الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٦
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبى القاسم على بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء السادس
أحمد بن محمود - إبراهيم بن العباس
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ 1995 م
بيروت - لبنان
دار الفكر: حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسى - يلكس: 41392 فكر
ص. ب 706 / 11 - تلفون: 643681 - 838053 - 837898 - دولي: 860962
فاكس: 0012124187875
2

ذكر من اسم أبيه محمود من الأحمدين (1)
259 أحمد بن محمود بن الأشعث
ويقال ابن محبوب بن الأشعث
أبو علي المعدل
المتولي لعمارة المسجد الجامع بدمشق من قبل القضاة
له ذكر وحدث عن أبي الحارث أحمد بن سعيد وأبي الحسن محمد بن
محمد بن عمارة العطار
روى عنه أحمد بن الحسن بن أحمد الغساني
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم
قالا أنا أحمد بن علي بن زهير نا أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن
القاسم بن الطيان أنا أبو علي أحمد بن الأشعث المعدل بدمشق نا أبو الحارث
أحمد بن سعيد نا أبو النضر إسماعيل بن عبد الله البغدادي نا عبد الله بن بكر
السهمي نا سنان بن ربيعة عن ثابت البناني عن عبيد بن عمير عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من مسلم يبتلى ببلاء في جسده إلا كتب الله له كل عمل
صالح كان يعمله في صحته ومرضه [1382]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري الحافظ قال قرئ لأبي علي أحمد بن محمود بن
الأشعث القيم بجامع دمشق أمينا من قبل القاضي على حجر في المأذنة الغربية كتاب

(1) زيادة اقتضاها السياق للايضاح.
3

باليونانية ففسر بالعربية فإذا عليه مكتوب
لما كان العالم محدثا والحدث داخل عليه وجب أن يكون له محدث وكانت
الضرورة تقود إلى التعبد لمحدثه لا كما ذكر ذو اللحيين وذو السنين وأشباههما فلما
دعت الضرورة إلى عبادة هذا الخالق بالحقيقة تجرد لإنشاء البيت وتولي النفقة عليه
محب الخير تقربا منه إلى منشئ العالم ومبتدئه وإيثارا لما عنده وذلك في سنة ألفين
وثلاثمائة لأصحاب الاصطوان فليذكر كل من دخل هذا البيت للصلاة فيه العاني به
وذكر أبو نصر بن الجبان حديثا (1) آخر قال فيه قرأ رجل يوناني لأبي علي
أحمد بن محمود بن الأشعث فذكر مثله وقال في سنة ألفين (2) وثمانمائة ونسخته من
أبي علي بن الأشعث من نسخة بخطه في سنة خمس وستين وثلاثمائة
260 أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل
أبو الحسن الهروي (3)
قدم دمشق سنة (4) تسع وسبعين ومائتين
وروى عن الحسن بن علي الحلواني (5) ومحمد بن علي الصنعاني (2) أبي وهب
(6) بن موسى الفروي
ومحمد بن يحيى بن الطريش الفندي وهناد بن السري ومحمد بن يحيى الذهلي (7) وعثمان بن سعيد الدارمي وأبي بكر أحمد بن
محمد بن أبي بكر السالمي المدني (8) وعبد الرحمن بن يحيى الحراني
ومحمد بن عوف ومحمد بن حميد الرازي ويزيد بن سنان (2) وسمع (1) بدمشق
زكريا بن يحيى السجزي
روى عنه أبو عبد الله بن مروان وأبو علي محمد بن محمد بن آدم وأبو

(1) مطموسة بالأصل ولعل الصواب أثبتناه وفي م: في موضع آخر.
(2) مكانها مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(3) مكانها مطموس بالأصل والمثبت عن م ومختصر ابن منظور 3 / 296 وتهذيب ابن عساكر 2 / 90.
(4) مكانها مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(5) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى حلوان، (انظر معجم البلدان).
(6) مكانها مطموس بالأصل. وفي م: هارون بن موسى الغروي.
(7) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل والمستدرك عن تاريخ بغداد 5 / 156 وم.
(8) اسم طمس بالأصل وفي م: وأحمد بن محمد بن أبي يزة.
4

القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب
وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن عقبة وجعفر بن محمد الكندي وعبد الرحمن بن
حنس (2) وأبو (3) الميمون بن راشد
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن (4) حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أ نا
تمام بن محمد أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم محمد بو محمد بن عبد (5)
حميد بن خالد قالا نا أبو (6) الحسن أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل الهروي نا
الحسن بن علي الحلواني نا يزيد بن هارون نا (7) قتيبة بن سعيد نا حماد مولى
بني أمية عن جناح مولى الوليد بن عبد الملك عن واثلة بن الأسقع (8) قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خير شبابكم من تشبه بكهولكم وشر كهولكم من تشبه (9)
بشباكم [1383]
قال وأنا تمام بن محمد نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثني أبو
عبد الله (10) محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني بأصبهان حدثني محمد بن
عثمان بن كرامة نا عبد بن عنبسة (11) عن حماد مولى بني أمية عن جناح
فذكره بإسناد مثله
أخبرنا أبو الحسن (12) علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
نصر بن الجندي نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن (13) أبي العقب نا أبو الحسن

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م.
(2) كذا وبعدها مطموس. وفي م: جيش الفرغاني.
(3) مكانها مطموس والصواب ما أثبتناه. عن م.
(4) مكانها مطموس بالأصل، وما بين معكوفتين أثبت عن م.
(5) مكانها مطموس بالأصل. والمثبت عن م.
(6) مكانها مطموس بالأصل، والصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.
(7) مكانها مطموس بالأصل، وزيادة عن م.
(8) مكانها مطموس، والمثبت عن م.
(9) مكانها مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(10) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 188.
(11) مطموس بالأصل وفي م: عبيد الله بن مولى عن عنبة.
(12) مكانها مطموس بالأصل والصواب ما أثبت وقد مر كثيرا.
(13) ما بين معكوفتين مطموس مكانة بالأصل، وما أثبت عن م وسير أعلام النبلاء 16 / 38.
5

أحمد محمود الهروي الشيخ الصالح بحديث ذكره
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري أنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الله (1) عبد بن أحمد الهروي إجازة أنا أبو بكر (2) عبد الله بن محمد
المر (3) بن محمد بن يونس البزار قال أحمد بن محمود بن مقاتل الشيخ
الصالح أبو الحسن رحل في طلب (4) الحديث ثلاثا وثلاثين مرة (5) قدم دمشق
طالب علم سنة تسع وسبعين ومائتين روى عنه أبو (6) الميمون بن راشد وأبو علي
الحسن بن حبيب الحصائري وأبو الهيدام غيلان بن المازني (7) وأبو جعف
محمد بن عمرو بن موسى العقيلي وأحمد بن محمد بن يونس الهروي البزار
وذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي أنه مات سنة
إحدى وثلاثمائة
261 أحمد بن محمود (8)
حدث عن الوليد بن مسلم
روى عنه ابنه عبد الله
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي عن أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد بن مسلم
الأبهري أنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الحسين بن سعيد بن ماهان النجيرمي أنا
أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي نا
عبد الله بن أحمد بن محمود الدمشقي قال سمعت أبي يقول سمعت الوليد بن مسلم
يقول سألت مالك بن أنس عن حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) من أكل وهو صائم وهو ناسي (9)

(1) مطموس بالأصل. وفي م: بن محمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أنا أبو ذر.
(2) مطموس بالأصل. وفي م: أبو بكر محمد بن.
(3) مطموس بالأصل. وفي م: المزكي، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد.
(4) ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وزيدت عن م.
(6) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت اقتبسناه مما سبق أثناء الترجمة.
(7) مطموس بالأصل. ومكانه في م: زفر بن جبر.
(8) زيد في مختصر ابن منظور 3 / 296 الدمشقي.
(9) كذا بالأصل، والصواب " وهو ناس " كما في مختصر ابن منظور.
6

فليتم صومه فإنما هو رزق ساقه الله إليه [1384]
فقال مالك الحديث صحيح ولكن عنى به النبي (صلى الله عليه وسلم) النافلة لا الفريضة أما
سمعت إلى قول النبي (صلى الله عليه وسلم) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت (1) [1385] وكل من ترك شيئا من هذا
ناسيا فعليه القضاء وإنما الحديث في التطوع لا في الفريضة [* * * *]
قال الوليد فذكرت ذلك للأوزاعي فقال صدق مالك
262 أحمد بن محمود أبو بكر الرسعني (2)
حدث عن أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني (3)
روى عنه أبو الفرج محمد بن أحمد بن علي بن جعفر العين زربي (4)
أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد عن جده أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن
عبد الواحد أنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علي بن جعفر المعروف بابن الفاثوري
في داريا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الجمال الصوفي (5) وأبو بكر أحمد بن
محمود الرسعني (6) قالا أنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني بحلب نا
عمي أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي نا أبو عمير عيسى بن محمد النحاس الرملي نا
سوار بن عمارة عن زهير بن محمد بن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن
عباس قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
اقتلوا الفاعل والمفعول به (7) [1386]

(1) في المختصر، وحج البيت وصوم رمضان.
(2) في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1126 " الرسعيني " والمثبت في الأصل مثل المختصر والأنساب وهذه النسبة
بدون " ياء " إلى رأس عين بلدة من ديار بكر، وفي اللباب: وليست من ديار بكر وإنما هي من أرض الجزيرة
بينها وبين حران يومان.
(3) الأذني: بفتح الألف والذال هذه النسبة إلى أذنة وهي من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس.
(4) زيد في بغية الطلب لابن العديم: " المعروف بابن الفاثوري ".
(5) ابن العديم: الحبال.
(6) ابن العديم: الرسعيني، بإثبات الياء.
(7) انظر الحديث في كنز العمال 5 / 13125 و 13646.
7

263 أحمد بن مخلد بن ناصح
أبو الحسن العذري (1)
حدث عن سليمان بن عبد الرحمن
روى عنه إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان القنطري
264 أحمد بن مدرك بن زنجلة
أبو عبد الله ويقال أبو جعفر الرازي
سمع بدمشق دحميا وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان وهشام بن عمار
وعطاف بن قيس الزاهد وبغيرها أيوب بن عروة الكوفي نزيل الري وحرملة بن
يحيى التجيبي وقتيبة بن سعيد وأبا تميلة (2) يحيى بن واضح المروزي
روى عنه الفضل بن شاذان ومحمد بن عياش بن بسام وأبو الحسن محمد بن
عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازيون وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي وزكريا بن
يحيى الساجي وأبو عبد الله محمد بن إسحاق الأصبهاني المسوحي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد نا أبي أبو الحسين نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس وأبو
عبد الله عبد الوهاب بن مسلم بن زرارة وأبو عبد الله أحمد بن مدرك بن زنجلة
الرازيون
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه
نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله وعقيل بن عبيد الله بن أحمد بن
عبدان
قالا أنا أبو الحسين أحمد بن الجنيد الرازي نا أبو عبد الله محمد بن أيوب
وأبو محمد عبد الوهاب بن مسلم أخي محمد بن مسلم بن وارة وأبو عبد الله أحمد بن
مدرك بن زنجلة الرازيون قالوا نا أيوب بن عروة الكوفي وكان يسكن الري أنا أبو

(1) سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 203.
8

مالك الجنبي (1) زاد الفقيه الكوفي واسمه وقالا عمرو بن هاشم نا عبيد الله بن
عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا نكاح إلا بولي زاد (2) [
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر الحسن بن
سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء
قال وأنا ابن منده أنا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا أنا
ابن أبي حاتم (3) قال أحمد بن مدرك أبو عبد الله من قرية بيستا (4) روى عن
عطاف بن قيس الزاهد ودحيم وعبد الله بن ذكوان روى (5) عنه الفضل بن
شاذان ومحمد بن عباس بن بسام سألت أبي عنه فقال (6)
أخبرنا أبو زكريا بن منده إجازة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو
القاسم عن أبيه أبي عبد الله أنا أبو سعيد بن يونس قال أحمد بن مدرك يكنى أبا
جعفر من أهل الري قدم مصر وحدث توفي بمصر في جمادي الآخرة سنة أربع
وخمسين ومائتين
265 أحمد بن مستور (7)
ولي إمرة دمشق من قبل الحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالسيد (8) يوم
الثلاثاء لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان من سنة إحدى وستين وثلاثمائة
فأقام (9) بها إلى رجب من سنة اثنتين وستين ثم اعتل علة طويلة ثم خرج في آخر رجب

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جنب قبيلة من اليمن، ينتسب إليها جماعة من حملة العلم. وذكر
المبرد في كتاب مختصر نسب عدنان وقحطان أن جنيا عدة قبائل (ست قبائل، ذكرهم السمعاني في
الأنساب).
(2) بالأصل مطموس مقدار كلمتين. والذي في مختصر ابن منظور: لا نكاح إلا بولي وشاهدين.
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 76.
(4) كذا بالأصل والجرح والتعديل، وفي معجم البلدان والأنساب: بيستى، قال السمعاني: هي قرية من قرى
الري فيما أظن.
(5) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، وأثبت اللفظتان عن الجرح والتعديل.
(6) كذا بالأصل، وبياض في الجرح والتعديل.
(7) كذا بالأصل غير منقوطة، والمثبت عن م وفي تهذيب ابن عساكر 2 / 91: " مسور ".
(8) مكانها مطموس بالأصل والمثبت عن م.
(9) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
9

إلى جهة طبرية (1) واستخلف على دمشق رجلا من (2) وجوه بني كلاب فأقام
الكلابي إلى النصف من شهر رمضان سنة اثنتين وستين ومات أحمد بن مستور (3) عند
طبرية في رجب
266 أحمد بن مسعود المقدسي
قيل إنه دمشقي
حدث عن عمرو بن أبي سلمة
روى عنه سليمان الطبراني
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن
مسعود الدمشقي (4) نا عمرو بن أبي سلمة نا صدقة بن عبد الله عن الأوزاعي عن
أبي الزبير عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أبلي خيرا فلم يجد إلا الثناء فقد شكره
ومن كتمه فقد كفره ومن تحلى بالباطل فهو كلابس ثوبي زور (5) [1387]
كذا وقع في الأصل وقد روى عنه في غير موضع فقال المقدسي
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه نا أبو (6)
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن مسعود المقدسي نا عمرو بن أبي
سلمة نا سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أن رجلا أتاه فقال بم
أهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أهل بالحج وانصرف عنه ثم جاءه من العام المقبل فقال
بم أهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ألم تأتني عام أول قال بلى ولكن أنس بن مالك زعم
أنه قرن (7) فقال ابن عمر إن أنسا كان يتولج على النساء مكشفات الرؤوس وإني
كنت تحت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسني لعابها أسمعه يلبي بالحج

(1) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
(2) مطموس بالأصل وما بين معكوفتين عن م.
(3) كذا بالأصل غير منقوطة، وفي تهذيب ابن عساكر 2 / 91 " مسور ".
(4) قسم من اللفظة مطموس، والصواب ما أثبت من اسمه في بداية الترجمة.
(5) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل والمثبت عن م.
(6) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والزيادة عن م.
(7) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " فرق ".
10

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا سليمان بن أحمد نا
أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ببيت المقدس سنة أربع وسبعين
ومائتين فذكر حديثا
267 أحمد بن مسلمة بن جبلة بن مسلمة بن أوفى
ابن خارجة بن حمزة بن النعمان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أبو العباس العذري
حدث عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرامي وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجاج
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العبدري نا أبو العباس أحمد بن
مسلمة العذري نا أحمد بن عبد الله الدمشقي نا زكريا بن إبراهيم الخصاف عن
السليط بن سبيع وكان من بني عامر قال كنت تاجرا وكان أكثر تجارتي في البحر
فركبت من ذلك إلى بلاد الصين فأتيت على راهب من رهبان الصين كان على دين
عيسى بن مريم عليه السلام وكان مؤمنا فناديته يا راهب فأشرف من صومعته
فقال ما تشاء قلت من تعبد قال الذي هو خلقني وخلفك قلت يا راهب فعظيم
هو قال نعم يا فتى عظيم في المنزلة قد حوت عظمته كل شئ لم يحلل بنفسه في
الأشياء فيقال منها ولم يعتزل فيقال ناء عنها قلت يا راهب فأين الله من محل قلوب
العارفين قال يا فتى إن محل قلوب العارفين لا يغرب (2) عن الله بعد إذ علم أنها إليه
مشتاقة قلت يا راهب فما الذي قطع بالخلق عن الله قال حب الدنيا لأنها أصل
المعاصي ومنها تفجرت ولم تصل بهم إلى إبطال تركها قلة معرفة ولتركها ثلاث
منازل
فأولها منزلة ترك الحرام من والقول الفعل والعزائم والرضا بما جل من ذلك أو

(1) بالأصل: " ربدة " والمثبت والضبط عن التبصير.
(2) في مختصر ابن منظور 3 / 298 لا تعزب.
11

دق حتى تطيع (1) الله فيمن عصاه فيك وتعتزل الصديق والعدو فعند ذلك تتفجر ينابيع
الحكمة من قلبك وتدع الهوى بنور الإيمان عليك
والمنزلة الثانية ترك الفضول من القول والمقال والمثال حتى تر حم من ظلمك
وتصل من قطعك وتعطي من حرمك فعند ذلك تقاد بحلاوة يعني طاعة الله عز
وجل وبعزم الإرادة وترتبط بحبل الطاعة
والمنزلة الثالثة ترك العلو والرياسة واختيار التواضع والذلة حتى تصير مثل
مملوك لسيده وبإرماج النظر تطلعت للنفس إلى فضول الشهوات فأظلم القلب ولم ير
جميلا فيرغب فيه ولا قبيحا فيأنف منه وبضبط النظر ذلت النفس عن فضول
الشهوات فانفتح القلب فأبصر جميلا يرغب فيه وا نكشف العقل فأبصر
قلت يا راهب فأيما العقل قال أوله المعرفة وفرعه العلم وثمرته السنة قلت
يا راهب متى يجد العبد حلاوة الإيمان والأنس بالله قال إذا صفا الود وجادت
المعاملة قلت يا راهب متى يصفو الود قال إذا اجتمعت الهموم فصارت في
الطاعة قلت يا راهب متى تخلص المعاملة قال إذا اجتمعت الهموم فصارت
واحدة
قلت يا راهب عظني وأوجز قال لا يراك الله حيث يكره قلت زدني من
الشرح لأفهم قال كل حلالا وارقد حيث شئت قلت يا راهب لقد تحليت
بالوحدة قال يا فتى لو ذقت طعم الوحدة لاستوحشت لها (2) من نفسك الوحدة
رأس العبادة ومؤنسها الفكرة قلت يا راهب فما أشد ما يصيبك في صومعتك من
هذه الوحدة قال يا فتى ليس في الوحدة شدة الوحدة أنس المريدين قلت يا راهب
ما أشد ذلك عليك قال تواتر الرياح العواصف في الليل الشاتي قلت تخاف أن
تسقط فتموت فتبسم تبسما لم يفتح فاه ولكن أشرق وجهه وقال يا فتى هل العيش إلا
في السقوط وما أشبهه من أسباب الموت قلت فلم يشتد ذلك عليك إن كان كذلك
قال يا فتى أما والله إذا اشتدت علي الريح وعصفت ذكرت عند ذلك عصوف الخلق في

(1) عن المختصر، وبالأصل: " لصع ".
(2) المختصر: إليها.
12

الموقف مقبلين ومدبرين لا يدرون ما يراد بهم حتى يحكم الله بين عباده وهو خير
الحاكمين وصاح صيحة أفزعتني من شدتها يا طول موقفاه قلت يا راهب بما تقطع
الطريق إلى الآخرة قال بالسهر الدائم والظمأ في الهواجر قلت يا راهب فأين
طريق الراحة قال في خلاف الهوى قلت يا راهب متى يجد العبد طعم الراحة
قال عند أول قدم يضعها في الجنة قلت يا راهب لقد تخليت عن الدنيا وتعلقت في
هذه الصومعة قال يا فتى إنه من مشى على الأرض عثر ففررت فرار الأكياس من فخ
الدنيا وخفت اللصوص على رحلي فتعلقت في هذه الصومعة وتحصنت بمن في
السماء من فتنة من في الأرض لأنهم سراقون للعقول وتخوفت أن يسرقوا عقلي
وذلك أن القلب إذا صافى صديقه ضاقت به الأرض وإذا أنا تفكرت في الدنيا تفكرت
في الآخرة وقرب الأجل فأحببت الرجل إلى رب لم يزل قلت يا راهب فمن أين
تأكل قال من زرع لم أتول بذاره من بيدر اللطيف الخبير ثم قال يا فتى إن الذي
خلق الرحا هو يأتيها بالطحين ثم أشار بيده إلى رحا ضرسه قلت يا راهب كيف
حالك في هذا الدنيا قال كيف حال من يريد سفرا بعيدا بلا أهبة ولا زاد ويسكن قبر
بلا مؤنس ويقف بين يدي حكم عدل
ثم أرخى عينيه فبكى قلت يا راهب ما يبكيك قال يا فتى (1) حقا أقول لك
ذكرت يوما مضى (2) من أجلي لم يحسن فيه عملي أبكاني قلة الزاد وبعد المعاد
وعقبة هبوط إلى جنة أو إلى نار قلت يا رهب فلو تحولت هذه الصومعة
وخالطتنا فإن عندنا رهبانا يخالطونا ويعاشرونا قال هيهات يا فتى كم من متعبد لله
بلسانه معاند له بقلبه يقاد إلى عذاب السعير ذاك زاهد في الظاهر راغب في الباطن
حسن القول خبيث المعاملة مشارك لا بناء الدنيا لا (3) أو يفر من جوار
إبليس قلت استغفر الله قال يا فتى سرعة اللسان بالاستغفار من غير بلوغ توبة
الكذابين ولو علم اللسان مما يستغفر الله لجف في الحنك يا فتى إن الدنيا منذ
ساكنها الموت لم تقر بها عين كلما تزوجت الدنيا بزوج طلقها الموت فالدنيا من

(1) في المختصر: يا بني.
(2) زيادة عن م.
(3) سقطت من الأصل وم ومكانها بياض في المختصر، وفي تهذيب ابن عساكر يبعد أو يفر.
(4). الزيادة عن م.
13

الموت طالقة لم تقض عدتها بعد فمثلها مثل الحية لين مسها والسم في جوفها
يحذرها رجال ذوو عقول ويهوي إليها الصبيان لقلة عقولهم وتضرعهم بمرارة
عيشهم وكدرة صفوها يا فتى كم من طالب الدنيا لا ينال حاجته ولم يبلغ أمله ولم
يدركها ومدرك لها إدراك فيه مرارة عيشها وكدر صفوها
واعلم يا فتى أن شدة السحاب ومعاينة الأهوال مع الحمل الثقيل سيثقل اليوم على
المسرفين بما عملوا ومرحوا في الأرض بغير ما أمروا يا فتى اجتناب المحارم رأس
العبادة وسيعلم المتقون بما صبروا على سجع (1) الدنيا والطريق والظمأ في الهواجر
والقيام على الأقدام في ظلم الدحى وإجاعة الأكباد وعري الأجساد وذلك أن الله عدل
في قضائه سابق في مقاله أن لا يضيع أجر المحسنين قلت يا راهب إني لأريد لنفسي
شيئا من المطعم والمشرب فلا يكفيني حتى تتوق نفسي إلى أكثر من ذلك قال يا فتى
إن نواصي العباد في يد الله عز وجل وقبضته فلا يجوزون من ذلك إلى غيره قد قسم
أرزاقهم وفرغ من آجالهم تدبير الله عز وجل في مطعمه ومشربه أحرى ألا يجريه تدبير
لنفسه قلت أوه ضربت فأوجعت وشددت فأوثقت قال بل أطعمت وأشبعت
ووعظت فنفعت قلت يا راهب بما يستعان على الزهد في الدنيا قال بتقصير الأمل
وذكر الموت والمداومة على العمل قلت يا راهب فمتى (2) ترحل الدنيا عن القلب
وتسكن الحكمة الصدر
فصاح صيحة خر مغشيا عليه ومكث ساعة كذلك ثم أفاق من غشيته فقال لي
كيف قلت قال فأعدت عليه القوم فقال لا والله لا ترحل الدنيا عن القلب وأنت
منكب على القراريط والفلوس تتلذذ بالنظر إلى كثرتها وتستعين بكسب الحرام على
جمعها وأنت تحب النظر إلى هؤلاء وأشار بيده إلى الخلائق ثم قال لا ترد موارد
السباع الضارية المنقطعة عن الخلائق في الكهوف وأطراف الجبال الشواهق الصم
الصلاب يقول المسيح عيسى بن مريم لا ينال العبد منال الصديقين ودرجة المقربين
ويعرف في الملكوت الأعلى حتى يترك امرأته أرملة عن غير طلاق وصبيانه يتامى من
غير موت ويأوي إلى مرابض الكلاب فعند ذلك يعرف في الملكوت الأعلى وينال

(1) في اللسان (سجع): السجع: الاستقامة.
(2) عن المختصر وبالأصل " فما ".
14

الدرجة الخامسة من درجات العارفين وأما قولك متى تسكن الحكمة الصدر حتى
يراك الله وقد أعتقت رقبتك من أن تكون مملوكا لامرأتك وأجيرا لولدك قلت يا راهب
فما أول قيادة القلب إلى الزهد في الدنيا والرضا بالقسم قال بإماتة الحرص وبذبح
حنجرة المطعم فإن كثرة المطعم تميت القلب كما يموت البدن قلت يا راهب فأكون
معك وأقيم عليك قال وما أصنع بك وأي أنس لي فيك ومعي عاطي الأرزاق
و (1) قابض الأرواح يسوق إلي رزقي في وقته ولم يكلفني حمله ولا يقدر على ذلك
أحد غيره
ثم قال يا فتى طوبى لمن ترك شهوة حاضره لموعد لم يره كما لا يجوز فيكم
الشريف (2) كذا لا يجوز كلامكم إلا بنور الإخلاص كم من صلاة قد زخرفتموها بآية
من كتاب الله كما تزخرف الفضة السوداء بالبيضاء للناظرين إليها حتى ينظروا بنور
الإخلاص لا فساد لها عند إصلاح الضمائر تكفير الكبائر ثم قال يا فتى إن العبد إذا
أضمر على ترك الآثام أتاه القنوع ثم قال يا فتى ربما استنظرني (3) الفرج من مجلسي
إلى الصلاة ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا وأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل
اللهو في لهوهم يا فتى همة العاقل النجاة والهرب وهمة الأحمق واللهو والطرب ثم
قال يا فتى إذا أضمر العبد على الزهد في الدنيا تعلق قلبه في الملكوت الأعلى نظر
إلى الدنيا بعين القلة فنظره إلى ما فيها عبرة وسكوته عن القول مغنم وذلك عندما ينال
الدرجة السادسة قلت يا راهب فما أول الدرجات التي يقطع فيها المريدون وهي
باب الإرادة قال رد المظالم إلى أهلها وخفة الظهر من التبعات فإن العبد لا تقضي
له حاجة وعليه مظلمة لا تبعة قلت يا راهب ما أفضل الدرجات قال الصبر على
البلاء والشكر على الرخاء وليس فوق الرضا درجة وهي درجة المقربين ثم عاد
بالكلام على نفسه فأقبل يعاتبها وهو يقول ويحك يا نفس ما إن أراك في تقلبك
ومثواك أثبت إلا الفرار من الحق والموت يقفوك فأين تفرين ممن أنت له عاصية وهو
إليك محسن ثم قال إلهي وسيدي أنت الذي سترت عيوبي وأظهرت محاسني حتى
كأني لم أزل أعمل بطاعتك إلهي أنا الذي أرضيت عبادك بسخطك فلم تلكني إليهم

(1) الزيادة عن المختصر.
(2) المختصر، وبالأصل " الزيف ".
(3) في المختصر: استطربني الفرح.
15

وأمددتين بقوتك إلهي وسيدي إليك انقطع المريدون في
ظلم الدجى وباكروا الدلج في ظلم الأسحار يرجون رحمتك وسعة مغفرتك اللهم أسكني في درجة المقربين
واحشرني في زمرة العارفين فإنك أجود الأجودين وأكرم الأكرمين يا مالك يوم الدين
268 أحمد بن مطرف
أبو الحسن السبتي (1) القاضي
قدم دمشق وحدث بها عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي المالكي وأبي
يحيى بن أبي ميسرة وهشام بن علي السيرافي وجعفر بن محمد بن سوار
النيسابوري وعلي بن محمد بن سهل وأحمد بن عبيد الله النرسي
روى عنه أبو هاشم المؤدب وعلي بن أحمد بن محمد بن يوسف السامري
و (2) أبو الحسن بن الرفاء
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي
العلاء سنة ست وثمانين وأربعمائة أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي
أنا القاضي أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الرفاء بسر من رأى نا القاضي أبو
الحسن أحمد بن مطرف نا جعفر بن محمد نا أحمد بن نصر أنا يعلى بن عبيد نا
سفيان عن أبي حمزة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء [1388]
أخبرنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذاني إجازة أنا أبو
الحسين بن حسنون النرسي أنا جدي لأمي علي بن أحمد بن محمد بن يوسف نا
القاضي أحمد بن مطرف نا أبو جعفر أحمد بن صالح الوراق الرازي وأبو العباس
عبد الرحمن بن محمد الظهراني قالا نا سلمة بن شبيب نا عبد الله بن إبراهيم
المدني نا عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي
هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لله عمودا من نور يوم القيامة (3) بين يديه فإذا قال

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى السبت، وهو أول يوم من الأسبوع، وسبتة مدينة من بلاد المغرب
من بلاد العدوة على ساحل البحر (الأنساب).
(2) زيادة اقتضاها السياق للايضاح.
(3) قوله " يوم القيامة " سقط من المختصر.
16

العبد لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود فيقول الله عز وجل أسكن فيقول كيف أسكن
ولم تغفر لقائلها قال فيقول إني قد غفرت له فيسكن عند ذلك [1389]
أخبرني أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي عن (1) أبي الفتح نصر بن
إبراهيم بن نصر أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني إجازة نا أبو هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي نا أبو الحسن أحمد بن مطرف القاضي السبتي
قدم علينا نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت سهل (2) الخياط يقول سمعت
أبا بكر بن عياش يقول لولا أن السنة جرت بأبي بكر ما قدمنا على عمر أحدا أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (3) أحمد بن مطرف أبو الحسن (4) القاضي السبتي حدث بسر من رأى عن
أبي يحيى بن
أبي ميسرة (5) المكي وهشام بن علي السيرافي وجعفر بن محمد بن
سوار النيسابوري روى علي بن أحمد بن محمد بن يوسف السامري وذكر أنه
سمع منه في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة
269 أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي (6)
روى عن الوليد بن مسلم وأبي معاوية يمان الأسود والحر بن وسيم العابد
وأبي سليمان الداراني وعبد الله وهب وسليمان الخواص
روى عنه محمد بن وهب بن عطية وأحمد بن أبي الحوراي والقاسم بن
عثمان الجوعي الدمشقيون
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنا عمر بن أحمد
السمسار أنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش أنا أبو عبد الله يحيى بن
محمد بن أبي عيسى الناقد نا سعيد بن عثمان الخياط نا أحمد بن أبي الحواري قال

(1) بالأصل " بن " والصواب " عن " قياسا إلى مماثل انظر المطبوعة 7 / 139.
(2) كذا بالأصل بدون تنوين.
(3) تاريخ بغداد 5 / 171.
(4) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل: " مسرة ".
(6) ترجم له في الأنساب (المذحجي).
17

سمعت أحمد بن وديع قال قال أبو سليمان
من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ومن وعظه على رؤوس الخلائق فإنما يريد الشنعة
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثني عبد العزيز بن أحمد نا أحمد (1) بن
أبي الحواري قال سمعت أحمد بن وديع
أنا (2) عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد
اللهبي نا أبو عبد الرحمن محمد بن العباس بن الدرفس نا أحمد بن أبي الحواري
قال سمعت أحمد بن وديع
قال قال أبو معاوية يعني الأسود إخواني كلهم خير مني قيل له يا أبا معاوية
وكيف ذاك قال كلهم يرى لي الفضل على نفسه ومن فضلني على نفسه فهو خير
مني
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن
عبد الله بن أبي صادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه (3)
الشيرازي نا عبد الواحد بن بكر نا أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة نا محمد بن
شيبة نا أحمد بن أبي الحواري نا أحمد بن وديع قال قال أبو معاوية وكيف ذاك (4)
قال كلهم يرى لي الفضل على نفسه ومن فضلني على نفسه فهو خير مني
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه وأخبرني عنه أبو المعمر
المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة قالا أنا
أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا محمد بن
جعفر الخرائطي نا إبراهيم بن الجنيد نا عون بن إبراهيم حدثني أحمد بن أبي
الحواري حدثني أحمد بن وديع عن الوليد بن مسلم قال كانت امرأة من التابعين

(1) زيادة اقتضاها السياق للايضاح قياسا إلى سند مماثل.
(2) سقط " ح " حرف التحويل من سند إلى سند ووجودها ضروري.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت والضبط عن التبصير 1 / 57.
(4) كذا وردت العبارة وجاء الخبر مبتورا، وانظر الرواية السابقة المتقدمة.
18

تقول اللهم أقبل بما أدبر من قلبي وافتح ما أقفل منه حتى تجعله هنيئا مريئا (1)
لذكرك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلصي (2) نا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري نا أحمد بن يوسف بن
خالد الثعلبي نا أحمد بن أبي الحواري نا أحمد بن وديع عن أبي معاوية الأسود
قال القرآن وحشي إذا تحدث وقرئ نفر القرآن
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
أبو عبد ا لله جعفر بن محمد بن هشام الكندي نا أبو زرعة الدمشقي في تسميته أصحاب
الوليد وابن شعيب وغيرهم أحمد بن وديع
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء
ح قال ابن منده وأنا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة
قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3) أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي
روى عن الحر بن وسيم العابد روى عنه محمد بن وهب بن عطية الدمشقي
وأحمد بن أبي الحواري والقاسم بن عثمان الجوعي وروى هو عن أبي معاوية
الأسود والوليد بن مسلم
270 أحمد بن المعلى بن يزيد
أبو بكر الأسدي
ختن دحيم قاضي دمشق نيابة عن أبي زرعة محمد بن عثمان القاضي
حدث عن يزيد بن عبد الله بن زريق ودحيم بن هشام
وهشام بن عمار وهشام بن خالد وأبي جعفر حماد بن المبارك الصنعاني وسليمان بن عبد الرحمن

(1) بالأصل " هنيا مريا " والمثبت عن المختصر.
(2) كذا، ومر كثيرا ب‍ " ابن المخلص ".
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 76 وذكره في موضع آخر باسم " أحمد بن وديع ".
19

وعثمان بن إسماعيل الهذلي والعباس بن عثمان ومحمود بن خالد وصفوان بن
صالح وأبي بكر محمد بن عبد الله بن بكار القرشي والوليد بن عتبة وإسماعيل بن
أبان وأحمد بن عبد الواحد عتود ويحيى بن موسى بن هارون القرشي وعمران بن
يزيد بن أبي جميل وعبد الحميد بن بكار البيروتي وعبد الله بن يزيد بن راشد
القرشي ومحمد بن تمام اللخمي ومحمد بن الجليل الخشني وعمرو بن محمد بن
الغاز وعبد الغفار بن عبد الرحمن بن نجيح وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري (1)
وشعيب بن شعيب بن إسحاق ومحمد بن روح الهاشمي وإبراهيم بن العلاء
الزبيدي زبريق (2) وأحمد بن أبي الحواري والقاسم بن عثمان الجوعي (3)
ومحمد بن المصفى الحمصي والعباس بن الوليد بن مزيد وأبي حاتم الرازي
روى عنه أبو الميمون بن راشد وأبو عبد الله بن مروان وأبو القاسم بن أبي
العقب وأبو علي أحمد بن محمد بن فضالة وخيثمة بن سليمان وأبو الحسن بن
جوصا وأبو إسحاق بن سنان والحسن بن حبيب وعمار بن الحرز بن عمرو بن
عمار الجسريني (4) وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن شلحويه
وإسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ومحمد بن يوسف الهروي وأبو عبد الرحمن
النسائي في تصانيفه وأبو عوانة الإسفرايني
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار نا
الوليد بن مسلم
قال وأنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي نا إسماعيل بن عياش
قالا نا صفوان بن عمرو عن حميد بن عبد الرحمن المري عن عبادة بن
الصامت أن رجلا سأله عن هذه الآية " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة (5) "

(1) هذه النسبة إلى خبائر، بطن من الكلاع (الأنساب).
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه: المعروف بابن زبريق.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الجوع.
(4) هذه النسبة إلى جسرين من قرئ غوطة دمشق.
(5) سورة يونس، الآية: 64.
20

فقال عبادة بن الصامت لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك قال سألت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له وهو كلام يكلم به
ربك عز جل عبده [1390]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا تمام بن محمد
إجازة أنا أبو عبد الله بن مروان نا ابن فيض قال استخلف أبو زرعة على دمشق
أحمد بن المعلى وعمر بن أحمد بن علي أبا الحارث وفارس بن أحمد فتوفي فارس
وبقي أحمد بن المعلى وأبو الحارث وتوفي أحمد بن المعلى في سنة ست وثمانين
ومائتين
قرأت علي أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا علي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهروي فيها يعني سنة وست وثمانين ومائتين
توفي أحمد بن المعلى الأسدي بدمشق في شهر رمضان
271 أحمد بن مقاتل بن مصكود بن أبي نصر
أبو العباس التوسي (1) المالكي (2)
إمام المسجد الذي على باب الصغير
قرأت عليه شيئا بالإجازة من نجا بن أحمد وكان يذكر أن له إجازة من أبي علي
الأهوازي ولم يكن الحديث من فنه (3) ولم يكن ثقة دفع إلي جزءا من أجزاء أبيه قد
سمع عليه وفيه سماع جماعة منهم ولد ولده نصر بن أحمد بن مقاتل فكشط (4)
ولد وجعل ابن أحمد وأحمد وكتب بعد أحمد ابنا مقاتل فصار ولده نصر وأحمد
ابنا مقاتل فجعل ابنه أخاه وقدمه عليه لجهله بما يحل بالتزوير وقلة علمه بما يجيل
المواد نعوذ بالله من الخذلان.

(1) كذا رسمت بالأصل وفي تهذيب ابن عساكر " السوسي ".
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن تهذيب ابن عساكر.
(4) كشط: الكشط: رفعك شيئا عن شئ قد غطاه وغشية من فوقه والكشط والقشط سواء في الرفع والإزالة
والقلع والكشف (اللسان: كشط).
21

ومات ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين
وخمسمائة ودفن في مقابر باب الصغير
272 أحمد بن مكي بن عبد الوهاب بن أبي الكراديس
أبو العباس
حدث عن أبي بكر (1) الميانجي
روى عنه علي الحنائي
قرأت بخط أبي الحسين الحنائي أنا أبو العباس أحمد بن مكي بن
عبد الوهاب بن أبي الكراديس أنا القاضي أبو بكر (2) يوسف بن القاسم الميانجي أنا
أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة نا أبو الوليد هشام بن عبد الملك
الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي عن شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت
البراء يقول إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر رجلا إذا أخذ مضجعه وقال ابن كثير أوصى أن
يقول اللهم [1391]
وأخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام
قالا أنا أبو محمد بن الصريفيني (3) أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا
علي بن الجعد أنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصى رجلا فقال إذا أخذت مضجعك فقل اللهم أسلمت نفسي
إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري
إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي
أرسلت فإن مات مات على الفطرة [1392]

(1) سقطت من الأصل واستدركت للايضاح واسمه يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس أبو بكر الميانجي،
انظر سير أعلام النبلاء 16 / 361.
(2) في مختصر ابن منظور: " أبو بكر بن يوسف " تحريف.
(3) الصريفيني نسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان والأنساب).
22

ذكر من اسم أبيه منصور من الأحمدين (1)
271 مكرر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك أبو بكر البغدادي المعروف بالرمادي (2)
محدث مشهور سمع بدمشق محمد بن وهب بن عطية ودحيما
وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله وسليمان بن عبد الرحمن
وهشام بن عمار وأبا النضر إسحاق بن إبراهيم وصفوان بن صالح وروى عنهم وعن
عبد الرزاق ويحيى بن أبي بكير (3) وعثمان بن عمر بن فارس وسعيد بن عفير
وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير وأبي النضر هاشم بن القاسم وزيد بن
الحباب ويزيد بن أبي حيكم العدني وأبي داود الطيالسي وأبي صالح كاتب الليث
وأبي عاصم النبيل وعبيد الله بن موسى وأسود بن عامر شاذان ويحيى بن إسحاق
السيلحيني (4) وخلق سواهم
روى عنه محمد بن يزيد بن ماجة في سنته وعبد الرحمن بن أبي حاتم
وإسماعيل بن محمد الصفار والمؤمل بن الحسن بن عيسى وأبو نعيم عبد الملك بن
محمد بن عدي الجرجاني والقاضي المحاملي وأبو بكر بن زياد النيسابوري وأبو

(1) زيادة للايضاح.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 5 / 151 تذكرة الحفاظ 2 / 564 الوافي 8 / 192 العبر 2 / 30 شذرات الذهب
2 / 149 سير أعلام النبلاء 12 / 389 تهذيب التهذيب 1 / 83 الجرح والتعديل 1 / 1 78 الأنساب
(الرمادي) ميزان الاعتدال 1 / 158.
(3) بالأصل " بكر " خطأ والصواب عن سير أعلام النبلاء وم.
(4) هذه النسبة إلى سليحين قرية معروفة من سواد بغداد.
23

العباس أحمد بن عمر بن سريج (1) ومحمد بن عقيل بن الأزهر البلخي ومحمد بن
مخلد العطار وأبو القاسم البغوي وأبو عوانة الإسفرايني وغيرهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم
عيسى بن علي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا علي بن مسلم وأحمد بن
منصور قالا نا عثمان بن عمر أنا شعبة عن أبي جعفر المدني عن عمارة بن
خزيمة عن عثمان بن حنيف
أن رجلا ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ادع الله لي يعافيني فقال إن شئت
أخرت ذلك وإن شئت دعوت قال ادع فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي
ركعتين ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبيك (صلى الله عليه وسلم) نبي الهدى
والرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ليقضي لي اللهم شفعه
في [1393]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا
محمد بن أحمد بن رزق (3) أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور
الرمادي سنة خمس وستين ومائتين وفيها مات نا إبراهيم أبو (4) إسحاق الطالقاني
أنا عبد الله بن المبارك عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن
أبيه عن عوف بن مالك قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أتاه الفئ قسمه من يومه فيعطي
الآهل حظين ويعطي العزب حظا [1394]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا
علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو الفضل عمر بن عبيد الله بن البقال وأبو منصور
محمد بن محمد بن عبد العزيز وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي الطبري
وأبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان

(1) بالأصل " شريح " والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 14 / 201 (ترجمته) و 12 / 390.
(2) تاريخ بغداد 5 / 152.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل: زريق.
(4) عن تاريخ بغداد: " أبو " وبالأصل " بن ".
24

ح وأخبرنا أبو محمد سفيان بن إبراهيم بن منده بمكة وأبو الحسن سعد
الخير بن محمد الأندلسي وأبو الحسن مرجان بن عبد الله الخصي (1) وأبو سعيد
صافي بن عبد الله اليوسفي (2) وأبو حفص عمر بن عبد الله بن أبي طاهر الحربي
قالوا أنا أبو نصر بن أحمد بن البطر قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن
يحيى نا القاضي أبو عبد الله المحاملي نا أحمد بن منصور نا يزيد يعني ابن
هارون نا عاصم الأحول قال يزيد سمعته منه بالكوفة ثم قدمت واسط وفيها شعبة
فسمعته يذكر عن عاصم فعرفت الحديث عن عبد الله بن سرجين (3) قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سافر قال اللهم إني أعوذ بك أحسب يزيد قال من
وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور (4) ودعوة المظلوم وسوء المنظفي
النفس والأهل والمال [1395]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء
ح قال ابن منده وأنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (5) قال أحمد بن منصور الرمادي
بغدادي (6) روى عن عبد الرزاق ويحيى بن أبي بكير (7) وعثمان بن عمر يعد في
البغداديين سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك وكتبت عنه مع أبي وكان أبي يوثقه
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم البخاري
ح وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي نا نصر بن

(1) عن الأنساب وبالأصل " الحصمي ".
(2) بالأصل " البوسفي " والمثبت عن الأنساب، هذه النسبة إلى أبي يوسف الأسفرايني خزان دار العلم ببغداد.
(3) في مختصر ابن منظور: سرخس.
(4) الحور: الرجوع، والكور: الزيادة. والمعني: النقصان بعد الزيادة وقيل في معناه: من فساد أمورنا بعد
صلاحها.
(5) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 78.
(6) زيادة عن الجرح والتعديل، وهي مستدركة فيه أيضا عن إحدى نسخه.
(7) في الجرح: " ويحيى بن بكير ". وقد تقدم في بداية الترجمة أنه روى عن: يحيى بن أبي بكير، وعن
يحيى بن بكير، وفي المصادر التي ترجمت له ذكر بعضها واحدا منهما دون ذكر الاخر.
25

إبراهيم بن المقدسي أنا عبد الرحيم البخاري أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال
سيار بالياء معجمة بنقطتين من تحتها قالوا أحمد بن منصور بن سيار الرمادي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) أحمد بن منصور بن سيار بن معارك أبو بكر الرمادي سمع
عبد الرزاق بن همام وأبا النضر هاشم بن القاسم وزيد بن الحباب ويزيد بن أبي
حكيم وأبا داود الطيالسي ويزيد بن هارون ويحيى بن إسحاق السيلحيني (2)
وأسود بن عامر ومعاذ بن فضالة وعلي بن الجعد وأبا سلمة التبودكي وأبا حذيفة
النهدي وعمرو بن القاسم بن (3) حكام والقعنبي ونعيم بن حماد المروزي
وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير وحرملة بن يحيى المصريين وعبد المجيد بن
عبد العزيز بن أبي رواد وعبد الملك بن إبراهيم الجدي (4) وأبا عاصم النبيل
وعفان بن مسلم وعبيد الله بن موسى ويحيى بن الحماني (5) وأحمد بن حنبل
وهناد بن السري وهارون بن معروف وعثمان بن عمر بن فارس وهشام بن عمار
ودحيما وغيرهم من أهل العراق والحجاز واليمن والشام ومصر وكان قد
رحل وأكثر السماع والكتابة وصنف المسند وروى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي
وقاسم المطرز وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد والقاضي المحاملي
ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش القطان (6) وإسماعيل بن محمد
الصفار وقال ابن أبي حاتم كتبنا عنه مع أبي وكان أبي يوثقه
قرأت علي أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (7) أما سيار أوله سين
مهملة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها وآخره راء أحمد بن منصور بن سيار الرمادي
أبو بكر روى عن عبد الرزاق

(1) تاريخ بغداد 5 / 151.
(2) بالأصل " السلحيني " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) زيادة عن تاريخ بغداد.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جدة وهي بليدة بساحل مكة، وذكره فيمن ينتسب إليها.
(5) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى بني حمان قبيلة نزلت الكوفة (الأنساب).
(6) سقطت اللفظة من تاريخ بغداد.
(7) الاكمال لابن ماكولا 4 / 423 و 434.
26

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل الصايغ نا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن
محمد بن غالب الفقيه قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني قال لنا محمد بن مخلد
كان الرمادي إذا اشتكى شيئا قال (1) هاتوا أصحاب الحديث فإذا حضروا عنده قال
اقرأوا علي الحديث
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرني أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي
الحافظ أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله حدثني إبراهيم بن جابر قال
سمعت عباسا الدوري وذكر عنده أحمد بن منصور الرمادي فقال وما لنا نحن
والرماد لقد أردت الخروج إلى البصرة أنا ورجل ذكره عباس فقال الرجل
ترافقني فقلت بينك وبيني الرمادي فقلنا له فقال ليس هو من بابتك أنت تكتب ما
لا يكتب وهو يكتب ما لا تكتب فنحن نتحاكم إليه في ذلك الوقت وقال ابن جابر
حدثني حدثني أبو يعلى الوراق عن عباس الدوري قال أنا أسكت عن (3) أمر الرمادي عن
شئ أخاف أن لا يسعني كنت ربما سمعت يحيى بن معين يقول قال أبو بكر
الرمادي
وقال ابن جابر حدثني بعض أصحابنا عن إبراهيم الأصام (4) الأصبهاني قال لو
أن رجلين قال أحدهما حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وقال الآخر حدثنا أو بكر
الرمادي كانا سواء قال ابن جابر وحدثنا بعض أصحابنا عن أخي خطاب قال هو
أثبت منه يعني الرمادي أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة
قال (5) ونا عبد الغني بن سعيد أنا محمد بن أحمد بن عبد الله حدثني أبو
العباس محمد بن رجاء النصري (6) قال قلت لأبي داود السجستاني إني أرك
تحدث عن الرمادي قال رأيته يصحب الواقفة فلم أحدث عنه.

(1) بالأصل: " قالوا " والمثبت عن المختصر.
(2) تاريخ بغداد 5 / 152.
تاريخ بغداد: " من ".
سقطت اللفظة من تاريخ بغداد.
(5) القاتل هو محمد بن علي الصوري، كما يفهم من عبارة تاريخ بغداد.
(6) تاريخ بغداد: البصري.
27

كتب إلي أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم البزار وأبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إبراهيم الرازي قالا أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن
الطفال (1) أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي القاضي حدثني أبو
إسحاق إبراهيم بن جابر فذكر الحكايات بأسرها وقال في الأخيرة حدثت بدل يحدث
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (2) حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني قال
أحمد بن منصور الرمادي ثقة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
مكي بن محمد أنا أبو سليمان بن زبر قال سنة خمس وستين ومائتين قال أبي رحمه
الله فيها توفي أحمد بن منصور بن سيار الرمادي أبو بكر في شهر ربيع الآخر
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو منصور أنا الخطيب قال (3) وأنا محمد بن
عبد الواحد نا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع أن أحمد بن
منصور بن سيار الرمادي مات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس وستين
ومائتين وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة كان ميلاده في سنة اثنتين وثمانين ومائة (4)
وصلى عليه إبراهيم بن أرمة (5) الإصبهاني
272 مكرر أحمد بن منصور بن محمد
أبو العباس الشيرازي الحافظ (6)
قدم دمشق وحدث بها عن أحمد بن جعفر بن سليمان القزاز الفسوي
والحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي والقاسم بن القاسم بن سيار السياري

(1) بالأصل " الظفال " والمثبت والضبط عن الأنساب.
(2) تاريخ بغداد 5 / 153.
(3) تاريخ بغداد 5 / 153.
(4) بالأصل " ومائتين " والصواب عن تاريخ بغداد.
(5) ضبطت عن تبصير المنتبه 1 / 13 قال ابن حجر: وقد تمد الضمة، فيقال: أورمة فلا يلبس ويجوز حينئذ فتح
الراء وتسكينها.
(6) ترجم له في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1151 وذكره الصفدي في الوافي 8 / 189 باسم: أحمد بن
منصور بن ثابت أبو العباس الشيرازي الحافظ. وانظر تذكرة الحفاظ 3 / 1009.
28

والحسين بن عمران المروزي وبندار بن يعقوب وأبي جعفر محمد بن عبد الله
الفرغاني والحسن بن عبد الرحمن بن فرغان (1) بن خلاد ومحمد بن عبد الله بن
الجنيد وأبي تراب محمد بن الحسين الطوسي (2) وأبي الحسين عبد الواحد بن
الحباب وعبد الله بن عدي الجرجاني وأبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن (3)
البغدادي نزيل الأيلة (4)
روى عنه تمام الرازي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي وأبو
نصر محمد بن أحمد الإسماعيلي الجرجاني وأبو علي الحسن بن حفص الأندلسي
والحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن سختويه (5)
الصوري
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد الرازي حدثني أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي الحافظ قدم
دمشق نا أحمد بن جعفر بن سليمان القزاز الفسوي نا إسحاق بن عبد الله الدامغاني
نا الحسين بن عبد الله وصوابه ابن عيسى البسطامي نا عبيد الله (6) بن موسى عن
الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من لم يأنف من ثلاث فهو مؤمن حقا خدمة العيال والجلوس مع الفقراء
والأكل مع خادمه هذه الأفعال من علامات المؤمنين الذين وصفهم الله في كتابه " أولئك
هم المؤمنون حقا (7) " [1396]
غريب جدا.

(1) سقطت من بغية الطلب.
(2) بغية الطلب نقلا عن ابن عساكر: الطرسي.
(3) في ابن العديم: محمد البغدادي.
(4) في ابن العديم: " الأبلة ": قرب موضع البصرة حاليا.
(5) ابن العديم: بختويه.
(6) ابن العديم: عبد الله.
(7) سورة الأنفال، الآيتان: 4 و 74 وانظر في كنز العمال 1 / 774 وانظر بغية الطلب لابن العديم
3 / 1151 - 1152 وفي الخبر " قال " بدل " نا ".
29

قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أحمد بن منصور يعني ابن محمد أبا العباس الحافظ الشيرازي يقول
أنشدنا أبو بكر الأعلى قال أنشدنا أبو بكر محمد بن داود بن علي الفقيه لنفسه في هذا
المعنى يعني حديث سويد عن أبي مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد في
العشق * سأكتم ما ألقاه يا نور ناظري * من الود كي لا يذهب الأجر باطلا
وقد جاءنا عن سيد الخلق أحمد * أمن كان برا بالأنام وواصلا
بأن من يمت بالحب يكتم سره * يكون شهيدا في الفراديس نازلا
رواه سويد عن علي بن مسهر * فما فيه من شك لمن كان عاقلا *
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله
الشهيد (1) أنا أبو الحسن الدارقطني وذكر أحمد بن منصور الشيرازي فقال
يتقرب (2) إلي بكتب يكتبها وقد أدخل بمصر وأنا بها أحاديث على جماعة من
الشيوخ
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله
الحافظ قال (3) أحمد بن منصور الحافظ أبو العباس الشيرازي الصوفي وكان أحد
الرحالة في طلب الحديث المكثرين من السماع والجمع (4) ورد علينا بنيسابور سنة
ثمان وثلاثين وثلاثمائة وأقام عندنا سنين وكنت أرى معه مصنفات كثيرة في الشيوخ
والأبواب ورأيت له الثوري وشعبة في ذلك الوقت ثم خرج إلى هراة إلى الحسن بن
عمران وانحدر منها إلى أبي أحمد بن قريش بمرو الروذ ودخل مرو وجمع من
الحديث ما لم يجمعه غيره والذي أتوهمه أنه دخل العراق بعد منصرفه من عندنا فإنه
دخلها ودخل الشام ومصر (5) ثم انصرف إلى شيراز ودخل في القبول عندهم بحيث
يضرب به المثل وكانت كتبه إلي متواترة إلى أن ورد علي كتاب أبي علي الحسن بن

(1) في ابن العديم: الحافظ.
(2) ابن العديم 3 / 1152 ينفرد.
(3) الخبر في بغية الطلب 3 / 1153.
(4) زيادة عن ابن العديم.
(5) لم ترد في ابن العديم.
30

أحمد بن الليث المقرئ الشيرازي بخط يده مع أبي الحسن الشيرازي يعزيني بوفاة
أحمد بن منصور فسألت أبا الحسن فذكر أنه توفي في شعبان سنة اثنتين وثمانين
وثلاثمائة وأنه حضر تجهيزه والصلاة عليه ووصف أبو الحسن من حرقة أهل شيراز
وتفجعهم عليه ما يطول شرحه وذكر أنه توفي وهو ابن ثمان وستين سنة
273 أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو العباس الغساني الفقيه المالكي المعروف بابن قبيس
من أهل داريا ذكر لي ابنه أبو الحسن الفقيه أن أصلهم من الثغور وأن جدهم
محمدا سكن داريا
سمع أبا محمد بن أبي نصر وعبد الوهاب الميداني وأبا علي الحسن بن علي
الكفرطابي (1) والقاضي عبد الوهاب بن علي المالكي وأبا الحسن عبد الرحمن بن
محمد بن ياسر الجوبري (2) وأبا نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري وأبا
القاسم عبد العزيز بن علي الشهروزي وأبا الحسن علي بن حمدان البلخي
روى عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني وكناه أبو منصور ووهم في
ذلك وحدثنا عنه ابنه أبو الحسن وأبو الحسن الفقيه وأبو محمد بن الأكفاني
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنا أبو العباس أحمد بن منصور الفقيه أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن
سليمان أنا العباس بن الوليد أخبرني أبي نا الأوزاعي حدثني إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة [1397]
سمعت أبا الحسن بن قبيس يقول كان والدي رحمه الله يقول لست أعرف
مولدي.

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى كفر طاب بلدة من بلاد الشام عند معرة النعمان، بين حلب وحماه.
(2) الجوبري هذه النسبة إلى جوبر: قرية من قرى دمشق. (الأنساب) وذكره السمعاني باسم: عبد الرحمن بن
محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري، أبو الحسن.
31

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو العباس بن قبيس أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا عمي أبو علي أنشدني علي بن بكر أنشدني أبو بكر محمد بن سهل أنشدني
بعض أصحابنا *
أعتقني سوء ما فعلت من الرق * فيا بردها على كبدي *
فصرت عبد (1) السوء فيك وما * أحسن سوء قلبي إلى أحد *
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو العباس أحمد بن منصور الغساني الثقة
بحديث ذكره
سألت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور عن وفاة والده فقال لثمان بقين من
شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة قال وفي ذلك الشهر بعينه نزلت الأتراك على
دمشق
قال لنا أبو محمد الأكفاني سنة ثمان وستين وأربعمائة فيها توفي أبو العباس
أحمد بن منصور بن محمد الغساني الغنمي الفقيه المالكي رضي الله عنه وأرضاه
ورحمه ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الحادي والعشرين من شعبان في مقابر باب
الصغير حدث عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر وأبي
محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي وأبي الحسين عبد الوهاب بن جعفر
الميداني وأبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر (2) وأبي القاسم
عبد العزيز بن الشهرزوري وأبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري وغيرهم وكان
ثقة متحرزا ضابطا مشتغلا بالعلم مواظبا عليه إلى أن توفي رحمه الله
274 أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي
الشاعر الرفاء
كان أبوه منير منشدا ينشد أشعار العوني في أسواق أطرابلس ويغني ونشأ أبو

(1) المختصر: عبدا للسوء.
(2) يعني الجوبري، المتقدم.
(3) بغية الطلب لابن العديم 3 / 1154 والخريدة 1 / 76 قسم الشام، الوافي 8 / 193 ابن القلانسي ص 322
وفيات الأعيان 1 / 156 الشذرات 4 / 146 النجوم الزاهرة 5 / 299 وله شعر كثير في الروضتين لأبي شامة.
32

الحسين وحفظ القرآن وتعلم اللغة والأدب وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها وكان
رافضيا خبيثا يعتقد مذهب الإمامية وكان هجاء خبيث اللسان يكثر الفحش في شعره
ويستعمل فيه الألفاظ العامية فلما كثر الهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق
في السجن مدة وعزم على قطع لسانه فاستوهبه يوسف بن فيروز الحاجب جرمه
فوهبه له وأمر بنفيه من دمشق فلما ولي ابنه إسماعيل بن بوري عاد إلى دمشق ثم تغير
عليه إسماعيل لشئ بلغه عنه فطلبه وأراد صلبه فهرب واختفى في مسجد الوزير أياما
ثم خرج عن دمشق ولحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماة إلى شيزر وإلى حلب ثم قدم
دمشق آخر قدمه في صحبة الملك العادل (1) لما حاصر دمشق الحصر الثاني فلما استقر
الصلح دخل البلد ورجع مع العسكر إلى حلب فمات بها رأيته غير مرة ولم أسمع
منه
فأنشدني الأمير أبو الفضل إسماعيل بن الأمير أبي العساكر سلطان بن منقذ
قال أنشدني أبو الحسن أحمد بن منير بن أحمد لنفسه *
أخلى فصد عن الحميم وما اختلى * ورأى الحمام يغصه فتوسلا
ما كان واديه بأول مرتع * ذعرت طلاوته طلاه فأجفلا
وإذا الكريم رأى الخمول نزيله * في منزل فالحزم أن يترحلا
كالبدر لما أن تضاءل نوره (2) * طلب الكمال فحازه متنقلا
ساهمت عيسك مر (3) عيشك قاعدا * أفلا قليت بهن ناصية الفلا
فارق ترق كالسيف سل فبان في * متنيه ما أخفى القراب وأخملا
لا ترض عن (4) دنياك ما أدناك (5) من * دنس وكن طيفا جلا (6) ثم انجلا
وصل الهجير بهجر قوم كلما * أمطرتهم عسلا (7) جنوا لك حنظلا

(1) يعني به نور الدين محمود بن زنكي، وقد حاصر دمشق للمرة الثانية سنة 546 (انظر الوافي 8 / 193 وتاريخ
ابن القلانسي 482 وما بعدها).
(3) في وفيات الأعيان والوافي: " جد في " بدل " نوره ".
(3) عن الوفيان والوافي والمختصر، وبالأصل " من ".
(4) الوفيات والوافي: " من ".
(5) المختصر: أرضاك.
(6) عن الوافي والوفيات والمختصر، وبالأصل " حلا ".
(7) الوفيات: شهدا.
33

من غادر خبثت مغارس ودة * فإذا محضت له الوفاء تأولا
أو حلف دهر كيف مال بوجهه * أمسى كذلك مدبرا أو مقبلا (1)
لله علمي بالزمان وأهله * ذنب (2) الفضيلة عندهم أن تكملا
طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم * إن قلت قال وان سكت تقولا *
وأنشدنا له أيضا *
عدمت دهرا ولدت فيه * كم أشرب (3) المر من بنيه
ما تعتريني (4) الهموم إلا من * صاحب كنت أصطفيه * * فهل صديق يباع حتى * بمهجتي كنت أشتريه
يكون في قلبي مثال * يشبه ما صاغ لي بفيه (5)
وكم صديق (6) رغبت عنه * قد (7) عشت حتى رغبت فيه *
وقال لي الأمير أبو الفضل وعمل والدي رحمه الله طستا من فضة فعمل ابن منير
أبياتا كتبت عليه من جملتها *
أيا صنو مائدة لأكرم مطعم * مأهولة الأرجاء بالأضياف
جمعت أياديه إلي أيادي الا * لاف بعد البذل للآلاف
ومن العجائب راحتي من راحة * معروفة المعروف بالاتلاف *
حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد الحميري الكاتب أن مولد أبي الحسين بن
منير سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بأطرابلس
وبلغني أن أبا الحسين (8) بن منير مات بحلب في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

(1) بالأصل: " مقبلا أو مدبرا " وفوق اللفظتين علامة التبديل، والمثبت عن المختصر.
(2) الأصل والوفيات والوافي، وفي المختصر: دنت.
(3) بالأصل " المو " وشطبت الكلمة وكتبت بدلها تحت السطر " المر " وفي الوافي " المر ".
(4) عن الوافي وبالأصل: " يعتريني ".
(5) سقط البيت من الوافي.
(6) في الوافي: " عدو ".
(7) في الوافي: " فعشت " بدل " قد عشت ".
(8) بالأصل " أبا الحسن " خطأ، وهو صاحب الترجمة وانظر بغية الطلب 3 / 1162.
34

في جمادي الآخرة (1)
قرأت بخط صديقنا أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد القيسي وكان صديقا
لابن منير وعنده اختفى لما اختبئ (2) بمسجد الوزير حدثني الخطيب السديد أبو
محمد عبد القاهر بن عبد العزيز خطيب حماة قال: رأيت أبا الحسين (3) بن منير الشاعر
في النوم بعد موته وأبا علي قرنة بستان مرتفعة فسألته عن حاله وقلت له اصعد إلى
عندي فقال ما أقدر من رائحتي فقلت تشرب الخمر فقال شر من الخمر يا
خطيب فقلت ما هو فقال تدري ما جرى علي من هذه القصائد التي قلتها في مثالب
الناس فقلت له ما جرى عليك منها فقال لساني قد طال وثخن وصار مد البصر
وكلما قرأت قصيدة منها قد صارت كلابا يتعلق في لساني وأبصرته حافيا عليه ثياب رثة
إلى غاية وسمعت قارئا يقرأ من فوقه " لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحته ظلل
الآية (4) ثم انتبهت مرعوبا (5)
275 أحمد بن منير بن عبد الرزاق
أبو صالح الأطرابلسي (6)
سمع بدمشق أبا نصر بن الجندي
كتب عنه عبد العزيز الكتاني.

(1) وانظر تاريخ ابن القلانسي ص 498 ووفيات الأعيان 1 / 159 وزيد فيها: ودفن في جبل جوشن بقرب
المشهد الذي هناك.
ثم قال ابن خلكان: ثم وجدت في ديوان أبي الحكم عبيد الله أن ابن منير توفي بدمشق سنة سبع وأربعين
ورثاه بأبيات تدل على أنه مات بدمشق منها وهي هزلية عادته في ذلك.
أتوا به فوق أعواد تسير به * وغسلوه بشطي نهر قلوط
وأسخنوا الماء في قدر مرصعة * وأشغلوا تحته عيدان بلوط
ثم قال: وعلى هذا التقدير فيحتاج إلى الجمع بين هذين الكلامين، فعساه أن يكون قد مات بدمشق، ثم نقل
إلى حلب فدفن بها والله أعلم.
(2) في ابن العديم 3 / 1163 اختفى.
(3) بالأصل " أبا الحسن " خطأ وهو صاحب الترجمة وانظر الطلب 3 / 1662.
(4) سورة الزمر، الآية: 16.
(5) ابن العديم 3 / 1163 - 1164 ووفيات الأعيان 1 / 159 - 160 والوافي 8 / 196 جميعا نقلا عن ابن
عساكر.
(6) سقطت ترجمته من المختصر.
35

قرأت بخط أبي محمد عبد العزيز بن أحمد وأخبرنيه أبو القاسم الخضر بن
الحسن بن عبدان عنه أنشدنا أبو صالح أحمد بن منير بن عبد الرزاق الأطرابلسي
أنشدني بعضهم *
إن ابن حنبل إن سألت إمامنا * وبه الأئمة في الأنام تمسكوا
خلف النبي محمد بعد الأولى * كانوا الخلائف بعده فاستهلكوا *
كتب هذين البيتين محمد بن علي الحداد عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني
36

ذكر من اسم أبيه موسى من الأحمدين (1)
276 أحمد بن موسى بن الحسين بن علي
أبو بكر بن السمسار
أخو أبي العباس وأبي الحسن
حدث عن أبي الحسن بن عمارة وأبي بكر بن خريم وأبي الجهم بن طلاب
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان وأبي الحسن بن جوصا وعبد الرحمن بن
إسماعيل الكوفي وعلي بن محمد بن كأس النخعي وأبي الدحداح وأبي العباس بن
ملاس ومحمد بن إسماعيل بن البصال ومكحول البيروتي وأبي عمرو أحمد بن
علي بن حميرة وعبد الغافر بن سلامة ومحمد بن بركة وعباس بن الفضل الدباج
ومحمد بن عبد الله بن محمد الكندي المعروف بالمنجع وأبي بكر الخضر بن
محمد بن غويث وزكريا بن أحمد البلخي وأبي بكر الخرائطي وأحمد بن
إبراهيم بن عبادل ومحمد بن يوسف الهروي وأبي هاشم (2) بن عليل الإمام
روى عنه أبو الحسن محمد بن عوف ومكي بن محمد بن الغمر
وعبد الوهاب بن الميداني وأخوه أبو الحسن بن السمسار
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم المقدسي
وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا أبو عبد الله الحسن بن

(1) ما بين معكوفتين زيادة للايضاح.
(2) في بغية الطلب 3 / 1165 باسم.
37

أحمد بن أبي الحديد قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف (1) بن أحمد المزني قال
قرئ على أبي (2) العباس محمد بن موسى وأحمد بن موسى بن السمسار قالا أنا أبو
بكر محمد بن خريم بن عبد الملك بن مروان نا هشام بن عمار نا سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار عن عطاء عن حبيبة بنت ميسرة عن أم كرز (3) الخزاعية (4) قالت
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول عن الغلام شاتان مكافأتان (5) وعن الجارية شاة [1398]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (6) نا سفيان عن عمرو عن عطاء عن
حبيبة بنت ميسرة عن أم كرز (3) الكعبية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال عن الغلام شاتان
مكافاتان (7) وعن الجارية شاة [1399]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد حدثني أبو الحسين بن
الميداني قال توفي أبو بكر أحمد بن موسى بن السمسار أخو أبي العباس في ذي
القعدة سنة خمس وستين
قال عبد العزيز حدث بشئ يسير انتقى عليه أخوه حدث عن ابن خريم وابن
جوصا وغيرهما حدثنا عنه أبو بكر محمد بن عوف وأخوه أبو الحسن علي بن موسى
وغيرهما فالله تعالى أعلم (8)

(1) بالأصل " عون " والمثبت عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر، وتقدم فيمن روي عن أبي بكر في بداية
الترجمة.
(2) بالأصل " أبو " والصواب عن ابن العديم 3 / 1162.
(3) ضبطت بالنص في تقريب التهذيب بضم أوله وسكون الراء وبعدها زاي.
(4) في تقريب التهذيب: " الكعبية المكبية صحابية ". وفي المختصر وابن العديم: الخزاعية.
(5) كذا ويعني مشتبهتان، واللغويون يقولون: مكافئتان بكسر الفاء (انظر ما جاء في اللفظة في اللسان والنهاية:
كفأ).
والحديث في الجامع الصغير 2 / 181.
(6) مسند أحمد بن حنبل 6 / 381.
(7) عن المسند " مكافاتان " بدون همز.
(8) انظر بغية الطلب 3 / 1166.
38

277 أحمد بن موسى بن عمار
أبو بكر القرشي الأنطاكي (1)
سمع بدمشق عيسى بن أبي الخير التيناتي (2) وبغيرها أبا الحسن علي بن
هارون البغدادي وأبا
بكر محمد بن إبراهيم بن هارون بن الهمذاني بها وأبا
بكر (3) أحمد بن محمد (3) الطرسوسي بمكة وأبا الحسن علي بن إبراهيم
الحصري (4) الصوفي
روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن علي الجراحي وسمع منه في
جمادي الأولى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة والله تعالى أعلم (5)
278 أحمد بن موسى الهاشمي مولاهم
حدث عن عبيد بن آدم العسقلاني
روى عنه أبو بكر الجرجرائي (6) المفيد
أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي بمالين أنا أبو
محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي المقرئ نا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن يعقوب البغدادي بجر جرايا نا أحمد بن موسى مولى بني هاشم بدمشق
نا عبيد بن آدم بن أبي إياس نا أبي نا أبو عمر البزار وهو حفص بن سليمان
صاحب عاصم في القراءات عن الشيباني عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء عن
أبي الدرداء قال سمعته يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن المتحابين في الله في ظل الله يوم
لا ظل إلا ظله على منابر من نور يفزع الناس ولا يفزعون إذا أراد الله بأهل الأرض عذابا
ذكرهم فصرف العذاب عنهم بفضل منزلتهم منه [1400]

(1) سقطت ترجمته من المختصر، ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 3 / 1166.
(2) هذه النسبة إلى تينات وهي قرية على أميال من المصيصة.
(3) الزيادة في الموضعين ضرورية عن ابن العديم 3 / 1167 وقد اضطربت العبارة دونهما.
(4) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى الحصر وهو جمع الحصير، نسب جماعة إلى عمل الحصير.
(5) وروي عنه أيضا: أبو سعد الحسين بن عثمان بن أحمد الشيرازي، قاله ابن العديم 3 / 1167.
(6) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى جر جرايا وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط.
39

279 أحمد بن المؤمل
من أهل دمشق
حكى عنه حسين بن زياد السمسار الرملي
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان نا محمد بن أحمد بن
رزقويه نا جعفر بن محمد بن نصر نا إسحاق بن إبراهيم البغداذي بمصر نا
أحمد بن شيبان عن حسين بن زياد عن أحمد بن المؤمل الدمشقي قال حفر حفيرة
بدمشق فاستخرج منها (1) حجر فيه مكتوب منقوش *
أيضمن لي فتى ترك المعاصي * وأرهنه الكفالة بالخلاص
أطاع الله قوم فاستراحوا * ولم يتجرعوا غصص المعاصي *
رواه محمد بن المنذر المعروف بشكر (2) عن (3) أحمد بن شيبان الرملي نا
الحسين بن زياد السمسار الرملي نا أحمد بن المؤمل الدمشقي قال حفر حفير
بدمشق فاستخرج منه (1) ختم مكتوب وذكر البيتين
280 أحمد بن مهدي بن رستم
أبو جعفر الأصبهاني المدني (4) (5)
أحد الثقات الأثبات رحل في طلب الحديث
وسمع بدمشق هشام بن عمار وبحمص أبا اليمان وبحلب (6) حجاج بن أبي
منيع وبمصر عبد الله بن صالح وعبد الغفار بن داود وسعيد بن أبي مريم
ونعيم بن حماد وأحمد بن صالح وبحران عبد الله بن محمد النفيلي وبالكوفة:

(1) بالأصل " منه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 3 / 308.
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 686، لقب.
(3) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت.
(4) له ترجمة في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1168 والوافي 8 / 198 والعبر للذهبي 2 / 49 والشذرات 2 / 162
والمختصر لابن منظور 3 / 309.
(5) في ابن النديم عن ابن عساكر: " المديني " وفي المختصر " المدني ".
(6) سقطت من ابن العديم.
40

أحمد بن نعيم (1) وقبيصة وثابت بن محمد الزاهد ويحيى بن عبد الحميد الحماني
وأحمد بن عبد الله بن يونس وأبا بكر بن أبي شيبة
ومحمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني وغيرهم وبالبصرة عبد الله بن مسلمة القعنبي
ومسددا وأبا الربيع الزهراني ومعلى بن أسد ومسلم بن إبراهيم وأبا معمر
عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي (2) وعثمان بن طالوت بن
عباد وبواسط سعيد بن سلميان وعمرو بن عون وببغداد أبا عبيد القاسم بن سلام
وعلي بن الجعد وبأصبهان محمد بن بكير الحضرمي وغيرهم
روى عنه أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد وأحمد بن إبراهيم بن يوسف
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب وأبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن أحمد الصفار الزاهد
أخبرنا أبو علي الأصبهاني الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد نا
أحمد بن مهدي نا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن
الزهري أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ركب فرسا فصرع عنه فجحش (3)
شقه الأيمن
قال أنس فصلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا
وراءه قعودا فقال حين سلم إنما الإمام ليؤتم به فإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما
وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قال سمع الله لمن
حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون (4) [1401]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا سليمان بن إبراهيم وسهل بن عبد الله الغازي

(1) في ابن العديم: وبالكوفة أبا نعيم.
(2) في ابن العديم: " الحجني ".
(3) يعني انخدش. وفي المختصر: فخمس.
(4) ابن العديم 3 / 1169 والمختصر 3 / 309 وكنز العمال 7 / 20491 و 20492.
41

وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني وأبو الحسين محمد بن أحمد بن ررا (1)
وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن سمير
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن مهران أنا سهل بن عبد الله
قالوا أنا محمد بن جعفر الجرجاني أنا محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني
الصفار نا أحمد بن مهدي بن رستم نا سعيد بن الحكم (2) بن أبي مريم المصري أنا
نافع بن يزيد أخبرني هشام بن عروة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت
أطيب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند حله وإحرامه بأطيب ما أقدر عليه
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن المطرز وأبو الفضل جعفر بن
عبد الواحد بن محمد الثقفي وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي (3) إجازة
قالوا أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي وأبو طاهر بن محمود قالا أنا أبو
بكر بن المقرئ قال سمعت موسى بن الحسين يقول سمعت أحمد بن مهدي يقول
أردت أن أكتب كتاب الأموال لأبي عبيد فخرجت لأشتري ماء الذهب فلقيت أبا عبيد
فقلت يا أبا عبيد رحمك الله أريد أن أكتب كتاب الأموال بماء الذهب فقال
اكتب (4) بالحبر فإنه أبقى
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ (5) قال أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني توفي في شوال سنة
اثنتين وسبعين ومائتين وقيل لعشر مضين من رمضان
كان ظاهر الثروة صاحب ضياع لم يحدث في وقته من الأصبهانيين أوثق منه
وأكثر حديثا صاحب الكتب والأصول الصحاح أنفق عليها نحوا من ثلاثمائة ألف
درهم
قال أبو محمد بن حيان قال محمد بن يحيى بن منده لم يحدث ببلدنا منذ

(1) ضبطت عن التبصير 2 / 598.
(2) كذا، وقد تقدم بدون ذكر " الحكم " وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 327.
(3) ابن العديم 3 / 1169 الدوري.
(4) ابن العديم ومختصر ابن منظور: اكتبه.
(5) ذكر أخبار أصبهان 1 / 85.
42

أربعين سنة أوثق من أحمد بن مهدي صنف المسند كتب الشام ومصر والعراقين
وروى عن أبي اليمان وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح وحجاج بن
أبي (1) منيع ونعيم بن حماد وعن أبي نعيم وقبيصة ولم يعرف له فراش منذ
أربعين سنة صاحب صلاة واجتهاد افتقد من كتبه كتاب قبيصة ثم رد عليه فترك
قراءته
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن
عبيد الله ثم أخبرني أبو المعالي الحلواني أنا أبو علي الحداد قالوا أنا أبو نعيم
قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول سمعت أحمد بن
محمود بن صبح يقول مات أحمد بن عصام (2) سنة اثنتين وسبعين ومائتين وفيها مات
أحمد بن مهدي بن رستم في شوال
281 أحمد بن مهدي بن سليمان الكردي
أبو نصر المقرئ (3)
حدث عن أبي الحسن بن عوف المزني وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة
المالكي والحسن بن محمد الجوهري وأبي القاسم هبة الله بن سليمان المقرئ
الجزري الآمدي وأبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري (4)

(1) زيادة عن ابن العديم 3 / 1170 وأخبار أصبهان 1 / 86.
(2) هو أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، أبو يحيى، توفى في شهر رمضان سنة
272 انظر أخبار أصبهان أ / 87.
(3) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الهكارية وهي بلدة وناحية عند جبل، وقيل جبال وقرى كثيرة فوق.
الموصل من الجزيرة. وله ترجمة في الأنساب.
43

" حرف النون "
في آباء الأحمدين
282 أحمد بن نذير
أبو بكر الحافظ
شامي وقيل إنه بغدادي كان ينتخب الفوائد على شيوخ الشاميين كأبوي
الحسن بن جوصا وخيثمة بن سليمان وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن
عبد السلام مكحول البيروتي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني في باب نذير بفتح النون وأحمد بن نذير كان حافظا من أهل الشام كان ينتقي
عن ابن جوصا والشيوخ مشهور
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال أما نذير بفتح
النون أحمد بن نذير حافظ كان من أهل الشام انتقى على ابن جوصا وغيره مشهور

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 257 و 258.
44

ذكر من اسم أبيه نصر من الأحمدين
283 أحمد بن نصر بن زياد
أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ (1)
الزاهد المقرئ الفقيه رحل إلى الشام
وسمع أبا مسهر الدمشقي وأبا مالك حماد بن مالك الحرستاوي (2) وآدم بن أبي
إياس وسلام بن سليمان المدائني ومحمد بن كثير الصنعاني وعبد الله بن
عبد الجبار ومحمد بن مخلد الحمصيين ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك
وعبد الله بن نمير وأبا أسامة حماد بن أسامة ومصعب بن المقدام والنضر بن
شميل وحسينا الجعفي ويعلى ومحمد ابني عبيد وعبد الوهاب الخفاف وكثير بن
هشام وأزهر بن سعد السمان وصفوان بن عيسى وعبد الصمد بن عبد الوارث
وعبد الله بن نافع الصايغ وعبد الله بن عبد الحكم وزهير بن عباد ومالك بن
سعيد بن الخمس وأصبغ بن الفرج المصري
سمع منه أبو نعيم الفضل بن دكين وروى عنه سلمة بن شبيب وعلي بن
حرب وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري وعمار بن رجاء
وداود بن الحسين البيهقي وأبو سعيد محمد بن شاذان وأبو عيسى الترمذي
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو العباس أحمد بن محمد بن الأزهر وجعفر بن
أحمد بن نصر الحافظ وأبو محمد زنجويه بن محمد بن الحسن اللباد ومحمد بن

(1) كذا وردت مكررة بالأصل وم.
(2) هذه النسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق (الأنساب).
45

نعيم ومحمد بن الضوء الكرميني (1) وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي
أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال قرئ على أبو عثمان البحيري (2) وأنا أسمع
أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري أنا أبو محمد (3) زنجويه بن
محمد بن الحسن بن اللباد نا أحمد بن نصر العابد المقرئ نا خلف بن عبد الحميد
أنا الفرات بن السائب عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن رجلا ممن قبلكم مات وليس معه شئ من كتاب الله عز وجل إلا تبارك فلما
وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها إنك من كتاب الله وإني
أكره مساءتك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولا نفعا فإن أردت هذا به
فانطلقي إلى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق إلى الرب فتقول أي رب إن فلانا
عمد إلي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه فإن
كنت فاعلا ذاك به فامحني من كتابك فيقول ألا أراك غضبت فتقول وحق لي أن
أغضب قال فيقول اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه قال فتجئ فتزبر (1) الملك
فيخرج خاسف البال لم يحل منه بشئ قال فتجئ فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا
بهذا الفم فربما تلاني ومحبا بهذا الصدر فربما وعاني ومرحبا بهاتين القدمين فربما
قامتا وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه [1402]
فلما حدث بهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد بالمدينة إلا
تعلمها وسماها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المنجية
رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن أبيه عن
سعيد بن أبي أيوب عن أبي عقيل زهرة بن معبد أن ابن شهاب كان يقرأ في صلاة
الصبح من قوله مختصرا
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ

(1) هذه النسبة كرمينية، إحدى بلاد ما وراء النهر (الأنساب).
(2) ضبطت عن الأنساب.
(3) بالأصل " أبو محمد بن زنجويه " خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 522، وقد تقدم صوابا فيمن
سمع من أبي عبد الله النيسابوري.
(4) زيرة يزيره عن الامر زبرا: نهاه وانتهره (اللسان).
46

نا محمد بن صالح بن هانئ نا أبو سعيد محمد بن شاذان نا أحمد بن نصر المقرئ
قال سألت أبا مسهر الدمشقي قلت من يقول الإيمان قول قال مرجئ ومبتدع
قلت فالإيمان قول وعمل قال نعم قلت ويزيد وينقص قال نعم كان
الأوزاعي يقول ما شئ يزيد إلا وينقص
قال الحاكم وسمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه وسئل عند من تفقه
محمد بن إسحاق بن خزيمة قبل خروجه إلى مصر فقال عند أحمد بن نصر المقرئ
فقيل وعلى مذهب من كان يعني أحمد بن نصر قال على مذهب أبي عبيد (1)
خرج إليه على كبر السن متفقها وقد روى عنه الكتب
قرأت بخط أبي عمرو المستملي سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول أحمد بن
نصر عندي ثقة مأمون وكان يقرئ
أنبأنا أبو المحاسن هادي بن إسماعيل العلوي أنا سعد بن أحمد أنا محمد بن
عبد الله الجوزقي أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
عبد الله أحمد بن نصر النيسابوري سمع ابن أبي فديك وابن نمير يعني عبد الله
وصفوان بن عيسى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي أنا أبو
نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي أنا أبو الحسن الخصيب (2) بن عبد الله أخبرني أبو
موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني أبي أبو عبد الرحمن النسائي قال أبو
عبد الله أحمد بن نصر النيسابوري
أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ
قال كتب إلي أبو الحسن الترابي من مرو يذكر أن أحمد بن عمر بن بسطام حدثهم نا
أحمد بن سيار في ذكر مشايخ نيسابور قال وأبو عبد الله أحمد بن نصر المقرئ وكان
ثقة أبيض الرأس واللحية قصيرا أجلح أو قال أصلع صاحب سنة محبا لأهل
الخير كتب العلم وجالس الناس (3) وكان يحدث عن صفوان بن عيسى

(1) يعني القاسم بن سلام، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 166.
(2) بالأصل " الخطيب " خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 349.
(3) انظر تهذيب التهذيب. بتحقيقنا 1 / 58.
47

وعبيد الله بن موسى وأشكالهما
قال وأنا الحاكم قال سمعت أبا
بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت أحمد بن نصر المقرئ وأثنى عليه أبو
بكر بن خزيمة يقول كان خالي قد قرأ على يحيى بن صبيح
قال أحمد بن نصر وقرأت أنا على خالي القرآن سبعين مرة أو زيادة على
سبعين مرة
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال أحمد بن نصر بن زياد أبو عبد الله الزاهد القرشي المقرئ النيسابوري فقيه أهل
الحديث في عصره وهو كثير الرحلة إلى مصر والشام والعراقين سمع منه أبو نعيم
الفضل بن دكين وروى عنه سلمة بن شبيب وعلي بن حرب الموصلي وعمار بن
رجاء الجرجاني ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج أخبرني علي بن
محمد بن عبد الله المروزي نا محمد بن موسى الباشاني (1) قال مات أبو عبد الله
أحمد بن نصر العابد النيسابوري في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون إجازة واللفظ له
ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي أنا أبو الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن
محمد بن موسى [* * * *]
وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
محمد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني وأبو محمد الغندجاني
قالا أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي أنا محمد بن سهل المقرئ نا

(1) بالأصل " الباساني " والمثبت عن م، وانظر تهذيب التهذيب 1 / 58.
(2) ضبطت عن الأنساب، (وانظر معجم البلدان) هذه النسبة إلى غندجان: بلدة من كور الأهواز من بلاد
الخوذ.
48

محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) أحمد بن نصر أبو عبد الله النيسابوري مات
أراه سنة خمس وأربعين ومائتين (2) والله تعالى أعلم
284 أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار
وهو أحمد بن أبي رجاء
أبو الحسن المقرئ المؤدب (3)
قرأ القرآن على الحسين بن علي العجلي عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن
عياش عن عاصم وعلى الوليد بن عتبة الأشجعي وقرأ الوليد على أيوب بن تميم
وقرأ أيوب على يحيى بن الحارث وقرأ يحيى على ابن عامر وقرأ عليه بحرف عاصم
أبو القاسم بن أبي العقب وبحرف ابن عامر أبو الحسن أحمد بن محمد بن شنبوذ
وأبو القاسم عبد الله بن عبدان الداوودي المعروف بالغنوي
وروى عن الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن الضحاك ويوسف بن موسى
القطان وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي وهشام بن عمار وإبراهيم بن هشام بن
يحيى وإسحاق بن سعيد بن الأركون وعمرو بن الغاز (4) ودحيم والحسن بن
أحمد بن أبي شعيب والفتح بن سلومة الحمراني وأبي سالم العلاء بن مسلمة بن
عثمان بن محمد بن إسحاق وهاشم بن خالد وعبد الوهاب بن الحكم الوراق
وأيوب بن محمد الوراق (5) وأبي هشام الرفاعي والمسيب بن واضح ومؤمل بن
إهاب وإبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن الخليل الخشني البلاطي ومحمد بن
يزيد الآدمي وسعيد بن يحيى الأموي ومحمد بن سهل بن عسكر وصفوان بن
صالح ومحمد بن مسعدة البيروتي ويحيى بن عثمان بن سعيد ويعقوب الدورقي
ومحمود بن خداش
روى عنه أبو الميمون بن راشد وأبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس

(1) التاريخ الكبير 2 / 6 ترجمة 1507.
(2) زيادة عن التاريخ الكبير، وهي مستدركة فيه عن إحدى نسخه.
(3) ترجم له في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1177 طبقات القراء 1 / 144 تهذيب التهذيب 1 / 58.
(4) ابن العديم 3 / 1178 " الغار ".
(5) ابن العديم: الوزان.
49

الوراق وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
مروان وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو علي بن شعيب وأبو الحسن بن جوصا (1)
وأبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان وإبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان
والحسن بن حبيب وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح المفسر وخيثمة (2) بن
سليمان وأبو عبد الرحمن النسائي ومحمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام
وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجاج نا أبو الحسن أحمد بن
نصر (3) بن شاكر نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني (4) حدثني أبي
حدثني الأوزاعي عن الوليد بن هشام المعيطي عن معدان بن طلحة اليعمري قال لقيت
ثوبان فقلت حدثني حديثا ينفعني الله به فسكت ثم عدت لمثلها فسكت فقلت
له (5) مثلها فقال عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة [1403]
ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ذلك
وذكر ابن الناصح المفسر أن أحمد بن أبي رجاء مات في المحرم سنة اثنتين
وتسعين ومائتين والله تعالى أعلم (6)
285 أحمد بن نصر بن مالك
ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما سمعه من أبي عمرو بن منده عن
أبيه أبي عبد الله أنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال قال عمرو بن دحيم مات
يعني أحمد بن نصر بن مالك الدمشقي بدمشق سنة إحدى وثمانين (7)

(1) وهو أحمد بن عمير بن جوصا، أبو الحسن الدمشقي، تقدمت ترجمته.
(2) ابن العديم: " خثمة " تحريف.
(3) بالأصل " ناصر " والصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
(4) ترجم له في سير أعلام النبلاء 11 / 383 والأنساب (الغساني).
(5) زيادة عن مختصر ابن منظور 3 / 311.
(6) بغية الطلب لابن العديم 3 / 1179، المختصر 3 / 311، طبقات القراء 1 / 144.
(7) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
50

286 أحمد بن نصر بن طالب
أبو طالب البغدادي الحافظ
سمع بدمشق أبا زرعة البصري وسليمان بن أيوب بن حذلم ويزيد بن
محمد بن عبد الصمد وحريث (1) بن أحمد بن أبي حكيم وجعفر بن محمد
القلانسي وأحمد بن المعلى ين يزيد الأسدي وبحمص سليمان بن عبد الحميد
البهراني (2) وبأنطاكية عثمان بن خرزاذ (3) وبمصر يحيى بن عثمان بن صالح
وأحمد بن أصرم المغفلي وبالعراق العباس بن محمد الدوري وإسماعيل بن
عبد الله بن ميمون العجلي وعثمان بن محمد بن بلج البصري وباليمن أبا زيد
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن أبي حبيب وإسحاق بن إبراهيم الدبري (4)
وإبراهيم بن محمد بن برة (5) الصنعانيين
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيوية وأبو الحسين (6) بن
المظفر وأبو حفص بن شاهين وعبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي وأبو
بكر بن شاذان وأبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي وأبو محمد
عبد الله بن زيدان البجلي الكوفي وهو أكبر منه وأبو طاهر المخلصي (7) وهو آخر من
حدث عنه (8)
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو طالب محمد بن الفتح بن
علي بن الفتح العشاري أنا أبو الحسن الدارقطني نا أبو طالب الحافظ أحمد بن
نصر بن طالب نا سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب البهراني (2) من كتابه نا أبو

(1) في ابن العديم 3 / 1181 وحويت.
(2) بالأصل " النهراني " والمثبت عن م وابن العديم وانظر الأنساب.
(3) بالأصل " خرزاد " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.
(4) الدبري بفتح الدال والباء هذه النسبة إلى دبر من قرى صنعاء اليمن، وذكره. (الأنساب).
(5) ضبطت عن التبصير 1 / 74 وفيه: إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني.
(6) بالأصل " أبو الحسن " والصواب ما أثبت عن ابن العديم، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 418
محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي.
(7) كذا، وفي ابن العديم وم: المخلص.
(8) ابن العديم 3 / 1181 - 1182 نقلا عن ابن عساكر.
51

سليمان شيبة بن السكن الفزاري نا أرطأة بن المنذر نا ليث بن أبي سليم عن
مجاهد عن (1) عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله أول شئ خلق (2) القلم وأخذه بيده اليمنى وكلتا يديه يمين فكتب ما
يكون فيها من عمل معمول بر أو فاجر (3) رطب أو يابس فأحصاه عنده في الذكر ثم
قال اقرؤوا إن شئتم " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم
تعملون " (4) فهل النسخ إلا من شئ قد فرغ منه [1404]
أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو بكر بن
بشران أنا أبو الحسن الدارقطني نا أبو محمد بن صاعد وأبو طالب أحمد بن نصر
الحافظ وأبو هريرة الأنطاكي قالوا نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد بدمشق
بحديث ذكره
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
قال (5) سمعت البرقاني يقول كان الدارقطني يقول أبو طالب أحمد (6) بن نصر
الحافظ أستاذي
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سألت يعني الدارقطني عن أبي طالب الحافظ فقال حافظ متقن
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (7) أحمد بن نصر بن طالب أبو طالب الحافظ سمع العباس بن محمد
الدوري وإسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي وعثمان بن محمد بن بلج
البصري وأحمد بن أصرم المغفلي وسليمان بن عبد الحميد البهراني ويحيى بن

(1) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت.
(2) في المختصر: خلقه.
(3) المختصر: فجور.
(4) سورة الجاثية، الآية: 28.
(5) تاريخ بغداد 5 / 183.
(6) زيادة عن تاريخ بغداد.
(7) تاريخ بغداد 5 / 182 - 183.
52

عثمان بن صالح المصري وإبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني وإسحاق بن إبراهيم
الديري روى عنه أبو عمر بن حيويه الخزاز (1) وعبد الله بن موسى الهاشمي
ومحمد بن المظفر والدارقطني وابن شاهين وكان ثقة ثبتا
وقال الخطيب أخبرني الأزهري نا أبو بكر بن شاذان قال سنة وثلاث وعشرين
وثلاثمائة فيها توفي أبو طالب الحافظ
قال وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن (2) محمد بن جعفر [* * * *] قال
وأنا السمسار أنا الصفار نا (3) ابن قانع أن أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ مات في
شهر رمضان من (4) سنة وثلاث وعشرين وثلاثمائة
قال وأنا أحمد بن أبي جعفر نا عبد الله بن محمد بن عبد الله (5) الشاهد قال
توفي أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ في شوال سنة وثلاث وعشرين وثلاثمائة
287 أحمد بن نصر بن محمد
أبو الحسن بن أبي الليث المصري الحافظ
سمع بدمشق وغيرها أبا علي بن شعيب الأنصاري وأبا هاشم الكتاني
وأحمد بن عبد الرحيم القيسراني ومحمد بن عبد الرحمن الإمام وإسماعيل بن
محمد الصفار وأبا عمر بن عبد الواحد النحوي وأبا عبد الله محمد بن أحمد
الحكمي (6) وأبا العباس الأصم وأبا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار وعمر بن
الحسين الأشناني وغيرهم واستوطن ما وراء النهر
روى عنه الحاكم أبو عبد الله
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله
الحافظ حدثني أبو الحسن بن أبي الليث المصري نا أبو علي محمد بن هارون

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل " الخزار ".
(2) في تاريخ بغداد 5 / 183 " عن " خطأ، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 396.
(3) في تاريخ بغداد: وأخبرنا... حدثنا... حدثنا.
(4) سقطت من تاريخ بغداد.
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل " عبد ".
(6) تذكرة الحفاظ 4 / 1015 الحليمي.
53

الأنصاري بدمشق نا محمد بن هارون بن بكار العاملي نا محمد بن سليمان
القشيري الرقي نا محمد بن السماك عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن
مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ماذا أراد بها (1) [1405]
قال وأنشدني أحمد بن أبي الليث المصري أنشدني محمد بن جعفر قال
أنشدنا أبو الغر (2) لنفسه *
ليس لي مال سوى كرمي * فيه لي أمن من العدم
لا أقول الله يظلمني * كيف أشكو غير متهمي
قنعت نفسي بما رزقت * وتمطت في العلى هممي
ولبست الصبر سابغة * هي من قرني إلى قدمي
وإذا ما الدهر عاتبني * لم يجدني كافر النعم *
قال الحاكم أبو عبد الله
الحافظ أحمد بن أبي الليث وهو نصر بن محمد الحافظ المصري قدم علينا نيسابور وهو باقعة (3) في الحفظ ولقد رأيته يوما يذكر
بحضرة أبي علي الحافظ بن حمد سليمان التيمي عن أنس فشبهته بالسحر في
المذاكرة هذا سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ورد مع أبي الفضل العطار وأبي العباس بن
الخشاب وكان مع هذا يتقشف ويجالس الصالحين من الصوفية وكتب عندنا سنين
ثم أذاه بلدي له فخرج إلى ما وراء النهر واشتغل بالأدب والشعر ثم أنه تصرف
للسلطان في أعمال كثيرة البندرة (4) والبريد والحضرة سنة خمس وخمسين وهو
بآلات (5) سرية وغلمان ومواكب ثم وردتها بعد ذلك وقد نقص فكان كثير الاجتماع
معي وحفظه كما كان فكنت أتعجب منه سمع بمصر أصحاب يونس بن

(1) بالأصل " به " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) كذا، وفي المختصر: " أبو العير "!؟.
(3) الأصل وتذكرة الحفاظ والوافي 8 / 213 وفي تهذيب ابن عساكر: نابغة.
(4) البنادرة: تجار يلزمون المعادن أو الذين يخزنون البضائع للغلاء (القاموس) وفي اللسان: رجل بندري وهو
الكثير المال.
(5) كذا بالأصل " بالاسسريه " وفي م " بالات " وفي تهذيب ابن عساكر: " بالان سربة ". لم أحله.
54

عبد الأعلى وأبي عبيد الله الوهبي جاء نعيه في شهر رمضان سنة ست وثمانين
وثلاثمائة
288 أحمد بن نصر بن محمد
أبو منصور الدينوري
حدث بدمشق عن أبي القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي الدينوري
وأبي علي الحسين بن محمد بن حنش المقرئ الدينوري
روى عنه أبو علي الأهوازي
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد السوسي نا
الحسن بن علي بن إبراهيم نا أبو منصور أحمد بن نصر بن محمد الدينوري بدمشق
نا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي بالدينور نا عبد الله بن
أحمد بن حمدان نا محمد بن خلف العسقلاني وأحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي
وأنا رواد بن الجراح نا سفيان بن سعيد الثوري عن منصور عن ربعي بن حراش (1)
عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خيركم في المائتين المؤمن الخفيف الحاذ قيل وما الخفيف الحاذ قال الذي
لا أهل له ولا ولد [1406]
289 أحمد بن نصر الشيباني (2)
حدث بدمشق عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة
روى عنه أبو هاشم المؤدب
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني وذكر انه نقله من خط بعض أصحاب الحديث
في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشره وثلاثمائة أحمد بن نصر الشيباني

(1) ربعي بكسر أوله وسكون الموحدة (تقريب التهذيب).
وبالأصل " خراش " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب بكسر المهملة وآخره معجمة، أبو مريم العبسي
الكوفي، ثقة عابد مخضرم.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
55

290 أحمد بن النضر بن بحر
أبو جعفر السكري
قرأ القرآن بدمشق على هشام بن عمار بحرف ابن عامر
قرأ عليه أبو بكر محمد بن الحسن (1) النقاش
وحدث ببغداد عن هشام بن عمار والعباس بن الوليد بن صبح الخلال
ومحمد بن سلام المنبجي وسعيد بن حفص النفيلي ومصعب بن سعيد المصيصي
ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحراني الحصني (2) وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي
ومحمد بن مصفي الحمصي وحامد بن يحيى البلخي
روى عنه أبو محمد بن صاعد وعبد الله بن إسحاق المدائني وإسماعيل بن
علي الخطبي وسليمان بن أحمد الطبراني وعبد الباقي بن قانع ومحمد بن علي بن
سهل الإمام وأبو علي الحسن بن هاشم (3) بن عمرو البلدي وأبو جعفر محمد بن
عمرو بن موسى العقيلي (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو
القاسم بن حبابة قال قرئ على ابن صاعد نا أحمد بن النضر نا هشام بن عمار نا
محمد بن عبد الملك الصنعاني نا الأوزاعي حدثني الزهري أخبرني عروة بن
الزبير حدثتني عائشة قالت ذبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن من تمتع من نسائه بقرة [1407]
كذا قال وإنما هو عبد الملك بن محمد
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه نا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن النضر بن بحر العسكري نا سعيد بن
حفص النفيلي نا محمد بن محصن بن العكاشي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال

(1) زيادة عن طبقات القراء 1 / 146 وقال ابن الأثير أنه تفرد بالقراءة عنه.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى حصن مسلمة بن عبد الملك، وهو موضع بالجزيرة.
(3) في ابن العديم: هشام.
(4) بغية الطلب تاريخ حلب 3 / 1185 - 1186.
56

سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم بارك لأمتي في سحورها
تسحروا ولو بشربة من ماء ولو بتمرة ولو بحبات زبيب فإن الملائكة تصلي
عليكم [1407]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر السكري (2) من أهل عسكر مكرم (3)
قدم بغداد وحدث بها عن سعيد بن حفص النفيلي ومصعب بن سعيد
المصيصي ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحراني عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي
وحامد بن يحيى البلخي ومحمد بن مصفى الحمصي
روى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني وإسماعيل بن علي الخطبي
وعبد الباقي بن قانع القاضي ومحمد بن علي بن سهل الإمام
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5)
نا (6) السمسار أنا الصفار نا ابن قانع أن أحمد بن النضر بن بحر مات في سنة تسعين
ومائتين
قال وأنا (7) محمد بن عبد الواحد نا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال وجاءنا الخبر بموت أبي جعفر أحمد بن النضر العسكري
عسكر مكرم خرج من عندنا إلى الرقة فمات بها ليومين خلوا من ذي الحجة سنة
تسعين كان من ثقات الناس وأكثرهم كتابا وقيل لنا ولم نسمع هذا منه أن جده
لأمه سهل بن محمد بن الزبير العسكري

(1) تاريخ بغداد 5 / 185.
(2) تاريخ بغداد: العسكري.
(3) بلد مشهور في نواحي خوزستان (معجم البلدان).
(4) بالأصل " جعفر " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) تاريخ بغداد 5 / 186.
(6) تاريخ بغداد: أخبرنا... حدثنا... حدثنا ابن قانع.
(7) تاريخ بغداد: أخبرنا... حدثنا.
57

291 أحمد بن نظيف بن عبد الله
أبو بكر الخفاف
روى عن أحمد بن عمير بن جوصا
روى عنه أبو نصر بن الجبان
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله بن عمري (1) المزي (2) أنا أبو بكر أحمد بن نظيف بن
عبد الله الخفاف قراءة عليه من أصل كتابه في الأساكفة نا أحمد بن عمير نا
محمد بن وزير (3) نا عبد الوهاب بن عبد المجيد نا أيوب بن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء [1409]
292 أحمد بن نمير الثقفي
حدث عن أبيه
روى عنه أبو الحكم الهيثم بن مروان العبسي
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أنا أحمد بن عمير بن جوصا نا أبو الحكم
الهيثم بن مروان العبسي نا أحمد بن عمير الثقفي عن أبيه عن ابن أسباط أن هذا
كتاب يحيى بن حمزة القاضي كان بدمشق لبنك (4) نصارى مدينة دمشق أنهم رفعوا إلى
الأمير محمد بن إبراهيم أصلحه الله قصة وذكروا أنهم شجر بينهم وبين رئيسهم في
دينهم وجماعتهم من أهل القرى وعتاقه العرب والغرباء اختلاف وفرقة وأنهم غلبوهم
على كنائسهم وسألوه النصفة لهم منهم والوفاء لهم بما في عهدهم وكتابهم الذي كتبه
لهم خالد بن الوليد عند فتح مدينتهم فأمرني الأمير محمد بن إبراهيم حفظه الله بعد
اجتماعهم عنده وتناصبهم الخصومة بين يديه في النظر في أمرهم وحملهم على ما يرى

(1) في تذكرة الحفاظ 3 / 1076 " عمران " وفي سير أعلام النبلاء 17 / 468 " عمر ".
(2) الأصل وتذكرة الحفاظ وفي سير أعلام النبلاء: المري بالراء.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت انظر ترجمة أحمد بن عمير في سير أعلام النبلاء 15 / 15.
(4) غير منقوطة بالأصل والمثبت عن م.
58

من الحق والعدل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فدعوتهم (1) بحججهم
فأتوني بكتاب خالد بن الوليد لهم فيه
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق يوم فتحها
أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم لا تهدم ولا تسكن لهم على ذلك ذمة الله
وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين ألا أن (2) يعرض لهم أحد إلا بخير إذا أعطوا
الذي عليهم من الجزية شهد هذا الكتاب يوم كتب عمرو بن العاص وعياض بن غنم
ويزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح ومعمر بن عتاب وشرحبيل بن حسنة
وعمير بن سعد ويزيد بن نبيشة وعبد الله بن الحارث وقضاعي بن عامر وكتب في
شهر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة
قال يحيى بن حمزة فنظرت في كتابهم فوجدته خاصة لهم وفحصت عن أمرهم
فوجدت فتحها بعد حصار ووجدت ما وراء حائطها لدفع الخيل ومراكز الرماح (3)
ونظرت في جزيتهم فوجدتها وظيفة عليها خاصة دون غيرهم ووجدت أهلها عند فتحها
رجلين رجلا روميا قتلته (4) الحرب أو نفته فمساكنهم وكنائسهم قسمة بين المسلمين
معروفة لا تخفى ورجلا من أهلها حقن دمه هذا العهد فمساكنهم وكنائسهم مع دمائهم
لهم لم تسكن ولم تقسم معروفة ليست تخفى فقضيت لهم بكنائسهم حين وجدتهم
أهل هذا العهد وأبناء البلد بنكا تلادا ووجدت من نازعهم لفيفا طراء (5) وذلك لو أنهم
أسلموا كان لهم صرفها (6) مساجد ومساكن فلهم في آخر الدهر ما لهم في أوله وأثبت
في الأصول قبل وأشهدت الله عليه وصالح المؤمنين وفاء بهذا العهد الذي عهده لهم
السابقون الأخيار فإن يكن بينهم خاصة في ذلك اختلاف نظر لهم وقضيت لمن
نازعهم بما كان لهم فيها من حيلة أو آنية أو كسوة أو عرصة أضافوا ذلك إليها يدفع ذلك
إليهم بأعيانهم إن قدروا عليه وسهل قبضه أو قيمة عدل يوم ينظر فيه شهد على ذلك

(1) عن م وبالأصل: فدعوهم.
(2) كذا وفي المختصر: ألا يعرض.
(3) المختصر: للرماح.
(4) عن م وبالأصل " قتله ".
(5) يعني غرباء.
(6) كذا بالأصل، وعلى هامشه: " بعد فتحها " وفي المختصر مثله، وهو الأظهر.
59

239 أحمد بن نهيك
كاتب عبد الله بن طاهر قدم معه دمشق
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وعلي بن الحسن بن سعيد قالا نا وأبو النجم
بدر بن عبد الله الشيحي (1) أنا أبو بكر الخطيب حدثني الجوهري نا محمد بن
العباس الخزاز نا أبو الحسين عبيد الله (2) بن أحمد بن أبي طاهر حدثني أبي أن
عبد الله بن طاهر لما خرج إلى المغرب كان معه كاتبه أحمد بن نهيك فلما نزل دمشق
أهديت إلى أحمد بنهيك هدايا كثيرة في طريقه وبدمشق وكان يثبت كلما يهدي إليه
في قرطاس ويدفعه إلى خازن له فلما نزل عبد الله بن طاهر دمشق أمر أحمد بن نهيك
أن يغدو عليه بعمل كان أمره أن يعمله فأمر خازنه أن يخرج إليه قرطاسا فيه (3) العمل
الذي أمر بإخراجه ويضعه في المحراب بين يديه لئلا ينساه وقت ركوبه في السحر فغلط
الخازن فأخرج القرطاس الذي فيه ثبت ما أهدي إليه فوضعه في المحراب فلما صلى
أحمد بن نهيك الفجر أخذ القرطاس من المحراب ووضعه في خفه فلما دخل على
عبد الله بن طاهر سأله عما تقدم إليه من إخراجه العمل الذي أمره به فأخرج الدرج من
خفة فدفعه إليه فقرأه عبد الله من أوله إلى آخره وتأمله ثم أدرجه ودفعه إلى أحمد بن
نهيك وقال ليس هذا الذي أردت فلما نظر أحمد بن نهيك فيه أسقط في يديه فلما
انصرف إلى مضربه وجه إليه عبد الله بن طاهر يعمله أنه قد وقفت (4) على ما في
القرطاس فوجدته (4) سبعين ألف دينار واعلم أنه قد لزمتك مؤنة عظيمة غليظة في
خروجك ومعك زوار وغيرهم وإنك محتاج إلى برهم وليس مقدار ما صار إليك
يفي بمؤونتك وقد وجهت إليك بمائة ألف دينار (5) لتصرفها في الوجوه التي ذكرتها "

(1) هذه النسبة - بكسر الشين المعجمة - إلى شيحة قرية من قرى حلب (الأنساب).
(2) في ابن العديم 3 / 1187 عبد الله.
(3) عن ابن العديم والمختصر، وبالأصل " في ".
(4) في ابن العديم: وقف... فوجده.
(5) في ابن العديم: " درهم " والمختصر كالأصل.
60

حرف الواو "
في أسماء آباء (1) الأحمدين
294 أحمد بن وصيف حام
ولاه أحمد بن طولون دمشق وكان قدمها منفيا من العراق
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المري
قال سمعت القاسم بن أحمد المعروف بابن كوار الدمشقي يقول قدم أحمد بن
طولون دمشق بعد موت أحاجور سنة أربع وستين ومائتين واستعمل على دمشق
أحمد بن وصيف حام جاء به من صور (2)
295 أحمد بن الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد الله بن مصدع الخزاعي
حكى عن أبيه يحيى بن أحمد نسب جده الوضين بن عطاء وسيأتي ذلك في
ذكر الوضين
296 أحمد بن الوليد بن هشام القرشي مولى بني أمية
ويعرف بالقبيطي
حدث عن أبي مسهر
روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي هشام وأبو جعفر الطبري
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ونقلته من خطه أنا أبو الفتح عبد الجبار بن

(1) زيادة استدركت للايضاح.
(2) سقطت ترجمته من المختصر.
61

عبد الله بن إبراهيم بن برزة (1) نا أبو علي الحسن بن شهاب العكبري بعكبرا أنا أبو
جعفر بن علي الكاتب (2) عن محمد بن جرير بن يزيد الطبري نا أحمد بن الوليد نا
هشام بن عمار وصفوان بن صالح قالا نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن
ربيعة بن يزيد قال سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة (3) المري (4) يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في معاوية اللهم اجعله هاديا مهديا [1410]
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن
النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن سهل بن عسكر نا
أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز بإسناده مثله
297 أحمد بن الوليد
شيخ في طبقة أصحاب الوليد بن مسلم
روى عنه أبو عبد الله محمد بن وضاح الأندلسي القرطبي (5)

(1) ضبطت عن التبصير.
(2) بالأصل " أبو جعفر بن أبي طالب علي بن " ولعل الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 14 / 269 ترجمة
الطبري.
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(4) كذا، وفي المختصر: " المزني " وفي تقريب التهذيب: المزني ويقال: الأزدي، قال ابن حجر: مختلف في
صحبته، سكن حمص.
(5) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
62

" حرف الهاء "
في آباء الأحمدين
298 أحمد بن هارون بن جعفر أبو العباس الدلاء البغدادي
حدث بدمشق والرملة عن أبي جعفر محمد بن عبد الحميد الفرغاني وأبي بكر
محمد بن جعفر بن أيوب الخشاب الرملي ومحمد بن حصين الآلوسي
روى عنه تمام الرازي وعبد الكريم بن عمر بن نصر
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو العباس أحمد بن هارون البغدادي الدلاء ومحمد بن ين يوسف بن
عبد الله الدمشقي قالا نا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الفراغاني نا أحمد بن
سعيد الصيرفي [*]
قال وأنا تمام نا أبو الحسن علي بن عمر البغدادي نا محمد بن عبد الله بن
غيلان نا الحسن بن الجنيد نا حماد بن الوليد الكوفي نا سفيان الثوري عن
محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله (
صلى الله عليه وسلم) من عزى مصابا فله مثل أجره [1411]
299 أحمد بن هارون بن حنش (1) بن النضر (2) أبو جعفر البخاري الغزال (3)
رحل وسمع بدمشق الهيثم بن مروان الدمشقي ومحمد بن هاشم البعلبكي

(1) بالأصل: " حبش " والمثبت عن م وابن ماكولا 7 / 18 وسيأتي.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(3) ضبطت عن التبصير 3 / 1043 وفيه: وأبو جعفر أحمد بن هارون البخاري الغزال عن أبي عمير بن النحاس
مات سنة 305.
63

وغيرهم وبالشام عمرا ويحيى ابني عثمان الحمصيين وأبا عمير عيسى بن محمد بن
النحاس وبخراسان إبراهيم وعمر ابني محمد بن الحسين وخالد بن أحمد أبا
الهيثم الأمير
روى عنه أبو علي محمد بن محمد بن محمود وأبو بكر محمد بن أحمد بن
حرب
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
وأما غزال بتشديد الزاي أبو جعفر أحمد بن هارون بن حنش (2) بن النضر الغزال
البخاري كتب ببخارا عن إبراهيم وعمر ابني محمد بن الحسين وخالد بن أحمد
الأمير وبالشام عن أبي (3) عمير بن النحاس والهيثم بن مروان الدمشقي وعمرو بن
عثمان ويحيى بن عثمان الحمصي ومحمد بن هاشم العلبكي وغيرهم روى عنه أبو
علي محمد بن محمد بن محمود وأبو بكر محمد بن محمد (4) بن حرب توفي في
شعبان سنة خمس وثلاثمائة
300 أحمد بن هارون بن روح
أبو بكر البردعي (5) الحافظ (6)
من أهل برديج (7) من أعمال برذعة (8) من بلاد أرمينية
سمع العباس بن الوليد بن مزيد العذري ببيروت ويزيد بن محمد بن
عبد الصمد وأبا زرعة بدمشق ومحمد بن عوف بحمص والربيع بن سليمان

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 17 و 18.
(2) بالأصل " حبش " والمثبت عن الاكمال.
(3) عن الاكمال والتبصير وبالأصل " ابن ".
(4) في الاكمال: أحمد.
(5) كذا بالأصل بالدال المهملة، وفي بعض مصادر ترجمته بالذال المعجمة، وهذه النسبة إلى برذعة (ياقوت)
وهي بلد في أقصى أذربيجان.
(6) له ترجمة في تاريخ بغداد 5 / 194 تذكرة الحفاظ 746 الوافي 8 / 223 بغية الطلب لابن العديم 3 / 1195
العبر 2 / 118 الشذرات 2 / 234.
(7) ضبطت عن ياقوت وهي مدينة بأقصى أذربيجان بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخا.
(8) بالأصل " بردعة " والمثبت عن ياقوت.
64

وبحر بن نصر وعلي بن عبد الرحمن علانا وسليمان بن شعيب الكتاني
بمصر (1) وسليمان بن سيف بحران ويوسف بن سعيد بن مسلم بالمصيصة وأبا
سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهمداني وعمرو بن عبد الله الأودي (2)
والحسن بن علي بن عفان بالكوفة وأبا بكر محمد بن إسحاق الصغاني وعلي بن
الحسين بن إشكاب ببغداد ومحمد بن يحيى بن كثير بحران ومحمد بن عبد الملك
الدقيقي
روى عنه أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف وأبو أحمد محمد بن
أحمد بن إبراهيم العسال الأصبهاني وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي
الجرجاني وأبو بكر الشافعي وعلي بن محمد بن لؤلؤ (3)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
محمد بن هشام المروزي وأحمد بن هارون الحافظ قالا نا حسين بن علي بن
الأسود نا عمرو العنقزي نا مبارك بن حسان عن عيسى بن ميمون عن أبي
المعتمر عن أبي بكر الصديق قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كفارة أحداثنا فقال
شهادة أن لا إله إلا الله وقال أحمد بن هارون (4) سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كفارة
إحدانا [1412]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي قال سمعت أحمد بن هارون البرديجي يقول حدثنا العباس بن
الوليد بن مزيد بحديث ذكره
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5)
أنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمداني (6) نا صالح بن أحمد الحافظ قال أحمد بن

(1) الزيادة عن ابن العديم 3 / 1195.
(2) عن ابن العديم وبالأصل الأردني.
(3) بغية الطلب لابن العديم 3 / 1195 - 1196.
(4) كذا بالأصل، ويعني في رواية أخرى.
(5) تاريخ بغداد 5 / 195.
(6) في تاريخ بغداد: الهمذاني.
65

هارون بن روح أبو بكر ويعرف بالبرديجي صدوق من الحفاظ (1)
(2) أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي بكر البيهقي وأبي عثمان
الصابوني وأبي بكر الحيري وأبو عثمان البحيري قالوا أخبرنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله الحافظ قال أحمد بن هارون البرديجي أبو بكر البرذعي الحافظ
سمع نصر بن علي الجهضمي وأقرانه من الشيوخ روى عنه جعفر بن أحمد بن سنان
الواسطي والمتقدمون من الشيوخ ورد نيسابور على محمد بن يحيى فاستفاد وأفاد
وكتب عنه مشايخنا في ذلك العصر
قرأت بخط أبي علي (3) المستملي سماعه من أحمد بن هارون البردعي الحافظ في
مسجد محمد بن يحيى في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين
وقد سمع شيخنا أبو علي (4) من أبي بكر البرديجي بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة
وأظنه جاور بمكة وبها مات (5) رحمه الله فإني لا أعرف إماما من أئمة عصره في الآفاق
إلا وله عليه انتخاب يستفاد
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ
قال (6) أحمد بن هارون بن روح الحافظ أبو بكر البردعي (7) قدم أصبهان مرتين
توفي ببغداد يروي عن العراقيين والمصريين حدث عنه عبد الله بن محمد بن
عمران سنة إحدى وثلاثمائة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو
بكر الخطيب (8) أحمد بن هارون بن روح أبو بكر البردعي (9) ويعرف

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(2) هذا الخبر سقط الجزء الأول منه من الأصل، ثم استدركه عن تاريخ حلب لابن العديم 3 / 1193.
(3) عند ابن العديم: أبي عمرو.
(4) يعني شيخ الحاكم أبي عبد الله، وهو أبو علي الحسين بن علي الحافظ.
(5) كذا وسيأتي أنه مات ببغداد، وانظر ابن العديم 3 / 1197.
(6) ذكر أخبار أصبهان: البرديجي.
(8) تاريخ بغداد 5 / 194 - 195.
(9) تاريخ بغداد: البرذعي.
66

بالبرديجي (1) سكن بغداد وحدث بها عن أبي سعيد الأشج وهارون بن إسحاق
الهمداني ويوسف بن سعيد بن مسلم وعمرو بن عبد الله الأودي ومحمد بن حمدون
الكرماني وعلي بن الحسين بن إشكاب ومحمد بن إسحاق الصغاني (2) وبحر بن نصر
المصري وغيرهم روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وعلي بن
محمد بن لؤلؤ وكان ثقة فاضلا فهما حافظا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة قال قرئ على
حمزة بن يوسف قال سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن أبي بكر البرديجي
فقال ثقة مأمونا جبلا (3)
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا
علي بن عبيد الله الكيساني قال سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين
الهمذاني قال أحمد بن هارون بن روح أبو بكر الحافظ ويعرف بالبرديجي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن عمر وأنا أبو علي الحداد وأجازه
لي أبو علي الحسن بن أحمد وأبو سعد محمد بن محمد وأبو القاسم غانم بن محمد
قالوا أنا أبو نعيم قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
يقول سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات أحمد بن هارون بن روح البرديجي ببغداد
قال الخطيب وأخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال
وتوفي أحمد بن هارون البرديجي في شهر رمضان من سنة إحدى وثلاثمائة وكان من
حفاظ الحديث المذكورين بالحفظ والفقه ولم يغير شيبه

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) تاريخ بغداد: الصاغاني.
(3) ابن العديم 3 / 1193 ثقة مأمون جبل.
(4) تاريخ بغداد 5 / 195.
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل " بن " خطأ.
67

301 أحمد بن هارون بن معاوية
أبو عبيد الله الأشعري (1)
حدث عن أبيه هارون بن أبي عبيد الله
روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا
أنبأنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله أنا
أبو علي الأهوازي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن
يوسف بن جوصا نا أحمد بن هارون نا هارون بن أبي عبيد الله قال (2)
ونا أبو عبد الله نا أحمد بن عبيد الله عن هارون بن معاوية نا عبد الغني بن
عبد الله بن نعيم القيني عن أبيه عن سليمان بن سعد قال دخلت على عبد الملك
حين أتاه وفاة عبد العزيز بن مروان من مصر وكان مروان قد عهد لعبد العزيز بعد
عبد الملك فعزيته ثم قلت إنكم أردتم بعبد العزيز أمرا أراد الله غيره وقد رد الله
ذلك إليك يا أمير المؤمنين لتعمل فيه بالحق الحكاية بطولها في مبايعة عبد الملك
لابنيه الوليد وسليمان بالعهد (3) (4)
302 أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان
أبو العباس بن الجندي (5) القاضي
والد أبي نصر محمد بن أحمد (6) كان قاضي غوطة دمشق
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا البخاري
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبار أنا أبو الفرج سهل بن بشر

(1) بغية الطلب لابن العديم 3 / 1199 - 1200، سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(2) سقط حرف التحويل، ووجوده ضروري.
(3) الخبر في تاريخ حلب لابن العديم 3 / 1200.
(4) انظر تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة 84 للهجرة.
(5) ضبطت عن التبصير 1 / 359 وفيه: بضم ثم سكون... وأبو العباس أحمد بن هارون بن الجندي قاضي
الغوطة.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 400.
68

الإسفرايني أنا رشأ بن نظيف المقرئ
قالا أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال في باب الجندي وأبو العباس بن
الجندي الدمشقي قاضي الغوطة زاد رشأ واسمه أحمد بن هارون
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا
قال (1) أما الجندي بضم الجيم وسكون النون فهو أبو العباس أحمد بن هارون بن
الجندي الغساني قاضي الغوطة
قال لنا أبو محمد بن الأكفاني وفيها يعني سنة أربع وثمانين وثلاثمائة توفي أبو
العباس بن الجندي (2) في يوم الاثنين لليلتين خلتا من رجب وهو أحمد بن هارون بن
موسى الغساني القاضي رحمه الله
303 أحمد بن هاشم بن عتبة بن أبي لهب
ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي اللهبي
ذكره ابن عمران وذكر أنه وفد على عبد الملك بن مروان والده (3) ولم أجد
ذكره في كتاب النسب للزبير والله تعالى أعلم (4)
304 أحمد بن هاشم بن عمرو بن إسماعيل
ابن عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله
أبو جعفر بن أبي هاشم الحميري البعلبكي
ابن بنت محمد بن هاشم يلقب بندارا
روى عن جده محمد بن هاشم وسليمان بن عبد الرحمن الحراني وأحمد بن
عيسى الخشاب التنيسي وأبي أمية الطرسوسي
روى عنه أبو بكر بن المقرئ ومحمد بن إبراهيم بن أسد الصوري القنوي
وأبو أحمد بن عدي الجرجاني

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 222.
(2) بالأصل " الجنيد " والصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
(3) كذا ورسمها غير مطمئن بالأصل، ولعلها " والدة " فيكون " مع والده ".
(4) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
69

أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن محمد بن الحسين بن مهرايزد (1) النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو
جعفر أحمد بن هاشم بن عمرو بن إسماعيل (2) بن عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله
الحميري بندار البعلبكي ببعلبك ابن ابنة محمد بن هاشم نا سويد بن عبد العزيز نا
الوضين بن عطاء عن شداد بن أوس قال زوجوني فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تلق
الله وأنت أيم (3) [1413]
الوضين لم يسممن شداد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا أبو جعفر أحمد بن هاشم بن أبي هاشم ببعلبك نا
سليمان بن عبد الرحمن الحراني بحديث ذكره
305 أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير القارئ
أبو الحسن الأسدي
مولى بني أسد من قريش البزار من أهل باب الصغير
روى عن يحيى وعمرو ابني عثمان وسليمان بن سلمة الخبايري (4) ومحمد بن
مصفى الخمصيين ومؤمل بن إهاب وأحمد بن هاشم الصيدلاني وعيسى بن يونس
الفاخوري وعبد الله بن ثابت بن حران الحراني وأبي سليم إسماعيل بن حصن
الجبيلي (5)
روى عنه أبو بكر أحمد وأبو زرعة محمد ابنا أبي دجانة وأبو علي بن شعيب
ومحمد بن محمد بن آدم وجمح بن القاسم وأحمد بن عبد الله بن الفرج

(1) ضبطت عن أنباه الرواة وبغية الوعاة.
(2) بالأصل " عن ".
(3) الأيم الرجل الذي لا امرأة له. (اللسان).
(4) أثبت وضبطت عن التبصير 1 / 356 وهذه النسبة إلى خباير بطن من الكلاع، ومنهم من يهمزها " الخبائري "
انظر الأنساب. (5) ضبطت عن الأنساب ومعجم البلدان (جونية) والتبصير 1 / 304 وفي ياقوت " جبيل " ذكره باسم: أبي
سليمان إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي.
70

البرامي (1) وأبو عمر بن فضالة ومحمد بن العباس بن كودك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو
الحسن بن السمسار نا أبو بكر أحمد بن عبيد الله نا أحمد بن هشام بن عبد الله بن
كثير القارئ نا محمد بن مصفى نا محمد بن حرب حدثني الوليد بن محمد
الزبيدي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أسرف عبد على نفسه حتى إذا حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا
مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر فوالله لئن قدر الله علي
ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من خلقه ففعل ذلك به أهله فقال الله عز وجل لكل شئ
أخذ منه أد ما أخذت فإذا هو قائم قال الله عز وجل ما حملك على ما صنعت قال
خشيتك فغفر الله له [1414]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد حدثني أبو زرعة وأبو بكر ابنا عبد الله بن أبي دجانة قالا أنا أبو الحسن
أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير القارئ قراءة عليه نا أبو أيوب سليمان بن
سلمة الخبائري سمعت ذكره
قرأت بخط أبي الحسين عبد الوهاب الميداني حدثني ابن فضالة نا أبو الحسن
أحمد بن هشام بن كثير القارئ الشيخ الصالح بحديث ذكره
306 أحمد بن هشام بن أبي هشام البعلبكي
هو ابن هاشم الذي تقدم ذكره
307 أحمد بن هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان
أبو عبد الله السلمي (3)
قرأ القرآن العظيم على أبيه (4) وحدث عنه

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت انظر استدراك ابن نقطة على الاكمال. وانظر الأنساب
1 / 305 حاشية 4.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(4) ترجمة أبيه في معرفة القراء الكبار للذهبي 1 / 91 وانظر ثبتا بمصادر ترجمته فيه.
71

روى عنه أبو بكر بن المقرئ وحميد بن الحسن الوراق وأبو محمد
عبد الحميد بن يحيى بن داود البويطي (1) وسليمان الطبراني وأبو هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
عبدان بن أحمد الجواليقي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وموسى بن سهل بن
عبد الحميد أبو عمران الجوني وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ومحمد بن
عمير بن عبد السلام الرملي والحسين بن عبد الله بن يزيد بن الأزرق القطان الرقي
وأحمد بن هشام بن عمار ومحمد بن يحيى بن رزين الحمصي وابن خريم الدمشقي
ومحمد بن عون الوحيدي وعدة قالوا أنا هشام بن عمار الدمشقي أبو الوليد نا
مالك بن أنس عن الزهري عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل مكة وعلى رأسه المغفر [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
أحمد بن هشام بن عمار نا أبي ح
وأخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن الحسين بن مهرايزد (2) النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عبد الله
أحمد بن هشام بن عمار بن نصير الدمشقي نا أبي هشام بن عمار
نا الوليد بن مسلم نا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال
قرأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سورة الرحمن فقال ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا
أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم من مرة " فبأي آلاء ربكما تكذبان (3) " إلا قالوا ولا بنعمائك نكذب ربنا فلك الحمد [1416]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا سهل بن بشر
الإسفرايني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل التميمي نا عبد الوهاب بن

(1) هذه النسبة إلى بويط قرية من صعيد مصر الأدنى.
(2) ضبطت عن بغية الوعاة 1 / 188.
(3) سورة الرحمن، الآية: 13.
72

الحسن الكلابي قال توفي أبو بكر محمد (1) بن خريم وأبو عبد الله بن هشام بن
عمار يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخرة سنة ست عشرة وثلاثمائة
308 أحمد بن همام بن عبد الغفار
ابن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
أبو حدرد المخزومي
روى عن محمد بن سعيد بن الفضل القرشي وعبد الرحمن بن يحيى بن
إسماعيل وأبي مسهر
روى عنه عمرو بن عبد الرحمن دحيم ومحمد بن عبد الله الطائي الحمصي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نا عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد وعبد الوهاب الميداني وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن
إسحاق الدوري قالوا أنا عبد الله بن مروان نا عمرو بن دحيم نا أبو حدرد أحمد بن
همام بن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي نا محمد بن
سعيد بن الفضل نا همام بن إسماعيل عن ربيعة عن إسماعيل عن يزيد بن جبير بن
نفير عن أبي الدرداء قال لا أعلمه إلا رفعه قال من قال في امرئ مسلم ما ليس
فيه ليؤذيه حبسه الله في رذغة (2) الخبال يوم القيامة حتى يقضي بين الناس
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
محمد بن عبد الله الطائي الحمصي بها أنا أبو حدرد أحمد بن همام نا
عبد الرحمن بن يحيى نا عبد العزيز بن سعيد بن عبد العزيز عن أبيه عن
إسماعيل بن عبيد الله قال قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المدحة الذبح "

(1) انظر سير أعلام النبلاء 14 / 429 ترجمة محمد بن خريم و 14 / 527 قال الذهبي توفي هو وأبو بكر في يوم
واحد وهو يوم الخميس.... وهو في عشر التسعين.
(2) ردغة الخبال، وبالتحريك، وعصارة أهل النار (اللسان: ردغ).
73

حرف الياء "
في آباء الأحمدين
ذكر من اسم أبيه يحيى
309 أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد بن الحكم الحجوري
من أهل (1) حكى عن أهل بيته حكاية نسوقها في ترجمة معيوف بن
يحيى
حكى عنه ابنه أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى
310 أحمد بن يحيى بن جابر بن داود
أبو الحسن ويقال أبو جعفر ويقال أبو بكر البغدادي البلاذري
الكاتب صاحب التاريخ
سمع بدمشق هشام بن عمار وأبا حفص عمر بن سعيد وبحمص محمد بن
مصفى وبأنطاكية محمد بن عبد الرحمن بن سهم وأحمد بن برد الأنطاكيين
وبالعراق عفان بن مسلم وعبد الأعلى بن حماد وعبد الواحد بن غياث وشيبان بن
فروخ وعلي بن المديني وعبد الله بن صالح العجلي ومصعب الزبيري وأبا
عبيد بن سلام وإسحاق بن أبي إسرائيل وخلف البزار (2) وأبا الربيع الزهراني
وعمرو الناقد والحسين بن علي بن الأسود العجلي وعثمان بن أبي شيبة وأبا
الحسن علي بن محمد المدائني ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومحمد بن الصباح
الدولابي ومحمد بن حاتم السمين وعباس بن الوليد النرسي وأحمد بن إبراهيم

(1) رسمها غير واضح بالأصل، ولم أصل إليها.
(2) في ابن العديم 3 / 1221 " البزاز ".
74

الدورقي (1) وجماعة سواهم
روى عنه يحيى بن النديم (2) وأحمد بن عمار وأبو يوسف يعقوب بن نعيم بن
فزارة (3) الأزدي (4)
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالدامغاني الصوفي أنا
أبو القاسم إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الجلابي أخبرتنا فاطمة المعروفة ببيبي بنت
أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الطلقي قالت نا أبو أحمد عبد الله بن عدي
الحافظ أنا محمد بن خلف أخبرني أحمد بن يحيى البلاذري قال قال لي محمود
الوراق قل من الشعر ما يبقى لك ذكره ويزول عنك إثمه فقلت (5) *
استعدي يا نفس للموت واسعي * لنجاة فالحازم المستعد (6)
فذا (7) بما أنت مستعيرة ما سوف * تردين (8) والعواري ترد
أنت تسهين والحوادث لا * تسهو وتلهين والمنايا تجد
أي ملك في الأرض أو أي حظ * لأمر حظه من الأرض لحد
لا ترجي البقاء في معدن الموت * وار (9) حتوفها لك ورد
كيف يهوى امرؤ لذاذة أيام * عليه الأنفاس فيها تعد *
بلغني أن البلاذري كان أديبا رواية له كتب جياد ومدح المأمون بمدائح وجالس
المتوكل وتوفي في أيام المعتمد ووسوس في آخر عمره وهو القائل (10) *

(1) ابن العديم 3 / 1220 " الدرقي " خطأ، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 230.
(2) في ابن العديم: البريم.
(3) ابن العديم: قرقارة.
(4) ابن العديم: الأرزني.
(5) الخبر والابيات في بغية الطلب 3 / 1221 - 1222.
(6) بعده في ابن العديم ومختصر ابن منظور.
قد تبينت أنه ليس للحي * خلود ولا من الموت بد
(7) ابن العديم والمختصر: إنما أنت.
(8) عن ابن العديم والمختصر وبالأصل " تردي ".
(9) الأصل وابن العديم، وفي المختصر: " ودار ".
(10) الخبر والابيات في بغية الطلب نقلا عن ابن عساكر.
75

ما من روى أدبا ولم يعمل به * فكيف عادية الهوى بأريب (1)
حتى يكون بما تعلم عاملا * من صالح فيكون غير معيب
ولقل ما تجدي إصابة صائب * أعماله أعمال غير مصيب *
311 أحمد بن يحيى بن الحكم
أبو بكر الأسدي (2)
روى عن زهير بن عباد ومحمد بن بكار بن الريان
روى عنه جعفر بن محمد ابن بنت عدس
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد بن هشام الكندي يعرف بابن بنت عدس
من لفظه نا أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحكم الأسدي الدمشقي نا زهير بن عباد
الرواسي نا يزيد بن عطاء اليشكري عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن
مسعود قال حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الصادق المصدوق إن خلق أحدكم يجمع في
بطن أمه أربعين يوما وذكر الحديث [1417]
312 أحمد بن يحيى بن سهل بن السري
أبو الحسين (3) الطائي المنبجي
الشاهد المقرئ النحوي (4)
سكن دمشق وكان وكيلا في الجامع روى عن عبد الله (5) بن مروان وأبي
العباس أحمد بن فار س الأديب وأبي الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ وأبي
الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير وعمر بن عبد الرحمن الإمام الحلبي
روى عنه عبد الوهاب الميداني وهو من أقرانه وعبد العزيز بن أحمد

(1) في ابن العديم: بأديب.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
(3) في الوافي 8 / 248 أبو الحسن.
(4) بغية الطلب 3 / 1227 الوافي 8 / 248 بغية الوعاة 1 / 395.
(5) في ابن العديم 3 / 1228 " أبي عبد الله ". ومثله في الوافي، وهو محمد بن إبراهيم بن مروان، وسيأتي
صوابا بعد أسطر.
76

الكتاني وعلي بن محمد الحنائي وعلي بن الخضر السلمي وأبو بكر مكي بن جابار
الدينوري وعلي بن محمد بن شجاع الربعي وأبو سعد إسماعيل بن علي الرازي
السمان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا أبو الحسين
أحمد بن يحيى المنبجي قراءة عليه من أصل سماعه نا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن مروان نا سليمان بن أيوب بن حذلم نا المسيب بن واضح نا حجاج عن شعبة
عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا
تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح [1418]
أخبرنا أبو محمد (1) نا عبد العزيز إملاء نا أبو الحسين أحمد بن يحيى
المنبجي الأديب نا أبو الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ نا أبو علي محمد بن معاذ
دران (2) نا أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي نا هشام نا قتادة عن عبد الله بن
بريدة (3) عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا يتطير وكان إذا بعث غلاما (4) سأل عن اسمه
فإن أعجبه اسمه فرح لذلك ورئي في وجهه (5) وإن كره اسمه رئي كراهة (6) ذلك في
وجهه وإذا دخل عن القرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح بها ورئي بشر ذلك
في وجهه وإن كراسمها رئي (7) كراهية ذلك في وجهه (8)
أنشدنا أبو محمد بن الأكفاني أنشدنا أبو محمد الكتاني أنشدنا أبو الحسين
أحمد بن يحيى بن سهل المنبجي أنشدني أبو العباس أحمد بن فارس الأديب أنشدني
ابن طباطا العلوي لنفسه *
حسود مريض القلب يخفي أنينه * ويضحى كئيب البال مني حزينه

(1) يعني أبا محمد بن الأكفاني، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني.
(2) ضبطت بالقلم عن سير أعلام النبلاء ترجمته 13 / 536.
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(4) في ابن العديم 3 / 1227 رجلا.
(5) ابن العديم: في وجهه البشر.
(6) بالأصل: " كراهية " والمثبت عن ابن العديم.
(7) بالأصل " رأي " وفي ابن العديم: رئي كراهة.
(8) الجامع الصغير للسيوطي 2 / 369.
77

يلوم علي إن رحت للعلم طالبا * اقلب من كل الرواة فنونه
وأختار أبكار الكلام وعونه * واحفظ مما أستفيد عيونه
ويزعم أن العلم لا يجلب الغنى * ويحسن بالجهل الذميم ظنونه
فيا لأمي دعني أعالي بقيمتي * فقيمة كل الناس ما يحسنونه *
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد قال توفي شيخنا أبو
الحسين أحمد بن يحيى المنبجي الأطروش سنة خمس عشرة وأربعمائة
حدث عن نظيف الحلبي وغيره وكان يحفظ من أخبار أبي عبد الله بن خالويه
وكان ثقة
313 أحمد بن يحيى بن صالح (1) بن بيهس بن زميل بن عمرو
ابن هبيرة بن زفر بن عامر بن هبيرة بن زفر
ابن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب
حكى عن أبيه
حكى عنه ابن ابن عمه أحمد بن محمد بن صالح بن بيهس
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الفضل العباس بن أحمد بن
محمد بن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس حدثني أبي قال قال عبد الله بن طاهر
لأخي محمد بن صالح بن بيهس إنك لتعدد ما قمت لأمير المؤمنين كأنك طاهر بن
الحسين فقال له محمد بن صالح إن طاهر بن الحسين حارب عن دولة أمير المؤمنين
بمال أمير المؤمنين ورجاله وأنا حاربت عن دولة أمير المؤمنين بمالي وعشيرتي فقال
له عبد الله بن طاهر أنشدني شعرك الذي كتبت به إلى المأمون أمير المؤمنين برأس
القاسم بن أبي العميطر فأنشده *
أبلغا اليوم على البعد أمير المؤمنينا
أنني أهلكت بالشام أمير المجرمينا
وقتلت ابن عظيم المارقين المعتدينا
قاسما لما غدا يستحلب الحرب الزبونا

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
78

وعلى معتمر كررت مرداة طحونا
لم تدع بالشام كبشا * من كباش العبشمينا
طالما إلا سقيناه بها الكأس المنونا *
ليت شعري أتى المأمون أنا قد عنينا *
بالذي صار إليه * في أمور المسلمينا
وكفيناه ببيض * مرهفات من يلينا *
314 أحمد بن يحيى (1)
من أهل حجر الذهب (2)
روى عن إسماعيل بن إبراهيم أظنه أبا معمر وأبا نعيم عبيد بن هشام
روى عنه أبو إسحاق بن (3) سنان وأثنى عليه
أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني أنا علي بن طاهر أنا
أحمد بن عبد الرحمن الطرائفي أنا أبو القاسم بن محمد الحافظ أنا إبراهيم بن
محمد بن صالح بن سنان نا أحمد بن يحيى شيخ صالح في حجر الذهب مقعد نا
إسماعيل بن إبراهيم نا سفيان سمع عمرا عن جابر قال أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبر
عبد الله بن أبي بعدما دفن أمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه أو فخذيه فنفث عليه من
ريقه وألبسه قميصه والله أعلم [1420]
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا سفيان
سمع عمرا (4) وجابرا قال أتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يعني عبد الله بن أبي بعدما أدخل حفرته
فأمر به فأخرج فنفث عليه من ريقه وألبسه قميصه والله أعلم [1421]

(1) ترجم له ياقوت في معجم البلدان (الحجر الأسود).
(2) حجر الذهب: محلة بدمشق (الحجر الأسود).
(3) معجم البلدان: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان.
(4) بالأصل " عمر ".
79

315 أحمد بن يحيى
أبو بكر السنبلاني الأصبهاني
من أهل سنبلان (1) محلة بأصبهان سمعت بها الحديث
قدم دمشق وحدث بها عن أبي عبد الرحمن هارون بن سعيد الراعي
وإبراهيم بن عيسى الأصبهانيين
روى عنه ابن مروان (2)
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي وحدثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه أنا
أبي داءه أنبأنا عبد الوهاب الكلابي إجازة [* * * *]
وقرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد الدائم القطان عن
عبد الوهاب الكلابي نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان نا أبو بكر
أحمد بن يحيى السنبلاني قدم علينا دمشق نا هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الراعي
الأصبهاني وكان من خيار الناس نا يعقوب بن عبد الله الكرماني نا بشر بن
عبيد الله الدارسي (3) عن (4) حازم بن بكر عن يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي
هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صلى علي في كتابه لم تزل الملائكة تصلي
عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب [1422]
وسمعت أبا بكر السنبلاني يقول فأنا رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلة جمعة في آخر الليل
فقلت له يروى عنك أنك قلت من صلى علي في كتابه لم تزل الملائكة تصلي عليه ما
دام اسمي في ذلك الكتاب فأومأ برأسه مرتين أو ثلاثا أي نعم
أخبرنا أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي
عثمان أنا عبيد الله بن محمد الفرضي أنا محمد بن جعفر المطيري نا نصر بن

(1) بلفظ تثنية سنبل الزرع، محلة بأصبهان (ياقوت) وترجم له نقلا عن ابن عساكر.
(2) كذا، وفي معجم البلدان: " إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان " وسيأتي اسمه كاملا في
الحديث التالي.
(3) هذه النسبة إلى درس العلم كما في الأنساب، وذكره: بشر بن عبيد الدارسي. وسيرد: بشر بن عبد الله.
(4) بالأصل " بن " خطأ.
(5) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.
80

داود بن طوق الخليجي نا بشر بن عبد الله الدارسي (1) نا حازم بن بكر القرشي نا
يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صلى علي
في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب [1423]
316 أحمد بن يحيى الأنطاكي (2)
سمع بدمشق هشام بن عمار وبحمص كثير بن عبيد الحذاء ومحمد بن مصفى
الحمصيين
روى عنه أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد الفقيه (3)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
لفظا وأبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي الزبيري البغداديان
قراءة بدمشق قالا أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الخرقي نا
أحمد بن سليمان نا أحمد بن يحيى الأنطاكي نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن
عياش عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله عز وجل أحب لكم ثلاثا وكره لكم ثلاثا أحب
أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تنصحوا لمن ولاه الله أمركم
وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وكره لكم وكره لكم قيل وقال
وكثرة الجدال وإضاعة المال المحفوظ السؤال [1424]
317 أحمد بن يحيى
أبو عبد الله بن الجلاء (4)
أحد مشايخ الصوفية الكبار صحب أباه وذا النون بن إبراهيم المصري وأبا
تراب النخشبي (5) وحكى عنهم

(1) تقدم بشر بن عبيد الله.
(2) ترجم له ابن العديم 3 / 1229 وذكر باسم: أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي أبو بكر الامام، وقيل فيه:
أحمد بن محمد بن يحيى بن صفوان.
(3) انظر فيمن روى عنه أحمد، والرواة عن أحمد (ابن العديم 3 / 1229).
(4) ترجم له في تاريخ بغداد 5 / 213 حلية الأولياء 10 / 314 العبر 2 / 132 الشذرات 2 / 248 بغية الطلب لابن
العديم 3 / 1233 مختصر ابن منظور 3 / 322 الرسالة القشيرية ص 403.
(5) اختلف في اسمه قيل: عسكر بن حصين، وقيل: عسكر بن محمد بن حصين، والنخشبي ضبطت عن
الأنساب وهذه النسبة إلى نخشب: بلدة من بلاد ما وراء النهر.
81

حكى عنه أبو عمر محمد بن سليمان بن أبي داود اللباد وأبو بكر محمد بن داود
الدقي (1) وأبو العباس الوراق الدمشقي وأبو جعفر محمد بن الحسن بن علي
اليقطيني ومحمد بن عبد الله الجلندي المقرئ
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الطالقاني
بدمشق قال (3) قال أبو عبد الرحمن السلمي ومنهم أبو عبد الله بن الجلائي (4) اسمه
أحمد بن يحيى بن الجلاء ويقال محمد بن يحيى وأحمد أصح كان أصله بغدادي
أقام بالرملة ودمشق وكان من جلة مشايخ الشام صحب أباه يحيى الجلاء وأبا تراب
النخشبي وذا النون المصري وأبا عبيد البسري وكان أستاذ محمد بن داود الدقي
وكان عالما ورعا
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر بن أبي زكريا المزكي أنا
أبو عبد الرحمن السلمي قال محمد بن يحيى ويقال أحمد بن يحيى وأحمد أصح
أبو عبد الله بن الجلاء كان أصله بغداديا أقام بالرملة وبدمشق وكان من جلة المشايخ
وأئمة القوم صحب أبا تراب النخشبي وسافر معه
سئل أبو عبد الله ما معنى الصوفي فقال ليس يعرف من شرط العلم ومعناه
مجرد من الأسباب كأن الله معه بكل مكان فلا يمنعه الحق من علم كل مكان فسمي
صوفي
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال قال لنا والدي الأستاذ أبو القاسم ومنهم
أبو عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلاء بغداذي الأصل أقام بالرملة ودمشق من أكابر
مشايخ الشام صحب أبا تراب وذا النون وأبا عبيد البسري وأباه يحيى بن الجلاء
أنبأنا أبو علي الحداد

(1) ترجم له في الأنساب (الدقي) وضبطت الدقي عن الأنساب.
(2) بغية الطلب لابن العديم 3 / 1236.
(3) ابن العديم 3 / 1236.
(4) عند ابن العديم: الجلاء.
(5) الرسالة القشيرية ص 403.
82

وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (1)
قالا أنا أبو نعيم الحافظ (2) قال أبو عبد الله أحمد بن يحيى بغدادي سكن
الرملة صحب ذا النون وأبا تراب وأبوه يحيى الجلاء له النكت اللطيفة أحد
الأئمة انتهى حديث الخطيب
وقال الحداد أحد (4) أئمة القوم لم يكن بالشام في حاله له تشبيه مذكور تخرج
به جماعة من المذكورين (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (5) أحمد بن يحيى أبو عبد الله المعروف بابن الجلاء من كبار مشايخ
الصوفية انتقل عن بغداد فسكن الشام
أنبأنا أبو علي أنا أبو نعيم قال سمعت والدي يذكر عن بعض أصحابه أنه
يعني ابن الجلاء كان يقول يحتاج (7) العبد أن يكون له شئ يعرف به كل شئ
وكان يقول من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد ومن حافظ على الفرائض
في أول مواقيتها فهو عابد ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو موحد
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال سمعت أبي يقول سمعت محمد بن
الحسين يقول سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول سمعت أبا عمر الدمشقي
يقول سمعت ابن الجلاء يقول (8) قلت لأبي وأمي أحب أن تهباني لله عز وجل

(1) تاريخ بغداد 5 / 213 - 214 ابن العديم 3 / 1233 نقلا عن الخطيب.
(2) حلية الأولياء 10 / 314.
(3) بالأصل والحلية " وأباه " والمثبت عن تاريخ بغداد وابن العديم.
(4) ما بين الرقمين موجود في الحلية وسقط من تاريخ بغداد، وقد نبه المصنف إلى ذلك.
(5) تاريخ بغداد 5 / 213.
(6) الحلية 10 / 314.
(7) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الحلية.
(8) الرسالة القشيرية ص 403 وابن العديم 3 / 1237.
83

فقالا (1) قد وهبناك لله فغبت عنهم (2) مدة فلما رجعت كانت ليلة مطيرة (3)
فدققت (4) الباب فقال أبي من ذا (5) قلت ولدك أحمد قال قد كان لنا ولد
فوهبناه لله عز وجل ونحن من العرب لا نسترجع شيئا وهبناه ولم يفتح
لي الباب (6)
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبي قال وقال ابن الجلاء كنت أمشي مع
أستاذي فرأيت حدثا جميلا فقلت يا أستاذ يعذب الله هذه الصورة قال أفنظرت
سترى غبة قال فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسين بن يحيى بن
إبراهيم أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن جهضم نا
محمد بن الحسين بن الجلندي المقرئ بطرسوس قال سمعت أبا عبد الله بن
الجلاء يقول كنت واقفا أنظر إلى غلام نصراني حسن الوجه فمر بي أبو عبد الله
البلخي فقال إيش وقوفك فقلت يا عم ما ترى هذه الصورة تعذب بالنار فضرب
بيده بين كتفي وقال لتجدن غبها ولو بعد حين قال ابن الجلاء أبو عبد الله فوجدت
غبها بعد أربعين سنة بلغني أنه قال نسيت القرآن
وسألت (9) الشيخ أبا بكر محمد بن داود رحمه الله فقلت له حكاية بلغتني (10)
عن ابن الجلاء فقال ما هي فذكرت (11) له الحكاية وقد كنت سمعتها قبل هذه الرواية
فقال نعم أنا سألته عنها فقال نعم أجنيت (12) بعد أربعين سنة

(1) عن الرسالة القشيرية وابن العديم، وبالأصل: قال.
(2) في المصدرين السابقين: " عنهما ".
(3) في الرسالة القشيرية: كانت الليلة مطيرة.
(4) الرسالة القشيرية: فقرعت الباب.
(5) الرسالة القشيرة: من الطارق.
(6) الزيادة عن الرسالة القشيرية.
(7) ابن العديم 3 / 1237.
(8) سقطت اللفظة عند ابن العديم.
(9) السائل هو علي بن عبد الله بن جهضم.
(10) بالأصل " بلغني " والمثبت عن ابن العديم.
(11) بالأصل: " فذكر " والمثبت عن ابن العديم.
(12) كذا بالأصل، وفي ابن العديم: " أنسيت " وهي أظهر.
84

كتب إلي أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري عن عبد العزيز علي
الآزجي حدثني ابن جهضم [* * * *]
وأنبأنا أبو جعفر المكي أنا الحسين بن يحيى أنا الحسن بن علي الشيرازي
أنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثني أبو عبد الله الفرغاني ساكن دمشق زاد
المكي مذاكرة قال (1) سمعت أبا الخير يقول كنت جالسا ذا ت يوم في موضعي هذا
على باب المسجد فرفعت رأسي فرأيت رجلا في الهواء وبيده ركوة فأومأ إلي
فقلت له انزل فأبى ومر في الهواء فسئل الشيخ أبو الخير عرفت الرجل فقال
نعم قيل له من كان قال أبو عبد الله بن (2) الجلاء
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان بن عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا تمام بن محمد
أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبد الله بن مرحوم الماجدية (3) قراءة عليها
قالت قال أبو بكر محمد بن داود الدقي وسمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول وقد
قيل له أكان (4) يجلو المرايا والسيوف فسمي الجلاء قال لا ولكن كان إذا تكلم
على قلوب المؤمنين جلاها
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت الحسين بن أحمد يقول سمعت الدقي يقول
سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول ما جلا أبي شيئا قط ولكنه كان يعظ الناس فيقع
في قلوبهم فسمي جلاء القلوب
أخبرنا أبو الحسين بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (5) أخبرني أحمد بن علي بن الحسين أنا محمد بن الحسين النيسابوري [* * * *]
وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم أنا

(1) الخبر في ابن العديم 3 / 1234 ومختصر ابن منظور 3 / 322.
(2) زيادة عن المصدرين السابقين.
(3) رسمت كالأصل، ولم أعثر عليها.
(4) كذا بالأصل والمختصر، وفي ابن العديم: أكان أبوك يجلو...
- 5) تاريخ بغداد 5 / 214.
85

أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
قال سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول كان يقال إن في الدنيا من هذه الطبقة
ثلاثة وفي رواية كان يقال في الدنيا ثلاثة من أئمة الصوفية وقالا لا رابع لهم أبو
عثمان بنيسابور والجنيد ببغداد وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد
الحداد إجازة أنا علي بن الحنائي نا عبدان بن عمر المنبجي وصدقة بن المظفر
الأنصاري وسيده بنت عبد الله قالوا أنا محمد بن داود الدقي قال وسمعت الفرغاني
يقول ما رأيت في عمري إلا رجلا ونصف رجل فقيل له من الرجل فقال أبو أمية
الماحوزي والنصف رجل أبو عبد الله الجلاء فقيل له بم جعلت ذاك واحدا وهذا
نصفا قال أبو أمية كان يأكل شيئا ليس للمخلوقين فيه صنع (1) وأبو عبد الله بن الجلاء يأكل (2) من رحل أبي عبد الله العطار (3)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3)
نا عبد العزيز بن علي الوراق قال سمعت علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني (4)
يقول سمعت محمد بن داود يقول ما رأت عيناي بالعراق وبالحجاز ولا بالشام
ولا بالجبل مثل أبي عبد الله بن الجلاء وكان في ممشاذ خمس خصال لم يكن واحدة
منها في ابن الجلاء
أنبأنا أبو الحسن بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت محمد بن داود الدقي
يقول لقيت نيفا وثلاثمائة من المشايخ المشهورين فما لقيت أحدا بين يدي الله وهو
يعلم أنه بين يدي الله أهيبت من ابن الجلاء
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن علي بن

(1) كذا بالأصل والمختصر، وفي الأنساب " الماحوزي ": صنيع.
(2) في الأنساب: فكان يأكل من مال رجل يقال له علي بن عبد الله القطان.
(3) تاريخ بغداد 5 / 214.
(4) عن تاريخ بغداد وابن العديم، وبالأصل: الهمداني.
86

محمد الحداد بدمشق أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر نا أبو عمر
محمد بن سليمان بن أبي داود اللباد قال حضرت مجلس أبي عبد الله بن الجلاء
فحدثنا أن هارون الرشيد دخل (1) إلى بيت الله الحرام ومعه رجل من بني شيبة فأقام معه
طويلا فقال له هارون يا شيبي قد دخلت معي هذا البيت فهل لك من حاجة فقال له يا
أمير المؤمنين إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره قال فأعجب هارون ذلك
الكلام فلما خرج هارون من البيت أمر له بسبع بدر (2) (3) فأعادها عليه مرارا فقال له ابن الجلاء لم ترددها إذا رأيت أحدا يعظم أمر الدنيا مقته قلبي
وجدت هذه الحكاية بخط نصر بن الجبان عن أبي محمد بن أبي نصر قال
سمعت أبا طالب بن النجاد يقول سمعت الحسن بن حبيب يقول حضرت مجلس أبي
عبد الله بن الجلاء فذكرها
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن
عبد الله بن أبي صادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه
الشيرازي نا عبد الواحد بن بكر نا محمد بن علي بن الجلندي قال سمعت أبا
عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلاء يقول وقد سئل عن المحبة فقال ما لي وللمحبة
إني أريد أن أتعلم التوبة
قال وأنا ابن باكويه أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحنظلي أنا أحمد بن علي
الأصطخري أنا أبو عمر الدمشقي قال خرجنا مع أبي عبد الله بن الجلاء إلى مكة
فمكثنا أياما لم نجد ما نأكل قال فوقعنا (4) إلى حي في البرية فإذا بأعرابية وعندها
شاة فقلنا لها بكم هذه الشاة فقالت بخمسين درهما فقلنا لها أحسني فقالت
بخمسة دراهم فقلنا لها تهزئين فقالت لا والله ولكن سألتموني الإحسان فلو
أمكنني لم آخذ شيئا فقال أبو عبد الله بن الجلاء إيش الذي معكم قلنا ستمائة
درهم فقال أعطوها واتركوا الشاة عليها فما سافرنا سفرة أطيب منها

(1) بالأصل: " ودخل " والمثبت عن المختصر لابن منظور.
(2) بدر جمع بدرة، كيس فيه مال، كمية اختلفت من عهد إلى عهد (اللسان).
(3) بعدها في المختصر: فقال الحسن بن حبيب: لابن الجلاء يا حبيبي، أمر له بسبع بدر؟!.
(4) بالأصل " فوقفنا " والمثبت عن المختصر.
87

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال (1) سمعت محمد بن
الحسين [* * * *]
وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم
المكي أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا الحسين القزويني يقول سمعت
علي بن عبدك يقول سمعت أبا عثمان (2) الطبرستاني
يقول سمعت ابن المقرحي يقول رأيت حول أبي تراب النخشبي من أصحابه عشرين ومائة ركوة قعودا (4) حول
الأساطين ما مات أحد منهم على الفقر إلا ابن الجلاء وأبو عبيد (5) البسري
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (6) نا عبد العزيز بن علي نا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم
بمكة نا محمد بن عبد الله بن الجلندي المقرئ قال سمعت أبا عبد الله بن الجلاء
يقول كنت بمكة مجاورا مع ذي النون فجعنا أياما كثيرة لم يفتح لنا بشئ فلما كان
ذات يوم قام ذو النون قبل صلاة الظهر ليصعد إلى (7) الجبل ليتوضأ إلى الصلاة وأنا
خلفه فرأيت قشور الموز مطروحا في الوادي وهو طري فقلت في نفسي آخذ منه كفا
أو كفين أتركه في كمي ويراني الشيخ حتى إذا صرنا في الجبل ومضى الشيخ
يتمسح أكلته قال فأخذته وتركته في كمي وعيني إلى الشيخ لئلا يراني فلما صرنا في
الجبل وانقطعنا عن الناس التفت إلي وقال اطرح ما في كمك يا شره فطرحته وأنا
خجل وتمسحنا للصلاة ورجعنا إلى المسجد وصلينا الظهر والعصر والمغرب
وعشاء الآخرة فلما كان بعد ساعة إذا إنسان قد جاء ومعه طعام عليه مكبة فوقف ينظر
إلى ذي النون فقال له ذو النون مر فدعه قدام ذاك وأومأ إلي بيده فتركه بين يدي
فانتظرت الشيخ ليأكل فلم أره يقول من مكانه ثم نظر إلي وقال كل فقلت آكل

(1) حلية الأولياء 10 / 48 في ترجمة أبي تراب النخشبي.
(2) الحلية: عمران.
(3) الحلية: ابن الفرحي.
(4) عن الحلية وبالأصل " قعود ".
(5) في الحلية: " أبو عبيدة السري " تحريف.
(6) تاريخ بغداد 5 / 214.
(7) تاريخ بغداد والمختصر: للصلاة.
(8) زيادة عن تاريخ بغداد.
88

وحدي فقال نعم أنت طلبت نحن ما طلبنا شيئا يأكل الطعام من طلبه فأقبلت
آكل وأنا خجل مما جرى أو كما قال
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد المكي في كتابه أنا الحسين بن يحيى المكي أنا الحسين بن علي الشيرازي أنا علي بن
عبد الله (1) بن جهضم قال وسمعت عبد الله بن إبراهيم يقول سئل أبو بكر بن الزانيار عن ابن الجلاء فقال مؤتمن
على سر الله وسئل عن الدقاق فقال حر إنه صدق
وقال ابن جهضم سمعت أبا بكر الدقي قال بينما هو يعني أبا عبد الله بن
الجلاء جالس في المسجد وحوله جماعة رأي بعض من حضر على لحيته قشرة تين
فنحاها منه فأوراها له فصاح وقال تأخذ من لحيتين وتطرح في المسجد ثم أخذها في
يده وقام إلى باب المسجد فرماها وعاد فجلس
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن
السلمي [* * * *]
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي قال سمعت محمد بن الحسين يقول
سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر يقول سمعت محمد بن داود الدينوري يقول
سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول أعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء
زمزم إلا ما استقاه بركوته ورشائه ولم يتناول من طعام جلب من مصر (2) زاد زاهر
شيئا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم قال وقال ابن الجلاء الزهد
هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها
أنبأنا أبو علي الحداد
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (3)

(1) في ابن العديم 3 (236) عبيد الله.
(2) الخبر في ابن العديم 3 / 1239.
(3) تاريخ بغداد 5 / 215.
89

قالا أنا أبو نعيم (1) الحافظ قال سمعت محمد بن الحسن بن علي اليقطيني
يقول حضرت أبا عبد الله بن الجلاء وقيل له هؤلاء الذين يدخلون البادية بلا زاد ولا
عدة يزعمون أنهم متوكلة فيموتون قال هذا فعل رجال الحق فإن ماتوا فالدية على
القاتل
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن
الحسين يقول سمعت أبا عبد الله الرازي يقول سمعت أبا محمد بن ياسين يقول
سمعت ابن الجلاء وقد سألته عن الفقر فسكت حتى خلا ثم ذهب ورجع عن قريب ثم
قال كان عندي أربعة (2) دوانيق فاستحييت من الله أن أتكلم في الفقر فذهبت
فأخرجته (3) ثم قعد (4) وتكلم في الفقر (5)
قال (6) وسمعت محمد بن الحسين يقول سمعت عبد الواحد بن بكر يقول
سمعت الدقي يقول سمعت ابن الجلاء يقول لولا شرف التواضع لكان حكم الفقير إذا
مشى أن يتبختر
أخبرنا أبو القاسم بن الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد بن يوسف
قال سمعت أبا بكر أحمد بن الحسن الصوفي يقول سمعت أبا عبد الله بن الجلاء
يقول آله الفقير صيانة فقره وحفظ سره وأداء فرضه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
أنا أحمد بن علي المحتسب نا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن
عبد الله الرازي يقول سمعت أبا عمر الدمشقي يقول قال أبو عبد الله بن الجلاء لا
تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه من المودة والصداقة فإن الله تعالى فرض

(1) حلية الأولياء 10 / 314.
(2) عن ابن العديم والمختصر، وبالأصل: أربع.
(3) ابن العديم: " وأخرجته " وفي المختصر: " فأخرجتها ".
(4) بالأصل: " بعد نتكلم " والمثبت عن ابن العديم والمختصر.
(5) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1238.
(6) القائل هو أبو القاسم القشيري.
(7) سير أعلام النبلاء 14 / 252 والمختصر.
(8) تاريخ بغداد 5 / 215.
90

لكل مؤمن حقوقا لا يضيعها إلا من لم يراع حقوق الله عليه
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حبان أنا أبو بكر بن
خلف أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال حكي عن أبي عبد الله بن الجلاء أنه قال
الدنيا أوسع رقعة وأكثر رحمة من أن يجفوك واحد فلا يرغب فيك آخر
وقال (1)
تلقى بكل بلاد إن حللت بها * أهلا بأهل وإخوانا بإخوان *
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي (2) المؤدب وأبو الحسن
علي بن محمد بن أبي الحسن الجوهري المروزيان بها قالا أنا أبو العباس الفضل بن
عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد التاجر بنيسابور أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله السراج قال سمعت أبا نصر السراج يعني عبد الله بن علي
يقول سمعت أبا بكر الدقي يقول سمعت أبا عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء يقول لو
أن رجلا عصى الله بين يدي معصية (3) أنظر إليه ثم غاب فلا يجوز فيما بيني وبين الله عز
وجل أن اعتقد فيه ذاك الذي رأيته بعيني لأنه يمكن أنه قد تاب ورجع إلى الله عز وجل
حين غاب عني
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت محمد بن الحسين بن
موسى يقول سمعت أبا الحسين الفارسي يقول سمعت أحمد بن علي يقول سئل أبو
عبد الله الجلاء عن الحق فقال إذا كان الحق واحدا وجب أن يكون طالبه وحداني
الذات وقال سمت همم المريدين إلى طلب الطريق إليه فأفنوا نفوسهم في الطلب
وسمت همم العارفين إلى مولاهم فلم يعطف على شئ سواه
قال (4) وسمعت محمد بن الحسين يقول سمعت محمد بن عبد الله الرازي

(1) في المختصر: وأنشد.
(ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سنج بكسر السين المهملة وسكون النون، وهي قرية كبيرة من قرى
مرو على سبعة فراسخ منها.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المختصر.
(4) حلية الأولياء 10 / 314.
(5) الحلية: تعطف.
91

يقول سمعت أبا عمر (1) الدمشقي يقول سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول الحق
استصحب أقواما للكلام واستصحب أقواما للخلة فمن استصحبه الحق لمعنى ابتلاه
بأنواع المحن فليحذر أحدكم طلبه رتبة الأكابر وكان يقول من بلغ نفسه إلى رتبة
سقط عنها ومن بلغ به ثبت عليها وكان إذ سئل عن المحبة فقال ما لي وللمحبة أنا
أريد أن أتعلم التوبة
وسئل كيف تكون ليالي الأحباب فأنشأ يقول
من لم يمت (2) والحب حشو فؤاده * لم يدر كيف تفتت الأكباد *
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم (3) وقال ابن الجلاء من
استوى عنده المدح والذم فهو زاهد ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو
عابد ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو موحد (4)
ولما مات ابن الجلاء نظروا إليه وهو يضحك (5) فقال الطبيب إنه حي ثم نظر إلى
مجسه فقال إنه ميت ثم كشف عن وجهه فقال لا أدري هو ميت أم حي وكان في
داخل جلده عرق على شكل الله
إنما صاحب هذه الفضول أبوه يحيى بن الجلاء لا أحمد بن يحيى والله تعالى
أعلم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق
وقرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد
أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو (7) سلمان بن زبر قال قال أبو يعقوب

(1) الحلية: عمرو.
(2) حلية الأولياء: يبت.
(3) الرسالة القشيرية ص 403.
(4 9 زيد في الرسالة القشيرية: لا يرى إلا واحدا.
(5) الرسالة القشيرية: يبتسم.
(6) تاريخ بغداد 5 / 215.
(6) زيادة عن تاريخ بغداد.
92

الأذرعي توفي أبو عبد الله بن (1) الجلاء يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من رجب
سنة ست وثلاثمائة
318 أحمد بن يحيى
أبو العباس الأسدي
حدث عن عبد الله بن ثابت بن يعقوب القاضي العبقسي (2)
روى عنه أبو المعمر المسدد بن علي الأملوكي
319 أحمد بن يدغباش التركي (3)
كان أبوه أهداه ملك الترك إلى المعتصم وكان يدبر أمر دمشق لما وليها علي بن
أما جور بعد موت أبيه في خلافة المعتمد على الله لصغر علي بن أما جور
ثم وليها خلافة لأحمد بن طولون فلما مات أحمد بن طولون أظهر مخالفه أبي
الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وموافقه أبي أحمد الموفق فلما وصل
المعتضد بن الموفق إلى دمشق ووقعت الوحشة بينه وبين إسحاق بن كنداجيق فارقه ابن
يدغباش وصار في حيز ابن كنداجيق (4)
ذكر أحمد بن يوسف بن إبراهيم الكاتب حدثني أحمد بن خاقان قال استخلف
أحمد بن طولون على دمشق أحمد بن يدغباش وسار إلى حمص وإلى إنطاكية والثغر
في سنة أربع وستين (5) ومائتين ثم ورد عليه بالثغر خلاف ابنه العباس في سنة خمس
وستين فانكفأ مسرعا إلى مصر
قال ولما مات أحمد بن طولون أظهر أحمد بن يدغباش بدمشق الدعوة
لأحمد بن الموفق وخلع أبا الجيش فلم يزل على دمشق إلى أن قدم المعتضد بالله

(1) هذه النسبة إلى عبد القيس (الأنساب).
(2) سقطت ترجمته من المختصر، وموجودة في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1241.
(3) عن ابن العديم وبالأصل " المعتضد ".
(4) ابن العديم 3 / 1241 - 1242.
(5) عن ابن العديم وبالأصل " وسبعين ".
93

أحمد بن الموفق وهو ولي عهد المعتمد (1) إذ ذاك إلى دمشق ثم خرج عنها إلى
ناحية الرملة فالتقى هو وأبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون بالطواحين (2) من
الرملة فهزم كل واحد منهما صاحبه ورجع أحمد إلى العراق وصار أبو الجيش إلى
دمشق فملكها

(1) قال ابن العديم: يريد أن الموفق ولي عهد المعتمد إذ ذاك لان المعتضد ولي عهد المعتمد في محرم سنة
تسع وسبعين ومائتين بعد أبيه الموفق والله أعلم (بغية الطلب 3 / 1242).
(2) تقدم تعليقنا قريبا على الطواحين، راجعه، وانظر معجم البلدان).
94

ذكر من اسم أبيه يزيد من الأحمدين
320 أحمد بن يزيد بن أزداذ
أبو الحسن الحلواني (1) الصفار المقرئ (2)
قرأ القرآن بحرف ابن عامر على هشام بن عمار بدمشق ختمات وقدمها بعد وفاة
عبد الله بن ذكوان وقرأ أيضا على عيسى بن مينا قالون بحرف نافع وعلى إبراهيم بن
الحسن العلاف بحرف يعقوب وأبي الحسن أحمد بن محمد القواس المكي
وخلاد بن خالد وخلف بن هشام وحسين بن الأسود العجلي وجعفر بن محمد
الخشكني (3) وأبي شعيب القواس وحفص بن عمر الدوري وحدث عن صفوان بن صالح وأبي نعيم الملائي وعبد الله بن
صالح كاتب الليث وأبي حذيفة موسى بن
مسعود النهدي وسعيد بن منصور وأبي الربيع الزهراني وخليفة بن خياط
العصفري
قرأ عليه الفضل بن شاذان أبو القاسم الرازي وجعفر بن محمد بن الهيثم والد
هبة الله بن جعفر وأبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الكندي والحسن بن
العباس بن (4) مهران الحبال (5) الرازي وأبو عبد الله محمد بن إسحاق البخاري

(1) هذه النسبة إلى حلوان بلد في آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال.
(2) ترجمته في غاية النهاية 1 / 149 - 150 ومعرفة القراء الكبار 1 / 222 والجرح والتعديل 2 / 72 وميزان
الاعتدال 1 / 146 والوافي 8 / 271.
(3) عن طبقات القراء وبالأصل " الخشكي ".
(4) في معرفة القراء: بن أبي مهران.
(5) في طبقات القراء: الجمال
95

ومحمد بن عمرو بن عون الواسطي ومحمد بن بسام والحسن بن أحمد الجزري (1)
ومحمد بن أحمد بن عبدان روى عنه الحسين بن علي بن حماد الأزرق
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد
المقرئ أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الرازي قال قرأت القرآن من أوله إلى
آخره على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش قال قرأت القرآن من أوله إلى آخره مرارا
على الحسن بن العباس الرازي وأخبرني أنه قرأ على أحمد بن قالون وأحمد بن يزيد
الحلواني وقرءا جميعا على قالون وقرأ قالون على نافع
قال أبو بكر النقاش وقرأت القرآن مرارا على الحسن بن العباس الرازي
وأخبرني أنه قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني وأن أحمد قرأ على شعيب القواس
وقرأ القواس على أبي عمر حفص يعني ابن سليمان بن المغيرة الأسدي وقرأ حفص
على عاصم
وقال ابن مهران قرأت على أبي بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مزيد البخاري
قال قرأت على محمد بن إسحاق البخاري المقرئ عن أحمد بن يزيد الحلواني قال
قرأت على هشام بن عمار وأخبرني هشام أنه قرأ على أيوب بن تميم وسويد بن
عبد العزيز وأخبراه أنهما قرآ على يحيى بن الحارث وقرأ يحيى على عبد الله بن
عامر وقرأ ابن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان
رضي الله عنه
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي ببغداد أنا أبو بكر
الخطيب أنا القاضي أبو حامد بن محمد بن أبي عمرو الاستوائي وأبو الحسن
محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قالا أنا علي بن عمر الحافظ نا أبو بكر
النقاش نا الحسين بن علي بن حماد الأزرق نا أحمد بن يزيد الحلواني نا خليفة بن
خياط أنا أحمد بن موسى قال سأل ابن أبي إسحاق محمد بن سيرين فقال " ولا
يسأل عن ذنوبهم المجرمون " (2) فقال ابن أبي إسحاق إن هذا لا يجوز ولو كانت تسأل

(1) طبقات القراء: الجزيري.
(2) سورة القصص، الآية: 78 وبالأصل " تسأل ".
96

لكانت المجرمين فقال محمد خبرتني ابنتي أن أبا العتاهية قرأها كذلك بالتاء
ابن أبي إسحاق هو عبد الله بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي بصري
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا ابن منده أنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1) أحمد بن يزيد الحلواني المقرئ روى عن أبي
نعيم وكاتب الليث وأبي الربيع الزاهراني وسعيد بن منصور وأبي حذيفة
موسى (2) بن مسعود وصفوان بن صالح روى عنه الفضل بن شاذان سألت أبي (3) عنه فلم يرضه
وحكى أبو (4) عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني المقرئ عن أبي بكر بن
أحمد الوراق أنا عبد المنعم بن عبيد الله أنا أحمد بن بلال حدثني أحمد بن جعفر
قال سألت الحسن بن العباس عن قراءة أحمد بن يزيد الحلواني عن هشام بن عمار
فقال لي ابن أحمد بن يزيد أنه قرأ القرآن على هشام بن عمار ثم قدم العراق فبلغه حروف
فخرج ثانية فقرأ عليه القرآن وقرأ تيك الحروف ثم قدم فبلغه خروف فخرج ثالثة فقرأ
عليه القرآن وقرأ تيك الحروف والله تعالى أعلم (5)
321 أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن
أبو العباس الكاتب الأحول
مولى عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية
كتاب أمراء دمشق أصله من أهل الأردن وترقت به الحال إلى أن استوزره المأمون بعد

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 82.
(2) بالأصل: " مسعود بن موسى " والصواب عن الجرح والتعديل، وقد تقدم في بداية الترجمة.
(3) كذا بالأصل، وفي الجرح والتعديل: " سألت أبا زرعة عنه " وفي معرفة القراء للذهبي: وسئل أبو حاتم عنه
فلم يرضه في الحديث.
(4) بالأصل " أبي " خطأ.
(5) أرخ وفاته أبو عبد الله القصاع سنة 50 م (معرفة الفر، وطبقات القراء) قال الجزري وأحسب أنه توفي سنة
نيف وخمسين ومائتين، وفي الوافي 8 / 271 مات في حدود الستين ومائتين.
97

الفضل (1) بن سهل وكان أبوه أبو خالد كاتبا (2) لأبي عبيد الله وزير المهدي
حكى عن المأمون
حكى عنه محمد بن عمر الجرجاني وعمرو بن مسعدة وإبراهيم بن العباس
الصولي وأبو الحسن بن أبي عمارة
قرأت بخط أبي الحسن بن أبي رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن
إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي
سيبخت (3) نا محمد بن يحيى الصولي نا أبو خليفة نا أبو أيوب الإسكافي حدثني
أسد بن (4) سالم صاحب ديوان السواد أن أحمد بن أبي خالد قال لثمامة بن أشرس
كل أحد في الدار له معنى غيرك فإنه لا معنى لك في دار أمير المؤمنين فقال له أمير
المؤمنين إنه (5) معنا في الدار والحاجة إليه بينة قال وما الذي يصلح له قال أشاوره في
مثلك هل تصلح لمن معك أم لا تصلح قال فأفحم فما رد عليه جوابا
قال الصولي وكان ثمامة لما قتل الفضل بن سهل قد بعث إليه المأمون في الليل
فعرض عليه الوزارة وألح عليه فيها وقال له المأمون أريدك لكذا وكذا فقال إني لا
أقوم بذلك يا أمير المؤمنين وإني لأظن بموضعي وحالي أن تزول عنه ولم أر أحدا
تعرض للخدمة والوزارة إلا لم يكد يسلم حاله ولا تدوم منزلته فأعفاه منها وقال له
فأشر علي برجل يصلح لما عرفتك فقال أحمد بن أبي خالد الأحول يقوم الخدمة
إلى أن ينظر أمير المؤمنين من يصلح فدعاه المأمون وأمره بلزوم الخدمة فلما
تأكد (6) له الأمر واستوسقت له الحال تذمم المأمون من تنحيته عن الأمر
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن

(1) في الوافي 8 / 272 الحسن.
(2) بالأصل " كاتب ".
(3) ضبطت عن التبصير 2 / 696.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه ومختصر ابن منظور 3 / 326.
(5) بالأصل: " إن ".
(6) في مختصر ابن منظور: تمكن.
98

الفضل بن طاهر بن الفرات قال سمعت محمد بن عبد الرحمن الكاتب الروذباري (1)
قال سمعت البارنجي يقول سمعت أبا النضر إسماعيل بن أبي عباد أخيه أبي
الحسن بن أبي عباد حدثني أبو العباس أحمد بن أبي خالد قال (2) كنت يوما عند
المأمون أكمله في بعض الأمر فحضرتني عطسة فرددتها وفهم المأمون ذلك فقال
أحمد لم فعلت هذا أما علمت أنه ربما قتل ولسنا نحمل أحدا على هذه الخطة فدعوت
له وقلت يا أمير المؤمنين ما سمعت كلمة لملك أشرف من هذه قال بلى كلمة
هشام حين أراد الأبرش الكلبي أن يسوي عليه ثوبه فقال هشام إنا لا نتخذ الإخوان
خولا أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن
عبد العزيز أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت أنا أبو الفرج علي بن
الحسين بن محمد الأصبهاني (3) أخبرني أحمد بن عبد الله بن عمار حدثني
محمد بن القاسم بن مهرويه حدثني محمد بن أبي مروان الكاتب قال أخذ أبو نواس
من عنان جارية الناطفي خاتما فصه ياقوت أحمر فأخذه منه أحمد بن أبي خالد حيلة
من أبي نواس فطلبته منه عنان فبعث إليها خاتما فصه أخضر فاتهمته في ذلك فكتب إلى
أحمد بن أبي (5) خالد *
فدتك نفسي يا أبا جعفر * جارية كالقمر الأزهر
تعلقتني وتعلقتها * كفلين في المهد إلى المكبر (6)
كنا (7) وكانت تتهادى الهوى * بخاتمينا غير مستنكر

(1) بالأصل " الروزبادي " خطأ والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى الروذبار، وهي في بلاد متفرقة (انظر معجم
البلدان - الأنساب).
(2) الخبر في مختصر ابن منظور والوافي بالوفيات 8 / 273.
(3) الأغاني 23 / 88 - 89 في أخبار عنان.
(4) في الأغاني: أحمد بن خالد حيلويه.
(5) الأغاني: " أحمد بن خالد " وفي ديوان أبي نواس ط بيروت ص 276 حاشية: " ومنه هذه القصيدة يتوسل
فيها لصديقه أبي جعفر " دون أن يسميه المحقق.
والابيات في الديوان ص 276 والأغاني 23 / 89.
(6) الأصل والأغاني، وفي الديوان: المحشر.
(7) في الديوان والأغاني: كنت وكانت نتهادى الهوي.
99

حنت (1) إلى الخاتم مني وقد * سلبتني إياه مذ أشهر
وأرسلت (2) فيه فغالطتها * بخاتم وجهته (3) أخضر
قالت لقد كان لنا خاتم * أحمر أهداه (4) إلينا سري
لكنه علق غيري فقد * أهدى لنا (5) الخاتم لا أمتري
كفرت بالله وبآياته (6) * إن أنا لم أهجره فليصبر (7)
أو يظهر المخرج (8) من تهمتني * إياه في خاتمنا (9) الأحمر
فاردده تررد وصلها إنها * قرت عيني يا أبا جعفر
فإني (10) متهم عندها * وأنت قد تعلم إني بري *
فرد الخاتم وبعث إليه بألفي درهم
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله العكبري فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده
وقال اروه عني أنا أبو علي محمد بن الحسين الجاوردي أنا أبو الفرج المعافا بن
زكريا نا محمد بن يحيى الصولي نا الفربري قال من كلام أحمد بن أبي خالد لا
يعدن شجاعا من لم يكن جوادا فإن لم يقدر على نفسه بالبذل لم يقدم على عدوها
بالقتل
وقال أبو الفرج ذكر عن بعض أهل العلم أنه قال كان الناس يقولون إن
الشجاع لا يكون بخيلا وإن الشجاعة والبخل لا يجتمعان وذلك أن من جاد بنفسه كان
بماله أجود حتى نشأ عبد الله بن الزبير وكان من الشجاعة بحيث لا يدانيه كبير أحد

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأغاني، وفي الديوان: حبست.
(2) الأغاني والديوان: فأرسلت.
(3) الأغاني: " في قده " وفي الديوان: من فضة.
(4) الديوان: يهديه.
(5) الأغاني والديوان: وآياته.
(7) الديوان: " فليبصر " والأصل كالأغاني.
(8) الأغاني: " أو فات بالمخرج " وفي الديوان: " أو بات بالمخرج ".
(9) الأصل والأغاني، وفي الديوان: خاتمه.
(10) الأغاني والديوان: فإنني.
100

وكان من البخل على مثل هذا الحد ونحو قول من استنكر اجتماع الشجاعة والبخل
قول الشاعر *
يجود بالنفس إذ ضن الجواد (1) بها * والجود بالنفس أقصى غاية الجود (2) *
قال ونا محمد بن يحيى الصولي قال سمعت جوير بن أحمد بن أبي داود يحكي
عن أبيه أن أحمد بن أبي خالد وزير المأمون توفي في آخر اثنتي عشرة ومائتين وأن
المأمون صلى عليه ووقف على قبره فلما دلي في قبره قال رحمك الله أنت والله كما قال
الشاعر *
أخو الجد إن جد الرجال وشمروا * وذو باطل إن كان في القوم باطل (3) *
وذكر أبو الحسن بن القواس وأبو بكر بن كامل أن أحمد بن أبي خالد مات لعشر
خلون من ذي القعدة سنة إحدى (4) عشرة ومائتين
322 أحمد بن يزيد بن عبد الصمد (5)
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني وذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث
في تسمية من كتب عنه بدمشق سنة ست عشرة وثلاثمائة أحمد بن يزيد بن
عبد الصمد إن كان أحمد هو أخو محمد بن يزيد بن عبد الصمد وإلا فهو غيره ممن لم
نقف على اسمه والله تعالى أعلم
323 أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن يعاطر بن مصعب
ابن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
أبو بكر القرشي الأموي الجرجاني
رحل وسمع بدمشق وبطبرية الفضل بن صالح بن بشر بن سلمة وبحران أبا

(1) المختصر: " الجبان " وفي العقد الفريد 1 / 293 " البخيل ".
(2) البيت في العقد الفريد منسوبا لأبي تمام.
(3) الوافي بالوفيات والمختصر.
(4) في الفخري لابن طباطبا ص 225: سنة عشر.
(5) سقطت ترجمته من المختصر.
(6) كذا بالأصل وفي ابن العديم 3 / 1248 ومختصر ابن منظور 3 / 327 بغاطر.
101

العباس محمد بن أحمد بن سلم وبغيرها عبد الله بن محمد بن خلاد وعبد الله بن
محمد بن سليمان السعدي المروزي وبمصر أبا دجانة شفيق (1) بن محمد بن هبة الله
الخولاني وأبا بكر محمد بن أحمد بن نصر العطار البغداذي وعبدان بن أحمد
الجواليقي
روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي وأبو الحسن
محمد بن القاسم الفارسي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الجوري
النيسابوري وأبو الفضل محمد بن أحمد الزهري وأبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي
الاستوائي وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي الحافظ وهو نسيبه (3) وأبو سعد
أحمد بن محمد الماليني وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأحمد بن
محمد بن إبراهيم المروزي الصدفي وأبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي العطار
وأبو الحسن علي بن عبد الله بن علي البيهقي الخسروجردي
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد الجنزرودي
أنا أبو بكر الطرازي أنا أحمد بن يعقوب أبو بكر الأموي لقيته بأبيورد (5) نا
الفضل بن صالح بن بشر بطبرية نا أبو اليمان بن نافع نا شعيب بن أبي حمزة نا
الزهري أنه كان عند عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين فأراد أن يقوم فأجلسه ثم
قدمت المائدة فلما فرغوا من الأكل قدموا البطيخ فقال الزهري يا أمير المؤمنين
حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال سمعت بعض
عمات النبي (صلى الله عليه وسلم) تقول سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا
ويذهب بالداء أصلا فقال له عبد الملك بن مروان لو أخبرتني يا ابن شهاب قبل هذا
لفعلنا كذلك ثم دعا بصاحب الخزانة فساره في أذنه فذهب ثم رجع ومعه مائة ألف
درهم فأمره فوضعها بين يدي الزهري [* * * *]
كذا رواه الطرازي وأخطأ فيه في موضعين أحدهما أنه سقط والد الفضل بن

(1) في ابن العديم: سفيان.
(2) ابن العديم: العبدري.
(3) عن ابن العديم وبالأصل " نسبه ".
(4) ابن العديم: " وأبوا ".
(5) بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة، مدينة بخراسان بين سرخس ونسا. (معجم البلدان).
102

صالح بينه وبين أبي اليمان والثاني أنه صحف اسم جده فقال بشير وإنما هو بشر (1)
وقد رواه أبو الفضل محمد بن أحمد الزهري عن أبي بكر أحمد بن يعقوب على
الصواب في قوله عن أبيه
أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا
عبد الرحيم بن يعقوب بن سهل الأنصاري الكرميني قدم علينا قراءة عليه نا أبو
الفضل محمد بن أحمد الزهري أنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار القرشي نا
الفضل بن صالح بن بشير الطبراني بطبرية الشام نا أبي عن أبي اليمان الحكم بن
نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري فذكر نحوه وسيأتي الحديث بتمامه في
ترجمة عبد الرحيم
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي (2) أنا أبو سعد أحمد بن
محمد بن إبراهيم الفقيه نا أحمد بن يعقوب نا عبد الله بن محمد بن خلاد نا
عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة حدثتنا منيعة (3) بنت شعبة الطائية قالت سمعت أمي
حفصة بنت عمر الطائية أنها سمعت عائشة تقول قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أردت أن
يذكرك الله عنده فأكثري من قول (4) لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (5) [1425]
وأخبرنا أبو الحسين (6) محمد وأبو بكر عمر ابنا محمد بن محمد بن أحمد بن
محمد بن باذويه السهلكي البسطامي بقراءتي عليهما ببسطام (7) قالا أنا أبو الفضل
محمد بن علي بن أحمد البسطامي السهلكي أنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي
قال سمعت أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار القرشي يقول دخلت مع خالي بغداد سنة

(1) كذا، وقد ورد في بداية الخبر اسمه " بشر " وليس " بشير ".
(2) في ابن العديم 3 / 1249.
(3) في ابن العديم: نسعة.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 3 / 328 وابن العديم 3 / 1249.
(5) الجامع الصغير للسيوطي 1 / 210.
(6) في ابن العديم 3 / 1249 نقلا عن ابن عساكر: " أبو الحسن ".
(7) بسطام بكسر الباء (وبه جزم ياقوت وابن الأثير في اللبا) بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور
(معجم البلدان).
103

ثلاث وثلاثمائة وبغداد تغلي بالعلماء والأدباء والشعراء وأصحاب الحديث
وأهل الأخبار والمجالس عامرة وأهلها متوافرون فأردت أن أطوف المجالس كلها
وأخبر أخبارها فقيل لي إن ها هنا شيخا يقال له أبو العبرطن (1) أملح الناس يحدث
بالأعاجيب فقلت لخالي مر بنا ندخل على الشيخ فقال إنه مهوس يضحك منه
الناس فارتحلنا من بغداد ولم ندخل عليه وكنت أجد في القلب من ذلك ما أجد
حتى إذا كان انحداري من الشام بعد طول من المدة وامتداد من الأيام والأعوام وتوفي
خالي فلما دخلت بغداد فأول من سألت عنه سألت عن أبي العبرطن فقيل يعيش وله
مجلس فقمت وعمدت إلى الكاغد والمحبرة وقصدت الشيخ فإذا الدار مملوءة من
أولاد الملوك والأغنياء وأولاد الهاشميين بأيديهم الأقلام يكتبون وإذا مستمل (2) قائم
في صحن الدار وإذا شيخ في صدر الدار ذو جمال وهيبة (3) قد وضع في رأسه طاق
خف مقلوب واشتمل بفرو أسود قد جعل الجلد مما يلي بدنه فجلست في أخريات
القوم وأخرجت الكاغد وانتظرت ما يذكر من الإسناد فلما فرغوا قال الشيخ حدثنا
الأول عن الثاني عن الثالث أن الزنج والزط كلهم سود وحدثني خرباق عن نياق قال
مطر الربيع ماء كله وحدثني دريد (4) عن رشيد قال الضرير يمشي رويدا
قال أبو بكر أحمد بن يعقوب فبقيت أتعجب من أمر الشيخ فطلبت منه خلوة في
أيام أعود إليه كل يوم فلا أصل إليه حتى كانت الليلة التي يخرج الناس فيها إلى الغدير
اجتزت بباب داره فإذا الدار ليس بها أحد فدخلت فإذا الشيخ وحده جالس في صدر
الدار فدنوت منه وسلمت عليه فرحب بي وأدناني وجعل يسألني فرأيت منه من
جميل المحيا والعقل والأدب والظرافة واللباقة ما تحيرت فقال لي هل لك من حاجة
قلت نعم قال وما هي قلت قد تحيرت في أمر الشيخ وما هو مدفوع (5) إليه بما لا
يليق بعقله وحسن أدبه وبيانه وفصاحته فتنفس تنفسا شديدا ثم قال إن السلطان
أرادني على عمل لم أكن أطيقه وحبسني في المطبق (6) أيام حياته فلما ولي ابنه عرض

(1) كذا بالأصل وابن العديم وبهامشه " كتب ابن العديم في الحاشية: المعروف أبو العبر طز ".
(2) بالأصل: " مستملي " والمثبت عن ابن العديم والمختصر.
(3) في ابن العديم والمختصر: وهيئة.
(4) عن ابن العديم والمختصر، وبالأصل " بن ".
(5) عن ابن العديم والمختصر وبالأصل " مرفوع ".
(6) المطبق: السجن تحت الأرض.
104

علي ما عرض علي أبوه فأبيت فحبسني وردني إلى أسوأ ما كنت فيه وذهب من يدي ما
كنت أملكه واخترت سلامة الدين ولم أتعرض لشئ من الدنيا بشئ من ديني
وصنت العلم عما لا يليق به ولم أجد وجها لخلاصي فتحامقت ونجوت فها أنا ذا
في رغد من العيش (1)
كتب إلي أبو عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي (2) قال قال لنا أبو بكر البيهقي
أحمد بن يعقوب كان يعرف بابن بغاطرة القرشي الأموي له من أمثال هذا يعني حديثا
ذكره أحاديث موضوعة لا أستحل رواية شئ منها والله تعالى أعلم

(1) الخبر بتمامه في بغية الطلب لابن العديم 3 / 1249 - 1250.
(2) الخبر في بغية الطلب 3 / 1250.
105

ذكر من اسم أبيه يوسف من الأحمدين
324 أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية
أبو الحسن السلمي النيسابوري
المعروف بحمدان
أحد الثقات الأثبات رحل في طلب الحديث وسمع بالشام والعراق وخراسان
واليمن وحدث عن (1) عبد الأعلى بن مسهر ومحمد بن المبارك الصوري
ومعمر بن يعمر وصفوان بن صالح ويحيى بن أبي بكير وعمرو بن أبي سلمة
التنيسي ومحمد بن يوسف الفريابي ورواد بن الجراح العسقلاني وأبي النضر
هاشم بن القاسم ومحمد بن جعفر المدائني وموسى بن داود الضبي ومنصور بن
سلمة الخزاعي ويعلى ومحمد بن جعفر المدائني وموسى بن داود الضبي ومنصور بن سلمة الخزاعي ويعلى ومحمد ابني عبيد وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى
وأبي عامر العقدي وصفوان بن عيسى وحفص بن عبد الله وحفص بن
عبد الرحمن ويحيى بن يحيى والجارود بن يزيد وعلي بن الحسن بن شقيق
وعبدان بن عثمان ومحمد بن يحيى بن الضريس وسليمان بن داود القزار الرازيين
وعبد الرزاق بن همام وإسماعيل بن عبد الكريم والنضر بن محمد الحرشي
وعمر بن عبد الله بن رزين وأبي عبد الرحمن المقرئ وأبو حذيفة النهدي
وغيرهم
روى عنه يحيى بن يحيى وهو من مشايخه ومحمد بن إسماعيل البخاري
ومسلم بن الحجاج القشيري وإبراهيم بن أبي طالب وأبو بكر خزيمة وأبو

(1) بالأصل " بن " والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم 3 / 1266.
106

القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه وأبو محمد الحسن بن محمد بن جابر
وجعفر بن محمد بن موسى الحافظ وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد الحيري وأبو
العباس السراج وأبو عبد الرحمن النسائي والحسين بن محمد بن زياد النيسابوري
القباني (2)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المقرئ أنا محمد بن عبد الله
الجوزقي أنا إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن حفص الحيري نا أحمد بن يوسف
السلمي نا محمد بن المبارك الصوري نا يحيى بن حمزة نا عبد الرحمن بن جابر أن
عمير بن هانئ حدثه أنه سمع معاوية وهو على المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي
أمر الله وهم ظاهرون على الناس [1426]
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت أنا سعيد بن أحمد
العيار (3) أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الخفاف نا أبو حامد أحمد بن
محمد بن الحسن بن الشرقي (4) نا أحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن عقيل
وأحمد بن حفص قالوا نا حفص هو ابن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن
شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار نهران ظاهران ونهران باطنان
وأما الظاهران فالنيل والفرات وأما البطنان فنهران في الجنة وأتيت بثلاثة أقداح قدح
فيه لبن وقدح فيه عسل وقدح فيه خمر فأخذت الذي فيه اللبن فقيل لي أصبت
الفطرة أنت وأمتك (5) [1427]

(1) بالأصل " باكويه " خطأ والصواب عن ابن العديم 3 / 1266 وسير أعلام النبلاء 15 / 290 والضبط عن
التبصير 1 / 57.
(2) بالأصل " القباتي " وفي ابن العديم: " القتابي " وفيهما تحريف والصواب ما أثبت عن الأنساب، والضبط
عنه، وهذه النسبة إلى القبان الذي يوزن به. وذكره باسم: الحسين بن محمد بن محمد بن زياد.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن سير أعلام النبلاء 18 / 86 وفي ابن العديم: " سعد بن أحمد العبار ".
تحريف.
(4) هذه النسبة إلى الجانب الشرقي بن من نيسابور، فالذي كان يسكن هذا الجانب نسب إليه (انظر الأنساب).
(5) جامع الأصول لابن الأثير 3 / 506 وابن العديم 3 / 1263 - 1264 ومختصر ابن منظور 3 / 329.
107

أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت محمد بن حامد البزار (1) يقول سمعت مكي بن عبدان يقول سمعت (2)
أحمد بن يوسف السلمي يقول سألت يحيى بن يحيى عن حديثي عن حفص بن
عبد الله عن إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما
رفعت إلى السدرة المنتهى إذا نهران ظاهران الحديث فسمعه مني (3)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أ نا الحاكم أبو عبد الله
أخبرني أبو محمد بن جعفر عن مكي بن عبدان قال سألت مسلم بن الحجاج عن
أحمد بن يوسف السلمي فقال ثقة وأمرني بالكتابة عنه (4)
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل الحكاك أنا عبيد الله بن سعيد بن
حاتم أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
النسائي قال أخبرني أبي فقال أحمد بن يوسف السلمي نيسابوري ليس به
بأس (4)
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد الهمذاني (5) إجازة أنا أبو بكر الصفار أنا أبو
بكر (6) أحمد بن علي الحفاظ أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو الحسن
أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاية الأزدي السلمي النيسابوري كان أبوه
ينسب إلى الأزد وأمه إلى سليم
سمع عبد الرزاق والنضر بن محمد روى عنه مسلم بن الحجاج كناه لنا أبو
النضر بكر بن محمد بن إسحاق السلمي
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني وأبو الحسن مكي بن
أبي طالب البروجردي قالا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله

(1) ابن العديم 3 / 1267: البزاز.
(2) زيادة عن ابن العديم.
(3) ابن العديم 3 / 1267، وقد تقدم في بداية الترجمة " روى عنه يحيى بن يحيى وهو من مشايخه ".
(4) ما بين معكوفتين جاءت في آخر الخبر التالي، والعبارة الموضوعة ضمن معكوفتين في آخر الخبر التالي كان
موضعها هنا بالأصل، فقد منا وأخرنا، بما وافق عبارة ابن العديم 3 / 1265 - 1266.
(5) بالأصل " الهمداني " والمثبت عن ابن العديم 3 / 1264.
(6) ابن العديم: أبو علي.
108

الحافظ نا علي بن عيسى الحيري نا الحسين بن محمد بن زياد القباني (1) نا
أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي بالبصرة وهو حمدان (2)
السلمي
قال ونا أبو عبد الله الأخرم نا أحمد بن سملة نا أحمد بن يوسف السلمي الأزدي
قال وسمعت أبا أحمد يقول سمعت مكي بن عبدان يقول قال لنا أحمد بن
يوسف أنا أزدي وكانت أمي سلمية
قال سألت الشيخ الصالح أبا عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف
السلمي عن السبب فيه فقال كانت امرأته أزدية فعرف بذلك
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال وسألته يعني الدارقطني عن أحمد بن يوسف السلمي فقال ثقة
نبيل (4)
أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم نا الأستاذ أبو القاسم القشيري أنا أبو بكر البيهقي
أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن إبراهيم المؤذن نا مكي بن عبدان قال
سمعت أحمد بن يوسف السلمي يقول كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف
حديث
قال وأخبرني عبد الله بن أحمد الشيباني أنا أبو حامد ابن الشرقي قال كان عند
حمدان السلمي شيخان لم يكونا عند محمد بن يحيى النضر بن محمد اليمامي
وخالد بن مخلد القطواني
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي سمعت حمدان السلمي وقالوا له أسمعنا

(1) ضبط وأثبتت عن الأنساب، وفي ابن العديم: " القبابي " ومرت فيه قريبا " القتابي ".
(2) بالأصل " حمدانا " والمثبت عن ابن العديم.
(3) سقطت علامة تحويل السند " ح " ووجودها لازم.
(4) بغية الطلب لابن العديم 3 / 1265.
(5) ابن العديم 3 / 1266.
109

فقال لا يمكنني أنا ابن ثمانين سنة وذلك يوم الخميس بعد العصر لخمس عشرة ليلة
خلت من شوال سنة اثنتين وستين ومائتين (1)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم أبو الحسن السلمي النيسابوري أحد أئمة
الحديث كثير الرحلة واسع الفهم مقبول عند الأئمة في أقطار الأرض ثم ذكر أسماء
جماعة ممن حدث عنده ثم قال أكثر إبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة وكافة أئمتنا
الرواية عنه
حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني قال سمعت أبا حامد بن الشرقي
يقول مات أحمد بن يوسف السلمي سنة أربع وستين مائتين
وأخبرني أبو سعد المؤذن عن أبيه قال مات السلمي سنة ثلاث وستين ومائتين
325 أحمد بن يوسف بن خالد
أبو عبد الله التغلبي (2)
صاحب أبي عبيد
قرأ القرآن بدمشق بحرف ابن عامر على عبد الله بن ذكوان وسمع بها هشام بن
عمار وصفوان بن صالح وأحمد بن أبي الحواري وبغيرها محمد بن سابق
الرازي وعفان وأبا عقبة عباد بن موسى وحجاج بن منهال وهيثم بن خارجة
وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم الأزدي ورويم بن يزيد المقرئ وأحمد بن
عمران الأخنسي وأحمد بن أبي نافع الموصلي وغيرهم
قرأ عليه أبو مزاحم موسى بن عبيد الله (3) الخاقاني وروى عنه يحيى بن
محمد بن صاعد وأبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري
وأبو بكر مكرم بن أحمد بن محمد بن مكر القاضي وأبو عمرو بن السماك وبكير بن
أحمد الحداد الصوفي وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي وأبو

(1) ابن العديم 3 / 1265 قال ابن العديم معقبا: قلت: فيكون مولده على هذا في سنة اثنتين وثمانين ومائة
والله أعلم.
(2) طبقات القراء 1 / 152 ومختصر ابن منظور 3 / 329 وفي م: الثعلبي.
(3) طبقات القراء: عبد الله.
110

الحسن بن جوصا وأبو عوانة الإسفرايني وأبو بكر محمد بن هارون الروياني
وأحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عرفة
نفطويه ومحمد بن مخلد ومحمد بن أحمد الحكيمي
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني أنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن عمر العمري أنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي سريج
نا يحيى بن محمد بن صاعد نا أحمد بن يوسف التغلبي نا هشام بن عمار نا
عمر بن المغيرة نا داود بن أبي هند عن الشعبي عن الحارث الهمداني عن علي
قال لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آكل الربا وموكله وكاتبه والواشمة والمستوشمة (1)
والمستحل (2) والمستحل له ومانع الصدقة [1328]
أخبرناه عاليا أبو العز بن كادش أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله
الطبري أنا علي بن عمر بن محمد السكري نا محمد بن محمد الباغندي نا هشام بن
عمار نا عمر بن المغيرة المصيصي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن الحارث
الأعور عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعن الله آكل الربا وموكله
وشاهديه وكاتبه [1429]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري قالا نا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن
محمد بن عيسى السكري نا أبو عبد الله أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي نا
صفوان بن صالح بن الوليد هو ابن مسلم بن عنبسة بن عبد الرحمن عن خلاد بن
كلاب أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله أكرم أمتي
بالولاية [1430]

(1) النهاية وشم: وفيها ويروي: الموتشمة، والوشم: أن يغرز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نيل فيزرق أثره
أو يخضر، والموتشمة والمستوشمة التي يفعل بها ذلك.
(2) في النهاية: " لعن الله المحلل والمحلل له " وفي رواية: " المحل والمحل له " والمعنى هو أن يطلق الرجل
امرأته ثلاثا فيتزوجها رجل آخر شريطة أن يطلقها بعد وطئها لتحل لزوجها الأول.
(3) بالأصل: يقول: قال: قال.
(4) على هامش الأصل: بالألوية.
111

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) أحمد بن يوسف أبو عبد الله التغلبي وهو أحمد بن يوسف بن خالد بن
سليمان بن يزيد بن (2) دارة بن سنان بن طارق بن شهاب بن حنيف بن النعمان بن
زيد بن مالك بن حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن ثعلب بن
وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن
معد بن عدنان نسبه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الأزدي فيما حدثني أبو
القاسم الأزهري نا أحمد بن إبراهيم شاذان نا ابن عرفة نا أبو عبد الله أحمد بن
يوسف وساق نسبه كما ذكرته حدث عن سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم
وعفان بن مسلم ومحمد بن سابق ورويم بن يزيد وأحمد بن عمران الأخنسي
وأحمد بن أبي نافع الموصلي وأبي عبيد القاسم بن سلام والمسيب بن واضح
روى عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي ومحمد بن مخلد ومحمد بن أحمد
الحكيمي وأبو عمرو بن السماك ومكرم بن أحمد القاضي وغيرهم
قال الخطيب (3) وأنا علي بن أبي علي قال قرأت على الحسين بن هارون عن
أبي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول أحمد بن يوسف ثقة
مأمون
قال (3) وأنا أحمد بن أبي جعفر أنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن
محمد البغوي مات أحمد بن يوسف صاحب أبي عبيد في جمادي الآخرة سنة ثلاث
وسبعين
قال (3) وأنا محمد بن عبد الواحد نا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال ومات أبو عبد الله أحمد بيوسف بن خالد التغلبي الأحول
صاحب أبي عبيد لست بقين من هذا الشهر يعني جمادي الآخرة من سنة ثلاث
وسبعين ومائتين بالجانب الشرقي من مدينتنا

(1) تاريخ بغداد 5 / 218.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
112

قال (1) وأنا علي بن أبي علي قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن (2)
سعيد قال توفي أحمد بن يوسف التغلبي يوم الجمعة أول يوم من رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين
326 أحمد بن يوسف بن عبد الله
أبو نصر الشعراني العرقي (3) الأديب
حدث عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي والقاضي أبي الطاهر الذهلي
روى عنه أبو علي الأهوازي المقرئ
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السوسي أنا جدي أو محمد مقاتل بن
مطكود
قال أنا أبو علي الأهوازي قال سمعت أبا نصر أحمد بن يوسف بن عبد الله
الشعراني بأطرابلس زاد السوسي في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وتسعين
وثلاثمائة وقالا يقول سمعت القاضي أبا طاهر محمد بن أحمد الذهلي يقول
سمعت أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي يقول سمعت عبد الرحمن بن بكر بن
الربيع بن مسلم يقول سمعت محمد بن زياد يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا
القاسم (صلى الله عليه وسلم) يقول عجب ربنا تبارك وتعالى من قوم يقادون إلى الجنة في
السلاسل [1431]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين وأبو المواهب أحمد بن محمد بن
عبد الملك الوراق قالا أنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال سمعت أبا
أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان يقول سمعت أبا خليفة يقول فذكرت
له
أنبأنا أبو القاسم النسيب نا أبو علي الأهوازي نا أبو نصر أحمد بن يوسف

(1) القائل: الخطيب، تاريخ بغداد 5 / 219.
(2) عن تاريخ بغداد وبالأصل وم " أبي ".
(3) عن م ومختصر ابن منظور وبالأصل " الفرقي " وهذه النسبة إلى عرقة بكسر العين وسكون الراء. بلدة
تقارب أطرابلس الشام، وهي بين رفنية وأطرابلس.
113

الشعراني العرقي (1) بأطرابلس فذكر عنه حديثا
327 أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح
أبو جعفر الكاتب (2)
أصله من الكوفة ولي ديوان الرسائل للمأمون يقال إنه من بني عجل
وكان له أخ يقال له القاسم بن يوسف كان شاعرا كاتبا وهما وأولادهما جميعا
أهل أدب وطلب للشعر والبلاغة
حكى أحمد بن يوسف عن المأمون وعبد الحميد بن يحيى الكاتب حكى عنه
ابنه محمد بن أحمد بن يوسف وأحمد بن أبي سلمة كاتب عياش (3) بن القاسم صاحب
شرطة المأمون (4) وعلي بن سليمان الأخفش وقدم دمشق في صحبة المأمون
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5)
أنا علي بن أبي علي المعدل نا محمد بن عمران المرزباني نا علي بن سليمان
الأخفش قال قال أحمد بن يوسف الكاتب رآني عبد الحميد بن يحيى أكتب خطا
رديئا فقال لي إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها وحرف قطتك
وأيمنها ثم قال
إذا جرح الكتاب كان قسيهم * دوايا (6) وأقلام الدوي لهم نبلا *
قال الأخفش قوله جلفتك أراد فتحه رأس القلم
قال وأخبرني عمر بن إبراهيم الفقيه نا محمد بن العباس بن الخزاز أنا
محمد بن خلف بن المرزبان إجازة أخبرني محمد بن الفضل المروزي قال قال

(1) عن مختصر ابن منظور 3 / 330 وبالأصل " الغرقي " وهذه النسبة إلى عرقة - بكسر العين وسكون الراء - بلدة
تقارب أطرابلس الشام، وهي بين رفنية وأطرابلس.
(2) ترجمته: تاريخ بغداد 5 / 216 الوافي 8 / 279 بغية الطلب لابن العديم 3 / 1272 الوزراء والكتاب
ص 304 إرشاد الاريب 5 / 161 مختصر ابن منظور 3 / 330 معجم الأدباء 5 / 161 وما بعدها.
(3) عن ابن العديم وبالأصل " عباس ".
(4) راجع بغية الطلب لابن العديم 3 / 1271 - 1272.
(5) تاريخ بغداد 5 / 216.
(6) في تاريخ بغداد: " دوبا " وفي المختصر وابن العديم: " دوايا " كالأصل.
114

رجل لأحمد بن يوسف كاتب المأمون والله ما أدري أيك أحسن أما وليه ا لله من
خلفك أم ما وليته من أخلاقك (1)
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2) أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو أحمد بن أبي
مسلم القرشي أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي
قال أنشدني أبو جعفر بن أبي رجاء لأحمد بن
يوسف *
يزين الشعر أفواها (5) إذا نطقت * بالشعر يوما وقد يزري بأفواه
قد يرزق المرء لا من حسن حيلته * ويصرف الرزق على ذي الحيلة الداهي
ما مضى (6) من غنى يوما ولا عدم * إلا وقولي عليه الحمد لله *
قال ونا إسحاق قال حدثني محمد بن مزيد (7) قال هذه الأبيات لأحمد بن
يوسف *
إذا قلت في شئ نعم فأتمه * فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل لا فاسترح وأرح بها * لكيلا يقول الناس إنك كاذب *
قال وأنشدني أيضا لأحمد بن يوسف في إفشاء السر (8) * إذا المرء أفشى سره بلسانه * ولام (9) عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاف صدر المرء عن سر نفسه * فصدر الذي استودعته السر أضيق *
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ثم حدثنا أبو إسحاق الخشوعي أنا غيث بن علي
قراءة عليه أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن التمار إجازة أنا أبو حازم

(1) تاريخ بغداد 5 / 216.
(2) بالأصل " المزرقي " خطأ والصواب ما أثبتنا، انظر الأنساب " المزرقي " وهذه النسبة إلى المزرقة وهي قرية
كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.
(3) ضبطت عن التبصير.
(4) ضبطت عن التبصير والأنساب.
(5) الأصل والمختصر، وفي ابن العديم 3 / 1275 أقواما.
(6) المختصر وابن العديم وبالأصل " يزيد ".
(8) البيتان في مختصر ابن منظور 3 / 331 وبغية الطلب 3 / 1275.
(9) ابن العديم: فلام.
115

محمد بن الحسين بن افراء قال قرأت على محمد بن أحمد بن القاسم نا أحمد بن
كامل نا عبد الله بن إبراهيم النحوي نا أبو هفان عن أحمد بن يوسف أنه أهدى إلى
المأمون يوم نيروز أو مهرجان هدية وكتب إليه (1) *
على العبد حق فهو لا بد فاعله * وإن عظم المولى وجلت فواضله (2)
ألم ترنا نهدي إلى الله ما له * وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولو كان يهدى للمليك (3) بقدره * لقصر على البحر عنه وناهله (4)
ولكننا (5) نهدي إلى من نجله (6) * وإن لم يكن في وسعنا ما يشاكله (7) *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن بكران
وأبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو منصور بن
عبد العزيز العذري وأبو بكر بن هبة الله الطبري وأبو الحسن علي بن المقلد
البواب وأبو منصور عبيد بن عثمان بن محمد بن دوست المعروف بابن السولي
قالوا أنا الغضائري [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا العباس بن أحمد بن بكران أنا الحسين بن
الحسن بن محمد بن القاسم الغضائري [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (10)

(1) الأبيات في الوافي 8 / 280 وابن العديم 3 / 1275 ومعجم الأدباء 5 / 172.
(2) في المصادر: فضائله.
(3) الأصل وابن العديم، وفي معجم الأدباء والوافي: للكريم.
(4) في معجم الأدباء: لقصر فضل المال عنه وسائله.
(5) عن المصادر وبالأصل: ولكنا.
(6) الأصل وابن العديم، وفي معجم الأدباء والوافي: نعزه.
(7) الأصل وابن العديم، وفي معجم الأدباء والوافي: يعادله.
(8) ضبطت عن التبصير. (9) كذا رسمت بالأصل وفي م: الشوكي.
(10) تاريخ بغداد 5 / 217.
116

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالا أنا
الحسين بن الحسن نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إملاء نا أحمد بن العباس
النوفلي حدثني أبو الحارث النوفلي
قال الصولي وقد رأيت أبا الحارث هذا وكان رجل صدق قال كنت أبغض
القاسم بن عبيد الله لمكروه نالني منه فلما مات أخوه الحسن قلت على لسان ابن
بسام (1) *
قل لأبي القاسم المرجا * قاتلك (2) الدهر بالعجائب
مات لك ابن وكان زينا * وعاش ذو الشين والمعائب
حياة هذا كموت (3) هذا * فليس تخلو من المصائب *
قال الصولي وإنما أخذه من قول أحمد بن يوسف الكاتب لبعض إخوانه من
الكتاب وقد ماتت له ببغاء وكان له أخ يضعف فكتب إليه (4) *
أنت تبقى ونحن وطرا فداكا * أحسن الله ذو الجلال عزاكا
فلقد جل خطب دهر أتانا * بمقادير أتلفت (5) ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها * وتخطب عبد الحميد أخاكا *
زاد ابن السمرقندي وابن المزرفي *
كان عبد الحميد أصلح للموت * من الببغاء وأولى بذاكا *
ثم اتفقوا فقالوا *
شملتنا المصيبتان جميعا * فقدنا هذه ورؤية ذاكا *
قال الصولي وإنما أخذه أحمد (6) بن يوسف من قول أبي نواس في التسوية وزاد

(1) الأبيات في تاريخ بغداد 5 / 217 وابن العديم 3 / 1273 الوافي 8 / 279.
(2) في المصادر: قابلك.
(3) الأصل وتاريخ بغداد والوافي، وابن العديم: بموت.
(4) الأبيات في المصادر السابقة.
(5) تاريخ بغداد: أثقلت.
(6) بالأصل وم " محمد " والصواب ما أثبت عن المصادر السابقة.
117

في المعنى إرادة وكراهية قال أبو نواس لما مات الرشيد وقال الأمين يعزي الفضل بن
الربيع (1) * تعز أبا العباس عن خير هالك * بأكرم حي كان أو هو كائن
حوادث أيام تدور صروفها * لهن مساوي (2) مرة ومحاسن
وما (3) بالميت الذي غيب الثرى * فلا أنت مغبون ولا الموت غابن *
أخبرنا أبو العز بن كادش العكبري فيما ناولني وقرأ علي إسناده وقال اروه
عني أنا محمد بن الحسن الجازري (4) أنا المعافى بن زكريا نا الحسين بن
إسماعيل المحاملي نا عبد الله بن أبي سعد حدثني محمد بن علي بن حمزة
الهاشمي حدثني علي بن إبراهيم بن حسن أخبرني موسى بن عبد الملك قال جاء
أبو العتاهية يريد الدخول على أحمد بن يوسف فمنعه الحاجب فكتب إليه *
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى *
وأن الغنى يخشى عليه من الفقر *
قال فقلت له لا تتعرض له واسكته عنك فوجه إليه بخمسة آلاف درهم
قال علي بن إبراهيم فأعلمت ذلك علي بن جبلة فقال بئس ما صنع كان ينبغي
له أن يقول له * أأحمد أن الفقر يرجى له الغنا
فيشيد باسمه (6)
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا أبو منصور محمد بن محمد العكبري أنا
أحمد بن محمد بن الصلت نا أبو الفرج الأصبهاني حدثني جعفر بن قدامة

(1) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 581، وابن العديم 3 / 1274 وتاريخ بغداد 5 / 217.
(2) في الديوان: مساو.
(3) الديوان والمصادر: وفي.
(4) بالأصل: " محمد بن الحسين الجارودي " والمثبت عن ابن العديم 3 / 1272 والأنساب (الجازري) وهذه
النسبة إلى جازرة وهي قرية من أعمال نهروان بالعراق. وسماها ياقوت: جازر.
(5) ابن العديم: ابن أبي حمزة.
(6) الخبر في بغية الطلب 3 / 1272.
(7) الخبر في الإماء الشواعر للأصفهاني ص 81 وفيه أن نسيم جارية ابن خضر.
118

حدثني ميمون بن مهران قال كان لأحمد بن يوسف جارية مغنية شاعرة يقال لها نسيم
وكان لها من قلبه مكان فلما مات أحمد قالت ترثيه
ولو أن ميتا (1) هابه الموت قبله * لما جاءه المقدار وهو هيوب
ولو أن حيا قبله صانه الردى (2) * إذا لم يكن للأرض فيه نصيب *
قال أبو القاسم يعني جعفرا وهي القائلة لأحمد وقد غضب عليها
غضبت بلا جرم علي تجرما (3) * وأنت الذي تجفو وتهفو وتغدر
سطوت بعز الملك في نفس خاضع * ولولا خضوع الرق ما كنت أصبر
فإن تتأمل ما فعلت تقم بن * المعاذير أو تظلم فإنك تقدر (4) *
فرضي عنها أحمد واعتذر إليها
قال وقالت ترثيه
نفسي فداؤك لو بالناس كلهم * ما بي عليك تمنوا أنهم ماتوا
وللورى موتة في الدهر واحدة * ولي من الهم والحزن موتات *
ولأحمد بن يوسف *
وعامل بالفجور يأمر بال * بر كهاد يخوض في الظلم
أو كطبيب قد شفه سقم * وهو يداوى من ذلك السقم
يا واعظ الناس غير متعظ * ثوبك طهر أو لا فلا تلم *
ومما أنشد له أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب الوزراء
صد عني محمد بن سعيد * أحسن العالمين ثاني جيد

(1) في الإماء الشواعر: حيا.
(2) صدره في الإماء الشواعر:
ولو أن حيا قبله هابه البلي
(3) الإماء الشواعر: تجنيا.
(4) الإماء الشواعر: تعذر.
(5) زيادة عن الإماء الشواعر.
(6) الأبيات التالية ليست في كتاب الوزراء المطبوع للجهشياري.
(7) وهو محمد بن سعيد بن حماد الكاتب، وكان يميل إليه، وكان صبيا مليحا (معجم الأدباء 5 / 181.
119

صد عني لغير جرم إليه * ليس إلا لحسنه (1) في الصدود *
قال ومن مليح شعره
قلبي يحبك يا منى قلبي * ويبغض من يحبك
لأكون فردا في هواك * فليت شعري كيف قلبك (2) *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القسام النسيب وأبو الحسن
المقرئ عنه نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي نا محمد بن يحيى الصولي قال
قال أحمد بن يوسف الكاتب في وصف الليل (3)
كم ليلة فيك لا صباح لها * أفنيتها قابضا على كبدي
قد غصت العين بالدموع وقد * وضعت خدي على بنان يدي * (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (5) أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح أبو جعفر الكاتب مولى بني
عجل كان من أفاضل كتاب المأمون وأذكاهم وأفطنهم وأجمعهم للمحاسن وكان
جيد الكلام فصيح اللسان حسن اللفظ مليح الخط يقول الشعر في الغزل والمدح
والهجاء وله أخبار مع إبراهيم بن المهدي وأبي العتاهية ومحمد بن نسير وغيرهم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (6)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي

(1) معجم الأدباء 5 / 181 لحبه.
(2) ليس في الوزراء والكتاب المطبوع، والبيتان في ابن العديم 3 / 1276 والمختصر 3 / 331.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم 3 / 1274.
(4) البيتان في ابن العديم 3 / 1274 والوافي 8 / 282 وزيد فيه:
وأنت نامت عيناك في دعة * شتان بين الرقاد والسهد
كأن قلبي إذا ذكر تكم * فريسة بين مخلبي أسد
(5) تاريخ بغداد 5 / 216.
(6) تاريخ بغداد 5 / 218.
120

قالا أنا علي بن محمد أنا بن صفوان أنا ابن أبي الدنيا أنا الحسين بن
عبد الرحمن قال أشرف أحمد بن يوسف وهو بالموت قال الخطيب في
الموت (1) على بستان له على شاطئ دجلة فجعل يتأمله ويتأمل دجلة ثم تنفس وقال
متمثلا * ما أطيب العيش لولا موت صاحبه * ففيه ما شئت من عيب لعائبه *
قال فما أنزلناه حتى مات
قال لنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قال لنا أبو بكر الخطيب
بلغني أن أحمد بن يوسف الكاتب مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين
بلغني أن أحمد بن يوسف مات في سنة أربع عشرة ومائتين وهو في سخطه من
المأمون
328 أحمد بن يوسف الأطرابلسي المخضوب (4)
حدث عن عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشير الهروي
329 أحمد بن يونس بن المسيب بن زهير بن عمرو بن حميل
ابن الأعرج بن عاصم بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كوز بن كعب
ابن خالد بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد
ابن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر
أبو العباس الضبي الكوفي
كوفي الأصل سكن بغداد ثم انتقل إلى أصبهان
وسمع بدمشق أبا مسهر وهشام بن عمار ودحيما وهارون بن عمرو بن زيد

(1) هو الحسين بن صفوان البرذعي، أبو علي، له ترجمة في سير أعلام النبلاء 15 / 442.
(2) كذا بالأصل، والذي في تاريخ بغداد المطبوع: وهو بالموت.
(3) تاريخ بغداد 5 / 218.
(4) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور وفي م: الطرابلسي.
(5) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وم " كور ".
121

روى عنهم وعن يعلى محمد ابني عبيد ومحاضر بن المورع وأبي الجواب
الأحوص بن جواب وحجاج بن محمد ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ومكي بن
إبراهيم والأسود بن عامر ويونس بن محمد وعثمان بن عمر بن فارس وعثمان بن
الهيثم المؤذن وعبيد الله بن موسى وجعفر بن عون ومحمد بن القاسم الأسدي
وعبد الله بن بكر السهمي والهيثم بن خارجة
روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن
فارس ومحمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهانيان وأبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم
أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد وأبو سعد
محمد بن محمد (1) بن محمد المطرز الفقيه في كتابيهما وأخبرني أبو المعالي عبد الله بن
أحمد بن محمد الحلواني المروزي بمرو عنهما قالا أنا أبو علي أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن يزداد أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أنا أحمد بن
يونس بن المسيب الضبي نا محاضر هو ابن المورع نا الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال كان بين خالد بن الوليد وبين أبي بكر كلام قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسبوا أحدا من أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد
ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه [1432]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا ابن منده أنا أبو علي حمد بن عبد الله إجازة أنا ابن أبي حاتم (2)
قال أحمد بن يونس بن المسيب الضبي البغداذي أبو العباس نزل أصبهان روى
عن أبي الجواب ومحمد بن عبيد وحجاج بن محمد ويعقوب بن إبراهيم بن سعد
ومكي بن إبراهيم والأسود بن عامر ويونس بن محمد سمعنا منه وكان محله عندنا
محل الصدق

(1) انظر نسبه في ترجمته سير أعلام النبلاء 19 / 254 وفيها ثبت بمصادر ترجمته.
(2) في المختصر: " الموزع " تحريف.
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 81.
(4) الجرح والتعديل: نزيل.
122

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
قال (1) سمعت أبا نعيم الحافظ يقول أحمد بن يونس بن المسيب بن زهير بن عمر بن
جميل (2) بن الأعرج بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كور (3) بن كعب بن بجالة بن
ذهل بن مالك بن بكر بن معد (4) بن ضبة الكوفي الضبي قدم أصبهان وكتب أهل
بغداد بعدالته وأمانته وهو ابن عم داود بن عمرو بن المسيب الضبي (5) توفي سنة ثمان
وستين ومائتين
قالا وقال لنا أبو بكر الخطيب (6) أحمد بن يونس بن المسيب أبو العباس
الضبي كوفي الأصل بغدادي المنشأ نزل أصبهان وحدث بها عن يعقوب بن
إبراهيم بن سعد وحجاج بن محمد الأعور وأسود بن عامر شاذان ويونس بن محمد
المؤدب محمد بن عبيد الطنافسي وأخيه يعلى بن عبيد ومحاضر بن المورع
وأحوص بن جواب وأبي بدر شجاع بن الوليد ومكي بن إبراهيم روى عنه أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم النيسابوري ومحمد بن عبد الله الصفار
وعبد الله بن أحمد (7) بن جعفر بن فارس الأصبهانيان عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي وقال ابن أبي حاتم هو بغدادي نزل أصبهان وكان محله عندنا الصدق
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني أنا منصور بن الحسين بن
علي بن القاسم الكاتب وأبو طاهر بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ قال
سمعت محمد بن الفرخان بن أبان المهرباناني (8) يقول سمعت أحمد بن يونس الضبي

(1) تاريخ بغداد 5 / 223 وأخبار أصبهان 1 / 81.
(2) كذا بالأصل وتاريخ بغداد، وتقدم في بداية الترجمة والمختصر: " حميل " وفي أخبار أصبهان: حميل.
(3) في تاريخ بغداد: " كرز " وصححت في بداية الترجمة عن المختصر " كوز " وفي أخبار أصبهان: " كوز ".
(4) تاريخ بغداد: " سعد " ومثلها في أخبار أصبهان.
(5) قال الخطيب معقبا: قلت: قد نسب محمد بن سعد كاتب الواقدي وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز
تاريخ بغداد 5 / 224 وانظر تاريخ بغداد 7 / 363 وما بعدها ترجمة داود بن عمرو.
(6) تاريخ بغداد 5 / 223.
(7) تاريخ بغداد: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس.
(8) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى مهربانان، وهي قرية من قرى أصبهان.
123

يقول قدمني أبي إلى الفضل بن عياض فمسح رأسي فسمعته يقول اللهم حسن
خلقه وخلقه رواها أبو نعيم عن ابن المقرئ فقال المارياناني
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي أنا علي بن عمر الحافظ قال أحمد بن
يونس بن المسيب الضبي أبو العباس كوفي الأصل سكن أصبهان كثير الحديث من
الثقات
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري وغيرهما عن أبي بكر بن
البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت علي بن عمر الحافظ يقول
أحمد بن يونس بن المسيب الضبي أبو العباس البغداذي الحافظ ضبي كوفي قدم
أصبهان توفي سنة ثمان وستين ومائتين وكتب أهل بغداد بأمانته وعدالته
330 أحمد الحوراني
أحد الزهاد له ذكر في حكاية قرأتها بخط أبي القاسم تمام بن محمد الرازي نا أبو
بكر محمد بن مسلم قال سمعت أبا هاشم عبد الأعلى بن محمد بن عليل الإمام
يقول هيأ ابن الأجدع طعاما ودعا قاسما الجوعي وأحمد بن أبي الحواري
وعبد الرحيم المؤذن وأحمد الحوراني على أنهم يصلوا العتمة ويجيئوا إليه للمبيت
عنده فصلوا العتمة وخرجوا فلما صاروا عند دار ابن أبي القاتل قال أحمد بن أبي
الحواري لعبد الرحيم المؤذن أذكر شيئا قبل أن ندخل فأنشأ يقول
علامة صدق المستحضين بالحب * بلوغهم المجهود في طاعة الرب
وتحصيل طيب القوت من محتنانه * وإن كان ذاك القوت في مرتقي صعب *
فضرب أحمد بن أبي الحواري إلى عارض عبد الرحيم المؤذن بيده وقال مرته
كذا وكذا لئن برحت من مكانك لأنتفها فلم يزل يردد الكلام وهم قيام حتى أذن مؤذن
الفجر ورجعوا إلى المسجد

(1) تاريخ بغداد 5 / 223.
(2) كذا رسمت بالأصل وم، وفي تهذيب ابن عساكر " لحيته ".
124

قال تمام ذكره أبو القاسم إبراهيم بن أبي هاشم بن عليل عن أبيه روى الربعي
هذه الحكاية عبد الوهاب الكلابي عن أبي هاشم بن عليل ولم يذكر أحمد
الحوراني فيها
وأحمد هذا إن لم يكن ابن إبراهيم بن أيوب فلا أدري من هو
125

ذكر من اسمه أبان
331 أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري
حكى حكاية لجده النعمان بن بشير
روى عنه ابنه النعمان بن أبان تأتي روايته في ترجمته ابن ابنه بشير بن النعمان
332 أبان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
أمه أم أبان بنت خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان
له ذكر ذكره أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد النسابة الأبيوردي
333 أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو الوليد الأموي
له صحبة واستعمله النبي (صلى الله عليه وسلم) على بعض سراياه (1) ثم ولاه البحرين (2) وقدم
الشام مجاهدا فقتل يوم أجنادين وقيل يوم اليرموك وقيل مات سنة تسع وعشرين
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
روى عنه النعمان بن بزرج وما أظنه أدركه

(1) بعثه على سرية من المدينة قبل نجد، فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر بعد أن فتحها. (أسد
الغابة).
(2) وذلك بعد عزله العلاء بن الحضرمي، فلم يزل عليها إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فرجع إلى المدينة (أسد
الغابة).
126

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد البغداذي أنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير أنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد البغوي أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أملاه علي أبي
من كتابه سنة سبع وعشرين ومائتين نا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أنس
الأبناوي (1) نا سليمان بن وهب الأبناوي (2) من مشيختنا نا النعمان بن برزخ قال
لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث أبو بكر أبان بن سعيد بن العاص إلى اليمن فكلمه فيروز
في دم داذويه فقال إن قيسا قتل عمي غدرا على عدائه وقد كان دخل في الإسلام
وشرك في قتل الكذاب فأرسل أبان يعلى بن أمية إلى قيس فقال اذهب فقل له أجب
أبان بن سعيد وإن تردد فاضربه بسيفك فقدم عليه يعلى فقال له أجب الأمير أبان
فقال له قيس أنت ابن عمي فأخبرني لم أرسل إلي فقال له إن الديلمي كلمه فيك
أنك قتلت عمه رجلا مسلما على عدائك قال قيس ما كان مسلما لا أنا ولا هو وكنت
طالب ذحل قد قتل أبي وقتل عمي عبيدة وقتل أخي الأسود يعني فأقبل مع يعلى فقال
أبان لقيس أقتلت رجلا قد دخل في الإسلام وشرك في قتل الكذاب قال قدرت أيها
الأمير فاسمع مني أما الإسلام فلم يسلم لا هو ولا أنا وكنت رجلا طالب ذحل وأما
الإسلام فتقبل مني وأبايعك عليه وأما يميني فهذه هي لك بكل حدث يحدثه كل إنسان
من مذحج قال قد قبلنا منك فأمر أبان المؤذن أن ينادي بالصلاة وصلى أبان بالناس
صلاة خفيفة ثم خطب فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد وضع كل دم كان في الجاهلية [* * * *]
فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به ثم جلس فقال يا ابن الديلمي تعال خاصم
صاحبك فاختصما فقال أبان هذا دم قد وضعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلا نتكلم فيه وقال
أبان لقيس إلحق بأمير المؤمنين يعني عمر وأنا أكتب لك بأني قد قضيت بينكما
فكتب إلى عمر أن فيروز وقيسا اختصما عندي في دم داوذيه فأقام قيس عندي البينة أنه
كان في الجاهلية فقضيت بينهما
قال البغوي ولا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غير هذا الحديث

(1) الا بناوي: هذه النسبة إلى الأبناء، وهم كل من ولد باليمن من أبناء الفرس وليس بعربي (الأنساب نقلا عن
أبي حاتم بن حبان البستي).
(2) الإصابة لابن حجر: الأنباري.
127

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه نا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب نا أبو بكر محمد بن
الحسن بن دريد أنا العكلي عن ابن أبي خالد عن الهيثم قال بلغه أن سعيد بن العاص
قال لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد وكان ولي صدق وأنه خرج
تاجرا إلى الشام فمكث هنالك سنة ثم قدم علينا وكان شديد السب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شديد الحرد عليه فلما بلغني قدومه خرجت حتى جئته فكان أول ما سأل عنه أن قال ما
فعل محمد فقال عمي عبد الله بن سعيد هو والله أعز ما كان قط وأعلى أمرا والله
فاعل به وفاعل فسكت ولم يسبه كما كان يفعل وقام القوم فمكث ليالي ثم أرسل إلى
سراة بني أمية وقد صنع لهم طعاما فلما أكلوا قال ما فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا فعل الله
به وفعل وقد أكثرت من السؤال عنه فما شأنك فقال شأني والله أني ما أرى شرا
دخلتم إلا دخلت فيه ولا شرا ولا خيرا تركتموه إلا تركته ولم أره خيرا تعلمون أني
كنت بقرية يقال لها بامردى (1) وكان بها راهب لم ير له وجه منذ أربعين (2) سنة
فبينا أنا ذات ليلة هنالك إذ النصارى يطيبون المصانع والكنائس ويصنعون
الأطعمة ويلبسون الثياب فأنكرت ذلك منهم فقلت ما شأنكم قالوا هذا راهب يقال
له بكا لم ينزل إلى الأرض ولم ير فيها مذ أربعين سنة وهو نازل اليوم فيمكث أربعين
ليلة يأتي المصانع والكنائس ويقول وينزل على الناس فلما كان الغد نزل فخرجوا
واجتمعوا وخرجت فنظرت إليه فإذا شيخ كبير فخرجوا وخرج معهم يطوف فيهم
فمكث أياما وأني قلت لصاحب منزلي أذهب معي إلى هذا الراهب فإني أريد أن
أسأله عن شئ فخرج معي حتى دخلنا عليه فقلت قد كانت لي إليك حاجة فأخلني
فقام من عنده حتى بقيت فقلت له إني رجل من قريش وإن رجلا منا خرج فينا يزعم
أن الله عز وجل أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى فقال من هو فقلت من قريش
قال وأين بلدكم قلت تهامة ثم مكة قال لعلكم تجار العرب أهل بيتكم قلت نعم
قال ما اسم صاحبك قلت محمد قال ألا أصفه لك ثم أخبرك عنه قلت بلى

(1) بامردي: قرية من أعمال البليخ، من نواحي ديار مضر بين الرقة وحران بالجزيرة (ياقوت) وبالأصل
" فامردا " والمثبت عن معجم البلدان.
(2) بالأصل " أربعون " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
128

قال مذ كم خرج فيكم قلت مذ عشرين سنة أو دون ذلك بقليل قال فهو يومئذ ابن
أربعين سنة قلت أجل قال وهو رجل سبط الرأس حسن الوجه قصد (1) الطول
شثن اليدين في عينيه حمرة لا يقاتل ببلدة ما كان فيه فإذا خرج منه قاتل فظفر وظهر
عليه يكثر أصحابه ويقل عدوه قلت (2) والله ما أخطأت من صفته ولا أمره واحدة
فأخبرني عنه قال ما اسمك قلت أبان قال كيف أنت أصدقته أم كذبته قلت بل
كذبته فرفع يده فضرب بظهري بكف لينة واحدة ثم قال أيخط بيده قلت لا قال
هو والله نبي هذه الأمة والله ليظهرن عليكم ثم ليظهرن على العرب ثم ليظهرن على
الأرض ثم لقد خرج فخرج مكانه فدخل صومعته وتشبث الناس به فأبى وما أدخله
صومعته غير حديثي فقال اقرأ على الرجل الصالح السلام يا قوم ما ترون قالوا
والله ما كنا نحسب أن نتكلم بهذا أبدا ولا تذكره (3)
قال سعيد وبلغنا مكانه وسيره يريد باقي عزوة الحديبية فلما رجع تبعه عمي
فأسلم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف الخشاب نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا
محمد بن عمر حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الله بن
عمرو بن سعيد بن العاص قال كان خالد بن سعيد وعمرو بن سعيد قد أسلما
وهاجرا إلى الحبشة وأقام غيرهما من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية على ما هم
عليه ولم يسلموا حتى كان نفير بدر ولم يتخلف منهم أحد خرجوا جميعا في النفير
إلى بدر فقتل العاص بن سعيد على كفره قتله علي بن أبي طالب وعبيدة بن سعيد
قتله الزبير بن العوام وأفلت أبان بن سعيد فجعل خالد وعمرو يكتبان إلى أبان بن
سعيد ويقولان نذكرك الله أن تموت على ما مات عليه أبوك وعلى ما قتل عليه أخواك
فيغضب من ذلك ويقول لا أفارق دين آبائي أبدا وكان أبو أحيحة قد مات بمال له

(1) في اللسان: كل بين مستو غير مشرف ولا ناقص فهو قصد. ورجل قصد ومقتصد ليس بالجسيم ولا
الضئيل. وجاء في صفته صلى الله عليه وآله وسلم: مقصدا، قال ابن الأثير: هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم.
(2) في أسد الغابة 1 / 46 فقال أبان: هو كذلك.
(3) الخبر في الإصابة باختصار، وسمى الراهب " يكا " وانظر أسد الغابة.
129

بالظريبة (1) نحو الطائف وهو كافر قال أبان بن سعيد يقول قال محمد بن عمر فيما
أخبرني المغيرة بن عبد الرحمن الأسدي * ألا ليت ميتا بالظريبة (2) شاهدا (3) * لما يفترى في الدين عمرو وخالد
أطاعا بنا (4) أمر النساء فأصبحا * يعنيان من أعدائنا من نكابد *
فأجابه خالد بن سعيد (5)
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه * ولا هو عن سوء المقالة مقصر
يقول إذا اشتدت عليه أموره * ألا ليت ميتا بالظريبة ينشر
فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله * وأقبل على الحي الذي هو أقفر (6)
قال فأقام أبان بن سعيد على ما كان عليه بمكة على دين الشرك حتى قدم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحديبية وبعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة فتلقاه أبان بن سعيد فأجاره
حتى بلغ رسالة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانصرف عثمان إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت هدنة الحديبية
فأقبل خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص من أرض الحبشة في السفينتين وكانا آخر من
خرج منها ومع خالد وعمرو أهلهما وأولادهما فلما كانا بالشعيبة (7) أرسلا إلى أخيهما
أبان بن سعيد وهو بمكة رسولا وكتبا إليه يدعوا به إلى الله وحده وإلى الإسلام
فأجابهما وخرج في أثرهما حتى وافاهما بالمدينة مسلما ثم خرجوا جميعا حتى قدموا
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بخيبر (8) سنة سبع من الهجرة
فلما صدر الناس من الحج سنة تسع بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبان بن سعيد بن العاص

(1) ضبطت عن ياقوت، قال ابن الأثير: وقد رأيته في بعض الكتب الصريمة بضم الصاد وفتح الراء، وهو
موضع بالطائف (معجم البلدان) وفي الاستيعاب: الصريمة.
(2) في الاستيعاب 1 / 74 (هامش الإصابة) بالصريمة.
(3) الاستيعاب وأسد الغابة 1 / 46 شاهد.
(4) في المصدرين: معا.
(5) في أسد الغابة: " فأجابه عمر و " والابيات في أسد الغابة 1 / 46 ومعجم البلدان " الظريبة " وسيرة ابن هشام
4 / 4.
(6) في سيرة ابن هشام: وأقبل على الأدنى الذي هو أفقر.
(7) مرفأ السفن من ساحل بحر الحجاز، وكان مرفأ السفن لمكة قبل جدة (ياقوت).
(8) الاستيعاب: وكان إسلام أبان بن سعيد بين الحديبية وخيبر، وفي الإصابة: فأسلم أبان أيام خيبر وشهدها
مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
130

إلى البحرين عاملا عليها فسأله أبان أن يحالف عبد القيس فأذن له في ذلك وقال يا
رسول الله أعهد إلى عهدا في صدقاتهم وجزيتهم وما تجروا به فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن
يأخذ من المسلمين ربع العشر مما تجروا به ومن كل حالم من يهودي أو نصراني أو
مجوسي دينارا الذكر والأنثى وكتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى مجوس هجر يعرض عليهم
الإسلام فإن أبوا عرض عليهم الجزية بأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم وكتب
لهم (1) صدقات الإبل والبقر والغنم على فرضها وسنتها كتابا منشورا مختوما في أسفله
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي أنا
أبو الحسن بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا هلال بن العلاء بن عمر بن
هلال نا أبو عمر الباهلي نا مروان بن محمد بن عبد الملك بن مروان بن محمد بن
مروان بن الحكم حدثني أبو بكر الضبي عبد القدوس عن الحسن قال لما قدم
أبان بن سعيد بن العاص على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبان كيف تركت أهل مكة
فقال تركتهم وقد جبذوا (2) يعني المطر وتركت الإذخر (3) وقد أعذق وتركت
الثماد (4) وقد خاص قال فاغرورقت عينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال أنا أفصحكم (5) ثم
أبان بعدي [1434]
قال الحسن وكان أبان يقرأ هذا الحرف " وقالوا إذا ضللنا في الأرض أي
نتنا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن
الأبنوسي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور قالا أنا

(1) عن المختصر وبالأصل " له ".
(2) في المختصر: جهدوا.
(3) الإذخر: شجر ذو ثمر، وقوله: أعذق يعني خرج ثمره (اللسان: عذق).
(4) الثماد الحفر يكون فيها الماء القليل (تاج العروس).
(5) المختصر: " أنصحكم " بالنون.
(6) سورة السجدة، الآية: 10.
131

عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا إسماعيل بن عياش
حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري أن عنبسة (1) بن سعيد بن العاص أخبره
أنه سمع أبا هريرة يحدث سعيد بن العاص أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث أبان بن سعيد زاد ابن
النقور ابن العاص على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان وأصحابه على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بخيبر (2) وأن حزم خيلهم لليف فقال أبان أقسم لنا يا رسول الله
فقال أبو هريرة لا تقسم وفي حديث ابن النقور قال أبو هريرة فقلت لا تقسم لهم يا
رسول الله فقال أبان أنت بهذا يا وبر (3) كلاما نحو هذا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اجلس يا
أبان قال ولم يقسم لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس في حديث ابن النقور لهم [1435]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا
عمار بن الحسن نا سلمة بن الفضل بن محمد بن إسحاق قال (4) وذكر من خرج
إلى الحبشة من بني أمية بن عبد شمس أبان (5) بن سعيد بن العاص بن أمية بن
عبد شمس ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث (6) بن شق بن رقبة بن
مجدع أو مخدج الكناني
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أنا
مصعب قال أبان بن سعيد بن العاص تأخر إسلامه وهو الذي أجار عثمان بن عفان

(1) كذا بالأصل والمختصر، وفي أسد الغابة 1 / 47 " عبد الله " تحريف، وانظر ترجمة عنبسة في تهذيب
التهذيب.
(2) زيد في أسد الغابة: بعد فتحها.
(3) الوبر: دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء تشبيهه بها تحقيرا لشأنه (النهاية).
(4) انظر سيرة ابن هشام 1 / هشام 1 / 346 وسيرة ابن إسحاق ص 209.
(5) كذا والذي في سيرة ابن إسحاق وابن هشام " عمرو " وفي الإصابة فكالأصل.
(6) في ابن هشام: " محرث بن خمل بن شق ". وفي سيرة ابن إسحاق: فاطمة بنت صفوان بن أمية بن شفي بن
محرب بن شفي الكناني.
132

حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قريش في عام الحديبية وحمله على فرسه حتى دخل به
مكة (1)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية أسلم قبل الفتح وهو الذي أجار عثمان بن عفان حين
دخل مكة من الحديبية وهو يومئذ مشرك
قرأت على أبي غالب ابن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمه هند بنت المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي نا أبو زرعة قال في ذكر من قدم
الشام للجهاد فقتل أو مات خالد بن سعيد بن العاص وأبان بن سعيد
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفرا وأبو غالب أحمد وأبو
عبد الله يحيى ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا
أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد سعيد بن العاص قال
وأبان بن سعيد قتل يوم أجنادين شهيدا وعبيدة قتله الزبير يوم بدر كافرا وفاختة
تزوجها أبو العاص بن الربيع وأم بني سعيد هؤلاء هند بنت المغيرة بن عبد الله بن
عمر بن مخزوم (2)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن منده قال أبان بن سعيد بن العاص الأموي القرشي من بني عبد شمس أمه
صفية بنت المغيرة بن عبد الله (3) بن عمر بن مخزوم تقدم إسلام أخويه عمرو وخالد

(1) الاستيعاب 1 / 74 وأسد الغابة 1 / 47 ونسب قريش ص 175.
(2) نسب قريش ص 174.
(3) زيادة عن نسب قريش ص 174.
133

وخرجا جميعا إلى أرض الحبشة مهاجرين وأبان بن سعيد تأخر إسلامه وأبوه سعيد بن
العاص يكنى أبا أحيحة
أخبرنا بذلك الهيثم بن كليب إجازة نا ابن أبي خيثمة نا مصعب بن الزبير
بهذا
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب بن الحارث أنا عبد الله بن الأجلح عن
حماد الرواية أن أبان بن سعيد قال حين استقبل عثمان رضي الله عنه *
أقبل وأسبل ولا تخف أبدا * بنو سعيد أعزة البلد (1) *
كذا قال
وأخبرنا أبو الحسين بن الفرا ء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار حدثني عبد الله بن عبيد الله بن عتبة بن سعيد قال جاء عثمان بن عفان مكة
عام الحديبية برسالة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قر يش قالت له قريش شمر إزارك فقال له
أبان بن سعيد *
أسبل وأقبل ولا تخف أحدا * بنو سعيد أعزة الحرم *
فقال عثمان إن التشمير من أخلاقنا
قال الزبير أسلم أبان واستشهد بأجنادين وهو الذي أجار عثمان بن عفان حين
بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قريش في عام الحديبية وحمله على فرسه حتى دخل مكة قال
عمي مصعب بن عبد الله وقال له
أقبل وأدبر ولا تخف أحدا * بنو سعيد أعزه البلد (2)

(1) قوله: أقبل وأسبل جاء ردا على قول قريش له: شمر إزارك. والبيت في الاستيعاب 1 / 75 برواية:
أقبل وأدبر ولا تخف أحدا * بنو سعيد أعزة الحرم
وفي الإصابة: أسبل وأقبل ولا تخفف أحدا... الحرم.
(2) نسب قريش ص 175 وفيه " أعزة الحرم ".
134

أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو
عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد أنا
محمد بن عمر حدثني معاذ بن محمد عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال
خرج أبان بن سعيد بن العاص بلواء معقود ابيض وراية سوداء يحمل لواءه رافع مولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما أشرف على البحرين تلقته عبد القيس حتى قدم على المنذر بن ساوى
بالبحرين
قال وأنا محمد بن عمر حدثني عبد العزيز بن يعقوب بن الماجشون عن
جعفر بن محمود بن محمد قال استقبله المنذر بن ساوى على ليلة من منزله معه
ثلاثمائة من قومه فاعتنقا ورحب به وسأل عن رسول الله فأخفى المسألة فأخبره أبان
بذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياه وإنه قد شفعة في قومه وأقام أبان بن سعيد بالبحرين يأخذ
صدقات المسلمين وجزية معاهديهم
وكتب إلى رسول (صلى الله عليه وسلم) يخبره بما اجتمع عنده من المال فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا
عبيده بن الجراح إلى البحرين فحمل ذلك المال
قال أنا محمد بن عمر حدثني إسحاق عن يحيى بن طلحة عن عيسى بن
طلحة قال لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وارتدت العرب ارتد أهل هجر عن الإسلام
فقال أبان بن سعيد لعبد القيس أبلغوني مأمني قالوا بل أقم فلنجاهد معك في سبيل
الله فإن الله معز دينه ومظهره على ما سواه وعبد القيس لم ترجع عن الإسلام قال
بل أبلغوني مأمني فأشهد أمر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فليس مثلي يغيب عنهم فأحيا
بحياتهم وأموت بموتهم فقالوا لا نفعل أنت أعز الناس وهذا علينا وعليك فيه مقالة
يقول قائل فر من القتال
قال فحدثني معاذ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال مشى إليه
الجارود العبدي فقال أنشدك الله أن تخرج من بين أظهرنا فإن دارنا متسعة ونحن
سامعون مطيعون ولو كنت اليوم بالمدينة لوجهك أبو بكر إلينا لمخالفتك إيانا فلا تفعل
فإنك إن قدمت على أبي بكر لأمك وقبل رأيك وقال تخرج عند قوم أهل سمع
135

وطاعة ثم رجعك إلينا قال إذا لا أرجع أبدا ولا أعمل لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما أبى
عليهم إلا كلمة واحدة قال أبان إن معي مالا قد اجتمع قالوا أحمله فحمل مائة ألف
درهم وخرج معه ثلاثمائة من عبد القيس خفرا حتى قدم المدينة على أبي بكر فلامه أبو
بكر وقال ألا تثبت مع قوم لم يرتدوا ولم يبدلوا قال أبان هم على ذلك ما أرغبهم
في الإسلام وأحسن نياتهم ولكن لا أعمل لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال وأنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان المخزومي عن عبد الملك بن
عبيد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال قال عمر بن الخطاب لأبان بن سعيد
حين قدم المدينة ما كان حقك أن تقدم وتترك عملك من (1) غير إذن إمامك ثم على
هذا الحال ولكنك أمنته فقال أبان إني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول (صلى الله عليه وسلم)
وكنت عاملا لأبي بكر في فضله وسابقته وقديم إسلامه ولكن لا أعمل لأحد بعد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشاور أبو بكر أصحابه فيمن يبعث (2) إلى البحرين فقال عثمان بن
عفان ابعث رجلا قد بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهم فقدم عليهم بإسلامهم وطاعتهم وقد
عرفوه وعرفهم وعرف بلادهم يعني العلاء بن الحضرمي فأبى عمر ذلك عليه وقال
أكره أبان بن سعيد فإنه رجل (3) قد حالفهم فأبى أبو بكر أن يكرهه وقال لا أفعل لا
أكره رجلا يقول لا أعمل لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأجمع أبو بكر بعثه العلاء بن
الحضرمي إلى البحرين
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي أنا أبو القاسم البغوي قال وذكر محمد بن عمر عن إبراهيم بن جعفر
عن أبيه قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبان بن سعيد
عامل على البحرين يعني عاملا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب أنا
خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال استعمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبان بن

(1) في المختصر: بغير.
(2) عن المختصر وبالأصل: يعمل.
(3) بالأصل " رجلا " خطأ، والصواب ما أثبت.
136

سعيد بن العاص على البحرين قال فقالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا رسول الله أوصه بنا قال
فأوصاه النبي (صلى الله عليه وسلم) بهم قال وقال أبان بن سعيد يا رسول الله أوصهم بي فأوصاهم
به قال خالد فهم يعدون هذا حلفا بيننا وبينهم
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسين محمد بن علي
السيرافي أنا أبو عبد الله النهاوندي أنا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا
خليفة بن خياط (1) قال في تسمية عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) والعلاء بن الحضرمي على البحرين
ثم عزله وولى (2) أبان بن سعيد وقبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبان على البحرين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الباقلانيان [* * * *]
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي (3) أنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنا أبو
الحسين محمد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
إسحاق أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي نا شباب خليفة بن خياط قال أبان بن
سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أمه صفية بنت المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) الناس معادن [1436] استشهد يوم
أجنادين ويقال يوم مرج الصفر واليومان جميعا سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر
ويقال يوم اليرموك سنة خمس عشرة في خلافة عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش (4) أنا أبو الفرج سهل بن بشر
وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطرثيثي (5) قالا أنا أبو الفضل محمد بن أحمد
السعدي نا أبو العباس منير بن أحمد الخلال أنا أبو محمد جعفر بن أحمد الحذاء أنا
أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي قال قال أبو نعيم الفضل بن دكين أبان بن سعيد

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 97.
(2) عند خليفة: وولاها.
(3) ضبطت عن التبصير 3 / 1230 وذكره: ثابت بن منصور الكيلي الحافظ، عن مالك البانياسي ومن بعده مات
سنة 528 ه‍.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن فهارس المطبوعة 7 / 419 شيوخ ابن عساكر.
(5) كذا، والأظهر " طريثيثي " هذه النسبة إلى طريثيث وهي قصية طرثيث وهي ناحية وقرى كثيرة من أعمال
نيسابور (معجم البلدان).
137

توفي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذا قال وهو وهم فإن أبان بن سعيد قتل بالشام غازيا
يوم أجنادين ويقال يوم مرج الصفر ويقال يوم اليرموك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا
أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسين بن علي
القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال ورمى
أبان بن سعيد بن العاص بنشابة فنزعها وعصبها بعمامته فحمله أخواه خالد بن سعيد
وعمرو بن سعيد فقال لا تنزعوا عمامتي عن جرحي فإنكم إذا انتزعتموها عن جرحي
تبعتها نفسي أما والله ما أحب أنها بأقصى حجر من البلاد مكاني فلما نزعوا العمامة
مات رحمه الله
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي نا ابن لهيعة عن
أبي الأسود عن عروة في تسمية من قتل بأجنادين من قريش من بني عبد شمس بن
عبد مناف أبان بن سعيد بن العاص
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشيلها وابنه أبو الحسن علي
قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم عن
عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل من المسلمين يوم أجنادين
من قريش من بني عبد شمس أبان بن سعيد بن أبي العاص
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن
الحسين القطان أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله نا
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة قال وقتل يوم أجنادين من
المسلمين من قريش ثم من بني عبد شمس أبان بن سعيد بن العاص
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة 7 / 418.
138

الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران نا عثمان بن أحمد بن حنبل بن إسحاق قالا نا إبراهيم بن
المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد يعقوب وابن
لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين من المسلمين من بني
عبد مناف أبان بن سعيد بن العاص
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط
قال (1) وقال أبو الحسن يعني المدائني استشهد يومئذ يعني يوم أجنادين أبان بن
سعيد ثم قال (2) ويقال أبان بن سعيد بن العاصي
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي إجازة
وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن
البرقي قال وأبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس أمه صفية بنت
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر الصديق
ويقال يوم اليرموك سنة خمس عشرة ويقال يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة له
حديث
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد الخطيب أنا أبو منصور
محمد بن الحسن النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين أنا عبد الله بن
محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل البخاري قال قتل أبان بن سعيد يوم
أجنادين (3)
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون إجازة واللفظ له [* * * *]

(1) تاريخ خليفة ص 120 حوادث سنة 13.
(2) تاريخ خليفة ص 120 وردت عبارته في تعداده من استشهد يوم مرج الصفر.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 1 / قسم 1 / 450.
139

وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا المبارك بن عبد الجبار الطيوري وأبو الغنائم
محمد بن علي قالا أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن موسى الواسطي
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو بكر الفضل بن خيرون أنا محمد بن الحسن
الأصبهاني وأبو أحمد الواسطي قالا أنا أبو بكر أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل
المقرئ نا محمد بن إسماعيل البخاري (1) قال أبان بن سعيد بن العاص (2) من بني
عبد شمس الأموي القرشي الحجازي له صحبة قال لي عبد الله بن محمد عن
إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قتل يوم أجنادين وذلك
أراه على عهد عمر
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (3) أنا عبد الله بن عنان
أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي
الحديد أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا
أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع يقول
وأبان بن سعيد بن العاص بن أمية قتل بأجنادين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال وكانت أجنادين في خلافة أبي بكر
قتل بها من بني عبد شمس أبان بن سعيد عن أحمد بن حنبل يعني أنه قاله
قال وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثني الوليد حدثني الأموي عن أبيه
قال وكانت وقعة أجنادين في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة (4)
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده أنا

(1) التاريخ الكبير للبخاري 1 / قسم 1 / 450.
(2) في التاريخ الكبير: العاص بن عبد شمس.
(3) الأبنوسي، ووقعت بالأنساب بمد الألف، وهذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب البحري، انتسب
جماعة إلى تجارتها ونجارتها ومنهم أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي، انظر سير أعلام النبلاء
18 / 85. (4) الاستيعاب 1 / 76 وزيد فيه: في خلافة أبي بكر، قبل وفاة أبي بكر بدون شهر. وفي أسد الغابة 1 / 47. سنة
12 قبل وفاة أبي بكر بقليل.
140

علي بن إسحاق بن جعفر البغدادي نا جعفر بن سليمان نا إبراهيم بن المنذر نا
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قتل أبان بن سعيد بن العاص يوم أجنادين
وقيل مات سنة سبع وعشرين (1) وقال محمد بن إسحاق قتل أبان بن سعيد عام
اليرموك في خلافة عمر
قرأت علي بن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال واستشهد بأجنادين في جمادي
الأولى سنة ثلاث عشرة عمرو (2) وأبان وخالد بنو سعيد بن العاص
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله السجستاني نا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم التيمي نا سيف بن عمر التميمي عن أبي عثمان وهو يزيد بن أمية الغساني
وخالد قالا (3) وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف يوم اليرموك أبان بن سعيد وذكر
غيره
وذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي في تاريخه أن أبان بن سعيد مات سنة
سبع وعشرين وهذا وهم والصواب ما تقدم
334 أبان بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر وكانت له بدمشق أملاك فيما حكاه أبو الحسين الرازي عن شيوخه
الدمشقيين
335 أبان بن صالح بن عمير بن عبيد
أبو بكر القرشي مولاهم
أصله من العرب وأصابه سباء

(1) يعني في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه والذين يميلون إلى هذا القول يستندون إلى رواية عن الزهري
أن أبان أملي مصحف عثمان علز زيد بن ثابت، وقد وردت في آخر ترجمته في الاستيعاب، وقد عقب ابن
حجر في الإصابة على هذه الرواية واعتبرها: " رواية شاذة " مرجحا قتله يوم أجنادين.
(2) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت، وقد مر في بداية الترجمة " عمرو " وانظر الاستيعاب وأسد الغابة.
(3) الطبري 3 / 402 حوادث سنة 13 يوم اليرموك.
(4) عن الطبري وبالأصل " الثمانية ".
141

حدث عن أنس بن مالك والحسن بن مسلم بن يناق وعمر بن عبد العزيز وله
عليه وفادة والحسن البصري والقعقاع بن حكيم ومحمد بن كعب القرظي
ومجاهد وعطاء وشهر بن حوشب ونافع مولى ابن عمر
روى عنه الحارث بن يعقوب والد عمرو بن الحارث ومحمد بن إسحاق
صاحب المغازي وعبد الله بن عمرو (1) الأسلمي وسعد بن إسحاق بن كعب بن
عجرة وابن جريج وابن عجلان وإبراهيم بن أبي عبلة وعبيد الله بن أبي جعفر
المصري
أخبرتنا الشريفة أم المجتبى قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة
عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بخروا بيوتكم باللبان (2) والمر (3) والصعتر [1437]
أخبرنا أبو محمد السيدي (4) أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان
أنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي نا هشام بن عمار نا محمد بن
حمير نا إبراهيم بن أبي عبلة حدثني أبان بن صالح عن نافع قال خرجت مع
طاوس إلى ابن رافع فسألته عن كري الأرض فحدثنا عن أبيه قال كنا نعطي الأرض
على النصف (5) وما على الربيع (6) فنهانا النبي (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك فلما انصرف ضرب
طاوس على يدي وقال إن كان للأرض فاكرها

(1) في تهذيب التهذيب 1 / 63 " عامر ".
(2) اللبان: الكندر، وقيل: شجيرة شوكة لا تسمو أكثر من ذراعين، ولها ورقة مثل ورقة الاس وثمرة مثل ثمرته
(اللسان).
(3) المرد دواء كالصبر، وقيل المر جمع مرة بقلة تتفرش على الأرض لها ورق مثل ورق الهندبا أو أعرض
(اللسان).
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 439 واسمه هبة الله بن
سهل بن عمر، الفقيه.
(5) زيادة عن مختصر ابن منظور 3 / 340.
(6) الربيع: النهر الصغير كانوا يكرون الأرض ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما ينبت على الأنهار والسواقي
(اللسان والنهاية: ربع).
142

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف إجازة نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن
عمر حدثني عبد الله بن عامر قال سمعت أبان بن صالح يقول سمعت عمر بن
عبد العزيز يقول بدابق نحن في رباط
قال وأنا أحمد بن معروف قراءة نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد
أنا عبد الرحمن (2) بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح أخبرني عمي أبان بن محمد
قال سمعت أبي يقول دخل أبي يعني أبان بن صالح بن عمير على عمر بن
عبد العزيز فقال له أفي ديوان أنت قال قد كنت أكره ذاك مع غيرك فأما معك فلا
أبالي قال ففرض له
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي نا أبو بكر الخطيب لفظا أنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حميد الأشناني قال سمعت أحمد بن
محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي
يقول قلت يعني ليحيى بن معين وأبان بن صالح كتب حديثه فقال ثقة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب [* * * *]
وأخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبو محمد الجوهري
قال أنا أبو بكر بن مالك قال قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد أبان بن صالح بن عمير جد أبي
عبد الرحمن مشكذانه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن إبراهيم بن بندار قالا أنا الحسين بن جعفر بن محمد زاد ابن
الطيوري وابن عمه محمد بن الحسين بن محمد قالا أنا الوليد بن بكر بن مخلد
أنا علي بن أحمد بن زكريا نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي قال أبان بن صالح
كوفي ثقة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية

(1) طبقات ابن سعد 6 / 336.
(2) ابن سعد: عبد الله.
143

أنا أبو الحسن بن معروف قراءة أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال في
الطبقة الثالثة من أهل الكوفة أبان بن صالح بن عمير بن عبيد يقولون إن أبا عبيد من
سبي خزاعة الذين أغار عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم بني المصطلق فوقع إلى أسيد بن أبي
العيص بن أمية فصار بعد إلى عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية
فأعتقه وقتل صالح بن عمير بالري بيتتهم الأزارقة فقتلوا في عسكرهم زمن الحجاج
وولد أبان بن صالح سنة ستين ومات بعسقلان سنة بضع عشرة ومائة وهو ابن خمس
وستين سنة وكان يكنى أبا بكر
وكذا ذكر يعقوب بن شيبة إلا أنه قال وهو ابن خمس وخمسين سنة
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري أنا أبو الحسين بن الطيوري
أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر [* * * *]
وأنبأنا أبو سعيد بن الطيوري عن عبد العزيز الأزجي قالا أنا
عبد الرحمن بن عمر بن حمة (2) أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال قال
جدي أبان بن صالح ثقة
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إجازة واللفظ له وحدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا عبد الوهاب بن محمد
الواسطي قال ابن ناصر
وأخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون أنا محمد بن الحسن بن أحمد
الأصبهاني وعبد الوهاب الواسطي قالا أنا أحمد بن عبدان الشيرازي أنا محمد بن
سهل المقرئ أنا أبو محمد الحارث بن يعقوب مد في نسبه المقرئ عن حياة
وقال أبو عبيد بن يعيش نا يونس بن بكير أنا محمد بن إسحاق حدثني أبان بن
صالح عن الحسن بن مسلم بن يناق (3) عن صفية بنت شيبة قالت سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم)
يخطب عام الفتح يقول إن الله حرم مكة [1438]

(1) طبقات ابن سعد 6 / 336.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 462.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 462.
(3) في المختصر " يناق " خطأ، والصواب بتقديم الياء، ترجمته في تهذيب التهذيب.
144

وقال عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير نحن من العرب وقع
عليهم سبي في الجاهلية وتزوج محمد في الجعفيين نسب إليهم مولى لقريش
وقال ابن أبي حاتم (1) سمعت أبي يقول أبان بن صالح ثقة
وسئل أبو زرعة عن أبان بن صالح فقال مكي ثقة والله تعالى أعمل
336 أبان بن صدقة الكاتب (2)
كان المنصور قد جعله كاتبا على الرسائل واستصحبه إلى الشام لما خرج إليها له
ذكر (3)
337 أبان بن عبيد الله بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي
له ذكر وأعقب اثنين محمد وعمر ابني أبان
338 أبان بن عبد الرحمن بن بسطام النميري (3)
أحد الخطباء سكن العراق وهو دمشقي ووفد على الوليد بن يزيد مع يوسف بن
عمر الثقفي أمير العراق له ذكر
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم أنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن الدينوري أنا علي بن موسى بن الحسين إجازة أنا أبو سليمان بن
زبر أنا أبي نا إسماعيل بن محمد الدمشقي حدثني محمد بن عبد الوهاب السلمي
حدثني الهيثم بن عمران حدثني أبو سعيد رجل من جهينة كان في حرس يوسف بن
عمر بالعراق قال أمضى يوسف ورؤوسهم يعني أصحاب زيد بن علي إلى الشام
وحمل عليها محمد بن فضالة بن عبيد بن فضالة الأنصاري وبعث هشام من حضرته
خطباء منهم ذهل بن سويد المري وأبان بن بسطام النميري من أهل دمشق

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 297.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور، ترجم له في الوزراء والكتاب للجهشياري 115 والوافي
5 / 301.
(3) مات سنة 167 وهو يكتب لموسى الهادي بجرجان.
145

وطلحة بن معروف المحاربي من أهل قنسرين فانتهوا إلى أجناد أهل الشام ومصر
وأفريقية والحجاز وأمر لكل رجل منهم بخمسين دينارا من كل جند يقدمون عليه
ذكر غيره أنه أبان بن عبد الرحمن بن بسطام
339 أبان بن عبد العزيز (1)
أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني قالا نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أخبرني تمام بن محمد أخبرني أبي نا ابن عمير نا معاوية بن صالح نا
محمد بن عائذ نا عبد الاعلى بن مسهر قال فحدثني محمد بن شعيب بن شابور
قال سمعت حنظلة بن صفوان الكلبي وابن سراقة وأنا على حائط باب توما يقولان
الناس آمنون إلا خمسة الوليد بن معاوية ويزيد بن معاوية وأبان بن عبد العزيز
وصالح بن محمد ومحمد بن زكريا قال عبد الاعلى إنهم أقاموا عليها يوم الاثنين
ويوم الثلاثاء وأنهما دخلوها يعني يوم الأربعاء يعني المسودة
340 أبان بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية
ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين أن أبان هذا صاحب دار سيف
وسوق الأساكفة الجدد التي تليها وإليها نسب أرض أبان خلف السفليين موضع
المسجد الذي يعرف اليوم بالمسجد الجديد (2)
وذكر أبو الحسين الرازي أيضا في موضع آخر أن الدار المعروفة بدار سيف في
الأساكفة شرق زقاق العجم كانت دار أبان بن عبد الملك بن مروان وكان له حمام
بجنب الدار خربت هي اليوم منازل دكاكين وهو الحمام الذي روي في الحديث أن
أبا عبيدة بن الجراح دخله وكانت الدار والحمام ملتزقين قال ذلك أبو مسهر من
الصوافي

(1) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور، ترجم له في الوزراء والكتاب للجهشياري ص 115 والوافي
5 / 301. (2) مسجد يعرف بالمسجد الجديد في موضع محلة السقايين، بناه رجل قرقوبي فيه بئر وعلى بابه منارة (انظر
الدارس في المدارس 2 / 278).
146

341 أبان بن عثمان بن حرب بن عبد الرحمن
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي
إليه ينسب دير أبان (1) الذي عند قرحتا (2) له ذكر ذكره أحمد بن حميد بن أبي
العجائز وذكر ابنه عثمان بن أبان مجتمع وابنه الحكم بن أبان محتلم وابنه حرب بن
أبان مراهق وابنه محمد بن أبان ابن ثمان سنين وابنته آمنة بنت أبان عاتق (3)
342 أبان بن عثمان بن عفان
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
أبو سعيد القرشي الأموي
وأمه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة (4) بن الحارث الدوسي
سمع أباه عثمان بن عفان وزيد بن ثابت (5)
روى عنه عامر بن سعد بن أبي وقاص وهو من أقرانه وأبو الزناد عبد الله بن
ذكوان ومحمد بن شهاب الزهري ونبيه بن وهب العبدري وعبد الله بن أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم ويزيد بن فراس وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن أبي
أمامة وموسى بن عمران بن منتاج وأبو المنذر بن عبد الله الحزامي المديني
وعمرو بن دينار المكي وضمرة بن سعيد المازني ويزيد بن هرمز المدني
وفد على عبد الملك فولاه المدينة ووفد على الوليد بن عبد الملك وولي إمرة
الموسم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو ومحمد
الصريفيني ح

(1) من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
(2) في ياقوت: قرحتاء، من قرى دمشق. (معجم البلدان).
(3) العانق: الجارية أول ما أدركت، أو التي لم تتزوج أو التي بين الادراك والتعنيس (قاموس).
(4) ضبطت بالقلم عن طبقات ابن سعد 5 / 151.
(5) زيد في تهذيب التهذيب (ترجمته 1 / 65) وأسامة بن زيد.
147

وأخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي أنا أبو الحسين بن النقور قالا أنا
أبو القاسم بن حبابة [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي وأبو نصر عبد الله بن عاصم وأبو محمد
عبد السلام بن أحمد وأبو عبد الله سمرة وأبو محمد عبد القادر أبناء جندب قالوا
أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح قالا أنا عبد الله بن
محمد البغوي نا مصعب بن عبد الله حدثني مالك [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الغمري أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا البغوي نا مصعب [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا
إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب قالا نا مالك عن نافع زاد أبو مصعب
مولى عبد الله عن نبيه (1) بن وهب أخي بني عبد الدار أنه أخبره أن عمر بن
عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان وأبان يومئذ أمير الحاج وهما محرمان أني قد
أردت أن أنكح طلحة بن عمر ابنة شيبة بن جبير وأردت أن تحضر ذلك فأنكر ذلك
عليه أبان وقال سمعت عثمان بن عفان يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا ينكح المحرم ولا
يخطب ولا ينكح لفظهم سواء [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن
حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد نا ابن أبي ذئب عن نافع عن نبيه بن
وهب عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال المحرم لا ينكح ولا ينكح ولا
يخطب [1439]
ومن غرائب حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني بدمشق أنا صدقة بن محمد بن مروان سنة تسع وأربعمائة نا أبو الطيب
أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني إملاء نا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم
نا قدامة بن محمد بن قدامة المدني عن المنذر بن عبد الله الحزامي عن أبان بن
عثمان قال سمعت عثمان بن عفان يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قال إذا أصبح أو

(1) ضبطت نصا بالتصغير في تقريب التهذيب.
148

أمسى ثلاث مرات بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء
وهو السميع العليم لم يصبه شئ فأصبح أبان قد ضربه الفالج (1) فنظر إليه بعض جلسائه
فقال والله ما كذبت ولا كذبت ولا زلت أقولها منذ ثلاثين سنة حتى كانت هذه الليلة
فأنسيتها وكان ذلك القضاء والقدر [1440]
غريب من حديث المنذر
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا أبو الحسين بن المهتدي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور قالا أنا
عيسى بن علي أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو نا ابن أبي الزناد يعني
عبد الرحمن عن أبيه وغيره عن الثقة أبان بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله
عثمان بن عفان وهو يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قال في أول يومه أو في ليلته بسم
الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث
مرات لم يضره شئ في ذلك اليوم أو تلك الليلة فأنا لا أدع ذلك في كل يوم وليلة منذ
اخبرني عثمان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وكان أبان كذلك زمانا ثم أصابه رتج فالج
فدخل عليه الناس يعودونه وجعل رجل منهم ينظر إليه نظرا شديدا قد كان يسمع ذلك
القول عن عثمان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقول
أبان والله ما أدعه في يوم ولا ليلة ففطن له أبان من شدة نظره فقال له أبان هل تعجبت من قولي لك ما أدع ذلك منذ سمعته عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقال الرجل قد أعجبني ذلك فقال أبان أي والله أنسيت ذلك
الدعاء هذا اليوم أو هذه الليلة ليمضي أمر الله [1441]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا
علي بن أبي علي أنا محمد بن عبد الرحمن المخلصي وأحمد بن عبد الله الدوري
قالا نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني عمي (3) قال كان عمر

(1) الفالج هو استرخاء لاحد شقي البدن لانصباب خلط بلغمي تنسد منه مسالك الروح، فلج فهو مفلوج
(القاموس: فلج).
(2) يعني أنه قد فلج، كما تقدم في الرواية السابقة، وكانت إصابته بالفالج قبل موته بسنة انظر تهذيب التهذيب
(ترجمته 1 / 65).
(3) انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص 42.
149

يعني ابن علي بن أبي طالب آخر ولد علي بن أبي طالب وقدم مع أبان بن عثمان
على الوليد بن عبد الملك يسأله أيوليه صدقة أبيه علي بن أبي طالب وذكر الحكاية
بطولها وسنوردها إن شاء الله تعالى أعلى من هذا في ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان
الطوسي نا الزبير بن بكار في تسمية ولد عثمان لصلبه وأبان بن عثمان أخو عمرو
لأمه يعني أن أمهما بنت جندب (1) بن عمرو بن حممة الدوسي كان فقيها وولي الإمرة
بالمدينة وروى عنه الحديث وله عقب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه (2)
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) في الطبقة الأولى من
أهل المدينة أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم
عمر بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن
لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس فولد أبان بن عثمان سعيدا وبه كان
يكنى
قال محمد بن عمر (4) توفي أبان بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك وروى
أبان عن أبيه وكان ثقة وله أحاديث
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا أبو محمد الحسن بن
محمد بن يوسف أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان نا أبو بكر بن أبي
الدنيا أنا ابن سعد قال أبان بن عثمان بن عفان ويكنى أبا سعيد روى عن عثمان وكان
به صمم ووضح كثير وأصابه الفالج قبل أن يموت بسنة وتوفي بالمدينة في خلافة
يزيد بن عبد الملك

(1) في مختصر ابن منظور: خندف.
(2) اسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، أبو عمر بن حيويه البغدادي، وبالأصل " حمويه " خطأ وانظر
ترجمته (سير أعلام النبلاء 16 / 409.)
(3) طبقات ابن سعد 5 / 151.
(4) طبقات ابن سعد 5 / 153.
150

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني [* * * *]
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي أنا أبو طاهر الباقلاني أنا محمد بن
الحسن بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن
إسحاق الأهوازي نا خليفة بن خياط قال أبان وعمرو ابنا عثمان بن عفان بن أبي
العاص بن أمية أمهما أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع بن
سعد ين ثعلبة بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس بن عثمان بن عبد الله بن
زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث
يكنى أبان أبا سعيد توفي سنة خمس ومائة
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له وحدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنبأ أبو أحمد
الغندجاني قالا أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي أنا أبو الحسن محمد بن
سهل نا أبو عبد الله البخاري (1) يقال أبان بن عثمان بن عفان أبو سعيد الأموي
القرشي مدني سمع عثمان بن عفان (2) روى عن الزهري
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي أن
عبيد الله بن سعيد بن حاتم أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد بن الخصيب أخبرني
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي أبو عبد الرحمن قال أبو سعيد
أبان بن عثمان
أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن المجلي نا أبو الحسين بن
المهتدي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء أنا أبي
أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ أنا أبو عبد الله محمد بن خالد

(1) التاريخ الكبير للبخاري 1 / قسم 151.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير.
(3) بالأصل " المحلي " خطأ، والمثبت والضبط عن التبصير.
(4) بعض الاسم (أبو الحسين محمد بن محمد) مطموس بالأصل والمثبت عن فهارس الجزء المطبوع من ابن
عساكر 7 / 419، وقد مر كثيرا.
151

قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عباس
في تسمية الحول من الأشراف أبان بن عثمان بن عفان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري (1) أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال كان أبو بكر بن عمرو بن حزم
يتعلم القضاء من أبان بن عثمان وشهد أبان بن عثمان الجمل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا محمد بن أبي زكير أنا ابن
وهب حدثني مالك حدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم كان يتعلم من أبان بن عثمان القضاء قال مالك وكان أبان بن عثمان قد علم أشياء
من القضاء من أبيه عثمان بن عفان
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إجازة واللفظ له وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا
أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد الغندجاني
قالا أنا أحمد بن عبدان نا محمد بن سهل نا محمد بن إسماعيل قال (2) قال لي
يحيى بن سليمان قرئ على ابن وهب عن مالك حدثني عبد الله بن أبي بكر أن أباه
كان يتعلم من أبان بن عثمان قال مالك وكا أبان علم أشياء من القضاء من أبيه
عثمان
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي أنا المبارك بن
عبد الجبار أنا محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي قال قرأت على الحارث بن
مسكين أخبركم ابن وهب قال وقال مالك حدثني عبد الله بن أبي وهب بن
محمد بن عمرو بن حزم أن أبا بكر بن عمرو بن حزم كان يتعلم القضاء من أبان بن
عثمان قال مالك وكان أبان بن عثمان قد تعلم أشياء من أمر القضاء من أبيه عثمان بن
عفان

(1) هذه النسبة إلى بابسير قرية من قرى واسط، وقيل من قرى الأهواز. وأبو بكر اسمه: محمد بن أحمد بن
محمد بن موسى. (الأنساب).
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 451.
152

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق أنا عمر بن أيوب السقطي نا أبو
معمر نا أبو علقمة الفروي حدثني عمي عبد الحكيم بن أبي فروة قال قال عمرو بن
شعيب ما رأيت أحدا أعلم بحديث ولا فقه من أبان بن عثمان
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد (1) المطرز وأبو علي الحداد وأبو
القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله في كتبهم ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد
المروزي أنا أبو علي الحداد قالوا أنا أبو نعيم [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو
القاسم بن بشران قالا أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة نا علي بن عبد الله المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال كان
فقهاء أهل المدينة عشرة قلت ليحيى عدهم قال سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن
عبد الرحمن والقاسم بن سالم وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار وعبيد الله بن
عبد الله بن عتبة وقبيصة بن ذؤيب وأبان بن عثمان وزاد أبو نعيم وخارجة بن
زيد بن ثابت
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية انا أحمد بن معروف نا الحسين بن محمد بن (2) الفهم نا محمد بن سعد [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا ابن سعد
أنا محمد بن عمر نا مالك بن أبي الرجال (3) عن سليمان بن عبد الرحمن بن
خباب (4) قال أدركت رجالا من المهاجرين ورجالا من الأنصار من التابعين يفتون
بالبلد فاما المهاجرون فسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبو بكر بن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام انتهت رواية ابن أبي الدنيا وزاد ابن الفهم

(1) انظر ترجمته وعامود نسبه في سير أعلام النبلاء 19 / 254 (157).
(2) طبقات ابن سعد 2 / 383 في ترجمة سعيد بن المسيب.
(3) عن ابن سعد وبالأصل " الرحال ".
(4) إعجامها غير واضح والمثبت عن ابن سعد.
153

وأبان بن عثمان بن عفان (1) وعبد الله بن عامر بن ربيعة وأبو سلمة بن
عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة بن الزبير والقاسم (2)
وسالم (3) ومن الأنصار خارجة بن زيد بن ثابت ومحمود بن لبيد وعمر بن
خلدة (4) الزرقي وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (5) وأبو أمامة بن سهل بن
حنيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن علي بن محمد أبو سعد
الرستمي وأبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن
جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني محمد بن عبد الرحيم قال سمعت علي بن
عبد الله يقول لم يكن من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أحد له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله
في الفقه إلا ثلاثة زيد وعبد الله وابن عباس فاعلم الناس يزيد (6) وقوله العشرة
سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود وعروة بن الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد بن ثابت
وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب وذكر آخر فكان الناس أعلم
بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك بن أنس ثم بعد مالك عبد الرحمن بن
مهدي (7)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني أنا أبو
محمد يوسف بن رباح المعدل أنا محمد بن محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر
الدولابي نا معاوية بن صالح بن أبي عبد الله قال سمعت يحيى بن معين يقول في
تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم أبان بن عثمان بن عفان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر

(1) زيادة عن ابن سعد.
(2) هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أحد الفقهاء بالمدينة (تقريب التهذيب).
(3) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 457.
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب ويقال فيه: عمر بن عبد الرحمن بن خلدة.
(5) في ابن سعد: " جزم " خطأ.
(6) بالأصل " يزيد " وهو زيد بن ثابت.
(7) المعرفة والتاريخ 1 / 353 وتاريخ بغداد 10 / 242.
154

ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسن بن جعفر قالوا نا
الوليد بن بكر نا علي بن أحمد بن زكريا نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي
حدثني أبي قال (1) أبان بن عثمان بن عفان مدني تابعي ثقة من كبار التابعين
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أحمد بن محمود الثقفية أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا محمد بن جعفر الزراد المنبجي نا عبيد الله بن سعيد الزهري
قال قال أبي ثم حج أبان بن عثمان على الناس سنة ست وسبعين ثم حج أبان بن
عثمان على الناس سنة سبع وسبعين ثم حج أبان بن عثمان على الناس سنة تسع
وسبعين وحج بالناس أبان بن عثمان سنة ثمانين وحج أبان بن عثمان سنة اثنتين
وثمانين وحج أبان بن عثمان بالناس سنة ثلاث وثمانين ونزع أبان من المدينة في
جمادي الآخرة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو
عبد الله النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال
سنة ست (2) وسبعين أقام الحج أبان بن عثمان وسنة سبع وسبعين أقام الحج أبان بن
عثمان وفي سنة تسع وسبعين أقام الحج أبان بن عثمان وسنة ثمانين أقام الحج
أبان بن عثمان وقال سنة اثنتين وثمانين أقام الحج أبان بن عثمان بن عفان (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال وحج عامئذ يعني سنة ست وسبعين
أبان بن عثمان قال وحج بالناس عامئذ يعني سنة سبع وسبعين أبان بن عثمان وهو
أمير المدينة قال وحج بالناس يعني سنة تسع وسبعين أبان بن عثمان وحج عامئذ
يعني سنة اثنتين (4) وثمانين أبان بن عثمان وفيها ثلاث وثمانين نزع أبان بن

(1) كتاب الثقات للعجلي ص 51.
(2) لم يذكر خليفة في تاريخه في حوادث سنة 76 ه‍ أحدا أقام الحج لا أبان ولا غيره.
(3) قوله " بن عفان " لم يرد في تاريخ خليفة.
(4) على هامش الأصل - وفوق كملة سنة إشارة إلى ما كتب بالهامش - " ثمانين بالناس أبان بن عثمان - وحج
عامئذ يعني سنة " وهذا ما يوافق رواية خليفة بن خياط المتقدمة.
155

عثمان عن أهل المدينة وأمر هشام بن إسماعيل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب
أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي ح
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو طاهر
أحمد بن علي بن سوار المقرئ
قالا أنا أبو الفرج الحسين بن عبيد الله الطناجيري
قالا أنا أبو عبد الله
محمد بن زيد بن علي الأنصاري نا محمد بن محمد بن عقبة نا ها رون بن حاتم نا
أبو بكر بن عياش قال حج بالناس أبان بن عثمان سنة ست
وسبعين وسنة سبع وسبعين ثم حج الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وسبعين ثم حج بالناس أبان بن
عثمان سنة تسع وسبعين وسنة ثمانين (1) ثم حج بالناس سليمان بن عبد الملك سنة
إحدى وثمانين وحج بالناس أبان بن عثمان سنة اثنتين وثمانين (2)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (3) قال محمد بن
عمر أصاب الفالج أبانا (4) سنة قبل أن يموت ويقال بالمدينة فالج أبان لشدته
وأخبرنا محمد بن عمر عن خارجة بن الحارث قال (5) كان بأبان وضح
كثير فكان يخضب مواضعه من يده ولا يخضبه في وجهه
قال محمد بن عمرو كان به صمم شديد
قال (5) وأنا محمد بن عمر أنا معن بن عيسى نا بلال بن أبي مسلم قال
رأيت أبان بن عثمان بين عينية أثر السجود قليلا

(1) بالأصل " ثمان ".
(2) وقال المسعودي في مروج الذهب 4 / 452 في ذكر تسمية من حج بالناس: ثم كانت سنة ست وسبعين حج
بالناس إلى سنة ثمانين أبان بن عثمان بن عفان، ثم كانت سنة إحدى وثمانين حج بالناس سليمان بن
عبد الملك بن مروان ثم كانت سنة اثنتين وثمانين حج بالناس أبان بن عثمان بن عفان.
(3) طبقات ابن سعد 5 / 153.
(4) عن طبقات ابن سعد 5 / 153 وبالأصل " أبان ".
(5) طبقات ابن سعد 5 / 152.
156

قال محمد بن عمر كانت ولاية أبان على المدينة سبع سنين وحج بالناس فيها
سنتين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (2) أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا
الحسن بن إسماعيل نا أحمد بن مروان نا إبراهيم بن أبي اليسع نا محمد بن
الحارث نا المدائني قال حج معاوية بن أبي سفيان فأوصى مروان بن الحكم
بأبان بن عثمان بن عفان ثم قدم فسأل أبان عن مروان
فقال أساء إذني وباعد مجلسي فقال معاوية تقول ذلك في وجهه قال نعم فلما أخذ معاوية مجلسه وعنده مروان قال
لأبان كيف رأيت أبا عبد الملك قال قرب مجلسي وأحسن إذني فلما قام مروان
قال ألم تقل في مروان غير هذا قال بلى ولكن ميزت بين حلمك وجهله فرأيت أن
أحمل على حلمك أحب إلي من أن أتعرض لجهله فسر بذلك معاوية وجزاه خيرا ولم
يزل يشكر قوله
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري وأبي جعفر بن
المسلمة عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى قال أبان بن عثمان بن عفان
خطب إلى معاوية ابنته فقال إنما هما ابنتان فأحدهما عند أخيك عمرو والأخرى عند
عبد الله بن عامر فتولى أبان يقول *
تربص بهند أن يموت ابن عامر * ورملة يوما أن يطلقها عمرو
فإن صدقت أمنيتي كنت مالكا * لإحداهما إن طال بي وبها العمر *
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال وفي
ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان
وذكر خليفة أن يزيد ولي سنة إحدى ومائة ومات سنة خمس ومائة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا محمد بن الحسن بن محمد أنا
أبو العباس النهاوندي أنا أبو القاسم بن الأشقر أنا محمد بن إسماعيل البخاري

(1) طبقات ابن سعد 5 / 152.
(2) بالأصل " الحسني " خطأ والصواب عن فهارس المطبوعة 7 / 436 شيوخ ابن عساكر.
157

قال قال خالد بن مخلد حدثني الحكم بن الصلت المؤذن نا أبو الزناد قال مات
أبان بن عثمان قبل عبد الملك بن مروان
كذا قال (1) والمحفوظ في وفاته ما تقدم والله تعالى أعلم
343 أبان بن علي (2)
حكى عن أبي علي (3) صالح بن خليفة الكوفي
حكى عنه أحمد بن محمد التستري (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن
عبد الله بن أبي صادق الحيري (5) أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه
الشيرازي نا أبو العلاء أحمد بن محمد الزجاج قال سمعت أحمد بن محمد
التستري قال سمعت أبان بن علي الدمشقي يقول سمعت صالح بن خليفة أبا علي
الكوفي قال سمعت سفيان الثوري يقول إن فجار القراء اتخذوا سلما إلى الدنيا
فقالوا ندخل على الأمراء نفرج عن مكروب ونكلم في محبوس
روى ابن باكويه عن أبي العلاء هذا في موضع آخر فكناه أبا العباس والله تعالى
أعلم
344 أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
أخو عبد الملك كان أميرا على البلقاء (7) وكان له ابن اسمه عبد العزيز بن

(1) كذا وردت العبارة بالأصل والعبارة في تهذيب التهذيب 1 / 65 عن أبي الزناد قال: مات أبان قبل يزيد بن
عبد الملك "، ولم يرد قول البخاري في التاريخ الكبير.
(2) زيد في المختصر: " الدمشقي ".
(3) سقطت من الأصل، استدركت مما سيأتي من رواية في الخبر التالي.
(4) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى تستر، بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان.
(5) هذه النسبة إلى حيرة نيسابور.
(6) ضبطت عن التبصير 1 / 57.
(7) كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى. (معجم البلدان).
158

أبان أعقب جماعة أولاد له ذكر وإليه تنسب أر ض أبان التي بحذاء الداودية شام
الأرزة من إقليم بيت لهيا
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار في تسمية ولد مروان قال وأبان وذكر غيره ثم قال وأمهم أم أبان بنت عثمان
وهي التي تشبب بها عبد الرحمن بن الحكم فقال
وأكبدا من غير جوع ولا ظمأ * وواكبدا من حب أم أبان *
حدثنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا أبو صالح حدثني
الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن رجاء بن حياة أنه سمع
قبيصة بن ذؤيب يقول فعل ذلك أمير المؤمنين عبد الملك فأخبرته أن الذي يهدي إذا
كان في أهله لا يجتنب شيئا فانتهى قال محمد قال قبيصة وحدث أبان بن مروان
وهو يريد أن يفعل ذلك فنهيته فانتهى
قال ونا محمد بن يحيى نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني
رجاء بن حياة أنه سمع قبيصة يقول فعل ذلك عبد الملك فأخبرته أن السنة أن لا
يجتنب شيئا منها فانتهى قال قبيصة وحدثت أن أبان بن مروان يريد أن يفعل ذلك
فنهيته فانتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني أنا أبو
محمد يوسف بن رباح البصري نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر الدولابي
نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله (1) قال سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال
عبد الله وأبان وعثمان وداود
قرأت على أبي غالب عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم الفقيه نا محمد بن سعد (2) قال فولد

(1) ترجم له في سير أعلام النبلاء 13 / 23 (14).
(2) طبقات ابن سعد 5 / 35 - 36 ترجمة مروان بن الحكم.
159

مروان بن الحكم و (1) أبان بن مروان وعبيد الله وعبد الله درج وأيوب وعثمان
وداود ورملة وأمهم أم أبان بنت عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية وأمها رملة بنت
شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
345 أبان بن مسلمة بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (2)
له ذكر وكان له عقب
346 أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (2)
كان مع عمه سليمان بن هشام حين هرب من مروان بن محمد ثم دخل أبان إلى
خراسان وبايع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ويقال إن أمه امرأة من تيم
وهو شقيق عبيد الله بن معاوية قتلته المسودة هو وابنين له بناحية المشرق
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار قال ومن ولد هشام بن عبد الملك أبان بن معاوية بن هشام وكان فارسا لأم
ولد
وذكر أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد الأبيوردي العبشمي أن اسم أمه وأم
أخيه عبد الرحمن بن معاوية راح البربرية
347 أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط
أبو يحيى القرشي
سمع معاوية وابن عباس عند معاوية
روى عنه الوليد بن هشام المعيطي والزهري وأبو خداش عبد الرحمن بن

(1) زيادة من قبلنا اقتضاها السياق للايضاح، لان ابن سعد ذكر لمروان أولادا قبل أبان.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
160

طلحة بن يزيد بن عمرو بن الأهيم (1) التميمي
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن
سفيان (2) حدثني محمد بن خالد بن العباس نا الوليد حدثني أبو عبد الله عن
الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال قدم
عبد الله بن عباس على معاوية وأنا حاضر فأجازه فأحسن جائزته ثم قال يا أبا
العباس هل يكون لكم دولة قال أعفني يا أمير المؤمنين قال لتخبرني قال نعم
قال فمن أنصاركم قال أهل خراسان ولبني أمية من بني هاشم نطحات (3)
أبو عبد الله هو نافع مولى بني أمية دمشقي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو على بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال أبان بن
الوليد بن عقبة أبو يحيى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة الدمشقي في طبقة قدم تلي الطبقة
العليا من تابعي أهل الشام أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط روى عنه الوليد بن
هشام المعيطي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر نا ابن عائذ قال
وفي سنة ست وسبعين غزا محمد بن مروان الصائفة وخرجت فيه الروم إلى الأعماق في
جمادي الأولى فلقيه أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط واسمه أبان بن أبي عمرو
ودينار بن دينار فهزمهم الله

(1) ضبطت عن التبصير 1 / 48.
(2) المعرفة والتاريخ 1 / 535.
(3) الخبر في البداية والنهاية 10 / 50 وفيه " بطحات ".
161

348 أبان بن الوليد بن هشام
ابن معاوية بن هشام
ابن عقبة بن أبي معيط
واسمه أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس
روى عن الزهري
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم
عبد الله بن عتاب بن محمد أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
علي بن الحسن الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أحمد بن عمير قال
سمعت أبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سميع قال في الطبقة الرابعة يعيش بن الوليد
المعيطي دمشقي وأخوه أبان بن الوليد بن هشام
في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو زكريا بن مندة إجازة أنا عمي أبو القاسم
وأنبأنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن منده أنا أبو طاهر الهمداني
أنا علي بن محمد الفأفاء أنا ابن أبي حاتم قال أبان بن الوليد المعيطي مجهول
الدار يحدث عن الزهري سمعت أبي يقول ذلك
349 أبان بن يزيد بن قيس بن الخطيم
واسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر
وهو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس
الأنصاري المدني
اجتاز بدمشق غازيا مع مسلمة بن عبد الملك وقتل بأرض الروم له ذكر
أنبأنا أبو منصور بن خيرون وغيره عن أبي بكر الخطيب أنا الحسين بن محمد

(1) كذا، قال ياقوت: ولعله جاء بلفظ الجمع والمراد به العمق وهي كورة قرب دابق بين حلب وأنطاكية.
(معجم البلدان).
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 300.
162

الرافعي إجازة أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي أنا أحمد بن سعيد بن شاهين أنا
مصعب بن عبد الله الزبيري عن (1) عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح قال وولد
كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وهو ظفر أربعة نفر سوادا وعبد رزاح
والهيثم ومرا فولد سواد بن كعب ثلاثة نفر عامرا وعمرا ومالكا وولد عمرو بن
سواد بن ظفر عديا فولد عدي بن عمرو الخطيم واسمه ثابت فولد الخطيم بن عدي
قيس بن الخطيم الشاعر ومن ولده يزيد بن قيس وبه كان يكنى شهد أحدا والمشاهد
بعدها وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا ومن ولده عدي بن أبان بن يزيد بن قيس بن
الخطيم مات على فراشه وقتل أبان بأرض الروم مع مسلمة في سنة مسلمة الأولى
وقتل يزيد يوم جسر أبي عبيد (2)
350 أبان بن يزيد بن محمد
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أبي أخي مروان بن محمد وزوج ابنته كان على حران عاملا لعمه مروان فلما
قدم عبد الله بن علي الجزيرة لقيه أبان بن يزيد مسودا ومتابعا له فأمنه "

(1) بالأصل " بن ".
(2) راجع جمهرة الأنساب لابن حزم ص 342 - 343 وجمهرة النسب للكلبي ص 640.
163

حرف الألف
في آباء من اسمه إبراهيم "
ذكر من اسمه إبراهيم
351 إبراهيم بن آزر
وهو تاريخ بن ناحور بن شاروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن
سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن خنوخ وهو إدريس بن يارد بن مهلاييل بن
قينان بن أنوش بن شيث بن آدم (1) خليل الرحمن يكنى أبا الضيفان قيل إن أمه
كانت تخبئه في كهف في جبل بقرية برزة (2) في الموضع الذي يعرف بمقام إبراهيم
اليوم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن
أحمد (3) أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة نا أبي نا
محمد بن إبراهيم نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن
مكحول عن ابن عباس أنه ولد إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) بغوطة دمشق في قرية
يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون كذا في هذه الرواية والصحيح أن إبراهيم ولد بكوثي من إقليم بابل
أرض العراق وإنما نسب إليه هذا المقام لأنه صلى فيه إذ جاء معينا للوط النبي (صلى الله عليه وسلم) سيأتي
ذكر ذلك في ترجمة لوط

(1) نسبه الموجود في التوراة والتواريخ (الطبري - ابن الأثير - البداية والنهاية - جمهرة ابن حزم ونهاية الإرب
للقلقشندي وطبقات ابن سعد 1 / 46 مخالف في كتابته ولفظه أكثر الأسماء في أصل كتابنا).
(2) برزة: بتاء التأنيث، قرية من غوطة دمشق، قال ياقوت: وذكر بعضهم أن مولد إبراهيم الخليل عليه السلام
ببرزة، وهو غلط أجمعوا على أن مولده كان ببابل من أرض العراق.
(3) بالأصل " حمزة " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) كوثى تكتب بالياء، في ثلاثة مواضع بسواد العراق في أرض بابل (ياقوت) وبالأصل: " بكوثا ".
164

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيوية (1) أنا أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (2)
أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أول من بعث (3) إدريس وهو
خنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ثم نوح بن لمك بن
متوشلح بن خنوخ وهو إدريس ثم إبراهيم بن تارح بن ناحور بن شارو (4) بن أرغو (5) بن فالغ (6) بن عابر بن شالخ (7) بن أرفخشد بن سام بن نوح
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا عبد الملك بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا معاوية بن
هشام بن سفيان عن رجل عن مجاهد قال آزر صنم وليس بأبيه كذا قال
مجاهد والصحيح ما تقدم
وقد أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري
أنا أبو عمر بن حيويه أنا أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا
محمد بن سعد (8) أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وغيره قال هو إبراهيم بن آزر وكذلك هو في
القرآن وفي التوراة إبراهيم بن تارح وبعضهم يقول آزر بن تارح بن ناخور (9) بن
شاروغ (10) وقال شروع (11) بن أرغو ويقال أرعو (12) بن فالع ويقال فالج (13) بن

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن البداية والنهاية 1 / 161 من تحقيقنا، نقلا عن ابن عساكر،
ومختصر ابن منظور.
(2) طبقات ابن سعد 1 / 54.
(3) زيادة عن ابن سعد.
(4) ابن سعد: ساروغ.
(5) ابن سعد: أرغوا.
(6) عن ابن سعد وبالأصل فالح.
(7) عن ابن سعد وبالأصل " شالح ".
(8) طبقات ابن سعد 1 / 59 تحت باب ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(9) ابن سعد: ناحور.
(10) ابن سعد: ساروغ.
(11) ابن سعد: شروغ.
(12) ابن سعد: أرغو بن فالغ.
(13) ابن سعد: ويقال: فالج بن عابر بن شالخ.
165

عامر بن شالح ويقال شالخ (1) بن أرفخشد بن سام بن نوح النبي بن لمك
متوشلخ (2) ويقال متوشلخ بن خنوح وهو إدريس النبي بن يرد وهو
اليارد (3) ويقال اليارذ بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث ويقال شيث وهو هبة الله بن
آدم (4)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عبد الله البخاري وأبو سهل الحفصي قالا
أنا أبو الهيثم محمد بن المكي بن محمد ح
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد العيار (5) أ نا أبو
علي محمد بن عمر بن شبويه قالا أنا محمد بن يوسف الفهري أنا أبو عبد الله
البخاري نا إسماعيل بن عبد الله نا أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم
أقل لك لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصينك (7) فيقول إبراهيم يا رب إنك
وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون فأي خزي من أبي الأبعد فيقول الله تعالى إني
حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذبح
ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار (8) [1442]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان أنا أبو يعلى نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام نا معتمر ح
قال وأنا أبو يعلى نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام نا معتمر [* * * *]

(1) ابن سعد: سالخ.
(2) ابن سعد: متوسلخ بن خنوخ.
(3) ابن سعد: الياذر.
(4) زيد في ابن سعد: صلى الله عليه وسلم كثيرا.
(5) رسمها وإعجامها غير واضح والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 86.
(6) ضبطت عن التصير.
(7) في المختصر والبداية والنهاية: أعصيك.
(8) فتح الباري 60 / 8 / 3350 ومختصر ابن منظور 3 / 325 والبداية والنهاية بتحقيقنا 1 / 163 وزيد فيها بعده:
هكذا رواه في قصة إبراهيم منفردا (يعني البخاري).
166

قال وأنا أبو يعلى قال ونا عاصم بن محمد بن النضر الأحول ونسخته من
نسخة عاصم نا المعتمر [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا عاصم نا معتمر قال سمعت أبي قال نا
قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ليأخذن
رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقطعنه نارا وفي حديث ابن المقرئ فتقتطعه النار
وقالا يريد أن يدخل الجنة قال فينادي إن الجنة لا يدخلها مشرك إن الله وفي
حديث ابن المقرئ (1) ألا إن الله قد حرم الجنة على كل مشرك قال فيقول أي
رب زاد ابن حمدان أبي قال وقال فيحول في صورة قبيحة وريحه منتنة قال
فيتركه [1443]
قال فكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرون أنه إبراهيم ولم يزدهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على هذا
وقال ابن حمدان على ذلك
أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن
الحسن الكلابي وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسن الأنصاري إجازة قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ
أنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق وأبو بكر أحمد بن
السندي الحداد قالا نا الحسن بن علي العطار أنا إسماعيل بن عيسى أنا أبو حذيفة
إسحاق بن بشر القرشي قال (2) وكان من قصة إبراهيم ونمورذ أن نمروذ لما أحكم أمر ملكه وساس
أمر الناس وأذعن له الناس ووطنوا أنفسهم فأخبر أنه يولد في
مملكته مولود ينازعك في ملكك ويكون سلب ملكك على يديه قال فدعا خيار قومه
ستة رهط فلم يترك في الرياسة والعظم والصوت أحدا إلا اختار منهم أفضلهم وكان
سادسهم آزر أبو إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) وهو تارح ثم ولى كل رجل منهم خصلة من تلك الخصال
التي كان أسس أمر ملكه عليها وضمنها إياه وارتهن بها رقبته إن هي ضاعت أو فسدت

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(2) الخبر في مختصر ابن منظور 3 / 245 وما بعدها باختلاف بعض الألفاظ والتعابير، وزيادة ونقص بعض
الألفاظ.
167

أو تغيرت وقال لأولئك الرهط الستة أيها القوم إنكم خيار قومي ورؤساؤهم
وعظماؤهم وإن لم أزل منذ أسست أمر ملكي وأهل مملكتي وهممت بما هممت به
فيهم أعدكم وأختاركم وأفتنكم وأنظر في أموركم فلم يزدد في ذلك رأيي إلا قوة
وفضلا على من سواكم وقد دعاني إلى أن استعين بكم وأشاوركم وإني أسست أمر
الملك والناس على سبع خصال وقد وليت كل واحد منكم خصلة من تلك الخصال
نفسه بها مرتهنة عندي إن لم يحكمه أو يحكم أمر أهلها فانطلقوا فاقترعوا عليهن فما
صار لكل رجل منكم في قرعته فهو واليها وولي أهلها وأنا له عليها وعلى أهلها عون
ووزير
إني أسست أمر الملك وطنت الناس على أنه لا يعبد إلا إلهي وعلى أنه لا سنة إلا
سنتي وعلى أنه لا أحد أولى نفسه (1) وماله مني وعلى أنه لا أحد أخوف فيهم ولا
طوع عندهم مني وعلى أنهم يد واحدة على عدوهم وعلى أنهم خولي وعبيدي أحكم
فيهم برأيي ومحبتي وعلى أنه قد بلغني أنه يولد في هذا الزمان مولود فيكاثرني
ويخلعني ويرغب عن ملتي ويغلبني ويقهرني فأنا سابقكم في هذه الخصلة وأنا وأنتم
وجميع أهل مملكتي كنفس واحدة في طلبه وهلاكه ومحاربته فمن ظفر به فله على ما
احتكم وما تمنى فانطلقوا فأقرعوا ثم أعلموني ماذا صار في قرعة كل رجل منكم لكي
أعرفه باسمه وأعرف ما صار إليه فلما أقرعوا لطف الله بما أراد من كرامة خليله عليه
الصلاة والسلام ولما أراد من فلجه وإظهاره فصار في قرعة أبيه الآلهة التي يعبدها
الناس فلا يعبد أحد من الناس صنما لا الملك ولا غيره إلا صنما عليه طابع آزر أبي
إبراهيم فأحكم ذلك وقوي عليه وصار أمينهم في أنفسهم على ذلك لا يعدلون به
ولا يتهمونه ولا يرونه منه خلفا إن هو هلك وقال وكان ذلك لطفا من الله بخليله
إبراهيم فلما حملت به أمه وكانت أمه تسمى أميلة (3) قالت لأبيه آزر لوددت أني قد
وضعت ما في بطني فكان غلاما فحملته أنا وأنت حتى نضعه بين يدي الملك وهو

(1) المختصر: بنفسه.
(2) الزيادة عن المختصر.
(3) في الطير 1 / 117 عن غير واحد من أهل العلم: اسمها أنموتا من ولد أفراهم بن أرغون بن فالغ... من
ولد سام. وقيل: اسمها: أنمتلى بنت يكفور وفي البداية والنهاية 1 / 161 عن الكلبي: اسمها بونابنت
كربنا بن كرثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح.
168

يرى فنتولى ذبحه أنا وأنت فتشتد يده ورجله وتسخط أنت فإن الملك أهل ذلك منا في
إحسانه إلينا وائتمانه إيانا وتشريفه ورفعته لنا ومتى يراك تفعل ذلك قدامه تزدد عنده
رفعة ومحبة وقربة ومنزلة وعليك كرامة وعنده أمانة ولنا تعظيما وكان ذلك من أم
إبراهيم مكيدة وحيلة وخديعة حدثت (1) بها زوجها لما قام به في نفسها من كتمان
إبراهيم إذا هي ولدته وإخفائه والحيلة به فصدقها آزر وأمنها وظن أن الامر على ما
قالت فلما حضر شهرها الذي تلد فيه (2) قالت لزوجها إني قد أشفقت من حملي هذا
إشفاقا لم أشفقه من حمل كان قبله وقد خشيت أن تكون فيه منيتي وقد وطنت نفسي
فيه على الموت وقد أصبحت أنتظر ولست أدري متى يبغتني وأنا أرغب إليك بحق
صحبتي إياك ويميني عليك وتعظيمي لحقك أن تنطلق إلى الإله الأعظم الذي يعبده
الملك وعظماء قومه فيشفع لي بالسلامة والخلاص وتعتكف عليه حتى يبلغك أني قد
سلمت وتخلصت فإن الرسل تجري فيما بيني وبينك فإذا بلغتك السلامة رجعت إلى
أهلك وهم سالمون وأنت محمود قال لها آزر لقد طلبت أمرا جميلا واجبا لك حقه
علي إنه فيما بيني وبينك وفي حقك وحق خدمتك وصحبتك يسير وكانت أم إبراهيم
تريد حين تلده وزوجها غائب أن تحفر له نفقا تحت الأرض تغيبه فيه فإذا رجع زوجها
من عكافته أخبرته أنه قد مات ودفن وكانت عنده أمينة مصدقة لا يتهمها ولا يكذبها
فانطلق الرجل حيث أمرته فاعتكف أربعين ليلة وولد إبراهيم عليه السلام ساعة قفا
أبوه وكتمته أمه وتمكنت في أربعين ليلة من الذي أرادت من حاجتها كلها لطفا من الله
لإبراهيم وكرامة ونجاة مما أرادته الكيد والعداوة وخرج الرسول من أمه إلى أبيه بما
يجد من الوجع والمشقة حتى إذا فرغت مما أرادت وانصرف إليها زوجها فأخبرته أنها
ولدت غلاما به عاهة شديدة ثم مات فاستحيت أن تطلع الناس على ما به فكتمت من
أجل ذلك حتى قبرته فصدقها زوجها وجعلت تختلف إلى إبراهيم فتدخل إليه
بالعشية وكان جل ما يعيش به اللبن لأنه كان لا يكون مولود ذكر إلا ذبح فكانت
تستحلب له النساء اللاتي ذبح أولادهن فتجد من ذلك ما شاءت فسقته ألبان حولين
كاملين توجره إياه فعاش بذلك عيشا حسنا وصلح عليه جسمه فلما بلغ القطام فصلته

(1) في المختصر: خدعت.
(2) بالأصل: " فيها " والمثبت عن المختصر.
169

من ذلك اللبن وكان إبراهيم سريع الشباب لما أراد الله به فلما كان ابن ثلاث عشرة (1)
سنة وهو في السرب أخرجته أمه منه ثم أبرزته فلم يشعر به أبوه حتى نظر إليه قاعدا في
بيته فلما نظر إليه قال لإمرته من هذا الغلام الذي أخطأه الذبح فإني أعلم أنه لم يولد
إلا بعدما أمر الملك بذبح الولدان فكيف خفي مكان هذا الغلام على الطلب والحفظة
حتى بلغ مبلغه هذا فلما هم أن يبطش به قالت له امرأته على رسلك حتى أخبرك خبر
هذا الغلام اعلم أنه ابنك الذي ولد ليالي كنت معتكفا فكتمته عنك في نفق تحت
الأرض حتى بلغ هذا المبلغ فقال لها زوجها وما الذي حملك على أن خنتيني
وخنت نفسك وجنت الملك وأنزلت بنا أمر البلاء مالا قبل لنا به بعد العافية والكرامة
ورفع المنزلة على جميع قومنا قالت لا يهمنك هذا فعندي المخرج من ذلك وأنا
ضامنة لك ذلك أن تزداد به عند الملك كرامة ورفعة وأمانة ونصيحة وإنما فعلت الذي فعلت
نظرا لي ولك ولا بنك ولعامة الناس ما أضمرت في نفسي يوم كتمت هذا الغلام وقلت
أكتمه حتى يكون رجلا فإن كان هو عدو الملك وبغيته التي يطلب قدناه حتى نضعه في
يده ثم قلنا له دونك أيها الملك عدوك قد أمكنك الله منه وقطع الله عنك الهم
والحزن فارحم الناس في أولادهم فقد أفنيت حولك وأهل مملكتك وإن لم يكن هو
بغية الملك وعدوه فلم اذبح ابني باطلا مع ما قد ذبح من الولدان قال لها أبوه ما أظنك
إلا قد أصبت الرأي فكيف لنا بأن نعلم أنه عدو الملك أو غيرة قالت نحبسه ونكتمه
ونعرض عليه دين الملك وملته فإن هو أجابك إلى الذي كان رجلا من الناس ليس عليه
قتل وإن عصانا ولم يدخل في ملتنا علمنا علمه فأسلمناه للقتل فلما قالت له هذا رضي
به ورأى أن الرأي وألقى الله تعالى في نفسه الرحمة والمحبة لإبراهيم وزينه في عينه
وكان لا يعدل به أحدا من ولده إذا ذكر أنه يصير إلى القتل يشتد وجده عليه وبكى من
رحمته
وكانت أم إبراهيم واثقه بأنه إن كان هو عدو القوم فليس أحد من أهل الأرض
يطيقه ولا يقتله ورأت أنه متى (2) ما ينصر عليهم تكون في ذلك نجاتها ونجاة من كان
من إبراهيم بسبيل فشجعها ما كانت ترجو لإبراهيم من نصرة الله له على خلاف نمروذ

(1) بالأصل: " ثلاثة عشر " خطأ.
(2) زيادة عن المختصر.
170

ومعصيته وذلك أوثق الأمر في نفسها فكان نمروذ يخبر الناس قبل أن يولد إبراهيم أنه
سيأتي نبي يغلبه ويظهر عليه ويرغب عن ملته ويخلع دينه وسلطانه فذلك الذي شد
لأم إبراهيم رأيها فيما ارتكبت من خلاف نمروذ وأهل ملته في إبراهيم وكان أبوه من
شدة ما يجده من الرحمة يكتمه جهده ويوصي بذلك أمه ويقول لها ارفقي بابنك ولا
تعرضيه لشئ من أمر الملك هذا فأنه غلام حديث السن لم يجتمع له رأيه ولا عقله
بعد فإذا بلغ السن واحتنك فحينئذ نفتشه وذلك منه تربص رجاء أن يحدث حادث
يكون لإبراهيم فيه عافية أو مخرج لما يجد أبوه من المحبة والرحمة والمفة (1) والزينة
التي زينه الله بها في عينه ثم خلع إبراهيم ذلك كله ونابذهم في الله على سواء فلم ير
فيه (2) شيئا ولم يأخذه في الله هوادة ولم يخف في الله لومة لائم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيويه أنا الحسن أحمد بن معروف نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا
محمد بن سعد (3) أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال كان أبو
إبراهيم من أهل حران فأصابته سنة فأتى هرمز جرد ومعه امرأته أم إبراهيم واسمها نونا (4)
بنت كربنا بن كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح
فأخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قال اسمها أبوينا
من ولد أفرايم (5) بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
قال (3) وأنا هشام بن محمد عن أبيه قال نهر كوثى كراه كربنا جد إبراهيم من قبل
أمه وكان أبوه على أصنام الملك نمرود فولد إبراهيم بهرمزجرد وكان اسمه إبراهيم
ثم انتقل إلى كوثى من أرض بابل فلما بلغ إبراهيم وخالف قومه ودعاهم إلى عبادة
الله (6) بلغ ذلك الملك نمروذ فحبسه في السجن بضع (7) سنين ثم بنى له الحير

(1) كذا رسمها بالأصل، وسقطت اللفظة من المختصر.
(2) في المختصر: " ولم يراقب شيئا ".
(3) طبقات ابن سعد 1 / 46.
(4) انظر ما لاحظناه قريبا بشأن اسم أم إبراهيم.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن ابن سعد.
(6) زيادة عن ابن سعد.
(7) في ابن سعد: سبع.
171

بحصى وأوقده بالحطب الجزل وألقى إبراهيم فيه فقال حسبي الله ونعم الوكيل
فخرج منها سليما لم يكلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي حدثني محمد بن حماد الطبراني
أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " وكذلك نري إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض (1) " قال خشي إبراهيم من جبار من الجبابرة فجعل الله له
تبارك وتعالى رزقا في أصابعه فكان إذا مص أصابعه وجد فيها رزقا فلما خرج أراه الله
تبارك وتعالى ملكوت السماوات والأرض فكان ملكوت السماوات الشمس والقمر
والنجوم وملكوت الأرض الجبال والشجر والبحار
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بطة (2) الأصبهاني نا الحسن الجهم نا الحسين بن
الفرج نا محمد بن محمد الواقدي قال يقول الله عز وجل وقرونا بين
ذلك كثيرا (3) " فكان بين نوح وآدم عشرة قرون وبين إبراهيم ونوح عشرة قرون فولد
إبراهيم خليل الرحمن على رأس ألفي سنة من خلق آدم
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلصي أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثني
الزبير بن بكار قال وحدثني يعني إبراهيم بن المنذر بن إسحاق بن عيسى البصري
ابن بنت داود بن أبي هند حدثني عامر بن يساف اليمامي عن أيوب بن عتبة قاضي
اليمامة قال كان بين آدم ونوح عشرة إباء فذلك ألف سنة وكان بين نوح وإبراهيم عشرة
إباء وذلك ألف سنة وكان بين إبراهيم وموسى سبعة إباء ولم يسم السنين وكان بين
موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وكان بين عيسى ومحمد (صلى الله عليه وسلم)
جميعا ستمائة سنة وهي الفترة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن

(1) سورة الأنعام، الآية: 75.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 95 وفيه أبو عبد الله بن بطة.. وعنه الحاكم.
(3) سورة الفرقان، الآية: 38.
172

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن
الضحاك عن أبيه قال سمعت وهب بن منبه كان يقول بين آدم ونوح عشرة إباء وبين
إبراهيم ونوح عشرة إباء
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا
أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن
عبد الله الأسدي نا سفيان (2) بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال كان إبراهيم
خليل الرحمن يكنى أبا الأضياف
أخبرنا أبو بكر وجية بن ظاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن أنا
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه (3) وأبو الحسن علي بن محمد بن
الحسن بن السقا قالا نا أبو العباس الأصم قال سمعت عباس بن محمد الدوري نا
قبيصة بن عقبة نا سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة قال كان إبراهيم
خليل الرحمن يدعى أبا الضيفان
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي ح
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو الفضل محمد بن
ناصر بن علي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري قالوا أنا طراد بن محمد
الزينبي قالا أنا أبو الحسين بن بشران أنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي نا أبو
بكر بن أبي الدنيا نا أبو عبد الله العجلي نا أبو أسامة نا سفيان الثوري عن أبيه عن
عكرمة قال كان إبراهيم يكنى أبا الضيفان وكان لقصره أربعة أبواب
قال أبو أسامة فزادني معلى بن خالد عن سفيان عن أبيه عن عكرمة لكيلا
يفوته أخذ (4)
وسقط ذكر أبي عبد الله البجلي من حديث إسماعيل بن محمد

(1) طبقات ابن سعد 1 / 47.
(2) عن ابن سعد وبالأصل " سليمان " تحريف.
(3) ضبطت عن التبصير 1 / 57.
(4) كذا وفي تهذيب ابن عساكر: " أخذ الضيف " وفي المختصر: يفوته أحد.
173

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي المصري أنا محمد بن أبي مسعود وأبو منصور
عبد الرحمن بن محمد بن عقبة [* * * *]
وأخبرنا أبو الفضل محمد وأبو عاصم الفضل ابنا إسماعيل بن الفضل وأبو
الحسن علي بن أحمد بن محمد الجرباذقاني (1) وأبو الفضل الضحاك بن أبي سعد وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل المؤذن
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد وأبو
عبد الله عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الدارمي وأبو محمد عبد الجليل بن
منصور بن إسماعيل الفامي وأبو سعيد أحمد بن إسماعيل بن أحمد الهرويون وأبو
الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي بن
البلخي وأبو منصور محمد بن إسماعيل بن سعيد اليعقوبي بهراة وأبو القاسم
الحسين بن علي الحسين القرشي وأبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن
الحجري البوشنجيان بها وأبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بنيسابور والقاضي
أبو نصر زهير بن علي بن زهير بن الحسن السرخسي بميهنة (2) قاول أنا أبو منصور
عبد الرحمن بن محمد بن عفيف بن علي المعروف بكلار (3) البوشبجي قالا أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن
صاعد نا إبراهيم بن حكيم نا قرة بن حبيب الغنوي نا شعبة عن ابن عون عن
مجاهد قال قلت لابن عباس سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر الدجال قال لا ولكنه قال
أما إبراهيم فأشبه الناس به صاحبكم وأما موسى فأدم جعد [1444]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو
حامد بن الشرقي نا أحمد بن منصور الزاج ومحمد بن عمر قالا نا النضر بن
شميل أنا ابن عون عن مجاهد [* * * *]
قال وأنا أحمد بن محمد بن الحسن بن يحيى وأبو الأزهر قالا نا روح
عبادة (4) نا ابن عون عن مجاهد قال كنت جالسا عند ابن عباس فذكروا الدجال

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جرباذقان: بلدتان، إحداهما بين جرجان واستراباد، والثانية بين
أصبهان والكرج.
(2) بالفتح ثم السكون وفتح الهاء، من قرى خابران، وهي ناحية بين أبيورد وسرخس.
(3) ضبطت عن التبصير 3 / 1199 وفيه: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عفيف بن كلار.
(4) انظر سير أعلام النبلاء 9 / 402 وضبطت اللفظتان بالقلم عن تقريب التهذيب.
174

فقال ما تقولون قال يقولون إنه مكتوب بين عينيه ك ف ر قال لم أسمع ولكنه قال
يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فرجل أدم جعد على
جمل (1) أخضر (2) مخطوم بخبلة (3) كأني أنظر إليه قد انحدر في الوادي يلبي [1445]
قال وأنا أبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان قالا نا محمد بن يحيى نا
عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن
رسول (صلى الله عليه وسلم) وصف لأصحابه ليلة أسري به إبراهيم وموسى وعيسى
قال أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه أو قال أنا أشبهه ولده به [* * * *]
وأما موسى فرجل أدم طوال جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة
وأما عيسى فرجل أحمر بين الطويل والقصير سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه
خرج من ديماس يعني الحمام تخال رأسه يقطر ماء وأشبه من رأيت به عروة بن
مسعود [1446]
أخبرنا أبو الأعز فراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم
عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (4) نا محمد بن صالح بن ذريح نا مسروق بن
المزربان نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني أبو أيوب الإفريقي محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله قال رسول (صلى الله عليه وسلم) أريت الأنبياء فأنا أشبه
إبراهيم [1447]
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قالت أنا سعيد بن
أحمد العيار (5) أنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد الصيرفي أنا أبو العباس السراج نا
قتيبة بن سعيد نا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عمرو بن سيار قال سمعت

(1) بالأصل حمل بالحاء المهملة، والمثبت عن المختصر.
(2) في المختصر: أحمر.
(3) الخلبة: الحلقة من الليف، وقد يسمى الحبل نفسه: خلبة (انظر النهاية).
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الخرق " بيع الثياب والخرق " وترجم له قال: وهو المعروف بابن
حمدي.
(5) بالأصل " العناز " تحريف، والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا.
175

عبد الله بن محيريز يقول كان تجارة إبراهيم البز
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن رأس البغل العباسي وأبو المتنبي دارم بن محمد بن زيد النهشلي قالا أنا
أبو الطيب محمد بن الحسين بن النخاس (1) التيملي (2) نا أبو محمد عبد الله بن
زيدان بن يزيد البجلي نا هارون بن إسحاق نا المحاربي عن إسماعيل بن عياش
حدثني يعقوب بمحمد بن طحلا قال كنا نبيع البز فيمر بنا إسحاق بن يسار مولى
قيس بن مخرمة فيقول لنا أكرموا تجارتكم فإن أباكم إبراهيم كان بزازا
قال وأنا ابن زيدان نا حسن بن عفان نا عثمان عبد الرحمن عن
إبراهيم بن محمد الأسلمي قال كان إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام بزازا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق
أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس نا عثمان بن سعيد الدارمي نا عبد الله بن
صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل "
وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض " يعني الشمس والقمر والنجوم لما
رأى كوكبا " قال هذا ربي " حتى غاب فلما غاب " قال لا أحب الآفلين فلما رأى
القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل " حتى غاب فلما غاب " قال لئن لم يهديني ربي
لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر " حتى
غابت " قال يا قوم إني برئ مما تشركون أني وجهت وجهي للذي فطر السماوات
والأرض حنيفا وما أنا من المشركين " (3)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه نا
يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا الهيثم بن جميل نا عبد الغفور
يعني ابن عبد العزيز أبو الصباح الواسطي عن همام بن كعب قال رأى إبراهيم

(1) بالأصل " النحاس " والصواب ما أثبت، انظر ما سيأتي.
(2) إعجامها غير اضح والمثبت " التيملي " عن الأنساب بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون الياء وضم
الميم هذه النسبة إلى تيم لله بن ثعلبة: وذكره باسم: أبو الطيب محمد بن الحسين جعفر بن المفضل بن
أدهم بن بكير بن سعد بن سعيد بن الحارث التيملي النخاس الكوفي.
(3) سورة الأنعام، الآيات: 75 - 79.
176

عليه السلام قوما يأتون النمروذ الجبار فيصيبون منه طعاما فانطلق معهم فكلما مر به
رجل قال من ربك قال أنت ربي وسجد له أعطاه حاجته حتى مر به إبراهيم عليه
السلام فقال من ربك قال " ربي الذي يحيي ويميت قال فأنا أحيي وأميت (1) "
قال " فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر (2) "
فخرج ولم يعطه شيئا فعمد إبراهيم إلى تراب فملأ به وعاءه ودخل منزله وأمر أهله أن لا
يحلوه فوضع رأسه فنام فحلت امرأته الوعاء فإذا أجود دقيق رأت فخبزته وقدمته إليه
فقال لها من أين هذا قالت سرقته من الوعاء قال فضحك ثم حمد الله وأثنى
عليه
أخبرنا أبو بركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر الشامي أنا أحمد بن
محمد بن أحمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل نا أبو جعفر محمد بن عمرو
العقيلي نا الحسين بن محمد المخرمي نا محمد بن حرب الواسطي النشائي نا
عبد المؤمن بن عبد الله العبسي عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أن داود سأل ربه فقال يا رب إنه يقال رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني
رابعهم حتى يقال رب داود فقال يا داود أنك لن تبلغ ذلك أن إبراهيم لن يعدل بي
شيئا قط إلا آثرني عليه إذ يقول أنكم وما تعبدون " أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي
إلا رب العالمين (3) " يا داود وأما إسحاق فإنه جاد بنفسه لي في الذبح وأما يعقوب فإني

(1) سورة البقرة، الآية: 258.
أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها، وهو الله الذي لا
إله إلا هو خالق كل شئ.
فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحيي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإن الذي يميت
هو الذي يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب بل لقد فهر كل شئ ودان له كل شئ، فإن كنت كما تزعم
فافعل هذا فإن لم تفعله فلست كما زعمت وأنت تعلم وكل أحد أنك لا تقدر على شئ من هذا بل أنت
أعجز وأقل من أن تخلق بعوضة أو تنصر منها، فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه وبطلان ما سلكه وتبجع
به عند جهلة قومه ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت ولهذا قال " فبهت ".
انظر البداية والنهاية 1 / 171 - 172 بتحقيقنا.
(2) بالأصل " النسائي " والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى عمل النشا وهو النشاستج شئ يستخرج
من الحنطة، تقصر به الثياب وتطرا.
(3) سورة الشعراء، الآيتان: 76 - 77.
177

ابتليه ثمانين سنة فلم يسئ بي الظن ساعة قط فلن تبلغ ذلك يا داود [1448]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد الرازي أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا محمد بن هارون
الروياني أنا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي عبد الله بن وهب عن حفص بن ميسرة
عن زيد بن أسلم أن إبراهيم النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما بلغه مر على ناس يمتارون طعاما فانطلق
معهم حتى قدم على ملك من الملوك يقال له نمروذ كلما مر عليه رجل منهم يقول له
نمروذ من ربك فيقول أنت ويسجد له ويأمر له بالطعام حتى مر عليه إبراهيم
فقال له من ربك فيقول " الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت (1) " إن شئت
أحييتك وإن شئت أمتك " قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من
المغرب فبهت الذي كفر (1) " وأمرهم أن لا يعطوه شيئا فانطلق وانطلق أصحابه الذين
كانوا معه قد أعطوا الطعام غيره حتى إذا كان قريبا من أهله قال والله لئن دخلت على
أهلي وليس معي شئ ليهلكن بي وليموتن فانطلق إلى أعفر فملأ منه غراريته (2)
ثم إنطلق حتى دخل على أهله فقال لهم انظروا أن لا تمسوا من هاتين الغرارتين شيئا
ثم أمر امرأته أن تفلي رأسه فطفقت امرأته تفلي رأسه حتى رقد فقالت امرأته والله ما
عندي شئ أصنعه لإبراهيم ولقد قدم نصبا ولأسرقن من الغرارتين فلأصنعن حريرة
ففتحت الغرارتين فإذا هو أجود طعام ودقيق رئي قط فصنعت له حريرة فلما استيقظ
قربته إليه فقال لها من أين هذا قالت سرقته من الغرارة فضحك (3)
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا وأبو الأعز قراتكين بن الأسعد
التركي قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل البندار نا خالد بن يوسف السمتي (4) حدثني أبي
يوسف بن خالد نا موسى بن عقبة عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول (صلى الله عليه وسلم)
قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام قط إلا ثلاث مرات قوله في الهتهم " فعله كبيرهم " "

(1) سورة البقرة، الآية: 258.
(2) في البداية والنهاية 1 / 172.
(3) الخبر في مختصر ابن منظور 3 / 350 والبداية والنهاية 1 / 172.
(4) رسمها غير واضح، والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى السمت والهيئة.
178

هذا (1) " وحين دعوه إلى أن يحج إلى آلهتهم فقال " إني سقيم " وقوله أن سارة
أختي [1449]
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن بن فراس أنا أبو جعفر
الديبلي (4) نا أبو عبد الله (5) المخزومي نا سفيان عن ابن جدعان قال قال
رسول (صلى الله عليه وسلم) في كلمات إبراهيم خليل الرحمن الثلاث التي ما منها كلمة وهو
بما حل بها عن دين الله قال فنظر نظرة في النجوم فقال " إني سقيم " " قال بل فعله
كبيرهم هذا " وقال للملك حين أراد امرأته هي أختي وصله غيره عن ابن عيينة
أخبرناه أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه أنا إبراهيم بن
عبد الله أنا الحسين بن إسماعيل أنا أبو حاتم الرازي نا عثمان بن مطيع بن إبراهيم
نا سفيان بن عينة عن ابن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد رواه يعني عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قول إبراهيم " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين "
في (6) كذباته الثلاث " إني سقيم " وقوله " بل فعله كبيرهم هذا " وقوله إن سارة
أختي ما منها كلمة إلا ما حل بها عن دين الله [1450]
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزوري أنا أبو عمرو بن
حمدان
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا عبد الأعلى نا سفيان بن عيينة عن علي بن
زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يأتي الناس إبراهيم عليه السلام
فيقولون له اشفع لنا إلى ربك فيقول إني كذبت ثلاث كذبات فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما
فيها كذبة وقال ابن حمدان من كذبة إلا ما حل بها عن دين الله قوله فنظر نظرة في

(1) سورة الأنبياء، الآية: 63.
(2) سورة الصافات، الآية: 89.
(3) اسمه أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، أبو الحسن (عن الأنساب: الديبلي) وبالأصل " فراش ".
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى ديبل، بلدة من بلاد ساحل البحرين بلاد الهند قريبة من السند.
(5) في الأنساب: أبو عبيد الله. واسمه: سعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
(6) سورة الشعراء، الآية: 82.
179

في النجوم فقال " إني سقيم " وقوله " بل فعله كبيرهم هذا " وقوله لسارة إنها
أختي [1451]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ ح
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد
الجنزوري أنا أبو عمرو بن حمدان قالا أنا أبو يعلى نا مسلم زاد ابن
حمدان بن أبي مسلم الجرمي نا مخلد زاد ابن حمدان بن الحسين عن هشام
زاد ابن حمدان ابن حسان عن ابن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال
رسول (صلى الله عليه وسلم) لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات كلهن (1) في الله قوله " إني
سقيم " وقوله " بل فعله كبيرهم هذا " [* * * *]
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج إبراهيم يسير في أرض جبار من الجبابرة ومعه سارة وكانت
من أجمل النساء فبلغ ذلك الجبار إن في عملك رجلا معه امرأته ما رأى الراؤون أجمل
منها فأرسل إليه فأتاه فسأله من المرأة التي معك قال أختي قال فأبعث بها إلي
فبعث معه رسولا فأتاها فقال إن هذا الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي وأنت
أختي في الإسلام وسألني أن أرسلك إليه فاذهبي إليه فإن الله سيمنعه منك قال
فذهبت إليه مع رسوله ولما أدخلتها عليه وثب (3) إليها فحبس عنها فقال لها ادعي
إلهك (4) الذي تعبدين أن يطلقني لا أعود فيما تكرهين فدعت الله فأطلقه ففعل ذلك
ثلاثا ثم قال للذي جاء بها أخرجها عني فإنك لم تأتني بإنسية إنما جئتني بشيطانة
فأخدمها هاجر فرجعت إلى إبراهيم فاستوهبها منها فوهبتها له (5)
قال محمد فهي أمكم يا بني ماء السماء يعني العرب واللفظ لابن حمدان
ولم يسقه ابن المقرئ بتمامه ولم يقل في الله ولم يسم محمد بن سيرين [1452]

(1) في البداية والنهاية 1 / 174 كل ذلك في ذات الله.
(2) في المختصر: " امرأة " وفي البداية والنهاية: معه امرأة من أحسن الناس.
(3) بالأصل: " وبث " والمثبت عن المختصر.
(4) عن المختصر وبالأصل " إليك ".
(5) الحديث في مختصر ابن منظور 3 / 351 ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 173 - 175 من طرق، وانظر
ما لاحظناه فيه (1 / 174 حاشية 1).
180

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو أحمد محمد بن أحمد نا
عبد الله بن شيرويه (1) نا إسحاق بن راهويه نا جرير نا سليمان التيمي عن أبي
عثمان عن سلمان قال جوع لإبراهيم أسدان ثم أرسلا عليه فجعلا يلحسانه
ويسجدان له
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا أبو كريب نا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق حدثني أبو
الأحوص عن عبد الله قال خرج قوم إبراهيم إلى عيد لهم فمروا عليه فقالوا يا
إبراهيم ألا تخرج معنا فقال " أني سقيم " وقد كان قال قبل ذلك " تالله لأكيدن أصنامكم
بعد أن تولوا مدبرين (2) " فسمعه إنسان منهم فلما خرجوا إلى عيدهم انطلق إلى أهله
فأخذ طعاما ثم انطلقوا إلى آلهتهم فقربه إليهم " فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون
فراغ عليهم ضربا باليمين (3) " فكسرها " إلا كبيرا لهم " ثم ربط في يده الذي كسر به
الأصنام (4) فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت وإذا كبيرهم
في يده الفأس الذي كسر به الأصنام " فقالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه من الظالمين "
فقال الذين سمعوا إبراهيم بالأمس يقول " تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين " "
قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (5) " إلى قوله " مالكم لا تنطقون (6) "
فجاهرهم إبراهيم عند ذلك فقال " أتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم "
إلى قوله " إن كنتم فاعلين (7) " قال فجمعوا له الحطب ثم طرحوه وسطه ثم أشعلوا
النار عليه فقال الله " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم (8) " قال أبو إسحاق
فسمعت سليمان بن صرد يقول ما جاؤوا ينظرون إليه إذا النار لم تصبه شيئا قال أبو

(1) أثبت وضبطت عن تبصير المنتبه 1 / 90 وبالأصل " سيرويه ".
(2) سورة الأنبياء، الآية: 57.
(3) سورة الصافات، الآيات: 91 - 93.
(4) في الطبري: " حديدة " وفي الكامل لابن الأثير: " فأس " وفي البداية والنهاية: قدوم.
(5) سورة الأنبياء، الآيتان: 59 - 60.
(6) كذا بالأصل والآية من سورة الصافات، وهو سهو من الناسخ فالصواب القول: إلى قوله (إن كانوا
ينطقون) الآية 63 من سورة الأنبياء.
(7) سورة الأنبياء، من الآية: 66 إلى 68 وأولها: (قال: أفتعبدون...).
(8) سورة الأنبياء، الآية: 69.
181

لوط عند ذلك وهو عمه أنا صرفتها عنه فأرسل الله (1) عتقا منها فأحرقته فتركته
حممة
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن عمر أنا أبو نعيم
الحافظ نا أحمد بن السندي نا الحسن بن علوفة نا إسماعيل بن عيسى نا
إسحاق بن بشر قال قال مقاتل وسعيد إن أول من اتخذ المنجنيق نمروذ وذلك أن
إبليس جاءهم لما لم يستطيعوا أن يدنوا من النار قال أنا أدلكم فاخذ لهم المنجنيق (2)
وجئ بإبراهيم فخلعوا ثيابه وشدوا قماطه فوضع في المنجنيق فبكت السماوات
والأرض والجبال والشمس والقمر والعرش والكرسي والسحاب والريح والملائكة كل
يقول يا رب إبراهيم عبدك بالنار يحرق فأذن لنا في نصرته فقالت النار وبكت يا
رب سخرتني لبني آدم وعبدك يحرق بي فأوحى إليهم إن عبدي إياي عبد وفي حبي
أوذي إن دعاني أجبته وإن استنصركم انصروه فلما رمي استقبله جبريل بين
المنجنيق والنار فقال السلام عليك يا إبراهيم أنا جبريل ألك حاجة فقال أما إليك
فلا حاجة حاجتي إلى الله ربي فلما أن قذف سبقه إسرافيل فسلط النار على قماطه
وقال الله تعالى " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم (3) " فلو لم يخلط بالسلام
لكم (4) فيها بردا ودخل جبريل وأنبت الله حوله روضة خضراء وبسط له بساط مدر (5)
الجنة وأتي بقميص من حلل جنة عدن فألبس وأجري عليه الرزق غدوة وعشا
إسرافيل عن يمينه وجبريل عن يساره حتى رأى الملك الرؤيا ورأى الناس الرؤيا
فأكثروا القول فيه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعيد أنا أبو الحسن
أحمد بن إبراهيم بن فراس أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي نا أبو عبيد الله
المخزومي قال قال سفيان لما وضع إبراهيم في المنجنيق جاءه جبريل عليه السلام

(1) زيادة عن المختصر.
(2) في البداية والنهاية 1 / 169 صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له هزن (في الطبري وابن الأثير: هيزن) وكان
أول من صنع المجانيق، فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
(3) سورة الأنبياء، الآية: 69.
(4) المختصر: لكز، يقال: لكز الرجل: أصابه تشنج من البرد الشديد (اللسان: كزز).
(5) المختصر: " درنوك " وفي اللسان: الدرنوك والدرنيك: الطنفسة.
182

فقال له ألك حاجة قال أما إليك فلا ليس لي حاجة إلا إلي الله فأوحى الله إلى النار
لئن نلت من إبراهيم أكثر من حل وثاقه لأعذبنك عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل البلخي نا محمد بن الفضل
نا سعيد بن عامر عن معتمر بن سليمان قال قالت السماوات يا رب خليلك يلقى في
النار فيك قال قد أرى وإن استعانك فأغيثيه (1) فقال حسبي الله ونعم الوكيل قال
فمر به جبريل فقال يا إبراهيم ألك حاجة قال أما إليك فلا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن موسى المالكي نا جعفر بن محمد الصايغ نا عاصم بن علي
نا أبو هلال بن بكر بن عبد الله المزني قال لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار
ضجت عامة الخليفة إلى ربها فقالوا يا رب خليلك يلقى في النار ائذن لنا فنطفئ عنه
فقال عز وجل خليلي ليس لي خليل غيره في الأرض وأنا الله ليس له غيري فإن
استغاث بك فأغثه وإلا فدعه (3)
قال وجاء ملك القطر فقال خليلك يلقى في النار يا رب فائذن لي فاطفئ عنه
بقطرة واحدة فقال عز وجل هو خليلي ليس لي (4) في الأرض خليل غيره وأنا الله
ليس له إله غيري فإن استغاث بك فأغثه وإلا فدعه قال فلما أن ألقي في النار قال الله
تعالى " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " قال فبردت النار يومئذ على أهل
الشرق والغرب فلم ينضج بها كراع
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنا أبو صاعد يعلى بن
هبة الله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر العمري أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي
منصور قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن الأزهر أبو عبد الله البلخي أنا

(1) في المختصر: فإن استغاثك فأغيثيه.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت عن المختصر، والسياق.
(3) كذا وردت العبارة بالأصل للمفرد، وفي المختصر: فإن استعان بكم فأعينوه وإلا فدعوه.
(4) زيادة اقتضاها السياق عن المختصر.
183

محمد بن فضيل نا سعيد بن عامر عن معتمر بن سليمان قال قالت السماوات يا
رب خليلك يلقى في النار فيك قال قد أرى وإن استعانك (1) فأعينيه فقال حسبي
الله ونعم الوكيل قال فمر به جبريل فقال يا إبراهيم ألك حاجة فقال أما إليك فلا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
أنبأني أبو العباس بن يعقوب وقرأته بخطه فيما أجاز له محمد بن عبد الوهاب حدثني
علي بن غنام قال لي بشر بن الحارث لما رفع إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) ليلقى في النار عرض له
جبريل عليه السلام فقال يا إبراهيم هل لك من حاجة قال أما إليك فلا
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي نا إسحاق بن إبراهيم نا
إبراهيم بن الحكم حدثني أبي عن عكرمة قال إن الله عز وجل حيث قال " يا نار
كوني بردا وسلاما على إبراهيم " إن نار الدنيا كلها خمدت (2) لم ينتفع بها أحد من
أهلها فلما أخرج الله إبراهيم من النار زاد الله في حسنه وجماله سبعين ضعفا
قال عكرمة إن إبراهيم خليل الرحمن لما ألقي في النار قالت أمه لقد كان ابني
يقول إن له ربا يمنعه وأراه ملقى في النار فيما ينفعه وإني مطلعة على هذه النار أنظر
إلى ابني ما فعل قال عكرمة فعملت لها سلما ثم اطلعت على السلم حتى إذا هي
أشرفت أبصرت إبراهيم في وسط النار فنادته أمه يا إبراهيم فلما رآها قال لها يا أمه
ألا ترين ما صنع الله بي قالت يا بني (3) لولا أني أخاف النار لمشيت إليك فقال يا
أمه انزلي وتعالى فقالت يا بني ادع إلهك أن يجعل لي طريقا فدعا ربه فجعل لها طريقا
ثم نزلت فقالت إني أخاف فقال لا تخافي هل تجدين من حر النار شيئا قالت لا
فسارت إليه حتى إذا دنت منه ضمت إبراهيم عليه السلام إلى صدرها وجعلت تقبله
فقال لها يا أمه فارجعي مما أنت عليه فالتفتت لترجع فإذا بالنار على ممرها

(1) في المختصر: وإن استغاثك فأغيثيه.
(2) زيادة عن المختصر.
(3) في البداية والنهاية 1 / 169 نقلا عن ابن عساكر: يا بني إني أريد أن أجئ إليك فادع الله أن ينجيني من حر
النار حولك.
(4) في البداية والنهاية نقلا عن ابن عساكر: فلما إليه اعتنقته وقبلته ثم عادت.
(5) مطموسة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 3 / 354.
184

فقالت أسألك بحق إلهك إلا دعوت ربك أن يبعد النار من طريقي فدعا ربه فمرت
حتى إذا كانت على رأس الحائط وأرادت أن تنزل نادت يا إبراهيم ابني عليك السلام
فذهبت
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي وأبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالوا
أنا أبو الحسين بن أبي الحديد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنا جدي أبو
عبد الله الحسن أنا أبي أبو الحسن بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
عبد السلام بن أحمد نا أبو حصين نا محمد بن عبد الله الزاهد نا موسى بن إبراهيم نا
إبراهيم بن أبي يحيى المديني عن رجل عن الأصبغ (1) بن نباتة عن
علي بن أبي طالب قال كانت البغال تتناسل وكانت أسرع الدواب في نقل الحطب
لتحرق إبراهيم فدعا عليها فقطع الله أرحامها ونسلها وكانت الضفادع مساكنها
النفقان (2) فجعلت تطفئ النار عن إبراهيم فدعا لها فأنزلها الماء وكانت الأوزاع (3)
تنفخ عليه النار وكانت أحسن الدواب فلعنها فصارت ملعونة فمن قتل منها شيئا أجر
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4) نا إسماعيل أنا أيوب عن نافع أن امرأة دخلت
على عائشة فإذا رمح منصوب فقالت ما هذا الرمح فقالت نقتل به الأوزاع ثم
حدثت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا
الوزع فإنه جعل ينفخها عليه [1453]
اسم المرأة سائبة (5)
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا

(1) بالأصل " إصبع " بالعين المهملة، والمثبت عن ترجمته في تهذيب التهذيب، ونباتة بضم النون وتخفيف الباء
المفتوحة كما في المغني.
(2) جمع نفق.
(3) الأوزاع وهي حشرات يقال لكبيرها: سام أبرص.
(4) مسند أحمد 6 / 83 و 109.
(5) وهي مولاة للفاكه بن المغيرة، وفي البداية والنهاية " سماقة ".
185

محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا شيبان نا جرير نا نافع عن مولاة لفاكه بن
المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا فقالت يا أم المؤمنين ما
تصنعين بهذا الرمح فقالت نقتل به هذه الأوزاع فإن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أن إبراهيم
حين ألقي في النار لم يكن دابة في الأرض إلا تطفئ النار عنه غير الوزغ كان ينفخ عليه
فأمرنا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) بقتله [1454]
قال ونا جرير حدثني عبد الرحمن السراج أن اسمها سائبة (1)
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا أنا أبو سعد
محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن أبي علانة (2) أنا أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن المخلصي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن
عبد الله الدقاق قالا نا يحيى بن محمد نا أبو عبيد الله المخزومي سعيد بن
عبد الرحمن نا عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج قال وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية أن نافعا مولى عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم النار [1455]
قال وكانت عائشة تقتلهن
كتب ألي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين البيروتي
أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطبسي (3) أنا أبو بكر
عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم نا أبو محمد جعفر بن عنبسة بن عمرو بن يعقوب
اليشكري نا عمر بن حفص المكي نا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قيل
لابن عباس هذا وزغ (4) بعد أن عمي فقال ارشدوني إليه فارشدوه إليه فضربه ثم قال

(1) رسمها غير واضح بالأصل.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 962.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى طبس بلدة في برية وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان.
(4) وزغة بالتحريك سام أبرص سميت بها لخفتها وسرعة حركتها، ج وزغ وأوزاغ ووزغان (قاموس: وزغ).
186

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قتل وزغة كتبت له عشر حسنات ومحيت عنه عشر سيئات
ورفعت له عشر درجات فقيل له يا رسول الله ما له قال إنه أعان على إبراهيم حيث
أوقدت النار [1457]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي بن شجاع
أنا محمد بن إسحاق بن منده أنا محمد بن الحسين القطان نا علي بن الحسن بن أبي
عيسى نا أبو عاصم عن ابن جريج عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بقتل الأوزاغ [1457]
قال علي ونا عبيد الله بن موسى نا ابن جريج بإسناده أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بقتل
الأوزاغ وقال إنه كان ينفخ على إبراهيم النار [1458]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر
محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي (2) نا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب
الهمداني (3) نا محمد بن إدريس بن الحجاج الأنطاكي أنا إبراهيم بن أبي زيد ونا أبو
نعيم عن عباد بن كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
أما قوله " إني سقيم " فمطحون وأما قوله " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على
وجه أبي يأت بصيرا (4) " قال لما ألقي إبراهيم في النار أتاه جبريل عليه السلام ومعه
طنفسة (5) قال فرأى أبو إبراهيم بعد سبع ليال كأن إبراهيم قد خرج من الحائط قال
فأتى نمروذ الجبار قال فقال له ائذن لي في عظام إبراهيم أدفنها قال فركب نمروذ
الجبار ومعه أهل مملكته قال فأين الحائط فنقبه قال فخرج جبريل في وجوههم [* * * *]

(1) الحديث في البداية والنهاية. ورواه مسلم من حديث ابن جرج، وأخرجاه والنسائي وابن ماجة من حديث
سفيان بن عيينة كلاهما عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة به. وانظر الحاشية رقم 4 البداية 1 / 170.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 400.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 38 (25).
(4) سورة يوسف، الآية: 93.
(5) زيد في المختصر: من طنافس الجنة، وقميص من قمص الجنة، فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة،
وقعد يحدثه.
187

فولوا (1) هاربين قال فتلبلبوا عند ذلك قال فمن ذلك اليوم سميت الأرض بابل قال
وكانت الألسن كلها بالسريانية قال فتفرقوا فصارت اثنتينا ثنتين (2) وسبعين لغة فلم يعرف
الرجل كلام صاحبه
[1459] أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن
محمد بن أحمد الفقيه أنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي أنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل أنا أبو علي بن أحمد
السرخسي أنا أبو لبابة محمد بن المهتدي نا عمار يعني ابن الحسن نا شجاع بن
أبي نصر عن عباد بن كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إن نمروذ الجبار لما ألقي إبراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة
فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه فأوحى الله إلى النار كوني بردا
وسلاما على إبراهيم ولولا أنه قال وسلاما لأذاه البرد وقتله فرأى أبو إبراهيم بعد سبعة
أيام في المنام أن إبراهيم خرج من الحائط الذي أوقد عليه فيه فطلب فلم يقدر عليه فأتى
نمروذ فقال ائذن لي لأخرج عظام إبراهيم من الحائط فأدفنها انطلق نمروذ إلى الحائط
ومعه الناس فأمر بالحائط فنقب فإذا إبراهيم في روضة تهتز وثيابه تندى على طنفسه من
طنافس الجنة عليه قميص من قمص الجنة [1460]
فقال كعب ما أحرقت النار من إبراهيم غير وثاقه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي [* * * *]
وأخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان أنا أبو القاسم بن البسري [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد البكري قالوا أنا
أبو طاهر المخلصي [* * * *]
وأخبرنا أبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى وأبو القاسم
السمرقندي قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله بن الحسين قالا

(1) بالأصل: فوالوا.
(2) بالأصل: اثنين.
188

نا أبو القاسم البغوي نا عثمان بن أبي شيبة نا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين (1)
عن أبي الضحى (2) عن ابن عباس قال لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال
حسبي الله ونعم الوكيل وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل ذلك [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي أنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
بكر بن الحسن القاضي
قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن (3) عبد الجبار نا أبو
بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال لما ألقي إبراهيم
عليه السلام في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل قال وكذلك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) حين
قيل له (4) " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله
ونعم الوكيل " (5)
رواه موسى بن إسماعيل عن إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح بدمن
أبي الضحى
أخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي نا
الحسين بن إسماعيل المحاملي نا أبو حاتم الرازي نا موسى بن إسماعيل نا
إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان آخر قول إبراهيم
حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل
قال المحاملي كذا قال عن أبي صالح وخالفه سلام بن سليمان فرواه عن
إسرائيل مرفوعا

(1) هو عثمان بن عاصم بن حصين، أبو حصين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 / 412 وبهامشه ثبت بمصادر
ترجمته.
(2) اسمه مسلم بن صبيح القرشي الكوفي مولى آل سعيد بن العاص ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 / 71
وبهامشه ثبت بمصادر ترجمته.
(3) بالأصل " بن " خطأ. والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 55.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية 1 / 169.
(5) سورة آل عمران، الآية: 173.
189

أخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي
أنا محمد بن مخلد نا سليمان بن توبة نا سلام بن سليمان نا إسرائيل عن أبي
حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال آخر ما تكلم به إبراهيم
عليه السلام حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل [1461]
وقد روي عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ آخر
أخبرناه أبو علي بن السبط وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب وأم
البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا قالوا أنا محمد بن علي الدجاجي أنا أبو
الحسن علي بن عمر الحربي نا أبو العباس عبيد الله بن عبد الله الصيرفي ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري
أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن جعفر بن خشنام الدينوري نا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز قالوا
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ
أنا أبو يعلى الموصلي قالوا أنا أبو (1) هشام زاد الصيرفي الرفاعي إسحاق بن
سليمان زاد الصيرفي الرفاعي عن (2) أبي جعفر زاد الصيرفي والخزاز عن أبي
(3) صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما ألقي في النار قال اللهم
إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد عبدك [1462]
وقال الخزاز أعبدك (4)
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الربذي (5) أنا محمد بن أحمد بن محمد بن علان أنا
محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي أنا أبو جعفر محمد بن
جعفر بن محمد الأشجعي نا علي بن رباح بن منذر نا محمد بن فضيل نا

(1) زيادة عن البداية والنهاية 1 / 169.
(2) كرر بالأصل " إسحاق بن سليمان " وبعده زاد الصيرفي: والحق أن ابن بهدلة أبو يحيى " كذا والمثبت يوافق
عبارة البداية والنهاية 1 / 169.
(3) في البداية والنهاية: عن أبي جعفر الرازي عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح.
(4) وهي رواية البداية والنهاية.
(5) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الربذة وهي قرية من قرى المدينة على طريق الحجاز.
190

زكريا بن أبي زائدة عن عامر أن إبراهيم لما ألقي في النار قال حسبي الله ونعم
الوكيل
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي بتبريز أنا أبو الفضائل
محمد بن أحمد بن عمر الأصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ أنا أحمد بن الحسن بن
السندي (1) نا الحسن بن علوية (2) نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر عن
جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال رأت أم إبراهيم رؤيا كان إبراهيم جالسا
في تلك النار وحوله روضة خضراء فقالت في منامها لزوجها ألا ترى كيف أفلح الله
ابني إبراهيم ولم تضره النار قال فلما انتبهت أخبرت زوجها
قال ونا أبو نعيم نا الحسين بن محمد بن علي نا يحيى بن صاعد نا
يوسف بن موسى القطان نا مهران بن أبي عمر نا إسماعيل بن أبي خالد عن
المنهال بن (3) عمرو قال أخبرت أن إبراهيم لما ألقي في النار كان إبراهيم فيها ما
أدري إما خمسين وإما أربعين يوما قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب منها عيشا مني
إذ كنت فيها وددت أن عيشي كله مثل عيشي إذ كنت فيها (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة نا محمد بن العلاء نا جابر بن نوح عن إسماعيل بن أبي خالد عن
المنهال بن عمرو قال قال إبراهيم عليه السلام ما كنت في أيام أنعم مني حيث ألقيت
في النار
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا
الزبير بن بكار حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي قال لما رأى الناس أن

(1) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 541.
(2) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 559.
(3) بالأصل " عن " تحريف والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 / 184.
(4) الخبر في البداية والنهاية 1 / 169.
191

إبراهيم عليه السلام لا تحرقه النار قالوا ما هو إلا عرق الثرى وما (1) يذوقه إلا من لا
تضره النار (1) ولا تحرقه فسمي عرق الثرى
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت محمد بن جعفر بن مطر يقول سمعت أبا بكر محمد بن
عبد العزيز البردعي يقول سمعت أبا يعقوب النهرجوري (2) يقول التوكل على كمال
الحقيقة لإبراهيم عليه السلام في تلك الحال التي قال لجبريل عليه السلام أما إليك
فلا لأنه غابت نفسه بالله فلم ير مع الله غير الله فكان ذهابه بالله من الله إلى الله بلا
واسطه وهو من عليات (3) التوحيد وإظهار القدرة لنبيه (صلى الله عليه وسلم) أو لخليله إبراهيم عليه
السلام
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أبو عمر بن حيويه أنا
أحمد بن معروف نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (4) أنا
هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما هرب إبراهيم من
النار وخرج من كوثى (5) ولسانه يومئذ سرياني فلما عبر الفرات من حران غير الله
لسانه فقيل عبراني حيث عبر الفرات وبعث نمروذ في أثره وقال لا تدعوا أحدا
يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به فلقوا إبراهيم فتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته
أخبرنا أبو غالب بن البنا وأبو الأعز قراتكين (6) بن الأسعد قالا أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو الحسن بن لؤلؤة أنا محمد بن إسماعيل البندار نا خالد بن
يوسف السمتي حدثني أبي يوسف بن خالد نا موسى بن عقبة عن أبي حازم عن
أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال

(1) ما بين الرقمين غير واضح بالأصل، والمثبت يوافق عبارة تهذيب ابن عساكر.
(2) عن المختصر، وبالأصل " البهر جوزي " وهذه النسبة إلى نهر جور بضم الجيم وسكون الواو بين الأهواز
وميسان فيما أحسب قاله ياقوت.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المختصر.
(4) طبقات ابن سعد 1 / 46.
(5) في ابن سعد: لما هرب إبراهيم من كوثى وخرج من النار.
(6) بالأصل: " أبو الأغر فراتكين " وهو تحريف في اللفظتين، والصواب ما أثبت فيهما انظر سير أعلام النبلاء
19 / 558 وتذكرة الحفاظ 4 / 1275.
192

هاجر إبراهيم بسارة ودخل بها قرية فيها ملك جبار فقيل دخل إبراهيم الليلة بامرأة
هي أحسن الناس فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك قال أختي ثم رجع
إليها فقال لا تكذبيني حديثي فإني قد أخبرتهم أنك أختي فوالله إن على الأرض من
مؤمن ولا مؤمنة غيري وغيرك فأرسل أن أرسل بها (1) فقام إليها فقامت
تتوضأ وتصلي وتقول اللهم إن كنت تعلم أبي (2) آمنت بك وبرسلك وأحصنت
فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر قال (2) فغط حتى ركض برجليه فقالت اللهم إنه
إن يمت يقال هي قتلته قال (2) فأرسل قال فقال (2) في الثانية والثالثة فقال
والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانا ارجعوا بها إلى إبراهيم وأعطوها وليدة فرجعت إلى إبراهيم
فقالت أشعرت أن الله تعالى رد كيد الكافر (3) [1463]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو منصور بن شكرويه أنا إبراهيم بن
عبد الله بن محمد نا أبو عبد الله المحاملي نا يعقوب الدورقي نا إسماعيل
يعني ابن علية عن أبي رجاء قال قلت للحسن " وإذا ابتلى إبراهيم ربه
بكلمات (4) " قال فابتلاه بالكوكب فرضي عنه وابتلاه بالشمس فرضي عنه وابتلاه
بالنار فرضي عنه وابتلاه بابنه فرضي عنه وابتلاه بالهجرة وابتلاه بالختان
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي أنا محمد بن حماد
الظهراني أنا عبد الرزاق عن معمر عن من سمع الحسن " وإذ ابتلى إبراهيم ربه
بكلمات " قال ابتلاه الله تعالى بذبح ولده وبالنار وبالكوكب والشمس والقمر
قال وأنا عبد الرزاق قالا قال معمر وقال قتادة وقال ابن عباس ابتلاه
الله بالمناسك
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا أبو العباس هو الأصم نا أحمد بن الفضل الصايغ نا آدم نا أبو هلال الراسبي

(1) غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(2) زيادة اقتضاها السياق عن البداية والنهاية 1 / 174.
(3) الحديث في البداية والنهاية، رواه من عدة طرق (1 / 173 - 175).
(4) سورة البقرة، الآية: 124.
193

عن الحسن قال ابتلاه بالكوكب فوجده صابرا ثم ابتلاه بالقمر فوجده صابرا ثم ابتلاه
بالشمس فوجده صابرا ثم ابتلاه بالنار فوجده صابرا ثم ابتلاه بذبح ابنه فوجده صابرا
فأثنى عليه فأتمهن قال يقول فعلهن
أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن علي
النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة نا سفيان بن وكيع نا
عبد الأعلى عن داود عن عكرمة " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن (1) " قال
قال ابن عباس لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم ابتلاه الله بكلماته فأتمهن
فأداهن " قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي
الظالمين " (1)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا عبد الله بن
عبيد الله بن يحيى نا أبو عبد الله المحاملي نا مسلم بن جنادة نا ابن إدريس قال
سمعت ابن أبي خالد يذكر عن أبي صالح مولى أم هاني في قوله عز وجل " وإذ ابتلى
إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " قال منهن " إني جاعلك للناس إماما " ومنهن آيات
النسك " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت (2) "
أخبرنا أبو علي بن أبي سعد المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبي أنا أبو
الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس (3) أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي نا أبو
عبيد الله (4) المخزومي نا سفيان عن يونس بن أبي إسحاق قال سمعت مجاهدا
وسأله أبي يا أبا الحجاج ما قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال فيهن الختان
يا أبا إسحاق " " "

(1) سورة البقرة، الآية: 124.
قال ابن كثير: ولما وفي ما أمره به ربه من التكاليف العظيمة جعله للناس إماما يقتدون به ويأتمون بهديه
وسأل الله أن تكون هذه الإمامة متصلة بسببه وباقية في نسبه وخالدة في عقبه فأجيب إلى ما سأل ورام.
وسلمت إليه الإمامة بزمام واستثني من نيلها الظالمون، واختص بها من ذريته العلماء العاملون (البداية
والنهاية 1 / 191).
(2) سورة البقرة، الآية: 127.
(3) بالأصل " فراش " والصواب ما أثبت، تقدم قريبا وانظر الأنساب " الديبلي ".
(4) بالأصل " عبد الله " خطأ، وقد تقدم قريبا وانظر الأنساب: " الديبلي ".
194

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي ثم حدثني أبو المحاسن
عبد الرزاق (1) بن محمد الطبسي عنه أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري
نا أبو العباس الأصم نا محمد بن عبيد الله المنادي نا يونس بن محمد نا شيبان
عن قتادة في قوله عز وجل " إني جاعلك للناس إماما " وقوله " وإذا ابتلى إبراهيم ربه
بكلمات فأتمهن " قال فعمل بهن قال وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول المناسك
وكان الحسن يقول ابتلاه بأمر (2) فصبر عليه ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر فأحسن
في ذلك وعرف أن ربه دائم لا يزول فوجه وجهه للذي فطر السماوات والأرض
حنيفا وما كان من المشركين ابتلاه بالهجرة فخرج عن قومه وبلاده حتى لحق بالشام
مهاجرا إلى الله ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك وابتلاه الله بذبح ابنه
والختان فصبر على ذلك كله
قال ونا شيبان عن قتادة في قوله عز وجل " إني جاعلك للناس إماما " قال
ومن ذريتي " قال لا ينال عهدي الظالمين " قال هذا عبد الله يوم القيامة لا ينال عهده
ظالما فأما في الدنيا فقد نالوا عهده فوارثوا به المسلمين وعازوهم (3) وناكحوهم فلما
كان يوم القيامة قضى الله عهده وكرامته على أوليائه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن
محمد بن البدن (4) قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو
القاسم البغوي نا الوليد بن شجاع نا محمد بن شعيب
عن سعيد عن قتادة " إني جاعلك للناس إماما " قال نقتدي بهداك وسنتك
أخبرنا أبو عبد الله (5) الخلال أنا إبراهيم بن منصور الخباز أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى نا سعيد بن عبد الجبار نا المغيرة يعني بن عبد الرحمن
الحزامي نا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختتن

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن الأنساب (الطبسي).
(2) كذا رسمت بالأصل، وفي المختصر: بما مر.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المختصر.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 60 (36).
(5) بالأصل " أبو عبد " وما أثبت هو الصواب، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 620.
195

إبراهيم بعد ما مرت عليه ثمانون سنة اختتن بالقدوم [1464]
قاله أبو العباس
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو بكر الجوزقي أنا
أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي نا محمد بن مشكان نا شبابة بن سوار
نا ورقاء بن عمر نا أبو الزناد نا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختتن إبراهيم بعدما مرت عليه ثمانون سنة اختتن بالقدوم [1465]
قال أبو العباس قال ابن مشكان سمعت عبد الرزاق يقول القدوم اسم
القرية (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري نا أبو الحسن
علي بن عمر بن محمد بن القزويني إملاء نا علي بن عمرو بن سهل السملي
الحريري نا ابن جوصا نا سعيد بن أبي زيدون نا الفريابي نا ابن ثوبان حدثني
عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله
عليه وسلم) قال اختتن إبراهيم عليه السلام بعد أن مرت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم [1466]
رواه الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان فلم يرفعه
أخبرناه أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان
أنا أبو الحسين السمناني (2) نا محمد بن الوزير نا الوليد بن مسلم نا ابن ثوبان
عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة قال اختتن إبراهيم عليه السلام
بالقدوم
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو حامد أحمد بن
الحسن بن أحمد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا أبو العباس السراج نا

(1) القدوم قال الزمخشري بألف ولام وتشديد الدال هي الفأس العظيمة، وبلا ألف ولام غير مصروف فهو اسم
البلد، وهي قرية بالشام ختن بها إبراهيم الخليل (معجم البلدان).
(2) بكسر السين وفتح الميم والنون هذه النسبة إلى سمنان بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري.
منها أبو الحسين السمناني المذكور، واسمه: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله السمناني
(الأنساب).
196

عبيد الله بن سعيد نا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال سمعت أبي يحدث عن
أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة واختتن بالقدوم قلت
ليحيى ما القدوم قال الفأس [1467]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد نا العباس بن أحمد بن محمد البرتي (1) نا
الحسن يعني ابن داود المنكدري نا بكر يعني ابن سليمان الصواف بن أبي عجلان
عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اختتن إبراهيم على رأس ثمانين سنة
واختتن بالقدوم [1468]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا زهير نا يحيى عن ابن عجلان قال
سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اختتن إبراهيم بالقدوم واختتن
بعد ثمانين سنة [1469]
قال ونا زهير نا عبد الله بن يزيد نا موسى بن علي عن أبيه قال أمر
إبراهيم فاختتن بقدوم فاشتد عليه فأوحى الله تعالى إليه عجلت قبل أن نأمرك بآلته
قال يا رب كرهت أن أؤخر أمرك
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا وهب بن بقية نا خالد بن محمد بن عمر عن أبي
سلمة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اختتن إبراهيم على رأس ثمانين سنة
واختتن بالقدوم [1470 *]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ نا أبو بكر محمد بن إسماعيل نا خالد بن يوسف السمتي حدثني أبي يوسف بن
خالد نا موسى بن عقبة عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اختتن

(1) بكسر الباء وسكون الراء هذه النسبة إلى برت، مدينة بنواحي بغداد.
197

إبراهيم عليه السلام بعد أن مرت عليه ثمانون سنة بالقدوم [1471]
أخبرنا أبو محمد السيدي (1) أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان
أنا أبو الحسن السمناني يعني عبد الله بن محمد نا محمد بن محمد بن سليمان نا
الوليد بن مسلم نا أبو عمرو يعني الأوزاعي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري نا علي بن عمر بن محمد
القزويني إملاء سنة ست وثلاثين نا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري نا
أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا بدمشق نا محمد بن الوزير بن الحكم
الدمشقي نا الوليد بن مسلم أخبرني الأوزاعي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا أبو الحسين محمد بن أبي
عبد الرحمن بن أبي نصر أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي أنا أبو العباس
السراج نا أبو همام السكوني نا علي بن مسهر جميعا عن يحيى بن سعيد عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختتن إبراهيم وهو ابن
عشرين ومائة سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانون سنة [1472]
رفعه علي بن مسهر وقد خالف علي بن مسهر عكرمة بن إبراهيم وجعفر بن
عون فروياه موقوفا
فأما حديث عكرمة
فأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو المواهب أحمد بن محمد بن
عبد الملك الوراق قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ
نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا شيبان نا عكرمة بن إبراهيم نا يحيى بن
سعيد عن سعيد بن المسيب قال سمعت أبا هريرة يقول اختتن إبراهيم عليه السلام
بقدوم وهو ابن مائة وعشرين سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة
وأما حديث جعفر بن عون
198

فأخبرناه أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن مهرابزد (1) النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة نا أبو الحسين
الرهاوي نا جعفر بن عون نا يحيى بن سعيد نا سعيد بن (2) المسيب عن أبي
هريرة قال أول من اختتن إبراهيم خليل الرحمن اختتن وهو ابن عشرين ومائة سنة
ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة
قال سعيد كان إبراهيم أول من اختتن وأول من رأى الشيب فقال يا رب ما
هذا الشيب قال الوقار قال رب زدني وقارا وكان أول من أضاف (3) الضيف وأول
من جز (4) شاربه وأول من قصر أظفاره وأول من استجد
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني أنا أبو محمد بن أبي بكر
القطان نا أبو الحسن علي بن محمد بن زيد الكوفي ببغداذ نا أبو محمد الحسن بن
علي بن عفان العامري نا جعفر بن عون العمري أنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال اختتن إبراهيم خليل الله وهو ابن عشرين ومائة سنة
بالقدوم ثم عاش بعد ذلك ثمانين
قال سعيد وكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من اختتن وأول من رأى
الشيب قال فقال يا رب ما هذا قال فقيل له وقار قال رب زدني وقارا وأول
من أضاف الضيف وأول من قص أظافيره وأول من جز شاربه وأول من استحد
ورواه مالك ولم يرفعه ولم يذكر أبا هريرة في إسناده وكذلك روي عن
عكرمة بن إبراهيم
فأما حديث مالك
فأخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا
إبراهيم بن عبد الصمد أنا أبو مصعب الزهري نا مالك (5) عن يحيى بن سعيد أنه

(1) رسمها غير واضح بالأصل، أثبت وضبطت عن بغية الوعاة.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدركت عن الرواية السابقة. والبداية والنهاية 1 / 201 - 202.
(3) في موطأ مالك ح 1667 ص 510: أول الناس ضيف الضيف.
(4) البداية والنهاية 1 / 202 قص شاربه.
(5) موطأ مالك باب ما جاء في السنة في الفطرة ح 1667 ص 510.
199

سمع سعيد بن المسيب يقول كان إبراهيم أول من (1) أضاف الضيف وأول الناس
اختتن وأول الناس قص شاربه (2) وأول الناس رأى الشيب فقال يا رب ما هذا فقال الله تبارك وتعالى وقارا (3) يا إبراهيم فقال رب زدني وقارا
وأما ما روى عن عكرمة فأخبرناه
أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك
قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن مظفر أنا محمد بن محمد الباغندي
نا شيبان نا عكرمة بن إبراهيم نا يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب
يقول كان إبراهيم عليه السلام أول الناس اختتن وأول الناس قص شاربه واستحد
وقلم أظافيره وأول الناس رأى إضافة الضيف وأول الناس رأى الشيب قال يا رب ما
هذا قال وقار فقال يا رب زدني وقارا وأول الناس أضاف الضيف
كذا أخبرنا به في موضعين والله أعلم
وروي عن ابن المسيب مرفوعا بلفظ آخر من وجه آخر
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري أنا محمد بن
عبد الواحد بن محمد بن جعفر أبو الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن نا
محمد بن شاذان نا أبو علي الحسن بن خير بن جويزة بن يعيش بن الموفق بن أبي (4)
عن النعمان الطائي الحمصي بحمص نا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي
النعاس نا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري (5) نا الحكم بن عبد الله بن خطاف
حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله
عليه وسلم) قال ربط إبراهيم عليه السلام غزلته وجمعها إليه فحد قدومه وضرب قدومه بعود معه فندرت بين يديه بلا
ألم ولا دم [1473]

(1) عند مالك: أول الناس ضيف الضيف.
(2) عند مالك: الشارب.
(3) عند مالك: وقار.
(4) كذا بالأصل: " خير بن جويزة بن يعيش بن الموفق بن أبي " ولم أعثر عليه.
(5) بالأصل " الجبابري " خطأ والصواب ما أثبت: الخبائري وهذه النسبة إلى الخبائر بطن من الكلاع (الأنساب:
وذكره في ترجمة قصيرة).
200

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو محمد
الحسن بن إسماعيل أنا أبو بكر أحمد بن مروان نا عباس الدوري نا يحيى بن أبي
بكير نا الحس بن صالح عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال كان
النبي (صلى الله عليه وسلم) يقص شاربه وكان أبوكم إبراهيم يقص شاربه من قبله [1474]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبيد الله نا أبو
عبد الرحمن المقرئ نا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول إن إبراهيم
خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة فعجل فاختتن بقدوم فاشتد عليه
الوجع فدعا ربه فأوحى الله إليه أنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة قال يا رب كرهت
أن أؤخر أمرك
قال وختن إسماعيل عليه السلام وهو ابن ثلاث عشرة سنة وختن إسحاق وهو
ابن سبعة أيام
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن
الحسين أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي
أنا أبو العباس السراج أنا محمد بن عثمان بن كرامة العجلي نا أبو أسامة حدثني
محمد بن عمرو نا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
كان أول من ضيف الضيف إبراهيم وهو أول من اختتن على رأس ثمانين سنة واختتن
بالقدوم [1475]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن علي بن
يحيى بن جعفر بن عبدكويه أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري
المعروف باللكي (1) بالبصرة نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط
أبو جعفر الأشجعي بمصر نا أبي إسحاق حدثني أبي إبراهيم عن جده نبيط بن
شريط عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أول من أضاف الضيف إبراهيم وأول من لبس السراويل

(1) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى اللك بلدة من بلاد برقة ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس الغرب.
(2) بالأصل " عن " وهو خطأ والصاب ما أثبت انظر ميزان الاعتدال 1 / 82 ترجمته.
(3) بالأصل " عن " خطأ، الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
201

إبراهيم وأول من اختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن مائة وعشرين سنة [1476]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا تمام بن
محمد أنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة القرشي نا أبو قصي نا أبي عن علي
هو ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنزلت الصحف على إبراهيم في ليلتين من شهر رمضان وأنزل الزبور على داود
في ست من رمضان وأنزلت التوراة على موسى لثمان عشرة من رمضان وأنزل القرآن
على محمد (صلى الله عليه وسلم) لأربع وعشرين من رمضان [1477]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب إملاء أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه (1) البزاز نا محمد بن العباس بن نجيح نا أبو
مسلم الكجي نا عبد الله بن رجاء أنا عمران عن قتادة عن أبي المليح عن
واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان وأنزلت التوراة لست مضت من
شهر رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان وأنزل الزبور لثماني
عشرة خلت من شهر رمضان وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من شهر
رمضان [1478]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة السلمي
وطاهر بن سهل الإسفرايني قالوا أنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان نا أبو
الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي نا علي بن أحمد نا سلمة بن شبيب نا
عبد الرزاق عن همام نا معمر عن الزهري في قوله عز وجل " إني أرى في المنام
أني أذبحك (4) " قال أخبرني القاسم بن محمد قال اجتمع أبو هريرة وكعب فجعل أبو

(1) إعجامها غير واضح، والصواب بتقديم الراء على الزاي انظر تاريخ بغداد 2 / 118.
15 / 514.
(2) نجيح بفتح النون، انظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 513 وتاريخ بغداد 2 / 118.
(3) قيل اسمه عامر (وقيل زيد) بن أسامة بن عمير، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، وسير أعلام النبلاء.
5 / 94 (33).
(4) سورة الصافات، الآية 102.
202

هريرة يحدث كعبا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وجعل كعب (1) يحدث أبا (2) هريرة عن الكتب فقال
أبو هريرة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن لكل نبي دعوة مستجابة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي
يوم القيامة [1479]
فقال له كعب أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال كعب فداك
أبي وأمي وفداه أبي وأمي أفلا أخبرك عن إبراهيم أنه لما أري ذبح ابنه إسحاق صلى
الله عليهما وسلم قال الشيطان إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا فخرج إبراهيم
بابنه يذبحه فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال أين يذهب إبراهيم بابنه قالت
غدا به لبعض حاجاته قال فإنه لم يغد به لحاجته إنما يغد به ليذبحه قالت ولم
يذبحه قال يزعم أنه ربه عز وجل أمره بذلك قالت فقد أحسن أن يطيع ربه فخرج
الشيطان في أثرهما فقال للغلام أين يذهب بك أبوك قال لبعض حاجاته قال فإنه
لا يذهب لحاجته ولكنه يذهب بك ليذبحك قال فلم يذبحني قال يزعم أنه ربه عز
وجل أمره بذلك قال فوالله إن كان الله أمره بذلك ليفعلن قال فيئس منه
وتركه ولحق إبراهيم عليه السلام فقال أين غدوت به لتذبحه قال ولم أذبحه قال تزعم أن ربك أمرك بذلك قال
لحاجة انما غدوت به لتذبحه
فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن وتركه ويئس أن يطاع " فلما أسلما وتله للجبين
وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين " قال وأومأ إلى
إسحاق أن أدع فإن لك دعوة مستجابة قال فقال إسحاق اللهم إني أدعوك أن
تستجيب لي أيما عبد من الأولين والآخرين لقيك لا يشرك بك أحدا أن تدخله
الجنة
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الأصفهاني أنا أبو طاهر أحمد بن محمود
الثقفي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن
قتيبة العسقلاني نا حرملة بن يحيى التجيبي أنا عبد الله بن وهب نا يونس بن يزيد

(1) بالأصل: " كعبا " خطأ.
(2) بالأصل " أبو " خطأ.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(4) سورة الصافات، الآيات: 103 - 105.
(5) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل والمثبت عن المختصر لابن منظور 3 / 359.
203

عن ابن شهاب أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن حارثة الثقفي أخبره أن أبا هريرة
قال لكعب الأحبار إن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال لكل نبي دعوة يدعو بها وأنا أريد إن شاء الله أن
أخبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة [1480]
قال كعب لأبي هريرة أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال كعب
لأبي هريرة بأبي وأمي ألا أخبرك عن إسحاق بن إبراهيم النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أبو هريرة
بلى قال كعب لما أري إبراهيم النبي (صلى الله عليه وسلم) ذبح إسحاق قال الشيطان والله لئن لم
أفتن عند هذه آل إبراهيم لا أفتن منهم أحدا أبدا فتمثل الشيطان لهم رجلا يعرفونه
فأقبل حتى إذا خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة امرأة إبراهيم فقال لها أين
أصبح إبراهيم غاديا بإسحاق قالت سارة غدا به لبعض حاجته قال الشيطان لا والله
ما لذلك غدا به قالت سارة فلم غدا به قال غدا به ليذبحه قالت سارة وليس
في (3) ذلك شئ لم يكن ليذبح ابنه قال الشيطان بلى والله قالت سارة فلم
يذبحه قال يزعم أن ربه عز وجل أمره بذلك قالت سارة فقد أحسن (4) أن يطيع ربه
إن كان أمره بذلك فخرج الشيطان من عند سارة حتى أدرك إسحاق وهو يمشي من عند
أبيه على أثره (5) قال له أين أصبح أبو ك غاديا بك قال غاديا بي لبعض حاجته قال
الشيطان لا والله ما غدا بك لبعض حاجته ولكنه غدا بك ليذبحك قال إسحاق ما
كان أبي (6) ليذبحني قال بلى قال لم قال زعم أن ربه أمره بذلك قال
إسحاق فوالله لئن أمره بذلك ليطيعنه فتركه الشيطان وأسرع إلى إبراهيم فقال أين
أصبحت غاديا بابنك قال غدوت به (6) لبعض حاجتي قال أما والله ما غدوت به
إلا لتذبحه قال لم أذبحه قال زعمت أن ربك أمرك بذلك قال فوالله لئن كان
أمرني به ربي لأفعلن قال فلما أخذ إبراهيم إسحاق ليذبحه وسلم إسحاق أعفاه الله
وفداه بذبح عظيم قال إبراهيم لإسحاق قم (6) أي بني فإن الله قد أعفاك وأوحى الله

(1) في الطبري 1 / 265 جارية.
(2) عن الطبري وبالأصل: رأي.
(3) الطبري: ليس من ذلك شئ.
(4) الطبري: فهذا حسن بأن.
(5) الطبري: وهو يمشي على أثر أبيه.
(6) الزيادة عن الطبري.
204

إلى إسحاق إني أعطيتك دعوة استجيب لك فيها قال إسحاق اللهم فإني أدعوك أن
تستجيب لي أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة
وقد ذهب جماعة إلى أن الذي أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبحه إسماعيل
وسياق القرآن يدل عليه ويدل عليه قول النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا ابن الذبيحين [1481]
وليس هذا موضع ذكر الخلاف فيه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو جعفر بن أبي شيبة نا أبي عثمان بن أبي شيبة
نا محمد بن (2) عن ضرار عن شيخ من أهل المسجد قال بشر إبراهيم بعد
سبع عشرة ومائة سنة يعني بالولد
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
زكريا يحيى بن محمد العنبري نا محمد بن عبد السلام نا إسحاق بن إبراهيم أنا
جرير عن قابوس يعني ابن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال لما فرغ إبراهيم
من بناء البيت قال رب قد فرغت فقال أذن في الناس بالحج قال رب وما يبلغ
صوتي قال أذن وعلي البلاغ قال رب كيف أقول قال يا أيها الناس كتب عليكم
الحج حج البيت العتيق فسمعه من بين السماء والأرض ألا ترى أنه يجيبون من
أقصى الأرض يلبون (4)
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن هو ابن الحسن القاضي نا

(1) جاء في تفسير القرطبي 15 / 99 واختلف العلماء في المأمور بذبحه، فقال أكثرهم: الذبيح إسحاق، وممن
قال بذلك: العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله بن عباس، ابن مسعود، حماد بن زيد، جابر بن
عبد الله، عبد الله بن عمر، عمر بن الخطاب (هؤلاء من الصحابة) ومن التابعين وغيرهم: علقمة،
الشعبي، مجاهد، سعيد بن جبير، وكعب الأحبار، وقتادة، ومسروق، وعكرمة، وعطاء، ومقاتل،
والسدي، والزهري، ومالك بن أنس.
وقال الزجاج الله أعلم أيهما الذبيح، وهذا مذهب ثالث.
وأما المذهب الثاني فهم من قال: إنه إسماعيل.
(2) غير واضحة بالأصل ولم أصل إليها.
(3) في الطبري: ما.
(4) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 260.
205

إبراهيم بن الحسين نا آدم نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس في قوله " وأذن في الناس بالحج (1) " قال لما أمر الله عز وجل إبراهيم أن
يؤذن في الناس بالحج قال يا أيها الناس إن ربكم اتخذ بيتا وأمركم أن تحجوه فاستجاب
له ما سمعه من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شئ فقالوا لبيك اللهم لبيك (2)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يونس نا حماد عن عطاء بن السائب عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس أن جبريل عليه السلام ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة
فعمد له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى به الجمرة الجمرة القصوى فعرض له
الشيطان فرماه
فرماه بسبع حصيات فساخ فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق قال لأبيه يا أبه أوثقني
لا أضطرب فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه
نودي من خلفه " أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا (3) "
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبو زرعة نا عبد الله بن
صالح عن علي بن أبي طلحة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله تبارك وتعالى حين أوحى إلى إبراهيم أن أذن في الناس بالحج فقام على
الحجر فمنهم من قال ارتفع حتى بلغ الهواء فقال يا أيها الناس إن الله يأمركم
بالحج فأجابه من كان مخلوقا في الأرض يومئذ ومن كان في أرحام النساء ومن كان
في أصلاب الرجال ومن كان في البحور فقالوا لبيك اللهم لبيك فمن لبى اليوم
فهو ممن لبى يومئذ وممن أجاب يومئذ [1482]
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الوتدي أنا أبو الفرج محمد بن
أحمد بن علان بن الخازن أنا محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي نا علي بن

(1) سورة الحج، الآية: 27.
(2) الخبر في تفسير الطبري 17 / 106 وفي تاريخه 1 / 260.
(3) سورة الصافات، الآيتان: 104 - 105.
(4) في المختصر: فمن أبي اليوم فهو ممن أبي يومئذ.
206

محمد بن هارون الحميري نا هارون بن إسحاق عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد قال لما أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام
فقال يا عباد الله أجيبوا ربكم فقالوا لبيك الله ربنا اللهم لبيك فمن حج من الخلق
فهو ممن أجاب دعوة إبراهيم عليه السلام
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن
إبراهيم الديبلي نا أبو عبيد الله المخزومي نا سفيان عن ابن
أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا (1) " قال
لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج فأمر فقال يا عباد الله أجيبوا الله فقالوا لبيك
ربنا لبيك فمن حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلصي أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أحمد بن عبد الجبار العطاري نا
يونس بن بكير عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن مجاهد قيل لإبراهيم أذن
في الناس بالحج قال يا رب كيف أقول قال قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم فصعد
الجبل فنادى أيها الناس أجيبوا ربكم فأجابوه فقالوا لبيك اللهم لبيك وكان هذا
أول التلبية (2)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي نا
عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري نا بكار بن قتيبة نا مؤمل بن إسماعيل نا
سفيان نا سلمة بن كهيل عن مجاهد قال لما أمر إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في
الناس بالحج قام على المقام فتطاول المقام حتى كان يطول الجبل ثم قال إبراهيم يا
أيها الناس أجيبوا ربكم فأجابوه من تحت البحار السابعة لبيك أجبنا لبيك أطعنا
فمن حج إلى يوم القيامة فهو ممن استجاب له
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن
عبد الله المقرئ قالا أنا أبو الحسين بن النقور

(1) سورة الحج، الآية: 27.
(2) الطبري 1 / 261.
207

أخبرتنا أم الفتح أمة السلام ابنة القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن
شجرة قالت نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي البندار نا محمد بن يحيى أبو
بكر القطيعي نا عبد الأعلى نا سعيد قال نتاونا (1) عن عكرمة بن خالد أن
إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) قال يا أيها الناس إن لله بيتا فحجوه فأسمع من بين الخافقين أو
المشرقين فأقبل الناس لبيك اللهم لبيك
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو
الحسن المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن كثير نا سفيان
حدثني ابن أبي ليلى عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قال لما (3)
أفاض جبريل عليه السلام بإبراهيم (صلى الله عليه وسلم) إلى منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب
والعشاء والصبح ثم غدا من منى إلى عرفات فصلى بها الصلاتين ثم وقف حتى
غابت الشمس ثم أتى به (4) المزدلفة فنزل بها فبات ثم صلى بها يعني الصبح
كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين (5) ثم دفع إلى منى فرمى وذبح وحلق ثم أوحى
الله عز وجل إلى محمد " أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " قال وأنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا تمتام نا أبو حذيفة نا
سفيان عن ابن أبي ليلى عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قال أفاض جبريل
بإبراهيم فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ثم غدا به من منى إلى
عرفة فصلى به الصلاتين الظهر والعصر ثم وقف به حتى غابت الشمس ثم دفع به حتى
أتى المزدلفة فنزل به فبات فصلى الصبح كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين ثم وقف
به كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين ثم دفع به إلى منى فرمى ثم ذبح فأوحى الله عز
وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من
المشركين " (6)

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) سنن الكبرى: قال: قال أفاض.
(3) في السنن الكبرى: قال: قال أفاض.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 3 / 361 وسنن البيهقي الكبرى.
(5) بعدها في سنن البيهقي ثم وقف به كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين.
(6) سورة النحل، الآية: 123.
208

قال البيهقي هذا هو المحفوظ موقوف
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الطيب محمد بن علي الزاهد نا
سهل بن عمار نا عبيد الله بن موسى نا ابن أبي ليلى [* * * *]
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن
عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن أبي ليلى وابن أبي أنيسة عن عبد الله بن أبي
ملكية عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نزل جبريل على
إبراهيم عليه الصلاة والسلام فراح به وذكر الحديث نحوه وزاد ثم أفاض حتى أتى به
الجمرة فرماها ثم ذبح وحلق ثم أتى به البيت فطاف به [1483]
قال ابن أبي ليلى ثم رجع به إلى منى فأقام به تلك الأيام ثم أوحى الله إلى
محمد (صلى الله عليه وسلم) " أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا " لم يذكر أبو الطيب رجوعه إلى منى (1)
قال وأنا أبو بكر البيهقي (2) قال وأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنا
عبد الله بن جعفر نا يونس بحبيب نا أبو داود نا حماد بن سلمة عن أبي عاصم
الغنوي عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد سعى
بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة قال صدقوا إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أري
المناسك عرض له شيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم انطلق به إلى
جبريل عليه السلام حتى أتى به منى فقال له (3) مناخ الناس ثم انتهى إلى جمرة
العقبة فعرض له يعني الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم أتى به جمعا فقال هذا المشعر الحرام ثم أتى به عرفة
فقال هذه عرفة
قال ابن عباس أتدري لم سميت عرفة قال لا قال لأن جبريل عليه السلام
قال له أعرفت قال ابن عباس أتدري كيف كانت التلبية قلت وكيف كانت التلبية
قال إن إبراهيم عليه السلام لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج أمرت الجبال فخفضت
رؤوسها ورفعت له القرى فأذن في الناس بالحج

(1) الحديث في تاريخ الطبري 1 / 262.
(2) السنن الكبرى - كتاب الحج 5 / 153 - 154.
(3) الزيادة هنا وفي بقية مواضع الخبر عن سنن البيهقي.
209

قال (1) وأنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن مطر أنا محمد بن يحيى بن
الحسين العمي نا ابن عائشة نا حماد وهو ابن سلمة نا أبو عاصم الغنوي فذكر
الحديث بنحوه إلا أنه قال طاف بين الصفا والمروة على بعير وزاد عند قوله ثم
عرض له شيطان عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم تله للجبين
وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال يا أبه إنه ليس لي (2) ثوب تكفنني فيه
فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه " أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي
المحسنين " قال فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أقرن أعين أبيض فذبحه
قال ابن عباس فلقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش
فلما ذهب به جبريل عليه السلام إلى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه
بسبع حصيات ثم ذهب ثم ذكرنا باقي الحديث مثله
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا زهير نا إسماعيل بن
أيوب عن ابن أبي مليكة أن رجلا من قريش قال لعبد الله بن عمرو إني مضعف
الأهل (3) والحمولة وإنما حمولتنا هذه الحمر الدبابة ألا أفيض من جمع بليل قال أما
إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) فإنه بات بمنى حتى إذا أصبح فطلع حاجب الشمس سار إلى عرفة حتى نزل
منزلا منها ثم راح ثم وقف موقفه منها حتى إذا غابت الشمس أفاض حتى أتى جمعا
فنزل منزله منه حتى بات به حتى إذا كان صلاة الصبح المعجلة وقف حتى إذا كان
الصبح المسفر أفاض فتلك ملة أبيكم إبراهيم وقد أمر نبيكم أن يتبعه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلصي (4) أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري نا
زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي نا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن

(1) سنن البيهقي 5 / 154.
(2) في السنن: " بي " وعلى هامشها عن نسخة: " لي " كالأصل.
(3) سقطت من الأصل وأضيفت بخط أصغر بين السطرين.
(4) كذا، وقد مر كثيرا " المخلص "، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن، أبو طاهر
(المخلص البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 478.
210

مجاهد أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حجا ماشيين
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن
فراس (1) أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي نا أبو عبيد الله سعيد بن
عبد الرحمن المخزومي (2)
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو سعد المفضل بن محمد الجندي نا ابن المقرئ يعني محمد بن
عبد الله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد الزينبي أنا أبو الحسن بن
رزقويه (3) أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي نا علي بن
حارث قالوا نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال
حج إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وفي حديث ابن المقرئ أن إبراهيم
وإسماعيل حجا ماشيين وقال ابن حرب وهما ماشيان
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو طاهر الزيادي (4) أنا أبو
عثمان البصري نا محمد بن عبد الوهاب أنا يعلى بن عبيد نا سفيان عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حجا ماشيين
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) نا حسن نا ابن لهيعة (6) نا زبان بن فائد عن
سهل عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ألا أخبركم لم سمي الله إبراهيم خليله "
والبذي وفي (7) " لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى " فسبحان الله حين تمسون وحين " "

(1) بالأصل " قواس " والصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل، وانظر الأنساب " الديبلي ".
(2) الزيادة للايضاح.
(3) بالأصل " زرقويه " والصواب رزقويه بتقديم الراء، قياسا إلى سند مماثل.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، وهو أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش بن علي، أبو
طاهر الزيادي النيسابوري، شيخ للبيهقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 276.
(5) مسند أحمد 3 / 439.
(6) بالأصل: " ابن أبي لهيعة " والمثبت عن المسند.
(7) سورة النجم، من الآية: 37.
211

تصبحون (1) " حين يختم الآية [1484]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشريحي أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار
الردائي أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النسوي نا أبو الأسود يعني النضر بن
عبد الجبار نا ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله " الذي وفى " لأنه كان يقول كلما أصبح
وأمسى (فسبحان (1) الله حين تمسون وحين تصبحون " حتى يختم الآية [1385]
كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني (3)
وأخبرني أبو القاسم إسماعيل بن الفضل الحافظ عنه نا القاضي أبو نصر
أحمد بن الحسن بن الكبار أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني أخبرني
أبو عروبة نا محمد بن المصفى أنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار عن ابن لهيعة
عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله وإبراهيم الذي
وفي (4) " قال كان عليه السلام يقول إذا أصبح وأمسى " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا
وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج
الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك
تخرجون " [1486]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم
القاسم بن أحمد بن محمد الوليدي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا
علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر نا محمد بن يوسف الغضيضي نا رشدين بن
سعد عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ألا أخبركم " "

(1) سورة الروم، الآية: 17 وبالأصل " سبحان ".
(2) بالأصل " سبحان " راجع الآية 17 من سورة الروم.
(3) هذه النسبة - بضم - إلى دون من قرى الدينوري (اللباب).
(4) الزيادة عن سورة النجم.
(5) سورة الروم، الآيات: 17 - 19 وبالأصل " سبحان ".
(6) الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي في ترجمة رشدين بن سعد 3 / 151 وفي ترجمة سعيد بن
بشير النجراني 3 / 390 باختلاف سنده في الموضعين، وباختلاف ألفاظه. انظر الطبري 1 / 286.
212

لما سمى الله عز وجل إبراهيم خليلا " الذي وفى " كان يقول كلما أصبح وأمسى "
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون " [1487] "
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان وأبو المعالي
الحسين بن حمزة قالوا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد أنا جدي أبو
بكر محمد بن أحمد بن عثمان أنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي نا إبراهيم بن
الهيثم البلدي نا آدم بن أبي إياس حدثني إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد العمي
عن محمد بن واسع قال من قال حين يصبح ثلاث مرات " سبحان الله حين تمسون
وحين تصبحون وله الحمد في السماوات وعشيا وحين تظهرون " إلى قوله " وكذلك
تخرجون " لم يفته خير كان قبله من الليل فلم يدركه يومئذ شر ومن قال حين يمسي
لم يفته خير كان قبله ولم يدركه ليلته شر وكان إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام
يقولها ثلاث مرات إذا أصبح وثلاث مرات إذا أمسى
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي نا محمد بن
أيوب بن عافية نا جدي نا معاوية بن صالح عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه ذكر هذه الآية " وإبراهيم الذي وفى " قال أتدرون ما وفى قالوا الله
ورسوله أعلم قال وفى عمل يومه أربع ركعات من أول النهار [1488]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
عثمان بن أحمد بن السماك نا علي بن إبراهيم الواسطي نا يزيد بن هارون أنا
جعفر بن الزبير (1) عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذه الآية "
وإبراهيم الذي وفى " وهل تدركون ما وفى قال الله ورسوله أعلم قال وفى
عمل يومه أربع ركعات من (2) أول النهار [1489]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الأصولي الخرقي (3) بخرق قرية

(1) زيادة عن الطبري 1 / 286.
(2) رواه الطبري في التاريخ 1 / 286 وفيه: أربع ركعات في النهار.
(3) ضبطت عن الأنساب.
213

من قرى مرو أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله (1) بنيسابور وأنا الحاكم أبو
عبد الله الحافظ أنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو نا
عبد الصمد بن الفضل البلخي نا مكي بن إبراهيم نا جعفر بن الزبير عن القاسم
عن أبي أمامة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر هذه الآية " وإبراهيم الذي
وفى " قال هل تدرون ما وفى وفي عمل يومه بأربع ركعات الضحى [1490]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني أنا أبو مسعود سليمان بن
إبراهيم بن محمد وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن هارون وسهل بن
عبد الله بن علي الغازي وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني وأبو نصر
أحمد بن عبد الله بن عمير ومحمد بن علي بن أحمد السكري [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن مهران أنا سهل بن عبد الله
قالوا أنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي إملاء أنا محمد بن الحسن أبو
طاهر نا أبو علي حامد بن محمود بن حرب نا مكي بن إبراهيم عن جعفر بن الزبير
عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر هذه الآية " وإبراهيم
الذي وفى " قال هل تدرون ما وفى قالوا الله ورسوله أعلم قال " وفي عمل يومه
بأربع ركعات من أول النهار " [1494]
قال مكي بن السكن وهي عندنا صلاة الضحى
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا محمد بن علي بن علي بن الدجاجي أنا أبو
الحسن علي بن معروف بن محمد البزاز نا أبو بكر بن أبي داود عبد الله سليمان
نا محمد بن عقيل أنا يحيى بن نصر بن حاجب أنا ابن شبرمة عن الحسن في قوله عز
وجل " وإبراهيم الذي وفى " قال وفى الله فرائضه
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أحمد بن إبراهيم نا أبو جعفر الديبلي نا
سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى "

(1) في الأنساب (الخرقي): خلف، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 478.
214

وإبراهيم الذي وفى " قال بلغ وأدى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى " وإبراهيم الذي وفى (1) "
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العامري أنا أبو بكر
عبد الغفار بن محمد بن الحسين أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم أنا
الربيع بن سليمان نا الشافعي أنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس
قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله عز وجل " وإبراهيم
الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى " (2)
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو طالب محمد بن علي
الغازي أنا أبو الحسن الدارقطني نا الحسين بن إسماعيل القاضي نا محمد بن
عبد الله المخرمي نا معاذ بن هشام [* * * *]
قال الدارقطني ونا أحمد بن العباس البغوي نا عمر بن شبة نا معاذ بن هشام
حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال أتعجبون أن تكون الخلة
لإبراهيم والكلام لموسى والرؤيا لمحمد (صلى الله عليه وسلم)
قال ونا ومحمد بن مخلد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا إبراهيم بن زياد
سبلان (3) نا عباد بن عباد نا يزيد بن حازم عن عكرمة عن ابن عبا س قال الخلة
لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بأصبهان وأبو محمد أحمد بن
محمد بن الحسن برنان قالا أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان أنا
إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب نا أبو بكر بن
الطباع نا أبو الوليد الطيالسي نا قيس بن الربيع عن عاصم الأحول عن عكرمة عن

(1) كذا ورد بالأصل، ولعله تكرار للذي قبله، واختلط فيه السند بالذي بعده.
(2) سورة النجم، الآيتان: 37 - 38.
(3) ضبطت عن التبصير 2 / 675 بالفتح والموحدة المفتوحة (وفي تقريب التهذيب بفتح المهملة والموحدة).
215

ابن عباس قال إن الله اصطفى إبراهيم عليه السلام بالخلة وموسى بالكلام
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) بالرؤية
أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا
قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا إدريس بن عبد الكريم بن
المقرئ أبو الحسن نا عاصم بن علي نا أبو قيس بن الربيع عن عاصم بن
سليمان عن عكرمة عن ابن عباس قال إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى
موسى بالكلام واصطفى محمدا (صلى الله عليه وسلم) بالرؤية
تابعه إسماعيل بن زكريا عن عاصم
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن
عبد الله بن علي الخسروجردي (1) أنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو جعفر
الحضرمي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الرغباني نا أبو الحسن
الواحدي إملاء أنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد النصروي نا أبو الحسن
محمد بن الحسن السراج أنا محمد بن عبد الله الخضرمي نا موسى بن إبراهيم
المروزي نا ابن لهيعة عن أبي قبيل (2) عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا قال لإطعامه الطعام يا
محمد [1492]
أنبأناه أبو علي الحداد [* * * *]
وأخبرناه أبو الحسن زيد بن حمزة بن زيد العلوي الموسوي بطوس أنا
القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن حسين أنا محمد بن عبد الله الحضرمي نا موسى بن
إبراهيم المروزي نا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال قال

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى خسرو جرد، قرية من قرى بيهق.
(2) اسمه حي (حيى) بن هانئ بن ناضر اليماني المعافري المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء
5 / 214 (86).
216

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا قال لإطعامه الطعام يا
محمد [1493]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الغنائم حمزة بن علي عن (1)
محمد بن (2) عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد المعروف بابن
السواق (3) البندار وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز
العكبري قالا أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري أنا أبو محمد
جعفر بن محمد بن نصر الخواص نا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق نا
عبد الله بن هارون بن موسى بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة حدثني
عبد الملك بن عبد الملك الصايغ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن
رسول (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله عز وجل بعث حبيبي جبريل عليه السلام إلى إبراهيم فقال له يا إبراهيم
إني لم أتخذك خليلا على أنك أعبد عبادي لي ولكني اطلعت على قلوب الآدميين فلم
أجد قلبا أسخى من قلبك فلذلك اتخذتك خليلا [1494]
أخبرنا أبو الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن
أحمد بن إبراهيم بن فراس العطار بمكة أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله
الديبلي نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال قال سفيان في قوله
تعالى " فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا (4) لا نطعمه إلا
بثمن قال إبراهيم فإن ثمنه أن تسموا الله عليه قالوا الله أعلم بهذا حين اتخذه
خليلا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني نا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد نا عبد المنعم عن أبيه عن
وهب بن منبه قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى إبراهيم لم اتخذتك خليلا قال لا

(1) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت انظر ترجمة " محمد بن محمد بن عثمان... " في تاريخ بغداد 3 / 235
وسير أعلام النبلاء 17 / 622.
(2) راجع اسمه ونسبه، ترجمته في تاريخ بغداد.
(3) السواق نسبة إلى بيع السويق (انظر الأنساب).
(4) سورة هود، الآية: 70.
217

قال لأني اطلعت على قلبك فوجدتك تحب أن تزرئ ولا ترزأ
أخبرنا أبو القاسم الحسيني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن
محمد بن المظفر بن عبد الله الدقاق أنا علي بن عمر الحضرمي نا الهيثم بن خلف
أنا ابن حبان نا بقية نا محمد بن حمير عن جرير بن أشعث عن يعقوب عن ابن
أبزي عن أبي جعفر بن علي أن ملك الموت قال لإبراهيم عليه السلام اتخذك ربك
خليلا قال وبما اتخذني خليلا قال قال لأنك تحب صلة الناس ولا ترزأهم شيئا
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو القاسم
نصر بن أحمد الهمداني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي
الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه (1) نا أحمد بن محمد بن إسماعيل
أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نا المقرئ نا سعيد بن عبد الله
المعافري قال بلغني أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم هل تدري لم اتخذتك خليلا
قال لا يا رب قال لطول قيامك بين يدي
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا عمر بن أحمد بن شاهين نا
أحمد بن محمد بن زياد نا محمد بن غالب أبو المعتمر بن أخي بشر بن منصور نا
بشر بن منصور عن داود بن أبي هند عن وهب بن منبه قال قرأت في بعض الكتب
التي أنزلت من السماء أن الله قال لإبراهيم عليه السلام أتدري لم اتخذتك خليلا
قال لا يا رب قال لذل مقامك بين يدي في الصلاة
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد البغدادي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب
قال لما اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلا كان يسمع خفقان قلبه من بعد خوفا من (2) الله
عز وجل
قال ونا أحمد بن مروان نا النضر بن عبد الله الحلواني نا نعيم بن حماد نا
محمد بن يزيد عن وهيب بن الورد قال بلغنا أن الضيف لما جاؤوا إلى إبراهيم

(1) ضبطت عن التبصير 2 / 559.
(2) بالأصل " خوفا لله " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
218

عليه السلام قرب إليهم العجل قال " فلما رأى أيديهم لا تصل إليه (1) " قال لم لا
تأكلون قالوا إنا لا نأكل طعاما إلا بثمنه قال فقال لهم أو ليس معكم ثمنه قالوا
وأنى لنا بثمنه قال تسمون الله تبارك وتعالى إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم فقالوا
سبحان الله (2) لو كان ينبغي لله أن يتخذ من خلقه خليلا لاتخذوك يا إبراهيم خليلا قال
فاتخذ الله إبراهيم خليلا
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا
أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (3) أنا هشام بن
محمد عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما اتخذ الله إبراهيم خليلا وتنبأه
وله يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم وأسلموا فكانوا يقاتلون معه بالعصي قال فهم أول
موال (4) قاتلوا مع مولاهم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أنا
محمد بن المظفر الحافظ أنا أبو الحسن علي بن
دوست (5) بن أحمد بن شبابة البلخي نا الحسن بن عرفة نا المسيب بن شريك عن
الحسن بن عمارة عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما
أراد الله أن يتخذ إبراهيم خليلا قال ذلك للملائكة قال فقال ملك الموت أنا الذي
أبشره فإني أنا الذي أقبض روحه قال فولاه الله ذاك [1495]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي (6) أنا أبو بكر المقرئ أنا محمد بن عبد الله
الجوزقي (7) أنا مكي بن عبدان نا عبد الله بن هاشم نا عبد الرحمن بن مهدي نا
سفيان عن المختار بن فلفل (8) عن أنس بن مالك قال قال رجل للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا خير

(1) سورة هود، الآية: 70.
(2) قوله: فقالوا: سبحان الله، مكررة بالأصل.
(3) طبقات ابن سعد 1 / 47.
(4) بالأصل " موالي " والمثبت عن ابن سعد.
(5) ضبطت عن التبصير 2 / 559 وانظر الاكمال 3 / 324.
(6) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى فراوة بليدة على الثغر مما يلي خوارزم، يقال لها رباط فراوة.
(7) الجوزقي ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جوزق نيسابور.
(8) بالأصل " قلقل " والصواب ما أثبت عن مسند أحمد، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 133 (34).
219

البشر قال ذاك إبراهيم عليه السلام [1496]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد بن حنبل (1) حدثني أبي (2) نا وكيع عن سفيان عن مختار بن فلفل (3)
قال سمعت أنسا قال قال رجل للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا خير البرية قال ذاك
إبراهيم عليه السلام [1497]
أخبرناه عاليا أبو محمد السيدي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو عثمان
البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي
نا علي بن حجر نا علي بن مسهر عن المختار بن فلفل (3) عن أنس بن مالك قال
قال يعني رجل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا خير البرية قال ذاك إبراهيم [1498]
وأخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو (4) بن
حمدان [* * * *]
وأخبرتناه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
السلمي أنا أبو بكر المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو بكر نا علي بن مسهر وابن
فضيل عن المختار بن فلفل (3) عن أنس قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن
المقرئ إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا خير البرية قال قال ذاك إبراهيم عليه
السلام [1499]
أخرجه مسلم عن أبي بكر (5)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (6) نا يحيى وعبد الرحمن ووكيع عن سفيان [* * * *]
وأخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم علي بن

(1) مسند أحمد 3 / 178.
(2) الزيادة عن مسند أحمد.
(3) بالأصل " قلقل " والصواب ما أثبت عن مسند أحمد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 123 (34).
(4) بالأصل " أبو سعد " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(5) صحيح مسلم كتاب الفضائل (43)، باب فضائل إبراهيم الخليل - عليه السلام - ح 2369 (4 / 1839).
(6) مسند أحمد 1 / 401 و 430.
220

أحمد بن محمد الخليلي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن البلخي الخزاعي أنا
أبو سعيد الهيثم بن كليب نا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحازي أنا أبو أحمد
الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي نا سفيان عن أبيه عن أبي الضحى
عن (1) عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكل وفي حديث أبي أحمد إن لكل نبي
ولاة من النبيين وإن وليي منهم أبي وخليل ربي عز وجل زاد وكيع إبراهيم ثم قرأ "
إن أولى الناس بإبراهيم " قال وكيع إلى آخر الآية وقالوا " بإبراهيم للذين
اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا " زاد أبو أحمد " والله ولي المؤمنين " (2) [1500]
أخبرنا أبو القاسم أحمد بن السمرقندي أخبرنا (3) إسماعيل بن مسعدة وأبو
منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قالا أنا عبد الله بن محمد بن عبد الله
الصريفيني قال أخبرتنا أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت نا أبو بكر
محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار نا أحمد بن عبد الله بن
علي بن سويد بن منجوف نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن أبيه عن أبي
الضحى عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لكل نبي ولاة من النبيين ووليي
منهم أبي وخليل ربي ثم قرأ " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي "
الآية [1501]
أخبرنا أبو محمد السيدي وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني قالا أنا
أبو سعد الجنرودي أنا الحاكم أبو أحمد أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا
سعيد بن يحيى نا محمد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم خليل الرحمن [1502]
ولهذا الحديث طرق كثيرة (4)

(1) بالأصل: " عن مسروق بن عبد الله " والمثبت عن مسند أحمد ومختصر ابن منظور.
(2) سورة آل عمران، الآية: 68.
(3) بالأصل: " أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن أحمد بن السمرقندي " والصواب ما أثبت قياسا إلى
سند مماثل، وفهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 436.
(4) أخرجه أحمد، المسند 2 / 322 وبنحوه البخاري 6 / 19 / 3390 وأحمد من رواية ابن عمر 2 / 96 ونقله ابن
كثير في البداية والنهاية 1 / 197.
221

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد القصاري (1) أنا أبي أبو طاهر
قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري نا الحسين بن
إسماعيل المحاملي نا أبا هشام الرفاعي نا زيد بن الحباب حدثني شيخ من أهل
البصرة عن علي بن زيد بن جدعا عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن
العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال داود عليه السلام يا رب أسمع الناس يقولون رب إبراهيم وإسحاق
ويعقوب فاجعلني رابعا قال لست هناك إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إلا اختارني
وإن إسحاق جاد لي بنفسه وإن يعقوب في طول ما كان لم ييأس من يوسف [1503]
أخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله بن فناكي (2) نا محمد بن هارون الروياني نا أبو كريب نا زيد بن حباب عن رجل
عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن
العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال داود عليه السلام إلهي أسمع الناس يقولون إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق
ويعقوب فاجعلني رابعا قال لست هناك إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إلا اختارني
عليه وإن إسحاق جاد لي بنفسه وإن يعقوب في طول ما كان لم ييأس من
يوسف [1504]
سمى غيره عن أبي كريب الرجل الحسن بن دينار
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
الهيثم بن خلف نا أبو كريب نا زيد بن الحباب عن الحسن بن دينار عن علي بن
جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثله [* * * *]

(1) إعجامها غير واضح والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى القصار، وهو الذي يقصر الثياب، وهذا
الانتساب إلى الحرف اختص بها أهل خوارزم.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 43 (319).
222

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريري بها أنا أبو الفتح
أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني (1) بأصبهان نا علي بن محمد بن أحمد بن ميلة (2) الشيخ أبو الحسن المعروف بابن ماشاذة (3) نا محمد بن أحمد السوذرجاني
بأصبهان نا علي بن محمد بن أحمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا معاوية بن هشام نا
سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قال موسى عليه
السلام أي رب ذكرت إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام بما أعطيتهم ذلك
قال إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلا اختارني وإن إسحاق جاد لي بنفسه وهو بما
سواها أجود وأما يعقوب لم ابتله ببلاء إلا ازداد بي حسن ظن
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا الأستاذ أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنا محمد بن محمد بن بندوني (4) نا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي نا محمد بن عبد الله بن الزبير نا سفيان عن زيد بن
أسلم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه قال قال موسى عليه السلام يا رب
أرأيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب أي شئ أعطيتهم قال إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا
إلا اختارني عليه وإن إسحاق جاد لي بنفسه فهو علي بما سواه أجود وأما يعقوب فما
ابتليته ببلاء إلا ازداد بي حسن الظن
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو عثمان سعيد بن
محمد البحيري أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي (5)
ببغداد نا الحسن بن زكريا أبو سعيد نا عثمان بن عمرو الدباغ نا ابن علاثة (6) عن

(1) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 193 (114). وهذه
النسبة إلى سوذرجان، من قرى أصبهان (ياقوت).
(2) رسمها غير واضح والمثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 297.
(3) بالأصل " ماشاده " بالدال، والمثبت عن الأنساب وترجمته في الاعلام النبلاء. وهو لقب عرف به والده
محمد كما في أخبار أصبهان لأبي نعيم 2 / 24.
(4) كذا.
(5) ضبطت عن الأنساب.
(6) اسمه محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي الجزري، أبو اليسير قاضي الخلافة، ترجمته في سير أعلام
النبلاء 7 / 308.
223

الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم أن يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار قال
كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله في ظل عرشي وأن أسقيه من حظيرة
قدسي [1505]
هو محمد بن عبد الله بن علاثة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد أنا أبو زرعة الدمشقي
حدثني سليمان بن عبد الرحمن وأبي قالا نا المؤمل بن عبد الرحمن الثقفي نا
أبو أمية بن يعلى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أوحى الله إلى إبراهيم يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكافرين تدخل مداخل
الأبرار [1506]
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب حدثني
أبو الفضل إبراهيم بن حمد بن يوسف بن إبراهيم بن أبان الهمداني بلفظه من كتابه نا
إسماعيل بن عمر بن حفص بن عبد الله بن عبق (1) أبو إسماعيل العبقي ببخارا نا أبو
أحمد بشر بن عبد الله الرازي نا بكر بن سهل الدمياطي نا عبد الغني بسعيد عن
موسى بن عبد الرحمن عن أبي أمية بن سعيد عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
أوحى الله تعالى إلى إبراهيم يا خليلي أحسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل
الأبرار فإن رحمتي وسعت من حسن خلقه أن أظله في ظل عرشي وأن أسقيه من
حظيرة قدسي وأن أدنيه من جواري يوم لا يجاورني من عصاني [1507]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (2) أنا القاسم بن مهدي وموسى بن الحسن الكوفي

(1) ضبطت عن التبصير 3 / 994 وفيه: إسماعيل بن عمر بن عبق العبقي البخاري.
(2) الكامل في الضعفاء لابن عدي 6 / 440.
224

قالا نا عمرو بن سواد نا مؤمل بن عبد الرحمن أبو العباس الثقفي نا أبو أمية بن
يعلى (1) عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أوحى (2) إلى
إبراهيم أن يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار فإن كلمتي
سبقت من حسن خلقه أن أظله في ظل عرشي وأن أسقيه من حظيرة قدسي وأن أدنيه من
جوراي [1508] أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنا أحمد بن علي بن
خلف أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا زاهر بن أحمد الفقيه نا علي بن محمد بن
الفرج الأهوازي نا سليمان بن الربيع الخزاز نا كادج بن رحمة عن أبي أمية بن
يعلى عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أوحى الله إلى
إبراهيم إنك خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار فإن رحمتي
سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وأسكنه حظيرة قدسي وأدنيه من
جواري [1509]
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا إبراهيم بن محمد بن عوف الحمصي نا
محمد بن مصفى نا بقية نا ابن ثوبان عن أبي عبد الله الأيلي عن القاسم بن
محمد عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان إبراهيم من أغير الناس وإنه من غيرته جعل
لإسحاق مشربه (4) فوق بيته يفتح إلى غير بيته الذي هو فيه [1510]
أبو عبد الله هو الحكم بن عبد الله
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا ا بن أبي مريم نا ابن
لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي فراس أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول صاح نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى وصام داود نصف

(1) كذا بالأصل، وفي ابن عدي: " أبو أمية يعلي " وفي التهذيب: أبو يعلي أمية.
(2) في ابن عدي: أوحى الله عز وجل.
(3) ابن عدي: ولن.
(4) المشربة: الغرفة (اللسان: شرب).
225

الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صاح الدهر وأفطر الدهر [1511]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو سعيد الأشج نا عقبة نا موسى بن
إبراهيم التيمي [* * * *]
وأخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنا عبد الله بن
الحسن بن محمد الخلال أنا عبديد الله بن أحمد بن علي أنا يزداد بن عبد الرحمن بن
محمد بن يزداد الكاتب نا أبو سعيد عبد الله بن سعيد نا عقبة بن خالد حدثني
موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن السلولي عن معاذ قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أتخذ منبرا فقد اتخذه أبي إبراهيم زاد الكاتب إلى آخره وأن
أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم [1512]
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان
أنا أبو يعلى نا زهير بن حرب نا يحيى بن أبي بكير نا الحسن بن صالح عن سماك
عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخشى ربه وكان إبراهيم يخشى ربه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان
أنا أحمد بن عبيد الصفار نا جعفر بن محمد نا شريح بن يونس نا عمر بن
عبد الواحد عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض أبصر عبدا على خطيئة فدعا
عليه فأوحى الله عز وجل إليه أن يا إبراهيم إنك عبد مستجاب الدعوة فلا تدع على
عبادي فإني أو قال فإنك من عبدي على ثلاث إما أن أخرج من صلبه ذرية
يعبدوني وإما أن يتوب في آخر عمره فأتوب عليه وإما أن يتولى فإن جهنم من
ورائه [1513]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو القاسم الحسين بن محمد
الحنائي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد قراءة عليه وأنا أسمع
أنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس نا أبو جعفر محمد بن عمرو السوسي
النميري نا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال لما أن أري
226

إبراهيم ملكوت السماوات فرأى رجلا على فاحشة فدعا عليه فأهلك ثم رأى آخر فأراد
أن يدعو عليه فقال الله تبارك وتعالى أنزلوا عبدي لا يهلك عبادي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان المالكي نا أبو إسماعيل نا محمد بن الصلت نا أبو
كدينة (1) يحيى بن المهلب عن ليث عن شهر بن حوشب عن سلمان قال لما رأى
إبراهيم ملكوت السماوات والأرض أبصر عبدا على سوء فدعا عليه ثم أبصر آخر فدعا
عليه ثم أبصر آخر فدعا عليه فقال الله تعالى يا إبراهيم لا تدع على عبادي فإنك عبد
مستجاب الدعوة وإني من عبدي على ثلاث خصال إما أن يتوب فأتوب عليه وإما أن
أخرج منه ذرية طيبة فتعبدني وإما أن يتولى فإن جهنم من ورائه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص (2) نا أبو القاسم البغوي نا محمد بن زياد بن فروة البلدي نا أبو أسامة
يعني حماد بن أسامة بن زيد (3) عن قمامة (4) بن زهير أن إبراهيم خليل الرحمن حدث
نفسه أنه أرحم الخلق فرفع حتى أشرف على أهل الأرض فلما رآهم وما يصنعون
قال دمر عليهم فقال له ربه أنا أرحم الراحمين لعلهم يتوبون أو يرجعون (5)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر
القطان نا أحمد بن يوسف نا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن طلحة بن
عمرو عن عطاء قال لما رفع إبراهيم في ملكوت السماوات رأى رجلا يزني فدعا عليه
فهلك ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه
فهلك ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه فقيل على رسلك يا إبراهيم إنك عبد
يستجاب لك وإني من عبدي على ثلاث إما أن يتوب فأتوب عليه وإما أن أخرج منه
ذرية طيبة تعبدني وإما أن يتمادى فيما هو فيه فإن جهنم من ورائه

(1) ضبطت نصا بالتصغير في تقريب التهذيب.
(2) بالأصل " المخلصي " وقد تقدم مرارا.
(3) بالأصل " عوف " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 277.
(4) في مختصر ابن منظور: قسامة بن زهر.
(5) في المختصر: ويرجعون.
227

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي (1) أنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن
علان بن الخازن (2) أنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي أنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن
محمد بن رباح نا علي بن المنذر نا محمد بن فضيل نا ليث بن
أبي سليم عن شهر بن حوشب حوشب قال لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض أ بصر
عبدا على فاحشة فدعا عليه فأوحى الله مهلا يا إبراهيم لا تدع على عبادي فإنك عبد
مستجاب لك فإنك من عبدي على ثلاث خلال أو خصال إما أن يتوب ولو في آخر
عمره فأقبل منه وإما أن أخرج منه ذرية طيبة تعبدني وإما أن يتولى فإن جهنم من
ورائه
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري وأبو غالب أحمد بن
الحسن بن البنا قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن أحمد بن لؤلؤ أنا أبو جعفر
محمد بن إبراهيم الصالحي نا محمد بن معمر نا حسين بن حسن الأشقر نا
صباح بن يحيى قال سمعت زيد بن علي يقول " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا (3) "
قال الزهرة
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنا محمود بن جعفر الكوسج (4) وأبو منصور بن شكرويه (5) وإبراهيم بن محمد الظبيان قراءة ومحمد وعلي ابنا
أحمد بن محمد السمسار حضورا قالوا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خرشيد (6) قوله
أبا أبو بكر النيسابوري نا يونس بن عبد الأعلى ح
وأخبرنا أبو الوفاء حفاظ عبد الواحد بن حمد الأصبهاني أنا أبو طاهر بن
محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة نا

(1) ضبطت بالقلم عن سير أعلام النبلاء 20 / 145 وهذه النسبة إلى زيد بن علي العلوي، حدث عنه ابن
عساكر، انظر مشيخة ابن عساكر 154 / 2.
(2) ترجم له في سير أعلام النبلاء 18 / 451.
(3) سورة الأنعام، الآية: 76.
(4) انظر في نسبة ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 449 (233).
(5) اسمه محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، أبو منصور الأصبهاني (سير الاعلام 18 / 493)، وفي شذرات
الذهب 3 / 367 تحرفت إلى سمكويه.
(6) سير أعلام النبلاء 18 / 493 خرشيذ.
228

حرملة بن يحيى قالا أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نحن أحق
بالشك من إبراهيم إذ قال " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى
ولكن ليطمئن قلبي " (1) ويرحم الله لوطا كان يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن
طول لبث يوسف لأجبت الداعي لفظهما سواء [1415]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي
قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنا أبو
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرابيشي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا
عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في
قوله " وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن
ليطمئن قلبي " قال أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر الجوزقي قال
سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول وذكر
هذا الحديث نحن أحق بالشك من إبراهيم قال المزني إنما شك إبراهيم عليه السلام
أن يجيبه الله إلى ما سأل أم لا (2)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن
الأزهري أنا أبو عوانة الإسفرايني قال سمعت أبا حاتم الرازي يقول نحن أحق
بالمسألة قال وسمعت القاضي إسماعيل يقول كان يعلم بقلبه أن الله يحيي الموتى

(1) سورة البقرة، الآية: 260.
(2) اختلف الناس في سؤال إبراهيم ربه (وإذا قال...) هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا؟ فقال الجمهور:
لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة، وقال الحسن: سأله ليزداد
يقينا إلى يقينه.
والشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الاخر، وذلك المنفي عن إبراهيم، والتأمل سؤاله
وسائر ألفاظ الآية، فالاستفهام بكيف إنما هو عن حالة شئ موجود متقرر الوجود عند السائل والمسؤول،
فإنما السؤال عن حال من أحواله، وكيف هنا إنما هي استفهام عن هيئة الاحياء، والاحياء متقرر.
قال الرازي: إنه إنما سأل ذلك لقومه، والمقصود أن يشاهده فيزول الانكار عن قلوبهم.
(التفسير الكبير للرازي - تفسير القرطبي - تفسير ابن كثير في تفسير سورة البقرة).
229

ولكن أحب أن يرى معاينة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو محمد أحمد بن علي بن أبي عثمان قالوا أنا أحمد بن محمد بن (1)
موسى بن القاسم بن الصلت المجبر (2) نا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى إملاء نا
عبد الجبار بن العلاء العطار نا وكيع نا إسرائيل عن أبي الهيثم عن سعيد بن جبير
ولكن ليطمئن قلبي " قال ليزداد إيمانا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن سبط البيهقي قالا أنا أحمد بن
الحسين الحافظ أنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النصروي نا أحمد بن نجدة نا
سعيد بن منصور نا عمرو بن ثابت الحداد عن (3) أبيه عن سعيد بن جبير في قوله "
ليطمئن قلبي " قال بالخلة تقول أعلم أنك اتخذتني خليلا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا
حفص بن غياث (4) عن (5) شبل (6) المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد " فخذ أربعة من
الطير فصرهن إليك " (7) قال الغراب والديك والحمامة والطاووس (8)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بشكرويه [* * * *]

(1) راجع اسمه ونسبه في تاريخ بغداد 5 / 94 وسير أعلام النبلاء 17 / 186 وفيه ثبت بمصادر ترجمته.
إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن مصادر ترجمته وضبطت في الأنساب بضم الميم وفتح الجيم وباء
مكسورة مشددة، هذه النسبة إلى من يجبر الكسير.
(3) بالأصل " بن ".
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر المعجمة وياء ومثلثة. انظر سير أعلام النبلاء 9 / 22 وبهامشها ثبت
بمصادر ترجمته.
(5) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت.
(6) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، واسمه شبل بن عباد المكي القاري يروي عن عبد الله بن
أبي نجيح (ترجمته في تهذيب التهذيب).
وورد في ترجمة ابن أبي نجيح في تهذيب التهذيب " شبيل بن عباد ".
(7) سورة البقرة، الآية: 260.
(8) قال ابن كثير: اختلفوا في تعينها على أقوال (البداية والنهاية 1 / 192) فعن ابن عباس مثلا: الكركي والنسر
بدل الحمام والغراب، ونقل عن ابن إسحاق مثل قول مجاهد.
230

وأخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني أنا محمد بن أحمد بن علي
السمسار
قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا
يعقوب الدورقي نا هشام نا شعبة عن أبي حمزة قال سمعت ابن عباس يقول في
قوله تعالى " فخذ أربعة من الطير " قال إنما هذا مثل قال (فصرهن " قطع أجنحتهن
فاجعلهن أرباعا (ثم ادعهن يأتينك سعيا " (1) يقول كذلك يحيي الموتى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو نصر عن
قتادة أنا أبو منصور العباس بن الفضل نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا
عبد الرحمن بن زياد عن شعبة عن أبي حمزة قال سمعت ابن عباس يقول في
قوله " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك " قال قطع أجنحتها أربعا ربعا هاهنا
وربعا هاهنا وربعا هاهنا " ثم ادعهن يأتينك سعيا " قال هذا مثل كذلك يحيي
الله الموتى مثل هذا
قال ونا أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله وأبو سعيد قالا نا أبو العباس نا
أحمد بن الفضل الصائغ نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله "
فصرهن إليك " قال يقول انتف ريشهن ولحومهن ومزقهن تمزيقا
قال ونا آدم نا أبو شيبة عن عطاء قال يقول شققهن ثم اخلطهن
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الحافظ أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي
الحسين بن صفوان البرد عي نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا نا أبو حفص
الصفار نا جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النكري (2) عن أبي الجوزاء (3) "
وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى وكلن
ليطمئن قلبي " قال فقيل " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك " أي فعملهن حتى

(1) سورة البقرة، الآية: 260.
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بني نكر، وهم قوم من عبد القيس.
(3) اسمه أوس بن عبد الله الربعي البصري ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 371.
231

تجيئك (1) ثم أمر بذبحها حين أجبنه قال فذبحهن ثم نتفهن وقطعهن قال فخلط
دماءهن بعضها ببعض وريشهن ولحومهن خلطه كله قال ثم قيل له اجعل على أربعة
أجبل على كل جبل منهن جزءا " ثم ادعهن يأتينك سعيا " قال ففعل ثم دعاهن قال
فجعل الدم يذهب إلى الدم والريشة إلى الريشة واللحم إلى اللحم وكل شئ إلى
مكانه حتى أجبنه فقال أعلم أن الله على كل شئ قدير
أخبرنا أبو عبد الله الصاعدي أنا أبو بكر الخسروجردي أنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن
مرزوق نا روح بن عبادة عن عوف عن الحسن في قوله " رب أرني كيف تحيي
الموتى " قال إن كان إبراهيم لموقنا أن الله يحيي الموتى ولكن لا يكون الخبر عند ابن
آدم كالعيان وإن الله عز وجل أمره ان يأخذ أربعة من الطير فيذبحهن وينتفهن ثم
يقطعهن أعضاء أعضاء ثم خلط بينهن جميعا ثم جزأهن أربعة أجزاء ثم جعل على
كل جبل منهن جزءا ثم تنحى عنهن قال فجعل يعدو كل عضو إلى صاحبه حتى
استوين كما كن قبل أن يذبحهن ثم أتينه سعيا
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الحسن علي بن
الحسين بن علي بن أيوب أنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد الجصاص نا
محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل قال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن
هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد الحبلي نا موسى بن إسماعيل أنا
مبارك بن فضالة عن الحسن في قوله " إن إبراهيم كان أمة قانتا " قال الأمة الذي
يؤخذ عنه العلم
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد البغدادي أنا أبو بكر محمد بن عمر بن سليمان
حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل نا يحيى بن عبدك القزويني نا خلف بن

(1) المختصر: " حتى يجئنك ".
(2) سورة النحل، الآية: 120.
232

عبد الرحمن المخزومي نا مالك قال قال ابن عمر الأمة الذي يعلم الناس
دينهم (1)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس هو الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب عن سعيد عن
عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال " إن إبراهيم لأواه (2) " قال الأواه الدعاء
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا
يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك أنا
عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب حدثني عبد الله بن شداد قال قال
رجل يا رسول الله ما الأواه قال (2) الخاشع الدعاء المتضرع ثم قرأ " إن
إبراهيم لأواه حليم " (3)
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي (4)
أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا يحيى بن أبي طالب نا زيد بن
الحباب نا سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال
الأواه الموقن (5)
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أبو سعيد أنا أبو الحسين بن فراس (6) أنا أبو
جعفر الديبلي نا أبو عبيد الله المخزومي نا سفيان عن الأعمش عن سلمة بن
كهيل أن أبا العبيد (7) بن سأل عبد الله عن الأواه فقال الرحيم (8)

(1) جاء عن ابن كثير: فقوله: أمة: أي قدوة إماما مهتديا داعيا إلى الخير يقتدى به فيه.
قانتا الله: أي خاشعا له في جميع حالاته وحركاته وسكناته (البداية والنهاية 1 / 194).
(2) سورة التوبة، الآية: 114.
(3) زيادة عن المختصر.
(4) ضبطت عن التبصير بكسر الخاء وفتح اللام.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن تفسير القرطبي 8 / 275.
(6) بالأصل " فراش " خطأ والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الدبيلي).
(7) كذا.
(8) قال القرطبي في تفسير هذه الآية من سورة التوبة 8 / 275 اختلف العلماء في الأواه على خمسة عشر قولا،
وذكرها راجعها فيه.
233

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
عبيد الله بن محمد الخرقي نا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي نا
الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب نا جعفر بن سليمان الضبعي (1) نا أبو
عمران الجوني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن كعب " إن إبراهيم لأواه " قال
كان إذا ذكر النار قال أوه
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
الفضيلي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن عن أبي بكر بن أبي الرضا أنا أبو عاصم الفضل بن
يحيى الفضيلي
قالا أنا عبد الرحمن بن أحمد أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا الحسن بن أبي
الربيع الجرجاني أنا عبد الرزاق عن جعفر يعني ابن سليمان عن أبي عثمان
الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب في قوله تعالى وتقدس " إن إبراهيم حليم
أواه منيب (2) " قال كان يتأوه يقول أوه إذا ذكر النار أوه أوه
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين وحدثني أبو المحاسن
عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر عنه أنا أبو بكر الحيري أنا أبو العباس الأصم نا
محمد بن خالد بن خلي الحمصي (3) نا أحمد بن خالد يعني الوهبي نا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن أبي ميسرة قال الأواه المسبح
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو الضبي نا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن
ميمون أو عمرو بن شرحبيل قال الأواه الرحيم
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب أنا عمرو بن عبيد عن

(1) ضبطت عن الأنساب، قيل له الضبعي لأنه نزل في بني ضبيعة، فنسب إليها.
(2) سورة هود، الآية: 75 وفي الآية " لحليم ".
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 641 (225).
234

الحسن أنه قال في قوله عز وجل " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " قال كان إذا قال
قال لله وإذا عمل عمل لله وإذا نوى نوى لله
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن
المظفر الحافظ نا علي بن إسماعيل بن حماد البزاز نا عمرو بن علي الصيرفي نا
معاذ بن هشام حدثني أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء " إن إبراهيم
لأواه (1) " قال كان يتأوه في النار يقول أوه من النار
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف الهروي أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا
محمد بن مسلم عن عبيد بن عمير في قوله تبارك تعالى " إن إبراهيم لأواه حليم (1) "
قال كان إذا ذكر النار قال أوه أوه
قال وأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى " إن إبراهيم لأواه " قال الأواه
الموقن
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس الأصم نا الربيع بن سليمان نا عبد الله بن محمد بن المغيرة نا سفيان عن
ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " واجعل لي لسان صدق في الآخرين (2) " قال ما
أراد إلا الثناء الحسن قال فليس من أمة إلا وهي توده
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور أنا أبا الفتح منصور بن
الحسين وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو الحسين
محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأهوازي الناتي (3) نا محمد بن سليمان نا قبيصة
نا سفيان في قوله " وتركنا عليه في الآخرين (4) " قال الثناء
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف قراءة أنا أبو محمد بن

(1) سورة التوبة، الآية: 114.
(2) سورة الشعراء، الآية: 84.
(3) كذا.
(4) سورة الصافات، الآية: 108 وبالأصل: وباركنا بدل وتركنا، صححناها عن القرآن الكريم.
235

النحاس أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس بمكة نا علي بن
عبد العزيز البغوي نا أبو عبيد القاسم بن سلام نا حجاج عن ابن جريج أخبرني
القاسم بن أبي بزة (1) عن عكرمة في قوله الله تعالى " وآتيناه أجره في الدنيا (2) " قال
هو لسان الصدق الذي جعله (3) الله له قال والأمم كلها تتولى إبراهيم اليهود
والنصارى والناس أجمعون ويشهدون له بالعدل وذلك لسان الصدق وهو الأجر
الذي أتاه في الدنيا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم بن أنا أبو القاسم
السهمي أنا أبو أحمد بن عدي (4) نا عبد الرحمن بن سعيد البلدي نا عبد الله بن
محمد بن عيشون (5) نا أبو قتادة عن الوازع (6) عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم (7)) في قوله " زيتونة لا شرقية ولا غربية (8) " قال قلب إبراهيم عليه
السلام لا يهودي ولا نصراني [1515]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو عبد الله محمد بن علي بن
أحمد بن الشرابي قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن
يوسف بن بشر الهروي أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في
قوله تعالى " وجعلها كلمة باقية في عقبه " قال التوحيد والإخلاص لا يزال في
ذريته توحيد الله عز وجل
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي وأبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالوا أنا
أحمد بن عبد الواحد بن محمد [* * * *]

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت والضبط عن التبصير 1 / 74.
(2) سورة العنكبوت، الآية: 27.
(3) عن المختصر وبالأصل " جعل ".
(4) الكامل في الضعفاء 7 / 96.
(5) ضبطت عن التبصير 3 / 978 وذكره ابن ماكولا في الاكمال 6 / 311.
(6) هو وازع بن نافع العقيلي الجزري، (انظر الكامل لابن عدي 7 / 94).
(7) زيادة عن الكامل لابن عدي، وسقطت العبارة من المختصر أيضا.
(8) سورة النور، الآية: 35.
(9) سورة الزخرف، الآية: 28.
236

وأخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبي أبو الحسن
أحمد بن عبد الواحد أنا عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنا عبد السلام بن
أحمد بن محمد القرشي نا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي نا
محمد بن عبد الله الزاهد الخراساني نا موسى بن إبراهيم المروزي نا المعلى بن
هلال عن سعيد بن ميناء (1) عن الأصبغ بن نباتة (2) قال سمعت علي بن أبي طالب
يقول كان الرجل يبلغ الهرم ولم يشب وكان الرجل يأتي القوم وفيهم الرجل وولده
فيقول أيكم أبوكم لا يعرف الأب من الابن فقال إبراهيم رب اجعل لي شيئا أعرف
به فأصبح رأسه ولحيته أبيضين (3)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا أبو بكر
محمد بن أبي عمر بقرية منين (4) وأبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن مشماش
قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت نا أبو عقيل أنس بن السلم نا
إسماعيل بن أبي كريمة الحراني حدثني محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي
عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة قال بينا إبراهيم ذات يوم يصلي صلاة الضحى
إذ نظر إلى كف خارجة من السماء بين إصبعين من أصابعها شعرة بيضاء فلم تزل تدنو
حتى دنت من رأس إبراهيم فألقت الشعرة البيضاء في رأسه ثم قالت اشعل وقارا
قال محمد اشعل خذ فاشتعل رأسه منها شيبا فأوحى الله إلى إبراهيم أن
يتطهر فتوضأ ثم أوحى الله إليه أن يتطهر فاغتسل ثم أوحى الله إليه أن يتطهر
فاختتن قال فكان إبراهيم أول من شاب واختتن
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا
أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (5) أنا محمد بن
عبد الله الأسدي أنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان أراه عن سلمان

(1) غير منقوطة بالأصل، والصواب ما أثبتناه (ترجمته في تهذيب التهذيب).
(2) الأصبغ بفتح الهمزة، ونباتة بضم النون وفتح الباء (عن المغني).
(3) بالأصل " أبيضان " والمثبت عن المختصر.
(4) قرية من قرى جبل سنير (الأنساب: المنيني).
(5) طبقات ابن سعد 1 / 47.
237

قال سأل إبراهيم عليه السلام ربه خيرا فأصبح ثلثا رأسه أبيض فقال ما هذا فقيل
له عبرة في الدنيا ونور في الآخرة
وأخبرنا أبو الوقت عبد الأول السجزي أنا يعلى بن هبة الله
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضل بن أبي منصور قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا الجرجاني وهو
الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق عن جعفر عن أبي عمران الجوني عن
عبد الله بن رباح عن كعب قال قال إبراهيم عليه السلام يا إلهي إنه ليحزنني أن لا
أرى أحدا في الأرض يعبدك غيري فبعث الله ملائكته يتعبدون معه أو نحو ذلك
أخبرنا بها أعلى من هذا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن
المظفر بن الحسين بن يزداذ قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
نا أبو القاسم بن منيع نا قطن (1) يعني ابن نسير (2) نا جعفر يعني ابن سليمان نا
أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب قال إن إبراهيم شكا إلى الله عز
وجل أنه ليس يعبدك في الأرض أحد غيري فبعث الله إليه ملائكته يكونون معه
يصلون
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد
المخلدي أنا أبو العباس السراج نا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن خويلد نا
حفص بن عبد الله نا إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن محمد بن
عبد الله بن أبي الزهري عن الزهري [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو نصر عبد الرحمن بن
علي بن محمد بن موسى أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي أنا أبو
حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي الحافظ نا أحمد بن حفص حدثني أبي
حدثني إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن مسلم
الزهري عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال كان

(1) ضبطت بفتحتين عن تقريب التهذيب.
(2) رسمها غير واضح، والصواب ما أثبت، وضبطت عن تقريب التهذيب بنون ومهملة مصغرا.
238

إبراهيم خليل الله يزور ابنه إسماعيل على البراق وهي دابة جبريل تضع حافرها حيث
ينتهي طرفها وهي الدابة التي ركب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة أسري به
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة عن (1) محمد بن الفضل وأبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني قالا أنا أبو
محمد التميمي قالا أنا أبو الحسين بن
بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار زاد البيهقي وأبو جعفر محمد بن عمرو
الرزاز قالا نا سعدان بن نصر نا وكيع عن وقال البيهقي نا طلحة بن عمرو
عن عطاء قال كان إبراهيم خليل الرحمن إذا أراد أن يتغذى طلب من يتغذى معه ميلا في
ميل
وقال عطاء أحب الطعام إلى الله ما كثرت فيه الأيدي
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب [* * * *]
وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيويه قالا نا يحيى بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك نا
سفيان عن طلحة الحضرمي عن عطاء قال كان إبراهيم خليل الله إذا أراد أن يتغذى
خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يتغذى معه
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن أحمد بن محمد نا
أحمد بن موسى بن إسحاق نا موسى بن سفيان نا عبد الله بن الجهم نا عمرو بن
أبي قيس عن عاصم بن أبي راشد عن عبيد بن عمير قال كان إبراهيم عليه السلام
يضيف الناس فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه فلم يجد أحدا فرجع إلى داره فوجد فيها
رجلا قائما فقال يا عبد الله من أدخلك داري بغير إذني قال دخلتها بإذن ربها
قال ومن أنت قال أنا ملك الموت أرسلني ربي إلى عبد من عباده أبشره بأن الله قد
اتخذه خليلا قال ومن هو فوالله لئن أخبرتني به ثم كان بأقصى البلاد لآتينه (2) ثم لا

(1) بالأصل " بن " خطأ انظر ترجمة إسماعيل بن مسعدة في سير أعلام النبلاء 18 / 564.
(2) عن المختصر والبداية والنهاية 1 / 196 وبالأصل: لاتيته.
239

أبرح له خادما (1) حتى يفرق بيننا الموت قال ذاك العبد أنت هو قال أنا قال نعم
أنت قال فبم اتخذني ربي عز وجل خليلا قال إنك تعطي الناس ولا تسألهم (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا حمزة بن علي بن محمد بن السواق
ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قالا أنا أحمد بن عمر بن عثمان
الغضاري نا جعفر بن محمد بن نصير نا أحمد بن محمد بن مسروق نا عثمان بن
أبي شيبة نا جرير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال أول من أضاف
الضيف إبراهيم خليل الرحمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن نصر بن بحير نا علي بن عثمان بن
نفيل نا أبو مسهر نا سعيد قال أول من خبز الكعك إبراهيم خليل الرحمن خبز
للأضياف وكان إبراهيم يطعم طعامه فإذا أكلوا قال هاتوا ثمنه قال فيقولون وما
ثمنه قال تحمدون الله عليه
أخبرنا أبو الفضل
محمد بن ناصر بن علي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل قالا أنا طراد بن محمد الزينبي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن
بشران أنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أبو عبد الله
يعني العجلي نا أبو أسامة نا شبل (2) عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال " ضيف
إبراهيم المكرمين (3) " قال خدمته إياهم بنفسه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت محمد بن حامد البزاز يقول
سمعت الحسين بن منصور يقول كنت مع أبي
أحمد محمد بن عبد الوهاب فسألته عن هذه الآية " هل آتاك حديث ضيف إبراهيم
المكرمين " فقال رحم الله علي بن عثام (4) دعاني يوما إلى منزله فجعل يصب الماء
بنفسه على يدي ويخدمني في جلالته وهيبته فقلت يا أبا الحسن أنت بنفسك فقال

(1) الأصل والمختصر، وفي البداية والنهاية جارا.
(2) اسمه شبل بن عباد (ترجمته في تهذيب التهذيب)، تقدم قريبا.
(3) سورة الذاريات، الآية: 24.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 569.
240

حدثني أبو أسامة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد " هل آتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين " قال كان
إبراهيم يتولى خدمتهم بنفسه
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنا
أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة إملاء أخبرني أبي نا أبو بكر
محمد بن عبد الله العلاف نا نصر بن داود الصاغاني نا أبو عبيد القاسم بن سلام نا
مروان بن معاوية بن عائذ بن ناجية (1) عن سليمان عن أبي سليمان عن وهب بن
منبه قال كان في صحف إبراهيم أو فيما أنزل الله على إبراهيم أيها الملك المبتلى
إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولا تسئ البنيان ولكن بعثتك لترد عني
دعوة المظلوم فإني لا أردها ولكانت من كافر
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
الفضل السلمي الوزير نا أبو عبد الله محمد بن علي الأنصاري نا أحمد بن أبي
الحواري نا عتبة بن الوليد حدثني بعض الرهاويين قال سمع جبريل إبراهيم خليل
الرحمن عليهما السلام وهو يقول يا كريم العفو فقال له جبريل وتدري ما كريم
العفو قال لا يا جبريل قال أن تعفو عن السيئة وتكتبها حسنة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أحمد بن محرز الهروي نا الحسن بن عيسى عن
زهير بن عباد الرواسي قال قال داود بن هلال مكتوب في صحف إبراهيم يا دنيا ما
أهونك على الأبرار الذين تصنعت لهم وتزينت لهم إني قذفت في قلوبهم بغضك
والصدود عنك وما خلقت خلقا أهون علي منك شأنك صغير وإلى الفناء تصيرين
قضيت عليك يوم خلقتك أن لا تدومي لأحد ولا يدوم لك أحد وإن بخل بك صاحبك
وشح عليك طوبى للأبرار الذين أطلعوني من قلوبهم على الرضا من ضميرهم وعلى
الصدق والاستقامة طوبى لهم ما لهم عندي من الجزاء إذ وفدوا إلي من قبورهم

(1) ما بين معكوفتين كذا وردت العبارة بالأصل، وانظر ترجمته مروان بن معاوية في تهذيب التهذيب وسير
أعلام النبلاء، ومصادر ترجمته، وليست في عامود نسبه. ولعلها مقحمة لان مروان يروي عن سليمان
التيمي.
241

نورهم (1) يسعى أمامهم والملائكة حافين بهم حتى أبلغ بهم ما يرجون من رحمتي
قال ونا محمد بن عبد العزيز نا أبي عن زهير بن عباد الرواسي عن داود بن
هلال قال قرأت في صحف إبراهيم طوبى للأبرار الذين أطلعوني من قلوبهم على
الرضا وأطلعوني من ضميرهم على الصدق والاستقامة طوبى لهم ما لهم عندي من
الجزاء إذا وفدوا من قبورهم والنور يسعى أمامهم والملائكة حافون بهم حتى أبلغ بهم
ما يرجون من رحمتي
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن أبي عثمان أنا أبو الحسين
علي بن محمد بن بشران أنا الحسين بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني
عمر بن بكير النحوي عن شيخ من قريش قال كان إبراهيم خليل الرحمن لا يرفع طرفه
إلى السماء إلا اختلاسا ويقول اللهم نعم عيشي في الدنيا بطول الحزن فيها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني
أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي
الجرجاني (2) نا أحمد بن جعفر بن محمد البغدادي بحلب نا أبو هشام الرفاعي نا
زيد بن الحباب نا عمر بن عبد الله (3) عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جاء إليه رجل فقال ما لي إن شهدت أن لا إله إلا الله وكبرته وحمدته
وسبحته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن إبراهيم سأل ربه فقال يا رب ما جزاء من هلك (4) مخلصا من قلبه قال يا
إبراهيم جزاؤه أن يكون كيوم ولدته أمه من الذنوب قال يا رب فما جزاء من كبرك
قال عظم مقامه (5) قال يا رب ما جزاء من حمدك قال الحمد مفتاح الشكر
وخاتمته شكر والحمد يعرج به إلى رب العالمين قال يا رب فما جزاء من سبحك

(1) المختصر: النور.
(2) الكامل في الضعفاء 5 / 64.
(3) هو عمر بن عبد الله بن أبي خثعم اليمامي (الكامل لابن عدي 5 / 64 وتهذيب التهذيب وميزان الاعتدال)
(4) الأصل والمختصر، وفي ابن عدي: هلل.
(5) عن المختصر وابن عدي، وفي الأصل " مقامك ".
242

قال لا يعلم تأويل (1) التسبيح إلا رب العالمين (2) [1516]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو سعيد عبد الله بن
محمد بن عبد الوهاب الرازي أنا محمد بن أيوب الرازي نا محمد بن كثير أنا
سفيان بن سعيد الثوري حدثني المغيرة بن النعمان حدثني سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم تحشرون (3) حفاة غرلا ثم قال " كما بدأنا
أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين (4) " ألا وإن من كسا إبراهيم يوم القيامة ألا وإن
أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقو أصحابي أصحابي قال فيقال إنهم لم
يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى " وكنت
عليهم شهيدا ما دمت فيهم " إلى قوله " العزيز الحكيم (5) " [1517]
أخرجه البخاري عن محمد بن كثير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عبد الله بن
الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلال أنا أبو الحسن محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن شهاب
النفري (6) نا محمد بن نوح الجنديسابوري نا هارون بن إسحاق نا وكيع عن
سفيان عن (7) عمرو (8) بن قيس عن عبد الله بن الحارث عن علي قال أول من
يكسى إبراهيم خليل الرحمن عز وجل قبطيتين (9) ثم يكسى النبي (صلى الله عليه وسلم) حلة حمراء (10) وهو
عن يمين العرش كذا قال

(1) بالأصل " التأويل " والمثبت عن ابن عدي والمختصر.
(2) قال ابن عدي معقبا: وهذا الحديث بهذا الاسناد لا أعلم يرويه عن يحيى بن أبي كثير، غير عمر بن
عبد الله.
(3) في المختصر: محشورون.
(4) سورة الأنبياء، الآية: 104.
(5) سورة المائدة، الآيتان: 117 - 118.
(6) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى النفر موضع بالبصرة، وذكره باسم: محمد بن عثمان بن محمد بن
شهاب.
(7) بالأصل " بن " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
(8) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب وسير أعلام النبلاء 6 / 250 " عمر وبن
قيس الملائي الكوفي البزاز " وسينبه إليه المصنف في آخر الخبر.
(9) قبطيتين تثنية قبطية: وهي ثياب كتان بيض تعمل بمصر، منسوبة إلى القبط (اللسان).
(10) في المختصر: حبرة.
243

وأسقط منه المنهال بن عمرو وقال عمرو بن قيس وإنما هو عمرو بن قيس
الملائي
أخبرناه على الصواب أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن
أحمد البيهقي قال أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس
الأصم نا العبا س الدوري نا أبو عاصم النبيل عن سفيان عن عمرو بن قيس عن
المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن (1) علي بن أبي طالب قال أول من
يكسى يوم القيامة إبراهيم قبطيتين والنبي (صلى الله عليه وسلم) حلة حبرة وهو عن يمين العرش
وأخبرناه أبو نصر محمد بن حمد الكبريتي نا أبو مسلم محمد بن علي بن
مهرابزد (2) أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة نا عبد الجبار بن العلاء نا بشر بن
السري نا الثوري [* * * *]
قال ونا بشر بن آدم نا الضحاك بن مخلد عن سفيان
قالا عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال
أول من يكسى من الخلائق إبراهيم يكسى قبطيتين ويكسى محمد برد حبرة وهو عن يمين
العرش
وأخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان [* * * *]
وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا عبيد الله بن عمر نا محمد بن عبد الله بن الزبير أنا
وقال ابن المقرئ نا سفيان عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو عن
عبد الله بن الحارث عن علي قال أول من يكسى من الخلائق إبراهيم عليه السلام
قبطيتين ويكسى محمد (صلى الله عليه وسلم) برد حبرة وهو على وفي حديث ابن حمدان قال وهو عن
يمين العرش
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن العباس بن علي الرستمي الأصبهاني الفقيه

(1) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت.
(2) ضبطت عن بغية الوعاة للسيوطي.
244

ببغداد أنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الرصافي أنا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن جعفر اليزدي نا أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري
نا أحمد بن يوسف السلمي نا محمد بن يوسف الفريابي نا سفيان هو الثوري عن
عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن علي قال أول
من يكسى يوم القيامة إبراهيم خليل الرحمن قبطيتين ثم يكسى النبي (صلى الله عليه وسلم) حلة حبرة وهو
عن يمين العرش
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا أبو الحسين بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن
القاسم الميانجي أنا علي بن الحسن بن سلم نا عمر بن شبة النميري (1) نا
حسين بن حفص الأصبهاني نا سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال
إنكم تحشرون (2) حفاة عراة غرلا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم
عليه السلام وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي
فيقال إنهم لا يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح "
وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله العزيز الحكيم " (3) [1518]
قال علي هذا عندي دخل لعمر بن شبة حديث في حديث هذا مشهور الثوري
عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو
بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني نا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثني أبو بكر محمد بن عمير حدثني
أحمد بن إبراهيم بن نسل (4) وأبو بكر بن السميذع الأنطاكي فرقهما في موضعين قالا
نا موسى بن أيوب نا أبو مسعود الزجاج عن حبيب بن حسان عن طلق (5) بن حبيب
أنه حدث حيدة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 369 (158).
(2) المختصر: محشورون.
(3) سورة المائدة، الآيتان: 117 - 118.
(4) كذا رسمت، ولم أجده.
(5) ضبطت عن تقريب التهذيب.
245

يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا فأول الناس يكسى إبراهيم خليل
الرحمن فيقول الله تعالى أكسوا إبراهيم خليلي ليعلم الناس اليوم فضله عليهم فيكسى
حلة ثم يكسى الناس على منازلهم [1519]
أخبرناه أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده نا
محمد بن أحمد بن إسحاق المديني نا علي بن سعيد نا عبد الله بن عبد الصمد بن
أبي خداش نا أبو مسعود الزجاج عن حبيب بن حسان عن طلق بن حبيب أنه سمع
حيدة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تحشرون يوم القيامة حفاة غرلا وأول من يكسى إبراهيم الخليل يقول الله
أكسوا إبراهيم خليلي ليعلم الناس فضله ثم يكسى الناس على قدر الأعمال [1520]
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنا أبو القاسم عبد الله بن
الحسن بن محمد بن الخلال أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني نا
يزداد بن عبد الرحمن بن محمد الكاتب نا أبو سعيد الأشج نا ابن إدريس (2) عن
ليث عن مجاهد عن عائشة قالت قال النبي (صلى الله عليه وسلم) أول من يكسى خليل الله
إبراهيم صلى الله عليه وسلم [1521]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني نا
محمد بن الحسين بن حفص نا عباد بن يعقوب نا موسى بن عثمان عن عمرو بن
عبيد عن عبد الله (4) بن أنس عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول من يلبس من
حلل الجنة أنا وإبراهيم والنبيون [1522]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه نا
يحيى نا الحسين أنا المعتمر بن سلميان قال سمعت إسماعيل يعني ابن أبي

(1) اسمه عبد الله بن سعيد بن حصين، أبو سعيد الكندي الكوفي ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 182
(382).
(2) هو عبد الله بن إدريس، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 42.
(3) الكامل لابن عدي 5 / 109.
(4) الكامل لابن عدي: عبيد الله.
246

خالد يحدث عن سعيد بن جبير قال يحشر الناس يوم القيامة حفاة غرلا عراة أو
قال قلفا فأخبرت أن أول من يلقى بثوب إبراهيم عليه السلام
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن محمد بن أحمد نا جعفر بن
محمد الفريابي نا عثمان بن أبي شيبة نا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن
عمير قال يحشر الناس (1) حفاة عراة غرلا فيقول الله ألا أرى خليلي عريانا فيكسى
إبراهيم عليه السلام ثوبا أبيض فهو أول من يكسى
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنا أبو القاسم بن أبي
العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي
العقب أنا أبو محمد القاسم بن موسى الأشنب حدثني أحمد بن سنان نا يزيد هو
ابن هارون أنا حماد بن سلمة عن سماك عن عكرمة عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن في الجنة قصرا من لؤلؤ ليس فيه صدع ولا وهن أعده الله لخليله
إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) إن في الجنة قصرا من درة بيضاء لا صدع ولا وصم أعده الله لخليله إبراهيم
نزلا (2) [1523]
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي نا أبو جعفر محمد بن
خضر (3) بالرقة نا أبو سعيد محمد بن سعيد المروزي بطرسوس نا النضر بن
شميل أنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن أبي هريرة أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن في الجنة لقصرا من در لا صدع فيه ولا وهن اتخذه الله عز وجل
لخليله إبراهيم عليه السلام نزلا (4) كذا قال اتخذه [1524]

(1) بعدها أقحم بالأصل: عن عبيد بن عمير.
(2) كذا ورد الحديث بالأصل، واقتصر في المختصر على القسم الأول منه " إلى إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، مع إضافة لفظة
نزلا " وفي البداية والنهاية 1 / 199 " إن في الجنة قصرا أحسبه قال من لؤلؤة ليس فيه فصم ولا وهي أعده الله
لخليله إبراهيم عليه السلام نزلا ".
(3) بالأصل " حطر " كذا والصواب ما أثبت، وذكره السمعاني في ترجمة " الأذرعي ".
في ترجمة إسحاق بن يعقوب الأذرعي قال حدث عن: محمد بن الخضر بن علي الرافقي، قال ابن ماكولا:
أظنه نسبة إلى أذرعات الشام.
(4) قال أبو بكر البزاز الحافظ: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن حماد بن سلمة فأسنده إلا يزيد بن هارون
والنضر بن شميل، وغيرهما يرويه موقوفا. قال ابن كثير: لولا هذه العلة لكان على شرط الصحيح، ولم
يخرجوه (البداية والنهاية 1 / 199).
247

أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات
الخشوعي قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر نا خيثمة بن
سليمان نا محمد بن عوف نا أبو اليمان حدثني إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن
طهمان عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل البيت يوم
فتح مكة فرأى تماثيل إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال ما لهم قاتلهم الله
ما كان إبراهيم ولا إسماعيل عليهما السلام يستقسمان بالأزلام [1525]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا حياة بن شريح نا بقية بن
الوليد عن صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الحرشي وعبد الله بن
بشر عن عتبة بن عبد الثمالي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو أقسمت لبررت لا يدخل
الجنة قبل سابق أمتي إلا بضعة عشر (1) رجلا منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط اثنا (2) عشر وموسى وعيسى بن مريم بنت عمران عليهم السلام [1526]
أخبرنا أبو القاسم المستملي أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو الحسين بن
بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا محمد بن عبيد الله بن أبي داود نا المقرئ
عبد الله بن يزيد نا أبو صخر المدني حميد بن زياد أن عبد الله بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر أخبره أن سالم بن عبد الله أخبره أنا أبا أيوب أخبره
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه السلام فقال إبراهيم
لجبريل عليهما السلام من هذا قال هذا محمد فقال إبراهيم يا محمد مر أمتك
فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة قال محمد لإبراهيم وما
غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله كذا قال [1527]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي أنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي قراءة عليه نا أحمد بن منصور ويوسف بن موسى

(1) بالأصل: " بضع عشرة " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " انثي " والصواب ما أثبت.
248

وإبراهيم بن هانئ وروح بن الفرج قالوا نا أبو عبد الرحمن المقرئ نا حياة
أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره
عن سالم بن عبد الله زاد عاصم بن عمر أخبرني أبو أيوب الأنصاري
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا ابن عمير نا عبد الله يعني ابن يزيد نا حياة بن
شريح أخبرني أبو (1) صخر أن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره عن
سالم بن عبد الله بن عمر حدثني أبو أيوب صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ليلة أسري به مر على إبراهيم خليل الله وقال عاصم خليل الرحمن فقال إبراهيم
لجبريل عليهما السلام من معك يا جبريل قال جبريل هذا محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال زاد
ابن طاوس عن عاصم له وقالا إبراهيم يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس
الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن طاوس النبي (صلى الله عليه وسلم)
لإبراهيم عليه السلام وما غراس الجنة فقال لا حول ولا قوة إلا بالله انتهى حديث
فاطمة [1528]
وزاد ابن طاووس عن عاصم وقال يوسف إن عبد الرحمن بن عمر أخبره
وقال أبو عبد الرحمن مرة أخرى عن عبد الله بن عبد الرحمن ثم ذكر نحوه
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب إملاء نا أبو سهل
محمود بن عمر العكبري نا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي نا محمد بن مسلمة
الواسطي نا عبد الله بن يزيد المقرئ نا حياة بن شريح عن أبي صخر أن
عبد الله بن عبد الرحمن أخبره عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبرني
أبو أيوب الأنصاري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة أسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن
فقال إبراهيم يا جبريل من هذا معك قال جبريل هذا محمد قال إبراهيم
لمحمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) وما غراس الجنة قال إبراهيم لا حول ولا قوة إلا الله [1529]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر

(1) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، عن رواية سابقة.
249

الشافعي نا محمد بن مسلمة نا عبد الله بن يزيد المقرئ أنا حياة بن شريح فذكر
نحوه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك نا عبد الله بن أبي سعيد نا خالد بن خداش نا
عبد الله بن وهب عن أبي صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن مولى سالم حدثه قال
أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي أحب أن تلقاني عند زاوية القبر فالتقيا فقال
له سالم " والباقيات الصالحات " (1) فقال له محمد بن كعب سبحان الله والحمد الله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حولا ولا قوة إلا بالله فقال له سالم متى زدت فيها لا
حول ولا قوة إلا بالله فقال له ما زلت أقولها يراجعه مرتين أو ثلاثا (2) كل ذلك
يقول ما زلت أقولها قال فأبيت فإن أبا أيوب الأنصاري حدثني قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
لما أسري بي مررت بإبراهيم عليه السلام فقال لجبريل من هذا معك قال
محمد (صلى الله عليه وسلم) قال فرحب بي وسلم علي وقال مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن
تربتها طيبة وأرضها وا سعة قال قلت وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا
بالله [1430]
وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو بكر أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن
عبيد الصفار نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا نا خالد بن خداش فذكر بإسناده
نحوه
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا عبد الرحمن بن إسحاق نا أبو الحسين بن
المهتدي نا أبو حفص بن شاهين نا ميمون نا سيار يعني ابن حاتم نا عبد الواحد بن زياد نا
عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن
أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقيت إبراهيم عليه السلام
ليلة أسري بي فقال يا محمد اقرأ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة وأنها عذبة

(1) سورة الكهف، من الآية: 47.
(2) بالأصل " ثلاث ".
250

الماء وأنها قيعان وأن غرسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [1531]
كذا في الأصل وقد سقط منه ذكر شيخ ابن شاهين
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور
قالا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن عبد الله بن شهريار
الأصبهاني أنا سليمان بن أحمد الطبراني (1) نا علي بن الحسن (2) بن المثنى الجهني
التستري نا محمد بن الحارث الخزاز البغدادي نا سيار بن حاتم نا عبد الواحد بن
زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت إبراهيم (3) عليه السلام
ليلة أسري بي فقال يا محمد اقرئ (4) أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة
عذبة الماء وأنها قيعان وغراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله [1532]
قال سليمان لم يروه عن القاسم إلا عبد الرحمن ولا عنه إلا عبد الواحد
ولم يروه عن عبد الواحد مرفوعا إلا سيار بن حاتم (5)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنا أبو منصور بن
شكرويه أنا أبو بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا علي بن
عثمان يعني اللاحقي نا حماد أنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مكحول أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن ذراري المؤمنين عصافير خضر في الجنة يكفلهم إبراهيم عليه
السلام [1533]
قال ونا معاذ بن المثنى العنبري نا مسدد نا يحيى بن سفيان عن أبيه عن

(1) المعجم الصغير للطبراني 1 / 196.
(2) المعجم الصغير: الحسين.
(3) في المعجم الصغير: إبراهيم الخليل صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) عن المعجم الصغير وبالأصل: اقرأ.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن المعجم الصغير.
251

أبي يعلى عن الربيع بن خثيم قال لا أفضل على نبينا (صلى الله عليه وسلم) أحدا ولا أفضل على
إبراهيم خليل ربي أحدا
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن محمد نا علي بن إسحاق نا
حسين المروزي نا الهيثم بن جميل نا يعقوب بن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن
جبير قال كان الله يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا فبعثه إلى إبراهيم عليه
السلام ليقبضه فدخل دار إبراهيم في صورة رجل شاب جميل وكان إبراهيم رجلا
غيورا فلما دخل عليه حملته الغيرة على أن قال له يا عبد الله من أدخلك داري قال
أدخلنيها ربها فعرف إبراهيم أن هذا الأمر (1) حدث قال يا إبراهيم إني أمرت بقبض
روحك قال فأمهلني يا ملك الموت حتى يدخل إسحاق فأمهله فلما دخل إسحاق
قام إليه فاعتنق كل واحد منها صاحبه فرق لهما ملك الموت فرجع إلى ربه فقال يا
رب رأيت خليلك جزع من الموت فقال يا ملك الموت فأت خليلي في منامه فاقبضه
قال فأتاه في منامه فقبضه
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أحمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو الحسين
الذكواني نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه إملاء نا عبد الله بن جعفر أنا
الخليل بن محمد نا روح بن عبادة (2) عن موسى بن عبيدة (3) أخبرني محمد بن
المنكدر قال دخل إبراهيم النبي (صلى الله عليه وسلم) داره قال وكان رجلا غيورا فإذا هو برجل
شاب طيب الريح قال ما أدخلك داري قال أذن لي ربها قال فإن كان ربها أذن لك
فهو أحق بها قال اعرض عني يا إبراهيم قال فحال في صورة أسود له أنياب مختلفة
وعيناه تذرفان وله ريح منتنة وهيئة الله بها عليم
قال يا إبراهيم أنا ملك الموت وهذه ملائكة الرحمة عن يميني وملائكة
العذاب عن شماله فإذا توفيت النفس المؤمنة جئتها في هذه الهيئة الحسنة والريح
الطيبة التي رأيتني فيها ورفعتها إلى ملائكة الرحمة وإذا توفيت النفس الكافرة جئتها في
هذه الصورة وهذه الريح فرفعتها إلى ملائكة العذاب

(1) في المختصر: لأمر.
(2) ضبطت " روح بن عبادة " بالقلم عن تقريب التهذيب.
(3) ضبطت: بضم أوله عن تقريب التهذيب.
252

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن
محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أحمد بن
عبدة الطبسي نا حماد بن زيد عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي ملكية عن
عبيد بن عمير قال بينما إبراهيم خليل الرحمن يوما في داره إذ دخل عليه رجل
حسن الشارة فقال يا عبد الله من أدخلك داري قال أدخلنيها ربها قال فربها أحق
بها فمن أنت قال أنا ملك الموت قال لقد بعث لي منك أشياء ما أراها فيك
قال أدبر فأدبر فإذا عيون مقبلة وإذا عيون مدبرة وإذا شعره منه كأنها إنسان قائم
قال فتعوذني بالله من ذلك وقال عد إلى الصورة الأولى قال يا ملك الموت لقد
دخلت علي قبل في صورة حسنة ثم رأيتك تحولت في هذه الصورة الخبيثة (1) قال
إذا بعثني إلى من يكره لقاءه بعثني في هذه الصورة الخبيثة (1) التي رأيت آنفا وإن الله قد
اتخذ من أهل الأرض خليلا قال يا ملك الموت أخبرني عنه في ما آته فأخبره فأصحبه
وأخدمه وأكون معه قال فإنك هو قال فحمد الله وأثني عليه
قال فلما أراد الله تبارك وتعالى قبضه قال يا ملك الموت اقبض روح خليلي
وائته من باب لا تروعه منه قال يا رب ما أتيته من باب إلا رعته فكره إليه الحياة
قال فبينما إبراهيم يوما في ظل داره إذا أقبل شيخ يتوكأ على عصا حتى جلس
إليه فدعا بطعام وكان يقري الضيف وكان كلما اكل لقمة خرجت أسفل منه قال
إبراهيم كم أتى لك قال أحد وستون ومائة سنة وكان إبراهيم يومئذ ابن مائة وستين
سنة قال ما بقي أن ألقى هذا إلا أن أدخل في سنتي هذه فكره الحياة فأوحى الله إلى
ملك الموت أن اقبض روح خليلي على أيسر ذلك فأتاه برائحة من مسك الجنة
فاستنشاه إياها حتى خرجت روحه فلما لقي الله عز وجل قال يا إبراهيم كيف وجدت
الموت قال يا رب وجدت كأنها تنزع بالسلاح
قال فإنا قد يسرنا عليك
قال حماد وفي آخر الحديث كلمه لابن شداد
قال ونا ابن أبي الدنيا أنا أزهر بن مروان الرقاشي نا جعفر بن سليمان نا أبو
عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب قال كان إبراهيم عليه السلام

(1) رسمها غير واضح، ولعل ما أثبت هو الصواب، ولعلها: الخشنة.
253

يقري الضيف ويرحم المساكين وابن السبيل قال فأبطأت عليه الأضياف حتى استراب
ذلك فخرج إبراهيم إلى الطريق فطلب ضيفا فمر به ملك الموت في صورة رجل
فسلم على إبراهيم فرد إبراهيم عليه السلام ثم سأله إبراهيم من أنت قال ابن
السبيل قال إنما قعدت هاهنا لمثلك انطلق فانطلق به إلى منزله فرآه إسحاق
فعرفه فبكى إسحاق فلما رأت سارة إسحاق يبكي (1) بكت لبكائه قال ثم صعد
ملك الموت فلما أفاقوا غضب إبراهيم وقال بكيتم في وجه ضيفي حتى ذهب قال
إسحاق لا تلمني يا أبه فإني رأيت ملك الموت معك ولا أرى أجلك يا أبه إلا قد
حضر فارعه في أهلك قال فأمره بالوصية وكان لإبراهيم بيت يتعبد فيه لا يدخله
غيره فإذا خرج أغلقه قال فجاء إبراهيم ففتح بيته الذي يتعبد فيه فإذا هو برجل
قاعد فقال له من أنت من أدخلك قال بإذن رب البيت دخلت قال رب البيت
أحق به قال ثم تنحى إبراهيم إلى ناحية البيت فصلى كما كان يصنع وصعد ملك
الموت وقيل له ما رأيت قال يا رب جئتك من عند عبد ليس لك في الأرض
بعده خير قال ما رأيت قال ما ترك خلقا من خلقك إلا وقد دعا له في دينه أو في
معيشته ثم مكث إبراهيم ما شاء الله ثم فتح باب بيته الذي يتعبد فيه فإذا هو برجل
قاعد فقال له إبراهيم من أنت قال أنا ملك الموت قال إبراهيم إن كنت صادقا
فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت قال له ملك الموت أعرض بوجهك يا إبراهيم
فأعرض إبراهيم بوجهه ثم قال أقبل فانظر فأقبل إبراهيم بوجهه فأراه الصورة التي
يقبض فيها أرواح (3) المؤمنين قال فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا الله ثم
قال أعرض بوجهك فأعرض ثم قال أقبل وانظر (4) فأراه الصورة التي يقبض فيها
الكفار والفجار قال فرعب إبراهيم عليه السلام رعبا حتى أرعدت فرائصه وألصق بطنه
بالأرض وكادت نفسه تخرج قال فقال إبراهيم أعرف فانظر الذي أمرت فامض
له قال فصعد ملك الموت فقيل له تلطف يعني في قبض روح إبراهيم فأتاه وهو
في عنب له في صورة شيخ كبير لم يبق منه شئ فنظر إبراهيم فرآه فرحمه فأخذ مكتلا

(1) عن المختصر وبالأصل " بكى ".
(2) بالأصل " لك ليس " وفوق لفظة ليس علامة التبديل، والمثبت يوافق عبارة المختصر.
(3) الزيادة عن المختصر.
(4) زيادة اقتضاها السياق عن المختصر.
254

فقطف فيه من عنب ثم جاء به فوضعه بين يديه فقال كل فجعل ملك الموت يريه أنه
يأكل وجعل يمضغه ويمجه على لحيته وعلى صدره قال فعجب إبراهيم وقال ما
أبقت السن منك شيئا فكم أتى لك قال فحسب قال أتى لي كذا وكذا مثل
إبراهيم فقال إبراهيم قد بلغت أنا هذا فإنما أنتظر أن أكون مثل هذا اللهم اقبضني
إليك قال فطابت نفس إبراهيم عن نفسه وقبض ملك الموت روحه في تلك الحال
أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن
الأكفاني وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين إجازة قالوا نا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن رزقويه (1) أنا أحمد بن سندي بن الحسن
الحداد نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة
إسحاق بن بشر عن محمد بن عطية عن أبيه قال إنما كان سبب موت إبراهيم
والذي طيب الله به نفسه للموت إنه كان ذات يوم جالسا في ظل قصر له وكان أول من
ضيف الضيف فاطلع عليه شيخ كبير قد تقوس ظهره من الكبر محتزما بحبل معتمدا
على عصا حتى سلم عليه وجلس قال فأخرج له إبراهيم طعاما فأخذ الشيخ يلتقم
اللقمة فتنحدر في بطنه انحدارا حتى تخرج منه فعجب إبراهيم لما يرى وهو ملك
بعثه الله في صورة آدمي فقال له إبراهيم يا عبد الله ما هذا الذي يصيبك في الطعام
قال بلغت حد الكبر الذي يكون صاحبه هكذا قال وكم أتى عليك قال مائتا سنة
وسنة قال ولإبراهيم يومئذ مائتا سنة فقال إبراهيم يومئذ ما بقي بيني وبين أن أكون
هكذا إلا سنة واحدة فقذر إبراهيم الدنيا وأبغض الحياة فيها ودعا ربه بالموت فقال
يا رب لا تبقني إلى ما مددت لهذا في الأجل فأكون مثله فعند ذلك مات (صلى الله عليه وسلم)
فقال ونا أبو حذيفة عن محمد بن عطية عن أبيه عن ابن عمر قال لما دخل
ملك الموت على إبراهيم فقبض روحه فسلم عليه فرد عليه السلام فقال من أنت
قال أنا ملك الموت قد أمرت بك فبكى إبراهيم عليه السلام حتى سمع بكاءه (2)
إسحاق فدخل فسلم عليه فقال يا خليل الله ما يبكيك قال هذا ملك الموت يريد أن
يقبض روحي قال فبكى إسحاق حتى علا بكاؤه بكاء إبراهيم عليه السلام فانصرف

(1) إعجامها غير واضح، والصواب بتقديم الراء، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 258.
(2) بالأصل " بكاؤه ".
255

ملك الموت إلى الله عز وجل فقال يا رب إن عبدك إبراهيم جزع من الموت جزعا
شديدا فقال يا جبريل خذ ريحانه من الجنة فانطلق بها مع ملك الموت إلى إبراهيم وحيه
بها وقل له الخليل إذا طال به العهد من خليله اشتاق إليه وأنت خليل أما تشتاق إلى
خليلك فأتاه وبلغه رسالة ربه ودفع إليه الريحانة فقال نعم يا رب قد اشتقت إلى
لقائك فشم الريحانة فقبض فيها
قال ونا أبو حذيفة أخبرني ابن سمعان يرفعه أن إبراهيم عاش مائة سنة
وخمسا (1) وتسعين سنة
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا
أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (2) أنا هشام بن
محمد عن أبيه قال خرج إبراهيم (3) إلى مكة ثلاث مرات دعا الناس إلى الحج في
آخرهن فأجابه كل شئ سمعه فأول من أجابه جرهم قبل العماليق ثم أسملوا ورجع
إبراهيم إلى بلد الشام فمات به وهو ابن مائتي سنة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي عن أبي خازم محمد (4) بن الحسين بن محمد بن الفراء أنا أبو العباس
منير بن أحمد بن الحسن المعدل أنا علي بن أحمد بن إسحاق نا أبو مسهر أحمد بن
مروان نا الوليد بن طلحة العطار نا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن عبد الله بن
أبي فراس قال جسد إبراهيم في مغارة بين الصخرة ومسجد إبراهيم ورجليه هاهنا
ورأسه عند الصخرة
كتب إلى أبو نصر بن القشيري نا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
محمد بن إبراهيم بن الفضل المقاسمي نا محمد بن نعيم نا قتيبة بن سعيد أبو رجاء

(1) بالأصل: وخمسة.
(2) طبقات ابن سعد 1 / 48.
(3) بالأصل: " خرج مكة إلى إبراهيم " سهور، وصححنا العبارة عن ابن سعد.
(4) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 604 فيها: محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، وانظر بهامشها.
(ثبتا بمصادر ترجمته.
256

البغلاني (1) بنيسابور نا أحمد بن بشير عن أبي طاهر البصري عن أبي السكن
الهجري (2) قال مات خليل الله فجأة ومات داود فجأة ومات سليمان بن داود
فجأة والصالحون وهو تخفيف على المؤمن وتشديد على الكافر
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا جعفر بن محمد الصائغ نا عاصم بن علي نا أبو هلال نا
حفص بن دينار عن عبد الله بن أبي مليكة قال لما قدم إبراهيم على ربه قال له يا
إبراهيم كيف وجدت الموت قال يا رب وجدت نفسي كأنها تنزع بالسلاح قال كيف
وقد (3) هونا عليك الموت يا إبراهيم
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن
محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد اللنباني (4) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا خالد بن
خداش نا حماد بن زيد عن حفص الضبعي عن ابن أبي ملكية قال لما قبض
إبراهيم خليل الرحمن قال الله كيف وجدت الموت قال يا رب كأن نفسي تنزع
بالسلاح قال هذا وقد هونا عليك
وقد روي مرفوعا من وجه ضعيف
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
القاسم حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ (5) نا جعفر بن
سهل بن الحسن الفارسي (6) نا أبو ميمون جعفر بن نصر العنبري الكوفي بالرقة
وذكر أنه من ولد سلمان الفارسي سنة إحدى وستين ومائتين نا حماد بن زيد نا
هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لما لقي إبراهيم ربه عز

(1) رسمها وإعجامها غير واضح، والمثبت والضبط عن اللباب، وهذه النسبة إلى بغلان بلدة بنواحي بلخ.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى هجر، باليمن.
(3) عن مختصر ابن منظور وبالأصل: وهو.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت بتقديم النون على الباء، وضبطت اللفظة عن الأنساب،
وهذه النسبة إلى لنبان، محلة كبيرة بأصبهان. وله في الأنساب ترجمة قصيرة.
(5) الكامل لابن عدي 2 / 152 في ترجمة جعفر بن نصر.
(6) في ابن عدي: " البالسي ".
257

وجل قال له يا إبراهيم كيف وجدت الموت قال وجدت جسدي ينزع بالسلاح (1)
قال هذا وقد يسرنا عليك الموت [1534]
قال ابن عدي وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل (2)
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل بن
محمد نا أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد البغداذي نا عبد المنعم عن أبيه عن
وهب بن منبه قال أصيب على قبر إبراهيم الخليل مكتوبا خلقه (3) في حجر
ألهى جهولا أمله * يموت من جاء أجله
ومن دنا من حتفه * لم تغن عنه حيله
وكيف يبقى آخر * قد مات عنه أوله *
وزاد فيه بعض أهل العلم
والمرء لا يصحبه * في القبر إلا عمله *

(1) هي شوك النخل.
(2) تحت عنوان: " وفاة إبراهيم وما قيل في عمره " قال ابن كثير: وقد روي ابن عساكر عن غير واحد من السلف
عن أخبار أهل الكتاب في صفة مجئ ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام أخبارا كثيرة الله أعلم بصحتها.
وقد قيل إنه مات فجأة... والذي ذكره أهل الكتاب وغيرهم خلاف ذلك، قالوا: ثم مرض إبراهيم عليه
السلام ومات عن مئة وخمس وسبعين، وقيل وتسعين، ودفن في المغارة المذكورة التي كانت بحبرون
الحيثي عند امرأته سارة في مزرعة حفرون الحيثي وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق صلى الله عليهم أجمعين.
(البداية والنهاية 1 / 201 وانظر الطبري 1 / 312 وابن الأثير ومروج الذهب 1 / 43).
(3) الأصل والبداية والنهاية 1 / 202 وفي المختصر " خلفه ".
(4) الأبيات في البداية والنهاية 1 / 202 ومختصر ابن منظور 3 / 376.
258

ذكر من اسم أبيه أحمد
ممن اسمه إبراهيم
352 إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان
أبو إسحاق الموصلي الفقيه الحنفي (1)
وأصله من غزنة وتولى أبوه قضاء الرها وتفقه هو على أبي الحسن علي بن
الحسن البلخي الفقيه واستنابه في التدريس بمدرسة بصري ثم ولي التدريس
بالمدرسة الصادرية (2) ثم استنابه ابن خالي القاضي الزكي أبو الحسن رحمه الله
وكان قد سمع الحديث من البلخي وما أظنه روى شيئا وما عملته باعتقاده بأسا مات
ودفن يوم الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ستين وخمسمائة بجبل قاسيون شهدت
الصلاة عليه
353 إبراهيم بن أحمد بن الحسن (3)
أبو إسحاق القرميسيني (4) المقرئ الصوفي
سمع بدمشق عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي وبصور محمد بن أحمد بن
عبد الواحد بن جرير وأحمد بن بشر بن حبيب التميمي الصوريين وأحمد بن صالح
الأنط (5) وأنس بن السلم الخولاني وبعسقلان محمد بن الحسن بن قتيبة وببيت

(1) بالأصل: " الحنيفي ".
(2) داخل باب البريد، على باب الجامع الأموي الغربي أنشئت سنة 491 (الدارس في المدارس للنعيمي
1 / 413).
(3) زيد في طبقات القراء 1 / 7 " بن مهران ".
(4) هذه النسبة بكسر القاف وسكون الراء إلى قرميسين، بلد معروف بين همذان وحلوان (معجم البلدان).
(5) كذا.
259

المقدس عبد الله بن محمد بن سلم وزكريا بن يحيى المقدسيين وبمصر
الحسين بن حميد العكي (1) وأبا عبد الرحمن النسائي وبتنيس القاسم بن الليث
الرسعني وبحران أحمد بن داود الحراني وبخراسان أبا العباس السراج
والحسن بن سفيان وبأصبهان محمد بن نصير وعلي بن رستم الأصبهانيين
ويحيى بن زكريا القاساني (3) وبالعراق بشر بن موسى والكديمي وعبد الله بن
محمد بن ناجية وأبا معشر الدارمي ومحمد بن خالد الراسبي البصري وأبا نعيم
عبد الملك بن محمد بن عدي
روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن الدارقطني وأبو
الحسين بن المظفر وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني وأبو الحسن
الحمامي واستوطن الموصل وبها مات
كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلاف من بغداد وأخبرني أبو
الفخر أسعد بن عبد الواحد بن أبي الفتح المعروف بخردك الأصبهاني بجرباذقان عنه
أنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي نا إبراهيم بن أحمد القرميسيني نا أبو العباس
أحمد بن زنجويه القطان إملاء نا هشام بن عمار نا عبد الله بن الحارث الجمحي
نا هشام بن (4) عروة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء فإذا لم يبق
عالم اتخذ ا لناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير فضلوا وأضلوا [1535]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين محمد بن
المظفر البزاز قراءة عليه وأنا أسمع نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن
مهران نا أحمد بن بشر بن حبيب التميمي الصوري نا عبد الحميد بن بكار السلمي

(1) بالأصل " العلي " والمثبت عن تاريخ بغداد 6 / 14.
(2) بالأصل " القاشاني " والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى قاسان، بلدة قم على ثلاثين فرسخا من
أصبهان.
(3) اسمه محمد بن يونس بن موسى بن سليمان، أبو العباس القرشي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء
13 / 302.
(4) بالأصل " عن ".
260

البيروتي نا محمد بن شعيب بن شابور (1) نا عيسى بن عبد الله عن عثمان بن
عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص أخبره عن محمد بن مسلم الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطيبا فأمر أن يخرج على كل صغير
وكبير وحر وعبد وذكر وأنثى صاعا من تمر صدقة الفطر [1536]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
حدثني الحسن بن علي التميمي نا محمد بن إسماعيل الوراق حدثني أبو إسحاق
إبراهيم بن أحمد بن الحسن المقرئ الخياط الشيخ الصالح قالا
وقال لنا أبو بكر الخطيب (3) إبراهيم بن أحمد بن الحسن أبو الحسن أبو إسحاق القرئ
القرمسيني رحل وطوف في البلاد شرقا وغربا وكتب بخراسان والعراق والشام
ومصر وكان ثقة صالحا استوطن الموصل وورد بغداد وحدث بها فكتب عنه من
أهلها أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص الكتاني ومحمد بن إسماعيل الوراق
ومحمد بن المظفر ومحمد بن جعفر بن العباس النجار وعبد الله بن عثمان الصفار
والحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير القاضي (4) و (5) أبو القاسم الحسن بن
الحسن (6) بن المنذر
وحدثنا عنه أبو الحسن محمد بن عمر بن الخطراني (7) وعلي بن أحمد بن الحمامي وكانا سمعا منه بالموصل
قال الخطيب وأنا أبو سعد الحسن (8) بن عثمان الشيرازي قال (9) قال لنا

(1) بالأصل " سابور " والصواب بالشين المعجمة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 376 (122).
(2) تاريخ بغداد 6 / 15.
(3) تاريخ بغداد 6 / 14.
(4) بالأصل " والقاضي " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(6) في تاريخ بغداد " الحسين " وفي المنتظم 7 / 301 " الحسين بن الحسين " وفي العبر والشذرات مثل تاريخ
بغداد: " الحسين " وفي سير أعلام النبلاء 17 / 338 كالأصل.
(7) تاريخ بغداد: " عمر الخطراني بدون " بن " وزيد فيها " البلدي ".
(8) تاريخ بغداد: " الحسين ".
(9) بالأصل " قالا " والمثبت عن تاريخ بغداد.
261

يحيى بن حمزه بن الحسين الموصلي ومات إبراهيم بن أحمد بن الحسن أبو إسحاق
القرميسيني بالموصل فسنة ثمان وخمسين وثلاثمائة والله تعالى أعلم
354 إبراهيم بن أحمد بن الحسن
ابن علي بن الحسن بن حسنون
أبو الحسين الأردني (1) الشاهد
روى عن أبي عبد الله أحمد بن بشر بن حبيب الصوري وأبي الحسن بن
جوصا وأحمد بن علي بن سعيد القاضي وأحمد بن أنس بن مالك وأحمد بن
محمد بن الوليد القرشي وعبيد الله بن أحمد بن سليمان الرملي وعبد الصمد بن
عبد الله بن عبد الصمد بن أبي يزيد ومحمد بن حامد بن السري وأبي المنذر
محمد بن سفيان بن المنذر الرملي ومساور بن شهاب بن مسرور بن مساور المري
وأبي علي الحسن بن إبراهيم بن حلقوم المقرئ وعبيد الله بن أحمد بن الصنام (2) ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وأبي الجهم عمرو بن خازم
روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن إدريس الخثعمي وعبد الله بن بكر الطبراني وأبو عبد الله بن
منده
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد الرازي أنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن عن أبي هارون العبدي أنه
سمع أبا سعيد الخدري يقول للشباب مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال مخلد إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كان يوصي بالشباب [1537]
355 إبراهيم بن أحمد بن شعر الدجاج
حدث عن محمد بن إسحاق الصيني (3)

(1) هذه النسبة بضم الألف والدال وسكون الراء، إلى أردن، وهي من بلاد الغور قريبة من ساحل الشام
(الأنساب)
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) في الأنساب: أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يزيد المعروف بالصيني.
262

روى عنه الحسن بن يوسف بن يعقوب الطرميسي (1)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ عن
أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا عبد الوهاب بن الوليد الكلابي قراءة عليه نا حسن بن
يوسف حدثني إبراهيم بن أحمد بن شعر الدجاج نا محمد بن إسحاق الصيني نا
أحمد بن عروة بن ازامرد البنوي الصنعاني نا معتمر بن سليمان قال قال وهب بن
منبه اليماني (2) لما اهبط ادم إلى الأرض فرأى سعيها قال يا رب ما لأرضك هذه
عامرة تسبح بحمدك وتقدس لك غيري فذكر حكاية
هكذا نقلته من خط علي بن الحسين الربعي الحافظ ابن شعر والله تعالى أعلم
356 إبراهيم بن أحمد بن كلوسدان
أبو إسحاق الآملي (3) الطبري
سمع بدمشق أحمد بن عمير بن جوصا
روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد الرستمي وعبد العزيز بن
الفضل
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد نا نصر بن إبراهيم أنا أبو الحسين
أحمد بن عبد الكريم الشالوسي (4) نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد الرستمي
نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن كلوسدان نا أحمد بن عمير بن جوصا بدمشق
نا عبد الله بن خبيق (5) حدثني موسى بن ظريف قال قال سفيان الثوري لإبراهيم بن

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 500 ومعجم البلدان (طرميس) وهي قرية من قرى دمشق.
ورد اسمه في معجم البلدان: الحسن بن يوسف بن إسحاق بن سعيد... حدث عن... وهلال بن أحمد بن
سعر الزجاج، ما ذكره ياقوت نقلا عن ابن عساكر.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن الأنساب، وسير أعلام النبلاء 4 / 544 وبهامشها ثبت بمصادر
ترجمته.
(3) هذه النسبة بالمد وضم الميم، بالنسبة إلى آمل، أكبر مدنية بطبرستان وأكثر من ينسب إليها يعرف بالطبري.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى شالوس قرية كبيرة بنواحي آمل
طبرستان.
(5) ضبطت عن التبصير 2 / 524.
263

أدهم هذا العلم الذي قد جمعناه أريد أن أضعه عندك قال بلغني حديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
حتى أعمل به ثم أنظر فيما عرضت علي قال الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله وما هو قال بلغني أن رجلا أتى
النبي (صلى دلني على عمل يحببني الله تعالى ويحبني الناس عليه قال
لقد قصرت وأوجزت اجتنب محارم الله جل وعز و
اجتنب ما في أيدي الناس فإنك إن
اجتنبت ما في أيدي الناس أحبوك [1538]
357 إبراهيم بن أحمد بن الليث
أبو المظفر الأزدي الكاتب
كاتب الأمير وهسودان بن محمد بن مملان الروادي الكردي
حكى عن أبي تمام محمد بن عبد العزيز الهاشمي
حكى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه
وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وله رسالة تذكر فيها ما رآه في طريقه
ومن لقي من العلماء والأدباء ويصف فيها حسن جامع دمشق كتب بها إلى بعض الكتاب
بأصبهان وكان إبراهيم من أهل الفضل ورسالته تدل على فضله فيما ذكر فيها أبياتا
للقنوع المعري وكان قد لقيه بالمعرة وذكر أنه رضي من دنياه بسد الجوع ولبس
المرقوع ولهذا لقب بالقنوع ومن شعره المليح المطبوع
أرى الإدلال داعية الدلال * فما لي قد جزعت لذاك مالي
نعم أشفقت من ملقي ولكن * أبالي حسن صبري أن أبالي
تصدى للصدود وكان قدما * على حال اتصالي من وصالي
وقال سلوت متهما غرامي * ولست وإن سلى عني بسالي
نويت عتابه أنى التقينا * ولكني بدا لي إذ بدا لي *
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي عن أبيه أبي طاهر
أحمد بن محمد قال قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي وذكر يعني
الأستاذ أبا عثمان إسماعيل بن عبد الحرمن الصابوني النيسابوري الأستاذ الجليل أبا
المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث الذي ابتهجت (1) العلوم بفضله ونشرها بطلعته على

(1) بالأصل: ابتهج.
264

رموزها وكشفت له سرها فقال ما عندنا على معناه أحد
جمع من شرائط الكمال ما جمع وفرع من ثنايا الإفضال ما فرع على كون الدول اليمينية والحضرة الأمينية سالف
الصدور ومطرح رجال كل متميز بالفخر المشهور والفعال المذكور فافتخروا يا
أهل أذربيجان بعلاه ومآثره وحلاه إنا لنفتخر بمن نبغ وجاءنا أو قدم علينا وطرا من
رجالاتها فيهم الفلك الدوار وأعيان تطيع أوامر أقلامهم الأقضية والأقدار كأبي بكر
الخوارزمي وأبي علي الداراني وأبي الفتح البستي وأبي سعد أحمد بن محمد
الحروي وأبي القاسم الإسكافي وأبي النضر العتبي وأبي يحيى الحمادي
والعميد أبي نصر المشكاني والأمير ابن الأمراء أبي الفضل الميكالي فهو يذكر معهم
إذا عدت الأكارم ونشرت عن مطلوبها المعالم ولعلكم تقولون هو عارف يفنون
صناعة الكتاب عالم بغرائب أسرار الآداب وحدها فيقتصرون على أن ينشدوا فيه *
قد كانت الأقلام قبل زمانه * حمراء فعادت أيما أفراس *
كلا إنه كان يقرأ عندنا الحديث فنرى من معرفته بمختلف أسماء الرجال
ومشتبه أنساب ذوي الكمال وسائر تلك الأحوال ما مر على المعدودين الفرح من
طلابه ويزيد على الشيوخ المعدودين في حفاظ أصحابه ويتصل بهذا ما حدثني
بعض أدبائنا أنه حضر مجلس أبي عثمان بتبريز وأبو المظفر يقرأ كتاب الغريبين وفي
المجلس يومئذ جماعة الوزراء وكافة الشيوخ والوجهاء فسمع الحاضرون قراءة تحير
القلوب فقال بعض أحداث الأدباء سبحان الله ما أحسنها من قراءة وأعذبها من
عبارة فأنكر الديخدا أبو الفرج محمد بن أحمد الوزير قوله واستخف عقله وقال له
كالمغضب ما هذا إنه لو أراد لصنف أحسن منه وكان مما يشكره عليه أن يقول
كان يكتب ما يصدر عن الأمير الأجل يذكرنا من جميع قلبه ويخيلنا من وصفه بما كان
يليق به ثم يجعل ذلك نكتة فيقول كان الأمير يأمر به
من قلبه وكان أبو المظفر يكتبه من قلبه فقلت له ويرجو أيها الأستاذ أن لقلبه من كتب إليه بقلبه فاهتز لذلك فلما
سمعت ثناءه عليه ودعاءه له جعلت أبشر بعض مساعيه وأشكر واصف ما غمرني به من
أياديه وأذكر فقال مل إلى الاختصار وجد بحكم الاقتصار فإنك تمدح ممدوحا
وتشرح مشروحا هل تستنكر من السحاب أن تنقع غليل الهضاب أو تتعجب من
النهار أن يضئ لذوي الأبصار فلست على الأطوار إلا عند قول أبي الطيب المسلم له
الفوز بخصل الأشعار *
265

أثنى عليك ولو تشاء لقلت لي * فصرت فالإمساك عني نائل *
وقد قال قبله من لا ينكر الناس فضله
ليس نفس إلا عدا حظك أنه * لحظ جزيل لا يعنف نافسه
وإن بخس المطرون حقك إنه * لحق ثقيل لا يظلم باخسه *
وأنا أكافئه عنك بدعاء وثناء ومدح وإطراء اللهم أطل حياته وأكبت عداته وأبقه
في الدهر جمالا ولأهله ثمالا وزده على تصاريف الأيام سعودا وإقبالا
أنشدني أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي أنشدني جماعة من شيوخنا
للأستاذ أبي المظفر هذا
نقشنا ود إخوان الصفا * بأقلام الهباء على الهواء
فكلهم ذئاب في ذباب (1) * حياتهم وفاة للوفاء *
قال وأنشدني الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر قال أنشدني أبي أبو
المعمر يعمر بن الحسن الشيباني في أبي المظفر الأزدي الكاتب
قد كان يا قوم إبراهيم بينكم * نارا على مرمى نارا على علم
يشرف الدست والديان في * قرن والملك والإقليم بالقلم *
إذا تذكرت معناه ذكرت له * سلم على الربع من سلمي بذي سلم *
وحدثني أبو بكر السلماسي قال حكى لي والدي أبو طاهر قال حكى لي الفقيه
أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي بها قال حكى لي الأستاذ الجليل السعيد أبو
المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث قال لما حضرت استراباذ وافدا على السلطان
حضرني الشيخ أبو بكر القهستاني (2) فرأيت فاضلا ملء ثوبه مليح الشمائل عطر
الأخلاق خفيف الروح وامتدت أوقا ت الأنس بيننا فجاءني كتابه ذات يوم ينوشني (3)
ويرغب في أن يحضر منتزها كان لنا فأجبت ثم استبطأت غلامه فكتبت إليه هذا البيت *

(1) في المختصر: ثياب.
(2) بضم القاف والهاء وسكون السين كما في الأنساب، هذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة
ونيسابور، فيما بين الجبال، وهي قوهستان.
(3) ينوشني أي يستنهضني.
266

أفي الحق يا مولاي أني أنوش * وغيري يروى في ذراكم وأعطش *
فجاءني جوابه مع فتى من غلمانه حدث كان يهواه وهو
أسيدنا حتى متى وإلى متى * وماذا الوفا كم بالمنى نتنعش
وعدت فأنجز ما وعدت فقد مضى * بباض نهار ليله كان يعطش
فديتك إن الخلف في الوعد وحشة * ولكنه في مثل وعدك أوحش *
وسألني بأيمان الأصدقاء أن أركب في جوابها فركبت فإذا هو في باغ (1) فيه تين
ورمان ومجالس ما رأيت مثلها نظافة وطال تعاشرنا حتى انتصف الليل ولم يزل
ينشدنا من مليح أشعاره ونوادر (2) قطعه
واسم أبي بكر علي بن أحمد بن الحسن أديب فاضل
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي إجازة أنشدنا القاضي أبو عمرو
مسعود بن علي الملحي بأردبيل قال أنشدنا إبراهيم بن أحمد بن الليث الكاتب
لنفسه
لا تغترر بالمهل * وبعد خطو الأجل
واعمل على أن يخلد * الذكر بحسن العمل *
وأخبرنا أبو طاهر السلمي قال وأنشدني أبو عمرو قال أنشدني إبراهيم لنفسه
علي من الترسل ثوب عز * ولبس علي من شعري شعار *
وأنشدنا أخي أبو الحسين الحافظ رحمه الله أنشدنا أبو طاهر بن سلفة
أنشدني أبو نصر الحمامي المرندي نحوي قال أنشدني منصور بن مشكان لنفسه في
أبي المظفر *
وجه الزمان المتم عاد وسيما * وعلاه ماء للشباب وسيما
وأتى الربيع على الشتاء مخيما * قد سرنا إذ ساءه تخييما

(1) الباغ: البستان.
(2) في المختصر: ومليح قطعه.
267

وارتاح من كل فؤاد هائم * لصبا التصابي حين طاب نسيما
ودعا دعاة المجد حي على الندى * فأبو المظفر عاد يروي الهيما
واختال تيها أذربيجان التي * شرفت بشمس مرند إبرهيما
قد أشرفت بسنى الشتاء فما ترى * إحداهما الليل البهيم بهيما
عظمت به في أهلها النعم التي * يعنى بها من لا يكون عظيما
وبحسنها فزنا وبمجد اسمه * ختم الكرام فكان فيها الميما *
358 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن المولد
أبو إسحاق (1) الرقي الصوفي الواعظ
حدث بدمشق والرقة عن أحمد بن عبد الله الناقد المصري والحسين بن
عبد الله القطان وأحمد بن مروان المالكي وإبراهيم بن السري (2) السقطي
والجنيد بن محمد وعبد الله بن جابر الطرسوسي ومحمد بن يوسف وأبي الحسن
الأصبهاني
روى عنه تمام بن محمد وأبو الحسين بن جميع ونصر بن محمد بن أحمد
الطوسي وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو القاسم بكير بن محمد الطرسوسي
المنذري وناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد الدمشقي نزيل نيسابور
ومنصور بن عبد الله الأصبهاني وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن يوسف الشقيقي
الصوفي والحسين بن يوسف العرويني وأبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن
عاصم الأنوي السجستاني وأبو الحسن علي بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الأنوي
السجستاني وأبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي وأبو الفتح
المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ وأبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة
العكبري وأبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن الضراب المصري
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا
أنا أبو نصر بن طلاب أنا أبو الحسين بن جميع نا إبراهيم بن المولد نا

(1) في شذرات الذهب 2 / 362 " أبو الحسن ".
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن حلية الأولياء 10 / 305 (ترجمته).
268

الحسين بن عبد الله القطان نا حكيم بن سيف نا عبيد الله بن عمرو بن عبيد عن
الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يا عبد الرحمن لا تسأل
الإمارة [1359]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبو عبد الله الحسين بن
محمد بن أبي الرضا أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن المولد
الصوفي حدثني أحمد بن عبد الله الناقد المصري نا أبو يزيد القراطيسي نا
أسد بن موسى نا محمد بن حازم عن أبي رجاء الجزري (1) عن ابن سنان يعني
يزيدا (2) عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كن ورعا
تكن أعبد الناس (3) [1540]
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني في كتابه أنا أبو بكر محمد بن
علي بن الحسين أنا أبي أبو سعد الماليني قال سمعت أبا حفص علي بن عراك
يقول ما رأيت أحسن كلاما من إبراهيم بن المولد ولا رأيت أحسن صمتا من أخيه أبي
الحسن
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا سعيد بن أحمد العيار (4) أنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن بندار بن المثنى قال سمعت أبا محمد عبد الله بن يحيى الصوفي
الرقي بمكة يقول سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن المولد (5) يقول السياحة
بالنفس الآداب الظواهر علما وشرعا وخلقا والسياحة بالقلب الآداب البواطن
حالا ووجدا وكشفا
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (6) قال سمعت عمر (7) بن وا ضح يقول

(1) اسمه محرز بن عبد الله.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن حلية الأولياء 10 / 365.
(3) الحديث في حلية الأولياء 10 / 365 ومختصر ابن منظور 4 / 13.
(4) إعجامها غير واضح، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 86.
(5) بالأصل: " الوليد " والصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
(6) حلية الأولياء 10 / 364.
(7) الحلية: " عمرو " والمختصر كالأصل.
269

سمعت إبراهيم بن المولد يقول عجبت لمن عرف الطريف إلى ربه كيف يعيش مع غيره
وهو تعالى يقول " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له (1) "
وكان يقول من قال بالله أفناه عنه ومن قال منه (2) أبقاه له
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر بن يحيى
المزكي أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال إبراهيم بن أحمد بن المولد من أهل
الرقة صحب أبا عبد الله بن الجلاء وإبراهيم القصار الرقي وروى إبراهيم بن
المولد الحديث
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا محمد بن أبي نصر الطالقاني أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال إبراهيم بن أحمد بن المولد أبو إسحاق من كبار مشايخ الرقة
وفتيانهم صحب أبا عبد الله بن الجلاء الدمشقي وإبراهيم بن داود القصار الرقي
وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة وأسند الحديث
كتب إلي أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري يخبرني عن أبي عبد الله
الصوري
وأنبأنا أبو طاهر بن سلفة أنا أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي أنا أبي
قالا أنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنشدني أبو محمد الحسن بن علي بن
غالب الزهري زاد الصوري من ولد سعد بن أبي وقاص وقالا بمصر
قال أنشدني إبراهيم بن المولد
لك مني على البعاد نصيب * لم ينله على الدنو حبيب
وعلى الطرف من سواك حجاب * وعلى القلب من هواك رقيب
زين في ناظري هواك وقلبي * والهوى فيه زائغ ومشوب
كيف يغني قرب الطبيب عليلا * أنت أسقمته وأنت الطبيب *
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا علي بن الحسين بن أحمد صصري نا

(1) سورة الزمر، الآية: 53.
(2) الحلية: " عنه " والمختصر كالأصل.
270

عبد الرحمن بن عمر بن نصر قال سمعت إبراهيم بن المولد يقول في مجلس مواعظه
هذه الأبيات
سجن لسان الفتى من الكرم * ولن ترى صامتا أخا ندم
الصمت أمن من كل نازلة * من نا له نال أفضل القسم
ما نزلت بالرجال نازلة * أعظم ضرا من لفظة بفم
عثرة (1) هذا اللسان مهلكة * ليست لدينا كعثرة القدم *
* احفظ (2) لسانا يلقيك في تلف * فرب قول أذل ذا كرم *
أنبأنا أبو طاهر الحافظ أنا أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا أنا أبي أنا أبو
سعد الماليني قال سمعت الحسن بن القاسم بن اليسع يقول توفي إبراهيم بن
المولد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة (3)
قال وأنا أبو سعد الماليني قال سمعت الحسن بن القاسم بن اليسع يقول
توفي إبراهيم بن المولد ورأيت فيما يرى النائم أخي أبا إسحاق فقلت له أوصني
فقال عليك بالقلة والذلة حتى تلقى ربك
359 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء
أبو إسحاق النيسابوري الأبزاري (4) الوراق
رحل وسمع محمد بن عبد الله مكحولا وسعيد بن عبد العزيز الحلبي
وعامر بن خريم المري وأبا الحسن بن جوصا وسليمان بن محمد الخزاعي وأبا
عروبة الحراني والحسن بن سفيان ومسدد بن قطن وجعفر بن أحمد الحافظ وأبا
القاسم البغوي ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وسعيد بن هاشم بن مرثد (5)
والحسن بن علي الطوسي الحافظ وأبا القاسم البغوي (6) وصالح بن أحمد بن أبي

(1) المختصر 4 / 14 عثرات.
(2) المختصر: احذر.
(3) ومثله في العبر 2 / 64 والشذرات 2 / 362 وسير الاعلام 15 / 487.
(4) هذه النسبة إلى الابزار وهي قرية بينها وبين نيسابور فرسخان (الأنساب).
(5) في سير أعلام النبلاء 16 / 152 سعيد بن هاشم الطبراني.
(6) كذا ورد مكررا بالأصل.
271

مقاتل البغدادي وأبا بكر أحمد بن جعفر بن محمد الحلبي
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو
عبد الله بن منده وأبو حسان محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد الفقيه
وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد الفراء أنا أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن السري أنا أبو الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا إبراهيم بن
أحمد بن محمد بن رجاء أنا الحسن بن سفيان نا هدبة نا همام نا قتادة عن أنس
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه [1541]
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي (1)
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العامري عنه أنا أبو سعد
عبد الرحمن بن محمد بن سودة أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء
البزاري (2) نا أبو قريش محمد بن جمعة القهستاني نا محمد بن يعقوب بن
عبد الوهاب نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الأرض كلها مسجد وطهور [1542]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي بميهنة نا أبو سعد
عبد الواحد بن عبد الكريم أنا أبو حسان محمد بن أحمد المزكي أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن أحمد الوراق نا أبو القاسم عامر بن خريم الدمشقي نا أبو حفص عمر بن
مضر نا محمد بن خالد الهاشمي نا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) الندم توبة [1543]
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنا
محمد بن عبد الله الحافظ حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن الوراق نا أبو عثمان
سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق نا أبو نعيم الحلبي نا ابن المبارك عن

(1) ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى شيرويه أحد أجداد المنتسب إليه.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى أبزار قرية على فرسخين من نيسابور يقول لها العامة بزارة.
وقد تقدم في بداية الترجمة " الابزاري " والنسبتان صحيحتان انظر الأنساب (الابزار - البزاري).
272

الأوزاعي عن بلال بن سعد قال أدركتهم يسيرون بين الأعراض ويضحك بعضهم
إلى بعض وإذا كان الليل كانوا رهابين يصلون
قال وقال أبو عبد الله الحافظ إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء الأبزاري أبو
إسحاق الوراق وكان من المسلمين الذين سلم الناس من يده ولسانه طلب الحديث
على كبر السن فسمع بنيسابور مسدد بن قطن وجعفر بن أحمد الحافظ وأقرانهما
وخرج إلى نسا فسمع من الحسن بن سفيان مسند ابن المبارك ومسند أبن بكر بن أبي
شيبه وانتخاب أبي بكر بن علي من المسند الكبير وكتب بالعراق عن أبي القاسم بن
منيع (1) وأقرانه وبالجزيرة (2) عن أبي عروبة وأقرانه وبالشام (3) عن مكحول وأقرانه
وجمع الحديث ث الكثير وعمر حتى احتاج الناس إليه وأدى ما عنده على القبول
توفي أبو إسحاق الأبزاري يوم الاثنين الخامس من رجب سنة أربع وستين
وثلاثمائة وهو ابن ست أو سبع وتسعين (4) سنة وشهدت جنازته
سمعت أبا علي الحافظ يقول لأبي إسحاق أنت بهز بن أسد (5) لثقته وإتقانه
وسمعت أبا علي غير مرة يمازح أبا إسحاق فيقول ترون هذا لشيخ ما اغتسل من
حلال قد فيقول أبو إسحاق ولا من حرام يا أبا علي وذلك أن أبا إسحاق لم يتزوج
قط
عقدنا له مجلس الإملاء في دار السنة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وكان يحضر
الحلق

(1) كذا بالأصل وحواشي الاكمال 1 / 146 نقلا عن ابن نقطة في التقييد ونقل كلام الحاكم. وفي الأنساب
(البزاري): وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي.
(2) كذا بالأصل وحاشية الاكمال - كما نقل ابن نقطة كلام الحاكم، وفي الأنساب: وبحران أبا عروبة
الحسين بن أبي معشر السلمي.
(3) في الأنساب: وببيروت مكحول بن عبد السلام البيروتي.
(4) كذا بالأصل والأنساب وفي حاشية الاكمال: وسبعين.
(5) كذا بالأصل والمختصر وسير أعلام النبلاء 16 / 152 وحاشية الاكمال، وفي الأنساب: " بهر بن سأد "
تحريف وهو بهز بن أسد العمي أبو الأسود البصري قال عنه أحمد: إليه المنتهي في التثبت، ترجمته في
تهذيب التهذيب 1 / 312.
273

360 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق
الأنصاري الميموني القاضي (1)
سمع (2) بدمشق يحيى بن طالب الأكاف وبالبصرة أبا العباس محمد بن
حيان (3) المازني وأبا محمد عبد الله بن محمد بن فريعة (4) الأزدي وأبا خليفة
الجمحي وأبا جعفر محمد بن أحمد بن حيان الأنصاري وزكريا الساجي وبالكوفة
أبا بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المدني وجده لأمه موسى بن إسحاق الأنصاري
وبمكة أبا بكر بن المنذر وبالجزيرة أبا يعلى الموصلي والحسين بن عبد الله بن
يزيد القطان وبالقيروان أبا بكر محمد بن عبد السلام بن الحارث الأنصاري
وبالإسكندرية محمد بن أحمد بن حماد الإسكندراني وبالرملة أبا العباس الوليد بن
حماد الرملي وببغداذ محمد بن جرير الطبري وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي وبالأهواز عبدان الجواليقي وبالري أحمد بن محمد بن عاصم الرازي
وبأردبيل سهل بن داود بن ديرويه الرازي وأبا زكريا يحيى بن حميد المعروف بابن
أبي عمران البابي بباب الأبواب
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن الديال
وأبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن شداد الإمام وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن
محمد بن أحمد بن الحسن البزار المعروف بابن الكلكسي الحوريون (5)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا أبو
القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجزري في منزله بآمد نا أبو إسحاق إبراهيم بن

(1) كذا ورد اسمه ونسبته بالأصل والمختصر 4 / 16 وذكروه باسم: إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري
الميمذي، أبو إسحاق.
انظر سير أعلام النبلاء 16 / 261 معجم البلدان " ميمذ " الأنساب " الميمذي " ميزان الاعتدال 1 / 17.
والميمذي بفتح الميمين، نسبة إلى ميمذ، مدينة بآذربيجان أو أران (ياقوت).
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
(4) ضبطت عن التبصير 3 / 1126 وفي الأنساب " قريعة ".
(5) كذا اللفظتان - ما بين معكوفتين - بالأصل، ولم أهتد فيما بين يدي من مصادر من الوقوف على المعنى.
ولعل اللفظة الثانية: الجزريون، لان هبة الله بن سليمان من آمد، وهي من بلاد الجزيرة.
274

أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة نا أبو
بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني الكوفي سنة ست وسبعين ومائتين في منزله من
أصل كتابه نأ أبو نعيم الفضل بن دكين بن حماد مولى بني تيم (1) نا سليمان بن مهران
الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
إن الله جل وعلا خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة قسم منها رحمة
واحدة بين الخلائق بها معاطف الوالدة على ولدها وبها يشرب الطير الماء وبها تتراحم
الخلائق فإذا كان يوم القيامة قسمها بينهم وزادها تسعا وتسعين رحمة [1544]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ونقلته من خطه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني
قال قرأت على أبي القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجزري في جامع ميارفارقين
نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي بالجزيرة نا
يحيى بن طالب الطرسوسي بدمشق نا هشام بن عمار الدمشقي بحديث ذكره
قال لي أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي قال لنا أبو بكر
الخطيب إبراهيم بن أحمد بن محمد الميمذي (2) غير ثقة
361 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى
أبو اليسر الأنصاري الخزرجي الموصلي
المعروف بالجوزي (3)
قدم دمشق حاجا وحدث عن بشران بن عبد الملك الموصلي
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي المعتمر الرقي (4)

(1) من موالي طلحة بن عبيد الله التيمي.
(2) رسمها وإعجامها غير واضح، وفي المختصر: " الهنيدي " ولعل الصواب ما أثبت قياسا إلى مصادر ترجمته.
(3) في تاريخ بغداد 6 / 11 ومختصر ابن منظور 4 / 16 " ابن الجوزي ".
(4) انظر تاريخ بغداد 6 / 12 وقال بعد ما ذكر عمن سمع وروي، والرواة عنه، قال في معرض ترجمة ثلاث
صفحات:
كان أبو اليسر إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى الأنصاري فقيها شاعرا عروضيا، وكان في العدالة له
حظ مقبول القول...
وفيها: مات أبو اليسر في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمئة.
275

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
علي بن محمد بن إبراهيم نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن خالد الرقي نا
أبو اليسر إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى الخزرجي المعروف بابن الجوزي
موصلي كتبت عنه في عودته من مكة بالشام نا بشران بن عبد الملك بن مروان أبو
الحسن نا غسان بن الربيع نا ثابت يعني ابن زيد عن الحسن يعني ابن جعفر عن
محمد بن زياد عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أما يخاف الذي يرفع رأسه قبل
الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار [1545]
362 إبراهيم بن أحمد بن يدغباش الحجري
كان أبوه أحمد أمير دمشق من قبل أحمد بن طولون
روى عن أبي علي الحسين بن موسى بن بشر العكي
روى عنه تمام بن محمد
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا
تمام بن محمد الرازي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يدغباش الحجري قراءة
عليه نا أبو علي الحسين بن موسى بن بشر العكي نا زهير بن عباد نا أبو عمر
حفص بن ميسرة عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن
الذي يسجد قبل الإمام ويرفع رأسه قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان [1546]
363 إبراهيم بن أحمد
أبو إسحاق السلمي
حدث عن داود بن محمد الحجوري من أهل عين ثرماء وحدث بتفسير
سنيد بن داود
روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب

(1) عين ثرماء: قرية في غوطة دمشق. وبالأصل " عين ترما " والمثبت عن معجم البلدان، وفيه ترجمة لداود بن
محمد المعيوفي الحجوري... روي عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد السلمي.
(2) ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
276

364 إبراهيم بن أحمد
أبو إسحاق المادراني (1) الكاتب
من كتاب أبي الجيش (2) خمارويه بن أحمد بن طولون كان معه بدمشق حين
قتل فخرج إبراهيم من دمشق إلى بغداد في أحد عشر يوما فأخبر المعتضد بقتل
خمارويه
ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن إبراهيم بن أحمد المادراني
مات يوم الخميس لعشر خلون من شوال سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (3)
365 إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر
أبو إسحاق التميمي ويقال العجلي الزاهد (4)
أصله من بلخ وسكن الشام ودخل دمشق
روى عن أبيه أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر والأعمش ومقاتل بن حيان
ومحمد بن عجلان ومنصور بن المعتمر وأبو سعد المنهال ومحمد بن زياد
صاحب أبي هريرة وأبي إسحاق الهمداني السبيعي (5) وفروة بن مجاهد اللخمي
ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وإبراهيم بن ميمون الصايغ وموسى بن يزيد
البصري وعبد الله بن عمر العمري ومالك بن دينار وأبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين والأوزاعي وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وشقيق بن إبراهيم
البلخي وهشام بن حسان ويزيد بن أبان الرقاشي وأبي بكر بن أ أسماء وأبي
عبد الله الخراساني وعباد بن كثير وعبد الله بن شوذب ومحمد بن الوليد
ونهاش بن فهم

(1) الأصل والمختصر، وفي الوافي 5 / 306 المارداني.
(2) عن المختصر والوافي، وبالأصل " أبي الحسين ".
(3) عن المختصر زيد في الوافي: من فلج أصابه، عن ست وستين سنة.
(4) ترجم له في سير أعلام النبلاء 7 / 87 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر ترجمت له، وله ترجمة طويلة في حلية
الأولياء 7 / 367 و 8 / من 3 - 58.
(5) بالأصل " السبعي " والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سبيع، بطن من همدان.
277

روى عنه بقية بن الوليد وضمرة بن ربيعة وسفيان الثوري وشقيق بن
إبراهيم البلخي وأبو إسحاق الفزاري الإمام وسهل بن هاشم البيروتي ومفضل بن
يونس الكوفي ومحمد بن حمير الحمصي وعتبة بن السكن وفضالة بن حصين
وأشعث بن شعبة وعيسى بن حازم وقطن بن صالح الدمشقي وحكى عنه
الأوزاعي وأبو حياة شريح بن يزيد وسلمة بن كلثوم وداود بن عجلان
وخلف (1) بن تميم
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم وأبو بكر القارئ أنا أبو حفص
عمر بن مسرور أنا أبو طاهر بن خزيمة [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري [* * * *]
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعد بن أحمد بن محمد أنا أبو
محمد المخلدي قالا أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي نا أحمد بن عيسى بن
يزيد اللخمي نا عبد الله بن عبد الرحمن الجزري عن سفيان عن إبراهيم بن أدهم
عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي جالسا
فقلت يا رسول الله إنك تصلي جالسا فما شأنك قال الجوع يا أبا هريرة قال
فبكيت قال فقال لا تبك فإن شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار
الدنيا وقال ابن خزيمة والعبار في الدنيا [1547]
تابعهما عمر بن علي بن الحسن عن أحمد بن عيسى
ورواه محمد بن الحسين الخزاعي بن عبد الله بن عبد الرحمن فأدخل في الإسناد
بينه وبين سفيان مصعب بن ماهان
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني بمنين (2) وأبو محمد
نوشتكين (3) بن عبد الله الشهرياري بأصبهان قالا أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
(2) رسمها غير واضح، والصواب ما أثبت، ومنين: قرية في جبل سنير من أعمال الشام، وقيل من أعمال
دمشق.
(3) بالأصل " فرستكين " ولعل الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، سيرد قريبا.
278

أنا الحسين بن إسماعيل الفارسي نا محمد بن الحسين الخزاعي نا عبد الله بن
عبد الرحمن نا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن
محمد بن زياد عن أبي هريرة قال دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي جالسا الحديث وروي هذا
الحديث بلفظ آخر
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه أنا أبو عثمان البحيري [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد أيضا وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن قالا أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن يونس
ببغداذ نا أحمد بن عيسى الخشاب نا عبد الله بن عبد الرحمن عن سفيان عن
إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) أشكو إليه
الجوع فكشف عن بطنه الحجرة قال صالح إنما هو عن شقيق ولكن هكذا قال
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو الحسن أحمد بن
إبراهيم بن عبدويه المسعودي العبدوي أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم
الإسفرايني نا عطية بن بقية نا أبي حدثني إبراهيم بن أدهم حدثني أبو إسحاق
الهمداني عن عمارة بن عزية الأنصاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن
الفتنة تجئ فتنسف العباد (2) نسفا وينجو العالم منها بعلمه [1548]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي لفظا أنا أبو علي حمد بن أحمد بن
الحسن [* * * *]
وأنبأنا أبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ (3) قال أخبرت عن
عبد الله بن أحمد بن سوادة حدثني محمد بن هارون بن يحيى بسروج أنا أبو
خالد (5) يزيد بن سفيان أن إبراهيم بن أدهم كان قاعدا في مشرفة (6) بدمشق إذ مر

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، سيأتي قريبا.
(2) في المختصر: الجبال.
(3) حلية الأولياء 7 / 393.
(4) بالأصل يبروح، والمثبت عن الحلية، وهي بلدة قريبة من حران من ديار مضر، (ياقوت).
(5) كذا بالأصل، وفي الحيلة: " أبو خالد بن يزيد.. " وفي المختصر: أبو خالد بن يزيد.
(6) المشرفة: موضع القعود في الشمس وبالثناء (قاموس).
279

رجل على بغلة فقال له يا أبا إسحاق إن لي إليك حاجة أحب أن تقضيها فقال إبراهيم
إن أمكنني قضيتها وإلا أخبرتك بعذري فقال له إن برد الشام شديد وأنا (1) أريد أن
أبدل ثوبيك هذين بثوبين جديدين فقال إبراهيم إن كنت غنيا قبلت منك وإن كنت
فقيرا لم أقبل منك فقال الرجل أنا والله كثير المال كثير الضياع فقال له إبراهيم أين
أراك تغدو وتروح على بغلتك قال أعطي هذا وآخذ من هذا (2) فقال له إبراهيم قم
فإنك فقير تبتغي الزيادة بجهدك
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت
أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي أنا أبو بكر الإسماعيلي أنا
عبد الله بن محمد بن غسان قال سمعت قتيبة أبا رجاء (3) يقول إبراهيم بن أدهم
بلخي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا محمد بن علي
الواسطي أنا محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي
نا أبي عن يحيى بن معين قال وسألت من إبراهيم بن أدهم فقالوا رجل من
العرب من بني عجل وقال الغلابي في موضع آخر بهذا الإسناد وإبراهيم بن أدهم
عجلي
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون إجازة واللفظ له
وحدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسين
الأصبهاني وأبو محمد الغندجاني قالا أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الحافظ أنا
محمد بن سهل المقرئ أنا محمد بن إسماعيل البخاري (4) قال إبراهيم بن أدهم
قال لي قتيبة هو تميمي البلخي كان بالكوفة يروي عن منصور حديثه مرسل
ويقال له (5) العجلي كان بالشام

(1) الحلية: وإني.
(2) زيد في الحلية: وأستوفي من هذا.
(3) في المختصر: " قتيبة بن رجاء " كذا، وهو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف، أبو رجاء الثقفي البغلاني
(ترجمته سير أعلام النبلاء 11 / 13).
(4) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 273.
(5) لفظة له " ليست في البخاري.
280

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن أنا أبو
الحسن علي بن محمد بن علي بن السقا نا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن
محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أدهم رجل من العرب
من بني عجل
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
محمد بن موسى البابسيري نا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي أنا
أبي أخبرني أبو محمد اليمامي أن إبراهيم بن أدهم خرج مع جهضم من خراسان
هرب من أبي مسلم فنزل الثغور وهو رجل من بني عجل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان
قال (1) إبراهيم بن أدهم عربي كان
ينزل خراسان فتحول إلى الشام (2)
ذكر لي أبو عدي العسقلاني أنه غزا مع إبراهيم وهو من الخيار الأفاضل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا تمام بن
محمد أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الكندي نا أبو زرعة في ذكر نفر أهل
فضل وزهد منهم إبراهيم بن أدهم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي أنا أبو
نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد أخبرني أبو
موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم ثقة
مأمون أحد الزهاد
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الصيقلي يفيد وأبو محمد
نوشتكين بن عبد الله الشهرياري قالا أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي قال إبراهيم بن

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 455.
(2) كذا بالأصل وفي المعرفة والتاريخ: " الليث " كذا، بدل " الشام ".
(3) كذا، ولعلها " بمنين " قياسا إلى سند مماثل.
281

أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر بن ثعلبة بن سعيد بن حلام بن غزية بن أسامة بن
ربيعة بن ضبيعة بن عجل بن لجيم نسبه إبراهيم بن يعقوب عن محمد بن كناسة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (1) ومنهم
أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر من كروة بلخ كان من أبناء
الملوك فخرج يوما متصيدا (2) وأثار ثعلبا أو أرنبا وهو في طلبه فهتف به هاتف ألهذا
خلقت أم لهذا أمرت ثم هتف به من قربوس سرجه والله ما لهذا خلقت وبهذا
أمرت فنزل عن دابته وصادف راعيا لأبيه فأخذ جبة الراعي (3) من صوف فلبسها
وأعطاه فرسه وما معه ثم أنه دخل البادية ثم دخل مكة وصحب بها سفيان الثوري
والفضيل بن عياض ودخل الشام ومات بها (4) وكان يأكل من عمل يده مثل الحصاد
وحفظ (5) البساتين وغير ذلك وأنه رأى رجلا في البادية علمه اسم الله الأعظم فدعا به
بعده فرأى الخضر عليه السلام وقال إنما علمك أخي داود اسم الله الأعظم
أخبرني بذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي نا محمد بن الحسن بن
الخشاب نا أبو الحسن علي بن محمد المصري حدثني أبو سعيد الخراز نا
إبراهيم بن بشار (6) قال صحبت إبراهيم بن أدهم فقلت خبرني عن بدو أمرك فذكر
هذا
وكان إبراهيم بن أدهم كبير الشأن في باب الورع يحكى عنه أنه قال أطب
مطعمك ولا عليك أن لا تقوم بالليل ولا تصوم بالنهار قال وكان عامة دعائه اللهم
انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك
وقيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم قد غلا فقال أرخصوه أي لا تشتروه
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي السلمي ونقلته من خطه نا أبو بكر الخطيب نا

(1) الرسالة القشيرية (4) ص 391.
(2) الرسالة القشيرية: يتصيد.
(3) الرسالة القشيرية: جبة للراعي.
(4) الرسالة القشيرية: فيها.
(5) الرسالة القشيرية: والعمل في البساتين.
(6) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الرسالة القشيرية.
282

أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي أنا علي بن عيسى بن المثنى نا محمد بن
المنذر شكر (1) قال سمعت عبد الملك بن علي بالرملة يقول سمعت أيوب بن
إسحاق يقول سمعت إبراهيم بن شماس يقول سمعت الفضل بن موسى يقول حج
أدهم أبو إبراهيم بأم إبراهيم وكانت بحبلى فولدت إبراهيم بمكة فجعلت تطوف به
على الحق في المسجد وتقول ادعو لابني أن يجعله الله رجلا صالحا (2)
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بمنين (3) وأبو محمد
نوشتكين بن عبد الله الشهرياري قالا أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي قال سمعت
عبد الله بن محمد بن الحارث قال سمعت إسماعيل بن منير البخلي قال سمعت
عبد الله بن محمد بن الحارث العابد يقول سمعت يونس بن سليمان البلخي يقول
كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف وكان أبوه من الأشراف كثير المال والخدم
والمواكب والجنائب والبزاة (4) فبينا إبراهيم في عمله ذلك وقد أخذ بزاته وكلابه
للصيد وهو على فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث "
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (5) " اتق الله وعليك بالزاد ليوم
الفاقة قال فنزل عن دابته ورفض الدنيا وأخذ في عمل الآخرة (6)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبي أبو العباس الفقيه نا أبو
محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي القاضي نا أبو الفتح يوسف بن عمر
القواس نا أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب قراءة سمعته من لفظه من أصله
حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن خالد نا إبراهيم بن بشار الطويل صاحب (7)
إبراهيم بن أدهم قال سألت إبراهيم بن أدهم قلت يا أبا إسحاق كيف كان أوائل أمرك
حتى صرت إلى ما صرت إليه قال غير هذا أولى بك من هذا قلت هو كما تقول

(1) ضبطت عن تبصير المنتبه 2 / 686.
(2) الخبر في مختصر ابن منظور 4 / 18 وجزء منه في سير أعلام النبلاء 7 / 388.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل تقدم قريبا.
(4) البزاة ج بازي، وهو ضرب من الصقور.
(5) سورة " المؤمنون "، الآية: 115.
(6) الخبر في سير أعلام النبلاء 7 / 388.
(7) في حلية الأولياء 7 / 368 " خادم "، والخبر بتمامه فيها وفي مختصر ابن منظور 4 / 19 - 20.
283

رحمك الله لعل الله ينفعنا به يوما ثم سألته الثانية قال لا ويحك اشتغل بالله فقلت
له الثالثة إن رأيت رحمك لعل الله لعل الله ينفعني به يوما ما قال
كان أبي من ملوك خراسان وكان من المياسير وكان قد حبب إلى الصيد فبينا أنا راكب فرسي وكلبي معي فأثرت
ثعلبا أو أرنبا شك إبراهيم فحركت فرسي فأسمع نداء من ورائي يا إبراهيم ليس
لهذا خلقت ولا بهذا أمرت فوقفت أنظر يمنه ويسره فلم أر أحدا فقلت لعن الله
إبليس ثم حركت فرسي فأسمع نداء أجهر من الأول يا إبراهيم ليس لهذا خلقت ولا
بهذا أمرت فوقفت مستمعا أنظر يمنة ويسرة فلم أر أحدا فقلت لعن الله إبليس ثم
حركت فرسي فأسمع من قربوس (1) سرجه يا إبراهيم بن أدهم والله ما لهذا خلقت ولا
بهذا أمرت فوقفت فقلت هيهات هيهات جاءني النذير (2) من رب العالمين والله لا
عصيت ربي بعد يومي هذا ما عصمني ربي فتوجهت إلى أهلي فجانيت (3) فرسي
وجئت إلى بعض رعاة أبي وأخذ ت منه جبته وكساء وألقيت ثيابي إليه فلم تزل أرض
ترفعني وأرض تضعني حتى صرت إلى بلاد العراق فعملت بها أياما فلم يصف لي شئ
من الحلال فسألت بعض المشايخ عن الحلال فقالوا إن أردت الحلال فعليك ببلاد
الشام فصرت إلى مدينة يقال لها المنصورة وهي المصيصة (4) فعملت بها أياما فلم
يصف لي شئ من الحلال فسألت بعض المشايخ عن الحلال فقال لي إذا أردت
الحلال فعليك بطرسوس (5) فإن بها المباحات والعمل الكثير فبينما أنا كذلك قاعد على
باب البحر (6) جاءني رجل فاكتراني أنظر إليه بستان فتوجهت معه فمكثت في
البستان أياما كثيرة فإذا أنا بخادم قد أقبل ومعه أصحاب له ولو علمت أن البستان
لخادم ما نظرته فقعد في مجلسه هو وأصحابه فقال يا ناطور يا ناطور فأجبته فقال
اذهب فائتنا بخير رمان تقدر عليه وأطيبه فأتيته فأخذ الخادم رمانة وكسرها فوجدها

(1) القربوس: حنو السرج، وللسرج قربوسان، مقدم ففيه العضدان وهما رجلا السرج، ويقال لهما حنواه،
والقربوس الاخر فيه رجلا المؤخرة، وهما حنواه (انظر اللسان والقاموس).
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الحلية.
(3) الحلية: فخليت عن فرسي.
(4) المصيصة مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس (ياقوت).
(5) طرسوس مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم (معجم البلدان).
(6) كذا بالأصل وحلية الأولياء، وفي المختصر: باب المر.
284

حامضة فقال ناطور أنت مذ كذا وكذا في بستاننا (1) تأكل من فاكهتنا ورماننا ما تعرف
الحلو من الحامض قلت والله ما أكلت من فاكهتكم شيئا ولا أعرف الحلو من
الحامض قال فغمز الخادم أصحابه وقال ما تعجبون من كلام هذا وقال لي تراك لو
كنت إبراهيم بن أدهم زدت على هذا فلما كان من الغد حدث الناس في المسجد
بالصفة وما كان فجاء الناس عنقا (2) إلى البستان فلما رأيت كثرة الناس اختفيت
الناس داخلون وأنا هارب منهم فهذا ما كان أوائل أمري
أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز (3) في كتابه ثم حدثنا أبو بكر
يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي عنه أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن
بشران أنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري نا أبو الفضل العباس بن الفضل
الشكلي (4) حدثني إبراهيم بن زياد المقرئ بغدادي نا عبد الله بن الفرج وقد
ذكر إبراهيم بن أدهم يوما فقال عبد الله بن الفرج
حدثني إبراهيم بن أدهم بابتدائه كيف كان قال كنت يوما في مجلس لي له منظرة
إلى الطريق فإذا أنا بشيخ عليه أطمار وكان يوما (5) حارا فجلس في فئ القصر
ليستريح فقلت للخادم اخرج إلى هذا الشيخ فأقره مني السلام وسله أن تدخله إلي
فقد أخذ بمجامع قلبي فخرج إليه فقال معه فدخل علي فسلم فرددت عليه السلام
واستبشرت بدخوله وأجلسته إلى جانبي وعرضت عليه الطعام فأبى أن يأكل فقلت
له من أين أقبلت فقال من وراء النهر فقلت أين تريد فقال أريد الحج إن
شاء الله قال وكان ذلك أول يوم من العشر أو الثاني فقلت في هذا الوقت فقال
بل يفعل الله ما يشاء فقلت فالصحبة فقال إن أحببت ذلك حتى إذا كان الليل قال
لي قم فلبست ما يصلح للسفر وأخذ بيدي وخرجنا من بلخ فمررنا بقرية لنا
فلقيني رجل من الفلاحين فأوصيته ببعض ما احتاج إليه فقدم إلينا خبزا وبيضا وسألنا

(1) عن الحلية والمختصر وفي الأصل " ناطورنا ".
(2) عنقا: جماعات.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 257.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى شكل، وذكره باسم أبي الفضل العباس بن يوسف الشكلي.
(5) بالأصل: " يوم حار " والصواب عن المختصر.
285

أن نأكل فأكلنا وجاءنا بماء فشربنا ثم قال لي بسم الله قم فأخذ بيدي فجعلنا
نسير وأنا أنظر إلى الأرض تجذب من تحتنا كأنها الموج فمررنا بمدينة بعد مدينة
يقول هذه مدينة كذا وهذه مدينة كذا هذه الكوفة ثم إنه قال الموعد هاهنا في
مكانك هذا الوقت يعني من الليل حتى إذا كان الوقت إذا به قد أقبل وأخذ
بيدي وقال بسم الله
قال فجعل يقول هذا منزل كذا هذا منزل كذا وهذا منزل كذا وهذه فيد (1)
وهذه المدينة وأنا أنظر إلى الأرض تجذب من تحتنا كأنها الموج فصرنا إلى قبر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزرنا ثم فارقني وقال الموعد في الوقت في الليل في المصلى
حتى إذا كان الوقت خرجت فإذا به في المصلى فأخذ بيدي ففعل كفعله في
الأولى والثانية حتى أتينا مكة في الليل ففارقني فقبضت عليه فقلت الصحبة فقال
إني أريد الشام فقلت أنا معك فقال لي إذا انقضى الحج فالموعد هاهنا عند زمزم
حتى إذا انقضى الحج إذا به عند زمزم فأخذ بيدي فطفنا بالبيت ثم خرجنا من
مكة ففعل كفعله الأول والثاني والثالث فإذا نحن ببيت المقدس فلما دخل المسجد
قال لي عليك السلام إنا على المقام إن شاء الله هاهنا ثم فارقني فما رأيته بعد ذلك
ولا عرفني اسمه
قال إبراهيم فرجعت إلى بلدي فجعلت أسير سير الضعفاء منزلا بعد منزل حتى
رجعت إلى بلخ وكان ذلك في أول أمري
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد المكي أنا الحسين بن يحيى أنا الحسين بن
علي بن محمد ح
وأنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري عن عبد العزيز بن علي
الأزجي
وأنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني عن عبد العزيز بن بندار

(1) فيد: بليدة في نصف الطريق من الكوفة إلى مكة.
(2) بالأصل " عن " تحريف والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 18 (12).
286

قالوا أنا أبو الحسن بن جهضم نا محمد بن جعفر بن سليمان نا
عبد الرحمن بن المفضل نا محمد بن الفضل نا أحمد بن مخلد وقال المكي بن
خالد نا محمد بن يحيى بن نعيم الربعي حدثني أحمد بن عبد الله صاحب
لإبراهيم بن أدهم قال كان إبراهيم من أهل النعم بخراسان فبينما هو مشرف ذات يوم
من قصره إذ نظر إلى رجل بيده رغيف يأكله في فئ (1) قصره فاعتبر وجعل ينظر إليه
حتى أكل الرغيف ثم شرب ماء ثم نام في فئ (1) القصر فألهم الله عز وجل إبراهيم بن أدهم الفكر فيه فوكل به بعض غلمانه وقال له إذا قام هذا من نومه
جئ (2) به فلما قام الرجل من نومه قال له الغلام صاحب هذا القصر يريد أن يكلمك
فدخل إليه مع الغلام فلما نظر إليه إبراهيم قال له أيها الرجل أكلت الرغيف وأنا
جائع قال نعم قال فشبعت قال نعم قال إبراهيم وشربت الماء تلك الشربة
ورويت قال نعم قال إبراهيم ونمت طيبا بلا هم ولا شغل قال نعم قال
إبراهيم فقلت في نفسي فما أصنع أنا بالدنيا والنفس تقنع بما رأيت
فخرج إبراهيم سائحا إلى الله عز وجل على وجهه فلقيه رجل
حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فقال له يا غلام من أين وإلى أين قال إبراهيم من الدنيا
إلى الآخرة فقال له يا غلام أنت جائع قال نعم فقام الشيخ فصلى ركعتين خفيفتين
وسلم فإذا عن يمينه طعام وعن شماله ماء فقال كل فأكلت بقدر شبعي وشربت
بقدر ريي فقال لي الشيخ أعقل وافهم لا تحزن ولا تستعجل فإن العجلة من
الشيطان وإياك والتمرد على الله فإن العبد إذا تمرد على الله أورث الله قلبه الظلمة
والضلالة مع حرمان الرزق ولا يبالي الله تعالى في أي واد هلك يا غلام إن الله عز
وجل إذا أراد بعبد خيرا جعل في قلبه سراجا يفرق بين الحق والباطل والناس فيهما
متشابهون يا غلام إني معلمك اسم الله الأكبر أو قال الأعظم فإذا أنت جعت فادع
الله عز وجل به حتى يشبعك وإذا عطشت فادع الله عز وجل به حتى يرويك وإذا
جالست الأخيار فكن لهم أرضا يطؤوك فإن الله تعالى يغضب لغضبهم ويرضى
لرضاهم يا غلام خذ كذا حتى آخذ كذا قال لا أبرح فقال الشيخ الله أحجبني

(1) المختصر: فناء.
(2) المختصر: جئني به.
287

عنه واحجبه عني فلم أدر أين ذهب
فأخذت في طريقي ذلك وذكرت الاسم الذي علمني فلقيني رجل حسن الوجه
طيب الريح حسن الثياب فأخذ بحجرتي (1) وقال لي حاجتك ومن لقيت في سفرك
هذا قلت شيخا من صفته كذا وكذا وعليه كذا وكذا فبكى فقلت أقسمت عليك
بالله من ذلك الشيخ قال ذاك إلياس عليه السلام أرسله الله عز وجل إليك ليعلمك
أمر دينك فقلت فأنت يرحمك الله من أنت قال أنا الخضر عليهما السلام
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي
أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو بكر بن داود الزاهد حدثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي نا وزيرة (2) بن
محمد الغساني نا مسيب بن واضح قال سمعت أبا عتبة الخواص يقول سمعت
إبراهيم بن أدهم (3) يقول من أراد التوبة فليخرج من المظالم وليدع مخالطة (4) من
كان يخالط وإلا لم ينل ما يريد
قال وأنا أبو بكر أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت منصور بن عبد الله
يقول سمعت محمد بن حامد يقول سمعت أحمد بن خضرويه يقول سمعت
إبراهيم بن أدهم يقول التوبة الرجوع إلى الله بصفاء السر
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى التميمي أنا عبيد الله بن
سعيد بن حاتم أنا الخطيب بن عبد الله بن محمد بن الخصيب أخبرني
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي أبو عبد الرحمن أنا علي بن
محمد بن علي قال سمعت خلفا يعني ابن تميم قال سمعت إبراهيم بن أدهم
يقول رآني ابن عجلان فاستقبل القبلة ساجدا ثم قال تدري لم سجدت
سجدت (5) شكرا لله حين رأيتك
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا

(1) الحجزة بالضم، معقد الإزار (قاموس).
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، ما أثبت والضبط عن التبصير.
(3) بالأصل " المنذر " خطأ، والصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة، والخبر في سير أعلام النبلاء 7 / 389.
(4) في سير أعلام النبلاء: وليدع مخالطة الناس.
(5) ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن سير أعلام النبلاء 7 / 389.
288

عبد الوهاب الميداني أنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن علي بن هارون البردعي نا محمد بن سهل الموصلي نا محمد بن إدريس الحنظلي قال
سمعت (1) أبا نعيم يقول (1) سمعت سفيان الثوري يقول إبراهيم بن أدهم كان يشبه إبراهيم
خليل الرحمن ولو كان في أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لكان رجلا فاضلا (2)
قال وأنا أبو العباس البردعي نا أبو يعقوب الأذرعي نا سليمان بن أيوب
قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قلت لابن المبارك إبراهيم بن أدهم ممن
سمع فقال قد سمع من الناس ولكن له فضل في نفسه صاحب سرائر وما رأيته يظهر
تسبيحا ولا شيئا من الخير ولا أكل مع قوم طعاما قط إلا كان آخر من يرفع يديه من
الطعام
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن بن
السمسار أنا أبو عبد الله بن مروان أنا أبو يزيد خلاد بن محمد نا ابن خبيق حدثني
خلف بن تميم قال سمعت أبا الأحوص يقول رأيت من بكر بن وائل خمسة ما رأيت
مثلهم قط إبراهيم بن أدهم ويوسف بن أسباط وحذيفة المرعشي ونعيم العجلي
وأبا يونس القوني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين بن أبي
عثمان المقرئ أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن
الخلال قراءة عليه نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان نا أبو طلحة الفزاري نا
عبد الله بن خبيق قال قال بشر بن الحارث أربعة رفعهم الله بطيب المطعم
وهيب بن الورد وإبراهيم بن أدهم ويوسف بن أسباط وإبراهيم الخواص
أنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب الميداني أنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي نا عثمان بن أحمد الدقاق نا
يحيى بن أبي طالب قال سمعت بشر بن الحارث يقول ما أعرف عالما الا وقد أكل

(1) الزيادة عن سير الاعلام 7 / 390، والخبر في البداية والنهاية 10 / 136.
(2) زيد في البداية والنهاية: " له سرائر، وما رأيته يظهر تسبيحا، ولا شيئا ولا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من
يرفع يديه ". وسيرد هذا في خبر مستقل نقلا عن عبد الرحمن بن مهدي.
289

بدينه إلا أربعة وهيب بن الورد وإبراهيم بن أدهم ويوسف بن أسباط وسليمان (1)
الخواص
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري وغيره عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال وسألته يعني الدارقطني عن إبراهيم بن أدهم فقال إذا
حدث عنه ثقة فهو صحيح الحديث
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد نا أبو
بكر الخطيب أنا محمد بن علي بن الفتح نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان نا أبو
الحسين الحسن بن أحمد بن صالح بن كثير الزيات الواسطي ببغداد نا أبو الفضل
جعفر بن عامر العسكري نا محمد بن يزيد أخبرني موسى بن داود الضبي حدثني
معاوية بن حفص قال إنما سمع إبراهيم بن أدهم
أهل زمانه قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول حدثنا منصور عن ربعي بن خراش
قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله دلني على عمل
يحببني الله عز وجل به ويحببني الناس قال إذا أردت أن يحبك الله فابغض الدنيا وإذا أردت أن يحبك الناس
فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم فأخذ به فساد أهل زمانه [* * * *]
أنبأنا أبو القاسم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب الميداني
أنا أبو العباس البردعي أنا إسماعيل بن عبد الله نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أبو
الربيع عن إدريس قال جلس إبراهيم بن أدهم إلى بعض العلماء فجعلوا يتذاكرون
الحديث وإبراهيم ساكت قال ثم قال إبراهيم حدثنا منصور ثم سكت فلم ينطق
بحرف حتى فرغ أو قام من المجلس فقال بعض أصحابه يا أبا إسحاق ابتدأت الحديث
ثم قطعت وقد كان القوم أنصتوا لك فقال إني لأخشى مضرة ذلك المجلس في قلبي
إلى اليوم
قال وأنا أبو العباس نا عبد الله بن الحسن القاضي نا أبو أمية نا بشر بن
المنذر
قال غزونا مع إبراهيم بن أدهم قيل له ما لك ما حفظت كما حفظ أصحابك

(1) سير أعلام النبلاء 7 / 390: سلم.
290

فقال كان همي هدي العلماء وآدابهم
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الصيقلي بفيد (1) أنا أبو عمرو بن منده أنا
أبي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب وإبراهيم بن أحمد قالا نا أحمد بن مغلس نا
إبراهيم بن سعيد الجوهري نا بشر بن الوليد قاضي المصيصة قال قيل
لإبراهيم بن أدهم ألا تحدث فقد كان أصحابك يحدثون فقال كان همي هدي
العلماء وآدابهم
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
الفضيلي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر الهروي أنا الفضيل بن أبي منصور
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي شريح نا محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي نا
عبد الصمد بن الفضل قال سمعت منصور بن مجاهد يقول سمعت رشيدين بن سعد
يقول مر إبراهيم بن الأدهم صاحبكم بالأوزاعي وحوله الناس فقال على هذا
عهدت الناس كأنك معلم وحولك الصبيان لو أن هذه (2) الحلقة على أبي هريرة لعجز
عنهم قال فقام الأوزاعي
أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الوليد بن عبد الواحد بن عبد الكريم وأبو المكارم
عبد الرزاق بن عبد الله بن عبد الكريم القشيريان قالا أخبرتنا جدتنا الحرة فاطمة
بنت الأستاذ أبي علي بن الحسن الدقاق أن الحاكم أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ببغداد نا أبو علي الحسن بن عمرو السبيعي
قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت يحيى بن يمان يقول سمعت إبراهيم بن
أدهم يقول قد سمع سفيان كما سمعنا ولو شاء أن يسكت كما سكتنا
أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن محمد المروزي بمرو أنا أبو بكر بن
خلف أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي أنا محمد بن أحمد الأرمويي (3)

(1) كذا رسمت بالأصل، وفيد على الطريق من الكوفة إلى مكة.
(2) بالأصل " ذي ".
(3) بضم الألف وسكون الراء، هذه النسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان (الأنساب).
291

بها نا عبد الله بن سهل الرازي قال سمعت عباس بن عبد الله نا داود قال لي
إبراهيم بن بشار قيل لإبراهيم بن أدهم لم لا تكتب الحديث قال إني مشغول
بثلاث أولها الشكر على النعم والثاني الاستغفار للذنوب والثالث الاستعداد
للموت ثم صاح وغشي عليه فسمعنا صوتا ولا نرى الشخص لا تدخلوا بيني وبين
أوليائي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن رزين أنا
أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن رزق نا محمد بن
محمد بن قريش قال سمعت صالح بن أبي رميح يقول سمعت محمد بن مكتوم
قال مر إبراهيم بن أدهم بسفيان الثوري وهو قاعد مع أصحابه قال سفيان لإبراهيم
تعال (1) حتى أقرأ عليك علمي قال إني مشغول بثلاث ومضى
قال سفيان لأصحابه ألا سألتموه ما هذه الثلاث ثم قام سفيان ومعه أصحابه
حتى لحق إبراهيم فقال له إنك قلت إني مشغول بثلاث عن طلب العلم فما هذه
الثلاث قال أني مشغول بالشكر لما أنعم علي والاستغفار لما سلف من ذنوبي
والاستعداد للموت قال سفيان ثلاث وأي ثلاث
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الجرجاني بفيد وأبو محمد
نوشتكين بن عبد الله الشهرياري (2) قالا أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي أبو عبد الله أنا
محمد بن محمد بن يعقوب نا محمد بن سلم بن إبراهيم نا محمد بن عمرو بن مكرم
قال سمعت سلم (3) بن مهران الطرسوسي قال سمعت أبا يوسف يقول كان
إبراهيم بن أدهم إذا سئل عن العلم جاء بالأدب (4)
أخبرنا أبو غالب الجرجاني أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي أنا عبد الله بن
محمد بن الحارث نا محمد بن أحمد بن موسى بن سلام نا إبراهيم بن محمد بن
شقيق بن إبراهيم البلخي حدثني أبي عن أبيه قال قال أبو حنيفة لإبراهيم رزقت من

(1) بالأصل " تعالى " والمثبت عن المختصر.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت قياسا إلى سند مماثل، وقد تقدم قريبا.
(3) في حلية الأولياء 8 / 27 سالم.
(4) الخبر في حلية الأولياء 8 / 27.
292

العبادة شيئا صالحا فلتكن من بالك فإنه رأس العبادة وبه قوام الدين
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي نا
محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء نا علي بن أحمد نا يوسف بن موسى
المروروذي نا عبد الله بن خبيق حدثني موسى بن ظريف حدثني أبو عثمان
الأسود قال رافقت (1) إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة فحججت فلقيت سعيد بن
أبي داود فقال لي ما فعل أخوك وأخونا إبراهيم بن أدهم قال قلت بالشام في موضع
كذا وكذا قال فقال لي إن عهدي به وإنه ليركب وبين ثلاثون شاكريا إذا ركب
ولكنه أحب أن يبحبح في الجنة كذا في هذه الحكاية والقائل لذلك عبد العزيز بن
أبي رواد (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا محمد بن علي نا ابن خبيق نا موسى بن ظريف عن أبي
عثمان الأسود وكان قد رافق إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة قال حججت فلقيت
عبد العزيز بن أبي رواد فقال لي ما فعل أخوك إبراهيم بن أدهم قلت بالشام في
موضع كذا وكذا فقال أما إن عهدي وأنه ليركب بين يديه ثلاثون شاكريا
بخراسان ولكنه أحب أن يبحبح (4) في الجنة
أخبرنا أبو الوقت ت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنا أبو صاعد يعلى بن
هبة الله أنا أبو محمد بن أبي شريح نا محمد بن عقيل الأزهر نا أبو حفص
عمر بن محمد حدثني عبد الله بن خبيق حدثني موسى بن طريف عن أبي عثمان
الأسود قال كنت رفيق إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة فحججت فلقيت
عبد العزيز بن أبي رواد بمكة فقال لي ما فعل أخوك أو أخونا إبراهيم بن أدهم
قال فقلت بالشام في موضع كذا وكذا قال فقال أما إن عهدي به يركب بين يديه

(1) في المختصر: كنت رفيق إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة.
(2) في المختصر: " داود " وهو عبد العزيز بن أبي رواد ميمون بن بدر شيخ الحرم ترجمته في سير الاعلام
7 / 174.
(3) الشاكري: الأجير والمستخدم معرب جاكر (قاموس).
(4) المختصر: يتبجح.
293

ثلاثون (1) شاكريا ولكنه أحب أن يتبحبح في الجنة
كتب إلي أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري عن عبد العزيز بن علي
الأزجي [* * * *]
وأنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني عن عبد العزيز بن بندار [* * * *]
وأنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي
أنا الحسين بن يحيى أنا الحسين بن علي الشيرازي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد فيما أرى أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو
الوليد الحسن بن محمد الدربندي (2) بدمشق نا سلامة بن علي بن القاسم
قالوا نا علي بن عبد الله الهمذاني نا محمد بن عبد الرحمن وقال الحسين
وسلامة أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سهل الحداد حدثني عمر بن الحكم
حدثني منصور بن محمد بن هارون عن أبي مرحوم الخراساني قال قالوا لشقيق إن
إبراهيم بن أدهم قد رحل من خراسان يريد الشام فقال شقيق إذا نزل فأعلموني فلما
قدم إبراهيم جاءه شقيق وحوله رجال من أبناء أهل الشام يسألونه عن الأحوال
والمقامات
وقال المكي عن المقامات
فوقف عليه شقيق وقال له يا أبا إسحاق ما حملك أن ترحل من خراسان
وتترك بني عمك وعشائرك فقال إبراهيم خرجت إلى الشام أطلب الحلال من يراني
يقول مسكين ومن يراني يقول حمال فبكى شقيق وبكى الناس إلى الذين حوله فقال
شقيق لا كاد سماء تسقى غيثها لبلد ظعنت منه بؤسا لقوم خرجت من بين أظهرهم
كيف لا يستسقون بآثارك
وفي رواية المكي رجال نبلاء من أهل الشام

(1) بالأصل: ثلاثين شاكري.
(2) الدربندي نسبة إلى دربند، وهو باب الأبواب، وذكره ياقوت فيمن انتسب إلى هذه الناحية، وكان ممن رحل
في طلب الحديث، وبالغ في جمعه.
294

أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر عبد الله السنجي (1) أنا أبو طاهر
عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن
القاسم أنا أبو بكر بن القرئ أنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت عبد الصمد بن
يزيد الصايغ قال (2) سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي يقول لقيت إبراهيم بن أدهم في بلاد الشام فقلت يا إبراهيم تركت خراسان فقال ما تهنيت بالعيش ألا في
بلاد الشام
أفر بديني من شاهق إلى شاهق أي (3) من جبل إلى جبل فمن رآني يقول موسوس
ومن رآني يقول حمال
ثم قال يا شقيق لم ينبل عندنا من نبل بالحج ولا بالجهاد وإنما نبل عندنا من
نبل من كان يعقل ما يدخل جوفه يعني الرغيفين من حله ثم قال لي يا شقيق ماذا
أنعم الله على الفقراء لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة ولا عن حج ولا عن جهاد ولا عن
صلة رحم إنما يسأل عن هذا هؤلاء المساكين يعني الأغنياء
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو
الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان المالكي نا محمد بن عبد العزيز نا
عبد الصمد بن يزيد قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول لقيت إبراهيم بن أدهم في
بلاد الشام فقلت له تركت خراسان وخرجت من نعمتك فقال قد تهنيت بالعيش ها
هنا أفر بديني من شاهق إلى شاهق فمن يراني يقول موسوس أو ملاح ثم
قال بلغني أنه يؤتى بالفقير يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له عبدي
مالك لم تحج فيقول يا رب أعطيتني شيئا أحج به فيقول الله تبارك وتعالى صدق
عبدي اذهبوا به إلى الجنة
قال ونا أحمد بن مروان نا محمد بن إسحاق قال سمعت أبي يقول سمعت
خلف بن تميم يقول سألت إبراهيم بن أدهم منذ كم قدمت الشام قال مد أربع
وعشرين سنة وما جئت لرباط ولا لجهاد فقلت لم جئت قال جئت أشبع من خبز
الحلال (4)

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
(2) الخبر في حلية الأولياء 7 / 369 وسير أعلام النبلاء 7 / 390 والبداية والنهاية 10 / 137.
(3) الحلية: " ومن " بدل " أي من ".
(4) الخبر في سير أعلام النبلاء 7 / 390.
295

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان
قالا نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا محمد بن الحسين نا مسكين بن عبيد
الصوفي حدثني المتوكل بن حسين العابد قال قال إبراهيم بن أدهم الزهد ثلاثة
أصناف فزهد فرض وزهد فضل وزهد سلامة فالزهد الفرض الزهد في الحرام والزهد الفضل
الزهد في الحلال والزهد السلامة الزهد في الشبهات (1)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان أنا أبو
الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
الحسين حدثني مسكين بن عبيد الصوفي حدثني المتوكل بن حسين العابد قال
قال إبراهيم بن أدهم الحزن حزنان حزن لك وحزن عليك فالحزن الذي هولك
حزنك على الآخرة وخيرها والحزن الذي عليك حزنك على الدنيا وزينتها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو بكر محمد بن علي بن
محمد بن النضر الديباجي نا علي بن عبد الله بن ميسرة نا أبو
حاتم نا ابن أبي الحواري نا أبو الوليد صاحب إبراهيم بن أدهم قال كان إبراهيم بن
أدهم وأصحابه يمنعون أنفسهم أربع إرادات الماء والحذاء والحمامات ولا
يجعلون في الملح أبرازا (3)
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري نا أبو
الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني إملاء أنا أبو حفص عمر بن
أحمد بن هارون المقرئ الأحوى نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق نا
الحسن بن عمرو قال قال بشر بن الحارث قال إبراهيم بن أدهم الجوع يرق القلب

(1) الخبر في سير أعلام النبلاء 7 / 390 والمختصر 4 / 24 والبداية والنهاية 10 / 137 وحلية الأولياء 8 / 26.
(2) في حلية الأولياء 7 / 394 يمنعون أنفسهم أربعا: لذة الماء...
(3) بالأصل: " أبزار " والمثبت عن الحلية.
296

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
جعفر بن محمد الخواص حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول قلب المؤمن أبيض نقي مجلي مثل المرأة فلا يأتيه
الشيطان من ناحية من النواحي بشئ من المعاصي إلا نظر إليه كما ينظر إلى وجهه في
المرآة وإذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكته سوداء فإن تاب من ذنبه محيت النكتة من قلبه
وانجلى وإن لم يتب وعاود أيضا وتتابعت الذنوب ذنب بعد ذنب نكت في قلبه
نكتة نكتة حتى يسود القلب وهو قول الله عز وجل " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا
يكسبون (1) " قال الذنب بعد الذنب حتى يسود القلب فما أبطأ ما تنجع في القلب
المواعظ فإن تاب إلى الله وانجلى عن قلبه الله وانجلى عن قلبه كجلاء المرآة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي
وأبو نصر بن قتادة قالا أنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي نا محمد بن
محمد بن رجاء بن السندي نا يحيى بن عثمان أبو زكريا بغدادي نا بقية بن الوليد
قال دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام له فأتيته فجلس هكذا ووضع رجله اليسرى
تحت أليته ونصب رجله اليمنى ووضع مرفق يده عليها قال ثم قال لي يا أبا محمد
تعرف هذه الجلسة قلت لا قال هذه جلسة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يجلس جلسة العبيد
ويأكل أكل العبيد خذوا بسم الله [1550]
قال (2) فلما أكلت قلت لرفيقه أخبرني عن أشد شئ مر بك منذ صحبته قال
نعم كنا يوما صياما (3) فلما كان الليل (4) لم يكن لنا شئ نفطر به قال فلما أصبحنا
قلت له يا أبا إسحاق هل لك أن نأتي باب الرستن فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين
قال قال فأتينا باب الرستن فجاء رجل فاكتراني بدرهم قال قلت وصاحبي (5)
.

(1) سورة " المطففين "، الآية: 14.
(2) القائل: " بقية " كما يفهم من السياق، والخبر من هنا في حلية الأولياء 7 / 379 عن بقية قال: قلت لرفيق
إبراهيم، ودون أن يذكر أنه أكل.
(3) إعجامها غير واضح والمثبت عن حلية الأولياء.
(4) الحلية: كان عند الافطار.
(5) زيادة عن الحلية.
297

قال صاحبك (1) لا حاجة لي في صاحبك أراه ضعيفا قال فما زلت به حتى اكتراه
بأربعة دوانق قال فحصدنا يومنا ذلك فأخذت كرائي فأتيت السوق فاشتريت
حاجتي وتصدقت بالباقي فهيأته وقربته إليه قال فلما نظر إليه بكى فقلت ما
يبكيك قال أما نحن قد استوفينا أجورنا فليت شعري أو فينا صاحبنا أم لا قال
فغضبت قال ما يغضبك أتضمن لي أنا وفينا صاحبنا أم لا قال (2) فأخذت الطعام
فتصدقت به فهذا أشد شئ مر بي مذ صحبته
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي أنا يعلى بن هبة الله
الفضيلي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسين بن أبي بكر أنا الفضيل بن أبي منصور قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل البلخي نا إبراهيم بن الجنيد نا
يحيى بن أيوب قال سمعت أبا عيسى النخعي حواري بن حواري يقول رأيت
إبراهيم بن أدهم بمكة عجن عجبينا ثم جعل يأكله
قال ونا إبراهيم بن الجنيد نا عبد الرحمن بن واقد نا ضمرة بن ربيعة قال
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطايب الطعام
قال لأني لا أشتهيه
قال وكان إذا جلس على سفرة فيها طعام طيب رمى بما وقع بين يديه إلى
أصحابه وأكل هو الخبز والزيتون (3)
قال نا إبراهيم بن الجنيد نا أبو حفص العسقلاني عمر بن عمرو الحنفي
قال شهدت إبراهيم بن أدهم فدعاه رجل من أصحابه تزوج فجلس بيني وبينه رجل رجل ثم
أتينا بقصعة ثريد ولحم فرأيت إبراهيم يأكل الثريد ولا يأكل اللحم
قال أبو إسحاق بلغني أنه كان يفعل هذا إذا كان في الطعام قلة يبقى على
أصحابه

(1) في الحلية: صاحبك ضعيف لا أريده.
(2) الحلية: قال: فلما رأيت ذلك أخذت منه الطعام...
(3) سير أعلام النبلاء 7 / 391 - 392.
298

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصبان أنا أبو إسحاق بن إبراهيم
العدل نا أبو عبد الله الصفار نا محمد بن المسيب نا ابن خبيق حدثني عبد الله بن
ضريس قال قال إبراهيم بن أدهم يريد يدعو كل الحلال وادع بما شئت
أخبرنا أبو القاسم بن الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب نا أبو العباس محمد بن هشام
الأنصاري حدثني إبراهيم النائح بمصر قال قال لي إبراهيم بن أدهم يا أبا
إسحاق اعبد الله سرا حتى تخرج على الناس يوم القيامة كسيئا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف نا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز قال قال حذيفة المرعشي (1) قدم شقيق
البلخي مكة وإبراهيم بن أدهم بمكة فاجتمع الناس فقالوا نجمع
بينهما فجمعوا بينهما في المسجد الحرام فقال إبراهيم بن أدهم لشقيق يا شقيق على ما أصلتم
أصولكم فقال شقيق إنا أصلنا أصولنا على أنا إذا رزقنا أكلنا وإذا منعا صبرنا فقال
إبراهيم بن أدهم هكذا كلاب بلخ إذا رزقت أكلت وإذا منعت صبرت فقال شقيق
على ما أصلتم أصولكم يا أبا إسحاق فقال أصلنا أصولنا على أنا إذا رزقنا آثرنا وإذا
منعنا حمدنا وشكرنا قال فقام شقيق وجلس بين يديه وقال يا أبا إسحاق أنت
أستاذنا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
جعفر بن محمد حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار (2) قال قلت
لإبراهيم بن أدهم أمر اليوم أعمل في الطين فقال يا ابن بشار إنك طالب ومطلوب
يطلبك مالا يفوتك (3) وتطلب ما قد كفيته كأنك بما غاب قد كشف لك وما كنت فيه
قد نقلت عنه يا ابن بشار كأنك لم تر حريصا محروما ولا ذا فاقة مرزوقا ثم قال لي
ما لك حيلة قلت لي عند البقال دانق فقلت عز علي بك تملك دانقا (4) وتطلب
العمل

(1) الخبر في حلية الأولياء 8 / 37 باختلاف بسيط.
(2) الخبر في حلية الأولياء 8 / 13.
(3) الحلية: من لا تفوته.
(4) بالأصل: دانق.
299

قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول قلة الحرص والطمع تورث الصدق
والورع وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع
أخبرنا أبو المعالي محمد بن يحيى القاضيان أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا
أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي نا خالد بن
روح نا العباس بن الوليد نا صالح بن سعيد الكوفي عن سهل بن هاشم قال قال
إبراهيم بن أدهم يا سهل إن الناس يريدون منا أن نقبل منهم ولو قبلنا منهم لا أقل ما
أعطونا وأسرع ما ملونا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا
حمزة بن يوسف نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سهل الجرجاني إملاء في سنة
سبع وستين وثلاثمائة نا محمد بن الحسين الجرجاني سنة تسع وثلاثمائة نا
أحمد بن محمد بن حرب الخراساني نا أحمد بن إبراهيم البغدادي نا سعيد بن
سليمان وهو الواسطي عن أبي عاصم الحدادي قال قال رجل لإبراهيم بن أدهم
العابد إني أريد أن أواسيك من مالي قال وكم تملك قال مائة ألف أو زاد قال
وأنت في طلب غيره قال نعم قال لا حاجة إلى ذلك أنت فقير إنا لم نؤمر أن نأخذ
من الفقراء شيئا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز قال سمعت أبي يقول سمعت
خلف بن تميم يقول قال رجل لإبراهيم بن أدهم يا أبا إسحاق إني أحب أن تقبل مني
هذه الجبة كسوة فتلبسها فقال إبراهيم إن كنت غنيا قبلتها منك وإن كنت فقيرا لم
أقبلها (1) منك قال فإني غني قال كم عند ك قال ألفان قال فيسرك أن يكون
عندك أربعة آلاف قال نعم قال أنت فقير لا أقبلها
قال وأنا أحمد بن مروان أنا محمد بن عمرو الرزاز (2) نا عمرو بن حفص
حدثني سهل رفيق إبراهيم بن أدهم قال سمعت إبراهيم يقول لو غسلت وجهي للناس
ما كنت إلا مرائيا

(1) بالأصل: أقبله.
(2) بالأصل " الوزاز " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 385.
300

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن الحسن بن
علي الربعي ورشأ بن نظيف قالا أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد
الطرسوسي أنا أبو بكر محمد بن محمد بن داود الكرخي نا أبو محمد
عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن (1) خراش نا محمد بن ميمون المكي نا سفيان
قال قال رجل لإبراهيم بن أدهم لو تزوجت فقال لو أمكنني أن أطلق نفسي
لفعلت (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان أنا أبو إسماعيل الترمذي نا الربيع بن نافع قال سمعت عطاء بن
مسلم يقول نفذت نفقة إبراهيم بمكة فبقي خمسة عشر يوما يستف الرمل (3)
قال وأنا محمد بن عمرو نا خلف بن تميم قال كنا مع إبراهيم بن أدهم في
بلاد الروم وكانت عليه فروة فنزعها وجعلها تحت إبطه والدغل قد عمل في جسمه فقيل
له في ذلك فقال يكون بجنبي ولا يكون بفروتي ثم قال متى أجد ثمانية دراهم
اشتري بها فروا
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي (4) أنا أبو سعد علي بن
عبد الله بن أبي صادق الحيري (5) أنا محمد بن عبد الله بن باكويه (6) نا عبد الواحد
يعني ابن بكر نا إسماعيل بن علي المروزي وإسحاق بن علي بن أحمد قالا نا
إبراهيم بن يوسف نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا علي الجرجرائي يحدث
أبا سليمان قال صلى إبراهيم بن أدهم خمس (7) عشرة صلاة بوضوء وا حد
أخبرنا أبو الوقت السجزي أنا يعلى بن هبة الله [* * * *]

(1) بالأصل " نا " تحريف والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 508.
(2) سير أعلام النبلاء 7 / 392، والبداية والنهاية 10 / 138 وفيها: لطقتها.
(3) الخبر في حلية الأولياء 7 / 381 وفيها " ضاعت " بدل " نفدت ".
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى بروجرد، بلدة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
(5) بالأصل " الحبري " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى حيرة نيسابور وانظر الحاشية التالية.
(6) ضبطت عن التبصير، وانظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 544.
(7) بالأصل " خمسة عشر ".
301

وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضل بن أبي منصور
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل البلخي أنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم قال قال أبو صالح وأخبرني علي بن بكار قال كان إبراهيم بن
أدهم يحصد في تلك المزرعة وأشار بيده إلى أسفل جيحان ونحن في المسجد مع
أصحابه كما يحصد رجلين اثنين وكان إذا كان عند الظهيرة يقيل أصحابه ثم يدخل هو
المدينة فيشتري (1) خبزا فرنيا ولبنا وجبنا رطبا وتمرا (1) ثم يخرجه فيضعه ثم يستقي بماء
بارد فيضعه ثم ينبههم فيصلون ثم يقرب إليهم ذلك الطعام فيأكلون ذلك الخبز الطيب
والتمر واللبن والخبز الطري والزبد وهو صائم ثم ما يذوقه
قال ونا محمد بن عقيل نا محمد بن إبراهيم نا أبو صالح قال سمعت أبا
إسحاق الفزاري يقول كان إبراهيم بن أدهم يغزو معنا المغازي فلا يطعم معنا من اللحم
ولا من طرف أهل الروم شيئا فقلت له تدع ذلك وأنت تشتهيه قال بأبي الشهوة قال
الفزاري ظننت أنه يشتهيه ويدعه
قال ونا محمد بن عقيل نا محمد بن إبراهيم نا أبو صالح قال سمعت أبا
إسحاق الفزاري أخبرني إبراهيم بن أدهم قال أصابتنا مجاعة بمكة فمكث ثمانية أيام
يبل الرمل بالماء ويأكله (2)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله أنا جعفر بن محمد بن نصير المنصوري حدثني إبراهيم بن بشار
الصوفي (3) قال خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم وأبو يوسف الغاسولي (4) وأبو
عبد الله السخاوي (5) نريد الإسكندرية فمررنا بنهر يقال له نهر الأردن فقعدنا نستريح وكان مع
أبي يوسف كسيرات يابسات فألقاهن بين أيدينا فأكلنا وحمدنا الله فقمت أسعى أتناول
ماء لإبراهيم فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء ركبتيه فقال بكفيه في الماء

(1) ما بين الرقمين بالأصل: " فيشتري خبز فرني ولبن ملتث وجبن رطب وتمر ".
(2) الخبر في حلية الأولياء 7 / 381.
(3) في حلية الأولياء 7 / 370 الرطابي.
(4) كذا، وفي حلية الأولياء وسير أعلام النبلاء 7 / 393 " الغسولي ".
(5) بالأصل " السنجاري " والمثبت عن الحلية.
302

فملأهما ثم قال بسم الله وشرب فقال الحمد لله ثم إنه خرج من النهر فمد
رجليه قال يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور
لجالدونا (2) بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلة التعب فقلت
له يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم فتبسم ثم قال
من أين لك هذا الكلام
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن
عبد الواحد بن أحمد أنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الفقيه أنا أبو يعلى
الحسين بن الزبيري نا أبو حامد أحمد بن محمد الفراء المؤدب نا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي والحسن بن عبد الله الشامي قالا نا بقية بن الوليد قال صحبت إبراهيم بن
أدهم إلى المصيصة فبينا أنا معه إذا رجل يقول من يدلني على إبراهيم بن أدهم قال
فأشرت بإصبعي (3) إليه فتقدم إليه فقال السلام عليك ورحمة الله قال وعليك السلام من أنت قال أخبرك أن أباك توفي وخلف مالا عظيما وأنا عبدك فلان
وهذه البغلة لك ومعي عشرة آلاف درهم تنفقها على نفسك وترحل إلى بلخ والمال
مستودع عند القاضي
قال فسكت ساعة ثم قال إن كنت صادقا فيما تقول فأنت حر والبغلة لك
والمال تنفقه على نفسك
قال بقية ثم التفت إلي فقال هل لك في الصحبة قلت نعم فارتحلنا حتى
بلغنا إلى حلوان (4) فلا والله لا طعم ولا شرب وكان في (5) يوم مثلج فقال يا بقية
لعلك جائع قلت نعم قال ادخل هذه الغيضة وخذ منها ما شئت قال فمضيت
فقلت في نفسي يوم مثلج من أين لي قال ودخلت فإذا أنا بشجرة خوخ فملأت
جرابي وجئت فقال لي ما الذي في جرابك قلت خوخ فقال يا قليل اليقين هل

(1) زيد في الحلية: ثم يبدأ ثانية فقال: بسم الله ثم شرب ثم قال الحمد الله.
(2) في الحلية: إذا لجالدونا على ما نحن عليه بأسيافهم أيام الحياة.
(3) بالأصل: " بإصبعه " والمثبت عن المختصر.
(4) حلوان بلد بالعراق وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد (ياقوت).
(5) الزيادة اقتضاها السياق، عن مختصر ابن منظور.
303

يكون هذا لعلك تفكرت في شئ آخر ولو ازددت يقنا لأكلت رطبا كما أكلت مريم
ابنة عمران في وسط الشتاء ثم قال لي هل لك في الصحبة قلت بلى
قال فمشينا ولا والله ما عليه حذاء خف حتى بلغنا إلى بلخ فدخل على
القاضي فسلم عليه وقال بلغني أن أبي توفي واستودع عندك مالا قال أما أدهم فنعم
وأما أنا فلا أعرفك قال فأراد أن يقوم قال فقال القوم هذا إبراهيم بن أدهم
فقال مكانك فقد صح لي أنك ابنة قال فأخرج المال قال لا يمكن إخراجه قال
دلني على بعضه قال فدله على بعضه فصلى ركعتين وتبسم فقال القاضي بلغني إنك
زاهد قال وما الذي رأيت من رغبتي قال فرحك وتبسم قال إنما فرحي وتبسمي
من صنع الله إياي هذا مال كان حبيسا عن سبيل الله وأعانني الله حتى جئت في إطلاقه
جعلتها كلها في سبيل الله ونفض ثيابه وخرج
قال فقلت له يا أبا إسحاق لم نطعم منذ شهران قال قد ذكرتني هل لك في
الطعام قالت نعم فصلى ركعتين فإذا حوله دنانير فحملت دينارا ومضينا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني أنا أبو نصر عمر بن
عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو محمد يحيى بن منصور بن يحيى نا محمد بن
إبراهيم البوشنجي نا أبو صالح الفرء أنا علي بن بكار قال كان إبراهيم بن أدهم
جالسا بفناء بجنب المسجد إذ قبل رجل مربوع القامة عليه أثر سفر حتى وقف علينا
فقال أيكم إبراهيم بن أدهم فأخذ بيده فنحاه وقال أي شئ أردت قال أنا غلامه
بعثني أخوته ومعي عشرة آلاف وفرس وبغلة فقال له إبراهيم إن كنت صادقا فأنت حر
وما معك لك اذهب فلا تخبر به أحدا
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا يعلى بن هبة الله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضل بن أبي منصور قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم نا
أبو صالح أنا علي بن بكار قال كان إبراهيم بن أدهم جالسا معنا عند المسجد إذ أقبل
رجل مربوع أحمر عليه أثر سفر حتى وقف علينا فقال أيكم إبراهيم بن أدهم فإما قال
القوم هذا وإما قال أنا فقام إليه إبراهيم فأخذ بيده فنحاه فقال أي شئ أردت
304

قال أنا غلامك بعثني إخوتك إليك ومعي عشرة آلاف وفرس وبغلة فقال له إبراهيم بن
أدهم إن كنت صادقا فأنت حر وما معك لك اذهب لا تخبر أحدا (1)
قال ونا محمد بن عقيل نا محمد بن إبراهيم نا أبو صالح
قال سمعت علي بن
بكار يقول كان إبراهيم بن أدهم لا يرد هدية ويكافئ بمثلها قال فخرجنا معه يوما
نشيعه وهو يريد الشام فلما بلغ عين الخل (2) وأرادنا الرجوع نزع إزاره مؤتزرا به تحت
فروة فدفعه إلى أبي إسحاق قال بيعوه واشتروا به كذا وكذا وا بعثوا به إلى فلان فقال
له أبو إسحاق ليس عليك إزر ولا على جلدك قميص إنما هو هذا الفرو أمسكه نحن
نكافئه فأبى فأخذنا منه
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز نا محمد بن حفص قال سمعت
الحسين بن محمد المروزي يقول أهدى رجل لإبراهيم بن أدهم عنبا وتينا على طبق
فلم يكن عنده ما يكافئه فنزع فروا فوضعه على الطبق وبعث به إليه (3)
قال ونا أحمد بن مروان نا محمد بن عمرو نا مهدي بن أبي مهدي حدثني
بقية قال سهرت مع إبراهيم بن أدهم على حائط صور فحدثني عن رجل عن النخعي
عن عائشة قالت قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل عليك صبي جارك ضعي في يده شيئا فإن
ذلك يحقق لك المودة في قلوبهم [1551]
قال بقية فقمت إلى شئ من طرائف البحر فأهديته إليه ثم ندمت بعد ذلك
فقلت لبقية لم ندمت قال لأنه بعث إلي بكساء كان يلبسه في الشتاء وخف كان يلبسه
في الغزو
قال ونا أحمد بن مروان نا هارون بن الحسن نا خلف بن تميم قال دخل
إبراهيم بن أدهم الجبل معه فأس رومي فاحتطب حطبا كثيرا ثم جاء به فباعه واشترى به

(1) حلية الأولياء 7 / 383 وزيد فيها: قال: فذهب.
(2) كذا رسمت بالأصل، ولم أجدها.
(3) انظر الخبر في الحلية 7 / 384.
305

ناطفا (1) ثم جاء به إلى أصحابه فقال كلوا كأنكم تأكلون في رهن (2)
أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي في كتابه نا
إسماعيل بن عبد الله الساوي (3) إملاء أنا محمد بن عبد الله حدثني عبد العزيز بن
الفضل حدثني عبد الجبار بن عبد الصمد حدثني الحسن بن أحمد حدثني
محمد بن عبد الله الأردبيلي عن أبي شعيب قال سألت إبراهيم بن أدهم أن أصحبه
إلى مكة فقال لي على شريطة على أنك لا تنظر إلا لله وبالله فشرطت له ذلك على نفسي
فخرجت معه فبينا نحن في الطواف فإذا أنا بغلام قد افتتن الناس به لحسنه وجماله فجعل
إبراهيم يديم النظر إليه فلما أطال ذلك قلت يا أبا إسحاق أليس شرطت على أن لا تنظر
إلا لله وبالله قال بلى قلت فإني أراك تديم النظر إلى هذا الغلام فقال إن هذا ابني
وولدي وهؤلاء غلماني وخدمي الذين معه ولولا شئ لقبلته ولكن انطلق فسلم عليه
مني وعانقه عني
قال فمضيت إليه وسلمت عليه من والده وعانقته فجاء إلى والده فسلم عليه ثم
صرفه مع الخدم فقال أرجع النظر إيش يراد بك فأنشأ يقول
هجرت الخلق طرا في هواكا * وأيتمت العيال لكي أراكا
ولو قطعتني في الحب إربا * لما جن الفؤاد إلى سواكا *
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل الحافظ أنا أبو الخير محمد بن أحمد بن
ررا (4) أنا أحمد بن موسى نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم المؤدب نا علي بن
سعيد نا محمد بن يزيد البزار نا محمد بن شقيق بن إبراهيم البخلي قال قال إني
رأيت إبراهيم بن أدهم وأهدي إليه يوما سلة من تين وهو عند غروب الشمس فقسمه
على جيرانه وعلى الفقهاء فقال له بعض أصحابه ألا تدع لنا شيئا قال ألستم صواما

(1) الناطف وهو القبيط، وهو ضرب من الحلوى يصنع من اللوز والجوز والفستق قال أبو نواس:
يقول والناطف في كفه * من يشتري الحلو من الحلو
(انظر اللسان والقاموس والمعجم الوسيط).
(2) سير أعلام النبلاء 7 / 392.
(3) هذه النسبة إلى ساوة بلد بين الري وهمذان.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 598.
306

قالوا بلى قالوا قال سبحان الله أما لكم حبا أما لكم أمانة أما تخافون من الله
العقوبة بسوء ظنكم بالله وطول الأمل إلى المساء ثقوا بالله وأحسنوا الظن بما وعد الله
فإن الله يقول " ما عندكم ينفد وما عند الله باق (1) "
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز أنا عبد الوهاب الميداني أنا
أبو العباس البردعي نا عبد الله بن الحسين الأردني نا أبو حفص النسائي حدثني
محمد بن الحسين عن يحيى بن أيوب حدثني حواري بن حواري قال كان
إبراهيم بن أدهم يتألف الناس بأخلاقهم ويأكل معهم وربما اتخذ لهم الشواء
والجوذبان (2) والخبيص (3) وطعام الطيب وربما خلا هو وأصحابه الذين يأنس إليهم وكان يعمل عمل الرجلين وكان إذا أكل وحده أكل الطعام الدون
وكان كريم النفس إذا
اصطنع إليه إنسان معروفا يحرص على إكرامه وأكثر بما يصنع به
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي بقراءتي أنا الحسن بن
عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنا أبو جعفر
الديبلي نا عصام بن رواد قال سمعت أبي يقول كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم
بالثغر فأتاه رجل بباكورة فنظر حوله هل يرى شيئا من ر حله يكافئه فلم ير شيئا فنظر
إلى سرجي فقال خذ ذاك السرج فأخذه الرجل ومضى
قال أبي فما دخلني سرور قط ما دخلني حين علمت أنه صير مالي وماله
واحدا (4)
كذا رواه لنا أبو جعفر وإنما يرويها ابن قواس عن العباس بن محمد بن قتيبة
عن عصام
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا

(1) سورة النحل، الآية: 96.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن البداية والنهاية 10 / 148.
(3) الخبيض: حلواء مخبوصة من التمر والسمن، جمع أخبصة (معجم وسيط).
(4) أعلام النبلاء 7 / 392 ونحوه في حلية الأولياء 7 / 384.
307

جعفر بن محمد بن نصير نا إبراهيم بن نصر المنصوري (1)
وأخبرنا أبو السعادات أحمد بن حمد المتوكلي أنا وأبو محمد عبد الكريم بن
حمزة السلمي أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز وعلي بن
أحمد بن عمر المقرئ قالا أنا جعفر الخالدي نا إبراهيم بن نصر نا إبراهيم بن
بشار قال أمسينا يعني مع إبراهيم بن أدهم ذات ليلة وليس معنا شئ نفطر عليه
ولا لنا حيلة فرآني مغتما حزينا فقال يا إبراهيم بن بشار ما إذا أنعم الله على الفقراء
والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة لا يسألهم يوم القيامة
عن زكاة ولا عن حج ولا عن صدقة ولا عن صلة الرحم ولا عن مواساة وإنما يسأل ويحاسب
عن هذا هؤلاء المساكين أغنياء في الدنيا فقراء في الآخرة أعزة في الدنيا أذلة يوم
القيامة لا تغتم ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك نحن والله الملوك الأغنياء نحن
الذين قد تعجلوا الراحة في الدنيا والآخرة لا تبال (2) على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا
أطعنا الله ثم قام إلى صلاته وقمت إلى صلاتي فما لبثت إلا ساعة وغذا نحن برجل قد
جاءنا بثمانية أرغفة وتمر كثير فوضعه بين أيدينا وقال كلوا رحمكم الله
قال فسلم ثم قال وقال الخطيب فقال كل ما معي فدخل سائل فقال أطعمونا شيئا فأخذ
ثلاثة أرغفة مع تمر فدفعه إليه وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين وقال المواساة من أخلاق
المؤمنين
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن
عمر بن يزيد الصفار قراءة عليه نا جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم نا
إبراهيم بن محمد بن الحسين نا محمد بن يزيد المستملي نا علي بن بكار قال (3)
كان الحصاد أحب إلى إبراهيم من اللقاط وكان سليمان الخواص لا يرى باللقاط (4)
بأسا وكانت أسنانهما قريبة و (5) كان إبراهيم (6) أفقه وكان من العرب من بني

(1) حلية الأولياء 7 / 370.
(2) بالأصل: تبالي.
(3) حلية الأولياء 7 / 373 وسير أعلام النبلاء 7 / 392 والبداية والنهاية 10 / 144.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه والحلية.
(5) زيادة عن الحلية.
(6) سقطت من الأصل وكتبت بين السطرين.
308

عجل (1) كريم الحسب فكان إذا عمل ارتجز وقال: *
اتخذ الله صاحبا * ودع الناس جانبا *
وكان يلبس في الشتاء فرو ليس تحته قميص ولم يكن يلبس خفين ولا عمامة
وفي الصيف شقتين بأربعة دراهم يتزر بواحدة ويرتدي بأخرى ويصوم في السفر
والحضر لا ينام الليل وكان يتفكر فإذا فرغ من الحصاد أرسل بعض أصحابه فحاسب
صاحب الزرع ويجئ بالدراهم ولا يمسها بيده يقول لأصحابه اذهبوا كلوا بها
شهواتكم فإذا لم يكن حصاد أجر نفسه في حفظ البساتين والمزارع وكان يجلس
فيطحن بيد واحدة مدي قمح
قال أبو إسحاق يعني قفيزين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا إسماعيل بن عمرو يعني البختري نا عمي نا محمد بن أحمد
البختري نا أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه نا
يوسف بن موسى المروروذي نا أحمد بن إبراهيم بن أدهم نا خلف بن تميم قال
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول لا ينبغي للرجل أن يرفع نفسه فوق قدره ولا يضع نفسه
دون درجته
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشاء بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن عمرو البزاز نا أبو يوسف الغاسولي (2) قال دعا
الأوزاعي إبراهيم بن أدهم إلى الطعام فقصر في الأكل فقال له الأوزاعي رأيتك قصرت
في الأكل قال لأنك قصرت في الطعام (3)
قال وهيأ إبراهيم (4) طعاما ووسع فيه ودعا الأوزاعي فقال له أما تخاف أن
يكون سرفا فقال له إبراهيم إنما السرف (5) ما ينفقه الرجل في معصية الله فأما ما

(1) عن الحلية وسير الاعلام، وبالأصل " علي ".
(2) في سير الاعلام 7 / 393 " الغسولي ".
(3) إلى هنا ينتهي الخبر في سير الاعلام.
(4) في البداية والنهاية 10 / 148 (من تحقيقنا): ثم عمل إبراهيم طعاما كثيرا ودعا الأوزاعي.
(5) في البداية والنهاية: إنما السرف ما كان في معصية الله.
309

أنفقه على إخوانه فهو من الدين
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله السنجي (1) أنا أبو طاهر
عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي (2) أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن
القاسم أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي قال
سمعت مردويه الصايغ يقول سمعت شقيق (3) البلخي يقول بينا نحن ذات يوم عند
إبراهيم بن أدهم إذ مر به رجل من أصحاب (4) الضياع فقال إبراهيم أليس هذا فلان
فقيل نعم فقال لرجل أدركه فقال له قال إبراهيم بن أدهم ما لك لم تسلم قال
لا والله إلا امرأتي وضعت الليلة وليس عندي شئ فخرجت شبه (5) المجنون قال
فرجعت إلى إبراهيم فقلت له فقال إن لله كيف غفلنا عن صاحبنا حتى نزل به الامر
فقال تعال يا فلان أئت فلانا صاحب البستان فاستسلف منه دينارين واشتر (6) له ما
يصلحه بدينار وادفع الدينار الآخر إليه قال فدخلت السوق فأوقرت بدينار من كل
شئ وتوجهت إليه فدققت الباب فقالت امرأته من هذا قال قلت أنا أردت فلانا
قالت ليس هو ها هنا قال فأمرتني بفتح الباب وتنحت قال ففتح الباب وأدخلت ما
على البعير وألقيته في صحن الدار وناولتها الدينار فقالت على يدي من هذا
رحمك الله فقلت اقرئيه السلام وقولي هذا على يدي إبراهيم بن أدهم فقالت اللهم
لا تنس (7) هذا اليوم لإبراهيم بن أدهم (8)
قال فجئت إلى إبراهيم فحدثته بما كان وما كان من دعوتها وقولها قال ففرح
إبراهيم فرحا لم يفرح مثله قط فلما جاء الرجل من آخر النهار وليس معه شئ فنظر إلى
صحن الدار وقد ملئ من الخبز ودفعت الدينار إليه قال لها

(1) إعجامها غير واضح، والصواب ما أثبت، انظر الأنساب.
(2) هذه النسبة إلى حسناباذ بفتحتين ونون، من قرى أصبهان (معجم البلدان): وترجم له ترجمة قصيرة).
(3) في الحلية 7 / 382 " شفيق بن إبراهيم " تحريف، والصواب بقافين، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
9 / 313.
(4) الحلية: رجل من الصناع.
(5) بالأصل: " شبيه المحروه " كذا، والمثبت عن الحلية.
(6) الحلية: وادخل السوق فاشتر له.
(7) بالأصل: لا تنسى، والمثبت عن الحلية.
(8) إلى هنا ينتهي الخبر في حلية الأولياء.
310

على يدي من هذا قالت على يدي أخيك إبراهيم بن أدهم فقال اللهم لا تنس (1) هذا اليوم لإبراهيم
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم
أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن الحسن نا محمد بن
داود حدثني أبو عمير بن عبد الباقي صاحب أذنة قال حصد عندنا إبراهيم بن
أدهم في المزارع بعشرين دينارا ودخل إلى أذنة ومعه صاحب له فأراد إبراهيم
أن (2) يحلق رأسه ويحتجم فجاء إلى حجام وجلس بين يديه فلما رآهم الحجام
حقرهم وقال ما في الدنيا أحد أبغض إلي من هؤلاء فما وجدوا من يخدمهم غيري
فخدم جماعة وتهاون بإبراهيم وصاحبه وإبراهيم ساكت ينظر فلما لم يبق بين يديه ولا
عنده أحد التفت الحجام إليهم فقال إيش الذي تريدون فقال له إبراهيم أريد أن
أحلق رأسي واحتجم فوجد صاحب إبراهيم الذي معه في نفسه من تهاون الحجام بهما
فقال أما أنا (2) فليس أحلق ولا احتجم فحلق إبراهيم واحتجم فلما فرغ قال
لصاحبه هات الدنانير التي معك فدفعها إلى الحجام كما هي العشرين دينارا فقال له
صاحبه حصدت في هذا الحد فدفعتها إلى هذا فقال اسكت تركت هذا لا تحقر
فقير أبدا ودخل من فوره إلى طرسوس فلما أصبح قال لصاحبه هذه الكتيبات خذها
ارهنها وجئنا بشئ نأكله قال فخرج صاحبه ليجئ بشئ كما أمره فرأ ى في طريقة
خادما على شهري (3) وبين يديه حمارات وخيل وبغال عليها صناديق فيها فوق الستين
ألف دينار والخادم يقول الذي أبغيه هو أحمر أشقر يعرف بإبراهيم بن أدهم فتقدم إليه
صاحبه وقال له الرجل الذي تطلب ما يحب هذه الشهرة أنا أدلك عليه فقال لغلامه
كن معه فلما ضرب خيمته أخذ بيده فجاء به إلى إبراهيم وهو جالس فلما رآه الخادم
وهو في زي الحصادين يستفرغ في بكاء شديد ثم قال يا مولاي بعد ملك خراسان
صرت في هذا الحال فقال له إبراهيم اسكت إيش وراءك فقال مات الشيخ فقال
إبراهيم رحمه الله موت الشيخ تأتي على كل ما أتيت به وإيش الذي تريد فقال أنا
غلامك وخادمك لما مات الشيخ تركت كل رجس هواه وأخذوا من جانب الملكة ما

(1) بالأصل: " لا تنسى " والصواب ما أثبت عن الحلية.
(2) زيادة لازمة.
(3) كذا.
311

استوى لهم وأخذت انا ما ترى معي فأنا عبدك وخادمك جئت أطلب الثغر أقيم به
وأجاهد في سبيل الله فقال (1) لي العلماء ما يقبل الله منك صرفا ولا عدلا حتى ترجع إلى
مواليك وتضع يدك في أيديهم فيحكموا فيك وفيما معك وقد جئتك فأمرني بما
أحببت فقال له إبراهيم إن كنت صادقا فيما تقول فأنت حر لوجه الله تعالى وكل ما
معك فهو لك إن جئت تنفقه في هذا الوجه ثم التفت إلى صاحبه بعد أن قال للخادم
قم اخرج عني ويحك خذ هذه الكتيبات ارهنها وجئنا بشئ نأكله
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أبي نا أحمد بن محمد بن عمر
نا الحسين بن عبد الله بن شاكر نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مضاء بن
عيسى يقول ما فاق إبراهيم بن أدهم أصحابه بصوم ولا صلاة ولكن بالصدق
والسخاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن داود البروجردي أنا علي بن عبد الله بن نصر بن أبي
صادق أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بالويه (3) نا عبد الواحد بن بكر نا
إبراهيم بن نصر نا إبراهيم بن بشار قال اجتمعنا ذات يوم في مسجد فما منا أحد إ
تكلم بشئ إلا إبراهيم بن أدهم فإنه ساكت فلما تفرق الناس عاتبته على ذ لك فقال
الكلام يظهر حمق الأحمق وعقل العاقل قال قلت فلم لم تتكلم فقال إذا اغتممت
للسكون أحب إلي من أن أندم للكلام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان أنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر أنا أبو علي الحسين بن صفوان
أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني علي بن أبي مريم عن خلف بن تميم نا أبو إسحاق
الفزاري قال (4) كان إبراهيم بن أدهم يطيل السكوت وإذا تكلم ربما انبسط فأطال
ذات يوم السكوت فقلت له لو تكلمت (5) فقال الكلام على أربعة وجوه فمن الكلام

(1) بالأصل: فقالوا.
(2) الحلية 7 / 384 باختلاف.
(3) بالأصل " بالويه " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 544 وانظر الخبر في حلية
الأولياء 8 / 20.
(4) مختصر ابن منظور 4 / 26. (5) في المختصر: فقلت له: لم؟ ألا تكلمت؟.
312

كلام نرجو منفعته ونخشى عاقبته فالفضل في هذا السلامة منه ومن الكلام كلام لا نرجو
منفعته ولا نخشى عاقبته فأقل ما لك في تركه خفة المؤونة على بدنك ولسانك ومنه كلام
لا نرجو منفعته ونخشى عاقبته وهذا هو الداء العضال ومن الكلام كلام نرجو منفعته
ونأمن عاقبته فهذا الذي يجب عليك نشره
فإذا هو قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام
قال ونا أحمد بن مروان نا أحمد بن علي المخرمي نا محمد بن عمرو عن
عبد الله بن السندي الخراساني قال قال إبراهيم بن أدهم أعربنا (1) في الكلام فلم نلحن (2) ولحنا في الأعمال فلم نعرب
أخبرنا أبو الوقت أنا أبو صاعد أنا أبو محمد بن أبي شريح نا محمد بن
عقيل قال سمعت سليمان بن الربيع يقول سمعت بشر بن الحارث عن يحيى بن
يمان قال كان سفيان إذا رأى (3) إبراهيم بن أدهم تجوز (4) في كلامه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي الحسين بن أبي عثمان أنا
أبو عبد الله محمد بن بكر أبي بن عمران الرازي أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن
حفص العطار حدثني محمد بن المثنى قال سمعت يحيى بن يمان يقول كان
سفيان إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم تحرز من الكلام
قال وحدثني محمد بن المثنى قال سمعت بشرا
يقول سمعت ابن مهدي يقول لقي سفيان إبراهيم يعني بن أدهم فتسامرا ليلتهما حتى أصبحا (5)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر بن قتادة أخبرني أبو
الحسن محمد بن عبد الله السليطي قال سمعت محمد بن إسحاق السراج يقول
سمعت إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم قال أوصانا إبراهيم بن أدهم قال فروا
من الناس كفراركم من السبع الضاري ولا تخلفوا عن الجمعة والجماعة (6)

(1) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن البداية والنهاية (بتحقيقنا) 10 / 151.
(2) بالأصل: يلحن، والمثبت عن البداية والنهاية.
(3) سير أعلام النبلاء 7 / 393 " إذا قعد مع ".
(4) سير الاعلام: " تحرز من من الكلام " وتجور في كلامه: يعني اختصر.
(5) حلية الأولياء 7 / 31.
(6) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا 10 / 148.
313

أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا عبد الرحمن بن محمد نا أبي قال قال أبو سليمان (1)
الموصلي قلت لإبراهيم بن أدهم لقد أسرع إليك الشيب في رأسك قال ما شيب
رأسي إلا الرفقاء
قال ونا أحمد بن مروان أنا محمد بن عمرو الصفار نا عبد الرحمن بن
عفان قال أنا معاوية الأسود وعلي بن بكار يقولان كنا بمكة مع إبراهيم بن أدهم فإذا
بقاتل خاله قد لقيه بمكة فسلم عليه وأهدى إليه هدية فقيل له قتل خالك وتهدي إليه
وتسلم عليه فقال تخوفت أن أكون قد روعته فإنه بلغني (2) أن لا يكون العبد من المتقين
حتى يأمنه عدوه
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد نا عبد العزيز بن أحمد الحافظ أنا أبو
عقيل عبد الملك بن محمد بن يونس بن الفتح السمرقندي قدم علينا في حاج خراسان
سنة خمس عشرة وأربع مائة نا (3) علي بن إسماعيل السمان وإفادته نا
جدي لأمي أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن موسى الإمام الفقيه نا أبو محمد
عبد الله بن محمد بن يعقوب نا أحمد بن أبي صالح البلخي نا محمد بن يحيى نا
أحمد بن أبي جعفر عن شقيق بن إبراهيم قال أوصى إبراهيم بن أدهم قال عليك
بالناس وإياك من الناس ولا بد من الناس فإن الناس هم الناس وليس
الناس بالناس ذهب الناس وبقي النسناس وما أراهم بالناس وإنما غمسوا في ماء
الناس
قال إبراهيم أما قولي عليك بالناس بمجالسة العلماء وأما قولي وإياك
والناس إياك ومجالسة السفهاء وأما قولي لا بد من الناس لا بد من الصلوات
الخمس والجمعة والحج والجهاد واتباع الجنائز والشراء والبيع ونحوه وأما قولي
الناس هم الناس الفقهاء والحكماء وأما قولي ليس الناس بالناس أهل الأهواء

(1) في المختصر: " سليمان ".
(2) في البداية والنهاية 10 / 148: بلغني أن الرجل لا يبلغ درجة اليقين حتى يأمنه عدوه. وانظر حلية الأولياء
8 / 14.
(3) كلمة غير واضح بالأصل، تركناها بياضا.
314

والبدع وأما قولي ذهب الناس ذهب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وأما قولي وبقي
النسناس يعني من يروي عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأما قولي (1) وما أراهم
بالناس إنما ما هم غمسوا في ماء الناس نحن وأمثالنا
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا يعلى بن هبة الله الهروي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيلي قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل نا محمد بن إبراهيم أبو عبد الله نا
أبو صالح الفراء محبوب بن موسى أخبرني علي بن بكار قال كنت أنا وأبو إسحاق
الفزاري وإبراهيم بن أدهم ومخلد بن حسين رفقاء قال فكنا نرعى دوابنا على شط
سيحان ومعنا أخرجتنا وسلاحنا وكان إبراهيم خادمنا قال فكان إذا حضر كأن
الطير على رؤوسنا هيبة له وإذا غاب عنا انبسطنا ولم يكن فينا أحد يجترئ أن
يخدم قال وكان إذا طحن كف رجلا ومد رجلا ومد واحدة فيطحن مدا ثم يكف هذه
ويبسط في طحن مدا آخر قال فكان إذا أراد أن يتوضأ مال بثيابه فلفها على رأسه ثم
يسبح في سيحان حتى يقطعه فيجوز إلى تلك الناحية فيتوضأ ويقضي حاجته ثم يقبل
وثيابه على رأسه ملفوفة ثم يجئ
قال وأنا محمد بن عقيل نا أبو حامد أحمد بن يعقوب نا الترجماني نا
بقية بن الوليد قال (2) قلت لإبراهيم بن أدهم أكنيك أم أدعوك باسمك قال إن
كنيتني قبلت منك وإن دعوتني باسمي فهو أحب إلي
قال فمدحته أو قال أثنيت عليه أنا أشك قال الشيخ ففطن له فقال لروعة تروع صاحب عيال أفضل مما أنا فيه
قال قلت له أوصني قال كن ذنبا ولا تكن رأسا فإن الرأس يهلك ويسلم
الذنب
قال أبو حامد حدثنا به أحمد الدورقي عن الترجماني عن بقية مثله

(1) زيادة لازمة اقتضاها السياق.
(2) في حلية الأولياء 8 / 20 قال: لقيت إبراهيم بن أدهم بالساحل فقلت...
(3) في الحلية 8 / 21 فإن الذنب ينجو والرأس يهلك.
315

قال ونا محمد بن عقيل نا حم بن نوح نا محمد بن الجنيد عن عبد الغفار
قال قيل لإبراهيم بن أدهم طوبى لك أقبلت على العبادة وتركت الدنيا فقال لك
عيال قال نعم قال لروعة رجل لعياله ساعة أفضل من عبادة كذا وكذا
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز قال ونا حذيفة بن قتادة المرعشي قال
رأى الأوزاعي إبراهيم بن أدهم ببيروت وعلى عنقه حزمة حطب فقال له يا أبا
إسحاق أي شئ هذا إخوانك يكفونك فقال دعني عن هذا يا أبا عمرو فإنه بلغني
أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة (1)
أخبرنا أبو الوقت السجزي أنا يعلى بن هبة الله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضل بن أبي منصور قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل أنا محمد بن إبراهيم نا أبو
صالح (2) قال وسمعت أبا إسحاق يقول أخبرني إبراهيم بن أدهم قال كنت ناطورا
في بستان بأرض الشام فيه أنواع الفواكه فجاء صاحب البستان يوما ومعه أصحاب له
فقال ائتنا برمان حلو فقلت له والله ما أعرف الحلو من الحامض قال سبحان الله أنت
في هذا البستان منذ شهر لا تعرف الحلو من الحامض قال لا قال أبو صالح وكان أبو
سعيد التفليسي حاضرا عند أبي إسحاق فقال يا أبا إسحاق أخبرني رفيق له أنه قال يعني
إبراهيم بن أدهم أنه قال أتيته برمان نبيل فإذا هو حامض قال فقال لي صاحب
البستان تسخر بي أنت في البستان منذ شهر لا تعرف الحلو من الحامض قال فذهب
صاحب البستان فأخبر أن ناطورك إبراهيم بن أدهم قال فرجع إليه بغير ذلك الوجه
فقال إني قد استقللت كراك فأنا أحب أن أزيدك فقال له إبراهيم قد كنت تعطيني
كرائي فأنت اليوم تعطيني كرادنتي (3) لا حاجة لي في المقام معك ثم رحل عنه
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري نا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عتاب نا أبو حارثة أحمد بن

(1) مختصر ابن منظور 4 / 27.
(2) هو أبو صالح الفراء، محبوب بن موسى.
(3) كذا بالأصل.
316

إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن أبي يحمر الغساني فقال
كنت (1) لم أزل على صحة من خبره إلى أن دخل مدينة عسقلان فقال رجل من القوم
عندي ناطور في بستان قد أنكرت أمره وهو خليق بأن يكون هو وذلك أني خرجت في
جماعة من أصحابي إلى البستان فسألته أن يأتيني برمان حلو فأتاني برمان حامض فقلت
له من هذا تأكل فقال إنما آكل من متاعي إنما اكتروني لأحفظه فقال الرجل
ينبغي أن يكون هو صاحبي فقمنا بأجمعنا حتى وقفنا على باب البستان فاستفتح
صاحبه فخرج إلينا فإذا هو إبراهيم بن أدهم فسلم عليه الرجل فقال له ما حاجتك
قال مولاك فلان مات وخلف شيئا جئتك به قال فبسط إبراهيم كساءه وقال له هات
فصب فيه ثلاثين ألف درهم فقال الرجل اقسمها أثلاثا ففعل فقال لنا خذوا عشرة
آلاف درهم ففرقوها على الضعفاء والمساكين وعشرة آلاف درهم قوموا بها الحائط فقد
رأيته تشعث وقال للرسول خذ أنت عشرة آلاف درهم لعيال من بلخ فما وضع يده
على درهم منها وأخذ كساءه فوضعه (2) على عنقه وخرج من عسقلان فما علمناه عاد
إليها
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
إبراهيم بن عصمة بن يحيى بن إبراهيم نا أبي نا يحيى بن يحيى قال سمعت
عبد الرحمن بن مهدي قال طالوت قال إبراهيم بن أدهم ما صدق الله عبد أحب
الشهرة
أخبرنا أبو القاسم بن الحسين بن الحسن فيما كتبته عنه ولم يتفق سماعه أنا أبو
القاسم بن أبي العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الجوبري أنا علي بن
يعقوب بن أبي العقب (4) نا القاسم بن موسى بن الأشيب (5) حدثني أحمد بن
شيبان نا عبد الرحمن بن مهدي عن طالوت قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول ما

(1) رسمها غير واضح بالأصل ولعل الصواب ما أثبتنا،، انظر تهذيب ابن عساكر 2 / 186.
(2) بالأصل: فوضع.
(3) نسبة إلى جوبر، قرية بالغوطة من دمشق (ياقوت) وذكره ياقوت في ترجمة قصيرة.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 38.
(5) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن سير أعلام النبلاء من ترجمة ابن أبي العقب، انظر الحاشية.
السابقة.
317

صدق الله عبد أحب الشهرة
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول الهروي أنا يعلى بن هبة الله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن أبي بكر أنا الفضيل بن أبي منصور قالا أنا
عبد الرحمن السمسار أنا محمد بن عقيل البلخي نا محمد بن إبراهيم نا أبو
صالح أنا شعيب قال خرج إبراهيم من بيت المقدس فمر بمسحلة فقالوا عبد
قال (1) نعم قالوا آبق قال نعم قال فذهبوا به فحبسوه في السجن بطبرية قال
فجاء رجل يطلب غلاما له آبق من بيت المقدس قال فقيل له إن سملحة كذا وكذا قد
أصابوا غلاما آبقا فهو في السجن بطبرية قال فذهب إلى السجن فإذا هو بإبراهيم بن
أدهم فقال سبحان الله ما تصنع هنا هنا قال أنا ها هنا ما أحسن مكاني قال فرجع
الرجل إلى بيت المقدس فأخبرهم فجاء الناس من بيت المقدس عنقا (2) واحدا إلى أمير
طبرية فقالوا إبراهيم بن أدهم ما يصنع في سجنك قال ما حبسته قالوا بلى فبعث
إليه فجاء به فقال له فيما حبست قال مررت بمسلحة فقالوا عبد قلت نعم وأنا
عبد الله فقالوا آبق قال قلت نعم وأنا آبق من ذنوبي قال فخلى سبيله
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي أنا وأبو محمد عبد الكريم بن
حمزة نا أبو بكر الخطيب أنا عبد الله بن أحمد الأصبهاني نا جعفر الخلدي (3)
أنا أحمد بن مسروق نا علي بن موفق نا عبد الله بن الفرج القنطري العابد قال
اطلعت على إبراهيم بن أدهم في بستان بالشام وهو مستلق (4) وإذا حية في فمه طاقة
نرجس فما زالت تذب عنه حتى انتبه
وأخبرنا أبو السعادات المتوكلي (5) أنو أبو محمد السلمي نا أبو بكر
الخطيب [* * * *]

(1) بالأصل: قالوا.
(2) أي جماعة.
(3) بالأصل " الخالدي " والمثبت عن سير أعلام النبلاء 15 / 558.
(4) بالأصل: مستلقى.
(5) هو أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد أبو السعادات العباسي، ترجمته في سير أعلام النبلاء
19 / 498.
318

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد الزينبي قالا أنا أبو الحسين بن بشران نا
الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
يحيى بن أبي حاتم الأزدي نا خلف بن تميم حدثني عبد الجبار بن كثير قال قيل
لإبراهيم بن أدهم هذا السبع قد ظهر لنا قال أرونيه فلما رآه وقال الخطيب جاءه
قال يا قسورة (1) إن كنت أمرت فينا بشئ فامض لما أمرت به وإلا فعودك على
بدئك قال فولى السبع ذاهبا قال أحسبه يضرب بذنبه
قال فتعجبنا (2) كيف فهم السبع كلام إبراهيم بن أدهم قال فأقبل علينا إبراهيم
قال قولوا اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بركنك (3) الذي لا يرام وارحمنا
بقدرتك علينا ولا نهلك وأنت رجاؤنا (4)
قال خلف فما (5) زلت أقولها منذ سمعتها فما عرض لي لص ولا غيره (5)
كذا قال ابن كثير (6) وقال غيره ابن كليب
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز قال قال خلف بن تميم نا عبد الجبار بن
كليب قال كنا مع إبراهيم بن أدهم في سفر فعرض لنا السبع فقال إبراهيم قولوا
اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا في كنفك الذي لا يرام وارحمنا بقدرتك
علينا لا تهلكنا وأنت رجاؤنا يا الله يا الله يا الله قال فولى السبع عنا قال خلف فأنا
منذ سمعت هذا أدعو به عند كل شدة وكرب فما رأيت إلا خيرا
أخبرنا أبو
الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن بن السمسار حدثني أبي موسى بن الحسين بن علي نا أبو بكر محمد بن رشيد

(1) قسورة: من أسماء الأسد.
(2) في الحلية 8 / 4: قال: فعجبنا منه حين فقه كلامه.
(3) في الحلية: بكنفك.
(4) الحلية: وأنت الرجاء.
(5) (5) ما بين الرقمين في الحلية: قال خلف: فأنا أسافر منذ نيف وخمسين سنة فأقولها لم يأتني لص قط ولم
أر إلا خيرا قط.
(6) وفي الحلية مثله.
319

البغدادي نا سهل بن صاعد حدثني إبراهيم الدورقي حدثني طالوت قال كنت مع
إبراهيم بن أدهم ونحن في قافلة فرأى القافلة وقد وقفت فقال ما بالها قال خرج
عليهم سبع عارضهم فخرج إليه إبراهيم بن أدهم فقال له إن كنت أمرت فينا بشئ
فامضه وإلا فتنح قال فمر يهرول
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو
بكر أنا أبو بكر محمد بن بشر بن عبد الله العسكري إملاء بمصر نا أبو عبد الله
محمد بن أحمد الطوسي الشيرازي الشعراني نا عبد الرحمن بن الجارود البغداذي
وكان ثقة قال سمعت خلف بن تميم يقول (1) غزا إبراهيم بن أدهم قال فقالوا يا
أبا إسحاق إن السبع قد قطع علينا الطريق قال فجاء إليه إبراهيم بن أدهم قال فقال
أيها السبع إن كنت قد أمرت فينا بشئ فامض لما أمرت به وإلا فارجع عودك على بدئك
قال فرجع الأسد وهو يهمهم فقال له إبراهيم بن أدهم أين أنتم عن هؤلاء الكلمات
تقولونها اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بركنك الذي لا يرام وارحمنا عدد
نعمتك علينا ولا نهلك وأنت الرجاء
قال خلف بن تميم أنا أقولها يعني هذه الكلمات على ثيابي إذا دخلت
الحمام وعلى نفقتي منذ ستين سنة أو سبعين سنة فما ذهب لي شئ
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الأصبهاني (2) قال (3) أخبرت عن
عبد الله بن أحمد بن سوادة نا نصر بن منصور المصيصي أبو محمد قال ورد
إبراهيم بن أدهم المصيصة (4) فأتى منزل أبي إسحاق الفزاري وطلبه فقيل هو خارج
فقال أعلموه إذا أتى أن أخاه إبراهيم طلبه وقد ذهب إلى مرج كذا وكذا يرعى فرسه
فمضى إلى ذلك المرج فإذا ناس يرعون دوابهم فرعى حتى أمسى فقالوا له ضم
فرسك إلى دوابنا فإن السباع تأتينا فأبى وتنحى ناحية وأوقدوا النيران حولهم ثم

(1) الحلية 8 / 4 بسنده عن عبد الرحمن بن الجارود، وفيه اختلاف.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت.
(3) الخبر في حلية الأولياء 7 / 392.
(4) بالفتح ثم الكسر والتشديد مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب
طرسوس (معجم البلدان).
320

أخذوا فرسا لهم صؤولا فأتوه به وفيه شكالان (1) يقودونه بينهم فقالوا له إن في دوابنا
رماكا (2) وحجورا (3) فليكن هذا عندك قال وما يصنع بهذه الحبال فمسح وجهه
وأدخل يده بين فخذيه فوقف لا يتحرك فتعجبوا من ذلك ساعة (4) ثم قال لهم
اذهبوا فجلسوا يرمقونه ما يكون منه ومن السباع فقام إبراهيم يصلي وهم ينظرون
فلما كان في بعض الليل أتته أسد ثلاثة يتلو بعضها بعضا فتقدم الأول إليه فشمه ودار به
ثم تنحى ناحية فربض وفعل الثاني والثالث كفعل الأول ولم يزل إبراهيم يصلي ليلته
قائما حتى إذا كان السحر قال للأسد ما جاء بكم أتريدون أن تأكلوني امضوا فقامت
الأسد فذهبت فلما كان الغد جاء الفزاري إلى أولئك فسألهم فقال أجاءكم رجل
فقالوا أتانا رجل مجنون فأخبروه بقصته وأروه فقال أو تدرون من هو قالوا لا
قال هو إبراهيم بن أدهم فمضوا معه فسلم وسلموا عليه ثم انصرف به الفزاري إلى
منزله فمرا برجل قد كان إبراهيم سأله مقودا يبيعه ساومه به درهما ودانقين فقال
إبراهيم للفزاري نريد هذا المقود فقال الفزاري لصاحب المقود بكم هذا قال
بأربعة دوانيق فدفع إليه وأخذ المقود فقال إبراهيم للفزاري أربعة دوانيق في دين من
هو
أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن الحسن القيسية قالت
أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم بن محمد الوركانية قالت نا أبو الحسين
عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي إملاء حدثني عبد الواحد بن بكر نا
إبراهيم بن أحمد نا أحمد بن يوسف نا عبد الله بن خبيق حدثني عبد الله بن
السري عن أبي عبد الرحمن قال كان إبراهيم بن أدهم على بعض جبال مكة يحدث
بعض أصحابه قال فقال لو أن وليا من أولياء الله عز وجل قال للجبل زل لزال
قال فتحرك الجبل من تحته قال فضرب برجله وقال أسكن إنما ضربتك مثلا
لأصحابي

(1) الشكال ككتاب: خيط يوضع بين التصدير والحقب، ووثاق بين الحقب والبطان، وبين اليد والرجل.
(2) في الحلية: أو حجورا.
(3) الحجور جمع حجر وهي الفرس الأنثى (اللسان).
والرماك جمع الرمكة وهي الفرس البرذونة تتخذ للنسل (معجم وسيط).
(4) في الحلية: لامتناعه.
321

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن بن
السمسار نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان نا أبو يزيد خلاد بن محمد بن
هانئ نا عبد الله بن خبيق نا عبد الله بن السندي عن أبي عبد الرحمن المقرئ
قال كان عندنا إبراهيم بن أدهم على بعض جبال مكة يحدث أصحابه فقال لو أن وليا
من أولياء الله قال للجبل زل لزال قال فتحرك الجبل من تحته قال فضرب برجله
ثم قال اسكت فإنما ضربتك مثلا لأصحابي (1)
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي قراءة أنا الحسين بن
عبد الرحمن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا أبو جعفر الديبلي
نا عصام بن رواد بن الجراح قال سمعت أبا الحسن عيسى بن حازم النيسابوري
يقول كنا مع إبراهيم بن أدهم بمكة فنظر إلى أبي قبيس فقال لو أن مؤمنا مستكمل
الإيمان يهز الجبل لزال قال فتحرك أبو قبيس فقال له إبراهيم أسكن ليس إياك
أردت فسكن (2)
أخبرنا أبو الوقت السجزي أنا يعلى بن هبة الله [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضل بن أبي منصور قالا أنا
عبد الرحمن بن أحمد أنا محمد بن عقيل قال سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول
سمعت المكي بن إبراهيم يقول قيل (3) لإبراهيم بن أدهم ما يبلغ من كرامة المؤمن
على الله تعالى وتقدس قال يبلغ من كرامته لو قال للجبل تحرك تحرك قال
فتحرك الجبل قال فقال ما إياك عنيت
قال أبو يحيى لم يقل المكي إني شهدت ذلك المشهد ولكن كان يقول إني
رأيت إبراهيم بن أدهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي أنا أبو سعد علي بن عبد الله

(1) الحلية 8 / 4.
(2) الحلية 8 / 4.
(3) في الحلية: كان إبراهيم بن أدهم بمكة فسئل.
(4) الحلية: لتحرك.
322

الحيري (1) أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه أنا عبد العزيز بن الفضل نا
إبراهيم بن أحمد الآملي نا أحمد بن يوسف الثقفي نا عبد الله بن خبيق الأنطاكي
حدثني موسى بن ظريف قال ركب إبراهيم بن أدهم البحر فأخذتهم ريح عاصف
وأشرفوا على الهلكة فلف إبراهيم رأسه في عباءة ونام فقالوا له ما ترى ما نحن فيه من
الشدة فقال ليس ذا شدة فقالوا ما الشدة قال الحاجة إلى الناس ثم قال اللهم
أريتنا قدرتك فأرنا عفوك فصار (2) البحر كأنه قدح زيت
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
القاسم الطهراني (3) وأبو عمرو بن منده قالا أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
الحسين (4) حدثني عياش (5) بن عاصم حدثني سعيد بن صدقة أبو مهلهل وكان يقال
إنه من الأبدال قال جاء إبراهيم بن أدهم إلى قوم قد ركبوا سفينة في البحر فقال له
صاحب السفينة هات دينارين قال ليس معي ولكن أعطيك بين يدي قال فعجب
منه وقال إنما نحن في بحر فيكف (6) قال ثم أدخله فساروا حتى انتهوا إلى جزيرة
في البحر فقال صاحب السفينة والله لأنظرن من أين يعطيني هل خبأ هاهنا شيئا
قال فقال له يا صاحب الدينارين أعطني حقي قال نعم قال فخرج إبراهيم
فمضى واتبعه الرجل وهو لا يدري فانتهى إلى الجزيرة فركع فلما أراد أن ينصرف قال
يا رب إن هذا قد طلب مني حقه الذي له علي فأعطه عني قال وهو ساجد قال فرفع
رأسه فإذا ما حوله دنانير قال وإذا الرجل فقال جئت خذ حقك ولا تزدد ولا

(1) نسبة إلى حيرة نيسابور.
(2) في حلية الأولياء 8 / 5: فسكن البحر حتى صار كالدهن.
(3) بالأصل " الظهراني " تحريف والصواب " الطهراني " بالطاء المهملة المكسورة وسكون الهاء هذه النسبة إلى
طهران قرية كبيرة على باب أصبهان وترجم له باسم: " أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن
سهلويه الطهراني الجواد " (الأنساب: الطهراني).
(4) في الحلية 8 / 7 " الحسن ".
(5) غير منقوطة بالأصل والمثبت عن حلية الأولياء 8 / 7.
(6) الحلية: فكيف تعطيني.
(7) الحلية بزيادة: واقف.
323

تذكر ذا قال ومضوا فأصابتهم عجاجة وظلمة وأحسوا (1) بالموت فقال الملاح
أين صاحب الدينارين أخرجوه قال فجاءوا فقالوا ما ترى ما نحن فيه ادع الله معنا
قال فرفع يديه وأرخى عينيه وقال يا رب قد أريتنا قدرتك فأذقنا برد عفوك
ورحمتك قال فسكنت العجاجة وساروا
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد الزينبي أنا أبو الحسين بن
بشران نا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال حدثت عن يحيى بن
عثمان نا بقية بن الوليد قال (3) كنا في البحر فهبت الريا وهاجت الأمواج فبكى
الناس وضجوا فقيل لمعيوف (4) أو ابن معيوف هذا إبراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو
الله فإذا هو نائم في ناحية السفينة ملفوف رأسه في كساء فدنا منه فقال يا أبا إسحاق أما
ترى ما الناس فيه فقال اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك (5) قال فهدأت السفن
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز يعني الدينوري نا يحيى بن عثمان
الحمصي نا بقية قال كنا مع إبراهيم بن أدهم في البحر وهب الريح وهاجت الأمواج
واضطربت السفينة وبكى الناس فقلنا لإبراهيم يا أبا إسحاق ما ترى ما الناس فيه
قال فرفع إبراهيم رأسه وقد أشرف الناس على الهلكة فقال يا حي حين لا حي ويا
حي قبل كل حي ويا حي بعد كل حي يا حي يا قيوم يا محسن يا مجمل قد أريتنا
فدرتك فأرنا عفوك قال فهدأت السفينة من ساعته
أخبرتنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني أنا أبو محمد الأزدي
يعني محمد بن أحمد الهروي أنا أبو أحمد إسماعيل بن محمد بن أحمد حفيد أبي
سعد الزاهد أنا محمد بن سعيد نا محمد بن يعقوب حدثني يحيى بن أيوب قال
سمعت أبا عيسى حواري بن حواري قال ركب إبراهيم بن أدهم البحر فقال له صاحب

(1) العجاجة: الدخان، وعجج البيت دخانا فتعجج: ملأه. (اللسان).
(2) الحلية: خشوا الموت.
(3) الخبر في حلية الأولياء 8 / 5.
(4) بالأصل: " فقيل: لمعتوق أو ابن معتوق " والمثبت عن الحلية.
(5) الحلية: رحمتك.
324

المركب هات الكراء قال أعطيك أمامك قال فأرسينا إلى جزيرة قال فخرج فتبعته
من الموضع فجعلت أنظر إليه من حيث لا يراني قال فسأل الله فدعا فرأيت حوله
من الدنانير كثيرة قال فأخذ دينارين وترك الباقي قال ثم رجعنا إلى المركب قال
وثارت ريح عاصف خشي أهل المركب الغرق قالوا لإبراهيم لو دعوت الله معنا
قال اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك قال فسكنت الأمواج وهدأت الريح وسار
المركب
أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن بن السمسار حدثني أبي موسى بن الحسين نا محمد بن رشيد البغدادي نا
سهل بن صاعد نا أحمد بن إبراهيم نا خلف بن تميم الكوفي قال كنا مع
إبراهيم بن أدهم في مركب في البحر فخرج علينا العدو فرمى إبراهيم هو ورجل آخر
أنفسهما إلى البحر يعني نحو العدو فانهزم العدو
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا أبو محمد بن حيان (2) نا
محمد بن أحمد بن سليمان حدثني عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم (3) يقول
كان إبراهيم بن أدهم إذ عزا اشترط على رفقائه الخدمة والأذان فأتاه رفقاؤه يوما
فقالوا يا أبا إسحاق إنقد عزمنا الغزو (4) ولو علمنا أنك تأكل من متاعنا لسررنا
بذلك فقال (5) أرجو أن يصنع الله ثم قال أستقرض من فلان لا تخف عليه فلان
مر بي ثم خر ساجدا وصب دموعه على خديه ثم قال وا شؤماه (6) العبيد
وتركت مولاهم فأحسن ما يقول العبد إنما دفع إلى مولاه مالا فإن أمرني أن أعطيك
فعلت فأرجع إلى المولى بعدما بذلت وجهي إلى العبيد أليس يقول المولى أحق
مني كان أحق أن تطلب مني (7) لا من غيري وا شؤماه (6) ثم خرج إلى الساحل

(1) حلية الأولياء 8 / 6.
(2) بالأصل " حبان " والمثبت عن الحلية.
(3) بالأصل " خازم " والصواب عن الحلية.
(4) الحلية: على الغزاة.
(5) عن الحلية وبالأصل " فقالوا ".
(6) في الحلية: وا سوأتاه.
(7) الزيادة عن الحلية.
325

فتوضأ وصلى ركعتين ثم نصب رجله اليمنى مستقبل القبلة ثم قال اللهم قد عملت
ما كان وقع مني في نفسي وذلك بخطائي وجهلي فإن عاقبتني عليه فأنا أهل ذلك وإن
عفوت عني فأنت أهل ذلك وقد عرفت حاجتي فاقض حاجتي فوقع في نفسه أن ينظر
عن يمينه فإذا بنحو من أربعمائة دينار فتناول منها دينارا ثم عاد إلى أصحابه فأنكروه
وسألوه عن حاله فكتمهم زمانا ثم أخبرهم فقالوا يا أبا إسحاق إن كنت تريد الغزو وقد
خرج لك ما ذكرت أفلا أخذت منه ما تقوى به على الغزو فقال أتظنون أن الله لو أراد
أن لا يخرج إلا الذي اطلع عليه من ضميري لفعل ولكن أخرج إلي كثير مما اطلع
عليه (2) من ضميري ليختبرني والله لو أنها عشرة آلاف ما أخذ ت منها إلا الذي اطلع
عليه من ضميري
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن القرشي نا نصر بن إبراهيم المقدسي
أنا أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي نا عيسى بن عبيد الله بن
عبد العزيز الموصلي أنا أبو بكر محمد بن صلة الخيري السنجاري (3) في المسجد
الأقصى نا أبو علي نصر بن عبد الملك السنجاري (3) نا محمد بن عثمان نا محمد بن
أحمد الوراق قال سمعت عبد الله بن الفرج يقول كان إبراهيم بن أدهم بالشام يأكل
ويطرح نوى التمر قال فكان بمكة فجاع فاستف الرمل فصار في فيه دقيقا قال وكان
ذات يوم على شط البحر فجعل يقلب الحصى فإذا هو جوهر فأقبل فلا الخوص بعض
أصحاب إبراهيم قال سماه أبو عبد الله فنسيته قال لما رآه إبراهيم ألقاه في البحر
فاق الخواص يا أبا إسحاق تطرح أو تعمل مثل هذا وعلي دين فقال له إبراهيم
عليك بالصدق أو كما ذكر
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو
الحسين بن بشران نا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن منصور نا أبو النضر
الحارث بن النعمان قال كان إبراهيم بن أدهم يحتني الرطب من شجر البلوط (4)

(1) في الحلية: ركعة.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء.
(3) هذه النسبة إلى سنجار، مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة.
(4) سير أعلام النبلاء 7 / 393 وحلية الأولياء 8 / 3 وفيها: يأخذ بدل يجتني.
326

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد نا نصر بن إبراهيم أخبرني أبو الحسن
علي بن طاهر القرشي فيما أذن لي في الرواية عنه
أنا على بن عبد الله بن جهضم نا أبو إسحاق إبراهيم بن
أحمد الطبري نا أحمد بن يوسف نا أحمد بن إبراهيم الطبري نا أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى
الغساني حدثني أبي عن شقيق بن إبراهيم قال لقيت إبراهيم بن أدهم بمكة في سوق
الليل عند مولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو جالس ناحية من الطريق يبكي فعدلت إليه وجلست
عنده وقلت إيش هذا البكاء يا أبا إسحاق فقال خير فعاودته مرة واثنتين وثلاثا
فلما أكثرت عليه قال لي يا شقيق إن أنا أخبرتك تحدث به ولا تستر علي فقلت يا أخي
قل ما شئت فقال
اشتهت نفسي منذ ثلاثين سنة سكباجا (2) وأنا أمنعها جهدي فلما كان البارحة
كنت جالسا وقد غلبني النعاس إذا أنا بفتى شاب بيده قدح أخضر يعلو منه بخار
ورائحته سكباج قال فاجتمعت نهمتي عنه فقرب مني ووضع القدح بين يدي وقال
يا إبراهيم كل فقلت ما آكل شيئا قد تركته لله عز وجل قال ولأن أطعمك الله تأكل
فما كان لي جواب إلا بكيت فقال لي كل يرحمك الله فقلت له قد أمرنا أن لا نطرح
في وعائنا إلا من حيث نعلم فقال كل عافاك الله فإنما أعطيت وقيل لي يا خضر
اذهب بهذا وأطعم نفس إبراهيم بن أدهم فقد رحمها الله من طول صبرها على ما
يحملها من منعها اعلم يا إبراهيم أني سمعت الملائكة يقولون من أعطي فلم يأخذ
طلب فلم يعط فقلت إن كان كذلك فها أنا بين يديك لا أحل العقد مع الله عز وجل
ثم التفت فإذا بفتى آخر ناوله شيئا وقال يا خضر لقمه أنت فلم يزل يلقمني حتى
شبعت فانتهبت وحلاوته في فمي
قال شفيق فقلت أرني كفك فأخذت بكفي كفه وقبلتها وقلت يا من يطعم
الجياع الشهوات إذا صححوا المنع يا من يقدح في الضمير اليقين يا من شفى
قلوبهم من محبته أقرى لشقيق عندك ذاك ثم رفعت يد إبراهيم إلى السماء وقلت

(1) بالأصل: " واثنين وثلاثة " والصواب ما أثبت.
(2) على هامش الأصل: من قبيل لحم بالخل.
327

يقدر هذا الكف وبقدر صاحبه وبالجود الذي وجده منك خذ (1) على عبدك الفقير
إلى فضلك وإحسانك ورحمتك وإن لم يستحق ذاك فقال وقام إبراهيم ومشى حتى
دخلنا المسجد الحرام
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا
عيسى بن محمد الوسفني (3) نا وريزة (4) الغساني نا عدي الصياد من أهل جبلة (5)
قال سمعت يزيد بن قبيس (6) يحلف بالله أنه كان ينظر إلى إبراهيم بن أدهم وهو على
شط البحر في وقت الإفطار (7) فيرى مائدة توضع بين يديه لا يدري من وضعها ثم
يراه يقوم يقوم فينصرف حتى يدخل جبلة (5) وما معه شئ
سمعت أنا محمد المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول
سمعت أبا عبد الله بن الشيرازي يقول حدثني أحمد بن إبراهيم الطبري نا أحمد بن
يوسف نا أحمد بن إبراهيم بن يحيى حدثني أبي حدثني أبو إبراهيم اليماني قال
خرجنا نسير على ساحل البحر مع إبراهيم بن أدهم فانتهينا إلى غيضة فيها حطب كثير
وبالقرب منه حصن فقلنا لإبراهيم بن أدهم لو أقمنا الليلة هاهنا وأوقدنا من هذا
الحطب فقال افعلوا فطلبنا النار من الحصن وأوقدنا وكان معنا الخبز فأخرجنا فأكل
فقال واحد منا ما أحسن هذا الجمر لو كان لنا لحم نشويه عليه فقال إبراهيم بن
أدهم إن الله لقادر على أن يطعمكموه قال فبينا نحن كذلك إذا أنا بأسد يطرد إبلا فلما
قرب منا وقع واندق عنقه وقام إبراهيم بن أدهم فقال اذبحوه فقد أطعمكم الله
فذبحنا وشوينا من لحمه والأسد واقف ينظر إلينا
أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبري أنا أبو طالب

(1) كذا، وفي مختصر ابن منظور 4 / 29 جد.
(2) حلية الأولياء 8 / 3.
(3) في الحلية: الوسقندي.
(4) في الحلية: " وبرة " تحريف، والمثبت والضبط عن التبصير.
(5) بالأصل في الموضعين " حمله " والمثبت عن الحلية.
(6) في الحلية: قيس.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن الحلية.
(8) بالأصل " الطبر ".
328

محمد بن علي بن الفتح الحربي (1) نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل
الواعظ أنا أبو بكر العبدي قال كتب إلي أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن
يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن أبي إبراهيم اليماني قال خرجت مع
إبراهيم بن أدهم من صور نريد قيسارية (2) فلما كان ببعض الطريق مررنا بمواضع كثيرة
الحطب فقال إن شئتم بتنا في هذا الموضع فأوقدنا من هذا الحطب فقلنا ذلك إليك
يا أبا إسحاق قال فأخرجنا زندا كان معنا فقدحنا وأوقدنا تلك النار فوقع منها جمر
كبار قال فقلنا لو كان لنا لحم نشويه على هذه النار قال فقال إبراهيم ما أقدر الله
أن يرزقكم ثم قام فتمسح للصلاة فاستقبل القبلة فبينما نحن كذلك إذ سمعنا جلبة
شديدة مقبلة نحونا فابتدرنا إلى البحر فدخل كل إنسان منا في الماء إلى حيث أمكنه
ثم خرج ثور وحش يكره أسد فلما صار عند النار طرحه فانصرف إبراهيم بن أدهم
فقال له يا أبا الحارث (3) تنح عنه فلن يقدر لك رزق فتنحى ودعانا وأخرجنا
سكينا كان معنا فذبحناه واشتوينا منه بقية ليلتنا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم قال (4) سمعت محمد بن
الحسين يقول سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت أبا سعدان (5) الباهراني
يقول سمعت حذيفة المرعشي وقد خدم إبراهيم بن أدهم وصحبه فقيل (6) له ما
أعجب ما رأيت منه فقال بقينا في طريق مكة أياما لم نجد طعاما ثم دخلنا الكوفة
فأومأ إلى مسجد خراب فنظر إلي إبراهيم وقال يا حذيفة أرى بك الجوع فقلت هو ما
رأى الشيخ فقال علي بداوة وقرطاس فجئت به فكتب بسم الله الرحمن الرحيم
أنت المقصود إليه بكل حال والمشار إليه بكل معنى
أنا حامد (7) أنا شاكر أنا ذاكر * أنا جائع أنا نائع (8) أنا عاري

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 48.
(2) قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام، تعد في أعمال فلسطين (معجم البلدان).
(3) كنية الأسد.
(4) الرسالة القشيرية ص 172 وحلية الأولياء 8 / 38.
(5) في الحلية: سمعت سعدان التاهرتي يقول.
(6) عن الرسالة القشيرية وبالأصل " فقال له ".
(7) الأصل والرسالة القشيرية، وفي الحلية: أنا حاضر.
(8) الأصل والرسالة القشيرية، وفي الحلية: " حاسر " والنائع: المتمايل جوعا. وكتب بخط مغاير بالأصل
وفوق الكملة: شديد الجوع.
329

هي ستة فأنا الضمين لنصفها * فكن الضمين لنصفها يا جاري (1)
مدحي لغيرك وهج (2) نار خضتها * فأجر فديتك (3) من دخول النار (4) *
قال ثم دفع إلي (5) الرقعة وقال اخرج ولا تعلق (6) قلبك بغير الله وادفع
الرقعة إلى أول من يلقاك قال فخرجت (7) فأول من لقيني كان رجل على بغلة
فدفعتها إلي (8) فأخذها وبكى وقال ما فعل صاحب هذه الرقعة فقلت هو في
المسجد الفلاني فدفع إلي صرة فيها ستمائة دينار ثم لقيت رجلا آخر فقلت من
صاحب هذه البلغة فقال نصراني فجئت إلى إبراهيم بن أدهم فأخبرته بالقصة فقال لا
تمسها فإنه يجئ الساعة فلما كان بعد ساعة وا في النصراني وأكب على رأس
إبراهيم بن أدهم وأسلم (9)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري أنا عبد الله بن أحمد بن عتاب نا أبو حارثة حدثني أبي عن
إبراهيم اليماني قال قلت لإبراهيم بن أدهم يا أبا إسحاق إن لي مودة وحرمة ولي
حاجة قال وما هي قال تعلمني اسم الله المخزون قال لي هو في العشر الأول من
الحديد لست أزيدك على هذا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني جعفر بن نصير حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال

(1) في الرسالة القشيرية: ياباري.
(2) في الرسالة القشيرية: " لهب " وفي الحلية: " لفح ".
(3) الرسالة القشيرية: عبيدك.
(4) بعده في الرسالة القشيرية ورد بيت رابع، وقد سقط من الأصل والحلية والمختصر.
والنار عندي كاسؤال فهل ترى * أن لا تكلفني دخول النار
(5) الزيادة عن الرسالة القشيرية والحلية.
(6) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه، ومن الرسالة القشيرية والحلية.
(7) الرسالة القشيرية: " ففرحت " وفي الحلية والمختصر كالأصل.
(8) الزيادة عن الرسالة القشيرية.
(9) كذا بالأصل والرسالة القشيرية، والعبارة في الحلية، فانكب على رأس إبراهيم فقال: يا شيخ قد حسن
إرشادك إلى الله، فأسلم وصار صاحبا لإبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى.
330

سمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا كثيرا دارنا أمامنا وحياتنا بعد موتنا إما إلى الجنة وإما
إلى النار
قال (1) وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول يا ابن بشار مثل لبصر قلبك حضور
ملك الموت وأعوانه لقبض روحك فانظر كيف تكون ومثل له هول المطلع ومسائله
منكر ونكير فانظر كيف تكون ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها والعرض والحساب
والوقوف فانظر كيف تكون ثم صرخ صرخة فوقع مغشيا عليه
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول (2) إن للموت كأسا لا يقوى على تجرعها (3)
إلا خائف وجل طائع كان يتوقعها (4) فمن كان مطيعا فله الحياة (5) والكرامة والنجاة من
عذاب (6) يوم القيامة ومن كان عاصيا ترك بين الحسرة والندامة يوم الصاخة والطامة
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول إخواني عليكم بالمبادرة والجد وسارعوا
وبادروا وتابعوا فإن نعلا فقدنا أختها سريعة اللحاق بها
وقال نظر إبراهيم بن أدهم إلى رجل قد أصيب بمال ومتاع كثير وقع الحريق في
دكانه واشتد جزعه حتى خولط في عقله فقال له يا عبد الله إن المال مال الله متعك به
إذ شاء وأخذه منك إذ شاء فاصبر لأمره ولا تجزع فإن من تمام شكر الله على
العافية الصبر على البلية ومن قدم وجد ومن أخر فقد وندم (7)
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول الهوى يردي وخوف الله يشفي فاعلم أن
ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك (7)
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول (8) أذكر ما أنت صائر إليه حق ذكره وتفكر

(1) حلية الأولياء 8 / 17.
(2) حلية الأولياء 8 / 13.
(3) الحلية: تجرعه.
(4) الحلية: يتوقعه.
(5) عن الحلية ورسمها غير واضح بالأصل.
(6) الحلية: عذاب القبر.
(7) الحلية 8 / 18 و 32.
(8) حلية الأولياء 8 / 18.
331

فيما مضى من غيرك (1) هل تثق به وترجو به النجاة من عذاب ربك فإنك إذا كنت
كذلك شغل قلبك بالاهتمام بطريق النجاة على طريق الآمنين اللاهين المطمئنين الذين
اتبعوا أنفسهم هواها فوقفهم (2) على طريق هلكاتهم لا جرم سوف يعلمون وسوف
يناقشون (3) وسوف يندمون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي أنا أبو سعد علي بن عبد الله
الحيري أنا محمد بن عبد الله بن باكويه نا عبد العزيز بن الفضل نا إبراهيم بن أبي
نعيم بعفطن (5) نا إبراهيم بن نصر المنصوري نا إبراهيم بن بشار قال سمعت
إبراهيم بن أدهم يقول (6) خالفتم الله فيما أنذر وحذر وعصيتموه فيما نهى وأمر
وكذبتموه فيما وعد وبشر (7) وإنما تحصدون ما تزرعون (8) وتكافؤون بما تفعلون
وتجزون بما تعملون (9) فانتبهوا من وسن رقدتكم لعلكم تفلحون
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن
محمد بن أحمد بن محمد بن حماد الموصلي نا جعفر بن محمد بن نصر حدثني
إبراهيم بن نصر أبو إسحاق نا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم
يقول (10) ما (11) لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نطلب كشفه من ربنا عز وجل ثكلت (12) عبد أمه أحب ب الدنيا ونسي ما في خزائن مولاه

(1) الحلية: عمرك.
(2) الحلية: فأوقعتهم.
(3) الحلية: يتأسفون.
(4) سورة الشعراء، الآية: 227.
(5) كذا رسمها بالأصل.
(6) حلية الأولياء 8 / 35.
(7) عن الحلية وبالأصل " ونشر ".
(8) بعدها في الحلية: وتجنون ما تغرسون.
(9) بعدها في الحلية: فاعلموا إن كنتم تعقلون.
(10) حلية الأولياء 8 / 32.
(11) الحلية: ما بالنا.
(12) الحلية: نكلفه أن عبدا أحب عبدا لديناه.
332

قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول لا يقل مع الحق فريد ولا يقوى مع الباطل
عديد
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو نصر البندنيجي (1) أنا
أبو بكر محمد بن علي الخياط نا أبو علي بن حكمان الفقيه قال سمعت محمد بن
أحمد بن زريق البغدادي يقول سمعت يوسف بن الحسن يقول سمعت إبراهيم بن
متويه (2) الأصبهاني يقول كان إبراهيم بن أدهم يقول إذا كنت بالليل نائما وبالنهار
هائما وبالمعاصي دائما فمتى يرضى من هو وصوابه من لم يزل بأمرك قائما
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مسرور نا محمد بن عبد العزيز نا إسماعيل بن إبراهيم عن بقية بن الوليد
قال (3) كنت مع إبراهيم بن أدهم في بعض قرى الشام ومعه رفيق له فجعلنا نمشي حتى
بلغنا إلى موضع حشيش وماء فقال لرفيقه أمعك شئ فقال نعم في المخلاة
كسيرات فجلس فنثرها فجعل يأكل (4) فقال ما أغفل الناس عما أنا فيه من النعيم
مال (5) أحد يموت ولا أحد اهتم به (5) قال بقية فتغير وجهي فقال لي ألك عيال قال قلت نعم فقال ولعل روعة صاحب عيال أفضل مما أنا فيه
ثم قام فقلت له يا أبا إسحاق عظني بشئ فقال يا بقية كن ذنبا ولا تكن رأسا
فإن الذنب ينجو ويهلك الرجل (6)
قال ونا أحمد بن مروان نا جعفر بن محمد نا إسحاق بن راهويه نا بقية بن
الوليد قال دخلت على إبراهيم بن أدهم وهو يبكي في مسجد بيروت ووجهه إلى

(1) بالأصل " البنديجي " والمثبت عن الأنساب، وهذه الأنساب، وهذه النسبة إلى بندنيجين بلدة قريبة من بغداد بينهما دون
عشرين فرسخا.
(2) ضبطت عن التبصير، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 142.
(3) حلية الأولياء 8 / 21.
(4) بعدها في الحلية: فقال لي يا بقية ادن فكل، قال: فرغبت في طعام إبراهيم فجعلت آكل معه، قال: ثم إن
إبراهيم تمدد في كسائه، فقال:.
(5) (5) ما بين الرقمين مكانها في الحلية: ما في الدنيا أنعم عيشا منا، ما أهتم بشئ إلا لأمر المسلمين، ثم
التفت إلى فقال.
(6) كذا، وتقدم: ويهلك الرأس.
333

الحائط ويضرب بيديه جميعا على رأسه فقلت له ما يبكيك فقال ذكرت " يوما
تتقلب فيه القلوب والأبصار " (1)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني أنا
الحاكم أبو عبد الله حدثني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي (2) حدثني إبراهيم بن
نصر المنصوري حدثني إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا
ويتمثل بهذا البيت إذا خلا في جوف الليل بصوت حزين موجع القلب
وفتى (3) أخو ضني وكبير أخو علل *
فمتى ينقضي الردى ومتى ويحك العمل
ثم قال يا نفس إياك والغرة بالله وقد قال الصادق عز وجل " لا يغرنكم الحياة
الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " (4)
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد السنجي أنا علي بن أحمد المؤذن نا أبو
زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان حدثني
إبراهيم بن عبد الواحد العبسي قال سمعت وريزة (5) بن محمد نا مسيب بن واضح قال سمعت أبا عتبة الخواص يقول سمعت إبراهيم بن أدهم قال لرجل ما
آن لك أن تتوب قال حتى يشاء الله عز وجل فقال له إبراهيم وأين حزن الممنوع
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي أنا وأبو محمد عبد الكريم بن
حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب ح

(1) سورة النور، الآية: 37.
(2) بالأصل " الخالدي " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 558. وهذه النسبة إلى الخلد
محله ببغداد (الأنساب).
وفي السير: كان يسكن محلة الخلد.
وفي الأنساب: قيل له الخلدي، فقد كان يوما عند الجنيد بن محمد وعنده جماعة فسألوه عن مسألة، فقال
له: أجبهم، قال: فأجبتهم، فقال: يا خلدي، من أين لك هذه الأجوبة، فجرى علي اسم الخلدي.
وقال الخلدي: والله ما سكنت الخلد ولا سكن أحد من آبائي.
(3) في حلية الأولياء 8 / 11:
ومتى أنت صغيرا وكبيرا أخو علل
(4) سورة لقمان، الآية: 33 وفيها: (فلا تغرنكم..).
(5) ضبطت عن التبصير.
334

وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي قالا أنا الصيرفي نا
محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن أبي رجاء
القرشي قال قال إبراهيم بن أدهم إنك إذا أدمنت النظر في مرآة التوبة بان لك قبيح
شين المعصية
قال وحدثني ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إدريس نا عمران بن موسى بن
يزيد الطرسوسي حدثني أبو عبد الله الملطي قال كان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم
اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك (1)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي قال سمعت أبا
عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أحمد بن علي بن الحسن المقرئ يقول سمعت
محمد بن غالب تمتام يقول كتب إبراهيم بن أدهم إلى سفيان الثوري من عرف ما
يطلب هان عليه ما يبذل ومن أطلق بصره طال أسفه ومن أطلق أمله ساء علمه ومن
أطلق لسانه قتل نفسه
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا إبراهيم نا ابن خبيق نا حذيفة المرعشي قال سمعت
إبراهيم بن أدهم يقول خلوا لهم دنياهم فخلوا بينكم وبين آخرتكم وخلوا لهم
شهواتهم يحبوكم
قال وأنا أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز نا ابن خبيق نا شعيب بن
حرب قال جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم فقال له أنت إبراهيم بن أدهم فقال
نعم قال من أين معيشتك قال إبراهيم
نرفع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر بن قتادة أنا
أبو عمرو بن نجيد السلمي أنا أبو عبد الله البوشنجي نا أبو صالح الفراء نا
شعيب بن حرب قال دخل إبراهيم بن أدهم على بعض هؤلاء الولاة فقال له من أين
معيشتك قال إبراهيم *

(1) حلية الأولياء 8 / 31 - 32 والرسالة القشيرية ص 392.
335

نرفع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع *
قال فقال الوالي أخرجوه فقد استقتل (1)
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الجرجاني بفيد وأبو نصر
الحسين بن رجاء بن محمد بن سليم ببغداذ قالا أنا عبد الوهاب بن منده أنا أبي
أبو عبد الله أنا محمد بن داود بن سليمان وإبراهيم يعني ابن أحمد الأبزاري قالا
نا مسدد بن قطن نا محمد بن علي نا محمد بن علي بن حمزة مروزي نا
العباس بن الوليد قال بلغني أن إبراهيم بن أدهم دخل على أبي جعفر فقال ما
عملك قال
نرفع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع *
فقال اخرج عني فخرج وهو يقول
اتخذ الله صاحبا * ودع الناس جانبا (2) *
أخبرنا أبو بكر البروجردي أنا أبو سعد بن أبي صادق أنا أبو عبد الله بن
باكويه (3) نا أبو القاسم بن ثابت نا إبراهيم بن أبي نعيم
حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار الخراساني قال كثيرا ما كنت أسمع إبراهيم بن أدهم يقول
لما توعد (4) الدنيا به من شرورها * يكون بكاء الطفل ساعة يوضع
وإلا فما يبكيه منها وإنها * لأروح (5) مما كان فيه وأوسع
إذا أبصر الدنيا استهل كأن * يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا أبو محمد الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا محمد بن عمرو النصري نا عبد الله بن هارون
البزاز حدثني أبو عبد الله القلانسي رفيق إبراهيم بن أدهم قال سمعت إبراهيم بن

(1) حلية الأولياء 8 / 10.
(2) مختصر ابن منظور 4 / 31 والجزء الأول منه في حلية الأولياء 8 / 10.
(3) ضبطت عن التبصير.
(4) الأصل ومختصر ابن منظور، وفي حلية الأولياء 8 / 12 " لما تعد ".
(5) الأصل والحلية، وفي المختصر: لاروع.
336

أدهم يتمثل بأبيات من الشعر *
رأيت الذنوب تميت القلوب * ويتبعها الذل ادمانها
وترك الذنوب حياة القلوب * والخير للنفس عصيانها
وما أهلك الدين إلا الملوك * وأحبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس فلم يربحوا * ولم تغل بالبيع أثمانها
لقد وقع القوم في جيفة * يبين للعاقل أنتانها *
كذا قال والصواب تبين لذي العقل أبيانها
أخبرنا أبو السعادات المتوكلي قال أنا وأبو محمد السلمي نا أبو بكر
الخطيب نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق إملاء نا أبو محمد جعفر بن
محمد بن نصير الخلدي (1)
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
جعفر بن محمد الخواص حدثني إبراهيم بن منصور المنصوري زاد ابن رزق مولى
منصور بن المهتدي
حدثني إبراهيم بن بشار الصوفي زاد ابن رزق الخراساني خادم إبراهيم بن
أدهم ثم اتفقا قال وقف رجل مرة وفي حديث أبي عبد الله الحافظ كوفي (2) وقالا
على إبراهيم بن أدهم فقال يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن الله عز وجل قال
لأنها أحبت ما أبغض الله أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب وتركت
العمل لدار فيها حياة الأبد في نعيم لا يزول ولا ينفذ خالد مخلد في ملك سرمد لا
نفاد له ولا انقطاع
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبي أنا محمد بن الحسين [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي
قال سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت محمد بن حامد يقول

(1) ضبطت عن الأنساب، تقدم التعليق عليها قريبا.
(2) في حلية الأولياء 8 / 12 صوفي.
(3) الحلية: ينفد.
337

سمعت أحمد بن حضرويه يقول عن
إبراهيم بن أدهم (1) لمن سأل وفي رواية أبي المظفر قال إبراهيم بن أدهم لرجل في الطواف اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز
ست عقبات أوله (2) تغلق باب النعمة وتفتح باب الشدة والثاني تغلق باب العز
وتفتح باب الذل والثالث تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد والرابع تغلق باب
النوم وتفتح باب السهر والخامس تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر والسادس
تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت انتهت حكاية ابن حضرويه
وقال القشيري (1) وكان إبراهيم بن أدهم يحفظ (3) كرما فمر به جندي فقال
أعطنا من هذا العنب فقال ما أمر به صاحبه فأخذ يضربه بسوطه فطأطأ رأسه
وقال اضرب رأسا طال ما عصى الله تعالى فأعجب الرجل ومضى
وقال سهل بن إبراهيم (4) صحبت إبراهيم بن أدهم فمرضت فأنفق علي نفقته
فاشتهيت شهوة فباع حماره وأنفق علي ثمنه (5) فلما تماثلت قلت يا إبراهيم أين
الحمار فقال بعناه فقلت على ماذا أركب فقال يا أخي على عنقي فحملني ثلاثة
منازل
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني أنا الحاكم أبو منصور
محمد بن محمد بن عبد الله الهروي نا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي (6)
ببغداد نا أبو إسحاق إبراهيم بن نصير وصوابه نصر المنصوري نا إبراهيم بن
بشار الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال (7) سئل إبراهيم بن أدهم بم يتم الورع
فقال بتسوية كل الخلق في قلبك والاشتغال (8) عن عيوبهم بذنبك وعليك باللفظ
الجميل في قلب ذليل لرب جميل فكر في ذنبك وتب إلى ربك يثبت الورع في

(1) الرسالة القشيرية ص 392.
(2) كذا بالأصل: أوله إلى السادس، بالمذكور، والصواب " أولها... إلى السادسة " بالمؤنث تعود إلى عقبات.
(3) الرسالة القشيرية: يحرس.
(4) الرسالة القشيرية ص 392.
(5) الزيادة عن الرسالة القشيرية.
(6) بالأصل " الخالدي " والصواب ما أثبت، تقدم قريبا.
(7) حلية الأولياء 8 / 16 ومختصر ابن منظور 4 / 31.
(8) الحلية: واشتغالك.
338

قلبك واقطع (1) الطمع إلا من ربك
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
جعفر بن محمد فذكر نحوها
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
جعفر نا إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم
يقول (2) ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك ذم مولانا الدنيا فمدحناها
وأبغضها فأحببناها وزهد فيها فآثرناها ورغبنا فيها وفي طلبها ووعدكم خراب الدنيا
فحصنتموها ونهاكم (3) عن طلبها فطلبتموها وأنذركم (3) الكنوز فكنزتموها دعتكم
إلى هذه الغرارة دواعيها فأجبتم مسرعين مناديها خدعتكم بغرورها ومنتكم
فأقررتم (4) خاضعين لأمانيها (5) لتمرغون في زاهرتها وتتنعمون (6) في لذاتها
وتتقلبون في شهواتها وتكونون بتبعاتها تنشبون بمخالب الحرص عن خزائنها
وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها وتبنون بالغفلة في أماكنها وتحصنون بالجهل في
مساكنها (7)
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ومن طلب
التوبة بالتواني ومن العيش الباقي بالعيش الفاني (8)
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول ما مالنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نطلب
كشفه من ربنا ثكلته أمه عبد أحب الدنيا ونسي ما في خزائن مولاه (9)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل

(1) الحلية: " واحسم ".
(2) الحلية الأولياء 8 / 24.
(3) الحلية: " ونهيتم... وأنذرتم.. ".
(4) الحلية: فأنفذتم.
(5) الحلية: لأمنيتها تتمرغون في زهواتها.
(6) الحلية: وتتمتعون.
(7) الحلية: وتتلوثون.
(8) انظر حلية الأولياء 1 / 24 و 25 وفيها زيادة.
(9) تقدم الخبر قريبا.
339

نا أحمد بن مروان المالكي الدينوري نا أحمد بن محمد الواسطي نا أبي عن جدي
قال قرأ إبراهيم بن أدهم لا تجعل بينك وبين الله عز وجل منعما عليك إذا سألت
فسل الله أن ينعم عليك ولا تسأل المخلوقين وعد النعم منهم مغرما
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ ببغداذ نا أبو العيناء محمد بن القاسم النحوي
نا ابن خبيق نا شعيب بن حرب عن إبراهيم بن أدهم فيما أحسب قال (1) لا تجعل
بينك وبين الله عليك منعما وأعدد نعمة عليك من غيره مغرما قال فقال لنا يوسف بن
أسباط هذا كلام حسن فاحفظوه
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي أنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي
صادق أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه نا علي بن أحمد المرندي بنهر
الملك بالبصرة حدثني إبراهيم بن أبي نعيم نا إبراهيم بن نصر المنصوري حدثني
إبراهيم بن بشار الخراساني حدثني إبراهيم بن أدهم قال مررت في بعض جبال
الشام فإذا بحجر مكتوب عليه نقش بين بالعربية
كل حي فإن بقي * فمن العمر (3) يستقي
فاعمل اليوم واجتهد * واحذر الموت يا شقي *
قال فبينا أنا واقف أبكي وأقرأ إذ أتى رجل أشعث أغبر عليه مدرعة من شعر
فسلم علي فرددت عليه السلام فرأى بكائي فقال ما يبكيك فقلت قرأت هذين (4)
البيتين فأبكياني فقال وأنت لا تبكي ولا تتعظ حتى توعظ فقال سر معي حتى أقرئك
غيره فمضيت معه غير بعيد فإذا أنا بصخرة عظيمة شبيهة بالمحراب فقال اقرأ وابك
ولا تقصر (5) ثم قام يصلي وتركني وإذا في أعلاه نقش بين عربي
لا تبتغي جاها وجاهك ساقط * عند المليك وكن لجاهك مصلحا *

(1) حلية الأولياء 8 / 34.
(2) في حلية الأولياء 8 / 12 بلاد الشام.
(3) الحلية: وإن بقي.. العيش.
(4) الحلية: قرأت هذا النقش.
(5) الحلية: ولا تعص.
340

وفي الجانب الأيمن مكتوب
من لم يثق بالقضاء والقدر * لاقى هموما كثيرة الضرر *
وفي الجانب الأيسر منه نقش عربي (2)
ما أزين التقى * وما أقبح الخنا
وكل مأخوذ بما جنا * وعند الله الجزا *
وفي أسفل الحجرات (3) فوق الأرض مكتوب
إنما الفوز (4) والغنى * في تقى الله والعمل *
فلما قرأته (5) التفت إلى صاحبي فلم أره فلا أدري مضى أو حجب عني
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري نا
أحمد بن مروان الدينوري نا أحمد بن عباد التميمي نا ابن خبيق عن خلف بن تميم
قال سمعت إبراهيم بن أدهم ينشد
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا * ولا أرهم رضوا في العيش بالدون
فاستعن بالله عن دنيا الملوك كما * استغنى الملوك بدنياهم عن الدين *
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن قال
سمعت أحمد بن علي بن الحسن المقرئ يقول سمعت محمد بن غالب تمتام
يقول كتب إبراهيم بن أدهم إلى سفيان الثوري من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل
ومن أطلق بصره طال أسفه ومن أطلق أمله ساء عمله ومن أطلق لسانه قتل نفسه
أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصالحاني ببغداد أخبرتنا
عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت حدثنا أبو الحسن عبد الواحد بن

(1) الحلية: وفي الجانب الاخر نقش بين عربي.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء 8 / 12.
(3) في الحلية: المحراب.
(4) الحلية: العز.
(5) الحلية: فلما تدبرته وفهمته.
(6) تقدم الخبر قريبا.
341

محمد بن شاه إملاء نا أبو الفرج عبد الواحد بن بكر أنا
إبراهيم بن أبي نعيم نا إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار الخراساني قال (1) كتب عمرو (2) بن
المنهال المقدسي إلى إبراهيم بن أدهم وهو بالرملة أن عظني بموعظة أحفظها عنك
قال فكتب إليه أما بعد فإن الحزن على الدنيا طويل والموت من الإنسان قريب
وللنقض (3) في كل وقت نصيب وللبلاء في جسمه دبيب فبادر بالعمل قبل أن ينادى
بالرحيل واجتهد (4) بالعمل في دار الممر قبل أن ترتحل (5) إلى دار المقر
أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني جعفر بن محمد بن نصير حدثني إبراهيم بن نصر حدثني
إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم قال كتب عمرو بن المنهال المقدسي إلى
إبراهيم بن أدهم فذكر نحوها
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن محمد الحلواني أنا أبو بكر بن خلف [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي
قالا أنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر بن محمد نا إبراهيم بن نصر حدثني
إبراهيم بن بشار قال (6) سمعت إبراهيم بن أدهم يقول أثقل الأعمال في الميزان
أثقلها على الأبدان ومن وفى العمل وفى له الأجر ومن يعمل رحل من الدنيا
الآخرة بلا قليل ولا كثير
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني بفيد أنا أبو عمرو بن منده أنا
أبي أبو عبد الله أنا أحمد بن محمد بن زياد نا عباس الدوري نا أبو بكر بن أبي
الأسود أنا إبراهيم بن عيسى أخبرني بقية بن الوليد قال قال رجل لإبراهيم بن
أدهم كيف أصبحت قال بخير ما لم يتحمل مؤونتي غيري

(1) حلية الأولياء 8 / 17.
(2) الأصل ومختصر ابن منظور 4 / 32 وفي الحلية: عمر.
(3) في الحلية: وللنفس.
(4) عن الحلية والمختصر، وفي الأصل: واجهد.
(5) عن الحلية: ترحل.
(6) حلية الأولياء 8 / 16.
342

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني جعفر بن محمد حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال (1)
كنت يوما من الأيام مارا مع إبراهيم بن أدهم في صحراء إذ أتينا على قبر مسنم فترحم
عليه (2) فقلت قبر من هذا فقال هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها كان
غرقا (3) في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها واستنقذه بعد
ولقد (4) بلغني أنه سر ذات يوم بشئ من ملاهي ملكه ودنياه وغروره وفتنته
قال ثم نام في مجلسه ذلك مع من خصه من أهله قال فرأى رجلا واقفا على رأسه
بيده كتاب فناوله ففتحه فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب لا يؤثرون فانيا على باق ولا
تغترن بملكك وقدرتك وسلطانك وعبيدك وخدمتك ولذاتك وشهواتك فإن الذي أنت
فيه جسيم لولا أنه غريم (5) وهو ملك لولا أن بعده هلك وهو فرح وسرور لولا أنه لهو
وسرور (6) وهو يوم لو كان يوثق له بعد فسارعوا إلى أمر الله فإن فإن الله قال
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (7) "
قال فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فخرج من ملكه وقصد هذا الجيل
فتعبد فيه حتى تاب رحمه الله (8)
قال وسمعت إبراهيم بن أدهر رحمه الله يقول إخوتي عليكم بالمبادرة والجد
والاجتهاد وسارعوا وسابقوا فإن نعلا فقدت أختها سريعة اللحاق بها (9)
قال وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول أذكر ما أنت صائر إليه حق ذكره وتفكره
فيما مضى من عمرك هل تثق به وترجو به النجاة من عذاب ربك فإنك إذا كنت كذلك

(1) حلية الأولياء 8 / 33.
(2) زيد في الحلية: وبكي.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الحلية.
(4) زيادة عن الحلية.
(5) الحلية: عديم.
(6) الحلية: وغرور.
(7) سورة آل عمران، الآية: 136.
(8) زيد في الحلية 8 / 33 بعدها: فلما بلغني قصته وحدثت بأمره قصدته فسألته فحدثني ببدء أمره، وحدثه
بأمري، فما زلت أقصده حتى مات ودفن هنها، فهذا قبره رحمه الله.
(9) تقدم الخبر.
343

شغلت قلبك بالاهتمام بطريق النجاة على طريق الآمنين اللاهين المطمئنين الذين اتبعوا
أنفسهم هواها فوقفهم على طريق هلكاتهم لا جرم سوف يعملون وسوف يناقشون
وسوف يندمون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (1)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن إملاء أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل أنا أبو بكر حاتم بن
محمد بن حاتم المروزي بها قال سمعت العباس بن محمد المروزي يقول ذكر
عن إبراهيم أنه قال كل سلطان لا يكون عادلا فهو واللص بمنزلة واحدة وكل عالم لا
يكون ورعا فهو والذئب بمنزلة واحدة وكل من خدم سوى الله فهو والكلب بمنزلة
واحدة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد نا جدي أبو بكر أنا جعفر بن محمد
الخرائطي نا يوسف بن عمران الدقي نا عبد الله بن خبيق نا عبد الله بن ضريس
قال
قال إبراهيم بن أدهم كنا إذا سمعنا الشاب يتحدث في المحاسن آيسنا من خيره
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
جعفر بن محمد بن نصير نا إبراهيم بن نصر
حدثني إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول الهوى يردي
وخوف الله يشفي واعلم إنما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت ممن تعلم أنه يراك
قال ونا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد أنا أحمد بن أبي عمران الحدثي (3) بمكة
أخبرني عبد السلام بن محمد البغداذي نا أحمد بن يوسف نا عبد الله بن
خبيق قال سمعت شعيب بن حارث يقول ذكر عن إبراهيم بن أدهم قال لا تجعل

(1) تقدم الخبر قريبا.
(2) تقدم الخبر قريبا.
(3) بفتح الحاء والدال، هذه النسبة إلى الحديثة، بلدة على الفرات.
344

فيما بينك وبين الله عليك منعما واعدد النعمة عليك من غير الله مغرما (1)
قال وأنا أبو الحسن علي بن أبي علي السقاء حدثني والدي أبو علي نا أبو
الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر نا أبو هشام وصوابه أبو هشام وريزة (2) بن محمد
الغساني نا محمد بن داود بن صبيح عن علي بن بكار قال شكا رجل إلى
إبراهيم بن أدهم كثرة عياله فقال يا أخي انظر كل من في منزلك ليس رزقه على الله
فحوله إلى منزلي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب نا أبو بكر الخطيب أنا القاضي أبو
محمد الحسن (3) بن الحسن بن محمد بن رامين الأسد آبادي أنا عبد الله بن محمد
الحميدي الشيرازي نا القاضي أحمد بن محمود بن خرزاد الأهوازي حدثني علي بن
محمد النضري حدثني أحمد بن محمد الحلبي قال سمعت سريا السقطي يقول
سمعت بشرا يعني ابن الحارث يقول قال إبراهيم بن أدهم وقفت على راهب في
جبل لبنان فناديته فأشرف علي فقلت له عظني فأنشأ يقول
خذ عن الناس جانبا * كي (4) يعدوك راهبا
إن دهرا أظلني * قد أراني العجائبا
قلب الناس كيف * شئت تجدهم عقاربا *
قال بشر فقلت لإبراهيم هذه موعظة الراهب فعظني أنت فأنشأ يقول
توحش من الاخوان لا تبغ (6) مؤنسا * ولا تبغ (7) أخا ولا تبغ صاحبا
وكن سامري الفعل من نسل آدم * وكن أوحديا ما قدرت مجانبا

(1) مر الخبر قريبا.
(2) ضبطت عن التبصير.
(3) في معجم البلدان (أستراباذ وهي بلدة بين سارية وجرجان من أعمال طبرستان) أبو محمد الحسين بن
الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين الاسترآبادي روى عنه أبو بكر الخطيب. والبداية والنهاية 10 / 151
كالأصل وفيها " زامين " بدل رامين.
(4) في البداية والنهاية 10 / 152 " كن ".
(5) عن البداية والنهاية وبالأصل " أطلني ".
(6) بالأصل: " تبغي ".
(7) فوق الكملة بخط مغاير: " تتخذ " وفي البداية والنهاية 10 / 152 " تتخذ ".
345

فقد فسد الأخوان والحب والإخا * فلست ترى إلا مذوقا وكاذبا
فقلت ولولا أن يقال مدهده * وتنكر حالاتي لقد صرت راهبا (1) *
قال سري فقلت لبشر هذه موعظة إبراهيم لك فعظني أنت فقال عليك (2)
بلزوم بيتك فقلت بلغني عن الحسن أنه قال لولا الليل وملاقاة الأخوان ما كنت
أبالي مت مت فأنشأ يقول
يا من يسر (3) برؤية الأخوان * مهلا أمنت مكائد الشيطان
خلت القلوب من المعاد وذكره * وتشاغلوا بالحرص في (4) الخسران
صارت مجالس من ترى وحديثهم * في هتك مستور وخلف (5) قرا ن *
قال الحلبي فقلت لسري هذه موعظة بشر لك فعظني أنت فقال عليك
بالإجمال فقلت إني لأحب ذلك فأنشأ يقول
يا من يريد (6) بزعمه إجمالا * إن كان حقا فاستعد خصالا
ترك المجالس والتذاكر يا أخي * واجعل خروجك للصلاة خيالا
بل كن بها حيا كأنك ميت * لا يرتجي منه القريب وصالا *
قال علي بن محمد قلت للحلبي هذه موعظة سري لك فعظني فقال لي يا
أخي أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى ما أصدر (7) إليه من قلب زاهد في الدنيا
فازهد في الدنيا يحبك الله ثم أنشأ وهو يقول
أنت في دار شتات * فتأهب لشتاتك
واجعل الدنيا كيوم * صمته عن شهواتك

(1) الأبيات في البداية والنهاية 10 / 152.
(2) البداية والنهاية: عليك بالخمول ولزوم بيتك.
(3) عن البداية والنهاية، ورسمها غير واضح بالأصل.
(4) البداية والنهاية: والخسران.
(5) البداية والنهاية: وموت جنان.
(6) البداية والنهاية 10 152 يروم.
(7) البداية والنهاية: صعد إليه.
346

واجعل الفطر إذا ما * صمته يوم مماتك (1) *
قال ابن خرزاذ فقلت لعلي هذه موعظة الحلبي لك فعظني فقال لي احفظ وقتك
واسخ بنفسك لله تعالى وانزع قيمة الأشياء عن قلبك يصفو بذلك سرك ويزكو (2) بذلك
ذكرك ثم أنشدني
حياتك أنفاس تعد فكلما * مضى نفس منها أنقصت به جزءا
فيصبح في نفس ويمشي بمثله (3) * ومالك معقول تحس به رزءا
يميتك ما يحييك في كل ساعة * ويحدوك حاد ما يريد به الهزءا *
قال أبو محمد قلت لأحمد هذه موعظة علي لك فعظني فقال له يا أخي عليك
بلزوم الطاعة وإياك أن تنزح (4) من باب القناعة وأصلح مثواك ولا تؤثر هواك ولا تبع
آخرتك بدنياك واشتغل بما يعنيك بترك مالا يعنيك ثم أنشدني
ندمت على ما كان مني ندامة * ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم * سيلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس بمغرور (5) لدنياه زاجر * سيندم إن زلت به النعل فاعلم *
قال القاضي أبو محمد بن رامين قلت لأبي محمد هذه موعظة أحمد لك فعظني
أنت فقال اعلم رحمك الله أن الله جل ثناؤه ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمومها
فانظر أين أنزلت قلبك فاعلم (6) أنه تقرب القلوب على حسب ما قرب إليها (6)
فانظر من القريب من قلبك وأنشدني
قلوب رجال في الحجاب نزول * وأرواحهم فيما هناك حلول * *

(1) البداية والنهاية: وفاتك.
(2) البداية والنهاية: يذكور.
(3) في البداية والنهاية:
فتصبح في نقص وتمسي بمثله
(4) البداية والنهاية: تفارق باب.
(5) البداية والنهاية: لمغرور.
(6) كذا ما بين الرقمين بالأصل والعبارة في البداية والنهاية: واعلم أن الله سبحانه يقرب من القلوب على
حسب ما تقرب منه على حسب ما قرب إليها.
347

بروح (1) نعيم الإنس في عز قربه * بأفراد توحيد المليك تحول
لهم بفناء القريب (2) من محض بره * عوائذ بذل خطهن (3) جليل *
قال أبو بكر الخطيب فقلت للقاضي أبي محمد بن رامين هذه موعظة الحميدي
لك فعظني فقال اتق الله وثق به ولا تتهمه فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك
وأنشدني
اتخذ الله صاحبا * وذر الناس جانبا
جرب الناس كيف * شئت تجدهم عقاربا *
قال أبو الفرج غيث الصوري قلت للشيخ أبي بكر هذه موعظة القاضي أبي
محمد لك فعظني أنت فقال احذر نفسك التي هي
أعدى (4) أعدائك أن تتابعها على
هواها فذاك أعضل دائك واستشعر (5) الخوف من الله بخلافها وكرر على قلبك ذكر
نعوتها وأوصافها فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء والمرودة من أطاعها موارد العطب
والبلاء واعمد في جميع أمورك إلى تحري الصدق ولا تتبع الهوى فيضلك عن
سبيل الله وقد ضمن الله تعالى لمن خالف هواه أن يجعل دار (6) الخلد قراره ومأواه
وأنشدني لنفسه
إن كنت تبغي الرشاد محضا * في أمر دنياك والمعاد
فخالف النفس في هواها * إن الهوى جامع الفساد *
أنبأنا أبو القاسم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد نا عبد الوهاب الميداني أنا
أبو العباس البردعي نا عبيد الله بن الحسين الأزدي نا أبو حفص النسائي
حدثني محمد بن الحسين عن أبي إسحاق الأنطاكي حدثني أبو عبد الله

(1) البداية والنهاية: تروح نعيم.
(2) البداية والنهاية 10 / 153 القرب.
(3) البداية والنهاية: خطبهن.
(4) بالأصل: " أعد " والمثبت عن ابن كثير.
(5) البداية والنهاية: واستشرف.
(6) البداية والنهاية: جنة الخلد.
348

الجوزجاني رفيق إبراهيم بن أدهم قال غزا إبراهيم بن أدهم في البحر مع أصحابه
فقدم أصحابنا فأخبروني عن إبراهيم بن أدهم عن الليلة التي مات فيها اختلف خمسا
أو (1) ستا وعشرين مرة إلى الخلاء كل ذلك يجدد الوضوء للصلاة فلما حس
بالموت قال أوتروا لي قوسي وقبض على قوسه فقبض الله روحه والقوس في
يده (3) قال فدفناه في بعض الجزائر في بلاد الروم
كذا قال وأنا عبد الوهاب الميداني قال قرأت على ظهر الجزء الثاني من زهد
إبراهيم بن أدهم لأبي العباس البردعي قال محمد بن إسماعيل البخاري مات
إبراهيم بن أدهم سنة إحدى وستين ومائة ودفن بسوقين (4) حصن ببلاد الروم كذا قال
في وفاته والمحفوظ أنه مات سنة اثنتين وستين ومائة
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني
وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن أدهم العجلي كوفي قدم مصر زائرا
لرشدين بن سعد حفظ مات سنة اثنتين وستين ومائة وقيل سنة ثلاث
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني أنا عبد الوهاب بن منده أنا أبي
أبو عبد الله قال وقال أبو داود سليمان بن الأشعث سمعت أبا توبة الربيع بن نافع
يقول مات إبراهيم بن أدهم سنة اثنتين وستين ودفن على ساحل البحر
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي أنا
أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا محمد بن علي بن يزيد الصائغ
قال سمعت الشافعي يقول سمعت السري بن جمكان يقول وكان سفيان معجبا به * (5)

(1) بالأصل: " خمسة أو ستة " والصواب ما أثبت.
(2) في المختصر: " شعر " وفي البداية والنهاية 10 / 154 فلما كانت غشية الموت.
(3) زيد في البداية والنهاية: فمات وهو قابض عليه يريد الرمي به إلى العدو رحمه الله وأكرم مثواه.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن معجم البلدان، ولم يحدد الموضع بالضبط، ونقل عبارة
البردعي وتعقيب ابن عساكر. (معجم البلدان: سوقين).
(5) الأبيات في البداية والنهاية 10 / 154 وديوان الإمام الشافعي ص 101.
349

أجاعتهم الدنيا فجاعوا (1) ولم يزل * كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما (2)
أخو طي داود منهم ومسعر * ومنهم وهيب والعريب بن أدهما
وفي ابن سعيد قدوة البر والنهى * وفي وارث الفاروق صدقا مقدما
وحسبك منهم بالفضيل مع ابنه * ويوسف إن لم يأل أن يتسلما
أولئك أصحابي وأهل مودتي * فصلى (3) عليهم ذو الجلال وسلما
فما ضر ذا التقوى نصال أسنة (4) * وما زال ذو التقوى أعز وأكرما
وما زالت التقوى تريك على الفتى * إذا محض التقوى من العز ميسما *

(1) في المصدرين: فخافوا.
(2) عن المصدرين وبالأصل ملحما.
(3) بالأصل " فصل " والمثبت عن المصدرين.
(4) عن المصدرين، وبالأصل: نضال سنة.
350

ذكر من اسم أبيه إسماعيل ممن اسمه إبراهيم
366 إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد المؤمن
بن إسماعيل بن مشكان بن خرزاد البيروتي
حدث عن أبيه
روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيداوي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا أبو نصر بن طلاب أنا
أبو الحسين بن جميع بصيدا نا إبراهيم بن إسماعيل بن
أحمد بن عبد المؤمن نا أبي نا أبي نا عمرو بن هاشم نا سليمان بن أبي كريمة
عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أسلم على شئ
فهو له والله تعالى أعلم [1552]
367 إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبيد الله
بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو جعفر الحسيني الموسوي المكي القاضي الخطيب
قدم دمشق وحدث بها وبمكة عن أبي بكر عثمان بن محمد بن الحسين صاحب
الكتاني وأبي بكر الآجري وأبي الحسن العجيفي وأبي سعيد بن الأعرابي
ومحمد بن جبريل وأبي قتيبة سلم بن الفضل الأدمي (1)

(1) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 27.
351

روى عنه علي الحنائي وأبو علي الأهوازي وسمع منه بمكة ورشأ بن نظيف
وسمع منه بمصر ويحيى بن الحسين بن جعفر المصيصي وأبو القاسم
عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسي المقرئ وأبو أحمد عبد الله بن محمد
الهروي الطيبي وعبد العزي بن بندار بن علي الشيرازي وإبراهيم بن محمد بن
إبراهيم الحنائي
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان أنا أبو القاسم
علي بن محمد بن أبي العلاء أنا علي بن محمد الحنائي أنا الشريف القاضي أبو جعفر
إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن
موسى بن جعفر الحسيني (1) الخطيب إمام الحرمين قدم علينا أنا محمد بن الحسين
الآجري بمكة نا الفضل بن العباس الشكلي (2) نا بعض أصحاب ذي النون قال
قال عبد الباري أخو ذي النون (3) يا أبا الفيض لم صير الموقف بعرفات والمشعر
ولم يصير بالحرم قال لأن الكعبة بيت الله عز وجل والحرم حجابه والمشعر بابه فلما
قصده الوافدون أوقفهم بالباب الأول يتضرعون حتى لما أذن لهم بالدخول أوقفهم
بالباب الثاني وهو المزدلفة فلما أن نظر إلى تضرعهم أمر بتقريب قربانهم ويقضون
تفثهم ويتطهرون من الذنوب التي كانت تحجبهم عنه أمرهم بالزيارة على طهارة
قال عبد الباري فلم كره لهم الصيام أيام التشريق فقال إن القوم زوار الله
وهم في ضيافته ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من أضافه إلا بإذنه
فقال يا أبا الفيض فما معنى التعلق بأستار الكعبة فقال مثله مثل رجل بينه
وبين صاحبه جناية فهو يتعلق به ويستخذي له رجاء أن يهب له جرمه
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله قال
جاءنا نعي القاضي الشريف أبي جعفر الموسائي الحسيني قاضي الحرمين في شهر
رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

(1) بالأصل " الحسني " والصواب ما أثبت وقد تقدم في بداية الترجمة.
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى شكل.
(3) الخبر في مختصر ابن منظور 4 / 33.
352

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن
محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أحمد بن
عبدة الطبسي نا حماد بن زيد عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن
عبيد بن عمير قال بينما إبراهيم خليل الرحمن يوما في داره إذ دخل عليه رجل
حسن الشارة فقال يا عبد الله من أدخلك داري قال أدخلنيها ربها قال فربها أحق
بها فمن أنت قال أنا ملك الموت قال لقد بعث لي منك أشياء ما أراها فيك
قال أدبر فأدبر فإذا عيون مقبلة وإذا عيون مدبرة وإذا شعرة منه كأنها إنسان قائم
قال فتعوذني الله من ذلك وقال عد إلى الصورة الأولى قال يا ملك الموت لقد
دخلت علي قبل في صورة حسنة ثم رأيتك تحولت في هذه الصورة الخبيثة (1) قال
إذا بعثني إلى من يكره لقاءه بعثني في هذه الصورة الخبيثة (1) التي رأيت آنفا وإن الله قد
اتخذ من أهل الأرض خليلا قال يا ملك الموت أخبرني عنه في ما آته فأخبره فأصحبه
وأخدمه وأكون معه قال فإنك أنت هو قال فحمد الله وأثنى عليه
قال فلما أراد الله تبارك وتعالى قبضه قال يا ملك الموت اقبض روح خليلي
وائته من باب لا تروعه منه قال يا رب ما أتيته من باب إلا رعته فكره إليه الحياة
قال فبينما إبراهيم يوما في ظل داره إذ أقبل شيخ يتوكأ على عصا حتى جلس
إليه فدعا بطعام وكان يقري الضيف وكان كلما أكل لقمة خرجت أسفل منه قال
إبراهيم كما أتى لك قال أحد وستون ومائة سنة وكان إبراهيم يومئذ ابن مائة وستين
سنة قال ما بقي أن ألقى هذا إلا أن أدخل في سنتي هذه فكره الحياة فأوحى الله إلى
ملك الموت أن اقبض روح خليلي على أيسر ذلك فأتاه برائحة من مسك الجنة
فاستنشاه إياه حتى خرجت روحه فلما لقي الله عز وجل قال يا إبراهيم كيف وجدت
الموت قال يا رب وجدت كأنها تنزع بالسلاح قال فإنا قد يسرنا عليك
قال حماد وفي آخر الحديث كلمة لابن شداد
قال ونا ابن أبي الدنيا أنا أزهر بن مروان الرقاشي نا جعفر بن سليمان نا أبو
عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب قال كان إبراهيم عليه السلام

(1) رسمها غير واضح، ولعل ما أثبت هو الصواب، ولعلها: الخشية.
353

ومحمد بن مصفى وسليمان بن سيف وأبا مصعب ويعقوب بن حميد وهارون بن
سعيد وعيسى بن حماد وحرملة بن يحيى ومحمد بن رمح وهناد بن السري وأبا
كريب ومحمد بن عبد الله بن أبي الشوارب وعمرو بن علي وقتيبة بن سعيد
ومحمد بن أبان وإبراهيم بن يوسف الماكياني (1) ويحيى بن يحيى وإسحاق (2) بن
حجر والحسين (3) بن حريث ومحمد بن أسلم الطوسي ومحمد بن عمرو
زنيجا (4) ومحمد بن حميد وأحمد بن حنبل
روى عنه أبو الحسن محمد بن زهير وأبو النضر محمد بن محمد بن
يوسف الفقيه الطوسيان وأبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو الطيب محمد بن
عبد الله المقرئ
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو النضر الفقيه نا إبراهيم بن إسماعيل العنبري نا دحيم قال وأخبرني أبو
النضر محمد بن عبد الله بن إسحاق نا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قالا نا
مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي
هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إن حوضي أبعد من أيلة (5) إلى عدن (6) لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من
العسل ولآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل
الرجل عن حوضه قالوا يا رسول الله أتعرفنا قال نعم لكم سيماء ليست لأحد من
الأمم تردون غرا محجلين من أثر الوضوء [1555]
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا النضر الفقيه يقول كتبت مسند إبراهيم العنبري بخطي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 62 والأنساب.
(2) في سير الاعلام: وعلي بن حجر.
(3) بالأصل " الحسن " والصواب عن سير الاعلام، وانظر ترجمته فيها 11 / 400.
(4) بالأصل " زميج " والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 590.
(5) أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام (معجم البلدان).
(6) عدن: مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن (معجم البلدان).
354

مائتين (1) وبضعة عشر جزءا
قال الحاكم إبراهيم بن إسماعيل العنبري أبو إسحاق الطوسي محدث عصره
بها وأزهدهم بعد محمد بن أسلم وأخصهم بصحبة محمد بن أسلم وأكثرهم رحلة
في طلب الحديث ثم ذكر من سمع منه (2)
370 إبراهيم بن إسماعيل
سمع هشام بن عمار ومسرور بن ربيعة التنوخي
روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد بن سنان البالسي (3)
كتب إلي أبو الفرج غيث بن علي الصوري ونقلته من خطه أنا أبو منصور
أحمد بن محمد بن العباس القاني إمام المسجد الجامع بصور أنا أبو محمد
عبد العزيز بن عبد الملك اليماني بالقدس نا أبو بكر أحمد بن الليث المقرئ ببيت
المقدس قال قرأت على محمد بن عيسى الطرسوسي نا أبو بكر عبد الله بن
محمد بن حميد بن سنان البالسي نا إبراهيم بن إسماعيل نا هشام بن عمار نا
عبد الرحمن نا الليث عن مجاهد وشهر بن حوشب عن أبي هريرة قال أوصاني
خليلي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث ونهاني عن ثلاث أوصاني أن لا أنام إلا على وتر وأن أصوم ثلاثة
أيام من كل شهر يعني البيض وأن لا أدع ركعتي الضحى ونهاني أن لا (4) أنقر
الصلاة كنقر الديك وأن ألتفت التفات الثعلب وأن أقعي إقعاء القرد

(1) في سير أعلام النبلاء 13 / 377 في مئتين تسعين جزءا.
(2) قال الذهبي في آخر ترجمته في السير: موته تخمينا بعد الثمانين ومئتين، وكان من أبناء الثمانين أو دونها
بيسير، وهو من أئمة الهدى.
وانظر أيضا تذكرة الحفاظ 2 / 679.
(3) البالسي نسبة إلى بالس (- بكسر اللام -) وهي بلدة بالشام بين حلب والرقة (معجم البلدان).
(4) سقطت من المختصر والأصل، وأضيفت بالأصل بين السطرين.
355

ذكر من اسم أبيه إسحاق ممن اسمه إبراهيم
371 إبراهيم بن إسحاق بن أحمد
أبو إسحاق المقرئ
إمام مسجد الفرس بصور
سمع أبا سعيد عثمان بن أحمد بن شبيك الدينوري
روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي الصوري
372 إبراهيم بن إسحاق بن بشر بن موسى
ابن صالح بن شيخ بن عميرة بن حبان بن سراقة بن يزيد
ابن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث
ابن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة
ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
أبو إسحاق الأسدي البغداذي (1)
سكن دمشق وحدث بها عن جده أبي علي بشر بن موسى
روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) إبراهيم بن إسحاق بن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة أبو

(1) له ترجمة في تاريخ بغداد 6 / 42 ومختصر ابن منظور 4 / 35.
(2) تاريخ بغداد 6 / 42.
356

إسحاق الأسدي سكن دمشق وحدث بها عن جده بشر بن موسى روى عنه أبو الفتح
بن مسرور البلخي
373 إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء
أبو إسحاق الأنصاري الصرفندي
من أهل حمص الصرفندة (1) من الساحل
سمع بدمشق أبو عبيد الله (2) معاوية بن صالح الأشعري ومحمد بن
عبد الرحمن بن (3) أبي الأشعث وعمر بن مضر (4) العبسي ويزيد بن محمد بن
عبد الصمد وأبا جعفر محمد بن يعقوب بن حبيب وأبا جعفر محمد بن يعقوب بن
هشام بن ملاس وأبا عبد الرحمن خالد بن روح بن أبي حجر وأبا محمد (5)
شعيب بن عمرو الضبعي وأبا زرعة الدمشقيين والعباس بن الوليد وإسماعيل بن
خضر وأبا بكر أحمد بن الحسن بن روزبه وأبا جعفر حميدان بن نصر بن حصين
البغداذي وأبا غانم حميد بن سعيد بن أبي دعلج وأبا جعفر محمد بن عبد الله بن
أبان الأنصاري وأبا عمرو أحمد بن عبد الرحمن الدينوري وأبا معن محمد بن رواحة
الأنصاري وبكار بن قتيبة وأبا خالد عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز وأبا الفضل
الربيع بن محمد اللاذقي (6) وأبا جعفر محمد بن سليمان بن داود المنقري وأبا عمرو
يزيد بن أحمد النصري وأبا أمية الطرسوسي
وقدم دمشق عدة دفعات مستفيدا من شيوخها
روى عنه أبو الحسين بن جميع وعبد الله بن علي بن عبد الرحمن بن أبي

(1) في معجم البلدان بدون ألف ولام، قرية من قرى صور من سواحل بحر الشام. وترجم له ياقوت ترجمة
قصيرة، وانظر أيضا الأنساب (الصرفندي).
(2) في معجم البلدان " عبد الله " خطأ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 23.
(3) في معجم البلدان: بن الأشعث.
(4) ياقوت: " نصر ".
(5) سقطت من الأصل، وأضيفت فوق الكلام بين السطرين، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
12 / 304 (113).
(6) بالأصل اللادقي بالدال المهملة، والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 15 / 560 وهذه النسبة إلى
اللاذقية، بلدة على ساحل بحر الشام (الأنساب).
357

العجائز وشهاب بن محمد بن شهاب الصوري
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا
أبو نصر بن طلاب أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع نا إبراهيم بن إسحاق
يعني ابن أبي الدرداء أبو إسحاق الأنصاري من أهل الصرفندة قال كتب إلي
جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا سعيد بن سلام نا المسيب أبو زهير قال
سمعت أبا جعفر المنصور يحدث عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العباس عمي ووصي ووارثي (1) [1556]
ذكر أبو الفرج غيث بن علي فيما قرأته بخطه أنه حدث بصور في رمضان سنة
سبع وعشرين وثلاثمائة
374 إبراهيم بن أيوب الحوراني (2) الزاهد
روى عن الوليد بن مسلم وأبي سليمان الداراني والهيثم بن عمران
ومضاء بن عيسى وسويد بن عبد العزيز وبشر بن السري وأبي روح الوزير بن
صبيح وإبراهيم بن عبد الحميد الحرشي وضمرة بن ربيعة
روى عنه سعد بن محمد البيروتي وقاسم بن عثمان الجوعي وأحمد بن أبي
الحواري وعبد الله بن هلال الدوسي الربعي ومحمد بن إسحاق بن الحريص
وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي (3) وأحمد بن علي الأبار (4) وأحمد بن أبي رجاء
نصر بن شاكر وأحمد بن المعلى الأسدي وأبو طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان وأبو بكر
أحمد بن سليمان الزنبقي (5) العرقي (6) ويعقوب بن سفيان
الفارسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدمشقي وأثنى عليه وقال كان
رجلا صالحا

(1) الحديث في سير أعلام النبلاء 15 / 560 ومختصر ابن منظور 4 / 36.
(2) هذه النسبة إلى حوران كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة (معجم البلدان - الأنساب) وترجما له.
(3) في الأنساب: الدمشقي.
(4) ضبطت عن الأنساب والتبصير.
(5) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى عرقة وهي بلدة تقارب
أطرابلس الشام، وهي بين رفنية وأطرابلس وله في الأنساب ترجمة قصيرة.
358

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شمعون [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي
قالا نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر قالا
أنا أحمد بن سليمان بن زبان الكندي نا إبراهيم بن أيوب الحوراني نا الوليد بن
مسلم نا حريز (1) بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن أبي هند البجلي
وكان من السلف قال تذاكروا الهجرة عند معاوية وهو على سريره مغمض
العينين فقال بعضهم انقطعت الهجرة فقال بعضهم لا فانتبه لهم معاوية فقال
ما كنتم تذكرون فأخبروه فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا
تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ثلاث مرات فقال ابن شمعون مرار ولا تنقطع التوبة حتى تطلع
الشمس من قبل المغرب [1557]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال
إبراهيم بن أيوب الشامي الحوراني فقال كان عن عباد الله الصالحين وحدث عن
الوليد بن مسلم ومضاء بن عيسى والهيثم بن عمران وأبي سليمان الداراني روى
عنه سعيد بن محمد البيروتي وعبد الله بن هلال الربعي
وأحمد بن علي الأبار وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي وغيرهم
قرأت على أبي محمد عن أبي نصر بن ماكولا قال (2)
أما الحوراني بفتح الحاء المهملة وبالراء فهو إبراهيم بن أيوب الشامي
الحوراني كان من الصالحين روى عن الوليد بن مسلم ومضاء بن عيسى وغيرهما (3)
روى عنه سعد بن محمد البيروتي وأحمد بن علي الأبار وأحمد بن سليمان بن زبان
وغيرهم

(1) بالأصل " جرير " تحريف، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب، وسير أعلام النبلاء 7 / 79
(35).
(2) الاكمال لابن ماكولا 3 / 25.
(3) بالأصل " وغيرهم " والمثبت عن الاكمال.
359

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة الدمشقي في ذكر أصحاب الوليد
وابن شعيب وغيرهم إبراهيم بن أيوب الحوراني
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا أبي نا أبو الحسن بن أبان نا أبو
علي الحسين بن عبد الله السمرقندي نا أحمد بن أبي الحواري حدثني إبراهيم بن
الحوراني وكان أبو سليمان يحبه ويبيت عنده قال قال لي أبو سليمان فذكر عنه
حكاية كان في الأصل إبراهيم بن الحوراني وهو وهم
أنبأنا أبو منصور بن خيرون وغيره عن أبي بكر الخطيب أنا ابن الفضل أنا
دعلج بن أحمد إجازة أنا أحمد بن علي الأبار نا محمد بن مقاتل الصيرفي نا
إبراهيم بن أيوب الحوراني قال كان على حمص قاضيا (1) وكان طويل اللحية وكانت
كنيته أبو المعسق (2) وكان نقش خاتمه نبت الحب ودام وعلى الله التمام
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أن عبد الرحمن بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا ابن منده أنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم (3) قال إبراهيم بن أيوب الحوراني الدمشقي من العباد
روى عن أبي سليمان الداراني والهيثم بن عمران والوليد بن مسلم ومضاء بن
عيسى روى عنه أحمد بن أبي الحواري وسعد بن محمد البيروتي وعبد الله بن
هلال الدوسي (4) الربعي
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا المسدد بن
علي الأملوكي أنا أبي علي بن عبد الله بن العباس نا أبو القاسم عبد الصمد بن
سعيد نا عبد السلام بن الزبير نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي نا
إبراهيم بن أيوب الدمشقي وكان رجلا صالحا فذكر حديثا

(1) بالأصل: " قاضي ".
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) الجرح والتعديل 1 / 1 / 88 تر: 219.
(4) الجرح: الدومي.
360

أنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو نصر بن
الجندي أنا جمح بن القاسم أنا عبد الرحمن بن القاسم قال خالي إبراهيم بن
أيوب مات سنة ثمان وثلاثين في ربيع
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة ثمان وثلاثين
ومائتين توفي إبراهيم بن أيوب الحوراني في ربيع الآخر
وذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده عن أبيه
أبي عبد الله أنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال قال عمرو بن دحيم مات إبراهيم
يعني ابن أيوب الحوراني لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين
ومائتين يوم الأحد
375 إبراهيم بن أيوب
حكى عن الأوزاعي
حكى عنه الحسن بن الصباح البزار (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزار
أنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد قال
قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون الفقيه قلت له أخبرك إبراهيم بن
الجنيد نا الحسن بن الصباح نا إبراهيم بن أيوب الدمشقي عن الأوزاعي أنه قال في
كتاب له اتقوا الله معشر المسلمين وأقبلوا نصح الناصحين وعظة الواعظين
واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا ما تصنعون وعن من تأخذون وبمن تقتدون
ومن على دينكم تأمنون فإن أهل البدع كلهم مبطلون أفاكون آثمون لا يرعوون ولا
ينظرون ولا يتقون ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون ويقولون ما لا
يعلمون في سرد ما ينكرون (2) وتسديد ما يفترون والله محيط بما يعملون فكونوا لهم

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 192.
(2) في مختصر ابن منظور 4 / 37 يذكرون.
361

حذرين متهمين (1) رافضين مجانبين فإن علماءكم (2) الأولون ومن صلح من
الآخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين ولدينه
هادمين ولعراه ناقضين موهنين بتوقير المبتدعين والمحدثين فإنه قد جاء في
توقيرهم ما تعلمون وأي توقير لهم أو تعظيم أشد من أن تأخذوا عنهم الدين وتكونوا
بهم قتدين ولهم مصدقين موادعين مؤالفين معنيين لهم بما يصنعون على استهواء
من يستهوون وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين لرأيهم الذي يرون ودينهم
الذي يدينون وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون " (3)

(1) في المختصر: هاربين.
(2) بالأصل: " علماؤكم الأولين " خطأ، والصواب عن المختصر.
(3) المختصر: يفعلون.
362

حرف الباء "
في آباء من اسمه إبراهيم
376 إبراهيم بن بحر
حدث عن أحمد بن أبي الحواري وعمران بن موسى الطرسوسي
روى عنه محمد بن المنذر الهروي المعروف بشكر
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني محمد بن أحمد بن عمر نا محمد بن المنذر حدثني إبراهيم بن بحر
الدمشقي نا أحمد بن أبي الحواري قال
جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله بن المبارك ليسمع منه فأبى أن يحدثه
فقال الهاشمي لغلامه يا غلام قم أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا
فلما قام الهاشمي ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه قال يا أبا عبد الرحمن
لا ترى أن تحدثني وترى أن تمسك بركابي فقال له ابن المبارك رأيت أن أذل لك
بدني ولا أذل لك حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
377 إبراهيم بن بسام
من أهل خراسان وفد على هشام بن عبد الملك وسيأتي ذكر وفوده في ترجمة
معز بن أحمر

(1) ضبطت عن التبصير.
363

378 إبراهيم بن بشار بن محمد
أبو إسحاق الخراساني الصوفي
مولى معقل بن يسار صاحب إبراهيم بن أدهم
روى عن إبراهيم (1) وفضيل بن عياض ويوسف بن أسباط وحماد بن زيد
وجعفر بن سليمان الضبعي وأبي أيوب المقرئ
روى عنه أبو العباس السراج وإبراهيم بن نصر المنصوري وأحمد بن أبي
عوف البزوري (2) وعبد الله بن أحمد بن شبويه (3) المروزي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق إملاء وقراءة عليه نا جعفر بن محمد بن
نصير (5) الخالدي نا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر مولى منصور بن المهدي حدثني
إبراهيم بن بشار الصوفي الخراساني خادم
إبراهيم بن أدهم قال وقف رجل صوفي على إبراهيم بن أدهم فقال له يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن الله عز وجل قال لأنها
أحبت ما أبغض الله أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب وتركت
العمل لدار فيها حياة الأبد في نعيم لا يزول ولا ينفد خالدا مخلدا في ملك سرمد لا
نفاذ له ولا انقطاع (6)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن (7) الآبنوسي
عن أبي الحسن الدارقطني [* * * *]

(1) يعني ابن أدهم، وتقدم في ترجمة إبراهيم بن أدهم أنه خادمه.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 531 (206).
وهذه النسبة إلى بيع البزور للبقول وغيرها (الأنساب).
(3) ضبطت عن التبصير.
(4) تاريخ بغداد 6 / 47.
(5) في تاريخ بغداد: " نصر الخالدي " وقوله " الخالدي " تحريف فيهما والصواب الخلدي وقد تقدم، انظر
تعليقنا عليه قريبا.
(6) تقدم الخبر في ترجمة إبراهيم بن أدهم.
(7) بالأصل " عن " خطأ.
364

وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن
المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم
عن إبراهيم بن أدهم تأخرت وفاته
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إبراهيم بن بشار بن محمد أبو إسحاق الخراساني الصوفي خادم
إبراهيم بن أدهم كان ينتسب إلى ولاء معقل بن يسار وقدم بغداذ وحدث بها (2) عن
حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وإبراهيم بن أدهم وفضيل بن عياض ويوسف بن
أسباط روى عنه عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي وإبراهيم بن نصر مولى
منصور بن المهدي وأحمد بن أبي عوف البزوري
أخبرنا أبو السعادات المتوكلي أنا وأبو محمد عبد الكريم السلمي نا أبو بكر
الخطيب أنا محمد بن أحمد بن رزق الثاني وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر
المقرئ قالا أنا جعفر الخلدي (3) نا إبراهيم بن نصر نا إبراهيم بن بشار
قال (4) قلت لإبراهيم بن أدهم أمر اليوم أعمل في الطين فقال يا ابن بشار إنك
طالب ومطلوب يطلبك من لا تفوته وتطلب ما قد لقيته (5) كأنك بما غاب عنك قد
كشف لك وما أنتفيه قد نقلت عنه يا ابن بشار فإنك لم تر حريصا محروما ولا ذا
فاقه مرزوقا ثم قال ما لك حيلة قلت لي عند البقال دانق فقال عز علي تملك
دانقا (6) وتطلب العمل
قال ونا إبراهيم بن نصر مولى منصور بن المهدي نا إبراهيم بن بشار قال
خرجت وأنا وإبراهيم بن أدهم وأبو يوسف الغاسولي وأبو عبد الله السخاوي نريد

(1) تاريخ بغداد 6 / 47.
(2) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(3) بالأصل " الخالدي " والصواب ما أثبت انظر ما تقدم.
(4) الخبر في حلية الأولياء 8 / 13 في ترجمة إبراهيم بن أدهم.
(5) الأصل ومختصر ابن منظور 4 / 38 وفي الحلية: كفيته.
(6) بالأصل " دانق " والصواب عن الحلية والمختصر.
(7) الخبر في حلية الأولياء 7 / 370 في ترجمة إبراهيم بن أدهم، وقد تقدم.
(8) في الحلية: الغسولي.
365

الإسكندرية فمررنا بنهر يقال له الأردن فقعدنا نستريح وكان مع أبي يوسف كسيرات
يابسات فألقاها بين أيدينا فأكلناها وحمدنا الله تعالى فقمت أسعى أتناول ماء لإبراهيم
فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء إلى ركبتيه فقال بكفيه في الماء فملأهما ثم
قال بسم الله وشرب الماء ثم قال الحمد لله (1) ثم إنه خرج من النهر فمد رجليه ثم
قال يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا
بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلة التعب فقلت يا أبا إسحاق
طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم فتبسم ثم قال من أين لك هذا
الكلام
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني جعفر بن محمد حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال
مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها أطرابلس (2) ومعي رغيفين مالنا شئ
غيرهما وإذا سائل يسأل فقال لي ادفع إليه ما معك فتلبثت فقال ما لك اعطه
قال فأعطيته وأنا متعجب من فعله فقال يا أبا إسحاق إنك تلقى غدا ما لم تلقه قط
واعلم أنك تلقى ما أسلفت ولا تلقى ما خلفت تعهد لنفسك فإنك لا تدري متى
يفاجأك أمر ربك قال فأبكاني كلامه وهون علي الدنيا قال فلما نظر إلي أبكي قال
هكذا فكن
379 إبراهيم بن بكر
أبو الأصبع (3) البجلي
أخو بشر بن بكر من أهل دمشق حدث بمصر عن ثور بن يزيد وأبي
زرعة بن إبراهيم القرشي وإبراهيم بن معاوية الشامي
روى عنه أبو بكر بن البرقي وأبو سليمان جامع بن سوادة المصريان
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو

(1) بعدها في الحلية زيادة، راجعها فيما تقدم.
(2) يعني أطرابلس الشام، وهي مدينة مشهورة بين اللاذقية وعكا على ساحل بحر الشام (معجم البلدان).
(3) كذا بالأصل بالعين المهملة، وفي مختصر ابن منظور 4 / 39 أبو الأصبغ بالغين المعجمة.
(4) عن المختصر، سقطت من الأصل.
366

محمد بن أبي نصر الحسن بن حبيب نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
البرقي نا أبو الأصبع إبراهيم بن بكر أخو بشر بن بكر
قال نا أبو زرعة بن إبراهيم القرشي حدثني شهر بن حوشب عن
عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال بلغني عن أبي أمامة (1) حديث ث في الوضوء قال
فقلت لا أنزل عن بغلتي هذه حتى آتي حمص فأسأل أبا أمامة عن هذا الحديث
فأتيت حمص فسألت عنه فدلوني عليه في مزرعة له فأتيت مزرعته فسألت عنه
فقيل هو ذاك في رحبة المسجد شيخ كبير عليه قباء فرو فهو أبو أمامة الباهلي قال
فخرجت حتى أتيت المسجد فإذا هو في رحبة المسجد شيخ كبير وعليه قباء فرو قد ألقاه
على ظهره يتفلى في الشمس
قال فسلمت عليه قال قلت أنت أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال نعم يا ابن أخي فما تشاء قلت حديث بلغنا أنه يحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
الوضوء قال نعم يا ابن أخي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من توضأ فغسل كفيه ثلاثا أذهب الله كل خطيئة أخطأها بهما ومن مضمض
واستنشق أذهب الله كل خطيئة أخطأها بلسانه وشفتيه ومن توضأ فأبلغ الوضوء أماكنه
ثم قام إلى الصلاة مقبلا عليها قعد من خطيئته مثل ما ولدته أمه [1558]
قال فقلت أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ابن أخي لم أسمعه إلا
مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا لم أبال إلا أذكره ولكن والله لا
أدري كم (2) سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو زكريا بن منده في كتابه وحدثني أبو بكر اللفتواني وأبو مسعود
عبد الجليل بن محمد عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي (3) عبيد الله قال قال لنا أبو
سعيد بن يونس إبراهيم بن بكر أخو بشر بن بكر البجلي بكنى أبا الأصبع قدم
مصر يروي عن ثور بن يزيد روى عنه أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن البرقي

(1) اسمه صدي بن العجلان، أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور، سكن الشام انظر ترجمته في تقريب
التهذيب.
(2) بالأصل " لم " والمثبت عن المختصر 4 / 40.
(3) بالأصل " أبو ".
367

وغيره توفي قريبا من سنة ست وسبعين ومائة وفي نسخة أخرى توفي سنة عشر
ومائتين
380 إبراهيم بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية
كان يسكن عذرى (1) من إقليم خولان من قرى دمشق وكان لجده معاوية وأمه
أم ولد له ذكر ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز وذكر ابنته أم يزيد بنت إبراهيم
عاتق (2) وذكره أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن النسابة الأبيوردي (3)
381 إبراهيم بن بنان (4) الجوهري
روى عن هشام بن عمار وإسماعيل بن إسرائيل الرملي وأبو معين محمد
الوزان ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي
روى عنه جمح بن القاسم المؤذن وأبو علي بن شعيب وسليمان بن أحمد
الطبراني
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر بن
الجبان أنا جمح بن القاسم نا إبراهيم بن بنان الجوهري نا هشام بن عمار نا
الوليد بن مسلم نا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سورة الرحمن من أولها إلى خاتمتها فلما فرغ قال ما لي أراكم
سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم آية " فبأي آلاء ربكما تكذبان (5) "
إلا قالوا ولا بشئ من نعماء ربنا نكذب فلك الحمد [1559]

(1) كذا بالأصل، وفي معجم البلدان عذراء بالمد، قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(3) هذه النسبة إلى أبيورد - بلدة من بلاد خراسان (الأنساب).
(4) ضبطت عن التبصير 1 / 103 والاكمال 1 / 364 في ترجمة ابنه إسحاق: وفيهما ورد اسم ابنه محرفا:
إسحاق بن بنان الجوهري الدمشقي.
وبهامش الاكمال عن التوضيح: هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن بنان... وأبوه إبراهيم بن بنان (أبو
بيان) من شيخه الطبراني حدث عن هشام بن عمار وغيره.
(5) سورة الرحمن، الآية: 13.
368

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم ح
وأنبأنا أبو الفتح الحداد أنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمداني [* * * *]
وأنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (1)
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب أنا
محمد بن عبد الله بن شهريار قالوا أنا سليمان بن أحمد الطبراني (2) نا إبراهيم بن
بنان (3) الجوهري الدمشقي نا محمد بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي نا جعفر بن
عون عن (5) مسعر عن (4) علي بن الأقمر عن أبي الأغر أبي مسلم عن أبي سعيد
الخدري قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فتوضأ وصليا كتبا من
الذاكرين الله كثيرا والذاكرات [1560] "

(1) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن التبصير.
(2) الحديث في المعجم الصغير للطبراني 1 / 90 - 91 وقال الطبراني معقبا: لم يروه عن مسعر إلا جعفر بن
عون.
(3) في الطبراني: " بيان ".
(4) بالأصل " بن " في الموضعين، والصواب عن المعجم الصغير.
(5) كذا بالأصل، وفي ولاة مصر للكندي ص 166، قال ابن قديد: وهو (أي ليث بن الفضل، تقدم فيه قبل
سطرين) أول من استعمل إبراهيم بن تميم في كتاب الخراج.
369

حرف التاء "
في آباء من اسمه إبراهيم
382 إبراهيم بن تميم
أبو إسحاق الكاتب
مولى شرحبيل بن حسنة ولي خراج مصر وقدم دمشق على المأمون
أنبأني أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني عن أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا
أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن الحسن البزاز المعروف بابن النحاس
المصري نا أبو عمر محمد بن يوسف ين يعقوب الكندي في كتاب تسمية موالي أهل
مصر قال ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر مولى شرحبيل بن
حسنة وكان كاتبا في الديوان ويراقب به الأمور إلى ولاية الخراج بمصر
قال وأخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم قال كان إبراهيم يعاني
الزرع لنفسه في حداثته وزرع بالصعيد وبأسافل الأرض فكان يقول ما طلبت ولاية
الخراج حتى عرفت عقد الصعيد وعقد أسفل الأرض وعرفت فضله وجبيته على مر
السنين
قال وأخبرني ابن قديد قال أول من ولي إبراهيم بن تميم الخراج مطلب ابن
عبد الله الخزاعي (1) في سنة سبع وتسعين ومائة ولي ثلاثة أشهر ونصف ثم ولي على
الصلاة سليمان بن غالب بن جبريل فجعل على الخراج إبراهيم بن تميم وولاه أيضا

(1) كذا بالأصل، وفي ولاة مصر للكندي ص 166، قال ابن قديد: وهو (أي ليث بن الفضل، تقدم فيه قبل
سطرين) أول من استعمل إبراهيم بن تميم في كتاب الخراج.
370

عباد (1) ثم ولي السري فجعل إبراهيم على الخراج ثم عزله السري وجعل محمد بن
أسباط فكاتب إبراهيم لسليمان وعباد والسري نحو من سنة ثم عزل أبو نصر بن السري
محمد بن أسباط وولى إبراهيم بن تميم ودفع إليه محمد بن أسباط فكان محبوسا عند
إبراهيم في منزله ثم مات أبو نصر (2) وولي عبيد الله بن السري فجعل إبراهيم على
خراجه أياما ثم عزله ورد محمد بن أسباط ثم كتب المعتصم في سنة ثلاث (3) عشرة
بولاية إبراهيم وخلف بن محفوظ فلم يحضر الفسطاط فسلم لهما إياهما إسحاق بن
إبراهيم ومحمد بن خلف فأقاما شهرا أو نحوه ثم قدم ربيع الأصم فعزلهما
قال وأخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم أن ربيعا كان مشتركا مع إبراهيم بن
تميم في ولايته وأن ابن العلاء الخراساني قدم معه على القطائع والصوافي مشتركا مع
خلف بن محفوظ فلما قدم إبراهيم وخلف من الحج لم يسلم لهما شيئا ثم قدم
المعتصم في سنة أربع عشرة وخرج عن مصر في (4) المحرم سنة خمس عشرة
واستخلف على خراج الصعيد إبراهيم بن تميم وولى خلف بن محفوظ أسفل الأرض مع
بكر الجذامي
قال وحدثني ابن قديد عن عبيد الله عن أبيه قال قدم أبو إسحاق سنة أربع
عشرة وخرج في المحرم سنة خمس عشرة وقبل إبراهيم بن تميم الصعيد فعرفها
إبراهيم فجعل ابنه إسحاق على ربع وابن ابنه علي بن محمد على ربع فلما سار
المأمون إلى دمشق خرج إليه إبراهيم بن تميم على البريد فسأله عزل خلف فعزله
وجعل مكانه أحمد بن محمد بن أسباط ورجع إلى مصر واليا مع ابن أسباط فاتحا في
الخراج فأخذا قموح الناس فمانعهم أهل الأحواف (5) والتما إلى أن عظم الخطاب
بينهم وتحاربوا وكثرت القتلى بينهم من كل وجه فسار المأمون من دمشق إلى مصر

(1) اسمه عباد بن محمد بن حيان ولي مصر من قبل المأمون على صلاتها وخراجها في رجب سنة 196 (ولاة
مصر للكندي ص 175).
(2) مات في شعبان لثمان خلون منه سنة 206 (ولاة مصر ص 198).
(3) بالأصل: ثلاثة.
(4) في ولاة الكندي ص 213 لغرة المحرم.
(5) الأحواف جمع حوف، وهما بمصر حوفان الشرقي والغربي، وهما متصلان، أول الشرقي من جهة الشام
وآخر الغربي قرب دمياط، يشتملان على بلدان وقرى كثيرة (معجم البلدان).
371

فلقي الناس بالفرما (1) يرفعون على عمال مصر إبراهيم وأحمد فأرسل إلى الحارث بن
مسكين فسأله عنهما فذكر عنهما شربا وعقد المأمون لهما جميعها وأشرك بينهما
بينهم في الخراج إلى أن مات إبراهيم بن تميم في شوال سنة سبع عشرة ومائتين
وذكر عن يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه قال قال أبي حججت سنة اثنتين
وسبعين ومائتين وكان بكر بن مضر حاجا معنا فرأيت إبراهيم بن تميم يتكلف شراء
الحوائج بنفسه لبكر بن مضر إذا نزل منهلا
قال أبو سعيد ثم صار إليه بعد من الدنيا ما لم يكن صار إلى غيره من أهل عصره
والله أعلم
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن سليم
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو
عبد الله بن منده قال قال لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر
مولى شرحبيل بن حسنة يكنى أبا إسحاق كان كاتبا في ديوان الخراج ثم تناهت به
الأمور إلى أن ولي خراج مصر توفي سنة سبع عشرة ومائتين "

(1) الفرما: بالتحريك والقصر، مدينة على الساحل من ناحية. (معجم البلدان).
372

حرف الثاء فارغ
حرف الجيم "
في آباء من اسمه إبراهيم
383 إبراهيم بن جبلة بن عرمة الكندي
كان من أصحاب عبد الملك بن مروان وعمر حتى صار من صحابة أبي جعفر
المنصور
وحكى عن أبيه جبلة وسليمان وسلمة ابني عبد الملك بن مروان وجرير
والفرزدق
حكى عنه صالح بن سليمان والربيع بن يونس حاجب المنصور وابنه
الفضل بن الربيع
384 إبراهيم بن جدار العذري
روى عن ثابت بن ثوبان العبسي
روى عنه محمد بن شعيب وعبد الملك بن بزيع التنيسي والوليد بن مسلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا عبد العزيز
الأزجي أنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي نا جعفر الفريابي نا مضر بن
عاصم الأنطاكي نا الوليد بن مسلم عن إبراهيم بن جدار عن ثابت بن ثوبان قالا
سمعت مكحولا يقول ويحك يا غيلان ركبت بهذه الأمة مضمار الحرورية غير أنك لا
تخرج عليهم بالسيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
373

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (1) نا هشام بن عمار نا محمد بن
شعيب نا إبراهيم بن الحوار (2) حدثني ثابت بن ثوبان قال قدمت المدينة فأتيت
سعيد بن المسيب وقد سألوه حتى أغضبوه فسألته فأجابني ثم قال هكذا فلتكن
المسائل ثم قال سعيد تجد المؤمن بين خلتين مثل الحمامة لين مسها لا يبين (3)
صوتها ومثل النحلة الشديدة لذعتها (4) الطيبة مذاقتها (5)
رواه دحيم عن محمد بن شعيب كذا قال والصواب بن جدار
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسين الفأفاء [* * * *]
قال ابن منده وأنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (6) حدثني أبي نا هشام بن عمار أنا الوليد بن
مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بإبراهيم بن جدار
العذري وأبى مرثد (7) الغنوي وبالمطعم بن المقدام الصنعاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا تمام بن
محمد أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة الدمشقي في ذكر نفر
ذوي أسنان وعلم إبراهيم بن جدار العذري
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن
محمد أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسين

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 400.
(2) كذا بالأصل، وفي المعرفة والتاريخ: " الجرار " وكلاهما تحريف، وسينبه المصنف في نهاية الخبر إلى
الصواب.
(3) في المعرفة والتاريخ: لا ينسي.
(4) المعرفة والتاريخ: لدغتها.
(5) المعرفة والتاريخ: مذاقها.
(6) الجرح والتعديل 1 / 1 / 91.
(7) عن الجرح والتعديل وبالأصل: مزيد.
374

الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن محمد بن محمود بن إبراهيم بن
محمد بن سميع يقول في الطبقة الخامسة إبراهيم بن
جدار العذري
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن
جعفر بن محمد الفقيه أنا أبو الحسين أحمد بن أبي بكر العدل أنا أبو أحمد
الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال وإبراهيم بن جدار العدوي (1) روى عن
ثابت بن ثوبان روى عنه محمد بن شعيب بن شابور وكان له قدر بالشام كذا قال
والصواب العذري
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر
الإسفرايني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي نا أبو
الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال نا مروان بن
محمد نا الوليد بن مسلم نا إبراهيم بن جدار العذري قال مروان وكان في زمانه
أعبد أهل الشام قال حدثني ثابت بن ثوبان فذكر حكاية تأتي في ترجمة غيلان
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا ابن منده أنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنا ابن أبي حاتم (2) قال
إبراهيم بن جدار العذري روى عن ثابت بن ثوبان العبسي (3) روى عنه محمد بن
شعيب بن شابور وعبد الملك بن بزيع (4) التنيسي
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس أنا محمد بن علي الجويني (5) وعلي بن أحمد
الملطي قالا أنا أحمد بن محمد بن دوست (6) زاد الجويني ومحمد بن عبد الله بن

(1) كذا، وسينبه المصنف إلى الصواب.
(2) الجرح والتعديل 1 / 1 / 91.
(3) في الجرح والتعديل: " العنسي ".
(4) بالأصل " بزيغ " بالغين المعجمة، والمثبت عن الجرح والتعديل.
(5) هذه النسبة - بضم الجيم وفتح الواو - إلى حوين ناحية كثيرة القرى متصلة بحدود بيهق. (الأنساب).
(6) ضبطت عن التبصير.
375

أخي ميمي قالا نا الحسن بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن بن
عبد العزيز الجروي (1) قال سمعت أبا مروان عبد الملك بن بزيع قال وكان أفضل
من رأيناه يذكر عن إبراهيم بن جدار قال جاءه رجل فأسمعه ما يكره فقال إبراهيم قد
سمع الله كلامك غفر الله لك القبيح وكافأك بالحسن
385 إبراهيم بن جعفر
أبو محمود الكتامي المغربي القائد (2)
قدم دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاث
وستين وثلاثمائة أميرا على جيوش المصريين فرحل ظالما العقيلي عن دمشق وولاها
ا بن أخت جيش بن الصمصامة ثم عزله وولى بدرا الشمولي ثم عزله وولى أبا الثريا
الكردي ثم عزله وولى حبيشا ابن أخته ثم عزله وولى ما شاء الله ثم قدم ربان الخادم
من مصر بعزل أبي محمود وكانت بين أبي محمود وبين أهل دمشق في مدة ولايته
حروب كثيرة وفتن متواصلة فخرج عن دمشق إلى طبرية ثم ولي أبو محمود دمشق بعد
حميدان بن خراش العقيلي وكان قسام إذ ذاك متغلبا على دمشق فلم يكن لأبي محمود
مع قسام أمر وكان معه تحت ذلة وضعف وقدم سلمان بن فلاح في تلك المدة وأخرجه
إلى مصر وبقي أبو محمود بها ثم هلك أبو محمود بدمشق في صفر سنة سبعين
وثلاثمائة وكان ضعيف العقل سئ التدبير
386 إبراهيم بن أبي جمعة
كاتب إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ذكره أبو الحسين الرازي في نسخته كتاب
أمراء دمشق " (3)

(1) بفتح الجيم والراء هذه النسبة إلى جري بن عوف بطن من جذام (الأنساب).
(2) في مختصر ابن منظور 4 / 42 " العابد " وفي الوافي 5 / 340 " قائد المعز ".
(3) ذكر الجهشياري ص 71 في أيام إبراهيم بن الوليد (بن عبد الملك) قال: وكان يكتب لإبراهيم بن
أبي جمعة.
376

حرف الحاء "
في آباء من اسمه إبراهيم
387 إبراهيم بن حاتم بن مهدي
أبو إسحاق التستري البلوطي الزاهد
سكن الشام وحدث بدمشق وأطرابلس عن إبراهيم بن جعفر بن حمدان
وعلي بن الحسين بن إسحاق وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد ومحمد بن
جعفر بن أحمد بن المغيرة أبي بكر الفقيه التستريين وعبد الله بن إبراهيم
روى عنه أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العرفي الأزدي وأبو الحسين
زيد بن عبد الله بن محمد البلوطي وأبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم البجلي
البلوطي وأبو الحسن علي بن الحسن بن يعقوب النهرواني وأبو الفرج الحسين بن
علي بن إبراهيم الفارقي وأبو نصر بن الجندي وأبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا أبو
الحسين زيد (1) بن عبد الله بن محمد التنوخي البلوطي قراءة عليه أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن حاتم بن مهدي التستري البلوطي نا محمد بن جعفر نا الحسين بن
إسحاق نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب عن عمر بن يزيد البصري
عن عمرو بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن القاسم عن أبيه عن جده
عبد الله (2) بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله وما كان
بدو شركها إلا بالتكذيب بالقدر [1561]

(1) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، تقدم في بداية الترجمة، وانظر مختصر ابن منظور 4 / 43.
(2) كذا بالأصل وفي المختصر: عبيد الله.
377

قال ونا أبو إسحاق نا محمد بن أبي نا موسي بن إسحاق نا محمد بن بكار نا
إسماعيل عن عاصم قال سمعت الحسن يقول من كذب بالقدر فقد كذب بالحق
إن الله تبارك وتعالى قدر خلقا وقدر أجلا وقدر بلاء وقدر مصيبة وقدر معافاة فمن
كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن
الصواب عبد الله بن عمرو بن العاص والحديث عندي يعلو من طرق
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد مقاتل بن
مطكود أنا أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي المالكي (1) نا أبو الحسين
زيد بن عبد الله بن محمد التنوخي نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم التستري نا علي بن
الحسين بن إسحاق نا أبو إسحاق إبراهيم بن فهد بن حكم نا القعنبي نا الدراوردي
عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أتاني جبريل عليه السلام مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر فقال يا محمد إن
الله يقرئك السلام وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي قبلك قال قلت يا جبريل
وما تلك الهديتان قال الوتر ثلاث ركعات والصلوات الخمس في جماعة قال
قلت يا جبريل وما لأمتي في الجماعة فقال يا محمد إذا كانوا اثنين كتب الله تعالى
لكل واحد منهما بكل ركعة ثلاثمائة صلاة وذكر حديثا طويلا في فضل الصلاة في
ورقتين لا أصل له [1562]
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي (2) بمرو أنا أبو الفتيان عمر (3) بن أبي الحسن الدهستاني أنا أحمد بن أسد بن أحمد بن ما دل الكوفي أبو
العباس الصوفي خادم الصوفية وشيخهم بمكة بقراءتي عليه أنا أبو الحسين
محمد بن الحسين بن علي بن الترجماني الصوفي العربي شيخ الشام بها نا أبو
الحسين علي بن سعيد بن عبد الله الأزدي بأطرابلس الشام نا أبو إسحاق إبراهيم بن

(1) زيادة لازمة.
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى فرغول، قال السمعاني: وظني أنها من قرى دهستان.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الأنساب (الفرغولي) وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 317
(202).
378

مهدي بن جابر التستري الزاهد بعين ملكان بظاهر أطرابلس نا إبراهيم بن جعفر نا
عبد الله حدثني أبي نا أحمد بن عطاء عن عمرو وهو ابن محمد عن إسحاق
وهو ابن نوح عن محمد بن كعب عن حذيفة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من قل طعمه صح
بدنه وصفا قلبه ومن كثر طعامه سقم بدنه وقسا قلبه [1563]
كذا قال وهو ابن حاتم البلوطي وعبد الله هو ابن أحمد بن عبد الله اللخمي
وهذا إسناد فيه جماعة من لم تشتهر عند أصحاب الحديث
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبار إجازة أنا عبد الرحمن بن الحسين بن محمد الحنائي أنا أبي أنا أبو
الحسين زيد بن عبد الله بن محمد البلوطي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم
البلوطي يقول لقيت ثلاثة آلاف
شيخ أو ثلاثمائة أبو الحسين البلوطي يشك قلت يا أستاذ لقيت الخضر قال يا
بني من لم يلق الخضر يقول (1) بعد إلى شئ
قال الشيخ أبو إسحاق وعرضت أصول السنة على أبي العباس الخضر عليه السلام
قال أبو إسحاق وكنت أدخل إلى بعض الشيوخ في بلدنا وكنت صبيا وكنت
أتنكر حتى يدخلوني معهم فسمعت كل رجل منهم يقول للشيخ طويت ثلاثة أيام
ويقول آخر طويت عشرة أيام ويقول آخر طويت عشرين يوما فقلت ما لي لا
أنازل ما ينازل هؤلاء فطويت ستين يوما وحضرت معهم وقلت للشيخ طويت ستين
يوما فأخذني وقبل ما بين عيني
قال لنا الشيخ أبو إسحاق طويت سبعين يوما ولو كان هذا شاع عني ما
أخبرتكم ولولا أني قد قرب أجلي ما حدثتكم
أنبأنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله
البزاز أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي قال سمعت أبا الحسين
زيد بن عبد الله يقول سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم يقول وهو في بيت لهيا في
العلية التي توفي فيها وقد جرى حديث طي الصوم فقال لنا أنا أعرف من طوى سبعين

(1) المختصر: لا يقول.
379

يوما ولو أنه منبذ من عملي ما ذكرته ولولا أنه قد دنت وفاتي ما حدثت به ولو لم يكن
مرتين ولا مرة
قال وسمعت أبا الحسن يقول سمعت أبا إسحاق يقول كنت ووالدتي في
مغارة في جبل بتستر (1) وكنت أمر أطلب المناج (2) فإذا جئت رأيت سبعا رابضا على باب
المغارة فإذا رآني انصرف
قال وسمعت أبا الحسين يقول ذكر عن أبي إسحاق أن رجلين من أهل
الخولان (3) تحالفا لقد رآه أحدهما في الحج يوم عرفة ورآه الآخر بالأكواخ يصلي
العيد وحلفا بالطلاق على ذلك وارتفعا إليه فقال لهما صدقتما ولا تعلما أحدا
وقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي سمعت فاطمة بنت عبد الله
زوجة أبي الحسن البلوطي تقول سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلوطي يقول
طويت ستين يوما
388 إبراهيم بن أبي حرة الحراني
ويقال النصيبي (4)
رأى ابن عمر وحدث عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر ومصعب بن سعد
وخالد بن يزيد بن معاوية
روى عنه منصور بن المعتمر ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينة وغالب بن
سليمان ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي
الوضاح المؤدب وعبد الله بن ميسرة أبو ليلى الحارثي الكوفي
وقدم دمشق وحدث بها مجتازا إلى مكة مع الزهري
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون أنا أبو
القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا

(1) تستر: بضم فسكون ثم فتح، بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان يقولها الناس شوشتر (الأنساب).
(2) كذا رسمت بالأصل، وفي تهذيب ابن عساكر: " المباح ".
(3) الخولان: قرية كانت بقرب دمشق، خربت (معجم البلدان).
(4) النصيبي نسبة إلى نصيبين مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم
البلدان).
380

عبد الله بن محمد الزهري نا سفيان عن إبراهيم بن أبي حرة عن سعيد بن جبير
أظنه عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تقربوه طيبا يعني المحرم إذا مات [* * * *]
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد
الواسطي قال ابن ناصر وأنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسن محمد بن سهل بن
المقرئ نا أبو عبد الله البخاري (1) قال قال لي سليمان بن حرب نا غالب بن
سليمان عن إبراهيم قال رأيت ابن عمر مسح فكأني أنظر إلى أثر أصابعه على خفيه
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان (2) أنا أبو
منصور محمد بن الحسن أنا أبو العباس أحمد بن الحسين أنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد نا أبو عبد الله البخاري قال وقال أبو معمر عن ابن عيينة قدم محمد بن
هشام الموسم ومعه الزهري والوليد بن هشام المعيطي ويحيى بن يحيى الغساني
ويزيد بن يزيد بن جابر وسليمان بن موسى وعبد الكريم بن مالك وخصيف
وإبراهيم بن أبي حرة الحراني فسمع ابن عيينة منهم إلا سليمان بن موسى فذاكره ابن
جرجي ممن سمعت حتى قال هل سمعت من الأزرق الطوال قال سليمان بن موسى
فأردت أن أخرج في طلبه فقيل خرج منذ ثلاثة أيام
قرأت على أبي الفتح الفقيه عن أبي الحسن الصيرفي أنا أبو محمد الجوهري
أنا أبو عمر بن حيويه قال قرأت على أبي الطيب محمد بن القاسم الكوكبي نا
إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي حرة جزري روى عنه ابن عيينة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا محمد بن الحسن أنا
محمد بن أحمد أنا عمر بن أحمد نا خليفة بن خياط قال في الطبقة الثالثة من أهل
الجزيرة إبراهيم بن أبي حرة
وأخبرنا أبو البركات أيضا أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 281.
(2) مشكان: بالضم ثم السكون قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان (معجم البلدان).
381

أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحواص بن المفضل بن غسان نا أبي قال
قال أبو زكريا يحيى بن معين إبراهيم بن أبي حرة الحراني جزري وكان من الفقهاء
الذين شهدوا الموسم مع ابن هشام بن عبد الملك
وأخبرنا أبو البركات أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء أنا أبو بكر أنا
الأحوص نا أبي قال قال يحيى بن معين إبراهيم بن أبي حرة يحدث عن مجاهد
شامي صار إلى مكة
وحدثني أبو معمر عن ابن عيينة قال قدم مع ابن هشام إلى المواسم
أنبأنا أبو الغنائم بن
النرسي واللفظ له
ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن
النرسي قالا أنا أبو أحمد الواسطي [* * * *]
قال ابن ناصر وأنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو الحسين الأصبهاني وأبو
أحمد الواسطي قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل نا أبو عبد الله
البخاري قال
وإبراهيم بن أبي حرة من أهل نصيبين كأنه سكن مكة روى عنه منصور وابن
عيينة وابن أبي ليلى وسمع سعيد بن جبير ومجاهدا
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء [* * * *]
قال وأنا ابن منده أنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا عبد الرحمن بن أبي
حاتم (2) قال ذكره أبي إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال إبراهيم بن أبي حرة ثقة
قال وأخبرنا ابن أبي حاتم (3) بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قيل لأبي
إبراهيم بن أبي حرة قال ثقة قليل الحديث

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 281.
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 96.
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 96.
382

قال ابن أبي حاتم (1) وسمعت أبي يقول إبراهيم بن أبي يقول إبراهيم بن أبي حرة هو ثقة لا بأس
بحديثه
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا أبو محمد
الحسن بن محمد بن يوسف بن يوه (2) أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان
العبدي أنا أبو بكر بن أبي الدنيا
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيويه أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم قالا أنا محمد بن سعد (3) في
تسمية أهل الجزيرة إبراهيم بن أبي حرة زاد ابن فهم عن ابن سعد وكان قليل
الحديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني أنا أبو
محمد يوسف بن رباح أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل
نا أبو بشر الدولابي نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله عن يحيى في تسمية أهل الجزيرة
إبراهيم بن أبي حرة

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 96.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت والضبط عن التبصير 4 / 1501 وفيه: الحسن بن محمد بن أحمد بن
يوسف بن أحمد بن موسى بن يوه اللبناني راوي كتب ابن أبي الدنيا.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 480.
383

ذكر من اسم أبيه الحسن
ممن يسمى إبراهيم
389 إبراهيم بن الحسن بن سهل
حاجب المتوكل قدم معه دمشق سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيما وجدته بخط
أبي عبد الله بن محمد الخطابي لم تطل مدته بعد خروجه عن دمشق
ذكر أبو الحسين محمد بن أحمد بن القواس الوراق قال مات إبراهيم بن
الحسن بن سهل الحاجب بسر من رأى في شعبان سنة أربع وأربعين ومائتين فولي مكانه
الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب
390 إبراهيم بن الحسن بن محمد
بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن طلحة
ابن عبد الله بن سليمان بن أبي كريمة
أبو البركات الفارسي
الإصطخري (1) الأصل الصيداوي (2) سمع بدمشق أبا الحسن محمد بن
عوف بن أحمد المزني سنة تسع وعشرين وأربعمائة وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن
أحمد الحلبي المعروف بابن المنيقير وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن
الطبيز (3) وأبو الحسن بن السمسار

(1) نسبة إلى إصطخر بلدة بفارس بينها وبين شيراز 12 فرسخا (معجم البلدان).
(2) نسبة إلى صيداء بالمد، وأهلها يقصرونها. مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال دمشق شرقي صور بينهما
6 فراسخ (ياقوت).
(3) ضبطت عن التبصير 3 / 864 وذكره وزاد في نسبه: الدمشقي، مات في حدود سنة 430 ه‍ وهو أكبر شيخ
لقيه نصر المقدسي.
384

وحدث بصيداء (1) عن جده أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن ومسد بن علي
الأملوكي في كتابه وأبي محمد بن جميع وأبي مسعود الميانجي (2)
كتب عنه عمر بن أبي الحسن الدهستاني ومكي بن عبد السلام بن المقدسي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه إجازة ونقلته من خطه نا مكي بن
عبد السلام بن الحسين المقدسي لفظا بدمشق أنا الشيخ أبو البركات إبراهيم بن
الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الفارسي بصيدا والشيخ أبو طالب
أحمد بن محمد بن أحمد الزنجاني الصوفي ببيت المقدس قالا أنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الرحمن بن طلحة المعدل الصيداوي بها أنا أبو القاسم إسماعيل بن
محمد بن إسماعيل الحلبي بحمص نا أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري نا
محمد بن عبد الأعلى نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش (3) الصنعاني عن
عكرمة عن ابن عباس أنه قال
أصابت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) خصاصة فبلغ ذلك عليا فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا
ليغيث به النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا كل دلو
بتمرة فخيره اليهودي على تمره وأخذ سبع عشرة عجوة كل دلو بتمرة فجاء بها إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال من أين لك هذا يا أبا الحسن قال بلغني ما بك من الخصاصة يا
نبي الله فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال حملك على هذا حب الله
ورسوله قال نعم يا نبي الله قال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر
أسرع إليه من جربة السيل على وجهه ومن أحب الله ورسوله فليعد للبلاء تجفافا
ولهما يعني الصبر [1565]
391 إبراهيم بن الحسن بن يوسف بن يعقوب
أبو إسحاق المصري
قدم دمشق طالب علم وحدث بها عن بعض شيوخه

(1) كذا بالمد، وأهله يقصرونه، وتقدمت قريبا.
(2) هذه النسبة بفتح الميم والياء والنون، نسبة إلى ميانج، موضع بالشام.
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب، انظر ترجمته فيه.
(4) التجفاف بالكسر: آلة الحرب يلبسه الانسان ليقيه في الحرب (قاموس).
385

كتب عنه أبو الحسين الرازي
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي
في تسمية من كتب عنه بدمشق من العرب أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن يوسف بن
يعقوب المصري وكان كهلا يكتب معنا الحديث بدمشق
386

ذكر من اسم أبيه الحسين ممن يسمى إبراهيم
392 إبراهيم بن الحسين بن علي ويقال ابن سني
أبو إسحاق الهمذاني الكسائي
المعروف بابن ديزيل (1) ويعرف بسيفنة (2)
ويعرف بدابة عفان لكثرة ملازمته إياه
وهو أحد الثقات الأثبات الرحالين في طلب الروايات سمع بدمشق صفوان بن
صالح وأبا مسهر وبالحجاز وغيرها إسماعيل بن أبي أويس وعفان بن مسلم وأبا
صالح كاتب الليث ونعيم بن صالح ويحيى بن حماد (3) وعلي بن عياش وأبا
اليمان وآدم بن أبي إياس والأصبغ بن الفرج ويحيى بن سليمان الجعفي
وموسى بن إسماعيل وأبا نعيم الملائي وسليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق
ومسلم بن إبراهيم ومحمد بن معاوية المكي وأحمد بن عبد الله بن يونس
وعبد الله بن عمر بن أبان وعقبة بن مكرم
روى عنه أبو العباس أحمد بن صالح البروجردي الخطيب وأبو عوانة
الإسفرايني وإبراهيم بن سعيد بن البزار وأبو حفص عمر بن حفص بن هند
المستملي والقاسم بن أبي صالح وأحمد بن عبيد الأسدي وعبد الرحمن بن

(1) كذا ضبطت بالكسر في المختصر وسير الاعلام، وضبطت في الأنساب وطبقات القراء بالفتح.
(2) سيفنة بكسر السين والياء ساكنة وفتح الفاء وتشديد النون، وهو طائر لا يحط على شجرة إلا أكل ورقها وكذا
كان إبراهيم لا يأتي شيخا إلا وينزفه (تذكرة الحفاظ 2 / 608 والوافي 5 / 346 وسير أعلام النبلاء
13 / 185).
(3) في سير أعلام النبلاء: ونعيم بن حماد ويحيى بن بكير.
387

حمدان الجلاب ويحيى بن عبد الله الكرابيسي وأبو جعفر عبد الله بن أحمد بن زياد
الدحيمي وعبد العزيز بن محمد الخازن الهمذانيون وعبد الله بن حمدان بن وهب
الدينوري وأبو بكر أحمد بن هارون البرديجي (1)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي حدثني أحمد بن هارون البرديجي الحافظ نا إبراهيم بن الحسين نا إسحاق بن
محمد الفروي نا نافع بن أبي نعيم عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
قالت كنت أفتل قلائد هدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي
خيش (2) قالا أنا أبو الفرج الإسفرايني أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله
الكسائي الهمذاني (3) قال سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الأنماطي
يقول إبراهيم بن الحسين بن علي أبو إسحاق الكسائي ويعرف بابن ديزيل ويلقب
بسيفنة ويلقب أيضا بدابة عفان روى عن عفان وأبي نعيم وعمرو بن طلحة القناد (4)
وغيرهم حدثنا عنه مشايخنا
روى عنه يحيى الكرابيسي والدحيمي وعبد الله بن أحمد بن زياد وأحمد بن
هارون البرديجي وعبد الله بن وهب الدينوري وإبراهيم بن سعيد البزار وغزوز
الحارثي وأبو حفص المستملي وكان يستملي له والحفاظ الكبار من الغرباء
ذكر جعفر بن أحمد قال سألت (5) أبا حاتم عن إبراهيم بن الحسين فقال ما
رأيت ولا بلغني إلا صدق وخير وكان معنا عند سليمان بن حرب وابن الطباع
وغيرهما (6)

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن تذكرة الحفاظ وسير أعلام النبلاء وهذه النسبة بالفتح وسكون
الراء، نسبة إلى برديج، وهي بلدة بأقسى أذربيجان (اللباب).
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 449.
(3) بالأصل " الهمداني " والمثبت عن سير أعلام النبلاء ترجمته 17 / 652 (443).
(4) بفتح القاف النون المشددة، نسبة إلى بيع القند، وهو السكر (اللباب).
(5) بالأصل: " غالب " والمثبت عن سير أعلام النبلاء 13 / 187.
(6) سقطت اللفظة من سير الاعلام.
388

قال ابن أبي حاتم سمعت إبراهيم يقول (1) كنت بالمدينة ووافى محمد بن
عبد الجبار سندول وأبديه (2) عن إسماعيل بن أبي أويس وكان إسماعيل يكرمه فلما
دخل عليه أجلسه معه على السرير وقمت أنا عند الباب فجعل محمد بن عبد الجبار
يسأل إسماعيل فبصر بي فقال هذا من عمل ذاك المكدي أخرجوه قال
فأخرجت ثم خرجت مع محمد بن عبد الجبار إلى مكة فجعلت أذاكره في الطريق
فتعجب وقال من أين لك هذا قلت هذا سماع المكدين
وحكي عن يحيى الكرابيسي أنه قال (3) صححنا كتبنا بإبراهيم قال ومر يوما
حديث فقال يحيى قد كنا سمعناه فقال إبراهيم سمعتموه بالفارسية وتسمعوه (4)
اليوم بالعربية
قال وأخبرنا القاسم (5) بن صالح نا إبراهيم بن الحسين قال (6) قال لي
يحيى بن معين حدثني بنسخة الليث عن محمد بن عجلان فإنه فاتني (7) عن أبي
صالح قلت ليس هذا وقته قال متى يكون وقته قلت إذا مت
قال وسمعت ابن أوس يقول أول ما حدث إبراهيم لمورد همذان حدثنا
آدم بن أبي إياس فقال فلان بالفارسية راديد بذبدبد قلت يا فلان ما تقول هذا قال
قد ساوانا بالصبيان (8)
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد
البخاري ح

(1) الخبر في مختصر ابن منظور 4 / 46 وسير أعلام النبلاء 13 / 187 وفيها: قال: سمعت القاسم بن أبي
صالح، سمعت إبراهيم يقول.
(2) كذا بالأصل، وفي المختصر: " وأفدته عن " وفي السير: " فأفدته عن " ولعل الصواب " وافدا على.. " كما
في حاشية المختصر.
(3) سير أعلام النبلاء 13 / 187 - 188.
(4) في السير: وتسمعونه.
(5) سير الاعلام: القاسم بن أبي صالح.
(6) الخبر في سير الاعلام 13 / 188.
(7) السير: فاتتني على.
(8) السير 13 / 188.
389

وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبن إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب أنا
أبو زكريا البخاري [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبار أنا أبو الفرج سهل بن بشر
الإسفرايني أنا رشأ بن نظيف المقرئ قالا نا عبد الغنى بن سعيد الحافظ قال وأما
الهمذاني بفتح الميم والذال المعجمة فجماعة منهم إبراهيم بن الحسين بن ديزيل
يقال له سفينة وسمعت أبا الحسن الدارقطني يقول لقب إبراهيم بن ديزيل بسفينة
بطائر إذا نزل على شجرة استأصلها ولذلك كان إبراهيم بن الحسين بن ديزيل إذا وقع
على شيخ أتى على جميع ما عنده
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال وأما
السيباني (1) بكسر السين وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها يليها باء مفتوحة معجمة
بواحدة ونون مشددة فهو إبراهيم بن الحسين بن ديزيل أبو إسحاق الهمذاني كان
يلقب بسيبنة ويقال سفينة بالفاء حدث عن أبي اليمان الحمصي وآدم بن أبي إياس
وأبى توبة (2) الربيع بن نافع وعمرو بن الربيع بن طارق وأبي نعيم الفضل بن دكين
وعفان بن مسلم وأبي عمر الحوضي وإسحاق بن محمد الفروي ومحمد بن معاوية
النيسابوري روى عن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي وعبد الرحمن بن الحسن
الهمذاني وغيرهما
أخبرنا وقرأت على أبي محمد عن أبي نصر بن ماكولا
قال (3) وأما سيبنة بكسر السين المهملة وبعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين (4) من
تحتها وبعدها باء مفتوحة معجمة بواحدة ثم نون مشددة ويقال فيه بالفاء عوض الباء
سيفنة هو إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني يلقب بسيبنة روى عن أبي اليمان
الحكم بن نافع وآدم بن أبي إياس وأبي توبة الربيع بن نافع وعفان بن مسلم وأبي

(1) إعجامها غير واضح والمثبت من النص التالي بضبطها.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 653 (235).
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 265.
(4) عن الاكمال وبالأصل: باثنين.
390

عمر الحوضي وإسحاق بن محمد الفروي ومحمد بن معاوية النيسابوري (1) وخلق
كثير
روى عنه أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي (2) وعبد الرحمن بن الحسن
الهمذاني وغيرهما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا يعقوب بن يوسف نا عاصم البخاري نا إبراهيم بن
الحسين بن دازيل يكنى أبا إسحاق ويلقب بسيبنة وفي حاشية الأصل وهو صر إذا
وقع على الشجر لم يترك عليه شيئا وكان في الرحلة ستين سنة وكان إذا أناخ على
شيخ لم يبرح من عنده حتى يستوفي ما عنده فشبه به
أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني قالا نا أبو بكر الخطيب أنا
محمد بن عيسى الهمذاني نا صالح بن أحمد يعني الهمذاني قال سمعت بعض
أصحابنا يحكي عن عبد الله بن وهب الدينوري أنه قال كنا نتذاكر إبراهيم بن الحسين
يعني ابن ديزيل بالحديث فتذاكرنا بالقمطر كان تذاكر بحديث واحد فيقول
عندي منه قمطر (3)
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني وأبو الحسن مكي بن
أبي طالب البروجردي قالا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنا الحاكم أبو
عبد الله الحافظ قال سمعت الحسين بن محمد الماسرجسي يقول سمعت محمد بن
إبراهيم بن نومرد الدامغاني يقول كنا في مجلس إبراهيم بن الحسين بن ديزيل
الهمذاني وكان يلقب بسيبنة فتقدم إليه بعض الغرباء يسأله في أحاديث فامتنع عليه فيها
إبراهيم فقال إن حدثتني بهذه الأحاديث وإلا هجوتك فقال له إبراهيم وكيف
تهجوني قال أقول *

(1) ما بين معكوفتين لم يرد في الاكمال.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 530 (307).
(3) سير أعلام النبلاء 13 / 188 وفيها: كنا نذاكر إبراهيم بالحديث، فتذاكرنا بالقماطر.
391

وقائل مالك في رنه (1) * فقلت ذا من فعل سيفنه *
قال فتبسم إبراهيم وأجابه في تلك الأحاديث
قال ابن نومرد إنما لقب إبراهيم بن الحسين بسفينة لكثرة كتابته للحديث
وسفينة طائر بمصر لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها حتى لا يبقي منها شيئا ولذلك كان
إبراهيم إذا وقع إلى محدث لا يفارقه حتى يكتب جميع حديثه
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرنا عن أبي الحسين
المبارك بن عبد الجبار أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث قال سمعت أبا
الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني يقول سمعت مسعود بن علي الشجري يقول
سمعت الحاكم أبا عبد الله وسألته عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل فقال ثقة
مأمون
وبلغني أنه قال سمعت حديث أبي حمزة كنت أدفع الزحام عن ابن عباس
من عفان أربعمائة مرة
ذكر أبو الفضل علي بن الحسين بن الفلكي الهمذاني أن إبراهيم مات يوم الأحد
آخر يوم من شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين
393 إبراهيم بن الحسين أحد الزهاد
حكى عن دينار الزاهد
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري
أخبرنا أبو السعادات المتوكلي وأبو محمد السلمي قالا نا أبو بكر الخطيب
أنا الصيرفي أنا محمد بن عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عون بن
إبراهيم نا أحمد بن أبي الحواري حدثني إبراهيم بن الحسين قال دخل علي رجل

(1) في المختصر 4 / 46:
وقائل: حالك في دنه
(2) في السير: أبي جمرة.
(4) ذكره الذهبي في التذكرة والسير وصوبه.
392

وأنا بالفراديس في بيت فقال لي عد إن المسئ قد عفي عنه أليس قد فاته ثواب
المحسنين قال فحدثت به دينارا فبكى وقال على مثل هذا فليبك والله تعالى
أعلم
394 إبراهيم بن الحسين
حدث عن شعيب بن أحمد البغداذي
روى عنه إبراهيم بن أحمد القرميسني (2)
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد نا أبو
بكر الخطيب (3) أنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي نا عمر بن إبراهيم
الكتاني نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني نا إبراهيم بن الحسين الدمشقي
نا شعيب بن أحمد الكسائي (4) البغداذي حدثني جدي عبد الحميد بن صالح عن
برد عن مكحول عن الأصبغ بن نباتة عن الحسن بن علي عن (5) عائشة قالت
دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي يا عائشة اغسلي هذين الثوبين قالت فقلت بأبي
وأمي يا رسول الله بالأمس غسلتهما (6) قال أما علمت أن الثوب يسبح فإذا اتسخ
انقطع تسبيحه [1566]
قال الخطيب روى شعيب حديثا منكرا ثم ساق الذي أثبتاه
395 إبراهيم بن الحسين
أبو إسحاق الغرنوي
قدم دمشق وحدث بها عن أبي بكر الحيري
روى عنه عبد العزيز الكتاني

(1) الفراديس: موضع بقرب دمشق، وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين الفراديس (معجم البلدان).
(2) هذه النسبة إلى قرميسين بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور.
(3) الخبر التالي في تاريخ بغداد 9 / 245 في ترجمة " شعيب بن أحمد البغدادي ".
(4) لم ترد اللفظة في تاريخ بغداد.
(5) بالأصل " بن " خطأ والصواب عن تاريخ بغداد.
(6) عن تاريخ بغداد وبالأصل " غسلتها ".
393

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا إبراهيم بن الحسين
الغرنوي قدم علينا قراءة عليه نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (1) نا أبو
محمد حاجب بن أحمد الطوسي نا عبد الرحيم نا سفيان عن الزهري عن سالم
عن أبيه قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين الربعي أنا أبو علي بن المذهب أنا
أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا سفيان عن الزهري عن
سالم عن أبيه أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر وعمر يمشون أما الجنازة
396 إبراهيم بن حمزة بن نصر بن عبد العزيز بن محمد
أبو طاهر بن الجرجرائي (2) المقرئ المعدل
قرأ القرآن بعدة روايات على أبي بكر أحمد بن محمد بن علي الهروي صاحب
أبي علي الأهوازي وسمع أبا محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد البنا وأبا بكر
الخطيب وسهل الإسفرايني سمعت منه شيئا يسيرا
أخبرنا أبو طاهر بن الجرجرائي المقرئ أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن
أحمد بن رزق أنا محمد بن أحمد بن سيدي الحداد أنا الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر عن سفيان الثوري عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما كبيرة بكبيرة مع
الاستغفار ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار [1567]
سئل أبو طاهر عن مولده فقال في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة بدمشق
قرأت بخط أبي محمد بن صابر توفي شيخنا أبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن نصر
الجرجرائي في ليلة الاثنين السادس عشر من شهر ربيع الأول ودفن يوم الاثنين سنة
تسع وخمس مائة في مقابر باب الصغير بعد أن صلى عليه الفقيه أبو الحسن علي بن
المسلم صحيح السماع خلف ابنين عليا ويحيى

(1) في المختصر " الجيري " وانظر ترجمة له في الأنساب وهذه النسبة إلى خيرة نيسابور.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جريرايا، بلد بين واسط وبغداد (معجم البلدان) وانظر الأنساب.
394

397 إبراهيم بن حيان
أبو إسحاق الجبيلي (1)
من ساحل دمشق
حدث عن الثوري وأبي عوانة
روى عنه عبد الواحد بن شعيب الجبلي
ذكر أبو الفضل المقدسي فيما نقلته من خطه قال إبراهيم بن حيان أبو إسحاق
من أهل جبيل حدث عن الثوري وأبي عوانه بمناكير روى عنه عبد الواحد بن
شعيب
398 إبراهيم بن أبي حوشب النصري
حكى عن جد له حكاية منقطعة في بناء قبة الجامع
حكى عنه يزيد بن أحمد السلمي "

(1) هذه النسبة إلى جبيل، بلد في سواحل دمشق (معجم البلدان).
395

حرف الخاء
في آباء من اسمه إبراهيم "
399 إبراهيم بن الخضر بن زكريا بن إسماعيل
أبو محمد بن أبي القاسم الصائغ
حدث عن عبد الوهاب الكلابي وعبد الله بن محمد النسائي المؤدب
والعباس بن محمد بن حبان وأبي (1) نصر عبد الله بن منصور الإمام وأبي (1) علي
الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي (2) وأبي محمد عبد الله (3) بن جعفر الطبري
والشريف أبي جعفر إبراهيم بن إسماعيل قاضي مكة وأبي (1) علي الحسن بن محمد بن
الحسن بن محمد القاسم بن درستويه (4) وأبي أحمد عبد الله بن بكر الطبراني
أبي (1) العباس أحمد بن سعيد الشيحي (5) وأبي (1) الحسين محمد بن علي بن
أحمد بن أبي فروة الملطي وتمام بن محمد الرازي
روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السمان وعبد العزيز الكتاني وأبو
بكر الحداد وعلي بن الخضر السلمي وعلي بن محمد بن شجاع وكان أبوه أبو
القاسم من أهل العلم سمع الأشراف كابن المنذر

(1) بالأصل.
(2) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 415 وورد بالأصل " وابن علي " والصواب " وأبي علي " انظر
ترجمته.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(4) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 558 وفيها: كنيته " أبو علي " وأنه روي عنه إبراهيم بن الخضر
الصائغ.
(5) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى شيحة قرية من قرى حلب.
وذكره السمعاني وقال: يعرف بالشيحي.
396

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد إبراهيم بن
الخضر بن زكريا بن الصائغ قراءة عليه نا عبد الوهاب بن الحسن نا سليمان بن
محمد الخزاعي نا محمد بن مصعبي نا بقية نا ابن (1) جريج عن عطاء عن أبي
الدرداء قال رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا يمشي أمام أبي بكر فقال أمشى أمام من هو خير منك إن أبا بكر خير
من طلعت عليه الشمس وغربت [1568] أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد قال توفي شيخنا أبو
محمد إبراهيم بن الخضر المعروف بابن الصائغ يوم عاشوراء في المحرم من سنة
خمس وعشرين وأربعمائة كتب الكثير عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي
والعباس بن محمد بن حبان وغيرهما حدث بشئ يسير فيه كان تساهل في الحديث
وذكر أبو بكر الحداد أنه ثقة وذكر الأهوازي (2) أنه دفن بباب (3) توما "

(1) زيادة اقتضاها السياق سقطت اللفظة من الأصل وم.
(2) بالأصل " الاوهواني " والمثبت عن م.
(3) بالأصل " ببا " والصواب ما أثبت عن م.
397

حرف الدال وحرف الذال وحرف الراء فارغة
حرف الزاي "
في آباء من يسمى إبراهيم
400 إبراهيم بن زرعة بن إبراهيم القرشي
حدث عن عمرو بن واقد (1) القرشي
روى عنه محمد بن وهب بن عطية
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن منده أنا محمد بن عبد الله
إجازة ح قال ابن منده وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد
قالا أنا ابن أبي حاتم (2) قال إبراهيم بن زرعة بن إبراهيم القرشي روى عن
عمرو بن واق (2) أروى عنه محمد بن وهب بن عطية الدمشقي "

(1) بالأصل " وافد " والصواب ما أثبت عن م، وانظر الجرح التعديل 1 / قسم 1 / 101.
(2) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 101.
398

حرف السين "
في آباء من اسمه إبراهيم
401 إبراهيم بن سعد بن شراح (1) المعافري المصري
وفد على عمر بن عبد العزيز وحكي عنه
روى عنه محمد بن يزيد المعافري
كتب الشيخ أبو محمد حمزة بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن محمد بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر أحمد بن
الفضل الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن منده قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
إبراهيم بن سعد بن شراح المعافري قال صلينا مع عمر بن عبد العزيز
حديثه رواه ابن وهب عن أبي سرع المعافري عن محمد بن يزيد المعافري عنه
هكذا رأيته في بعض الكتب القديمة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال وأما شراح بالشين المعجمة والحاء فهو إبراهيم بن سعد بن شراح
المعافري قاله أبو سعيد بن يونس في التاريخ
402 إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (2)
هكذا نسبه أبو مخنف (3) لوط بن يحيى وذكر أنه وفد على هشام بن
عبد الملك (4)

(1) في مختصر ابن منظور 4 / 49 شراخ.
(2) له ذكر في نسب قريش ص 270.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 301.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت.
399

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز
الكتابي أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليماني بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن
جعفر نا جرير (2) قال
وأما هشام بن محمد فإنه ذكر أن أبا مخنف حدثه أن أول أمر زيد بن علي كان أن
يزيد بن خالد القسري ادعى مالا قبل (3) زيد بن علو محمد بن عمر بن علي بن أبي
طالب وداود بن علي بن عبد الله بن العباس وإبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن
عوف الزهري وأيوب بن سلمه بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي فكتب
فيهم يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك (4) وزيد بن علي يومئذ بالرصافة (5)
يخاصم بني (6) الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في صدقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ومحمد بن عمر بن علي يومئذ مع زيد بن علي فلما قدمت كتب يوسف بن عمر (7) إليه
بما ادعى قابلهم يزيد بن خالد فأنكروا فقال لهم هشام فإنا باعثون بكم إليه نجمع
بينكم وبينه كذا ذكر أبو مخنف
والمعروف إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وليس هو صاحب هذه القصة لأن هذه
القصة كانت سنة إحدى وعشرين ومائة ولإبراهيم بن سعد إذ ذاك نحو
ثلاث عشرة سنة لأنه مات سنه ثلاث وثمانين ومائه وهو ابن خمس وسبعين
سنة والله أعلم وقد وجدت هذه القصة لسعد بن إبراهيم والد إبراهيم بن سعد وهو
الصواب فإما أن يكون انقلب على أبي مخيف على من دونه اسمه والله أعلم

(1) بالأصل: " زيد " والصواب عن م، واسمه محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة انظر ترجمته في سير
الاعلام 16 / 440.
(2) تاريخ الطبري 6 / 160 حوادث سنة 121 ه‍.
(3) عن الطبري ورسمها بالأصل غير واضح.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت.
(5) الرصافة: انظر معجم البلدان 3 / 47 رصافة.
(6) زيادة عن الطبري.
(7) بعدها في الطبري: على هشام بن عبد الملك بعث إليهم فذكر لهم ما كتب به يوسف بن عمر إليه....
(8) زيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 49.
400

403 إبراهيم بن سعد الخير بن عثمان
ابن يحيى بن مسلمة بن عبد الله بن قرط الأزدي
حدث عن عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي
روى عنه ابنه أبو عمر أحمد بن إبراهيم
404 إبراهيم بن سعد الحسني الزاهد (1)
بغدادي اجتاز بدمشق أو بساحلها
حكى عنه أبو الحارث الأولاسي (2) قيصر بن الخضر
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3) أنا إسماعيل بن أحمد الحيري ح
وأنبأنا أبو الحسن (4) عبد الغافر بن إسماعيل أنا يحيى بن إبراهيم المزكي
قالا أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال إبراهيم بن سعد وكان حسنيا من أهل بغداد كان
يقال له الشريف الزاهد وكان أستاذ أبي الحارث الأولاسي حكى عنه أبو الحارث
قال كنت معه في البحر فبسط كساءه على الماء وصلى عليه
قال لنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قال لنا أبو بكر الخطيب (3)
إبراهيم بن سعد أبو إسحاق العلوي أحد شيوخ الصوفية وزهادهم انتقل عن بغداذ إلى
الشام فاستوطن بلادها وتحكى عنه كرامات وعجائب
أنبأنا أبو علي الحداد
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس (5) نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 6 / 86 وحلية الأولياء 10 / 155 - 158 وفي م: العلوي الحسني.
(2) هذه النسبة إلى أولاس وهو حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس، ويسمى حصن الزهاد (معجم
البلدان).
(3) تاريخ بغداد 6 / 86.
(4) بالأصل " أبو الحسين بن الغافر " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 16 (8).
(5) بالأصل " قيس " والصواب ما أثبت، وقد تقدم قريبا.
401

الخطيب قالا أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا عبد المنعم بن عمر (2) بن عبد الله
الأصبهاني نا الحسن بن يحيى بن حمويه الكرماني بمكة قال قال أبو الحسن
التمار قال أبو الحارث الأولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر فقال بعض
إخواني لا تخرج فإني قد هيأت لك عجة حتى تأكل قال فجلست وأكلت معه
ونزلت إلى الساحل وإذا أنا بإبراهيم بن سعد العلوي قائما يصلي فقلت في نفسي ما
أشك إلا أنه يريد أن يقول امش معي على الماء ولئن قال لي لأمشين معه فما
استحكم الخاطر حتى سلم قال هيه يا أبا الحارث امش على الخاطر فقلت بسم الله
فمشى هو على الماء وذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إلي وقال يا أبا الحارث
العجة أخذت برجلك
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفرج سمعان بن بشر
الصوفي أنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الكريم الجزري بمكة نا علي بن
عبد الله بن جهضم الهمذاني نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي بكر
الفرغاني قال قال لي أبو الحارث الأولاسي خرجت من الحصن أريد البحر فقال لي
بعض إخواننا لا تبرح فإني قد هيأت عجة حتى نتغذى فجلست وأكلت معه ونزلت
إلى الساحل فإذا إبراهيم بن سعد العلوي قائم يصلي فقلت في نفسي يريد أن يقول لي
امش بنا على الماء ولئن قال لأمشين معه فما استتم ذلك الخاطر حتى سلم من صلاته
وقال لي يا أبا الحارث هية عزمت بسم الله امش على ما خطر في نفسك فقلت بسم
الله فمشى على الماء وذهبت لأمشي خلفه فغاصت رجلي في الماء فالتفت إلي وقال يا
أبا الحارث أخذت العجة برجلك فذهب وتركني
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسين بن يحيى بن
إبراهيم أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن جهضم
حدثني أبو بكر محمد بن داود حدثني أبو بكر الفرغاني قال سمعت أبا الحارث
الأولاسي يقول خرجت من أولاس فرأيت شخصا قائما يصلي تحت شجرة فساعه
وقعت عيني عليه ألبسني منه هيبة فانقتل من صلاته وقال لي يا أبا الحارث مر وار

(1) انظر تاريخ بغداد 6 / 86 وحلية الأولياء 10 / 156.
(2) الأصل وتاريخ بغداد، وفي الحلية: " عمر و ".
402

شخصك عني ثلاثة أيام ولا تطعم شيئا ففعلت ما أمرني فمشيت معه على ساحل البحر
فحرك شفتيه فإذا رف من سمك شايلة رؤوسها من الماء رف فوق رف فاتحه فاه
كالمشيرة بالسلام إلى إبراهيم بن سعد العلوي فقلت في نفسي لو كان بشر الصياد
هاهنا طرح شبكته على هذه الحيتان لاصطاد منها شيئا كثيرا فما تم ذلك في نفسي حتى
غاص السمك كله في الماء والتفت إلي إبراهيم فقال إيش عرض في نفسك فقلت
له عرض في نفسي كذا وكذا فقال يا أبا الحارث ما أنت براد بهذا الأمر ورأيت
الشيخ إبراهيم كأنه وجد فقال يا أبا الحارث قطعت أكثر شرق الإسلام وغربه أو بعضه
على السياحة والتوكل ورأيت أن البر والبحر لواحد فاستعملت لنفس جلبة فركبت
فيها وحدي ولججت هذا البحر يعني بحر الروم يرفعني موج ويحطني آخر فبينا أنا
كذلك إذا بحوت قد أقبل إلي فاتح فاه يريد يبتلعني ويبتلغ الجبلة فقلت في نفسي
تخلفي عن هذا الحوت يضعف إيماني ويشين بغيتي فطفرت من الجبلة إلى فكي (1)
الحوت فركعت فيه ركعتين ثم رجعت إلى الجبلة وخرجت إلى البر وأنا في هذا الجبل
يعني اللكام (2) انتظر ما ينتظر الموحد ولله عز وجل
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الأصبهاني (3) نا عبد المنعم بن عمر (4) نا
الحسن بن يحيى قال قال محمد بن محبوب العماني سمعت أبا الحارث الأولاسي
يقول خرجت من مكة في غير أيام الموسم أريد الشام فإذا أنا بثلاثة نفر على جبل
وإذا هم يتذاكرون الدنيا فلما فرغوا أخذوا يعاهدون الله أن لا يسموا ذهبا ولا فضة
فقلت وأنا أيضا معكم فقالوا إن شئت ثم قاموا فقال أحدهم أنا أنا فصائر إلى بلد
كذا وكذا وقال الآخر أما أنا فصائر إلى بلد وكذا وكذا وبقيت أنا وآخر فقال لي أين
تريد فقلت أريد الشام فقال وأنا أريد اللكام فكان إبراهيم بن سعد العلوي فودع
بعضهم بعضا وافترقنا فمكثت حينا أنتظر أن يأتيني كتابه فما شعرت يوما وأنا بأولاس
فخرجت أريد البحر وصرت بين الأشجار إذا برجل صاف قدميه يصلي فاضطرب قلبي

(1) غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(2) الكلام بالضم وتشديد الكاف وهو الجبل المشرف على أنطاكية وتلك الثغور (معجم البلدان).
(3) حلية الأولياء 10 / 156.
(4) في الحلية: " عمرو ".
403

لما رأيته وعلاني له الهيبة فلما أحس (1) بي سلم والتفت إلي فإذا هو إبراهيم بن سعد
فعرفته بعد ساعة فقال لي هاه فوبخني وقال اذهب فغيب عني شخصك ثلاثة أيام ولا
تطعم شيئا ثم ائتني ففعلت ذلك فجئته بعد (2) ثلاثة وهو قائم يصلي فلما أحس (1) بي
أوجز في صلاته ثم أخذ بيدي فأوقفني على البحر وحرك شفتيه فقلت في نفسي يريد
أن يمشي بي على الماء ولئن فعل لأمشين فما لبثت إلا يسيرا فإذا أنا برف من الحيتان
مد البصر (3) قد أقبلت إلينا رافعة رؤوسها فاتحة أفواهها فلما رأيته قلت في نفسي أين
أبو بشر الصياد انسان كان بأولاس هذه الساعة فإذا الحيتان قد تفرقت كأنما طرح في
وسطها حجر فالتفت إلي فقال فعلتها فقلت إنما كذا وكذا فقال لي مر
لست مطلوبا بهذا الأمر ولكن عليك بهذه الرمال والجبال فوار شخصك ما أمكنك و
تقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر الله (4) فإني أراك بهذا مطالبا ثم غاب عني فلم أره
حتى مات وكانت كتبه تصل إلي فلما مات كنت قاعدا يوما فتحرك قلبي للخروج من
باب البحر ولم يكن (5) لي حاجة فقلت لا أكره القلب فيغمني فخرجت فلما صرت
في المسجد الذي على الباب إذا أنا بأسود قام إلي فقال أنت أبو الحارث فقلت
نعم فقال آجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد وكان اسمه ناصحا (6) مولى
لإبراهيم بن سعد فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يوصل إلي هذه الرسالة فإذا فيها مكتوب
بسم الله الرحمن الرحيم يا أخي إذا نزل بك أمر من أمر فقر أو سقم أو أذى
فاستعن بالله واستعمل عن الله الرضا فإن الله مطلع عليك يعلم ضميرك وما أنت
عليه ولابد لك من أن ينفذ فيك حكمه فإن رضيت فلك الثواب الجزيل والأمن من
القول (7) الشديد وأنت في رضاك وسخطك لست تقدر أن تتعدى المقدور ولا تزداد
في الرزق المقسوم وأثر المكتوب والأجل المعلوم ففي أي هذه الأفعال تريد أن

(1) عن الحلية وبالأصل " حس ".
(2) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(3) كذا بالأصل والمختصر، وفي الحلية: ملء البصر.
(4) الزيادة عن الحلية، والمختصر وهي مستدركة أيضا فيه.
(5) الحلية: تكن.
(6) الحلية: واصحا.
(7) الحلية والمختصر: الهول.
404

تحتال في نقضها بهمك أو بأي قوة تريد أن تدفعها عنك عند حلولها أتجتلبها (1) من قبل
أوانها كلا والله لابد لأمر الله أن ينفذ فيك طوعا أو كرها فإن لم تجد إلى الرضا
سبيلا فعليك بالتحمل ولا تشك من ليس بأهل أن يشكى ومن هو أهل الشكر والثناء
القديم ما أولى من نعمته علينا فما أعطى وعافى أكثر مما زوى وأبلى وهو مع ذلك
أعرف بموضع الخير لنا منا وإذا اضطرتك الأمور وقل (2) صبرك فألجأ إليه بهمك
وأشك إليه بثك وليكن طمعك فيه وحذا أن تستبطئه أو تسئ به ظنا فإن لكل شئ
سببا ولكل سبب أجل ولكل هم في الله ولله فرج عاجل أو اجل ومن علم أنه بعين الله
استحيا أن يراه الله يأمل سواه ومن أيقن بنظر الله له أسقط الاختيار لنفسه في الأمور
ومن علم أن الله هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين عن قلبه وراقب الله في قربه
وطلب الأشياء من معادنها فاحذر أن تعلق قلبك بمخلوق تعليق خوف أو رجاء أو
تفشى إلى أحد اليوم سرك أو تشكو إليه بثك أو تعتمد على إخائه أو تستريح إليه
استراحة تكون فيها موضع شكوى بث فإن غنيهم فقير في غناه وفقيرهم ذليل فس
فقره وعالمهم جاهل في علمه فاجر في فعله الا القليل ممن عصم الله تعالى (3)
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا يحيى بن إبراهيم المزكي أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول سمعت
محمد بن أحمد بن الليث يقول سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول كان سبب رؤيتي
إبراهيم بن سعد أني خرجت من أولاس إلى مكة في غير أيام الموسم فرافقت ثلاثة
فقلت أنا معكم فتفرق اثنان منهم وبقيت أنا والثالث فقال لي (4) أين تريد قلت
الشام قال وأنا أريد لكام وإذا هو إبراهيم بن سعد العلوي وكان حسنيا ثم تفرقنا
فكانت (5) تأتيني كتب إبراهيم بن سعد فما شعرت ذات يوم وأنا بألاوس وقد خرجت
فإذا أنا برجل قائم يصلي بين الشجر فلما رأيته علاني هيبة فنظرت فإذا إبراهيم بن سعد
فلما رآني قضى صلاته وسلم علي فجاء إلى البحر ونظر إليه وحرك شفيته فإذا بحيتان

(1) الحلية: أو تجتلبها.
(2) الحلية: وكل. إ (3) زيادة عن الحلية.
(4) عن هامش الأصل.
(5) بالأصل " فكان ".
405

كثيرة مصفوفة قد أقبلت فلما رأيتها قلت أين الصيادون فنظرت فإذا السمك فقد تفرق
فقال لي إبراهيم ما أنت بمطلوب في هذا الأمر ولكن عليك بهذه الرمال فوار فيها ما
أمكنك وتقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر الله ثم غاب عني فلم أره
وكانت كتبه ترد علي فلما مات كنت قاعدا يوما حين تحرك قلبي بالخروج فلما
خرجت صرت إلى المسجد إذا أنا بأسود قام إلي فقال أنت أبو الحارث قلت نعم
قال اجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد وكان هذا مولى له يسمى ناصح فذكر أن
إبراهيم أوصاه أن يؤدي إلي هذه الرسالة يا أخي إذا نزل بك أمر من الله فاستعمل الرضا
فإن الله مطلع عليك يعلم ما في ضميرك فإن رضيت فلك الثواب الجزيل وأنت في
رضاك وسخطك ليس تقدر أن تتعدى المقدور ولا تزداد في الرزق المقسوم والأمر
المكتوب ففي هذه الأحوال تريد أن تحتال محلا فإن لم تجد إلى الرضا سبيلا فاستعمل
الصبر فيه فإنه رأس الإيمان وفيه تمام النعمة فإن لم تجد إلى الصبر سبيلا فعليك
بالتحمل ولا تشك من ليس بأهل أن يشكى وهو من أهل الشكر والثناء القديم بما أولى
وإذا اضطررت وقل صبرك فالجأ إليه بهمك واشك إليه بثك واحذر أن تستبطئه أو تسئ
به ظنا فإن كل شئ بسبب ولكل سبب أجل ولكل أجل كتاب ولكل (1) هم من الله
فرج ومن علم أنه بعين الله استحيا أن يراه يرجو سواه ومن أيقن بنظر الله إليه أسقط
اختيار نفسه ومن علم أن الله هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين فراقب الله في
قربه واطلب الأمور من معادنها واحذر أن تعتمد على مخلوق أو تفشي إليه سرا أو
تشكو إليه بثا أو تعتمد على إخائه فإن غنيهم فقير وفقيرهم ذليل في فقره وعالمهم
جاهل في علمه وجاهلهم فاجر في فعله الا القليل ممن عصم الله فاتقوا الفاجر من
العلماء والجاهل من العباد فإنهم فتنة كل مفتون
قال وأنا أبو عبد الرحمن قال سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت الوجيهي
يقول سمعت أبا الحسن بن أبي شيخ يقول قال عبد الله بن مصل الأولاسي بات
أبو الحارث الأولاسي فسألته عن مفارقته إبراهيم بن سعد العلوي فقال كانت الدنيا
طوع يده فلما انتهى إلى الساحل قال لي ترجع قلت بل أصحبك فتفل في البحر فإذا

(1) بالأصل: " وللكل ".
(2) كذا.
406

حوة من سمك مصفوف فوق الماء كأنه سرير فوثب إليه ثم (1) قال لي الله خليفتي
عليك قلت ادع لي قال قد فعلت فاحفظ حدود الله وارجع خلقه إلا من عانده
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي قال قال أبو الحارث الأولاسي قلت
لإبراهيم بن سعد ما كان ابتداء أمرك قال كنت من العلوية وفي نخوتهم وتكبرهم
والتزين بالشرف والتعظم (2) به على الناس فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرى النائم فقال لي
أنت شريف فقلت نعم يا رسول الله أنا من أولادك فقال فلم لا تتواضع في
شرفك حتى تكون شريفا فالشرف بالله يكون حقيقته الشرف والتواضع لعباده وقضاء
حوائجهم تكون المروءة وصحبة الفقراء يزيل عنك هذا الكبر وتدلك على منهاج
الحق وإياك والركون إلى الدنيا ومحبتها وصحبة أهلها وتشرف بالفقر تكون شريفا
قال فانتبهت وقد زال عني ما كنت أجده من التكبر ورؤية الشرف وأنفقت كل ما كنت
أملكه وصحبت الفقراء وقصدتهم في أماكنهم وتتبعتهم في كل أمورهم فتلك رؤيا
كانت سبب أمري
وقال كان أحب شئ إلي لبس الثياب الفاخرة فالآن إذا لبست ثوبا جديدا
وقل ما ألبسه إلا وجدت في نفسي ذلا إلى أن يتسخ أو يتخرق كل هذا ببركة موعظة
النبي (صلى الله عليه وسلم)
405 إبراهيم بن سعيد
أبو إسحاق البغدادي الجوهري (3)
قدم دمشق وحدث ببغداد والمصيصة عن أبي معاوية وسفيان بن عيينة
ويحيى بن سعيد الأموي وأبي أسامة حماد بن أسامة ووكيع بن الجراح وعبد بن
نمير ومحمد بن فضيل وأزهر بن سعد وأبي صالح الفراء وابن أبي أويس
ويحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وأبي الجواب أحوص بن جواب وأبي أحمد
الزبيري وأصرم بن حوشب

(1) عن هامش الأصل.
(2) المختصر: والتعظيم.
(3) تاريخ بغداد 6 / 93 سير أعلام النبلاء 12 / 149 (53) وبهامشها ثبت بمصادر ترجمت له.
407

روى عنه مسلم في صحيحه وأبو عيسى الترمذي في جامعه وأبو عبد الرحمن
النسائي في سننه وأبو الحسن بن جوصا وأبو حاتم الرازي وأبو عروبة الحراني
وأبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل وأبو محمد عبد الرحمن بن
عبيد الله بن أخي الإمام الحلبي ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وأحمد بن
المبارك وأبو حفص عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرعيني وأبو عبد الملك
أحمد بن إبراهيم البسري وأحمد بن نصر بن شاكر وأبو الجهم أحمد بن الحسين بن
طلاب وغيرهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى الموصلي ح
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن
أحمد أنا أحمد بن إسحاق بن بهلول قالا نا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني
وفي حديث ابن بهلول نا أبو أسامة حدثني يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن
أبي موسى قال سئل وفي حديث ابن بهلول سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي
المسلمين أفضل قال من أسلم (1) الناس من لسانه ويده [1569]
أخرجه مسلم (2) والترمذي (3) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري
أخبرنا أبو بكر أحمد بن العباس الشقاني (4) أنا أبو بكر أحمد بن منصور
المعري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت
مسلم بن الحجاج القشيري يقول أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الجوهري البغدادي
سمع أبا أسامة

(1) الزيادة عن المختصر ومسلم.
(2) صحيح مسلم، كتاب الايمان (1) باب (14) ح (42) ح 1 / 66 وفيه: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
(3) صحيح الترمذي كتاب الايمان (41) باب (12) ح (2628) ج 5 / 17 قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح
غريب حسن من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) الشقاني هذه النسبة إلى شقان، النسبة الصحيحة بالكسر، واشتهر الفتح من قرى نيسابور (معجم البلدان).
408

أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أحمد بن عبد الله
الأصبهاني إجازة [* * * *] قال ابن منده وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) قال إبراهيم بن سعيد الجوهري روى عن ابن
عيينة ووكيع يعد في البغداديين سمعت أبي وأبا زرعة يقولان (2) ذلك وسمعت
أبي قول كتبت عنه وكان يذكره بالصدق قال أبو محمد روى عن عبد الله بن
نمير وأبي أسامة وأبي (3) معاوية ومحمد بن فضيل وأزهر السمان
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
أنا أبو بكر البرقاني نا علي بن عمر الدارقطني نا الحسن بن رشيق المصري نا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه ثم أخبرني محمد بن علي المصري
الصوري أنا الخصيب (5) بن عبد الله (6) القاضي قال ناولني عبد الكريم وكتب
لي بخطه فقال سمعت أبي يقول إبراهيم بن سعيد الجوهري بغدادي ثقة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (7) إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق الجوهري سمع سفيان بن عيينة وأبا
معاوية الضرير ومحمد بن فضيل بن غزوان وأبا أسامة وروح بن عبادة
وزيد بن (8) الحباب وعبيد بن أبي قرة وسعد بن عبد الحميد بن جعفر وأبا داود
الحفري وحجاج بن محمد الأعور ومحمد بن بشر العبدي وخلف بن تميم
ومحمد بن القاسم الأسدي وغيرهم روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو بكر بن أبي
الدنيا وموسى بن هارون الحافظ وإدريس بن عبد الكريم المقرئ وأبو
عبد الرحمن النسائي وأحمد بن علي الأبار ويحيى بن محمد بن صاعد في آخرين

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 101.
(2) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(3) عن الجرح والتعديل وبالأصل " وابن ".
(4) تاريخ بغداد 6 / 95 وفيها أخبرني وحدثنا بدل " نا ".
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل " الخطيب ".
(6) عن هامش الأصل وتاريخ بغداد.
(7) تاريخ بغداد 6 / 93.
(8) زيادة عن تاريخ بغداد.
409

وكان مكثرا ثقة ثبتا صنف المسند وانتقل عن بغداد فسكن عين زربة (1) مرابطا بها إلى أن مات
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال وسألته يعني الدارقطني عن إبراهيم سعيد الجوهري فقال ثقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف نا أبو أحمد بن عدي قال سمعت أحمد بن محمد بن خالد البراثي (2) يقول
سمعت أحمد بن حنبل وسأله موسى بن هارون فقال إبراهيم بن سعيد الجوهري
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (3) أنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا (4) أبو علي بن الصواف إملاء نا
أبو العباس البراثي قال قال أحمد بن حنبل وسأله موسى بن هارون وهو معي عن
إبراهيم بن سعيد الجوهري (5) فقال كثير الكتاب وقال ابن عدي قد كتب
فأكثر فاستأذنه في الكتاب عنه فأذن له
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (6)
أنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال قال أحمد بن محمد بن هارون نا
الحسن بن صالح نا هارون ين يعقوب الهاشمي قال سمعت أبي سأل أبا عبد الله
يعني أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن سعيد لم يزل يكتب الحديث قديما
قلت فأكتب عنه قال نعم
قال الخطيب وأنا أبو عبد الله الكاتب أحمد بن محمد بن عبد الله نا
إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي نا محمد بن عبد الرحمن الدغولي نا عبد الله بن
جعفر بن خافان السلمي المروزي قال سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حديث
لأبي بكر الصديق فقال لجاريته اخرجي إلي الثالث والعشرين من مسند أبي بكر فقلت

(1) في معجم البلدان عين زربي، وألف مقصرة. بلد بالثغر من نواحي المصيصة.
(2) البرائي هذه النسبة إلى براثا: محلة ببغداد.
(3) تاريخ بغداد 6 / 94.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد، ومكانها بالأصل " هارون ".
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
410

له لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا من أين ثلاثة وعشرون جزءا فقال كل حديث
لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم (1)
قال الخطيب (2) وكان لسعيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا وإفضال على
العلماء فكذلك تمكن ابنه من السماع وقدر على الإكثار عن الشيوخ وصف
الجوهري ببغداد إليه ينسب
قال (2) وأنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ أنا جعفر بن محمد بن
الحكم المؤدب نا جعفر بن محمد الفريابي قال سمعت إبراهيم الهروي يقول حج
سعيد الجوهري فحمل معه أربعمائة رجل من الزوار سوى حشمه فحج بهم وكان فيهم
إسماعيل بن عياش وهشيم بن بشير وكنت أنا معهم في إمارة هارون الرشيد
قال (3) وأنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن بن الفضل الأبهري نا أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ بأصبهان نا عمر بن عثمان قال سمعت
إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول دخلت على أحمد بن حنبل أسلم عليه فمددت يدي
إليه فصافحني فلما أن خرجت قال ما أحسن أدب هذا الفتى لو انكب علينا كنا
نحتاج أن نقوم
قال (4) وقرأت على القاضي أبي (5) العلاء الواسطي عن يوسف بن إبراهيم
الجرجاني أنا أبو نعيم بن عدي نا عبد الرحمن بن يوسف قال سمعت حجاج بن
الشاعر يقول رأيت إبراهيم بن سعيد الجوهري عند أبي نعيم وأبو نعيم يقرأ وهو
نائم وكان الحجاج يقع فيه (6)
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد

(1) تاريخ بغداد 6 / 94 - وتهذيب التهذيب 1 / 82.
(2) تاريخ بغداد 6 / 94.
(3) تاريخ بغداد 6 / 94 - 95.
(4) تاريخ بغداد 6 / 93 - 94.
(5) عن تاريخ بغداد وبالأصل " ابن ".
(6) عقب الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 36 قلت: لا عبرة بهذا، وإبراهيم حجة بلا ريب. وفي سير أعلام
النبلاء 12 / 150 وقد لينه حجاج بن الشاعر بلا وجه.
411

نا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الحسن بن علي فيها
يعني سنة أربع ومائتين مات أحمد بن منيع وإبراهيم بن سعيد الجوهري كذا قال في
هذه الرواية والصحيح أنه مات سنة ثلاث (1) وخمسين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
أنا السمسار أنا الصفار أنا ابن (3) قانع أن إبراهيم بن سعيد الجوهري مات في سنة
سبع (4) وأربعين ومائتين وذكر غير ابن قانع أنه مات في سنة ثلاث وخمسين ومائتين
وأخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وأبو منصور بن خيرون أنا
وأبو الحسن بن قبيس الغساني أنا أبو بكر الخطيب (5) قال وأنا أحمد بن أبي جعفر
القطيعي نا محمد بن عبد الله بن محمد بن (6) همام الشيباني بالكوفة وفي رواية
المتوكلي أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الكوفي نا عبد الله بن أبي سفيان
الشعراني نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا يحيى بن حسان نا عبد الرحمن بن
مهدي نا سفيان الثوري نا يحيى بن سعيد القطان نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار عن جابر بن عبد الله قال
لما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الآية " وليعزروه " قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما
ذلك قلنا الله ورسوله أعلم قال لتنصروه قال أبو محمد بن أبي سفيان سمعت
الحديث من إبراهيم بن سعيد ببغداد ثم ذكر لي هذا الحديث بالشام وقد دخل إلى
الثغر فصرت إليه إلى عين زربة وكان قد سكنها وذلك في سنة ثلاث وخمسين في
رحلتي الثانية إلى الثغر فسألته عن هذا الحديث فرددني مرارا ثم حدثني به لفظا
كما قدمت من ذكره ومات في هذه السنة قال أبو محمد وليس هذا الحديث (7)
اليوم عند أحد فيما أعلم إلا عندي وليس في رواية المتوكلي ذلك ولا قوله إلا

(1) بالأصل " ثلاثة ".
(2) تاريخ بغداد 6 / 95.
(3) زيادة عن تاريخ بغداد وم.
(4) وفي الخلاصة عن ابن قانع سنة 249.
(5) تاريخ بغداد 6 / 95.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد.
412

عندي اخر التاسع والتسعين (1)
406 إبراهيم بن سعيد الإسكندراني
المعروف بالسديد
قدم دمشق وذكره لنا أبو عبد الله بن الملحي فيمن لقيه من أهل الأدب بدمشق
فيما حدثنا بلفظه وكتبه لي بخطه قال السديد إبراهيم بن سعيد شيخ جليل القدر واسع
الأدب مشهور بالفضل من بيت كبير كلهم صحبوا بني حمدان بمصر واستغنوا من
فضلهم وكان هذا السديد نزل عند صاعد بن الحسن بن
صاعد بزقاق العجم وكان صاعد قد عمل شخص حديد ينفخ النار ساعات فأراد السديد اعتباره فلم ينصبه كما
يحب فأطفأ النار فقال صاعد بديها
نار تيممها السديد فردها * بردا وكانت قبل وهي جحيم
وكأنما المنفاخ آية ربه * وكأن إبراهيم إبراهيم (2) *
قال وأنشدنا السديد
أبى فرعها لي أن أرى مثل لونه * سواها فمبيض عداها كمسود
بقلبي منها مثل ما بجفونها * هذا (3) مرض وهذا مرض يودي
وضدان في حبيط قلبي ومقتلي * فهذا له مخف وهذا له مبدي *
قال وأنشدنا
في ابن توفيق من ليث العرين ومن * هدير ساقية الطوسي أشباه
فيه من الثور قرناه وجثته * ومن أبي القيل نتن لازم فاه *
قال وقال لي يوما لم يبق لي من الولد إلا بنت صغيرة قد سميتها على كفو لها
وأفردت ما يصلح من شأنها وهو مودع عند صديق لي بالإسكندرية فقال له صاعد
وكم مقداره فقال هو ثلاثون ألف دينار عينا ثم سار لإتمام ما عرفنا

(1) في سنة وفاته أقوال، انظر تذكرة الحفاظ 2 / 516 تهذيب التهذيب 1 / 82 سير أعلام النبلاء 12 / 151
وميزان الاعتدال 1 / 36 قال الذهبي فيه: والأول أولى (يعني وفاته سنة 247) وأخطأ من قال سنة ثلاث
وخمسين ومئتين.
(2) البيتان في مختصر ابن منظور 4 / 54.
(3) في مختصر ابن منظور 4 / 54 " فذا... وذا ".
413

ذكر من اسم أبيه سليمان ممن اسمه إبراهيم
407 إبراهيم بن سليمان بن داود
أبو إسحاق بن أبي داود الأسدي (1)
المعروف بالبرلسي (2)
سمع بدمشق أبا مسهر وصفوان بن صالح بن صفوان وبغيرها سعيد بن أبي
مريم وعبد الله بن صالح ورواد بن الجراح ومهدي بن جعفر الرملي ومحمد بن
أبي السري ويزيد بن عبد ربه الجرجسي ويحيى بن صالح الوحاظي وحجاج بن
إبراهيم وأصبغ بن الفرج وعمرو بن خالد الحراني وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن
عباد الشجري وعبد الرحمن بن المغيرة وعبد الحميد بن صالح ويوسف بن
يعقوب الصفار وعبيد بن يعيش العطار وضرار بن صرد وسعيد بن سليمان
سعدويه وعمرو بن عون أبا سلمة (3) التبوذكي وعبد العزيز بن الخطاب
ومحمد بن أبي بكر المقدمي وبكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين
وعباد بن موسى الختلي (4)
روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي وأبو بكر بن زياد
النيسابوري وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي وأحمد بن محمد بن

(1) سير أعلام النبلاء 13 / 393 وبهامشها ثبت بمصادر ترجمته.
(2) البرلسي بفتحتين ولام مضمومة هذه النسبة إلى برلس بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة
الإسكندرية (ياقوت) وفي الأنساب واللباب والقاموس ضبطت بثلاث ضمات مع تشديد اللام.
(3) ما بين معكوفتين عن هامش الأصل.
(4) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ختلان بلاد مجتمعة وراء بلخ (الأنساب).
414

الحجاج بن رشدين المصري ويحيى بن صاعد وأبو الحسن بن جوصا الدمشقي
وأبو العباس الأصم وأبو جعفر محمد بن الحسن بن زيد التنيسي ومحمد بن
يوسف بن بشر (1) الهروي وأبو بكر محمد بن عبد السلام بن عثمان الفزاري
وعبد الله بن أحمد الجوهري المصري
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وأخبرني أبو القاسم أحمد بن
منصور بن محمد السمعاني عنه أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم نا
إبراهيم بن سليمان البرلسي نا حجاج بن إبراهيم نا حيان (2) عن محمد بن أبي
رافع عن أخيه عن أبيه عن جده قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا طنت أذن أحدكم
فليذكرني وليصل علي وليقل اللهم أذكر بخير من ذكرني بخير [1570]
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت أحمد بن عمير الدمشقي يقول ذاكرت أبا
إسحاق البرلسي وكان من أوعية الحديث فذكر حكاية
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن محمد بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا
أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن منده قال قال لنا أبو
سعيد بن يونس عن محمد بن موسى بن عيسى بن أبي موسى أخو أبي عجينة الحسن بن
موسى يقال إنه يحفظ نحو مائة ألف حديث وأخذ ذلك عن إبراهيم بن أبي داود
البرلسي وكان إبراهيم أحد الحفاظ المجودين الثقات الأثبات
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر (3) أنا أبو سليمان بن زبر قال قال أبو جعفر الطحاوي وفيها يعني سنة سبعين
ومائتين مات إبراهيم بن أبي داود في شعبان وذكر غير ابن زبر عن الطحاوي أنه
مات فجأة بعد العصر يوم الخميس لخمس وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة سبعين

(1) بالأصل " بسر " والصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 252.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل وم، والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 53.
(3) بالأصل " العمر " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق.
415

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده الأصبهاني ثم حدثني أبو مسعود
عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد وأبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنه أنا عمي
أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله بن منده قال
قال لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن سليمان بن داود أسدي أسد خزيمة
يكنى أبا إسحاق يعرف بابن أبي داود البرلسي لأنه كان لزم البرلس بساجور من نواحي
مصر مولده بصور وأبو أبو داود كوفي وكان ثقة من حفاظ الحديث توفي بمصر
ليلة الخميس لست وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين
408 إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي
له عقب وذكر
بلغني (1) أنه لما أفضت الخلافة إلى بني العباس اختفت رجال بني أمية وكان
فيمن اختفى إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك حتى أخذ له داود بن علي من أبي
العباس الأمان وكان إبراهيم رجلا عالما قال له أبو العباس ذات يوم حدثني عما
مر بك في اختفائك قال نعم يا أمير المؤمنين كنت مختفيا بالحيرة (3) في منزل شارع
على طريق الصحراء فبينما أنا ظهر بيت ذات يوم إذ نظرت إلى أعلام سود قد
خرجت من الكوفة تريد الحيرة فوقع في نفسي وفي روعي أنها تريدني فخرجت من
الدار متنكرا حتى دخلت الكوفة ولا أعرف بها أحدا اختفي عنده فبقيت (4)
متلددا (5) فإذا أنا بباب كبير ورحبة واسعة فدخلت الرحبة فجلست فيها وإذا رجل
وسيم حسن الهيئة على فرس قد دخل الرحبة ومعه جماعة من غلمانه وأتباعه فقال
لي من أنت وما حاجتك فقلت رجل مختف يخاف على دمه قد استجار بمنزلك
قال فأدخلني منزلة ثم صيرني في حجرة تلي حرمه فمكثت عنده في كل ما أحب من

(1) الخبر في ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي ط بيروت ص 163.
(2) زيادة عن ثمرات الأوراق.
(3) الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له: النجف. (معجم البلدان).
(4) زيادة عن ثمرات الأوراق.
(5) متلددا أي متحيرا (قاموس) وفي ثمرات الأوراق: فبقيت في حيرة.
416

مطعم ومشرب وملبس لا يسألني عن شئ من حالي ويركب كل يوم ركبة فقلت له
يوما أراك تدمن الركوب ففيم ذلك فقال لي إن إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك
قتل أبي صبرا وقد بلغني أنه مختف فأنا أطلبه لأدرك منه ثأري فكثر تعجبي من إدبارنا
إذ ساقني القدر إلى الاختفاء في شمل من يطلب دمي فكرهت الحياة فسألت الرجل
عن اسمه واسم أبيه فخبرني بهما فقلت إني قتلت أباه فقلت له يا هذا قد وجب
علي حقك ومن حقك أن أقرب عليك الخطوة (1) قال وما ذاك قلت أنا إبراهيم بن
سليمان قاتل أبيك فخذ بثأرك قال أحسب أنك رجل قد مللت الاختفاء فأحببت
الموت قلت بل الحق قلت يوم كذا بسبب كذا فلما عرف أني صادق أربد وجهه
واحمرت عيناه وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلي وقال أما أنت فستلقى أبي فيأخذ منك
حقه وأما أنا فغير مخفر ذمتي فاخرج عني فلست آمن نفسي عليك وأعطاني ألف
دينار فلم أقبلها وخرجت من عنده فهذا أكرم رجل رأيته
409 إبراهيم بن سليمان بن هشام ابن عبد الملك
بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر قتله مروان بن محمد بحمص لما خلعه أبوه وأهل حمص
410 إبراهيم بن سليمان الأفطس (2)
من أهل دمشق روى عن الوليد بن عبد الرحمن الحرشي (3) ويزيد بن يزيد بن
جابر ومكحول
روى عنه محمد بن شعيب ويحيى بن حمزة ومحمد بن عيسى بن القاسم بن
سميع الدمشقيون وإسماعيل بن عياش وثور بن يزيد وعبد الله بن سالم
الحمصيون
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن

(1) زيد في ثمرات الأوراق: وأن أدلك على خصمك.
(2) له ترجمة في تهذيب التهذيب 1 / 83.
(3) في تهذيب التهذيب: " الجرشي " وذكره السمعاني في الأنساب فيمن انتسب إلى جرش، وبطن من حمير،
وانظر اللباب والجرح والتعديل 1 / 1 / 102.
417

محمد أنا أبو علي الحسن بن حبيب [* * * *]
قال ونا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان
قالا أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (1) أنا محمد بن شعيب حدثني
وقال تمام أخبرني إبراهيم بن سليمان [* * * *]
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا إبراهيم بن محمد الطيان أنا إبراهيم بن
عبد الله أنا أبو بكر بن زياد أنا العباس بن الوليد أخبرني ابن شعيب حدثني
إبراهيم بن سليمان [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا سليمان بن إبراهيم وسهل بن عبد الله بن علي
القاري وأبو الخير محمد بن أحمد الإمام وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن
محمد الذكواني وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سمير [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن (2) مهران أنا سهل [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاووس أنا سليمان بن إبراهيم
قالوا نا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي نا محمد بن يعقوب بن يوسف نا
العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (3) أنا محمد بن شعيب بن شابور حدثني
إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الحرشي (4) أنه حدثهم عن جبير بن
نفير عن النواس بن سمعان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
يأتي القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم البقرة وآل عمران قال
نواس وضرب لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال يأتيان كأنهما
عبابتان (5) بينهما شرف أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف

(1) بالأصل: " يزيد القيرويني " والصواب ما أثبت " مزيد البيروتي " وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء وفيها
سمع.. ومحمد بن شعيب بن شابور - حدث عنه... وخيثمة بن سليمان 12 / 472.
(2) عن هامش الأصل.
(3) إعجام اللفظين بالأصل وم غير واضح والصواب ما أثبت، وانظر ما لاحظناه قريبا.
(4) كذا بالأصل والمختصر، وانظر ما لاحظناه قريبا.
(5) بالأصل " عيابتان " والمثبت عن المختصر.
418

تجادلان عن صاحبهما ألفاظهم متقاربة [1571]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو
عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة الدمشقي في تسمية أصحاب مكحول
إبراهيم بن سليمان الأفطس
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن
محمد أنا أحمد بن عيمر إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قال سمعت محمود بن
إبراهيم بن محمد بن سميع يقول إبراهيم بن سليمان الأفطس دمشقي ذكره في الطبقة
الخامسة
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
أبو الحسن الفأفاء ح
قال وأنبأنا ابن منده أنا حمد بن عبد الله الأصفهاني إجازة
قالا أنا ابن أبي حاتم (1) قال إبراهيم بن سليمان الأفطس دمشقي روى عن
الوليد بن عبد الرحمن الجرشي روى عنه يحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب
وإسماعيل بن عياش ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع يعد في الدمشقيين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد أنا أبو زرعة الدمشقي (2) قال قلت لعبد الرحمن بن
إبراهيم (3) ما القول (4) في إبراهيم بن سليمان الأفطس فقال ثقة ثبت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 102.
(2) تاريخ أبي زرعة 1 / 401.
(3) كذا بالأصل والمختصر، وفي تاريخ أبي زرعة: صالح.
(4) الأصل والمختصر، وفي تاريخ أبي زرعة: ما تقول.
419

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال قلت له يعني دحيما
إبراهيم بن سليمان الأفطس قال بخ بخ ثقة (1)
411 إبراهيم بن سليم بن أيوب بن سليم
أبو سعد بن أبي الفتح الرازي
سمع أباه أبا الفتح وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان وأبا بكر
الخطيب وأبا الحسين طاهر بن أحمد العابي (2) وأبا الفضل أحمد بن محمد بن
أحمد بن أبي الفراتي وأبا نصر محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب الكاغدي البلخي
بصور وبمكة أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد الأردستاني وكريمة بنت أحمد (3)
وببغداد أبا محمد الجوهري وأبا الحسين بن المهتدي وابن (4) النرسي محمد بن
أحمد وابن النقور ومحمد بن أحمد بن الآبنوسي وأبا جعفر بن المسلمة وبمصر
أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال (5)
سمع منع أبو محمد بن صابر بدمشق وذكر أنه صدوق وغيث بن علي الخطيب (6)
بصور
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه حدثني أبو سعد إبراهيم بن
سليم بن أيوب الرازي حدثني أبي أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن
جعفر السقطي أنا أبو جعفر محمد يحيى بن عمر بن علي بحرب ح
وأخبرنا عاليا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان نا محمد بن
أحمد بن رزق أنا محمد بن يحيى (7) أنا علي بن حرب نا سفيان عن زياد بن

(1) تهذيب التهذيب 1 / 83.
(2) كذا رسمها وفي م: " العاسي ".
(3) ترجمتها في سير أعلام النبلاء 18 / 233 (110).
(4) عن هامش الأصل.
(5) هذه النسبة إلى بيع الطفل وهو الطين الذي يؤكل. وترجم له في الأنساب ترجمة قصيرة.
(6) قوله الخطيب يعني أنه خطيب جامع مدينة صور.
(7) كذا ومحمد بن يحيى نافلة علي بن حرب (يعني ولد ولده) انظر ترجمة محمد بن يحيى في سير أعلام
النبلاء 15 / 357 وترجمة علي بن حرب في السير 12 / 252.
420

علاقة عن أسامة بن شريك قال شهدت النبي (صلى الله عليه وسلم) سئل ما خير أعطي العبد
قال خلق حسن [1572]
قال غيث لم أعلق عنه غير هذا الحديث
ذكر أبو محمد بن الكفاني أن أبا سعد (1) إبراهيم بن الفقيه سليم بن أيوب الرازي
توفي في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة
بدمشق وهكذا ذكر أبو محمد بن صابر
412 إبراهيم بن سويد الأرمني
حدث ببيروت عن أحمد بن حنبل وسمع بدمشق هشام بن عمار
حكى عنه أبو العباس محمد بن سليمان الأصبهاني وأبو سعد ميسرة بن علي
القزويني
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنا أبو الفرج سهل بن
بشر الإسفرايني نا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس نا أبو سعد
ميسرة بن علي نا علي بن أبي طاهر وإبراهيم بن سويد قالا نا هشام بن عمار نا
عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين نا الأوزعي [* * * *]
قال ونا ميسرة بن علي نا محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي وإبراهيم
خالد
قالا نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم الأوزاعي جميعا عن قرة بن
عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول (صلى الله عليه وسلم)
كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه (2) بحمد الله أقطع [1573]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد البروجردي أنا محمد بن
مأمون بن علي الأبيوردي نا أحمد بن محمد بن الحارث أنا عبد الله بن محمد بن
جعفر الحافظ أنا أبو العباس محمد بن سليمان حدثني إبراهيم بن سويد الأرمني

(1) بالأصل: " سعد بن إبراهيم ".
(2) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه، ومختصر ابن منظور 4 / 58.
421

ببيروت قال قلت لأحمد بن حنبل من الخلفاء قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
قال فمعاوية قال لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي رضي الله عنهم
ورحم معاوية
رواها أبو بكر البيهقي عن أبي بكر بن الحارث
413 إبراهيم بن سيار (1)
أبو إسحاق البغدادي الصوفي
كان يسكن المصيصة وقدم دمشق وحدث بها عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد
الهمداني وسفيان بن عيينة ومحمد بن ربيعة الكلابي وإسماعيل بن علية (2)
ومحمد بن عبيد الطنافسي والعلاء بن برد بن سنان وأبي معاوية الضرير وحجاج بن
محمد
روى عنه محمد بن يزيد بن عبد الصمد
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد
ح وأخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم أنا أحمد بن عبد المنعم بن
أحمد بندار
قالا أنا أبو الحسن بن السمسار أنا المظفر بن حاجب نا محمد بن يزيد بن
عبد الصمد نا إبراهيم بن سيار أبو إسحاق الصوفي بغدادي ومسكنه المصيصة قدم
علينا سنة ثلاثين ومائتين نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم
سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش قال استيقظ النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو
محمر وجهه فقال لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم
يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق حلقة قلت يا رسول أنهلك وفينا الصالحون
قال نعم (3) إذا كثر الخبث [1574]

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن م، وانظر تاريخ بغداد (ترجمته 6 / 98).
(2) ضبطت عن التبصير 3 / 968 وتقريب التهذيب، وهي أمه، واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم البصري،
أبو بشر.
(3) سقطت من الأصل وم واستدركت عن مختصر ابن منظور، وهي مستدركة فيه أيضا وعن رواية الحديث،
التالية.
422

أخبرناه عاليا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو سعد محمد بن
الحسن بن أحمد بن أبي علاثة أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا
إبراهيم بن سعيد الجوهري نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب
بنت أبي سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها عن زينب بنت جحش قالت
استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمرا وجهه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد
اقترب فتح اليوم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق قال قلت يا رسول الله
أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث [1575]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل نا علي بن عمر الحافظ نا أبو أحمد
عبد الله بن محمد بن (2) الناصح الفقيه بمصر نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد
الدمشقي نا إبراهيم بن سيار أبي يزيد (3) بغدادي سكن المصيصة نا محمد بن
الحسن الهمداني الكوفي فذكر حديثا
كذا قال وأحسب أن قوله أبي يزيد وهما ولعله سقط من نسب محمد بن
الحسن بن أبي يزيد فكتب في الحاشية فنقل في غير موضعه وصحف أبي يزيد بأبي
زيد والله أعلم
وأخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب
قال (4) إبراهيم بن سيار أبو إسحاق البغدادي (5) سكن المصيصة وحدث بدمشق عن
محمد بن ربيعة الكلابي (6) ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمادني (6)
وسفيان بن عيينة والعلاء بن برد بن سنان وأبي معاوية الضرير (6) وحجاج بن
محمد وابن علية (7) روى عنه محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي.

(1) تاريخ بغداد 6 / 98.
(2) سقطت " بن " من تاريخ بغداد.
(3) في تاريخ بغداد: أبي زيد.
(4) تاريخ بغداد 6 / 98.
(5) ليست في تاريخ بغداد، ومكانها " الصوفي ".
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(7) زيد في تاريخ بغداد: ومحمد بن عبيد الطنافسي.
423

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إبراهيم بن سيار أبو إسحاق الصوفي سكن المصيصة وحدث بها وقال
ابن خيرون بدمشق عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ومحمد بن ربيعة
الكلابي وإسماعيل بن علية وأبي معاوية الضرير وسفيان بن عيينة زاد ابن خيرون
وحجاج بمحمد الأعور ومحمد بن عبيد الطنافسي ثم اتفقا فقالا روى عنه (2)
محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال أما سيار أوله
سين مهملة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها وآخر راء فهو إبراهيم بن سيار أبي يزيد "

(1) تاريخ بغداد 6 / 98.
(2) زيادة عن تاريخ بغداد 6 / 98.
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 431.
424

حرف الشين "
في آباء من اسمه إبراهيم
414 إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي
أبو إسحاق العثماني الخامي المالكي الواعظ
مصري سكن دمشق
حدث عن أبي علي الحسن بن علي بن الحسن الكفر طابي (1) وأبي الحسن
علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي (2) وأبي مسعود صالح بن أحمد الميانجي (3) وأبي
القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي الحراني
روى عنه غيث بن علي وحدثنا عنه أبو الحسن بن قبيس
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا الشريف الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن شكر بن
محمد العثماني الخامي نا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي العلوي
نا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري حدثني أبو حفص عمر بن أيوب
السقطي نا محمد بن الصباح الجرجرائي نا كثير بن مروان عن عبد الله بن يزيد
الدمشقي أخبرني أبو الدرداء وأبو أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء [1576]
وقد أخرجت هذا الحديث عاليا في ترجمة عبد الله بن يزيد

(1) هذه النسبة إلى كفر طاب بلدة بين المعرة ومدينة حلب.
(2) بالأصل " وأبو " والصواب عن م.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى ميانج موضع بالشام،
وذكره السمعاني " أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي " فيمن انتسب إليها وفي م: الميانجي.
425

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال قال لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني قدم
العثماني يعني أبا إسحاق إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي المصري دمشق بعد
العشرين وأربعمائة وسمع من أن أبي الحسن بن عوف وأبي نصر بن الجبان وأبي
القاسم بن الطبيز وأبي الحسن بن السمسار ومن في طبقتهم ونزل عند أبي الحسن بن
الحنائي ولم يذكر في نسبه العثماني
قال ابن الأكفاني وقد دمشق سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وذكر أنه من ولد
عثمان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة قال وفيها يعني سنة سبع وستين
وأربعمئة توفي أبو إسحاق إبراهيم بن شكر بن محمد العثماني الخامي الواعظ
المصري رحمه الله في ليلة الأحد ودفن يوم الأحد الثاني من ذي الحجة بباب
الصغير وكان قد دخل دمشق بعد العشرين وأربعمائة فسمع بها من أبي الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن ياسر وأبي الحسن محمد بن عوف وأبي القاسم
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز السراج وأبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن
عمر بن الجبان المدني الحافظ وغيرهم ثم سافر إلى العراق فأقام ببغداد مدة ذكر أنه
سمع من عبد الملك بن محمد بن بشران وغيره ثم ورد إلى دمشق في سنة سبع
وخمسين وأربعمائة وحدث بها عن جماعة وذكر لي أنه سمع كتاب الناسخ والمنسوخ
من هبة الله بن سلامة بن نصر البغدادي المفسر الضرير وهبة الله بن سلامة هذا توفي
يوم الأربعاء العاشر من رجب من سنة عشر وأربعمائة ودفن ببغداد في مقبرة جامع
المنصور وإبراهيم بن شكر هذا دخلها قبل الثلاثين وأربعمائة بعد خروجه من دمشق
وأراني غيث بن علي بن عبد السلام الأرمنازي رضي الله عنه جزاءا دفعه إليه أبو
إسحاق إبراهيم بن شكر فيه أحاديث جمعه أفرأيت في أثنائه
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس أنا أبو جعفر الديبلي
وأبو إسحاق إبراهيم بن شكر أظنه سمع من أبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن
فراس وأبو محمد الحسن بن أحمد لم يسمع من الديبلي وأبو محمد الحسن بن
أحمد بن إبراهيم بن فراس توفي بمكة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وأبو جعفر
محمد بن إبراهيم الديبلي توفي ليومين خليا من جمادي الأولى سنة اثنتين وعشرين
426

وثلاثمائة حدثنا بذاك أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا
أبو سليمان بن زبر وحدث عن علي بن محمد الزيدي الحراني وعبد الرحمن بن
عبد العزيز بن الطبيز الحلبي نزيل دمشق وذكر أنه سمع من علي بن محمد الزيدي
الحراني كتاب شفاء الصدور في تفسير القرآن للنقاش عنه وروى كتاب تفسير القرآن
لعلي بن محمد بن حبيب الماوردي عنه قال وسمعت الشيخ الحافظ أبا محمد
عبد العزيز بن أحمد الكتاني رحمه الله يقول وقد أريته جزءا من كتب إبراهيم بن شكر
وهو من مصنفات الآجري محمد بن الحسن وهو ملصق والسماع عليه مزور بين
التزوير فقال ما يكفي الزيدي الحراني علي بن محمد أن يكذب حتى يكذب عليه
415 إبراهيم بن شمر أبي عبلة بن يقظان بن المرتجل (1)
أبو إسماعيل ويقال أبو سعيد ويقال أبو إسحاق
ويقال أبو العباس الفلسطيني الرملي ويقال الدمشقي (2)
روى عن أبيه وعن ابن عمر وأبي أمامة وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع
وأبي أبي عبد الله بن أم حرام وأم الدرداء وبلال بن أبي الدرداء (3) وخالد بن
معدان وعدي بن عدي وروح بن زنباع وأبي الجلاس عقبة بن سيار السلمي
وعمر بن عبد العزيز وعبد الله بن عيريد والعريف بن عياش الديلمي وحدير بن
كريب وشريك بن جماشة النميري والوليد بن عبد الرحمن الجرشي وأبي يزيد
الأردني وعبد الواحد بن قيس ويحيى بن أبي عمرو السيباني (4) وأبي سلمة بن
عبد الرحمن وعكرمة مولى بن عباس وعطاء بن أبي رباح وعنبسة بن أبي سفيان
والزهري وأبان بن صالح وعقبة بن وساج
روى عنه مالك والليث والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ويونس بن
يزيد وبكر بن مضر وعمرو بن الحارث ويحيى بن أيوب المصريون وقتادة بن
الفضيل وعبد السلام بن عبد القدوس ورديح بن عطية وعمرو بن بكر السكسكي

(1) في مختصر ابن منظور 4 / 59 وتهذيب التهذيب 1 / 93 وسير أعلام النبلاء 6 / 323 " المرتحل ".
(1) وفي م: المرتحل.
(2) له ترجمة في سير أعلام النبلاء 6 / 323 وبهامشها ثبت بمصادر ترجمت له.
(3) في تهذيب التهذيب: " أم الدرداء الصغرى " وهي هجيمة بنت يحيى لاوصابية انظر طبقات القراء تر 72.
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب.
427

وغياث بن إبراهيم النخعي الكوفي وخالد بن يزيد بن صالح بن (1) صبيح
والوليد بن رباح الرمادي ومحمد بن حمير حمير السليحي (2) الحمصي وهانئ بن
عبد الرحمن بن أبي عبلة (3) ومحمد بن إسحاق بن محصن العكاشي (4) وسليمان بن
وهب وعبد الله بن شوذ ب ومعقل بن عبيد الله وأيوب بن سويد وعبد الله بن
هانئ بن عبد الرحمن وعبد الله بن سالم الحمصي وعبد الله بن المبارك
ويحيى بن حمزة وضمرة بن ربيعة ومسلمة بن علي ومحمد بن إسحاق صاحب
المغازي وإسماعيل بن عبد الله السكوني ومروان بن شجاع الجزري وبقية بن
الوليد والوليد بن كثير
وكان يوجهه الوليد بن عبد الملك من دمشق إلى بيت المقدس فيقسم فيهم
العطاء ودخل على عمر بن عبد العزيز في مسجد داره
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا
قالوا أنا أبو محمد الجوهري
قالا أنا أبو بكر بن مالك نا أبو شعيب الحراني نا أبو جعفر البقيلي نا
كثير بن مروان عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أنس بن مالك قال دخل علينا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يكن فينا أشمط غير أبي بكر فكان يغلفها بالحناء والكتم (5)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل الغلابي أنا أبي قال قال
يحيى بن معين إبراهيم بن أبي عبلة اسم أبي عبلة شمر

(1) زيادة عن تقريب التهذيب.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سليح بطن من قضاعة، وترجم له ترجمة قصيرة، وفيها روى عن
إبراهيم بن أبي عبلة. (الأنساب).
(3) وهو ابن أخيه (تهذيب التهذيب).
4) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى عكاشة بن محصن، وذكره السمعاني وقال: يروي عن إبراهيم بن
أبي عبلة.
(5) الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر (قاموس).
428

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن أنا
أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء نا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن
محمد الدوري يقول سمعت يحيى يقول إبراهيم بن أبي عبلة ثقة أبو عبلة اسمه
شمر إبراهيم بن أبي عبلة قد سمع من أم الدرداء وقد أدركت الحجاج قلت قد روى
سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال لم يلقه سفيان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد أنا أبو زرعة الدمشقي قال (1) فأخبرني إسحاق بن
إبراهيم بن سويد (2) أنه إبراهيم بن شمر بن يقظان العقيلي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو
الفضل بن خيرون [* * * *]
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو الحسين محمد بن أحمد إسحاق
الشاهد أنا عمر بن أحمد (3) بن إسحاق نا خليفة بن خياط العصفري قال
إبراهيم بن أبي عبلة يكنى أبا العباس دمشقي
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد
عبد الوهاب بن محمد بن موسى [* * * *]
وحدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل بن خيرون أنا محمد بن الحسن الأصبهاني
وعبد الوهاب بن محمد بن موسى
قالا أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد أنا محمد بن سهل المقرئ نا
محمد بن إسماعيل البخاري (4) قال إبراهيم بن أبي عبلة أبو إسماعيل الشامي كناه

(1) تاريخ أبي زرعة 1 / 260.
(2) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 214.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كملة صح.
(4) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 310 ترجمة 986.
429

يحيى بن أيوب سمع ابن عمر وابن أم حرام سمع منه ابن (1) المبارك قال لي
الحسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة مات سنة ثنتين وخمسين ومائة قال لي
عبد العزيز نا أبو حذيفة عن إبراهيم بن شمر هو ابن أبي عبلة
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس الشقاني أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن
الحجاج يقول أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة الشامي سمع ابن عمر وابن أم حرام
روى عنه ابن المبارك وضمرة (2)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن
محمد أنا أحمد بن عمير إجازة * * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قال سمعت محمود بن
إبراهيم بن محمد في الطبقة الرابعة قال إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي فلسطيني
شمر بن يقظان رأى ابن عمر وأبا أبي وواثلة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام الرازي أنا
جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة الدمشقي في تسمية نفر متقاربين في السن
عمروا أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا الحسن بن
أحمد المخلدي أنا أبو الفضل بن عصام وهو العباس بن عبد الله بن أحمد نا
هلال بن العلاء أبو عمر الرقي نا ابن نفيل نا كثير بن مروان عن إبراهيم بن أبي عبلة
وهو أبو إسماعيل ويقال أبو إسحاق بن شمر أبي عبلة بن يقظان ويقال مات سنة
إحدى أو اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة عن ابن الديلمي بحديث واثلة في العتق
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا حمد بن عبد الله
إجازة ح

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت عن م وتقدم في بداية الترجمة: ضمرة بن ربيعة.
430

قال وأنا أبو طاهر بن سلمة قراءة أنا أبو الحسن الفأفاء
قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) قال إبراهيم بن شمر وهو ابن أبي
عبلة يكنى بأبي إسماعيل من أهل الرملة رأى ابن عمر وروى عن أبي عبد الله بن
أم حرام وواثلة بن الأسقع روى عنه مالك وسعيد بن عبد العزيز والليث (2)
ويونس وبكر بن مضر سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول هو صدوق ثقة (3)
قال أبو محمد وروى عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى بن الحكاك أنا عبيد الله بن
سعيد بن حاتم أنا أبو الحسن الخصيب (4) بن عبد الله بن محمد أخبرني
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني أبي قال أبو إسماعيل إبراهيم بن شمر بن
يقظان شامي ثقة
أنا موسى بن سهل نا ابن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب حدثني أبو إسماعيل
إبراهيم بن أبي عبلة
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ
نا سليمان بن أحمد الطبراني قال وإبراهيم بن أبي عبلة العقيلي يكنى أبا سعيد
ويقال أبو إسماعيل واسم أبي عبلة شمر بن يقظان
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني (5) إجازة أنا
أبو بكر الصفار أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو
إسماعيل ويقال أبو العباس إبراهيم بن أبي عبلة الشامي العقيلي واسم أبي عبلة
شمر بن يقظان بن المرتجل تابعي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 105.
(2) بالأصل " والليث بن يونس " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(3) زيادة عن الجرح والتعديل.
(4) بالأصل " الخطيب " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 349.
(5) بالأصل " الهمداني " والصواب ما أثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 440.
431

قال إبراهيم بن أبي عبلة يكنى أبا إسماعيل واسم أبي عبلة شمر بن يقظان
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال إبراهيم بن أبي عبلة واسم أبي عبلة شمر بن يقظان يروي عن
واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وعبد الله ابن أم حرام وأبي سلمة بن
عبد الرحمن وغيرهم وعن أبيه أبي عبلة روى عنه ابن أخيه هانئ بن
عبد الرحمن بن أبي عبلة ومحمد بن حمير ومحمد بن إسحاق ومروان بن شجاع
وغيرهم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر
البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي نا نصر بن إبراهيم
المقدسي أنا عبد الرحيم البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال عبلة بالباء معجمة
بواحدة من تحتها بفتح العين إبراهيم بن أبي عبلة شمر بن يقظان
قرأت على أبي محمد عن الأمير أبي نصر بن ماكولا قال وأما عبلة بباء ساكنة
معجمة بواحدة أبو عبلة شمر بن يقظان روى عنه ابنه إبراهيم بن أبي عبلة وابنه
إبراهيم بن أبي عبلة يروي عن أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعبد الله بن أم
حرام وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم روى عنه ابن أخيه هانئ بن
عبد الرحمن بن أبي عبلة ومحمد بن حمير ومروان بن شجاع ومحمد بن إسحاق
وغيرهم
أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سهل
محمود بن عمر العكبري أنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله نا أبو جعفر
محمد بن يوسف الباوردي قراءة عليه في كتابه نا سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب
الحمصي أنا الخطاب بن عثمان الفوزي نا محمد بن حمير نا إبراهيم بن أبي عبلة

(1) الاكمال لابن ماكولا 6 / 307 - 308.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى فوز قرية من قرى حمص بلدة بالشام.
432

قال رأيت من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن عمرو (1) وعبد الله بن أم حرام وواثلة بن
الأسقع وغيرهم (2) يلبسون البرانس ويعمون (3) شواربهم ولا يحفون حتى ترى
الجلدة ولكن قصا حتى يكشفون الشفة ويصفرون بالورس ويخضبون بالحناء والكتم
أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال وقال هيثم بن خارجة نا محمد بن حمير عن
إبراهيم بن أبي عبلة قال أدركت ابن عمر وعبد الله بن عمرو وابن أم حرام
وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك فلامض لاطئه (4) ويصفرون لحاهم
قال أبو زرعة واختلف عن إبراهيم بن أبي عبلة في حديث واثلة وإبراهيم بن
أبي عبلة أبو إسماعيل من القدماء أدرك ابن عمر وواثلة وعبد الله بن عمر وابن أم
حرام وأنس بن مالك
أخبرنا أبو علي المقرئ وحدثني أبو مسعود الشروطي عنه أنا أحمد بن
عبد الله الأصبهاني نا أبو القاسم الطبراني نا أبو يزيد القراطيسي (5) نا المعلى بن
الوليد القعقاعي نا هانئ بن عبد الرحمن حدثني عمي إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي
قال أدركت رجالا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأيت منهم رجلين كلمت أحدهما ولم
أكلم الآخر أبا أبي ابن أم حرام الأنصاري وكان ممن شهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) القبلتين
ورأيت عليه كساء خز أغبر ورأيت واثلة بن الأسقع ولم أكلمه فقام إليه العريف بن
الديلمي حتى جلس إليه فلما قام من عنده لقيته فقلت ماذا حدثك قال حدثني أن
نفرا من بني سليم أتوا النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر حديث العتق
أنبأنا أبو علي الحداد المقرئ ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو

(1) تقدم " ابن عمر " وفي المختصر هنا " ابن عمر ".
(2) بالأصل " وغيرهما ".
(3) في المختصر: " ويقصون ".
(4) كذا بالأصل.
(5) بالأصل " الفراطبسي " والصواب ما أثبت بالقاف، واسمه يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم، انظر ترجمته
في سير الاعلام 13 / 455 (225).
433

نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت
علي بن المديني يسأل عن إبراهيم بن أبي عبلة فقال كان أحد الثقات قال وسمعت
العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي عبلة ثقة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن الطيوري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا أبو الطيب
محمد بن القاسم الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين
يقول [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار (1) أنا محمد بن علي أنا
محمد بن أحمد أنا الأحوص بن المفضل قال قال يحيى بن معين إبراهيم بن أبي
عبلة ثقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أسد نا ضمرة
عن إبراهيم بن أبي عبلة ثقة
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال قلت للدارقطني إبراهيم بن أبي عبلة فقال الطرقات إليه ليست تصفو وهو
بنفسه ثقة (2) لا يخالف الثقات إذا روى عن ثقة
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (3) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا
محمد بن أحمد بن راشد نا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن المقدسي نا ضمرة
عن رجاء بن أبي سلمة قال سأل عمرو بن الوليد رجلا عن إبراهيم بن أبي عبلة
فأخبره فقال عمرو إنه ما علمت هينا مريا من الرجال
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو نصر بن
الجبان إجازة أنا أحمد بن القاسم بن يوسف إجازة نا أحمد بن طاهر بن النجم

(1) بالأصل " بقدار " تحريف، والصواب ما أثبت قياس إلى سند مماثل.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 6 / 324 إلى هنا، وبتمامه في المختصر 4 / 60.
(3) حلية الأولياء 5 / 244.
434

أنا سعيد بن عمرو البردعي قال سألت محمد بن يحيى عن حديث كان في كتابي عنه عن أحمد بن يونس
عن طلحة بن زيد عن إبراهيم بن أبي عبلة فأبى أن يقرأه علي فقلت
له إن إبراهيم بن أبي عبلة أنا أعني بحديثه فقال إبراهيم بن أبي عبلة يا لك من
رجل وطلحة بن زيد بئس الرجل ولا يستحق أن يروى عنه أو كلمة نحوها
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن عبيد بن آدم نا أبو عمير قال سمعت
الوليد بن كثير يقول سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول ليحيى بن أبي عمرو السيباني
وعلي بن أبي حملة (2) أنا أسن منكما كذا قال وإنما هو كثير بن الوليد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو عمير قال سمعت كثير بن
الوليد يقول سمع ابن أبي عبلة يقول للسيباني وابن أبي حملة أنا أكبر منكما
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا إبراهيم (3)
الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني نا أبو
عمير بن النحاس نا ضمرة بن ربيعة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال قدم الوليد بن
عبد الملك فأمرني فتكلمت قال فلقيني عمر بن عبد العزيز فقال يا إبراهيم لقد
وعظت موعظة وقعت من القلوب
قال (4) ونا محمد بن عبيد بن آدم نا أبو عمير نا ضمرة قال قال إبراهيم بن
أبي عبلة قال لي الوليد بن عبد الملك في كم تختم القرآن فقلت في كذا وكذا
فقال أمير المؤمنين على شغله يختم في كل سبع أو في كل ثلاث
قال (5) ونا محمد بن عبيد نا أبو عمير نا ضمرة قال قال لي إبراهيم بن أبي

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(2) ضبطت عن تبصير المنتبه 1 / 266 بفتحتين وإهمال.
(3) حلية الأولياء 5 / 243.
(4) حلية الأولياء 5 / 244.
(5) حلية الأولياء 5 / 245.
435

عبلة كان الوليد بن عبد الملك يبعث معي (1) بقصاع (2) الفضة إلى أهل بيت المقدس
فأقسمها بينهم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن
علي أنا محمد بن أحمد أنا الأحوص بن المفضل أنا أبي نا أبو محمد الدمشقي
عن إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي وكانت له ناحية من عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وأبو محمد عبد الكريم بن
حمزة قالا نا أبو بكر الخطيب أنا الصيرفي نا محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار
نا ابن أبي الدنيا حدثني أبو حفص البخاري أنه حدث عن محمد بن عبد الله بن
علاثة (3) عن إبراهيم بن أبي عبلة قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وهو [ب‍] (4)
مسجد داره وكنت له ناصحا وكان مني مستمعا فقال يا إبراهيم بلغني أن موسى قال
المعنى ما الذي يخلصني من عقابك ويبلغني رضوانك وينجيني من سخطك
قال الاستغفار باللسان والندم بالقلب والترك بالجوارح
قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر الميداني في سماعه من
أبي سليمان بن زبر أنا أبي قال وأنا أبو قلابة نا عبد الملك أبو العباس الباهلي نا إبراهيم بن أبي عبلة
قال دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد والناس يسلمون عليه ويقولون تقبل الله
منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد عليهم ولا ينكر عليهم
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (6) نا عبد الله بن محمد نا
محمد بن أحمد بن راشد نا عبد الله (7) بن هانئ بن عبد الرحمن حدثني أبي عن (7)

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الحلية وم.
(2) بالأصل " بقطاع " والمثبت عن الحلية وفي م: لعصا.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 308 (101)
(4) الزيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 60.
(5) مختصر ابن منظور 4 / 60.
(6) حلية الأولياء 5 / 244 وسير أعلام النبلاء 6 / 324.
(7) ما بين الرقمين بالأصل: " نا عبد الرحمن حدثني أبي عبد الله بن هانئ نا أبي عن.. " والمثبت عبارة
حلية الأولياء.
436

إبراهيم بن أبي عبلة قال بعث إلي هشام بن عبد الملك فقال يا إبراهيم إنا قد عرفناك
صغيرا واختبرناك كبيرا ورضينا بسيرتك وبحالك وقد رأيت أن أخلطك (1) بنفسي
وخاصتي وأشركك في عملي وقد وليتك خراج مصر قال فقلت أما الذي عليه
رأيك يا أمير المؤمنين فالله يجزيك ويثيبك وكفى به جازيا ومثيبا وأما الذي أنا عليه
فمالي بالخراج بصر وما لي عليه قوة قال فغضب حتى اختلج وجهه وكان في عينيه
الحول (2) قال فنظر إلي نظرا منكرا ثم قال لتلين طائعا أو لتلين كارها قال فأمسكت
عن الكلام حتى رأيت غضبه قد انكسر وسورته قد طغيت فقلت يا أمير المؤمنين
أتكلم قال نعم إن الله سبحانه وبحمده قال قال في كتابه " إنا عرضنا الأمانة على
السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها " (3) الآية فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب
عليهن إذا أبين ولا أكرههن إذا كرهن وما أنا بحقيق أن تغضب علي إذ أبيت ولا
تكرهني إذ كرهت قال فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال يا إبراهيم قد أبيت إلا
فقها قد رضينا عنك وأعفيناك
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي بالمدينة أنا الحسن بن
عبد الرحمن بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس أنا
محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا دهثم (4) بن الفضل (5) بن خلف الرملي قال
سمعت ضمرة بن ربيعة يقول ما رأيت لذة العيش إلا في خصلتين أكل الموز بالعسل
في ظل صخرة بيت المقدس وحديث ابن أبي عبلة فلم أر أفصح منه
كذا رواه لنا وإنما سمعه ابن فراس من عباس بن محمد بن قتيبة لا من الديبلي
وقد رواه بعدي لغيري على الصواب
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ (6) نا سليمان بن أحمد الطبراني ناموسي بن عيسى بن المنذر نا أبي نا

(1) عن الحلية والسير، وبالأصل " أخلط ".
(2) كذا بالأصل والسير، وفي الحلية: " قبل ".
(3) سورة الأحزاب، الآية: 72.
(4) في سير أعلام النبلاء: دهيم.
(5) في تهذيب التهذيب: المفضل.
(6) حلية الأولياء 5 / 245.
437

بقية عن إبراهيم بن أبي عبلة قال مرض أهلي فكانت أم الدرداء تصنع لي الطعام فلما
برؤوا قالت إنما كنا (1) نصنع طعامك (2) إذ (3) كان أهلك مرضى فأما إذا (3)
برؤوا فلا
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام عن علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيويه أنا محمد بن القاسم بن جعفر أنا ابن أبي خيثمة نا هارون بن
معروف نا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال قلت للعلاء بن زياد بن مطر
العدوي إني أجد وسوسة في قلبي فقال لي ما أحب لو أنك مت عام أول إنك العام
خير منك عام أول (4)
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر نا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس قالا أنا أبو
عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي نا عبد الغافر بن سلامة الحمصي
نا يحيى بن عثمان نا محمد بن حمير حدثني
إبراهيم بن أبي عبلة قال من حمل شاذ العلماء حمل شرا كثيرا (5)
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي أنا أبو
نصر الوائلي نا الخصيب (6) بن عبد الله بن محمد أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب أخبرني أبي أبو عبد الرحمن أخبرني صفوان بن عمرو نا محمد بن
زياد أبو مسعود من أهل بيت المقدس قال سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول
لمن جاء من الغزو قد جئتم من الجهاد الأصغر فما فعلتم في الجهاد الأكبر قالوا يا
أبا إسماعيل وما الجهاد الأكبر قال (7) جهاد القلب

(1) عن الحلية وبالأصل وم: كان.
(2) سقطت من الأصل وم واستدركت عن الحلية.
(3) عن الحلية والمختصر، وبالأصل: " إذا.... إذ ".
(4) سير أعلام النبلاء 6 / 324 ومختصر ابن منظور 4 / 61.
(5) مختصر ابن منظور، وسير أعلام النبلاء 6 / 324 وفيها " العلم " بدل " العلماء ".
(6) بالأصل " الخطيب " والصواب ما أثبت، تقدم قريبا.
(7) بالأصل " قالوا " والمثبت عن م ومختصر ابن منظور، ونقله في سير أعلام النبلاء 6 / 324 وانظر ما علقه
محققه بحاشيته.
438

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي عثمان أنا الحسن بن
الحسن بن علي بن المنذر أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو
حاتم نا عمرو بن أسلم نا سلم بن ميمون نا محمد أبو عثمان المقدسي عن
إبراهيم بن أبي عبلة قال
لسانك ما بخلت به مصون * فلا تهمله ليس له قيود
وسكن بالصمات خبئ صدر * كما يخبا الزبرجد والفريد
فإنك لن ترد الدهر قولا * نطقت به وأندية قعود
كما لم ترتجع مسقاة ماء * ولم يرتد في الرحم الوليد (1) *
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال ومات إبراهيم بن أبي عبلة سنة
إحدى وخمسين وهو إبراهيم بن شمر بن يقظان العقيلي
وقال ضمرة هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة ثنتين وخمسين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن أحمد بن فهر العلاف قالا أنا أبو الحسن الحنائي أنا أبو
القاسم الحسن بن محمد السكوني نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نا
محمد بن عبد الملك بن زنجويه نا نعيم بن حماد قال قال ضمرة مات ابن أبي
عبلة سنة اثنتين وخمسين ومائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة الدمشقي (2) نا محمد بن أبي أسامة عن
ضمرة قال هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين أحمد بن
علي بن الحسين التوزي (3) نا أحمد بن الطيب ابن منصور بن الحجاج الوراق نا

(1) الأبيات في مختصر ابن منظور 4 / 61.
(2) تاريخ أبي زرعة 1 / 260 وتهذيب التهذيب 1 / 94 نقلا عن محمد بن أبي أسامة.
(3) ضبطت عن الأنساب بفتح التاء والواو المشددة وهذه النسبة إلى بعض بلاد فارس. (الأنساب) وفي ياقوت:
توز وهي توج مدينة بفارس قريبة من كازرون. وفي الأنساب: أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن بن
التوزي القاضي.
439

محمد بن مخلد العطار نا عباس بن محمد قال سمعت أبو مسلم المستملي يقول
مات إبراهيم بن أبي عبلة سنة إحدى أو اثنتين وخمسين (1) ومائة
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده وحدثني أبو مسعود
عبد الجليل بن محمد وأبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي
عبد الله بن منده قال قال لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن أبي عبلة القيسي ثم
العقيلي واسم أبي عبلة شمر بن يقظان يكنى أبا إسماعيل من أهل فلسطين قدم
الإسكندرية روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد ويحيى بن أيوب توفي
سنة اثنتين وخمسين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا حياة بن شريح وسعيد بن أسد قالا نا
ضمرة قال مات [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب أنا أبو محمد عبد الله بن
يحيى بن عبد الجبار السكري نا عبد الصمد بن علي الطستي (2) نا إبراهيم بن
أحمد بن مروان نا محمد بن إبراهيم المروزي نا محمد بن عمرو الكلبي قال قال
ضمرة هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة وقال سعيد سنة
اثنتين ولم يشك وكذلك قال الوليد بن أبي طلحة عن ضمرة من غير شك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر بن سوار أنا أبو الفضل الكوفي [* * * *]
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفضل عبيد الله بن علي أنا أبو
الحسن بن الجندي أنا عبد الله بن أبي داود نا ابن مصفى نا ضمرة قال هلك
إبراهيم بن أبي عبلة سنة ثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة

(1) قوله في تهذيب التهذيب 1 / 94.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 555 (331).
440

416 إبراهيم بن شيبان بن محمد بن شيبان أبو
طاهر النفيلي
المرتب بالمدرسة النظامية ببغداد من أهل دمشق
ذكر لي أنه ولد ببانياس (1) في جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وأربع مائة
وسمع جده لأمه محمد بن أبي نصر الطالقاني الصوفي وسمع ببغداد أبا نصر الزينبي
كتبت عنه شيئا يسيرا ولم يكن مرضي الطريقة
أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن شيبان بن محمد النفيلي الدمشقي المرتب ببغداد أنا
الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي الهاشمي في المحرم سنة خمس
وسبعين وأربعمائة أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق المعروف بابن
زنفور نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا كامل بن طلحة نا مالك عن
الزهري عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقرأ في المغرب
بالطور
قرأت بخط أبي المعمر المبارك بن أحمد بن المعمر الأنصاري مات أبو طاهر
إبراهيم بن شيبان بن محمد بن شيبان المرتب رابع جمادي الأولى يعني من سنة تسع
وثلاثين وخمسمائة ببغداد
417 إبراهيم بن شيبان القرميسيني (2)
من مشايخ الصوفية
حدث عن علي بن الحسن بن أبي العنبر وصحب أبا عبد الله محمد بن إسماعيل
المغربي وإبراهيم بن أحمد الخواص
روى عنه أبو زيد محمد بن أحمد المرزوي الفقيه والحسن بن إبراهيم

(1) بانياس: بلدة من بلاد فلسطين (الأنساب).
(2) هذه النسبة إلى قرميسين بكسر القاف والميم وسكون الراء، وهي بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من
همذان عند دينور (الأنساب).
له ترجمة في سير أعلام النبلاء 15 392 وانظر بهامشه ثبتا بمصادر ترجمت له.
441

القرميسيني ومحمد بن عبد الله بن شاذان الرازي وعبد الرحمن بن عبد الله الدقاق
ومحمد بن محمد بن ثوابه
واجتاز في سياحته بمعان (1) من البلقاء من أعمال دمشق
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر أنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن يحيى أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا الشيخ أبو زيد
محمد بن أحمد الفقيه المروزي نا إبراهيم بن شيبان الزاهد بقرميسين نا (2)
علي بن الحسن بن أبي العنبر نا منصور بن أبي مزاحم نا أبو شيبة عن الحكم عن
مقسم عن ابن عباس قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى حنظلة الراهب وحمزة بن
عبد المطلب تغسلهما الملائكة [1577]
أنبأتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري (3) الإبري (4) قالت أنا
جعفر بن أحمد السراج قال سمعت أبا الحسن علي بن محمود المروزي الصوفي يقول سمعت محمد بن محمد بن ثوابة قال سمعت إبراهيم بن شيبان
يقول خرجت
مع أبي عبد الله المغربي على طريق تبوك (5) فلما أشرفنا على معان وكان له بمعان شيخ
يقال له أبو الحسن المعاني فنزل عليه وما كنت رأيته قبل ولكن سمعت باسمه فوق
في خاطري إذا دخلت إلى معان قلت له يصلح لنا عدسا بخل فالتفت إلي الشيخ قال
لي احفظ خاطرك فقلت له ليس إلا خير فأخذ الركوة من يدي فجعلت أتقلب (6)
على الرمضاء وأقول لا أعود فلما رضي عني رد الركوة إلي فلما دخلنا إلى معان قال
لي الشيخ أبو الحسن المعاني وما رآني قط قد عاد خاطرك على الجماعة كل ما عندنا
عدس بخل

(1) مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).
(2) زيادة لازمة.
(3) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل واستدرك عن الأنساب (الإبري) وانظر ترجمتها في سير أعلام النبلاء
20 / 542 (344).
(4) الإبري بكسر الألف وفتح الباء هذه النسبة إلى بيع الإبر وعملها وهي جمع إبرة وهي التي يخاط بها.
(5) تبوك: مدينة بين وادي القرى والشام (معجم البلدان).
(6) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " أنقلب ".
442

أنبأنا أبو الحسن بن إسماعيل أنا أبو بكر بن أبي زكريا قال قال لنا أبو
عبد الرحمن السلمي في كتاب تاريخ الصوفية إبراهيم بن شيبان أبو إسحاق من
جلة (1) مشايخ الجبل نزل قرميسين ومات بها وقبره بها ظاهر يتبرك بحضوره صحب
أبا عبد الله المغربي وإبراهيم الخواص وغيرهما من المشايخ وهو من جلة (1) المشايخ وأورعهم وأحسنهم حالا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (2) ومنهم
أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان القرميسيني شيخ وقته صحب أبا عبد الله المغربي
والخواص وغيرهما
أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه أنا أبو بكر بن أبي زكريا
المزكي أنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت عبد الله بن محمد المعلم يقول
سئل عبد الله بن منازل عن إبراهيم بن شيبان فقال إبراهيم حجة الله على الفقراء
وأهل الآداب والمعاملات (3)
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول (4) سمعت إبراهيم بن
شيبان يقول من أراد أن يتعطل ويتبطل فليلزم (5) الرخص
وقال علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية وما كان
غير هذا فهو المغاليط والزندقة (6)

(1) في مختصر ابن منظور: جملة.
(2) الرسالة القشيرية ص 425.
(3) سير أعلام النبلاء 15 / 392 وفي المختصر: سئل ابن المبارك بدل " منازل ".
(4) الرسالة القشيرية ص 425.
(5) عن الرسالة القشيرية وبالأصل " فليزم ".
(6) الرسالة الشيرية والمختصر، وسير أعلام النبلاء 15 / 393 وفي السير " المغالطة " بدل " المغايط " وعقب
الذهبي قال:
قلت: صدقت والله، فإن الفناء والبقاء من ترهات الصوفية، أطلقه بعضهم، فدخل من بابه كل إلحادي وكل
زنديق، وقالوا: ما سوى الله باطل، فان، والله تعالى هو الباقي، وهو هذه الكائنات، وما ثم شئ غيره.
ويقول شاعرهم:
ما أنت غير الكون * بل أنت عينه.
ويقول الاخر:
وما ثم إلا الله ليس سواه
فانظر إلى هذا المروق والضلال، بل كل ما سوى الله محدث موجود، قال الله تعالى: (خلق السماوات
والأرض وما بينهما في ستة أيام).
وإنما أراد قدماء الصوفية بالفناء نسيان المخلوقات وتركها، وفناء النفس عن التشاغل بما سوى الله، ولا
يسلم إليهم هذا أيضا، بل أمرنا الله ورسوله بالتشاغل بالمخلوقات ورؤيتها والاقبال عليها، وتعظيم
خالقها ".
443

كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم
قال سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول سمعت
إبراهيم بن شيبان يقول الخلق محل الآفات وأكثر منهم آفة من يأنس بهم أو يسكن
إليهم (1)
قال وسمعت محمد بن الحسين يقول سمعت منصور بن عبد الله يقول
سمعت إبراهيم بن شيبان وسألته ما الورع قال الورع أن تسلم مما يختلج منه صدرك
من الشبهات ويسلم المسلمون من شر أعصابك ظاهرا وباطنا
قال وأنا محمد بن الحسين قال سمعت الحسن بن إبراهيم القرميسيني يقول
دخلت على إبراهيم بن شيبان فقال لي لم جئتني قلت لأخدمك قال استأذنت
والديك قلت نعم وأذنا لي فدخل عليه قوم من السوقة وقوم من الفقراء فقال لي
قم واخدمهم فنظرت في البيت إلى سفرتين إحداهما جديدة والأخرى خلقة فقدمت
الجديدة إلى الفقراء والخلقة إلى السوقة وحملت الطعام النظيف إلى الفقراء وغيره إلى
السوقة فنظر إلي واستبشر وقال من علمك ذا قلت حسن نيتي فيك فقال لي
بارك الله عليك
فما حلفت بعد ذلك بارا ولا حانثا وما عققت والدي وما عقني أحد من
أولادي
قال وأنا محمد بن الحسين قال مات إبراهيم بن شيبان سنة ثلاثين
وثلاثمائة (2)

(1) مختصر ابن منظور 4 / 63.
(2) في سير الاعلام 15 / 394 والوافي 6 / 20 سنة 337 ه‍.
444

حرف الصاد
في آباء من اسمه إبراهيم "
418 إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله
ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (1)
أمير دمشق من قبل المهدي وولي مصر من قبل المهدي أيصا مرتين وولي
الجزيرة لموسى الهادي
حكى عن عبد الله بن وهب المصري
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أحمد بن عيسى بن حمدون نا مساور بن
أحمد قال قال إسحاق بن سليمان توفي أمير المؤمنين المهدي سنة تسع وستين
ومائة وأميره على كور دمشق والأردن إبراهيم بن صالح فتوفي المهدي وولي الهادي
والأمير على كور دمشق والأردن وقبرس (2) إبراهيم بن صالح فأقره الهادي على
أعماله فلم يزل عليها حتى مات وولي هارون الرشيد الخلافة سنة سبعين ومائة
والأمير على كور دمشق والأردن وقراس إبراهيم بن صالح فعزله وولاه محمد بن
إبراهيم فلم يزل واليا على كور دمشق إلى سنة اثنتين وسبعين ثم ولى هارون
إبراهيم بن صالح فلم يزل واليا عليها إلى سنة خمس وسبعين ومائة
قال غير إسحاق بسليمان كان أول ما هاج الحرب بالشام في أيام أبي

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 274 وانظر بحاشيته ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
(2) قبرس: جزيرة في بحر الروم (معجم البلدان).
445

الهيذام (1) المري والأمير يومئذ بدمشق عبد الصمد بن علي يعني بعد إبراهيم وكثرت
القتلى بين القيسية واليمانية وعزل عبد الصمد بن علي عن دمشق وقدم إبراهيم بن
صالح عاملا على دمشق وهم على ذلك الشر فكان ذلك نحوا من سنتين ثم تداعى القوم
بعد شر طويل إلى الصلح هذا قول المدائني
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي نا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط (2) في
تسمية عمال موسى الهادي على الجزيرة ولاها رجلا من أهل (3) خراسان يكنى أبا
هريرة وولاها إبراهيم بن صالح
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر سوية (4) أنا
أبو سعيد الصيرفي أنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار نا أبو بكر بن
أبي الدنيا قال وبلغني عن أحمد بن أبي الحواري حدثني محمد أخي قال دخل عباد بن
عباد على إبراهيم بن صالح وهو على فلسطين وعليه قلنسيان وهو حافي فقال
عظني فقال بما أعظك أصلحك الله بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم
من الموتى فانظر ماذا يعرض على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عملك قال فبكى إبراهيم حتى
سالت دموعه على لحيته
كذا رواها ابن أبي الدنيا بلاغا عن ابن أبي الحواري
أخبرنا أبو الحسين (5) محمد بن كامل المقدسي أنا أبي أبو الحسن كامل بن
ديسم أنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر القزويني نا أبا العباس أحمد بن
محمد بن الحاج بن يحيى الإشبيلي نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي
العقب قراءة عليه نا أبو عمرو محمد بن علي بن خلف بن عبد الواحد اصرار نا

(1) واسمه عامر بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو.... بن ريث بن غطفان المري أحد فرسان العرب
المشهورين.
انظر الطبري 8 / 251 وابن الأثير 6 / 127 حوادث سنة 176 ه‍.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 446.
(3) زيادة عن تاريخ خليفة.
(4) ضبطت عن التبصير 2 / 681 وفيه: أبو نصر أحمد بن محمد.
(5) في فهارس شيوخ ابن عساكر " أبو القاسم " المطبوعة 7 / 441.
446

أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري نا أخي محمد بن عبد الله قال دخل عباد
الخواص على إبراهيم بن صالح وهو أمير فلسطين فقال له إبراهيم عظني فقال أعظك
أصلحك الله قد بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى قال
وعليه قلنسيان (1) وهو حافي فانظر ماذا يعرض على رسول (2) الله (صلى الله عليه وسلم) من عملك قال
فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو محمد الرملي
حدثني أبو عمير بن النحاس قال حدثتني أمي عن أخيها وكان يقال له داود الرطال
وكان مولى لإبراهيم بن صالح بن علي قال لما احتضر إبراهيم بن صالح قلت له يا
مولاي قل لا إله إلا الله فقال فعلتها يا داود
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم [* * * *]
وحدثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو
عبد الله بن منده
وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأني أبو عمرو بن منده عن أبيه قال قال
لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس كان أمير مصر
حكى عنه ابن وهب توفي يوم الخميس لليلتين خلتا من شعبان سنة ست وسبعين
ومائة (3)
419 إبراهيم بن صالح
أبو إسحاق العقيلي (4)
شاعر من أهل دمشق فمما قرأته من شعره بخط بعض أهل الأدب (5)

(1) بالأصل " قلنسيين ".
(2) استدركت عن هامش الأصل.
(3) زيد في سير أعلام النبلاء 8 / 274 ودفن بمصر.
(4) الوافي بالوفيات 6 / 22 ومعجم الأدباء 1 / 162 وأنباء الرواة 1 / 204.
(5) الأبيات في مختصر ابن منظور 4 / 64 - 65.
447

فديت من خدشني عابثا * فصار في الوجنة كالنقش
خدش خدي ولدمعي به * من حبه خدش على خدش
فقلت لما لم أجد حيلة * وعيل صبري ووهى بطشي
إن كان يا مولاي قد فاتني * أخذك في دنياي بالأرش (1)
فليس في الحشر لدي عرضنا * يغفل عن ظلمك ذو العرش
ها أنا مكتوم في حبكم * كالشن مطروح على الفرش
وعن قليل غير شك * ترى عبدك محمولا على النعش *
420 إبراهيم بن الصباح الحميري
ذكر أبو الحسن المدائني أنه كان عند عبد الملك بن مروان بدمشق فاستشاره
في قتل عمرو بن سعيد ولم يصنع شيئا فإن الذي كان عند عبد الملك كريب بن إبراهيم
ابنه وقد ذكرت أخباره في موضعها "

(1) الأرش: الدية (قاموس).
448

حرف الضاد فارغ " "
حرف الطاء "
في آباء من اسمه إبراهيم
421 إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم
ابن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم
أبو إسحاق القرشي (1) المعروف بالخشوعي (2) الرفاء الصواف
سمع أبا القاسم بن أبي العلاء وأبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ
وأبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ البغدادي وأبا الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي
كتبت عنه وكان ثقة خيرا
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات بقراءتي غير مرة أنا أبو القاسم علي بن محمد بن
علي المصيصي أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن
سعيد بن المروزيان ببغداد أنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري
الستوري (3) نا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي نا هشيم عن يونس بن عبيد عن
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مطل الغني ظلم وإذا أحلت على ملئ ف

(1) في مختصر ابن منظور 4 / 65 " الفرشي " وفي سير أعلام النبلاء 21 / 357 الفرشي نسبة إلى بيع الفرش.
(2) الخشوعي نسبة إلى الخشوع في الصلاة. وقال ابن عساكر في ترجمة أبي طاهر بركات بن إبراهيم
الخشوعي: وسألت ابنه لم سموا الخشوعيين؟ فقال: كان جدنا الاعلى يؤم الناس، فتوفي في المحراب،
فسمي الخشوعي سير أعلام النبلاء 21 357.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 442.
وهذه النسبة إلى الستر وجمعه الستور، وهذه النسبة إما إلى حفظ الستور والبوابية على ما جرت به عادة
الملوك، أو حمل أستار الكعبة (انظر الأنساب).
449

اتبعه ولا تبع بيعتين في بيعة [1578]
توفي إبراهيم الخشوعي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الثاني والعشرين من
شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وشهدت دفنه بباب الفراديس
422 إبراهيم بن طلحة بن عمرو بن مرة الجهني
روى عن أبيه
روى عنه ابنه سعيد بن إبراهيم "
450

حرف الظاء فارغ " "
حرف العين "
في آباء من اسمه إبراهيم
423 إبراهيم بن عباد التميمي البصري (1)
حدث عن هشام بن عمار
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي المقرئ
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال عن أبي بكر أحمد بن
الفضل بن محمد الباطرقاني نا أحمد بن محمد بن يوسف بن مروة نا أبو الحسن
علي بن داود المقرئ أخبرني محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي المقرئ نا أبو
إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي المقرئ حدثني إبراهيم بن عباد نا هشام بن
عمار نا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر أنه قرأ على عثمان
هكذا قال الوليد
424 إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن
ابن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو الحسين الشريف
القاضي ولي القضاء بدمشق والخطابة في أيام أبي تميم معد الملقب بالمستنصر
نيابة عن قاضي قضاته أبي محمد القاسم بن عبد العزيز بن محمد بن النعمان بعد عمه
أبي تراب المحسن بن محمد بن العباس ثم (2) عزل بأبي الحسين يحيى بن زيد الزيدي

(1) في مختصر ابن منظور 4 / 66 " المصري " وفي م: النضري.
(2) عن م، وانظر مختصر ابن منظور 4 / 66 وبالأصل " بن ".
451

ثم أعيد إلى القضاء
روى عن أبي عبد الله بن أبي كامل بالإجازة أخبرنا عنه ابنه الشريف أبو القاسم
النسيب
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال قرأت على والدي أبي الحسين
إبراهيم بن العباس بن الحسن الحسيني نصر الله وجمعه قلت أخبركم أبو عبد الله
الحسين بن عبد الله الأطرابلسي إجازة أنا خيثمة بن سليمان القرشي نا أبو عبيدة
السري بن يحيى نا يعلى بن عبيد نا سفيان الثوري عن منصور عن المنهال بن
عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعوذ الحسن
والحسين عليهما السلام يقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن
كل عين لامة ويقول هكذا كان أبي إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق صلى الله
عليهم أجمعين [1579]
ذكر ابنه الشريف النسيب أن مولده في محرم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني قال توفي القاضي
الشريف مستخص الدولة أبو الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن الحسيني يوم السبت
التاسع والعشرين من شعبان سنة أربع وخمسين وأربعمائة ضحوة نهار وأخرج العصر
ودفن في باب الصغير وكان قد سمع منه ولده نسيب الدولة أبو القاسم علي بن إبراهيم
جزءا من حديث أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل وجد عليه إجازة له من
ابن أبي كامل ولم يسمع منه أحد غيره وأخرج إلي ولده نسيب الدولة أبو القاسم علي
جزءا فيه ذكر أسانيد قراءة أبي عمرو بن العلاء المازني البصري نقلا وإذنا للتلاوة على
أبي الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز الجوهري وخطه للشريف أبي الحسين
إبراهيم بن العباس الحسيني أنه قرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره بقراءة أبي عمرو بن
العلاء التي قرأتها على غلام النساك وكانت قراءته بها في شوال سنة ست وأربعمائة.
452