الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٧
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبي القاسم على بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء السابع
إبراهيم بن عبد الله - ارتاش بن تتش
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت - لبنان
2

" ذكر من اسم أبيه عبد الله ممن اسمه إبراهيم "
425 إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم
ابن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري
أبو إسحاق البغدادي الثلاج (1)
قدم دمشق وحدث بها وببغداد عن أبي القاسم البغوي ومحمد بن محمد
الباغندي والحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ومحمد بن الحسين الأشناني
الكوفي
روى عنه أبو نصر بن الجبان وابن أخيه أبو القاسم عبد الله
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء وأبو محمد بن صابر وغيرهما
قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو نصر بن الجبان نا أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الله بن إبراهيم البغدادي الثلاج قدم علينا من حفظه نا عبد الله بن محمد
البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة
الأنصاري عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يحجزه عن قراءة القرآن
شئ ليست الجنابة
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال أنا سعيد بن أحمد العيار أنا عبد الرحمن بن
أحمد الشريحي أنا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة أخبرني عمرو بن
مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة قال دخلت على علي فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) تاريخ بغداد 6 / 126 ومختصر ابن منظور 4 / 66 - 67.
3

يقضي الحاجة ويأكل معنا اللحم والخبز ويقرأ القرآن وكان لا يحجبه أو يحجزه
عن قراءة القرآن شئ ليس الجنابة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري
أبو إسحاق وهو عم أبي القاسم بن الثلاج وأصله من حلوان (2) ذكر أبو القاسم أنه
ولد في سنة إحدى وثمانين ومائتين وسمع الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري
ومحمد بن محمد الباغندي ومحمد بن الحسين الأشناني وأبا القاسم البغوي روى
عنه ابن أخيه أبو القاسم وعبد الوهاب بن عبد الله المدني (3) الدمشقي وذكر ابن أخيه
انه توفي في رحبة (4) مالك بن (5) طوق ودفن بها في سنة خمس وستين وثلاثمائة
426 إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد (6)
أبو إسحاق الختلي (7) (8)
سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار ومحمد بن عابد
ودحيما وصفوان بن صالح وبغيرها أبا نعيم الملائي وحفص بن عمر العدني
وعبد الرحمن بن المبارك العسي (9) وموسى بن إسماعيل وعبد الله بن محمد
النفيلي ويحيى بن عبد الله بن بكير ويحيى بن عبد الحميد الحماني (10) وبشر بن
الوليد وعلي بن الجعد وحرملة بن يحيى وعاصم بن علي وفضيل بن
عبد الوهاب وخالد بن هشام وقيس بن حفص وسعيد بن أسد بن موسى
ومحمد بن حميد الرازي وأبا الربيع الزهراني وهشام بن عبد الملك الطيالسي

(1) تاريخ بغداد 6 / 126.
(2) حلوان: انظر معجم البلدان 2 / 290.
(3) في تاريخ بغداد: المري.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل " جبة ".
(5) رحبة مالك بن طوق مدينة بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات (معجم البلدان).
(6) بالأصل " الجعيد " والمثبت عن م، وانظر تاريخ بغداد.
(7) بالأصل " الحقلي " والمثبت عن تاريخ بغداد. وفي هذه النسبة اختلفوا، انظر الأنساب (الختلي).
(8) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 631 وانظر بهامشها ثبتا بمصادر ترجمت له.
(9) كذا رسمت بالأصل، وفي م: العيشي.
(10) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الاعلام 10 / 526 (170).
4

ويحيى بن معين وقبيصة بن عقبة ومحبوب بن موسى ومحمد بن
عبد الرحمن بن سهم ومحمد بن كثير وأبا نصر التمار وسعيد بن الحكم (1) بن
أبي مريم وسعدويه ومصعبا الزبيري وأحمد بن حنبل وأبا صالح عبد الغفار بن
داود وسعيد بن كثير بن عفير وخلقا كثيرا سواهم
روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبدوس العطشي (2) وأبو بكر
محمد بن أحمد بن هارون العسكري الفقيه وأبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق
الطوسي وأبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي وأحمد بن محمد بن إسماعيل
الأدمي والفضل بن محمد بن المسيب البيهقي الشعراني (3) وأبو بكر بن أبي الدنيا
وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة
وأبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشعيري قالوا أنا أبو الحسن بن أبي
الحديد أنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي أنا أبو بكر محمد بن
جعفر بن محمد بن سهل السامري أنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي
وإبراهيم بن عبد الرزاق الضرير بكرخ سر من رأى قالا نا أحمد بن عبد الله بن يونس
نا الفضيل بن عياض عن محمد الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن
سعد الساعدي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره
سفسافها) [* * * *]
وقال إبراهيم بن الجنيد نا محمد بن ثور الصنعاني
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو بكر
الخرائطي نا إبراهيم بن الجنيد نا فضيل بن عبد الوهاب نا جعفر بن سليمان
الضبعي عن فائد العكار قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول
إن رجلا حضرته الوفاة فقيل له قل لا إله إلا الله فلم يستطع أن يقولها وهو

(1) كذا، ويقال فيه: سعيد بن أبي مريم، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 327.
(2) ضبطت عن الأنساب بفتح العين والطاء، وهذه النسبة إلى سوق العطش وهو موضع ببغداد بالجانب
الشرقي.
(3) قيل له الشعراني لأنه كان يرسل شعره (الأنساب).
5

يتكلم فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له قلها فلم يقلها وقال قلبي يعقل ولا أستطيع فقال
له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم قال عقوقي لوالدتي قال وحية هي قال نعم قال
فدعاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال أرضي عن ابنك فقالت اللهم إني أشهدك وأشهد
رسولك أني قد رضيت عنه فقالها
أخبرنا أبو القاسم وأبو بكر الشاميان قالا أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن
معاوية المروروذي المعروف بكاكوا أنا صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف
بصيدا أنا أبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن الأصبغ نا محمد بن جعفر قال
أنشدني إبراهيم بن الجنيد (1) قال أنشدني أبو الوليد رباح بن الوليد
المرء دنياه له غراره * والنفس بالسوء له أماره (2)
يا رب حلو غبه مرارة
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أحمد بن عبد الله
إجازة [* * * *]
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد الفأفاء
قالا أنا ابن أبي حاتم (3) قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد صاحب كتب (4)
الزهد بغدادي استوطن سامراء روى عن داود بن رشيد ويوسف بن عدي وأبي
أسامة (5) بن إسماعيل المنقري وسليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق
ومحمد بن الحسين البرجلاني كتب عنه أبي ورأيته بسامرا ولم أكتب عنه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (6) إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أبو إسحاق المعروف بالختلي صاحب

(1) بالأصل " الجعيد " والصواب ما أثبت وهو صاحب الترجمة.
(2) بالأصل: والنفس له بالسوء أمارة.
وفوق اللفظتين " له " و " بالسوء " علامتا التبديل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 67.
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 110.
(4) في الجرح والتعديل: كتاب.
(5) في الجرح والتعديل: " وأبي سلمة ".
(6) تاريخ بغداد 6 / 120.
6

كتب الزهد والرقائق بغدادي سكن سر من رأى وحدث بها عن أبي سلمة التبوذكي
وسليمان بن حرب وعمرو (1) بن مرزوق ويحيى بن بكير ويوسف بن عدي
وعنده (2) عن يحيى بن معين سؤالات كثيرة الفائدة تدل على فهمه روى عنه أبو
العباس بن مسروق الطوسي ومحمد بن القاسم الكوكبي ومحمد بن أحمد بن هارون
العسكري وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدامي وكان ثقة (3)
427 إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن سراقة
وفد مع أبيه على (4) معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه واللفظ (5) له ثم حدثني أبو الفضل
محمد بن ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو
أحمد الغندجاني [* * * *]
وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسين
الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني قالا أنا أحمد بن عبدان الشيرازي أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري (6) قال إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن
سراقة أراه العدوي خرجت مع أبي غازيا نحو الشام فنكفأ على معاوية
428 إبراهيم بن عبد الله بن الحسن
أبو إسحاق الوراق وراق الوزير
حدث باطرابلس عن أبي الحسن محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي
وأحمد بن المعلى القاضي

(1) في تاريخ بغداد: " عمر ".
(2) في تاريخ بغداد: " وعبده بن يحيى.. " تحريف.
(3) في وفاته قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 12 / 632 " بقي إلى قرب سنة سبعين ومئتين " انظر تذكرة الحفاظ
2 / 586.
(4) بالأصل " علي بن معاوية " والصواب عن م.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت عن م.
(6) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 300.
7

روى عنه أبو القاسم الفرج بن إبراهيم النصيبي وأبو عبد الله بن منده
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي بن شجاع
أنا أبو عبد الله بن مندة أنا إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الدمشقي نا أحمد بن
المعلى نا صفوان بن صالح نا الوليد بن مسلم نا شيبة بن الأحنف أن أبا إسلام
الأسود حدثه أن أبا صالح الأشعري حدثه عن أبي عبد الله الأشعري قال نظر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى رجل يصلي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده فأمره أن يتم ركوعه
قال أبو صالح فقلت لأبي عبد الله من حدثك بهذا الحديث قال أمراء الأجناد
خالد بن الوليد وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة كل
هؤلاء سمعه من النبي (صلى الله عليه وسلم)
قرأت بخط أبي نصر بن الجبان حدثني الفرج بن إبراهيم النصيبي نا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الله وراق الوزير بأطرابلس نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد نا
عبد الرحمن بن عبيد الله نا سفيان عن عاصم عن الحسن في قوله " ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها " (1) قال لا تصلها رياء ولا تدعها حياء
429 إبراهيم بن عبد الله بن الحسن
أبو الحسين
حدث عنه أبو عبد الله بن منده عن أحمد بن المعلى
هو إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن حسنون (2) الأزدي (3) وقد تقدم
430 إبراهيم بن عبد الله بن حصن بن أحمد بن حزم
أبو إسحاق الغافقي الأندلسي المحتسب (4)
محتسب دمشق سمع الحديث الكثير ببغداد من أبوي بكر بن مالك القطيعي

(1) سورة الإسراء، الآية: 110.
(2) بالأصل " حسون " والصواب ما أثبت وقد تقدم ترجمة 354 وليست في م.
(3) كذا بالأصل وم هنا، وقد تقدم " الأردني " ترحمة 354.
(4) الوافي بالوافيات 6 / 37 وبهامشه ثبت بمصادر ترجمت له.
8

ومحمد بن إسحاق الصفار وأبي الحسن علي بن الحسن الحرامي (1) وأبي
الحسين بن مظفر وأبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق وسمع بدمشق من
عبد الوهاب الكلابي ويوسف بن القاسم الميانجي وبالرملة من أبي محمد
عبد الحميد بن يحيى بن داود وبأستراباذ أبا الحسن علي بن أحمد بن موسى
الطيبي وبجرجان أبا أحمد الغطريفي وأبا نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي وبالدينور أبا بكر محمد بن القاسم وبامل (2) أبا علي الحسين بن
محمد وبهمذان أبا العباس أحمد بن عبد الله الوراق وبمصر القاضي أبا الطاهر
الذهلي وبأطرابلس عمر بن داود بن سلمون (3) وأبا عبد الله بن أبي (4) كامل
وبلقلزم (5) الحسن بن يحيى وبسروج (6) أبا الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن
علي بن عمرو وبحران عثمان بن أحمد وحدث بشئ يسير
روى عنه أبو نصر بن الجبان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله الحافظ حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن حصن بن عبد الله بن
حصن الأندلسي المحتسب حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق الصفار ببغداد نا أبو
القاسم علي بن الحسن بن قديد نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن أبيه
قال (7) قدم إبراهيم بن سعد العراق سنة أربع وثمانين ومائة فأكرمه الرشيد وأظهر
بره وسئل عن الغناء فأفتاهم بتحليله واتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث
الزهري فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريصا أن أسمع
منك فأما الان فلا أسمع منك حديثا أبدا فقال إذا لا أفقد إلا شخصك وعلي وعلي إن حدثت ببغداد ما
أقمت حديثا حتى أغني قبله

(1) في الوافي بالوافيات: الجراحي.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الوافي وم.
(3) بالأصل ميلمون والمثبت عن الوافي وم.
(4) في الوافي: بن كامل.
(5) القلزم: انظر معجم البلدان 4 / 387. (6) سروج: بلدة قريبة من حران من ديار مضر. (معجم البلدان).
(7) الخبر في تاريخ بغداد 6 / 83 - 84 في ترجمة إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
9

وشاعت هذه عنه (1) ببغداد فبلغت الرشيد فدعا به فسأله عن حديث
المخزومية التي قطعها النبي (صلى الله عليه وسلم) في سرقة الحلي فدعا بعود فقال الرشيد أعود
المجمر فقال لا ولكن عود الطرق (2) فتبسم ففهمها إبراهيم فقال لعلك يا أمير
المؤمنين بلغك حديث السفيه الذي اذاني بالأمس وألجأني أن حلفت قال نعم
فدعا له الرشيد بعود فغنى
يا أم طلحة إن البين قد أفدا * قل الثواء لئن كان الرحيل غدا (3)
فقال له الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع قال من ربطه الله قال فهل
بلغك عن مالك في هذا شئ قال إي (4) والله أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في مدعاة
كانت لبني يربوع وهم يومئذ أجلة ومالك أقلهم فقها وقدرا ومعهم دفوف ومعازف
وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
سليمى أجمعت بينا فأين تقولها (5) أينا
وقد قالت لأتراب لها زهر تلاقينا *
تعالين فقد طاب لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم وفي هذه السنة مات إبراهيم بن سعد وهو
ابن خمس وسبعين سنة
كذا قال وذكر حصن الأول مزيد في نسبه
أخبرنا بهذه الحكاية أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن الحصين أنا أبو
القاسم علي بن المحسن التنوخي نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن
مهران الصفار الضرير قراءة عليه في المحرم سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة نا

(1) زيادة عن تاريخ بغداد.
(2) في تاريخ بغداد: الطرب.
(3) البيت في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 104 برواية:
أبلغ سليمى بان البين قد أفدا * وأنبئ سليمى بانا رائحون غدا
(4) في تاريخ بغداد: لا والله، إلا أن أبي أخبرني..
(5) في تاريخ بغداد: لقاؤها.
10

علي بن خلف أبو القاسم بمصر نا عبيد الله بن سعيد بن عفير عن أبيه
قال قدم إبراهيم بن سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة فأكرمه الرشيد
وأظهر بره وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه
أحاديث الزهري فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريصا على أن أسمع منك فأما الان فلا
سمعت منك حديثا أبدا فقال إذا لا أفقد إلا (1) شخصك وعلي وعلي إن حدثت ببغداد
ما أقمت حديثا حتى أغني قبله وشاعت هذه عنه ببغداد فبلغت الرشيد فدعا به
فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبي (صلى الله عليه وسلم) في سرقة الحلي فدعا بعود فقال
الرشيد أعود المجمر قال لا ولكن عود الطرق (2) ففهمها إبراهيم بن سعد فقال
لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي اذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت
قال نعم ودعا له الرشيد بعود فغناه
يا أم طلحة إن البين قد أفدا * قل الثواء لئن كان الرحيل غدا *
قال له الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع قال من ربطه الله قال فهل
بلغك عن مالك بن أنس في هذا شئ قال لا ولكنه أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في
مدعاة كانت في بني يربوع وهم حينئذ جلة ومالك أقلهم من فقهه وقدره ومعهم دفوف
ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
سليمى أجمعت بينا فأين لقاؤها أينا *
وقد قالت لأتراب لها زهر تلاقينا *
تعالين فقد طاب لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم وفي هذه السنة مات إبراهيم بن سعد وهو
ابن خمس وسبعين سنة يكنى أبا إسحاق
رواها الخطيب عن التنوخي
قرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي وفي يوم الاثنين لثمان خلون من

(1) سقطت من الأصل، واستدركت فوق الكلام بين السطرين.
(2) في تاريخ بغداد: الطرب.
11

جمادى الأولى سنة خمس وتسعين عزل الأنصاري عن حسبة دمشق ووليها أبو إسحاق
الأندلسي الفقيه
فسمعت أبا محمد بن الأكفاني يحكي عن شيوخه (1) أن أبا إسحاق كان صارما
في الحسبة وأنه كان بدمشق رجل يقلي القطايف فكان المحتسب يريد أن يؤدبه فإذا
رآه القطايفي قد أقبل قال بحق مولانا امض عني فيمضي عنه فغافله يوما وأتاه من
خلفه وقال وحق مولانا لا بد أن تنزل فأمر بإنزاله وتأديبه فلم ضرب بالدرة قال (2)
هذه في قفا عثمان قال المحتسب أنت لا تعرف أسماء الصحابة والله لأصفعنك بعدد
أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فصفعه بعدد أهل بدر وتركه فمات بعد أيام من ألم
الصفع وبلغ الخبر إلى مصر فأتاه كتاب الملقب بالحاكم يشكره على ما صنع وقال
هذا جزاء من ينتقص السلف الصالح أو كما قال
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال مات إبراهيم بن عبد الله بن حصن
الأندلسي أبو إسحاق الغافقي المحتسب بدمشق في يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلون
من ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة وكان قد كتب الكثير وسافر ولم يحدث
قال لي الشيخ أبو محمد عبد العزيز كتبت عن أبي نصر بن الجبان عنه حكاية
واحدة وكان مالكيا يذهب إلى الاعتزال
قرأت بخط الميداني أنه مات يوم السبت ثاني عيد الأضحى
431 إبراهيم بن عبد الله بن سليمان بن يوسف العبدي
حدث بأطرابلس عن أبيه
روى عنه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي ذر السوسي الأطرابلسي
432 إبراهيم بن عبد الله بن صفوان
أبو إسحاق النصري الحداد عم أبي زرعة الحافظ
روى عن ضمرة بن ربيعة والهيثم بن عمران وعبد الله بن وهب

(1) الوافي بالوفيات 6 / 38 نقلا عن ابن النجار.
(2) في الوافي: قال: هذه في قفا أبي بكر، فلما ضربه الثانية قال: هذه في قفا عمر، فلما ضربه الثالثة
قال....
12

وعبد الرزاق بن عمر الزاهد ومحمد بن عبد الله بن العلاء بن زيد وعبد الواحد بن
بسر النضري
روى عنه ابن أخيه أبو زرعه وأبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي وابن ابن
أخيه محمود بن عبد الرحمن بن عمرو وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن
عبد الله بن صفوان النصري نا عمي محمود بن عبد الرحمن بن عمرو [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة
قالا نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد قال ونا أبو (1) زرعة أبو محمد وأبو
بكر ابنا عبد الله بن أبي دجانة عبد الله بن عمرو بن صفوان قالا نا محمود بن
عبد الرحمن نا عم أبي إبراهيم بن عبد الله بن صفوان نا ضمرة بن ربيعة عن
رجاء بن أبي سلمة عن سليمان بن موسى قال قال عمرو بن شعيب لا نفل بعد
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قلت له أيهات أشغلك أكل الزبيب بالطائف سمعت مكحولا وهو
يقول جلت الشام والعراق ومصر أسأل عن النفل فلم أصب أحدا يخبرني حتى صرت
إلى دمشق إذا رجل في غربي المسجد يقال له زياد بن جارية التميمي (2) وهو يقول
حدثني حبيب بن مسلمة الفهري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفل في البدأة (3) الربع بعد الخمس
وفي الرجعة الثلث بعد الربع لفظهما سواء

(1) سقطت من الأصل واستركت على هامشه.
(2) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور: " زيد بن حارثة التميمي " خطأ، ففي ترجمة زياد بن جارية في
تهذيب التهذيب 2 / 210: " وروى عن حبيب بن مسلمة في النفل " وفي م كالأصل.
(3) الحديث في النهاية لابن الأثير 1 / 103، قال ابن الأثير: أراد بالبداة ابتداء الغزو، وبالرجعة القفول منه.
والمعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت بهم نفلها الربع مما غنمت،
وإذا فعلت ذلك عن عود العسكر نفلها الثلث، لان الكرة الثانية أشق عليهم والخطر فيها أعظم، وذلك لقوة
الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم، وهم في الأول أنشط وأشهى للسير والامعان في بلاد العدو،
وهم عند القفول أضعف وأفتر وأشهى للرجوع إلى أوطانهم، فزادهم لذلك.
13

433 إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر
أبو إسحاق
روى عن أبيه وسعيد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة
روى عنه البخاري وأبو حاتم الرازي ويعقوب بن سفيان وإسماعيل بن
عبد الرحمن الكتاني الدمشقي وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو وأبو عبد الملك
البسري وأبو هشام عبد الرحمن بن عبد الصمد وإبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني ومحمد بن سهل بن عسكر وعثمان بن سعيد الدارمي وإسحاق بن
إبراهيم بن موسى وعبد الله بن حماد الأيلي وأحمد بن ربيعة بن زبر وإبراهيم بن
هاني النيسابوري ومحمد بن يحيى الذهلي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
وأبو محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله بن عبدان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم نا أبو زرعة ثنا إبراهيم بن
عبد الله نا أبي عن أبي سلام الأسود قال أخبرني ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأخبرنا أبو الحسن الفقيه أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو
الحسن بن السمسار أنبأنا محمد بن مروان أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم
القرشي نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر حدثني أبو سلام عن ثوبان مولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (بخ بخ لخمس وقال الفقيه
خمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والله أكبر والحمد لله
والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه) [* * * *]
تابعه زيد بن يحيى بن عبيد عن أبي زيد وخالفهما الوليد
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ
نا أبو القاسم الطبراني نا أبو زرعة الدمشقي نا أبو إبراهيم بن العلاء بن زبر نا أبي
قال وأنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد نا أبو المغيرة نا عبد الله بن العلاء بن
14

زبر عن سالم عن أبيه قال سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة الليل فقال (مثنى مثنى
فإذا خفت أن يدركك الصبح فأوتر بواحدة) [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر نا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي عن أبيه عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال
ولدت سنة سبع وأربعين ومئة
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثني أبو الفضل بن
ناصر أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنبأنا أبو أحمد
الغندجاني
وحدثنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسن الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال
إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر أبو إسحاق الدمشقي سمع أباه
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس الشقاني أنا أحمد بن منصور بن خلف نا أبو
سعيد أحمد بن عبد الله بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج
يقول أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي سمع أباه
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك (1) أنا أبو نصر
الوائلي أنا أبو الحسن الخصيب (2) بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن النسائي قال أخبرني أبي قال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن
العلاء بن زبر دمشقي ليس بثقة

(1)؟؟؟
(2) بالأصل ض الخطيب " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 349 وفي شذرات الذهب
3 / 204 " أبو الحسن " بدل " أبو الحسن ".
15

أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد الفأفاء قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) قال
إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الدمشقي روى عن أبيه وسعيد بن
عبد العزيز سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أما زبر بفتح
الزاي وسكون الباء إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر يروي عن أبيه روى عنه أبو
حاتم الرازي
434 إبراهيم بن عبد الله المسجدي
حكى عنه أبو الفرج عبد الرزاق بن محمد بن الحسن القضاعي
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا أبو الحسين بن الحنائي أنا أبو بكر الحداد
أخبرني أبو نصر بن الجبان قال ذكر لنا أبو الفرج عبد الرزاق بن محمد بن الحسن
القضاعي الصوفي أنه سمع إبراهيم بن عبد الله المسجدي قال وجد على حجر في
جيرون (3) مكتوب ساكن دمشق لا تتجبر فيقصمك الله عامل دقيق لا يفلح نعمة
ومعصية لا يجتمعان
435 إبراهيم بن عبيد الله (4) بن محمد بن علي بن مروان
أبو إسحاق الشاهد
حدث عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 109.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 162.
(3) جيرون: المعروف اليوم أن من أبواب الجامع بدمشق وهو بابه الشرقي يقال له باب جيرون (وانظر
معجم البلدان).
(4) في المختصر: عبد الله.
16

روى عنه علي الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عبيد الله بن محمد بن علي بن مروان الشاهد نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر
نا محمد بن المعافا نا محمود بن خالد نا أبو الوليد نا أبو سعيد حفص بن غيلان
عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر وعن عطاء عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال
(من أعتق عبدا وله فيه شرك وله وفاء فهو حر ويضمن نصيب شركائه بقيمة
عدل بما أساء مشاركتهم وليس على العبد شئ) [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه نا أبو نعيم (1)
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا إبراهيم بن دحيم نا أبي نا الوليد بن مسلم [* * * *]
قال ونا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه قال زعم أبو
سعيد عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر وعن عطاء بن أبي رباح عن
جابر بن عبد الله قال من أعتق شركا وله وفاء فهو حر وضمن نصيب شركائه بقيمة عدل
بما أساء مشاركتهم وليس على العبد شئ فإن لقي يكن له شئ استسعى العبد
436 إبراهيم بن عبد الحميد
أبو إسحاق الجرشي (2)
حدث عن سعيد بن بشير وشعبة بن الحجاج والربيع بن صبيح
وعبد الوهاب بن محمد وزياد بن أبي زياد الهاشمي البصري وخالد بن عبد الله
الطحان وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان قاضي واسط وأبي (3) عبد الملك الأزدي

(1) بالأصل " أبا نعيم " بدل " نا أبو نعيم " والصواب ما أثبت.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جرش من مخاليف اليمن من جهة مكة (معجم البلدان).
(3) بالأصل " وابن " وسيأتي.
17

ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطاء بن عجلان وداود بن عمرو الدمشقي
روى عنه أبو عامر موسى بن عامر وأبو الوليد هشام بن عبيد الله الكليبي
ومحمد بن الحسين بن أبي الدرداء وإبراهيم بن أيوب الحوراني والجراح بن مليح
البهراني
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي عبد الله الحسن بن
أحمد بن أبي الحديد أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي
الشمس الأملوكي (1) نا أبي علي نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد نا
عبد السلام بن العباس بن الزبير نا أبو محمد عبد الرحمن الدمشقي نا إبراهيم بن
أيوب الدمشقي وكان رجلا صالحا عن إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي عن أبي
عبد الملك الأزدي عن أنس بن مالك قال قال رسول (صلى الله عليه وسلم)
(شربوا شيبكم بالحناء فإنه أسرى (2) لوجوهكم وأطيب لأفواهكم وأكثر
لجماعكم الحناء سيد ريحان أهل الجنة الحناء يفصل ما بين الكفر والإيمان) [* * * *]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا
عبد العزيز بن علي الخياط نا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد نا أبو يعلى
الموصلي وعبد الله بن جمعه قالا نا موسى بن عامر أبو عامر نا إبراهيم بن
عبد الحميد نا زيد بن أبي زياد البصري الهاشمي قال سمعت أنس بن مالك
الأنصاري يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
(طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها رضا بما يطلب) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن منده أنا حمد بن عبد الله
إجازة [* * * *]

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 518.
والأملوكي: بضم الألف واللام وسكون الميم، هذه النسبة إلى أملوك وهو بطن من ردمان، وردمان بطن
(2) عن م، وبالأصل " أسوى ".
18

قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
إبراهيم بن عبد الحميد أبو إسحاق روى عن داود بن عمرو روى عنه الوليد بن مسلم
سألت أبا زرعة عنه فقال يشبه أن يكون حمصيا (2) ما به بأس
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما الجرشي
بضم الجيم وفتح الراء وكسر الشين المعجمة إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي
يروي عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان
437 إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم (4) بن إبراهيم بن ميمون (5)
روى عن أبيه ومحمد بن الوزير وأبي عبد الله محمد بن علي العسقلاني
وأبي عمير بن النحاس وعمران بن يزيد بن أبي جميل ومحمد بن مصفى
ومحمد بن عوف وأحمد بن عبد الله بن حكيم البعلبكي وهارون بن زيد بن أبي
الزرقاء والقاسم بن عثمان الجوعي وعمران بن بكار وأبي عامر موسى بن عامر
وإبراهيم بن الوليد بن سلمة وسليمان بن عبد الحميد البهراني ومحمد بن عبد الله
الخلنجي (6) وخالد بن يزيد بن مرشل الرملي وهشام بن عمار وإبراهيم بن
يعقوب ومحمد بن إسماعيل بن علية ومحمود بن خالد وأبي أسامة عبد الله بن
محمد بن أبي أسامة وأحمد بن عبد الواحد بن عبود وأبي إسحاق إبراهيم بن
عبد الله بن خالد المصيصي والوليد بن يزيد بن أبي طلحة وهشام بن خالد
ومحمد بن الخليل الخشني
روى عنه أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة وابن أخيه أبو سعيد عبد الرحمن بن

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 113.
(2) عن الجرح والتعديل وبالأصل " حفصيا ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 236.
(4) دحيم ضبطت عن تقريب التهذيب، بالتصغير. وهو لقبه.
(5) انظر في نسبه سير أعلام النبلاء 11 / 515 (140).
(6) هذه النسبة - بفتح الخاء واللام وسكون النون - إلى خلنج، وهو نوع من الخشب.
19

عمرو بن دحيم وأبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي زرعة وأبو القاسم بن أبي
العقب وأبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو
موسى هارون بن محمد بن هارون الطحان وأبو عمر محمد بن العباس بن الوليد بن
كودلة وأبو علي بن شعيب وجمح بن القاسم والفضل بن جعفر وأبو علي بن ادم
وابن ابن أخيه أبو زرعة محمد بن الحسن بن القاسم بن دحيم وأبو عمر بن فضالة
وأبو أحمد بن عدي وأبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح وأبو علي الحسن بن
جعفر الطبري وأبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر النيسابوري الحافظ وسليمان بن
أحمد الطبراني
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو علي
الحسين بن محمد بن ريش قراءة قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا محمد بن
هارون حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم نا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي نا الحارث بن عطية عن الأوزاعي عن
الزهري عن أنس بن مالك قال سألوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أجفوه في المسألة فقام
مغضبا خطيبا فقال
(لا تسألوني عن شئ في مقامي هذا إلا حدثتكم) [* * * *] فقام رجل كان إذا لاحى دعي
إلى غير أبيه فقال من أبي قال (أبوك حذافة) [* * * *] واشتد غضبه قال فلم ير في القوم إلا
باكيا فجثا عمر على ركبتيه وربما قال قام عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) رسولا وربما قال نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فقال (والذي
نفسي بيده لقد مثلت لي الجنة والنار دون هذا الحائط)
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا إبراهيم بن دحيم الدمشقي نا أبي نا الوليد بن
مسلم نا ابن ثوبان عن أبيه عن أبي كبشة الأنماري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال ونا إبراهيم بن دحيم نا أبي نا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة نا أبو (1)

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن م، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 569.
20

معيد (2) حفص بن غيلان عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن أبي
كبشة عن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه ويقول (من أهراق منه هذه
الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشئ لشئ) [* * * *]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن
محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال وفي هذه السنة يعني سنة ثلاث وثلاثمائة
توفي إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم في المحرم
438 إبراهيم بن عبد الرحمن بن جعفر بن عبد الرحمن
أبو السمح (3) التنوخي المعري (4) الفقيه الحنيفي (5)
اجتاز بدمشق عند توجهه إلى بيت المقدس
روى عن عبد الواحد بن محمد
حدثنا عنه أبو الطيب المقدسي وكان زاهدا ورعا أديبا
أخبرنا أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز بن محمد المقدسي (6) إمام مسجد
الرافقة (7) بها حدثني الشيخ الفقيه أبو السمح إبراهيم بن عبد الرحمن بن جعفر بن
عبد الرحمن التنوخي المعري بمسجده في شيزر (8) سنة سبع وثمانين وأربعمائة أنا
عبد الواحد بن محمد بن الحسن الكفرطابي المحدث أنا القاضي أبو عمرو عثمان بن

(2) ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير.
(3) في الوافي بالوافيات 6 / 45 أبو الحسن.
(4) هذه النسبة إلى معرة النعمان، وهي بلدة من بلاد الشام على اثني عشر فرسخا من حلب (الأنساب).
(5) في الا مختصر والوافي: " الحنفي " وهو المشهور في المتفقه على مذهب الامام أبي حنيفة، وكلاهما
صواب.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(7) الرافقة بلد متصل بالرقة وهما على ضفة الفرات بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع، وهي من أعمال الجزيرة.
(معجم البلدان).
(8) بالأصل " سيرز " والصواب ما أثبت عن معجم البلدان، وهي قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة بينها
وبين حماة يوم. وفي م " سيرز " أيضا.
21

عبد الله الطرسوسي أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الطرابلسي نا أبو علي بن أبي
الحناجر نا موسى بن داود نا عبد الرحمن بن أبي بكر عن زيد بن أسلم عن أبيه
عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أنا الله يحب أبناء الثمانين) [* * * *]
وأنشدني أبو الطيب قال أنشدني أبو السمح قال وجدت بخط محمد بن
علي بن محمد البخاري المحدث (1)
ما لامني فيك أحبابي وأعدائي * إلا لغفلتهم عن عظم بلوائي
تركت للناس دنياهم ودينهم * شغلا بحبك يا ديني ودنيائي *
أنشدني له أمير أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقذ أنشدنا أبو الفتح في
خواجة بزرك
أجريت طرف الملك في سند العلى * متصاعدا كالكوكب المتحادر
وجرى وراءك معاشر فتعثرو * دون الغبار فلا لعا للعاثر (1)
قال لي أبو المغيث توفي أبو السمح سنة ثلاث وخمسمائة بشيزر
439 إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي شيبان
أبو إسماعيل ويقال أبو أمية ويقال أبو بشر العنسي
من أهل دمشق ويقال إن اسم أبي شيبان يزيد
روى عن يونس بن ميسرة ويزيد بن عبيدة وزيد بن رفيع البصري وزياد بن
أبي سودة وعبدة بن أبي لبابة وعلي بن أبي حملة (2)
روى عنه محمد بن المبارك الصوري وهشام بن عمار وعبد الرحمن بن
يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي وأبو مسهر الغساني وإسحاق بن منصور
الكوسج والهيثم بن خارجة الخراساني
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا

(1) البيتان في مختصر ابن منظور 4 / 74.
(2) ضبطت عن التبصير.
22

أبو (1) بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزار بدمشق نا هشام بن عمار نا إبراهيم
يعني ابن أبي شيبان العنسي قال سمعت يزيد بن عبيده يحدث عن يزيد بن أبي يزيد
مولى بسر بن أبي أرطأة عن بسر أنه كان يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة فقيل له يا أبا عبد الرحمن ما تزال تردد
هذه الدعوات فقال إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو بهن فلن أدعهن حتى أموت
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام الرازي أنا
جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة في تسمية شيوخ دمشق
إبراهيم بن أبي شيبان العنسي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي
الحديد أنا علي بن الحسن بن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير أنا
أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام إبراهيم بن أبي شيبان
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد
الغندجاني (2) [* * * *]
وحدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسين الأصبهاني وأبو
أحمد الغندجاني قالا أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ نا أبو عبد الله
البخاري قال (3) إبراهيم بن أبي شيبان أبو إسماعيل كناه إسحاق سمع يونس بن
حلبس عن أبي إدريس عن ابن حوالة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (عليك بالشام (4) [* * *] روى

(1) استدركت عن هامش الأصل.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى غند جان (بضم فسكون وكسر الدال، كذا ضبطت في معجم البلدان)
بليدة بأرض فارس في مفازة قليلة الماء معطشة واسمه عبد الوهاب بن محمد بن موسى بن داذ فروخ، له
ترجمة في الأنساب.
(3) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 292.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، وقد استدركت هذه الزيادة على هامش الأصل ولكن
طمس الجزء الأخير منها " قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم... " وانظر التاريخ الكبير.
23

عنه محمد بن المبارك
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى أنا أبو نصر
الوائلي نا الخصيب بن عبد الله بن محمد بن الخصيب أخبرني عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب أخبرني أبي قال قال أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي شيبان أنا معاوية بن
صالح نا الهيثم هو ابن خارجة نا إبراهيم أبو إسماعيل بن أبي شيبان قال سألت
زيد بن رفيع قال فقلت يا أبا جعفر ما تقول في الخوارج في تكفيرهم الناس قال
كذبوا يقول الله عز وجل " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب "
الآية (1) فمن امن بهن فهو مؤمن ومن كفر بهن فهو كافر
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا حمد بن عبد الله
إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء قالا
أنا ابن أبي حاتم قال (2) إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي شيبان العنسي وأبو
أمية روى عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي ويونس بن ميسرة بن
حلبس ويزيد بن عبيدة روى عنه عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن الله بن
أبي المهاجر المخزومي الدمشقي ومحمد بن المبارك الصوري وهشام بن عمار
سمعت أبي يقول ذلك ويقول لا بأس به
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر أنا
عبد الغني بن سعيد قال إبراهيم بن أبي شيبان الدمشقي وهو إبراهيم بن عبد الرحمن
العنسي أبو أمية يحدث عن إسماعيل بن عبيد روى عنه محمد بن المبارك الصوري
وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال (3) قلت لأبي مسهر فما تقول في
إبراهيم بن أبي شيبان قال ثقة

(1) سورة البقرة، الآية: 177.
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 111.
(3) تاريخ أبي زرعة 1 / 382.
24

قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو أبو عبد الله الحافظ
قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي نا محمد بن يحيى عن محمد بن المبارك
العبدي عن إبراهيم بن شيبان فسئل عن إبراهيم فقال دمشقي ثقة
كذا فيه والصواب ابن أبي شيبان وابن المبارك الصوري
440 إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان
أبو إسحاق القرشي الحافظ (1)
ويقال إنه من ولد عبد الملك بن مروان ويقال من مواليه رحل وسمع
الحديث
وروى عن أبي جعفر محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز وأحمد بن
إبراهيم بن ملاس وأبي عبد الله معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله ويحيى بن
عثمان بن صالح والربيع بن سليمان والهيثم بن مروان وإبراهيم بن مرزوق
ومحمد وسعد ابني عبد الله بن عبد الحكم ويونس بن عبد الأعلى وأبي عامر
موسى بن عامر والعباس بن الوليد وإبراهيم بن أبي داود البرلسي وأبي عبد الله
محمد بن داود السماقي (2) وأبي حامد أحمد بن محمد بن مخلد الهروي وأبي جعفر
محمد بن يعقوب وأبي حفص عمر بن مضر وأبي عبيد محمد بن حسان البسري
الزاهد وأبي بكر أحمد بن يحيى السنبلاني (3) وأحمد بن عمر بن الجليد وأبي عمرو
أحمد بن محمد بن الغمطريق الثقفي وأبي هشام عبد الرحمن بن عثمان بن هشام بن
زبر وزياد بن معاوية بن يزيد الأموي وأحمد بن عبد المؤمن الفيومي وأحمد بن
يحيى بن يزيد وأبي عبد الله محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي وأبي جعفر محمد بن
عيسى النقاش وأبي مسعود هاشم بن خالد بن أبي جميل وأبي الحسن علي بن
سعيد ونوح بن عمرو بن حوتي وإسماعيل بن أبان بن حوي وعبد السلام بن
عتيق وعبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير وأبي هبيرة محمد بن الوليد وأحمد بن
عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وأحمد بن عيسى الخشاب وعبد الله بن محمد بن

(1) الوافي بالوفيات 6 / 42 وسير أعلام النبلاء 15 / 62 (30) وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر ترجمت له.
(2) ضبطت عن الأنساب.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سنبلان، محلة كبيرة ببلدة أصبهان.
25

سعيد بن أبي مريم وأبي عمرو محمد بن خزيمة البصري وعبد الرحمن بن
عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق وشعيب بن شعيب بن إسحاق ومحمد بن عقبة بن
علقمة وغيرهم
روى عنه ابنه أبو عبد الله وأبو الحسين الرازي ومحمد وأحمد أبنا موسى بن
الحسين بن السمسار وأبو بكر بن أبي دجانة وعلي بن الحسن بن طعان وأبو محمد
شعيب بن إسحاق بن شعيب بن شعيب القرشي وعبد الوهاب الكلابي وأبو (1)
الحسن حميد بن الحسن بن عبد الله الوراق وأبو (1) بكر المقرئ وأبو سليمان بن
زبر وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان وأبو هاشم المؤدب
والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي (2) وأبو الحسن علي بن محمد بن شيبان
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني أنا أبو طاهر أحمد بن محمود
الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين بن رواد قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو
إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي بدمشق نا
الربيع بن سليمان نا مطرف نا مسلم بن خالد عن ابن جريح عن عمرو بن شعيب
عن أبيه وعن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (البينة على المدعي واليمين على من أنكر
إلا في القسامة (3)) [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد العطار فيما أنه نقله من خط أبي الحسين
الرازي في تسمية من كتب به عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي مات وأنا بها في سنة ثماني عشرة
وثلاثمائة

(1) بالأصل " وأبي ".
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى اسداباذ وهي بليدة على منزلة من همذان إذا خرجت إلى العراق
(الأنساب)
(3) في النهاية 1 / 62 قال ابن الأثير: " القسامة: بالفتح، اليمين، كالقسم، وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم
خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم، إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله، فان لم يكونوا
خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا، ولا يكون فيهم صبي، ولا امرأة، ولا مجنون، ولا عبد، أو يقسم
بها المتهمون على نفي القتل عنهم فان حلف المدعون استحقوا الدية، وإن حلف المتهمون لم تلزمهم
الدية ".
وفي مختصر ابن منظور " القيامة " بدل " القسامة "
26

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال سنة تسع عشرة وثلاثمائة توفي
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان ليلة السبت ودفن يوم
السبت بعد صلاة العصر لاثنتي عشرة ليلة (1) بقيت من رجب وهكذا ذكر عبد
الوهاب الكلابي في وفاته (2) (3)
441 إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أبو إسحاق ويقال أبو عبد الله ويقال أبو محمد الزهري (4)
روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وسعد بن
أبي وقاص وأبيه عبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر وعمرو بن العاص وأبي
بكرة
وأمه أم كلثوم بنت عقبة
روى عنه ابناه سعد وصالح والزهري وعطاء بن أبي رباح
وشهد الدار مع عثمان ووفد على معاوية
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبو محمد الجوهري [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب قالا أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) نا أبو سلمة يوسف بن يعقوب
الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده
عبد الرحمن بن عوف أنه قال إني لواقف يوم بدر في الصف نظرت عن يميني وعن
شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت لو كنت بين أضلع منهما
فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم ما حاجتك يا ابن أخي

(1) زيادة للايضاح.
(2) عن هامش الأصل.
(3) زيد في سير أعلام النبلاء 15 / 62 " وقد قارب التسعين ".
(4) سير أعلام النبلاء 4 / 292 والوافي بالوفيات 6 / 42 وراجع بحاشيتيهما ثبتا بمصادر ترجمت له.
(5) مسند أحمد بن حنبل 1 / 192 - 193.
27

قال بلغني أنه سب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال والذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سوادي
سواده حتى يموت الأعجل منا قال فغمزني الاخر فقال لي مثلها قال فتعجبت
لذلك
قال فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول (1) في الناس فقلت لهما (2) ألا
تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه فابتدراه فاستقبلهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فأخبراه قال (3) (أيكما قتله) [* * * *] فقال كل واحد منهما أنا قتلته قال
(مسحتما سيفكما (4)) قالا لا فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السيفين فقال (كلاكما
قتله) وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وهما معاذ بن عمرو بن الجموح
ومعاذ بن عفراء [* * * *]
رواه القواريري وبشر بن الوليد عن يوسف نحوه
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور سبط
بحرويه أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا بشر بن الوليد
وعبيد الله بن عمر القواريري وغيرهما [* * * *]
وأخبرنا أبو المظفر ابن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان أنا أبو يعلى نا بشر بن الوليد وعبيد الله بن عمر القواريري وشريح بن
يونس قالوا حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون فذكر بإسناده نحوه وحديث أحمد
أتم
وأخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا
محمد بن المظفر بن موسى نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا علي بن
عبد الله بن جعفر نا يوسف بن الماجشون أخبرني صالح بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف عن أبيه إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال إني لواقف
في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار

(1) عن مسند أحمد وبالأصل " يزول ".
(2) عن مسند أحمد وبالأصل " لهم ".
(3) في المسند: فقال.
(4) بالأصل " سيفكما " والصواب عن مسند أحمد وم.
28

حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عم هل
تعرف أبا جهل قال قلت نعم فما حاجتك إليه قال أنبئت أنه يسب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده من سوادي حتى يموت الأعجل منا فغمزني
الاخر فقال لي قوله قال فتعجبت لذاك
قال فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس قال فقلت لهما ألا تريان ها ذاك
صاحبكما الذي تسألان عنه قال فابتدراه بسيفهما (1) فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبراه فقال (أيكما قتله) [* * * *] فقال كل واحد منهما أنا قتلته فقال (هل
مسحتما سيفيكما (2)) [*] قالا لا قال فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السيفين فقال (كلاكما قتله) [* * * *]
وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح قال والرجلان معاذ بن الجموح ومعاذ بن
عفراء
أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القائفي الصوفي ببغداد وبهراة
وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي بأصبهان قالا أنا أبو منصور بن
شكرويه زاد أبو سعد وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار قالا أنا
إبراهيم بن عبد الله بن حوشب قوله نا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا علي بن
مسلم نا يوسف بن يعقوب الماجشون أنا صالح بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن
عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن قال كاتبت أمية بن خلف كتابة في أن يحفظني في
صاغيتي (3) بمكة واحفظه في صاغيته بالمدينة فلما بلغ اسم عبد الرحمن قال لا
أعرف الرحمن كاتبني باسمك الذي كان فكاتبته عبد عمرو فلما كان يوم بدر
خرجت لأحرزه في شعب حتى يأمن الناس فرأيت بلال مولى أبي بكر فأقبل وقال
ابن البغدادي قد أقبل حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال يا معشر الأنصار
أمية بن خلف لا نجوت إن نجا فخرج معه نفر
قال عبد الرحمن فلما خشيت أن يدركونا خلفت لهم ابنه أشغلهم به فقتلوه ثم
أتوا حتى لحقونا وكان أمية رجل ثقيلا فقلت له ابرك

(1) بالأصل " بسيفهما " والصواب ما أثبت عن م.
(2) بالأصل " سيفكما " والصواب عن الرواية السابقة.
(3) الصاغية هم الذين يميلون إليك في حوائجهم (القاموس).
29

قال فكان عبد الرحمن يرينا بظهر قدمه وسقط من الحديث بعضه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة (1) حدثني عبدة بن عبد الرحيم نا
سلمة بن سليمان نا ابن المبارك نا يونس بن يزيد عن الزهري أخبرني إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ
نا سليمان بن أحمد نا عبد الرحمن بن جابر نا بشر بن شعيب عن أبيه عن
الزهري [* * * *]
وأخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا محمد بن الحسن بن قتيبة نا حرملة بن يحيى نا عبد الله بن وهب نا
يونس بن عبد الأعلى عن ابن شهاب عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه قدم
وافدا على معاوية في خلافته قال فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل
الشام ثم جلست بين أظهرهم فقال زاد يونس لي وقالا رجل منهم من أنت يا فتى
فقلت أنا إبراهيم وقال يونس قال له أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فقال
رحم وقال يونس قال يرحم الله أباك حدثني فلان رجل وقال يونس لرجل سماه أنه
قال والله لألحقن بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلأحدثن بهم عهدا ولأكلمنهم (2)
فقدمت المدينة في خلافة عثمان فلقيتهم إلا عبد الرحمن بن عوف أخبرت أنه بأرض
له بالجرف (3) فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في
يده فلما رآني استحيا مني فألقى المسحاة وأخذ رداءه فسلمت عليه وقلت قد جئت
لأمر وقد رأيت أعجب منه وقال يونس لأمر ما رأيت أعجب منه هل جاءكم إلا ما
جاءنا أم هل علمتم إلا ما علمنا وقال يونس إلا ما قد علمنا قال عبد الرحمن لم

(1) تاريخ أبي زرعة 1 / 418.
(2) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، وما أثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 77 وفي م: ولا كلفتهم.
(3) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، وما أثبت عن م.
والجرف بالضم ثم السكون، موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، به كانت أموال لعمر بن
الخطاب ولأهل المدينة (معجم البلدان).
30

يأتنا إلا ما جاءكم ولم نعلم إلا ما علمتم قلت فما لنا نزهد في الدنيا وترغبون فيها
ونخف في الجهاد وتشاغلون وفي حديث يونس وتساملون عنه وأنتم سلفنا وخيارنا
وأصحاب نبينا (صلى الله عليه وسلم)
قال عبد الرحمن لم يأتنا إلا ما أتاكم وقال يونس جاءكم ولم نعلم إلا ما
علمتم ولكن بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن سعد
قال (1) قالوا وكان لعبد الرحمن بن عوف من الولد إبراهيم وحميد وإسماعيل
وحميدة وأمة الرحمن وأمهم أم كلثوم بنت عقبة بي أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن
عبد شمس وذكر غيرهم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (2) في الطبقة (3)
الأولى من أهل المدينة إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن
الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أروى بنت كريز وأمها أم حكيم وهي
البيضاء بنت عبد المطلب وكان إبراهيم يكنى أبا إسحاق
قال محمد بن عمر (4) لا نعلم أحدا من ولد عبد الرحمن بن عوف روى عن عمر
سماعا ورؤية (5) غير إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وقد روى أيضا عن أبيه وعن
عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص وأبي بكرة وتوفي إبراهيم بن
عبد الرحمن سنة ست وتسعين (6) وهو ابن خمس وسبعين سنة

(1) طبقات ابن سعد 3 / 127 في ترجمة عبد الرحمن بن عوف.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 55.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن طبقات ابن سعد 5 / 5.
(4) طبقات ابن سعد 5 / 56.
(5) بالأصل: " ورواية عمر " والمثبت عن ابن سعد.
(6) في ابن سعد: وسبعين.
31

أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد الحسن بن
محمد بن يوسف أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا
محمد بن سعد قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عوف وأمه أم كلثوم بنت عقبة ويكنى أبا إسحاق توفي سنة ست وتسعين وهو ابن
خمس وسبعين سنة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار في تسمية ولد
عبد الرحمن بن عوف ومحمد به كان يكنى ولد في الإسلام وإبراهيم وحميد
وإسماعيل وأمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس
من المهاجرات المبايعات وكل بني عبد الرحمن من أم كلثوم وقد روي عنه الحديث
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الذي يقول
أمتروكة شوطي وبرد ظلالها * وذو الغصن ملتح أغن خصيب
معي صاحب لم أعص مذ كنت أمره * إذا قال شيئا قلت أنت مصيب (1)
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي عن
أحمد بن عبيد بن بيري (2) نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سمعت أبي
يقول إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا إسحاق
أخبرنا أبو بكر السلماسي حدثني نعمة الله بن محمد المرندي أنا أبو مسعود
البجلي أنا أبو النضر النسوي نا سفيان بن محمد بن سفيان أنا عمي الحسن بن
سفيان الصفار نا محمد بن علي بن عم (3) رواد بن الجراح عن محمد بن
إسحاق البصري قال سمعت أبا عمر الضرير يقول إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عوف أبو إسحاق

(1) البيتان في مختصر ابن منظور 4 / 77.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 197 (112) وضبطت
اللفظة عن التبصير 1 / 113.
(3) عن م وبالأصل: " ابن عمر ".
32

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن الباقلاني أنا أبو محمد
يوسف بن رباح بن علي بن موسى أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر
الدولابي نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية
تابعي أهل المدينة ومحدثيهم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري أنا أبو الحسين بن الطيوري
أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمة (1)
نا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال قال لنا جدي إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عوف أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط يكنى أبا إسحاق توفي سنة ست وتسعين
وهو ابن خمس وسبعين سنة يعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة بعد
الصحابة وروى إبراهيم عن عمر بن الخطاب سماعا ورواية ويقال إنه لم يكن أحد
من ولد عبد الرحمن بن عوف يروي عن عمر سماعا غيره وقد روى عن أبيه وعثمان
وعلي وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص وأبي بكرة وكان ثقة
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثني أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد بن
محمد الغندجاني [* * * *]
وحدثنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسين الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (2) قال
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو (3) إسحاق القرشي كناه إسحاق سمع منه
الزهري وقال بعض ولد عبد الرحمن بن عوف كنيته أبو محمد قال أبو عبد الله
البخاري أخشى أن يكون وهم
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد محمد بن
عبد الله أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري سمع أباه وعثمان بن عفان وسعد بن أبي

(1) ضبطت عن التبصير 1 / 462.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 295.
(3) عن البخاري وبالأصل " أبا ".
33

وقاص روى عنه ابنه سعد والزهري
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى أنا عبيد الله بن
سعيد أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي
أخبرني أبي قال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ثقة وقيل أبو
محمد روى عنه الزهري
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم المقدسي أنا
سليم بن أيوب الرازي أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان بن يوسف الموصلي
بالموصل نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال
سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدسي يقول إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أبو إسحاق
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي بن شجاع
أنا أبو عبد الله بن مندة في معرفة الصحابة قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
الزهري
قال محمد بن سعد كاتب الواقدي قد أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه ابناه سعد وصالح
يكنى أبا إسحاق ويقال أبو محمد وروايته عن عمر بن الخطاب وأبيه
أنبأنا أبو محمد الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا تمام بن محمد
إجازة قال أنا الحسن بن حبيب إجازة نا أبو عبد الرحمن النسائي قال
وقالوا إن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) ورسول قيصر
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم قال إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف ذكر الواقدي أنه أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه ابنه سعد يكنى أبا
إسحاق وقيل أبو محمد روى عن عمر وأبيه (1) عبد الرحمن ومما دل على ولادته في
أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) سنه
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن جبلة نا محمد بن إسحاق نا أبو يونس نا

(1) بالأصل " وابنه " خطا.
34

إبراهيم بن المنذر قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا إسحاق توفي سنة
ست وتسعين وهو ابن خمس وسبعين سنة (1) أمه أم كلثوم بنت عقبة أول مهاجرة
هاجرت من مكة إلى المدينة وفيها أنزلت اية الممتحنة (2)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين
الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو
نصر محمد بن الحسن بن محمد قالا أنا الوليد بن بكر [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي قالوا أنا الوليد بن بكر نا
علي بن أحمد بن زكريا نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي
قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف تابعي مدني ثقة (3)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن
الحسن الربعي ورشأ بن نظيف قالا أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي أنا
محمد بن محمد بن داود الكرخي نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن
عبد الرحمن بن عوف وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عوف إبراهيم سمع من أبيه
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت أنا أبو طاهر بن
محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد نا
عمي يعقوب بن إبراهيم قال هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان بن عفان في
الحصار من بني زهرة إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف

(1) قال ابن حجر ف تهذيب التهذيب: قلت في هذا التقدير في سنه نظر فان جماعة من الأئمة ذكروه في
الصحابة منهم أبو نعيم وأبو إسحاق بن الأمين ومستندهم أنه ولد في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صرح بذلك الواقدي
وقال النسائي في كتاب الكنى: ثقة، قالوا: إنه يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(2) يعني الآية 10 من سورة الممتحنة وهي: (يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله
أعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم
ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم
وليسألوا ما أنفقوا ذلك حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم).
(3) الثقات للعجلي ص 53.
35

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا المبارك بن أحمد بن
عبد الجبار أنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعدل أنا أحمد بن
إبراهيم بن الحسن بن شاذان أنا أحمد بن محمد بن شيبة بن أبي شيبة البزاز أنا أبو
جعفر أحمد بن الحارث الخراز عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي
يوسف المدائني عن عبد الله بن محمد الثقفي عن شيخ من آل الأخفش بن شريق
عن أبيه قال رأيت إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أسيرا بين يدي مسلم يعني يوم
الحرة فقال له اجلس فإن لك عندي يدا ما أراك تعلمها وسأكافئك بها تذكر رجلا
بين يدي معاوية يعتذر إليه من شئ بلغه عنه ويحلف له وهو يأبى أن يقبل فقلت يا أمير
المؤمنين ما يحل لك تكذيبه وهو يحلف ولا أن يرد عليه عذره وهو يعتذر فقبل
ورضي قال أذكر هذا ولا أدري من الرجل قال أنا ذلك الرجل وقد أمنتك ومن
أحببت فشفعه في رجال فأمنهم (1)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا الكتاني أنا محمد بن عبيد الله المسى (2) نا
محمد بن إبراهيم بن مروان أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا سليمان بن عبد الرحمن
نا علي بن عبد الله التميمي قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا
إسحاق مات سنة ست وتسعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص
عمر بن أحمد الأهوازي نا خليفة بن خياط قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أمه أم كلثوم بنت عقبة يكنى أبا إسحاق توفي سنة ست وتسعين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو
الحسن بن لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا الفلاس قال ومات

(1) كذا، وفي مختصر ابن منظور 4 / 78 " منهم ".
(2) كذا رسمها بالأصل وم.
36

إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وسبعين سنة
ويكنى أبا إسحاق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن محمد بن التستري أنا
أبو طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثهم
قال أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال حدثني أبي قال
حدثني أبو عبيد قال سنة ست وتسعين فيها مات إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الحسن السيرافي نا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا التستري نا خليفة بن
خياط قال وفي سنة ست وتسعين مات إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (1)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنبأ أحمد بن محمود
الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الرزاز حدثنا عبيد الله بن سعد
قالوا مات إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا إسحاق سنة ست وتسعين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأ مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر (2) قال وفيها يعني سنة ست وتسعين مات إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف (3)
442 إبراهيم بن عبد الرحمن العذري
من أهل دمشق روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا
روى عنه معان بن رفاعة السلامي والوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو العز بن كادش العكبري أنبأ القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله
الطبري أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن السكري نا أبو عبد الله
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي نا أبو الربيع الزهراني نا حماد بن زيد عن

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 313.
(2) بالأصل: " زيد " خطأ، والصواب ما أثبت وهو محمد بن عبد الله بن أجمد بن ربيعة انظر ترجمته في سير
أعلام النبلاء 16 / 440.
(3) زيد في سير الاعلام: عن سن عالية، ويحتمل أنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
37

بقية بن الوليد عن معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين
وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين [* * * *]
قال ونا أحمد نا هاشم بن القاسم نا مثنى بن بكر وبشر وغيرهما من أهل العلم
كلهم يقول ثنا معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو سعد عبد الله بن أ سعد بن أحمد بن محمد بن حيان النسوي
الصوفي الطبيب وأبو القاسم عبد الكريم وأبو عبد الرحمن أحمد ابنا الحسن بن
أحمد بن يحيى بن الكاتب وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح النيسابوري
المعروف بصلاح قالوا أنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام (1) أنا
القاضي الإمام أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي (2) أنا أحمد بن عبد الرحمن بن
الجارود الرقي نا الحسن بن عرفة أنبأ إسماعيل بن عياش عن معان بن رفاعة
السلامي عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يحمل هذا
العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه كذب الجاهلين وانتحال المبطلين وافتراء
الغالين) [* * * *]
رواه الوليد بن مسلم عن إبراهيم فقال عن الثقة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أحمد بن عدي (3) أنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم يعني ابن
أيوب الحوراني الدمشقي نا الوليد بن مسلم نا إبراهيم بن عبد الرحمن العذري نا
الثقة من أشياخنا قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحوه
قال ونا ابن عدي نا محمد بن عمر بن عبد العزيز نا أبو عمير يعني

(1) ترجمة في سير أعلام النبلاء 18 / 483 (247).
(2) هذه النسبة إلى بسطام، جزم ياقوت وابن الأثير بكسر الباء فيها، وهي بلدة بقومس مشهورة (الأنساب). له
ترجمة قصيرة في الأنساب.
(3) الكامل لابن عدي 1 / 147.
38

عيسى بن محمد النحاس نا الوليد بن مسلم عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري
حدثني الثقة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نحوه
رواه داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم مثله
ورواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان فقال عن أبي عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو محمد طاهر بن سهل قالا ثنا أبو بكر
الخطيب أنا الحسن (1) بن أحمد بن عمر بن علي القاضي بدرزيجان (2) أنا أحمد بن
علي بن محمد بن الجهم الكاتب نا محمد بن جرير الطبري حدثني عثمان بن يحيى
نا عمرو بن هاشم البيروني عن محمد بن سليمان يعني ابن أبي كريمة عن معان بن
رفاعة السلامي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال
المبطلين) [* * * *]
قال الخطيب وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر الفقيه نا أبو بكر الخلال قال
قرأت على زهير بن صالح بن أحمد نا مهنى وهو ابن يحيى قال سألت أحمد
يعني ابن حنبل عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين
وانتحال المبطلين وتأويل الغالين) [* * * *] فقلت لأحمد كأنه كلام موضوع قال لا هو
صحيح فقلت له ممن سمعته أنت قال من غير واحد قلت من هم قال حدثني
به مسكين إلا أنه يقول معان عن القاسم بن عبد الرحمن قال أحمد معان بن رفاعة
لا بأس به
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنبأ شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة في كتاب
معرفة الصحابة قال إبراهيم بن عبد الرحمن العذري روى عنه معان بن رفاعة ذكر في
الصحابة ولا يصح روى الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش عن معان بن
رفاعة حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن وكان من الصحابة ولم يتابع عليه

(1) في الأنساب (اندرزيجاني): " أبو الحسين أحمد بن عمر... " في ترجمة قصيرة.
(2) درزيجان: قرية على ثلاثة فراسخ من بغداد (الأنساب).
39

443 إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق
أبو إسحاق الأزدي ويقال العجلي الأنطاكي (1)
قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش وأحمد بن نصر بن
سالم بن أبي رجاء وقرأ على عثمان بن خرزاذ (2) وأبي الفضل جعفر بن أحمد بن
كران ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل (3) ومحمد بن
العباس بن شعبة ومحمد بن عدن وشهاب بن طالب (4) والفضل بن زكريا
وعيسى بن محمد بن أبي ليلى وحمدان المغربل كلهم قرأ على أحمد بن جبير
المقرئ نزيل أنطاكية وقرأ على أبيه عبد الرزاق وصنف كتابا يشتمل على القراءات
الثمان
وحدث عن محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري وعثمان بن خرزاد ومحمد بن
أحمد بن الوليد بن برد وأبي أمية الطرسوسي وأبي خالد عبد العزيز بن معاوية
القرشي ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي وعلي بن عبد العزيز البغوي وأحمد بن
هاشم وعبد الصمد بن محمد بن أبي عمران المقدسي والحسن بن جرير الصوري
وأقرأ مدة قرأ عليه أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر وأبو
علي بن حبش الدينوري وأبو طاهر محمد بن الحسن بن علي المقرئ الأنطاكي وأبو
الحسن علي بن إسماعيل بن الحسن بن يوسف البصري وأبو الطيب عبد المنعم بن
عبيد الله بن غلبون (5)
وروى عنه أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني الحافظ وأبو
الحسين بن جميع وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان وشهاب بن محمد بن شهاب
الصوري وأبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي وأبو طاهر محمد بن
الحسن بن علي الأنطاكي المقرئ وأبو الحسن سليمان بن محمد بن سليمان

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 384 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
(2) بالأصل: " خرزاد " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.
(3) ضبطت عن التبصير 3 / 1139، انظر ترجمته في معرفة القراء للذهبي 1 / 230.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن م ومعرفة القراء للذهبي 1 / 287.
(5) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت والضبط عن م وسير الاعلام ومعرفة القراء الكبار.
40

المعري والقاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي والحاكم أبو
نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب الحربي البخاري وأبو زكريا يحيى بن
مسعر بن محمد المعري وأبو أحمد بن جامع الدهان
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا
أبو نصر بن طلاب أنا أبو الحسين بن جميع نا إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية نا
محمد بن إبراهيم الصوري نا خالد بن عبد الرحمن نا مالك عن الزهري عن
علي بن الحسين عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حسن إسلام المرء تركه ما لا
يعنيه (1)) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن
سكينة (2) الأنماطي (3) أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع
الدهان أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق قراءة عليه
نا محمد بن إبراهيم نا الفريابي نا سفيان عن سماك بن حرب والأعمش عن
إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال
إني أصبت منها كل شئ إلا الجماع يعني لامرأة فأنزل الله عز وجل " أقم الصلاة
طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات " (4)
قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي أخبرني أبو عبد الله
محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأنطاكي المعروف بأخي العريف قال قدم علينا
أنطاكية سنة أربعين وثلاثمائة أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ماكا فقيل له
إن إبراهيم بن عبد الرزاق يذكر أنه قرأ على قنبل فلم يحفل (5) بهذا القول إلى أن ورد في
بعض الأيام رجل من أهل خراسان شيخ كبير عليه ثياب صوف فجلس بين يدي الشيخ
ابن ماكا وقال أريد أقرأ فقرأ عليه عشرين اية وقال حسبي اجرك الله فقال له إيش

(1) موطأ مالك باب ما جاء في حسن الخلق ح 1629 (ص 650).
(2) ضبطت عن تبصير المنتبه 2 / 686.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 346 (165).
(4) سورة هود، الآية: 114.
(5) بالأصل وم " يجعل " ولعل الصواب ما أثبت.
41

في كمك قال قراءات قال له وعلى من قرأت قال قرأت على قنبل أنا ورجل من
أهل أنطاكية يقال له إبراهيم بن عبد الرزاق الخياط فقال الشيخ بن ماكا قوموا بنا إلى
الشيخ فجاء إلى ابن عبد الرزاق وقال يا شيخي اجعلني في حل فجعله وعرف ابن
عبد الرزاق الرجل وقال له إيش لي معك فأخرج خط قنبل بقراءة بن عبد الرزاق
عليه
وقال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ سمعت فارس بن أحمد
يقول توفي إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (1)
وقال علي بن محمد بن بشر توفي في شعبان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة (2)
444 إبراهيم بن عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك
أبو إسحاق القرشي المقرئ مولى الوليد بن عبد الملك
حدث عن أبيه
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي وقد سقت له خبرا في
بناء الجامع
445 إبراهيم بن عبد الملك
سمع هشام بن عمار بدمشق وزهير بن عباد الرواسي ويحيى بن آدم ويزيد بن أبي حكيم العدني
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو علي بن
شاذان إجازة أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد (3) أنا أبو بكر عبد الله بن محمد
حدثني إبراهيم بن عبد الملك نا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يزيد بن أبي
مالك عن شهر بن حوشب قال سمعت عائشة تقول ما من عبد يشرب الماء

(1) معرفة القراء الكبار 1 / 288.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن معرفة القراء 1 / 288 وسير الاعلام 15 / 385.
(3) ترجمته في سير الاعلام 15 / 502.
42

القراح فيدخل بغير أذى ويخرج بغير أذى إلا وجب عليه الشكر
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوه (1) أنا أبو الحسن أحمد بن محمد اللبناني نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا إبراهيم بن
عبد الملك عن يزيد بن أبي حكيم العدني حدثني الحكم بن أبان قال قال الفضل بن
عيسى إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له كف قال لا وما يدريني
لعله يقول لا إله إلا الله فأكتبها له
446 إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الله بن عمران
أبو إسحاق العبسي
روى عن جده لأمه الهيثم بن مروان ووريزة (2) بن محمد وإسماعيل بن
حمدويه البيكندي (3) وشعيب بن شعيب بن إسحاق وأبي جعفر أحمد بن كعب
المري ويزيد بن أحمد السلمي وأحمد بن محمد بن أبي الوليد بن برد وأبي أمية
الطرسوسي وأحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر وإسماعيل بن عبد الرحمن
الخولاني
روى عنه ابنه أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم وأبو الحسن محمد بن
الحسن بن القاسم بن درستويه (4) وأبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد عبد الله بن
عدي وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي وأبو علي بن شعيب الأنصاري
ومحمد بن سليمان الربعي ومحمد بن داود بن سليمان النيسابوري وأبو هاشم
المؤدب وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف العين
ثرمي (5) وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي وأبو
الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني (6)

(1) ضبطت عن التبصير 4 / 1501.
(2) ضبطت عن التبصير.
(3) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بيكند (ضبطت بالكسر ثم سكون الون وفتح الكاف) بلدة بين بخارى
وجيحون على مرحلة من بخارى.
(4) بالأصل " دستويه " والمثبت والضبط عن الاكمال 3 / 323 والتبصير.
(5) هذه النسبة إلى عين ثرماء وهي قرية في غوطة دمشق. (معجم البلدان).
(6) ترجمته في سير الاعلام 16 / 20 (7).
43

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي نا أبي إبراهيم بن
عبد الواحد نا جدي لأمي الهيثم بن مروان نا محمد بن عيسى بن سميع نا هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (إن من الشعر حكمة) [* * * *]
ومما وقع إلي من عالي حديثه ما أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أحمد بن
محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن
إبراهيم بن عبد الله بن عمران بن بنت هيثم بن مروان الدمشقي حدثنا جدي الهيثم بن
مروان نا مروان الطاطري نا مالك بن أنس والليث بن سعد وعبيد الله بن عمر
ونافع بن أبي نعيم قالوا أنا نافع عن ابن عمر أن تلبية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) [* * * *]
قال مالك والليث في حديثهما عن نافع عن ابن عمر أنه كان يزيد على أثر تلبية
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك والرغباء إليك والعمل
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد
المؤدب أنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة إحدى عشرة وثلاثمائة توفي
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد العبسي في جمادى الأولى
447 إبراهيم بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي
أمير دمشق من قبل المنصور والصحيح عبد الوهاب بن إبراهيم
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي أخبرني أبو الحسن أحمد بن حمدون بن
عيسى الجبلي نا مساور بن أحمد بن شهاب العتابي قال قال إسحاق بن سليمان
الهاشمي ولي المهدي الخلافة والأمير على دمشق إبراهيم بن عبد الوهاب الهاشمي
من قبل أبي جعفر المنصور في سنة تسع وخمسين ومائة فعزله المهدي واستعمل مكانه
على دمشق محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب ثم عزله
الصحيح أن عبد الوهاب هو الأمير فأما ابنه إبراهيم فكان في زمن المأمون
44

قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أحمد بن مروان نا عبد الله بن
مسلم بن قتيبة قال وأما (1) عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس فولي الشام لأبي جعفر ومات بها (2)
448 إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الأنصاري المديني (3)
روى عن أبيه وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعائشة ومالك بن
أوس بن الحدثان وعبد الله بن بأبيه المكي وأبي محمد رجل من أصحاب ابن
مسعود
روى عنه ابن جريج وسعيد بن أبي هلال وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن
مسلم مولى آل رفاعة وعبد الرحمن بن إسحاق وعياض بن عبد الله ومحمد بن أبي
حميد المديني وخالد بن إلياس محمد بن إسحاق وحفص بن عمر بن عبد الله بن
جبير وإبراهيم بن إسحاق
ووفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري أنا
ابن أبي شريح أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرماني نا حميد بن
زنجويه نا عبد الله بن مسلمة نا خالد بن إلياس عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة
قال دخلت على جابر بن عبد الله بمكة فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (ما
صلى رجل العتمة في جماعة ثم صلى بعدها ما بدا له ثم أوتر قبل أن يريم إلا كانت
تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإجابة) [* * * *]
أخبرنا بتمامه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري وأبو الفتح
المختار بن عبد الحميد بن المنتصر وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد
قالوا أنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي أنا عبد الله بن أحمد بن

(1) بالأصل وم " وانا " ولعل الصواب ما أثبت.
(2) المعارف ص 376.
(3) ترجم له في تهذيب التهذيب 1 / 94. والزرقي نسبة إلى بطن من الأنصار يدعى بني زريق.
45

حمويه (1) السرخسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم (2) الشاشي نا عبد بن حميد
الكشي نا عبد الله بن مسلمة نا خالد بن إلياس عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة
قال دخلت على جابر بن عبد الله بمكة فوجدته جالسا يصلي لأصحابه العصر وهو
جالس قال فنظرت حتى سلم قال قلت غفر الله لك أنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تصلي بهم وأنت جالس قال أنا مريض فجلست وأمرتهم أن يجلسوا فيصلوا معي إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (ما صلى رجل العتمة في جماعة ثم صلى بعدها ما بدا له ثم
أوتر قبل أن يريم إلا كانت تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإجابة)
وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (الإمام جنة فإن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى
جالسا فصلوا جلوسا) [* * * *]
قال كنا ننادي في بيوتنا للصلاة ونجمع لأهلنا
أخبرنا أبو غالب بن البنا وأبو الفضل محمد بن أحمد بن علي بن
عبد الواحد بن الأشقر الشروطي قالا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم بن
حبابة نا أبو القاسم البغوي نا محمد بن حميد نا سلمة نا محمد بن إسحاق عن
عبد العزيز بن مسلم عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر
بأبي عياش الزرقي وهو يصلي وهو يقول اللهم إن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان
بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (تدرون ما دعا به
الرجل) [* * * *] قالوا الله ورسوله أعلم (2) قال (لقد دعا الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب
وإذا سئل به أعطى) [* * *]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي
قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
الربيع بن سليمان نا عبد الله بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله الفهري (4) عن
إبراهيم بن عبيد عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمع رجلا يقول اللهم إني

(1) ضبطت عن التبصير 2 / 515.
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 515 وفيه: إبراهيم بن خزيم الشاشي صاحب عبد بن حميد.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(4) هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
46

أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال
والإكرام أسألك الجنة وأعوذ بك من النار فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لقد كان يدعو الله باسمه
الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
المفضل بن محمد بن إبراهيم نا أبو حمة نا أبو قرة قال ذكر ابن أبي ذئب عن
إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن عبد الله بن بأبيه المكي في حديثه عن عبد الله بن
عمرو بن العاص أنه أتاه بعرفة وقد ضرب فسطاطا في الحل وفسطاطا في الحرم قال
فقلنا له صنعت قال أما الذي في الحرم فأحب أن أصلي فيه وأما إذا جئت أهلي
يعني الذي في الحل
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن عثمان
نا عبد الله هو ابن المبارك [* * * *]
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه نا
يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك نا
محمد بن أبي حميد عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال شهدت عمر يعني ابن
عبد العزيز ومحمد بن قيس يحدثه فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا
محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة (1) إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن
رافع بن مالك بن العجلان بن عمر بن عامر بن زريق وأمه سميكة بنت كعب بن
مالك بن أبي بن كعب بن العجلان بن القين بن كعب بن سواد بن غانم من بني سلمة بن
الخزرج

(1) في تهذيب ابن حجر: وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، ولم يرد في طبقات ابن سغد
المطبوع.
47

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إجازة واللفظ له ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد الغندجاني [* * * *]
وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسين
الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني
قالا أنا أحمد بن عبدان نا محمد بن سهل نا محمد بن إسماعيل البخاري
قال (1) إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الأنصاري مدني سمع مالك بن أوس سمع
منه ابن جريج وروى عنه سعيد بن أبي هلال
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *] قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم (2)
نا صالح بن أحمد قال قال أبي إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ليس بمشهور (3) بالعلم
قال أبو محمد سألت أبي عنه وحكيت له قول أحمد فقال هو (4) كما قال
أحمد (4) وسئل أبو زرعة عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة فقال مديني أنصاري زرقي
ثقة
قال ابن أبي حاتم (5) روى عن أنس بن مالك ومالك بن أوس روى عنه ابن
جريج وسعيد بن أبي هلال وابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن إسحاق
وعبد العزيز بن مسلم وعياض بن عبد الله سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا عبد الملك بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال في
طبقات أهل المدينة إبراهيم بن عبيد بن رفاعة حدث عن أنس روى عنه ابن
إسحاق

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 304.
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 114.
(3) الجرح والتعديل: " مشهورا " وبهامشه عن إحدى نسخه: بمشهور.
(4) زيادة عن الجرح والعديل. (5) الجرح والتعديل 1 / 1 / 113.
48

449 إبراهيم بن عتيق بن حبيب
أبو إسحاق العبسي
أخو عبد السلام ويقال السلمي مولاهم
روى عن منبه بن عثمان ومروان بن محمد وعمر بن عبد الواحد
روى عنه أبو الحسن بن جوصا ويحيى بن صاعد وحاجب بن مالك بن
أركين وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر السلمي
وأبو العباس محمد بن سعيد بن فطيس وعلي بن سعيد بن بشير الرازي
ويقال إن جده كان نصرانيا من أهل حرستا (1) فأسلم على يدي رجل من بني
سليم وداره بدمشق بناحية باب السلامة
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري أنا أبو الحسن محمد بن
عبد الواحد بن محمد بن جعفر أنا أبو بكر إسماعيل نا يحيى بن صاعد نا
إبراهيم بن عتيق العبسي بدمشق نا مروان بن محمد الدمشقي نا سفيان يعني ابن
عيينة عن عمرو بن دينار عن كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا
يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر إلا مع محرم من أهلها) [* * * *]
أنبأنا أبو الحسن الموازيني أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات أنا
عبد الوهاب الكلابي نا أبو الحسن بن جوصا نا إبراهيم بن عتيق بن حبيب نا
منبه بن عثمان اللخمي حدثني صدقة بن عبد الله نا الأوزاعي عن الزهري عن
أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا
بالعشاء) [* * * *]
قال عمرو بن دحيم سألته يعني إبراهيم بن عتيق عن مولده فقال سنة سبع
وثمانين ومائة
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر الحسين بن

(1) حرستا بالتحريك وسكون السين: قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها وبين دمشق
أكثر من فرسخ.
49

سلمة أنا علي بن محمد [* * * *] قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (1) إبراهيم بن عتيق الدمشقي أبو إسحاق أخو
عبد السلام بن عتيق روى عن مروان بن محمد الطاطري سمعنا منه وهو صدوق
كتبت عنه (2)
450 إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى
أبو إسحاق المصري الأزرق الخشاب
سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى والحسن بن سليمان قبيطة (3) وفهر بن
سليمان وعلان بن المغيرة وبدمشق أبا جعفر الخراساني وبحمص محمد بن
عوف بن سفيان وبعسقلان محمد بن حماد الطهراني (4) وأبا أمية محمد بن إبراهيم
الطرسوسي ورحل إلى العراق فسمع أبا عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي
وعباس بن محمد الدوري وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي (5) وأبا بكر بن
أبي الدنيا والحسن بن مكرم بن حسان
روى عنه أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرظي الفقيه وأبو سعيد بن
يونس وسيأتي ذكر وروده في ترجمة أبي جعفر الخراساني
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن سليم [* * * *] وحدثني أبو بكر بن شجاع عنهما قالا أنا أبو بكر
أحمد بن الفضل بن محمد نا أبو عبد الله بن مندة نا أبو سعيد عبد الرحمن بن
أحمد بن يونس نا إبراهيم بن عثمان الخشاب نا الحسن بن سليمان قبيطة نا
مروان بن جعفر بن سمرة بن جندب نا داود بن المحبر البكراوي عن زياد بن
عبيد الله بن ربيع الزيات عن محمد بن سيرين قال عليكم برسالة سمرة بن جندب

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 122.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 508 (187).
(4) هذه النسبة إلى طهران بالكسر، قرية من قرى الري بينهما نحو فرسخ. (معجم البلدان) ذكره ياقوت وترجم
له، ومات بعسقلان من أرض الشام سنة 261 ه‍.
(5) ترجم له في تقريب التهذيب. والرقاشي بفتح الراء وتخفيف القاف ثم معجمة. وأبو قلابة لقب، ويكنى أبا
محمد.
50

إلى بنيه فإن فيها علما جما قلنا يا أبا بكر أخبرنا عن سمرة ما كان من أمره وما قيل فيه
قال إن سمرة كان أصابه كزاز (1) شديد وكان لا يكاد أن يدفأ فأمر بقدر عظيمة فملئت
ماء وأوقد تحتها واتخذ فوقها مجلسا وكان يصل إليه بخارها فيدفئه فبينا هو كذلك
إذ خسف به ففطن أن ذلك الذي قيل فيه
قال وقال ابن يونس إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى الأزرق الخشاب
يكنى أبا إسحاق روى عن يونس بن عبد الأعلى والحسن بن سليمان وغيرهما توفي
في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة وقد كتبت عنه وكان صالح الحديث وكان رحل إلى
العراق وكتب غرائب
451 إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن عبيد بن أحمد بن الهيثم
أبو إسحاق البهراني الحوراني (2)
حدث ببصرى (3) سنة أربع عشرة وأربعمائة وسمع أبا القاسم عبد الرحمن بن
محمد بن سعيد الأنصاري الخزرجي ببصرى وحدث بقصيدة في مناسك الحج
روى عنه الحسن بن علي الأهوازي المقرئ نزيل دمشق وأبو القاسم
عبد العزيز بن علي بن الحسن الشهرزوري
452 إبراهيم بن عثمان بن محمد
أبو القاسم ويقال أبو مدين ويقال أبو إسحاق
الكلبي الغزي (4) (5)
شاعر محسن دخل دمشق وسمع بها من الفقيه نصر المقدسي سنة إحدى وثمانين

(1) كزاز كغراب ورمان داء من شدة البرد، أو الرعدة منها، وقد كز فهو مكزوز (القاموس).
(2) البهراني نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة. (الأنساب).
والحوراني نسبة إلى حوران: وهي ناحية كبيرة واسعة كثيرة الخير بنواحي دمشق (الأنساب).
(3) بصرى: مدينة من أعمال دمشق، وهي قصبة كورة حوران (معجم البلدان).
(4) الغزي هذه النسبة إلى غزة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقل (معجم
البلدان).
(5) ترجمته في الوافي بالوفيات 6 / 51 وبحاشيته ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
51

وأربعمائة ثم دخل (1) إلى خراسان وامتدح بها جماعة من رؤسائها وانتشر شعره هناك
وكان مولده فيما بلغني في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة أنشدني أبو سعد السمعاني له
من قصيدة
هوى يستلذ كحك الجرب * وشوق يصيبك منه النصب
فذكرت (2) مربعنا في دمشق * ومصطافنا بحوالي حلب
وصحبة قوم إذا استنهضوا * فضرب السيوف لديهم ضرب (3)
أنشدني أبو الحسن علي بن يحيى بن خلوف الغزي أنشدني أبو القاسم الغزي
لنفسه (4)
قالوا تركت (5) الشعر قلت ضرورة * باب الدواعي والبواعث مغلق
خلت الديار فلا كريم يرتجى * منه النوال ولا مليح يعشق
ومن العجائب أنه لا يشترى * ومع الكساد يخان فيه ويسرق (6)
أنشدنا أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن علي اللخمي الفقيه الميورقي
بدمشق أنشدنا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الغزي يرثي الشيخ الإمام أبا الحسن
الطبري (7) المعروف بالكيا الفقيه ارتجالا (8)
هي الحوادث لا تبقي ولا تذر * ما للبرية من محتومها وزر
لو كان ينجي علو من بوائقها * لم تكسف الشمس بل لم يكسف (9) القمر

(1) في وفيات الأعيان 1 / 58 نقلا عن ابن عساكر: رحل.
(2) في مختصر ابن منظور: تذكرت.
(3) الضرب: العسل.
(4) الأبيات في المختصر والوافي والوفيات.
(5) في الوافي والوفيات: هجرت.
(6) عجزه في الوافي والوفيات:
ويخان فيه مع الكساد ويسرق
(7) اسمه علي بن محمد بن علي الطبري، المعروف بالكيا الهراسي الفقيه الشافعي، ترجمته في وفيات الأعيان.
3 / 286 وبهامشها ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
(8) القصيدة في وفيات الأعيان 3 / 290 في ترجمة الكيا الهراسي نقلا عن ابن عساكر.
(9) في المختصر والوفيات، لم يخسف.
52

قل للجبان الذي أمسى على حذر * من الحمام متى رد الردى الحذر
بكى على شمسه الإسلام إذ أفلت * بأدمع قل في تشبيهها المطر
حبر عهدناه طلق الوجه مبتسما * والبشر أحسن ما يلقى به البشر
لئن طوته المنايا تحت أخمصها * فعلمه الجم في الآفاق منتشر
سقى ثراك عماد الدين (1) كل ضحى * صاف (2) الغمام ملث الودق منهمر
عند الورى من أسى ألفيته خبر * فهل أتاك من استيحاشهم خبر
أحيى ابن إدريس درس كنت تورده * تحار في نظمه الأذهان والفكر
من فاز منه بتعليق فقد علقت * يمينه بشهاب ليس ينكسر (3)
كأنما مشكلات الفقه يوضحها * جباه دهم لها من لفظه غرر
ولو عرفت له مثلا دعوت له * وقلت دهري إلى شرواه مفتقر *
أنشدنا أبو الحسين عبد الله بن الحسين بن منصور المطوعي خطيب بوشنج بها
قال أنشدني أبو إسحاق إبراهيم الغزي بهراة لنفسه
إنما هذه الحياة متاع * والغبي الغبي من يصطفيها
ما مضى فات والمؤمل غيب * فخذ الساعة التي أنت فيها *
وأنشدني بعضهم له في وزير كان للسلطان سنجر كان يكثر أن يقول لمن يغضب
عليه غرزن وتفسيره زوج القحبة فقال للمستوفي الأصم المعروف بالمعين ذلك
فقال له المعين يا مولانا ما أكثر ما تقول للناس غرزن فإن كان هذا القول حسنا فأنت
ألف غرزن فقال الغزي في الوزير المذكور
لقد كنت بيذق نطع الزمان * فلا حفظ الله من فرزنك
جوابك عند المعين الأصم * إذ جئت غرزنته غرزنك *
مات إبراهيم الغزي فيما ذكر لي أبو سعد بن السمعاني في سنة أربع وعشرين
وخمسمائة وقال ابن السمعاني بلغني أنه كان يقول أرجو أن الله تعالى يعفو عني

(1) كان الكيا الهراسي يلقب بعماد الدين، كما أشار إليه ابن خلكان في مطلع ترجمته.
(2) في الوفيات: صوب.
(3) في الوفيات: ينكدر.
53

ويرحمني لأني شيخ سني جاوزت السبعين ولأني من بلد الإمام المطلبي الشافعي
يعني غزة (1)
453 إبراهيم بن عدي
ذكر أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي فيما (2) قرأته بخطه قال روى
العتبي حدثني أبي عن عوانة عن إبراهيم بن عدي قال رأيت عبد الملك بن مروان
وأتته أمور أربعة في ليلة فما رأيته تنكر ولا تغير وجهه قتل عبيد الله بن زياد
بالعراق وقتل حبيش بن دلجة القيني بالحجاز وانتقاض ما كان بينه وبين ملك الروم
وخروج عمرو بن سعيد إلى دمشق
454 إبراهيم بن عقيل بن جيش (3) بن محمد بن سعيد
أبو إسحاق القرشي النحوي المعروف بابن المكبري (4)
حدث عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الشرابي النحوي
روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو محمد بن الأكفاني
وقال الخطيب كان صدوقا وفي قوله نظر
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب [* * * *]
ثم أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قالا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جيش
المكبري أنا علي بن أحمد بن محمد الشرابي أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة نا أبو
عبد الله نجيح بن إبراهيم النخعي بالكوفة نا معمر بن بكار حدثني عثمان بن
عبد الرحمن بن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن من
الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته وأن يصلي لا يبالي من أمامه وأن
يأكل مع رجل ليس من أهل دينه ولا من أهل الكتاب في إناء واحد) [* * * *]

(1) زيد في الوفيات 1 / 60 " وأني غريب " وقد مات ما بين مرو وبلخ، ونقل إلى بلخ ودفن بها. والمعروف أنه
ولد بغزة، وهي من أعمال فلسطين.
(2) ضبطت عن النساب، هذه النسبة إلى قطربل، قرية من قرى بغداد.
(3) بالأصل " حبيش " والمثبت عن بغية الوعاة 1 / 419 والوافي بالوفيات 6 / 56 وفي م: حبيش أيضا.
(4) له ترجمة في الوافي 6 / 56 وبحاشيته ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
54

قال أبو بكر الخطيب إبراهيم بن عقيل بن جيش أبو إسحاق القرشي النحوي
الدمشقي المعروف بابن المكبري
وسمع منه شيخنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءة أبي بكر الخطيب
قرأت علي أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما جيش أوله
جيم مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وعقيل (2) بفتح العين إبراهيم بن
عقيل بن جيش بن محمد أبو إسحاق القرشي النحوي المكبري دمشقي حدث عن
علي بن أحمد الشرابي عن خيثمة كتب عنه أصحابنا ولم أكتب عنه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال سنة أربع وسبعين وأربعمائة فيها توفي أبو
إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جيش القرشي النحوي المعروف بابن المكبري حدث عن
أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد المعروف بابن الشرابي بجزءين أحدهما عن
جده أبي بكر محمد بن علي الرماني الشرابي البغدادي والاخر عن خيثمة بن سليمان
وكتب عنه الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
وذكره في كتابه الذي سماه تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر
التصحيف والوهم في ترجمة إبراهيم بن عقيل بالضم وإبراهيم بن عقيل بالفتح
وكان أبو إسحاق يذكر أن عنده تعليقة أبي الأسود الدؤلي التي ألقاها عليه علي بن أبي
طالب رضوان الله عليه وكان كثيرا مما يوعد بها ولا سيما لأصحاب الحديث
وكان كثيرا يعدني بها فأطلبها منه وهو يرجئ الأمر إلى أن وقعت إلي في حال حياته
دفعها إلي الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور المالكي رحمه الله (3) وكان
كتبها عنه على ما ذكر لي إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ
عليه شيئا من علم العربية وسمعها منه في سنة ست وستين وأربعمائة وإذا به قد ركب
عليها إسنادا لا حقيقة له (4) وصورته بخط الشيخ الفقيه أبي العباس رحمه الله قال

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 355 و 356.
(2) الاكمال لابن ماكولا 6 / 229 و 239 وورد فيه هنا " حبيش " بدل " جيش " تحريف.
(3) زيادة لازمة.
(4) زيد بعدها في معجم الأدباء 1 / 207 اعتبر فوجد موضوعا (أي مكذوبا) مركبا بعض رجاله أقدم ممن روى
عنه. (وانظر الوافي 6 / 56).
55

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل حدثني الشيخ الأجل شيخ الإسلام أبو طالب
عبيد الله بن أحمد بن نصر بن يعقوب بالبصرة حدثني يحيى بن أبي بكير الكرماني
فلما وقفت على ذلك بينته للشيخ الفقيه أبي العباس أحمد بن منصور رحمه الله
وأعلمته أن يحيى بن أبي بكير الكرماني توفي في سنة ثمان ومائتين على ما حدثنا به
عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان محمد بن
عبد الله بن أحمد بن زبر قال وفيها يعني سنة ثمان ومائتين مات أشهل بن حاتم
وحماد بن عيسى ويحيى بن أبي بكير قاضي كرمان الكرماني وقريش بن أنس هذا
عن أبي موسى فجعل إبراهيم بن عقيل هذا بين نفسه وبين يحيى بن أبي بكير رجلا
واحدا أو أنه لم يخرج ذلك لأحد من أصحاب الحديث لهذه العلة فاستعظم ذلك
وأكبره نعوذ بالله تعالى من البلاء ولم يقع ذلك إلى الشيخ الإمام الحافظ أبي بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب رحمه الله ولا وقف عليه لأنه كان لا يظهره وهذه
التي سماها التعليقة فهي في أول أمالي أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (1)
النحوي نحو من عشرة أسطر فجعلها هذا الشيخ إبراهيم قريبا من عشرة أوراق
وصورة الإسناد قال حدثني يحيى بن أبي بكير الكرماني حدثني إسرائيل عن
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال حدثني أبو عبد الله محمد بن
عبيد الله بن الحسن بن عباس عن عمه عن عبيد الله بن رافع أن أبا الأسود الدؤلي
دخل على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وذكر التعليقة
وذكر أبو محمد بن صابر عن شيخنا الفقيه أبي الحسن أنه توفي ليلة الثلاثاء لسبع
بقين من شهر ربيع الاخر سنة أربع وسبعين وأربعمائة ودفن بباب الصغير
455 إبراهيم بن علي بن أحمد بن إبراهيم
أبو محمد البصري المعروف بالحنائي
سمع بدمشق أبا علي الحصائري وأبا الميمون بن راشد وأبا محمد
عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي وهشام بن أحمد بن هشام الدمشقيين وأبا بكر
أصبغ بن هارون بن أصبغ وأبا عمران موسى بن زكريا التستري وبالبصرة أبا خليفة

(1) أمالي الزجاجي ص 238 - 239.
56

الجمحي (1) والحسن بن المثنى العنبري وببغداد الحسين بن محمد بن عفير
الأنصاري وأبا عبيد الله القاسم بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن منصور بن أبي
الجهم الشيعي (2) وأبا مسلم الكشي (3)
روى عنه عبد الله بن علي الأبزوني وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد
الواسطي وشهاب بن محمد بن شهاب الصوري وأبو الحسين زيد بن علي بن
عبد الله بن الفضل وأبو الحسن عبيد الله بن القاسم بن علي المراغي الأطرابلسي
وإدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد الصوري وأبو العباس أحمد بن الحسين
العطائي وأبو بكر محمد بن علي بن الإمام المصريان
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
سعيد بن عبد الله الجمال بمصر أنا الشيخ الصالح (4) أبو بكر محمد بن علي بن
الإمام قراءة عليه أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري نا أبو عبيدة
أحمد بن إبراهيم العسكري نا كامل بن طلحة [* * * *]
قال وأنا أبو عبد الله الحسين بن ميمون بن أحمد الصفار قراءة عليه نا
إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم البغدادي نا زياد بن الخليل التستري نا كامل بن
طلحة نا ابن لهيعة نا عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب) [* * * *] لفظهما
سواء
أخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي أنا سعيد بن
أحمد بن محمد بن نعيم العيار أنا أبو محمد عبد الله بن محمد (5) يعرف بابن

(1) واسمه الفضل بن الحباب، أبو خليفة البصري المحدث الأديب ترجمته في في سير أعلام النبلاء 14 / 7.
(2) هذه النسبة إلى الشيعة. قال ابن ماكولا: ومن شيعة بني العباس. وقال الخطيب: من شيعة المنصور وله
ترجمة قصيرة في الأنساب.
(3) الكشي معرب الكجي وهو أبو مسلم الكجي عرف بالكشط (كما في الأنساب) والكجي نسبة إلى الكج وهو
الجص. واسمه إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كش البصري الكجي الكشي (الأنساب) وله
ترجمة في سير الاعلام 13 / 423.
(4) بالأصل " صالح " والصواب عن م.
(5) بالأصل وم " أحمد " تحريف، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 471.
57

الرومي نا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج نا قتيبة نا ابن لهيعة عن
عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فذكر مثله
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه وأبو الحسين
محمد بن كامل بن ديسم المقدسي قالا نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه أنا أبو
الحسن علي بن عبد الله بن علي الأبزوني أخبرني أبي نا إبراهيم بن علي البصري
قال أنشدنا أبو علي (1) الحسن بن حبيب بدمشق لأبي العتاهية (2)
أجل الفتى مما يؤمل أسرع * وأراك تجمع دائبا لا تشبع (3)
قل لي لمن أصبحت تجمع ما أرى * البعل عرسك لا أبالك تجمع
لا تركنن (4) إلى الهوى وانظر إلى * صرف الزمان بأهله ما يصنع
الموت (5) ضيف لا محالة نازل * ولكل موت علة لا تدفع
ولكل حي نوبة لا بد من * إتيانها ولكل جنب مصرع (6)
كم من أخ قد حيل دون لقائه * دمعي عليه من الجوانح سرع (7)
شيعته ثم انصرفت موليا * عن قبره مترحما استرجع (8)
فعل الصبا مني السلام وأهله * ما بعد ذا لي أن أخلد مطمع (9)
وإذا كبرت فهل لنفسك لذة * ما للكبير بلذة مستمتع (10)

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(2) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 248.
(3) عجزه في الديوان: وأراه يجمع دائبا لا يشبع
(4) الديوان لا تنظرن.
(5) صدره في الديوان:
الموت حق لا محالة دونه
(6) البيت في الديوان باختلاف وروايته:
الموت داء ليس يدفعه الدواء إذا أتى، ولكل جنب مصرع
(7) روايته في الديوان:
كم من أخي حيل دون لقائه قلبي إليه، من الجوانح منزع
(8) ليس في ديوانه.
(9) ليس في ديوانه.
(10) في الديوان: متمتع.
58

وإذا قنعت فأنت أيسر (1) من مشى * إن الفقير لكل من لا يقنع
وإذا طلبت فلا إلى متضايق * من ضاق عنك فرزق ربك أوسع
إن المطامع ما علمت مذلة * للطامعين وأين من لا يطمع
فاقنع (2) ولا تنكر لربك قدرة * فالله يخفض من يشاء ويرفع
فلربما انتفع الفتى بضرار من * ينوي الضرار وضره من ينفع
كل امرئ متفرد لطباعه (3) * ليس امرؤ إلا على ما يطبع *
قال أبو علي الحسن بن حبيب أمر أبو العتاهية أن يكتب على قبره
إن عيشا يكون اخره الموت * لعيش معجل التنغيص (4)
456 إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد
أبو إسحاق بن البيضاوي البغدادي (5)
قدم دمشق وحدث بها عن أبي بكر بن شاذان وأبي الحسين بن المظفر وأبي
بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأبهري وأبي عمر بن حيوية
روى عنه أبو محمد بن أحمد الكتاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن علي بت إبراهيم بن البيضاوي البغدادي قدم علينا قراءة عليه نا أبو بكر
أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي نا أبو بحر عبد الوارث بن غياث نا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن
عن سمرة بن جندب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
كذا قال والصواب عبد الواحد بن غياث
أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت أنا أبو القاسم إبراهيم بن

(1) في الديوان: أغنى من غنى.
(2) الديوان: أقنع.
(3) الديوان: بطباعه.
(4) بيت مفرد، ديوانه ط بيروت ص 237 تحت عنوان: عيش آخره الموت.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 6 / 134.
59

منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا عبد الأعلى بن حماد النرسي (1) نا
حماد بن سلمة نا قتادة عن الحسن عن سمرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بيع الحيوان
بالحيوان نسيئة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال أنا أبو بكر
الخطيب (2) إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق بن البيضاوي وهو
أخو محمد بن علي بن إبراهيم وكان الأكبر سمع محمد بن المظفر وأبا عمر بن
حيويه وأبا بكر بن شاذان ومن كان في طبقتهم وحدث في الغربة ذكر لي
عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق في سنة عشرين وأربع مائة وكان
صدوقا صالحا مات بمصر
457 إبراهيم بن علي بن جندل
أبو إسحاق الجنابذي (3)
قدم دمشق وحدث بها عن أبي علي الحسن بن عبد الله بن أحمد الأهوازي
روى عنه عبد العزيز بن أحمد الكتاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو إسحاق
إبراهيم بن علي بن جندل الجنابذي قدم علينا قراءة عليه نا أبو علي الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن حمدان الأهوازي نا أبو بكر بن محمد بن ظهير بن أحمد بن
نصر بن صالح نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن غالب الغالبي نا أبو القاسم
عبد الله بن محمد البغوي نا علي يعني ابن الجعد نا شعبة عن منصور قال
سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أم سلمة قالت كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يصوم شهر
كاملا إلا شعبان فإنه كان يصله برمضان أو إلى رمضان
كذا قال وأسقط منه أبا سلمة
أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي

(1) بالأصل " الرسي " تحريف والصواب ما أثبت، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 28 (12).
(2) تاريخ بغداد 6 / 134.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى كونابذ ويقال لها بالعربية جنابذ وهي قرية بنواحي نيسابور.
60

أنبأ أبو (1) محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا
علي بن الجعد أنا شعبة عن منصور قال سمعت سالما يحدث عن أبي سلمة عن
أم سلمة قالت كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يصوم شهرا كاملا إلا شعبان فإنه كان يصله برمضان أو
إلى رمضان
458 إبراهيم بن علي بن الحسين
أبو إسحاق القباني الصوفي شيخ الصوفية
سمع أبا محمد بن جميع بصيدا وأبا الحسين بن الترجمان بالرملة وأبا
الفرج بن برهان بصور وأبا محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن القزويني
روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم وأبو العينان عمر بن أبي الحسن
الذهباني (2) وغيث بن علي الخطيب وسكن الصور
أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الفرغولي (3) أنا عمر بن أبي الحسن بن
سعدويه الذهباني نا إبراهيم بن علي بن الحسين القباني أبو إسحاق الصوفي بصور نا
محمد بن الحسين الغزي الصوفي نا القاضي أبو الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير
بمنبج نا محمد بن جعفر الزراد (4) نا يحيى بن عمرو النصيبي شيخ بالرحبة وأنا
سألته نا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إذا قال العبد
أشهد أن لا إله إلا الله قال الله تعالى يا ملائكتي علم عبدي أنه ليس له رب غيري
أشهدكم أني قد غفرت له) [* * * *]
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري ونقلته من خطه أنا أبو إسحاق القباني
نا محمد بن الحسين بن الترجمان بالرملة نا القاضي أبو الحسين محمد بن جعفر بن
أبي الزبير المنبجي بمنبج (5) نا أبو عروبة الحراني نا أحمد بن المقدام نا معتمر بن

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى ذهبان وهو بطن من حضرموت.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى فرغول وهي قرية من قرى دهستان ترجم له السمعاني باسم:
عمر بن محمد بن الحسن.
(4) بالأصل وم " الرزاز " تحريف والصواب ما أثبت انظر ترجمته في الأنساب.
(5) منبج: مدينة كبيرة واسعة، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ (معجم البلدان).
61

سليمان قال سمعت أبي سليمان التيمي يحدث عن قتادة عن أنس قال كانت عامة
وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين حضرته الوفاة (الصلاة وما ملكت أيمانكم) [* * * *] حتى جعل
يغرغر بها في صدره وما يقبض بها لسانه
يقبض لا يتبين كلامه من الوجع
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنبأ أبو سعد الجنزرودي أنبأ أبو
عمرو بن حمدان أنبأ أبو يعلى هزيم بن عبد الأعلى أبو حمزة الأسدي نا المعتمر
قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس قال كان عامة وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين
حضره الموت (الصلاة وما ملكت أيمانكم) [* * * *] حتى جعل يغرغرها أو يغرغر بها في
صدره وما يقبض بها لسانه
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي نا إبراهيم بن علي بن الحسين أبو إسحاق
القباني (1) شيخ الصوفية بالثغر يرجع إلى ستر ظاهر وسمت حسن وطريقة
مستقيمة كثير الدرس للقران طويل الصمت لازم لما يعنيه ولد بما وراء النهر (2)
وخرج صغيرا وتغرب وسافر قطعة كبيرة من بلاد خراسان والعراق والحجاز وغير
ذلك ثم نزل صور فأقام بها واستوطنها إلى أن مات وحدث بها عن أبي محمد بن
جميع وأبي الفرج بن برهان وابن الترجمان وغيرهم كساعنه (3) وكان سماعه
صحيحا وحدثني أنه أدرك من أصحاب القفال الشاشي في بلد الشاش (4) أربعة وأنه
سمع من ثلاثة منهم سمع من أنيس كتاب دلائل النبوة عنه ومن الاخر بعض كتاب إلا
أنه لم يصحبه منها بشئ وأقام بصور نحوا من أربعين سنة
سألت أبا إسحاق عن مولده فقال في سنة أربع أو خمس وتسعين وثلاثمائة
وتوفى رحمه الله ليلة يوم الاثنين نصف الليل ودفن من الغد الظهر العاشر من جمادى

(1) بالأصل وم " العتابي " خطأ والصواب ما أثبت، وهو صاحب الترجمة،
(2) يريد ما وراء نهر جيحون بخراسان (انظر معجم البلدان).
(3) كذا رسمها بالأصل وم.
(4) الشاش: قرية ما وراء النهر، نهر سيحون، متاخمة لبلاد الترك، (معجم البلدان).
والقفال الشاشي هو أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، شافعي المذهب، وهو الذي أشاع
هذا المذهب في تلك النوحي مات سنة 366 كان عالما بالفقه والتفسير واللغة.
62

الآخرة منه سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ودفن بين يدي باب المسجد المعروف
بعتيق حضرت دفنه والصلاة عليه وتبع جنازته خلق عظيم رحمه الله وذكر لي
جماعة من الفقهاء أنه لم يبقى في الشام ولا الحجاز شيخ لهذه الطائفة يجري مجراه
459 إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل
ابن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر بن مالك
أبو إسحاق القرشي الفهري المديني (1)
قدم دمشق وامتدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك وأجازه وارتبطه واشتاق إلى
وطنه وقال في ذلك شعرا وقدم دمشق قاصدا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار
قال وولد قيس بن الحارث الذي يقال له الحكم عديا وعلقمة فولد عدي بن قيس
صبحا وسنانا فولد صبح عامرا فولد عامر ربيعا فولد ربيع الهذيل وأوسا فولد
الهذيل هرمة ونجبة فمن ولد هرمة بن الهذيل إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن
هرمة بن الهذيل الشاعر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما هرمة فهو [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (2) أنا أبو القاسم الأزهري وعبد الكريم بن محمد بن أحمد النصيبي (3)
قالا نا علي بن عمر الحافظ قال هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن
عدي بن قيس بن الحارث بن فهر بن ولده إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة
الشاعر مقدم في شعر المحدثين قدمه محمد بن داود بن الجراح على بشار وأبي نواس

(1) الوافي بالوفيات 6 / 59 وبهامشه ثبت بمصادر أخرى ترجمت له. وفوات الوفيات 1 / 34 وبهامشه أيضا ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
(2) تاريخ بغداد 6 / 128.
(3) تاريخ بغداد: الضبي.
63

وغيرهما زاد ابن البنا من المحدثين
أخبرناه أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة أبو إسحاق الفهري المدني
شاعر مفلق فصيح مسهب مجيد حسن القول سائر الشعر وهو أحد الشعراء
المخضرمين أدرك الدولتين الأموية والهاشمية وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور
ومدحه فأجازه وأحسن صلته وكان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين (2)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال أما هرمة بفتح
الهاء وسكون الراء فهو إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن
ربيعة بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر الشاعر المشهور وقيس بن
الحارث هو الخلج (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5)
أنا الحسن بن علي الجوهري نا محمد بن عمران الكاتب قال قال أبو الحسن
الأخفش قال لنا ثعلب مرة إن الأصمعي قال ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة وهو اخر
الحجج
قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد القرشي (6) أخبرني أحمد بن
عبيد الله بن عمار نا يعقوب بن إسرائيل حدثني إبراهيم بن إسحاق المعمري (7) نا
عبد الله بن إبراهيم الجمحي قال قلت لابن هرمة أتمدح عبد الواحد بن سليمان
بشعر ما مدحت به أحدا غيره فتقول (8) فيه
وجدنا غالبا كانت جناحا * وكان أبوك قادمة الجناح *

(1) تاريخ بغداد 6 / 127 - 128.
(2) بالأصل " الطالبين " والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
(3) الاكمال لابن ماكولا 7 / 314.
(4) بالأصل " الحلج " المثبت والضبي (بالقلم) عن الاكمال.
(5) تاريخ بغداد 6 / 131.
(6) الخبر في الأغاني 6 / 107 في ترجمة عبادل وأخباره.
(7) الأغاني: العمري.
(8) عن الأغاني وبالأصل " فيقول ".
64

ثم تقول (1) فيها
أعبد الواحد المأمول (2) إني * أغص حذار (3) سخطك بالقراح *
فبأي شئ استوجب ذلك منك فقال إني أخبرك بالقصة لتعذرني أصابتني أزمة
وقحمة (4) بالمدينة فاستنهضتني ابنة عمي للخروج فقلت لها ويحك إنه ليس عندي ما
يقل جناحي فقالت أنا أنهضك بما أمكنني وكانت عندي ناب لي فنهضت عليها
بجهد (5) القوام ونؤذي السمار وليس من منزل أنزله إلا قال الناس ابن هرمة حتى
دفعت إلى دمشق فأويت إلى مسجد عبد الواحد في جوف الليل فجلست فيه أنتظره
إلى أن نظرت إلى بزوغ الفجر فإذا الباب ينفلق عن رجل كأنه البدر فدنا فأذن ثم
صلى ركعتين وتأملته فإذا هو عبد الواحد فقمت فدنوت منه فسلمت عليه فقال أبا
إسحاق أهلا ومرحبا فقلت لبيك بأبي وأمي أنت وحياك الله بالسلام وقربك من
رضوانه فقال أما ان لك أن تزورنا فقد طال العهد واشتد الشوق فما وراءك
فقلت لا تسألني بأبي أنت فإن الدهر قد أخنى علي فما وجدت مستغاثا غيرك
فقال لا ترع فقد وردت على ما تحب إن شاء (6) الله
فوالله إني لأخاطبه فإذا بثلاثة فتية قد خرجوا كأنهم الأشطان (7) فسلموا
فاستدنى (8) الأكبر منهم فهمس إليه بشئ دوني ودون أخويه فمضى إلى البيت ثم رجع
فجلس إليه فكلمه بشئ ثم ولى فلم يلبث أن خرج ومعه عبد ضابط (9) يحمل (10) عبئا
من الثياب حتى ضرب به بين يدي ثم همس إليه (11) ثانية فعاد وإذا به قد رجع ومعه

(1) عن الأغاني وبالأصل " يقول " وقوله: " ثم تقول فيها " سقي من م.
(2) في الأغاني: " الميمون " وبهامشها عن بعض نسخها " المحمود ".
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(4) القحمة:: السنة الشديدة والقحط.
(5) في الأغاني: نهجد النوام.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت العبارة عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(7) الأشطان جمع شطن وهو الحبل، وقيل هو الحبل الطويل.
(8) عن الأغاني، وبالأصل: فأسندني.
(9) ضابط: قوي.
(10) بالأصل " على " والمثبت عن الأغاني.
(11) الزيادة عن الأغاني.
65

مثل ذلك فضرب به بين يدي فقال لي عبد الواحد ادن يا أبا إسحاق فإني أعلم إنك
لم تصر إلينا حتى تفاقم صدعك فخذ هذا وارجع إلى عيالك فوالله ما سلكنا لك هذا
إلا من بين أشداق عيالنا ودفع إلي ألف دينار وقال لي قم فارحل فأغث من وراءك
فقمت إلى الباب فلما نظرت إلى ناقتي (1) ضقت وقال لي تعال ما أرى هذه
بمبلغتك يا غلام قدم له جملي فلانا فوالله لكنت بالجمل أشد سرورا مني بكل ما نلته
فهل تلومني أن أغص حذار سخط هذا بالقراح ووالله ما أنشدته بيتا واحدا
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني عمي
مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال (2) لقيني إبراهيم بن علي بن
هرمة فقال لي يا ابن مصعب لم (3) يبلغني أنك تفضل علي ابن أذينة نعم ما شكرتني في
مديحي إياك ألم تعلم
رأيتك مختلا عليك خصاصة * كأنك لم تنبت ببعض المنابت
كأنك لم تصحب شعيب بن جعفر * ولا مصعبا ذا المكرمات ابن ثابت (4)
قال فقلت له يا أبا إسحاق أقلنيها وأنا أعتبك وهلم فروني من شعرك ما شئت
فرويت له هاشمياته (5) يعني فأخذتها من فيه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب نا أبو القاسم الأزهري أنا
الحسن بن محمد بن سليمان نا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثني أبو
عكرمة الضبي قال قال سليمان بن أبي شيخ قال راوية (6) بن هرمة بعث إلي ابن
هرمة في وقت الهاجرة صر إلي فقال أكتر حمارين إلي أربعة أميال من المدينة أين
شئنا فقلت هذا وقت الهاجرة وأرض المدينة سخنة فامهل حتى تبرد فقال لا لابن

(1) الزيادة عن الأغاني.
(2) الخبر في الأغاني 4 / 380.
(3) في الأغاني: يا بن مصعب أتفضل علي ابن أذينة.
(4) ديوانه ص 77 - 78 والأغاني 4 / 380.
(5) في الأغاني: " عباسياته " وبهامشه: لعله يريد قصائده التي مدح بها بني العباس.
(6) اسمه: ابن ربيح كما في الأغاني 4 / 375 وفي المختصر: ابن زبنج.
66

جبير الخياط علي مائة دينار قد منعتني القائلة وضيقت على عيالي فاكتريت حمارين
فركبنا فمضيت معه حتى انتهينا إلى الحمراء قصر الحسن بن زيد فصادفناه يصلي
العصر فأقبل علي بن هرمة فقال ما جاء بك في هذا الوقت والحر شديد فقال لابن
جبير الخياط علي مائة دينار قد منعتني القائلة وضيقت علي عيالي وقد قلت شعرا
فاسمعه فقال قل فأنشأ يقول
أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا * نبل الضباب (1) الذي جمعت في قرني
فما بيثرب منهم من أعاتبه * إلا عوائد أرجوهن من حسن *
الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن *
قال يا غلام افتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار واحضر ابن جبير الخياط وليكن
معه ذكر دينه وماله على ابن هرمة فحضر فأخذ منه ذكر دينه فدفعه إلى ابن هرمة وسلم
إلى ابن جبير مائة دينار وقال يا غلام بع بمائة دينار أخرى وادفعها إلى ابن هرمة
يستعين بها على حاله فقال ابن هرمة يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا تمرا لعيالي
قال يا غلام أفعل ذلك فانصرفنا من عنده فقال لي ويحك رأيت نفسا أكرم من هذه
النفس أو راحة أدنى من هذه الراحة فإنا لنسير على السيالة إذا رجل مر (2) فذعر ابن
هرمة فالتفت إليه فإذا هو عبد الله بن حسن بن حسن فقال يا دعي الأدعياء (3) أتفضل
علي وعلى أبي الحسن بن زيد فقال والله ما فعلت هذا
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرني أبو الفضل
محمد بن ناصر أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ومحمد بن إسحاق بن مخلد
ومحمد بن سعيد [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو
علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم أنا أحمد بن

(1) بدون نقط بالأصل، والمثبت عن الأغاني، يريد بها هنا: الأحقاد.
وفي المختصر الصياب.
(2) ما بين معكوفتين الكلام بالأصل مطموس ولعل الصواب ما أثبتنا. وفي م: " إذا غافر ".
(3) الكلمة مطموسة بالأصل، والمثبت عن م.
67

يحيى ثعلب حدثني عمر بن شبة حدثني أبو سلمة أخبرني ابن زنيح (1) قال
أصابت ابن هرمة أزمة فقال لي في يوم حار اذهب فتكار لي حمارين إلى ستة أميال
ولم يسم موضعا فركب واحدا وركبت واحدا ثم سرنا حتى انتهينا (2) إلي قصور
حسن بن زيد ببطحاء ابن أزهر فدخلنا مسجده فلما زالت (3) الشمس خرج علينا
مشتملا على قميصه فقال لمولى له أذن فأذن ثم لم يكلمنا كلمة ثم قال له أقم فأقام
فصلى بنا ثم أقبل على ابن هرمة فقال مرحبا بك أبا إسحاق حاجتك قال نعم بأبي
أنت وأمي أبيات قلتها وقد كان عبد الله بن حسن وحسن وإبراهيم بنو حسن وعدوه
شيئا فأخلفوه فقال هاتها فأنشد (4)
أما بنو هاشم حولي فقد فرغوا (5) * نبل الضباب (6) الذي جمعت في قرني
فما بيثرب منهم من أعاتبه * إلا عوائد أرجوهن من حسن
الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن *
قال حاجتك قال لابن أبي مضرس علي خمسون ومائة دينار قال فقال لمولى
له أيا هيثم اركب هذه البغلة فائتني بابن مضرس وذكر حقه قال فما صلينا العصر
حتى جاء به فقال له مرحبا بك يا ابن أبي مضرس أمعك ذكر حق على ابن هرمة
فقال نعم قال فامحه قال فمحاه ثم قال يا هيثم بع ابن أبي مضرس من تمر
الخانقين (7) بمائة وخمسين دينارا وزده في كل دينار ربع دينار وكل لابن هرمة بخمسين
ومائة دينار تمرا وكل لابن زنيج بثلاثين دينارا تمرا قال فانصرفنا من عنده فلقيه
محمد بن عبد الله بن حسن بالسيالة (8) وقد بلغه الشعر فغضب لأبيه وعمومته
فقال أيا ماص بعل أمه أأنت القائل

(1) كذا بالأصل، وفي المختصر: " زبنج " وفي الأغاني 4 / 375 ربيح.
(2) الأصل والمختصر، وفي الأغاني: صرنا.
(3) الأصل والمختصر وفي الأغاني: مالت.
(4) الأبيات في ديوانه ص 223 والأغاني 4 / 376 والمختصر 4 / 90.
(5) الأغاني: قرعوا.
(6) الأغاني: الضباب.
(7) الخانقين موضع بالمدينة.
(8) السيالة أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة (معجم البلدان).
68

(على هن وهن فيما مضى وهن
قال لا والله يا بني ولكني الذي أقول لك
لا والذي أنت منه نعمة سلفت * نرجو عواقبها في اخر الزمن
لقد أتيت بأمر ما عمدت له * ولا تعمده قولي ولا سنن
فكيف أمشي مع الأقوام معتدلا * وقد رميت برئ العود بالأبن (1)
ما غيرت وجهه أم مهجنة * إذا القتام تغشى أوجه الهجن (2)
قال وأم الحسن أم ولد
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنا أبو البركات بن
طاوس أنا أبو القاسم التنوخي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو بكر محمد بن خلف بن
المرزبان إجازة أخبرني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر أخبرني بعض الأدباء قال
كان لإبراهيم بن هرمة كلاب إذا أبصرت الأضياف بشت بهم ولم تنبح وبصبصت
بأذنابها بين أيديهم فقال يمدحها
ويدل ضيفي في الظلام إذا سرى * إيقاد ناري أو نباح كلابي
حتى إذا واجهنه وعرفنه * فدينه ببصابص الأذناب
وجعلن مما قد عرفن يقدنه * ويكدن أن ينطقن بالترحاب *
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أخبرني أبو القاسم
الأزهري نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز نا محمد بن أبي الأزهر نا الزبير بن
بكار حدثني يحيى بن يحيى عن محمد حدثني عمي إبراهيم بن محمد قال نزلت
ببنات ابن هرمة بعد أن هلك فرأيت حالتهن سيئة فقلت لبعض بناته قد كان أبوك حسن
الحال فما ترك لكن قالت وكيف وهو الذي يقول (3)
لا غنمي مد في البقاء لها * إلا دراك القرى ولا إبلي *

(1) الابن جمع أبنة وهي العقدة تكون في العود تفسده ويعاب بها، ويعني به: العب والوصمة.
(2) الهجن جمع هجين، وتجمع على هجناء وهجنان ومهاجين ومهاجنة.
والهجين الذي أبوه خير من أمه، أو الذي أبوه عربي وأمه غير عربية. (انظر اللسان والقاموس).
(3) البيت في ديوانه ص 185 والأغاني 5 / 261، باختلاف الرواية.
69

ذاك أفناها أذاك أفناها
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق نا محمد بن أحمد بن محمد بن حماد
نا هاشم بن محمد بن هارون الخزاعي نا عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب ابن أخي
الأصمعي عن عمه قال قال لي رجل من أهل الشام قدمت المدينة فقصدت منزل
إبراهيم بن هرمة فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين فقلت لها ما فعل أبوك قالت
وفد إلى بعض الملوك الأجياد (2) فما لنا به علم منذ مدة فقلت انحري لنا ناقة فإنا
أضيافك قالت والله ما عندنا قلت فشاة قالت والله ما عندنا قلت فدجاجة
قالت والله ما عندنا قلت فأعطينا (3) بيضة قالت والله ما عندنا قلت فباطل ما قال
أبوك
كم ناقة قد وجأت منحرها * بمستهل الشؤوب (4) أو جمل (5)
قالت فذلك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شئ
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد نا
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن ورد نا أبو إسحاق بن حميد البصري
القاضي حدثني محمد بن زكريا قال أجتاز نصيب مرة بالسيالة وبها منزل ابن هرمة
فناداه يا أبا إسحاق فخرجت إليه بنته مذعورة فقال أين أبوك قالت راح لحاجة
انتهز فيها برد الفئ قال فهل من قرى قالت لا والله قال ولا جزور ولا شاة
قلت لا والله ولا دجاجة ولا بيضة قال قاتل الله أباك ما أكذبه إذ يقول
لا أمتع العوذ بالفصال (6) * ولا أبتاع إلا قصيرة الأجل

(1) تاريخ بغداد 6 / 130 - 131.
(2) في تاريخ بغداد: وفد إلى بعض الأجواد.
(3) عن تاريخ بغداد والمختصر، وبالأصل " فاعطنا ".
(4) الشؤبوب: حد كل شئ. ووجأه: ضربه بسكين أو نحوه.
(5) البيت في ديوانه ص 184 والأغاني 5 / 263.
(6) بالأصل: " لا أمنع العود " والمثبت عن الأغاني 5 / 260 والعوذ الإبل التي قد نتجت، واحدتها عائذ. وفي
القاموس: الحديثات النتاج من الطباء وكل أنثى.
70

إني إذا ما البخيل أمنها * باتت ضموزا مني على وجل (1)
قالت ففعله والله ذاك بها أقلها عندنا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
أخبرني أبو القاسم الأزهري نا أحمد بن إبراهيم نا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال
وفي هذه السنة يعني سنة خمس وأربعين ومائة تحول المنصور إلى مدينة السلام
واستتم بناءها سنة ست وأربعين ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه خطباءهم
وشعراءهم فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة قال فلم يكن في الدنيا خطبة
أبغض إلى من خطبة تقربني منه واجتمع الخطباء والشعراء من كل مدينة وعلى
المنصور ستر يرى الناس من ورائه ولا يرونه وأبو الخصيب حاجبه قائم وهو يقول يا
أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب فيقول اخطب ويقول هذا فلان الشاعر فيقول
أنشد حتى كنت اخر من بقي قال يا أمير المؤمنين هذا ابن هرمة فسمعته يقول لا
مرحبا ولا أهلا ولا أنعم الله به عينا فقلت " إنا لله وإنا إليه راجعون " (3) ذهبت والله
نفسي ثم رجعت إلى نفسي فقلت يا نفس هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت
فقال أبو الخصيب أنشد فأنشدته (4)
سرى ثوبه عنك (5) الصبا المتخايل * وقرب للبين الخليط المزايل *
حتى انتهيت إلى قولي
له لحظات في حوافي (6) سريره * إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأم الذي أمنته تأمن الردى * وأم (7) الذي حاولت بالثكل ثاكل *

(1) البيت في الأغاني 5 / 259 والضمير في أمنها يعود على العوذ.
وضموز، بالزاي، يقال: ضمز البعير: أمسك جرته في فيه، ولم يجتر، فهو ضامز وضموز (قاموس).
(2) تاريخ بغداد 6 / 128.
(3) سورة البقرة، الآية: 156.
(4) ديوانه ص 166 وتاريخ بغداد والمختصر.
(5) بالأصل " عند " والمثبت عن المصادر السابقة.
(6) في تاريخ بغداد: خفاء سرييرة
(7) في تاريخ بغداد: " فأما الذي.... وأما الذي ".
71

فقال يا غلام ارفع عني الستر فرفع فإذا وجه فلقة قمر ثم قال تمم القصيدة
فلما فرغت قال ادن فدنوت ثم قال (1) اجلس فجلست وبين يديه مخصرة
فقال يا إبراهيم قد بلغني عنك أشياء لولا ذلك لفضلتك على نظرائك فأقر لي بذنوبك
أعفها عنك فقلت هذا رجل فقيه عالم وإنما يريد أن يقتلني بحجة تجب علي
فقلت يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك مما عفوته عني فأنا مقر به فتناول المخصرة
فضربني بها فقلت
أصبر من ذي ضاغط عركرك * ألقى بواني زوره للمبرك (2)
قال ثم ثنى فضربني فقلت
أصبر من عود بجنبيه جلب * قد أثر البطان فيه والحقب (3)
قال قد أمرت لك (4) بعشر آلاف درهم وخلعة وألحقتك بنظرائك من
طريح بن إسماعيل ورؤبة بن العجاج ولئن بلغني عنك أمر أكرهه لأقتلنك قلت
نعم أنت في حل وسعة من دمي إن بلغك أمر تكرهه قال ابن هرمة فأتيت المدينة
فأتاني رجل من الطالبيين فسلم علي فقلت تنح عني لا تشيط بدمي
أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف
ونقلته من خطه أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين البغدادي نا أبو بكر
محمد بن يحيى الصولي نا عبد الله بن شبيب ومهدي بن إسحاق قالا لما ولي
المنصور الخلافة حضر على بابه ثلاثمائة شاعر فأعلمه بذلك الربيع فقال اخرج إليهم
فعرفهم أن جائزتنا ألف وعقوبتنا ألف من مدحنا فاقتصد أجزناه ومن أفرط وتجاوز
عاقبناه فخرج فعرفهم فقال بعضهم لبعض ما منا إلا من أفرط في المدح فانصرفوا
إلا إبراهيم بن هرمة فإنه لم يبرح قال فدخل فعرفه أنهم قد انصرفوا إلا إبراهيم بن هرمة
المدني فقال ما علمته إلا سجاما ومع ذلك مجيدا فأذن له فلما دخل قال عرفت

(1) زيادة عن تاريخ بغداد.
(2) الضاغط انفتاق في إبط البعير، والعركرك: الجمل الغليط، والواني: التعب.
(3) العود: المسن من الإبل، والجلب: الجرح القديم برگ أو يبس، والبي ان: حزام البطن، والحقب: الحزام
يلي حقو البعير، أو حبل يشد به الرحل في بطنه.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل " له ".
72

شرطنا قال قد عرفت قال هات فأنشده شعرا طويلا وقال فيه
له لحظات في حوافي سريره * إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأم الذي أمنت أمنه الردى * وأم الذي حاولت بالثكل ثاكل *
فقال له بارك الله عليك وأجازه بألف وكان في المنصور جفاء فقال له يا
إبراهيم هل لك أن تدعها للطالبيين (1) إلى أن تطلق أرزاقهم ونضعف لك قال
إبراهيم إنما جئت أستمنح أمير المؤمنين ولا استشيره وتعجيلها أحب إلي
فعجلت له
فقال يا أمير المؤمنين إني أسألك شيئا قال سل قال إن عمال أمير المؤمنين
بالمدينة قد أنهكوا أكتافي بما يحدونني على السكر فإن رأى أمير المؤمنين أن يكتب لي
كتابا إن (2) وجدت سكرانا فلا أحد فليفعل فقال له المنصور ما كنت لأرفع حدا
من حدود الله بحب ولكن أكتب لك خيرا من هذا قال ما هو قال أكتب لك كتابا
من جاء بك وأنت سكران جلد مائة وجلدت أنت ثمانين قال قد رضيت قال فكتب له
بذلك قال فكان إبراهيم بن هرمة يسكر ويطرح نفسه في الشوارع ويقول من
يشتري ثمانين بمائة فليتقدم (3)
قال ونا الصولي نا ثعلب نا ابن شبيب عن الزبير قال وقال نوفل بن ميمون
حدثني مرقع قال كنت مع ابن هرمة في سقيفة (4) ابن أذينة فجاءه راع بقطعة من غنم
يشاوره فيما يبيع منها وكان قد أمر (5) ببيع بعضها قال مرقع فقلت يا أبا إسحاق
أين عزب عنك قولك (6)
لا غنمي مد في الحياة لها * إلا دراك القرى ولا إبلي

(1) بالأصل " للطالبين ".
(2) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور 4 / 94.
(3) الخبر في الأغاني 4 / 375.
(4) في الأغاني 5 / 261 " أم أذينة "
(5) الأغاني: " أمره ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن الأغاني.
73

لا أمنع (1) العود الفصال ولا * أبتاع إلا قريبة الأجلي *
قال فقال مالك أخزاك (2) الله من أخذ شيئا فهو له فانتهبناها حتى وقف
الراعي ما معه منها شئ
قال وأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن محمد سيبخت (3)
البغدادي نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحليمي نا ثعلب نا
ابن شبيب عن الزبير عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان إن الفرزدق قدم
المدينة ثم خرج فسئل عن شعرائهم فقال رأيت بها شاعرين وعجبا لهما أحدهما
أخضر يسكن خارجا من بطحان يريد إبراهيم بن هرمة والاخر أحمر كأنه وحرة على
بروده في شعره يريد الأحوص قال ثعلب الوحرة اليعسوب الأحمر الذي يلزم البيار
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (4) أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح نا محمد بن حميد الخراز (5) نا ابن
قانع نا ابن زكريا نا عبيد الله بن عائشة قال لما قدم ابن هرمة على أبي جعفر مدحه
فأعطاه عشرة آلاف وقال يا ابن هرمة إن الزمان ضيق بأهله فاشتر بهذه إبلا عوامل
وإياك أن تقول كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها هيهات والعود إلي مثلها
أخبرنا أبو العز (6) أحمد بن عبيد الله بن كادش فيما ناولني إياه وقرأ علي
إسناده وقال اروه عني أنا أبو علي الجازري أنا المعافا بن زكريا نا عمر بن علي بن
الحسن بن علي بن مالك الشبياني نا محمد بن يزيد النحوي أنا قعنب نا سعيد بن
سلم قال (7) لما ولى المنصور معن بن زائدة أذربيجان (8) قصده قوم من أهل
الكوفة فلما صاروا ببابه واستأذنوا عليه فدخل الآذن فقال أصلح الله الأمير بالباب

(1) في الأغاني: " لا أمتع العوذ الفصال " وقد تقدم البيتان قريبا.
(2) في الأصل: " أجزاك " والمثبت عن الأغاني.
(3) ضبطت عن التبصير.
(4) تاريخ بغداد 6 / 129.
(5) تاريخ بغداد: الخزاز.
(6) بالأصل " أبو العون " والصواب ما أثبت عن م، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 558.
(7) تاريخ بغداد 13 / 236 في ترجمة معن بن زائدة الشيباني.
(8) أذربيجان إقليم واسع، من مشهور مدائنها تبريز، وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها (معجم البلدان).
74

وفد من أهل العراق قال من أي أهل (1) العراق قال من الكوفة قال ائذن لهم
فدخلوا عليه فنظر إليهم معن في هيئة زرية (2) فوثب على أريكته وأنشأ يقول
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم * مرمتها فالدهر بالناس قلب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس * وأفره مهريك الذي هو يركب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا * زوال اقتدار أو غنى (3) عنك يذهب
قال فوثب إليه رجل من القوم فقال أصلح الله الأمير ألا أنشدك أحسن من
هذا قال لمن قال لابن عمك ابن هرمة قال هات فأنشأ يقول
وللنفس تارات تحل بها العرى * وتسخو عن المال النفوس الشحايح
إذا المرء (4) لم ينفعك حيا فنفعه * أقل إذا ضمت عليه الصفايح
لأية حال ينفع المرء ماله * غدا فغدا والموت غاد ورايح (5)
فقال معن أحسنت والله وإن كان الشعر لغيرك يا غلام اعطهم
أربعة آلاف يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد فقال الغلام يا
سيدي أجعلها دنانير أم دراهم فقال معن والله لا تكون همتك أرفع من همتي يا غلام
صفرها لهم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (6) [*]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا الشريف أبو الفضل العباس بن أحمد بن
محمد بن بكران الهاشمي وأبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد أبنا علي بن الحسن بن
أبي عثمان وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وعبيد الله بن

(1) زيادة عن تاريخ بغداد.
(2) ي مس جزء من الكلمة بالأصل، والمثبت عن م، وانظر تاريخ بغداد.
(3) بالأصل: " اقتدار وغنى " والمثبت عن تاريخ بغداد وم.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل " إذ المرء ".
(5) كذا بالأصل أواخر الأبيات غير مهموزة، وفي تاريخ بغداد والمختصر " الشحائح، والصفائح ورائح "
مهموزة.
(6) تاريخ بغداد 6 / 129 - 130.
75

عثمان بن محمد بن دوست المعروف بابن الشوكي وأبو بكر محمد بن هبة الله بن
الحسن الطبري وأبو الحسن علي بن المقلد البواب [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا الشريف أبو الفضل الهاشمي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاووس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا نا أبو
عبد الله الحسين بن الحسن بن القاسم الغضائري (1) نا أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي نا محمد بن زكريا الغلابي نا أحمد بن عيسى وذكر ابن هرمة زاد المزرفي
وترحم عليه وقالوا قال وكان متصلا بنا وهو القائل فينا
ومهما ألام (2) على حبهم * فإني أحب بني فاطمة
بني بنت من جاء بالمحكمات والدين والسنة القائمة
ولست (3) أبالي بحبي لهم * سواهم من النعم السائمة *
قال فقيل له في دولة بني العباس ألست القائل كذا فأنشدوه هذه الأبيات
فقال أعض الله قائلها بهن أمه فقال من يثق (4) به ألست قائلها قال بلى ولكن
أعض بهن أمي خير من أن أقتل
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
محمد نا أحمد بن مروان نا أحمد بن عبدان نا محمد بن منصور قال رأت جارية
المنصور وعليه قميص مرقوع فقال وقد سمعها تقول خليفة قميصه مرقوع فقال
ويحك أما سمعت قول ابن هرمة
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق وجيب قميصه مرقوع *
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا

(1) في تاريخ بغداد: " المخزومي " وفي الأنساب: " الغضائري " (كما أثبتنا وهي غير واضحة بالأصل) المعروف
بالمخزومي. وبالأصل " الحسين بن الحسين " والصواب عن تاريخ بغداد والأنساب وفيهما: الحسين بن
الحسن بن محمد بن القاسم.
(2) لم يجزم الفعل وهو من الشاذ.
(2) لم يجزم الفعل وهو من الشاذ.
(3) في تاريخ بغداد: " فلست ".
(4) القائل له: " ابنه " كما في الأغاني 4 / 388.
76

البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان
الطوسي أنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم
الجعفري حدثني أبو حبيب محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله بن الحصين قال
كان إبراهيم بن علي بن هرمة يشرب في أناس بأعلى السيالة ثم أنه قل ما عنده وكان
صدر بصدار من أهل المدينة فذكر له حسن بن حسن بن حسن قد قدم السيالة
وكتب إليه فذكر أن أصحابا له قدموا عليه وقد خف ما معهم ولم يذكر من شرابه شيئا
وكتب في أسفل كتابه
إني استحيتك أن أقول بحاجتي * فإذا قرأت صحيفتي فتفهم
وعليك عهد الله إن أخبرتها * أهل السيالة إن فعلت وإن لم *
فسأل حسن عن أمره فأخبر بقصته فقال وأنا على عهد الله إن لم أخبر بقصته
أهل السيالة فردعه أميرها منها وكان يشتد على السفهاء فقال يا أهل السيالة هذا
ابن هرمة في سفهاء له قد جمعهم بشرب بالشرف فأنذر بذلك ابن هرمة ففر هو
وأصحابه فلم يقدر عليهم
قال وأخبرني نوفل بن ميمون قال أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن
علي بن هرمة لعمه إبراهيم بن علي بن هرمة يمدح عمران بن عبد الله بن مطيع ويذكر
ولادة آل أسيد بن أبي العيص إياه
ستكفيك الحوائج إن ألمت * عليك بصرف متلاف مفيد
فتى يتحمل الأثقال ماض * مطيع جده وبنو أسيد
حلفت لأمدحنك في معد * وذي يمن على رغم الحسود
يقول لا يزال (1) حسنا * بأفواه الرواة على النشيد
لأرجع راضيا وأقول حقا * ويغبر باقي الأبد الأبيد *
وقبلك ما مدحت زناد كأب * لأخرج وري أبية صلود
فأعياني فدونك فاعتنيني * فما المذموم كالرجل الحميد
وكان كحية رقيت فصمت * على الصادي (2) برقيته المعيد

(1) في مختصر ابن منظور والديوان: لا يزال له رواء.
(2) في الديوان: البادي.
77

فأقسم لا تعود له رقائي * ولا أثنى له ما عشت جيدي
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن محمد أنا
أحمد بن مروان أنشدنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة لإبراهيم بن هرمة وأنشدناه أيضا
المبرد (1)
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق وجيب قميصه مرقوع
إما تراني شاحبا متبذلا * كالسيف يخلق جفنه فيطيع
فلرب لذة ليلة قد نلتها (2) وحرامها بحلالها مدفوع *
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي قالا
أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب قالا أنا أبو بكر بن شاذان أنا أبو علي
عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب نا زبير
حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن عبد الله بن أبي عبيدة (3) بن عمار بن ياسر قال
زرت عبد الله بن حسن بباديته وزاره ابن هرمة فجاءه رجل من أسلم فقال ابن هرمة
لعبد الله بن الحسن أصلحك الله سل الأسلمي أن يأذن لي أن أخبرك خبري وخبره
فقال عبد الله بن حسن ائذن له فأذن له الأسلمي فقال ابن هرمة
فإني خرجت أصلحك الله أبغي ذودا (4) لي فأوحشت فضفت هذا الأسلمي
فذبح لي شاة وخبز لي خبزا وأكرمني ثم غدوت من عنده فأقمت ما شاء الله ثم
خرجت أيضا في بغاء ذود لي (5) فأوحشت فقلت لو ضفت الأسلمي فجاءني بلبن
وتمر ثم خرجت في بغاء ذود لي ف (5) ضفته بعدما أوحشت فقلت التمر
واللبن خير من الطوى فجاء بلبن حامض

(1) لم ترد الأبيات في الكامل للمبرد، وهي في ديوانه ص 143 والشعر والشعراء ص 474.
(2) الشعر والشعراء: قدبتها.
(3) كذا بالأصل والمختصر، وفي الأغاني 4 / 368 أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.
(4) الذود القطيع من الإبل من الثلاث إلى التسع، وقيل ما بن الثلاث إلى الثلاثين، ولا يكون إلا من الإناث
دون الذكور. وهو واحد وجمع أو جمع لا واحد له، أو جمع لا واحد له، أو واحد (قاموس - لسان).
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 4 / 369 سقط من الأصل وم.
78

قال الأسلمي قد أجبته إلى ما سأل فاسأله أن يأذن لي أن أخبرك لم فعلت ذلك
فقال ائذن له فقال ضافني أصلحك الله فسألته من هو فقال رجل من قريش
فذبحت له الشاه التي ذكر والله لو كان عندي غيرها لذبحته له حين ذكر أنه من قريش
ثم غدا من عندي وغدا الحي فقالوا من ضيفك البارحة فقلت رجل من قريش
فقالوا ليس من قريش إنما هو دعي فيها فضافني الثانية قال إنه دعي في قريش
فجئته بتمر ولبن ثم غدا من عندي وغدا الحي فقالوا من ضيفك البارحة قال
فقلت الذي ذكرتم أنه الدعي في قريش فقالوا لا والله ما هو فيها بدعي ولكنه دعي
أدعياء فضافني الثالثة على أنه دعي أدعياء قريش فوالله لو وجدت له شرا من لبن
حامض لجئته به فانكسر (1) ابن هرمة وضحكنا منه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا أبو الحسين محمد بن
عبد الواحد بن علي البزاز أنا عمر بن محمد بن سيف الكاتب نا محمد بن العباس
اليزيدي نا الزبير بن بكار نا محمد بن ثابت حدثني محمد بن فضالة النحوي قال
لقي رجل من قريش ممن كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن إبراهيم بن
علي بن هرمة الشاعر فقال له ما الخبر ما فعل الناس يا أبا إسحاق فقال ابن هرمة (3)
أرى الناس في أمر سحيل (4) فلا تزل * على ثقة أو تبصر الأمر مبرما
وأمسك بأطراف الكلام فإنه * نجاتك مما خفت أمرا مجمجما *
* فلست على رجع الكلام بقادر * إذا القول عن زلاته فارق الفما *
وكائن ترى من وافر العرض صامتا * وآخر أردى نفسه أن تكلما *
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الجرباذقاني (5) المعدل بهراة أنا
أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري بهراة أنا إسحاق بن أبي إسحاق
القراب أنشدني أحمد بن محمد السرخسي أنشدنا أبو عمر محمد بن أحمد

(1) الأغاني: فانخذل.
(2) تاريخ بغداد 6 / 130.
(3) ديوانه ص 193 وتاريخ بغداد.
(4) الامر السحيل غير المبرم، وهو الحبل الذي على قوة واحدة غير مفتول، يعني أنه غير موثوق وغير محكم
وغير متين.
(5) هذه النسبة إلى جرياذقان: بلدتان إحداهما بين جرجان واستراباذ، والثانية بين أصبهان والكرج (الأنساب).
79

النوقاني (1) أنشدني أبو عبد الله الوضاحي لابن هرمة (2)
كأن عيني إذا ولت حمولهم * عنا جناحا حمام صادفت مطرا
أو لؤلؤ سلس في عقد جارية * خرقاء نازعها الولدان فانتثرا *
460 إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد
أبو إسحاق الديلمي الصوفي (3)
لقي بدمشق أبوي بكر الجصاص البصري ومحمد بن داود الدينوري الرقي
وببغداد جعفر الخالدي وبفارس أبا عبد الله بن خفيف وبصور أحمد بن عطاء
الروذباري
روى عنه أبو القاسم سهل بن إبراهيم
ذكره أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي القاضي الأندلسي في
كتاب تاريخ علماء الأندلس الذي صنفه فقال إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد
الديلمي الصوفي من أهل خرا سان من مدينة كرتم (4) يكنى أبا إسحاق دخل إلى
الأندلس سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة فأقام بقرطبة يسيرا ثم خرج منصرفا إلى
المشرق وكان أحد الخيار الفضلاء المتزينين بالفقه (5) و (6) المستورين بالصيانة
والصبر
قال لي أبو القاسم سهل بن إبراهيم سألت أبا إسحاق الخراساني عن من تخلفه
بالمشرق ممن لقيه وراه فذكر أنه لقي بفارس أبا عبد الله بن خفيف وبأبهر أبا بكر بن
برد ولقي ببغداد أبا الحسن الحصري وجعفر بن نصير الخلدي وبصور من عمل
الشام أبا عبد الله الروذباري وبدمشق أبا بكر الرقي وأبا بكر الجصاص (7) وهو

(1) ضبطت عن الانسا، هذه النسبة إلى نوقان، إحدى بلدتي طوس.
(2) ديوانه ص 115.
(3) ترجم له ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس ص 20.
(4) بالأصل " كريم " والمثبت عن ابن الفرضي والمختصر، ولم أعثر على هذا الموضع فيما لدي من مصادر.
(5) عن ابن الفرضي، وبالأصل " الفقر ".
(6) زيادة عن ابن الفرضي.
(7) ابن الفرضي: الخصاصي.
80

بصري وهو الذي كان له كتاب يكتب فيه عمله سيئه وحسنه ولقي بمدينة
التينات (1) أبا الخير الأقطع (2) وكان ممن له المعجزات إلى جماعة من العباد بالشام
ومصر وغيرهما
وكان أبو إسحاق هذا أحد من له الإجابات الظاهرة وقد سمعت غير أبي القاسم
يذكره ممن اجتمع به وقد كتب الناس عنه بمصر وغيرها (3) حدثنا عنه سهل بن إبراهيم
بصك كتبه لي بخطه
461 إبراهيم بن علي
أبو إسحاق الرحبي
حدث بدمشق عن نهشل بن دارم
روى عنه يعقوب السرخسي أنشدنا أبو الحسين محمد وأبو بكر عمر ابنا
محمد بن محمد البسطاميان بها قال أنشدنا الشيخ الإمام أبو الفضل محمد بن
علي بن أحمد السهلكي البسطامي أنشدنا يعقوب السرخسي الصوفي أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن علي الرحبي بدمشق أنشدنا نهشل بن دارم عن بعض شيوخه
يا قلب ويحك جدا منك ذا الكلف * ومن شغفت به جاف كما يصف
قد كان في الحلم أن يهواك مجتهدا * بذاك خبر عنه الفاضل السلف
إن القلوب لأجناد محمدة (4) * لله في أرضه في الود تأتلف
فما تعارف منها فهو مؤتلف * وما تناكر منها فهو مختلف *
462 إبراهيم بن عمر بن إبراهيم
أبو إسحاق بن أخي أبي الحارث
حدث عن القاسم بن عيسى العصار

(1) ابن الفرضي: " التبنات " تحريف، والتينات كأنه جمع تينة من الفواكه، فرضة على بحر الشام قرب
المصيصة تجهز منها المراكب بالخشب إلى الديار المصرية (معجم البلدان). وقد ذكره ياقوت نقلا عن ابن الفرضي.
(2) اسمه عباد بن عبد الله، كان من أعيان الصالحين له كرامات سكن جبل لبنان ترجم له ياقوت في معجم
البلدان عرضا خلال كلامه عن تينات.
(3) سقطت من ابن الفرضي.
(4) في تهذيب ابن عساكر: مجندة.
81

روى عنه عبد الغني بن سعيد الحافظ
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو
الحسن علي بن بقاء بن محمد الوراق إجازة أنا عبد الغني بن سعيد نا أبو إسحاق
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الدمشقي نا القاسم بن عيسى العصار نا محمد بن
أحمد بن محمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء أخو بني فزارة الفزاري حدثني
يحيى بن العمر وكان زوج بنت مطر ابن العلاء قال سمعت جدك مطرا يحدث عن
عمته قطبة (1) بنت هرم بن قطبة (2) أن مدلوكا حدثهم أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود
أسود من امرأة له من بني عجل فأوجس لذلك فشكا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال (هل لك من
إبل) قال نعم قال (فما ألوانها) قال فيها الأحمر والأسود وغير ذلك قال
(فأنى ذلك) قال عرق نزع قال (وهذا عرق نزع) [* * * *]
قال فقدم (3) عجائز من بني عجل فأخبرن أنه كان للمرأة جدة سوداء
رواه العلاء بن أبي المغيرة عن ابن بقاء فقال من بني عجلان في الموضعين
463 إبراهيم بن عمر بن حمدان
أبو إسحاق الأنصاري الصوفي
حكى عن أبي بكر الشبلي
حكى عنه أبو نصر بن الجبان
حدثنا أبو القاسم بن السمرقندي لفظا قال وجدت في كتاب جدي لأمي
عبد الرحمن بن بكران الدربندي المقرئ أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر
المري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن حمدان الأنصاري الصوفي في
مسجد الجامع يقول وقف رجل على أبي بكر الشبلي رحمه الله ببغداد وقد لحقته
ورأيته فسأله عما يهمه في الصلاة فقال أين فقال أن (4) ترمي بهمك إلى الكون

(1) بالأصل " وقطبة " والصواب حذف " الواو " عن م.
(2) الحديث في الإصابة في ترجمة ضمضم بن قتادة.
(3) بالأصل وم " فقد من " والمثبت عن الإصابة.
(4) بالأصل " أين " والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 99.
82

العلوي ومنه إلى الكون السفلي ثم يخرق بعد ذلك في قلبك ألا يكون إلا الله
فقال يا سيدي مالي إلى ذلك من سبيل إن رأيت أرق من هذا فقال إن تكبر
كأن تكبيرك (1) ملكوت الملكوت قراءتك على الجبار وسجودك على ثرى الثرى
جمع (2) كل همة وإسقاط ما دون الله عز وجل حتى لا يكون إلا عبد ورب
فقال مالي إلى ذاك سبيل فقال أن تكبر بتعظيم وتقرأ بترتيل وتركع بخشوع
وتسجد بإجلال وهيبة وتسأل بإشفاق
464 إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي
سمع أباه وابن شهاب
روى عنه بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والليث بن سعد
وعبد الله بن لهيعة
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أن
عبد الله بن مندة [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه أنا أبو سعيد بن
يونس نا موسى بن هارون بن كامل نا أبي نا أبو صالح حدثني الليث حدثني
إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز قال كان عمر بن عبد العزيز يأذن لبنيه يوم الجمعة قبل
أن يدخل الناس فإذا قال إليها قرأ الأكبر منهم فإذا قال أيها قرأ الذي يليه حتى يقرأ
طائفة منهم
قال وإنهم دخلوا عليه يوم جمعة وله طحير (3) كطحير الدابة وهو مستلق (4) على

(1) سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(2) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " يجمع ".
(3) طحير: نوع من الزحار يعلو فيه النفس (القاموس).
(4) بالأصل " مستلقي ".
83

ظهره لا ينظر إليهم ثم التفت إليهم بعد وقت (1) طويل فقال إيها فقرأ عبد الله بن
عمر بن عبد العزيز وكان أكبرهم يومئذ فقال " طسم تلك آيات الكتاب المبين
لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إلى قوله ما كانوا به يستهزؤون " (2) قال أعد
فأعاد فقال أعد فأعاد فقال أعد فأعاد فقال ها إني خرجت إلى هؤلاء وقد
رضت كلام سوى ما كنت أكلمهم به رجاء أن ينفعهم الله به في دينهم فرأيت تلعبا
وتلهيا وقلة إقبال عليه واستماع له فبلغ مني مبلغه فقطعته وأخذت في نحو ما كنت
اخذ فيه من القول ثم نزلت بغيظي وهمي حتى عزاني الله بما قرأ ابني هذا فما عسى
أصنع أأبخع نفسي
قال ابن يونس إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدث عنه الليث وابن لهيعة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (3) نا زيد بن بشر نا ابن وهب
حدثني الليث أن إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدثه أنه سمع أباه يقول لابن شهاب
ما أعلمك تعرض علي شيئا إلا شيئا قد مر على مسامعي إلا أنك أوعى له مني
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي وأبو الفضل بن خيرون
قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنا
أحمد بن عبدان الشيرازي أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (4)
إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي عن
عمر بن عبد العزيز قوله سمع منه بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز حديثه في
الشاميين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية

(1) عن مختصر ابن منظور 4 / 100 وهي مستدركة أيضا بين معكوفتين فيه.
(2) سورة الشعراء، الآيات: 1 - 6.
3) المعرفة والتاريخ 1 / 572 وانظر سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 28 والبداية والنهاية 9 / 159.
(4) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 308 ترجمة 976.
84

أنا سليمان بن إسحاق الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) قال
فولد عمر بن عبد العزيز إبراهيم بن عمر وأمه أم عثمان بنت شعيب بن ربان (2) بن
الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة (3) بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب
465 إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز
أبو إسحاق المقرئ القصار
سمع أبا محمد بن أبي نصر وأبا بكر القطان وسعيد بن عبيد الله بن فطيس
روى عنه أبو القاسم عبد المنعم بن علي
وذكر أبو بكر محمد بن علي بن موسى الحداد أنه ثقة
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الكلابي [* * * *]
وحدثني أبو البركات بن عبد الفقيه عنه أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن
عبد العزيز المعروف بالقصار أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن
معروف أنا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم
القرشي نا أبو أحمد عبد الله بن ثابت القرشي نا سعيد بن الصلت عن الأعمش
عن مسلم الأعور عن أنس بن مالك قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستاك بفضل
وضوئه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال توفي
صديقنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر القصار المقرئ في صفر سنة خمس وأربعين
وأربعمائة حدث عن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر لم يكن الحديث من
صنعته

(1) طبقات ابن سعد 5 / 330 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(2) في ابن سعد: زبان.
(3) ابن سعد 6 ثعلبة بن الحارث بن حصن.
85

466 إبراهيم بن عمرو (1) الصنعاني (2)
صنعاء دمشق (3)
روى عن الوضين بن عطاء
روى عنه جعفر بن سليمان الضبعي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا أبو بكر نا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق نا سيار بن حاتم العنزي عن
جعفر بن برقان نا إبراهيم بن عمرو الصنعاني عن الوضين بن عطاء (4) قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة الكذابون والمستكبرون والذين يكترون
البغضاء لإخوانهم في صدورهم فإذا لقوهم حلفوا لهم والذين إذا دعوا إلى الله وإلى
رسوله كانوا بطاء وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا [* * * *]
كان جعفر غير منسوب ثم ألحق به ابنه برقان وهو وهم لأن سيار بن حاتم يروي
عن جعفر بن سليمان الضبعي الكثير
وقد رواه الخرائطي في اعتلال القلوب وقال جعفر بن سليمان وإبراهيم هذا لا
أعرفه وأنما المعروف إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني من صنعاء اليمن ولا
أعرف لليماني رواية عن الوضين بن عطاء فالله أعلم بصواب القول في ذلك
أخبرتنا به أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد الله القيسية قالت أخبرتنا عائشة
بنت الحسن بن إبراهيم قالت نا عبد الله بن عمر بن الهيثم نا أبو عمرو بن عقبة نا
حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق نا سيار بن حاتم نا جعفر بن سليمان نا
إبراهيم بن عمر الصنعاني عن الوضين بن عطاء قال قال رسول (صلى الله عليه وسلم)
(ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة السقارون وهم الكذابون والخيالون

(1) في تهذيب التهذيب 1 / 97 ويقال: " ابن عمر ".
(2) هذه النسبة إلى صنعاء على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني. وصنعاء موضعان أحدهما باليمن، وأخرى
قرية بغوطة دمشق.
(3) صنعاء دمشق: وهي قرية على باب دمشق دون المزة مقابل مسجد خاتون خربت (معجم البلدان).
(4) قال ابن حجر في التهذيب: روى عن الوضين بن عطاء حديثا مرسلا.
86

وهم المستكبرون والذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم فإذا لقوهم حلفوا
لهم والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا
سراعا والذين لا شرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم وإن لم يكن لهم بذلك
حق والمشاؤون بالنميمة والمفرقون بين الأحبة والباغون البراء الرخصة (1) أولئك
يقذرهم الرحمن عز وجل) [* * * *]
467 إبراهيم بن عون
أبو إسحاق المؤدب
حدث بدمشق عن حميدان بن نصر بن حصين البغدادي
روى عنه أبو هاشم المؤدب
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني وذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث
في تسمية من سمع منه بدمشق إبراهيم بن عون المؤدب وذكر طبقة فيها أبو
الحسن بن جوصا وأبو الدحداح وأسند منهما وذكر أنه سمع منه سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة
468 إبراهيم بن العلاء بن الضحاك
ابن مهاجر بن عبد الرحمن بن زيد
أبو إسحاق الزبيدي المعروف بزبريق (2) الحمصي (3)
حدث بدمشق وبحمص عن إسماعيل بن عياش وبقية والوليد بن مسلم وأبي
حفص عمر بن بلال القرشي مولى بني أمية وشعيب بن إسحاق وأبي عثمان عباد بن
يوسف الكندي الحمصي صاحب الكرابيس ومحمد بن حمير وأبي عون ثوابة بن
عون التنوخي الحموي
روى عنه محمد بن عوف وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأحمد بن المعلى

(1) في المختصر: الدحضة.
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب، وفيه: المعروف بابن زبريق.
87

الأسدي قاضي دمشق وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وجعفر الفريابي وأبو أمية
الطرسوسي وأحمد بن يحيى بن صفوان وهنبل بن محمد بن يحيى السلمي وابن
ابنه عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ويعقوب بن سفيان وأبو بكر محمد بن
جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي وعمران بن
بكار البراد
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار الحمصي نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي
زبريق نا إسماعيل بن عياش نا برد بن سنان عن أبي هوزن العبدي عن أبي سعيد (1)
الخدري قال إن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال له (إن الناس لكم تبع وأنه سيأتيكم رجال من أهل
الأرض يتفقهون فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا) [* * * *]
قال وأنا أبو بكر بن المقرئ حدثني محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين
الحمصي بحمص نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق نا إسماعيل بن عياش
قال سمعت عمر بن عبد الرحمن يقول سمعت عبد الله بن بشر المازني يقول
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه) [* * * *]
أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن محمد بن مهرابزدي (2) (2) النحوي قراءة عليه أنا أبو بكر بن المقرئ نا
محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار الحمصي بحمص نا إبراهيم بن العلاء
الزبيدي زبريق نا إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة عن
نافع عن ابن عمر قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من
القرآن) [* * * *]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن
محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة اثنتين وخمسين ومائة
ولد إبراهيم بن العلاء الزبيدي في شعبان وقرأت في بعض كتب أهل الأندلس في

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه، وبجانبه كلمة صح.
(2) ضبطت عن بغية الوعاة، وفيه بدون: " ياء ".
88

تسمية من سمع منه محمد بن وضاح أو بقي بن مخلد بدمشق إبراهيم بن العلاء
زبريق (1) (1)
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الفضل بن خيرون وأبو الغنائم بن النرسي
قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا
أحمد بن عبدان الشيرازي أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري
قال (2) إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرحمن الزبيدي الحمصي
زعم إبراهيم أن أباه كان يدعى زبريق والد إسحاق
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة في تسمية أهل حمص عن أصحابهم زبريق (3)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا أبو القاسم
عبد الله بن عتاب بن محمد أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير أنا محمود بن إبراهيم بن سميع
قال في الطبقة السادسة من طبقات الشاميين إبراهيم بن العلاء
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة قال أنبأنا حمد بن عبد الله
الأصبهاني قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا ابن أبي حاتم (4)
قال إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر يعرف بابن زبريق (5) أبو إسحاق حمصي
زبيدي والد إسحاق وهو في ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم روى عن
إسماعيل بن عياش وعمر بن بلال أبي حفص الفزاري وبقية بن الوليد والوليد بن

(1) ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب فيمن روى عن إبراهيم: بقي بن مخلد.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 307 ترجمة 974.
(3) تاريخ أبي زرعة 1 / 69 وفيه: إبراهيم بن العلاء: زمريق، (بالميم) تحريف.
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 121.
(5) في الجرح والتعديل: بابن الزبريق.
89

مسلم سمعت أبي يقول ذلك وروى عنه أبي ومحمد بن عوف الحمصي وأبو
زرعة (90)
قال أبو أحمد بن عدي سمعت أحمد بن عمير سمعت محمد بن عوف (2)
يقول وذكرت له حديث إبراهيم بن العلاء عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي
أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (استعتبوا الخيل تعتب) [* * * *]
فقال رأيته على ظهر كتابه ملحقا (3) فأنكرته فقلت له فتركه قال ابن عوف
وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسوي الأحاديث فأما أبوه فشيخ غير متهم
لم يكن يفعل من هذا شيئا قال ابن عدي إبراهيم بن العلاء هذا حديثه عن
إسماعيل بن عياش وبقية وغيرهما مستقيم ولم يرم إلا بهذا الحديث ويشبه أن يكون
من عمل ابنه كما ذكره ابن عوف
قال وأنا ابن عدي قال سمعت محمد بن جعفر بن رزين وأحمد بن محمد بن
عنبسة يقولان ما إبراهيم بن العلاء سنة خمس وثلاثين ومائتين (4) قال ابن عنبسة
وكان لا يخضب يعني به الزبيدي
469 إبراهيم بن العلاء بن محمد
وأظنه والد محمد بن إبراهيم الدمشقي الذي كان يسكن عبادان
حدث عن الزهري
روى عنه أبو بكر خيران بن العلاء الكلبي الدمشقي
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قراءة عليه أنا أبو
الحسن أحمد بن الفتح بن عبد الله بن عبد الخالق المعروف بابن فرغان الفقيه
الموصلي بها نا محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي نا أحمد بن يعقوب بن سراج نا

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(2) ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن تهذيب التهذيب 1 / 97.
(3) بالأصل وم " ملحق " والمثبت عن تهذيب التهذيب.
(4) وهذا ما ذكره أيضا الذهبي في سير أعلام النبلاء 11 / 446.
90

إبراهيم بن الهيثم بن عبد العزيز بن يحيى الأويسي نا خيران بن
العلاء نا إبراهيم بن العلاء بن محمد نا الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا
تخللوا بعود الآس ولا عود الرمان فإنهما يحركان عود الجذام) [* * * *]
هو عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح
القرشي العامري نسبه إلى جده والصواب عرق الجذام (1)
470 إبراهيم بن عيسى بن القاسم
أبو إسحاق البغدادي الكافوري (2) العطار
قدم دمشق وحدث بها عن أبي سعيد العدوي
روى عنه تمام الرازي
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
الرازي ونقلته أنا من خط تمام حدثني أبي وأبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان
البغدادي ومسكنه طبرية قدم دمشق وأبو حفص عمر بن علي البغدادي نقيب
الفقهاء بدمشق وأبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن القاسم الكافوري البغدادي العطار
بدمشق قالوا نا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن
زفر العدوي ببغداد نا خراش حدثني مولاي أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (الصوم جنة) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو بكر
محمد بن محمد بن عثمان الطرازي أنا أبو سعيد الحسن بن علي بن صالح العدوي
فذكر بإسناده مثله
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر

(1) ورد في مختصر ابن منظور " عرق الجذام ".
(2) هذه النسبة إلى الكافور، وهو نوع من إلي بي، (الأنساب) وترجم له ترجمة قصيرة. وله ترجمة في تاريخ
بغداد 6 / 134.
91

الخطيب (1) إبراهيم بن عيسى بن القاسم أبو إسحاق الكافوري حدث بدمشق عن أبي
سعيد العدوي روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي وعفان بن محمد (2)
471 إبراهيم بن عيسى العبسي
روى عن مروان بن محمد
روى عنه بحر بن صاعد إن كان محفوظا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا محمد بن
عبد الله بن الحسين نا يحيى بن محمد بن صاعد نا إبراهيم بن عيسى العبسي
بدمشق نا مروان بن محمد الدمشقي نا مالك بن أنس والليث بن سعد قالا نا
يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن عبادة بن الصامت
قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (خمس صلوات كتبهن الله على العباد من جاء بهن
يوم القيامة لم يضيعهن استخفافا بحقهن كان له عند الله تعالى عهد أن يدخله الجنة
ومن جاء وقد استخف بحقهن لم يكن له عند الله عز وجل عهد إن شاء الله غفر له وأن
شاء عذبه)
قال يقول لم يضيعهن يحافظ على وضوئهن ومواقيتهن
كذا قال إبراهيم بن عيسى وهو تصحيف والصواب إبراهيم بن عتيق

(1) تاريخ بغداد 6 / 134.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
92

حرف الغين فارغ
حرف الفاء
في اباء من اسمه إبراهيم "
470 إبراهيم بن فضالة
بن محمد بن يعقوب بن محمد بن عبد الله بن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أبو إسحاق الأنصاري
حدث عن بعض من لم يسم لنا
كتب عنه أبو الحسين الرازي وهو نسبه
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي
في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن فضالة وساق
بقية نسبه وقال مات في ذي القعدة سنة ثلاثين وثلاثمائة
93

حرف القاف فارغ
حرف الكاف
في اباء من اسمه إبراهيم "
473 إبراهيم بن كثير
أبو إسماعيل الخولاني
حدث عن عمر بن عبد العزيز وحسان بن عطية البيروتي (1)
روى عنه محمد بن كثير المصيصي (2) وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قال حدث
محمد بن كثير عن إبراهيم بن كثير أبي إسماعيل الخولاني من أهل بيروت وكان
رجل صدق
قال له الأوزاعي حدث بهذا قال بعث جعونة بن الحارث رسولا إلى عمر يعني
ابن عبد العزيز وكان عاملا له على غزاة فقال له عمر أسلم المسلمون قال نعم
قال كلهم قال نعم إلا رجلا واحدا عدلت به دابته فساح في الثلج قال فصنع ماذا
قال فهلك قال لقد أطلقتها غير مكترث علي بفلان كاتبه فكتب إلى عامله

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح. وفي ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 473
الدمشقي.
(2) كذا ورد في نسبه " المصيصي " وليس هو من المصيصة، قال خليفة: هو من أهل صنعاء (صنعاء دمشق، قاله
أبو جعفر العقيلي) ونشأ بالشام، وسكن المصيصة، وسيرد في آخر الترجمة: الصنعاني.
ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 380.
94

جعونة إياك وغارات الشتاء فوالله لرجل من المسلمين أحب إلي من الروم وما حوت
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد محمد بن
عبد الله أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو إسماعيل
إبراهيم بن كثير الخولاني عن عمر بن عبد العزيز روى عنه محمد بن كثير الصنعاني
474 إبراهيم بن أبي كريمة الصيداوي
حدث عن هشام الكتاني
روى عنه صدقة بن عبد الله السمين (1)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد بن الأكفاني قالا نا
عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم (2)
نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا سلامة بن بشر نا صدقة عن إبراهيم بن أبي
كريمة عن هشام الكتاني عن أنس بن مالك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عن ربه
تبارك وتعالى أنه قال
(من أخاف لي وليا فقد بارزني وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت
عليه وما يزال عبدي المؤمن يتنقل إلي حتى أحبه ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا
ويدا ومؤيدا إن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته وما رددت أمرا أنا فاعله ما رددت أمر
عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه وإن من عبادي المؤمنين لمن
يشتهي الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك وإن من عبادي
المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن (3) من عبادي المؤمنين
لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو بسطت له لأفسده ذلك وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا
السقم لو أصححته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة
ولو أسقمته لأفسده ذلك إني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير) [* * * *]

(1) أبو معاوية الدمشقي السمين، ترجمته في سير الاعلام 7 / 314.
(2) بالأصل " حذام " تحريف والصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 514.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
95

رواه الحسن بن يحيى الخشني البلاطي (1) عن صدقة عن هشام ولم يذكر فيه
إبراهيم بن أبي كريمة
أخبرناه أبو بكر الأنصاري نا أبو محمد الجوهري إملاء أنا أبو حفص عمر بن
محمد بن علي الناقد نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا الحكم بن موسى نا أبو
عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني عن صدقة عن هشام الكتاني (2) عن أنس بن
مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل قال
(من أهان بي وليا فقد بارزني بالمحاربة ما ترددت في شئ أنا فاعله ما ترددت في
قبض نفس مؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له ومن عبادي المؤمنين من يريد بابا
من العبادة فأكفه عنه لا يدخله عجب فيفسده ذلك وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما
افترضت عليه وما يزال عبدي يتنفل حتى أحبه ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا
ومؤيدا دعاني فأجبته وسألني فأعطيته ونصح لي فنصحت له وإن من عبادي المؤمنين من
لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح
إيمانه إلا الفقر وإن بسطت له أفسده ذلك وأن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا
الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا السقم
ولو أصححته لأفسده ذلك إني أدبر عبادي بقلوبهم إني عليم خبير) [* * * *] "

(1) هذه النسبة إلى البلاط (بكسر الباء وفتحها وبعدها اللام ألف) وهي قرية من غوطة؟ سق (الأنساب وانظر
معجم البلدان).
والخشني بضم الخاء وفتح الشين نسبة إلى خشين، بطن من قضاعة (الأنساب) ذكره السمعاني هنا وترجم له
ترجمة قصيرة. ولم يذكره في البلاطي.
(2) بالأصل " الكناني " تحريف، وقد تقدم في أول الترجمة بالتاء.
96

حرف اللام
في اباء من اسمه إبراهيم "
475 إبراهيم بن لجاج
حكى عنه أبو زرعة الدمشقي عن أبي الحسن بن المدبر في أمر التعديل
476 إبراهيم بن الليث بن حسن
أبو طاهر الطريثيثي (1) الصوفي
سمع بدمشق عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد
سمع منه حمزة بن أبي هاشم العلوي وأبو سعد (2) وأبو سعيد وأبو منصور
القشيريون وعبد الله بن يوسف بن محمد الجرجاني (3)
وذكره أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في ذيل تاريخ نيسابور (4) وقال هو
ثقة سافر الكثير وطاف البلاد ولقي المشايخ وله قدم في الطريقة
أنبأنا أبو الفتح محمد بن المومق بن محمد الجرجاني ثم الهروي أنا أبو محمد
عبد الله بن يوسف بن محمد الجرجاني (5) الصيرفي قراءة عليه بهراة أنا أبو طاهر
إبراهيم بن الليث الصوفي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي المعروف

(1) هذه النسبة إلى طريثيث، وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، يقال لها بالعجمية: ترشيز (الأنساب).
(2) اسمه عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن، أبو سعد القشيري، ترجمته في سير الاعلام 19 / 623.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 159.
(4) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 123 ذكره باسم إبراهيم بن الليث بن الحنين (كذا).
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبه كلمة صح.
97

بأخي تبوك (1) بدمشق نا أبو بكر محمد بن خريم (2) بن محمد بن عبد الملك نا
هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي (3) نا مالك بن أنس حدثني الزهري عن
أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتى يبين الحديث
477 إبراهيم بن أبي الليث
هو إبراهيم بن أحمد بن أبي الليث تقدم ذكره

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 557.
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 500 وترجمته في سير الاعلام 14 / 428. (3) ترجمته في السير 11 / 420.
98

حرف الميم
في اباء من اسمه إبراهيم "
478 إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت
أبو إسحاق العبسي من أنفسهم (1)
كاتب القضاة بدمشق ونائبهم أصله من سامراء
وخلف محمد بن أحمد بن المرزبان ثم عمر بن الجنيد ثم زكريا بن أحمد بن
يحيى البلخي على الحكم
وسمع الحسن بن عرفة وأبا يحيى زكريا بن يحيى المروزي ويحيى بن أبي
طالب الواسطي وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وعلي بن داود القنطري
وسعدان بن نصر ببغداد والربيع بن سليمان وعبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير
وإبراهيم بن مرزوق البصري بمصر وأحمد بن بكر وإسحاق بن خالد
وعبد الحميد بن مهدي البالسي ببالس (2) وهلال بن العلاء بالرقة وأبا قرصافة
محمد بن عبد الوهاب العسقلاني ومحمد بن حماد الطهراني بعسقلان وطاهر بن
الفضل وأبا جعفر أحمد بن أبي عبد الله الحداد بحلب وعمران بن بكار البراد
ومحمد بن عوف بحمص وموسى بن محمد بن هشام ويزيد بن محمد بن
عبد الصمد بدمشق
روى عنه عبد الوهاب الكلابي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو بكر بن المقرئ

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 460 والوافي بالوفيات 6 / 116 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بمصادر أخرى
ترجمت له.
(2) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة (معجم البلدان).
99

وأبو مسلم البغدادي الكاتب وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زريق البغدادي وأبو
الحسين الرازي وأبو الحسين بن جميع والحاكم أبو أحمد النيسابوري وأبو
سليمان بن زبر وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو وأبو علي محمد بن القاسم بن أبي
نصر وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأبهري ومحمد بن سليمان بن يوسف
الربعي وأبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفاف وأبو بكر أحمد بن محمد بن
سلمة بن شرام (1) الغساني وأبو حفص بن شاهين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا أبو علي الحسن بن علي بن
إبراهيم المقرئ الأهوازي والقاضي أبو المكارم محمد بن سلطان بن محمد بن
حيوس (2) الغنوي قالا أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم زاد
الأهوازي وعبد الوهاب بن الحسن قالا نا وفي حديث أبي المكارم أنا [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبي أبو العباس الفقيه وعبد العزيز بن أحمد
الكتاني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد
وغنائم بن أحمد بن عبيد الله [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو
القاسم بن أبي العلاء وأبو نصر بن طلاب وغنائم بن أحمد بن عبيد الله الخياط
وأبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان قراءة ح
وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البري أنا عمي أبو الفضل
عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن البري [* * * *]
وأخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة الله بن الحبوبي (3) وأبو العشائر
محمد بن خليل بن فارس قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا أنا أبو محمد

(1) ترجمته في بغية الوعاة 1 / 357 وقيل فيه: " سرام " انظر أباه الرواة 1 / 139.
(2) بالأصل " حموس " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 413 وكنا ب‍ " أبي
الفتيان ". وفي م أيضا: حموس.
(3) بالأصل " الحبري " تحريف، والصواب ما أثبت، انظر مشيخة ابن عساكر ق 18 / 2 وترجمته في سير أعلام
النبلاء 20 / 357 وبهامشها ثبت بمصادر ترجمت له، وتحرفت اللفظة في شذرات الذهب 4 / 174.
100

عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي
ثابت نا الحسن بن عرفة نا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن
مسعود قال كنت أرعى غنما لعقبه بن أبي معيط فمر بي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر فقال
(يا غلام هل من لبن) قلت نعم ولكني مؤتمن قال (فهل من شاة لم ينز عليها
الفحل) قال فأتيته زاد الأهوازي بها ثم اتفقوا فمسح ضرعها فنزل اللبن فشرب
وسقى أبا بكر ثم قال للضرع (اقلص) فقلص فأتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله
علمني من هذا القول قال فمسح يده على رأسي وقال (يرحمك الله إنك لغليم
معلم) [* * * *]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني أنا منصور بن الحسين بن
علي بن القاسم وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت أمين القاضي الدمشقي بدمشق فذكر حديثا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت أبو إسحاق العطار حدث ببلاد
الشام عن الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وعمران بن بكار الحمصي والربيع بن
سليمان المرادي ويحيى بن أبي طالب وأحمد بن بكر البالسي وإبراهيم بن مرزوق
البصري ولم يكن عنده عن الحسن إلا حديث واحد روى عنه محمد بن المظفر
وأبو حفص بن شاهين وجماعة من الغرباء بلغني أن ابن أبي ثابت سكن دمشق ومات
بها وكان ثقة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا تمام بن محمد
إجازة أنا أبو عبد الله بن مروان قال ثم تقلد القضاء بعده يعني بعد أبي زرعة
محمد بن عثمان في ربيع الاخر في سنة اثنتين وثلاثمائة محمد بن أحمد بن المرزبان
فاستخلف على القضاء بدمشق عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد وإبراهيم بن
محمد بن أحمد بن أبي ثابت فأقاما على خلافته إلى أن قدم هو إلى البلد ستة أ شهر ثم
توفي في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثمائة ثم ولي بعده عمر بن الجنيد فاستخلف

(1) تاريخ بغداد 6 / 165.
101

على دمشق عبد الصمد بن عبد الله وإبراهيم بن محمد بن أبي ثابت فأقاما على خلافته
بدمشق خمسة أشهر ثم قدم هو فأقام إلى تسع بقين من ذي الحجة سنة ست وثلاثمائة
ثم صرف وولي مكانه محمد بن أحمد البركاني ثم شخص معزولا للنصف من المحرم
سنة عشر وثلاثمائة ثم ولي القضاء بعده على دمشق زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي
فورد كتابه من مكة على إبراهيم بن محمد بن ثابت فتسلم الديوان من البركاني فتسلم
ذلك منه في الجامع ثم قدم ثم صرف زكريا وولي عبد الله بن أحمد بن زبر ثم عزل
في شهر ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وولي الحسين بن محمد بن عثمان بن
أبي زرعة وورد كتابه على ابن أبي ثابت وعلى أبي الحسين بن حريش فلم يقبل ابن أبي
ثابت وجعل الأمر إلى ابن حريش وحده
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي
في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
أحمد بن أبي ثابت ويعرف بالعطار وكان شيخا جليلا بدمشق يسأل عن المعدلين
وأصله من العراق سكن دمشق تاجر نبيل مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر
الأنباري أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر بدمشق قال توفي أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق بلفظه [* * * *]
وقرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد
أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة فيها توفي أبو إسحاق بن أبي ثابت
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قال توفي شيخنا القاضي أبو إسحاق

(1) تاريخ بغداد 6 / 165.
102

إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت البغدادي العطار قاضي دمشق بدمشق في سنة
ثمان وثلاثين وثلاثمائة
قال عبد العزيز حدث عن الحسن بن عرفة والربيع بن سليمان المرادي
وسعدان بن نصر وغيرهم ثقة نبيل مضى على سداد وأمر جميل حدثنا عنه أبو
محمد بن أبي نصر وغيره
479 إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه
أبو القاسم الصوفي الواعظ النصرآباذي (1)
محلة من محال نيسابور
سمع بدمشق أحمد بن عمير وببيروت مكحولا البيروتي وبمصر أحمد بن
عبد الوارث وأبا جعفر الطحاوي وبنيسابور أبا بكر بن خزيمة وأبوي العباس
السراج وأحمد بن محمد بن الأزهر وبالري أبا محمد بن أبي حاتم وببغداد
يحيى بن محمد بن صاعد وجعفر بن محمد الخلدي (2) وأبا محمد زكريا بن
يحيى بن عبد الله بدمياط
روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله الحاكم والقاضي أبو العلاء
محمد بن علي الواسطي وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3)
نا القاضي أبو العلاء الواسطي نا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه
النصرآباذي قدم علينا حاجا في سنة ست وستين وثلاثمائة نا عبد الله بن محمد
الشرقي (4) نا محمد بن يحيى نا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي وحفص بن

(1) له ترجمة في الوافي بالوفيات 6 / 117 وسير أعلام النبلاء 6 / 263 وانظر بالحاشية (فيهما) ثبتا بأسماء
مصادر ترجمت له.
والنصراباذي نسبة إلى نصراباذ معناه بالفارسية عمارة نصر، وهي محلة بنيسابور (معجم البلدان).
(2) هذه النسبة إلى الخلد محلة ببغداد، وجعفر المذكور لم ينسب إلى الخلد ولم يسكن بها، وقد تقدم قريبا
سبب تسميته بالخلدي، ارجع إليه.
(3) تاريخ بغداد 6 / 169 - 170.
(4) هذه النسبة إلى إحدى المحال الشرقية بنيسابور (انظر الأنساب).
103

غياث عن ليث عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
مسح مقدم رأسه حتى بلغ موضع القذال (1) من مقدم عنقه)
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الصمد فذكره
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم
المزكي أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال (2) إبراهيم بن محمد بن محموية أبو
القاسم النصراباذي شيخ المتصوفة (3) بنيسابور له لسان الإشارة مقرونا بالكتاب
والسنة يرجع إلى فنون من العلم كثيرة منها حفظ الحديث وفهمه وعلم التواريخ
وعلوم المعاملات والإشارة لقي الشبلي وأبا علي الروذباري وغيرهما
سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول منذ عرفت النصراباذي ما عرفت له جاهلية
وسمعت جعفر بن أحمد يقول ما أشبه أوقاته وبكاه إلا ببكاء الشبلي
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال (4) إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه الصوفي العارف أبو القاسم النصراباذي
الواعظ لسان أهل الحقائق في عصره وصاحب الأحوال الصحيحة وكان مع تقدمه في
التصوف من الجماعة للروايات ومن الرحالة في طلب الحديث سمع بنيسابور أبا
بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج وأقرانهما بالري أبا محمد بن أبي حاتم وطبقته
وأكثر عن أبي محمد وأقام عليه بسماع مصنفاته وأدرك بالعراق أبا محمد بن صاعد
وأقرانه وبالجزيرة أبا عروبة وأقرانه وبالشام أحمد بن عمير وأقرانه وبمصر أحمد بن
عبد الوارث وأقرانه وكان يورق قديما فلما وصل إلى علم الحقائق تركه غاب عن
نيسابور نيفا وعشرين سنة ثم انصرف إلى وطنه سنة أربعين وكان يعظ ويذكر على ستر
وصيانة ثم خرج إلى مكة سنة خمس وستين وجاور بها ولزم العبادة فوق ما كان من

(1) القذال: جماع مؤخر الرأس. (القاموس).
(2) مختصر ابن منظور 4 / 106 وسير أعلام النبلاء 16 / 264.
(3) سير الاعلام: الصوفية.
(4) سير أعلام النبلاء 16 / 265.
104

عادته وكان يعظ بها ويذكر ثم توفي بها في ذي الحجة من سنة سبع وستين وثلاثمائة (1)
ودفن بالبطحاء عند تربة الفضيل بن عياض
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرة عن أبي الحسين
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي
البخاري قال سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني يقول سمعت
مسعود بن علي السجزي يقول سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول أبو القاسم
إبراهيم بن أحمد النصرآباذي واعظ الصوفية في عصره طلب الحديث على صغر السن
بخراسان والعراقين والشام ومصر وكتب الكثير وجمع وضيع أكثر أصوله وتوفي بمكة
وأنا ببغداد فبيعت كتبه في داره وكشفت تلك الكتب عن أحوال والله أعلم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه أبو القاسم النصراباذي
النيسابوري الصوفي قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن الحسن (3) بن
الشرقي وأحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوريين زاد ابن خيرون
ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام المعروف بمكحول البيروتي وغيرهم ثم اتفقا
فقالا حدثنا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وحدثنا عنه أبو حازم
العبدوي بنيسابور وكان ثقة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (4) ومنهم
أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصراباذي شيخ خرسان في وقتة صحب الشبلي وأبا
علي الروذباري والمرتعش (5) جاور بمكة سنة (6) ست وستين ومات بها سنة سبع
وستين وثلاثمائة (6) وكان عالما بالحديث كثير الرواية

(1) الزيادة عن سير الاعلام.
(2) تاريخ بغداد 6 / 169.
(3) سقطت من تاريخ بغداد.
(4) الرسالة القشيرية ص 437 - 438 رقم 78.
(5) هو عبد الله بن محمد المرتعش، ترجم له في الرسالة القشيرية ص 431.
(6) ما بين الرقمين لم يرد في الرسالة القشيريه.
105

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين
الطريثيثي أنا أبي أبو الحسن أنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني (1) قال سمعت
أبا القاسم النصرآباذي يقول إذا أعطاكم حباكم وإذا لم يعطكم حماكم فشتان ما بين
الحباء والحماء فإذا حباك شغلك وإذا حماك حملك (2)
قال وسمعت أبا القاسم يقول في معنى قوله تعالى " إن الله اشترى من
المؤمنين أنفسهم وأموالهم " (3) قال بعلمي اشتريتهم وبحكمي فعتقتهم فلا ينقص
علمي حكمي ولا ينقص حكمي علمي
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت الشيخ أبا
عبد الرحمن يقول سمعت النصراباذي يقول ليس للأولياء سؤال إنما هو الذبول
والخمود (4)
قال وسمعته يقول نهايات الأولياء بدايات الأنبياء
أخبرنا أبو سعد الله عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان النسوي الصوفي
بنيسابور أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو بكر عبد الرحمن السلمي قال سئل
النصرآباذي عن القوت فقال للنفس قوت إذا أحرزت اطمأنت وللقلب قوت وللسر
قوت وللروح قوت فقوت القلب الطمأنينة وقوت السر الفكرة وقوت الروح
السماع لأنه صادر عن الحق وراجع إليه والقوت في الحقيقة هو الله لأن منه الكفايات
وأنشد يقول (5)
إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها * فلم تلبث النفس التي أنت قوتها
ستبقى بقاء الضب في الماء أو كما * يعيش ببيداء المهامة حوتها *
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال سمعت الإمام أبا

(1) هذه النسبة إلى مالين وهي قرى مجتمعة على فرسخين من هراة، ترجم له السمعاني في الأنساب، والذهبي
في سير الاعلام 17 / 301.
(2) مختصر ابن منظور 4 / 106 وسير الاعلام 16 / 265.
(3) سورة التوبة، الآية: 111.
(4) الرسالة القشيرية ص 262 وفيها " الخمول ".
(5) مختصر ابن منظور 4 / 106.
106

إسحاق الإسفرايني رحمه الله يقول لما قدمت من بغداد كنت أدرس في جامع
نيسابور مسألة الروح وأشرح القول في أنها مخلوقة وكان أبو القاسم النصرآباذي
قاعدا متباعدا عنا فصغى إلى كلامي فاجتاز بنا بعد ذلك يوما بأيام قلائل فقال لمحمد
الفراء أشهد أني أسلمت على يد هذا الرجل وأشار إلي
قال وسمعت محمد بن الحسين يقول قيل للنصر آباذي (1) إن بعض الناس
يجالسون النسوان ويقول أنا معصوم (2) في رؤيتهن فقال ما دامت الأشباح باقية
فإن الأمر والنهي باق والتحليل والتحريم مخاطب بهما ولن يجترئ على الشبهات
إلا (3) من هو يعرض المحرمات
قال وسمعت أبا صادق بن حبيب قال سمعت النصرآباذي يقول (4) ضعفت
في البادية مرة فايست من نفسي فوقع بصري على القمر وكان ذلك بالنهار فرأيت
مكتوبا عليه (فسيكفيكهم الله) (5) فاستقللت ففتح علي من ذلك الوقت هذا
الحديث
قال (6) وسمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول قيل للنصر آباذي ليس لك
من المحبة شئ فقال صدقوا ولكن لي حسراتهم فهو ذا احترق فيه
وسمعته يقول (7) قال النصرآباذي المحبة مجانبة السلو على كل حال ثم أنشد
يقول
ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة * فإني من ليلي لها غير ذائق
وأكبر شئ نلته من وصالها * أماني لم تصدق كلمحة بارق *
قال وقال أبي (8) رأى النصرآباذي بمكة بعد وفاته في النوم فقيل له ما فعل الله

(1) الرسالة القشيرية ص 438.
(2) الرسالة القشيرية: ويقولون: نحن معصومون.
(3) الرسالة القشيرية: إلا من تعرض للمحرمات.
(4) الرسالة القشيرية ص 291.
(5) سورة البقرة، الآية: 137.
(6) الرسالة القشيرية ص 323.
(7) الرسالة القشيرية ص 323 وذكر البيتين، وهما في المختصر.
(8) الرسالة القشيرية ص 371.
107

بك فقال عوتبت عتاب الأشراف ثم نوديت يا أبا القاسم بعد الاتصال انفصال
فقلت لا يا ذا الجلال فما وضعت في اللحد حتى لحقت بالأحد
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن قال
سمعت أبا القاسم النصرآباذي يقول مراعاة الأوقات من علامات التيقظ
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي (1) أنا محمد بن الحسين قال
سمعت النصرآباذي يقول أنت متردد بين صفات الفعل وصفات الذات وكلاهما
صفته تعالى (2) على الحقيقة فإذا هيمك في مقام التفرقة قربك (3) بصفات فعله
وإذا بلغك مقام الجمع قربك (3) بصفات ذاته
قال أبي أبو القاسم القشيري وأبو القاسم النصرآباذي شيخ وقته
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل كتابه أنا أبو بكر محمد بن يحيى
المزكي أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا القاسم النصرآباذي يقول
التقوى مثال الحق قال الله تعالى " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى
منكم " (4)
قال وسمعته يقول لمراعاة الأوقات من علامات التيقظ
قال وسمعته يقول مواجيد الأرواح تظهر بركتها على الأسرار ومواجيد
القلوب تظهر بركتها على الأبدان (5)
وسمعته يقول الراحة ظرف مملوء من العتاب
وسمعته يقول سر سلم من رعونة البشرية سر رباني
وقال جزية من الحق تربي على أعمال الثقلين

(1) الرسالة القشيرية ص 45 ومختصر ابن منظور.
(2) زيادة عن الرسالة القشيرية.
(3) في الرسالة القشيرية: قرنك.
(4) سورة الحج، الآية: 37.
(5) مختصر ابن منظور 4 / 107.
108

وقال تؤدب النفوس بالرياضات والقلوب بالمعارف
وقال مات بمكة سنة سبع وستين وثلاثمائة
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي قال (1) لما هم الأستاذ أبو القاسم النصرآباذي
بالحج وتهيأ له خرجت معه إلى الحج سنة ست وستين وثلاثمائة وكنت مع الأستاذ
أي منزل نزلناه أو بلدة دخلناها يقول لي قم حتى تسمع الحديث وكان مع جلالته
وكثرة ما عنده من العلم يحمل المحبرة والبياض ويحضر سماع الحديث ويطلب
أهله وكان رحمه الله شديد الحرص على كتابته والحب له
ولما دخلنا بغداد قال لي قم بنا نذهب إلى أبي بكر بن مالك القطيعي رحمه
الله وكان عنده إسناد حسن وكان له وراق قد أخذ من الحاج شيئا ليقرأ لهم وفي
مجلسه خلق من الحاج وغيرهم فلما دخلنا عليه قعد الأستاذ ناحية من القوم والوراق
يقرأ فأخطأ فرد عليه الأستاذ فنظر إليه الوراق شزرا فأخطأ أيضا في شئ فرد عليه
أيضا فنظر الوراق إليه شزرا والبغداديون لا يحتملون من أهل خراسان أن يردوا عليهم
شيئا فلما كان في المرة الثالثة رد عليه قال الوراق يا رجل إن كنت تحسن تقرأ فتعال
فأقرأ كالمستهزئ به فقام الأستاذ وقال تأخر قليلا وأخذ الجزء من يده وأخذ
يقرأ قراءة تحير ابن مالك ومن حوله تعجبا منه فلما فرغ من ذلك الجزء أخذ في جزء
اخر وهكذا في الجزء الثالث والشيخ ساكت لا يصرف طرفه عنه تعجبا منه حتى حان
وقت الظهر
قال فسألني الوراق من هذا الرجل قلت الأستاذ أبو القاسم النصرآباذي فقام
الوراق وقال أيها الناس هذا شيخ خراسان أبو القاسم النصرآباذي وقد كتب الحديث
ها هنا وأقام ببغداد خمس عشرة سنه فقرأ في مجلس واحد ما كان يريد الوراق أن يقرأه
في خمسة أيام
ولما دخلنا البادية كان كلما نزل عن راحلته في سيره لا تفارقه المحبرة والمقلمة
والبياض فرأيته ونحن في رحل المفسر وفي كمه المحبرة والمقلمة والبياض
والأجزاء فقلت أيها الأستاذ في هذا الموضع والناس يخففون عن أنفسهم فقال يا

(1) الخبر في مختصر ابن منظور 4 4 / 107 - 108 وذكره في السير مختصرا (16 / 266).
109

أبا عبد الرحمن ربما أسمع شيئا من جمال أو غيره حكمة أثبته كي لا أنسى
قال وكان سنة من السنين قحط فخرج الناس إلى الاستسقاء (1) إلى المصلى
فلما ارتفع النهار جاء غبار وريح وظلمة لا يستطيع أن يرى أحد أحدا (2) من شدة الغبار
ونحن مع الأستاذ أبي القاسم فقال لنا الأستاذ جئنا بأبدان مظلمة وقلوب غافلة
ودعاء بلسان مثل الريح فنحن نكيل ريحا فيكال علينا ريح
فلما كان الغد خرج وكان فقيرا ليس وراءه دنيا ولكن له جاه عند الناس فدخل
عليه أبناء الدنيا وأخذ منهم شيئا وأمر بشراء بقرة وكثير من لحم الغنم والأرز وآلات
الحلواء وأمر مناديا في البلد ألا من كان له حاجة في الخبز واللحم والحلوى
فليمض غدا إلى (3) المصلى
وأمر بالمراحل حتى حملت إلى المصلى فلما كان الغد (4) خرجنا معه وأمر
بطبخ المرقة والأرز والحلواء وجاؤوا بخبز كثير وجاء الفقراء من الرجال والنساء
والصبيان وأكلوا وحملوا إلى وقت العصر فلما صلينا العصر إذا في قطعة سحاب فقال
لنا شمروا حتى نرجع فجاء الحمالون فأخذوا الآلات ورجعوا وأصحابه معهم وبقي
هو وأنا معه وهو صائم وأنا أيضا لأجل موافقته فرجعنا فلما بلغنا إلى محلة جودي (5)
كان قريبا من صلاة المغرب فمطرنا مطرا لا نستطيع المضي بحال فطلبنا مسجدا
فدخلناه وجاء المطر كأفواه القرب والمسجد يكف بالمطر وفي جداره محراب
فدخل الأستاذ المحراب وصلينا وأنا في زاوية في المسجد وقال لعلك جائع تريد أن
أطلب من الأبواب كسرة حتى تأكل فقلت معاذ الله أنا ساكن قال غدا لناظريه
قريب وكان يترنم مع نفسه (6)
خرجوا ليستسقوا (7) فقلت لهم قفوا * دمعي ينوب لكم عن الأنواء

(1) بالأصل " الاستقاء " والصواب عن م.
(2) بالأصل " أحد " والصواب ما أثبت عن م.
(3) زيادة لازمة وفي م: فليحضر غدا المصلى.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 109.
(5) كذا، ولم أجدها، ولعلها إحدى محال نيسابور، (عن هامش المختصر).
(6) البيتان في السير 16 / 266 وطبقات الأولياء لابن الملقن ص 28.
(7) بالأصل " ليستقوا " والمثبت عن م وير الاعلام.
110

قالوا صدقت ففي دموعك مقنع * لو لم تكن ممزوجة بدماء (1)
وقلت في نفسي ليتك لم تخرج إلى الاستسقاء حتى لم أبتل بما ابتليت به من
الجوع والظمأ والبرد ونمت في ناحية المسجد فلما كان الصبح قال لي قم يا أبا
عبد الرحمن واطلب الماء وتطهر حتى نصلي ونخرج فقمت وتوهمت أنه قد تطهر
فقلت أين تطهر الأستاذ قال ما تطهرت فخرجت وتطهرت وصلينا وخرجنا وما
نام ليلته وصلى على طهارة الأمس
قال ولما دخلنا مكة حرسها الله نظر إلى تلك المقبرة فقال يا أبا عبد الرحمن
طوبى لمن كان قبره في هذه المقبرة وليت قبري كان ها هنا ثم إنه رحمه الله أقام
بها مجاورا وقال لي عليك بالانصراف فقد حججت حجة الإسلام فاشكر الله على
ذلك وارجع إلى والدتك فإني قبلتك منها فيجب أن أردك عليها وكنت نويت أن
أجاور معه ولا أفارقه ولكن لم يرض لي ليرضى الرجوع إلى الوالدة فقال ترجع
وتعود سريعا إن شاء الله فمرض هناك مدة يسيرة فقال لي بعض أصحابنا دخلت عليه
في مرضه فقلت له ما تشتهي قال كوز من ماء الجمد كما يكون بخرا سان قال
فخرجت من عنده وخرجت إلى العمرة ومعي ركوة فطلعت سحابة وأمطرت بردا كثيرا
وما أمطرت بمكة شيئا فسررت بذلك وجمعت منه ملء ركوتي (2) وغدوت به حتى
دخلت عليه وقلت سهل الله ما تريد فنظر إليه وتبسم وما شرب منه قطرة وتوفي
رحمه الله تعالى سنة سبع وستين وثلاثمائة
480 إبراهيم بن محمد بن أحمد
أبو إسحاق القرميسيني (3)
قدم دمشق وحدث بها عن عمر بن علي بن سعيد وأبي بكر محمد بن أحمد بن
عبد الوهاب

(1) عجزه في السير:
لكنها ممزوجة بدماء
(2) في مختصر ابن منظور: مسك ركوتي.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى قرميسين. بلدة بجبال العراق قرب همذان عند دينور. (الأنساب).
111

روى عنه علي بن الخضر بن سليمان وعبد العزيز الكتاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد القرميسيني قدم علينا قراءة عليه نا عمر بن علي بن سعيد نا
يوسف بن الحسن البغدادي نا محمد بن القاسم نا أبو يعلى أحمد بن علي بن
المثنى نا محمد بن بكار نا أبي عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(من أحب أن ينظر إلى إبراهيم عليه السلام في خلته فلينظر إلى أبي بكر في
سماحته ومن أحب أن ينظر إلى نوح في شدته فلينظر إلى عمر بن الخطاب في شجاعته
ومن أحب أن ينظر إلى إدريس في رفعته فلينظر إلى عثمان في رحمته ومن أحب أن ينظر
إلى يحيى بن زكريا في جهادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب في طهارته) [* * * *]
هذا حديث شاذ بمرة وفي إسناده غير واحد مجهول (1)
481 إبراهيم بن محمد بن أحمد
أبو إسحاق الطبري الشافعي
سمع بدمشق عبد الوهاب بن الحسن الكلابي
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد البخاري
482 إبراهيم بن محمد بن أحمد
أبو إسحاق القيسي المعلم الفقيه
أصله من زيلوش (2) قرية من قرى الرملة كان جنديا ثم ترك ذلك وتعلم القرآن
والفقه
وسمع الحديث من أبي الحسن الموازيني وأبي طاهر بن الحنائي وأبي
محمد بن الأكفاني والفقيهين أبي الحسن علي بن المسلم وأبي الفتح نصر الله بن

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(2) بالأصل " زيلوس " بالسين المهملة والمثبت عن معجم البلدان، من قرى الرملة بفلسطين، وذكره ياقوت
نقلا عن ابن عساكر.
112

محمد وأبي محمد عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل وغيرهم من مشايخنا
وقرأ القرآن على أبي الوحش سبيع بن المسلم المقرئ وحدث ببعض
مسموعاته وأقام مدة بمسجد الوزير المزدقاني (1) ثم أخرج فمضى إلى بعلبك فأقام بها
يسيرا ثم مضى إلى حماة ثم رجع إلى دمشق ثم عاد إلى حماة إلى أن حدثت نوبة
الزلزلة فرجع إلى دمشق فأقام بها يسيرا ثم مات رحمه الله وكان ثقة مستورا توفي
أبو إسحاق في الحادي عشر من رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ودفن في مقبرة
باب الصغير
483 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد
ابن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
ولي إمرة دمشق من قبل هارون الرشيد
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن أبي عمر وأنا أبو عبد الله بن مروان أنا أبو عبد الملك البسري قال قال
هشام بن عمار مات شعيب بن إسحاق سنة تسع وثمانين ومائة وصلى عليه إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم
484 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد
أبو إسحاق الأسدي البزار المحتسب المعروف بابن خريطة
حدث عن من لم يسم لنا
كتب عنه أبو الحسين الرازي
قرأت بخط نجاء بن أحمد وذكر أنه نقله من خط الرازي في تسمية من كتب عنه
بدمشق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الأسدي البزار وكان
يعرف بإبراهيم بن خريطة المحتسب مات وأنا بدمشق سنة تسع عشرة وثلاثمائة (2)

(1) مسجد الوزير المزدقاني عند رأس زقاق الأرزة، كبير له منارة وإمام، وفيه سقاية وبركة، وعلى بابه سقاية
(الدارس للنعيمي 2 / 271).
(2) كتب في م: آخر الجزء الثاني والثمانين.
113

485 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سهل
أبو إسحاق الجرجاني المؤدب المعروف بابن سرشان
رحال سمع بدمشق عبد الله بن عتاب الزفتي (1) وبالعراق أبا القاسم البغوي
ويحيى بن محمد بن صاعد وبالبصرة أبا يعلى محمد بن زهير الأبلي (2) وأبا علي
عبد الكريم بن أحمد بن الرواس وببلاد فارس أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله
الزبيبي (3) وأحمد بن محمد بن أوس الهمذاني المقرئ
روى عنه حمزة بن يوسف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
السهمي (4) نا إبراهيم بن محمد بن سهل نا أبو علي عبد الكريم بن أحمد بن
عبد الكريم يعرف بابن الرواس بالبصرة نا عمرو بن علي أبو حفص وأبو بكر
محمد بن بشار بندار قالا نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن
زر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (يقال لحامل القرآن اقرأ
وارق ورتل كما كنت ترتل فإن منزلتك عند اخر اية) [* * * *]
قال أبو علي بن الرواس سمعت عمرو بن علي يقول لم يرو زر عن عبد الله
إلا هذا الحديث
قال وقال لنا حمزة بن يوسف (5) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن
سهل المؤدب المعرف بابن سرشان رحل إلى العراق والشام ومصر وفارس وخراسان
وخوارزم روى عن البغوي وابن صاعد وابن زهير الأيلي (6) وأبي إسحاق الزبيبي

(1) هذه النسبة إلى الزفت (الأنساب) وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 64.
(2) غير منقوطة بالأصل، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى الأبلة وهي بلدة قديمة على أربعة فراسخ من
البصرة وفي م: الربيبي.
له ذكر في سير أعلام النبلاء 14 / 507 ولسان الميزان 5 / 170 ووقع في تاريخ جرجان ص 138 " الأيلي ".
(3) هذه النسبة إلى بيع الزبيب، وذكره السمعاني " أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله العسكري الزبيبي، من عسكر
مكرم ".
(4) تاريخ جرجان ص 139.
(5) تاريخ جرجان ص 137.
(6) كذا بالأصل وتاريخ جرجان " الأيلي " خطأ والصواب " الأبلي " وقد تقدم في بداية الترجمة.
114

وابن عتاب الزفتي بدمشق وجماعة مات في صفر سنة ثمان وستين وثلاثمائة وصلى
عليه أبو نصر الإسماعيلي
486 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصباغ
أبو إسحاق الطرسوسي
حدث بدمشق عن أبي عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني
ومحمد بن عمر بن علي البغدادي
سمع منه عبد العزيز وعبد الواحد ابنا محمد بن عبدويه الشيرازيان وروى عنه
عبد الوهاب بن جعفر الميداني وأبو الحسن علي بن موسى بن السمسار
قرأت على أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم الأزدي (1) عن نصر بن
إبراهيم المقدسي أنا علي بن موسى بن الحسين إجازة نا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد الطرسوسي نا أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن إسحاق الصيدلاني
البغدادي بطرسوس نا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي
المعروف بالدولابي نا أحمد بن عامر سنة ستين ومائتين حدثني أبو الحسن علي بن
موسى حدثني أبي جعفر حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي
علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي (2) طالب
حدثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (حدثني جبريل عليه السلام قال يقول الله عز وجل لا إله إلا
الله حصني فمن دخله أمن (3) عذابي) [* * * *]
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي مات أبو إسحاق بن الصباغ في يوم
الخميس لليلتين خلتا من شوال سنة سبع وثمانين وثلاثمائة والله أعلم
487 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد الله
أبو إسحاق الحنائي
سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي وأبا محمد بن أبي نصر وأبا الحسين

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 499.
(2) عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(3) في مختصر ابن منظور: أمن من عذابي.
115

محمد بن أحمد بن محمد بن أبي المعتمر الرقي وبمصر أبا محمد بن النحاس وأبا
جعفر إبراهيم بن إسماعيل الحسيني وكتب الكثير وحدث بشئ يسير
روى عنه عبد العزيز الكتاني الصوفي وأبو سعد إسماعيل بن الرازي السمان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحنائي قراءة عليه أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن
الحسن نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي
المصيصي نا أبو إسحاق إبراهيم الفزاري نا الأعمش عن طلحة الإيامي (1) عن
عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح مناكبنا في
الصلاة ويقول (استووا ولا تختلفوا إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) [* * * *]
أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا العباس بن الوليد نا أبو الأحوص عن منصور
عن طلحة الإيامي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا وكان يقول
(لا تختلفوا فتختلف قلوبكم) وكان يقول (إن الله وملائكته يصلون على الصفوف
الأول) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد قال توفي شيخنا أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد الحنائي رحمه الله يوم السابع عشر من ذي الحجة سنة
عشرين وأربعمائة كتب الكثير بدمشق وبمصر ومكة حدث بشئ يسير عن
عبد الوهاب بن الحسن الكلابي المعروف بأخي تبوك وغيره
وذكر الحداد أنه كان أديبا خيرا (2) أريبا نزه النفس ثقة مأمونا
وذكر أبو علي الأهوازي أنه مات ليلة الجمعة نصف الليل السادس عشر من
الشهر ودفن بباب الصغير في مقبرة بني عوف وكان له مشهد حسن وصلى عليه أخوه
أبو الحسن

(1) هذه النسبة بكسر الألف وفتح الياء، نسبة إلى أيام، وقيل لهؤلاء البطن: يام أيضا بغير ألف.
(2) بالأصل وم: " خير ".
116

488 إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي (1)
حدث عن وزيرة (2) بن محمد الغساني الحمصي
روى عنه أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني الهروي
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله
الحافظ نا أبو محمد المزني ببخارا نا إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي نا
وريزة بن محمد نا محمد بن هاشم بن منصور الكندي حدثني أبي عن عمرو بن
قبيس عن عمر بن عبد العزيز عن أمه عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (نعم الادام الخل) [* * * *]
الصواب عن أبيها وهو عاصم بن عمر بن الخطاب
489 إبراهيم بن محمد بن أسد بن عبد الملك
أبو محمد الحافظ
سمع بدمشق أبا بكر بن الرواس وأبا الحسن محمد بن عون بن الحسن بن عون
الوحيدي
روى عنه أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي الرازي اللبان
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي الفتح سليم بن أيوب الفقيه نا الشيخ
أبو حاتم محمد بن عبد الواحد في مسجد الجامع قال أخبرني أبو محمد إبراهيم بن
محمد بن أسد بن عبد الملك الحافظ حدثني أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم الدمشقي
المعروف بابن الرواس نا أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي نا حفص بن عمر نا
أبان عن أنس قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحديث ذكره
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو محمد
الحسن بن محمد الخلال نا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي الرازي قدم

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 112.
(2) ضبطت عن تبصير المنتبه.
117

علينا نا أبو محمد إبراهيم بن محمد بن أسد الحافظ بسارية (1) نا أبو الحسن
محمد بن عون بن الحسن بن عون الوحيدي نا عمي محمد بن الحسن نا عبد الله بن
زياد البكري عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (عشرة
من قريش في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في
الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وعبد الرحمن بن عوف
في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) [* * * *]
490 إبراهيم بن محمد بن أمية
أبو إسحاق
حدث عن محمد بن كثير المصيصي
روى عنه أبو العباس بن ملاس النميري
أنبأنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن
إسحاق بن عبد العزيز اللهبي أنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن أحمد
اللهبي نا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس النميري نا
إبراهيم بن محمد بن أمية أبو إسحاق نا محمد بن كثير نا الأوزاعي عن قتادة عن
أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين
والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين) [* * * *]
أخبرناه أبو الحسن بن قبيس وأبو إسحاق هو الخشوعي (2) قالا أنا أبو
القاسم بن أبي العلاء أنا محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان نا أبو
الحسن علي بن الفضل السامري نا إبراهيم بن الهيثم البلدي نا محمد بن كثير نا
الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أبو بكر وعمر سيدا كهول
أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) [* * * *]

(1) سارية من كور طبرستان الثماني، بينها وبين آمل ثمانية عشر فرسخا، والنسبة إليها ساري وقيل سروي.
(معجم البلدان).
(2) هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي الدمشقي ترجمته في سير أعلام
النبلاء 23 / 102.
118

ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره به أبو عمرو بن مندة عن أبيه أنا محمد بن
إبراهيم بن مروان قال قال عمرو بن دحيم مات يعني إبراهيم بن أمية أبا إسحاق
الدمشقي بدمشق يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة اثنتين وسبعين
ومائتين
491 إبراهيم بن محمد بن أبي حصن الحارث
ابن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر
أبو إسحاق الفزاري (1)
أحد أئمة المسلمين وأعلام الدين
روى عن الأعمش وسليمان التيمي وأبي إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني
وموسى بن أبي عائشة وعبد الملك بن عمير وإسماعيل بن أبي خالد وعطاء بن
السائب ويحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة وهشام بن عروة وسهيل بن
أبي صالح وحميد الطويل ويونس بن عبيد وعبد الله بن عون وخالد الحذاء
والحسن بن عبيد الله النخعي ومحمد بن عجلان وعبيد الله بن عمر بن حفص بن
عاصم بن عمر وإسماعيل بن أمية وليث بن أبي سليم وسفيان بن سعيد الثوري
وأبان بن أبي عياش ومسعر وابن المبارك وسعيد بن عبد العزيز ويزيد بن السمط
روى عنه سفيان الثوري وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وهما أكبر
منه ومروان بن معاوية الفزاري وعيسى بن يونس السبيعي وبقية بن الوليد
ومحمد بن سلمة الحراني ومعاوية بن عمرو وعمرو بن محمد الناقد والحسن بن
الربيع وعبد الرحيم بن مطرف والوليد بن مسلم وأبو أسامة حماد بن أسامة
الكوفي وزيد بن سعيد ومحمد بن عبد الرحيم بن سهم الأنطاكي وموسى بن أيوب
النصيبي وعبد الله بن عون الخراز وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي وعمر بن
عبد الواحد السلمي وأبو صالح محبوب بن موسى الفراء والمسيب بن واضح

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 / 539 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وقد ورد بالأصل وم " بن أبي الحصن بن الحارث " خطأ فحذفنا " بن " فالحارث أبو الحصن. وفي تهذيب
التهذيب: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
119

وعبد الله بن سليمان العبدي وسعيد بن المغيرة الصياد وعلي بن بكار بن هارون
المصيصي
وقدم دمشق وحدث بها
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان أنا
يوسف بن القاسم الميانحي [* * * *]
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد السيدي أنا سعيد بن محمد البحيري (1) قالا أنا أبو
عمرو بن حمدان [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالوا أنا أبو يعلى الموصلي نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم
الأنطاكي نا أبو إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني زاد الميانجي سليمان
أنه حدثه عن محارب بن دثار قال سمعت عبد الله بن يزيد يقول على المنبر حدثنا
البراء أنهم كانوا يصلون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا ركع ركعوا وإذا رفع رأسه من الركوع
فقال (سمع الله لمن حمده) لم نزل قياما حتى نراه قد وضع انتهى حديث ابن المقرئ
- زاد الميانجي وجهه بالأرض ثم نتبعه وفي حديث السيدي بالأرض وفي حديث
الجنزرودي أنه حدثه محارب لم يقل عن والباقي مثله [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
محمد بن الحسن بن قتيبة نا عبد الله بن سليمان العبدي نا أبو إسحاق الفزاري نا
الأعمش والثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (إن (2) لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام) [* * * *]
أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق وأبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الله بن
أحمد السمرقندي وغيرهم قالوا أنا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن غالب

(1) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب عن م وانظر الأنساب، وله فيه ترجمة قصيرة.
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 114 وهي فيه أيضا مستدركة بين معكوفتين.
120

قال قرئ على أبي علي بن الصواف وأنا اسمع حدثكم جعفر الفريابي نا رباح بن
الفرج الدمشقي قال سمعت أبا مسهر يقول (1) قدم علينا إبراهيم بن محمد الفزاري
قال فاجتمع الناس يسمعون منه قال فقال لي اخرج إلى الناس فقل لهم من كان
يرى رأي القدرية فلا يحضر مجلسنا ومن كان يرى رأي فلان فلا يحضر مجلسنا ومن
كان يأتي السلطان فلا يحضر مجلسنا قال فخرجت فأخبرت الناس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران أنا إبراهيم بن أبي أمية
قال سمعت نوح بن حبيب يقول أبو إسحاق الفزاري اسمه إبراهيم بن محمد بن
الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر سمعته من معاوية بن عمر
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
الحسن بن لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص عمرو بن علي
الفلاس قال أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا [* * * *]
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم قالا نا محمد بن سعد قال (2) أبو
إسحاق الفزاري واسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة زاد ابن
الفهم بن حصن بن حذيفة بن بدر وكان ثقة فاضلا صاحب سنة وغزو كثير الخطأ
في حديثه ثم اتفقا وقالا مات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومائة زاد ابن الفهم
في خلافة هارون
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون [* * * *]
وأنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي أنا أبو طاهر الباقلاني أنا محمد بن

(1) الخبر في سير أعلام النبلاء 8 / 541 وباختصار في تهذيب التهذيب.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 488.
121

أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد الشاهد أنا عمر بن أحمد بن إسحاق نا
خليفة بن خياط قال أبو إسحاق الفزازي اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن
أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر مات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين
ومائة
أخبرنا أبو بكر الشقاني (1) أنا أحمد بن منصور نا محمد بن عبد الله نا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري سمع الأوزاعي والثوري روى عنه
الوليد بن مسلم وأبو أسامة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي
قال أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا علي بن منير بن أحمد أنا الحسن بن رشيق
قال قال لنا أبو عبد الرحمن النسائي في تسمية فقهاء الكوفة من أصحاب سفيان
الثوري عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الفزاري وعبد الرحمن بن مهدي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم أنا أبو نصر
عبيد الله بن سعيد أنا الخصيب (2) بن عبد الله بن محمد أخبرني أبو موسى
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني أبي أبو عبد الرحمن النسائي قال أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفزاري ثقة مأمون أحد الأئمة كان يكون بالشام روى عنه ابن
المبارك
أخبرنا أبو عبد الله (3) الخلال أنا عبد الرحمن بن منده أنا حمد بن عبد الله
إجازة [* * * *]

(1) هذه النسبة إلى شقان، من قرى نيسابور (ياقوت) وأهلها يقولون شقان بكسر الشين، والنسبة إليها بكير
الشين، ولكن الفتح أشهر (انظر الأنساب).
(2) بالأصل " أبو الخصيب " والصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 349.
(3) بالأصل " أبو عبد " سقط اسم الجلالة، والصواب ما أثبت وقد مر كثيرا، واسمه الحسين بن عبد الملك بن
الحسين بن محمد بن علي، أبو عبد الله الخلال الأصبهاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 620
(364) وفي م: " أبو عبد الله ".
122

قال وأنا أبو طاهر بن سلمة قراءة أنا أبو الحسن الفأفاء
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) قال إبراهيم بن محمد أبو إسحاق
الفزاري كان يكون بالشام روى عن مغيرة والأعمش والشيباني روى عنه مروان بن
معاوية ونسبه إلى جده فقال حدثنا إبراهيم بن أبي حصن ومعاوية بن عمرو
وعمرو بن محمد (2) الناقد والحسن بن الربيع وعبد الرحيم بن مطرف سمعت
أبي يقول ذلك
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال إبراهيم بن أبي حصن
قال أبو طالب عن أبي عبد الله بن حنبل روى عيسى بن يونس عن إبراهيم بن
أبي حصن هو أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد كان أبوه أبو حصن
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن أبي عثمان أنا أبو عمرو بن
مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (3) نا جدي يعقوب قال
سمعت مسددا يقول سمعت ابن داود يقول سمعت (4) يقول عن أبي
إسحاق الفزاري سمعت الأوزاعي يقول إذا مات ابن عون وسفيان الثوري استوى
الناس قال أبو إسحاق فقلت في نفسي وأنت الثالث قال ابن داود وأبو إسحاق
الرابع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا حسن بن الربيع نا
علي بن بكار المصيصي قال سمعت أبا إسحاق الفزاري قال كنت عند الأوزاعي
فذكر سفيان الثوري فقال لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ما اخترت لها إلا
سفيان بن سعيد أو عبد الله بن عون فسأل الفزاري فقلت في نفسي وأنا لو خيرت

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 228.
(2) زيادة عن الجرح والتعديل.
(3) انظر ترجمته في سر أعلام النبلاء 15 / 312 (152).
(4) كلمة رسمها غير واضح تركت مكانها بيضا ورسمها في م: سهيم.
123

لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها ما اخترت لها غيرك يعني الأوزاعي قال وقلت أنا
في نفسي لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها ما اخترت لها غيرك يعني أبا إسحاق
الفزاري
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا إبراهيم بن عبد الله نا محمد بن
إسحاق نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال سمعت عبيدا يعني ابن جناد قال
سمعت محمد بن يوسف الأصبهاني يقول حدث الأوزاعي بحديث فقال رجل من
حدثك يا أبا عمرو قال حدثني به الصادق المصدوق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الفزاري
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي
عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة
حدثني بعض أصحابنا قال قال أبو صالح يعني محبوب بن موسى الفراء سألت ابن
عيينة قلت حديثا سمعت أبا إسحاق رواه عنك أحببت أن أسمعه منك فغضب علي
وانتهرني وقال لا يقنعك أن تسمعه من أبي إسحاق والله ما رأيت أحدا أقدمه على أبي
إسحاق
وقال أبو صالح وسمعت علي بن بكار يقول لقيت الرجال الذين لقيهم أبو
إسحاق ابن عون وغيره والله ما رأيت فيهم أفقه منه (1)
قال أبو صالح وسمعت الفزاري غير مرة يقول إن من الناس من يحسن الثناء
عليه وما يساوي عند الله جناح بعوضة (2)
قال أبو صالح قال عطاء الخفاف كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي
إسحاق فقال للكاتب اكتب إليه وابدأ به فإنه والله خير مني (3)
قال وكنت عند الثوري فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق فقال للكاتب اكتب
وابدأ به فإنه والله خير مني

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 542 وتذكرة الحفاظ 1 / 274.
(2) مختصر ابن منظور 4 / 114 وحلية الأولياء 8 / 255 وفيها " من يحب " بدل " من يحسن ".
(3) سير أعلام النبلاء 8 / 542 تذكرة الحفاظ 1 / 273 ومختصر ابن منظور 4 / 114 وتهذيب التهذيب 1 / 99.
124

قال أبو صالح لقيت فضيل بن عياض فعزاني بأبي إسحاق وقال لي والله لربما
اشتقت إلى المصيصة مالي فضلا لرباط إلا لأري (1) أبا إسحاق هذه الأحاديث كلها عن
صاحب لي كان معي بالبصرة يقال له محمد بن هارون أبو نشيط عن أبي صالح
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة قال أجاز لي حمد بن
عبد الله الأصبهاني [* * * *]
وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2) نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير
قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان أبو إسحاق الفزاري إماما
قالا وأنا ابن أبي حاتم نا أبي نا ابن (3) الطباع عن عبد الرحمن بن مهدي
قال وددت أن كل شئ سمعته من حديث مغيرة كان من حديث أبي إسحاق يعني عن
مغيرة
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي أنا أبو بكر البيهقي
أنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ أخبرني أبو النضر الفقيه نا عثمان بن سعيد
الدارمي قال سمعت أبا الحسن الخياط في مجلس أبي الربيع الزهراني يقول كان ابن
المبارك إذا قدم المصيصة جالس أبا إسحاق الفزاري قال فبينا رجل من أهل خرا سان
يستدل على رجل يسأله عن مسألة فدل على أبي إسحاق الفزاري فأتي مجلسه فإذا
ابن (4) المبارك بجنبه فلما رأى ابن المبارك عرفه فأقبل على ابن المبارك يسأله عن
المسألة فأشار ابن المبارك إليه أن سل أبا إسحاق فسأل أبا إسحاق فأفتاه فأقبل
الخراساني على ابن المبارك فقال له بالفارسية توجكوى فقال ابن المبارك ما
بمجلس مهتران سخونه ته كلتم كان في الكتاب حفوهي يه مرهم
أنبأنا أبو علي الحداد [* * * *]

(1) في السير والمختصر: لارى.
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 128.
(3) زيادة عن الجرح والتعديل.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
125

وأنا أبو الحسن بن قبيس نا أبو بكر الخطيب قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو يوسف يعقوب بن
إسماعيل بن حماد بن زيد حدثني نصير بن علي قال قال عبد الله بن داود
الخريبي (1) كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه وكان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل
زمانه قال نصر بن علي وأنا أقول كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنا الحسين بن جعفر بن محمد بن
السلماسي زاد ابن الطيوري وابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد قالا أنا
الوليد بن بكر بن مخلد أنا علي بن أحمد بن زكريا نا أبو مسلم صالح بن أحمد
العجلي حدثني أبي أحمد بن عبد الله (2) قال أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد
كوفي ثقة وكان رجلا صالحا قائما بالسنة
وقال في موضع اخر أبو إسحاق الفزاري كوفي واسمه إبراهيم بن محمد نزل
الثغر بالمصيصة وكان ثقة رجلا صالحا صاحب سنة وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم
السنة وكان يأمر وينهي (3) وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه وكان كثير الحديث
وكان له فقه وكان عربيا فزاريا أمر سلطانا يوما ونهاه فضربه مائتي سوط فغضب له
الأوزاعي فتكلم في أمره
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي نا أبو بكر الخطيب لفظا أنا
أحمد بن محمد بن إبراهيم قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس
يقول سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين قلت
فأبو إسحاق الفزاري فقال ثقة ثقة (4)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة الدمشقي قال سألت يحيى بن معين

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 346 (113).
(2) تاريخ الثقات ترجمة 37.
(3) في تاريخ الثقات: وكان يأمرهم وينهاهم.
(4) تهذيب التهذيب 1 / 99.
126

فقلت فأبو إسحاق الفزاري فوق مروان قال نعم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنا أبو
محمد يوسف بن رباح بن علي المعدل أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر
محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله نا يحيى بن معين في
تسمية أهل الثغور أبو إسحاق الفزاري
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن الحسن الربعي
ورشا بن نظيف قالا أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد أنا محمد بن
محمد داود نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد الفزاري صدوق نزل المصيصة وذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأصبهاني
قال قلت لأبي حاتم ما تقول في أبي إسحاق الفزاري فقال كان عظيم الغناء في
الإسلام ثقة مأمونا (1)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن جعفر الميداني نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله القاضي نا أبو
الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ نا أحمد بن بشر نا أحمد بن عمران بن أبان
حدثني إسماعيل بن إبراهيم قال أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له
الزنديق لم تضرب عنقي يا أمير المؤمنين قال أريح العباد منك قال فأين أنت من
ألف حديث وضعتها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها
حرفا حرفا (2)
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنا أبو طالب أحمد بن
محمد بن أحمد القرشي أنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن نا عم أبي القاضي أبو
محمد نا علي بن سعيد العسكري نا محمد بن إدريس الرازي نا حماد بن أبي صالح
قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول الناس يتفاضلون في العلم وكل إنسان

(1) سير الاعلام 8 / 542.
(2) الخبر في تذكرة الحفاظ 1 / 273 وتهذيب التهذيب 1 / 99 السير 8 / 542.
127

يذهب إلى شئ ولم أر أحدا أعلم بالسنة من حماد بن زيد فإذا رأيت بصريا يحب
حماد بن يزيد فهو صاحب سنة وإذا رأيت كوفيا يحب زائدة ومالك بن مغول فهو
صاحب سنة وإذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي وأبا إسحاق الفزاري فهو صاحب سنة
وإذا رأيت حجازيا يحب مالك بن أنس فهو صاحب سنة (1)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن
مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن (2) شيبة نا جدي يعقوب قال
سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول رجلان من أهل
الشام إذا رأيت رجلا يحبهما اطمأنيت إليه الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري (3)
قال وأنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن مخلد نا صالح بن أحمد بن حنبل
عن علي يعني ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني ابن مهدي يقول ابن
عون في البصريين أفرأيت الرجل يحبه فاطمأن إليه وفي الكوفيين زائدة ومالك بن
مغول إذا رأيت كوفيا يحبه فارج خيره ومن أهل الشام الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري
وأهل الحجاز مالك بن أنس
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا إبراهيم بن عبد الله نا
محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد يقول سمعت
محمد بن (5) عبد الرحمن بن مهدي يقول كان الأوزاعي والفزاري إمامين في السنة
إذا رأيت الشامي يذكر الأوزاعي والفزاري فاطمئن إليه كان هؤلاء أئمة في السنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات الأنماطي قالا أنا أبو
الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو حامد محمد بن هارون بن عبد الله
الحضرمي نا محمد بن عمرو بن العباس قال سمعت ابن عيينة يقول قال هارون أمير
المؤمنين لأبي إسحاق الفزاري أيها الشيخ بلغني أنك في موضع من العرب قال إن

(1) مختصر ابن منظور 4 / 115.
(2) زيادة لازمة، وقد تقدم قريبا.
(3) تذكرة الحفاظ 1 / 274.
(4) حلية الأولياء 8 / 254.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء.
128

ذاك لا يغني عني من الله يوم القيامة شيئا (1)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن بن محمد الزهري نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا محمد بن خلاد
قال سمعت سفيان بن عيينة يقول قال لي أبو إسحاق الفزاري أدخلت على هارون
فلما رآني رفع رأسه إلي ثم قال يا أبا إسحاق إنك في موضع وفي شرف فقلت يا أمير
المؤمنين إن ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئا
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الرحمن
السلمي يقول سمعت أبا الفرج الورثاني (2) يقول سمعت فاطمة أخت أبي علي
الروذباري تقول سمعت أبا علي الروذباري يقول (3) كان أربعة في زمانهم واحد كان
لا يقبل من الإخوان ولا من السلطان شيئا وهو (4) يوسف بن أسبط ورث من
أبيه سبعين ألف درهم لم يأخذ شيئا وكان يعمل الخوص (5) بيده واخر كان يقبل
من الإخوان والسلطان جميعا وهو أبو إسحاق الفزاري فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه
في المستورين الذين لا يتحركون والذي يأخذ من السلطان كان يخرجه إلى أهل
طرسوس والثالث كان يأخذ من الإخوان ولا يأخذ من السلطان وهو عبد الله بن
المبارك يأخذ من الإخوان ويكافئ عليه والرابع كان يأخذ من السلطان ولا يأخذ من
الإخوان وهو مخلد بن الحسين كان يقول السلطان لا يمن والإخوان يمنون
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده وقال
اروه عني أنا أبو علي الجازري (6) أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا نا محمد بن القاسم

(1) حلية الأولياء 8 / 253 وفيها: " إنك في موضع من القرب " وسير أعلام النبلاء 8 / 542 وفيها " إنك في
موضع وفي شرف " ومثلها في تذكرة الحفاظ 1 / 274.
وسترد هذه الرواية في الخبر التالي.
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ورثان قال السمعاني: من قرى شيراز فيما أظن. وذكره في الأنساب
باسم: عبد الواحد بن بكر الورثاني الصوفي.
(3) الرسالة القشيرية ص 275.
(4) الزيادة عن الرسالة القشيرية.
(5) الخوص ورق النخيل، وبائعه الخواص.
(6) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال نهروان بالعراق، وترجم له في الأنساب باسم:
محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن بكران الجازري.
129

الأنباري حدثني محمد بن المرزبان نا يزيد بن محمد المهلبي نا الأصمعي قال كنت
جالس بين يدي هارون الرشيد أنشده شعرا وأبو يوسف القاضي جالس على يساره
فدخل الفضل بن الربيع فقال بالباب أبو إسحاق الفزاري فقال أدخله فلما دخل قال
عليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال له الرشيد لا سلم الله عليك ولا
قرب دارك ولا حيا مزارك قال لم يا أمير المؤمنين قال أنت الذي تحرم السواد
فقال يا أمير المؤمنين من أخبرك بهذا لعل ذا أخبرك وأشار إلى أبي يوسف وذكر
كلمة والله يا أمير المؤمنين لقد خرج إبراهيم على جدك المنصور فخرج أخي معه
وعزمت على الغزو فأتيت أبا حنيفة فذكر ذلك له فقال لي مخرج أخيك أحب إلي مما
عزمت عليه من الغزو والله ما حرمت السواد
فقال الرشيد فسلم الله عليك وقرب دارك وحيا مزارك اجلس يا أبا إسحاق يا
مسرور ثلاثة آلاف دينار لأبي إسحاق فأتي بها فوضعها في يده وخرج فانصرف
ولقيه ابن المبارك فقال من أين أقبلت فقال من عند أمير المؤمنين وقد أعطاني
هذه الدنانير وأنا عنها غني قال فإن كان في نفسك منها شئ فتصدق بها فما خرج
من سوق الرافقة (1) حتى تصدق بها كلها
قال وأنا المعافا بن زكريا أنا أحمد بن علي القاضي النيسابوري نا محمد بن
المسيب الأرغياني نا عبد الله بن خبيق حدثني أبو عبد الله الحلبي قال سمعت أبا
إسحاق الفزاري يقول إن للحوائج فرسانا كفرسان الحرب وقال لي أبو إسحاق إن
الرجل ليسألني عن حالي ولو أخبرته لشمت بي
أخبرنا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم الأزهري أنا
محمد بن العباس أنا إبراهيم بن محمد الكندي نا أبو موسى قال ومات أبو إسحاق
الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيويه
أنا محمد بن القاسم الكوكبي نا ابن أبي خيثمة قال أخبرت أنه يعني أبا إسحاق
مات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومئة في خلافة هارون

(1) بلد متصل بالرقة، من أعمال الجزيرة (معجم البلدان).
130

قال وحدثني بعض أصحابنا وهو أبو نشيط عن أبي صالح الفراء قال مات
الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل حدثني أبو عبد الله قال مات أبو
إسحاق سنة خمس وثمانين ومئة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثهم قال دفع
إلي أبو الحسن عبد الرحمن بن المغيرة كتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد
القاسم بن سلام وأنه سمعه من أبيه محمد وأن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو محمد
فنسخته وقرأته عليه حدثني أبي حدثني أبو عبيد قال سنة خمس وثمانين ومائة فيها
مات أبو إسحاق الفزاري بالثغر واسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن
خارجة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (1) ومات أبو إسحاق
الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة
قال محمد بن فضيل مات أبو إسحاق سنة ثمان وثمانين ومائة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد
أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة خمس
وثمانين ومائة مات أبو إسحاق الفزاري وقال ابن أبي السري وفيها يعني سنة ست
وثمانين ومائة مات الدراوردي وأبو إسحاق الفزاري
أخبرنا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب نا أبو الحسن محمد بن
أحمد بن رزق أنا إسماعيل بن علي الخطبي (2) وأحمد بن جعفر بن حمدان

(1) المعرفة والتاريخ 1 / 177.
(2) الخطبي ضبطت عن الأنساب، قال السمعاني: ظني أن هذه النسبة إلى الخطب وإنشائها وترجم لإسماعيل.
131

القطيعي (1) قالا نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قال أبي مات أبو إسحاق
الفزاري سنة ست وثمانين وقال بعضهم سنة خمس وثمانين
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسن بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي
قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2)
إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري مات سنة ست وثمانين ومائة كان يكون بالشام
سمع الأوزاعي والثوري
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد أنا أبو علي الحداد قالوا أنا
أبو نعيم نا أحمد بن جعفر بن سلم نا أحمد بن علي الأبار قال سمعت سليمان بن
عمر الرقي يقول مات أبو إسحاق الفزاري في سنة ثمان وثمانين ومائة وقيل في اخر
سنة سبع
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن
الحسن الخلعي أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا عبد الكريم بن
الهيثم قال سمعت صبيح بن ذر غشيك (3) صاحب ستر أبي إسحاق الفزاري قال لما
مات أبو إسحاق الفزاري رأيت اليهود والنصارى يحثون التراب على رؤوسهم مما
نالهم
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا إبراهيم بن عبد الله نا
محمد بن إسحاق نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال سمعت عبيدا يعني ابن

(1) ضبطت بفتح القاف عن الأنساب، وهذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محال متفرقة من
بغداد. وترجم له وأحمد المذكور من قطيعة الدقيق، محلة في أعلى غربي بغداد.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 321.
(3) كذا.
(4) حلية الأولياء 8 / 254 وسير أعلام النبلاء 8 / 543.
132

جناد يقول لما مات أبو إسحاق الفزاري بكى (1) عطاء ثم قال ما دخل على أهل
الإسلام من موت أحدا ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق
قال عطاء وقدم رجل المصيصة فجعل يذكر القدر فبعث إليه أبو إسحاق ارحل
عنا
قال ونا أبو نعيم (2) نا إبراهيم بن عبد الله نا محمد بن إسحاق قال سمعت
إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول سمعت أبا أسامة يقول سمعت الفضيل بن عياض
يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وإلى جنبه فرجة فذهبت لأجلس فقال هذا
مجلس أبي إسحاق الفزاري فقلت لأبي أسامة أيهما أفضل فقال كان فضيل رجل
نفسه وكان أبو إسحاق رجل عامة
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو الحسن علي بن
عمر الحربي نا علي بن إسحاق بن عيسى نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا أبو
أسامة قال سمعت فضيل بن عياض يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وإلى جنبه
فرجة فذهبت لأجلس فقال هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري (3)
ذكر أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم اليحصبي نا يوسف بن سعيد بن مسلم
نا داود بن معاذ بن أخت مخلد بن الحسين عن مخلد بن الحسين قال غزونا مع
عبد الملك بن صالح الهاشمي فأقبلنا (4) من غزونا فمر بنا أبو إسحاق الفزاري فأسرع ولم
يسلم فالتفت إلي عبد الملك مغضبا فقال لي يا مخلد مر بنا أبو إسحاق فأسرع ولم
يسلم فقلت له أعز الله الأمير لم يرك فردها ثانية وتبين لي فيه الغضب فقلت
أعز الله الأمير أتأذن لي أن أحدثك رؤيا رأيتها له قال حدث قال رأيت كأن القيامة
قد قامت والناس في ظلمة في حيرة يترددون فيها فنادى مناد من السماء أيها الناس
اقتدوا بأبي إسحاق الفزاري فإنه على الطريق فغدوت إليه فأعلمته فقال لي يا مخلد لا
تحدث بهذا وأنا حي ولولا غضبك أيها الأمير ما حدثتك والله تعالى أعلم

(1) في حلية الأولياء: شكا.
(2) حلية الأولياء 8 / 254 وسير أعلام النبلاء 8 / 543.
(3) سير أعلام النبلاء 8 / 542 وتذكرة الحفاظ 1 / 274.
(4) بالأصل " فقبلنا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 116.
133

492 إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن نصر بن عثمان
أبو إسحاق المعروف بابن متويه (1) (2)
إمام جامع أصبهان
سمع بدمشق سالم بن يحيى الحجراوي (3) وهاشم بن خالد بن أبي جميل
ومحمد بن يعقوب بن حبيب الغساني وعبد الله بن محمد بن سليمان ونوح بن
عمرو بن خوي (4) ومحمد بن إسماعيل بن علي القاضي ومحمد بن هاشم البعلبكي
والعباس بن الوليد بن مزيد وبغيرها أحمد بن سعيد الهمداني ويونس بن
عبد الأعلى والربيع بن سليمان وهناد بن السري وأحمد بن منيع وسعيد بن أبي
زيدون وسفيان بن وكيع أبا همام الوليد بن شجاع وأبا سعيد الأشج وعلي بن
سهل الرملي وأحمد بن عبد العزيز بن مروان النابلسي وحميد بن مسعدة وأبا بكر
محمد بن يزيد المستملي وأبا عثمان سعيد بن نصير الحمصي وحسين بن علي بن
الأسود ويوسف بن موسى القطان ومحمد بن وزير بن قيس الواسطي وأبا الربيع
سليمان بن داود المصري وزكريا بن يحيى الوقار والحسن بن الصباح البزار
وبندارا بن محمد بن بشار ومحمد بن عوف وبشر بن معاذ وعبد الجبار بن العلاء
وسوار بن عبد الله العنبري وأبا كريب ومحمد بن سهل بن عسكر ومحمد بن
عبد الملك بن أبي الشوارب ونصر بن علي ومجاهد بن موسى وخلقا كثيرا أمثالهم
روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم
العسال وأحمد بن إسحاق الشعار (5) وأبو بكر بن المقرئ وعبد بن محمد بن
جعفر بن حيان وأبو علي بن شعيب الدمشقي وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم
وأبو جعفر العقيلي
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني أنا منصور بن علي بن

(1) ضبطت عن تبصير المنتبه 4 / 1250 والوافي بالوفيات 6 / 125 - 126 (بالنص).
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 142 وبهامشه ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م.
(4) ضبطت عن التبصير 1 / 472 والاكمال 2 / 574 بحاء مهملة مضمومة وآخره ياء مشددة. وذكره.
(5) في سير أعلام النبلاء 14 / 143 أحمد بن بندار الشعار. وانظر ترجمته في السير 16 / 61 (42).
134

الحسين وأحمد بن محمود بن أحمد قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن إمام جامع أصبهان وهو أول من كتبت
عنه الحديث سنة اثنتين وثلاثمائة نا هناد بن السري نا أبو الأحوص عن أشعث عن
محمد بن عمير (1) قال قال أبو هريرة نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن لبستين وبيعتين أن
يلبس الرجل الثوب الواحد فيشتمل به ويطرح جانبيه على منكبيه أو يحتبي بالثوب
الواحد وأن يقول الرجل للرجل انبذ إلي ثوبك وأنبذ إليك ثوبي من غير أن يقلبا أو
يتراضيا ويقول بدابتك بدابتك من غير أن يتراضيا أو يقلبا
أخبرناه أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ
نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن إملاء سنة اثنتين وثلاثمائة نا هناد نا أبو
الأحوص عن أشعث (2) محمد بن عمير قال قال أبو هريرة نهانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عن لبستين وعن بيعتين أن يلبس الرجل الثوب فيشتمل به فيطرح حاشيته على
منكبيه أو يحتبي في الثوب الواحد أو يقول الرجل للرجل انبذ إلي ثوبك وأنبذ إليك
ثوبي من غير أن يلقبا أو يتراضيا ويقول دابتي بدابتك من غير أن يتراضيا أو
يقلبا
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد
البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي نا نصر بن
إبراهيم المقدسي أنا عبد الرحيم بن أحمد أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال
فمتويه معجمة بنقطتين من فوقها قبل الواو
وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال أما متوية بالتاء
المعجمة باثنتين من فوقها وبعد الميم تاء فهو إبراهيم بن متوية أصبهاني حدث عنه أبو
شيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني

(1) ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب. ترجمته في تهذيب التهذيب 5 / 245 روى عن أبي هريرة في النهي
عن لبستين وبيعتين.
(2) هو أشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي الكوفي، ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 224.
(3) الاكمال لابن ماكولا 7 / 159.
135

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي وكان من معادن
الصدق نا المشايخ أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني
الأديب وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ وأبو منصور محمد بن
عبد الله بن عبد الواحد بن (1) مندوية الشروطي وكانوا من معادن الصدق قالوا نا
الأمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ (2) وكان من معادن
الصدق نا أبي وعبد الله بن محمد بن جعفر وكانا من معادن الصدق قالا نا
إبراهيم بن محمد بن الحسن وكان من معادن الصدق
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني ابن مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ
قال (3) إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن بن أبي الحسن أبو إسحاق الإمام يعرف بابن متوية
توفي سنة اثنتين وثلاثمائة في جمادى الآخرة روى عن محمد بن أبي عمر العدني
وعبد الجبار بن العلاء وسعيد المخزومي وابن أبي الشوارب وعن الشاميين
والمصريين وأهل العراقين كان من العباد والفضلاء يصوم الدهر (4)
493 إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال
ابن أبي الدرداء الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أبو إسحاق
روى عن أبيه
روى عنه محمد بن الفيض
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد انا تمام بن محمد نا
محمد بن سليمان نا محمد بن الفيض نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن
بلال بن أبي الدرداء حدثني أبي محمد بن سليمان عن أبيه سليمان بن بلال عن أم

(1) مطموسة بالأصل.
(2) ذكر أخبار أصبهان 1 / 189.
(3) ذكر أخبار أصبهان 1 / 189.
(4) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 14 / 142 وتذكرة الحفاظ 2 / 740 ويعرف أيضا بابه ويعرف أيضا بابن فيرة
الطيان.
ويعد ذكر وفاته زاد في السير: نيف على الثمانين رحمه الله.
136

الدرداء عن أبي الدرداء قال (1) لما دخل عمر بن الخطاب الجابية سأل بلال أن
يقدم (2) الشام ففعل ذلك قال وأخي أبو رويحة الذي أخي بينه وبيني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فنزل (3) داريا (4) في خولان فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقال لهم قد جئناكم
خاطبين (5) وقد كنا كافرين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله وفقيرين فأغنانا الله
فأن تزوجونا فالحمد لله وأن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما
ثم إن بلالا رأى في منامه النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول له (ما هذه الجفوة يا بلال أما ان
لك أن تزورني يا بلال فانتبه حزينا وجلا خائفا فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر
النبي (صلى الله عليه وسلم) فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه وأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما
ويقبلهما فقالا له يا بلال نشتهي نسمع اذانك الذي كنت تؤذنه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
السحر ففعل فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه فلما أن قال (الله
أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما أن قال (أشهد أن لا إله إلا الله) زاد تعاجيجها (6)
فلما أن قال (أشهد أن محمدا رسول الله) خرج العواتق من خدورهن فقالوا أبعث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما رئي يوم أكثر باكيا ولا باكية بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ذلك اليوم
قال أبو الحسن محمد بن الفيض توفي إبراهيم بن محمد بن سليمان سنة اثنتين
وثلاثين ومائتين (7)
494 إبراهيم بن محمد بن أبي سهل
أبو إسحاق المروروذي (8) المقرئ
قدم دمشق وحدث بها عن زاهر بن أحمد وأبي الحسن أحمد بن محمد بن

(1) الخبر في أسد الغابة 1 / 244 ترمة بلال بن رباح.
(2) كذا بالأصل وم، والمعنى مضطرب، وعبارة أسد الغابة: " سأله بلال أن يقره بالشام " وهي أظهر.
(3) في أسد الغابة: فنزلا.
(4) بالأصل " دارنا " والصواب ما أثبت عن أسد الغابة. وداريا: قرية كبيرة من قريب غوطة دمشق. (معجم
البلدان). وفي م: داريا.
وخولان: قبيلة عربية نزلت بمصر والشام فحملت أنسابهم (الجمهرة: 393).
(5) الزيادة هنا والتي قبلها عن أسد الغابة.
(6) في أسد الغابة: زادت رجتها.
(7) في مختصر ابن منظور 4 / 118: وثلاثمائة.
(8) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى مروالروذ وقد يخفف في النسبة إليها فيقال " المروذي " بلدة حسنة
منبية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا.
137

موسى بن القاسم بن الصلت القرشي (1) وأبي الحسين بن جميع وأبي بكر
عبد الله بن محمد بن هلال الحنائي سمع منه بدمشق وأبي محمد الحسن بن عثمان بن
بكران بن جابر العطار وأبي القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه المروذي
روى عنه عبد العزيز بن أحمد وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو عبد الله
محمد بن علي بن عمرو المقرئ
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن أبي سهل المروروذي المقرئ قدم علينا نا أبو علي زاهر بن
أحمد السرخسي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي نا علي بن الجعد نا ابن
أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (من كانت عنده مظلمة
لأخيه فليتحللها منه من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من
سيئات صاحبه فطرحت عليه) [* * * *]
أخبرناه أتم من هنا وأعلى أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن
عبد الملك بن مسعود الهروي المقرئ ببغداد قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو
القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد انا ابن أبي ذئب عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو
مال فليتحلله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ
منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئاته فجعلت عليه) [* * * *]
495 إبراهيم بن محمد بن صالح
ابن سنان بن يحيى بن الأركون
أبو إسحاق القرشي الدمشقي (2)
مولى خالد بن الوليد وإلى جده سنان تنسب قنطرة سنان بنواحي باب توما (3)
وكان الأركون قسيسا أسلم على يدي خالد بن الوليد حين فتح دمشق

(1) ترجمته في سير الاعلام 17 / 186.
(2) سير أعلام النبلاء 15 / 534.
(3) محلة شرقي دمشق، عامرة.
138

روى عن أبي جعفر محمد بن سليمان ابن بنت مطر البصري وأبي زرعة
الدمشقي وأحمد بن علي بن سعيد القاضي والحسن بن جرير الصوري وأبي بكر
محمد بن عمر بن نصر بن الحجاج وسليمان بن أيوب بن حذلم (1) وأبي معاوية
عبيد الله بن محمد القزي المؤدب وعبد الرحمن بن عبد الصمد بن البرزوي
وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبي عبد الباري بن عبد الملك الجسريني (2)
والحسن بن علي بن خلف الصيدلاني وأبي طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة
البغدادي وأبي بكر محمد بن أحمد بن مطر الفزاري وأبي يوسف يعقوب بن إسحاق
البصري وأحمد بن المعلى وزكريا بن يحيى السجزي وأحمد بن جمهور وأبي
محمد عبد الرحمن بن إسماعيل ومحمد بن العباس العطار وأبي يعلى حمزة بن
عبد الله الكفر بطناني (3) وأحمد بن أبي رجاء وأحمد بن أصرم المغفلي وأبي قصي
إسماعيل بن محمد وجعفر بن محمد الفريابي وأبي علي بن قيراط وأحمد بن
محمد التمار وأبي عمرو محمد بن علي بن خلف الأطروش الصرار ومحمد بن
إسحاق بن الحريص ومحمد بن الحسن بن قتيبة الرملي والحسن بن علي بن شهريار
الرقي وأبي الجارود مسعود بن محمد بن مسعود الرملي وأبي محمد عبد الله بن
محمد بن سالم ببيت المقدس وأبي علاثة محمد بن أحمد بن عياض (4) وأبي
محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة الكناني وعبد الرحمن بن القاسم بن
الرواس وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي وأحمد بن يحيى
روى عنه ابنه أحمد بن إبراهيم وتمام بن محمد وأبو عبد الله بن مندة
وعبد الوهاب الكلابي والحسن بن سعيد بن الحسن القرشي وعبد الرحمن بن
عمر بن نصر وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السكسكي وأبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن ياسر وكتب عنه أبو الحسين الرازي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن

(1) بالأصل " حزلم " بالزاي، والصواب ما أثبت عن م.
(2) هذه النسبة إلى جسرين بكسر الجيم والراء، ومن قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
(3) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى كفربطنة قرية من أعمال دمشق من الغوطة الشرقية تبعد عنها ثلاثة أميال تقريبا.
(4) ترجمته في سر الاعلام 13 / 554.
139

محمد أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح نا أبو جعفر محمد بن
سليمان نا أبو أسامة عن داود بن يزيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله
تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " (1) فقال (هو المقام الذي أشفع فيه
لأمتي " [* * * *]
قال ونا أبو جعفر نا أبو معاوية نا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
أهل النبي (صلى الله عليه وسلم) بحج ليس معه عمرة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أما سنان بنونين
إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان أبو إسحاق الدمشقي حدث عن أبي زرعة
الدمشقي ومحمد بن بكار العاملي ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر الوراق
وعبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر
الدمشقي ونسبه إلى جده فقال حدثنا (3) إبراهيم بن سنان وروى عنه تمام بن محمد
الرازي نزيل دمشق
قرأت بخط أبي الحسن الشاهد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن
سنان بن يحيى بن الأركون القرشي من موالي خالد بن الوليد سيف الله مات في
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة في شهر ربيع الاخر بقنطرة سنان
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن الغمر أنا أبو
سليمان بن زبر قال توفي إبراهيم بن سنان سنة تسع وأربعين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثني أبو
الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال توفي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
صالح بن سنان يوم الثلاثاء لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر ربيع الاخر سنة تسع
وأربعين وثلاثمائة " " "

(1) سورة الإسراء، الآية: 79.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 439 و 450.
(3) في الاكمال: ثنا.
140

قال الكسائي حدث عن أبي زرعة بن عمرو وغيره وكان ثقة حدثنا عنه أبو
الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر وتمام بن محمد وغيرهما وذكر الميداني أنه
دفن بباب توما قال وكان قد نيف على الثمانين سنة (1)
496 إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله
أبو إسحاق القرشي التيمي (2)
من أهل المدينة
روى عن سعيد بن زيد وأبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر وأبي محمد
عبد الله بن عمرو وابن عباس وأبي هريرة وعمه عمران بن طلحة وعبد الله بن
شداد بن الهاد وسمع من عائشة
روى عنه سعد بن إبراهيم الزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل ومحمد بن
عبد الرحمن مولى آل طلحة ومخرمة بن سليمان وحبيب بن أبي ثابت وعبد الله بن
الحسن ومحمد بن زيد بن المهاجر وابن عمه طلحة بن يحيى بن طلحة
وقدم على عبد الملك بن مروان مع الحجاج بن يوسف وكان قد استخصه
واستصحبه ووفد على هشام
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المستملي أنا أحمد بن الحسن بن محمد بن
الحسن الأزهري أنا أبو محمد المخلدي (3) أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم
الإسفرائيني نا حاجب بن سليمان نا ابن أبي رواد حدثناه سفيان الثوري عن
عبد الله بن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من أريد ماله بغير حق فقتل دونه (4) فهو شهيد) [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) نا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن الحسن عن

(1) ذكر وفاته في السير وتذكرة الحفاظ سنة 349 وفي موضع في التذكرة / 896 ذكر وفاته سنة 344.
(2) سير أعلام النبلاء 4 / 562 وبحاشيتها انظر ثبتها بأسماء مصادر ترجمت له.
(3) اسمه الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي، ترجمته في سير الاعلام 16 / 539 (315).
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 120.
(5) مسند أحمد 2 / 194 وبسند آخر عن أبي هريرة 2 / 324.
141

خاله إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من
أريد ماله بغير حق فقتل دونه (1) فهو شهيد) [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن
الحسن بن محمد قالا أنا أبو نعيم الحافظ أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن
فارس نا أبو بشر يونس بن حبيب نا أبو داود الطيالسي نا ابن أبي ذئب عن
محمد بن زيد بن قنفذ عن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله عن سعيد بن زيد
قال أراد مروان أن يأخذ أرضه فأبى عليه وقال إن أتوني قاتلتهم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول (من قتل دون ماله فهو شهيد) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة نا سعيد بن عفير نا نافع بن يزيد عن
أبي عقيل أنه سمع سعيد بن المسيب أنه كان هو قاعد وعروة بن الزبير وإبراهيم بن
محمد بن طلحة فقال سعيد بن المسيب سمعت أبا سعيد الخدري يقول صلاة
الوسطى هي صلاة العصر فمر بنا عبد الله بن عمر فقال عروة أرسلوا إلى ابن عمر
فاسألوه فأرسلنا إليه غلاما فسأله فجاءنا الرسول فقال هي صلاة الظهر فشككنا في
قول الغلام فقمنا جميعا فسألناه فقال هي الظهر وهذا يدل على سماع إبراهيم من ابن
عمر
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده
وقال أروه عني انا أبو علي محمد بن الحسن الجازري أنا المعافا بن زكريا نا
محمد بن أبي الأزهر نا الزبير بن بكار قال وحدثني محمد بن يحيى حدثني
عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال (2) لما ولي
الحجاج بن يوسف الحرمين بعد قتل عبد الله بن الزبير استخص (3) إبراهيم بن
طلحة بن عبيد الله وقربه في المنزلة فلم يزل على حالته عنده حتى خرج إلى

(1) زيادة عن مسند أحمد 2 / 194.
(2) سير أعلام النبلاء 4 / 563 العقد الفريد 2 / 78.
(3) في العقد الفريد: استخلص.
142

عبد الملك زائرا له فخرج معه فعادله (1) لا يترك في بره وإجلاله وتعظيمه شيئا فلما
حضر باب عبد الملك حضر به معه فدخل على عبد الملك فلم يبدأ بشئ بعد السلام
إلا أن قال قدمت عليك يا أمير المؤمنين برجل الحجاز لم أدع له والله فيها نظيرا
في كمال المروءة والأدب والديانة والستر وحسن المذهب والطاعة والنصيحة مع
القرابة ووجوب (2) الحق إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله وقد أحضرته بابك ليسهل
عليك إذنك وتلقاه ببشرك وتفعل به ما تفعل بمثله ممن كانت مذاهبه مثل مذاهبه
فقال عبد الملك ذكرتنا حقا واجبا ورحما قريبة يا غلام ائذن لإبراهيم بن
طلحة
فلما دخل عليه قربه حتى أجلسه على فرشه ثم قال له يا ابن طلحة إن أبا
محمد أذكرنا ما لم نزل نعرفك به من الفضل والأدب وحسن المذهب مع قرابة الرحم
ووجوب الحق فلا تدعن حاجة في خاص أمرك ولا عام إلا ذكرتها قال يا أمير
المؤمنين إن أولى الأمور أن يفتتح بها الحوائج ويرجى بها الزلف ما كان لله عز وجل
رضى ولحق نبيه (صلى الله عليه وسلم) أداء ولك فيه ولجماعة المسلمين نصيحة وإن عندي نصيحة لا
أجد بدا من ذكرها ولا يكون البوح بها إلا وأنا خال فأخلني ترد عليك نصيحتي
قال دون أبي محمد قال نعم قال قم يا حجاج فلما جاوز (3) الستر قال قل يا
ابن طلحة نصيحتك قال الله يا أمير المؤمنين قال الله قال إنك عمدت إلى
الحجاج مع تغطرسه وتعترسه وتعجرفه لبعده من الحق وركونه إلى الباطل فوليته
الحرمين وفيهما من فيهما وبهما من بهما من المهاجرين والأنصار والموالي المنتسبة
إلى (4) الأخيار أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبناء الصحابة يسومهم الخسف ويقودهم
بالعسف (5) ويحكم فيهم بغير السنة ويطؤهم بطغام من أهل الشام ورعاع لا روية لهم
في إقامة حق ولا إزاحة باطل ثم ظننت أن ذلك فيما بينك وبين الله ينجيك وفيما بينك

(1) العقد الفريد: معادله، لا يقصر له في بر ولا إعظام.
(2) العقد الفريد: مع قرابة الرحم و ووجوب الحق وعظم قدر الأبوة، وما بلوت منه في الطاعة والنصيحة وحسن
المؤازرة.
(3) في العقد الفريد: خطرف.
(4) الزيادة عن مختصر ابن منظور، وفي العقد: الموالي الأخيار.
(5) في المختصر: بالعنف.
143

وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخلصك إذا جاثاك (1) للخصومة في أمته أما والله لا تنجو هناك
إلا بحجة تضمن لك النجاة فأفق (2) على نفسك أو دع فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته) [* * * *]
فاستوى عبد الملك جالسا وكان متكئا فقال كذبت لعمر الله ومقت (3)
ولؤمت في ما جئت به قد ظن بك الحجاج ما لم يجده فيك وربما ظن الخير بغير
أهله قم فأنت الكاذب المائن الحاسد قال فقمت والله ما أبصر طريقا فلما
خلفت الستر لحقني لاحق من قبله فقال للحاجب احبس هذا و (4) أدخل أبا محمد
الحجاج فلبثت مليا لا أشك أنهما في أمري ثم خرج الاذن فقال قم يا ابن طلحة
فادخل فلما كشف لي الستر لقيني الحجاج وأنا داخل وهو خارج فاعتقني وقبل ما بين
عيني ثم قال إذا جزى الله المتآخيين خيرا (5) بفضل تواصلهما فجزاك الله أفضل ما جزى
به أخا فوالله لئن سلمت لك لأرفعن ناظرك ولأعلين كعبك ولأتبعن الرجال غبار
قدميك قال فقلت يهزأ بي
فلما وصلت إلي عبد الملك أدناني حتى أجلسني في مجلسي الأول ثم قال يا
ابن طلحة لعل أحد من الناس شاركك في نصيحتك قال قلت لا والله ولا أعلم
أحدا كان أظهر عندي معروفا ولا أوضح (6) يدا من الحجاج ولو كنت محابيا أحدا
بديني لكان هو ولكني آثرت الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين فقال قد علمت أنك آثرت
الله عز وجل ورسوله ولو أردت الدنيا لكان لك في الحجاج أمل وقد أزلت الحجاج
عن الحرمين لما كرهت من ولايته عليهما وأعلمته أنك استنزلتني له عنهما
استصغارا (7) لهما ووليته العراقين لما هناك من الأمور التي لا يرخصها (8) إلا مثله

(1) المجاثاة للخصومة أن يجلس كل على ركبتيه مستوفزا.
(2) العقد: " فاربع على نفسك ".
(3) أي حمقت.
(4) أي حمقت.
(4) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(5) الزيادة عن العقد الفريد.
(6) في العقد الفريد: أنصع.
(7) العقد: استقلالا لهما.
(8) العقد: لا يدحضها.
144

وأعلمته أنك استدعيتني إلي التوليه له عليهما استزادة له ليلزمه من ذمامك ما يؤدي به
عني إليك أجر نصيحتك فاخرج معه فإنك غير ذام صحبته مع تفريطه إياك ويدك
عنده
قال فخرجت على هذه (1) الجملة
قوله إبراهيم بن طلحة نسبه إلى جده وقد روى هذه الحكاية بعينها عبد الله بن
أبي سعيد الوراق عن عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني عن عمر بن
عبد العزيز الزهري وقال إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله وهو الصواب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم بن
عثمان بن سعيد بن مهران قال وفد إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على
هشام بن عبد الملك وقد قام هشام فقام إليه الحاجب فقال قد قام أصلحك الله فقال
اللهم غلقت دونه الأبواب وقام بعذره الحجاب فبلغ ذلك هشاما فأذن له وكلمه ووقف
على ما قال وأغلظ له وقال يا لحان فقال إبراهيم أما والله ما أعدو في ذلك أن
أحكيك فقال له هشام أما والله لئن قلت ذاك ما وجدت لها طلاوة بعد أمير المؤمنين
سليمان فقال له إبراهيم وأنا والله ما وجدت لها موضعا بعد بني تماضر من بني
عبد الله بن الزبير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن الباقلاني أنا أبو محمد
يوسف بن رباح نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي
نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة
ومحدثيهم إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إجازة واللفظ له وحدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم بن النرسي قالوا أنا أبو
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، وانظر مختصر ابن منظور.
145

عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي سمع عائشة وقال إسحاق نا يحيى بن
بكير (2) كنيته أبو إسحاق
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله سمع عائشة وعمه عمر بن طلحة وأبا هريرة روى عنه
عبد الله بن محمد بن عقيل ومخرمة (3) بن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل
طلحة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي
أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي
أخبرني أبي قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله عن عائشة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن
جعفر وأحمد بن محمد العتيقي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم أنا الحسين بن
جعفر قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا نا صالح بن أحمد بن
عبد الله حدثني أبي أحمد بن عبد الله قال (4) إبراهيم بن محمد بن طلحة بن
عبيد الله مدني تابعي ثقة رجل صالح
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة انا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم قال (5) إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي روى عن عبد الله بن عمرو وعن عمه

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 315 - 316.
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(3) ضبطت عن التبصير 4 / 1266 وفي المغني: بفتح فسكون ففتح.
(4) تاريخ الثقات ص 54 ترجمة 35.
(5) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 124.
146

عمران بن طلحة روى عنه سعد بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن عقيل وطلحة بن
يحيى بن طلحة بن عبيد الله سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عن
عمر بن الخطاب أنه قال لأمنعن فروج ذوات الأنساب (1) إلا من الأكفاء روى عنه
حبيب بن أبي ثابت
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال ومن ولد
محمد بن طلحة بن عبيد الله إبراهيم بن محمد استعمله عبد الله بن الزبير على خراج
الكوفة وكان يقال له أسد الحجاز وبقي حتى أدرك هشاما (2)
قال فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله (3) أن هشاما قدم حاجا (4) فتظلم من
عبد الملك بن مروان في دار آل علقمة (5) التي بين الصفا والمروة (6) وكان لآل طلحة
شئ منها فأخذه نافع بن علقمة الكناني وهو خال مروان بن الحكم وكان عاملا
لعبد الملك بن مروان على مكة فلم ينصفهم عبد الملك من نافع بن علقمة وقال له
هشام ألم تكن ذكرت ذلك لأمير المؤمنين عبد الملك قال بلى وترك الحق وهو
يعرفه قال فما صنع الوليد قال اتبع أثر أبيه وقال ما قال القوم الظالمون " إنا
وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " (7) قال فما فعل فيها سليمان قال لا
قفي ولا سيري قال فما فعل فيها عمر بن العزيز قال ردها يرحمه الله قال
فاستشاط هشام غضبا وكان إذا غضب بدت حولته ودخلت عينه في حجاجه ثم أقبل
عليه فقال أما والله أيها الشيخ لو كان فيك مضرب لأحسنت أدبك قال إبراهيم فهو

(1) في الجرح والتعديل: الأحساب.
(2) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 100 نقلا عن مصعب الزبيري. والخبر في نسب قريش لمصعب الزبيري
ص 283.
(3) انظر نسب قريش ص 283.
(4) في نسب قريش: فدخل عليه حين قدم هشام حاجا.
(5) في ياقوت: دار علقمة: بمكة تنسب إلى طارق بن المعقل، وهو علقمة بن عريج بن جذيمة بن مالك بن
سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة (معجم البلدان).
(7) سورة الزخرف، الآية: 23.
147

والله في الدين والحسب لا يبعدن الحق وأهله ليكونن لهذا نحت (1) بعد اليوم
قال وحدثني مصعب بن عثمان بما جرى بين إبراهيم بن محمد وهشام بن
عبد الملك في هذه القصة واختلفا في بعض الخبر
ثم طلب ولد إبراهيم بن محمد في حقهم من الدار إلى أمير المؤمنين الرشيد
وجاؤوا ببينة تشهد لهم على حقهم من هذه الدار فردها على ولد طلحة وأمر قاضيه
وهب بن وهب بن كبير بن عبد الله بن زمعة أن يكتب لهم به سجلا ففعل
قال عمي مصعب بن عبد الله (2) فكنت فيمن شهد على قضاء أبي البختري
وهب بن وهب فردها عليهم وكان القائم لولد طلحة فيها محمد بن موسى بن
إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله ثم اشتراها أمير المؤمنين هارون من عدة من
ولد طلحة وكتب الشراء عليهم (3) وقبضها فلم يزل في القبض حتى قدم أمير المؤمنين
المأمون من خراسان فقدم عليه ولد نافع بن علقمة فردها عليهم
قال وحدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم قال دخل إبراهيم بن
محمد بن طلحة على هشام بن عبد الملك فكلمه بشئ لحن فيه فرد عليه إبراهيم
الجواب ملحونا فقال له هشام أتكلمني وأنت تلحن فقال له إبراهيم ما عدوت أن
رددت عليك نحو كلامك فقال هشام إن تقل ذلك فما وجدت للعربية طلاوة بعد
أمير المؤمنين سليمان فقال له إبراهيم وأنا ما وجدت لها طلاوة بعد بني تماضر من
بني عبد الله بن الزبير (4)
ومما هاج هشاما على أن يقول ما قال لإبراهيم أن إبراهيم طلب الإذن عليه
فأبطأ ذلك فقال له على الباب رافعا صوته اللهم غلقت دونه الأبواب وقام بعذره
الحجاب فبلغ ذلك هشاما فأغضبه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه

(1) عن نسب قصير وبالأصل " بحث ".
(2) نسب قريش ص 284.
(3) زيد في نسب قريش: فلم يعطهم لها ثمنا.
(4) تقدم الخبر قريبا أثناء الترجمة.
148

أنا أحمد بن معروف الخشاب نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1) فولد
محمد بن طلحة إبراهيم الأعرج وكان شريفا صارما ولاه عبد الله بن الزبير بن العوام
خراج العراق وسليمان بن محمد وبه كان يكنى وداود وأم القاسم وأمهم خولة
بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن
فزارة
قال وأنا ابن حيوية أنا سليمان بن إسحاق الجلاب نا الحارث بن أبي
الحارث بن أبي أسامة قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة إبراهيم بن محمد بن
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان إبراهيم
أخو حسن بن حسن بن علي لأمه وكان أعرج وكان شريفا صارما وكان يسمى أسد
قريش وأسد الحجاز وكانت له عارضة ونفس شريفة وإقدام بالكلام بالحق عند الأمراء
والخلفاء وكان قليل الحديث وقد روى إبراهيم بن محمد عن أبي هريرة وابن عمر
وابن عباس
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وأبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن
بندار بن إبراهيم أنا أبو تغلب (2) عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي (3) نا أبو
الفرج المعافا بن زكريا الجريري (4) نا محمد بن يزيد نا الزبير بن بكار عن أبي سعد بن
بشير قال سمعت إبراهيم بن هرمة يقول أردت لابني البناء على أهله وخروجا إلى
باديتي ومرمة الشتاء ففكرت في قريش فلم أذكر غير إبراهيم بن طلحة فخرجت
إليه في مال له بين شرقي المدينة وغربيها وقد هيأت له شعرا فلما جئته قال لبنيه
قوموا إلى عمكم فأنزلوه فقاموا فأنزلوني عن دابتي فسلمت عليه وجلست معه أحدثه
فلما اطمأن بي المجلس قلت له أردت الخروج إلى باديتي وحضر الشتاء ومؤنته
وأردت أن أجمع على ابني أهله وكانت الأشياء متعذرة فتفكرت في قومي فلم أذكر
سواك وقد هيأت لك من الشعر ما أحب أن تسمعه فقال بحقي عليك إن أنشدتني

(1) طبقات ابن سعد 5 / 52.
(2) بالأصل " أبو ثعلب " والمثبت عن م، وانظر الأنساب " الملحمي ".
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى الملحم وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما وجماعة اشتهروا
بهذه النسبة وترجم له في الأنساب.
(4) ضبطت عن الأنساب بفتح الجيم.
149

شعرا ففي قرابتك ورحمك وواجب حقك ما توصل به رحمك وتقضى به حوائجك
فانصرف إلى باديتك واعذرني فيما يأتيك مني
قال فخرجت إلى باديتي فأني لجالس بعد أيام إذا بشويهات تتسايل يتبع بعضها
بعضا فأعجبني حسنها فما زالت تتسايل حتى افترش الوادي منها وإذا فيها غلامان
أسودان وإذا إنسان على دابة يحمل بين يديه رزمة فلما جاءني ثنى رجله وقال
أرسلني إليك إبراهيم بن طلحة وهذه ثلاثمائة شاة من غنمه وهذان راعيان وهذه أربعون
ثوبا ومائتا دينار وهو يسألك أن تعذره
وأخبرنا بهذه الحكاية أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد وأبو
غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالوا أنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن الأبنوسي أنا علي بن عمر الدارقطني نا الحسين بن إسماعيل القاضي
حدثني عبد الله بن أبي سعد نا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني
حدثني أبو سعيد بن بشير حدثني إبراهيم بن هرمة قال أردت البناء على ابني وخروجا
إلى باديتي وكان يخرج إلى العقيق (1) في كل سنة ومرمة الشتاء فتذكرت في قريش فلم
أذكر إلا إبراهيم بن محمد بن طلحة فخرجت إليه في مال له بين شرقي المدينة وغربيها
مما يلي أحدا فقال له رحيه (2) وقد هيأت له شعرا فلما جئته قال لبنيه قوموا إلى عمكم
فقاموا إلي حتى أنزلني عن دابتي فسلمت عليه وجلست أتحدث معه ورحب بي وبش
إلي فقلت له حيث اطمأن بي المجلس أردت البادية وحضر الشتاء ومؤنته وأردت أن
أجمع على ابني أهله وكانت الأشياء متعذرة فتذكرت في قومي فلم أذكر إلا أنت وقد
هيأت لك ما أحب أن تسمعه فقال بحقي عليك أن تسمعني شعرا في قرابتي ورحمك
وواجب حقك ما توصل به رحمك وتقضى به حاجتك فامض إلى باديتك واعذرني
فيما يأتيك مني فلما قال انصرفت مضيت إلى باديتي بالعقيق فإني ليوما جالس بعد
أيام إذ نظرت إلى شويهات تتسايل يتبع بعضها بعضا فأعجبني ما رأيت من حسنها
فما زالت تتسايل حتى انغرست في الوادي وإذا غلامان أسودان فيهما وإنسان راكب
على بغل يحمل بين يديه رزمة حتى جاءني يثني رجله ثم قال أرسلني إليك أخوك

(1) العقيق: واد عليه أموال أهل المدينة، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين (معجم البلدان).
(2) كذا.
150

إبراهيم بن محمد بن طلحة هذه ثلاثمائة شاه من غنمه وهذان راعيان وهذه أربعون
ثوبا ومائتا دينار وهو يسألك أن تعذره
قال ونا القاضي الحسين بن إسماعيل نا عبد الله بن أبي سعد حدثني عمر بن
شبة (1) نا عبيد الله بن محمد قال سمعت أبي يقول لما مات حسن بن حسن فحمل
اعترض غرماؤه لسريره فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة علي دينه فحمله وهو
أربعون ألفا وكان رجلا مسيكا فإذا حزبه أمر جادله
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان (2) وحدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن
إبراهيم البزاز ومحمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا أنا
أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ نا أبو العباس
أحمد بن يحيى نا ابن شبة يعني عمر نا ابن عائشة قال سمعت أبي يقول كتب
عبد العزيز بن مروان إلى ابنه عمر أن تزوج بنت إبراهيم بن محمد بن طلحة قال
فتزوجها وكتب بذلك إلى أبيه فكتب إليه تزوج بنت عمها وأنت أنت قال فخطب
إلى عمر بن عبيد الله بن معمر بنته فزوجه
قال فكان إبراهيم يدخل بين الخصوم فقال عمر لبنته قولي لأبيك يكف عن
الدخول بينهم فكان لا يكف عن ذلك قال فدخل على ابنته فقال كيف ترين
بعلك قالت بخير قال وكيف عيشك قالت تأتيني مائدة غدوة أصيب منها أنا
ومن حضرني وأخرى عشية أصيب منها أنا ومن حضرني قال أوما لك خزانة تعولين
عليها إن ألم بك ملم بأضعاف ذلك لك قالت لا فأرسل إليها ما يحمله الرجال أولهم
عندها واخرهم في السوق فسأل عمر عن ذلك فأخبر به فملأ خزانتها بعد
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن

(1) ترجمته في سير الاعلام 12 / 369 وضبطت شبة عن التبصير 2 / 77.
(2) ترجمته في السير 19 / 255 (158).
151

سعد أنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال حج هشام بن
عبد الملك وهو خليفة وخرج إبراهيم بن محمد بن طلحة تلك السنة فوافاه بمكة فجلس
لهشام على الحجر وطاف هشام بالبيت فلما مر بإبراهيم صاح به إبراهيم أنشدك الله في
ظلامتي قال وما ظلامتك قال دار لي مقبوضة قال فأين كنت عن أمير المؤمنين
عبد الملك قال ظلمني والله قال فأين كنت عن الوليد قال ظلمني والله قال
فأين كنت عن سليمان قال ظلمني والله قال فأين كنت عن عمر بن عبد العزيز قال
رحمه الله ردها علي فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها وهي اليوم في يدي وكلائك
ظلما قال أما والله لو كان فيك ضرب لأوجعتك قال في والله ضرب للسوط
والسيف قال فمضى هشام وتركه ثم عاد الأبرش الكلبي وكان خاصا به فقال يا أبرش
كيف ترى هذا اللسان هذا لسان قريش لا لسان كلب إن قريشا لا يزال فيهم بقية ما كان
فيهم مثل هذا
قال وأنا محمد بن عمر نا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر
قال جاء كتاب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام المخزومي وهو عامله على
المدينة أن يحط فرض آل صهيب بن سنان إلى فرض الموالي ففزعوا إلى إبراهيم بن
محمد بن طلحة وهو عريف بني تيم ورأسها فقال سأجهد في ذلك ولا أتركه فشكروا
له وجزوه خيرا
قال وكان إبراهيم بن هشام يركب كل يوم سبت إلى قباء (1) قال فجلس
إبراهيم بن محمد بن طلحة على باب دار طلحة بن عبد الله بن عون بالبلاط (2) وأقبل
إبراهيم بن هشام فنهض إليه إبراهيم بن محمد فأخذ بمعرفة (3) دابته فقال أصلح الله
الأمير حلفائي ولد صهيب (4) وصهيب من الإسلام بالمكان الذي هو به قال فما
أصنع جاء كتاب أمير المؤمنين فيهم والله لو جاءك لم تجد بدا من إنفاذه فقال

(1) قباء قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة (معجم البلدان).
(2) البلاط: يروى بكسر الباء وفتحها، وهو في مواضع، منها: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين سوق المدينة (معجم البلدان).
(3) المعرفة بالفتح، منبت عرف الفرس من الناصية إلى المنسج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العرف
(اللسان).
(4) هو صهيب الرومي بن سنان بن النمر بن قاسط، ترجمته في سير الاعلام / 17 (4).
152

والله إن أردت أن تحسن فعلت وما يرد أمير المؤمنين قولك وأنك لوالد فافعل في
ذلك ما تعرف فقال ما لك عندي إلا ما قلت لك فقال إبراهيم بن محمد واحدة
أقولها لك والله لا يأخذ رجل من بني تيم درهما حتى يأخذ آل صهيب قال فأجابه والله
إبراهيم بن هشام إلى ما أراد وانصرف إبراهيم بن محمد فأقبل إبراهيم بن هشام على
أبي عبيدة بن محمد بن عمار وهو معه فقال لا يزال في قريش عز ما بقي هذا فإذا
مات هذا ذلت قريش
قال وأنا محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال أمر لأهل المدينة
بالعطاء في خلافة هشام بن عبد الملك فلم يتم من الفئ فأمر هشام أن يتم من صدقات
اليمامة فحمل إليهم وبلغ ذلك إبراهيم بن محمد بن طلحة فقال والله لا نأخذ
عطاءنا من صدقات الناس وأوساخهم حتى نأخذه من الفئ وقدمت الإبل تحمل ذلك
المال فخرج إليهم وأهل المدينة فجعلوا يردون الإبل ويضربون وجوهها بأكمتهم
ويقولون (1) والله لا يدخلها وفيها درهم من الصدقة فردت الإبل وبلغ هشام بن
عبد الملك فأمر أن تصرف عنهم الصدقة وأن يحمل إليهم تمام عطائهم من الفئ
قال وأنا محمد بن عمر أنا ابن أبي ذئب قال حضرت إبراهيم بن محمد بن
طلحة ومات بمنى أو ليلة جمع فدفن أ سفل العقبة وهو محرم فرأيت وجهه ورأسه
مكشوفا فسألت فقالوا أمر بذلك فمر به عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر وأنا أنظر
فخمر وجهه ورأسه كما فعل بأبيه ومر به عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب فكشف عن
وجهه ورأسه كما فعل بعبد الله بن الوليد المخزومي فدفن على ذلك
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنا عبد العزيز علي الأزجي أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن جمة (2)
الخلال أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب قال
سمعت علي بن المديني يقول كان إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله أعرج
وكانت وفاته بالمدينة سنة عشرين ومائة (3)

(1) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور، وهي مستدركة أيضا فيه بين معكوفتين.
(2) ضبطت بالفتح وتثقيل الميم عن تبصير المنتبه 1 / 662 وذكره باسقاط " أحمد " من عامود نسبه.
(3) كذا ونقل ابن حجر عن ابن المديني في تهذيب التهذيب أنه مات سنة 110 ه‍.
153

هذا وهم فإن إبراهيم مات سنة عشر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسن [* * * *]
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
الأصبهاني أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي نا
شباب (1) قال إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله أمه خولة بنت منظور بن
زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمح وصوابه سمي بن
مازن بن فزارة بن بغيض توفي عشر ومائة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا التستري نا خليفة بن خياط
قال وفيها يعني سنة عشر ومائة مات إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن الحسن بن هبة الله أنا أبو
الحسين بن بشران نا أبو عمرو بن السماك أنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال
علي بن المديني مات إبراهيم بن محمد بن طلحة سنة عشر ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
المخلص إجازة أنا أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثهم قال دفع
إلي أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة وكتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي
عبيد القاسم بن سلام وأنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة وأن أباه قرأه على أبي عبيد
قال أبو (3) محمد فنسخته وقرأته عليه حدثني أبي حدثني أبو عبيد قال سنة عشر
ومائة توفي فيها إبراهيم بن محمد بن طلحة (4)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن

(1) يعني خليفة بن خياط العصفري.
(2) تاريخ خليفة ص 340.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانب العبارة كلمة صح.
154

يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن
سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة إبراهيم بن محمد بن طلحة بن
عبيد الله بن عثمان التيمي وكان أعرج سمع أبا هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص
ومات بالمدينة سنة عشر ومائة
497 إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
أبو إسحاق المعروف بابن شكلة الهاشمي (1)
ولاه أخوه الرشيد إمرة دمشق فقدمها ثم عزله عنها وولاها غيره ثم أعاد إبراهيم
إلى ولايتها
حدث عن المبارك بن فضالة وحماد بن يحيى الأبح
روى عنه ابنه هبة الله بن إبراهيم بن المهدي وحميد بن فروة وأحمد بن
الهيثم وولي إمرة الحج
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
معشر موسى بن محمد الماليني نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد نا
محمد بن حميد بن فروة حدثني أبي حميد بن فروة قال لما استقرت للمأمون
الخلافة دعا إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة (2) فوقف بين يديه فقال (3) يا
إبراهيم أنت المتوثب علينا تدعي الخلافة فقال إبراهيم يا أمير المؤمنين أنت ولي
الثأر والمحكم في القصاص والعفو أقرب للتقوى وقد جعلك الله فوق كل ذي
ذنب (4) كما جعل كل ذي ذنب دونك فإن أخذت أخذت بحق وإن عفوت عفوت
بفضل ولقد حضرت أبي وهو جدك وأتي برجل وكان جرمه أعظم من جرمي فأمر
الخليفة بقتله وعنده المبارك بن فضالة فقال المبارك إن رأى أمير المؤمنين أن يتأنى

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 557 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) ضبطت عن وفيات الأعيان بفتح الشين وكسرها 1 / 37 وفي القاموس بالقلم بفتح أوله.
(3) الخبر في تاريخ بغداد 6 / 145 ومختصر ابن منظور 4 / 126 والأغاني 10 / 116 باختصار واختلاف
الرواية.
(4) تاريخ بغداد: عفو.
155

في أمر هذا الرجل حتى أحدثه بحديث سمعته من الحسن قال إيه يا مبارك فقال
حدثنا الحسن عن عمران بن حصين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (إذا كان يوم الجمعة نادى
مناد من بطنان العرش ألا ليقومن العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء فلا يقوم إلا من
عفا) [* * * *]
فقال الخليفة إيها يا مبارك قد قبلت الحديث بقبوله وعفوت عنه يعني فقال
المأمون وقد قبلت الحديث بقبوله وعفوت عنك ها هنا يا عم ها هنا يا عم
رواه الخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد عن محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي
عبد الله الحافظ
كتب إلي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي وحدثنا أبو طاهر
إبراهيم بن الحسن الحصني (1) عنه أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي نا
إسماعيل بن سعيد بن سويد الشاهد قراءة عليه نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري
نا أحمد بن الهيثم نا إبراهيم بن المهدي نا حماد الأبح عن ابن أبي مليكة عن عائشة
قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من نوقش الحساب عذب) [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أبو الطيب محمد بن حميد بن سليمان
الكلابي نا جعفر بن علي بن سهل البغدادي نا محمد بن عبد الرحمن أبو بكر
الخطيب نا علي بن المغيرة الأثرم نا أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي قال كان سبب
ولايتي دمشق أن الهادي زوجني أم محمد بنت صالح بن المنصور وأمها أم عبد الله ابنة
عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس وكان لي سبع سنين ثم إني قبل انسلاخ اثنتي
عشرة سنة من مولدي أدركت فاستحثتني أم عبد الله ابنة عيسى بن علي على الابتناء بأم
محمد ابنة صالح فاستأذنت الرشيد في ذلك فأعلمني أن العباسة أخته قد شهدت
عليك أنك حلفت يمينا بطلاقها لحقك فيها الحنث
قال إبراهيم وكانت البلية في هذا الباب أن الرشيد رغب في تزويج أم محمد
وأراد مني أن أطلقها فامتنعت عليه من طلاقها فتغير علي في الخاصة ولم يقصر بي في

(1) ضبطت عن الانسا، وهذه النسبة إلى حصن ترجم له في الوافي بالوفيات 5 / 344 وفيه: المعروف
بالحصني. توفي في صفر سنة 561 بدمشق.
156

العامة فلم أزل في جفوة منه في الخاصة وسوء رأي ويتأدى إلي عنه أشياء وأشاهد
بما يظهر منه إلي أن استتممت ست عشرة (1) سنة وصح عندي رغبة أم محمد في
الرشيد وعلمت أنها لا تصلح لي فطلقتها فلم يكن بين تطليقي إياها وبين ابتناء الرشيد
بها إلا مقدار العدة ثم رجع لي الرشيد إلى ما كنت أعهده من بره ولطفه قبل ذلك
وحدثني إبراهيم بن المهدي أن تطليقة أم محمد ابنة صالح بن المنصور وعقد
الرشيد نكاحها لنفسه بعده أسكنا قلبه غمرا (2) على الرشيد خامره فكان لا يستحسن له
حسنا ولا يشكر له فعلا جميلا يأتيه إليه وكان الرشيد قد تبين ذلك منه فكانت تعطفه
عليه الرحم ويصلح ذلك له جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك إلى أن دخل إبراهيم
في سنة ثماني عشرة سنة من مولده
فلما دخل في أول السنة رأى فيما يرى النائم في ليلة سبت قد كان يريد بالغلس
الركوب إلى الرشيد إلى الحلبة في صبيحتها بقصره في ظهر الرافقة فيما يرى النائم
المهدي في النوم فكأنه قال له كيف حالك يا إبراهيم فأجابه وكيف يكون حال من
خليفتك عليه هارون إلا شر حال ظلمني حقي من ميراثك وقطع رحمي ولم
يحفظني لك واستنزلني عن ابنة عمي فكأنه يقول لي لقد اضطغنت عليه أشياء أقل
منها يضغن وشر من قطيعة الرحم الاضطغان على ذوي الأرحام فما تحب الان أن
أفعل به
فقلت تدعو الله عليه فكأنه تبسم من قولي ثم قال اللهم أصلح ابني هارون
اللهم أصلح عبدك هارون
قال إبراهيم فكأني حزنت من دعائه له بالصلاح فبكيت وقلت يا أمير
المؤمنين أسألك أن تدعو الله عليه فتدعو له قال فكأنه يقول لي إنما ينبغي للعبد أن
يدعو بما ينتفع به ويرجو فيه الإجابة وإن دعوت الله عليه فاستجاب لي لم ينفعك
ذلك وقد دعوت الله له بالصلاح وإن استجيب دعائي بصلاحه صلح لك فانتفعت
به ثم ولى عني ثم التفت إلي فقال لي قد استجيبت الدعوة وهو قاض عنك دينك

(1) بالأصل: سنة عشر.
(2) الغمر: الحقد (القاموس).
157

وموليك جند دمشق وموسع عليك في الرزق فاتق الله يا إبراهيم فيمن تتقلد أمره
قال فكأني أقول له وأنا أدير السبابة من يدي اليمنى دمشق دمشق دمشق
قال فكأنه يقول لي حركت مسبحة يدك اليمنى وقلت دمشق دمشق دمشق تكررها
استقلالا لها إنها دنيا يا بني وكل ما قل حظك منها كان أجدى عليك في اخرتك
وانتبهت مرعوبا فاغتسلت ولبست ثيابي وركبت إلى الرشيد إلى قصر الخشب
بالرافقة وكنت لا أحجب عنه إذا لم يكن عنده حرمه فسألت عند موافاتي القصر عن
خبره فأخبرت أنه يتهيأ للصلاة فلما صرت إلى الرواق الذي هو جالس فيه قال لي
مسرور الكبير اجلس بأبي أنت لا تدخل على أمير المؤمنين فإنه مغموم يبكي لشئ لا
أعلمه فما هو إلا أن سمع كلامي حتى صاح بي يا إبراهيم ادخل فديتك فما هو إلا أن
رآني حتى شهق شهقة تخوفت عليه منها ورفع صوته بالبكاء ثم قال يا حبيبي ويا بقية
أبي وكان يقول لي كثيرا يا بقية أبي لشدة شبة إبراهيم بالمهدي في لونه وعينيه
وأنفه أسألك بحق الله وحق رسوله وحق المهدي هل رأيت في نومك في هذه الليلة
أحدا تحبه فقلت إي والله يا أمير المؤمنين لقد رأيت انفا المهدي قال فبحقه
عليك هل شكوتني إليه وسألته أن يدعو الله علي فدعا الله لي بالصلاح فأنكرت ذلك
عليه حتى قال لك في ذلك قولا طويلا فقلت له وحق المهدي لقد كان ذلك ولقد
أخبرني بعد دعائه أن الله قد استجاب دعاءه وأنك قد صلحت لي وأنك تقضي ديني
وتوسع علي في الرزق وتوليني دمشق
قال فازداد الرشيد في البكاء وقال قد وحقه الواجب علي أمرني بقضاء
دينك والتوسعة في الرزق عليك وتوليتك جند دمشق ثم دعا بمسرور وقال أحمل
معك قناة ولواء إلى ميدان الخيل حتى أعقد لبقية أبي على جند دمشق إذا رجعت
الخيل
فصلى وركب وركبت معه فلما رجعت الخيل عقد لي على دمشق وأمر لي
بأربعين ألف دينار فقضيت بها ديني وأجرى علي في كل سنة ثلاثين ألف دينار عمالة
فلبثت في العمل سنتين ارتزقت فيهما ستين ألف دينار فصار مرزقي من تلك الولاية مع
ما قضى عني من الدين مائة ألف دينار
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني محمد بن حميد بن سليمان نا
158

جعفر بن علي بن سهل نا محمد بن عبد الرحمن نا علي بن المغيرة الأثرم قال
وحدثني إبراهيم أنه استأذن الرشيد أمير المؤمنين في إخراج جماعة كان يأنس بهم من
أهل المدينة وغيرها إلى دمشق فيهم دنية (1) المديني وكان راوية لربيعة الرأي (2)
ومالك بن أنس وابن أبي ذئب ومنهم عبد الله بن منارة مولى المنصور أمير المؤمنين
وكان منارة مدنيا ومنهم خالد وقويصر المعيطيان وابن أ شعب الطمع فأذن له في
إشخاصهم إلى دمشق فكان يأنس بهم في سفره
وحدثني إبراهيم أنه ما علم أحدا ولي جند دمشق فسلم من لقب يلقبه به أهل
ذلك الجند غيره فسألته عن السبب في ذلك فأعلمني أنه فحص عنه عند عقد الرشيد له
على جند دمشق فأخبر أن كل ملقب ممن ولي إمرته لم يكن إلا ممن ينحرف عنه من
اليمانية أو المضرية فكان إن مال إلى المضرية لقبته اليمانية وإن مال إلى اليمانية لقبته
المضرية
وأخبرني إبراهيم أنه لما ولي وافى حمص كتب إلى خليفته المستلم لعمله
بدمشق يأمره بإعداد طعام له كما يعد للأمراء في العيدين وأنه لما وافى غوطة دمشق
تلقاه الحيان من مضر ويمن فلقي كل من تلقاه بوجه واحد فلما دخل المدينة أمر
حاجبه بإحضار وجوه الحيين وأمره بتسمية أشرافهم وأن يقدم من كل حي الأفضل
فالأفضل منهم وأن يأتيه بذلك فلما أتاه به أمر بتصيير أعلى الناس من الجانب الأيمن
مضريا وعن شماله يمانيا ومن دون اليماني مضري ومن دون المضري يماني حتى لا
يلتصق مضري بمضري ولا يماني بيماني ثم قدم الطعام فلم يطعم شيئا حتى حمد الله
وأثنى عليه وصلى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) ثم قال إن الله عز وجل جعل قريشا موازين بين
العرب فجعل مضر عمومتها وجعل يمن خؤولتها وافترض عليها حب العمومة
والخؤولة فليس يتعصب قرشي إلا للجهل بالمفترض عليه ثم قال يا معشر مضر
كأني بكم وقد قلتم إذا خرجتم لأخوانكم من يمن قد قدم أميرنا مضر على يمن وكأني
بكم يا يمن قد قالت وكيف قدمكم علينا وقد جعل بجنب اليماني مضريا وبجنب

(1) كذا بالأصل وم.
(2) واسمه ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم، من موالي آل المنكدر، مفتي المدينة ترجمته في سير
أعلام النبلاء 6 / 89 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
159

المضري يمانيا فقلتم يا معشر مضر إن الجانب الأيمن أعلى من الجانب الأيسر وقد
جعلت الجانب الأيمن لمضر والأيسر لليمن وهذا دليل على تقدمه إيانا عليكم ألا إن
مجلسك يا رئيس المضرية في غد من الجانب الأيسر ومجلسك يا رئيس اليمانية من غد
في الجانب الأيمن وهذان الجانبان نوب بينكما يكون كل من كان فيه في يومه متحول
عنه في غده إلى الجانب الاخر ثم سميت الله ومددت يدي إلى طعامي فطعمت
وطعموا معي فانصرف القوم عني في ذلك اليوم وكلهم لي حامد
ثم كانت تعرض الحاجة لبعض الحيين فأسأل قبل أن أقضيها له هل لأحد من
الحي الاخر حاجة تشبه حاجة السائل فإذا عرفتها قضيت الحاجتين في وقت واحد
فكنت عند الحيين محمودا لا أستحق عند واحد منهم ذما ولا عيبا ولا نبزا (1) ينبز به
وحدثني إبراهيم (2) أنه ولي دمشق سنتين ثم أربع سنين بعدهما لم يقطع على
أحد في عمله طريق وأخبرت أن الآفة كانت في قطع الطريق في عمل دمشق من ثلاثة نفر
دعامة والنعمان موليان لبني أمية ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء (3) وأنهم لم يضعوا
أيديهم في يد عامل قط وأنه لما ولي البلد كاتبهم فكتب إليه النعمان يعلمه أن له سبعة
أولاد من ابنة عم له وأن لها سبعة أخوه من صعاليك الشام لا يصطلى بنارهم وأنه قد
حلف بطلاق ابنة عمه وهي أم بنيه السبعة أن لا يضع يده في عامل ابدا وأنه لا يأمن
إن هو طلق ابنة عمه قتل أخويها به وحلف له بالأيمان المخرجة في خطابه أنه لا يفسد
في عمله ما كان فيه واليا وأن دعامة الأموي لا يمين عليه مثل يمينه وأنه سيدخل إلى
مدينة دمشق ويضع يده في يد الأمير ويضمن عنه الوفاء بما فارقه عليه وبما حلف الأمير
عليه قال إبراهيم فدخل إلي دعامة سامعا مطيعا وأعلمني أن النعمان قد صدق فيما
قال وضمن لي عنه الوفاء بما فارقه عليه وأنه خلع على دعامة وحمله وجعله من
خاصته وقبل من النعمان ما بذله له وأعلمني أن اليهودي كتب إليه أني خارج إلى
مناظرتك فيما دعوتني إليه فاكتب لي أمانا تحلف لي فيه بمؤكدة الإيمان أنك لا تحدث
في أمري حدثا حتى يردني إلى مأمني فأجبته إلى ما سألني فقدم علي منه شاب أشعر

(1) نبزا: لقبا.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 557 - 558 مختصرا.
(3) البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قصبتها عمان (معجم البلدان).
160

أمعر (1) عليه أقبية ديباج ومنطقة (2) وسيف محليان بالذهب فدخل علي إلى دار معاوية
وكنت جالسا في صحنها فسلم من دون البساط فأمرته بالتقدم والجلوس فجلس
على الأرض ولم يرتفع إلى البساط فقلت له ارتفع أيها الرجل فقال أيها الأمير إن
للبساط ذماما أتخوف أن يلزمني جلوسي عليه ولست أدري ماذا يسومني عليه وإذا
اتفقنا أمر قبلت التكرمة وجلست حيث تجلسني فقلت له ما الذي تحب قال
أنت والأمير وأنا كالأسير وأنت أحق أن تخبرني بما تريد مني فاعلمته أني أريد منه
أن يسلم ويسمع ويطيع فيكون له مالي وعليه ما علي فقال أما السمع والطاعة فأرجو
أن لا أخالف فيهما وأما الدخول في الإسلام فهو ما لا سبيل لي إليه فأعلمني أيها
الأمير بما لي عندك إذا لم أدخل معك في دينك فأعلمته أنه لا بد له من أداء الجزية إلي
وأنه إذا فعل ذلك ولم يخف السبيل ولم يتعد ما لا يجب لأهل الذمة كانت له عندي
الحياطة والعناية بمصالح أموره فقال يعفيني الأمير من أداه الجزية فإني أجيب إلى
جميع الخصال إن أعفاني (3) من هذه الخصلة الواحدة فأعلمته أنه لا سبيل إليها قال
فأنا منصرف على أماني فأمرته بالانصراف وتقدمت إلى الحاجب أن يحضر إناء فيه ماء
فيوقف عليه فرسه فإذا خرج من عندي ليركب دابته رآها تشرب من الإناء فلما خرج
بصر بدابته دعا بدابة شاكريه فركبها ولم يركب دابته فقال له الحاجب خذ دابتك فقال
ما كنت لاخذ معي شيئا قد ارتفق منكم بمرفق فأحاربكم عنه (4) فاستحسنت (5) ذلك منه
وأمرت برده علي فلما دخل قلت الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عند ولا عهد فقال
وكيف ذاك قلت لأنك قد انصرفت من عندي ثم عدت إلي فقال شرطك لي أن
تصرفني إلى مأمني فإن كانت دارك مأمني فلست بخائف شيئا وإن كان مأمني داري
فردني إلى البلقاء فجهدت به أن يجيبني إلى أداء الجزية لرأسه دينارين على أن أوصل إليه
في كل سنة به ألفي دينار فلم يفعل فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه فرجع فأسعر الدنيا

(1) الأمعر: الذاهب شعر الناصية، والامعمر من الشعر: المتساقط (القاموس).
(2) المنطقة كمكنسة شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها فترسل الاعلى على الأسفل إلى الأرض والأسفل ينجر
على الأرض ليس لها حجزة ولا نيفق ولا ساقان، يقال: انتطقت: لبستها، وانتطق الرجل: شد وسطه
بمنطقة (القاموس).
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانب العبارة كلمتا صح صح.
(4) في السير: عليه.
(5) في السير: فاستحييت وطلبته.
161

شرا ثم حمل إلي عبيد الله بن المهدي مالا من مال (1) مصر فخرج اليهودي متعرضا
له وكتب إلي النعمان مولى بني أمية يعلمني إجماع اليهودي على التعرض للمال
وقطع الطريق عليه وسألني عن رأيي في محاربته أو الإمساك عنه فكتبت إلى النعمان
ألزمه بذرقة ذلك المال وأمرته بمحاربة اليهودي إن عرض له فخرج النعمان ملتقيا
للمال ووافاه اليهودي ومع كل واحد منهما جماعة من الرجال فسأل النعمان اليهودي
الانصراف عن المال فأعلمه أنه لا يفعل وأظهر له بغيا شديدا وقال إن شئت خرجت
إليك وحدي وأنت في جماعة أصحابك وإن شئت توافق أصحابي وأصحابك وتبارزنا
جميعا وإن ظفرت بك انصرف أصحابك إلي وكانوا شركائي في الغنيمة وإن ظفرت
بي صار أصحابي إليك وانصرفوا عني فقال له ويحك يا يحيى أنت حدث وقد بليت
بالعجب ولو كنت من أنفس قريش لما أمكنك مغازة (2) السلطان وهذا الأمير هو أخو
الخليفة وإنا وإن فرق بيننا الدين أحب أن لا يجري على يدي قتل فارس من الفرسان في
بلد الإسلام لأن كل ما نقص من فرسان الإسلام سر أعداءهم فإن كنت لا تحب ما أحب
من السلامة لي ولك وكان أصحابك مطيعين لك وأصحابي مطيعين لي فاخرج إلي حتى
أخرج إليك ولا يبتلى بي وبك من يسؤونا قتله
قال فخرجا جميعا وكان ذلك بعد وقت صلاة العصر فلم يزالا في مبارزة يريد
كل منهما صاحبه إلى أن اختلط عليهما الظلام فوقف كل واحد منهما على فرسه واتكأ
على رمحه إلى أن غلبت النعمان عيناه فنام فطعنه اليهودي فوقع سنانه في بشيزكة
منطقة النعمان فدارت المنطقة وصار السنان يدور بدوران البشيزكة إلى الظهر واعتنقه
النعمان وقال له أغدرا يا بن اليهودية فقال له أو محاربا ينام يا ابن الأمة وتكأ
عليه النعمان عند معانقته إياه وسقط فوقه وكان النعمان ذا جثة عظيمة وكان اليهودي
ضربا (3) خفيف اللحم فصار النعمان فوقه فذبحه وأنقذه إلي مذبوحا رأسه على بدنه
وأنفذ المال مسلما
قال إبراهيم فلم يختلف علي في البلد أحد قال ثم ولي البلد بعدي سليمان بن

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه، وفي السير: وحمل مال من مصر.
(2) في السير: معارة.
(3) الضرب: الخفيف اللحم (القاموس).
162

المنصور بن المهدي فكانت على رأسه الفتنة العظمى ثم لم يرد القوم طاعة بعد ذلك
إلى أن افتتح دمشق عبد الله بن طاهر في سنة عشر ومائتين
وحدثني إبراهيم أن السبب كان في صرفه عن دمشق المرة الأولى انه اشتهى
الاصطباح في دار معاوية فأمر بمنع الناس من دخول الدار هربا من ظهور أصوات
القيان فأغلقت الأبواب قال وحضر الكاتب وكان يتولى مع كتابتي (1) القهرمة فوقف
بالباب وصار إليه بعض الحشم فسأله أن يكتب له إلى صاحب النزل ببعض ما يحتاج إليه
فلم يمكن إخراج دواة الكاتب من الدار واستعجله الغلام فأخذ فحمة فكتب له إلى
صاحب النزل في خرقة بحاجته ورمى بالفحمة فأخذها سليم حاجبي فكتب على ملبن
باب دار الإمارة كاتب يكتب بالفحم في الخرق وحاجب لا يصل ووافى صاحب البريد
الباب فقرأ ما كتب به سليم فكتب بذلك إلى الرشيد وأنفذ الكتاب في خريطة بندارية
مخلقة فوافت الرقة يوم الرابع وأمير المؤمنين الرشيد بها فساعة نظر في الكتاب وقع
بصرفي فوصل الكتاب إلي بالصرف عن دمشق في اخر اليوم الثامن فخرجت عن
دمشق إلى الرقة وبها الرشيد فحبسني مائة يوم لم يطلق لي دخول داره وحلف على
جعفر بن يحيى بن برمك أن لا يجري له عنده ذكرا سنة كاملة ثم إنه رضي بعد السنة
وما زلت أدخل عليه وأنا عنده بالمنزلة التي أريد ورجع إلى ما أريد إلى انقضاء سنتين من
عزلي عن دمشق ثم أنه قال لي في كلام جرى بيني وبينه بحقي عليك لما تخيرت ولاية
أوليكها فقلت له إن كانت ولاية أخرج إليها فدمشق وإن كانت مما أوجه فيه خليفة
اخترت لنفسي فسألني عن سبب اختياري ولاية دمشق فأخبرته باستطابتي هواها
واستمرائي ماءها واستحساني مسجدها وغوطتها فقال لي قدرك اليوم عندي يتجاوز
ولاية دمشق ولكن إذا كانت محبتك لها هذه المحبة فإني أجمع لك مع ولاية الصلاة
والمعاون ولاية الخراج فعقد لي على دمشق وأمر بإنشاء عهدي وكتبي على الخراج
ففعل ذلك ثم نفذت إلى دمشق فأقمت بها نحوا من أربع سنين
وحدثني إبراهيم أن أمير المؤمنين الرشيد ولاه الموسم سنة ست وثمانين

(1) القهرمان فارسي معرب، هو كالخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجل بلغة الفرس. قال
ابن بري: القهرمان من أمناء الملك وخاصته. (اللسان).
163

ومائة (1) وأنفذ إليه عهده إلى دمشق وأمره بالاستخلاف على عمله والخروج إلى مكة
ليحج بالناس ثم يرجع إلى عمله من جند دمشق قال إبراهيم فخرجت من دمشق أريد
الحجاز فلما قطعت وادي القرى وافيت جبلا يسير الناس في سفحه وفي الجبل
صخرة عظيمة لا يأمن السائر تحتها سقوطها عليه وليس للمجتاز بذلك طريق إلا تحت
تلك الصخرة فدخلتني روعة من السير تحتها ثم دعوت بفرس جواد فركبته وركضت
حتى جزت عنها فكتب بذلك صاحب خبر الناحية إلى صاحب البريد وكتب به
صاحب البريد إلى الرشيد فلما ورد عليه الخبر غضب علي وقال ابن المهدي جبان
وأمر بصرفي عن دمشق وتولية العباس بن محمد بن إبراهيم الإمام ما كنت أتولى من
الصلاة بأهل جند دمشق والمعونة على ذلك الجند
قال إبراهيم واجتاز تحت تلك الصخرة بعد أن جزتها جماعة كثيرة من حجاج
أهل الشام فسقطت الصخرة عليهم فقتلت عالما من الناس وكتب صاحب الخبر بذلك
فتأدى الخبر إلى الرشيد فأمر بإبطال أمر العباس بن محمد وبالكتاب إلي باستصواب
رأيي وبحمدي على ما كان مني ووصلني بثلاثين ألف دينار من مال دمشق فقبضتها بعد
رجوعي إليها
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو إسحاق ويعرف بابن شكلة بويع له بالخلافة
ببغداد في أيام المأمون وقاتل الحسن بن سهل وكان الحسن أميرا من قبل المأمون
فهزمه إبراهيم فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميد واستخفى إبراهيم مدة
طويلة حتى ظفر به المأمون فعفا عنه وكان أسود حالك اللون عظيم الجثة ولم ير في
أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لسانا ولا أجود شعرا
قال (3) وكان إبراهيم وافر الفضل عزير الأدب واسع النفس سخي الكف

(1) كذا، وفي مروج الذهب 4 / 455 حج بالناس هارون الرشيد سنة 186 وفي المعارف ص 381 آخر حجة
حجها هارون " سنة ست وثمانين ومئة " وفي مروج الذهب أن إبراهيم بن المهدي حج بالناس سنة 184.
(2) تاريخ بغداد 6 / 142.
(3) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 6 / 144.
164

وكان معروفا بصنعة الغناء حاذقا بها وله يقول دعبل بن علي يتقرب بذلك إلى
المأمون (1)
نفر (2) ابن شكلة بالعراق وأهلها * فهفا إليه كل أطلس (3) مائق
إن كان إبراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق (4)
قرأت علي أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) أما التنين أوله
تاء معجمة باثنتين من فوقها وبعدها نون مشددة مكسورة فهو إبراهيم بن المهدي بن
المنصور أمير المؤمنين كنيته أبو إسحاق أمه شكله نسب إليها وكانت سوداء وكان
شديد السواد عظيم الجسم فلقب التنين لذلك ولد في سنة اثنتين وستين ومائة وتوفي
سنة أربع وعشرين ومائتين وقيل في سنة ثلاث وعشرين بسر من رأى كان من أحسن
الناس غناء وأعلمهم به وهو شاعر مطبوع مكثر قال ذلك كله المرزباني أخبرني به
السلمي عنه
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال
سنة أربع وثمانين ومائة أقام الحج إبراهيم بن المهدي (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال في سنة أربع وثمانين ومائة
حج بالناس إبراهيم بن المهدي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (7) أنا أبو محمد عبيد الله بن

(1) البيتان من سبعة أبيان في ديوانه ط بيروت ص 244 وانظر تخريجهما فيه.
(2) الديوان: نعر، يقال نعر فلان في الفتنة إذا قام فيها.
(3) في أشعار أولاد الخلفاء كل أطيش، بالشين.
(4) مخارق، مولى مملوك، مغن، وهو مخارق بن يحيى بن ناوس الجزار.
(5) الاكمال لابن ماكولا 1 / 518.
(6) تاريخ خليفة ص 457 وانظر مروج الذهب 4 / 455.
(7) بالأصل " الحسني " خطأ والصواب ما أثبت بعن م، وقياسا إلى سند مماثل، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر
(المجلدة السابعة).
165

عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان قالا أنا
أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر انا أبو بكر محمد بن جعفر بن
محمد السامري نا العباس بن الفضل الربعي قال كتب طاهر بن الحسين إلى
إبراهيم بن المهدي في الأخذ بالحزم وإبراهيم في ناحية المخلوع وطاهر يحاربه (1)
حفظك الله وعافاك الله أما بعد فإنه كان عزيزا علي أن أكتب إلى أحد من أهل بيت
الخلافة بغير التأمير (2) إلا أني حدثت عنك وتوهمت عليك أنك مائل بالرأي والهوى
إلى الناكث المخلوع فإن كان ما بلغني حقا فقليل ما كتبت به إليك وكتب في اخر
الكتاب
ركوبك الهول ما لم تلق (3) فرصته * جهل ورأيك بالإقحام تغرير
أعظم بدنيا ينال (4) المخطئون بها * حظ المصيبين والمغرور مغرور
ازرع (5) صوابا وحبل الحزم موترة * فلن يذم لأهل الحزم تدبير
فإن ظفرت مصيبا أو هلكت به * فأنت عند ذوي الألباب معذور
وإن ظفرت على جهل وفزت به * قالوا جهول أعانته المقادير *
كذا رواها الخرائطي ها هنا ورواها في موضع اخر بإسناد اخر
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان وأبو المعالي
الحسين بن حمزة السلمي قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
أبو بكر الخرائطي نا العباس بن عبد الله الترقفي نا إسحاق بن الفضل الهاشمي أو
غيره قال كتب طاهر بن الحسين إلى إبراهيم بن المهدي وهو يحاربه فيترك التقحم
والأخذ بالحزم وإبراهيم في طاعة محمد بن زبيدة

(1) الخبر والكتاب في العقد الفريد 4 / 241 ومختصر ابن منظور 4 / 131.
(2) العقد الفريد: بغير كلام الامرة وسلامها.
(3) اعقد الفريد: تلف.
(4) في العقد الفريد: أهون بدنيا يصيب...
(5) صدره في العقد الفريد:
فازرع صوابا وخذ بالحزم حيطته
166

بسم الله الرحمن الرحيم حفظك الله وعافاك أما بعد فإنه كان عزيزا علي أن
أكتب إلى رجل من أهل بيت الخلافة بغير التأمير لكن بلغني عنك أنك مائل بالرأي
والهوى إلى الناكث المخلوع فإن يك ما بلغني حقا فقليل ما (1) كتبت به إليك
كثير (1) وأن يك باطلا فالسلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته
وكتب في أسفل كتابه
ركوبك الهول ما ما لم تلق فرصته * جهل ورأيك في الإقحام تغرير *
أعظم بدنيا ينال المخطئون بها * حظ المصيبين والمغرور مغرور
ازرع صوابا وحبل الحزم موترة * فلن يرد لأهل الحزم تدبير
فإن ظفرت مصيبا أو هلكت به * فأنت عند ذوي الألباب معذور
وإن ظفرت على جهل وفزت به * قالوا جهول أعانته المقادير *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ناوة أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
أخبرني أبو القاسم الأزهري نا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة قال
بعث المأمون إلى علي بن موسى الرضا فحمله وبايع له بولاية العهد فغضب من ذلك
بنو العباس وقالوا لا نخرج الأمر عن أيدينا وبايعوا إبراهيم بن المهدي فخرج إلى
الحسن بن سهل فهزمه وألحقه بواسط (3) وأقام إبراهيم بن المهدي بالمدائن ثم وجه
الحسن علي بن هشام وحميد الطوسي فاقتتلوا فهزمهم حميد واستخفى إبراهيم فلم
يعرف خبره حتى قدم المأمون فأخذه
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا محمد بن أحمد بن الأبنوسي أنا عبيد الله بن
عثمان بن يحيى نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال (4) وبايع أهل بغداد
لإبراهيم بن المهدي بالخلافة ببغداد في داره المنسوبة إليه في ناحية سوق العطش (5)
وسموه المبارك وقيل سموه المرضي وذلك يوم الجمعة لخمس خلون من المحرم

(1) في العقد الفريد: " فكثير... فقليل ".
(2) تاريخ بغداد 6 / 142.
(3) واسط: مدينة متوسطة بين البصرة والكوفة، تبعد عن كل منهما خمسين فرسخا. (معجم البلدان).
(4) تاريخ بغداد 6 / 142 - 143.
(5) سوق العطش من أكبر محال بغداد بالجانب الشرقي بين الرصافة ونهر المعلى (معجم البلدان).
167

سنة اثنتين ومائتين فغلب على الكوفة والسواد وخطب له على المنابر وعسكر
بالمدائن ثم رجع إلى بغداد فأقام بها والحسن بن سهل مقيما في حدود واسط خليفة
للمأمون والمأمون ببلاد خراسان فلم يزل إبراهيم مقيما ببغداد على أمره يدعى بأمره
المؤمنين ويخطب له على منبر (1) بغداد وما غلب عليه من السواد والكوفة ثم
رحل (2) المأمون متوجها إلى العراق وقد توفي علي بن موسى الرضا فلما أشرف
المأمون على العراق وقرب من بغداد ضعف أمر إبراهيم بن المهدي وقصرت يده
وتفرق الناس عنه فلم يزل على ذلك إلى أن حضر الأضحى من سنة ثلاث ومائتين
فركب إبراهيم بن المهدي في زي الخلافة إلى المصلى فصلى بالناس صلاة الأضحى
وهو ينظر إلى عسكر علي بن هشام مقدمة للمأمون ثم انصرف من الصلاة فنزل قصر
الرصافة وغدا الناس فيه ومضى من يومه إلى داره المعروفة به فلم يزل فيها إلى اخر
النهار ثم خرج منها بالليل فاستتر وانقضى أمره
فكانت مدته منذ بويع له بمدينة السلام إلى يوم استتاره سنة وأحد عشر شهرا
وخمسة أيام وكان سنه يوم (3) بويع له تسع وثلاثون سنة وشهرين وخمسة أيام لأن
مولده غرة ذي القعدة من سنة اثنتين وستين ومائة واستتر وسنه إحدى وأربعون (4) سنة
وأيام وأقام في استتاره ست سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام وظفر به المأمون لثلاث
عشرة بقيت من ربيع الاخر سنة عشر ومائتين فعفا عنه واستبقاه فلم يزل حيا طاهرا
مكرما (5) إلى أن توفي في خلافة المعتصم بالله وكان وا سع الأدب كثير الشعر
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (6)
أنا محمد بن أحمد بن رزق أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا محمد بن أحمد بن البراء
قال وفي سنة اثنتين ومائتين خالف إبراهيم بن المهدي وبايع لنفسه وفي سنة ثلاث
خلع إبراهيم وقدم المأمون بغداد في سنة أربع في صفر وأخذ إبراهيم في سنة عشر

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل " منبري ".
(2) في تاريخ بغداد: " دخل " تحريف.
(3) زيادة عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل " وأربعين " والصواب عن تاريخ بغداد.
(5) في تاريخ بغداد: ظاهرا.
(6) تاريخ بغداد 6 / 143.
168

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (1) وفيها
يعني سنة إحدى ومائتين أخرج الحسن بن سهل من بغداد وبويع إبراهيم بن
المهدي وأمه شكلة ببغداد وأخذت له الكوفة وعامة السواد
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده وقال أروه عني
أنا أبو علي الجازري [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (2) أنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني (3) قالا أنا المعافى بن زكريا نا
أحمد بن إبراهيم الطبري نا محمد بن القاسم بن مهرويه قال وجدت في كتاب أبي
بخطه قال لما بويع إبراهيم بن المهدي ببغداد قل المال عنده وكان قد لجأ إليه
أعرب من أعراب السواد وغيرهم فاحتبس عليهم العطاء فجعل إبراهيم يسوفهم
بالمال ولا يرون لذلك حقيقة إلى أن اجتمعوا يوما فخرج رسول إبراهيم إليهم فصرح
لهم أنه لا مال عنده فقال قوم من غوغاء أهل بغداد فإذا (4) لم يكن المال فأخرجوا
إلينا خليفتنا فليغن لأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات ولأهل ذلك الجانب ثلاثة أصوات
فيكون ذلك عطاءهم قال أبي فأنشدني دعبل في ذلك (5)
يا معشر الأعراب لا تغلطوا * وارضوا عطاياكم ولا تسخطوا (6)
فسوف يعطيكم حنينية (7) * لا تدخل الكيس ولا تربط (8)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 470.
(2) تاريخ بغداد 6 / 144.
(3) ضبطت عن الانسا، هذه النسبة إلى النهروان بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة، وترجم له ترجمة
قصيرة.
(4) تاريخ بغداد: فإن.
(5) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 219 وانظر تخريجها فيه.
(6) البيت في ديوانه:
يا معشر الأجناد لا تقنطوا * وارضوا بما كان ولا تخطوا
(7) كذا بالأصل والديوان، وفي تاريخ بغداد: " خنينية " وعلى هامشه: كذا بالأصل.
وقوله: حنينية نسبة إلى حنين الحيري المغني، عني ألحانا حنينية.
(8) عجزة في الديوان: يلتذها الأمرد والأشمط
والعجز المثبت بالأصل ورد في الديوان عجزا لصدر البيت التالي.
169

والمعبديات (1) لقوادكم * وما بهذا أحد يغبط
فهكذا يرزق أجناده (2) * خليفة مصحفه البربط (3)
زاد الجازري قال القاضي البربط العود وأصله بالفارسية والعرب تسميه
المزهر وقال النهرواني خذوا عطاياكم وقال يرزق أصحابه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
أنا محمد بن عبد الواحد الأكبر نا محمد بن العباس الخزاز نا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي نا محمد بن القاسم بن خلاد قال لما طال على إبراهيم بن شكلة
الاختفاء وضجر كتب إلى المأمون ولي الثأر محكم في القصاص والعفو أقرب إلى
التقوى ومن تناوله الاغترار بما مد له من أسباب الرجاء أمن (5) عادية (6) الدهر على
نفسه وقد جعل الله أمير المؤمنين فوق كل ذي عفو كما جعل كل ذي ذنب دونه فإن
عفا فبفضله وإن عاقب فبحقه فوقع المأمون في قصته أمانه وقال فيها القدرة تذهب
الحفيظة وكفى بالندم إنابة وعفو الله أوسع من كل شئ ولما دخل إبراهيم على
المأمون قال
إن أكن مذنبا فحظي أخطأت * فدع عنك كثرة التأنيب
قل كما قال يوسف لبني يعقوب * لما أتوه لا تثريب *
فقال " لا تثريب " (7)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (8) وفيها
يعني سنة عشر ومائتين ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدي فعفا عنه

(1) المعبديات نسبة إلى معبد المغني.
(2) الديوان: إصحابه.
(3) البربط عود الطرب (معرب).
(4) تاريخ بغداد 6 / 144 - 145.
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل " من ".
(6) في تاريخ بغداد: غادية.
(7) من الآية 93 من سورة يوسف.
(8) تاريخ خليفة ص 473.
170

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (1) نا أبو نعيم الحافظ إملاء نا أحمد بن محمد بن مقسم نا محمد بن
يحيى حدثنا (2) المبرد عن أبي محلم قال قال إبراهيم بن المهدي لأمير المؤمنين
المأمون لما أخذ ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب
فقال المأمون حسبك فإنا إن قتلناك فلله وإن عفونا عنك فلله عز وجل
قال (3) وأنا أحمد بن أبي جعفر أنا محمد بن العباس الخزاز نا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب قال قال إبراهيم الحربي نادى المأمون سنة ثمان
ومائتين ببغداد إن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم بن المهدي وكان إبراهيم
حسن الوجه حسن الغناء حسن المجلس وكان حبسه عند ابن أبي خالد (4) قبل ذلك
سنة قال إبراهيم وقال المأمون إيش ترون فيه قال فقالوا ما رأينا خليفتين حيين
قال فقال إن كان الله عز وجل فضل أمير المؤمنين بذلك قال إبراهيم وكنت مع
القواريري أمشي فرآني إبراهيم بن المهدي فتركني وذهب حتى سلم عليه وقبل
فخذه وكان تحته حمار فبلغ (5) القواريري منه فخذه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (6) وأبو الوحش سبيع بن المعلم
المقرئ في كتابيهما عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه انا أبو الفتح
إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي (7) نا
أحمد بن إسماعيل الخصيبي حدثني أبي نا داود (8) بن سليمان الأنباري نا ثمامة بن
أشرس (9) قال قال لي المأمون قد عزمت غدا على تقريع إبراهيم بن المهدي فاحضر
مبكرا وليقرب مجلسك مني فحضرت وقام السماط فبينا نحن كذلك إذ سمعت صلصلة

(1) تاريخ بغداد 6 / 145 - 146.
(2) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(3) القاتل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 6 / 146.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل: ذئب.
(5) بياض بالأصل، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) بالأصل " الحسن " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق.
(7) ضبطت عن تبصير المنتبه.
(8) الأغاني 10 / 116 وأشعار أولاد الخلفاء للصولي ص 18.
(9) من معتزلة البصرة، ورد بغداد واتصل بهارون الرشيد، صاحب أخبار ونوادر (انظر تاريخ بغداد 7 / 145).
171

الحديد فرفعت نظري فإذا إبراهيم بن المهدي موقوف على البساط ممسوك بضبعيه
مغلولة يده إلى عنقه قد تهدل شعره على عينيه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين
ورحمة الله وبركاته فقال المأمون لا سلم الله عليك ولا حياك ولا رعاك ولا كلأك
أكفر يا إبراهيم بالنعمة بغير شكر وخروج على أمير المؤمنين بغير عهد ولا عقد فقال
إبراهيم يا أمير المؤمنين إن القدرة تذهب الحفيظة ومن مد له في الاغترار هجمت به
الأناة على التلف وقد رفعك الله فوق كل ذي ذنب كما وضع كل ذي ذنب دونك فإن
تعاقب فبحقك وإن تعف (1) فبفضلك
فقال المأمون إن هذين قد أشارا علي بقتلك وأومأ إلى المعتصم والعباس ابنه
فقال أشارا عليك يا أمير المؤمنين فما يشار به على مثلك في مثلي من حسن السياسة
والتدبير وإن الملك عقيم ولكنك تأبى أن تستجلب نصرا إلا من حيث عودك الله عز
وجل وأنا عمك والعم صنو الأب وبكى فتغرغرت (2) عينا المأمون ثم قال يا
ثمامة فوثبت قائما فقال إن من (3) الكلام كلام كالدر يا غلمان حلوا عن عمي
وغيروا من حالته في أسرع وقت وجيئوني به فأحضره مجلسه ونادمه وسأله أن
يغني فأبى وقال نذرت يا سيدي لله عند خلاصي تركه فعزم عليه وأمر أن
يوضع العود في حجره فسمعته يغني
هذا مقام مشرد * خربت منازله ودوره
نمت عليه عداته * كذبا فعاقبه أميره *
ثم ثنى بشعر اخر
ذهبت من الدنيا وقد ذهبت مني * لوى (4) الدهر بي عنها وولى بها عني
فإن أبك نفسي أبك نفسا عزيزة (5) * وإن احتقرها احتقرها على ظن
وإني وإن كنت المسئ بعيبه (6) * بربي تعالى جده حسن الظن

(1) في الصولي: تغفر.
(2) عن سير أعلام النبلاء وبالأصل " فتغرغت ".
(3) زيادة عن الأغاني.
(4) في أشعار أولاد الخلفاء ص 22 " هوى الشيب " وفي الأغاني: هو الدهر.
(5) في الأغاني والصولي: نفسا نفيسة وإن أحتسبها أحتسبها.
(6) في مختصر ابن منظور: بعينه.
172

عدوت على نفسي فعاد بعفوه * علي فعاد العفو منا على من *
فقال المأمون أحسنت والله يا أمير المؤمنين حقا فرمى بالعود من حجره ووثب
قائما فزعا من هذا الكلام فقال له المأمون اقعد واسكن فوحياتك ما كان ذلك لشئ
تتوهمه ووالله لا رأيت مني طول أيامي شيئا تكرهه وتغتم به
ثم أمر بكل ما قبض له من الأموال والدور والعقار والدواب والضياع يعني أن
ترد عليه وأعاد مرتبته وأمر له في تلك الساعة بعشرة آلاف دينار وانصرف مكرما
مخلوعا عليه على خيل و (1) رجل أمير المؤمنين واشتهر في الخاصة والعامة عفو أمير
المؤمنين عن عمه فحسن موقع ذلك منهم واستوسقوا على الطاعة والموالاة والشكر
والدعاء
فقيل لثمامة أي شئ كان جرمه قال بويع له بالخلافة بعد محمد بن هارون
والمأمون بخراسان فلما دخل المأمون اختفى وأهدر المأمون دمه ونادى عليه فجاء
من غير أن يجئ به أحد فأمكن من نفسه فحبسه ستة أشهر وأخرجه وعفا عنه
أنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن أبي عبد الله الصوري
ثم حدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو الحسين المبارك بن
عبد الجبار نا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري لفظا قال قرأت على أبي
الحسن عبيد الله بن القاسم بن علي القاضي نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن طالب
البغدادي نا أبو علي الكوكبي نا أحمد بن عبيد (2) أبو عصيدة نا الفضل بن العباس
الهاشمي قال بعث المأمون إلى إبراهيم عمه بعدما حبسه رجلا يثق به فقال تعرف
ما يعمل عمي وما يقول قال ففعل ثم رجع إليه فقال رأيته يبكي وقد وضع إحدى
رجليه على الأخرى وهو يتغنى
فلو أن خدا من وكوف مدامع * يرى معشبا لا خضر خدي فأعشبا
كأن ربيع الزهر بين مدامعي * بما انهل منها من حيا وتصببا
ولو أنني لم أبك إلا مودعا * بقية نفس ودعتني لتذهبا

(1) زيادة لازمة.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 193 (110).
173

وقد قلت لما لم أجد لي حيلة * من الموت لما حل أهلا ومرحبا *
قال فبكى المأمون ثم أمر بالتخفيف عنه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1) انا ابن روح النهرواني
أنا المعافى بن زكريا نا الحسين بن القاسم الكوكبي نا ابن عجلان حدثني حماد بن
إسحاق عن أبيه قال دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون فقلت
هي المقادير تجري في أعنتها * فاصبر فليس لها صبر على حال
يوم تريش خسيس الحال ترفعه * إلى السماء ويوما تخفض العالي *
فأطرق ثم قال
عيب الأناة وإن سرت عواقبها * أن لا خلود وأن ليس الفتى حجرا *
فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضا ودعاه للمنادمة والتقيت
معه في مجلس المأمون فقلت ليهنك الرضا فقال ليهنك مثله من متيم وكانت
جارية أهواها فحسن موقع ذلك عندي فقلت
ومن لي بأن ترضى وقد صح عندها * ولوعي بأخرى من بنات الأعاجم *
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي عن محمد بن فتوح
الأزدي أنا منصور بن النعمان الصيمري (2) أنا محمد بن عبيد الله عن أبي العباس
عبد الله بن عبيد الله الصقري عن أبي بكر الصنوبري (3) انا علي بن سليمان الأخفش
قال قال محمد بن يزيد المبرد وقع إبراهيم بن المهدي في رقعة كاتب له وراه قد
تتبع الغريب والوحشي من الكلام إياك والتتبع لوحشي الكلام طمعا في نيل البلاغة
فإن هذا العي الأكبر وعليك بما سهل من الكلام مع التحفظ لألفاظ السفل
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنا
أبو علي محمد بن الحسين الجازري أنا المعافى بن زكريا نا محمد بن يحيى

(1) تاريخ بغداد 6 / 146.
(2) ضبطت عن الانسا، وهذه النسبة إلى موضعين (انظر الأنساب - ومعجم البلدان).
(3) هذه النسبة إلى الصنوير، قال في اللباب: وهو شجر معروف.
174

الصولي (1) نا أحمد بن يزيد المهلبي قال سمعت هبة الله بن إبراهيم بن المهدي
يقول كتب أبي إلى بعض من عتب عليه في شئ لو عرفت (2) الحسن لتجنبت القبيح
ولو استحليت الحلم لاستمررت الخرق وأنا وأنت كما قال زهير (3)
وذي خطل في القول تحسب (4) أنه * مصيب فما يلمم به فهو قائله (5)
عبأت له حلمي وأكرمت غيره * وأعرضت عنه وهو باد مقاتله *
وإن من إحسان الله إلينا أنا أمسكنا عما نعلم وقلت ما لا تعلم وتركنا الممكن
وقلت المعجز (6)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن الحسن بن سعيد قالا
نا وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي (7) أنا أبو بكر الخطيب (8) أنا علي بن أبي
علي نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد
المعروف بابن السقاء الواسطي بها حدثني جحظة (9) قال قال لي خالد الكاتب
أضقت حتى عدمت القوت أياما فلما كان في بعض الأيام بين المغرب وعشاء الآخرة
فإذا بابي يدق فقلت من هذا فقال من إذا خرجت إليه رأيته فخرجت فرأيت رجلا
راكبا على حمار عليه طيلسان أسود وعلى رأسه قلنسوة طويلة ومعه خادم فقال لي
أنت الذي تقول

(1) أشعار أولاد الخلفاء ص 36 للصولي.
(2) في الصولي: فضل الحسن.
(3) ديوانه شرح ثعلب ص 139.
(4) الديوان: يحسب.
(5) الخطل: كثرة الكلام وخطؤه، فما يلمم به فهو قائله: أي ما حضره من شئ فهو قائله.
(6) العبارة في الصولي: وإن من إحسان الله إلينا وإساءتك إلى نفسك، أن صفحنا عما أمكننا، وتناولت ما
أعجزك، فله الحمد كما هو أهله.
(7) بالأصل " الشحمي " تحريف والصواب ما أثبت، ترجمته في الأنساب، وهذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من
قرى حلب.
(8) تاريخ بغدد 8 / 213 في ترجمة خالد بن يزيد.
(9) بالأصل " جحطة " خطأ، والصواب ما أثبت واسمه أحمد بن جعفر بن موسى، أبو الحسن البرمكي البغدادي
الشاعر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 221 (84).
175

أقول للسقم عد إلى جسدي (1) * حبا لشئ يكون من سببك *
قال قلت نعم قال أحب أن تنزل لي عنه فقلت وهل ينزل الرجل عن ولده
فتبسم وقال يا غلام أعطه ما معك وأومأ إلي بصرة في ديباجة سوداء مختومة فقلت
إني لا أقبل عطاء من لا أعرفه فمن أنت قال انا إبراهيم بن المهدي
قال (2) وأخبرني علي بن أيوب القمي أنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني
محمد بن يحيى حدثني الحسين بن إسحاق حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب
الشاعر قال لما بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني وقد كان يعرفني وكنت متصلا
ببعض أسبابه فأدخلت إليه فقال لي يا خالد أنشدني من شعرك فقلت يا أمير المؤمنين
ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن من الشعر حكما [* * * *] وإنما
أمزح وأهزل وليس مما ينشد أمير المؤمنين فقال لا تقل هذا يا خالد فإن جد
الأدب وهزله جد أنشدني فأنشدته
عش فحبيك سريعا قاتلي * والضنا إن لم تصلني واصلي
ظفر الشوق بقلب كمد * فيك والسقم بجسم ناحل
فهما بين اكتئاب وبلى * تركاني كالقضيب الذابل
وبكى العاذل لي من رحمة * فبكائي لبكاء العاذل (3)
فاستملح ذلك ووصلني
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني أنا
أبو علي الجازري [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون انا أبو بكر
الخطيب (4) أنا أحمد بن عمر بن روح أنا المعافى بن زكريا نا أحمد بن جعفر بن
موسى البرمكي قال قال لي خالد الكاتب وقف علي رجل بعد العشاء متلفع برداء

(1) تاريخ بغداد: بدني.
(2) تاريخ بغداد 8 / 213 في ترجمة خالد بن يزيد.
(3) الأبيات في تاريخ بغداد 8 / 214.
(4) تاريخ بغداد 6 / 146 - 147.
176

عدني (1) أسود وقال الجازري مقنع برداء عدني وقالا ومعه غلام معه صرة فقال
لي أنت خالد قلت نعم قال أنت الذي تقول
قد بكى العاذل لي من رحمتي * فبكائي لبكاء العاذل *
قلت نعم قال يا غلام ادفع إليه الذي معك فقلت وما هذا قال ثلاثمائة
دينار قلت والله لا أقبلها أو أعرفك قال أنا إبراهيم بن المهدي
أخبرنا أبو العز فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وأذن لي في روايته أنا أبو
علي الجازري أنا المعافى بن زكريا نا الحسين بن القاسم الكوكبي نا أحمد بن أبي
طاهر نا حماد بن إسحاق عن أبيه عن جده قال (2) استزار إبراهيم بن المهدي
الرشيد بالرقة وأن الرشيد كان لا يأكل الطعام الحار قبل البارد وأنه لما وضعت البوارد
على المائدة رأى فيما قرب منه جام قريس (3) السمك فاستصغر القطع فقال لإبراهيم
لم يصغر طباخك قطع السمك فقال لم يصغر طباخي القطع وإنما هذه ألسنة
السمك فقال يشبه أن يكون في هذا الجام مائة لسان فقال له مراقب خادم إبراهيم
وكان يتولى قهرمة إبراهيم فيه يا أمير المؤمنين أكثر من مائة (4) لسان فاستحلفه
على مبلغ ثمن السمك فأخبره أنه ألف (5) درهم فرفع هارون يده عن الطعام وحلف
أن لا يطعم شيئا دون أن يحضر مراقب ألف دينار (6) فأمر أن يتصدق بها وقال
لإبراهيم أرجو أن تكون هذه كفارة لسرفك على جام سمك ألف درهم ثم أخذ الجام
بيده ودفعه إلى بعض خدمه وقال اخرج به من دار أخي ثم انظر أول سائل تراه فادفعه
إليه
قال إبراهيم وكان شراء الجام علي مائتين وسبعين دينارا فغمزت خدمي أن

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل " عونيا ".
(2) الخبر في مروج الذهب ط بيروت ح 3 / 455.
(3) في مروج الذهب: قريص بالصاد. والسمك القريس: الذي طبخ وعمل فيه صباغ وترك حتى جمد، والصاد
لغة فيه (القاموس).
(4) مروج الذهب: أكثر من مائة وخمسين.
(5) مروج الذهب: أكثر من ألف درهم.
(6) مروج الذهب: ألف درهم.
(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل " عونيا ".
(2) الخبر في مروج الذهب ط بيروت ح 3 / 445.
(3) في مروج الذهب: قريص بالصاد. والسمك القريس: الذي طبخ وعمل فيه صباغ وترك حتى جمد، والصاد
لغة فيه (القاموس)
(4) مروج الذهب: أكثر من مائة وخمسين.
(5) مروج الذهب: أكثر من ألف درهم.
(6) مروج الذهب: ألف درهم.
177

يخرجوا مع الجام فيبتاعوه ممن يدفع إليه فكأن الرشيد فهم ذلك مني فهتف بالخادم
فقال إذا دفعت الجام إلى السائل فقل له يقول لك أمير المؤمنين احذر أن تبيع الجام
بأقل من مئتي دينار فإنه خير منها ففعل خادمه ما أمره به فوالله ما أمكن خادمي أن
يخلص الجام إلا بمئتي دينار
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (1) أنا أبو منصور محمد بن
محمد بن أحمد العكبري أنا أبو القاسم ادم بن محمد بن ادم الشلحي (2) المعدل أنا
أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني أخبرني محمد بن يحيى حدثني
عون بن محمد الكندي قال سمعت عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع يقول ما
اجتمع أخ وأخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي وأخته علية وكانت تقدم عليه
أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشعيري نا أبو بكر
أحمد بن علي الحافظ حدثني محمد بن علي بن عبد الله الصوري أنا عبد الرحمن بن
عمر التجيبي بمصر أنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام
العدوي نا أبو العباس عيسى بن عبد الرحيم حدثني علي بن محمد هو ابن حيون
حدثني محمد بن أحمد الكوفي حدثني الحسين بن عبد الرحمن الحلبي عن أبيه
قال (3) أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة (4) سموا له من أهل البصرة
فجمعوا وأبصرهم طفيلي فقال ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع فانسل فدخل في
وسطهم ومضى بهم الموكلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعد لهم فدخلوا
الزورق فقال الطفيلي هي نزهة فدخل مهم الزورق فلم يك بأسرع بأن قيد القوم
وقيد معهم الطفيلي فقال الطفيلي بلغ أمر تطفيلي إلى القيود ثم سير بهم إلى
بغداد فدخلوا على المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا فيأمر بضرب رقابهم
حتى وصل إلى الطفيلي وقد استوفوا عدة القوم فقال للموكلين بهم ما هذا فقالوا
والله ما ندري غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به فقال المأمون ما قصتك ويلك فقال

(1) ضبطت عن التبصير 4 / 1244.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شلح وهي قرية من قرى عكبرا من نواحي بغداد.
(3) مروج الذهب 4 / 10 - 11 نقلا عن ثمامة بن أشرس. والزيادة عن المسعودي.
(4) زيد في المسعودي: ممن يذهب إلى قول ماني، ويقول بالنور والظلمة.
178

يا أمير المؤمنين امرأته طالق إن كان يعرف (1) من أقوالهم شيئا ولا يعرف إلا الله ومحمد
النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين فظننت صنيعا يغدون إليه فضحك
المأمون وقال يؤدب (2)
وكان إبراهيم بن المهدي قائما على رأس المأمون فقال يا أمير المؤمنين هب لي
أدبه (3) أحدثك بحديث عجيب عن نفسي فقال قل يا إبراهيم قال يا أمير المؤمنين
خرجت من عندك يوما في سكك بغداد متطربا حتى انتهيت إلى موضع سماه
فشممت يا أمير المؤمنين من جناح أبا زير قدور قد فاح طيبها فتاقت نفسي إليها وإلى
طيب ريحها فوقفت على خياط وقلت له لمن هذه الدار فقال لرجل من التجار من
البزازين فقلت ما اسمه قال فلان بن فلان فرميت بطرفي إلى الجناح فإذا في
بعضه شباك فأنظر إلى كف قد خرج من الشباك قابضا على بعضه فشغلني يا أمير
المؤمنين حسن الكف والمعصم عن رائحة القدور فبقيت ها هنا ساعة ثم أدركني
ذهني فقلت للخياط هل هو ممن يشرب النبيذ قال نعم وأحسب عنده اليوم
دعوة وليس ينادم إلا تجارا مثله مستورين
فإني كذلك إذ أقبل رجلان نبيلان راكبان من رأس الدرب فقال الخياط هؤلاء
منادموه فقلت ما أسماؤهما وما كناهما فقال فلان وفلان وأخبرني بكناهما
فحركت دابتي وداخلتهما وقلت جعلت فداكما قد استبطأكما أبو فلان أعزه الله
وسايرتهما حتى أتينا إلى الباب فأجلاني وقدماني فدخلت ودخلا فلما رآني معهما
صاحب المنزل لم يشك أني منهما بسبيل أو قادم قدمت عليهما من موضع فرحب
وأجلسني في أفضل المواضع فجئ يا أمير المؤمنين بالمائدة وعليها خبز نظيف
وأتينا بتلك الألوان فكان طعمها أطيب من ريحها فقلت في نفسي هذه الألوان قد
أكلتها بقيت الكف أصل إلى صاحبتها ثم رفع الطعام وجئ بالوضوء ثم صرنا إلى
منزل المنادمة فإذا أشكل منزل يا أمير المؤمنين وجعل صاحب المنزل يلطفني

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م وانظر مروج الذهب.
(2) زيد عند المسعودي: على فرط تطفله ومخاطرته بنفسه.
(3) مروج الذهب: ذنبه.
179

ويقبل علي بالحديث وجعلوا (1) لا يشكون أن ذلك منه لي عن معرفة متقدمة وإنما
ذلك الفعل كان منه لما ظن أني منهما بسبيل حتى إذا شربنا أقداحا خرجت علينا جارية
يا أمير المؤمنين كأنها غصن بان تتثنى فأقبلت تمشي فسلمت غير خجلة وثنيت
لها وسادة فجلست وأتي بعود فوضع في حجرها فجسته فاستنبأت في جسها حذقها ثم
اندفعت تغني وتقول (2)
توهمها طرفي فأصبح خدها (3) * وفيه مكان الوهم من نظري أثر
وصافحها قلبي فالم كفها * فمن مس قلبي في أناملها عقر (4)
فهيجت يا أمير المؤمنين بلابلي وطربت بحسن شعرها وحذقها ثم اندفعت
تغني
أشرت إليها هل عرفت مودتي * فردت بطرف العين إني على العهد
فحدت عن الإظهار عمدا لسرها * وحادت عن الإظهار أيضا على عمد (5)
فصحت السلامة يا أمير المؤمنين وجاءني من الطرب ما لم أملك نفسي ثم
اندفعت تغني الصوت الثالث
أليس عجيبا أن بيتا يضمني * وإياك لا نخلو ولا نتكلم
سوى أعين تشكو الهوى بجفونها * وتقطيع (6) أنفاس على الناي تضرم
إشارة أفواه وغمز حواجب * وتكسير أجفان وكف تسلم *
فحسدتها يا أمير المؤمنين على حذقها وإصابتها معنى الشعر أنها لم تخرج من

(1) عند المسعودي: والرجلان لا يشكان.
(2) الأبيات لأبي نواس ديوانه ص 730 والأغاني 5 / 228 ومروج الذهب 4 / 13.
(3) صرده في الديوان:
توهمه قلبي فأصبح خده
(4) في الديوان:
وصافحه قلبي فالم كفه فمن غميز قلبي في أنامله عقر
وقبله في الديوان:
ومر بفكري خاطرا فجرحته ولم أر جسما قط يجرحه الفكر
(5) مروج الذهب 4 / 13.
(6) في مروج الذهب: وترجيع أحشاء على النار تضرم.
180

الفن الذي ابتدأت فيه فقلت بقي عليك يا جارية شئ (1) فضربت بعودها الأرض
وقالت متى كنتم تحضرون مجالسكم البغضاء فندمت على ما كان مني ورأيت القوم
كأنهم قد تغيروا بي فقلت ليس ثم عود فقالوا بلى والله يا سيدنا فأتينا بعود
فأصلحت من شأني ما أردت ثم اندفعت أغني
ما للمنازل لا يجبن حزينا * أصممن أم قدم المدي فبلينا
روحوا (2) العشية روحة مذكورة * إن متن متن وإن حيين حيينا *
فما استتممته يا أمير المؤمنين حتى خرجت الجارية فأكبت على رجلي
فقبلتها وتقول معذرة يا سيدي والله ما سمعت من يغني هذا الصوت مثلك أحد وقام
مولاها وجميع من كان حاضرا فصنعوا كصنيعها وطرب القوم واستحثوا الشراب
فشربوا بالكاسات والطاسات ثم اندفعت أغني
أفي الله إن تمشين لا تذكرينني * وقد سمحت (3) عيناي من ذكرك الدما
إلى الله أشكو بخلها وسماحتي * لها عسل مني وتبذل علقما
فردي مصاب القلب أنت قتلته * ولا تتركيه ذاهب العقل مضرما (4)
إلى الله أشكو أنها أجنبية * وأني ما عشت بالود مغرما (5)
فجاءنا من طرب القوم يا أمير المؤمنين شئ خشيت أن يخرجوا من عقولهم
فأمسكت ساعة حتى هدأوا مما كانوا فيه من الطرب ثم اندفعت أتغنى بالصوت الثالث
هذا محبك مطوي على كمده * حرى (6) مدامعه تجري على جسده
له يد تسأل الرحمن راحته * مما به ويد أخرى على كمده
يا من (7) رأى أسفا مستهترا دنفا * كانت منيته في عينه ويده

(1) الزيادة عن المسعودي.
(2) المسعودي: راحوا.
(3) مروج الذهب 4 / 14 سجمت.
(4) مروج الذهب: مغرما.
(5) مروج الذهب مكرما.
(6) مروج الذهب: صب.
(7) مروج الذهب:
يا من رأى كلفا مستهترا أسفا
181

فجعلت الجارية تصيح هذا والله والغناء يا سيدي
وذكر الحكاية إلى أن قال وخلوت معه ثم قال لي يا سيدي ذهب ما كان من
أيامي ضياعا إذ كنت لا أعرفك فمن أنت يا مولاي فلم يزل يلج علي حتى أخبرته
فقام فقبل رأسي وقال يا سيدي وأنا أعجب يكون هذا الأدب إلا من مثلك وإذا إني
مع الخلافة وأنا لا أشعر ثم سألني عن قصتي وكيف حملت نفسي على ما فعلت
فأخبرته خبر الطعام وخبر الكف والمعصم فقلت أما الطعام فقد نلت منه حاجتي
فقال والكف والمعصم ثم قال يا فلانة لجارية له قولي لفلانة تنزل فجعل ينزل
لي واحدة واحدة فأنظر إلى كفها ومعصمها فأقول ليس هي قال والله ما بقي غير
أختي وأمي والله لأنزلتهما إليك فعجبت من كرمه وسعة صدره فقلت جعلت
فداك ابدأ بأختك قبل الأم فعسى أن تكون هي فقال صدقت فنزلت فلما رأيت
كفها ومعصمها قلت هي ذه
فأمر غلمانه فصاروا إلى عشرة مشايخ من جلة جيرانه في ذلك الوقت فأحضروا
ثم أمر ببدرتين فيهما عشرون ألف درهم وقال للمشايخ هذه أختي فلانة أشهدكم إني
قد زوجتها من سيدي إبراهيم بن المهدي وأمهرتها عنه عشرة (1) آلاف درهم فرضيت
وقبلت النكاح ودفع إليها البدرة وفرق البدرة الأخرى على المشايخ ثم قال لهم
اعذروا هذا ما حضر على الحال فقبضوها ونهضوا
ثم قال لي يا سيدي أمهد لك بعض البيوت تنام مع أهلك فأحشمني والله ما
رأيت من سعة صدره وكرم خيمه فقلت بل أحضر عمارية (2) وأحملها إلى منزلي
قال ما شئت فأحضرت عمارية فحملتها وصرت بها إلى منزلي فوحقك يا أمير
المؤمنين لقد حمل إلي من الجهاز ما ضاقت به بعض بيوتنا فأولدتها هذا القائم على
رأس سيدي أمير المؤمنين
فعجب المأمون من كرم ذلك الرجل وسعة صدره وقال لله أبوه ما سمعت مثله
قط ثم أطلق الرجل الطفيلي وأجازه بجائزة سنية وأمر إبراهيم بإحضار الرجل فكان
من خواص المأمون وأهل محبته

(1) في مروج الذهب: عشرين الف.
(2) المعمارية: سفينة أو مركب، وقيل ضرب من السفن النهرية.
182

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نا محمد بن يحيى
الصولي حدثني أبو الحارث أسد بن عبد الباقي الهمداني حدثني أحمد بن ناصح
البوشنجي حدثني محمد بن الحارث بن بسخنر قال (1) وجه إلي إبراهيم بن المهدي
يوما يدعوني وذلك في أول خلافة المعتصم فصرت إليه وهو جالس وحده وشارية
جاريته خلف الستارة فقال لي إني قلت شعرا وغنيت فيه فطرحته على شارية فأخذته
وزعمت أنها أحذق به مني وأنا أقول إني أحذق به منها وقد وضعناك حكما بيننا
لموضعك من هذه الصناعة فاسمعه مني ومنها واحكم ولا تعجل حتى تسمعه ثلاث
مرات فاندفع يغني (2)
أظن بليلى وهي غير سخية * وتبخل ليلى بالهوى فأجود *
وأنهى فلا ألوي إلى زجر زاجر * وأعلم إني مخطئ فأعود *
فأحسن فيه وأجاد ثم قال لها تغني فغنته فبرزت فيه حتى كأنه كان معها في
أبي جاد ونظر إلي فعرف إني قد عرفت فضلها فقال على رسلك وتحدثنا ثم
اندفع فغناه ثانية فأضعف في الإحسان ثم قال لها (3) تغني فبرعت وازدادت أضعاف
زيادته وكدت أشق ثيابي طربا فقال تثبت ولا تعجل ثم غناه ثالثة فلم يبق غاية في
الإحكام ثم أمرها فغنت فكأنما كان يلعب ثم قال قل فقضيت لها قال أصبت
بكم تساوي عندك الان فحملني الحسد له عليها والنفاسة بمثلها أن قلت تساوي مائة
ألف درهم فقال وما تساوي على هذا الإحسان والتفضيل إلا مائة ألف درهم قبح الله
رأيك والله ما أجد شيئا أبلغ في عقوبتك من أن أصرفك مذموما مدحورا فقلت ما
لقولك أخرج عن منزلي جواب وقمت أنصرف وقد أحفظني فعله وكلامه
وأرمضني فلما خطوت خطوات التفت إليه فقلت يا إبراهيم تطردني من منزلك فوالله
ما تحسن أنت ولا جاريتك شيئا
وضرب الدهر ضربة (4) ثم دعانا المعتصم وهو بالوزيرية في قصر

(1) الخبر في الأغاني 10 / 112.
(2) البيت الأول في الأغاني.
(3) الزيادة عن الأغاني.
(4) الأغاني: ضربانه.
183

الليل (1) فدخلت ومخارق وعلوية والمعتصم بين يديه ثلاث جامات جام فضة
مملوءة دنانير جددا (2) وجام ذهب مملوءة دراهم وجام قوارير مملؤة عبيرا (3) فظننا
أنه لنا بل لم نشك في ذلك فغنيناه وأجهدنا أنفسنا فلم يطرب ولم يتحرك لشئ من
غنائنا ودخل الحاجب فقال إبراهيم بن المهدي فأذن له فدخل فلما أخذ مجلسه غناه
أصواتا أحسن فيها ثم غناه بصوت من صنعته بشعره فقال
ما بال شمس أبي الخطاب قد حجبت (4) * يا صاحبي لعل الساعة اقتربت
أشكو إليك أبا الخطاب جارية * عزيزة (5) بفؤادي اليوم قد لعبت *
فاستحسنه المعتصم وطرب له وقال أحسنت والله يا عم فقال إبراهيم فإن
كنت أحسنت فهب لي إحدى هذه الجامات فقال خذ أيها شئت فأخذ التي فيها
الدنانير ونظر بعضنا إلى بعض ساعة لأنا رجونا أن نأخذهن وغناه بشعر له بعد
ساعة (6)
فما قهوة مرة قرقف * شمول تروق براووقها
بكف أغن خضيب البنان * يخطر بين أباريقها
مريض الجفون نبيل العيون * ترمي ما مكن تفويقها
بأطيب من فمها نكهة * إذا امتصت الشهد من ريقها *
فقال المعتصم أحسنت والله يا عم وسررت قال يا أمير المؤمنين فإن كنت
أحسنت فهب لي جاما أخرى فقال خذ أيهما شئت فأخذ الذهب التي فيها الدراهم
فأيسنا نحن وغنى بعد ساعة
ألا ليت ذات الخال تلقى من الهوى * عشير الذي ألقى فيلتئم الحب
إذا رضيت لم يهنني ذلك الرضا * لعلمي به أنه سوف يدركه عتب

(1) الأغاني: " قصر التل " وبالحاشية عن نسخ أخرى: قصر الليل.
(2) عن الأغاني وبالأصل " جدد ".
(3) الأغاني: عنبرا.
(4) الأغاني 10 / 114 و 115 قد غربت يا صاحبي أظن الساعة اقتربت.
(5) الأغاني: غريرة.
(6) البيت الأول في الأغاني 10 / 114 و 115.
184

فارتج المجلس وطرب المعتصم واستخفه الطرب وقام على رجليه ثم جلس
وقال أحسنت والله يا عم ما شئت قال إبراهيم فإن كنت أحسنت فهب لي الجام
الثالثة قال خذها ونام أمير المؤمنين فدعا إبراهيم بمنديل فثناه عطفتين ووضع
الجامات فيه وشده ودعا بطين فختمه ودفعه إلى غلامه ونهضنا للانصراف فلما ركب
التفت إلي فقال يا محمد زعمت أني وجاريتي لا نحسن شيئا فكيف رأيت ثمرة
الإحسان ونموه
قال وقال محمد بن الحارث بن بسخنر صرت إلى إبراهيم بن المهدي فرأيته
مغموما فقلت مالي أراك يعني مغموما قال ويحك دعني قلت والله لا
أدعك أو أعرف خبرك قال كنت عند الرشيد فسألني أن أسمع سليمان بن أبي جعفر
صوتا ولم يكن سمع غناي غير الرشيد فتمنعت فدعا لي بألف درهم فغنيته صوتا ثم قال
لي ليلة أخرى جعفر بن يحيى صديقك ولا تحتشم منه وأنا أحب أن تغنيه صوتا
فقلت إني أحتشمه في الغناء فحلفني بحياته ودعا لي بألف درهم فغنيته وكنا البارحة
عند المعتصم فقال لي سيما الشارباني اشتهى ذاك الصوت قلت إنما قال ذاك قلت ما
أدري ما يريد قال فغن كلما تحسن حتى إذا مر بي عرفتك فورد علي ما لم أقدر أن يرد
علي مثله فأي غم يكون أشد من هذا
قال ونا محمد بن يحيى نا أحمد بن عبد الجبار السامري حدثني
إسماعيل بن عبد الله قال قال إبراهيم الموصلي أرسلت أسماء بنت المهدي إلى
أخيها إبراهيم بن المهدي فقالت أشتهي والله أن أسمع من غناك قال إذا والله لا
تسمعي مثله وعليه وعليه وغلظ في اليمين أن لم يكن إبليس ظهر لي وعلمني النقر
والنغم وصافحني وقال اذهب فأنت مني وأنا منك
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا محمد الهاشمي وهو عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني
يقول سمعت يحيى بن عبيد الله الجرجاني يقول سمعت محمد بن يزيد المبرد
يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول انصرفت ليلة من عند المأمون مع
إبراهيم بن المهدي فأنشأ يقول
وما زلت مذ أيفعت أسعى مراهقا * إلى الغرض الأقصى أزور المعاليا
185

إذا قنعت نفسي بكأس ومطعم * فلا بلغت فيما تروم الأمانيا
لحى الله من يرضى ببلغة يومه * ولم يك ذا هم إلى المجد ساعيا
على المرء أن يسعى ويسمو بنفسه * ويقضي إله الخلق ما كان قاضيا *
أخبرنا أبو الحسن الغساني نا وأبو منصور بن زريق الشيباني أنا أبو بكر
الخطيب (1) أنا علي بن أيوب القمي أنا محمد بن عمران المرزباني قال فحدثني
علي بن هارون حدثني عمي يحيى بن علي قال قال أحمد بن أبي فنن أنا ابن قولي
صب بحب متيم صب * حبيه فوق نهاية الحب
أشكو إليه صنيع جفونه * فيقول مت فأيسر (2) الخطب
وإذا نظرت إلى محاسنه * أخرجته عطلا من الذنب
أدميت باللحظات وجنته * فاقتص ناظره من القلب *
قال علي بن هارون وهذا البيت الأخير من هذه الأبيات هو عينها وأخذه ابن أبي
فنن مما أنشد فيه أبي لإبراهيم بن المهدي
يا من لقلب صيغ من صخرة * في جسد من لؤلؤ رطب
جرحت خديه بلحظي فما * برحت حتى اقتص من قلبي *
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنا أبو علي الجازري أنا المعافى بن زكريا أنا المظفر بن يحيى بن أحمد بن
الشرابي أنا أبو العباس المرندي نا طلحة بن عبد الله الطلحي أنشدنا يعقوب بن
عباد الزبيري لإبراهيم بن المهدي (3) وقد أخدمته بعض العباسيات في حال استخفائه
عندها جارية وقالت لها أنت له فإن مد يده إليك فلا تمتنعي ولم يعلم بهبتها له
وكانت مليحة فجمشها يوما بأن قبل يدها وقال
يا غزالا لي إليه * شافع من مقلتيه
والذي أكرمت (4) خديه * فقبلت يديه

(1) تاريخ بغداد 4 / 203 في ترجمة أحمد بن أبي فنن.
(2) تاريخ بغداد: بتأثر.
(3) الخبر في الأغاني 10 / 135 واشعار أولاد الخلفاء ص 20.
(4) في المصدرين: اجللت.
186

بأبي وجهك ما * أكثر حسادي عليه
أنا ضيف وجزاء * الضيف إحسان إليه *
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا الشريف أبو الفضل العباس بن أحمد بن
محمد بن بكران الهاشمي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن بكران وأبو محمد وأبو
الغنائم ابنا أبي عثمان وأبو منصور بن عبد العزيز وأبو بكر بن الطبري وأبو الحسن
علي بن المقلد البواب وأبو منصور عبيد الله بن عثمان بن محمد بن الشوكي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (1) [*]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا أنا أبو
عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم نا أبو بكر محمد بن يحيى بن
العباس الصولي املاءنا عون بن محمد قال استتر إبراهيم بن المهدي وكان
ينتقل في المواضع فنزل بقرب أخت له فوجهت إليه بجارية حسنه الوجه لتخدمه
وقالت لها أنت له ولم يعلم إبراهيم بقولها ذلك فأعجبته فقال
بأبي من أنا مأسور بلا أسر لديه *
والذي أجللت خديه فقبلت يديه *
والذي يقتلني ظلما ولا يعدي عليه *
أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان المالكي قال أنشدنا أحمد بن داود الأصبهاني لإبراهيم بن
المهدي
بالله ربك كم بيت مررت به * قد كان يعمر باللذات والطرب
طارت عقاب المنايا في سقائفه * فصار من بعدها للويل والخرب *

(1) تاريخ بغداد 6 / 143.
187

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن العباس أنشدني عبيد الله بن
أحمد المروروذي أنشدني أبي لإبراهيم بن المهدي
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب * إن الحريص على الدنيا لفي تعب
ما لي أراني إذا طالبت مرتبة * فنلتها طمحت عيني إلى رتب
قد ينبغي لي مع ما حزت من أدب * أن لا أخوض في أمر ينقص بي
لو كان يصدقني ذهني بفكرته * ما اشتد غمي على الدنيا ولا نصبي
أسعى وأجهد فيما لست أدركه * والموت يكدح في زندي وفي عصبي
بالله ربك كم بيت مررت به * قد كان يعمر باللذات والطرب
طارت عقاب المنايا في جوانبه * فصار من بعدها للويل والخرب (2)
فامسك عنانك لا تجمح به طلع (3) * فلا وعيشك ما الأرزاق بالطلب
قد يرزق العبد لم تتعب رواحله * ويحرم الرزق من لم يؤت من طلب
مع أنني واجد للناس (4) واحدة * الرزق والنوك مقرونان في سبب
وخصلة ليس فيها من ينازعني * الرزق أروغ شئ عن ذوي الأدب
يا ثاقب الفهم كم أبصرت ذا حمق * الرزق أعدا (5) به من لازم الجرب *
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنا أبو علي الجازري نا المعافى بن زكريا نا أحمد بن كامل قال سمعت ناشب
المتوكلية تغني لإبراهيم بن المهدي
أنت امرؤ متجن * ولست بالغضبان
هبني أسأت فهلا * مننت بالغفران *
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه

(1) الخبر والابيات في تاريخ بغداد 6 / 147.
(2) تاريخ بغداد: والحرب.
(3) تاريخ بغداد: ظلع، بالظاء المشالة.
(4) عن المختصر لابن منظور، وبالأصل " الناس " وفي تاريخ بغداد: في الناس.
(5) تاريخ بغداد: أغرى.
188

وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه أنا أبو القاسم
عبد الملك بن محمد بن بشران [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا محمد بن
جعفر الخرائطي أنشدني أبو بكر محمد بن علي النحوي لإبراهيم بن مهدي أو لغيره
لحا الله من لا ينفع الود عنده * ومن حبله إن مد غير متين
ومن هو ذو لونين ليس بدائم * على عهده خوان كل أمين *
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله وأبو القاسم بن السمرقندي
قالا أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حمدان الشوكي
أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي الخالع أنا أبو بكر محمد بن
الحسن النقاش المقرئ قال سمعت المبرد يقول (1) عزى رجل رجلا عن ابنه فقال
أكان يغيب عنك قال نعم (2) قال فأنزله غائبا عنك فإنه إن لم يقدم عليك قدمت
عليه
قال وقول إبراهيم بن المهدي في نحو هذا يذكر ابنه في مرثية
وأني وأن قدمت قبلي لعالم * بأني وإن أبطأت منك قريب
وإن صباحا نلتقي في مسائه * صباح إلى قلبي الغداة حبيب *
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن أنا عبد الوهاب بن
محمد بن إسحاق بن محمد أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف القرشي أنا
أحمد بن عمر بن أبان العبدي نا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان حدثني أبو
بشر البجلي قال سمعت إبراهيم بن المهدي ينشد هذه القصيدة (3) في ابن له يقال له
أحمد مات بالبصرة وأنشدني أبو بشر منها أبياتا وأنشدني سائرها رجل من بني هاشم

(1) الكامل للمبرد 3 / 1277.
(2) في الكامل: قال: كانت غيبته أكثر من حضوره.
(3) القصيدة في اشعار أولاد الخلفاء للصولي ص 44 - 45 والكامل للمبرد 3 / 1282 - 1284 والتعازي
والمرئي ص 152 - 154.
189

نأى اخر الأيام عنك حبيب * فللعين سح دائم وغروب (1)
دعته نوى لا ترتجى أوبة لها * فقلبك مسلوب وأنت كئيب
يؤوب إلى أوطانه كل غائب * وأحمد في الغياب ليس يؤوب
تبدل دارا غير داري وجيرة * سواي وأحداث الزمان تنوب
أقام بها مستوطنا غير أنه * على طول أيام المقام غريب
تولى (2) وأبقى بيننا طيب ذكره * كما (3) في ضياء الشمس حين تغيب
سواء (4) أن ذا يفنى ويبلى وذكره * بقلبي على طول الزمان قشيب
وكان نصيب العين من كل لذة * فأضحى (5) وما للعين منه (6) نصيب
وكان وقد زان الرجال بفعله (7) * فإن قال قولا قال وهو مصيب
وكان به ينهى الركاب لحسنه * وهجم عنه الكهل وهو لبيب (8)
وكانت يدي ملأى به ثم أصبحت * بعدل (9) إلهي وهي منه سليب
فأصبحت محنيا كئيبا كأنني * علي لمن ألقى الغداة ذنوب
يخال الذي يحتاجه استد * مرة فيقذفه الأدني وهو حريب (10)
يقلب كفيه هناك وقلبه * هواء وحيدا ما لديه غريب
ينادي بأسماء الأحبة هاتفا * وما فيهم للهاتفين مجيب
كأن لم يكن كالدر يلمع نوره * بأصدافه لما يشنه ثقوب

(1) السح: الصب، وغرب الدمع سيله، والجميع غروب.
(2) بالأصل " تول وبقى " والمثبت عن التعازي والمرئي.
(3) التعازي والمرائي: كباقي ضياء.
(4) التعازي والمرائي ص 155 خلا ان ذا.
(5) الصولي: " فامسى " والتعازي كالأصل.
(6) الصولي: " فيه " والتعازي كالأصل.
(7) التعازي والمرائي:
وكان وقد وازى الرجال بعقله
(8) البيت في التعازي والمرائي:
بما تتهاداه الركاب لحسنه ويفحم منه الكهل وهو أريب
(9) في الكامل للمبرد: بحمد.
(10) كذا ورد البيت بالأصل وروايته في التعازي:
بحال الذي يجتاحه السيل بغته فيفتقد الأدنين وهو حريب
190

كأن لم يكن كالغصن في ساعة الضحى * نماه (1) الندى فاهتز وهو رطيب
كأن لم يكن كالطرف يمسح سابقا * سليم الشظا لم تختبله عيوب
كان لم يكن كالصقر أوفى بشامخ * الذرى وهو يقظان الفؤاد طلوب
وريحان صدري (2) كان حين أشمه * ومؤنس قصري كان حين أغيب
يسيرا (3) من الأيام لم يرو ناظري * بها منه حتى أعلقته شعوب
كظل سحاب لم يقم غير ساعة * إلى أن أطاحته فطاح جنوب
أو الشمس لما من غمام تحسرت * مساء وقد ولت وان (4) غروب
كأني به قد كنت في النوم حالما (5) * نفى لذة الأحلام منه هبوب
جمعت أطباء إليك (6) فلم يصب * دواءك منهم في البلاد طبيب
ولم يملك الأسون دفعا (7) لمهجة * عليها لإشراك المنون رقيب
سأبكيك ما أبقت دموعي والبكا * لعيني ماء إن نأى ونحيب
وما غاب (9) نجم أو تغنت حمامة * وما اخضر في فرع الأراك قضيب
وأضمر إن أنفذت دمعي لوعة * عليك لها تحت الضلوع لهيب (10)
حياتي ما كانت حياتي فإن أمت * ثويت وفي قلبي عليك ندوب
يعز علي أن تنالك حدة * يمسك منها في الحياة دبيب
وما زاد (11) إشفاقي عليك عشية * وسادك فيها جندل وجنوب
ألا ليت كفا بان منها بنانها * يهال بها عني عليك كثيب

(1) في الكامل والتعازي: " في ميعة الضحى سقاه الندى " وفي الصولي: زهاه الندى.
(2) التعازي والصولي: وريحان قلبي.
(3) الكامل والتعازي: قيلا.
(4) الكامل والتعازي: وحال.
(5) الصولي: كأني منه كنت في نوم حالم.
(6) الكامل والتعازي والصولي: أطباء العراق.
(7) الصولي: نفعا.
(8) الكامل والتعازي:
بعيني ماء يا بني يجيب
(9) الكامل: " وما غار " التعازي: وما لاح.
(10) الكامل والتعازي: وجيب.
(11) التعازي: وما زال.
191

فما لي إلا الموت بعدك راحة * وليس لنا في العيش بعدك طيب
قصمت جناحي بعدما هد منكبي * أخوك ورأسي قد علاه مشيب
وأصبحت (1) في الهلاك إلا حشاشة * تذاب بنار الحزن (2) فهي تذوب
توليتما في حجة (3) وتركتما * صدى يتولى ناره وينوب *
فلا ميت إلا دون رزئك رزؤه * ولو فنيت (4) حزنا عليك قلوب
وإني وإن قدمت قبلي لعالم * بأني وإن أبطأت منك قريب
وإن صباحا نلتقي في مسائه * صباح إلى قلبي الغداة حبيب *
قال وأنشدني رجل من بني هاشم لإبراهيم بن المهدي يرثي ابنه أحمد
عصتك عين دموعها شنن * فليس يغشى جفونها الوسن
وكلها بالنجوم يرقبها * نجم فثنى في ليله الحزن
لما ثوى أحمد الضريح وكان * الزاد منهة الحنوط والكفن
والموت يغشى بياض سنته * كالشمس يغشى ضياءها الدجن
يطلب روحا عندي لكربته * والروح في كف من له المنن
هيهات قد حان وقت فرقتنا * وانبت بيني وبينه القرن
وخانني الصبر إذ فجعت به * وليس عندي لواعظ أذن
تركتني شاهدا (5) إذا رقد الناس * أخا لوعة إذا سكنوا
لله ما أهدت الرجال إلى القبر * وما شدوا وما دفنوا
من يسل شيئا فإن لوعته * ليس يعفي اثارها الزمن
يا ليت شخصي قد زارها منه * فإن عيشي من بعده غبن
ولي حبيبا يتلو أخاه كما * يوما تدنى للمنحر البدن
كأنما الدهر في تحامله * علي لي عند صرفه إحن
انس أرضا لنا وأوحشنا * حيث تردى بنفسك الزمن *

(1) الكامل والتعازي: فاصحبت.
(2) التعازي: الشوق.
(3) الكامل: " حقبة " والتعازي كالأصل.
(4) الكامل والتعازي: فتتت.
(5) بالأصل " إذا " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
192

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أخبرني الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم نا أحمد بن محمد بن عرفة قال ومات
إبراهيم بن المهدي سنة أربع وعشرين ومائتين
قال (2) وأخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم بن
عمران الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم نا أحمد بن
يونس الضبي حدثني أبو حسان الزيادي قال سنة أربع وعشرين ومائتين فيها مات
إبراهيم بن المهدي يوم الجمعة لسبع خلون من شهر رمضان وصلى عليه المعتصم بالله
أمير المؤمنين
498 إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار
والد أبي عبد الملك
حدث عن عبد الله بن العلاء بن زبر
روى عنه ابنه أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى نا
عبد الرحمن بن عمر بن نصر نا جعفر بن محمد بن هشام الكندي نا أحمد بن
إبراهيم القرشي نا أبي نا عبد الله بن العلاء عن الزهري قال العلماء أربعة
سعيد بن المسيب بالمدينة وعامر الشعبي بالكوفة والحسن بن أبي الحسن بالبصرة
ومكحول بالشام (3)
499 إبراهيم بن محمد بن عبد الله
أبو إسحاق البغدادي الحنبلي
سمع بدمشق أبا القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي سفيان بن

(1) تاريخ بغداد 6 / 147.
(2) تاريخ بغداد 6 / 148.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
193

فطيس وببغداد عباد (1) بن علي بن مرزوق السيريني (2) ومحمد بن طاهر بن أبي
الدميك (3) وعمر بن الحسن الحلبي القاضي وعبد الله بن أحمد الدولابي
ومحمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار بحمص وأبا بكر أحمد بن محمد
الصيدلاني وحامد بن محمد بن شعيب وأبا بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار
الحافظ (4) بالرملة
روى عنه أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد النيسابوري الحنبلي
والقاسم بن محمد السمرقندي الفقيه والحسن بن منصور الأسبيجابي (5) وأبو
الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاة الشيرازي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنا أبو
الحسين عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد الحنبلي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن عبد الله البغدادي أنا عثمان بن سعيد الدمشقي بها أنا عبد الله بن هاني
المقدسي حدثني أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من أصبح معافى في بدنه امنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما
حيزت له الدنيا بأسرها يا ابن جعشم يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك وما
فوق الإزار حساب عليك) [* * * *]
أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن الحسن القيسية بأصبهان
قالت أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية الواعظة قالت نا أبو
الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاة الشيرازي إملاء نا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن عبد الله البغدادي بشيراز نا محمد بن جعفر الحمصي بحمص نا
إبراهيم بن العلاء نا إسماعيل بن عياش نا عمر مولى غفرة (6) عن أيوب بن خالد

(1) في النساب (السيريني): " عبادة " وفي تذكرة الحفاظ ص 757: " عبد " وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
" عباد " كالأصل 14 / 151.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى محمد بن سيرين.
(3) ترجمته في سير الاعلام 14 / 227.
(4) ترجمته في سير الاعلام 12 / 554.
(5) كذا، وفي الأنساب " الأسفيجابي " بكسر الألف، هذه النسبة إلى أسفيجاب بلدة كبيرة من بلاد المشرق من
بلاد الترك، وترجم له ترجمة قصيرة. (في معجم البلدان: " أسفيجاب " بالفاء وبفتح الألف).
(6) بالأصل " عفرة " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب، وهو عمر بن عبد الله المدني في م: عفيرة.
194

عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان يحب أن يعلم كيف منزلته عند
الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من
نفسه) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
حدثني الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال إبراهيم بن محمد بن عبد الله البغدادي كنيته أبو إسحاق يعرف
بالحنبلي حدث بسمرقند وبالشاش (2) عن عباد بن علي بن مرزوق ومحمد بن أبي
الدميك وعمر بن الحسن القاضي وعبد الله بن أحمد الدولابي وغيرهم حدثني
عنه القاسم بن محمد الفقيه الإبريسمي بسمرقند والحسن بن منصور الإسبيجابي
باسبيجاب (3).
500 إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أحمد
ابن سليمان بن أيوب بن حذلم
أبو إسحاق الأسدي
سمع أبا العباس أحمد بن سعيد بن الحسن وأبا الحسين عبد الوهاب بن
الحسن الكلابي وأبا محمد بن أبي نصر وأبا القاسم تمام بن محمد الرازي وحدث
بشئ يسير
روى عنه ابنه أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد وأبو سعد إسماعيل بن
علي بن الحسين الرازي السمان
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أخبرني أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن حذلم نا أبي إبراهيم بن محمد بن عبد الله نا عبد الوهاب بن الحسن بن
الوليد نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أحمد بن عبود نا عبد الرحمن بن

(1) تاريخ بغداد 6 / 166.
(2) الشاش مدينة ما وراء النهر متاخمة لبلاد الترك (معجم البلدان).
(3) كذا بالأصل وم، وفي تاريخ بغداد: الاسفيجابي باسفيجاب (وفي معجم البلدان اسفيجاب بالفاء وبفتح
الألف)
195

يحيى بن إسماعيل حدثني محمد بن الوليد حدثني أبو عباد عن مخلد عن هشام
عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتاني جبرائيل فقال يا
محمد إن ولي الأمر بعدك أبو بكر ثم عمر ثم عثمان) [* * * *]
501 إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن علي
أبو عبد الله العقيلي الجزري المقرئ
سكن نيسابور وحدث بها عن أبي الحسن بن السمسار وكان قد سمع منه
بدمشق
حدثنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد وأبو الفتوح شافع بن أبي الحسن
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء بأصبهان أنا إبراهيم بن
محمد بن عبد الله الجزري شيخ نيسابوري من أهل الستر والديانة أنا أبو الحسن
علي بن موسى بن الحسن السمسار بدمشق نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
عبد الملك بن مروان نا أبو عبد الملك هو أحمد بن إبراهيم نا سليمان بن
عبد الرحمن نا عثمان بن فايد نا أشعب مولى عثمان بن عفان عن عبد الله بن
جعفر ذي الجناحين قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتختم في يمينه مرة أو مرتين
أخبرنا أبو الفتوح شافع بن أبي الحسن علي بن أبي الحسن بن أبي صالح بن
أحمد بن محمد الشعري الصوفي أنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عبد الله
الجزري أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن بن علي بن السمسار أنا أبو
عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا سعيد بن عبد الجبار نا دفاع (1) بن دغفل
السدوسي حدثني عبد الحميد بن صيفي بن صهيب الخير عن أبيه عن جده أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (عليكم بالسواد فإنه من خير خضابكم إلا وإنه أرغب لنسائكم
فيكم إلا إنه أرهب في صدور عدوكم) [* * * *]
كذا حدثنا به وقد أسقط منه رجلا بين ابن (2) السمسار وأبي عبد الملك
وصحف اسم جد ابن السمسار فإنه الحسين بزيادة ياء

(1) انظر الاكمال 3 / 327 - 328 حاشية رقم 1.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
196

502 - إبراهيم بن محمد عبد الأعلى بن محمد بن عبد الأعلى
ابن عبد الرحمن بن يزيد بن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء
أبو القاسم الأنصاري المعروف بابن عليل مولى سهل بن الحنظلية
حكى عن أبيه
حكى عنه تمام الرازي
503 إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق
أبو طاهر العابد الحيفي
من أهل قصر حيفة (1)
سمع بأطرابلس أبا يوسف القزويني وأبا الوفاء سعد بن علي بن محمد بن
أحمد النسوي
وحدث بصور سنة ست وسبعين وأربعمائة سمع منه شيخنا أبو الفرج غيث بن
علي وأبو الفضل ابن بنت الكاملي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وأبو الفضل أحمد بن الحسن أحمد بن الحسن ابن بنت الكاملي
ونقلته من خط غيث قالا أنا الشيخ العابد أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق
الحيفي بقراءتي عليه أنا القاضي أبو يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف
القزويني بطرابلس قال سمعت أبا محمد عبيد الله بن محمد النيسابوري قدم علينا
همذان حاجا في شوال سنة ست وأربعمائة قال دخلت بلوبينة (2) في شهور سنة سبع
وستين وثلاثمائة وانا مثل البدر الطالع وعمري دون العشرين فرأيت الشيخ أبا الحسن
علي بن أحمد البغوي زعيمها فنزلت عليه فأكرم فلما فارقته وارتحلت خرج مشيعا
وأنشدني هذه الأبيات
ركائب من أهواه للبين زمت * فيا عجبا للقلب إن لم يفتت
مضوا بفؤادي وانصرفت بعولة * موكلة مني اتحاد التلفت

(1) قصر حيفة: موضع بين حيفا وقيسارية (معجم البلدان).
(2) كذا بالأصل، وفي م مهملة بدون نقط.
197

فلو شئت يوم البين وجدا وحرقة * قطعت طريق الظاعنين بعبرتي
ولولا حذاري حين زمت ركابهم * زفرت فأحرقت الخيام بزفرتي *
504 إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة
أبو إسحاق الشهرزوي (1) (2)
سمع بدمشق يزيد بن محمد بن عبد الصمد وأحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة وببيروت العباس بن الوليد بن مزيد (3) وبحمص أبا عتبة الحجازي
ومحمد بن عوف وربيعة بن الحارث الجبلاني (4) ومحمد بن النعمان بن بشير
المقدمي وبمصر الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني وابن
عبد الحكم وفهد بن سليمان وإبراهيم بن مرزوق وإبراهيم بن أبي داود البرلسي
وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي وعلان بن المغيرة وبالري أبا زرعة وأبا الحاتم
الرازيين وهارون بن هزاري القزويني وبالعراق محمد بن يحيى بن عبد الكريم
الأزدي وهارون بن إسحاق الهمداني موسى بن عبد الرحمن المسروقي
والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو بن عبد الله الأودي وعباس بن عبد الله
الترقفي وبغيرها يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وأبا أمية الطرسوسي
وسليمان بن سيف ومحمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ وأبا جعفر محمد بن
عيسى بن هارون بن أبي موسى بنصيبين وأبا جعفر محمد بن عبد الملك النصيبي
روى عنه أحمد بن الحسن بن يزيد القزويني وأبو الحسن عمر بن أحمد بن
شجاع وأبو الحسن علي بن أحمد بن صالح القزويني المقرئ وأبو سعيد أحمد بن
علي بن عمر بن حميس الأشعري الرازي وأبو بكر محمد بن يحيى بن أحمد الفقيه
أخبرنا أبو مسعود إسحاق بن أبي زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن سهلويه باروذة محلة بالري أنا أبو سعد
إسماعيل بن أحمد بن العباس بن إبراهيم بن أحمد بن العباس العصار أنا أبو زرعة

(1) ضبطت بفتح الشين وضم الراء عن الأنساب.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 249 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) بالأصل " يزيد " خطا، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 12 / 471.
(4) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير.
198

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن سهلويه نا أبو الحسن علي بن
أحمد بن صالح المقرئ القزويني بها نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد بن
محمد الشهرزوزي نا الحسن بن بيان نا سيف بن محمد بن عبد الرحمن العجلي
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (عليكم بالإهليلج (1)
الأسود فاشربوه فإنه شجرة من شجر الحنة طعمها مر وهو شفاء من كل داء) [* * * *]
كذا في الأصل والصواب الحسين بن بيان بزيادة ياء (2)
505 إبراهيم بن محمد بن عبيد
أبو مسعود الدمشقي الحافظ (3)
أحد الجوالين المكثرين خرج من دمشق قديما وطاف البلاد
وسمع أبا الحسين عبد الله بن إبراهيم الزبيبي وأبا محمد عبد الله بن
محمد بن السقاء الواسطي الحافظ وأبا بكر بن عبدان الشيرازي وأبا بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ وجماعة سواهم
روى عنه أبو ذر الهروي وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الحسن العتيقي
وأبو القاسم اللالكائي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
أنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري أنا إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ أبو
مسعود أنا عبد الله بن محمد بن عثمان المدني (5) الواسطي بها نا أبو العباس
الوليد بن بنان (6) بن مسلمة المقرئ الواسطي [* * * *]
قال وأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي نا عبد الله بن محمد بن

(1) الإهليلج: ثمر معروف منه اصفر ومنه اسود، ينفع من الخوانيق ويزيل الصداع (القاموس).
(2) في وفاته قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 3 / 846: بقي إلى سنة نيف وعشرين وثلاثمائة فيما أظن.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 227 وبهامشها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) تاريخ بغداد 6 / 173.
(5) في تاريخ بغداد: " المزني " ومثله في سير الاعلام.
(6) عن تاريخ بغداد وبالأصل " بيان " وفي تذكرة الحفاظ 3 / 1069 " ابان " وفي سير الاعلام: " ابان " أيضا.
199

عثمان الحافظ بواسط نا الوليد بن بنان (1) الواسطي نا النضر بن سلمة نا عبد الله بن
عمر وقال أبو العلاء ابن عمرو ثم اتفقا فقالا الفهري عن عبد الله بن عمر عن
أخيه يحيى بن عمر حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما أتى وادي محسر (2) حرك راحلته وقال (عليكم بحصى
الخذف) (3) []
قالا (4) وقال لنا أبو بكر الخطيب (5) إبراهيم بن محمد بن عبيد أبو مسعود
الدمشقي الحافظ سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد والكوفة والبصرة وواسط
والأهواز وأصبهان وبلاد خراسان وسمع ببغداد من أصحاب أبي شعيب الحراني
ومحمد بن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي وجعفر الفريابي وبالكوفة
من أصحاب أبي جعفر المطين وأبي حصين الوادعي وبالبصرة من أصحاب أبي خليفة
الجمحي وبواسط من أبي محمد بن السقا وبالأهواز من أحمد بن عبدان الشيرازي
وأقرانه وبأصبهان من أبي بكر بن المقرئ ونحوه وبخراسان من أصحاب الحسن بن
سفيان وأبي بكر بن خزيمة ومحمد بن إسحاق السراج وأمثالهم ثم استوطن بغداد
بأخرة وكان له عناية بصحيحي البخاري ومسلم وعمل تعليقة أطراف الكتابين ولم
يرو من الحديث إلا شيئا يسيرا على سبيل التذكرة وكان صدوقا دينا ورعا فهما حدثنا
عنه هبة الله الطبري وقال ابن خيرون حدثنا عنه أبو القاسم الطبري
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا
الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال وجاءنا يعني أبا (6) مسعود إبراهيم بن محمد

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل " بيان " وفي تذكرة الحفاظ 3 / 1069 " ابان " وفي سير الاعلام: " ابان " أيضا.
(2) محسر بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة موضع ما بين مكة وعرفة، وقيل: بين منى وعرفة، وقيل: بين
منى والمزدلفة (معجم البلدان).
(3) يعني صغارا (النهاية لابن الأثير: خذف). وفيه: عليكم بمثل حصى الخذف والحديث في تاريخ بغداد
6 / 173 وسير أعلام النبلاء 17 / 229 وراجع التعليق عليه في حاشيتها.
(4) القائلان ابن قبيس وابن خيرون.
(5) تاريخ بغداد 6 / 172 - 173.
(6) بالأصل " أبي ".
200

الدمشقي في هذا الأسبوع يعني في شهر رمضان من سنة أربعمائة من مدينة السلام
مات في رجب
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
حدثني العتيقي قال مات أبو مسعود الدمشقي في سنة إحدى وأربعمائة
قال الخطيب وببغداد توفي وصلى عليه أبو حامد الإسفرايني وكان وصيه
ودفن في مقبرة جامع المنصور قريبا من السكك
506 إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين
أبو إسحاق بن أبي بكر الشهرزوري الفقيه الفرضي الواعظ
سمع أباه بدمشق وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان بصور
وأبا عبد الله بن سلوان وأبوي القاسم الحنائي وعبد الرزاق بن عبد الله بن فضيل
وأبا بكر الخطيب وأبا نصر بن طلاب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا محمد
عبد العزيز بن أحمد
حدثنا عنه أبو القاسم بن عبدان وأبو الحسن علي بن نجا بن أسد
أخبرنا أبو الحسن علي بن نجا بن أسد المؤذن أنا القاضي أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد الشهرزوري أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
يحيى بن سلوان المازني [* * * *]
وأخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو عبد الله بن سلوان أنا أبو
القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن أنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن
الفرج بن عبد الواحد الهاشمي نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر نا سفيان بن عيينة
عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة
ذكر أبو محمد بن الأكفاني قال سنة أربع وتسعين وأربعمائة فيها توفي القاضي
الفقيه العالم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد الشهرزوري الواعظ
رحمه الله في يوم الاثنين السابع من المحرم بدمشق

(1) تاريخ بغداد 6 / 173.
201

وقال لي أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه توفي خالي في المحرم سنة أربع
وتسعين وكان مولده سنة خمس وعشرين وأربعمئة (1)
507 إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم
أبو إسحاق المعروف بالإمام (2)
كان يكون بالحميمة (3) من أعمال السراة من أعمال دمشق وهو الذي عهد إليه
أبوه محمد بن علي بالإمامة من بعده فرفع أمره إلى مروان بن محمد فأخذه وسجنه
وقتله في السجن بحران (4)
روى عن أبيه وجده علي بن عبد الله وأبي هاشم عبد الله بن محمد بن
الحنفية
روى عنه مالك بن الهيثم وأبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراساني وأبو
العباس السفاح وأبو جعفر المنصور
كتب إلي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي وحدثنا أبو طاهر
إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي نا
أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري الوراق نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي
الملحمي (5) حدثني محمد بن سهل بن حماد الرقي بالرقة نا صالح بن عمرو بن
نباتة حدثني أمير المؤمنين المأمون حدثني أبي عن أبيه عن جده المنصور حدثني
أخي إبراهيم الإمام أنه سمع جده علي بن عبد الله بن العباس يحدث عن العباس بن
عبد المطلب قال كان في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جذع إذا خطب الناس أسند إليه ظهره
قال فلما كثر الناس وانجفلوا عليه من كل ناحية اتخذ له منبرا فلما صعده حن الجذع
دعاه فأقبل يخد والأرض والناس حوله والناس ينظرون فالتزمه وكلمه ثم قال له

(1) زيادة لازمة.
(2) سير أعلام النبلاء 5 / 379 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) الحميمة بلد من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).
(4) انظر في ذلك الطبري 7 / 435 - 437.
(5) ضبطت عن الأنساب، له ترجمة في سير الاعلام 15 / 247 (101).
202

وهم يسمعون عد إلى مكانك [* * * *] فمر حتى عاد إلى مكانه وبحضرته المؤمنين وجماعة
من المنافقين فازداد المؤمنون إيمانا وبصيرة وشك المنافقون وارتابوا وقالوا أخذ
محمد بأبصارنا وهلكوا
أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام أنا أبو يعلى بن الفراء أنا
أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزاز نا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى
حدثني أبي حدثني أبي موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن
عبد الله بن عباس قال أرسل العباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث ابنيهما
الفضل بن العباس وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتياه فقالا له
يا رسول الله إنا نراك تستعمل رجالا من غيرنا فاستعملنا نؤدي إليك كما يؤدون
ونصيب ما نتزوج ونستعين به على صنيعتنا فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بني هاشم خاصة
فلما اجتمعوا عنده قال (يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم إنما هي
أوساخ الناس وغسول خطاياهم) ثم دعا بمحمية بن جزي (1) الكلبي (2) فقال
لمحمية (أنكح الفضل ابنتك) ونظر إلى ربيعة فقال (أنكح ابن أخيك ابنتك أم
حكيم) فقال يا رسول الله ما كنت أخبأها إلا لك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنكحها ابن
أخيك ثم انصرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنهم وعوضهم من الخمس وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كتب إلى عماله يأمرهم بأخذ الصدقة ويقول في كتبه (إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا
لآل محمد (صلى الله عليه وسلم) في إسناده انقطاع [* * * *]
ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن إبراهيم بن محمد الإمام ولد سنة ثمان
وسبعين وذكر غيره أنه ولد سنة اثنتين وثمانين وأمه أم ولد بربرية اسمها سلمى
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة
نا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الخامسة من أهل المدينة إبراهيم بن محمد بن
علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وأمه أم ولد وهو الذي يقال له الإمام وكان

(1) كذا بالأصل والمختصر، وفي أسد الغابة وتبصير المنتبه 1 / 254 " جزء ".
(2) في أسد الغابة والتبصير: الزبيدي.
(3) لم يرد في ابن سعد المطبوع.
203

أبوه أوصى إليه فكان شيعتهم يختلفون إليه ويكاتبونه من خراسان وتأتيه رسلهم فبلغ
ذلك مروان بن محمد فبعث إليه فحبسه بأرض الشام فمات في حبسه سنة إحدى وثلاثين
ومائة وكان يوم مات ابن ثمان وأربعين سنة وكان ظهور أهل بيته من بني العباس
والمسودة بالكوفة وبويع لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن
عباس بالخلافة للنصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهو يومئذ ابن
ست وعشرين سنة وأشهر وكانت أم أبي العباس ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن
عبد المدان بن الديان من بني الحارث بن كعب
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا محمد بن أحمد بن الأبنوسي أنا عبيد الله بن
عثمان بن يحيى أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي قال وأوصى محمد بن
علي إلى ابنه إبراهيم بن محمد فسمي الإمام بعد أبيه وشهر بهذا الاسم وانتشرت
دعوته بخراسان كلها ووجه بأبي مسلم إلى خراسان واليا على دعاته وشيعته فتجرد أبو
مسلم لمحاربة عمال بني أمية وقوي أمره واستفحل وأظهر لبس السواد وغلب على
البلاد يدعو هو ومن معه إلى طاعة الإمام ويعمل بما يرد عليه من مكاتبة أبي إسحاق بن
محمد الإمام له سامعا منه مطيعا له غير مظهر للناس اسمه إلا لمن كان من الدعاة والشيعة
فإنهم يعرفونه دون غيرهم من الناس إلى أن ظهر أمره وانكشف ووقف مروان بن محمد
على خبره فوجه إليه فأخذه وحبسه وقتله (1)
فحدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري نا سليمان بن أبي شيخ نا
صالح بن سليمان قال كان أبو مسلم يكاتب إبراهيم بن محمد فقدم على إبراهيم
رسوله فساءله فإذا رجل من عرب خراسان فصيح فغمه ذلك فكتب إلى أبي مسلم
ألم أنهك عن أن يكون رسولك عربيا يطلع مثل هذا على أمرك فإذا أتاك فاقتله
وحبس الرسول فلما خرج من عنده قرأ الكتاب فأتى به مروان بن محمد فأرسل
فأخذ إبراهيم وحبسه وهو بحران وأمر به فغم وقتل في الحبس
قال صالح بن سليمان جعلوا على وجهه مرفقة وقعدوا عليها ويقال إن قتله
كان بحران في صفر سنة اثنتين وثلاثين ومائة وله يومئذ من السن إحدى وخمسون

(1) الخبر في سير أعلام النبلاء 5 / 379 مختصرا.
204

سنة وصلى عليه رجل يقال له المهلهل بن صفوان (1)
وقد ذكر أن إبراهيم الإمام كان حضر الموسم في سنة إحدى وثلاثين ومائة في
جماعة من أهله ومواليه ومعه نحو من ثلاثين نجيبا فشهر نفسه في الموسم وراه أهل
الشام وغيرهم فاشتهر عندهم وبلغ مروان خبره في الموسم وما كان معه من الربئ (2)
والآلة
وقيل له إن أبا مسلم ومن (3) لبس السواد يأتمون به ويسمونه الإمام ويدعون إليه فوجه
إليه في المحرم بعد منصرفه من الحج فأخذه وقتله في صفر
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله
يحيى ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن
سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال فولد محمد بن علي الإمام إبراهيم بن محمد
وموسى بن محمد مات في حياة أبيه وهما لأم ولد قال إبراهيم بن علي بن هرمة (4)
يمدحه يعني إبراهيم بن محمد
جزى الله إبراهيم عن جل قومه * رشادا يكفيه ومن شاء أرشدا
أغر كضوء البرق (5) يستمطر الذرى * ويهتاش مرتاحا إذا هو أنفذا
ومهما يكن مني إليك فإنه * بلا خطأ مني ولكن تعمدا
وقلت امرؤ غمر العطيات ماجد * متى ألقه ألق الجواري أسعد
غرائب شعر قلته لك صادقا * وأعلمته رسما فغار وأنجدا
وأنت امرؤ حلو المؤاخاة باذل * إذا ما بخيل القوم لم يصطنع يدا
لك الفضل من هنا وهنا وراثة * أبا عن أب لم يختلس تلك قعددا
بنى لك العباس من المجد غاية (6) * إلى عز قدموس من المجد أصيدا

(1) الخبر مختصرا في سير أعلام النبلاء 5 / 279.
(2) الربئ: الحراس (القاموس).
(3) الزيادة لازمة.
(4) القصيدة ليست في ديوان أين هرمة.
(5) في مختصر ابن منظور 4 / 152 " الشمس ".
(6) كذا ورد صدره بالأصل، وصوب في المختصر إلى:
بناه لك العباس للمجد غاية
205

وشيد عبد الله إذ كان مثلها * وشد بأطناب العلى فتشيدا
وشد علي في يديه بعروة * وحبلين من مجد أغير وأحصدا
وكم من غلاء أو علا قد ورثتها * بأحسن ميراث أباك محمدا
وأنت امرؤ أو في قريش حمالة * وأكرمها فيها مقاما ومقعدا
كريم إذا ما أوجب اليوم نائلا * عليه جزيلا بث أضعافه غدا
سعى ناشئا للمكرمات فنالها * وأفرع في وادي العلى ثم أصعد
على مأثرات من أبيه وجده * فأكرم بذا فرعا وبالأصل محتدا
وأجرى جوادا يحسر الخيل خلفه * إلى قصبات السبق مثنى وموحدا
إذا ساد (1) يوما عد من ولد هاشم * أبا ذكره لا يقلب الوجه أسودا
أغر مناقبا بنى المجد بيته * مكان الثريا ثم علا فكبدا
ومورد أمر لم يجد مصدرا له * أتاك فأصدرت الذي كان أوردا
وموقد نار لم يجد مطفئا لها * أتاك فأطفأت الذي كان أوقدا
فلم أر في الأقوام مثلك سيدا * أهش بمعروف وأصدق موعدا
وأنهض بالعزم الثقيل احتماله * وأعظم إذ لا يرفد الناس مرفدا
ولو لم يجد للواقفين ببابه * سوى الثوب ألقى ثوبه وتجردا *
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيوية أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان نا أبو يعقوب النخعي نا
العباس بن هشام الكلبي عن أبيه قال كان إبراهيم الإمام يقول الكامل المروءة من
أحرز دينه ووصل رحمه واجتنب ما يلام عليه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلامي (2) وأبو غالب
أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالوا أنا محمد بن أحمد بن الأبنوسي أنا أبو
الحسن الدارقطني نا أبو بكر بن الأنباري حدثني أبي حدثني أبو عكرمة الضبي قال
قدم إبراهيم الإمام المدينة فأتاه قوم فكلموه في حمالة فأجابهم فقال له رجل من

(1) عن المختصر وبالأصل " ساء ".
(2) بالأصل " البقشلان " والمثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى " شلام " وهي قرية من قرى بغداد قال لها شلام
كثيرة البق، وكان أبو الحسن أو أبوه أو جده نزلها فآذاه البق فها، فبقي الاسم عليه. (الأنساب).
206

الأنصار أنت والله كما قال الأعشى (1)
يرى البخل مرا والعطاء كأنما * يلذ به عذبا من الماء باردا
وأحلم من قيس وأمضى من الذي * بذي الغيل من جفان أصبح حاردا (2)
فقال إبراهيم يا أخا الأنصار إنا لا نقدر على غير ما ترى ثم تمثل بقول
لبيد (3)
وبنو الديان لا يأتون لا * وعلى ألسنهم خفت نعم
زينت أحلامهم أحسابهم * وكذاك الدين (4) زين للكرم *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن
عثمان بن السواق البندار ومحمد بن محمد بن الحسين العكبري قالا أنا أبو الفرج
أحمد بن عمر بن عثمان العصاري أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير
الخواص (5) أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق حدثني محمد بن أبي علي
المصري نا أمية بن خالد حدثني عبد الرحمن بن مالك الأنصاري عن أبيه أنه سمع
شيخا لهم يقول قدم إبراهيم بن محمد المدينة فأتته عجوز من ولد الحارث بن
عبد المطلب فشكت إليه ضنك المعيشة فقال ما يحضرني لك الكثير ولا أرضى لك
بالقليل وأنا على ظهر سفر اقبلي ما حضر وتفضلي بالعذر ثم دعا مولى له فقال ادفع
إليها ما بقي من نفقتنا وخذي هذا البعير والعبد فقالت بأبي وأمي أجزل الله في
الآخرة أجرك وأعلى في الدنيا كعبك ورفع فيها ذكرك وغفر لك يوم الحساب ذنبك
فأنت كما قالت أم جميل بنت حرب
زين العشيرة كلها * في البدو منها والحضر
وزينها في النائبات * وفي الرحال وفي السفر

(1) ديوان الأعشى ط بيروت ص 44.
(2) روايته في الديوان:
وأحلم من قيس وأجرا مقدما * لدى الروع من ليث إذا راح حاردا
(3) ديوانه ط بيروت ص 229 ذيل ديوانه.
(4) ديوانه: الحلم.
(5) هذه النسبة لمن ينسج الخوص، وهو لمن يعمل المراوح من سعف النخل (الأنساب).
207

ورث المكارم كلها * وعلا على كل البشر
ضخم الدسيعة ماجد * يعطي الجزيل بلا كدر *
قال وقدم إبراهيم الإمام المدنية فأتاه قوم من العرب فسألوه أن يرفدهم في حمالة
يحملوها فسألهم عما بقي عليهم فأعطاهم ذلك فقلت بأبي وأمي يا أبا إسحاق أنت
كما قال الأعشى
يرى البخل مرا والعطاء كأنما * يلذ به عذبا من الماء باردا
وأحلم من قيس وأمضى من الذي * بذي الغيل من خفان يصبح حاردا *
فقال يا أخا الأنصار لسنا نفعل ما ترى من سعة ولكن ولد أبي لا يحسنون إلا ما
ترى وتمثل بقول لبيد
وبنو الديان لا يأتون لا * وعلى ألسنهم خفت نعم
زينت أحلامهم أحسابهم * وكذاك الحلم زين للكرم *
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن
أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن عبد الله بن زبر أنا
عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير (1) حدثني أحمد بن زهير نا
عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد نا أبو هاشم مخلد بن محمد بن صالح قال قدم
مروان بن محمد الرقة حين قدمها متوجها إلى الضحاك بسعيد بن هشام بن عبد الملك
وابنيه عثمان ومروان وهم في وثاقهم معه فسرحهم (2) إلى حبسه (3) بحران فحبسهم
في حبسها ومعهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وعبد الله بن
عمر بن عبد العزيز والعباس بن الوليد وأبو محمد السفياني وكان يقال له البيطار (4)
فهلك في السجن في حران منهم في وباء وقع بحران العباس بن الوليد وإبراهيم بن
محمد وعبد الله بن عمر

(1) تاريخ الطبري 7 / 426.
(2) الطبري: فسرح بهم.
(3) الطبري: خليفته.
(4) عن الطبري وبالأصل " البيكار ".
208

قال الطبري وذكر عمر أن عبد الله بن كثير العبدي حدثه عن علي (1) بن
عيسى بن موسى عن أبيه قال هدم مروان على إبراهيم بن محمد بيتا فقتله وقيل
إنه سقي لبنا مسموما فمات
أنبأنا أبو غالب بن البنا عن أبي طالب محمد بن علي العشاري (2) وأبي
الفتح بن المحاملي وأبي الحسين بن الأبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني عن أبي
محمد بن الحسن بن رشيق حدثني أبو القاسم الحسن بن ادم بن عبد الله حدثني أبو
محمد عبيد بن محمد بن إبراهيم حدثني عبد الله بن فراس قال سمعت هشام بن
محمد بن يوسف يذكر أن أبا مسلم كان عبدا سراجا من أهل خراسان وأنه صبغ خرقا
سوداء فجعلها في قناة قال وكانوا يسمعون في الحديث أنها تخرج رايات سود من قبل
المشرق فكانت أنفسهم تتوق إلى ذلك فلما فعل أبو مسلم ذلك تبعه عبيد وغير ذلك
وقال من تبعني فهو حر ثم خرج هو ومن اتبعه فوقعوا بعامل كان في بعض تلك الكور
فقتلوه وأخذوا ما كان معه وازداد من كان معه كثرة وسار في خرا سان فأخذ كبراها
ثم كتب إلى إبراهيم بن محمد
وكان إبراهيم فيما ذكروا مختفيا عند رجل من أهل الكوفة قد حفر له نفقا في
الأرض فكتب إليه أبو مسلم فأرسل إليه رجلا من أصحابه قد سمى له موضعه
والرجل الذي هو عنده فخرج رسوله حتى بلغ الرجل فأدخله عليه فدفع إليه كتابه
وجعل إبراهيم يسائله ما بلغوا من البلاد وأجابه بما أجابه فلما ودعه وهو يريد
المسير قال له إبراهيم أقر صاحبك السلام وقل له لا يمر بشجرة عظيمة في طريقة
إلا نحاها من طريقة
قال فلما خرج الرجل قال في نفسه هذا الذي نحن نقاتل له على الدين زعم
وهو يأمرني بما أمر
قال فجعل وجهه إلى مروان بن محمد وإنما أراد بقوله لا يمر بشجرة عظيمة
إلا نحاها من طريقة يريد ألا يمر برجل كبير القدر إلا قتله

(1) الطبري: علي بن موسى.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهو لقب جده، كان طويلا فقيل له العشاري لذلك.
209

قال فلما بلغ الرجل دمشق أتى إلى حاجب مروان فقال عندي لأمير المؤمنين
نصيحة قال فدخل حاجبه فأعلمه فأمره أن يدخله عليه فلما أدخل عليه قال يا أمير
المؤمنين أتريد إبراهيم بن محمد قال نعم وكيف لي بذلك قال وجه معي من
أدفعه إلي قال فوجه معه فرسانا إلى الكوفة فسار الرجل حتى إذا بلغ الكوفة قال
للفرسان الذين معه انظروني حتى أصل إلى الموضع الذي أريد فإذا دخلت فاقتحموا
أثري
قال ففعل وفعلوا فدخل إلى إبراهيم فبينا هو يكلمه إذ دخل القوم فأخذوه
فذكروا أنه قال لصاحب منزله أما أنا فلا أحسب إلا أني قد ذهبت فإن كان أمر قولوا
لأبي مسلم فليبايع لابن الحارثية وهو أبو العباس وهو أخوه
قال فلما ظفر أبو مسلم وجه إلى الكوفة نفرا من شيعتهم وأمرهم أن يستخرجوا
أبا العباس
قال فاستخرجوه من الموضع الذي كان فيه مختفيا قال فمضوا به إلى مسجد
الكوفة فأصعد المنبر قال وهو حينئذ فتى شاب حين اخضر وجهه قال فذهب
يتكلم فأرتج عليه (1) قال فصعد عمه داود بن علي على المنبر حتى كان دونه بدرجة
قال (2) فحمد الله وأثنى عليه وقال فيما قال إن الله عز وجل رحم أولكم بأولنا وآخركم
بآخرنا أما ورب هذه القبلة ما صعد على هذه الأعواد خليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وصوابه على ابن أبي طالب إلا هو قال ثم أمره أبو العباس أن يحج بالناس
فخرج حتى حج بالناس ثم فرش له في مسجد الحرام فكان ينظر في المظالم إذ جاءه
حاجبه فقال له عبد الله بن طاوس قال قدمه فلما تقدم إليه وسلم عليه رد عليه
السلام وقال مرحبا بابن راوية بن عباس
قال فبينا هو على ذلك إذ تقدم إليه رجل فقال أبقى الله الأمير وأتم عليه نعمته
إني رجل من أهل الطائف من ثقيف وإن رجلا من هذه المسودة عدا على غلام لي
فأخذه وقد أتيت إلى الأمير أرجوا عدله ونصفته فقال له داود فبئس الرجل أنت وبئس

(1) في الطبري 7 / 426 كان موعوكا فاشتد به الوعك، فجلس على المنبر.
(2) انظر خطبته في الطبري 7 / 426 - 427.
210

الحي حيك وسينالهم وبال ذلك وسنخلص إليك حصتك (1) من ذلك ثم أخذه الجند
فأقاموه وأبعدوه
وقد تقدم في تاريخ الخطبي أن الإمام قتل في صفر من سنة اثنتين وثلاثين ومائة
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله
يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار الزبيري قال ولإبراهيم
يقول إبراهيم بن علي بن هرمة يرثيه (2)
قد كنت أحسبني جلدا فضعضعني * قبر بحران فيه عصمة الدين
قبر (3) الإمام الذي عزت مصيبته * وعيلت كل ذي مال ومسكين (4)
إن الإمام الذي ولى وغادرني * كأني بعده في ثوب مجنون
حال الزمان بنا إذ مات يعركنا * عرك الضباع أديما غير مدهون
وأعقب الدهر ريشا في مناكبه * فما يزال مع الأعداء يرميني
فرحمة الله أنواعا مضاعفة * عليك من مقعص ظلما ومسجون
ولا (5) عفا الله عن مروان مظلمة * لكن عفا الله عمن قال أمين *
قال وقال إبراهيم بن علي بن هرمة يرثي إبراهيم بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس ويمدح أمير المؤمنين أبا العباس حيث يقول (6)
أتاني وأهلي باللوى فوق مثعر (7) * وقد زجر الليل النجوم فولت
وفاة ابن عباس وصي محمد * فأبت فراشي حسرة ما تجلت

(1) اللفظتان مطموستان بالأصل، والمثبت عن م، وانظر مختصر ابن منظور 4 / 156.
(2) الأبيات - بعضها - في ديوانه ص 221 وبعضها في الطبري 7 / 427.
(3) الطبري: فيه الامام الذي عزت مصيبته.
(4) قبله في الطبري:
فيه الامام وخير الناس كلهم * بين الصفائح والأحجار والطين
(5) الطبري: " فلا ".
(6) القصيدة ليست في ديوانه.
(7) مثعر: ماء لجهينة (معجم البلدان).
211

فإن تك أحداث المنايا اخترمنه * فقد أعظمت رزءا به وأجلت
وإن يك غدر ناله من منافق * فإن له العقبى إذا النعل زلت
فصال بنو الشيخ الولي على التي * أصابت جروما منهم فاستملت
فقالوا بإبراهيم ثأرا ولم يكن * دما سال يجري في دماء فطلت
أمروان أولى بالخلافة منكما * أصيبت إذن يمنى يدي فشلت
وأنتم بنو عم النبي ورهطه * فقد سئمت نفسي الحياة وملت
فشأن المنايا بعدكم ثم شأنها * وشأني إذا طافت بكم وأظلت
وقد كان إبراهيم مولى خلافة * بها خضعت صعر الرقاب وذلت
وأوصى لعبد الله بالعهد بعده * خلافة حق لا أماني ضلت
فشمر عبد الله لما تجردت * لواقح من حرب وحول تجلت
فقاد إليها الحالبين فأنهلوا * ظماء إذا صارت إلى الري علت (1)
خلايا تخلتها الحروب ولم يكن * خلايا لقاح خليت فتخلت
فقام ابن عباس مقام ابن حرة * حصان إذا البيض الصوارم سلت
أتته الصواحي من معد وغيرها * فطنب ظلا فوقها فاستظلت
وشام إليه الراغبون غمامة * عريضا سناها أنشئت فاستهلت
جزى الله إبراهيم خير جزائه * وجادت عليه البارقات وظلت
وكنا به حتى مضى لسبيله * كذات العطول (2) حليت فتحلت
يعين على الجلي قريشا بما له * ويحمل عن هلاكها ما أكلت
وكم من كسير الساق لاءم ساقه * بمعروفه حتى استوت واستمرت
توليتكم لما خشيت ضلالة * الأكل نفس (3) أهلها من تولت

(1) العلل الشربة الثانية، أو الشرب بعد الشرب تباعا، والنهل: أول الشرب، (القاموس).
(2) العطول بالضم المرأة إذا لم يكن عليها حلي (قاموس).
(3) في المختصر: كل نعش.
212

508 إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين
ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو علي العدوي (1) الزيدي الكوفي
قدم دمشق هو وأولاده عمر (2) وعمار ومعد وعدنان وسكن بها مدة وما
أظنه حدث بها بشئ ثم رجع إلى الكوفة وحدث بها عن الشريف أبي القاسم زيد بن
أبي هاشم جعفر العلوي الكوفي
حدثنا ابنه عنه أبو البركات عمر بن إبراهيم وأبو راشد أحمد بن محمد بن
محمد بن هواشة (3)
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم وأبو راشد أحمد بن محمد بن محمد بن
هواشة بالكوفة قالا أنا الشريف أبو علي إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد
الزيدي قال عم والدي رحمه الله أبو القاسم زيد بن جعفر العلوي أنا أبو جعفر
محمد بن علي بن دحيم الشيباني نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (4) أنا عبيد الله بن
موسى أنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة (5) قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إنه ليس لنبي أن يدخل بيتا مزوقا) [* * * *]
أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني أنشدنا الشريف أبو
البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الحسيني بالكوفة أنشدني أبي لنفسه بدمشق
راخ (6) لها زمامها والأنسعا (7) * ورم بها من العلى ما شسعا

(1) في المختصر: العلوي.
(2 9 ترجم له في الأنساب (الزيدي) وهو من شيوخ السمعاني كما ذكر ذلك بنفسه.
(3) ضبطت عن تبصير المنتبه 4 / 1452 وذكره قال: أحمد بن محمد أبو راشد بن هراشة كتب عنه ابن عساكر
بالكوفة.
(4) ضبطت عن التبصير 3 / 946 بمعجمة ثم راء ثم زاي مفتوحات.
(5) سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا عبد الرحمن، يقال كان اسمه مهران، لقب سفينة لكونه حمل شيئا كبيرا
في السفر (تقريب التهذيب).
(6) المختصر: " أرخ ".
(7) الانسعا، كذا، لعله يريد النسع وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال. (القاموس).
213

وارحل بها مغتربا عن العدى * توطينك من أرض العدى متسعا
يا رائد الظعن بأكناف الحمى * بلغ سلامي إن وصلت لعلعا (1)
وحي خدرا بأثيلات الغضا * عهدت فيه قمرا مبرقعا
كان وقوعي في يديه ولعا * وأول العشق يكون ولعا
ماذا عليها لو رثت لساهر * لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنعت من وصله فكلما * زاد غراما زاده تمنعا *
أنا ابن سادات قريش وابن من * لم يبق في قوس الفخار منزعا *
وابن علي والحسين وهما * أبر من حج ولبى وسعا
نحن بنو زيد وما زاحمنا * في المجد إلا من غدا مدفعا
الأكثرون في المساعي عددا * والأطولون بالضراب أذرعا
من كل بسام المحيا لم يكن * عند المعالي والعوالي ورعا (2)
طاب أصول مجدكم في هاشم * وطال فيها عودنا وفرعا *
أنشدنا أبو سعد السمعاني أيضا أنشدنا عمر بن إبراهيم أنشدني والدي لنفسه
بدمشق
لما أرقت بجلق (3) * وأقض فيها مضجعي
نادمت بدر سمائها * بنواظر لم تهجع
وسألته بتوجع * وتخضع وتفجع
صف للأحبة ما ترى * من فعل بينهم معي
وأقر السلام على الحبيب ومن بتلك الأربع
سألت الشريف أبا البركات عن وفاة والده أبي علي فقال في شوال سنة ست
وستين وأربعمائة بالكوفة
509 إبراهيم بن محمد بن أبي ملك
أظنه من أهل ساحل دمشق

(1) لعلع: منزل بين البصرة والكوفة (معجم البلدان).
(2) الورع ككتف الجبان والصغير الضعيف (القاموس).
(3) جلق: دمشق، اسم لها وقيل محلة فيها.
214

حدث عن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الصيداوي
روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ وأبو
محمد بن السمرقندي قالوا نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري (2) أنا أبو بكر محمد بن سليمان نا أبو عمرو
عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحيم قاضي حمص نا العباس بن الوليد بن مزيد (1)
العذري حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي ملك حدثني عبد الوهاب بن هشام بن
الغاز أخبرني أبي هشام بن الغاز قال كتب إلي أبو جعفر المنصور وإلى
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بالقدوم عليه فقدمنا عليه قال فكنا نجلس في المسجد
الذي بيننا فبينا نحن ذات يوم جلوسا إذ جاءنا شاب له هيئة حسنة فقال ممن أنتما
قلنا من أهل الشام وذكر حديث الرأس بطوله كذا قال لم يزد عليه
510 إبراهيم بن محمد بن يعقوب
التيمي الهمذاني (3)
سمع بدمشق سليمان بن أيوب بن حذلم وإسماعيل بن محمد بن قيراط
العذري
روى عنه فارس (4) وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي (4)
المكي
قرأت بخط أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه وأنبأنيه أبو القاسم النسيب
عنه نا الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس حدثني أبي فارس نا إبراهيم بن محمد بن

(1) بالأصل " يزيد " تحريف والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(2) بالأصل " المدني " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 468 (307).
(3) بالأصل " الهمداني " والصواب عن سير أعلام النبلاء 15 / 389 وانظر بحاشيته ثبتا بمصادر أخرى
ترجمت له.
كنا الذهبي: بأبي إسحاق الهمذاني الترابي.
(4) كذا بالأصل وم.
(5) بالأصل وم.
(5) بالأصل وم " العنقسي " والمثبت عن سير أعلام النبلاء 15 / 390 وترجمته في السير 17 181.
215

يعقوب الهمذاني بهمذان نا سليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي نا محمود بن
خالد الدمشقي نا أبي نا محمد بن راشد عن داود بن أبي الأسود وسفيان الثوري
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا صلى تطوعا فشق عليه طول
القيام ركع ثم سجد سجدتين وقرأ قاعدا بما بدا له فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم
سجد
أنبأنا أبو الفتح بن أبي عبد الله الثغري نا نصر بن أبي إسحاق الفقيه أنا أبو
الحسن علي بن طاهر بن محمد القرشي أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن
فراس نا إبراهيم بن محمد بن يعقوب التيمي من كتابه نا إسماعيل بن محمد بن
قيراط العذري الدمشقي نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن التميمي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن
أبي الحديد أنا علي بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن
حبان حدثني حبان بن موسى بن حبان (1) نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن نا
محمد بن عبد القدوس عن المجالد بن سعيد الهمذاني (2) نا عامر نا مكحول عن
رجل قال كنا جلوسا في حلقة عمر بن الخطاب في مسجد المدينة نتذاكر فضائل القرآن
فذكر الحديث في أعجوبة (بسم الله الرحمن الرحيم)
511 إبراهيم بن محمد البغدادي
سمع بدمشق أبا الأصيد محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الإمام
روى عنه أبو حاتم حامد بن العباس الهروي
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أحمد بن منصور قال سمعت الحسن بن
حفص الأندلسي يقول أنا حامد بن العباس أبو حاتم الهروي نا إبراهيم بن محمد
البغدادي نا أبو الأصيد محمد بن عبد الله الإمام الدمشقي بهانا عمران بن موسى

(1) ترجمته في سير الاعلام 11 / 11.
(2) بالأصل " الهمداني " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 284.
216

الطرسوسي قال قال النباجي (1) أبو عبد الله (2) أصل العلم خمس خصال أولها
الإيمان بالله (3) والثانية معرفة الحق والثالثة إخلاص العمل والرابعة أن يكون
مطعم الرجل من حلال والخامسة أن يكون على السنة والجماعة فلو (4) أن عبدا امن
بالله عز وجل وأخلص نيته لله وعرف الحق على نفسه وكان مطعمه من حلال ولم
يكن على السنة والجماعة لم ينتفع من ذلك بشئ
512 إبراهيم بن محمد
أبو إسحاق البجلي
من أهل بوشنج (5)
سكن دمشق وكان يصلي في مسجد دار البطيخ ويكتب المصاحف ثم تولى
الصلاة في المسجد الجامع مدة سنتين إلى أن توفي
سمع أبا علي بن أبي نصر وأبا القاسم بن الفرات ورشأ بن نظيف وأبا بكر
الشهرزوري وأبا محمد عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان وأبا علي
الأهوازي وأبا الحسن علي بن الخضر السلمي وأبا طالب الحسين بن محمد بن
السفاح وسعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيار الصوفي وعبد الغافر بن محمد
الفارسي وأبا بكر الخطيب وأبا بكر محمد بن علي الحداد
روى عنه أبو القاسم بن صابر وأبو يعلى بن أبي خيش (6) وحدثنا عنه أبو
القاسم بن عبدان
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي بقراءتي
عليه أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي الإمام بقراءتي عليه أنا أبو علي بن أبي

(1) اسمه سعيد بن بريد ترجمته في سير الاعلام 9 / 586 وحلية الأولياء 9 / 310 وتحرف اسمه فيها إلى
" سعيد بن يزيد ".
(2) الخبر في حلية الأولياء 9 / 310 وحرف اسمه قال: أبا عبد الله الساجي.
(3) الحلية: معرفة الله تعالى.
(4) من هنا اختلفت العبارة في الحلية.
(5) بوشنج بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة (معجم البلدان). وفي م: بوسنج.
(6) ضبطت عن التبصير 1 / 283.
217

نصر أنا أبو القاسم عبد المحسن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصفار أنا عتيق بن
عبد الرحمن فيما قرأت عليه نا أحمد بن حرب نا أبو معاوية محمد بن حازم عن
هشام بن عروة عن أبيه عن زينب عن أم سلمة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم
تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما
اسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بغير حق فإنما أقطع له قطعة من النار) [* * * *]
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي
وجدت بخط والدي ولد إبراهيم بن محمد في شهر ربيع الاخر سنة سبع وأربعمائة
وتوفي في محرم سنة ست وثمانين وأربعمائة وكان شيخا دينا زاهدا ثقة
وذكر أبو محمد بن الأكفاني أن إبراهيم بن محمد البجلي البوشنجي إمام المسجد
الجامع بدمشق توفي بدمشق في يوم الاثنين الخامس عسر من محرم سنة ست وثمانين
وذكر أبو محمد بن صابر أنه ثقة دين زاهد وكذا ذكر أبو الحسن علي بن
المسلم الفقيه فيما قرأته بخطه وزاد ودفن من يومه بعد الظهيرة في مقابر باب
الصغير وكان عبدا صالحا
وذكره أبو عبد الله بن قبيس فقال الشيخ الصالح الدين
513 إبراهيم بن محمود بن حمزة
أبو إسحاق النيسابوري الفقيه المالكي (1)
تفقه بمصر على ابن عبد الحكم وسمع بدمشق ومصر والحجاز والعراق
وخراسان
وحدث عن أبي هبيرة محمد بن الوليد ويزيد بن محمد بن عبد الصمد
الدمشقيين وابن عبد الحكم وابن أخي ابن وهب ويونس بن عبد الأعلى
وعبد الجبار بن العلاء وهارون بن إسحاق وأحمد بن منيع وأبي يحيى محمد بن
سعيد بن غالب العطار ومحمد بن رافع ومحمد بن يحيى الذهلي ويوسف بن
سعيد بن مسلم والربيع بن سليمان وأحمد بن عيسى الخشاب

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 79 والاكمال 6 / 395.
218

روى عنه ابن أخيه محمود بن محمد بن محمود وأبو الطيب محمد بن أحمد بن
حمدون المذكر وحسان بن محمد الفقيه وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش
المقرئ
أخبرنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان وأبو الحسن محمد بن
علي بن محمد بن الطبيب وأخته حرة وأبو القاسم عبد الرشيد بن أسعد بن
إسماعيل (1) وأبو طالب المطهر بن يعلى بن عوض العلوي بهراة وأبو الرضا أسعد بن
محمد بن أبي عاصم الماليني بأوبرة (2) قرية من قرى مالين قالوا أنا الفقيه أبو
عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري الهروي (3) أنا أبو منصور محمد بن
جبريل بن ماح الفقيه أنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدون بنيسابور أنا
إبراهيم بن محمود نا أبو هبيرة محمد بن الوليد الدمشقي نا أبو مسهر نا يزيد بن
السمط نا الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أنس بن مالك
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى
ما هاجر إليه) [* * * *]
المحفوظ حديث محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر وهذا غريب
جدا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
عبد الله الحافظ نا أبو الوليد الفقيه نا إبراهيم بن محمود قال سمعت الربيع يقول
قال الشافعي قال ربيعة من أفطر من رمضان يوما قضى اثني عشر يوما لأن الله جل
ذكره اختار شهرا من اثني عشر شهرا فعليه أن يقضي بدلا من كل يوم اثني عشر يوما قال
الشافعي يلزمه أن يقول من ترك الصلاة ليلة القدر أن يقضي تلك الصلاة ألف شهر لأن

(1) كلمة غير واضحة بالأصل ورسمها في م، القامي.
(2) كذا، وفي معجم البلدان " أوبر ": من قرى بلخ.
(3) ترجمته في سير الاعلام 19 / 69 والعميري بضم العين وفتح الميم قال السمعاني: هذه النسبة إلى الجد.
219

الله تعالى يقول " ليلة القدر خير من ألف شهر " (1)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال (2) سمعت محمود بن محمد بن محمود ابن أخي إبراهيم بن محمود يقول
سمعت عمي يقول قال لي عبد الله بن الحكم ما قدم علينا خراساني أعرف بطريقة
مالك منك فإذا انصرفت إلى خراسان فادع الناس إلى رأي مالك
قال وسمعت محمود بن محمد يقول كان عمي يصوم النهار ويقوم الليل
ولا يدع الجهاد في كل ثلاث سنين
وقال أبو عبد الله الحافظ (3) إبراهيم بن محمود بن حمزة الفقيه أبو إسحاق
المالكي المعروف بالقطان ولم يكن بعده بنيسابور للمالكية مدرس أقام على
عبد الله بن الحكم بمصر متفقها سنين وسمع بها من أبي عبيد الله بن وهب ويونس
الصدفي وبمكة والكوفة وبغداد وخراسان وكتب بالشام وذكر بعض شيوخه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر ماكولا قال (4) وأما القطان
بالقاف النون فهو إبراهيم بن محمود بن حمزة أبو إسحاق الفقيه المالكي يعرف
بالقطان لم يكن بعده للمالكية مدرس بنيسابور تفقه على أبي عبد الله بن عبد الحكم
وسمع أبا عبيد الله ابن أخي ابن وهب ويونس بن عبد الأعلى وقبلهم أحمد بن
منيع ومحمد بن رافع توفي سنة تسع وتسعين (5) ومائتين
قرأت على أبي القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي إجازة أنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا الطيب الكرابيسي يقول توفي إبراهيم بن محمود في شعبان
سنة تسع وتسعين ومائتين وصلى عليه أبو بكر بن إسحاق

(1) سورة القدر، الآية: 3.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 14 / 69.
(3) سير الاعلام 14 / 70. (4) الاكمال 6 / 393 و 395.
(5) كذا بالأصل والاكمال، وفي مختصر ابن منظور 4 / 161 نقلا عن الاكمال: " سنة تسع ومئتين " خطأ.
220

514 إبراهيم بن مخلد الجبيلي
حكى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
حكى عنه ابنه عبيد الله بن إبراهيم
قرأت في كتاب محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبي معد عدنان بن أحمد بن
طولون نا علي بن أبي الأزهر نا عبيد الله بن إبراهيم بن مخلد الجبيلي نا أبي قال
خرج عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بصيدا إلى الرحى وأخرج معه حمارة وعليها
غرارة قمح إلى الطاحون فلما صار في الطاحون ألقى الغرارة وخلى الحمارة ترتع في
المرج فجاء السبع فافترس الحمارة فلما طحن طحينه خرج يطلب الحمارة فأصاب
السبع قد افترسها فجاء إلى السبع فقال يا كلب الله أكلت حمارتنا فتعال احمل دقيقنا
فحمل الغرارة على السبع فلما صار إلى باب صيدا ألقى الغرارة عن السبع وقال له
اذهب لا تفزع الصبيان
515 إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري (1) (2)
روى عن أبيه
روى عنه أبو داود في سننه وأبو بكر بن أبي داود وأبو زرعة وأبو حاتم
الرازيان ومحمد بن محمد الباغندي وموسى بن جمهور التنيسي وأبو الحسن بن
جوصا ومحمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال
أخبرنا أبو القاسم هبة الله (3) بن أحمد بن عمر بن الطبر (4) أنا أبو طالب
محمد بن علي العشاري (5) نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون أنا أبو بكر
عبد الله بن أبي داود السجستاني سنة أربع عشرة وثلاثمائة نا إبراهيم بن مروان
الطاطري نا أبي نا خالد يعني ابن يزيد حدثني العلاء عن مكحول عن معاوية بن

(1) ضبطت بفتح الطاءين عن الأنساب، يقال لمن يبيع الثياب البيض والكرابيس بمصر والشام: طاطري.
(2) له ترجمة في تهذيب التهذيب 1 / 107 والأنساب.
(3) الزيادة عن التبصير 3 / 863.
(4) ضبطت عن التبصير 3 / 863.
(5) ضبطت عن الأنساب، مر قريبا.
221

أبي سفيان أنه كان يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان إذا حضر رمضان قال (إنا رأينا
هلال شعبان يوم كذا وكذا والصيام يوم كذا وكذا) [* * * *]
قال وكان إذا كان يوم عاشوراء قال (اليوم عاشوراء وإنا صائمون فمن شاء
فليصم ومن شاء فليفطر) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو المواهب أحمد بن محمد بن
عبد الملك الوراق قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا
محمد بن محمد بن سليمان حدثني إبراهيم بن مروان بن محمد نا أبي نا معاوية بن
سلام الأطرابلسي نا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة أن عمر بن عبد العزيز
أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقبلها وهو
صائم
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن علي بن محمد [* * * *]
قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1) إبراهيم بن
مروان بن محمد الطاطري الدمشقي روى عن أبيه سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك
قال أبو زرعة أدركناه قال وسمعت أبي يقول كتبنا (2) عنه وكان صدوقا
516 إبراهيم بن مرة (3)
حدث عن الزهري وأيوب بن سليمان صاحب لأبي أمامة الباهلي وعطاء بن
أبي رباح
روى عنه الأوزاعي وصدقة بن عبد الله السمين ومحمد بن عجلان (4)
أخبرنا أبو الحسن المدائني أنا علي بن الفضل بن طاهر أنا عبد الوهاب

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 140.
(2) في الجرح والتعديل: كتبت.
(3) تهذيب التهذيب 1 / 106 - 107.
(4) زيد في تهذيب التهذيب: وأيوب السختياني.
222

الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا أنا أحمد بن الوليد بن برد ومحمد بن نصر
وأحمد بن الفضل الصائغ والربيع وحدثني سليمان بن شعيب الكيساني وسعيد بن
عثمان قالوا نا بشر بن بكر نا الأوزاعي حدثني إبراهيم بن مرة حدثني الزهري
حدثني أبو سلمة حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيكون بعدي خلفاء
يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون
ويفعلون ما لا يؤمرون فمن أنكر عليهم برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضي
وبايع) [* * * *]
هكذا رواه عمرو بن أبي سلمة التنيسي وعمر بن عبد الواحد الدمشقي
وسويد بن عبد العزيز الواسطي وعيسى بن يونس السبيعي والمعافى بن عمران
الموصلي والحارث بن عطية عن الأوزاعي عن إبراهيم
ورواه بقية بن الوليد الحمصي ويزيد بن السمط الدمشقي عن الأوزاعي عن
من سمع الزهري ولم يسميا إبراهيم
ورواه الوليد بن مسلم الدمشقي والوليد بن مزيد (1) البيروتي وإسماعيل بن
عبد الله بن سماعة وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن الأوزاعي
حدثني الزهري وقال أبو (2) المغيرة عن الأوزاعي وطرق هذه الأحاديث كلها عندنا
بعلوا إلا أنا لم نسقها ها هنا أبدا
أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي في كتابه
ثم أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن السمعاني
الفقيه وأبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الفراهيناني (3) المروزيان عنه أنا أبو
بكر أحمد بن الحسن الحيري (4) نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا أحمد بن
عيسى اللخمي نا عمرو بن أبي سلمة نا الأوزاعي حدثني إبراهيم بن مرة حدثني
الزهري عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الأسود الكندي قال سألت

(1) بالأصل " يزيد " خطأ والصواب ما أثبت، وفي م: يزيد البيروني. انظر سير أعلام النبلاء 9 / 419.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(3) ضبطت عن الانسا، وهذه النسبة إلى فراهينان، وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها
(الأنساب).
(4) بالأصل " الحيرتي " والصواب ما أثبت وانظر ترجمته في ير أعلام النبلاء 17 / 356 (221).
223

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله أرأيت إن لقيت كافرا فقاتلته فقطع يدي ثم أهويت
لأضربه فلاذ بشجرة فقال أسلمت لله أأقتله قال (لا) [* * * *] قلت يا رسول الله إنه قطع
يدي أأقتله قال (لا) قلت يا رسول الله إنه قطع يدي أقتله قال (لا لأنك إن
قتلته كان بمنزلتك قبل أن تقتله وكنت بمنزلته قبل أن يقولها) [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد بن علي بن يعقوب
أنا محمد بن أحمد بن محمد أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي المفضل
الغلابي قال في تسمية من روى عن الزهري من أهل دمشق مكحول وسليمان بن
موسى والأوزاعي ويزيد بن يزيد بن جابر والعلاء بن الحارث وبرد بن سنان
وسعيد بن عبد العزيز وإبراهيم بن مرة وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي
وسليمان بن داود وعبد الله بن العلاء بن زبر وعبد الرزاق بن عمر وعمر بن
مهاجر وأبو سنان عيسى ألحق القاسم هنا حديثا من ترجمة إبراهيم بن مرة من تاريخ
البخاري وأغفله أبوه وأحسن في ذلك
517 إبراهيم بن مسكين
حكى عن أبي جعفر المنصور
روى عنه محمود بن خالد
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني عبد الله بن أحمد نا جدي أبو زرعة هو
الدمشقي حدثني محمود بن خالد قال سمعت إبراهيم بن مسكين قال عدل أبو
جعفر أمير المؤمنين أرض الغوطة بدمشق ثلاثين مديا بدينار بالقاسمي وكان أداء
الناس على ذلك ثم قال بعض الولاة نجعل على الدينار نصف دانق للكتب والرسل
ثم قال غيره بعد نجعل على الدينار دانقا قال فكان ذلك كذلك إلى أن تعدى من
تعدى
518 إبراهيم بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص الأموي
قتل يوم نهر أبي فطرس (1) له ذكر

(1) نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين (معجم البلدان).
224

519 إبراهيم بن المطهر
أبو طاهر الجرجاني السباك الفقيه
قدم دمشق في صحبة أبي حامد الغزالي
فأخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه في تذييل تاريخ نيسابور
قال (1) إبراهيم بن المطهر أبو طاهر السباك الجرجاني كان يتلقف الدرس من إمام
الحرمين ويشتغل بكتبة الحديث والسماع والقراءة سعد (2) بصحبة الإمام الغزالي
وخرج معه إلى العراق وحصل المذهب والخلاف وصحبه إلى الحجاز والشام وطاف
معه مدة ما كان الغزالي في تلك الديار ثم عاد إلى وطنه بجرجان وأخذ في التدريس
والوعظ وظهر له القبول لفضله وصار من جملة الأئمة قتل شهيدا وجاءنا نعيه في
رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة
سمع من جماعة من أصحاب (3) أصحاب الأصم وأصحاب السيد أبي الحسن
والحاكم والزيادي (4)
520 إبراهيم بن معقل
أبو إسحاق النسفي (5) (6)
سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها أحمد بن منيع وأبا كريب وحدث عن
البخاري بكتاب الصحيح
روى عنه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد وخلف بن محمد الكرابيسي
البخاري

(1) المنتخب من السياق (تاريخ نيسابور) ص 125 ترجمة 282.
(2) في المنتخب: شغل.
(3) كذا بالأصل وم، وفي المنتخب: من أصحاب الأصم.
(4) بالأصل: " الزبادي " والمثبت عن المنتخب. وفي م: الزياد.
(5) هذه النسبة - بفتح أوله وثانيه - إلى نسف وهي مدينة كبيرة كثيرة الأهل والرستاق بين جيحون وسمرقند.
(6) له ترجمة في سير أعلام النبلاء 13 / 493 (241) وزيد في نسبه: " ابن الحجاج " وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء
مصادر أخرى ترجمت له.
225

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين المروزي الخرقي (1) بخرق أنا أبو
بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف بنيسابور أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أنا
خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري نا إبراهيم بن معقل نا أبو كريب نا يونس بن
بكير عن محمد بن إسحاق حدثني موسى بن عبد الله (2) بن المثنى بن أنس عن
عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من صلى
الضحى بنا الله له قصرا في الجنة من ذهب) [* * * *]
رواه الترمذي عن أبي كريب (3)
أخبرتنا به بعلو أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا محمد بن عبد الله بن نمير
نا يونس بن بكير نا محمد بن إسحاق عن موسى بن أنس عن ثمامة بن أنس عن
أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من صلى ثنتي عشرة ركعة من الضحى بني له بيت في
الجنة) [* * * *]
رواه ابن ماجة (4) عن ابن نمير
أنبأنا أبو الفتح بن أبي عبد الله الفقيه نا نصر بن إبراهيم لفظا أنا الفقيه أبو
الفتح سليم بن أيوب الرازي نا أبو الحسين أحمد بن فارس نا أبو الحسن علي بن
إبراهيم بن أحمد الطغامي (5) نا أبو إسحاق إبراهيم بن معقل نا هشام بن عمار نا
شهاب بن حراش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(بني الإسلام على خمسة أسهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده (6) ورسوله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) (6) [*]

(1) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى خرق، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو.
(2) اضطربوا في تسميته، ورد في صحيح الترمذي: " موسى بن فلان بن أنس " وقيل فيه: " موسى بن حمزة بن
أنس " انظر تهذيب التهذيب 10 / 379.
(3) صحيح الترمذي أبواب الصلاة باب 346 ما جاء في صلاة الضحى حديث 473 (ج 2 / 337).
(4) سنن ابن ماجة: 5 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (187) باب ما جاء في صلاة الضحى حديث رم 1380
ونصه فيه: من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة.
(5) الطغامي بفتح الطاء، هذه النسبة إلى طغامى من سواد بخارى (اللباب).
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 4 / 163.
226

521 إبراهيم بن معمر بن شريس
أبو إسحاق الأصبهاني الجوزداني (1) (2) (3)
سمع بدمشق هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وعمرو بن حفص بن
عمرو وبغيرها عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (4) ويزيد بن خالد بن موهب
الرملي ومحمد بن أبي السري العسقلاني ويحيى بن عبد الحميد الحماني (5)
وحامد بن يحيى البلخي وسهل بن عثمان العسكري
روى عنه جعفر بن محمد بن يعقوب ومحمد بن أحمد بن يزيد وعبد الله بن
جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيون
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ (6) نا أبي نا محمد بن أحمد بن يزيد نا إبراهيم بن معمر نا أبو أيوب ابن
أخي (7) زريق الحمصي نا يحيى بن سعيد الأموي نا خلف بن حبيب الرقاشي قال
سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول دعاء الوالد لولده مثل دعاء
النبي لأمته) [* * * *]
قال وقال أبو نعيم إبراهيم بن معمر بن شريس أبو إسحاق الجوزداني توفي سنة
أربع وستين يعني ومائتين كانوا أخوة ثلاثة لم يحدث منهم إلا إبراهيم حدث عنه من
المتأخرين عبد الله بن جعفر بن أحمد يروي عن الشاميين هشام بن عمار

(1) في تذكرة الحفاظ 2 / 686 وسير أعلام النبلاء 13 / 493 أنه مات في ذي الحجة سنة 295.
له: " المسند الكبير " و " التفسير " وغير ذلك.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى جوزدان، وقال لها كوزدان هي قرية على باب أصبهان كبيرة كثيرة
الخير.
(3) ترجم له في ذكر أخبار أصبهان 1 / 185.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى حوط، قال السمعاني: وظني أنها من قرى حمص أو جبلة مدينتان
بالشام. وترجم لابنه أحمد، وانظر الاكمال 3 / 197 - 199.
(5) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى حمان، قبيلة نزلت الكوفة.
(6) ذكر أخبار أصبهان 1 / 185.
(7) بالأصل: " ابن أخي يزيد زريق " والمثبت يوافق عبارة أخبار أصبهان.
227

وسليمان بن عبد الرحمن والحوطي وطبقتهم سهل بن عثمان والحماني (1)
وحامد بن يحيى وابن أبي السري ويزيد بن موهب الرملي
522 إبراهيم بن منصور
حكى عنه أبو محمد بن أبي نصر
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنشدنا أبو محمد بن أبي نصر أنشدنا أبو محمد
عبد العزيز بن أحمد أنشدنا إبراهيم بن منصور أنشدني أبو علي الحسن بن أحمد
المخل لنفسه
يا من غدا نحو أشجار البساتين * يبغي التنزه في تلك الميادين
الكتب عندي أسرى نزهة خلقت * سائل بذلك أهل العلم والدين
إن البساتين في وقت لتعجبني * والكتب ويحك شئ ليس بالدون
يا طالب الكتب توعيها وتجمعها * أبشر فإنك ميمون الميامين *
523 إبراهيم بن موسى
من أهل دمشق روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وعلي بن زيد بن جدعان
روى عنه هشام بن عمار
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا نصر بن إبراهيم المقدسي وعبد الله بن
عبد الرزاق بن فضيل قالا أنا أبو الحسن بن عوف قال أنا أبو علي بن منير أنا
محمد بن خريم (2) نا هشام بن عمار في مشايخه الدمشقيين نا إبراهيم بن موسى عن
علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (رأس العمل
بعد الإيمان بالله مداراة الناس وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ولن
يهلك امرؤ بعد مشورة * [* * * *]

(1) في أخبار أصبهان 1 / 185 " والحاني " خطأ.
(2) بالأصل " حزيم " والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 500.
228

524 إبراهيم بن موهوب بن علي بن حمزة
أبو إسحاق السلمي المعروف بابن المقصص (1)
سمع وهو صغير من أبي الحسن بن الحزور وأبي القاسم نصر بن أحمد
الهمذاني (2) المؤدب وأبي إسحاق إبراهيم بن يونس المقدمي
سمعت منه شيئا يسيرا ولم يكن الحديث من صنعته
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن موهوب أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن
عبد السلام بن أبي الحزور (3) الأزدي في المحرم سنة إحدى وتسعين وأربعمائة قال
قرئ على أبي الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني أخبركم أبو هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد بن علي السلمي أخبرني محمد بن فياض ومحمد بن
خريم وابن أبي عصمة وابن المعافى وابن قتيبة قالوا نا هشام بن عمار نا مالك
حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
(الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) [* * *]
أخبرناه عاليا أبو محمد بن الأكفاني وغيره قالوا أنا أبو القاسم بن الحنائي نا
عبد الوهاب الكلابي نا محمد بن خريم فذكره
مات أبو إسحاق بن المقصص (4) ودفن يوم الأحد التاسع والعشرين من ذي القعدة
سنة تسع وخمسين وخمسمائة بباب الصغير
525 إبراهيم بن مياس بن مهري بن كامل بن الصقيل
ابن أحمد بن ورد بن زياد بن عبيد بن شبيب بن نفيع بن الأعور
ابن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
أبو إسحاق بن أبي رافع القشيري (5)
سمع أبا بكر الخطيب وأبا القاسم الحنائي وأبا عبد الله بن سلوان وأبا

(1) غير منقوطة بالأصل، والمثبت والضبط عن التبصير 4 / 1383 وفي مختصر ابن منظور 4 / 164
" المفصص " بالفاء.
(2) بالأصل " الهمداني " والمثبت والضبط عن التبصير.
(3) ضبطت عن الأنساب.
(4) غير منقوطة بالأصل، الصواب ما أثبت انظر بداية الترجمة.
(5) ترجم له ياقوت في معجم البلدان عرضا خلال كلامه على " المؤنسة " وفيه: " الصيقل... فقيع " في عامود
نسبه. نقلا عن ابن عساكر في تاريخ دمشق.
229

الحسن بن أبي الحديد وأبا الحسين بن مكي المصري وعبد العزيز الكتاني بدمشق
والقاضي أبا الحسين (1) بن المهتدي وأحمد بن محمد بن النقور (2) وأبا نصر
الزينبي وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفقيه (3) ببغداد
سمع منه أخي رحمه الله وأبو محمد بن صابر وغيرهما
ذكر أبو محمد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال في جمادى الآخرة سنة ست
وثلاثين وأربعمائة بالمؤنسة (4) من أرض الشط
وذكر أبو محمد بن الأكفاني وأخي أبو الحسين أن أبا إسحاق إبراهيم بن
مياس توفي يوم الاثنين الثالث من شعبان سنة إحدى وخمسمائة زاد أخي ودفن عند
مسجد شعبان
526 إبراهيم بن ميسرة الطائفي (5)
سكن مكة وحدث عن أنس بن مالك ووهب بن عبد الله بن قارب الثقفي
وعثمان بن عبد الله بن الأسود وسعيد بن المسيب وطاوس بن كيسان
روى عنه أيوب السختياني وابن جريح وسفيان الثوري وابن عيينة
وروح بن القاسم ومحمد بن مسلم الطائفي والمثنى بن الصباح
ووفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي
الوزير (6) أنا أبو القاسم البغوي حدثني هارون بن إسحاق الهمداني وعلي بن
مسلم قالا نا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن

(1) في معجم البلدان: أبا الحسن.
(2) معجم البلدان: " المنقور " خطأ.
(3) في معجم البلدان: وأبا إسحاق الفيروز آبادي الامام.
(4) في معجم البلدان: المؤنسة بدون همز قرية على مرحلة من نصيبين للقاصد إلى الموصل.
(5) له ترجمة في سير أعلام النبلاء 6 / 123 وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(6) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. ترجمته في سير الاعلام 15 / 298
(140).
230

قارب قال كنت مع أبي فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول بيده هكذا عرضا (يرحم الله
المحلقين) [* * * *] قالوا يا رسول الله والمقصرين فقال في الثالثة (والمقصرين) [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا انا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو
بكر بن أبي شيبة نا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة سمع أنس بن مالك يقول صلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة الظهر أربعا وبذي الحليفة (1) ركعتين يعني العصر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا سليمان بن إسحاق الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (2) أنا
أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي أنا عدة من أصحابنا نا سليمان بن عمر بن
عبد الله ومحمد بن سليمان ومحمد بن دينار عن محمد بن مسلم الطائفي عن
إبراهيم بن ميسرة قال ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب أحدا في خلافته غير رجل
واحد تناول من معاوية فضربه ثلاثة أسواط
أخبرنا أبو البركات الحافظ وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني زاد
أبو العز وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسن الأصبهاني
أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط قال
في الطبقة الثالثة من أهل مكة إبراهيم بن ميسرة مات في خلافة مروان بن محمد
وأعاد ذكره في الطبقة الثانية من أهل الطائف
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني أنا
القاضي أبو محمد يوسف بن رباح أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
نا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين
يقول في تسمية التابعين من أهل مكة وفي تسمية أهل الطائف أيضا إبراهيم بن ميسرة

(1) ذو الحليفة، بالتصغير، قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة (ياقوت).
(2) طبقات ابن سعد 5 / 384 ترجمة عمر بن عبد العزيز.
231

أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد الحسن بن
محمد بن يوسف بن يوه (1) أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان أنا أبو
بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد في تسمية من كان بالطائف من المحدثين
إبراهيم بن ميسرة
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إجازة واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالوا
أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان نا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2) إبراهيم بن ميسرة
الطائفي سمع أنسا وطاوسا روى عنه ابن جريح وأيوب والثوري قال ابن عيينة كان
يحدث على اللفظ وقال لي (3) علي مات قريبا من سنة اثنتين وثلاثين ومائة وقال لي
علي عن ابن عيينة وكان ثقة مأمونا من أوثق من رأيت
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أنا أبو منصور محمد بن
الحسن النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين أنا عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال علي قال سفيان قال أيوب
يزيدني رغبة في الحج للقاء أخوان لي فرأيته إذا لقي إبراهيم بن ميسرة وابن مهاجر
وعمرو بن دينار كأنه يسر بهم
أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون بن راشد قال قال أبو زرعة إبراهيم بن ميسرة سمع من أنس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا هارون نا سفيان
قال لقي أيوب إبراهيم بن ميسرة وابن مهاجر فرأيت من تحفيه وسروره بهما
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن

(1) ضبطت عن التبصر 4 / 1501 وانظر نسبه فيه.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 328 ترجمة 1031.
(3) زيادة عن البخاري.
232

الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر
محمد بن الحسن قالا أنا الوليد بن بكر نا علي بن أحمد بن زكريا نا صالح بن
أحمد العجلي حدثني أبي أحمد قال (1) إبراهيم بن ميسرة طائفي ثقة يروي عنه
سفيان
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس أنا أبو نصر
عبد الباقي بن أحمد بن عمر الواعظ أنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين
التوزي (2) نا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور بن الحجاج نا أبو عبد الله
محمد بن مخلد بن حفص العطار نا العباس بن محمد بن حاتم الدوري قال سمعت
عبد الرحمن بن يونس أنا مسلم المستملي يقول حدثنا ابن عيينة قال (3) كان
عمرو بن دينار يحدث بالمعاني وكان إبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع وكان فقيها
أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان أنا أبو بكر الحميدي
نا سفيان قال كان عمرو بن دينار يحدث بالحديث على المعنى وكان إبراهيم بن
ميسرة لا يحدثه إلا على ما سمع
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو علي بن شاذان
قال قرئ على أبي محمد جعفر بن محمد الواسطي حدثكم عبد الله بن أحمد بن
حنبل نا أبو معمر يعني الهذلي عن ابن عيينة قال كان عمرو بن دينار وابن أبي نجيح
يحدثان بالمعاني وكان إبراهيم بن ميسرة وابن طاوس يحدثان كما سمعا
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي نا
أبو عمر بن حيوية إجازة أنا أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي نا أبو بكر بن أبي
خيثمة نا عبد الرحمن بن يونس قال سفيان كان إبراهيم بن ميسرة يحدث كما
سمع

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 55 ترجمة 41.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 178 والأنساب، وهذه النسبة إلى توز وهي توج وهي بلدة بفارس (معجم البلدان).
(3) الخبر في سير الاعلام 6 / 123.
233

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن
الأبنوسي أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن
محمد الزعفراني نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا حامد بن يحيى نا سفيان نا
إبراهيم بن ميسرة وكان من أصدق الناس وأوثقهم
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا حمد بن عبد الله
إجازة قال ابن مندة وأنا أبو طاهر سلمة أنا أبو الحسين علي بن محمد قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني
قال قلت لسفيان أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس
قال لو شئت قلت لك أني أقدم إبراهيم عليه في الحفظ فعلت
قال وأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال أبي كان
إبراهيم بن ميسرة طائفيا سكن مكة ثقة وذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن
يحيى بن معين قال إبراهيم بن ميسرة ثقة قال وسمعت أبي يقول إبراهيم بن
ميسرة صالح
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله نا أبو بكر الخطيب لفظا أنا أبو بكر
أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول
سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن
ميسرة فقال ثقة قلت هو أحب إليك عن طاوس أو ابن طاوس فقال كلاهما
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن الحسن بن
البنا قالا قرئ على أبي محمد الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (2) أنا عبد الرحمن بن
يونس عن سفيان قال كان إبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع
وقال غير عبد الرحمن بن يونس مات إبراهيم بن ميسرة في خلافة مروان (3) بن

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 134 وتهذيب التهذيب 1 / 112.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 484.
(3) عن ابن سعد وبالأصل وم " هارون " خطأ.
234

محمد وكان ثقة كثير الحديث
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا ابن سعد في الطبقة
الرابعة (1) من أهل مكة إبراهيم بن ميسرة مولى لبعض أهل مكة توفي في خلافة
مروان بن محمد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة نا هاشم بن محمد نا الهيثم بن عدي قال ومات إبراهيم بن ميسرة من موالي
أهل مكة زمن مروان (2).

(1) في الطبقات المطوع ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة.
(2) قال ابن المديني: توفي قريبا من سنة اثنتين وثلاثين ومئة انظر سير أعلام النبلاء 6 / 124 وتهذيب التهذيب
1 / 112.
235

حرف النون
في اباء من اسمه إبراهيم
527 إبراهيم بن نصر بن منصور
أبو إسحاق السوريني ويقال السوراني الفقيه المطوعي الشهيد (1)
وسورين (2) محله بأعلى نيسابور له رحلة إلى الشام
سمع محمد بن بكار بن بلال ويحيى بن صالح الوحاظي وعطاء بن مسلم
الحلبي الخفاف وسفيان بن عيينة وأبا بكر (3) بن عياش ووكيع بن الجراج وأبا
معاوية ومحمد بن فضيل وعمر بن شبيب المسلمي وعبد الوهاب الثقفي
وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الله بن المبارك وجرير بن عبد الحميد
وعبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني ومروان الفزاري والوليد بن القاسم
وعمرو بن محمد العنقزي (4) وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الرحمن بن
مغراء وأبا البختري وهب بن وهب
روى عنه أيوب بن الحسن الزاهد وأحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 397 وبحاشيتها انظر ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. وفي أكثر مصادر ترجمته
" السورياني " قال السمعاني: هذه النسبة إلى سوريان وظني أنها قرية من قرى نيسابور، وترجم له ترجمة
قصير. وقوله الشهيد لأنه استشهد في حرب باك الخرمي.
(2) كذا بالأصل، معتبرا أن السوريني نسبة إلى " سورين " وهذه النسبة كما ورد في الأنساب إلى " سورين " اسم
جد وليس اسم قرية، وقد وردت في معجم البلدان " سورين " بضم السين وكسر الراء قرية على نصب فرسخ
من نيسابور، وترجم له نقلا عن ابن عساكر هنا، وترجم له في " سوريان " التي قبلها نقلا عن السمعاني.
(3) الأصل وسير الاعلام، وفي معجم البلدان " سورين " وأبا مسلم بكر بن عباس.
(4) معجم البلدان: " العبقري " تحريف.
236

الداربجردي (1) ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان
ومحمد بن أشرس السلمي ومحمد بن عمرو الحرشي (2) ومهدي بن الحارث
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا عبد الله الحافظ نا أبو
عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ نا علي بن الحسن بن أبي عيسى نا إبراهيم بن نصر
السني الشهيد نا عبد الرحمن بن مغراء نا محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس
قال قال أبو إسرائيل بن قشير أنه كان نذر أن يصوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم
فأتى به النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اقعد واستظل وتكلم وكفر) [* * * *]
قال البيهقي كذا وجدته وكفر وعندي أن ذلك تصحيف إنما هو وصم
كما بينا في الروايات والله أعلم
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
نا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي نا محمد بن أشرس نا إبراهيم بن نصر
في منزل يحيى بن يحيى بحضرته نا علي بن إبراهيم الهاشمي نا يحيى بن عقيل
الخزاعي عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنه أتاه يهودي فقال يا أمير المؤمنين متى
كان ربنا عز وجل قال فتمعر وجه علي فقال يا يهودي لم يكن فكان هو كان ولا
كينونة كان بلا كيف يكون كان لم يزل بك لم يزل وبلا كيف يكون كان لم يزل بلا
كيف ليس له قبل هو قبل القبل بلا قبل ولا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية النهاية انقطعت
الغايات دونه فهو غاية كل غاية أفهمت يا يهودي وإلا أفهمتك فقال أشهد انه لم
يبق أحد على وجه الأرض من يقول بغير هذا القول إلا كفر وأنا أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله قال فحسن إسلامه وحج مرة وغزا مرة حتى قتل بأرض الروم
في زمن معاوية
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد [* * * *]
قال وأنا محمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم (3) قال إبراهيم بن

(1) هذه النسبة إلى داربجرد محلة بنيسابور.
(2) معجم البلدان: " محمد بن عمر الجرشي ".
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 141 - 142.
237

نصر السورياني النيسابوري روى عن مروان الفزاري والوليد بن القاسم وعمرو
العنقزي وعبد الصمد بن عبد الوارث روى عنه أبو زرعة
كتب إلي أبو نصر بن أبي القاسم أنا أبو بكر الحافظ أنا أبو عبد الله
النيسابوري قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت إبراهيم بن
أبي طالب يقول سمعت سليمان بن مطر وأبا النضر الزاهد يقولان ويزيد أحدهما
عن الاخر قالا لما جمع إبراهيم بن نصر المسند أراد أن ينظر في كتب ابن المبارك
فعزم رأينا ورأيه على أن يذهب إلى الحسن بن عيسى قال فدخلنا عليه الخان فقلنا
إن أبا إسحاق جمع المسند فأحب أن ينظر في كتب أبي عبد الرحمن قال فسكت
ساعة ثم رفع رأسه فقال لا يجوز أن أحدث ويحيى بن يحيى حي
قال وأنا أبو عبد الله قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد الفقيه بجوار
الري يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول سمعت أبي وأبا زرعة يقدمان
إبراهيم بن نصر السوريني المطوعي النيسابوري في حفظ المسند (1)
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي الفراء أنا
رشأ بن نظيف أنا محمد بن إبراهيم النقيري (2) أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي
نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال سمعت أبا زرعة يثني على إبراهيم بن نصر
فقال هو رجل مشهور صدوق أعرفه رأيته بالبصرة وأثنى عليه خيرا قال أبو محمد
نظرت في علمه فلم أر فيه منكرا وهو قليل الخطأ (3)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله
قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال لي أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب
إبراهيم بن نصر العالم الدين الورع أول من أظهر مذهب الحديث بنيسابور
قال وقرأت بخط أبي عمرو المستملي حدثني أحمد بن ماهان بن عبد الله

(1) ليس في الجرح والتعديل، والخبر في معجم البلدان " سورين " نقلا عن ابن عساكر.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأنساب. وفي م: النصري.
(3) الخبر في معجم البلدان " سورين " نقلا عن ابن عساكر.
238

أخبرني محمد بن الحكم أنه رأى إبراهيم بن نصر السوريني في عسكر محمد بن حميد
الطوسي بالدينور في قتال بابك فوجد إبراهيم بن نصر مقتولا سنة عشر ومائتين (1)
528 إبراهيم بن نصر الكرماني
أحد الأبدال
كان يكون بجبل لبنان من أعمال دمشق
حكى عنه أبو عبد الله محمد بن مانك (2) السجستاني الصوفي
أنبأنا أبو طاهر محمد بن إبراهيم بن مكي الأصبهاني أنا عباس الزاراني وأبو
زيد وأبو منصور المصقليان سماعا وإجازة قالوا أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن
محمد بن زياد الأصبهاني أخبرني أبو علي الحسين بن جعفر الرقاعي نا أبو بكر
محمد بن علي نا أبو عبد الله محمد بن مانك السجستاني قال دخلت جبل لبنان مع
جماعة ومعنا أبو نصر بن بزراك الدمشقي نلتمس من به من العباد فسرنا فيه ثلاثة أيام
فما رأينا أحدا فلما كان اليوم الرابع ضرت علي رجلي فإني كنت حافيا وضعفت عن
المشي فصعدنا جبلا شامخا كان عليه شجرة وقعدنا فقالوا لي اجلس أنت هاهنا
حتى نذهب لعلنا نلقى واحدا من سكان هذا الجبل فمضوا جميعا وبقيت أنا وحدي
فلما جن الليل صعدت إلى الشجرة فلما كان وجه الصبح نزلت ألتمس الماء للوضوء
فانحدرت في الوادي لطلب الماء فوجدت عينا صغيرة وتوضأت وقمت أصلي
فسمعت صوت قراءة فلما أن سلمت طلبت الأثر فرأيت كهفا وقدامه صخرة
فصعدت الصخرة ورميت حجرا إلى الكهف خشية أن يكون فيه وحش فلم أر شيئا
فدخلت الكهف فإذا شيخ ضرير فسلمت عليه فقال أجني أنت أم أنسي فقلت بل
أنسي فقال لا إله إلا الله ما رأيت إنسيا منذ ثلاثين سنة غيرك ثم قال ادخل
فدخلت فقال لعلك تعبت فاطرح نفسك فدفعت إلى داخل الكهف فإذا فيه ثلاثة
أقبر فنمت فلم كان وقت الزوال ناداني فقال الصلاة رحمك الله فخرجت إلى
العين وتمسحت فصلينا جماعة ثم قام فلم يزل يصلي حتى كان اخر وقت الظهر ثم

(1) في سير الاعلام: استشهد في حرب بابك الخرمي سنة ثلاث عشرة ومئتين، ويقال: سنة عشر ومئتين في
الكهولة، وفي تذكرة الحفاظ 2 / 415 ويقال سنة 213 ه‍.
(2) في مختصر ابن منظور 4 / 167 مالك.
239

أذن وصلينا العصر ثم قام قائما يدعو رافعا يديه فسمعت من دعائه اللهم أصلح أمة
أحمد اللهم فرج عن أمة أحمد اللهم ارحم أمة أحمد إلى أن سقط القرص ثم أذن
للمغرب ولم أر أحدا أعرف بأوقات الصلاة منه فلما أن صلى المغرب قلت له لم
اسمع منك من الدعاء إلا هذه الكلمات الثلاث فقال من قال هذا كل يوم ثلاث مرات
كتبه الله من الأبدال
فلما أن صلينا العشاء الآخرة قال لي تأكل فقلت نعم فقال لي أدخل إلى
الداخل فكل ما هنالك فدخلت فوجدت صخرة عظيمة عليها الجوز ناحية والفستق
ناحية والزبيب ناحية والتين ناحية والتفاح ناحية والخرنوب ناحية والحبة
الخضراء (1) ناحية فأكلت منها ما أردت
فلما كان عند السحر جاء هو فأكل منها شيئا يسيرا ثم قام فأوتر فما زال يدعو
ثم سجد فسمعته في سجوده يقول اللهم من علي بإقبالي عليك وإضعافي إليك
وإنصاتي لك والفهم منك والبصيرة في أمرك والبقاء في خدمتك وحسن الأدب في
معاملتك
فلما رفع رأسه قلت من أين لك هذا الدعاء فقال ألهمت ولقد كنت في بعض
الليالي أدعو به سمعت هاتفا يهتف بي ويقول إذا دعوت ربك بهذا فقم فإنه
مستجاب فلما أن صلينا قلت من أين هذه الفواكه فإني لم اكل شيئا أطيب منها
فقال سوف ترى فلما كان بعد ساعة دخل الكهف طير له جناحان أبيضان وصدر أخضر
وفي منقاره حبة زبيب وبين رجليه جوزة فوضع الزبيبة على الزبيب والجوزة على
الجوز فقال لي رأيته فقلت نعم قال هذا لي منذ ثلاثين سنة يأتيني هذا ويدخل
علي في اليوم سبع مرات
فلما كان ذلك اليوم عددت مجئ الطائر فجاء خمس عشرة مرة فقلت له ذلك
فقال انظر أنت فقد زادك واحدة فاجعلنا في حل وكان عليه قميص بلا كمين ومئزر
يشبه توز (2) القوس فقلت له من أين لك هذا قال يأتيني كل سنة هذا الطير وفي

(1) الحبة الخضراء: البطم (القاموس).
(2) التوز: الأصل (القاموس).
240

غير هذه الرواية فقلت له من أين لك هذه الكسوة فقال يأتيني هذا الطائر يوم
عاشوراء بعشر قطع من هذا اللحاء فأسوي منه قميصا ومئزرا ورجع إلى الرواية
وكان له مسلة يخيط بها
فلما كان بعد ليال دخل علينا سبعة أنفس ثيابهم شعورهم وعيونهم مشققة
بالطول حمر وليس فيها دوارة فسلموا فقال لي لا تخف هؤلاء الجن فقرأ واحد
منهم عليه سورة طه والاخر سورة الفرقان وتلقن منهم الاخر شيئا من سورة
الرحمن ثم مضوا فسألته عنهم فقال جاء هؤلاء من الرومية فقلت له كم لك في
هذا الجبل فقال أربعين سنة كان لي عشر سنين البصر وكنت أجمع في الصيف من
هذه المباحات إلى هذا الكهف فلما ذهب بصري بقيت أياما لم أذق شيئا فجاءني
هؤلاء فقالوا قد رحمناك فدعنا نحملك إلى حمص أو دمشق فقلت اشتغلوا بما
وكلتم به فلما كان بعد ساعة جاءني هذا الطير الذي رأيت بتفاحة فطرحها في حجري
فقلت لا تشغلني اطرحها إلى وقت حاجتي إليها
ثم قال لي وقد قال هؤلاء إن القرمطي دخل مكة وقتل فيها وفعل وصنع
فقلت قد كان ذاك وقد كثر الدعاء عليه فلم منع الإجابة فقال لأن فيهم عشر
خصال فكيف يستجاب لهم
فقلت وما هن قال أوله أقروا بالله وتركوا أمره والثاني قالوا نحب
الرسول ولم يتبعوا سنته والثالث قرأوا القرآن ولم يعملوا به والرابع قالوا نحب
الجنة وتركوا طريقها والخامس قالوا نكره النار وزاحموا طريقها والسادس قالوا
إن إبليس عدونا فوافقوه والسابع دفنوا أمواتهم فلم يعتبروا والثامن اشتغلوا بعيوب
إخوانهم ونسوا عيوبهم والتاسع جمعوا المال ونسوا الحساب والعاشر نقضوا
القبور وبنوا القصور
قال أبو عبد الله فأقمت عنده أربعة وعشرين يوما في أطيب عيشة فلما كان
اليوم الرابع والعشرون قال لي كيف وصلت إلى هاهنا فحدثته بحديثي فقال إنا لله
لو علمت قصتك لم أتركك عندي لأنك شغلت قلوبهم ورجوعك إليهم أفضل لك مما
أنت فيه فقلت له إني لا أعرف الطريق فسكت
241

فلما كان عند زوال الشمس قال قم قلت إلى أين قال تمضي فقلت له
فأوصني فأوصاني ثم قال إذا حججت وكان يوم الزيارة فاطلب بين المقام وزمزم
رجلا أشعر خفيف العارضين مجدور تجده بعد صلاة العصر فأقره مني السلام
وسله أن يدعو لك فإنها فائدة كبيرة لك إن شاء الله
ثم خرج معي من الكهف فإذا بسبع قائم فقال لي لا تخف وتكلم بكلام أظنه
كان بالعبرانية (1) فإني لم أكن أفهمه ثم قال لي اذهب خلفه فإذا وقف فانظر عن
يمينك تجد الطريق إن شاء الله فسار السبع ساعة ثم وقف فنظرت فإذا أنا على عتبة
دمشق فدخلت دمشق والناس قد انصرفوا من صلاة العصر فمضيت إلى ابن برزاك أبي
نصر مع جماعة فسر سرور تاما
فحدثته بحديثي فقال أما نحن فما رأينا إلا واحدا نصرانيا
قال أبو عبد الله ثم خرجنا مقدار خمسين رجلا إلى ذلك الجبل وسرنا فيه في
تلك الأودية وحول الجبل فلم نقف على موضعه فقال لي هذا شئ كشف لك ومنعنا
نحن فرجعنا
قال فخرجت إلى الحج فوجدت الرجل بين المقام وزمزم جالسا بعد العصر كما
وصف وعليه ثوب شرب ومئزر دبيقي (2) وهو قاعد على منديل وقدامه كوز نحاس
فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له إبراهيم بن نصر الكرماني يقرئك السلام فقال
وأين رأيته قلت في جبل لبنان فقال رحمه الله قد مات قلت فمتى مات قال
الساعة دفناه وكنا جماعة وفي غير هذه الرواية ودفناه عند إخوانه في الغار الذي
كان فيه في جبل لبنان فلما أخذنا في غسله جاء ذلك الطير فما زال يضرب بجناحه حتى
مات ودفنا الطير عند رجليه ثم قال ما تقوم إلى الطواف فقمنا فطفت معه أسبوعين
ثم غاب عني
رواها أبو القاسم بكير بن محمد المنذري عن أبي عبد الله بن مانك نحوها يزيد
وينقص ورواها أبو بكر محمد بن إبراهيم بن هارون الهمداني عن أبي عبد الله

(1) كذا بالأصل وم ومختصر ابن منظور 4 / 170.
(2) الدبيقي بتقديم الباء، من دق ثياب مصر معروفة تنسب إلى دبيق. (اللسان).
242

محمد بن مانك وقال ومعنا أبو نصر بن بزرك الدمشقي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة
فذكر معناها
529 إبراهيم بن نصير
أبو إسحاق البعلبكي
حدث عن سويد بن عبد العزيز
روى عنه ابن أخيه حميد بن محمد بن النصير
243

حرف الواو
في اباء من اسمه إبراهيم "
530 إبراهيم بن وثيمة النصري
أخو زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النصري (1)
حكى عنه عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المدني
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو
محمد عبد الله بن عبد الرزاق [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو
الحسن بن عوف أنا أبو علي (2) بن منير أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا
عراك بن خالد قال سمعت إبراهيم بن وثيمة النصري يقول لعثمان بن محمد
القارئ الآيات التي يدفع الله بهن من اللمم الزمهن في كل يوم يذهب عنك ما تجد
قال وأي آيات هن قال " وإلهكم إله واحد " (3) الآية وآية الكرسي (4) وخاتمة
البقرة " امن الرسول " إلى اخرها (5) و " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض " إلى

(1) هذه النسبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مالك بن عوف. جده من تابعي المدينة. وأبو جده
أوس بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق بمكة ينادي أنها أام أكل وشرب (الأنساب).
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
(3) سورة البقرة، من الآية: 163.
(4) سورة البقرة، الآية: 255: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في
الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما
شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم).
(5) سورة البقرة، الآية: 285.
244

" المحسنين " (1) واخر الحشر (2) فإنه بلغنا أنهن مكتوبات في زوايا العرش فلزمهن
فبرأ
وكان إبراهيم بن وثيمة يقول اكتبوهن لصبيانكم من الفزع واللمم
531 إبراهيم بن وضاح الجمحي
أحد فرسان أهل الشام وشعرائهم
شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي أنا أبو غالب محمد بن
الحسن بن أحمد الباقلاني أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن (3) أحمد بن
إسحاق بن نيخاب الطيبي (4) نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي
الهمذاني المعروف بابن ديزيل نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي نا نصر بن
مزاحم (5) نا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي عن الحارث بن أدهم
وصعصعة بن صوحان وأحدهما يزيد على الاخر (6) قال قتل الأشتر في تلك
المعركة بيده سبعة مبارزة منهم صالح بن فيروز العكي ومالك بن أدهم السلاماني (7)
ورياح بن عتيك الغساني والأجلح بن منصور الكندي وإبراهيم بن الوضاح (8) وهو
يقول (9):
هل لك يا أ شتر في برازي * براز ذي غشم وذي اعتزاز

(1) سورة الأعراف، الآية: 54.
(2) الآية 24 هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسب له ما في السماوات والأرض وهو العزيز
الحكيم.
(3) في الأنساب (الطيبي): أبو بكر.
(4) الطيبي، ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى طيب بلدة بين واسط وكور الأهواز.
(5) وقعة صفين ص 174.
(6) (6) ما بين الرقمين في وقعة صفين: " عن صعصعة بن صوحان قال ".
(7) وقعة صفين: السلماني.
(8) وقعة صفين: وإبراهيم بن وضاح الجمحي.
(9) وقعة صفين ص 17.
245

مقاوم لقرنه البزاز (1)
فشد عليه الأشتر وهو يقول
نعم نعم أطلبه شديدا *
معي حسام يفصم (2) الحديدا *
يترك هامات العدى حصيدا
فقتله (3)
532 إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو إسحاق القرشي الأموي (4)
بديع له بالخلافة بعد أخيه يزيد بن الوليد الناقص بعهد منه في ذي الحجة سنة
ست وعشرين ومائة وقيل إن أخاه لم يعهد إليه وإنه استولى بغير عهد
سمع الزهري وحكى عن عمه هشام بن عبد الملك
حكى عنه ابنه يعقوب بن إبراهيم
ذكر أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير أن إبراهيم كان طويلا جسيما أبيض جميلا
ذا شعر خفيف مقدم اللحية والعارضين
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر نا أبو بكر الخطيب أنا عبد الله بن
يحيى بن عبد الجبار السكري أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور
الرمادي نا عبد الرزاق أنا معمر قال رأيت رجلا من بني أمية يقال له إبراهيم بن
الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال أحدث بهذا عنك يا أبا بكر

(1) وقعة صفين: لزاز.
(2) في وقعة صفين: يقصم.
(3) الزيادة عن وقعة صفين.
(4) ترجمته في الوافي بالوفيات 6 / 163 وسير أعلام النبلاء 5 / 376 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى
ترجمت له. وراجع بشأنه كتب التاريخ.
246

قال أي لعمري فمن يحدثكموه غيري (1)
قال ونا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن أحمد بن رزق أنا عثمان بن أحمد نا
حنبل حدثني أبو عبد الله الرزاق أنا معمر قال سمعت إبراهيم بن الوليد
رجلا من بني أمية يسأل الزهري وعرض عليه كتابا من علم فقال أحدث عنك
بهذا يا أبا بكر قال نعم فمن غيري يحدثكموه غيري قال معمر ورأيت أيوب يعرض عليه
العلم فيجيزه قال معمر وكان منصور بن المعمر لا يرى بالعرافة بأسا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط (2)
حدثني العلاء بن برد بن سنان أخبرني أبي قال حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته
الوفاة فأتاه قطن فقال أنا رسول من وراء بابك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم
أخاك إبراهيم بن الوليد فغضب (3) وقال بيده على جبهته أنا أولي إبراهيم ثم قال
لي يا أبا العلاء إلى من ترى أن أعهد فقلت أمر نهيتك عن الدخول في أوله فلا أشير
عليك في اخره
قال وأصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات ففعل ذلك غير مرة قال فقعد قطن
فافتعل كتابا (4) عن لسان يزيد بن الوليد ودعا ناسا فأشهدهم عليه
قال أبي ولا والله ما عهد إليه يزيد شيئا ولا إلى أحد من الناس
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسن بن الأبنوسي أنا عبيد الله بن عثمان
أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال ثم بويع لإبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ويكنى
بأبي إسحاق وأمه أم ولد بويع له في ذي الحجة سنة ست وعشرين
قال وحدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري ومحمد بن عبدوس بن كامل
قالا نا محمد بن عبد الله بن نمير حدثني من سمع أبا معشر السندي قال بويع

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 828.
(2) تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة 126 ص 369 ويسر أعلام النبلاء 5 / 377.
(3) في تاريخ خليفة: " فقطب " وفي السير كالأصل.
(4) في تاريخ خليفة: " عهدا " وفي السير كالأصل.
247

لإبراهيم بن الوليد فمكث سبعين ليلة ثم خلع (1)
قال وأنا البربري عن ابن أبي السري قال قاتل مروان الجعدي سليمان بن
هشام وأهل بيته حتى استوى له الأمر (2) وهرب إبراهيم بن الوليد في صفر سنة سبع
وعشرين ومائة قال وكان إبراهيم مسمنا خفيف العارضين صغير العينين أبيض
مشربا حمرة مقبولا
وقد روي أن إبراهيم بن الوليد لما سلم الأمر لمروان بن محمد وبايعه بالخلافة
تركه حيا فلم يزل حيا إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة فقتل حينئذ فيمن قتل من بني أمية
حين زالت دولتهم وروي أن مروان لما ملك الأمر واستقام له قتله
وروي أن إبراهيم خلع يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سنة سبع
وعشرين ومائة
وقال علي بن محمد المدائني (3) لم يتم لإبراهيم بن الوليد الأمر كان قوم
يسلمون عليه بالخلافة وقوم يسلمون عليه بالأمرة وأبى قوم أن يبايعوا له وقال بعض
شعرائهم
نبايع إبراهيم في كل جمعة * ألا إن أمرا أنت واليه ضائع *
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو أحمد

(1) وهو قول ابن الأثير أيضا (الكامل 3 / 425) وفي مروج الذهب 3 / 268 أربعة أشهر وقيل شهرين. وفي
الإمامة والسياسة 2 / 155 ثلاثة أشهر.
(2) أقبل مروان بن محمد في ثمانين ألفا فجهز إبراهيم بن الوليد لحربه سليمان بن هشام في مئة ألف، فالتقوا
فانهزم سليمان إلى دمشق فقتلوا عثمان والحكم ولدي الوليد وأقبلت خيل مروان فاختفى إبراهيم.
وقد أشاع مروان أنه قام بحجة الثأر لمقتل الوليد بن يزيد (الخليفة الملوم كما سماه * إنما حققه حركته هي
اشتداد الصراع الدموي بين اليمانية والقيسية (جناحا السلطة الأموية) وقد غلبت القيسية المضرية وتلاوموا
فيما بينهم لغلبة اليمانية عليهم وتكاتبوا وتداعوا وبايعوا مروان بن محمد وكان يومئذ شيخ بني أمية ورجلهم
الكبير وكانت معركة مروان، عملة تصفية حسابات خطيرة بين اليمانية والقيسية حيث جرت بينهما تصفيات
وعمليات قتل من الطرفين وبينهما، وانتقل الصراع وامتد إلى خراسان ثم إلى مناطق تواجدهما في جميع
مناطق الدولة الاسلامية.
(راجع الطبري - ابن الأثير - الاخبار الطوال - سير أعلام النبلاء).
(3) الخبر والشعر في سير أعلام النبلاء 5 / 377.
248

عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي أنا عثمان (1) بن أحمد بن السماك نا
إسحاق بن إبراهيم بن سنين نا أحمد بن محمد عن محمد بن المبارك قال كان
نقش خاتم إبراهيم يعني ابن الوليد إبراهيم يثق بالله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن الحمامي (2)
أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا المقرئ [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن
عبد العزيز أنا أبو الحسين بن بشران أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك (3) قالا
أنا ابن أبي الدنيا نا عباس عن أبيه وفي رواية الأشناني أنا العباس بن هشام عن
أبيه قال بويع لإبراهيم بن الوليد بدمشق عند موت أخيه في ذي الحجة سنة ست
وعشرين ومائة وكان مروان بن محمد أقبل من أرمينية فنزل بحران من أرض الجزيرة
وبايع ليزيد بن الوليد وبعث إليه وفدا ببيعته فتوفي يزيد قبل أن يصل وفد مروان إليه
فلما بلغ الوفد موته وهو بجسر منبج انصرفوا إلى مروان فدعا إلى نفسه ثم أقبل مروان
سنة سبع وعشرين بأهل الجزيرة يريد إبراهيم بن الوليد وقد بويع له ولعبد العزيز بن
الحجاج بن عبد الملك من بعده فلما دخل مروان دمشق خلع إبراهيم بن الوليد نفسه
وإنما كان أمره شهرين واثني عشر يوما وهرب إبراهيم بن الوليد وتوارى حتى أمنه
مروان بن محمد بعد ذلك ودخل في طاعته وصار معه
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (4) وبايع
أهل الشام إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ما خلا أهل حمص فإنهم أبوا أن يبايعوه
يعني في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة

(1) بالأصل " أبو عثمان " والصواب عن م ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 444.
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس ويتنظفون، وينتظفون، وترجم له في الأنساب
باسم علي بن أحمد بن عمر مقرئ أهل بغداد ومحدثهم.
(3) بالأصل " منك " خطأ، والصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 406.
(4) تاريخ خليفة ص 369 (حوادث سنة 126).
249

قال خليفة (1) وفيها يعني سنة سبع وعشرين أتى إبراهيم بن الوليد مروان بن
محمد بالجزيرة فخلع نفسه وبايعه فقبل منه وأمنه وكانت ولاية إبراهيم بن الوليد
المخلوع أشهرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال وبويع لإبراهيم بن الوليد بن
عبد الملك (2) ثم خلع بعد قال قوم أربعين ليلة وقال آخرون بعد سبعين ليلة
قال وفي سنة سبع وعشرين دخل مروان بن محمد وبويع بيعة الخلافة وهرب
إبراهيم بن الوليد حتى أمنه مروان فرجع
أخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا نصر المقدسي وأبو محمد بن فضل [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي نا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو
الحسن بن عوف أنا أبو علي بن منير أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا
الهيثم بن عمران قال ولي إبراهيم بن الوليد شهرين وثمانية أيام ثم خلعه مروان
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي نا أبو الحسين بن
المهتدي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن
علي الصيدلاني أنا محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري قلت
حدثكم الهيثم بن عدي قال وولي إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك أربعة أشهر ثم
خلع خلعة مروان بن محمد
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار قال قال أبو حفص الفلاس وجعل يعني
يزيد بن الوليد الأمر بعده لأخيه إبراهيم فلم يستقيموا عليه واختلط الأمر وأقبل
مروان بن محمد من أرمينية فقتلهم واختلط أمرهم أكثر من شهر

(1) تاريخ خليفة ص 374.
(2) بالأصل وم " بن يزيد " خطأ.
250

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا عاصم بن علي نا أبو معشر [* * * *]
وقال ونا حنبل حدثني أبو عبد الله [* * * *]
وأخبرني أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله
الحافظ نا محمد بن المؤمل نا الفضل بن محمد نا أحمد بن حنبل نا إسحاق بن
عيسى عن أبي معشر قال ثم بويع إبراهيم وقال ابن السمرقندي لإبراهيم بن
الوليد يعني سنة ست وعشرين ومائة فلبث سبعين ليلة ثم خلع
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال قال أبي وولي
من بعده (1) إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك أربعة أشهر ثم خلعه مروان وقال عمي
أبو بكر وولي إبراهيم بن الوليد أربعين يوما
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم
ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد
الفقيه [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الفضل بن خيرون قالوا أنا أبو علي بن
شاذان ح
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا طراد بن محمد الزينبي ورزق الله بن
عبد الوهاب التميمي قالا أنا أبو بكر بن وصيف الصياد قالا أنا أبو بكر الشافعي نا
أبو بكر عمر بن حفص السدوسي نا محمد بن يزيد قال وبويع إبراهيم بن الوليد
وهو أخو يزيد بن الوليد وهو الخليع قدم مروان بن محمد وهو أخوه لأمه وأمهما
أمة وكنيته أبو إسحاق
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة قالا وأنا أبو تمام الواسطي إجازة أنا أبو بكر بن

(1) كذا، ويعني يزيد بن الوليد بن عبد الملك.
251

بيري (1) قراءة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني نا
أبو بكر بن أبي خيثمة قال أخبرني الحسن بن أبي الحسن أنه خلع يعني إبراهيم بن
الوليد في شهر ربيع الاخر سنة سبع وعشرين ومائة ثم هزم إبراهيم في صفر سنة
سبع ثم لم يزل حتى أصيب في سنة اثنتين وثلاثين ومائة وظهر مروان بن محمد بن
مروان والله تعالى أعلم

(1) ضبطت عن التبصير 1 / 113 واسمه أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن پيري الواسطي.
252

حرف الهاء
في اباء من اسمه إبراهيم "
533 إبراهيم بن هانئ
أبو إسحاق النيسابوري الأرغياني (1) (2)
نزيل بغداد
سمع بدمشق أبا العباس سلام بن سليمان المدائني ومحمد بن بكار بن بلال
وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر وعبد الله بن يزيد بن راشد القرشي
وميسرة بن صفوان اللخمي وبمصر أصبغ بن الفرج وسعيد بن عفير وعثمان بن
صالح أبا صالح وبغيرها محمد بن كثير المصيصي وعبد القدوس بن الحجاج وأبا
عبد الرحمن المقرئ وأبا عاصم وعبيد الله بن موسى وأبا نعيم وأبا غسان
وحجاج بن نصير ويحيى بن عبد الله النابلسي ومحمد بن يزيد بن سنان
وعبد الله بن يوسف التنيسي وخلاد بن يحيى المكي وأيوب بن خالد الحراني
وقبيصة بن عقبة وعبد الله بن داود الخريبي (3) وعفان بن مسلم ومحمد ويعلى ابني
عبيد
روى عنه أبو العباس السراج وأبو القاسم البغوي وأبو محمد بن أبي حاتم
وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن
عدي الجرجاني وأبو محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد العطار والحسين بن

(1) هذه النسبة إلى أرغيان وهي اسم لناحية من نواحي نيسابور بها عدة قرى (الأنساب).
(2) ترجم له في سير أعلام النبلاء 13 / 17 (10) وانظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى الخربية محلة مشهورة بالبصرة.
253

إسماعيل المحاملي وأبو سعيد بن الأعرابي وعبد الله بن أحمد بن حنبل
وعبد الله بن محمد بن ناجية وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو عمرو الحيري (1)
ومحمد بن سفيان بن بيان وأبو الطيب أحمد بن عبد الله البغوي وأحمد بن
محمد بن الأزهر وغيرهم
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن محمد بن
أحمد بن لؤلؤ نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل نا إبراهيم بن هانئ نا أبو
العباس المدائني بدمشق نا الفضل بن مرزوق نا عطية العوفي عن أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم
" يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر
وطلب رزق ويوم الثلاثاء يوم حديد وبأس شديد ودم ويوم الأربعاء يوم لا أخذ ولا
عطاء ويوم الخميس يوم دخول على سلطان وطلب حوائج ويوم الجمعة يوم خطبة
ونكاح) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد [* * * *]
قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال (2)
إبراهيم بن هانئ النيسابوري أبو إسحاق نزيل بغداد روى عن المقرئ ومحمد بن
كثير المصيصي وأبي غسان وعبيد الله بن موسى وأبي عاصم النبيل وأبي نعيم
وعفان وسعيد بن عفير وحجاج بن نصير سمعت منه ببغداد في الرحلة الثانية وهو
ثقة صدوق
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري سكن بغداد سمع محمدا ويعلى ابني عبيد
وطبقتهما من الكوفيين ودخل الشام فكتب عن أكثر الطبقة مثل علي بن عياش وأبي

(1) هذه النسبة إلى حيرة - محلة مشهورة بنيسابور - واسمه أحمد بن محمد بن حفص له ترجمة في سير أعلام
النبلاء 14 / 492.
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 144.
254

اليمان وهو ثقة مأمون روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن عبدوس بن
كامل والأئمة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري كان أحد الأبدال (2) ورحل في
العلم إلى العراق والشام ومصر ومكة ثم استوطن بغداد وحدث بها عن
عبيد الله بن موسى العبسي ويعلى ومحمد ابني عبيد وقبيصة بن عقبة وخلاد بن
يحيى وأبي عبد الرحمن المقبري (3) وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وأبي
صالح عبد الله بن صالح المصري وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر وأيوب بن
خالد الحراني وعلي بن عياش وأبي اليمان وأمثالهم روى عنه عبد الله بن
أحمد بن حنبل ومحمد بن عبدوس بن كامل وعبد الله بن محمد البغوي
وعبد الله بن محمد بن ناجية ويحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن
محمد بن (4) هارون الخلال وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري والحسين بن
إسماعيل المحاملي (4) ومحمد بن مخلد الدوري وإسماعيل بن محمد الصفار
وغيرهم
قال (5) وأنا الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز نا علي بن
محمد بن لؤلؤ الوراق إملاء نا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي بواسط قال
سمعت أخي قال (6) نا يزيد بن هارون بن عيسى قال سمعت من يخبر عن
أحمد بن حنبل قال إن يكن أحد ممن يعرف من الأبدال فإبراهيم بن هانئ قال
الخطيب كذا أخبرناه ابن أشناس وفي أسناده وهم وأحسب صوابه قال سمعت أخي
يزيد بن هارون بن عيسى والله أعلم

(1) تاريخ بغداد 6 / 204.
(2) جماعة من الصالحين، قليل عددهم أو كثير، مؤمنون بالله يهتدون بكتابه ويقتدرون بتعاليمه وشرائعه
وينفذون سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم، حسنو الخلق صادقون، ورعون، مخلصون، أمينون ثقة، بعيدون عن الدنايا
والصغائر والغيبة والنميمة، متجهون إلى الله.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل وم " المفرئ ".
(4) زيادة عن تاريخ بغداد.
(5) تاريخ بغداد 6 / 205.
(6) الزيادة عن تاريخ بغداد.
255

قال وأخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد نا محمد بن العباس
الخزاز نا أبو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري [* * * *]
قال وأخبرني عبد الغفار (1) بن محمد بن جعفر المؤدب نا عمر بن أحمد
المروروذي نا أبو بكر النيسابوري حدثني أبو موسى الطرسوسي (2) في جنازة
إبراهيم بن هانئ قال سمعت ابن زنجويه يقول قال أحمد بن حنبل إن كان ببغداد
رجل من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري واللفظ لابن عبد الواحد
أنبأنا أبو السعود بن المجلي وجماعة عن أبي الحسين بن المهتدي قال سمعت
أبا القاسم الصيدلاني قال سمعت أبا بكر النيسابوري يقول حدثني أبو موسى الطوسي
قال سمعت ابن زنجويه يقول قال أحمد بن حنبل إن كان ببغداد رجل من الأبدال
فإنه أبو إسحاق النيسابوري يريد إبراهيم بن هانئ
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
قال (3) حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي أنا أبو بكر الخلال أنا علي بن
الحسن بن هارون نا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال كان أحمد بن حنبل مختفيا
ها هنا عندنا في الدار فقال لي أحمد بن حنبل ليس أطيق ما يطيق أبوك يعني من
العبادة وقال الخلال أخبرني يوسف بن موسى قال سألت أبا عبد الله امرأة عن
وصية فذكرت له أبا إسحاق النيسابوري فقال أبو عبد الله أبو إسحاق ثقة
قال (4) وأخبرني الأزهري قال قال أبو الحسن الدارقطني إبراهيم بن هانئ
النيسابوري أبو إسحاق ثقة فاضل سكن بغداد
قال وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح نا محمد بن العباس الخزاز نا أبو بكر
النيسابوري قال حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته فجعل يقول لابنه إسحاق يا
إسحاق ارفع الستر قال يا أبة الستر مرفوع قال أنا عطشان فجاءه بماء قال غابت

(1) في تاريخ بغداد: " أخبرني أبو عبد الله محمد بن جعفر ".
(2) تاريخ بغداد: " المطوسي " كذا ولعله الطوسي، وسيأتي.
(3) تاريخ بغداد 6 / 205.
(4) تاريخ بغداد 6 / 206.
256

الشمس قال لا قال فرده ثم قال " لمثل هذا فليعمل العاملون " (1) ثم خرجت
روحه
قال (2) وأخبرني محمد بن أحمد بن رزق قال قرأت على أحمد بن عيسى بن
الهيثم التمار نا عبيد بن محمد بن خلف البزاز (3) قال مات إبراهيم بن هانئ
والرمادي في سنة خمس وستين ومائتين
قال وأنا محمد بن عبد الواحد نا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا اسمع قال إبراهيم بن هانئ النيسابوري صاحب أحمد بن حنبل
توفي يوم الأربعاء لأربع خلون من ربيع الاخر سنة خمس وستين
534 إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم
أبو إسحاق القرشي الأطرابلسي المرقاني
قدم دمشق وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن كليب الطرسوسي وسمع بدمشق
أبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر بن الجندي (4)
روى عنه عبد العزيز الكتاني وأبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السمان (5)
وأبو الحسن الحنائي (6)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
هبة الله الأطرابلسي قدم علينا قراءة عليه نا أبو جعفر أحمد بن كليب الطرسوسي
نا محمد بن إبراهيم بن أبي أمية حدثني محمد بن إبراهيم (7) أبو أمية نا روح (8) بن

(1) تاريخ بغداد 6 / 206.
(2) سورة الصافات، الآية: 61.
(3) في تاريخ بغداد: البزار.
(4) اسمه محمد بن أحمد بن هارون بن موسى، ترجمته في السير 17 / 400.
(5) ترجمته في سير الاعلام 18 / 55.
(6) بالأصل " الحناني " والصواب ما أثبت، واسمه علي بن محمد بن إبراهيم بن حسين ترجمته في سير الاعلام
17 / 565 وفي م أيضا: الحناني.
(7) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 91 يروي عنه حفيده محمد بن إبراهيم بن أبي أمية.
(8) ضبطت اللفظتان بالقلم عن تقريب التهذيب.
257

عبادة عن مالك عن أبي حازم عن أبي إدريس قال دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى
براق الثنايا وإذا الناس حوله وإذا اختلفوا في شئ أسندوه إليه فصدروا عنه فسألت
عنه فقيل هذا معاذ بن جبل
فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير فوجدته يصلي فانتظرته حتى
إذا قضى صلاته جئته من قبل وجهه فسلمت عليه وقلت له والله إني لأحبك قال الله
فقلت الله فقال الله فقلت الله فأخذ بحبوتي وردائي فجذبني وقال أبشر فإني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (قال الله عز وجل حقت محبتي للمتحابين في
والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري وأبو محمد السيدي قالا أنا أبو عثمان
البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك عن
أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني فذكر نحوه
258

ذكر من اسم أبيه هشام "
535 إبراهيم بن هشام بن إسماعيل
ابن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر (1)
ابن مخزوم بن يقظة القرشي المخزومي
ولي مكة والمدينة والموسم لهشام بن عبد الملك ثم أقدمه الوليد بن يزيد بعد
موت هشام وأخاه محمد بن هشام دمشق مسخوطا عليهما ودفعهما إلى يوسف بن عمر
والي العراق فعذبهما حتى ماتا عنده وسأذكر ذلك في ترجمة محمد أخيه
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثني الزبير بن بكار قال ومن ولد
هشام بن إسماعيل إبراهيم ومحمد ابنا هشام وهما لأم ولد وكان هشام يوليهما
المدينة ومكة ثم عذبهما يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة بأمر الوليد بن يزيد حتى ماتا في
حبسه
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو
بكر محمد بن إبراهيم أنا أبو الطيب محمد بن جعفر المنبجي (2) نا عبيد الله بن
سعد نا أبي قال حج بالناس إبراهيم بن هشام تلك السنة يعني سنة خمس ومائة
وحج بالناس إبراهيم بن هشام سنة سبع ومائة وسنة ثمان ومائة وحج بالناس

(1) كذا بالأصل والاستيعاب وأسد الغابة (في ترجمة خالد بن الوليد)، وفي الإصابة: " عمرو ".
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى منبج، (انظر معجم البلدان).
259

إبراهيم بن هشام أيضا سنة إحدى عشرة ومائة (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب
أنا محمد بن أحمد بن عبد الله [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات النماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو طاهر
أحمد بن علي بن سوار قالا أنا الحسين بن علي الطناجيري قالا أنا محمد بن
يزيد بن علي الأنصاري نا محمد بن محمد بن عقبة نا أبو بشر هارون بن حاتم
البزاز نا أبو بكر بن عياش قال ثم بايع الناس هشام بن عبد الملك فحج بالناس
إبراهيم بن إسماعيل المخزومي سنة خمس ومائة ثم حج بالناس هشام بن عبد الملك
سنة ست ومائة ثم حج بالناس إبراهيم بن هشام سنة ست وسنة سبع وثمان وتسع وعشر
وإحدى عشرة (2) واثنتي عشرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال في سنة ست ومائة نزع
عبد الواحد عن المدينة وأمرهم إبراهيم بن هشام بن إسماعيل
قال وفي سنة سبع ومائة حج بالناس عامئذ إبراهيم بن هشام وهو أمير على أهل
مكة والمدينة قال وفي سنة ثمان ومائة حج عامئذ إبراهيم بن هشام وفي سنة تسع
ومائة وفي سنة عشر ومائة حج بالناس إبراهيم بن هشام وفي سنة إحدى عشرة وفي سنة
اثنتي عشرة ومائة حج إبراهيم بن هشام وفي سنة ثلاث عشرة عزل إبراهيم بن هشام عن
المدينة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (3) وأقام
الحج يعني سنة سبع ومائة إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي قال وأقام

(1) في مروج الذهب 4 / 451 ثم كانت سنة سبع ومائة حج بالناس إبراهيم بن هشام المخزومي، إلى سنة ثنتي
عشرة ومائة. وانظر تاريخ خليفة ص 337 إلى 341 وص 360.
(2) بالأصل " عشر ".
(3) تاريخ خليفة ص 337 و 338 و 339 و 340 و 341 و 343.
260

الحج يعني سنة ثمان ومائة إبراهيم بن هشام وأقام الحج يعني تسع ومائة
إبراهيم بن هشام وأقام الحج يعني سنة عشر إبراهيم بن هشام المخزومي وأقام
الحج يعني سنة إحدى عشرة إبراهيم بن هشام وأقام الحج يعني سنة اثنتي عشرة
إبراهيم المخزومي
قال خليفة فولاه (1) هشام سنة ومائة في جمادى الأولى فلم يزل واليا على
مكة حتى مات هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة
كتب الوليد إلى إبراهيم (2) بن هشام وهو والي مكة لهشام بن عبد الملك فقدم
عليه واستخلف على المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فعزله
الوليد (3)
أنبأنا أبو غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب أنا الحارث بن محمد بن
أبي أسامة التميمي أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمر الواقدي قال
وفيها يعني سنة سبع ومائة حج بالناس إبراهيم بن هشام فخطب بمنى الغد من يوم
النحر بعد الظهر فقال سلوني فأنا ابن الوحيد لا تسألوا أحدا أعلم مني فقام إليه
رجل من أهل العراق فسأله عن الأضحية أواجبة هي فما درى أي شئ يقول له فنزل
عن المنبر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان المالكي نا عامر بن عبد الله نا إبراهيم بن حمزة عن محمد بن
مسلمة عن إبراهيم بن الفضل بن سلمان مولى هشام بن إسماعيل المخزومي (4) قال
بينا إبراهيم بن هشام يخطب على المنبر بالمدينة إذ سقطت عصا كانت معه في يده فاشتد

(1) الذي في تاريخ خليفة المطبوع ص 357 في تسمية عمال هشام أنه ولي محمد بن هشام مكة والمدينة
والطائف.
(2) في تاريخ خليفة الطبوع " محمد " ص 366 في تسمية عمال الوليد بن يزيد.
(3) بعدها في تاريخ خليفة: وجمعها ليوسف بن محمد بن يوسف مع مكة والطائف حتى قتل الوليد.
(4) الخبر في عيون الاخبار لابن قتيبة الدينوري 1 / 258 عن قتيبة بن مسلم أنه كان يخطب على منبر
خراسان.... وذكر البيت ولم ينسبه.
261

ذلك عليه وكرهه فتناولها الفضل بن سليمان وكان على حرسه وناوله إياها وقال
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر *
رواها ثعلب عن الزبير بن بكار عن رجل عن محمد بن مسلمة عن إبراهيم بن
الفضل بن سالم بدل سلمان
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن
الحسن قال أذن (1) إبراهيم بن هشام أذنا عاما فدخل عليه النصيب فأنشده مديحا له
فقال إبراهيم ما هذا بشئ أين هذا من قول أبي دهبل لصاحبنا ابن الأزرق حيث
يقول (2)
إن تغد من منقلي (3) نخلان (4) مرتحلا * يبن (5) من اليمن المعروف والجود *
قال فغضب النصيب فخلع عمامته وطرحها وبرك عليها بين يديه ثم قال فإن
تأتوننا برجل مثل ابن الأزرق نأتكم بمديح أجود من مديح أبي دهبل (6)
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري أنا أبو الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن الطيوري أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي أنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن
شيبة نا جدي حدثني أحمد بن المعدل نا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن
الزبير عن عم أبيه عامر بن عبد الله بن الزبير وكان رجلا معروفا بالاجتهاد وكثرة
الدعاء قال كان عامر بن عبد الله موجها إلى القبلة بعد صلاة العصر يدعو وكان

(1) الخبر في الأغاني 1 / 362.
(2) الزيادة عن الأغاني.
(3) منقلي مثنى منقل، وهو الطريق في الجبل (اللسان).
(4) نخلان: من نواحي اليمن، معجم البلدان واستشهدت بالبيت.
(5) في الأغاني: يرحل.
(6) بعدها في الأغاني: إن المديح والله إنما يكون على قدر الرجال. فأطرق ابن هشام، وعجبوا من إقدام
نصيب عليه، ومن حلم ابن هشام وهو غير حليم.
262

مصلاه بين القبر والمقصورة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القبر في ظهره فمر به إبراهيم بن
هشام المخزومي وهو يومئذ أمير المدينة وكان رجلا مخوفا مقداما قال فلما رأى
عامرا أعدل إليه فوقف ليسلم عليه أو قال (1) سلم فلم ينثن (2) إليه عامر ومضى في
دعائه فانصرف مغضبا فجعل يقول لمن أتاه من أخوان عامر ونظرائه محمد بن المنكدر
وصفوان بن سليم وأبو حازم وذويهم ألا تعجبون لعامر مررت عليه وليس في صلاته
ولم ينثن إلي ولم يكلمني قال حتى خافوه عليه فأتوه فقالوا له يرحمك الله أميرك
وتخشى ناحيته فلو أقبلت عليه ثم رجعت إلى ما كنت فيه قال وهو ساكت حتى إذا
فرغوا قال هيه أيظن ابن (3) هشام أن يقبل علي وأنا مقبل على الله فأعرض عن الله عز
وجل وأقبل عليه كلا والله
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن رشأ المقرئ أنا أبو محمد الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا محمد بن الحارث أخبرني
المدائني أخبرني رجل من قريش من أهل المدينة قال كنت أساير إبراهيم بن هشام
بالمدينة وهو وال عليها فلقيه رجل فسلم عليه فرأيت وجه إبراهيم قد تغير فلما مضى
الرجل سألته عن تغير وجهه فقال لي فطنت لذلك قلت نعم قال فإن له علي
دينا وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) (إن لصاحب الحق مقالا) [* * * *]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني علي بن صالح حدثني
عامر بن صالح عن حسن بن زيد أنه قال يوما قاتل الله ابن هشام ما كان أجرأه على الله
دخلت عليه مع أبي في هذه الدار يعني دار مروان وقد أمره هشام أن يفرض للناس
فدخل عليه ابن لعبد الله بن جحش المجدع في الله فانتسب له وسأله الفريضة فلم يجبه
بشئ ولو كان أحد يرفع إلى السماء كان ينبغي له أن يرفع ثم دخل عليه ابن أبي تجراة
وهم أهل بيت من كندة وقعوا بمكة فقال ابن أبي تجراة صاحب عمك عمارة بن
الوليد بن المغيرة في سفره الذي يقول فيه

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(2) بالأصل " ينثني ".
(3) بالأصل: بني.
263

فروح أبا تجراة من يك أهله * بمكة يرحل وهو للظل الف *
فقال له لتعلمن أن مودة أبي فايد قد دفعتك اليوم ففرض له (1) ولأهل بيته
لم يسم ابن هشام في هذه الحكاية وقد ولي المدينة لهشام بن عبد الملك إبراهيم هذا
وأخوه محمد بن هشام ودار مروان دار الإمارة بالمدينة فالله أعلم أيهما هو
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وأذن لي في روايته وناولني
إياه أنا أبو علي الجازري أنا المعافى بن ذكريا (2) نا أحمد بن العباس العسكري نا
عبد الله بن أبي سعد نا محمد بن الحسن الأنصاري نا عبد العزيز بن محمد
المخزومي قال كتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام المخزومي وكان
عامله على الحجاز
أما بعد فإن أمير المؤمنين قد قلد ما كان ولاك من الحجاز خالد بن عبد الملك
وأن أمير المؤمنين لم يعزلك حتى كنت وإياه كما قال القطامي (3)
أمور ما يدبرها حكيم * بل نهي وهيب ما استطاعا
ولكن الأديم إذا تفرى بلى * وتعينا (4) غلب الصناعا *
وإني والله ما عزلتك حتى لم يبق من أديمك شئ أتمسك به
فلما ورد كتابه على إبراهيم تغير وجهه وقال " إنا لله وإنا إليه راجعون (5)
أصبحت اليوم واليا وإنا الساعة سوقة فقام رجل من بني أسد بن خزيمة فقال
فإن تكن الإمارة عنك زاحت (6) * فإنك للهشام وللوليد
وقد مر الذي أصبحت فيه * على مروان ثم على سعيد *
قال فسري عنه وأحسن جائزة الأسدي

(1) زيادة لازمة.
(2) الجليس الصالح الكافي للمعاني بن زكريا 3 / 295.
(3) ديوان القطامي ص 34.
(3) غير منقوطة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 176 وفي الجليس الصالح: وتعيبا.
(5) سورة البقرة، الآية: 156.
(6) الجليس الصالح: راحت.
264

قال القاضي رحمه الله قول هشام حتى كنت وإياه عطف وإياه الذي هو
النصب على التاء وهي في موضع رفع لأنه من باب المفعول معه كقولهم ما صنعت
وإياك ومنه قول الشاعر
فكان وإياها كحران لم يفق * عن الماء إذ لاقاه حتى تقددا (1)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو علي الحسن بن
محمد بن الحسن الساوي الفقيه أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن
برهان بصور أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت (2) الدقاق أنا
خلف بن عمرو العكبري نا الحميدي نا سلمة بن سيسن (3) الخياط المكي حدثني
بشر بن عبيد وكان شيخا قديما قال كنا مع طاوس عند المقام فسمعنا ضوضأة فسمعت
طاوسا يقول ما هذا فقال قوم أخذهم ابن هشام في سبب فطوفهم فسمعت طاوسا
يحدث عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (ما من أحد يحدث في هذه الأمة حدثا لم
يكن فيموت حتى يصيبه ذلك * [* * * *]
قال بشر بن عبيد فأنا رأيت ابن هشام حين عزل وأتاه عمال المدينة طوفوه ولم
يسم ابن هشام وإبراهيم ومحمد بن هشام أخوه وليا جميعا مكة وعذبهما الوليد بن
يزيد فالله أعلم أيهما صاحب هذه القصة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن
العتيقي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالا أنا
الوليد بن بكر نا علي بن أحمد بن زكريا نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي
حدثني أبي أحمد حدثني أبو عثمان البغدادي ثقة نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال عن عمر بن الخطاب
لعبد الرحمن بن عوف ألم يكن فيما يقرأ قاتلوا في الله اخر مرة كما قاتلتم فيه أول

(1) الجليس الصالح: تعذرا، وبهامشه عن نسخة: تقددا.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 68.
(3) ضبطت عن التبصير 2 / 709.
265

مرة قال متى ذاك يا أبا محمد قال إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو مخزوم الوزراء
وقد روي هذا الحديث عن ابن أبي مليكة من وجه اخر
أخبرناه أعلى من هذا بأربع درجات أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين بن
المهتدي نا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا نافع بن
عمر عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال قال عمر بن الخطاب بن
لعبد الرحمن بن عوف ألم تجد فيما أنزل الله جاهدوا كما جاهدتم أول مرة قال بلى
قال فإنا لا نجدها قال أسقطت فيما أسقط من القرآن قال أتخشى أن يرجع الناس
كفارا قال ما شاء الله قال لئن رجع الناس كفارا ليكونن أمراؤهم بني فلان
ووزراؤهم بني فلان
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال وفي
سنة خمس وعشرين ومائة كتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر فقدم عليه فدفع
إليه خالد بن عبد الله القسري ومحمدا وإبراهيم ابني هشام بن إسماعيل المخزوميين
وأمره فقتلهم
قال خليفة (1) فحدثني إسماعيل بن إبراهيم العتكي حدثني السري بن مسلم
أبو بشر بن السري قال رأيتهم حين قدم يوسف بن عمر الحيرة وخالد في عباءة في
شق محمل فعذبهم حتى قتلهم
536 إبراهيم بن هشام بن ملاس بن قسيم
النميري وقيل الغساني
حكى عن أبيه حكى عنه ابنه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم حكاية تقدمت في
بناء الجامع

(1) تاريخ خليفة ص 362.
266

537 إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى
أبو إسحاق الغساني (1)
روى عن أبيه ومعروف الخياط وسعيد بن عبد العزيز وعبد الله بن عياض
الإسكندراني وسويد بن عبد العزيز وشعيب بن إسحاق
روى عنه أحمد بن نصر بن شاكر وأبو قصي العدوي وابنه أبو حارثة أحمد بن
إبراهيم بن هشام وأبو زرعة الدمشقي وخالد بن روح بن أبي حجير وجعفر
الفريابي ويعقوب بن سفيان الفارسي وعثمان بن خرزاد (2) وأبو علي الحسن بن
أحمد بن إبراهيم بن حلقوم المقرئ ومحمد بن الفيض وأبو الأحوص محمد بن
الهيثم قاضي عكبرا وأنس بن المسلم الخولاني وإسحاق بن الحسن الحربي
ومحمد بن إسحاق بن الحريص وأبو العباس بن قتيبة والحسين بن عبد الله بن
يزيد بن الأزرق الرقي والحسن بن سفيان ومحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن
عبدوس وهارون بن عمران بن أبي جميل وداود بن السرح الرملي وأبي عبيد الله
معاوية بن صالح الأشعري وقدامة بن أحمد وأحمد بن علي الأبار وسعد بن محمد
البيروتي
ولد إبراهيم بن هشام سنة خمسين ومائة فيما ذكر إسحاق بن إبراهيم بن
عبد الرحمن الهروي وله شعر حسن
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا ابن منيع نا محمد بن حسان بن خلف نا عمار بن محمد ابن أخت
سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا
تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)
قال ونا ابن قتيبة ومحمد بن فيض الدمشقي وحسين بن عبد الله القطان
قالوا حدثنا إبراهيم بن هشام الغساني نا سويد بن عبد العزيز عن أبي الزبير عن
جابر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 6 / 156 وميزان الاعتدال 1 / 72.
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب.
267

أخبرناه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله الخطبي أنا أبو الطيب
عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة (1) أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن الفيض
الدمشقي نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى نا سويد بن عبد العزيز عن أبي
الزبير عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة أنا أبو بكر بن ريذة (2) أنا سليمان بن أحمد
الطبراني وذكر حديثا من رواية إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن
جده فقال لم يروه (3) عن يحيى بن يحيى إلا ولده إلا ثقات
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد [* * * *] قال وأنا ابن مندة نا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي
حاتم (4) قلت (5) لأبي لم لا تحدث عن إبراهيم بن هشام فقال ذهبت إلى قريته
فأخرج إلي كتابا زعم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث
ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة وعن ابن شوذب (6) ويحيى بن أبي عمرو الشيباني (7)
فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث الليث بن سعد عن عقيل فقلت له أذكر
هذا فقال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ليث بن سعد عن عقيل بالكسر ورأيت
في كتابه أحاديث عن سويد بن عبد العزيز عن مغيرة وحصين قد أقلبها على سعيد بن
عبد العزيز فقلت هذه أحاديث سويد بن عبد العزيز فقال حدثنا سعيد بن عبد العزيز
عن سويد وأظنه لم يطلب العلم وهو كذاب
فذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي فقال صدق أبو
حاتم ينبغي أن لا يحدث عنه

(1) ترجمته في سر أعلام النبلاء 18 / 149 وضبطت شمة عن التبصير 2 / 789 بالكسر وقيل بالفتح.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م والظبط عن التبصير.
(3) يعني به حديث أبي ذر الطويل كما في ميزان الاعتدال 1 / 72.
(4) الجرج والتعديل 1 / قسم 1 / 142 - 143.
(5) كذا بالأصل وميزان الاعتدال نقلا عن ابن أبي حاتم، وفي الجرح والتعديل: قلت لأبي زرعة.
(6) في ميزان الاعتدال: " عم ضمرة عن ابن شوذب وغيره ". والأصل كالجرح والتعديل.
(7) في الجرح والتعديل: " السيباني " وبهامشه عن نسخة أخرى: الشيباني.
268

قال ابن أبي حاتم (1) إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي
روى عن أبيه وعن سعيد بن عبد العزيز وعن عبد الله بن عياض الإسكندراني سمعت
أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا أبو الحسن
أحمد بن أبي بكر العدل أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري أنا ابن أبي حاتم
إجازة قال سمعت أبي يقول (2) قلت لأبي زرعة لا تحدث عن إبراهيم بن هشام بن
يحيى الغساني فإني ذهبت إلى قريته فأخرج إلي كتابا زعم أنه سمعه من سعيد بن
عبد العزيز فنظرت إلى حديثه فاستحسنت منه من حديث ليث بن سعد عن عقيل
فقلت أذكر هذا فقال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ليث بن سعد عن عقيل
بالكسر قال أبو حاتم قلت له هذه الأحاديث لسويد بن عبد العزيز فقال حدثنا
سعيد بن عبد العزيز عن سويد بن عبد العزيز فذكرت بعض هذا لعلي بن الحسين بن
الجنيد فقال صدق أبو حاتم ينبغي أن لا يحدث عنه
في حاشية الأصل حافظ الري يعني ابن الجنيد (3)
قرأت عن أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قالوا وفيها يعني سنة ثمان وثلاثين ومائتين توفي
إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني
قال وقال محمد بن الفيض ومات إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني سنة
ثمان وثلاثين ومائتين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض نا
إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني مات في سنة ثمان وثلاثين ومائتين

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم / 142.
(2) كذا وردت العبارة هنا، وفي الجرح والتعديل: " قلت لأبي زرعة ". وانظر الرواية السابقة.
(3) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 16 (7).
269

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد بن
سليمان نا محمد بن الفيض قال وإبراهيم بن هشام سنة ثمان وثلاثين ومائتين يعني
مات قال محمد بن الفيض أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يزيغ بعلي بن
أبي طالب فذكر جماعة وفيهم إبراهيم بن هشام الغساني
270

حرف الياء
في اباء من اسمه إبراهيم
ذكر من اسم أبيه يحيى ممن يسمى إبراهيم
538 إبراهيم بن يحيى بن إسماعيل
ابن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي
حدث عن الوليد بن مسلم
روى عنه أبو إبراهيم أحمد بن سعد الزهري
أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن شهرزوري (1) وأبو بكر
محمد بن عبيد الله بن نصر المجلد قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
عبد الرحمن بن أيوب العكبري أنا أبو الحسين بن بشران ببغداد نا إسماعيل بن
محمد الصفار نا أبو (2) إبراهيم أحمد بن سعد الزهري نا إبراهيم بن يحيى بن
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن
إسماعيل بن عبيد الله قال قال لي عبد الملك بن مروان يا إسماعيل أدب ولدي
فإني معطيك أو مثيبك قال إسماعيل يا أمير المؤمنين وكيف بذلك وقد حدثتني أم
الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (من أخذ على تعليم القرآن قوسا قلده
الله يوم القيامة قوسا من نار) [* * * *]
قال عبد الملك يا إسماعيل إني لست أعطيك أو أثيبك على القرآن إنما أعطيك
وأثيبك على النحو

(1) وفي م: الشهرزوري ترجمته في سير الاعلام 20 / 289.
(2) سقطت من الأصل، وقد تقدم، والزيادة عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 13 / 117.
271

539 إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة
أبو إسحاق بن أبي محمد العذري (1) (2)
أحد بني عدي بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم من رهط ذي الرمة وقيل
أنهم موالي بني عدي بن عبد شمس ويعرف أبوه باليزيدي (3) لأنه خرج مع إبراهيم بن
عبد الله بن الحسن بالبصرة ثم توارى حتى أستتر أمره واتصل بيزيد بن منصور خال
المهدي فوصله بالرشيد فعرف باليزيدي (4)
وكان إبراهيم عالما بالأدب شاعرا مجيدا (5) نادم الخلفاء وقدم دمشق صحبة
المأمون والمعتصم وذكر دير مران (6) في شعره
وكان قد سمع أباه أبا (7) محمد اليزيدي وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري
وعبد الملك بن قريب الأصمعي
روى عنه أخوه أبو (8) علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي وابنا
أخيه أحمد وعبيد الله ابنا محمد بن أبي محمد اليزيدي
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد نا أبو
بكر الخطيب (9) أنا الحسن بن أبي بكر نا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي نا
عبيد الله بن محمد أبو القاسم اليزيدي حدثني إبراهيم بن أبي محمد (10) حدثني
أبي قال كنت مع أبي عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن
حسن بن حسن بن علي أبي طالب فسأله عن رجل من أصحابه فقده فقال

(1) كذا بالأصل. وفي مختصر ابن منظور 4 / 178 وتاريخ بغداد 6 / 209 " وفي م: العدوي.
(2) ترجم له في الوافي بالوفيات وبهامشها ثبت بأسماء مصادر ترجمت له.
(3) بالأصل: " بيزيدي " والمثبت عن مختصر ابن منظور والوافي وم.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
(5) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
(6) دير مران: دير بالقرب من دمشق على تل مشرف مزارع الزعفران ورياض حسنة (معجم البلدان).
(7) سقطت من الأصل، والزيادة عن م، تقدم في بداية الترجمة أن أباه يكني بأبي محمد.
(8) سقطت من الأصل. واستدركت عن معجم الأدباء 2 / 98 نقلا عن ابن عساكر. وتاريخ بغداد 6 / 209 وم.
(9) الخبر في تاريخ بغداد 10 / 338 - 339 في ترجمة أبي القاسم اليزيدي.
(10) سقطت من الأصل واستدركت عن م، وانظر تاريخ بغداد.
272

لبعض من حضره أذهب فسل عنه فرجع فقال تركته (1) يريد أن (1) يموت
قال فضحك منه بعض القوم وقال في الدنيا إنسان يريد أن يموت فقال إبراهيم
لقد ضحكتم منها عربية إن يريد في معنى يكاد قال الله تعالى " جدارا يريد أن
ينقض " (2) أي يكاد قال فقال أبو عمرو لا نزال بخير ما كان فينا مثلك
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون نا أبو بكر الخطيب (3)
قال قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني نا أبو الحسن
أحمد بن إسحاق الوشاء نا أبو علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي قال قال
إبراهيم بن أبي محمد أخي (4) كنت عند المأمون وليس معنا إلا المعتصم فذكر (5)
كلام قال فلم (5) أحتمل ذلك منه يعني من المعتصم وأجبته فأخفى (6) ذلك
المأمون ولم يظهره ذلك الإظهار فلما صرت من غد إلى المأمون كما كنت أصير قال
لي الحاجب أمرت (7) أن لا اذن لك فدعوت بدواة وقرطاس وكتبت إليه
أنا المذنب الخطاء والعفو وا سع * ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما * كرهت وما إن يستوي السكر والصحو
ولا سيما إذ كنت عند خليفة * وفي مجلس ما أن يليق به اللغو
ولولا حميا الكأس كان احتمال ما * بدهت به لا شك فيه هو السرور
تنصلت من ذنبي تنصل ضارع * إلى من إليه يغفر العمد والسهو
فإن تعف عني ألف خطوي واسعا * وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو *
قال فأدخلها الحاجب ثم خرج إلي فأدخلني فمد المأمون باعيه فأكببت على
يديه فقبلتهما (8) فضمني إليه وأجلسني

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن تاريخ بغداد.
(2) سورة الكهف، الآية: 77.
(3) تاريخ بغداد 6 / 209 - 210.
(4) عن تاريخ بغداد، وبالأصل " إني ".
(5) ما بين الرقمين في تاريخ بغداد: " فأخذت الكأس من المعتصم فعربد علي فلم أحتمل... ".
(6) مطموسة بالأصل، استدركت عن تاريخ بغداد.
(7) زيادة عن تاريخ بغداد.
(8) عن تاريخ بغداد وبالأصل " فقبلتها ".
273

قال المرزباني وحدثني العباس بن أحمد النحوي أن المأمون وقع على ظهر
هذه الأبيات
إنما مجلس الندامى بساط * للمودات بينهم وضعوه
فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا * من حديث ولذة رفعوه *
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (1) أخبرني عمي حدثني
الفضل بن محمد اليزيدي حدثني أخي أحمد عن عمه إبراهيم قال كنت مع المأمون
في بلد الروم فبينا أنا سائر في ليلة مظلمة شاتية ذات غيم وريح وإلى جانبي قبة إذ برقت
برقة فإذا في القبة عريب فقالت إبراهيم بن اليزيدي فقلت لبيك فقالت لبيك
فقالت قل في هذا البرق أبياتا أغني فيها فقلت
ماذا بقلبي من أليم الخفق * إذ رأيت لمعان البرق
من قبل الأردن أو دمشق * لأن من أهوى بذاك الأفق
فارقته وهو أعز الخلق * علي والزور خلاف الحق
ذاك الذي يملك مني رقي * ولست أبغي ما حييت عتقي *
فتنفست نفسا ظننت أنه قد قطع حيازيمها (2) فقلت ويحك على من هذا
فضحكت ثم قالت على الوطن فقلت هيهات ليس هذا كله للوطن فقالت ويلك
أفتراك ظننت أنك تستفزني والله لقد نظرت نظرة مريبة في مجلس فادعاها أكثر من
ثلاثين رئيسا والله ما علم أحد منهم لمن كانت إلى هذا الوقت
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (3) إبراهيم بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو إسحاق العدوي
المعروف ب ابن (4) اليزيدي أخو أبي عبد الله محمد (5) وهو بصري سكن بغداد

(1) الخبر في الأغاني 20 / 249 والابيات فيها.
(2) الحيازيم جمع حيزوم وهو ما استدار بالظهر والبطن، أو ضلع الفؤاد، وما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر
(القاموس).
(3) تاريخ بغداد 6 / 209 - 210.
(4) استدركت للايضاح عن تاريخ بغداد.
(5) قوله: " أخو أبي عبد الله محمد " سقط من تاريخ بغداد المطبوع.
274

وكان ذا قدر وفضل وحظ وافر من الأدب سمع من أبي زيد الأنصاري وأبي سعيد
الأصمعي وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون وهو ما اتفق لفظه واختلف معناه
نحو من سبع مائة ورقة رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي
وذكر إبراهيم أنه بدأ بعمل ذلك الكتاب وهو ابن سبع عشرة سنة ولم يزل يعمله إلى أن
أتت عليه ستون سنة وله كتاب مصادر القرآن وكتاب في بناء الكعبة
وأخبارها وكان شاعرا مجيدا (1)
540 إبراهيم بن يحيى البيروتي
حكى عن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الصيداوي
روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (2) البيروتي وأحمد بن عبيد التميمي (3)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو بكر محمد بن علي بن موسى السلمي
الحداد أنا أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن السمسار فيما قرأت عليهما قالا
أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله العبدي أنا أبي أنا أحمد بن عبيد التيمي عن
إبراهيم بن يحيى البيروتي [* * * *]
قال وأنا أبي نا سليمان بن أيوب عن العباس بن الوليد عن إبراهيم بن يحيى
البيروتي نا عبد الوهاب بن هشام عن أبيه قال أرسل إلي أبو جعفر المنصور وإلى
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قدمنا عليه العراق فذكر حكاية في العجائب
541 إبراهيم بن يحيى الدمشقي
حدث عن حفص بن عمر العدني المعروف بالفرخ (4)
روى عنه أحمد بن كثير الصوفي من حديث لاحق بن الحسين المقدسي عن
شيخ له عن أحمد بن كثير ولاحق غير ثقة

(1) ومن تصانيفه أيضا - وردت في الوافي 6 / 166 " اللفظ والشكل " و " المقصور والممدود ".
(2) بالأصل " يزيد " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 12 / 471 (172).
(3) كذا وسيأتي في الخبر: التيمي.
(4) ضبطت عن التبصير 3 / 1073 وفيه أنه لقبه.
275

542 إبراهيم بن يزيد النصري
من أهل دمشق كان من حرس عمر بن عبد العزيز
روى عن عمر بن عبد العزيز وعروة بن محمد بن عطية وعبدة بن أبي لبابة
روى عنه الأوزاعي ورجاء بن أبي سلمة وسلمة بن عبد الملك العوصي (1)
أخبرتنا أم الرضا ضواء بنت حمد بن أبي الحسن الحبال قالت أخبرتنا عائشة
بنت الحسن بن إبراهيم قالت نا عبد الواحد بن محمد بن شاة أنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة نا محمد بن خلي (2) الكلاعي نا أبي نا
سلمة بن عبد الملك العوصي عن إبراهيم بن يزيد عن عبدة بن أبي لبابة قال سمعت
ابن عمر يقول قال رسول (صلى الله عليه وسلم) (تابعوا بين الحج والعمرة فوالذي نفسي بيده
لمتابعتهما لتنفي والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا جعفر بن محمد بن جعفر الكندي أنا أبو زيد أحمد بن
عبد الرحيم بن بكر بن فضيل الحوطي (3) نا أبو المغيرة حدثني الأوزاعي نا
إبراهيم بن يزيد عن عمر بن عبد العزيز أنه خرج على حلقة من حرسه قال وقد كان
نهاهم قبل ذلك أن يقوموا له إذا خرج عليهم ولكن يوسعوا قال فقال أيكم يعرف
الرجل الذي أمرناه أن يركب إلى مصر فقالوا كلنا نعرفه قال فليقم إليه أحدكم
فليدعه فأتاه الرسول فقال لا تعجل حتى أشد علي ثيابي وظن أن ذلك استبطاء من
عمر
قال فأتاه فقال له عمر إن اليوم الجمعة فلا تبرح حتى تصلي وإنا بعثناك في

(1) رسمها غير والضح بالأصل والمثبت عن م والضبط عن تبصير المنتبه 3 / 1004.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 243.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الحوط، قال السمعاني: وظني أنها من قرى حمص أو جبلة.
وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 14 / 153 باسم: " أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد بن فصيل، أبو
عبد الله الحوطي " وفي ترجمته أنه روي عن أبي المغيرة، وعنه جعفر بن محمد بن هشام (يعني أبو عبد الله
الكندي: ترجمته في سير الاعلام 15 / 570).
276

أمر عجلة من أمر المسلمين فلا يحملنك استعجالنا إياك أن تؤخر الصلاة عن وقتها
فإنك لا محالة أن تصليها فإن الله عز وجل ذكر قوما فقال " أضاعوا الصلاة واتبعوا
الشهوات فسوف يلقون غيا " (1) ولم يكن إضاعتهم تركها ولكن أضاعوا المواقيت
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون الروياني نا أبو كريب نا ابن المبارك عن الأوزاعي
عن إبراهيم بن يزيد قال قال عمر بن عبد العزيز إن الله عز وجل ذكر قوما فقال
أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات " ولم يكن إضاعتهم إياها تركها ولكن أضاعوا
الوقت
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الحسن بن جوصا قراءة عليه سمعت
محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة (2) إبراهيم بن يزيد النصري
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالوا أنا أبو
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (3) إبراهيم بن يزيد
عن عمر بن عبد العزيز قوله روى عنه الأوزاعي وقال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة
عن إبراهيم بن يزيد النصري كنت مع عروة بن محمد (4) باليمن فكتب إلى عمر
عبد العزيز
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن عبد الله

(1) سورة مريم، الآية: 59.
(2) يعني من أهل الشام (تهذيب التهذيب ترجمته 1 / 117).
(3) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 335.
(4) عروة بن محمد السعدي عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن (تهذيب التهذيب 1 / 117.)
277

إجازة وأبو طاهر بن سلمة قراءة أنا علي بن محمد قالا أنا ابن أبي حاتم (1)
قال إبراهيم بن يزيد الدمشقي روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه الأوزاعي
سمعت أبي يقول ذلك وسمعت أبا زرعة يقول هو شيخ
543 إبراهيم بن يزيد
حكى عن أبي سليمان الداراني
حكى عنه محمد بن حماد بن المبارك المصيصي
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أسد
البروجردي (2) أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم
المليحي (3) بهراة نا أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الفقيه
القراب (4) أنا الحسين بن أحمد الثقفي نا إسماعيل بن محمد بن سنان القاضي
بشيزر نا محمد بن حماد بن المبارك المصيصي نا إبراهيم بن يزيد الدمشقي قال
سمعت أبا سليمان يعني الداراني يقول قلت لراهب يا راهب فأخرج رأسه وقال
لست براهب إنما الراهب الذي يخشى الله إنما حبست نفسي عن الوقيعة في الناس
وعن أذى الناس اللسان سبع إن تركته أكل الناس
544 إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق
أبو إسحاق السعدي الجوزجاني (5)
سكن دمشق وحدث عن يزيد بن هارون وأبي عاصم النبيل وحسين بن علي

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 145.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى بروجرد وهي بلدة حسنة كثيرة الأشجار والأنهار من بلاد الجبل على
ثمانية عشر فرسخا من همذان.
(3) ضبطت عن الأنساب، ولم يذكر السمعاني هذه النسبة إلى شئ؟ وفي معجم البلدان " مليح " وهي قرية من
قرى هراة وترجم فيها لأبيه عبد الواحد.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 379 (240).
(5) هذه النسبة إلى جوزجان وهي اسم كورة واسعة من كور بلخ (ياقوت) ولم يذكره السمعاني في " الجوزجاني "
وإنما ذكره في " الجريري " فيمن انتسب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. وذكره ياقوت وترجم له في
" جوزجان " نقلا عن أنب عساكر. وترجم له في الوافي بالوفيات 6 / 170 وانظر بحاشيته ثبتا بمصادر أخرى
ترجمته.
278

الجعفي وحجاج بن محمد الأعور وعبد الصمد بن عبد الوارث والحسن بن
عطية وأبي عتاب سهل بن حماد وعبيد الله بن موسى العبسي ويونس بن محمد
وعمرو بن عاصم وقبيصة والحجاج بن نصير وعثمان بن عمر ومسلم بن
إبراهيم وزيد بن الحباب وسليمان بن حرب وجعفر بن عون وشبابة بن سوار
وعبيد بن عقيل وعبدان عبد الله بن عثمان المروزي (1) والجارود بن يزيد وأبي
مسهر الغساني وعبد الله بن يوسف التنيي وعبد الوهاب بن نجدة وإبراهيم بن
عبد الله بن العلاء بن زبر ومحمد بن أسد الخشني الإسفرايني ويحيى بن صالح
الوحاظي وسلامة بن بشر بن بديل ويحيى بن عبد الله بن الضحاك وهشام بن
عمار وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم
روى عنه إبراهيم بن دحيم وعمرو بن دحيم وأبو زرعة الدمشقي وأبو زرعة
وأبو حاتم الرازيان وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان وأبو جعفر الطبري
وزكريا بن يحيى السجزي وأبو الحارث أحمد بن سعيد وأبو الحسن بن جوصا
وأبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس ومحمد بن أحمد بن
راشد بن معدان وأبو الأصيد محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأزدي
وعبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد وأبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي
هشام القبيطي وأبو الميمون أيوب بن محمد القاضي بصور وأبو بكر محمد بن
أحمد بن المثنى وأحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي وأبو بشر الدولابي
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني أنا أبو القاسم بن
الفرات أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا نا إبراهيم بن يعقوب نا
عمرو بن عاصم نا مراجم (2) بن العوام القيسي وأثنى عليه خيرا نا عبد الرحمن بن
عمرو الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله
ونحن في غزوة تبوك والخيل يتمرغ بنا في أدبار القوم كان مسيرنا هذا في الكتاب
الأول قال نعم [* * * *]

(1) ترجمته في سير الاعلام 10 / 270 (71).
(2) ضبطت عن التبصير 4 / 1279 بالراء والجيم.
279

قال ونا إبراهيم بن يعقوب نا عمرو بن عاصم نا عبد الله بن عبد الملك
عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل حديث
مراجم
رواه إبراهيم السامي عن مراجم فقال عن الزهري عن أبي سلمة
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو يعلى نا إبراهيم بن الحجاج عن مراجم بن العوام نا الأوزاعي عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله في غزوة
خيبر (1) الخيل تمرغ بنا في أدبار القوم أكان أمرنا هذا في الكتاب السابق قال
نعم الصواب في حنين (2)
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي أنا أبو
نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد أخبرني
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني أبي أبو عبد الرحمن قال أبو إسحاق
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ليس به بأس سكن دمشق
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد [* * * *]
قال ابن مندة وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
إبراهيم بن يعقوب أبو (4) إسحاق الجوزجاني وهو ابن يعقوب بن إسحاق السعدي
نزيل دمشق روى عن جعفر بن عون وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبيد بن عقيل
وشبابة وعبدان بن عثمان روى عنه أبي وأبو زرعة وكتب إلي من دمشق بعدما
تحول إليها ببعض حديثه

(1) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه. وتقدم في الرواية السابقة في غزوة تبوك؟! وسيأتي
أن الصواب في حنين.
(2) حنين انظر معجم البلدان (2 / 313).
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 148.
(4) كذا، وفي الجرح والتعديل: ابن.
280

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال السعدي اسمه إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب
الجوزجاني أبو إسحاق سكن دمشق يحدث على المنبر ويكاتبه أحمد بن حنبل
فيتقوى بكتابه ويقرأوه على المنبر وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل
على علي
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري وغيره عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال وذكر لي يعني الدارقطني إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني فقال أقام بمكة مدة وبالرملة مدة وبالبصرة مدة وكان من الحفاظ
المنصفين والمخرجين الثقات لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب اجتمع على
بابه أصحاب الحديث فخرج إليهم فأخرجت جارية له فروجة لتذبح فلم تجد أحدا
يذبحها فقال سبحان الله لا يوجد من يذبحها وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة
نيفا وعشرين ألفا (1)
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن سهل بن بشر الإسفرايني أنا
أبو الحسن علي بن بقا الوراق بمصر أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر قال
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرعيني يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن
عدبس يقول كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر
عليه فقال يا يا قوم تعذر علي ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت
واحد أو كما قال
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن مندة وحدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد
كوتاه (2) وأبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال
لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق التميمي يكنى أبا إسحاق خراستاني
جوزجاني قدم مصر سنة خمس وأربعين ومائتين وكتبت عنه وكانت وفاته بدمشق سنة
ست وخمسين ومائتين
.

(1) تهذيب التهذيب 1 / 118.
(2) ضبطت بالقلم بضم الكاف في التبصير 4 / 1326.
281

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال سمعت أبا الدحداح يقول فيها يعني سنة تسع
وخمسين ومائتين مات إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني زاد الحسن بن منير عن أبي
الدحداح يوم الجمعة مستهل ذي القعدة
545 إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد
أبو إسحاق الرازي الهسنجاني (1) (2)
سمع بدمشق هشام بن عمار ومحمود بن خالد وأحمد بن أبي الحواري
والعباس بن الوليد الخلال والقاسم بن عثمان الجوعي وحدث عنهم وعن
عبد الأعلى بن حماد وأبي الطاهر بن السرح وعبيد الله بن معاذ وأبي بحر
عبد الواحد بن غياث ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وهارون بن عبد الله الحمال
وطالوت بن عباد وهناد بن السري والمسيب بن واضح ومسروق بن المرزبان
وعمرو بن مالك النكري (3) وعثمان بن أبي شيبة وبكر بن خلف والعباس بن
الوليد بن مزيد (4)
روى عنه أبو جعفر العقيلي (5) وأحمد بن يعقوب الأصبهاني وأبو عمرو
محمد بن جعفر بن مطر النيسابوري وأبو حفص عمر بن عبد الله بن الحسن الأبهري
البزار المعروف بلالا وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبو الفضل العباس بن
الحسين بن أحمد الصفار الرازي وأبو الحسين الرازي نزيل دمشق وميسرة بن علي
الهمذاني وإسحاق بن أحمد بن قولونة الأصبهاني وأبو أحمد بن عدي وأبو علي
الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري وأبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي وعلي بن
أحمد بن بادويه (6)

(1) هذه النسبة بكسر الهاء والسين وسكون النون، إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنكان عربت فقيل لها
هسنجان (انظر الأنساب واللباب).
(2) له ترجمة في سير أعلام النبلاء 14 / 115 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) ضبطت عن التبصير 1 / 167.
(4) بالأصل وم " يزيد " خطأ والصواب ما أثبت وقد مر قريبا.
(5) اسمه محمد بن عمرو بن موسى بن حماد، ترجمته في سير الاعلام 15 / 236 (93).
(6) ضبطت عن التبصير 3 / 1063.
282

أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد وعقيل بن
عبيد الله بن أحمد بن عبدان قالا أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن
عبد الله بن الجنيد الرازي نا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد الرازي
ويعرف بالهسنجاني نا طالوت بن عباد نا حماد بن سلمة قال سمعت أبا المهزم (1)
يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (أما يخشى أحدكم إذا رفع
رأسه قبل إمامه أن يجعل الله رأسه رأس حمار) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي أنا أبو بكر الخطيب قال
إبراهيم بن يوسف بن خالد أبو إسحاق الرازي الهسنجاني (2) حدث عن عبيد الله بن
معاذ العنبري وعبد الأعلى بن حماد وهشام بن عمار وأبي الطاهر بن السرح روى
عنه أبو جعفر الأصبهاني بزرويه (3) وأبو عمرو بن مطر النيسابوري وأبو بكر
الإسماعيلي وغيرهم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) أما الهسنجاني
بكسر الهاء والسين وسكون (5) النون الأولى فهو إبراهيم بن يوسف بن خالد أبو
إسحاق الرازي الهسنجاني روى عن عبيد الله بن معاذ العنبري وعبد الأعلى بن
حماد وهشام وأبي الطاهر بن السرح روى عنه أبو جعفر الأصبهاني بزرويه وأبو
عمرو بن مطر وأبو بكر الإسماعيلي مات الهسنجاني في سنة إحدى وثلاثمائة
أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا علي يقول نا إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الثقة المأمون
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم
غانم بن محمد بن عبيد الله إجازة [* * * *]

(1) ضبطت عن التبصير 4 / 1326 بضم ثم الفتح وتشديد الزاي وفتحها وقيل كسرها واسمه يزيد بن سفيان
يروي عن أبي هريرة.
(2). بالأصل " السنجاني " والصواب ما أثبت، وهو صاحب الترجمة.
(3) ضبطت عن التبصير 1 / 77.
(4) الاكمال لابن ماكولا 7 / 322.
(5) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه والاكمال.
283

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد المروزي أنا أبو علي الحداد [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي نا أبو بكر الخطيب قالوا أنا
أبو نعيم الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول سنة إحدى
وثلاثمائة فيها مات أبو الفضل حماد بن مدرك الفستجاني (1) وإبراهيم بن يوسف بن
خالد الهسنجاني
546 إبراهيم بن يوسف
سمع منه بعض أهل العلم بعد الستين وأربعمائة
547 إبراهيم بن يونس بن محمد بن يونس
أبو إسحاق بن أبي نصر المقدسي الخطيب
أصبهاني الأصل
سمع بدمشق أبا القاسم السميساطي (2) وأبا القاسم الحنائي وأبا الحسن بن أبي
الحديد وأبا الحسن علي بن صدقة الشرابي وببيت المقدس علي بن طاهر
المقدسي وأبا الغنائم محمد بن محمد بن الفراء وأبا عثمان محمد بن أحمد بن
محمد بن ورقا الأصبهاني وأبا محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري
وأبا زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري وأبا نصر محمد بن إبراهيم بن علي
الهاروني وأبا الفتح هبة الله بن محمد الشهرزوري وأبا محمد إسماعيل بن
إبراهيم بن إسماعيل بن قلية المقدسي وأبا منصور خزرون بن الحسن بن خزرون
وعمر بن علي الواسطي وأبا مسلم محمد بن علي بن طلحة الأصبهاني
وعبد العزيز بن محمد النصيبي (3)
سمع منه ابنا صابر وحدثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني وأبو القاسم الخضر بن
الحسين بن عبدان ونصر بن أحمد السوسي.

(1) ضبطت عن الاكمال 7 / 322 فاء مكسورة وسين ساكنة وتاء مسورة وانظر التبصير 4 / 1460 وفي الأنساب
الفسنجاني بالنون، هذه النسبة إلى فسنجان بليدة من ناحية فارس. وترجم لحماد.
(2) اسمه علي بن محمد بن يحيى بن محمد ترجمته في سير الاعلام 18 / 71.
(3) بالأصل وم: النصبي والصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى نصيين (انظر الأنساب ومعجم البلدان).
284

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد
المقدسي الخطيب بدمشق أنا أبو الحسن علي بن طاهر القرشي ببيت المقدس سنة
ثلاث وثلاثين وأربعمائة أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا أبو
جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي (1) نا عبد الحميد بن صبيح نا
هشيم (2) بن بشير الواسطي عن الشيباني عن عبد الله بن شداد قال حدثتني ميمونة
بنت الحارث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي على الخمرة (3)
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا الخطيب أبو إسحاق
إبراهيم بن يونس المقرئ نا الشيخ الفقيه الدين أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقا
الأصبهاني بالقدس نا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن
يحيى بن مندة الحافظ بأصبهان [* * * *]
وأخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي بن
شجاع أنا أبو عبد الله بن مندة أنا محمد بن عبد الله بن حمزة نا جعفر بن محمد بن
شاكر نا عفان بن مسلم [* * * *]
قال ابن مندة وأنا محمد بن محمد بن يونس وغير واحد قالوا حدثنا يونس بن
حبيب نا أبو داود جميعا قالا نا أبو عوانة عن داود الأودي عن حميد بن
عبد الرحمن الحميري عن حممة (4) رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه غزا أصبهان مع
أبي موسى الأشعري وفتحت أصبهان في زمن عمر فقال اللهم إن حممة يزعم أنه يحب
لقاءك اللهم إن كان صادقا فاعزم له بصدقه (5) وإن كان كاذبا فاحمله عليه وإن كره
اللهم لا يرجع (6) حممة من سفره فمات (7) بأصبهان فقال الأشعري وفي حديث

(1) ضبطت عن التبصير 2 / 575، هذه النسبة إلى الديبل (انظر معجم البلدان والأنساب).
(2) ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب، وبشير بوزن عظيم، ترجمته في سير الاعلام 8 / 287 (76).
(3) الخمرة: هي مقدار ما يضع عليه الرجل وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات
(النهاية: خمر).
(4) ضبطت بالقلم عن أسد الغابة، سماه: حممة بن أبي حمية الدوسي.
(5) في الاستيعاب 1 / 392 (هامش الإصابة): فاعزم عليه وصدقه.
(6) الاستيعاب: لا ترد.
(7) في الاستيعاب: فأخذه بطنه فمات بأصبهان.
285

يوسف فقام الأشعري فقال يا أيها الناس إنا والله ما سمعنا زاد يوسف فيما سمعنا
وقالا من نبيكم (صلى الله عليه وسلم) ولا بلغ علمنا إلا أن حممة شهيد وفي حديث ابن (1) ورقا
أصفهان في المواضع كلها
قرأت بخط أبي محمد بن صابر توفي شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن
محمد المقدسي يوم الجمعة وصلى عليه ابنه أبو الحسين أحمد يوم السبت الثاني من ذي
الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بدمشق ودفن بمقابر باب الصغير وذكر أبو
عبد الله بن قبيس أنه كان مستهل ذي الحجة
قال أبو محمد بن صابر وسألته عن مولده فقال ولدت في رمضان سنة إحدى
وعشرين وأربعمائة وذكر أخوه أبو القاسم بن صابر أنه مات يوم الجمعة مستهل ذي
الحجة وقال كان كثير التلاوة للقران ودفن في باب الصغير كما تقدم

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
286

ذكر من اسمه إبراهيم ممن لم ينسب "
548 إبراهيم أبو زرعة مولى الوليد بن عبد الملك
والد زرعة بن إبراهيم
روى عنه محمد بن عبد الله الشعيثي وإسماعيل بن عبيد الله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
إجازة أنا جعفر بن محمد الكندي نا أبو زرعة الدمشقي في تسمية من يكنى بأبي
زرعة وأبو زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك نا سليمان بن عبد الرحمن نا
إسماعيل بن عياش عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبي زرعة إبراهيم مولى
الوليد بن عبد الملك قال مكتوب في التوراة إذا أسلم يعني رجل على يدي الرجل
ورثه ثم ذكره أبو زرعة بهذا الأسناد في طبقاته في الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره
فقال أبو زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك وابنه زرعة بن إبراهيم
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إجازة واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالوا
أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) إبراهيم أبو زرعة
وكان من مسلمة أهل الكتاب يعد في الشاميين روى عنه إسماعيل بن عبيد الله قوله
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو سعيد بن حمدون أنا

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 287.
287

مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو زرعة إبراهيم وكان من
مسلمة أهل الكتاب روى عنه إسماعيل بن عبيدة كذا في السماع وفي نسخة
أخرى بن عبيد الله قوله
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي أنا أبو نصر الوائلي
أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني أبي أبو
عبد الرحمن النسائي قال أبو زرعة إبراهيم وكان من مسلمة أهل الكتاب روى عنه
إسماعيل (1) بن عبيد الله
549 إبراهيم أبو الحصين (2)
حكى عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن (3)
حكى عنه محمد بن راشد المكحولي
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن
عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا أبو
بكر بن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل نا محمد بن راشد الضرير حدثني أبو
الحصين إبراهيم عن القاسم أبي عبد الرحمن وكان من فقهاء أهل دمشق
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4) إبراهيم عن القاسم أبي عبد
الرحمن سمع منه محمد راشد اليمامي مرسل ويقال له أبو الحصين (5) عن محمد بن
راشد عن إبراهيم أبي الحصين كان القاسم من فقهاء دمشق

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(3) مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي، ترجمته في السير 5 / 194.
(4) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 284.
(5) العبارة ما بين معكوفتين مستدركة بتمامها عن التاريخ الكبير، ومكانها اضطربت العبارة بالأصل وم ونصها:
قال: وقال موسى بن إسماعيل، عن محمد بن راشد عن إبراهيم أبي الحصين كان القاسم من فقهاء دمشق.
288

أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو الحصين إبراهيم عن
القاسم أبي عبد الرحمن روى عنه محمد بن راشد الشامي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي أنا أبو نصر
عبيد الله بن سعيد (1) الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن النسائي قال قال لي أبي أبو الحصين إبراهيم عن القاسم أبي
عبد الرحمن
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا ابن مندة أنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم قال (2)
إبراهيم أبو الحصين روى عن القاسم أبي (3) عبد الرحمن روى عنه محمد بن راشد
مرسلا سمعت أبي يقول ذلك
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال أبو الحصين إبراهيم عن القاسم أبي عبد الرحمن روى عنه
محمد بن راشد الشامي
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (4)
أبو الحصين إبراهيم عن القاسم أبي عبد الرحمن روى عنه محمد بن راشد الشامي
مثله (5)
550 إبراهيم (6)
حكى عن أبي إدريس الخولاني

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن سير أعلام النبلاء، ترجمته 17 / 654 (445).
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 151.
(3) في الجرح والتعديل " بن " وهو أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 479.
(5) قوله " مثله " كذا بالأصل وم وليست في الاكمال.
(6) سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.
289

روى عنه عياش بن القتباني (1) المصري
إن لم يكن أبا الحصين فلا أدري من هو
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي نا المقرئ نا سعيد بن أبي أيوب حدثني عياش بن عباس عن
إبراهيم الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني قال من تعلم طرف الحديث ليستقي به
قلوب (2) الناس لم يرح رائحة الجنة
551 إبراهيم من شيوخ الصوفية (3)
حكى عنه الوجيهي
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان أنا أبو بكر بن
خلف أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال عبد الله بن علي يقول سمعت الوجيهي
يقول سمعت أبا علي الروذباري وقد تكلم مع إبراهيم الدمشقي في شئ جرى له معه
فأنشأ إبراهيم يقول
فلا تبعدن قلبي وأنت وسيلتي * وهل يبعدن من كنت أنت وسائله *
552 إبراهيم
أبو إسحاق ابن النائحة الشاعر
من أهل دمشق كان في زمن أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون
حكى عنه أبو سليمان بن زبر
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا أبو الحسين بن الحنائي أنا أبو بكر محمد بن
علي السلمي أنا عبد الوهاب بن عبد الله الحافظ وعلي بن موسى الشاهد قالا أنا
محمد بن عبد الله بن زبر الربعي أنا إبراهيم بن النائحة الشاعر بدمشق قال دخلت
على أبي الجيش خمارويه بن أحمد فقال لي أخبرني بحديث حسن فقلت بلغني

(1) ضبطت عن التبصير 3 / 1159 هذه النسبة كما في التبصير: إلى قتبان بن ردمان من ذي رعين.
(2) سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
290

أيد الله الأمير أن رجلا من الممتحنين ممن تولت عنه الدنيا وزالت (1) عنه النعمة
ولحقته النحوس وساءت حاله ورثت ثيابه وشعث شعره وكثر سهره وقل فرحه
فوجد درهما فقال أخد شعري وأغسل ثوبي وأدخل الحمام فكسر الدرهم بأربعة
وجعله في جيبه ومضى يغسل ثوبه فسقطت القطع من جيبه ولم يبق منها إلا (2) قطعة
واحدة فرجع واجتاز في طريقه بحمام فدخله وأعطى القطعة فلما دخل الحمام نام
فيه وقصد ذلك الحمام رجل من الأغنياء ذو حشم وغلمان فدخل الحمام وليس فيه إلا
هذا النائم فأراد الغلمان طرده فنهاهم عنه وقال دعوه فلما انتبه الرجل استحيا
وأراد الخروج فدعاه الرجل إليه وخاطبه وكلمه فإذا رجل أديب جميل متكلم فهم
ظريف قد كملت فيه الأخلاق الشريفة إلا أنه فقير لا شئ له وإذا بالرجل الغني
صاحب الحشم رجل قصير أعور مقطوع الأذنين أحدب فعجب من نفسه وحاله ومن
الرجل
فأمر الرجل غلمانه فغسلوا رأسه ودعا بمزين فأخذ شعره ودعا له بثياب جدد
فلبسها وحمله معه إلى منزله وقدم له طعاما سريا فأكل معه وأمر له بمائة دينار وقال
له قد أجريت لك في كل شهر عشرة دنانير وتأكل معي وتشرب وأكسوك كسوة
الشتاء والصيف فقال له يا سيدي أريد أن تحدثني ما الذي كان بسببه قطع أذناك
وقلعت عينك وما هذه الحدبة التي في ظهرك فقال له الرجل يا هذا وأيش سؤالك
عما لا يعنيك إله عن هذه قال لا بد أن تحدثني قال يا هذا إن هذا الذي تسألني عنه
شئ ما حدثت به أحد قط ولا جسر أحد يسألني عنه غيرك وأنا الذي جلبت لنفسي
هذه البلية بإدخالك منزلي فقم عافاك الله وانصرف
فقال لا والله لا برحت أو تحدثني فقال يا هذا اختر مني خصلة من اثنتين أما
أن تنصرف وقد سوغتك ما وهبت لك وإما أن أحدثك واخذ منك كلما أعطيتك
وألبسك خلقك وأضربك مائة عصا تأديبا لك فقال يا سيدي خذ مني واعمل بي ما
شئت بعد ذلك فقال للغلمان اعتزلوا ثم أنشأ يحدثني فقال كانت لي ابنة عم جميلة
غنية موسرة عظيمة اليسار فخطبتها فلم ترغب في لدمامتي وفقري فوجهت إليها يا

(1) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
(2) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
291

بنت عمي أبي وأبوك إخوان وأنا أولى الناس بك وأنا أسألك أن تحبسي نفسك علي
سنة فإن رزقني الله وفتح لي فأنا أولى الناس بك وإلا فاعملي بنفسك ما أحببت
فأجابتني إلى ذلك واحتلت بعشرين دينارا فاشتريت فرسا وسرجا ولجاما وسلاحا
وخرجت إلى رجل من الفتيان ممن يقطع الطريق معروف مشهور بالشجاعة والفروسية
والإحسان إلى الفتيان والصعاليك وحدثته بخبري وطرحت نفسي عليه وقبلت رأسه
ويديه فأقمت عنده شهرا وهو محسن إلي ثم خرجنا إلى الصحراء نطلب الطريق
ونحن عشرة (1) فتيان أجلاد شجعان كل واحد يرى نفسه
فبينما نحن جلوس إذ وافى رجل على فرس فاره وسرج ولجام محلى ومعه بغل
عليه صناديق فوق الصناديق جارية كأنها الشمس الطالعة وعليها ثياب مرتفعة وحلي
ظاهر فقال رئيسنا قد جاءكم رزقكم ثم التفت إلى رجل من أصحابه فقال يا فلان
قم إلحق الرجل فاقتله واتينا بالجارية وما معها فركب الرجل فرسه ومضى خلف الرجل
حتى غاب عنا وأبطأ فقال رئيسنا أظن صاحبنا قتل الرجل واشتغل بالجارية
يضاجعها ثم قال لرجلين قوما إلى الجارية والرجل فأحضرا ذلك إلينا فمضيا واحتبسا
ولم يعودا فقال لأصحابنا خبر ثم ركب فرسه وركبنا خيلنا وسرنا فوافينا صاحبنا
الأول مقتولا ثم سرنا فوافينا الآخرين قتيلين وسرنا حتى لحقنا الرجل وإذا معه قوس
موترة وفيه السهم فرمى رئيسنا فقتله ثم ثنى باخر فقتله فانهزم الباقون وهربوا على
وجوههم وأقمت أنا فطلبت منه الأمان فأمنني وسألته أن يأذن لي في صحبته وخدمته
فقال خل قوسك وتعال سق بالجارية وسار ولم يأخذ من سلب القوم شيئا ولا من
دوابهم ولم يزل سائرا إلى العصر حتى أتى ديرا فدق بابه فنزل إليه صاحب الدير
ففتح الدير ودخل الرجل والجارية الدير وأنا معهما وذبح له صاحب الدير دجاجة وأعد
له طعاما سريا ثم قدم المائدة وجلس الرجل والجارية وأنا وصاحب الدير وابنه فأكلنا
حتى شبعنا ثم أحضر الشراب فلم يزالوا يشربون إلى المغرب ثم قام إلي وقال
أعذرني فيما أفعله بك فإني لست آمنك وإنما أنت لص بعد كل حال وأكره غدرك ثم
شد يدي وحبسني في بيت وأقفل علي ولم يزل يشرب حتى سكر ونام وأنا أطالع من
شق الباب.

(1) بالأصل " عشر " والصواب ما أثبت " عشرة ".
292

فإذا الجارية قد رميت بحصاة فأشارت إلى الذي رماها وقالت قف قليلا
فلما استثقل الفتى قامت إلى ابن صاحب الدير فوطئها ثم عادت إلى مولاها فغرت
عليها وقلت مثل هذه جسرت على هذا السيد الشجاع الذي ما رأت عيني مثله قط
فأقبلت أرمقها من خلل الباب وهي تقصد ابن صاحب الدير يقضي حاجته منها ثم تعود
فلما أصبح الرجل فتح الباب وحل عني واعتذر إلي أيضا
ومضت الجارية خارج الدير لما يخرج له النساء فحدثت مولاها بما كان منها
فصاح علي وزبرني وانتهرني فسكت وأنا خجل فقلت هذا رجل قد علم بها ووافت
الجارية فلم يظهر لها شيئا وأقام يومه ذلك وأعد له صاحب الدير طعاما كما فعل
بالأمس وهو في ذلك يضاحك الجارية ويمازحها إلى أن قدم الطعام فأكلنا ثم قدم
الشراب فشربنا كفعلنا بالأمس سواء ومع الجارية عود تغني به فلما جاء المساء قام إلي
واعتذر إلي وشد يدي وحبسني في البيت وأقفله علي وأقبل يشرب وأنا أنظر إليه إلى أن
نام ورميت الجارية بحصاة فأومت إليه قف قليلا فلما علمت أن مولاها قد استثقل
قامت إليه فوطئها ووثب مولاها إليها مبادرا فذبحها وذبحه ثم فتح الباب علي وحل
كتافي ودعا بصاحب الدير وقال خذ ابنك فواره وحدثه بأمره وقال لي إنما صحت
عليك لأستثبت القصة في سكون ولا أقدم على ما أقدم عليه إلا بعلم وعذر واضح ثم
أمرني فأسرجت له فرسه فركب وحمل الصناديق والجارية فوقها وسار وأنا بين يديه
ماش حتى انتصف الليل فنزل وقال عاوني فلم أزل أنا وهو حتى حفرنا قبرا وطرح
الجارية فيه بثيابها وحليها لم ينزعه عنها وطم القبر ودفع إلي صرة وقال هذه مائة دينار
خذها وامض إلى أهلك ولا تقصد هذا القبر ولا تقربه والله لأن قربته لأنكلن بك
فقلت ما أقربه وانصرفت واختفيت ثلاثة أيام ثم جئت إلى القبر في الليل فحفرت
حتى وصلت إلى الجارية فإذا مولاها قائم على رأسي فأخرجني من القبر وقطع أذني
وقال والله لأن عدت لأنكلن بك فأقمت عشرة أيام ثم رجعت إلى القبر فحفرته حتى
وصلت إلى الجارية وهممت بقلع الحلي فإذا مولاها قائم على رأسي فأخرجني وقلع
عيني اليمنى وقال ألم أقل لك إنك لص ليس فيك حيلة والله لأن عدت لأقتلنك
وانصرفت ثم عدت إلى القبر بعد ستة أشهر وحفرت عليها فقلعت عنها الحلي ورددت
القبر كما كان وانصرفت فوجدت في الحلي خمس مائة دينار وجئت بلدي ورفقت
293

بابنة عمي حتى تزوجت بها وكانت عظيمة النعمة كثيرة الجواري فأباحتني نعمتها
ووضعت يدي في التجارة فكثر مالي واتسعت دنياي وعشقت جارية من جواري زوجتي
وبليت بها وزاد الأمر علي حتى كنت لا أصبر عن نظري إليها وبذلت لها ثلاثمائة
دينار على أن تمكنني من نفسها فلم تفعل فقنعت بالنظر فشكتني إلى ستها وأعلمتها
محبتي لها (1) وما بذلت لها فحجبتها عني ومنعتني من النظر إليها
فجعلت بيني وبينها رسولا على أن أشتريها من ستها (2) ثم أعتقها وأتزوج بها
وأهب لها ألف دينار فامتنعت وكلمتني من وراء حجاب فقالت يا مولاي أصدقني
حتى أصدقك هل أحببت ستي قط فقلت إي والله حتى جاء حبك فأزال حبها
قالت وكذا بعدي تحب غيري وتبغضني أنت رجل ملول لا تصلح لي فلا تتعب
نفسك فليس والله تصل (3) إلي أبدا
ومضت إلى ستها فحدثتها بكل ما جرى بيني وبينها فطردت الرسول وحجبتها عني
فاشتد قلقي ثم (4) قابلتني وقالت أخذتك فقيرا وحشا فكسرت بختي ولحقني
منك بلاء إلى أن زاد الأمر بيني وبينها فمددت يدي إليها فأقلبتها إلى الأرض وجعلت
أخنقها فبادرت الجارية التي أحبها فأخذت منارة عظيمة فضربت بها ظهري وخرجت
من الدار هاربة على وجهها مني فماتت زوجتي مما خنقتها وظهرت لي حدبه في ظهري
ولم أر الجارية إلى يومي هذا ولا سمعت لها بخبر
ثم أمر بالرجل فنزعت عنه ثيابه وألبسه خلقانه وأخذ المال منه وضربه مائتي عصا
وطرده قال أبو إسحاق فضحك أبو الجيش وأمر لي بمائة دينار فأخذتها وانصرفت
553 إبراهيم الخياط
ذكر أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الطبراني أنه كان شيخا فاضلا وأنه
كان بدمشق يسكن بمسجد باب كيسان في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

(1) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(2) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(3) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(4) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
294

554 أبرد الدمشقي
روى عن مكحول روى حديثه يحيى بن أيوب المصري عن حرب بن يسار
فرق ابن مندة بينه وبين أبرد بن يزيد الشامي الذي حدث عن نافع وروى عنه
ضمرة بن ربيعة حكى ذلك عنه محمد بن طاهر المقدسي فيما نقلته من خطه
555 أبرش بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة بن وائل
ابن قيس بن بكر بن الجلاح وهو عامر بن عوف بن بكر
ابن كعب بن عوف بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن
زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة
ابن ثعلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة
واسمه سعيد والأبرش لقب
أبو مجاشع الكلبي
أحد الفصحاء من أصحاب هشام بن عبد الملك روى عنه عبد الله بن عياش
المنتوف
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
أنبأني أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال أنا أبو القاسم يحيى بن الفرج
الصيرفي أنا أبو بكر محمد بن ميمون بن سعيد المالكي نا القاضي أبو الطاهر
إملاء نا محمد بن عبد الملك السراج أنا أحمد بن عبيد أخبرني هشام بن محمد بن
السائب الكلبي قال أتت الخلافة هشاما وعنده سالم كاتبه وكان مولاه وإليه تنسب
أجمة سالم والربيع حاجبه والأبرش الكلبي جليسه فسجد هشام وكاتبه وحاجبه ولم
يسجد الأبرش فلما رفع هشام رأسه قال يا أبرش ما منعك من السجود وقد سجدت
وسجد هذا وهذا قال أما أنت فأتتك الخلافة فشكرت الله عز وجل على عطاء جزيل
وأما هذا فكاتبك وشريكك وأما هذا فحاجبك والمؤدي عنك وإليك وأما أنا فرجل
من العرب لي بك حرمة وخاصية وأنا أخاف أن تغيرك الخلافة فعلى ماذا أسجد
قال وإنما منعك من السجود ما ذكرت قال نعم قال فلك ذمة الله وذمة رسوله (صلى الله عليه وسلم)
295

أن لا أتغير عليك قال الان طاب السجود الله أكبر (1)
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنا أبو علي الجازري أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا نا عبيد الله بن محمد بن جعفر
الأزدي نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسين بن عبد الرحمن عن أبي عبد الرحمن
الطائي عن عبد الله بن عياش حدثني الأبرش بن الوليد الكلبي قال دخلت على
هشام بن عبد الملك فسألته حاجه فامتنع علي فقلت يا أمير المؤمنين لابد منها فإنا
ثنينا عليها رجلا قال ذاك أضعف لك أن تثني رجلك على ما ليس عندك فقلت يا
أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمد يدي إلى شئ مما قبلك إلا نلته قال ولم قلت
لأني رأيتك لذلك أهلا ورأيتني مستحقه منك قال يا أبرش ما أكثر من يرى أنه يستحق
أمرا ليس به بأهل فقلت أوف لك وإنك والله ما علمت قليل الخير نكده والله إن
نصيب منك الشئ إلا بعد مسألة فإذا وصل إلينا مننت به والله إن أصبنا منك خيرا
قط قال لا والله ولكنا وجدنا الأعرابي أقل شئ شكرا قلت والله إني لأكره (2)
الرجل يحصي ما يعطي
ودخل عليه أخوه سعيد بن عبد الملك ونحن في ذلك (3) فقال مه يا أبا
مجاشع لا تقل ذلك لأمير المؤمنين قال فقال هشام أترضى بأبي عثمان بيني وبينك
قلت نعم قال سعيد ما تقول يا أبا مجاشع فقلت لا تعجل صحبت والله هذا
وهو أرذل بني أبيه وأنا يومئذ سيد قومي وأكثرهم مالا وأوجههم جاها أدعى إلى
الأمور العظام من قبل الخلفاء وما يطمع هذا يومئذ فيما صار إليه حتى إذا صار إلى
البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة ثم قال حسبك فقال هشام يا أبرش أغفرها لي
فوالله لا أعود لشئ تكرهه أبدا صدق يا أبا عثمان
قال فوالله ما زال لي مكرما حتى مات

(1) الخبر في العقد الفريد 2 / 167 - 168 مختصرا، وفي فوات الوفيات 4 / 239 والوزراء والكتاب
للجهشياري ص 59. ونسب هذه القصة إلى عبد الحميد الكاتب مع مروان بن محمد في كتاب سرح
العيون عند الكلام على ترجمة عبد الحميد.
وقد وردت القصة في المصادر باختلاف بعض ألفاظها ومعانيها عما ورد هنا.
(2) بالأصل " لا أكره " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
296

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب السكري أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري أنا أحمد بن
جعفر بن محمد الختلي أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي نا محمد بن سلام
الجمحي قال وقال الفرزدق أبياتا كتب بها إلى سعيد بن الوليد الأبرش الكلبي فكلم
له هشاما وهي (1)
إلى الأبرش الكلبي أسندت حاجة * تواكلها حيا تميم ووائل
على حين أن زلت بي النعل زلة * وأخلف ظني كل حاف وناعل
فدونكها يا ابن الوليد فإنها * مفضلة أصحابها في المحامل (2)
ودونكها (3) يا ابن الوليد فقم بها * قيام امرئ في قومه غير جاهل (4)
فكلم فيها هشاما فأمر بتخليته فقال
لقد وثب الكلبي وثبة حازم * إلى خير خلق الله نفسا وعنصرا
إلى خير أبناء الخلافة لم تجد * لحاجته من دونه متأخرا
أبى (5) حلف كلب في تميم وعقدها * لما سنت الآباء أن يتضمرا *
وكان حلف قديم بين كلب وتميم في الجاهلية في ذلك قول جرير * تميم إلى كلب وكلب إليهم * أحق وأولى من صداء وحميرا (6)
وذكر أبو بكر (7) محمد بن يحيى الصولي نا ابن فهم نا محمد بن صالح نا
أبو اليقظان قال كان بين مسلمة وهشام تباعد وكان الأبرش الكلبي يدخل إليهما

(1) الخبر والابيات في الأغاني 21 / 336 في ترجمة الفرزدق. والابيات ليست في ديوانه.
(2) الأغاني: المحافل.
(3) عن الأغاني وبالأصل " وأوتكها ".
(4) في الأغاني: غير خامل.
(5) عن الأغاني وبالأصل " أفي ".
(6) شرح ديوانه ط بيروت ص 182 من قصيدة طويلة مطلعها:
لمن رسم دارهم أن يتغيرا * تراوحه الأرواح والقطر أعصرا
وبرواية: " نزار " بدل " تميم " و " وأدنى " بدل من " وأولى ".
(7) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
297

وكان أحسن الناس حديثا وعقلا وعلما فقال له هشام كيف تكون خاصا بي وبمسلمة
على ما بيننا فقال لأني كما (1) قال الشاعر
أعاشر قوما لست أخبر بعضهم * بأسرار بعض إن صدري وا سع *
فقال كذاك والله أنت
قرأت على أبي محمد عبد بن أسد بن عمار بن الخضر عن عبد العزيز بن
أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أخبرني أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن أبي الخطاب حدثني أبو طاهر القاضي نا أبو خليفة نا أبي نا محمد بن
سلام قال حدا الأبرش الكلبي بالمنصور فقال
أغر بين حاجبيه نوره * إذا توارى ربه ستوره *
فأطرب المنصور فأمر له بدرهم فقال يا أمير المؤمنين إني حدوت بهشام بن
عبد الملك فطرب فامر لي بعشرة آلاف درهم فقال يا ربيع طالبه بها وقد أعطاه ما
لا يستحقه وأخذه من غير حله فلم يزل أهل الدولة يشفعون له حتى رد الدرهم
وخلي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة
الرابعة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن
يشجب بن يعرب بن قحطان ثم من بني كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن
عمران بن الحاف بن قضاعة عبد عمرو واسمه بكر بن جبلة بن وائل بن قيس بن
بكر بن عامر بن الجلاح بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن
ثور بن كلب وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم ومن ولده سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن
جبلة صاحب هشام بن عبد الملك.

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
298

556 أبق بن محمد بن بوري بن ظغتكين أتابك
أبو المظفر سعيد التركي (1)
ولد ببعلبك وقدم دمشق مع أبيه محمد فلما مات أبوه محمد ولي إمرة دمشق يوم
الجمعة الثامن من شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وكان أتابك زنكي بن اق سنقر
صاحب حلب وبعض الشام والموصل والجزيرة محاصرا لدمشق فلم يصل منها إلى
مقصود ورحل عنها وكان أبق صغير السن واستولى على أمره أنر بن عبد الله الملقب
بمعين الدين مملوك جد أبيه طغتكين والرئيس أبو الفوارس المسيب بن علي بن
الصوفي (2) فلما مات أنر انبسطت يد أبق قليلا والرئيس أبو الفوارس يدبر الأمور وبعد
مدة دبر أبق وجماعة من بطانته على الرئيس حتى أخرجه من دمشق إلى صرخد (3)
واستوزر أخاه أبا البيان حيدرة بن علي (4) مديدة ثم استدعى عطاء بن حفاظ السلمي
الخادم من بعلبك وجعله مقدما على العسكر وقتل أبا البيان ثم قبض على عطاء
وقتله ولم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى قدم الملك العادل أبو القاسم محمود بن
زنكي بن اق سنقر فحاصر البلد مدة يسيرة وسلم إليه بالأمان يوم الأحد العاشر من
صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة ووفى لأبق بما جعل له وسلم إليه مدينة حمص
فأقام بها يسيرا ثم انتقل منها إلى بالس (5) مدينة بناحية الفرات فسلمت إليه بأمر
الملك العادل فأقام بها مدة ثم توجه منها إلى بغداد فقبله أمير المؤمنين المقتفي
لأمر الله وأخرج له ديوانا كفاه ببغداد وقد كان قبل أن يخرج ابق الصوفي من دمشق قد
رفع الأقساط وما كان يؤخذ في الكوز من الباعة وكان كريما ومات ببغداد (6).

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 6 / 188 وسير أعلام 20 / 365 وانظر بحاشيتهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى
ترجمته.
(2) ترجمته في سير الاعلام 20 / 242.
(3) بلد ملاصق لبلاد حوران، وهي قلعة حصينة (معجم البلدان).
(4) ترجمته في سير الاعلام 20 / 242.
(5) بالس: بلد بالشام بين حلب والرقة (معجم البلدان) وفي مختصر ابن منظور: " بالسن " وفي الوافي:
" نابلس ".
(6) مات كهلا سنة 564 (سير الاعلام والوافي).
299

557 أبو نخيلة بن جوز (1) ويقال حزن بن زائدة
ابن لقيط بن هدم بن يثربي وقيل أثربي بن ظالم بن مخاشن
ابن حمان بن عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم
أبو الجنيد وأبو العرماس الحماني الشاعر
من أهل البصرة وأبو نخيلة اسمه وله كنيتان ويقال اسم أبي نخيلة حبيب (2) بن
حزن
وكان عاقا بأبيه فنفاه عن نفسه فخرج إلى الشام واتصل بمسلمة بن عبد الملك
فأحسن إليه وأوصله إلى خلفاء بني أمية واحد بعد واحد وبقي إلى أيام المنصور
وكان الأغلب على شعره الرجز وله قصيد غير كثير ووفد على هشام بن عبد الملك
وولدته أمه في أصل نخلة فسمته أبا نخيلة وقيل أنه كان مطعون النسب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال أبو نخيلة السعدي الراجز كان في أيام المنصور قتله عيسى بن موسى
وهو القائل في أرجوزته للمنصور في المهدي (3)
عيسى فزحلقها (4) إلى محمد * حتى تؤدى من يد إلى يد
فقد رضينا بالغلام الأمرد * وقد فرغنا غير أن لم نشهد
وغير أن العقد لم يؤكد
وهذه أرجوزة طويلة
أخبرنا أبو عبد الكريم بن حمزة أنا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري
إجازة وحدثنا خالي (5) القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي نا نصر بن
إبراهيم المقدسي أنا عبد الرحيم بن أحمد أنا عبد الغني بن سعيد قال وأبا نخيلة

(1) في المختصر: " حرز ".
(2) في الشعر والشعراء ص 381 " اسمه يعمر، وإنما كني أبا نخيلة لان أمه ولدته إلى جنب نخلة. وسيأتي عن
ابن ماكولا أيضا أن اسمه يعمر.
(3) الأرجوزة في الأغاني 20 / 417 و 419 قالها في يوم المهدي وخلع عيسى بن موسى.
(4) في الأغاني: فزحلفها بالفاء، وبهامشها عن نسخة: فزحلقها كالأصل، والمعني: ادفعها أو أعطها.
(5) بالأصل وم " خال " والصواب ما أثبت، وانظر ترجمته أبي المعالي في سير الاعلام 20 / 137.
300

- بنون مضمومة وخاء معجمة أبو نخيلة الشاعر ذكره يموت في أخباره
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما
نخيلة بخباء معجمة أبو نخيلة الراجز السعدي واسمه يعمر بن حزن بن زائدة بن
لقيط بن هدم بن أثربي بن ظالم بن مخاشن بن حمان وهو عبد العزى بن كعب بن (2)
سعد بن زيد بن مناة راجز مشهور أدرك الدولتين مدح مسلمة بن عبد الملك ومدح
المنصور ويقال قتله عيسى بن موسى
وذكر محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار الضبي قال دخل أبو نخيلة
الحماني واسمه جنيد وكنيته أبو العرماس على المنصور فذكر حكاية
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (3) أخبرني الحسن بن علي
حدثني ابن مهرويه حدثني أبو مسلم المستملي عن الحرمازي عن يحيى بن نجيم
قال لما انتفى أبو أبي نخيلة منه خرج يطلب الرزق لنفسه فتأدب بالبادية حتى شعر
وقال رجزا كثيرا وقصيدا صالحا وشهر بهما وشاع (4) شعره في البدو والحضر ورواه
الناس ثم وفد إلى مسلمة بن عبد الملك فرفع منه وأعطاه وشفع له وأوصله إلى
الوليد بن عبد الملك فمدحه ولم يزل به حتى أغناه قال يحيى بن نجيم فحدثني أبو
نخيلة قال وردت على مسلمة بن عبد الملك فمدحته وقلت له
أمسلم إني يا ابن كل خليفة * ويا فارس الهيجاء ويا جبل الأرض
شكرتك إن الشكر حبل من التقى * وما كل من أوليته نعمة يقضي
وألقيت لما أن أتيتك زائرا * علي لحافا سابغ الطول والعرض
وأحييت لي ذكري وما كان خامدا (5) * ولكن بعض الذكر أنبه من بعض *
قال فقال لي مسلمة ممن أنت قلت من بني سعد فقال أما لكم يا بني
سعد وللقصيد وإنما حظكم في الرجز قال فقلت له إنا والله أرجز العرب

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 257.
(2) بالأصل: " كعب بن زيد بن سعد بن مناة " والصواب عن الاكمال.
(3) الأغاني / 2 / 392 وفيها الأبيات التالية.
(4) الأغاني: وسار.
(5) الأغاني: خاملا.
301

قال فأنشدني من رجزك فكأني والله لما قال لي ذلك لم أقل رجزا قط أنسانيه الله
كله فما ذكرت منه ولا من غيره شيئا إلا أرجوزة لرؤبة وقد كان قالها في تلك السنة
فظننت أنها لم تبلغ مسلمة فأنشدته إياها فنكس وتتعتعت فرفع رأسه إلي وقال لا
تتعب نفسك فأني أروى لها منك قال فانصرفت وأنا أكذب الناس عنده وأخزاهم
عند نفسي حتى تلطفت بعد ذلك ومدحته برجز كثير فعرفني وقربني وما رأيت ذلك
أثر (1) فيه ولا قرعني به حتى افترقنا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر نا أحمد بن عبيد بن ناصح حدثني الأصمعي
حدثني عبيد الله بن سالم قال دخل علي أبو نخيلة وأنا في قبة تركية مظلمة ودخل
رؤبة فقعد في ناحية منها ولا يشعر كل واحد منهما بمكان صاحبه وقد قلنا لأبي نخيلة
أنشدنا فأنشد هذه وانتحلها لنفسه
هاجك من أروى بمنهاص الفكك * هم إذا لم يعده هم فتك
وقد أرتنا حسنها ذات المسك * شادخة الغرة زهر (2) الضحك
تبلج الزهراء في جنح الدلك * يا حلم (3) الوارث عن عبد الملك
أريت إن لم يحب حبو المعتبك * أنت بإذن الله إن لم تترك
مفتاح حاجات أنحناهن بك * الذخر فيه عندنا والأجر لك *
قال ورؤبة يئط ويزحر فلما فرغ قال رؤبة كيف أنتم أبا نخيلة فقال يا
سؤتاه ألا أراك ها هنا إن هذا كبيرنا الذي يعلمنا فقال له رؤبة إذ أتيت الشام فخذ منه
ما شئت وما دمت بالعراق فإياك وإياه
قال ونزل رؤبة بماء من المياه فنحر جزورا فقسمها بين أهل الماء وترك امرأة
بني خداجة بن فقيم لم يرسل إليها بشئ فرجزت به فقالت
إن دعا غالب هماما * أنكرت منه شعرا تواما

(1) سقطت من الأصل وم واستدركت عن الأغاني.
(2) كذا، وفي المختصر 4 / 193 " زاهراء ".
(3) المختصر: يا حكم.
302

قين لقين يرفع البرما * لما رأى أسرع انهزاما
واقتحم المحجة اقتحاما * واذاك إذا علكته اللجاما
لو ترك النوم الغطاء لنا ما
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور بن الجواليقي وأبو الحسن سعد
الخير بن محمد قالوا أنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم البقال (1) أنا أبو
الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة (2) أنا أبو القاسم عمر بن
محمد بن سيف الكاتب نا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي (3) نا عمي الفضل
نا إسحاق الموصلي قال كان أبو نخيلة مداحا لبني مروان فلما قام أبو العباس مثل
بين يديه ثم أنشأ يقول (4)
كنا أناسا نرهب الهلاكا * ونركب الإعجاز والأوراكا
وكل شئ قلت في سواكا * زور (5) وقد كفر هذا ذاكا *
قال إسحاق فأخبر واعتذر ومدح (6)
أخبرنا خالي القاضي أبو المعلي محمد بن يحيى القرشي أنا سهل بن بشر
الإسفرايني أنا محمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري انا أبو محمد الحسن بن
رشيق العسكري نا يموت بن المزرع قال سمعت خالي عمرو بن بحر الجاحظ
يقول قال أحمد بن إسحاق دخل أبو نخيلة اليمن فلم ير بها أحدا حسنا ورأى وجهه
وكان قبيحا فإذا هو أحسن من بها فأنشأ يقول
لم أر غيري حسنا * منذ دخلت اليمنا
ففي حرم بلدة * أحسن من فيها أنا *

(1) هذه النسبة لمن يبيع الأشياء المتفرقة من الفواكه اليابسة وغيرها. (الأنساب).
(2) له ترجمة في سير الاعلام 17 / 514 (338).
(3) سيرته في سير الاعلام (14 / 361 (210).
(4) الأبيات في الأغاني 20 / 399.
(5) الأغاني: زورا.
(6) زيد في الأغاني: فضحك أبو العباس، وأجازه جائزة سنية، وقال: أجل، إن التوبة لتكفر ما قبلها، وقد كفر
هذا ذاك.
303

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم حدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن
مخلد البزاز وأبو علي بن نبهان [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن الحسن
قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم نا أبو
العباس ثعلب نا عمر بن شبة حدثني الدغل (1) بن الخطاب قال (2) بنى أبو نخيلة
داره فمر به خالد بن صفوان فوقف عليه فقال له أبو نخيلة يا أبا صفوان كيف ترى
قال رأيتك سألت إلحافا وأنفقت إسرافا وجعلت إحدى يديك سطحا وملأت
الأخرى سلحا فقلت من وضع في سطحي وإلا رميته بسلحي ثم مضى
فقيل له ألا تهجوه قال (3) إذا يقف على المجالس سنة يصف أنفي لا يعيد
حرفا
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن
أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو إسماعيل بن زبر أنا عبد الله بن
محمد بن جعفر أنا محمد بن جرير الطبري قال (4) ذكر عن علي بن محمد بن (5)
سليمان قال حدثني أبي عن عبد الله بن أبي سليم (6) مولى عبد الله بن
الحارث بن نوفل قال إني لأسير مع سليمان بن عبد الله بن الحارث بن نوفل وقد
عزم أبو جعفر أن يقدم المهدي على عيسى بن موسى في البيعة فإذا نحن بأبي نخيلة
الشاعر ومعه ابناه وعبداه (7) وكل واحد منهم (8) يحمل شيئا من متاع فوقف عليهم

(1) في الأغاني 20 / 391 " الرعل ".
(2) الخبر في الأغاني 20 / 391.
(3) في الأغاني: ملأته.
(4) العبارة في الأغاني: فقال: إذن والله يركب بغلته، ويطوف في مجالس البصرة، ويصف أبنيتي بما يعيبها،
وما عسى أن يضر الانسان صفة أبنيته بما يعيبها سنة ثم لا يعيد فيها كلمة.
(5) الخبر في تاريخ الطبري 8 / 20 والأغاني 20 / 416 واللفظ للطبري.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن الطبري والأغاني.
(7) كذا بالأصل والطبري، وفي الأغاني: ومعه ابنان له وعبد.
(8) الطبري: منهما.
304

سليمان بن عبد الله فقال أبا نخيلة ما هذا الذي أرى وما هذه الحال التي أنت فيها
قال كنت نازلا على القعقاع (1) وهو رجل من آل زرارة وكان يتولى لعيسى بن
موسى الشرطة فقال لي اخرج عني فإن هذا الرجل قد اصطنعني وقد بلغني أنك
قلت شعرا في هذه البيعة فأخاف إن بلغه ذلك أن يلزمني لائمة لنزولك علي فأزعجني
حتى خرجت فقال يا عبد الله انطلق بأبي نخيلة فأنزله في منزلك (2) موضعا صالحا
واستوص به خيرا وبمن معه ثم خبر سليمان بن عبد الله أبا جعفر بشعر أبي نخيلة الذي
يقول فيه
عيسى فزحلقها (3) إلى محمد * حتى تؤدى من يد إلى يد
عنكم وتغنى وهي في تردد (4) * فقد رضينا بالغلام الأمرد *
قال فلما كان اليوم الذي بايع فيه أبو جعفر لابنه المهدي وقدمه على عيسى دعا
بأبي نخيلة فأمره فأنشد الشعر وكلمه سليمان بن عبد الله وأشار عليه في كلامه أن
يجزل له العطية وقال إنه شئ يبقى لك في الكتب ويتحدث به الناس ويخلد على
الأيام ولم يزل به حتى أمر له بعشرة آلاف درهم
وذكر عن حيان بن عبد الله بن حمدان (5) الحماني حدثني أبو نخيلة قال
قدمت على أبي جعفر فأقمت ببابه شهرا لا أصل إليه حتى قال لي ذات يوم
عبد الله بن الربيع الحارثي يا أبا نخيلة إن أمير المؤمنين يرشح ابنه للعهد بالخلافة
وهو على تقديمه بين يدي عيسى بن موسى فلو قلت شيئا تحثه على ذلك وتذكر فضل
المهدي كنت بالحري أن تصيب خيرا منه ومن أبيه فقلت (6)
دونك عبد الله أهل ذاكا * خلافة الله التي (7) أعطاكا

(1) الأغاني: القعقاع بن معبد أحد ولد معبد بن زرارة.
(2) الطبري: " فبوئه في منولي ". وفي الأغاني: منزلا.
(3) الطبري: " فزحلفها " بالفاء، لعله يريد: ادفعها أو أعطها، أو قدمها. وفي اللسان: " ويقال زحلف الله عنا
شرك، أي نحي الله عنا شرك " واستشهد بالشعر.
(4) الطبري: " فيكم وتغني وهي في تزيد.
(5) الطبري: " حبران " وفي الأغاني: عبد الجبار بن عبيد الحماني.
(6) الأبيات في الطبري 8 / 22 وبعضها في الأغاني 20 / 421.
(7) بالأصل " الذي " والمثبت عن الطبري.
305

أصفاك والله (1) بها أصفاكا * فقد نظرنا زمنا أباكا
ثم نظرناك لها إياكا * ونحن فيهم والهوى هواكا
نعم ونستذري إلى ذراكا * أسند إلى محمد عصاكا
فأنت (2) ما استرعيته كفاكا * وأحفظ (3) الناس له أدناكا
وقد حملت (4) على الرجل والأوراكا * وحكت حتى لم أجد محاكا
وزدت (5) في هذا وذا وذاكا * بكل قول قلت في سواكا
زور وقد كفر هذا ذاكا
وقلت أيضا كلمتي التي أقول فيها (6)
إلى أمير المؤمنين فاعمدي * سيرا (7) إلى بحر البحور المزبد
أنت الذي يا ابن سمي أحمد * ويا ابن بنت العرب المشيد
بل يا أمين الواحد الموحد (8) * إن الذي ولاك رب المسجد
أمسى (9) ولي عهدها بالأسعد * عيسى فزحلقها (10) إلى محمد
من قبل عيسى معهدا عن معهد * حتى تؤدى من يد إلى يد
فيكم وتغنى وهي في تردد (11) * فقد رضينا بالغلام الأمرد
بل قد فرغنا غير أن لم نشهد * وغير أن العهد (12) لم يؤكد
فلو سمعنا لحبه (13) أمدد امدد * كانت لنا عن عفة (14) الورد الصدي

(1) الطبري: أصفاك أصفاك.
(2) الطبري: فابنك.
(3) الطبري والأغاني: فأحفظ الناس لها.
(4) الطبري: جفلت.
(5) الطبري: ودرت.
(6) الطبري 8 / 22 - 23 وبعضها في الأغاني 20 / 418 - 419.
(7) الطبري والأغاني: سيري.
(8) الطبري: المؤبد.
(9) الأغاني: ليس ولي عهدنا بالأسعد.
(10) الطبري والأغاني: فزحلفها.
(11) الطبري: تزيد.
(12) الطبري والأغاني: العقد.
(13) الطبري والأغاني: قولك.
(14) الطبري: " كذعقة " وفي الأغاني: كزعقة.
306

فبادر البيعة ورد الحسد (1) * تبين من يومك هذا أو غد (2)
فهو الذي تم فما من عند * وزد ما شئت فزده يزدد (3)
ورده مثل رداء ترتدي * فهو رداء السابق المقلد
قد كان يروى أن (4) ما كأن قد * عادت ولو قد فعلت (5) لم تردد
فهي ترامى فدفدا عن فدفد * حينا فلو قد حان ورد الورد
وحان تحويل القرين (6) المفسد * قال لها الله هلمي فاسندي (7)
فأصبحت نازلة بالمعهد * والمحتد المحتد خير محتدي
لم ترم ثرثار النفوس الحسد * بمثل ملك (8) ثابت مؤيد
لما انتحوا قدحا بزند مصلد * يلوي عشرون القوى مستجمد (9)
يزداد إيغاضا (10) على التهدد * فزائلوا (11) باللين والتعبد
صمصامة تأكل كل مبرد (12)
قال فرويت وصارت في أفواه الخدم وبلغت أبا جعفر فسأل عن قائلها فأخبر
أنها لرجل من زيد مناة فأعجبته فدعاني فدخلت عليه وإن عيسى بن موسى لعن
يمينه والناس عنده ورؤوس القواد والجند قال فلما كنت بحيث يراني ناديت يا
أمير المؤمنين أدنني منك حتى أفهمك وتسمع مقالتي قال فأومأ بيده فأدنيت حتى
كنت قريبا منه فلما صرت بين يديه قلت ورفعت صوتي أنشده من هذا الموضع من

(1) الطبري: " الحشد " والرجز في الأغاني:
فناد للبيعة جمعا نحشد
(2) الأغاني: في يومنا الحاضر هذا أو غد.
(3) الأغاني: في يومنا الحاضر هذا أو غد.
(4) الطبري والأغاني: " أنها " بدل " أن ما ".
(5) الأغاني: نقلت.
(6) الطبري: الغوي.
(7) الطبري: وارشدي.
(8) الطبري: قرم.
(9) في الطبري: لوا بمشزور القوي المستحصد.
(10) الطبري: ايقاظا.
(10) الطبري: ايقاظا.
(11) الطبري: فداولوا.
(12) بالأصل: " صمامة تأكل أكل المزيد " والمثبت عن الطبري.
307

الكلمة ثم رجعت إلى أول الأرجوزة فأنشدته من أولها إلى هذا الموضع أيضا فأعدت
عليه حتى أتيت على اخرها والناس منصتون وهو يتسار بما أنشدته مستمع له فلما
خرجنا من عنده إذا رجل واضع يده على منكبي فالتفت فإذا عقال بن شبة فقال أما أنت
فقد سررت أمير المؤمنين وإن التأم الأمر على ما نحب فلعمري لتصيبن منه خيرا
وإن يك غير ذاك فابتغ نفقا في الأرض أو سلما في السماء
قال فكتب له المنصور بصلة إلى الري فوجه عيسى في طلبه فلحق في طريقه
فذبح وسلخ وجهه (1) وقيل قتل بعدما انصرف من الري وقد أخذ الجائزة
558 أبي بن كعب بن قيس بن عبيد
ابن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
أبو المنذر الأنصاري الخزرجي ويكنى أيضا أبا الطفيل (2)
سيد القراء شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدرا والعقبة وغيرها من المشاهد وروى عنه
أحاديث صالحة
روى عنه ابن عباس وجندب بن عبد الله البجلي وعبد الرحمن بن أبزى
وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة وأبو أيوب الأنصاري
وسهل بن سعد وسويد بن غفلة (3) وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن بن
الأسود بن عبد يغوث وأبو العالية الرياحي وزر بن حبيش وأبو بصير العبدي (4)
وعصمة (5) أبو حكيمة ومحمد والطفيل وعبد الله بنو أبي وعبد الله بن أبي
بصير وعبد الرحمن بن أبي ليلى وقيس بن عباد وعمارة بن عمرو بن حزم
الأنصاري والجارود بن سبرة الهذلي وأبو رافع الصائغ

(1) قتله قطري مولى لعيسى بن موسى، انظر الأغاني 20 / 421 و 422.
(2) له ترجمة في الوافي بالوفيات 6 / 190 وسير أعلام النبلاء 1 / 389.
انظر بالحاشية فيهما ثبتا بمصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
(3) ضبطت بفتح المعجمة والفاء عن تقريب التهذيب.
(4) انظر تقريب التهذيب " باب الكنى ".
(5) بكسر أوله وسكون المهملة (تقريب التهذيب).
308

وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية (1) وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
معاذ بن المثنى نا مسدد نا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن أبي قال كان
رجل بالمدينة لا أعلم رجلا كان أبعد منزلا أو قال دارا من المسجد منه فقيل له
اشتريت حمارا فتركبه في الرمضاء والظلماء فقال ما يسرني أن داري أو قال منزلي
إلى جنب المسجد
فنمي الحديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (ما أردت بقولك ما يسرني أن داري أو
منزلي إلى جنب المسجد) [* * * *] قال أردت أن يكتب إقبالي إذا أقبلت المسجد ورجوعي
إذا رجعت إلى أهلي قال (أنطاك الله ذلك كله أنطاك الله ما احتسبت أجمع) [* * * *]
مرتين
قال وأنا أبو بكر نا قاسم المطرز نا عمار بن الحسن النسائي ويوسف بن
موسى قالا نا جرير عن سليمان عن أبي عثمان عن أبي قال كان رجل لا أعلم
رجلا من الناس من أهل المدينة ممن يصلي القبلة أبعد دارا من المسجد من ذلك الرجل
فكانت لا تخطئه صلاة في المسجد فقلت له لو أنك اشتريت حمارا تركبه في الظلماء
والرمضاء فقال ما أحب أن داري إلى جنب المسجد قال فنمى الحديث إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسأله فقال يا رسول الله أردت أن يكتب لي إقبالي إذا أقبلت إلى
المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال (أنطاك الله ما احتسبت أجمع) [* * * *]
ذكر محمد بن عمر الواقدي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي الحويرث
قال كان يهود من بيت المقدس وكانوا عشرين رأسهم يوسف بن نون فأخذ لهم
كتاب أمان وصالح عمر بالجابية وكتب كتابا ووضع عليهم الجزية وكتب (بسم الله
الرحمن الرحيم:) أنتم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم ما لم تحدثوا أو تؤوا
محدثا فمن أحدث منهم أو آوى محدثا فقد برئت منه ذمة الله وأني برئ من معرة
الجيش شهد معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وكتب أبي بن كعب
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي

(1) الجابية: قرية من أعمال دمشق، من ناحية الجولان (معجم البلدان).
309

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان ببغداد نا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن
سفيان نا أبو صالح (1) حدثني موسى بن علي عن أبيه أن عمر بن الحطاب خطب
الناس بالجابية فقال من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ومن أراد أن
يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاد بن
جبل ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما (2)
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها وابنه أبو الحسن علي بن
الحسين قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائد نا محمد بن
عمر عن موسى بن علي بن رياح اللخمي عن أبيه (3) قال خطب عمر بن الخطاب
بالجابية فقال أيها الناس من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ومن
كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ومن كان يريد أن يسأل عن الفرائض
فليأت زيد بن ثابت ومن كان يريد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني له خازنا
وقاسما أبدأ بأزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم بالمهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم
وأموالهم أنا وأصحابي ثم بالأنصار الذين تبوؤا الدار والإيمان فمن أسرع إلى الهجرة
أسرع إليه العطاء ومن أبطأ عن الهجرة أبطئ عنه العطاء فلا يلومن رجل منكم إلا مناخ
راحلته
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن
الحسين القطان أنا محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله
الجوهري نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه
موسى بن عقبة في تسمية من شهد العقبة من بني النجار أبي بن كعب وقال تسمية
من شهد بدرا (4) من بني مالك بن النجار أبي بن كعب

(1) هو عبد الله بن صالح كاتب الليث ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 405 (115).
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 1 / 394 وقال: ورواه الواقدي عن موسى أيضا.
(3) الخبر في مختصر ابن منظور 4 / 197 - 198.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن هامش الأصل.
310

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلامي (1) أنا محمد بن أحمد بن
الأبنوسي أنا عيسى بن علي بن عيسى أنا أبو القاسم البغوي حدثني سعيد بن يحيى
الأموي حدثني أبي عن محمد بن إسحاق قال فيمن شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا محمد بن
العباس المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس نا أحمد بن عبد الجبار نا
يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن
مالك بن النجار وهم بنو جديلة (2) أبي بن كعب بن قيس
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن
محمد بن إسحاق قال فيمن شهد بدرا أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن
معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
أخبرنا أبو بكر الشاهد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع البلخي أنا محمد بن عمر الواقدي قال
في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو جديلة ثم من بني
قيس بن عبيد بن زيد بن رفاعة بن معاوية بن عمرو بن مالك أبي بن كعب بن
قيس بن عبيد
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا أبو القاسم البغوي حدثني هارون بن عبد الله قال سمعت سعد بن
عبد الحميد بن جعفر يذكر أن أبي بن كعب عقبي بدري من بني مالك بن النجار من
الخزرج
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين وأبو الفضل

(1) بالأصل " البقشلان " والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى شلام وهي بلدة كثيرة البق، وقد نزلها أبوه أو
جده فلحقته الأذية فقيل له البشلامي، ولزمه هذا اللقب (الأنساب).
(2) في أسد الغابة " حديلة " وضبطها ابن الأثير بضمن الحاء المهملة وفتح الدال.
311

أحمد بن الحسن بن خيرون
وأخبرنا أبو العز بن ثابت بن منصور الكيلي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
إسحاق أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي نا خليفة بن خياط قال
في تسمية أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بني حديلة وهي أم بني معاوية بن عمرو بن
مالك بن النجار واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن
عامر بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الغوث أبي بن كعب بن قيس بن
عتيك بن زيد بن معاوية وهو حديلة بن عمرو بن مالك بن النجار أمه صهيلة بنت
الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار هي عمة
أبي طلحة (1) يكنى أبا المنذر شهد بدرا ومات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ويقال مات
في خلافة عمر بن الخطاب كذا في الأصل ابن عتيك والصواب ابن عبيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن البقال أنا أبو
الحسن علي بن أحمد بن الحمامي أنا أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني أنا
إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب يقول أبي بن كعب بن قيس بن
عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن عمر بن أبان قال نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا ابن سعد في
الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من الأنصار قال أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد
أحد بني حديلة وهم بنو عمرو بن مالك بن النجار ويكنى أبا المنذر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (2) ومن
بني عمرو بن مالك بن النجار ثم من بني معاوية بن عمرو وهم بنو جديلة (3) وهي أم

(1) أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم.
(طبقات ابن سعد 3 / 498.
(3) ابن سعد: حديلة.
312

لهم أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
ويكنى أبا المنذر وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن (1) مالك بن النجار
وكان لأبي بن كعب من الولد (2) الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن
عمرو بن المنذر بن سبيع (3) بن عبد نهم من دوس وأم عمرو بنت أبي ولا يدرى من
أمها وقد شهد أبي بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وكان
أبي يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة وكان يكتب في الوحي
الإسلام لوحي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمر الله رسوله (صلى الله عليه وسلم) أن يقرأ على أبي القرآن وقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أقرأ أمتي أبي) [* * * *]
أنبأنا أبو محمد بن الأبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي بن الحسن المدائني
أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن
معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو جديلة شهد بدرا قاله ابن إسحاق يكنى
أبا المنذر واختلف في وفاته فقيل توفي في زمن عمر وقيل في زمن عثمان وهذا هو
الصحيح جاء عنه نحو من خمسين حديثا وأم أبي صهيلة بنت الأسود بن حرام بن
عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار يقال أنها عمة أبي طلحة
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي واللفظ له حدثني أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالوا أنا أبو
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4) أبي بن كعب أبو
المنذر من بني عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري يقال شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
مديني (5) قال حدثني محمد بن يوسف نا سفيان عن أسلم المنقري عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قلت لأبي لما وقع الناس في أمر عثمان يا

(1) ابن سعد: من بني مالك.
(2) عن ابن سعد، وبالأصل " الوليد ".
(3) مطموسة بالأصل والمثبت عن هامشه وابن سعد.
(4) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 39 - 40.
(5) في التاريخ الكبير: مدني.
313

أبا المنذر قال وحدثني عبيد بن يعيش نا محمد بن نمير (1) عن طلحة بن يحيى
عن أبي بردة قال عمر لأبي يا أبا الطفيل قال البخاري وله ابن يقال له الطفيل
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا محمد بن الحسن النهاوندي أنا
أحمد بن الحسن أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أنا محمد بن إسماعيل
البخاري نا محمد بن يوسف نا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال قلت لأبي بن كعب لما وقع الناس في أمر
عثمان أبا المنذر ما المخرج من هذا الأمر قال كتاب الله ما استبان فاعمل به وما
اشتبه فكله إلى عالمه
قال ونا محمد بن إسماعيل نا عبيد نا محمد بن بشر نا طلحة بن يحيى
عن أبي بردة قال قال عمر لأبي يا أبا (2) الطفيل قال محمد بن إسماعيل هو من بني
عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري يقال شهد بدرا مدني
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو الطفيل ويقال أبو المنذر
أبي بن كعب الأنصاري شهد بدرا
قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم أنا
عبيد الله بن سعيد بن حاتم أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد أخبرني
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال أبو الطفيل أبي بن كعب
وقيل أبو المنذر
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلامي (3) أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا أبو القاسم البغوي قال أبو المنذر ويقال أبو الطفيل أبي بن كعب سكن
المدينة ومات بها
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا أبو الفتح

(1) في التاريخ الكبير: " بشر " وسيأتي: " بشر " في الخبر التالي.
(2) سقطت من الأصل واستدرك عن هامشه.
(3) بالأصل " البقشلان " مر قريبا. وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 417.
314

سليم بن أيوب أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي نا أبو القاسم
علي بن إبراهيم بن أحمد الجوري (1) نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال
سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي يقول أبي بن كعب
الأنصاري يكنى أبا المنذر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي بن
شجاع أنا أبو عبد الله بن مندة قال أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن
معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وإنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم فسمي
النجار (2) وهو بني جديلة وجديلة أمهم وأبوهم معاوية بن عمرو والنجار هو
اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج كناه النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا المنذر وكناه عمر بأبي الطفيل
شهد بدرا والعقبة وسماه النبي (صلى الله عليه وسلم) سيد الأنصار واختلفوا في وفاته فيقال إنه توفي سنة
تسع عشرة ويقال سنة اثنتين وعشرين وقيل سنة ثلاثين وكان ربعة ليس بالطويل
ولا بالقصير أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبة
كذا قال وإنما هو تيم الله بن ثعلبة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي (3) وخلف بن هشام البزار
وعبيد الله بن عمر القواريري قالوا نا حماد بن زيد نا عاصم عن زر قال قلت
لأبي بن كعب أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا يعني ابن مسعود كان
إذا سئل عنها قال من يقم الحول يصبها فقال يرحم الله أبا عبد الرحمن أما والله لقد
علم أنها في رمضان ولكن أحب أن لا تتكلموا وأنها ليلة سبع وعشرين لم يستثن
قلت أبا المنذر أنى علمت ذاك قال بالآية التي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (صبيحة القدر
تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) [* * * *]
وهذا لفظ حديث المقدمي

(1) هذه النسبة بضم الجيم إلى جور بلدة من بلاد فارس (في الأنساب: الجور).
(2) وقيل لأنه ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار (أسد الغابة 1 / 61).
(3) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 10 / 660 وفيها أنه روى عنه
عبد الله بن أحمد، وحدث عن حماد بن زيد وفي م: " المقدسي " تحريف أيضا.
315

قال ونا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن محمد بن أيوب نا أبو بكر بن
عياش عن عاصم زر قال أتيت المدينة فدخلت المسجد فإذا أنا بأبي بن كعب
فأتيته فقلت يرحمك الله أبا المنذر اخفض لي جناحك وكان امرأ فيه شراسة فسألته
عن ليلة القدر فقال ليلة سبع وعشرين (1) قلت أبا المنذر أنى علمت ذلك قال
بالآية التي أخبرنا بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعددنا وحفظنا وآية ذلك أن تطلع الشمس من
صبحتها مثل الطست لا شعاع لها حتى ترتفع
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن مرة أنا
أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا نا محمد بن سعد (2) قالا
أنا محمد بن عمر حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عيسى بن طلحة
قال كان أبي رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل
قال (2) وأنا محمد بن عمر حدثني أبي بن عباس زاد ابن الفهم بن سهل بن
سعد الساعدي عن أبيه قال كان أبي لا يغير شيبة أبيض الرأس واللحية
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون أنا أبو كريب نا ابن المبارك عن مبارك بن
فضالة عن الحسن أخبرني شيخ أنه رأى أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية الشيخ
الذي لم يسم هو عتي (3) بن ضمرة السعدي
أخبرناه أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا أبو القاسم البغوي نا حميد بن مسعدة الشامي نا سفيان بن حبيب عن
عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة قال قدمت المدينة فرأيت رجلا أبيض
الثياب أبيض اللحية فقالوا هذا أبي بن كعب

(1) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5 / 132 وسير أعلام النبلاء 1 / 394.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 498 و 499 وسير الاعلام 1 / 390.
(3) ضبطت عن التبصير 3 / 1052 وفيه: عتى السعدي عن أبي بن كعب.
316

وأخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (1) أنا عفان بن مسلم
وسليمان بن حرب قالا نا حماد بن سلمة أن ثابت البناني وحميد عن الحسن عن
عتي السعدي قال قدمت المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس واللحية يحدث
وإذا هو أبي بن كعب
قال ابن سعد ولم يذكر سليمان حميدا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا أنا
إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا
محمد بن مهدي نا عبد الرزاق نا معمر عن قتادة وأبان عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال لأبي بن كعب (أمرني ربي أن أقرأ عليك [* * * *] قال وسماني ذلك قال وسماك لي
قال فبكى أبي قال معمر قال أبان قال أنس وذكرت هناك [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزوردي أنا أبو عمرو بن حمدان
أنا أبو يعلى الموصلي نا محمد بن المثنى نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت
قتادة يحدث عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي بن كعب إن الله أمرني أن أقرأ
عليك [* * * *] " لم يكن الذين كفروا " (2) قال وسماني قال نعم [* * * *] قال فبكى
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا أبو قلابة نا بكر بن بكار نا شعبة عن قتادة عن أنس بن
مالك قال لما نزلت " لم يكن الذين كفروا " قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي بن كعب (إن الله
عز وجل أمرني أن أقرأ عليك [* * * *] قال وذكرت هناك يا رسول الله وجعل يبكي يعني
أبي بن كعب

(1) طبقات ابن سعد 3 / 499.
(2) سورة البينة، الآية الأولى.
317

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن العدل
وأبو (1) سعد الحسين بن الحسين الفانيذي ومحمد بن عبد الملك بن عبد القاهر
الأسدي ومحمد بن علي بن جعفر الرستمي وأبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب
البزاز وأحمد بن محمد بن عمر الأواني البزاز وأبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني
وأبو الوفا محمد بن عبد السلام بن علي بن عفان الواعظ وأبو منصور بكير بن
خطلخ بن عبد الله الفانيذي الشيرازي وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن
عبد الرحمن السمناني التيمي وأبو طالب أحمد بن عبد العزيز بن علي الجرجاني
الشروطي البغدادي وأبو البركات محمد بن محمد بن رضوان الدممي (2) وعلي بن
أحمد بن الفرج العكبري والحسين بن محمد بن الحسين السراج النحوي المقرئ
قراءة عليهم من أصل سماعهم منفردين وأنا اسمع قالوا أنا أبو علي الحسن بن
أحمد بن شاذان أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقاق نا محمد بن
عبيد الله بن أبي داود المنادي نا روح بن (3) عبادة نا سعيد بن أبي عروبة عن
قتادة عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي بن كعب (إن الله عز وجل أمرني أن
أقرئك القرآن) [* * * *] أو أقرأ عليك القرآن قال الله سماني لك قال يعني (نعم) [* * * *] قال
وقد ذكرت عند رب العالمين قال (نعم) [* * * *] فذرفت عيناه ورواه البخاري (4) عن ابن
المنادي
وقد أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنبأ أبو سعد الجنزوردي أنا أبو
عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا عثمان
البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا نا
هدبة نا همام نا وقال أبو يعلى عن قتادة عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي إن

(1) بالأصل " وأبا ".
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى " دمما " قرية كبيرة عند الفلوجة على الفرات.
(3) ضبطت اللفظتان بالقلم عن تقريب التهذيب.
(4) أخرجه البخاري في المناقب باب مناب أبي ح (4959) و (4960) و (4961) في التفسير باب سورة لم
يكن.
318

الله أمرني أن أقرأ عليك [* * * *] قال أبي الله سماني لك قال (الله سماك لي * [* * * *] فجعل أبي يبكي
رواه مسلم في صحيحه (1) عن هدبة بن خالد
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا محمد بن
إسحاق الحافظ أنا خيثمة بن سليمان نا السري بن يحيى قال ونا محمد بن
يعقوب نا عباس الدوري قالا نا قبيصة [* * * *] قال ونا محمد بن محمد بن يونس
وأحمد بن محمد بن إبراهيم قالا نا أسيد بن عاصم نا الحسين بن حفص قالا نا
سفيان الثوري عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
قال قال أبي بن كعب قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن * [* * *
*] قال
قلت يا رسول الله وسميت لك قال (نعم * [* * * *] قلت لأبي وفرحت بذلك قال وما
يمنعني وهو يقول " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " (2) (3) [* * * *]
أخبرنا به أعلى من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا إسحاق بن عبد الرحمن
الصابوني أنا أبو سعيد الرازي أنا محمد بن أيوب أنا محمد بن كثير نا سفيان عن
أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى
قال قال أبي بن كعب قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أمرت أن أقرئك سورة " قال قلت يا
رسول الله وسميت لك قال (نعم " [* * * *] قال قلت لأبي ففرحت بذلك قال وما
يمنعني وهو يقول " قل بفضل الله وبرحمته (4) فبذلك فليفرحوا "
أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس محمد بن يعقوب نا السري بن يحيى نا قبيصة نا سفيان عن أسلم
المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) (أنزلت علي سورة وأمرت أن أقرئكها [* * * *] قال قلت فسميت لك قال نعم [* * * *]
قال قلت لأبي أفرحت بذلك يا أبا المنذر قال وما يمنعني والله يقول " قل بفضل

(1) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، وفي باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل، وفي فضائل
الصحابة، باب فضائل أبي.
(2) سورة يونس، الآية: 58.
(3) أخرجه أحمد في مسنده 5 / 122 و 123 وأبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 251.
(4) بالأصل " ورحمته ". والمثبت عن..
319

الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " [* * * *]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
محمد بن حسنون بن النرسي (1) نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن
الوراق (2) إملاء نا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال
القرشي نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني (3) سنة أربع وثلاثين
ومائتين نا يحيى بن سعيد القطان نا الأجلح يعني ابن عبد الله [* * * *]
وأخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر
أنا محمد بن محمد بن سليمان نا علي بن المديني نا يحيى بن سعيد نا أجلح نا
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (
أمرت أن أعرض عليك القرآن) [* * * *] قال فقلت وسماني لك ربك " فبذلك فلتفرحوا "
قال هكذا قرأها أبي بن كعب زاد أبو غالب بالتاء
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور نا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا عباس بن الوليد نا ابن المبارك عن الأجلح عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (
أمرت أن أقرأ عليك القرآن " [* * * *] قال فقلت وسماني لك ربك قال (نعم " [* * * *] قال فقرأ
علي " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي نا عمي يعني علي بن عبد العزيز نا أبو ربيعة
فهد بن عوف نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن أبي
حبة (5) البدري قال لما أن لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) أبي بن كعب قال (إن جبريل عليه السلام

(1) ترجمته في سير الاعلام 18 / 84 (37).
(2) ترجمته في سير الاعلام 16 / 388 (279).
(3) ترجمته في سير الاعلام 11 / 41 (22).
(4) سورة يونس، الآية: 58 وبالأصل " تجمعون ".
(5) بتشديد الموحدة، ضبطت عن تقريب التهذيب، انظر ترجمته فيه. وفي تبصير المنتبه 1 / 402 واختلف في
أبي حنة البدري، فالجمهور على أنه بالموحدة (كما تقدم وكما أثبتناه)، وقال الواقدي: بالنون.
وذكر ابن حجر مختلف الأقوال فيه (تقريب التهذيب).
320

أمرني أن أقرئك [* * * *] " لم يكن الذين كفروا " قال فقال أبي يا رسول الله أو قد ذكرت
هناك قال (نعم " [* * * *] قال فبكى
قال البغوي أبو حبة البدري اسمه عامر بن عبد عمرو
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنا محمد بن علي بن الحسن بن
أبي عثمان أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى نا الحسين بن إسماعيل المحاملي
إملاء نا محمد بن إدريس الرازي نا محمد بن عيسى بن الطباع نا معاذ بن
محمد بن معاذ بن أبي بن كعب حدثني أبي عن جدي عن أبي بن كعب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
له (إني قد أمرت بعرض القرآن عليك " [* * * *] قال يا رسول الله بالله عز وجل امنت وعلى
يديك أسلمت ومنك تعلمت فرد النبي (صلى الله عليه وسلم) القول فقال أبي رحمه الله لقد ذكرت
هناك يا رسول الله قال (نعم في الملأ الأعلى في اسمك ونسبك " [* * * *] قال فاقرأ إذن يا
رسول الله وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا جلس يحثو على ركبتيه ولم يكن يتكئ خالفه غيره في
نسب معاذ (1)
كتب إلي أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الأصبهاني (2) نا سليمان (3) بن أحمد
اللخمي نا أحمد بن خليد الحلبي (3) نا محمد بن عيسى بن الطباع نا معاذ بن
محمد بن (4) محمد بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يا أبا المنذر إني أمرت أن أعرض عليك القرآن " [* * * *] فقال بالله امنت وعلى
يديك أسلمت ومنك تعلمت قال فرد النبي (صلى الله عليه وسلم) القول فقال يا رسول الله وذكرت
هناك قال (نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى " [* * * *] قال فاقرأ إذا يا رسول الله
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا الحسن بن علي الإمام نا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون نا
محمد بن يوسف الفريابي نا سفيان \ ح \ " " "

(1) الحديث في سير أعلام النبلاء 1 / 395 وانظر فيه نسب معاذ، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 251
والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 312.
(2) حلية الأولياء 1 / 251.
(3) ما بين الرقمين في الحلية: " حدثنا سليمان بن أحمد بن خليد الحلبي " تحريف.
(4) كذا بالأصل في نسبه، وفي الحلية " محمد " لم يكررها.
321

وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب أنا عبد الله بن
يحيى السكري أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا عباس بن عبد الله الترقفي نا
محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن
عبد الله بن عمرو قال قال ذلك لم أزل وفي حديث الترقفي قال قال لي إن ذاك
رجل (1) لا أزال وقالا أحبه يعني ابن مسعود إني سمعت رسول الله يقول
(اقرأوا القرآن من أربعة ابن لأم عبد وفي حديث الترقفي من ابن أم عبد فبدأ به
وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة) [* * * *]
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن الخلعي (2) أنا أبو
محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا الحسن بن يزيد العطار بالربض (3)
نا خالي حميد بن المبارك أنا أبو إسماعيل يعني المؤدب عن الأعمش عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (استقرؤا القرآن من أربعة
من أبي بن كعب وابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل) [* * * *] قال الحسن
لعلى قدمت أو أخرت
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو منصور محمد بن أحمد
وأبو بكر محمد بن أحمد الأصبهانيان قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله نا
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا محمد بن الوليد البسري نا أبو
عامر العقدي نا محمد بن طلحة عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن قال كنت
جالسا عند عبد الله بن عمرو فذكر ابن مسعود فقال إن ذاك رجل لا أزال أحبه بعد أن
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (استقرؤا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به
وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة) [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو الحسن علي بن محمد بن
محمد بن الخطيب الأنباري أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا
إسماعيل بن محمد الصفار نا الحسن بن إسحاق العطار حدثني خالي حميد بن

(1) بالأصل " رجلا ".
(ضبطت عن التبصير 2 / 550.
(3) انظر معجم البلدان 3 / 25.
322

المبارك أنا أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (استقرؤا القرآن من أربع من عبد الله بن مسعود وأبي بن
كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة) [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزوردي أنا أبو عمرو بن
حمدان [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا أنا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا
أنا أبو يعلى نا عبيد الله هو ابن عمر القواريري نا خالد بن الحارث نا سعيد
وفي حديث ابن حمدان شعبة عن قتادة أن أنسا أنبأهم فيمن جمع القرآن على عهد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد وأبو زيد قال وكلهم من
الأنصار (1)
قالا ونا أبو يعلى نا أحمد يعني الدورقي نا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن
قتادة سمع أنسا يقول جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة كلهم من الأنصار
معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد قال قتادة قلت لأنس من أبو
زيد قال أحد عمومتي
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا
عيسى بن علي الوزير أنا عبد الله بن محمد نا هدبة نا همام عن قتادة عن أنس
قال جمع القرآن على عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ بن
جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد رجل من الأنصار متفق على صحته + رواه البخاري (2)
عن حفص بن عمر عن همام
أخبرنا المظفر بن القشيري أنا أبي الأستاذ أبو القاسم أنا أبو نعيم
عبد الملك بن الحسن أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق نا الصغاني وغيره قالا نا
عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال افتخر

(1) سير أعلام النبلاء 1 / 391 وانظر تخريجه بحاشيتها. وحلية الأولياء 1 / 229 في ترجمة معاذ بن جبل.
(2) صحيح البخاري (5003) في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
323

الحيان من الأوس والخزرج فقالت الأوس منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ومنا
من اهتز له عرش الرحمن (1) ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن الأقلح (2) ومنا من
أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت قال فقال الخزرجيون منا أربعة جمعوا
القرآن لم يجمعه أحد غيرهم زيد بن ثابت وأبو زيد وأبي بن كعب ومعاذ بن
جبل هذا حديث حسن صحيح +
أخبرنا أبو أ سعد بن البغدادي ومحمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم الأديب
قالا أنا محمد بن أحمد بن شكرويه زاد ابن البغدادي ومحمد بن أحمد
السمسار [* * * *]
وأخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن المميز وأبو عبد الله محمد بن
سعيد بن أحمد كورجة الحزقي قالا أنا إبراهيم بن محمد الطيان قالوا أنا إبراهيم بن
عبد الله بن خرشيد قوله نا الحسين بن إسماعيل نا أحمد بن منصور زاج (3) نا
علي بن الحسن نا الحسين بن واقد نا ثمامة عن أنس قال جمع القرآن على عهد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل
أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي نا هشام بن عبد الملك وعفان قالا نا أبو عوانة
عن الأسود بن قيس عن نبيح عن ابن عباس أن أبيا قال لعمر يا أمير المؤمنين أني
تلقيت القرآن ممن تلقاه وقال عفان ممن يتلقاه من جبريل وهو رطب
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي وأبو المطهر شاكر بن نصر بن
طاهر الأنصاري وأبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن مندوية وأبو
غالب الحسن بن محمد بن عالي الأسدي قالوا أنا أبو إسماعيل حمد بن أحمد بن
عمر الصيرفي وبكير نا أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب أنا الحسن بن

(1) هو سعد بن معاذ.
(2) بالأصل " الأفلح " بالفاء خطأ، والصواب " الأقلح " بالقاف. واسمه: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (حلية
الأولياء 1 / 110.
(3) أبو صالح المروذي ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 388 (169).
(4) مسند أحمد 5 / 117.
324

محمد بن دكه المعدل نا أبو حفص عمرو بن علي نا يحيى نا سفيان عن حبيب
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (1) قال قال عمر أقرأنا وأبي وأقضانا علي وإنا ندع
من قول أبي وذاك أنه يقول لا أدع شيئا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد قال الله " ما
ننسخ من آية أو ننسها " (2) رواه البخاري (3) عن عمرو بن علي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا محمد بن
إسحاق أنا خيثمة بن سليمان نا السري بن يحيى نا قبيصة نا سفيان عن
حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال عمر بن الخطاب
علي أقضانا وأبي أقرأنا وإنا لندع بعض ما يقول أبي وأبي يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (فلن أدعه لقول أحد " [* * * *] وقد نزل بعد أبي قرآن والله يقول " ما ننسخ
من اية أو ننسها " الآية قال ابن مندة وروى هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد عن
سعيد بن جبير نحوه
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون أنا محمد بن معمر نا سليمان بن حرب نا
حماد عن ثابت عن الجارود بن أبي سبرة عن أبي بن كعب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى
بالناس فترك آية فقال (من أخذ علي قراءتي " قال أبي أنا قال (قد علمت إن
كان أحد أخذها علي فأنت " [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن علي التميمي أنا يحمد بن
جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4) نا عبد الرحمن بن مهدي وأبو
سلمة الخزاعي قالا نا حماد بن سلمة عن ثابت عن الجارود بن أبي سبرة عن
أبي بن كعب قال الخزاعي في حديثه قال قال أبي بن كعب [* * * *]
قال ونا عبد الله حدثنا إبراهيم بن الحجاج نا حماد بن سلمة عن ثابت عن

(1) الخبر في سير أعلام النبلاء 1 / 391.
(2) سورة البقرة، الآية: 106 وفي رواية البخاري: ننسأها، أي نؤخرها.
(3) صحيح البخاري فتح الباري ح 4481 في التفسير، باب قوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها)
و (5005) في فضائل القرآن. باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) مسند أحمد 5 / 142.
325

الجارود بن أبي سبرة عن أبي بن كعب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلى بالناس فترك اية
فقال (أيكم أخذ علي شيئا من قراءتي " [* * * *] فقال أبي أنا يا رسول الله تركت اية كذا وكذا
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) (قد علمت إن كان أحد أخذها علي فإنك أنت هو) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبي أبو العباس وأبو محمد
عبد العزيز بن أحمد الصوفي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي الرضا القاضي
وأبو القاسم علي بن محمد المصيصي وغنائم بن أحمد بن عبيد الله الخياط (1)
الصوفي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز الكتاني وعلي بن محمد
وغنائم بن أحمد والحسين بن محمد بن طلاب وعلي بن الخضر بن عبدان [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البري أنا عمي أبو الفضل
عبد الواحد بن علي وأبو العشائر محمد بن خليل القيسي وأبو يعلى حمزة بن
علي بن هبة الله الثعلبي (2) وأبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي ونصر بن
أحمد بن مقاتل قالوا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قالوا أنا
عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنا إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت نا يزيد بن محمد
هو ابن عبد الصمد نا هشام بن إسماعيل نا محمد بن شعيب نا عبد الله بن
العلاء بن زبر عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى صلاة
فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبي (أصليت معنا) [* * * *] قال نعم قال (فما
منعك) [* * * *]
رواه أبو داود في (3) سننه عن يزيد هذا
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الواحد بن أحمد بن مشماش أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت أنا زكريا بن
يحيى نا إسحاق بن إبراهيم أنا مروان بن معاوية حدثني يحيى بن كثير الكوفي أنه

(1) غير منقوطة بالأصل، والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 20 / 18 في ترجمة علي بن أحمد بن منصور
فيمن حدث عنه غنائم الخياط.
(2) غير منقوطة بالأصل، والمثبت والضبط عن التبصير 1 / 209.
(3) أخرجه أبو داود في الصلاة باب الفتح على الامام 907 وسير أعلام النبلاء 1 / 395
326

سمع المسور بن يزيد الكاهلي قال شهدت النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى صلاة الصبح فتعايا في اية
فلما فرغ قال (يا أبي لم لم تفتح علي) [* * * *]
رواه غيره عن مروان بلفظ آخر
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد نا سريج بن يونس نا مروان بن معاوية عن يحيى بن كثير
الكاهلي عن مسور بن يزيد الأسدي قال صلى رسول (صلى الله عليه وسلم) وترك آية فقال له
رجل يا رسول الله تركت اية كذا وكذا قال (فهلا ذكرتنيها) (1) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البسطامي أنا أبو سعد عبد الرحمن بن
منصور بن رامش نا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه (2) إملاء نا
أبو العباس محمد بن يعقوب أنا العباس بن محمد الدوري نا قبيصة نا سفيان عن
خالد الحذاء وعاصم عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أرحم أمتي أبو
بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأفرضهم زيد وأقرأهم أبي بن
كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو (3)
عبيدة بن الجراح (4)) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب في كتابه أنا
محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ أنا سهل بن بشر أنا
علي بن منير قالا أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أحمد بن
عبد الرحمن بن مرزوق نا سويد بن سعيد نا عمر بن عبيد عن عمران عن الحسن
وأبان عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أرأف أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين
الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأقرأهم لكتاب الله

(1) مسند أحمد 4 / 74.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 57 وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 241 (147)
(3) سقطت من الأصل استدركت فوق السطر.
(4) أسد الغابة 1 / 62.
327

أبي وأفرضهم زيد والأمين أبو عبيدة) [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه
أنا أبو القاسم بن أبي العباس الواسطي خطيب مسجد إبراهيم الخليل عليه السلام أنا
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي (1) قال أملى علي عمر بن محمد بن عثمان
البغدادي نا أبو عبد الله محمد بن موسى النهرتيري (2) البغدادي نا هاشم عن
كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أرحم أمتي بأمتي أبو
بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقضاهم علي وأفرضهم
زيد بن ثابت وأقرأهم أبي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة
أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (3) حدثني وهب بن بقية نا خالد بن عبد الله عن إسماعيل يعني
ابن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثني أبي بن
كعب قال كنت في المسجد فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها عليه فدخل رجل
فصلى فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه فدخل هذا فقرأ قراءة سوي قراءة
صاحبه فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اقرأوا) [* * * *] فقرأوا فقال (قد أحسنتم) [* * * *] فسقط في نفسي
من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول (صلى الله عليه وسلم) ما قد غشيني ضرب
صدري قال ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى ربي فرقا فقال لي (أبي إن ربي أرسل إلي
فقال اقرأ على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي أن أقرأه على حرفين
فرددت إليه ثلاث مرات أن هون على أمتي فرد علي أن أقرأه على سبعة أحرف ولك (4)
بكل ردة رددتكها سؤلك أعطيكها فقلت اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت
الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم) [* * * *]

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الملطية وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى نهر تيري قرية بنواحي البصرة.
(3) مسند أحمد 5 / 128 - 129.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه ومسند أحمد.
328

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون نا محمد بن معمر نا عبيد الله بن موسى
عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سقير العبدي عن سليمان بن صرد عن أبي بن
كعب قال سمعت رجلا يقرأ فقلت من أقرأك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقلت أنطلق
إليه فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت استقرئ هذا فقال (أقرأ) [* * * *] فقرأ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أحسنت) [* * * *] قال فقلت ألم تقرءني كذا وكذا قال (بلى وأنت قد
أحسنت قراءتك) [* * * *] قال فضرب رسول الله يده في صدري ثم قال (اذهب عن أبي
الشك) [* * * *] قال ففضت عرقا وامتلأ جوفي فرقا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يا أبي إن ملكين
أتياني فقال أحدهما اقرأ على حرف فقال الاخر اقرأ على حرفين فقال الاخر زده
قلت زدني قال اقرأ على ثلاثة أحرف قال الآخر زده قلت زدني قال اقرأ
على أربعة أحرف قال الاخر فزده قال الاخر على خمسة أحرف قال الآخر زده
قلت زدني قال اقرأ على ستة أحرف قال الآخر زده قلت زدني قال اقرأ على
سبعة أحرف فالقرآن أنزل على سبعة [* * * *]
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا محمد بن الحسن بن قتيبة نا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب
أخبرني عمرو عن سعيد بن أبي هلال عن عبيد الله بن عمر عن أبي الحكم عن
أبي بن كعب قال بينا أنا يوما في المسجد إذ قرأت اية في سورة النحل كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أقرأنيها فقرأها رجل إلى جانبي فخالف قراءتي فقلت من أقرأك هذه
القراءة فقال رسول (صلى الله عليه وسلم) ثم قرأ اخر فخالف قراءتي وقراءته قلت من أقرأكها قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قلت لا أفارقكما حتى تأتيا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيناه فأخبرته الخبر فقال (اقرأ) [* * * *]
فقرأت فقال (أحسنت) [* * * *] ثم قال للآخر (اقرأ) [* * * *] فقرأ فقال (أحسنت) [* * * *] ثم قال
للآخر (اقرأ) [* * * *] فقرأ فقال (أحسنت) [* * * *] فدخلني شك يومئذ لم يدخلني مثله قط إلا في
الجاهلية فلما رأى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (قال لعل الشيطان دخلك) [* * * *] ثم دفع بكفه في
صدري فقال (اللهم احبس عنه الشيطان) [* * * *] ثم قال (أتاني آت من ربي فقال يا محمد
اقرأ القرآن على حرف فقلت يا رب خفف عن أمتي ثم أتاني آت من ربي فقال يا
329

محمد اقرأ القرآن على حرف فقلت يا رب خفف عن أمتي ثم أتاني آت من ربي فقال
يا محمد اقرأ القرآن على حرف فقلت يا رب خفف عن أمتي ثم أتاني آت من ربي
فقال يا محمد اقرأ القرآن على سبعة أحرف ولك بكل رد مسألة فقلت يا رب اغفر
لأمتي ثم قلت يا رب اغفر لأمتي وأخرت الثالثة شفاعة إلى يوم القيامة والذي نفس
محمد بيده أن إبراهيم ليرغب في شفاعتي) [* * * *]
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي انا جعفر بن عبد الله بن
يعقوب نا محمد بن هارون نا محمد بن المثنى نا عبد الأعلى نا سعيد بن
إياس (1) عن أبي السليل (2) عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أبا المنذر أي اية معك من كتاب الله أعظم [* * * *] قال قلت " الله لا إله
إلا هو الحي القيوم " (3) فضرب في صدري فقال (لهن العلم فوالذي نفسي بيده إن لهذه
للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحد أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني هارون بن إسحاق نا محمد بن
عبد الوهاب السكري عن سفيان عن سعيد بن إياس الجريري (4) عن أبي السليل
عن عبد الله بن رباح (5) عن أبي بن كعب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له (أي آية في كتاب الله
أعظم " [* * * *] قال قلت الله ورسوله أعلم حتى أعادها عليه ثلاثا ثم قلت " الله الحي
القيوم " قال فضرب صدري ثم قال (ليهنك العلم أبا المنذر (6) " [* * * *]
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا محمد بن معمر نا قبيصة بن عقبة نا سفيان عن عبد الله بن
محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي عن أبي بن كعب قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا

(1) هو الجريري ترجمته في سير الاعلام 6 / 153 والأنساب (الجريري).
(2) ضبطت عن تبصير المنتبه 2 / 689 واسمه ضريب بن نقير.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جرير بن عباد أخي الحارث بن عباد بن ضبيعة... بن بكر بن
وائل. وترجم له في الأنساب.
(5) بالأصل " رياح " بالياء، والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب التهذيب.
(6) الحديث في حلية الأولياء 1 / 250.
330

ذهب ربع الليل قام فقال " أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها
الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه " قال أبي قلت
يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال (ما شئت وإن زدت
فهو خير " [* * * *] قال الربع قال (ما شئت وإن زدت فهو خير " [* * * *] قال أجعل النصف
قال (ما شئت وإن زدت فهو خير " [* * * *] قال الثلثين قال (ما شئت وإن زدت فهو
خير " [* * * *] قال أجعل لك صلاتي كلها قال (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك " [* * * *] "
أنبأنا أبو علي المقرئ (1) أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ (2) نا
سليمان بن أحمد نا أحمد بن خليد الحلبي نا محمد بن عيسى نا معاذ بن محمد بن
محمد (3) بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب أنه قال يا رسول الله ما
جزاء الحمى قال (تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه
عرق " [* * * *] قال أبي اللهم إني أسئلك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى
بيتك ولا مسجد نبيك (صلى الله عليه وسلم) قال فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو طاهر الفقيه وأبو محمد
الحسن بن علي بن المؤمل قالا نا أبو عثمان عمرو بن عبد الله نا أبو أحمد
محمد بن عبد الوهاب أنا خالد بن مخلد نا محمد بن جعفر بن أبي كثير حدثني
سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (4) عن زينب بنت كعب (5) عن أبي سعيد الخدري
عن النبي قال (ما من شئ يصيب المؤمن في جسده إلا كفر الله عنه به من
الذنوب " [* * * *]
فقال أبي بن كعب اللهم أني أسألك أن لا تزال الحمى مضارعة لجسد أبي بن
كعب حتى يلقاك لا يمنعه من صيام ولا صلاة ولا حج ولا عمرة ولا جهاد في

(1) اسمه الحسن بن أحمد الحداد، فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 431).
(2) حلية الأولياء 1 / 255.
(3) في الحلية: معاذ بدل محمد.
(4) ضبطت بالقلم عن تقريب التهذيب).
(5) وهي زوج أبي سعيد الخدري (تقريب التهذيب).
331

سبيلك فارتكبته الحمى فلم تفارقه حتى مات وكان في ذلك يشهد الصلوات ويصوم
ويحج ويعتمر ويغزو "
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي نا يحيى عن سعد بن إسحاق قال حدثتني
زينب ابنة كعب بن عجرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها قال (كفارات) [* * * *] قال أبي وإن قلت قال
(وإن شوكة فما فوقها) [* * * *] قال فدعا أبي على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت في أن لا
يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله عز وجل ولا صلاة مكتوبة في جماعة
فما مسه إنسان إلا وجد حره حتى مات
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم أنا أحمد بن علي بن المثنى نا أبو خيثمة نا يحيى بن سعيد عن سعد بن
إسحاق حدثتني زينب بنت كعب عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من المسلمين قال يا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ماذا لنا بها قال (كفارات) [* * * *] قال
أبي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن قلت قال (وإن شوكة فما فوقها) [* * * *] قال فدعا على نفسه أن
لا يفارقه الوعك حتى يموت وأن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا
صلاة مكتوبة في جماعة فما مس إنسان جسده إلا وجد حرها حتى مات
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا محمد بن بشار وابن معمر قالا نا عبد الله بن حمران نا
عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان عن أبيه عن
سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث قال قال الحارث بن نوفل (2) وقفت أنا
وأبي بن كعب في ظل أطم (3) حسان وسوق الناس يومئذ في موضع سوق الفاكهة اليوم
فقال أبي ألا ترى الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا قلت بلى قال سمعت

(1) مسند أحمد 3 / 23.
(2) كذا بالأصل وفي حلية الأولياء 1 / 255 وسير أعلام النبلاء 1 / 393: " عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل قال: كنت واقفا.... " وقد تقدم في بداية الترجمة أن عبد الله من الرواة عن أبي.
(3) عن سير الاعلام 1 / 393 وحلية الأولياء 1 / 255.
332

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع الناس
بذلك وصاروا إليه فيقول من عنده لئن (1) تركنا الناس يأخذونه ليذهبن به (1) قال
فيقتتل الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون (2)) [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا
أسمع أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا زهير نا شبابة بن سوار عن شعبة
عن أبي جمرة (3) عن إياس بن قتادة البكري وكان قاضيا بالري عن قيس بن
عباد (4) قال (5) كنت آتي المدينة فألقي (6) أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان أحبهم إلي
أبي بن كعب وإن صلاة الصبح أقيمت فخرج عمر ومعه رجل وأنا في الصف الأول
فنظر في وجوههم فعرفهم كلهم غيري فدفعني وقام في مقامي قال فما عقلت
صلاتي فلما قضى الصلاة أقبل على أبي فقال يا فتى لا يسوؤك الله لم آت الذي أتيت
بجهالة إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (كونوا في الصف الذي يليني) [* * * *] وإني نظرت في وجوه
القوم فعرفتهم كلهم غيرك قال ثم قعد قال فما رأيت الرجال مدت أعناقها إلى
رجل متوجها إلى أبي بن كعب فقال هلك أهل العقدة (7) ورب الكعبة ولا أسى عليهم
ثلاث مرات يقول ذلك إنما آسى على من يهلكون من المسلمين
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (8) نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت أبا
جمرة (9) نا إياس بن قتادة عن قيس يعني ابن عباد قال محمد أسقطته من كتابي هو

(1) (1) ما بين الرقمين في الحلية والسير: " لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا ".
(2) الحديث أخرجه مسلم في الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات... ح 2895 وأحمد مختصرا في
مسنده 5 / 39 و 5 / 140.
(3) اسمه نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري، نزيل خراسان ترجمته في سير الاعلام 5 / 243 (105)
وفي الحلية 1 / 252 " أبي حمزة " تحريف.
(4) ضبطت عن تبصير المنتبه 3 / 892 بالضم وبالتخفيف.
(5) الخبر في حلية الأولياء 1 / 252 وسير أعلام النبلاء 1 / 396.
(6) الحلية والسير: للقاء.
(7) يريد البيعة المعقودة للولاة، والعقد من عقد الأولوية للأمراء (النهاية: عقد).
(8) مسند أحمد 5 / 140.
(9) في مسند أحمد: " أبا حمزة " تحريف.
333

عن قيس إن شاء الله
قال ونا أبي نا سليمان بن داود ووهب بن جرير قالا نا شعبة عن أبي
جمرة قال سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال أتيت المدينة
للقاء (1) أصحاب محمد ولم يكن فيهم رجل ألقاه (2) أحب إلي من أبي فأقيمت
الصلاة وخرج عمر مع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقمت في الصف الأول فجاء
رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مقامي فما عقلت صلاتي
فلما صلى قال يا بني لا تشرك (3) الله فإني لم آت (4) الذي أتيت بجهالة ولكن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا (كونوا في الصف الذي يليني) [* * * *] وإني نظرت في وجوه القوم
فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شئ متوجها إليه قال
فسمعته يقول هلك أهل العقدة ورب الكعبة ألا لا عليهم أسي ولكن أسي على من
يهلكون من المسلمين وإذا هو أبي والحديث على لفظ سليمان بن داود
وأخبرناه أبو إسماعيل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا عمرو بن علي نا أبو داود نا شعبة عن أبي جمرة
قال سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال أتيت المدينة ألقى بها
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان أحبهم إلى اللقاء أبي بن كعب فأقيمت الصلاة فجاء
رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني فقام في مقامي فما عقلت صلاتي
فلما قضى الصلاة إذا هو أبي فقال لا يسوؤك إني لم آت الذي أتيت بجهالة إن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا (كونوا في الصف الذي يليني) [* * * *] فإني نظرت في وجوه القوم
فعرفتهم غيرك [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي بن منصور المروزي الغازي بمرو أنا أبو
محمد الحسن بن أحمد السمرقندي نيسابور أنا أبو الفضل منصور (5) بن نصر بن

(1) مسند أحمد: " للقي ".
(2) الزيادة عن مسند أحمد.
(3) في المسند: لا يسؤك.
(4) مسند أحمد: آتك الذي أتيتك.
(5) ترجمته في سير الاعلام 17 / 368 (231).
334

عبد الرحيم الكاغدي نا أبو عمرو محمد بن إسحاق بن عامر بن جبلة العصفري نا أبو
علي صالح بن محمد نا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي نا يحيى بن حسان نا
عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدثني يزيد بن شداد حدثني معاوية بن قرة المزني (1) عن
عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني أبي عن جدي عمرو بن العاص قال
كنت جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم عيد فقال (ادع لي سيد الأنصار) [* * * *] فدعوا أبي بن
كعب فقال (يا أبي بن كعب أئت بقيع المصلى فأمر بكنسه ثم مر الناس فليخرجوا)
فلما بلغ عتبة الدار رجع فقال يا نبي الله والنساء قال (نعم والعواتق والحيض يكن
في اخر الناس يشهدن الدعوة (2)) [* * * *]
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الحطاب في كتابه أنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن الطفال أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي أنا أبو
أحمد بن عبدوس نا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي (3) نا يحيى بن حسان نا
عكرمة بن إبراهيم الأزدي أخبرني يزيد بن شداد الهنائي حدثني معاوية بن قرة
حدثني عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثني أبي عن جدي قال كنت عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم عيد فقال (ادعوا لي سيد الأنصار) [* * * *] فدعوا
أبي بن كعب فقال (يا أبي بن كعب إئت بقيع المصلى فأمر بكنسه ثم أمر الناس فليخرجوا) [* * * *] فلما بلغ عتبة
الباب رجع فقال يا رسول الله والنساء قال (نعم والعواتق والحيض يكن في اخر
الناس يشهدن الدعوة) [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزوردي أنا أبو عمرو بن
حمدان [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالا أنا إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا محمد هو ابن أبي بكر
المقدمي نا محمد بن يزيد الواسطي نا العوام بن حوشب عن أبي محمد مولى
عمرو بن حريث وفي حديث ابن المقرئ مولى عمر عن أبي عبيدة عن أبيه عن

(1) ترجمته في سير الاعلام 5 / 153 (55).
(2) سير الاعلام 1 / 396 ومجمع الزوائد 2 / 200.
(3) هو أبو محمد التميمي الدارمي صاحب السنن ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 224.
335

النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث (1) كانوا له حصنا حصينا من النار) [* * * *] قال أبو
ذر قدمت اثنتين يا رسول الله قال (واثنتين) قال أبي بن كعب أبو المنذر سيد
القراء قدمت واحدا يا رسول الله فقال (وواحد) [* * * *] قال ولكن ذاك في أول صدمة
خالفه هشيم [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال وأبو منصور الحسين بن طلحة قالا أنا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا
هشيم أنا العوام زاد ابن المقرئ بن حوشب عن محمد بن أبي محمد مولى
لعمر بن الخطاب عن أبي عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (ما من
مسلمين يموت لهما ثلاثة إلا كانوا لهما حصنا حصينا من النار) [* * * *] فقلنا وقال ابن
المقرئ قال فقلنا يا رسول الله وإن كانا اثنتين فقال أبو ذر يا رسول الله لم أقدم
إلا اثنتين قال (وإن كانا اثنتين) [* * * *] قال فقال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء لم
أقدم إلا واحدا وقال ابن حمدان اثنين قال (وإن كان واحدا) [* * * *] وقال ابن حمدان
وإن كانا اثنين قال (إنما ذاك) [* * * *] وقال ابن المقرئ ولكن ذاك عند الصدمة
الأولى
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا محمد بن معمر نا أبو عامر نا سفيان عن
سعيد بن إبراهيم عن رجل من الأنصار عن أبي بن كعب قال جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إن فلانا يدخل على امرأة أبيه فقال أبي لو كنت أنا لضربته بالسيف
فضحك النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال (ما أغيرك يا أبي إني لأغير (2) منك والله أغير مني) [* * * *]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الحسن بن علي

(1) غير معجمة بالأصل، والمثبت عن النهاية لابن الأثير (حنث)، قال ابن الأثير: أي لم يبلغوا مبلغ الرجال
ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الاثم. وقال الجوهري: بلغ الغلام الحنث: أي المعصية
والطاعة. وفي م: الحنث.
(2) بالأصل وم: " لا أغير " والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 202.
336

الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد الخزاز أنا أبو بكر محمد بن
هارون بن المجدر (1) نا محمد بن أبان أبو بكر البلخي نا يحيى بن ادم عن
عبد الرحمن بن حميد الرواسي عن الأسود عن نبيح (2) العنزي عن ابن عباس قال
بينما أنا أقرأ اية من كتاب الله عز وجل في سكة من سكك المدينة إذ سمعت صوتا من
خلفي اتبع يا ابن عباس اتبع يا ابن عباس يعني بقوله اتبع يعني أسند فالتفت
فإذا عمر بن الخطاب فقلت اتبعك على أبي بن كعب فقال لمولى له إذهب معه إلى
أبي بن كعب فقل له أنت أقرأته هذه الآية فانطلقنا إلى أبي فأنا بالباب أطق إذ جاء عمر
رضي الله عنه فاستأذن فأذن له ودخلنا على أبي وجاء زيد يدري رأسه بمدرى قال
فطرح لعمر وسادة من ادم فجلس عليها وأبي مقبل بوجهه على حائط وظهره إلى عمر
قال فالتفت إلينا عمر فقال ما يرانا هذا شيئا ثم أقبل أبي عليه بوجهه فقال مرحبا
بأمير المؤمنين أزائرا جئت أو طالب حاجة قال لا بل طالب حاجة على ما تقنط
الناس يا أبي قال وكأنها اية فيها شدة فقال أبي إني تلقنت القرآن ممن تلقاه من
جبريل وهو رطب (3) قال فصعق عمر وقام وهو يقول بالله ما أنت بمنته وما أنا
بصابر بالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر
أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم وأبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن
الحسن بن أحمد السلميان قالا أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد
السلمي أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار أنا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن مروان القرشي نا أبو بكر أحمد بن المعلى بن يزيد نا هشام بن خالد نا
الوليد يعني ابن مسلم نا عبد الله بن العلاء بن زبر عن عطية بن قيس عن أبي
إدريس الخولاني (4) أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرأوا يوما
على عمر بن الخطاب هذه الآية " إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية " "

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 436 (242)..
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب بمهملة مصغرا. والعنزي: بفتح المهملة والنون ثم زاي.
(3) بالأصل " وهو ركبت " كذا، وعلى هامشه: ولعله: رطب، وهوما أثبتناه قياسا إلى رواية سابقة تقدمت أثناء
الترجمة.
(4) الخبر في سير أعلام النبلاء 1 / 397.
337

الجاهلية (1) ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فقال عمر بن الخطاب من
أقرأكم هذه القراءة فقالوا أبي بن كعب فقال عمر لرجل من أهل المدينة ادع لي
أبي بن كعب وقال لرجل من الدمشقين انطلق معه فذهبا فوجدا أبي بن كعب في
منزله يهنأ (2) بعيرا له بيده فسلما ثم قال له المدني أجب أمير المؤمنين عمر فقال
أبي بن كعب ولماذا دعاني أمير المؤمنين فأخبره المدني بالذي كان فقال أبي
للدمشقي والله ما كنتم منتهون معشر الركب أو يشتد من منكم شر ثم جاء إلى عمر بن
الخطاب وهو مشمر والقطران على يديه فلما أتى عمر بن الخطاب قال لهم عمر
اقرأوا فقرأوا ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فقال أبي نعم لعمر أنا
أقرأتهم فقال عمر بن الخطاب لزيد بن ثابت اقرأ يا زيد فقرأ زيد قراءة العامة فقال
عمر اللهم لا أعرف إلا هذا فقال أبي والله يا عمر إنك لتعلم إني كنت أحضر
ويغيبون وأدنى ويحجبون ويصنع بي ويصنع بي ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا
أحدث شيئا ولا أقرئ أحدا حتى أموت فقال عمر بن الخطاب اللهم غفرا إنا لنعلم
أن الله قد جعل عندك علما فعلم الناس ما علمت
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله
المقرئ أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان أنا الحسن بن الحسين بن
حمكان نا أبو بكر النقاش نا ابن خزيمة النيسابوري بنيسابور نا المزني قال
سمعت الشافعي يقول قال رجل لأبي بن كعب أوصني يا أبا المنذر قال لا تعترض
فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحترس من صديقك ولا تغبطن حيا بشئ إلا بما
تغبطه به ميتا ولا تطلب حاجة إلى من لا يبالي ألا يقضيها لك
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو
منصور النضروي (3) نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا سفيان عن عمرو
وعن بجالة (4) أو غيره قال مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف " النبي

(1) سورة الفتح، الآية: 26.
(2) هنأ الإبل يهنؤها أي طلاها بالهناء، أي القطران (القاموس).
(3) اسمه العباس بن الفضل بن زكريا ترجمته في سير الاعلام 16 / 331 (240).
(4) وهو بجالة بن عبدة التميمي البصري.
338

أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم (1) " وهو أب لهم فقال يا غلام حكها
قال هذا مصحف أبي فذهب إليه فسأله فقال إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق
بالأسواق (2)
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا أحمد بن
محمد بن الفضل نا محمد بن إسحاق نا يعقوب بن إبراهيم نا إسماعيل عن
الجريري عن أبي نضرة قال قال رجل منا يقال له جابر أو جرير طلبت حاجة إلى
عمر بن الخطاب في خلافته وإلى جنبه رجل أبيض الثياب أبيض الشعر قلت يا أمير
المؤمنين من هذا الرجل إلى جنبك قال سيد المسلمين أبي بن كعب
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن (3) سعد أنا إسماعيل بن (4)
إبراهيم الأسدي عن الجريري عن أبي نضرة قال قال رجل منا يقال له جابر أو
جويبر طلبت حاجة إلى عمر في خلافته وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب
فقال إن الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجزى (5) بها في
الآخرة قلت من هذا يا أمير المؤمنين قال هذا سيد المسلمين أبي بن كعب
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله
المقرئ أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عثمان أنا الحسن بن الحسين بن
حمكان نا أبو بكر النقاش نا ابن خزيمة النيسابوري بنيسابور
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق نا
أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد أخبرني أحمد بن علي المدائني بمصر قال
سمعت إسماعيل بن يحيى المزني يقول سمعت الشافعي يقول قيل لأبي بن كعب
يا أبا المنذر عظني قال واخ الإخوان على قدر عقولهم ولا تجعل لسانك بذلة لمن لا

(1) سورة الأحزاب، الآية: 61.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 1 / 397.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 499 وسير أعلام النبلاء 1 / 392.
(4) ابن سعد: ابن أبي إبراهيم.
(5) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وسير الاعلام، وفي ابن سعد: نجازي.
339

يرغب فيه ولا تغبط الحي إلا بما تغبط به الميت
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا أحمد بن معروف
نا الحسين نا ابن سعد (1) قال وأنا محمد بن عبد الله الأنصاري نا عوف عن
الحسن عن عتي السعدي قال قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة وإذا الناس يموج
بعضهم في بعض فقلت مالي أرى الناس يموج بعضهم في بعض فقالوا أما أنت من
أهل البلد قلت لا قالوا مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب
قال (2) ونا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا نا عوف عن الحسن حدثني
عتي بن ضمرة قال قلت لأبي بن كعب ما لكم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نأتيكم من
البعد نرجو عندكم الخير أن تعلمونا فإذا أتيناكم استخففتم (3) أمرنا كأنا نهون عليكم
فقال والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو
قتلتموني فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموج بعضهم في
بعض في سككهم فقلت ما شأن هؤلاء الناس قال بعضهم أما أنت من أهل البلد
قلت لا قال فإنه قد مات سيد المسلمين اليوم أبي بن كعب قلت والله إن رأيت
كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل
أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد الله وأبو علي الحسن بن المظفر وأبو غالب
أحمد بن الحسن قالوا أنا الحسن بن علي الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا
بشر بن موسى نا هوذة بن خليفة نا عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة قال قلت
لأبي بن كعب ما شأنكم يا صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نأتيكم من الغربة نرجو عندكم الخير
أن نستفيده عندكم فتهاونون بنا فقال أبي أما والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن
قولا ما أبالي استحييتموني أو قتلتموني قال فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام
خرجت من منزلي فإذا أهل المدينة يردنون في سككها فقلت لبعضهم ما شأن الناس
قالوا وما أنت من أهل البلاد قلت لا قال فإن سيد المسلمين مات اليوم قلت

(1) طبقات ابن سعد 3 / 501 وسير أعلام النبلاء 1 / 397 - 398.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 500.
(3) الأصل: " استخفتم " والمثبت عن ابن سعد.
340

من هو قال أبي بن كعب فقلت في نفسي والله ما رأيت كاليوم في الستر أشد ما ستر
هذا الرجل
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا الحسن بن عمر بن شقيق ابن أسماء
الجرمي نا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الجوني نا جندب (1) قال
أتيت المدينة ابتغاء العلم وإذا الناس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حلق حلق يتحدثون قال
فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من
سفر فسمعته يقول هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا أسي عليهم قالها (2)
ثلاث مرات قال فجلست إليه نتحدث بما قضي له ثم قام فلما قام سألت عنه قلت
من هذا قالوا هذا أبي بن كعب سيد المسلمين فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث
المنزل ورث الكسوة يشبه بعضه بعضا فسلمت عليه فرد علي السلام ثم سألني من
أنت قلت من أهل العراق قال أكثر شئ (3) سؤالا قال فلما قال ذاك غضبت
فجثوت على ركبتي واستقبلت القبلة ورفعت يدي فقلت اللهم إنا نشكوهم إليك إنا
ننفق نفقاتنا ونتعب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهمونا وقالوا لنا
قال فبكى أبي وجعل يترضاني وقال ويحكم لم أذهب هناك ثم قال إني أعاهدك
لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أخاف فيه لومة
لائم ثم أراه قام فلما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة لأسمع كلامه
قال فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السكك غاصة من الناس لا اخذ
في سكة إلا تلقاني الناس قلت ما شأن الناس قالوا نحسبك غريبا قلت أجل
قالوا مات سيد المسلمين أبي بن كعب
قال فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته بالحديث فقال وا لهفاه ألا كان بقي حتى
يبلغنا مقالة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4).

(1) هو جندب بن عبد الله البجلي، الصحابي، له ترجمة في سير الاعلام 3 / 174 (30).
(2) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(3) في ابن سعد 3 / 501 - 502 بسنده عن عفان بن مسلم.
341

وأخبرناه أبو الحسن بن الموحد أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عيسى بن
علي بن عيسى أنا أبو القاسم البغوي نا أبو أيوب سليمان بن أيوب صاحب البصري
نا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن جندب قال أتيت المدينة ابتغاء العلم
فدخلت مسجد المدينة فإذا الناس حلق يتحدثون حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل
شاحب كأنه قد قدم من سفر يعني أبي بن كعب فذكر الحديث بطوله رواه
محمد بن سعد كاتب الواقدي (1) عن عفان بن مسلم عن جعفر بن سليمان فكأنني
سمعته من أبي عمر بن حيوية شيخ الجوهري
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة عن هشام بن عروة قال
حدثني أبي عن الملي عن الملي يعني بقوله الملي عن الملي أبو أيوب عن أبي بن
كعب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الذي يأتي أهله ثم لا ينزل (2) يغسل ذكره ويتوضأ قال
عبد الله قال أبي الملي عن الملي ثقة عن ثقة
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم الفقيه نا محمد بن سعد (3) أنا عمرو بن
عاصم الكلابي نا سلام بن مسكين نا عمران بن عبد الله قال قال أبي بن كعب
لعمر بن الخطاب ما لك لا تستعملني قال أكره أن يدنس دينك
قال وأنا ابن سعد (4) أنا عارم بن الفضل نا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي
قلابة (5) عن أبي المهلب (6) عن أبي بن كعب قال إنا لنقرأه في ثمان يعني
القرآن

(1) انظر الحاشية السابقة.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 499 وسير أعلام النبلاء 1 / 398.
(4) طبقات ابن سعد 3 / 500 وسير أعلام النبلاء 1 / 398.
(5) اسمه عبد الله بن زيد الجرمي انظر تقريب التهذيب.
(6) هو الجرمي البصري عم أبي قلابة، اسمه عمرو أو عبد الرحمن بن معاوية أو ابن عمرو، وقيل النضر وقيل
معاوية، انظر تقريب التهذيب.
342

قال وأنا ابن سعد (1) أنا عبد الله بن جعفر الرقي نا عبيد الله بن عمرو عن
أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال أما أنا فأقرأ القرآن في
ثماني ليال
أخبرنا أبو محمد بن طاوس نا طراد بن محمد الزينبي أنا علي بن محمد بن
بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد القرشي نا إسحاق بن إسماعيل
نا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب اخرجوا بنا إلى أرض قومنا قال فخرجنا فكنت
أنا وأبي بن كعب في مؤخر الناس فهاجت سحابة فقال أبي اللهم اصرف عنا أذاها
فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم فقال عمر أما أصابكم الذي أصابنا قلت إن أبا المنذر
دعا الله عز وجل أن يصرف عنا أذاها فقال عمر ألا دعوتم لنا معكم
أخبرنا بها عالية أبو محمد هبة الله بن أحمد أنا محمد بن علي بن الحسن أنا
عبد الله بن عبيد الله بن يحيى نا الحسين بن إسماعيل الضبي نا القاسم بن سعيد بن
المسيب بن شريك نا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال قال عمر اخرجوا بنا إلى أرض قومنا فكنت في مؤخر الناس مع
أبي بن كعب فهاجت سحابة فقال أبي اللهم اصرف عنا أذاها قال فلحقناهم وقد ابتلت
رحالهم فقال عمر ما أصابكم الذي أصابنا قلت إن أبا المنذر قال اللهم أصرف
عنا أذاها قال فهلا دعوتم لنا معكم (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله أنا علي بن محمد نا
عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا عبد الرزاق قال قال
معمر عامة علم ابن عباس من ثلاثة عمر وعلي وأبي بن كعب رضي الله عنهم
أجمعين (3)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو عبد الله يحيى بن الحسن قالا أنا

(1) طبقات ابن سعد 3 / 500 وسير الاعلام 1 / 398.
(2) الخبر بهذا اللفظ في سير الاعلام 1 / 398.
(3) سير أعلام النبلاء 1 / 398.
343

عبد الله بن محمد الصريفيني (1) أنا عمر بن إبراهيم الكتاني نا عبد الله بن محمد
البغوي نا أبو خيثمة زهير بن حرب نا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الملك بن
الجر عن الشعبي عن مسروق قال سألت أبي بن كعب عن شئ فقال أكان بعد
قلت لا قال فأجمنا (2) حتى يكون فإذا كان اجتهدنا لك رأينا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق أنا
أبي أبو عبد الله أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد بن وردان (3) نا
أضرم (4) بن حوشب عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال
كان أبي بن كعب صاحب عبادة فلما احتاج إليه الناس ترك العبادة وجلس للقوم
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان
أنا أحمد بن عبيد نا هشام بن علي نا سهل بن بكار نا يزيد بن إبراهيم عن أبي
هارون الغنوي عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال ما ترك
أحد منكم لله شيئا إلا أتاه الله بما هو خير له منه من حيث لا يحتسب ولا يهاون به
وأخذه من حيث لا يعلم به إلا أتاه الله بما هو أشد عليه من حيث لا يحتسب
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا ابن معمر نا أبو بكر الحنفي نا يونس بن أبي
إسحاق عن أبيه عن عبد الله بن أبي نصير قال عدنا أبي بن كعب في مرضه فسمع
المنادي بالأذان فقال لنا الإقامة هذه أو الأذان فقلنا الإقامة فقال ما تنتظرون
ألا تنهضون إلى الصلاة فقلنا ما بنا إلا مكانك قال فلا تفعلوا قوموا إن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلى بنا صلاة الفجر فلما سلم أقبل على القوم بوجهه فقال (أشاهد
فلان أشاهد فلان) [* * * *] حتى دعا بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة فقال (إن أثقل
الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا
واعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك وإن صلاتك مع رجلين أفضل من

(1) بالأصل " الصير يفني " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان والأنساب). في م:
الصريفني.
(2) في سير الاعلام 1 / 399 " فاحمنا ".
(3) سير أعلام النبلاء 12 / 381 (165).
(4) سير الاعلام: أصبرم.
344

صلاتك مع رجل وما أكثرتم فهو أحب إلى الله ألا وإن الصف المقدم على مثل صف
الملائكة ولو يعلمون فضيلته لابتدروه ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل
وحده أربعا وعشرين أو خمسا وعشرين) [* * * *]
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1) نا أبو الحسين بن المهتدى [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد
الصيدلاني أنا محمد بن مخلد أنا علي بن عمرو الأنصاري أنا الهيثم بن عدي قال
أبي بن كعب توفي سنة تسع عشرة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد
أنا أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر
قال سنة عشرين قال المدائني فيها مات أبي بن كعب قال أبو سليمان وفي موته
اختلاف
قال ونا محمد بن يوسف نا محمد بن عبد الله بن سليمان نا محمد بن
عبد الله بن نمير قال مات أبي بن كعب في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين
قال الواقدي اختلف في موت أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد وأثبت
الأقاويل عندنا أنه مات سنة ثلاثين (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
المخلص إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال قرأت على
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي حدثني أبو عبيد قال سنة اثنتين وعشرين
فيها توفي أبي بن كعب وزعم أهل العراق أو من زعم منهم أنه بقي إلى دهر عثمان
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عيسى بن
علي نا عبد الله بن محمد حدثني هارون بن عبد الله أبو موسى قال سمعت
محمد بن القاسم يذكر عن الفضل بن دلهم عن الحسن في قصة لأبي بن كعب فيه

(1) بالأصل وم " المحلي " خطأ والصواب ما أثبت بالجيم، والضبط عن التبصير.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 402.
345

ومات أبي قبل أن يقتل عثمان رضي الله عنه بجمعة وقال هارون ويقال توفي بالمدينة
سنة تسع عشرة ويقال سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر ويقال سنة ثلاثين في
خلافة عثمان
قال وأنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن
معين يقول مات أبي بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة
وقال محمد بن عمر رأيت أهل أبي بن كعب وأصحابنا يقولون مات أبي سنة
اثنتين وعشرين وقال عمر اليوم مات سيد المسلمين وقال ابن عمر وحدثني
إسحاق بن يحيى بن طلحة قال كان أبي رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال قال
محمد بن عمر هذه الأحاديث التي تقدمت في موت أبي تدل على أنه مات في خلافة
عمر بن الخطاب فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة اثنتين وعشرين
بالمدينة وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين وهو أثبت
هذه الأقاويل عندنا وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن
قال ابن سعد (1) وأنا عارم بن الفضل نا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن
محمد بن سيرين أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم
أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن (2)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن
سعد أنا الهيثم بن عدي الطائي قال توفي أبي سنة تسع عشرة
قال وأنا محمد بن عمر قال مات في ما رأيت أهله وأصحابنا يقولون في

(1) طبقات ابن سعد 3 / 502.
(2) وأخرجه أيضا يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 487 والذهبي في سير الاعلام 1 / 400 وعقب
بقوله: " قلت: هذا إسناد قوي، لكنه مرسل، وما أحسب أن عثمان ندب للمصحف أبيا، ولو كان كذلك،
لأشهر، ولكان الذكر لأبي لا لزيد، والظاهر وفاة أبي في زمن عمر حتى أن الهيثم بن عدي وغيره ذكرا موته
سنة تسع عشرة ".
346

خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين بالمدينة فقال عمر مات اليوم سيد المسلمين وقد
سمعت من يقول مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل
عندنا (1)
حدثنا أبو بكر السلماسي (2) حدثني نعمة الله بن محمد المرندي نا أبو مسعود
البجلي أنا أبو النضر الشر مغولي (3) أنا سفيان بن محمد بن سفيان حدثني عمي
الحسن بن سفيان نا محمد بن علي عن محمد بن إسحاق البصري قال سمعت أبا
عمر الضرير يقول توفي أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب سنة اثنتين وعشرين
ومنهم من يقول مات سنة ثلاثين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين ابن الأسعد أنا الحسن بن علي الجوهري أنا أبو
الحسن بن لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار أنا عمرو بن علي قال ومات
أبي بن كعب وكان يكنى أبا المنذر في خلافة عثمان وكان أبيض الرأس واللحية لا
يخضب
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي
السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان نا أحمد بن عمران الأشناني نا
موسى بن زكريا التستري نا خليفة بن خياط قال سنة اثنتين وثلاثين يقال فيها مات
أبي بن كعب ويقال بل مات أبي في خلافة عمر بن الخطاب (4)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي أنا أبو طاهر أحمد بن
محمود بن أحمد الثقفي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو الطيب
محمد بن جعفر بن سليمان الزراد المنبجي (5) نا أبو الفضل عبيد الله بن سعد الزهري

(1) سير الاعلام 1 / 402.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى سلماس وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي.
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شر مغول وهي قرية فيها قلعة حصينة بنسا يقال لها بالعجمية جمغول
على أربعة فراسخ من نسا.
(4) تاريخ خليفة ص 167 وسير أعلام النبلاء 1 / 400 وفيها عن خليفة أنه مات في خلافة عثمان.
(5) رسمها غير واضح والصواب ما أثبت انظر الأنساب (الزراد - المنبجي).
347

قال ومات أبي بن كعب أبو المنذر قبل عثمان وصلى عليه عثمان سنة اثنتين أو ثلاث
وثلاثين
559 أتسز بن أوق (1) بن الخوارزمي التركي (2)
ولي دمشق في ذي القعدة سنة ثمان وستين وأربعمائة بعد حصاره إياها دفعات
وأقام بها الدعوة لبني العباس وتغلب على أكثر الشام وقصد مصر ليأخذها فلم يتم له
ذلك ثم رجع إلى دمشق ووجه المصريون إليه عسكرا ثقيلا فلما خاف من ظفرهم به
راسل تتش (3) بن ألب أرسلان يستنجد به فقدم دمشق سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
فغلب على البلد وقتل أتسز لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاخر من هذه السنة
واستقام الأمر لتتش
وكان أتسز لما دخل البلد أنزل جنده ادر الدمشقيين واعتقل من وجوههم
جماعة وشمسهم بمرج راهط (4) حتى افتدوا نفوسهم منه بمال أدوه (5) إليه ورحل
جماعة منهم عن البلد إلى أطرابلس إلى أن أريحوا منه بعد
قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني نزل الملك أتسز بن الخوارزمي على
دمشق محاصرا لها في يوم الثلاثاء التاسع من شهر رمضان من سنة سبع وستين
وأربعمائة ثم انصرف عنها يوم الثلاثاء النصف من شوال من سنة سبع وستين وأربعمائة
وعاد إلى النزول على دمشق عقيب هرب معلى بن حيدرة بن منزو عن دمشق إلى بانياس
في يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة سبع وستين وأربعمائة ورحل عنها يوم الجمعة
لأربع خلون من صفر من سنة ثمان وستين وأربعمائة ونزل على دمشق في شعبان من
سنة ثمان وستين وأربعمائة ولم يزل محاصرا لها وغلت الأسعار ولم يقدر على شئ من
الأقوات وبلغت غرارة الحنطة زائدا عن عشرين دينارا ثم أنه فتح البلد صلحا ودخلها

(1) بالأصل " أوف " والمثبت عن مختصر ابن منظور والوافي 6 / 195 وسير أعلام النبلاء 18 / 431. وفي م:
أخبرنا ابن أوق.
(2) ترجمته في سير الاعلام 18 / 431 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) ترجمته في سير الاعلام 19 / رقم 46.
(4) في العبر 3 / 275 وصادر الناس، وعذبهم في الشمس.
ومرج راهط: مرج بنواحي مدينة دمشق (انظر معجم البلدان).
(5) في السير: بمال كثير.
348

هو وعسكره يوم الاثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة من سنة ثمان وستين
وأربعمائة وسكن في دار الإمارة الأمارة داخل باب الفراديس (1) وفي يوم الجمعة الخامس
والعشرين من ذي القعدة خطب على منبر جامع دمشق عمرة الله تعالى للخليفة الإمام
المقتدي بأمر الله أمير المؤمنين أبي القاسم عبد الله بن الذخيرة للدين أبي العباس بن
الإمام أبي جعفر عبد الله القائم بأمر الله ابن القادر بالله وكان اخر ما دعي للمصريين يوم
الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ثمان وستين وأربعمائة وكانت مدة ولاية
أتسز ثلاث سنين وستة أشهر وأحد وعشرين يوما وقتل لإحدى عشرة ليلة خلت من
شهر ربيع الاخر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
560 أجلح بن منصور الكندي
شاعر فارس شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي أنا محمد بن الحسن بن أحمد
الباقلاني أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا
أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني نا يحيى بن سليمان الجعفي نا
نصر هو ابن مزاحم (2) نا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي عن
الحارث بن أدهم وصعصعة بن صوحان واحدهما يزيد على الاخر قالا فقتل الأشتر في
تلك المعركة بيده سبعة مبارزة منهم صالح بن فيروز العكي ومالك بن أدهم
السلاماني (3) ورياح (4) بن عتيك الغساني والأجلح بن منصور الكندي وإبراهيم بن
الوضاح الجمحي وزامل بن عتيك الجذامي (5) ومحمد بن روضة الجمحي
قالا وقتل الأشعث فيها خمسة قال وقال جابر خرج الأجلح بن منصور وكان
من فرسانهم فلما رآه الأشتر كره لقاءه فحمل عليه وهو يقول
بليت بالأشتر ذاك المذحجي * بفارس في حلق مدجج

(1) شمالي مدينة دمشق، يسمي اليوم باب العمارة.
(2) وقعة صفين لابن مزاحم ص 174 - 177 وقد تقدم الخبر في ترجمة إبراهيم بن الوضاح الجمحي.
(3) في وقعة صفين: السلماني.
(4) بالأصل وم " ورباح " بالباء الموحدة، والمثبت عن وقعة صفين.
(5) في وقعة صفين: " وزامل بن عبيد الحزامي ". وفي موضع اخر فيها ص 176: زامل بن عتيك الحزامي.
349

كالليث ليث الغابة المهيج * إذا دعاه القرن لم يعرج (1)
فضربه الأشهر فقتله (2).
561 أحمر بن سالم
وقيل أحمد بالدال والصواب أحمر المري شاعر وفد على عبد الملك بن
مروان وقد تقدم ذكره في باب أحمد
أنبأنا أبو محمد بن صابر وأبو زكريا يحيى بن تمام بن علي الربعي المقدسي
الخطيب قالا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد قراءة عليه بدمشق أنا أبو
عثمان محمد بن أحمد بن ورقا الأصبهاني بقراءتي عليه ببيت المقدس أنا القاضي أبو
بكر محمد بن داود بن أحمد بن سليمان بن الربيع العسقلاني إجازة أنا أبو الحسين
علي بن الحسين الفرغاني نا عبد الله بن الحسين البغدادي نا أحمد بن سعيد
الدمشقي حدثني الزبير بن أبي بكر حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني
عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال دخل الأحمر بن سالم المري
على عبد الملك بن مروان فقال له يا أحمر كيف قلت
مقل رأى الإقلال عارا فلم يزل * يجوب بلاد الله حتى تمولا * (3)
فأنشده فأصغى إليه مطرقا فلما فرغ قال له حاجتك قال أنت يا أمير المؤمنين
أعلى بالجميل عينا فافعل ما أنت أهله فإني لما أوليتني غير كافر
فأمر له عبد الله بعشرة آلاف درهم وألحقه في الشرف فخرج من عند
عبد الملك وهو يقول

(1) الرجز في وقعة صفين ص 177 - 178.
(2) قال عمرو قال جابر: بلغني أن أخت الأجلح واسمها حبلة بنت منصور ماتت حزنا على أخيها، وكانت قد
قالت حين أتاها مصابه:
ألا فابكي أخا ثقة * فقد والله أبكينا
لقتل الماجد القمقام * لا مثل له فينا
أتانا اليوم مقتله * فقد جزت نواصينا
كريم ما جد الجدين * يشفي من أعادينا
في أبيات أخرى.
(3) البيت من قصيدة، انظر الموفقيات للزبير بن بكار ص 504.
350

بكف ابن مروان حييت وناشني * إلهي من دهر كثير العجائب *
فلما أنشد عبد الملك قال أحسنت ويحك يا ابن سالم هل كنت هيأت شيئا مما
قلت قبل اليوم قال لا قال ويحك قد أمكنك القول فلا تكثر وقليل كاف خير من
كثير غير شاف ثم أمر له بخلعه وأربعة آلاف وحمله وقال الزم بابي وإياك وأعراض
الناس فإني أرى لك لسانا لا يدعك حتى يوقعك في ورطة يوما فاحذر أن يوردك
شعرك مورد سوء يصيرك تحت كلكل هزبر أبي أشبل يضغمك ضغما لا بقية بعد ضغمة
فيك
فلم يلبث الأحمر بن سالم أن قدم العراق فهجا الحجاج بن يوسف وقال في
هجائه
ثقيف بقايا من ثمود وما لهم * أب ماجد من قيس عيلان ينسب
إذ انتسبوا في قيس عيلان كذبوا * وقالوا ثمود جدكم والمغيب
هم ولدوكم غير شك فيمموا * بلاد ثمود حيث كانوا وعذبوا (1)
وأنت دعي يا ابن يوسف فيهم * زنيم إذا ما حصلوا تتذبذب *
فطلبه الحجاج وأجعل فيه وتقدم إلى سائر عماله أن لا يفلتهم فأخذه صاحب
هيت (2) ووجه به مقيدا فلما أدخل على الحجاج بن يوسف قال ما جزاؤك عندي إلا
أن أعذبك بما اختاره الله لأعدائه من أليم عقابه فأحرق بالنار
562 أحنف بن قيس اسمه الضحاك
باب ذكره في حرف الضاد إن شاء الله عز وجل "
563 أحنف الكلبي
أحد من دعا إلى بيعة يزيد بن الوليد الناقص له ذكر
564 أحوص بن حكيم بن عمير وهو عمرو بن الأسود
العنسي ويقال الهمداني (3)
قيل إنه دمشقي والصحيح أنه حمصي رأى أنس بن مالك وعبد الله بن بسر

(1) بالأصل وم " واعذبوا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 207.
(2) هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (معجم البلدان).
(3) له ترجمة في تهذيب التهذيب 1 / 124 وميزان الاعتدال 1 / 167 والكامل في الضعفاء لابن عدي 1 / 414.
351

وحدث عن خالد بن معدان وراشد بن سعد وطاوس اليماني وأبي عون
وأبي عامر عبد الله بن عامر وعبد الحكيم رجل يروي عن عائشة والمهاصر بن
حبيب
روى عنه سفيان بن عيينة وعيسى بن يونس وبشر بن عمارة الخثعمي وأبو
معاوية الضرير ومروان بن معاوية الفزاري وزهير بن معاوية وأبو الحسن علي بن
غراب الفزاري الكوفي القاضي ومروان بن سالم القرقساني (1) وطلحة بن زيد
الرقي ومحمد بن فضيل والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ويحيى بن سعيد
الأموي والجراح بن مليح البهراني (2) ومحمد بن حرب الأبرش الحمصيان
أخبرنا أبو القاسم هبة بن أحمد بن عمر أنا إبراهيم بن عمر بن إبراهيم أنا
محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت (3) الدقاق نا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم
الحاسب نا جبارة (4) بن المغلس (5) نا بشر بن عمارة عن الأحوص بن حكيم عن
راشد بن سعد وأبي عون عن أبي هريرة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أصابه الصداع مما
ينزل عليه من الوحي غلف رأسه بالحناء وكان يأمر بتغيير الشيب ومخالفة
الأعاجم
قال ونا بشر حدثني الأحوص بن حكيم عن عبد الله بن عامر عن عتبه بن
عبد وأبي أمامة قالا قال رسول (صلى الله عليه وسلم) (من صلى الغداة في جماعة ثم جلس في
مجلسه حتى يسبح تسبيح الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تام حجة وتام
عمرته) [* * * *]
كذا قال وإنما هو ابن عابر
أخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو محمد

(1) بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا بلدة بالجزيرة. على ستة فراسخ من رحبة
مالك بن طوق، قريبة من الرقة.
(2) بفتح الموحدة (تقريب التهذيب) وهذه النسبة إلى بهراء بفتح فسكون، قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من
الشام.
(3) ضبطت عن التبصير 1 / 68.
(4) جبارة بالضم ثم موحدة (تقريب التهذيب).
(5) المغلس بمعجمة بعدها لام ثقيلة مكسورة ثم مهملة. (تقريب التهذيب).
352

عبد الله بن عبيد الله نا أبو عبد الله المحاملي نا يوسف بن موسى نا ابن فضيل نا
الأحوص بن حكيم حدثني عبد الله بن عابر عن عتبة بن عبد السلمي عن أبي أمامة
الباهلي هكذا قال محمد بن فضيل عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقول (من صلى صلاة
الصبح وهو في الجماعة ثم ثبت حتى يسبح فيه سبحة الضحى فصلى ركعتين أو أربعا
كان له مثل أجر حاج ومعتمر تام له حجة وعمرته) [* * * *]
قال ونا يوسف نا الوليد بن القاسم الهمداني حدثني الأحوص بن حكيم
حدثني عبد الله بن عابر أن أبا أمامة وعتبة بن عبد السلمي حدثاه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني وأبو الحسن
مكي بن أبي طالب البروجردي قالا أنا أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله
الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي نا إسماعيل بن إسحاق نا علي بن
المديني نا سفيان قال (1) قلت للأحوص بن حكيم أكان أبو أمامة اخر من مات
عندكم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اخر كان بعده يقال له عبد الله بن بسر وقد رأيته
ورأيت أنس بن مالك على حمار بين الصفا والمروة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الصوفي إجازة أنا أبو بكر الشيروي
وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن إذنا قالت أنا أبو بكر الخطيب قالا أبو
بكر أحمد بن الحسن الحيري نا محمد بن يعقوب الأصم أنا الربيع بن سليمان أنا
الشافعي أنا سفيان عن الأحوص بن حكيم قال رأيت أنس بن مالك يطوف بين
الصفا والمروة على حمار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر
الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن
الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي نا
خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الشامات قال الأحوص بن حكيم حمصي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا

(1) تاريخ أبي زرعة 2 / 693.
353

جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم
أجل من بعض الأحوص بن حكيم
أخبرنا أبو غالب البنا أنا محمد بن أحمد بن الأبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب بن محمد أنا أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا عبد الله بن أبي الحديد أنا علي بن الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا أحمد بن عمير قراءة أنا محمود بن
إبراهيم بن محمد بن سميع قال عمرو بن الأسود العنسي حمصي وحكيم بن عمير
ابنه والأحوص بن حكيم بن عمير ابن ابنه وله عقب بجبلة (1) يقال لهم بنو الأحوص
سمعت محمد بن عوف يقول الأحوص بن حكيم بن عمير بن الأسود وعمرو وعمير
واحد وعمرو يكنى أبا عياض
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي في كتابه أنا القاضي أبو
القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة أنا أبو الحسين محمد بن المظفر
الحافظ أنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى قال
والأحوص بن حكيم بن عمير العنسي وقد عمل على حمص أيضا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر الشامي أنا أبو
الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو
العقيلي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال قال أبو بكر بن عياش ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (2) نا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد حدثني
أبي عن أبي بكر بن عياش قال حدث الأحوص بن حكيم بحديث فقلت له عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أو ليس الحديث كله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) زاد ابن عدي الأحوص بن
حكيم الدمشقي كذا قال ابن عدي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب إجازة أنا أبو

(1) جبلة: بثلاث فتحات، بلدة قريبة من حمص مما يلي السواحل، من بلاد الشام (الأنساب).
(2) الكامل في الضعفاء 1 / 414.
354

بكر البرقاني أنا محمد بن عبد الله بن حميرويه الهروي أنا الحسين بن إدريس أنا
محمد بن عبد الله الموصلي قال الأحوص بن حكيم صالح
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي واللفظ له حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالوا أنا أبو
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) الأحوص بن
حكيم بن عمير الشامي سمع أباه وأنسا سمع منه عيسى بن يونس قال لنا علي كان
ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث وأما يحيى بن سعيد فلم يرو عن
الأحوص
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال (2) سمعت ابن حماد يقول قال البخاري
الأحوص بن حكيم بن عمير (3) الشامي سمع أباه وأنس بن مالك روى عنه عيسى بن
يونس
قال علي كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث وأما يحيى بن
سعيد فلم يرو عن الأحوص وهو يحتمل (4)
قال ابن عدي (5) نا ابن حماد نا إسماعيل بن إسحاق نا علي بن المديني نا
سفيان قال قلت للأحوص يعني ابن حكيم إن ثورا يحدثنا عن خالد بن معدان
فقال أو يعقل قال علي فكأنه غمزه قال علي وسمعت يحيى بن سعيد يقول كان
ثور عندي ثقة فقال علي هو عندي أكبر من الأحوص والأحوص صالح
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا
يوسف بن أحمد نا محمد بن عمرو [* * * *]

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 58.
(2) الكامل للضعفاء 1 / 414.
(3) في الكامل لابن عدي: " عمر " خطأ.
(4) كذا بالأصل وابن عدي، وميزان الاعتدال 1 / 267، وفي تهذيب التهذيب 1 / 124 محتمل.
(5) الكامل: 1 / 414.
355

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا ابن حماد قالا نا عبد الله بن أحمد قال
سمعت أبي يقول أبو بكر بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك بن علي أنا علي بن
محمد بن علي السقا نا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري
يقول سمعت يحيى بن معين يقول أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم أمثل من
الأحوص بن حكيم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا
عبد الواحد بن محمد بن عثمان نا الحسن بن محمد بن موسى نا إسماعيل بن
إسحاق بن حماد بن زيد قال سمعت علي بن المديني يقول والأحوص بن حكيم
ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن
الحسن قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد
العجلي حدثني أبي أحمد قال (2) الأحوص بن حكيم شامي لا بأس به
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (3) الأحوص بن حكيم يروي
عنه ابن عيينة وغيره وكان زعموا رجلا عابدا مجتهدا وحديثه ليس بالقوي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا
عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي نا أبو
بكر القاسم بن عيسى العصار قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
يقول الأحوص بن حكيم ليس بالقوي في الحديث (4)

(1) الكامل: 1 / 414.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 58 وتهذيب التهذيب نقلا عن العجلي 1 / 124.
(3) المعرفة والتاريخ 2 / 461 تهذيب التهذيب نقلا عن يعقوب بن سفيان 1 / 124.
(4) تهذيب التهذيب 1 / 124.
356

كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
قرأت بخط أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمار الأنصاري قال سألت محمد بن
إسماعيل البخاري فقال الأحوص بن حكيم قال ابن عيينة يكتب حديثه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (1) أنا محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية عن يحيى
قال أحوص بن حكيم ليس بشئ
وهكذا حكى إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين
وقال ابن عدي (1) سمعت ابن حماد يقول قال السعدي الأحوص بن حكيم
ليس بالقوي في الحديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا
يوسف بن أحمد أنا محمد بن عمرو نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت
يحيى بن معين يسأل عن الأحوص بن حكيم فقال ليس بشئ
قال وأنا محمد بن عمرو حدثني محمد بن عبد الرحمن نا الميموني قال
سمعت أبا عبد الله يقول الأحوص بن حكيم هاه
قال وانا محمد بن عمرو حدثني محمد بن سعيد بن بلج الرازي قال سمعت
أبا عبد الله يعني عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان يقول كان الأحوص بن
حكيم صاحب شرطة بعض المسودة سمعت يحيى بن أبي بكير يقوله
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن المبارك بن عبد الجبار بن
أحمد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية قراءة أنا أبو الطيب محمد بن
القاسم بن جعفر نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين وسئل عن
الأحوص بن حكيم فقال ليس بشئ (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى الثعلبي (3) قالا أنا أبو

(1) الكامل لابن عدي 1 / 414.
(2) تهذيب التهذيب 1 / 124.
(2) تهذيب التهذيب 1 / 124 وميزان الاعتدال 1 / 167.
(3) اسمه: حمزة بن علي الحيوي الثعلبي، أبو يعلي كما في التبصير 1 / 209.
357

الفرج سهل بن بشر أنا علي بن منير أنا الحسن بن رشيق نا أبو عبد الرحمن النسائي
قال الأحوص بن حكيم بن عمير ضعيف شامي (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال (2) وللأحوص بن حكيم روايات وهو ممن
يكتب حديثه وقد حدث عنه جماعة من الثقات مثل ابن عيينة وعيسى بن يونس
ومروان الفزاري وغيرهم وليس له (3) فيما يرويه شئ منكر إلا أنه يأتي بأسانيد لا
يتابع عليها
أنبأنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو
الحسن الفأفاء
قال ابن مندة وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم قال (4)
سمعت أبي يقول الأحوص بن حكيم ليس بقوي منكر الحديث وكان ابن عيينة يقدم
الأحوص على ثور في الحديث وغلط ابن عيينة في تقديم الأحوص على ثور ثور
صدوق والأحوص منكر الحديث
بلغني أن محمد بن عوف الحمصي سئل عن الأحوص بن حكيم ما حاله فقال
ضعيف الحديث وهو حمصي وأبوه حكيم بن عمير روى عنه أبو بكر بن أبي مريم
شيخ صالح
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري سألت أبا عبد الله يعني أحمد بن
حنبل عن الأحوص يعني ابن حكيم فقال لا يسوى حديثه شيئا
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله البرار
أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال وسمعت أبا الحسن الدارقطني
يقول أحوص بن حكيم بن عمير العنسي حمصي يعتبر به إذا حدث عنه ثقة (5).

(1) الكامل لابن عدي 1 / 414 وتهذيب 1 / 124 وميزان الاعتدال.
(2) الكامل لابن عدي 1 / 415 وتهذيب التهذيب 1 / 124 وميزان الاعتدال 1 / 167.
(3) زيادة عن ابن عدي.
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 327 - 328.
(5) تهذيب التهذيب 1 / 124.
358

أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا أبو نعيم الحافظ
الأحوص بن حكيم العنسي شامي قال علي بن المديني لا يكتب حديثه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال (1) كتب إلي محمد بن أيوب أنا ابن حميد قال
قدم الري مع المهدي الأحوص بن حكيم وكان قدوم المهدي الري في سنة ثمان وستين
ومائة
565 أحوص بن عبد الله
ويقال عبد الله بن الأحوص القرشي الأموي
من بني أمية الأصغر بن عبد شمس أخو أمية الأكبر ولاه معاوية البحرين له ذكر
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا
أبو العلاء محمد بن علي المقرئ أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري أنا
أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي نا أبي حدثني أبي قال ونا
إسماعيل بن إبراهيم أنا أيوب عن نافع عن سليمان بن يسار أن الأحوص رجل من
أشراف أهل الشام طلق امرأة تطليقة أو تطليقتين فمات وهي في الحيضة الثالثة في الدم
فرفع ذلك إلى معاوية فلم يوجد عنده بها علم فسأل عنها فضالة بن عبيد ومن هناك من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يجد عندهم بها علما فبعث فيها راكبا إلى زيد بن ثابت
فقال لا ترثه ولو ماتت لم يرثها
أخبرناه عاليا أبو المحاسن الطبسي (2) أنا أبو بكر الشيروي أنا أبو بكر
الحيري نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب نا عبد الوهاب بن عطاء أنا
سعيد عن أيوب عن نافع عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له الأحوص من أهل
الشام طلق امرأته تطليقة فمات وقد دخلت في الحيضة الثالثة فرفع ذلك إلى معاوية
فلم يدر ما يقول فيها فكتب إلى زيد بن ثابت فكتب زيد إذا دخلت في الحيضة الثالثة
فلا ميراث

(1) الكامل لابن عدي 1 / 414.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان، واسمه
عبد الرزاق بن محمد ترجم له في الأنساب.
359

أنبأنا أبو القاسم النسيب وجماعة عن أبي (1) بكر الفرضي وغيره عن أبي بكر
الخطيب أنا عبد الله بن يحيى بن السكري أنا محمد بن عبد الله الشافعي أنا جعفر بن
محمد بن الأزهر أنا المفضل بن غسان الغلابي قال وسألته يعني أبا عبد الله
مصعب بن عبد الله الزبيري عن الأحوص وكان من أشراف أهل الشام فذكر أنه من بني
أمية الصغرى وذكر أن معاوية قد كان ولاه البحرين وهو ابن عبد الله (2)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط في تسمية عمال
معاوية على البحرين ولاها معاوية عبد الله بن سوار العبدي وعبد الله بن الأحوص
القرشي ومروان بن الحكم ثم ضمها إلى زياد فولاها زياد حريث بن جابر الحنفي فلم
يزل عليها حتى مات معاوية
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
أبو العلاء المقرئ أنا أبو بكر البابسيري (3) أنا الأحوص بن المفضل القاضي أنا أبو
عبد الرحمن قال وسألته يعني مصعب بن عبد الله عن الأحوص بن عبد الله وكان
من أشراف أهل الشام فذكر أنه من بني أمية الصغرى وذكر أن معاوية قد كان ولاه
البحرين وقد ذكر في بعض الحديث وهو أبو عبد الله وهو الذي سعى بمروان بن
الحكم إلى معاوية (4) وقد روى ابن شهاب عن خالد بن عبد الله (5) بن الأحوص
قصة جده في الميراث لزوجته
566 أخضر أبو راشد الحبراني
ويقال النعمان بن بشير يأتي ذكره في باب الكنى
567 أخضر القيسي والد مخارق بن الأخضر
وفد على عبد الملك بن مروان وحكى عن جرير بن الخطفى الشاعر

(1) بالأصل " أبو " خطأ ومن قوله: أنبأنا إلى هنا سقط من م.
(2) في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 151 الأحوص بن عبد أمية.
(3) هذه النسبة إلى بابسير، قرية من قرى واسط، وقيل: من قرى الأهواز. وترجم له في الأنساب واسمه:
محمد بن أحمد بن محمد بن موسى.
(4) نسب قريش لمصعب الزبيري ص 152.
(5) لفظ الجلالة سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
360

حكى عنه ابنه المخارق
قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد الأموي (1) نا أحمد بن عبيد الله بن
عمار حدثني عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات حدثني ابن البطاح (2) قال
وحدثني أبو الأخضر المخارق بن الأخضر القيسي قال قال أبي كنت والله الذي لا إله
إلا هو أخص الناس بجرير وكان ينزل إذا قدم على الوليد بن عبد الملك عند
سعيد (3) بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد وكان عدي بن الرقاع خاصا بالوليد
مداحا له فكان جرير يجئ إلى باب الوليد فلا يجالس أحدا من النزارية ولا يجلس إلا
إلى رجل من اليمن بحيث يقرب من مجلس ابن الرقاع إلى أن يأذن الوليد للناس
فيدخل
فقلت له يا أبا حزرة اختصصت عدوك بمجلسك فقال إني والله ما أجلس
إليه إلا لأنشده أشعارا تخزيه وتخزي قومه قال ولم يكن ينشد شيئا من شعره إنما
كان ينشده من شعر غيره ليذله ويخوفه نفسه فأذن الوليد للناس ذات عشية فدخلوا
ودخلنا فأخذ الناس مجالسهم وتخلف جرير فلم يدخل حتى دخل الناس وأخذوا
مجالسهم واطمأنوا فيها فبينما هم كذلك إذا بجرير قد مثل بين السماطين فقال
السلام عليك يا (4) أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته إن رأى المؤمنون أن يأذن لي
في ابن الرقاع المتفرقة أؤلف بعضها إلى بعض قال وأنا جالس أسمع فقال الوليد
والله لقد هممت أن أخرجه على ظهرك للناس
فقال جرير وهو قائم كما هو
إن تنهني عنه فسمعا وطاعة * وإلا فإني عرضة للمراجم (5)
قال فقال له الوليد لا كثر الله في الناس أمثالك فقال جرير يا أمير المؤمنين

(1) الأغاني 8 / 79 في نسب جرير وأخباره.
(2) الأغاني: ابن النطاح.
(3) الأغاني: سعيد بن عبد الله بن خالد بن أسيد.
(4) زيادة عن الأغاني.
(5) البيت ليس في ديوانه، وهو في الأغاني 8 / 80 والمراجم: الكلم القبيحة.
361

إنما (1) أنا واحد قد سعرت الأمة فلو كثر أمثالي لأكلوا الناس أكلا قال فنظرت والله
إلى الوليد تبسم حتى بدت ثناياه تعجبا من جرير وجلده قال ثم أمره فجلس
568 أخطل بن الحكم بن جابر ويقال ابن معمر
أبو القاسم القرشي (2)
حدث عن الوليد بن مسلم وبقية بن الوليد ومحمد بن يوسف الفريابي
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المري الدمشقي
ومكحول البيروتي ومحمد بن بكار بن يزيد السكسكي وأبو الوليد هشام بن
أحمد بن هشام القرشي القارئ وعبد الله بن محمد بن الحسين بن جمعة وأبو بكر
أحمد بن محمد بن الوليد المري وأبو عوانة الإسفرايني
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد الرازي أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المري المقرئ
قراءة عليه في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر
القرشي نا محمد بن يوسف الفريابي [* * * *]
قال وأنا تمام قال وأنا خيثمة بن سليمان أنا عمرو بن ثور القيسراني نا
محمد بن يوسف الفريابي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تستأمر اليتيمة في نفسها وصمتها
إقرارها) [* * * *]
قال وأنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المري المقرئ قراءة
عليه نا أخطل بن الحكم نا الفريابي نا سفيان الثوري عن ابن جريح عن ابن أبي
مليكة عن أبي عمرو عن عائشة قالت قلت يا رسول الله أتستأمر النساء في
أبضاعهن قال (إن البكر لتستأمر فتستحيي (3) فتسكت وإذنها سكوتها) [* * * *]
قال تمام اسم أبي عمرو هذا ذكوان مولى عائشة

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 45.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(3) عن مختصر ابن منظور، ورسمها غير واضح بالأصل وفي م: فتستحي.
362

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أنا عبد الملك بن الحسن بن محمد
أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق حدثني الأخطل بن الحكم بن جابر أبو القاسم هو
الدمشقي نا الوليد بن مسلم أنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء قال خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في شهر رمضان وإن كان أحدنا
ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعبد الله بن رواحة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن
أحمد أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال وأخطل بن الحكم
يعني مات سنة أربع وستين ومائتين
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال أخطل بن الحكم بن معمر
النحاس أبو القاسم الدمشقي حدث عن الوليد بن مسلم مات سنة ستين ومائتين قاله
ابن مندة
569 أخضل بن المؤمل
أبو سعيد الجبيلي (1)
حدث عن مسلم بن عبيد
روى عنه العباس بن الوليد البيروتي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا محمد بن
إسحاق أنا محمد بن يعقوب نا العباس بن الوليد بن مزيد (2) أخبرني أبو سعيد
الساحلي واسمه الأخطل بن المؤمل الجبيلي نا مسلم بن عبيد عن أسماء بنت يزيد
الأنصارية من بني عبد الأشهل أنها أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بين أصحابه فقالت بأبي أنت
وأمي يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك واعلم نفسي لك الفداء أنه ما من امرأة
كانت في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي أن
الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وإنا معشر النساء محصورات

(1) هذه النسبة - بضم الجيم وفتح الباء وسكون الياء - إلى جبيل بلدة من بلاد ساحل الشام (الأنساب).
وترجم له السمعاني وياقوت في جبيل ولم يذكرا اسمه بل ذكرا كنيته.
(2) بالأصل وم " يزيد " تحريف والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 471.
363

مقصورات قواعد بيوتكم ومفضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معاشر
الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج
بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو
معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم أفما
نشارككم في هذا الخير يا رسول الله
فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال (سمعتم مقالة امرأة قط أحسن
من مساءلتها عن أمر دينها من هذه) [* * * *] قالوا يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل
هذا فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إليها ثم قال (انصرفي أيتها المرأة واعلمي من ورائك من النساء
أن حسن (1) تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك
كله) [* * * *]
قال فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا
قال ابن مندة رواه أبو حاتم الرازي عن العباس بن الوليد بن مزيد وفرق ابن
مندة بين أسماء هذه وبين أسماء بنت يزيد بن السكن غريب لم نكتبه إلا من حديث
العباس وقد روى حبان بن علي الغنوي عن رشد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا من هذا
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا علي بن
أحمد المقدسي نا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مدرك نا العباس بن الوليد بن
مزيد (2) حدثني أبو سعيد الأخطل بن المؤمل الساحلي من أهل جبيل وكان من
أصحاب الحديث قال حدثنا مسلم بن عبيد فذكره
570 أخيج (3) بن خالد بن عقبة بن أبي معيط
واسمه أبان ويقال أجيج
كان من صحابة الوليد بن عبد الملك له ذكر

(1) عن مختصر ابن منظور 4 / 211 وم وبالأصل " أحسن ".
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(3) بالأصل وم " أخيخ " والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 211.
364

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار قال ومن ولد خالد بن عقبة أخيخ (1) بن خالد كان له قدر وله يقول عبد الله بن
الحجاج الثعلبي ونزل به فلم يحمده
كأني إذ نزلت على أخيخ * نزلت على مبطبطة بيوض (2)
وأمة تماضر بنت الأصبغ بن عمر بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي وأخوه
لأمه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس
فولد خالد بن عقبة فذكر ولده ثم قال وأجيج بن خالد ومريم وأمهما تماضر بنت
الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي وأخوهما لأمهما أبو سلمة بن
عبد الرحمن بن عوف الزهري
كذا وجدته بخط أبي عبد الله الصوري أجيج بجيمين
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (3) قال ونسخت من كتاب
أحمد بن يحيى ثعلب عن أبي عبد الله بن الأعرابي قال كان عبد الله بن الحجاج قد
خرج من نجدة بن عامر الحنفي الشاري فلما انقضى أمره هرب وضاقت عليه الأرض من
شدة الطلب فقال في ذلك
رأيت بلاد الله وهي عريضة * على الخائف المطرود كفه حابل
تؤدي إليه أن كل ثنية * تيممها ترمي إليه بقاتل (4)

(1) كذا ورد بالأصل، وفي الأغاني 13 / 162 " أحيح ".
(2) البيت في (شعراء أمويون): شعر عبد الله بن الحجاج ص 305 من قصيدة قالها وهو في الحبس وروايته:
كأني ذا فزعت إلى أحيح * فزعت إلى مقوقية بيوض
وانظر تخريجه فيه.
(3) الأغاني 13 / 162.
(4) البيتان في شعره (شعراء أمويون) ص 311 - 312 وانظر تخريجهما فيه.
365

قال ثم لجأ إلى أخيخ (1) بن خالد بن عقبة بن أبي معيط فسعى به إلى الوليد بن
عبد الملك فأخذ من دار أخيخ فأتي به الوليد فحبسه فقال وهو في الحبس (2)
أقول وذاك فرط الشوق مني * لعيني إذ نأت ظمياء فيضي (3)
فما للقلب صبر يوم بانت * وما للدمع يسفح من مغيضي
كأن معتقا من أذرعات (4) * بماء سحابة خصر بضيض (5)
بفيها إذ تخافتني (6) حياء * بسر لا تبوح به خفيض *
يقول فيها (7)
فإن يعرض أبو العباس عني * ويركب بي عروضا عن عروض
ويجعل عرفه يوما لغيري * ويبغضني فإني من بغيض
فإني ذو غنى وكريم قوم * وفي الأكفاء ذو وجه عريض (8)
غلبت بني أبي العاص سماحا * وفي الحرب المذكرة العضوض (9)
خرجت عليهم في كل يوم * خروج القدح من كف المفيض (10)
فدى لك من إذا ما جئت يوما * تلقاني بجامعة ربوض * * على جنب الخوان وذاك لؤم * ويئست تحفة الشيخ المريض
كأني إذ فزعت إلى أخيخ (11) * فزعت إلى مقرقبة (12) بيوض

(1) في الأغاني: أحيح.
(2) الأبيات في شعره (شعراء أمويون) ص 303 وانظر تخريجها فيه.
(3) الظمياء اسم امرأة، والظمياء من الشفاه: الذابلة في سمرة، ومن العيون: الرقيقة الجفن.
(4) أذرعات بلدة بالشام، في أطرافها تجاور البلقاء (معجم البلدان) وهي درعا اليوم.
(5) الخصر: البارد، وفي الأغاني وشعراء أمويون " فضيض.
(6) بالأصل " تخافيني " والمثبت عن " شعراء أمويون " والأغاني.
(7) شعراء أمويون ص 304 وانظر تخريج الشعر فيه.
(8) قبله في " شعراء أمويون " في شعره:
فنصر الله يأسو كل جزع * ويجبر كسر ذي العظم المهيض
(9) المذكرة العضوض: الشديدة.
(10) المفيض: الذي يضرب بقداح الميسر ليظهر الفائز وغير الفائز.
(11) في الأغاني وشعراء أمويون: " أحيح " وفي مختصر ابن منظور: أخيج.
(12) شعراء أمويون والأغاني: مقوقية.
366

إوزة غيضة لقحت كاشفا * لقحقحها إذا درجت نقيض (1)
قال فدخل أخيخ (2) على الوليد بن عبد الملك فقال يا أمير المؤمنين إن
عبد الله بن الحجاج قد هجاك قال بماذا فأنشده قوله
فإن يعرض أبو العباس عني * ويركب بي عروضا عن عروض
ويجعل عرفه يوما لغيري * ويبغضني (3) فإني من بغيض *
فقال الوليد فأي هجاء في هذا هو من بغيض إن أعرضت عنه أو أقبلت عليه أو
أحببته أو أبغضته ثم ماذا فأنشده
كأني إذ فزعت إلى أخيخ (2) * فزعت إلى مقرقبة بيوض *
فضحك الوليد وقال ما أراه هجا غيرك فلما خرج من عنده أحيح (4) أمر
بتخلية سبيل عبد الله بن الحجاج فأطلق (4)

(1) في البيت إقواء.
(2) الأغاني: أحيح.
(3) بالأصل: " فإني من ويبغضني بغيض " والمثبت عن الرواية السابقة للبيت.
(4) الزيادة عن الأغاني.
367

ذكر من اسمه إدريس "
571 إدريس بن إبراهيم
أبو الحسين البغدادي الواعظ (1)
صنف كتابا سماه أنس الجليس ومسرة الأنيس روى فيه عن إبراهيم وأبي
الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب (2) ومحمد بن صبح وخيثمة بن
سليمان وخراسان بن عبد الله الأطرابلسيين ومحمد بن سهل بن بكر القنسريني (3)
وأبي القاسم علي بن محمد الصوري وإبراهيم بن علي البصري ومحمد بن النعمان
الصوري وأبي الحسن محمد بن نافع الخزاعي المكي وأبي سعيد عمرو بن أحمد بن
رشيد الطبراني
ولم يقع إلي من روى عنه ولا ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد
572 إدريس بن أبي إدريس عائذ الله (4) بن عبد الله
ابن إدريس بن عائذ بن عبد الله بن عتبة بن عيلان بن مكين الخولاني
نسب أباه هكذا أبو علي بن مهنا الداراني
حكى عن أبيه ومسلم بن يسار البصري

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 8 / 317.
(2) بالأصل وم " الحطاب " والمثبت عن الوافي 8 / 317.
(3) ضبطت عن الأنساب. وهذه النسبة إلى قنسرين وهي بلدة عند حلب، من بلاد الشام.
(4) ترجم لأبيه " عائذ الله " في سير أعلام النبلاء 4 / 272 (99).
368

روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وحكى عنه علي بن أبي حملة (1) وأبو
عبد الصمد المنذر بن نافع ويحيى بن الحارث الذماري (2)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة نا أبو مسهر حدثني المنذر بن نافع قال
سمعت إدريس بن أبي إدريس يقول قال لي أبي أتكتب شيئا مما تسمع مني فقلت
فاتني به قال فأتيته به فحرقه
قال ونا أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب عن
يحيى بن الحارث قال رأيت أبا إدريس الخولاني وإدريس بن أبي إدريس يسجدان في
الحج سجدتين
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو
بكر بن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا ابن
المبارك أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أخبرني إدريس بن أبي إدريس الخولاني
عن أبيه قال ليعقبن الله الذين يمشون إلى المساجد في الظلم نورا تاما يوم القيامة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد بن
طوق الطبراني أنا عبد الجبار بن محمد الخولاني نا أحمد بن عمير بن يوسف نا
أبو عمير النحاس نا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال قال بن أبي إدريس لأبيه يا
أبة أما يعجبك طول صمت مسلم بن يسار قال يا بني تكلم بالحق خير من سكوت
عنه فذهبت إلى مسلم بن يسار فأخبرنه فقال يا ابن أخي سكوت عن الباطل خير من
التكلم به
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر
الإسفرايني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي نا
أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال نا أبو مسهر

(1) ضبطت عن التبصير 1 / 266 ذكره وفيه: من التابعين، روى عنه ضمرة بن ربيعة.
(2) بالأصل " الدمارني " والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى قرية باليمن على ستة عشر فرسخا من صنعاء.
وترجم له السمعاني وهو منسوب إلى ذمار، وهو من أهل الشام. وفي الدماري.
369

حدثني المنذر بن نافع قال كنت أخرج مع إدريس بن أبي إدريس الخولاني يتوضأ
فكنت أرى عليه تبانا تحت الإزار
573 إدريس بن عبد الله
والصحيح أبو إدريس عائذ الله
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن
نصر بن الزاعوني قال أنا المبارك بن عبد الجبار وأنا أبو بكر محمد بن سعيد بن
يعقوب بن إسحاق الصيدلاني أنا عمر بن محمد بن سيف نا عبد الله بن أبي داود نا
محمد بن مصفى وعمرو بن عثمان عن محمد بن شعيب بن شابور (1) قال أدركت
من القضاة محمد بن لبيد الأسدي وسالم بن عبد الله المحاربي يدرسون جميعا قال
محمد وكان ممن يدرس من القضاء نمير بن أوس الأشعري ويزيد بن أبي مالك
قال ابن مصفى يحيى بن الحارث أخبرني عنهم قال محمد وأخبرني يحيى أنه
كان ممن يدرس أيضا إدريس بن عبد الله والقاسم أبو عبد الرحمن قال ابن مصفى
في حديثه نا محمد بن شعيب قال كان يدرس من القضاة أيضا نمير بن أوس
ويزيد بن أبي مالك وكان ممن يدرس أبو إدريس عائذ الله والقاسم أبو عبد الرحمن
قال ابن أبي داود أظن قولي ابن مصفى يحيى بن الحارث أخبرني عنهم يعني عن
هؤلاء المتأخرين (2).
574 إدريس بن عبيد الله وبقال ابن عبد الله بن إدريس
أبو القاسم الدمشقي التاجر
سمع بمصر أبا القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن المقرئ
الطرسوسي
روى عنه أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحنائي أخو أبي
طاهر بالإجازة وكتب عنه أبو الحسن نجا بن أحمد الشاهد وقال ابن عبد الله فيما
وجدته بخط نجا

(1) بالأصل وم " سابور " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 9 / 376.
(2) عن هامش الأصل.
370

575 إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي
حدث عن أبيه
روى عنه ابنه خلف بن إدريس
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم ثم حدثني أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر
الباطرقاني (1) أنا محمد بن إسحاق ح
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه محمد بن إسحاق
نا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي (2) نا
عبد الله بن محمد بن زريق نا محمد بن أصبغ بن الفرج نا أبي نا العباس بن
خلف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان عن أبيه عن جده أن عمر بن
عبد العزيز قال لجرير بن الخطفى ما أجد لك في هذا المال حقا ولكن هذه فضلة من
عطائي ثلاثون دينارا فخذها واعذر قال بل أعذرك يا أمير المؤمنين (3)
قال ابن يونس ولست أعرفه يعني إدريس في أهل مصر (4)
576 إدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد
أبو عيسى الأزدي الصوري (5) الحلال
حدث عن أبي عاصم محرر بن عبد العزيز الجذامي والصوري وأحمد بن
القاسم بن خديش الطبراني وأبي القاسم بن أبي العقب وأبي عمير عدي بن

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى باطرقان، إحدى قرى أصبهان.
(2) ترجمته في سير الاعلام 15 / 578 (350) والأنساب (الصدفي).
وهذه النسبة إلى الصدف بكسر الدال، وهي قبيلة من حمير نزلت مصر.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1333 - 1334.
(4) قال ابن العديم في بغية الطلب: وكان مع أبيه بخنا صرة وشهد وفاته بدير سمعان، مع من شهده من ولده.
3 / 1333.
(5) هذه النسبة إلى صور، بلدة كبيرة من بلاد ساحل الشام.
371

أحمد بن عبد الباقي الأذني (1) وخطي بن أحمد الصوري وأبي الطيب علي بن
محمد بن أبي سليمان الصوري وأبي الليث محمد بن عبد الوهاب الصيداوي
روى عنه أبو سعد الماليني وأبو بكر محمد بن جميل بن العجمية الصوفي
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا جدي أبو محمد
المقرئ أنا أبو علي الحسن بن علي المقرئ نا أبو بكر محمد بن جميل بن العجمية
الصوفي بصور نا إدريس بن محمد بن أبي خالد نا محمد بن أبي عبد الوهاب بن
الغاز نا أبو الحسن سلامة بن جعفر نا عبد الله بن محمد بن هانئ نا مبارك أبو
سحيم نا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن أصحابه شكوا
إليه أنا نصيب من الذنوب فقال لهم (لولا أنكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون
فيستغفرون الله فيغفر لهم) [* * * *]
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي الصوري وأنبأنيه أبو سعد بن الطيوري
عن أبي عبد الله نا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الصوفي أنشدني أبو عيسى
إدريس بن محمد بن أبي خالد الصوري بها أنشدني أحمد بن القاسم بن خديش
الطبراني
سأحذر ما يخاف علي منه * واترك ما هويت لما خشيت
لسان المرء يخبر عن حجاه * وعي المرء يستره السكوت *
577 إدريس بن يزيد (2)
أبو سليمان النابلسي
سكن العراق وحكى عن أبي تمام وكان أديبا شاعرا
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب عن رشأ نا أبو
أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي نا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله
الصولي قال لقيني يوما أبو سليمان النابلسي في مربد البصرة فقلت له من أين قال

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى أذنة من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس. (الأنساب).
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات (8 / 3740) وسماه: إدريس بن عبد الله بن إسحاق الخمي الضرير النابلسي
البصيري أبو سليمان.
372

من عند أميركم الفضل بن عباس حجبني فقلت أبياتا ما سمعها أحد بعد فقلت
أنشدنيها فأنشدني (1)
لما تفكرت في احتجابك (2) * عاتبت نفسي على عتابك
فما أراها (3) تميل طوعا * إلا إلى اليأس من ثوابك
قد وقع اليأس فاستوينا * فكن كما شئت في احتجابك (4)
فأن تزرني أزرك وإن * تقف ببابي أقف ببابك
والله ما أنت في حسابي * إلا إذا كنت في حسابك *
قال وحدثني إدريس هذا قال حجبني الحسن بن يوسف اليزيدي فكتبت
إليه (5)
سأترككم حتى يلين حجابكم * على أنه لابد أن سيلين
خذوا حذركم من نوبة الدهر إنها * وإن لم تكن حانت فسوف تحين *
فلما قرأ البيتين ردني وقضى حاجتي
578 ادم نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يكنى أبا محمد ويقال أبو البشر
جاء في بعض الآثار أنه كان يسكن بيت أبيات (6) ومسجدها إليه ينسب
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد أنا أحمد بن عبد الله بن الفرج نا إبراهيم بن مروان قال سمعت
أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول سمعت عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبيد الله بن
أبي المهاجر قال وكان ادم في بيت أبيات وكانت حوالي بيت لهيا صوابه
عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل

(1) الأبيات الثلاثة الأولى في الوافي 8 / 317.
(2) الوافي: حجابك.
(3) الوافي: فلم أجدها.
(4) الوافي: اجتنابك.
(5) البيتان في الوافي 8 / 317 ومختصر ابن منظور 4 / 215.
(6) بيت أبيات: غربي الصالحية، من قرى دمشق (غوطة دمشق لمحمد كرد علي ص 163).
373

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو عروبة نا مخلد بن مالك نا أبو خالد الأحمر عن عوف عن
قسامة بن زهير عن أبي موسى قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (خلق وقال الخلال خلق الله ادم
من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو ادم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر
والأسود والأبيض وسوى ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب) [* * * *]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي نا عباس بن
الوليد النرسي نا المعتمر بن سليمان قال سمعت عوفا يحدث عن قسامة بن زهير أنه
سمع الأشعري يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن الله خلق ادم من قبضة قبضها من جميع
الأرض فجاء بنو ادم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأسود والأبيض وسوى
ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد املاء أنا
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد نا أحمد بن سلمان النجاد نا
إسحاق بن الحسن الجوني نا هوذة بن خليفة نا عوف عن قسامة بن زهير قال
سمعت الأشعري يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن الله خلق ادم من قبضة قبضها من جميع
الأرض فجاء بنو ادم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأسود على قدر ذلك وبين
ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبو علي الحسن بن
المظفر بن السبط وأبو غالب أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
بكر بن مالك نا بشر بن موسى نا هوذة بن خليفة نا عوف عن قسامة بن زهير قال
سمعت الأشعري يقول (1) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن الله عز وجل خلق ادم من قبضة
قبضها من جميع الأرض فجاء بنو ادم على قدر الأرض فجاء فيهم الأحمر والأبيض

(1) تاريخ الطبري 1 / 91 عن أبي موسى الأشعري.
374

والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب) ولم يقل ابن السبط فيهم [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد قالا أنا أحمد بن
الحسين الحافظ أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا إسحاق
الحربي نا أحمد بن يونس نا فضيل عن هشام عن قيس بن سعد عن عطاء عن
ابن عباس قال إن الله عز وجل خلق ادم يوم الجمعة بعد العصر من أديم الأرض فسمي
ادم ألا ترى أن من ولده الأبيض والأسود والطيب والخبيث ثم عهد إليه فنسي فسمي
الإنسان قال فوالله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنا
أبو بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا حماد بن زيد
عن هشام بن حسان حدثني قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس إنه سئل عن
الساعة التي في يوم الجمعة فقال الله أعلم إن الله خلق ادم يوم الجمعة بعد العصر
فخلقه من قبضة قبضها من أديم الأرض كلها فسمي ادم أولا ترى أن من ذريته الأحمر
والأسود والخبيث والطيب ثم عهد إليه فنسي ثم سمي الإنسان فبالله ما غابت الشمس
من ذلك اليوم حتى هبط إلى الدنيا
أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو عمرو بن مندة
أنا أبي محمد بن إسحاق أنا أبو حاتم محمد بن عيسى الرازي بها وعبدوس بن
الحسين النيسابوري بها وأبو عمرو محمد بن أحمد بن إبراهيم قالوا أنا أبو حاتم
محمد بن إدريس الرازي نا محمد بن عبد الله الأنصاري نا هشام بن حسان حدثني
قيس بن سعد نا عطاء بن أبي رباح قال كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه رجل فقال يا
أبا عباس أرأيت الساعة التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الجمعة هل ذكر لكم منها فقال
الله أعلم إن الله خلق ادم عليه السلام يوم الجمعة بعد العصر خلقه من أديم الأرض كلها
فسمي ادم ألا ترى أن من ولده الأسود والأحمر والخبيث والطيب ثن عهد إليه فنسي
فسمي الإنسان فبالله إن غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن سبط البيهقي قالا أنا أبو بكر البيهقي
أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله الصفار نا أحمد بن مهران نا أبو نعيم نا
375

إبراهيم بن نافع قال سمعت الحسن بن مسلم يقول سمعت سعيد بن جبير يحدث عن
ابن عباس قال خلق الله ادم من أديم الأرض كلها فسمي ادم قال إبراهيم فسمعت
سعيد بن جبير يقول سألت ابن عباس فقال خلق الله ادم فنسي فسمي الإنسان فقال الله
عز وجل " ولقد عهدنا إلى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " (1)
أخبرنا أبو القاسم الحافظ أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبي قال وأنا عبدوس بن
الحسين نا أبو حاتم نا أبو نعيم نا إبراهيم بن نافع نا الحسن بن مسلم قال سمعت
سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس أو سئل فقيل يا أبا عباس الساعة التي من
يوم الجمعة فقال ابن عباس الله أعلم خلق الله ادم من بعد العصر يوم الجمعة وخلقه
من أديم الأرض فسجدوا له ثم عهد إليه فنسي فسمي الإنسان فوالله إن غابت
الشمس حتى خرج منها
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك أنا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي (2) أنا أبو
محمد الحسن بن محمد بن حليم العامري أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه
أنا وهب بن زمعة أنا عبد الله عن شريك عن خصيف (3) عن عكرمة عن ابن
عباس قال إنما سمي ادم لأنه خلق من أديم الأرض قبض قبضة من وجه الأرض
فخلقه منها وسمي ادم ففي الإنسان الأسود والأحمر والأبيض لأن الطين منه الأسود
والأحمر والأبيض
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن صدقة بن الغزال المصري
بمكة حرسها الله شفاها نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب بدمشق أنا محمد بن
أحمد بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي الحداد قالا نا
الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر
أخبرني محمد بن إسحاق عن الزهري قال إن الله بعث ملكا ليأتيه من تربة الأرض

(1) سورة طه، الآية: 115.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سكة صدقة من سلك مرو، وهي منسوبة إلى صدقة بن الفضل
المروزي، صديق أحمد بن حنبل. وفي م: الصدفي.
(3) هو خصيف بن عبد الرحمن أبو عون الجزري الحراني ترجمته في سير الاعلام 6 / 145.
376

فقالت الأرض ما نريد أن تنقصني إن الله يخلق مني خلقا فيعصيه ذلك الخلق
فيعاقبني منه عقوبة فأعوذ بالله منك قال فرجع إلى ربه ثم بعث اخر فكان من قصته
مثل ذلك وبعث اخر
قال وقال محمد بن إسحاق ومقاتل إن الأول كان إسرافيل والثاني ميكائيل
والثالث ملك الموت فلما ذهب ملك الموت ليقبض منها استعاذت منه فقال ملك
الموت أرى طاعة ربي أوجب علي من رحمتي إياك قال فحمل منه تربة حتى أتى بها
ربه عز وجل
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق أنا أبي أبو عبد الله أنا أحمد بن محمد بن عاصم نا عبد الله بن محمد بن
النعمان نا عمرو بن حماد نا أسباط بن نصر عن السدي ذكره عن أبي مالك
وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن عبد الله بن مسعود وعن أناس من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (1) لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش وقال للملائكة
" إني جاعل في الأرض خليفة " إلى قوله " إني أعلم ما لا تعلمون " (2) من شأن إبليس
فبعث جبريل عليه السلام إلى الأرض ليأتيه بطين منها فقالت الأرض إني أعوذ بالله منك
أن تنقص مني أو تشينني (3) فرجع ولم يأخذ فقال يا رب إنها عاذت بك فأعذتها فبعث
ميكائيل فقالت مثل ذلك فأعاذها (4) فرجع فقال كما قال جبرئيل (4) فبعث ملك
الموت فعاذت منه فقال وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الأرض
وخلط فلم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو
ادم مختلفين فصعد به فبل ترابه حتى عاد طينا لازبا واللازب هو الذي يلتزق بعضه
ببعض ثم لم يزل (5) حتى أنتن وتغير فلذلك حين يقول " من حماء مسنون " (6) قال
منتن

(1) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 90.
(2) سورة البقرة، الآية: 30.
(3) في الطبري: مني شيئا وتشينني.
(4) الزيادة عن تاريخ الطبري.
(5) الطبري: ثم ترك.
(6) سورة الحجر، الآية: 26.
377

ثم قال للملائكة (1) " إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي
فقعوا له ساجدين " (2) فخلقه الله بيديه لكي لا يتكبر إبليس عنه ليقول له تتكبر عما
عملت بيدي ولم أتكبر أنا عنه فخلقه بشرا فكان جسدا من طين أربعين سنة من
مقدار يوم الجمعة فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه وكان أشدهم فزعا منه
إبليس فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار فيكون له صلصلة
فلذلك حين يقول من " صلصال كالفخار " (3) ويقول لأمر ما خلقت ودخل في فيه
وخرج من دبره فقال للملائكة لا ترهبوا من هذا وهذا أجوف لئن سلطت عليه
لأهلكنه
فلما (4) بلغ الحين الذي يريد الله أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة إذا نفخت فيه
من روحي فاسجدوا له فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه عطس فقالت له
الملائكة قل الحمد الله فقال الحمد لله فقال الله رحمك ربك فلما دخل الروح
في عينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن يبلغ
الروح في رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فذلك حين يقول " خلق الإنسان من عجل " (5)
" فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى " (6) واستكبر قال الله عز وجل " ما
منعك أن تسجد إذ أمرتك " (7) لما خلقت حلقت بيدي فقال " أنا خير منه " (7) لم
أكن لأسجد لبشر خلقته من طين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو
جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة نا القاسم بن خليفة نا عمرو بن
محمد نا عبد الأعلى عن يحيى بن خالد بياع الطنافس قال لما أراد الله عز وجل

(1) تاريخ الطبري 1 / 93.
(2) سورة ص، الآية: 71.
(3) سورة الرحمن، الآية: 14.
(4) تاريخ الطبري 1 / 94.
(5) سورة الأنبياء، الآية: 37.
(6) سورة الحجر، الآيتان: 30 - 31.
(7) سورة الأعراف، الآية: 12.
378

أن يخلق ادم بعث جبريل فقال أئت الأرض فاقبض منها قبضة أخلق منها خلقا وأعيده
فيها فأتاها فقال إن الله عز وجل بعثني إليك أقبض منك قبضة يخلق منها خلقا ويعيده
فيك قالت إني أعوذ بالذي أرسلك أن تنقصني أو أن تمسني فرجع فقال يا رب إنها
استعاذت بك قال فبعث ميكائيل وقال مثل ذلك وقالت له الأرض مثل ذلك فرجع
فقال يا رب إنها استعاذت بك فبعث ملكا فأتاها فقال إن الله بعثني إليك أقبض منك
قبضة يخلق منها خلقا ويعيده فيك قالت إني أعوذ بالذي أرسلك أن تنقصني أو تمسني
قال وأنا أعوذ بالذي أرسلني إليك أن أرجع حتى أمضي لأمره ففعل فسماه ملك
الموت ووكله بالموت
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (1) نا خالد بن
خداش بن عجلان (2) نا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي
حبيب عن من حدثه عن أبي ذر قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن ادم خلق من ثلاث
ترب (3) سوداء وبيضاء وحمراء (4)) [* * * *]
قال وأنا ابن سعد (5) أنا عمرو بن عاصم الكلابي نا المعتمر بن سليمان عن
عاصم الأحول عن أبي قلابة قال خلق ادم من أديم الأرض كلها من أسودها
وأحمرها وأبيضها وحزنها وسهلها قال وقال الحسن مثله وخلق جؤجؤه من ضرية
قال وأنا ابن سعد (6) أنا حسين بن حسن الأشقر (7) نا يعقوب بن عبد الله
القمي عن جعفر يعني ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود قال إن

(1) طبقات ابن سعد 1 / 34.
(2) بالأصل وم " عثمان " والمثبت عن ابن سعد، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 488 (162).
(3) ابن سعد: " تربات ".
(4) ابن سعد: وخضراء.
(5) طبقات ابن سعد 1 / 26.
(6) طبقات ابن سعد 1 / 26 والخبر في تاريخ الطبري 1 / 90 وتفسير الطبري 15 / 80 (بولاق) نقلا عن ابن
عباس.
(7) ابن سعد: الأشقري.
379

الله بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها (1) فخلق منه ادم فكل شئ
خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافر وكل شئ خلقه من مالحها (1)
فهو صائر إلى النار وإن كان ابن تقي قال فمن ثم قال إبليس " أأسجد لمن خلقت
طينا " (2) لأنه جاء بالطينة قال فسمي ادم لأنه خلق من أديم (3) الأرض "
جؤجؤه صدره وضرية منزل بطريق البصرة إلى مكة نحو اليمامة (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو جعفر بن أبي شيبة نا أبي نا جرير بن
عبد الحميد عن يعقوب القمي (5) عن جعفر بن أبي المغيرة (5) عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال بعث رب العزة عز وجل إبليس فأمره أن يحس (6) من أديم
الأرض من عذبها ومالحها (7) ففعل فخلق منه ادم فمن ثم سمي ادم لأنه خلق من أديم
الأرض فما خلق من الأرض لم يكن إلا سعيدا وإن كان من كافرين وما خلق من
المالح لم يكن إلا شقيا وإن كان من بر تقي
أخبرنا أبو بكر العدل أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (8) أنا الفضل بن
دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي نا سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
جبير قال خلق ادم من أرض يقال لها دحناء (9)
أخبرنا بهذه الحكاية عالية أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا

(1) ابن سعد والطبري: وملحها.
(2) سورة الإسراء، الآية: 61.
(3) زيادة عن ابن سعد.
(4) ضربة: سميت ضرية بضرية بنت نزار، وهي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من
نجد (معجم البلدان).
(5) الزيادة عن الموضعين عن تاريخ الطبري 1 / 90.
(6) كذا رسمها بالأصل وسقطت من الطبري وفي م: " نحس ".
(7) في الطبري: وملحها.
(8) طبقات ابن سعد 1 / 25.
(9) دحنا يروي فيها القصر والمد، أرض بين الطائف والجعرانة، وهي من مخاليف الطائف (معجم البلدان).
380

أبو بكر الشافعي نا عبد الله بن محمد بن ناجية نا بندار نا أبو أحمد نا سفيان
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال خلق ادم (صلى الله عليه وسلم) من أرض يقال لها دحناء
وفي الأصل دحرا "
كتب إلي أبو طالب بن يوسف أنا أبو إسحاق البرمكي ثم حدثني أبو المعمر
الأنصاري أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن بن القزويني وأبو إسحاق
البرمكي قالا أنا محمد بن العباس الخزاز أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري
أنا أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري قال في حديث سعيد بن جبير أنه قال خلق
الله عز وجل ادم من دحناء
وفي حديث اخر ومسح ظهره بنعمان السحاب ونعمان جبل بالقرب من
عرفة وبلغني أنه يتوصل بوادي القرى ونواحيه وهما جبلان يقال لهما جبلا
نعمان (1) ونسبه إلى السحاب لأنه يشرف عليهما ويعلوهما بالسحاب يركز عليهما
ويعلوهما قال الشاعر
أيا جبلي نعمان بالله خليا * سبيل الصبا يخلص إلي نسيمها *
وفي حديث اخر للحسن أنه خلق جؤجؤه من نقاضريه أي خلق صدره من رمل
ضرية
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا أحمد هو ابن يوسف نا خلف وهو ابن
هشام نا إسماعيل هو ابن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا
يقول خلق الله ادم مما شاء وكما شاء فكان كذلك " فتبارك الله أحسن الخالقين " (2) خلق
من التراب والماء فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده كله فهذا به والخلق الذي
خلق الله منه ادم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري أنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ نا أبو بكر محمد بن محمد بن

(1) انظر معجم البلدان 5 / 293 - 294.
(2) سورة المؤمنون، الآية: 14.
381

سليمان الباغندي نا شيبان بن فروخ الأبلي نا مسروق والصواب مسرور بن سعيد
التميمي عن عبد الرحمن الأوزاعي عن عروة بن رويم عن علي بن أبي طالب قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين التي خلق منه ادم
وليس من الشجر شئ يلقح غيرها وأطعموا نسائكم الولد الرطب فإن لم يكن رطب
فالتمر وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران
عليهما السلام) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن
أحمد بن البسري البندار (1) وأبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو
طاهر أحمد بن إبراهيم بن القصاري [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القصاري (2) أنا أبي قالوا نا أبو القاسم
إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم الصرصري نا الحسين بن إسماعيل
المحاملي إملاء نا أحمد بن محمد بن سعيد التبعي (3) نا القاسم يعني ابن الحكم
نا الحسن بن عبد الله الكلبي أبو سالم من أهل قزوين عن يحيى بن سعيد البحراني
من أهل غطيف (4) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال سألنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مماذا خلقت النخلة قال (خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة
ادم) [* * * *]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر
نا محمد بن محمد الباغندي نا علي بن عبد الله بن المديني نا عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (خلقت الملائكة
من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم) [* * * *]

(1) ترجمته في سير الاعلام 18 / 402.
(2) هذه النسبة إلى القصار وهو الذي يقصر الثياب، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه يشتغل هذا الشغل، وقد
اختص بهذه الحرف أهل خوارزم وآمل طبرستان.
وقد ترجم السمعاني لأبي عبد الله ولأبيه أبي طاهر.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 612 (236).
(4) غطيف تصغير الغطف، اسم رجل سمي به مخلاف من مخاليف اليمن.
382

قال ونا علي نا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن معمر
عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثله
أخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا
جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ نا محمد بن رافع نا [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بسمنان وأبو عمر
محمد بن محمد بن القاسم القرشي وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد
الهرويان وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر البوشنجي (1) بهراة وأبو
القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي وأبو بكر مجاهد بن أحمد بن محمد
الطبيب البوشنجيان (2) بها قالوا أنا أبو الحسن (3) الداودي أنا أبو محمد
عبد الله بن أحمد الحموي (4) أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم نا عبد بن حميد أنا
عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف
لكم) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنا علي بن أحمد الواحدي أنا أبو بكر
الحارثي نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا أبو يحيى الرازي نا سهل بن عثمان نا
يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن السدي عن من حدثه عن ابن عباس قال خلق
ادم من أديم الأرض فألقي على الأرض حتى صار طينا لازبا وهو الطين الملتزق ثم
ترك حتى صار حمأ مسنونا وهو المنتن ثم خلقه الله بيده فكان أربعين يوما مصورا
حتى يبس فصار صلصالا كالفخار إذا ضرب عليه صلصل فذلك الصلصال والفخار
مثل ذلك
أخبرنا أبو محمد السيدي وأبو المظفر القشيري وأبو القاسم الشحامي قالوا أنا

(1) الأصل وم: " البوسنجي " والصواب ما أثبت انظر معجم البلدان " بوشنج ".
(2) بالأصل وم " البوسنجيان "، والصواب ما أثبت.
(3) اسمه: عبد الرحمن بن محمد الداودي الفوشنجي، أبو الحسن، انظر الأنساب (الحموي).
(4) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الجد، وترجم له في الأنساب وفيه: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
حمويه. وبالأصل وم " الحموي ".
383

أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري (1) أخبرني عمران بن موسى بن
مجاشع نا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال (لما خلق الله ادم جعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف قال طفرت به خلق لا
يتمالك (2)) [* * * *]
أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن محمد بن الحسن بن مهرابزد (3) النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة
الحسين بن محمد بن مودود الحراني نا ابن بشار وابن المثنى قالا نا محمد بن
جعفر نا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن سلمان الفارسي قال أول ما خلق الله عز
وجل من ادم رأسه فجعل ينظر وهو يخلق فلما كان بعد العصر قال يا رب أعجل قبل
الليل فذلك قوله " وكان الإنسان عجولا " (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن
البقال وأبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا علي بن أبي عثمان قالا أنا ابن
البيع [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني وأبو سعيد بن البغدادي
قالا أنا أبو منصور بن شكرويه زاد ابن البغدادي ومحمد بن أحمد بن علي
السمسار قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن أبي عثمان أنا أبو محمد
عبد الله بن عبيد الله البيع قالا نا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا محمود بن
خداش (5) نا هشيم أنا حصين عن عكرمة قال لما خلق الله ادم عليه السلام ونفخ
فيه الروح سار وقال إبراهيم كان في رأسه فذهب لينهض قبل أن يبلغ (6) الروح

(1) هذه النسبة إلى الحيرة محلة بنيسابور، وله ترجمة في الأنساب واسمه: محمد بن أحمد بن حمدان بن
علي بن سنان الحيري.
(2) البداية والنهاية 1 / 96.
(3) ضبطت عن بغية الوعاة.
(4) سورة الإسراء، الآية: 11.
(5) سير الاعلام 12 / 179 (62).
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبجانبه كلمة صح.
384

رجليه وقال إبراهيم الرجلين قال فوقع فقيل " خلق الإنسان من عجل " (1)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله إسحاق بن
محمد بن يوسف السوسي النيسابوري بها نا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي
أنا إسماعيل بن إسحاق هو القاضي نا يحيى بن محمد بن السكن نا حمان بن
هلال نا مبارك حدثني عبيد الله بن عمر عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي
هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (لما خلق الله ادم عطس فألهمه ربه أن قال الحمد لله فقال
له ربه رحمك الله فلذلك سبقت رحمته غضبه قال ثم إن الله قال ائت الملائكة
فسلم عليهم فأتاهم فقال السلام عليكم قالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه
رحمة الله " [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
المفضل بن محمد بن إبراهيم نا يونس بن محمد وعبد العزيز بن عباد قالا نا
يزيد بن أبي حكيم نا زمعة (2) بن صالح حدثني سلمة بن وهرام (3) عن شعيب صاحب
جبأ قال لما خلق ادم عليه السلام خلقه خلقا عظيما قال فنفخ فيه الروح وأجراه
في رجليه تحرك فقال الله عز وجل خلق الإنسان (4) عجولا ثم جرى الروح فيه حتى
عطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال الله عز وجل يرحمك ربك ادم من أنا
قال أنت الله لا إله إلا أنت قال صدقت
قال فلما أصاب المعصية قال يا رب رحمتني قبل أن تعذبني وصدقتني قبل أن
تكذبني فتب علي فتاب الله عز وجل عليه قال فذلك قوله " فتلقى ادم من ربه كلمات
فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (5) " (6).

(1) سورة الأنبياء، الآية: 37.
(2) بسكون الميم، ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 200.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 384 وفيها يروي عن:
شعيب بن الأسود الجبائي.
(4) انظر في ترجمته الأنساب (الجباي) وجبأ بالهمزة في آخرها، جبل بناحية اليمن، قاله ابن ماكولا.
(5) كذا بالأصل، وصوابها: (وكان الانسان عجولا) (الاسراء: 11) أو (خلق الانسان من عجل)
(الأنبياء: 37.
(6) سورة البقرة، الآية: 37.
385

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن
محمد بن إسحاق أنا أبو محمد الحسن بن محمد المديني أنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن عمر اللنباني (1) نا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي حدثني محمد بن
صالح حدثني عون بن كهمس عن أبي الأسود الطفاوي وكان ثقة عن سعيد بن
جبير قال اختصم ولد ادم فقال بعضهم أي الخلق أكرم على الله قال بعضهم ادم
خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته قال آخرون الملائكة الذين لم يعصوا الله فقالوا
بيننا وبينكم أبونا فانتهوا إلى ادم فذكروا له ما قالوا فقال يا بني إن أكرم الخلق يعني
محمدا ما عدا أن نفخ في الروح فما بلغ قدمي حتى استويت جالسا فبرق لي العرش
فنظرت فيه محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذاك أكرم الخلق على الله
قال ونا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني حدثني أبي قال
أخبرني رجل من أهل الكوفة من عباد الناس من الأنصار قال حدثني عبد الرحمن بن
عبد ربه المازني من أهل البصرة عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن
مسعود قال لما أصاب ادم الذنب نودي أن أخرج من جواري فخرج يمشي بين شجر
الجنة فبدت عورته فجعل ينادي العفو العفو فإذا شجرة قد أخذت برأسه فظن أنها
أمرت به فنادى بحق محمد ألا عفوت عني فخلي عنه ثم قيل له أتعرف محمدا
قال نعم قيل وكيف قال لما نفخت في يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا
فيه مكتوب محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر نا محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد الطهراني (2) أنا
عبد الرزاق أنا الثوري عن أبي (3) حصين أو غيره عن سعيد بن جبير قال إنما
سمي ادم لأنه خلق من أديم الأرض (4)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبي أبو

(1) ترجمته في سير الاعلام 15 / 311 (151) واللنباني بتقديم النون.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى طهران قرية بالري، وللمنتسب لها ترجمة في الأنساب.
(3) سقطت من الأصل وم، واستدراكها ضروري، عن تاريخ الطبري 1 / 91 والرواية التالية.
(4) تاريخ الطبري 1 / 91.
386

عبد الله أنا عبدوس بن الحسين نا أبو حاتم محمد بن إدريس نا عبد الله بن رجاء
نا إسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إنما سمي ادم لأنه
خلق من أديم الأرض وإنما سمي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (1) نا عمرو بن الهيثم
أبو قطن نا شعبة عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال إنما سمي ادم لأنه خلق من
أديم الأرض وإنما سمي إنسانا لأنه نسي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر نا محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد الطهراني أنا
عبد الرزاق أنا معمر نا شيخ لنا أن ابن عباس قال في قوله تعالى " يا ادم أسكن أنت
وزوجك الجنة " (2) قال خلق الله تبارك وتعالى ادم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد
العصر فسماه ادم ثم عهد إليه فنسي فسماه الإنسان قال ابن عباس فتالله ما غابت
الشمس حتى أهبط من الجنة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد (3) بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو عامر نا زهير عن عبد الله بن
محمد عن عمرو بن شرحبيل عن (4) سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده عن
سعد بن عبادة أن رجلا من الأنصار أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه
من الخير قال (فيه خمس خلال فيه خلق ادم وفيه أهبط ادم وفيه توفى الله ادم
وفيه ساعة لا يسأل عبد فيها شيئا إلا أتاه الله إياه ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم وفيه تقوم
الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا حجر إلا وهو يشفق من يوم
الجمعة " [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو

(1) طبقات ابن سعد 1 / 26.
(2) سورة البقرة، الآية: 35.
(3) مسند أحمد بن حنبل 5 / 284.
(4) بالأصل وم " بن " والمثبت عن مسند أحمد.
387

بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي قال قرئ على أبي محمد بن محمد بن
الأشعت الكوفي بمصر وأنا اسمع فأقر به حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في مدينة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نا أبي إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه
عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين "
وأخبرنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (1)
نا محمد بن محمد بن الأشعت حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن
محمد حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن
أبيه عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل الجنة ليس لهم كنى إلا ادم فإنه يكنى أبا
محمد وفي حديث الفراوي بأبي محمد توقيرا وتعظيما قال ابن عدي هذا من
المنكر في هذه النسخة [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا إبراهيم بن محمد نا الحسن بن جرير نا محمد بن أبي السري ونوح بن
الهيثم [* * * *]
قال وأنا تمام أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكندي نا محمد بن إدريس بن
حمادة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي نا إسحاق بن إبراهيم
الغزي قالا نا محمد بن أبي السري قالا نا شيخ بن أبي خالد نا حماد بن سلمة
عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم) أهل الجنة وفي
حديث الكندي الناس يوم القيامة يدعون بأسمائهم وفي حديث الغزي يدعى
الناس بأسمائهم يوم القيامة وقالوا إلا ادم فإنه يكنى أبا محمد) [* * * *]
أخبرناه أعلى من هذا وأبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو
عمرو بن حمدان أنا محمد بن المسيب بن إسحاق نا وهب بن حفص بن عمرو

(1) الكامل في الضعفاء لابن عدي (ح 2797) ج 6 / 302.
388

البجلي نا عبد الملك بن إبراهيم الجدي (1) نا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار
عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (ليس أحد يدخل الجنة إلا جرد مرد إلا موسى بن عمران فإن
لحيته تبلغ سرته وليس أحد يكنى إلا ادم فإنه يكنى أبا محمد) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو نصر محمد بن عبد الجليل السمنجاني (2)
الفقيه بغزنة (3) نا عبد الله بن حذيفة نا عبد الله بن محمد بن علي نا ابن أبي
العوام نا سليمان بن داود الجرجاني في مجلس هوذة نا كثير بن مروان القرشي
عن أبين بن سفيان عن غالب بن عبد الله العقيلي قال كنية ادم في الدنيا أبو البشر
وفي الجنة أبو محمد
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي وأبو محمد بن السمرقندي وابن الأكفاني قالوا أنا
أبو الحسن بن أبي الحديد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنا جدي أبو
عبد الله أنا أبي أبو الحسن أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عبد السلام بن أحمد بن
محمد القرشي أنا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي نا محمد بن
عبد الله الزاهد نا موسى بن إبراهيم المروزي نا بقية عن ثور عن خالد بن معدان
عن كعب قال ليس أحد في الجنة له لحية إلا ادم عليه السلام له لحية سوداء إلى سرته
وذلك أنه لم يكن له في الدنيا لحية وأنما كانت اللحى بعد ادم وليس أحد يكنى في
الجنة غير ادم ويكنى في الدنيا أبا البشر وفي الجنة أبا محمد
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو العلاء الحسن بن أحمد بن
الحسن بن العطار الحافظ وأبو الخير عبد الهادي بن علي بن محمد بن أحمد الواعظ

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب: " بضم الجيم وتشديد الدال "، هذه النسبة إلى جدة وهي بليدة بساحل مكة،
كما في اللباب.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سمنجان، بليدة من طخارستان وراء بلخ، وهي بين بلخ وبغلان.
(3) بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون، لفظ العامة، والصحيح عند العلماء " غزنين " وهي مدينة عظيمة وولاية
واسعة في طرف خراسان، وهي الحد بين خراسان، وهي الحد بين خراسان والهند. (معجم البلدان).
389

جميعا بهمذان عنه أنا أبو (1) نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا إسحاق بن
إبراهيم الدبري (2) [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر محمد بن القاسم الصفار وأبو بكر
أحمد بن علي بن خلف وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد النامقي (3) [* * * *]
وأخبرنا أبو الفضل الفضيلي أنا أبو سهل عبد الرحمن بن محمد الماليني قالوا
أنا أبو طاهر بن محمش أنا محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف السلمي [* * * *]
وأخبرنا أبو الفضل الفضيلي وأبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى المليحي (4)
قالا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حفصويه
السرخسي وأبو العباس عبد الله بن الليث المعمري وأبو علي الحسن بن محمد بن
الحسن الحذابائي الوراق قالوا أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي أنا سلمة بن
شبيب [* * * *]
وأخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن
الدارقطني أنا أبو عمر محمد بن يوسف القاضي أنا الحسن بن أبي الربيع [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الخلال أنا إبراهيم بن منصور الخباز أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى نا إسحاق بن إبراهيم [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي أنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف نا محمد بن حماد
الطهراني قالوا

(1) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
(2) الدبري ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى الدبر وهي قرية من قرى صنعاء اليمن.
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى نامة (الكتاب) وكان يقرأ المناشير والكتب الواردة من الحضرة فعرب
وجعل " نامقا ".
(4) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى مليح قرية من قرى هراة (ياقوت).
390

أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام (1) بن منبه قال (2) هذا ما حدثنا أبو هريرة
عن محمد (صلى الله عليه وسلم) أحاديث منها قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (خلق الله ادم على صورته طوله
ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على هؤلائك النفر نفر من الملائكة جلوس
واسمع (3) ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم
فقالوا عليك السلام ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة ادم عليه السلام
وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الان) [* * * *] واللفظ لحديث
الطهراني
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا الحاكم أبو سعد محمد بن محمد بن علي
أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي أنا مكي بن عبدان نا أحمد بن الأزهر نا
روح بن عبادة نا حماد بن زيد (4) عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (كان طول ادم ستين ذراعا في سبع أذرع
عرضا (5)) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (6) حدثني أبي نا عفان نا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن
يوسف بن مهران عن ابن عباس قال لما نزلت اية الدين قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن أول
من جحد ادم إن أول من جحد ادم إن أول من جحد ادم (7) إن الله لما خلق ادم مسح
ظهرة فأخرج منه ما هو دار (8) إلى يوم القيامة فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا

(1) بالأصل " هشام " خطأ والصواب ما أثبت عن البداية والنهاية 1 / 98 وانظر ترجمته في سير الاعلام 5 / 311
(148). وتقرأ في م: هشام، وتقرأ: " همام ".
(2) مسند أحمد 2 / 312 و 315 والبداية والنهاية 1 / 98.
(3) في المصدرين السابقين: واستمع.
(4) في البداية والنهاية 1 / 98 سلمة.
(5) الحديث في مسند أحمد 2 / 535 والبداية والنهاية 1 / 98 قال ابن كثير: انفرد به أحمد.
(6) مسند أحمد 1 / 251 البداية والنهاية 1 / 98 - 99 نقلا عن الإمام أحمد.
(7) كذا بالأصل كررت ثلاث مرات ومثلها في البداية والنهاية، والعبارة في مسند أحمد إن أول من جحد آدم
عليه السلام أو أول من جحد آدم. وكررت في م مرتين.
(8) كذا بالأصل وم، وفي مسند أحمد: " من ذراري " وفي البداية والنهاية: ذاري.
391

يزهر فقال أي رب من هذا قال هذا ابنك داود قال أي رب كم عمره قال ستون
عاما قال أي رب زد في عمره قال لا إلا أن أزيده من عمرك وكان عمر ادم ألف
عام فزاده أربعين عاما فكتب الله عز وجل بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما
احتضر ادم فأتته الملائكة لتقبضه قال إنه قد بقي من عمري أربعون عاما فقيل إنك قد
وهبتها لابنك داود قال ما فعلت وأبرز الله عليه الكتاب وشهدت عليه
الملائكة) [* * * *]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي أنا
أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي (1) نا أبو عبد الله محمد بن خالد بن يزيد
الراسبي نا الفضل بن يعقوب الجزري نا فضال بن عيسى نا الحارث بن
عبد الرحمن نا سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(لما خلق الله ادم عليه السلام نفخ فيه الروح فقال الحمد لله تعالى فقال له
ربه تعالى رحمك ربك ثم قال اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم فقل السلام
عليكم فذهب فقال السلام عليكم فقالوا إسلام عليك ورحمة الله وبركاته ثم رجع
إلى ربه تعالى فقال هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم ثم قال له ويداه مقبوضتان يا ادم
اذهب يعني اختر يمين ربي تعالى وكلتا يديه يمين ثم بسطها فإذا فيها
ادم وذريته فقال يا رب من هؤلاء قال هؤلاء ادم وذريته وإذا كل إنسان منهم مكتوب
عمره وإذا ادم مكتوب ألف سنة وإذا فيهم رجل أضواهم أو من أضواهم لم يكتب له
إلا أربعين سنة فقال أي رب من هذا قال ابنك داود قال يا رب زد في عمره
قال ذاك الذي كتب قال فإني أجعل له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك فأدخل
الجنة ما شاء ثم أهبط منها فكان يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت عليه السلام فقال
له عجلت أليس قد كتب الله تعالى لي ألف سنة قال بلى ولكنك قد جعلت لابنك
داود ستين سنة قال ما جعلت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجحد فجحدت ذريته ونسيت
ذريته قال فيومئذ أمر بالكتاب والشهود (2)) [* * * *]
كذا قال فضال بن عيسى وهو وهم والصواب صفوان بن عيسى

(1) ضبطت عن الأنساب، وترجم له.
(2) البداية والنهاية 1 / 98.
392

أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي
قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
بكار بن قتيبة القاضي بمصر نا صفوان بن عيسى القاضي نا الحارث بن
عبد الرحمن بن أبي ذباب (1) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لما خلق الله ادم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد
الله بإذن الله تعالى فقال له ربه رحمك ربك يا ادم وقال له يا ادم اذهب إلى أولئك
الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم فذهب قالوا وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته ثم رجع إلى ربه فقال هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله
تعالى له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت فقال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي
يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها ادم وذريته) [* * * *]
وذكر الحديث وقد روي عن ابن أبي ذباب من وجه اخر
أخبرناه أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو عروبة الحراني من أصل كتابه إملاء [* * * *]
وأخبرناه أبو محمد السيدي وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو أحمد الحاكم نا أبو عروبة بن أبي معشر نا مخلد بن مالك نا أبو
خالد الأحمر عن ابن أبي ذباب المدني رجل من دوس أخبرني سعيد بن أبي
سعيد ويزيد بن هرمز عن أبي هريرة ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
وداود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (خلق الله ادم
بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له قال فجلس فعطس فقال
الحمد لله فقال له ربه يرحمك ربك ائت أولئك الملأ من الملائكة فقل السلام
عليكم فأتاهم فسلم عليهم فقالوا وعليك ورحمة الله ثم رجع إلى ربه تبارك وتعالى
فقال هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم ثم قبض له يديه فقال له خذ أو اختر فقال
اخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين يمين (2) ففتحها له فإذا فيها صورة ادم وذريته

(1) بالأصل: " دباب " والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 578 وفيه: الحارث بن سعد بن عبد الرحمن بن أبي
ذباب.
(2) كذا مكررة بالأصل وذكرت مرة واحدة في م.
393

كلهم وإذا كل رجل منهم مكتوب عند رأسه أجله قال فإذا ادم عليه السلام قد كتب له
ألف سنة وإذا قوم عليهم النور قال يا رب من هؤلاء الذين عليهم النور قال هؤلاء
الأنبياء والرسل الذين أرسل إلى عبادي أو خلقي وإذا فيهم رجل من أضواهم نورا لم
يكتب له من عمره إلا أربعين سنة قال يا رب ما بال هذا من أضواهم نورا لم يكتب له
من عمره إلا أربعين سنة قال ذلك ما كتبت له قال يا رب زده من عمري ستين سنة) [* * * *]
قال رسول (صلى الله عليه وسلم) (فلما أسكنه الله الجنة وأهبطه إلى الأرض كما ذكر في
القرآن أتاه ملك الموت فقال له ادم عجلت علي قال ما فعلت قال بلى بقي من
عمري ستون سنة قال ما بقي من عمرك شئ سألت ربك أن يكتبه لابنك داود قال
ادم ما فعلت قال بلى) [* * * *]
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنسي فنسيت ذريته وجحد فجحدت ذريته فمن يومئذ
وضع الله الكتاب وأمر بالشهود [* * * *]
قال فلقيه موسى بن عمران فقال أنت ادم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه
وأمر الملائكة أن يسجدوا لك وأسكنك الجنة فأخرجت الناس من الجنة بذنبك أو
بخطيتك فقال له ادم أنت موسى اصطفاك الله برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوارة فيها
تبيان كل شئ فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن يخلقني قال بأربعين عاما قال
فوجدت فيها " وعصى ادم ربه فغوى " (1) قال نعم قال فتلومني على أن أعمل
عملا كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين عاما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (فحج ادم موسى
لفظهما متقارب
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبي
أبو عبد الله أنا أبو الفضل العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري نا أحمد بن
محمد بن نصر نا الفضل بن دكين نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي
صالح السمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لما خلق الله ادم مسح على
ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني

(1) سورة طه: الآية: 121.
394

كل إنسان (1) منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على ادم فقال أي رب من هؤلاء قال
هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه قال يا رب من هذا قال
هذا رجل من اخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال أي رب كم جعلت عمره قال
ستين سنة قال أي رب زده عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر ادم جاءه ملك
الموت فقال ادم أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال أو (2) لم تعطها ابنك داود
قال فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته وخطئ فخطئت ذريته " (3) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان أنا العباس بن الوليد بن مزيد (4) أنا ابن
شعيب أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه زيد بن أسلم أنه حدثه عن
عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (إن الله تبارك وتعالى لما أن خلق
ادم مسح ظهره بيده فخرت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة وانتزع ضلعا من
أضلاعه فخلق حواء ثم أخذ عليهم العهد " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا
يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " (5) قال ثم اختلس كل نسمة من بني ادم نوره في
وجهه وجعل فيه البلوى التي كتب أنه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام ثم عرضهم على
ادم فقال يا ادم هؤلاء ذريتك فإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال
ادم يا رب لم فعلت هذا بذريتي قال كي تشكر نعمتي يا ادم قال ادم يا رب من
هؤلاء الذين أرهم أظهر الناس نورا قال هؤلاء الأنبياء يا ادم من ذريتك قال فمن هذا
الذي أظهر نورا قال هذا داود يكون في اخر الأمم قال يا رب كم جعلت عمره
قال ستين سنة قال يا رب كم جعلت عمري قال كذا وكذا قال يا رب فزده من
عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة قال أتفعل يا ادم قال نعم يا رب
قال فتكتب ونختم أن قد كتبنا وختمنا لم نغير قال فافعل أي رب

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية 1 / 97.
(2) مطموسة بالأصل والمثبت عن البداية والنهاية.
(3) الحديث في البداية والنهاية 1 / 97 قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم
ولم يخرجاه.
(4) بدون إعجام بالأصل والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 471 وفي م: مريد.
(5) سورة الأعراف، الآية: 172 والزيادة من القرآن الكريم.
395

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (فلما جاء ملك الموت إلى ادم عليهما السلام ليقبض روحه
قال ماذا تريد يا ملك الموت قال أريد قبض روحك قال أو لم يبق من أجلي
أربعون سنة قال أو لم تعطها ابنك داود قال لا) [* * * *]
قال فكان أبو هريرة يقول فنسي ادم فنسيت ذريته وخطئ ادم فخطئت ذريته
وجحد فجحدت ذريته قال ابن شعيب أخبرني ابن أبي العاتكة عن غيره أن عمر ادم
كان ألف سنة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبي أبو
عبد الله أنا الحسن بن يوسف الطرائفي بمصر ومحمد بن يعقوب بن يوسف
قالا نا إبراهيم بن مرزوق أبو إسحاق نا روح بن أسلم نا المعتمر بن سليمان قال
سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب (1) في قول الله
عز وجل " وإذا أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم إلى قوله المبطلون " (2)
قال فجمعهم فجعلهم أزواجا ثم صورهم ثم استيقظهم (3) ليتكلموا فأخذ عليهم
العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم " ألست بربكم قالوا بلى " الآية قال فإني
أشهد عليكم السماوات السبع (4) وأشهد عليكم أباكم ادم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم
بهذا اعلموا أنه لا إله غيري فلا تشركوا أبي شيئا فإني سأرسل إليكم رسلا
يذكرونكم (5) عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي فقالوا شهدنا أنك ربنا وإلهنا لا رب
لنا غيرك فأقروا يومئذ بالطاعة ورفع عليهم أباهم ادم فنظر إليهم فرأى فيهم الغنى
والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال يا رب لو سويت بين عبادك فقال أني
أحببت أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السراج عليهم النور وخصوا بميثاق في
الرسالة والنبوة وهو الذي يقول " وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا " (6) وهو الذي يقول

(1) الخبر في البداية والنهاية 1 / 101 ومختصر ابن منظور 4 / 219.
(2) سورة الأعراف، الآية: 172.
(3) في البداية والنهاية: استنطقهم فتكلموا.
(4) زيد في البداية والنهاية: والأرضين السبع.
(5) البداية والنهاية: ينذرونكم.
(6) سورة الأحزاب، الآية: 7.
396

" فأقم وجهك للدين حنيفا " الآية (1)
قال فكان روح عيسى في تلك الأرواح التي أخذ الله عز وجل عليها العهد
والميثاق قال نعم أرسل ذلك الروح إلى مريم قال تعالى " فأرسلنا إليها
روحنا " (2)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو القاسم الحرفي (3) أنا
أحمد بن سلمان نا عبد الله بن أبي الدنيا نا خلف بن هشام نا الحكم بن سنان
عن حوشب عن الحسن قال خلق الله عز وجل ادم عليه السلام حين خلقه فأخرج
أهل الجنة من صفحته اليمنى وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فألقوا على وجه
الأرض منهم الأعمى والأصم والمبتلي فقال ادم يا رب أفلا سويت بينهم فقال إني
أحب أن أشكر
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة
والحسن قالا (4)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي نا هيثم يعني ابن خارجة قال عبد الله وسمعته
أنا منه نا أبو الربيع عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (خلق الله ادم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم
الذر وضرب كتفه اليسرى فأخرج منه ذرية سوداء كأنهم الحمم فقال للذي في يمينه
إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي في كفه اليسرى إلى النار ولا أبالي "

(1) سورة الروم، الآية: 30.
(2) سورة مريم، الآية: 17.
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة للبقال ببغداد، ومن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور والبقالين. وترجم له
السمعاني تحت اسم: أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن
عبد الله بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم... السمسار الحرفي من أهل بغداد.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه، وبعد قوله: قالا، كلام مطموس غير واضح حوالي
سطر. وتمامه في م: لما عرضت على آدم ذريته فرأى فضل بعضهم على بعض فقال: أي رب أفلا سويت
بينهم، فقال: إني أحب أن أشكر.
(5) مسند أحمد 6 / 441 والبداية والنهاية 1 / 97 - 98 نقلا عن الإمام أحمد.
397

أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي (1) نا أبو الحسين بن
المهتدي أنا أبو حفص بن شاهين نا عبد الله بن سليمان نا هارون بن زيد بن أبي
الزرقاء نا ضمرة بن ربيعة عن قادم بن مستورد قال قال عمر بن عبد العزيز لما
أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام أول من سجد له إسرافيل فأثابه الله عز وجل
أن كتب القرآن في جبهته (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني قراءة أنا أبو عبد الله القضاعي
إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر نا محمد بن
عبد الله بن زكريا النيسابوري نا أحمد بن محمد قال وقيل لأبي إبراهيم المزني
رحمه الله أسجدت الملائكة لادم فقال إن الله تعالى جعل ادم كالكعبة فأمر
الملائكة أن يسجدوا نحوه تعبدا كما أمر عباده أن يسجدوا إلى الكعبة
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي نا محمد بن علي بن المهتدي
أنا عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن
السماك نا إسحاق بن إبراهيم الختلي نا أبو عمران موسى بن إبراهيم البلخي أنا
المعلى بن هلال عن عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد قال كان إبليس على
سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض وكان مكتوب في الرفيع الأعلى عند الله أنه سيجعل
في الأرض خليفة وأنه سيكون دما وأحداث فوجد ذلك إبليس فقرأه أو أبصره دون
الملائكة فلما ذكر أمر ادم للملائكة أخبر إبليس الملائكة أن هذا الخليفة الذي يكون
ستسجد له الملائكة وأسر إبليس في نفسه أن لن يسجد له وأخبر الملائكة أن الله
سيخلق خلقا وأنه يسفك الدماء وأنه سيأمر الملائكة يسجدون لذلك الخليفة قال فلما
قال الله عز وجل إني جاعل في الأرض خليفة " (3) حفظوا ما كان قال لهم إبليس قبل
ذلك فقالوا " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال إني أعلم ما لا تعلمون " (3).

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان.
(2) الخبر في البداية والنهاية 1 / 96.
(3) سورة البقرة، الآية: 30.
ومعنى الخلافة: أنه أي آدم سيكون له سلطان عليها متصرفا في موادها ليجعلها ملائمة لحاجاته.
قال ابن كثير أنه عز جل: " أخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته كما يخبر بالامر العظيم قبل
كونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض
والتنقص لبني آدم والحسد لهم كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين ".
إن تساؤل الملائكة مرده إلى خوفهم من أن يكون ذلك لتقصير وقع منهم، أو لمخالفة كانت من أحدهم،
فأسرعوا بتساؤلهم لتبرئة أنفسهم وقالوا: كيف تخلق غيرنا؟ ونحن دائبون على التسبيح بحمدك وتقديس
اسمك؟.
قالوا ذلك رغبة منهم فيما يزيل شبهتهم وينزع الوساوس من صدورهم، وامتد رجاؤهم إلى الله أن يستخلفهم
في الأرض. يقول صاحب الظلال: ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال، أو من
تجارب سابقة في الأرض، أو من إلهام البصيرة، ما يكشف لهم عن شئ من فطرة هذا المخلوق، أو من
مقتضيات حياته على الأرض، وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الأرض، وأنه سيسفك الدماء
وهو متحقق بوجودهم هم.
398

أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وحدثني أبو المحاسن
عبد الرزاق بن محمد الطبسي عنه أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري نا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم نا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي نا
يونس بن محمد نا شيبان عن قتادة قال قوله تعالى " هو الذي خلق لكم ما في
الأرض جميعا " (1) قال سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن ادم
متاعا وبلغة ومنفعة إلى قوله " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " قال قتادة قد
علمت الملائكة من علم الله أنه لا شئ أكره عند الله من سفك الدم والفساد في الأرض
قال الله " إني أعلم ما لا تعلمون " قال قد كان من علم الله أنه سيكون من تلك الخليفة
رسل وأنبياء وقوم صالحون وساكنو (2) الجنة " وعلم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على
الملائكة " حتى بلغ قال " يا ادم أنبئهم بأسمائهم " قال علم ادم من الأسماء أسماء
خلقه ما لا تعلم الملائكة فسمى كل شئ باسمه وألجأ كل شئ إلى جنسه قال الله
عز وجل " ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم
تكتمون " (3) قال وذكر لنا أن الله لما أخذ في خلق ادم قالت الملائكة ما الله بخالق
خلقا هو أعلم منا ولا أكرم على الله منا قال فابتليت الملائكة بخلق ادم
قال ويبتلي الله عباده بما شاء ليعلم من يطيعه ومن يعصيه

(1) سورة البقرة، الآية: 29.
(2) عن تاريخ الطبري 1 / 101 وبالأصل " وساكن ".
(3) سورة البقرة الآيات 30 إلى 33.
399

قوله تعالى " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر " (1)
قال وكانت السجدة لادم والطاعة لله وحسده عدو الله إبليس على ما أعطاه الله من
الكرامة فقال أنا ناري وهو طيني (2)
قوله عز وجل " قلنا يا ادم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما
ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " (3) قال ابتلى الله ادم كما ابتلى الملائكة
قبله وكل شئ خلق مبتلى ولم يدع الله شيئا من خلقه إلا ابتلاه بالطاعة كما ابتلى
السماء والأرض بالطاعة فقال لهما " ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " (4) قال
ابتلى الله ادم فأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء ونهاه عن شجرة واحدة أن يأكل
منها وقدم إليه منها فما زال به البلاء حتى وقع بما نهي عنه فبدت له سوءته عند ذلك
وكان لا يراها فأهبط من الجنة
قوله عز وجل " فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه " (5) قال ذكر لنا أنه قال
يا رب أرأيت أن تبت وأصلحت قال فإني إذا أرجعك إلى الجنة قال " قالا ربنا
ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " (6) فاستغفر ادم ربه وتاب
إليه فتاب عليه " إنه هو التواب الرحيم " (5) وأما عدو الله إبليس فوالله ما تنصل من ذنبه
ولا سأل التوبة حين وقع بما وقع ولكنه سأل النظرة إلى يوم الدين فأعطى الله كل
واحد منهما ما سأل
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل في كتابه أنا أبو بكر

(1) سورة البقرة، الآية: 30.
(2) قال القرطبي في أحكامه 7 / 171 فإن الطين أفضل من النار من وجوه أربعة.
- إن من جوهر الطين الرزانة والسكون والوقار والأناة والحلم والحياء والصبر ومن جوهر النار الخفة
والطيش والحدة والارتفاع والاضطراب.
- إن الخبر ناطق بأن تراب الجنة مسك أذفر ولم ينطق الخبر بأن في الجنة نارا.
- إن النار سبب العذاب.
- إن الطين مستغن عن النار، والنار محتاجة إلى المكان ومكانها التراب.
(3) سورة البقرة، الآية: 33.
(4) سورة فصلت، الآية: 11.
(5) سورة البقرة، الآية: 37.
(6) سورة الأعراف، الآية: 23.
400

محمد بن الحسن بن سليم أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن كريب
البزاز نا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد الأديب العسكري نا الحسن بن
علي بن مجالد القطان نا محمد بن حميد نا عبد الوهاب بن معاوية عن الربيع بن
أنس عن أبي العالية " ولم نجد له عزما " (1) قال عزيمة الصبر
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو طالب محمد بن علي
العشاري نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون نا أبو بكر محمد بن عبد الله
العبدي نا حفص بن عمر بن الصباح نا قبيصة نا سفيان عن عمرو بن قيس عن
عطية بن قيس عن عطية العوفي في قوله عز وجل " ولم نجد له عزما " قال حفظا لما
أمر به
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان عن حصين عن أبي مالك " ولا تقربا
هذه الشجرة " (2) قال هي السنبلة
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي وأبو غالب محمد بن الحسن الماوردي قالا أنا
محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج أنا عم أبي الحسين بن أحمد بن جعفر
الكوسج أنا إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام أنا أبو عبد الله محمد بن زياد بن
عبيد الله الزيادي أنا فضيل بن عياض عن حصين عن أبي مالك قال الشجرة التي
أكل منها ادم هي الحنطة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان قالا أنا أبو
الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو الدحداح نا عبد الوهاب بن
عبد الرحيم نا سفيان عن عمرو عن وهب بن منبه " ليريهما سوآتهما " (3) قال كان
عليه شئ مثل التوز يعني ادم قال سفيان كان ستر عورته فلما أصاب الخطيئة قال نزع
عنه

(1) سورة طه، الآية: 115.
(2) سورة البقرة، من الآية: 35.
(3) سورة الأعراف، من الآية: 27.
401

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن علي بن الحسن أنا أبو
محمد عبد الرحمن بن عمر أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد نا عبد العزيز بن
معاوية أبو خالد العتابي نا جعفر بن عون نا سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن
المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله " وطفقا يخصفان عليهما من ورق
الجنة " (1) قال ورق التين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبي أبو
عبد الله أنا أحمد بن محمد بن عاصم نا عبد الله بن محمد بن النعمان نا عمرو بن
حماد نا أسباط بن نصر عن إسماعيل السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن
ابن عباس وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
قالوا أخرج إبليس من الجنة ولعن وأسكن ادم حين قال له " أسكن أنت وزوجك
الجنة " (2) فكان يمشي فيها وحشيا ليس له زوج فسكن إليها فنام نومة فاستيقظ وإذا
عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله عز وجل من ضلعه فسألها ما أنت قالت امرأة
قال ولم خلقت قالت تسكن إلي فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ علمه ما
اسمها يا آدم قال حواء قالوا لما سميت حواء قال لأنها خلقت من شئ حي
فقال الله عز وجل " أسكن أنت وزوجك الجنة فكلا منها رغدا حيث شئتما (2)
والرغد الهنئ " ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " (2) ثم إن إبليس حلف
لهما بالله إني لكما من الناصحين و " قال يا ادم ألا أدلك على شجرة الخلد وملك لا
يبلى " (3) وعلم أن لهما سوأة وإنما أراد أن يبدي لهما سوأتهما ما توارى عنهما
ويهتك لباسهما فتقدمت حواء فأكلت ثم قالت يا ادم كل فإني قد أكلت فلم
يضرني فلما أكل ادم " بدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة
وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو
مبين (4) فقال ادم إنه حلف لي بك ولم أكن أن أظن أحدا من خلقك يحلف بك كاذبا

(1) سورة الأعراف، الآية: 22.
(2) سورة البقرة، الآية: 34.
(3) سورة طه، الآية: 120 وفيها: " هل أدلك ".
(4) سورة الأعراف، الآية: 23.
402

(وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو " (6)
فأهبطهم إلى الأرض ادم وحواء وإبليس والحية " ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى
حين " (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي أنا محمد بن حماد الطهراني أنا
عبد الرزاق أنا سفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك عن الحسن بن عمارة عن
المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانت الشجرة التي نهى الله
تبارك وتعالى عنها ادم وزوجته السنبلة فلما أكلا بدت لهما سوأتهما وكان الذي وارى
عنهما عن سوأتهما أظفارهما " وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة " من ورق التين
يلزقان بعضها إلى بعض فانطلق ادم موليا في الجنة فأخذت برأسه شجرة من شجر
الجنة فناداه ربه تبارك وتعالى يا ادم أمني تفر قال لا ولكن استحييك يا رب قال
ما كان لك فيما منحتك من الجنة وأبحتك منها مندوحة عما حرمت عليك قال بلى يا
رب ولكن وعزتك ما حسبت أن أحدا يحلف بك كاذبا قال وهو قول الله عز وجل "
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين " قال فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض ثم لا تنال من
العيش إلا كذا
قال فأهبطا من الجنة وكان يأكلان منها رغدا فأهبطا إلى غير رغد من طعام ولا
شراب فعلم صنعة الحديد وأمر بالحرث فحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حصد
ثم داسه ثم ذراه ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن
يبلغ وكان ادم عليه السلام حين أهبط من الجنة بكى بكاء لم يبكه أحد على أحد فلو
وضع بكاء داود على خطيئته وبكاء يعقوب أبي يوسف على ابنه وبكاء ابن ادم على أخيه
حين قتله مع بكاء أهل الأرض ما عدل بكاء ادم حين أهبط
قال وأنا عبد الرازق أنا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " بدت لهما
سواءتهما " كانا لا يريان سوأتهما فقال ادم يا رب إن تبت واستغفرتك قال إذا
أدخلك الجنة وأما إبليس فلم يستغفر وسأل النظرة فأعطى كل واحد منهما الذي سأل

(1) سورة الأعراف، الآية: 24 وبالأصل: " والا تغفر " والصواب عن القرآن الكريم.
(2) قوله: " فيما منحتك " مكانه بياض في م.
403

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو
عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
محمد بن عبيد الله المنادي نا يونس بن محمد نا شيبان عن قتادة قال ابتلى الله
ادم فأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء ونهاه عن شجرة واحدة أن يأكل منها
وقدم إليه فيها فما زال به البلاء حتى وقع فيما نهى عنه فبدت له سوأته عند ذلك وكان
لا يراها فأهبط من الجنة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا
إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان عن ابن عباس في قوله " وطفقا يخصفان
عليهما من ورق الجنة " قال التين وبه نا سفيان عن مجاهد " اهبطوا بعضكم
لبعض عدو " قال ادم والحية والشيطان (1)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر نا خيثمة بن سليمان نا محمد بن عبد الوهاب أبو قرصافة بعسقلان نا ادم بن
أبي إياس نا شيبان عن قتادة عن أنس قال قال رسولا لله (صلى الله عليه وسلم) (إن ادم كان رجلا
أدم (2) طوالا سحوقا كثير الشعر فلما أصاب الخطيئة بدت عورته انطلق هاربا فأخذت
شجرة من شجر الجنة برأسه فقال أرسلني (3) فقالت له لست مرسلتك فناداه ربه عز
وجل يا ادم أمني تفر قال لا يا رب ولكن استحييتك " [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي
الحسين بن حمزة بن الشعيري السلميون قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي
أبو بكر الخرائطي أنا أبو حفص عمر بن مدرك أنا سهل بن عثمان أبو مسعود
العسكري نا عبد الرحيم بن سليمان نا محمد بن إسحاق عن الحسن بن ذكوان
عن الحسن البصري عن أبي بن كعب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أباكم ادم عليه
السلام كان كالنخلة السحوق ستين ذراعا كثير الشعر موارى العورة فلما أصاب
الخطيئة في الجنة بدت له سوأته فخرج من الجنة قال فلقيته شجرة فأخذت بناصيته

(1) كذا بالأصل وم وزيد في الطبري 1 / 112 نقلا عن مجاهد: وحواء.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة: صح.
(3) كذا بالأصل. وفي م: " أرسليني " وهو الصواب.
404

فناداه ربه أفرارا مني يا ادم قال بل حياء منك والله يا رب مما جئت به " (1) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
نا محمد بن محمد بن سليمان نا عبد الرحمن بن عبد الحكم نا ابن عفير نا
يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الحسن بن أبي
الحسن عن أبي بن كعب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعته يقول (إن ادم كان رجلا طوالا
كالنخلة السحوق طوله ستون ذراعا كثير الشعر موارى العورة لما أخطأ الخطيئة التي
أخطأها خرج هاربا في الجنة فمر بشجرة فأخذت برأسه قال أرسليني قالت ما أنا
بمرسلتك فناداه الله سبحانه وتعالى أفرارا مني يا ادم قال بل حياء منك يا رب فأهبطه
الله تعالى حتى إذا أراد أن يتوفاه أرسل إليه ملائكة فقامت حواء لتحول بينهم وبينه
فقال خلي بيني وبين رسل ربي فتوفوه ثم غسلوه بالسدر والماء وكفنوه في وتر ثم
صلوا عليه ودفنوه وقالوا هذا سنة ذريتك من بعدك) [* * * *]
رواه قتادة عن الحسن فزاد في إسناده عتي (2) بن ضمرة
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الحسن بن يعقوب أنا يحيى بن أبي طالب نا عبد الوهاب بن عطاء أنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن عتي بن ضمرة عن أبي بن كعب عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) (أن ادم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس فلما ركب
الخطيئة بدت له عورته وكان لا يراها قبل ذلك فانطلق هاربا في الجنة فتعلقت به
شجرة فقال لها أرسليني قالت لست بمرسلتك قال وناداه ربه يا ادم أمني تفر
قال يا رب إني استحييتك) [* * * *]
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف [* * * *]
وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن

(1) الحديث في البداية والنهاية 1 / 87 قال ابن كثير: والحسن لم يدرك أبيا.
(2) في البداية والنهاية: " يحيى "، قال: وهذا أصح فإن الحسن لم يدرك أبيا.
405

العلاف قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا محمد بن
جعفر الخرائطي نا عمر بن مدرك أبو حفص القاص نا عبد المؤمن بن علي
الزعفراني نا عبد السلام بن حرب الملائي (1) عن هشام بن حسان عن الحسن قال
لما أصاب ادم الخطيئة خرج هاربا من الجنة فتعلق غصن من أغصان الشجرة بشعره فناداه
الله تعالى إلى أين يا ادم أفرارا مني قالا لا يا رب ولكن حياء منك
قال وأنا الخرائطي نا أبو حفص عمر بن محمد النسائي نا أحمد بن أبي
الحواري نا عبد العزيز بن عمير قال قال الله تبارك وتعالى يا ادم أخرج من جواري
وعزتي لا يجاورني في داري من عصاني يا جبريل أخرجه إخراجا غير عنيف فأخذ
بيده يخرجه فتعلق شعره ببعض أغصان شجر الجنة فظن ادم أنه قد بطش به فقال إنا
كنا من نسل الجنة فسبانا إبليس بالخطيئة إلى الدنيا فليس ينبغي لنا أن نقر عينا أو نرجع
إلى الدار التي منها سبينا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبرني قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا الحجاج نا
حماد بن يزيد عن خالد الحذاء قال قلت للحسن يا أبا سعيد ادم خلق للأرض أم
للسماء فقال ما هذا يا أبا مبارك قال فقال خلق للأرض قال فقلت أرأيت لو أنه
استعصم فلم يأكل من الشجرة قال لم يكن له بد من أن يأكل منها لأنه خلق للأرض
أنبأنا أبو طاهر الحنائي وأبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالوا أنا أبو
الحسن بن أبي الحديد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبي أبو الحسن
أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي أنا محمد بن
إسماعيل التميمي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد نا موسى بن إبراهيم
المروزي نا نوح بن دراج عن أبي روق الهمداني عن عكرمة عن ابن عباس أن ادم

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الملاء والملاءة، وهو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت، قال
السمعاني: وظني أن هذه النسبة إلى بيعه.
406

كان لغته في الجنة العربية فلما عصى ربه سلبه الله العربية فتكلم بالسريانية فلما تاب
الله عليه رد عليه العربية
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
انا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن علي السمذي (1) أنا أبو حاتم يعني مكي بن
عبدان نا عبد الله بن هاشم بن حيان نا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن
سلمان قال لما خلق الله ادم قال واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك أما التي
لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي
بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعلي الإجابة وأن أغفر فأنا الغفور الرحيم
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر محمد بن
أحمد بن علي السمسار قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا أبو عبد الله
المحاملي نا ابن أبي مذعور نا خالد بن الحارث نا شعبة عن أبي بشر عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها " (2) قال قيل لادم أتأخذها فبما فيها فإن أطعت فاغفر لك وإن
عصيت عذبتك قال فما كان إلا كما بين صلاة العصر إلى أن غربت الشمس حتى
أصاب الذنب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا الكديمي (3) نا بشر بن عمر نا شعبة
عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله " إنا عرضنا الأمانة على السماوات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا
فلم تقبلها الملائكة فلما خلق الله ادم عرضها عليه فقال يا رب ما هي قال إن
أحسنت جزيتك وإن أسأت عذبتك قال فقد تحملتها يا رب

(1) ضبطت عن التبصير 2 / 750 وهذه النسبة إلى السمذ وهو نوع من الخبز الأبيض الذي تعمله الأكاسرة
والملوك (الأنساب).
(2) سورة الأحزاب، الآية: 72.
(3) اسمه محمد بن يونس بن موسى بن سليمان، أبو العباس القرشي البصري، ترجمته في سير الاعلام
13 / 302 (139).
407

قال فما كان بين أن تحملها إلى أن خرج من الجنة إلا قدر ما بين الظهر
والعصر
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه أنا أبو الحسن الواحدي أنا أبو
بكر الحارثي وهو أحمد بن محمد أنا أبو الشيخ الحافظ نا أبو يحيى الرازي نا
سهل العسكري نا يعلى بن عبيد عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال إن
الله تعالى قال لادم إني عرضت الأمانة على السماوات والأرض فلم تطقها فهل أنت
حاملها بما فيها قال أي رب وما فيها قال إن حفظتها أجزت وإن ضيعتها عذبت قال
فقد حملتها بما فيها قال فما غبر في الجنة إلا كقدر ما بين الظهر والعصر حتى أخرجه
إبليس
قال جويبر فقلت للضحاك وما الأمانة قال الفرائض على كل مؤمن وحق
على كل مؤمن أن لا يغش مؤمنا ولا معاهدا في قليل ولا كثير فمن انتقص شيئا من
الفرائض فقد خان أمانته
قال وأنا الواحدي أنا أحمد بن الحسن الحيري نا محمد بن يعقوب نا
الحسن بن علي بن عفان نا أبو أسامة عن النضر بن عربي أن رجلا سأل مجاهدا عن
قوله " إنا عرضنا الأمانة " الآية فقال مجاهد لما خلق الله السماوات والأرض
والجبال عرض الأمانة عليها فلم تقبلها فلما خلق الله ادم عرضها عليه فقال يا رب وما
هي قال إن أحسنت جزيتك وإن أسأت عذبتك قال فقد تحملتها يا رب قال
مجاهد فما كان بين أن تحملها وبين أن أخرج من الجنة إلا قدر ما بين الظهر والعصر
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن محمد بن
الحسين العلوي أنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي نا محمد بن يحيى بن
خالد الذهلي نا محمد بن الصلت أبو جعفر نا أبو كدينة يحيى بن المهلب البجلي
عن مطرف عن عطية عن ابن عمر " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض
والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها " قال من الطاعة والمعصية عرضها على
السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وعرضها على ادم عليه
السلام قال هل أنت اخذها بما فيها قال وما هي قال إن أحسنت جزيت وإن أسأت
عوقبت قال نعم
408

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (1) أنا
عبد الرحمن عمر بن النحاس أنا أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي نا محمد بن
شاذان الجوهري نا عبيد الله بن عائشة نا عبد الواحد بن زياد نا أبو روق (2)
عطية بن الحارث قال سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله عز وجل " إنا
عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال " الآية قال عرض عليهن العمل وقال
إن أحسنتن جوزيتن وإن أسأتن عوقبتن قال " فأبين أن يحملنها وأشفقن منها " وعرضها
على ادم عليه السلام فحملها (إنه كان ظلوما جهولا " قال ظالم في خطيئته جاهل
فيما حمل ولده
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الأصبهاني نا أبي نا أحمد بن محمد بن
عمر نا عبد الله بن محمد حدثني يعقوب بن إسحاق نا محمد بن معاذ عن ابن
السماك عن عمر بن ذر عن مجاهد قال أوحى الله إلى الملكين أخرجا ادم وحواء
من جواري فإنهما قد عصياني فالتفت ادم إلى حواء باكيا وقال استعدي للخروج من
جوار الله عز وجل هذا أول شؤم المعصية فنزع جبريل التاج عن رأسه وحل ميكائيل
الإكليل عن جبينه وتعلق به غصن فظن ادم انه قد عوجل بالعقوبة فنكس رأسه يقول
العفو العفو قال الله عز وجل فرارا مني فقال بل حياء منك يا سيدي (3)
ونا سليمان بن أحمد نا هاشم بن مرثد (4) نا صفوان بن صالح قال ونا
أحمد بن إسحاق نا عبد الله بن سليمان نا علي بن سهل قالا نا الوليد بن مسلم
عن الأوزاعي عن حسان (5) قال بكى ادم على الجنة سبعين عاما وبكى على خطيئته
سبعين عاما وبكى على ابنه حينا وأقام بمكة من عمره مائة عام قال
علي بن سهل ستين عاما (6).

(1) ضبطت عن التبصير 2 / 550 وفيه: أبو الحسن المصري صاحب الفوائد، مشهور.
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح الراء وسكون الواو بعدها قاف.
(3) البداية والنهاية 1 / 89.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 13 / 270 وانظر ترجمة
سليمان بن أحمد الطبراني فيها 16 / 119 وتحرف في المعجم الصغير للطبراني 2 / 126 إلى " مزيد ".
(5) هو حسان بن عطية أبو بكر المحاربي الدمشقي، ترجمته في سير الاعلام 5 / 466 (212).
(6) البداية والنهاية 1 / 89.
409

أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني (1) أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا إسماعيل بن إسحاق نا محمد بن عبيد نا محمد بن
ثور أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال (2) أن الله
تبارك وتعالى حين أهبط ادم (صلى الله عليه وسلم) من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شئ وزوده من
ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير (3) وتلك لا تتغير (3)
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى أنا أبو محمد بن
أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا عمر بن شبة (4) حدثني أخي معاذ بن شبة
حدثني أبي شبة بن عبيدة عن أبيه عبيدة بن زيد أنه سمع الحسن يقول إن ادم لما
أصاب الخطيئة وأهبط إلى الأرض تحرك بطنه فأخذه لذلك غم لما وجد فجعل لا
يدري كيف يصنع فأوحى الله إليه أن اقعد فقعد فلما قضى حاجته فوجد الريح جزع
وبكى وعض على إصبعه فلم يزل يعض عليها ألف عام
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد وأبو القاسم بن
أبي العلاء قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر وأبو نصر بن الجندي قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك
أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ نا سويد بن عبد العزيز حدثني ثابت بن
العجلان عن عكرمة بن خالد المخزومي أن ادم لما هبط من الجنة إلى الأرض
فكانت (5) رجلاه في الأرض ورأسه في السماء فكان يسبح تسبيح الملائكة ويقدس

(1) بالأصل " الحسني " خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق، واسمه علي بن إبراهيم بن العباس
الواسطي العلوي الحسيني الخطيب النسيب انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 436 وترجمته في
سير الاعلام 19 / 358 (212).
(2) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 127.
(3) بالأصل وم: " تغير... تغير " والمثبت عن تاريخ الطبري.
(4) ضبطت عن التبصير 2 / 770.
(5) بالأصل وم: فكان.
410

بتقديسهم قال فبعث الله إليه ملكا من الملائكة فلما خرج من باب من أبواب السماء نظر
إلى خلق قد هاله قد ملأ ما بين السماء والأرض قال فصعد فقال أي رب نظرت إلى
خلق من خلقك هالني ادم ملأ ما بين السماء والأرض قال فنقص من قامته سبعين باعا
أو قامة قال فلما قام ادم فلم يسمع تسبيح الملائكة ظن أنها سخطة من الله إلى ما كان من
ذنبه فخر ساجدا يدعو ويتضرع إلى الله فأوحى الله إليه ما يبكيك يا ادم قال أي رب
كنت أقوم فأسمع تسبيح الملائكة وتقديسهم فأسبح بتسبيحهم وأقدس بتقديسهم فلما
لم أسمع ظننت أنها سخطة منك إلى ما كان من ذنبي قال يا ادم إني قد رحمتك ولكني
متيح لك ملكا من الملائكة يريك حرمي وبيتي ومسجدي فإذا أراك حرمي فأشعره حتى
تعرف سباع الطير وسباع البر أنه حرمي فلا يأخذوا صيدا في الحرم وأبتن بيتي
ومسجدي وإذا ابتنيت بيتي فطف به وسبحني وقدسني كما تسبح الملائكة وتقدس حول
عرشي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا الحارث يعني ابن أبي أسامة نا يزيد بن هارون عن حسام بن
مصك عن قتادة قال لما أهبط ادم إلى الأرض قيل له لن يأكل الخبز بالزيت حتى
تعمل عملا مثل الموت
قال ونا أحمد نا محمد بن الحسين الكوفي نا إبراهيم بن سعيد نا سفيان بن
عيينة قال لما أهبط ادم قال يا رب أطعمني قال أما والله دون أن تعمل عملا يعرق
منه جبينك فلا
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس أنا أبو جعفر محمد بن
إبراهيم بن عبد الله نا سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن الحسن بن عمارة في
نسخة عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال الله عز وجل لادم ألم
يكن لك فيما أبحتك من الجنة وأسكنتك مندوحة عن الشجرة قال بلى وعزتك
ولكن ما ظننت أن أحدا من خلقك يحلف بك كاذبا قال فوعزتي لأهبطنك إلى الأرض
ثم لا تعالج أو لا تنال العيش فيها إلا كدا
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا أبو محمد بن حيان نا أبو يحيى
411

الرازي نا محمد بن العلاء نا إسحاق بن سليمان نا أبو الجنيد عن جعفر بن أبي
مغيرة عن سعيد بن جبير قال كان ادم يعمل على ثور ويمسح العرق عن جبينه ويقول
لحواء أنت عملت بي هذا فليس من ولد ادم أحد يعمل على ثور إلا قال حو دخلت
عليهم من قبل ادم
قال ولما أهبط ادم بعث الله إليه ثورا أبلق فجعل يعمل عليه فقال هذا ما وعدني
ربي " فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى " (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان العبسي نا أبي نا هوذة بن
خليفة نا عوف عن أبي سعيد الرقاشي قال بلغني أن ادم لما أصاب الذنب وأخرجه
الله من الجنة قال له ربه عز وجل كما بطرت معيشتك وعصيتني فاهبط إلى الأرض
فالأرض ملعونة ولن أطعمك إلا برشح جبينك
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي بها أنا أبو الفضائل
محمد بن أحمد بن عمر الأصبهاني أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق نا
أبي والحسين بن محمد ومحمد بن أحمد في جماعة قالوا نا الحسن بن محمد نا
محمد بن حميد نا يعقوب القمي عن جعفر (2) عن سعيد بن جبير قال أهبط إلى
ادم ثور أحمر فكان يحرث فيمسح العرق عن جبينه وهو الذي قال الله عز وجل " فلا
يخرجنكما من الجنة فتشقى " فكان ذلك شقاؤه
أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي (3) وأبو محمد بن السمرقندي وابن الأكفاني
إجازة قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبي أبو الحسن
أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عبد السلام بن أحمد القرشي أنا محمد بن إسماعيل أنا
محمد بن عبد الله الزاهد نا موسى بن إبراهيم نا الصلت بن الحجاج عن جويبر

(1) سورة طه، الآية: 117.
(2) هو جعفر بن أبي المغيرة ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 388.
(3) واسمه محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 426.
ترجمته في سير الاعلام 19 / 436.
412

عن الضحاك عن ابن عباس في قوله " فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى " قال طلب
المعاش
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنا أبو القاسم علي بن
محمد المصيصي أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر
الجوبري (1) أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو محمد القاسم بن
موسى بن الأشيب نا أبو سالم الرواس يعني العلاء بن سلمة أنا ليث بن هشام
حدثني عيسى بن إبراهيم عن معاوية بن يحيى قال أول من ضرب الدينار والدرهم
ادم وقال لا تصلح المعيشة إلا بهما
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر انا عمر بن أحمد بن
عمر بن مسرور أنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي أنا عبد الله بن محمد
البغوي نا جعفر بن محمد الوركاني (2) أنا سعيد يعني ابن ميسرة عن أنس قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(هبط ادم وحواء عليهما السلام عريانين جميعا عليهما ورق الجنة قال فأصابه
الحر حتى قعد يبكي ويقول لها يا حواء فقد أذاني الحر قال فجاءه جبريل بقطن وأمرها
أن تغزل وعلمها وأمر ادم بالحياكة وعلمه وأمر بنسج قال وكان ادم عليه السلام لم
يجامع امرأته في الجنة حتى هبط منها للخطيئة التي أصابها بأكلهما الشجرة قال وكان
كل واحد منهما ينام على حدة ينام أحدهما في البطحاء والاخر من ناحية أخرى حتى
أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله قال وعلمه كيف يأتيها فلما أتاها جاءه جبريل فقال
كيف وجدت امرأتك قال صالحة "
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله المروزي أنا أبو
بكر بن خلف قراءة عليه بنيسابور نا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن محمد
الواعظ حدثني عبد العزيز بن محمد بن عبدويه بمصر نا أحمد بن محمد بن
إسماعيل نا سعيد بن هاشم نا دحيم نا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة

(1) هذه النسبة إلى جوبر، قرية من قرى دمشق (الأنساب - وانظر معجم البلدان).
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى " وركان " محلة وقرية (انظر الأنساب ومعجم البلدان).
413

عن محمد بن المنكدر قال مكث ادم عليه السلام في الأرض أربعين سنة ما يبدي عن
واضحة ولا ترقى له دمعة فقالت له حواء إنا استوحشنا إلى أصوات الملائكة فادع ربك
يسمعنا أصواتهم قال عليه السلام ما زلت مستحيا من ربي أن أرفع طرفي إلى أديم
السماء مما صنعت "
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعد الماليني وأبو
منصور أحمد بن علي الدامغاني [* * * *]
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو منصور
محمد بن القاسم بن إبراهيم البزاز ح
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو سعد
إسماعيل بن أحمد الجرجاني [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف السهمي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي نا وأبو منصور بن خيرون
أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعد الماليني قالوا أنا أبو أحمد بن عدي (1) أنا أبو
الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد الفقيه قالا نا
وأبو منصور بن خيرون المقرئ أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأصبهاني بها نا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني نا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي قالا
نا يحيى بن سليمان الجعفي نا أحمد بن بشير نا مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن
بريدة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو وزن (2) دموع ادم بجميع دموع ولده
لرجح دموعه على دموع جميع ولده) [* * * *]

(1) الكامل في الضعفاء 1 / 165.
(2) كذا بالأصل وم " وزن... لرجح " ومثله في ابن عدي، والصواب: وزنت... لرجحت.
414

انتهت رواية البزاز والماليني وزاد السهمي قال ابن عدي (1) وهذا الحديث لم
يأت به عن مسعر موصولا غير أحمد بن بشير وعن أحمد بن بشير غير يحيى بن
سليمان هذا فلا أدري الوهم من أحمد أو من يحيى وأكثر ظني أنه من أحمد
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو
الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأصبهاني بها نا سليمان بن أحمد
الطبراني نا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي نا يحيى بن سليمان الجعفي نا
أحمد بن بشر (2) الهمداني نا مسعر بن كدام عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن
بريدة عن أبيه يرفعه قال لو أن بكاء داود وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء ادم ما
عدله
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قالا
نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعد الماليني [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (3) نا جعفر بن محمد (4) الفاريابي أنا أبو بكر بن أبي
شيبة (5) قال ونا محمد بن علي الحفار نا أبو همام الوليد بن شجاع قالا نا
محمد بن بشر (6) نا مسعر حدثني علقمة بن مرثد عن ابن بريدة قال لو عدل بكاء
أهل الأرض ببكاء داود ما عدله ولو عدل بكاء داود وبكاء أهل الأرض ببكاء ادم حين
أهبط إلى الأرض ما عدله

(1) الكامل 1 / 166.
(2) كذا بالأصل انظر الرواية السابقة، وانظر التعليق الذي سيأتي في الرواية اللاحقة.
(3) الكامل في الضعفاء 1 / 166.
(4) غير منقوطة بالأصل، والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى فارياب، بليدة بنواحي بلخ. وينسب إليها
بالفريابي والفاريابي والفيريابي وترجم له في الأنساب (الفريابي).
وقد ذكر في ابن عدي: الفريابي. وفي م: القارياني.
(5) سقطت علامة التحويل، " ح " وهي ضرورية.
(6) كذا ورد بالأصل، وفي ابن عدي: " أحمد بن بشر " وفيهما تحريف، وقد تقدم في الرواية الأولى: أحمد بن
بشير، وهو الصواب. وفي م: محمد بن بشر انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 241.
415

انتهى حديث الماليني وزاد حمزة وقال ابن أبي شيبة ببكاء ادم حين أهبط إلى
الأرض ما عدله
قال ابن عدي ولم يذكر فيه بريدة ولا النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذه الرواية أصح
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التبريزي أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا
أبو نعيم الحافظ نا أحمد بن جعفر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني
أبي نا محمد بن بشر (1) نا مسعر حدثني علقمة بن مرثد عن ابن بريدة قال لو عدل
بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عدله ولو عدل بكاء داود وبكاء أهل الأرض ببكاء ادم
حين أهبط إلى الأرض ما عدله
قال ونا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة نا منجاب بن الحارث نا أبو سعيد العنقزي نا الحسن بن عمارة عن
المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير وعبد الله بن الحارث بن نوفل قالا عن ابن
عباس قال أهبط الله ادم من الجنة وهو يأكل رغدا حيث فبكى على نفسه حين أهبط من
الجنة بكاء لم يبكه شئ على شئ أولم يبكه أحد على أحد مكث أربعين سنة لا يرفع
رأسه إلى السماء قال ابن عباس فلو أن بكاء جميع بنو ادم جمع مع بكاء داود على
خطيئته ما عدل بكاء ادم على نفسه حين أخرج من الجنة
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا أبي نا إبراهيم بن محمد بن
الحسن نا الحسين بن علي بن الأسود نا عبيد الله بن موسى عن رجل عن
محمد بن المنكدر قال مكث ادم عليه السلام في الأرض ما يبدي عن واضحة ولا يرقا
عينه وقال ما زلت مستحيا من ربي تعالى أن أرفع طرفي إلى أديم السماء منذ صنعت
ما صنعت
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو محمد بن يوسف أنا أبو
بكر العثماني الإخميمي (2) نا أبو بكر بن أبي موسى قال سمعت القاسم الجوعي (3)

(1) كذا ورد بالأصل وم " محمد بن بشر " والصواب " أحمد بن بشير " انظر ما تقدم.
(2) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى إخميم.
(3) الجوعي ضبطت عن الأنساب، وفي اللباب: هذه النسبة إلى الجوع. قال السمعاني: لعله كان يبقى جائعا
كثيرا. وهو من أهل دمشق من المتعبدين، له أيات وكرامات وكلام حسن.
416

يقول سمعت منبه بن عثمان اللخمي يقول قال ادم عليه السلام كنا سبيا من سبي
الجنة فسبانا إبليس بالخطيئة فليس ينبغي لنا إلا البكاء والحزن حتى نرجع إلى الدار التي
منها سبينا
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التبريزي أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا
أحمد بن عبد الله بن أحمد نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة نا منجاب نا أبو سعيد العنقزي (1) نا أسباط عن عمار الدهني عن سالم بن
أبي الجعد قال بكاء ادم على الجنة حين أهبط مائة عام ومكث ست (2) وثلاثين سنة لا
يكلم حواء لأنها دعته أن يأكل من الشجرة فبعث الله ملكا بعد المائة عام فقال حياك
الله وبياك قال عمار فسألت سالما عن قوله وبياك قال أضحكك
قال ونا الحسين بن محمد بن علي نا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا
عيسى بن أبي حرب نا يحيى بن أبي بكير نا حسام بن مصك عن عمار الدهني عن
سالم بن أبي الجعد قال لما أهبط ادم من الجنة بقي مائة سنة حزينا لا يضحك فأتي
على رأس المائة فقيل له حياك الله وبياك قال وما بياك قال أضحكك وبشرك بغلام
قال ونا أحمد بن جعفر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا محمد بن
بكار نا أبو معشر عن موسى بن عقبة قال مكث ادم في الجنة ربع النهار وذلك في
ساعتين ونصف وذلك مائتا سنة وخمسين سنة فبكى على الجنة مائة سنة
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي نا محمد بن إبراهيم بن عبد الله نا سعيد بن
عبد الرحمن قال قال سفيان بكاء ادم ثلاثمائة سنة حتى اتخذ (3) الدموع جدولا في
خده
قال سفيان بكاء ادم كذا وكذا لا يضحك فأتاه الملك فقال حياك الله وبياك
يعني بياك أضحكك فضحك

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى العنقز وهو المرزنجوش، قال ابن حبان: كان يبيع العنقز فنسب
إليه.
(2) بالأصل " ستة ".
(3) كذا والصواب: اتخذت.
417

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد بن يوسف أنا
أبو بكر محمد بن الحسين القطان
نا إبراهيم بن الحارث البغدادي نا يحيى بن أبي
بكير نا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال نزل ادم بالحجر
الأسود من الجنة يمسح به دموعه ولم يرق دمع ادم حين خرج من الجنة حتى رجع
إليها
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن
إبراهيم الحنائي أنا أبو الحسن علي بن عبد القادر بن بزيغ بن الحسن بن بزيغ
الطرسوسي قراءة عليه نا أبو حفص عمر بن أحمد الصايغ نا أبو ذر قال قال قرأنا على
أحمد بن سلمة الرازي حدثكم أبو عبد الله محمد بن عمر بن يزيد الرفاعي نا
عبد الكريم بن هارون الجرجاني حدثني أبي هارون عن أبيه عن سليمان الأشج
وكان صاحب كعب الأحبار قال إن ذا القرنين كان رجلا طوافا صالحا فلما وقف
على جبل ادم الذي هبط عليه ونظر إلى موضع ادم هاله ذلك وفزع فوقف فقال له
الخضر عليه السلام وكان صاحب لوائه الأكبر ما لك أيها الملك وقفت وفزعت فقال
لي لا أقف ولا أفزع وهذا أثر الآدميين أرى موضع الكفين والقدمين وهذه القرحة
وأرى هذه الأشجار حوله قائمة رأيت في طوافي أطول من هذه الأشجار يابسة يسيل
منها ما احمر إن لها لشأنا فقال له الخضر عليه السلام وكان قد أعطي العلوم
والفهم أيها الملك ألا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة قال ذو القرنين بلى
قال فهي تخبرك شأن هذا الموضع وكان الخضر يقرأ كل كتاب فقال أيها الملك
أرى كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب ادم أبي البشر أوصيكم ذريتي وبناتي
أن تحذروا عدوي وعدوكم إبليس الذي كان بلين كلامه وبجور أمنيته أنزلني من
الفردوس إلى تربة الدنيا فألقيت على موضعي هذا لا يلتفت إلي مائتي سنة بخطيئة
واحدة حتى رست في الأرض وهذا أثري وهذه الأشجار من دموع عيني فعلى هذه
التربة أنزلت التوبة فتوبوا من قبل أن تندموا وبادروا من قبل أن يبادر بكم وقدموا من
قبل أن يقدم بكم قال فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس ادم فإذا هو ثمانين ومائة
ميل موضع جلوسه فقط قال ثم أحصى الأشجار فإذا هي تسع مائة شجرة كلها كلها (1)

(1) كذا مكررة بالأصل وذكرت مرة واحدة في م.
418

من دموع ادم نبتت فلما قتل هابيل تحولت يابسة وهي تبكي دما أحمر فقال ذو القرنين
للخضر ارجع بنا يا خضر فلا طلبت الدنيا بعدها أبدا
هذا حديث منكر وفي إسناده جماعة مجهولون
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التبريزي أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا
أبو نعيم الحافظ نا أحمر بن السندي نا الحسن بن علوية نا إسماعيل بن عيسى نا
إسحاق بن بشر أخبرني غير عطاء أن ادم لما أهبط من الجنة خر في موضع البيت
ساجدا فمكث أربعين صباحا ولا يرفع رأسه
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب إملاء أنا أبو
الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
الخطاب البزاز نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي حدثني
عبد الأعلى بن سليمان بن بسطام الكناني من كنانة نا الهيثم بن جميل الأنطاكي نا
حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال سألت ابن مسعود
عن أيام البيض فقال سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
(إن ادم لما عصى وأكل من الشجرة أوحى الله إليه يا ادم اهبط من جواري وعزتي
لا يجاورني من عصاني قال فهبط إلى الأرض مسودا قال فبكت الملائكة وضجت
وقالوا يا رب خلق خلقته بيدك وأسكنته جنتك وأسجدت له ملائكتك في ذنب واحد
حولت بياضه فأوحى الله إليه يا ادم صم لي اليوم يوم ثلاثة عشر فصامه فأصبح ثلثه
أبيض ثم أوحى الله تعالى إليه يا ادم صم لي هذا اليوم يوم أربعة عشر فصامه فأصبح
ثلثاه أبيض ثم أوحى الله تبارك وتعالى إليه يا ادم صم لي هذا اليوم يوم خمسة عشر
فصامه فأصبح كله أبيض فسميت الأيام البيض
رواه غيره عن الهيثم فوقفه
أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني وحيدرة بن علي
الأنطاكي (1) العابر قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عمي أبو بكر أحمد بن

(1) ترجمته في سير الاعلام 18 / 410 و 450 وفيه " المعبر " بدل: " العابر ".
419

القاسم بن معروف أنا أبو العباس محمد بن عبد الله بن إبراهيم اليافوني (1) نا
أحمد بن أبي عبد الرحمن العسقلاني نا الهيثم بن جميل نا حماد بن سلمة عن
عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال قلت لابن مسعود ما هذه الأيام البيض
وكيف سميت الأيام البيض قال لأنه لما عصى ادم ربه نودي من لدنان العرش يا ادم
اهبط من جواري فإنه لا يجاورني من عصاني قال فأهبطه الله إلى الأرض مسودا فلما
رأته الملائكة ضجت وبكت وانتحبت إلى الله عز وجل وقالوا يا رب خلق خلقته بيدك
ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك من ذنب واحد حولت بياضه سوادا قال
فنودي يا ادم الصوم فصام فوافى ذلك اليوم يوم ثلاثة عشر في الشهر فأصبح ثلث
السواد قد ذهب ثم نودي اليوم الثاني وهو يوم أربعة عشر يا ادم صم لي اليوم فأصبح
وقذ ذهب ثلثا السواد ثم نودي إليه اليوم الثالث وهو يوم خمسة عشر يا ادم صم لي
اليوم فأصبح وقد ذهب السواد ورد الله عليه البياض كله فسميت أيام البيض التي رد الله
عز وجل على ادم فيها بياضه وقال يا ادم هذه الأيام لولدك من بعدك من صامها فكأنما
صام الدهر فقعد ادم حزينا قعدة القرفصاء (2) ورأسه بين ركبتيه فبعث الله عز وجل إليه
جبريل فزاره وقال يا ادم ما هذا الجزع والفزع والهلع قال يا جبريل لا أزال (3) هكذا
حتى يأتي أمر الله قال فإن الله يقرئك السلام ويقول حياك الله يا ادم وبياك قال قلت
يا جبريل أما حياك الله فأعرفها فما بياك قال أضحكك قال فضحك ادم ورفع رأسه
إلى السماء وهو يمرح قال يا رب زدني جمالا قال فأصبح له لحية سوداء شبر في
شبر قال فضرب بيده ينظر إليها ثم قال يا رب ما هذا قال هذا جمال لك وهو
لموسى بن عمران من ولدك يعرف بها في الجنة لا لأحد غيره فتقول الملائكة والنبيون
بعضهم لبعض من هذا فيقولون كليم الله رب العالمين
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م وهذه النسبة إلى يافا، وهي من بلاد ساحل الشام، ترجم له
السمعاني باسم: محمد بن عبد الله بن عمير اليافوني (انظر الأنساب).
(2) القرفصاء بضم القاف والراء على الاتباع، أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه، ويحتبي بيديه يضعهما
على ساقيه أو يجلس على ركبتيه منكبا ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبط كفيه (القاموس).
(3) بالأصل وم " زال ".
420

البزاني (1) أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد (2) بن عبد الوهاب السلمي (3) أنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الزهري نا عمي عبد الرحمن (4) بن عمر
رسته (5) نا أبو عاصم نا طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال لما أهبط الله
ادم من الجنة كان رأسه في السماء ورجليه في الأرض فوضع يده على رأسه فطأطأه
سبعين باعا فقال يا رب ما لي لا اسمع صوت الملائكة قال خطيتك وقال أن لي
بيتا فأذهب فطف به واذكرني حوله نحو ما رأيت الملائكة يصنعون حول العرش قال
فأقبل ادم يتخطى الأرض موضع كل قدم قرية وما بينهما مفازة حتى أتى مكة فرفع
البيت
قال ونا عمي نا عبد الأعلى نا هشام بن حسان عن سوار صهر (6) عطاء عن
عطاء (7) أن ادم لما أهبط إلى الأرض كانت قدماه في الأرض ورأسه في السماء وكان
يسمع تسبيح الملائكة وأصواتهم وكانت الملائكة تهابه فشكت ذلك إلى ربها فقيل له
يعني تواضع فلما فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم شكى ذلك لربه عز وجل فقيل له
خطيئتك فعلت بك ذاك غير أني سأهبط معك بيتا تحف حوله فطف كما رأيت الملائكة
تطوف حول العرش فكانت موضع كل قدم قرية وما بينهما مفازة فأتاه فطاف وصلى
عنده فلم يزل كذلك حتى كان زمن الطوفان حين غرق الله قوم نوح فرفع البيت حتى بوأه
الله عز وجل لإبراهيم فوضعه على أساسه (8)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا محمد بن
العباس المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس [* * * *]

(1)
ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى بزان وهي قرية من قرى أصبهان. وترجم له باسم: المطهر بن
عبد الواحد البزاني.
(2) سقطت اللفظة من عامود نسبه في الأنساب (البزاني).
(3) في الأنساب (البزاني): الأصبهاني.
(4) ترجمته في سير الاعلام 12 / 242 (87).
(5) ضبطت عن التبصير 2 / 603.
(6) في الطبري 1 / 123 ختن عطاء. وهو سوار بن داود المزني أبو حمزة الصيرفي البصري، ترجمته في تهذيب
التهذيب 2 / 452.
(7) هو عطاء بن أبي رباح ترجمته في سير الاعلام 5 / 78.
(8) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 123 باختلاف بعض ألفاظه.
421

وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن
بكير عن ثابت بن دينار عن عطاء قال أهبط ادم بالهند فقال يا رب مالي لا اسمع
صوت الملائكة كما كنت اسمعها في الجنة فقال له بخطيئتك يا ادم فانطلق فابن لي
بيتا فتطوف به كما رأيتهم يطوفون زاد جالينوس بالعرش فانطلق حتى أتى مكة فبنى
البيت وكل موضع قدمي ادم قرى وأنهارا وعمارة وما بين خطاه مفازة فحج ادم
البيت من الهند أربعين سنة
أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد املاء أنا محمد بن
محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد نا جعفر بن محمد بن نصير نا إسحاق بن
إبراهيم بن يونس (1) بمصر نا علي بن معبد (2) نا أبو بدر شجاع بن الوليد (3)
حدثني أبو خيثمة عن أبي نجيح بياع ألقت عن مجاهد قال (4) حدثني ابن عباس
أن ادم حج من أرض الهند أربعين حجة على رجليه
كذا فيه وصوابه أبو يحيى بياع ألقت (5) وهو القتات واختلف في اسمه فقيل
عبد الرحمن بن دينار ويقال زادان ويقال عمران ويقال مسلم ويقال يزيد
والأصح عبد الرحمن بن دينار والله أعلم وليس هو أبو خيثمة وإنما هو ابن خيثمة
واسمه زياد
أخبرناه أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي
أنا أبو محمد السمذي (6) نا محمد بن إسحاق بن خزيمة عن بعض شيوخه نا أبو
بدر شجاع بن الوليد نا زياد بن خيثمة عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن
عباس أن ادم عليه السلام حج على رجليه إلى الهند أربعين حجة

(1) ترجمته في سير الاعلام 14 / 141 (75).
(2) بالأصل " معيذ " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 10 / 632.
(3) زيادة للايضاح.
(4) تاريخ الطبري 1 / 125.
(5) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (الكنى).
(6) ضبطت عن الأنساب، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي العدل (الأنساب).
422

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن
يعقوب نا محمد بن هارون نا أحمد بن يوسف نا خلف أنا إسماعيل (1) أخبرني
عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهبا (2) يقول إن ادم لما هبط (3) إلى الأرض فرأى
سعتها ولم ير فيها أحدا غيره قال يا رب ما لأرضك هذه عامر ليس يسبح بحمدك
ويقدس (4) غيري قال الله إني سأجعل فيها من ولدك من يسبح فيها بحمدي ويقدس
لي وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري يسبح فيها خلقي ويذكر فيها اسمي وسأجعل
من تلك البيوت بيتا أخصه بكرامتي وأؤثره باسمي فأسميه بيتي وأنطقه بعظمتي
وأحوزه بحرماتي ولست أسكنه ولا ينبغي لي أن أسكن البيوت ولا ينبغي لها أن
تسعني ولكني وضعت عظمتي وجلالي على عرشي فهو الذي استقل بعظمتي (5) وعليه
وضعت جلالي ثم أنا مع ذلك في كل شئ ومع كل شئ أجعل ذلك البيت حرما امنا
أحرم بحرمته ما حوله وما تحته وما فوقه فمن حرمه بحرمتي استوجب بذلك
كرامتي ومن أخاف أهله فيه فقد أخفر (6) ذمتي وأباح حرمتي أجعله أول بيت وضع
للناس ببطن مكة مباركا يأتونه شعثا غبرا على كل ضامر من كل فج عميق يرجون
بالتكبير رجيجا ويثجون (7) بالبكاء ثجيجا ويعجون بالتكبير عجيجا فمن اعتمده لا
يريد غيره فقد وفد إلي ونزل (8) بي وضافني وحق الكريم أن يكرم وفده وأضيافه وأن
يسعد (9) كلا بحاجته تعمره يا ادم ما كنت حيا ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من
ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن (10) حتى ينتهي ذلك إلى نبي من ولدك هو خاتم
النبيين معرضه من تهامة أجعله من خزانة وحماية وسقاية يكون أمينا عليه ما كان حيا

(1) هو إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، أبو هشام، ترجمته في تهذيب التهذيب.
(2) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 131.
(3) الطبري: أهبط.
(4) الطبري: ويقدسني.
(5) ما بين معكوفتين سقط من تاريخ الطبري.
(6) يعني نقضها.
(7) بالأصل: ويثاجون، والمثبت عن الطبري.
(8) الطبري: وزارني.
(9) الطبري: يسعف.
(10) إلى هنا ينتهي الخبر في الطبري.
423

فإذا انقلب إلي وجدني قد دخرت من أجره وفضيلته مما يتمكن به القربة عندي وأفضل
المنازل في دار المقامة اجعل ذكر ذلك البيت وسناه ومجده لنبي من ولدك هو قبل هذا
النبي هو وأبوه يقال له إبراهيم أعافيه فيشكر وأبتليه فيصبر ويعيذني فيصدق
وينذر لي فيفي أعلمه مناسكه وشرائعه وأريه حله وحرامه وأنيط له سقايته أجعل
إبراهيم أمام ذلك البيت وأهل تلك الشريعة يأتم به من ورد ذلك البيت من أهل السماوات
والأرض يطلبون فيه اثاره ويتبعون فيه سنته ويهتدون فيه بهديه فمن فعل ذلك
استكمل نسكه وأوفى نذره ومن لم يفعله منهم ضيع نسكه وأخطأ بغيته فمن سأل عنه
يومئذ فأنا مع الشعث الغبر الموفين نذورهم المستكملين مناسكهم المتبتلين إلى
ربهم الذي يعلم ما يسرون وما يعلنون وليس هذا الأمر الذي ذكرت لك شأنه ليس بزائد
فيما عندي من الملك والسعة إلا كما رشت قطرة من رشاش وقعت في سبعة أبحر يمده
من بعده سبعة أبحر لا تحصى بل القطرة أزيد في الأبحر من هذا الأمر في ملكي
وسلطاني لما عندي من السعة وليس هذا الأمر لو لم أخلقه بناقص شيئا مما عندي إلا
كما نقصت ذرة رفعت من جميع تراب الأرض ورمالها وحصبائها وجبالها بل الذرة
أنقصت من الأرض وترابها وجبالها ورمالها من هذا الأمر ولو لم أخلقه فيما عندي من
الملك والسعة
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي (1) نا محمد بن يوسف نا أبو قرة قال بلغني
عن معمر عن بعض من مضى أنه قال وضع الله تبارك وتعالى البيت مع ادم فأهبط الله
ادم إلى الأرض فكان بأرض الهند وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض فنقص إلى
سبعين (2) ذراعا فحزن ادم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله
تعالى فقال الله عز وجل يا ادم إني قد أهبطت لك بيتا يطاف فيه كما يطاف حول
عرشي ويصلى عنده كما يصلى (3) عند عرشي فانطلق إليه فخرج ادم ومد له في
خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة فلم تزل تلك المفازة (4) على ذلك حتى أتى ادم

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جند بلدة من بلاد اليمن، مشهورة.
(2) في تاريخ الطبري 1 / 123 ستين ذرعا.
(3) الزيادة عن الطبري.
(4) في الطبري: المفاوز.
424

البيت فطاف به ومن بعده من الأنبياء
قال ونا المفضل نا إسحاق بن إبراهيم وهو الطبري نا سعيد بن سالم
القداح عن عثمان بن ساج أخبرني محمد بن إسحاق قال بلغنا أن ادم لما أهبط إلى
الأرض حزن على ما فاته مما كان يراه ويسمع في الجنة من عبادة الله فبوأه الله البيت
الحرام وأمره بالسير إليه فكان لا ينزل منزلا إلا فجر الله له ماء معينا حتى انتهى إلى
مكة فأقام بها يعبد الله عند ذلك البيت ويطوف به فلم يزل داره حتى قبضه الله بها
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
نا أحمد بن مروان نا (1) أحمد بن محمد نا محمد عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال
أوحى الله تبارك وتعالى إلى ادم (صلى الله عليه وسلم) أنا الله ذو بكة أهلها جيرتي وزوارها وفدي وأضيافي
وفي كنفي أعمره بأهل السماء والأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا يعجون بالتكبير
عجيجا ويرجون بالتكبير رجيجا ويثجون بالبكاء ثجيجا فمن اعتمده لا يريد غيره
فقد زارني وضافني ووفد إلي ونزل بي وحق لي أن أتحفه بكرامتي وأجعل ذلك البيت
وذكره وشرفه ومجده وسناه لنبي من ولدك يقال له إبراهيم أرفع له قواعده وأقضي على
يديه عمارته وأنيط له سقايته وأورثه حله وحرمه وأعلمه مشاعره ثم تعتمره الأمم
والدول حتى ينتهي إلى نبي من ولدك يقال له محمد وهو خاتم النبيين وأجعله من
سكانه وولاته وحجابه وسقاته فمن سأل عني يومئذ فأنا مع الشعث الغبر الموفين
بنذورهم المنقلبين إلى ربهم
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو ذر بن أبي الحسين بن
أبي القاسم المذكر وأبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ قالا أنا الحسن بن
محمد بن إسحاق نا محمد بن أحمد بن البراء أنا عبد المنعم بن إدريس حدثني
أبي عن جده وهب بن منبه قال ذكر وهب بن منبه أن ادم لما أهبط إلى الأرض
استوحش فيها لما رأى من سعتها ولم ير فيها أحدا غيره فقال يا رب أما لأرضك هذه
عامر يسبحك فيها ويقدس لك غيري قال الله إني سأجعل فيها من ذريتك (2) من يسبح

(1) مطموس بالأصل، والصواب ما أثبت عن م.
(2) تاريخ الطبري 1 / 131 من ولدك.
425

بحمدي ويقدس (1) لي وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكرى فيسبحني فيها خلقي
وسأبوئك منها بيتا أختاره لنفسي أخصه بكرامتي وأؤثره على بيوت الأرض كلها
باسمي فأسميه بيتي بعظمتي وأحوزه بحرمي وأجعله أحق البيوت كلها
وأولاها بذكري وأضع في البقعة التي اخترت لنفسي فإني اخترت مكانه يوم خلقت
السماوات والأرض قبل ذلك قد كان بغيتي فهو صفوتي من البيوت ولست أسكنه
وليس ينبغي لي أن أسكن البيوت ولا ينبغي لها أن تحملني أجعل ذلك البيت لك
ولمن بعدك حرما وامنا أحرم بحرمه ما فوقه وما تحته وما حوله فمن حرمه بحرمتي فقد
عظم حرمتي ومن أحله فقد أباح حرمتي ومن أمن أهله استوجب بذلك أماني ومن
أخافهم فقد أخفرني في ذمتي ومن عظم شأنه فقد عظم في عيني ومن تهاون به فقد
صغر عندي ولكل ملك حيازة وبطن مكة حوزتي التي حزت لنفسي دون خلقي فأنا
الله ذو بكة أهلها خيرتي وجيران بيتي وعمارها وزوارها وفدي وأضيافي وفي كنفي
وضماني وذمتي وجواري أجعله أول بيت وضع للناس وأعمره بأهل السماء وأهل
الأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا على كل ضامر يأتون (2) من كل فج عميق يعجون بالتكبير
عجيجا ويرجون بالتلبية رجيجا فمن اعتمره لا يريد غيري فقد زارني وضافني ووفد
إلي ونزل بي فحق لي أن أتحفه بكرامتي وحق للكريم أن يكرم وفده وأضيافه وزواره
وأن يسعف كل واحد منهم بحاجته تعمره يا ادم ما كنت حيا ثم يعمره من بعدك الأمم
والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن ونبيا بعد نبي حتى ينتهي ذلك
إلى نبي من ولدك يقال له محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو خاتم النبيين فأجعله من عماره وسكانه
وحماته وولاته وحجابه وسقاته يكون أمني عليه ما كان حيا فإذا انقلب إلي وجدني قد
دخرت من أجله وفضيلته ما يتمكن به من القربة إلي والوسيلة عندي وأفضل المنازل
في دار المقامة وأجعل اسم ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناه ومكرمته لنبي من
ولدك يكون قبل هذا النبي وهو أبوه يقال له إبراهيم أرفع له قواعده وأقضي على
يديه عمارته وأنيط له سقايته وأريه حله وحرمه ومواقعه وأعلمه مشاعره ومناسكه
وأجعله أمة واحدا قانتا قائما بأمري داعيا إلى سبيلي أجتبيه وأهديه إلى صراط مستقيم
أبتليه فيصبر وأعافيه فيشكر وأمره فيفعل وينذر لي فيفي ويعدني فينجز أستجيب

(1) الطبري: ويقدسني.
(2) بالأصل وم " يأتين ".
426

دعوته في ولده وذريته من بعده وأشفعه فيهم وأجعلهم أهل ذلك البيت وحماته
وولاته وسقاه وخدمه وخزانه وحجابه حتى يبتدعوا أو يغيروا ويبدلوا فإذا فعلوا ذلك
فأنا أقدر القادرين على أن أستبدل من أشاء بما أشاء وأجعل إبراهيم إمام ذلك البيت
وأهل تلك الشريعة يأتم به من حضر تلك المواطن من جميع الجن والإنس يطأون بها
اثاره ويتبعون فيها سنته ويقتدون فيها بهديه فمن فعل ذلك منهم أوفى بنذره
واستكمل نسكه وأصاب بغيته ومن لم يفعل ذلك منهم ضيع نسكه وأخطأ بغيته
ولم يوف نذره فمن سأل عني يومئذ في تلك المواطن أين أنا فأنا مع الشعث الغبر
الموفين بنذرهم المستكملين مناسكهم المتبتلين إلى ربهم الذي " يعلم ما تبدون
وما تكتمون " (1).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي نا يحيى بن عثمان بن صالح نا أبو
صالح الجهني حدثني ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن
العاص قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث الله جبريل إلى ادم وحواء فقال لهما ابنيا لي بيتا
فخط جبريل فجعل ادم يحفر وحواء تنقل حتى أجابه الماء ثم نودي من تحته حسبك
يا ادم فلما بناه أوحى الله تعالى إليه أن يطوف به وقيل له أنت أول الناس وهذا أول
بيت ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد
منه " [* * * *]
قال البيهقي تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد
المخلدي (2) أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني (3) نا أبو سعيد
حاتم بن منصور الشاشي نزيل مكة نا عبد الوهاب بن فليح أبو إسحاق المقرئ نا
أحمد بن بحر نا محمد بن كثير البصري عن عبيد بن المنهال عن سليمان بن

(1) سورة المائدة، الآية: 99. وسورة النور، الآية: 29.
(2) اسمه الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي، ترجمته في سير الاعلام 16 / 539.
(3) هذه النسبة إلى إسفراين وهي بليدة بنواحي نيسابور، ويقال فيها: إسفرايين، ترجمته في سير الاعلام
14 / 547 (313).
427

بريدة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما أهبط الله ادم طاف بالبيت سبعا ثم صلى
حيال المقام ركعتين ثم قال اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم
حاجتي فأعطني سؤلي وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنبي أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا
صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ورضى بقضائك لي فأوحى الله إليه يا
ادم إنك قد دعوتني بدعاء استجبت لك فيه ولن يدعوني أحد من ذريتك من بعدك إلا
استجبت له وغفرت ذنبه وفرجت همومه وغمومه ونزعت الفقر من بين عينيه
وأنجزت له من وراء كل تاجر وأتته الدنيا وهي كارهة وإن كان لا يريدها " [* * * *]
كذا قال عبيد بن المنهال وإنما هو عبيد الله بن المنهال وأسقط منه سليمان بن
قسيم (1).
وقد أخبرناه على الصواب أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد الله الفراوي أنا أبو
بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب
بهمذان نا حفص بن عمر الرقي سنجة (2) نا محمد بن كثير نا عبيد الله بن
المنهال [* * * *]
وأخبرناه أبو طاهر محمد بن عبد الله السنجي (3) وأبو محمد
بختيار بن عبد الله الهندي (4) أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي (5)
أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي نا أحمد بن موسى
الشطوي (6) نا محمد بن كثير العبدي نا عبيد الله (7) بن المنهال عن سليمان بن
قسيم عن سلمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما أهبط الله تعالى ادم

(1) ضبطت عن التبصير 3 / 1132 وفيه: يروي عن سليمان بن بريدة، ويقال له: ابن يسير، كذا حرره الأمير.
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 619 و 697 وفي الاكمال 2 / 41 بسين مفتوحة.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
(4) له ترجمة في الأنساب (الهندي).
(5) ترجمته في سير الاعلام 19 / 259.
(6) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية وبيعها وهي منسوبة إلى شطا
من أرض مصر.
وفي معجم البلدان: على ثلاثة أميال من دمياط.
(7) بالأصل وم: " عبد الله " تحريف.
428

إلى الأرض طاف بالبيت سبعا ثم وقال الفراوي أسبوعا وصلى خلف وقال
الفراوي حذاء المقام ركعتين ثم قال اللهم أنت تعلم سري وعلانيتي فاقبل
معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي أسألك إيمانا
يباهي قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ورضني
بقضائك فأوحى الله إليه يا ادم إنك دعوتني بدعاء استجبت لك فيه ولن يدعوني أحد
من ذريتك بعدك وقال الفراوي ولن يدعوني به أحد من ذريتك من بعدك إلا
استجبت له وفرجت همومه وغمومه وغفرت ذنبه وتجرت له وقال الفراوي
واتجرت له من كل ولاء تاجر وأتيته من الدنيا وقال الفراوي وأتته الدنيا وهي
راغمة وإن كان لا يريدها) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
المفضل بن محمد الجندي نا عبد الوهاب بن فليح نا سعيد بن سالم القداح عن
طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس قال حج ادم فطاف بالبيت سبعا
فلقيته الملائكة في الطواف فقالوا بر حجك يا ادم أما أنه قد حججنا هذا البيت قبلك
بألفي عام قال فما كنتم تقولون فقالوا في الطواف قال كنا نقول سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر قال فزيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله فزادت الملائكة
فيها ذلك ثم حج إبراهيم عليه السلام بعد بنائه فلقيته الملائكة في الطواف فسلموا عليه
فقال لهم إبراهيم ماذا تقولون في طوافكم قالوا كنا نقول قبل أبيك ادم صلوات الله
عليه سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فأعلمناه ذلك فقال زيدوا فيها
ولا حول ولا قوة إلا بالله فقال إبراهيم زيدوا فيها العظيم ففعلت الملائكة ذلك
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التبريزي أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا
أبو نعيم الحافظ نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
محمد بن عمران نا الصلت بن محمد المرادي عن أبيه عن وهب بن منبه قال لما
أهبط ادم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة فهبط عليه جبريل فقال يا ادم
ألا أعلمك شيئا تنتفع به للدنيا والآخرة قال بلى قال قل اللهم تمم لي النعمة حتى
تهنئني المعيشة اللهم اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي اللهم اكفني مؤونة الدنيا
وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة في عافية
429

قال (1) ونا الحسين بن محمد نا علي بن إسحاق الماذرائي (2) نا محمد بن
يونس بن موسى نا عون بن عمارة نا روح بن القاسم عن عبد الله بن يزيد (3) عن
الحسن عن كعب أن جبريل أتى ادم عليه السلام فقال إن الله عز وجل يقول لك
إنه (4) ولدك عن أكل الشهوات فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة
عني قال ادم (صلى الله عليه وسلم) فما أقول يا روح الله قال قل اللهم أكفني مؤونة الدنيا وأهوال يوم
القيامة وأدخلني الجنة التي قدرت علي الخروج منها فقالها ادم فقال جبريل
وجبت ثم قال قل يا ادم قال ما أقول يا روح القدس قال قل اللهم ألبسني العافية
في الدنيا كي تهنئني المعيشة فقالها ادم فقال جبريل وجبت ثم قال قل يا ادم
قال ما أقول يا روح القدس قال قل اللهم اختم لنا بالمغفرة حتى لا تضرنا الذنوب
فقالها ادم فقال جبريل وجبت
أخبرنا أبو منصور عبد الخالق وأبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر قالا أنا
أبو سعيد (5) عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن حسكويه وأبو عثمان إسماعيل بن
عثمان بن عمر الأبريسمي وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر
قالوا أنا أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار نا
أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو عبد الرحمن الأنصاري عن الصلت بن عاصم
المرادي عن أبيه عن وهب بن منبه قال لما أهبط الله ادم عليه السلام إلى الأرض
ونقص من قامته استوحش لفقد أصوات الملائكة فهبط عليه جبريل فقال يا ادم ألا
أعلمك شيئا تنتفع به للدنيا والآخرة فقال بلى قال قل اللهم تمم لي النعمة حتى
تهنئني المعيشة اللهم اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي اللهم أكفني مؤونة الدنيا
وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة في عافية

(1) حلية الأولياء 5 / 382 في ترجمة كعب الأحبار.
(2) بالأصل والحلية " المادراني " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى ماذرايا قال السمعاني: وظني أنها من
أعمال البصرة. وهذا فيه نظر قاله ياقوت، قال: والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح
مقابل نهر سابس وفي م: " الماردابي ".
(3) في الحيلة: " زيد " وبهامشها عن نسخة: يزيد.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية وفي م: " يقول إنه ولدك ".
(5) في سير الاعلام 18 / 269 " أبو سعد ".
430

أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
المفضل بن محمد نا أحمد بن محمد بن أبي بزة نا خالد بن عبد الرحمن بن سلمة
المخزومي نا هشام بن عبد الملك بن عكرمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت لما أراد الله عز وجل أن يتوب على ادم طاف بالبيت سبعا والبيت يومئذ
ربوة حمراء فلما صلى ركعتين قام فاستقبل السماء وقال اللهم إنك تعلم سري
وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي
ذنوبي اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما
كتبت لي والرضا بما قسمت لي فأوحى الله عز وجل إليه أني قد غفرت ذنبك ولن
يأتيني أحد من ذريتك يدعونني بمثل ما دعوتني إلا غفرت ذنوبه وكشفت غمومه
وهمومه وشتت الفقر من بين عينيه وأتجرت له وراء كل تاجر وجاءته الدنيا وهي
راغمة وإن كان لا يريدها
كذا قال وإنما هو هشام بن عبد الله
أخبرناه على الصواب أبو القاسم التبريزي أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا موسى بن هارون الحافظ نا زهير بن محمد
المروزي نا خالد بن عبد الرحمن المخزومي نا هشام بن عبد الله بن عكرمة عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما أراد الله أن يتوب على ادم أذن له فطاف
بالبيت سبعا ثم صلى ركعتين والبيت يومئذ ربوة حمراء ثم قام فاستقبل البيت فقال
اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي وتعلم ما
في نفسي فاغفر لي ذنوبي اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى اعلم أنه
لا يصيبني إلا ما كتبت لي ورضني بما قسمت لي فأوحى الله إليه إني قد غفرت لك
ولم يأتني أحد من ذريتك فيدعوني بمثل ما دعوتني إلا غفرت له وكشفت همومه
وغمومه ونزعت الفقر من بين عينيه وأتجرت له من وراء كل تاجر فجاءته الدنيا وهي
راغمة
قال ونا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي نا محمد بن الحسن بن
شهريار نا النضر بن طاهر نا حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن
بريدة عن أبيه
431

قال النضر وحدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لما أهبط ادم تجاه البيت صلى ركعتين فألهمه الله هذا الدعاء اللهم إنك تعلم سري
وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي وتعلم ما في نفسي وما عندي
فاغفر لي ذنوبي اللهم ارزقني إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني
إلا ما كتبت لي ورضا بما قسمت لي فأوحى الله إليه يا ادم إني قد قبلت توبتك
وغفرت ذنبك ولن يدعو أحد من ذريتك إلا غفرت له ذنوبه وكفرت عنه سيئاته
وكفيته المهم من أمره واتجرت له من وراء كل تاجر وأقبلت إليه الدنيا راغمة وإن لم
يردها) [* * * *]
أخبرنا أبوا محمد بن الأكفاني وابن حمزة (1) السلمي قالا أنا أبو بكر
الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو الحسن علي بن محمد
الخطيب الأنباري قالا أنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو
بكر بن أبي الدنيا نا القاسم بن هاشم نا ادم بن أبي إياس نا شهاب بن خراش (1) نا
عبد الله بن راشد عن عون بن أبي خالد قال وجدت في بعض الكتب أن ادم عليه
السلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين ثم قال اللهم أني أسألك إيمانا يباشر
قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ورضا بما قسمت لي
فأوحى الله إليه يا ادم إنه حق علي ألا يلزم وقال إسماعيل إنه لا يلزم أحد من
ذريتك هذا الدعاء إلا أعطيته ما يحب ونجيته مما يكره ونزعت أمل الدنيا والفقر من
بين عينيه وملأ جوفه حكمة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنا

(1) اسمه: عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، أبو محمد، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة
7 / 423.
(2) إعجامها غير واضح وفي م: حراش والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 8 / 284.
432

أبو بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا خالد نا ابن
أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز
وجل " فتلقى ادم من ربه كلمات " (1) قال أي رب ألم تخلقني بيدك ألم تنفخ في
من روحك ألم تسبق رحمتك لي غضبك قال بلى قال أفرأيت إن أنا تبت
وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة قال نعم (2)
أخبرنا أبو محمد السيدي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو يعلى الصابوني
أنا خالي أبو الفضل عمر بن إبراهيم أنا العباس بن الفضل بن زكريا الهروي نا
أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا الحسن بن يزيد الأصم قال سمعت السدي
يقول في قوله عز وجل " فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم "
قال رب خلقتني بيديك ونفخت في من روحك فسبقت رحمتك غضبك أرأيت إن
تبت وأسلمت هل أنت رادي إلى الجنة قال نعم
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
أبو سهل بن زياد نا أحمد بن علي الأبار نا جناح بن عبد العزيز نا [عفر بن
سليمان عن ثابت عن أنس في قوله عز وجل " فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه
إنه هو التواب الرحيم " قال سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي
فاغفر لي إنك خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت
نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت
سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم وذكر أنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكن
شك فيه
قال وأنا أبو محمد المؤملي نا أبو عثمان البصري نا أبو أحمد بن
عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا موسى بن عبيدة الربذي (3) عن محمد بن كعب

(1) سورة البقرة، من الآية: 37.
(2) البداية والنهاية 1 / 90 - 91 قال ابن كثير: ورواه الحاكم وقال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه. والخبر في
تاريخ الطبري 1 / 132.
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى الربذة وهي من قرى المدينة على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد إلى
مكة.
433

القرظي قال " فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه " (1) قال قوله " ربنا ظلمنا أنفسنا
وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل بن محمد أنا أحمد بن مروان المالكي نا إسماعيل بن إسحاق نا
محمد بن أبي بكر نا مؤمل نا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع (3) عن
مجاهد عن عبيد بن عمير قال قال ادم يا رب ذنبي الذي كتبته علي قبل أن تخلقني
أو ابتدعته من قبلي قال بل كتبته عليك قبل أن أخلقك قال فكما كتبته علي فاغفره
لي فذلك قوله " فتلقى ادم من ربه كلمات "
أخبرناه عاليا أبو الحسن الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو
بكر أنا محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا الثوري
عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير قال قال ادم لربه تبارك وتعالى وذكر
خطيئته فقال رب أرأيت معصيتي التي عصيتك أشئ كتبته علي قبل ان تخلقني أم شئ
ابتدعته من نفسي قال بل شئ كتبته عليك قبل أن أخلقك قال فكما كتبته علي
فاغفره لي قال فذلك قوله تبارك وتعالى " فتلقى ادم من ربه كلمات "
أخبرنا أبو منصور عبد الخالق وأبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر قالا أنا
عبيد الله بن عبد الله بن محمد وإسماعيل بن عثمان الأبريمي والفضل بن
عبد الواحد التاجر قالوا أنا أبو سعيد الصيرفي أنا محمد بن عبد الله بن أحمد نا
أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عبد الرحمن بن صالح نا الحسين بن علي الجعفي عن
أبي رجاء الخراساني عن سعيد بن جبير " فتلقى ادم من ربه كلمات " قال لا إله إلا
أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوءا فظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين لا
إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فارحم وأنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت
سبحانك رب عملت سوءا فظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم

(1) سورة البقرة، الآية: 37.
(2) سورة الأعراف، الآية: 23.
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب: رفيع بفاء مصغرا.
434

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وأبو محمد عبد الكريم بن
حمزة قالا أنا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي قالا أنا أبو سعيد بن أبي
عمرو أنا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني يعقوب بن عبيد أنا
يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب حدثني عبد الرحيم وقال الخطيب عبد الكريم
المكتب عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية قال الكلمات التي تلقى ادم من ربه
فتاب عليه لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك اللهم عملت سوءا وظلمت نفسي
فاغفر لي وأنت خير الغافرين لا إله إلا أنت زاد البيهقي سبحانك وبحمدك وقالا
عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك
وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم
أخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر نا
محمد بن يوسف أنا محمد بن حماد الطهراني أنا عبد الرازق أنا معمر عن قتادة
في قوله تبارك وتعالى " فتلقى ادم من ربه كلمات " قال هي قوله تبارك وتعالى " ربنا
ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس الأصم نا أبو جعفر محمد بن عبيد الله المنادي نا يونس بن محمد نا
شيبان عن قتادة في قوله " فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه " قال ذكر لنا أنه
قال يا رب أرأيت إن تبت وأصلحت قال فإني إذا (1) أرجعك إلى الجنة قالا " ربنا
ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " فاستغفر ادم ربه وتاب إليه
فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم وأما عدو الله إبليس فوالله ما تنصل من ذنبه ولا سأل
التوبة حين وقع بما وقع به ولكنه سأل المنظرة إلى يوم الدين فأعطى الله كل واحد منهما
ما سأل
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا أبو نعيم
الحافظ نا أبو بكر أحمد بن السندي (2) بن الحسن نا الحسن بن علوية القطان نا

(1) عن تاريخ الطبري 1 / 132 وبالأصل " أنا ".
(2) بالأصل " السيدي " والمثبت عن حلية الأولياء 1 / 324 وعن م.
435

إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر أبو حذيفة أخبرني جويبر عن الضحاك
عن ابن عباس أن ادم عليه السلام طلب التوبة مائتي سنة حتى أتاه الله الكلمات ولقنه
إياها (1) قال بينا ادم عليه السلام جالس يبكي واضع راحته على جبينه إذ أتاه جبريل
فسلم عليه فبكى ادم وبكى جبريل لبكائه فقال له يا ادم ما هذه البلية التي أضحى بك
بلاؤها وشقاؤها وما هذا البكاء قال يا جبريل وكيف لا أبكي وقد حولني ربي من
ملكوت السماء إلى هوان الأرض ومن دار المقامة إلى دار الظعن والزوال ومن دار
النعمة إلى دار البؤس والشقاء ومن دار الخلد إلى دار الفناء كيف أجتاز (2) يا جبريل
هذه المصيبة قال فانطلق جبريل إلى ربه فأخبره بمقالة ادم فقال الله عز وجل انطلق يا
جبريل إلى ادم فقل يا ادم ألم أخلقك بيدي قال بلى يا رب قال ألم أنفخ فيك من
روحي قال بلى يا رب قال ألم أسجد لك ملائكتي قال بلى يا رب قال ألم
أسكنك جنتي قال بلى يا رب قال ألم امرك فعصيتني قال بلى يا رب قال
وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو أن ملء الأرض رجالا مثلك ثم عصوني لأنزلتهم
منازل العاصين غير أنه يا ادم قد سبقت رحمتي غضبي قد سمعت صوتك وتضرعك
ورحمت بكاك وأقلتك عثرتك فقل لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا
وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنك أنت خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك
عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك
وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم فذلك قوله عز
وجل " فتلقى ادم من ربه كلمات " الآية
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ إملاء
وقراءة نا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل إملاء نا أبو الحسن محمد بن
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي (3) نا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري (4) بمصر
قال أبو الحسن هذا من رهط أبي عبيدة بن الجراح أنا إسماعيل بن مسلمة أنا

(1) بالأصل وم " إياه ".
(2) بالأصل: " أجتز " وفي م: " أجبز ".
(3) هذه النسبة إلى بني حنظلة، جماعة من غطفان (الأنساب).
(4) ضبطت عن الأنساب، وانظر فيها هذه النسبة.
436

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(لما اقترف ادم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد ألا غفرت لي فقال الله
سبحانه وتعالى فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد قال يا رب لأنك لما خلقتني
بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا
الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله
تعالى صدقت يا ادم إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا
محمد ما خلقتك (1)) [* * * *]
قال البيهقي تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو
ضعيف (2) والله أعلم
أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن
هارون المعروف بابن المنقي (3) الواعظ نا أحمد بن سلمان النجاد نا محمد بن
عبد الله بن سليمان نا علي بن بهرام الكوفي نا عبد الملك بن أبي كريمة عن
عمرو بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل ادم بالهند
واستوحش فنزل جبريل فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله
مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين قال ادم من محمد قال اخر ولدك من
الأنبياء) [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو
بكر بن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن المروزي
أنا ابن المبارك أنا إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو غيره قال لما
أهبط ادم عليه السلام إلى الأرض قال لربه ابن للخراب ولد للفناء
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ نا

(1) الحديث نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 91.
(2) ضعفه ابن معين والإمام أحمد والنسائي، انظر الميزان 2 / 564 والضعفاء للعقيلي 2 / 331.
(3) ضبطت عن اللباب، وهذه تقال لمن ينقي الطعام.
437

محمد بن صالح بن هانئ نا الحسين بن الفضل نا هوذة بن خليفة نا عوف عن
قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال (1) إن الله عز وجل لما أخرج ادم من
الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شئ فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه
تتغير (2) وتلك لا تتغير
قال وأنا أبو عبد الله نا محمد بن الحسن الكارزني (3) نا علي بن
عبد العزيز (4) نا حجاج بن منهال نا حماد بن سلمة عن حميد عن يوسف بن
مهران عن ابن عباس قال قال علي بن أبي طالب أطيب ريح الأرض الهند هبط بها
ادم فعلق شجرها من ريح الجنة
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين بن بشران
أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا رجاء بن السندي نا حماد بن
شعيب السمان عن عبد الملك بن عمير قال لما أهبط ادم وإبليس ناح إبليس حتى
بكى ادم ثم حدا حتى ضحك
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبي
محمد بن إسحاق أنا محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء نا موسى بن هارون نا
قتيبة بن سعيد نا معاوية بن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن ادم
عليه السلام لما أهبط إلى الأرض هبط بالهند وأن رأسه كان ينال السماء وأن الأرض
شكت إلى ربها عز وجل ثقل ادم عليه السلام فوضع الجبار تعالى (5) يده على رأسه
فانحط منه سبعون ذراعا فلما أهبط قال رب هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة
إن لم تعني عليه لا أقوى عليه فقال لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكا قال رب زدني
قال أجازي بالسيئة السيئة وبالحسنة عشر أمثالها إلا ما أزيد قال رب زدني قال

(1) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 127.
(2) عن تاريخ الطبري وبالأصل: تغير.
(3) هذه النسبة إلى كارزن وهي من قرى سمرقند، والذي في الأنساب كارزي هذه النسبة إلى كارز قرية بنواحي
نيسابور والمنتسب إليها أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي يروي عن أبي الحسن
علي بن عبد العزيز البغوي. وانظر معجم البلدان " كارز " وفيها " بن الحسين " بدل " بن الحسن ".
(5) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
438

باب التوبة له مفتوح ما دام الروح في الجسد فقال إبليس يا رب هذا العبد الذي أكرمته
إن لم تعني عليه لا أقوى عليه قال لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد قال رب زدني
قال يجري مجرى الدم وتتخذ في صدورهم بيوتا قال رب زدني فقال " أجلب
عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد " (1)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين بن بشران
أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا صالح بن عبد الله الترمذي نا
معاوية بن عمار نا أبو (2) الزبير عن جابر بن عبد الله قال إن ادم لما أهبط قال
يا رب هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة ألا تعينني عليه لا أقوى عليه قال لا
يولد لك ولد إلا وكلت به ملكا قال رب زدني قال يجزي بالسيئة السيئة وبالحسنة
عشر إلى ما أريد قال رب زدني قال باب التوبة مفتوح ما دام في الجسد الروح قال
إبليس رب هذا العبد الذي كرمته علي ألا تعينني عليه لا أقوى عليه قال لا يولد له
ولد إلا لك ولد قال رب زدني قال تجري منهم مجرى الدم وتتخذون
صدورهم بيوتا قال رب زدني قال " أجلب عليهم بخيلك ورجلك إلى قوله
غرورا "
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
محمد بن أبي حامد المقرئ قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الخضر بن أبان
نا سيار نا جعفر نا ثابت قال بلغنا أن إبليس قال رب إنك خلقت ادم وجعلت بيني
وبينه عداوة فسلطني قال قيل له صدورهم مساكن لك قال رب زدني قال لا
يولد لادم ولد إلا ولد لك عشرة قال رب زدني قال (أجلب عليهم بخيلك ورجلك
وشاركهم في الأموال والأولاد " قال فشكا ادم إبليس إلى ربه فقال يا رب إنك خلقت
إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضا وسلطته (3) علي وأنا لا أطيقه إلا بك قال
قيل لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء قال رب زدني

(1) سورة الإسراء، الآية: 64.
(2) سقطت من الأصل وأضيفت عن م، انظر ترجمة جابر بن عبد الله في تهذيب التهذيب 1 / 350.
(3) بالأصل: وسلطنه. وفي م: وسلطه.
439

قال الحسنة بعشر أمثالها قال رب زدني فقال لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما
لم يغرغر "
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو
الحسين علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أخبرني جعفر بن محمد بن
المستفاض الفريابي (1) نا عبيد الله بن معاذ نا المعتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا
أبو عثمان عن سلمان قال لما خلق الله ادم عليه السلام قال واحدة لي وواحدة
لك وواحدة بيني وبينك فأما التي هي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما
عملت من شئ جزيتك به وإن أغفر فأنا الغفور الرحيم وأما التي بيني وبينك فمنك
المسألة والدعاء وعلي الإجابة والعطاء
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القاضي أنا أبو الحسن
علي بن الحسن الخلعي (2) أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزاز نا أبو
بكر محمد بن أحمد بن أبي الأصبغ الإمام نا خير بن عرفة (3) نا عروة بن مروان
العرقي (4) نا ابن حيان نا همام عن الحسن قال لما أهبط الله ادم من الجنة إلى
الأرض قال الله عز وجل يا ادم أربع احفظهن واحدة لي عندك وأخرى لك عندي
وأخرى بيني وبينك وأخرى بينك وبين الناس فأما التي عندك فتعبدني لا تشرك بي
شيئا وأما التي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا وأما التي بيني وبينك
فتدعوني فأستجيب لك وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس أن تأتي إليهم بما
ترضى أن يأتوا إليك بمثله
كذا فيه والصواب هشام
أخبرناه أبو الحسن الفقيه وأبو المعالي بن الشعيري (5) السلميان قالا أنا أبو

(1) ترجمته في سير الاعلام 14 / 96 (54).
(2) ضبطت عن التبصير.
(3) ترجمته في سير الاعلام 13 / 413 (201) أبو طاهر المصري.
(4) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى عرقة بلدة تقارب أطرابلس الشام بين رفنية وأطرابلس.
(5) ضبطت عن الأنساب، واسمه الحسين بن حمزة بن الحسين، أبو المعالي، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر،
المطبوعة 7 / 443.
440

الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا العباس بن عبد الله
الترقفي (1) نا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري عن هشام عن الحسن
قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى ادم بأربع فهن جماع الأمر لك ولولدك قال يا ادم
واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين الناس فأما التي لي
تعبدني ولا تشرك بي شيئا وأما التي لك فعملك أجزيك به أفقر ما تكون إليه وأما التي
بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين الناس فتصحبهم بالذي
تحب أن يصحبوك به
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا أنا أبو يعلى بن الفراء أنا محمد بن
عبد الله بن أخي ميمي ج
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص قالا نا أبو القاسم البغوي نا أبو روح محمد بن زيادة بن فروة البلدي (2) نا
مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال لما هبط ادم إلى الأرض أوحى
الله إليه أربع فيهن جماع الأمر لي ولك ولولدك من بعدك واحدة (3) لي وواحدة لك
وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة (4) فيما بينك وبين الناس فأما التي هي لي فتعبدني
لا تشرك بي شيئا وأما التي هي لك فعملك أوفيك أفقر ما تكون إليه أو أحوج ما تكون
إليه وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين الناس
فتخالطهم بها وقال المخلص فيما تحب أن يخالطوك
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعد الشعبي أنا أبو
الفضل نصر بن محمد الصوفي قال سمعت إبراهيم بن شيبان يقول سمعت أبا
عبد الله المعري يقول تفكر إبراهيم ليلة من الليالي في شأن ادم عليه السلام قال يا
رب خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك ثم بذنب واحد ملأت

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى ترقف، قال السمعاني وظني أنها من أعمال واسط. وله ترجمة
قصيرة في الأنساب.
(2) غير معجمة بالأصل والصواب عن م، ومعجم البلدان " بلد " وفيه " زياد " بدل " زيادة " وهذه النسبة إلى بلد
وربما قيل لها بلط وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ.
(3) بالأصل: وواحدة والصواب عن م.
(4) بالأصل: وواحد والصواب عن م.
441

أفواه الناس حتى يقولوا " وعصى ادم ربه فغوى " (1) قال فأوحى الله أن يا إبراهيم أنا
علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديد
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي وأبو الفضل محمد بن
سليمان بن الحسين بن عمرو القنديني الزاهد بمرو وأبو طاهر محمد بن محمد بن
الحارث الحارثي قالوا أنا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه نزيل
هراة قدم مرو نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت الكاغذي (2) أنا أبو
سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي نا عيسى بن أحمد نا النضر هو ابن
شميل أنا عوف عن الحسن قال بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (إن ادم قبل أن يصيب
الذنب كان أجله بين عينيه وأمله خلفه فلما أصاب الذنب جعل الله أمله بين عينيه
وأجله خلفه فلا يزال يأمل حتى يموت " [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم المزكي نا أحمد بن سلمة قال سمعت الحسين بن منصور
يقول سمعت علي بن عثام (3) يقول حدثني أبو خالد الأحمر عن إسماعيل عن
الحسن قال كان ادم في الجنة وأمله وراء ظهره وأجله بين عينيه فلما خرج من الجنة
جعل أمله بين عينيه وأجله وراء ظهره
أخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا جعفر بن أحمد السراج أنا أبو علي بن
شاذان أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم نا ابن أبي الدنيا نا
عبد الله بن سعد القرشي نا يزيد بن هارون أنا هشام بن حسان قال سمعت
الحسن يقول كان ادم قبل أن يخطئ أمله خلف ظهره وأجله بين عينيه فلما أصاب
الخطيئة حول فجعل أمله بين عينيه وأجله خلف ظهره
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا أبي ومحمد بن أحمد قالا نا

(1) سورة طه، الآية: 121.
(2) بالأصل " الكاغدي " والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى عمل الكاغذ الذي يكتب عليه وبيعه،
وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند. وترجم له ترجمة قصيرة.
(3) ترجمته في سير الاعلام 10 / 569 (198).
(4) حلية الأولياء 4 / 278 في ترجمة سعيد بن جبير.
442

الحسن بن محمد نا محمد بن حميد نا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي
المغيرة عن سعيد بن جبير قال لما أهبط ادم إلى الأرض كان فيها نسر في البر (1)
وحوت في البحر ولم يكن في الأرض غيرهما فلما رأى النسر ادم وكان يأوي إلى
الحوت ويبيت عنده كل سنة (2) قال يا حوت لقد أهبط اليوم إلى الأرض شئ يمشي
على رجليه ويبطش بيديه فقال له الحوت لئن كنت صادقا ما لي منه في البحر ملجأ
ولا في البر منه مهرب " (3)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ونقلته من خطه أنا أبو الفتح عبد الجبار بن
عبد الله بن إبراهيم بن برزة الأردستاني (4) بدمشق نا أبو بكر محمد بن علي بن
معاوية إملاء أنا لاحق بن الحسين الصدري (5) نا محمد بن أحمد بن الريان أنا
الحسين بن عبد الله الصبائي قال قال يوسف نا سعيد بن طريف عن عكرمة عن
ابن عباس قال كان ادم حراثا وكان إدريس خياطا وكان نوح نجارا وكان هود
تاجرا وكان إبراهيم راعيا وكان داود زرادا وكان سليمان خواصا وكان موسى
أجيرا وكان عيسى سياحا وكان محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين شجاعا جعل
رزقه تحت رمحه
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
الحسين بن سكينة الأنماطي (6) أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود
العذري ببغداد أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد العسكري الدقاق نا أبو بكر
عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني عن
شيخ له قال أتى ملك ادم فقال قد جئتك بالعقل والدين والعلم فاختر أيهم شئت

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية، وهي مستدركة أيضا فيها بين معكوفتين.
(2) الحلية: كل ليلة.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند أزوارة
بينهما وهي على 18 فرسخا من أصبهان.
(5) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى صدر، وهي قرية من قرى بيت المقدس. وترجم له في الأنساب.
(6) ترجمته في سير الاعلام 18 / 346 (165)، وسكينة ضبطت عن التبصير 2 / 686 بالكسر والتشديد،
وذكره.
443

فاختار العقل فقال الملك للدين والعلم ارتفعا قالا أمرنا أن لا نفارق العقل
قال ونا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني حمزة بن العباس المروزي
نا خاقان أبو سهل نا الحسن القطان عن شراحيل أبي عثمان عن حماد رجل من أهل
مكة قال لما أهبط ادم عليه السلام إلى الأرض أتاه جبريل بثلاثة أشياء بالدين والعقل
وحسن الخلق فقال إن الله يخيرك واحدا من الثلاثة فقال يا جبريل ما رأيت أحسن
من هؤلاء إلا في الجنة فمد يده إلى العقل فضمه إلى نفسه فقال لذيناك اصعدا قالا
لا نفعل قال أتعصياني قالا لا نعصيك ولكنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان
قال فصارت الثلاثة إلى ادم
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنا علي بن أحمد بن محمد
الواحدي أنا أحمد بن عبيد الله بن أحمد المخلدي نا أحمد بن إسماعيل بن
يحيى بن حازم نا كامل بن مكرم نا جبريل بن مجاع نا إبراهيم بن يوسف نا
وكيع عن أبي فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة الباهلي قال لو أن أحلام بني
ادم وضعت في كفة ووضع حلم ادم في كفة لرجح حلمه حلمهم ثم قرأ " فنسي ولم
نجد له عزما " (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنا أبو
علي بن شاذان أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان نا علي بن إبراهيم أبو
الحسن الواسطي نا يزيد بن هارون أنا هشام بن حسان قال سمعت الحسن يقول
كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن
يعقوب نا محمد بن هارون الروياني نا ابن رزق الله نا عبد الله بن صالح نا
معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب عن عبد الرحمن بن عائذ
الأزدي (2) عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله من أول الأنبياء قال " ادم "

(1) سورة طه، الآية: 115.
(2) بياض في المخطوط " صفحتان كاملتان " وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي يروي عن أبي ذر انظر ترجمته في
سير الاعلام 4 / 487 والمستدرك بين معكوفتين عن م، وسنشير في نهاية السقط في موضعه.
444

قال قلت يا رسول الله كم الأنبياء جما غفيرا قال (ثلاثمائة وثلاثة عشر " [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري
أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار نا حميد بن زنجويه نا
عبد الله بن صالح نا معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب وغيره من
المشيخة عن ابن عائذ عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله من أول الأنبياء قال (ادم) [* * * *]
قال قلت يا رسول الله إنه لنبي قال (نعم مكلم) [* * * *] قال (ثم نوح وبينهما عشرة اباء
ثم إبراهيم وبينهما عشرة اباء) [* * * *]
أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن مهرابزد النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة الحراني نا زكريا بن
الحكم نا أبو المغيرة نا هفان بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم أبي
عبد الرحمن عن أبي أمامة أن أبا ذر قال قلت يا نبي الله أي الأنبياء كان أول قال
(ادم) [* * * *] قلت ونبيا كان ادم قال (نبيا مكلما أول الرسل) [* * * *]
رواه أبو سلام عن أبي أمامة فلم يذكر أبا ذر في إسناده
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو عمر بن مندة أنا
أبي أنا علي بن إبراهيم بن معاوية نا أبو حاتم الرازي نا أبو توبة الربيع بن نافع نا
معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي يقول سمعت أبا
أمامة الباهلي يقول أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يا رسول الله أنبيا كان ادم فقال
(نعم مكلم) [* * * *]
ويروي عن أبي ذر من وجه غريب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
القاسم حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي نا ابن أبي داود نا أبو الحسين
محمد بن عيسى الدامغاني نا سلمة بن الفضل عن ميكال عن ليث عن إبراهيم
التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أرأيت ادم أنبيا كان قال (نعم
كان نبيا رسولا كلمة الله قيل فقال يا ادم أسكن أنت وزوجك الجنة) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد سبط البيهقي
قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ حدثني إبراهيم بن إسماعيل
445

القارئ نا عثمان بن سعيد الدارمي نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي نا معاوية بن
سلام حدثني زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد إملاء أنا
محمد بن محمد القزاز نا محمد بن عمرو الرزاذ نا عبد الكريم بن هيثم
الدير عاقولي نا أبو توبة يعني الربيع بن نافع نا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام
أنه سمع أبا سلام حدثني أبو أمامه أن رجلا قال يا رسول الله أنبي كان ادم قال (نعم
مكلم) [* * * *]
وقال الدارمي معلم مكلم قال كم زاد عبد الكريم كان وقال بينه وبين
نوح قال عشر قرون قال كم كان بين نوح وإبراهيم قال عشرون قالوا وقال
عبد الكريم عشر قرون قال يا رسول الله كم كانت الرسل قال (ثلاثمائة وخمسة
عشر زاد الدارمي جما غفيرا) [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن خليد الحلبي نا أبو توبة الربيع بن نافع نا
معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول سمعت أبا أمامة يحدث أن
رجلا قال يا رسول الله أنبيا كان ادم قال (نعم) [* * * *] قال كم كان بينه وبين نوح قال
(عشرة قرون) قال كم كان بين نوح وإبراهيم قال (عشرة قرون) [* * * *] قال يا رسول الله كم
كانت الرسل قال (ثلاثمائة وخمسة عشر) [* * * *]
أخبرنا أبو الفرج علي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى الجهني الموصلي أنا
أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري
نا أبو العباس الأصم أنا العباس بن الوليد أنا عقبة حدثني سعيد يعني بن
عبد العزيز عن ابن جبير وصوابه جابر عن أبي إدريس وأم الدرداء قالا إن الله عز
وجل عهد إلى ادم أن لا تشرك بي شيئا وما بين رجليك لا تضعه إلا في حق وأحبني
وحببني فإذا فعلت ذلك فخذ به رخاء ولذة وقرة عين وطمأنينة ولن تستطيع ذلك إلا
بي فإذا رأيتك حريصا عليه أغثتك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنا الحسين بن
الحسن بن علي بن المنذر القاضي أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا
446

حدثني عبيد بن أبي محمد قال سمعت بشر بن الحرث قال الله لآدم عليه
السلام يا ادم إني قد جعلت لفمك طبقا فإذا هممت أن تتكلم بما لا ينبغي فأطبقه
وجعلت لعينيك طبقا فإذا رأيت ما لا ينبغي فأطبقهما وقد سترت فرجك بستر فلا
تكشفه إلا عندما يحل لك
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا أبو الفتح منصور بن
الحسين وأبو طاهر بن محمود
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود قالا أنا أبو
بكر بن المقرئ نا إبراهيم بن جعفر بن خليد المقرئ بمكة نا الحسين بن شبيب
نا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وفي حديث الخلال عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لما أهبط الله عز وجل ادم إلى الأرض مكث ما
شاء زاد الخلال الله وقالا أن يمكث ثم قال له بنوه يا أبانا تكلم قال فقام
خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده وولد ولد ولده فقال إن الله أمرني فقال
يا ادم يقل كلامك يرجع إلى جواري لفظهما قريب
زاد الصيرفي قال ابن المقرئ هكذا حدثنا هذا الشيخ لم أكتبه إلا عنه وكتب
عنه جماعة أصحابنا وكان يوثق رحمه الله
رواه غيره بهذا الإسناد عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم
عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي الخرقي نا الحسين بن إسماعيل المحاملي
نا الحسن بن شبيب المعلم نا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال لما اهبط الله تعالى ادم إلى الأرض أكثر ذريته فاجتمع
إليه ذات يوم ولده وولد ولده وولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وادم ساكت لا
يتكلم فقالوا يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم قال يا بني إن الله لما
أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إلي فقال يا ادم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري
رواه الخطيب عن الجوهري
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد أنا جدي أبو عبد الله أنا
447

أبو الحسن الربعي أنا العباس بن محمد بن حبان أنا محمد بن يوسف الهروي نا
عثمان بن سعيد نا عبد الله بن يزيد الدمشقي أبو بكر نا صدقة بن عبد الله عن
نصر بن علقمة عن أخيه عن ابن عائذ عن فضالة بن عبيد قال إن ادم كبر حتى كان
يلعب به بنو بنيه فقيل له ألا تنهي بني بنيك أن يلعبوا بك قال إني رأيت ما لم يروا
وسمعت ما لم يسمعوا وكنت في الجنة وسمعت كلام الملائكة وان ربي وعدني أن أنا
أمسكت فمي أن يدخلني الجنة
رواه غيره عن صدقة فأعضله وأسقط منه جماعة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنا الحسين بن
الحسن بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان
وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ أنا عاصم بن الحسن أنا أبو
الحسين بن بشران أنا أحمد بن محمد بن جعفر الحوري قالا أنا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثني محمد بن قدامة حدثني أبو حفص (1) الدمشقي عن صدقة بن عبد ربه
قال لما كبر ادم جعل بنو بنيه يعبثون به فيقول له آباؤهم ألا تنههم فيقول إني
رأيت ما لم تروا وسمعت ما لم تسمعوا رأيت الجنة وسمعت كلام ربي وقال لي
حين أخرجني منها إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن إبراهيم نا الحسن بن
أحمد بن فيل نا عبد الواحد بن عبد الملك بن صالح نا جعفر بن محمد أبو محمد
عن بعض العلماء قال كان ادم عليه السلام يكنى أبا البشر وكان يقل الكلام ويكثر
السكوت فقيل له يا أبا البشر إنا نراك تقل الكلام قال إذن ربي عهد إلي أو أوحى إلي
إن أنت أقللت الكلام أعدتك إلى الجنة
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا أبو الحسين بن المهتدي نا يوسف بن عمر نا

(1) هنا ينتهي السقط من المخطوط.
448

أبو (1) عبد الله أحمد بن محمد بن مغلس الكبير (2) إملاء نا إسحاق بن إبراهيم
المروزي نا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
رفعه قال اختصم ادم (3) وموسى عليهما السلام فخصم ادم موسى فقال موسى أنت
الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال له ادم أنت موسى الذي اصطفاك الله
برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوارة قال نعم قال فوجدته وقد قدر لي قبل أن
يخلقني قال نعم قال فحج ادم (4) موسى ثلاثا
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو
القاسم عبيد الله بن عبد الله العنسي قراءة قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا
خيثمة بن سليمان إملاء نا يحيى بن أبي طالب نا علي بن عاصم أنا خالد وهشام
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول (صلى الله عليه وسلم)
(اختصم ادم وموسى فقال موسى أنت ادم أبو البشر الذي خلقك الله بيده ونفخ
فيك من روحه أشقيت ولدك وأخرجتهم من الجنة قال ادم أنت موسى الذي كلمك الله
واصطفاك على خلقه وأنزل عليك التوارة قال نعم قال فهل وجدت فيما أنزل عليك
إنه قدر علي قبل أن يخلقني قال نعم قال فحج ادم موسى) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد وأبو عبد الله الحسين بن
عبد الملك قالا أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو
العباس بن قتيبة نا عيسى بن حماد زغبة (5) نا الليث عن محمد بن العجلان عن
القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لقي
ادم موسى فقال له موسى أنت الذي فعلت بنا الفعل كنت في الجنة فأهبطتنا إلى
الأرض قال ادم أنت موسى الذي أتاك الله التوراة قال نعم قال من كم تجد التوراة

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(2) ترجمته في سير الاعلام 14 / 520 (292).
(3) قال أبو الحسن القابسي: معناه التقت أرواحهما في السماء فوقع الحجاج بينهما، وقال القاضي عياض:
يحتمل أنه على ظاهره وأنهما اجتمعا بشخصيهما.
(4) حج آدم، برفع آدم، وهو فاعل، باتفاق الجميع، أي غلبه بالحجة وظهر على موسى بها.
(5) زغبة بضم الزاي وسكون المعجمة بعدها موحدة، لقبه ولقب أبيه، عن تقريب التهذيب.
449

كتبت قبل خلقي قال موسى بكذا وكذا قال ادم فلم تجد فيها خطيئتي قال بلى
قال فتلومني على كل شئ كتب الله علي قبل خلقي [* * * *] قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (فحج ادم
وموسى (1) عليهما السلام) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين بن المهتدي نا أبو حفص بن
شاهين نا يعقوب بن إبراهيم بن عيسى العسكري نا الحسين بن علي بن الأسود
العجلي نا عمرو بن محمد العنقرزي نا إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن
طاوس عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن موسى لقي ادم في السماء
فقال أنت أبونا الذي خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له ادم أنت يا موسى الذي
اصطفاك الله على البشر وأنزل عليك التوراة فقال يا موسى فهل وجدت فيما أنزل عليك
في التوراة إن ذلك قدر علي قبل أن أخلق بألفي سنة أو بألفي عام قال موسى اللهم
نعم) [* * * *] فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بإصبعه (فحج ادم موسى) [* * * *] ثلاث مرات
قال ونا عمر بن أحمد نا عبد الله بن سليمان نا أبي نا قرة بن حبيب
القشيري نا عكرمة بن عمار عن عبد الله بن عبيد ويحيى بن أبي كثير قالا نا أبو
سلمة بن عبد الرحمن بن عون حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (تحاج
ادم وموسى فقال ادم لموسى أنت موسى الذي اصطفاك الله على خلقه وبعثك برسالاته
ثم صنعت الذي صنعت يعني النفس التي قتل فقال موسى لادم وأنت الذي خلقك الله
عز وجل بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته ثم فعلت الذي فعلت فلولا ما فعلت
لدخلت ذريتك الجنة فقال ادم لموسى قال عبد الله بن سليمان قال أبي ذكر قرة
ها هنا حرفا لم أضبطه (2) في أمر قد قدر علي قبل أن أخلق فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(فحج ادم موسى موسى فحج ادم موسى) [* * * *] ثلاثا
قال ابن شاهين ولا يعرف هذا الكلام إلا في هذه الرواية فيما ألزم ادم موسى
قبل أن يلزم موسى لادم في القتل
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنا عمر بن أحمد بن

(1) كذا بالأصل بإثبات الواو.
(2) لعله: " أتلومني " كما وردت في نصه في البداية والنهاية 1 / 91.
450

عمر أنا أبو طاهر بن خزيمة أنا أبو العباس السراج نا قتيبة بن سعيد نا عبد العزيز
الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن الأعرج (1) عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال (احتج ادم وموسى فقال موسى يا ادم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ثم
أمر الملائكة فسجدوا لك ثم أمرك أن تسكن الجنة فتأكل منها رغدا حيث شئت ونهاك
عن شجرة واحدة فعصيت ربك فأكلت منها فقال يا موسى ألم تعلم أن الله قدر ذلك
علي قبل أن يخلقني فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد حج ادم موسى لقد حج ادم
موسى) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو طالب محمد بن علي بن
الفتح الحربي نا أبو الحسين محمد بن أحمد الواعظ نا أبو علي محمد بن محمد بن
أبي حذيفة نا بكار بن قتيبة نا صفوان بن عيسى نا الحارث بن عبد الرحمن
أخبرني يزيد بن هرمز عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) احتج ادم وموسى
عليهما السلام فقال موسى أنت ادم خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وأسكنك
الجنة فأهبطتنا وأهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك فقال ادم أنت موسى الذي
اصطفاك الله برسالته وقربك نجيا وأنزل عليك التوراة فبكم تجد التوراة كتبت قال
قبل أن يخلق بأربعين سنة قال فوجدت فيها " فعصى ادم ربه فغوى " (2) قال نعم
قال فتلومني على ذنب عملته كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحج ادم موسى " (3) [* * * *]
وهذا الحديث قد جاء من وجوه كثيرة وله عندي طرق اقتصرت منها على ما
ذكرت (4).

(1) اسمه عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني، ترجمته في سير الاعلام 5 / 69.
(2) سورة طه، الآية: 121.
(3) الحديث نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 93.
(4) نقل أكثر هذه الأحاديث ابن كثير في البداية 1 / 91 وما بعدها تحت عنوان احتجاج آدم وموسى عليهما
السلام.
قال ابن كثير - بعد أن ذكر الحديث بمختلف طرقه - 1 / 94:.
وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق. واحتج
به قوم من الجبرية وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال: " فحج آدم موسى " لما احتج عليه بتقديم كتابه،
وقال آخرون: إنما حجه لأنه لامه على ذنب قد تاب منه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وقيل: إنما حجه لأنه أكبر منه وأقدم. وقيل: لأنه أبوه. وقيل: لأنهما في شريعتين متغاير تين.
451

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال أنا
عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي أنا أحمد بن سلمان نا ابن أبي الدنيا نا عمر بن
إسماعيل الهمداني نا محمد بن عبيد عن يوسف وفي حديث البيهقي عن يونس
وقال الصباغ عن الحسن قال قال موسى يا رب كيف يستطيع ادم أن يؤدي شكر ما
صنعته إليه خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسكنته جنتك وأمرت الملائكة
فسجدوا له فقال يا موسى علم أن ذلك مني فحمدني عليه فكان ذلك شكرا لما
صنعت إليه
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان عن سالم عن أبي حفصة عن رجل عن
ابن عباس أن الله أخرج ادم من الجنة قبل أن يخلقه ثم قرأ " إني جاعل في الأرض
خليفة " (1).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي وإسماعيل بن أبي القاسم
القارئ وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني قالوا أنا عمر بن أحمد بن عمر بن
مسرور (2) أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي (3) أنا أبو مسلم الكجي (4) نا
خالد بن الخضيب الرام نا خالد الحذاء قال قلت للحسن يا أبا سعيد ادم خلق
للأرض أم للسماء قال للأرض قلت أكان يستطيع أن يكون من أهل السماء قال
لا

(1) سورة البقرة، الآية: 30.
(2) ترجمته في سير الاعلام 18 / 10 (8).
(3) ترجمته في سير الاعلام 16 / 146 (104).
(4) اسمه: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز، أبو مسلم البصري ترجمته في سير الاعلام 13 / 423
(209).
(5) كذا رسمها بالأصل وم.
(6) هو خالد بن مهران أبو المنازل البصري الحذاء. ترجمته في سير الاعلام 6 / 190.
452

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة قالا
أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز نا هارون بن عبد الله نا عبد الله بن يزيد نا عبد الرحمن بن زياد
حدثني دخين الحجري (1) عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
(إذا جمع الله الأولين والآخرين فقضى بينهم وفرغ من القضاء قال المؤمنون قد
قضى بيننا ربنا تعالى فمن يشفع لنا فيقولون انطلقوا بنا إلى ادم فإنه أبونا وخلقه الله
بيده وكلمه فيأتونه فيكلمونه أن يشفع لهم فيقول لهم ادم عليكم بنوح فيأتون نوحا
فيدلهم على إبراهيم ثم يأتون إبراهيم فيدلهم على موسى ثم يأتون موسى فيدلهم على
عيسى ثم يأتون عيسى فيقول لهم (2) أدلكم على النبي الأمي (صلى الله عليه وسلم) فيأتوني فيأذن الله
عز وجل لي أن أقوم إليه فيفور مجلسي من أطيب ريح يشمها أحد قط حتى اتي ربي عز
وجل فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ثم يقول الكافرون هذا
قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا ما هو إلا إبليس هو الذي أضلنا فيأتون
إبليس فيقولون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أنت
أضللتنا فيقوم فيفور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ثم يعظم لجهنم ويقول
الشيطان لما قضي الأمر " إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم " إلى اخر
الآية (3)
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه أنا علي بن أحمد الواحدي أنا
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار نا سليمان بن أيوب اللخمي نا محمد بن
يحيى بن زياد الأبزاري (4) نا عبد الأعلى بن حماد النرسي (5) نا أبو عاصم
العباداني (6) نا الفضل بن عيسى الرقاشي عن الحسن قال خطبنا أبو هريرة على منبر

(1) دخين بالمعجمة مصغرا، والحجري: بفتح المهملة وسمون الجيم، وهو دخين بن عامر الحجري، أبو
ليلى المصري، ثقة، (تقريب التهذيب).
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 225.
(3) سورة إبراهيم، الآية: 22.
(4) ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى شيئين: أحدهما إلى بيع الابزار، وإلى قرية يقال لها أبزار.
(5) ترجمته في سير الاعلام 11 / 28 (12).
(6) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى عبادان وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر والمشهور
بالانتساب إليها 6 أبو عاصم عبد الله بن عبيد الله العباداني في ترجمة قصيرة.
453

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (ليعتذرن الله عز وجل إلى ادم ثلاث
معاذير يقول الله يا ادم لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والخلف وأعذب عليه
لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق مني لئن
كذبت رسلي وعصي أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) [* * * *]
ويقول الله يا ادم اعلم أني لا أدخل من ذريتك النار أحدا ولا أعذب منهم بالنار
أحدا إلا من قد علمت بعلمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه ولم يرجع
ولم يعتب
ويقول الله تبارك وتعالى قد (جعلناك حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان
فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى
تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا ظالما)
أخبرناه أبو الفضل نعمة الله بن محمد بن منصور المرندي بمرند مدينة
بآذربيجان (1) أنا أبو منصور هبة الله بن الصقر بن أحمد بن القاشاني المرندي أنا أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن بندار بن كاكا المرندي (2) أنا أبو الحسن علي بن عمر
الصيرفي نا أبو القاسم عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي وراق داود بن
رشيد نا عبد الأعلى بن حماد النرسي نا أبو عاصم عبيد الله (3) بن عبد الله عن
الفضل بن عيسى عن الحسن قال خطبنا أبو هريرة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة
فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (يعتذر الله تعالى إلى ادم يوم القيامة بثلاث معاذير
يقول الله تعالى لولا أني لعنت الكذابين وأبغض الخلف والكذب وأعذب عليه لرحمت
اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول مني لئن
كذبت رسلي وعصي أمري لأملأن جهنم منهم أجمعين
ويقول الله تعالى اعلم أني لا أدخل الجنة من ذريتك النار أحدا ولا أعذب منهم

(1) مرند بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة، من مشاهير مدن أذربيجان بينها وبين تبريز يومان (معجم البلدان).
(2) له ترجمة في معجم البلدان " مرند " وذكر اسمه: محمد بن عبد الله بن بندار بن عبد الله بن محمد بن كاكا،
أبو عبد الله المرندي.
(3) ويقال فيه: عبد الله بن عبيد الله، وقد تقدم قريبا.
454

في النار أحدا إلا من قد علمت في علمي لو أني رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان منه
ولم يعتب
قال ويقول الله تعالى يا ادم قد جعلتك حكما بيني وبين ذريتك قم عند
الميزان (1) وانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح خيره على شره مثقال ذرة فله
الجنة حتى تعلم أني لا أدخل منهم النار إلا كل ظالم)
رواه سعيد بن أنس عن الحسن من قوله
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري نا
أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا يعقوب هو الدورقي نا عبد الله بن بكر نا
عباد بن شيبة عن سعد أو سعيد بن أنس عن الحسن قال يعتذر الله تبارك وتعالى إلى
ادم يوم القيامة يا آدم أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما رفع
إليك من أعمالهم فمن رجح خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم أني لا
أعذب إلا كل ظالم
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن
يعقوب نا محمد بن هارون نا علي بن زيد الفرائضي نا روح بن أسلم عن حماد بن
سلمة عن ثابت البناني عن الحسن عن عتي عن أبي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (لما توفي
ادم ألحد (2) له وغسلته الملائكة وترا وقالت هذه سنة ولد ادم (3)) [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن
موسى بن الصلت [* * * *]
وأخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن أبي عثمان أنا
عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع قالا أنا أبو عبد الله المحاملي نا علي بن
حرب نا روح بن أ سلم نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن الحسن عن عتي
عن أبي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (ألحد لآدم عليه السلام وغسل بالماء وترا فقالت

(1) رمسها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
(2) ألحد له ولحد له أي عملوا له لحدا، قبرا.
(3) الحديث في تاريخ الطبري 1 / 160 عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
455

الملائكة زاد ابن الصلت هذه وقالا سنة ولد ادم من بعده) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو علي بن أبي
نصر أنا أبو سليمان بن زبر أنا أبي نا الحسن بن السكن الحمصي نا الربيع بن
روح نا إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن ذكوان الأزدي
البصري عن الحسن بن أبي الحسن عن عتي السعدي عن أبي بن كعب أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (أن ادم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة فلما
رأت حواء الملائكة جزعت فقال خلي بيني وبين رسل ربي فما لقيت الذي لقيت إلا
فيك (1) ولا أصابني الذي أصابني إلا فيك (2)) [* * * *]
وروي عن الحسن من وجه اخر أتم من هذا موقوفا
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد (3) حدثني هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن حميد عن
الحسن عن عتي (4) قال رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا هذا أبي بن
كعب فقال إن ادم لما حضره الموت قال لبنيه أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة
فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفؤوس
والمساحي (5) والمكاتل (6) فقالوا لهم يا بني ادم ما تريدون وما تطلبون أو ما تريدون
وأين تذهبون فقالوا أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة فقالوا لهم ارجعوا فقد
قضي قضاء أبيكم فجاؤوا فلما عرفتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال إليك إليك عني
فإني إنما أتيت من قبلك خلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل فقبضوه وغسلوه وكفنوه
وحنطوه وحفروا له وألحدوا له وصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره

(1) في الطبري 1 / 160 منك.
(2) الحديث في تاريخ الطبري 1 / 160 والبداية والنهاية 1 / 110.
(3) الحديث في مسند أحمد 5 / 136 ونقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 110 وابن سعد 1 / 33 - 34،
واللفظ للمسند.
(4) حرف في البداية والنهاية إلى " يحيى " بن ضمرة السعدي.
(5) المساحي جمع مسحاة وهي آلة كالمجرفة يجرف بها الطين وغيره.
(6) المكاتل جمع مكتل وهو الزنبيل الذي يحمل فيه التمر.
456

ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه التراب (1) ثم قالوا يا بني
ادم هذه سنتكم
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي المؤذن وأبو محمد
بختيار بن عبد الله الهندي عتيق ابن السمعاني بمرو قالا أنا أبو علي الحسن بن
محمد بن عبد العزيز التككي أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم الفارسي أنا
عثمان بن أحمد الدقاق نا عبد الله بن روح نا شبابة بن سوار نا خارجة بن مصعب
عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عثمان كذا قال وإنما هو عن عتي عن أبي بن
كعب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن ادم عليه السلام لما مرض مرضه الذي مات فيه قال
لبنيه أي بني إني أشتهي ما يشتهي المريض وإني أشتهي من ثمار الجنة فابغوني من
ثمار الجنة فخرجوا يسعون في الأرض فلقيتهم الملائكة عيانا فقالوا يا بني ادم أي
شئ تريدون قالوا نبغي أبانا من ثمار الجنة فقالوا ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم إلى
الجنة قال فقبضوا روحه وهم ينظرون وغسلوه وهم ينظرون وكفنوه وهم ينظرون ثم
قالوا يا بني ادم هذه سنتكم في موتاكم) [* * * *]
كتب إلي أبو القاسم علي بن أحمد (2)
ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ أنا أحمد بن الحسن
المعدل قالا أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد أنا محمد بن أحمد بن الحسن أنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب بن الحارث أنا عبد الرحمن بن مالك بن
مغول عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان
لآدم عليه السلام بنون وذو سواع ويغوث ويعوق ونسر فكان أكبرهم يغوث فقال له
يا بني انطلق فإن لقيت أحدا من الملائكة فمره يجيئني بطعام من الجنة وشراب من
شرابها قال فانطلق فلقي جبريل علي السلام بالكعبة فسأله ذلك قال ارجع فأن أباك
يموت فرجعا فوجداه يجود بنفسه قال فوليه جبريل فجاءه بكفن وحنوط وسدر ثم
قال يا بني ادم أترون ما أصنع بأبيكم فاصنعوه بموتاكم فغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم
حملوه إلى الكعبة فأمر جبريل يصلي عليه فعرف فضل جبريل يومئذ على الملائكة فكبر

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.
(2) قوله: " كتب إلي أبو القاسم علي بن أحمد، ثم " سقط من م هنا وكتبت بعد قوله المعدل.
457

عليه أربعا ووضعوه مما يلي القبلة عند القبور ودفنوه في مسجد الخيف
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن المظفر بن
موسى نا محمد بن محمد بن سليمان نا شيبان بن فروخ نا محمد بن زياد عن
ميمون بن مهران عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (كبرت الملائكة على ادم أربعا)
وكبر أبو بكر على فاطمة أربعا وكبر عمي على أبي بكر أربعا وكبر صهيب على عمر
أربعا (1) رواه غيره عن ميمون فقال ابن عمر [* * * *]
أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن
الحسن الفقيه أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا أبو يحيى بن
محمد بن سعيد بن غالب نا شبابة بن سوار نا فرات بن السائب عن ميمون بن
مهران عن ابن عمر قال صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ابنه إبراهيم وكبر عليه أربعا وصلى
على السوداء فكبر عليها أربعا وصلى على النجاشي فكبر عليه أربعا وصلى أبو بكر
على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكبر أربعا عليها وصلى عمر على أبي بكر وكبر عليه
أربعا وكبرت الملائكة على ادم أربعا
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم
الزاهد عن أبي حازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء أنا أبو العباس منير بن
أحمد بن الحسن بن علي بن منير المعدل أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
إسحاق بن إبراهيم البغدادي نا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي نا الوليد بن أبي
طلحة العطار نا ضمرة بن ربيعة عن قادم بن ميسور عن عبد الله بن أبي فراس قال
قبر ادم عليه السلام في مغارة فيما بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم ورجليه (2) عند
الصخرة ورأسه عند مسجد إبراهيم وبينهما ثمانية عشر ميلا (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن

(1) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 110.
(2) كذا، وفي البداية والنهاية 1 / 110 نقلا عن ابن عساكر: ورجلاه.
(3) قال ابن كثير: واختلفوا في موضع دفنه فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذي أهبط منه في الهند، وقيل بجبل
أبي قبيس بمكة، ويقال ببيت المقدس.
البداية والنهاية 1 / 110 وانظر الطبري 1 / 80 والمسعودي 1 / 33.
458

بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا القاسم بن
خليفة نا عمرو بن محمد نا أبو بكر الهذلي عن أبي السكينة الشامي قال خلق ادم
يوم الجمعة وأسكن الجنة يوم الجمعة وأهبط منها يوم الجمعة في جمعة واحده
ومات يوم الجمعة
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا محمد بن
الفضيل نا عمر بن سعيد نا سعيد بن عبد العزيز عن عطاء الخراساني قال بكت
الخلائق على ادم حين توفي سبعة أيام
579 ادم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو عمر الأموي (1)
وأمه أم عاصم بنت سفيان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم كان بالشام حين
ذهب ملك أهل بيته وأراد عبد الله بن علي قتله فيمن قتل منهم بنهر أبي فطرس
فاستعطفه فتركه وسكن العراق بعد ذلك وكان شاعرا ماجنا ثم تنسك بعد
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
قال (2) قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني
أخبرني علي بن يحيى أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه عن
سليمان بن أبي شيح أنا حجر بن عبد الجبار الحضرمي قال رأيت ادم بن
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ببغداد أيام أبي جعفر فما رأيت قرشيا أمجن منه
قال المرزباني نا أحمد بن عيسى الكرخي أنشدنا أبو العيناء لادم بن عبد العزيز في
البراغيث ببغداد
هنيئا لأهل الري طيب بلادهم * وواليهم الفضل بن يحيى بن خالد

(1) ترجمته في الأغاني 15 / 286 وتاريخ بغداد 7 / 25 والوافي بالوفيات 5 / 294.
تاريخ بغداد 7 / 25 - 26.
459

تطاول في بغداد ليلي ومن يبت * ببغداد يلبث ليله غير راقدا
بلاد إذا زال النهار تقافزت * براغيثها من بين مثنى وواحد
ديادجة شهب البطون كأنها * بغال بريد سرح في موارد *
قالا (1) وقال لنا أبو بكر الخطيب ادم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
مروان بن الحكم أبو عمر الأموي كان شاعرا خليعا ماجنا ثم نسك بعد ذلك وكان
ببغداد في صحابة أمير المؤمنين المهدي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي نا أبو
محمد بن زبر نا الحسن بن عليل بن أنا مسعود بن بشر أنشدنا الأصمعي لادم بن
عبد العزيز [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن عويمر بن حماد نا محمد بن الحارث عن المدائني
قال قال ادم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (2)
فإن قالت رجال قد تولى * زمانكم وذا زمن جديد
فما ذهب الزمان لنا بمجد * ولا حسب إذا ذكر الجدود
وما كنا لنخلد لو ملكنا * وأي الناس دام له الخلود *
لفظهما سواء إلا في رواية الأصمعي وإن قالت بالواو
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (3) أخبرني علي بن صالح بن
الهيثم نا أبو هفان عن إسحاق قال كان مع المهدي رجل من أهل الموصل يقال له
سليمان بن المختار وكانت له لحية عظيمة طويلة فذهب يوما ليركب فوقعت لحيته
تحت قدمه في الركاب فذهب عامتها فقال ادم بن عبد العزيز في ذلك
قد استوجب في الحكم * سليمان بن مختار
بما طول من لحيته * جزا بمنشار *

(1) يعني أبا الحسن بن قبيس وأبا منصور بن خيرون، تاريخ بغداد 7 / 25.
(2) الأبيات في تاريخ بغداد 7 / 27.
(3) الأغاني 15 / 290.
460

أو النتف (1) أو الحلق * أو التحريق بالنار
فقد صار بها أشهر * من راية بيطار *
فأنشدها عمر بن بزيغ المهدي فضحك وسارت الأبيات فقال أسيد بن أسيد
الأزدي وكان وافر اللحية ينبغي لأمير المؤمنين أن يكف هذا الماجن عن الناس
فبلغت ادم فقال (2)
لحية تمت وطالت * لأسيد بن أسيد (3)
يعجب الناظر منها * من قريب أو (4) بعيد
هي إن زادت قليلا * قطعت حبل الوريد *
قال وكان المهدي يدني ادم ويحبه ويقربه وهو الذي قال لعبد الله بن علي لما
أمر بقتله بنهر أبي فطرس (5) إن أبي لم يكن كآبائهم (6) وقد علمت مذهبه فيكم
فقال صدقت وأطلقه وكان ظلف (7) النفس متصوبا ومات على توبة ومذهب جميل
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ
وقرأته من خط رشأ أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (8) نا
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي الكاتب نا أبو العباس أحمد بن يحيى
ثعلب نا عبد الله بن شبيب عن الزبير قال وكان ادم بن عمر بن عبد العزيز كلبا على
الفدام والسؤال وكان بطالا فجاء أعرابي إلى فيئة (9) هل تعرفن أحدا يصنع
المعروف ويرغب فيه فدلوه على ادم وقالوا ذاك ابن الخليفة عمر بن عبد العزيز

(1) في الأغاني: السيف.
(2) الأبيات في الأغاني 15 / 291.
(3) بعده في الأغاني:
كشراع من عباء * قطعت حبل الوريد
(4) في الأغاني: وبعيد.
(5) فطرس بضم الفاء والراء، موضع قرب الرملة من أرض فلسطين كانت به وقعة عبد الله بن علي بن
عبد الله بن العباس مع بني أمية سنة 132.
(6) عن الأغاني وبالأصل " كأيهم ".
(7) الأغاني: وكان طيب النفس متصوفا.
(8) ضبطت عن التبصير 2 / 696.
(9) الفيئة: الطائفة، يريد الفتئة.
461

فجاءه وهو جالس في فتية من بني عمه فقال يا ادم إن السماء حبست قطرها والأرض
نبتها وإن البادية أجحفت بنا وإن عيالي قد هلكوا جوعا ووقع النقار (1) في غنمي
فانظر في أمري فقال ادم يا ابن الخبيثة والله لوددت أن السماء صارت عليك طبق
نحاس لا تبض بقطرة وأن الأرض ضنت عليك فلا تنبت سنبلة وأن عيالك ماتوا قبل
أن تأتيني بخمسمائة سنة يا بليق (2) خذه فوثب الكلب عليه فشق فروه وعقره فتنحى
الأعرابي غير بعيد ثم قال يا ادم لقد خلقك الله فشوه خلقك ورزقك العظمة في
صرفك فأعضك الله ببظر أمك وبظر أمهات هؤلاء الذين حولك
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله بن البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال قال ادم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
يا أمين الله إني قائل * قول ذي دين وبر وحسب
عبد شمس لا تهنها إنما * عبد شمس عم عبد المطلب
عبد شمس كان يتلو هاشما * وهما بعد لأم ولأب *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا أبو محمد بن زبر نا الحسن بن عليل العنزي نا مسعود بن بشر المازني نا
الأصمعي قال (3) كان ادم بن عبد العزيز وهو ابن عمر بن عبد العزيز في أيام حداثته
يشرب الخمر ويفرط في المجون والخلاعة يقول الشعر فرفع إلى المهدي أنه زنديق
وأنشد شعرا له كان قاله في أيام الحداثة على طريق المجون فأخذه فضربه ثلاثمائة
سوط يقرره بالزندقة فقال والله لا أقر على نفسي بباطل أبدا ولو قطعت عضوا عضوا
والله ما أشركت بالله طرفة عين قط فقال المهدي فأين قولك
أسقني واسق خليلي * في مدى الليل الطويل
قهوة صهباء صرفا * سبيت من نهربيل (4)

(1) في القاموس: ونقرت الشاة أصابتها النقرة - كهمزة - وهو داء في أرجلها.
(2) اسم كلبه.
(3) الخبر والابيات في تاريخ بغداد 7 / 26 والابيات في معجم البلدان (نهر بيل) والأغاني 15 / 287.
(4) نهر بيل لغة في نهر بين، طسوج من سواد بغداد (معجم البلدان).
462

قل لمن يلحاك فيها * من فقيه أو نبيل
أنت دعها وارج أخرى * من رحيق السلسبيل *
فقال يا أمير المؤمنين كنت من فتيان قريش أشرب النبيذ وأتمجن مع الشباب
واعتقادي مع ذلك الإيمان بالله وتوحيده فلا تؤاخذني بما أسلفت من قولي قال
فخلى سبيله
قال ومن قوله أيضا شعرا (1)
أسقني واسق غصينا * لا نرد (2) بالنقد دينا
أسقينها مزة الطعم * تريك الشين زينا *
قال ثم أناب وأقلع وقال في ذلك أشعارا منها قوله (3)
ألا هل فتى عن شربه (4) الراح صابر
ليجزيه يوم بذلك قادر
شربت فلما قيل ليس (5) بمقلع
نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر *
أخبرنا بهذه القصة والأبيات الثلاثة الدالية أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد الدمشقي بها أنا جدي
فذكرها

(1) البيتان في تاريخ بغداد 7 / 26 - 27 والأغاني 15 / 287.
(2) الأغاني: لا تبع.
(3) البيتان في الأغاني 15 / 290.
(4) الأغاني: شربها اليوم صابر.
(5) بالأصل: " قيل بمقلع ليس " والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 230 وفي الأغاني: " ليس بنازع " بدل " ليس
بمقلع ".
463

580 أدهم بن محرز بن أسيد بن أخنس بن رياح
بن أبي خالد بن زمعة بن زيد بن عمرو بن سلامة
بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر
بن سعد بن قيس عيلان الباهلي الحمصي " (1)
أحد أمراء الجيش الذين وجهوا مع عبيد الله بن زياد لقتال التوابين (2) الذين قتلوا
عند عين الوردة (3) وكان قد شهد صفين مع معاوية وكان من قواد الحجاج بن
يوسف
حدث عن أبيه محرز
حكى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعمرو بن مالك القيني وفروة بن
لقيط
وذكر أدهم أنه أول مولود ولد بحمص (4) وأول مولود فرض له بها
أنبأنا أبو القاسم بن النسيب وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف أنا أبو
شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن المصريان
قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو بشر الدولابي نا الوليد بن حماد نا الحسين بن
زياد نا أبو إسماعيل محمد بن عبد الله البصري حدثني فروة بن لقيط عن أدهم بن
محرز الباهلي قال إني لأول مولود ولد بحمص وأول مولود فرض له وبيدي كتف
وأنا أختلف إلى الكتاب وقد شهدت صفين وقاتلت (5)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن المسلم قالا
نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنا

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 8 / 330 وبغية الطلب لابن العديم 3 / 1335 وفيه: أخشن وقيل: أخنس.
ورياح غير معجمة بالأصل والمثبت عن بغية الطلب.
(2) التوابون هم الذين قاموا وقد اعترفوا بتقصيرهم في مساعدة ونجدة الحسين بن علي رضي الله عنه، فخرجوا
بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي يطلبون بدمه، فقتلوا بعين وردة (انظر: التوابون للدكتور إبراهيم بيضون).
(3) عبن وردة: هو رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة (معجم البلدان).
(4) يعني بالاسلام.
(5) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1337.
464

عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جش
بالمصيصة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصيصي (1) نا عبد الله بن
محمد بن ربيعة القدامي (2) حدثني فروة بن لقيط عن أدهم بن محرز بن أسيد
الباهلي قال أنا أول راية دخلت أرض حمص وركزت حول مدينتها لراية ميسرة بن
مسروق العنسي ولقد كانت لأبي أمامة ولأبي محرز بن أسيد (3) راية وأول رجل من
المسلمين قتل رجلا من المشركين لأبي محرز بن أسيد (3) إلا أن يكون رجلا من
حمير فأنه حمل وأبي جميعا فقتل كل واحد منهما في حملته تلك رجلا من
المشركين فكان أبي يقول أنا أول رجل من المسلمين قتل رجلا من المشركين
بحمص إلا الحميري فأني أنا وهو قتلنا في حملتنا رجلين
قال أدهم بن محرز الباهلي وإني لأول مولود ولد في الإسلام بحمص وأول
مولود فرض له بها وأول مولود رؤي في كتف يختلف بها إلى الكتاب أتعلم الكتاب
ولقد شهدت مشهدا ما أحب أن لي بذلك المشهد حمر النعم (4).
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري نا أبو بكر الخطيب أنا أبو منصور
محمد بن علي بن إسحاق الكاتب أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحزمي (5) أنا
أبو روق (6) أحمد بن محمد بن بكر الهزاني (7) نا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان
السجستاني قال قال خالد بن سعيد دخل أدهم بن محرز الباهلي أبو مالك بن أدهم
على عبد الملك ورأسه كالثغامه فقال لو غيرت هذا الشيب فذهب فاختضب بسواد ثم
دخل عليه فقال يا أمير المؤمنين قد قلت بيتا لم أقل بيتا قبله ولا أراني أقول بعده قال
هات فقال
ولما رأيت الشيب شينا لأهله * تفتيت وابتعت الشباب بدرهم (8)

(1) أبوه إبراهيم بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها، كما في الأنساب (المصيصي).
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى قدامة، وترجم له ترجمة قصيرة.
(3) بالأصل " أسد " تحريف والصواب ما أثبت عن م.
(4) الخبر في مختصر ابن منظور 4 / 230 وبغية الطلب لابن العديم 3 / 1336 - 1337.
(5) كذا رسمت بالأصل، وفي بغية الطلب: الخرقي وفي م: الخرقي.
(6) بالأصل: " أبو روق، أنا أحمد " تحريف والمثبت عن م وانظر بغية الطلب والأنساب (الهزاني).
(7) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى هزان، بطن من عتيك. وترجم له ترجمة قصيرة.
(8) البيت في بغية الطلب، وفي البيان والتبيين للجاحظ 3 / 327.
465

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن
أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد
الفرغاني أنا محمد بن جرير (1) قال قال هشام بن محمد قال أبو مخنف عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أدهم بن محرز الباهلي أنه أتى عبد الملك بن
مروان ببشارة الفتح قال فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فأن الله
قد أهلك من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضلالة سليمان بن صرد ألا وإن
السيوف تركت رأس المسيب بن نجبة خذاريف (2) ألا وقد قتل الله من رؤوسهم رأسين
عظيمين ضالين مضلين عبد الله بن سعد أخا الأزد وعبد الله بن وال أخا بكر بن
وائل فلم يبق بعد هؤلاء أحد عنده دفاع ولا امتناع
أنبأنا أبو علي بن نبهان وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي (3)
عن علي بن شاذان نا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز نا الحسن بن علي بن
شبيب وإسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرقي قالا نا محمد بن خلاد أبو بكر
الباهلي نا هشيم بن أبي ساسان حدثني أبي (4) بن ربيعة الصيرفي قال سمعت
عبد الملك بن عمير يقول خرجت يوما من منزلي نصف النهار والحجاج جالس
بين يديه رجل موقف عليه كمة (5) من ديباج والحجاج يقول أنت همدان مولى
علي تعال سبه قال إن أمرتني فعلت وما ذاك جزاؤه رباني صغيرا وأعتقني كبيرا
قال فما كنت تسمعه يقرأ من القرآن قال كنت أسمعه في قيامه وقعوده وذهابه ومجيئه
يتلو " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا
أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب
العالمين " (6) قال فابرأ منه قال أما هذه فلا سمعته يقول تعرضون على سبي
فسبوني وتعرضون على البراءة مني فلا تبرؤا مني فإني على الإسلام (7)

(1) تاريخ الطبري 5 / 605 وبغية الطلب 3 / 1337.
(2) يعني قطعا (القاموس).
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى برج، وهي قرية من قرى أصبهان، وله في الأنساب ترجمة قصيرة.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن بغية الطلب.
(5) الكمة: القلنسوة (القاموس).
(6) سورة الأنعام، الآيتان: 44 - 45.
(7) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1338 ومختصر ابن منظور 4 / 131.
466

وقال أما ليقومن إليك رجل يتبرأ منك ومن مولاك يا أدهم بن محرز قم إليه
فاضرب عنقه فقام إليه يتدحرج كأنه جعل (1) وهو يقول يا ثارات عثمان قال فما
رأيت رجلا كان أطيب نفسا بالموت منه ما زاد على أن وضع القلنسوة عن رأسه وضربه
فندر رأسه رحمه الله تعالى
581 أدهم مولى عمر بن عبد العزيز (2)
حكى عن عمر
روي عنه عبد السلام البزاز
أخبرنا أبو القاسم الشحامي بمصلى نيسابور في يوم عيد بالمصلى أنا أبو بكر
البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا العباس بن محمد نا
أحمد بن إسحاق نا عبد السلام بن (3) البزاز عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز
قال كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين
فيرد علينا ولا ينكر ذلك علينا (4)
582 أرتاش بن تتش بن ألب رسلان
ويقال ألتاش (5)
كان أخوه الملك دقاق قد نفده إلى بعلبك فاعتقل بها فلما هلك دقاق في سنة
سبع وتسعين راسل طغتكين أتابك كبشتكين التاجي الخادم والي بعلبك في إطلاق
أرتاش فوصل إلى دمشق فأقامه في منصب أخيه يوم السبت لخمس بقين من ذي
الحجة أو ذي القعدة سنة سبع وتسعين وأربعمائة
فأقام بها إلى أن خرج منها سرا في صفر (6) سنة ثمان وتسعين لاستشعار استشعره

(1) الجعل: الرجل الأسود الدميم، أو اللجوج ودويبة (القاموس).
(2) ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1340.
(3) سقطت من ابن العديم.
(4) الخبر في ابن العديم 3 / 1340
(5) ترجمته في الوافي بالوفيات 8 / 335.
(6) في الوافي: أقام في السلطنة ثلاثة أشهر.
467

من طغتكين وزوجته أم الملك دقاق ومضى إلى بغدوين ملك الفرنج طمعا في أن
يكون له ناصرا فلم يحصل منه على ما أمل فتوجه عند اليأس منه إلى ناحية الرحبة
ومضى إلى الشرق فهلك (1).

(1) في الوافي: هلك سنة سبع وتسعين وأربعمئة. وفي تاريخ ابن القلانسي (ذيل تاريخ دمش) في حوادث سنة
500 ما يشير إلى وجوده حيا في هذه السنة وهو مقيم بالرحبة عند واليها هاربا من دمشق بعد وفاة أخيه
الملك دقاق.
468