الكتاب: طبقات المحدثين بأصبهان
المؤلف: عبد الله بن حبان
الجزء: ١
الوفاة: ٣٦٩
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٢
المطبعة: مؤسسة الرسالة - بيروت
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

طبقات المحدثين بأصبهان
والواردين عليها
1

جميع الحقوق
محفوظة
لمؤسسة الرسالة
ولا يحق لأية جهة ان تطبع أو تعطى حق الطبع لاحد
سواء كان مؤسسة رسمية أو افرادا
الطبعة الثانية
1412 ه‍ - 1992 م
2

طبقات المحدثين بأصبهان
والواردين عليها
لأبي عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
المعروف بابي الشيخ الأنصاري
دراسة وتحقيق
عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي
الجزء الأول
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

شكر وتقدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا
محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد...
فإنني أشكر الله تعالى قبل كل شئ الذي بفضله وعونه تتم الصالحات،
وتحل المشكلات، وتزول العقبات، والذي أمتن علي بانجاز هذه الرسالة،
وهي تحقيق ودراسة الجزء الأول والثاني من " طبقات المحدثين بأصبهان "،
والواردين عليها، لأبي الشيخ الأنصاري، على أحسن وجه وأتمه، الذي أرجو
أن يقبله مني، ويجعله خالصا لوجهه الكريم.
ثم أتوجه بخالص شكري لأولئك الذين ساهموا معي في إنجاز هذه
الرسالة، وذلك لما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه أبو
هريرة، وأبو سعيد، وغيرهما - رضي الله عنهم - عنه - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله ". وفي رواية بلفظ: " من لم يشكر
الناس لم يشكر الله ".
5

فمن هنا أرى من الواجب علي أن أخص بخالص شكري، وغاية تقديري
فضيلة المشرف على الرسالة / الدكتور محمود أحمد ميرة - حفظه الله تعالى -
الذي فتح لي مجال الاستفادة ليلا ونهارا في بيته وخارجه بدون تحديد بزمن، ولا
يدخر جهدا، فكان يرافقني بارشاداته القيمة، ودلالاته السديدة على المصادر،
وتوجيهاته الرشيدة في إصلاح العبارات وتحسينها، وكان يجهد نفسه معي في
تصحيح النصوص، وحل المشاكل التي كانت تواجهني، ووجدته مخلصا في
هذا كله.
فجزاه الله تعالى مني أحسن الجزاء، وشكرا له سعيه، كما أتقدم بخالص
شكري لأستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري، حفظه الله تعالى، حيث يعود إليه
الفضل في اختياري هذا الموضوع، وسأوضح ذلك فيما سيأتي في سبب اختيار
هذا الموضوع.
ولأستاذي فضيلة الشيخ حماد الأنصاري، حيث أفادني فيما كنت أسأله،
ولجميع أصدقائي وزملائي الذين شاركوني، أو قدموا لي أية مساعدة في إنجاز
هذه الرسالة، وأخص منهم الصديق الفاضل رضا زنكنة الأصفهاني، الذي وفر
لي بعض المراجع من أصفهان، وأرسلها لي بالبريد واستزارني في أصفهان،
فزرته في العام الذي مضى 140 ه‍)، فاستقبلني أحسن استقبال، وأكرم
وأحسن ضيافتي، وقدم لي كل ما أحتاجه من مساعدة وعون، وكان يتجول معي
بسيارته إلى جميع الأماكن التاريخية والآثار القديمة، فجزاه الله خير الجزاء،
وعظم له أجره.
كما أنني لا أنسى جهود القائمين على الجامعة الاسلامية بالمدينة
المنورة، وعلى رأسهم الدكتور عبد الله بن عبد الله بن زايد، حفظه الله
تعالى.
وإنني إذ أسجل شكري الجزيل لهؤلاء، فإنني أسال الله تعالى أن يكتب
لهم المثوبة من عنده، ويجزل لهم الاجر، وأن يجعل هذه الخدمة المتواضعة
خالصة له، ونافعة لعامة المسلمين، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
6

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
بقلم: الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله
وصحبه أجمعين.
وبعد...
فان كتاب (طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها) لأبي الشيخ
الأنصاري المتوفى عام 369 ه‍، هو أقدم ما وصل إلينا من تواريخ أصبهان وقد
سلك فيه مؤلفه مسلك المحدثين فسرد الروايات والأحاديث بالأسانيد، ورتب
التراجم على الطبقات، وقد استعمل الطبقة للدلالة على الجيل، وهو يلتقي في
هذا الاستعمال مع معاصره ابن حبان البستي (ت 354 ه‍) في كتابيه " الثقات "
و " مشاهير علماء الأمصار " ولو قسمنا الفترة الزمنية التي تناول أبو الشيخ
الأنصاري تراجم علمائها على عدد الطبقات في كتابه وهي إحدى عشرة طبقة
لتبين أن الطبقة عنده تساوي ثلاثين عاما تقريبا، ولكن الطبقات تتداخل في العادة
لأنها تقوم على اللقيا بين المحدثين، وهؤلاء فيهم أصحاب الأسانيد العالية،
وهم يحوزونها إما بسبب طول أعمارهم أو مبادرتهم الطلب المبكر، بحيث يلحق
المتأخر بالمتقدم في الاخذ عن نفس الشيوخ. والحق أن أخذ المؤلف بهذا
النظام هو أقوى مبرر لنشر كتابه بعد أن استوعبه أبو نعيم الأصبهاني - أو كاد - في
مؤلفه (ذكر أخبار أصبهان) - وهو مطبوع - إضافة إلى خدمة الدكتور عبد الغفور
7

البلوشي لكتاب أبي الشيخ من حيث التعريف برجال الأسانيد وتخريج الأحاديث
والحكم عليها، وهو جهد لازم لنيل مرتبة الماجستير في تخصص " السنة
النبوية " وإن كان ليس بلازم لتحقيق الكتاب تحقيقا علميا في نظر عامة
المحققين الذين يرون في ذلك إثقالا للحواشي ولا مفر من قيام طلبة الدراسات
العليا من تحويل رسائلهم من تحقيق الكتب إلى دراسة أحاديث كتاب مخصوص
دفعا للاعتراض المذكور.
وإضافة لذلك فقد قدم الشيخ عبد الغفور دراسة مستفيضة للمؤلف وبيئته
العلمية، حيث لم يسبق إلى دراسته من قبل الباحثين المحدثين. وقد تمكن من
تجلية جوانب ثقافته والتعريف بمؤلفاته ومصادر معلوماته، وإن كانت دراسة موارد
كتابه لا زالت بحاجة إلى تجلية وتفصيل.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أبا الشيخ استفاد من مؤلفات مفقودة وأحيانا تعتبر
اقتباساته عنها هي كل ما بقي منها في مكتبتنا التراثية الهائلة، ولعل هذا الوصف
ينطبق خاصة على كتاب (تاريخ أصبهان) لمحمد بن يحيى بن منده
(ت 310 ه‍) وهو أقدم مؤلف في تاريخ أصبهان وقد فقد - للأسف -، وتوضح
اقتباسات أبي الشيخ الكثيرة من هذا التاريخ أنه من تواريخ المحدثين.
إن تجلية مثل هذه المعلومات الدقيقة الغامضة تخدم دراساتنا التراثية
وتضيف جديدا إلى " علمنا ".
لقد هيا أبو الشيخ الأنصاري ببناء كتابه على نظام الطبقات الفرصة أمامنا
للتعرف على تطور الحركة الفكرية في مدينة أصبهان خلال القرون الأربعة الأولى
من تاريخ الاسلام حيث يمكن معرفة أعداد العلماء في كل قرن من هذه القرون،
منا يوضح ازدهار الحركة الفكرية ونشاط الرواية في أصبهان في القرن الثالث
الهجري ثم تعاظم الازدهار والنشاط في القرن الرابع الهجري حيث يسجل أبو
الشيخ الأنصاري تضاعف أعداد المحدثين خلاله. وهذا يتفق مع وقت ازدهار
الحركة الفكرية في العالم الاسلامي عامة.
8

وقد خالفني المحقق في اعتبار تقسيم الكتاب إلى إحدى عشرة طبقة، ولا
زلت أعتقد بان أبا الشيخ لم يقم بالتقسيم إلى إحدى عشرة طبقة ما دام قد خلط
تراجم الطبقتين العاشرة والحادية عشر ولم يفصلهما - كما صرح -، وربما وقفت
أمامه عقبات فنية في عصر شيوخه وشيوخهم أو أصابه الارهاق فأبقاهم طبقة
واحدة.
كذلك يجدر التنبيه إلى أن نسخة الظاهرية التي اعتمد عليها المحقق
الفاضل يرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن السابع الهجري وكان الحافظ
يوسف بن خليل الدمشقي (ت 648 ه‍) قد تملك حق روايتها بالسماع وأثبت
تاريخ سماعه عليها سنة 635 ه‍، وهذه النسخة نقلت من نسخة أقدم عليها
تلمك وسماع يوسف بن خليل نفسه بتاريخ 592 ه‍.
وقد اشتهر الحافظ يوسف بن خليل بكثرة سماعاته للكتب واحتفاظه
بنسخها الدقيقة كما تدل سماعاته وتملكاته المدونة على العديد من نسخ
المخطوطات في دار الكتب الظاهرية. ويبدو أن الدراسات المتعلقة بالمخطوطات
لا زالت لا تحظى بالعناية الكافية من المحققين رغم أهمية ذلك في توثيق
النسخ، ولا شك أن التقدم العلمي للعالم العربي الاسلامي كفيل في المستقبل
بمعالجة هذه الثغرة بايجاد المعامل والمختصين اللازمين لمعالجة أنواع الورق
والحبر والخطوط وتحديد تواريخها.
إن حركة النشر لكتب التراث نشيطة هذه الأيام ولكن تقف أمامها عقبات
أبرزها عدم الالتزام بقواعد النشر العلمية، وضعف الارشاد الأكاديمي في الأعم
الأغلب، وتراجع الذوق اللغوي بتراجع تعليم اللغة العربية من حيث المستوى
والنوع رغم اتساعه أفقيا. وأخيرا عدم الانتقاء للنصوص الأكثر أهمية وإعطائها
الأولية في النشر.
إن النشر العلمي الجيد وحده هو الذي يخدم واقعنا الثقافي عندما تبنى
دراساتنا التراثية على نصوص موثيقا علميا ينأى عن خطا الفهم وانحراف
9

المعنى، وإن دراسة التراث والاستقاء منه لتصور الماضي ودفع عجلة الحاضر
تتوقف على سلامة حركة التحقيق ومن هنا لا بد أن تسعى جامعاتنا ومؤسساتنا
الأكاديمية الأخرى إلى معالجة النقص والقصور في هذا الجانب الهام.
وفي الختام أدعو الله تعالى للدكتور الفاضل عبد الغفور البلوشي بالتوفيق
لمزيد من الأعمال الصالحة في نشر النصوص النافعة من تراث الاسلام بعد أن
قوي عوده وأفاد من تجاربه الأولى في الدراسات العليا والله يقول الحق وهو
يهدي إلى سواء السبيل.
المدينة المنورة في 13 / 7 / 1405 ه‍.
10

المقدمة
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله، وصلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فأود أن ألمح إلى دوافع اختياري للتخصص في السنة. لما كانت السنة
وعلومها من أجل العلوم وأشرفها بعد كتاب الله تعالى، وبما أن رحى الشريعة
الاسلامية تدور على قاعدتين أساسيتين، هما: كتاب الله، وسنة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ولم يستغن الكتاب عن السنة فهي لازمة له، ومفسرة
لمجمله، ومبينة لمشكله ومعانيه، ومقيدة لمطلقه.
فمن هنا دفعني الشوق والرغبة لاختيار شعبة السنة، وإن كانت صلتي
ودراستي في الفقه أكثر.
وثانيا: رغبة شديدة مني للاسهام في إحياء تراث علماء السلف من أهل
السنة بإيران، الذين لم يدخروا جهدا في خدمة السنة المشرفة رجالها ومتونها،
وقد أمحت معظم آثارهم، ولم تجد لهم خلفا يعتنون بآثارهم، فيا حبذا لو قام
رجال اعتنوا باحياء خدمة السلف للعناية بالسنة مرة أخرى، فاسال الله تعالى أن
يهئ رجالا لهذا، وهو عليه هين، فرغبتي في هذا الشأن كانت تتطلب مني
الخوض في هذا الموضوع بعد التمكن منه ليسهل السير عليه.
11

وثالثا: رجاء أن أحظى حينما أختار هذا القسم، بما ورد من الفضل
والشرف لأصحاب الحديث، وذلك لأنهم محظوظون بتكثير الصلاة والسلام على
صاحب الرسالة والسنة، محمد - صلى الله عليه وسلم - القائل: " من صلى
علي واحدة صلى الله عليه عشرا ".
فيجري ذلك على لسانهم ويكرره قلمهم.
أما سبب اختيار تحقيق هذا الكتاب - " طبقات المحدثين بأصبهان " لأبي
الشيخ الأصفهاني الأنصاري - بالذات فلأمور:
أولا: يعود الفضل في ذلك إلى فضيلة أستاذي الدكتور أكرم ضياء
العمري - حفظه الله تعالى - الذي أرشدني إلى هذا الكتاب، ودلني على
أهميته، وذلك في خلال محاضرة من محاضراته التي كان يلقيها علينا في الفصل
حينما كان يذكر لنا أهمية الطبقات، إذا به يتحدث عن أهمية هذا الكتاب -
أعني: " طبقات المحدثين " لأبي الشيخ - ويشجعنا بان مثل هذا الكتاب يجب
أن يحقق وينشر، كي لا تضيع جهود علمائنا السلف.
فسرعان ما وقع توجيهه هذا في قلبي، فقررت أن أقوم بهذا العمل ولم يثن
عزمي هذا كبر حجم الكتاب، وصفوته الخوض فيه، مع أنه تراجع عليه قسم
من زملائي الذين تشوقوا لتحقيقه.
وكان لتشجيع فضيلة أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري - حفظه الله - أثر
كبير في إقدامي، ومتابعة سيري، فجزاه الله عني كل خير.
وإخراج هذا الكتاب المهم لاحد علماء السلف بأصفهان، هو إحياء لتراث
12

هؤلاء العلماء العظماء، وكون المؤلف من إيران، جعل لي الأفضلية في هذا
المقام، لأنه من بلدي، وقديما قالوا: أهل مكة أدرى بشعابها.
فمن هنا، عزمت على تحقيق هذا الكتاب العظيم المهم، على ضوء ما
أشار إليه فضيلة الأستاذ الدكتور أكرم، حفظه الله.
وكان هذا كله قبل تعيين مشرف على الرسالة، ثم أسند الاشراف إلى
فضيلة الأستاذ الدكتور محمود أحمد ميرة - حفظه الله تعالى - فاتصلت به،
وعرضت عليه خطتي السابقة، فلم يقتنع بها - لأني لم أضع في الخطة تخريج
الأحاديث والآثار - قائلا: كيف يصلح لطالب متخصص في الحديث أن يمر على
الأحاديث وأسانيدها بدون دراسة وبحث، فكنت أعرض عليه كبر حجم الكتاب
وضيق المجال، وأن مثل هذا العمل لكتاب كبير نحو هذا يتطلب سنوات
عديدة، فلم يزل يشجعني حتى اقتنعت وغيرت خطة العمل إلى ما هو أحسن
وأتم كما ستقرؤه في منهج التحقيق فيما بعد، فاستمريت على هذا المنهج حتى
قضيت سنتين ولم أنجز منه إلا ثلثه تقريبا فقط، فبدا لي أن العمل على هذه
الطريقة لتحقيق جميع هذا الكتاب يستغرق ست سنوات تقريبا، فاستشرت
فضيلة المشرف - حفظه الله تعالى - في ذلك، وعرضت عليه حذف الجزء
الثالث منه، فوافقني على ذلك بل قال لي: لو حذفت أكثر لكان أحسن - جزاه
الله خيرا، فتقدمت إلى رئاسة القسم بحذف الجزء الثالث من الرسالة فقط،
فتمت الموافقة على ذلك، وصار بذلك القسم المحقق من الكتاب لرسالة
الماجستير هو الجزء الأول والثاني من " طبقات المحدثين بإصبهان والواردين
عليها "، لأبي الشيخ الأنصاري الأصفهاني، فما في تحقيقه من حسن وجمال،
فيعود الفضل في ذلك إلى الله تعالى أولا بحسن توفيقه، ثم إلى المشرف على
الرسالة الدكتور محمود ميرة حفظه الله تعالى ثانيا، وما فيه من الهفوات والأخطاء
فمني ومن الشيطان.
فكان هذا هو السبب الأول لاختياري هذا الكتاب.
وأما السبب الثاني: فلما ذكرت من حرصي ورغبتي في إحياء تراث علماء
السلف في إيران.
13

والسبب الثالث: تقديم دراسة وافية مستقلة عن محدث ومفسر ومؤرخ،
مثل أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر، المتوفى سنة 369 ه‍، الذي لم
يحظ بترجمة عنه وافية، ودراسة شافية، فترجمت له ترجمة متسعة حسب
الامكان، وأظهرت في ذلك جوانب شخصيته، وأبرزت معالم نبوغه.
وأرجو أن أكون قد وفقت فيما تناولته، وأظن قد قدمت جوانب لم
أسبق إليها، والفضل لله أولا وآخرا.
ورابعا: كنت راغبا في تحقيق كتاب يتضمن كمية من الأحاديث تتنوع في
موضوعها لأستفيد أكثر، وقد حقق الله رغبتي في الكتاب المذكور.
وخامسا: لما وجدت من أهمية هذا الكتاب، ومكانة مؤلفه، واتساع
جوانب ثقافته، وتخصصه، فقوله في النقد حجة، وكتابه مرجع لمن بعده.
والهدف من هذا كله هو إخراج هذا الكتاب محققا بصورة صحيحة ليتيسر
نشره، والانتفاع به بسهولة.
وقسمت عملي في خدمة هذا الكتاب إلى قسمين:
قسم يتعلق بخدمة نصوص متن الكتاب من تصحيح، وتخريج، وشرح
لمشكلاته، وتثبيت لفروقه، واستدراك لفواته، فيما أمكن ومطموسه كما نبهت
في مواضع على كثير من الأوهام التي وقع فيها بعض المحدثين، مما يتعلق
بتصحيح حديث أو توثيق راو ضعيف مكان ثقة، أو عكسه في أثناء تخريجي
الأحاديث، كما ستراه في أثناء التحقيق.
وقسم آخر يتعلق بمقدمة وافية للكتاب.
وكانت رغبتي في البداية أن أتناول فيها موضوعين: أحدهما: دراسة عن
حياة المؤلف، وثانيهما: دراسة عن كتب الطبقات، وكتب الرجال المحلية،
14

باعتبار تاريخ تدوينها، وأسس تنظيمها، وفوائدها، ولكني لما قرأت ما كتبه
أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري - حفظه الله تعالى - في هذا الموضوع
وتوسعه فيه، فرأيت أنه قد خدم هذا البحث خدمة جيدة، ووفى الموضوع
حقه. ولا أرى بعدئذ كبير فائدة في إعادة ما سبقني إليه مع ضيق الوقت.
فاكتفيت بما كتبه فضيلة الدكتور، وأورد أن أحيل القارئ الكريم إلى ما
كتبه في هذا الموضوع في كتبه الآتية:
" مقدمته على طبقات خليفة بن خياط "، و " موارد الخطيب في تاريخ
بغداد "، و " بحوث في تاريخ السنة المشرفة ".
واخترت مكان هذا الموضوع دراسة مفصلة عن أصبهان تبين موقعها
جغرافيا، وحدودها، ومساحتها، وأهميتها، ومكانتها الثقافية، ومميزاتها،
ونشاطات أهلها، والفتح الاسلامي لها، مع محاولة جمع المؤلفات التي تتعلق
بأصبهان وأهلها عبر القرون الاسلامية قديما وحديثا ومذهب أهلها عبر القرون.
وقد أثبت أن أصفهان كانت من القرون الأولى الاسلامية مهاجر العلماء
لطلب الحديث، ومحط رحالهم، حتى كانت تضاهي بغداد في العلو والكثرة،
كما قال السخاوي.
ولكن الان مع الأسف عدم علم الأثر والحديث وخدامه، فلم تعد تجد
فيها أثرا لهم، بل عم هذا كل المدن المشتهرة بخدمة السنة المطهرة في إيران،
وذلك من مطلع القرن التاسع.
فقد قال السخاوي: " وأما اليوم، فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق وفارس
وأذربيجان، بل لا يوجد باران وجيلان وأرمينية والجبال وخراسان التي كانت دار
15

الآثار، بل وأصفهان التي كانت تضاهي بغداد في العلو والكثرة... ".
فهذا هو الذي دفعني، ولفت نظري إلى هذا الموضوع، لثبت للقارئ
الكريم مكانة هذه المدينة، ونشاط أهلها في خدمة السنة في القرون الأولى، وما
هي عليه الان.
وقد اشتملت المقدمة على موضوعين رئيسيين تخللها بعض الإشارات
الهامة، أحدهما: دراسة عن أصبهان: - مكانتها، وأهميتها، ومميزاتها،
وبعض نشاطات أهلها، ومذهب أهلها، وجعلته الباب الأول، وفيه فصلان،
وفي الفصل الأول مبحثان.
وثانيهما: دراسة عن حياة المؤلف وكتابه " الطبقات "، وجعلته الباب
الثاني، وفيه فصول، وفي الفصول مباحث.
بعض المشاكل التي أثناء التحقيق
قد واجهتني بعض المشاكل منها:
أن نسخة الكتاب كانت فريدة في أصلها، ومهملة من النقط في غالب
الحروف، وزاد الصعوبة بان النسخة الفرعية المنقولة عنها قد تصرف فيها
ناسخها، وبدا لي أنه لا صلة له بالعلم، فنقط الحروف باجتهاده، وحرف
النصوص وصحفها، وقد كلفني هذا جهدا ومشقة في مراجعة الكتب المعنية لكل
ما يتطلب ذلك، لتصحيح النصوص وأسماء رواة الأسانيد وضبطها، وكل ذلك
لأقدم نصا صحيحا بقدر الامكان.
ومنها: فقد لقيت عناء شديدا في تراجم بعض رجال الأسانيد، وذلك لان
كثيرا من رجال أسانيد المؤلف لم أجد لهم تراجم في رجال الستة، وقد تعبت
كثيرا في معرفة من كان يختصر المؤلف أسماءهم، فيذكر اسم الراوي فقط، أو
كنيته، وكان هذا يطلب مني البحث عن اسمه أولا، ثم عن ترجمته ثانيا،
16

لا تأكد منه وأجزم أنه المذكور الذي عناه المؤلف وترجمت له، وقد لا يتبين لي
تعيينه حتى أجزم به، ففي مثل هذا الحال أترجم له بالاحتمال، فأقول: لعله
فلان أو فلان، وقد لا أقف على ترجمته أحيانا بعد البحث والفحص.
ثالثا: وهو أهم مما مضى - ما لقيته وتحملته في تخريج الأحاديث، وتتبع
طرقها، والبحث عن مظانها، وذلك لان المؤلف قد اهتم باخراج حديث غريب
أو أكثر من أحاديث المترجم له مما تفرد به، ومثل هذه الأحاديث قلما توجد في
الكتب المشهورة المعروفة المتداولة حتى يكون الوصول إليها سهلا باستعمال
المعجم وغيره.
ورابعا: بما أن الأحاديث الواردة في الكتاب متنوعة الموضوع، فقد
وجدت صعوبة في تحديد موضوع بعضها، فلم أصل إليها إلا بعد جهد كبير
ويأس أحيانا، وبعضها لم يتيسر لي الوقوف عليها أصلا، ومثل هذا قليل جدا.
وخامسا: كثرة الأحاديث المسندة في الكتاب، حيث بلغ عدد الأحاديث
المخرجة اثنين وأربعين وأربع مئة حديث في القسم المحقق لرسالة الماجستير،
وإلا عدد الأحاديث في كل الكتاب أكبر من هذا بكثير حيث يتجاوز الألف.
هذه بعض العقبات التي واجهتني خلال أعداد البحث، وقد تغلبت على
كثير منها بفضل الله تعالى ثم بمساعدة المشرف، حفظه الله تعالى.
17

الباب الأول
19

الفصل الأول
وفيه مبحثان
المبحث الأول
في أسماء أصفهان قديما وحديثا وضبطها
كانت هذه البقعة التي سميت أصبهان فيما بعد - تسمى إيرانشهر، وبعد
أن عمرت سميت " حي " وهي بالفتح ثم التشديد - فكانت المدينة تعرف
بها.
وجي معناه الطاهر، وكانت تسمى بالعجمية في القديم كابا أو كي.
وقيل: إن جي نسبة إلى ملوك الجيان... وهي جي أقرام بن آزاد، وكانوا
يعتقدونه رسولا، وجي معناه الطاهر - كما تقدم -.
ثم تغير بمرور الزمان - فصار الفرس يطلقون عليها " أسبهان " وأسباهان،
وبعد أن فتحها المسلمون العرب واستدلوا عليها وغلب التعريب على ألسنة الناس
فعربوها، فقالوا: أصبهان، أصفاهان، أصفهان، كما جاء في كتب
21

التاريخ، وقالوا: لاسمها القديم - كي أو كابا -، جي، وقيل: أول ما بني في
البقعة المذكورة سارويه.
ضبطها:
وأصفهان: بكسر الهمزة - قلت: وبهاء وبالفاء ينطقها أهلها اليوم - وفتحها
وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة، ويقال: بالفاء وفتح الهاء وبعد
الألف نون.
أما وجه تسميتها بهذا الاسم ففيه أقوال:
ذكر المؤلف في مقدمة " الطبقات "، وأبو نعيم في مقدمة كتابه.
أ - أخبار أصبهان سبب تسميتها بهذا الاسم فقالا:
" عن وهب بن منبه أنه قال: لما تأبى نمرود وجحد قدرة الرب تعالى بعث
إلى أهل النواحي يحشرهم لمحاربة رب العزة، فتفرقوا وصاروا في جبال
أصبهان، وقالوا: كلا لا نجحد قدرة الرب رب السماء فأنبت الله في تربتها
الزعفران وفي جبالها الشهد، فبها سمي أصبهان.
ب - قيل: إن أصبهان مأخوذ من أصت بهان، أي: سمنت المليحة
سميت بها لحسن هوائها وعذوبة مائها وكثرة فواكهها فخففت، وقال صاحب
" القاموس ": والصواب أنها أعجمية.
ج - قيل: إنما سمي بهذا الاسم لأنها تسمى بالعجمية " سپاهان "
وسپاه: العسكر، وهان: الجمع، وكانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا
22

وقعت لهم واقعة في هذا الموضع، مثل عسكر فارس وكرمان... فعرب فقيل:
قال ياقوت الحموي:
لهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف.
قال أصحاب السير:
د - سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث.
ه‍ - وقال ابن الكلبي: سميت بأصبهان بن فوج بن سام بن نوح عليه
السلام.
و - قال ابن دريد: أصبهان اسم مركب لان الأصب " البلد " بلسان
الفرس، وهان اسم الفارس، فكأنه يقال: بلاد الفرسان.
قال عبد الله المستجير بعفوه: " المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو
الفرس، وهان كأنه دليل الجمع "، فمعناه الفرسان فيعنون بكلمة الأصبهاني:
" الفارس ".
ز - قال حمزة بن الحسن الأصبهاني: أصبهان اسم مشتق من الجندية،
وذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية كان أسپاهان، وهي جمع
أسپاه، وأسپاه اسم للجند والكلب، وكذلك سك اسم للجند والكلب لان
أفعالهما الحراسة، فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسپاه وتخفف ويقال:
أسپه، فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسموا بهما بلدين كانا معدن الجند
الأساورة فقالوا: لاصبهان (أسپاهان) ولسجستان، سكان أو سكستان.
23

ط - وذكر ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوام الناس
وهوامهم، قال: أصله " أسپاه آن "، أي: هم جند الله.
ي - والأقرب في وجه تسميتها ما ذكر محمد مهدي وغيره - فقال:
إن ملك فريدون بعد أن غلب على خصمه الضحاك بمساعدة كاوه الحداد
وأهل أصبهان، أعجب الملك شجاعتهم وجرأتهم، فاخذ في مدحهم وبالغ
وأطنب في تعريفهم بخصوص كاوه الحداد وأهل أصبهان حتى قال في أثناء
كلامه: هذا البلد " أسپاهان "، أي: محل السپاه ويقصد به أن أهله كلهم
من أهل الحرب الشجعان الابطال، فلما جرى هذا الكلام على لسان الملك في
مقام المدح والطراء، كرروه على ألسنتهم وافتخروا به حتى انتشر واشتهر
واستقر، فأصبح علما عليها ونسي اسمها القديم " جي " أو " إيرانشهر " أو
" سارويه " - وحل محله هذا الاسم.
24

المبحث الثاني
في موقع أصبهان ومساحتها وإنشائها
وتاريخ فتحها ومكانها
أما موقع أصبهان:
فلا تسأل عن حسن موقعها جغرافيا وطبيعيا، فإنها تقع في وسط إيران،
وتميل إلى غربها أكثر، وهي في جنوب العاصمة - طهران - وتبعد عنها 414 كيلا
أو 420، فما ذكره فريد وجدي أنها تبعد بنحو (335) كيلا ليس بصحيح،
والدقيق ما ذكرته.
ومما يزيد في حسنها، أن عرضها شمالي، وطولها شرقي، ودرجتها من
خط الاستواء 32 و 38 دقيقة.
وقد فاقت بجودة تربتها واستعدادها للزارعة وعذوبة مائها وطيب هوائها
على أكثر المدن الإيرانية، ومما زاد في حسن موقعها وجمالها أنها تقع على ضفة
النهر المشهور بزاينده رود - يقال له: زرند رودو زرين زود أيضا، وهو يجري
اليوم داخلها، ومن هنا كان كثير من الملوك والامراء يؤثرون أصبهان على غيرها
من المدن عاصمة للبلاد.
فقد سجل المؤلف هذا في مقدمة " الطبقات "، فقال: " وكانت ملوك
الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها، لطيب هوائها، ونمير
25

مائها، ونسيم تربتها ".
وذكر في كتاب " جغرافيا إيران ": " أن أصبهان كانت عاصمة إيران في
عهد آل بويه والسلاجقة والصفويين ".
وذكر فريد وجدي " أنها كانت - أي: هذا المدينة قديما - عاصمة البلاد
الفارسية " ويقول لسترنج: " إن في الطرف الجنوبي الشرقي من أقليم الجبال
ليس ببعيد عن شفير المفازة الكبرى مدينة أصفهان... وكانت منذ أقدم الأزمنة
موضعا جليل القدر لعظم خيراتها ووفرة مياهها الآتية من زاينده رود، وتقوم اليوم
أصبهان وأرباضها على ضفاف هذا النهر ".
وكانت أصبهان وما زالت يضرب المثل بطيب مائها وصفاء هوائها، وتبارى
الكتاب والشعراء في إبراز ذلك.
أما حدود أصبهان ومساحتها مع توابعها قديما وحديثا، فيقول أبو القاسم
ابن خرداذبه: " وكور أصفهان ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا، وهي سبعة
عشر رستاقا، في كل رستاق ثلاث مئة وخمس وستون قرية قديمة سوى
المحدثة، وخراجها سبعة آلاف ألف درهم... ".
وكذا ذكر المؤلف وأبو نعيم في مقدمتي كتابيهما مساحتها القديمة، وكانت
رقعتها وسيعة جدا.
قال ميرزا حسن الأنصاري: إن أصبهان كانت رقعتها وسيعة، حتى كان
26

جوشقان ونطنز وكاسان وكمره ومحلات ودليجان إلى حدود قم من جهة الشمال،
وكان من الجنوب إلى ايزد خواست بفارس، وشرقا إلى يزد وابرقو، وغربا إلى
قرب سيلا خور وخوانسار وكلبايكان.
أما حدود أصفهان ومساحتها اليوم، فهو كالتالي:
يحيط بها من الشمال أردستان ونواحي كاشان وكلبايكان، ومن الجنوب
شهرضا ومدينة آبازه وبهبهان، ومن الشرق مدينة يزد ونائين، ومن الغرب نواحي
بختياري وحدود منطقة خوزستان.
وقد تقدم قول ابن خرداذبه في مساحتها: بأنها ثمانون فرسخا في مثلها
وهكذا ذكر ياقوت الحموي. غير أنه قال: وهي ستة عشر رستاقا، وكل رستاق
ثلاث مئة وستون قرية قديمة سوى المحدثة...
وذكر الدكتور لطف الله أن طولها من زردكوه - الجبل الأصفر - في أرض
بختياري التي فيها مفيض نهر زاينده رود إلى بحيرة كاوخواني حوالي 300 كيلا،
وعرضها من جبال قهرود التي في حدها الشمالي إلى قرية أمين آباد التي هي
حدها الجنوبي الواقعة في أرض فارس أربعون ومئتا كيل، فتكون مساحتها مع
جهار محل وبختياري 3، 40، 197 كيلا مربعا.
فلا شك أن أصفهان ثالثة مدن إيران بعد العاصمة وتبريز.
وإليك الخرائط التالية: إحداها توضح حدود أصفهان، والثانية تبين
المدن والقرى التابعة لها، والثالثة تبين المسافة بينها وبين أهم المدن
الإيرانية.
27

هذا الخريطة تبين حدود أصفهان الحديثة
28

هذه القائمة تبين مساحة إصفهان
مع أهم المدن الإيرانية بالكيلومتر
29

أصفهان - بندر عباس 1149 كيلومتر
أصفهان - شيراز 295 كيلومتر
أصفهان - بوشهر 785 كيلومتر
أصفهان - أهواز 831 كيلومتر
أصفهان - يزد 329 كيلومتر
أصفهان - كرمان 714 كيلومتر
أصفهان - زاهدان 1275 كيلومتر
أصفهان - قم 240 كيلومتر
أصفهان - تهران (از رآه قم) 222 كيلومتر
أصفهان - تهران (از رآه ساوه) 239 كيلومتر
أصفهان - خرم آباد 217 كيلومتر
أصفهان - كرمانشاه 588 كيلومتر
أصفهان - كوهرنك 212 كيلومتر
أصفهان - سد شاه عباس كبير 110 كيلومتر
أصفهان - سد شاه إسماعيل 114 كيلومتر
أصفهان - كارخانه ذوب آهن 23 كيلومتر
طول راههاي آسفالته 1000 كيلومتر
طول راههاي شنى 1200 كيلومتر
طول راههاي خاكي 750 كيلومتر
هذه القائمة تبين مساحة أصفهان مع أهم المدن الإيرانية
بالكيلومتر
30

أما تاريخ إنشاء أصبهان، فقد ذكر المؤلف في مقدمة " الطبقات "،
وكذا أبو نعيم في " أخبار أصبهان " وغيرهما، أن أول من بنى مدينة أصبهان
الإسكندر الرومي، واستتمها كسرى أنو شروان، وذلك بعد أن طلب الخبراء
والحكماء من دولة الروم العارفين بطبيعة الأرض وخصائصها، ليختاروا له أرضا
معتدلة في هوائها، وصالحة في تربتها، وجيدة في عذوبة مائها، فجالوا البلاد
ونفضوا أرضها وتربتها وفحصوها، فما وجدوا أرضا جامعة لهذه الأوصاف إلا
أرض أصبهان، فهي من المدن القديمة المهمة، وقد أطال المؤلف في
تعريفها، وذكر خصائصها، وسيأتي ذلك، كما تناول تاريخ فتحها الاسلامي
ومن اشترك فيه من الصحابة، مع بيان القول: هل كان فتحها صلحا أو عنوة،
وذكر الراجح منهما في نظره.
والذي يهمني ذكره، هو ما قيل في تاريخ فتحها في الاسلام من الأقوال،
والمعتمد منها عند أهل التاريخ، وذكر من تولى قيادة فتح أصبهان، هل هم أهل
الكوفة كما يدعون أم أهل البصرة حسب دعواهم؟ ومن القائد للجيش من
الصحابة لفتحها؟.
فإنه قيل: عبد الله بن عبد الله الأنصاري، وقيل: أبو موسى الأشعري،
وقيل: النعمان بن مقرن، وقيل: غير ذلك، وسنذكر الراجح منها، فأقول
وبالله التوفيق:
لا خلاف في أن أصفهان فتحت بعد وقعة نهاوند، ولكن اختلفت الأقوال
في تحديد السنة التي فتحت فيها نهاوند، وأرجح الأقوال:
31

أنها فتحت سنة إحدى وعشرين للهجرة، وتلاها في نفس السنة على
الراجح فتح أصبهان، وذلك لان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار
الهرمزان لفتح أصبهان وفارس وأذربيجان قبل أن يسير الجيش إلى نهاوند فقال
لهرمزان: ما ترى؟ أبدأ بفارس أم بآذربيجان أم بأصبهان، فقال، إن فارس
وأذربيجان الجناحان وأصبحان الرأس، فان قطعت أحد الجناحين قام الجناح
الاخر: فان قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس، فدخل عمر المسجد
والنعمان بن مقرن يصلي، فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: إني أريد أن
أستعملك، قال: أما جابيا فلا، ولكن غازيا، قال: فأنت غاز... الخ.
فيبدو أن عمر ولاه أولا قيادة جيش نهاوند وبعدها قيادة جيش أصبهان أيضا،
ولكن قدر الله أن يستشهد النعمان في وقعة نهاوند، فلما بلغ عمر الخبر
بشهادته، كتب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري - وكان بطلا شجاعا
من وجوه الأنصار -: أن سر إلى أصبهان، فخرج من نهاوند فيمن كان معه،
ومن انصرف معه من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له من أهل أصبهان...
فما قيل: إن النعمان تولى قيادة جيش أصبهان وقتل بها، ليس بصحيح،
فقد رده البلاذري وابن كثير،
بل قد ذكر معظم كتب التاريخ استشهاده في
نهاوند وهو الصحيح.
32

من الذي فتح أصبهان: لما لفتح أصبهان من أهمية، ادعى فتحها كل من البصريين والكوفيين،
وذهب كل منهم إلى تأييد دعواه بنقول.
ويمكن الجمع بين الأقوال إجمالا بان البصريين والكوفيين كانوا يشكلون
مادة الجيش الأساسية وعدته، لذلك ادعى الفتح كل منهم.
والثابت من الروايات، أن الذي باشر فتح أصبهان: عبد الله بن عبد الله
ابن عتبان الأنصاري، وقد كان أمير الجيش، وعبد الله بن ورقاء الرياحي الذي
كان على مقدمة الجيش، وعبد الله بن ورقاء الأسدي الذي كان على مجنبة
الجيش كما هو مصرح في كتاب عمر - رضي الله عنه - إلى عبد الله بن عبد الله
الأنصاري.
وكان عمر - رضي الله عنه - قد أمد عبد الله بن عبد الله بابي موسى
الأشعري من البصرة، فقدم عليه أبو موسى من الأهواز، وكان قد فتح قم
وقاشان، وقد صالح الفاذوسفان - الحاكم - عبد الله، فدخل أبو موسى وعبد الله
المدينة - جي -. وتولى بعد ذلك بعض السرايا فتح بعض المدن والقرى
التابعة لاصبهان. فمن هنا نستطيع أن نقول:
إن الذين تولوا فتح أصبهان وشاركوا فيها هم عدد من الصحابة من جيش
البصرة والكوفة، فكانوا إما أمراء لجيش أو لمقدمته أو لمجنيته، أو أمراء
سراياه. وأحب أن أسوق ما ذكره المؤلف في مقدمة " الطبقات "، وأبو نعيم
33

في " أخبار أصبهان "، وهو يوضح ما ذكرناه، فقالا، نقلا عن المدائني:
" إنه ذكر أن أبا مسلم قال لأبي بكر الهذلي: خبرني عن الذي فتح بلدنا
أصبهان، فقد اختلف علينا في ذلك، فقال أبو بكر الهذلي:
تولى فتح بلدكم العبادلة: عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري،
وعبد الله بن ورقاء بن الحارث الأسدي، وعبد الله بن ورقاء الرياحي،
وعبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عامر بن كريز القرشي،
وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وكل هؤلاء قد حضروا فتحها
وفتح أطرافها، ومنهم من كان أمير الجيش، ومنهم من كان رئيس سرية أو
صاحب مقدمة ".
34

الفصل الثاني
في أهمية أصفهان
ومميزاتها وبعض نشاطات أهلها ومذهبهم
مميزاتها
تقدم معنا الكلام في وصف موقعها، وتاريخ فتحها وتبيين بعض أهميتها،
وأحب الان أن أستعرض بعض ميزاتها، فهي تمتاز من الناحية الطبيعية في
عذوبة مائها ونقاء هوائها واعتداله، يقول محمد مهدي: " أما هواء أصفهان
فمعتدل في الصيف والشتاء، وكامل في الرقة والصفاء ".
وهي تمتاز باحتوائها على آثار عادية قديمة وفريدة، قل أن تساويها أو
تدانيها بلد من بلدان العالم.
يقول الباحث أندره مالرو الكاتب الفرنسي، وكذا هنرشناس الفرنسي
أيضا: " إن أصفهان لا يدانيها بلد في العالم إلا فلو رانسا وپكن ".
35

ويختص أهلها بالابداع لبعض الصناعات اليدوية الدقيقة، منها
تطعيم الأواني المعدنية بالنقوش الفنية المذهبة الجميلة، والنسيج الممتاز،
وصنع الكواز في غاية الدقة والرقة، وغير ذلك من الصناعات اليدوية، وشهد
لهم بذلك كثيرون، ومنهم القزويني، حيث قال: " ولصناعها يد باسطة في
تدقيق الصناعات، لا ترى خطوطا كخطوط أهل أصفهان، ولا تزويقا
كتزويقهم، وهكذا صناعهم في كل فن، فاقوا جميع الصناع، حتى إن نساجها
ينسج خمارا من القطن أربعة أذرع وزنها أربعة مثاقيل، والفخاري يعمل كوزا
وزنه أربعة مثاقيل يسع ثمانية أرطال ماء، وقس على هذا جميع صناعاتهم ".
وكذا يقول القزويني: " كل شئ استقصى صناع أصفهان في تحسينه،
فأعجزوا عنها صناع جميع البلدان ".
وأهميتها من حيث موقعها، أنها تقع على الطريق التجارية الممتدة إلى أهم
المدن الإيرانية، وبالأخص العاصمة طهران، مشهد وأهواز وخرمشهر وعبادان
وشيراز، وكرمان، وبهذا أصبحت مركزا تجاريا في إقليم الجبال هاما.
يقول لسترنج: " وكانت أصفهان مركزا تجاريا في إقليم الجبال، يرتفع
منها العتابي - نوع من الثياب - وسائر ثياب القطن ويجود، تجلب منها إلى سائر
النواحي... وهي أخصب مدن الجبال وأوسعها عرضة وأكثرها ماء وتجارة ".
36

أهمية أصفهان
إليكم بعض النقول المبينة أهمية أصفهان على وجه عام:
إليكم بعض النقول المبينة أهمية أصفهان على وجه عام:
قال ياقوت الحموي: " أصبهان مدينة عظيمة مشهورة، من أعلام المدن
وأعيانها، ويسرفون في وصف عظمها، حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية
الاسراف ".
وقال القزويني: " أصبهان مدينة عظيمة، من أعلى المدن ومشاهيرها،
جامعة لأشتات الأوصاف الحميدة، من طيب التربة، وصحة الهواء، وعذوية
الماء، وصفاء الجو، وصحة الأبدان، وحسن صورة أهلها، وحذقهم في
العلوم والصناعات، قال الشاعر:
لست آسى من أصفهان على شئ سوى مائها الرحيق الزلال
ونسيم الصبا ومنخرق الريح وجو صاف على كل حال
وقد أطال المافروخي في وصف أصبهان سنة 726 ه‍ فقال:
" أصبهان من كبار المدن وحسانها، إلا أنها الان قد خرب أكثرها بسبب
الفتنة التي بين أهل السنة والروافض... إلى أن وصف أهل أصفهان فقال: وأهلها حسان الصور، وألوانهم بيض ظاهرة مشوبة بالحمرة، والغالب عليهم
الشجاعة والنجدة، وفيهم كرم وتنافس عظيم فيما بينهم ".
قال شواليه شاردن: " أحسب أن عظمة أصفهان في آسيا كعظمة لندن في
أوربا "، وقال أيضا: " إن عدد سكان أصبهان في عهد الشاه عباس الكبير كعدد
37

سكنان لندن ".
وقد بالغ بعض، فقالوا: " أصفهان نصف جهان "، أي: أصفهان
نصف الدنيا، وسمى بعض المؤلفين تأليفاتهم بهذا الاسم " نصف جهان ".
أما عموم أهل أصفهان، فهكذا يعتقدون ويزعمون أن بلدهم أحسن بلدان
العالم من جميع النواحي.
ويقول أوزن فلاند: " إن أصبهان من إحدى أكبر بلدان العالم بدون أي
مبالغة، ومساحتها تزيد على أربعين كيلا ".
رغبة الناس بالهجرة إلى أصفهان
نظرا لما تقدم من أهميتها، وتبيين مميزاتها، أصبحت أصفهان محط
أنظار الناس ومثار إعجابهم، فكثرت الرغبة في الانتقال إليها واستيطانها، وقد
شجع على هذا، استتباب الامن فيها بعد أن أخضعها المسلمون لسلطانهم،
فعلت بهذا منزلتها، وزادت أهميتها، واحتلت مكانا عليا بين بقية المدن
المجاورة لها، وظهر هذا الأثر بكثرة فيمن خرجت من العلماء الأئمة، والصناع
المهرة، والتجار الحاذقين. قال ميرزا حسن الأنصاري: " نظرا لأهمية
أصفهان، هاجرت قبائل من العرب إليها من بني ثقيف وبني تميم وخزاعة وعبد
القيس وبني ضبة ".
38

بل كان بعض التابعين يتمنى أن يكون من أهل أصفهان، فهذا سعيد ابن
المسيب التابعي الجليل يقول: " لو لم أكن رجلا من قريش لأحببت أن أكون من
أهل فارس أو أصبهان " وفي رواية أخرى لأبي نعيم يقول: " لو تمنيت أن أكون
من أهل بلد لتمنيت أن أكون من أهل أصبهان ".
ما ورد من الفضل لأهل هذه البلاد.
فكيف لا يتمنى هو ولا يقبل أهل أصبهان على الدين والعلوم الاسلامية،
وقد صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله
عنه أنه قال: " لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس، أو قال: من
أبناء فارس ".
وفي رواية ثانية قال أبو هريرة: " كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه
وسلم - إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: (وآخرين منهم لما يلحقوا
بهم). قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي - صلى الله
عليه وسلم - حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا قال: وفينا سلمان الفارسي - رضي
الله عنه - قال: فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان، ثم
قال: " لو كان الايمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء " هذا لفظ مسلم. ولفظ
الترمذي: " والذي نفسي بيده، لو كان الايمان بالثريا، لتناوله رجال من
هؤلاء ".
وفي رواية لأحمد بلفظ: " لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء
فارس ".
39

بدء التحديث بأصبهان
وبالإضافة إلى ذلك فقد حل بأصبهان عدد من الصحابة عند فتحها،
ومنهم إلى ذلك فقد حل بأصبهان عدد من الصحابة عند فتحها،
ومنهم الصحابي الجليل المحدث الكبير خوف،
ولكن ليعلمهم دينهم، وليريهم كيف كان يصلي بهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاة الخوف يخلف بعده بأصبهان السائب بن الأقرع، وله
صحبة، وقيل: إنه توفي بها. ومن عقبه بأصبهان: المغيرة وعصام ومحمد بنو
الفيض... وتناسلوا بأصبهان، فكان السائب يتولى أمور المسلمين بها ويؤمهم
ويعلمهم أحكام دينهم، وهكذا كان الصحابة يتولون الأمور بها واحدا بعد
الاخر، يعلمون أهلها السنن والفرائض.
ذكر أبو نعيم: " أنه كان رجل بأصفهان من بني سليم من أصحاب النبي
- صلى الله عليه وسلم - وكان في جملة الدهاقين يعلم أهلها الفرائض
والسنن ".
وهكذا كان خالد بن غلاب على أصبهان من قبل الخليفة عثمان
رضي الله عنه.
واستعمل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على أصبهان " مخنف بن
سليم، ثم عمرو بن سلمة، ثم الحارث بن عبد الله بن عوف بن أصرم، وكذا
سيره معاوية إلى أصبهان ".
40

نشاط العلماء بأصبهان
فلا عجب إذا أن تصبح أصبهان دار السنة فيما بعد ومهاجر العلماء ومحط
رحلهم، وكان المساجد والمدارس محل نشاط العلماء، وقد بنى نظام الملك
في القرن الخامس عدة مدارس في عدة مدن، منها: أصفهان، وبغداد،
وبصرة، وهراة، ونيسابور.
يقول السيد مصلح الدين مهدوي: " إن أصبهان كانت من القرون الأولية
الاسلامية مركز العلم والعرفان، ونبغ فيها جماعة من العلماء والعرفاء والحكماء
والشعراء والمحدثين والخطباء والوعاظ، وكانوا يرحلون لاخذ العلم وطلب
الحديث من بلد إلى بلد، ويحضرون مجلس العلماء والمحدثين ".
وقد نبغ منها العلماء في كل فن، فكم من مهاجر إليها، وكم من قادم
عليها لطلب العلم وأخذ الحديث بالأخص.
عناية العلماء بتاريخ أصفهان
واهتمام العلماء بتاريخ أصبهان ورجالها العلماء والمحدثين والشعراء دليل
على ذلك نحو " التاريخ الكبير " لحمزة بن الحسين الأصبهاني (ت 360 ه‍)،
و " الطبقات " للمؤلف، الذي تضمن التعريف المطول لنحو ستمائة وستين
علما، و " ذكر أخبار أصبهان " الذي تضمن التعريف لنحو ألفي شخص من محدثي
أصبهان والقادمين عليها، وغير ذلك من المؤلفات خير شاهد على نشاط الحركة
الفكرية فيها.
يقول السمعاني: " خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما
وحديثا، وصنف في تاريخها كتب عدة قديما وحديثا ".
41

يقول ياقوت الحموي: " خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن
ما لم يخرج من مدينة من المدن، وعلى الخصوص علو الاسناد، فان أعمار
أهلها تطول، ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث، وبها من الحفاظ خلق
لا يحصون، ولها عدة تواريخ... ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا
يحصون ".
قال القزويني: " أما أرباب العلوم كالفقهاء والأدباء والمنجمين والأطباء،
فأكثر من أهل كل مدينة، سيما فحول الشعراء وأصحاب الدواوين فاقوا غيرهم
بلطافة الكلام وحسن المعاني وعجيب التشبيه وبديع الاقتراح ".
بلغ نشاط العلماء بأصبهان إلى حد يتفاخر به أهلها وينكر وجود العلماء في
أصله من أصبهان ونشأ في الري، ومع ذلك يخطب أهل الري فيقول: " يا أهل
الري من الذي أفلح منكم؟.
إن كان ابن الأصبهاني فمنا، وإن كان إبراهيم بن موسى فمنا، وإن كان
جرير فمنا، وإن كان الخط فجدي علمكم، ما أفلح منكم إلا رجل واحد، ولن
أقول لكم حتى تموتوا كمدا ".
نشاط التحديث في قرى أصفهان
لا شك أن الحركة العلمية في أصبهان أثرت على المدن والقرى المجاورة
التابعة لها، حيث لم تجد قرية من قرى أصبهان في القرن الثالث وما بعدها إلا
42

وخرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، يقول ياقوت الحموي: " وكذلك
الامر في رساتيقها وقراها التي كل واحدة منها كالمدينة ".
وإليك ذكر بعض المدن والقرى التابعة لها، وقس الباقية عليها مما ذكرها
السمعاني والحموي والقزويني، فقال السمعاني في قرية الأسواري: إنها قرية
من قرى أصبهان، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو علي
الحسين بن زيد الأسواري، ثم ذكر أسماء عدة منهم، وهكذا ذكر ياقوت
الحموي أسماء عدد من المحدثين، ثم قال: " فهؤلاء منسوبان إلى قرية
بأصبهان كما ذكرنا ".
وذكر السمعاني تحت كلمة جور جير - بضم الجيم والراء الساكنة بعد الواو -
أنها محلة كبيرة معروفة بأصبهان، بها الجامع الحسن ويعرف بها، وكان بها
جماعة من المحدثين قديما وحديثا، وقال السمعاني: وسمعت من جماعة
منهم، ثم ذكر مترجما أسماء عدد من المحدثين من أهلها.
وكذا ذكر ياقوت الحموي أنه كان بها جماعة من الأئمة قديما وحديثا.
وهكذا ذكر الحموي في محلة جوباره: أنها محلة بأصبهان، قال أبو
الفضل المقدسي: " حدثنا من أهلها جماعة، ونسب بعضهم إلى المحلة، ثم
ترجم لعدد كبير منهم ".
وذكر السمعاني في نسبة الجوزداني - بضم الجيم - نسبة إلى جوزدان
ويقال لها كوزدان، وهي قرية على باب أصبهان كبيرة وكثيرة الخير، بت بها ليلة
وسمعت بها الحديث، ثم ذكر أسماء عدد من المحدثين المنسوبين إليها، وذكر
43

من جملتهم أبا عبد الله محمد بن هارون بن عبد الله الجوزداني، وقال: " وذكر
أبو الشيخ أنه كان يختلف معه إلى البزار ".
وكذا قال ياقوت: " إنه ينسب إليها جماعة من الرواة ".
وأيضا ذكر السمعاني والحموي في نسبة الجيراني - بفتح الجيم -: هي
نسبة إلى جيران، وهي من قرى أصبهان على فرسخين منها فيما أظن، ثم ذكر
أسماء المشهورين منها.
فكيف لا تبقى أصبهان خلال التاريخ الاسلامي مورد عناية العلماء، وهي
مركز أهل الحديث ومبعث نشاط الرواة، حيث بلغ إلى حد كان العلماء يرحلون
إليها ويستوطنونها، وكتاب المؤلف - " طبقات المحدثين بأصبهان والواردين
عليها " - وكذا " ذكر أخبار أصبهان " أكبر شاهد على ما تقدم.
فمن مشاهير المحدثين الحفاظ الذين قدموا إلى أصبهان واستوطنوها: أبو
مسعود الرازي الذي أقام بأصبهان 45 سنة، ثم ارتحل إلى العراق، ورجع منها
إلى أصفهان واستوطنها، وقد صنف المسند والكتب.
وأحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني، توفي 272 ه‍ ولم يحدث
في وقته من الأصبهانيين أوثق منه وأكثر حديثا، صنف المسند، كتب بالشام
ومصر والعراق.
وقد أقام الطبراني بأصبهان ستين ستين سنة يحدث بها واستوطنا أخيرا، وتوفي
44

بها، ودفن سنة 360 عند قبر حممة الصحابي عند باب مدينة
جي.
وكذا الحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، قدم أصبهان
فقال: " حديث من حفظي بأصبهان ستة وثلاثين ألفا ألزموني الوهم فيها في
سبعة أحاديث، فلما انصرفت، وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت
حدثتهم به ". وتوفي سنة 316 ه‍. فهذا يدل على اهتمام الأصفهانيين
بالحديث.
وكذا أبو داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود مولى قريش قدم
أصبهان، وحدث بها مرات وهو صاحب المسند وغيرهم كثير.
الحركة الفكرية في مدن المشرق
ومما يدل على نشاط الحركة الفكرية في مدن المشرق، وخاصة
أصبهان: عناية العلماء واهتمامهم الفائق بالتصنيف لتعريف رجالها، حيث
صنفوا كتبا كثيرة لم يصنف لبلد ما بهذا المقدار، فهذا أبو أحمد الحاكم يقول:
" اعلم بان خراسان وما وراء النهر لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها ".
ويقول الأستاذ الدكتور أكرم العمري: " وقد أحصيت لمدن المشرق 28
مؤلفا من مجموع 48 مؤلفا ألفها علماء المسلمين في تاريخ الرجال المحيلة حتى
نهاية عصر الخطيب البغدادي - أي القرن الخامس - ويأتي نصيب العراق
بالمرتبة الثانية، حيث يبلغ عدد المؤلفات الخاصة برجال مدنه 7 مؤلفات... ".
والمؤلفات المذكورة في مدن المشرق تناولت عشر مدن فقط، وفاقت
45

أصبهان في حظها على جميع المدن كما يذكر لنا الأستاذ أكرم ضياء العمري بعد
أن ذكر خمسة مؤلفات لتاريخ أصبهان في الموارد، وزاد مؤلفا آخر في البحوث،
فقال: " هكذا فان حظ أصبهان من التواريخ كبير، مما يوضح نشاط الحركة
الفكرية فيها في القرنين الرابع والخامس الهجريين ".
قلت لقد عني علماء المسلمين بأصبهان واهتموا تاما في التصنيف
والتأليف في جوانب شتى في خلال التاريخ الاسلامي، فمنهم من اهتم بتاريخ
أصبهان كمدينة، ومنهم من اهتم بتاريخها باعتبار سكانها أكثر، ومنهم من
خصها باعتبار محدثيها والواردين عليها، ومنهم من أفرد تأليفه لشعراء أصفهان،
ومنهم من قصره على الناحية الجغرافية، وعرج على بقية النواحي وخص بعضهم
الناحية الاقتصادية بالإضافة إلى اختصاص بعض تصانيفهم بمحاسن أصفهان،
وأغمضوا بقية النواحي، وهكذا.
ولا نغفل أن هناك عددا من الباحثين الأجانب، والسائحين والسياسيين
الأوروبيين ممن اهتموا، فجمعوا معلومات عن مدن إيران، وألفوا فيها، وخصوا
أصبهان بمزيد من العناية.
إليكم الكتب المؤلفة في أصبهان قديما وحديثا عبر القرون الاسلامية،
حسبما وقفت عليه، أو ذكرته المصادر.
لقد أرخ لأصفهان عدد كبير من علمائها وغيرها، فأول من وقفت عليه أنه
أرخ لها: هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني (ت 310 ه‍)،
باسم:
1 - " تاريخ أصبهان ".
ثم أبو بكر محمد بن علي بن الجارود الأصبهاني (ت 325 ه‍)، باسم:
46

2 - " فوائد الأصبهانيين ".
ثم أبو عبد الله حمزة بن الحسين المؤدب الأصبهاني المعروف بحمزة
الأصبهاني (ت قبل 360 ه‍)، قال السمعاني: كان صاحب.
3 - " التاريخ الكبير لأصفهان "، وكذا ذكر له المافروخي كتابا باسم:
4 - " رسالة أصفهان " في مصادر كتابه " محاسن أصفهان "، فلعله اختصرها من
كتابه السابق، والله أعلم.
وخص حمزة تأليفا مستقلا باسم:
5 - " شعراء أصفهان "، مفقود، أفاد منه الحموي.
ثم أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري
(ت 369 ه‍) ألف:
6 - كتابه " طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها " وهو كتابنا هذا،
7 - وكتابه " فوائد الأصبهانيين "، يوجد منه 4 أوراق بالظاهرية.
47

يبدو مما ذكره ابن حجر أنه جمع فيه بعض مرويات محدثي أصفهان،
فإنه قال: " أول الجزء الثالث: حديث تميم الداري في النهي عن خمس
وآخره: أغروا النساء يلزمن الحجاب ". وقال أبو الشيخ نفسه بعد أن ذكر
في الطبقات أحاديث خرجتها في فوائد الأصبهانيين.
ثم أبو الفتح عثمان بن جني النحوي المشهور بابن جني (ت 392 ه‍)
ألف كتابه المسمى:
8 - بالتذكرة الاصبهانية ". " لم أقف عليه، فلعله في النحو، والله أعلم ".
ثم أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي
الحافظ (ت 396 ه‍)، ألف كتابا باسم:
9 - " تاريخ أصفهان ".
ثم أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (ت 410 ه‍)، ألف:
10 - كتابه " تاريخ أصفهان ".
ثم أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني
(ت 430 ه‍) ألف كتابه:
48

11 - " ذكر أخبار أصفهان "، وهو كتاب جامع، استدرك ما فات المؤلفين
السابقين، حتى بلغ عدد المترجمين فيه حوالي ألفي علم.
ثم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة
(ت 470 ه‍) ألف: 12 - كتابه " تاريخ أصبهان ".
13 - ثم علي بن حمزة بن عمارة في كتابه " قلائد الشرف " ألفه في محاسن
أصفهان.
ثم مفضل بن سعد بن الحسين المافروخي الأصبهاني (ت في آخر
القرن الخامس) ألف:
14 - كتابه " محاسن أصفهان ".
وقد ترجمه إلى الفارسية حسين بن محمد الأصفهاني العلوي في القرن
الثامن الهجري مع إضافات كثيرة بذيله.
ثم أبو بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحيم المعدل
(ت)، ألف كتابه:
49

15 - " تاريخ أصبهان ".
ثم أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده
(ت 511 ه‍) ألف.
16 - كتابه " تاريخ أصفهان ". يوجد منه قطعة من (ق 228 - 235)
بالظاهرية.
وأبو طاهر السلفي أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني الجرواني
(ت 576 ه‍)، له كتاب ألفه في مشيخته الاصفهانية في مجلد سماه:
17 - " مشيخة أصبهان " أو " السفينة الاصبهانية ".
وقد أضاف حسين بن محمد أبي الرضا العلوي الذي ترجم " محاسن
أصفهان " للمافروخي سنة 729 ه‍ إلى ذيل الكتاب المذكور - وهو
أصفهاني - معلومات كثيرة ومن جملة ما ذكره:
18 - وصف مدرسة نظام الملك بأصبهان فيعد هذا تأليفا مستقلا.
ثم في مطلع القرن التاسع، ألف محمد مجلد الدين محمد بن يعقوب
الفيروز آبادي (ت 817 ه‍) صاحب " القاموس المحيط " كتابا في تاريخ
أصفهان، وسماه:
50

19 - " نزهة الأذهان في تاريخ أصفهان ".
وقد اهتم عدد كبير بعد الألف من الهجرة في القرون الثلاثة بالتأليف في
أصفهان، فألف حاكم أصفهان ميرزا حسين خان بن محمد إبراهيم خان في
سنة 1294 ه‍:
20 - كتابه " جغرافيا أصفهان ".
21 - ومحمد مهدي أرباب، ألف كتابه " نصف جهان في تعريف أصفهان "،
في سنة 1303 ه‍.
وكذا ألف المفكر الفريد السيد جلال الدين طهراني كتابه:
22 - " أصفهان نصف جهان " يقصد أن أصفهان نصف العالم.
23 - ألف ملا عبد الكريم آخوند جزي كتابه " رجال أصفهان "، ولكنه لم
يذكر من علماء أهل السنة إلا عددا ضئيلا جدا، وترجم للمتأخرين من علماء
الشيعة، ثم زاد عليه واستدرك السيد المفكر مصلح الدين المهدوي، فألف
عليه
24 - وسماه: " تذكرة القبور أو دانشمندان وبزركان أصفهان "، تضمن أكثر من
ألفي شخص كلهم من رجال الشيعة، اللهم إلا رجلا من أهل السنة، حسبه
شيعيا أو نادرا.
25 - " تاريخ أصفهان وري " ألفه الحاج ميرزا حسن خان الأنصاري، وجعله في
51

قسمين: قسم لتاريخ أصبهان، وهو في ثلاثة أجزاء، وطبع الجزء الأول من
قسم أصفهان فقط. ولم يطبع بقية الكتاب.
26 - " تاريخ أصفهان " المعروف " بالاصفهان " تأليف الحاج مير سيد علي
جناب ابن مير محمد باقر، وهو كتاب كبير في عشرة مجلدات، لم يطبع إلا
الجزء الأول سنة 1349 ه‍.
27 - " تذكرة شعراء أصفهان "، تأليف الشيخ الفاضل السيد مصلح الدين
المهدوي.
28 - " تاريخ مقابر أصفهان "، تأليف المفكر السيد عبد الحجة بلاغي.
29 - " أصفهان " تأليف الشيخ حسين نور صادقي، وهو يتضمن على ذكر تاريخ
أصفهان وموقعها وآثارها وكتابها وشعرائها.
30 - " آثار تاريخي أصفهان " في مجلدين، تأليف آندره كذار، ألفه المؤلف
بالفرنسية، ثم ترجمه السيد محمد تقي مصطفوي مدير الآثار التاريخية
بأصفهان، ونشرته الإدارة العلمية لمعرفة الآثار.
31 - " رهبر مسافر أصفهان "، ألفه السيد محمد تقي مصطفوي مدير الآثار
التاريخية بأصفهان.
32 - " تاريخجة أبنية تاريخي أصفهان "، تأليف كريم نيكزاد أمير حسني.
33 - " آثار تاريخي أصفهان " في ضمن كتاب آخر بمديريت محمد باقر نجفي.
52

34 - " راهنما مختصر آثار تاريخي أصفهان " تأليف جواد مجد زاده
بالإنجليزية.
35 - " راهنما أصفهان " تأليف - رضا عطاء پور -.
36 - " از أصفهان ديدن كنيد " أي: " زوروا أصفهان " - تأليف الدكتور لطف
الله هنرفر، نشرته إدارة بلدية مدينة أصفهان.
37 - " أبنية تاريخي أصفهان " للمؤلف المذكور بالفارسية.
38 - " آثار تاريخي أصفهان " للمؤلف المذكور بالإنجليزية.
39 - " تاريخ أصفهان الكبير "، في سبع مجلدات، صنفه الأستاذ المفكر المحقق
جلال الدين همائي، الأستاذ بجامعة طهران، وترجم فيه لأكثر من عشرة
آلاف شخص، ولم يطبع حتى الان.
40 - " كنجينه آثار تاريخي أصفهان "، تأليف الدكتور لطف الله هنرفر. كتاب في غاية الدقة في معلوماته، وهو أوسع وأكبر كتاب في موضوعه، ونال به
شهادة الدكتوراه مع حيازه بجائزة من سلطنة إيران.
41 - " أصفهان "، للمؤلف المذكور. اختصره من كتابه السابق.
42 - " اقتصاد شهر أصفهان "، رسالة دكتوراه قدمها علي كلباسي لكلية
الاقتصاد بجامعة طهران.
43 - " تاريخية مسجد جمعة أصفهان ".
53

44 - " معماري مسجد جامع أصفهان "، رسالة ماجستير قدمها الطالب حسن صدر
الدين حاج سيد جوادي بجامعة الملك عبد العزيز بمكة في العام الماضي
140 ه‍).
45 - " أصفهان درة إيران " تأليف ديل فريد بلانت
بالإنجليزية.
46 - " جغرافيا تاريخي أصفهان " تأليف سرلشكر علي رزم آرا.
47 - " أصفهان برزك " أي: أصفهان عظيم، في 11 مجلد من مركز آمار
إيران.
48 - " أصفهان از لحاظ اقتصادى واجتماعي " أي الاصفهان من الناحية
الاقتصادية والاجتماعية، تأليف السيد مهندس حسن عابدي.
49 - " تاريخچه أوقاف أصفهان " تأليف عبد الحسين سينتا.
بالإضافة إلى ذلك، فقد حصل في القرن الحادي عشر والثاني عشر
والثالث عشر والرابع عشر رحلات عديدة من السائحين الأجانب الاور بيين
والسياسين، حتى أقام بعض منهم بأصبهان سنين، نحو شاردن الفرنسي
وتاورنيه الفرنسي وغيرهما، فسجلوا في رحلاتهم دواوين، وترجم هذه
الدواوين إلى الفارسية.
وإليكم بيان هذه الرحلات:
50 - " رحلة تاورينه " السياح الفرنسي سنة (1041 - 1078 ه‍).
54

51 - " رحلة شاردن " سنة 1074 ه‍. المترجم إلى الفارسية.
52 - " رحلة أوزن فلاند " السياح الفرنسي الرسام سنة 1255 ه‍، وترجمت إلى
الفارسية، وعاش مدة بأصبهان.
53 - " رحلة مارسل وما دام ديو لا فوا " سنة 1298 ه‍، ومكث مدة بأصبهان.
54 - " رحلة هانري رنه دالماني " سنة 1324 ه‍، المترجم إلى الفارسية باسم
" أز خرسان تا بختياري ".
55 - " رحلة يبير لوتي " سنة 1321 ه‍، باسم " بسوي أصفهان " المترجم إلى
الفارسية.
مذهب أهل أصبهان قديما وحديثا
ذكر مؤرخو المذاهب والأديان أن أهل أصفهان في القديم انقسموا إلى
ثلاث فرق:
فرقة اتبعت الزرتشتية المجوسية، وفرقة اتبعت الديانة النصرانية
المسيحية، كما هو مصرح في مصرح في قصة إسلام سلمان الفارسي.
وفرقة اتبعت الديانة اليهودية، وهم بقايا اليهود الذين أتى بهم بختنصر بعد
استيلائه على بيت المقدس، فاختاروا أصبهان لمشابهتها لبلادهم في المناخ
والهواء والماء، فاستقروا بها، وسميت المحلة التي استوطنوها في أصبهان
55

باليهودية، وانتشروا في جهات أخرى، منها: محلة جوبارة، ودردشت،
الواقعتان في طرفي المدينة الشرقي والغربي.
والمجوسية كانت المذهب الرسمي للاصبهانيين، فعبدوا النار،
وقدموها، وبنوا لها البيوت في أماكن بارزة ومتعددة، ويعد أبو الشيخ وأبو نعيم
سلمان الفارسي الأصبهاني من مفاخر أصبهان ويذكران أن والديه كنا من عباد
النار، ولم تزل بعض آثار بيوت النار باقية حتى اليوم.
وفتح المسلمون أصبهان، وحولوا بعض بيوت النار إلى مساجد فيما
بعد، وما بقي منها غيرها الإسماعيليون إلى قلاح في فترة استيلائهم على
أصبهان.
وانتشر الدين الاسلامي بأصبهان وما حولها، وسارع المسلمون فأسسوا
المساجد بها. وأول مسجد أسس بها: هو مسجد خشينان.
56

واستمر الحال على هذا إلى أن استقام أمر أهل السنة فيها، وقوي أمرهم
واشتد، إلى أن لجا إليها الخوارج في عهد بني أمية، ولكن عتاب بن ورقاء
واليها من قبل مصعب بن الزبير أخرجهم منها، فلجأوا إلى الأهواز، وعادت
القوة فيها لأهل السنة، ويغلب عليهم المذهب الشافعي والحنفي، ويتولى زعامة
الشافعية فيها أسرة الخجنديين، وزعامة الأحناف أسرة الصاعديين، واستمر
الامر على هذا، سوى ما كان من ظهور الشيعة والزيدية بين الفينة والفينة،
لكن الصبغة العامة كانت غلبة أهل السنة والجماعة.
وحاول الإسماعيليون إثارة الفتن عدة مرات لتنغيص هدوء المدينة
واستقرارها، وكاد يستفحل أمرهم، لكن فتوى قتلهم التي أصدرها الفقيه
الشافعي أبو القاسم الخجندي، ساعدت على القضاء عليهم وإخراجهم منها،
وعادت الغلبة إلى أهل السنة، إلى أن جاءت فتنة المغول، فاستغلوا الخلاف
بين الشافعية والحنفية الذي أضعف أهلها، وجعلهم لقمة سائغة لخصوصهم،
سهلت احتلالهم واختلال أحوالهم.
وفي سنة 908 ه‍، استولى الشاه إسماعيل الصفوي، أول داع متعصب
ومروج لمذهب التشيع على أصبهان وغيرها من المدن الإيرانية، فاجبر أهل
السنة على اتباع مذهب الشيعة، مستعملا أسلوب الرغبة والرهبة، وحل محل
الشافعية والحنفية، اختلاف الشيعة الحيدرية والنعمتية.
يقول الدكتور علي كلباسي: " ففي عهد الصفوية، صار مذهب الشيعة
المذهب الرسمي لأهم المدن الإيرانية، ومنها أصفهان، وهذا البلد الذي كان
57

مركزا مهما لأهل السنة والجماعة، صار الان مركزا مهما للتشيع، ومن أواسط
دور الصفوية إلى الان لا يوجد من أهل السنة بأصفهان وتوابعها حتى الان ولا
شخص واحد.
وأترك للقارئ الكريم حرية المقارنة، ليرى موقف الشيعة من بلد انتشر
فيه مذهب أهل السنة والجماعة، وعم واستقر، كيف عاشوه وما هو موقفهم
منه.
بلد أنجب عددا كبيرا من الأئمة الفقهاء والمحدثين واللغويين وغيرهم،
وارتفعت فيه راية أهل السنة، وكان في يوم من الأيام قاعدة من قواعد أهل السنة
ليرى كيف أحالوه بالقهر والغلبة والتسلط إلى بلد شيعي، ونسخوا وجود أي
مسلم سني، وقضوا على حضارتهم وآثارهم.
وقد اعترف بهذا الدكتور علي كلباسي، كما تقدم، وكاتبهم ومؤرخهم
ميرزا حسن الأنصاري فقال:
" إن مذهب أهل السنة والجماعة كان هو المذهب الرسمي السائد في
أصفهان إلى بداية القرن العاشر الهجري سنة 910 ه‍، وإن كان البويهيون قد
ادعوا مذهب التشيع، فان بعضهم كانوا من الزيدية، فقد حكموا باسم الخلفاء
العباسيين والإسماعيليون في زمن السلاجقة نفروا الناس عن مذهب التشيع،
وهاتان الفترتان لم تؤثرا على الكلمة التي كانت لأهل السنة، فسيطرة أهل السنة
على أصبهان كانت هي الغالبة في جميع هذه الفترة.
ثم قال: " في سنة 906 ه‍، فتح الشاه إسماعيل الصفوي العراق،
وجعل أهل السنة شيعة علنا، وارتفع اختلاف الشافعية والحنفية منذ ذلك
التاريخ، ولكن حل محله اختلاف الفرقة الحيدرية والنعمتية، كما تقدم ".
58

فأهل أصفهان اليوم كلهم شيعة اثنا عشرية، وقليل من اليهود والنصارى،
ويسكن النصارى على بعد نصف فرسخ من المدينة، ويقال لهم: جماعة
الحاكة.
وذكر الدكتور لطف الله هنرفر أن أصفهان اليوم تضم 95 % من الشيعة الاثنا
عشرية، و 2 % من اليهود، و 2 % من النصارى.
59

الباب الثاني
60

الفصل الأول
في ترجمة المؤلف 274 - 369 ه‍ - 887 - 979 م
اسمه ونسبه
هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري الحياني أبو محمد
63

الوزان، المعروف بابي الشيخ الحافظ.
الحياني نسبة إلى جده.
وأبو الشيخ لقب له، فقال ابن الصلاح في النوع الثالث الذين لقبوا
بالكنى، ولهم غير ذلك كنى وأسماء: مثاله أبو الشيخ الأصبهاني، كنيته أبو
محمد، وأبو الشيخ لقب.
وقال العراقي في ألفيته:
ثم كنى الألقاب والتعدد نحو أبي الشيخ أبي محمد
فقال السخاوي: فهو لقب للحافظ الشهير عبد الله بن محمد بن جعفر
الأصبهاني.
أما وجه تلقيبه بهذا اللقب، فلم تذكره المصادر، فلعله لشهرته أو لكبر
سنه فإنه عاش 59، وقيل: 96 سنة، والله أعلم.
64

ولادته ونشأته:
ولد أبو الشيخ الحافظ قبل بداية الربع الأخير من القرن الثالث الهجري سنة
274 ه‍ في أزهى عصور السنة وأسعدها، وفيه ازدهر الحديث وعلومه، وبلغ
الذروة، وبدأت الحركة العلمية الواسعة في تدوين الحديث وعلومه حفظا له
ودفاعا منه، حتى تميز الصحيح منه عن غيره، وبذلك حق هذا القرن بان يسمى
القرن الذهبي لخدمة السنة وتدوينها، ففتح أبو الشيخ عينيه في الجزء الأخير من
هذا القرن في بيئة علمية مليئة بالمحدثين وآثارهم، ألا وهي مدينة أصفهان،
وليست هي وحدها، بل كانت - مدن المشرق خاصة - معظمها من المراكز
الرئيسية لرواية الحديث، ولا سيما منطقة خراسان الواسعة التي كانت تشمل
على: بست، وهرات، ونسا، وبلخ، وبخاري، وسمرقند، ومرو،
وجرجان، ونيسابور، وأضف إلى ذلك: الري، وطوس، وغيرها، فكانت
هذه المدن دار الآثار، وكان لأهلها اليد الطولى في تدوين الحديث وعلومه، بل
فاقوا وسبقوا غيرهم في جميع العالم الاسلامي بلا استثناء في القرن المذكور.
فلو استعرضنا المدونات في الحديث وعلومه، لرأينا أن معظم كتب السنة
وكتب الرجال يعود الفضل في تأليفها إلى علماء هذه المناطق.
فصحيحا البخاري ومسلم - وهما أصح الكتب بعد كتاب الله - والسنن
الأربعة، وصحيحا ابن خزيمة وابن حبان، ومعاجم الطبراني وغير ذلك من
الكتب من آثار أولئك الجهابذة العلماء، وفي هذا دليل واضح على سعة ثقافتهم
العلمية التي انتشرت وعمت في تلك البلاد، ولم يتوقف نشاطها العلمي، بل
اقتفى الخلف آثار السلف في القرن الذي يليه، وذلك لان الجو كان معدا ومهيئا
لتلقي العلوم، وبالأخص سماع الحديث. فمنهم أبو الشيخ الذي سيتبع هذه
الآثار، وفي هذا الجو العلمي يولد أبو الشيخ، فيولد ويستقبل عصر العلم وقرن
تدوين الحديث الذهبي، الذي يسهل له طلب العلم، ويشوقه ويساعده فيما
65

بعد، وبالإضافة إلى ذلك، هناك بواعث أخرى لاقباله على طلب العلوم
والحديث بالأخص، وهو أنه يتربى في بيت علم وبيئة علمية عريقة، فوالده عالم
محدث، وكان عنده كتب الحسين بن حفص، و " مسند يونس بن حبيب "،
وعنده الحديث - عن أحمد بن يونس، وأحمد بن عاصم، وعامة
الأصبهانيين، فهذا كله يدفعه لعنايته بالحديث.
وكذا جده من قبل أمه، محمود بن الفرج، وخاله أبو عبد الرحمن
عبد الله بن محمود بن الفرج، من العلماء المحدثين، وأبو عبد الرحمن من
المكثرين رويا عن الأصبهانيين وغيرهم.
فمن الطبيعي إذا - بعد أن ينشأ في أسرة علمية - أن يعتنقه الشوق والرغبة،
ويرافقه الجد في طلب العلم، وهو صغير جدا، فيذكر لنا الذهبي أنه " طلب
الحديث من الصغر، واعتنى به الجد، فسمع من جده محمود بن الفرج
الزاهد ".
وسمع إسحاق بن إسماعيل الرملي في سنة 284 ه‍، أي حين لم يتجاوز
سنه عشر سنوات.
وليس هذا أول سماعه في هذه السنة، بل سمع قبله من إبراهيم بن
سعدان، وأبي بكر بن أبي عاصم وآخرين في طبقتهما.
فلا شك أن الفضل في نبوغه هذا يعود إلى والده أيضا، حيث كان يعتني
به كثيرا، ويهتم في إحضاره مجالس العلماء المحدثين، فكان كثيرا يختلف مع
والده في مجالسهم حرصا منهم على حصول الحديث، كما يذكر لنا هو بنفسه
في ترجمة حاتم بن عبد الله النمري، أنه لم يسمع منه، ولكن لقي شيخا يقال
66

له موسى بن خازم، وكان عنده جزء عنه، فصرت إليه غير مرة مع والدي، فلم
يخرج إلينا كتابه.
فهذه القصة تعطينا نموذجا عن شدة حرصهما في طلب الحديث.
وهكذا ذكر في ترجمة الحسن بن محمد بن بوبة: سمعته يحدث، وكان
صديق والدي، وكنا نختلف إليه الكثير.
وكذا قال في ترجمة محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الذي توفي سنة
286 ه‍: زرته مع والدي مرارا كثيرة.
ومثل هذا كثير في كتابه " الطبقات "، وما ذكرته للنموذج فقط.
وكذا كان ممن شجع أبا الشيخ لاخذ الحديث، هو أن رئيس أصفهان
محمد بن عبد الله بن الحسن الهمداني في وقته، كان من المحدثين، يعتني
بالحديث، فيثق به أبو الشيخ، ويحدث عنه.
وكذا كان لعامل أصفهان أبي علي أحمد بن محمد بن رستم سهم في
تشجيع المحدثين، فيكرمهم ويحسن إليهم، كما فعل مع الطبراني عند قدمته
الثانية 310 ه‍ بأصفهان، فسهل له البقاء بها، بتعيين معونة معلومة من دار
الخراج، فكان يقبضه إلى حين وفاته بها.
رحلاته: كان أبو الشيخ يتلقى العلوم - وبالأخص الحديث - من مشايخ بلده
والقادمين إليه - وهم كثيرون - لما كان لاصبهان من مكانة علمية مرموقة، بحيث
67

صارت مقصد القاصي والداني، ولا سيما بعد ما استوطنها عدد من كبار الحفاظ
المحدثين.
حتى أثرت رحلة بعض الحفاظ إليها، وصيرتها دار هجرة، كما ذكر لنا أبو
النعمان عارم، بعد ما أخبر بعودة أبي حفص الفلاسي من أصبهان، فقال:
" وقدم أبو حفص من أصبهان، وحمل خمسة آلاف درهم، فقال: هاجر أبو
داود - الطيالسي - إلى أصبهان، وصيرها دار هجرة ".
وقال السخاوي: " كانت أصفهان تضاهي بغداد في العلو والكثرة ".
فصارت حقا دار هجرة للعلماء، ومحط نشاطهم، حتى أقبل بعض
الرؤساء والعمال يتنشطون، إما في تلقي الحديث أو إكرام المحدثين.
فهذا رئيس أصفهان، محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمداني
من المحدثين الذين اطمأن إليهم أبو الشيخ، فتلقى منهم الحديث، وروى
عنهم.
وهذا عامل أصفهان، أبو علي أحمد بن محمد بن رستم، شغفه حب
العلماء، فيستقبل الطبراني عند قدومه المرة الثانية سنة 310 ه‍ ويسهل له البقاء
بأصبهان، فيكرمه بتعيين معونة معلومة يقبضها من دار الخراج، وتستمر حتى
حين وفاته بها.
وهذا الذي ذكرناه من نشاط التحديث والرواية بأصبهان، قرب له
الحصول، فهو يبذل جهده في طلب الحديث من علماء بلده أولا، وهذا هو
68

دأب المحدثين السلف، فيرون من الضروري أن يتلقى الطالب أولا من علماء
بلده، لقربهم ومعرفته بهم.
ولذا، اعتبر صالح بن أحمد التميمي الحافظ - صاحب " طبقات
الهمذانيين " - التعرف على شيوخ البلدة ومرورياتهم، من أول ما تجب معرفته
على طالب الحديث في ذلك البلد.
فاستجاب محدثنا لهذا، فأكب على سماع الحديث والتلقي من مشايخ
بلده وعمره لم يتجاوز عشر سنوات، واستمر على هذا إلى أن قضى عمره ستا
وعشرين سنة في بلده، وهو يتجول مع والده ويختلف معه في طلب الحديث،
حتى رأى أنه حصل أكثر ما في بلده، وقد حان وقت رحلته، فيبدأ رحلته في
ازدياد العلم، والتعرف على علماء غير بلده، وذلك في حدود الثلاث مئة عندما
يكون عمره 26 سنة، فيرحل إلى البلاد المشهورة بالعلماء المعنية بهذا الشأن:
قريبها وبعيدها، نحو: الري، والأهواز، والعراق، والبصرة، والموصل،
وواسط، وبغداد، وحران، وبلاد الحجاز.
قال الذهبي: " ورحل في حدود الثلاث مئة، وروى عن أبي خليفة
الجمحي وأمثاله بالموصل وحران والحجاز والعراق.
وقال الذهبي أيضا، وهو يعد جملة من شيوخه الذين سمع منهم في
جولانه ورحلاته: " وسمع في ارتحاله من خلق كثير... إلى أن قال في
الاخر: وأمم سواهم ".
وهذا العدد الكبير من مشايخه مما يكبر شانه، وقد ذكر المؤلف نفسه ما
69

استفاد في بعض رحلاته، فقال: " رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر
البرديجي ببغداد ".
وقد كان بعض علماء بغداد يستفيدون منه، فيسألونه عن أشخاص من
المحدثين لا علم لهم بهم، كما ذكر أبو الشيخ نفسه، وأبو نعيم نقلا عنه،
فقال: سألني عنه - أي عن محمد بن العباس بن أيوب الأخرم - ببغداد
هشيم الدوري، وقاسم المطرز، والبرديجي.
وذكر أبو نعيم أيضا في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن معاذ، أنه كان
جارنا، صحب أبا محمد بن حيان أبا الشيخ، وخرج معه إلى الري.
وذكر الذهبي عن أبي بكر بن علي أنه قال: " كان ابن المقرئ - أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني - يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ
بالمدينة المنورة، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت
العشاء، حضرت القبر، وشكوت إلى الله الجوع، فقال لي الطبراني:
اجلس. إما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب
علوي، ففتحنا له، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شئ كثير، وقال:
شكوتموني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رأيته في النوم، فأمرني بحمل
شئ إليكم ".
فهذه القصة تخبرنا عن رحلته إلى الحجاز، ويمكننا أيضا أن نستنبط منها
أن أبا الشيخ كان يرافق في رحلاته كبار الحفاظ المحدثين مما يساعدوه في
مذاكرة الحديث.
70

ثقافته ونبوغه:
كان أبو الشيخ عالما، حافظا، وسيع العلم، غزير الحفظ، ذا ثقافة
واسعة، وشهد على ذلك كبار العلماء الحافظ، وهو صاحب المصنفات الكثيرة
السائرة، فقال ابن عبد الهادي: " حافظ أصبهان، ومسند زمانه الامام صاحب
المصنفات... كتب العالي والنازل، وكان واسع العلم ".
وقال الذهبي: " كان مع سعة علمه وغزارة حفظه، أحد الاعلام، لقي
الكبار ". وكذا وصفه السيوطي.
فقد ساعده في نبوغه وثقافته: أولا: اعتناء والده به كما ذكرت، وثانيا:
كثرة العلماء في بلده، واستمرار العلماء القادمين إليه، وثالثا: رحلته إلى
البلدان المشهورة العلمية، فلو نظرنا إلى كثرة شيوخه الذين أحصاهم في معجمه
وطبقاته، لرأينا فيهم المحدثين، والقراء، والمفسرين، والفقهاء،
والمؤرخين، وإن كان معظمهم من المحدثين، ومنهم المشاهير والحافظ.
فكان يتثقف على أيدي هؤلاء المشاهير وغيرهم من المفسرين والمؤرخين
من مشايخه، مع عناية واهتمام كامل من والده، حتى نبغ هذا النبوغ في التفسير
والحديث والتاريخ، ومصنفاته السائرة في مختلف الفنون تحدد لنا مدى ثقافته
وعلومه، وما نبغ فيه، كما تبين تقدمه وتمكنه في التفسير والحديث والتاريخ.
وإليكم مجملا عن ثقافته في العلوم المختلفة، فابدأ بثقافته في التفسير ثم
الحديث وعلومه، والفقه، ثم التاريخ.
فأقول: أبو الشيخ والتفسير:
وقد نبغ أبو الشيخ وبرز خدمة القرآن، كخدمته للسنة والتاريخ، فها
71

هو لم ينس قسم التفسير في كتابه " الطبقات " المختصة بالرجال، حيث أدخل
فيه قسما من الآيات وتفسيرها.
وأكبر شاهد على ذلك: اهتمامه البالغ في التفسير، حتى بلغ إلى حد
استطاع أن يقوم بتفسير القرآن في مصنف خاص، فبذلك استحق أن يترجم له
الداودي في " طبقات المفسرين ".
وكتابه " التفسير " دليل واضح على سعة علمه في التفسير، فهذا الكتاب
وإن كان مفقودا إلا أن النقول عنه في متون الكتب موجودة، وبالأخص " الدر
المنثور "، حيث لا تخلو صفحة منه في الغالب من النقول عن أبي الشيخ، وهو
ينهج نهج المحدثين في عزو الأقوال والآثار، ويسوقها بالسند.
أبو الشيخ وعلم القراءات:
فقد عني أبو الشيخ بعلم القراءات والتجويد، حتى صار عالما فيه وراويا
له، فمن هنا أدخله الجزري في " طبقات القراء "، فقال:
" إنه روى القراءة عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الصباح الخزاعي،
وروى القراءة عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني ".
قلت: وبالإضافة إلى ذلك، فقد تتلمذ على شيوخ آخرين من القراء
الكبار، فمنهم محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب، وصفه المؤلف بقوله:
" كان من القراء الكبار، يؤم في مسجد الجامع - أي بأصبهان، حسن الصوت
بالقرآن ". وهو من شيوخه.
كما تتلمذ عليه عدد من كبار العلماء القراء.
72

أبو الشيخ والحديث:
تقدم أن عرفنا في نشاة أبي الشيخ أنه أخذه الشوق والجد لسماع الحديث
وهو صغير لم يتجاوز عمره عشر سنوات، وبدأ رحلته مبكرا في طلب الحديث،
وكان عمره إذ ذاك 26 سنة، وكتب العالي والنازل، وصنف المصنفات العديدة
في الحديث والرجال، وبرز ونبغ ولقي الكبار من المحدثين وغيرهم من
العلماء.
فكتابه " السنن "، من أكبر مؤلفاته في الحديث، قال الذهبي عنه: وكتابه
" السنن " في عدة مجلدات. وكتاب " الثواب للأعمال الزكية " في خمس
مجلدات، وكذا كتاب " خطب النبي " - صلى الله عليه وسلم -، وكتاب
" الأدب "، " وكتاب أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآدابه ". وغير ذلك
من مؤلفاته في الرجال، نحو كتابنا هذا، و " معجم الشيوخ وروايات الاقران
بعضهم عن بعض "، وبالإضافة إلى ذلك، فقد سمع عن بعض مشايخه
وأكثر في الاخذ، كما ذكر الذهبي قول سليمان بن إبراهيم الحافظ أنه قال:
قال أبو أحمد العسال - محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي -: " إذا
سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه أبو إسحاق بن حمزة ثلاثين
ألفا وسمع منه أبو الشيخ أربعين ألفا كملنا "، قال الذهبي: " هؤلاء كانوا
شيوخ أصبهان مع الطبراني ".
ومما يدل على سعة علم أبي الشيخ في الحديث، هو أنه يحكم كثيرا على
الحديث بأنه لا يروى إلا بهذا الاسناد، أو يذكر الراوي، ويقول: له حديث لم
يحدث به غيره، فمثل هذا الحكم لا يمكن أن يصدر إلا من عالم محدث
حافظ، وسيع العلم بطرق الأحاديث ورواتها.
73

أبو الشيخ والمصطلح: وكان أبو الشيخ ممن له رأي في المصطلح، ويعتمد عليه فيها، وينقل في
كتب القواعد الحديثية رأيه، بل كتابه " الاقران ورواية بعضهم عن بعض " الأكابر
عن الأصاغر وبالعكس، وكتاب " العوالي "، وكتابه " الناسخ والمنسوخ من
الحديث "، وكتابه " الإجازة " من باب المصطلح أيضا. كل هذه الكتب خير
دليل على كونه عالما بالقواعد وحافظا لها.
فمن هنا نرى الخطيب ينقل مسلكه في الإجازة نقلا عن شيخه أبي نعيم
الحافظ، وتلميذ أبي الشيخ، فقال: " قال أبو نعيم: ما أدركت أحدا من شيوخنا
إلا وهو يرى الإجازة ويستعملها، سوى أبي الشيخ، فإنه لا يعدها شيئا ".
وكذا نقل عنه ابن الصلاح مسلكه في الإجازة، فقال: " قال بابطالها
جماعة من الشافعية ومن الحنفية..، وممن أبطلها من أهل الحديث الامام
إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني الملقب
بابي الشيخ، والسجزي ".
وكذا قال العراقي في ألفيته:
مذهب القاضي الحسين منعا وصاحب الحاوي به قد قطعا
وعن أبي الشيخ مع الحربي إبطالها كذاك للسجزي
هكذا نقلت عنه المصادر رأيه في الإجازة، وقد روى في طبقاته
بالإجازة، ولعل ذلك كان في بدء طلبه. والله أعلم.
74

أبو الشيخ وعلو الاسناد:
لا شك أن لعلو السند أهمية كبيرة، حتى كان أحد أسباب رحلة المحدثين
سماع الحديث عاليا.
يذكر أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري أن " في جيل التابعين يبرز عامل
جديد يحفز طلاب الحديث إلى الرحلة، ذلك هو طلب الاسناد العالي، فهو
أخصر طرق الحديث المتصلة "، وقد ضرب أمثلة لرحلات عدد من المحدثين
في هذا الشأن.
والذي نحن بصدده هو علو إسناد المؤلف، وليس هذا من خصائص
المؤلف فقط، بل هو ميزة معظم محدثي ذاك الزمان، وبالأخص أهل أصبهان،
لان أعمار أهلها تطول. ولنستمع إلى ما ذكره ياقوت، فقال: " قد خرج من
أصبهان العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن، وعلى
الخصوص علو الاسناد، فان أعمار أهلها تطول ".
بل وقد اشتهر وبلغ أبو نعيم التلميذ البارز للمؤلف والمكثر عنه إلى حد في
علو الاسناد، وصفه المحدثون - فيما ذكره حمزة بن العباس العلوي - بان
أصحاب الحديث كانوا يقولون: " بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد
شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه، ولا أحفظ منه ".
فأبو الشيخ كذلك، يحظى بعلو الاسناد، ذلك لأنه بكر في سماع
الحديث، فلقي الكبار، وعاش 96 سنة، فتهيأ له من ذلك كتابة العالي
والنازل، واللقيا، كما ذكر ابن عبد الهادي والذهبي أنه " كتب العالي والنازل،
ولقي الكبار ".
75

فبذلك يوجد في كتابه " الطبقات " الرباعيات، مما يدل على غاية العلو
بالنسبة إليه.
هذا بالإضافة إلى تأليف خاص باسم " عوالي أبي الشيخ " الذي يدل
على علو إسناده، وهو دليل واضح على ما ذكرناه.
أبو الشيخ والنقد:
لم يكن أبو الشيخ راويا بحتا ومحدثا يسند الحديث ويطلقه، بل كان ناقدا
بصيرا في الرجال. وعلل الحديث، ولا يتمكن في هذا الفن إلا الأذكياء الحفاظ
المهرة بطرق الحديث وأحوال الرجال، وكان أبو الشيخ منهم، واستطاع أن
يدخل في هذا الميدان بجدارة، ويحكم على الحديث، ويبين العلل فيه،
وينقد الرجال. وكتابه " الطبقات " المختص بالرجال، برزت فيه هذه الجوانب
بوضوح تام، وأذكر نموذجا لبعض أقواله في نقد الرجال وعلل الحديث من كتابه
" الطبقات ".
حسب ما ذكرت أن أبا الشيخ واحد من النقاد الذين يؤخذ بقولهم، ويوثق
بهم، فلقد انتشرت أقواله في كتب نقد الرجال.
وها أنا أذكر نموذجا من أقواله من كتابه " الطبقات " في التوثيق
والتضعيف أولا، ونقد الحديث ثانيا.
76

أقواله في التوثيق والتجريح:
ألفاظه في التوثيق:
" كان ثبتا متقنا صدوقا ". قاله في العباس بن حمدان الحنفي 245 / 3.
" كان ثبتا متقنا ". قاله في علي بن رستم بن علي 243 / 2.
" شيخ ثقة صدوق ". قاله في عامر بن عقبة بن خالد 242 / 3.
" كان ثقة صدوقا ". قاله في عبد الله بن سندة بن الوليد 238 / 2.
" ثقة مأمون صاحب أصول ". قاله في الفضل بن العباس بن مهران
241 / 3.
" كان شيخا ثقة صاحب كتاب ". قاله في مسلم بن عصام بن مسلم
234 / 3.
" كان صحيح الحديث، صاحب معرفة " " كان حسن الحديث كثير
الحديث " قاله في علي بن الحسن بن مسلم 241 / 3.
" صحيح الكتب والسماع ". قاله في عبد الرحمن بن الحسن بن موسى
240 / 3.
" كان مقبول القول ". قاله في عبد الرحمن بن محمد بن سالم 239 / 2.
" شيخ جليل، كثير الحديث " قاله في عبد الله بن أحمد بن أسيد
237 / 3.
" كان مقبول القول، له محل كبير " - قاله في عبد الله بن محمد بن
الحسن 236 / 3.
" من عباد الله الصالحين ". قاله في عبد الله بن عبد السلام أبي أحمد
235 / 3.
77

" من الحفاظ الكبار متقدما في الحفظ " قاله في محمد بن العباس الأخرم
222 / 3.
وكذا يقول: " كان خيرا فاضلا أو كان إمام أهل زمانه، أو صدوق، أحد
الواعين ".
ألفاظه في الجرح:
" ضعيف، كانوا يضعفونه، منكر الحديث، كان يرمى بالارجاء، ولم
يكن بالقوي في حديثه " قاله في محمد بن أحمد بن يزيد الزهري 241 / 3.
" ليس بالقوي، وغرائب حديثه تكثر، وله مناكير عن الثقات، متروك
الحديث، وكان يحدث بالبواطل متروك الحديث ".
أما نموذج النقد في الحديث فهو كالآتي:
فقد ذكر في ت 83 حديث " لا يغرنكم من سحوركم... " بسنده: عن
غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.. فقال:
هكذا رواه، وهو عند الناس، عن عبيد الله، عن نافع (بدل ابن دينار)، عن
ابن عمرو، عن القاسم، عن عائشة.
وقد يصرح بالخطأ ويعقبه بالصواب، كما فعل في حديث رواه عبد
الوهاب بن المندلث، أن هذا خطا، والصواب ما حدثنا محمد بن عبد الله بن
رسته، فساقه به.
وكذا صرح في حديث رواه عبيد الله عن عطاء، فقال: والصواب عبد
الملك، عن عطاء.
78

وكذا بين علة حديث رواه محمد بن أبان، عن سفيان، عن أبي نضرة،
عن أبي هارون، عن أبي سعيد، فقال: " هكذا رواه، وهو عند الناس عن
سفيان عن أبي هارون، عن أبي سعيد، يعني بدون واسطة أبي نضرة ".
وقد يبين غرابة الحديث من الراوي، كما قال في حديث رواه حمزة
الزيات: " هذا حديث غريب من حديث حمزة الزيات ".
وقد يبين تفرد الراوي ومخالفته الناس عما رووه، فذكر حديث " ولكن
لحوقا بي "، عن المترجم له من طريق إسماعيل، عن الشعبي، وقال: " وهو
تفرد في روايته عن إسماعيل، عن الشعبي "، ورواه الناس عن مجالد عن
الشعبي.
وقد يبين تفرد الراوي برفع الحديث، كما ذكر في حديث رواه محمد بن
معاوية، عن وبرة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
" هكذا رواه ورفعه، ورواه الناس عبد الله بن مسعود من قوله - يعني
موقوفا ".
وقد يسوق للحديث طريقين، ويذكر بان الطريق الأول خطا، والصواب ما
حدثنا فلان، فيسوقه بطريق الثاني الصحيح.
كما فعل في حديث 328، 329، فقال في الأول: هو خطا، والصحيح
ما حدثنا....
وكذا صرح ببيان الخطأ والصواب بعدما ساق حديثا من طريقين، فقال:
" هذا هو الصحيح، وحديث عامر عن يعقوب القمي خطا ".
ومثل هذا كثير، وفيما ذكرته كفاية للنموذج في نقده.
79

أبو الشيخ والفقه: فلا غرو أن يكون أبو الشيخ عالما بالأحكام، وهو محدث كبير حافظ،
وكان يصنف في الاحكام كما قال تلميذه ابن مردويه:
" صنف... الكتب الكثيرة في الاحكام ". قلت: فكتابه
" الأموال "، وكتابه " السبق والرمي "، وكتاب " الضحايا والعقيقة "، وكتاب " السواك "،
وكتاب " النكاح "، وغيرها من مصنفاته، تشهد على عنايته بالأحكام الفقهية،
وتبين مقدار نصيبه في الفقه ".
وقال تلميذه البارز المكثر عنه أبو نعيم الحافظ: " أحد الثقات والاعلام،
صنف الاحكام... ".
أبو الشيخ والتاريخ:
لم يكن أبو الشيخ محدثا ومفسرا فقط، بل أخذ حظه ونصيبه الوافر من
علم التاريخ أيضا، وليس ذلك إلا لغزارة حفظه واهتمامه بالعلوم المفيدة، فكان
يحفظ الوقائع والحوادث، ويحفظ أحوال الرجال، فاخذ يدونها، واستمر في
ذلك فترة طويلة، يصنف ويؤلف، كما قال ابن المديني: " مع ما ذكر من
عبادته، كان ما يكتبه كل يوم وينتخبه كاغدا، لأنه كان يورق ويصنف ".
وكان يبذل جهدا كبيرا في الإفادة عن الشيوخ وأحوالهم، والتصنيف
فيهم، فقد عني بهذا الشأن عناية فائقة، فقضى في ذلك ستين، كما يقول
تلميذه البارز أبو نعيم عنه:
" كان أحد الاعلام، صنف الاحكام، والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ
80

ويصنف لهم ستين سنة ".
وبالإضافة إلى عنايته بالشيوخ، فقد اعتنى أيضا بالتاريخ العام. وألف في
ذلك مؤلفات كما ذكرت لنا المصادر. من آثاره: كتابه " التاريخ على السنين "
وكتاب " البلدان أو الأمصار " وكتاب " معجم شيوخه " وكتابه " الطبقات " هذا
الذي بين أيدينا.
ولم يصل إلينا منها فيما علمت سوى كتابه " الطبقات ".
ومن خلال احتواء كتابه " الطبقات " على معلومات كبيرة تاريخية من:
أحوال الرواة والقضاة والولاة، وتاريخ قدوم القادمين وترحالهم ووفياتهم،
بالإضافة إلى بيان تاريخ أصفهان وإنشائها، وتاريخ فتحها الاسلامي، كمقدمة
للكتاب، نستطيع أن نحكم بأن أبا الشيخ كان مؤرخا خبيرا في التاريخ.
شيوخه:
قد تتلمذ أبو الشيخ على معظم محدثي بلده، واستفاد منهم، وعلى علماء
من القادمين إلى بلده، ومن غيرهم في رحلاته التي قام بها، وبذلك كثر عدد
شيوخه، حيث ألف فيهم معجما خاصا.
وقد ترجم لأكثر من خمسين ومائتي شيخ في كتابه " الطبقات " في الطبقة
العاشرة والحادية عشرة، فلا أرى حاجة لتكرارها. وأنا أذكر عددا من مشايخه
الذين لم يترجم لهم في " الطبقات "، وقد روى عن بعضهم فيها أيضا، ورتبهم
على حروف المعجم.
81

أسماء شيوخه:
1 - إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق الأسدي الكوفي. ثقة، مات سنة
إحدى أو اثنتين وثلاثمائة.
2 - إبراهيم بن علي العمري.
3 - إبراهيم بن نائلة.
4 - أحمد بن الحسن الصوفي المتوفى سنة 306 ه‍، وثقة الدارقطني.
5 - أحمد بن سعيد بن عبد الله أبو الحسن الدمشقي، نزل بغداد. المتوفى سنة
306 ه‍، وكان صدوقا.
6 - أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى، الحافظ الثقة، صاحب " المسند
الكبير ". ترجمت له كما سيأتي (في ت 3 ح 5).
7 - أحمد بن محمد بن علي المافروخي أبو العباس الأصبهاني الجرواءاني.
8 - أحمد بن المساور بن سهل أبو جعفر الضبي، شيخ ثقة.
9 - أحمد بن مكرم بن خالد البرتي - بكسر الموحدة وسكون الراء - أبو الحسن.
حدث عنه أبو الشيخ في معجمه.
82

10 - أحمد بن يحيى بن زهير.
11 - إسحاق بن أحمد الفارسي.
12 - إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم أبو يعقوب، التاجر المتوفى
368 ه‍.
13 - إسحاق بن إسماعيل بن عبد الله بن زكريا أبو يعقوب، قدم أصفهان سنة
288 ه‍.
14 - إسحاق بن حكيم.
15 - أبو بكر بن مكرم. وأبو بكر بن أحمد المؤدب.
16 - جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي - بكسر الفاء وسكون الراء - أبو بكر
العلامة الحافظ شيخ الوقت، وكان في مجلسه نحو عشرة آلاف شخص،
وكان ثقة مأمونا. مات سنة 301 ه‍.
17 - حامد بن محمد بن شعيب. ثقة.
18 - الحسن بن إبراهيم بن بشار القرشي.
19 - الحسن بن أحمد المالكي.
83

20 - حسين بن عمر بن أبي الأحوص.
21 - عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي أبو محمد صاحب
" التفسير المسند "، و " الجرح والتعديل "، وغير ذلك.
22 - عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى، ثقة حافظ.
23 - عبد الرحمن بن زيد أبو بكر. ثقة.
24 - عبد الرحمن بن محمد بن حماد.
25 - عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي.
26 - علي بن سعيد الرازي.
27 - عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.
28 - عمر بن عبد الرحمن السلمي أبو حفص.
29 - الفضل بن حباب أبو خليفة الجمحي، الامام المحدث الثقة.
30 - قاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي المطرز أبو بكر، المقرئ الحافظ
الثقة. توفي سنة 305 ه‍.
84

31 - محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني أبو بكر بن المقرئ، محدث
أصفهان من أقرانه، الامام الرحال الحافظ الثقة، صاحب " المعجم
الكبير "، " والأربعين حديثا "، وسمع في نحو من خمسين مدينة، وعاش
96 سنة. مات سنة 381 ه‍.
32 - محمد بن الحسن بن علي بن بحر.
33 - محمد بن خالد بن خداش، المتوفى سنة 293 ه‍.
34 - محمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأسدي الكوفي. ثقة.
35 - محمد بن نصر بن عبد الله بن أبان الأصبهاني، المتوفى سنة 305 ه‍.
36 - محمد بن يحيى المروزي.
37 - محمود بن محمد الواسطي.
38 - المفضل بن محمد الجندي.
39 - أبو عروبة الحراني الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود السلمي،
صاحب " التاريخ "، كان من نبلاء الثبات. مات سنة 318 ه‍.
40 - أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، الحافظ الثقة
الكبير، مسند العالم توفي سنة 317 ه‍.
85

ثناء العلماء عليه وتوثيقه:
استحق أبو الشيخ أن ينال من العلماء الثناء المجيد، والتوثيق الجدير،
فقد أثنى عليه تلميذه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، بقوله: " ثقة
مأمون... ".
وقال تلميذه البارز أبو نعيم عنه: " أحد الثقات والاعلام، صنف الاحكام
والتفسير والشيوخ... كان يفيد عن الشيوخ، ويصنف لهم ستين سنة ".
وقال أبو بكر الخطيب: " كان أبو الشيخ حافظا ثبتا متقنا ".
وقال أبو القاسم السوذرجاني: " هو أحد عباد الله الصالحين، ثقة
مأمون ".
وقال السمعاني: " حافظ كبير ثقة، صنف التصانيف الكثيرة ".
وقال ابن عبد الهادي: " أبو الشيخ الأصبهاني، حافظ أصفهان، ومسند
زمانه... الامام صاحب المصنفات.. كتب العالي والنازل... وكان واسع
العلم، صدوقا قانتا لله ".
وقال الذهبي: " الامام الحافظ الصادق، محدث أصفهان، صاحب
التصانيف... ".
وقال أيضا: " فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة
86

واتباع... ".
وقال أيضا: " حافظ أصفهان ومسند زمانه، الامام... صاحب
المصنفات السائرة...، كتب العالي والنازل، ولقي الكبار...، وكان مع سعة
علمه وغزارة حفظه، صالحا خيرا قانتا لله صدوقا ".
وكذا وصفه السيوطي بما وصفه الذهبي، وزاد عليه: كان أحد
الاعلام... مأمونا ثقة متقنا.
وقال الداودي: " الامام الحافظ، مسند زمانه... ".
وذكره ابن العماد فقال: " الامام الحافظ، الثبت الثقة..، صاحب
التصانيف ".
وذكره الزركلي فقال: " من حفاظ الحديث العلماء برجاله ".
تلاميذه:
قد ذاع صيته واشتهر في الآفاق بالحفظ والنبوغ، حتى صار يقصده
القاصي والداني، فترى في تلاميذه الأندلسي، والهروي، والأهوازي
والشيرازي، والبغدادي، وغيرهم، وأيضا ترى آثار نبوغ المؤلف وثقافته أثرت
على تلاميذه، فتجد فيهم المحدثين، والمفسرين، والقراء، والمؤرخين.
إليكم أسماء من وقفت عليه من تلاميذه مرتبا على الحروف:
87

1 - أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الشيرازي. كان صدوقا حافظا، يحسن هذا
الشأن جيدا. مات سنة 407 ه‍، وقيل: 411 ه‍.
2 - أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني أبو نعيم، الحافظ الثقة، المتميز بعلو
الأسانيد، والمكثر عن المؤلف. مات سنة 430 ه‍.
3 - أحمد بن علي الساماني - أبو العباس الصحاف.
4 - أحمد بن علي بن عبدوس أبو نصر الجصاص. المعدل الأهوازي. كان ثقة
ثبتا. مات سنة 423 ه‍.
5 - أحمد بن علي بن يزداد أبو بكر القارئ الأعور البغدادي. سمع أبا الشيخ بن
حيان بأصبهان، وكان ثقة فاضلا دينا عالما بحروف القران. مات سنة
410 ه‍.
6 - أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي.
7 - أحمد بن محمد بن الحارث.
8 - أحمد بن محمد بن الحسين بن البزده - بالباء الموحدة والزاي - أبو عبد الله
المقرئ، وكان من المعمرين، توفي سنة 437 ه‍.
88

أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك أبو بكر، الحافظ الثبت العلامة
الأصبهاني، صاحب " التفسير "، و " التاريخ "، وكان قيما بمعرفة هذا
الشأن، بصيرا بالرجال، طويل الباع، مليح التصانيف، توفي في رمضان
سنة 410 ه‍.
10 - الأصبغ عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأندلسي، الحافظ الأموي
مولاهم... سمع الحديث ببلاد المغرب والمشرق، وسمع بأصبهان أبا
محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ.
11 - سليمان بن حسنكويه.
12 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري أبو
منصور الأديب.
13 - عبد الرزاق بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ابن المؤلف، وسمع
منه أبوه أيضا. توفي في منصرفه من الحج سنة نيف وخمسين وثلاث مئة.
14 - عبد الله بن محمد بن أحمد أبو القاسم العطار، المقرئ، شيخ
أصبهان. صدوق ضابط.
15 - عبد الكريم بن عبد الواحد الصوفي.
16 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني.
حدث عن أبي الشيخ الحافظ، وعنه قتيبة بن سعيد البغلاني قاله يحيى بن
منده.
89

17 - الفضل بن أحمد القصار.
18 - الفضل بن محمد القاساني.
19 - محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني أبو بكر بن
المقرئ، محدث أصبهان، الامام الرحال الحافظ الثقة، وهو من أقرانه.
تقدم.
20 - محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني أبو ذر، الواعظ. توفي
سنة 440 ه‍.
21 - محمد بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني أبو العلاء.
22 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الصفار.
23 - محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، الكاتب بأصفهان، وهو آخر من روى
عنه، وهو أحد رواة مؤلفات أبي الشيخ، مات سنة 445 ه‍.
24 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقرئ البيضاوي، أحد قراء
فارس، ثقة. مات سنة 393 ه‍.
25 - محمد بن أحمد أبو الحسين الكناني.
26 - محمد بن أحمد بن محمد أبو طاهر الأصبهاني.
90

27 - محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين أبو الحسن الأصبهاني، سمع من
أبي الشيخ سنة 369 ه‍، أي سنة وفاته.
28 - محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان، المعروف بالعجلي أبو
عبد الله الخاني - نسبة إلى خان لبخان محلة بأصبهان - مات سنة
423 ه‍.
محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة، الامام الحافظ الجوال،
أبو عبد الله، محدث العصر، وهو من أقرانه، قال الذهبي: " عدة شيوخه
الذين سمع وأخذ عنهم ألف وسبع مئة شيخ. ولما رجع من الرحلة
الطويلة، كانت كتبه عدة أحمال، حتى قيل: إنها كانت أربعين حملا، وما
بلغنا أن أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع، ولا جمع ما جمع، وكان ختام
مات ابن منده في ذي القعدة سنة 395 ه‍.
30 - حفيده محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله أبو الفتح الحياني.
31 - محمد بن عبد الله بن أحمد التبان.
32 - محمد بن عبد الله بن الحسين أبو بكر الصالحاني.
33 - محمد بن علي بن بهروزمرد.
34 - محمد بن علي بن محمد السيويه المؤدب أبو أحمد.
91

35 - أبو جعفر بن زيرك البزي.
36 - أبو سعد الماليني أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري الهروي، الحافظ
الإمام الزاهد، يعرف بطاووس الفقراء، وجمع وحصل من المسانيد الكبار
شيئا كثيرا، وكان ثقة متقنا صاحب حديث، ورحل رحلات كثيرة إلى
أصبهان. (توفي سنة 409 ه‍).
37 - أبو سعيد النقاش محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي،
جمع وصنف وأملى وروى الكثير مع الصدق والديانة والجلالة. توفي سنة
414 ه‍ عن نيف وثمانين عاما.
لم أجد تصريحا عنه في مذهبه وعقيدته، ولا عن غيره، والذي يظهر لي
من خلال دراسة كتابه: " الطبقات " والنظر في بقية مصنفاته، أن عقيدته عقيدة
السلف، ومذهبه هو مذهب المحدثين، فكان يسلك مسلكهم، ولم يتبع مذهبا
خاصا من المذاهب الفقهية المعروفة، وقد كان المذهب السائد بأصبهان في ذاك
الوقت بل في إيران، مذهب الشافعية والأحناف من أهل السنة، وقد شغلهم
التعصب الشديد فيما بينهم.
ولم أجد له ترجمة في الكتب المعنية بتراجم رجال المذاهب، فمن هنا
أستطيع أن أقول:
إن أبا الشيخ كان يتبع السنة ويعمل بها، قال الذهبي: " فلقد كان أبو
الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة واتباع ". ومما يرشدنا أن عقيدته
92

عقيدة السلف الصالح، كتابه في العقيدة، وهو كتاب السنة. كما ألف عدد من
علماء السلف مؤلفات بهذا الاسم، كأحمد، وأبي داود، والطبراني، وابن أبي
عاصم، واللالكائي، والمروزي، وغيرهم.
صالحه وعبادته:
ذكر ابن عبد الهادي: " أنه كان واسع العلم، صدوقا، قانتا لله ".
وقال بعض العلماء: " ما دخلت على الطبراني إلا وهو يمزح أو يضحك،
وما دخلنا على أبي الشيخ إلا وهو يصلي ".
وقال الحافظ يوسف بن خليل: " رأيت في النوم كأني دخلت مسجد
الكوفة، فرأيت شيخا طوالا لم أر شيخا أحسن منه، فقيل لي: هذا أبو محمد
ابن حيان، فتبعته، وقلت له: أنت أبو محمد بن حيان. قال: نعم. قلت:
أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: " الحمد لله
الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر
العاملين ". فقلت: أنا يوسف بن خليل جئت لاسمع حديثك وأحصل
كتبك، فقال: سلمك الله، وفقك الله، وفقك الله، ثم صافحته، فلم أر شيئا قط ألين من
كفه، فقبلتها ووضعتها على عيني ".
وقال أبو القاسم السوذرجاني: " هو أحد عباد الله الصالحين، ثقة
مأمون ".
قال أبو موسى المديني: " مع ما ذكر مع عبادته، كان ما يكتبه كل يوم
93

وينتخبه كاغدا، لأنه كان يورق ويصنف ". ويروى عنه أنه قال: ما عملت فيه -
في " كتاب الثواب " - حديثا إلا بعد أن استعملته.
وفيه أيضا: وعن بعض الطلبة قال: " ما دخلت على أبي القاسم
الطبراني إلا وهو يمزح أو يضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلا وهو
يصلي ".
وقال الذهبي أيضا: " فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين ".
وقال: " وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه، صالحا خيرا قانتا لله
صدوقا ".
وفاته وما قيل بعد وفاته:
قال أبو نعيم: " توفي سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة وله ست
وتسعون سنة ".
وذكر ابن العماد وابن تغري بردي أن وفاته كانت عن 95 سنة، وذلك
لأنهما قالا: ولد سنة 274 ه‍، فلا يزيد إذا عمره عما ذكرنا.
ويمكن التوفيق بين القولين، بان أبا نعيم أضاف المحرم من سنة تسع
وستين، فحسبه سنة، وهما لم يضيفا هذه السنة باعتبار أنه توفي في أولها.
ذكر الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد القاضي العسال أن أبا جعفر
94

معمر بن أحمد الزاهد، قال أبياتا، منها:
لقد مات من يرعى الأنام بعمله وكان له ذكر وصيت فينفع
وقد مات حفاظ الحديث وأهله وممن رأينا، وهو في الناس منبع
أبو أحمد القاضي، وقد كان حافظ ا ولم يك من أهل الضلالة يتبع
وكان أبو إسحاق ممن شهرته يدرس أخبار الرسول (ص) ويوسع
وثالثهم: قطب الزمان وعصره أبو القاسم اللخمي قد كان يبدع
ورابعهم: كان ابن حيان آخرا ومات، فكيف الان بالعلم يطمع؟
آثاره العلمية:
لقد خلف أبو الشيخ آثارا تحيي ذكره، وتنفع من بعده، وإن كانت مع
الأسف معظم آثاره لم تصل إلينا، فيما علمت بعد البحث والتتبع إلا أنه كان
معظم هذه الكتب موجودة إلى القرن الثامن الهجري عند بعض العلماء.
قال الذهبي: " ووقع لنا الكثير من كتب أبي الشيخ ".
وكذا روى السمعاني عددا كبيرا بالإجازة بسند شيوخه.
وكذا ذكر ابن حجر بسنده في كتابه: " المعجم المفهرس " عددا كبيرا من
95

مصنفات أبي الشيخ، وسأذكر في قائمة مصنفاته جميع ما نسب إليه من
الكتب، سواء كان مفقودا أم موجودا، مع ذكر مكان وجوده إن عرف - إن شاء
الله - وأرتبها على حروف المعجم، وهي كالآتي:
1 - كتاب " الإجازة "، لم يصل إلينا.
2 - " أحاديث أبي الزبير، عن غير جابر بن عبد الله " موجود منها من ق 9 - 24
في الظاهرية.
3 - " أحاديث اختارها أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه " - تلميذه.
(ت 410 ه‍). موجود منها بعض الأوراق بالظاهرية. مجموع 8 (61 أ -
68 أ، 784 ه‍)، 82 / 1 (ا أ - 23 أ من القرن الهجري السابع، 93
(21 أ - 37، 592 ه‍).
4 - " أحاديث أبي عمير وبكر بن بكار "، الموجود جزء منها بالظاهرية من
ق 65 - 72 (ه).
5 - " أحاديثه "، موجودة بالظاهرية من ق 1 - 23، وفيه أحاديث مما في
" العوالي "، فلعلها جزء من كتابه " العوالي " الذي سيأتي التعريف به.
6 - أحاديث طلحة بن مصرف وزبيد اليامي.
96

7 - كتاب " أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآدابه ". طبع مرتين: بمطبعة
السعادة بالقاهرة، باهتمام من مكتبة النهضة المصرية 1378 ه‍، والثانية في
1392 ه‍ طبعت محققة، وكتب عليها حواش أحمد محمد مرسي، ولم
يخرج الأحاديث، ولم يترجم الاعلام ورجال السند إلا نادرا، ولكن له فضل
في إخراج الكتاب مصححا إلى حيز النفع.
8 - " الأدب "، هو الاخذ بمكارم الأخلاق واستعمال ما يحمد قولا وفعلا.
9 - " كتاب الاذان ": وهو مفقود، ولعله جزء من " كتاب السنن ".
10 - " كتاب الأمثال الخاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم " - مخطوط في 83
ورقة، موجود في امبروزيانا كوداتشي 29، ومنه نقول في " الإصابة "
1 / 305، (2 / 1259).
11 - كتاب " الأمصار ". مفقود، وسماه الديلمي باسم: " كتاب البلدان "
ويبدو لي أنه هو، والله أعلم.
12 - كتاب " الأموال ". هو مفقود.
13 - كتاب " البر والصلة " - ذكره السمعاني بسنده.
14 - كتاب " بر الوالدين " - كذا ذكره السمعاني.
97

15 - كتاب " التاريخ على السنين " - وذكره بعض باسم " التاريخ ".
16 - كتاب " الترهيب " - لم أقف عليه.
17 - كتاب " التفسير " - لم يصل إلينا.
18 - كتاب " التوبيخ " - لم يصل إلينا.
19 - " ثواب الأعمال الزكية " - ذكره الذهبي - فقال: " هون في خمس
مجلدات. وذكر أيضا أن أبا الشيخ عرض كتابه " ثواب الأعمال " على
98

الطبراني فاستحسنه ".
ونقل أيضا أنه يروى عنه - أي عن أبي الشيخ - أنه قال: " ما عملت فيه
حديثا إلا بعد أن استعملته ".
20 - جزء فيه اثنان وعشرون مجلسا من أمالي أبي الشيخ.
21 - حديث أيوب السختياني جمع أبي الشيخ.
22 - " خطب النبي " - صلى الله عليه وسلم - لم يصل إلينا.
23 - " دلائل النبوة " - وهو مفقود.
24 - " ذكر الاقران ورواياتهم عن بعضهم بعضا، والأكابر عن الأصاغر والأصاغر
عن الأكابر " - موجودة منها 27 ورقة بدار الكتب بالقاهرة، مصطلح
221، وبالظاهرية نسخة ناقصة من أولها، مجموع 53 (ق 1 - 5) أول
حديث فيه ذكر موت أبي طالب ومواراته في الأرض.
25 - " ذكر المسكر ".
26 - " كتاب السبق والرمي " - لم يصل إلينا، فلعله جزء من كتابه السنن.
99

27 - " كتاب السنن " في عدة مجلدات، قاله الذهبي، وقال أيضا: وقع لنا منه
كتاب الاذان وكتاب الفرائض - وهو مفقود.
28 - " كتاب السنة " قال الذهبي: في مجلد، وسماه ابن حجر: " السنة
الواضحة " - وهو مفقود.
29 - كتاب " السواك " - وهو مفقود.
30 - " كتاب السيرة " - وهو مفقود.
31 - " شروط الذمة ".
32 - " كتاب الضحايا والعقيقة " - لم يصل إلينا.
33 - " طبقات المحدثين بأصبهان " - وهو كتابنا هذا، وسيأتي الكلام عنه عند
توثيق نسبة الكتاب مفصلا، وذكره بعض باسم " تاريخ أصبهان " أو " تاريخ
بلده ".
34 - كتاب " الطهارة " - رواه السمعاني بسنده.
100

35 - كتاب " العتق والمدبر والمكاتب " - رواه السمعاني بسنده.
36 - كتاب " العظمة " في مجلد، ذكر فؤاد سزكين: " أنه كتاب صوفي "،
يعتمد على الصحابي عبد الله بن سلام، زاعما أن كتب النبي - دانيال قد
وصلت إليه.
قلت: سأذكر بعض ما احتواه الجزء الحادي عشر، والثاني عشر فيما
بعد، حتى يتبين لنا محتواه.
وعرفه غيره:
فقد قال حاجي خليفة: " وهو على طريقة المحدثين بالتحديث والاسناد،
ذكر فيه عظمة الله تعالى، وعجائب الملكوت العلوية، والاخبار النوادر، - وهو
كما قال: - أوله " الحمد لله العظيم الوكيل... " في مجلد، وذكره عمر رضا
كحالة باسم " كتاب عظمة الله ومخلوقاته " وقال: ذكر فيه عظمة الله، وعجائب
الملكوت العلوية.
يوجد منها مصور الجزء الحادي عشر، والثاني عشر، عن الأصل الموجود
" بمخطوطات الظاهرية " مجموع 42 علم التاريخ رقم 315 - 316 -
بمخطوطات الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة الجزء الحادي عشر في 14،
والثاني عشر في 16 ورقة، وعليه سماع من سبطه أبي الفتح محمد بن عبد
الرزاق.
101

فذكر من أول الجزء الحادي عشر قصة ذي القرنين، ثم عنون بقوله:
" ذكر جبل قاف المحيطة بالأرضين، فذكر ما ورد في ذلك من الروايات، ثم
عنون بقوله: (ذكر نمروذ، وعظم سلطانه، وعتوه، وتمرده، وتسليط الله عز
وجل ضعف خلقه عليه، احتقارا له، وتهاونا بشأنه)، " ثم ذكر قصة أصحاب
موسى الذين حرم عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة، وما حظوا به من عظيم
قدرة الله وعجيب شانه ". ق 4.
وعنون في ق 20 بقوله: " ذكر لطف حكمة الله تعالى، وحسن تقديره،
وعجيب صنعه، وحسن تركيب خلقه "، ثم ساق فيه روايات، وفي 23 عنون
بقوله: (ذكر الجن وخلقهن)، فساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك،
وهكذا.
ثم عنون بقوله: (قصة عوج وعظم خلقه وبيان سنه)، ثم عنون بقوله:
" صفة العماليق والجبارين وعظم أجسامهم وثمارهم " ثم عنون بقوله: " ذكر
المائدة وصفتها "، وقس على هذا المنوال.
فيستنبط مما ذكرت محتوى الكتاب، وأن الجانب التاريخي غالب عليه.
28 - " عوالي أبي الشيخ ". يوجد الجزء الأول والثاني بدار الكتب الظاهرية
مجموع 93 (ق 21 - 36)، ومنه نسخة ثانية بخط الضياء المقدسي.
الجزء الأول رقم عام 3637 (ق 57 - 65).
102

وفي دار الكتب بالقاهرة 2، (1 / 107) حديث 1559 من 10 أ - 14
من القرن الثامن الهجري (9 ورقات). وذكر ابن حجر أيضا جزءين من
عواليه فقال: " أوله حديث أبي هريرة في ذم من أخذ من الطريق بغير حقه،
وآخره: عن عمر بن الخطاب ".
38 - " كتاب العيدين "، رواه السمعاني بسنده إجازة.
39 - كتاب " الفتن " - لم يصل إلينا.
40 - كتاب " الفرائض والوصايا " - لم يصل إلينا.
41 - كتاب " فضائل القرآن " - لم يصل إلينا.
42 - " الفوائد أو فوائد الأصبهانيين " - يوجد منه 4 أوراق في مجموعة رقم 38
من 55 - 59 في قسم المخطوطات بالجماعة الاسلامية بالمدينة المنورة،
وهي مصورة عن الأصل المحفوظ بدار الكتب الظاهرية، رقم 546،
مجموعة 38، وحديث 357 (ق 57 - 65).
وقال ابن حجر: " وأول الجزء الثالث: حديث تميم الداري في النهي
عن خمس، وآخره... أغروا النساء يلزمن الحجاب "، وساق بسنده،
103

فقال: أخبرنا الأصم بالفوائد له في اثني عشر مجلدا.
43 - " فوائد العراقيين " - رواه السمعاني بسنده.
44 - كتاب " القطع والسرقة " - لم يصل إلينا.
45 - " مجلسان من أمالي أبي الشيخ " - ذكرهما ابن حجر، فقال: في آخره من
رواية السلفي، عن الحداد، وآخره من بني إسرائيل.
" ومجلس آخر من حديثه " - قال ابن حجر: " أكثره في ذم
اللواط ". ويوجد مجلس من حديثه بدار الكتب الظاهرية، مجموع 75
(ق 61 - 67)، فلعله هو المذكور عند ابن حجر.
46 - " المسند المنتخب على الأبواب المستخرج من كتاب مسلم بن
الحجاج ". 47 - " المعجم " - لم يصل إلينا. وهو كتاب في معجم شيوخه.
48 - كتاب " المواقيت " - لم يصل إلينا.
104

49 - كتاب " الناسخ والمنسوخ من الحديث " - لم يصل إلينا.
50 - كتاب " النكاح ". قال ابن حجر: " في تسعة أجزاء "، روي بعضها
سماعا وبعضها إجازة.
51 - كتاب " النوادر والنتف ". قال فؤاد سزكين: " يضم أقوال الصحابة
والتابعين. قال ابن حجر: " قرأت منه جزءا على أبي الفضل بن الحسين
وأبي الحسين بن أبي بكر الهيثمي، وآخر الجزء: أثر طاووس " خير العبادة
آخرها ".
يوجد منه نسخة مصورة في مكتبة خاصة بالمغرب، 51 ورقة، تاريخ
نسخها: 878 ه‍.
105

الفصل الثاني
في توثيق نسبة الكتاب
إلى المؤلف، وبيان محتواه، وموارده، ومنهجه:
المبحث الأول
اسم الكتاب كما جاء عند المؤلف، أو ذكره غيره:
فقد ذكره المؤلف نفسه في بداية مقدمة كتابه، فيما رواه عنه بسنده أبو
الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي، فقال: " ثنا الإمام أبو محمد
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، المعروف بأبي الشيخ - رحمه الله - قال:
هذا كتاب " طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة والتابعين
ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا ".
وعلى وجه الورقة الأولى من المخطوطتين، ذكر باسم: " طبقات
المحدثين بأصبهان والواردين عليها ".
وجاء في السماعات الموجودة في أواخر الاجزاء الثلاثة مختصرا باسم:
" طبقات المحدثين "، وقد جاء عند بعض من نقل عنه، أو اهتم بذكر المؤلفات
هكذا مختصرا، أو مسمى باسم " التاريخ "، أو " طبقات أهله " - أي:
107

أهل بلده، أو " طبقات الأصبهانيين "، أو " كتاب أصبهان "، أو " طبقات
أصبهان "، أو كتاب " الطبقات ".
توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:
نستطيع أن نجزم في صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف للأمور الآتية:
أولا: وجود سند رواية الكتاب في بدء النسختين إلى المؤلف، ووجود
السماعات عليه.
ثانيا: من خلال دراسة الكتاب وطبيعة الأسانيد.
ثالثا: من تصريح المحدثين باسم الكتاب ونسبته إليه.
رابعا: من النقول الموجودة في متون الكتب الأخرى، وهي مطابقة تماما لما في
الكتاب.
إليكم من صرح باسمه عند نقله منه:
أما تصريح المقتبسين من الكتاب باسمه، فقد صرح به عدد منهم عند
النقل منه.
فمنهم: تلميذه البارز المكثر عنه، أبو نعيم الحافظ، فقد ذكر حكايتين
عن المؤلف في ترجمة أحمد بن عبيد الخزاعي، وختمهما بقوله: " ذكرهما عنه
108

أبو محمد بن حيان في كتاب " الطبقات " في الطبقة الخامسة من كتاب
أصفهان، ولم يذكر إسنادهما ". وهما موجودتان فيه حرفيا.
وكذا نقل عنه بقوله: " وذكر شيخنا أبو محمد بن حيان في " كتابه " عن علي
ابن مجاهد قال: افتتحت أصفهان في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين... ".
وهو موجود في كتابه " الطبقات " بنصها، منا يدل على أنه يقصد كتابه
المذكور، وكذا نقل في 1 / 311 بعد أن ساق حديثا عن المؤلف، فقال:
" وحدثناه في كتابه في الطبقة السادسة "، وهو موجود فيه في الطبقة الثانية
في ترجمة سليمان الأصبهاني، فلعل السادسة محرف عنها. والله أعلم.
وقد صرح ابن حجر في أكثر من موضع عند اقتباسه منه في كتبه الآتية،
مرة بقوله: " ذكر "، أو قال أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين ".
انظر: " الإصابة " (2 / 62)، و " التهذيب " (1 / 321
و 3 / 165)، و " اللسان " 2 / 307.
وهكذا به صرح السخاوي في " المقاصد الحسنة " ص 121:
ومرة ذكره بقوله: " قال أبو الشيخ في " الطبقات "، أو في " طبقات
أصبهان ". انظر " اللسان " (1 / 426 و 44)، ومرة بقوله: ذكر أبو الشيخ في
109

" تاريخه "، فقال: " قال أهل التاريخ: كان عبد الله بن عتبان من أصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم " -. وهو موجود فيه، فلعله يقصد كتابه
" الطبقات ".
ولا يجزم به، فان له تأليفا في التاريخ على السنين، انظر " الإصابة "
2 / 377. وذكره مرة بقوله: في كتاب أبي الشيخ والمنقول موجود فيه.
مما يبدو أنه يقصد كتابه " الطبقات "، والله أعلم. انظر " اللسان "
1 / 18. هذا، وقد تقدم ذكر بعض المؤلفين الذين ذكروا نسبة الكتاب إلى
المؤلف في بداية هذا الفصل، وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت نقولا كثيرة
معزوة إلى المؤلف، وهي موجودة في كتابه " الطبقات "، مما تؤيد صحة نسبة
الكتاب إليه.
110

المبحث الثاني
أهمية الكتاب وثقة العلماء فيه والاستفادة منه
مما يدل على أهمية كتابنا هذا، كونه المرجع الوحيد الذي وصل إلينا في
موضوعه، فهو أول مرجع لمحدثي أصبهان والقادمين إليها، بعد فقد تاريخ أبي
عبد الله ابن منده، وحمزة بن الحسين الأصبهاني.
ويأتي بعده مما وصل إلينا: " أخبار أصبهان " لأبي نعيم، ولا شك أن له
مزيد الاستدراك والتفضيل، إلا أنه قد اعتمد على كتاب " الطبقات " لأبي الشيخ
اعتمادا تاما، بحيث اتخذه مصدرا أساسيا لمادة كتابه، فقد أكثر النقل عنه،
والفضل للمتقدم.
ومما يزيد أيضا في أهمية الكتاب: سوق النصوص والأقوال مسندة، وهو
مهم غاية الأهمية للمحدث، فقلما تجد فيه النقول من الكتب، وإنما يروي
بالسند، وأيضا فقد انفرد كتابنا المذكور بتراجم لم أعثر عليها في كتاب آخر،
سوى كتاب أبي نعيم، وهو قد اعتمد عليه في ذلك، وبأحاديث ساقها بسنده،
ولم أستطع الحصول عليهما عند غيره من طريقه وسنده فيها قد اعتمده كل من
جاء بعده، وقد لا تجد لها سندا صحيحا إلا سند المؤلف.
ولا ريب أيضا أن أهمية الكتاب مرتبطة بشخصية المؤلف وشهرته، وقد
عرفنا شخصية أبي الشيخ سابقا، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، وثقتهم
فيه، ووزن قوله عندهم، وقيمته، فبذلك حظي كتابه بالأهمية، بحيث استحق
أن ينقل عنه، ويوثق به، وإليك عددا من المحدثين الحفاظ وغيرهم الذين
111

اعتمدوا على كتابه " الطبقات "، واستفادوا منه، ونقلوا كلامه، واقتبسوا من
نصوصه.
فقد أكثر أبو نعيم عنه النقل من كتابه " الطبقات " في " أخبار أصبهان "،
ونقل عنه في " الحلية "، ولكنه أقل.
وذكر الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري أن لخطيب اقتبس في " تاريخ
بغداد " 55 نصا، بواسطة شيخه أبي نعيم الحافظ عن أبي الشيخ، وتجد منها
في " الطبقات "، وأشرت إليها في التحقيق في أماكنها.
وابن الأثير في " أسد الغابة " 3 / 199، بواسطة أبي موسى الحافظ، عن
أبي الشيخ في ترجمة عبد الله بن عبد الله الأنصاري، وما نقله موجود في
" الطبقات " بنصه.
وكذا نقل المزي عنه في ترجمة عائذ بن عمرو المزني، وكذا في ترجمة
سهل بن عثمان بن فارس. والنصان موجودات في " الطبقات ".
وقد استفاد الذهبي في عشرة مواضع في كتبه من " الطبقات " لأبي
الشيخ، حسب ما وقفت عليه: في " سير النبلاء " ق 137 / 10 في موضع،
2 / 643، وفي " ديوان الضعفاء " في موضع / 219، وفي " تذكرة
112

الحفاظ " في موضعين 2 / 452 و 566: في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس
العسكري، وفي ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، وفي
" الميزان " في أربعة مواضع 1 / 26 و 80 3 / 116 و 4 / 64.
وكذا ابن الجوزي في " المنتظم " 6 / 225 في ترجمة أحمد بن مهدي بن
رستم.
والسيوطي في " طبقات الحفاظ " 313 في ترجمة أبي عبد الله محمد بن
يحيى بن مندة.
والخزرجي في " الخلاصة " 95 و 409 في ترجمة هريم بن عبد الاعلى
الأسدي، وترجمة حميد بن مسعدة، وما نقله موجود في " الطبقات " كاملا.
وكذا ابن العماد في " شذرات الذهب " 2 / 152 في ترجمة سمويه
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، والنص موجود في " الطبقات " كاملا.
وقد استفاد ابن حجر من " طبقات " المؤلف في 42 موضعا في كتبه
الآتية: في " التهذيب ": سبعة وعشرين موضعا.
113

في " اللسان ": في أحد عشر موضعا.
وفي " الإصابة ": في ثلاثة مواضع 2 / 62، 262، 336، والنصوص
المنقولة موجودة في " الطبقات " بتمامها (قارن بترجمة رقم 3، 10، 15).
وفي " التقريب " في موضع ص 162، والنص موجود في " الطبقات "
(قارن بترجمة رقم 10).
114

محتوى كتاب " الطبقات "
ذكر المؤلف إجمالا في المقدمة محتوى كتابه فقال:
" هذا كتاب طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة
والتابعين، ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا، مع ذكر كل من تفرد به
واحد منهم بذلك الحديث، ولم يروه غيره بذلك الاسناد، أو حديث من
حديثه، وذكر أنسابهم وأساميهم وموتهم على ما روي لنا، وذكر - والله الموفق،
وهو حسبنا ونعم الوكيل -. وقال أيضا:
وأول ما نذكر في كتابنا هذا: ما روي في فضل بلدنا، من دعوة إبراهيم
الخليل عليه السلام، وما قيل في ذلك.
وذكر أيضا بعد انتهاء المقدمة، فقال:
" ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين
طبقة طبقة - نسأل الله السداد والرشاد، وحسن التوفيق برحمته ".
فهذا مجمل منهج المؤلف ومحتوى " الطبقات "، كما صرح به المؤلف
نفسه، ولمساعدة القارئ أحب أن أوضح له الصورة باختصار، ليكون على
بصيرة من أمره، فأقول:
إن الكتاب يحتوي على مقدمة وإحدى عشرة طبقة، من الصحابة إلى
عصر المؤلف من المحدثين.
115

أما المقدمة فقد استغفرت 16 ورقة ذات وجه واحد، تحدث فيها أولا عما
ورد أو قيل في فضل أصبهان، وعن وجه تسميتها، وكثرة خيراتها، وكيفية
إنشائها، وانتقاء أرضها، مع ذكر بانيها، كما تناول خصائصها وعجائبها،
وأطال في ذلك، بالإضافة إلى ذكر مساحتها، وطولها، وعرضها، وقصباتها،
ومساحة مسجد الجامع بيهودية أصبهان، ثم ختمها بالحديث عن فتح أصبهان،
ولم يكتف بذلك، بل ساق اختلاف الروايات في فتح أصبهان، أكان عنوة أم
صلحا، ثم رجح أنه كان صلحا، ولكن ساق من الروايات في طبقة الصحابة.
أما في بقية الكتاب، فقد ذكر إحدى عشرة طبقة، استغفرت - بقية
الصفحات من الكتاب، وقد رتبها حسب اللقيا، فذكر أولا طبقة الصحابة
وعددهم خمسة عشر صحابيا الذين ترجم لهم، وسرد أسماء ثلاثة آخرين، بلغ
معهم عددهم ثمانية عشر شخصا، ابتدأهم بذكر الحسن بن علي، وختمهم
بعبد الله بن عبد الله الأنصاري، وتميزت ترجمة سلمان الفارسي بطولها، حتى
استغرقت نصف ما خصصه لهذه الطبقة.
ثم طبقة التابعين، وعددهم ستة وعشرون شخصا، ابتدأهم بالأحنف بن
قيس، وختمهم بيزيد الأودي. ثم طبقة صغار التابعين وكبار الاتباع في الثالثة،
وعددهم ثلاثة عشر شخصا، ابتدأهم بعبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني،
وختمهم بإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وهكذا في الطبقة الرابعة وعددهم
سبعة وعشرون شخصا: أولهم مبارك بن فضالة، وآخرهم الزحاف بن أبي
الزحاف.
ثم ذكر الطبقة الخامسة، وعددهم 64 علما، وابتدأ هذه الطبقة بالنعمان
ابن عبد السلام، وختمها بعبيد الله بن يزيد القطان.
ثم السادسة وعددها 14، أولها محمد بن النعمان بن عبد السلام،
وآخرها العباس بن يزيد البحراني.
116

ثم السابعة، وعددها 23 شخصا، ابتدأهم بابي مسعود أحمد بن
الفرات، وختمهم بإبراهيم بن الحجاج الأبهري.
ثم الطبقة الثامنة، وعددها 51 شخصا، وأولها محمد بن عامر، وآخرها
علي بن عاصم.
ثم الطبقة التاسعة، وعددها 159 مترجما، ذكر أحمد بن عاصم على
رأس هذه الطبقة، وختمها بمحمد بن نوح أبي عبد الله الجرواءاني.
ثم خلط الطبقة العاشرة والحادية عشرة وأهلهما من معاصريه وشيوخه،
وعددهما 288، وابتدأهما بترجمة أحمد بن إبراهيم بن كيسان، وختمهما
بموسى بن إبراهيم الأعرج، وبه ختم الكتاب. وقد طول في تراجم هاتين
الطبقتين ووثقهم في الغالب، لأنهم من مشايخه ومن عاصرهم.
فبذلك بلغ عدد المترجمين ستمائة وتسعين شخصا، في ضمنهم عدد لم
يترجم لهم سوى المؤلف، ونقل تراجمهم أبو نعيم عنه مع بعض الإضافات عليه
أحيانا، ولم تجد بيان مرتبتهم إلا عنده، واعتمد المتأخرون عليه في نقل قوله
فيهم.
موارده
قد استفاد المؤلف في كتابه هذا من بعض الكتب المؤلفة قبله، نحو:
كتابي خليفة بن خياط من " تاريخه "، و " طبقاته "، وكذا من " التاريخ الكبير "
للبخاري و " فوائد البرديجي "، ومن أقوال الأئمة المشاهير، نحو: أبي حاتم،
وأحمد بن حنبل، وابن أبي خيثمة والبخاري، ومالك وغيرهم.
فقد استفاد في ترجمة نافع بن أبي نعيم، رقم 47 من كتاب " الطبقات "
ص 273 لخليفة، وفي ترجمة إسماعيل السدي في تاريخ وفاته عن كتابه
المذكور ص 163، " وتاريخه " ص 378. قارن " بالطبقات " لأبي الشيخ
ترجمة 27.
117

كما استفاد بواسطة إسحاق بن أحمد الفارسي عن البخاري من " التاريخ
الكبير " له في ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. قارن بين " التاريخ
الكبير " 1 / 323، وترجمة رقم 53 من " الطبقات " لأبي الشيخ.
وكذا في ت 78، حميد بن أبي غنية، عن " التاريخ الكبير " 2 / 356،
بقوله: قال البخاري: " هو أصبهاني، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليها ".
ومن ابن أبي خيثمة، حيث قال أبو الشيخ في ترجمة عبد العزيز بن
الماجشون رقم 59: - حكى ابن أبي خيثمة، قال: " كان الماجشون من
أصبهان، فنزل المدينة... " الخ.
وكذا استفاد في ترجمة خطاب بن جعفر، عن أبي حاتم، انظر ت 67.
وكذا استفاد عن محمد بن عاصم كثيرا، حيث يقول كثيرا: روى محمد
ابن عاصم، أو ذكر محمد بن عاصم.. انظر ت 67.
وعن أحمد بن حنبل، في ترجمة أبي داود الطيالسي رقم 93.
وأيضا استفاد من فوائد البرديجي، حيث قال: " رأيت هذا الحديث في
فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد ".
وقد استفاد عن أبي بكر بن أبي شيبة بالواسطة في ترجمة حماد بن أبي
سليمان في تاريخ وفاته. انظر ت 25.
منهج المؤلف في كتابه " الطبقات "
أوجز المؤلف بيان منهجه في مقدمة كتابه المذكور، فقد قال: " هذا
" كتاب طبقات أسماء المحدثين "، من قدم أصبهان من الصحابة والتابعين،
ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا، مع ذكر الحديث الذي يتفرد به
واحد منهم، ولا يرويه غيره بذلك الاسناد، أو حديث من حديثه، وذكر
أنسابهم، وأساميهم، وموتهم، على ما روي لنا وذكر ".
118

وقد أوفى المؤلف بما ذكره ووعده في بداية كتابه في الغالب، فقد اهتم
بذكر اسم المترجم له واسم والده، ثم أتبعه بذكر نسبه وكنيته، ثم تعيين قبيلته،
مع ذكر بلده.
ثم يذكر بعض شيوخه وتلاميذه، وقد يذكر تاريخ ولادته، ويهتم بذكر
وفاته كثيرا، وقد يذكر مكان موته، ودفنه، ومن صلى عليه، أما إذا كان من
القادمين، فيذكر تاريخ قدومه، وعدد المرات التي قدم فيها إلى أصفهان،
وتاريخ خروجه، والبلد الذي توجه إليه، وقد تابع سيره في عودته إلى أن يحدد
مكان موته أيضا في بعض الأحيان.
ويذكر في الغالب وظيفته بأنه كان واليا لبلد كذا، أو كان قاضيا بأصبهان أو
إمام مسجد كذا، أو مؤذنه في زمن كذا، وقد يطول في أخباره أحيانا، وقد يذكر
بعض الوقائع التي حدثت في حياته، ويهتم بسوق حديث أو أكثر في الغالب مما
يتفرد به، ويقتضب حدثنا ب‍ " ثنا "، وهو الذي يستعمله كثيرا، وأخبرنا ب‍ " أنا "،
على عادة المحدثين، وحدثني ب‍ " ثني " وهكذا.
ويشير في بداية ترجمته إلى ما تفرد به بقوله: " كثير الغرائب "، أو له حديث
غريب، لم يروه غيره، أو هذا الحديث من غرائب حديثه، أو له أحاديث
مناكير، وغير ذلك.
وقلما تخلو التراجم من حديث أو قصصه، وقد يذكر للمترجم له
بعض النصائح والأقوال الحكيمة، أو تفسير آيات، وقد يحدد مكان سماع
المترجم له من مشايخه وتاريخه.
وقد يطول في نسب المترجم له، حتى يبلغ إلى 13 جدا أو أكثر، ومثل
119

هذا يكثر في طبقة الصحابة والتابعين.
وقد يذكر اختلاف الأقوال في كنية الراوي المترجم له، أو في تاريخ
وفاته، ويذكر كثيرا أولاد المترجم له، أو إخوانه وبعض أقاربه أحيانا، وقد يذكر
المترجم له، لمجرد أن أصله كان من أصفهان، وإن كان ولد وعاش ونشأ خارج
أصفهان.
وقد يتوسع في جمع المعلومات وتسجيلها عن المترجم القادم إلى
أصفهان، حتى يسجل ما خفى من أمره في البداية، وما كشف من أمره فيما
بعد، وذلك بالاستفسار عنه من أهل بلده أو بادراك كذبه.
وقد يحدد أحيانا تاريخ وفاة المحدث أو قدومه، بقوله: " مات في ولاية
فلان، أو وسط ولايته "، وقد يذكر أن عداده في البصريين، وقد يسوق
الحديث أحيانا عن أكثر من شيخ، حتى يصل إلى خمسة شيوخ.
وأعلى سند له في كتابه رباعي، كما تقدم، وقد ينزل إلى تسعة، وقد
يسوق حديثا أو أكثر من غير طريق المترجم له، وهو يتعلق به، وقد يثني على
المترجم له بقوله: " هو أرفع من روى عن فلان من الأصبهانيين، وقد
يتعرض لبيان عقيدة المترجم له أو ما رمي به.
وقد يحكم على الأحاديث التي يذكرها عن المترجم له بالغرابة أو النكارة أو
التحسين، بقوله: " ومن غرائب حديثه: ما حدثنا...، أو له مناكير، منها:
120

ما حدثنا، أو من حسان حديثه: ما حدثنا... "، فيسوق حديثا أو أكثر من هذا
القبيل.
وقد يسوق باسناد واحد أكثر من حديث.
وقد يجمع المتون المختلفة من الأحاديث إذا كان سندها واحدا، ويسوقها
مرة واحدة.
وقد يذكر أحيانا متن الحديث قبل سوق اسناده، وقد يعيده مع السند، وقد
لا يعيده.
وقد يسوق الاسناد بدون ذكر المتن، إذا كان متن الحديث مثل أو نحو
الحديث الذي سبق ذكره.
وقد يذكر أول الحديث فقط، وقد يلخص ويقتضب الحديث بعد سوق
إسناده، بقوله: قصة المسح، أو قصة الخوارج، أو: عن فلان في القنوت،
وهكذا.
وقد يبين المطلق في السند نادرا، كما ذكر في ت 239 في حديث رواه
من طريق شقيق، فقال: " شقيق هذا: هو البلخي الزاهد، لا نعلم له غير هذا
الحديث ".
وقد يبين العلل في الحديث، ويذكر الخطأ والصواب، كما أنه يبين
اختلاف الرواة في رفع الحديث أو وقفه، مع ذكر الراجح، وبيان تفرد الراوي
الذي تفرد برفعه، أو وقفه منبها أنه خالف الناس.
121

وغالبا ما يذكر مرتبة المترجم له جرحا وتعديلا، وقد ينقل أقوال الأئمة
النقاد في المترجم له جرحا وتعديلا، أولى الطبقة العاشرة والحادية عشرة
عناية فائقة، فذكر مراتبهم بالتفصيل، وذلك لأنه عاش معهم وعرفهم عن قرب،
ولذا توسع في تراجمهم واستقصى.
وثبت لي من خلال دراستي لهذا الكتاب أن المؤلف محتاط في استعمال
الألفاظ جرحا وتعديلا في الرواة، فترى راويا قد حكم عليه جملة من النقاد،
فقالوا: هو متروك، فيقول: كان يضعف، أو تكلموا فيه، أو متروك
الحديث.
بعض الملاحظات على المؤلف وكتابه
لا ينكر سعة علم المؤلف وفضله وغزارة حفظه، ولكنه مع ذلك يلاحظ
عليه أنه يسوق في سائر مؤلفاته الغث والسمين، والرطب واليابس، والصحيح
والسقيم، والواهيات، وقد فعل هذا في كتابه " الطبقات "، ولم ينبه على
ذلك.
وإلى هذا أشار الذهبي، فقال: " فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين
صاحب سنة واتباع، لولا ما يملا تصانيفه بالواهيات ".
وقد ذكر قصصا لا ينبغي أن يذكرها، كما ذكر في وصف خلقة فرعون،
وأخبارا عن الخنفساء في ترجمة الكسائي.
122

كما أنه يؤخذ عليه تركه عددا من مشاهير العلماء والأدباء، مثل سلمان أبي
عبد الله الأغر، مولى جهينة، أصله من أصبهان، تابعي، وداود بن علي
الظاهري، صاحب مذهب أهل الظاهر المتوفى سنة 270 ه‍ وابنه أبو بكر محمد
ابن داود بن علي المتوفى 297 ه‍ انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " (5 / 256 -
263). وأبي مسلم الخراساني عبد الرحمن بن مسلم المتوفى سنة 137 ه‍،
وكان من أدباء أصبهان. وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، المتوفى سنة
327 ه‍، وقد قدم أصبهان مرات، وأبي الفرج علي بن الحسين بن محمد
الأصفهاني، المتوفى سنة 356 ه‍. وسليمان بن أحمد اللخمي الطبراني،
صاحب المعاجم، وقد مكث في أصفهان ستين سنة يحدث بها إلى أن مات بها
سنة 360 ه‍.
وكذا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الأصبهاني، المتوفى سنة
360 ه‍. كان من الثقات.
وكذا مما يؤخذ عليه: إدخال بعض الصحابة في طبقة التابعين.
وثانيا: لم يذكر كل الصحابة الذين دخلوا أصبهان، كعتبة بن فرقد
وأهبان بن أوس الأسلمي مكلم الذئب، وأبي إبراهيم مولى أم سلمة وعتيقها،
والمرأة الصحابية التي ذكر سلمان الفارسي أنها سبقته إلى الاسلام، وهي
أصبهانية، وقيل:
123

وكذا عد بعضا من الصحابة الذين لم يشتركوا في فتح أصبهان منهم،
والصواب عدم اشتراكهم، بل عدم دخولهم أصفهان. والله أعلم.
وقد وهم في حديث أخرجه في ترجمة عبيد الله بن أبي بكرة، زاعما أنه
من حديثه، لأنه جاء في سند الحديث عن ابن أبي بكرة، فوهم فيه، وظن أن
ابن أبي بكرة هو عبيد الله بن أبي بكرة، والصحيح أن راوي الحديث هو مسلم
ابن أبي بكرة.
وأهمل أمورا استدركت بعضها، منها: قول المؤلف في ترجمة حبيب بن
الزبير إن أبا حاتم قال: " لا أعلم أحدا حدث عنه غير شعبة "، ولم يزد عليه
شيئا، مع أنه قد سمع منه أيضا عمر بن فروخ بياع الأقتاب، وعمارة،
وشريك.
وكذا استدركت عليه في قوله في شقيق البلخي بعد أن روى من طريقه
حديثا " لا نعلم له غير هذا الحديث "، وله أكثر من حديث.
وصف النسختين الخطيتين اللتين
اعتمدت عليهما في الاخراج
استطعت الحصول على نسختين مصورتين: الأولى مصورة عن نسخة في
المكتبة الظاهرية بدمشق، والأخرى من المكتبة الآصفية بحيدر آباد الهند،
وكلتاهما موجودتان بالمكتبة المركزية بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة،
الأولى: برقم عام 476، والثانية: برقم عام 873.
124

نسخة الظاهرية التي اعتمدت عليها في النسخ، هي بخط واضح،
نسخي قديم، قليل الأخطاء، وقلما تجد فيه طمسا أو بياضا، ولكنها مهملة
النقط في غالب الحروف، وهي ثلاثة أجزاء في 164 ورقة، وفي كل صفحة 21
سطرا وفي كل سطر 13 أو 14 كلمة تقريبا، ومقاسها 25 × 22 سم.
والنسخة كاملة، فقد صرح الناسخ في ختامها بقوله: اخر الكتاب،
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله، وبعد.
وابتدأت النسخة بالسماع للجزء الأول والثاني، وختمت بالسماع للجزء
الثالث، ثم السماعات لجميع أجزاء الكتاب.
ويوجد بهامشها تصحيحات ولحق، وكلاهما يثبت أن النسخة قرئت،
وقوبلت، واعتني بتصحيحها، واستدرك ما سقط منها، وقد أثبت كل ذلك في
هوامشها من بدئها إلى نهايتها، وقد وجد التصريح في مواضع بالهامش بلفظ،
بلغ معارضتها وفي آخر الكتاب، بقوله: " بلغ معارضتها بالأصل ".
فهذا يعطي الدليل على العناية بمقابلتها ومعارضتها على الأصل المنقول
منه.
وما ذكره فؤاد سزكين وبروكلمان أن هذا " قد يكون النصف الأول فقط "
179 ورقة.
وما ذكره الزركلي من أنها في جزئين، وكذا ما ذكر أستاذنا الدكتور أكرم
ضياء العمري أن أبا الشيخ جعل كتابه " طبقات المحدثين " إحدى عشرة
طبقة، ولكنه لم يذكر سوى عشر طبقات.
125

أثبت التحقيق أن كل هذه الأقوال متأثرة ببعضها، وقلد فيها المتأخر من
سبقه، فالنسخة كاملة كما ذكرت في ثلاثة أجزاء، مستوفية إحدى عشرة طبقة،
ولعل الوهم جاء من أن المؤلف قد خلط الطبقة العاشرة والحادية عشرة، وقد
صرح بذلك المؤلف بقوله: " الطبقة العاشرة والحادية عشرة مختلطتان لم
أفصلهما "، ولكن كل من تقدم فيما يظهر لي أنهم لم يطلعوا على تصريح
من السماعات.
أما النسخة الثانية: فهي نسخة الآصفية من الهند، وهي نسخة كاملة
أيضا، وتقع في 159 ورقة، وقد رقمت صفحاتها، فبلغت 318 صفحة، وفي
كل صفحة 22 سطرا، وفي كل سطر بين 14 أو 15 كلمة، ومقاسها
5، 27 × 25 سم، ورسم خطها فارسي، والناسخ خطاط جيد، ولكنه يبدو أنه
لا صلة له بالعلم، حيث حرف وصحف معظم النصوص، ولا تخلو صفحة من
أغلاط وتحريفات صريحة، وقد بين في آخر الجزء الأول سبب ذلك، فقال:
" انتهى هذا الجزء من نسخة قديمة، فمن رأى خللا فليحرره، ويعذر الناسخ،
لكون النسخة مهملة قديمة الكتابة، كما هي عليها أكثر الخطوط الصعبة ".
وأثبت بالمقارنة أن هذه النسخة فرع عن النسخة الظاهرية، فهي توافقها
موافقة تامة إلا ما يقع فيه الناسخ عادة من تحريف لبعض الكلمات، وسببها
ضعفه، أو عدم وضوحها بالأصل، فلذا لم أعتمد عليها كثيرا في تصحيح
النصوص، وإنما اعتمدت على " أخبار أصبهان " لأبي نعيم، " والحلية " في
ترجيح تصحيح النصوص وبيان الفروق، ومن مظان تخريج النصوص أيضا.
وقد أهمل الناسخ نقل السماعات في هذه النسخة، مع أنها موجودة ومثبتة
في نسخة الظاهرية، وقد وضع الشيخ أبو الوفا الأفغاني لهذه النسخة فهرسا
126

لأسماء المترجمين مرتبا على الحروف، وكذا آخر على " الطبقات "، جزاه الله
خيرا.
ولا شك أن اهتمام العلماء بسماع الكتاب، يعطي الدارس صورة
مطمئنة، تدل على العناية بالكتاب، وسلامة النقل، وكذا يستوثق بها في صحة
نسبة الكتاب إلى المؤلف، كما أنها قد تحدد تاريخ نسخ المخطوط عند إهمال
الناسخ التاريخ، فتوصلت من السماعات الموجودة على نسخة الظاهرية، أن
هذه النسخة قد نسخت في أوائل القرن السادس.
رواة طبقات المحدثين بأصبهان
1 - رواية أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني عنه.
2 - رواية أبي طاهر إسحاق بن أحمد بن جعفر الراشتيناني، وأبي الفضل
جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي عنه.
127

ورواية أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، عن أبي
طاهر الراشتيناني.
ورواية أبي المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين بن الاصفهبد،
عن جعفر الثقفي.
رواية شيخنا أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي،
عنهما سماع الفقير إلى الله تعالى، عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد
الرحمن العجمي.
128

السماعات الموجودة للجزء الأول والثاني
على وجه الورقة الأولى من نسخة الظاهرية
سمع علي جميع هذا الجزء فيه الأول والثاني من " طبقات المحدثين "
تأليف " أبي محمد بن حيان " بسماعي المنقول فيه، بقراءة الامام كمال الدين
أبي الفضل عباس بن بزوان بن طرخان الموصلي، صاحبه الامام العالم
شهاب الدين أبو صالح عبيد الله بن الفقيه، الامام العالم الأوحد، كمال
الدين أبي القاسم عمر بن عبد الرحيم بن العجمي.
وأبو الحسن علي بن فائد بن ماجد، وابن أخته، عمر بن مكي بن
محلي الجردجان، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أمية العدوي، وأبو عبد
الله محمد بن علي بن محمد أيدغدي، عرف بابن المؤيد الموصلي.
وأبو الحسن علي بن محمد بن العقاب الأسدي.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سلمان البغدادي، والعفيف أبو
الفضل جعفر بن أبي حامد بن سلمان الخازن، وأبو بكر طرخان بن بزوان
الموصلي، وأبو بكر بن معمر بن عمر الحظيري، ومحمد بن فلك سبردق بن
عبد الله الطاهري، وعلي ومحمد ابنا عبد الواحد بن علي بن غنام
الجرانيان، وإبراهيم بن عمر بن رضوان الموصلي، وآخرون، بفوات
129

أسمائهم على الأصل، فالجزء الأول في مجلسين: آخرهما، يوم السبت سابع
عشر من ذي الحجة والثاني في مجلسين آخرهما يوم الاثنين تاسع عشر ذي
الحجة من سنة خمس وثلاثين وستمائة، وكتب يوسف بن خليل.
130

تكرر السماع التالي
في آخر جميع الاجزاء الثلاثة
سمع جميع هذا الجزء على أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد
الكراني، بسماعه من أبي طاهر الراشتيناني، عن أبي القاسم بن أبي بكر
الذكواني، عن المصنف، بقراءة صاحبه أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد
الله الدمشقي وجماعة، منهم: أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم
ابن محمد الغزال، وهذا خطه.
وذلك في شهر جمادى الآخرة، سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
نقله مختصرا عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن العجمي.
131

راموز غلاف النسخة من الأصل وفيها اسم الكتاب والمؤلف
وسنده والسماعات للجزء الأول والثاني
132

رموز الصفحة الأولى من الأصل وفيها سند الكتاب وبدايته
133

راموز الصفحة الأخيرة من نسخة الأصل وفيها السماعات على النسخة
134

راموز غلاف النسخة أ - ه‍ وفيها اسم المؤلف واسم الكتاب وسنده
135

راموز الصفحة الأخيرة من نسخة آ - ه‍ وفيها ختام النسخة
136

منهج التحقيق
أ - اعتمدت في النسخ على نسخة الظاهرية، وعبرت عنها بالأصلف في
بيان الفروق، ورمزت للنسخة الآصفية الهندية ب‍: أ - ه‍.
وقابلت النسختين الخطيتين اللتين حصلت عليهما مقابلة دقيقة، وأثبت
المغايرة في الحاشية، ورجحت ما تعارض، وأشرت إلى ذلك في الحاشية،
واستعملت الحروف الأبجدية في بيان الفروق، وجعلتهما بعد انتهاء المتن
مباشرة، ووضعت بينهما خطا فاصلا.
ب - وثقت نصوص الكتاب بما جاء من النصوص المنقولة عن المؤلف،
ووجدت كثيرا منها عند أبي نعيم، التلميذ البارز للمؤلف في " أخبار أصبهان "،
وفي " الحلية ".
وأثبت الفرق في موضعه في الحواشي، كما قارنتها بالنصوص المنقولة
عند غير أبي نعيم، وثبت الاختلاف في الحاشية إن وجد.
ج - قارنت تراجم الرجال المترجمين عند المؤلف بالكتب المعنية بتراجم
الرجال، وذكرت أكثر المصادر التي ترجمت لهم عند بدء الترجمة في الحاشية
بعد بيان الفروق.
وبذلت الجهد في ضبط الأسماء، وتصحيح ما حرف وصحف منها.
د - وضعت رموز " التقريب "، و " التهذيب " قبل اسم المترجم له إذ كان
137

روى عنه أصحاب الستة في كتبهم، واعتمدت فيها على " التهذيب "،
و " التقريب "، وقابلت الرموز عند الاختلاف على " الميزان "، و " الكاشف "،
و " الخلاصة ".
ه‍ - رقمت للتراجم رقما تسلسليا، وجعلته على اليمين، ورقما داخل
الطبقة فجعلته فوق، ورقم الطبقة تحت، هكذا: 24 / 3)، فرقم
(أربعون) للتسلسل، ورقم (اثنان) هو الثاني من ترجم لهم داخل الطبقة،
ورقم (3) هو للطبقة، فيكون المترجم بهذا الرقم هو الأربعون من تسلسل
التراجم في الكتاب، وهو الثاني من الطبقة الثالثة.
و - خرجت الأحاديث ورقمتها، وطريقتي في تخريجها: هي أني أخرج
طريق المؤلف، وأدرس سنده، وأبين العلل إن وجدت فيه، وأثبت من وافقه في
التخريج بنفس طريقه، ثم التزمت الترتيب في الستة، هكذا: البخاري، ثم
مسلما، ثم أبا داود، ثم الترمذي، ثم النسائي، ثم ابن ماجة، واعتبرت ترتيب
غيرهم على الوفيات عند عدم الموافقة مع المؤلف، وتقديم المتابعات على
الشواهد، إلا إذا دعت ضرورة الاختصار، أو مصلحة أخرى يقتضيها النص أو
سياق الكلام.
ز - بينت موضع الآيات في القرآن بذكر اسم السورة ورقم الآية فيها.
ح‍ - خرجت الآثار، مع دراسة أسانيدها، والاشعار، والنصوص أيضا.
ط - شرحت المفردات اللغوية والجمل التي تحتاج إلى شرح وإيضاح.
ك - استدركت مواضع السقط أو البياض أو المطموس مع قلته من المصادر
الأخرى، كما أني أضفت بعض ما يقتضيه السياق، وزدت بعض العناوين، مع
الإشارة إلى ذلك في الحاشية، وجعلت ذلك كله بين معقوفتين، هكذا:
().
ل - حذفت ما وجدته مكررا بدون فائدة من الكلمات، أو التراجم مع
138

الإشارة إلى موضعه الأول في الحاشية.
م - تعقبت المؤلف فيما رأيت أنه خالف فيه الصواب، وأشرت إلى ذلك.
ن - استخدمت علامات الترقيم مقدار جهدي، وحصرت الآيات بين
قوسين، هكذا: ().
س - استعملت - للإحالة على ترجمة الراوي حرف " ت " وللإحالة على
الأحاديث حرف " ح " اختصارا، فكثيرا ما أقول تقدم في ت كذا و ح كذا.
أعني أنه تقدم في ترجمة كذا وحديث كذا.
وقد أنشأت للكتاب عدة فهارس تسهيلا لاستفادة القارئ.
139

شرح الرموز والمصطلحات
وضعت على الجهة اليمنى من اسم صاحب الترجمة - عند المؤلف - رموز
" التقريب " لابن حجر، إذا كان قد وردت له ترجمة فيه.
إليك شرح الرموز التي فيه.
خ - لمن أخرج له البخاري في " الصحيح ".
خت - لمن أخرج له البخاري في " الصحيح " معلقا.
بخ - لمن أخرج له البخاري في " الأدب المفرد ".
عخ - لمن أخرج له البخاري في " خلق أفعال العباد ".
ز - لمن أخرج له البخاري في " جزء القراءة ".
ي - لمن أخرج له البخاري في " رفع اليدين ".
م - لمن أخرج له مسلم في " صحيحه ".
د - لمن أخرج له أبو داود في " سننه ".
مد - لمن أخرج له أبو داود في " المراسيل ".
140

صد - لمن أخرج له أبو داود في " فضائل الأنصار ".
خد - لمن أخرج له أبو داود في " الناسخ ".
قد - لمن أخرج له أبو داود في " القدر ".
ف - لمن أخرج له أبو داود في " التفرد ".
ل - لم أخرج له أبو داود في " المسائل ".
كد - لمن أخرج له أبو داود في " مسند مالك ".
ت - لمن أخرج له الترمذي في " السنن ".
تم - لمن أخرج له الترمذي في " الشمائل ".
عس - لمن أخرج له النسائي في " مسند علي ".
كن - لمن أخرج له النسائي في " مسند مالك ".
ق - لمن أخرج له ابن ماجة القزويني في " السنن ".
فق - لمن أخرج له ابن ماجة القزويني في " التفسير ".
ع - لمن أخرج له الجماعة - أصحاب الستة.
4 - لمن أخرج له الأربعة سوى الشيخين.
وقد استعملت في خلال التحقيق بعض الرموز والمصطلحات، وهي
كالتالي:
" الأصل " أعني نسخة الظاهرية التي اعتمدت عليها في النسخ.
" ن - أ - ه‍ " أعني بها الآصفية الهندية.
واختصرت " فتح الباري " لابن حجر " بالفتح "، وقد تجد أحيانا بعده
141

حرف " ط - ح - أو ط - س "، أعني بالأول طبع الحلبي، وبالثاني السلفي،
و " تقريب التهذيب " " بالتقريب "، " وتهذيب التهذيب " " بالتهذيب "، و " شرح
النووي " بالنووي أحيانا، فأقول: " صحيح مسلم مع النووي "، " ومجمع
الزوائد " للهيثمي " بالمجمع "، و " ميزان الاعتدال " " بالميزان "، وهكذا،
وتجد في تراجم الرواة قولي: لم أعرفه، أقصد جهالة حاله.
ولتمييز المخطوطات من المطبوعات، جعلت رقم الجزء في المخطوطات
على اليسار، ورقم الصفحة على اليمين، عكس ما فعلته في المطبوعات.
وهذا ما أحببت أن أنبه عليه، والله الموفق...
وكذا في المترجمين، استعملت اصطلاح ابن حجر في طبقات الرواة في
" التقريب ".
142

طبقات المحدثين بأصبهان
والواردين عليها
لأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
المعروف بابي الشيخ الأنصاري
274 - 369 ه‍
رواية أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني عنه، رواية أبي طاهر
إسحاق بن أحمد بن جعفر الراشتيناني وأبي الفضل جعفر بن عبد الواحد بن
محمد الثقفي كليهما عنه.
رواية أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، عن أبي طاهر
الراشتيناني.
ورواية أبي المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين بن الاصفهبد عن
جعفر الثقفي.
رواية شيخنا أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي عنهما
سماع الفقير إلى الله تعالى عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن
ابن العجمي.
143

الجزء الأول
146

الحمد لله حق حمده وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم
كثيرا
أخبرنا شيخنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي
قال أبنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني قال أبنا أبو طاهر إسحاق
بن أحمد بن جعفر الراشتيناني قال شيخنا وابنا أبو المحاسن محمد بن
الحسن بن الحسين بن الاصفهبد وقال أبنا أبو الفضل جعفر بن عبد
الواحد الثقفي قالا أبنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني قال
أبنا الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ
رحمه الله قال هذا كتاب طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان
147

من الصحابة والتابعين ومن كان بها وقت فتحها إلى زماننا هذا مع ذكر كل من
تفرد به واحد منهم بذلك الحديث ولم يروه غيره بذلك الاسناد أو حديث من
حديثه وذكر أنسابهم وأساميهم وموتهم على ما روى لنا وذكر والله
الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل
وأول ما نذكر في كتابنا هذا ما روى لنا في فضل بلدنا من دعوة
إبراهيم الخليل عليه السلام وما قيل في ذلك
بيان ما ورد في فضل أصبهان
سمعت من حكى عن إبراهيم بن محمد النحوي قال خرج قوم من
أهل أصبهان إلى ذي الرياستين في حوائج لهم فقال ذو الرياستين من أين
أنتم قالوا من أهل أصبهان قال أنتم من الذين لا يزال فيهم ثلاثون رجلا
مستجابي الدعاء قالوا وكيف ذلك قال
148

إن نمروذ بن كنعان لما أراد أن يصعد إلى السماء كتب في البلدان
يدعوهم إلى محاربة رب العالمين فأجابوه كلهم إلا أهل أصبهان فحمل منهم
ثلاثين رجلا مقيدين فلما أن نظروا في وجه إبراهيم صلى الله عليه وسلم
آمنوا به فقال إبراهيم
اللهم اجعل أبدا بأصبهان ثلاثين رجلا تستجيب دعاءهم فلا يزال أبدا
بأصبهان ثلاثون رجلا يستجاب دعاؤهم
وحدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ثني أبو صالح محمد بن إسماعيل
قال ثنا محمد بن أيوب الضراب الأصبهاني قال ثنا نعيم بن حماد عن
رجل ذكره عن خصيب بن جحدر عن وهب بن منبه قال
لما تأبى نمروذ وجحد قدرة الرب عز وجل بعث إلى أهل النواحي
149

يحشرهم لمحاربة رب العزة فتفرقوا وصاروا في جبال أصبهان وقالوا كلا
لا نجحد قدرة الرب رب السماء فأنبت الله في تربتها الزعفران وألقى في
جبالها الشهد فبها سمى أصبهان أي وأصبه آن نه كه كافربند
قال إسحاق وحدثنا ماربين يوشع بن نون وذلك أنه يقال كان
يجول في الدنيا فدخل أصبهان فنزل الموضع الذي يدعى ماربين وإنما
سمى ماربين لأنهم بصروا بحية ارتفعت من الأرض فقيل ليوشع
ماربين أي انظر إلى الحية فسمى ماربين بها
حدثنا محمد بن محمد بن فورك قال ثنا علي بن عاصم قال ثنا
شاذة بن المسور قال ثنا نصير بن الأزهر قال ثنا أبو عبيد محمد بن
أحمد قال ثنا محمد بن يحيى الناجي قال وجدت في بعض الكتب عن
وهب بن منبه زعم بأن نمروذ بن كنعان كتب في البلاد يستمدهم لمحاربة ربه
تبارك وتعالى فأجابوه كلهم إلا أهل أصبهان فإنهم قالوا نحن لا طاقة لنا
150

بمحاربة رب العالمين أو قال رب السماء قال فشكر الله ذلك لهم
فطيب ماءهم وطيب فواكههم وطيب هواءهم
حدثنا علي بن رستم قال ثنا محمد بن برعورستة قال ثنا أبو
علي بن أخت خالد بن الحارث الهجيمي قال ثنا إسحاق بن حميد بن
أخي عروة فذكر نحوه
سمعت بعض أهل العلم يقول سار ذو القرنين في طلب ماء الحيوان
فطاف الدنيا بشرقها وغربها فأخذ على البر ثم رجع على البحر فبلغنا
والله أعلم أنه لم يدع مدينة إلا دخلها عنوة أو صلحا حتى انتهى إلى
أصبهان ودخل مدينتها فلم ينزل فيها وخرج عنها حتى بلغ بابها الشرقي ثم
دعا الفعلة فقال احفروا في هذا الموضع حفرة حتى تبلغوا إلى
الماء فحفروا خارج الباب حفرة حتى بلغوا الماء في ساعة وهو واقف على
دابته فقالوا قد بلغنا الماء فقال اكبسوها وردوا ما أخرجتم منها في
موضعه حتى تعيدوها كما كان ففعلوا ذلك فلم يرم ما أخرج واحتاج إلى
151

زيادة فقالوا أيها الملك قد رددنا ما حفرنا منه إلى الموضع فلم تستو
الحفرة ولا رجعت إلى ما كانت عليه فقال
هذه مدينة قحطية لا تخلو من قحط المطر والسعر الغالي ثم ارتحل
عنها من ساعته ومضى
وسمعت الطحان يحكى مرارا كثيرة قال قال لي بن
زغبه بمصر بلغني يا أهل أصبهان أن سهلكم زعفران وجبلكم
عسل ولكم في كل دار عين ماء عذب فقلت كذلك بلدنا فقال لا
أصدق هذا هذه الجنة بعينها
وذكر أن الحجاج بن يوسف ولى على أصبهان وهزاذ بن يزداد
152

الأنباري وكان بن عم لكاتبه فكتب في بعض أوقات مقامه بأصبهان إلى
الحجاج كتابا وصف فيه اختلال حال أصبهان ويسأله نظرا لهم ببعض
خراجهم فكتب إليه الحجاج بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني
استعملتك يا وهزاذ على أصبهان أوسع المملكة رقعة وعملا وأكثرها
خراجا بعد فارس والأهواز وأزكاها أرضا حشيشها الزعفران والورد
وجبالها الأثمد والفضة وأشجارها الجوز واللوز والكروم الكريمة والفواكه
العذبة طيرها عوامل العسل وماؤها فرات وخيلها الماذيانات الجياد
أنظف بلاد الله طعاما وألطفها شرابا وأصحها ترابا وأوفقها هواء وأرخصها
لحما وأطوعها أهلا وأكثرها صيدا فأنخت يا وهزاذ عليها بكلكل اضطر
أهلها إلى مسألتك ما سألت لهم لتفوز بما يوضع عنهم فإن كان ذلك باطلا ولا
أبعدك عن ظن السوء فسترد فتعلم وإن صدقت في بعضه فقد أخربت
البلد أتظن يا وهزاذ انا ننفذ لك ما موهة وسحبة من القول وقعدت تشير
علينا به فعظ يا وهزاذ على غرلة أير أبيك ومص بظر أمك
فأيم الله لتبعثن إلى بخراج أصبهان كله أو لأجعلنك طوابيق على أبواب
مدينتها فاختر لنفسك أوفق الامرين لها أو ذر والسلام
153

ووجد في كتاب الأوائل قال فانتفضوا بلاد المملكة وبقاعها فلم
يجدوا تحت أديم السماء بلدا أجمع لما طلبوا من الفنون التي يختارونها من
الأشياء من بقاع الأرض وبلدان الإقليم أصحها تربة وأقلها عفونة وأبعدها من
الزلازل والخسوف وأعلكها طينا وأبقاها على الدهر بناء فلم يجدوا تحت
أديم السماء بلدا أجمع لهذه الأوصاف من أصبهان ثم فتشوا عن بقاع هذا
البلد فلم يجدوا فيها أفضل من رستاق جي ولا وجدوا في رستاق جي
أجمع لما راموه من مدينة جي
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد ثنا عبد العزيز بن أبي
سلمة عن أسامة بن زيد عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال
لو لم أكن رجلا من قريش لأحببت أن أكون من أهل فارس أو من
أصبهان سمعت عبد الله بن عمر المذكر قال سمعت أبا العباس
الدقاق قال سمعت بعض المحدثين يقول دخل أيوب بن زياد
154

الأصبهاني على المأمون أمير المؤمنين فقال يا أيوب صف لي أصبهان
وأوجز فقال يا أمير المؤمنين هواؤها طيب وماؤها عذب وحشيشها
الزعفران وجبالها العسل غير أنها لا تخلو من خلال أربع جور
سلطان وغلاء السعر وقلة المطر وفقد مياه فأطرق المأمون ساعة
وبيده قضيب ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال يا أيوب لعل قراءها
منافقون ثناءها شربة خمور وتجارها مربون وفي أطرافها لا يصلون
ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان
' ذكروا أن بوادي أصبهان زرنروذ مفيض يسمى هنام ليس في الأرض
155

مفيض أعجب منه
وذلك أن الأودية الكبار مصبها إلى البحار ووادي زرنروذ ينصب في هذا
المفيض وهو ثمانية عشر فرسخا في فرسخين لا يرتفع الماء في حافاته عن
المقدار المعهود ولا ينقص أسرف المد أم قصد ويفرخ فيه طير الماء فأما
غير الطير فلا يقدر أن يقربه لأنه يغوص فيه حتى لا يرى منه شئ وبين يدي
هذا المفيض ميدان ممتد إلى كرمان كسطر ممدود لا يزيد عرضه على
عرض الميدان ينبت القلام والطرفاء في جانب منه جبل من طين
ممدود فزيادة مياه كرمان في أيام الربيع يكون من وادي زرنروذ وبقرية
دزيه من رستاق رويد شت رمال كأنها جبال لا تتحرك أصلا ولو دام هبوب
الرياح العاصفة عليها أياما ولا يدخل الزروع منها شئ وبقاشان في شق
دارم قرية قال لها هذا سكان من آبرون على نصف فرسخ فيها حصن
156

عليها خندق ويطيف بهذا الخندق رمال كالجبال سائلة تنتقل حوالي الخندق
من بقعة إلى بقعة ولا يدخل الخندق منها شئ ولا حبة واحدة فإن ذهب
إنسان فأخذ من هذا الرمل قبضة فرمى بها في هذا الخندق هبت من وقتها
ريح فرفعت ذلك الرمل في الهواء إلى فوق حتى تكسح أرض الخندق منه
وعلى هذه القرية صحراء يقال له فأس مسافتها فرسخ في فرسخ هي
بين هذه الرمال ومزدرع هذه القرية فيها سبيل هذا الصحراء في نتو
الرمل وفيها سبيل الخندق وفي هذا الصحراء أعجوبة أخرى وهي أن
مواشي هذه القرية تخرج إليها للرعي فتختلط السباع بها مقبلة من البر ولا
تتعرض لشئ منها ويدعي أهل هذه القرية ويشهد لهم بصدق دعواهم أهل
القرى المجاورة لهم أن ديكا في قريتهم استوحش منذ سنيات فعدل إلى هذا
الصحراء فبقي بها أربع سنين لا يتعرض له ثعلب ولا غيره فيدعي أهل هذه
القرية أنها مطلسمة وبقاشان من جانب أردها على عشرة فراسخ من
آبرون قرية يقال لها قالهر وفيها جبل جانب منه عين يرشح الماء رشحا
157

كرشح الأبدان للعرق من غير أن يسيل ذلك الندى أو يسقط إلى القرار فإذا
كان ماه تير روز تير منه من كل سنة اجتمع هناك أهل الرستاق وسائر الرساتيق
المصافية له ومع كل انسان آنية فيدنو الواحد بعد الواحد من ذلك الجبل
الندى ويقرعه بفهر في يده ويقول بالفارسية كلاما معناه بيدخت
أسقني من مائك فإني أريده لكذا وكذا ويذكر في خطابه العلة التي يريد
مداواتها فيجتمع ذلك الرشح من تلك الأماكن المتفرقة إلى مكان واحد
فيسيل قطرا في آنية المستشفى وكذلك من إلى جنبه ومن هو بالبعد منه
فتمتلئ تلك الأواني فيستشفون بذلك الماء طول سنتهم فيشفون
وبقاشان ثم قرية آبرون قناتها التي تسمى أسفذاب منها شرب أهل
آبرون وصحاريها والقرى التي حولها ومفيضها بقرية فين
158

فمن الخواص التي في هذه القناة أن من يلقى فيها الماء أمكنه
السير إلى أن ينتهي إلى موضع فيها محدود معروف عند أهل الناحية فإن رام
تجاوز ذلك الموضع لم يمكنه لانبهار يقع عليه وانتظام نفس يعتريه فإن لم
يرجع القهقري وقع صريعا
ومن خواصها أيضا أنه لم ينفق عليها في عمارتها قط درهم ولا
دخل إليها مذ كانت قناء فإن انهار فيها من جوانبها شئ قل أم كثر زاد
ماؤها
ولما ورد عمرو بن الليث أصبهان رام أن يطمها فجمع عليها أهل
الرستاق وكانوا يطرحون الكبس فيها أياما وكان الماء كل يوم يزيد ويصير
إلى الزيادة حتى رجعوا عنها عجزا منهم بها
ومن الخواص التي بأصبهان خرزات في قرى بعينها برستاقي
قاشان ورويدشت فإذا غشيت تلك القرى سحابة فيها برد أبرزوا تلك
159

الخرز وعلقوها من شرف الحصن فتنقشع السحابة عن القرية وعن
صحرائها من ساعتها وتسمى هذه الخرزة بالفارسية مهرة بزرك
ومن خواص أصبهان أن قرية من قرى أصبهان من رستاق قاشان يقال
لها قهروزذ بها نبات يبسط على وجه الأرض فيصير زجاجا أبيض
صافيا براقا وقد حمل ذلك الزجاج إلى كثير من الناس أقطاع مشكلة على
هيئات ضروب من النبات وأهل تلك الناحية يستعملون ذلك الزجاج في
ألوان من الأدوية
ومن خواص أصبهان مرج بقريتي جكاذه وجورجرد من
رستاق قهستان فيها حياة تنتشر في حافات ذلك المرج وعلى الطريق
الشارع طول الواحد منها ما بين الذراع إلى خمسة أذرع فيتلاعب
الصبيان بها ويلوونها على أيديهم وأبدانهم فلا تلسع
160

ومن خواص أصبهان برستاق قهستان معدن فضة ومعدن صفر
والفضة تخرج منها ثمانية مثاقيل وبرستاق التيمرة الكبرى معدن
فضة وبالتيمرة الصغرى معدن ذهب وآثار هذه المعادن وآبارها باقية
بادية للعيون وبرستاق الدار طسوج جانان في قرية يقال لها مائة دويبة
في خلقتها الخنفساء صغيرة في جرم ذباب تدب في الليلة المظلمة
فيتقد من ظهرها مثل السراج ومن أخذ واحدة منها ليلا فأبصرها نهارا
رأى لون ظهرها الذي يضئ شبيها بلون الطاووس خضرة في حمرة في
صفرة وتسمى هذه الدويبة براة
وفي هذه الناحية حجارة شبه السكر محبب الوجه يؤخذ منها
قطعتان ويضرب بعضها ببعض فتخرج النار من بينهما كما تخرج مما بين
الحجر والحديد ومن خواص أصبهان رستاق قاشان في قرية يقال لها
161

كرمند فيها معين يخرج منه ماء غزير ويسقى منه زروع القرية ويشربه
الناس والبهائم وما يفضل منه ينصب إلى جدول فيتحول حجارة
ومن خواصها كهف في جبل من رستاق قهستان بقرية يقال لها
فازة يقطر من قلته ماء فإذا استقر في الأرض تحول حجرا
ومن خواصها عين برستاق قهستان في موضع تسمى بوذم ينبع
منها ماء صاف مرئ لا يشربه من الناس والدواب شئ قد علق
العلق بحلقه إلا سقط من حلقه ومات مكانه
ومن خواصها الخشاية وهي شجرة تأخذ أغصانها من الهواء أكثر من
مقدار جريب أرض مستديرة ملتفة الأغصان مكتثرة الأوراق ظلها
أثخن من ظل الجبل وتحمل كل سنة خرائط مدورة مملوءة بقا
162

ومما لا يوجد منه إلا بأصبهان الجاوشير والسكنبيج
ومن خواص أصبهان عين بقرية قزائن من رستاق القامزاذ في
صحرائها يكون مستدراتها ثلاثة أرماح تبرز بالماء كل سنة في أيام الربيع سبعين
يوما محصاة فيخرج منها في مدة هذه الأيام السمك الذي ظهر بظهره عقر فإذا
تمت مدة هذه السبعين اليوم خرج من نقرة العين حية سوداء عظيمة فكما
تخرج تعود في مكانها وينقطع ذلك الماء فلا تراه العيون إلى السنة القابلة
وبرستاق القامزاذ ثم بطسوج الفيشو كان قرية يقال لها هناء
بين قرية سميرم وقلعة بن بهانزاذ إلى جانبها تل كبير كأنه صبيب
دراهم يقال له تل جم وذلك الصبيب هو دراهم من حجارة بيض
163

براقة إذا صبت في كيس وجد لها صليل كصليل الدراهم على وجهي
كل حجر دائرتان متجاورتان ويبلغ من كثرته أنه لو رام سلطان نقلها من مكان
إلى مكان يقرب منه بمائة جمل يوقر في كل يوم مرات لبقوا في نقلها
شهورا وهذا شئ لا خفاء به
وأعجوبة أخرى هناك وهو أن من سكن قلعة بن بهانزاذ في أيام الربيع يرى
طول ليلته نيرانا تشتعل من ذروة حيطان القلعة وإذا قرب منها لم يجدها
شيئا وكذلك يرون إذا نظر بعضهم إلى رؤوس بعض فكلما كان الربيع أكثر
أمطارا كانت تلك النار أكثر اشتعالا
وكانت ملوك الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها لطيب
هوائها ونمير مائها ونسيم تربتها والشاهد على ذلك ما هو موجود في
رواياتهم المودعة بطون الكتب فمن ذلك ما يأثره أهل بيت النوشجان
وإسحاق ابني عبد المسيح من أخبار جدهم المنتقل من أرض الروم إلى
أصبهان حتى استوطنها وتناسل بها
حدثني النوشجان عن عمه يعقوب النصراني أن فيروز بن يزد جرد
164

الملك كتب إلى ملك ملوك الروم قد نسيت اسمه يستهديه رجلا من
كبار حكمائه وحذاق أطبائه فأنفذ إليه رجلا اختاره من بلدان مملكته فلما وفد
عليه قال له أيها الحكيم إنما أنهضناك من أرضك إلى أرضنا لتختار لنا
من بلدان مملكتنا بلدا يصح فيه هذه الأركان الأربعة الكبار التي
بسلامتها يطول بقاء الحيوان وباعتدالها تصحب أجسام الحيوان الصحة
وتفارقها العلة يعني الأرض والماء والهواء والنار فقال أيها الملك
وكيف لي بإدراك ذلك فقال استقرئ بلدان مملكتنا وأي موضع وقع اختيارك
عليه فأقم به واكتب إلي منه لأتقدم في الزيادة في عمارته وأتحول إليه
فأجعله دار المملكة فانتدب الرومي لما أمره وطاف في بلدان المملكة
فوقع اختياره على أصبهان فأقام بها وكتب إلى الملك فيروز أني جلت في
مملكتك حتى انتهيت إلى بلد لا يشوب شيئا من أركانه فساد وقد نزلت
أنا منه فيما بين حصني قرية يوان فإن رأى الملك أن يقطعني ما بين
الحصنين من أرض يوان ويطلق لي بأن أبني فيها كنيسة ودارا فلما ورد
كتابه إلى فيروز أطلق له ما سأل فبنى بإزاء الحصنين من أرضي يوان
داره ورفع رقعتها في الموضع الذي فيه دار النوشجان وإسحاق من يوان إلى
الساعة وبنى بإزاء الحصن الآخر البيعة وبنى بالحصن الآخر موضع رقعة
165

المسجد الجامع اليوم لأنه كان في الأصل حصنان من حصون قرية
يوان ووقعت رقعة موضع البيعة عند المسجد الذي على طرف ميدان
سليمان وبناؤه باق إلى الساعة
وتقدم فيروز من فوره ذلك إلى آذرشابور بن آذرمانان الأصفهاني وكان
مقيما بالحضرة بالمبارزة إلى أصبهان لاتمام بناء سور مدينة جي وتغليق
أبوابها فلما استقر قباذ في المملكة أمر الرومي أن يختار له بلدا معتدل
الهواء في الأزمنة الأربعة المتوسطة في حال اللدونة والرطوبة واليبوسة
الذي نسيمة خفيف رقيق مضئ تستروح إليه القلوب وتنفسح له الابصار
ويختار له من الأحطاب أطنها صوتا وأطيبها رائحة الذي يلهب نيرانها صاف
وحرها متوسط ودخانها مع قلته عذي ويختار لهم من المياه الفرات
166

الزلال الصافي العذب الخفيف الوزن السريع الامتزاج بالحر والبرد
البعيد عن الينبوع المنحرف من الغرب إلى الشرق الشديد الجرية
الدائم الاقبال للمطالع فلا يشوبه طعم كريه ولا رائحة منكرة ولا غالب
البياض ولا ناصع الخضرة ولا أورق القتمة الطيب التربة وأن
يختار لهم من البلدان أطيبها تربة وأسطعها رائحة وأصفاها هواء وأنقاها
جوا وأزهرها كواكبا وأوضحها ضياء التي لا عيون الكبريت بقربها وإذا
احتفر فيها آبار لم يحتج إلى طمها القريبة اللينة المعتدلة الحر والبرد في
الأزمنة الأربعة لا قريبة من الفلك ولا بعيدة منه لا مرتفعة صعودا ولا منخفضة
هبوطا ولا متدانية ولا متباينة من البحار موازية لوسط الأرض وحيث يقل
فيها هبوب الرياح العواصف جازها نهر عظيم فوجدت أيها الملك أكثر هذه
الأوصاف التي يفوتها القليل منها في إيرانشهر وهو أصبهان
ووجدنا أخصب بقاع المملكة المملك عشرة مواضع
167

أصبهان وأرمينية وأذربيجان ودسنين وماه
دينار وماه نهاوند وماه كران وكرمان وقومس
168

وطبرستان
ووجدنا أخف بقاع مملكته ماء عشرة مواضع زرنرود أصبهان
ودجلة والفرات وماه سوران وعين بقرميسين وماه ذات
المطامير
169

وماه سبذان وماه جند يسابور وماه بلخ وماه سمرقند ومن
الدليل على ما ذكره الفرس أن أخف المياه ماء رزنروذ أن الموفق بعد وروده
أصبهان لم يشرب غير ماء رزنروذ وكان ينقل إليه مطبوخا إلى أن مات
ووجدنا أسرى بقاع مملكته فواكه سبع مواضع أصبهان والمدائن
170

وحلوان ماه سبدان نهاوند والري نيسابور
ووجدنا أقحط بقاع مملكته ميسان دشت ميسان كلبانية
بادرايا باكسايا ماه سبذان
ووجدنا أوبأ بقاع مملكته النوبندجان سابورخواست
171

جرجان حلوان برذعة إصطخر زنجان
ووجدنا أعقل أهل مملكته أصبهان فارس الري جرجان
همذان نهاوند ماه دينار الحيرة
ووجدنا أجهل أهل مملكته أصبهان الحيرة المدائن ماه دينار
نيسابور إصطخر الري طبرستان ونشوي
ووجدنا أمكن أهل مملكته ماسبذان مهرجان خوزستان
172

الري الرويان أذربيجان أرمينية الموصل شهرزور
والصامغان
ووجدنا أنصر أهل مملكته بالخراج أصبهان كسكر عبرتا
حلوان ماسبذان وهرمشير
ووجدنا أعلم أهل مملكته بالسلاح أصبهان مهذان الري
وسجستان
ووجدنا أبخل أهل مملكته مرو إصطخر دارابجرد
173

خوزستان ماسبذان دبيل ماه دينار وحلوان
ووجدنا أسفل أهل مملكته البنديجان بادرايا باكسايا بهندف
وفهور خوزستان
ووجدنا أقل أهل مملكته نظرا في العواقب طبرستان أرمينية
قومسن كوشان هراة كرمان ماه كران شهرزور
فلما نظر قباذ فيما تقدم من ذكر ما قاله من البلدان ميز ما بين المدائن إلى
نهر بلخ ومن النواحي كلها وعرف البقاع ومسح البلاد فلم يجد ترابا
أنزه ولا أعذب ماء ولا ألذ نسيما مما بين قرماسين إلى عقبة همذان فأنشأ
قرماسين وبنى فيها بناء لنفسه بناء معمدا على ألف كرم فلما فرغ له من
البناء قال كردم مان شاهان فسمى كرمانشاهان ثم عرب فقيل
قرماسين ومعناه قد بنيت مسكن الملوك
فلما ميز قباذ مملكته وعرف البقاع ومسح البلاد وعد الفراسخ نقل
174

الاشراف من فارس وخراسان وأصبهان والري وهمذان وماء نهاوند وماء دينار
فأسكنهم حافتي دجلة ثم أنزل من كان دون هؤلاء على النهروانات ثم
أنزل أهل الصناعات بطن جوخي وأنزل التجار هرمشير والأطباء جند
يسابور والحاكة السوس وتستر والحجامين بادرايا وباكسايا
ذكر بناء مدينة أصبهان وبانيها ومساحتها وقدرها
ذكر العلماء بذلك أنه بناها الإسكندر الرومي واستتمها كسرى أنوشيروان
175

على يدي آذرشابور ومساحتها ألفا جريب ويحيط بالمدينة
ألف قصبة تكون ستة آلاف ذراع وهو نصف فرسخ لان الفرسخ
اثنا عشر ألف ذراع وقطرها ثلاثمائة وعشرون قصبة وإذا ضربت نصف قطرها
في نصف استدارتها كان ثمانين ألف قصبة هو ألفا جريب
وفي سور المدينة مائة قصر وقد حجب عن السور الغار بطلسم
ومن باب خور إلى باب يهودية الصغرى ألف ومائة ذراع وبينهما ثمانية
وعشرون برجا ومنه إلى باب طيره ألف ومائة ذراع وبينهما ثلاثة
وعشرون برجا من هذا الباب إلى باب اسبنج ألف وثلاثمائة ذراع
وبينهما أربعة وعشرون برجا ومنه إلى باب خور ألف وأربعمائة ذراع
وبينهما خمسة وثلاثون برجا
176

ذكر طول مدينتها
حكي عن أبي عمرو بن حكيم قال يقال إن طول مدينة أصبهان ألف
وسبعمائة واثنتين وخمسين ذراعا في عرض ألف وخمسمائة ذراع يكون
ألفي ألف وستمائة وثمانية وعشرين ألف ذراع يكون بالدهقان ألف وثمان
مائة وخمسة وعشرون جريبا
ودوران المدينة سبعون ألف ومائة ذراع يكون ألفا ومئة وثلاثا وثمانين
قصبة وثلثا
مساحة مسجد الجامع بيهودية أصبهان
177

اثنا عشر جريبا وله سبعة وعشرون بابا وفيه تسعة وخمسون طاقا
وفيه من الأسطوانات مائتان وست وثمانون إسطوانة وطوله خمس مائة آجرة
وعرضه ثلاثمائة آجرة يكون مائة وخمسين ألف آجرة يسع كل أربعة آجرات
رجل يكون تسعة وثلاثين ألفا وخمس مائة رجل
ذكر فتوح أصبهان ومشاورة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسوله فيها وأجوبتهم
له وذكر المبعوثين إليها
حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو قال ثنا رسته عن عبد الرحمن بن
178

مهدي قال حدثني حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن علقمة بن
عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر بن الخطاب شاور الهمرمزان في
أصبهان وفارس وأذربيجان بأيهن يبدأ فقال له الهرمزان يا أمير
المؤمنين أصبهان الرأس وفارس وأذربيجان الجناحان فإن قطعت
إحدى الجناحين مال الرأس بالجناح وإن قطعت الرأس وقع الجناحان
فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن قائم يصلي فانتظره حتى
قضى صلاته ثم قال
179

إني مستعملك فقال أما جابيا فلا ولكن غازيا فقال عمر فإنك غاز
وسرحه وبعث إلى أهل الكوفة أن يمدوه فذهبوا ومه حذيفة بن
اليمان والزبير بن العوام والمغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس
وعمرو بن معد يكرب وابن عمر حتى أتوا نهاوند فأتاهم النعمان بن
مقرن وبينهم وبينه نهر فبعث إليهم المغيرة بن شعبة رسولا فذكر
القصة
180

حدثنا محمد بن عمر بن حفص قال ثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان
قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ثني النهاس بن قهم القيسي
عن القاسم بن عوف عن أبيه أو عن رجل عن السائب بن الأقرع
قال نبئ عمر بن الخطاب بزحف لم يزحف بمثله قط زحف لهم أهل
أصبهان وأهل ماه وأهل همذان وأهل الري وأهل قومس وأهل
أذربيجان وأهل نهاوند قال فجاء الخبر إلى عمر بن الخطاب فجمع
الناس وحمد الله وأثنى عليه وقال إنه قد زحف للمسلمين زحف لم
يزحف لهم بمثله قط فقوموا فتكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا فتفشغ بنا الأمور
فلا ندري بأيها نأخذ
قال فقام طلحة بن عبيد الله فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال أما بعد فهذا يوم له ما بعده من الأيام وأنت يا أمير المؤمنين أفضلنا
رأيا وأعلمنا ثم سكت ثم قام الزبير بن العوام فحمد الله وأثنى
عليه وتكلم بنحو من كلام صاحبه ثم جلس ثم قال عثمان بن عفان
181

فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام
وإني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك وبأهل الحجاز وبأهل
الشام وأهل العراق حتى تلقاهم بنفسك فإنك أبعد العرب صوتا
وأعظمهم منزلة ثم قام علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه
وقال أما بعد فهذا يوم له ما بعده من الأيام وإني لا أرى يا أمير المؤمنين ما
رأى هؤلاء أن تسير بنفسك ولا بأهل الحجاز ولا بأهل الشام ولا بأهل
العراق فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان والله أشد تغييرا لما أنكر ولكن
أرى أن تبعث إلى أهل الكوفة فتسير ثلثيهم وتدع في حفظ ذراريهم وجمع
جزيتهم وتبعث إلى أهل البصرة فيوروا ببعث فإن القوم إنما جاءوا بعبادة
الشيطان والله أشد تغييرا لما أنكر فقال أشيروا علي من أستعمل عليهم
قالوا يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك قال لاستعملن
عليهم رجلا يكون أول أسنة يلقاها اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع
إلى النعمان بن مقرن فليسر بثلثي أهل الكوفة ويدع ثلثا في حفظ ذراريهم
182

وجمع جزيتهم وليبعث إلى أهل البصرة فليوروا ببعث فإن قتل النعمان
فحذيفة فإن قتل حذيفة فجرير فإن قتل ذلك الجيش فلا أزيد وأنت
على ما أصابوا من الغنيمة فلا يرفعن إلي باطلا ولا يحبسن حقا عن أحد هو له
قال فأقبلت بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرن فسار بثلثي أهل الكوفة وترك
ثلثا في حفظ ذراريهم وجمع جزيتهم وبعث إلى أهل البصرة فوروا
ببعثهم ثم سار حتى التقوا بنهاوند فالتقوا يوم الأربعاء فكان في المجنبة
اليمنى انكشاف وثبتت المجنبة اليسرى وثبت الصف ثم التقوا يوم
الخميس فكان في المجنبة اليسرى انكشاف وثبتت المجنبة اليمنى وثبت
الصف ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل النعمان بن مقرن على بريذين له
أحوى قريب من الأرض يقف على كل أهل راية فيخطبهم ويحضهم
ويقول إن هؤلاء القوم قد أخطروا لكم خطرا وأخطرتم لهم خطرا عظيما
183

أخطروا لكم جواليق ورثة وأخطرتم لهم الاسلام وذراريكم فلا
أعرفن رجلا منكم وكل قرنه إلى قرن صاحبه فإن ذلك لؤم ولكن
شغل كل رجل منكم قرنه ثم إني هاز الدابة فيرم كل رجل من ضيعته
وتيسر ثم هاز الثانية فليقف كل رجل منكم موقفه ثم هازها الثالثة
فأحمل فاحملوا على بركة الله ولا يلتفتن منكم أحد قال فحملوا
فكان النعمان أول مقتول قال وأخذ حذيفة الراية ففتح الله لهم
قال وجمعت تلك المغانم فقسمتها بين المسلمين فلم أرفع باطلا ولم
احبس عن أحد حقا هو له قال ثم أتاني ذو العينين فقال إن كنز
184

النخيرجان في القلعة قال فصعدت فإذا بسفطين من جوهر لم أر
مثلهما قط فلم أرهما فيئا فأقسمهما بينهم ولم أجدهما بجزية قال ثم
أقبلت إلى عمر بن الخطاب وقد راث عليه الخبر وهو يتطوف المدينة
يسأل قال فأقبلت على راحلتي فلما رآني قال لي ويلك يا بن مليكة ما وراءك ويلك يا بن
مليكة ما عندك ويلك يا بن مليكة ماذا
جئتني به قلت يا أمير المؤمنين الذي تحب قال فلله الحمد قال
والله ما أتت علي ليلة منذ اندفعت من عندي أطول علي من هذه الليلة وما
جعلت النوم فيها إلا تقديرا قال قلت يا أمير المؤمنين انطلقت بكتابك
إلى النعمان بن مقرن فسار بثلثي أهل الكوفة وترك ثلثا في حفظ ذراريهم
وجمع جزيتهم وبعث إلى أهل البصرة فوروا ببعث ثم سار حتى التقوا
بنهاوند فالتقوا يوم الأربعاء فكان في المجنبة اليمنى انكشاف وثبتت
المجنبة اليسرى وثبت الصف ثم التقوا يوم الخميس فكان في المجنبة
اليسرى انكشاف وثبتت المجنبة اليمنى وثبت الصف ثم التقوا يوم
الجمعة فسار النعمان بن مقرن على برذون له أحوى قريب من الأرض يخطبهم
ويحضهم ويقول لهم ما فعل وقصصته فكان النعمان أول مقتول فقال
185

رحمه الله هي له الشهادة التي ساقه الله إليها وأكرمه بها قال ثم مه
قلت ثم أخذ حذيفة الراية ففتح الله لهم ثم لم يقتل أحد من المسلمين
أحد تعرفه قال لا أم لك ما تصنعون بمعرفة بن أم عمر لكن
يعرفهم من هو خير لهم منه معرفة من ساق إليهم الشهادة وأكرمهم بها قال
وجعل يبكي ويكررها ويحادر الدموع على خديه ولحيته حتى وددت أن الأرض
انشقت عني فسخت فيها ثم أقلع ولم يكد فقلت يا أمير المؤمنين قد
قسمت الفئ بينهم فلم أرفع باطلا ولم احبس حقا عن أحد هو له قال
فقام فقلت يا أمير المؤمنين رويدك إن لي إليك حاجة قال وما هي
أليس قد قسمت كما زعمت قلت بلى ولكن حاجة لا بد من أن تنظر فيها
قال فقعد فقلت إنه أتاني ذو العينين فأخبرني أن كنز النخيرجان في
القلعة فصعدت فوجدت هذين السفطين فلم أجدهما فيئا فأقسمهما
بينهم ولم أجدهما بجزية قال فبعث إلى علي بن أبي طالب وعثمان
186

وزيد فختموا عليه ثم وضعه في بيت الخزانة ثم ردني إلى الكوفة فلما
قدمتها إذا راكب قد أقبل يصوت كتاب من عمر إن كنت قاعدا فقم
ولا تقعد حتى تشد الراحلة بكورها ثم تقبل وإن كنت قائما فلا تقعد
حتى تشد الراحلة بكورها ثم تقبل قال ففعلت ثم أقبلت إليه فلما
رآني قال لي ويلك يا بن مليكة ماذا جئتني به يا بن مليكة ما صنعت
بي ويلك يا بن مليكة ماذا أوقعتني فيه قال قلت يا أمير المؤمنين انا
مثلك لا يقتل مثلي غما فما هو قال أخبرني خبر هذين السفطين
قلت والله ما أنا بزائدك على ما قلت لك شيئا ولا منقصك منه شيئا وإن
الحديث لكما حدثتك قال فويلك فوالله ما هو إلا أن اندفعت من عندي
فأوقد عليهما حتى صارا نارا فأخذت لأكوي بهما حتى عاهدتهم أن أردهما من
حيث جئ بهما فاذهب بهما إلى الكوفة فبعهما إن جاءنا بدرهم أو أقل من
ذلك أو أكثر واقسمه بينهم قال فأقبلت بهما إلى الكوفة فأتاني شاب من
قريش يقال له عمرو بن حريث فاشتراهما مني فأعطيته الذرية
187

والمقاتلة ثم انطلق بأحديهما إلى الحيرة فباعه بما اشتراها مني وكانت أول
لهوة مال أصابها
ذكر أحمد بن الحسن الأنصاري عن أحمد بن سعيد قال ثنا أبي
قال ثنا غياث بن إبراهيم قال ثنا مجالد عن الشعبي قال كتب عمر
بن الخطاب إلى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي أن يسر إلى فارس
بأهل البصرة إلى أصبهان وفيها يومئذ ملك من ملوك العجم يقال له
فاذوسبان الشيخ فسار فحاصره حصارا شديدا وخذل أهل
أصبهان ملكهم فلما رأى تخاذلهم قال الملك إني خارج ولاحق
بكرمان وبكرمان يومئذ خورد بن شيرويه فخرج إلى كرمان في ثلاثين فارسا
188

من أهل المدينة فأخبر عبد الله بن بديل فخرج في طلبهم فلحق
شيخا كبيرا فلما رآهم الفاذوسبان قال يا هذا لا تقتل أصحابي فإن أصحابي
لا يقع لهم سهم ولكن أبرز إلي فقال عبد الله بن بديل قد أنصفت فبرز
له الشيخ فحمل فقال له الملك هل لك في المعاودة فقال عبد الله نعم
فقال له الملك ما أحب أن أقاتلك إني أراك رجلا كاملا ولكن هل لك في
خير أن أرجع معك فأصالحك وأفتح لك المدينة على أن أعطيك الخراج وتحل
عني فقال نعم ففتح له المدينة على صلح فلم يزل عبد الله بن بديل
أميرا عليها عاملا لعمر حتى قتل واستخلف عثمان بن عفان وعزله عثمان
لأنه ضرب أخوين من بنى حنيفة في الخمر فماتا فبلغ ذلك خبرهما فكبر عليه
خبرهم فكتب إليه عثمان إن أصحاب رسول الله كانوا أعلم بالحدود منك
لا تلي لي عملا ابدا ثم عزله وأسلم إلى عبد الله بن علي بن يزيد
189

ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة ومن
التابعين طبقة طبقة نسأل الله السداد والرشاد وحسن التوفيق برحمته
190

الطبقة 1
ذكر أسامي الصحابة
الذين قدموا أصبهان
(1) خت 4 الحسن بن علي بن أبي طالب
فممن دخله فيما ثنا أبو بشر عن بعض مشايخه أن الحسن بن علي
بن أبي طالب وابن الزبير قدما غازيين إلى جرجان ويكنى الحسن بن
علي أبا محمد ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة
191

وتوفي سنة تسع وأربعين ودفن بالبقيع وصلى عليه سعيد بن العاص
قال أبو نعيم مات الحسن سنة ثمان وخمسين
192

وحدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر قال ثنا أبي وعمي قالا ثنا أبي
قال ثنا أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي كوفي قدم أصبهان قال ثنا
محمد بن عبد الوهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا زياد بن أيوب قال ثنا محمد بن
ربيعة عن المغيرة بن زياد عن بن أبي نجيح أن الحسن بن علي
رضي الله تعالى عنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وقد قاسم الله ماله
مرتين
193

حدثنا أبو القاسم البغوي قال ثنا علي بن الجعد قال ثنا فضيل بن
مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال للحسن بن علي اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه
194

(2) ع عبد الله بن الزبير بن العوام
و عبد الله بن الزبير يكنى أبا خبيب ويقال أبو بكر وأمه أسماء بنت
أبي بكر قتل بمكة سنة ثلاث وسبعين
وحدثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص قال ثنا أحمد بن عبد الله
195

بن يونس قال ثنا مندل عن سيف أبي الهذيل قال أقبلت مع
عبد الله بن عمر حتى إذ دنوت من جذع بن الزبير حدث به عنه فقال
لي ما هذا قلت جذع بن الزبير قال فأدنني منه قال فأدنيته فقال
رحمك الله فوالله ما علمت إن كنت لصواما قواما وإن أمة أنت أشرهم لامة
صدق
وحدثنا الحسين قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا أبو
المحياة عن أبيه قال دخلت مكة بعد ما قتل بن الزبير بثلاثة أيام وهو
196

مصلوب فجاءت أمه عوراء طويلة مكفوفة فقالت للحجاج أما آن
لهذا الراكب أن يبرك فقال الحجاج المنافق فقالت لا
والله ما كان منافقا إن كان لصواما قواما برا فقال انصرفي فقد خرفت
فقالت لا والله ما خرفت مذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن في ثقيف كذابا ومبيرا فاما الكذاب فقد رأيته يعنى
المختار وأما المبير فأنت
197

وحدثنا بن أبي الأحوص قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا أبو
معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال كان أهل الشام
يعيرون بن الزبير يقولون له يا بن ذات النطاقين فقالت له أسماء يا بني
انهم لا يعيرونك بالنطاقين وإنما كانت نطاقي شققته بنصفين فجعلته في سفرة
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما وأوكيت قربته بالأخرى قال
وكانوا بعد إذا عيروه بالنطاقين قال إنها ورب الكعبة
تلك شكاة ظاهر عنك عارها
198

أنبأنا أبو القاسم البغوي قال ثنا علي بن الجعد قال أنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عمن حدثه عن أبي بكر الصديق أنه طاف
بعبد الله بن الزبير في خرقة وهو أول مولود ولد في الاسلام
199

حدثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا أحمد الدورقي قال ثنا بهز بن
أسد عن يزيد بن إبراهيم عن عمرو بن دينار قال
200

كان بن الزبير إذا قام في الصلاة أرخى يديه فلقد جاء حجر منجنيق
فذهب طائفة من ثوبه فلم ينفتل
حدثنا حاجب قال ثنا أحمد الدورقي قال ثنا جرير عن منصور
عن مجاهد قال
كان بن الزبير إذا صلى كأنه عمود منصوب يعنى من الخشوع قال
وحدث أن أبا بكر كان كذلك
201

وحدثنا أبو العباس الجمال قال ثنا أبو صالح الطائي قال ثنا هشيم
قال أنا مغيرة عن قطن بن عبد الله قال رأيت بن الزبير وهو يواصل من
الجمعة إلى الجمعة فلما كان عند إفطاره من الليلة المقبلة من ليلة الجمعة
يدعو بقدح يقال له الغمر ثم يدعو بكعب من سمن ثم يأمر بلبن
فيحلب عليه ويدعو بشئ من صبر فيذره عليه ثم يشربه فأما اللبن
فيقيمه وأما السمن فيقطع عنه العطش وأما صبر فيفتق أمعاءه
202

(3) ع سلمان الفارسي
ومما زين الله به أصبهان وأهلها أن جعل سلمان الفارسي منها ورزقه
صحبة نبينا صلى الله عليه وسلم حتى قال فيه صلى الله عليه وسلم
سلمان منا أهل البيت
203

حدثنا بذلك أبو يعلى قال ثنا الحسن بن عمر بن شقيق قال ثنا
جعفر بن سليمان عن النضر بن حميد عن سعد الاسكاف عن أبي جعفر
محمد بن علي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
سلمان منا أهل البيت
204

وهو ما حدثنا محمد بن العباس بن أيوب قال ثنا الفضل بن
موسى ثنا محمد بن خالد بن عثمة عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن
عوف عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سلمان منا أهل البيت وإن الجنة تشتاق إلى أربعة
205

حدثنا بذلك أبو القاسم الرازي قال ثنا أبو زرعة قال ثنا أبو
نعيم ثنا الحسن بن صالح عن أبي ربيعة البصري عن الحسن عن
أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
206

وسئل علي عن سلمان فقال أوتي العلم الأول والآخر
أخبرناه إسحاق بن جميل قال أنا أحمد بن منيع قال ثنا أبو
أحمد عن مسعر عن عمرو بن مسرة عن أبي البختري قال سئل علي
عن سلمان
207

حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا أبو أيوب سليمان
208

قال ثنا بن وهب قال ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي
إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة الكلبي عن معاذ بن جبل رضي الله
تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سلمان عاشر
عشرة في الجنة
حدثنا محمد بن العباس قال ثنا أحمد بن عبد الجبار قال ثنا
يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة
عن محمود بن لبيد عن بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي قال كنت
رجلا من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي
دهقان أرضه وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا من ماله ولا ولده فما زال
به حبه إياي حتى أجلسني في البيت كما تجلس الجارية فاجتهدت في
المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها ساعة فكنت كذلك
لا اعلم من أمر الناس شيئا إلا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له وكانت له ضيعة
فيها بعض العمل فدعاني أبي فقال أي بني إنه قد شغلني ما نرى من بنياني
عن ضيعتي هذه ولا بد لي من إطلاعها فانطلق إليها فمرهم بكذا وكذا ولا
تحبس علي فإنك إن احتسبت علي شغلتني عن كل شئ فخرجت أريد
209

ضيعته فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها فقلت ما هذا
فقالوا هؤلاء النصارى يصلون فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم
فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس فبعث أبي في طلبي من كل وجه
حتى جئته حين أمسيت ولم اذهب إلى ضيعته فقال لي أبي يا بني أين
كنت ألم أكن قلت لك فقلت يا أبتاه مررت بأناس يقال لهم النصارى
فأعجبني كلامهم ودعاؤهم فجلست انظر إليهم كيف يفعلون فقال أي بني
دينك ودين آبائك خير من دينهم فقلت لا والله ما هو بخير من دينهم هؤلاء
قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون له ونحن إنما نعبد نارا نوقدها بأيدينا إذا
تركناها ماتت فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده فبعثت
إلى النصارى فقلت لهم أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه قالوا بالشام
قلت فإذا قدم عليكم من هناك ناس فآذوني به قالوا نفعل فقدم عليهم
ناس من تجارهم فبعثوا إلي أنه قدم علينا تجار من تجارنا فبعثت إليهم إذا
قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج فآذنوني به قالوا نفعل فلما قضوا حوائجهم
وأرادوا الرحيل بعثوا إلي بذلك فطرحت الحديد الذي في رجلي ولحقت
بهم فانطلقت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل من
هذا الدين قالوا الأسقف صاحب الكنيسة فجئته فقلت إني قد أحببت
أن أكون معك في كنيستك وأعبد الله معك فيها وأتعلم منك الخير قال
فكن معي فكنت معه وكان رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم
فيها فإذا جمعوها إليه اكتنزها ولم يعطها المساكين فأبغضته بغضا شديدا
لما رأيت من حاله فلم ينشب أن مات فلما جاؤوا ليدفنوه قلت لهم إن هذا
211

رجل سوء كان يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها حتى إذا جمعتموها إليه اكتنزها
ولم يعطها المساكين قالوا وما علامة ذلك قلت أنا أخرج لكم كنزه
قالوا فهاته فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوا ذلك
قالوا والله لا يدفن أبدا فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة وجاؤا برجل
آخر فجعلوه مكانه فلا والله يا بن عباس ما رأيت رجلا قط يصلى الخمس
أرى أنه أفضل منه أشد اجتهادا ولا أزهد في الدنيا ولا أدأب ليلا ولا نهارا منه
ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله حبه فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت يا
فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله وإني والله ما أحببت شيئا قط حبك فإلي
من تأمرني إلى من توصيني قال إني والله ما أعلمه إلا رجل بالموصل
فاته فإنك تجده على مثل حالي فلما مات وغيب لحقت بالموصل فأتيت
صاحبها فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا فقلت له يا
فلان إن فلانا أوصاني أن آتيك فأكون معك قال فأقم أي بني فأقمت عنده
على مثل أمر صحابه حتى حضرته الوفاة فقلت له إن فلانا قد أوصاني إليك
وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من قال والله ما أعلمه أي بني إلا رجلا
بنصيبين هو على مثل ما نحن عليه فالحق به فلما دفناه لحقت بالآخر
فقلت له إن فلانا أوصاني إليك قال فأقم يا بني فأقمت عنده على مثل حالهم
حتى حضرته الوفاة فقلت له يا فلان إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى وقد
كان فلان أوصاني إلى فلان وأوصى فلان إلى فلان وأوصاني فلان إليك
فإلي من قال والله أي بني ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلا رجلا
212

بعمورية من أرض الروم فإنه ستجده على ما كنا عليه فلما واريته خرجت
حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم فأقمت عنده
واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرا ثم حضرته الوفاة فقلت يا فلان إن فلانا
كان أوصاني إلى فلان فإلى من توصيني قال يا بني والله ما أعلمه بقي أحد على
مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم
مهاجرته بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل وإن فيه علامات لا
تخفى بين كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فلو استطعت أن
تخلص إلى تلك البلاد فافعل فإنه قد أظلك زمانه فلما واريناه أقمت حتى مر بي
رجال من تجار العرب من كلب فقلت لهم تحملوني معكم حتى تقدموا بي
أرض العرب وأعطيكم غنمي هذه وبقراتي هذه فأعطيتهم إياها وحملوني
حتى إذا جاوزوا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودي بوادي
القرى فوالله لقد رأيت النخل وطمعت ان يكون البلد الذي نعت لي صاحبي
وما حقت مني حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى فابتاعني
من صاحبي الذي كنت عنده فخرج بي حتى قدم المدينة فوالله ما هو إلا أن
رأيتها فعرفت نعتها فأقمت في رقي مع صاحبي فبعث الله رسوله بمكة لا
يذكر لي من أمره شئ مع ما أنا فيه من الرق حتى قدم رسول الله
213

صلى الله عليه وسلم قباء وأنا أعمل لصاحبي في نخل له فوالله إني لفيها
إذ جاءني عم له فقال فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن لفي قباء
مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي فوالله ما هو إلا أن سمعتها
وأخذتني العرواء يقول الرعدة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي
فنزلت أقول ما هذا الخبر ما هو فرفع مولاي يده فلطمني لطمة شديدة
فيقول فقال ما لك ولهذا أقبل قبل عملك فقلت لا شئ إنما
سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه فلما أمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته
فذهبت إلى رسول صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فقلت إنه بلغني أنك
رجل صالح وأن معك أصحابك غرباء وقد كان عندي شئ من الصدقة
214

فرأيتكم أحق مني بهذه فكل منه فأمسك يده فقال لأصحابه كلوا كلوا ولم يأكله
فقلت في نفسي هذه خلة مما وصف صاحبي ثم رجعت فتحول رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته فقلت إني
قد رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية وكرامة ليست بصدقة فأكل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يتتبع خياره وعلي شملتان لي وهو في
أصحابه فاستدرت أنظر إلى الخاتم في ظهره فلما رآني استدبرته عرف
أني قد استثبت شيئا قد وصف لي فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين
كتفيه كما وصف لي صاحبي فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال تحول يا سلمان
هكذا فتحولت فجلست بين يديه وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه
فحدثته يا بن عباس كما حدثتك فلما فرغت قلت يا رسول الله قد كاتبت
صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له وأربعين أوقية فأعانني أصحاب رسول
215

الله صلى الله عليه وسلم بالنخل ثلاثين ودية وعشرين ودية وعشر
كل رجل منهم على قدر ما عنده فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقر لها فإذا فرغت فآذني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي فقرها فأعانني
أصحابي يقول ففقرت لها حيث توضع حتى فرغنا منها ثم جئت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد فرغنا منها فخرج
معي حتى جاءها فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوي عليه فوالله الذي
بعثه بالحق ما ماتت منه ودية واحدة وبقيت على الدراهم فأتاه رجل من
بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أين الفارسي المسلم المكاتب فدعيت له فقال خذ هذه يا سلمان
فأدها عنك فقلت يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي
216

فقال إن الله سيؤديها عنك فوالذي نفس سلمان بيده لقد وزنت لهم
منها أربعين أوقية فأديت إليهم وعتق سلمان وكان الرق قد حبسني حتى فاتني
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد ثم عتقت فشهدت الخندق ثم
لم يفتني معه مشهد صلى الله عليه وسلم
217

حدثنا القاسم بن فورك قال ثنا عبد الله بن أبي زياد قال ثنا
سيار بن حاتم العنزي قال ثنا موسى بن سعيد الراسبي قال ثنا أبو
معاذ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمان الفارسي قال إني كنت
ممن ولد برامهرمز وبها نشأت وأما أبي فمن أهل أصبهان وكانت أمي لها
غني وعيش فأسلمتني أمي إلى الكتاب فكنت أنطلق مع غلمان من قريتنا إلى
أن دنا مني فراغ من كتاب الفارسية ولم يكن في الغلمان أكبر مني ولا
218

أطول وكان ثم جبل فيه كهف في طريقنا فمررت ذات يوم وحدي فإذا أنا
فيه برجل طويل عليه ثياب شعر نعلاه من شعر فأشار إلي فدنوت منه
فقال يا غلام تعرف عيسى بن مريم فقلت لا ولا سمعت به
فقال أتدري من عيسى بن مريم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن
بعيسى إنه رسول الله وبرسول يأتي من بعده اسمه أحمد أخرجه الله من
غم الدنيا إلى روح الآخرة ونعيمها قلت ما نعيم الآخرة قال نعيمها لا
يفنى وهوانها لا يفنى فرأيت الحلاوة والنور يخرج من شفتيه فعلقه
فؤادي وفارقت أصحابي وجعلت لا أذهب ولا أجئ إلا وحدي وكانت أمي
ترسلني إلى الكتاب فانقطع دونه وكان أول ما علمني شهادة أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن عيسى بن مريم رسول الله ومحمد صلى الله عليه
وسلم بعده رسول الله والايمان بالبعث بعد الموت فأعطيته ذلك وعلمني
القيام في الصلاة وكان يقول إذا قمت في الصلاة فاستقبلت القبلة فإن
احتوشتك النار فلا تلتفت وإن دعتك أمك وأبوك في الصلاة الفريضة لا
تلتفت إلا أن يدعوك رسول من رسل الله فإن دعاك وأنت في فريضة
فاقطعها فإنه لا يدعوك إلى بوحي من الله وأمرني بطول القنوت وزعم أن
عيسى بن مريم قال طول القنوت الأمان على الصراط وأمرني بطول
السجود وزعم أن ثواب طول السجود الأمان من عذاب القبر وقال لا تكونن
مازحا ولا حادا تسلم عليك ملائكة الله أجمعين وقال لا تعصين في
219

طبع ولا عبث حتى لا تحجب عن الجنة طرفة عين ثم قال إذا
أدركت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي يخرج من جبال
تهامة فآمن به واقرأ عليه السلام مني فإنه بلغني أن عيسى قال من
سلم على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رآه أو لم يره كان له محمد
صلى الله عليه وسلم شافعا ومصافحا فدخل حلاوة الإنجيل في صدري
وجعلت أزداد قوة فأقام في مكانه حولها ثم قال أي بني إنك قد أحببتني
وأحببتك وإنما قدمت بلادكم هذه أنه كان لي بها قريب فمات فأحببت أن
أكون قريبا من قبره أصلي عليه وأسلم عليه بما عظم الله علينا في الإنجيل
من حق القرابة قلت فما حق القرابة في الإنجيل قال يقول الله من
وصل قرابته فقد وصلني ومن قطع قرابته فقد قطعني وإنه قد بدا لي
الشخوص من هذا المكان فإن كنت تريد أن تصحبني فأنا طوع يديك
قال قلت عظمت حق القرابة وها هنا والدتي وقرابتي قال إن كنت تريد
أن تهاجر مهاجرة إبراهيم فذكر الحديث بطوله
220

حدثنا أبو بكر البزار قال ثنا عباس بن جعفر البغدادي قال
ثنا يحيى بن إسحاق قال ثنا شريك عن عبيد المكتب عن أبي
الطفيل عن سلمان قال
أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذه يصغرها بيده
221

ليؤدي مكاتبتي فصارت في يدي مثل هذه يعني فأضعفت فأديت مكاتبتي
حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك القطان قال ثنا بن حميد
قال ثنا عبد الله بن عبد القدوس قال ثنا عبيد المكتب عن أبي الطفيل
عن سلمان قال كنت رجلا من أهل جي وكانوا يعبدون الخيل البلق
وكنت أعلم انهم ليسوا على شئ فكنت أطلب الدين فذكر القصة بطولها
قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وحملت معي تمرا أزديا فوضعته
بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فأكل منها وقال كلوا ثم سألته
وأخبرته خبري فقال اذهب فاشتر نفسك فأتيت صاحبي فقلت بعني
نفسي فقال أبيعك نفسك بأن تغرس مائة نخلة فإذا نبتت أعطيتني وزن
نواة ذهب فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال النبي صلى الله
عليه وسلم أعطه ما شاء لك وانظر الشن الذي يسقي منه ذلك النخل
222

فجئني منه بدلو من ماء فابتعت منه لنفسي ثم جئت بدلو من ماء من الشن الذي
يسقي به النخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم صبه فيها فلما نبت
وحسن نباته أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لي بقطعة من ذهب فأتيت
بها إلى الرجل فوضعتها في كفة الميزان ثم وضع النواة في الجانب الآخر
فما استقلت من الأرض
حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب قال ثنا محمد بن الوليد
العسكري قال ثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا عباد بن العوام عن هارون
223

الأعور عن قتادة في قوله تعالى ومن عنده علم الكتاب قال سلمان
حدثنا محمد بن العباس قال ثنا يعقوب الدورقي قال ثنا معتمر بن
سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن سلمان قال كنا لا نفقه كلامه
من شدة عجمته وكان يسمى الخشب خشبان
حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج قال ثنا عبد الرحمن بن
224

أحمد بن عباد عبدوس قال ثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري قال ثنا وهب بن
كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي قال حدثتني أمي عن
225

أبي كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه عن جده
أن النبي صلى الله عليه وسلم أملي هذا الكتاب على علي بن أبي طالب
هذا ما فادى محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فدى سلمان
الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين
أوقية ذهبا فقد برئ محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم
لثمن سلمان الفارسي وولاؤه لمحمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأهل بيته فليس لأحد على سلمان سبيل
شهد على ذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي
طالب وحذيفة بن اليمان وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود
226

وبلال مولى أبي بكر وعبد الرحمن بن عوف وكتب علي بن أبي طالب
يوم الاثنين في جمادي الأولى مهاجر محمد صلى الله عليه وسلم
حدثني أبو بكر بن أحمد المؤدب وكان ممن يختلف ويجالسني
قال ثنا عبدوس بهذا الحديث سواء
قال عبد الله ذكر هذا الحديث لأبي بكر بن أبي داود فقال
227

لسلمان ثلاث بنات بنت بأصبهان وزعم جماعة أنهم من ولدها وابنتان
بمصر
وحدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا سعيد بن أبي زيدون
قال ثنا الفريابي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الحجاج الأزدي
قال لقيت سلمان بأصبهان وروى فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن
228

أبي الحجاج الأزدي قال لقيت سلمان بأصبهان وكان في قريته وسألته عن القدر
فقال أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك
وفي هذا الخبر دليل على أن سلمان قدم أصبهان في أيام عمر بن الخطاب
حدثنا إسحاق بن حكيم قال ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد عن
229

عبد الرزاق عن بن التيمي عن أبيه قال سمعت سلمان يذكر أنه تداوله
بضعة عشر ربا من رب إلى رب
وذكروا أنه مات بالمدائن سنة ثلاث وثلاثين
سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول سمعت العباس يقول لمحمد بن
النعمان يقول أهل العلم عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة
وذكر بعض من عني بهذا الشأن أن لسلمان رهطا من ولد أخيه ماها
230

ذر فروخ قد تفرقوا في البلدان فبمدينة شيراز من كور فارس جماعة
منهم زعيمهم رجل يقال له غسان بن زاذان بن شاذويه بن ماه بنداد بن ماها
ذو فروخ أخي سلمان بن بدخشان ومعهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم
بخط علي بن أبي طالب هو في يد غسان هذا مكتوب في أديم أبيض مختوم
بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم وخاتم أبي بكر وعلي رضي الله تعالى عنهما
وهذه نسخة العهد
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم سأله سلمان وصية بأخيه ماها ذر فروخ وأهل
بيته وعقبه من بعده ما تناسلوا من أسلم منهم وأقام على دينه
سلام الله أحمد إليك الذي أمرني أن أقول لا إله إلا الله وحده لا
231

شريك له أقولها وآخر الناس بها إن الخلق خلق الله والامر كله لله
خلقهم وأماتهم وهو ينشئهم وإليه المصير وإن كل أمر يزول
وكل شئ يبيد ويفني وكل نفس ذائقة الموت من آمن بالله
وبرسله كان له في الآخرة ترعة الفائزين ومن أقام على دينه تركناه ولا إكراه
في الدين هذا كتاب لأهل بيت سلمان أن لهم ذمة الله وذمتي على دمائهم
وأموالهم في الأرض التي يقيمون فيها سهلها وجبلها ومراعيها وعيونها غير
مظلومين ولا مضيق عليهم فمن قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين
والمؤمنات فعليه أن يحفظهم ويكرمهم ويبرهم ولا يتعرض لهم بالأذى
والمكروه وقد دفعت عنهم جز الناصية والجزية والحشر والعشر
وسائر المؤن والكلف ثم إن سألوكم فأعطوهم وإن استغاثوكم فأغيثوهم وإن
استجاروا بكم فأجيروهم وأن أساؤوا فاغفروا لهم وإن أسئ إليهم فامنعوا
عنهم ولهم أن يعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة في شهر
رجب ومائة في الأضحية فقد استحق سلمان ذلك منا لان الله تبارك وتعالى
فد فضل سلمان على كثير من المؤمنين وأنزل علي في الوحي أن الجنة إلى
سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة وهو ثقتي وأميني وتقي ونقي ناصح
لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وسلمان منا أهل البيت فلا
يخالفن أحد هذه الوصية فيما أمرت به من الحفظ والبر لأهل بيت سلمان
232

وذراريهم من أسلم منهم أو أقام على دينه ومن خالف هذه الوصية فقد
خالف الله ورسوله وعليه اللعنة إلى يوم الدين ومن أكرمهم فقد أكرمني
وله من الله الثواب ومن آذاهم فقد آذاني وأنا خصيمه يوم القيامة جزاؤه
جهنم وبرئت منه ذمتي والسلام عليكم
وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رجب سنة تسع من الهجرة وحضر أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة
والزبير وعبد الرحمن وسعد وسعيد وسلمان وأبو ذر وعمار وصهيب وبلال
233

والمقداد وجماعة أخر من المؤمنين
حدثنا محمد بن حمزة قال ثنا أحمد بن أبي خيثمة قال أنا مصعب
بن عبد الله قال سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله وهو من أهل رامهرمز
من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبوه دهقان أرضه وكان
على المجوسية ثم لحق بالنصارى رغب عن المجوس ثم صار إلى
المدينة وكان عبدا لرجل من اليهود فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم
مهاجرا إلى المدينة أتاه فأسلم وكاتب مولاه اليهودي فأعانه النبي صلى
234

الله عليه وسلم والمسلمون حتى عتق وتوفي في ولاية عثمان بن عفان
بالمدائن
حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال ثنا سهل بن عثمان قال ثنا بن
أبي زائدة عن إسرائيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال غزا
سلمان فقال دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا أهل الشرك فقال لهم إنما كنت رجلا منكم فهداني الله فإن أنتم
أسلمتم كان لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أبيتم تركتكم على دينكم
235

وأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون وإن أبيتم نابذتكم على سواء إن الله
لا يحب الخائنين
رواه زائدة عن عطاء فقال فيه قالوا ما الجزية قال درم
وخاكت بسر
236

(4) ع ذكر أبي موسى الأشعري
عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن
بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر
237

حدثنا بنسبه عمر بن أحمد بن إسحاق قال ثنا شباب توفي سنة
أربع وأربعين
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر مع سفينة جعفر بن
أبي طالب
وقيل له بن بأصبهان يقال إن اسمه موسى قتل بفتح
جاورسان
238

رواه محمد بن عاصم بن يحيى عن يسار بن سمير قال حدثني عتاب
بن زهير بن ثعلبة قال حدثني مرداس بن نمير عن أبيه قال
كنت من حرس عبد الله بن قيس حين قدم أصبهان فقام على شرف
الحصن علج فرمى ابنه بسهم فغرز السهم في عجزه فاستشهد وهو
ساجد وجزع عليه أبوه جزعا شديدا حتى أغمي عليه فأفاق وظفرنا
بالعلج فقتلناه ثم نزع عن ابنه الخف وصلى عليه ودفنه بكلمه وثيابه
وسوى قبره ووكل به جماعة يحفظون قبره حتى يأتيهم أمره
قال مرداس بن نمير عن أبيه قال كنت ممن حرس أبا موسى حين
قدم أصبهان في موضع فيه ماء وأشجار على شط وادي فكنا نحرس العسكر
239

في كل ليلة مائة نفس فرسان ورجالة
حدثنا أحمد بن علي بن الجارود قال ثنا أبو سعيد الأشج
قال ثنا حفص بن غياث عن بريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي
موسى قال قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم زمن خيبر ونفر من
الأشعريين بعدما افتتحها بثلاث فأسهم لهم مع الذين فتحوها
240

ذكر صلاة أبي موسى بأصبهان
حدثنا أحمد بن جعفر الجمال الرازي قال ثنا محمد بن مقاتل
قال ثنا حكام عن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن أبي العالية قال
صلى بنا أبو موسى الأشعري بأصبهان صلاة الخوف وما كان كثير خوف ليرينا
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام وكبر وكبر معه طائفة من
القوم وطائفة بإزاء العدو وعليهم السلاح فصلى بهم ركعة وانصرفوا
فقاموا
241

مقام إخوانهم فجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة الأخرى ثم
سلم فصلى كل قوم الركعة الباقية عليهم وحدانا
حدثنا الفتح بن إدريس قال ثنا حميد بن مسعدة قال ثنا يزيد بن
زريع عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية الرياحي أن أبا موسى الأشعري
وهو بالدار من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف وما بهم يومئذ من كبير
خوف ولكن أحب أن يعلمهم سنته وصلاته فصفهم صفين فتمت للامام
ركعتان في جماعة وللناس ركعة ركعة
242

ذكر ما حدث بأصبهان بعد افتتاحه
حدثنا الحسن بن علي بن يونس قال ثنا أبي قال ثنا أبو
داود قال ثنا أبو حرة وابن فضالة عن الحسن عن أسيد أحسبه
243

بن المتشمس قال أفلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان حين
افتتحناها فنزلنا منزلا فإذا بعقيلة جارية أم ولد أبي موسى فقال ألا رجل
يقوم فينزل كنته فقمت فأنزلتها ورجعت إلى مجلسي فقال الأشعري
ألا أحدثكم حديثا حدثناه محمد صلى الله عليه وسلم قلنا
بلى يرحمك الله فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين
يدي الساعة الهرج قلنا وما الهرج قال القتل قلنا للأشعري أكثر مما
نقتل فوالله إنا لنقتل في السنة أكثر من مائة ألف من المشركين فقال
إنه ليس بقتلكم المشركين ولكنه قتل يكون بينكم معشر الاسلام حتى
يقتل الرجل جاره وابن عمه ويقتل أخاه قال فأبلسنا حتى ما منا أحد
يبدي عن واضحة قال وجعل بعضنا ينظر في وجوه بعض من المودة التي
بيننا يومئذ إن الرجل ليفارق أخاه فيطول عليه ليلة حتى يلقاه لولا أنه يستحي
من الناس للثمه قال وعلمنا أن صاحبنا لم يكذبنا قلنا وفينا كتاب الله
قال نعم وفيكم كتاب الله قلنا واحدة نسألك عنها أخبرنا عن عقولنا
244

اليوم أهي معنا يومئذ قال لا إنه تنزع عقول عامة أهل الأرض ذلكم
الزمان ويخلف له هباء من الناس يرى أكثرهم أنهم على شئ وأيم
الله لقد خشيت أن يدركني وإياكم فإن أدركني وإياكم ما لنا مخرج فيها
عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج منها كما ولجنا فيها
قال الحسن يعنى سالمين
حدثنا أبو يعلى قال ثنا عبد الواحد بن غياث قال ثنا أبو
عوانة عن قتادة عن الحسن قال حدث أبو موسى وهو بالدار
245

بأصبهان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا سعيد بن أبي زيدون
قال ثنا آدم قال ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال غزونا مع أبي
موسى إلى أصبهان
246

وحدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي قال ثنا أبو
الربيع الزهراني قال ثنا الحارث بن عبيد الأيادي عن أبي عمران الجوني
قال بينما أبو موسى مصاف العدو بأصبهان فقال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول
إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف
فقام إليه شاب قد خرق الظهور كمي مباه فقال كيف قلت فأعاد
عليه الحديث فالتفت إلى أصحابه فسلم عليهم ثم دخل تحتها
247

ذكر أبناء أبي موسى الأشعري
وكان لأبي موسى الأشعري خمسة من البنين
إبراهيم وأبو بردة وأبو بكر وموسى ومحمد بنو
أبي موسى وأبو بردة أكثرهم رواية عن أبي موسى وروى أبو بردة عن
علي بن أبي طالب وابن عمر وعائشة ومعاوية
فأما إبراهيم بن أبي موسى فروى عنه الشعبي وعمارة بن عمير
248

حدثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا أبو كريب قال ثنا أبو أسامة
قال ثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال
ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم
وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي
أخبرنا عبد الغفار الحمصي قال ثنا المسيب بن واضح قال ثنا
249

محمد الثقفي عن أبي العلاء عن بن حلبس عن أبي إدريس عن أبي
موسى الأشعري أنه صام حتى صار كأنه خلال فقيل له يا أبا موسى لو
أجممت نفسك قال إجمامها أريد أرأيتم السوابق من الخيل ليس
تضمر قال وكان إذا خرج من بيته يلتفت إلى أم موسى فيقول يا أم
موسى شدي رحلك فإنه ليس على جسر جهنم معبرة
250

(5) ع رافع بن خديج الأنصاري
قدم أصبهان في خلافة عمر فأصاب بها عشرة أعبد
وحدثناه محمد بن عبد الله بن رستة قال ثنا عبد الله بن عمران
قال ثنا أبو داود قال ثنا صيفي بن سالم عن عبد الحميد الأنصاري
251

عن جدته قالت لما حصر عثمان عطش فقال وا عطشاه فقام رافع بن
خديج هو وابناه عبد الله وعبيد الله وغلمان أصابهم بأصبهان حين
فتحوها فتسلح وتسلحوا فقال والله لا أرجع حتى أصل إليه
حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا عمرو بن علي
قال مات رافع بن خديج سنة أربع وسبعين ومات قبل بن عمر شهده بن
252

عمر (6) ع عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم أصبهان
رواه جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي إسحاق قال خرج
الناس منهم عبد الله بن أبي أرقم وزيد بن أرقم وأميرهم عبد الله بن يزيد
253

ورواه سفيان عن منصور والأعمش عن موسى بن عبد الله بن
يزيد قال خرج مملوك لنا إلى أصبهان ومعه أربعة آلاف درهم
فمات وخلف عشرين ألفا فخرج أبي ليحمله فقيل إنه كان يقارف
الربا فأخذ أبي الأربعة الآلاف وترك الباقي
254

(7) عبد الله بن عامر
بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
يكنى بأبي عبد الرحمن وابنه عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز
وكان عثمان ولى عبد الله بن عامر البصرة وسار منها إلى أصبهان غازيا
وعلى مقدمته عبد الله بن بديل فأتى أصبهان وخلف على البصرة زيادا
فصالحه أهل أصبهان أن يؤدوا إليه كما يؤدي أهل فارس
وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم و عبد الله بن عامر بن ثلاث
عشرة سنة
255

روى شباب العصفري قال ثنا الوليد بن هشام بن قحذم عن أبيه
عن جده عن الحسن قال قال أبو موسى الأشعري
يقدم عليكم غلام كريم الجدات والعمات قال فقدم علينا عبد الله بن
عامر وهو بن أربع وعشرين سنة قال
فغزا أصبهان وعلى مقدمته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي
وقد روى عبد الله بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
256

أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال ثنا مصعب بن عبد الله
الزبيري قال ثنا أبي عن مصعب بن ثابت عن حنظلة بن قيس الزرقي
عن عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عامر بن كريز أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد
257

ومن ولده سعيد بن عثمان بن عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر
الكريزي
قدم أصبهان وحدث بها وحدثنا عنه يوسف بن محمد المؤذن يروي
عن حفص بن غياث وابن إدريس وأبي معاوية ويحيى القطان
نخرج حديثه في موضعه
258

(8) بديل بن عامر بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد
العزي بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي
ذكر علي بن مجاهد قال افتتحت أصبهان في خلافة عمر سنة إحدى
وعشرين لما قتل النعمان بنهاوند وولي حذيفة وفتح الله على يده
بعد حذيفة الجبل فبعث بديل بن ورقاء ومجاشع بن مسعود
259

فتوجها نحو أصبهان فعدلا عن مدينتها فأخذ بديل إلى الطبسين
وفتحهما ثم خرج يريد قهستان من أرض خراسان وأقبل مجاشع إلى
قاشان ففتح القاشانين وأتى حصن أبروذ فحاصر من فيه فقتل
المقاتلة وسبى الذرية وكان أبو موسى أمير البصرة فخرج أبو موسى يريد ما
يليه من الأرض فوافى أبو موسى من قبل الأهواز يريد أصبهان وسار
مجاشع فنزل الراوند جرم قاشان فصالحهم ومضى حتى نزل شق
التيمرة فصالحهم وسار أبو موسى حتى نزل بجبال جي مدينة أصبهان فنزل
على فرسخ منها بمكان يقال له دارك فحصر أهلها وقتل وبلغ ذلك
أهل جي فصالحوا على نصف جي وفتح أبو موسى نصفها عنوة وصلى أبو
موسى بأصبهان صلاة الخوف وقتل بديل بن ورقاء يوم الصفين سنة سبع وثلاثين
262

وبديل هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ينادي أيام منى
أنها أيام أكل وشرب
حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب قال ثنا محمد بن
إسماعيل الأحمسي قال ثنا مفضل بن صالح قال ثنا عمرو بن دينار عن
بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بديل بن ورقاء يعني أيام
التشريق أن لا تصوموا في هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب
263

حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال ثنا هشام بن عمار قال
ثنا شعيب بن إسحاق قال ثنا بن جريج عن محمد بن يحيى عن أم
الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل
أورق بمنى يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن صوم هذه
الأيام ويقول إنها أيام أكل وشرب
265

(9) خ م د ق مجاشع بن مسعود السلمي
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله أخ يقال له مجالد بن مسعود
وقتل مجاشع يوم الجمل سنة ست وثلاثين ودفن في داره في بني سدوس
بالبصرة وهو من المهاجرين وله روايات
حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا أبو كامل الفضيل بن
266

الحسين قال ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير قال قيل لمجاشع
بن مسعود ألا تختط قال ليس بهذا أمرنا ولا لهذا بعثنا أمرنا أن نقاتل
أهل الحرب ثم يكونوا لنا قوة
حدثنا الحسن بن علي بن يونس قال ثنا أبي قال ثنا أبو داود
قال ثنا قرة عن الحسن قال قيل لمجاشع بن مسعود السلمي لما قدم
البصرة ألا تختط قال ما لهذا هاجرنا
267

حدثنا عبدان قال ثنا إسحاق بن الضيف قال ثنا روح عن
قرة عن الحسن قال قال الناس لمجاشع بن مسعود ألا تختط
فقال والله ما لهذا هاجرنا
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك قال ثنا المخرمي قال
ثنا أبو عامر قال ثنا قرة بن خالد عن مجاشع بن عبد الملك بن مجاشع
268

قال جاء مجاشع بأخيه مجالد زمن الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله هذا مجالد يبايع على الهجرة فأعرض عنه ثم قال
أين الذي جاء يبايع على الهجرة
قال مجالد أنا يا رسول الله قال أما الهجرة فقد مضت ولكن
الجهاد والعمل الصالح وكان مجالد يشهد على نفسه بهذا بالبصرة
269

1) خ م س وعائذ بن عمرو المزني
وهو بن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن ربيد بن عدي بن
عامر وأخوه رافع بن عمرو وهم من مزينة
ذكر محمد بن عاصم عن يسار بن سمير قال ثنا عتاب بن زهير بن
ثعلبة قال ثني مرداس عن أبيه قال خرج أبو موسى الأشعري من
أصبهان وولى عائذ بن عمرو المزني في جماعة من أهل الكوفة وأهل البصرة
وعائذ بن عمرو أخو رافع بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله
270

عليه وسلم مات بالبصرة وقبره في شارع المربد عند المنارة ومات عائذ
في ولاية عبيد الله بن زياد يكنى أبا هبيرة
أخبرنا أبو يعلى قال ثنا شيبان قال ثنا جرير بن حازم قال ثنا
الحسن أن عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد
وحدثنا محمد بن يحيى قال ثنا بندار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا
قرة بن خالد قال سمعت الحسن قال قال عائذ بن عمرو لابن زياد أيها
الأمير إن شر الرعاء الحطمة فانظر أن لا تكون منهم فقال اسكت إنما
271

أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال وكانت لهم
نخالة
272

(11) الرب عز وجل النابغة الجعدي
واسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن عامر
بن صعصعة وهو الشاعر يكنى أبا ليلى
وقدم أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف بن أصرم وكان
سيره معاوية إلى أصبهان وكان الحارث واليا عليها من قبل علي ثم من قبل
معاوية ومات النابغة بأصبهان وله غير حديث
273

وحدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إسماعيل بن عبد
الله بن زرارة قال ثنا يعلى بن الأشدق العقيلي قال سمعت نابغة بن
جعدة يقول أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته
بلغنا السماء مجدنا وثراؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال إلى أين المظهر يا أبا ليلى
فقلت إلى الجنة فقال أجل إن شاء الله
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الامر أصدرا
274

فقال صلى الله عليه وسلم
لا يفضض الله فاك قال فلقد رأيته وقد أتى عليه مائة سنة ونيف وما
سقط له سن
275

حدثنا أبو العباس البزار قال ثنا داود بن رشيد قال سمعت
يعلى بن الأشدق قال سمعت النابغة يقول أنشدت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكر مثله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجدت لا
يفضض الله فاك
276

(12) 4 ومخنف بن سليم بن الحارث
بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول
بن سعد
ولاه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أصبهان بعدما هلك يزيد بن
قيس
حدثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا محمد بن
العلاء أبو كريب قال ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال
277

سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو قال كان علي بن أبي طالب استعمل يزيد
بن قيس على الري ثم استعمل مخنف بن سليم على أصبهان
واستعمل على أصبهان عمرو بن سلمة فلما انفتل عمرو بن سلمة
عرض له الخوارج فتحصن في حلوان ومعه الخراج والهدية فلما
انصرف عنه الخوارج أقبل بالهدية وخلف الخراج بحلوان فلما قدم عمرو
بن سلمة على علي رضي الله تعالى عنه أمره فليضعها في الرحبة ويضع عليها
أمناءه حتى يقسمها بين المسلمين فبعثت إليه أم كلثوم بنت علي أرسل
278

إلينا من هذا العسل الذي معك فبعث إليها بزقين من
عسل وزقين من سمن فلما أن خرج علي إلى الصلاة عدها فوجدها تنقص زقين فدعاه
فسأله عنهما فقال يا أمير المؤمنين لا تسألني عنهما ثم تأتي بزقين
مكانهما قال عزمت عليك لتخبرني ما قضيتهما
قال بعثت إلي أم كلثوم فأرسلت بهما إليها قال أمرتك أن تقسم فئ
المسلمين بينهم ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردي الزقين فأتي بهما مع ما
نقص منهما فبعث إلى التجار قوموهما مملوءتين وناقصتين فوجدوا فيهما
نقص ثلاثة دراهم وشيئا فأرسل إليها أن أرسلي إلينا بالدراهم ثم أمر بالزقاق
فقسمت بين المسلمين
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا لم يرو غيره
حدثنا أبو يعلى قال ثنا غسان بن الربيع عن ثابت بن يزيد
279

عن بن عون عن أبي رملة عن مخنف بن سليم قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم
على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة وأبو رملة اسمه
عامر
280

وأخبرنا حامد بن شعيب قال ثنا سريج بن يونس قال ثنا
بن عليه عن بن عون عن أبي رملة عن مخنف بن سليم أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال بعرفة
يا أيها الناس إن على كل أهل بيت أضحية وعتيرة
281

حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة قال ثنا سعيد بن عنبسة
قال ثنا بن علية ومعاذ بن معاذ عن بن عون قال ثنا أبو رملة عن
مخنف بن سليم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن على
كل مسلم في كل عام أضحية وعتيرة
282

(13) وخالد بن غلاب الطائفي القرشي
من عمال عثمان على أصبهان وهو جد الغلابيين الذين هم بالبصرة
وفيما كتب إلي محمد بن عبدان إجازة قال ثنا الأحوص بن المفضل بن
غسان بن خالد بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب قال ثني محمد بن
غسان قال ثني خالد بن عمرو عن أبيه عمرو بن معاوية عن أبيه معاوية
283

بن عمرو عن أيه عمرو بن خالد قال
لما حصر الناس عثمان بن عفان خرج أبي يريد نصره وكان يتولى
أصبهان فخرج من أصبهان فاتصل به قتله فانصرف إلى منزله بالطائف
وقدمت في ثقل أبي فصادفت وقعة الجمل فسمعت قوما من أهل
الكوفة يقولون إن أمير المؤمنين يقسم فينا نساءهم فأتيت الأحنف
فقلت
يا أعرابي سمعت كذا وكذا فقال امض بنا إلى أمير المؤمنين فدخلنا
على علي بن أبي طالب فقال إن بن أخي أخبرني كذا وكذا فقال معاذ
الله يا أحنف ثم قال من هذا قال عمرو بن خالد قال بن غلاب
قال نعم قال أشهد لرأيت أباه بين يدي رسول الله صلى الله عليه
وسلم وذكر الفتن فقال يا رسول الله أدع الله أن يكفيني الفتن فقال
اللهم اكفه الفتن ما ظهر منها وما بطن
وقيل في ذلك
كفي فتن الدنيا بدعوة أحمد ففاز بها في الناس ما ناله خسر
284

ظواهرها جمعا وباطنها معا فصح له في أمره السر والجهر
رواه علي المرتضى عن محمد ففي مثل هذا ما يطيب به النشر
ومن ولده معاوية بن عمرو بن غلاب وغلاب امرأة ومحمد بن غسان
وغسان بن الفضل والمفضل بن غسان الغلابي
285

(14) وحممة الدوسي
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات بأصبهان مبطونا
حدثنا أبو بكر الجارودي وأبو عبد الرحمن المقرئ قال ثنا
يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو عوانة عن داود الأودي
286

عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن حممة رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم غزا أصبهان مع الأشعري وفتحت أصبهان في زمن عمر
فقال اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك اللهم إن كان صادقا فاعزم له
بصدقه وإن كان كاذبا فاحمل عليه وإن كره اللهم لا ترجع حممة من سفره
هذا فمات بأصبهان فقام الأشعري فقال يا أيها الناس إنا والله ما
287

سمعنا فما سمعنا من نبيكم صلى الله عليه وسلم ولا مبلغ علمنا إلا أن
حممة شهيد
288

(15) عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري
من عمال عمر
وذكر محمد بن عاصم عن أبي الحسن بن حمويه قال حدثني أبي
قال ثنا عبد الله بن مصعب بن الزبير قال لما قدم عمار الكوفة كتب
عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان أن سر إلى أصبهان فخرج
حتى لحق بأصبهان وكان أول من لقي الاستندار فقتله وسمي ذلك
الرستاق رستاق الشيخ
289

قال أهل التاريخ عبد الله بن عبد الله بن عتبان أنصاري من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كتب الصلح بينه وبين أهل مدينة
جي
قال محمد بن عاصم حدثني بن أخي هناد عن شعيب بن إبراهيم
عن سيف عن محمد والمهلب وطلحة وعمر وسعد قال لما رأى عمر
بن الخطاب يبعث عليه في كل عام حربا وجه الامراء من أهل البصرة بعد
فتح نهاوند
وكان بين عمل عمار بن ياسر أميران أحدهما عبد الله بن عبد الله بن
290

عتبان وفي زمانه كانت وقعة نهاوند وزياد بن حنظلة وكان من المهاجرين
فعمل قليلا واستعفى فأعفي وولي عمار بن ياسر بعد زياد وكان مكانه وأمد
أهل البصرة بعبد الله بن عبد الله وأمد أهل الكوفة بأبي موسى وبعث إلى
عبد الله بلواء وأمره أن يسير إلى أصبهان وكان شجاعا بطلا من وجوه الصحابة
من وجوه الأنصار فخرج ومعه من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له
من أصبهان فاقتتلوا قتالا شديدا ودعا الشيخ إلى البراز فبرز له عبد الله بن
ورقاء فقتله وانهزم أهل أصبهان فسار الاستندار إلى الصلح ودخل أبو
موسى و عبد الله مدينة جي وكتب بذلك إلى عمر واغتبط وقدم كتاب عمر
إلى عبد الله أن سر حتى تقدم على سهل بن عدي فتجامعه على قتال من
بكرمان فخرج واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع وهذا كتاب
الصلح
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله للفاذوسفان وأهل
أصبهان وحواليها
أنكم آمنون ما أديتم الجزية وعليكم الجزية على قدر طاقتكم في كل
سنة تؤدونها إلى الذي يلي بلادكم على كل حالم ودلالة المسلم وإصلاح
291

طريقه وقراه يومه وليلته وحملان الراجل إلى مرحلة لا تستطيلوا على
مسلم للمسلمين نصحكم وأداء ما عليكم ولكم الأمان ما فعلتم فإن غيرتم
شيئا أو غيره مغير منكم لم تسلموه فلا أمان لكم ومن سب مسلما بلغ منه
ومن ضربه قتلناه وكتب شهد عبد الله بن قيس وعصمة بن عبد الله
و عبد الله بن ورقاء
عدد من دخل من الصحابة أصبهان
عدد من دخل أصبهان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية
عشر رجلا 1 الحسن بن علي 2 وابن الزبير 3 وسلمان 4 وأبو
موسى 5 وابنه موسى 6 و عبد الله بن عامر 7 وعبد الله بن بديل بن
ورقاء 8 وبديل بن ورقاء 9 و عبد الله بن عبد الله بن عتبان 10
وخالد بن غلاب 11 ومخنف بن سليم 12 والنابغة 13 وعايذ بن
عمرو 14 وحممة 15 ومجاشع بن مسعود 16 ورجل من بني سلم
292

17 و عبد الله بن يزيد الخطمي 18 ورافع بن خديج
ما ذكر من أمر أصبهان الصلح منها
حدثنا أبو علي بن إبراهيم قال ثنا أسيد قال سمعت أبا سفيان
يقول سمعت عصام بن يزيد قال سمعت سفيان يقول أصبهان صلح
قال أبو الحسين حدثني بن ممكان وقال لي أحمل إليك حط جدي
يعني أبا سفيان فحمله إلي وإذا فيه مكتوب سمعت جبرا يقول سمعت سفيان
الثوري يقول أصبهان صلح أخذ صلحها عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
وعلي بن أبي طالب
حدثنا محمد بن محمد بن فورك قال ثنا علي بن عاصم أخو محمد بن
عاصم قال سألنا الأنصاري عن أصبهان صلحا أو عنوة فقال ما أراها إلا
عنوة قال أبو الحسين وسئل أبو عمرو الضرير عنه فقال عنوة إلا قلاعا
منها
وثنا محمد قال ثنا علي قال ثنا أبو سفيان في إسناد له قال إذا
293

اختلط الصلح بالعنوة كان صلحا كله
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى قال ثنا محمد بن عصام بن يزيد
قال ثنا أبي عن سفيان الثوري قال أصبهان صلح
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا محمد بن عصام قال ثنا أبو
سفيان ثنا النعمان عن سفيان الثوري قال أصبهان صلح
وحدثنا أبو صالح بن المهلب قال سمعت أحمد بن مهدي يقول مما
يدل على أن أصبهان صلح أن بيوت النيران حين تركت على حالتها فلم
تؤخذ ولم تهدم دليل على أنها صلح ولو كانت عنوة لاختاروا لأنفسهم ولم
294

يتركوها ليعصوا الله فيها ويعبدون من دون الله ما قد روينا مع ساير الآثار
صلح
295

الطبقة الثانية
(16) ع الأحنف بن قيس
من بني تميم ثم من مضر
روى عن عمر وعثمان وعلي والعباس بن عبد المطلب يقال
صخر بن قيس أبو بحر ويقال الضحاك بن قيس أدرك زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يلقه
حكى أبو عبد الله محمد بن يحيى عن محمد بن نصر بن عبدة عن
يحيى بن أبي بكير عن سعيد بن عبيد قال ثنا أشياخنا أن التيمرة وجرم
قاشان افتتحهما الأحنف بن قيس عنوة ومنه سبى وثاب مولى بن عباس
296

دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فيما كتب إلينا محمد بن
عبدان وأجازه لنا قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا حجاج عن
حماد بإسناد له أن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بني تميم
فقال الأحنف إلى ما يدعو فقيل إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فقال قول حسن قال فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له
297

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا عمرو بن علي
قال أحنف بن قيس أبو بحر أسمه صخر بن قيس
حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا محمد بن عبد
الاعلى قال ثنا معتمر قال حدثني بعض أصحابي عن أبي عن
298

الأحنف بن قيس قال في خلال ثلاث ما أذكرها إلا أن يعتبر رجل بخلق
صالح
ما أتيت باب سلطان قط إلا أن دعا ولا دخلت بين اثنين قط إلا أن
يأمراني ولا خلفت أحدا بعده بسوء قط
حدثنا أبو العباس جمال قال ثنا الهيثم بن خالد قال ثنا أبو
السكين سمعته من أبي الحسن المدائني بفم الصلح في عسكر الحسن بن
سهل سنة اثنتين ومئتين قال قال الأحنف بن قيس ثمانية إن أهينوا فلا
يلوموا إلا أنفسهم
الآتي طعاما لم يدع إليه والمتآمر على رب البيت في بيته وطالب
الفضل من أعدائه وراجي الخير من اللئام والمقبل بحديثه على من لا
299

يسمعه والجالس في المجلس الذي لا يستأهله والدخل بين اثنين في
حديثهما من غير أن يدخلاه والمتقدم بالدالة على السلطان
حدثنا أبو العباس الجمال قال ثنا أبو صالح الطائي قال ثنا
إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد قال نبئت أن عمر ذكر بني تميم
فذمهم فقام الأحنف فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم قال إنك
ذكرت بني تميم بالذم وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح فقال
صدقت فقفا بقول حسن فقام رجل كان يناوئ الأحنف فقال يا أمير
المؤمنين ائذن لي فلأتكلم فقال اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف
حدثنا أبو العباس قال ثنا أبو غسان قال ثنا الأصمعي قال فاخر
300

رجل من بني تميم رجلا من قريش فقال فينا أحلم العرب الأحنف بن
قيس
حدثنا أبو علي بن إبراهيم قال ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم
القاضي قال ثنا بن عفير قال ثنا عبد الرحمن بن القاسم صاحب
مالك عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط قال
كنت فيمن حضر الأحنف بن قيس ومات بالكوفة فلما وضعناه في
قبره وسوينا عليه سقط قلنسوتي فأهويت لآخذها وإذا هو في فسح في قبره
مد بصره
301

(17) السائب بن الأقرع
بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم
بن ثقيف
استخلفه عبد الله بن بديل على أصبهان وهو بن عم عثمان بن أبي
العاص الثقفي وكان ولاه عمر بن الخطاب قسمة الغنائم بنهاوند وينسب إلى
السائب من أهل أصبهان الفضيل بن السائب وولده مصعب بن الفضيل
وولده فيض بن مصعب وكان للفيض سبعة عشر ابنا فمن ولده المغيرة بن
فيض وعصام بن الفيض وولده المكنى بأبي عمر بن عصام وكانوا
وجوه بلدنا ورؤسائها
302

وحكي أن عبد الله بن معاوية سأل الفضيل حاجة فلم يقضها فأنشأ
يقول
رأيت فضيلا كان شيئا ملففا فكشفه التمحيص لما بدا ليا
أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
يقال إن أبا عمر الجرمي قدم على الفيض بن محمد فأدب أولاده
فأعطاه عشرة آلاف وكان المحدثون يقدمون عليهم فيرجعون عنهم
راضين
وحدثنا أحمد بن علي بن الجارود قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا
303

حفص بن غياث عن الشيباني عن أبي عون الثقفي عن السائب بن
الأقرع أنه كان جالسا في إيوان كسرى فنظر إلى تمثال يشير بأصبعه إلى
موضع فوقع في روعي أنه يشير إلى كنز قال فحفر ذلك المكان
فاستخرج منه كنزا عظيما فكتبت إلى عمر فقال اقسمه بين المسلمين
304

(18) أسيد بن المتشمس بن معاوية
بن عم الأحنف بن قيس قدم أصبهان غازيا مع أبي موسى
الأشعري
وروى عنه حديثا حدثناه أبو عبد الله محمد بن يحيى قال
305

ثنا مؤمل بن هشام قال ثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن عن
أسيد بن المتشمس قال أقبلنا مع أبي موسى الأشعري فقال
أبو موسى الا أحدثكم حديثا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا قلنا
بلى يرحمك الله قال فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أن بين
يدي الساعة الهرج قلنا وما الهرج قال القتل فذكر الحديث
306

(19) خ 4 جبير بن حية بن مسعود
بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن
ثقيف وكان يسكن الطائف وكان معلم كتاب ثم قدم العراق فصار من
كتبة الديوان فلما ولي زياد أكرمه وعظمه وقربه فعظم شأنه وولاه أصبهان
وله بالبصرة أولاد منهم عاصم بن جبير بن حية وزياد بن جبير بن حية
ولزياد بن جبير أحاديث مسندة
حدثنا أبو أمية سلم بن عصام قال ثنا بشر بن آدم قال ثنا
307

إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجبري قال سمعت أبي يحدث عن
زياد بن جبير بن حية عن أبيه عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله
عليه وسلم
قال الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها والطفل يصلى
عليه
لا يروى هذا المتن إلا بهذا الاسناد
حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي قال ثنا عباس بن يزيد
308

البحراني قال ثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجبري قال سمعت
أبي سعيد بن عبيد الله يحدث عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة بن
شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في
309

نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها
310

(20) يزيد بن قيس
ولاه علي بن أبي طالب أصبهان والري وهمذان فلما مات يزيد فرقه
على ثلاثة نفر فجعل أصبهان إلى مخنف بن سليم وعمرو بن سلمة إلى
همذان وآخر إلى الري
حدثنا الحسن بن محمد الداركي قال ثنا أبو زرعة قال ثنا محمد
بن العلاء قال ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال سمعت أبي
311

يحدث عن أبيه عمرو بن سلمة عن علي بن أبي طالب أنه استعمل يزيد
بن قيس على الري وهمذان وأصبهان فلما هلك فرق عمله بين ثلاثة نفر
فاستعمل عمرو بن سلمة على همذان ومخنف بن سليم على أصبهان
312

(21) أبو العالية رفيع الرياحي
روي عن أبي موسى أنه خطبهم بأصبهان وكان ممن شهدها وقرأ
القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين
وروى عن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وغيرهم وأدرك الجاهلية
والاسلام وروى عن أبي بكر حديثا لم يروه غيره
أخبرنا إسحاق بن أحمد قال ثنا بن حميد قال ثنا حكام
313

بن سلم قال ثنا عنبسة بن سعيد عن عثمان عن أبي العالية قال
خطبنا أبو بكر فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقيم
أربع وللظاعن ركعتان حتى يرجع مهاجري بالمدينة ومولدي بمكة فإذا
خرجت من ذي الحليفة صليت ركعتين حتى أرجع إليها
314

(22) أبو محمد سعيد بن جبير
قدم أصبهان أيام الحجاج وروى عنه من الأصبهانيين جماعة
منهم جعفر بن أبي المغيرة وحجر الأصبهاني ويزيد بن هزاري والقاسم
بن أبي أيوب
ومات سنة خمس وتسعين قتله الحجاج صبرا وله ثلاث بنين عبد
الله ومحمد وعبد الملك وكان فيما ذكر نازلا سنبلان ومصلاه في
المسجد المعروف بجلجلة بن بديل التميمي
أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي قال ثنا سهل بن زياد قال ثنا
315

عمرو بن حمران عن عمر بن حبيب قال كان سعيد بن جبير بأصبهان لا
يحدث ثم رجع إلى الكوفة فجعل يحدث فقلنا له كنت بأصبهان
لا تحدث وتحدث بالكوفة فقال
انشر بزك حيث تعرف
سمعت الحسن بن محمد بن بوبة يحدث وكان صديق والدي وكنا
نختلف إليه الكثير قال ثنا أبي قال ثنا أبي الحسين قال ثنا أبي
يزيد قال كنت جالسا فقيل إن سعيد بن جبير كان ها هنا وهو يريد
الخروج قال فالتفت فإذا رفقة فقيل هو ذاك سعيد بن جبير لم
يخرج قال فبادرت إليه فانتهيت إلى رفقة فسألتهم فيكم سعيد بن
جبير فأهوى إلى رجل فانتهيت إليه وسلمت عليه فقلت رحمك الله
كنت هاهنا فلم يقض لي أن ألقاك فإن رأيت أن تفيدني مما عندك قال
فحبس راحلته فقال قال لي بن عباس احفظ عني ثلاثا
316

إياك والنظر في النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة وإياك والنظر في
القدر فإنه يدعو إلى الزندقة وإياك وشتم أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيكبك الله على وجهك يوم القيامة
حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا عمرو بن علي قال قتل سعيد بن
جبير في سنة أربع وتسعين وهو بن خمسين سنة إلا نصف سنة
ويكنى أبا عبد الله وهو مولى لبني والبة حي من بني أسد
حدثنا أبو العباس الجمال قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا يحيى
بن أبي بكير قال ثنا جرير عن عطاء بن السائب قال كان سعيد بن جبير
317

يبكينا ثم عسى أن لا يقوم حتى يضحكنا
حدثنا محمد بن إسحاق بن الوليد قال ثنا عبد الله بن عمر قال ثنا
أبو عاصم عن سفيان عن عطاء بن السائب قال كان سعيد بن جبير
بفارس وكان يتحزن يقول ليس أحد يسألني عن شئ
حدثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله قال ثنا يحيى بن سعيد
وابن مهدي قالا ثنا شعبة قال ثنا القاسم الأعرج قال كان سعيد بن
جبير بأصبهان وكان غلام مجوسي يخدمه وكان يأتيه بالمصحف في غلافة
حدثنا مسلمة بن الهيصم قال ثنا مؤمل بن هشام قال ثنا بن
318

علية عن شعبة عن القاسم الأعرج قال
كان سعيد بن جبير في قريتنا بأصبهان
319

(23) حسان بن عبد الرحمن الضبعي
وعداده في البصريين قدم أصبهان مع أبي موسى وله حديث لم يحدث
به غيره
حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن يحيى
قال ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي قال ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن
شبيل بن عزرة الضبعي عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي عن أبيه
320

قال لما افتتحنا أصبهان وكان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ
فكنا نمتاز من اليهودية قال فأتيتهم يوما فإذا اليهود يلعبون ويزفنون قال
فقلت ما لكم تريدون ان تنتزعوا يدا من طاعة قالوا لا ولكن ملكنا الذي
نستفتح به على العرب يدخل غدا قلت ملككم الذي تستفتحون به على
العرب يدخل غدا قالوا نعم قال فقلت لصديق لي منهم أبيت عندك
الليلة قال وخشيت أن أقتطع دون العسكر قال فبت على ظهر بيت له
حتى صليت الغداة فإذا الرهج يجئ من قبل عسكرنا فإذا أنا برجل قاعد
في منبر عليه من ريحان وإذا اليهود حوله يزفنون ويلعبون فنظرت فإذا بن
صائد فدخل المدينة ولم ير بعد ذلك
321

(24) د س قطن بن قبيصة الهلالي
وهو قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد بن أبي ربيعة بن
نهيك بن هلال بن عامر بن صعصة يكنى أبا سهلة كان ولاه معاوية بن أبي
سفيان ويقال عبد الملك بن مروان أصبهان فأقام بها ثم خرج إلى
خراسان وولى البراء بن قبيصة وأبوه قبيصة رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وروى عنه
أخبرنا أبو يعلى قال ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال
ثنا حماد بن سلمة عن عوف بن حيان أبي العلاء عن قطن بن قبيصة بن
322

مخارق ان أباه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العيافة والطرق من
الجبت
هذا المتن لم يروه غيره
323

وأخبرنا إبراهيم بن شريك الأسدي قال ثنا شهاب بن عباد
قال ثنا حماد بن زيد عن هارون بن رئاب عن كنانة بن نعيم عن قبيصة
324

بن مخارق قال تحملت حمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
أسأله فذكر الحديث بطوله
325

(25) بخ م 4 أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه
مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري
حدثنا عبدان بن أحمد قال سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول مات
حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة
حكى محمد بن يحيى بن مندة قال حماد بن أبي سليمان من أهل برخوار
326

حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان بن يحيى بن
سليمان بن أبي سليمان وكان حماد بن أبي سليمان ثنا قال سمعت
أبي عن جدي عن أبيه قال اسم أبي سليمان مسلم بن يزيد بن
عمرو قال وسمعت أبي وابن خاله قال قالت لي جدتي كانت كنيته أبو
إسماعيل فقال له أبي حدثني أبي عن أبيه أنه كان يكنى بأبي بكر
حدثنا أحمد بن الحسن قال سمعت أبي عن أبيه قال وجه عمر
بن الخطاب أبا موسى الأشعري إلى فارس وإصطخر وأصبهان وغيرها فقاتل
إلى السجستان وأبو عمرة وفتح بلادهم فخرج مسلم بن يزيد إليه
فاسلم على يديه وكان بن ملكها ومدبر أمرها وحمله معه إلى عمر
بن الخطاب فأعاد له إسلامه وخط له عمر خطة بالكوفة فهي باقية إلى الساعة
حدثنا أبو العباس الجمال قال حدثنا عباس الدوري قال ثنا يحيى
327

بن معين قال ثنا بن إدريس عن أبيه قال سمعت بن شبرمة يقول ما
أحد أمن علي بعلم من حماد بن أبي سليمان
وحدث عن الشعبي عن إبراهيم بن أبي موسى بحديث
حدثنا محمد بن أحمد بن معدان قال ثنا عبد الرحمن
بن عبد الصمد قال ثنا جدي عن أبي حنيفة عن حماد عن الشعبي
عن إبراهيم بن أبي موسى عن المغيرة بن شعبة أنه خرج مع رسول الله صلى
328

الله عليه وسلم في مسير له فانطلق يقضي حاجته ثم رجع وعليه جبة
رومية ضيقة الكمين وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضيق
كمه قال المغيرة فجعلت أصب عليه الماء من إداوة معي فتوضأ وضوءه
للصلاة ومسح على خفيه ولم ينزعهما وقام فصلى
حدثنا أبو بكر بن مكرم قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا عبد
329

الرزاق عن معمر قال رأيت حماد بن أبي سليمان يصرع فإذا أفاق
توضأ
حدثنا أحمد بن الحسن قال سمعت بن خالي عبيد بن موسى يقول
سمعت جدتي تقول عن جدتها الكبرى عاتكة أخت حماد بن أبي سليمان
قالت كان النعمان ببابنا يندف قطننا ويشري لبننا وبقلنا ما أشبه ذلك
فكان إذا جاء الرجل يسأله عن المسألة قال ما مسألتك قال كذا وكذا
قال الجواب فيها كذا ثم يقول على رسلك فيدخل إلى حماد فيقول
له جاء رجل فسأل عن كذا فأجبته بكذا فما تقول أنت فقال حدثونا
بكذا وقال أصحابنا كذا وقال إبراهيم كذا فيقول فأرويه عنك
فيقول نعم فيخرج فيقول قال حماد كذا
حدثنا أحمد قال سمعت أبي يقول ثني أبي عن جدي قال وجه
إبراهيم النخعي حمادا يوما يشتري له لحما بدرهم في زنبيل فلقيه أبوه راكبا
دابة وشد حمد الزنبيل فزجره ورمى به من يده فلما مات إبراهيم جاء
أصحاب الحديث والخراسانية يدقون على باب مسلم بن يزيد فخرج
إليهم في الليل بالشمع فقالوا لسنا نريدك نريد ابنك حمادا فدخل إليه
فقال يا بني قم إلى هؤلاء فقد علمت أن الزنبيل أدى بك إلى هؤلاء
330

(26) د ت عبد الرحمن أبو إسماعيل السدي
من أهل أصبهان روى عنه ابنه وهو بن أبي كريمة مولى بني هاشم
مولى زينب بنت قيس بن مخرمة
روى أسباط عن السدي عن أبيه قال كاتبتني زينب بنت قيس بن
مخرمة على عشرة آلاف درهم فتركت لي ألفا وكانت زينب قد صلت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم
331

(27) م 4 وابنه السدي إسماعيل بن عبد الرحمن
كان عظيما من عظماء أهل أصبهان ومات سنة سبع وعشرين ومائة في
ولاية بني مروان ويكنى أبا محمد
وحدثنا محمد بن يحيى قال ثنا موسى بن عبد الرحمن قال حدثني
إسماعيل بن موسى قال حدثتني أمي قالت كان السدي من أهل
أصبهان
332

حدثنا محمد بن يحيى قال ثني محمد بن نصر عن يحيى بن أبي
بكير عن هياج بن بسطام عن سعيد بن عبيد قال وأما أصبهان فيما ثنا
أشياخنا أن برخوار عنوة ومنه سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان
فقيه الكوفة وجرم قاسان عنوة منه سبي وثاب مولى بن عباس
حدثنا محمد بن العباس بن أيوب قال ثنا عمر بن محمد بن التل
قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن أبان عن السدي قال أدركت نفرا من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو سعيد الخدري وأبو
هريرة وابن عمر كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال الذي فارق عليه
محمدا صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن عمر
333

حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا أبو كريب قال ثنا يونس
بن بكير قال ثنا أسباط عن السدي عن بن عباس قال
صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل نجران على ألفي حلة ألف
في صفر وألف في رجب يؤدونها إلى المسلمين
قال أبو عبد الله السدي لا ينكر له بن عباس قد رأى سعد بن أبي
334

وقاص حكى عبدان قال كان السدي من أصبهان عظيما من عظمائهم
وكان إذا قعد غطى لحيته صدره
حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق قال ثنا شباب قال توفي إسماعيل
السدي سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية مروان
335

(28) الله تبارك وتعالى أبو إسحاق السبيعي
عمرو بن عبد الله الهمداني قدم أصبهان مجتازا إلى خراسان
حدثنا أبو أيوب الفقيه وأخرج إلينا كتب جده الحكم بن
أيوب فكتبنا منه وقرأناه عليه ثنا الحكم عن إسرائيل عن أبي إسحاق
قال ثنا أبو الوداك ونحن بأصبهان قال ثنا أبو سعيد الخدري قال أصبنا
سبايا وذكر الحديث
336

قال أبو نعيم روى أبو إسحاق عن واحد وعشرين رجلا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى عليا وأسامة بن زيد وابن عباس
والبراء وزيد بن أرقم وروى عن الزهري ومنصور بن المعتمر
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا سلم بن جنادة قال ثنا بن
337

إدريس قال سمعت شعبة يقول هلك أبو إسحاق السبيعي سنة تسع
وعشرين ومائة وصلى عليه الصقر بن عبد الله عامل بن هبيرة
338

(29) عبيد الله بن أبي بكرة
واسم أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي
سلمة عبد العزيز بن غيرة بن عوف بن ثقيف
يقال ولاه معاوية بن أبي سفيان اطفاء النيران فقدم أصبهان وأخذ
إلى سجستان فأصاب أربعين ألف ألف فحال عليه الحول وعليه دين
ولي أصبهان أيام يوسف بن عمر سنة عشرين ومائة وله بأصبهان
حديث غريب
حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر عن عمه عن أبيه قال ثنا
339

حميد بن وهب قال ثنا يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب عن بن أبي
بكرة قال سمعني أبي أبو بكرة وأنا أدعو اللهم إني أسألك بوجهك
الكريم وأمرك العظيم أن تجيرني من النار والكفر والفقر فقال يا بني من
علمك هذا فقلت سمعته منك قال الزمه يا بني فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به
340

3) عبد الله بن أبي بكرة الثقفي
ولي أصبهان
ذكر النسابة قال دخلت سنة عشرين ومائة فولي عبد الله بن عبيد
الله بن أبي بكرة
حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر عن أبيه عن جده قال ثنا
شعبة بن عمران أبو رافع الأصبهاني عن سعيد بن جمهان عن عبد الله بن
أبي بكرة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
341

تنزل طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة
342

(31) مرداس الأصبهاني قيم الجامع
روى عن أنس بن مالك
حدث عقيل بن يحيى قال ثنا العلاء بن أبي العلاء قيم
الجامع قال ثني جدي مرداس عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا بد للناس من عريف والعريف في النار
343

(32) الصباح بن عاصم الأصبهاني
روى عن أنس بن ماكل
حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح ثنا الحجاج بن يوسف
بن قتيبة قال ثنا الصباح بن عاصم الأصبهاني عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صاحب الأربعين يصرف عنه أنواع البلاء والأمراض والجذام
والبرص وما أشبه وصاحب السبعين يحبه الله والملائكة في السماء
وصاحب الثمانين تكتب حسناته ولا تكتب سيئاته وصاحب التسعين أسير الله في
الأرض يشفع في نفسه وفي أهل بيته
344

(33) عبد الله بن الأسود الأصبهاني
رأى أنسا وسمع منه
حدثنا أحمد بن محمد بن مسقلة قال ثنا أحمد بن يحيى
السوسي قال ثنا داود بن المحبر قال ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن
عبد الله بن الأسود الأصبهاني عن أنس بن مالك قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة
347

(34) بخ د ت ق أبو غالب الأصبهاني
يحدث عن صاحبه أبي أمامة واسمه حزور
حدثنا محمد بن يحيى بن مندة قال ثنا إسماعيل بن موسى
قال ثنا شريك عن داود الحماني قال ثنا أبو غالب الأصبهاني عن أبي
أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الخوارج
348

(35) إبراهيم بن هدبة
يكنى أبا هدبة قدم أصبهان فحدث على المنبر عن أنس بن مالك
فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد وكان يصدقه وكان المأمون أيضا
يصدقه
حكى ذلك المسوحي عن عبيد الله بن عمر
وسمع منه بأصبهان رستة والحجاج بن يوسف وحامد بن
مسور وهو متروك الحديث
349

حدثنا أحمد بن محمود قال ثنا الحجاج بن يوسف قال ثنا
إبراهيم بن هدبة قال ثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أشد الناس حبا لي لأناس يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني
ففداني بماله وأهله
حدثنا أحمد بن محمود قال ثنا الحجاج قال ثنا إبراهيم بن
350

هدبة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
المستهزئين بعباد الله يقال لهم يوم القيامة تعالوا ادخلوا الجنة فإذا جاؤوا
أغلق من دونهم الباب وهم آخر الناس حسابا
351

(36) جعفر بن أبي المغيرة القمي
من التابعين روى عن عبد الرحمن بن أبزي ورأى بن الزبير ودخل
مكة أيام عبد الله بن عمر مع سعيد بن جبير
ذكر بن عامر عن أبيه عن يعقوب عن جعفر قال دخلت
مع سعيد بن جبير فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوبا
وذكر أيضا عن يعقوب عن جعفر حدثنا أبو يعلى قال ثنا أبو
352

الربيع قال ثنا يعقوب القمي قال ثنا جعفر عن سعيد بن عبد الرحمن
بن أبزي قال أتاه رجل من الخوارج فقال له الحمد لله الذي خلق
السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
أليس كذلك قال نعم قال فانصرف عنه فقال له رجل من القوم
يا بن أبزي إن هذا أراد تفسير هذه الآية غير ما ترى إنه رجل من الخوارج
فقال ردوه علي فلما جاءه قال تدري فيمن نزلت هذه الآية قال لا
قال نزلت في أهل الكتاب فلا تضعها على غير حدها
وأخبرنا أبو يعلى قال ثنا أبو الربيع قال ثنا يعقوب القمي عن
جعفر عن سعيد بن جبير قال أقبلت مع بن عمر من منى ونحن نريد أن
نزور البيت فلما انتهينا إلى جمرة العقبة أخذت في بطن الوادي فقال
خذ بي على العقبة فقلت إن الوادي أسهل علينا فقال خذ بي على
353

العقبة فقلت إن بن الزبير مصلوب على العقبة فعسى تكره أن تراه
فقال خذ بي عليها فلما انتهينا إلى بن الزبير وقف ثم قال
السلام عليكم ورحمة الله لئن كانتا علتاك يعني رجليه وكان صلب
منكوسا لقد مشى عليها إلى المساجد وإن أمة أنت أشرها لامة صدق
وهذا وهو الصحيح وحديث عامر عن يعقوب خطأ
354

(37) وثاب أبو يحيى بن وثاب
يقال إن وثابا كان من أهل قاشان فوقع إلى بن عباس فأقام معه
سنتين ثم استأذنه في الرجوع إلى قاشان فأذن له فرحل من الحجاز معه ابنه
يحيى بن وثاب فلما بلغ الكوفة قال لأبيه إني مؤثر حظ العلم على حظ
المال فاعطني الاذن في المقام فأذن له وخرج وثاب وأقام
355

(38) يحيى بن وثاب بالكوفة
فصار إماما في القراءة وله أحاديث كثيرة
حدثنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى
قال ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش قال كان يحيى بن وثاب
من أحسن الناس قراءة وربما اشتهيت أن اقبل رأسه من حسن قراءته وكان إذا
356

قرأ لا يسمع في المسجد حركة وكأن ليس في المسجد أحد
حدثنا أبو القاسم الرازي قال ثنا أبو زرعة قال ثنا عبيد بن جناد
قال سمعت عطاء بن مسلم يقول كان الأعمش يقول كنت إذا رأيت
يحيى بن وثاب قد جثا قلت هذا قد وقف للحساب فيقول أي رب
أذنبت كذا أذنبت كذا فعفوت عني فلا أعود ويا رب أذنبت كذا
وكذا فعفوت عني فلا أعود فأقول هذا لك يوم توقف للحساب
حدثنا أحمد بن عمرو قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا
أبي قال ثنا أبو نعيم قال سمعت الأعمش يقول كانوا يقرؤون على
357

يحيى بن وثاب وأنا جالس فلما مات أحدقوا بي
أخبرنا الطوسي قال ثنا محمد بن عبد الكريم قال ثنا الهيثم بن
عدي قال مات يحيى بن وثاب الأسدي من أهل الكوفة سنة ثلاث
ومائة
حكى لنا جعفر بن عبد الله بن الصباح قال ثنا رسته قال ثنا
جرير عن الأعمش عن يحيى بن وثاب وكان من فصحاء العرب قال
يقال يشمت العاطس ويسمت العاطس
358

(39) واقد مولى أبي موسى الأشعري
من أهل أصبهان ذكر ذلك محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن
واقد قال جدي مولى أبي موسى الأشعري خلفه أبو موسى بأصبهان على
الاذان فلم يزل يتوارثونه إلى اليوم
قال النسابة كان الامام في مسجد الجامع حبيب بن الزبير بن
مشكان الهلالي وكان قارئا فلما أن هلك حبيب التمسوا من يؤمهم فلم
يجدوا قارئا أقرأ من واقد مولى أبي موسى الأشعري فأقاموه في الجامع فهم
يتوارثونه إلى اليوم
وقدم الحسن البصري مع أبي موسى رواه المبارك بن فضالة عن
الحسن قد خرجته في أخبار أبي موسى
وكذاك أبو عمران الجوني وقد خرجته قبل هذا في أخبار أبي موسى
359

4) يزيد الأودي
كان والي أصبهان أيام عمر بن عبد العزيز
حدثنا عبد الله بن أبي بكر قال ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن
فارس قال حدثني أبي عن أبي حصين الرازي قال ثنا عبد الله بن
إدريس الأودي قال ثنا أبي وعمي عن جدي أنهم كانوا ولاة بأصبهان في
عهد عمر بن عبد العزيز قال
فأمروا بحفر قناة قال فانحط لهم الحفر إلى باب كهف عليه صخرة
عادية فعالجوها فدخلوا الكهف فإذا ثلاثة أسرة السرير الذي يلي صدر
الغار عليه شيخ كأهيأ ما يكون من الرجال عليه سبع حلل منسوجة بالذهب
مرصعة بالجوهر وعند رأسه لوح مكتوب فيه بالفارسية مال لم رود فإذا
360

فيه ملكت أهل أصبهان ثلاثمائة عام غير شهرين ثم غزوت أهل فارس
وكرمان فملكتهم أكثر من الأول ضعفان وكان يأتيني الزائر ما بين مكة إلى
عمان وكان لي ألف وزير أصول بهم على أهل الزمان ضعفان فمن رآني
فلا يغرن بالملك وطول الزمان ومن قرأ ما في اللوح فليبح به علانية من غير
كتمان فإن فيه عبرة للكهول والشبان
وإذا على السرير الذي يلي يمنة الغار شاب كأهيأ ما يكون من الرجال
عليه سبع عشرة حلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر وعند رأسه لوح فيه
مكتوب أنا بهرام بن الملك نغص الموت شبابي ولو قبل الموت
فدائي لفديت
وإذا على السرير الذي يسر الغار امرأة كأهيأ ما تكون من النساء عليها
سبعون حلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر وعند رأسها لوح مكتوب فيه
أنا هند بنت الملك الموت حم ولو خلد أحد لخلدنا
361

الطبقة الثالثة
(41) ع عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني
مات في ولاية خالد
روى عن أبي صالح وأبي حازم وعكرمة وغيره
نزل الكوفة جهني كان يتجر إلى أصبهان وله بالكوفة أولاد وأهل
بيت مات في وسط ولاية خالد
حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي قال ثنا أحمد بن عبد الله بن
362

يونس قال ثنا الحسن بن صالح عن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن
الأصبهاني عن المختار بن عبد الله عن علي قال من قرأ خلف الامام
فليس على الفطرة
363

عن بن الأصبهاني عن أبي صالح عن أبي سعيد وأبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من مات له ثلاثة من الولد
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا أبو الربيع قال ثنا أبو
عوانة عن بن الأصبهاني عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا كانوا له
جماما من النار
364

حدثنا بن الجارود قال سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول
سمعت بن الأصبهاني يقول نحن من أهل سنبلان ومسجد البنائين مسجدنا
وأمي سبي منها
سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول عبد الرحمن بن الأصبهاني من سبي
أصبهان
365

حدثنا بن الجارود قال سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول
سمعت محمد بن سعيد بن الأصبهاني يقول جدنا وجد حماد بن أبي سليمان
وجد يزيد بن مردانبة من سبي أصبهان
366

(42) 4 خ متابعة عطاء بن السائب بن مالك الثقفي
يكنى أبا زيد توفي سنة ثلاثين ومائة
وروى عن أنس بن مالك وابن أبي أوفى وحدث عن أبيه عن عبد الله
بن عمرو حديث التسبيح وغيره
روى أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن عطاء بن السائب قال
دخلنا على سعيد بن جبير بأصبهان وهو يتحرك فقلنا مالك فقال ما سألني
أحد عن شئ
367

(43) فق حفص بن حميد أبو عبيد
من أهل قم روى عنه يعقوب القمي وغيره
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا محمد بن عامر قال ثنا
أبي عن يعقوب عن أبي عبيد وهو حفص بن حميد عن شمر بن عطية
عن شقيق بن سلمة عن أسامة بن زيد قال لا أقول إن أمراءكم خياركم
368

بعد شئ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمير الذي يعمل
بمعاصي الله تتدافع أقتابه في النار تستديره كما يدور رحا الماء أو حمار
الرحا قال فيمر عليه أصحابه فيقولون بعدا أن بعدته غيرك فيقول
إني كنت آمركم بما لا أفعل وأخالفكم إلى ما أنهاكم عنه
أخبرنا أبو يعلى قال ثنا أبو الربيع الزهراني قال ثنا
يعقوب قال ثنا حفص بن حميد عن شمر بن عطية عن أسامة بن زيد
قال لا أقول فذكر مثله ولم يذكر فيه شقيق بن سلمة
وأخبرنا أبو يعلى قال ثنا أبو الربيع قال ثنا محمد بن
خازم قال ثنا الأعمش عن شقيق عن أسامة بن زيد مثله
369

(44) سليمان الأصبهاني
رأى علي بن أبي طالب
حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح قال ثنا أحمد بن سعيد بن جرير
قال ثنى إبراهيم بن جرير عمي و عبد الله بن زكريا بن بهرام وعبد العزيز
370

بن صبيح وعبدة بن صالح ومحمد بن واقد قالوا ثنا داود بن سليمان
قال كنت مع أبي في كناسة الكوفة فإذا شيخ أصلع على بغلة له وردة
يقال لدلدل قد احتوشه الناس فقلت يا أبه من هذا قال هذا
شاهان شاه العرب هذا علي بن أبي طالب
371

(45) مد ت حبيب بن الزبير بن مشكان
الهلالي الأصبهاني
حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب قال سمعت أبا حاتم يقول
حبيب بن الزبير أصبهاني كتب عنه شعبة بأصبهان وهو جد يونس بن حبيب
يحدث عن عكرمة وعن بن أبي الهذيل ولا أعلم أحدا حدث عنه غير
شعبة وطلبت من غير حديث شعبة فلم أصب قلت كيف حديثه قال
مستقيم قال وشعبة يسميه يقول حبيب الأصبهاني
372

ويقال إن لحبيب بن الزبير بأصبهان أولادا يقال لهم الزبيرية وحدث
من أولاده وأسباطه عدة بأصبهان منهم حبيب بن هوذة بن حبيب
وإبراهيم بن عبد العزيز ويونس بن حبيب ومحمد بن أحمد بن حبيب بن
الزبير ودرهم بن مظاهر وعمران بن ناجية وأحمد بن إبراهيم بن عبد
العزيز كل هؤلاء من أولاد حبيب بن الزبير وقد حدث كل واحد منهم إلا
373

أن يونس بن حبيب وإبراهيم بن عبد العزيز سبطي حبيب من ابنته روى عنه
شعبة ما
حدثنا به محمد بن يحيى قال ثنا عمرو بن علي وابن أبي
زياد قالا ثنا أبو داود قال ثنا شعبة وحدثنا أبو موسى قال ثنا
محمد قال ثنا شعبة عن حبيب بن الزبير عن عبد الله بن أبي الهذيل
يحدث عن عبد الرحمن بن أبزي عن عبد الله بن خباب عن أبي بن كعب
عن النبي أنه ذكر الدجال عنده فقال عينه خضراء كالزجاجة فتعوذوا
بالله من عذاب القبر
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا أبو موسى قال ثنا محمد
374

عن شعبة عن حبيب بن الزبير قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال
كان عمرو بن العاص يتخولنا فقال رجل من بكر بن وائل إن لم تنته قريش
ليضعن هذا الامر في جمهور من جماهير العرب سواهم فقال عمرو بن العاص
كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قريش ولاة الناس
في الخير والشر إلى يوم القيامة
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد قال ثنا الحسين بن
محمد بن شنبة الواسطي قال ثنا يعقوب الحضرمي عن عمر بن فروخ
عن حبيب بن الزبير من أهل أصبهان عن عكرمة عن بن عباس قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تباع الثمرة حتى يتبين صلاحها أو
يباع صوف على ظهر أو سمن في لبن أو لبن في ضرع
375

هذا حديث ما كتبنا إلا عنه ولا رأيته حدثنا محمد بن يحيى قال ثني عبدة بن عبد الله قال ثنا يزيد بن
هارون قال ثنا عمر بن فروخ عن حبيب بن الزبير عن عكرمة في قوله
تعالى زيتونة لا شرقية ولا غربية قال زيتونة بأرض فلاة إذا أشرقت
376

الشمس أشرقت عليها وإذا غربت غربت عليها وذاك أصفى ما يكون من
الزيت
377

(46) ت ق عكس إبراهيم بن محمد بن الحنفية
بن علي بن أبي طالب
روى عنه يعقوب القمي قدم عليها قم رواه يعقوب القمي وقال ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحنفية وكان قدم علينا قم في قول الله عز وجل يعلم
مستقرها ومستودعها قال
مستقرها في الصلب ومستودعها في الرحم وله أحاديث
حدثنا سلم بن عصام قال ثنا بشر بن آدم قال ثنا عبد الله
بن رجاء قال ثنا إسرائيل عن حماد بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن
378

محمد بن الحنفية قال طفت مع أبي محمد وقد جمع بين الحج والعمرة
وطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين وحدثني أن عليا فعل ذلك وحدثه
علي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك
وحدثنا سلم قال ثنا بن أخي هلال قال ثنا أبو نعيم
379

قال ثنا ياسين العجلي عن إبراهيم عن أبيه عن علي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم المهدي منا أهل البيت
380

(47) فق نافع بن أبي نعيم القاري
وهو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المقرئ والي أهل المدينة
حدثنا أبو العباس الهروي قال ثنا أبو حاتم قال ثنا الأصمعي
قال قال نافع بن أبي نعيم أصلي من أصبهان
سمعت علي بن سراج يقول نافع بن أبي نعيم يكنى أبا رويم
381

حدثنا عمر بن أحمد قال ثنا شباب قال ومن الطبقة السابعة نافع
بن أبي نعيم بن عبد الرحمن
وحدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى قال ثنا أبو غسان قال ثنا
الأصمعي قال قال نافع بن أبي نعيم مقرئ أهل المدينة أصلي من
أصبهان وقال بن أبي الزناد أصلي من همذان
حدثنا محمد بن زكريا قال ثنا القعنبي قال ثنا نافع بن عبد
382

الرحمن عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
383

(48) بشر بن الحسين الأصبهاني
يحدث عن الزبير بن عدي توفي بعد المائتين من أهل المدينة
وذكر أنه جاء إلى أبي داود فقال له حدثني الزبير بن عدي فقال
له كذبت
وكتب عنه يحيى بن أبي بكير وهو مار إلى الري فكتب عنه ولم يعرفه
حدثنا بن الجارود ومحمد بن أحمد الزهري قالا ثنا يونس قال
384

قيل لأبي داود إن بشر بن الحسين يروي عن الزبير بن عدي عن أنس
أحاديث فقال كذب ما نعرف للزبير بن عدي عن أنس إلا حديثا واحدا
ومما رواه وحدث عنه
حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ومحمد بن يحيى بن منده
قالا ثنا الحجاج بن يوسف قال ثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي
عن المعرور بن سويد عن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر
385

بالتمر والملح بالملح من زاد أو ازداد فقد أربى
حدثنا محمد بن علي الجارود قال ثنا محمد بن عامر عن
أبيه عن بشر بن الحسين عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن لصاحب الحق يدا ولسانا
386

(49) جعفر بن ناجية الأصبهاني
كان منزله بشميكان حدث عن عطاء بن أبي رباح
حدثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار قال ثنا أبو أيوب الشاذكوني قال
ثنا النعمان بن عبد السلام قال ثنا جعفر بن ناجية قال سألت عطاء بن
أبي رباح عن أشياء من معاشنا بأصبهان فجعل يقول مكروه فقلت يا أبا
محمد كيف السبيل إلى ذاك فقال أكل الحجارة خير من علاج جهنم
387

5) عامر بن ناجية
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان قال ثنا محمد بن
عامر قال ثنا أبو سفيان قال ثنا عامر بن ناجية الأصبهاني قال كنت
آتي مالك بن مغول فأقول عنده
اللهم إني أسألك تمام نعمتك فقال قل والمزيد من فضلك
388

(51) د تم س ق محمد بن أبي يحيى الأسلمي
نزيل المدينة توفي سنة ست وأربعين ومائة واسم أبي يحيى سمعان
روى عن أبيه عن أبي سعيد وروى محمد عن عبد الله بن
الزبير وعكرمة وهو أبو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
وحكى الحسين بن حفص عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال
نحن من رستاق الشيخ براءان وقد حدث بغير حديث لم يروه غيره منها
ما أخبرنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي قال ثنا أبو بلال
الأشعري قال ثنا يحيى بن العلاء عن محمد بن أبي يحيى عن عكرمة
389

عن بن عباس قال رأيته اتزر فأرسل إزاره من مقدمه حتى مست ظهر
قدميه ويلقيه من خلفه فقلت له تأتزر هكذا فقال هكذا رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم
4 أخبرنا أبو يعلى قال ثنا أبو صالح محمد بن يحيى بن سعيد
القطان قال ثنا أبي قال ثنا محمد بإسناده مثله قال وربما رفعه
وربما لم يرفعه
390

وأخبرنا أبو يعلى قال ثنا زهير بن حرب قال يحيى بن
سعيد عن بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال لما كان يوم
الحديبية قال النبي صلى الله عليه وسلم لا توقدن نار بليل فلما
كان بعد ذلك قال
أوقدوا واصطنعوا فإنه لن يدرك أحد بعدكم مدكم ولا صاعكم ح
حدثنا أبو يعلى قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا حاتم بن
إسماعيل عن محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت دخلنا على سهل بن
391

سعد في نسوة فقال إني أسقيكم من بئر بضاعة وقد سقيت النبي صلى
الله عليه وسلم من مائها
روى هذا الحديث الشافعي عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن
أمه عن سهل
392

(52) د ت أنيس بن أبي يحيى
أخو محمد بن أبي يحيى توفي سنة ست وأربعين ومائة
روى إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال ثني أبي يحيى
قال ثني عمي أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى
وحدثنا محمد بن يحيى قال ثنا أبو همام الوليد بن شجاع قال ثنا
393

يحيى القطان عن أنيس بن أبي يحيى عن أبيه قال رأيت بن عمر
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجلسون قبل أن توضع الجنازة عن
أعناق الرجال
394

(53) ق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
أبو إسحاق حدث عنه بن جرير يقول مرة ذا الأسلمي ومرة بن أبي
يحيى ومرة إبراهيم
حدثنا عبدان قال ثنا بن أبي عاصم عن بن كاسب قال اجتمع
جفينة وفلان وفلان فقالوا تعالوا حتى نضع لإبراهيم بن أبي يحيى
حديثا فقالوا اتق الله لا تكن مسندا عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز السبق
للناظر حتى يحرزه المنظور فجئنا إليه فقلنا له تحفظ حدثني فقال ثنا
إسماعيل بن حكيم عن عمر بن عبد العزيز ثنا بن صبيح قال ثنا
إسماعيل بن يزيد القطان قال سمعت الحسين بن حفص يقول سمعت
إبراهيم بن أبي يحيى يقول أنا من رستاق الشيخ أنا من براءان
395

أنا إسحاق بن أحمد قال حدثني إسحاق بن عاصم قال ثنا أبو
عمر القرمطي قال ثنا الأسدي قال سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يملي
على رجل غريب فأملي عليه لأبي الحويرث عن نافع بن جبير ثلاثين حديثا
فجاء بها من الحسن شئ عجب فقال بن أبي يحيى للغريب هذه ثلاثون
حديثا قد حدثتك بها ولو ذهبت إلى ذاك الحمار يعني مالكا فحدثك
بثلاثة لفرحت بها
أنا إسحاق بن أحمد الفارسي قال سمعت البخاري يقول إبراهيم بن
محمد بن أبي يحيى كذاب وهو أخو سحبل وسحبل صدوق ومحمد
و عبد الله وأنيس بن أبي يحيى وهم أهل بيت علم
ثنا عبدان قال ثنا الجراح بن مخلد يقول سمعت سالم بن قتيبة
يقول عن مالك بن أنس قال إبراهيم بن أبي يحيى كذاب
396

الطبقة الرابعة
(54) خت د ت ق مبارك بن فضالة
بن أبي أمية بن كنانة مولى عمر بن الخطاب وكان جده مكاتبا لعمر
واسمه عبد الرحمن يكنى أبا فضالة مات سنة أربع وستين ومائة
قدم أصبهان على أيوب بن زياد وكان واليا عليها من قبل أبي جعفر
المنصور خمس سنين وروى عنه من أهل أصبهان النعمان بن عبد السلام
وعصام بن يزيد جبر وغالب بن فرقد وشعبة بن عمران وعامر بن إبراهيم
وإبراهيم بن أيوب
397

حدثنا عبد الرحمن بن الحسن قال ثنا الحسين بن الحسين
المكتب قال ثنا إبراهيم بن أيوب قال ثنا مبارك بن فضالة عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته
وحدثنا إسحاق بن محمد بن حكيم قال ثنا إبراهيم بن هاني قال
ثنا حجاج قال ثنا مبارك بن فضالة وكان من العابدين وتوفي سنة أربع
وستين
398

سمعت علي بن الصباح يقول سمعت محمد بن أيوب بن الحسن
يقول ثنا أبي ثنا مبارك بن فضالة قدم علينا أصبهان وجسر بن فرقد
قدم أصبهان
حدثنا بكر بن عبد الوهاب القزاز قال ثنا إسماعيل بن قوهي قال
سمعت أبي يقول ثنا مبارك بن فضالة أبو فضالة قال رأيت الحسن
وبكر المزني ومعاوية بن قرة ومحمد بن واسع وثابت البناني
ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا عمرو بن علي قال
سمعت يحيى بن سعيد وذكر مبارك فأحسن عليه الثناء سمعت عفان
يقول كان من النساك حدثنا إسحاق بن حكيم قال ثنا إبراهيم بن
399

هانئ قال ثنا حجاج قال ثنا مبارك بن فضالة وكان من العابدين
ثنا محمد بن أحمد بن يزيد قال ثنا أبو سيار قال ثنا محمد بن علي بن مقدم قال ثنا
محمد بن عرعرة قال جاء شعبة بن
الحجاج إلى المبارك بن فضالة فسأله عن حديث نصر بن راشد عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجصص القبر أو يبني عليه
400

وحكى عبدان عن عمرو بن العباس قال سمعت بن مهدي يقول
حللنا حبوة الثوري لما أردنا غسله فإذا في حبوته رقاع يسأل المبارك بن
فضالة عن حديث كذا
401

(55) رضي الله تعالى عنهما وابنه عبد الرحمن بن المبارك
حدثنا محمد بن إسماعيل قال ثنا عبد الله بن عمر قال ثنا عبد
الرحمن بن المبارك بن فضالة عن أبيه قال كان الحسن يحلف بالله أن
محمدا صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه تبارك وتعالى
حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو قال ثنا رستة قال ثني عبد
الرحمن بن المبارك بن فضالة عن أبيه عن الحسن أنه كان يكره أن يزن
الرجل بالشعير لان بعضه يزيد على بعض وله أخوان المفضل بن
فضالة وعبيد الرحمن بن فضالة
ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب قال ثنا أبو حاتم قال ثنا عثمان
402

بن الهيثم قال ثنا مبارك بن فضالة قال كنت في مسجد أصحاب
الساج إذ جاء أنس بن مالك والحسن وثابت وقد صلوا العصر فقيل لهم
إنهم قد صلوا فأذن ثابت وتقدم أنس بن مالك فصلى بهم
حدثني عامر بن إبراهيم قال ثنا عمي محمد قال ثنا أبي
403

عن مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو
صدقة
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا محمد بن عامر قال ثنا
أبي مثله
404

(56) ع ليث بن سعد
يكنى أبا الحارث من أهل أصبهان
حدثني بن صبيح قال ثنا إسماعيل بن يزيد قال سمعت بعض
أصحابنا يقول كان ليث بن سعد من أهل أصبهان من ماربين وروى عنه
من الأصبهانيين قتيبة بن مهران بن عبد الرحمن الأزاداني وكان سبي من
أصبهان ونزل فسطاط مصر وتبنك بها واعتقد وحمل عنه علم كثير
سمعت أبا الحسن الطحان قال سمعت بن زغبة يقول سمعت
405

الليث بن سعد يقول نحن من أهل أصبهان فاستوصوا بهم خيرا
حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب قال ثنا أبو حاتم قال ثنا
بن الطباع قال مات الليث بن سعد سنة ست أو سبع وسبعين ومائة
حدثنا عبد الله عن بن معين قال ثنا بن بكير قال ومات الليث بن سعد يوم الخميس لأربع عشرة من شعبان سنة خمس وسبعين
ومائة
سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول ليث بن سعد من سبي أصبهان
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن عن الربيع عن الشافعي
قال كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس إلا أنه ضيعه أصحابه
406

(57) يونس الأصبهاني
روى عنه صغدي بن سنان قال ثنا يونس الأصبهاني
حدثنا محمد بن جعفر الشعيري قال ثنا الوليد بن
عمرو بن سفيان قال ثنا صغدي بن سنان قال ثنا يونس عن
عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بجفنة من
ثريد وهو يريد صلاة المغرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا
رزق ساقه الله إليكم قبل صلاتكم فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
قام إلى الصلاة ولم يمضمض ولم يغسل يده ومسح يده بالحائط
407

حدثنا محمد قال ثنا الوليد بن عمرو قال ثنا صغدي
قال ثنا يونس عن عطاء عن بن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم قال من أحيا ما بين صلاتين غفر له وشفع له ملك وأمن على
دعائه
ثنا محمد قال ثنا الوليد بن عمرو قال ثنا صغدي قال
ثنا يونس عن عطاء عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال أين أبي قال في النار ثم جاء آخر فقال يا رسول
الله الحج كل عام فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحول وركه
ودخل البيت ثم قال والذي نفسي بيده لو قلت لوجبت عليكم كل سنة أو
كل عام ثم لكفرتم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن
408

تبد لكم تسؤكم
409

(58) جسر بن فرقد
قدم أصبهان سمعت علي بن الصباح يقول سمعت عقيل بن يحيى
يقول سمعت عامر بن إبراهيم يقول قدم جسر القصاب أصبهان حدث عنه
من الأصبهانيين منخل وشعبة بن عمران ذكر إبراهيم بن السدي قال
ثنا إبراهيم بن المنخل عن المنخل قال سمعت جسر بن فرقد يقول كنت
اشتري اللحم للحسن في كل يوم نصف درهم
حدثنا بن عامر قال ثنا عمي عن أبيه قال ثنا شعبة بن
410

عمران قال ثنا جسر بن فرقد عن الحسن عن أبي برزة وسأله عن
أشد آية على أهل النار فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال هذه الآية فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا
411

(59) ع عبد العزيز الماجشون
حكى بن أبي خيثمة قال كان الماجشون من أهل أصبهان فنزل
المدينة ووقع بها فكان يلقى الناس فيقول لهم جوني جوني
412

6) ع عبد العزيز الدراوردي
ذكر الطبراني عن أحمد بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح
يقول كان الدراوردي من أهل أصبهان نزل بالمدينة فكان يقول للرجل إذا
أراد أن يدخل قال أندرون فلقبه أهل المدينة الدراوردي
413

(61) ع جرير بن عبد الحميد
حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد قال ثنا عبد الله بن عبد الوهاب
قال ثنا محمد بن عمرو عن جرير قال ولدت في آبة من قرية أصبهان
414

(62) س فق القاسم بن أبي أيوب
أصبهاني لقي سعيد بن جبير وروى عنه شعبة بن الحجاج
قال أخبرني القاسم بن أبي أيوب قال كان سعيد بن جبير عندنا في قريتنا
بأصبهان سنتين وكان معه غلام مجوسي يخدمه وكان يأتيه المصحف
بعلاقته
415

ثنا أبو خليفة قال ثنا علي بن المديني قال ثنا يزيد بن هارون
قال ثنا أصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن
بن عباس قصة القنوت بطوله
416

(63) ت س ق محمد بن عبد الوهاب القناد
كان أصله من أصبهان كتب إلينا محمد بن إسحاق قال ثنا هارون
بن إسحاق قال ثنا محمد بن عبد الوهاب القناد وكان من أفضل الناس
وكان أصله من أصبهان يكنى أبا يحيى مات سنة اثنتي عشرة ومائتين
417

(64) خ ت س ق محمد بن الصلت
قال محمد بن إسحاق
وثنا الجوهري قال محمد بن الصلت يكنى أبا جعفر كان أصبهانيا
فصار إلى الكوفة فنزلها ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين
418

(65) د ق حميد بن وهب أبو وهب
روى عنه عامر بن إبراهيم يروى عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن
عروة
حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر عن عمه عن أبيه قال ثنا
حميد بن وهب أبو وهب قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابني هذا سيد ومن أحبني
فليحب هذا في حجري
419

وحدثنا بن عامر عن عمه عن أبيه قال ثنا حميد بن وهب
قال ثنا مسعر بن كدام عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن
السلمي أن حذيفة بن اليمان خطب يوم الجمعة فقال اقتربت الساعة
وانشق القمر الا أن الساعة اقتربت وأن القمر قد انشق اليوم المضمار وغدا
السباق والسابق من سبق إلى الجنة والغاية النار قال فقلت لأبي يا
420

أبة تجري الخيل غدا قال لا يا بني ولكن يقول تعملون اليوم وتجزون
غدا
421

(66) حجر رجل من أصبهان
يحدث عنه عمارة بن أبي حفصة حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
علي الخزاعي قال ثنا حفص بن عمر الحوضي قال ثنا شعبة عن
عمارة بن أبي حفصة قال سمعت رجلا يقال له حجر يحدث بأصبهان
يقول سمعت سعيد بن جبير في هذه الآية ونفخ في الصور فصعق من في
السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال الشهداء ثنية الله حول
العرش متقلدي السيوف
422

رواه بن أبي أيوب عن الحوضي فقال رجل من أهل أصبهان
وكذا آل سليمان بن حرب
423

(67) س خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة
روى عنه عامر والحسين بن حفص ذكر أنه كان يقدم من
قم إلى البلد وكان خراج قم حينئذ إلى البلد وسمع منه عامر
والحسين بن حفص وحكى أن أبا حاتم كتب إلى بعض إخوانه مهما وقع
عندكم من حديث الخطاب بن جعفر فاجمعوه لي وخذوا إلي به إجازة
ومما كتبنا من حديثه حدثنا محمد بن يحيى قال ثني محمد بن عامر
قال ثني أبي قال ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة عن أبيه
عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله تعالى لإيلاف قريش
قال نعمتي على قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف قال
يشتون بمكة ويصيفون بالطائف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم
424

من جوع وآمنهم من خوف قال من الجذام
قال محمد بن عامر سمع الشاذكوني هذا الحديث من أبي
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا عبد الله بن داود قال ثنا
حسين بن حفص قال ثنا خطاب بن جعفر عن أبيه عن سعيد بن جبير
عن بن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بنخل من نخل
المدينة فجعل الناس يقولون فيها صاع فيها وسق يحزرون فقال النبي
صلى الله عليه وسلم فيها كذا وكذا فقالوا صدق الله ورسوله
425

فقال يا أيها الناس إنما أنا بشر فما حدثتكم به من عند الله فهو حق
وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب
ثنا محمد بن يحيى قال ثنا عبد الله بن داود قال ثنا الحسين
قال ثنا خطاب بن جعفر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس
قال من لعن صاحبه صعدت إلى السماء ثم ترجع حتى تقع على رأس
الظالم
426

ثنا محمد بن يحيى قال ثني عبد الله قال ثنا الحسين قال ثنا
خطاب بن جعفر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس الشمس
والقمر بحسبان قال بحساب ومنازل في النجم والشجر
يسجدان قال النجم ما ليس له ساق والشجر كل شئ له
ساق
ثنا محمد قال ثني عبد الله قال ثنا الحسين قال ثنا خطاب
427

عن أبيه عن سعيد بن جبير قال سألت بن عباس عن العاديات فقال
الخيل تصبح إن الانسان لربه لكنود قال لكفور
ثنا محمد بن أحمد الزهري قال ثنا الحسن بن عطاء قال ثنا
عامر بن إبراهيم قال ثنا الخطاب قال ثنا السدي وحدثنا محمد قال
ثني عبد الله قال ثنا الحسن قال ثنا خطاب عن السدي قال ن
والقلم قال نون السمكة التي عليها الأرضين والقلم الذي خلقه الله
428

بيده قال السدي وقال القلم ما أكتب قال أكتب القدر
ثنا محمد بن يحيى قال ثني عبد الله قال ثنا الحسين قال ثنا
خطاب عن أبيه عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى بن عباس فسأله
عن قول الله الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ما هو
فسكت عنه بن عباس حتى إذا وقف الناس قال له الرجل ما يمنعك أن
تجيبني قال وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر قال فأخبرني فأخبره
429

قال سماء تحت أرض وأرض فوق سماء مطويات بعضها فوق بعض يدور الامر
بينهن كما يدور بهذا الكردنا الذي عليه الغزل
ثنا محمد قال ثني عبد الله قال ثنا الحسين قال ثنا خطاب
بن جعفر عن أبيه عن سعيد بن جبير يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم
عن الآخرة هم غافلون قال فالظاهر من العلم أن يوحي الله إلى الملائكة
430

بأمره في أهل الأرض فيوحي الله إلى الملائكة كوقع السلسلة على الصفا
فإذا سمعوا ذلك لم يبق ملك في السماوات إلا خر ساجدا ويندب إبليس
الشياطين كل ليلة فيقول من يجيز السماء فيندب مردة الشياطين ويوضع
لهم شياطين على ممرهم ويقفن الشياطين من الأرض حتى يلظ في السماء
بالمكان الذين كانوا قبل ذلك يسترقون فيه السمع فسمع الله كلام
الملائكة ما قد أوحى إليهم في خلقه فيتبعه الشهاب فيمر على الذين قد
وضعوا في ممره فيقول سمعت كذا وكذا وليس له منتهى إلا البحر فإن
أدركه الشهاب قبل ذلك حرقه وإن أدركه البحر أخبله فلا يعود إلا السماء
بعد ذلك فقال سعيد إن الشهاب لا يخطئه على حال قال فيوحي أولئك
الذين سمعوا إلى أوليائهم من الانس فيصدقون بما أوحى الله إلى خلقه
ويزيدون سبعين كذبة
431

(68) ز عبد الله بن معاوية
بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قدم أصبهان وغلب عليها أيام
مروان بن محمد وأقام بها وبنى بها وله ميدان بجرواآن يقال له
ميدان عبد الله بن معاوية ويقال خرج بالكوفة في خلافة مروان فبعث إليه
مروان جندا فلحق بأصبهان فغلب عليها وما زال يتنقل من موضع إلى
432

موضع حتى لحق بخراسان وأبو مسلم يدعو إلى ولد العباس فبلغه
مكانه فحبسه في السجن حتى مات سنة إحدى وثلاثين ومائة
ومما حدث ما حدثنا به الحسن بن محمد الداركي قال ثنا أبو
زرعة قال ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن
عبد الله بن جعفر قال حدثني عمي موسى بن جعفر عن صالح بن
معاوية عن أخيه عبد الله بن معاوية عن أبيه معاوية بن عبد الله بن
جعفر عن عبد الله بن جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه
433

وسلم علي أصلي وجعفر فرعي أو جعفر أصلي وعلي فرعي
434

(69) أبو جعفر المنصور
عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قدم أصبهان
مع عبد الله بن معاوية وخرج منها إلى فارس
وحكى وشنة قال كان أبو جعفر المنصور يجئ إلى عندنا إلى
الحمام بيوان قال فخرج أياما عن معسكر عبد الله بن معاوية قال فرجع
إلى العسكر وقد وضع الفأرة أدراصا في مخدته قال فتعجب فقال
هل ها هنا من يحسب قالوا نعم قال فحمل إليه يهودي يقال له
ككية يحسب فقال ما هذا فقال إن هذا لا يجوز إلا لمن يملك
435

الأرض فقال له أخفه عني واسكت واتبعني إذا سمعت بي قال فخرج من
ساعته إلى فارس وخاف أن يفشي ذلك فيسمع به عبد الله بن معاوية
قال فلما كان من أمره ما كان وجعل له الخلافة خرج ككية إليه فأعطاه
مالا فرجع ككية إلى البلد وكان يركب الحمر المصرية وقد حدث المهدي
عن أبيه المنصور
ثنا أبو الحسن بن شنبوذ قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة قال ثنا أبي قال ثنا أبي عن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد
436

الله بن عباس قال ثني أبي عن جده عن بن عباس أن النبي صلى
437

الله عليه وسلم جهر بسم الله الرحمن الرحمن محمد بن عبد الله هو المهدي
438

7) عبد الله بن أبي مريم الأموي
قاضي أصبهان
كان على القضاء أيام الحجاج وكانوا ثلاثة إخوة عبد الله وعبيد
الله ويزيد وكان قاضيها أيام الحجاج بن يوسف ومن ولده محمد بن
المغيرة بن سالم بن عبد الله صاحب النعمان وعلي بن بشر بن عبد الملك بن
عبيد الله بن أبي مريم
وحكى أبو أمية سلم بن عصام وكان محمد بن المغيرة جده قال كان
عبد الله على القضاء فعزله الحجاج وأخرجه إلى واسط وحبسه فلما
مات الحجاج رجع إلى أصبهان فمات بها
79 وقد حدث هؤلاء كلهم حدثني سلم بن عصام بن سلم بن
439

المغيرة بن سالم بن عبد الله بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن بسطام قال
ثنا روح بن عبادة قال ثنا بن جريج قال ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
مريم عن عبد الله بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
440

النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه ومن ذكره
بغير ما فيه فقد بهته
ثنا سلم قال ثنا حفص الربالي قال ثنا أبو عاصم عن بن
جريج قال ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عبد الله بن أبي مريم
عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
وقد حدث علي بن بشر وأحمد بن علي بن بشر ومحمد بن أحمد بن
علي بن بشر
441

(71) مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان
حدث عنه محمد بن بكير وأبو حجر عمرو بن رافع وأحمد بن منيع
وحكى أحمد بن يوسف قال رأيت مبشر بن ورقاء يقضي في مسجد يعقوب
بن زياد
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل قال ثنا أحمد بن منيع
قال ثنا مبشر بن ورقاء أبو الأسود السعدي الكوفي قال ثنا الأعمش عن
عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن بن مسعود قال ما صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلى صلاة قط إلا لوقتها إلا صلاتين المغرب والعشاء فإنه جمع
442

بينهما بجمع وغلس بالفجر
حدثنا أبو العباس الجمال قال ثنا عبد الرحمن بن عمر قال ثنا
عامر بن إبراهيم قال مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان قال ثنا الأعمش
قال قال عبد الملك بن أبجر وكان من أطب الناس اجتنب الدواء ما
احتمل الداء
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا أحمد بن منيع قال ثنا مبشر
بن ورقاء السعدي الكوفي قاضي أصبهان عن الحجاج عن عطاء عن
443

عائشة قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يطوف
بالبيت
444

(72) ق نهشل بن سعيد الترمذي
يكنى بأبي سعيد الترمذي قدم أصبهان وحدث عنه عامر بن إبراهيم
نسخة عن الضحاك في التفسير وغيره وكتبنا من حديثه ما لم نكتب عن غيره
ثنا محمد بن عامر عن أبيه عن جده عن نهشل بن سعيد
عن سفيان عن باذام عن قنبر عن علي عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا يحفظ منافق سورة هود وبراءة ويس والدخان وعم
يتساءلون
445

ثنا محمد بن عامر عن أبيه عن جده عن نهشل عن
الأعمش عن باذام عن قنبر عن علي عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي فأحدهم علي
والثاني المقداد والثالث سلمان والرابع أبو ذر الغفاري
446

(73) غياث بن إبراهيم التميمي
روى عنه عامر بن إبراهيم وغالب بن فرقد الأصبهاني وروى عنه يحيى
بن أبي بكير
حدثنا بن عامر عن أبيه عن جده قال حدثنا غياث
عن عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم لا يغرنكم من سحوركم بن أم مكتوم هكذا
رواه وهو عند الناس عن عبيد الله عن نافع عن بن عمرو عن القاسم
عن عائشة
447

وحدثنا أبو يعلى قال ثنا الأزرق بن علي قال ثنا يحيى بن
أبي بكير قال ثنا غياث بن إبراهيم عن عثمان بن أبي سودة عن زياد بن أبي
مريم عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عودوا
المريض وأجيبوا الداعي وخير العيادة أخفها والتعزية مرة
448

(74) خت - د - س - إبراهيم بن ميمون الصائغ
أصبهاني انتقل إلى خراسان سمعت أبا جعفر محمد عبد
الرحمن قال ثنا عبد الله بن محمود المروزي قال سمعت إبراهيم
بن يزيد البيوردي يقول إبراهيم الصائغ أصله من أصبهان
449

(75) زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم
بن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذويب بن عمر ويكنى أبا الهذيل
روى عنه النعمان والحكم بن أيوب وغيرهم
وكان متواضعا وكان أبوه الهذيل بن قيس مقيما بأصبهان في سنة ست
وعشرين ومائة في خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك وهو الذي كان يسمى
الناقص فلما قتل يزيد وبويع إبراهيم بن الوليد بقي سبعين يوما ثم
خلع وثبت الهذيل على أصبهان فتولى أمرها باقي سنة ست وسبع فلما
دخلت سنة ثمان قدم عبد الله بن معاوية بن جعفر فنزل باب القرطمان
450

فخرج إليه الهذيل فالتقوا بها فانهزم الهذيل وغلب عبد الله على البلد
وكان للهذيل ثلاث بنين الكوثر وهو أكبرهم وكان ينزل بأصبهان قرية
براءان وعليه قدم زفر بن الهذيل وهرثمة بن الهذيل وكان من أعرف
الناس بالأنساب والاشعار وعنه أخذ حماد الرواية وزفر بن الهذيل وكان
أفقههم وجالس أبا حنيفة ومن حديثه
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحرب قال ثنا محمد بن المغيرة قال
ثنا النعمان عن زفر حكى بن أبي عاصم قال سمعت عبد الملك
بن مروان يقول قال أبو عاصم أمسك زفر عن الرأي قبل أن يموت
بسنتين وأقبل على العبادة فرآه رجل في اليوم فقال السنتين
451

(76) س ق خالد بن أبي كريمة
قالوا هو من أصبهان من سنبلان
حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح قال ثنا عامر بن أسيد
452

الواضحي عن بن عيينة عن خالد بن أبي كريمة وكان من أهل سنبلان
عن عبد الله بن المسور عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
إذا دخل النور القلب انفسح له وانشرح قيل يا رسول الله هل لذلك من
علامة تعرف به قال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار
الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت وتعرضوا للعرض الأكبر
يومئذ تعوضون لا تخفى منكم خافية
453

(77) خ م د عس ق عمير بن سعيد النخعي
قدم أصبهان قال كنا بأصبهان نعطي الغنم بكذا وكذا جبنة وكذا
وكذا مصلة
حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرازي قال ثنا موسى بن نصر ثنا
نصر بن باب عن الحجاج بن أرطأة عن عمير بن سعيد قال كنا
بأصبهان وكان منا من يدفع مائة شاة إلى رجل على أن يكفيه مؤنته فيعطيه في
كل سنة كذا وكذا جبنة وكذا وكذا مصلة وكذا وكذا من السمن فسألت عن
ذلك علقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع وعبد الرحمن بن أبي ليلى
فكرهوه
454

(78) بخ حميد بن أبي غنية
أبو عبد الملك بن حميد قال البخاري هو أصبهاني لما فتحها أبو
موسى انتسبوا إليه
455

(79) د ت س إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه
جده حماد من أهل أصبهان حكى محمد بن يحيى قال كان جد
حماد بن أبي سليمان من بزخوار
وروى عنه معتمر بن أبي سليمان وخالد الواسطي روى وهب بن
بقية قال ثنا خالد بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي
سليمان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه كان يجئ كل
خميس فيقوم قائما لا يجلس فيقول إنما هما اثنتان فأحسن الحديث كتاب
الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
456

حدثنا بن الناشئ قال ثنا محمد بن الحسين الكابلي قال
ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان عن أبي قيس عن بن سيرين عن
حكيم بن حزام قال نهاني النبي صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس
عندي
457

(80) الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني
يحدث عن بن جريج والمثنى بن الصباح ومسلم بن خالد وله
بأصبهان عقب روى عنه عقيل بن يحيى وذكر محمد بن عاصم أنه حدثه من
كتب عن ابنه جعفر بن الزحاف عن أبيه عن بن جريج أربعة آلاف
حديث
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى قال ثنا عقيل بن يحيى الحافظ
قال ثنا الزحاف أبو محمد الأصبهاني قال ثنا بن جريج عن عطاء عن
بن عباس قال عالم أشد على إبليس من ألف عابد
458