الكتاب: كتاب المجروحين
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٢
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: محمود إبراهيم زايد
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات: توزيع : دار الباز للنشر والتوزيع - عباس أحمد الباز - مكة المكرمة

كتاب
المجروحين
من المحدثين والضعفاء المتروكين
للامام الحافظ
محمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي
المتوفى سنة 354 ه‍
الجزء الثاني
تحقيق
محمود إبراهيم زايد
1

بسم الله الرحمن الرحيم
باب العين
عبد الله بن محمد: بن عقيل بن [أبى] طالب الهاشمي (1)، أمه زينب الصغرى بنت
علي بن أبي طالب، يروى عن ابن عمر وجابر، روى عنه ابن عجلان والثوري وزهير
ابن معاوية (2) وكان عبد الله من سادات المسلمين من فقهاء أهل البيت وقرائهم
إلا أنه كان ردئ الحفظ، كان يحدث على التوهم، فيجئ بالخبر على غير سننه، فلما
كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها والاحتجاج بضدها.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان
عن عبد الله بن محمد بن عقيل
أخبرنا مكحول ببيروت قال: حدثنا جعفر بن أبان قال قلت ليحيى بن معين:
عاصم ابن عبيد الله وابن عقيل، أيهما أعجب إليك؟ قال: حما فيهما أحد يعجبني.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن الحنفية عن علي قال: كفن النبي صلى الله عليه وسلم
في سبعة أثواب، أخبرناه السختياني; قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة
عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية، وإنما كان ثياب النبي صلى الله عليه وسلم التي كفن
فيها ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة.

(1) عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: روى عن الطفيل بن أبي أيضا. والعلماء ما بين مضعف
له أو ملين أو تارك للاحتجاج به أو متكلم عليه من قبل حفظه. وقال الذهبي في الميزان: حديثه في مرتبة
الحسن.
الميزان 484 / 2 التاريخ الكبير 183 / 5
(2) زهير بن معاوية. في التاريخ الكبير: زهير بن محمد.
3

وهو الذي روى عن علي بن حسين بن علي عن أبي رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين فإذا صلى وخطب
أتى بأحدهما وهو في مصلاه، فذبحه بيده بالمدية (1)، ثم يقول: هذا عن أمتي،
من شهد لله بالتوحيد ولى بالبلاغ، ثم يؤتى بالآخر وهو في مصلاه فيذبحه بنفسه ثم
يقول: اللهم هذا عن محمد وأهل بيته، فيطعمهما جميعا المساكين، ويأكل هو وأهله
منهما. إلى آخر الحديث. أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا
أبو عامر العقدي عن زهير بن محمد عن ابن عقيل عن علي بن حسين بن علي.
وروى ابن عقيل عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أخوف ما أخاف
على أمتي من بعدي لعمل قوم لوط (2) ". أخبرناه أبو يعلى. قال: حدثنا إسحاق
قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن عبد الواحد عن ابن عقيل
عن جابر.
عبد الله بن عبيدة: الربذي، أخو موسى بن عبيدة (3)، يروى عن عقبة بن
عامر، روى عنه أخوه " موسى بن عبيدة. منكر الحديث جدا فلست أدرى السبب
الواقع في أخباره من عبد الله أو من أخيه، لان أخاه موسى ليس بشئ في الحديث،
وليس له راو غيره فمن هنا اشتبه أمره، ووجب تركه.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سألت يحيى بن معين عن
عبد الله بن عبيدة الربذي، فقال: هو أخو موسى بن عبيدة، ولم يرو عن عبد الله
غير موسى، وحديثهما ضعيف.

(1) في الأصل بالمدينة والصواب بالمدية. يراجع المنتقى بشرح قيل الأوطار 125 / 5.
(2) الحديث أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن جابر ورمز له السيوطي بالضعف وعلق
المناوي عليه بأن فيه " عبد الله بن محمد بن عقيل ".
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 420 / 2
(3) التاريخ الكبير 143 / 5 الميزان 459 / 2.
4

عبد الله بن عصم: أبو علوان (1). يروى عن ابن عباس وابن عمر، روى
عنه شريك وأهل الكوفة، منكر الحديث جدا على قلة روايته، يروى عن
الاثبات مالا يشبه أحاديثهم، حتى يسبق إلى القلب أنها موهومة أو موضوعة.
روى عن ابن عمر قال: كانت الصلاة خمسين والغسل من الجنابة سبع مرات،
وغسل الثوب من البول سبع مرات، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل حتى جعلت الصلاة
خمسا وغسل ما ذكر مرة. أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا على بن إسحاق
السمرقندي، قال: حدثنا أيوب بن جابر، قال: حدثنا عبد الله بن عاصم عن ابن
عمر، على أن أيوب بن جابر أيضا شبه لا شئ.
عبد الله بن أبي ليلي: الأنصاري (2)، واسم أبيه يسار فيما زعموا، يروى عن علي
: " من قرأ خلف الامام فقد أخطأ الفطرة ". روى عنه ابنه المختار بن عبد الله
وهذا شئ لا أصل له عن علي، لان المشهور عن علي ما روى عنه عبيد الله بن أبي رافع
أنه كان يرى القراءة خلف الإمام، وابن أبي ليلى هذا رجل مجهول ما أعلم له شيئا
يرويه عن علي غير هذا الحرف المنكر الذي يشهد إجماع المسلمين قاطبة ببطلانه. وذلك
أن أهل الصلاة لم يختلفوا من لدن الصحابة إلى يومنا هذا - ممن ينسب إلى العلم
منهم - أن من قرأ خلف الامام تجزيه صلاته، وإنما اختار أهل الكوفة ترك
القراءة خلف الإمام فقط لا أنهم لم يجيزوه، ففي إجماعهم على إجازة القراءة خلف الإمام
دليل على بطلان رواية ابن أبي ليلى هذا.

(1) عبد الله بن عصم أبو علوان: في المخطوطة: " ابن عاصم " وفى التاريخ الكبير: " ابن عصمة "
ونقل عن شريك أنه " ابن عصم " وكذلك في الميزان والخلاصة. وعصم: بضم العين وإسكان الصاد
وفي التقريب " عصيم " بالتصغير. قال ابن عدي: أنكرت حديثه، وقال أبو حاتم: شيخ، ونقل في تعليقة
على ديوان الضعفاء أن ابن حبان أفرط فيه وتناقض.
التاريخ الكبير 159 / 5، الميزان 460 / 2، ديوان الضعفاء للذهبي 172
(2) عبد الله بن يسار: ابن أبي ليلى الأنصاري: عن علي له حديث قال البخاري: لا يصح.
التاريخ الكبير 234 / 5، الميزان 527 / 2.
5

عبد الله بن مكنف (1): شيخ يروى عن أنس بن مالك. روى عنه محمد بن إسحاق
بن يسار، لا اعلم له سماعا من أنس ولا لمحمد بن إسحاق عنه، وهذا منقطع
من جهتين. لا يجوز الاحتجاج به، وقد كان مع ذلك مختاريا.
عبد الله بن عامر الأسلمي: من أهل المدينة (2)، كنيته أبو عامر، يروى عن
الزهري وسهل ابن أبي صالح، روى عنه أهل المدينة والعراقيون، مات سنة ثنتين
وخمسين ومائة، كان ممن يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل والموقوف.
روى عن ابن المنكدر عن ابن عمر قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا
استفتح الصلاة قال: " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما
وما أنا من المشركين. سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله
غيرك، إن صلاتي نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا أول المسلمين ". أخبرناه محمد بن أحمد الشطري ببغداد. قال: حدثنا عبد الوهاب بن قليم المكي، قال:
حدثنا المعافى بن عمران. قال: حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن ابن المنكدر
عن ابن عمر.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: عبد الله بن عامر الأسلمي ليس بشئ.
عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمرى (3): أخو عبيد الله

(1) عبد الله بن مكنف: في المخطوطة " مكنون " أورد له البخاري حديث: " أحد جبل يحبنا ونحبه " الخ
ثم قال: وفيه نظر.
التاريخ الكبير 193 / 5، الميزان 507 / 2 ديوان الضعفاء 178
(2) عبد الله عامر الأسلمي: قال البخاري: يتكلمون في حفظه. ضعفه أحمد والنسائي والدار قطني
وابن المديني وقال ابن سعد: كثير الحديث قارئ القرآن يستضعف.
التاريخ الكبير 156 / 5، الميزان 448 / 2
(3) عبد الله بن عمر بن حفص: قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه وقال ابن معين: ليس به
بأس يكتب حديثه وقال مرة: صاخ ثقة وقال ابن حنبل! صاخ لا بأس به وقال بن عدي! هو في نفسه
صدوق وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى. وضعفه ابن المديني.
التاريخ الكبير 145 / 5 الميزان 465 / 2.
6

ابن عمر، من أهل المدينة، يروى عن نافع. روى عنه العراقيون وأهل المدينة، كان
ممن غلب عليه الصلاح والعبادة حتى غفل عن ضبط الاخبار وجودة الحفظ للآثار،
فرفع المناكير في روايته فلما فحش خطؤه استحق الترك. ومات سنة ثلاث
وسبعين ومائة.
أخبرنا الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث
عن عبد الله بن عمر.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
توضأ خلل لحيته. وروى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى عرافا
يسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة "
وروى عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم للفارس سهمين
وللراجل سهما. فيما يشبه هذا من المقلوبات والملزوقات التي لا ينكره [إلا] من
أمعن في العلم وطلبه في مظانه.
عبد الله بن زياد بن سمعان: مولى أم سلمة (1). من أهل المدينة. يروى
عن الزهري ونافع وقد روى عن مجاهد ولم يره. روى عنه ابن وهب، كان ممن
يروى عمن لم يره ويحدث بما لم يسمع.
روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " لا بأس
بأكل كل طير ما خلا البوم والرخم ". روى عنه بشر بن الوليد.

(1) عبد ابن زياد بن سليمان بن سمعان! قال البخاري: سكتوا عنه. وكان مالك يضعفه ولم
يشهد له أحد بخير في الميزان الكبير 96 / 5 الميزان 423 / 2.
7

أ خبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة. قال حدثنا أبو مسهر قال:
حدثني عمر بن عبيد بن عبد الواحد. قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله
ما تقول في ابن سمعان؟ قال: كان كذابا.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز، قال: حدثنا أبو زرعة. قال: حدثنا يحيى بن معين
عن حجاج بن محمد قال: اجتمع ابن سمعان ومحمد بن إسحاق عند عبيد الله، فقال:
ابن سمعان: حدثنا مجاهد، فقال محمد بن إسحاق: كذب والله ما من سمع مجاهد، أنا
أسن منه ما سمعت من مجاهد شيئا ولا رأيته.
عبد الله بن عبد العزيز الليثي: من أهل المدينة، كنيته أبو عبد العزيز (1)،
يروى عن الزهري وسعد بن إبراهيم وأهل المدينة، روى عنه سعيد بن عبد الجبار
وعثمان بن سعيد بن كثير والبغداديون كان ممن اختلط بأخرة حتى كان يقلب
الأسانيد وهو لا يعلم ويرفع المراسيل من حيث لا يفهم فاستحق الترك، وربما أدخل
بينه وبين الزهري محمد بن عبد العزيز.
عبد الله بن عرادة السدوسي الشيباني (2): كنيته أبو شيبان من أهل
خوزستان. يروى عن داود بن أبي هند وزيد العمى. روى عنه إسماعيل بن مسلمة
ابن قعنب وداهر بن نوح الأهوازي. كان ممن يقلب الاخبار ويخطئ في الآثار
توهما، لا يجوز الاحتجاج بما رواه إلا فيما وافق الثقات.

(1) عبد الله بن عبد العزيز الليثي: كنيته في التاريخ الكبير والميزان أبو عبد الرحمن وهنا وفى بعض
أخباره بالميزان " أبو عبد العزيز " قال البخاري: منكر الحديث ولم يشهد له أحد بخير في الميزان.
التاريخ الكبير 140 / 5 الميزان 455 / 2
(2) عبد الله بن عرادة السدوسي الشيباني: قال البخاري: منكر الحديث. وضعفه النسائي ويحيى.
التاريخ الكبير 166 / 5 الميزان 460 / 2.
8

عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري (1): كنيته أبو عباد، يروى عن أبيه
أبى سعيد المقبري روى عنه الثوري والكوفيون. كان ممن يقلب الاخبار ويهم
في الآثار. وحتى يسبق إلى قلب من يسمعها أنه كان المتعمد لها.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمر بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان
عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري. وكان الثوري إذا حدث عنه قال:
حدثنا أبو عباد بن سعيد.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمت الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: عبد الله بن سعيد المقبري ليس بشئ.
حدثنا الزيادي قال: حدثنا ابن شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
عبد الله بن سعيد المقبري لا يكتب حديثه.
عبد الله بن محمد العدوى (2): يروى عن علي بن زيد بن جدعان والزهري.
روى عنه الوليد بن بكير. منكر الحديث جدا على قلة روايته، لا يشبه حديثه
حديث الاثبات، ولا روايته رواية الثقات لا يحل الاحتجاج بخبره، وهو صاحب
حديث: تارك الجمعة: ألا ولا صلاة له. ألا ولا صوم له ألا ولا حج له.
عبد الله بن داهر بن يحيى (3): من أهل الري. يروى عن الأعمش. روى

(1) عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري: قال البخاري: يروى عن جده قال يحيى القصان
استبان لي كذبه في مجلس، لم يذكره أحد بخير في الميزان.
التاريخ الكبير 105 / 5، الميزان 429
(2) عبد الله بن محمد العدوى: أبو الحباب التميمي قال البخاري: منكر الحديث. وقال وكيع:
يضع الحديث.
التاريخ الكبير 190 / 5 الميزان 485 / 2 (3) الميزان 416 / 2.
9

عنه محمد بن حميد والرازيون كان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج
به فيما لم يوفق الثقات، والاعتبار بما وافق الثقات.
عبد الله بن كثير بن جعفر (1): ابن أخي إسماعيل بن جعفر، يروى عن
المدنيين. عداده في أهل المدينة، روى عنه أهلها. قليل الحديث كثير التخليط
فيما يروى. لا يحتج به إلا فيما وافق الثقات.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن
عن عبد الله بن كثير بن جعفر، فقال: شيخ كان يجالسنا في المسجد. صاحب
معميات ليس بشئ.
عبد الله بن زيد بن أسلم (2): مولى عمر بن الخطاب. من أهل المدينة.
مات سنة ثنتين وثمانين ومائة. يروى عن أبيه، روى عنه الوليد بن مسلم والناس.
كان شيخا صالحا كثير الخطأ فاحش الوهم، يأتي بالأشياء عن الثقات التي إذا سمعها
المبتدئ في هذه الصناعة شهد عليها بالوضع.
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله
و عبد الرحمن وأسامة بنو زيد بن أسلم ليسوا بشئ.
عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة (3): الذي يقال له زاذان. من أهل

(1) الميزان 473 / 2
(2) عبد الله بن زيد بن أسلم: سمع أباه وسمع منه أيضا ابن المبارك وقتيبة قال البخاري: هو أخو
أسامة و عبد الرحمن ولا يصح حديث عبد الرحمن. وقال الجوزجاني: الثلاثة ضعفاء.
وقال معن القزاز: اكتب عن عبد الله بن زيد فإنه ثقة ووثقه أحمد وغيره وضعفه يحيى وأبو زرعة.
وقال النسائي: ليس بالقوى.
التاريخ الكبير 94 / 5، الميزان 425 / 2
(3) عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير: ترجم له الذهبي في الميزان وترجم لآخر اسمه محمد بن
زاذان المدني ثم قال: قيل هو ابن الزبير ووهم عبد الغنى من زعم ذلك كالحاكم.
وابن حبان ممن يرى أنهما رجل واحد
الميزان 486 / 2.
10

المدينة. يروى عن هشام بن عروة روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي. كان ممن
يروى الموضوعات عن الاثبات ويأتي عن هشام بن عروة ما لم يحدث به هشام
قط، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال.
من لم يجد الصدقة فليلعن اليهود فإنها صدقة.
عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي (1) الغافقي قاضي مصر: كنيته
أبو عبد الرحمن. يروى عن الأعرج وأبى الزبير، روى عنه ابن المبارك وابن وهب.
كان مولده سنة ست وتسعين، ومات سنة أربع وسبعين ومائة، وصلى عليه داود بن
يزيد بن حاتم، كان شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق
كتبه، ثم احترقت كتبه في سنة سبعين ومائة قبل موته بأربع سنين، وكان أصحابنا
، يقولون، إن سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة فسماعهم صحيح،
ومن سمع منه بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشئ، وكان ابن لهيعة من الكتابين
للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه.
ولقد حدثني شكر (2) قال، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم عن بشر بن المنذر
قال، كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة. ذك أنه كانت له خريطة معلقة في عنقه
فكان يدور بمصر. فكلما قدم قوم كان يدور عليهم، فكان إذا رأى شيخا

(1) عبد الله بن لهيعة: في المخطوطة: " عبد الله بن عقبة بن لهيعة " بخلاف بقية المراجع التي بين يدي
نقل البخاري عن يحيى بن سعيد أنه كان لا يراه شيئا. وترجم له الذهبي في التذكرة وفى الميزان
وأطال. وأكثر المحدثين يفرقون بين حالي ابن لهيعة قبل احتراق كتبه سنة 170 ه‍ وبعد احتراقها، وابن
حبان هنا يغمزه قديما وحديثا. يراجع.
التاريخ الكبير 182 / 5، التذكرة 219 / 1، الميزان 475 / 2، طبقات الحفاظ للسيوطي 101
(2) شكر: الحافظ الثقة أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر بن شعبة الهروي توفى 303 ه‍
طبقات الحفاظ للسيوطي 315.
11

له سأله، من لقيته وعمن كتبت. فإذا وجد عنده شيئا كتب عنه. فلذلك كان
يكنى أبا خريطة.
سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول: سمعت قتيبة بن
سعيد يقول: حضرت موت ابن لهيعة فسمعت الليث يقول، ما خلف مثله.
أخبرنا أحمد بن الحسين المدائني بالقسطاط قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح.
قال حدثنا أبي. قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق خليف بتمرهرة قاضي مصر قال:
أنا حملت رسالة الليث ابن سعد إلى مالك بن أنس، فجعل مالك يسألني عن ابن لهيعة
وأخبره بحاله، فجعل يقول، فابن لهيعة ليس يذكر الحج فيسبق إلى قلبي أنه
يريد مشافهته والسماع منه.
سمعت محمد بن محمود النسائي يقول: سمعت على بن سعيد النسائي يقول: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: من سمع من ابن لهيعة قديما فسماعه صحيح. قدم علينا ابن
المبارك سنة تسع وسبعين فقال: من سمع من ابن لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح
قلت له: سمعت من ابن المبارك قال. لا.
قال أبو حاتم: قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه
فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا وما لا أصل له من رواية المتقدمين
كثيرا، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان الس عن أقوام ضعفي عن أقوام رآهم
ابن لهيعة ثقات فالتزقت تلك الموضوعات به.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا. كتب إلى
ابن لهيعة كتابا فيه: حدثنا عمرو بن شعيب. قال عبد الرحمن: فقرأته على ابن
المبارك فأخرجه إلى ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة. قال: حدثني إسحاق بن أبي
فروة عن عمرو بن شعيب.
12

أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا على بن
المديني قال قال يحيى بن سعيد: قال لي بشر بن السرى: لو رأيت ابن لهيعة لم
تحمل عنه حرفا.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
كيف رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر؟ فقال: ابن لهيعة ضعيف الحديث.
قال أبو حاتم: وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها منا كير كثيرة
وذاك أمه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة سواء كان ذلك من حديثه أو غير حديثه،
فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الاخبار
المدلسة عن الضعفاء والمتروكين ووجب ثرك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد
احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه.
أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أحمد بن منصور الدارمي قال. حدثنا
نعيم بن حماد قال: سمعت يحيى بن حسان يقول: جاء قوم ومعهم جزء فقالوا:
سمعناه من ابن لهيعة، فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة
قال: فقمت فجلست إلى ابن لهيعة فقلت: أي شئ ذا الكتاب الذي حدثت به
ليس هاهنا في هذا الكتاب حديث من حديثك ولا سمعتها أنت قط؟ قال: فما
أصنع بهم يجيئون بكتاب فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم به.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي الأسود عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " من أعتق شقصا من مملوك له فيه شرك قوم عليه ثم أعتق من ماله فإن
لم يكن له قوم عليه ثم استسعى غير مشقوق عليه.
وروى عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
13

قال: " من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه حتى
يراجعها ".
أخبرنا بالحديثين جميعا الحسين بن سفيان قال: حدثنا حر ملة بن يحيى قال:
حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة في الأول قال: أخبرني ابن لهيعة. وفي الثاني قال:
حدثنا ابن لهيعة. ذكر الاستسعاء في حديث الأول من حديث ابن عمر ليس بمحفوظ
روى هذا الخبر أصحاب نافع مثل عبيد الله بن عمر ومالك وأيوب والناس، فلم
يذكروا فيه هذه اللفظة. ولا لحديث الآخر أصل يرجع إليه.
وروى ابن لهيعة عن حيى (1) بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: " ادعوا لي
أخي، فدعى له عمر فأعرض عنه ثم قال: ادعوا لي أخي فدعى له أبو بكر فأعرض
عنه ثم قال: ادعوا لي أخي، فدعى له عثمان فأعرض عنه ثم دعى علي بن أبي طالب
فستره بثوبه وأكب عليه، فلما خرج من عنده. قيل له: ما قال؟ قال: علمني ألف
باب كل باب [يفتح] ألف باب. أخبرناه أبو يعلى. قال: حدثنا كامل بن طلحة. قال:
حدثنا ابن لهيعة قال: حدثني حي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الله الحبلى.
عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني (2): مولى سعد. كنيته أبو جعفر وهو والد
عل بن المديني يروى عن عبد الله بن دينار. روى عنه العراقيون، مات بالبصرة سنة
ثمان وسبعين ومائة في جمادى الأولى وله إحدى وسبعون سنة، كان ممن يهم في

(1) حي بن عبد الله المعافري: في الميزان " يحيى بن عبد الله " وما في المخطوطة يوافق ما جاء في التاريخ
الكبير: حي بن عبد الله المصري المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى.
التاريخ الكبير 76 / 3
(2) عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني: متفق على ضعفه. ترجم له الذهبي في الميزان فأطال، ولم يذكر
عنه البخاري إلا أن يحيى بن معين قال: تكلم فيه.
التاريخ الكبير 62 / 5، الميزان 401 / 2.
14

الاخبار حتى يأتي بها مقلوبة، ويخطئ في الآثار حتى كأنها معمولة، وقد سئل على
ابن المديني عن أبيه فقال: اسألوا غيري فقالوا سألناك. فأطرق ثم رفع رأسه وقال:
هذا هو الدين [أبى (1)] ضعيف.
وقال قتيبة بن سعيد: دخلت بغداد فجعلت أملى عليهم، فقلت في المجلس:
حدثني عبد الله بن جعفر المديني فقام غلام في المجلس فقال: يا أبا رجاء ابنه واجد
عليه، فإذا رضى عنه كتبنا حديثه.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: عبد الله بن جعفر المديني ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي، وعدوه عدوى
وعدو عدوى.
وقد روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجاء [رجل] (2) أقبح الناس وجها وثيابا وأنتن الناس ريحا جلف جاف
يتخطى رقاب الناس فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من
خلقك؟ قال: الله. قال: من خلق السماء؟ قال: الله. قال: فمن خلق الأرض؟
قال: الله. قال: فمن خلق الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا إبليس
جاء يشكككم في دينكم " أخبرناه محمد بن علي الصيرفي بالبصرة. قال: حدثنا أبو
كامل الجحدري. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. قال: حدثنا عبد الله بن دينار عن
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعوتم لاحد من اليهود

(1) في المخطوطة " في " والصواب " أبى " كما في الميزان.
(2) الزيادة من الميزان.
15

والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك وولدك. أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا
على بن حجر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر في
نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثرها لا أصول لها يطول ذكرها.
وقد روى عن عبد الله بن جعفر عن أيوب بن خالد عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلي المغرب ثم صلي بعدها أربع ركعات فهو كالمعقب
غزوة بعد غزوة في سبيل الله. أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا أحمد
ابن حاتم بن محسن قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المديني عن أيوب بن خالد عن
ابن عمر.
عبد الله بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن طلحة (1) بن عبيد الله التيمي القرشي
من أهل المدينة كنيته أبو محمد. يروى عن أسامة بن زيد. روى عنه إبراهيم بن
المنذر الحزامي. في أحاديثه رفع الموقوف وإسناد المرسل كثيرا حتى يخطر ببال
من الحديث صناعته أنها معمولة من كثرتها. لا يجوز الاحتجاج به عند الانفراد
ولا الاعتبار عند الوفاق. عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار (2): مولى ميمونة بنت الحارث. من
أهل المدينة. يروى عن سهيل بن أبي صالح. روى عنه حاتم بن إسماعيل ومحمد بن
فليح، كان ممن يخطئ فيما يروى فلم يكثر خطؤه حتى استحق الترك، ولا سلك
سنن الثقات حتى يدخل في جملة الاثبات فالانصاف في أمره يترك ما لم يوافق
الثقات من حديثه. والاعتبار بما وافق الاثبات.

(1) عبد الله بن موسى التيمي: قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا ليس محله أن يحتج به وقال ابن
معين: صدوق كثير الخطأ.
التاريخ 205 / 5، الميزان 508 / 2
(2) عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار: قال البخاري: فيه نظر وقال أبو زرعة: ضعيف.
التاريخ الكبير 72 / 5، الميزان 408 / 2.
16

عبد الله بن عبد الملك (1): يروى عن يزيد بن رومان وأهل المدينة العجائب.
لا يشبه حديثه حديث الثقات. روى عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أن
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن السؤال يكذبون ما أفلح من ردهم. روى
عنه عبد الصمد بن النعمان.
عبد الله بن زياد بن سليم (2): شيخ مجهول يروى عن عكرمة. روى عنه
بقية بن الوليد لست أحفظ له راويا غير بقية. وبقية قد ذكرنا سببه في الاخبار
في أول الكتاب فلا يتهيأ لي القدح فيه على أن ما رواه يجب تركه على الأحوال.
روى عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يحجم
رجلا وهما يغتابان فقال عليه الصلاة والسلام: أفطر الحاجم والمحجوم. أخبرناه
محمد بن فضالة بالموصل. قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ قال: حدثنا يزيد
ابن هارون قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثني عبد الله بن زياد بن سليم
القرشي عن عكرمة.
عبد الله بن كرز أبو كرز القرشي (3) يروى عن الزهري ونافع. روى عنه
على بن الجعد والمعافى بن سليمان الحراني. كان ممن يأتي عن الثقات ما ليس من
أحاديثهم. لا يحل الاحتجاج به على قلة روايته. روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: دية ذمي دية مسلم.

(1) عبد الله بن عبد الملك بن كرز بن جابر القرشي: عن نافع والزهري أيضا. قال العقيلي: منكر
الحديث ولفظ الحديث في الميزان: " إن السؤال لو صدقوا " إلخ وحرفت في المخطوطة لفظة " ما أفلح "
فجاءت " ما أقبح ".
الميزان 457 / 2 (2) عبد الله بن زياد بن سليم. عن عكرمة ترجم له مختصرا في الميزان وقال عنه في ديوان الضعفاء:
مجهول. وترجم البخاري لعبد الله بن زياد عن عكرمة وقال: منكر الحديث.
التاريخ الكبير 95 / 5 الميزان 424 / 2 ديوان الضعفاء 167
(3) عبد الله بن كرز أبو كرز: قاضي الموصل قال الذهبي: هو عبد الله بن عبد الملك بن كرز، واه،
وقال أبو زرعة: ضعيف.
الميزان 474 / 2.
17

وروى عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن يسرة بنت صفوان أنها رأت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده كتف شاة وهو متكئ وهو يحتز بالسكين ويأكل.
ثم أقيمت الصلاة فألقى السكين والكتف ثم صلى ولم يتوضأ. أخبرناه أحمد بن
مجاهد بالمصيصة قال حدثنا سليمان بن المعافى بن سليمان: قال حدثنا أبي قال:
حدثنا أبو كرز.
وهذان خبران باطلان أما خبر الأول فلا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو موضوع لا شك. وأما الثاني فليس عند (1) يسرة عن النبي غير
إيجاب الوضوء من مس الذكر. وليس عند الزهري ذاك عن سعيد بن
المسيب. وأما هذا المتن الذي أتى به عن الزهري عن سعيد عن بسرة فإنما
هو عند الزهري عن ابن عمر وابن أمية الضمري عن أبيه. على أنه أتى في
الخبر أيضا بلفظة قال: " وفى يده كتف شاة وهو متكئ " فهذه
اللفظة " وهو متكئ " ليست بمحفوظة إذ النبي عليه الصلاة والسلام قال: أما
أنا فلا آكل متكئا أخبرناه أبو خليفة قال: حدثنا محمد بن كثير قال:
أخبرنا سفيان بن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة.
عبد الله بن أذينة (2): شيخ يروى عن ثور يزيد. روى عنه إسحاق بن
عيسى الأبلي. منكر الحديث جدا يروى عن ثور ما ليس من حديثه. لا يجوز
الاحتجاج به بحال.

(1) يسرة بنت صفوان صحابية كانت عند الغيرة بن أبي العاص. وحديث إيجاب الوضوء من مس
الذكر. رواه غير واحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة ورواه أبو أسامة وغيره عن هشام
عن أبيه عن مروان بن الحكم عن بسرة ورواه أبو الزناد عن عروة عن يسرة.
أسد الغابة 40 / 7 الطبقات الكبرى 178 / 8
(2) عبد الله بن أذينة: اعتمد في الميزان على ما أورده ابن حبان هنا في تضعيفه.
الميزان 391 / 2.
18

هو الذي روى عن ثور بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذبائح الزنج في بلادهم.
وروى عن ثور بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجن (1).
أخبرنا بالحديثين جميعا حمزة بن داود بن سليمان بن الحكم بن سليمان بن الحجاج
ابن يوسف بن أبي عقيل الثقفي بالأبلة. قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى بن زاذان
الأبلي قال: حدثنا عبد الله بن أذينة عن ثور بن يزيد في نسخة كتبناها عنه
لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح في ناقلها.
عبد الله بن محمد بن عجلان (2) مولى فاطمة بنت عتبة: يروى عن أبيه. روى
عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي. كان ممن يروى عن أبيه ما ليس من حديثه.
روى عن أبيه عن جده عن أبي هريرة نسخة موضوعة ليس من حديث رسول
الله ولا من حديث أبي هريرة ولا من حديث جده ولا من حديث أبيه. لا يحل
كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال (1): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع لا يشبعن من أربع: الأرض من مطر والأنثى من ذكر والعين من

(1) ذبائح الجن: يقال معنى ذبائح الجن أنهم كانوا إذا اشتروا دارا ذبحوا لها لئلا يصيبهم أذى
الجن.
الميزان
(2) التاريخ الكبير 188 - 5 الميزان 485 - 2
(3) الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة وابن عدي في الكامل والخطيب عن عائشة. ورمز له بالضعف في الجامع الصغير.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 467 / 1.
19

النظر والعالم من العلم. أخبرناه الحسن بن إسحاق الخولاني بطرسوس قال: حدثنا
ابن بسرة قال حدثنا محمد بن الحسن بن زبالة قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عجلان
عن أبيه على أن ابن زبالة أيضا واه (1).
عبد الله بن سلمة الأفطس (2): شيخ يروى عن يحيى بن سعيد وهشام بن عروة.
روى عنه العراقيون وأهل الحجاز كان سئ الحفظ فاحش الخطأ كثير الوهم تركه
أحمد ويحيى.
عبد الله بن نافع (3): مولى ابن عمر. من أهل المدينة. يروى عن أبيه.
روى عنه جرير بن عبد الحميد وابن أبي فديك. منكر الحديث. كان ممن يخطئ
ولا يعلم، لا يجوز الاحتجاج بأخباره التي لم يوافق فيها الثقات ولا الاعتبار منها بما
خالف الاثبات.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن عبد الله
ابن نافع مولى ابن عمر قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: هو الذي روى عن أبيه نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: في الركاز العشر. أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن
عبد الله الحمال قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه.
وهذا خبر باطل لا أصل له. لا ينكر نفى صحته إلا من جهل صناعة العلم، لم
يفرض النبي صلى الله عليه وسلم في الركاز العشر قط إنما قال عليه الصلاة والسلام:

(1) الميزان 514 / 3.
(2) عبد الله بن سلمة الأفطس: نقل البخاري عن أحمد قال: ترك الناس حديثه. وقال يحيى بن
سعيد: ليس بثقة وقال الفلاس: كان وقاعا في الناس وقال النسائي وغيره: متروك.
التاريخ الكبير 100 / 5 الميزان 431 / 2
(3) عبد الله ابن نافع مولى ابن عمر: قال البخاري: منكر الحديث وقال أيضا: يخالف في حديثه
وقال ابن المديني: روى مناكير وقال النسائي: متروك.
التاريخ الكبير 214 / 5 الميزان 513 / 2.
20

العجماء جرحها جبار (1) والبئر جبار والمعدن جبار وفى الركاز الخمس. هذا حكم
المصطفى عليه الصلاة والسلام في الركاز.
وروى عن أبيه عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن إخصاء
الخيل والبقر والغنم وقال النماء في الخيل. أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا يزيد
ابن موهب قال: حدثنا يحيى بن يونس عن عبد الله بن نافع، وقد أقلب هذا على
عبيد الله بن عمر عن نافع وليس من حديثه.
عبد الله بن ميمون القداح (2): من أهل مكة. يروى عن جعفر بن محمد
وأهل العراق والحجاز المقلوبات. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اشربوا تشبعوا على الطعام، أخبرناه محمد بن شاذل الهاشمي قال:
حدثنا حسين بن منصور النيسابوري قال: حدثنا عبد الله بن ميمون قال: حدثنا
طلحة بن عمرو عن عطاء.
عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري (3): يروى عن إسماعيل بن أبي خالد
والثوري. روى عنه عمرو بن عون. كان يضع الحديث على الثقات ويروى عن
مالك والثوري ومسعر ما ليس من أحاديثهم لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل
القدح فيه.

(1) الجبار: الهدر والعجماء: الدابة. النهاية.
(2) عبد الله بن ميمون القداح: قال البخاري: ذاهب الحديث وقال أبو حاتم: متروك.
التاريخ الكبير 206 / 5 الميزان 512 / 2
(3) عبد لله بن حكيم أبو بكر الداهري البصري: قال أحمد وابن المديني وغيره: ليس بشئ وقال
النسائي وابن معين مرة: ليس بثقة وقال الجوزجاني: كذاب وبعض الناس قد مشاه وقواه فلم يلتفت
إليه. أورد البخاري عن طريقه حديثا في الكبير وعلق عليه بقوله: لا يصح.
الميزان 411 / 2 التاريخ الكبير 74 / 5.
21

روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال " إذا نزل على القوم ضيف فلا يصوم إلا بإذنهم " وهذا أيضا رواية
أيوب بن واقد عن هشام بن عروة وهو أيضا لا شئ (1).
وقد روى أبو بكر الداهري عن الحجاج عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرء أحدكم أو
رعف وهو في الصلاة أو أحدث فلينصرف فليتوضأ، ثم يجئ فليبن على
ما مضى (2) ". أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا عمر بن الخطاب
السجستاني قال: حدثنا عمرو بن عون قال: حدثنا أبو بكر الداهري عن
الحجاج عن الزهري.
وروى عن إسماعيل بن أبي خالد عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا ". أخبرناه.
عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي قال: حدثنا محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا عمرو بن عون قال: حدثنا أبو بكر الداهري.
عبد الله بن محرر العامري الجزري (3): من أهل الرقة. كان مولى
لبني هلال، ولاه أبو جعفر قضاء الرقة. يروي عن قتادة والزهري. روى عنه

(1) الحديث أورده في الجامع الصغير بلفظ: " إذا نزل الرجل بقوم فلا يصم إلا بإذنهم " رواه
ابن ماجة. ورمز له السيوطي بالضعف ونقل المناوي عن البيهقي قوله: إسناده مظلم.
ورواه الترمذي من طريق أيوب بن واقد وقال: هذا حديث منكر لا نعرف أحدا من الثقات روى
هذا الحديث عن هشام.
الجامع الصغير 446 / 1 سنن ابن ماجة 560 / 1
(2) الخبر أورده في الجامع الكبير مع اختلاف في بعض لفظه. أخرجه الضياء المقدسي في المختارة
والبيهقي وابن النجار عن ابن جريج عن أبيه مرسلا.
الجامع الكبير للسيوطي 686 / 1
(3) عبد الله بن المحرر المجزري: أخف الأقوال فيه رأى ابن حبان الذي أورده هنا.
الميزان 500 / 2.
22

عبد الرزاق والعراقيون. وكان من خيار عباد الله. ممن يكذب ولا يعلم،
ويقلب الاخبار ولا يفهم.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الشامي قال: حدثنا ابن قهزاد قال: سمعت
أبا إسحاق الطالقاني يقول: سمعت ابن المبارك يقول: لو خيرت بين أن أدخل الجنة
وبين أن ألقى عبد الله بن محرر لا خترت أن ألقاه، ثم أدخل الجنة. فلما رأيته
كانت بعرة أحب إلى منه. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن محرر ليس بثقة.
قال أبو حاتم: وروى عبد الله بن محرر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعين درجة بين كل درجتين
خطو (1) الفرس السريع المضمر مائة عام.
ويروى عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل (2)
وروى عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد ما بعثه الله تعالى نبيا.
أخبرناه يعقوب بن إسحاق العسقلاني بتنيس قال: حدثنا محمد بن حماد الظهراني
قال: حدثنا عبد الرزاق.
وروى عن قتادة عن أنس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل ساجد ذي جمة
وهو يرفع شعره بيده لا يصيبه التراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أقبح شعره.

(1) العبارة في الميزان: " حضر الفرس السريع " وهو أقرب.
(2) في المخطوطة: " وشاهد عدل " وهو خطأ والحديث ذكره أحمد بن حنبل في رواية ابنه عبد
الله وأشار إليه الترمذي وأخرجه الدارقطني والبيهقي في العلل من حديث الحسن عن عمران بن حصين.
المنتقى بشرح نيل الأوطار 142 / 6.
23

قال: فتساقط شعره. أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال:
حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا عبد الله بن المحرر عن قتادة، فيما يشبه هذا من
الاخبار التي لا ينكر القدح في رواتها من هذا الشأن صناعته.
عبد الله بن المسور بن عون جعفر بن أبي طالب الهاشمي (1): أبو جعفر
المدائني. روى عنه خالد بن أبي كريمة. كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات،
ويرسل من الاخبار ما ليس لها أصول على قلة روايته. لا يحتج بخبره وإن وافق
الثقات. كان يحيى بن معين يكذبه.
عبد الله بن عبد الله بن أويس بن أبي عامر الأصبحي المديني (2): أبو أويس
مات سنة تسع وستين ومائة. كان ممن يخطئ كثيرا لم يفحش خطؤه حتى استحق
الترك، ولا هو ممن سلك سنن الثقات فيسلك مسلكهم. والذي أرى في أمره
تنكب ما خالف الثقات من أخباره والاحتجاج بما وافق الاثبات منها. وكان
يحيى بن معين يوثقه مرة ويضعفه أخرى. وذكر أبا أويس المديني فقال:
كان ضعيفا.
أبو وائل القاص: اسمه عبد الله بن بحير الصنعائي (3)، وليس هو عبد الله

(1) عبد الله بن المسور بن عون: قال أحمد وغيره: أحاديثه موضوعة وقال النسائي والدار قطني:
متروك وعن رقبة عند البخاري في الكبير: " كان أبو جعفر يضع الحديث " أو نحوه. وبقية أقوال
العلماء فيه على هذا النحو. وقد أورد بعض منكراته في الميزان.
التاريخ الكبير 195 / 5، الميزان 504 / 2
(2) عبد الله بن عبد الله بن أويس: عن الزهري وغيره. قال البخاري: ما روى من أصل كتابه فهو
أصح وقال أحمد: ضعيف الحديث: قال أيضا: ليس به بأس وقال ابن المديني: كان عند أصحابنا ضعيفا
وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى وقال أبو داود: صالح الحديث.
التاريخ الكبير 127 / 5، الميزان 450 / 2
(3) عبد الله بن بحير الصنعاني: شيخ لعبد الرازق. وثقة ابن معين وأكثر المصنفين على أنه عبد الله
ابن بحير بن ريسان قال الذهبي في التذهيب: لم بفرق بينها أحد قبل ابن حبان وهما واحد. لكنه
قال في الميزان تعليقا على قول ابن حبان: " وليس هو إلخ ": وابن ريسان غزا المغرب زمن معاوية
وأدركه بكر بن مضر وبن لهيعة. وأبو وائل هذا روى عن عروة بن محمد بن عطية و عبد الرحمن
ابن يزيد الصنعائي وغيرهما.
وذكر الجعدي: أن عبد الله بن الزبير استعمل على الجند بحير بن ريسان وقال: كان ابنه عبد الله
ابن بحير يروى عن همام بن منبه.
التاريخ الكبير 49 / 5، الميزان 395 / 2، طبقات فقهاء اليمن للجعدي 53، 63.
24

ابن بحير بن ريسان ذاك ثقة وهذا يروى عن عروة بن محمد بن عطية و عبد الرحمن
بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة. لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده - وكانت له صحبة -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار،
وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " أخبرناه الشامي قال: حدثنا أحمد
ابن حنبل قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال: حدثنا أبو وائل القاص.
وهو الذي روى عن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال: سمعت ابن عمر يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ
" إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت " أخبرناه الحسن
ابن سفيان قال: حدثنا عبيد الله بن فضالة وأحمد بن سفيان قالا: حدثنا عبد الرزاق
قال: أخبرنا عبد الله بن بحير قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني سمع ابن عمر
عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي (4): يروى عن أبيه عداده في أهل الكوفة
روى عنه ابنه عمر بن عبد الله. لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد لكثرة المناكير
في روايته، على أن ابنه واه أيضا. فلست أدرى البلية فيها منه أو من ابنه.

(1) عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي: ضعفه غير واحد قال البخاري: فيه نظر أما ابنه عمر
فضعفه أحمد ويحيى والنسائي وقال البخاري: يتكلمون فيه وقال الدارقطني: متروك وقال زائدة: رأيته
يشرب الخمر.
الميزان 528 / 2، 210 / 3، التاريخ الكبير 235 / 5.
25

عبد الله بن شريك العامري (1): يروى عن أهل الكوفة. روى عنه أهلها.
كان غاليا في التشيع يروى عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات فالتنكب عن
حديثه أولى من الاحتجاج به. وقد كان مع ذلك مختاريا.
عبد الله بن خالد بن سلمة المخزومي القرشي (2): كان ينزل البصرة في بنى
راسب، يروى عن أبيه روى عنه، محمد بن عقبة، منكر الحديث. يجب التنكب
عن روايته إلا فيما يوافق الاثبات، والاعتبار بروايته فيما لم يخالف الثقات.
عبد الله بن مسلم بن هرمز (3): من أهل مكة كنيته أبو يعلى، يروى عن
المكيين: سعيد بن جبير وابن سابط. روى عنه الثوري والكوفيون، كان ممن
يروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات، فوجب التنكب عن روايته عند
الاحتجاج به.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن
لا يحدثان عن عبد الله بن هرمز.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: عبد الله بن مسلم بن هرمز مكي ضعيف.

(1) عبد الله بن شريك العامري: حدث عن ابن عمر وجماعة وروى عنه الثوري وكان في أوائل
أمره من أصحاب المختار الثقفي ونكنه تاب. وثقة أحمد وابن معين وغيرهما ولينه النسائي وقال
الجوزجاني: كذاب.
التاريخ الكبير 115 / 5، الميزان 439 / 2
(2) عبد الله ابن خالد بن سلمة المخزومي: قال البخاري: سمع منه محمد بن عقبة. منكر الحديث.
تكلم فيه أيضا يحيى بن معين وغيره.
الميزان 412 / 2، التاريخ الكبير 78 / 5
(3) عبد الله بن مسلم بن هرمز: مكي عن مجاهد وغيره. ضعفه ابن معين وقال: كان يرفع أشياء.
وقال أحمد: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوى. وقال ابن المديني: كان ضعيفا ضعيفا عندنا
وضعفه النسائي.
الميزان 503 / 2، التاريخ الكبير 190 / 5.
26

قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبيه عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ثلاثة لا ترد: اللبن والوسائد والدهن. أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا
هارون بن عبد الله الحمار قال: حدثنا ابن أبي فديك قال حدثني عبد الله بن مسلم
عن أبيه عن ابن عمر: هذا حدثنا الحسن بن سفيان وقال: " عبد الله بن مسلم "
فقط. وقد قيل إن راوي هذا الخبر هو عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي وهو
بحديث (1) عبد الله بن مسلم بن هرمز أشبه، وقد روى مسلم بن جندب الهذلي [ومسلم
بن هرمز (2)] جميعا عن ابن عمر. واسم ابن كلي واحد منهما عبد الله فلذلك اشتبه على
القائل بهذا ذاك.
عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة (3): الذي يقال له " المخرمي " من
أهل المدينة، يروى عن سهل بن أبي صالح وسعيد المقبري. روى عنه العراقيون
وأهل المدينة: كان كثير الوهم في الاخبار حتى يروى عن الثقات مالا يشبه حديث
الاثبات، فإذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها مقلوبة فاستحق الترك. مات
سنة سبعين ومائة.
عبد الله بن المؤمل المخزومي (4): شيخ من أهل مكة، يروى عن أبي الزبير.

(1) في المخطوطة: " وهو يحدث عن عبد الله بن مسلم " ولعل التعديل أقرب إلى السياق.
و عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي: مديني مقل. قال الذهبي: ما علمت لاحد فيه غمزا وقال أبو
زرعة: لا بأس به.
أورد الذهبي في ترجمته حديث الثلاثة التي لا ترد ونقل قول أبى حاتم: هذا حديث منكر.
الميزان 520 / 2، التاريخ 191 / 5
(2) زيادة تستلزمها السياق.
(3) عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور الحزمي: وثقة أحمد وقال مرة: ما به بأس قال يحيى:
صدوق ليس به بأس وليس بثبت، وتردد فيه ابن معين مات سنة 170 ه‍
الميزان 403 / 2، التاريخ الكبير 62 / 5
(4) عبد الله بن المؤمل المخزومي المكي: يحيى بن معين والنسائي والدار قطني: ضعيف وعن يحيى
من طريق آخر: ليس به بأس عامة حديثه منكر وعنه من طريق ثالث: صالح الحديث. وقال أحمد:
حديثه مناكير. أورد له الذهبي عددا من مناكيره في الميزان.
الميزان 510 / 2، التاريخ الكبير 209 / 5.
27

روى عنه ابن المبارك كان قليل الحديث منكر الراوية، لا يجوز الاحتجاج بخيره
إذا انفرد لأنه لم يتبين عندنا عدالته فيقبل ما انفرد به، وذاك أنه قليل الحديث لم
يتهيأ اعتبار حديثه بحديث غيره لقلته فيحكم له بالعدالة أو الجرح. ولا يتهيأ إطلاق العدالة
على من ليس نعرفه بها يقينا فيقبل ما انفرد به فعسى نحل الحرام ونحرم الحلال
برواية من ليس يعدل أو نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل اعتمادا منا على رواية
من ليس بعدل عندنا. كما لا يتهيأ إطلاق الجرح على من ليس يستحقه بإحدى
الأسباب التي ذكرناها من أنواع الجرح في أول الكتاب. وعائذ بالله من هذين الخصلتين
أن نجرح العدل من غير علم أو نعدل المجروح من غير يقين. ونسأل الله الستر.
وقد روى عبد الله بن المؤمل هذا عن أبي الزبير عن جابر عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: ماء زمزم لما شرب له. لم يتابع عليه (1)
وروى عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل أبا موسى على سرية في
البحر فبينما هم يجرون بهم بالليل إذا ناداهم مناد من قربهم: يا أهل السفينة ألا أخبركم
بقضاء قضاه الله على نفسه؟ فقال أبو موسى: بلى فقد ترى حيث نحن فقال: إن الله
جل وعلا قضى على نفسه أنه من يعطش في يوم صائف كان حتما على الله أن يسقيه يوم العطش. أخبرناه معاوية بن العباس بحمص قال حدثنا على بن زيد الفرائضي قال:
حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل عطاء.

(1) الحديث رواه ابن ماجة وابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر رفعه ورواه أحمد " لما شرب منه "
وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة من هذا الوجه باللفظين. قال السيوطي في حاشية على ابن ماجة: هذا
الحديث مشهور على الألسنة كثيرا واختلف الحفاظ فيه فمنهم من صححه ومنهم من حسنه ومنهم من ضعفه
والمعتمد الأول.
وفى الزوائد: إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل وقد أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق
ابن عباس وقال: هذا حديث صحيح الاسناد.
وقد أطال العجلوني في تخريجه فليرجع إليه من شاء التوسع.
كشف الخفا والالباس 247 / 2، سنن ابن ماجة 1018 / 2.
28

عبد الله بن واقد الحراني: أبو قتادة (1) مولى بنى عمار، وقد قيل مولى بنى
تميم، أصله من خراسان يروى عن ابن جريج والثوري. روى عنه العراقيون وأهل
بلده مات سنة سبع أو عشر ومائتين.
أخبرني محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة قال: سمعت يحيى بكثير يقول:
قدم أبو قتادة الحراني على الليث بن سعد، وكان عليه جبة صوف، وهو يكتب
في كتف وقد وضع صوفة في قشرة جوز يكتب منها، فلما ذهب إلى منزله بعث
إليه الليث سبعين دينارا فردها أبو قتادة، فلا أدرى أيهما كان أنبل: الليث
بن سعد حين وجه إليه؟ أو أبو قنادة حين ردها؟
قال أبو حاتم: كان أبو قنادة من عباد أهل الجزيرة وقرائهم [ممن غلب (2)] عليه
الصلاح حتى غفل عن الاتفان، فكان يحدث على التوهم، فيرفع المناكير في أخباره
والمقلوبات فيما يروى عن الثقات حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره، وإن اعتبر بما وافق
الثقات من الأحاديث معتبر فلم أر بذلك بأسا من غير أن يحكم له [أو (3)] عليه فيجرح
العدل بروايته أو يعدل المجروح بموافقته.
وهو الذي روى عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن
النبي عليه الصلاة والسلام كان كثيرا ما يقبل نحر فاطمة. فقلت: يا رسول الله أراك
تفعل شيئا لم أكن أراك تفعله؟ قال: أو ما علمت يا حميراء أن الله جل وعلا لما

(1) عبد الله بن واقد الحراني: أبو قنادة مات سنة 210 ه‍. قال البخاري: تركوه. منكر الحديث
وقال أيضا: سكتوا عنه وقال أبو زرعة والدار قطني: ضعيف. وقال أبو حاتم: ذهب حديثه. وعن
ابن معين: ليس بشئ وعنه أيضا: ليس به بأس كثير الغلط. وقال أحمد: يتحرى الصدق رأيته يشبه
أهل النسك ربما أخطأ.
الميزان 57 / 2، التاريخ الكبير 219 / 5
(2) كلمة غير واضحة في المخطوط وما أخذته أقرب ما يكون إلى السياق.
(3) زيادة يستلزمها السياق.
29

أسرى بي إلى السماء أمر جبريل فأدخلني الجنة، فأوقفني على شجرة ما رأيت أطيب
رائحة منها ولا أطيب ثمرا فأقبل جبريل يفرك ويطعمني فخلق الله منها في
صلبي نطفة، فلما صرت إلى الدنيا واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما
اشتقت إلى رائحة تلك الشجرة شممت نحر فاطمة، فوجدت رائحة تلك الشجرة
فيها وإنها ليست من نساء أهل الدنيا ولا تعتل كما يعتل أهل الدنيا "
أخبرناه محمد بن العباس الدمشقي بخراسان قال: حدثنا عبد الله بن ثابت
بن حسان الهاشمي الحراني قال: حدثنا عبد الله بن واقد قال: حدثنا سفيان
الثوري (1).
وقد روى أبو قنادة عن أيوب بن نهيك عن عطاء عن ابن عمر عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال: من صام يوم الأربعاء والخميس والجمعة
وتصدق بما قل أو كثر غفر الله له ذنوبه، أو خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه ". أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي قال: حدثنا عبد الله بن واقد.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت أحمد بن حنبل
يقول: أبو جعفر بن نفيل يحدث عن أبي قتادة فقلت: أي شئ يصنع
بهذا؟ فسمع أبو عبد الله فقال: دعه فإن القوم أعرف بأهل بلدهم، وأبو
جعفر أهل أن يقتدى به.
قال أبو حاتم: وقد روى قتادة عن حنظلة بن أبي سفيان عن طاووس

(1) علق الذهبي على هذا الحديث بقوله: هذا حديث موضوع مهتوك الحال ما أعتقد أن أبا قتادة رواه
ثم وجدت إسنادا آخر عنه رواه الطبراني عن عبد الله بن سعيد الرقي عن أحمد بن أبي شيبة الرهاوي
عن أبي قتادة. فهو الآفة.
الميزان 519 / 2.
30

عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك وتعالى يقول: إنما
أتقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي وقطع نهاره بذكرى وكف نفسه عن الشهوات
ابتغاء مرضاتي ولم يتعاظم على خلقي ولم يبت مصرا على خطيئة، يطعم الجائع
ويؤوي الغريب ويرحم المصاب، فذلك الذي يضئ نور وجهه كما يضئ نور
الشمس يدعوني فألبي ويسألني فأعطى فممثله عندي كمثل الفردوس في الجنان لا يفنى
ثمرها ولا تتغير عن حالها ". أخبرناه أحمد بن عيسى بن السكين بواسط قال: حدثنا إسحاق
بن يزيد الخطابي قال حدثنا أبو قتادة عن حنظلة بن أبي سفيان.
وروى عن حيو بن شريح عن أبي الأسود عن ابن رافع عن أبي هريرة عن
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان عليه في رمضان شئ فأدركه رمضان فلم يقضيه
لم يقبل منه وإن صلى تطوعا وعليه مكتوبة لم يتقبل منه. أخبرناه عبد الله بن
محمد المديني. قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا عبد الله بن واقد
قال: حدثنا حيوه بن شريح.
وروى عن مسعر بن كدام عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال: " كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تفطرت قدماه (1) فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من
ذنبك ما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا ". أخبرناه عمران بن موسى
ابن المهرجان بطرسوس قال: حدثنا سعدان بن يزيد قال: حدثنا أبو قتادة قال:
حدثنا مسعر بن كدام. إنما هو عند مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة (2)
هذا هو المحفوظ من حديث مسعر. وقد وهم يزيد بن هارون حيث قال: عن

(1) تفطرت قدماه: تشققت يقال: تفطرت وانقطرت بمعنى كما في النهاية والكلمة في المخطوطة " تقطر "
(2) الحديث رواه أصحاب الكتب الستة سوى أبى داود من حديث المغيرة ورواه الترمذي من حديث
جابر وعند ابن ماجة عن أبي هريرة وهو عنده من الطريقين: " حتى تورمت قدماه ".
سنن ابن ماجة 456 / 1.
31

مسعر عن زياد بن علاقة عن النعمان بن بشير. أقلبه جعل بدل المغيرة النعمان وهو
أيضا وهم. وقد وهم عبدة بن سليمان حيث قال: عن مسعر عن قتادة عن أنس
ليس لقتادة ولا لانس في الخبر معنى.
عبد الله بن ميسرة: أبو إسحاق (1) يروى عن إبراهيم بن أبي حرة وأهل
الكوفة وعداده في أهلها روى عنه مسلم بن إبراهيم. كان كثير الوهم على قلة
روايته كثير المخالفة للثقات فيما يروى عن الاثبات. وهو الذي يروى عن هشيم
ويقول: حدثنا أبو عبد الجليل وحدثنا أبو ليلى وحدثنا أبو إسحاق الكوفي،
لا يحل الاحتجاج بخبره. وهو الذي روى عن إبراهيم بن أبي حرة من مجاهد عن
محمد بن الأشعث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن اليهود ما حسدونا على شئ
ما حسدونا على السلام وآمين. " أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا زيد بن
أخرم قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن ميسرة عن إبراهيم بن أبي
حرة.
عبد الله بن بشر: من أهل الرقة (2). سكن بغداد، يروى عن الأعمش.
روى عنه معتمر (3) بن سليمان، كان ممن يروى عن الثقات ملا يشبه حديث الاثبات
وينفرد بأشياء يشهد المستمع لها - إذا كان الحديث صناعته - أنها مقلوبة.

(1) عبد الله بن ميسرة: هو أبو ليلى وأبو إسحاق وأبو جرير وأبو عبد الجليل. كان هشيم يكنيه
بهذه الكنى يدلسه. ضعفه ابن معين وقال مرة: ليس بثقة. ومرة أخرى: ليس بشئ: وقال البخاري
ذاهب الحديث وقال النسائي: ليس بثقة.
الميزان 511 / 2، التاريخ الكبير 207 / 5
(2) عبد الله بشر بن نبهان الرقي: ذكره ابن حبان في الثقات أيضا. روى عن الزهري وغيره.
الميزان 397 / 2
(3) معتمر بن سليمان: في المخطوطة " معمر " وكذا في أصول التاريخ الكبير ولكن صوبه المحنقون
" معتمر " وهو يوافق ما في الميزان واسمه معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي البصري ".
التاريخ الكبير 49 / 5 طبقات الحفاظ للسيوطي 114.
32

عبد الله بن عبد العزيز (1): شيخ لست أعرف بلده يروى عن مالك ما لم
يحدث به مالك قط روى عنه حفص عمر المهرقاني الرازي (2)، لا يحل
الاحتجاج به بحال.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان رأس
السبعين ومائة فالرباط أفضل ما يكون من رابط ثلاثة أيام فاليوم بخمسة آلاف
يوم كل يوم منها مثل الدنيا ثلاث مرات. " أخبرناه محمد بن داود الرازي قال:
حدثنا حفص بن عمر المهرقاني قال: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز قال: أخبرني
مالك بن أنس وحفص بن عمر المهرقاني. هذا ثقة متقن من أهل الري.
عبد الله بن زياد الفلسطيني (3): شيخ يروى عن زرعة بن إبراهيم عن نافع
عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من احتجم يوم السبت ويوم
الأربعاء فأصابه وضح (4) فلا يلومن إلا نفسه "، أخبرنا الحسن بن سفيان قال:
حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن زياد الفلسطيني لا يحل ذكر مثل هذا
الحديث في الكتب إلا على سبيل الاعتبار لأنه موضوع. ليس هذا من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن روى مثل هذا الحديث وجب مجانبة ما يروى من
الأحاديث وإن وافق الثقات في بعض الروايات.
عبد الله بن السرى المدائني (5): شيخ يروى عن أبي عمران الجوني العجائب

(1) الميزان 455 / 2.
(2) حفص بن عمر الرازي المهرقاني: عن يحيى القطان وعبد الرازق. ثقة.
الميزان 565 / 1
(3) لميزان 425 / 2.
(4) الوضح: البرص. النهاية.
(5) عبد الله بن السرى المدائني ثم الأنطاكي: عن أبي عمران الجوني. وعنه خلف بن تميم قال الذهبي
تعليقا على روايته عن أبي عمران: هذا الجوني ما أعتقد أنه عبد الملك بن حبيب التابعي المشهور بل واحد
مجهول. لان التابعي لم يدركه ابن السرى، ولأن المجهول قد روى كما ترى عن مجالد وهو أصغر من عبد الملك.
الميزان 427 / 2.
33

التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها موضوعة. لا يحل ذكره في الكتب إلا
على سبيل الانباه عن أمره لمن لا يعرفه. روى عن أبي عمران الجوني عن مجالد بن
سعيد عن الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله رأيت للروم مدينة يقال لها
أنطاكية ما رأيت أكثر مطرا منها. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: نعم وذلك أن
فيها التوراة وعصا موسى ورضراض الألواح (1) وسرير سليمان بن داود في غار من
غير أنها. مامن سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلا أفرغت ما فيها من
البركة في ذلك الوادي فلا تذهب الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي
اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى يشبه خلقه لخلقي وخلقه خلقي يملا الدنيا قسطا وعدلا
كما ملئت ظلما وجورا " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثناه أحمد بن مسلم السقا الحلبي
قال: حدثنا عبد الله بن السرى المدائني عن أبي عمران الجوني عن مجالد.
عبد الله بن داود الواسطي (2): أبو محمد، يروى عن مالك وأبي الأحوص،
روى عنه محمد بن المثنى والعراقيون. منكر الحديث جدا، يروى المناكير عن المشاهير
حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بروايته
وهو الذي روى عن حماد بن سلمة عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك

(1) رضراض الألواح: يقول كثير من المفسرين: إن الألواح تكسرت لما ألقاها موسى من شدة
الغضب على عبادة بني إسرائيل العجل وقد جمعها بعد ذلك. وزعم بعضهم أن رضراضها لم يزل موجودا
في خزائن الملوك من بني إسرائيل إلى الدولة الاسلامية.
وقد ذكر ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات.
تفسير بن كثير 249 / 2
الميزان 428 / 2
(2) عبد الله بن داود الواسطي التمار: قال البخاري: فيه نظر وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو حاتم:
ليس بقوي في حديثه مناكير. وقال ابن عدي: هو لا بأس به إن شاء الله.
الميزان 415 / 2
التاريخ الكبير 82 / 5.
34

عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من صلى ركعتين في ليلة جمعه قرأ فيها بفاتحة
الكتاب وخمس عشرة مرة " إذا زلزلت " آمنه الله من عذاب القبر ومن أهوال
يوم القيامة (1) ".
عبد الله بن عبد الرحمن الجزري: شيخ يروى عن الثوري (2). روى عنه
أحمد بن عيسى الخشاب، يأتي عن سفيان بالأوابد وفي الاخبار بالزوائد حتى لا يشك
من كتب الحديث أنه كان يعملها.
روى عن الأوزاعي وقزعه بن سويد الباهلي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والبطنة من الطعام
فإنها مكسلة عن الصلاة مفسدة للجسد مورثة للسقم ". أخبرناه محمد بن أيوب بن
مشكان بالطبرية قال: حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب قال: حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن الجزري عن الأوزاعي وقزعة بن سويد. وليس للأوزاعي عن ابن أبي
نجيح سماع أصلا. وأما قزعة فسمع منه وهو ضعيف، وهذا مما عملت يد
هذا الشيخ.
وروى عن الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال:
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أتقلب فقال: مالك يا أبا هريرة؟ قلت:
الجوع يا رسول الله قال: أما إن شدة يوم لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا "
أخبرنا وصف بن (3) عبد الله بأنطاكية قال: حدثنا أحمد بن عيسى.
وروى بهذا الاسناد أيضا: " أما يخش الذي يرفع رأسه قبل الامام أن

(1) نقل الشوكاني عن المختصر قوله: لا يصح في صلاة الأسبوع شئ.
الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة 46
(2) الميزان 453 / 2.
(3) وصف: هكذا في المخطوطة ولم أعثر عليه.
35

يحول الله رأسه رأس حمار (1) " فيما يشبه هذا من القلوبات التي يطول ذكرها
لو استفضناها. أما حديث الأول فلا أصل له والثاني عن محمد بن زياد صحيح. وأما
عن إبراهيم بن أدهم فلا.
عبد الله بن مروان أبو شيخ الخراساني (2): يروى عن ابن أبي ذئب. روى
عنه سليمان بن عبد الرحمن. يلزق المتون الصحاح التي لا يعرف لها إلا طريق واحد
بطريق آخر يشتبه على من الحديث صناعته. لا يحل الاحتجاج به.
روى عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. أخبرناه محمد بن أحمد بن المستنير
بالمصيصة. قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن. وهذا الحديث
ليس من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث ابن أبي ذئب إنما هو
من حديث عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة، هذا هو المشهور، وله
طرق أخر ليس هذا موضع ذكرها (3).
عبد الله بن أبي عمرو الغفاري (4): شيخ يروى عن عبد الله بن زيد بن أسلم

(1) الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داود بنحوه عن أبي هريرة.
وواضح من كلام ابن حبان أنه يتكلم عن سند الحديث لا عن متنه.
مختصر السنن للمنذري 320 / 1
(2) عبد الله بن مروان أبو شيخ: وثقه سليمان وقال ابن عدي: أحاديثه فيها نظر.
الميزان 502 / 2 التاريخ الكبير 207 / 5
(3) الحديث رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة ورمز له السيوطي
بالصحة. وكلام ابن حبان عن سند الحديث لا عن متنه.
مختصر السنة للمنذري 77 / 2 الجامع الصغير 293 / 1 سنن ابن ماجة 364 / 7
(4) عبد الله بن أبي عمرو: هو عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني يدلسونه لوهنه. يروى عن
عبد الرحمن بن أبي بكر أيضا وعنه الحسن بن عرفة وجماعة. قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه
وقال الدارقطني: حديثه منكر وقال الحاكم: عبد الله يروى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة.
الميزان 388 / 2.
36

وأهل المدينة واسم أبيه إبراهيم. روى عنه سلمة بن شبيب و عبد العزيز بن حيان
الموصلي والناس كان ممن يأتي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء الملزقات.
روى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: ما جزت ليلة أسرى بي من سماء إلى سماء إلا رأيت اسمى مكتوبا
" محمد رسول الله أبو بكر الصديق " وهذا خبر باطل فلست أدرى البلية فيه منه
أو من عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
على أن عبد الرحمن ليس هذا من حديثه بمشهور فكان القلب إلى أنه من عمل
عبد الله بن أبي عمرو أميل.
وهو الذي روى عن عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم عن سليمان بن
يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله عمودا من نور فإذا
قال العبد: " لا إله إلا الله، اهتز ذلك العمود فيقول له الله: أسكن قال فيقول:
يا رب كيف أسكن ولم تغفر لقائلها؟ فيقول: فإني قد غفرت له. فيسكن
عند ذلك ".
عبد الله ابن أبي علاج الموصلي (1): شيخ يروى عن يونس بن يزيد ومالك
ابن أنس ما ليس من أحاديثهم، لا يشك المستمع لها - إذا كان ذلك صناعته -
أنه كان يضعها.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من
اشترى ثوبا بعشرة دراهم في ثمنه درهم من حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه.

(1) عبد الله بن أبي علاج الموصلي: هو عبد الله بن أيوب بن أبي علاج. متهم بالوضع كذاب مع أنه
من كبار الصالحين قال ابن عدي: كان متعبدا يفتل الشريط والخوص ويتصدق بما فضل عن قوته. أورد
له الذهبي عددا من موضوعاته.
الميزان 394 / 2.
37

ثم وضع أصبعيه في أذنيه وقال: صمتا إن لم أكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثا (1). أخبرناه على بن أحمد الجواربي بواسط قال:
حدثنا أبي وعمى قالا: حدثنا عبد الله بن أبي علاج عن مالك عن نافع
عن ابن عمر.
وروى عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إنما سمى الدرهم لأنه دارهم، وإنما سمى الدينار لأنه دار نار.
وروى عن يونس عن الزهري عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الرجل يتخذ الحمام في القرية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان
يزرع كما يزرعون وإلا فلا.
أخبرنا الجواربي بالحديثين جميعا قال: حدثنا أبي وعمى قالا حدثنا عبد الله بن أبي
علاج في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثرها موضوعة. أما خبر الأول
فليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابن عمر رواه ولا نافع حدث به
ولا مالك ذكره. وإنما هو المشهور من حديث الشاميين من رواية بقية بن الوليد
بإسناد واه: أخبرنا عمران بن موسى بن مهرجان بمكة قال: حدثنا أبو عتبة قال:
حدثنا بقية قال: حدثنا يزيد بن عبد الله الجهني عن أبي جعونة (2) عن هاشم الأوقص
عن ابن عمر. وهذا إسناد شبه لا شئ، وأما أحاديث يونس التي رواها فكلها
موضوعة لا أصول لها ألبتة.

(1) الخبر نقله الذهبي عن ابن حبان مختصرا وعلق عليه بقوله وهذا كذب.
الميزان
(2) هكذا ولم أعثر ولم أعثر عليه وقد روى يزيد بن عبد الله الجهني عن هاشم الأوقص.
والميزان 431 / 4.
38

عبد الله بن عمر بن غانم (1) قاضي إفريقية: يروى عن مالك ما لم يحدث به مالك
قط. لا يحل ذكر حديثه ولا الرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشيخ
في بيته كالنبي في قومه (2) ".
وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مامن شجرة أحب إلى الله من
الحناء " أخبرنا بالحديثين جميعا على بن محمد بن حاتم القومسي قال: حدثنا عثمان بن
محمد حشيش (3) القيرواني قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن غانم في نسخة كتبناها
عنه بهذا الاسناد. أنا أصون البياض عن ذكرها فكيف الاشتغال بوصفها.
عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامى (4): من أهل المصيصة، يروى عن مالك
وإبراهيم بن سعد روى عنه أهل الثغر. كان تقلب له الاخبار فيجيب فيها. كان
آفته ابنه لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار ولعله أقلب له على
مالك أكثر من مائة وخمسين حديثا فحدث بها كلها، وعن إبراهيم بن سعد
الشئ الكثير.
روى عن إبراهيم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سئل

(1) عبد الله بن عمر بن غانم الإفريقي: تكرر في المخطوطة " ابن عمير ". مجهول قال أبو داود:
أحاديثه مستقيمة علق الذهبي على الخبرين اللذين أوردهما المصنف هنا فقال: لعل الآفة في الخبرين من عثمان
صاحبه.
الميزان 464 / 2
(2) يراجع ما أورده العجلوني عن الخير في كشف الخفا والالباس 22 / 2.
(3) في المخطوطة: " ابن قشيش ".
(4) عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامى المصيصي: أحد الضعفاء. ضعفه ابن عدي وغيره. قال ابن
عبد البر: خرساني روى عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها على أن القدماء ما رأيتهم ذكروه.
الميزان 488 / 2.
39

النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته (1).
أخبرناه أحمد بن مجاهد بن قولان بالمصيصة قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن سهم قال: حدثنا عبد الله بن ربيعة قال: حدثنا إبراهيم بن سعد
في نسخة كتبنا ها عنه طويلة لمالك وإبراهيم بن سعد أكثرها مقلوبة.
عبد الله بن صالح (2): كاتب الليث المصري يروى عن ابن لهيعة ومعاوية بن
صالح، مات سنة ثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين. منكر الحديث جدا. يروى
عن الاثبات مالا يشبه حديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير
أئمة. وكان في نفسه صدوقا يكتب لليث بن سعد الحساب وكان كاتبه على الغلات.
إنما وقع المناكير في حديثة من قبل جار له رجل سوء.
سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على
شيخ عبد الله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح ويطرح
في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله فيحدث به فيتوهم أنه خطه وسماعه. فمن
ناحيته وقع المناكير في أخباره. سمعت عمر بن محمد يقول: سمعت محمد بن عيسى يقول: سمعت زياد بن أيوب

(1) الحديث رواه مالك والشافعي وأحمد والأربعة وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة وأخرجه أحمد
وابن ماجة وابن حبان والحاكم عن جابر.
كشف الخفا والالباس 462 / 2
(2) عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني المصري: أبو صالح كاتب الليث بن سعد على أمواله.
صاحب حديث وعلم مكثر وله مناكير قال أبو حاتم: هو صدوق أمين ما علمت وقال: سمعت محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم وسئل عن أبي صالح فقال: تسألني عن أقرب رجل إلى الليث لزمه سعرا وحضرا وكان يخلو
معه كثيرا لا ينكر لمثله أن يكون قد سمع منه. كثرة ما أخرج عن الليث. وقال: سمعت ابن معين يقول: أقل
أحواله أن يكون قرأ هذه الكتب عن الليث وأجازها له. ويمكن أن يكون ابن أبي دئب كتب إليه
بهذا الدرج.
قال أحمد بن حنبل: كان أول أمره متماسكا ثم فسد باخره يروى عن لبث عن ابن أبي ذئب ولم
يسمع الليث من ابن أبي ذئب شيئا.
ويرجع إلى غير ذلك من أقوال العلماء فيه التي أوردها صاحب الميزان 44 / 1.
40

يقول: نهاني أحمد بن حنبل - رحمه الله - أن أروى حديث عبد الله بن صالح.
قال أبو حاتم: وقد روى عبد الله بن صالح عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن
سعيد الأنصاري عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو العاص قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات، غزوة لمن حج خير
من عشر حجج. وغزوة في بحر خير ما عشر غزوات في البر. ومن أجاز البحر فكأنما
أجاز الأودية كلها والمائت فيه كالمتشحط (1) في دمه. أخبرناه أبو عروبة قال:
حدثنا على بن إبراهيم عزون قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا
يحيى بن أيوب.
وروى عن رشد ين بن سعد عن الحسن بن يونان عن يزيد بن أبي حبيب عن
سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا الديك الأبيض فإنه
صديقي وأنا صديقه وعدوه عدوى. والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في صوته
لاشتروا ريشه ومحه بالذهب والفضة وإنه يطرد مدى صوته الجن " أخبرناه الحسن
ابن سفيان قال عبد العزيز بن سلام قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال:
حدثني رشد ين بن سعد.
وروى عن نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر
ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار أصحابي على
جميع العاملين ما خلا النبيين والمرسلين واختار من أصحابي أربعة. - وفي كل
أصحابي خير - أبو بكر وعمر وعثمان وعلى واختار أمتي على سائر الأمم " أخبرناه
محمد بن يحيى قال: حدثنا الدارمي قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا نافع
ابن يزيد (2).

(1) المتشحط في دمه: حرفت في المخطوطة. ومعناها المتخبط في دمه الذي يضطرب ويتمرغ فيه النهاية
(2) قال الذهبي في الميزان: وقد قامت القيامة على عبد الله بن صالح بهذا الخبر.
41

وروى عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة
ابن سيف فقال كنا عند شفى (1) الأصبحي فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة: أبو بكر
لا يلبث خلفي إلا قليلا وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا
قالوا: ومن هو؟ قال: عمر بن الخطاب وقد فعل قال: ثم التفت إلى عثمان فقال:
يا عثمان إن كان الله ألبسك قميصا فإن أرادك الناس على خلعه فلا تخلعه فوالذي
نفسي بيده لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الحمل في سم الخياط " أخبرناه أحمد
ابن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد قال: حدثنا يحيى بن معين (2). قال: حدثنا
عبد الله بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد.
وروى عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن هلال بن
أسامة أن عطاء بن يسار أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا إلى الجن،
فقال له: سر ثلاثا ملسا حتى إذا لم تر شمسا فاعلف بعيرا وأشبع نفسا، ثم أمره
ثلاثا ملسا حتى تأتى فتيات قعسا، ورجالا طلسا، ونساء خنسا فقال: يا بنى أشفع
شوسا؟ إني أرسلني إليكم حمسا لا تخافون له بأسا " أخبرناه عن محمد بن صالح
جماعة قال: حدثنا عبد الله بن صالح فيما يشبه هذه الأحاديث (3) التي ينكرها

(1) شفى الأصبحي: وقع في المخطوطة " شنفر " والتصويب من الميزان.
(2). وصف الخبر في الميزان بأنه أنكر ما روى أبو صالح وعلق الذهبي عليه بقوله: أنا أتعجب من
يحيى مع جلالته ونقده كيف يروى مثل هذا الباطل ويسكت عنه. وربيعة صاحب مناكير وعجائب.
الميزان 444 / 2
(3) سر ثلاثا ملسا: أي سر سيرا سريعا والملس الخفة والاسراع والسوق الشديد وحسيقته: سر
ثلاث ليال ذات ملس أو سر ثلاثا سيرا ملسا.
حتى تأتى فتيات قعسا: القمس نتوء الصدر خلقة يقال فتاة قعساء والجمع قعس.
ورجالا طلسا: رجالا مغيرة الألوان جمع أطلس.
ونساء خنسا: الخنس بالتحريك انخفاض قصبة الانف وعرض الساق.
قال: يا بنى أشفع شوسا: في الميزان " فقل " وفي النهاية: فقال: يا نبي الله أسفع شوس؟ " والسفع
متغيرو الألوان إلى سواد والشوس الطوال. وحما: شجعانا: والحمس أيضا قريش ومن ولدت
قريش وكنانة وجديلة قيس سموا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا.
النهاية. اللسان. الميزان 414 / 2
42

من أمعن في صناعة الحديث. وعلم مسالك الاخبار، وانتقاد الرجال.
وقد روى عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر: أن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: من أذن ست عشرة سنة (1) وجبت له الجنة، وكتب الله
له بتأذينه في كل مرة ستين حسنة، وبكل إقامة ثلاثين حسنة " أخبرناه عبد الكبير
بن عمر الخطابي بالبصرة قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن صالح
قال: حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر.
عبد الله بن وهب النسوي (2): شيخ دجال يضع الحديث على الثقات، ويلزق
الموضوعات بالضعفاء، يروى عن يزيد بن هارون وأهل العراق، لا يحل ذكره في
الكتب بحيلة إلا على سبيل الجرح فيه، وهذا شيخ ليس يعرفه كل إنسان إلا من
تتبع حديثه. ولم يكن لنا همة في رحلتنا إلا تتبع الضعفاء والتنقير عن أنبائهم وكتابة
حديثهم للمعرفة والسبر.
روى هذا الشيخ عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن النبي صل الله عليه
وسلم قال: " إذا أراد الله أن يبعث إلى أهل بيت ضيفا بعث إليهم قبل ذلك بأربعين
صباحا طيرا أبيض " ثم ذكر حديثا في ورقتين. أخبرناه محمد بن عبد العزيز بن
إسماعيل بنسا قال: حدثنا عبد الله بن وهب النسوي قال: حدثنا يزيد بن هارون
في أشياء كتبناها عنه عن الثقات كلها موضوعة، تتبعت حديثه فكأنه اجتمع
[مع] (3) أحمد بن عبد الله الجويباري واتفقا على وضع الحديث، فقل حديث رأيته

(1) في الميزان: " اثنتي عشرة سنة ".
(2) عبد الله بن وهب النسوي: بالنون هنا مكررا وفى بعض نسخ الميزان وقد اعتمد الذهبي فيما ترجم
له على كلام ابن حبان.
الميزان 523 / 2
(3) زيادة يستلزمها السياق وتتفق مع ما نقله صاحب الميزان عن المصنف.
43

للجويباري من المناكير التي تفرد بها إلا ورأيته لعبد الله بن وهب هذا بعينه كأنهما
متشاركان فيه.
وروى عن الحماني عبد الحميد بن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مسائل
عبد الله بن سلام بطوله في جزء. أخبرناه محمد بن بسد وست (1) بنسا في قرية الحسن
ابن سفيان. قال: حدثنا عبد الله بن وهب النسوي قال: حدثنا الحماني، فذكر تلك
الأشياء التي رواها الجويباري بطولها وروى عن خصيف حديث على.
عبد الله بن مسلم بن رشيد الدمشقي (2) مولى بنى هاشم، قدم نيسابور فحدثهم
بها، كتب عنه أصحاب الرأي. يروى عن الليث بن سعد وابن لهيعة ومالك، ويضع
عليهم الحديث.
أخبرنا عنه جماعة بنيسابور لا يحل كتاب حديثه ولا ذكره، وهذا شيخ ليس
يعرفه أصحابنا، وإنما ذكرته لئلا يحتج به واحد من أصحاب الرأي على من لم يتبحر
في العلم من أصحابنا، فيوهمه أنه كان ثقة، وهو الذي روى عن أبي هدبة (2)
نسخة كلها معمولة.
عبد الله بن محمد بن القاسم (4): مولى جعفر بن سليمان الهاشمي، يروى عن يزيد
ابن هارون المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به
إذا انفرد.
روى عن يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن

(1) هكذا لم أعثر عليها.
(2) الميزان 503 / 2.
(3) إبراهيم بن هدبة أبو هدبة الفارسي ثم البصري: حدث ببغداد وغيرها بالأباطيل نكتفي هنا بما
نقل عن ابن معين قال: قدم أبو هدبة فاجتمع عليه الحلق فقالوا أخرج رجلك. كانوا يخافون أن تكون
رجله رجل حمار أو شيطان
الميزان 71 / 1
(4) الميزان 496 / 2.
44

أبي هريرة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلى في آخر الصفوف
وحده فقال: أعد الصلاة " أخبرناه عبد الله بن قحطبة قال: حدثنا عبد الله
ابن محمد بن القاسم مولى جعفر بن سليمان قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا
محمد بن إسحاق.
عبد الله بن محمد بن سنان (1): شيخ من أهل البصرة قدم الجبل فحدثهم بها، يضع
الحديث ويقلبه ويسرقه لا يحل ذكره في الكتب لكني ذكرته لأنه قدم الجبل فوضع
لهم على روح بن القاسم مقدار مائتي حدث ما لشئ منها أصل يرجع إليه من
حديث روح، وأقلب على غير روح بن القاسم أشياء كثيرة يطول الكتاب بذكرها
شهرته عند من شم رائحة العلم. تغنى عن الاشتغال بأمره.
عبد الله بن عيسى القروي (2) أبو علقمة الأصم: من أهل المدينة يروى عن ابن
نافع ومطرف عن عبد الله بن الأصم العجائب. ويقلب على الثقات الاخبار.
روى عن مطرف عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: سافروا تصحوا وتسلموا (3) " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا عبد الله
ابن عيسى القروي.
وروى عن ابن نافع عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي عليه الصلاة
والسلام أفرد الحج. أخبرناه محمد بن المنذر عنه فيما يشبه هذا من الاخبار التي يعرفها
من الحديث صناعته أنها مقلوبة. أما حديث الأول فليس من حديث نافع

(1) عبد الله بن محمد بن سنان الروحي الواسطي: ولقب بالروحي لأنه أكثر الرواية عن روح
ابن القاسم روى عنه الأباطيل. قال ابن عدي: كان يسر في الحديث. وقال الدارقطني وعبد الغنى الأزدي:
متروك.
الميزان 489 / 2
(2) الميزان 470 / 2.
(3) الحديث رواه أبو نعيم في الطب عن ابن عمر رفعه وله ألفاظ وطرق يرجع إليها في كشف الخفا
ومزيل الالباس للعجلوني 539 / 1.
45

ولا ابن عمر ولا مالك وليس يحفظ إلا من حديث موسى بن عبيدة
الربذي (1) فقط.
وأما حديث الثاني فهو عند مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
وهو مقلوب (2). كتبنا نسخة عن عمرو بن عمر بنصيبين عنه عن ابن نافع عن
الداروردي عن عبيد الله بن عمر وغيره كلها مقلوبة يطول الكتاب بذكرها.
عبد الله بن عباد البصري (3): شيخ سكن مصر يقلب الاخبار، روى عن
المفضل بن فضالة عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له " وهذا
مقلوب إنما هو عند يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر الصديق عن الزهري عن سالم
عن أبيه عن حفصة. صحيح من غير هذا الوجه فيما يشبه هذا. روى عنه روح بن الفرج
أبو الزنباع نسخه موضوعة.
عبد الله بن الحسين بن جابر البغدادي (4): سكن المصيصة، يقلب الاخبار
ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. روى عن محمد بن المبارك الصوري
عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس عن أبي بكر الصديق قال:
" قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه لم يعط العباد شيئا خيرا
من العافية ".

(1) الربذي: غير واضحة في المخطوطة يرجع إلى ترجمته في الميزان 213 / 4
(2) الخبر هكذا في الموطأ وعلق عليه الزرقاني بقوله: وكذا رواه ابن عمر وجابر في الصحيحين وابن
عباس في مسلم. وروى أنه كان عليه الصلاة والسلام قارنا عن عمر في البخاري وأنس في الصحيحين وعمران
ابن حصين في مسلم والبراء في أبى داود وعلى في النسائي وسراقة وأبو طلحة عند أحمد وأبو سعيد وقتادة
عند الدارقطني وابن أبي أوفى عند البزار وسعيد بن المسيب في البخاري.
وللمحدثين في اختلاف الروايتين كلام في التوفيق بينهما يرجع إليه في مظانه.
الموطأ بشرح الزرقاني 251 / 2
(3) الميزان 450 / 2
(4) الميزان 408 / 2.
46

وبإسناده عن أنس إن النبي عليه الصلاة والسلام توضأ فخلل لحيته. أخبرناه
أحمد بن مجاهد بالمصيصة قال: حدثنا عبد الله بن الحسين. فيما يشبه هذا كتبناها عنه
في نسخة أكثرها مقلوبة.
عبد الله بن شيب بن خالد بن (1) رفيف القيسي أبو سعيد: من أهل البصرة
يروى عن إسماعيل بن أبي أويس وأهل المدينة أخبرنا عنه شيوخنا، يقلب الاخبار
ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الاثبات.
عبد الله بن الحارث بن حفص بن الحارث (2) بن عقبة القرشي: أبو محمد
الصنعاني، شيخ دجال يروى عن عبد الرزاق بن همام وأهل العراق العجائب، يضع
عليهم الحديث وضعا. رأيته في قرية من قرى أسفراين يقال لها " بوزانة (3) "،
فسألته فحدثنا عن عبد الرزاق بنسخة كلها موضوعة وعن أحمد بن يونس وأحمد بن
حنبل والعراقيين ويحيى بن يحيى وإسحق وأهل خراسان، كان كل كتاب يوضع (4)
في يده يحدث عمن فيه، وهذا شيخ ليس يعرفه كل إنسان لكني ذكرته لأني رأيته
وأكثر من يختلف إليه أصحاب الرأي والكرامية، فلعله احتج على أصحابنا
إنسان منهم بحديث له وضعه، فيتوهمون أنه ثقة، ولولا كراهة التطويل لذكرنا
من حديثه أحاديث يستدل بها على ما وراءها ولكن خفاءه يحملني على ترك
الاشتغال بروايته.

(1) عبد الله شبيب " أبو سعيد الربعي " في الميزان وليس في ترجمته ذكر " الرفيف القيسي ":
أخباري علامة لكنه واه قال الحاكم: ذاهب الحديث وبالغ فضلك الرازي فقال: يحل ضرب عنقه.
الميزان 438 / 2
(2) الميزان 405 / 2
(3) بوزانة: في المخطوطة: " بوازنة " والصواب بالزاي والألف والنون. أوردها ياقوت ولم
بذكر عنها أكثر مما ذكره ابن حبان هنا وذكر صاحب الترجمة ونسبه إليها فقال: " القرشي الصنعاني ثم
البوزاني " وقال: كان وضاعا للحديث على الأئمة.
معجم البلدان 506 / 1
(4) يوضع في يده: في المخطوطة يضع فعدلت بما يناسب السياق.
47

عبد الله بن محمد بن أسامة الأسامي (1): كان يزعم أنه من ولد أسامة بن زيد.
يروى عن الليث وابن لهيعة وإبراهيم بن سعد، يضع عليهم الحديث وضعا، لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، كان محمد بن إسماعيل الجعفي شديد
الحمل عليه.
عبد الرحمن بن القطامي: شيخ من أهل البصرة (2) روى عن أنس بن مالك
وعلي بن زيد بن جدعان روى عنه أهل البصرة منكر الحديث. يروى عن أنس بن
مالك مالا يشبه حديثه وعن غيره من الاثبات مالا يشبه حديث الثقات، على أنه
قليل الرواية يجب التنكب عن روايته.
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي (3): الذي يقال له: المسعودي. يروى
عن الحصين والقاسم بن عبد الرحمن، روى عنه وكيع والكوفيون. مات سنة ستين
ومائة، وكان المسعودي صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره اختلاطا شديدا حتى ذهب
عقله. وكان يحدث بما يجيئه فحمل فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير، ولم يتميز
فاستحق الترك.
أخبرنا الهمداني قال. حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول:
رأيت المسعودي سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه. أخبرنا عمر بن محمد قال: حدثنا
عمرو بن علي قال: سمعت أبا قتيبة يقول: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين

(1) الميزان 491 / 2.
(2) عبد الرحمن بن قطامي: قال الفلاس: لقيته وكان كذابا قال الذهبي: أخطأ ابن حبان حيث قال:
" روى عن أنس بن مالك إنما الحق أصحاب أنس ".
الميزان 583 / 2.
(3) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي: أحمد الأئمة الكبار سيئ الحفظ اختلط بأخرة قال
أبو الحسن بن القطان: اختلط حتى كان لا يعقل فضعف حديثه وكان لا يتميز في الأغلب ما رواه قبل
اختلاطه مما رواه بعده. وثقه أحمد وبقية الأقوال فيه تدور حول هذا.
الميزان 574 / 2، التاريخ الكبير 299 / 5
.
48

وكتبت عنه وهو صحيح ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في أذنه وأبو داود
يكتب عنه فقلت: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عمرو بن مره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن معاذ بن جبل (1) أنه قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهو متوجه نحو بيت المقدس سبعة عشر
شهرا، ثم إن الله جل وعلا. وجهه نحو الكعبة فقال: قد نرى تقلب وجهه في السماء
فلنولينك قبلة ترضاها " إلخ الآية، فكان ذلك حال، وكانوا يجتمعون إلى الصلاة
ويؤذن بعضهم بعضا، حتى أرى عبد الله بن زيد الأنصاري فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، لو أنى أخبرتك أنى لم أكن نائما
صدقتك. إني أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران قام
فاستقبل القبلة ثم قال الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا
الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي
على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله. ثم أمهل شيئا ثم قام فقال مثل الذي قال إلا أنه يزيد فيها قد قامت
الصلاة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قم فعلمها بلالا. فكان بلال أول
من أذن بها، وجاء عمر بن الخطاب فقال: لقد أطاف بي ما أطاف بعبد الله بن زيد
الليلة ولكنه سبقني إليك. فهذا حال آخر. وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو في الصلاة فيسألون الذين خلفهم: كم صليتم؟ فيشيرون إليهم ثنتين. ثلاثة
واحدة حتى جاء معاذ بن جبل وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض صلاته
فدخل معهم في صلاتهم وقال: لا أجده على حال إلا كت عليها، ثم قمت بعد ما سلم

(1) يراجع ما علق به الشوكاني على أحاديث الباب في المنتقى بشر نيل الأوطار 40 / 2.
49

فأقضى قال: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: إنه سن لكم. فهكذا
ما فعلوا فهذا حال ثالث.
أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا محمد بن الخطاب البلدي قال: حدثنا
أبو عبد الرحمن المقرى قال حدثنا المسعودي عن عمرو بن مره، وهذا خبر باطل
مقلوب من أوله إلى آخره ليس لمعاذ بن جبل في هذا الخبر ذكر. والخبر عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة، وليس لفظه هكذا. إنما الخبر في قصة عبد الله بن
زيد الاذان مثنى مثنى والإقامة واحدة واحدة من حديث محمد بن عبد الله بن زيد
ابن عبد ربه عن أبيه، وسعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد قد ذكرنا الخبر وبيان
علله واختلاف الناس على عمرو بن مرة فيه وتمييز الألفاظ وكيفية الاذان (في) كتاب (1)
الجمع بين الاخبار ونفى التضاد عن الآثار عند ذكر الافعال التي هي من اختلاف المباح
من تثنية الإقامة وترجيع الاذان وتثنية الإقامة على ما كان في خبر أبي محذورة و عبد الله
بن زيد بما أرجو أن الناظر إذا تأملها كان له في دونها الغنية إن وفق الله سلوك القول فيه.
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي (2): كنيته أبو خالد الشعباني المعافري
من أهل مصر يروى عن أبي عبد الرحمن الحبلى وبكر بن سواده. روى عنه
الثوري. مات سنة ست وخمسين ومائة، وقد جاوز المائة، كان يروى الموضوعات
عن الثقات، ويأتي عن الاثبات ما ليس من أحاديثهم، وكان يدلس على محمد بن
سعيد بن أبي قيس المصلوب (3).

(1) تراجع المقدمة.
(2) عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي: العبد الصالح أبو أيوب الشعباني قاضي إفريقية ووردت
كنيته عند البخاري كما هنا: " أبو خالد الشعباني المعافري " وهو أول مولود في الاسلام بإفريقية بعد
فتحها وكان البخاري يقوى أمره ولم يذكره في الضعفاء. وقال ابن القطان. من الناس من يوثق
عبد الرحمن ويربأ به عن حضيض رد الرواية ولكن الحق فيه أنه ضعيف ترجم له الذهبي في الميزان وأطال
وهو هناك " عبد الله " خطأ. الميزان 561 / 2 التاريخ الكبير 283 / 5
(3) محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب: أتهم بالزندقة فصلب وقد غيروا اسمه على وجوه سترا له وتدليسا لضعفه سرد الذهبي من هذه الأسماء ثلاثة عشر اسما. الميزان 561 / 3.
50

أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال كان يحيى و عبد الرحمن
لا يحدثان عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. سمعت محمد بن محمد ويقول: سمعت
الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين. عن الإفريقي فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وروى الإفريقي عن الأغر أبى مسلم عن أبي هريرة قال: دخلت
يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل
بأربعة دراهم وكان لأهل السوق وزان يزن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتزن وأرجج قال الوزان: إن هذه الكلمة ما سمعتها من أحد. قال أبو هريرة:
فقلت له كفى يك من الوهن والجفاء في دينك أن لا تعرف نبيك، فطرح الميزان
ووثب إلى يد النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يقبلها، فجذب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يده منه وقال: هذا إنما يفعله الأعاجم لملوكهم ولست بملك إنما أنا رجل
منكم، فوزن ورجح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السروايل. قال أبو هريرة
فذهبت أحمله عنه فقال: صاحب الشئ أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفا
يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم. قال: قلت: يا رسول الله إنك لتلبس السراويل؟ قال:
نعم في السفر والحضر وبالليل والنهار، فإني أمرت بالمستر، فلم أجد شيئا أستر منه ".
أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي قال: حدثنا يوسف بن
زياد قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد عن الأغر أبى مسلم عن أبي هريرة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المدني (1): يروى عن أبيه وزيد بن أسلم.
روى عنه العراقيون. كان ممن ينفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه مع فحش الخطأ في
.

(1) عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار: مدني صالح الحديث وقد وثق وحدث عنه يحيى بن سعيد
مع تعففه في الرجال. وروى عباس عن يحيى قال: في حديثه عندي ضعف. وقال أبو حاتم: لا يحتج
به وقد ساق له ابن عدي عدة أحاديث ثم قال: هو من جملة من يكتب حديثه من الضعفاء.
الميزان 572 / 2.
51

روايته. لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. كان يحيى القطان يحدث عنه، وكان
محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري ممن يحتج به في كتابه ويترك حماد بن سلمة.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: لم أسمع عبد الرحمن يحدث عن
عبد الله بن دينار بشئ قط.
عبد الرحمن بن بديل بن ورقاه (1): عن أبيه، روى عن عبد الرحمن بن مهدي
منكر الحديث، يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات وينفرد عن أبيه بأشياء
كأنها مقلوبات. يجب التنكب عن أخباره.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء عن أبيه فقال: ضعيف.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة (2) المليكي
الجعراني: يروى عن عمه ابن أبي مليكة وطاوس والزهري والقاسم. روى عنه
ابنه محمد بن عبد الرحمن منكر الحديث جدا ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث
الاثبات، فلا أدرى كثرة الوهم في أخباره منه أو من ابنه على أن أكثر روايته
ومدار حديثه يدور على ابنه، وابنه فاحش الخطأ، فمن هنا اشتبه أمره
ووجب تركه.
وهو الذي يروى عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
.

(1) عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء: ترجم له الذهبي: " عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة " وقال:
إن ابن حبان وهم حيث قال: " ابن ورقاء " ووافقه البخاري فقال: وهو ابن ميسرة العقيلي ضعفه يحيى
واحتج به النسائي وقال أبو داود وغيره: ليس به بأس. روى عنه عبد الواحد ابن واصل البصري.
التاريخ الكبير 264 / 5 الميزان 549 / 2
(2) عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة: وهو الذي يقال له: زوج جبرة: قال البخاري وأحمد:
منكر الحديث وقال ابن سعد: له أحاديث ضعيفة وقال ابن معين: ضعيف وقال النسائي: متروك.
الطبقات الكبرى 364 / 5 الميزان 550 / 2 التاريخ الكبير 260 / 5
.
52

قال: " من ولى منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزير صدق إن نسى ذكره
وإن ذكر أعانه " رواه عنه الداروردي.
عبد الرحمن بن دينار: من أهل الكوفة (1) يروى عن مجاهد. روى عنه.
الثوري وأهل الكوفة، ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى سلك غير مسلك العدول
في الروايات وجانب قصد السبيل في أسبابها. يجب أن يتنكب ما انفرد به من الاخبار
وإن اعتبر بما وافق الثقات من الآثار فلا ضير من غير أن يحكم بموافقته واحدا
في النقل على أحد منه. وقد قيل إن اسم أبى يحيى القتات زاذان ويقال إن اسمه مسلم
والأول أشبه.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمرى (2): من أهل المدينة يروى عن أبيه
وعمه روى عنه عتيق بن يعقوب الزبيري وأهل المدينة. كان ممن يروى عن عمه
ما ليس من حديثه، وذاك أنه كان يهم فيقلب الاسناد ويلزق المتن بالمتن، يفحش
ذلك في روايته، فاستحق الترك، مات سنة ست وثمانين ومائة. روى عن سهيل عن
أبيه عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: كلم الله البحر الشامي فقال:
يا بحر ألم أخلقك فأحسنت خلقك؟ وأكثرت فيك من الماء؟ قال: بلي يا رب قال:
فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادا يسبحوني ويكبروني ويحمدوني ويهللوني
قال: أغرقهم قال: فأنى جاعل بأسك في نواحيك وحاملهم على يدي. قال: ثم
.

(1) عبد الرحمن بن دينار: كنيته " أبو يحيى القتات " واستشهر بها وترجم له ابن سعد بالكنية
يقال اسمه أيضا. دينار وقيل. يزيد وقيل. عمران
ضعفه ابن معين وقال أحمد. كان شريك يضعف أبا يحيى القتات وقال النسائي. ليس بالقوى، بقى إلى
حدود الثلاثين ومائة. الطبقات الكبرى 236 / 6 التاريخ الكبير 279 / 5 الميزان 586 / 4
(1) عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمرى: عن أبيه. هالك. أخف الأقوال عنه قول
البخاري فيه وفي أخيه القاسم. يتكلمون فيهما قال ابن عدي. عامة ما يرويه مناكير إما متنا وإما
إسنادا. التاريخ الكبير 316 / 5 الميزان 571 / 2
.
53

كلم الله البحر الهندي فقال: يا بحر ألم أخلقك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من
الماء؟ قال: بلى يا رب قال: فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادا يسبحوني
ويكبروني ويهللوني ويحمدوني؟ قال: أسبحك معهم وأحمدك وأكبرك وأهللك
معهم وأحملهم بين ظهري وبطني. قال: فجعل الله فيه الحلية والصيد الطيب ". أخبرناه
وجماعة عن الحسن بن عرفة عن عبد الرحمن عبد الله بن عمر.
وروى عبد الرحمن هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: (1) " ويل للذين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضأون،
قالت له عائشة: بأبي أنت وأمي هذا للرجال فما بال النساء؟ قال: إذا مست إحداكن
فرجها فلتتوضأ " أخبرناه ابن زهير بتستر قال: حدثنا أحمد بن الوليد الكرخي
قال: حدثنا عتيق بن يعقوب الزبيري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر
عن هشام بن عروة.
عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي: كنيته أبو شيبة (2). وهو الذي يقال له:
عباس بن إسحاق، يروى عن النعمان بن سعد وسعيد المقبري. روى عنه ابن الفضيل
وأهل الكوفة. و عبد الله بن رجاء، كان ممن يقلب الاخبار والأسانيد
وينفرد بالمناكير عن المشاهير. لا يحل الاحتجاج بخبره. مرض القول فيه
يحيى بن معين.
سمعت محمد بن محمود بن عدي يقول: سمعت على بن سعيد بن جرير يقول:
.

(1) الحديث أخرجه الدارقطني وأعل بصاحب الترجمة لضعفه قال ابن حجر. وله شاهد عند أحمد
والترمذي والبيهقي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
المنتفى بشرح نيل الأوطار 236 / 1
(2) عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي. ضعفوه. قال أحمد بن حنبل.
ليس بشئ منكر الحديث وعن يحيى. ضعف وقال مرة متروك. وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي وغيره. ضعيف
التاريخ الكبير 259 / 5 الميزان 548 / 2.
54

سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي روى عنه الكوفيون
ليس في الحديث بذاك.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن النعمان بن سعد قال: سمعت المغيرة بن
شعبة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شعار المسلمين على الصراط
يوم القيامة: سلم سلم " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:
حدثنا على بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة.
عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت (1): يروى عن أبيه. روى عنه يزيد بن أبي
حبيب. كان ممن يخطئ على قلة روايته، ففحش خلافة للاثبات فيما يرويه
عن الثقات فاستحق الترك.
عبد الرحمن بن يزيد بن تميم (2): من أهل دمشق كنيته أبو عمرو، يروى
عن الزهري، روى عنه الوليد بن مسلم وأبو المغيرة. كان ينفرد عن الثقات
بما لا يشبه حديث الاثبات من كثرة الوهم والخطأ. وهو الذي يدلس عن الوليد
ابن مسلم يقول: قال أبو عمرو، وحدثنا أبو عمرو عن الزهري. يوهم أنه الأوزاعي
وإنما هو ابن تميم. وقد روى عنه الكوفيون أبو أسامة وحسين الجعفي وذو وهما،
وقد روى عن ابن تميم هذا عن علي بن بذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قال رجل: يا رسول الله إني أصبت امرأتي وهي حائض، فأمره النبي عليه الصلاة
والسلام أن يعتق نسمة " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا دحيم قال: حدثنا
.

(1) عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت. قال البخاري: لم يصح حديثه وقال أبو حاتم الرازي: ليس
عندي بمنكر الحديث. ليس بحديثه بأس. وقال الذهبي: ذكره أيضا ابن حبان في الثقات فتساقط قولاه.
التاريخ الكبير 266 / 5 الميزان 552 / 2
(2) عبد الله بن يزيد بن تميم الدمشقي: لينه أحمد شيئا وقال: له حديث معضل. وقال البخاري:
منكر الحديث وقال النسائي: متروك الحديث شامي. وعلق الذهبي على قول النسائي فقال: هذا عجيب
إذ يرى له ويقول متروك. وقال دحيم: منكر الحديث وضعفه أحمد فقال: قلب أحاديث شهر بن حوشب
فجعلها حديث الزهري. وقال أبو زرعة: ضعيف وقال الدارقطني وغيره: متروك.
التاريخ الكبير 365 / 2 الميزان 598 / 2.
55

الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم قال: حدثنا على بن بذيمة
أنه سمع سعيد بن جبير.
عبد الرحمن بن أبي الزناد (1): واسم أبيه عبد الله بن ذكوان من أهل المدينة
كنيته أبو محمد، يروى عن هشام بن عروة. روى عنه العراقيون وأهل المدينة،
كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الاثبات، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه،
فلا يجوز الاحتجاج بحبره إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات
يحتج به، مات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة. وهو أخو أبى القاسم بن أبي الزناد،
وأبو القاسم ثقة واسمه كنيته.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان أبو مهدي لا يحدث
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول:
قلت ليحيى بن معين: فعبد الرحمن بن أبي الزناد؟ قال. ضعيف.
عبد الرحمن بن مسهر (2): أخو على بن مسهر من أهل الكوفة يروى عن
.

(1) عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان. و عبد الله هو أبو الزناد: أحد العلماء الكبار وأخير
المحدثين لهشام بن عروة. قال ابن معين: ضعيف وعن يحيى: ليس بشئ: وقال مرة: لا يحتج به
وكذا قال أبو حاتم وضعفه النسائي وقال أحمد: مضطرب الحديث، ووثقه مالك.
قال الذهبي: قد مشاه جماعة وعدلوه وكان من الحفاظ المكثرين ولا سيما عن أبيه وهشام بن عروة حتى
قال يحيى بن معين: هو أثبت الناس في هشام.
التاريخ الكبير 315 / 5 التذكرة 228 / 1 الميزان 575 / 2
(2) عبد الرحمن بن مسهر: كان على قضاء جبل وكان خفيف العقل قال أبو حاتم متروك وقال ابن معين:
ليس بشئ وقال البخاري: فيه نظر. حكى عن نفسه قال: ولاني أبو يوسف القاضي قضاء جبل فانحدر
الرشيد إلى البصرة فسألت من أهل جبل أن يثنوا على فوعدوني أن يفعلوا فلما قرب تفرقوا وأيست منهم
فسرحت لحيتي وخرجت فوقفت قوافي أبو يوسف مع الرشيد في الحراقة فقلت: يا أمير المؤمنين نعم القاضي
قاضي جبل قد عدل فينا وأهل. وجعلت أثنى على نفسي. فطأطأ أبو يوسف رأسه وضحك فقال له هارون:
مم ضحكت؟ فأخبره لضحك حتى فحص برجليه ثم قال: هذا شيخ سخيف سفلة فاعزله فعزلني. وفي الخبر
أنه انتحل الأحاديث للنيل من أبى يوسف. الميزان 590 / 2 التاريخ الكبير 351 / 5.
56

أهل الكوفة، روى عنه أهلها، كان ممن يخطئ حتى يأتي بالأشياء المقلوبة التي
يشهد لها من الحديث صناعته بالقلب وهو الذي مدح نفسه عند هارون الرشيد فقال:
نعم القاضي قاضي حبل.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: قال يحيى بن معين:
عبد الرحمن بن مسهر ليس بشئ.
عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل (4): وهو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله
ابن حنظلة بن أبي عامر الغسيل. كنيته أبو سليمان من أهل المدينة يروى عن
أهلها، مات سنة إحدى وسبعين ومائة، وكان ممن يخطئ ويهم كثيرا على
صدق فيه، والذي أميل إليه فيه ترك ما خالف الثقات من الاخبار والاحتجاج
بما وافق الثقات من الآثار. وقد مرض الشيخان القول فيه: أحمد ويحيى.
سمعت يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى عن
عبد الرحمن بن الغسيل فقال: هو صويلح. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت
على بن سعيد يقول: سألت أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن ابن الغيسل
فقال: صلح.
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: مولى ابن عمر (5)، من أهل المدينة، يروى
عن أبيه. روى عنه العراقيون وأهل المدينة مات سنة ثنتين وثمانين ومائة، كان
ممن يقلب الاخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد
الموقوف فاستحق الترك.
.

(1) عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل: وثقه أبو زرعة والدارقطني وروى
عن يحيى: ثقة وقال مرة: ليس بشئ. وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر بحديثه ويكتب.
الميزان 568 / 2 التاريخ الكبير 289 / 5
(2) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. لم يشهد له أحد الخير فيما نقله الذهبي عن العلماء فيه.
الميزان 565 / 2 التاريخ الكبير 284 / 5.
57

أخبرنا عمرو بن محمد قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: سمعت محمد بن إسماعيل
يذكر عن علي بن عبد الله أنه ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. أخبرنا أحمد
ابن المثنى قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن و عبد الله وأسامة بنو زيد
ابن أسلم ليسوا بشئ.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن أبي الصغير بالفسطاط قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: ذكر لمالك حديث قال له: من
حدثك؟ فذكر له إسنادا منقطعا قال له: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك
عن أبيه عن نوح.
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال: حدثنا محمد بن عيسى الطرسوسي عن أحمد
ابن حنبل أنه سئل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: عبد الله أخوه
لا بأس به.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أحل لكم ميتتان ودمان، فأما الميتتان: فالحوت والجراد.
وأما الدمان: فالكبد والطحال ".
أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا يزيد بن موهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن
زيد عن أبيه عن ابن عمر. وروى عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يفطرن الصائم: الحجامة،
والقئ، والاحتلام " أخبرناه المفضل بن محمد الجندي بمكة قال: حدثنا إبراهيم
ابن محمد الشافعي قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه.
وروى عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه
ورد عليه السلام " أخبرناه محمد بن سهل أبو تراب قال: حدثنا الربيع بن سليمان
58

قال: حدثنا بشر بن يكر عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه: وروى
عبد الرحمن عن أبيه عن عطاه بن يسار عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره. أخبرنا محمد بن
المسيب قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان قال: حدثنا عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم.
وروى عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة: أن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " من مات مرابطا أجرى الله عليه رزقه من الجنة وبما عمله يوم
القيامة ووقى فتاني القبر " أخبرناه أحمد بن إسحاق الثقفي قال، حدثنا قتيبة بن
سعيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
عبد الرحمن بن أبي نصر بن عمرو (1): شيخ يروى عن أبيه عن علي: " القارن
يطوف طوافين ". روى عنه محمد بن إسماعيل الكوفي. منكر الحديث على قلة
روايته. يروى عن أبيه المناكير، وأبوه مجهول لا يدرى من هو ولا يعلم له من على
سماع. وفى دون هذا [ما] يسقط الاحتجاج برواية من هذا نعته.
عبد الرحمن بن قيس الزعفراني (2): كنيته أبو معاوية من أهل البصرة يروى
عن محمد بن عمرو وحماد بن سلمة والبصريين. روى عنه أهل البصرة. كان
ممن يقلب الأسانيد وينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات. تركه
أحمد بن حنبل.
وهو الذي روى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال

(1) عبد الرحمن بن أبي نصر بن عمرو: قال البخاري. روى عنه محمد بن إسماعيل الكوفي ولا يصح.
التاريخ الكبير 385 / 5 الميزان 594 / 2
(2) عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية الزعفراني: كذبه ابن مهدي وأبو زرعة وقال البخاري: ذهب
حديثه وقال أحمد: لم يكن بشئ. وخرج له الحاكم في المستدرك حديثا منكرا وصححه.
التاريخ الكبير 339 / 5 الميزان 583 / 2.
59

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كرامة المؤمن على الله أن يغفر لمشيعيه "
أخبرناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال:
حدثنا عبد الرحمن بن قيس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
عبد الرحمن بن الطلحي: من ولد طلحة (1) بن عبيد الله. يروى عن طلحة
ابن يحيى بنسخة موضوعة.
روى عنه ابن عائشة فلست أدرى أوضعها أو أقلبت عليه؟
وأيما (2) كان من ذلك فهو ساقط الاحتجاج به لما أتى مما لا أصل له في الروايات
على الأحوال كلها.
روى عبد الرحمن بن حماد عن طلحة بن يحيى عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده سفر جلة فرمى بها إلى وقال:
دونكها أبا محمد فإنها تجم الفؤاد.
وبإسناده عن طلحة بن عبيد الله قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
تفسير " سبحان الله " فقال: هو تنزيه الله من السوء ". أخبرنا بالحديثين
جميعا الفضل بن الحباب قال. حدثنا ابن أبي عائشة قال: حدثنا عبد الرحمن
ابن حماد الطلحي.
عبد الرحمن بن إبراهيم القاص (3): كان يسكن كرمان ثم انتقل إلى البصرة
يروى عن العلاء بن عبد الرحمن. روى عنه عفان. منكر الحديث يروى ما لا يتابع
عليه وليس بمشهور في العدالة فيقبل منه انفرد، على أن التنكب عن أخباره أولى
عند الاحتجاج.
.

(1) عبد الرحمن بن حماد الصلحي: قال أبو حاتم: منكر الحديث ولا يحتج به غيره.
التاريخ الكبير 275 / 5 الميزان 557 / 2
(2) في المخطوطة " وإن ما كان " وأيما أقرب إلى السياق.
(3) عبد الرحمن بن إبراهيم القاضي: هو بصري ويقال له الكرماني وقيل هو مدني. روى عباس
عن يحيى: ليس بشئ وقال النسائي: ليس بالقوى وقيل وثقه البخاري. وقال ابن حنبل: ليس به بأس.
التاريخ الكبير 275 / 5 الميزان 545 / 2.
60

عبد الرحمن بن مالك بن مقول البجلي (1): أبو بهز. من أهل الكوفة يروى
عن عبد الله بن عمر. روى عنه العراقيون. كان ممن يروى عن الثقات المقلوبات
وما لا أصل له عن الاثبات. تركه أحمد بن حنبل.
عبد الرحمن بن عثمان بن [أبى] أمية بن عبد الرحمن (2) بن أبي بكرة الثقفي:
أبو بحر البكراوي من أهل البصرة. يروى عن شعبة. مات سنة خمس وتسعين
ومائة. منكر الحديث ممن يروى المقلوبات عن الاثبات ويأتي عن الثقات ما لا يشبه.
أحاديثهم. لا يجوز الاحتجاج به.
عبد الرحمن بن مرزوق بن عوف أبو عوف (3): شيخ كان بطرسوس يضع
الحديث لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه.
روى عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي
هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل
إبراهيم خليل الرحمن. بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون " أخبرناه
محمد بن المسيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن مرزوق بطرسوس قال: حدثنا
عبد الوهاب بن عطاء.
عبد الرحمن بن محمد بن الحسن البلخي (4): شيخ يضع الحديث على قتيبة بن
.

(1) عبد الرحمن بن مالك بن مقول: أبو بهز يأتي بالطامات قال أبو داود: كان يضع الحديث وقال
أحمد: خرقت حديثه منذ دهر وقال البخاري: حديثه ليس بشئ. روى عن أبيه والأعمش ومغيرة بن
مقسم وأبى حصين روى عنه عبد الوهاب بن الوضاح الأنباري نزيل مصر.
التاريخ الكبير 349 / 5 الميزان 584 / 2 ديوان الضعفاء والمتروكين للذهبي 190
(2) عبد الرحمن بن عثمان بن أبي أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي: أبو بحر البكراوي. قال
أحمد طرح الناس حديثه. وروى عن يحيى: ضعيف. وكذا عن النسائي وقال على بن المديني: كان يحيى
ابن سعيد حسن الرأي فيه ولا أحدث عنه بشئ مات سنة 195 ه‍.
التاريخ الكبير 331 / 5 الميزان 578 / 2
(3) الميزان 588 / 2.
(4) الميزان 587 / 2.
61

سعيد، حدث بالشام لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. روى
عن قتيبة بن سعيد قال: حدثنا النضر بن شميل عن سفيان الثوري عن سعيد بن أبي
بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الخلق الحسن طوق من رضوان الله في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى
سلسلة من رحمة الله والسلسلة مشدودة إلى حلقة من أبواب الجنة حيثما ذهب الخلق
الحسن جرته السلسلة إلى نفسها. وإن الخلق السوء طوق من سخط الله في عنق
صاحبه والطوق مشدود إلى سلسلة من عذاب الله والسلسلة مشدودة إلى حلقه من
أبواب النار حيثما ذهب الخلق السوء جرته السلسلة إلى نفسها فأدخلته من ذلك
من أبواب النار ".
عبيد الله بن عكراش بن ذؤيب (1): يروى عن أبيه، روى عنه العلاء بن الفضل
ابن أبي السوية. منكر الحديث جدا، فلا أدرى المناكير في حديثه وقع من جهته
أو من العلاء بن الفضل ومن أيهما كان فهو غير محتج به على الأحوال.
عبيد الله بن زحر الضمري الإفريقي الكناني (2): يروى عن علي بن بذيمة
وليث بن أبي سليم، وعلي بن يزيد، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأهل
الشام. منكر الحديث جدا، يروى الموضوعات عن الاثبات، وإذا روى عن
.

(1) عبيد الله بن عكراش بن ذؤيب: فيه جهالة. فال البخاري: في إسناده نظر وقال في الكبير:
روى عنه العلاء بن الفضل لا يثبت. وقال أبو حاتم: مجهول.
التاريخ الكبير 394 / 5 الميزان 13 / 3
(2) عبيد الله بن زحر الضمري الإفريقي الكناني: روى عنه الكبار يحيى بن سعيد الأنصاري
ويحيى بن أيوب المصري وكأنه مات شابا وأخرج له أرباب السنن وأحمد في مسنده. سئل أبو مسهر عنه
فقال: صاحب كل معضلة وإن ذلك على حديثه لبين. وروى عن يحيى قال: حديثه عندي ضعيف. وقال
ابن المديني: منكر الحديث وقال الدارقطني: ليس بالقوى وشيخه على متروك. وقال أبو زرعة الرازي:
صدوق. وكان النسائي حسن الرأي فيه.
التاريخ الكبير 382 / 5 الميزان 6 / 3.
62

على بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلى
ابن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم،
فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة، بل التنكب عن رواية عبيد الله بن زحر
على الأحوال أولى.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
عبيد الله بن زحر فقال: ليس بشئ، وسمعت محمد بن محمود يقول: سمعت
الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: عبيد الله بن زحر كيف حديثه؟ فقال:
كل حديثه عندي ضعيف.
عبيد الله بن الوليد الوصافي (1): من أهل الكوفة، من ولد الوصاف بن
عامر العجلي واسم الوصاف مالك. روى عنه أهلها. منكر الحديث جدا، يروى
عن الثقات عطاء وغيره ما لا يشبه حديث الاثبات حتى إذا سمعها المستمع سبق إلى
قلبه أنه كالمتعمد لها، فاستحق الترك.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين
عن عبيد الله بن الوليد الوصافي فقال: ضعيف. سمعت محمد بن محمود يقول:
سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: عبيد الله بن الوليد الوصافي؟
فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل السماء لا يسمعون من أهل الأرض شيئا
.

(1) عبيد الله بن الوليد الوصافي: عن عطية العوفي وعطاء بن أبي رباح. روى عن يحيى: ليس بشئ
وقال أحمد: ليس يحكم الحديث يكتب حديثه للمعرفة. وقال أبو زرعة والدارقطني وغيرهما: ضعيف.
وقال النسائي والفلاس: متروك.
الميزان 17 / 3 التاريخ الكبير 402 / 5.
63

إلا الاذان " وعن محارب بن دثار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " إن من أبغض الحلال إلى الله الطلاق (1) ".
أخبرنا بالحديثين جميعا أبو يعلى قال: حدثنا أحمد بن حباب قال: حدثنا
عيسى بن يونس عن عبيد الله الوصافي عن محارب بن دثار في نسخة كتبناها
عنه أكثرها مقلوبة.
وروى عن محمد بن سوقة عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن اشتاق إلى النار
سارع إلى الشهوات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، ومن ترقب الموت
لها عن اللذات ".
أخبرنا محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي قال:
حدثنا القاسم بن الحكم العرني عن عبيد الله الوصافي عن محمد بن سوقة
عن الحارث.
عبيد الله بن عبد الله العتكي أبو المنيب (2): من أهل مرو، يروى عن
عبد الله بن بريدة روى عنه أهل بلده، ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات،
يجب مجانبة ما يتفرد به، والاعتبار بما يوافق الثقات دون الاحتجاج به. أراد
.

(1) الحديث رواه أبو داود وابن ماجة عن ابن عمر بلفظ: أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق "
وعلق عليه الخطابي بقوله: والمشهور فيه المرسل. وهو غريب. وقال البيهقي: وفي رواية ابن أبي شيبة
عن عبد الله ابن عمر موصولا ولا أراه يحفظه. وأخرجه الحاكم بلفظ مختلف عن ابن عمر وقال: هذا
حديث صحيح الاسناد لم يخرجاه.
وفي الحديث أقوال أخرى يرجع إليها من شاء التوسع في.
كشف الخفا والالباس للعجلوني 28 / 1 مختصر السنن للمنذري 92 / 3
فيض القدير على الجامع الصغير 79 / 1 سنن ابن ماجة 650 / 1
(2) عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب المروزي العتكي: وثقه ابن معين وغيره وقال السنائي: ضعيف.
وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به. وقال البخاري: عنده مناكير، فأخذ أبو حاتم ينكر على البخاري
لذكره أبا المنيب في الضعفاء وقال: هو صالح الحديث. الميزان 11 / 3 التاريخ الكبير 388 / 5.
64

ابن المبارك أن يأتيه فقيل له: إنه روى عن عكرمة: " لا يجتمع الخراج والعشر
في أرض " فلم يأته وتركه.
عبيد الله بن أبي حميد الهذلي: كنيته (1) أبو الخطاب من أهل البصرة، واسم
أبى حميد غالب، يروى عن عطاء وأبى المليح. روى عنه الملكي بن إبراهيم وأهل
البصرة، وكان ممن يقلب الأسانيد ويأتي بالأشياء التي لا يشك من الحديث صناعته
أنها مقلوبة، فاستحق الترك لما كثر في روايته. وهو الذي يروى [عنه] البصريون
ويقولون: عبيد الله بن غالب حتى لا يعرف.
وهو الذي روى عن أبي المليح عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافتدوا به، ولا
تكفروا بشئ منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولى العلم من بعدي
كيما يخبرونكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى النبيون من ربهم،
وليسعكم القرآن وما فيه من البيان. فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق (2). ألا وإن لكل آية منه حورا (3) يوم القيامة، وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر
الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب ".
أخبرناه محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال:
حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا عبيد الله بن حميد.

(1) عبيد الله بن أبي حميد الهذلي: ضعفه محمد بن المثنى وقال البخاري: منكر الحديث وقال: يروى
عن أبي المليح عجائب وقال النسائي: متروك وقال أحمد: ترك الناس حديثه وقال دحيم: ضعيف.
الميزان 5 / 3 التاريخ الكبير 377 / 5
(2) شافع مشفع ما حل مصدق: أي خصم مجادل مصدق وقيل ساع مصدق من قولهم: محل بفلان
إذا سعى به إلى السلطان يعنى أن من اتبعه وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يرفع
من مساويه إذا ترك العمل به. النهاية.
(3) حورا: جوابا.
65

وروى عن أبي المليح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اعتموا تزدادوا حلما (1). أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا محمد بن
سفيان بن أبي الرزد الأبلي قال: حدثنا عتاب بن حرة قال: حدثنا عبيد الله بن أبي
حميد عن أبي المليح.
عبيد الله بن أبي زياد القداح (2): كنيته أبو الحصين من أهل مكة، يروى
عن أبي الطفيل والقاسم بن محمد، روى عنه الثوري وهشيم، كان ممن ينفرد
عن القاسم بما لا يتابع عليه وكان ردئ الحفظ كثير الوهم، لم يكن في الاتقان
بالحال التي يقبل ما انفرد به، ولا يجوز الاحتجاج بأخباره إلا بما وافق الثقات.
مات سنة خمسين ومائة.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: قلت ليحيى بن معين: عبيد الله بن أبي زياد القداح؟ قال: ضعيف.
عبيد الله بن سفيان الغداني (3) أبو سفيان الصواف: من أهل البصرة،
يروى عن ابن عون روى عنه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني رسته، كان ممن
ينفرد بالمقلوبات عن الاثبات ويأتي عن الثقات بالمعضلات. كان يحيى بن معين
يقول: هو كذاب.
عبيد الله بن تمام (4): كنيته أبو عاصم من أهل واسط، يروى عن خالد الحذاء
.

(1) يراجع فيض القدير بشرح الجامع الصغير 555 / 1
(2) عبيد الله بن أبي زياد القداح: قال يحيى القطان: كان وسطا لم يكن بذلك. وقال أحمد: صالح
الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوى وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم
وقال أبو داود: أحاديثه مناكير وقال ابن عدي: لم أر له شيئا منكرا. وروى عن ابن معين: ليس
به بأس. الميزان 8 / 3 التاريخ الكبير 382 / 5
(3) الميزان 9 / 3.
(4) عبيد الله بن تمام: قال البخاري: عنده عجائب أراه كان بواسط كنيته عنده أبو عامر وكنيته
هنا وفى الميزان أبو عاصم. ضعفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم.
الميزان 4 / 3 التاريخ الكبير 275 / 5.
66

وداود بن أبي هند، روى عنه معمر بن سهل الأهوازي والبصريون، كان ممن
ينفرد عن الثقات بما [لا] (1) يعرف من أحاديثهم حتى يشهد من سمعها ممن كان
الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة. لا يحل الاحتجاج بخبره.
عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير (2) أبو القاسم المصري: يروى عن أبيه
عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات.
روى عن أبيه عن مالك بن أنس عن عمه أبى سهيل بن مالك عن أبي رباح
عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقا
قال: يا رسول الله أي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم ذكرا للموت، وأشدهم له
استعدادا. أولئك الأكياس " فذكر حديثا طويلا ليس من حديث مالك ولا من
حديث أبي سهيل ولا من حديث ابن عمر.
أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج قال. حدثنا عبيد الله بن سعيد بن
كثير لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
عمرو بن مر الهمداني (3): من أهل الكوفة، يروى عن علي، روى عنه
أبو إسحاق السبيعي، مات سنة أربع وسبعين، وما أعلم أحدا روى عنه غير أبى إسحاق.
في حديثه المناكير الكثيرة التي لا تشبه حديث الاثبات حتى خرج بها عن حد
الاحتجاج به إذا انفرد على قلة روايته.
.

(1) زيادة يستلزمها السياق.
(2) الميزان 9 / 3
(3) عمرو بن مر الهمداني: عن علي هناك عمرو ذي مر أورده ابن سعد في الطبقة الأولى من
الكوفيين وهو الذي روى عنه أبو إسحاق وترجم له الذهبي كذلك.
وهناك عمرو بن ذر الهمداني أبو ذر مات سنة ثلاث وخمسين ومائة عداده في الطبقة الخامسة من أهل
الكوفة كان مرجئا ترجم له صاحب الطبقات وصاحب الميزان.
وقول المصنف: " ما أعلم أحدا روى عنه غير أبى إسحاق " ترجح أن المقصود هو الأول.
الطبقات الكبرى 169، 252 / 6 الميزان 294 / 2، 193 / 3.
67

عمرو بن جابر الحضرمي (1): من أهل مصر، كنيته أبو زرعة، يروى عن
جابر بن عبد الله، وسهل بن سعد، روى عنه ابن لهيعة والبصريون، كان سحابيا
يزعم أن عليا في السحاب كأنه جالس الكوفيين فأخذ هذا عنهم، ومع ذلك ينفرد
عن جابر بأشياء ليست من حديثه، لا يحل الاحتجاج بخبره ولا الرواية عنه
إلا على وجه التعجب.
عمرو بن سعيد الخولاني (2): يروى عن أنس بن مالك، روى عنه عمار بن
نصير والد هشام بن عمار، وقد روى عن أنس بن مالك حديثا موضوعا يشهد
الممعن في الصناعة بوضعه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على وجه الاختبار للخواص.
روى عن أنس بن مالك أن سلامة حاضنة (3) إبراهيم بن النبي عليه الصلاة
والسلام قالت: يا رسول الله إنك تبشر الرجال بكل خير ولا تبشر النساء قال:
أصويحباتك دسسنك لهذا؟ قالت: أجل هن أمرنني. فقال عليه الصلاة والسلام:
أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها وهو عنها راض أن لها مثل
أجر الصائم القائم في سبيل الله، فإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء وأهل الأرض
ما اجتمع لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم ينجرع من لبنها جرعة، ولم يمص من
ثديها مصة إلا كان لها بكل جرعة ومصة حسنه، فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر
سبعين رقبة يعتقن في سبيل الله.. سلامة! أتدرين من أعني بهذا؟ المستطيعات
الصالحات المطيعات لأزواجهن اللواتي لا يكفرن.
.

(1) عمر بن جابر الحضرمي: قال أبو حاتم: صالح الحديث له نحو عشرين حديثا وبقية الأقوال لا تشهد له
الميزان 250 / 3 التاريخ الكبير 319 / 6
(2) في المخطوطة: عمر بن سعد الخولاني وفى الميزان وأسد الغابة " سعيد ".
الميزان 261 / 3
(3) أورد الخبر في ترجمة سلامة حاضنة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم.
أسد الغابة 144 / 7.
68

عمرو بن عبيد بن كيسان بن باب (1): كنيته أبو عثمان مولى بنى تميم، كان
أصله من فارس سكن البصرة، مات في طريق مكة سنة أربع وأربعين ومائة. كان
من العباد الخشن وأهل الورع الدقيق، ممن جالس سنين كثيرة، ثم أحدث
ما أحدث من البدع، واعتزل مجلس الحسن ومعه جماعة فسموا المعتزلة. وكان عمرو
ابن عبيد داعية إلى الاعتزال ويشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكذب مع
ذلك في الحديث توهما لا تعمدا.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن معين القطان
يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن عن سمرة في السكتتين؟ قال:
ما تصنع بسمرة؟ قبح الله سمرة. أخبرنا ابن زهير بتستر قال: حدثنا عمر أبو
الخطاب (2) قال: حدثنا أبو معمر قال: حدثنا أبو داود عن حماد بن زيد عن أيوب
قال: كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث.
سمعت أحمد بن الخضر بمرو يقول: سمعت عبد الحميد بن إبراهيم يقول: سمعت
أبا عبيدة يقول: سمعت معاذ بن معاذ يقول: كان عمرو بن عبيد يقول: إن كان
" تبت يدا أبى لهب " في اللوح المحفوظ، فما على أبى لهب من عتب (3).
أخبرنا الثقفي قال: حدثنا حاتم بن الليث قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال:
.

(1) عمر بن عبيد بن باب. ويقال: عمرو بن كيسان بن باب. قال ابن سعد: معتزلي صاحب رأى
ليس بشئ في الحديث وما نقله البخاري في الكبير والذهبي في الميزان عنه لا تشهد له قال ابن علية: أول
من تكلم في الاعتزال واصل بن الغزال ودخل معه في ذلك عمرو بن عبيد فأعجب به وزوجه أخته وقال
لها: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة. وقيل لابن المبارك: لم رويت عن سعيد وهشام
الدستوائي وتركت حديث عمرو بن عبيد ورأيهم واحد؟ قال: كان عمرو يدعو إلى رأيه ويظهر الدعوة
وكانا ساكتين الطبقات الكبرى 33 / 7 الميزان 273 / 3 التاريخ الكبير 352 / 6
(2) في المخطوطة: " عمر بن الخطاب " والأرجح " عمر أبو الخطاب ". الميزان 233 / 3
(3) العبارة في الميزان " لم يكن لله على العباد حجة ".
69

حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: قال لي حميد: لا تأخذن عن هذا شيئا
فإنه يكذب على الحسن يعنى عمرو بن عبيد.
أخبرنا عمرو بن محمد قال: سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت معاذ بن معاذ
يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن عن عثمان أنه ورث امرأة
عبد الرحمن بعد انقضاء العدة؟ فقال: إن عثمان لم يكن بسنة.
أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر قال:
سمعت عيسى بن يونس يقول: سلم عمرو بن عبيد على ابن عون فلم يرد عليه
ومجلس إليه فقام عنه.
أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا
سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد يروى عن
الحسن: لا يجوز طلاق السكران. قال أيوب: كذب عمرو، أنا سمعت الحسن يقول:
يجوز طلاقه ويجلد ظهره.
أخبرنا أحمد بن زهير بتستر قال: حدثنا أحمد بن إدريس الرازي قال: حدثنا
نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو داود عن شعبة عن يونس بن عبيد قال: عمرو بن عبيد
يكذب في الحديث.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
كان عمرو بن عبيد رجل سوء من الدهرية قلت: وما الدهرية؟ قال الذين يقولون
لا شئ إنما الناس مثل الزرع، وكان يرى السبت (1).
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن
.

(1) قال الذهبي تعليقا على هذا: " لعن الله الدهرية فإنهم كفار. وما كان عمرو هكذا ".
الميزان 280 / 3.
70

لا يحدثان عن عمرو بن عبيد. أخبرنا أحمد بن زنجويه بنسا قال: سمعت محمد بن
إدريس الرازي يقول: سمعت الأنصاري يقول: رأيت في النوم كأنا على باب عمرو
ابن عبيد ننتظر خروجه إذ خرج علينا قرد فقالوا: هذا عمرو بن عبيد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله البراد بالبصرة قال: حدثنا أبو كامل الجحدري
قال: حدثنا أبو عوانة قال: أتيت مجلس عمرو بن عبيد قال: فقص على الناس
فأطال فلما كان في آخر كلامه قال: لو نزل عليكم ملك من السماء ما زادكم على هذا.
فقلت: غيري من عاد إليك.
عمرو بن دينار: قهرمان آل الزبير (1): كنيته أبو يحيى، وكان أعور من
أهل المدينة سكن البصرة. يروى عن سالم بن عبد الله ونافع مولى ابن عمر. روى
عنه حماد بن زيد و عبد الوارث، كان ممن ينفرد بالموضوعات عن الاثبات. لا بحل
كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. سمعت يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن
عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير فقال: ليس بشئ.
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي السهمي (2): كنيته

(1) عمرو بن دينار البصري: أبو يحيى قهرمان آل الزبير بن شعيب قال البخاري: فيه نظر وقال أحمد
والنسائي: ضعيف. وقال ابن معين: ذاهب. وقال مرة: ليس بشئ.
التاريخ الكبير 329 / 6 الميزان 259 / 3
(2) عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: أبو إبراهيم على الصحيح وقيل
أبو عبد الله. أحد علماء زمانه روى عن أبيه وطاوس وسليمان بن يسار والربيع بنت معوذ الصحابية وزينب
بنت محمد عمته وسعيد بن المسيب وجماعة. وحدث عنه مكحول وعطاء والزهري وأيوب وقتادة وعبيد الله
ابن عمر وثور بن زيد وخلق.
وثقه ابن معين وابن راهويه وصالح جزره وقال الأوزاعي: ما رأيت قريشا أكمل من عمرو بن
شعيب وقال ابن راهويه: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كأيوب عن نافع عن ابن عمر. وقال أبو داود:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: أهل الحديث إذا شاءوا احتجوا بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإذا
شاءوا تركوه - يعنى لترددهم في شأنه ترجم له الذهبي في الميزان فأطال في نقل آراء العلماء فيه.
الميزان 263 / 3 التاريخ الكبير 342 / 6.
71

أبو إبراهيم. يروى عن أبيه وسعيد بن المسيب وطاوس روى عنه أيوب
وابن جريح والناس. وأم عمرو بن شعيب حبيبة بنت مرة ابن عمرو بن عبد الله
وأم شعيب أم ولد. وأم محمد بن عبد الله بن عمرو بنت محمية بن جزء الزبيدي.
وكان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحق بن إبراهيم يحتجون بحديثه. وتركه
ابن القطان، وأما يحيى بن معين فمرض القول فيه.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن عمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده فقال: ليس بذاك.
قال أبو حاتم: إذا روى عمرو بن شعيب عن طاوس وابن المسيب عن الثقات
غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروى عن هؤلاء. وإذا روى عن أبيه عن جده
ففيه مناكير كثيرة لا يجوز الاحتجاج عندي بشئ رواه عن أبيه عن جده، لان
هذا الاسناد لا يخلو من أن يكون مرسلا أو منقطعا لأنه عمرو بن شعيب بن محمد
ابن عبد الله بن عمرو. فإذا روى عن أبيه فأبوه شعيب وإذا روى عن جده وأراد
عبد الله بن عمرو جد شعيب فإن شعيبا لم يلق عبد الله بن عمرو. والخبر بنقله
هذا منقطع، وإن أراد بقوله عن جده جده الأدنى فهو محمد بن عبد الله بن عمرو
ومحمد بن عبد الله لا صحبة له فالخبر بهذا النقل يكون مرسلا. فلا تخلو رواية عمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده من أن يكون مرسلا أو منقطعا، والمرسل والمنقطع
من الاخبار لا يقوم بها حجة. لان الله جل وعلا لم يكلف عباده أخذ الدين عمن
لا يعرف والمرسل والمنقطع ليس يخلو ممن لا يعرف، وإنما يلزم العباد قبول
الدين الذي هو من جنس الاخبار إذا كان من رواية العدول حتى يرويه عدل عن
عدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موصولا.
72

وقد كان بعض شيوخنا يقول: إذا قال عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده
عبد الله بن عمرو ويسميه فهو صحيح وقد استبرت ما قاله فلم أجد من رواية الثقات
المتقنين عن عمرو فيه ذكر السماع عن جده عبد الله بن عمرو وإنما ذلك شئ يقوله
محمد بن إسحاق وبعض الرواة ليعلم أن جده اسمه عبد الله بن عمرو فأدرج
في الاسناد، فليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب إلا مجانبة ما روى عن أبيه عن
جده والاحتجاج بما روى عن الثقات غير أبيه. ولولا كراهة التطويل لذكرت من
مناكير أخباره التي رواها عن أبيه عن جده أشياء يستدل بها على وهن هذا
الاسناد، وسنذكر من ذلك جملا يستدل من الحديث صناعته على صحة ما ذهبنا
إليه في كتاب " الفضل بين النقلة " بعد هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاءه.
ومات عمرو بن شعيب بالطائف سنة ثمان عشرة ومائة: وقد روى عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله زادكم
صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر " (1).
وبإسناد عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من استودع وديعة
فلا ضمان عليه ".
وبإسناده عن عبد الله بن عمرو أن امرأتين يمانيتين أتتا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وفى أيديهما سوران من ذهب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتحبان أن يسوركما الله بسوارين من نار؟ قالتا: لا قال: فأديا زكاته.
وعن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى صلاة مكتوبة
فليقرأ بأم القرآن وقرآنا معها فإذا أنهى أم الكتاب أجزأت عنه، ومن كان مع
.

(1) الحديث رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة وقد أورد بقية الاخبار التي ساقها المصنف في الميزان.
الجامع الكبير 1549 / 2.
73

إمام فليقرأ قبله، ومن صلى صلاة ولم يقرأ فيها فهي خداج ": ثلاث مرات.
وعن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما رجل أعهر بحرة
أو أمة قوم فولدت فالولد ولد زنا لا يرث ولا يورث ".
وعن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تسليم اليهود إشارة بالأصابع
وتسليم النصارى إشارة بالكف. لا تتشبهوا بأهل الكتاب، قصوا الشوارب
ووفروا اللحى. ولا تقصوا النواصي ولا تمشوا في المساجد وعليكم بالقميص
وتحته الإزار.
وعن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العرافة أولها ملامة وأوسطها
ندامة وآخرها عذاب يوم القيامة.
أخبرنا بهذه الأحاديث كلها أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا كامل بن طلحة
الجحدري قال حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
في نسخة كتبناها عنه طويلة لا ينكر من هذا الشأن صناعته أن هذه الأحاديث
موضوعة أو مقلوبة. وابن لهيعة قد تبرأنا من عهدته في موضعه من هذا الكتاب.
عمرو بن محمد بن الأعشم (1): شيخ يروى عن الثقات المناكير وعن
الضعفاء الأشياء التي لا تعرف من حديثهم. ويضع أسامي للمحدثين. لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
روى عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى امرأته وهي حائض فجاء ولده
أجذم فلا يلومن إلا نفسه ".
.

(1) عمرو بن محمد الأعشم: في الميزان بالسين المهملة وهنا وفي بعض نسخ الميزان بالشين المعجمة. قال
الدارقطني منكر الحديث وقال الخطيب: كان ضعيفا. الميزان 286 / 3.
74

وروى عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن
عمر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المراجيح وأمر بقطعها ".
وروى عن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن سعيد
ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من دعاء
أحب إلى الله من قول العبد: اللهم اغفر لامة محمد رحمة عامة ".
وروى عن يحيى بن سالم الأفطس عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر
الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان على سفك دم امرئ
مسلم بشطر كلمه لقي الله يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله ".
أخبرنا بهذه الأحاديث أحمد بن محمد بن يحيى الشحام قال: حدثنا أحمد بن الحسين
ابن عباد البغدادي قال: حدثنا عمرو بن محمد بن الأعشم. وهذه الأحاديث كلها
موضوعة لا أصول لها من حديث الثقات، وما أعلم أنى سمعت بذكر عبد الرحمن
ابن يحيى بن سعيد إلا في هذا الحديث، وكأنه وضعه. وأما يحيى بن سالم فله أحاديث
كتبناها بالجزيرة وإني وجدت في كتاب أبى جادة من حديث أبيه.
عمرو بن شمر الجعفي (1): كنيته أبو عبد الله، يروى عن جابر الجعفي،
عداده في أهل الكوفة روى عنه أهلها، كان رافضيا يشتم أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يروى الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت
وغيرها، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، مات سنة سبع وخمسين ومائة
في آخر ولاية جعفر.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: قلت ليحيى بن معين:
.

(1) عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي: روى عن يحيى: ليس بشئ، وقال الجوزجاني: زائغ
الكذب. وقال البخاري: منكر الحديث وقال يحيى: لا يكتب حديثه.
الميزان 268 / 3 التاريخ الكبير 304 / 6.
75

عمرو بن شمر؟ قال: ليس: ليس بثقة. أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال: حدثنا
المفضل بن غسان، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن شمر لا يكتب حديثه.
عمرو بن خالد الواسطي (1): مولى بنى هاشم من أهل الكوفة انتقل إلى واسط
كنيته أبو خالد يروى عن زيد بن علي عن آبائه. روى عنه إسرائيل وأبو جعفر
الابار. كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان
المتعمد لها من غير أن يدلس. كذبه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وقد روى عمرو
ابن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " أيما مسلم اشتهى شهوة فرد شهوته وآثر على نفسه غفر له ".
عمرو بن ثابت بن هرمز الكوفي: كنيته أبو ثابت (2)، وهو الذي يقال له
ابن أبي المقدام، يروى عن أبيه. روى عنه العراقيون. مات سنة ثنتين وسبعين
وقد قيل سنة سبعين ومائة كان ممن يروى الموضوعات. لا يحل ذكره إلا على
سبيل الاعتبار.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سألت عبد الرحمن بن مهدي
عن [حديث] لعمرو بن ثابت فأبى أن يحدث به. أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر
ابن أبان يقول: قلت ليحيى بن معين عمرو بن أبي المقدام؟ فقال: ليس
بثقة ولا مأمون.
.

(1) عمرو بن خالد القرشي: مولى بنى هاشم. قال البخاري: روى عنه إسرائيل، منكر الحديث.
وعن أبي عوانة: كان عمرو بن خالد يشترى الصحف من الصيادلة ويحدث بها. وعن يحيى قال: كذاب
غير ثقة. وعن أحمد بن حنبل والدارقطني: كذاب وقال النسائي: كوفي ليس بثقة.
الميزان 257 / 3 التاريخ الكبير 328 / 6
(2) عمرو بن ثابت أبى المقدام بن هرمز الكوفي: قال ابن معين: ليس بشئ وقال النسائي: متروك
الحديث وقال أبو داود: رافضي وقال البخاري: ليس بالقوى عندهم. وقال ابن المبارك: لا تحدثوا عن
عمرو بن ثابت فإنه يسب السلف. الميزان 249 / 3 التاريخ الكبير 319 / 6.
76

عمر بن هاشم أبو مالك الجنبي (1): من أهل الكوفة: يروى عن هشام بن
عروة ومحمد بن إسحاق. روى عنه العراقيون. كان ممن يقلب الأسانيد ويروى
عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات. لا يجوز الاحتجاج بخبره
عمرو بن واقد البصري: مولى بنى أمية من أهل دمشق (2) يروى عن الزهري
وأهل المدينة روى عنه هشام بن عمار والشاميون، وكان ممن ينقلب الأسانيد
ويروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. كان أبو مسهر سيئ الرأي فيه.
وكان أبو مسهر اسمه عبد الاعلى بن مسهر الغساني من أهل دمشق من الحفاظ
المتقنين وأهل الورع في الدين للذي كان يقبل كلامه في التعديل والجرح في أهل
يلده كما كان يقبل ذلك من أحمد ويحيى بالعراق وكان يحيى بن معين يفخم
من أمره.
سمعت محمد بن العباس الدمشقي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحوارى يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: إذا رأيتني أحدث في بلدة فيها مثل أبى مسهر فينبغي
للحيتي أن تجاق.
عمرو بن جميع (3): شيخ بغدادي دفع إلى حلوان يروى عن أهل الكوفة.
.

(1) عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي: حدث عنه يحيى بن معين والكبار وفي الميزان: وعنه هشام
ابن غروة وغيره " والصواب: " عن هشام بن عروة ". قال البخاري: فيه نظر وقال أحمد
وغيره: صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال مسلم: ضعيف وقال أبو حاتم: لين لحديث.
الميزان 290 / 3 التاريخ الكبير 381 / 6
(2) عمرو بن واقد الدمشقي: روى أيضا عن يونس بن ميسرة والوليد بن سليمان وعروة بن
رويم وعنه يحيى الوحاظي وابن نفيل. قال البخاري: منكر الحديث وقال أبو مسهر: ليس بشئ
وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه وقال الدارقطني: متروك.
الميزان 291 / 3. التاريخ الكبير 380 / 6
(3) عمرو بن جميع: أبو المنذر وقيل أبو عثمان. روى عن الأعمش وغيره. كوفي كان على قضاء
حلوان. كذبه ابن معين قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني وجماعة متروك. وقال ابن عدي:
كان يتهم بالوضع. الميزان 251 / 3.
77

روى عنه العراقيون، كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات والمناكير عن المشاهير
لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على سبيل الاعتبار.
عمرو بن الأزهر العتكي الحداد (1): كنيته أبو سعيد أصله من أهل البصرة،
سكن واسط ثم انتقل إلى بغداد في آخر عمره، يروى عن هشام بن عروة وغيره.
روى عنه محمد بن الصباح وعلي بن حجر. كان ممن يضع الحديث على الثقات
ويأتي بالموضوعات عن الاثبات. لا يحل كتابة حديثه. ولا ذكره في الكتب إلا على
سبيل الاعتبار والقدح فيه.
سمعت عبد المالك بن عمرو بن عدي (2) يقول: حدثنا أبو أمية قال: سمعت
أبا سعيد الحداد يقول: عمرو بن الأزهر يكذب مجاوبه، قال قلت له: الحائك
يدفع له الثوب على من يكون؟ له إلا [إذا] ردها على صاحب الثوب. فقلنا له:
الخيوط إذا قطعه الحائك لمن هي؟ فقال: حدثنا حماد بن إبراهيم قال:
لصاحب الثوب (3).
عمرو بن بكر السكسكي (4): من أهل الرملة يروى عن إبراهيم بن أبي عبلة
.

(1) عمرو بن الأزهر العتكي: أبو سعيد لم يرد في نسبه " الحداد " في الميزان أو التاريخ الكبير.
قال البخاري: يرمى بالكذب رماه أبو سعيد الحداد. وعن ابن معين: ليس بثقة وعنه أيضا: كان
بواسط وهو بصري ضعيف وقال النسائي وغيره متروك. وقال أحمد: كان يضع الحديث.
الميزان 245 / 3 التاريخ الكبير 316 / 6
(2) عبد المالك بن عدي هكذا في المخطوطة ولم أعثر عليه فيما لدى من المراجع ولعله عبد الله بن عدي بن
عبد الله أبو أحمد الامام الحافظ الكبير صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل. ولد سنة 277 ه‍
ومات 365 ه‍ التذكرة 143 / 3 طبقات الحفاظ للذهبي 380
(3) العبارة دخلها تحريف النساخ وقد قارنت بينها وبين مثيلتها في الميزان. وقد سبق مثل هذا الخبر
لغير صاحب الترجمة. ولعل الأصل في الخبر لو قلت له كذا - في أي أمر من الأمور - لانتحل
لك حديثا ".
(4) الميزان 247 / 3.
78

وابن جريج وغيرهما من الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته
أنها معمولة أو مقلوبة. لا يحل الاحتجاج به.
روى عن ابن جريج عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " المؤمن آلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس
أنفعهم للناس ".
وبإسناده عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " أمارة المسلمين والصديقين
والشهداء والصالحين البشاشة إذا تزاوروا والمصافحة والترحيب إذا التقوا ".
أخبرنا بهذه الأحاديث محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان قال: حدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى الأنصاري مؤذن مسجد بيت المقدس قال:
حدثنا عمرو بن بكر السكسكي عن ابن جريج في نسخة كتبناها عنه بهذا
الاسناد أكثر ها معمولة.
عمرو بن خالد الأعشى (1): يروى عن أبي حمزة الثمالي وهشام بن عروة. روى
عنه يوسف بن موسى القطان ويعقوب بن سفيان. يروى عن الثقات الموضوعات.
لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال.
" نعم المفتاج الهدية أمام الحاجة ".
رواه عنه يوسف بن موسى القطان.
.

(1) عمرو بن خالد: أبو يوسف ويقال أبو خالد الأعشى كوفي ضعيف. وقد فصل ابن عدي ترجمة
أبى حفص الأعشى من ترجمة أبى يوسف الأعشى وزاد في الأخير أنه أسدى. ولكن الذهبي رجح أنهما
واحد. الميزان 256 / 3.
79

عمرو بن حكام أبو عثمان (1): من أهل البصرة صاحب حديث الزنجبيل (2).
يروى عن شعبه روى عنه العراقيون. كان ممن ينفرد عن الثقات مما لا يشبه حديث
الاثبات. لا يحتج به إذا انفرد.
روى عن شعبة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال: " لما قال فرعون: لا إله إلا الله جعل جبريل يحثو
في فيه الطين والتراب ".
عمرو بن خليف الحتاوي أبو صالح (2): من أهل عسقلان يروى عن أيوب
ابن سويد وآدم ورواد. أخبرنا عن ابن قتيبة: كان ممن يضع الحديث.
روى عن أيوب بن سويد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " أدخلت الجنة فرأيت فيها ذئبا فقلت: أذئب في الجنة؟
فقال: إني أكلت ابن شرطي. قال ابن عباس: هذا إنما أكل ابنه فلو أكله رفع
في عليين. وهذا لا شك في أنه موضوع قرأته على ابن قتيبة قلت: حدثكم عمرو بن
خليف؟ قال: حدثنا أيوب بن سويد. فلما فرغت من قراءته قال لي: مثلك يسمع
مثل هذا الحديث؟ قلت: نجرح به راويه يا أبا العباس. فتبسم.
.

(1) عمرو بن حكام أبو عثمان البصري: قال البخاري: ليس بالقوى عندهم. ضعفه على. وقال ابن عدي
: عامة ما يرويه غير متابع إلا أنه مع ضعفه يكتب حديثه.
الميزان 254 / 3 التاريخ الكبير 324 / 6
(2) صاحب حديث الزنجبيل: رواه عمرو بن حكام عن شعبة عن علي بن زيد عن أبي المتوكل عن أبي
سعيد قال: أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا فكان فيها جرة زنجبيل فأطعم
كل إنسان قطعة وأطعمني قطعتين. وقد علق الذهبي على الخبر فقال: هذا منكر من وجوه: أحدهما أنه
لا يعرف أن ملك الروم أهدى شيئا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيهما: أن هدية الزنجبيل من الروم
إلى الحجاز شئ ينكره العقل فهو نظير هدية النمو من الروم إلى المدينة النبوية. الميزان 254 / 3
(3) عمرو بن خليف الحتاوي: نسبة إلى حتاوة بالفتح والتشديد وبعد الألف واو مفتوحة من قرى
عسقلان. روى أيضا عن زيد بن أسلم وغيره. وعنه عبد العزيز العسقلاني. ذكره ابن عدي في الضعفاء.
معجم البلدان 217 / 2 الميزان 258 / 3.
80

عمرو بن عبد الله: مولى غفرة بنت رباح (1) أخت بلال بن رباح. من أهل
المدينة يروى عن أنس وثعلبة بن أبي مالك. روى عنه الليث بن سعد والناس.
كان ممن يقلب الاخبار ويروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات. لا يجوز
الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار.
وهو الذي روى عن أيوب بن عبد الله بن خالد بن صفوان عن جابر بن
عبد الله قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إن لله
سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض
الجنة. قالوا: وأين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: مجالس الذكر فاغدوا وروحوا
في ذكر الله وذكروه بأنفسكم. من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف
منزلة الله عنده فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ".
أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا بشر بن
المفضل قال: حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة قال: سمعت أيوب بن عبد الله عن خالد
ابن صفوان يقول: قال جابر بن عبد الله.
عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي (2): من أهل المدينة قال إبراهيم بن أبي يحيى:
يروى عن نافع وزيد بن أسلم. روى عنه العراقيون وأهل الشام كان ممن يروى

(1) عمر بن عبد الله: مولى غفرة بنت رباح أخت بلال وفى أسد الغابة غفيرة بالتصغير. مدني مسن.
روى أيضا عن عبد الله بن علي بن السائب وسعيد بن المسيب ومحمد بن كعب. قال البخاري: أدرك ابن
عباس رضي الله عنهما.
قال أحمد: ليس به بأس لكن أكثر أحاديثه مراسيل وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث وضعفه ابن
معين والنسائي. التاريخ الكبير 169 / 6 الميزان 210 / 3 أسد الغابة 211 / 7
(2) عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي: هو عمر بن صهبان خال إبراهيم بن أبي يحيى كنيته أبو جعفر
الأسلمي. قال البخاري: منكر الحديث وقال أحمد: لم يكن بشئ وقال ابن معين: لا يساوى فلسا. وقال
أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث. الميزان 207 / 3 التاريخ الكبير 165 / 6.
81

عن الثقات المعضلات التي إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها معمولة. يجب
التنكب عن روايته في الكتب. مات سنة سبع وخمسين ومائة.
روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " سرعة المشي
تذهب بهاء المؤمن " أخبرناه أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي بمكة قال:
حدثنا عباس بن محمد بن حاتم قال: حدثنا الوليد بن سلمة قال: حدثنا عمر بن
صهبان عن نافع.
وروى عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: " جاء رجل إلى
النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله أجعل شطر صلاتي دعاء لك؟ قال:
نعم. قال: أجعل صلاتي كلها دعاء لك؟ قال: إذا يكفيك الله الدنيا والآخرة ".
أخبرناه أحمد بن المقدام قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا عمر
ابن صهبان.
سمعت الثقفي يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
عمر بن صهبان لا يساوى فلسا.
عمر بن زيد الصنعاني (1): يروى عن أبي الزبير ومحارب بن دثار، روى
عنه عبد الرزاق، ينفرد بالمناكير عن المشاهير على قلة روايته، حتى خرج بها عن حد
الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
وهذا الذي يروى عن محارب بن دثار عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " ليس على مداو ضمان، وليس على مسلم جزية ". أخبرناه الفضل
ابن الحباب قال: حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير
قال: حدثنا عمر بن زيد.
.

(1) الميزان 198 / 3 التاريخ الكبير 157 / 6.
82

وروى عن أبي الزبير عن جابر أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن أكل
الهرة وأكل ثمنها. أخبرناه محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني (1) قال: حدثنا
محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا عمر بن زيد قال:
حدثني أبو الزبير عن جابر.
عمر بن راشد اليمامي (2): وهو الذي يقال له عمر بن عبد الله بن أبي خثعم.
كنيته أبو حفص، يروى عن يحيى بن أبي كثير وإياس بن سلمة، روى عنه وكيع
وزيد بن حباب كان ممن يروى الأشياء الموضوعات عن ثقات أئمة، لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " من قرأ الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك ".
وبإسناده عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إذا بعثتم إلى بريدا فابعثوه
حسن الوجه حسن الاسم.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: عمر بن
راشد ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم
فيهن بشئ عدل له عبادة اثنتي عشرة سنة ". أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا
.

(1) في المخطوطة: " بارغيان " والصواب " الأرغياني " توفى سنة 315 ه‍ عن اثنتين وتسعين سنة
طبقات الحفاظ للسيوطي 331.
(2) عمر بن راشد اليمامي: لم يوافق الحافظ الذهبي على أنه ابن أبي خثعم كما قال المصنف ولكنه عاد
فترجم له على أنهما واحد. قال البخاري: يضطرب في حديثه عن يحيى. وروى عن أحمد: لا يسوى حديثه
شيئا وقال أبو زرعة: لين. وقال العجلي: لا بأس به وقال أبو داود: ضعيف وقال النسائي: ليس بثقة.
الميزان 193، 211 / 3 التاريخ الكبير 155 / 6.
83

أبو عبد الرحمن الأرزني قال: حدثنا زيد بن الحباب عن عمرو بن أبي خثعم
عن يحيى بن أبي كثير.
وروى عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستفتح دعاء إلا يستفتحه بسبحان ربى الاعلى العلى الوهاب " أخبرناه عمران بن
موسى بن مجاشع قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا معاوية عن هشام قال:
حدثنا عمر بن راشد، وروى عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا خير في التجارة إلا لمن إذا باع لم يحمد، وإذا اشترى لم يذم
وكسب من حلال ووضعه في حلال " أخبرناه أبو عروبة قال: حدثنا المسيب بن
واضح قال: حدثنا ابن المبارك عن عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير.
عمر بن حفص أبو حفص العبدي (1): وهو الذي يقال له عمر بن أبي خليفة،
كان كنيته أبيه أبو خليفة، وقد قيل إن اسم أبى خليفة حجاج بن عتاب، قدم
بغداد وحدث بها، يروى عن محمد بن عمرو وثابت، روى عنه التبوذكي
وأبو عمار، وهو الذي يحدث عنه بندار ويقول: حدثنا عمرو بن أبي خليفة،
مات بعد المائتين، كان ممن يشترى الكتب ويحدث بها من غير سماع، ويجيب
فيما يسأل وإن لم يكن مما يحدث به.
وهو الذي روى عن ثابت عن أنس قال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يخلل
لحيته بالماء بأصابعه من تحت حنكه ويقول: هكذا أمرني ربى ". رواه عنه
ابن الفضيل.
وروى عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يد الرحمن على رأس
.

(1) عمر بن حفص أبو حفص العبدي: وهو عمر بن حفص بن ذكوان. وفرق العقيلي بين عمر بن
حفص العبدي وبين عمر بن أبي خليفة. قال البخاري: ليس بالقوى، وقال أحمد: تركنا حديثه وخرقناه.
وقال على: ليس بثقة: وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف.
الميزان 189 / 3 التاريخ الكبير 150 / 6.
84

أحدكم ما دام يؤذن إنه ليغفر له مد صوته أين بلغ " أخبرناه الحسن بن سفيان قال:
حدثنا حسين بن منصور قال: حدثنا أبو حفص العبدي عن ثابت.
أخبرنا الحنبلي، قال: سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: أبو حفص
العبدي ليس بشئ.
عمر بن قيس: أخو حميد بن قيس الأعرج (1) يعرف بسندل، كنيته أبو حفص
وهو مولى بنى أسد بن عبد العزى وهو الذي يقال له مولى المنظور، يروى عن عطاء
وكان فيه دعابة يقلب الأسانيد ويروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات.
روى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من بنى في رباع
قوم بإذنهم فله القيمة. ومن بنى بغير إذنهم فله النقض " رواه عنه عطاء بن
مسلم الحلبي.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
عمر بن قيس المكي ضعيف.
عمر بن مساور العجلي (2): وهو الذي يقال له ابن مسافر من أهل البصرة،
يروى عن الحسن وأبى جمرة، روى عنه المحاربي وزيد بن الحباب، منكر الحديث
جدا، يروى المناكير عن المشاهير وينفرد عن الاثبات بما ليس من أحاديثهم فوجب
التنكب عن روايته على الأحوال.
وهو الذي روى عن الحسن عن أنس بن مالك قال: " لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم
.

(1) عمر بن قيس المكي: سندل أو سندول. ولى قضاء مكة مولى منظور بن سيار الفزاري، لم
يشهد له أحد بخير فيما نقله صاحب الميزان. قال ابن سعد: " كان فيه بذاء وتسرع إلى الناس فأمسكوا
عن حديثه وألقوه. وهو ضعيف في حديثه ليس بشئ " كان يتعرض لماك بالايذاء حتى قال مالك: لا أكلمه
أبدا. قال البخاري: منكر الحديث. الميزان 218 / 3
التاريخ الكبير 178 / 6 الطبقات الكبرى 358 / 5
(2) الميزان 223 / 3 التاريخ الكبير 198 / 6.
85

سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك انتشرت وإليك توجهت وبك
اعتصمت. اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي. اللهم اكفني ما يهمني وما أهتم به وما أنت
أعلم به منى، زودني التقى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير حيثما توجهت " ثم يخرج.
أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا عمر بن
مساور العجلي عن الحسن. لم يتابع عليه.
عمر بن رياح أبو حفص الضرير (1): يروى عن ابن طاوس، عداده في أهل
البصرة، روى عنه أهلها، كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتابة
حديثه إلا على جهة التعجب روى عن ابن طاوس (2) عن أبيه عن ابن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " الحجامة في الرأس تنفع من سبع: من الجنون والجزام
والبرص والنعاس والصداع ووجع الأضراس ومن ظلمة يجدها في عينيه " أخبرناه
الحسن بن سفيان قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى الأبلي قال: حدثنا عمر
ابن رياح.
عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي (3): يروى عن الزهري والقاسم، روى عنه
ابن إسحاق كان ممن يروى المناكير عن المشاهير، فلما كثر [في] روايته
عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات حتى خرج عن حد العدالة إلى الجرح
فاستحق الترك.
.

(1) عمر بن رياح: أبو حفص العبدي البصري الضرير: وهو عمر بن أبي عمر العبدي. قال الفلاس:
دجال وقال الدارقطني: متروك الحديث وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين.
الميزان 197 / 3 التاريخ الكبير 156 / 6
(2) ابن طاوس: عبد الله.
(3) عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي: جمع الحافظ الذهبي بينه وبين عمر بن موسى الميتمي وجمع من
النقول بين أخبار الرجلين ولكنه في ديوان الضعفاء أفرد لكل منهما ترجمة مستقلة وقد ترجم البخاري لعمر
ابن موسى الوجيهي وقال: منكر الحديث.
الميزان 224 / 3 التاريخ الكبير 197 / 6 ديوان الضعفاء للذهبي 230.
86

عمر بن طلحة الأزدي: كنيته أبو حفص (1) من أهل البصرة يروى عن أبي
جمرة وسعيد بن أبي عروبة، روى عنه البصريون، ممن كثرت روايته عن
المشاهير بالأشياء المناكير فوجب مجانبة حديثه إلا فيما لم يخالف الثقات.
عمر بن حماد بن سعيد الأبح (2): يروى عن أبي عروبة، عداده في أهل البصرة،
روى عنه أهلها، كان ممن يخطئ، لم يكثر خطؤه حتى استحق الترك، ولا اقتصر
منه على ما لم ينفك منه البشر حتى لا يعدل به عن العدالة فهو عندي ساقط الاحتجاج
فيما انفرد به.
وقد روى عن سعيد عن قتادة عن أنس نسخة لم يتابع عليها.
عمر بن عيسى: شيخ يروى عن ابن جريج (3). روى عنه الليث بن سعد
والشاميون، كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات على قلة روايته لا يجوز
الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الاثبات بالطامات.
عمر بن موسى الميتمي (4): من أهل حمص. يروى عن مكحول وعمرو بن
دينار وعبيد الله بن عمر، روى عنه بقية وعثمان بن عبد الرحمن، كان ممن يروى
الموضوعات عن الاثبات لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب ولا الرواية عنه
.

(1) عمر بن طلحة الأزدي أبو حفص: قال البخاري وابن عدي: منكر الحديث وعلق على ذلك
الذهبي فقال: ولا يدرى من هو. الميزان 208 / 3 التاريخ الكبير 166 / 1
(2) عمر بن حماد بن سعيد الأبح: في المخطوطة " الابجي " والتصويب من الميزان وديوان الضعفاء.
وقد نقل صاحب الميزان عن ابن حبان القول بترك الأبح على الاطلاق وهو يخالف ما أورده هنا. قال ابن عدي
: منكر الحديث. الميزان 191 / 3 ديوان الضعفاء 225
(3) عمر بن عيسى: الأسلمي كما في الميزان وقال العقيلي: لعله عمر الحميدي حديثه غير محفوظ وقال
البخاري: منكر الحديث. الميزان 216 / 3 التاريخ الكبير 182 / 6
(4) عمر بن موسى الميتمي: قال الذهبي في قصة البقرة التي شربت الخمر: " هذه القصة ساقها ابن عدي
في ترجمة عمر الوجيهي " وكلا الرجلين ضعيف لم ينقل عن أحد من الأئمة فيها شهادة خير.
الميزان 225 / 3.
87

بحال لان المستمع إلى أخباره التي يرويها عن الثقات لا يشك أنها موضوعة.
وهو الذي روى عن أبي الزبير عن جابر: أن بقرة انفلتت على خمر فشربت
فخافوا عليها فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا بأس بأكلها وكلوها. أخبرناه أبو يعلى
قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجمان قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثني
عمر بن موسى.
عمر بن صبح (1): يروى عن قتادة ومقاتل بن حيان، روى عنه العراقيون،
كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل
الصناعة فقط. روى عن مقابل بن حيان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مهور حور العين قبضات النمر وفلق الخبز " أخبرناه ابن
قحطبة قال: حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة قال: حدثنا محمد بن أبي ليلى
قال: حدثنا عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان.
عمر بن غياث: وقد قيل عمرو (2) من أهل الكوفة، يروى عن عاصم بن أبي
النجود، روى عنه معاوية بن هشام وأبو نعيم. منكر الحديث جدا على قلة
روايته، يروى عن عاصم ما ليس من حديثه إن سمع من عاصم ما روى عنه، ولعله
سمع في اختلاط عاصم لان عاصما اختلط في آخر عمره فإن سمع منه ما روى عنه قبل
الاختلاط فالاحتجاج بروايته ساقط مما يتفرد عنه مما ليس من حديثه. روى عن عاصم
عن ذر عن عبد الله عن النبي عليه الصلاة والسلام أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله
ذريتها على النار.
عمر بن يزيد النصري (2): من أهل الشام يروى عن الزهري، روى عنه
.

(1) عمر بن صبح الخراساني: ليس بثقة ولا مأمون. قال الدارقطني وغيره: متروك وقال الأزدي:
كذاب. الميزان 206 / 3
(2) الميزان 216 / 3 التاريخ الكبير 185 / 6
(3) الميزان 231 / 3 التاريخ الكبير 205 / 6.
88

محمد بن شعيب بن شابور وهشام بن عمار. كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع
المراسيل. لا يجوز الاحتجاج به على الاطلاق وإن اعتبر بما يوافق الثقات
فلا ضير.
عمر بن إبراهيم العبدي (1): من أهل البصرة يروى عن قتادة، روى عنه
ابنه الخليل بن عمر وشاذ بن الفياض، كان ممن ينفرد عن قتادة بما لا يشبه حديثه،
فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر
لم أر بذلك بأسا.
عمر بن سعيد الدمشقي (2): كنيته أبو حفص، يروى عن سعيد بن بشير
والشاميين، كان ممن يروى كتبا لم يسمعها عن أقوام أكرههم. قال أحمد بن
حنبل: تركته لأنه أخرج إلى كتاب سعيد بن بشير فإذا هي أحاديث
ابن أبي عروبة.
عمر بن حبيب القاضي (3): كان على قضاء البصرة، يروى عن داود بن هند
وابن جريج روى عنه البصريون كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الاثبات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد أنها معمولة. لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن سليمان التيمي وعوف وداود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سليمان
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من توضأ وقام إلى المسجد فهو زائر الله وحق على الله
.

(1) عمر بن إبراهيم أبو حفص العبدي البصري: وثقه أحمد وغيره وقال عبد الصمد: هو فوق الثقة
ولكن البخاري نقل عنه قوله: هو الخزاعي ولا يصح الخزاعي وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي:
يروى عن قتادة ما لا يوافق عليه. الميزان 178 / 3 التاريخ الكبير 141 / 6
(2) الميزان 199 / 3 التاريخ 160 / 6
(3) عمر بن حبيب العدوى البصري القاضي: كذبه ابن معين وقال النسائي وغيره: ضعيف وقال
البخاري: يتكلمون فيه. الميزان 184 / 3 التاريخ الكبير 148 / 6.
89

أن يكرم زائره " أخبرناه وصيف (1) قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز عنه قال
أبو حاتم: مات عمر بن حبيب سنة سبع ومائتين.
عمر بن شبيب المسلمي (2): يروى عن علقمة بن مرثد و عبد الله بن عيسى.
روى عنه العراقيون كان شيخا صالحا صدوقا ولكنه كان يخطئ كثيرا حتى خرج
عن حد الاحتجاج به إذا انفرد على قلة روايته.
عمر بن نبهان العبدي (3): وهو الذي يقال له عمر الغبرى (4) يروى عن قتادة
عداده في أهل البصرة روى عنه أهلها كان ممن يروى المناكير عن المشاهير فلما كثر
ذلك في حديثه استحق الترك.
عمر بن هارون البلخي (5): أبو حفص الثقفي، يروى عن ابن عروبة وابن
جريج وشعبة. روى عنه العراقيون وأهل بلده، وكان ممن يروى عن الثقات
المعضلات ويدعى شيوخا لم يرهم. وكان ابن مهدي حسن الرأي فيه. قال محمد
ابن عمرو السويقي: شهدت عمر بن هارون ببغداد وهو يحدثهم فيسأل عن
حديث لابن جريج. رواه عنه الثوري لم يشارك فيه فحدث به فرأيتهم. مزقوا
عليه الكتب.
.

(1) وصيف بن عبد الله الحافظ أبو على سمع منه ابن حيان بأنطاكية.
(2) الميزان 204 / 3 (3) عمر بن نبهان: العبدي ويقال الغبرى. قال البخاري: لا يتابع في حديثه وقال أبو داود: سمعت
أحمد يذمه وعن أبي معين فيه قولان: ليس بشئ. صالح الحديث. وضعفه أبو حاتم وغيره.
الميزان 227 / 3 التاريخ الكبير 201 / 6
(4) في المخطوطة: " الدري " ولم أعثر عليه ومن المرجح أنها الغبرى.
(5) عمر بن هارون البلخي: كان من أوعية العلم على ضعفه قال أبو غسان زنيج: قال بهز بن أسد:
أرى يحيى بن سعيد حسده فقال: " أكثر عن ابن جريج "، من لزم رجلا اثنتي عشرة سنة أما يكثر
عنه. بلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب. وقال ابن قتيبة: كان شديدا على المرجئة من أعلم الناس
بالقراءات. أما ابن مهدي وأحمد والنسائي ويحيى وأبو داود وعلى والدارقطني وابن المديني وصالح جزرة
وزكريا الساجي. أبو عيسى النيسابوري فرأيهم فيه شديد. الميزان 228 / 3.
90

سمعت سعد بن (1) الحسن بن سفيان الشيباني يقول: سمعت ابن الجنيد يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن هارون كذاب دخل المدينة وقد مات جعفر بن
بن محمد فحدث عنه. أخبرني الحنبلي قال: سمعت أحمد زهير يقول عن يحيى بن معين
قال: عمر بن هارون البلخي ليس بشئ.
قال أبو حاتم: كان عمر بن هارون صاحب سنة وفضل وسخاء، وكان أهل
بلده يبغضونه لتعصبه في السنة وذبه عنها ولكن كان شأنه في الحديث ما وصفت وفى
التعديل ما ذكرت والمناكير في روايته تدل على صحة ما قال يحيى بن معين فيه، وقد
حسن القول فيه جماعة من شيوخنا كان يصلهم في كل سنة بصلات كثيرة من
الدراهم والثياب وغيرها، يبعث إليهم من بلخ إلى بغداد.
وقد روى عمر بن هارون عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي
قتادة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاد لبوله كما يرتاد أحدكم لصلاته.
أخبرناه إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال:
حدثنا عمر بن هارون البلخي عن الأوزاعي.
عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي (2): من أهل الكوفة. يروى عن
عن أبيه، روى عنه إسرائيل ومروان بن معاوية، منكر الرواية عن أبيه وكان
جرير يحكى عن زائدة أنه رآه يشرب الخمر.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
عمر بن عبد الله بن يعلى ما حاله؟ قال: ليس بشئ. أخبرني محمد بن المنذر قال:
.

(1) المعروف أن ابن حبان روى عن الحسن بن سفيان فان صح النسخ فقد روى عنه وعن ابنه.
(2) عمر بن عبد الله يعلى بن مرة الثقفي الكوفي: ضعفه أحمد ويحيى والنسائي وقال البخاري:
يتكلمون فيه وقال الدارقطني: متروك وقال زائدة: رأيته يشرب الخمر. وقال الساجي تعليقا على قول
زائدة: أحسبه رآه يشرب شيئا من هذه الأنبذة التي هي عند من يروى أنها حرام خمر.
الميزان 211 / 3 التاريخ الكبير 170 / 6.
91

حدثنا محمد بن عوف عن يحيى بن معين قال: قال أبو نعيم: رأيت عمر بن
عبد الله فما أستحل أن أروى عنه.
قال أبو حاتم: وروى عسر بن عبد الله بن يعلى نسخة أكثرها مقلوبة عن
أبيه عن جده منها بإسناده: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وترك عليا
آخرهم لا يرى أن له أخا فقال: يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني قال:
ولم تراتى (1) تركتك؟ لنفسي أنت أخي وأنا أخوك فإن حاجك أحد فقل إني
أخو عبد الله ورسوله لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا سهل بن زنجلة قال: حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن أبي
يعلى بن مرة عن أبيه عن جده.
وروى عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى يدي خاتم ذهب
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتؤدي زكاته؟ فقلت: وهل فيه زكاة؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: جمرة عظيمة " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا ثور بن عمرو
القيسراني قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا سفيان الثوري عن عمر بن
يعلى بن مرة عن أبيه عن جده.
عمر بن إسماعيل بن مجالد (2): يروى عن أبيه روى عنه البغداديون،
كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات
فان اعتبر له معتبر لم أر بذلك بأسا. كان يحيى بن معين يكذبه.
عمر بن أيوب المدني (3): شيخ يروى عن أبي ضمرة وابن أبي فديك
.

(1) كلمة غير واضحة بالمخطوطة.
(2) عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعد الهمداني: في المخطوطة: " ابن خالد ". قال النسائي والدارقطني:
متروك. وقال ابن عدي: يسرق الحديث. الميزان 182 / 3.
(3) عمر بن أيوب المدني: في بعض نسخ الميزان " المزني " وكذا في التاريخ الكبير.
الميزان 183 / 3 التاريخ الكبير 142 / 6.
92

و عبد الله بن نافع المقلوبات وعن غيرهم من الثقات الملزقات لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عنه علان بن عبد الصمد الطيالسي ببغداد.
روى عن أبي ضمرة عن مالك بن أنس عن سعيد بن عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال: نظر النبي عليه الصلاة والسلام إلى ابنه إبراهيم يموت في حجره ففاضت
عيناه فقال له عبد الرحمن بن عوف: أتبكي يا رسول الله وقد نهيتنا عن البكاء؟
فقال: إني لم أنهكم عن هذا. إن هذا رحمة. من لا يرحم لا يرحم " أخبرناه
محمد بن جعفر البغدادي بالرملة قال: حدثنا علان بن عبد الصمد الطيالسي قال:
حدثنا عمر بن أيوب قال: حدثنا أبو ضمرة في نسخة عنه بهذا الاسناد
أكثرها مقلوبة.
عمر بن راشد الجاري القرشي (1): مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان كان
ينزل الجار. وهو الذي يقال له الساحلي، يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب
وغيرهما من الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف
الرواية عنه.
روى عن ابن أبي ذئب عن هشام بن عروة عن محمد بن علي عن ابن عباس قال:
ثلاث من كن فيه آراه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله في محبته. قيل من
ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا أعطى شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب
فتر (2) ". روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي فيما يشبه هذا من الاخبار التي (3)

(1) عمر بن راشد المدني الجاري: أبو حفص: هنا " قرشي " مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان وفي معجم
البلدان: مولى بنى الدول من الفرس. كان ينزل الجار وهي مدينة على بحر القلزم بينها وبين المدينة يوم
وليلة كان بالجار زمانا يتجر بالمدينة فلقبوه الجاري. وقال الذهبي: وكان يكون بمصر.
قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا وزورا. وقال العقيلي: منكر الحديث وتكلم فيه ابن عدي.
الميزان 195 / 3 معجم البلدان 93 / 2
(2) إذا غضب فتر: سكن بعد حدته ولان بعد شدته. الأساس.
(3) في المخطوطة: " التي لا ينكرها " إلخ.
93

ينكرها من لم يجهل صناعة الحديث. إذ الخبر لا أصل له.
وروى عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة يقول: " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ". أخبرناه
محمد بن أيوب بن مشكان بطبرية قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن موسى المقرى
قال: حدثنا صالح بن أبي صالح كاتب الليث قال: حدثنا عمر بن راشد
عن ابن أبي ذئب.
وقد روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ثلاثة لا يقبل الله منهم شهادة أن لا إله إلا الله: الراكب والمركوب والراكبة
والمركوبة والامام الجائر. أخبرناه محمد بن دليل بن بشير البغدادي بالرملة قال:
حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي بالإسكندرية قال: حدثنا عمر بن راشد قال:
حدثنا هشام بن عروة عن أبيه.
عمر بن عبد الله الرومي (1): شيخ يروى عن شريك يقلب الاخبار ويأتي
عن الثقات بما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أنا دار الحكمة وعلى بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ". رواه
عنه أبو مسلم الكجي. وهذا خبر لا أصل له عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا
شريك حدث به ولا سلمة بن كهيل رواه ولا الصنابحي أسنده. ولعل هذا
الشيخ بلغه حديث أبي الصلت عن أبي معاوية فحفظه ثم أقلبه على شريك وحدث
بهذا الاسناد.
.

(1) عمر بن عبد الله الرومي: عن شريك قال الحافظ الذهبي: كذا قال ابن حبان فوهم. قلت: بل
الراوي عن شريك هو محمد بن عمر الرومي وهو ولد المذكور فأما الأب فثقة حدث عنه قتيبة بن سعيد
والكبار. له عن أبيه عبد الله. الميزان 212، 668 / 3.
94

عثمان بن عمير أبو اليقظان (1): وهو الذي يقال له: عثمان بن قيس الأعمى
وهو الذي يقال له: عثمان بن أبي حميد. يروى عن أنس بن مالك وزاذان.
روى عنه الأعمش والثوري وشريك. كان ممن اختلط حتى لا يدرى ما يحدث به
فلا يجوز الاحتجاج بخبره الذي وافق الثقات ولا الذي انفرد به عن الاثبات لاختلاط
البعض بالبعض.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن
لا يحدثان عن عثمان بن عمير أبو اليقظان. أخبرني محمد بن المنذر قال: حدثنا محمد
ابن إدريس قال: حدثنا بعض أهل البصرة عن شعبة قال: أتيت عثمان بن عمير
أبا اليقظان فرأيته يخلط هذا بذاك وذاك بذا فرجعت ولم أكتب عنه.
أخبرنا عمر بن محمد قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي
معاوية عن الأعمش عن عثمان بن قيس عن زاذان عن علي: " إلا أصحاب اليمين (2) " قال: أطفال المسلمين فاستحسنه ثم قال: هذا عثمان أبو اليقظان.
ولم يرضه.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا بن إدريس قال: سمعت شعبة يقول: أتيت أبا اليقظان فحدثني بحديث فقلت: متى سمعت

(1) عثمان بن عمير أبو اليقظان الثقفي الكوفي البجلي: يقال له: عثمان بن أبي زرعة وعثمان بن أبي حميد
الأعمى وعثمان ابن قيس وغير ذلك. قال ابن معين: ليس بشئ وقال النسائي: ليس بالقوى وقال الدارقطني
وغيره: ضعيف وقال أحمد بن حنبل: خرج في الفتنة مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن وهو ضعيف الحديث.
وقال ابن عدي: ردئ المذهب يؤمن بالرجعة على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه.
الميزان 50 / 3 التاريخ الكبير 245 / 6
(2) الآية 39 من سورة المدثر والآية قبلها: " كل نفس بما كسبت رهينة " وقد اختلف في تعيين
أصحاب اليمين قال ابن عباس: الملائكة. وقال علي بن أبي طالب: أولاد المسلمين لم يكتسبوا فيرتهنوا
بكسبهم. وقال الضحاك: الذين سبقت لهم من الله الحسنى، ونحوه عن ابن جريج إلى آخر هذه الأقوال
الذي ذكر الكثير منها القرطبي في تفسير الآية.
95

منه؟ قال سنة كذا وكذا ثم أتيته مرة أخرى فسألته عن سنه فقال. ولدت سنة كذا
وكذا فإذا هو قد سمع منه وهو ابن سنتين.
عثمان بن رشيد (1): شيخ يروى عن أنس بن مالك. روى عنه يونس بن
محمد المؤدب منكر الحديث جدا إن كان سمع من أنس على قلة روايته لا يجوز
الاحتجاج به إلا بعد العلم بسماعه عن أنس وهو شئ معدوم عندنا فالتنكب عن
روايته أولى من الاحتجاج بها.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن عثمان
ابن رشيد فقال: ضعيف.
عثمان بن سعد: من أهل البصرة (2)، كنيته أبو بكر يروى عن أنس بن
مالك وابن أبي مليكة. روى عنه شعبة والبصريون. كان ممن لا يميز شيخه من
شيخ غيره ويحدث بما. لا يدرى ويجيب فيما يسأل فلا يجوز الاحتجاج به.
أخبرنا الزنادي قال حدثنا ابن أبي شيبة قال، حدثنا على بن المديني عن يحيى
ابن سعيد القطان قال ذكر له عثمان بن سعد الكاتب فجعل يعجب من الرواية
عنه. قال يحيى: وسمعته يوما يقول: حدثني عبيد بن عمير فوصفه فإذا هو عبد الله
ابن عبيد بن عمير.
عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي القرشي (3): كنيته عبد الرحمن من أهل حران

(1) الميزان 33 / 3 التاريخ الكبير 221 / 6.
(2) عثمان بن سعد التميمي البصري: كنيته أبو بكر. قال ابن معين: بصري ليس بذاك وروى عنه
أيضا: ضعيف وقال أبو زرعة: لين وقال النسائي: ليس بالقوى وقال مرة: ليس بثقة.
الميزان 34 / 3 التاريخ الكبير 225 / 6
(3) عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي القرشي المؤدب: أحد علماء الحديث مجران، ولاؤه لبني أمية
وقيل لبني تيم. في كنيته أقوال قال البخاري: يروى عن أقوام ضعاف. وقال ابن معين صدوق. وقال
أبو عروبة: متعبد لا بأس به يأتي عن قوم مجهولين بالمناكير. وقال ابن عدي: عنده عجائب عن المجاهيل
فهو في الجزريين كبقية في الشاميين. وقال ابن أبي حاتم: أنكر أبى على البخاري إدخال عثمان في كتاب
الضعفاء وقال هو صدوق. وعلق الحافظ الذهبي على هذه الأقوال وغيرها فقال:
وأما ابن حبان فإنه يقعقع كعادته فقال: " ونقل ما أورده المصنف هنا " ثم قال:
ولم يرو ابن حبان في ترجمته شيئا ولو كان عنده له شئ موضوع لأسرع باحضاره، وما علمت أن
أحدا قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا: " إنه يدلس عن الهلكى " إنما قالوا: يأتي عنهم بمناكير، والكلام
في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع. وكذا أسرف فيه محمد بن عبد الله بن نمير فقال: كذاب.
أقوال: لقد غمز الحافظ الذهبي ابن حبان في معرفته وورعه. أما معرفته فلا ينكرها من له دراية بهذا
العلم وأما ورعه فأرجو أن أناقش بعض ما جاء فيها في المقدسة والله أعلم.
الميزان 45 / 3 التاريخ الكبير 238 / 6
96

وكان معلما. يروى عن أقوام ضعاف أشياء يدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها
المستمع لم يشك في وضعها. فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمل
عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال
لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات. مات سنة ثلاث
ومائتين وهو أبيض الرأس واللحية!
عثمان بن معاوية (1): يروى عن ثابت البناني الأشياء الموضوعة التي لم يحدث بها ثابت فقط، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل القدح فيه فكيف الاحتجاج به.
روى عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: اجتمع إلى النبي عليه الصلاة
والسلام نساؤه قال: فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله قال فقالت
إحداهن: كأن هذا حديث خرافة! فقال عليه الصلاة والسلام: تدرين ما حديث
خرافة؟ قالت: لا قال: إن خرافة كان رجلا من بنى عذرة فأصابته الجن فكان
فيهم جنيا ثم رجع إلى الانس فكان يحدث بأشياء تكون في الجن والعجائب
لا تكون في الانس فحدث أن رجلا من الجن كانت له أم فأمرته أن يتزوج. فقال!
إني أختشي أن يدخل عليك من ذلك مشقة أو بعض ما تكرهين، فلم تدعه حتى
زوجته امرأة لها أم فكان يقسم لامرأته ولأمه عند هذه ليلة وعند هذه ليلة.

(1) عثمان بن معاوية: نقل الحافظ الذهبي ما أورده المصنف عنه هنا كما روى الخبر وعقب عليه بما
يعضده من مسند أحمد عن أبي النضر عن أبي عقيل الثقفي عبد الله بن عقيل عن مجالد عن الشعبي عن مسروق
عن عائشة. الميزان؟ / 3.
97

وكانت ليلة امرأته فكان عندها وأمه وحدها قال: فسلم عليها مسلم قال: فردت
السلام فقال: هل من مبيت؟ قالت: نعم قال: فهل من عشاء؟ قالت: نعم قال
فهل من محدث يحدثنا؟ قالت: نعم أرسل إلى ابني فيحد ثكم. قال: فما هذه
الخشفة (1) نسمعها في دارك؟ قالت: هذه إبل وغنم قال أحدهما لصاحبه: أعط متمنيا
ما تمناه قال: فأصبحت وقد ملئت دارها غنما وإبلا قال: فرأت ابنها خبيث النفس
فقالت: ما شأنك لعل امرأتك كلمتك أن تحولها إلى منزلي وتحولني إلى منزلها
قال: نعم. قالت: فحولني إلى منزلها قال: فتحولت إلى منزل امرأته تحولت امرأته
إلى منزل أمه قال: فلبثا حينا ثم إنما جاءا إلى امرأته والرجل عند أمه قال: فسلم
مسلم فردت السلام قال: هل من مبيت؟ قالت: لا. قال: فهل من عشاء؟ قالت:
لا. قال: فهل من محدث يحدثنا؟ قالت: لا. قال: فما هذه الخشفة التي نسمعها في
دارك؟ قالت: هذه السباع قال فقال أحدهما لصاحبه: اللهم أعط متمنيا ما تمناه
وإن كان شرا قال: فملئت دارها سباعا فأصبحت قد أكلتها.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحكم بنسا قال: حدثنا محمد بن موسى قال:
حدثنا عاصم بن علي بن عاصم قال حدثنا عثمان بن معاوية قال: حدثنا ثابت البناني.
عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي الزهري (2): من ولد سعد بن أبي وقاص. كنيته
أبو عمرو. يروى عن الزهري. روى عنه العراقيون. كان ممن يروى عن الثقات
الأشياء الموضوعات. لا يجوز الاحتجاج به. أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير
يقول عن يحيى بن معين قال: الوقاصي ليس بشئ.
قال أبو حاتم: روى عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يتبع (3) المرأة حراما أينكح ابنتها أو ينكح

(1) الخشفة: بالسكون الحس والحركة وقيل: هو الصوت والخشفة بالتحريك الحركة وقيل هما بمعنى. النهاية
(2) الميزان 43 / 3 التاريخ الكبير 238 / 6
(3) الكلمة غير واضحة في المخطوطة التمست بالرجوع إلى فيض القدير 47 / 6.
98

الابنة حراما أينكح أمها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحرم الحلال الحرام (1)
إنما يحرم ما كان بنكاح حلال " قال ابن نافع: وهو قولنا وبه نأخذ. أخبرناه
الحسن بن سفيان قال: حدثنا إسحاق بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن نافع
قال: حدثنا المغيرة بن إسماعيل بن أيوب بن سلمة عن عثمان بن عبد الرحمن عن
ابن شهاب الزهري.
وروى عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يمسح
الرجل جبهته من التراب حين يفرغ من الصلاة فإن الملائكة تصلى عليه ما دام أثر
السجود في وجهه ولا بأس أن يمسح العرق عن صدغيه " أخبرناه حاجب بن أركين
قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم هو الدورقي قال: حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم
القرشي قال: حدثنا محمد شعيب بن بن سابور قال: حدثنا عيسى بن عبد الله عن عثمان
ابن عبد الرحمن الوقاصي الزهري أنه حدثه عن مكحول.
عثمان بن مطر الشيباني (2): كنيته أبو الفضل من أهل البصرة. يروى عن
ثابت ومعمر روى عنه يعلى بن (3) مهدي والعراقيون. كان ممن يروى الموضوعات
عن الاثبات لا يحل الاحتجاج به.
أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين
وسئل عن عثمان مطر الشيباني قال: كان ضعيفا.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن الحكم

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
(2) عثمان بن مطر الشيباني المصري ثم الرهاوي المقرئ: نزيل بغداد، قال البخاري: منكر الحديث.
وعن يحيى: ضعيف. وعنه أيضا لا يكتب حديثه. وقال النسائي: ضعيف. وضعفه أيضا أبو داود.
الميزان 53 / 3 التاريخ الكبير 253 / 5
(3) لم أعثر عليه فيما لدى من المراجع.
99

البناني عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بغسل الدبر
فإنه يذهب الباسور ". وروى عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع قال: قال لي ابن عمر
القمس لي حجاما رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحجامة على الريق أمثل وفيه شفاء وبركة ويزيد
في العقل والحفظ، واحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء
والجمعة والسبت والأحد واحتجموا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء فإن يوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء في يوم الثلاثاء وضربه الله بالبلاء يوم الأربعاء ولا يبدو جذام
ولا برص إلا يوم الأربعاء ". أخبرنا بالحديثين جميعا الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن أبان الواسطي
قال: حدثنا عثمان بن مطر الشيباني عن الحسن بن أبي جعفر.
عثمان بن عطاء بن [أبى] مسلم الخراساني (1): يروى عن أبيه، روى عنه
محمد بن شعيب بن شابور والناس. أكثر روايته عن أبيه، وأبوه لا يجوز الاحتجاج
بروايته لما فيها من المقلوبات التي وهم فيها فلست أدرى البلية في تلك الأخبار منه أو
من ناحية أبيه. وهذا شئ يشتبه إذا روى رجل ليس بمشهور بالعدالة عن شيخ
ضعيف أشياء لا يرويها عن غيره لا يتهيأ إلزاق القدح بهذا المجهول دونه بل يجب
التنكب عما رويا جميعا حتى يحتاط المرء فيه لان الدين لم يكلف الله عباده أخذة عن
كل من ليس يعدل مرضى: وكان مولد عثمان بن عطاء سنة ثمان وثمانين ومات
سنة خمس وخمسين ومائة.

(1) عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني: قال البخاري: ليس بذاك وضعفه مسلم ويحيى بن معين
والدارقطني وقال الجوزجاني: ليس بالقوى، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به: وقال دحيم: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
الميزان 48 / 3 التاريخ الكبير 244 / 6.
100

عثمان بن قائد أبو لبابة القرشي (1): يروى عن جعفر بن برقان والشاميين
العجائب.
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن. يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات حتى يسبق
إلى القلب أنه كان يعملها تعمدا: لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن جعفر بن برقان عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
كلام أهل الجنة بالعربية، وكلام أهل النار بالعربية، وكلام أهل الموقف بين يدي الله
يوم القيامة بالعربية " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال:
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال، حدثنا عثمان بن قائد عن جعفر بن برقان.
عثمان بن مقسم البري (2): أبو سلمة الكندي، مولى لهم من أهل الكوفة،
يروى عن قتادة وأبى إسحاق روى عنه البصريون وأهل الكوفة، كان ممن يروى
المقلوبات عن الاثبات تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
روى عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أكذب
الناس الصناع " روى عنه يزيد بن هارون. أخبرنا الزيادي قال: حدثنا ابن أبي
شيبة قال: حدثنا على بن المديني قال: قال يحيى بن سعيد: كنت جالسا
مع سفيان الثوري فقال: حدثنا البري عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله في المسح
على الخفين، فقال: كذب.

(1) الميزان 51 / 3.
(2) عثمان بن مقسم البري: أحد الأئمة الاعلام على ضعف في حديثه، كان يرى القدر وينكر الميزان
يوم القيامة ويقول: إنما هو العدل. وأحذ عليه قوله: كذب أبو هريرة. أخف أقوال العلماء فيه قول
الفلاس: صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعة. أطال الذهبي في ترجمته بالميزان وجمع كثيرا من أخباره.
الميزان 56 / 3 التاريخ الكبير 252 / 6.
101

عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان العثماني (1)،
كنيته أبو عفان. من أهل المدينة، يروى عن مالك وابن أبي الزناد، روى عنه
العراقيون: الحسين بن أبي زيد الدباغ وغيره، كان ممن يروى المقلوبات عن
الثقات، ويروى عن الاثبات أسانيد ليس من رواياتهم، كأنه كان يقلب الأسانيد،
لا يحل الاحتجاج بخبره.
روى عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أن: النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " أنا مدينة العلم وعلى بابها "
عثمان بن عبد الله المغربي الأموي أبو عمرو (2): شيخ قدم خراسان فحدثهم بها،
روى عن الليث بن سعد، ومالك وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث، كتب عنه
أصحاب الرأي، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " صلوا
خلف من قال لا اله إلا الله وصلوا على من مات من أهل لا إله إلا الله " وليس هذا
من حديث رسول الله ولا من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من
حديث مالك.

(1) الميزان 32 / 3 التاريخ الكبير 220 / 6
(2) عثمان بن عبد الله الأموي الشامي: لم يرد فيما نقله الذهبي عن نسبه كلمة " المغربي " والمرجح أنها من
تحريف الناسخ وأصلها " القرشي ". وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا واختلطت أخباره بأخبار عثمان
ابن خالد وقد سبق فقيل: عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. وقيل عثمان بن عبد الله القرشي
الشامي. وقال الخطيب: عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص
الأموي. قال وهكذا نسبه الحاكم ونسبه غيره فقال: عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن محمد بن
عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان. قال الحافظ الذهبي
تعليقا على ذلك: هذا كذب ونسب طويل، ولا يحتمل أن يكون بينه وبين عثمان بن عفان عشرة آباء.
بل ولا ستة. الميزان 41 / 3.
102

وروى عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال: قدم وفد ثقيف
على رسول الله صلى الله عليه وآله سلم فقالوا: يا رسول الله جئناك نسألك عن الايمان أيزيد أو ينقص؟
قال: الايمان متثبت في القلوب كالجبال الرواسي وزيادته ونقصانه كفر " أخبرناه جعفر بن أحمد بن سلمة السلمي قال: حدثنا عثمان بن عبد المغربي الأموي قال:
حدثنا حماد بن سلمة. وهذا شئ وضعه أبو مطيع البلخي على حماد بن سلمة، فسرقه
هذا الشيخ وحدث عنه.
وروى عن مسلم بن خالد الزنجي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد
الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: فضل دهن البنفسج على سائر الادهان
كفضلي (1) على سائر الخلق بارد في الصيف حار في الشتاء " أخبرناه جعفر بن أحمد
هذا قال: حدثنا عثمان بن عبد الله قال: أخبرنا مسلم بن خالد في نسخة كتبناها
أكثرها موضوعة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج بمن ينقل مثله عن الثقات.
على بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان (2) بن عمر بن كعب
ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي الأعمى: كنيته أبو الحسن من أهل البصرة.
يروى عن أنس وأبى عثمان. روى عنه الثوري وابن عيينة والبصريون، كان شيخا
جليلا، وكان يهم في الاخبار ويخطئ في الآثار حتى كثر ذلك في أخباره، وتبين
فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحق ترك الاحتجاج به، مات بعد سنة سبع
وعشرين ومائة وقد قيل سنة إحدى وثلاثين ومائة.

(1) في الميزان: " كفضل على على سائر الخلق ".
(2) على بن زيد بن جدعان: أحد علماء التابعين، اختلفوا فيه فقوى أمره جماعة كالجريري ومنصور
ابن زاذان وحماد بن سلمة وتكلم فيه الأكثرون. قال شعبة: كان رفاعا وقال مرة: حدثنا على قبل أن
يختلط. وكان ابن عيينة يضعفه. وقال حماد بن زيد: كان يقلب الأحاديث، وقال الفلاس: كان يحيى
القطان يتقى الحديث عن علي بن زيد ومن أخباره أنه كان رافضيا. وأنه كان يتشبع. قال ابن سعد:
كان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به.
الميزان 127 / 3 التاريخ الكبير 257 / 6 الطبقات الكبرى 18 / 7.
103

أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد يتفى الحديث
من على بن زيد بن جدعان. سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: على بن زيد بن جدعان ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله يوما صلاة العصر بنهار ثم قام خطيبا فقال: ألا إن بني آدم
خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم
من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا
ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا " أخبرناه زكريا
ابن يحيى الساجي بالبصرة قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز قال: حدثنا حماد بن
زيد عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة.
علي بن أبي سارة الشيباني (1): من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني، روى عنه موسى بن إسماعيل والبصريون، كان ممن يروى عن ثابت ما لا يشبه حديث
ثابت حتى غلب على روايته المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحق الترك.
وهو الذي روى عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من حمل (2)
قوائم السرير الأربع إيمانا واحتسابا حط الله عنه أربعين كبيرة " أخبرناه محمد بن علي
الصيرفي قال: حدثنا عثمان بن طالوت بن عباد قال: حدثنا بكر بن عبد ربه
قال: حدثنا علي بن أبي سارة عن ثابت.
على بن عابس الأسدي الأزرق (2): بياع الملاء، من أهل الكوفة، يروى

(1) عثمان بن أبي سارة الشيباني: قال البخاري: فيه نظر وقال أبو داود: تركوا حديثه، وقال
أبو حاتم ضعيف. الميزان 130 / 3 التاريخ الكبير 278 / 6
(2) في الميزان: من حمل أحد قوائم السرير " وهو أشبه. وفي الجامع الصغير: " من حمل بجوانب "
(3) الميزان 134 / 4 التاريخ الكبير 289 / 6.
104

عن العلاء بن المسيب روى عنه العراقيون، كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه فيما
يرويه، فبطل الاحتجاج به. أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن
معين قال: على بن عابس ليس بشئ.
عل يبن ظبيان العبسي: من أهل الكوفة (1)، كان قاضيا ببغداد، يروى عن
عبيد الله بن عمر روى عنه الشافعي والعراقيون، كان ممن يقلب الاخبار ولا يعلم
ويخطئ في الآثار ولا يفهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره،
مات سنة ثنتين وتسعين ومائة.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت ابن نمير يقول:
على بن ظبيان ضعيف الحديث يخطئ في حديثه كله؟ أخبرنا الحنبلي قال: سمعت
أحمد بن زهير عن يحيى قال: على بن ظبيان ليس بشئ.
على بن غراب الفزاري (2): كنيته أبو يحيى من أهل الكوفة، يروى عن
عبيد الله بن عمر والأحوص بن حكيم، روى عنه العراقيون، كان غالبا في التشيع
كثير الخطأ فيما يروى حتى وجد الأسانيد المقلوبة في روايته كثيرا، والأشياء
الموضوعة التي يرويها عن الثقات، فبطل الاحتجاج به وإن وافق الثقات، " المدبر
من الثلث " رواه على بن غراب هذا.

(1) على بن ظيا العبسي: ولى قضاء الشرقية ببغداد ثم ولاه هارون الرشيد القضاء معه في عسكره
حيث كان. قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال ابن معين: كذاب خبيث، وقال مرة واتفق معه
أبو داود: ليس بشئ وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين.
الميزان 134 / 3 الطبقات الكبرى 280 / 6
(2) على بن غراب أبو يحيى الفزاري الكوفي: وفى التاريخ الكبير: " أبو الحسن " وفي هامشه نقلا
عن التهذيب: يقال أبو الوليد الكوفي القاضي. ويقال: هو على بن عبد العزيز وعلي بن أبي الوليد. قال
أبو حاتم: كأن مروان بن معاوية قلب اسمه فقال: على بن عبد العزيز وزعم الفلكي أن غرابا لقب
وأن اسمه عبد العزيز.
وثقه ابن معين والدارقطني وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو زرعة: هو عندي صدوق وقال
أبو داود: تركوا حديثه. وقال الجوزجاني: ساقط وقال ابن معين: المسكين صدوق.
الميزان 149 / 3 التاريخ الكبير 291 / 6.
105

على بن موسى الرضا (1): يروى عن أبيه العجائب، روى عنه أبو الصلت
وغيره. كأنه كان يهم ويخطئ، روى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن
محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه
على: " أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " السبت لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لبني أمية
والثلاثاء لشيعتهم والأربعاء لبني العباس والخميس لشيعتهم والجمعة للناس جميعا، وليس
فيه سفر " وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، " لما أسرى بي إلى السماء سقط إلى الأرض
من عرقي فنبت منه الورد، فمن أحب أن يشم رائحتي فليشم الورد ".
وبإسناده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال، " الايمان معرفة بالقلب وإقرار
باللسان وعمل بالأركان ".
وبإسناده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال، " ادهنوا بالبنفسج بارد في الصيف
حار في الشتاء ".
وبإسناده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال، " من أكل رمانة حتى يشمها
أنار الله قلبه أربعين ليلة ".
وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، " الحناء بعد النورة أمان من الجذام
والبرص ".
وبإسناده قال، " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس قال له على، رفع الله ذكرك،

(1) على بن موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي العلوي الرضا: أحد الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة
عصمتهم ووجوب طاعتهم. ولاه المأمون عهده وعقد له الخلافة بعده ولما مات شق قبر الرشيد بطوس ودفنه
هناك تبركا به. قال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب ويروى الذهبي أن الرجل قد كذب عليه فيما نسب إليه
فقال إنما الشأن في ثبوت السند إليه وإلا فالرجل قد كذب عليه ووضع عليه نسخة سائرة. فما كذب على
جده جعفر الصادق. فروى عنه أبو الصلت الهروي أحد المتهمين، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة،
ولاني أحمد بن سليمان الطائي عنه نسخة كبيرة، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة.
دول الاسلام للذهبي 126 الميزان 158 / 3 زهر الآداب 192.
106

وإذا عطس على قال له النبي عليه الصلاة والسلام، أعلي الله كعبك ".
وبإسناده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من أدى فريضة فله عند الله
دعوة مستجابة ".
ومات على بن موسى الرضا بطوس يوم السبت آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين
وقد سم من ماء الرمان وأسقى قلبه المأمون (1).
علي بن أبي على اللهبي (2): من ولد أبى لهب. يروى عن محمد بن المنكدر. روى
عنه محمد بن عياد المكي، عداده في أهل المدينة، يروى عن الثقات الموضوعات، وعن
الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العين
لتدخل الجمل القدر والرجل القبر ".
وروى عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله
ديكا عنقه منطو تحت العرش ورجلاه في التخوم فإذا كان من الليل صاح سبوح
قدوس فصاحت الديوك " أخبرناه محمد بن أبي عون قال: حدثنا أبو مصعب
قال: حدثنا علي بن أبي على اللهبي عن محمد بن المنكدر.
على بن عروة (3): شيخ يروى عن ابن المنكدر، روى عنه العراقيون، كان
ممن يضع الحديث على قلته: روى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ".

(1) أورد ابن حبان الخبر مقطوعا به وفي اصطلاح علماء الحديث لا يقطع بخبر هذا القتل إلا برؤية أو
شهادة وهو لا يملك من هذا سوى الظن وإلا فكيف ثبت لديه أن المأمون فعل ذلك أو أمر به.
(2) علي بن أبي على اللهبي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد: له مناكير وقال أبو حاتم والنسائي:
متروك وقال ابن معين: ليس بشئ. الميزان 147 / 3 التاريخ الكبير 228 / 6
(3) الميزان 145 / 3.
107

سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: على
ابن عروة ما حاله؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عبد الملك عن عطاء وعمرو بن دينار عن ابن
عباس قال: " كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام سيف محلي قائمته من فضة ونصله
من فضة وفيه حلق فضة، وكان يسمى ذا الفقار، وكان له قوس تسمى السداد
وكانت له كنانة تسمى الجمع، وكانت له درع موشحة بنحاس تسمى ذات الفضول،
وكانت له حربة تسمى البيضاء، وكان له مجن يسمى الفرقد، وكان له فرس أشقر
يسمى المرتجز، وكان له فرس أدهم يسمى السكب، وكان له سرج يسمى الراح،
وكانت له بغلة تسمى دلدل، وكانت له ناقة تسمى القصواء، وكان له حمار يسمى
يعفور، وكانت له ركوة تسمى الصادر، وكانت له مرآة تسمى المدلة، وكان له
مقراض يسمى الجامع، وكان له قصيب يسمى الممشوق (1) " أخبرناه بشر بن عبد الله
البلدي بواسط قال: حدثنا شعيب بن أيوب الصرفيني (2) قال: حدثنا عفان بن
عبد الرحمن عن علي بن عروة عن عبد الملك عن عطاء.
وروى عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول
رحمة وقع في الأرض الطاعون وأول نعمة ترفع عن الأرض العسل (2) " أخبرناه
الحسن بن سفيان قال: حدثنا عمرو بن هشام الحراني قال: حدثنا عثمان

(1) ذو الفقار: سمى بذلك لأنه فيه حفر صغار حسان. السداد: سميت به تفاؤلا بإصابة ما يرمى عنها
ذات الفضول: لأنها كان فيها سعة. المرتجز: سمى به لحسن صهيلة.
السكب: كثير الجري كأنما يصب جريه صبا. يعفور: قيل سمى يعفورا للونه من العفرة.
الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء وسميت الصادر لأنها يصدر عنها بالري. النهاية
(2) الصيرفيني: هو أيوب شعيب بن أيوب ابن زريق بن معبد بن شيصا: روى عن أبي أسامة
حماد بن أسامة وزيد بن الخباب وأقرانها من قرية صريفون إحدى قرى واسط.
يراجع معجم البلدان 404 / 3
(3) في الميزان: " أول رحمة ترفع من الأرض الطاعون " إلخ.
108

ابن عبد الرحمن عن علي بن عروة عن عبد الملك. وعثمان بن عبد الرحمن أيضا
ليس بشئ.
على بن حصين (1): شيخ يروى عن عمر بن عبد العزيز وجابر زيد، روى عنه
ابن جريج، كان ممن يخطئ كثيرا على قلة روايته فبطل الاحتجاج به إذا انفرد.
على بن جند الطائفي (2): يروى عن عمرو بن دينار، روى عنه العراقيون،
كان ممن يقلب الأسانيد، حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معمولة.
سقط الاحتجاج بروايته لانفراده بالأشياء المناكير عن الثقات المشاهير.
على بن علقمة الأنماري (3): يروى عن علي، أصله من اليمن سكن الكوفة،
روى عنه سالم بن أبي الجعد، منكر الحديث ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه،
فلا أدرى سمع منه سماعا أو أخذ ما يروى عنه عن غيره. والذي عندي ترك
الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من أصحاب على في الروايات.
على بن [أبى] فاطمة (4): وهو الذي يقال له: على بن الحزور يروى عن أبي
مريم عداده في أهل الكوفة. روى عنه يونس بن بكير، كان ممن يخطئ
حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد على قلة روايته.

(1) على بن الحصين: كان خارجيا. قال على بن المديني: هو ابن حصين بن مالك بن الخشخاش العنبري.
بلغني أنه خرج بمكة بسيف لحصين بن أبي الحر. وقال ابن عيينة: رأيته يرى رأى الخوارج.
الميزان 125 / 3 التاريخ الكبير 267 / 6
(2) على بن الجند الطائفي: ضبطه محققو التاريخ الكبير " الجنيد " نقلا عن الميزان. قال البخاري:
منكر الحديث. وقال أبو حاتم: مجهول. وقال أيضا: خبره كذب لقيه مسدد وروى عنه.
الميزان 118 / 3 التاريخ الكبير 266 / 6
(3) الميزان 146 / 3 التاريخ الكبير 289 / 6.
(4) علي بن أبي فاطمة: قال البخاري: يعد في الكوفيين هو أراه من الخزورة فيه نظر. وقال يحيى:
لا يحل لاحد أن يروى عنه وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني:
ضعيف. الميزان 118، 150 / 3 التاريخ الكبير 292 / 6.
109

على بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني (1): من أهل دمشق يروى عن القاسم
أبى عبد الرحمن روى عنه عبيد الله بن زحر، ومطرح بن يزيد، منكر الحديث
جدا، فلا أدرى التخليط في روايته ممن هؤلاء، في إسناده ثلاثة ضعفاء سواه،
وأكثر روايته عن القاسم أبى عبد الرحمن وهو ضعيف في الحديث جدا، وأكثر
من روى عنه عبد الله بن زحر ومطروح بن يزيد وهما ضعيفان واهيان فلا يتهيأ إلزاق
الجرح من على بن يزيد وحده لان الذي يروى عنه ضعيف والذي روى عنه واه،
ولسنا ممن يستحل إطلاق الجرح على مسلم من غير علم. عائذ بالله من ذلك. وعلى
جميع الأحوال يجب التنكب عن روايته لما ظهر لنا عمن فوقه ودونه من ضد التعديل.
ونسأل الله جميل الستر بمنه.
على بن هاشم بن البريد (2): يروى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد، من
أهل الكوفة. روى عنه أهلها، كان غاليا في التشيع ممن يروى المناكير عن المشاهير
حتى كثر ذلك في رواياته مع ما يقلب من الأسانيد.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت ابن نمير يقول، على
ابن هاشم كان مفرطا في التشيع منكر الحديث.
قال أبو حاتم، هو الذي روى عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " من توضأ فليمضمض وليستنشق والأذنان من الرأس "
أخبره الحسن بن سفيان قال، حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي قال. حدثنا على بن هاشم عن إسماعيل بن مسلم.

(1) الميزان 161 / 3 التاريخ الكبير 301 / 6
(2) على بن هاشم بن البريد: أبو الحسن الكوفي مولى قريش. وثقه ابن معين وغيره وقال أبو داود:
ثبت يتشيع. وقال البخاري: كان هو وأبوه غاليين في مذهبهما.
110

على بن الربيع (1): يروى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: سوداء ولود خير من حسناء لا تلد إني مكاثر بكم الأمم حتى أن
السقط ليظل محبنطئا (2) على باب الجنة، فيقال له. ادخل فيقول: أنا وأبواي فيقال:
أنت وأبواك " أخبرناه عبدان بعسكر مكرم قال: حدثنا يحيى بن درست عنه،
وهذا حديث منكر لا أصل له من حديث بهز بن حكيم. وعلى هذا يروى المناكير
فلما كثر في روايته المناكير بطل الاحتجاج به.
على بن مسعدة الباهلي (3): كنيته أبو حبيب، من أهل البصرة يروى عن
قتادة روى عنه مسلم بن إبراهيم، كان ممن يخطئ على قلة روايته وينفرد بما لا يتابع
عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الاخبار.
روى عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل بني آدم خطأ وخير
الخطائين التوابون ".
وعن قتادة عن أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " الاسلام علانية والايمان
في القلب، التقوى هاهنا التقوى هاهنا " أخبرنا بالحديثين جميعا الحسن بن سفيان
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا على بن
مسعدة عن قتادة عن أنس.
على بن غالب الفهري القرشي (4): من ساكني مصر يروى عن واهب بن

(1) الميزان 126 / 3.
(2) المحبنطئ: بالهمز وتركه المتغضب المستبطئ للشئ وقيل: هو الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء.
النهاية
(3) على بن مسعدة الباهلي: قال البخاري: فيه نظر. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وقال
أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين، صالح وقال النسائي، ليس بالقوى.
الميزان 156 / 3 التاريخ الكبير 294 / 6
(4) على بن غالب الفهري القرشي، قال البخاري عن واهب بن عبد الله المعافري روى عنه يحيى بن
أيوب ولا أراه إلا صدوقا. ويقال المحاربي ولا أراه يصح. وتوقف فيه أحمد.
التاريخ الكبير 292 / 6 الميزان 149 / 3.
111

عبد الله، روى عنه يحيى بن أيوب، كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير
في روايته وبطل الاحتجاج بها لأنه لا يدرى سماعه لما يروى عمن يروى في كل
ما يروى، ومن كان هذا نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروى لما عليه الغالب
من التدليس.
على بن نزار (1): شيخ يروى عن عكرمة وأبيه، روى عنه محمد بن بشر،
ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات.
روى عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " صنفان
من أمتي لا تنالهم شفاعتي القدرية والمرجئة ".
على بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي (2): كنيته أبو إسماعيل من أهل البصرة
يروى عن الحسن وأبى المتوكل، روى عنه وكيع وأبو نعيم (3)، كان ممن يخطئ
كثيرا على قلة روايته وينفرد عن الاثبات بما لا يشبه حديث الثقات لا يعجبني
الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن أبي المتوكل الباجي عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي عليه
الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة من الليل كبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك
وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاث مرات
ثم يقول: الله أكبر كبيرا ثلاث مرات ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان

(1) الميزان 159 / 3
(2) على بن علي بن نجاد: قال أبو حاتم. كان حسن الصوت بالقرآن ليس به بأس ولا يحتج به. وقال
ابن المديني عن يحيى بن سعيد. كان يرى القدر. وتكلم فيه ابن معين لقوله بالقدر. وقال أبو زرعة: ثقة.
الميزان 147 / 3 التاريخ الكبير 288 / 6
(3) في المخطوطة. " وكيع بن نعيم " والتصويب من التاريخ الكبير.
112

الرجيم من همزه ونفثه ونفخه ثم يقرأ " رواه عنه جعفر بن سليمان الضبعي.
على بن عاصم (1): مولى غريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق. كنيته أبو الحسن
من أهل واسط يروى عن محمد بن سوقة وحصين. مات سنة إحدى ومائتين. كان
ممن يخطئ ويقيم على خطئه فإذا بين له لم يرجع. كان شعبة يقول: أفادني على
ابن عاصم عن خالد الحذاء بأشياء سألت خالدا عنها فأنكرها. وكان أحمد بن حنبل
سيئ الرأي فيه. والذي عندي في أمره: ترك ما انفرد به من الاخبار والاحتجاج بما
وافق الثقات لان له رحلة وسماعا وكتابة، وقد يخطئ الانسان فلا يستحق الترك،
وأما بين له من خطئه فلم يرجع فيشبه أن يكون في ذلك متوهما أنه كان
كما حدث به
سمعت محمد بن علي القاروري بنسا يقول: سمعت محمد بن إبراهيم الجنيد يقول
سمعت عل بن عاصم يقول: لما أردت الخروج في طلب العلم دقع إلى أبى مائة ألف
درهم واشترى لي ثقلا بألف فخرجت وأردفت هشيم بن بشير نم رجعت إلى أبى
بمائة ألف حديث.
أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال: حدثنا يزيد بن زريع
قال: جاءنا على بن عاصم من واسط وخالد الحذاء فأفادني عن خالد الحذاء أحاديث
فأتيت خالدا فسألته عنها فأنكرها كلها ما عرف منها شيئا. وأفادني يوما آخر عن
هشام بن حسان فأتيت هشاما فسألته فأنكره وما عرفه.

(1) على بن عاصم أبو الحسن: مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق. عنى بالحديث وكتب منه ما لا
يوصف كثرة قال البخاري: ليس بالقوى عندهم، ونقل عن خالد الحذاء قوله: كذاب فاحذروه. وقال يعقوب
ابن شيبة: كان من أهل الدين والصلاح والخير البارع وكان شديد التوقي أنكر عليه كثرة الغلط والخطأ
مع تماديه في ذلك. وقال عباد بن العوام: أتى من قبل كتبه. وقال أحمد بن حنبل: أما أنا فأخذت عنه
كان فيه لجاج ولم يكن متهما. نقل الحافظ الذهبي كثيرا من أقوال الأئمة فيه وناقش بعضها.
الميزان 135 / 3 التاريخ الكبير 290 / 6.
113

على بن سليمان الأزدي (1): شيخ يرفع المراسيل ويسند الموقوف. لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " من قرأ: قل هو الله أحد، وأم القرآن فقد قرأ ثلث القرآن "
رواه عنه سليمان بن أحمد الواسطي، إنما هو قول ابن عباس رفعه، فيما يشبه هذا من
الأشياء لموقوفة والمراسيل المشهورة أسندها ورفعها. يجب التنكب عن رواياته.
على بن الحسن السامي (2): من أهل مصر، يروى عن مالك وسليمان بن بلال
ما ليس من أحاديثهم روى عنه الربيع بن سليمان، لا يحل كتابة حديثه إلا على
جهة التعجب
روى عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتى بالباكورة من الفاكهة قبلها ووضعها على عينه
وناولها أصغر من يحضره من الصبيان " رواه عنه الربيع بن سليمان. سمعت على بن
الحسين بن سليمان العدل بالفسطاط يقول: سمعت أحمد بن سعد بن الحكم بن أبي مريم
يقول: كنا ندور مع يحيى بن معين على الشيوخ فوعدنا يوما نمضي إلى على بن
الحسن السامي فقال له رجل: إنه يروى عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن
النبي عليه الصلاة والسلام قضى باليمين مع الشاهد. قال: كفيتمونا مئونته.
على بن الحسن النسوي (3): شيخ يروى عن مبشر بن إسماعيل والشاميين،
يروى عنه محمد بن يحيى الذهلي، كان ممن يقلب الاخبار ويدخل المتن في المتن،
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، روى عنه مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن بريدة قال: " كنا مع النبي

(1) الميزان 132 / 3.
(2) الميزان 119 / 3.
(3) الميزان 120 / 3.
114

عليه الصلاة والسلام في غزاة فلما قفلنا وقدمنا المدينة وافقنا الناس في صلاة الصبح
ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله صلى ركعتي الفجر فدخل حجرة حفصة فصلى الركعتين ثم خرج
فدخل مع الناس في الصلاة " رواه عنه محمد بن يحيى الذهلي. وهذا خبر مقلوب.
الأوزاعي بهذا الاسناد (1) أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: بكروا بالصلاة
في يوم غيم فإنه من ترك صلاة العصر حبط عمله " وهذا المتن عن يحيى بن أبي كثير
أن النبي عليه الصلاة والسلام، فسقط عليه متن خبر بريدة وإسناد هذا الخبر وأدخل
الاسناد في الاسناد. والأخبار المتواترة أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء وقد قدموا
عبد الرحمن بن عوف صلاة الغداة فلم يركع ركعتي الفجر بل دخل في صلاته فلما فرغ
عبد الرحمن قضى النبي فائتته وقال لهم: أحسنتم (2).
على بن عبدة بن قتيبة بن شريك بن حبيب التميمي (3): شيخ كان ببغداد
يسرق الحديث ويعمد إلى كل حديث رواه ثقة يرويه عن شيخ ذلك الشيخ، ويروى
عن الاثبات ما ليس من حديث الثقات. لا يحل الاحتجاج به.
روى عن يحيى بن سعيد الأموي عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن
جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله ليتجلى للمؤمنين عامة ويتجلي
لأبي بكر خاصة " أخبرناه محمد بن المسيب قال حدثنا على بن عبدة قال: حدثنا يحيى
ابن سعيد الأموي.

(1) الحديث رواه أحمد وابن ماجة عن بريدة. وهو في ابن ماجة رجاله رجال الصحيح ولكنه وهم
فيه الأوزاعي فجعل مكان " أبى المليح " " أبا المهاجر ". وفد أخرجه أيضا البخاري والنسائي عن أبي المليح
عن بريدة بنحوه. المنتقى بشرح نيل الأوطار 362 / 1 سنن بن ماجة 227 / 1
(2) الحديث متفق عليه عن المغيرة بن شعبة.
يراجع المنتقى بشرح نيل الأوطار 173 / 3
(3) على بن عبدة: هو على بن الحسن المكتب. وقيل: هو على أبو الحسن. واسم أبيه عبدة بن
قتيبة التميمي. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. الميزان 120، 144 / 3.
115

على بن جميل بن يزيد بن عبد الله الرقي. كنيته أبو الحسن (1). يروى عن عيسى
ابن يونس وجرير يضع الحديث وضعا. لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال.
روى عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤذن لكم من يدغم الهاء " أخبرناه محمد بن أحمد الغراب
بحران قال: حدثنا على بن جميل عن عيسى بن يونس.
وروى عن جرير بن عبد الحميد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما في الجنة شجرة - أو قال ورقه - إلا مكتوب عليها لا إله إلا الله
محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين " أخبرناه الحسن
ابن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال: حدثنا على بن جميل. وهذان خبران باطلان
موضوعان لا شك فيه، وله مثل هذا أشياء كثيرة يطول الكتاب بذكرها. ومات
على بن جميل بالرقة سنة تسع وأربعين ومائتين.
على بن سعيد بن شهريار (2): من أهل الرقة. يروى عن الأنصاري وأهل العراق
حدثنا عنه شيوخنا. كثير الخطأ فاحش الوهم، ممن يروى عن الثقات
المقلوبات وعن الاثبات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به عندي لكثرة روايته
الأباطيل والمجاهيل.
روى عن الأنصاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال:
" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " أخبرناه
أبو قريش محمد بن جمعة القهستاني قال: حدثنا على بن سعيد قال: حدثنا
الأنصاري.

(1) الميزان 117 / 3.
(2) الميزان 131 / 3.
116

وروى عن يزيد بن هارون عن شعبة عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تلقوا الدر في أفواه الكلاب " أخبرناه محمد بن
أيوب بن مشكان بطبرية قال: حدثنا على بن الحسن بن علي بن شهريار قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا شعبة، وهذا لم يحدث به
شعبة ولا يزيد بن هارون وإنما هو من حديث يحيى بن عقبة بن أبي العيزار
عن محمد بن جحادة.
عيسى بن أبي عيسى الخياط (1): من أهل الكوفة، أخو موسى بن أبي عيسى،
واسم أبى عيسى ميسرة أصله من الكوفة انتقل إلى البصرة، يروى عن الشعبي
ونافع، روى عنه وكيع والكوفيون، وهو الذي يقال له الخياط والحناط لأنه كان
خياطا في أول أمره ثم ترك الخياطة وصار حناطا، وكان سيئ الفهم والحفظ كثير
الوهم فاحش الخطأ استحق الترك لكثرته مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد:
وذكر عيسى الحناط فلم يرضه وذكر حفظا سيئا. أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال: حدثنا المفضل بن غسان عن يحيى بن معين قال: عيسى بن ميسرة
الحناط ضعيف.
عيسى بن طهمان الكوفي (2): كنيته أبو ليث، يروى أنس، روى عنه ابن
المبارك وأهل العراق، ينفرد بالمناكير عن أنس ويأتي عنه بما لا يشبه حديثه، كأنه
كان يدلس عن أبان بن أبي عياش. ويزيد الرقاشي عنه، لا يجوز الاحتجاج

(1) عيسى بن أبي عيسى ميسرة المدني الخياط: وهو الحناط والخباط عمل المعايش الثلاثة.
ضعفه أحمد وغيره. وقال الفلاس والنسائي: متروك. وقال أحمد: لا يساوى شيئا. أورد الحافظ الذهبي
بعض مناكيره في الترجمة. الميزان 320 / 3. التاريخ الكبير 405 / 6
(2) الميزان 314 / 3. التاريخ الكبير 401 / 6.
117

بخبره، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
وهو الذي روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارحموا
من الناس ثلاثة: عزيز قوم ذل، وغنى قوم افتقر، وعالما بين جهال " أخبرناه
ابن قتيبة قال: حدثنا يوسف بن هاشم أبو الميمون قال: حدثنا يزيد بن أبي الزرقاء
الموصلي قال: حدثنا عيسى بن طهمان عن أنس.
عيسى بن ميمون القرشي (1): مولى القاسم بن محمد من أهل المدينة، يروى
عن الثقات أشياء كإنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه والاجتناب عن روايته
وترك الاحتجاج بما يروى لما غلب عليه من المناكير.
سمعت عمر بن محمد يقول: قال أحمد بن سنان عن ابن مهدي قال: استعذبت
على عيسى بن ميمون فقلت: هذه الأحاديث التي تحدث بها عن القاسم عن عائشة؟
فقال: لا أعود.
عيسى بن قرطاس الأسدي (2): يروى عن عكرمة وأبى الجنوب (3)، عداده
في أهل الكوفة روى عنه أبو نعيم والكوفيون، كان ممن يروى الموضوعات عن
الثقات، لا يحل الاحتجاج به.
روى عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال. " إذا
صليتم فارفعوا سبلكم (4) " أخبرنا مكحول ببيروت قال. سمعت جعفر بن أبان

(1) عيسى بن ميمون القرشي المدني: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه
بشئ. وقال مرة: لا بأس به. وقال الفلاس. متروك. وقال ابن عدي. عامة ما يرويه لا يتابعه عليه
أحد. وقال النسائي. ليس بثقة. الميزان 325 / 3 التاريخ الكبير 401 / 4
(2) عيسى بن قرطاس الأسدي: قال يحيى: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي
: هو ممن يكتب حديثه وقال العقيلي: كان من الغلاة في الرفض.
الميزان 322 / 3 التاريخ الكبير 400 / 6
(3) أبو الجنوب: عقبة بن علقمة. يراجع الميزان 87 / 3.
(4) الحديث في الجامع الصغير: " إذا صليتم فارفعوا سبلكم فإن كل شئ أصاب الأرض من سبلكم فهو
في النار " رواه البخاري في التاريخ والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الايمان. ورمز السيوطي
بالحسن. وعقب على ذلك المناوي بأن نقل ما قاله العلماء في عيسى بن قرطاس أحد رواة الحديث ثم قال:
فرمز المؤلف لحسنه إنما هو لاعتضاده. والسبل: - كما في النهاية - بالتحريك الثياب المسبلة وقيل إنها أغلظ
ما يكون من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 394 / 1 النهاية.
118

يقول: سمعت يحيى بن معين: عيسى بن قرطاس؟ قال: ليس بشئ.
عيسى بن صدقة: كنيته أبو محرز يروى عن حميد و عبد الحميد عن أنس،
منكر الحديث جدا هو الذي روى عنه (1) عبيد الله بن موسى ويقول: حدثنا صدقة
ابن عيسى يقلبه. لا يجوز الاحتجاج بما يرويه لغلبة المناكير عليه
عيسى بن المسيب البجلي (2): من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي وعدي بن
ثابت، روى عنه وكيع وأبو نعيم، ولاه أسد بن عبد الله قضاء خراسان، كان
ممن يقلب الاخبار ولا يعلم ويخطئ في الآثار ولا يفهم حتى خرج عن حد
الاحتجاج به.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: سألت يحيى بن معين عن
عبس بن المسيب قال: ليس بشئ.
عيسى بن عبد الرحمن الزرقي (3): يروى عن الزهري، روى عنه عمرو بن

(1) في المخطوطة: " وهو الذي روى عن عبيد الله بن موسى " والصواب " عنه " كما في باقي المراجع
وكما نقله صاحب الميزان وقد ترجم لابن صدقة مرتين الأولى باسم: عيسى بن صدقة ويقال: صدقة بن
عيسى أبو محرز والثانية باسم: عيسى بن عياد بن صدقة وقال: وينسب إلى جده فيقال عيسى بن صدقة
وقد أشار البخاري إلى الخلاف في اسمه في التاريخ الكبير.
الميزان 314 / 3 التاريخ الكبير 407 / 6
(2) الميزان 323 / 3.
(3) عيسى بن عبد الرحمن أبو عبادة ويقال أبو عياد الزرقي: أخف أقوال العلماء فيه قولي أبى داود:
شبه متروك. أما البخاري فهو عنده متروك الحديث. أو حديثه مقلوب.
الميزان 317 / 3 التاريخ الكبير 391 / 6.
119

أبى قيس، كان ممن يروى المناكير عن المشاهير، روى عن الزهري ما ليس من حديثه
من غير أن يدلس عنه فاستحق الترك.
عيسى بن ماهان التميمي (1): أبو جعفر الرازي وكنيته ماهان أبو عيسى،
أصله من مرو وانتقل إلى الري فنسب إليها، يروى عن عطاء والربيع بن أنس،
روى عنه وكيع وأبو نعيم، كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يعجبني
الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات، ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم
يخالف الاثبات.
سمعت محمد بن محمود بن عدي يقول: سمعت على بن سعيد بن جرير يقول: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر الرازي مضطرب الحديث.
عيسى بن شعيب (2): من أهل البصرة، يروى عن مطر الوراق، روى عنه
عمرو بن علي الفلاس وأهل البصرة، كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه، فلما غلب
الأوهام على حديثه استحق الترك.
روى عن الحجاج بن ميمون عن حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن دلهم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قدس العدس على لسان سبعين نبيا منهم عيسى بن مريم
يرقق القلب ويسرع الدمع " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبيد بن سعيد
البصري قال: حدثنا عيسى بن شعيب.
عيسى بن ميمون (3) أبو سلمة الخواص الواسطي: يروى عن السدى وغيره

(1) عيسى بن ماهان: عيسى بن أبي عيسى ماهان. قال ابن معين: ثقة. وقال أحمد والنسائي:
ليس بالقوى. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال ابن المدني: ثقة كان يخلط. وقال مرة يكب حديثه
إلا أنه كان يخطئ. وقال الفلاس: سئ الحفظ. وقال أبو زرعة: يهم كثيرا.
الميزان 319 / 3
(2) الميزان 313 / 3 التاريخ الكبير 407 / 6
(3) الميزان 326 / 3.
120

العجائب، روى عنه أحمد بن سهل الوراق، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن السدى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" من مرض ليلة فقبلها بقبولها وأدى الحق الذي يلزمه فيها كتب الله له عبادة
أربعين سنة وما زاد فعلى قدر ذلك ".
عيسى بن عبد الله الأنصاري (1): شيخ يروى عن نافع ما لا يتابع عليه،
لا ينبغي أن يحتج بما انفرد لمخالفته الاثبات في الروايات. روى عن نافع عن ابن عمر: " أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا دخل
المسجد يوم الجمعة سلم على من عند منبره فإذا صعد المنبر توجه إلى الناس فسلم عليهم
ثم جلس " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا ابن أبي السرى قال: حدثنا
عيسى بن عبد الله الأنصاري عن نافع.
عيسى بن إبراهيم الهاشمي (2): شيخ يروى عن جعفر بن برقان، روى عنه
بقية بن الوليد وكثير بن هشام، يروى المناكير عن جعفر بن برقان قال (3): كأنه
جعفر آخر، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (4): من أهل الكوفة
يروى عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم

(1) عيسى بن عبد الله الأنصاري: عن نافع وقال ابن عدي: عيسى بن عبد الله بن الحكم بن النعمان
ابن بشير الأنصاري أبو موسى الوليد عن عيسى عن نافع ثم قال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
الميزان 316 / 3
(2) عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي: قال البخاري والنسائي: منكر الحديث. وقال يحيى:
ليس بشئ وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي أيضا، متروك. أورد الذهبي في الميزان بعض
مناكيره الميزان 308 / 3 التاريخ الكبير 407 / 6
(3) لفظة. " قال " قلقة في مكانها ولعل في الكلام سقطا أو هي زيادة من النساخ.
(4) الميزان 315 / 3 التاريخ الكبير 390 / 6.
121

ويخطئ حق كان يجئ بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه
لما وصفت.
روى عن أبيه عن جده عن علي قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر
إلى الحمام الأحمر والأترج (1) ".
وبإسناده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من زعم أنه يحبني ويبغض
عليا فقد كذب ". وبإسناده قال: كان [أحب] (2) الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع.
وبإسناده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صنع إلى أحد من أهل
بيتي يدا كافأته عنه يوم القيامة ".
وبإسناده عن علي قال: " جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فوجدته في ملا
من قريش فنظر إلى وقال: يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم أحبه
قوم فأفرطوا فيه وأبغضه قوم فأفرطوا فيه " قال: فضحك الملا الذي عنده وقالوا:
انظروا كيف شبه ابن عمه بعيسى قال: ونزل القرآن: * (ولما ضرب ابن مريم
مثلا إذا قومك منه يصدون (3)) *.
وبإسناده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حق على على كل المسلمين
كحق الوالد على الولد ".
أخبرناه بهذه الأحاديث كلها إسحاق بن أحمد القطان بتنيس قال: حدثنا يوسف
ابن موسى القطان قال، حدثنا عيسى بن عبد الله قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده

(1) الأترج: غير واضحة في المخطوطة وصححت بالرجوع إلى الخبر في الميزان.
(2) الزيادة من التاريخ الكبير وبها يستقيم سياق الحديث.
(3) يرجع إلى تفسير الآية 57 من سورة الزخرف وليس فيهما أورده ابن كثير إشارة إلى هذا الخبر.
تفسير بن كثير 130 / 4.
122

علي بن أبي طالب في نسخة كتبناها عنه أكثرها معمولة.
عمران العمى (2): من أهل البصرة، يروى عن الحسن، روى عنه حماد بن
مسعدة والبصريون ومن زعم أنه عمران القطان فقد وهم. وكان عمران العمى
اختلط حتى كان لا يدرى ما يحدث به كتب عنه يحيى القطان أشياء ثم رمى بها
ولم يحدث عنه.
عمران بن مسلم القيصر المنقري (1): كنيته أبو بكر من أهل البصرة، يروى
عن عبد الله بن دينار والحسن، روى عنه البصريون والقربى، فأما رواية أهل بلده
عنه فمستقيمة تشبه حديث الاثبات، وأما ما رواه عنه القربى مثل سويد بن عبد العزيز
ويحيى بن سليم وذويهما ففيه مناكير كثيرة فلست أدرى أكان يدخل عليه فيجيب
أم تغير حتى حمل عنه هذه المناكير، على أن يحيى بن سليم وسويد بن عبد العزيز
جميعا يكثران الوهم والخطأ عليه. ولا يجوز أن يحكم على مسلم بالجرح وأنه ليس
بعدل إلا بعد السير. بل الانصاف عندي في أمره مجانبة ما روى عنه ممن ليس بمتقن
في الرواية والاحتجاج بما رواه عنه الثقات على أن له مدخلا في العدالة في جملة المتقنين
وهو ممن أستخير الله فيه.
عمران بن ظبيان (3): من أهل الكوفة، يروى عن حكيم بن سعد، روى

(1) الميزان 238 / 3
(2) عثمان بن مسلم القيصر أبو بكر المنقري: وثقه أحمد وابن معين. قال الحافظ الذهبي: " تناكد
العقيلي وأورده " يعنى في الضعفاء. وقال يحيى كان عمران يرى القدر، وقد ذكره أيضاء ابن عدي
واستنكر له أحاديث فساقها، أورد بعضها في الميزان:
الميزان 243 / 3 التاريخ الكبير 419 / 6
(3) عمران بن ظبيان: يكسر الظاء كما في المشتبه. قال البخاري: فيه نظر ومشاه غيره فقال
أبو حاتم، يكتب حديثه.
الميزان 238 / 3 التاريخ الكبير 424 / 6 المشتبه للذهبي 425.
123

عنه الثوري وابن عيينة كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به
ولكن لا يحتج بما انفرد به من الاخبار.
عمران بن أبي الفضل (1): شيخ يروى عن نافع، روى عنه أهل الشام، كان
ممن يروى الموضوعات عن الاثبات على قلة روايته، لا يحل كتابة حديثه إلا على
سبيل التعجب. روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" العرب بعضهم لبعض إكفاء رجل برجل وحى بحي وقبيلة بقبيلة والموالي مثل
ذلك إلا حائك أو حجام ".
وبإسناده أن النبي عليه الصلاة والسلام قيل له: " ما ينبغي للعرب من التجارة؟
قال: الغنم والسمن والإبل. قيل: فما ينبغي للموالي من التجارة؟ قال:
البز وإقامة الحوانيت ".
أخبرنا بالحديثين جميعا يحيى بن محمد بن عمروس بالفسطاط قال: حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال: حدثنا بقية قال: حدثنا زرعة بن عمرو
الزبيدي (2) عن عمران بن أبي الفضل عن نافع.
عمران بن خالد (3): من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني، روى
عنه أهل البصرة العجائب وما لا يشبه حديث الثقات، فلا يجوز الاحتجاج بما
انفرد من الروايات.
وهو الذي روى عن ثابت عن أنس بن مالك قال: دخل سلمان على عمر
فألقى له وسادة فقال له عمر: يا أبا عبد الله أفدنا؟ قال، دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الميزان 241 / 3
(2) في الميزان: زرعة بن عبد الرحمن الزبيدي: شيح لبقية 70 / 2
(3) الميزان 236 / 3.
124

فألقى لي وسادة مثل ما ألقيت ثم قال لي: يا سلمان من دخل على أخيه المسلم فألقى له
وسادة نحو ما ألقيت لك إكراما له غفر له (1) ".
أخبرناه الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال: حدثنا عمر بن يزيد
السياري قال: حدثنا عمران بن خالد عن ثابت.
عمران بن يزيد التغلبي (2): من أهل الكوفة، يروى عن أهلها، روى
عنه أبو النضر هاشم بن القاسم، منكر الحديث على قلته، يروى الاثبات ما لا يشبه
حديث الثقات.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
عمران بن يزيد التغلبي فقال: ضعيف.
عمران بن عبد العزيز (3) بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، يروى عن
أبيه وأبى عبيدة بن محمد بن عمار. منكر الحديث جدا. ينفرد بالأشياء التي لا يتابع
عليها. وجب التنكب عن أخباره وترك الاحتجاج بآثاره.
عاصم بن ضمرة السلولي (4): من أهل الكوفة، يروى عن علي، روى عنه
الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي، كان ردئ الحفظ فاحش الخطأ، يرفع

(1) الخبر في الميزان بزيادة: " لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما " وعلق عليه الحافظ الذهبي بقوله: وهذا
خبر ساقط. الميزان 236 / 3
(2) عمران بن يزيد التغلبي: ورجح الذهبي أنه " عمران بن زيد أبو يحيى التغلبي الملائي. وبهذا ترجم
له البخاري وقال: إن لم يكن التغلبي فلا أدرى. قال ابن معين وأبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
قال ابن عدي: يكنى أبا محمد الميزان 237، 244 / 3 التاريخ الكبير 424 / 6
(3) الميزان 239 / 3 التاريخ الكبير 427 / 6
(4) عاصم بن ضمرة: وثقه ابن معين وابن المديني. وقال أحمد: هو أعلى من الحارث الأعور وهو عندي
حجة وقال النسائي: لا بأس به. وأما ابن عدي فقال: ينفرد عن علي بأحاديث والبلبلة منه.
الميزان 352 / 2 التاريخ الكبير 482 / 6.
125

عن علي قوله كثيرا، فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك، على أنه أحسن
حالا من الحارث.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين:
أيما أحب إليك الحارث عن علي أو عاصم بن ضمرة عن علي؟ قال: عاصم
ابن ضمرة.
عاصم بن سليمان الكوزي (1) أبو محمد العبدي: من أهل البصرة، يروى عن
هشام بن حسان وعاصم الأحول وداود بن أبي هند والبصريين، روى عنه الخرشي (2)
والحسن بن عرفة وأهل العراق وهو صاحب حديث شرب الماء على الريق يعقد
الشحم، يرويه عن هاشم بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة
والسلام. ومن روى مثل هذا كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، لا يحل
كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وقد روى عن برد بن سنان عن مكحول عن
الوليد بن العباس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بنى لله
مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن علق فيه قنديلا صلى عليه سبعون ألف ملك
حتى يطفأ ذلك القنديل ومن بسط فيه حصيرا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يتقطع
ذلك الحصير، ومن أخرج منه قذاة كان له كفلا من الاجر " أخبرناه محمد بن دليل
ابن بشير البغدادي بالرملة قال: حدثنا محمد بن سنجر (3) قال: حدثنا عمر بن صبيح
القيسي قال: حدثنا عاصم بن سليمان الكوزي قال: حدثنا برد بن سنان عن مكحول.

(1) عاصم بن سليمان الكوزي: وكوز قبيلة: قال ابن عدي: يعد ممن يضع الحديث. وقال الفلاس:
كان يضع ما رأيت مثله قط سمع منه حديث شرب الماء على الربق. وقال أبو حاتم والنسائي: متروك.
وقال الدارقطني: كذاب.
(2) الحرشي: محمد بن موسى الحرشي. الميزان 350 / 3
(3) هكذا: ولم أعثر عليه.
126

عاصم بن عمر العمرى (1): من أهل المدينة، يروى عن نافع وسهيل بن أبي
صالح، روى عنه أهل المدينة منكر الحديث جدا. يروى عن الثقات ما لا يشبه
حديث الاثبات. لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي (2): يروى عن
عبد الله بن عامر بن ربيعة وعبيد الله بن عمر، روى عنه الثوري وشعبة وابن
عجلان، عداده في أهل المدينة، وكان سيئ الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ فترك
من أجل كثرة خطئه.
أخبرني محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: عاصم بن عبيد الله ضعيف. سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت محمد بن يحيى
يقول: ليس على عاصم بن عبيد الله قياس.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: عاصم
ابن عبيد الله وابن عقيل أيهما أعجب إليك في الحديث؟ قال: ما فيهما أحد يعجبني. أخبرنا محمد بن سعيد القزاز قال سمعت عباس بن محمد يقول. سمعت يحيى بن
معين يقول: بلغني عن مالك بن أنس أنه قال: عجبا من شعبة هذا الذي ينتقى
الرجال وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله.

(1) عاصم بن عمر بن حفص العمرى: أخو عبيد الله و عبد الله. ضعفه أحمد، وقال البخاري: منكر
الحديث وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: أحاديثه حسان على ضعفه.
الميزان 355 / 2 التاريخ الكبير 478 / 6
(2) عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر: روى عنه مالك ثم ضعفه وقال يحيى والنسائي: ضعيف لا يحتج
به وقال ابن عيينة: كان الأشياخ يتقون حديث عاصم بن عبيد الله وقال أبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث.
وقال الدارقطني: يترك وهو مغفل. وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال العجلي: لا بأس به
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. الميزان 353 / 2 التاريخ الكبير 484 / 6.
127

أخبرنا [ابن] خزيمة قال: سمعت مسلم بن الحجاج (1) يقول: سألت يحيى بن معين:
أيهما أحب إليك عاصم بن عبيد الله أو عبد الله بن محمد بن عقيل؟ قال: لست
أحب واحدا منهما.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ". أخبرنا أحمد
ابن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ووكيع
عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع.
وهو الذي روى عن سالم عن ابن عمر: أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة
فقال: أي أخي أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا " أخبرنا الحسن بن سفيان قال:
حدثنا حميد بن ركوبة (2) قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان بن عاصم
ابن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر.
وروى عن عبيد الله بن أبي عبيد مولى أبى رهم قال: خرجت مع أبي هريرة من
المسجد فمررنا بامرأة لذيلها إعصار (3) منها ريح طيب ساطع فقال لها أبو هريرة:
يا أمة الجبار أين تريدين؟ قالت: المسجد. قال: وله تطيبت؟ قالت: نعم قال:
فارجعي فاغسليه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما امرأة تطيبت للمسجد
لا تطيب إلا له لم يقبل الله لها صلاة حتى تغتسل من طيبها كاغتسالها للجنابة ".
أخبرناه محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال: حدثنا على خشرم قال: أخبرنا
عيسى بن يونس عن الثوري عن عاصم بن عبيد الله.

(1) الزيادة لتصحيح الاسم وصححت أيضا كلمة " الحجاج " فقد وقعت في المخطوطة " الحجام ".
(2) هكذا والمرجح أنها في الأصل " زنجويه ".
(3) الاعصار: الغبار الصاعد إلى السماء مستطيلا والمراد هنا الطيب شبهه بما تثيره الريح.
تراجع النهاية.
128

عاصم بن عبد العزيز بن عاصم بن أبو عبد العزيز الأشجعي (1): من أهل المدينة،
يروى عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب روى عنه العراقيون وأهل المدينة،
كان ممن يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن الحارث بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبي ذباب عن سليمان بن مسلم
وعن بشر بن سعيد وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيما سقت السماء
والعيون العشر وفيما سقى بالنضح نصف العشر ". أخبرناه الهيثم بن خلف الدوري
ببغداد قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا عاصم بن عبد العزيز
قال حدثنا: الحارث بن عبد الرحمن. وهذا خبر سالم عن ابن عمر.
عاصم بن هلال أبو النضر البارقي (2): إمام مسجد أيوب السختياني، يروى
عن أيوب وغاضرة (3) بن عروة، روى عنه أهل البصرة، كان ممن يقلب الأسانيد
توهما لا تعمدا حتى بطل الاحتجاج به.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن عاصم
ابن هلال فقال: ضعيف.
عطاء بن عجلان العطار (4): من أهل البصرة، يروى عن ابن عون وابن

(1) عاصم بن عبد العزيز الأشجعي: قال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوى
وفى التهذيب: روى عنه ابن المديني وإسحق بن موسى الأنصاري وأبو موسى العنزي وإبراهيم بن المنذر
وغيرهم. وفي تعليقه على ذلك بالتاريخ الكبير: وروى عنه الترمذي وابن ماجة.
الميزان 353 / 2 التاريخ الكبير 493 / 6
(2) عاصم بن هلال البارقي: قال أبو داود: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال
النسائي وغيره: ليس بقوي. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس يتابعه عليه الثقات وعلق الحافظ الذهبي
على ذلك فقال: نكارة حديثه من قبل الأسانيد لا المتون.
الميزان 358 / 2 التاريخ الكبير 490 / 6
(3) غاضرة بن عروة: الفقيمي.
(4) عطاء بن عجلان العطار: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشئ. كذاب
وقال مرة: كان يوضع له الحديث فيحدث به وقال الفلاس: كذاب. وبقية الأقوال فيه على هذا النحو.
الميزان 75 / 3 التاريخ 476 / 6.
129

أبى مليكة، روى عنه مروان بن معاوية والكوفيون، وهو الذي يروى عنه
إسماعيل بن عياش وكان قد سمع الحديث فكان لا يدرى ما يقول، يتلقن كما يلقن،
ويجيب فيما يسأل. حتى صار يروى الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتابة حديثه
إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفساء
أربعين يوما " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: أخبرنا أبو الربيع الزهراني قال:
حدثنا حبان بن علي قال: حدثنا عطاء بن عجلان عن ابن أبي مليكة.
عطاء بن أبي مسلم الخراساني (1): واسم أبيه عبد الله وقد قيل ميسرة، كنيته
أبو أيوب وقد قيل أبو مسعود، يروى عن سعيد بن المسيب والزهري، روى عنه
مالك ومعمر، أصله من بلخ مولى المهلب بن أبي صفرة، وعداده في البصريين،
وإنما قيل الخراساني لأنه دخل خراسان وأقام بها مدة طويلة ثم رجع إلى العراق
فنسب إلى خراسان لطول مكثه بها (2)، وكان مولده سنة خمسين ومات سنة خمس
وثلاثين ومائة بأريحا فحمل ودفن ببيت المقدس، وكان من خيار عباد الله

(1) عطاء بن عبد الله الخراساني: رجل طوف وسكن الشام. أما رواياته عن ابن عباس وابن عمر
و عبد الله بن السعدي وهذا الضرب فمرسلة فان الرجل كثير الارسال. قال يحيى والعجلي وغيرهم: ثقة
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة معروف بالفتوى والجهاد. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره العقيلي
في الضعفاء متشبثا بالحكاية التي سيرويها البخاري بعد. وقال أبو حاتم محتج به. وقال الترمذي في كتاب
العلل نقلا عن البخاري: ما أعرف لمالك رجلا يروى عنه يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني.
قلت ما شأنه؟ قال: عامة أحاديثه مقلوبة وقد ذكره البخاري في الضعفاء وقال في التاريخ الكبير: قال
سليمان بن حرب: حدثنا أيوب قال: حدثني القاسم بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب: إن عطاء
الخراساني حدثني عنك أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر الذي واقع في رمضان بكفارة الظهار قال: كذب. ما حدثته
إنما بلغني أن النبي صلى عليه وسلم قال له: تصدق. الميزان 73 / 3 التاريخ الكبير 474 / 6
(2) علق الذهبي على ذلك فقال: يا هذا أي حاجة بك إلى هذه الدورة. أليست بلخ من أمهات مدن
خراسان بلا خلاف؟ الميزان 74 / 3.
130

غير أنه ردئ الحفظ كثير الوهم يخطئ ولا يعلم فحمل عنه، فلما كثر ذلك في روايته
بطل الاحتجاج به (1). عطاء الحمال: كنيته أبو محمد (2)، يروى عن علي، روى عنه الحسن بن صالح
ابن حي، منكر الحديث على قلته. يروى عن علي ما لا يتابع عليه وليس من العدالة
بالمحل الذي يعتمد عليه عند الانفراد.
عطاء بن مسلم الخفاف: كنيته أبو مخلد من أهل حلب (3) يروى عن الأعمش
والثوري، روى عنه العراقيون وأهل الشام، كان شيخا صالحا دفن كتبه ثم جعل
يحدث فكان يأتي بالشئ على التوهم فيخطئ فكثر المناكير في أخباره وبطل
الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الوحاظي (4): من أهل الشام، كنيته
أبو سعيد، يروى عن نافع ومجاهد والشعبي وعكرمة ومكحول. روى عنه. روى
عنه إبراهيم بن طهمان والعراقيون، وهو الذي يروى عن الحسن من رواية سعيد
ابن أبي أيوب عنه، كان يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية
عنه، وكان ابن المبارك يقول: لان أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن
عبد القدوس الشامي.

(1) علق أيضا الحافظ الذهبي على رأى المؤلف هذا فقال: هذا القول من ابن حبان فيه نظر. الميزان
(2) الميزان 77 / 3
(3) الميزان 76 / 3 التاريخ الكبير 476 / 6
(4) عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي. قال عبد الرزاق: ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله
" كذاب " إلا لعبد القدوس. وقال الفلاس: أجمعوا على ترك حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة وقال ابن عدي
: أحاديثه منكرة الاسناد والمتن وقال البخاري: الكلاعي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
بحديث منكر وعن نافع ومجاهد والشعبي وعطاء أحاديثه مقلوبة.
الميزان 643 / 2 التاريخ الكبير 119 / 6.
131

عبد الملك بن نافع (1): ابن أخي القعقاج، وقد قيل عبد الملك بن القعقاع،
يروى عن ابن عمر في إباحة شرب المسكر، روى عنه الشيباني وقرة العجلي. لا يحل
الاحتجاج به بحال.
روى عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بقدح فيه شراب فقربه
إلى فيه ثم رده فقال له بعض جلسائه: أحرام هو يا رسول الله! قال: ردوه فردوه
ثم دعا بماء فصب عليه ثم قال: انظروا إلى هذه الأشربة إذا اغتلمت (2) عليكم
فاقطعوا متونها بالماء " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال: حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قرة العجلي عن عبد الملك القعقاع
عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بقدح فيه شراب فذكره، ولا أعلم
له شيئا مرويا غير هذا الخبر الواحد. وقد خالف فيه أصحاب ابن عمر الثقات مثل
سالم ونافع وذويهما. لا يجوز أن يحكم لرجل ما روى إلا خبرا واحدا على جماعة
ثقات خالفوه، بل الحكم لهؤلاء عليه أولى وإلزاق الخطأ به أحرى. لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
عبد الملك بن الربيع بن سبرة (3)، يروى عن أبيه، روى، روى عنه أولاده
والقرباء وحرملة بن عبد العزيز وإبراهيم بن سعيد، منكر الحديث جدا، يروى
عن أبيه ما لم يتابع عليه.

(1) عبد الملك بن نافع. وقيل: عبد الملك بن القعقاع نسب إلى عمه. قال ابن معين: يضعفونه.
أورد البخاري الخبر الذي رواه في الشراب وقال لم يتابع عليه. حديثه في الكوفيين.
الميزان 662 / 3 التاريخ الكبير 433 / 5
(2) إذا اغتلمت عليكم: إذا جاوزت حدها الذي لا يسكر إلى حدها الذي يسكر. النهاية.
(3) عبد الملك بن الربيع بن سبرة: قال ابن القطان: وإن كان مسلم قد أخرج لعبد الملك فغير محتج
به.: وقال الحافظ الذهبي: صدوق إن شاء الله ضعفه يحيى بن معين فقط ولم يشر إلى رأى ابن حبان
الميزان 654 / 2 التاريخ الكبير 413 / 5.
132

سمعت الحنبلي يقول: سمعت ابن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن أحاديث
عبد الملك بن الربيع بن صبرة عن أبيه عن جده قال: ضعيف.
عبد الملك بن هارون بن عنترة (1) بن عبد الرحمن الشيباني: يروى عن أبيه،
روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة
الاعتبار، وهو الذي يقال له عبد الملك بن أبي عمرو حتى لا يعرف. كان كنية:
هارون أبو عمرو.
وهو الذي يروى عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال: سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيها؟ فقال: من
حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها بعثه الله فقيها وكنت له شافعا وشهيدا "
أخبرناه إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال: حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد
الهروي قال. حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه.
وروى عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربعة أبواب
من أبواب الجنة مفتحة في الدنيا أولهن: الإسكندرية، وعسقلان، وقزوين،
وعبادان، وفضل جدة على هؤلاء كفضل بيت الله الحرام على سائر البيوت "
أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا إسماعيل بن مالك بعبادان قال: حدثنا
الحجاج بن خالد قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة (2). عبد الملك بن عبد العزيز أبو العباس الشامي المرواني (3): الذي يقال له المصلى،

(1) عبد الملك بن هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني: ضعفه الدارقطني وأحمد، وقال يحيى:
كذاب وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. ومضت أقوال العلماء فيه
على هذا النحو أو أشد. الميزان 666 / 2 التاريخ الكبير 436 / 5
(2) علق الحافظ الذهبي على هذا السند فقال: السند ظلمة إليه فما أدرى من افتعله. الميزان
(3) عبد الملك بن عبد العزيز أبو العباس المعلم: لم يرد في ترجمته بالميزان: " المروائي " أو " المصلى "
في حين أن الحافظ الذهبي اعتمد في ترجمته على ما أورده ابن حبان. 658 / 2.
133

وقد قيل إنه عبد الملك بن عبد الله، سكن البصرة، يروى عن الأوزاعي وإبراهيم
ابن أبي عبلة، روى عنه إبراهيم بن عرعرة وأهل العراق، كان ممن يسرق
الحديث ويقلب الأسانيد، لا يحل ذكر حديثه إلا عند أهل الصناعة فكيف
الاحتجاج به.
وهو الذي روى عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله بن أم حرام عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السماوات
والأرض " أخبرناه ابن حوصاء قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة قال:
حدثني أبي قال: حدثنا أبو العباس المصلى.
عبد الملك بن مسلمة (1): شيخ يروى عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي
لا تخفى على من عنى بعلم السنن.
روى عن إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر قال، سمعت عمى محمد بن المنكدر
يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال
جبريل قال الله تبارك وتعالى: إن هذا الدين أرتضيه لنفسي ولم يصلحه إلا السخاء
وحسن الخلق فأكرموا عليهما ما صحبتموه " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا
عبد الملك بن مسلمة قال: حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر.
عبد الملك بن الحسين بن أبي الحسين النخعي أبو مالك (2): من أهل واسط،

(1) عبد الملك بن مسلمة: في المخطوطة " سلمة " والصواب كما في الميزان. يروى عن الليث وابن
لهيعة. قال ابن يونس: منكر الحديث الميزان 664 / 2
(2) عبد الملك بن الحسين بن أبي الحسين أبو مالك النخعي: يقال: عبادة بن الحسين ويعرف
بأبي ذر. قال البخاري: ليس بالقوى عندهم. وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف.
الميزان 653 / 2 التاريخ الكبير 411 / 5.
134

يروى عن يعلى بن عطاء وهشام بن عروة، كان ممن يروى المقلوبات عن الاثبات
لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات ولا الاعتبار فيما لم يخالف الاثبات.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: أبو مالك
النخعي ليس بشئ.
عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي (1): يروى عن عاصم بن بهدلة، روى
عنه عبد الصمد بن عبد الوارث والبصريون، منكر الحديث جدا، ممن يقلب الأسانيد
لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه.
عبد الملك بن قدامة القرشي (2): من ولد قدامة بن مظعون الجمحي، يروى
عن عبد الله بن دينار روى عنه إسماعيل بن أبي أويس، كان صدوقا في الرواية
إلا أنه كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى يأتي بالشئ على التوهم فيحيله عن معناه
ويقلبه عن سننه، لا يجوز الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
وهو الذي روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" المنافقون تحيتهم لعنة وطعامهم نهبة وغنيمتهم غلول لا يقربون المساجد إلا هجرا
ولا يأتون الصلاة إلا دبرا لا يألقون ولا يؤلفون خشب بالليل سخب بالنهار (3) "
أخبرناه الحسن بن سفيان قال. حدثنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا النضر بن شميل

(1) عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي: في المخطوطة " الضبي " والتصويب من التاريخ الكبير
قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: ضعيف.
الميزان 666 / 2 التاريخ الكبير 436 / 5
(2) عبد الملك بن قدامة: نسبه في الميزان: عبد الملك قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي قال
البخاري: يعرف وينكر. وقال ابن معين: صالح وقال أبو حاتم: ضعيف ليس بالقوى وقال أبو داود:
كان عبد الرحمن يثنى عليه وفى حديثه نكارة. قال الدارقطني: متروك.
الميزان 661 / 2 التاريخ الكبير 428 / 5
(3) خشب بالليل سخب بالنهار: إذا جن عليهم الليل سقطوا نياما كأنهم خشب فإذا أصبحوا تساخبوا
على الدنيا شحا وحرصا. والسخب والصخب بمعنى الصياح. النهاية.
135

قال: حدثنا عبد الملك بن قدامة القرشي قال: سمعت عبد الله بن دينار قال: سمعت
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبد الملك بن عبد الملك (1): عن مصعب بن أبي ذئب: يروى عن القاسم عن
أبيه، روى عنه عمر بن الحارث، منكر الحديث جدا، يروى ما لا يتابع عليه، فالأولى
في أمره ترك ما انفرد به من الاخبار.
عبد الملك بن محمد الصنعاني (2): من صنعاء الشام، يروى عن زيد بن جبيرة
ويحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه هشام بن عمار وأهل الشام، كان ممن يجيب
في كل ما يسأل حتى تفرد عن الثقات بالموضوعات لا يجوز الاحتجاج بروايته.
عبد العزيز بن أبي رواد (3): واسم أبي رواد ميمون، وقد قيل أيمن بن بدر،
وكنيته أبو عبد الرحمن مولى الأزد، من موالي المهلب بن أبي صفرة، وكان
أبو رواد وأبو حفصة والد عمار بن أبي حفصة أخوين، يروى عن نافع وعطاء.
روى عنه ابنه عبد الحميد والعراقيون، مات سنة تسع وخمسين ومائة بمكة، ولم يصل
عليه الثوري لأنه كان يرى الارجاء، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى كان
لا يدرى ما يحدث به. فروى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها
موضوعة كان يحدث بها توهما لا تعمدا، ومن حدث على الحسبان وروى على

(1) عبد الملك بن عبد الملك: في المخطوطة: " بن مصعب بن أبي ذئب " ونبه محققوا التاريخ الكبير
إلى أنه كذلك في الأصل وأجروا تعديله بالرجوع إلى الجرح والتعديل ولسان الميزان. على أنه قيل: إن
مصعبا جده. قال البخاري: روى عنه عمرو بن الحارث. فيه نظر ويشير بذلك إلى الحديث الذي رواه
عنه: " ينزل الله ليلة النصف " إلخ. التاريخ الكبير 424 / 5 الميزان 659 / 1
(2) الميزان 663 / 2
(3) عبد العزيز بن أبي رواد: أبو عبد الرحمن مولى الأزد. قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس،
وقال أبو حاتم: صدوق متعبد. وقال أحمد: صالح الحديث وقيل كان مرجئا، وقال ابن الجنيد: ضعيف،
روى له ابن عدي خبرا منكرا علق عليه الحافظ الذهبي فقال: هذا من عيوب ابن عدي يأتي في ترجمة
الرجل بخبر باطل. لا يكون حدث به قط وإنما وضع من بعده فهذا خبر باطل وإسناده مظلم ويرى الذهبي
أيضا أن ابن حبان قد بالغ في تنقص الرجل. الميزان 628 / 2 التاريخ الكبير 22 / 6.
136

التوهم حتى كثر ذلك منه سقط الاحتجاج به وإن كان فاضلا في نفسه. وكيف
يكون التقى في نفسه من كان شديد الصلابة في الارجاء كثير البغض
لمن انتحل السنن.
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أبو عاصم قال: جاء عكرمة بن عمار إلى عبد العزيز بن أبي رواد، فدق عليه الباب وقال: أبن الضال؟
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال، حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا مؤمل بن
إسماعيل قال: سمعت حويل (1) يقول: قلت لعبد العزيز بن أبي رواد: الايمان قول
وعمل يزيد وينقص. قال: الايمان واحد ولكن يتفاضلون بالجنة قلت: أصحابنا
يقولون: الايمان يزيد وينقص قال: فمن أصحابك؟ قلت: أيوب ويونس وابن عون
قال: لا أكثر الله في المسلمين حزبهم. وأخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن
الصباح البزار قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل يقول: مات عبد العزيز بن أبي رواد
وسفيان بمكة فلم يصل عليه.
قال أبو حاتم: روى عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة لا يحل
ذكرها إلا على سبيل الاعتبار. منها عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن العبد إذا كذب تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به (2) " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثني يحيى بن موسى ابن أخت (3) قال: حدثنا عبد الرحيم بن هارون
الغساني عنه.

(1) حويل: هكذا هنا وفى الميزان " فلانا ".
(2) وقعت بعض كلمات الخبر غير واضحة في المخطوطة وضبطت بمقابلتها على الجامع الكبير للسيوطي
وأشار هناك إلى أن الحديث رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن ابن عمر.
الجامع الكبير 1912 / 2
(3) بياض بالمخطوطة.
137

وروى عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تمام البر كتمان
المصائب " أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو موسى الهروي قال:
حدثنا زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد.
عبد العزيز بن الحصين (1) بن الترجمان: من أهل مرو، كنيته أبو سهل،
يروى عن الزهري وعبيد الله بن عمر، روى عنه العراقيون وأهل بلده، كان ممن
يروى المقلوبات عن الاثبات والموضوعات عن الثقات، وأشبه حديثه ما روى عن
الزهري إلا الشئ بعد الشئ ولا يجوز الاحتجاج به بحال من الأحوال.
عبد العزيز بن محمد بن زبالة (2): من أهل المدينة، يروى عن المدنيين الثقات
الأشياء الموضوعات المعضلات، كان ممن يتصور له الشئ فيعرض عليه ويخيل له
فيحدث به حتى بطل الاحتجاج بأخباره.
عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري (3): مولى مسلمة بن عبد الملك، من أهل
بالس، يروى عن حبيب بن أبي مرزوق وخصيف و عبد الكريم الجزري، يأتي
بالمقلوبات عن الثقات فيكثر، والملزقات بالاثبات فيفحش.
روى عن خصيف عن عطاء عن جابر أنه قال: " مضت السنة بأن في كل
أربعين فما فوق ذلك جمعة وأضحى وفطر " كتبناه عن عمر بن سنان عن إسحاق بن
خالد البالسي عنه بنسخة شبيها بمائة حديث مقلوبة منها ما لا أصل له ومنها ما هو ملزق
بإنسان لم يرو ذلك ألبتة، لا يحل الاحتجاج به بحال.

(1) عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان: أبو سهل. قال البخاري: ليس بالقوى عندهم. وقال ابن
معين: ضعيف وقال مسلم: ذاهب الحديث وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين.
الميزان 627 / 2 التاريخ الكبير 30 / 6
(2) الميزان 634 / 2
(3) عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي: اتهمه الإمام أحمد وضرب على حديثه وقال النسائي وغيره:
ليس بثقة. الميزان 631 / 2.
138

وقد روى عبد العزيز بن عبد الرحمن هذا عن خصيف عن مجاهد عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تقلد سيفا في سبيل الله قلده الله يوم القيامة وشاحين
من الجنة لا يقوم لهما الدنيا وما فيها من يوم خلق الله جل وعلا إلى يوم يفنيها، وصلت
عليه الملائكة حتى يضعه عنه، وإن الله ليباهي ملائكته بسيف الغازي ورمحه
وسلاحه، فإذا باهى الله بعبد من عباده لم يفد بعد ذلك ". أخبرناه إبراهيم بن إسحاق
الأنماطي قال: حدثنا أوين قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري
ومنزله ببالس عن خصيف عن مجاهد عن أبي هريرة.
عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف المدني (1):
يروى عن المدنيين، روى عنه العراقيون وأهل بلده، ممن يروى المناكير عن
المشاهير فلما أكثر مما لا يشبه حديث الاثبات لم يستحق الدخول في جملة الثقات،
فكان الغالب عليه الشعر والأدب دون العلم. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت
الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فابن أبى ثابت ما حاله؟ قال ليس بثقة إنما
كان صاحب شعر.
قال أبو حاتم. وهو الذي يروى عن إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن جابر عبد الله عن أبي بكر الصديق قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء
البحر فقال: " هو الطهور ماؤه الحلال ميتته ". أخبرناه عبد الرحمن بن سانجور (2)
الرملي بطرسوس قال حدثنا عمر بن شيبة قال: حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الحميد
قال حدثنا عبد العزيز بن عمران بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن إسحاق بن
حازم، وهو خطأ فاحش إنما هو عن إسحاق بن حازم عن عبيد الله بن مقسم عن جابر

(1) عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت: ويقال أيضا أبو ثابت. قال البخاري: لا يكتب حديثه.
منكر الحديث وقال النسائي وغيره: متروك الميزان 632 / 2 التاريخ الكبير 29 / 6
(2) هذا ولم أعثر عليه فيما لدى من مراجع.
139

عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرناه محمد بن عبد الرحمن الشامي قال: حدثنا أحمد بن حنبل
قال: حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد عن إسحاق بن حازم عن ابن مقسم يعنى عبيد الله
عن جابر، والخبر عن أبي بكر الصديق مشهور قوله غير مرفوع من حديث عمرو بن
دينار عن ابن الطفيل عن أبي الصديق.
عبد العزيز بن أبان القرشي (1): من ولد سعيد بن العاص، كنيته أبو خالد،
يروى عن الثوري ومسعر، روى عنه العراقيون وكان على القضاء بواسط ثم مات
ببغداد لنصف من رجب سنة سبع ومائتين، وكان ممن يأخذ كتب الناس فيرويها
من غير سماع ويسرق الحديث، ويأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات، تركه أحمد بن
حنبل وكان شديد الحمل عليه، سمعت يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت الدارمي
يقول: سمت يحيى بن معين يقول: عبد العزيز بن أبان القرشي ليس بثقة. قيل من
أين جاء ضعفه؟ قال: كان يأخذ أحاديث الناس فيرويها.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
عبد العزيز بن أبان القرشي فقال: وضع حديثا عن فطر عن أبي الطفيل عن علي:
" السابع من ولد العباس يلبس الخضرة ".
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت: قال النبي عليه الصلاة والسلام: " إذا سلم رمضان سلمت السنة
وإذا سلمت الجمعة سلمت الأيام " أخبرناه عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن محمد بن

(1) عبد العزيز بن أبان القرش: أحد المتروكين، قال أحمد بن حنبل: لما حدث يحدث المواقيت
تركته، وقال يحيى: كذاب خبيث حدث بأحاديث موضوعة، وقال البخاري: تركوه، وقال ابن
سعد: كان كثير الرواية عن سفيان ثم خلط بعد ذلك فأمسكوا عن حديثه.
الميزان 622 / 2 التاريخ الكبير 30 / 5 الطبقات الكبرى 282 / 6.
140

أبى معشر وعدة قالوا: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا أبو خالد
القرشي عن سفيان الثوري.
عبد الخبير: من ولد ثابت بن قيس (1)، يروى عن أبيه عن جده، روى عنه
الفرج بن فضالة منكر الحديث جدا، فلا أدرى المناكير في حديثه منه أو من الفرج
ابن فضالة لان الفرج ليس في الحديث بشئ، وإذا كان دون الشيخ شيخ ضعيف
لا يتهيأ إلزاق الوهن بأحدهما دون الآخر، على أن الواجب مجانبة ما رواه من الاخبار.
عبد الحميد بن سليمان (2): أخو فليح بن سليمان، كنيته أبو عمر الخزاعي.
من أهل المدينة، يروى عن مالك وسليمان بن بلال، كان ممن يخطئ ويقلب
الأسانيد، فلما كثر ذلك فيما روى بطل الاحتجاج بما حدث صحيحا لغلبة ما ذكرنا
على روايته. سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباد بن محمد يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: عبد الحميد بن سليمان أخو فليح ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محمد بن عجلان عن ابن وثيمة البصري
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (3): " إذا أتاكم من ترضون خلقه

(1) عبد الخبير: عن أبيه عن جده ثابت بن قيس ورد اسمه في المخطوطة " عبد الحميد " خطأ. قال
البخاري: روى عنه فرج بن فضالة، حديثه ليس بقائم، فرج عنده مناكير عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
وقال أبو حاتم منكر الحديث، وقال الحافظ في التقريب: مجهول الحال. التاريخ الكبير 137 / 5
الميزان 544 / 2 ديوان الضعفاء للذهبي 186
(2) الميزان 541 / 2 التاريخ الكبير 52 / 5
(3) الحديث رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة، ورواه ابن عدي عن
ابن عمر كما رواه الترمذي والبيهقي في السنن عن أبي حاتم المزني وليس لأبي حاتم غير هذا الحديث، ورمز
له السيوطي بالصحة قال الترمذي تعليقا على الطريق الأول: قد خولف عبد الحميد في هذا الحديث. ورواه
الليث بن سعد عن أبي العجلان عن النبي عليه والصلاة والسلام. قال البخاري: وحديث الليث أشبه ولم يعد
حديث عبد الحميد محفوظا. وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي.
المنتقى بشرح نيل الأوطار 145 / 6 فيض القدير على الجامع الصغير 243 / 1
سنن ابن ماجة 632 / 1.
141

ودينه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " أخبرناه ابن
خزيمة قال: حدثنا زياد ابن أيوب قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا
عبد الحميد بن سليمان عن ابن عجلان.
عبد الحميد بن الحسن الهلالي (1): كنيته أبو عمر، من أهل البصرة، يروى
عن محمد بن المنكدر، روى عنه أهل البصرة، كان ممن يخطئ حتى خرج عن
حد الاحتجاج به إذا انفرد.
عبد الحميد بن بحر الكوفي (2): سكن البصرة، يروى عن مالك وشريك
والكوفيين مما ليس من أحاديثهم، كان يسرق الحديث، لا يحل
الاحتجاج به بحال.
روى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل أو عبد يكثر صلاته بالليل إلا حسن وجهه بالنهار " أخبرناه
الحسن بن سفيان عنه وهذا قد أخطأ فيه ثابت بن موسى عن شريك في حديث
القافية إنما هو من قول شريك فأدرجه باسمه وسرق هذا الشيخ فحدث به
عن شريك نفسه.
وروى عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أحب العباد إلى الله أنفع الناس للناس " أخبرناه محمد بن سعيد العطار بعسقلان
قال: حدثنا محمد بن العباس المزني عنه.

(1) عبد الحميد بن الحسن الهلالي: قال ابن معين: ليس به بأس، وروى عنه أيضا: ثقة. وقال
أبو حاتم: شيخ وضعفه ابن المديني وأبو زرعة والدارقطني.
الميزان 539 / 2 التاريخ الكبير 54 / 5
(2) الميزان 538 / 2.
142

عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن فهد الأنصاري (1) النجاري: كنيته أبو مريم
عداده في أهل الكوفة، يروى عن عطاء ونافع، روى عنه شعبة والكوفيون،
عمر حتى روى عنه الصغار (2). وكان ممن يروى المثالب في عثمان بن عفان وشرب
الخمر حتى يسكر، ومع ذلك يقلب الاخبار، لا يجوز الاحتجاج به، تركه أحمد بن
حنبل ويحيى بن معين.
عبد الحكم بن عبد الله القسملي العدوى (3): من أهل البصرة، يروى عن أنس
ابن مالك وأبى بكر الصديق وشهر بن حوشب، روى عنه البصريون والقرباء،
كان ممن يروى عن أنس ما ليس من حديثه ولا أعلم له معه مشافهة لا يحل كتابة
حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عن أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام أتى رجلا يعوده على أتان ليس
عليها سرج ولا لجام مخطومة بخطام ليف فسلم ثلاثا. كل ذلك يرد عليه الرجل
ولا يسمعه قال: ثم انصرف قال: فخرج الرجل فأتبعه حتى أدركه فقال: يا رسول الله
ما سلمت تسليمة إلا رددتها عليك ولكني أحببت أن أتكثر من تسليمك قال:
فرده إلى المنزل فجاء بطعام دكه سمنا وتمرا فأكل ثم دعا له فقال: أكل طعامكم
الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون " أخبرناه محمد بن إسحاق
ابن سعد السعدي قال: حدثنا على بن خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الحكم

(1) عبد النفار بن القاسم بن قيس بن قهد: بالقاف ووردت في الميزان بالفاء خطأ وقيس بن قهد
صحابي. قال البخاري عن عبد الغفار: ليس بالقوى عندهم وقال ابن المديني: كان يضع الحديث، ويقال:
كان من رؤوس الشيعة. أورد الحافظ الذهبي عددا من مناكيره وخص الرأي فيه فقال: رافضي ليس بثقة
الميزان 640 / 2 التاريخ الكبير 27
(2) الكلمة غير واضحة في المخطوطة وما أثبته أقرب ما يكون إلى الرسم والسياق.
(3) عبد الحكيم بن عبد الله القسملي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة
ما يرويه لا يتابع عليه! وقال أبو حاتم: ضعيف. الميزان 536 / 2.
143

الدشتكي (1) عن أنس بن مالك. كذا قال عيسى بن يونس.
ويشبه أن يكون هذا الشيخ دخل خراسان لان عند أهل خراسان عنه الشئ
الكثير فكل من كتب عنه في مدينة نسبه إليها.
عبد الحكيم بن منصور الخزاعي (2): من أهل واسط. كنيته أبو سفيان،
يروى عن يونس بن عبيد ومحمد بن سوقة، روى عنه العراقيون، كان شيخا مغفلا، يحدث بما لا يعلم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. سمعت محمد بن محمود يقول:
سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن عبد الحكيم بن منصور فقال:
ليس بشئ.
عبد الكريم بن أبي مخارق (3) المعلم: كنيته أبو أمية، واسم أبى مخارق قيس،
من أهل البصرة يروى عن الحسن وطاوس ومجاهد. روى عنه الثوري ومالك وابن
عيينة مات سنة سبع وعشرين ومائة، كان فقيها يقول بالارجاء وكان كثير
الوهم فاحش الخطأ فيما يروى، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.

(1) الدشتكي: نسبة دشتك قرية من قرى أصبهان نسب إليها عدد من المحدثين، وقد علل ابن حبان
السبب في نسبة عبد الحكيم إلى هذه البلدة. معجم البلدان 456 / 2
(2) عبد الحكيم بن منصور الخزاعي: قال البخاري: كذبه بعضهم. فيه نظر، وقال يحيى والنسائي:
متروك الحديث. وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه. الميزان 537 / 2 التاريخ الكبير 125 / 5
(3) عبد الكريم بن أبي المخارق: يقال: عبد الكريم بن قيس، وابن طارق. أكثر أقوال العلماء
على تركه ولكن الذهبي علق على ذلك فقال: أخرج له البخاري تعليقا ومسلم متابعة، وهذا يدل على أنه
ليس بمطرح وقال أبو عمرو بن عبد البر: بصري لا يختلفون في ضعفه إلا أن منهم من يقبله في غير
الاحكام خاصة ولا يحتج به وكان مؤدب كتاب حسن السمت غر مالكا منه سمته ولم يكن من أهل بلده
فيعرفه ولم يخرج عنه مالك حكما بل ترغيبا وفضلا. ويستدرك أبو الفتح اليعمري فيقول: لكن لم يخرج
مالك عنه إلا الثابت من غير طريقه وقد اعتذر لما تبين أمرة وقال: غرني بكثرة بكائه في المسجد، أو نحو
هذا. الميزان 646 / التاريخ الكبير 89 / 5.
144

أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة عن يحيى بن معين عن هشام بن
يوسف عن معمر: قال: قال لي أيوب السختياني: لا يحمل عن عبد الكريم بن
أمية فإنه ليس بثقة، أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى
و عبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الكريم.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الكريم أبو أمية ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن أبي
الحمساء (1) قال: " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ببيع فبقى له على
شئ فوعدته أن آتيه مكانه ذلك فنسيت أن آتيه يومه ذلك ومن الغد فأتيته
اليوم الثالث فوجدته في مكانه ذلك فقال لي: يا فتى لقد شققت على، أنا هاهنا منذ
ثلاثة أيام [أنتظرك] " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة
قال: حدثنا معاذ بن هانئ قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان قال: حدثنا بديل بن
ميسرة عن عبد الله بن شقيق. وإنما ذكرت هذا الخبر لان الناس رووه عن بديل
ابن ميسرة عن عبد الله بن شقيق نفسه وأسقطوا عبد الكريم من الاسناد
لكيلا يعرف.
عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد (2) مولى بنى أمية، ابن عم خصف،

(1) عبد الله بن أبي الحسماء: صحابي عداده في البصريين، وقيل سكن مكة، اختلف في نسبة وكنيته
والزيادة التي بين قوسين من المرجعين: أسد الغابة 217 / 3 الطبقات الكبرى 40 / 7
(2) عبد الكريم بن مالك الجزري: من العلماء الثقات في زمن التابعين! روى البخاري عن ابن
عيينة قوله: لم أر مثله إن شئت قلت عراقي، إنما يقول: سمعت وسألت. وفى الميزان: ما كان علمه
إلا سألت وسمعت. وثقه يحيى وقال ابن عدي: إذا روى عنه ثقة فحديثه مستقيم. وقال ابن معين:
أحاديثه عن عطاء رديئة. وقال الحاكم: ليس بالحافظ عندهم احتج به الشيخان ووثقه أبو زكريا:
الميزان 645 / 2 التاريخ الكبير 88 / 6.
145

أصله من إصطخر، سكن حران، يروى عن سعيد بن جبير ومجاهد، روى عنه الثوري ومالك وأهل بلده مات سنة سبع وعشرين ومائة، كان صدوقا ولكنه
كان ينفرد عن الثقات بالأشياء المناكير فلا يعجبني الاحتجاج بما انفرد من الاخبار،
وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير، وهو ممن استخير الله فيه.
عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر (1): روى عنه العراقيون وأهل الحجاز، كان
يروى عن أبيه ولم يره ويجيب في كل ما يسأل وإن لم يحفظ فاستحق الترك. كان
الثوري يرميه بالكذب.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فعبد الوهاب بن مجاهد؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: روى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة مجوس. ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لا قدر.
إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم " أخبرناه عبد الله بن قحطبة قال:
حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا على بن ثابت عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه
عن أبي هريرة.
عبد الوهاب بن بخت الجزري: كنيته أبو عبيدة (2)، سكن المدينة، وهو
مولى لآل مروان يروى عن نافع والزهري وسليمان بن حبيب، روى عنه أهل
الشام والحجاز، وهو الذي يقال له عبد الوهاب بن أبي بكر. كان كنيته بخت
أبو بكر، انتقل آخر عمره إلى الثغر وقتل مع البطال سنة عشر ومائة (3) كان

(1) الميزان 672 / 2 التاريخ الكبير 98 / 2
(2) الميزان 678 / 2 التاريخ الكبير 96 / 6
(3) البطال: هو أبو محمد بن عبد الله البطال: غزا أرض الروم سنة ثلاث عشرة ومائة ومعه من
الامراء عبد الله بن بخت فانهزم الناس عن البطال وانكشفوا فجعل عبد الوهاب يكر فرسه وهو يقول:
ما رأيت فرسا أجبن منك، سفك الله دمى إن لم أسفك دمك، ثم ألقى بيضته عن رأسه وصاح: أنا
عبد الوهاب بن بخت، أمن الجنة تفرون! ثم تقدم في نحور العدو، فمر برجل وهو يقول وا عطشاه: فقال:
تقدم الري أمامك، فخالط القوم فقتل وقتل فرسه. ويذكر الذهبي أنه قتل في هذه السنة مع مالك بن
شبيب الباهلي ويذكر أيضا أن البطال اسمه عبد الملك وكان مقدم طلائع مسلمة بن عبد الملك.
تاريخ الطبري 88 / 7 البداية والنهاية لابن كثير 304 / 9 دول الاسلام للذهبي 79.
146

صدوقا في الرواية إلا أنه كان يخطئ كثيرا ويهم شديدا حتى كثر في روايته الأشياء
المقلوبة فبطل الاحتجاج به.
كان يحيى بن معين حسن الرأي فيه - وقد روى عن الزهري عن حميد بن
عبد الرحمن عن أبيه قال: " ما سمعت النبي عليه الصلاة والسلام رخص في الكذب إلا
في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الاصلاح بين الناس، والرجل يقول القول
في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها " رواه يزيد بن عبد الله بن
أسامة بن الهاد عن عبد الوهاب بن أبي بكر عن الزهري وأما الناس فإنهم رووا هذا
الخبر عن الزهري بإسناده عن حميد عن أمه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" ليس الكذب الذي يصلح بين اثنين فينمى خيرا فقط " هكذا رواه مالك ومعمر
وعقيل ويونس.
وقد روى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم (1) عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر
ولقيه فليسلم عليه " أخبرناه محمد بن المسيب قال حدثنا بحر بن نصر قال: حدثنا ابن
وهب ومعاوية بن صالح قال حدثني عبد الوهاب بن بخت.
عبد الوهاب بن الضحاك العرضي (2): من أهل حمص. كنيته أبو الحارث

(1) الحديث رواه أبو داود وابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان ورمز له السيوطي بالحسن.
مختصر السنن 1 / 87 فيض الله القدير على الجامع الصغير 426 / 1
(2) عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي العرضي: قال البخاري: عنده عجائب، وكذبه أبو حاتم وقال
النسائي وغيره: متروك وقال الدارقطني: منكر الحديث وقال أبو داود: يضع الحديث. الميزان 679 / 2 التاريخ الكبير 100 / 6.
147

السلمي، يروى عن إسماعيل بن عياش والشاميين أخبرنا عنه شيوخنا، كان يسرق
الحديث ويرويه ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به ولا
الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار.
روى عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم
القيامة تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين (1) " أخبرناه أبو عروبة وعمر بن
سنان وغيرهما قالوا: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك.
وروى عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار " أخبرناه الحسن بن سفيان قال:
حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك عن عبد العزيز بن أبي حازم.
عبد الغفور أبو الصباح الواسطي (2): يروى عن كعب، روى عنه العراقيون
كان ممن يضع الحديث على الثقات، على كعب وغيره، لا يحل كتابة حديثه ولا
الذكر عنه إلا على جهة التعجب.
عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري (3): كنيته أبو عمرو

(1) الخبر انفرد به ابن ماجة وأعل بعبد الوهاب. وإسماعيل بن عياش اختلط بأخرة قال ابن رجب:
انفرد به ابن ماجة وهو موضوع فإنه من بلايا عند الوهاب. وفى رواية للحاكم: " وعلى " يدل " العباس "
وفيه أيضا مقال سنن ابن ماجة 50 / 1 فيض القدير على الجامع الصغير 199 / 2
(2) عبد الغفور أبو الصباح الواسطي: قال ابن عدي وابن أبي حاتم: عبد الغفور بن عبد العزيز.
قال البخاري: تركوه منكر الحديث وقال ابن معين: ليس بشئ وقال ابن عدي: ضعيف
منكر الحديث. أورد الذهبي في الميزان عددا من منكراته.
الميزان 641 / 2 التاريخ الكبير 137 / 6
(3) عبد المهيمن بن عباس بن سهل: له نحو عشرة أحاديث. قال البخاري: منكر الحديث. وقال
النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ليس بالقوى. الميزان 671 / 2 التاريخ الكبير 137 / 6.
148

من أهل المدينة، يروى عن أبيه، روى عنه ابن أبي فديك وأبو مصعب. ينفرد
عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليها من كثرة وهمه، فلما فحش ذلك في روايته
بطل الاحتجاج به.
عبد الخالق بن زيد بن واقد (1): من أهل دمشق، يروى عن أبيه، روى عنه
أهل الشام، يروى المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المستمع شهد أنها مقلوبة أو معمولة،
لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن قول الناس في العيد: تقبل الله منا ومنكم؟ قال: ذلك فعل أهل
الكتابين (2) وكرهه ". أخبرناه إسحاق بن أحمد القطان بتنيس قال: حدثنا محمد
ابن النعمان بن بشير المقدسي قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الخالق بن زيد
ابن واقد عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصامت.
عبد الصمد بن سليمان الأزرق (3): يروى عن خصيب بن جحدر، روى عنه
سعيد بن سليمان الواسطي، منكر الحديث جدا، لا يحتج بخبر رواه إلا من غير
رواية خصيب بن جحدر، وكذلك التنكب عما انفرد بما لم يتابع عليه.
عبد الصمد بن مطير (4): شيخ يروى عن ابن وهب بما لم يحدث به ابن وهب
قط، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه والانباء عن أمره لمن لا يعرف حاله
لتجتنب روايته.

(1) الميزان 543 / 2 التاريخ الكبير 125 / 6
(2) في الميزان: " أهل الكتاب ".
(3) عبد الصمد بن سليمان الأزرق: قال البخاري: منكر الحديث وقال الدارقطني: متروك.
الميزان 620 / 2 التاريخ الكبير 106 / 6
(4) الميزان 620 / 2.
149

روى عن ابن وهب عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير
عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل فولة بقشرها
أخرج الله منه من الداء مثلها " أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا شبيب بن حفص
الحمراوي (1) قال حدثنا عبد الصمد بن مطير.
عبد الصمد بن جابر بن ربيعة الضبي (2): من أهل الكوفة، روى عنه الفضل
ابن دكين يخطئ كثيرا ويهم فيما يروى على قلة روايته. سمعت الحنبلي يقول:
سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن عبد الصمد بن جابر بن ربيعة
فقال: ضعيف.
عبد السلام بن أبي الجنوب (3): شيخ يروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأهل
الحجاز، روى عنه أهل البصرة، منكر الحديث، يروى عن الثقات ما لا يشبه
حديث الاثبات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره لمخالفته الاثبات في الروايات.
وهو الذي روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " حق الجوار أربعين جارا، وهكذا يمينا وشمالا وقداما وخلفا " أخبرناه
أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن جامع العطار قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا
عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
عبد السلام بن عبد القدوس (4): شيخ من أهل الشام، يروى عن هشام

(1) شبيب بن حفص الحمراوي: في الميزان: شبيب بن حفص المصري.
(2) الميزان 619 / 2 التاريخ الكبير 104 / 6
(3) عبد السلام بن أبي الجنوب: قال ابن المديني وغيره: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك.
الميزان 614 / 2
(4) عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي: ضعفه أبو حاتم، وقال أبو داود: ليس
بشئ وابنه شر منه وقال العقيلي: لا يتابع على شئ من حديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
الميزان 617 / 2.
150

ابن عروة وابن أبي عبلة الأشياء الموضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى عليه وسلم قال: " أربع
لا يشبعن من أربع عين من نظر، وأنثى من ذكر، وأرض من مطر، وطالب
علم من علم " أخبرناه عمر بن سنان والبجيري قال: حدثنا هشام بن عبد الملك قال:
حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس.
وروى عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال أنس بن مالك: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا، ومن تزوج امرأة
لمالها لم يزده الله إلا فقرا، ومن تزوج امرأة لحسبها لم يزده الله إلا دناءة،
ومن تزوج امرأة ليغض بصره أو يحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها
وبارك لها فيه " أخبرناه محمد بن المعافى بصيدا قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال:
حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال:
قال أنس بن مالك.
عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة أبو الصلت الهروي (1): يروى
عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل على وأهل بيته، لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد المدينة فليأت من

(1) عبد السلام بن صالح: أبو الصلت الهروي، الرجل الصالح إلا أنه شيعي جلد، لم يشهد له
أبو حاتم وأبو زرعة والعقيلي وابن عدي والنسائي والدارقطني، وقال عباس الدوري: سمعت يحيى يوثق
أبا الصلت، وعنه أيضا: ليس ممن يكذب، ذكر أحمد بن سيار في تاريخ مرو أنه كان من خاصة المأمون
يدفعه لمناظرة المرجئة والجهمية والقدرية. ثم قال ابن سيار: ناظرته لاستخرج ما عنده فلم أره يفرط،
رأيته يقدم أبا بكر وعمر ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب.
الميزان 616 / 2.
151

قبل الباب " وهذا شئ لا أصل له ليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الأعمش
ولا أبو معاوية حدث به. وكل من حدث بهذا المتن فإنما سرقه من أبى الصلت
هذا وإن أقلب إسناده.
وقد روى عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يد الله على المؤذن حتى يفرغ من أذانه " وهذا أنكر شئ حدث به ما رواه
حماد قط ولا ثابت حدث به ولا أنس يعرف هذا من حديثه ولا رواه عنه إلا يزيد
الرقاشي وهو لا شئ.
وروى عن عباد بن العوام عن جميل بن مرة عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أحبب حبيبك هو نا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض يغيضك
هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما (1) " أخبرناه جعفر بن إدريس القزويني بمكة
قال: حدثنا محمد بن هشام المستملي قال: حدثنا أبو الصلت قال: حدثنا عباد بن
العوام عن جميل بن مرة عن ابن عمر.
عبد السلام بن عبيد بن أبي فروة (2): من أهل نصيبين، يسرق الحديث
ويلزق بالثقات الأشياء التي رواها غيرهم من الاثبات. لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " أخبرناه هارون بن عيسى بن
المسكين البلدي قال: حدثنا عبد السلام بن أبي فروة عن ابن عيينة.

(1) الخبر رواه الترمذي في البر والصلة والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير
عن ابن عمر، وعن ابن عمرو الدارقطني في الافراد، ورواه ابن عدي في الكامل، والبيهقي في شعب
الايمان عن علي كما رواه البخاري في الأدب والبيهقي عن علي موقوفا، وجميع هذه الطرق. أعلث بضعف
أحد رواتها وإن كان السيوطي قد رمز للحديث بالحسن فلعل ذلك لاعتضاده.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 176 / 1
(2) الميزان 617 / 2.
152

وروى عن ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يلسع المؤمن من جحر مرتين " أخبرناه محمد بن أيوب بن
مشكان بطبرية قال: حدثنا عبد السلام بن عبيد.
وروى عن عبيد الله بن موسى عن أسامة عن الزهري عن أنس: " أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر (1) " أخبرناه عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي
قال: حدثنا عبد السلام بن عبيد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن أسامة فيما
يشبه هذا من الأشياء المقلوبة التي يعرفها من هذا الشأن صناعته.
أما حديث الأول فما حدث به ابن عيينة قط إنما هو من حديث يونس والليث عن
الزهري عن أنس بن مالك. وحديث الثاني ليس عند ابن عيينة أصلا إنما هو عند
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رواه عقيل ويونس. وقد أخطأ فيه
زمعة حيث قال عن الزهري عن سالم عن أبيه. وحديث الآخر لا يصح إلا من رواية
مالك عن الزهري عن أنس بن مالك.
عبد الواحد بن عبيد (2): شيخ يروى عن يزيد الرقاش، روى عنه أبو معاوية
الضرير منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج بروايته ولا الاعتبار بما يرويه لغلبة
المناكير في حديثه على قلة روايته.
عبد الواحد بن قيس (3): شيخ يروى عن نافع، روى عنه الأوزاعي والحسن

(1) المغفر: ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه. النهاية.
(2) الميزان 674 / 2 التاريخ الكبير 62 / 6
(3) عبد الواحد بن قيس: عن نافع، وقال البخاري: عن أبي هريرة وعروة بن الزبير. وقال العقيلي:
عن أبي هريرة وساق له حديثا ضعيفا رواه عنه الأوزاعي واعترض عليه الحافظ الذهبي فقال: هذا كذب
على الأوزاعي فأساء العقيلي كونه ساق هذا في ترجمة عبد الواحد، وهو برئ منه، وهو لم يلق أبا هريرة
وإنما روايته عنه مرسلة إنما أدرك عروة ونافعا.
قال ابن المديني: كان شبه لا شئ، وقال البخاري نقلا عن يحيى القطان: كان الحسن بن ذكوان
يحدث عنه بعجائب، وروى أن يحيى وثقه، وروى عنه أيضا قوله: لم يكن بذاك ولا قريب، ووثقه
العجلي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به لان في روايات الأوزاعي عنه استقامة. وقال الحاكم منكر
الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوى.
الميزان 675 / 2 التاريخ الكبير 56 / 6.
153

ابن ذكوان، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير فلا يجوز الاحتجاج بما خالف الثقات
فإن اعتبر معتبر بحديثه الذي لم يخالف الاثبات فيه فحسن.
عبد الواحد بن نافع الكلاعي أبو الرماح (1): شيخ يروى عن أهل الحجاز
المقلوبات وعن أهل الشام الموضوعات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل
القدح فيه.
وهو الذي روى عن عبد الله بن رافع بن خديج عن أبيه: أن النبي عليه الصلاة
والسلام كان يأمر بتأخير العصر ". أخبرنا محمد بن جعفر بن طرخان قال: حدثنا
الحسن بن محمد [بن الصباح] (2) قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال:
حدثنا عبد الواحد بن الكلاعي عن عبد الله بن رافع بن خديج.
عبد الواحد بن زيد البصري العابد (3): يروى عن الحسن وعبادة بن نسى،

(1) عبد الواحد بن نافع الكلاعي أبو الرماح: ونقل البخاري عن حرمي بن عمارة عبد الواحد
ابن نقيع بن علي الكلابي. وقال أبو عاصم: عبد الواحد بن نافع الكلابي. و عبد الواحد بن نافع الرماح
من أهل اليمامة ولعل " الكلابي " مصحفة عن " الكلاعي " وقد وردت واضحة في المخطوطة، كان يعرف
بابن الرماح وليس له غير حديث تأخير العصر، قال عبد الحق في أحكامه: لا يصح حديثه. وقال ابن
القطان: هو مجهول الحال وحديثه مختلف فيه.
الميزان 672، 676 / 2 التاريخ الكبير 61 / 6
(2) بياض بالأصل. يراجع التاريخ الكبير.
(3) عبد الواحد بن زيد البصري العابد: شيخ الصوفية وواعظهم. قال البخاري: تركوه. وروى
عباس عن يحيى ليس بشئ، وقال الجوزجاني: سيئ المذهب ليس من معادن الصدق. أورد الذهبي
في الميزان عددا من مناكيره وترجم له ابن الجوزي فأطال في أخباره ومواعظه.
الميزان 672 / 2 التاريخ الكبير 62 / 6 صفة الصفوة 321 / 3.
154

روى عنه أهل البصرة كان ممن يغلب عليه العبادة حتى غفل عن الاتقان فيما يروى
فكثر المناكير في روايته فبطل الاحتجاج به.
وهو الذي يروى عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق عن
عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام " أخبرناه
الصوفي (1) قال: حد يحيى بن معين قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد عن عبد الواحد
ابن زيد بن أسلم.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألنا يحيى بن معين عن
عن عبد الواحد بن زيد فقال: ليس بشئ.
عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة المديني (2): يروى عن عروة بن الزبير،
روى عنه أبو عامر العقدي والقعنبي، يروى الموضوعات عن الاثبات، يحدث عن
عروة بن الزبير بما ليس من حديثه فبطل الاحتجاج بروايته. عبد الاعلى بن عامر الثعلبي (3): يروى عن ابن الحنفية وسعيد بن جبير
وأبى عبد الرحمن السلمي. روى عنه أبو عوانة والكوفيون، كان ممن يخطئ
ويقلب فكثر ذلك في قلة روايته، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد على أن الثوري
كان شديد الحمل عليه.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن

(1) الصوفي: هو أحمد بن الحسن الصوفي. روى عن ابن معين. تراجع التذكرة 16 / 2
(2) عبد الواحد بن ميمون: قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
الميزان 676 / 2 التاريخ الكبير 58 / 6
(3) عبد الاعلى بن عامر الثعلبي: حكى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي الأسود عن يحيى بن سعيد
قال: سألت الثوري عن أحاديث عبد الاعلى عن ابن الحنفية فضعفها. وقال أحمد: روايته عن ابن الحنفية
شبه الريح كأنه لم يصححها وضعفه أبو زرعة الميزان 530 / 2 التاريخ الكبير 71 / 6.
155

عبد الاعلى الثعلبي. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن
معين عن عبد الاعلى الثعلبي فقال: ليس بثقة.
قال أبو حاتم: ومات عبد الاعلى الثعلبي سنة تسع وعشرين ومائة.
عبد الاعلى بن أعين (1): يروى عن يحيى بن أبي كثير ما ليس من حديثه،
لا يجوز الاحتجاج به بحال. روى عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن الزبير عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا وضعت المائدة فليأكل الرجل مما يليه،
ولا يتناول ما بين يدي جليسه ولا من ذروة القصعة فإن البركة تأتيها من أعلاها،
ولا يقوم رجل حتى ترفع المائدة، ولا ينفض يده من الطعام وإن شبع فليعذر فإن
ذلك يخجل جليسه فيقبض يده وعسى أن تكون له في الطعام حاجة (2) ".
أخبرنيه محمد بن المنذر بن سعيد قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال:
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا عبد الاعلى بن أعين عن يحيى بن أبي كثير.
عبد الاعلى القرشي (3): شيخ يروى عن عطاء بن يسار، روى عنه موسى بن
إسماعيل. كان يروى عن عطاء بن يسار بما ليس من حديثه. وهو الذي يقال له
عبد الأغر القرشي. لا يجوز الاحتجاج به بحال.
عبد الاعلى بن أبي مساور (4): أبو مسعود الجرار وقد قيل الخزاز، من

(1) الميزان 539 / 2
(2) فليعذر: بضم الياء من الاعذار وهو المبالغة في الامر. أي ليبالغ في الاكل. وقيل: إنما هو
فليعذر بتشديد الذال المعجمة من التعذير وهو التقصير أي ليقصر في الاكل ليتوفر على الباقين وليرأنه يبالغ.
والخبر رواه البيهقي في شعب الايمان وقال أنا أبرأ من عهدته كما رواه الحارث بن أبي أسامة صاحب المسند
الجامع الكبير للسيوطي 852 / 1 النهاية لابن الأثير
(3) الميزان 532 / 2
(4) عبد الاعلى بن أبي المساور الجرار بالجيم وراءين بينهما ألف في الكبير والميزان والمشتبه وأكدها
صاحب الميزان فقال الفاخوري. ضعفوه، قال البخاري: منكر الحديث، وقال يحيى وأبو داود:
ليس بشئ وقال ابن نمير والنسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف.
الميزان 531 / 2 التاريخ الكبير 74 / 6 المشتبه للذهبي 159.
156

بنى زهرة، من ساكني الكوفة، يروى عن الشعبي ونافع. روى عنه وكيع وأهل
الكوفة، كان ممن يروى عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات حتى إذا سمعها المبتدي
في هذه الصناعة علم أنها معمولة.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت ابن نمير يقول:
عبد الاعلى بن أبي مساور متروك الحديث. أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير
عن يحيى بن معين قال: عبد الاعلى بن مساور ليس بشئ.
وهو الذي روى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
أتى منكم الجمعة فليغتسل فإنه كفارة من الجمعة إلى الجمعة " أخبرناه محمد بن
صالح بن ذريح بعكبرا قال: حدثنا جبارة بن مغلس قال: حدثنا عبد الاعلى
ابن أبي مساور عن نافع.
عبد المنعم بن إدريس بن سنان بن كليب (1): ابن بنت وهب بن منبه، يروى
عن أبيه عن وهب، روى عنه العراقيون، يضع الحديث على أبيه وعلى غيره من
الثقات، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه كانت أمه أم سلمة بنت وهب بن منبه،
مات سنة ثمان وعشرين ومائتين ببغداد.
عبد المنعم بن نعيم الرياحي (2): كنيته أبو سعيد، يروى عن العراقيين، روى

(1) عبد المنعم بن إدريس اليماني: قال الذهبي: مشهور قصاص ليس يعتمد عليه تركه غير واحد،
وقال البخاري: ذاهب الحديث وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب على وهب بن منبه.
الميزان 668 / 2 التاريخ الكبير 138 / 6
(2) عبد المنعم بن نعيم البصري: صاحب السقاء، قال البخاري منكر الحديث، وقال الدارقطني
وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة، ذكر ابن حبان هنا أنه روى عنه معلى بن أسد وفى الكبير
معلى بن راشد ولكن المعلقين عليه رجحوا ما رواه ابن حبان الميزان 669 / 2 التاريخ الكبير 137 / 1.
157

عنه معلى بن أسد، منكر الحديث، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات فكيف
إذا انفرد بأوابد.
روى عن الأعمش عن زيد بن وهب الجهني عن عبد الله بن مسعود قال: كنت
جالسا عند النبي عليه الصلاة والسلام فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني نسيت وترى
حتى أصبحت، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم قال: اذهب فأوتر قال: فرأيته
جنح إلى سارية فأوتر ".
وروى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" علموا أولادكم أبناء سبع سنين الصلاة واضربوهم عليها أبناء عشر وفرقوا بينهم
في المضاجع " رواهما عنه شعيب بن واقد الهروي.
عبد المنعم بن بشير الأنصاري (1): أبو الخير، من أهل مصر، يروى عن
عبد الله بن عمر العمرى روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي (2) والناس. منكر
الحديث جدا، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
عبد الجبار بن عمر الأيلي (3): كنيته أبو عمر، يروى عن الزهري ومحمد بن
المنكدر، روى عنه ابن وهب، كان ردئ الحفظ ممن يأتي بالمعضلات عن الثقات،
لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.

(1) عبد المنعم بن بشير الأنصاري: نقل في الميزان أن يحيى بن معين جرحه ثم عاد فقال: وثقه أحمد
ويحيى بن معين ثم نقل عن الختلي قال: سمعت ابن معين يقول: أتيت عبد المنعم فأخرج إلى أحاديث
أبى مودود نحو مائتي حديث كذب فقلت: يا شيخ أنت سمعت هذه من أنى مودود؟ قال: نعم، قلت:
اتق الله، فان هذه كذب، وقمت لم أكتب عنه شيئا.
الميزان 669 / 2
(2) الفسوي في المخطوطة: " الفارسي " والصواب كما أثبت، وهو يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ،
طبقات الحفاظ للسيوطي 259
(3) عبد الجبار بن عمر الأيلي: قال البخاري: عنده مناكير، ووهاه أبو زرعة، وقال النسائي:
ليس بثقة، وقال الترمذي: ضعيف، وروى عن يحيى تضعيفه.
الميزان 534 / 2 التاريخ الكبير 108 / 6.
158

أخبرنا محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: عبد الجبار الأيلي ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن المنكدر عن جابر قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل بسطح ليس بمحجور عليه " أخبرناه ابن خزيمة قال: حدثنا
عمر بن حفص الشيباني قال: حدثنا ابن وهب عنه.
وروى عن ابن المنكدر عن جابر: " أن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يلتفت
وراءه إذا مشى، وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشئ حتى يرفعوه عليه،
لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون وكانوا قد أمنوا التفاته " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا عبد الجبار
ابن عمر قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر.
عبد الجبار ين العباس الشبامي (1) الهمداني: من أهل الكوفة، يروى عن
عون بن أبي جحيفة وعطاء بن السائب. روى عنه ابن أبي زائدة والكوفيون،
كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الثقات، وكان غاليا في التشيع وكان أبو نعيم يقول:
لم يكن بالكوفة أكثر من عبد الجبار بن العباس وأبى إسرائيل الملائي (2)
عبد الرزاق بن عمر الدمشقي (3): كنيته أبو بكر، يروى عن الزهري،

(1) عبد الجبار بن العباس الشبامي: قال العقيلي: لا يتابع على حديثه وكان يتشيع، وقال ابن حنبل:
أرجو أن لا يكون به بأس حدثنا عنه وكيع وأبو نعيم لكن كان يتشيع، وقال أبو حاتم: ثقة، وقال
الجوزجاني: كان غاليا في سوء مذهبه.
الميزان 335 / 2 التاريخ الكبير 108 / 6
(2) يراجع الميزان 490 / 4
(3) عبد الرزاق بن عمر الدمشقي: قال البخاري: منكر الحديث، ونقل عن يحيى: ليس
بشئ، وقال مسلم: ضعيف، وقال النسائي ليس بثقة، وقال الدارقطني: هو ضعيف من قبل أن كنا به
ضاع، وقال أبو مسهر: ضاع كتابه عن الزهري فكان يتتبعه بعد آن ذهب فيؤخذ عنه ما سواه.
الميزان 608 / 2 التاريخ الكبير 130 / 6.
159

روى عنه العراقيون وأهل بلده، كان ممن يقلب الاخبار من سوء حفظه وكثرة
وهمه، فلما كثر ذلك في روايته استحق الترك.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول، سألت يحيى بن
معين عبد الرزاق الذي يروى عنه الحكم بن موسى فقال: ليس بشئ.
عبد الرزاق بن عمر البزيعي (1): شيخ يروى عن ابن المبارك، روى عنه
أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، يقلب الاخبار ويسند المراسيل، لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن ابن المبارك عن شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعد عن النبي
عليه الصلاة والسلام في قوله (ولهم فيها أزواج مطهرة) (2) قال: من الحيضة
والمخاط والنخامة " وهذا قول قتادة رفعه، لا أصل له من كلام النبي عليه
الصلاة والسلام.
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المكي (3): كنيته أبو عبد الحميد، يروى

(1) عبد الرزاق بن عمر البزيعي: ذكره في التهذيب للتمييز وليس من رواة الصحاح وقال: " كان
من خيار الناس وذكره ابن حبان في الثقات ". وها هو قد ذكره في الضعفاء.
التاريخ الكبير وتعليقاته 191 / 6 الميزان 608 / 2
(2) جزء من الآية الكريمة 25 من سورة البقرة، وقد أورد ابن كثير الخبر في تفسير الآية بلفظ:
" قال: من الحيض والغائط والنخاعة والبزق " ثم قال: هذا حديث غريب. وقد رواه الحاكم
في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين: وهذا الذي ادعاه فيه نظر فان عبد الرزاق البزيعي هذا
قال فيه أبو حاتم بن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. ورجح ابن كثير أن هذا القول من كلام ابن قتادة.
تفسير ابن كثير 63 / 1
(3) عبد المحيد بن عبد العزيز بن أبي رواد: قال البخاري: يرى الارجاء عن أبيه وكان الحميدي
يتكلم فيه، وثقه يحيى وغيره، وقال أبو داود: ثقة داعية إلى الارجاء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوى
يكتب حديثه وقال الدارقطني: لا يحتج به ويعتبر به وقال أحمد بن أبي مريم عن ابن معين: ثقة يروى
عن قوم ضعفاء قال: وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج وكان يعلن الارجاء، وقال أحمد: لا بأس به
وفيه غلو في الارجاء، يقول: هؤلاء الشكاك. قال البخاري: في حديثه بعض الاختلاف ولا يعرف له
خمسة أحاديث صحاح، وكان عبد الرزاق يحمل عليه ونقم عليه أنه أفتى الرشيد بقتل وكيع لحديث رواه
في موت النبي صلى الله عليه وسلم وعارضه في فتواه سفيان بن عيينة، وقد أطال الذهبي في سرد القصة
والتعليق عليها بما يفيد الباحث. الميزان 648 / 2 التاريخ الكبير 112 / 6.
160

عن مالك وأبيه، منكر الحديث جدا، يقلب الاخبار ويروي المناكير عن المشاهير
فاستحق الترك، وقل نقل عن أنه هو الذي أدخل أباه في الارجاء، مات قبل
المائتين بقليل.
وهو الذي روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: " القدرية كفر
والشيعة هلكة والحرورية بدعة وما نعلم الحق إلا في المرجئة (1) " روى عنه هذه
الحكاية عصام بن يوسف البلخي وهذا شئ موضوع ما قاله ابن عباس ولا عطاء رواه
ولا ابن جريج حدث به.
عبد الرحيم بن زيد العمى (2): كنيته أبو زيد عداده في أهل البصرة،
يروى عن أبيه العجائب لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها،
يروى عن أبيه، روى عنه العراقيون: فأما ما روى عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما
أو بهما. وهذا لا سبيل إلا معرفته إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخرة بخبر
لا يتهيأ حكم القدح في أحدهما دون الآخر وإذا كان وجود المناكير في حديث منهما
معا أو من أحدهما استحق الترك،
وهو الذي يروى عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر: أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم توضأ مرة مرة فقال: هذا وظيفة الوضوء ولا يقبل الله الصلاة إلا به
ثم توضأ مرتين مرتين فقال: هذا إسباغ الوضوء ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: هذا

(1) علق الحافظ الذهبي على الخير فقال: لم يوصله ابن حبان بنفسه فأحسبه موضوعا على عصام بن
يوسف البلخي.
(2) عبد الرحيم بن زيد الحوارى العمى: لم يشهد له أحد بخير فيما أورده صاحبا التاريخ والميزان.
الميزان 104 / 6 التاريخ الكبير 655 / 2.
161

وضوئي ووضوء إبراهيم خليل الله ووضوء الأنبياء قبلي وهو إسباغ الوضوء، فمن
توضأ هكذا وقال بعد فراغه من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ".
أخبرناه عبد الله بن قحطبة قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي قال: حدثنا
عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه.
وروى عبد الرحيم بن زيد العمى قال: حدثنا أبي عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة
سبعين حسنة ومحا عنه سبعين سيئة من حيث يفارقه إلى أن يرجع فإذا قضيت
الحاجة على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وإن مات فيما بين ذلك
دخل الجنة بغير حساب " أخبرناه بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة قال.
حدثنا ابن أبي الشوارب قال. حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن أنس بن
مالك، وأخبره أبو يعلى قال. حدثنا محمد بن بحر الهجيمي قال: حدثنا عبد الرحيم
ابن زيد عن أبيه عن الحسن عن أنس بن مالك وزاد فيه الحسن.
وروى عن أبيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " ما من مسلم خر لله ساجدا
فدعاه باسم من أسمائه الأعظم إلا أعطى واحدة من ثلاث إما ما سأل بعينه وإما أن
يصرف عنه من السوء ما هو أفضل مما سأل وإما أن يعطى درجة في الجنة لم يكن
بنى لها بعمله " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك قال.
حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى قال: حدثني أبي عن أنس بن مالك،
عبد الرحيم بن حبيب الفاريابي أبو محمد (1). أصله من بغداد سكن فارياب،

(3) الميزان 3 6 / 2.
(1) فارياب: مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون.
معجم البلدان 229 / 4.
162

يروى عن بقية وإسحق بن نجيح، وكان يضع الحديث على الثقات وضعا، أخبرنا
عنه محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي وغيره من شيوخنا، لا تحل الرواية عنه ولا
كتابة حديثه إلا للمتبحر في هذه الصناعة، روى عن ابن عيينة عن أبي الزبير عن
جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم " وهذا
لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا جابر حدث به ولا أبو الزبير رواه. ولا
ابن عيينة قال بهذا الاسناد، ولعل هذا الشيخ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على
رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها عن الثقات.
عباد بن راشد التميمي (1): يروى عن الحسن وداود بن أبي هند، عداده في أهل
البصرة، روى عنه أهلها، كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير حتى يسبق إلى
القلب أنه كان المعتمد لها فبطل الاحتجاج به.
وروى عن الحسن قال: حدثنا سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عبد الله
ابن عمر و عبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة وعمران بن حصين ومعقل بن
مسلم وسمرة بن جندب وجابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة
يوم السبت ويوم الأربعاء وقال: من فعل ذلك فأصابه بياض فلا يلومن إلا نفسه "
أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة
عن عباد بن راشد عن الحسن.
وروى بهذا الاسناد حديثا طويلا أكثرها موضوعة، والحسن رحمه الله لم يشافه
ابن عمرو لا أبا هريرة ولا سمرة بن جندب ولا جابر بن عبد الله. وقد سمع من معقل

(1) عباد بن راشد التميمي أخرج له البخاري مقرونا بغيره لكنه ذكره في الضعفاء، وقال في الكبير:
تركه يحيى القطان وقال ابن عدي: له أحاديث كما لأبيه أحاديث، وما يرويانه لا يتابعان عليه. وقال
أبو حاتم: صالح الحديث: وقال النسائي: ليس بالقوى وقال أبو داود: ضعيف وقال أحمد: ثقة صالح
ولابن معين فيه قولان. الميزان 365 / 2 التاريخ الكبير 36 / 6.
163

ابن يسار وعمران بن حصين، والحسن ما رأى بدريا قط خلا عثمان بن عفان. وعثمان
يعد من البدريين ولم يشاهد بدرا.
عباد ين أبى صالح السمان (1): يروى عن أبيه، روى عنه هشيم وابن جرير (2)
يتفرد عن أبيه بما لا أصل له من حديث أبيه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك (3) " أخبرناه ابن خزيمة قال: حدثنا يعقوب
ابن إبراهيم قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا عبد الله بن أبي صالح عن أبيه. وهذا
خبر مشهور لعبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة و عبد الله
ابن سعيد المقبري يقال له عباد أيضا.
عباد بن صهيب (4): من أهل البصرة يروى عن هشام عن عروة والأعمش،
روى عنه العراقيون كان قدريا داعيا إلى القدر ومع ذلك يروى المناكير عن المشاهير
التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع.
وروى عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " الزرقة
في العين يمن " أخبرنيه ابن عرعرة ينصيبين قال: حدثنا محمد بن موسى عن
عباد بن صهيب.
وروى عن حميد الطويل عن أنس. قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه

(1) الميزان 366 / 2 التاريخ الكبير 38 / 6
(2) ابن جرير: هكذا في المخطوطة والأرجح " ابن جريج " فهو في الكبير روى عنه.
التاريخ الكبير 38 / 6
(3) الحديث في ابن ماجة من هذا الطريق: " يصدقك به " يدل " عليه ".
سنن ابن ماجة 686 / 1
الميزان 367 / 2 التاريخ الكبير 43 / 6.
164

إناء من ماء فقال لي: يا أنس ادن منى أعلمك مقادير الوضوء قال: فدنوت منه
عليه الصلاة والسلام فلما غسل يديه قال: بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا
بالله فلما استنجى قال: اللهم حصن لي فرجى ويسر لي أمري، فلما تمضمض واستنشق
قال: اللهم لقني حجتي ولا تحرمني رائحة الجنة، فلما غسل وجهه قال: اللهم بيض
وجهي يوم تبيض الوجوه، فلما أن غسل ذراعيه قال: اللهم أعطني كتابي بيميني، فلما
أن مسح رأسه قال: اللهم تغشنا برحمتك وجنبنا عذابك فلما أن غسل قدميه قال:
اللهم تبت قدمي يوم تزول فيه الاقدام، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: والذي
بعثني بالحق يا أنس ما من عبد قالها وضوئه لم يقطر من خلل أصابعه قطرة إلا
خلق الله منها ملكا يسبح الله بسبعين لسانا يكون ثواب ذلك التسبيح له إلى
يوم القيامة " أخبرناه يعقوب بن إسحاق القاضي قال حدثنا أحمد بن هاشم
الخوارزمي عنه.
عباد بن ليث أبو الحسن (1) صاحب الكرابيس يروى عن عبد المجيد بن أبي
وهب عن العداء بن خالد بن هوذة، كان ممن ينفرد بما لا يتابع عليه على قلة
روايته، فلا أرى الاحتجاج بما روى إلا فيما وافق الثقات فأما ما تفرد عن الاثبات
وإن لم يكن بالمعضلات فالتنكب عنها أولى والاعتبار بضدها أجرى
عباد بن منصور الناجي (2): كنيته أبو سلمة، من أهل البصرة، يروى عن

(1) عباد بن ليث الكرابيسي: أو صاحب الكرابيس وهي ثياب القطن الأبيض معرب، قال أحمد
وابن معين ليس بشئ، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى، وحسن له الترمذي عن بن بهز بن حكيم،
الميزان 376 / 2 التاريخ الكبير 42 / 6
(2) عباد بن منصور التاجي: لم يرضه يحيى بن سعيد وقال ابن معين: ليس بشئ وضعفه
النسائي وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه نرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن
الحصين عن عكرمة، وقال الساجي ضعيف مدلس، وقال أحمد: كان يدلس روى مناكير. وقال
" أبو الحسن القطان: قد أثبت عليه يحيى بن سعيد القدر مع حسن رأيه وتوثيقه له وقال البخاري ربما
دلس عباد عن عكرمة. الميزان 377 / 2 التاريخ الكبير 39 / 6.
165

أيوب وعكرمة، روى عنه يزيد بن هارون وريحان بن سعيد وأهل البصرة،
مات سنة ثنتين وخمسين ومائة وكان قدريا داعيا إلى القدر، وكان على قضاء
البصرة وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين
فدلسها عن عكرمة
منها عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان له مكحله
يكتحل بها في كل ليلة ثلاثا في هذه وثلاثا في هذه.
أخبرني محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا محمد بن سليمان الباغندي قال: سمعت
أحمد بن داود يقول: سمعت على بن المديني يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان
يقول: قلت لعباد بن منصور الناجي: عمن سمعت: " ما مررت بملا من الملائكة
" وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكتحل بالليل ثلاثا "؟ فقال: حدثني ابن أبي يحيى
عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس.
سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت عمر بن حفص الشيباني يقول: حدثنا معاذ
ابن خالد الأغضف قال: قلت لعباد بن منصور من حدثك أن ابن مسعود رجح
عن قوله. " الشقي من شقي في بطن أمه "؟ قال، رجل لا أعرفه. قال، قلت،
لكني أعرفه، قال: من هو؟ قلت، الشيطان.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال، عباد بن
منصور ليس بشئ في الحديث أخبرنا ابن قتيبة قال، حدثنا محمد بن يزيد المستملي
قال: حدثنا يزيد بن هارون عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال،
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله مكحلة يكتحل بها عند النوم في كل عين ثلاثا
عباد بن كثير الثقفي الكاهلي (1) أصله من البصرة سكن مكة، وليس

(1) عباد بن كثير الثقفي الكاهلي: كان يحدث عنه جرير بن عبد الحميد فيقولون: اعفنا منه، فيقول:
ويحكم كان شيخا صالحا، البخاري: سكن مكة تركوه، وقال ابن معين: ليس بشئ وروى أن شعبة
كان لا يستغفر له وكان يحذر منه وتركه النسائي.
الميزان 371 / 2 التاريخ الكبير 43 / 6.
166

هذا بعباد بن كثير الرملي، وقد قال أصحابنا: إنهما واحد. روى عنه
المحاربي والناس.
أخبرنا الحسن بن عثمان بن زياد بتستر قال: حدثنا عثمان بن عمر رسته (1)
قال: حدثنا مجيب ين موسى قال: كنت مع سفيان الثوري بمكة فمات عباد بن
كثير فلم يشهد سفيان جنازته،
أخبرنا محمد بن معاذل الهاشمي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال،
قال ابن المبارك: لقد انتهيت إلى سفيان الثوري وهو يقول: هذا عباد بن كثير
فاحذروا حديثه.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن قهزاد قال: حدثنا عباس بن أبي رزمة
قال، سمعت ابن المبارك يقول: ما أدرى من رأيت رجلا أفضل من عباد بن كثير
في ضروب من الخير فإذا جاء الحديث فليس منها في شئ
سمعت محمد بن محمود يقول، سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين
عن عباد بن كثير الذي يكون بمكة قال، ليس بشئ في الحديث وكان
رجلا صالحا.
قال أبو حاتم، روى عباد بن كثير هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالت: " كان أحب الفاكهة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرطب والبطيخ، وكان يأكل القثاء
إذا أكله بالملح وكان يأكل التمر بالجوز "

(1) عثمان بن عمر رسته: وفي الميزان الرحمن بن عمر.
167

وروى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
بروا آباءكم يبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم فيما يشبه هذا من الأشياء المقلوبة،
وروى عن ابن عقيل عن جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من عمل
عمل قوم لوط فاقتلوه ".
وروى عن الحسن بن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الغيبة أشد من الزنا قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله قال: لان صاحب الزنا إذا
ثاب تيب عليه وصاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه " أخبرناه عمران بن
موسى بن مجاشع قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى الأبلي قال: حدثنا أسباط بن محمد
قال: حدثنا أبو رجاء الخرساني عن عباد بن كثير عن الحسن وأبو رجاء هذا روح
ابن المسيب أيضا لا شئ
وهو الذي روى عن أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن
أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل "
أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال: حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني قال:
حدثنا على بن عياش عن معاوية بن يحيى عن عباد بن كثير عن يزيد بن أبي خالد
الدالاني
وروى عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله
ومد بها صوته أسكنه الله دار الجلال قالوا: يا رسول الله وما دار الجلال؟ قال سمى
بها نفسه فقال ذو الجلال والاكرام، ورزقه الله النظر إلى وجهه. قالوا: يا رسول الله
ومن يهنيه العيش بعد هذا؟ قال: إنه يكون في آخر الزمان قوم ينكرون هذا
وأشباهه إن الله يعذبهم يوم القيامة عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين " أخبرناه حمزة
ابن داود بن سليم بالأيلة قال: حدثنا محمد بن رزام بن عبد الملك السليطي قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا عباد بن كثير عن نافع عن ابن عمر.
168

وروى عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حدث
نفسه بتعظيم الناس له بصيام أو صلاة أو حج أو غير ذلك فقد كفر بالله " أخبرناه
الفضل بن محمد العطار بأنطاكية قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن خالويه الرقي قال:
حدثنا الوليد بن عبد الواحد قال: حدثنا عباد بن كثير عن الحسن.
وروى عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غسل ميتا وحنطه وكفنه وحمله وصلى عليه ولم يفش
ما رأى منه خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه " أخبرناه محمد بن عمر بن يوسف قال:
حدثنا زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا عباد
ابن كثير عن عمرو بن خالد، وعمرو بن خالد وعاصم ابن ضمرة قد تبرأنا من عهدتهما
في هذا الكتاب.
وروى عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعوذوا بالله
من فخر القراء فإنهم أشد فخرا من الجبارة في ملكهم وإنه لا شئ أبغض إلى الله
من قارئ متكبر " أخبرناه الفضل بن محمد بأنطاكية قال: حدثنا محمد بن خالويه الرقي
قال: حدثنا الوليد بن عبد الواحد قال: حدثنا عباد بن كثير عن الحسن.
عباد بن كثير الرملي (1): يروى عن سفيان الثوري روى عنه يحيى بن يحيى،
كان يحيى بن معين يوثقه، وهو عندي لا شئ في الحديث لأنه روى عن سفيان
الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: طلب الحلال فريضة بعد الفريضة " ومن روى مثل هذا الحديث عن الثوري

(1) عباد بن كثير الرملي الفلسطيني: قال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال
أبو زرعة: ضعيف. وعن ابن معين، ثقة، وعنه أيضا: ليس به بأس وقال ابن أبي حاتم: سئل أبى عنه
فقال: ظننته، أحسن حالا من البصري فإذا هو قريب منه ضعيف الحديث، وعن ابن المديني: ثقة لا بأس به،
الميزان 370 / 2 التاريخ الكبير 43 / 6.
169

بهذا الاسناد بطل الاحتجاج بخبره فيما يروى مالا يشبه حديث الاثبات
والدليل على أن عباد بن كثير الرملي ليس بعباد بن كثير الذي كان بمكة أن
يحيى بن يحيى روى عنه ويحيى لم يلحق الثوري عباد بن كثير الذي كان بمكة
مات قبل الثوري ولم يشهد الثوري جنازته، ويحيى بن يحيى في ذلك الوقت كان طفلا
صغيرا فهذا دليل على أنهما اثنان ليسا بواحد. مات الثوري سنة إحدى وستين،
وقد روى عباد بن كثير هذا عن حوشب عن الحسن عن أنس بن مالك قال،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المصلى يتناثر على رأسه الخير من عنان السماء إلى مفرق
رأسه والملائكة تحف به من لدن قدمه إلى عنان السماء وملك ينادى لو يعلم هذا
العبد من يناجى ما انفتل " أخبرناه الفضل بن محمد العطار بأنطاكية قال،
حدثنا على بن سهل الرملي قال، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن عباد بن كثير عن
حوشب عن الحسن.
عباد بن عباد أبو عتبة الخواص (1)، أصله من فارس، سكن أرسوف من
فلسطين، يروى عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه أهل الشام، كان ممن غلب
عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والاتقان فكان يأتي بالشئ على حسب
التوهم حتى كثر المناكير في روايته على قلتها فاستحق الترك.
عباد بن عبد الصمد، كنيته أبو معمر (2)، يروى عن أنس بن مالك، عداده
في أهل البصرة، روى عنه أهلها، منكر الحديث جدا، يروى عن أنس ما ليس من
حديثه وما أراه سمع منه شيئا فلا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف
إذا انفرد بأوايد.

(1) الميزان 368 / 2 التاريخ الكبير 41 / 6.
(2) الميزان 369 / 2 التاريخ الكبير 41 / 6.
170

وهو الذي روى عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم " أمتي [على]
خمس طبقات كل طبقة أربعون عاما فطبقتي وطبقه أصحابي أهل العلم والايمان ثم الذين
يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى الذين يلونهم إلى العشرين ومائة أهل
التواصل والتراحم ثم الذين يلونهم إلى [ستين ومائة أهل تدابر وتقاطع ثم الهرج (1)]
الهرج. والهرب. الهرب. تربية جرو كلب خير من تربية ولد (2). "
وبإسناده قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " الله في عون المسلم ما دام المسلم في عون
أخيه من أغاث ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة واحدة لصلاح دنياه وآخرته
واثنتان وسبعون ترفع له درجات يوم القيامة "..
أخبرنا بالحديثين محمد الحسن بن قتيبة بعسقلان قال، حدثنا غالب بن وزير
الغزي قال، حدثنا المؤمل بن عبد الرحمن الثقفي قال، حدثنا عباد بن عبد الصمد
في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثرها موضوعة.
عباد بن شيبة الحبطي (3): وهو الذي يقال له عباد بن ثبيت، من أهل
البصرة، يروى عن سعيد عن أنس روى عنه عبد الله بن بكر السهمي، منكر الحديث
جدا على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به لما انفرد به من المناكير.
عباد بن جويرية (4): من أهل البصرة، يروى عن الأوزاعي، روى عنه

(1) في المخطوطة: " إلى الثمانين أهل الهرج " إلخ. وهو تصحيف واضح،
(2) الزيادة التي بين قوسين بالرجوع إلى الخبر في ابن ماجة والجامع الكثير، وعبارة: " تربية جرو "
إلح لم تذكر هناك، كما وقع اختلاف في بعض ألفاظ الحديث لا تؤثر على المعنى.
وقد أورده في ابن ماجة من طريقين وفى الجامع الكبير من ثلاث طرق بألفاظ مختلفة وأشير في التعليقات،
على هذه الطرق إلى ضعف إسنادها وإلى أن ابن الجوزي أورد الحديث في الموضوعات.
سنن ابن ماجة 1349 / 2 الجامع الكبير للسيوطي 1358 / 1
(3) الميزان 366 / 2
(4) عباد بن جويرة البصري: قال أحمد: كذاب أفاك، وكذبه البخاري، وقال أبو زرعة: ليس -
بشئ وقال النسائي وغيره متروك،
الميزان 365 / 2 التاريخ الكبير: 43 / 6.
171

العراقيون، كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويروى عن المشاهير الأشياء
المناكير فاستحق الترك وكان أحمد بن حنبل يرميه بالكذب.
وهو الذي روى عن الأوزاعي عن قتادة عن النبي عليه الصلاة والسلام في قوله:
(خذوا زينتكم عند كل مسجد (1)) قال: " صلوا في نعالكم " أخبرناه
أحمد بن الخطاب بن مهران بتستر قال: حدثنا عبد العزيز بن معاوية: العتى قال:
حدثنا محمد بن مخلد الحضرمي قال: حدثنا عباد بن جويرية عن الأوزاعي.
عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد (2) من أهل الكوفة، يروى عن
شريك، أخبرنا عنه شيوخنا، مات سنة خمسين ومائتين في شوال، وكان رافضيا
داعية إلى الرفض ومع ذلك يروى المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك،
وهو الذي روى عن شريك عن عاصم بن زر، (3) عن عبد الله قال. قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " أخبرناه الطبري قال:
حدثنا محمد بن صالح قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن شريك،

(1) جزء من الآية الكريمة 31 من سورة الأعراف، وذكر في سبب نزولها أنه كان رجال
يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة، والزينة اللباس وهو ما يوارى السوأة وما سوى ذلك من جيد
البز والمتاع فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد، روى ذلك العوفي عن ابن عباس وهكذا قال مجاهد
وعطاء وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وقتادة والسدي والضحاك ومالك عن الزهري وغير واحد من
أئمة السلف: أما ما روى عن قتادة بأنها نزلت في الصلاة بالنعال ففيه نظر كما يقول ابن كثير.
تفسير ابن كثير 210 / 2
(2) عباد بن يعقوب الرواجني: من غلاة الشيعة ورؤوس البدع لكنه صادق في الحديث روى عنه
البخاري حديثا في الصحيح مقرونا باخر والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن أبي داود، قال أبو حاتم:
شيخ ثقة، وقال ابن خزيمة: حدثنا الثقة في حديثه المتهم في دينه عباد. وقال ابن عدي: روى أحاديث
في الفضائل أنكرت عليه وقال الدارقطني: شيعي صدوق.
الميزان 379 / 2 التاريخ الكبير 44 / 6
(3) في المخطوطة عن عاصم بن زر وهو تصحيف، وهو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس: مخضرم
كثير الحديث. طبقات الحفاظ للسيوطي 19.
172

عبيدة بن معتب أبو عبد الكريم (1): وقد قيل أبو عبد الرحمن الضبي من
من أهل الكوفة، يروى عن إبراهيم النخعي، كان ممن اختلط بأخرة حتى جعل
يحدث بالأشياء المقلوبة عن أقوام أئمة ولم يتميز حديثه القديم من حديثه الجديد
فبطل الاحتجاج به،
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان
عن عبيدة الضبي. أخبرنا عمر بن محمد قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى
ابن سعيد وذكر عبيدة بن معتب فحدث بحديث أبى أيوب عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " من صلى أربعا قبل الظهر (2) " ثم رآني أكتبه فقال: لا تكتبه
لا تكتبه أما إنه من عتيق حديثه.
أخبرنا الحسن بن محمد الإصطخري قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي
قال: حدثنا هلال بن يحيى صاحب الرأي قال: حدثنا يوسف بن خالد (3) قال:
قلت لعبيدة بن معتب: هذا الذي ترويه عن إبراهيم سمعته منه؟ قال: سمعت البعض
وأنا أقيس على البعض قلت: أنا أعرف بالقياس منك فحدثني بما سمعته حتى أقيس
أنا فأنا أقيس منك.
عباد بن مسلم أبو يحيى الفزاري (4): يروى عن أبي داود عن

(1) عبيدة بن معتب: ضعفة أبو حاتم والنسائي، وقال أحمد بن حنبلي: تركوا حديثه، وروى عن
يحيى: ليس بشئ، روى عنه أيضا: ضعيف، وقال ابن خزيمة: لا يجوز أن يحتج به.
الميزان 25 / 3 التاريخ الكبير 127 / 6
(2) تمام الخبر في الميزان: " لا سلام بينهن تفتح عندها أبواب السماء ".
(3) يوسف بن خالد السمتي الفقيه: كان بصيرا بالرأي والفتوى وكان ضعيفا.
الميزان 464 / 4
(4) عباد بن مسلم الفزاري: قال الدارقطني: وهم ابن حبان في تسميته هو عبادة، وهو عبادة بن
مسلم وثقة ابن معين والنسائي. هذا وقد ذكره ابن حبان في الثقات أيضا، وكان الأولى بالترتيب أن يتقدم
ذكره على عبيدة ولكنني التزمت بترتيب الكتاب، الميزان 376، 380 / 2.
173

أبى الحمراء، روى عنه أبو داود الطيالسي وأبو عاصم، منكر الحديث على قلته،
ساقط الاحتجاج بما يرويه لتنكبه عن مسلك المتقين في الاخبار، وأحسبه الذي
يروى عن الحسن الذي يروى عنه الثوري وأبو نعيم فإن كان كذلك فهو مولى
بنى حصن، كوفي يخطئ،
عصام بن طليق (1): شيخ يروى عن الحسن، روى عنه البصريون وأهل بغداد،
انتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها، كان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام ثقات حتى
إذا سمعها من الحديث صناعية شهد أنها معمولة أو مقلوبة،
عصام بن الوضاح الزبيدي (2): من أهل خاس (3)، يروى عن مالك وفليح
ابن سليمان و عبد الحميد بن بهرام المناكير الكثيرة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد
لم يظهر له كثير حديث إنما كتب عنه جماعة من أهل بلدة فقط.
علاق بن أبي مسلم (4): شيخ يروى عن أنس وأبان بن عثمان ما ليس يشبه
حديث الاثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام: " ترك العشاء مهرمة ".
وهذا لا أصل له (5).

(1) عصام بن طليق: قال ابن معين: ليس بشئ، وقال ابن معدى: لا نعرف له حديثا منكرا،
وقال البخاري: مجهول منكر الحديث، وضعفه أبو زرعة. الميزان 66 / 3
(2) الميزان 67 / 3.
(3) خاس: هكذا ولم أعثر عليها ولكنه في الميزان نسبه إلى سرخش فقال: " السرخسي " فلعل
الكلمة حرفت عنها.
(4) الميزان 107 / 3 ويراجع في ضبطه القاموس المحيط.
(5) الحديث رواه الترمذي عن أنس مرفوعا بلفظ: " تعشوا ولو بكف من اخشف فإن ترك
العشاء مهرمة " وفى رواية " مسقمة " وقال الترمذي: هذا الحديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه
وفى سنده ضعيف ومجهول، ورواه أبو نعيم عن أنس بلفظ لا يختلف عنه في المعنى، كما رواه ابن ماجة
عن جابر مرفوعا بلفظ آخر.
يراجع كشف الخفا والالباس للعجلوني 367 / 1 سنن ابن ماجة 1113 / 2.
174

عبيد بن القاسم (1): شيخ يروى عن هشام بن عروة، روى عنه العراقيون،
كان ممن يروى المعضلات عن الثقات.
روى عن هشام بن عروة بنسخة موضوعة، لا يحل كتابه حديثه إلا على
جهة التعجب،
روى عبيد بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من كل طعام مما يليه فإذا وضع التمر جالت يده في الاناء "
أخبرناه ابن قحطبة قال: حدثنا أحمد بن المقدام قال: حدثنا عبيد بن القاسم.
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: " أن النبي عليه الصلاة والسلام
صلي الفجر فقرأ فيه - إذا زلزلت - مرتين " أخبرناه ابن زهير قال: حدثنا أحمد بن
المقدام قال: حدثنا عبيد بن القاسم.
عبيد بن الفرج العتكي (2): شيخ يروى عن حماد بن زيد وابن عيينة،
روى عنه البصريون ينفرد عن الثقات بما ليس من حدث الاثبات، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
روى عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن ابن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجوز قد ما عبد بين يدي الرحمن حتى يسأل عن أربع:
شبابك فيما أبليت، وعمرك فيما أفنيت، ومالك من أين أخذت وفيما أنفقت "
أخبرناه محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري قال: حدثنا محمد بن الأشرف التمار قال:
حدثنا عبيد بن الفرج العتكي قال: حدثنا حماد بن زيد.

(1) عبيد ابن القاسم: لم يشهد له أحد بخير فيما نقله الذهبي عنه في الميزان كما أورد غددا امن منكراته،
الميزان 21 / 3
(2) عبيد بن الفرج العتكي: لم يذكر عنه الذهبي سوى أن ابن حبان ضعفه، وتوهم عبارته بالميل عن
هذا الرأي حيث قال: تعلق عليه - ابن حبان - بهذا الحديث الذي حدث به مجمد بن علي الأنصاري "
وساق الحديث، كما أنه أسقط اسمه من ديوان الضعفاء. الميزان 21 / 3.
175

عبيد بن إسحاق العطار (1): كنيته أبو عبد الرحمن، من أهل الكوفة،
يروى عن شريك وقيس، روى عنه العرقيون، مات سنة أربع عشر، ومائتين،
ممن يروى عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج بما انفرد
من الاخبار.
عبيد بن كثير بن عبد الواحد بن كثير بن العباس التمار (2): شيخ من أهل
الكوفة، كنيته أبو سعيد روى عن الحسن بن الفرات عن أخيه زياد بن الحسن عن
أبان بن تغلب نسخة مقلوبة يحفظ من حديث أبان أدخلت عليه فحدث بها ولم
يرجع حيث بين له فاستحق ترك الاحتجاج به.
عطية بن سعد العوفي (3): كنيته أبو الحسن من أهل الكوفة، يروى عن أبي
سعيد الخدري، روى عن فراس بن يحيى وفضيل بن مرزوق، سمع من أبى سعيد
الخدري أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه فإذا قال
الكلبي: قال رسول الله بكذا فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروى عنه فإذا قيل له: من
حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما
أراد به الكلبي، فلا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
ومات عطية سنة سبع وعشرين ومائة.

(1) الميزان 18 / 3 التاريخ الكبير 441 / 5
(2) الميزان 2 / 3.
(3) عطية بن سعد بن جنادة العوفي: روى ابن سعد أن عليا رضي الله عنه هو الذي سماه وفرض له
خرج عطية ابن الأشعث على الحجاج وبعد الهزيمة هرب إلى فارس، وكتب الحجاج بتعذيبه فعذب، ولم
يزل بخراسان حتى ولى عمر بن هبيرة العراق فأذن له فقدم الكوفة، وما زال بها حتى مات سنة إحدى
عشرة ومائة خلافا لما ذكره ابن حبان عن تاريخ وفاته. قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله وله أحاديث
صالحة ومن الناس من لا يحتج به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. ضعيف. وقال ابن معين، صالح،
وقال أحمد ضعيف الحديث. وكان هشيم يتكلم فيه.
الميزان 79 / 3 التاريخ الكبير 8 / 7 الطبقات الكبرى 217 / 6 دول الاسلام للذهبي 27.
176

سمعت مكحولا يقول: سمعت جعفر بن أبان يقول: ابن نمير يقول: قال لي
أبو خالد الأحمر قال لي الكلبي: قال لي عطية: كنيتك بأبي سعيد قال: فأنا أقول:
حدثنا أبو سعيد.
عمارة بن جوين: أبو هارون العبدي (1)، يروى عن أبي سعيد الخدري
روى عنه الثوري، كان رافضيا يروى عن أبي سعيد ما ليس من حديثه، لا يحل
كتابة حديثه إلا على جهة التعجب،
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال. أبو هارون
العبدي كانت عنده صحيفة يقول هذه الصحيفة صحيفة الوصي. يعنى عليا.
سمعت إسحاق بن إبراهيم القاضي ببست (2) يقول: سمعت أبا داود السجستاني
يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو هارون العبدي متروك،
عنبسة بن مهران الحداد (3): من أهل البصرة، يروى عن الزهري، روى
عنه عبد الله بن رجاء والمكي بن إبراهيم، وهو الذي روى عنه أبو عاصم ويقول:
حدثنا عنبسة الصنبعي كان ممن يروى عن الزهري ما ليس من حديثه، وفى حديثه
من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة.
روى عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أنا زعيم بقصر في أعلى الجنة وقصر في وسط الجنة وقصر في ربض الجنة لمن ترك
المراء وإن كان محقا ولمن ترك المزاح وإن كان مماريا ولمن حسن خلقه ".

(1) عمارة بن جوين أبو هارون العبدي: أطال الذهبي في ترجمته ونقل كثيرا من أقوال الأئمة فيه
وكلها تحمل عليه حملا شديدا، كما أورد عددا، من منكراته، واكتفى البخاري بقوله: تركه القطان.
الميزان 173 / 3 التاريخ الكبير 499 / 6
(2) إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي البستي: مات سنة 307 ه‍ روى عنه المؤلف.
معجم البلدان 415 / 1
التاريخ الكبير 38 / 7
(3) الميزان 302 / 3 التاريخ الكبير 38 / 7.
177

وروى عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أخر كلام في القدر لشرار أمتي " أخبرناه زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا زيد
ابن أخزم قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عنبسة عن الزهري.
عنبسة بن سعيد (1): أخو أبى الربيع السمان. يروى عن البصريين. روى عنه
يزيد بن هارون، منكر الحديث جدا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا
لم يوافق الثقات،. وكان يزيد بن هارون يسميه عنبسة المجنون.
وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أمه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " قتل (2) الصبر لا يمر بذنب إلا محاه ".
وروى عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: الزنجي إذا جاع سرق وإذا شبع زنا أما إن فيهم
سماحة ونجدة ".
وبإسناده قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جداد النخل بالليل ".
عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة القرشي (3): من ولد سعيد بن العاص، يروى
عن محمد بن زاذان روى عنه الوليد بن مسلم وأهل العراق، صاحب أشياء موضوعة
وما لا أصل مقلوب لا يحل الاحتجاج به.

(1) عنبسة بن سعيد النضري: أخو أبى الربيع السمان قال الفلاس: سمعت منه كان مختلطا متروك
الحديث. كان صدوقا لا يحفظ وقال يزيد بن هارون: ذاك المجنون كان ما علمته قدريا، وقال محمد بن
المثنى: كان عبد الرحمن لا يحدث عنه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ومنهم من يجعل المذكور
في الحديث غير أخي السمان ويقول: هو القطان، هو أيضا ضعيف.
الميزان 299 / 3
(2) رواه البزار عن عائشة ورمز له السيوطي بالصحة. قال الهيثمي: رجال ثقات وقال المناوي: لا
نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه الجامع الصغير 506 / 4
(3) عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة: قال البخاري: تركوه، وروى الترمذي عن البخاري قوله:
ذاهب الحديث وقال أبو حاتم: كان يضع الحديث.
الميزان 301 / 3 التاريخ الكبير 39 / 7.
178

أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحد بن زهير عن يحيى بن معين قال: عنبسة بن
عبد الرحمن ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محمد بن زاذان عن أم سعد الأنصارية
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على من أسلف مالا زكاة " أخبرناه
أبو يعلى قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن
عبد الرحمن عن محمد بن زاذان.
وقد روى عنبسة هذا عن محمد بن زاذان عن خارجة بن زيد بن ثابت عن
أم سعد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم وتشبيك الأصابع في الصلاة فإنه
يورث النسيان " أخبرناه مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان الحراني قال:
حدثنا غسان بن مالك عن عباد السلمي قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن قال:
حدثنا محمد بن زاذان.
وروى عن محمد زاذان عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة فعليكم بالتكبير فإنه يجلي العجاج الأسود
أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا أبو الوليد بن مسلم عن
عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان.
وروى عن عبد الرحمن بن عبد الواحد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " مروا نساءكم بالغزل فإنه أزين لهن وخير " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن
القرشي عن عبد الرحمن بن عبد الواحد عن أنس بن مالك.
وروى عن محمد بن زاذان عن أم سعد قالت: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يشتكي بطنه يتأوه ويقول: وا بطناه " أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا
179

عباس بن أبي طالب قال: حدثنا غسان بن مالك السلمي قال: حدثنا عنبسة بن
عبد الرحمن عن محمد بن زاذان.
وروى عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت قال: " دخلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي في بعض حوائجه فقال: ضع القلم على أذنك
فهو أذكر للمملي ".
أخبرناه محمد بن أحمد بن أبي المثنى خال أبى يعلى الموصلي قال: حدثنا إسماعيل
ابن أبان الوراق قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان
عن أم سعد.
العلاء بن زيدل (1): شيخ من أهل الأبلة يروى عن أنس بن مالك
بنسخة موضوعة، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجب.
روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البدلاء أربعون:
اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات واحد منهم بدل الله مكانه
آخر، فإذا حل الامر قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة ".
وروى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدنيا كلها سبعة أيام
من الآخرة وذلك قوله جل وعلا: (وإن يوما عند ربك كألف سنة
مما تعدون (2).
وروى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله جل وعلا: (فمحونا

(1) العلاء بن زيدل الثقفي أبو محمد: " ترجم له البخاري باسم: العلاء بن زيد أبو محمد الثقفي، وقد
ترجم ابن حبان لكل منهما على أنهما رجلان، ويرى الذهبي أن هذا وهم من ابن حبان قال ابن المديني:
كان يضع الحديث وقال أبو حاتم والدار قطني: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره منكر الحديث.
الميزان 99 / 3 التاريخ الكبير 520 / 6
(2) جزء من الآية الكريمة 47 من سورة الحج، يراجع ابن كثير بشأنها 227 / 3.
180

آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة (1)) قال: هو هذا السواد الذي يكون
في القمر ".
وروى عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " المجالس ثلاثة
غانم، وسالم، وشاجب (2)، فأما الغانم فالذاكر، وأما السالم الساكت، وأما الشاجب
فالذي يشغب بين الناس ".
أخبرنا بهذه الأحاديث محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال: حدثنا عمر بن يعلى
الأبلي قال: حدثنا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك في نسخة كتبناها عنه بهذا
الاسناد كلها موضوعة مقلوبة.
العلاء بن محمد الثقفي (2): شيخ يروى عن أنس بن مالك قال: " كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى،
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: إن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة،
فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قيل: مم ذاك؟ قال: كان يكثر
قراءة قل هو الله أحد بالليل والنهار وفى ممشاه وقيامه وقعوده. قال جبريل: فهل لك
يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلى عليه؟ قال: نعم، فصلى عليه ثم رجع ".
رواه عنه يزيد بن هارون. حديث منكر لم يتابع عليه ولست أحفظ من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا يقال له معاوية بن معاوية الليثي. وقد سرق هذا الحديث شيخ
من أهل الشام فرواه عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة بطوله.
العلاء بن كثير مولى بنى أمية (4)،: من أهل الشام يروى عن مكحول وعمرو

(1) جزء من الآية الكريمة 12 من سورة الإسراء يراجع ابن كثير بشأنها 26 / 3.
(2) الشاجب: الهالك. النهاية.
(3) يراجع الميزان والتاريخ الكبير في ترجمة العلاء بن زيدل السابق.
(4) العلاء بن كثير الدمشقي: قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن المديني: ضعيف " وقال
أحمد وغيره: ليس بشئ، وقال ابن عدي: له عن مكحول نسخ عن الصحابة كلها غير محفوظة.
الميزان 104 / 3 التاريخ الكبير 520 / 6.
181

ابن شعيب، روى عنه أهل الشام ومصر، وكان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات
لا يحل الاحتجاج بما روى وإن وافق فيها الثقات، ومن أصحابنا من زعم أنه العلاء
بن الحارث وليس كذلك، لان العلاء بن الحارث حضرمي من اليمن وهذا من موالي
بنى أمية. وذاك صدوق وهذا ليس بشئ في الحديث.
وهو الذي روى عن مكحول عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يكون الحيض للجارية البكر والنيب التي أيست من الحيض أقل من ثلاثة
أيام ولا أكثر من عشرة فإذا رأت الدم أكثر من عشرة أيام فهي مستحاضة،
فإذا زادت على أيام أقرائها قضت، ودم الحيض أسود فاتر تعلوه حمرة ودم الاستحاضة
أصفر رقيق تعلوه صفرة فإذا غلبها فلتحتش كرسفا فإن غلبها فلتعلها بأخرى فإن
غلبها في الصلاة فلا تقطع الصلاة وإن قطر ويأتيها زوجها ويصوم ".
أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا إسحاق بن شاهين قال: حدثنا
حسان بن إبراهيم الكرماني قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت العلاء قال:
سمعت مكحولا عن أبي أمامة.
وروى عن مكحول عن واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالا: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم " لا تذهب الدنيا حتى يستغني النساء بالنساء، والرجال بالرجال، السحاق
زنا النساء فيما بينهن ".
أخبرناه أحمد بن عيسى المقرى بالأهواز قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام
قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي قال: حدثنا
العلاء بن كثير عن مكحول.
182

العلاء بن زهير أبو زهير الأزدي (1): من أهل الكوفة، يروى عن عبد الرحمن
ابن الأسود، روى عنه الكوفيون أبو نعيم وغيره كان ممن يروى عن الثقات
ما لا يشبه حديث الاثبات فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
العلاء بن خالد: من أهل البصرة (2)، يروى عن عطاء وقتادة وثابت، روى
عنه التبوذكي ومسدد، وكان يعرف بأربع أحاديث ثم زاد الامر وجعل يحدث بكل
شئ سئل فلا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي السوية المنقري (3): كنيته أبو الهذيل،
من أهل البصرة، يروى عن أبيه وعبيد الله بن عكراش، روى عنه البصريون،
كان ممن ينفرد بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي
انفرد بها، فأما ما وافق فيها الثقات فإن اعتبر بذلك معتبر لم أر بذلك بأسا.
وهو الذي روى عن عبيد الله بن عكراش عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال:
بعثتني مرة في صدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقد منا المدينة فإذا هو
جالس بين المهاجرين والأنصار فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطاة فقال: من

(1) العلاء بن زهير أبو زهير الأزدي: روى له النسائي حديثا واحدا قال البخاري: " يرونه
الضعيف " ورجح محققو الكتاب أنها مصحفه وأن أصلها " أخو الصقعب " وقال في الميزان: وثقه
يحيى بن معين ونقل رأى ابن حبان ثم قال: العبرة بتوثيق يحيى.
الميزان 101 / 3 التاريخ الكبير 515 / 6
(2) العلاء بن خالد: من أهل البصرة عن عصاء وعلي بن العلاء وقتادة وثابت، أورد البخاري عن
موسى قال: كان عند العلاء أربعة أحاديث ثم أخرج بعد كتابا، ورماه بالكذب، وذلك الذي جاء
في التاريخ الكبير يطابق ما أورده ابن حبان هنا.
ولكن هناك العلاء بن خالد بن وردان أبو شيبة البصري الحنفي، ترجم له في الكبير وقال: أثنى عليه
حيان وكناه حيان. وترجم له في الميزان وأورد ما قال ابن حبان عن العلاء الأول وقال: دخلت ترجمة
هذا في ترجمة الذي قبله على ابن حبان مع أن كلام المؤف هنا لم يشر إلى العلاء الثاني في شئ مما قاله.
الميزان 98 / 3 التاريخ الكبير 516 / 6
(3) الميزان 104 / 3 التاريخ الكبير 513 / 6.
183

الرجل؟ فقلت عكراش بن ذؤيب فقال: ارتفع في النسب. قال: فانتسبت له إلى مرة
بن عبيد. وهذه صدقة مرة بن عبيد. قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هذه
إبل قومي، هذه صدقات قومي ثم أمر بها أن توسم بميسم الصدقة وتضم إليها،
ثم أخذ بيدي فانطلقنا إلى منزل أم سلمة فقال: هل من طعام؟ فأتينا بجفنة كثيرة
الثريد والوذر، فجعل يأكل منها، فأقبلت أخبط بيدي في جوانبها فقبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى وقال: يا عكراش كل من موضع
واحد فإنه طعام واحد ثم أتينا بطبق فيه تمر أو رطب - شك عبيد الله - فجعلت
آكل من بين يدي وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق فقال: يا عكراش كل من
حيث شئت فإنه من غير لون، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ومسح ببلل
كفيه وجهه وذراعيه ورأسه ثم قال: يا عكراش الوضوء مما غيرت النار " (1).
أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال: حدثنا
العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية قال: حدثنا عبيد الله عكراش.
العلاء بن هلال بن عمرو بن هلال بن أبي عطية الباهلي (2): مولى عامر بن
عمرو بن قتيبة، كنيته أبو محمد من أهل الرقة والد هلال ابن العلاء، ولد سنة خمسين
ومائة ومات سنة خمس عشرة ومائتين يروى عن عبيد الله بن عمرو والبصريين:
روى عنه ابنه، كان ممن يقلب الأسانيد ويغير الأسماء لا يجوز الاحتجاج به بحال،

(1) أورد الخبر في ترجمة عكراش بن ذويب في أسد الغابة بإسناده عن الترمذي وفيه العلاء بن
عبد الملك - هو العلاء بن الفضل نسبه إلى جده - مع خلاف قليل في بعض لفظه وزيادة هنا لم ترد
هناك، كما رواه ابن ماجة عن محمد بن بشار عن العلاء مختصرا.
أسد الغابة 69 / 4 سنن ابن ماجة 1089 / 2
(2) العلاء بن هلال الباهلي: قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف، عنده عن يزيد بن هارون
أحاديث موضوعة وقال النسائي: يروى عنه ابنه هلال غير حديث منكر لا أدرى منه أتى أو من أبيه.
الميزان 106 / 3 التاريخ الكبير 511 / 6.
184

روى عن يزيد بن زريع عن أيوب عن ابن مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من قلم أظفاره يوم الجمعة عافاه الله من السوء كله إلى يوم الجمعة الأخرى " رواه
المنكدر عن هلال بن العلاء عن أبيه.
العلاء بن عمرو (1): شيخ يروى عن أبي إسحاق الفزاري العجائب، لا يجوز
الاحتجاج به بحال، روى عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن آدم بن علي
عن بن عمر قال: " بينما النبي عليه الصلاة والسلام جالس وعنده أبو بكر
وعليه عباء قد خللها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل فأقرأه من الله السلام وقال:
يا رسول الله ما لي أرى أبا بكر عليه عباء قد خللها على صدره بخلال؟ فقال: يا جبريل
أنفق ماله علي قال: فاقرأه من الله السلام وقل له: يقول لك ربك: أراض أنت
عنى في فقرك أم ساخط؟ قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر فقال: يا أبا بكر هذا
جبريل يقرئك من الله السلام ويقول: أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط؟ قال:
فبكى أبو بكر وقال: أعلى ربي أغضب، أنا عن ربي راض " أخبرناه الحسن بن
سفيان قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني قال:
حدثنا العلاء بن عمرو قال: حدثني الفزاري عن سفيان الثوري.
العلاء بن مسلمة الرواس أبو سالم (2): من بغداد، يروى عن العراقيين المقلوبات
وعن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن هاشم بن القاسم عن مرجى بن رجاء عن سعيد عن قتادة عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا خير فيمن لا يجمع المال يصل به رحمه ويؤدى به عن
أمانته ويستغنى به عن خلق ربه ".

(1) الميزان 103 / 7.
(2) العلاء بن مسلمة الرواسي: عنه الترمذي ويحيى بن صاعد. قال الأزدي: لا تحل الرواية عنه
كان لا يبالي ما روى، وقال ابن طاهر: كان يضع الحديث.
الميزان 105 / 3.
185

وروى عن إسماعيل بن مغراء الكرماني (1) عن ابن عياش عن برد عن مكحول
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحضروا موائدكم البقل فإنه مطردة
للشيطان مع التسمية " أخبرناه بالحديثين جميعا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال:
حدثنا العلاء بن مسلمة الرواس.
عبيس بن ميمون: أبو عبيدة التيمي (2)، أصله من المدينة، انتقل إلى البصرة
وسكنها، روى عنه العراقيون، روى عن القاسم بن محمد بن كعب ويزيد الرقاشي،
وكان شيخا مغفلا، يروى عن الثقات الأشياء الموضوعات توهما لا تعمدا، فإذا سمعها
أهل العلم سبق إلى قلوبهم أنه كان المتعمد لها.
وهو الذي روى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سمعت
نبي الله عليه الصلاة والسلام يقول: " أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب البت
سربالا من قطران وأقامها للناس يوم القيامة " أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى
قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثنا عبيس بن ميمون عن يحيى
ابن أبي كثير.
وروى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من حلف على يمين فهو كما قال [إن قال]: إني يهودي فهو يهودي
وإن قال: إني نصراني فهو نصراني، وإن قال: إني مجوسي فهو مجوسي ".

(1) الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن حبان بهذا السند وعلق عليه بقوله:
هذا حديث لا أصل له. ونقل رأى ابن حبان في العلاء بن مسلمة ثم قال: قال أبو الفتح الأزدي: كان
رجل سوء لا يبالي ما روى، لا يحل لمن عرفه أن يروى عنه، وقال ابن طاهر: كان يضع الحديث.
الموضوعات لابن الجوزي 298 / 2
(2) عبيس بن ميمون الخزاز: قال أحمد والبخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين وأبو داود:
ضعيف، وقال الفلاس: متروك، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال النسائي: ليس بثقة.
الميزان 26 / 3 التاريخ الكبير 79 / 7.
186

أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق قال: حدثنا عبيس بن ميمون
عن يحيى بن أبي كثير.
وروى عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتتبع المساجد " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج النبلي قال: حدثنا عبيس بن ميمون قال: سمعت
بكر بن عبد الله المزني يحدث عن ابن عمر.
عدى بن الفضل (1): مولى بنى تيم بن مرة، يروى عن عبيد الله بن عمر
وأيوب، روى عنه ورد بن عبد الله والعراقيون، كان ممن كثر خطؤه حتى ظهر
المناكير في حديثه، فبطل الاحتجاج بروايته.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن عدي
ابن الفضل كيف حديثه؟ قال: ليس بثقة.
عامر بن صالح المديني (2): من آل الزبير بن العوام وقد قيل إنه عامر بن صالح

(1) الميزان 62 / 2 التاريخ الكبير 46 / 7
(2) عامر بن صالح المديني: ترجم الذهبي لرجلين بهذا الاسم وقد عدهما ابن حبان رجلا واحدا:
فأما أحدهما فهو عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام نقل الذهبي رأى العلماء عنه
ولم يشر إلى رأى ابن حبان ولخص القول فيه بأنه واه لعل ما روى أحمد بن حنبل عن أحد أوهى من هذا
لم إنه سئل عنه فقال: ثقة لم يكن يكذب وقال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يقول: " جن أحمد
- يعنى ابن حنبل - يحدث عن عامر بن صالح ". كذبه ابن معين وتركه والدار قطني، وقال النسائي:
ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا، وترجم له ابن سعد في السابعة من أهل المدينة وقال:
توفى ببغداد في خلافة هارون، وكان شاعرا عالما بأمور الناس، ويكنى أبا الحارث.
وأما الثاني فهو عامر بن أبي عامر صالح بن رستم الخزاز: ترجم له الذهبي كما ترجم له البخاري
في الكبير قال أبو حاتم: ليس بالقوى وقال ابن عدي: في حديثه بعض النكرة وأورد له حديث النخلة
- ثاني الحديثين الذين أوردهما ابن حنان هنا - ونقل أن أبا الوليد الطيالسي أثبت عليه الكذب في قصة
رواها.
الميزان 360 / 3 التاريخ الكبير 459 / 6
ديوان الضعفاء للذهبي 158 الطبقات الكبرى 322 / 5.
187

ابن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام، وهو الذي يقال له: عامر بن أبي عامر
الخزاز، يروى عن هشام بن عروة، روى عنه خلف بن هشام البزار والعراقيون،
كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: قال يحيى بن معين: عامر
ابن صالح كان كذابا،
قال أبو حاتم: روى عامر هذا عن ابن أبي ملكية عن عائشة أنها قالت:
يا رسول الله لي جاران هما في الجوار سواء، أحدهما بابه قبالة بابي والآخر عن يمين
بابي بأيهما أبدأ؟ قال: بحق الذي بابه قبالة بابك " أخبرناه الحسن بن سفيان قال:
حدثنا زكريا بن يحيى المقرى قال: حدثنا عامر بن أبي عامر.
وقد روى عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن " أخبرناه محمد بن عبد الرحمن الشامي
قال: حدثنا خلف بن هشام البزار قال: حدثنا عامر بن أبي عامر الخزاز
عن أيوب.
عكرمة بن إبراهيم الأزدي (1): كنيته أبو عبد الله من أهل الموصل، كان
على قضاء الري، يروى عن عبد الملك بن عمير وإدريس الأودي، روى عنه
عبد الصمد بن عبد الوارث والعراقيون، كان ممن يقلب الاخبار ويرفع المراسيل.
لا يجوز الاحتجاج به،
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن
عكرمة عن إبراهيم الأزدي فقال: ليس بشئ

(1) عكرمة بن إبراهيم الأزدي الموصلي: ليس بشئ عند يحيى وأبى داود، وضعيف عند النسائي،
وفى حفظه اضطراب عند العقيلي. نقل الذهبي رأى ابن حبان وعلق عليه: " قلت: روى عنه على بن الجعد
وأبو جعفر النفيلي " الميزان 89 / 3 التاريخ الكبير 50 / 8.
188

عبيدة بن حسان بن عبد الرحمن العنبري (1): من أهل سنجار - مدينة
بالجزيرة - يروى عن الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وقتادة، روى عنه خالد بن
حيان الرقي وابن أخيه عمرو بن عبد الجبار بن حسان، كان ممن يروى الموضوعات
عن الثقات، كتبنا من حديثه نسخة عن هؤلاء شبيها بمائة حديث كلها موضوعة،
فلست أدرى أهو كان المتعمد لها أو أدخلت عليه فحدث بها؟ وأيما كان من هذين
فقد بطل الاحتجاج به في الحالين.
عتاب بن حرب بن جبير المزني (2): يروى عن أبي عامر الخزاز، عداده في
أهل البصرة، روى عنه عمرو بن علي والبصريون. كان ممن ينفرد عن الثقات بما
لا يشبه حديث الاثبات على قلة روايته، فليس ممن يحتج به إذا انفرد.
العباس بن الفضل الأنصاري أبو الفضل (3): سكن الموصل، يروي عن أهل
الكوفة وأهل البصرة، روى عنه العراقيون، كان إذا حدث عن خالد الحذاء
ويونس بن عبيد وشعبة بن الحجاج أتى عنهم بأشياء، تشبه أحاديثهم المستقيمة. وإذا
روي عن عنبسة بن عبد الرحمن والقاسم بن عبد الرحمن وأهل الكوفة أتى بأشياء
لا تشبه حديث الثقات، كأنه كان يحدث عن البصريين من كتابه وعن الكوفيين
من حفظه فوقع المناكير فيها من سوء حفظه، فلما كثر ذلك في روايته بطل
الاحتجاج بأخباره.

(1) الميزان 26 / 3 التاريخ الكبير 86 / 6
(2) الميزان 27 / 3 التاريخ الكبير 55 / 6
(3) العباس بن الفضل الأنصاري: قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشئ،
وسئل عنه مرة فقال: ليس بثقة وأنكر عليه أحمد حديثا آخر، وقال النسائي: متروك وأنكر ابن عدي
عليه أحاديث معدودة من كتابه وقال: مع ضعفه يكتب حديثه.
قلده الرشيد قضا، الموصل لما قدمها مهددا لأهلها فاستعفي بعد مدة، صنف كتابا في القراءات ومات
بالموصل سنة 185 ه‍.
الميزان 385 / 2 التاريخ الكبير: 5 / 6
تاريخ الموصل لابن القاسم الأزدي.
189

أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: العباس بن
الفضل الأنصاري ليس حديثه بشئ.
العباس بن الوليد بن بكار (1): شيخ من أهل البصرة; يروى عن أبي بكر
الهذلي وخالد الواسطي وأهل البصرة العجائب، روى عنه محمد بن زكريا الغلابي
وأهل العراق، لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا على سبيل
الاعتبار للخواص.
روى عن خالد الواسطي عن بيان عن الشعبي عن أبي جحيفة بن علي عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب:
يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر ".
وروى عن عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة عن أنس عن مالك عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " الغلاء والرخص جند ان من جنود الله عز وجل، اسم أحدهما
الرغبة والآخر الرهبة، فإذا أراد الله أن يغليه (2) قذف في قلوب التجار الرغبة
فحبسوه (3)، وإذا أراد الرخص قذف في قلوب التجار الرهبة فباعوه (4) ".
وروى عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من غرس غرسا يوم الأربعاء وقال: سبحان الباعث الوارث آتته بأكلها " أخبرناه
محمد ابن المسيب قال: حدثنا إسحاق بن وهب العلاف عنه.

(1) العباس بن الوليد بن بكار هو العباس بن بكار الضبي وأبو بكر الهذلي خاله قال الدارقطني: كذاب
اتهمه بحديث فاطمة رضي الله عنها وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم والمناكير.
الميزان 382 / 2
(2) في الميزان: " فإذا أراد الله أن يغلى ".
(3) في الميزان: " فحبسوا ما في أيديهم ".
(4) في الميزان: " فأخرجوا ما في أيديهم ". وهو يطابق لفظه الذي أورده ابن الجوزي في الموضوعات
240 / 2.
190

عباس بن الضحاك البلخي (1): شيخ دجال يضع الحديث لا يعرفه أصحاب
الحديث، وما أحسب أن أحدا من أصحابنا كتب عنه، لكني ذكرته ليعرف وتجتنب
روايته، روى عنه عبد الله بن عمر بن الرماح قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من كتب " بسم الله
الرحمن " ولم يعور الهاء التي في " الله " كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه
ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ". أخبرناه محمد بن عبدوس النيسابوري
بالرملة من أصل كتابه قال: حدثنا عباس بن الضحاك البلخي قال: حدثنا عبد الله
ابن عمر بن الرماح. وهذا شئ موضوع لا شك فيه ولقد كتبت كل شئ عند ابن
الرماح وعن أبي معاوية عن الأعمش على الوجه وليس هذا فيه.
أخبرنا محمد بن شادل الهاشمي قال حدثنا ابن الرماح قال: حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش بتلك النسخة، وعندي أن المبتدئ في صناعة الحديث يعلم أن هذا بهذا الاسناد
موضوع فكيف الممعن في الصناعة.
العباس بن محمد العلوي (2): شيخ روى عن عمار بن هارون المستملي عن حماد بن
سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " ليلة أسرى بي دخلت
الجنة فإذا أنا بتفاحة انفلقت عن حوراء مرضية كأن أهداب أشفار عينيها مقادم أجنحة
النسور فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: أنا للخليفة المقتول ظلما عثمان بن عفان ".
وهذا شئ لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أنس ولا ثابت
ولا حماد بن سلمة.
عويد بن أبي عمران الجوني (3): يروى عن أبيه. روى عنه ابن المثنى

(1) الميزان 383 / 2.
(2) الميزان 386 / 2.
(3) عويد بن أبي عمران الجوني: في التاريخ الكبير: " عويد " بالذال مصغرا ورجح محققوه أنه
" عوبد " بفتح العين وتسكين الواو والباء الموحدة والدال كما هنا وفى بعض نسخ الميزان: " عويد " بالدال
مصغرا وكذلك ضبطه في ديوان الضعفاء.
قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشئ، وقال الجوزجاني: آية من الآيات،
وقال النسائي: متروك. الميزان 304 / 3 التاريخ الكبير 92 / 7.
191

وسليمان بن داود الشاذكوني كان ممن ينفرد عن أبيه بما ليس من حديثه توهما على
قلة روايته فبطل الاحتجاج بخبره.
روى عن أبيه عن أنس بن مالك قال: " أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس
خصال قال لي: يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقبت من أمتي تكثر
حسناتك وإذا دخلت فسلم على أهل بيتك، يكثر خير أهل بيتك وصل صلاة
الضحى فإنها صلاة الأوابين، وارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم
القيامة " أخبرناه محمد بن مسلمة ابن قرباء بعسقلان قال. حدثنا محمد بن عمرو بن
العباس قال: حدثنا عوبد بن أبي عمران عن أبيه.
عقيل الجعدي (1): شيخ يروى عن الحسن وأبى إسحاق، روى عنه عكرمة بن
عمار والصعق بن حزن منكر الحديث يروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات
فبطل الاحتجاج بما روى وإن وافق فيه الثقات،
عائذ الله المجاشعي (2): من أهل البصرة شيخ يروى عن أبي داود، أحسبه
نفيع. روى عنه سلام بن مسكين منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله إلا
بعد السبر، ولو كان ممن يروى المناكير ووافق الثقات في الاخبار لكان عدلا
مقبول الرواية، إذ الناس أحوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب

(1) الميزان 88 / 3 التاريخ الكبير 53 / 7.
(2) عائذ الله المجاشعي: عن أبي داود، " نفيع " قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال البخاري:
روى عنه سلام بن مسكين لا يصح حديثه. وقال الذهبي تعليقا على هذا: ولا روى عنه سوى سلام.
الميزان 364 / 2 التاريخ الكبير 84 / 7.
192

القدح فيجرج بما ظهر منه من الجرح. هذا حكم المشاهير من الرواة، وأما المجاهيل
الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها.
عجلان بن سهل الباهلي (1): يروى عن أبي أمامة، روى عنه سليمان بن موسى،
منكر الحديث على قلة روايته يروى عن أبي أمامة مالا يشبه حديثه، لا يجوز
الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات فحينئذ يكون كالمستأنس به دون المحتج به.
العطاف بن خالد بن عبد الله القرشي (2): كنيته أبو صفوان المخزومي، من أهل
المدينة، ولد سنة إحدى وتسعين يروى عن نافع وغيره من الثقات مالا يشبه
حديثهم، وأحسبه كان يؤتى ذلك من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته
إلا فيما وافق التقات. كان مالك بن أنس لا يرضا.
روى العطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقاد من خداش أخبرناه
أبو عروية بحران قال: حدثنا القطان بن خالد، وليس هذا من حديث ابن عمر ولا نافع.
عريف بن درهم الجمال (3): من أهل البصرة، يروى عن جبلة بن سحيم،
روى عنه البصريون، منكر الحديث على قلته، لا يعجبني الاحتجاج به إذا
انفرد أخبرنا الهمداني قل حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يسأل
عن حديث عريف بن درهم فيتمنع به.
عائذ بن شريح (4): كنيته أبو المليح، يروى عن أنس بن مالك، روى عنه

(1) عجلان بن سهل الباهلي: فيه جهالة، ضعفة أبو زرعة، وقال البخاري: روى عنه سليمان بن
موسى ولم يصح حديثه.
الميزان 61 / 3 التاريخ الكبير 61 / 7
(2) الميزان 69 / 3
(3) عرف بن درهم الجمال: " أبو هريرة التميمي " في الكبير، وفى المشتبه " الكوفي " أورد
في الكبير عن يحيى قال: روى حديثا منكرا عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر. وقال الحاكم: ليس بالمتين.
الميزان 65 / 3 التاريخ الكبير ر 93 / 7 المشتبه للذهبي 456
(4) الميزان 363 / 2 التاريخ الكبير 60 / 7.
193

أبو الأحوص، كان قليل الحديث ممن يخطئ على قلته حتى خرج عن حد الاحتجاج به
إذا انفرد: وفيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا.
وهو الذي روى عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر من حضر
تهادوا فإن الهدية قلت أو كثرت تذهب السخيمة وتورث المودة " أخبرناه محمد بن
الحسين بن مكرم بالبصرة قال: حدثنا الحسين بن حريث قال: حدثنا الفضل بن موسى
الشيباني عن عائذ بن شريح عن أنس بن مالك.
وروى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما الذي يعطى من سعة بأعظم
أجرا من الذي يأخذ إذا كان محتاجا " أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا عبد الله
ابن خبيق قال: حدثنا يوسف بن أسباط قال: حدثنا عائذ بن شريح عن
أنس بن مالك.
عائذ بن نسير (1): من أهل العراق، يروى عن العراقيين والحجاز بين،
كثير الخطأ على قلته بطل الاحتجاج بما انفرد لما غلب على صحيح حديثه الخطأ.
سمعت محمد بن محمود يقول سمعت الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
عائذ بن نسير ضعيف.
قال أبو حاتم وهو الذي روى عن عطاء عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" من خرج لهذا الوجه بحج أو عمرة فمات فيه لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له:
ادخل الجنة " قالت عائشة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يباهي بالطائفين "
أخبرناه محمد بن عمر بن يوسف قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال:
حدثنا حسين بن علي قال: حدثنا محمد بن السماك عن عائذ بن عطاء.

(1) عائذ بن نسير. ورد في الكبير: " ابن نصير " وعلق محققوه بأنهم لم يعثروا عليه ضعفه ابن معين
وسرد له ابن عدي مناكير منها ما رواه ابن حبان هنا مع اختلاف في بعض الألفاظ.
الميزان 363 / 2 التاريخ الكبير 61 / 7.
194

عسل بن سفيان (1): شيخ يروى عن عطاء، كنيته أبو قرة اليربوعي التميمي،
من أهل البصرة روى عنه شعبة وحماد بن زيد، كان قليل الحديث كثير التفرد
عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات على قلة روايته، ولا يتهيأ الاحتجاج بانفراد من
لم يسلك سنن العدول في الروايات على قلة روايته ودخوله في جملة الثقات إن أدخل
فيهم وهو ممن أستخير الله فيه.
عمار بن سيف الضبي (2): من أهل الكوفة، يروى عن الثوري وابن أبي
ليلى، روى عنه مالك بن إسماعيل النهدي وثابت بن محمد العابد، كان ممن يروى
المناكير عن المشاهير حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، فبطل الاحتجاج به
لما أتى من المعضلات عن الثقات.
روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى عن النبي عليه الصلاة والسلام
أحاديث بواطل لا أصول لها يطول الكتاب بذكرها،
عمار بن محمد (3): ابن أخت سفيان الثوري، كنيته أبو اليقظان، من أهل
الكوفة، يروى عن الأعمش والثوري، روى عنه الحسن بن عرفة والعراقيون،
كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حق استحق الترك من أجله.

(1) عسل بن سفيان: قال أحمد ليس عندي بقوي الحديث. وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن
معين: ضعيف، وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. الميزان 66 / 3 التاريخ الكبير 93 / 7
(2) عمار بن سيف الضبي: يقال لم يكن بالكوفة أفضل منه، وثقه العجلي وقال: ثقة ثبت متعبد
صاحب سنة وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم، وروى عن يحيى: ثقة، وعن ابن معين: ليس حديثه بشئ
وقال أبو داود: كان مغفلا. الميزان 165 / 3 التاريخ الكبير 29 / 7
(3) عمار بن محمد: قال الحسن بن عرقة: كان لا يضحك كنا لا نشك أنه من الابدال، وقال على
ابن حجر: ثبت حجة، وقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به وجاء عن أبي حاتم أيضا أنه لا يحتج به، وقال
الجوزجاني فيه وفى أخية سيف: ليسا بالقويين. واعترض على ذلك الذهبي فقال: لم ينصف أبو إسحاق
فإن سيفا ليس بثقة وعمار صدوق وثقة ابن سعد. وقال البخاري: منكر الحديث - وقال ابن سعد:
كان قد ولى القضاء بالموصل وكان ثقة وقد روى عنه.
الميزان 168 / 3
التاريخ الكبير 29 / 7 الطبقات الكبير 270 / 6.
195

عمار بن مطر الرهاوي (1): يروى عن ابن ثوبان وأهل العراق المقلوبات،
يسرق الحديث ويقلبه. لا اعتبار بما يرويه إلا للاستئناس إليه عند الوفاق من
هو مثله في الاتقان.
أخبرنا القاسم بن عيسى العصار بدمشق قال: حدثنا الوزير بن محمد قال:
حدثنا عمار بن مطر قال: حدثنا أبو ثوبان بنسخة كبيرة أكثرها مقلوبة كرهت
ذكرها لئلا يطول على المتبحر الوقوف عليها لشهرتها عند أصحابنا.
العوام بن جويرية (2): يروى عن الحسن، روى عنه أبو معاوية الضرير،
كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات على صلاح فيه، كان يهم ويأتي بالشئ
على التوهم من غير أن يتعمد فاستحق ترك الاحتجاج به لما ظهر عليه من
أمارات الجرح.
وهو الذي روى عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت، وهو أول العبادة، والتواضع،
وذكر الله، وقلة الشئ (3) " رواه يحيى بن يحيى عن أبي معاوية عن العوام عن
الحسن. وأخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا الحسين بن سيار الحراني قال:
حدثنا أبو معاوية عن العوام بن جويرية.

(1) الميزان 169 / 3.
(2) الميزان 303 / 3 التاريخ الكبير 67 / 7.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الايمان عن أنس كما رواه ابن
عساكر في تاريخه وابن أبي الدنيا عن أنس موقوفا. ورمز له السيوطي بالضعف، وتعجب الذهبي من
إخراج الحاكم له في المستدرك كما شنع عليه المنذري والحافظ العراقي بأن فيه العوام بن جويرة. قال ابن عدي
: الأصل في هذا أنه موقوف على أنس. وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 468 / 1 الجامع الكبير 893 / 1.
196

عون بن عمارة (1): من أهل البصرة، يروى عن الأخضر بن عجلان وهشام
ابن حسان، روى عنه أهل البصرة، كان صدوقا ممن كثر خطؤه حتى وجد
في روايته المقلوبات فبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
وهو الذي روى عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن
سهل بن حنيف عن عمه عمار بن حنيف: " أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله علمني دعاء أدعو به يرد الله علي بصري فقال: قل: اللهم إني
أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد قد توجهت إليك (2) إلى ربى، اللهم
شفعه في وشفعني في نفسي. فدعا بهذا الدعاء وقام وقد أبصر ". أخبرناه أحمد
ابن يحيى بن زهير قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا عون بن عمارة عن
روح بن القاسم أنه حدثهم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
عن عمه عثمان بن حنيف.
وروى عن حميد عن أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " الصائم بالخيار
ما بينه وبين نصف النهار " أخبرناه ابن عبد الحكم بنسا قال: حدثنا أبو يعلى محمد
ابن شداد البغدادي قال: حدثنا عون ين عمارة عن حميد.
عزرة بن قيس (3): شيخ يروى عن أم الفيض، روى عنه أحمد بن إسحاق
الحضرمي، منكر الحديث على قلته، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وإن
اعتبر معتبر بما لم يخالف الاثبات لم أر به بأسا، على أن يحيى ين معين كان سئ

(1) الميزان 306 / 3 التاريخ الكبير 18 / 7
(2) توجهت إليك: هكذا المخطوطة والأرجح أنها: توجهت بك.
(3) عزرة بن قيس: عن أم الفيض وفى المخطوطة: " عن أبي الفيض " قال معاوية بن صالح عن
عن ابن معين: عزرة بن قيس اليحمدي أزدى بصري ضعيف. وقال البخاري: لا يتابع على حديثه.
الميزان 65 / 3 التاريخ الكبير 65 / 7.
197

الرأي فيه. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين
عن عزرة بن قيس فقال: لا شئ.
هفير بن معدان اليحصبي (1): كنيته أبو عائذ من أهل الشام، يروى عن
خالد بن معدان وذويه روى عنه أهل بلده مات سنة بضع وسبعين ومائة،
ممن يروى المناكير عن أقوام مشاهير فلما كثر ذلك في روايته بطل
الاحتجاج بأخباره.
روى عن عطاء عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " الشتيمة
والحقد في النار لا يجتمعان في صدر مسلم ".
وبإسناده " أن النبي عليه الصلاة والسلام لعن النائحة والمستمعة والحالقة والدالقة
والواشمة والمستوشمة وقال: ليس على النساء أجر في اتباع الجنائز " أخبرنا بالحديثين
جميعا الحسن بن سفيان قال: حدثنا فياض بن زهير بن جميل قال: حدثنا يحيى بن
صالح الوحاظي قال: حدثنا عفير بن معدان.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فعفير
ابن معدان؟ فقال: ليس بشئ.
عمير بن سويد (2): شيخ يروى عن أنس بن مالك ما ليس من حديث الثقات عنه،
لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الاثبات في الروايات على قلة ما يأتي بها.
روى عن أنس قال: " كان باب المصطفى عليه الصلاة والسلام يقرع بالأظافير ".

(1) عفير بن معدان الحمصي في المشتبه، و " الحمصي المؤذن أبو عائذ " في الميزان، وأبو عائذ الحضرمي
ويقال اليحصبي في الكبير. كان من البكائين.
قال أبو داود: شيخ صالح ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: يكثر عن سليم عن أبي أمامة بما لا أصل
له، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال مرة: ليس بثقة، وقال أحمد: منكر الحديث ضعيف، أورد الذهبي
عددا آخر من منكراته. المشتبه 487 الميزان 83 / 3 التاريخ الكبير 81 / 7
(2) الميزان 296 / 3.
198

أخبرناه محمد المسيب قال: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز قال: حدثنا أبو نعيم قال:
حدثنا المطلب بن زيد عن عمير بن سويد عن أنس.
عمير بن عبد المجيد الحنفي (1) يروى عن العراقيين، روى عنه أهلها، كان
ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير سمعت الحنبل يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول:
سئل يحيى بن معين عن عمير بن عبد المجيد فقال: صليح ثم ضرب عليه أبو زكريا
يحيى بن معين كتب ضعيف.
أبو الرجال: اسمه عقبة بن عبيد الطائي (2): أخو سعيد بن عبيد، يروى عن
أنس بن مالك يخطئ كثيرا يروى عن أنس ما ليس من حديثه، عداده في أهل الكوفة،
لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. يتقى حديثه من رواية يزيد بن بيان المعلم عنه،
وقد روى عنه الكوفيون ويحيى القطان يروى عنه شيئا يسيرا للاعتبار لا للاحتجاج به،
عقبة بن عبد الله الأصم (3): من أهل البصرة، يروى عن عطاء وابن بريدة،
روى عنه الهيثم بن خارجة والعراقيون، كان ممن ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير
حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع.
وهو الذي روى عن عطاء عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر
في النجوم " أخبرناه الصوفي قال: حدثنا الهيثم بن خارجة عن عقبة.
أبو عمرو البخلي (4): اسمه عبيدة بن عبد الرحمن، وقد قيل عبيدة، يروى
عن يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه حرمي بن حفص، يروى الموضوعات عن
الثقات، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي أيوب الأنصاري قال:
أخذت من لحية النبي صلى الله عليه وسلم: شيئا فقال: لا يصبك السوء أبا أيوب ".

(1) الميزان 296 / 3 التاريخ الكبير 544 / 6. (2) الميزان 86 / 3 التاريخ الكبير 440 / 6
(3) عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم البصري: لم يخفف القول فيه سوى ابن عدي فقد ساق له أحاديث أكثرها
معروفة ثم قال: وبعض أحاديثه ومستقيمة وبعضها مما لا يتابع عليه. الميزان 86 / 3 التاريخ الكبير 441 / 6
(4) الميزان 26 / 3. التاريخ الكبير 88 / 6.
199

باب الغين
غيلان بن أبي غيلان (1): مولى لآل عثمان بن عفان، روى عنه يعقوب بن عتبة
كان داعية إلى القدر، قتل وصلب بالشام، لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به
لدعيته التي كان يدعو إليها وقتل عليها.
أخبرني محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني
عبد الله بن سالم الأشعري قال: حدثني إبراهيم بن أبي عيلة قال: كنت عند عبادة
بن نسى (2) فأتاه آت فقال: إن أمير المؤمنين هشاما قد قطع يدي غيلان ورجليه
فصلبه قال: ما تقول؟ قال: قد فعل قال: أصاب والله فيه القضاء والسنة ولأكتبن
إلى أمير المؤمنين ولأحسنن له رأيه.
غزوان بن يوسف المازني العامري (3): يروى عن الحسن، عداده في أهل البصرة،
روى عنه أهلها، منكر الحديث جدا، يروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات،
فلما كثر ذلك من أخباره على قلة روايته صار ساقط الاحتجاج بما يرويه.
غياث بن إبراهيم (4): كنيته أبو عبد الرحمن، من أهل الكوفة، كان يضع

(1) غيلان بن أبي غيلان: أو غيلان الدمشقي، كانت له أخبار مع أئمة عصره ومجادلات في القدر
منهم محمد بن كعب القرظي وربيعة الرأي وعمر بن عبد العزيز الذي دعا عليه بما انتهى إلى أمره من
القتل والصلب. وقصة قتله وصلبه رواها هشام الكلبي ونقلها ابن عبد ربه في العقد الفريد وذكر أن الذي
حاجه في حضرة هشام بن عبد الملك هو الامام الأوزاعي وقد ألزمه الحجة،
التاريخ الكبير 102 / 7 العقد الفريد 201، 203، 204 / 2 الميزان 338 / 3
(2) عبادة بن نسى: الكندي الأردني سيدهم وقاضيهم.
دول الاسلام 81 التاريخ الكبير 95 / 6
(3) الميزان 333 / 3 التاريخ الكبير 108 / 7
(4) غياث بن إبراهيم النخعي: قال أحمد: ترك الناس حديثه، وعن يحيى: ليس بثقة، وقال
الجوزجاني: كان فيما سمعت غير واحد يقول: يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه.
200

الحديث على الثقات ويأتي بالمعضلات عن الاثبات روى عن العراقيون، لا يحل
كتابة حديثة إلا على جهة التعجب ولا ذكر روايته إلا مع أهل الصناعة للاعتبار
والادكار.
غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري (1): من أهل قرقيسيا (2)، يروى عن عطاء
ومجاهد. روى عنه يعلى بن عبيد والكوفيون، كان ممن يروى المعضلات عن الثقات
حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال.
روى عن عطاء عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام أعطى معاوية سهما
فقال: هاك هذا يا معاوية توافيني به في الجنة.
روى عن نافع عن أبن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل
وهو صائم] (3) ولا يعد الوضوء، أخبرناه عمران بن فضالة الشعيري بالموصل قال:
حدثنا مسعود بن جويرية قال: حدثنا عمر بن أيوب الموصلي قال: حدثنا غالب بن عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر.
غالب بن حبيب اليشكري (4): كنيته أبو غالب، يروى عن العوام بن حوشب،
روى عنه العراقيون، كان ممن يروى المناكير عن المشاهير حتى كثر ذلك في روايته
فبطل الاحتجاج بما يرويه.

(1) وهو الذي حدث المهدى بحديث: " لا سبق إلا في خف " فدس فيه " أو جناح " ولما قام
قال المهدى: أشهد أن قفاك قفا كذاب. الميزان 337 / 3 التاريخ الكبير 109 / 7
1 - غالب بن عبيد الله العقيلي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين ليس بثقة،
وقال الدارقطني وغيره: متروك. الميزان 331 / 3 التاريخ الكبير 101 / 7
(2) قرقيسيا: بالقصر والمد بلد على نهر الخابور وعندها مصبه من الفرات. معجم البلدان 328 / 4
(3) الزيادة من الميزان.
(4) الميزان 330 / 3 التاريخ الكبير 101 / 7
(9) الميزان 3 3 3 / 3.
201

غسان بن الأرقم (1) بن كلاب الحنفي، من أهل اليمامة، كنيته أبو روح،
يروى العجائب، روى عنه حفص بن عمر بن أبي طلحة الأنصاري عن عمه عن أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " خلق الله أحجارا قبل أن بخلق السماوات والأرض بألفي عام ثم
أمر أن يوقد عليها أعدها لإبليس وفرعون ولمن حلف باسمه كاذبا " رواه عنه
أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف اليمامي.
وباسناده عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " يا أنس لا تزال على طهور فإنه
من مات وهو على طهور رزق الشهادة ".
غنيم بن سالم (2) شيخ يروى عن أنس بن مالك العجائب، روى عنه المجاهيل
والضعفاء، لا يعجبني الرواية عنه فكيف الاحتجاج به، وكيف يجوز الاحتجاج
يمن يخالف الثقات في الروايات ثم لا يوجد من دونه أحد من الاثبات.
روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان له إمام فقراءة
الامام له قراءة " وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " من شك في إيمانه
فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ".
وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ناولني المرآة فنظر في وجهه فقال:

(1) غنيم بن سالم: قال الذهبي تعليقا على كلام ابن حبان: الظاهر أن هذا هو يغنم بن سالم أحد
المشهورين بالكذب وإنما صغره بعضهم " غنيم " وعثمان - الذي روى عن غنيم - متهم بالوضع أيضا
والله أعلم.
وجاء في نسخة من الميزان تعليقا على قول الذهبي هذا الظاهر أنه يغنم كما ظن المؤلف وقد أخرج ابن عدي
في أثناء ترجمة يغنم بن سالم من طريق عثمان بن عبد الله الشامي: حدثنا غنيم بن سالم من ولد قنبر
مولى على عن أنس عنه حديثا فوضح أنهما واحد.
أقول: لكنهما عند ابن حيان رجلان فقد ترجم لغنيم هنا كما ترجم ليغنم في آخر باب الياء كما سيأتي.
202

الحمد لله الذي زان منى ما شان من غيري وهداني للاسلام وفضلني عن كثير ممن خلق
تفضيلا ".
أخبرنا بهذه الأحاديث الثلاثة جعفر بن أحمد بن مسلمة السلمي بنيسابور قال:
حدثنا عفان بن عبد الله الأموي قال: حدثنا غنيم عن أنس بن مالك في نسخة
كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثرها موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب فكيف
الاحتجاج بها. وهذا شيخ لعل أصحاب الحديث قل ما يقع عندهم حديثه، وأكثر
حديثة عند أصحاب الرأي.
باب الفاء
فائد بن عبد الرحمن العطار أبو الورقاء (1); من أهل الكوفة، يروى عن ابن أبي
أوفى روى عنه الكوفيون، كان ممن يروى المناكير عن المشاهير ويأتي عن ابن أبي أوفى
بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به.
أخبرنا محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: فائد أبو الورقاء ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من مسح يده على رأس يتيم رحمة له كتب له بكل شعرة حسنة،
ورفع له بكل شعرة درجة، ومحى عنه بكل شعرة سيئة " أخبرناه محمد بن إسحاق
بن سعيد السعدي قال: حدثنا على بن خشرم قال: أخبرنا عيسى بن يونس عن

(1) فائد بن عبد الرحمن العطار الكوفي: كتب عنه حماد بن سلمة، قال البخاري: أراه أبو الورقاء
عن ابن أبي أوفى منكر الحديث. تركه أحمد وروى عباس عن يحيى: ضعيف، وقال ابن عدي: مع
ضعفه يكتب حديثه. وقال مسلم بن إبراهيم: دخلت عليه وجاربته تضرب بن يديه بالعود.
الميزان 339 / 3 التاريخ الكبير 132 / 7.
203

عن فائد أبو الورقاء قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفرزدق بن غالب: الشاعر التميمي: (1) من أهل البصرة، كنيته أبو فراس
واسمه همام بن غالب والفرزدق لقب، يروى عن ابن عمر وأبي هريرة روى عنه أبى
نجيح ومروان الأصغر روى أحاديث يسيرة، وكان الفرزدق ظاهر الفسق هتاكا
للحرم قذافا للمحصنات، ومن كان فيه خصلة من هذه الخصال استحق مجانبة
روايته على الأحوال، ومات الفرزدق وعكرمة في يوم واحد سنة عشرة ومائة هو
وجرير في سنة واحدة.
فضال بن جبير (2): شيخ من أهل البصرة، كان يزعم أنه سمع أبا أمامة،
روى عنه البصريون، يروى عن أبي أمامة ما ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول الآيات طلوع
الشمس من مغربها " وعن أبي أمامة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " اكفلوا ستا
أكفل لكم الجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا أئتمن فلا يخن، وإذا وعد
فلا يخلف، غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وأدوا فرضكم " أخبرنا بالحديثين
جميعا محمد على غلام طالوت بالبصرة قال: حدثنا طالوت بن عباد قال: حدثنا
فضال بن جبير قال: سمعت أبا أمامة يقول: في نسخة كتبنا ها عنه لا أصل لها. أما حديث
الأول فهو قول ابن عمر وليس عن النبي عليه الصلاة والسلام، أما الثاني فهو من
حديث إسماعيل بن عياش. انتهى.
فرفد بن يعقوب السبخي (2): كنيته أبو يعقوب، كان أصله من أرمينية

(1) الميزان 435 / 3 التاريخ الكبير 139 / 7
(2) فضال بن جبير: أبو المهند الغداني، قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة وهي نحو عشرة
أحاديث منها الحديثان اللذان أوردهما المؤلف هنا، وروى الكناني عن أبي حاتم الرازي قال: ضعيف
الحديث. الميزان 347 / 3
(3) فرقد السبخي: أبو يعقوب، كان حائكا من نصارى أرمينية، سكن سبخة الكوفة: قال
البخاري: في حديثه مناكير وقال يحيى القطان: ما يعجبني الحديث عن فرقد السيخي، وقال أيوب:
ليس بشئ، وقال أبو حاتم: ليس يقوى، وقال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس بثقة وقال
أيضا هو والدار قطني ضعيف، مات سنة 131 ه‍ للميزان 345 / 3 التاريخ الكبير 13 / 7.
204

وانتقل إلى البصرة ونسب إلى سبخة كان يأويها، يروى عن الحسن وسعيد بن جبير،
روى عنه العراقيون، مات قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين مائة،
وكان فرقد حائكا من عباد أهل البصرة وقرائهم وكان فيه غفلة ورداءة حفظ،
فكان يهم فيما يروى فيرفع المراسيل وهو لا يعلم ويسند الموقوف من حيث لا يفهم
فلما كثر ذلك منه وفحش مخالفته الثقاب بطل الاحتجاج به، وكان يحيى بن معين
بمرض القول فيه علما منه بأنه لم يكن يتعمد ذلك.
قال أبو حاتم: روى فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر: " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدهن بالزيت غير المقتت عند الاحرام " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن فرقد، لم يتابع عليه.
وقد روى عن يزيد بن عبد الله الشخير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أكذب الناس الصباغون " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا هدية قال: حدثنا همام
بن يحيى قال: حدثنا فرقد في بيت قتادة عن يزيد بن عبد الله ين الشخير.
فضالة الشحام (1): يروى عن عطاء وطاوس والحسن وابن سيرين، عداده في
أهل البصرة، روى عنه أهلها، كان ممن يروى المناكير عن المشاهير، لا يعجبني
الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
فضالة بن حصين (2): شيخ يروى عن محمد بن عمرو الذي لم يتابع عليه وعن
غيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم.

(1) الميزان 349 / 3
(2) فضالة بن حصين الضبي: قال البخاري وأبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث.
الميزان 348 / 3 التاريخ الكبير 125 / 7.
205

روى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا وضعت الحلوى بين يدي أحدكم فليصب منها ولا يردها " أخبرناه ابن قتيبة
قال: حدثنا ابن السرى قال: حدثنا فضالة بن حصين:
فرج بن فضالة الشامي (1): كنيته أبو فضالة من أهل حمص، يروى عن يحيى بن
سعيد الأنصاري. روى عنه العراقيون وأهل بلده، كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق
المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج يه: أخبرنا الهمداني قال: حدثنا
عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عن فرج بن فضالة ويقول:
أحاديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكرة مقلوبة.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن فرج
بن فضالة فقال: ضعيف قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن معاوية بن صالح عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الأسماء عند الله عبد الله
و عبد الرحمن وأصدقها الحارث وهمام وشرها حرب ومرة " أخبرناه الحسن بن
سفيان قال: حدثنا الحسن بن علي الواسطي قال: حدثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن
صالح عن نافع.
وروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن علي قال: قال رسول الله

(1) فرج بن فضالة أبو فضالة التنوخي الحمصي: وقيل الدمشقي. قال البخاري، منكر الحديث،
وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به وقال ابن معين: صالح الحديث، وضعفه النسائي والدار قطني، وقال
أحمد. إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس لكن إذا حدث عن يحيى بن سعيد أتى بمناكير، وقال
سليمان بن أحمد: سمعت عبد الرحمن مهدي يقول: ما رأيت شاميا أثبت من فرج بن فضالة وأنا أستخير
الله في الحديث عنه. وحكى المدائني قال: مر المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له، فقيل له في ذلك فقال.
خفت أن يسألني الله لم قمت له. ويسأله لم رضيت.
الميزان 343 / 3 التاريخ الكبير 134 / 7.
206

صلى الله عليه وسلم: " إذا عملت أمنى خمس عشرة خصلة حل بها البلاء. قيل: وما هي
يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل
زوجته وعق والده [وبر] صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد
وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الناس مخافة شرهم وشرب الخمر ولبس الحرير
أو تخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها، فلترتقبوا عند ذلك ريحا
حمراء وخسفا ومسخا (1) " أخبرناه محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد
والربيع بن ثعلب قالا: حدثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي
عن علي.
الفرات بن السائب الجزري (2): كنيته أبو سليمان وقد قيل أبو المعلى، يروى
عن ميمون بن مهران يروى عنه شبابة عن سوار والعراقيون، كان ممن يروى
الموضوعات عن الاثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات. لا يجوز الاحتجاج به ولا
الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: فرات بن السائب
ليس حديثه بشئ.
الفرات بن سليم (3): يروى عن عمرو بن عاتكة، يروي عنه بقية بن الوليد،
منكر الحديث جدا يأتي بمالا يشك من الحديث صناعته أنه معمول، روى عنه

(1) قال الترمذي: غريب تفرد به فرج وهو ضعيف من قبل حفظه لكن في الجامع: محمد بن عمرو
ابن علي عن علي، ولا يعرف من اسمه عمرو من أولاد على.
وقال البرقاني: سألت الدارقطني عن حديثه عن يحيى عن محمد بن علي عن علي: " إذا علمت أمتي
إلخ فقال. باطل فقلت من جهة فرح: قال. نعم. ومحمد هو ابن الحنفية.
بالميزان 344 / 3
(2) الميزان 341 / 3 التاريخ الكبير 130 / 7
(3) الميزان 342 / 3.
207

عمرو بن عاتكة عن عمرو بن عنبسة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " يا عمرو
ابن عنبسة كيف أنت إذا ركبت دابة يقال لها الهملاج تسمع لجوفه صوتا كشكية
أمك، من بين يديك شيطان ومن خلفك شيطان لا تزال في مقت حتى تنزل
عنه، قال عمرو: إني أعوذ بالله ورسوله من تلك قال: فقدم عمرو حتى أتى بيت
المقدس ليصلي فيه فوجد فيه معاوية بن أبي سفيان فأتاه ليسلم عليه فأمر له بيرذون
ووصيف، فلما ركب البرذون ذهب ليحركه فإذا صوت جوفه وإذا هو هملاج.
فنزل يبكى وانطلق هو والوصيف فدخل على معاوية وقال: لم تنفعني بزيارتك
كما ضررتني بها، وحدثه بالحديث ودفع إليه البرذون والوصيف. رواه عباس الدوري
عن يزيد بن هارون عن بقية بن الوليد قال: حدثني الفرات بن مسلم.
فرات بن الأحنف (1): شيخ يروى عن أهل الكوفة وأبيه، روى عنه أهلها
و عبد الواحد بن زياد وكان غاليا في التشيع، لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به،
وهو الذي يقال له: فرات بن أبي يحيى.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال: سمعت ابن نمير يقول. كان
فرات بن الأحنف من أولئك الذين يقولون: علي بن أبي طالب في السحاب.
فرات بن زهير (2): شيخ يروى عن ملك بن أنس ما لم يحدث به مالك قط،
لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال. روى عن مالك بن أنس قال، أخبرتني
أمي عن أم علقمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللص محارب الله
ورسوله فاقتلوه فما أصابكم من إثمه فعلى " أخبرناه الخضر بن أحمد بن قندهور

(1) الميزان 340 / 3 التاريخ الكبير 129 / 7
(2) الميزان: 341 / 3.
208

بحران قال: حدثنا مخلد بن مالك السلمسيني (1) قال: حدثنا فرات بن
زهير عن مالك.
فضيل بن مرزوق (2): من أهل الكوفة، يروى عن عطية وذويه، روى عنه
العراقيون، منكر الحديث جدا، كان ممن يخطئ على الثقات ويروى عن عطية
الموضوعات وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره، والذي عندي أن كل ما روى
عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات
من الروايات عن الاثبات يكون محتجا به وفيما انفرد على الثقات ما لم يتابع عليه
يتنكب عنها في الاحتجاج بها على حسب ما ذكرنا من هذا الجنس في
كتاب شرائط الاخبار (2)، وأرجو أن فيما ذكرت فيه ما يستدل به على ما رواه
إن شاء الله.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن فضيل
ابن مرزوق فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: روى الفضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي
بن أبي طالب عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إن تؤمروا أبا بكر تجدوه

(1) مخلد بن مالك السلمسيني: نسبة إلى سلمسين قرية قرب حران من نواحي الجزيرة بينها وبين
حران فرسخ ذكره ابن حبان في كتاب الثقات مات سنة 242 م
معجم البلدان 340 / 3
(2) فضيل بن مرزوق الكوفي: هو الرقاشي عند الذهبي ووهم من فرق بينهما. وثقة سفيان بن
عينيه وابن معين وروى عن ابن معين: ضعيف. وعنه أيضا: أرجو أنه لا بأس به وقال النسائي.
ضعيف وكذا ضعفه عثمان بن سعيد. كان معروفا بالتشيع من غير سب. قال الذهبي: عطية أضعف منه
وقال ابن عدي: عندي أنه إذا وافق الثقات يحتج به.
الميزان 362 / 3
(3) للمؤلف كتاب غرائب الاخبار. ولم يرد في ترجمته غيره ولكن مترجموه يذكروا من كتبه
الكثير ولعل هذا مما لم يذكر منها. وفى العبارة كلمة غير واضحة بالمخطوطة.
209

أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا تتخذه
في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عليا - ولا أظنكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديا
يسلك بكم الطريق " رواه عنه زيد بن الحباب.
فهد بن حيان (1): من أهل البصرة، كنيته أبو زيد، يروى عن شعبة
والبصريين، روى عنه العباس بن أبي طالب وأهل العراق، كان ممن يخطئ حتى
يجئ بأحاديث مقلوبة، خرج عن حد الاحتجاج به لما كثر من ذلك.
روى عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل
المؤمن مثل السنبلة يستقيم أحيانا ويعوج أحيانا " وإنما هو عن قتادة عن جابر بن
عبد الله وقال سعيد بن بشير: قتادة عن سليمان اليشكري عن جابر ومات فهد بن
حيان سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ومائتين، وكان على بن المديني يقول: ذهب
الفهدان: فهد بن عوف وفهد بن حيان.
الفضل بن دلهم: من أهل البصرة (2)، وهو مولى لبني تميم، يروى عن الحسن
روى عنه ابن المبارك ووكيع، كان ممن يخطئ فلما فحش خطؤه حتى بطل الاحتجاج به
ولا قفا أثر العدول فيسلك به سننهم، فهو غير محتج به إذا انفرد.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سألت يحيى بن معين عن الفضل
ابن دلهم فقال: ضعيف الحديث.
الفضل بن عيسى الرقاشي (3): كنيته أبو عيسى وهو ابن أخت يزيد الرقاشي،

(1) الميزان 366 / 3
(2) الميزان 351 / 3 التاريخ الكبير 116 / 7
(3) الفضل بن عيسى الرقاشي. قال ابن عينية: كان يرى القدر، وكان أهلا أن لا يروى عنه.
وقال أيوب. لو أن فضلا الرقاشي ولد أخرس كان خيرا له، وقال أحمد. ضعيف. وقال أبو سلمة
التبوذكي. لم يسبق أحد ممن يتكلم في القدر أخبث قولا من الفضل الرقاشي.
الميزان 356 / 3 التاريخ الكبير 118 / 7.
210

وكان خال المعتمر بن سليمان، من أهل البصرة، يروى عن الحسن ويزيد الرقاشي،
روى عنه أهل البصرة، وكان قدريا داعية إلى القدر، وكان يقص بالبصرة، ممن
يروى المناكير عن المشاهير.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سألت يحيى بن معين عن
الفضل الرقاشي يروى عن محمد بن المنكدر فقال: كان قاصا رجل سوء فقلت: فحديثه؟
فقال: لا يسأل عن القدري الخبيث.
الفضل بن عبد الله بن مسعود اليشكري (1): الذي يقال له: ابن الحزم، من
أهل هراة، كنيته أبو العباس يروى عن مالك بن سليمان وغيره العجائب لا يجوز
الاحتجاج به بحال. شهرته عند من كتب من أصحابنا حديثه يغنى عن التطويل في
الخطاب في أمره، فلا أدرى أكان يقلبها بنفسه أو يدخل عليه فيجيب فيها.
باب القاف
قرثع الضبي (2): من أهل الكوفة، يروى عن سلمان، روى عنه علقمة بن
قيس، روى أحاديث يسيرة خالف فيها الاثبات، لم تظهر عدالته فيسلك به مسلك
العدول حتى يحتج بما انفرد ولكنه عندي يستحق مجانبه ما انفرد من الروايات
لمخالفته الاثبات.
القاسم بن عبد الرحمن (3): مولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، كنيته

(1) الميزان 353 / 3
(2) الميزان 387 / 3 التاريخ الكبير 199 / 7
(3) القاسم أبو عبد الرحمن: ويقال ابن عبد الرحمن الشامي. مولى آل معاوية: عبد الرحمن بن خالد
ابن معاوية كما يقول البخاري أو جويرية بنت أبي سفيان أو معاوية كما يقول ابن سعد أو يزيد كما يقول
ابن حبان. كان من فقهاء دمشق
حكى البخاري عن أبي مسهر عن صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ما رأيت أحدا
أفضل من القاسم أبى عبد الرحمن كنا بالقسطنطينية وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين في كل يوم وكان
يتصدق برغيف ويصومه ويفطر على رغيف. وثقه ابن معين من وجوه وقال الجوزجاني: كان خيارا فاضلا
أدرك أربعين من المهاجرين والأنصار وقال الترمذي: ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: منهم من يضعفه.
الميزان 373 / 3 التاريخ الكبير 159 / 7 الطبقات الكبرى 158 / 7.
211

أبو عبد الرحمن، كان يزعم أنه لقي أربعين بدريا، روى عنه أهل الشام، كان ممن
يروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات ويأتي عن الثقاب بالأشياء المقلوبات
حيى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها. أخبرنا مكحول قال سمعت جعفر بن أبان
قال سمعت أحمد بن حنبل وذكر القاسم مولى يزيد بن معاوية فقال: منكر الحديث
ما أرى البلاء إلا من قبل القاسم.
القاسم بن عبد الله عمر العمري (1): أخو عبد الرحمن بن عبد الله العمرى،
يروى عن عمه عبيد الله بن عمر روى عنه العراقيون وأهل اليمن. روى عنه الشافعي
أيضا، كان ردئ الحفظ كثير الوهم ممن يقلب الأسانيد حتى يأتي بالشئ الذي يشبه
المعمول، كان أحمد بن حنبل يرميه بالكذب.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: القاسم بن عبد الرحمن بن عمر ليس بشئ. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت
الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قاسم العمرى كذاب خبيث،
قال أبو حاتم: روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
اجتلى عائشة عند أبويها قبل أن يبنى بها ". أخبرناه الحسن بن سفيان قال:
حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: حدثنا ابن وهب عن القاسم بن عبد الله.
القاسم بن غصن (2): أصله من العراق سكن الشام، يروى عن مسعر وداود

(1) الميزان 371 / 3 التاريخ الكبير 173 / 7
(2) الميزان 377 / 3 التاريخ الكبير 164 / 7.
212

ابن أبي هند، روى عنه محمد بن عبد العزيز الرملي وأهل فلسطين، كان ممن يروى
المناكير عن المشاهير ويقلب الأسانيد حتى يرفع المراسيل ويسند الموقوف لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد فأما فيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا.
القاسم بن مطيب العجلي (1): من أهل البصرة، انتقل إلى الكوفة وسكنها،
يروى عن أبي المليح والحجازيين روى عنه الصعق بن حزن وأهل العراق، يخطئ
عمن يروى على قلة روايته فاستحق الترك كما كثر ذلك منه.
القاسم بن فياض (2): من أهل صنعاء، يروى عن الحجازيين، يروى عنه هشام
ابن يوسف قاضي صنعاء، كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير فلما كثر ذلك في
روايته بطل الاحتجاج بخبره.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: القاسم بن فياض ليس بشئ
القاسم بن أمية الحذاء (3): شيخ يروى عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة،
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن حفص بن غياث. عن برد أبى العلاء عن مكحول عن
واثلة بن الأسقع عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا تظهر الشماتة بأخيك فيريحه
ربك ويبتليك " أخبرناه الحسن بن عبد الله القطان بالرقة قال: حدثنا العباس بن

(1) الميزان 308 / 3 التاريخ الكبير 169 / 7
(2) الميزان 377 / 3
(3) القاسم بن أمية الحذاء في الكبير: العدوى الحذاء علق الحافظ الذهبي على رأى ابن حبان فيه فقال:
روى عنة أبو زرعة وأبو حاتم وقالا: صدوق، وقع اسمه في الجامع: أمية بن القاسم.
الميزان 368 / 3 التاريخ الكبير 172 / 7.
213

إسماعيل قال: حدثنا قاسم بن أمية الحذاء عنه، وهذا لا أصل له من كلام
ر سول الله صلى الله عليه وسلم
القاسم بن بهرام أبو همدان (1): شيخ كان على القضاء بهيت، يروى عن أبي الزبير
العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن أبي الزبير عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما وقال:
هاك حتى تلقاني به في الجنة " أخبرناه الحسن بن إسحاق الأصبهاني بالكرج قال:
حدثنا الحسين بن عبد الله بن حمدان الرقي قال: حدثنا القاسم بن بهرام عن أبي
الزبير عن جابر.
القاسم بن عبد الله المكفوف (2): من تل ما سح - موضع بالجزيرة من ديار
مضر - يروى عن سلم (3) الخواص عن ابن عيينة عن ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن معاذ بن جبل قال: " كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاذ
ألا أحدثك بحديث ما حدث به نبي أمته؟ إن أنت سمعته لم ينفعك عيشك أيام الحياة
وإن أنت سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة، قلت: حدثني بأبي
أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: بلى يا معاذ إن لله سبعة أملاك في كل سماء ملك
فيكتب الحفظة عمل العبد فيصعدون به إلى السماء " وذكر الحديث الطويل في قصة الأملاك
السبعة، أخبرناه عمر بن سعيد بن سنان بمنبج (4) قال: حدثنا القاسم بن عبد الله

(1) الميزان 369 / 3
(2) القاسم بن عبد الله المكفوف التلي: نسبة إلى تل ماسح قرية من نواحي حلب قال: امرؤ القيس:
يذكرها أوطانها تل ماسح:. منازلها من بربعيص وميسرا.
معجم البلدان 43 / 2 الميزان 372 / 3
(3) سلم الخواص: في المخطوطة " سالم " وتكرر. وهو مسلم بن ميمون الخواص الزاهد.
يراجع الميزان 186 / 2
(4) بمنبج: الكلمة غير واضحة في المخطوطة وما أثبته أقرب إلى الرسم. وعمر بن سعيد بن أحمد بن.
214

المكفوف، ولست أدرى الحمل في هذا على القاسم هذا أو على سلم الخواص على أنى
لست أشك أن ابن عيينة ما حدث بهذا في الدنيا قط وهذه قصة مشهورة لأحمد بن
عبد الله الجويباري عن يحيى بن سلام الإفريقي عن ثور بن يزيد. وقد سرقه من
الجويباري عبد الله بن وهب الفسوي (1) فحدث به عن محمد بن القاسم الأسدي
عن ثور بن يزيد، أخبر به محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل بنسا قال: حدثنا
عبد الله بن وهب الفسوي.
القاسم بن إبراهيم بن علي (2) بن عمار الهاشمي الكوفي: منكر الحديث.
روى عن الفضل بن دكين عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال: " نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله
جل وعلا قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإنه قاتل بابن ابنتك الحسين بن علي
سبعين ألفا وسبعين ألفا " أخبرناه وصيف بن عبد الله بأنطاكية قال: حدثنا القاسم
ابن إبراهيم وهذا لا أصل له.
قابوس بن أبي ظبيان (3): واسم أبى ظبيان حصين بن جندب، يروى عن أبيه

(1) سنان أبو بكر الطائي المنبجي، ذكره ياقوت فيمن ينسب إلى منبج من المحدثين سمع منه ابن حبان.
معجم البلدان 207 / 5
(1) الفسوي: في المخطوطة " النسوي " بالنون وتكرر، وهو عبد الله بن وهب الفسوي بالفاء.
يراجع الميزان 523 / 2
(2) القاسم بن إبراهيم الهاشمي الكوفي: علق الذهبي على قول ابن حبان - " إن الحديث لا أصل له " -
فقال: رواه الحاكم في المستدرك من وجهين عن أبي نعيم، وأورد الخبر ثم قال: فالثلاثة الراوون له عن أبي
نعيم مقدوح فيهم. الميزان 368 / 2
(3) قابوس بن أبي ظبيان الجنبي: روى عنه الثوري، قال البخاري: قال أحمد بن عبد الله عن جرير:
أتينا قابوس بعد فساده، كان ابن معين شديد الحط عليه على أنه قد وثقه وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال
النسائي: ليس بالقوى، وقال ابن عدي: أحاديثه متضاربة وأرجو أنه لا بأس به، وقال أحمد: ليس بذاك
لم يكن من النقد الجيد، وقال ابن سعد: فيه ضعف لا يحتج به.
الميزان 367 / 3 التاريخ الكبير 193 / 7 الطبقات الكبرى 237 / 6.
215

وأبوه ثقة. وروى عنه الثوري وأهل الكوفة. كان ردئ الحفظ يتفرد عن أبيه
بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل وأسند الموقوف، كان يحيى بن معين شديد الحمل
عليه، ومات قابوس سنة تسع وعشرين ومائة.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت عبد الرحمن يحدث
عنه بشئ قط. يعنى قابوس.
قزعة بن سويد بن حجير الباهلي (1): وهذا الذي يقال له: قزعة بن أبي قزعة،
من أهل البصرة، يروى عن عبيد الله بن عمر وحميد بن قيس، كان كثير الخطأ
فاحش الوهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سألت يحيى بن معين عن
قزعة بن سويد فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن حميد الأعرج عن الزهري عن محمود بن
لبيد عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتم موتاكم
فأغمضوا البصر فإن البصر يتيع الروح وقولوا خيرا فإنه يؤمن على ما قال أهل
البيت (2) " أخبرناه محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال: حدثنا روح بن عبد المؤمن
المقرئ قال قال: حدثنا قزعة بن سويد عن حميد الأعرج.
قيس بن الربيع الأسدي (3): كنيته أبو محمد، من أهل الكوفة، يروى عن

(1) قزعة بن سويد. قال البخاري: ليس هو بذاك القوى، ولا بن معين فيه قولان، وقال أحمد:
مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج به وقال النسائي: ضعيف، ومشاه ابن عدي.
الميزان 389 / 3 التاريخ الكبير 192 / 7
(2) الحديث رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وابن ماجة في السنن قال في الزوائد: إسناده
حسن لان قزعة مختلف فيه وباقي رجاله ثقات.
سنن ابن ماجة 468 / 1 الجامع الصغير بشرح فيض القدير 330 / 1 الجامع الكبير 510 / 1
(3) قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي الكوفي: أحد أوعية العلم، صدوق في نفسه سيئ الحفظ قيل
لأحمد: لم تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيع وكان كثير الخطأ وله أحاديث منكرة. وكان وكيع وعلى ابن
المديني يضعفانه، وتركه النسائي وضعفه الدارقطني، وقال محمد بن عبيد الطنافسي: كان قيس بن الربيع
استعمله أبو جعفر على المدائن فكان يعلق النساء من ثديهن ويرسل عليهن الزنابير ولم يكن قيس عندنا
بدون سفيان إلا أنه لما استعمل أقام على رجل الحد فمات فطفى أمره. وقال أبو الحسن القطان: هو
ضعيف عندهم كابن أبى ليلى وشريك اعتراه من سوء الحفظ لما ولى القضاء ما اعتراهما.
الميزان 393 / 3 التاريخ الكبير 156 / 7 الطبقات الكبرى 262 / 6.
216

أبى حصين، روى عنه أهل الكوفة، مات سنة سبع وستين ومائة، اختلف فيه
أئمتنا، فأما شعبة فحسن القول فيه وحث عليه وضعفه وكيع وأما ابن المبارك ففجع
القول فيه، وتركه يحيى القطان، وأما يحيى بن معين فكذبه، وحدث عنه عبد الرحمن
ابن مهدي ثم ضرب على حديثه، وإني سأجمع بين قدح هؤلاء. فيه وضد الجرح
منهم فيه إن شاء الله.
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني
قال: حدثنا قراد (1) قال: سمعت شعبة يقول: ما أتينا شيخا بالكوفة إلا وجدنا
قيسا قد سبقنا إليه وإن كنا لنسميه قيس الجوال.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عون قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا
عمران بن أبان قال: سمعت شريكا يقول: ما نشأ بالكوفة ناشئ كان اطلب للحديث
من قيس بن الربيع.
أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا عباس بن محمد قال: حدثنا قراد قال:
سمعت شعبة يقول: جلست أنا وقيس بن الربيع في مسجد فلم يزل يقول: حدثنا
معاذ بن معاذ قال: قال لي شعبة: ألا ترى يحيى بن سعيد القطان يتكلم في قيس بن
الربيع الأسدي ووالله ماله إلى ذلك سبيل.
اخبرني محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن قهزاد قال: سمعت محمد بن الحسن

(1) قراد: عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي مولاهم ت 207 ه‍. طبقات الحفاظ للسيوطي 142.
217

يقول: قال لي عبد الله بن المبارك: من لازمت بالكوفة؟ قلت: قيس بن الربيع
قال: فهلا زائدة.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول ليحيى بن معين: قيس بن
الربيع؟ قال: ليس بشئ.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان
عن قيس بن الربيع وكان عبد الرحمن كتب حديثا عنه ثم تركه.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال: حدثنا جعفر بن أبان
قال: حدثنا أبو الوليد قال: قال لي أبو قتيبة: قال لي شعبة،: عليك
بقيس بن الربيع.
أخبرني محمد بن المنذر قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ قال: قال الجماني:
جثت يوما أطلب قيس بن الربيع فإذا وكيع وأبو غسان قد أخذوه وأدخلوه دارا
يسمعون منه قال: فجمعت الحجارة فما زلت أرميهم حتى فتحوا لي الباب.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: سمعت أبا الوليد يقول:
حضرت جنازة قيس بن الربيع فجاء شريك فدخل الدار حتى غسل وفرغ من أمره
ثم أخرج فذهبت أدنو منه فغلبت عليه فأخبرني من يليه أنه قال: ما خلف مثله.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: قيس بن الربيع
لا يساوي شيئا.
قال أبو حاتم قد سيرت أخبار قيس بن الربيع من رواية القدماء والمتأخرين
وتتبعتها فرأيته صدوقا مأمونا حيث كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن بابن
سوء فكان يدخل عليه الحديث فيجيب فيه ثقة منه بابنه، فلما غالب المناكير على
صحيح حديثه ولم يتميز استحق مجانبته عند الاحتجاج، فكل من مدحه من أئمتنا.
218

وحث عليه كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدث بها عن سماعه.
وكل من وهاه منهم فكان ذلك لما علموا مما في حديثه من المناكير التي أدخل عليه
ابنه وغيره. قال عفان: كنت أسمع الناس يذكرون قيسا فلم أدر ما علته،
فلما قدمنا الكوفة أتيناه فجلسنا إليه فجعل ابنه يلقنه ويقول له حصين فيقول حصين
فيقول رجل آخر ومغيرة فيقول ومغيرة فيقول آخر والشيباني فيقول والشيباني.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سألت ابن نمير عن قيس
ابن الربيع فقال: إن الناس قد اختلفوا في أمره وكان له ابن فكان هو آفته، نظر
أصحاب الحديث في كتبه فأنكروا حديثه وظنوا أن ابنه غيرها.
قدامة بن محمد بن خشرم الخشرمي (1): من أهل المدينة، يروى عن أبيه ومخرمة
ابن بكير عن بكير بن عبد الله بن الأشج المقلوبات التي لا يشارك فيها، روى عنه
عبد الله بن هارون الفروي، وأهل المدينة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى قدامه عن أبيه عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن ابن شهاب عن أنس
ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله
حلة يحبر بها. قيل يا رسول الله وما يحبر بها؟ قال: يغبط بها يوم القيامة " أخبرناه
مكحول قال: حدثنا بن عبد الله بن هارون بن موسى القروي قال: حدثنا قدامة بن
محمد بن خشرم قال: حدثني أبي.
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا كان له مثل أجره "
أخبرناه محمد بن جبريل الشهروري (2) بطرسوس قال: حدثنا سعد بن عبد الله

(1) قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم: مشاه غير ابن حبان وقال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة
الميزان 386 / 3
(2) الشهر ورى: هكذا ولم أعثر عليه ولعله الشهرزوري أو السهروردي. يراجع المشتبه 402.
219

ابن عبد الحكم قال: حدثنا قدامة بن محمد عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن ابن
شهاب عن أنس.
قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي (1): كنيته أبو سفيان، من أهل الكوفة،
يروى عن الثوري وعن أبيه، روى عنه العراقيون، كان ممن يخطئ كثيرا
ويأتي بالأشياء التي لا تشبه حديث الثقات عن الاثبات فعدل به عن مسلك العدوى
عند الاحتجاج.
قريش بن أنس الأنصاري (2): مولى بنى والية، كنيته أبو أنس، من أهل
البصرة، يروى عن ابن عون والبصريين، روي عنه العراقيون، مات سنة تسع
ومائتين، وكان سخيا صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدرى
ما يحدث به وبقى ست سنين في اختلاطه فظهر في روايته أشياء مناكير لا تشبه حديثه
القديم، فلما ظهر ذلك من غير أن يتميز مستقيم حديثه من غيره لم يجز الاحتجاج به
فيما انفرد. فأما فيما وافق الثقات فهو المعتبر بأخباره تلك.
روى عن أشعت عن الحسن عن سمرة: " أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى
أن يقد السير بين إصبعين " أي لا يقطع بين إصبعين مخافة ان يقطع الإصبع.
أخبرناه ابن قحطبة قال: حدثنا بندار بن بشار قال: حدثنا قريش بن أنس
عن أشعث.

(1) الميزان 390 / 3 التاريخ الكبير 190 / 7
(2) قريش بن أنس الأنصاري: صدوق مشهور وثقه ابن معين والنسائي وابن المديني وقال النسائي:
تغير قبل موته بست سنين. وقال البخاري في الضعفاء: اختلط ست سنين في البيت.
الميزان 389 / 3 التاريخ الكبير 195 / 7.
220

باب الكاف
كميل بن زياد النخعي (1): وهو الذي يقال له: كميل بن عبد الله، من أصحاب
علي بن أبي طالب روى عنه عبد الرحمن بن عابس والعباس بن ذريح وأهل الكوفة،
وكان كميل من المفرطين في علي ممن يروى عنه المعضلات وفيه المعجزات، منكر
الحديث جدا تتقى روايته ولا يحتج به.
كدير الضبي (2): شيخ يروى المراسيل، روى عنه أبو إسحاق السبيعي،
منكر الرواية. على أن المراسيل لا تقوم عند بابها الحجة وهي وما لم يرو سيان
فلا يعجبني الاحتجاج بما انفرد به كدير من غير المراسيل (3) إن وجد ذلك.
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني (4): يروى عن أبيه عن جده،
روى عنه مروان بن معاوية وإسماعيل بن أبي أويس، منكر الحديث جدا،
يروى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه

(1) كميل بن زياد النخعي: قال ابن سعد: شهد مع علي صفين وكان شريفا مطاعا في قومه فلما قدم
الحجاج الكوفة وعابه فقتله، وثقه ابن معين أيضا.
الطبقات الكبرى 124 / 6 الميزان 415 / 3 التاريخ الكبير 243 / 7
(2) كدير الضبي: كان من غلاة الشيعة قال في أسد الغابة: هو كدير بن قتادة مختلف في صحبته.
سكن الكوفة وقال في الميزان: وهم من عده صحابيا قال البخاري: روى عنه سماك بن سلمة وضعفه قال سماك:
دخلت عليه أعوده فقالت لي امرأته: ادن منه فإنه يصلى فسمعته يقول في الصلاة: سلام على النبي والوصي.
فقلت: لا والله لا يراني عائدا إليك. ضعفه البخاري والنسائي.
الميزان 410 / 3 التاريخ الكبير 242 / 7 أسد الغابة 462 / 4
(3) قال أبو عمر: حديثه عند أكثرهم مرسل: أسد الغابة.
(4) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المدني: لم يشهد له أحد بخير فيما نقله صاحب الميزان قال له
ابن عمران القاضي: يا كثير أنت رجل بطال. تخاصم فيما لا تعرف، ويدعى ما ليس لك ومالك بينة، فلا
تقربني إلا أن تراني تفرغت لأهل البطالة: وأما الترمذي فروى من حديثه: " الصلح جائز بين المسلمين "
وصححه قال الذهبي: فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي.
الميزان 406 / 3 التاريخ الكبير 217 / 7.
221

إلا على جهة التعجب. وكان الشافعي رحمه الله يقول: كثير بن عبد الله المزني ركن
من أركان الكذب.
أخبرني محمد المنذر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: كثير بن عبد الله لجده صحبة وكثير ضعيف الحديث. سمعت يعقوب بن إسحاق
يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: كثير بن عبد الله المزني؟
قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وروى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " إن لله من خلفه وجوها خلقهم لحوائج الناس يرغبون في الاجر
ويعدون الجود مجدا والله يحب مكارم الأخلاق " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: ذكره
كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده.
كثير بن زيد (1): يروى بن عبد الله بن كعب بن مالك، وهو الذي يقال له:
كثير بن النضر، روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد، كان كثير الخطأ على قلة روايته،
لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن كثير
ابن زيد فقال ليس بذاك القوى وكان قال: لا شئ ثم ضرب عليه.
كثير بن شنظير الأزدي (2): كنيته أبو قرة، من أهل البصرة، يروى عن

(1) كثير بن زيد ترجم البخاري والذهبي لكثير بن زيد الأسلمي المدني وهو غير واضح الارتباط مع
كثير ابن زيد هذا وليس في الكبير ولا في الميزان كثير بن زيد غيره.
الميزان 404 / 3 التاريخ الكبير 216 / 7
(2) الميزان 406 / 3 التاريخ الكبير 215 / 7.
222

الحسن وابن سبرين وعطاء، روى عنه العراقيون، كان كثير الخطأ على قلة روايته،
ممن يروى عن المشاهير أشياء مناكير حتى خرج بها عن حد الاحتجاج إلا فيما
وافق الثقات.
أخبرنا الهمداني. قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث
عن كثير بن شنظير.
كثير بن سليم أبو هاشم (1): من أهل الأيلة وهو الذي يقال له كثير بن
عبد الله، يروى عن أنس، روى عنه قتيبة بن سعيد، كان ممن يروى عن أنس
ما ليس من حديثه من غير رؤيته، ويضع عليه ثم يحدث به، لا يحل كتابة حديثه
ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاختيار.
وهو الذي روى عن أنس أن أم سليم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (2): ثم
قالت يا رسول الله ما من الأنصار رجل ولا امرأة إلا وقد أتحفك بشئ غيري
وليس لي إلا ولدى هذا فأحب أن تقبله منى يخدمك فقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقعدني بين يديه ومسح بيده على رأسي وبرك على وقال: يا أنس احفظ سرى

(1) كثير بن سليم أبو هاشم: من أهل الأيلة. قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي:
متروك. وقال الدارقطني: ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث شبه متروك، وقال ابن عدي:
في بعض رواياته ما ليس بمحفوظ.
وقد ترجم البخاري لكثير أبو هشام وقال: أراه ابن سليم الأبلي عن أنس منكر الحديث، ولكن
الذهبي جزم بأنهما رجلان فترجم لأولهما:
كثير بن سليم الضبي البصري المدائني أبو سلمة عن أنس لم يشهد له أحد بخير وقال الدارقطني: من أهل
الكوفة: وثانيهما كثير بن عبد الله أبو هاشم الأبلي: ونبه الذهبي في ترجمة الرجلين إلى أن ابن حبان
وهم في عدهما رجلا واحدا. هذا وقد رأيت أن البخاري مال إلى ما ذهب إليه ابن حبان.
الميزان 405، 406 / 3 التاريخ الكبير 218 / 7
(2) قال: من القيلولة: ولعل السر في عدم الصال العبارة في الخبر أن ابن حبان قام باختصاره
وقد صرح بذلك.
223

تكن مؤمنا يا بنى إن استطعت أن تكون أبدا على الوضوء فكن فإن ملك
الموت إذا قبض روح العبد وهو على وضوء كتب له شهادة: يا بنى إن استطعت أن
تكون أبدا مصليا فصل فإن الملائكة تصلى عليك ما دمت تصلى. يا بنى إذا خرجت
من رحلك فلا يقع بصرك على أحد من أهل قبلتك إلا سلمت عليه، فإنك ترجع
إلى منزلك وقد ازددت في حسناتك، يا بنى إذا دخلت منزلك فسلم على أهل بيتك
يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك. يا بنى إن أطعتني فلا يكن شئ أحب إليك
من الموت، يا بنى إذ خرجت إلى الصلاة فاستقبل القبلة وارفع يديك وكبر وأقم
صلبك حتى يقع كل عظم مكانه وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض وأقم
صلبك فيه وإذا رفعت فضع عقبيك تحت أليتك أو ما بدا لك وأقم صلبك فإن
الله لا ينظر إلى من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ".
أخبرناه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا
كثير أبو هاشم الأبلي سمعت أنس بن مالك يحدث عن معاوية بن قرة وساق بطوله.
أنا اختصرته.
كثير بن زياد أبو سهل البرساني الخراساني (1): أصله من البصرة، سكن
بلخ ثم سكن سمر قند يروى عن الحسن وأهل العراق الأشياء المقلوبة، استحب مجانبة
ما انفرد من الروايات روى عنه أهل بلخ وسمر قند.
وهو الذي روى عن مسة (2) عن أم سلمة قالت: كانت النفساء على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم تقعد بعد نفاسها أربعين يوما وكنا نطلي على وجوهنا الورس من

(1) الميزان 404 / 3 التاريخ الكبير 215 / 7
(2) مسة: هي الأزدية عن أم سلمة وعنها أبو سهل كثير بن زياد لا يعرف لها إلا هذا الحديث وكان
في المخطوطة " قتيبة " بدل " مسة " وقد نقل الذهبي عبارة المؤلف هذه وعنه اعتمد في التعديل.
الميزان 404 / 3، 610 / 4.
224

الكلف " أخبرناه أبو عروبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو القملي قال: حدثنا
زهير بن معاوية قال: حدثنا على بن عبد الاعلى أبو الحسن الأحول عن أبي سهل
البصري عن مسة، وأبو سهل هذا هو كثير بن زياد البرساني.
كثير بن حمير الأصم (1): شيخ يروى عن الشاميين ما لم يتابع عليه، لا يجوز
الاحتجاج بخبره إذا انفرد روى عن سالم أبو المهاجر عن حبيب بن مرزوق عن خالد
ابن معدان عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غدا إلى المسجد لا يريد
إلا أن يعلم خيرا أو يتعلمه كان له مثل أجر الحاج تم حجه، ومن راح إلى المسجد
لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له مثل أجر حاج أو معتمر تام حجه وعمرته "
أخبرناه أحمد بن عمران بن جابر بالرملة قال: حدثنا ربيعة بن الحارث الجبلاني قال:
حدثنا موسى بن أيوب قال. حدثنا كثير بن حمير الأصم عن سالم أبى المهاجر.
كثير بن مروان السلمي (2): من أهل فلسطين، يروى عن عبد الله بن بريد
الدمشقي، روى عنه محمد بن الصباح الجرجاني، وهو صاحب حديث المراء، منكر
الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.
روى عن عبد الله بن بريد الدمشقي قال: حدثني أبو الدرداء أبو أمامة الباهلي
وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع قالوا: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى
في شئ من الدين، فغضب علينا غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهر فقال:
يا أمه محمد لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار ثم قال: بهذا أمرتكم.
أليس عن هذا نهيتكم؟ أو ليس قد هلك من قبلكم بهذا ثم قال: ذروا المراء لقلة
خيره، ذروا المراء فإن نفعه قليل ويهيج العداوة بين الاخوان، ذروا المراء فإن المراء

(1) الميزان 403 / 3.
(2) كثير بن مروان السلمي: أبو محمد الفبري المقدسي، ضعفه يحيى والدار قطني وقال يحيى مرة: كذاب
وقال الفسوي: ليس حديثه بشئ. الميزان 409 / 3.
225

لا تؤمن فتنة، ذروا المراء فإن المراء يورث الشك ويحبط العمل، ذروا المراء فإن
المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فكفاك إثما أن
لا تزال مماريا، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم
بثلاثة بيوت في الجنة في وسطها ورياضها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ذروا
المراء فإن أول ما نهاني عنه ربى بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر المراء، ذروا المراء فإن
الشيطان قد أيس أن يعبد ولكنه قد رضى منكم بالتحريش وهو المراء في الدين.
ذروا المراء فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين
وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلهم على الضلال إلا السواد
الأعظم. قالوا: يا رسول الله وما السواد الأعظم؟ قال: من كان على ما أنا عليه
وأصحابي، من لم يمار في دين ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب. ثم قال: إن
الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء. قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟
قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا يكفرون أحدا من
أهل التوحيد بذنب ".
أخبرناه الثقفي قال: حدثنا محمد بن الصباح الجرجاني قال: حدثنا كثير بن مروان
الفلسطيني عن عبد الله بن بريد الدمشقي.
كامل بن العلاء السعدي (1): وهو كامل بن العلاء الحماني التميمي، مولى
ضباعة، من أهل الكوفة، كنيته أبو عبد الله، يروى عن حبيب بن أبي ثابت،

(1) كامل بن العلاء السعدي: وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوى،، وقال أيضا: ليس به
بأس، وقال محمد بن المثنى. ما سمعت عبد الرحمن يحدث عنه شيئا قط، وذكر ابن عدي في الكامل
له أحاديث وقال: لم أر للمتقدمين فيه كلاما وفي بعض رواياته أشياء أنكرتها، ومع هذا أرجو أنه لا بأس
به، وقال ابن سعد كان قليل الحديث وليس بذاك.
الميزان 400 / 3 التاريخ الكبير 244 / 7 الطبقات الكبرى 264 / 6.
226

روى عن أهل الكوفة، كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل من حيث لا يدرى،
فلما فحش ذلك من أفعاله بطل الاحتجاج بأخباره.
وهو الذي روى عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال.
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي وارحمني وعارفني
وارزقني وانصرني واجبرني " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا صالح بن سوار
قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا كامل أبو العلاء.
وروى عن إسحاق بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من اختفى ميتا فكأنما قتله " قالوا: والاختفاء النبش. أخبرناه
السختياني قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله ين سعيد عن
كامل أبى العلاء.
وروى عن أبي صالح عن أبي هريرة: " إن المؤذن كان يأتي النبي عليه الصلاة
والسلام يقول: السلام عليك يا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح " أخبرناه
على بن الحسين بن المقير بمكة قال: حدثنا أحمد بن عمران الأخفش قال: حدثنا زيد
ابن حباب قال: حدثنا كامل أبو العلاء قال: حدثنا أبو صالح.
وروى عن الحكم بن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: " بينما نحن جلوس
مع النبي عليه الصلاة والسلام إذ أقبلت امرأة عريانة قال: فتغير وجه النبي عليه
الصلاة والسلام وغمض عينيه فقام إليها رجل من القوم فألقى عليها ثوبا وضمها إلى
نفسه قال بعض القوم أحسبها امرأته فقال [عليه الصلاة والسلام]: أحسبها غيري
إن الله جل وعلا كتب الغيرة على النساء وكتب الجهاد على الرجال، فمن صبر منهن
إيمانا واحتسابا كان لها مثل أجر الشهيد " أخبرناه محمد بن عمر بن يوسف قال:
حدثنا المسوري موسى بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبيد بن الصباح قال: حدثنا
كامل عن الحكم.
227

كوثر بن حكيم (1): يروى عن عطاء ونافع، روى عنه هشيم والعراقيون،
كان ممن يروى المناكير عن المشاهير، ويأتي عن الثقات ما ليس من
حديث الاثبات.
روى كثير بن حكيم عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" أربع لا يقبلن في أربع نفقة من خيانة أو سرقة أو غلول أو مال يتيم لا يقبل
في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة (2) " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا
عبد الله بن مطيع قال: حدثنا هشيم عن كوثر.
وروى عن نافع عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " يا ابن أم عبد
هل تدرى كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة: قال: الله ورسوله أعلم. قال:
لا يجار على جريح ولا يقتل أسيرها ولا يطلب هاربها ولا يقسم فيؤها "
أخبرناه الصوفي ببغداد قال: حدثنا أبو نصر التمار قال: حدثنا كوثر عن نافع
عن ابن عمر.
وروى كوثر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها والجالب والمجلوب إليه والبائع والمشترى والساقي
والشارب وحرم ثمنها على المسلمين " أخبرناه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال:
حدثنا أبو نصر التمار قال: حدثنا كوثر عن نافع.

(1) كوثر بن حكيم. قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال ابن معين:
ليس بشئ وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه بواطيل، ليس بشئ، وقال الدارقطني وغيره: متروك.
الميزان 416 / 3 التاريخ الكبير 245 / 7
(2) يرجع إلى الحديث في الجامعين الصغير والكبير مع اختلاف في بعض لفظه. أخرجه سعيد بن
منصور في سننه عن مكحول مرسلا وابن عدي في الكامل ورمز له السيوطي بالحسن مع أن في إسناده
كوثر بن حكيم وهو ضعيف متروك.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 468 / 1 الجامع الكبير 894 / 1.
228

سمعت يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين
عن كوثر بن حكيم قال: ليس بشئ.
كنانة بن العباس بن مرداس السلمي (1): يروى عن أبيه، روى عنه ابنه، منكر
الحديث جدا فلا أدرى التخليط في حديثه منه أو من ابنه، ومن أيهما كان فهو ساقط
الاحتجاج بما روى لعظيم ما أتى من المناكير عن المشاهير.
كنانة بن جبلة السلمي الخراساني (2): من أهل هراة، كان يسكن بوسنج،
يروى عن إبراهيم بن طهمان، روى عنه العراقيون وأهل بلده، كان مرجئا يقلب
الاخبار وينفرد عن الثقات بالأشياء المعضلات.
سمعت محمد بن محمود يقول: " سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: كنانة
ابن جبلة الذي كان بخراسان؟ فقال: كذاب خبيث.
كادح بن رحمة الزاهد (3): من أهل الكوفة،: يروى عن الثوري ومعر،
روى عنه سليمان بن الربيع النهري، كان ممن يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات
حتى يسبق إلى القلب أنه كان المعتمد لها أو غفل عن الاتقان حتى غلب عليه الأوهام
الكثيرة فكثر المناكير في روايته فاستحق بها الترك.
وهو الذي روى عن مسعر بن كدام عن عطية بن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله على أخو
رسول الله ".

(1) الميزان 415 / 3 التاريخ الكبير 236 / 7
(2) الميزان 415 / 3 التاريخ الكبير 237 / 7
(3) كادح بن رحمة الزاهد: قال الأزدي وغيره كذاب، وقال ابن عدي: كوفي يكنى أبا رحمة قال
الخطابي: كان روح رفيقي عند جرير الرازي ستين ليلة فلم أره وضع جنبه ليلا ولا نهارا.
الميزان 399 / 3.
229

وروى عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر وزيري والقائم في أمتي من بعدي، وعمر حبيبي ينطق
على لساني، وعثمان منى، وعلى أخي وصاحب لوائي (1) ".
وروى كادح عن أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قال بعد صلاة الجمعة مائة مرة - سبحان الله العظيم وبحمده - غفر الله له مائة ألف
ذنب ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب " أخبرنا بهذه الأحاديث كلها حمزة بن داود
ابن سليمان قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهري قال: حدثنا كادح بن رحمة في نسخة
كتبناها عنه أكثرها موضوعة ومقلوبة.
كلثوم بن جوشن القشيري (2): شيخ يروى عن أيوب السختياني وغيره.
روى عنه كثير بن هشام ممن يروى عن الثقات المقلوبات وعن الاثبات الموضوعات.
لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " التاجر الصدوق الأمين المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة (3) "

(1) الخبر أورده في الجامع الكبير باختلاف في بعض ألفاظه وبين ضعفه من جهة كادح وذكر أن ابن
الجوزي أورده في الموضوعات. والعبارة الأخيرة في المخطوطة " وصاحبي حواريي " واستبدلت بمثيلتها من
الجامع لاتساقها. الجامع الكبير 68 / 1
(2) كلثوم بن جوش: وثقه البخاري، وقال ابن معين: لا باس به، وقال أبو حاتم: ضعيف،
وقال أبو داود: منكر الحديث الميزان 413 / 3 التاريخ الكبير 228 / 7
(3) قال الحافظ الذهبي تعليقا على هذا الحديث: لم يذكر ابن حبان سواه، وهو حديث جيد الاسناد
صحيح المعنى ولا يلزم من المعية أن يكون في درجتهم " يعنى درجة النبيين والصديقين والشهداء وهو
بشير أيضا إلى أن ابن حبان لم يملك من أدلة تضعيف كلثوم إلا هذا الحديث ولو ملك لما بخل بذلك.
والحديث رواه الديلمي عن أنس والإصبهاني في الترغيب والديلمي في مسند الفردوس عن أنس أيضا
بلفظ: " التاجر الصدوق تحت العرش " ورواه الترمذي والحاكم عن أبي جعفر عن أبي سعيد باللفظ الذي
أورده ابن حبان إلا كلمتي " يوم القيامة " في آخره. ورواه ابن ماجة والحاكم عن ابن عمر أوله كلفظ ابن
ابن حبان وآخره " مع الشهداء يوم القيامة ". ورواه البخاري في تاريخه عن ابن عباس بلفظ: " التاجر الصدوق
لا يحجب من أبواب الجنة ". كشف الخفا والالباس للعجلوني 349 / 1 سنن ابن ماجة 724 / 2.
230

أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا أبو بكر الأعين قال: حدثنا كثير بن هشام
قال: حدثنا كلثوم بن جوشن.
باب اللام
ليث بن أبي سليم بن زنيم الليثي (1): أصله من أبناء فارس، واسم أبى سليم
أنس، كان مولده بالكوفة. وكان معلما بها، يروى عن مجاهد وطاوس. روى
عنه الثوري وأهل الكوفة، وكان من العباد ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان
لا يدرى ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما
ليس من أحاديثهم كل ذلك كان منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان وابن مهدي
وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
روى ليث بن سليم عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (2):
" الزنا يورث الفقر " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا حرملة قال: حدثنا
ابن وهب قال: حدثنا الماضي بن محمد عن ليث بن سليم.
وروى عن مجاهد عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إذا كثرت (3)

(1) ليث بن أبي سليم الكوفي: أبو بكر مولى عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، كان أبوه من
العباد المجتهدين في المسجد الجامع بالكوفة، فلما دخل شبيب الخارجي الكوفة أتى المسجد فبيت فيه وقتله
فيمن قتل قال ابن سعد: كان ليث صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث. يقال: كان يسأل عطاء وطاووسا
ومجاهدا عن الشئ فيختلفون فيه فيروى أنهم اتفقوا من غير تعمد لذلك. وقال يحيى والنسائي: ضعيف
وقال ابن معين أيضا: لا بأس به وقال ليث: أضعف من عطاء بن السائب. وقال الدارقطني: كان
صاحب سنة إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب. وقال عبد الوارث: كان من
أوعية العلم. وقال أبو بكر بن عباس: كان ليث من أكثر الناس صلاة وصياما وإذا وقع على شئ ولم يرده
الميزان 420 / 3 الطبقات الكبرى 243 / 6 التاريخ الكبير 246 / 7
(2) الحديث رواه البيهقي عن ابن عمر. كشف الخفا والالباس للعجلوني 534 / 1
(3) لفظ الخبر في المخطوطة: " إذ كمل ذنوب " إلخ وما أثبته بالرجوع إلى الحديث في الجامع الكبير
وهناك زيادة في آخره: " ليكفرها عنه " أخرجه أبو نعيم في الحلية عن عائشة قال السيوطي: وحسن.
الجامع الكبير 7931 / 1.
231

ذنوب العبد ولم يكن لم من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن " رواه عنه زائدة.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا الحسين الرهاوي قال: حدثنا مؤمل بن الفضل:
سألت عيسى بن يونس عن ليث بن سليم فقال: قد رأيته وكان قد اختلط وكنت
ربما مررت به ارتفاع النهار هو على المنارة يؤذن. أخبرنا الهمداني قال: حدثنا
عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ليث بن أبي سليم. أخبرنا
مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان الحافظ قال: سألت أحمد بن حنبل عن ليث بن أبي
سليم فقال: ضعيف الحديث جدا كثير الخطأ. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت
الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: ما حال ليث بن أبي سليم؟ فقال ضعيف.
سمعت محمد بن المسيب يقول: سمعت محمد بن خلف العسقلاني يقول: رأيت مجاهدا
في المنام قدم علينا كأنه شيخ مخضوب فوقع في نفسي السرور برؤيته وجعلت أقول
في نفسي: قد سقط عنى أشياء كثيرة فكان أول ما سألته عنه قلت: يا أبا الحجاج
حديث بلغني عنك أنك قلت: " الريح لها جناحان وذنب " فنظر إلى نظر رجل كأنه لم
يعرف الحديث. فقلت يا أبا الحجاج إن الفريابي حدثنا عن سفيان عن ليث بن أبي
سليم عنك أنك قلت: الريح لها جناحان وذنب " فنظر إلى ثم قال: إن الريح
لتدخل من هذا الباب، ونظر إلى باب قبالته فيوجعني هذا الموضع ووضع أصبعه
السبابة على العظم الذي خلف أذنه، فلما رأيته لم يقر الحدث قلت: يا أبا الحجاج أي
شئ حال ليث بن أبي سليم عندكم؟ قال: مثل حاله عندكم.
قال أبو حاتم: ومات ليث بن سليم سنة ثلاث وأربعين ومائة (1).

(1) في الطبقات الكبرى: توفى أول خلافة أبى جعفر، وفى الكبير توفى سنة إحدى أو اثنتين
وأربعين ومائة ولكن الحافظ الذهبي أيد كلام ابن حبان. دول الاسلام للذهبي 97.
232

وهو الذي روى عن مجاهد وعطاء عن أبي هريرة: أن رجلا أتاه فقال.
هلكت. قال: وما ذاك؟ قال غشيت امرأتي في رمضان قال: أعتق رقبة قال.
لا أجد. قال: اهد بدنة قال: لا أجد. قال اجلس قال. فأعطاه رجل شيئا وقال.
تصدق بهذا فإنه يجزئ عنك. قال: ما أجد أحوج إليه يا رسول الله من عيالي قال.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسعة عشر صاعا فقال: هذا لك ولعيالك (1) " أخبرناه
أبو يعلى قال. حدثنا الحسن بن عمر بن شفيق قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن
ليث عن مجاهد وعطاء.
قوله: " أهد بدنة " كلام باطل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قط إنما قال له
حيث قال: لا أجد: صم شهرين متتابعين.
وقد روى ليث عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عمر قال: أتت امرأة نبي الله
صلى الله عليه وسلم فقالت. يا نبي الله ما حق الزوج على زوجته؟ قال: لا تمنعه نفسها وإن كانت
على ظهر قتب وأن لا تصوم إلا بإذنه إلا الفريضة (2) فإن فعلت لم يقبل منها وأن
لا تتصدق بشئ من بيته إلا بإذنه فإن فعلت كان الاجر له وعليها والوزر وأن لا تخرج
من بيتها إلا بإذنه فإن فعلت لعنتها ملائكة الله حتى تتوب وترجع. قالت
يا رسول الله وإن كان لها ظالما؟ قال: وإن كان لها ظالما. قالت: والذي بعثك
بالحق لا يملك على أحد بعد هذا أبدا ما عشت " أخبرناه الحسن بن سفيان قال:

(1) لفظ البخاري: " أتجد ما تحرر رقبة؟ قال لا. قال: فتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟
قال: لا قال أفنجد ما تطعم به ستين مسكينا؟ قال لا. قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر
- وهو الزنبيل - قال أطعم هذا عنك؟ قال: على أحوج منا. ما بين لابتيها أهل بيت أحوج له منا.
قال فأطعمه أهلك.
يرجع إلى ألفاظ الحديث وطرقه في المنتفى بشرح ذيل الأوطار 240 / 4 وفى صحيح البخاري بشرح
فتح الباري 163، 173 / 24. وإلى تعليق الحافظ بن حجر على الحديث فقها وإسنادا 167 / 4
(2) في المخطوطة الكلمة غير واضحة وما أثبته من الميزان 421 / 3.
233

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان قال: حدثنا ليث
ابن سليم بن عبد الملك عن عطاء، وقد رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث عن عطاء
نفسه ولم يذكر عبد الملك.
وروى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " لا يركب
البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا الحسن بن عرفة
قال: حدثنا أبو حفص الابار عن ليث عن نافع.
باب الميم
موسى بن عبيدة بن نسطاس الربذي (1): أخو عبد الله بن عبيدة، وقد قيل:
موسى بن عبيدة بن نشيط كنيته أبو عبد العزيز، يروى عبد الله بن دينار وأهل
المدينة، روى عنه العراقيون وأهل بلده، مات بالربذة وقد قيل بالمدينة سنة ثلاث
وخمسين ومائة وجعلوا يجدون المسك يفوح من قبره، وكان من خيار عباد الله نسكا
وفضلا وعبادة وصلاحا إلا أنه غفل عن الاتقان في الحفظ حتى يأتي بالشئ الذي
لا أصل له متوهما، ويروى عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات من غير تعمد له،
فبطل الاحتجاج به من جهة النقل وإن كان فاضلا في نفسه.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ذكرت ليحيى بن سعيد حديث
موسى بن عبيدة فلم يرض موسى. أخبرنا الثقفي قال: حدثنا حاتم بن الليث قال:

(1) عند البخاري: موسى بن عبيدة بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي: وقد أكثر المصنف عن
الأحد عن الامام البخاري في مثل هذا دون أن يشير إلى ذلك. وقد نقل البخاري في الكبير عن أحمد بن
حنبل قوله: منكر الحديث وعن علي ابن المديني عن القطان قال: كنا نتقيه تلك الأيام. وقال أيضا: لا يكتب
حديثه. وقال النسائي وغيره ضعيف. وقال ابن عدي: لا يحتج بحديثه. وقال ابن سعد: ثقة،
وليس بحجة وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ضعيف الحديث جدا.
الميزان 213 / 4 التاريخ الكبير 291 / 7.
234

حدثنا على بن المديني قال: موسى بن عبيدة ضعيف يحدث بأحاديث مناكير.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين.
موسى بن عبيدة؟ قال: ضعيف.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: إنما ضعف
موسى بن عبيدة لأنه روى عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير عن جابر بن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بشئ أمر به نوح ابنه: إن نوحا قال
لابنه: يا بنى آمرك بأمر بن وأنهاك عن أمر بن. آمرك أن تقول لا إله إلا الله وحده
لا شريك له فإن السماء والأرض لو وضعتا في كفة لوزنتها لا إله إلا الله ولو جعلتا
في حلقة لفصمتها. وآمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح
الخلق وبها يرزق الخلق. وأنهاك يا بنى أن تشرك بالله شيئا فإنه من يشرك بالله فقد
حرم الله عليه الجنة، وأنهاك يا بنى عن الكبر فإنه لا يدخل الجنة [من] في قلبه مثقال
حبة من خردل من كبر. قال قال معاذ بن جبل: يا رسول الله من الكبر أن يكون
لأحدهما النعلين يلبسهما أو الدابة يركبها أو الثياب يلبسها والطعام يجمع عليه أصحابه؟
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ولكن الكبر أن تسعوا (1) ببغض المؤمن.
قال. ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألا أنبئك بخلال من كن فيه فليس بمتكبر.
اعتقال الشاة، وركوب الحمار، ولبس الصوف، ومجالسة فقراء المسلمين، وليأكل
أحدكم مع عياله " أخبرناه ابن قحطبة قال. حدثنا محمد بن الأسود الكوفي ببغداد
قال. حدثنا عمرو بن محمد العنقري وعبيد الله بن موسى قالا. حدثنا موسى بن عبيدة
عن زيد بن أسلم عن جابر.
وهو الذي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أحمد عن ابن عمر قال. قال

(1) الكلمة غير واضحة بالأصل.
235

رسول الله صلى الله عليه وسلم. " الفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون (1) " أخبرناه
الحسن بن سفيان قال. حدثنا أبو زرعة الرازي قال. حدثنا سليمان بن عبد الرحمن
قال. حدثنا سعدان بن يحيى قال. حدثنا موسى بن عبيدة عن أبي بكر بن عبد الله
ابن أبي أحمد عن ابن عمر.
وروى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إذا
مشت أمتي المطيطاء وخدمتها أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط الله شرارها على
خيارها (2) " أخبرناه أبو يعلى قال. حدثنا أبو خيثمة قال. حدثنا إسحاق بن سليمان
قال. سمعت موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار.
وروى عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي (3) " أخبرناه عمران بن موسى
ابن مجاشع قال. حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال. حدثنا ابن نمير عن موسى بن
عبيدة عن إياس بن سلمة.
وروى عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر قال. قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملا قدحه ثم
يضعه ويرفع متاعه فإن احتاج إلى الشراب شرب أو الوضوء توضأ وإلا أهرنه

(1) الحديث رواه الترمذي عن عائشة بلفظ: " الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحى الناس "
ورمز له السيوطي بالصحة. ورواه أيضا الشافعي والديلمي. الجامع الصغير 463 / 4
(2) المطيطاء: بالمد والقصر مشية فيها تبختر. الحديث رواه الترمذي عن ابن عمر وقال: غريب ورمز
السيوطي بالحسن ولكن قال في الكاشف: قد وهم وموسى بن عبيدة ضعفوه و عبد الله بن دينار غير
قوى. الجامع الصغير 445 / 1 الجامع الكبير 822 / 1
(3) الحديث أخرجه أبو يعلى عن سلمة بن الأكوع ورمز له السيوطي بالحسن ورواه أيضا الطبراني
ومسدد وابن أبي شيبة بأسانيد ضعيفة قال المناوي: لكن تعدد طرقه ربما يصيره حسنا.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 298 / 6.
236

ولكن اجعلوني في أول الدعاء ووسطه وآخره " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا
أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا موسى بن عبيدة عن إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم التيمي.
وروى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من أعمر
ميسرة المسجد كان له كفلان من الاجر (1) " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا العباس
ابن إسماعيل مولى بنى هاشم قال: حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي قال: حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن ليث عن موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر.
موسى بن دينار (2): شيح كان بمكة يروى عن سعيد بن جبير والقاسم بن محمد
وعائشة بنت طلحة، روى عنه يوسف بن خالد السمتي وابن ندبة وكتب عنه جارية
ابن هرم، وكان موسى هذا شيخا مغفلا لا يبالي ما يلقن فيتلقن وكل شئ يسأل
فيجيب فيه ويحدث بما ليس من سماعه فاستحق الترك. فذكرت قصته في أول الكتاب
في النوع السابع من أنواع جرح الضعفاء.
وهو الذي روى عن موسى بن طلحة عن عائشة بنت سعد عن عائشة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليصل أبو بكر بالناس قالوا: يا رسول الله لو أمرت غيره.
أن يصلى؟ قال: لا ينبغي لامتي أن يؤمهم إمام وفيهم أبو بكر " روى عنه
يوسف بن خالد السمتي.

(1) أخرجه ابن ماجة ورمز له السيوطي بالضعف وقال العراقي: سنده ضعيف وقال ابن حجر في الفتح:
في إسناده مقال وبنحوه عن ابن عباس رواه الطبراني وهو ضعيف أيضا الجامع الصغير بشرح فيض القدير
182 / 6
(2) موسى بن دينار: قال البخاري: ضعيف، كان حفص بن غياث يكذبه: وقال على: " سمعت
يحيى القطان يقول دخلت على موسى بن دينار أنا وحفص فجعلت لا أريده على شئ إلا لقيته " والكلمتان
الأخيرتان من العبارة سقطتا من التاريخ الكبير. وقال أبو حاتم: مجهول. وضعفه الدارقطني.
الميزان 204 / 4 التاريخ الكبير 282 / 7.
237

موسى بن عمير العنبري التميمي (1): أبو هارون، من أهل الكوفة، يروى
عن الحكم وعلمه بن وائل، وكان يزعم أنه سمع أنس بن مالك، روى عنه وكيع
والكوفيون، كان ممن يروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات حتى ربما سبق
إلى قلب المستمع لها أنه كان المتعمد لها.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: موسى
ابن عمير ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن الأسود
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أحسنهم
لعياله " أخبرناه محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا جبارة بن بعل قال: حدثنا موسى
ابن عمير قال: حدثنا الحكم بن عتيبة.
وروى عن أنس بن مالك قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: " إن في الجنة
نهرا يقال له: رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل. من صام من رجب
يوما سقاه الله من ذلك النهر (2) " أخبرناه عمر بن سعيد بن سنان ومحمد بن المسيب
قالا: حدثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال: حدثنا منصور بن زيد الأسدي
قال: حدثنا موسى بن عمير قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال النبي عليه
الصلاة والسلام.
موسى بن طريف الأسدي (3): من أهل الكوفة، كان ينزل في بنى ضبة،

(1) قال في الميزان: موسى بن عمير العنبري الكوفي التميمي عن الشعبي وعنه وكيع ثقة قاله ابن معين
وأبو حاتم. الميزان 216 / 4 التاريخ الكبير 288 / 7
(2) الحديث أخرجه البيهقي في شعب الايمان ورمز له السيوطي بالضعف. ونقل المناوي عن ابن
الجوزي قوله: هذا لا يصح وفيه مجاهيل لا يدرى من هم الجامع الصغير بشرح الفيض 470 / 2
(3) موسى بن طريف: قال يحيى والدار قطني: ضعيف، وقال الجوزجاني: زائغ وقال البخاري:
عنده مراسيل وقال ابن عدي: لا أعلم حدث موسى طريف غير الأعمش.
الميزان 208 / التاريخ الكبير 287 /.
238

يروى عنه أبيه، روى عنه الأعمش و عبد العزيز بن رفيع، كان ممن يأتي بالمناكير
التي لا أصول لها عن أبيه وأقوام مشاهير، وكان أبو بكر بن عباس يكذبه.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين. موسى
ابن طريف ما حاله؟ قال، ضعيف. أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال، حدثنا ابن أبي
شيبة قال، سمعت يحيى بن معين - وذكر عنده موسى بن طريف الذي حدث
عنه الأعمش - فقال، ضعيف.
موسى بن دهقان (1). شيخ من أهل البصرة يروى عن ابن عمر وأبى سعيد
الخدري، روى عنه وكيع، وكان صدوقا ثم اختلط في آخره حتى كان لا يدرى
ما يحدث به فوقع المناكير في أحاديثه عند اختلاطه قال يحيى القطان: أفسدوه بأخرة.
موسى بن وردان: (2) قاص بمصر، يروى عن عقبة بن عامر وأبي هريرة
وأبى سعيد والخدري، روى عنه عمارة بن غزية والمصريون. كان ممن فحش
خطؤه حتى كان يروى عن المشاهير الأشياء المناكير.
روى عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يستبق الشيطان
بقعة بالشام يكذب فلما قفا بهم بالقدر (3) ".
سمعت محمد بن محمد يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: موسى
وردان كيف حديثه قال: ليس بالقوى. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير

(1) موسى بن دهقان: ضعفه الدارقطني. وقال ابن معين: ليس بشئ
الميزان 204 / 4 التاريخ الكبير 282 / 7
(2) موسى بن وردان: في: المخطوطة " قاضيا بمصر " والصواب " قاص " كما في الميزان: كان قاص
أهل مصر وثقه أبو داود: وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وجاء تضعيفه عن أبي داود أيضا. وقال
ابن معين: ضعيف وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن معين في رواية عباس: صالح وفى رواية
أخرى: ليس بالقوى. الميزان 226 / 4 التاريخ الكبير 297 / 7
(3) هكذا وبعض الألفاظ غير واضحة بالمخطوطة ولم أعثر عليه.
239

يقول: سئل يحيى بن معين عن موسى بن وردان فقال: ضعيف.
موسى بن أبي كثير الأنصاري (1). كنيته أبو الصباح. يروى عن مجاهد وابن
المسيب وكعب، روى عنه الثوري وابن سنان الشيباني، وكان قدريا يروى عن
المشاهير الأشياء المناكير فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به إلا فيما وافق
الثقات كالمستأنس به.
موسى بن خلف العمى (2): كنيته أبو خلف، من أهل البصرة، يروى عن
قتادة ويحيى بن أبي كثير روى عنه عفان وابنه خلف بن موسى، كان ردئ الحفظ
يروى عن قتادة أشياء مناكير وعن يحيى بن أبي كثير مالا يشبه حديثه، فلما كثر
ضرب هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الاثبات وانفرد جميعا:
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
موسى بن خلف فقال: روى عنه عفان. ضعيف. انتهى.
موسى بن سيار الأسواري (3): يروى عن عطية، روى عنه عبد الواحد بن
واصل منكر الحديث عن عطية، فلست أدرى وقع المناكير في حديثه منه أو من
عطية وإذا احتج في إسناد خبر راويه من لا يعرف بالعدالة عن إنسان ضعيف
لا يتهيأ إلزاق الوهن بأحدهما دون الآخر ولا يجوز القدح من هذا الراوي إلا بعد

(1) موسى بن أبي كثير: والزيادة من التاريخ الكبير والميزان. صدوق قال البخاري: كان يروى
القدر. وقال ابن معين كان مرجئا، وقال ابن سعد: كان ممن وفد على عمر بن عبد العزيز فكلمه
في الارجاء، وكان ثقة في الحديث الميزان 218 / 4 التاريخ الكبير 293 / 7
(2) موسى بن خلف: قال عفان: ما رأيت مثله قط كان يعد من البدلاء، وقال ابن معين: ضعيف.
وقال غيره: ليس بالقوى، وقال ابن معين أيضا: ليس به بأس. وكذلك قال أبو داود وأضاف: ليس
بذاك. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. الميزان 203 / 4 التاريخ الكبير 282 / 7
(3) في المخطوطة: موسى بن سنان. وترجم له في الميزان: موسى بن سيار ثم ترجم له باسم: موسى
ابن يسار ورجح الأولى. ضعفه يحيى القطان وقال أبو حاتم: مجهول. وقال ابن معين وغيره: كان قدريا.
240

السير والاعتبار بروايته عن الثقات غير ذلك الضعيف، فإن وجد في روايته المناكير
عن الثقات ألزق الوهن به لمخالفته الاثبات في الروايات، وهذا حكم الاعتبار بين
النقلة في الاخبار.
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: (1) من أهل المدينة، يروى عن
عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدرى أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة
فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج به.
روى عن أبيه عن جابر بن عبد الله عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " أغبوا
في العيادة وأربعوا إلا أن يكون مغلوبا (2) " رواه عنه عقبة بن خالد المجدر.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: موسى بن محمد بن إبراهيم ضعيف. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن
زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي قال: لا شئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبيه عن سلمة بن الأكوع " أنه سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القوس والقرن فقال: صل في القوس واطرح القرن (3) "
أخبرناه السختياني قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عقبة بن خالد قال:
حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبيه عن سلمة.

(1) موسى بن محمد بن إبراهيم: قال البخاري: حديثه مناكير. وقال يحيى: ليس بشئ، ولا يكتب
حديثه وقال مرة: ضعيف وقال النسائي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك:
الميزان 218 / 4 التاريخ الكبير 295 / 7
(2) لفظ الخبر في الجامع الكبير: " أغبوا في العبادة وأريعوا، وخير العبادة أخفها، إلا أن يكون
مغلوبا فلا يعاد والتعزية مرة ": أخرجه ابن أبي الدنيا وابن صصرى في أماليه وحسنه. ورواه في الجامع
الصغير مختصرا الجامع الكبير 1131 / 1 الجامع الصغير 15 / 2
(3) أورد الحديث في النهاية وقال: القرن بالتحريك جعبة من جلود تشق، ويجعل فيها النشاب.
وإنما أمره بنزعه لأنه كان من جلد غير ذكى ولا مدبوغ. النهاية مادة قرن.
241

موسى بن مطير (1): من أهل الكوفة، يروى عن أبيه، روى عنه أبو يوسف
[والوليد بن القاسم، كان صاحب عجائب ومناكير لا يشك المستمع لها أنها موضوعة
إذا كان هذا الشأن صناعته.
روى عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة على
مؤمن. ببعث الله بين يدي الساعة ريحا طيبة فتهب فلا يبقى مؤمن إلا مات،
ويأتي على الناس زمان يجد الرجل نعل القرشي فيقبلها ثم يبكى ويقول:
كانت هذه النعل لقرشي " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا غسان بن الربيع قال:
حدثنا موسى بن مطير عن أبيه في نسخة كتبناها عنه.
موسى بن عبد الرحمن الصنعاني (2): شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه
عبد الغني بن سعيد الثقفي وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في
التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن
عباس، ولم يحدث به ابن عباس ولا عطاء سمعه ولا ابن جريج سمع من عطاء.
وإنما سمع ابن جريج من عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير أحرقا شبيها بجزء
وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا ولا رواه، لا تحل الرواية عن هذا الشيخ
ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار.
موسى بن محمد أبو طاهر الدمياطي البلقاوي (3): يروى عن مالك

(1) موسى بن مطير: كذبه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة: متروك. وقال
الدارقطني: ضعيف أورد له ابن عدي عشرة أحاديث من مثال الحديث الذي أورده المصنف هنا.
الميزان 223 / 4
(2) موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني: قال ابن عدي: منكر الحديث: يعرف بأبي محمد المفسير.
أورد له عددا من منكراته ثم قال: هذه الأحاديث بواطيل. الميزان 211 / 4
(3) موسى بن محمد بن عطاء الدمياطي البلقاوي المقدسي الواعظ: كذبه أبو زرعة وأبو حاتم. وقال
النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث.
الميزان 211 / 4.
242

والموقري (1) وذويهما. روى عنه أهل الشام والعراقيون، أصله من المدينة سكن
ناحية من الشام يقال لها بلقاء وكان يدور بالشام ويضع الحديث على الثقات ويروى
ما لا أصل له عن الاثبات، لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل
الاعتبار للخواص.
موسى الطويل (2): شيخ كان يزعم أنه سمع أنس بن مالك، روى عنه محمد بن
مسلمة الواسطي روى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها أو وضعت له فحدث بها
لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أفطر على تمرة من حلال زيد في صلاته
أربعمائة صلاة " وروى عن أنس نسخة موضوعة مثل هذا الحديث أكره ذكرها
لشهرتها عند من هذا الشأن صناعته.
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الفقيه (3): كنيته أبو عبد الرحمن،

(1) الموقري: هو الوليد بن محمد الموقري: صاحب الزهري. يكنى أبا بشر البلقاوي. مولى بنى أمية
ولموقر: حصن بالبقاء. لم يشهد له أحد بخير فيما أورده بخير فيما أورده صاحب الميزان عنه 346 / 4
(2) موسى بن عبد الله الطويل: قال ابن عدي: روى عن أنس مناكير وهو مجهول. أورد له ابن عدي
عدة مناكير منها قوله: " رأيت عائشة رضي الله عنهما بالبصرة على جمل أورق في هودج أخضر "
وعلق على ذلك الذهبي فقال: انظر إلى هذا الحيوان المتهم كيف يقول في حدود سنة مائتين: إنه رأى عائشة.
فمن الذي يصدقه. الميزان 209 / 4
(3) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: لخص الذهبي القول فيه فقال: صدوق إمام سيئ الحفظ وقد وثق.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان فقيها صدوقا، صاحب سنة، جائز الحديث، قارئا عالما، قرأ عليه حمزة
الزيات، وأبو زرعة: ليس بأقوى ما يكون. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال شعبة: ما رأيت
أسوأ من حفظه. وقال يحيى القطان: سيئ الحفظ جدا. وقال ابن معين: ليس بذاك. وقال النسائي:
ليس بالقوى. وقال الدارقطني: ردئ الحفظ كثير الوهم وقال أبو أحمد الحاكم: عامة أحاديثه مقلوبة.
وقال أحمد بن يونس: كان أفقه أهل الدنيا. وقال: سألت زائدة عن ابن أبي ليلى فقال: ذاك أفقه
الناس. وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: ما ولى القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ
لكتاب الله، ولا أقول حقا بالله، ولا أعف عن الأموال من ابن أبي ليلى. قلت فأين شبرمة؟ قال:
ذاك رجل مكثار. وروى عثمان الدارمي ومعاوية بن صالح عن ابن معين قال ضعيف الحديث. وقال
البخاري: قال لي أحمد بن سعيد سمعت النضر عن شعبة: أفادني ابن أبي ليلى أحاديث، فإذا هي مقلوبة.
الميزان 613 / 3 التاريخ الكبير 162 / 1.
243

ولاه يوسف بن عمر القضاء بالكوفة، يروى عن عطاء والشعبي، روى عنه أهل
الكوفة والعراقيون، مات سنة ثمان وأربعين ومائة، كان ردئ الحفظ كثير الوهم
فاحش الخطأ، يروى الشئ على التوهم، ويحدث على الحسبان فكثر المناكير في روايته
فاستحق الترك. تركه أحمد بن حنبلي ويحيى بن معين.
أخبرنا الثقفي قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا أحمد بن سليمان
قال: حدثنا أبو داود عن شعبة قال: أفادني ابن أبي ليلى عن سلمة بن كهيل عن ابن أبي
أوفى: " أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بثلاث " فلقيت سلمة فقال،
حدثني عبد الرحمن بن أوفى (1) قلت. إنما أفادني عنك عن ابن أبي أوفى قال، ما ذنبي
إن كان يكذب على.
أخبرني الهمداني قال، حدثنا عمرو بن علي قال، سمعت أبا داود يقول، سمعت
شعبة يقول، ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى.
أخبرنا محمد بن إبراهيم الفارسي قال، سمعت المهنى بن يحيى قال، سألت أحمد
ابن حنبل عن ابن أبي ليلى فقال، ضعيف الحديث.
أخبرنا الثقفي قال، حدثنا العباس بن محمد قال، حدثنا يحيى بن يعلي المحاربي
قال، قال لي زائدة: ثلاث لا تروى عنهم ثم لا تروى عنهم، ابن أبي ليلى، وجابر
الجعفي والكلبي.
أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال، حدثنا ابن أبي شيبة. سمعت يحيى بن معين
244

- وذكر عنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن سالم - فقال:
كانا ضعيفين.
أخبرنا السراج قال: حدثنا حاتم ابن الليث قال: كان أحمد بن حنبل لا يحدث
عن ابن أبي ليلى.
قال أبو حاتم: وقد روى ابن أبي ليلى عن عمرو بنى مرة عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن عبد الله بن زيد المازني قال: " كان أذان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفعا شفعا
والإقامة شفعا شفعا مرتين مرتين " أخبرناه عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ببغداد
قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي قال،
حدثنا ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة وهذا خبر مرسل لا أصل لرفعه.
وقد روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام في الذي يموت
وعليه رمضان لم يقضه قال: " يطعم عنه لكل يوم نصف صاع من بر " أخبرناه
أبو يعلى قال، حدثنا محمد بن إسماعيل بن البختري الواسطي قال، حدثنا يزيد بن
هارون قال، أخبرنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن نافع. ورواه
عبثر عن أشعث عن محمد عن نافع، وهو ابن أبي ليلى.
وروى عن أبي الزبير عن جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إذا ضحك
الرجل في صلاته فعليه الوضوء والصلاة وإذا تبسم فلا شئ عليه " أخبرناه محمد بن
المسيب قال، حدثنا عمار بن رجاء قال، حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن ابن أبي ليلى
عن أبي الزبير عن جابر.
وروى عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد
عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى النخل الذي فيه إبراهيم ابنه فوجده يجود بنفسه
فأخذه النبي عليه الصلاة والسلام فوضعه في حجره ثم بكى فقال له عبد الرحمن: أتبكي
245

أولم تكن نهيت عن البكاء قال: لا ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين
صوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان. وهذه رحمة، ومن
لا يرحم لا يرحم ولولا أبه أمر حق ووعد صدق وأنها سبيل مأتيه وأن أخرانا
ستلحق أولانا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون،
يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب (1) ". أخبرناه محمد بن إسحاق
السعدي قال: حدثنا على بن خشرم قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء: سمعت محمد
ابن إسحاق السعدي يقول في عقب هذا الخبر لما قرأه: لو لم يرو ابن أبي ليلى غير
الحديث لكان يستحق أن يترك حديثه.
ذكر لابن المبارك حديث ابن أبي ليلى في رفع اليدين في المواطن السبع فقال:
هذا من فواحش ابن أبي ليلى.
محمد بن عبيد الله العرزمي (2): كنيته أبو عبد الرحمن، وهو ابن أبي عبد الملك
ابن أبي سلمان، واسم أبى سليمان ميسرة، وهو الذي يروى عنه شريك ويقول:
حدثني محمد بن سليمان العرزمي ينسبه إلى جده حتى لا يعرف، يروى عن عطاء
وعمرو بن شعيب. روى عنه العراقيون، مات سنة خمس وخمسين ومائة وهو ابن
ثمان وسبعين سنة، وكان صدوقا إلا أن كتبه ذهبت وكان ردئ الحفظ فجعل
يحدث من حفظه ويهم فكثر المناكير في روايته. تركه ابن المبارك ويحيى القطان
وابن مهدي ويحيى بن معين.

(1) روى الحديث ابن سعد في الطبقات من طريق محمد بن عبد الرحمن أبى ليلى وفيه: " إنما نهيت عن
النوح، عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة، لهو ولعب، ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة.
خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان " إلخ. الطبقات الكبرى 88 / 1
(2) محمد بن عبد الله العرزمي: قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه. وقال ابن معين: لا يكتب
حديثه. وقال القلاس: متروك. وقال النسائي: ليس بثقة. وكان وكيع يقول: كان محمد بن عبيد الله
العزرمي رجلا صالحا قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا فمن ذلك أتى.
الميزان 636 / 3 التاريخ الكبير 171 / 1.
246

أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن
لا يحدثان عن محمد بن عبيد الله العرزمي وكان سفيان وشعبة يحدثان عنه.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال قلت لا بن نمير: ما تقول
في محمد بن عبيد الله العرزمي؟ فقال: رجل صدوق ولكن ذهبت كتبه وكان ردئ
الحفظ ومن ثم أنكرت أحاديثه.
أخبرنا عمرو بن محمد قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حميد قال: سمعت عثمان بن أبي
شيبة قال: سمعت أبي قال: سمعت عبد الملك بن أبي سليمان يقول، قدمت
مكة، فأتيت عطاء بن أبي رباح فجلست إليه فقال لي: من أنت؟ قلت عبد الملك بن أبي
سليمان عم محمد بن عبيد الله العرزمي فقال، مرحبا والتزمني ورحب بي
وقال، كيف هو كيف خلقته؟
قال: أبو حاتم: وهو الذي روى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقطع السارق إلا في مجن أو عشرة دراهم " أخبرناه
أبو يعلى قال: حدثنا خلف بن هشام البزار قال: حدثنا على بن مسهر عن العرزمي
عن عمرو بن شعيب.
وروى عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " سبع يجرى
للعبد أجرهن بعد موته وهو في قبره من علم علما أو أجرى بهرا أو حفر بئرا أو
غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا وترك ولدا يستغفر له بعد موته "
أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا أبو المنذر أحمد بن فضالة قال: حدثنا أبو نعيم
عبد الرحمن بن هاني النخني قال: حدثنا محمد بن عبيد الله العرزمي عن قتادة.
محمد بن سعيد بن أبي قيس الشامي (1): من أهل الأردن وصلب في الزندقة،

(1) قال البخاري: محمد بن سعيد الشامي ويقال ابن أبي قيس، ويقال: ابن الطبري، ويقال ابن
حسان أبو عبد الرحمن، كان صلب. متروك الحديث قتل في الزندقة. ثم أورد باقي الأسماء التي أوردها
المصنف هنا دون أن يشير إلى رأى البخاري فيه. وكان الرجل من أصحاب مكحول. وقد غيروا اسمه سترا له
وتدليسا لضعفه وقيل فيه أيضا: محمد بن أبي سهل. ومحمد مولى بن بنى هاشم. ومحمد الأردني. ومحمد
الشامي. وقال بعضهم: محمد بن أبي زينب. وقيل: محمد بن أبي زكريا ومحمد بن أبي الحسن وغير ذلك
حتى يتسع الخرق حتى قيل قلبوا اسمه على مائة اسم وزيادة. قال النسائي: غير ثقة ولا مأمون. وقال أبو أحمد
الحاكم: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وروى أبو داود عن أحمد بن حنبلي قال: كان
عمدا يضع الحديث. وقال ابن الجوزي: من دلس كذابا فالاثم له لازم لأنه آثر أن يؤخذ في الشريعة
يقول باطل فقد روى عنه بكر بن خنيس فقال: حدثنا أبو عبد الرحمن الشامي.
الميزان 561 / 3 التاريخ الكبير 94 / 1.
247

وهو الذي يروى عنه ابن عجلان ويقول: حدثني محمد بن سعيد بن حسان بن قيس،
وهو الذي يروى عنه سعيد بن أبي هلال ويقول: حدثني محمد بن سعيد الأسدي،
وهو الذي يقال له: أبو عبد الرحمن الشامي وأبو عبد الرحمن الأزدي، وهو الذي
يروى عنه عبد الرحمن بن امرئ القيس فيقول: حدثني محمد الطبري عن النبي
عليه الصلاة والسلام.
وكان محمد بن سعيد هذا يضع الحديث على الثقات ويروى عن الاثبات ما لا أصل له، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، ولا الرواية عنه
بحال من الأحوال.
أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
ابن محمود بن خالد أنه سمع محمد بن سعيد يقول: إني لاسمع الكلمة الحسنة فلا أرى
بأسا أن أنشئ لها إسنادا.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: محمد بن
سعيد الذي صلبه أبو جعفر هو محمد بن أبي قيس. أخبرني محمد بن المنذر قال:
حدثنا أبو زرعة قال: حدثني أحمد بن حنبل أن محمد بن سعيد كان كذابا. أخبرنا
على بن الحسين المدائني بمصر قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا أبو مسهر قال:
248

حدثنا عيسى بن يونس قال: دخل سفيان الثوري على محمد بن سعيد بن أبي قيس
فاحتبس عنده هنيهة ثم خرج إلينا فقال: إنه كذاب. قال أبو مسهر: وقتله
أبو جعفر في الزندقة.
محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري (1): يروى عن عمه، روى عنه
الداروردي ومعن بن عيسى، مات سنة سبع وخمسين ومائة، وكان ردئ الحفظ
كثير الوهم يخطئ عن عمه في الروايات ويخالف فيما يروى عن الاثبات، فلا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد.
وإني سأذكر قصته وما خالف الاثبات من حديث عمر في كتاب " الفصل بين
النقلة " - إن قضى الله ذلك وشاءه - ولم ينصف من ترك حماد بن سلمة وسماك
ابن حرب وداود بن أبي هند واحتج بابن أخي الزهري و عبد الرحمن بن عبد الله
ابن دينار. وأنا سأتكلم على هذا الفصل عند ذكر كل واحد منهم في ذلك الكتاب
إن وفق الله لذلك وأراده.
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع - مولى النبي صلى الله عليه وسلم (2) -: يروى عن داود
ابن حصين وأبيه روى عنه على بن هاشم وابنه معمر بن محمد بن عبيد الله، منكر
الحديث جدا، يروى عن أبيه ما ليس يشبه حديث أبيه، فلما غلب المناكير على روايته
استحق الترك، كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه.

(1) محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري: وثقة أبو داود. وقال أبن معين وأبو حاتم: ليس بالقوى.
وفي رواية الدارمي عن ابن معين: ضعيف. وجعله محمد بن يحيى الذهلي من أصحاب الزهري مع أسامة بن
زيد الليثي وابن إسحاق وفليح وقال ابن عدي: لم أربه بأسا. وقد قتله ابنه وغلمانه لأجل ماله سنة سبع
وخمسين ومائة. الميزان 592 / 3 التاريخ 131 / 1
(2) محمد بن عبيد الله بن أبي رافع: قال البخاري: عن داود بن حصين، روى عنه على بن هاشم
ومندل، منكر الحديث وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا
ذاهب وقال ابن عدي: هو في عداد شيعة الكوفة.
الميزان 634 / 3 التاريخ الكبير 171 / 1.
249

روى محمد بن عبيد الله هذا عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل على وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني "
أخبرناه أبو يعلى، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال، حدثنا حبان بن علي قال،
حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع.
وبإسناده قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل بالإثمد وهو صائم " أخبرناه
أبو يعلى قال: حدثنا أبو الربيع قال، حدثنا حبان بن علي عنه.
محمد بن زياد الجزري اليشكري الحنفي (1)، يروى عن ميمون بن مهران،
روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات ويأتي عن الاثبات بالأشياء
المعضلات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح، ولا الرواية عنه إلا على سبيل
الاعتبار عند أهل الصناعة خصوصا دون غيرهم.
روى عن ابن عجلان عن أبي الزبير عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
بجنازة ليصلي عليها فلم يصل عليه وقال، كان يبغض عثمان أبغضه الله ".
روى عنه عثمان بن زفر وروى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتخذوا الحمام المقاصيص فإنها تلهى الجن عن صبيانكم "
أخبرناه ابن قحطبة قال، حدثنا زياد بن يحيى الحساني قال، حدثنا ابن بريدة محمد
ابن زياد الحنفي عن ميمون بن مهران.
وروى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كبرت

(1) محمد بن زياد اليشكري الميموني الطحان: قال أحمد: كذاب أعور يضع الحديث. وروى إبراهيم
ابن الجنيد وغيره عن ابن معين: كذاب وقال ابن المديني: رميت بما كتبت عنه، وضعفه جدا. وقال
أبو زرعة: كان يكذب وقال الدارقطني:: كذاب. وقال البخاري: قال لي عمرو بن زرارة: كان محمد
ابن زياد يتهم بوضع الحديث. الموضوعات لابن الجوزي 11 / 3
الميزان 552 / 3 التاريخ الكبير 83 / 1.
250

الملائكة على آدم أربع تكبيرات، وكبر أبو بكر على فاطمة أربعا، وكبر عمر على
أبى بكر أربعا، وكبر صهيب على عمر أربعا " أخبرناه السختياني قال: حدثنا شيبان
ابن فروخ قال: حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس.
محمد بن ثابت العبدي (1): من أهل البصرة، أخو عزرة بن ثابت بن أبي زيد
ابن أخطب، واسم أبى زيد عمرو. يروى عن نافع وعمرو بن دينار، كنيته
أبو عبد الله وقد قيل أبو النضر، كان على قضاء مرو مات سنه سبع وأربعين ومائة.
روى عنه ابن المبارك ووكيع، وهم إخوة ثلاثة: عزرة ومحمد وعلى. فأما عزرة
فثقة، وأما على فصدوق في الرواية قليل الحديث، وأما محمد فإنه كان
يرفع المراسيل ويسند الموقوفات توهما من سوء حفظه، فلما فحش ذلك منه
بطل الاحتجاج به.
وهو الذي روى عن نافع قال: انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس
فقضى حاجته ثم كان من حديثه - يعنى ابن عمر -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
من غائط أو بول فسلم عليه رجل فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى كاد أن يغب في بيوت
المدينة ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم يديه على الحائط فمسح بها وجهه ثم ضرب بعده ضربة
أخرى على الحائط فمسح بها يديه وذراعيه ثم سلم عليه ثم قال: إنه لم يمنعني أن أرد
عليه إلا أنى كنت على غير وضوء " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا
عمر بن يزيد السياري عن محمد بن ثابت العبدي عن نافع وإنما هو موقوف
على ابن عمر.

(1) محمد بن ثابت العيدي: أبو عبد الله البصري: قال البخاري: يخالف في بعض حديثه روى عنه ابن
المبارك ووكيع وسمع منه قتيبة روى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا في التيمم. وخالفه أيوب وعبيد الله
والناس فقالوا عن نافع عن ابن عمر فعلة. وقال فيه غير واحد ليس بالقوى منهم ابن المديني. وعن ابن معين
قال ليس بشئ. وروى معاوية بن صالح عن يحيى ليس به بأس.
الميزان 415 / 3 التاريخ الكبير 50 / 1.
251

محمد بن ثابت البناني (1): يروى عن أبيه ومحمد بن المنكدر، عداده في أهل
البصرة: روى عنه أبو داود و عبد الصمد. يروى عن أبيه ما ليس من حديثه كأنه
ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه على قلته.
روى عن أبيه عن أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " لا يقاد
العبد بين اثنين " رواه عنه بشار بن محمد البناني.
وهو الذي روى عن أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا. قيل: وما رياض الجنة؟ قال: حلق
الذكر (3) ".
وروى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " أخبرنا بالحديثين جميعا أحمد بن يحيى بن زهير
قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد
ابن ثابت البناني.
وروى عن أبيه عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وآله استقبله نساء جائين
من عرس للأنصار فسلم عليهن وقال: والله إني لأحبكن " أخبرناه الحسن بن علي
ابن خلف بعسكر مكرم قال: حدثنا عبدة بن عبد الله قال: حدثنا عبد الصمد قال:
حدثنا محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس.

(1) محمد بن ثابت بن أسلم البناني: قال البخاري: فيه نظر. وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال
النسائي: ضعيف. وساق ابن عدي أحاديث لا يتابع عليها منها حديث حلق الذكر.
الميزان 495 / 3 التاريخ الكبير 50 / 1
(2) في الجامع الصغير والكبير: " إذا مررتم " إلخ ورمن له السيوطي بالصحة وقال الترمذي: حسن
غريب. أخرجه أحمد والترمذي والبيهقي في شعب الايمان.
الجامع الصغير 442 / 1 الجامع الكبير 818 / 1.
252

محمد بن راشد الشامي الخزاعي (1): كنيته أو يحيى، يروى عن مكحول
وسليمان بن موسى. روى عنه عبد الرزاق وأبو نعيم، كان من أهل الورع والنسك
ولم تكن صناعة الحديث من برزه فكان يأتي بالشئ على الحسبان ويحدث على
التوهم، فكثر المناكير في روايته فاستحق ترك الاحتجاج به.
محمد بن السائب الكلبي (2): كنيته أو النضر، من أهل الكوفة، وهو الذي
يروى عنه الثوري ومحمد بن إسحاق ويقولان: حدثنا أبو النضر حتى لا يعرف،
وهو الذي كناه عطية العوفي أبا سعيد وكان يقول: حدثني أبو سعيد يريد به
الكلبي فيتوهمون أنه أراد أبا سعيد الخدري. وكان الكلبي سبئيا من أصحاب
عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا قبل
قيام الساعة فيملؤها عدلا كما ملئت جورا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين
فيها. ومات الكلبي سنة أربعين ومائة.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم يقول:
سمعت أبا سلمة يقول: سمعت هما ما يقول: سمعت الكلبي يقول، أنا سبئي.
أخبرنا أحمد بن زهير قال، حدثنا الحسين بن يحيى الأزدي قال: حدثنا على بن
المدايني قال: حدثنا بشر بن المفضل عن أبي عوانة قال، سمعت الكلبي يقول،

(1) محمد بن راشد الخزاعي: المكحولي، وثقه أحمد وغيره، وقال عبد الرزاق: ما رأيت رجلا
في الحديث أورع منه. وقال أبو حاتم: صدوق وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال دحيم: يذكر بالقدر.
وقال محمد بن إبراهيم الكناني: سألت أبا حاتم عن محمد بن راشد فقال: كان رافضيا. واستنكر الذهبي
الخبر أولا وقال: كيف يكون دمشقي قد نزل البصرة رافضيا ثم عاد فقال: ثم تأملت فوجدته خزاعيا،
وخزاعة يوالون أهل البيت. ونهى شعبة عن الكناية عنه وعلل فقال فإنه معتزلي خشبي - جماعة من
الرافضة - رافضي. وروى عباس عن يحيى: ثقة.
الميزان 543 / 3 التاريخ الكبير 81 / 1
(2) الميزان 556 / 3 التاريخ الكبير 101 / 1 الطبقات الكبرى 249 / 6.
253

" كان جبريل يملي الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل النبي عليه الصلاة والسلام الخلاء
جعل يملي على علي ".
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا عمر بن شبه قال: حدثنا أبو عاصم قال،
قال لي سفيان الثوري، قال، قال لي الكلبي، ما سمعته منى عن أبي صالح عن ابن
عباس فهو كذب.
أخبرنا الثقفي قال، سمعت العباس بن محمد يقول، حدثنا يحيى بن يعلى قال، قال
لي زائدة، أما الكلبي فقد كنت أختلف إليه فسمعته يوما يقول، مرضت مرضة
فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد عليه الصلاة والسلام فتفلوا في في فحفظت
ما كنت نسيت، فقلت، لا والله لا أروى عنك بعد هذا أبدا شيئا فتركته.
أخبرنا ابن زهير قال: حدثنا الصنعاني قال حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا
حجاج بن محمد قال، سمعت الكلبي يقول، حفظت القرآن في سبعة أيام.
أخبرنا عمر بن محمد قال، حدثنا موسى بن زكريا التستري قال، حدثنا عمرو
ابن حصين، قال، حدثنا معتمد بن سليمان قال، سمعت ليث بين أبى سليم يقول،
بالكوفة كذابان الكلبي وذكر آخر معه.
سمعت محمد بن يحيى السجستاني يقول، سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول،
سمعت أحمد بن هارون يقول، سألت أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي فقال، كذب.
قلت، يحل النظر فيه؟ قال، لا.
أخبرنا محمد بن هارون الفارسي، قال; حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرني
على بن عثمان عن أبيه أنه سمع حماد بن سلمة يقول; حدثنا الكلبي وكان والله
غير ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال; حدثنا أبو قهزاد قال; حدثنا على بن
254

الحسين بن واقد عن ابن المبارك عن أبي بكر بن عياش أنه ذكر الكلبي فقال:
موبذ موبذان (1).
أخبرنا الثقفي قال، سمعت عباس بن محمد قال; سمعت يحيى بن معين يقول;
الكلبي ليس بشئ أخبرنا عبد الملك بن محمد قال; حدثنا على بن المديني قال يحيى
ابن سعيد القطان عن سفيان قال; قال لي الكلبي; قال لي أبو صالح; كل
ما حدثتك فهو كذب.
قال أبو حاتم; الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن
يحتاج إلى الاغراق في وصفه.
يروى عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا
سمع منه شيئا ولا سمع الكلبي من أبى صالح إلا الحرف بعد الحرف، فجعل لما
احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها. لا يحل ذكره في الكتب فكيف
الاحتجاج به والله جل وعلا ولى رسوله صلى الله عليه وسلم تفسير كلامه وبيان ما أنزل إليه لخلقه
حيث قال: (2) (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) ومن أمحل
المحال أن يأمر الله جل وعلا النبي المصطفى أن يبين لخلقه مراده حيث جعله موضع
الأمانة عن كلامه ويفسر لهم حتى يفهموا مراد الله جل وعلا من الآي التي أنزلها الله
عليه، ثم لا يفعل ذلك رسول رب العالمين وسيد المرسلين. بل أبان عن مراد الله
جل وعلا في الآي وفسر لامته ما يهم الحاجة إليه، وهو سننه صلى الله عليه وآله، فمن تتبع
السنن حفظها وأحكمها فقد عرف تفسير كلام الله جل وعلا وأغناه الله تعالى عن الكلبي
وذويه. وما لم يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته معاني الآي التي أنزلت عليه مع أمر الله

(1) هكذا والمرجح أنها فارسية. وجاء في القاموس: مذمذ بمعنى كذب ورجل مذيذ بكسر أوله
وتسكين ثانيه ومذيذ بفتح فكسر بمعنى كذاب. واحتمال أن تكون صحفت عنها جائز.
(2) الآية 44 من سورة النحل.
255

جل وعلا له بذلك وجاز له ذلك كان لمن بعده من أمته أجوز، وترك التفسير لما
تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرى. ومن أعظم الدليل على أن الله جل وعلا لم يرد بقوله
(لتبين للناس من نزل إليهم) القرآن كله أن النبي عليه الصلاة والسلام ترك من
الكتاب متشابها من الآي وآيات ليس فيها أحكام فلم يبين كيفيتها لامته فلما فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم دل ذلك على أن المراد من قوله (لتبين للناس ما نزل إليهم) كان
بعض القرآن لا الكل.
أخبرنا عمر بن محمد قال; حدثنا يحيى بن بدر قال; حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن
قال; أخبرني محمد بن إبراهيم الكسي الصفار أنه سمع جريرا يقول; كنا نسمع
تفسير الكلبي خمسمائة آية ثم كثر بعد.
حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا أبو عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن
المنذر الباهلي قال، حدثنا يعلى بن عبيد قال قال لنا سفيان الثوري، اتقوا الكلبي
فقيل له، إنك تروى عنه؟ قال، أنا أعرف صدقه من كذبه.
محمد بن عيسى بن كيسان الهذلي (1): كنيته أبو يحيى صاحب الطعام، من
أهل البصرة، ويقال له العبدي، شيخ يروى عن محمد بن المنكدر العجائب وعن
الثقات الأوايد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، روى عنه أهل البصرة. أخبرنا
أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبيد الله بن واقد العبسي أبو عباد
قال: حدثني محمد بن عيسى بن كيسان قال: حدثني ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله

(1) محمد بن عيسى بن كيسان الهلالي العبدي: قال البخاري: سمع ابن المنكدر عن جابر في المؤذنين،
قاله لنا مسلم بن إبراهيم. منكر الحديث وقال الفلاس أيضا: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: لا ينبغي
أن يحدث عنه. وقال الدارقطني: ضعيف ووثقه بعضهم وقال ابن عدي: أنكر على محمد بن عيسى هذان
الحديثان - وهما اللذان أوردهما المصنف هنا - وله سوى ذلك شئ يسير.
الميزان 677 / 3 التاريخ الكبير 204 / 1.
256

قال: " قل الجراد في سنة من سنى عمر التي ولى فيها فسأل عنه فلم يخبر بشئ
فاغتم لذلك فأرسل راكبا يضرب إلى كذب وآخر إلى الشام وآخر إلى العراق
يسأل عن الجراد، قال: فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد
فألقاها بين يديه فلما رآها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خلق الله ألف
أمة منها ستمائة في البحر وأربعمائة في البر فأول شئ يهلك من هذه الأمة الجراد،
فإذا هلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه (1) " وهذا شئ لا شك أنه موضوع
ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله أي الخلق أول دخولا الجنة؟ قال: الأنبياء. قال: ثم من؟ قال:
ثم الشهداء. قال: ثم من؟ قال: مؤذنوا الكعبة، ثم مؤذنو بيت المقدس ثم مؤذنو
مسجدي هذا ثم سائر المؤمنين على قدر أعمالهم (2) " أخبرناه محمد بن محمود بن عدي
قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد قال: حدثنا محمد
ابن عيسى العبدي عن محمد بن المنكدر عن جابر.
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي (3): من أهل مكة يروى عن عطاء

(1) الحديث أورده في الميزان كما أورده ابن الجوزي في الموضوعات مع اختلاف في بعض ألفاظه.
وما يهم منها قوله: " فأرسل راكبا يضرب إلى اليمن وآخر إلى الشام " إلخ. وأيضا: " فألقاه بين يديه،
فلما رآه عمر كبر ثلاثا ثم قال: سمعت " إلخ.
الميزان. الموضوعات لابن الجوزي 13 / 3
(2) في الميزان " ثم سائر المؤذنين على قدر أعمالهم ".
(3) محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي: قال البخاري: ليس بذاك الثقة. ونقل عنه في الميزان:
منكر الحديث وضعفه ابن معين. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه.
ويقال له: محمد المحرم روى أن عكرمة قال له: ما أعلم أحدا شرا منك قال: كيف؟ قال: لان الناس
يستقبلون هذا البيت بالتلبية وأنت تستدبره بها. وكان محمد يحرم السنة كلها - وإذا انصرف إلى أهله لبى
بالحج. الميزان 590 / 3 التاريخ الكبير 142 / 1.
257

وعمرو بن دينار، روى عنه داود بن عمرو الضبي والعراقيون، كان ممن يقلب
الأسانيد من حيث لا يفهم من سوء حفظه فلما فحش ذلك منه استحق مجانبته.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ليس حديثه بشئ.
محمد بن درهم العبسي (1): مولى بنى هاشم، يروى عن حبيب بن عبد الرحمن،
روى عنه شبابة بن سوار وأبو داود، وهو الذي يروى عنه عاصم بن علي ويقول:
حدثنا محمد بن درهم المدائني وليس هذا بمحمد بن درهم الشامي الذي روى عنه
إسماعيل بن عياش. ذاك أقل خطأ من هذا وهذا أكثر الوهم منفرد الخطأ لا يجوز
الاحتجاج بما انفرد من الاخبار. وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه.
محمد بن عبد الرحمن أبو جابر البياضي (2): من المدينة يروى عن سعيد بن
المسيب، روى عنه أهل بلده، كان ممن يروى عن الثقات مالا يشبه
حديثه الاثبات.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي عن بشر بن عمر أنه سأل مالكا
عن أبي جابر البياضي فقال: ليس بثقة.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن أبي الصغير بالفسطاط قال: حدثنا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم. سمعت الشافعي يقول: من حدث عن أبي جابر البياضي
بيض الله عينيه.

(1) محمد بن درهم العبسي: قال البخاري: سمع كعب بن عبد الرحمن، قال لي عبد الله الجعفي عن شبابة:
وكان ثقة، روى عنه أبو داود و عبد الرحمن مولى بنى هاشم وقال ابن معين ليس بشئ. وقال الدارقطني:
ضعيف. الميزان 541 / 3 التاريخ الكبير 77 / 1
(2) الميزان 617 / 3 التاريخ الكبير 163 / 1.
258

سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: كان أبو جابر البياضي كذابا.
محمد بن الزبير الحنظلي (1): من أهل البصرة، يروى عن أبيه والحسن. روى
عنه حماد بن زيد وأهل البصرة، منكر الحديث جدا، يروى عن الحسن مالا يتابع
عليه لا يعجبني الاحتجاج به إذا لم يوافق الثقات.
محمد بن مالك أبو المغيرة الجوزجاني (2): خادم البراء بن عازب، يروى عن
البراء بن عازب أي سمع منه روى عنه عبد الله بن واقد الهروي، يخطئ كثيرا،
لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لسلوكه غير مسلك الثقات في الاخبار.
محمد بن المنذر بن عبيد الله (3): يروى عن هشام بن عروة. روى عنه عتيق
ابن يعقوب، كان ممن يروى عن الاثبات الأشياء الموضوعات، لا يحل كتابة حديثه
إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" إذ قدم أحدكم من سفر فليهد لأهله وليطرفهم ولو بحجارة (4) " رواه عتيق
ابن يعقوب.

(1) محمد بن الزبير التميمي الحنظلي البصري: روى عنه من أقرانه يحيى بن كثير. قال البخاري:
روى عنه حماد بن زيد، فيه نظر، كان شعبة لا يحدث عنه. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن معين:
ليس بشئ، وقال أبو حاتم: ليس بالقوى في حديثه إنكار.
الميزان 547 / 3 التاريخ الكبير 86 / 1
(2) الميزان 23 / 4 التاريخ الكبير 228 / 1
(3) الميزان 47 / 4 التاريخ الكبير 243 / 1
(4) فليطرفهم: فليتحفهم بشئ جديد. والخبر أخرجه البيهقي وقال تفرد به عتيق عن يحيى وقال ابن
الجوري: حديث لا يصح. ورمز له السيوطي بالضعف.
الجامع الكبير 712 / 1 الجامع الكبير 415 / 1.
259

محمد بن صالح المدني (5): شيخ يروى المناكير عن المشاهير، روى عن
عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. روى عن
مسلم بن أبي مريم عن أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من
أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة ".
محمد بن سليمان المخزومي (6): من أهل مكة، يروى عن نافع بن عمر الجمحي،
روى عنه العراقيون كان كثير الخطأ فاحش الوهم، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا
انفرد، وكان الحميدي شديد الحمل عليه.
محمد بن أبان بن صالح بن عمير الجعفي (7): مولى لقريش، تزوج في الجعفيين
فنسب إليهم وكان كنيته أبو عمر، من أهل الكوفة، يروى عن أبي إسحاق وحماد
ابن أبي سليمان. روى عنه العراقيون، كان ممن يقلب الاخبار وله الوهم الكثير
في الآثار.

(1) قال البخاري: محمد بن صالح بن قيس الأزرق المدني. هو مولى بنى الأزرق بن الحارث بن فهر.
قال غير ابن حبان: لا بأس به. كما أن ابن حبان ذكره في الثقات.
الميزان 581 / 3 التاريخ الكبير 117 / 1
(2) محمد سليمان بن مسمول المخزومي: قال البخاري: سمعت الحميدي يتكلم في محمد بن سليمان بن مسمول
المسمولي المخزومي سكن مكة يروى عن نافع عن ابن عمر. وما ذكره المصنف أقرب إلى الصواب:
" يروى عن نافع بن عمر الجمحي " فإن نافع بن عمر الجمحي مات سنة تسع وستين ومائة ومات الحميدي
" عبد الله ابن الزبير القرشي " سنة تسع عشرة ومائتين. والمسمولي بهذا يمكن أن يدركه الحميدي. والمرجح أن
يد الناسخ هي التي صحفت عبارة البخاري وابن حبان يكثر من الاخذ عن البخاري دون أن يشير إلا هذا فهو
قد أدرك العبارة قبل أن تغير.
قالوا عن المسلمولي، النسائي قال: مكي ضعيف. أبو حاتم وقال: ضعيف الحديث ابن عدي قال: عامة
ما يرويه لا يتابع عليه متنا أو إسنادا.
طبقات الحفاظ للسيوطي 98 التذكرة 2 / 2 الميزان 569 / 3 التاريخ الكبير 97 / 1
(3) محمد بن أبان بن صالح بن عمير القرشي - مولاهم - قال البخاري: يتكلمون في حفظه. ضعفه
أبو داود وابن معين، وفى الميزان قال البخاري: ليس بالقوى. قيل كان مرجئا.
الميزان 453 / 3 التاريخ الكبير 34 / 1.
260

أخبرنا الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: سألت يحيى بن معين عن محمد
ابن أبان فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي
هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من تزوج امرأة بصداق وهو
بنوى ألا يؤديه فهو زان، ومن أدان دينا وهو ينوى ألا يؤديه إلى صاحبه
فهو سارق " أخبرناه ابن خزيمة قال: حدثنا أبو موسى قال: حدثنا إبراهيم بن
سليمان قال: حدثنا محمد بن أبان عن زيد بن أسلم. وهذا خبر باطل ليس من حديث
زيد بن أسلم وإنما يعرف هذا بإسناد غير هذا من حديث يوسف بن محمد ابن صيفي
ابن صهيب قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده صهيب عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وقد روى عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" الوائد والموؤودة في النار (1) " أخبرناه ابن زهير قال: حدثنا أبو يوسف الفلوسي
قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان الدباس عن محمد بن أبان عن عاصم عن زر.
محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المليكي القرشي الجدعاني (2).
كنيته أبو غرارة من أهل المدينة زوج جبرة بنت محمد بن ثابت بن سباع، يروى
عن أبيه وعبيد الله بن عمر. روى عنه أبو عاصم وابن أبي أويس، كان ممن يروى
المناكير عن المشاهير وينفرد عن الثقات بالمقلوبات. لا يحتج به.

(1) لفظه في الجامع الصغير: " الوائدة " وفسرها المناوي بأنها المناوي القابلة التي تئد والموؤودة:
المفعولة لها ذلك وهي أم الطفل والحديث رواه أبو داود ورمز له السيوطي بالحسن وقد رواه أيضا أحمد
والطبراني وغيرهما. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 370 / 3
(2) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني قال أبو زرعة: وأحمد: لا بأس به. وقال البخاري:
منكر الحديث وقال النسائي: متروك الحديث. وقيل إن محمد بن عبد الرحمن الجدعاني غير محمد بن عبد الرحمن
ابن أبي غرارة وكلاهما ينسبان إلى جدعان. الميزان 619 / 3 التاريخ الكبير 257 / 1.
261

محمد بن كريب (1): أخو رشد بن بن كريب، مولى ابن عباس. يروى عن
أبيه، روى عنه عبد الرحيم بن سليمان الرازي، كان منكر الحديث جدا، يروى عن أبيه
أشياء لا تشبه حديثه كأنه كريب آخر فلما ظهر ذلك منه استحق ترك الاحتجاج به.
محمد بن ذكوان (2): مولى المهالبة خال ولد حماد بن زيد، يروى عن مطر
والحسن، عداده في أهل البصرة، روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار، يروى عن
الثقات المناكير والمعضلات عن المشاهير على قلة روايته حتى سقط الاحتجاج به.
محمد بن سالم الكوفي (3): كنيته أبو سهل، يروى عن الشعبي، روى عنه
الثوري ويزيد بن هارون وكان ممن يقلب الأسانيد ويروى عن الثقات ما ليس
من أحاديثهم، كان ابن المبارك ينهى عنه وكان الثوري يحدث عنه ويقول: حدثني
أبو سهل، وكان هذا مذهبا للثوري إذا حدث عن الضعفاء كناهم حتى لا يعرفوا.
كان إذا حدث عن عبيدة بن معتب قال: حدثنا أبو عبد الكريم وإذا حدث عن
سليمان بن أرقم قال: حدثنا أبو معاذ وإذا حدث عن بحر السقا قال: حدثنا
أبو الفضل وإذا حدث عن الكلبي قال: حدثنا أبو النضر وإذا حدث عن الصلت

(1) محمد بن كريب: قال البخاري: فيه نظر. ونقل عنه في الميزان: منكر الحديث. وقال
النسائي وغيره: ضعيف وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه.
الميزان 22 / 4 التاريخ الكبير 217 / 1
(2) محمد بن ذكوان: قال البخاري: مولى الجهاضم، ويقال مولى المهالبة. وهو منكر الحديث.
وقد وقع في المخطوطة " خالد والد حماد بن زيد " والتصويب من التاريخ والميزان. وقال النسائي: ليس
بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف. ونقل في الميزان أن ابن حبان قواه.
الميزان 542 / 3 التاريخ الكبير 79 / 1
(3) محمد بن سالم الكوفي: قال البخاري: كان الثوري يروى عنه فيقول: أبو سهل. وربما قال:
رجل الشعبي. ثم قال يتكلمون فيه، كان ابن المبارك ينهى عنه. وفى الميزان قال ابن المبارك: أضربوا
على حديثه. وقال يحيى القطان: ليس بشئ وكان أحمد لا يروى حديثه. وقال السعدي: غير ثقة.
وقال ابن معين: ضعيف. يقال له مؤلف في الفرائض.
الميزان 556 / 3 التاريخ الكبير 105 / 1.
262

ابن دينار قال: حدثنا أبو شعيب ومن يشبه هؤلاء من الضعفاء ممن يكثر عددهم،
ليس هذا موضع ذكرهم.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان
عن محمد بن سالم.
أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن
معين وذكر عنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن سالم فقال: كانا ضعيفين.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن الشعبي عن الحارث عن علي قال:: " سأل
رجل النبي عليه الصلاة والسلام أنقرأ خلف الامام أو نصمت؟ قال: أنصت "
أخبرناه الخطابي. قال: حدثنا على بن حرب قال: حدثنا غسان بن الربيع قال:
حدثنا قيس بن الربيع عن محمد بن سالم.
محمد بن عبد الرحمن بن مجبر (1): يروى عن نافع وعطاء، روى عنه يزيد بن
هارون والعراقيون ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام
مشاهير. لا يحتج به.
سمعت محمد بن المنذر قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: محمد بن عبد الرحمن بن مجبر ليس بشئ.
محمد بن عبد العزيز [بن عمر] بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي (2):

(1) محمد بن عبد الرحمن بن المجبر العمرى البصري: قال يحيى: ليس بشئ وقال الفلاس: ضعيف
وقال أبو زرعة: واه، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي وجماعة: متروك.
الميزان 621 / 3
(2) محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري: قال البخاري: منكر الحديث. ويقال: بمشورته جلد
الامام مالك، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني ضعيف، وقال أبو حاتم: هم ثلاثة إخوة: محمد
و عبد الله وعمران ليس لهم حديث مستقيم.
الميزان 628 / 3 التاريخ الكبير 167 / 1.
263

يروى عن أبيه والزهري، روى عنه ابنه إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز. كان ممن
يروى عن الثقات المعضلات وإذا انفرد أتى بالطامات عن أقوام أثبات حتى سقط
الاحتجاج به. وهو الذي جلد بمشورته مالك بن أنس.
محمد بن عبد الرحمن البيلماني (1): يروى عن أبيه، روى عنه أهل البصرة،
كان ممن أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها، حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي
حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على
جهة التعجب.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي قلت ليحيى بن معين: محمد بن
عبد الرحمن البيلماني؟ فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وقد روى ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال النبي
عليه الصلاة والسلام: " إذا كان آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين
أهل البادية والنساء ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد الزنا لا يرث ولا يورث ".
وبإسناده " قيل يا رسول الله أي الناس أجوع؟ قال: الذي لا يشبع من العلم.
قيل: وأيهم أشبع؟ قال: الذي لا يتبعه "

(1) محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني: قال البخاري: منكر الحديث كان الحميدي يتكلم فيه وقال
الدارقطني وغيره ضعيف. وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فإن البلاء فيه منه ومحمد بن الحارث
- يروى عنه - أيضا ضعيف. أورد في الميزان أكثر منكراته التي أوردها المصنف هنا. وقد وقع
اسمه في المخطوطة: " ابن السليماني " وتكرر ذلك مصحفا.
الميزان 617 / 3 التاريخ الكبير 163 / 1.
264

وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوم الجمعة كتب الله له عشرة
أيام غرا زهرا من أيام الآخرة لا يشاكلهن أيام الدنيا ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أحببت أن تكون من القانتين فلا
تعرف من على يمينك ولا من على شمالك في المكتوبة ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام صبيحة يوم الفطر فكأنما
صام الدهر ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن الذي يعمل الطاعات يحفظه الله
في سبع قرون من ذريته ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره
أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفطر يوما من رمضان متعمدا في غير
سبيل عذر يرجع من حسناته كيوم ولدته أمه ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفوت صلاة ليل في ليل ولا صلاة نهار
في نهار ولكن التضييع فيما بين ذلك ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال أربعون رجلا يحفظ الله بهم
الأرض كلما مات منهم رجل أبدل الله مكانه آخر، هم في الأرض كلها ".
أخبرنا بهذه الأحاديث محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب بالأهواز قال: حدثنا
عبيد الله بن محمد الحارثي قال: حدثنا محمد بن الحارث الحارثي قال: حدثني محمد بن
عبد الرحمن البيلماني مولى ابن عمر عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في تلك النسخة التي ذكرناها، أكثرها موضوعة أو مقلوبة. كرهت ذكرها كلها لان
فيما ذكرناه غنية لمن هذا الشأن صناعته عن الاكثار منها في الذكر.
265

ولقد حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا
محمد بن الحارث الحارثي عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " لا شفعة لصغير ولا لغائب، وإذا سبق الشريك شريكه
بالشفعة فلا شفعة، والشفعة كحل العقال ".
محمد بن سلمة النباتي (1): شيخ يروى عن الأعمش ما ليس من حديثه، لا تحل
الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، ولا الاحتجاج به بحال، روى عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضحك من الضرطة ".
أخبرناه أبو عروبة قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ قال: حدثنا عبد الله بن عصمة
النصيبي قال: حدثنا محمد بن سلمة النباتي.
محمد بن عبد الله بن زياد أبو سلمة الأنصاري (2): من أهل البصرة، يروى عن
حميد الطويل ومالك بن دينار، روى عنه البصريون منكر الحديث جدا يروى عن
الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن حميد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كسح مسجدا
من مساجد الله فكأنما غزا معي أربعمائة غزوة وكأنما حج أربعمائة حجة وكأنما
أعتق أربعمائة نسمة وكأنما صام أربعمائة يوم " أخبرناه عبد الله بن قحطبة قال: حدثنا
يحيى بن خذام السقطي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: هكذا حدثناه
ابن قحطية.

(1) الميزان 568 / 3.
(2) محمد بن عبد الله الأنصاري: قال العقيلي منكر الحديث، وقال ابن طاهر: كذاب، قال
في الميزان: وله طامات منها حديث: " من كسح مسجدا " إلخ رواه بقلة حياء عن حميد الطويل عن أنس
مرفوعا، ثم أورد له أحاديث منكرة منها حديث عن العقيلي باسنادين ثم قال: وهو باطل بالاسنادين،
الميزان 598 / 3.
266

وحدثناه حمزة بن داود بن سليمان قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن
مالك بن دينار عن أنس بن مالك فذكر مثله مرفوعا. جعل مكان حميد مالك
ابن دينار.
وروى عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: كنا عند النبي عليه الصلاة
والسلام ومعنا يهودي فعطس صلى الله عليه وسلم فقال اليهودي: " يرحمك الله يا محمد، فقال النبي
عليه الصلاة والسلام: هداك الله يا يهودي: فأسلم في موضعه " أخبرناه حمزة بن
داود قال: حدثنا محمد بن رزام الأبلي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن
مالك بن دينار.
وروى عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" جاءني جبريل عن الله تبارك وتعالى أنه قال جل وعلا: وعزتي وجلالي
ووحدانيتي وارتفاع مكاني وفاقة خلقي إلى واستوائي على عرشي إني لاستحى
من عبدي وأمتي يشيبان في الاسلام ثم أعذبهما.. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى
عند ذلك فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: بكيت على من يستحي الله منه
لا يستحى من الله ". أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا يحيى بن خذام قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك.
محمد بن يعلى السلمي (1): زنبور، من أهل الكوفة، كنيته أبو على، يروى
عن محمد بن عمر، وروى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كان ممن يخطئ حتى يجئ
يما يحدث به مقلوبا فإذا سمعه من الحديث صناعته علم أنه معمول أو مقلوب فلا يجوز

(1) محمد بن يعلى السلمي قال: البخاري: يتكلم فيه: وقال أيضا: ذاهب الحديث. وقال أبو حاتم:
متروك. وقال الخطيب وغيره: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال: أحمد بن سنان: كان جهميا
وشذا أبو كريب فروى عنه وقال: كان ثقة. الميزان 70 / 4 التاريخ الكبير 268 / 1.
267

الاحتجاج به فيما خالف الثقات من الروايات ولا فيما انفرد وإن لم يخالف الاثبات.
محمد بن عثيم الحضرمي (1): كنيته أبو ذر، يروى عن محمد بن عبد الرحمن
البيلماني، روى عنه المعتمر بن سليمان تالف في النقل ذاهب في الرواية، لا يجوز
الاحتجاج به بحال لما أتى من الاخبار التي لا تشبه رواية الثقات.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي قال: قلت ليحيى بن معين: محمد بن
عثيم؟ قال: ليس بشئ.
محمد بن سعيد الطائفي (2): شيخ يروى عن ابن جريج، روى عنه أبو عتبة
أحمد بن الفرج الحمصي، يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل الاحتجاج به
بحال. روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم، كأني أنظر إليهم إذا انفلقت الأرض
عنهم يقولون: لا إله إلا الله والناس تبع لهم " رواه عنه أبو عتبة الحمصي. وهذا
خبر باطل. إنما يعرف هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه
عن ابن عمر فقط (3).
محمد بن حذيفة الأسيدي (4): من أهل البصرة، يروى عن ابن عيينة، روى

(1) محمد بن عثيم الحضرمي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك، وقال
أبو حاتم: لا يكتب حديثه وقال ابن معين مرة: هو كذاب. وقال الدارقطني: ضعيف وقال ابن عدي:
مع ضعفه يكتب حديثه حدث عنه معتمر وغيره.
الميزان 644 / 3 التاريخ الكبير 205 / 1
(2) الميزان 564 / 3.
(3) الحديث عن ابن عمر رمز له السيوطي بالضعف. رواه الطبراني في الكبير والأوسط. قال
الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين. وكلاهما ضعيف. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 370 / 5
(4) الميزان 511 / 3.
268

عنه جعفر بن محمد بن الحجاج بن فرقد القطان الرقي يقلب الاخبار ويروى عن
الثقات مالا يشبه حديث الاثبات.
روى عن ابن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة عن النبي عليه الصلاة
والسلام: " ألا إن شاهد الزور مع العشار في النار " وهذا خبر باطل، ما سمع ابن
عيينة عن زياد بن علاقة إلا أربع أحاديث حديث المغيرة بن شعبة: " كان النبي
عليه الصلاة والسلام يصلى حتى تورم قدماه "، وحديث قطبة بن مالك:
" سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ: (والنخل باصقات لها طلع نضيد (1))،
وحديث أسامة بن شريك: " شهدت الاعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم "، وحديث
جابر: " النصح لكل مسلم ".
محمد بن عبد الملك أبو عبد الله الأنصاري (2): من أهل المدينة، سكن الشام،
يروى عن ابن المنكدر ونافع والزهري روى عنه أهل الشام، كان ممن يروى
الموضوعات عن الاثبات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح فيه ولا الرواية
عنه إلا على سبيل الاعتبار، وهو الذي روى عنه الأوزاعي، وروى عن المغيرة
ابن شعبة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " يجلد بمكة رجل من قريش عليه
نصف عذاب العالم ".
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " إن الله أوحى إلى أن من سلك مسلكا في طلب العلم سهل الله له طريقا

(1) الآية 10 من سورة " ق " وجاءت الرواية في المخطوطة " بارقات " ولكن رواية قطبة بن
مالك التي أوردها القرطبي في تفسيره " باصقات " بالصاد قال: ذكره الثعلبي.
تفسير القرطبي للآية.
(2) محمد بن عبد الملك الأنصاري: يقال إنه من ولد أبى أيوب الأنصاري. قال البخاري: منكر
الحديث. وقال النسائي: متروك. وساق له ابن عدي جملة أحاديث واهية وبعضها أنكر من بعض.
الميزان 631 / 3 التاريخ الكبير 164 / 1.
269

إلى الجنة، وفضل في علم خير من فضل في عبادة، وملاك الدين الورع " أخبرناه
محمد بن عبدوس النيسابوري بالرملة قال حدثنا محمد بن يزيد محمش قال:
حدثنا حفص بن عبد الرحمن البلخي قال: حدثنا محمد بن عبد الملك عنه هشام بن
عروة عن أبيه.
محمد بن جابر بن يسار بن طلق اليمامي (1) أبو عبد الله السحيمي: من بنى
حنيفة، أصله من اليمامة، انتقل إلى الكوفة، يروى عن حماد بن أبي سليمان وطلق
ابن علي، روى عنه هشام بن حسان وأيوب وأهل العراق. وكان أعمى يلحق
في كتبه ما ليس من حديثه، ويسرق ما ذوكر به فيحدث به.
سمعت عبد الله بن جابر بطرسوس قال: سمعت جعفر بن محمد الأذني يقول:
سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: قال لي أخي إسحاق بن عيسى: ذاكرت
محمد بن جابر ذات يوم بحديث لشريك عن أبي إسحاق فرأيته في كتابه قد ألحقه
بين الطرين كتابا طريا.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
أيوب بن جابر عن محمد بن جابر؟ فقال: ليسا بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
قال: " صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر فكانوا يرفعون أيديهم
في أول الصلاة ثم لا يعودون " أخبرناه محمد بن جعفر بن طرخان قال: حدثنا إسحاق
ابن أبي إسرائيل قال. حدثنا محمد بن يسار عن حماد عن إبراهيم.

(1) محمد بن جابر اليمامي: ليس في الكبير أو الميزان: " ابن يسار بن طلق " ضعفه ابن معين
والنسائي وقال البخاري: ليس بالقوى. وقال أبو حاتم: ساء حفظه في الآخر وذهبت كتبه. وقال
أحمد: لا يحدث عنه إلا شر منه. وقال في الميزان: روى عن محمد بن جابر أئمة وحفاظ.
الميزان 496 / 3 التاريخ الكبير 53 / 1.
270

محمد بن ميسر أبو سعد الصغاني الضرير (1): سكن بغداد، يروى عن ابن
عجلان وهشام بن عروة. روى عنه العراقيون، مضطرب الحديث، كان ممن يقلب
الأسانيد. لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، فيكون حديثه كالمتآنس به
دون المحتاج بما يرويه.
محمد بن مناذر الشاعر (2): من أهل البصرة، يروى عن ابن عيينة، روى عنه
الحجاريون، كان ماجنا مظهرا للمجون لا يجوز الاحتجاج به، سمعت محمد بن المنذر
يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وذكرت له شيخا
كان يلزم ابن عيينة يقال له ابن مناذر. فقال: أعرفه كان يرسل العقارب في
المسجد الحرام حتى تلسع الناس، وكان يصب المداد في الليل في الموضع التي يتوضئون
منها حتى يسود وجوه الناس، ليس يروى عنه رجل فيه خير.
محمد بن أبي حميد المدني الزرقي (3): كنيته أبو إبراهيم وهو الذي يقال له:
حماد بن أبي حميد، يروى عن موسى بن وردان وعمرو بن شعيب، روى عنه العراقيون
وأهل بلده، كان شيخا مغفلا يقلب الاسناد ولا يفهم ويلزق به المتن ولا يعلم، فلما
كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بروايته.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سألت يحيى بن معين عن محمد
ابن أبي حميد فقال: ليس بشئ.

(1) محمد بن ميسر أبو سعد الصغاني: قال البخاري: فيه اضطراب. وقال يحيى بن معين: كان
جهميا شيطانا ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أحمد صدوق
مرجئ وقد روى عنه الميزان 52 / 4 التاريخ الكبير 245 / 1
(2) الميزان 47 / 4.
(3) محمد بن أبي حميد: قال البخاري: منكر الحديث.
الميزان 531 / 4 التاريخ الكبير 70 / 1.
271

محمد بن دينار الطاحي (1) أبو بكر بن أبي الفرات: من أهل البصرة، يروى عن
يونس بن عبيد والبصريين روى عنه أهل العراق، كان يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى
استحق الترك ولا سلك سنن الثقات مما لا ينفك منه البشر فيسلك به مسلك العدول.
فالانصراف في أمره ترك الاحتجاج بما انفرد، والاعتبار بما لم يخالف الثقات
والاحتجاج بما وافق الاثبات.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن محمد
بن دينار الطاحي فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن سعد بن أوس عن مصدع أبى يحيى عن
عائشة: " أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقبلها ويمص لسانها " أخبرناه القطان
بالرقة قال: حدثنا عمر بن يزيد السياري قال: حدثنا محمد بن دينار الطاحي.
محمد بن عون الخراساني (2): شيخ سكن الكوفة، يروى عن نافع ومحمد بن
زيد، روى عنه إسماعيل بن زكريا ويعلى بن عبيد، كان ممن ينفرد عن الثقات
بما لا يشبه حديث الاثبات عن قلة روايته فلا يحتج به إلا فيما وافق الثقات.
روى عن نافع عن ابن عمر قال: " استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله الحجر فاستلمه
ثم وضع شفتيه عليه يبكى طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكى فقال يا عمر، هاهنا
تسكب العبرات " أخبرناه الحسن بن سفيان قال. حدثنا الحسن بن سهل الجعفري
قال. حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عون الخراساني.

(1) محمد بن دينار الطاحي: قال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن عدي في الكامل: ينفرد بأشياء
وهو صدوق وضعفه يحيى بن معين. وقال أبو داود: تغير قبل أن يموت، وكان ضعيف القول في القدر.
وقال النسائي ليس به بأس، وكذا قال ابن معين من رواية أحمد بن أبي حيثمة عنه.
الميزان 541 / 3 التاريخ الكبير 77 / 1
(2) محمد بن عون الخراساني: قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال عباس
عن ابن معين ليس بشئ.
الميزان 676 / 3 التاريخ الكبير 197 / 1.
272

وروى عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " المهلكات ثلاث إعجاب المرء بنفسه وشح مطاع وهوى متبع (1) " أخبرناه
محمد بن علام بأذنه قال: حدثنا لوين قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون
عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير.
محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي (2):
كنيته أبو جعفر، من أهل الكوفة، يروي عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه
عبد الجبار عن أبيه وائل بن حجر بنسخة منكرة منها أشياء لها أصول من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست من حديث وائل بن حجر، ومنها أشياء من حديث وائل
بن حجر مختصرة جاء بها على التقصي وأفرط فيها، ومنها أشياء موضوعة ليس من
كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز الاحتجاج به. وأما عبد الجبار بن وائل فإنه ولد بعد
موت أبيه بستة أشهر، مات وائل بن حجر وأم عبد الجبار حامل به، وهذا ضرب
من المنقطع الذي لا تقوم به الحجة، وقد وهم فطر بن خليفة حيث قال: على أبى إسحاق
عن عبد الجبار بن وائل قال: سمعت أبي.
محمد بن عطية بن سعد العوفي (3): يروى عن أبيه، روى عنه أسيد بن زيد
الجمال، منكر الحديث جدا مشتبه الامر لا يوجد الاتضاح في إطلاق الجرح عليه
لأنه لا يروى إلا عن أبيه وأبوه ليس بشئ في الحديث، ولا يروى عنه إلا أسيد
بن زيد، وأسيد يسرق الحديث فلا يتهيأ إطلاق القدح على من يكون بين ضعيفين

(1) يراجع كشف الخفا ومزيل الالباس للعجلوني 399 / 2.
(2) محمد بن حجر بن عبد الجبار: قال البخاري: فيه نظر ثم ما معناه: لا يصح سماعه عن أبيه
لنفس السبب الذي أورده المصنف هنا قال في الميزان: له مناكير. قيل كنيته أبو الخنافس.
الميزان 511 / 3 التاريخ الكبير 69 / 1
(3) الميزان 648 / 3 التاريخ الكبير 198 / 1.
(م 18 - المجروحين.
273

إلا بعد السير والاعتبار بما يروى عن غير الضعيف، ولا سبيل إلى ذلك فيه، فهو
ساقط الاحتجاج حتى تتبين عدالته بروايته عن ثقة إذا كان دونه ثقة واستقامت
الرواية فلم يخالف الثقات.
محمد بن قضاء الجهضمي (1): أخو خالد بن فضاء الأزدي، كنيته أبو بحر،
من أهل البصرة، كان معبرا يروى عن علقمة بن عبد الله المزني، روى عنه المعتمر
ابن سليمان ومسلم بن إبراهيم كان قليل الحديث منكر الرواية، حدث بدون
عشرة أحاديث كلها مناكير لم يتابع على شئ منها، فبطل الاحتجاج به، وكان يبيع
الخمر، وكان سليمان بن حرب شديد الحمل عليه.
سمعت محمد بن محمد يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن محمد
ابن فضاء فقال: ضعيف.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: محمد بن قضاء
ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عنه أبيه عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه
عن النبي عليه الصلاة والسلام، " أنه نهى عن كسر السكة الجائزة بين المسلمين
إلا من بأس " أخبرناه عبد الله بن محمد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا
معتمر بن سليمان عن محمد بن فضاء.
محمد بن الحسن بن أبي الحسن بن زبالة المخزومي الحجازي (2): يروى عن مالك

(1) كذا في التاريخ الكبير ووافقه ما جاء في الميزان وعليه عدل الأصل فهو في المخطوطة " الجهني،
أبو يحيى " قال البخاري: كان سليمان بن حرب يسئ الرأي فيه ويقول: كان يبيع الشراب، وضعفه
ابن معين وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال النسائي: ضعيف.
الميزان 5 / 4 التاريخ الكبير 209 / 1
(2) الميزان 415 / 3 التاريخ الكبير 67 / 1.
274

والدارودي، روى عنه أبو خيثمة وأهل العراق، كان ممن يسرق الحديث ويروى
عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم.
سمعت محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد قال: سمعت يحيى ين معين يقول
ابن زبالة المديني ليس بثقة يسرق الحديث.
محمد بن الحسن المزني (1): من أهل واسط، يروى عن محمد بن إسحاق، روى
عنه أهل بلده، يرفع الموقوف ويسند المراسيل. روى عن محمد بن إسحاق عن نافع
عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر
ولكنه يذبح حتى ينصب ما فيه من الدم " أخبرناه ابن قحطبة قال: حدثنا وهب
ابن بقية قال: حدثنا محمد بن الحسن المزني. إنما هو موقوف من قول
ابن عمر (2).
محمد بن الحسن الشيباني (3): صاحب الرأي، صحب النعمان وهو أبو حنيفة
أياما يسيرة، يروى عن النعمان بن ثابت وعن يعقوب بن إبراهيم وسمع من يعقوب

(1) محمد بن الحسن المزني: قال البخاري: قال لنا محمد بن سلام حدثنا محمد عن عوف عن الحسن قال:
إذا قرأ على رجل فلا بأس به أن يقول حدثنا. وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس شيخ ضخم، كتبت
عنه عن إسماعيل بن خالد غرائب كتبنا عنه أول سنة انحدرت إلى البصرة ولم ألقه في السنة الثانية، كان
قد مات. وقال أبو حاتم: لا بأس به. ووثقه ابن معين وأبو داود.
الميزان 515 / 3 التاريخ الكبير 67 / 1
(2) يراجع الجامع الصغير بشرح فيض القدير 563 / 3.
(3) محمد بن حسن بن فرقد الشيباني: نشأ بالكوفة وتتلمذ على أبي حنيفة وروى عنه وعن أبي
يوسف ومسعد بن كرام وسفيان الثوري وعمرو بن ذر ومالك بن مقول. ومالك بن أنس والأوزاعي
وربيعة بن صالح والربيع بن صبيح وابن المبارك وغيرهم. وروى عنه الشافعي وأبو سليمان موسى الجوزجاني.
قال الشافعي: كنت أظن إذا رأيته يقرأ القران كأن القرآن نزل بلغته. وقال أحمد بن حنبل: إذا كان
في المسألة قول ثلاثة لم يسمع مخالفتهم فقيل له من هم؟ قال: أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن. قال
في الميزان: لينه النسائي وغيره من قبل حفظه. وكان من بحور العلم والفقه قويا في مالك.
الميزان 513 / 3 مقدمة موطأ الامام مالك طبع المجلس الاعلى.
275

عن النعمان أكثر ما يقول عليه، وكان مرجئا داعيا إليه، وهو أول من رد على
أهل المدينة ونصر صاحبه يعنى النعمان، وكان عاقلا ليس في الحديث بشئ كان يروى
عن الثقات ويهم فيها فلما فحش ذلك منه استحق تركه من أجل كثرة خطئه لأنه كان
داعية إلى مذهبهم، مات بالري هو والكسائي في يوم واحد، وكان خرج إليها
مع هارون الرشيد سنة تسع وثمانين ومائتين.
أخبرنا الضحاك بن هارون قال: حدثنا محمد بن أحمد الأصفري قال: سمعت
يحيى بن معين يقول: محمد بن الحسن كذاب صاحب أبي حنيفة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الفضل بن عبد الرحيم المروزي قال:
سمعت محمد بن النضر بن مساور يقول: سمعت أبي يقول: كلمني محمد بن الحسن
أن أكلم عبد الله بن المبارك أن يقرأ له كتابا فكلمه فقال: لا تعجبني شمائله قال
محمد بن النضر: فجاءني سعيد بن معاذ فقال: ليس ذا حديث يحب عليك روايته
أسألك ألا ترويه فأبيت.
سمعت محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي يقول، سمعت ابن قهزاد يقول،
سمعت إبراهيم بن الأشعث النجاري يقول، دخل فضل بن عياض المسجد ومحمد
بن الحسن جالس فقال، غير ثقة والله ولا مأمون.
محمد بن الحسن الهمداني (1)، وهو الذي يقال له ابن أبي يزيد، من أهل
الكوفة، سكن واسط ثم انتقل إلى بغداد، وكان ينزل عند مقبرة الخيزران، كنيته
أبو الحسن، يروى عن عمرو بن قيس، روى عنه العراقيون، منكر الحديث
يروى عن الثقات المعضلات، وكان أحمد بن حنبل يقول، رأيته وكان
لا يسوى شيئا

(1) محمد بن الحسن الهمداني: قال ابن معين: قد سمعنا منه ولم يكن بثقة. وقال مرة: كان يكذب.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوى. الميزان 514 / 3 التاريخ الكبير 66 / 1.
276

وهو الذي روى عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " رواه عنه أحمد بن منيع:
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: محمد بن
الحسن الهمداني؟ قال: ليس بشئ.
قال: أبو حاتم: وهو الذي روى عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شغله قراءة القرآن عن ذكرى ومسألتي
أعطيته ثواب السائلين، وفضل كلام الله جل وعلا على سائر الكلام كفضل الله على
خلقه " أخبرناه أبو يعلي قال: حدثنا الحسن بن حماد الوراق قال: حدثنا محمد بن
الحسن بن أبي يزيد وقد وافقه الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس ولكن من حديث
ابن حميد، وابن حمير وقد تبرأنا من عهدته.
محمد بن الحسن الأسدي: المعروف بالتل (1): من أهلي الكوفة، كنيته أبو جعفر،
يروى عن الثوري وإبراهيم بن طهمان، روى عنه أولا ابن أبي شيبة والعراقيون، كان
فاحش الخطأ ممن يرفع المراسيل ويقلب الأسانيد، ليس ممن يحتج به،
أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: محمد
ابن الحسن الأسدي قال: أدركته وليس بشئ.
محمد بن محصن الأسدي (2): شيخ يضع الحديث على الثقات، لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.

(1) الميزان 512 / 3 التاريخ الكبير 67 / 1.
(2) محمد بن محصن الأسدي: هو أيضا: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد الأسدي وبهذا ترحم
له في التاريخ الكبير وفى الميزان. قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: كذاب. وقال
الدارقطني: يضع الحديث. الميزان 476 / 3، 25 / 4 التاريخ الكبير 40 / 1.
277

روى عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وأقبلت
الحور العين، فإذا انصرف المنصرف تقول الجنة ويح هذا أعجز أن يسأل ربه أن
يعيذه من النار وتقول الحور العين، ويح هذا أعجز أن يسأل ربه أن يزوجه من
الحور العين " أخبرنا بالحديثين جميعا رباب بن عبد الله الخادم بصيدا قال: حدثنا
أبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم بطرسوس قال: حدثنا أبو خيثمة مصعب
ابن سعيد المصيصي قال: حدثنا محمد بن محصن الأسدي.
محمد بن الفضل بن عطية المروزي (1): مولى بنى عبس، كنيته أبو عبد الله،
سكن بخارى، يروى عن أبي داود بن أبي هند وذويه، روى عنه العراقيون وأهل
خراسان، كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على
سبيل الاعتبار، كان أبو بكر بن أبي شيبة شديد الحمل عليه.
روى عن منصور بن إبراهيم عن علقمة بن عبد الله قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى معين يقول:
الفضل بن عطية الخراساني ثقة وهو والد محمد بن الفضل ولم يكن محمد بثقة.
كان كذابا،
قال أبو حاتم: روى محمد بن الفضل بن عطية عن زياد بن علاقة عن قطبة بن

(1) محمد بن الفضل بن عطية: أبو عبد الله المروزي. قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذب.
وقال يحيى: لا يكتب حديثه. وقال غير واحد: متروك. وقال البخاري: سكتوا عنه رماه ابن أبي
شيبة بالكذب. وقال الفلاس: كذاب وقال الحافظ الذهبي: مناكير هذا الرجل كثيرة لأنه صاحب
حديث. يقال حج بضعا وثلاثين حجة.
الميزان 6 / 4 التاريخ الكبير 208 / 6.
278

مالك قال: " مررت برسول الله صلى الله عليه وآله وقد أسس بناء مسجد قباء وليس معه إلا
هؤلاء النفر الثلاثة: أبو بكر وعمر وعثمان، فقلت يا رسول الله إنك قد أسست بناء
هذا المسجد وليس معك إلا هؤلاء النفر الثلاثة فقال: إن هؤلاء أولياء الخلافة بعدي " أخبرناه الحسن بن محمد بن أسلم بفم الصلح قال: حدثنا محمد بن الفضل
ابن عطية.
وقد روى عن زيد بن أسلم عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وقت النفساء أربعون ليلة إلا أن ترى طهرا قبل ذلك " أخبرناه
محمد بن عبدوس النيسابوري بالرملة قال: حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي
قال: حدثني إبراهيم بن طهمان قال: حدثنا محمد بن الفضل بن عطية عن زيد
ابن أسلم.
محمد بن عقبة (1): شيخ يروى عن أبي حازم، روى عنه المعتمر بن سليمان وقد
قيل عقبة بن محمد، منكر الحديث، ينفرد عن أبي حازم بمالا يشبه حديثه، لا يحتج
به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوايد.
محمد بن علاثة القاضي (2): من أهل الشام، كنيته أبو اليسير، يروى عن
الأوزاعي والنضر بن عربي، روى عنه وكيع وحرمي بن حفص والعراقيون، كان
ممن يروى الموضوعات عن الثقات، ويأتي بالمعضلات عن الاثبات لا يحل ذكره
في الكتب إلا على جهة القدح فيه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.

(1) الميزان 649 / 3 التاريخ الكبير 200 / 1
(2) محمد بن عبد الله بن علاثة ويقال: محمد بن علاثة القاضي الشامي. قال البخاري: في حفظه نظر.
ووثقه ابن معين. وقال أبو زرعة الرازي: صالح. وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله، وقال أبو حاتم:
يكتب حديثه ولا يحتج به، وأورد ابن عدي له أحاديث حسنة وقال أرجو أنه لا بأس به. وقال الدارقطني:
ابن علاثة متروك. وقال الأزدي: حديثه يدل على كذبه. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
الميزان 594 / 3 التاريخ الكبير 132 / 1.
279

قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال:
سمعت عبد الملك بن مروان يحدث عن أبيه مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت قال:
" شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقا أصابني فقال: قل اللهم غارت النجوم وهدأت
العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم. يا حي يا قيوم اهد ليلي وأنم
عيني، فقلتها فأذهب الله عنى ما كنت أجد " أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال:
حدثنا عمرو بن حفص الكلابي قال: حدثنا ابن علاثة عن ثور بن يزيد.
وروى عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم " أخبرناه الحسن بن سفيان قال:
حدثنا عمرو بن حصين قال: حدثنا ابن علاثة عن الأوزاعي. وروى عن النضر بن
عربي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أمرا فشاور
امرءا مسلما وفقه الله لأرشد أموره " أخبرناه هارون بن عيسى بن المسكين (1) قال:
حدثنا مطر بن محمد الأسدي قال: حدثنا عمرو بن حصين عن أبي علاثة.
وروى عن ثور بن يزيد بن خالد بن معدان عن مالك بن مخامر عن معاذ بن
جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤنة
الناس عليه فمن لم يحتمل مؤنة الناس فقد عرض تلك النعمة للزوال (3) " أخبرناه
الحسن بن سفيان قال: حدثنا عمرو بن حصين قال: حدثنا ابن علاثة.

(1) كلمة غير واضحة بالأصل وقد روى ابن حبان عن هارون بن المسكين البلدي بالموصل. أما الحديث
فقد أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس ورمز له السيوطي بالضعف. وقال الطبراني: لم يروه عن
النضر إلا محمد بن عبد الله بن علاثة تفرد به عنه عمرو بن الحصين. قال ابن حجر: هو ضعيف جدا
وفى شيخ عمرو وشيخ شيخه مقال. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 50 / 6
(2) لفظ الخبر في الجامع الصغير: ما عظمت نعمة على عبد إلا اشتدت عليه مؤنة الناس فمن لم يحتمل
تلك المؤنة للناس " إلخ. أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عائشة وأخرجه البيهقي عن معاذ. ورمز
له السيوطي بالضعف. الجامع الصغير 456 / 5.
280

محمد بن ميمون الزعفراني (1): كنيته أبو النضر، يروى عن عبد الوهاب بن
الحسن التميمي، روى عنه أبو كريب، منكر الحديث جدا. لا يجوز الاحتجاج به
إذا وافق الثقات بالأشياء المستقيمة فكيف إذا انفرد بأوابد.
محمد بن فرات الكوفي التميمي الجرمي (2): كنيته أبو على، يروى عن محارب
ابن دثار والكوفيين، روى عنه سهل بن حماد والعراقيون، كان ممن يروى
المعضلات عن الاثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها موضوعة.
لا يحل الاحتجاج به.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: محمد بن
الفرات ليس بشئ.
قال أبو حاتم: قال محمد بن الفرات: اختصم إلى محارب بن دثار رجلان قال:
فشهد على أحدهما رحل فقال المشهود عليه: والله ما علمت أنه رجل صدق ولئن سألت
عنه ليحمدن أو ليزكين ولقد شهد على بباطل ما أدرى ما اجترأه على ذلك؟ قال:
فقال محارب: يا هذا اتق الله فإني سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار وإن الطير لتضرب
بأجنحتها وترمى بما في أجوافها مالها طلبه والنبي عليه الصلاة والسلام يعظ رجلا (3) "

(1) محمد بن ميمون الزعفراني: قال البخاري: منكر الحديث. ووثقه أبو داود. وقال أبو حاتم:
لانس به. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: لين، وقال الدارقطني: ليس به بأس.
الميزان 53 / 4 التاريخ الكبير 234 / 1
(2) محمد بن فرات الكوفي: قال البخاري: منكر الحديث. وكذبه أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة
وقال أبو داود: روى عن محارب بن ديار أحاديث موضوعة. وقال الدارقطني. ليس بالقوى. وقال ابن
معين: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك.
الميزان 3 / 4 التاريخ الكبير 208 / 1
(3) يرجع إلى الجزء الأول من الحديث في الميزان والتاريخ الكبير والجامع الصغير 154 / 4
أما الجزء الأخير فلم أعثر عليه.
281

أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا أبو معمر العطيفي قال: حدثنا محمد بن الفرات قال:
اختصم إلى محارب بن دثار رجلان فساقه.
محمد بن عبد الله العصري (1): من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني،
روى عنه محمد بن أبي بكر المقدمي منكر الحديث جدا، يروى عن ثابت ما لا يتابع
عليه كأنه ثابت آخر لا يجوز الاحتجاج به ولا الاعتبار بما يروى إلا عند الوفاق
للاستئناس به.
محمد بن عثمان أبو عمرو القرشي (2): يروى عن عطاء ونافع، روى عنه عامر
بن سيار. منكر الحديث يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز
الاحتجاج يخبره.
روى عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" زر غبا تزدد حبا ".
وروى عن نافع عن ابن عمر قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا
يلتفت " رواهما عنه عامر بن سيار.
محمد بن عبد الله بن عمر العمرى (3): أخو القاسم بن عبد الله. يروى عن
مالك وأبيه العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال: روى عن مالك عن نافع عن ابن
عمر قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غدا إلى العيد غدا ماشيا وإذا رجع رجع
راكبا " أخبرناه عمر بن حفص البزاز بجندي سابور قال: حدثنا محمد بن عبيد بن
عقيل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمر العمرى عن مالك.

(1) الميزان 597 / 3.
(2) محمد بن عثمان أبو عمر القرشي: قال الدارقطني: قول ابن حبان: محمد بن عثمان خطأ. إنما هو
عثمان بن عبد الله أبو عمر والزهري، حدث عنه عامر بن سيار. الميزان 640 / 3
(3) محمد بن عبد الله بن عمر العمرى: أخو القاسم. وقيل: لا بل هو ابن عبد الله بن عمر بن القاسم
ابن عبد الله بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. الميزان 596 / 3.
282

محمد بن سليم أبو هلال الراسي (1): مولى أسامة بن لؤي بن غالب، من أهل
البصرة، كان نازلا في بنى راسب فنسب إليهم، يروى عن الحسن وابن سيرين
وقتادة، مات في شهر ذي الحجة ستة سبع وستين ومائة في السنة التي مات فيها حماد
ابن سلمة، وشهد ابن المبارك جنازته، كان يحيى القطان لا يحدث عنه. وكان أبو هلال
شيخا صدوقا إلا أنه كان يخطئ كثيرا من غير تعمد حتى صار يرفع المراسيل ولا
يعلم. وأكثر ما كان يحدث من حفظه فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه، اختلف
فيه يحيى و عبد الرحمن.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن أبي
هلال وكان عبد الرحمن يحدث عنه.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: ذكرت لأبي الوليد الطيالسي
أبا هلال في قتادة قال: لم يكن بالماهر فيها.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
كان أبو هلال الراسبي ليس بصاحب كتاب وهو ضعيف الحديث.
قال أبو حاتم: والذي أميل إليه في أبى هلال الراسبي ترك ما انفرد من الاخبار
التي خالف فيها الثقات والاحتجاج بما وافق الثقات وقبول ما انفرد من الروايات التي
لم يخالف فيها الاثبات التي ليس فيها مناكير، لان الشيخ إذا اعرف بالصدق والسماع
ثم تبين منه الوهم ولم يفحش ذلك منه لم يستحق أن يعدل به عن العدول إلى المجروحين
إلا بعد أن يكون وهمه فاحشا وغالبا، فإذا كان كذلك استحق الترك، فأما من كان

(1) محمد بن سليم: أبو هلال الراسبي. وثقه أبو داود. وقال أبو حاتم: محله الصدق، ليس بذاك
المتين وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال ابن معين: صدوق يرمى بالقدر. وقال ابن عدي: أحاديثه عن
قتادة عامتها غير محفوظة: الميزان 574 / 3 الميزان الكبير 105 / 1.
283

يخطئ في الشئ اليسير فهو عدل، وهذا مما لا ينفك عنه البشر إلا أن الحكم في مثل
هذا إذا علم خطؤه تجنبه واتبع ما لم يخطئ فيه. هذا حكم جماعة من المحدثين
العارفين الذين كانوا يخطئون وقد فصلناهم في الكتاب على أجناس ثلاثة: فمنهم من
لا يحتج بما انفرد من حديثة ويقبل غير ذلك من روايته، ومنهم من يحتج
بما وافق الثقات فقط من روايته، ومنهم من يقبل ما لم يخالف الاثبات ويحتج
بما وافق الثقات.
محمد بن الحسن بن سعد العوفي (1): كنيته أبو سعيد، ابن أخي عطية بن سعد،
من أهل الكوفة، يروى عن أبيه عن عمه، روى عنه محمد بن ربيعة و عبد الله بن داود،
منكر الحديث يروى أشياء لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وهو
الذي يقال له: محمد بن الحسن بن عطية. إنما هو ابن أخيه.
محمد بن إسحاق العكاشي الغنوي (2): من ولد عكاشة بن محصن، سكن
الشام، يروى عن الأوزاعي والزبيدي وإبراهيم بن أبي عبلة ومكحول، روى عنه
أهل الشام، كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه
إلا على جهة التعجب عند أهل الصناعة.
روى عن الأوزاعي عن هارون بن رباب عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر
الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكرم مؤمنا فإنما يكرم الله ومن سر
مؤمنا فإنما يسر الله ومن عظم مؤمنا فإنما يعظم الله " أخبرناه ابن ناجية قال: حدثنا

(1) محمد بن الحسن بن سعد العوفي: قال البخاري: لم يصح حديثه. وقال أبو زرعة: لين. وقال أبو حاتم:
ضعيف: وأجمل الذهبي الرأي فيه فقال: ضعفوه ولم يترك.
الميزان 513 / 3 التاريخ الكبير 66 / 1
(2) محمد بن إسحاق بن محمد بن عكاشة: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: كذاب.
وقال الدارقطني: يضع الحديث. الميزان 476 / 3 التاريخ الكبير 40 / 1.
284

هاشم بن القاسم الحراني قال: حدثنا محمد بن إسحاق العكاشي عن الأوزاعي في نسخة
كتبناها عنه أكثرها لا أصول لها. وروى عن الأوزاعي عن مكحول والقاسم بن
مخيمرة عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أخي عيسى قال:
يا معشر الحواريين كونوا في الشر [بلهاء] كالحمام [وكونوا في] الاجتهاد كالوحش إذا
طلبها القناص (1). يا معشر الحواريين إن الله قد بسط لكم الدنيا بسطا وسطحها لكم
سطحا وحملكم على ظهرها ولم ينازعكم فيها إلا الملوك والشياطين، فأما الشياطين
فاستعينوا عليهم بالصبر والصلاة، وأما الملوك فخلوا بينهم وبين دنياهم يخلوا بينكم
وبين آخرتكم " أخبرناه محمد بن أيوب بن مشكان بطبرية قال: حدثنا محمد بن
كامل بن ميمون الزيات الحمراوي قال: حدثنا محمد بن إسحاق العكاشي
عن الأوزاعي.
وروى عن إبراهيم بن أبي عبلة قل: شمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: (اصبروا وصابروا ورابطوا) قال:
اصبروا على الصلوات الخمس وصابروا على عدوكم ورابطوا في سبيل الله لعلكم
تفلحون (2) ". أخبرناه مجمد بن دليل بن بشر البغدادي بالرملة قال: حدثنا أحمد
ابن عبد المؤمن المروزي قال: حدثنا محمد بن إسحاق العكاشي قال: حدثنا
إبراهيم بن أبي عيلة.
محمد بن عمرو الواقفي (3) أبو سهل الأنصاري: من أهل البصرة، يروى عن

(1) الزيادة بالرجوع إلى الشطر الأول من الحديث أورده في الجامع الكبير واقتصر عليه 2065 / 1
(2) الآية 200 من سورة آل عمران وهي آخرها يراجع ابن كثير 444 / 1.
(3) محمد بن عمرو الواقفي: ضعفه يحيى القطان، وابن معين وابن عدي. وقال محمد بن عبد الله بن
نمير: ليس يساوى شيئا وقد أورده ابن حبان في الثقات أيضا.
الميزان 674 / 3 التاريخ الكبير 194 / 1.
285

الحسن والبصريين، روى عنه أهل البصرة، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير،
يعتبر حديثه من غير احتجاج به.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ذكرت ليحيى بن سعيد محمد
ابن عمرو الأنصاري فلم يرضه.
محمد بن مروان السدى (1): من أهل الكوفة، يروى عن الكلبي وداود بن أبي
هند، روى عنه العراقيون كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتابة
حديثه إلا على جهة الاعتبار ولا الاحتجاج به بحال من الأحوال.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " زوجوا الأكفاء وتزوجوا إليهم واختاروا لنطفكم وإياكم والزنج فإنه
خلق مشوه (2) ".
وروى عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " إن الله يقول: اطلبوا الفضل من الرحماء من عبادي
تعيشوا في أكنافهم فإن فيهم رحمتي، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإن فيهم
سخطي (3) " أخبرنا بالحديثين جميعا قاسم بن علي المؤذن بالمصيصة قال: حدثنا المثنى

(1) محمد بن مروان السدى: هو السدى الصغير تركوه، واتهمه بعضهم بالكذب. قال البخاري:
سكتوا عنه، صاحب الكلبي مولى الخطابين، لا يكتب حديثه ألبتة، وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال
أحمد: أدركته وقد كبر فتركته وقال ابن عدي: الضعف على روايته بين.
الميزان 32 / 4 التاريخ الكبير 232 / 1
(2) الحديث ضعفه السيوطي وحكم ابن الجوزي بوضعه. الجامع الصغير 66 / 4
(3) الحديث أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق مع اختلاف بسيط في بعض ألفاظ لا يؤثر على المعنى،
ورمز له السيوطي بالضعف. وكذلك رواه الطبراني في الأوسط وطرقه كلها مطعون فيها ورواه الحاكم من
حديث على وصححه. ولكن العراقي اعترض على تصحيحه. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
الجامع الصغير 543 / 1.
286

ابن الضحاك الأسدي قال: حدثنا محمد بن مروان السدى في نسخة كتبناها عنه
أكثرها معموله لا تخفى على من هذا الشأن صناعته كيفيتها،
محمد بن كثير السلمي (1) من أهل البصرة، كان ينزل الدباغين بها يروى
عن يونس بن عبيد وابن طاوس روى عنه أهل البصرة، كان ممن ينفرد بالمناكير
عن المشاهير حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد على قلة روايته
محمد بن كثير القرشي (2): من أهل الكوفة، كنيته أبو إسحاق القصاب،
يروى عن عمرو بن قيس وإسماعيل بن أبي خالد وليث بن أبي سليم وهشام بن
عروة، روى عنه قتيبة ين سعد وأهل العراق، وكان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء
المقلوبات التي إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يحتج به بحال.
وهو الذي روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " رحم الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وأداها فرب
حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه " أخبرناه بن زهير
قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي قال: حدثنا محمد بن كثير قال: حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد إنما هو من حديث النحل.
محمد بن القاسم الأسدي (3): كنيته أبو إبراهيم، من أهل الكوفة، يروى

(1) محمد بن كثير السلمي القصاب: قال البخاري: عن يونس بن عبيد وبن طاوس منكر الحديث
قال لي عمرو بن علي: كان في الدباغين ذاهب الحديث. وقال والدار قطني وغيره: ضعيف.
الميزان 17 / 4 التاريخ الكبير 218 / 1
(2) محمد بن كثير القرشي: قال البخاري: عن ليث هو الكوفي، سمع منه قتيبة، ويقال، مولى
بنى هاشم عن ابن أبي خلد منكر الحديث. وقال أحمد: خرقنا حديثه. وقال ابن المديني، كتبنا عنه عجائب
وخططت على حديثه، ومشاء ابن معين، وروى عباس عن يحيى قال، شيعي ولم يكن به بأس. وقال
بن عدي: الضعف على حديثه بين. الميزان 17 / 4 التاريخ الكبير 217 / 1
(3) محمد بن القاسم الأسدي، كتابه أحمد بن حنبلي والدار قطني، قال أحمد، محمد بن القاسم أحاديثه.
287

عن الأوزاعي وابن حريج، روى عنه العراقيون، مات بالكوفة لأربع عشرة خلت
من شهر ربيع الأول سنة سبع ومائتين، وكان ممن يروى عن الثقات ما ليس من
أحاديثهم، ويأتي عن الاثبات بما لم يحدثوا لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال،
كان ابن حنبل يكذبه.
وهو الذي روى عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله (1) "
أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا وهب بن حفص الحراني قال: حدثنا محمد بن
القاسم الأسدي قال: حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن:
محمد بن أبي الزعيزعة (2): من أهل أذرعات، من ناحية الشام، يروى عن
نافع وابن المنكدر روى عنه أهل الشام ومحمد بن عيسى بن سميع وغيره، كان ممن
يروى المناكير عن المشاهير حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها مقلوبة،
لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " تصافحوا
فإن التصافح يذهب السخيمة، وتهادوا فإن الهدية تذهب الغل " أخبرناه القطان
بالرقة قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا محمد بن أبي الزعيزعة من أهل
أذرعات عن نافع.

(1) موضوعة ونقل البخاري عنه قال: رمينا حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة.
الميزان 11 / 4 التاريخ الكبير 214 / 1
(1) الحديث أخرجه الحاكم في الطب ورمز له السيوطي بالصحة وقال الحاكم، صحيح وأقره الذهبي.
ويتبيغ معناه يهيج وقد وردت في المخطوطة غير واضحة. الجامع الصغير 282 / 1
(2) محمد بن أبي الزعيزعة عن نافع، قال أبو حاتم، منكر الحديث جدا وكذا قال البخاري وقال
أبو حاتم أيضا، لا يشغل به. الميزان 548 / 3 التاريخ الكبير 88 / 1.
288

محمد بن أبي الزعيزعة (1): شيخ يروى عن أبي المليح الرقي، روى عنه أهل
العراق، دجال من الدجاجلة كان يروى الموضوعات.
وهو الذي روى عن أبي المليح عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال:
جاع النبي صلى الله عليه وسلم جوعا شديدا فنزل عليه جبريل وفى يده لوزة فناوله إياها ففكها
فإذا فريدة خضراء عليها مكتوب بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي،
ونصرته به، ما آمن بي من اتهمني في قضائي واستبطأني في رزقه ".
محمد بن موسى بن مسكين (2): قاضي المدينة، كنيته أبو غزية، يروى
عن مالك وابن أبي الزناد روى عنه يعقوب بن محمد الزهري والناس، مات سنة
سبع ومائتين، كان ممن يسرق الحديث ويحدث به، ويروى عن الثقات أشياء
موضوعات حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لها.
روى عن فليح بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه
عبد الله بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها
التكبير وتحليلها التسليم (3) " أخبرنا عبد الجبار بن أحمد بتنيس قال: حدثنا النضر
ابن سلمة قال: حدثنا أبو غزية عن فليح. والنضر بن سلمة أيضا قد تبرأنا
من عهدته.
وروى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " كل البلاد فتحت بالسيف والرمح وفتحت المدينة بالقرآن وفيها قبري

(1) الميزان 549 / 3
(2) محمد موسى بن مسكين، قال البخاري، عنده مناكير، وقال أبو حاتم. ضعيف ووثقه الحاكم
الميزان 49 / 4 التاريخ الكبير 238 / 1
(3) الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن علي ورمز له السيوطي بالحسن وقال:
إنه حديث متواتر وحسنه النووي أيضا. الجامع الصغير 527 / 5.
289

ومهاجري وحق على كل مسلم حفظ جيراني من بعدي " أخبرنا أحمد بن عبد الكبير
وزان الجرجاني قال: حدثنا سليمان بن داود القزاز قال: حدثنا أبو غزية قال:
حدثنا مالك.
محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي المديني (1): قاضي بغداد، كنيته
أبو عبد الله يروى عن مالك وأهل المدينة، مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقريب
ببغداد يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة خلت من رجب، كان ممن يحفظ أيام الناس وسيرهم
وكان يروى عن الثقات المقلوبات وعن الاثبات المعضلات حتى ربما سبق إلى القلب أنه
كان المتعمد. لذلك كان أحمد بن حنبل يكذبه.
روى عن هشام بن سعد بن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله بن أبي السرح
عن عبد الله بن علقمة بن العفراء عن ابن عمر عن صفية بنت أبي عبيد عن حفصة
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يحرم من الرضاع إلا عشر رضعات " رواه عن
الواقدي على بن عيسى البجرمي (2).
سمعت محمد بن المنذر، سمعت عباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول:
الواقدي ليس بشئ.
أخبرني محمد بن عبد الرحمن: سمعت أبا غالب ابن بنت معاوية بن عمرو: سمعت
على بن المديني يقول: الواقدي يضع الحديث.

(1) محد بن عمر بن واقد: صاحب التصانيف وأحد أوعية العلم على ضعفه قال البخاري: سكتوا عنه
تركه أحمد وابن نمير. قال أحمد: هو كذاب يقلب الأحاديث يلقى حديث ابن أخي الزهري على معمر
ونحو ذا. وقال ابن معي: ليس بثقة. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: متروك وقال أيضا
ووافقه النسائي: يضع الحديث. وقال الدارقطني: فيه ضعف. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة
والبلاء منه وقال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي وعلى الذهبي فقال:
صدق كان إلى حفظه المنتهى في الاخبار والسير والمغازي والحوادث وأيام الناس والفقه وغير ذلك. وقد
طول في ترجمه ونقل أخباره. الميزان 662 / 3 التاريخ الكبير 178 / 1
(2) في الميزان رواه عنه ابن موسى المخرمي.
290

قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن مالك وابن أبي الرجال عن أبيه عن عائشة
عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون "
أخبرناه الحسن بن إسحاق الخولاني بطرسوس قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا محمد
ابن عمر الواقدي قال: حدثنا مالك وابن أبي الرجال عن أبيه.
محمد بن عمر الكلاعي (1): شيخ يروى عن أهل البصرة، منكر الحديث
جدا، روى عنه سويد بن سعيد الأنباري، استحق ترك الاحتجاج بحديثه
إذا انفرد.
وهو الذي يروى عن الحسن وقتادة عن أنس بن مالك قال: أتى رجل رسول الله
صلى الله عليه وآله فسلم عليه فقال: يا رسول الله أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟ فقال:
لا والذي نفسي بيده ما اتقيت ربك وآمنت بما جاء به رسوله. قال: فوالذي
أكرمك بالنبوة لقد شهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
والاقرار بما جاء به من قبل أن أجلس منك هذا المجلس بثمانية أشهر، فمالي
يا رسول الله؟ قال: لك ما للقوم وعليك ما عليهم وأنت أخوهم. قال: ولقد خطبت
إلى عامة من يحضرك ومن ليس عندك فردوني لسوادي ودمامة وجهي وإني لفي
حسب من قومي بنى سليم (2)، ثم ذكر أنى معروف الآباء ولكن على سوادا اجترأ لي
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل شهد المجلس اليوم عمرو بن وهب؟ وكان رجلا من ثقيف
قريب العهد بالاسلام وكانت له صعوبة قالوا: لا. قال: أتعرفون منزله؟ قالوا: نعم
قال: فاذهب فاقرع الباب قرعا رفيقا ثم سلم فإذا دخلت عليه فقل: زوجني نبي الله صلى الله عليه وآله

(1) محمد بن عمر بن صالح الكلاعي: قال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير وهو من أهل حماة
من أعمال حمص. وقد أورد له حديث الرجل الأسود ولجهالة الرجل لم يجزم الذهبي بأنه الرجل الذي ترجم
له ابن حبان. وفى تعليقه على إحدى النسخ قال. وهما واحد بلا ريب. الميزان 666 / 3
(2) كلمات غير واضحة بالمخطوطة، رجعت فيها إلى الخبر وقد أورده صاحب أسد الغابة في ترجمة سعد
الأسود السلمي كما أورد جزء منه في الميزان. والعاتق الشابة التي لم تزوج. أسد الغابة 336 / 2.
291

فتاتكم، وكان له ابنة عاتق وكان لها حظ من جمال وعقل. فذكر حديثا طويلا في
ورقتين أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا سويد بن سعيد الأنباري قال: حدثنا
محمد بن عمر الكلاعي قال: حدثني الحسن وقتادة عن أنس بن مالك.
محمد بن عبد الله البصري (1): شيخ يروى عن عطاء، روى ابن سماك عن عائد
العجلي عنه، منكر الحديث على قلته لا يحتج به لجهالته وقلة شهرته في أهل العلم
بالرواية مع ما يأتي من المنكر فيما روى.
محمد بن عروة بن هشام بن عروة (2): يروى عن جده هشام بن عروة، روى
عنه إبراهيم بن علي الرافعي، منكر الحديث جدا، يروى عن هشام بن عروة ما ليس
من حديثه يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به.
محمد بن عمر بن الوليد (3): شيخ يروى عن مالك ما ليس من حديثه، لا يجوز
الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار للخواص.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تكرهوا
مرضاكم على الطعام. أخبرناه جعفر بن إدريس القزويني بمكة، قال: حدثنا محمد
ابن غالب بن حرب قال: حدثنا محمد بن عمر الوليد قال: حدثنا مالك بن أنس
عن نافع عن ابن عمر.

(1) محمد بن عبد الله البصري: بالباء في المخطوطة والميزان وبالنون في الكبير وقال في الميزان: يعرف
بالخرزي بخاء ثم راء والخرزي في المشتبه [محمد بن عبد الله عن عمرو بن فائد والذي] معنا عن عطاء قال
البخاري: عن عطاء عن عائشة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من مات حاجا أو معتمرا لم يحاسب "
قاله ابن السماك عن عائذ العجلي.
الميزان 598 / 3 التاريخ الكبير 142 / 1 المشتبه 148
(2) الميزان 647 / 3 التاريخ الكبير 201 / 1
(3) محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق: روى عنه أبو زرعة قال أبو حاتم: أرى أمره مضطربا.
الميزان 666 / 3.
292

محمد بن الحارث الحارثي (1): من أهل البصرة، يروى عن محمد بن عبد الرحمن
البيلماني، روى عنه أبو الربيع الحارثي والبصريون، منكر الحديث جدا، فأما
ما روى عن ابن البيلماني عن مالك في الصحيفة فالبلية (2) فيها ممن فوقه إلا أنه أكثر
عن ابن البيلماني حتى يسبق إلى القلب القدح فيه لكثرته، وإن كان ابن البيلماني
في نفسه ليس بشئ في الحديث فقد روى عن غير ابن البيلماني أيضا مناكير مما تشبه
حديث الثقات.
محمد بن مصعب القرقساني (3): كنيته أبو عبد الله، وقد قيل أبو الحسن، يروي
عن الأوزاعي، روى عنه العراقيون وأهل الشام، كان ممن ساء حفظه حتى كان
يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. فأما فيما وافق
الثقات فإن احتج به محتج، وفيما لم يخالف الاثبات إن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا.
روى عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: جاءني رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وأبى يموت فتفل من قرني إلى قدمي. أخبرناه القطان بالرقة قال: حدثنا على
ابن سعيد العلاف قل: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا حماد بن سلمة، وإنما هو
بهذا الاسناد قال: قلت يا رسول الله أما تكون الزكاة إلا في الحلق أو اللبة،
فقال: لو طعمت في فخذها لأجزأ عنك (4).

(1) محمد بن الحارث أبو عبد الله الحارثي البصري: ضعفوه. قال يحيى ليس بشئ. وقال ابن عدي:
عامة حديثه لا يتابع عليه، وتركه أبو زرعة.
الميزان 504 / 3 التاريخ الكبير 65 / 1
(2) الكلمتان غير واضحتين في المخطوطة وزبدت " في " لتتسق العبارة.
(3) محمد بن مصعب القرقساني: أبو عبد الله. سمع الأوزاعي. وكان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه.
قال صالح جزرة: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة. وقال أبو حاتم: ليس بالقوى. وقال النسائي:
ضعيف. قال الخطيب: كثير الغلط لتحديثه من حفظه ويذكر عنه الخير والصلاح. وقال ابن عدي:
ليس عندي برواياته بأس. الميزان 42 / 4 التاريخ الكبير 239 / 1
(4) أبو العشراء اختلف في اسمه وفى صحبته ولا تصح له صحية على الصحيح. وقد أورد صاحب أسد
الغابة الحديث في ترجمة مالك بن قهطم والد أبى العشراء كما أشار إليه في ترجمة أبى العشراء وقال:
لا يعرف له عن أبيه غير هذا الحديث تفرد به عنه حماد ورواه الأئمة عنه مثل سفيان الثوري وشعبة وغيرهما.
أسد الغابة 215 / 6، 44 / 5.
293

وروى عن الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال: " والذي نفسي بيده للدنيا أهون
على الله من هذه على أهلها ". أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا محمد بن
مصعب قال: حدثنا الأوزاعي. وهذا المتن بهذا الاسناد باطل إنما الناس رووا هذا
الخبر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله مر
بشاة ميتة قال: أولا انتفعتم بإهابها؟ قالوا: إنما ميتة؟ قال: إنما حرم أكلها ".
محمد بن الفضل السدوسي (1): كنيته أبو النعمان ولقبه عازم، من أهل البصرة،
يروى عن ابن المبارك والحماد بن اختلط في آخر عمه وتغير حتى كان لا يدرى
ما يحدث به فوقع المناكير الكثيرة في روايته، فما روى عنه القدماء قبل اختلاطه
إذا علم أن سماعهم عنه كان قبل تعيره فإن (2) احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت

(1) محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي البصري: يقال له " عارم " وقد صحفت في المخطوطة
" عامر " قال البخاري: تغير بأخرة وهو أحد شيوخ البخاري. وروى عنه أحمد وأبو زرعة وخل.
قال ابن داره: حدثنا عارم الصدوق الأمين. وقال أبو حاتم: إذا حدثك عازم فاختم عليه. عازم لا يتأخر
عن عفان، وكان سليمان بن حرب يقدمه على نفسه. وقال أبو حاتم أيضا: اختلط عارم في آخر عمره
وزال عقله فمن سمع منه قبل العشرين ومائتين فسماعه جيد. وقال الدارقطني: تغير بأخرة وما ظهر له بعد
اختلاطه حديث منكر وهو سنة. وقد علق الذهبي على رأى الدارقطني هذا مقارنا له برأي ابن حبان
- وقد قسا في عبارته على ابن حبان - فقال: " فهذا فول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله،
فأين هذا من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم " وبعد أن نقل رأى ابن حبان قال: " لم يقدر ابن حبان
آن يسوق له حديثا منكرا، فأين ما زعم؟ ".
والانصاف أن ابن حبان لم بتهور ولم يزد في رأيه عن رأى أبى حاتم. وهو ملتزم بالقاعدة التي وضعها
في أول الكتاب لمن تغير بأخرة وقد أشار إلى هذه القاعد مكررا لها عندما ساق راية في عارم والله أعلم
الميزان 7 / 4 التاريخ الكبير 208 / 1
(2) الكلمة غير واضحة في الأصل.
294

أرجو ان لا يجرح في فعله ذلك. وأما رواية المتأخرين عنه فيجب التنكب عنها
على الأحوال. وإذا لم يعلم التمييز بين سماع المتقدمين والمتأخرين منه بترك الكل
ولا يحتج بشئ منه. هذا حكم كل من تغير [آخر (1)] عمره واختلط إذا كان
قبل الاختلاط صدوقا [وهو] مما يعرف بالكتابة والجمع والاتقان، ومات عام
أربعة عشر ومائتين.
محمد بن الحجاج الواسطي اللخمي (2): كنيته أبو إبراهيم، كان يحدث ببغداد،
يروى عن عبد الملك بن عمير، ومجالد بن سعيد، روى عنه مهدي بن جعفر ويحيى بن
أيوب مات سنة إحدى وثمانين ومائة، كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات،
لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به.
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: سمعت يحيى بن معين - وسئل وأنا حاضر
عن محمد بن الحجاج اللخمي: كيف هو؟ فقال: كذاب خبيث أراه صاحب هريسة.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: محمد بن
الحجاج اللخمي؟ فقال: كذاب.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل بهريسة فقال: كل هذه
لتشد ظهرك لقيام الليل " (3). أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا يحيى بن أيوب المقابري

(1) زيادة: يستلزمها السياق وما بعدها.
(2) محمد بن الحجاج اللخمي والواسطي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: هو وضع
حديث الهريسة. وقال الدارقطني: كذاب.
الميزان 509 / 3 التاريخ الكبير 64 / 1
(3) أورد ابن الجوزي حديث الهريسة عن معاذ وابن عباس وجابر بن سمرة وأبي هريرة.
بألفاظ لا تغير معناه ثم قال معلقا على هذه الطرق: هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج وكل الطرق تدور
عليه إلا طريق ابن عباس فإن فيها نهشل قال: ابن راهويه: كان كذابا. وقال النسائي: متروك الحديث
وفيها سلام. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أحمد: منكر الحديث وقال البخاري والنسائي والدار قطني:
متروك الحديث. وقال ابن عدي: من حديثه الهريسة، ثم قال ابن الجوزي: فنحن نظن أن أحدهما
- نهشل وسلام - سرقه من محمد بن الحجاج وركب له إسنادا. وكذلك طريق أبي هريرة فإنا نرى
من إبراهيم بن محمد الفريابي سرقه فركب له إسنادا " إلخ.
الموضوعات لابن الجوزي 16 / 3.
295

قال: حدثنا محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش.
محمد بن الخليل الذهلي (1): شيخ يضع الحديث، لا يحل ذكره في الكتب،
ولعله لا يعرفه كثير إنسان من أصحابنا لخفائه، ولكني ذكرته في هذا الكتاب لان
يعرفه من كان في هذا الشأن مبتدئا.
روى عن هاشم بن القاسم أبى النضر عن ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالغوغاء خيرا فإنهم يسدون البثوق (2)
ويحفرون الخنادق ويطفئون الحريق. أخبرناه أحمد بن عيسى المقرئ بالأهواز قال:
حدثنا أحمد بن عبد الله البلخي قال: حدثنا محمد بن الخليل الذهلي قال: حدثنا
أبو النضر هاشم بن قسم. ولا أشك أن هذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والجرح
لازم لمن روى عن حديثا من هذه الأحاديث التي في هذا الكتاب إلا على سبيل
الجرح في ناقليه لئلا يغتر من يسمع أنه من رواتنا فيحتج به.
محمد بن الحجاج المصفر (3): شيخ كان ببغداد، كنيته أبو عبد الله، يروى
عن شعبة، روى عنه أبو أمية الطرسوسي منكر الحديث جدا، يروى عن شعبة
أشياء كأنه شعبة آخر، لا تحل الرواية عنه.

(1) محمد بن الخليل الذهلي البلخي: أورد له في الميزان حديثا آخر وقال: هو أيضا موضوع ساقه
الخطيب في تاريخ بغداد. الميزان 539 / 3
(3) البثوق: في الميزان " المتوق " وفى نسختين منه " السوق " وما جاء هنا أقرب إلى السياق
في الحديث أي أنهم يسدون مواضع السيول إذا انبثقت وانفجرت ومجاري الأنهار إذا فاضت.
(3) محمد بن الحجاج المصفر: قال البخاري: روى عن شعبة سكتوا عنه. وروى عباس عن يحيى:
ليس بثقة وقال أحمد: قد تركنا حديثه. وقال النسائي: متروك.
الميزان 509 / 3 التاريخ الكبير 64 / 1.
296

روى عن خذام بن يحيى عن مكحول عن واثلة الأسقع عن النبي عليه
الصلاة وسلام قال: إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستون نظرة لا ينظر فيها إلى صاحب
الشاة - يعنى الشطرنج -. أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا محمد بن
صالح القناد. قال: حدثنا محمد بن الحجاج عن خذام بن يحيى.
محمد بن الحسن الأزدي (1): من رهط المهلب بن أبي صفرة، من أهل البصرة
يروى عن مالك ما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج يه.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلي
صلاة لم تأمره صلاته المعروف أو تنهاه عن المنكر. لم يزدد بصلاته
من الله إلا بعدا.
وروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: يأتي
على الناس زمان تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الذئاب الضواري
سفا كون للدماء لا يزعمون عن قبيح إن تابعتهم في ذلك واربوك وإن حدثتهم كذبوك
وإن ائتمنتهم خانوك، وإن تواريت عنهم اغتابوك (2). روى عنه مدرك بن تمام
الرسعني، ولا أصل لهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
محمد بن أيوب (3): شيخ يضع الحديث على مالك، روى عنه زهير بن عياد
الرواسي، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: بينما النبي عليه السلام بفناء
الكعبة إذ نزل عليه جبريل فقال: يا محمد إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع يشفعه الله

(1) الميزان 516 / 3
(2) يراجع ابن الجوزي بنحوه عن ابن عباس في الموضوعات 190 / 3.
(3) الميزان 488 / 3.
297

في عدد ربيعة ومضر، فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك. قال النبي عليه الصلاة
والسلام: حدثني يا جبريل ما اسمه وما صفته؟ قال: أما اسمه فأويس. فذكر حديثا
طويلا في ورقتين. أخبرناه أحمد بن عبيد الله الدارمي بأنطاكية قال: حدثنا إسماعيل
ابن محمد العرزمي قال: حدثنا زهير بن عباد. وهذا خبر لا أصل له عن رسول الله
ولا ابن عمر أسنده ولا نافع حدث به ولا مالك رواه (1).
محمد بن معاوية النيسابوري (2): كنيته أبو على، سكن بغداد ثم انتقل إلى
مكة ومات بها، يروى عن الليث بن سعد وابن لهيعة، روى عنه العراقيون، كان
ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ويأتي عن الثقات بما لا يتابع عليه فاستحق لترك
إلا عند الاعتبار فيما وافق الثقات، لأنه كان صاحب حفظ وإتقان قبل أن يظهر منه
ما ظهر، كان يحيى بن معين يرميه بالكذب.
روى محمد بن معاوية عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: أخبرني
بنة الجهني (3) أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى قوما يتعاطون سيفا بينهم في المسجد
فقال: لعن الله من فعل هذا. ألم أنه عن هذا.
وروى عن أبي المليج عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: آخر جنازة
صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر عليها أربعا. أخبرناه الشامي قال: حدثنا محمد
ابن معاوية عن أبي المليح.

(1) الخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات 43 / 2.
(2) محمد بن معاوية أبو على النيسابوري: قال البخاري: روى أحاديث لا يتابع عليها. وكذبه
الدارقطني. وهو محمد بن معاوية بن أعين الهلالي. وقال ابن معين: كذاب. وقال أبو زرعة: كان شيخا
صالحا إلا أنه كلما لقن تلقن وقال مسلم والنسائي: متروك.
الميزان 44 / 4 التاريخ الكبير 245 / 1
(3) بنه الجبني ويقال " نبيه ". ويقال: " ينه " بالياء والنون المشددة:. والخبر في أسد الغابة:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم يسلون سيفا يتعاطونه فقال: " ألم أنهكم عن هذا، لعن
الله من فعل هذا ". أسد الغابة 246 / 1.
298

محمد بن غزوان (1): شيخ من أهل الشام يقلب الاخبار ويسنده الموقوف،
لا يحل الاحتجاج به.
روى عن عمر بن محمد عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من صلى ست
ركعات بعد المغرب غفر له بها ذنوب خمسين سنة.
وروى عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته، فيما يشبه هذا من
الأشياء التي يطول ذكرها. أما الأول فهو من قول ابن عمر رفعه (2) والثاني من
حديث أبي هريرة صحيح (3) ولكنه ليس من حديث أبي سلمة ولا يحيى
ابن أبي كثير.
محمد بن أيوب بن سويد الرملي (4): يروى عن أبيه عن الأوزاعي الأشياء
الموضوعة، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه.
روى عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا تناول العبد كأس الخمر ناشده الايمان من

(1) محمد بن غزوان: قال أبو زرعة: منكر الحديث. أورد له الذهبي الحديثين اللذين أنكر هما عليه
ابن حبان. الميزان 681 / 3
(2) الخبر أورده في الجامع الصغير وزاد فيه: " قيل أن يتكلم " أخرجه ابن نصر عن ابن عمر
ورمز له السيوطي بالضعف وعلل المناوي بأن في إسناده محمد بن غزوان الجامع الصغير 168 / 6
(3) حديث أبي هريرة رواه الخمسة وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. كما أخرجه ابن خزيمة
وابن حبان في صحيحهما وابن الجارود في المنتقى والحاكم في المستدرك والدار قطني والبيهقي في سننهما وابن أبي
شيبة. وحكى الترمذي عن البخاري تصحيحه. المنتفى بشرح نيل الأوطار 24 / 1
(4) محمد بن أيوب بن سويد الرملي: ضعفه الدارقطني. قال ابن المبارك: وأما أيوب فارم به.
وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بثقة. الميزان 487 / 3 الموضوعات لابن الجوزي 42 / 3.
299

قلبه: سألتك بالله أن لا تدخله على فإني لا أستقر أنا وهو في موضع واحد (1).
أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا محمد أيوب بن سويد الرملي في نسخة كتبناها عنه.
وهذا حديث موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أبو زرعة يقول:
هذا الشيخ أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة بخط طري. وكان يحدث بها.
وروى عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله جل وعلا لداود: يا داود ابن لي في الأرض
بيتا فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه: يا داود بنيت بيتك
قبل بيتي قال: أي رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر، ثم أخذ في بناء
المسجد فلما تم سور الحائط سقط ثلثاه فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أنه لا يصلح
أن تبنى لي بيتا قال: أي ربى ولم؟ قال. لما جرى على يديك من الدماء قال:
أي ربى ألم يكن ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وإمائي أرحمهم
فشق ذلك عليه فقالا: لا تحزن سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان (2). فذكر
حديثا طويلا. أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا محمد بن أيوب بن سويد قال:
حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن أبي عيلة.
محمد بن بحر البصري (3): شيخ كان ينزل في بلهجيم بالبصرة. أخبرنا عنه
أبو ليلى الموصلي، يروى عن الضعفاء أشياء لم يحدث بها غيره عنهم حتى يقع
في القلب أنه كان يقلبها عليهم، فلست أدرى البلية في تلك الأحاديث منه أو منهم.

(1) أورده ابن الجوزي في الموضوعات 42 / 3
(2) أورده ابن الجوزي في الموضوعات 201 / 1.
(3) محمد بن بحر الهجيمي: ولعل قوله " ينزل في بلهجيم " أصله ينزل في بنى الهجيم. قال العقيلي:
مصري منكر الحديث كثير الوهم. الميزان 489 / 3.
300

ومن أيهم كان فهو ساقط الاحتجاج حتى تتبين عدالته بالاعتبار بروايته
عن الثقات.
محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله (1): شيخ كان يدور بالعراق ويجاور عبادان،
يضع الحديث على الشاميين أخبرنا عنه أبو يعلى والحسن بن سفيان وغيرهما، لا تحل
الرواية عنه إلا عند الاعتبار.
روى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا تعزير فوق عشرين سوطا (2)
فيما يشبه هذا مما لا أصول لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الاحتجاج به
وهو الذي روى عن سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب
عن الحسن بن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم عن الأجود؟
الأجود الله أجود الأجواد وأنا أجود ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم
علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل جاد بنفسه في سبيل الله
حتى يقتل أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي
بعبادان قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز.
وروى عن بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع
قال: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد فقلت تقبل الله منا ومنك. فقال: تقبل الله
منا ومنك.

(1) محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي: كان من العباد روى عنه ابن ماجة وأبو يعلى. قال الدارقطني.
كذاب. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. الميزان 445 / 3
(2) في الجامع الصغير: " لا تعزروا فوق عشرة أسواط " رواه ابن ماجة من حديث أبي هريرة
ورمز له السيوطي بالحسن واعترض المناوي بما أورده في الميزان وبأن ابن الجوزي حكم بوضعه، وهو
في الموضوعات " فوق عشرين ".
الجامع الصغير 413 / 6 الموضوعات لابن الجوزي 96 / 3.
301

وروى عن بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة. أخبرنا بالحديثين جميعا محمد بن إبراهيم
ابن منصور بتستر قال: حدثنا عبد القدوس بن عبد الكبير الحبحابي (1) قال:
حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال: حدثنا بقية بن الوليد.
وروى عن شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل
وسورة النور، أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي بعبادان
قال: حدثنا شعيب بن إسحاق.
محمد بن خليد بن عمير الحنفي (2): شيخ يروى عن عيسى بن يونس
و عبد الواحد بن زياد، يقلب الاخبار ويسند الموقوف لا يجوز الاحتجاج به
إذا انفرد.
روى عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عطاء عن أبي هريرة قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: زر غبا تزدد حبا.
وروى عن داود بن الزبرقان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا دعي أحدكم إلى طعام فليخلع نعليه.
وروى عن ابن المبارك عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا مشت أمتي المطيطا (3) وخدمتها أبناء فارس

(1) الحبحابي: هكذا ولم أعثر عليه والحديثان أوردهما بن الجوزي في الموضوعات 262 / 2681 / 2
(2) محمد بن بن خليد بن عمير: وفى الميزان: " ابن عمرو " وقال: هو محمد بن خالد الحنفي. قال ابن منده:
روى مناكير. الميزان 538 / 3
(3) المطيطا بالقصر والمد مشية فيها تبختر ومد اليدين وهي من المصغرات التي لم يستعمل لها مكبر
النهاية وقال في الميزان: والحديث لم يصح.
302

والروم سلط الله عليهم: شرارهم على خيارهم.
أما حديث الأول فهو حديث عيسى ين يونس عن طلحة بن عمو وعن عطاء
فجعل مكان طلحة الأوزاعي. وحديث الثاني من قول يحيى بن سعيد فجمله عن أنس
عن النبي عليه الصلاة والسلام. والحديث الثالث عند ابن المبارك عن موسى بن عبيدة
عن عبد الله بن دينار فجعل بدل موسى محمد بن سوقة.
محمد بن حميد الرازي (1): كنيته أبو عبد الله. يروى عن ابن المبارك وجرير
حدثنا عنه شيوخنا، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين، كان ممن ينفرد عن الثقات
بالأشياء المقلوبات ولا سيما إذا حدث عن شيوخ بلده.
سمعت إبراهيم بن عبد الواحد البغدادي يقول: قال صالح بن أحمد بن حنبل:
كنت يوما عند أبي إذ دق علينا الباب فخرجت فإذا أبو زرعة ومحمد بن مسلم
ابن وارة يستأذنان على الشيخ فدخلت وأخبرت فأذن لهم فدخلوا وسلموا عليه فأما
ابن وارة فباس يده فلم ينكر عليه ذلك وأما أبو زرعة فصافحه فتحدثوا ساعة فقال
ابن وارة: يا أبا عبد الله إني رأيتك تذكر حديث أبي القاسم بن أبي الزناد فقال:
نعم. حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد بن إسحاق بن حازم بن ابن مقسم - يعنى
عبيد الله - بن جابر بن عبد الله أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن ماء البحر
فقل: هو الطهور ماؤه الحلال ميتته وقام فقالوا: ماله قلت: شك في شئ ثم خرج

(1) محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي: قال البخاري: فيه نظر. وسئل لما ذا تكلم فيه. فقال:
كأنه أكثر على نفسه وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير. وكذبه أبو زرعة. وقال فضلك الرازي:
عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث، ولا أحدث عنه بحرف. وقال صالح جزرة: كنا نتهم ابن
حميد في كل شئ يحدثنا، ما رأيت أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض.
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو بكر الصغاني: ما لي لا أحدث عنه وقد حرث عنه أحمد بن حنبل
وابن معين الميزان 530 / 3 التاريخ الكبير 69 / 1.
303

والكتاب في يده فقال: في كتابي: ميته بتاء واحدة والناس يقولون ميثته. ثم تحدثوا
ساعة فقال ابن وارة: يا أبا عبد الله رأيت محمد بن حميد؟ قال. نعم. قال كيف رأيت
حديثه؟ قال: إذا حدث من القراقبين يأتي بأشياء مستقيمة وإذا حدث عن أهل
بلده مثل إبراهيم بن المختار وغيره أتى بأشياء لا تعرف لا تدرى ما هي قال: فقال
أبو زرعة وابن وارة: صح عندنا أنه يكذب قال: فرأيت أبى بعد ذلك إذا ذكر
ابن حميد نفض يده.
محمد بن عامر أبو عبد الله (1): شيخ من أهل الرملة، يروى عن ابن عيينة،
يقلب الاخبار ويروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، روى بن سفيان عن عيينة
ابن الزهري بن سالم عن أبيه، أن النبي عليه الصلاة والسلام وأبا بكر وعمر وكانوا
يقرؤن (مالك يوم الدين). أخبرناه يحيى بن محمد بن عمرو الذي يقال له: أبو عمروس
بالفسطاس قال: حدثنا محمد بن عامر الرملي قال: حدثنا سفيان بن عيينة. هذا هو
المشهور من حديث أبوب بن سيود بن يونس بن يزيد بن الزهري عن أنس بن
مالك. وهو مما تفرد بن أيوب بن سويد. ومثل هذا الاسناد عند ابن عيينة قال:
رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وأبا بكر وعمر بمشون أمام الجنازة ليس، يقرءون
(مالك يوم الدين (2).
محمد بن سليمان بن هشام الخزاز (3)، ابن بنت مطر الوراق، يروي عن أبي
معاوية ووكيع وأهل العراق روى عنه الناس، منكر الحديث بين الثقات كأنه

(1) الميزان 588 / 3
(2) حديث المشي أمام الجنازة رواه الخمسة واحتج به أحمد. وعبارة المصنف الأخيرة فيها بعض غموض
ولو قال: ليس كما رواه محمد بن عامر بقوله " يقرءون إلخ " لكان أوضح.
المنتقى بشرح نيل الأوطار 81 / 3
(3) محمد بن سليمان بن هشام الخزاز: ضعفوه بمرة. قال ابن عدي: يوصل الحدث ويسرقه. واتهمه
بالوضع الخطيب وذكره ابن عقدة فقال: في أمره نظر الميزان 70 / 3.
304

يسرق الحديث. يعمد إلى أحاديث معروفة لأقوام بأعيانهم حدث بها عن شيوخهم،
لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن وكيع عن مالك عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" ما أوذي أحد ما أوذيت " حدثنا أحمد بن حريث عنه.
وروى عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن محمد بن مهزم عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " صلة الرحم وحسن الخلق
وحسن الجوار تعمر الديار وتزيد في الأعمار ". أخبرناه عبد الجبار بن أحمد بتنيس
قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
وروى عن ابن أبي عدى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صوامع المؤمنين بيوتهم ". أخبرناه محمد بن المسيب قال:
حدثنا محمد بن سليمان بن هشام قال: حدثنا ابن أبي عدى.
محمد بن عبد الرحمن بن غزوان قراد (1): من أهل بغداد، يروى عن أبيه
وغيره من الشيوخ العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة
أو مقلوبة.
روى عن أبيه عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر
قال: وأخبرنا أبى عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن طلق بن حبيب عن
جابر بن عبد الله قال: وأخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن طلق بن حبيب عن
جابر بن عبد الله. قال: وأخبرنا المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: خطبنا
رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة فقال: توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالاعمال

(1) محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: يعرف أبوه بقراد. قال: في الميزان: حدث بوقاحة عن مالك
وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا قال الدارقطني وغيره: كان يضع الحديث وقال ابن عدي: له عن ثقات
الناس بواطيل. وقد أورد عددا من منكراته في الميزان 625 / 3.
305

الصالحة قبل أن تستقبلوا واعلموا أن البر قد فرض عليكم هذه الصلاة - يعنى صلاة
الجمعة - في شهري هذا في يومى هذا في مقامي هذا فمن تكرها في حياتي وبعد مماتي
استخافا بها وجحودا لها له إمام عادل أو جائر ألا فلا صلاة له ألا ولا صوم له ألا
ولا حج له إلا أن يتوب فيتوب الله عليه ألا ولا تؤمن امرأة رجلا ولا يؤمن أعرابي
مهاجرا ولا يؤمن فاسق مؤمنا إلا أن يخاف سيفه أو سوطه ". أخبرناه محمد بن إسحاق
بن خزيمة بهذه الأسانيد الأربعة. قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان
وأنا خائف أنه كذاب. قال: حدثنا أبي عن حماد بن سلمة: سألت ابن خزيمة
رحمة الله عليه مرارا عن هذه الأحاديث فامتنع ثم قرأت عليه فلما قلت: حدثكم محمد
ابن عبد الرحمن بن غزوان أدخل إصبعيه في أدنيه. فلما قرأت إسنادا واحدا.
أخرجهما من أذنيه وسمع إلى آخرها وقال: نعم وأنا خائف أنه كذاب.
محمد بن تميم بن سليمان السعدي الفاريابي (1): يضع الحديث تعلق محمد بن كرام
برجله وتشبث بالجويباري في كتابه فأكثر روايته عنهما وجميعا كانا ضعفين في
الحديث، ليس عند أصحابنا عنهما شئ وإنما ذكرنا هما لئلا يتوهم أحداث أصحابنا أن
شيوخنا تركوهم للارجاء فقط، وإنما كان السبب في تركهم إياهما أنهما كانا يضعان
الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم وضعا.
محمد بن عبد الله الحبطي (2): من أهل تستر، كنيته أبو رجاء، يروى عن شعبة
ابن الحجاج ما ليس من حديثه، روى عنه عثمان بن سعيد الأحول، ممن يأتي عن الثقات
بما ليس من حديث الاثبات.
روى عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الميزان 494 / 3.
(2) الميزان 602 / 3.
306

يقول: " لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من
العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عقل
كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء والصبر "
أخبرناه الحسن بن إسحاق الأصبهاني بالكرج قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي
قال: حدثنا عثمان بن سعيد الكندي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحبطي
عن شعبة.
محمد بن إسحاق البلخي (1): شيخ قدم الجبل فحدثهم بها، يروى عن ابن عيينة
وأهل العراق المقلوبات ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات كأنه كان المتعمد
لها. لا يكتب حديثه إلا للاعتبار.
روي عن سفيان بن عيينة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: " والله لأغزون (2) قريشا ". - ثلاث مرات - ثم قال عند الثالثة:
" إن شاء الله ".
أخبرنا أحمد بن عبيد بهمدان قال: حدثنا محمد بن صالح الأشج قال: حدثنا

(1) محمد بن إسحاق البلخي: ترجم الذهبي لمحمد بن إسحاق ابن حرب اللؤلؤي البلخي عن ملك وخارجة بن
مصعب وعنه ابن أبي الدنيا والحسن بن أبي الأحوص. وجماعة وقال: كان أحد الحفاظ إلا أن صالح جزرة
قال: كذاب وقال الخطيب: لم يكن يوثق به وقال أحمد بن سيار: كان آية من الآيات في الحفظ وكان
لا يكلمه أحد إلا علاه في كل فن. وقال ابن عدي: لا أرى حديثه يشبه حديث أهل الصدق.
ولا تطمئن النفس إلى القول بأن ما جاء في الميزان يصدق على صاحب ابن حبان.
الميزان 475 / 3
(2) لأغزون: الكلمة غير واضحة في المخطوطة. وما أثبتنا بالرجوع إلى ما رواه أبو داود عن قتيبة
ابن سعيد عن شريك عن سماك عن عكرمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والله لأغزون
قريشا، والله لأغزون قريشا. والله لأغزون قريشا ثم قال: إن شاء الله " قال أبو داود: وقد أسند
هذا الحديث غير واحد شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس وروى أيضا من طريق مسعر عن
هذا الحديث غير واحد شريك عن السماك عن عكرمة عن ابن عباس. وروى أيضا من طريق مسعر عن
سماك عن عكرمة - يرفعه - قال: والله لأغزون قريشا ثم قال: إن شاء الله " إلخ.
سنن أبي داود 78 / 2 مختصر السنن للمنذري 369 / 4.
307

محمد بن إسحاق البلخي قال: حدثنا سفيان بن عيينة: هذا شئ رواه مسعر وشريك
عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس. أرسلاه مرة ورفعاه أخرى.
محمد بن يحيى بن ضرار المازني (1): من أهل الأهواز، يروى عن مسلم وأهل
البصرة المقلوبات وعن الثقات الملزقات، لا يجوز لاحتجاج بخبره.
وهو الذي روى عن أبي الربيع الزهراني قال: حدثنا مفضل بن فضالة عن حماد
ابن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام
فشكا إليه قلة الولد فأمره بأكل البيض والبصل. أخبرناه على بن محمد بن إبراهيم
بتستر قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضرار قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني: وهذا
شئ سرقه عن هذا الشيخ جماعة فحدثوا به أدخل على أحمد بن الأزهر النيسابوري
على ابن الربيع وحدث به وأدخل على محمد بن أبي طاهر البلدي عن أبي الربيع فحدث به.
والخبر لاشك أنه موضوع. لا يحل ذكر مثل هذا في الكتب.
محمد بن مزيد أبو جعفر (2): مولى بنى هاشم، من أهل بغداد، يروى عن أبي حذيفة
موسى بن مسعود عن عبد الله بن حبيب الهذلي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منظور
- وكانت له صحبة - قال: لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة
أزواج نعال وأربعه أزواج خفاف وعشرة أواقي ذهب وفضة وحمار أسود قال: فكلم
النبي صلى الله عليه وسلم الحمار فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب أخرج الله من نسل جدي
ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلى نبي ولم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء

(1) الميزان 62 / 4.
(2) محمد بن مزيد أبو جعفر: لم يذكر عنه الذهبي إلا ما أورده ابن حبان عنه هنا. وقد أورد ابن
الجوزي هذا الخبر في الموضوعات وعلق عليه بقوله: " هذا حديث موضوع، فلعن الله واضعه، فإنه
لم يقصد إلا القدح في الاسلام والاستهزاء به ".
الميزان 34 / 4 الموضوعات لابن الجوزي 293 / 1.
308

غيرك، أتوقعك أن تركبني وكنت قبلك لرجل من اليهود وكنت أعثر به عمدا
وكان يجيع بطني ويضرب ظهري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد سميتك يعفورا، يا يعفور قال:
لبيك. قال: أتشتهي الإناث قال: لا، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في
حاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج
إليه صاحب الدار أوما إليه أن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما قبض النبي عليه
الصلاة والسلام جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره
جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم " وهذا حديث لا أصل له وإسناده ليس بشئ ولا يجوز
الاحتجاج بهذا الشيخ.
محمد بن سليمان الجوهري (1): من أهل البصرة. سكن أنطاكية، يروى عن أبي
الوليد الحوضي وأهل البصرة يقلب الاخبار على الثقات ويأتي عن الضعفاء بالملزقات
لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك
" أن النبي عليه الصلاة والسلام مر على صبيان فسلم عليهم ".
وروى عن عبد الله بن عمرو الواقفي (2) قال: حدثنا أيوب بن عتبه عن إياس
ابن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " خرج ثلاثة
كان قبلكم " وذكر حديث الغار بطوله. أخبرنا بالحديثين جميعا محمد بن أحمد بن
المستنير بالمصيصة قال: حدثنا محمد بن سليمان الجوهري في أشياء كتبناها عنه مقلوبة
أكره ذكرها كراهية التطويل.

(1) الميزان 572 / 3.
(2) الميزان 468 / 2.
309

محمد بن الضوء بن الصلصال بن (1) الدلهمس بن حمل بن جندلة بن بجيلة بن
منقذ بن المحتجب بن الأغر: شيخ روى عن أبيه المناكير، لا يجوز الاحتجاج به
روى عن أبيه الضوء عن جده الصلصال قال: " سمعت النبي عليه الصلاة والسلام
يقول: " امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار يوم القيامة ".
وبإسناده قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطلع على عباس بن عبد المطلب فقال
النبي عليه الصلاة والسلام: هذا العباس بن عبد المطلب أبى وعمى ووصي ووارثي.
وبإسناده قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة بالمدينة فدخل
عليه على فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " يا علي كذب من زعم أنه يحبني
ويبغضك. من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أحبه الله أدخله
الجنة. ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله
أدخله النار ".
أخبرنا بهذه الأحاديث كلها على بن سعيد العسكري قال: حدثنا محمد بن
الضوء بن الصلصال.
محمد بن المهاجر البغدادي (2): أخو حنيف، يروى عن ابن عيينة وأبى معاوية
وأهل العراق يضع الحديث على الثقات ويقلب الأسانيد على الاثبات، ويزيد في الاخبار
الصحاح ألفاظا زيادة ليس في الحديث يسويها على مذهب نفسه، وكان ينتحل مذهب

(1) محمد بن الضوء بن الصلصال: حدث عنه الباغندي وعلي بن سعيد العسكري. قال الخطيب:
ليس محمد بمحل أن يؤخذ عنه العلم لأنه كذاب، كان أحد المتهتكين بالخمور والفجور وقد قال الذهبي: بلغنا
أنه كان معروفا بالزور وشرب الخمور. ورد اسمه في المخطوطة مصحفا وضبط بالرجوع إلى اسم جده
الصلصال بن الدلهمس أبو الغضنفر في أسد الغابة.
الميزان 586 / 3 أسد الغابة 33 / 3
(2) محمد بن المهاجر: شيخ متأخر وضاع وهو الطالقاني كذبه صالح جزرة وغيره.
الميزان 49 / 4.
310

الكوفيين فأخرج كتابا سماه الجامع على المسند وعمد فيه إلى أحاديث رواها عن الثقات
فزاد فيها ألفاظا توافق مذهب الكوفيين.
وهو الذي روى عن أبي معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حفظ القرآن نظرا خفف عن أبويه العذاب وإن كانا
كافرين ومتع ببصره " أخبرناه محمد بن المنذر قال: حدثنا محمد بن المهاجر قال:
حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر
. محمد بن القاسم الطايكاني (1): من أهل بلخ، يروى عن العراقيين وأهل
بلده، روى عنه أهل خراسان أشياء لا يحل ذكرها في الكتب فكيف الاشتغال
بروايتها، ويأتي من الاخبار ما تشهد الأمة على بطلانها وعدم الصحة في ثبوتها،
ليس يعرفه أصحابنا، وإنما كتب عنه أصحاب الرأي لكني ذكرته لئلا يغتر به
عوام أصحابنا بما يرويه.
روى عن عبد العزيز بن خالد عن سفيان الثوري عن أبي هارون عن أبي سعيد
الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من زعم أن الايمان يزيد وينقص
فزيادته نفاق ونقصانه كفر فإن تابوا وإلا فاضربوا أعناقهم بالسيف أولئك أعداء
الرحمن فأرقوا دين الله وانتحلوا الكفر وخاضوا في الله، طهر الله الأرض منهم
ألا ولا صلاة لهم ألا ولا صوم لهم ألا ولا زكاة لهم ألا ولا حج لهم ألا ولا بر لهم،
هم براء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله براء منهم " أخبرناه إبراهيم بن سعيد.

(1) محمد بن القاسم بن مجمع الطايكاني: بفتح الطاء وبالياء المثناة التحتية الساكنة وفتح الكاف نسبة إلى
طايكان قرية من قرى بلخ أوردها ياقوت بالقاف بدل الكاف: قال الحاكم كان يضع الحديث أورد الذهبي
في الميزان عددا آخر من منكراته كما أورد الحديث الذي جاء به المصنف عنه مختصرا وأورده ابن الجوزي
في الموضوعات كاملا وقال: هذا حديث موضوع وهو من موضوعات محمد بن القاسم الطالكاني. باللام
بدل الياء. الميزان 11 / 4 الموضوعات لابن الجوزي 133 / 1 معجم البلدان 12 / 4.
311

القشيري قال: حدثنا محمد بن القاسم الطايكاني قال: حدثنا عبد العزيز بن خالد
عن سفيان الثوري.
قال أبو حاتم: وإني أحرج على من كتب عنى هذا الكتاب أو سمع بعضه ثم
روى عنى حديثا مما ذكرت في هذا الكتاب مفردا إلا على سبيل القدح في ناقله على
ما بيناه ليدفع بذلك الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
محمد بن يحيى بن رزين (1): من أهل المصيصة، دجال يضع الحديث، لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
روى عن عثمان بن عمر بن فارس عن كهمس بن الحسن عن الحسن عن أنس
ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما
فهو مخلوق غير الله والقرآن وذلك أنه منه بدأ وإليه يعود ويجئ أقوام من أمتي
يقولون القرآن مخلوق فمن قال منهم فقد كفر بالله العظيم وطلقت امرأته من ساعته
لأنه لا ينبغي أن تكون مؤمنة تحت كافر إلا أن تكون سبقته بالقول ". أخبرناه
محمد بن المسيب قال: حدثنا محمد بن يحيى بن رزين قال: حدثنا عثمان بن
عمر بن فارس.
محمد بن يونس بن موسى أبو العباس البصري (2). الذي يقال له الكديمي،

(1) محمد بن يحيى بن رزين المصيصي: اعتمد الذهبي في الميزان على ما أورده ابن حبان هنا وأورد
خبر أن القرآن غير مخلوق مختصرا وأورده ابن الجوزي بتمامه في الموضوعات وقال: هذا حديث موضوع
والمتهم به محمد بن يحيى بن رزين.
الميزان 63 / 4 الموضوعات لابن الجوزي 107 / 1
(2) محمد بن يونس بن موسى الكديمي أحد المتروكين ربى في حجر زوج أمه روح بن عبادة
وسمع منه ومن الطيالسي والخريبي والطبقة، قال الكديمي: قال لي ابن المديني: عندك ما ليس عندي
وقال: كتبت: عن ألف ومائة وحججت ورأيت عبد الرزاق ولم أسمع منه وقال أحمد بن حنبل: ابن
يونس الكديمي حسن المعرفة ما وجد عليه إلا لصحبته للشاذكوني. وقال ابن عدي قد اتهم الكديمي بالوضع
ادعى الرواية عمن لم يرهم ترك عامة مشايخنا الرواية عنه. سئل عنه الدارقطني: فقال: يتهم بوضع الحديث
وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله. أورد له في الميزان عددا من منكراته.
الميزان 74 / 4.
312

من أهل بغداد، يروى عن روح بن عبادة والخريبي والصقر وكان يضع على الثقات
الحديث وضعا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
روى عن أبي نعيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: " أكذب الناس الصباغون والصواغون " أخبرناه أحمد بن محمد بن إبراهيم
قال: حدثنا الكديمي محمد بن يونس فيما يشبه هذا من الأحاديث التي تغنى بشهرتها
عند من سلك مسلك الحديث عن الاغراق في ذكرها للقدح فيه، وهذا الحديث ليس
يعرف إلا من حديث همام بن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي
هريرة وفرقد السبخي ليس بشئ في الحديث. أخبرناه أبو يعلى والحسن بن سفيان
والسختياني وعدة، قالوا حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همام عن فرقد في بيت
قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير.
وروى عن أزهر السمان عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال قال النبي عليه
الصلاة والسلام: " إن الله يحب إغاثة اللهفان " أخبرناه محمد بن يحيى قال:
حدثنا الكديمي.
وروى عن روح بن عبادة قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه "
أخبرناه محمد بن سعيد العطار بعسقلان قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا
روح بن عبادة.
وروى عن قبيصة بن ذؤيب عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان
313

ابن بريدة عن أبيه: " أن النبي عليه الصلاة والسلام زار قبر أمه في ألف مقنع فما
رئي باكيا أكثر من يومئذ " أخبرناه جعفر بن يونس قال: حدثنا قبيصة قال:
حدثنا سفيان الثوري. وهذا شئ أخطأ فيه يحيى بن اليمان وحده فسرقه
وحدث به عن قبيصة.
وروى عن المكي بن إبراهيم عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس
قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه قسوة القلب فقال: اطلع في القبور
واعتبر بيوم النشور " أخبرناه أحمد بن زنجويه قال: حدثنا الكديمي. قال:
حدثنا المكي بن إبراهيم.
محمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن دبير (1): شيخ كان بالبصرة كتبنا
عنه في الوزانين بقرب الجامع، يروى عن أهل بلده، يسرق الحديث ويضع على الثقات
ما لم يحدثوا، ممن تركنا حديثه بعد الا كثار، لا تحل الرواية عنه.
روى عن عبد الواحد بن غياث عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك (2)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وقت للنفساء أربعون يوما إلا أن ترى الطهر قبل ذلك "
أخبرنا هذا الشيخ قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا حماد بن سلمة عن
ثابت. والجرح لازم لمن روى عنى هذا الحديث وما يشبهه مما في هذا الكتاب
خارجا من كتابنا هذا.
تم الجزء الثاني بحمد الله ويليه الجزء الثالث وأوله:
معاوية بن يحيى الصدفي الأطرابلسي.

(1) الميزان 572 / 3.
(2) في الأصل: " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وقت النفساء أربعون " إلخ
وما أثبته عن الميزان.
314