبتموه إياه فجاء بهذا الحديث لتردوا عليه ملكه قلت لا
قال فأخبرني عن أتباعه من هم فقلت الأحداث والضعفاء والمساكين (3) فأما
أشراف قومه وذوو (4) الأسنان منهم فلا قال وأخبرني عمن يصحبه أيحبه ويلزمه أم
يقليه ويفارقه قلت قل ما يصحبه رجل ففارقه قال فأخبرني عن الحرب بينكم
وبينه فقلت سجال يدال علينا وندال عليه قال فأخبرني هل يغدر فلم أجد (5)
شيئا يغمز فيه إلا هي قلت لا ونحن منه في مدة لا نأمن غدره فوالله ما التفت إليها
مني فأعاد علي الحديث فقال زعمت أنه من أمحضكم نسبا وكذلك يأخذ الله النبي إذا
أخذه لا يأخذه إلا من أوسط (6) قومه وسألتك هل كان من أهل بيته أحد يقول (7) مثل
قوله فهو يتشبه به فقلت لا وسألتك هل كان له ملك فاستلبتموه إياه فجاء بهذا
الحديث لتردوا عليه ملكه فقلت لا وسألتك عن أتباعه فزعمت أنهم الأحداث
والمساكين والضعفاء وكذلك أتباع الأنبياء في كل زمان وسألتك عن من يتبعه أيحبه
ويلزمه أم يقليه ويفارقه فزعمت أنه قل من يصحبه فيفارقه وكذلك حلاوة الإيمان لا
تدخل قلبا فتخرج منه وسألتك كيف الحرب بينكم وبينه فزعمت أنها سجال يدال
عليكم وتدالون عليه كذلك يكون حرب الأنبياء ولهم تكون جزاء العاقبة وسألت
هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر فلئن كنت صدقتني ليغلبني على ما تحت قدمي هاتين
ولوددت أني عنده فأغسل قدميه الحق بشأنك فقمت وأنا أضرب بإحدى يدي على

(1) الزيادة عن دلائل البيهقي.
(2) بالأصل: " بنسبه " والمثبت عن المصادر الثلاثة السابقة.
(3) زيد في الأغاني والطبري: من الغلمان والنساء.
(4) بالأصل: " وذو " والمثبت عن الطبري والبيهقي.
(5) زيادة عن الطبري والأغاني والبيهقي.
(6) أي من خيرهم وأفضلهم نسبا.
(7) بالأصل: " يفحل منك قوله فهل يتشبه به " والاضطراب باد في العبارة، صوبناها عن الأغاني، وفي
الطبري: " يقول بقوله فهو بتشبه " وسقطت العبارة من البيهقي.
430

الأخرى أقول يال عباد الله وقال أبو العباس يا عباد الله وقال أبو العباس يا
عباد الله (1) لقد أمر أمر ابن أبي كبشة أصبح ملوك بني الأصفر يخافونه في سلطانهم
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا
أحمد بن عبيد نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سمعت أبي وأحمد بن
حنبل ومصعب بن حنبل ومصعب بن عبد الله يقولون أبو سفيان صخر بن حرب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) نا حجاج نا جدي عن الزهري قال أبو
سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأ أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار (3)
قال وأمه يعني وهب بن عبد مناف بن زهرة جد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو أمه آمنة بنت
وهب قيلة بنت أبي قيلة واسمه أبي قيلة وجز بن غالب بن عارم بن الحارث
ووجز أبو كبشة أول من عبد الشعري وكان وجز يقول إن الشعري تقطع السماء
عرضا ولا أرى في السماء شيئا شمسا ولا قمرا ولا نجما يقطع السماء عرضا غيرها
والعرب تسمي الشعرى العبورة (4) لأنها تعبر السماء عرضا ووجز هو أبو كبشة
الذي كانت قريش ينسب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليه لأنه جده من قبل أمه والعرب تظن أن
أحدا لا يعمل شيئا إلا بعرق (5) ينزعه شبهه فلما خالف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دين قريش
وهدى الله به من الضلالة وعلم به من الجهالة قال مشركو قريش نزعه أبو كبشة لأن
أبا كبشة خالف الناس بعبادة الشعرى فكان ينسبون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليه وكان أبو كبشة
سيدا في خزاعة لم يعيروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) به من تقصير كان فيه ولكن (6) لما خالف دينهم

(1) " وقال العباس ": يا عباد الله " كذا مكررة بالأصل.
(2) المعرفة والتاريخ 3 / 167.
(3) انظر نسب قريش للمصعب ص 261 - 262.
(4) في نسب قريش: العبور.
(5) عن نسب قريش وبالأصل: تعرف.
(6) في نسب قريش: ولكنهم أرادوا أن يشبهوه بخلاف أبي كبشة.
431

نسبوه بخلاف أبي كبشة فقالوا خالف كما خالف أبو كبشة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد قال قال محمد بن عمر
أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأم أبي
سفيان صفية بنت حزن من بني هلال بن عامر بن صعصعة أسلم أبو سفيان قبل يوم
الفتح وشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الطائف ورمي يومئذ فذهبت إحدى عينيه وشهد يوم
حنين فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية وأعطى
أبنيه يزيد ومعاوية فقال أبو سفيان فداك أبي وأمي والله إنك لكريم ولقد حاربتك
فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم أنت فجزاك الله خيرا قال وتوفي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو سفيان عامله على نجران (1) وكان أبو سفيان ذهب بصره في آخر
عمره ومات بها (2) سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة (3)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار قالا أنا أبو القاسم
الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ أنا أبو الحسين العباس بن
العباس الجوهري أنا صالح بن حنبل قال قال أبي أبو سفيان بن حرب اسم أبي
سفيان صخر بن حرب بن أمية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن زهير قال سمعت أحمد بن حنبل
ح قال ونا عبد الله بن محمد حدثني عباس
ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا أنا العباس بن يعقوب الأصم قال

(1) عن أسد الغابة 2 / 392 وتقرأ بالأصل: " نحراك ".
(2) كذا بالأصل وثمة سقط في العبارة وقبلها في مختصر ابن منظور 11 / 50 " ونزل المدينة آخر عمره،
ومات بها " وهذا الأشبه.
(3) الخبر - بدون عزو - في أسد الغابة 2 / 392 والوافي بالوفيات 16 / 285.
432

سمعت العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي سفيان
صخر بن حرب
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص عمرو بن علي قال
واسم أبي سفيان بن حرب صخر بن حرب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل
أحمد بن الحسن
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور قال وأنا أبو طاهر قالا أنبأ محمد بن
الحسن بن أحمد أنبأ محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا
خليفة بن خياط (1) قال أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف أمه صفية بنت حزن بن بجير (2) بن الهزم بن رويبة (3) بن عبد الله بن
هلال بن عامر أتى الشام ومات بالمدينة سنة إحدى وثلاثين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد الخطيب أنا أبو
الحسن محمد بن أحمد التميمي
ح أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو طاهر
أحمد بن علي بن سوار المقرئ قالا أنا الحسين بن علي الطناجيري قالا أنا
محمد بن زيد بن علي بن مروان أنا محمد بن محمد بن عقبة نا هارون بن حاتم
قال سمعت أبا بكر
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنا أبو
القاسم بن بشران (4) أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة قال سمعت عمي أبا بكر يقول اسم أبي سفيان صخر بن حرب زاد
هارون بن أمية

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 39 رقم 49.
(2) مهملة بالأصل بدون نقط والمثبت عن طبقات خليفة.
(3) بالأصل: رويه، والمثبت عن خليفة.
(4) قوله: " أنا أبو القاسم بن بشران " مكرر بالأصل.
433

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال
سمعت نوح بن حبيب القوسي (1) قال اسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن
عبد شمس سمعته من مدد (2)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى قالوا
أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنبأ أبو طاهر المخلصي (3) أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي
نا الزبير بن بكار قال (4) وولد حرب بن أمية أبا سفيان بن حرب والفارعة وفاختة
بني حرب واسم أبي سفيان صخر قال الوليد بن عقبة
* ألا أبلغ معاوية بن صخر * فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسوم المعنى * تهدر في دمشق وما تريم *
وأم أبي سفيان وأم أختيه الفارعة وفاختة صفية (6) بنت حزن بن بجير بن
الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي عمة أم الفضل بنت
الحارث بن حزن أم عبد الله بن العباس وأخوته وعمة ميمونة بنت الحارث زوج
النبي (صلى الله عليه وسلم) وإياها (7) عنى عبد الله بن همام السلولي في قوله
* فحال بنا ثم قلت أعطفيه * لنا يا صفي ويا عاتكا *
يريد صفية بنت حزن وعاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان أم هاشم
وعبد شمس ابني عبد مناف
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة

(1) كذا، وفي تقريب التهذيب: القومسي بضم القاف وسكون الواو وآخره مهملة. وفيه: نوح بن أبي
حبيب.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) كذا بالأصل هنا " المخلصي " وقد مر كثيرا: " المخلص ".
(4) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 121.
(5) البيتان في نسب قريش ص 121 و 140.
(6) بالأصل: وصفية، حذفنا الواو فهي مقحمة، انظر نسب قريش.
(7) بالأصل: " وأنساها " والمثبت عن نسب قريش.
434

الرابعة (1) أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي واسم
أبي سفيان صخر وأمه صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن
هلال بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان قال محمد بن عمر لم يزل أبو سفيان بن
حرب على الشرك حتى أسلم يوم فتح مكة وهو كان في عير (2) قريش التي أقبلت من
الشام وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعترض لها بدرا حتى ورد بدرا وساحل أبو سفيان بالعير
وهو رأس المشركين يوم أحد وهو كان رئيس الأحزاب يوم الخندق ولم يزل أبو سفيان
بعد انصرافه عن الخندق بمكة لم يلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جمع إلى أن فتح رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
مكة فأسلم أبو سفيان وشهد يوم حنين وأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين مائة من
الإبل وأربعين أوقية وزنها له بلال فلما أعطاه وأعطى ابنيه زيد ومعاوية قال له أبو
سفيان والله إنك لكريم لقد حاربتك فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم
أنت فجزاك الله خيرا ونزل (3) أبو سفيان بن حرب المدينة في آخر عمره ومات بها
سنة اثنين (4) وثلاثين في آخر خلافة عثمان بن عفان وهو يوم مات ابن ثمان وثمانين
سنة
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن أنا
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال أبو سفيان واسمه صخر بن حرب بن أمية بن
عبد شمس أسلم يوم الفتح وأصيبت عينه يوم الطائف مع النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم)
وعينه في يده أيما أحب إليك عين في الجنة أو أدعو الله أن يردها عليك [* * * *] قال بل
عين في الجنة ورمى بها وأصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك تحت راية يزيد ابنه
يكنى أبا حنظلة وأم أبي سفيان صفية بنت (5) حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن
عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة

(1) ليس لأبي سفيان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن تراجم المدنيين الساقطة
منها.
(2) زيادة عن تهذيب الكمال ط دار الفكر 9 / 70.
(3) بالأصل: " وترك " ولعل الصواب ما أثبت.
(4) كذا بالأصل.
(5) تقرأ بالأصل: صعبة.
435

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل
أنا محمد بن إسماعيل (1) قال صخر بن حرب بن أمية والد معاوية بن أبي سفيان
الأموي القرشي له صحبة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنبأ أبو (2) محمد بن علي بن أبي
حاتم (3) قال صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان والد معاوية بن أبي
سفيان له صحبة وكان قد خرج إلى مكة بعد أن أسلم فنزل بها ثم يرجع إلى المدينة
فمات بها سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين
روى عنه ابن عباس سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأ أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو سفيان صخر بن
حرب بن أمية بن عبد شمس والد معاوية له صحبة
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبيد الله أنبأ محمود بن القاسم وأبو نصر
عبد العزيز بن محمد وأحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا ثنا عبد الجبار بن
محمد بن عبد الله أنا محمد بن أحمد بن محبوب أنا أبو عيسى الترمذي قال قال
أبو سفيان اسمه صخر بن حرب
قرأت على أبي الفضل بن (4) ناصر عن جعفر بن بحر أنا أبو نصر أنا أبو
الحسن أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس وقيل أبا حنظلة

(1) التاريخ الكبير 4 / 310.
(2) بالأصل: أبا.
(3) الجرح والتعديل 4 / 426.
(4) زيادة منا للإيضاح.
436

أخبرنا أبو الفتح نصر بن محمد أنبأ أبو الفتح نصر الله بن إبراهيم أنا أبو الفتح
سليمان بن أيوب أنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد
الجوزي نا يزيد بن محمد بن أياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي قال أبو
سفيان صخر بن حرب بن أمية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا
هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا محمد بن
أحمد بن حماد (1) قال أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن
علي الحافظ أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي والد معاوية له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمه
صفية بنت حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر أتى الشام
ومات بالمدينة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد خبرنا شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن منده قال صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان الأموي
القرشي توفي سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان ودفن بالبقيع وهو ابن
ثمان وثمانين سنة وقيل ابن ثلاث وتسعين وصلى عليه عثمان بن عفان ولد قبل
الفيل بعشر سنين
روى عنه ابن عباس وكان ربعا عظيم الهامة أعمى أصيبت إحدى عينيه يوم
الطائف مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصيبت (2) الأخرى يوم اليرموك أمه صفية بنت جري (3) من
بني هلال بن عامر
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو الفضل أحمد بن طاهر أنا
مسعود بن ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن محمد البخاري قال
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان القرشي الأموي المكي ثم المديني

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 32.
(2) بالأصل: " وأصيب قالا حرى " كذا، ولعل الصواب ما أثبت.
(3) كذا وردت هنا، وقد مر أكثر من رواية: حزن.
437

حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه ابن عباس قصة هرقل في بدء الوحي والأدب قال
خليفة مات في سنة إحدى وثلاثين وقال البخاري قال علي بن المديني مات في
سنة ست من خلافة عثمان وقال الواقدي مات بالمدينة سنة إحدى وثلاثين وهو ابن
ثمان وثمانين سنة (1)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري إجازة أنا محمد بن الحسين عن محمد بن
سعيد نا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا مصعب قال كان أبو سفيان يكنى أبا حنظلة
بابن له
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنا أبو القاسم بن أبي العلاء
قال قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد البغداذي قيل له أخبركم أبو بكر محمد بن
عمر بن سليمان حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل نا يحيى بن عبدك نا
خليفة بن عبد الرحمن المخزومي نا مالك بن مغول عن الحكم عن مجاهد
" فقاتلوا أئمة الكفر " (2) أبو سفيان وأبو جهل وابنه سهيل (3) بن عمرو
وعتبة بن ربيعة وفي نسخة أخرى بدل وابنه وأمية يعني ابن خلف
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنبأ عمر بن سعد أبو
داود الحفري (4) عن يعقوب بن عبد الله عن جعفر عن سعيد " إن الذين كفروا
ينفقون أموالهم " (5) قال نزلت في أبي سفيان
أخبرنا أبو علي الحداد وغيره في كتبهم قالوا أنبأ أبو بكر بن ريذة (6) أنا
سليمان بن أحمد (7) نا بكر بن أحمد بن مقبل نا عبد الله بن شبيب نا يعقوب بن

(1) انظر تهذيب الكمال 9 / 71.
(2) سورة التوبة، الآية 12.
(3) بالأصل: " وابنه ابن سهيل " والصواب ما أثبتناه، قارن مع مختصر ابن منظور 11 / 51.
(4) بفتح الحاء والفاء، نسبة إلى موضع بالكوفة (تقريب التهذيب).
(5) سورة الأنفال، الآية: 36.
(6) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
(7) الخبر في المعجم الكبير للطبراني 8 / 5 (رقم 7262).
438

محمد الزهري نا مجاشع بن عمرو الأسدي نا ليث بن سعد عن أبي الأسود
محمد (1) بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن معاوية بن أبي سفيان عن
أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان معه (2) بغزة أو قال بإيلياء فلما قفلنا
قال لي أمية يا أبا سفيان هل لك أن تتقدم على الرفقة فنتحدث قلت نعم قال
ففعلنا فقال له يا أبا سفيان أيهن (3) عن عتبة بن ربيعة قال أيهن (3) عن عتبة بن
ربيعة قال السن والشرف قال كريم الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم قلت
نعم قال وشريف مسن قلت وشريف مسن قال (4) السن والشرف أزريا به
فقلت له كذبت ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا (4) قال يا أبا سفيان انها لكلمة ما
سمعت أحدا يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى أخبرك قال هات قال إني
كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرتنا هذه فكنت أظن بل كنت لا أشك أني هو فلما
دارست أهل العراق إذا هو من بني عبد مناف فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا
يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة فلما أخبرتني بسنه عرفت أنه ليس به حين جاوز
الأربعين ولم يوح إليه قال أبو سفيان فضرب الدهر ضربة وأوحي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت
له كالمستهزئ به يا أمية قد خرج النبي الذي (4) كنت تنتظر قال أما إنه حق
فاتبعه قلت ما يمنعك من اتباعه قال ما يمنعني إلا الاستحياء من نسيات ثقيف
إني كنت أحدثهم (6) أني هو ثم يروني (6) تابعا لغلام من بني عبد مناف
ثم قال أمية وكأن بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى
يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد

(1) بالأصل " عن أبي الأسود عن محمد... " خطأ والصواب ما أثبت عن المعجم الكبير، وانظر ترجمة أبي
الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، في سير الأعلام 6 / 150.
(2) سقطت الكلمة من المعجم الكبير.
(3) عن الطبراني، وبالأصل: إنهن.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الطبراني.
(5) تقرأ بالأصل " شبيب " وتقرأ " شباب " والمثبت عن الطبراني.
(6) كذا بالأصل: " أحدثهم... يروني " فإن صحت اللفظة قبل " شباب " فتصح العبارة بعد، وطالما أثبتنا ما
في الطبراني ودلائل أبي نعيم " نسيات " فصواب العبارة بعدها: كنت أحدثهن أني هو ثم يرينني...
439

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (1) أنا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أحمد بن محمد بن
النقور قالا أنا عيسى بن علي نا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن
عيسى نا أبو السكين (2) زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن قال حدثني عم أبي
زحر بن حصن وكان يكنى أبو الفرج (3) وبلغ عشرين ومائة سنة توفي توفي سنة أربع
ومائتين
قال حدثني جدي حميد بن منهب قال
بلغ معاوية أن ابن الزبير يشتم أبا سفيان فقال بئس لعمرو الله ما يقول في عمه
لكني أقول في أبي عبد الله رحمة الله عليه إلا خيرا إن كان لامرأ صالحا خرج أبو
سفيان إلى بادية له مردفا هندا وخرجت أسير أمامها وأنا غلام على حمارة لي إذ لحقنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو سفيان أنزل يا معاوية حتى يركب محمد فنزلت عن الحمارة
وركبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسار أمامها هنيهة ثم التفت إليهما فقال يا أبا سفيان بن حرب
ويا هند ابنة عتبة والله لتموتن ثم لتبعثن ثم ليدخلن المحسن الجنة والمسئ النار
وإنما أقول لكم الحق إنكم لأول من أنذر ثم قرأ " حم تنزيل من الرحمن
الرحيم " (4) حتى بلغ " قالتا أتينا طائعين " (4) فقال له أبو سفيان أنزعت (5) يا
محمد قال نعم ونزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الحمارة وركبتها وأقبلت هند على أبي
سفيان فقالت ألهذا الساحر الكذاب أنزلت ابني قال لا والله ما هو بساحر ولا
كذاب [* * * *]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو علي بن شاذان
قال قرئ على أبي محمد جعفر بن محمد الواسطي أخبركم عبد الله بن أحمد بن

(1) بالأصل: " المحلي " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب بضم المهملة، ترجمته في تهذيب الكمال ط دار الفكر 6 / 323.
(3) في تهذيب الكمال 6 / 323: " أبا المفرح ".
(4) سورة السجدة، الآية: 1 - 11.
(5) في مختصر ابن منظور 11 / 52 أفرغت.
440

حنبل حدثني أبي نا يحيى بن زكريا نا ابن أبي زائدة نا أبي عن أبي إسحاق عن
أبي ميسرة أن غلاما من بني المغيرة شج فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي جويرية
فنادت يا آل عبد مناف فخرج أبو سفيان يشتد أول الناس
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف بن بشر حدثنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا عمرو بن
عاصم الكلابي نا جعفر بن سليمان نا ثابت البناني قال
إنما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من دخل دار أبي سفيان فهو آمن لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان
إذا أوذي وهو بمكة فدخل دار أبي سفيان أمن فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة من دخل
دار أبي سفيان فهو آمن (1) [* * * *]
قال وأنا ابن سعد أنا إسحاق بن يوسف الأزرق ووكيع بن الجراح عن
سفيان عن يونس بن عبيد عن عكرمة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث إلى أبي سفيان بن حرب وأناس من قريش من المشركين بشئ
فقبل بعضهم ورد بعضهم قال أبو سفيان أنا أقبل ممن رد قال ثم بعث أبو سفيان
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسلاح وأشياء فقبل منه
قال وأنا ابن سعد أنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي ووهب بن جرير
ووكيع بن الجراح وسليمان بن حرب عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن
عكرمة مولى ابن عباس
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أهدى إلى أبي سفيان بن حرب تمر (2) عجوة وكتب إليه يستهديه
أدما (3) قال وهب بن جرير في حديثه عن أبيه مع عمرو بن أمية الضمري (4) قال فقدم
عمرو بن أمية فنزل على أحد امرأتي أبي سفيان فلما أصبحت قريش عدوا عليه
يأخذوه فقال يا فلانة أؤخذ من بيتك ودارك أما والله لو كنت نزلت على فلانة

(1) الخبر سقط من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع، هو مثبت في الإصابة 2 / 179 والوافي بالوفيات
16 / 285.
(2) بالأصل: " ثم " والمثبت عن الإصابة.
(3) بالأصل: " إذ ما " والمثبت عن الإصابة.
(4) بالأصل: " الضرمي " والمثبت عن تقريب التهذيب.
441

فمنعتني فاحفظها فقامت دونه وقالت لأبي سفيان لتمنعن ضيفي فمنعه وقبل أبو
سفيان هدية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأهدى إليه أدما
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو سعيد بن أبي
عمرو نا أبو العباس الأصم أنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قد عقر
حنظلة بن الراهب بأبي سفيان بن حرب يوم أحد فاكتسعت فرسه فسقط عنها فجلس
على صدره ليذبحه قرأه ابن شعوب (2) فرجع إليه يعدو كأنه سبع فقتله واستشهد أبا
سفيان من تحته قال فقال أبو سفيان من بعد ذلك (3)
* لو شئت نجتني كميت رحيله * ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وما أزل مهري مزجر الكلب منهم * لدا غدوة حتى دنت لغروب
أقابلهم طرا وأدعي بآل غالب * وأدفعهم عني ركن صليب *
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا
أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن
بكار حدثني عمي مصعب بن (4) عبد الله قال بارز أبو سفيان بن حرب يوم أحد
حنظلة بن أبي عامر الغسيل فصرعه حنظلة فأتاه ابن شعوب وقد علاه حنظلة وأعانه
حتى قتل حنظلة فقال أبو سفيان (5)
* لو شئت نجتني كميت طمرة (6) * ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وما زال مهري مزجر الكلب منهم * لدن غدوة حتى انقب (7) بغروب
أقاتلهم وأدعي بآل غالب * وأدفعهم عني بركن صليب
فبكي ولا ترعى إلى عذل عاذل (8) * ولا تسأمي من عبرة ونحيب

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 3 / 246 باختلاف، وبدون الشعر.
(2) شداد بن الأسود كما في دلائل البيهقي.
(3) بالأصل: " ذلك بعد " وفوقهما علامة " م " يعني إشارة إلى تقديم وتأخير.
(4) بالأصل " عن " خطأ.
(5) الأبيات في سيرة ابن هشام 3 / 80.
(6) الطمرة: الفرس السريعة الوثب.
(7) كذا رسمها بالأصل، وفي سيرة ابن هشام: دنت لغروب.
ومزجر الكلب: يريد أنه لم يبعد منهم إلا بمقدار الموضع الذي يزجر الكلب فيه.
(8) في ابن هشام: فبكى ولا ترعى مقالة عاذل.
442

أباك وإخوانا له قد تتابعوا (1) * وحق لهم من عبرة بنصيب
وسلى بشجون النفس بالأمس أنني * قبلت به ملوس كل نجيب (2) *
مل أوس
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي ثنا حسن بن موسى نا زهير بن إسحاق نا أبو
إسحاق أن البراء بن عازب قال
جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن
جبير قال ووضعهم موضعا وقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل
إليكم (4) قال فهزموهم (5) قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد
بدت أسواقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة
أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون (6) فقال عبد الله بن جبير أنسيتم ما
قال لكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا إنا والله لنأتين الناس فليصيبن من الغنيمة فلما أتوهم (7)
صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق
مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غير اثني عشر رجلا وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أصاب من
المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا فقال أبو سفيان أفي
القوم محمد (8) أفي القوم محمد أفي القوم محمد (8) ثلاثا قال فنهاهم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يجيبوه ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن أبي قحافة
أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن الخطاب أفي القوم ابن الخطاب ثم أقبل
على أصحابه (9) فقال أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم فما ملك عمر رضي الله

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن سيرة ابن هشام.
(2) روايته في سيرة ابن هشام:
وسلي الذي قد كان في النفس أنني * قتلت من النجار كل نجيب
(3) الخبر في المسند الإمام أحمد ط دار الفكر 6 / 425 ح (رقم 18617).
(4) زيد بعدها في المسند: وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطانهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم.
(5) عن المسند وبالأصل: هزمهم.
(6) بالأصل: " ينتظرون " وفي المسند: " تنظرون ".
(7) عن المسند وبالأصل: أتاهم.
(8) عن المسند وبالأصل: محمدا.
(9) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.
443

عنه نفسه أن قال كذبت والله يا عدو الله إن الذين عددت لأحباء كلهم وقد بقي لك
ما يسؤوك فقال يوم بيوم بدر والرحب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم أمر بها
ولم يسوءني ثم أخذ يرتجز
* أعل هبل أعل هبل
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا تجيبونه فقالوا يا رسول الله ما نقول قال الله أعلا
وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا تجيبوه قالوا
يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (1)
أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار ثنا
يونس بن بكير عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب
أن رجلا قال لحذيفة نشكو إلى الله صحبتكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنكم أدركتموه ولم
ندركه ورأيتموه ولم نره فقال حذيفة ونحن نشكو إلى الله عز وجل إيمانكم به ولم
تروه والله لو تدري يا ابن أخي لو أدركته كيف يكون (2) لقد رأيتنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة وقد نزل أبو سفيان وأصحابه بالعرضة فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم أدخله الله الجنة ثم قال من
رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم في الجنة يوم القيامة فوالله ما
قام منا أحد فقال من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيقي يوم القيامة
فوالله ما قام منا أحد فقال أبو بكر يا رسول الله إبعث حذيفة فقلت دونك والله
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حذيفة فقلت لبيك بأبي أنت وأمي فقال هل أنت
ذاهب فقلت والله ما لي أن أقتل ولكن أخشى أن أؤسر فقال إنك لن تؤسر
فقلت مرني يا رسول الله ما شئت فقال (صلى الله عليه وسلم) اذهب حتى تدخل بين ظهري القوم فائت
قريش (3) فقل يا معشر قريش إنما تريد الناس إذا كان غدا أن يقولوا أين قريش أين
قادة الناس أين رؤوس الناس فيقدمونكم فتصلوا القتال فيكون القتل فيكم ثم ائت بني

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 3 / 454 ودلائل النبوة لأبي نعيم (433) وسيرة ابن هشام 3 / 186.
(2) في الدلائل: كيف كنت تكون.
(3) كذا والأشبه: قريشا.
444

كنانة فقل يا معشر بني كنانة إنما يريد الناس إذا كان غدا أن يقولوا أين كنانة أين
رماة الخندق (1) فيقدمونكم فتصلوا القتال فيكون القتل فيكم ثم ائت قيسا فقل يا
معشر قيس إنما يريد الناس إذا كان غدا أن يقولوا أين قيس أين (2) أحلاس (3) الخيل
أين الفرسان فيقدمونكم فتصلوا القتال فيكون القتل فيكم وقال لي لا تحدث شيئا في
سلاحك حتى تأتيني فتراني فانطلقت حتى دخلت بين ظهري القوم فجعلت أصطلي
معهم على نيرانهم وجعلت أبث ذلك الحديث الذي أمرني به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى إذا
كان وجاء السحر قام (4) أبو سفيان فدعا اللات والعزى وأشرك ثم قال لينظر (5) رجل
من جليسه ومعي رجل منهم يصطلي على النار قال فوثبت إليه فآخذ بيده مخافة أن
يأخذني فقلت من أنت قال أنا فلان بن فلان فقلت أولي فلما دنى الصبح نادوا
أين قريش أين (6) رؤوس الناس فقالوا أبهات هذا الذي أتينا به البارحة أين كنانة
وأين الرماة فقالوا أيهات هذا الذي أتينا به البارحة فتخاذلوا (7) وبعث الله عليهم
الريح فما تركت لهم بناء (8) إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته (9) حتى لقد رأيت أبا
سفيان وثب على جمل له معقول فجعل يستحثه ولا يستطيع أن يقوم فلولا ما أمرني به
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سلاحي لرميته أدنى من تلك قال فجئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعلت
أخبره عن أبي سفيان فجعل يضحك حتى جعلت أنظر إلى أنيابه [* * * *]
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أيوب بن محمد وأبو (10) غالب أحمد وأبو
عبد الله يحيى ابنا (11) الحسن قالوا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو

(1) في دلائل البيهقي 3 / 453 رماة الحدق.
(2) بالأصل: " ابن قيس بن أخلاس الخيل " والصواب عن دلائل البيهقي.
(3) بالأصل: أخلاس، والصواب ما أثبت عن اللسان، والأحلاس ج حلس وهو كل شئ ولي ظهر البعير
والدابة تحت الرجل والقتب والسرج.
(4) بالأصل: " ما مر ".
(5) عن البيهقي وتقرأ بالأصل: انتظر.
(6) بالأصل: بن.
(7) بالأصل: " فتحادلوا " ضبطنا اللفظة عن الدلائل.
(8) زيادة عن البيهقي، وقبلها بالأصل، " بهم " وبعدها: " إلا تركته " والمثبت: " هدمته " عن البيهقي.
(9) بالأصل: " اكفاه " والمثبت والزيادة السابقة عن البيهقي.
(10) مكان: " وأبو " بالأصل " بن " خطأ.
(11) بالأصل: " أنا " خطأ، والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثيرا.
445

طاهر محمد بن عبد الرحمن أنبأ أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وحدثني
سفيان بن عيينة قال قال مجاهد في قول الله تبارك وتعالى " عسى الله أن يجعل بينكم
وبين الذين عاديتم منهم مودة " (1) قال مصاهرة النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي سفيان بن حرب
قال الزبير وتزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة بنت أبي سفيان زوجه إياها النجاشي فقيل
لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك تحارب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن محمدا قد نكح ابنتك
قال ذاك الفحل لا يقرع (2) أنفه حدثني ذلك عمي مصعب بن عبد الله
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه أنا
أحمد بن محمد المعدل أنا أبو أحمد العسكري نا محمد بن الحسين بن سعيد أنبأ
أبو خيثمة نا مصعب بن عبد الله الزبيري (3) قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة
زوجها إياه النجاشي فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب النبي (صلى الله عليه وسلم) إن محمدا
قد نكح ابنتك قال ذاك الفحل لا يقرع أنفه فدخل أبو سفيان على ابنته بعد ذلك
فسمع يمازح النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول ما هو إلا إن تركتك فتركتك العرب ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يضحك ويقول أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة [* * * *]
قال أبو أحمد العسكري هكذا رواه لنا لا يقرع بالراء غير المعجمة (4) وكذا
يرويه أصحاب الحديث ويرويه غيرهم من نقلة الأخبار واللغة أن ورقة بن نوفل قيل
له إن محمدا يخطب خديجة قال ذاك القرم (5) لا يقرع أنفه بدال تحتها نقطة (6)
وإلى هذا يذهب أهل اللغة والأصل في القرع أن يعترض الفحل الناقة أو يقرع عليها
فيرغب عن فحلته فيضرب أنفه بالرمح ويستشهد عليه بقول الشماخ (7)
* إذا ما استافهن ضربن منه * مكان الرمح من أنف القدوع *

(1) سورة الممتحنة، الآية: 7.
(2) أي أنه كف ء كريم (انظر اللسان: قرع).
(3) الخبر في نسب قريش ص 122.
(4) في نسب قريش: " يقذع ".
(5) القرم: الفحل الذي يترك من الركوب والعمل ويودع للفحلة (اللسان) وفي اللسان (قرع - قدع):
" الفحل " بدل " القرم ".
(6) كذا بالأصل.
(7) البيت في اللسان وتاج العروس بتحقيقنا ط دار الفكر (قدع) منسوبا للشماخ.
446

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد أنا
مكي بن عبدان أنبأ أحمد بن يوسف الأزدي نا الحسن بن بشر نا الحكم بن
عبد الملك عن قتادة عن أنس بن قال لما كنا نشرق قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أبا سفيان
قريب منكم فاقترفوا له وأخذوه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسلم يا أبا سفيان تسلم
قال يا رسول الله قومي قومي قال قومك من أغلق بابه فهو آمن قال اجعل لي
شيئا قال من دخل دارك فهو آمن [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو علي الروذباري أنا
أبو بكر بن داسة (2) نا أبو داود نا عثمان بن أبي شيبة نا يحيى بن آدم نا ابن
إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
ابن عباس
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب
فأسلم بمر الظهران فقال له العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر
فلو جعلت له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو
آمن [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو الحسين بن بشران
ببغداد أنا أبو جعفر الرزاز نا أحمد بن الوليد الفحام نا أبو بلال الأشعري نا زياد بن
عبد الله عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن
عباس قال
جاء العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي سفيان بن حرب فقال يا
رسول الله هذا أبو سفيان يشهد أن لا إله إلا الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشهد أن
لا إله إلا الله وأني رسول الله قال نعم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا الفضل انصرف
بضيفيك الليلة إلى أهلك واغد به فلما غدا به عليه فقال العباس يا رسول الله بأبي
أنت وأمي إن أبا سفيان رجل يحب الشرف والذكر فأعطه شيئا يتشرف به فقال

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 31 وأخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة (ح رقم 3021).
(2) بعدها بالأصل: " نا أبو داسة " مقحمة فحذفناها وهذا يوافق عبارة البيهقي.
(3) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 31 - 32.
447

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقال أبو سفيان وما تسع داري
فقال من دخل الكعبة فهو آمن فقال وما تسع الكعبة فقال من دخل المسجد
فهو آمن فقال وما يسع المسجد فقال من أغلق بابه فهو آمن فقال هذه
واسعة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب قالا أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق حدثني الحسين (2) بن عبد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس
قال
فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المدينة قال العباس بن عبد المطلب (3)
وا صباح (4) قريش والله لئن بغتها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك
قريش آخر الدهر فجلس على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) البيضاء وقال أخرج إلى الأراك
لعلي أرى حطابا أو صاحب لبن (5) أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ليأتوه فيستأمنوه فخرجت فوالله إني لأطوف بالأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت
صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام (6) وبديل بن ورقاء وقد خرجوا يتحسبون الخبر عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسمعت أبا سفيان وهو يقول ما رأيت كاليوم قط نيرانا فقال
بديل بن ورقاء هذه والله نيران خزاعة حمشتها (7) الحرب فقال أبو سفيان خزاعة
أقل (8) من ذلك وأذل فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة وهو أبو سفيان فقال أبو

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 32 إلى 35 وسيرة ابن هشام 4 / 44 إلى 46.
(2) في دلائل البيهقي: الحسن بن عبد الله بن عبيد بن العباس.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن المصدرين السابقين.
(4) عن المصدرين السابقين وبالأصل: باصباح.
(5) عن المصدرين وبالأصل: " ابن ".
(6) بالأصل " حرام " والمثبت عن البيهقي، ولم يرد الاسم في سيرة ابن هشام.
(7) بالأصل: " حشتها " والصواب عن ابن هشام والبيهقي، وحمشتها الحرب: أحرقتها.
(8) رسمها بالأصل: " الز " والمثبت عن ابن هشام، وفي البيهقي: " ألأم ".
448

الفضل فقلت نعم فقال لبيك فداك أبي وأمي ما وراءك (1) فقلت هذا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به في عشرة آلاف من المسلمين
قال فكيف الحيلة فداك أبي أمي فقلت تركب في عجز هذه البغلة فاستأمن لك
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفني فخرجت أركض به بغلة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكلما مررت بنار من نيران المسلمين فنظروا إلي
قالوا عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فنظر
فرآه خلفي فقال عمر أبو سفيان الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد ثم
اشتد نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وركضت البغلة حتى اقتحمت على باب القبة وسبقت عمر بما
تسبق به الدابة البطيئة الرجل البطئ فنظر عمر على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله
هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه فقلت
يا رسول الله إني قد أمنته ثم جلست إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذت برأسه وقلت والله لا
يناجيه الليلة أحد دوني فلما أكثر فيه عمر قلت مهلا يا عمر فوالله ما تصنع هذا إلا أنه
وقال أبو العباس لأنه رجل من بني عبد مناف ولو كان من بني عدي بن كعب ما
قلت هذا فقال عمر مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من
إسلام الخطاب لما أسلم وما ذاك إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من إسلام الخطاب لو أسلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذهب به فقد أمناه
حتى تغدوا به علي به بالغداة فرجع إلى منزله فلما أصبح غدا به على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
زاد أبو العباس فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك
أن تعلم أن لا إله إلا الله قال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأرحمك وأكرمك فقال والله لقد
ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا بعد فقال ويحك يا أبا سفيان أولم يأن لك
أن تعلم أني رسول الله فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأرحمك وأكرمك أما والله
هذه فإن في النفس منها شيئا
فقال العباس فقلت ويلك تشهد بشهادة الحق قبل والله أن تضرب عنقك
فتشهد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للعباس حين تشهد أبو سفيان انصرف به يا عباس فاحبسه
عند حطم (2) الجبل بمضيق الوادي حتى يمر عليه جنود الله فقلت له يا رسول الله إن أبا

(1) عن البيهقي وبالأصل: " فاوراك ".
(2) في البيهقي: خطم، بالخاء المعجمة.
449

سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا يكون في قومه (1) فقال نعم من دخل دار
أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن
فخرجت حتى حبسته عند حطم الجبل بمضيق الواقدي فمرت عليه القبائل فيقول من
هؤلاء يا عباس فأقول سليم فيقول ما لي ولسليم وتمر به القبيلة فيقول من
هؤلاء فأقول أسلم فيقول ما لي ولأسلم وتمر جهينة فيقول ما لي ولجهينة
حتى مر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الخضراء كتيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المهاجرين والأنصار في
الحديد لا ترى منهم إلا الحدق فقال يا أبا الفضل من هؤلاء فقال هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في المهاجرين والأنصار فقال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقلت
ويحك إنها النبوة قال فنعم إذا [* * * *]
قلت هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به قالوا فمه فقال من دخل داري
فهو آمن فقالوا ويحك وما دارك وما يغنى عنا قال ومن دخل المسجد فهو آمن
ومن أغلق عليه داره فهو آمن
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي أنا محمد بن عمر الواقدي (2)
قال وحدثني عبد الله بن جعفر قال سمعت يعقوب بن عتبة يخبر عن عكرمة عن
ابن عباس قال
لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمر الظهران قال العباس بن عبد المطلب وا صباح
قريش والله لئن دخلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر قال فأخذت
بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشهباء فركبتها وقال التمس خطابا أو إنسانا أبعثه إلى قريش
فيلقون (3) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يدخلها عليهم عنوة قال فوالله إني لفي الأراك أبتغي
إنسانا أإذا سمعت كلاما يقول والله إن رأيت كالليلة (4) في النيران قال يقول
بديل بن ورقاء هذه والله خزاعة جاستها (5) الحرب قال أبو سفيان خزاعة أقل وأذل

(1) عن البيهقي، وبالأصل: " ذمة ".
(2) الخبر في مغازي الواقدي 2 / 816 وما بعدها.
(3) الأصل: " فتلقوا " والمثبت عن الواقدي.
(4) كذا، والأشبه: من.
(5) كذا، وفي الواقدي: حاشتها.
450

من أن تكون هذه نيرانهم وعشيرتهم (1) قال وإذا بأبي سفيان فقلت أبا حنظلة
فقال يا لبيك أبا الفضل وعرف صوتي فداك أبي وأمي ما لك فقلت ويلك هذا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عشرة آلاف فقال بأبي أنت وأمي ما تأمرني هل من حيلة قلت
نعم تركب عجز البغلة هذه فأذهب بك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه والله إن ظفر بك دون
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتقتلن قال أبو سفيان وأنا والله أرى ذلك قال ورجع بديل وحكيم
ثم ركب خلفي ثم وجهت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا (2)
فقلت العباس قال فذهب به ينظر فرأى أبا سفيان خلفي فقال أبا سفيان
عدو الله الحمد لله الذي أمكن لا عهد ولا عقد ثم خرج نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشتد
وركضت البغلة حتى اجتمعنا جميعا على باب قبة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فدخلت على
النبي (صلى الله عليه وسلم) ودخل عمر إلى إثري فقال عمر يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد
أمكن الله منه من غير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه قال قلت يا رسول الله إني
قد أجرته قال ثم لزمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت والله لا يناجيه الليلة أحد دوني فلما
أكثر عمر فيه قلت مهلا يا عمر فإنه والله لو كان رجل من بني عدي بن كعب ما قلت
هذا ولكنه أحد بني عبد مناف فقال عمر مهلا يا أبا الفضل فوالله لإسلامك كان
أحب إلي من إسلام رجل من ولد لخطاب لو أسلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذهب فقد
أجر بذلك فليبت عندك حتى تغدو به علينا إذا أصبحت فلما أصبحت غدوت به
فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله
قال بلى قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأعظم عفوك قد كان يقع في نفسي أن
لو كان مع الله إلها لقد أغنى شيئا بعد قال يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأعظم عفوك أما هذا فوالله
إن في النفس منها شئ بعد
فقال العباس فقلت ويحك اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
قبل والله أن تقتل قال فشهد شهادة الحق فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا رسول الله عبده ورسوله فقال العباس يا رسول الله إنك قد عرفت أبا سفيان

(1) في الواقدي: وعسكرهم.
(2) سقط في الكلام، نستدركه من مغازي الواقدي لتستقيم العبارة: فإذا رأوني قالوا: عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على
بغلته، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب، فلما رآني قام فقال: من هذا؟
451

وحبه الشرف والفخر اجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للعباس بعدما خرج احبسه بمضيق الوادي إلى حطم (1) الجبل حتى
يمر به جنود الله فيراها قال العباس فعدلت به في مضيق الوادي إلى حطم (1) الجبل
فلما حبست أبا سفيان قال غدرا (2) أنا بني هاشم فقال العباس إن أهل النبوة لا
يغدرون ولكن لي إليك حاجة فقال أبو سفيان فهلا بدأت أولا فقلت إن لي إليك
حاجة فكان أفرخ لروعي قال العباس لم أكن أراك تذهب هذا المذهب وعبأ
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه ومرت القبائل على قادتها والكتائب على راياتها فلما قدم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان أول من قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد في بني سليم وهم
ألف فيهم لواء يحمله عباس بن مرداس ولواء يحمله خفاف بن ندبة وراية يحملها
الحجاج بن علاط (3) قال أبو سفيان من هؤلاء قال العباس خالد بن الوليد قال
الغلام قال نعم فلما حاذى خالد بالعباس وإلى جنبه أبو سفيان كبروا ثلاثا
ثم مضوا ثم مضى على أثره الزبير بن العوام في خمس مائة منهم مهاجرون وأفناء العرب ومعه
راية سوداء فلما حاذى أبو سفيان كبر ثلاثا وكبر أصحابه فقال من هذا قال
الزبير بن العوام قال ابن أختك قال نعم ومرت بنو غفار في ثلاثمائة يحمل رايتهم
أبو ذر الغفاري ويقال إيماء بن رحضة فلما حاذره كبروا ثلاثا قال يا أبا الفضل من
هؤلاء قال بنو غفار قال ما لي ولبني غفار ثم مضت أسلم في أربعمائة فيها لواءان
يحمل أحدهما بريدة بن الحصيب والآخر ناجية بن الأعجم فلما حاذوه كبروا ثلاثا
قال من هؤلاء قال أسلم قال يا أبا الفضل ما لي ولأسلم ما كان بيننا وبينها مرة
قط قال العباس هم قوم مسلمون دخلوا في الإسلام ثم مرت بنو كعب بن عمرو
يحمل رايتهم بشر (4) بن سفيان قال من هؤلاء قال بنو كعب بن عمرو قال نعم
هؤلاء خلفاء محمد فلما حاذوه كبروا ثلاثا ثم مرت مزينة في ألف فيها ثلاثة ألوية
وفيها مائة فرس (5) يحمل ألويتها النعمان بن مقرن وبلال بن الحارث وعبد الله بن

(1) عند الواقدي: خطم.
(2) عن الواقدي وبالأصل: عدرانا.
(3) عن الواقدي: وبالأصل: خلاط.
(4) كذا، وفي الواقدي: " بسر ".
(5) عن الواقدي وبالأصل: قريش.
452

عمرو فلما حاذوه كبروا قال من هؤلاء قال مزينة قال يا أبا الفضل ما لي
ولمزينة قد جاءتني تقعقع من سواهيها (1) ثم مرت جهينة في ثمان مائة معها قادتها فيها
أربعة ألوية لواء مع أبي روعة معبد بن خالد ولواء مع سويد بن صخر ولواء مع
رافع بن مكيث ولواء مع عبد الله بن بدر قال فلما حاذوه كبروا ثلاثا ثم مرت
كنانة بنو ليث (2) وضمرة وسعيد (3) بن بكر في مائتين يحمل لواءهم أبو واقد
الليثي فلما حاذوه كبروا ثلاثا فقال من هؤلاء قال بنو بكر قال نعم أهل شؤم
والله هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم أما والله ما شوورت فيه ولا علمته ولقد كنت
له كارها حيث بلغني ولكنه أمر جم قال العباس قد خار الله لك في غزو محمد (صلى الله عليه وسلم)
لكم ودخلتم في الإسلام كافة [* * * *]
قال وأنا محمد بن عمر (4) قال وحدثني عبد الله بن عامر عن أبي
عمرو (5) بن حماس قال مرت بنو ليث وحدها وهم مائتان وخمسون يحمل لواءها
الصعب بن جثامة (6) فلما مروا كبروا ثلاثا قال من هؤلاء قال بنو ليث ثم مرت
أشجع وهم آخر من مر وهم ثلاثمائة معهم لواءان لواء يحمله معقل بن سنان ولواء
مع نعيم بن مسعود فقال أبو سفيان هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد فقال
العباس أدخل الله الإسلام قلوبهم فهذا من فضل الله فسكت ثم قال ما مضى بعد
محمد قال العباس ثم يمض بعد لو رأيت الكتيبة التي فيها محمد (صلى الله عليه وسلم) رأيت الحديد
والخيل والرجل وما ليس لأحد به طاقة قال أظن والله يا أبا الفضل ومن له بهؤلاء
طاقة فلما طلعت كتيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخضراء طلع سواد وغبرة من سنابك الخيل
وجعل الناس يمرون كل ذلك يقول ما مر محمد فيقول العباس لا حتى مر يسير
على ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن حضير وهو يحدثهما فقال العباس هذا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار فيها الرايات (7)

(1) كذا، وفي الواقدي: شواهقها، وهو أشبه.
(2) عن الواقدي وبالأصل: " بنواليت ".
(3) كذا، وفي الواقدي: " سعد " وهو أشبه.
(4) الخبر في مغازي الواقدي 2 / 820 وما بعدها.
(5) في الواقدي: أبي عمرة.
(6) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت، عن الواقدي، انظر في الإصابة 2 / 184.
(7) عن الواقدي: وبالأصل: الروايات.
453

والألوية مع كل بطن من الأنصار راية ولواء في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق
ولعمر بن الخطاب فيها زجل وعليه الحديد بصوت عال وهو ينزعها فقال أبو سفيان يا
أبا الفضل من هذا المتكلم قال عمر بن الخطاب قال لقد أمر أمر بني عدي بعد والله
قلة وذلة فقال العباس يا أبا سفيان إن الله يرفع من (1) يشاء بما يشاء وإن عمر ممن
رفعه الإسلام ويقال في الكتيبة ألفا دراع (2) وأعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رايته سعد بن
عبادة فهو أمام الكتيبة فلما مر سعد براية النبي (صلى الله عليه وسلم) نادى يا أبا سفيان اليوم يوم
المرحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى إذا
حاذى بأبي سفيان ناداه يا رسول الله أمرت بقتل قومك زعم سعد ومن معه حتى مر
بنا قال يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله فيه
قريشا وإني أنشدك الله في قومك فأنت أبر الناس وأوصل الناس قال
عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان يا رسول الله ما نأمن سعدا أن يكون منه في
قريش صولة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم أعز الله فيه
قريشا قال وأرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى سعد فعزله وجعل اللواء إلى قيس بن سعد
ورأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن اللواء لم يخرج من سعد حتى صار لابنه فأبى سعد أن يسلم
اللواء إلا بالإمارة من النبي (صلى الله عليه وسلم) فأرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) إليه بعمامته فعرفها سعد فدفع
اللواء إلى ابنه قيس [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن سفيان بن
سس (3) الحنفي عن أبي الوليد سعيد (4) بن مينا (5) قال
لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفتح بمر الظهران (6) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أبا سفيان
بحضرتكم فانتشروا له فخرجوا فأصابه عمر بن الخطاب فجاء به ملبيا فقال

(1) بالأصل: ما يشاء.
(2) كذا، وفي الواقدي: ألف دارع.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) عن تقريب التهذيب، بالأصل: سعد.
(5) مينا: بكسر الميم وبعد الياء نون، يمد ويقصر، الاكمال لابن ماكولا 7 / 307.
(6) زيادة لازمة قياسا إلى رواية سابقة.
454

العباس يا ابن الخطاب ما حملك على الذي صنعت لقد علمت أنه قد كان بيني وبينه
لوث (1) ولولا ذلك ما جاء فقال عمر لولا أنك عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علمت ما أقول لك
دونكه فجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلم فخلاه فلما ولا قال اجعل لي شيئا آتي به
قومي قال يؤمن من دخل دارك وانطلق يسير والناس متفرقون في الأراك والسمر
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحق صاحبك فإني لا آمن أن يكون قد أحس في قلبه قلة القوم إذ
رآهم متفرقين في السمر والأراك فيرجع إلى قومه فيخبرهم بذلك فيرجع كافرا فانطلق
العباس يسير حتى إذا كان حيث ينظر إليه قال أبا سفيان قف إن لي إليك حاجة قال
فأخبرني بها أقضها لك قال قف حتى أنتهي إليك قال (2) غدرا يا بني هاشم
قال ستعلم في آخر يومك أنا لسنا نغدر وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس فساروا وأقبل
خالد بن الوليد في كتيبة فقال أبو سفيان ابن أخيك هذا يا عباس قال لا ولكن هذا
خالد بن الوليد ثم جاءت كتيبة أخرى فقال أبو سفيان ابن أخيك هذا قال لا
ولكن فلان ثم جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جماعة الناس فقال أبو سفيان إني لأظن هذا
ابن أخيك فقال أجل فقال إني والله لقد علمت ما حملك على الذي صنعت إنما
أردت أن تريني هؤلاء قال أجل إني خشيت أن يكون في نفسك قلة القوم وهم
متفرقون في السمر والأراك فترجع إلى قومك فتخبرهم بذلك ثم ترجع كافرا فقال
أجل فوالله لقد كان ذلك في نفسي فوالله ما زلت أرى الكتائب والقبائل حتى رأيت أن
جبال مكة ستسير معهم فبهذا حين أيقنت فانطلق حتى انتهى إلى الأبطح وعكرمة بن
أبي جهل واقف في الناس فقال أبا سفيان ما وراءك فقال ما لا يدان لك والله به ولا
لقومك فقال إني لأظنك قد صبوت فقال قد كان بعض ذلك فقال لعنك الله من
رئيس قوم فوالله لقد هممت أن أبدأ بك فانطلق فجاءت العجوز هند كاشفة عن
ساقيها تقول أبا سفيان ما وراءك فقال يا بنت عم أثقل الخيل فقالت ثكل قين
من وافد قوم قتلت فلانا فسمت ابنا لها وأكلت لحم معاوية ونادى مناديه من دخل
دار أبي سفيان فهو آمن فدخلوا داره حتى ملؤها عليه حتى لأبوا (3) بالحيطان وأقبل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس وبعث خالد بن الوليد من قبل اليمن فالتفوا وصرخ صارخ

(1) اللوث: الشر (اللسان).
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر 11 / 60 ومكانها بالأصل: " على ".
(3) كذا، وفي المختصر: لاذوقوا.
455

لقريش لا قريش هلكت قريش بعد اليوم فسار (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر مناديه من
دخل داره فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن
قال ونا يونس عن سنان (2) بن سيسن الحنفي عن يزيد الرقاشي قال لما أتي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي سفيان عرض عليه الإسلام فقال له أبو سفيان وتحملني على
بغلتك وتكسوني بردفك وتتخذ معاوية كاتبا وأراه قال وتزوج أم حبيبة ومن دخل
دار (3) أبي سفيان كان آمن كل ذلك يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم فأسلم فسرحه
ومشى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى انتهى إلى مكة فالتقى القوم فاقتتلوا ونفد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حتى دخل المسجد فجعل يطعن بشبة قوسه في عين الصنم ويقول " جاء الحق وزهق
الباطل إن الباطل كان زهوقا " (4) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله
يحيى ابنا أبي علي قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا
أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني إسماعيل بن أبي أويس عن (5)
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة مولى آل الزبير عن عمه موسى بن عقبة مولى آل الزبير
عن ابن شهاب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوم فتح مكة من دخل دارك يا أبا سفيان ودارك
يا حكيم وكف يده فهو آمن ودار أبي سفيان بأعلى مكة ودار حكيم بأسفل
مكة [* * * *]
قال ونا الزبير حدثني عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة من دخل دار أبي
سفيان فهو آمن فقال أبو سفيان أداري أداري فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم [* * * *]
قال الزبير وكان أبو سفيان يعوذ المشركين لحرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أسلم
وشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الطائف وفقئت عينه
يومئذ والأخرى يوم اليرموك وكانت يومئذ راية ابنه يزيد بن أبي سفيان معه

(1) المختصر: فشار.
(2) كذا، ومر قريبا: سفيان.
(3) زيادة لازمة منا.
(4) سورة الإسراء، الآية 81.
(5) بالأصل: " بن " خطأ.
456

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر أنا أبو الحسين أنا
الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (1) أنا عمرو بن عاصم الكلابي نا جعفر بن
سليمان ثنا ثابت البناني قال إنما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من دخل دار أبي سفيان فهو
آمن لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أوذي وهو بمكة فدخل دار أبي سفيان أمن فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة من دخل دار أبي سفيان فهو آمن [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
الدقيقي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (2) نا يزيد هو ابن هارون نا
حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال يوم فتح مكة من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن [* * * *]
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا محمد بن
عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن
موسى بن أعين نا أبي عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
قال (3)
لما كان ليلة دخل الناس مكة ليلة الفتح لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت
حتى أصبحوا فقال أبو سفيان لهند ترين هذا من الله قال ثم أصبح فغدا أبو سفيان إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت لهند أترين هذا من الله نعم هو من الله
فقال أبو سفيان أشهد أنك عبد الله ورسوله والذي يحلف به أبو سفيان ما سمع
قولي (4) هذا أحد من الناس إلا الله وهند [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (5) قال أنبأني أبو عبد الله
الحافظ إجازة أنا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقرئ أنا أحمد بن يوسف
السلمي نا محمد بن يوسف الفريابي نا يونس بن (6) أبي إسحاق عن أبي السفر عن
ابن عباس قال

(1) ليس لأبي سفيان ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع، فهو ضمن تراجم المدنيين الضائعة.
(2) مسند الإمام أحمد 2 / 292.
(3) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 103 والسيرة الشامية للصالحي 5 / 370.
(4) بالأصل: " قول ".
(5) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 102.
(6) بالأصل " عن " والصواب عن البيهقي، وانظر ترجمته في تقريب التهذيب 2 / 384.
457

رأى أبو سفيان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمشي في الناس والناس يطؤون عقبه فقال بينه
وبين نفسه لو عاودت هذا الرجل القتال فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ضرب بيده في
صدره فقال إذا يخزيك الله فقال أتوب إلى الله وأستغفر الله ما تفوهت به [* * * *]
قال البيهقي هكذا وجدته في كتابي موصولا في أبواب فتح مكة من كتاب
الإكليل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عبيد
وهو الطنافسي نا إسماعيل بن خالد عن أبي إسحاق السبيعي إن أبا سفيان بن
حرب بعد فتح مكة كان جالسا فقال في نفسه لو جمعت لمحمد جمعا قال إنه ليحدث
نفسه بذلك إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) بين كتفيه وقال إذا أخزاك الله قال فرفع رأسه فإذا
النبي (صلى الله عليه وسلم) قائم على رأسه فقال ما أيقنت أنك نبي حتى الساعة إن كنت لأحدث نفسي
بذلك [* * * *]
قال ونا ابن سعد أنا الفضل بن دكين أبو نعيم ومحمد بن عبد الله الأسدي
قالا نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر قال لما رأى أبو سفيان الناس يطؤون
عقبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جسده فقال بينه وبين نفسه لو عاودت هذا الرجل فجاء
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ضرب بيده في صدره ثم قال إذا يخزيك الله (2) إذا يخزيك (2) الله
فقال أتوب إلى الله وأستغفره والله ما تفوهت به ما هو إلا شئ حدثت به
نفسي [* * * *]
قال وأنا ابن سعد أنا أحمد بن محمد بن الوليد الأرزقي المكي نا
عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال
خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) ملتحفا بثوب من بعض بيوت نسائه وأبو سفيان جالس في
المسجد فقال أبو سفيان ما أدري بما يغلبنا محمد فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى ضرب في

(1) الخبر ليس في طبقات ابن سعد، فقد سقطت ترجمة أبي سفيان من الطبقات الكبرى المطبوع ضمن
تراجم المدنيين الضائعة.
والخبر نقله الذهبي عن محمد بن سعد في دلائل النبوة 5 / 102.
(2) بالأصل: " يخزك ".
458

ظهره وقال بالله نغلبك فقال أبو سفيان أشهد أنك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أبو الحسن
العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا أبو جعفر العقيلي نا محمد بن عمرو بن
خالد الحراني نا عبد العزيز بن يحيى المزني نا عبد الواحد الحجبي عن أبيه عن
وهب بن منبه عن عبد الله بن عباس أنه قال
لقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا سفيان بن حرب في الطواف فقال يا أبا سفيان كان بينك
وبين هند كذا وكذا فقال أبو سفيان أفشت علي هند سري لأفعلن بها ولأفعلن
فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من طوافه لحق أبا سفيان فقال يا أبا سفيان لا تكلم هندا فإنها
لم تفش من سرك شيئا فقال أبو سفيان أشهد أنك رسول الله هذه هند ظننتها أن
تكون أفشت سري من إياك بما في نفسي [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد
الجرجاني قالا أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون
وأحمد بن محمد بن أحمد بن عمر قالا أنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا
حمدان السلمي
ح (1) ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم أنا عبد الملك بن
الحسن بن محمد أنا أبو عوانة الإسفرايني نا أحمد بن يوسف السلمي نا النضر بن
محمد نا عكرمة بن عمار نا أبو زميل (2) حدثني ابن عباس قال
كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) في
حديث البحيري فقال للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا نبي الله ثلاث أعطيتهن قال نعم وفي
حديث البحيري ثلاث أسألك أن يعطيهن (3) قال وما هي وقالا قال عندي
أحسن العرب وأجملهن أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها قال نعم قال
ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتأمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت

(1) كذا.
(2) بالأصل: " رميل " والصواب ما أثبت بالزاي عن تقريب التهذيب، ونص على ضبطه بالتصغير، واسمه
سماك بن الوليد، ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 432.
(3) كذا، وفي مختصر ابن منظور 11 / 62 " تعطينيهن " وهذا أشبه بالصواب.
459

أقاتل المسلمين قال نعم قال أبو زميل ولولا أنه طلب ذلك من النبي (صلى الله عليه وسلم) ما
أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم [* * * *]
أخرجه مسلم عن أحمد بن جعفر المغفري عن النضر
أخبرنا أبو بكر الحاسب أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن
معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) نا محمد بن عمرو نا إبراهيم بن
جعفر عن أبيه قال سمعت عمر بن عبد العزيز في خلافته يقول توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأبو سفيان بن حرب عامله على نجران قال محمد بن عمر وأصحابنا ينكرون هذا
ويقولون كان أبو سفيان بن حرب وقت (2) توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة حاضرا وكان
عامل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على نجران عمرو بن حزم
أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
واستعمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على نجران فقبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عليها
قال زبير حدثني ذلك عمي مصعب بن (3) عبد الله وعلي بن المغيرة عن
هشام بن محمد
قال ونا الزبير نا إبراهيم بن حمزة عن عبد الله بن وهب الطبري عن
ليث بن سعد عن أبي علي
قال استعمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا سفيان على إجلاء يهود
قال ونا الزبير حدثني عبد الله بن معاذ عن معمر عن ابن شهاب عن
المسيب وإبراهيم بن حمزة عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن ابن
المسيب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة فجعل عليهم أبا
سفيان بن حرب

(1) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) الزيادة عن أسد الغابة 2 / 392.
(3) بالأصل: " ان " والصواب ما أثبت، وهو صاحب كتاب: نسب قريش. وانظر الخبر فيه ص 122.
460

ح أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي (1) أنا عبد الله بن
منده أنا أبو إسماعيل الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد نا يزيد بن هارون أنا ابن
أبي ذئب عن عبد الله بن يزيد النهدي قال كان بين أبي سفيان وبين معقل بن خويلد
في سلب رجل يوم حنين كلام فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا معقل اجتنب مغاضبة
قريش [* * * *]
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأ أبو
جعفر بن المسلمة
ح وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2) وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدر
ياقوت بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا
أحمد بن سليمان بن داود نا الزبير بن بكار حدثني علي بن صالح حدثني
عبد الله بن مصعب وفي حديث الصريفيني عن حمد بن عبد الله بن مصعب عن
إسحاق بن يحيى زاد الصريفيني ابن طلحة وقال أحسبه قالا أبو بكر
الهيثم عن من أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب مازح (4) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث
الصريفيني النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيت ابنته أم (5)
حبيبة ويقول والله إن هو إلا زاد الصريفيني إن وقالا تركتك فتركتك العرب إن انتطحت زاد المزرفي (6) فيك
وقالوا جماء (7) لا ذات قرن ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يضحك يقول (8) ذلك يا أبا
حنظلة [* * * *]
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأ أبو
الحسن علي بن أحمد بن داود الرزاز ببغداد نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله

(1) بالأصل: " شجاع بن أبي علي بن عبد الله بن مندة " صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة، انظر المطبوعة
عاصم - عائذ ص 119.
(2) بالأصل: " المرزقي " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) بالأصل " ابن " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 63.
(4) تقرأ بالأصل: صارخ.
(5) زيادة منا للإيضاح.
(6) مهملة بدون نقط هنا، مر قريبا.
(7) الشاة الجماء: إذا لم تكن ذات قرن (اللسان).
(8) العبارة في مختصر ابن منظور 11 / 63 يضحك ويقول: أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة.
461

الدقاق المعروف بابن السماك نا إسحاق بن إبراهيم الختلي نا نصر بن حرس (1) نا
أبو سهل مسلم الخراساني عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث
عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يدخل النار من تزوج إلي أو تزوجت إليه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق حدثني (2) عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره قالوا كانوا (3) من
إعطاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش وسائر العرب من
بني عبد شمس أبو سفيان بن حرب مائة بعير وأعطى ابنه معاوية مائة بعير
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي نا محمد بن عمر
الواقدي (4) قال وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد غنم يعني يوم حنين فضة كثيرة أربعة
آلاف أوقية فجمعت الغنائم بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاءه أبو سفيان بن حرب وبين يديه
الفضة فقال يا رسول الله أصبحت أكثر قريشا مالا فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال
أعطني من هذا المال يا رسول الله فقال يا بلال زن لأبي سفيان أربعين أوقية وأعطوه
مائة من الإبل قال أبو سفيان ابني يزيد أعطه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زنوا ليزيد
أربعين أوقية وأعطوه مائة من الإبل قال أبو سفيان ابني معاوية يا رسول الله قال زن
له يا بلال أربعين أوقية وأعطوه مائة من الإبل قال أبو سفيان إنك لكريم فداك أبي
أمي والله لقد حاربتك فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم أنت جزاك الله
خيرا [* * * *]
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني أبو
الحسن المدائني عن عبد الرحمن بن معاوية عن إسماعيل بن أمية قال أفاض

(1) كذا رسمها.
(2) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 135.
(3) كذا بالأصل. والأشبه: كان.
(4) الخبر في مغازي الواقدي 2 / 944.
462

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن يمينه أبو سفيان بن حرب وعن يساره الحارث بن هشام وبين يديه
يزيد ومعاوية ابنا أبي سفيان على فرسين
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس نا أبو الحسن
علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن القزويني إملاء سنة ست وثلاثين وأربعمائة نا
أبو بكر محمد بن علي بن سويد المؤدب نا أحمد بن محمد العسكري نا مطلب بن
شعيب أنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن (1)
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
احفظوني في أصحابي فمن حفظني في أصحابي رافقني وورد علي حوضي
ومن لم يحفظني فيهم لم يرد علي حوضي ولم يرني إلا من بعيد [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن النرسي أنبأ موسى بن عيسى بن
عبد الله السراج نا محمد بن محمد الباغندي نا جعفر بن مسافر نا أيوب بن سويد
عن سفيان الثوري في قوله تعالى " وسلام على عباده الذين اصطفى " (2) قال هم
أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى
أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الشرقي (3) نا عبد الله بن هاشم بن حيان (4) نا وكيع قال سمعت سفيان قال
سمعنا في قوله " وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون " قال
أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان أنا أبو منصور
شجاع بن علي المصقلي أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق العبدي أنا أبو عثمان
سعيد بن يزيد الحمصي نا محمد بن عوف نا عبد الله بن حوشب من أهل مرو نا
إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفي حدثني أبي عن جدي أنا

(1) بالأصل: " بن " خطأ.
(2) سورة النمل، الآية: 59.
(3) بالأصل: الشرفي، بالفاء خطأ والصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 15 / 37.
(4) بالأصل: حبان، بالباء الموحدة خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 328.
463

سفيان عن سعيد بن عبيد جدي
ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني
لفظا أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز الكشميهني نا أحمد بن
عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن أحمد اللهبي نا أبو العباس محمد بن جعفر بن
محمد بن هشام بن ملاس النميري نا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبان بن الوليد بن
شداد الفارسي نا محمد بن عبد العزيز البغدادي المعروف بالجزري نا سيف بن
محمد عن يحيى بن سليم الطائفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (1) عن أبي
عباس قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
إن أحب أصهاري إلي وأعظمهم عندي منزلة وأقربهم من الله وسيلة وأنجح أهل
الجنة من أبي بكر والثاني عمر يعطيه الله قصرا من لؤلؤة ألف فرسخ في ألف فرسخ
قصورها ودورها (2) ووجهاتها وسررها وأكوابها وطيرها من هذه اللؤلؤة الواحدة
وله الرضا بعد الرضا والثالث عثمان بن عفان وله في الجنة ما لا أقدر على وصفه
يعطيه الله تعالى ثواب عباده الملائكة أولهم وآخرهم والرابع علي بن أبي طالب بخ بخ
من مثل علي وزيري عند (3) وأنيسي عند كربتي (4) في أمتي وهو
مني على دعائي ومن مثل أبي سفيان لم يزل الدين به مؤيدا قبل أن يسلم وبعدما أسلم
ومن مثل أبي سفيان إذا أقبلت من عند ذي العرش أريد الحساب (3) فإذا أنا بأبي
سفيان معه كأس من ياقوتة حمراء يقول اشرب يا خليلي (4) بأبي سفيان وله الرضا بعد
الرضا رحمه الله هذا حديث منكر [* * * *]
أنبأنا أبو طاهر بن أبي أحمد الحافظ أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أبي
أحمد الكرخي ببغداد أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران
المعدل أنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة قال أنا عبد الله بن
روح نا شبابة بن سوار بن مصعب عن زياد بن عبد الرحمن عن سويد بن غفلة
قال

(1) تقرأ بالأصل: خيثم خطأ والصواب ما أثبت خثيم بالمعجمة والمثلثة مصغرا، كما في تقريب التهذيب.
(2) رسمها بالأصل: " ومجامها ".
(3) بياض بالأصل.
(4) غير واضحة بالأصل ورسمها: " اعارب ".
464

دخل أبو سفيان على علي والعباس فقال يا علي وأنت يا عباس ما بال هذا الأمر
في أذل قبيلة من قريش وأقلها والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا ولأثورنها
عليه من أقطارها فقال له علي لا والله ما أريك أن تملأها عليه خيلا ورجالا ولولا أنا
رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خليناه وإياها يا أبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحة بعضهم
لبعض متوادون وإن بعدت ديارهم وأبدانهم وإن المنافقين قوم غششة بعضهم
لبعض [* * * *]
نا (1) إسماعيل بن طريح يعني عن أبيه عن جده أن أبا سفيان رماه حدي
سعيد بن عقبة (2) يوم الطائف بسهم فأصاب عينه فقال يا رسول الله هذه عيني قد
أصيبت في سبيل الله فقال إن شئت أن دعوت الله فردت عليك وإن (3)
بعين في الجنة قال عين في الجنة كذا في الأصل فالصواب رماه جدي
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن
محمد بن أحمد بن جعفر الكوسج المعدل أنا إبراهيم بن السدي بن علي أنا أبو
عبد الله الزبير بن بكار بن عبد الله الزبيري حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى
ومحمد بن سلمة قالا نا إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبد الله
الثقفي عن أبيه عن جده عن سعيد بن عبيد الثقفي قال
رأيت أبا سفيان بن حرب يوم الطائف قاعدا في حائط ابن يعلى يأكل (4) قرة فرميته
فأصبت عينه فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله هذه عيني أصيبت في سبيل الله فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) إن شئت ترد عليك وإن شئت فالجنة قال الجنة [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن قالا أنا أحمد بن
علي بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا محمد بن
أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عايذ قال أنا الوليد بن مسلم وعبد الأعلى بن
مسهر عن سعيد بن عبد العزيز

(1) كذا ورد السند بالأصل.
(2) في الإصابة: سعيد بن عبيد الثقفي.
(3) بياض بالأصل، والعبارة في الإصابة: وإن شئت فالجنة.
(4) الأصل: فأكل.
465

أن أبا سفيان أصيبت (1) عينه يوم حنين أو الطائف شك المحدث فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختر إن شئت عينك أو عينا في الجنة فاختار عينا في الجنة ثم
أصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك فعمي [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد حدثنا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم عن سيف بن عمر عن مسعر بن كدام عن رجل قال
كان سفيان بن حرب قاص (2) الجماعة يوم اليرموك يسير فيهم ويقول الله الله
عباد الله انصروا الله ينصركم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على
عبادك (3)
قال ونا سيف عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا وكان أبو سفيان (4)
يسير فيقف على الكراديس (5) فيقول الله الله إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام وإنهم
ذادة الروم وأنصار الشرك اللهم هذا يوم من أيامك اللهم انزل نصرك على
عبادك (6)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (7) نا سليمان
أبو داود الطيالسي أنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
خمدت الأصوات يوم اليرموك والمسلمون يقاتلون الروم إلا صوت (8) رجل
يقول يا نصر الله اقترب يا نصر الله اقترب يا نصر الله اقترب فرفعت رأسي أنظر فإذا
هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان (9)

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) عن الوافي بالوفيات وبالأصل: " قاض " وفي مختصر ابن منظور 11 / 65.
(3) الخبر في الوافي بالوفيات 16 / 285.
(4) بالأصل: أبو يوسف، خطأ.
(5) الكراديس جمع كردوس، وهو القطعة العظيمة من الخيل، وهي كتائب الخيل.
(6) الخبر في تاريخ الطبري 3 / 397 وأسد الغابة 5 / 149 في أخبار أبي سفيان (باب الكنى).
(7) ليس لأبي سفيان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(8) بالأصل: " صوات " والصواب عن تهذيب الكمال 9 / 71.
(9) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 71 والإصابة 2 / 179.
466

قال محمد بن سعد وزاد نا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي المدني من بني
عامر بن لؤي بن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد قال وكان يزيد بن أبي سفيان على
ربع وأبو عبيدة بن الجراح على ربع وعمرو بن العاص على ربع وشرحبيل بن حسنة
على ربع ولم يكن عليهم أمير يومئذ
أخبرنا نا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد قالا أنا
علي بن أحمد بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة
قال أنبأ أبو الحسن بن سميع قال في تسمية من شهد الفتح وأبو سفيان صخر بن حرب
شهد اليرموك وحفظ عنه أهل الشام وما أشار به على أمر الأجناد حين طاف بهم العدو
وقبلوا مشورته وقوله يوم اليرموك يا نصر الله اقترب عند قتالهم العدو
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أن عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا عمار ثنا سلمة حدثني
محمد بن إسحاق عن وهب بن كيسان عن عبد الله بن الزبير قال
كنت مع أبي عام (1) اليرموك فلما تعبأ المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته ثم
جلس على فرسه ثم قال لموليين احبسا (2) عبد الله بن الزبير معكما في الرحل فإنه
غلام صغير (3) ثم توجه فدخل في الناس فلما اقتتل الناس والروم نظرت إلى ناس
وقوف علي تل لا يقاتلون مع الناس فأخذت فرسا للزبير كان خلفه في الرحل فركبته
ثم ذهبت إلى أولئك الناس فوقفت معهم وقلت أنظر ما يصنع الناس فإذا أبو
سفيان (4) بن حرب في مشيخة من قريش من مهاجرة الفتح وقوفا لا يقاتلون فلما رأوني
رأوا غلاما حدثا لم يتقوني قال فجعلوا والله إذا مال المسلمون (5) وركبهم الروم

(1) تقرأ بالأصل: " عامر " خطأ.
(2) بالأصل: " احتسبا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 65.
(3) بالأصل: " معه " والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل: أبو يوسف.
(5) بالأصل: المسلمين.
467

يقولون إيه بل أصفر وإذا مالت الروم وركبهم المسلمون قالوا يا ويح يل أصفر
فجعلت أعجب من قولهم فلما هزم الله الروم ورجع الزبير جعلت أخبره خبرهم قال
فجعل يضحك ويقول قاتلهم الله أبوا إلا ضغنا وماذا لهم في أن يظهر علينا الروم
ولنحن خير لهم منهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد قال حدثت عن عفان عن حماد بن سلمة عن هشام بن زيد عن
أنس أن أبا سفيان دخل على عثمان بعدما عمي وغلامه يقوده
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1) نا محمد بن علي بن المهتدي
أخبرنا وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو علي قالا نا عبيد الله بن
أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية العيون من الأشراف قال ابن عباس
أبو سفيان بن حرب وذهبت عينه يوم الطائف وقال ابن عباس أيضا في تسمية العميان
من الأشراف أبو سفيان بن حرب (2) وذهبت عينه الأخرى يوم اليرموك فعمي
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة وأبو الفضل محمد بن
ناصر وجماعة قالوا أنا أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري أنا أبو
علي بن شاذان أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن كيسان النحوي أنا إسماعيل بن
إسحاق القاضي نا محمد بن أبي بكر نا سعيد بن عامر عن جويرية قال أغلظ أبو
بكر يوما لأبي سفيان فقال أبو قحافة له يا أبا بكر لأبي سفيان تقول هذه المقالة قال يا
أبة إن الله رفع بالإسلام بيتا ووضع بيوتا فكان بيتي فيمن رفع وبيت أبي سفيان فيما
وضع
قال ونا أبو بكر محمد نا سعيد بن عامر عن محمد بن عمر قال قدم عمر
مكة فقالوا له يا أمير المؤمنين إن أبا سفيان قد حمل علينا السيل فانطلق عمر معهم
فقال يا أبا سفيان خذ هذا الحجر فأخذه فاحتمله على كبده فجاءه قال وهذا

(1) بالأصل: " المحلي " وقد مر كثيرا.
(2) بالأصل: الحارث.
468

فاحتمله قال وهذا فرفع عمر يده فقال الحمد لله الذي آمر أبا سفيان ببطن مكة
فتطيعني
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (1) أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا أبو محمد بن زبر ثنا عبد الله بن عمر بن أبي سعد نا أحمد بن معاوية نا
الأصمعي عن جويرية بن أسماء
أن عمر بن الخطاب قدم مكة فجعل يجتاز (2) في سككها (3) فيقول لأهل المنازل
قموا أفنيتكم فمر بأبي سفيان فقال يا أبا سفيان قموا فناءكم فقال نعم يا أمير
المؤمنين يجئ مهاننا (4) ثم إن عمر اجتاز بعد ذلك فرأى الفناء كما كان فقال يا أبا
سفيان ألم آمرك أن تقموا فناءكم قال بلى يا أمير المؤمنين ونحن نفعل إذا جاء
مهاننا قال فعلاه بالدرة بين أذنيه فضربه فسمعت هند فقالت أتضربه (5) أما والله
لرب يوم لو ضربته لأقشعر بك بطن مكة فقال عمر صدقت ولكن الله رفع بالإسلام
أقواما وضع به آخرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال نا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق نا داود بن شبيب نا حماد بن
سلمة عن ثابت
أن أبا سفيان ابتنى دارا بمكة فأتى أهل مكة عمرا (6) فقالوا له إنه قد ضيق علينا
الوادي وسيل علينا الماء فأتاه عمر فقال له خذ هذا الحجر فضعه ثمة وخذ هذا
الحجر فضعه ثمة ثم قال عمر الحمد لله الذي أذل أبا سفيان بأبطح مكة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (7) أنا أحمد بن

(1) بالأصل: " قيس " خطأ، والصواب ما أثبت (قارن مع فهارس المطبوعة عاصم - عائذ).
(2) عن مختصر ابن منظور 11 / 65 وبالأصل: يختار.
(3) عن المختصر وبالأصل: شكلها.
(4) المهان جمع ما هن، وهو الخادم (اللسان).
(5) تقرأ بالأصل: " أبصر به " والمثبت عن المختصر.
(6) بالأصل: عمر.
(7) ليس لأبي سفيان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
469

محمد بن الوليد الأرزقي نا عبد الرحمن بن حني عن أبيه عن علقمة بن نضلة
أن أبا سفيان بن حرب قام على ردم الحدابين (1) ثم ضرب برحله وقال سنام
الأرض إن لها أسناما يزعم ابن فرقد أني لا أعرف حقي من حقه لي بياض المروة وله
سوادها ولي ما بين مقامي هذا إلى تحتي (2) ساحة الطائف فبلغ ذلك عمر بن
الخطاب فقال إن أبا سفيان قد سد علينا مجرى السيل بأحجار وضعها هناك فقال
علي بأبي سفيان فجاء فقال لا أبرح حتى تنقل هذه الحجارة حجرا حجرا بنفسك
فجعل ينقلها فلما رأى ذلك عمر قال الحمد لله الذي جعل عمر يأمر أبا سفيان ببطن
مكة فيطيعه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار وأبو القاسم بن البسري (3) قالوا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو الحسن
محمد بن نوح الجنديسابوري نا أبو يوسف القلوسي أنا سألته عنه نا سعيد بن
داود بن زبير عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال
لما ولى عمر بن الخطاب معاوية الشام خرج معه بأبي سفيان بن حرب قال
فوجه معاوية مع أبي سفيان إلى عمر بكتاب ومال وكبل قال فدفع إلى عمر الكتاب
والكبل وحبس المال قال عمر ما أرى يصنع هذا الكبل في رجل أحد قبلك قال
فجاء بالمال فدفعه إلى عمر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني إبراهيم بن حمزة عن المغيرة بن عبد الرحمن عن عثمان بن عبد الرحمن
عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال
لما هلك عمر بن الخطاب وجد عثمان بن عفان في بيت مال المسلمين ألف دينار
مكتوبا عليها عزل ليزيد بن أبي سفيان وكان عاملا لعمر فأرسل عثمان إلى أبي
سفيان إنا وجدنا لك في بيت مال المسلمين ألف دينار فأرسل فاقبضها فأرسل إليه

(1) كذا رسمها بالأصل، وفي الإصابة: المرأتين.
(2) كذا رسمها.
(3) بالأصل: " السري " خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
470

أبو سفيان فقال لو علم ابن الخطاب لي فيها حقا لأعطانيها وما حبسها عني وأبى أن
يأخذها
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد الغزي أنبأ أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن السري التفليسي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا علي بن عمر الحافظ نا
يزداد الكاتب نا عبد الله بن شبيب حدثني إبراهيم بن المنذر أخبرني عبد العزيز بن
عمران قال قيل لأبي سفيان بن حرب ما بلغ بك من الشرف ما ترى قال ما
خاصمت رجلا إلا جعلت بيني وبينه للصلح موضعا أو قال موعدا
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد أنبأ عبد الرزاق بن عمر بن
موسى أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن زبان (1) وإسماعيل بن داود بن وردان
قالا ثنا زكريا بن يحيى قال ابن زبان (1) حدثني مفضل
وقال ابن داود نا مفضل عن هشام عن أبيه عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أن هندا أم معاوية قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما
يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يدري فقالت هل علي في ذلك من شئ
قال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف [* * * *]
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر نا أبو علي الحسن بن حبيب نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو مسهر حدثنا سعيد
قال قال عمر بن الخطاب لأبي سفيان بن حرب لا أحبك أبدا رب ليلة غممت فيها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال ونا الحسن بن حبيب أنا جرير بن غطفان نا عفان نا حماد بن سلمة نا
هشام بن زيد عن أنس أن أبا سفيان بن حرب دخل على عثمان بعدما عمي فقال
ها هنا أحد قالوا لا قال اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية والملك ملك غاصبية
واجعل أوتاد الأرض (2) لبني أمية
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله أنا محمد بن الحسن بن

(1) بالأصل: زيان، والصواب ما أثبت بالباء الموحدة، انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 519.
(2) بالأصل: " أوتاد للأرض " ولعل الصواب ما أثبت، انظر مختصر ابن منظور 11 / 67.
471

محمد نا أحمد بن الحسين بن زنبيل (1) نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن
الأشقر نا محمد بن إسماعيل قال
بقي أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي إلى زمن عثمان قال
علي يعني ابن المديني مات العباس بن عبد المطلب وأبي بن كعب وأبو سفيان
صخر بن حرب قريب بعضهم من بعض في ست من خلافة عثمان
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد وأبو علي الحسن بن أحمد قالا أنا أبو نعيم
نا سليمان بن أحمد (2) نا محمد بن علي المديني فستقة نا داود بن رشيد نا الهيثم بن
عدي قال هلك أبو سفيان بن حرب لتسع سنين مضت من إمارة عثمان وكان كف
بصره
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا
أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد الزهري قال ومات
العباس بن عبد المطلب وأبو طلحة زيد بن سهل وأبو سفيان بن حرب في آخر خلافة
عثمان بن عفان
قرأت على أبي (3) محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الواقدي فيها سنة إحدى وثلاثين مات أبو
سفيان صخر بن حرب وهو ابن ثمان وستين سنة أخبرني أبي نا عبد الله بن إبراهيم
البغداذي نا محمد بن سعد عن الواقدي
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة أنا أبو بكر بن ريذة (4) أنا سليمان بن أحمد
الطبراني (5) نا محمد بن علي حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري عن الواقدي قال
وفيها مات أبو سفيان صخر بن حرب وهو ابن ثمان وثمانين يعني سنة إحدى
وثلاثين

(1) الخبر في المعجم الكبير للطبراني 8 / 5 رقم 7260.
(2) ترجمته في سير الأعلام 17 / 99.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(4) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
(5) الخبر في المعجم الكبير للطبراني 8 / 5 رقم 7261.
472

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1) قال وفيها يعني سنة
إحدى وثلاثين مات أبو سفيان بن حرب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن
علي أنا أبو طاهر المخلصي (2) إجازة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني
عبد الرحمن بن محمد أخبرني أبي قال حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة
إحدى وثلاثين فيها توفي أبو سفيان بن حرب بالمدينة ويقال في سنة اثنين (3)
وثلاثين فيها توفي وصلى عليه عثمان بالمدينة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد ثنا
أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا محمد بن سعد (4) قال في
الطبقة الرابعة أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس كان قد خرج إلى مكة بعد أن
أسلم فنزل بها ثم رجع إلى المدينة فمات بها سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان
وثمانين سنة
أنبأنا أبو محمد بن الأبنوسي ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد
الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني أنا
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن قال توفي أبو سفيان بن حرب سنة إحدى وثلاثين
وهو ابن ثمان ثمانين سنة
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله قالا نا
محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ومات أبو سفيان بن حرب
سنة إحدى وثلاثين
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالوا

(1) تاريخ خليفة ص 166.
(2) مر: المخلص.
(3) كذا بالأصل، والصواب: اثنتين.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
473

أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن إبكار قال وتوفي أبو سفيان بن حرب بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أن عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن زهير أنا المدائني قال توفي أبو سفيان سنة
أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان
2850 صخر بن عبيد ويقال عامر أبي الجهم بن حذيفة بن غانم
ابن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي (1)
لأبيه أبي الجهم صحبة (2) وهو من أهل المدينة
وفد على يزيد بن معاوية وكلمه في أهل المدينة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد أبي (3)
الجهم وصخر بن أبي جهم وصخير بن أبي جهم لأم (4) ولد يقال لها مريم من
سليم (5) من اليمن وأما صخر (6) بن أبي جهم وكان من رجال قريش جلدا وشعرا وهو
الذي كان عند يزيد بن معاوية حين خالف أهل المدينة يزيد وأخرجوا بني أمية فجهز
إليهم مسرف بن عقبة فكلمه (6) صخر وثناه (7) عن ذلك بجهده وقال قومك وعشيرتك
فلم يعرج على كلامه فلم يحضر صخر (6) بن أبي جهم الحرة وحدثني عمر بن أبي
بكر المؤمل عن زكريا بن عيسى عن ابن شهاب قال قال صخر بن أبي جهم *
أراكم إذا ما كان يوم عظيمة * تقولون ما صخر بأوحد صاحبه
وما تركت أخلاقكم من صديقكم * لكم صاحبا إلا قد ازور جانبه

(1) أخباره في الوافي بالوفيات 16 / 288.
(2) انظر ترجمته في أسد الغابة 5 / 57.
(3) زيادة منا للإيضاح، وانظر نسب قريش ص 370.
(4) عن نسب قريش وبالأصل: " لا ".
(5) كذا، وفي نسب قريش: مريم بنت سليح.
(6) في نسب قريش: صخير.
(7) عن نسب قريش وبالأصل: قتادة.
474

وإلا قد أمسى رأيه متثنيا * له فيكم وما نقضت عجائبه * (1)
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العمري العلوي عن محمد بن
أحمد بن محمد بن عمر عن محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال صخر
القرشي وهو صخر بن أبي جهم واسمه عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن
عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي يقول في حرب بني عدي بن كعب
بالمدينة
* أراكم إذا ما كان يوم عظيمة
فذكر الأبيات الثلاثة وصال (2) يقول
* أقسم لو رأيتك حين أرمي * لأنك مرهف منها حديد
وقيع الكلبتين له سقيف * ينوء بقدحه عين سديد *
عين القدح وسطه الثاني وسنح النصل ما دخل في القدح
أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو مسعر عبد الله بن أسعد بن حبان قالا انا
موسى بن عمران أنا الحاكم أبو عبد الله أخبرني علي بن عبد العزيز أنا أحمد بن
عمرو بن فضالة حدثنا العباس بن مصعب نا محمد بن إبراهيم الروادي أخبرني
سليمان بن صالح حدثني أبو ظبية عن شريك بن الصامت الباهلي عن عمه قال
قدمنا مع سعيد بن عثمان خراسان ونحن اثني عشر ألفا حتى وردنا أبرشهر وهي
نيسابور فولى صخر بن أبي جهم بن حذيفة العدوي على أبرشهر وهي نيسابور ونفذ
سعيد بن عثمان فلما انتهينا إلى سرخس انتخب منها رجالا
2851 صخر بن قيس
هو الضحاك بن قيس الأحنف يأتي في حرف الضاد (3) إن شاء الله تعالى
مستوفيا

(1) كذا البيت بالأصل.
(2) رسمها بالأصل: " وصال ".
(3) بالأصل: " الصاد ".
475

2852 صخر بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد
ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي (1)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد اليرموك واستشهد به ولا أعلم له رواية
ويقال مات في طاعون عمواس ويقال قتل يوم أجنادين
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا
أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار وولد عويج بن عدي بن
كعب عبيدا (2) فولد عبيد عبيد الله فولد عبد الله عامرا فولد عامر غانما بن
عامر فولد غانم بن عامر نصرا بن غانم وولد نصر بن غانم (3) صخرا وصخيرا
وحذافة وأمهم بنت عدي بن نضلة بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن
كعب هلك نصر بن غانم وولده (4) في طاعون عمواس
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو
الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي (5) نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا
أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قال وقتل من المسلمين يوم أجنادين من بني عدي بن كعب صخر بن
نصر بن غانم
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن
بشران أخبرنا عثمان بن أحمد نا (6) حنبل بن إسحاق قالا نا إبراهيم بن المنذر

(1) ترجمته في الإصابة 2 / 181.
(2) بالأصل: عبيد، والصواب ما أثبت.
(3) العبارة بالأصل: " فولد عامر: غانما بن عامر بن نصر بن غانم " وقد ارتأينا تصويبها كما أثبت، ولعله
الصواب. انظر نسب قريش ص 369.
(4) بالأصل: وولد. والصواب ما أثبت، انظر الإصابة 2 / 181.
(5) زيادة منا لازمة.
(6) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.
476

حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد يعقوب وابن لهيعة
عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين من بني عدي صخر بن نصر بن
غانم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن الحسين بن
الفضل أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا
إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
قال وقتل يوم أجنادين من المسلمين من قريش ثم من بني عدي بن كعب صخر بن
نصر بن غانم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سعيد أنا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم
نا سيف بن عمر عن أبي عثمان وخالد قالا وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين
أصيبوا يوم اليرموك صخر بن نصر بن غانم ونعيم بن عبد الله العدويان. (1)

(1) لم يرد ذكرهما في الخبر الذي ورد في تاريخ الطبري فيمن أصيب من آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك.
انظر تاريخ الطبري 3 / 402.
477