الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ١
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الأول
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
تعريف الكتاب 1

جميع حقوق الطبع إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت لبنان
دار الفكر: حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - تلكس: 41392 فكر
ص. ب: 61. 7 / 11 - تلفون: 643681 - 838053 - 837898 - دولي: 86092
فاكس: 2124187875 1..
تعريف الكتاب 2

اهداء
إلى
مهد الحضارات الانسانية وملتقى الديانات السماوية
إلى أبناء العروبة والاسلام
إلى أقدام مدينة في التاريخ
إلى دمشق أم الشام
نهدي انتاجنا
الاهداء 3

بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير (*)
أهمية التاريخ:
إذا كان التاريخ سردا لماضي الانسانية، وسجلا لمجرى الحوادث الذي يصنعه
الابطال والشعوب فإن التاريخ الكبير تاريخ دمشق لمحدث الشام ومؤرخها الحافظ ابن
عساكر هو النور الساطع واللؤلؤة المضيئة بين كتب التاريخ. الذي يؤرخ لأعرق مدينة في
التاريخ بل إنها جنة الأرض ومدينة العلم والفضل والحضارة أم الشام، يشد إليها الرحال بما
زخرت به من المدارس وحلقات العلم في كل فن وعلم، وبما أنجبت من علماء وفرسان
أعلام في كل حلبة من حلباتها.
لقد دأبت دار الفكر وديدنها منذ تأسيسها بعد أسفار التراث من شتى العلوم والفنون
وإخراجها وبسطها للناس للاستفادة من كنوز الأجداد واستخلاص العبر منها.
ومنذ عشرين عاما وعند اطلاعنا على المجلد الذي حققه الأستاذ الدكتور شكري
فيصل من تاريخ دمشق أثار لدينا حلما دفينا وأمنية من أعظم أمانينا، فقد كنا نحلم بتحقيق
وإخراج هذا الكتاب وفاء منا لهذه المدينة العظيمة الذي كان لها دور مميز في كل عصر من
عصور التاريخ. فعرضنا على الدكتور رحمه الله أن نكمل الطريق معا بإحياء هذا الأثر
التاريخي النفيس وذلك بتحقيق بقية أجزاء الكتاب الثمانين، ولكن الدكتور رحمه الله أشفق
علينا وقال: وأنى لنا ذلك؟! والكتاب حر زخار عميق الغور تقتصر عن جمعه وإنجازه
وتحقيقه همم الرجال لعدم اكتمال مخطوطاته في مكان واحد من جهة، ولحاجته إلى سيل
فياض لتغطية أعبائه المادية ونفقات إخراجه من جهة ثانية، وهو بهذا يحتاج لرعاية دولة
وليس لدار نشر؟
ولكن كما قال الشاعر العربي:
* على قدر أهل العزم تأتي العزائم *

* كلمة الناشر هذه هي تعريف بالكتاب ومؤلفه وليست دراسة لهما ولا مقدمة تحقيق.
مقدمة المحقق 5

وقد استخرنا الله علام الغيوب فشرح صدرنا للتصدي للعمل الضخم فتوكلنا على الله
لانجاز هذا التاريخ العظيم ووضعه بين أيدي الناس هنيئا سلسا. فتتبعنا مخطوطاته شرقا
وغربا فأتينا بها جاهدين. وكان مما أثار حماسنا أنه أثناء المؤتمر الذي عقد في دمشق
بمناسبة مرور 900 سنة على وفاة مصنفه الحافظ المحدث الثقة ابن عساكر ومن المناقشات
التي دارت في المؤتمر لمسنا أنه لا أحد مهيؤ لانجاز هذا المشروع الكبير الذي بدأه
المجمع العلي العربي بدمشق منذ أربعين عاما، ولم ينجزه لأسباب شتى.
ومصنف الكتاب الحافظ ابن عساكر سليل أسرة عربية اشتهرت بالعلم والفقه
والحديث والقضاء والفتيا.
ولد هذا العالم الجليل في دمشق سنة (499) ه‍ وشب ونما في مناخها الصافي
وترعرع في أحضان مدارسها وحلقات الأقراء والحديث الحافلة التي كانت تعقد في مسجد
بني أمية، وفي منارات أخرى للعلم والحديث والفقه كالمدرسة الغزالية (1) التي كان يتردد
عليها ويأخذ عن أرباب العلم الذين كانوا يدرسون فيها فكان لكل ذلك أثر كبير في توجهه
نحو العلم ونبوغه فيه.
ولكن بعد وفاة أبيه وفي سنة (520) عقد العزم على الرحلة إلى طلب العلم وشأنه
في ذلك شأن كل العلماء الذين نبغوا وارتقوا مدارج العلم والمعرفة. فاتجه نحو العراق
أولا، ففيها من العلماء من يرحل إليه، وعاد إلى دمشق بعد سنة قاصدا الحج، وفي مكة
والمدينة ومنيه، سمع ممن لقي من العلماء، وحدث بمكة.
ثم عاد من مكة ميمما شطر العراق ثانية فأقام في العراق خمس سنين، في بغداد
وسائر مدن العراق، وكانت حافلة بشيوخ العلم، كالموصل والرحبة والجزيرة وماردين
والكوفة متنقلا بينها شمالا وجنوبا. وقد استمع إلى كبار المحدثين (ذكرهم في معجم
شيوخه). وينهي رحلته العلمية هذه ويعود إلى بغداد ومنها إلى دمشق بعد أن استنفد ما عند
علماء بغداد وشيوخها وضمنه صدره وصحائفه.
وفي دمشق أخذ يستعد لرحلة جديدة في طلب الحديث ولكن هذه المرة إلى ما وراء
بغداد، إلى خراسان ففيها من مراكز الحديث والمحدثين ما يشد إليه الرحال أيضا، وكان
ذلك سنة (529 ه‍).

(1) وهي رواية الشيخ نصر المقدسي أصلا، وصارت تعرف فيما بعد بالغزالية نسبة إلى الامام الغزالي.
(طبقات السبكي 112 ج 3).
مقدمة المحقق 6

يقول السمعاني الذي التقاه: دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه معجمه والمجالسة
للدينوري، وقد شرع في تصنيف تاريخه، تاريخ دمشق.
ثم قفل راجعا إلى بغداد ومنها إلى دمشق وكان ذلك سنة (533) ثلاث وثلاثين
وخمسمائة.
وها هو ذا قد بلغ قمة العلم وتبوأ مرتبة الحفاظ والمحدثين، يقول: متى أروي ما
سمعت؟! لكنه لا يجرؤ على ذلك قبل أن يأذن له شيوخه، فقال له جده، يحيى بن علي
القرشي: اجلس إلى سارية من هذه السواري حتى نجلس إليك!
أما أعيان شيوخه ورؤساء البلد فكلهم قالوا له: من أحق بهذا منك؟!
قال الحافظ: فجلست في ذلك منذ ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وهنا تبدأ حقبة جديدة يمن حياة الحافظ تمتد أربعين عاما ينصرف فيها إلى الجمع
والتصنيف والرواية والتأليف والمطالعة والتسميع، ويشتهر أمره ويطير ذكره في الآفاق،
فيرحل إليه الطلبة كما رحل هو من قبل إلى شيوخه، وتنتهي إليه الرئاسة في الحفظ والاتقان
والمعرفة التامة بالحديث متونا وأسانيد، ويصبح إمام الحديث في عصره، وفارسا في
ميدانه.
ثم كان دخول نور الدين زنكي إلى دمشق عام (549) وهو قائد الجهاد ضد
الصليبيين. وهذه الحقبة من التاريخ نشط فيها العلم والجهاد في آن، ورقي خبر ابن عساكر
إلى نور الدين، يقول الحافظ في خطبة كتابه: ورقي خبر جمعي له (أي لتاريخ دمشق) إلى
الملك العادل... وبلغني تشوقه إلى استنجازه والاستتمام فراجعت العمل به راجيا الظفر
بالتمام.
وقد بنى له نور الدين دارا لتعليم الحديث سميت فيما بعد دار الحديث النورية وهي
أول مدرسة أنشئت في الاسلام لتعليم الحديث وتولى التدريس فيها الحافظ ابن عساكر نفسه
وابنه ثم بنو عساكر من بعدهما، وكان نور الدين يحضر حلقات تدريس له فيها، كما كان
السلطان صلاح الدين يحضر مجلسه ودروسه أيضا.
وقد تخرج من المدرسة النورية هذه وأخذ عن شيوخها كبار العلماء والمؤرخين
والمحدثين في القرنين السادس والسابع للهجرة، كابن الأثير الجزري والمقدسي والمزي
وابن كثير والنووي والذهبي والحسيني وابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهم.
وللحافظ مؤلفات كثيرة في الحديث ومؤلفات وفيرة في الفضائل، فضائل الأشخاص
مقدمة المحقق 7

وفضائل المدن وفضائل الأعمال وفضائل الشهور والأيام وفضل الجهاد وفضل كتابة القرآن
وغيرها من الفضائل. كما له المعجم لمن سمع منه، أو أجاز له، ومعجم الشيوخ من
النبلاء.
ومن مؤلفاته ووفرتها وتنوعها نجد أن ابن عساكر محدث، حافظ، ثبت، ثقة أولا،
ومؤرخ ثانيا، شأنه في ذلك شأن سائر المؤرخين المسلمين.
ولا جرم أن أكبر تأليفه وأكثرها ذيوعا وشمولا كتابه تاريخ دمشق.
وأهمية هذا التاريخ لا تكمن في أنه تاريخ لمدينة دمشق أحد أكبر معاقل الحضارة
الانسانية والعلوم الاسلامية عبر مختلف العصور فحسب، بل إنه موسوعة حديثية وهو من
أوسع المصادر في سير الرجال فمنه يمكن استخلاص كتب وأسفار عدة في موضوعات
وعلوم وفنون شتى.
فالكتاب مرجع لعلماء لاحتوائه على الآلاف من الأحاديث النبوية والآثار.
والكتاب موسوعة في علم الرجال والجرح والتعديل، فهو عندما يترجم للرجال
ويذكر سيرهم ويذكر مروياتهم فإنه يبين حالهم وعلى ما هم عليه من ضعف أو توثيق،
ويصحح أسماءهم إذا اقتضى الحال.
ويذكر سنة الوفاة للرجال، وهو بهذا يحدد طبقة الاسم المترجم له، وفي هذا من
الفائدة ما يدركه العاملون في حقل الرجال.
وهو عندما يسرد الخبر خصوصا في الفضائل يسرد جميع الروايات بأسانيدها المتعلقة
بالخبر، يذكر ذلك وهو أعلم الناس بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، فكأنه بإيراده السند
يخلي مسؤوليته ويدع العهدة في نقل الاخبار على من نقلها، وكأنه يريد أن يقول أيضا: إن
كتابه لجميع طبقات الناس، وإنه يريد أن يكون تاريخه مرآة تعكس حياة الناس ومعتقداتهم
ومذاهبهم ونحلهم وآراءهم السياسية والاجتماعية، فله النقل والعرض والسرد وللعقل
التدقيق والتمحيص. وكأنه هنا يلتقي مع نظرية معاصرة في تدوين التاريخ لأرنولد توينبي
التي تزعم " أن المؤرخين أميل إلى توضيح آراء الجماعات التي يعيشون في محيطها منهم
إلى تصحيح الآراء ".
والكتاب جمع أكبر عدد من رجال الثقافة الاسلامية وأعلام الحضارة العربية خصوصا
ذوي الشأن منهم وحتى ترجم لمن كان قبل الاسلام أيضا.
والكتاب موسوعة في الأدب شعرا ونثرا، فضلا عن كون الحافظ ابن عساكر نفسه
مقدمة المحقق 8

شاعرا وأديبا وله قصيدة في مدح نور الدين بعد أن رفع عن أهل دمشق المطالبة بالخشب،
فيها:
لما سمحت لأهل الشام بالخشب * عوضت مصر بما فيها النشب
وإن بذلت لفتح القدس محتسبا للاجر * جوزيت خيرا غير محتسب
ولست تعذر في ترك الجهاد وقد * أصبحت تملك من مصر إلى حلب
وكان يختم مجالسه بقطعة من شعره.
والحافظ ينقل من مصادر لم تصلنا، فتاريخه وسيط بين عصرنا وعصر أسلافه وكثيرا
ما ينقل علماء القرنين السادس والسابع عنه كابن الأثير في تاريخه الكامل، والمزي في
تهذيبه تهذيب الكمال، والذهبي في تاريخه تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء، وابن كثير
في تاريخه البداية والنهاية.
وهو عندما يؤرخ لمدينة دمشق تخصيصا لا يقتصر على الجانب التاريخي بل يتعداه
إلى جغرافية المدينة لأنه أدرك بحس العالم وحس المؤرخ أنه لا انفصام بين التاريخ
والجغرافيا، فالجغرافيا هي المسرح التي تحدث عليه وقائع التاريخ وهي من أهم المؤثرات
التي تؤثر في الانسان وبالتالي في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
كما أن الموقع الجغرافي للمدينة الذي حباها الله به كان له أثر في دورها الحضاري
عبر مختلف العصور.
وإذا كان تاريخ الطبري يعد أغنى المصادر عن تاريخ الفرس، فإن تاريخ ابن عساكر
أغنى المصادر عن تاريخ العرب المسلمين من نقطة الانطلاق الأولى وعلى امتداد الرقعة
الجغرافية التي وصل إليها الاسلام خصوصا في الحقبات التاريخية التي كانت دمشق عاصمة
الحياة العربية، ومصدر القرار، ومحجة وفود الجماعات والرجالات من الجزيرة والعراق
وفارس وما وراء النهرين وأقصى الشرق، ومصر وإفريقية وأطراف المحيط، كما كانت مركز
تجمع ومنطقة حشد وقاعدة عمليات للجيوش التي وصلت شرقا حتى حدود الصين وغربا
حتى اجتازت المحيط وعبرت إلى إسبانيا وجنوب أوربة كما العمليات البحرية أيضا جنبا
إلى جنب حتى أصبح حوض البحر الأبيض المتوسط بسواحله شرقا وغربا بحيرة عربية.
أليس من دمشق كانت تنطلق قوات الصوائف والشواتي لسد الثغور والدروب ورد
غارات بيزنطة عن حدود الشام؟!
ومن دمشق أيضا انطلقت جحافل صلاح الدين لطرد الصليبين وتحرير القدس.
مقدمة المحقق 9

كما لم تكن دمشق بمعزل عن الحياة والمشاركة فيها في كل العهود.
وتاريخ دمشق يقدم مادة غنية للذين يدرسون التاريخ الأندلسي.
ألم تنتقل الخلافة الأموية إلى الأندلس؟!
كل ذلك يؤكد أن تاريخ دمشق هو تاريخ حضاري للعالم العربي والاسلامي مند ما
قبل البعثة النبوية وحتى عصر المؤلف الذي يقف عند سنة 571 (1). وكأن الحافظ ابن
عساكر أراد أن يؤرخ للعالم العربي والاسلامي على امتداد رقعته الجغرافية شرقا وغربا من
خلال تلك المشكاة المشعة دمشق الشام فكان بتاريخه الكبير الموسوعي الفذ شيخ
المؤرخين ومؤرخ الحفاظ والمحدثين
ختاما من عصر الحفاظ ابن عساكر وهو عصر الجهاد وعصر النهضة العلمية ومن
خلال موسوعته تاريخ دمشق ندرك كيف استطاعت هذه الأمة تخطي محنتها بالصمود
وبالقوة الحيوية الكامنة فيها وطرد الصليبيين وتحرير القدس ثالث الحرمين الشريفين
ومحرك الاسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
ومع كل ما بذلناه من جهد وصبر وتحمل لاخراج هذه الموسوعة التاريخية العربية
إلى الضوء نشعر بالتقصير، وفرحتنا الكبرى تكتمل يوم يكتمل عقد هذا السفر العظيم
بأجزائه الثمانين.
وجدير بنا أن نردد هنا، وبعد تسعة قرون، ما قاله الحافظ في خطبة كتابه يوم ألف
تاريخه: فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عثر فيه على تغيير أو زلل، فليعذر أخاه
متطولا، وليصلح ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا.
ونحن نردد وراءه:
وإن تجد عيبا فسد الخللا فجل من لا عيب فيه وعلا
اللهم زدنا علما ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت
الوهاب. واجعلنا ربنا خيرا مما يظنون واغفر لنا ما لا يعلمون ولا تؤاخذنا بما يقولون
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
بيروت 10 ذو القعدة 1415
10 نيسان إبريل 1995
الناشر
دار الفكر

(1) بينما يقف تاريخ بغداد عند سنة 463.
مقدمة المحقق 10

مقدمة التحقيق
قال الله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونؤمن به ونتوكل عليه،
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد رسوله ونبيه أرسله بالهدى، وعلى آله وصحبه
الذين ازداد بهم الحق إشراقا، والخير انتظاما واتساقا. أما بعد.
ترجمة ابن عساكر
اسمه ومولده وحياته:
هو علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، أبو القاسم الدمشقي
الشافعي، المعروف بابن عساكر.
ولد في المحرم، في أول الشهر، سنة تسع وتسعين وأربعمئة، في مدينة دمشق.
أخذ العلم والفقه منذ الحداثة بدمشق حيث عاش في بيت جليل، وقد كان أبوه
الحسن بن هبة الله شيخا صالحا (1) عدلا، محبا للعلم، مقدرا للعلماء، مهتما بأمور
الدين والفقه.
يقول د. صلاح الدين المنجد في مقدمة المجلدة الأولى من تاريخ ابن عساكر (2):
" كان للبيئة التي نشأ فيها الحافظ ابن عساكر أثر كبير في اتجاهه نحو العلم ونبوغه
فيه، فقد نبت في بيت قضاء وحديث وفقه، وكان ألف هذا البيت من كبار علماء دمشق

(1) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 70.
(2) تاريخ ابن عساكر المجلدة الأولى: ص 11.
مقدمة المحقق 11

وقضاتها (1)، فما أرى ابن عساكر منذ نشأته غير العلماء، وما وعى غير العلم.
وكان أخوه الأكبر صائن الدين هبة الله (2) بن الحسن، فقيها مفتيا محدثا، قرأ
القرآن بالروايات، وتفقه وبرع ورحل فسمع، وقرأ الأصول والنحو، وتقدم، وسمع
الكثير، وأعاد بالأمينية لشيخه أبي الحصن السلمي، ودرس، وأفتى وكتب الكثير، وكان
إماما ثقة ثبتا دينا ورعا (3).
سمع أبا القاسم النسيب، وأبا طاهر الحنائي، وأبا الحسن بن الموازيني، وأبا
علي بن نبهان، وأبا علي بن مهدي، وأبا الغنائم المهتدي بالله، وأبا طالب الزينبي،
ولد سنة 488 ومات في شعبان سنة 563.
وأما أخوه محمد بن الحسن بن هبة، أبو عبد الله، كان قاضيا (4)، وقد نشر
أولاده الستة العلم والحديث (4).
وكانت أمه من بيت القرشي، أبوها يحيى بن علي بن عبد العزيز، القاضي الفقيه
الكبير، وكان عالما بالعربية، ثقة، حلو المحاضرة فصيحا (5).
سمع عبد العزيز الكتاني، والحسن بن علي بن البري، وحيدرة بن علي،
وعبد الرزاق بن الفضيل، وأبا القاسم بن أبي العلاء، وارتحل إلى بغداد فسمع بها وتفقه
على أبي بكر الشاشي، وبدمشق على القاضي المروزي والفقيه نصر (6). وقد سمع منه
وروى عنه نافلته أبو القاسم بن عساكر.
وأما خاله أبو المعالي محمد بن يحيى، فقد سمع أبا القاسم بن أبي العلاء،
والحسن بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسي، وأبا محمد بن البري، والقاضي
الخلعي بمصر، وعلي بن عبد الملك الدبيقي بعكا، وحضر درس الفقيه نصر،
وثقه به.

(1) أبوه الحسن كان قد صحب نصرا المقدسي وسمع منه، انظر طبقات الشافعية للسبكي 7 / 70.
(2) انظر ترجمته في طبقات السبكي 7 / 324 سير الاعلام 20 / 496 وفيات الأعيان 2 / 473 فوات الوفيات
4 / 235 النجوم الزاهرة 5 / 380 شذرات الذهب 4 / 210.
(3) طبقات الشافعية للسبكي 7 / 325 وسير أعلام 20 / 496.
(4) طبقات الشافعية للسبكي 7 / 70.
(5) سير الاعلام 20 / 64.
(6) سير الاعلام 20 / 63 - 64 طبقات الشافعية للسبكي 7 / 334 - 335.
مقدمة المحقق 12

ناب عن أبيه في القضاء، ثم استقل به، وكان نزيها عفيفا صليبا في الحكم (1).
قال عنه السمعاني أنه كان محمودا، حسن السيرة شفوقا وقورا، حسن المنظر،
مترددا (2).
روى عنه ابن أخته أبو القاسم بن عساكر.
وأما خاله الاخر سلطان بن يحيى، زين القضاة، أبو المكارم القرشي الدمشقي،
فقد روى عن أبي القاسم بن أبي العلاء، ناب في القضاء عن أبيه، ووعظ وأفتى (3).
بدأ بتلقي علومه ودروسه باكرا، وهو في سن صغيرة، فقد سمعه أخوه الصائن سنة
خمس وخمسمئة (4)، فقد كان في السادسة من عمره يومذاك، فأخذ يسمع باعتناء أبيه
وأخيه الصائن، فسمع أبا القاسم النسيب، وقوام بن زيد، وسبيع بن قيراط، وأبا طاهر
الحنائي، وأبا الحسن بن الموازيني (5).
وراح يتردد إلى مجالسهم ويحضر حلقات تدريسهم.
يقول د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى (6):
فبيئة هذا شأنها.. فقد وجد فيها الحافظ ما ساعده على تفتح ذكائه وإقباله على ما
رغب فيه، حتى غدا مؤرخ الشام وحافظ العصر.
تفقه في حداثته بدمشق على الفقيه أبي الحسن علي بن المسلم بن محمد بن علي
السلمي (7) عمدة أهل الشام ومفتيهم، وكان قد لازم الغزالي مدة مقامه بدمشق، وقد نقل
ابن عساكر عن الغزالي قوله في أبي الحسن السلمي: خلفت بالشام شابا إن عاش كان له
شأن، فكان كما تفرس فيه، ودرس بحلقة الغزالي مدة، ثم ولي التدريس في المدرسة
الأمينية (8) في سنة أربع وخمسمئة، وهي أول مدرسة للشافعية بنيت في دمشق.

(1) سير الاعلام 20 / 138.
(2) التحبير 2 / 250.
(3) شذرات الذهب 4 / 95.
(4) تذكرة الحفاظ 4 / 1328 سير الاعلام 20 / 554.
(5) تذكرة الحفاظ 4 / 1328.
(6) تاريخ ابن عساكر المجلدة الأولى ص 14.
(7) انظر سير الاعلام 20 / 30.
(8) الدارس للنعيمي 1 / 134.
مقدمة المحقق 13

وكان السلمي ثقة ثبتا عالما بالمذاهب والفرائض، وكان ابن عساكر يتردد عليه
ويحضر دروسه في المدرسة الأمينية ويستمع عليه.
رحلته الأولى: إلى بغداد:
وفي سنة 520 ه‍ وكان قد بلغ الحادية والعشرين من عمره، وكان قد استوفى
قسطا مهما من العلم على شيوخه بدمشق، وتنوعت معارفه، واتجه نحو رواية الحديث
حيث جمع من معرفة المتون والأسانيد وحفظ فأتقن، وقرأ فتثبت، وتعب في ملاحقة
المحدثين والعلماء، ولم يعد يقنعه ما حصل عليه في حلقات دمشق ومساجدها
ومدارسها وعلمائها (1)، عزم على طلب المزيد والوقوف على آراء مشاهير العلماء
والفقهاء فقرر أن يرحل عن دمشق رغبة في طلب الحديث.
يقول د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى (2): وكانت الرحلة في طلب الحديث
والاستماع إلى الشيوخ أرا ذا شأن، ولم يتخلف محدث كبير عن الرحلة ليتم علمه،
ويتلقى الأسانيد العالية.
وكانت مراكز العلم منتشرة في طول العالم الاسلامي وعرضه، والعلماء والفقهاء
منتشرون في كافة الأصقاع، ولكن الاشعاع كان ينتشر من مراكز استطاعت أن تستقطب
أهل العلم والحديث والرواية، واشتهرت فيها حلقات التدريس والنقاش في مراكزها
العامة كالمدارس والمساجد، وفي مراكزها الخاصة كمقرات إقامة الفقهاء والعلماء
والمحدثين.
وكانت بغداد جنة الأرض، ومدينة السلام، وقبة الاسلام، ومجمع الرافدين،
وغرة البلاد، وعين العراق، ودار الخلافة، ومجمع المحاسن والطيبات، ومعدن
الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فن وآحاد الدهر في كل نوع (3).
ورغم تدني نفوذها السياسي إلى مستوى كبير، فقد حافظت على دورها
الاستقطابي والمحوري، حيث بقيت المركز الأساس الذي يجذب طلبة الحديث،

(1) تاريخ دمشق السيرة النبوية قسم 1 المقدمة ص: ه‍.
(2) المجلدة الأولى من تاريخ دمشق: ص 16.
(3) معجم البلدان: بغداد 1 / 461.
مقدمة المحقق 14

والفقه، والعلوم، ولم تستطع أي من المراكز الأخرى في مصر، ومكة، والمدينة،
وخراسان، ونيسابور، وأصبهان، ومرو، وهراة، وسرخس، وطوس، أن تنال من أهمية
بغداد ودورها.
وقد عرف عن أهل بغداد أنهم أرغب الناس في طلب الحديث، وأشدهم حرصا
عليه، وأكثرهم كتبا له.
ويقول الخطيب (1): وأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة، والتثبت في أخذ
الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به.
ورحل أبو القاسم بن عساكر إلى بغداد سنة 520 ه‍ (2)، وذهب من بغداد إلى
الحج سنة 521 ه‍ فسمع بمكة ومنى والمدينة، وممن سمع بمكة: عبد الله بن محمد
المصري الملقب بالغزال بمكة، وعبد الخلاق بن عبد الواسع الهروي بمكة، وحدث
بمكة ومنها قفل عائد إلى بغداد.
ولما دخل بغداد أعجب به العراقيون، وقالوا: ما رأينا مثله، وقال شيخه أبو الفتح
المختار بن عبد الحميد: قدم علينا هذا فلم نر مثله (4).
وأقام ببغداد خمسة أعوام يحصل العلم، فسمع من هبة الله بن الحصين،
وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وقراتكين بن أسعد، وأبي غالب بن البناء،
وهبة الله بن أحمد بن الطبر، وأبي الحسن البارع، وأحمد بن ملوك الوراق، والقاضي
أبي بكر (5).
وسمع بالكوفة الشريف أبا البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، وطوف وجاب
العراق ولقي المشايخ، ثم عاد إلى بغداد فأقام بها يسمع الحديث (6). ولزم به التفقه

(1) تاريخ بغداد 1 / 43.
(2) اتفقت مصادر ترجمته على أن رحلته الأولى إلى بغداد كانت سنة 520.
(3) يقول د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى ص 17: وأقام الحافظ في بغداد سنة واحدة، ثم عاد إلى دمشق
ولم يلبث أن عاد إليها يريد الحج عن طريقها، لكنه لم يدعم قوله بأي حجة وبينة.
(4) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 217.
(5) سير الاعلام 20 / 555، والمستفاد من ذيل التاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 187.
(6) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 187.
مقدمة المحقق 15

وسماع الدرس بالنظامية، وقرأ الخلاف والنحو (1).
وكان ببغداد يسمى شعلة نار من توقده وذكائه وحسن إدراكه، لم يجتمع في
شيوخه ما اجتمع فيثه (2).
وعلى هذا النحو لازم ابن عساكر بغداد، متتبعا العلماء والفقهاء وكبار المحدثين،
مستمعا إليهم، قارئا عليهم، مكثرا في ملازمتهم، حتى سنة خمس وعشرين وخمسمئة
وقد استنفذ ما عند الشيوخ من أحاديث، بالغ في طلبها منهم فأتقن حفظها، وتلقى متونها
وأسانيدها، فقرر العودة إلى دمشق، وفعلا عاد إلى دمشق سنة 525 ه‍ ليسمع على
شيوخها.
رحلته الثانية: إلى بلاد العجم:
وبقي أبو القاسم بن عساكر في دمشق مدة ملازما علمائها وفقهائها وكبار محدثيها
مكثفا الطلب منهم، متعشقا لرواية الحديث عليهم، حتى غدا حافظا فهما متقنا بصيرا
بهذا الشأن، لا يلحق شأوه ولا يشق غباره، ولا كان له نظير في زمانه وهو بعد شاب في
مقتبل العمر، وبقي إلى سنة تسع وعشرين وخمسمئة حيث عزم على التوجه إلى مراكز
ازدهر فيها علم الحديث، وانتشر فيها الفقهاء والعلماء والمحدثون فكانت رحلته نحو
الشرق، نحو بلاد العجم، فارتحل إليها وطاف في مراكزها ومدنها، وبالغ في طلب
الحديث فيها على كبار شيوخها ومحدثيها، فسمع بأصبهان، ونيسابور، ومرو، وتبريز،
وميهنة، وبيهق، وخسروجرد، وبسطام، ودامغان، والري، وزنجان، وهمذان،
وأسداباذ، وجي، وهراة، وبون، وبغ، وبوشنج، وسرخس، ونوقان، وسمنان،
وأبهر، ومرند، وخوي، وجرباذقان، ومشكان، وروذراور، وحلوان، وأرجيش (3).
وكان توجهه إلى بلاد خراسان على طريق أذربيجان، والتقى بنيسابور بالسمعاني،
وفيه يقول: أبو القاسم كثير العلم غزير الفضل حافظ متقن، دين، خير، حسن السمت،

(1) مفتاح السعادة لبطاش كبرى زاده 2 / 318، وابن الدمياطي: ص 187، وطبقات الشافعية للسبكي:
7 / 217.
(2) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 218.
(3) طبقات الشافعية للسبكي 7 / 216.
مقدمة المحقق 16

جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة، متثبت محتاط... إلى أن قال:
جمع ما لم يجمعه غيره، وأربى على أقرانه، دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه،
وسمع مني،.... وكان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق، ثم كانت كتبه تصل إلى وأنفد
جوابها (1).
وسمع بنيسابور أبا عبد الله الفراوي ولازمه فترة، وفي ذلك يقول الفراوي: قدم
ابن عساكر فقرأ علي ثلاثة فأكثر وأضجرني، وآليت على نفسي أن أغلق بابي، فلما
أصبحنا قدم علي شخص فقال: أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: مرحبا بك، فقال، قال
لي في النوم: امض إلى الفراوي وقل له: قدم بلدكم رجل شامي أسمر اللون يطلب
حديثي، فلا تمل منه (2).
قال القزويني: فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ.
ولم تقتصر رحلته وطوافه في بلاد خراسان على الدرس والتلقي والسماع، إنما
حدث في أصبهان ونيسابور، وسمع منه جماعة من الحفاظ ممن هو أسن منه (3).
ودامت رحلته في بلاد العجم أربع سنوات (4) قضاها في ملازمة العلماء والفقهاء،
والمحدثين، متتبعا الحديث معتنيا بطرقه ورواته ورواياته وأسانيده، فتعب في جمعه،
وبالغ في طلبه حتى أنه جمع ما لم يجمعه أحد.
وعاد إلى بغداد ومنها قفل إلى دمشق، ويلخص أبو القاسم مشواره مع طلبه
الحثيث للحديث بقوله:
وأنا الذي سافرت في طلب الهدى * سفرين بين فدافد وتنائف
وأنا الذي طوفت غير مدينة * من أصبهان إلى حدود الطائف
والشرق قد عاينت أكثر منه * بعد العراق وشامنا المتعارف
وجمعت في الاسفار كل نفيسة * ولقيت كل مخالف وموالف (5)

(1) سير الاعلام: 20 / 567، تذكرة الحفاظ: 4 / 1330.
(2) تذكرة الحفاظ: 4 / 13340، وتذكرة الحفاظ للسبكي: 7 / 219.
(3) معجم الأدباء: 13 / 76.
(4) المجلدة الأولى من تاريخ دمشق، المقدمة للدكتور المنجد: ص 22.
(5) الأبيات في كتابه تبيين كذب المفتري: ص 431.
مقدمة المحقق 17

هاتان الرحلتان إلى بلاد العجم وخراسان ومراكزها العلمية الكبيرة، وإلى العراق
وبلاد الحجاز، سمحتا له بلقاء كبار الشيوخ وأعيان العلماء والفقهاء والمحدثين حيث
سعى في التحصيل عليهم والإفادة منهم فحفظ وكتب الكثير، وقد التقى بأكثر من ألف
وثلاثمائة شيخ، ومن النساء بضع وثمانين امرأة (1).
يقول الذهبي في سير الاعلام (2): وعدد شيوخه في معجمه ألف وثلاثمائة شيخ
بالسماع، وستة وأربعون شيخا أنشدوه، وعن مئتين وتسعين شيخا بالإجازة، الكل في
معجمه، وبضع وثمانون امرأة لهن معجم صغير سمعناه.
عودته إلى دمشق: مرحلة جديدة:
كان ابن أربع وثلاثين سنة لما عاد إلى دمشق، وقرر الاستقرار فيها وذلك بعد أن
حقق قدرا عاليا من بناء شخصيته العلمية والفقهية، وبعد أن ذاع صيته، وانتشرت
أخباره، وتناقل العلماء أخبار فطنته وسعة حفظه وإتقانه، وتردد اسمه في مختلف
الآفاق.
قال أبو المواهب (2): لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة
واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الصلوات في الصف الأول إلا من عذر، والاعتكاف
في شهر رمضان، وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك، وبناء الدور،
قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة وأباها بعد
أن عرضت عليه، وأخذ نفسه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة
لائم.
قال لي: لما عزمت على التحديث والله المطلع أني ما حملني على ذلك حب
الرياسة والتقدم، بل قلت: متى أروي كل ما سمعت؟ وأي فائدة من كوني أخلفه
صحائف؟ فاستخرت الله واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد وطفت عليهم فكلهم
قالوا: من أحق بهذا منك؟ فشرعت منذ ثلاث وثلاثين وخمسمئة.

(1) معجم الأدباء: 13 / 76، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1328.
(2) سير الاعلام النبلاء: 20 / 556.
(3) تذكرة الحفاظ: 4 / 1332.
مقدمة المحقق 18

هذه المرحلة في حياة ابن عساكر، هي الأكثر سعة ورحابة، وقد امتدت على مدى
عمره وفيها انتهت إليه رياسة المذهب، وبات - كما يقول عنه ابن النجار: إمام المحدثين
في وقته، ومن انتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان، والمعرفة التامة بعلم الحديث،
والثقة والنبل، وحسن التصنيف والتجويد، وأخذ بعدما ملأته الثقة، والاعتزاز بما
حمله وحفظه، أخذ يملي ويحدث ويصنف، حيث كان بارعا في معرفة الحديث ومعرفة
رجاله، وهذا ما جعله ينصرف بكليته إلى الالتزام بما قرره من التحديث والرواية.
فانتهت إليه الرياسة كما أشرنا إلى ذلك قريبا.
يقول ولده بهاء الدين الحافظ أبو محمد القاسم: قال لي أبي: لما حملت بي
أمي رأت في منامها قائلا يقول لها: تلدين غلاما يكون له شأن... فإن الله تعالى يبارك
لك والمسلمين فيه.
وصدقت اليقظة منامها، ونبهه السعد فأسهره الليالي في طلب العلم، وغيره
سهرها في الشهوات أو نامها، وكان له الشأن العظيم والشأن الذي يجل عن التعظيم.
ثم انصرف إلى جمع والتصنيف، والرواية والتأليف، وهذا يتطلب إلى جانب
التزامه بالقيام بواجباته العبادية، تخليا عن العمل لتحصيل الأملاك والمنافع وبناء
الدور، إلى المواظبة على طاعة الله، وعدم التطلع إلى أسباب الدنيا، وإعراضه عن
المناصب الدينية كالإمامة والخطابة بعد أن عرضتا عليه وانكب على التصنيف،
فصنف التصانيف المفيدة، وخرج التخاريج، وكان حسن الكلام على الأحاديث،
محظوظا في الجمع والتأليف.
آثاره ومؤلفاته:
1 - إتحاف الزائر.
2 - الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد، وهو أربعون حديثا.

(1) الطبقات الكبرى للشافعية للسبكي: 7 / 218، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 186.
(2) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 218، وسير أعلام 20 / 562.
(3) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 218، تذكرة الحفاظ: 4 / 1332.
(4) وفيات الأعلام: 3 / 310.
مقدمة المحقق 19

3 - أربعون البلدان.
4 - أربعون حديثا من أربعين شيخا من أربعين مدينة.
5 - الأربعون الطوال في ثلاثة أجزاء.
6 - أربعون المساواة.
7 - أربعون المصافحات.
8 - الأحاديث الخماسيات واخبار ابن أبي الدنيا.
9 - الأحاديث المتخيرة في فضائل العشرة في جزءين.
10 - أخبار أبي عمرو الأوزاعي (وفضائله، عن معجم الأدباء).
11 - الاشراف على معرفة الأطراف في الحديث، أربعة مجلدات.
12 - أمالي في الحديث.
13 - التاريخ الكبير لدمشق، مشهور في مجلدات (وهو كتابنا).
14 - تاريخ المزة.
15 - التالي لحديث مالك العالي (19 جزءا).
16 - تبيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط.
17 - تبيين الأمتان بالامر بالختان.
18 - تبيين كذب المفتري، فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري.
19 - ثواب الصبر على المصاب بالولد.
20 - جزء حديث الهبوط.
21 - جزء كفر سوسية (أحاديث جماعة من كفر سوسية).
22 - الزهادة في بذل الشهادة في مجلد.
23 - سباعيات في الحديث.
24 - عوالي شعبة، في مجلد (إجابة السؤال في أحاديث شعبة).
25 - عوالي الثوري، في مجلد.
26 - عوالي مالك، في الحديث خمسين جزءا.
27 - غرائب مالك عشرة أجزاء.
28 - فضل أصحاب الحديث.
29 - فضل الجمرتين.
مقدمة المحقق 20

30 - فضل الربوة.
31 - فضل عسقلان.
32 - فضل مقام إبراهيم.
33 - القول في جملة الأسانيد في حديث المؤيد.
34 - كتاب الاعتزاز بالهجرة - إعزاز بالهجرة (إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة. سير الاعلام).
35 - كتاب السداسيات.
36 - كتاب طرق حديث عبد الله بن عمر.
37 - كتاب فضل مكة.
38 - كتاب فضل المدينة لا
39 - كتاب فضل قريش والأنصار والأشعريين وذم الرافضة.
41 - كتاب ذم قرناء السوء.
42 - كتاب ذم من لا يعمل بعلمه.
43 - كتاب أحاديث أهل صنعاء الشام.
44 - كتاب أحاديث أبي الأشعث الصنعاني.
45 - كتاب حنش والمطعم وحفص الصنعانيين.
46 - كتاب يوم المزيد.
47 - كتاب الخضاب.
48 - كتاب المسلسلات.
49 - كتاب المعجم لمن سمع منه وأجاز له.
50 - فضل الكرام على أهل الحرم.
51 - كتاب أخبار أبي محمد سعيد بن عبد العزيز وعواليه.
52 - كتاب في الصفات.
53 - كتاب طرق قبض العلم.
54 - كتاب فضائل الصديق.
55 - كتاب ما وقع للأوزاعي في العوالي جزء.
56 - كتاب الأبدال لم يتم.
مقدمة المحقق 21

57 - كتاب العزلة.
58 - كتاب كشف المغطى في فضل الموطأ.
59 - كتاب حديث أهل قرية الحميريين وقبيبات.
60 - كتاب حديث أهل فذايا وبيت أرانس وبيت قوفا.
61 - حديث أهل قرية البلاط.
62 - كتاب حديث سلمة بن علي الحسني البلاطي.
63 - كتاب حديث يسرة بن صفوان وابنه وابن ابنه.
64 - كتاب حديث سعد بن عبادة.
65 - كتاب حديث أهل رندين وجبرين.
66 - كتاب حديث أهل بيت سواي.
67 - كتاب حديث رومة ومسرابا والقصر.
68 - كتاب حديث جماعة من أهل حرستا.
69 - كتاب حديث أهل كفربطنا.
70 - كتاب حديث أهل دقانيا وحجراء وعين توما وجديا وطرميس.
71 - كتاب حديث جماعة من أهل جوير.
72 - كتاب حديث يحيى بن حمزة البتلهي وعواليه.
73 - كتاب مجموع حديث محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي.
74 - كتاب حديث أبي بكر بن محمد بن رزق الله المنيني.
75 - كتاب مجموع أحاديث جماعة من أهل بعلبك.
76 - كتاب تكميل الانصاف والعدل بتعجيل الاسعاف بالعزل.
77 - كتاب الملتمس من عوالي مالك بن أنس 31 جزءا.
78 - كتاب رفع التخليط عن حديث الأطيط.
79 - كتاب ذكر البيان في فضائل كتابة القرآن.
80 - كتاب دفع التثريب على من فسر معنى التثريب.
81 - كتاب حلول المحنة بحصول الابنة.
82 - كتاب الجواهر واللآلئ في الابدال العوالي.
83 - كتاب الجواهر المبسوط لما ذكر حديث الهبوط.
مقدمة المحقق 22

84 - كتاب مسلسل العيدين.
85 - كتاب الإنذار بحدوث الزلازل.
86 - كتاب ترتيب الصحابة في مسند أبي يعلي.
87 - مسند أبي حنيفة.
88 - مسند أهل داريا.
89 - مسند مكحول.
90 - معجم الصحابة.
91 - ترتيب الصحابة في مسند أحمد.
92 - معجم النسوان (كتاب من سمع منه من النسوان).
93 - مناقب الشبان خمسة عشر جزءا.
94 - من وافقت كنيته كنية زوجته في مجلد.
95 - الموافقات على الأئمة الثلاثة الثقات في الحديث في ستة مجلدات (كتاب
الموافقات على شيوخ الأئمة الثقات 72 جزء).
96 - تشريف يوم الجمعة 7 أجزاء
97 - تقوية السنة على إنشاء دور السنة.
98 - الاقتداء بالصادق في حفر الخندق.
99 - المستفيد في الأحاديث السباعية الأسانيد.
100 - مجموع الرغائب مما وقع من حديث مالك الغرائب (10 أجزاء).
101 - مجعم أسماء القرى والأمصار.
102 - معجم الشيوخ النبلاء (النبل).
103 - معنى قول عثمان: ما تعنيت ولا تمنيت.
104 - المقالة الفاضحة للرسالة الواضحة.
105 - من لا يكون مؤتمنا لا يكون مؤذنا.
106 - هذا الجهد أمضى أبو القاسم طيلة حياته في بذله، حيث اشتهر اسمه في الأرض،
مقدمة المحقق 23

ولم يكن له نظير في زمانه، من حيث سعة علمه ودأبه على العمل.
ولم يزل طول عمره مواظبا على صلاة الجماعة ملازما لقراءة القران مكثرا من
النوافل والأذكار، والتسبيح أناء الليل وأطراف النهار، وكان يختم كل جمعة ولم ير إلا
في اشتغال يحاسب نفسه على ساعة تذهب في غير طاعة (1).
وبقي منكبا على التأليف والتصنيف والتدريس، وكان الملك العادل محمود بن
زنكي نور الدين قد بنى له دار الحديث النورية، فدرس بها إلى حين وفاته، غير وفاته، ملتفت
إلى غيرها، ولا متطلع إلى زخرف الدنيا، ولا ناظر إلى محاسن دمشق ونزهها، بل لم
يزل مواظبا على خدمة السنة والتعبد باختلاف أنواعه: صلاة وصياما واعتكافا وصدقة،
ونشر علم وتشييع جنائز، وصلات رحم إلى حين قبض (2).
توفي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمئة ليلة الاثنين حادي عشر الشهر،
وصلى عليه القطب النيسابوري، وحضره صلاح الدين، ودفن عند أبيه بمقبرة باب
الصغير (3).
قال العماد (4): وكان الغيث قد احتبس في هذه السنة، فدر وسح عند ارتفاع
نعشه، فكأن السماء بكت عليه بدمع وبله وطشه.
وقال الحسين بن عبد الله بن رواحة يرثي أبا القاسم بن عساكر (5):
ذرا السعي في نيل العلى والفضائل * مضى من إليه كان شد الرواحل
وقولا لساري البرق إني نعيته * بنار أسى أو دمع سحب هو اطل
وما كان إلا البحر غار ومن يرد * سواحله لم يلق غير جداول
وهبكم رويتم علمه عن رواته * وليس عوالي صحبه بنوازل
فقد فاتكم نور الهدى بوفاته * وعز التقى منه ونجح الوسائل
خلت سنة المختار من ذب ناصر * فأقرب ما نخشاه بدعة خاذل

(1) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 217، وسير اعلام: 20 / 562.
(2) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 233.
(3) سير الاعلام: 20 / 570، طبقات السبكي: 7 / 233، وفيات الأعيان 3 / 311، معجم الأدباء: 13 / 75.
(4) معجم الأدباء: 13 / 75.
(5) القصيدة في مجعم الأدباء: 10 / 48 - 55. في ترجمة الحسين بن عبد الله بن رواحة، وبعضها في سير
الاعلام: 20 / 568.
مقدمة المحقق 24

نحا للإمام الشافعي مقالة * فأصبح شافي عي كل مجادل
وسد من التجسيم باب ضلالة * ورد من التشبيه شبهة باطل
مكانة أبي القاسم بن عساكر، وما قيل فيه:
يقول السبكي (1): هو الشيخ الامام: ناصر السنة وخادمها وقامع جند الشيطان
بعساكر اجتهاده وهادمها، إمام أهل الحديث في زمانه، وختام الجهابذة الحفاظ، ولا
ينكر أحد منه مكانة مكانه، محط رحال الطالبين، وموئل ذوي المهم من الراغبين،
الواحد الذي أجمعت عليه الأمة، والبحر الذي لا ساحل له.
ويقول ابن خلكان (2): كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية،
غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره.
قال سعد الخير: ما رأيت في سن ابن عساكر مثله (3).
قال القاسم بن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول: سمعت أبا العلاء
الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة قال: إن عرفت أحدا أفضل مني حينئذ آذن لك
ان تسافر إليه إلا ان تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يحب (4). وقال شيخه الخطيب أبو الفضل الطوسي: ما نعرف من يستحق هذا القلب سواه
- يعني لفظة الحافظ.
ومن ألقابه: ثقة الدولة، وصدر الحفاظ، وناصر السنة، وجمال السنة، والثقة.
وجميعها تؤكد مكانته وعلمه وثقة العلماء والناس بحديثه وروايته.
أما لقبه: " ابن عساكر " فيقول السبكي (5): ولا نعلم أحدا من جدوده يسمى
عساكر، وإنما هو اشتهر بذلك يقول الذهبي في السير (6): فعساكر لا أدري لقب من هو

(1) طبقات الشافعية: 7 / 216.
(2) وفيات الأعيان: 3 / 309.
(3) تذكرة الحفاظ: 4 / 1331.
(4) تذكرة الحفاظ: 4 / 1331، طبقات السبكي: 7 / 218.
(5) طبقات السبكي: 7 / 215.
(6) سير الاعلام: 20 / 555.
مقدمة المحقق 25

من أجداده، أو لعله اسم لأحدهم.
وأول من أثبت هذا اللقب ابن الجوزي (1) قال: علي بن الحسن بن هبة الله أبو
القاسم الدمشقي، المعروف بابن عساكر.
وقال فيه الشيخ النووي: هو حافظ الشام، بل هو حافظ الدنيا، الامام مطلقا، الثقة
الثبت (2).
وقال ابن الدبيثي (3): أحد من اشتهر ذكره وشاع علمه وعرف حفظه وإتقانه.
وقال: أبو القاسم ختم به هذا الشأن ولم يخلف بعده في الحديث مثله ولا أرى
مثل نفسه في معرفة الحديث ومعرفة رجاله.
وقال الذهبي في السير (4): وبلغنا أن الحافظ عبد الغني المقدسي بعد موت ابن
عساكر نفذ من استعار له شيئا من تاريخ دمشق، فلما طالعه، انبهر لسعة حفظ ابن
عساكر، ويقال: ندم على تفويت السماع منه، فقد كان بين ابن عساكر وبين المقادسة
واقع، رحم الله الجميع.
شعره:
وللحافظ أبي القاسم بن عساكر شعر كثير، قلما أملى مجلسا إلا ختمه بشئ من
شعره.
ومن أبيات بعثها إلى أبي سعد بن السمعاني يعاتبه على كتاب كان أبو سعد قد
بعثه إليه:
ما كنت أحسب أن حاجاتي إليك * وإن نأت داري مضاعه
أنسيت ثدي مودتي * بيني وبينك وارتضاعه
ولقد عهدتك في الوقا * ءأخا تميم لا قضاعة (5)

(1) المنتظم ط بيروت: 18 / 224.
(2) طبقات السبكي: 7 / 219.
(3) ذيل تاريخ بغداد: 15 / 301.
(4) سير الاعلام: 20 / 568.
(5) طبقات السبكي: 7 / 222.
مقدمة المحقق 26

ومن شعره (1):
ألا إن الحديث أجل علم * وأشرفه الأحاديث العوالي
وأنفع كل نوع منه عندي * وأحسنه الفوائد والأمالي
فإنك لن ترى للعلم شيئا * تحققه كأفواه الرجال
فكن يا صاح ذا حرص عليه * وخذه عن الشيوخ بلا ملال
ولا تأخذه من صحف فترمى * من التصحيف بالداء العضال
ومن شعر الحافظ أبي القاسم بن عساكر أيضا (2):
أيا نفس ويحك جاء المشيب * فماذا التصابي وماذا الغزل
تولى شبابي كأن لم يكن * وجاء مشيبي كأن لم يزل
كأني بنفسي على غرة * وخطب المنون بها قد نزل
فياليت شعري ممن أكون * وما قدر الله لي بالأزل
قال السمعاني: وأنشدني لنفسه ببغداد (3):
وصاحب خان ما استودعته وأتى * ما لا يليق بأرباب الديانات
وأظهر السر مختار بلا سبب * وذاك والله من أوفى الجنايات
أما أتاه عن المختار في خبر * أن المجالس تغشى بالأمانات
قال السمعاني: وأنشدني لنفسه بنيسابور (4):
لا قدس الله نيسابور من بلد * ما فيه من صاحب يسلي ولا سكن
لولا الجحيم الذي في القلب من حرق * لفرقة الأهل والأحباب والوطن
يا قوم دوموا على عهد الهوى وثقوا * أني على العهد لم أغدر ولم أخن
ولا تدبرت عيشي بعد بعدكم * إلا تمثلت بيتا قيل من زمن
فإن أعش فلعل الله يجمعنا * وإن أمت فقتيل الهم والحزن

(1) وفيات الأعيان: 3 / 310، وسير الاعلام: 20 / 569، شذرات الذهب: 4 / 239.
(2) سير الاعلام: 20 / 569 - 570، وفيات الأعيان: 3 / 310، ومعجم الأدباء: 13 / 86.
(3) معجم الأدباء: 13 / 86 - 87.
(4) معجم الأدباء: 13 / 87.
مقدمة المحقق 27

تاريخ مدينة دمشق:
سمى أبو القاسم الحافظ ابن عساكر تاريخه: تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها
وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها.
يفهم من تسميته أنه أرخ لمدينة دمشق في مرحلة ما، أو في عصره، والذي يعرض
للكتاب يرى أن ابن عساكر لم يخص دمشق أو نواحيها فقط، بل تعداها في الكلام فكتب
لبلاد الشام كلها، ويصبح التخصيص في التسمية قاصر عن الإحاطة بمضمون شمولية
الكتابة والمواضيع والتراجم التي تطرأ إليها.
يقول د. شكري فيصل في مقدمة المطبوعة عاصم - عائذ (1): إن المؤلف لا يقدم
لنا تاريخا دمشقيا، ولا تاريخا شاميا فسحب، وإنما يقدم تاريخا حضاريا لهذه البلاد كلها
التي انتشر فيها الاسلام وسادت فيها العربية، وانساحت فيها مهاجرة العرب المسلمين
بين أقصى الشرق فيما وراء النهر، وبين أطراف المحيط.
ولقد خص الحافظ المجلدة الأولى بفضائل الشام وفتوح الشام عامة، وبعض
المجلدة بخطط دمشق، وذكر مساجدها، وكنائسها، وأبوابها، ودورها، وأنهارها،
وقنواتها، ثم بدأ بالترجمة لكل من دخلها، أو اجتاز بنواحيها من أنبيائها وهداتها
وخلفائها وولاتها وفقهائها وقضاتها وعلمائها ورواتها وقرائها ونحاتها، وشعرائها
ورواتها.
ولم يكن تاريخه أول تاريخ لدمشق والشام، ولم يكن تاريخ دمشق الأول من نوعه
بين كتب تاريخ المدن.
فقبله ألف " تاريخ لدمشق والشام، ولم يكن تاريخ دمشق الأول من نوعه
بين كتب تاريخ المدن.
فقبله ألف " تاريخ الرقة " للقشيري، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم، وتاريخ نيسابور
للحاكم، وتاريخ بغداد للخطيب وهو أهم ما أنتج قبله.
ويمتاز تاريخ دمشق عن التواريخ التي سبقته، أنه أوسعها مادة وأشملها توجها
وفي قيمته ومكانته يقول: د. المنجد (2): لم تشهد دمشق في تاريخها محدثا فاق الحافظ
في الحديث، ولم تعرف في تاريخها ثمانين مجلدة غيره، فيكفيها فخرا أنها أوتيت أوسع

(1) تاريخ دمشق المجلد عاصم - عائذ: ص 7.
(2) تاريخ دمشق المجلد الأول المقدمة، ص 31.
مقدمة المحقق 28

تاريخ كتب عن مدينة إسلامية، كتبه مؤلف من أعظم العلماء في صدر الاسلام.
وفي قيمته صدر الأستاذ محمد كر علي المجلدة الأولى بقوله (1): ما حظيت
مدينة في الاسلام بتاريخ لها يضاهي تاريخ دمشق هذا.
ويقول: وقد يكون تاريخ دمشق أوسع تواريخ المدن، وهو أيضا من أوسع
المصادر في تراجم الرجال. حتى ليجرد منه كتب على حدة في موضوعات مختلفة
كولاة دمشق مثلا وقضاتها وشعرائها. ومنه يستخرج أحسن تاريخ لبني أمية سكتت معظم
التواريخ عنه. وهو إلى ذلك حوى عدة كتب مستقلة، فكل طالب يظفر فيه بطلبته
ويجد فيه ما لا يجده في كتاب غيره، لان ابن عساكر يمتاز بالتحري والبسط والاستقصاء
وتتبع النوادر في سير المترجم لهم، وأخبارهم.
ومن المؤكد أن الحافظ كان قد وضع تصوره العام لموضوع كتابه في وقت مبكر،
ولعله وضع النهج والمخطط التفصيلي لمضمون الموضوعات التي سيتناولها بالبحث،
ولعل هذا التصور المبدئي هو الذي دفع به إلى رحلتيه الأولى والثانية إلى بغداد ومنها
إلى مكة وبلاد الحجاز، ثم توجهه إلى بلاد العجم.
فقد تأكد بشهادة رفيقه وصديقه أبي سعد السمعاني أنه بدأ بكتابه قبل رحلته إلى
بلاد العجم، يقول السمعاني (2): " دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه وسمع مني،
وسمعت منه معجمه، وحصل لي بدمشق نسخة منه، وكان قد شرع في التاريخ الكبير
لدمشق ".
وقد مضى فيما كتبناه أن رحلته إلى بلاد العجم كانت في سنة تسع وعشرين
وخمسمئة.
وذكرنا أن عودته إلى دمشق كانت في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمئة وأنه استقر فيها
منصرفا إلى التدريس والتصنيف والتأليف، وكان نتاج رحلاته تحصيله علما كثيرا،
وحفظه وإتقانه حديثا واسعا ومعرفة طرقه وأسانيده ومتونه وهو ما ظهر في كتاب تاريخ
دمشق.

(1) تاريخ مدينة دمشق، المجلد الأول تصدير: ص د.
(2) تذكرة الحفاظ 4 / سير الاعلام 20 / 567.
مقدمة المحقق 29

ويتحدث الحافظ في مقدمته عن كتابه وعمله ونهجه فيه فقال:
أما بعد، فإني كنت بدأت قديما بالاعتزام، لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال
والالتزام على جمع تاريخ لمدينة دمشق، أم الشام، حمى الله ربوعها من الدثور
والانفصام، وسلم جرعها من كيد قاصديهم بالاختصام، فيه ذكر من حلها من الأماثل
والاعلام، فبدأت به عازما على الانجاز له والاتمام، فعاقت إنجازه واتمامه عوائق الأيام
من شدة الخاطر وكلال الناظر وتعاقب الآلام.
فصدقت عن العمل به برهة من الأعوام، حتى كثر علي في اهماله وتركته لوم
اللوام، وتحشيم من تحشيمه سبب لوجود الاحتشام، وظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج
عن حد الاكتنام، وانتشر الحديث فيه بين الخواص والعوام، وتطلع إلى مطالعته أولو
النهى وذوو الاحكام، ورقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمقام (1)، الكامل العادل
الزاهد المجاهد المرابط الهمام، أبي القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ناصر الامام،
أدام الله ظل دولته على كافة الأنام، وأبقاه مسلما من الاسواء منصور الاعلام، منتقما من
عداة المسلمين الكفرة الطغام، معظما لحملة الدين بإظهار الاكرام لهم والاحترام
منغما عليهم بإدرار الاحسان إليهم والانعام، عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات والاجترام،
بانيا للمساجد والمدارس والأسوار ومكاتب الأيتام، راضيا بأخذ الحلال رافضا
لاكتساب الحطام، آمرا بالمعروف زاجرا على ارتكاب الحرام، ناصرا للملهوف وقاهرا
للظالم العسوف بالانتقام، قامعا لأرباب البدع بالابعاد لهم والارغام، خالعا لقلوب
الكفرة بالجرأة عليهم والاقدام، وبلغني تشوقه إلى الاستنجاز له والاستتمام، ليلم
بمطالعة ما تيسر منه بعض الإلمام، فراجعت العمل فيه راجيا الظفر بالتمام، شاكرا لما
ظهر منه من حسن الاهتمام، مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام، مع كون
الكبر مظنة العجز ومطية الأسقام، وضعف البصر حائلا دون الاتقان له والاحكام، والله
المعين فيه بلطفه على بلوغ المرام.
وانتهى من تصنيفه في مرحلته الأولى سنة 549 ه‍ وبلغ خمسمئة وسبعين جزءا ثم
أخذ يزيد فيه، ويضم إليه ما يستجد عنده حتى تمت نسخته الجديدة والمؤلفة من ثمانين
مجلدا سنة 559 ه‍.

(1) القمقام من الرجال السيد الكثير الخير الواسع الفضل (اللسان).
مقدمة المحقق 30

وقد رد. المنجد (1) أن الحافظ سلخ في تأليف تاريخه ثلاثين سنة أو أقل قليلا.
ويقول ياقوت الحموي (2): وجمع وصنف، فمن ذلك: كتاب تاريخ مدينة دمشق
وأخبارها وأخبار من حلها أوردها في خمسمئة وسبعين جزءا من تجزئة الأصل،
والنخسة الجديدة ثمانمئة جزء.
ويقول الذهبي (3): وصنف وجمع فأحسن فمن ذلك تاريخه في ثمان مئة جزء،
قلت: الجزء عشرون ورقة، فيكون ستة عشر ألف ورقة.
وفي تقديمه د. شكري فيصل (4) تاريخ مدينة دمشق مظهرا مكانته بين كتب التراث
بعامة ومكانته من كتب التاريخ بخاصة، ومكانته من التاريخ لبلاد الشام بوجه أخص
يقول: إنه يؤرخ لجوانب من الجاهلية من حيث يترجم لرجال من الجاهليين
والمخضرمين، عرفوا دمشق وأعمالها، أو حلوا بها أو اجتازوا بنواحيها من وارديها
وأهلها، كما يقول في عنوان كتابه.
ثم هو يؤرخ للسيرة النبوية بجوانبها وللذي اتصل بها ونتج عنها وما كان فيها من
أحداث، وذلك حين يبدأ كتابه بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويخصص لذلك نصف المجلدة الثانية،
ثم هو يترجم للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ولمن كان حولهم ومعهم تراجم طويلة
مستوفاة فتأتي هذه التراجم وكأنها تاريخ للعصر كله بالكثير من دقائقه التي لا نجد بعض
مادتها عند غيره، والتي لا تمتد في بلاد الشام وحدها بل في أقطار الاسلام كلها حيث
انتشر هؤلاء العرب في العصر الأموي، من أقطار الدنيا هداة أو دعاة، فوادا أو علماء.
ومن الطبيعي أن يكون كتاب ابن عساكر أغنى المصادر عن تاريخ الأمويين. ولكن
تاريخ الأمويين ليس تاريخهم هم فحسب وإنما هو تاريخ العرب والمسلمين في الفترة
التي كانت فيها دمشق عاصمة الحياة العربية.
وما أكثر ما تواشجت الصلاة في القرن الأول في مقر الخلافة، وهل كانت
الجماعات العربية، بكبار رجالها أو أرهاط قبائلها، في غنى عن زيارة الشام والوفود

(1) تاريخ دمشق المجلد الأول، المقدمة ص 33.
(2) معجم الأدباء 13 / 76.
(3) سير الاعلام: 20 / 558.
(4) تاريخ دمشق، المطبوعة عاصم - عائذ، المقدمة ص 7 - 8.
مقدمة المحقق 31

على الخلفاء والاستجابة لندبهم في هذه البعوث أو تلك، أو في الفتوحات البرية أو في
الفتوحات البحرية؟ ألم تكن الشام في السلم والحرب، في معارك صفين أو في حركات
العراق والحجاز، في البعوث نحو إفريقيا أو نحو القسطنطينية هي مهاد هذا الملتقى
الكبير، الذي انصهرت فيه القبائل وامتدت أمة واحدة هنا نحو أقصى الشرق، وهناك
نحو أقصى الغرب.
ألا يؤكد ذلك كله عندنا أن هذا التاريخ هو تاريخ للعالم الاسلامي كله من خلال
هذه العدسة الضوئية الصغيرة المكبرة: دمشق.
وهل كانت الشام بمعزل عن الحياة والمشاركة فيها في القرون التي ثلث قيام
الدولة العباسية؟ ألم يدخلها علماء وخلفاء وقواد؟ ألم يرتحل منها فقهاء وشعراء، وولاة
وقضاة، ورواه كان لهم في صياغة تاريخ العرب والمسلمين جميعا نصيب؟
إن تاريخ دمشق لابن عساكر يقدم للذين يدرسون التاريخ الأندلسي: فتوحاته
وسياسته، وإمارته وخلافته، وإدارته وقيادته، وعلومه وثقافته، وأدبه وفكره، مادة طيبة
وخاصة في بداياته الأولى مما هو جدير بالتتبع له والإفادة منه.
وكان تاريخ ابن عساكر: يمتد في المكان امتداد بلاد الشام من أقصى شمالها إلى
أقصى جنوبها، ثم يجاوز ذلك ليكون على امتداد الوطن الاسلامي والثقافة الاسلامية.
ويمتد في الزمان ليسجل أطرافا من تاريخ الجاهلية، ثم يكون تاريخا للسيرة
النبوية والعصر الراشدي والخلافة الأموية ثم ما بعدها من الخلافة العباسية والدويلات
حتى وفاة ابن عساكر في أواخر القرن السادس الهجري " 571 ".
ويمتد عمقا في فهم التاريخ فلا تستوقفه الاحداث والوقائع وحدها وإنما يتناول
روح التاريخ حين يقدم لنا المادة الأولية الغنية لرصد الحركة الحضارية: دينا وشريعة
وثقافة وفكرا. كذلك كان، وكذلك يجب أن نفهمه وأن ننظر إليه
ومع أهميته هذا الكتاب، فإن مؤلفه الحافظ أبا القاسم كان محدثا قبل أن يكون
مؤرخا، وقد غلب عليه الحديث، حيث تعمق فيه معرفة متنا وسندا وطرقا، حتى غدا
إمام أهل الحديث في زمانه (1)، لذلك فقد سلك في تاريخه هذا نهج المحدثين فهو يبدأ

(1) طبقات السبكي: 7 / 215.
مقدمة المحقق 32

بذكر السند ثم يورد الخبر (1).
وهذا يعني أن بعض القضايا التي تشغل بال المؤرخين ويهتمون بها قد يمر بها
عرضا، وقد لا يذكرها مطلقا، لأنها لا تدخل في دائرة اهتمامه هذا من جهة، ومن جهة
أخرى فإنه يختلف عن غيره من المؤرخين، فهو يبحث عن مادة معينة يريد أن يقرها في
ذهن قارئه، وهناك قضايا أساسية يفتش عنها (2).
وهذا النهج هو الذي تبعه جميع المحدثين الذين سبقوه وألفوا في تاريخ المدن.
وأما التراجم فقد رتبت على حروف الهجاء، وبدأ بمن اسمه أحمد قبل من كان
اسمه إبراهيم، واعتبر الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم، وأردف ذلك بمن عرف
بكنيته ولم يقف على حقيقة تسمية، ثم بمن ذكر بنسبته وبمن لم يسم في روايته،
وأتبعهم بذكر النسوة، والإماء والشواعر.
وابن عساكر حين يترجم لمن يترجم لهم من الشاميين أو غيرهم لا يسوغ الترجمة
على أنها نتيجة مطالعاته وقراءاته، ولا يصوغها على أنها خلاصة أفكاره واطلاعاته...
وإنما يقدم لك مادتها الأولى مسندة في كل جزئية من جزئياتها، حتى في الاسم أو الكنية
أو يوم الوفاة، وتتعدد صور الخبر بتعدد الأسانيد التي انتهت إليه والروايات التي جاء
عليها، وقد تتكاثر الأسانيد على خبر واحد في صورة واحدة، أو صور متقاربة... إنه
يتابع أصحاب الحديث في طريقتهم في الاسناد. وكانت تلك هي الطريقة السائدة في كل
فروع الثقافة الاسلامية: تثبتا من الخبر وتوخيا للحق فيه ونشدانا للصواب، حتى إذا
تتابعت القرون تحلل أصحاب الاخبار الأديبة من ذلك، ثم لحق بهم مؤرخون من
المؤرخين وأصحاب التراجم. وبقي ابن عساكر ومن في طبقته يمثلوه ذروة هذا
الأسلوب في القرن السادس الهجري.
ولهذا فإن كل ما عند ابن عساكر في تاريخه ينشعب في هذين القسمين الكبيرين:
الأسانيد، والاخبار (3).

(1) تاريخ دمشق المجلد الأول، المقدمة ص 33.
(2) تاريخ دمشق: عثمان بن عفان المقدمة - أوب.
(3) تاريخ دمشق، المطبوعة عاصم - عائذ، المقدمة: ص 16، وانظر مجلة المجمع العلمي بدمشق المجلد:
49.
مقدمة المحقق 33

وكان ابن عساكر صاحب منهج، فما كان من الأحاديث متفقا مع منجه جال فيه
وصال وأسهب وأطنب، وهذا لا يعني أنه لم يكن موضوعيا، فلا يظن أنه التزم المنجهية
التزاما دقيقا، إذ لم يكن بإمكانه أن يفعل ذلك، فهو ينقل أخبارا وأحاديث متعددة
الجوانب، وكثيرا ما يكون مضطرا إلى روايتها بتمامها حرصا على سلامة الرواية، وتمام
الحديث أو الخبر.
أذياله:
ولهذا التاريخ أذيال منها (1):
- ذيل ولد المصنف القاسم ولم يكلمه.
- ذيل صدر الدين البكري.
- ذيل عمر بن الحاجب.
- وذيل علم الدين البرزالي.
- ذيل أبو يعلى ابن القلانسي (2).
مختصراته (3):
وله مختصرات منها:
- ما اختصره الإمام أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي، المتوفي سنة

(1) انظر كشف الظنون: 1 / 294، الوافي بالوفيات: 1 / 48.
(2) عقب د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى ص 37: " ولم أجد وجها لذلك ".
أ - فمن حيث النهج يخالف تاريخ القلانسي نهج تاريخ الحافظ، لان القلانسي جعل تاريخه للحواديث لا
للتراجم.
ب - ومن حيث الزمن تقف حوادث القلانسي عند سنة.
ه‍ - فهو متقدم على مؤلف تاريخ دمشق.
ج - يترجم الحافظ القلانسي فيقول عن تاريخه: وقد صنف تاريخا للحوادث من بعد سنة أربعين وأربعمائة
إلى حين وفاته، ولا يذكر أنه ذيل لتاريخه، فلو كان ذيلا لتاريخه لكان ذكر ذلك.
(3) كشف الظنون: 1 / 294، والوافي بالوفيات، 1 / 48، والمجلد الأول مقدمة الدكتور المنجد:
ص 37 - 38.
مقدمة المحقق 34

665، وهو نسختان كبرى في خمسة عشر مجلدا وصغرى.
- مختصرا للقاضي جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، صاحب لسان العرب
نزله في نحو ربعه.
- مختصر للشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العيني.
- انتفى منه جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911
وسماه " تحفة المذكر المنتفى من تاريخ ابن عساكر ".
- الذيل على ذيل البرزالي للقاضي تقي الدين أبي بكر بن شهبة.
- منتخب للقاسم بن علي بن عساكر.
- منتخب للصفار.
- انتفى منه أحمد بن عبد الدائم المقدسي كتابا سماه: فاكهة المجالس وفكاهة
المجالس.
- تعليق من تاريخ مدينة دمشق لأحمد بن حجر.
- مختصر لإسماعيل بن محمد الجراح اسمه: العقد الفاخر بتاريخ ابن عساكر.
- مختصر لأبي الفتح الخطيب.
- تهذيب ابن عساكر لعبد القادر بدران. وقد صدر منه خمسة أجزاء ثم تابع
العمل فيه الأستاذ أحمد عبيد فطبع منه جزءين: السادس والسابع ينتهي السابع بترجمة
عبد الله بن سيار.
النسخ المخطوطة:
1 - نسخة مصورة عن نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق تتألف من 19 مجلدا، فيها
نواقص وثغرات كثيرة وصدر ناشرها: وكمل نقصها من النسخ الأخرى بالقاهرة،
ومراكش، واستانبول.
وعلى الصفحة الأولى من كل مجلد: وقف حضرة الوزير الأكرم والدستور
الأفخم الحاج سليمان باشا محافظ الشام (المعروفة بالنسخة السليمانية).
مقدمة المحقق 35

2 - نسخة مصورة من الخزانة العامة بالرباط، جزء منها يتناول بداية التاريخ إلى
نهاية القسم الأول من السيرة النبوية " ذكر عروجه صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقد أشرنا
إليها - " خع ".
3 - نسخة مصورة من دار الكتب الوطنية بتونس تتناول أجزاء من حرف العين إلى
حرف الميم.
4 - نسخة مصورة من خزانة مكتبة ابن يوسف بمراكش، والمعروفة بالنسخة
المغربية (والنسخة اليوسفية) وقد أشرنا إليها ب‍: " م ".
5 - نسخة مصورة من مكتبة الأزهر.
6 - جزء من نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث تتضمن القسم الأخير من أخبار
دمشق، والسيرة النبوية.
علمنا في الكتاب:
أ - الغاية التي نتوخاها:
يهمنا أن نؤكد أن غايتنا من تحقيق كتاب تاريخ مدينة دمشق هو:
- الوصول إلى نص صحيح، منزه عن التصحيف والتحريف والنقص.
هذا النص السليم يضع القارئ والباحث والدارس أمام كتاب تاريخ دمشق وجها
لوجه فيدرك موضوع قيمته ومكانته والدور الخطير الذي يضطلع به.
- وضع الكتاب، تاريخ مدينة دمشق، كله بين أيدي الناس، لما يمثله من ثروة
فكرية وتاريخية وحضارية، وفي نظرنا أن ظهور هذا الكتاب إلى النور يساهم إلى حد
بعيد في إعادة تجديد كتابة التاريخ العربي والاسلامي على أساس علمي واضح.
ب - نهجنا في التحقيق:
1 - كلمة عن النسخ المخطوطة:
اعتمدنا النسخة المصورة عن المكتبة الظاهرية كنسخة أم فيها نواقص كثيرة
وثغرات هامة وتحصيفات وأخطاء كثيرة وبياض بين الكلمات والأسطر. ولكن الضرورة
مقدمة المحقق 36

اقتضت اعتمادها لان النسخ الأخرى الموجودة بين أيدينا أجزاءنا متناثرة تطال بابا أو أكثر
قليلا أو أقل قليلا. باستثناء النسخة المصورة عن مكتبة أحمد الثالث، فقد اعتمدنا
القسم الثاني منها - والذي يتناول الجزء الثاني من السيرة النبوية - أصلا لعلمنا في
تحقيق السيرة النبوية " القسم الثاني " وهو الجزء الرابع من كتابنا هذا.
أما النسخة السليمانية (النسخة الأم) فهي تتكون من تسعة عشر مجلدا تناوب عليها
عدد من النساخ مختلفي الخطوط حسب التفصيل الآتي:
- الجزء الأول: وبه يبتدئ الكتاب ويحوي 393 ورقة بقياس 29 * 20 سم
و 33 سطرا في الصفحة. كتب بخط نسخي قويم مع ألفاظ وإشارات بالحمرة كتب أوائل
القرن الثاني عشر أي حوالي سنة 1118 كما أشير إليه في الجزء الثالث.
- الجزء الثاني: بينه وبين الجزء الأول خرم كبير يبتدئ بترجمة أحمد بن
عتبة بن مكين وينتهي بترجمة إسماعيل بن عياش بن سليم يجوي 439 ورقة فيها ثلاثة
أنواع من الخط أولهما حتى الورقة 214 خط رقعي جميل وثانيها من الورقة 215 إلى
225 خط نصف نسخي وثالثهما من الورقة 226 إلى آخر الجزء خط تعليق غير قويم
وبقية الوصف مشتركة مع الجزء الأول.
- الجزء الثالث: قد يكون بينه وبين سابقه سقط يسير وهو يبتدئ بإسماعيل
الأسدي وينتهي بجابر بن عمرو بن أبي صعصعة وفي الأوراق الأخيرة منه بياض يشير
إلى خرم في النسخة المنقول منها، يحوي 323 ورقة مكتوب بخط تعليق مستعجل وهو
خط أحمد بن سليمان الأجهوري وبقية الوصف كما تقدم.
- الجزء الرابع: قد يكون بينه وبين سابقه يقط يسير وهو يبتدئ بجعونة بن
الحارث بن خالد وينتهي بالحسين بن عبد الله بن شاكر، يحوي 342 ورقة، كتب
بثلاثة أقلام مختلفة أولها حتى الورقة 163 نصف نسخي عليه بعض التشكيل، وثانيهما
حتى الورقة 238 نسخي وثالثهما حتى آخر الكتاب رقعي جميل هو خط أول نسخة
الجزء الثاني، أما تاريخ كتابة هذا الجزء فهو سنة 1118 وبقية الوصف كما تقدم.
- الجزء الخامس: يبتدئ بالحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل وينتهي
بداود النبي يحوي 359 ورقة، كتب بخط نسخي هو خط الجزء السابق اعتبارا من الورقة
164 وبقية الوصف كما تقدم في الجزء الأول.
مقدمة المحقق 37

الجزء السادس: يبتدئ بداود بن الأسود وينتهي بزيرك بن عبد الله يحوي
344 ورقة خطه تعليق مستعجل وهو خط أواخر الجزء الثاني، وباقي الوصف كما تقدم.
- الجزء السابع: يبتدئ بسابق بن عبد الله أبي سعيد وينتهي بسليمان بن يزيد
الأزدي يحوي 327 ورقة، فيه نوعان من الخط أولهما حتى الورقة 102 خط أواخر
الجزء الثاني، ثانيها حتى الورقة 190 نصف نسخي، أما القسم الأخير فكتب بخط
القسم الأول وبقية الوصف كما تقدم.
- الجزء الثامن: بينه وبين سابقه سقط يبتدئ ببقية ترجمة شداد بن أوس أبي يعلى
وينتهي بعبد الله بن بسر بن أبي صفوان، يحوي 531 ورقة، كتب بخط نسخي حسن
كأنه خط الجزء الأول، بقية وصفه كما تقدم.
- الجزء التاسع: يبتدئ ببقية ترجمة عبد الله بن بسر بن أبي صفوان وينتهي
بترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث وفيه سقط من الورقة 389 من ترجمة
عبد الله بن عروة بن الزبير إلى عبد الجبار بن مسلم وسقط كبير في ترجمة عبد الله بن
عباس، يحوي 500 ورقة، فيه خطان أولهما حتى الورقة 239 خط نصف نسخي وهو
خط الجزء السابع من الورقة 102 حتى 190 وثانيهما رقعي حتى الورقة 309 وما بقي
فمن الخط الأول، بقية الوصف كما تقدم.
- الجزء العاشر: يبتدئ بتتمة ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث
وينتهي بترجمة عبيدة بن أشعب المدني، يحوي 383 ورقة خطه خط الجزء الخامس أما
بقية الوصف فكما تقدم.
- الجزء الحادي عشر: يبتدئ بترجمة عبيدة بن عبد الرحمن بن حكيم وينتهي
بعلي بن حوسن به 445 ورقة، كتب بأقلام مختلفة لعلها لناسخ واحد وكأنها من خط
الجزء الثالث، أما بقية الوصف فكما تقدم.
- الجزء الثاني عشر: يبتدئ بعلي بن حجر بن إياس السعدي وينتهي بعمر بن
الخطاب يحوي 364 ورقة، خطه خط الجزء الثالث كتب سنة 1118 ه‍، وبقية الوصف
مشترك مع سابقيه.
- الجزء الثالث عشر: يبتدئ ببقية ترجمة عمر بن الخطاب وينتهي بترجمة
عياض بن غنم يحوي 412 ورقة، من خط الجزء الثاني اعتبارا من الورقة 226 حتى آخر
مقدمة المحقق 38

ذلك الجزء. وبقية الوصف كما تقدم.
- الجزء الرابع عشر: يبتدئ بترجمة عياض بن مسلم الكاتب وينتهي بمحمد بن
إدريس الشافعي، يحوي 417 ورقة كتب بخط الجزء الخامس حتى الورقة 190 وبقية
الوصف كما تقدم.
- الجزء الخامس عشر: يبتدئ ببقية ترجمة محمد بن إدريس الشافعي بعد سقط
قليل وينتهي بترجمة محمد بن مطرف ومن الورقة 293 إلى 295 بياض، يحوي 524
ورقة كتب بخطين أولهما حتى الورقة 261 خط الجزء الخامس حتى الورقة 190
وثانيهما من الورقة 263 حتى آخر الجزء خط أول الجزء الرابع وبقية الوصف كما تقدم.
- الجزء السادس عشر: يبتدئ ببقية ترجمة محمد بن مطرف وينتهي بترجمة
معبد بن وهب وفيه سقط بالأوراق التالية 54، 341، 380، 398 يحوي 403 ورقات
وخطه خط أواخر الجزء الثاني إلا ما دخله من خط آخر وهو قليل، وبقية الوصف كما
تقدم.
- الجزء السابع عشر: يبتدئ بترجمة معبد مولى الوليد بن معاوية وينتهي
بهارون بن عمر بن يزيد يحوي 493 ورقة، خطه خط أواخر الجزء الثاني وبقية الوصف
كما في الأول.
- الجزء الثامن عشر: يبتدئ بترجمة لاحق بن الحسين بن عمران وينتهي
بترجمة يزيد بن معاوية ولا بد أن سقطا حدث بينه وبين سابقه فذهب بحرف الهاء يحوي
200 ورقة خطه خط أواخر الجزء الثاني. وبقية الوصف كما تقدم.
- الجزء التاسع عشر: يبتدئ بترجمة أبي ثابت الدمشقي من قسم الكنى وينتهي
بترجمة امرأة شاعرة من نصارى بصرى ودعاء للمصنف. فيه سقط من أواخر ترجمة
يزيد بن معاوية إلى حرف التاء من قسم الكنى، كما أن الورقة 76 يتبعها أربع صفحات
بيض معقبة بقوله: " أخبرني والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله " وهذا
يدل على أن هذا الجزء رواية ابن المؤلف وهو القاسم، مما يدل أن الأصل يختلف بين
أجزاء النسخة. وقد قسم الجزء كما يدلي من الورقة 132 ذكر من نسب إلى الآباء ولم
يعرف بالكنى ولا بالأسماء ومن الورقة 140 ذكر أصحاب الألقاب التي غلبت على الأسماء والأنساب أما من الورقة 147 ففيها ذكر المجهولين مرتبين على الأزمان
مقدمة المحقق 39

والسنين، إلى الورقة 190 حيث يذكر من النساء من لهن رواية أو شعر من الحرائر
والإماء مرتبا ذكر أسمائهن على الحروف. أما من الورقة 293 فذكر من ذكرت من النساء
بكنيتها دون التعريف لها بتسميتها. ثم من الورقة 311 يذكر المجهولات غير المسميات
والمكنيات. في حين أن آخر ورقة (319) ففيها ترجمة امرأة شاعرة من نصارى بصرى.
ويحتوي 319 ورقة كتب بخط أواخر الجزء الثاني، وبقية الوصف كما تقدم (1).
ب - نسخة مصورة من خزانة مكتبة ابن يوسف بمراكش والمعروفة بالنسخة
المغربية (والنسخة اليوسفية) رمزنا إليها ب‍ " م "، تبدأ بترجمة أحمد بن عتبة بن مكين إلى
ترجمة يزيد بن معاوية هي مقسمة على واحد وثلاثين جزءا ينتهي الجزء الأخير بقوله:
" يتلوه: أنا أبو السعود المجلي، نا أبو الحسين بن النقور. وهو ما يشير إلى أن ترجمة
يزيد بن معاوية لم تنته. اعتمدنا منه الجزء 15 و 16 أصلا للسقط الموجود بالجزء
التاسع من النسخة السليمانية ما بين ترجمة عبد الله بن عروة بن الزبير وترجمة
عبد الجبار بن مسلم، واعتمدناها كنسخة مساعدة للنسخة الأم، كتبها أكثر من ناسخ كما
يبتدى من اختلاف الخطوط، وخطها في مجمله نسخي، وكتبت عناوين التراجم وبعض
الألفاظ بحبر أحمر تحوي 31 سطرا في الورقة في معظم الاجزاء، كتبت أوائل القرن
الثاني عشر أي حوالي سنة 1112 ه‍ كما أشير إليه في أواخر الجزء 15 والجزء 31.
ج - جزء من نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث وقد اعتمدناها أصلا وحيدا في
تتمة السيرة النبوية الظاهر أنها كتبت في القرن العاشر الهجري كتبت بخط نسخي
وعناوينها واضحة مكتوبة بخط الثلث إلا أن فيها سقطا وتصحيفا عدد أسطرها 39 سطرا
في الورقة.
أما مختصر ابن منظور فيعتبر نسخة قيمة، ورغم أنه لا يمثل عمل ابن عساكر،
وابتعد في نهجه وروحه عن أسلوب ومنهج ابن عساكر في بناء وإقامة تاريخه فقد قام ابن
منظور باختصار كتاب تاريخ دمشق بعمل - رغم أهميته وقيمته - خاص به حكمه نهجه
وأسلوبه وذوقه الخاص، ونظرته وميوله واتجاهاته الفكرية فكان يحذف أو يثبت ما
يراه، ويختصر ويهمل ما يرغب. وكان رجوعنا إليه ضروريا عندما يتعذر علينا ملاحقة
خبر أو رواية في مصدر ما. وكان - رغم محدودية الاستعانة به - من الأصول المعينة لنا

(1) اعتمدنا في وصف النسخة السليمانية على فهرس مخطوطات الظاهرية ج 6 من 109 إلى 130.
مقدمة المحقق 40

في عملنا للوصول إلى أثبات نص واضح وسليم.
وأما تهذيب ابن عساكر، فهو قسمان: قسم أصدره الشيخ عبد القادر بدران ويمتد
على أجزاء خمسة، يقول الشيخ بدران في مقدمة:... الامام المتقن الحافظ الكبير
ثقة الدين أبو القاسم علي بن عساكر الدمشقي رحمه الله تعالى فجمع تاريخه الملقب بالتاريخ
الكبير في ثمانين مجلدا وجعله تاريخا لمدينة دمشق الزاهرة ضارع به تاريخ بغداد
للبغدادي فجاء روضة زاهرة يجتني منها المحدث ثمرات المقاصد، والأديب ورد
الخمائل والسياسي حكمة تبهر العقول، واللغوي اكماء وعساقلا، والفقيه نوادر
الأصول، والواعظ نكتا ولطائف، والخطيب فقرا تصاغ من العسجد، والبليغ المطابقة
لمقتضى الأحوال، والمستفيد نوادرا وأمثالا لا يجدها مجموعة في كتاب إلا أنه طول
شرحه بطول السند، وكرر فيه الحوادث تكرارا كان مألوفا في زمنه وقد يمل منه أبناء هذا
الزمان، فلذلك هجر حتى عز وجوده، فصار كعنقاء فعرب وحديث مغرب، وأصبح لا
يسمح لعشاقه بالوصال ولا يتدانى لقاصده حتى ينال مع احتياج أبناء زمننا إليه وتشوقهم
لرؤية طلعته، فأحببت أن أتحفهم به محذوف التكرار والأسانيد، فشمرت ساعد الجد
لذلك وأخذت عبارته خالية عن التكرار وأبقيت أسانيد في محلها من صحفه... ثم إني
نقحت الحوادث حسب الامكان... وأعملت الفكر في تصحيح ألفاظه التي تناولتها
أنامل الكتبة بالتحريف.
وفي مقدمته للجزء الثالث يقول:... وضممت إليه فرائد سنحت للفكر أثناء
التهذيب، ونوادر أملتها القريحة أبان الترتيب.
يقول د. المنجد (1):
وهذبه عبد القادر بدران، فحذف منه الأسانيد، وحذف كثيرا من الاخبار فيه،
وأثبت ما وافق نزعته الدينية ومذهبه الحنبلي، وقد لا حظنا أثناء مقايستنا هذا المهذب
بالأصل أن الشيخ بدران كان كثيرا ما يحذف كلمات لم يفهمها ويثبت بدلا منها كلمات
أخرى. ولا يمكن الاعتماد على هذا المهذب في الدراسات العلمية لأنه بعيد عن الأصل
في أشياء كثيرة.

(1) مجلة معهد المخطوطات العربية مج 2. ج 1 / 84.
مقدمة المحقق 41

أما الأستاذ محمد أحمد دهمان فيقول (1):
وفى سنة 1329 ه‍ قصد أستاذنا المرحوم الشيخ عبد القادر بدران طبع هذا التاريخ
فاصطدم بعقبات جمة، أعظمها كثرة الخطأ في النسختين المخطوطتين بالمكتبة الظاهرية
بدمشق، فعمد إلى اختصاره وتهذيبه ليبتعد عن الخطأ الذي فيهما وليحذف ما لم يظهر له
معناه ولم يهتد إلى صوابه.
ومع ذلك فلم يسلم ما طبعه منه من الخطأ الكثير والتحريف... أما الدكتور
شكري فيصل (2) فاعتبر أنه: أيا كان الرأي في عمل الشيخ بدران رحمه الله، فقد كان
خطوة رائدة إذا ما تمثلنا الظروف الثقافية التي وجد فيها، والأوضاع الاجتماعية التي
كانت من حوله، وبخاصة حين تقرأ المقدمات التي كتبها للأجزاء الخمسة والخواتيم،
والتي تصور معاناته وخصوماته، وتجسد إصراره وعزمه.
ولقد كان عمل الأستاذ أحمد عبيد في الجزءين السادس والسابع تداركا واضحا
للكثير من مثل الذي وقع للمرحوم الشيخ بدران وتجاوزا للثغرات التي عثر بها.
ومهما يكن من أمر، فقد كانت استعانتنا به ورجوعنا إليه محدودا جدا رغم
اعترافنا بفضل وقيمة هذا المهذب، وعمل هذا الرجل حيث كان له السبق في أن عرف
الناس بكتاب تاريخ دمشق، وأدرك الباحثون منهم قيمته في إغناء بحوثهم.
2 - علمنا في التحقيق:
نقل الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمته القيمة - والتي اعتبرناها نجها لنا
أضاء لنا الولوج إلى عالم تاريخ ابن عساكر - للمجلدة الأولى قال:
وضعت اللجنة التي ألفها المجمع العلمي لوضع قواعد عامة تتبع في تحقيق
مجلدات التاريخ أسسا ينبغي اتباعها فرأت أن الغاية من تحقيق الكتاب هو تقديم نص
صحيح، ولذلك يجب:
1 - أن يعني باختلاف روايات النسخ وأن يثبت ما صح منها.
2 - وأن يوجز في التعليق كيلا يثقل النص بتعليقات طوال.

(1) مجلة المجمع العلمي ج 28 / 143.
(2) تاريخ دمشق المطبوعة عاصم - عائذ - المقدمة ص 10.
مقدمة المحقق 42

3 - وأن تضبط الاعلام.
4 - وأن تفسر الألفاظ الغامضة.
5 - وأن يصرف النظر عن تخريج الأحاديث.
6 - وأن يسمح بوضع النقطة والنقطتين، والفاصلة، وإشارات الاستفهام
والتعجب، لتوضيح النص.
7 - وأن تثبت الآيات القرآنية بين قوسين مزهرين.
8 - وأن ترقم سطور النص.
وقد رأينا في هذه القواعد نهجا علميا يقترن بالتاريخ - إذا ما استوعبت هذه
القواعد الأسس وطبقت - إلى المستوى الذي أراده مصنفه، من خلال تقديمه خاليا من
التشويه والتصحيف والتحريف، إلى الوصول جديا إلى نص صحيح واضح.
فحرصنا إلى احترام هذه القواعد العامة غير أننا كنا نضطر إلى تجاوزها أحيانا
لضرورة.
ولما كان هدفنا في تحقيق الكتاب هو إلى تقديم نص صحيح واضح وسليم، خال
من التحريف فقد قمت بما يلي:
1 - مقابلة الأصول ومعارضتها وإثبات ما أراه صوابا وكنت أشير إلى مختلف
الفروق في الهامش.
2 - ضبط النص وخاصة أسماء الاعلام، وألفاظ تحتاج إلى ضبط للايضاح.
3 - في حال اختلاف الروايات كنت أستعين بالمصادر، والموارد التي أخذ منها
ابن عساكر وأثبت ما ورد فيها، أو أعارضها بمصادر أخرى وردت فيها رواية ما، وأثبت
ما أراه صوابا محاولا تقديم الرواية الصحيحة من حيث الضبط، والخالية من التشويه
والتصحيف والتحريف.
4 - كنت أضبط الأسماء وأترجم أحيانا لبعض الاعلام وأشير أحيانا إلى موضع
ترجمته تأكيدا على صحة الاسم ونسبته ونسبه.
5 - كنت ألجأ أحيانا إلى تخريج الأحاديث - واختصرت في ذلك كثيرا - وكان
مقدمة المحقق 43

القصد التوضيح خاصة إذا كانت الحاجة إلى استكمال نص أو رواية.
6 - قمت بإدخال التعليقات على هوامش النسخ الخطية في المتن وذلك ضمن
معكوفتين.
7 - أثبت الآيات بين قوسين مزهرين بعد ضبطها وتخريجها.
8 - قمت بتنسيب الشعر وضبطه ما استطعت.
9 - الاستعانة بمعاجم اللغة (اللسان - القاموس المحيط - تاج العروس) وكتب
غريب الحديث (النهاية لابن الأثير - والفائق للزمخشري - وغريب الحديث لأبي عبيد
الهروي) في شرح وضبط ما عارضني من ألفاظ غريبة وضبط ما ورد من شعر.
10 - أثبت الرسم المألوف للناس في الاعلام، وتركنا الرسم القديم: كسليمن،
كتبت سليمان، وإسماعيل كتبت إسماعيل إلى آخره.
11 - قمت باستدراك عناوين فرعية، ووضعت بين معكوفتين، للايضاح.
12 - خلال معارضة الأصول مع بعضها البعض، وخلال معارضة الأصول مع
مصادر التي أخذ عنها ابن عساكر كنت أحيانا ألجأ إلى زيادة في المتن فأضعها بين
معكوفتين، وأحيانا ألجأ إلى حذف عبارة في الأصل قد تكون مضطربة والمعنى مشوش
وأثبت مكانها نص العبارة الصواب، في هذه الحال كنت أثبت نص العبارة المضطربة في
الحاشية.
13 - لم أجنح في تعليقاتي إلى التطويل، إلا عند الضرورة حتى أني تركت
الإشارة كثيرا إلى بعض التصحيف حتى لا أثقل النص، والكتاب كما نرى واسع بما فيه
الكفاية.
14 - قمت بوضع النقطة والنقطتين، والفاصلة، وإشارات الاستفهام والتعجب
لتوضيح النص.
15 - في تعليقاتي في الحاشية كنت أدعم ما أحشيه بالمصدر الذي أخذت عنه
والذي رجعت إليه.
كانت هذه الخطوات، القواعد، التي رسمناها وقررناها للبدء بتحقيق كتاب تاريخ
مدينة دمشق مسترشدين بالملاحظات القيمة التي سطرها الأستاذان الدكتور صلاح الدين
مقدمة المحقق 44

المنجد في مقدمته للمجلدة الأولى، والدكتور شكري فيصل في مقدمته للجزء - عاصم -
عائذ.
واستكملنا إعداد العدة حيث وفرنا القسم الكبير من المصادر التي نحتاج إليها،
وليس هذا بالامر البسيط فالكتاب يمتد في الزمان في قرون ما قبل التاريخ إلى أيام
مؤلفه، إلى أواسط القرن السادس الهجري.
وتتشعب مواضيعه وتتفرع لتشمل فروعا كثيرة ومتنوعة في عالم المعرفة من دين
وشريعة وثقافة وفكر وأدب وشعر وغير ذلك.
وانطلقنا بالمشروح نتنقل به من مرحلة التخليط والإعداد - بعد توفير كل
متطلباته - إلى مرحلة التنفيذ والعمل، وكنا ندرك أهمية العمل الذي نقدم عليه
وخطورته، وندرك المصاعب والعقبات التي تواجهنا لسعة الكتاب وغزارة مادته من جهة
ومن جهة أخرى لم يستطع الحافظ أن ينقح كتابه وينظر فيه، وكان ينقل بعض الاخبار
ويدع العهدة على من نقلها عنه، وقد عبر الحافظ أبو القاسم بن عساكر بوضوح عن قلقه
فيما يكون قد علق في مؤلفه من شوائب يقول (1): " هذا مبلغ علمي وغاية جهدي على ما
وقع إلي أو ثبت عندي، فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عثر فيه على تغيير أو
زلل، فليعذر أخاه في ذلك متطولا، وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا،
فالتقصير من أوصاف البشرية، وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية، فهو الذي وسع
كل شئ علما، وأحصى مخلوقاته عينا واسما، ومع ذلك فمن ذكرت أقل ممن أهملت،
وما أصبت في ذكره أكثر مما أغلفت ".
ولم نفاجأ بالمتاعب، وكنا قد عقدنا العزم، واتكلنا على الله وبدأ مشوارنا مع
تاريخ مدينة دمشق، وهو كما يقول الذهبي في سير أعلام (2): في ثمان مئة جزء،
قلت: والجزء عشرون ورقة، فيكون ستة عشر ألف ورقة ".
ومع بداية العمل وانطلاقته، كنا كلما نتجاوز عقبة تظهر عقبات، وكلما نحل
مشكلة تبرز مشكلات، فصدمنا لضخامة الثغرات والأخطاء وتبين لنا كم هي الأصول
التي بين أيدينا سقيمة، وأنها لا تصلح علميا للتحقيق، وهذا ما زاد علينا العب ء، وأثقل

(1) تاريخ ابن عساكر، الجزء الأول - المقدمة.
(2) سير الاعلام: 20 / 56.
مقدمة المحقق 45

علينا الحمل خاصة وأن هدفنا الكبير، وغايتنا وأملنا أن نصل إلى نص سليم صحيح
واضح بعيد عن التصحيف والتحريف والتشويه.
إن بروز هذه المشاكل لم يفت عضدنا بل أعطانا التصميم على متابعة العمل
والمثابرة عليه حيث وضعنا نصب عينينا أن نخرج كتاب تاريخ دمشق إلى النور، وأكدنا
على التزامنا أن يكون تاريخ دمشق بين أيدي الناس، لما يمثله من ثروة فكرية وثقافية
وحضارية، ويزيد من أهميته أن الحافظ وخلال عملية جمعه مواد تاريخه أخذ كثيرا من
النصوص من مصادر كانت مكتوبة وموجودة في عصره، وقد أتلف أوضاع قسم كبير من
هذه النصوص المكتوبة وتآليفها، وبقيت لنا محفوظة في تاريخ مدينة دمشق.
وسأضع أمام القارئ الكريم نموذجا لما أعانيه من عقبات على سبيل المثال لا
الحصر.
مقدمة المحقق 46

السطر الثالث: يتحدث الصواب سجدت.
السطر السادس: نقس أخل بالمعنى: إذا رأى ما يفرح به أو (بشر بما) يسره.
السطر الثامن: أبو الحسن بن قيس الصواب: بن قيس.
السطر العاشر: محمد بن يحيى الصراف، الصواب: الصولي.
أبو يعقوب، الصواب: أبو الغوث.
السطر الثاني عشر: المرزقي، الصواب المزرفي.
السطر الرابع عشر: ابن دار، الصواب: يزداد.
السطر الخامس عشر: ضرب، الصواب: صرت.
السطر الثاني والعشرون: فقالا: الصواب: فقال.
قال أحب فهو مبارك، الصواب: أنا أخف نهوضا منك.
السطر الرابع والعشرون: بجهتين الصواب: بخمسين.
السطر السابع والعشرون: أحمد بن محمد بن روق، والصواب: محمد بن
أحمد بن رزق.
السطر الحادي والثلاثون: الهمداني، والصواب: الهمذاني.
السطر الثالث والثلاثون: لعل، والصواب: نعلي.
مقدمة المحقق 47

فأتيت به، والصواب: فأتيت بابه شيخ بعلبك، والصواب: نعليك.
وبعد، فإن خطانا الآن قد ثبتت، وأقدامنا قد ترسخت، وتآلفنا مع المشاكل
وتحاببنا مع العقبات، وأحببنا الكتاب فتعلقنا به إلى حدود العشق، فلم يعد بإمكاننا أن
نبتعد عنه. فإننا نمضي معا يوميا ما لا يقل عن أربع عشرة ساعة نتسامر ونتهامس نسهر
نحن والقمر، ونرقب سويا انبلاج الفجر، يحكي لي همومه ومشاكله ومصاعبه وتلاعب
أيدي الزمن به، وتعبه من أخطاء النساخ، وسهوهم وأهوائهم وميولهم، استأنس لي،
واستأنست به، مسكين هذا التاريخ، إني أبذل قصارى جهدي لمساعدته، ولست متعبا،
بالعكس فإني أجد لذة بالتعامل معه.
لقد بذلنا جهدا صادقا، نرجو أن يكون مفيدا. فكتاب كتاريخ مدينة دمشق، هذه
الثروة الواسعة تتضاءل دونه الجهود، وتصغر دونه الهمم - وقد صغرت - كتاب واسع
وغزير المادة، شامل، كثير الاستدراك والاستطراد في الرواية.
هذا كله لن يثنيني، فإني استمد العزيمة من رحم المشاكل والمصاعب، وأحتفظ
بالتصميم على متابعة بذل الجهد المعتصم بالصبر، والمثابرة، والأمل.
دعوة ورجاء:
مهما بلغت الجهود وتكثفت، ومهما استقام العمل، ومهما كان التصدي عميقا،
وهذا كله كان دأبنا وهاجسنا، ومع ذلك فإن الحمل ثقيل، وقد ناء بحمله الكبار الكبار،
وفيما قدمناه كنا صادقين، ولكن ما صادفنا كان هائلا وما استعسر علينا كثير، وهذا
التاريخ الثروة جدير بتمام الرعاية وشمولية الاهتمام، لذلك ندعو - بل نرجو - من
الباحثين والدارسين في شتى حقول الثقافة أن يتفضلوا مشكورين بإبداء ملاحظاتهم،
وإصلاح ما يرد من خلل أو خطأ، وإلى إعطائنا النصح والمشورة لتدارك ما وقعنا به من
تقصير أو خطأ لاستدراكه، وكم نحن بحاجة إلى نصح مثل هؤلاء العاملين في خدمة
تراثنا والمساهمين في إحياء أمهات كتب التراث والتي لا زالت مخزونة في مكتبات
العالم كله والتي تتناول مختلف فروع المعرفة والثقافة، ومختلف الفنون والعلوم.
ومنها - بل من أهمها - كتاب تاريخ دمشق، حيث نقوم باستكمال تحضيره لتقديمه
ووضعه بنى أيدي القراء الكرام في مختلف الأقطار العربية والاسلامية.
ونحن في سباق مع الوقت، واختصار الزمن، ونأمل ان يتتابع ظهور الكتاب حيث
مقدمة المحقق 48

ستتسارع مسيرة تقديم الاجزاء لأن المراحل المهمة في تحقيقه قد أنجزت، ووضعت في
مسارها، وطريقها للتنفيذ.
ونقوم بإعداد فهارس شاملة تفصيلية تتناول:
1 - فهرس الآيات.
2 - فهرس الأحاديث النبوية مرتبة حسب أوائلها وتتضمن:
أ - الأحاديث القولية.
ب - الأحاديث الفعلية.
ج - النواهي والأوامر.
3 - فهرس الاعلام.
4 - فهرس شيوخ ابن عساكر وتتضمن:
أ - شيوخ ابن عساكر الذين تلقى عنهم.
ب - الشيوخ الذين قرأ خطوطهم.
ج - الشيوخ الذين كتبوا إليه.
5 - فهرس رجال السند.
6 - فهرس الأحاديث القدسية.
7 - فهرس الكتب الواردة والوثائق والرسائل.
8 - فهرس الشعر والرجز.
9 - فهرس الأماكن والبقاع والمواقع والجبال والأنهار والوديان.
10 - فهرس الأقوام والأمم والقبائل.
11 - فهرس الأديان والفرق.
12 - فهرس الأشياء.
13 - فهرس الآثار.
14 - فهرس الأمثال.
15 - فهرس الوقائع والغزوات وأيام العرب.
16 - فهرس الحيوانات.
17 - فهرس الموضوعات (التراجم).
مقدمة المحقق 49

شكر:
لم يكن بالإمكان المتابعة في تحقيق هذا الكتاب لو لم ينعم العمل بالرعاية الدائمة
والمستمرة، والاهتمام الكبير للسادة مسؤولي مؤسسة دار الفكر - بيروت والذين اعتبروا
هذا العمل في أولويات اهتماماتهم، بل في رأس اهتماماتهم وهذا كان له الفضل الأكبر في
دفع العمل، حيث أنهم لم يهدأوا في توفير ما شأنه أن يسهم في نمو العمل وتطوره، ولم
يبخلوا في توفير كل الامكانيات، وقد كانوا يدركون تمام الإدراك أهميته هذا الكتاب والذي
يعتبر أضخم مؤلف من حيث حجمه ومضمونه وتنوع موضوعاته وانتشاره على مدى زمني
طويل وعلى مساحة جغرافية واسعة تطال العالم العربي والاسلامي.
وبعد.
لقد بذلك جهدي وطاقتي صادقا في خدمة هذا الكتاب الجليل، الخطير الشأن ولا
زلت.
رجائي إلى الله أن يلهمني الصبر، ويمنحني القوة على المثابرة ومزيدا منها.
وأسأل الله تعالى راجيا أن يعصمني من الكبر والزهو، وأن يأخذ بيدي لمزيد من
طاعته وأن يباعد ما بيني وبين الأهواء، وأن يمدني بالعون على تحقيق ما أتطلع إليه،
وما أطمح إلى الوصول بتاريخ دمشق إلى شاطئ الأمان، ووضعه بين أيدي القراء
الكرام، نصا صحيحا خاليا من الشوائب.
أسأل الله أن يجعل عملي متقبلا وأن ينفع،
رب قد أنعمت علي فأسألك مزيدا من نعمك.
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وله الحمد أولا وآخرا.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
علي شيري
بيروت 20 ذو القعدة 1414 ه‍
أول أيار 1994
مقدمة المحقق 50

الرموز المتعمدة في تحقيق الكتاب
- النسخة الأم وهي النسخة السليمانية أشرنا إليها بكلمة " الأصل " في الغالب.
- النسخة اليوسفية " م ".
- نسخة الخزانة العامة بالرباط " خع ".
- نسخة أحمد الثالث " د ".
- النسخة التونسية " ت "
النسخة الأزهرية " ز ".
- مختصر تاريخ دمشق أشرنا إليه أحيانا بالمختصر.
- تهذيب تاريخ دمشق الكبير أشرنا إليه بتهذيب ابن عساكر.
- الاجزاء المطبوعة من تاريخ دمشق التي نشرها المجمع العلمي بدمشق أشرنا
إليها بكلمة المطبوعة.
() آية قرآنية.
" " حديث نبوي شريف.
[] زيادات على الأصل.
- الأرقام الصغيرة بين معقوفتين تشير إلى تسلسل أرقام الأحاديث.
- الأرقام التي تسبق أسماء التراجم تشير إلى تسلسل أرقام المترجم لهم.
مقدمة المحقق 51

صورة من النسخة التونسية
صور النسخ الخطية 52

صورة من نسخة دار الكتب الوطنية تونس
صور النسخ الخطية 53

نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث
صور النسخ الخطية 54

نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث
صور النسخ الخطية 55

صورة عن مخطوطة النسخة الظاهرية
صور النسخ الخطية 56

صورة عن مخطوطة النسخة الظاهرية
صور النسخ الخطية 57

صورة أخرى عن النسخة الظاهرية
صور النسخ الخطية 58

صورة من النسخة المغربية
صور النسخ الخطية 59

صورة من النسخة المغربية
صور النسخ الخطية 60

صورة من نسخة الأزهر
صور النسخ الخطية 61

صورة من نسخة الأزهر
صور النسخ الخطية 62

صورة من النسخة التونسية
صور النسخ الخطية 63

صورة من النسخة التونسية.
صور النسخ الخطية 64

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الأول
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ - 1995 م.
2

بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير (1)
الحمد لله خالق الأرواح وبارئ الأجسام وفالق الأصباح بالضياء بعد غسق
الظلام ورازق الطيور والإنس والجن والوحوش والأنعام وفاتق السماء والأرض عن
قطر الغمام والحب ذو العصف والنخل ذات الأكمام تبصرة لذوي العقول
وتذكرة لأولي الأفهام
أحمده على تواتر أنعامه بنعمه العظام وأستزيده من مزيد مننه الجسام
وأشهد أن لا إله إلا الله محيي العظام ذو الطول والعزة والبقاء والجلال
والإكرام
وأشهد أن محمدا عبده الصادق الكلام الداعي بإذنه إلى اتباع شريعة الإسلام
الماحي بنبوته عباد (2) الأوثان والأصنام الماحق برسالته معالم الأنصاب والأزلام
صلى الله عليه صلاة مقرونة بالمزيد والدوام وعلى آله وأصحابه وأنصاره البررة الكرام
وأحله وإياهم بفضله ورحمته دار السلام كما طهرهم من دنس العيوب ووضر الآثام
أما بعد فإني كنت قد بدأت قديما بالاعتزام (3) لسؤال من قابلت سؤاله
بالامتثال والالتزام على جمع (4) تاريخ لمدينة دمشق أم الشام حمى الله ربوعها من

(1) العبارة بأكملها سقطت من مخطوط الخزانة العامة - الرباط.
وفي المطبوعة عن إحدى نسخه: " رب أعن ويسر وسهل ووفق ".
(2) في المطبوعة: عبادة الأوثان.
(3) زيادة عن المطبوعة.
(4) بالأصل: جمع جمع تاريخ.
3

الدثور والانقصام وسلم جرعها من كيد قاصد يهم بالاختصام فيه ذكر من حلها من
الأماثل والأعلام فبدأت به عازما على الانجاز له والإتمام فعاقت عن إنجازه وإتمامه
عوائق الأيام من شدوة (1) الخاطر وكلال الناظر وتعاقب الآلام فصدفت عن العمل
فيه برهة من الأعوام حتى كثر في إهماله لوم اللوام وتحشيم من تحشيمه سبب
لوجود الاحتشام وظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج عن حد الاكتتام وانتشر الحديث
فيه بين الخواص والعوام وتطلع إلى مطالعته أولوا النهى وذووا الأحكام ورقى خبر
جمعي له إلى حضرة الملك القمقام (2) الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام
أبي القاسم محمود بن زنكي بن أبي (3) سنقر ناصر الإمام أدام الله ظل دولته على كافة
الأنام وأبقاه مسلما من الأسوأ منصور الأعلام منتقما من عداة المسلمين (4) الكفرة
الطغام معظما لحملة الدين بإظهار الإكرام لهم والاحترام منعما عليهم بإدرار
الإحسان إليهم والإنعام عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات والإجرام (5) بانيا للمساجد
والمدارس والأسوار ومكاتب الأيتام راضيا بأخذ الحلال ورافضا لاكتساب الحطام
آمرا بالمعروف زاجرا عن ارتكاب الحرام ناصرا للملهوف وقاهرا للظالم العسوف
بالانتقام قامعا لأرباب البدع بالإبعاد لهم والإرغام خالعا لقلوب الكفرة بالجرأة عليهم
والإقدام
وبلغني تشوقه إلى الاستنجاز له والاستتمام ليلم بمطالعة ما تيسر منه بعض
الإلمام فراجعت العمل فيه راجيا للظفر بالتمام شاكرا لما ظهر منه من حسن
الاهتمام مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام مع كون الكبر مطية (6) العجز
ومظنة الأسقام وضعف البصر حائلا دون الإتقان له والإحكام والله سبحانه وتعالى
المعين فيه بلطفه عن بلوغ المرام
وهو كتاب مشتمل على ذكر من حلها من أماثل البرية أو اجتاز بها أو بأعمالها من

(1) كذا بالأصل، والصواب: شده وهو الشغل كما في اللسان.
(2) القمقام: القمقام والقماقم من الرجال السيد الكثير الخير، الواسع الفضل: اللسان: قمم.
(3) كذا وفي المطبوعة: آق.
(4) استركت عن مخطوط الخزائن العامة بالرباط.
(5) في المطبوعة: والاجترام.
(6) في المطبوعة: مظنة العجز ومطية الأسقام.
4

ذوي الفضل والمزيد من أنبيائها وهداتها وخلفائها وولاتها وفقهائها وقضاتها
وعلمائها ودراتها وقرائها ونحاتها وشعرائها ورواتها من أمنائها وأبنائها
وضعفائها وثقاتها وذكر ما لهم من ثناء ومدح وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح
وإيراد ما ذكرونه (1) من تعديل وجرح وحكاية ما نقل عنهم من جد ومزح وبعض ما
وقع إلي من رواياتهم وتعريف ما عرفت من مواليدهم (2) ووفاتهم
وبدأت بذكر من اسمه منهم أحمد لأن الابتداء بمن وافق اسمه اسم المصطفى ثم
ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف مع اعتبار الحرف الثاني والثالث تسهيلا للوقوف
وكذلك أيضا اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم ولم أرتبهم على طبقات
أزمانهم أو كثرة أعدادهم وعلى قدر علوهم في الدرجات والرتب ولا لشرفهم في
الأفعال والنسب وأردفتهم بمن (3) عرف بكنيته ولم أقف على حقيقة تسميته ثم ذكر
تنسيبه (4) وبمن لم يسم في روايته وأتبعتهم بذكر النسوة المذكورات والإماء
الشواعر المشهورات وقدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام
وفضله وبعض ما حفظ من مناقب سكانه وأهله وما خصوا به دون أهل الأقطار
وامتازوا به على سائر سكان الأمصار ما خلا سكان الحرمين وجيران المسجدين
المعظمين وبوبت ذلك جميعه تبويبا ورتبته في مواضعه ترتيبا وذلك مبلغ علمي
وغاية جهدي على ما وقع إلي أو ثبت عندي (5)
فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو غير (6) ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر
أخاه في ذلك متطولا وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا فالتقصير من الأوصاف
البشرية وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية فهو الذي وسع كل شئ علما
وأحصى مخلوقاته عينا واسما ومع ذلك فمن ذكرت أقل (7) ممن أهملت وما أصبت

(1) كذا وفي المجلدة الأولى " ذكروه ".
(2) كذا بالأصل وفي المجلدة الأولى " موالدهم ووفياتهم ".
(3) بالأصل " وأزد فيهم من " والمثبت عن المجلدة الأولى المطبوعة.
(4) كذا بالأصل وعلى هامشه كتب مصححه: " لعل: نسبته " وفي المجلدة الأولى المطبوعة: ثم بمن ذكر
بنسبته.
(5) بالأصل " عند ".
(6) كذا بالأصل، والعبارة في المطبوعة المجلدة الأولى: أو عثر فيه على تغيير.
(7) سقطت من الأصل، زيدت عن المجلدة الأولى.
5

في ذكره أكثر مما أغفلت وليس يخلو من فائدة من الفوائد المستفادة وذكر حكاية (1) من
الحكايات المستحسنة المستجادة لما جمعه من الأخبار الجامعة وانطوى عليه من الآثار اللامعة وحواه من
الأذكار النافعة وتضمنه من الأشعار الرائعة مما يرغب في
حسنة الراغب ويستفيد لعزته وجودته الطالب والله سبحانه وتعالى ييسر جمعه على
من جمعه وينفع به من رواه ومن سمعه إنه جدير بإجابتي قدير على تحقيق رجائي
وهو ولي كل خير ودافع كل سوء وضير والهادي في القول لصوابه ولا حول ولا قوة
إلا به

(1) عن المجلدة الأولى وتهذيب ابن عساكر، وبالأصل " الحكاية ".
6

" باب
في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام
عن العالمين بالنقل والعارفين بأصول الكلام "
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري السلمي
بقرائتي عليه ببغداد قال
أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن عبد الله الجوهري أنا أبو عمر بن
العباس بن حيوية أنا أبو الحسين أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب أنا أبو
محمد بن حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنبأنا هشام بن محمد
عن أبيه قال كان الذي عقد لهم يعني ولد نوح عليه السلام الألوية ببابل
لوناطن (1) بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرة الأرض فيما بين ساتيدما إلى (2) البحر
وما بين اليمن إلى الشام وجعل الله النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض فيهم
ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم وجعل الله
تعالى (3) فيهم أدمة وبياضا قليلا وأعمر بلادهم وسماءهم ورفع عنهم الطاعون
وجعل في أرضهم الأثل والأراك والعشر والغاف (4) والنخل وحرت الشمس والقمر
في

(1) في الطبري: يوناظر.
(2) ساتيدما: قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدا. وقال غيره: جبل بين ميافارقين وسعرت.
وقيل: هو الجبل المحيي بالأرض، واستبعد ياقوت قول العمراني.
(3) عن هامس الأصل، وسقطت من المطبوعة المجلدة الأولى أيضا.
(4) الأثل: شجر يشبه إلا أنه أعظم منه وأكرم وأجود عودا، تسوى به الأقداح الصفر الجياد.
والأراك: شجر معروف، وهو شجر السواك يستاك بفروعه.
والعشر: شجر له صمغ وفيه حراق مثل القطن يقتدح به، صمغه حلو.
والغاف: شجر عظام تنبت في الرمل مع الأراك وتعظم، وورقه أصغر من ورق التفاح. (انظر اللسان: أثل -
أرك - عشر - غوف).
7

سمائهم ونزل بنو يافث الصفون تجري الشام والصبا وفيهم الشقرة والحمرة وأخلا الله تعالى أرضهم فاشتد بردها وأجلا سماءها فليس يجري فوقهم شئ من النجوم
السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقد وابتلوا بالطاعون ثم
لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث فلحقت بعدهم مهرة بالشحر
ولحقت عبيل بموضع يثرب ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر
بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة (1) فأقبل سيل فاجتحفهم
فذهب بهم فسميت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثم لحقت طسم
وجديس باليمامة وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم فهلكوا ولحقت أميم بأرض أبار
فهلكوا بها وهي يمين اليمامة والشحر لا يصل إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن
وإنما سميت أبار بأبار بن أميم ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت اليمن حيث
تناهوا إليها ولحق قوم من بني كنعان بن حام (2) بالشام فسميت بالشام حيث تشآموا إليها
وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم
عنها فكانت الشام لبني إسرائيل ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم (3)
وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم وجاءت العرب فغلبوا على الشام
وكان فالغ (4) بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح هو
الذي قسم الأرض بين بني نوح كما (5) سمينا في الكتاب
قال ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ وطسم وأميم وعمليق وهو غريب
بنو لوذ بن سام بن نوح وثمود وجديس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح وعاد وعبيل
ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح والروم بنو السقطان بن ثوبان بن يافث بن نوح عليه
السلام
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي

(1) الجحفة بالضم ثم السكون، كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وسميت
الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام.
(2) بالأصل " حازم " (3) ما بين معقوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن الطبري 1 / 209.
(4) بالأصل " فاتح " والمثبت موافق لما في المطبوعة. وكان فالغ، كذا مكرر بالأصل.
(5) عن الطبري 1 / 209 ومخطوط الخزانة العامة، وبالأصل " فما "
8

الحافظ بقراءتي عليه ببغداد قال أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن
منصور بن اللالكائي أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن منصور بن الفضل المتوتي
القطان أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي أنا أبو يوسف يعقوب بن
سفيان بن جوان الفسوي (1) قال حدثت عن الأصمعي عن النمر بن هلاك عن قتادة
عن أبي الخلد (2) قال
الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخا (3) منها ألف فرسخ للعرب
ولسائر الناس البقية
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن البنا ببغداد أنا أبو
يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن
سويد المعدل قراءة عليه قال قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري والشام فيه
وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشؤمي وهي اليسرى وقال الشاعر
* وانحى على شؤمى يديه فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما (4) *
ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم
قال ويقال أنجد أتى نجدا وأعرق دخل العراق وأعمن أتى عمان وقد أشأم
أتى إلى الشام وبصر وكوف وأمن ويامن إذا أتى اليمن
دفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر الحافظ
الأديب البغدادي ببغداد كتاب اشتقاق أسماء البلدان لأبي الحسين محمد بن فارس بن
زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت فيه قال أبو الحسين بن فارس أما الشام فهو
فعل من اليد الشؤمى وهي اليسرى ويقال أخذ شامة أي على يساره وشأمت القوم
ذهبت على شمالهم وقال قوم هو من شوم الإبل وهو سودها وحضارها هي البيض
قال أبو ذؤيب

(1) الفسوي: بفتح الفاء، والسين نسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا.
(2) في المختصر 1 / 41 " أبو الجلد ".
(3) كذا بالأصل، والصواب: فرسخ.
(4) البيت للأعشى ديوانه ط بيروت ص 188، من قصيدة مطلعها:
ألم خيال من قتيلة بعدما * وهى حبلها من حبلنا فتصرما
وفي الديوان: فذادها بدل فرادها. والبيت في اللسان " شأم " منسوبا للقطامي.
9

فما تشتري إلا بربح سباؤها * بنات المخاض شومها وحصارها (1) *
وفي كتاب الله جل ثناؤه في المعنى الأول " وأصحاب المشئمة " (2) ثم قال
الأعشى
* وأنحى على شؤمي يديها فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما *
ويقال شام وشآم
قال النابغة قال
* على أثر الأدلة والبغايا * وخفق الناعجات من الشآم (3) *
ورجل شأم من أهل الشام قال ابن فارس وسميت اليمن لأنها على يمين
الكعبة
قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر
الشرخي الصوري المعروف بابن الأرمنازي الخطيب قال نقلت من كتاب فيه (4)
أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان عن الواقدي والمدائني وابن المقفع
قال ابن المقفع سميت الشام بسام بن نوح وسام اسمه بالسريانية شام
وبالعبرانية شيم وقال الكلبي سميت بشامات لها حمر وسود وبيض ولم ينزلها سام
قط وقال غيره سميت الشام لأنها عن شمال الأرض كما أن اليمن أيمن الأرض
فقالوا تشام الذين
نزلوا الشام وتيمن الذين نزلوا اليمن كما تقول أخذت يمنة أي
ذات اليمين وشامة أي ذات الشمال وقال بعض الرواة إن اسم الشام الأول سورية
وكانت أرض بني إسرائيل قسمت على اثني عشر سهما فصار لكل قسم تسعة أسباط
ونصف في مدينة يقال له سامر (5) وهي من أرض فلسطين فسار إليها متجر العرب في
ذلك الدهر ومنها كانت ميرتهم فسموا الشام بسام بن نمر (6) حذفوا فقالوا الشام "

(1) شرح أشعار الهذليين: 1 / 74 برواية: شيمها وحضارها. قال أبو عمر: شيمها: سودها.
(2) سورة الواقعة الآية 9.
(3) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 114 برواية: " وخفف الناجيات " يعني سير الإبل المسرعات.
والناعجات من الإبل: البيض الكريمة (قاله في اللسان).
(4) بالأصل " الله " وما أثبت يوافق.
(5) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط، وفي المطبوعة المجلدة الأولى ابن عساكر: شاموس.
(6) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط، وفي المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: نوح.
10

باب
تاريخ بناء مدينة دمشق ومعرفة من بناها
وحكاية الأقوال في ذلك تسليما لمن حكاها "
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس السليم الحداد
المعروف بأخي سلمان بدمشق عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي
أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقي أنا أبو بكر
محمد بن أيوب بن إسحاق الرافقي نا محمد بن خضر يعني ابن علي الرافقي (1) نا
أبو وهب يعني الوليد بن عبد الملك بن مسرج نا سليمان بن عطاء عن سلمة بن
عبد الله الجهني عن كعب قال أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط
حران (2) ودمشق ثم بابل (3)
قرأت على أبي سعيد خلف بن إسماعيل بن أحمد الدمشقي بدمشق عن
عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو (4)
سليمان بن زبر أنا أبي قال وذكر أبو الحسن يعني المدائني عن إسحاق بن أيوب
القرشي أن جيرون (5) من بناء سليمان بن داود بنته الشياطين وكان الشيطان الذي بناه
يدعى جيرون (6) وبنى سقيفة مستطيلة على عمد وسقائف على عمد وحوله مدينة

(1) عن مخطوط الخزانة العامة، وبالأصل " الرايقي ".
(2) حران: قرية بالجزية على طريق الموصل والشام والروم، بينها وبين الرها يوم وبينها وبين الرقة يومان.
(3) بالأصل ومخطوط الخزانة العامة " ابل " والمثبت عن المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن هامش الأصل ومخطوطة الخزانة العامة.
(5) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " خيرون بن سليمان " والمثبت عن مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
1 / 43.
(6) عن مختصر ابن منظور والمجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر، وبالأصل " خيروز " وفي مخطوط الخزانة
العامة " خيرون ".
11

لطيفة تطيف (1) بجيرون
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عمر بن صابر شيخنا
فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
يوسف بن خالد الهسنجاني (2) نا مخلد بن مالك الحراني (3) نا (4) عثمان بن
عبد الرحمن الطرائفي (5) عن يونس بن راشد عن خصيف قال لما هبط نوح من
السفينة وأشرف من جبل حسمى (6) رأى تل (6) حران بين نهرين جلاب
وديصان (8) فأتى حران فخطها ثم أتى (9) دمشق فخطها فكانت حران أول مدينة
خطت بعد الطوفان ثم دمشق
قال الرازي وقال أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبة في كتاب التاريخ
وحكاه عن غيره أن أصحاب الرس كانوا (10) بحضور فبعث الله (11) إليهم نبيا يقال
له حنظلة بن صفوان فكذبوه وقتلوه فسار عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بولده
بالرس (12) فنزل الأحقاف وأهلك الله تعالى أصحاب الرس وانتسبوا (13) ولد عاد في

(1) زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور، وبالأصل " بجيرن " والتصويب عن مختصر ابن منظور.
(2) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " الهيجاني "، والمثبت والضبط عن الأنساب الهسنجاني، وهذه النسبة إلى
قرية من قرى الري هسنكان، فعرب إلى هسنجان. واللفظة سقطت من المجلدة الأولى من مطبوعة ابن
عساكر.
(3) عن المجلدة الأولى، وبالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " احراني ".
(4) عن مخطوطة الخزانة العامة، وبالأصل " بن ".
(5) عن مخطوطة الخزانة العامة، وبالأصل " الطرافقيي " تحريف.
(6) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " حسما " والمثبت عن معجم البلدان. وفيه: حسمى أرض ببادية الشام
قرب تبوك.
(7) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " أبي بكر ".
(8) الزيادة عن مختصر ابن منظور، وفي المجلدة الأولى من ابن عساكر: حلان وديصان وفي الأصل
والمخطوطة الخزانة العامة " حيران " بدل " حران ".
(9) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(10) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " كان " وحضور: بلدة باليمن من أعمال زبيد.
(11) سقطت من الأصل واستدركت عن مخطوطة الخزانة العامة بالرباط.
(12) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور: " من الرس " وهو الصواب.
(13) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور: " وانتشر " وفي المجلدة الأولى من ابن
عساكر " وظهر ".
12

اليمن كله وفشوا مع ذلك في الأرض حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص
بدمشق وهي مدينتها وسماها جيرون وهي إرم ذات العماد وليس أعمدة الحجارة في
موضع أكثر منها بدمشق فبعث الله تعالى هود بن عبد الله بن رباح بن خالد بن
الخلود (1) بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح نبيا إلى عاد يعني إلى أولاد عاد
بالأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله تعالى
قال أبو الحسن وقرأت في بعض الكتب أن جيرون ويدبل (2) كانا أخوين وهما
ابنا سعد بن لقمان بن عاد وهما اللذان يعرف جيرون وباب البريد بدمشق بهما
قال نا أبو الحسين أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز قال قال منصور بن
يحيى بن سعيد الموصلي المدن القديمة الكعبة ومصر ودمشق والجزيرة والأبلة
ونينوى وحران والسوس الأقصى (3)
قال وأخبرني أبو القاسم أيوب بن سليمان بن بنة الرازي نا أبو بكر عبد الله بن
محمد بن أبي الدنيا بسامرة حدثنا محمد بن يحيى نا أحمد بن هارون نا خالد بن
يزيد بن أسد بن عبد الله القشيري الدمشقي نا سعيد بن الحرث بن ميمون الصنعاني
عن وهب بن منبه قال ودمشق بناها العادر (4) غلام إبراهيم الخليل وكان
حبشيا وهبه له نمرود (5) بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار وكان اسم الغلام
دمشق فسماها على اسمه وذلك بعد الغرق وكان إبراهيم صلى الله عليه وسلم جعله
على كل شئ وسكنها الروم بعد ذلك بزمان
قال أبو الحسين الرازي وحدث في الكتاب الذي سماه أبو عبيدة محمد بن

(1) في مختصر ابن منظور: الجلود.
(2) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور، والمجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع
" بريد ".
(3) بالأصل " والسوس والأقصى " والسوس: بلدة بالمغرب، والأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى
في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة.
ونينوى: قرية بالموصل.
(4) في مختصر ابن منظور: العازر.
(5) في مخطوطة الخزانة العامة الرباط بإعجام الذال.
13

المثنى كتاب فضائل الرس (1) وحكاه عن عمر المعروف بعمر كسرى أن بيواراسب
الملك الكيرواني (2) بن مدينة بابل ومدينة صور ومدينة دمشق
قال أبو الحسين وحكى الدمشقيون ولم يقع إلي إسناده
قالوا كان في زمان معاوية بن أبي سفيان رجل صالح بدمشق من المعوزين (3)
وكان يقصده الخضر عليه السلام في أوقات يأتيه فيها فبلغ معاوية بن أبي سفيان ذلك
فجاء إليه راجلا فقال له بلغني أن الخضر ينقطع إليك فأحب أن تجمع بيني وبينه
عندك فقال له نعم فجاءه الخضر على الرسم فسأله الرجل ذلك فأبى عليه وقال ليس
إلى ذلك سبيل فعرف الرجل ذلك إلى معاوية فقال قل له قد قعدنا مع من خير
منك وحدثناه وخاطبناه وهو محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن أسأله عن
ابتداء بناء (4) دمشق كيف كان فقال نعم صرت إليها رأيت موضعها بحرا مستجمعا فيه
المياه ثم غبت عنها خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها غيضة ثم غبت عنها
خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها بحرا كعادتها الأولى ثم غبت عنها خمسماية عام
وصرت إليها فرأيتها قد ابتدأ فيها البناء ونفر يسير فيها
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ نا أبو
الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص
أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني أنا أبو عبيد السري بن يحيى
التميمي أنا (4) شعيب بن إبراهيم التميمي نا سيف بن عمر التميمي (5) الأسدي
قال وأما فارس والروم فإنهم لم يزالوا في ملك منظور مذ بادئ الدهر حتى بعث
الله رسوله عليه الصلاة والسلام فجمع له ملك الأشدين إلى ملك العرب وملك من

(1) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: الفرس.
(2) كذا بالأصل، وفي مخطوط الخزانة العامة " الكرواني " وفي مختصر ابن منظور 1 / 44 والمجلدة الأولى من
ابن عساكر المطبوع: " الكيوناني ".
(3) في مخطوطة الخزانة العامة: " المستورين ".
(4) سقطت من الأصل، واستدركت فوق السطر فوق لفظة دمشق، واللفظة مثبتة في مخطوطة الخزانة العامة.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ومخطوطة الخزانة العامة واستدركت عن المجلدة الأولى من ابن عساكر
1 / 12 وفيها " الأسيدي " بدل الأسدي.
14

الروم عشرة أهل أبيات فأول بيوتاتهم (1) ملك بالغ وبنوه في زمان بالغ صنع ماء
الذهب ثم خرج منهم الملك التمنع فمكث فيهم يسيرا ثم خرج منهم إلى علوي
فمكث فيهم قليلا ثم خرج منهم إلى تبيت ثم خرج منهم إلى أهليما ثم صار بعده إلى إيليا
وبه سميت إيلياء ثم تحول الملك إلى يمين فملك من ولده فترك ثم مبصر ثم جيرون وهو
الذي نزل بدمشق وبه سمي باب جيرون ثم ملك بعدهم مهاطيل وتحول (2) الملك إليه
وتزوج إلى النوبة (3) فولد له الأصفر وكان الملك فيهم ثم انقرضوا فتحول إلى صيفون
ومنهم القياصر فملك بعد قيصر هرقل وكان آخر بني هرقل الأخرم
قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري فيما ذكر أن نقله من كتاب فيه أخبار
الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان وأخبارها قال أبو البختري ولد إبراهيم
عليه السلام على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمسين (4) سنة من جملة الدهر الذي هو سبعة
آلاف سنة قال وذلك بعد بنيان دمشق بخمس سنين وهي جيرون عند باب مدينة
دمشق من بناء سليمان بنته الشياطين وكان الشيطان الذي بناه يقال له جيرون فسمي به
وهي سقيفة مستطيلة على عمد وحوله مدينة تطيف بجيرون
وقيل إن دمشق بناها دمشقيين (5) غلام كان مع الإسكندرية
وبلغني من وجه آخر أنه لما رجع ذو القرنين من المشرق وعمل السد بين أهل
خراسان وبين يأجوج ومأجوج وسار يريد المغرب فلما أن بلغ الشام وصعد على عقبة
دمر (6) أبصر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق وكان هذا الوادي الذي يجري فيه
نهر دمشق غيضة أرو الأرزة التي وقعت في سنة ثلاثمائة وثلاث عشرة من بقايا تلك
الغيضة فلما نظر ذا القرنين إلى تلك الغيظة وكان هذا الماء الذي في هذه الأنهار
اليوم مفترق مجتمعا في واد (7) واحد فأخذ الإسكندر وهو ذو القرنين يتفكر كيف يبني

(1) في مخطوطة الخزانة العامة: بنيانهم.
(2) عن المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر، وبالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " ونحو ".
(3) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " النبوة " والمثبت عن المجلدة الأولى.
(4) في ياقوت: ومائة وخمس وأربعين سنة.
(5) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة. وفي مختصر ابن منظور: دمسقس.
(6) دمر: عقبة دمر مشرفة على غوطة دمشق، وهي من جهة الشمال في طريق بعلبك.
(7) بالأصل " وادي ".
15

فيه مدينة وكان أكثر فكره وتعجبه أنه نظر إلى جبل يدور بذلك الموضع وبالغيظة كلها
فكان له غلام يقال له دمشقيين (1) على جميع ملكه ولما نزل ذو القرنين من عقبة دمر
سار حتى نزل في موضع القرية المعروفة بيلدا (2) من دمشق على ثلاثة أميال فلما نزل
ذو القرنين أمر أن يحفر له في ذلك الموضع حفرة فلما فعلوا ذلك أمر أن يرد التراب
الذي خرج (3) منها إليها فلما رد التراب إليها لم تمتلئ الحفيرة فقال لغلامه
دمشقيين (1) ارحل فإني كنت قد نويت أني أؤسس في هذا الموضع مدينة فأما إذ بان
لي منه هذا فلا يصلح أن يكون هاهنا مدينة فقال له غلامه ولم يا مولاي قال
ذو القرنين إن بني ها هنا مدينة في هذا الموضع فإنها ما تكون تكفي أهلها زرعها
قال المصنف للكتاب وعلامة ذلك أن أهل غوطة دمشق لا تكفيهم غلاتهم حتى
يشتروا لهم من المدينة وأن ذو القرنين رحل من هناك سائرا حتى صار إلى البثنية (4)
وحوران وأشرف على تلك (5) البقعة ونظر إلى تلك التربة الحمراء فأمر أن يناول من
ذلك (6) التراب فلما صار في يده أعجبه لأنه نظر إلى تربة حمراء كأنها الزعفران فأمر أن
ينزل هناك فلما نزل أمر أن يحفر في ذلك الموضع حفيرة فلما حفر أمر أن يرد ذلك
التراب الذي حفر إلى المكان الذي أخر منه فردوه ففضل منه تراب كثير فقال
ذو القرنين لغلامه دمشقيين (1) ارجع إلى الموضع الذي فيه الأرز إلى ذلك الوادي
فاقطع ذلك الشجر وابن علي حافة الوادي مدينة وسمها دمشق على اسمك فهناك
يصلح أن يكون مدينة وهذا الموضع بحرها ومنه ميرتها يعني البثنية وحوران فرجع

(1) كذا، وفي مخطوطة الخزانة العامة " دمشقين " وفي مختصر ابن منظور: " دمسقس " وفي المجلدة الأولى من
ابن عساكر المطبوع: دمشقش.
(2) يلدا: في ياقوت: يلدان، من قرى دمشق. ثم ذكر حديث ابن أبي العجائز وفيه يلدا - كالأصل - ثم قال:
كذا هي في الحديث بغير نون، لا أدري أهما واحد أم اثنان.
(3) الأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور 1 / 45 أخرج.
(4) البثنية: بالتحريك وياء مشددة، يقال: بثنة وبثنية، اسم ناحية من نواحي دمشق، وقيل قرية بين دمشق
وأذرعات.
وحوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة مزارع وحرار.
(5) في مخطوطة الخزانة العامة: " البيعة " وفي مختصر ابن منظور 1 / 45 والمجلدة الأولى من ابن عساكر
المطبوع ص 14 " السعة ".
(6) بالأصل " تلك " والمثبت عن مخطوطة الخزانة العامة.
(7) البحر: الريف، والعرب تسمي المدن والقرى بحارا (اللسان: بحر).
16

دمشقيين ورسم المدينة وبناها وعمل لها حصنا والمدينة التي كانت رسم دمشقيين
هي المدينة الداخلة وعمل لها ثلاثة أبواب جيرون مع ثلاثة أبواب البريد مع باب
الحديد الذي في سوق الأساكفة مع باب الفراديس الداخل هذه كانت المدينة إذا
أغلقت هذه الأبواب فقد أغلقت المدينة وخارج هذه الأبواب كان مرعى فبناها
دمشق وسكنها ومات فيها وكان قد بنى هذا الموضع الذي هو المسجد الجامع اليوم
كنيسة يعبد الله تعالى فيها إلى أن مات
وبلغني من وجه آخر عن بعضهم أن الذي بنى دمشق بناها على الكواكب
السبعة وأن المشتري بيته دمشق وجعل لها سبعة أبواب وصور على كل باب أحد
الكواكب السبعة وصور على الباب الذي يقال له اليوم باب كيسان زحل فخربت
الصور كلها التي كانت على الأبواب إلا باب كيسان فإن صورة زحل عليه باقية إلى
الساعة
أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب المعروف
بالنسيب وأبو محمد هبة الله بن محمد بن أحمد الأكفاني الأنصاري المزكي قالا
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد التميمي أخبرني
أبو القاسم تمام بن محمد الرازي قال قرأت في كتاب عتيق بباب كيسان لزحل باب
شرقي الشمس باب توما للزهرة باب الصغير للمشتري باب الجابية للمريخ باب
الفراديس لعطارد باب الفراديس الآخر المسدد للقمر
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الفضل أحمد بن منده بن محمد بن
يحيى حدثني أبي نا أبي عبد الله يحيى بن حمزة قال قدم عبد الله بن علي دمشق
وحاصر أهلها فلما دخلها هدم سورها فوقع منها حجر كان عليه مكتوب باليونانية
فأرسلوا خلف راهب فقالوا تقرأ ما عليه فقال جيئوني بقير فطبعه على الحجر فإذا

(1) كذا، وفي مخطوطة الخزانة العامة " دمشقين " وفي مختصر ابن منظور: " دمسقس " وفي المجلدة الأولى من
ابن عساكر المطبوع: دمشقش.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مخطوطة الخزانة العامة، والعبارة في مختصر ابن منظور.
(3) كذا بالأصل هنا، وقد تقدم ما فيه.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن مخطوطة الخزانة العامة.
(5) الأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور والمجلدة الأولى من ابن عساكر: المسدود.
17

عليه مكتوب ويك إرم الجبابرة من رامك بسوء قصمه الله إذا وهى منك جيرون
الغربي من باب البريد ويلك من الخمسة أعين نقض سورك على يديه بعد أربعة
آلاف سنة تعيشين رغدا فإذا وحى منك جيرون الشرقي أديل لك ممن يعرض لك
قال فوجدنا الخمسة أعين عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن
عبد المطلب عين بن عين بن عين بن عين
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر عن عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفرج عبد الله بن
الفرج بن البراي حدثني محمد بن سعيد بن فطيس نا إبراهيم بن عتيق سمعت أبا
مسهر يقول إن ملك دمشق بنى حصن دمشق الذي حول المسجد داخل المدينة على
مسحة مسجد بيت المقدس وحمل أبواب بيت المقدس فوضعها على أبوابه فهذه
الأبواب التي على الحصن هي أبواب مسجد بيت المقدس

(1) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة: " نقص سويك على بيديه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 47.
(2) بالأصل: " أن يراك " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) عن مخطوطة الخزانة العامة، وبالأصل " عبد الملك ".
(4) كذا ورد بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة أربعة أعين، ووقعت في المجلدة الأولى من ابن عساكر " خمسة
أعين " وهو الصواب.
(5) كذا، وفي مخطوط الخزانة العامة " البراني " ولعل الصواب " البرامي " انظر الاكمال 1 / 538 الحاشية،
والأنساب حاشية 1 / 305.
18

فصل في اشتقاق تسمية دمشق وأماكن من نواحيها
وذكر ما بلغني من الأقوال التي قيلت
ودفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد كتاب اشتقاق
أسماء البلدان لابن الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت
فيه وأما دمشق فيقال إنها من دمشق وناقة دمشق أي سريعة
قال *
وصاحبي ذات هباب دمشق
* كأنها بعد الكلال زورق *
ويقال دمشق الضرب دمشقة إذا ضرب ضربا سريعا خفيفا
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البنا أنبأنا أبو علي محمد بن
الحسين بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل قال قال أبو
بكر محمد بن القاسم بن الأنباري أنبأنا دمشق فعل من قول العرب ناقة دمشق
الخطو إذا كانت خفيفة الخطو
وذكر أبو عبد الله الحسين بن خالويه النحوي فيما قرأته بخط أبي محمد
عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر كتب إلي سيف الدولة لا شكت عشره ولا

(1) الأولى في معجم البلدان " دمشق " منسوبا للزفيان.
(2) في مخطوطة الخزانة العامة: " ناقة دمشق اللحم إذا كانت خفيفة " وفي معجم البلدان: ناقة دمشقة اللحم.
وذكر بيت الزفيان السابق.
(3) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة: " السيف والدولة " والتصويب عن مختصر ابن منظور 1 / 48 والمجلدة
الأولى من ابن عساكر ص 17.
19

أشلت يده يسأل عن دمشق هل يقال فيها دمشقة أم لا فقلت دمشق اسم هذه
المدينة ليست عربية فيما ذكر ابن دريد بل هي معربة ولا يقال إلا بغيرها
فأما الدمشقة السرعة في المشي دمشق يدمشق دمشقة ودمشاقا إذا
أسرع وكل سريع دمشق أطال بقاء سيدنا بك المسند وزين أم خنور بكونه
فيها فأعاد الرقعة وقد وقع عليها مر بنا في كتاب قال عبد الرحمن بن حنبل
الحجيمي وهو بعسكر يزيد بن أبي سفيان عند حصارهم دمشق
* أبلغ أبا سفيان عنا بأننا
* على خير حال كان جيش يكونها
وإنا على بابي دمشقة نرتمي *
وقد حان من بابي دمشقة حينها *
وفي الرقعة أيضا أن الناقة السريعة يقال لها دمشق والمرأة السريعة اليد في
العمل فكتبت تحته هذا جائز للشاعر يحتمل له ولا سيما إذا قصد بدمشق إلى مدينة
فزاد هاء تأكيدا للتأنيث كما أن عقربا مؤنثا بغير علامة التأنيث والعقربان ذكرها فقالوا
عقربة تأكيدا فكذلك دمشق ودمشقة وذكر يونس وغيره أتانة وعجوزة وفرسة كل
ذلك تأكيدا وقرأ ابن مسعود " تسع وتسعون نعجة أنثى " فبعث يستحضرني فلما
مثلت بين يديه قلت أيها الأمير رب علم كنت سببه وقد استنقذته دمشقة إلا أنه في
النحو كما ذكرت والعرب تزيد المذكر بيانا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ابن
لبون ذكر وتزيد المؤنث تأكيدا مثل نعجة أنثى وذكر كلاما غيره
[* * * *]
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي ببغداد وكان أسر وبقي
ببلاد الروم مدة ثم أن رجلا من حكماء الروم قال له إنما سميت دمشق بالرومية وإن

(1) الأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وصوبت العبارة في المجلدة الأولى ص 17: لا شلت عشره ولا ثل
عرشه.
(2) بالأصل " ابن أبي دريد ".
(3) زيادة عن مخطوطة الخزانة العامة.
(4) في مخطوط الخزانة العامة: " ودمشاقة ".
(5) أم خنور: الداهية، وقيل من كنى الضبع، ويقال: وقعوا في أم خنور إذا وقعوا في خصب ولين من العيش،
ولذلك سميت الدنيا أم خنور. وهذا المعنى المطلوب هنا.
(6) كذا بالأصل وفي الإصابة 2 / 395 " بن حسل الجمحي ".
(7) البيتان في الإصابة 2 / 395.
(8) سورة ص الآية 33.
20

أصل اسمها ذوو مسكنين أي مسك مضاعف لطيبها لأن ذوا التصغير ومسكس هو
المسك ثم عربت فقيل دمشق والله تعالى أعلم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد بن
الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا أحمد بن
معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنا هشام بن محمد
الكلبي عن أبيه قال ابن سعد وأخبرنا رؤيم بن يزيد المقري نا هارون بن أبي عيسى
الشامي عن محمد بن إسحاق بن يسار قالا ولد لإسماعيل بن إبراهيم اثنا عشر
رجلا وسماهم وقالا ودما وهوديما وبه سميت دومة الجندل
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر فيما نقله من خط أبي
الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل
الرافقي نا محمد بن موسى العمي نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي
عن أبيه قال ولد للوط أربعة بنين وابنتان فأما البنون فاسمهم ماث وخلان وعمان
وملكان وأما البنات فاسمهم زغزوالرية فعمان مدينة البلقاء سميت بعمان بن لوط
ومآب من سائر البلقاء سميت بمآب بن لوط قال أبو المنذر قال الشرقي بن
قطامي سميت صيداء التي بالشام بصيدون بن صدقاء بن كنعان بن حام بن نوح
وسميت أريحا التي بالشام بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح وسمي البلقاء
ببالق بن عمان بن لوط لأنه بناها وسكنها
وقال الرازي أخبرني محمد بن حميد نبأنا محمد بن الحسن بن السمط قال

(1) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور: " دوو مسكس ".
(2) الأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور: دوو للتضعيف.
(3) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " أبو علي " والتصويب عن تبصير المنتبه 1 / 243.
(4) بالأصل ومخطوط الخزانة العامة " أحمد بن سعيد " تحريف
(5) بالأصل " سعيد " خطأ، والتصويب عن ابن سعد 1 / 51 والخبر فيه.
(6) أي محمد بن إسحاق والكلبي، انظر ابن سعد 1 / 51.
(7) في طبقات ابن سعد: ودوما.
(8) في مختصر ابن منظور: " مآب " وفي معجم البلدان " مآب " بوزن " معاب ".
(9) زيد في مختصر ابن منظور 1 / 48 وعين زغر سميت بزغر بنت لوط، والرية سميت بالرية بنت لوط.
(10) عن ياقوت " صيداء " نقلا عن هشام عن أبيه، وبالأصل " صيدنا ".
21

قرأت على خالي محمد بن سهل بن عبد الكريم قال وقالوا البلقاء من عمل دمشق
سميت ببلقاء بن سويرة من بني عمان بن لوط وهو بناها
ويقال ولد للوط أربعة رجلان مآب وعمان وابنتان زغروالرية فعمان مدينة
البلقاء سميت بعمان بن لوط ومآب من مدائن البلقاء سميت بمآب بن لوط وزغر
سميت بزغر بنت لوط والرية برية بنت لوط وقال صيداء إنما سميت بصيدون بن
صيدقا بن كنعان بن حام وهو أول من ولده آدم
وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم
إليهم لأخذ الجزية منهم واقتست كسوتهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن أبي بكر الحاقة اللفتواني ببغداد أنا
أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني أنا أبو الحسن
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن زنجويه العدل الأصبهاني أنا أبو أحمد الحسين بن
عبد الله بن سعيد العسكري قال وأما مؤتة مهموزة والهمزة ساكنة فهي الأرض التي قتل
فيها جعفر بن أبي طالب
وفيما دفع إلي أبو الفضل بن ناصر من كتاب أبي الحسين بن فارس وقرأته
قال وجيرون من قولك جرن الشئ إذا املاس والجارن الأملس من كل شئ
وجلق من قولك جلق رأسه إذا حلقه والجابية الخابية من الجايب والجمع جواب
وقال الله جل ثناؤه " وجفان كالجوابي " ثم قال الأعشى
تروح على آل المحلق جفتة * كجابية الشيخ العراقي تفهق
وقال ابن فارس وأذرح من قولك هو ذريحي أي شديد الحمرة وذرحت
الزعفران في الماء

(1) في معجم البلدان " البلقاء ": بن سويدة من بني عسل بن لوط.
(2) بالأصل " أو ". والتصحيح عن ياقوت.
(3) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " السنوة " تحريف. والخبر في معجم البلدان " الكسوة " نقلا عن ابن
عساكر. قال ياقوت: قرية هي أول منزل تنزل القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر.
(4) سورة إبراهيم الآية 13.
(5) ديوانه ط بيروت ص 121 وصدره فيه:
نفي الذم عن آل المحلق جفنة
22

كقال ابن فارس والبلقاء من البلق وتدمر من قلك دمر أي دخل قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) من اطلع في قوم بغير إذنهم فقد دمر أي دخل
[* * * *]
قال وبيروت فيعول من البرت وهو الرجل الدليل
وجبلة من الجبل وكل شئ اجتمع وعظم فهو جبل
وصور جمع من جمع صورة فقال صورة وصور كما قال سورة البناء والجمع
سور ويقال هو من صاره يصوره أي أماله
وعكا من قولك عككته أي حبسته والعكة شدة الحر وكذلك العكيك قال
* تطرد القر بحر ساخن
* وعكيك القيظ إن جاء بقر

(1) يعني دخل بغير إذن.
(2) البيت لطرفة بن العبد، ديوانه ط بيروت 53 برواية: بحر صادق.
23

* " باب اشتقاق اسم التاريخ وأصله وسببه
وذكر الفائدة الداعية إلى الاعتناء به "
قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري قال قرأت في
كتاب الخراج تأليف أبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب قال تاريخ كل شئ آخره وهو
في الوقت غايته والموضع الذي انتهى إليه يقال فلان تاريخ قومه أي إليه ينتهي
شرفهم ويقال ورخت الكتاب توريخا وأرخته تأريخا اللغة الأولى لتميم والثاني
لقيس ولكل مملكة وأهل ملة تاريخ وجماع القول في تواريخهم أنهم يؤرخون بالوقت
الذي تحدث فيه حوادث مشهورة عامة
قال الله تعالى " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " بالأهلة
يدرك عدد الأعوام وتعرف أوقات الحج والصيام ويعتبر بعض شرائع الإسلام
كانقضاء عدد النساء من بعولتهن ومدة حملهن ووضع أجنتهن ووقت محل الديون
اللازمات وتصرم مدد عقود التجارات والإجارات واختلاف الفصول والأوقات
وبها تحد حوادث الأمم الخاليات
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن ذروا البصري العنبري الماوردي
بقراءتي عليه ببغداد أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي أنا
القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن حران النهاوند نا أحمد بن عمران بن موسى
الأشناني نا موسى بن زكريا التستري نا أبو عمرو خليفة بن خياط
بن خليفة بن خياط العصفري الشيباني المعروف بشباب نا يزيد بن زريع أنبأنا سعيد عن قتادة في قوله

(1) سورة البقرة الآية 189.
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 25.
(3) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " بشيبان " خطأ.
24

سبحانه وتعالى " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " فجعلها الله
سبحانه وتعالى لصوم المسلمين وإفطارهم وحجهم ومناسكهم وعدد سيئاتهم ومحل
ذنوبهم في أشياء والله تعالى أعلم بما يصلح خلقه قال " وجعلنا الليل والنهار آيتين
فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين
والحساب " وقال في آية أخرى " وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره
منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم
يعلمون "
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحسن بن أحمد بن
الحسن الحداد الأصبهانيان قالا أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق نا
إبراهيم بن أحمد المقرئ نا أحمد بن فرج نا أبو عمر الضرير أنبأنا محمد بن مروان
عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى " يسألونك عن
الأهلة " قال نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا
يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي
ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكون على حال واحد
فنزلت " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس " في حل دينهم ولصومهم
ولفطرهم وعدة نسائهم والشروط التي تنتهي إلى أجل معلوم
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الحصيني الشيباني ببغداد أنا
أبو علي الحسين بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن المذهب الواعظ أنا أبو

(1) سورة الإسراء الآية 12.
(2) سورة يونس الآية 5.
(3) بالأصل " أبو أسعد نعيم ".
(4) عن مخطوط الخزانة العامة، وبالأصل " ابن " خطأ.
(5) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه. وبالأصل " عياش " تحريف. والمثبت يوافق ما جاء في مخطوط
الخزانة العامة.
(6) بالأصل " رقيقا " بالراء والمثبت عن مخطوط الخزانة العامة، ومختصر ابن منظور 1 / 25.
(7) سقطت من الأصل واستدركت من مخطوط الخزانة العامة.
(8) سقطت من الأصل واستدركت من مخطوط الخزانة العامة.
25

بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن
أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا محمد بن
جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله
تبارك وتعالى جعل هذه الأهلة مواقيت للناس صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته قال
عمر وأفطروا على عذارى عليكم فأتموا العدة [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن رضوان
وأبو علي الحسين بن المظفر بن الحسن بن السبط وأبو غالب أحمد بن الحسن بن
أحمد بن البنا قالوا أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أنبأنا أبو
بكر بن مالك نا بشر بن موسى الأسدي أنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق
السيلحيني نا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) إن الله تبارك وتعالى جعل هذه الأهلة مواقيت للناس فإذا رأيتموها
فصوموا وإذا رأيتموها فأفطروا فإن غم عليكم فأتموا العدة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي أنا أبو
الحسين بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد ابن التستري
وأخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن
عمرو الجزري بالرحبة أنبأنا أبو القاسم ابن التستري قالا نا أبو طاهر المخلص نا
عبد الله بن محمد نا لوين نا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جعل الله تبارك وتعالى الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه
فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين [* * * *]
قال ابن جابر سمعت هذا منه وحدثني آخرين انتهى

(1) كذا وردت العبارة نقلا عن عمر بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وجاء مكانها في المجلدة من ابن
عساكر، ومن أصل الحديث: فإن غم عليكم فأتموا العدة.
(2) السيلحيني نسبة إلى قرية سيلحين، قرية معروفة من قرى سواد بغداد قديمة، الضبط عن الأنساب.
(3) بالأصل " طالق " وقد تقدم.
(4) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة: " الجردوي أنا جبه " والمثبت عن المجلدة الأولى الأولى من ابن عساكر.
26

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني
نا عمر بن أحمد الكتاني نا عبد الله بن محمد البغوي وأبو بكر أحمد بن القاسم بن
نصر بن يزيد النيسابوري قالا نا محمد بن سليمان لوين فذكر نحوه وزاد للناس
الفرائضي "
27

باب
في مبتدأ التاريخ واصطلاح الأمم على التواريخ "
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني بأصبهان نا أبو الحسن
محمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون المعروف بزرا إمام الجامع
العتيق وأبو مسعود سليمان بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان الحافظ
قالا أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي أنبأنا أبو جعفر محمد بن
عمر بن حفص الجورجيري نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض أنبأنا المصانعي بن
الجارود عن عبد العزيز بن زياد مولى عبد الله بن عامر عن أنس عن النبي (صلى الله
عليه وسلم) أن جبريل حدثه قال مضى من الدنيا ستة آلاف سنة وسبعماية سنة قال
وكل قطرة مطر تنزل من السماء موكل بها ملك من الملائكة يضعها موضعها قال ونبأ
في الأرض من الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرين وأربعين ألفا وثلاثمائة من المرسلين
حتى جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء لا نبي بعده قال وما بقي من الدنيا إلا
كما بقي من النهار إذا غابت الشمس وبقي حمرة الشمس على الحيطان
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ ببغداد
نا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو
علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
المنجاب يعني ابن الحارث نا أبو عامر الأسدي عن سفيان عن الأعمش عن

(1) بالأصل " وسليما " مع الواو، تحريف، وذكره السمعاني باسم: " أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن
محمد بن سليمان الملنجي الحافظ " ومثله في تذكرة الحفاظ 4 / 1197.
(2) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة. وفي مختصر ابن منظور 1 / 27 مئة ألف وأربعون ألفا وثلاثمئة.
28

أبي صالح عن كعب قال الدنيا ستة آلاف سنة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن
الحسن أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نبأنا
يعقوب نا قبيصة نا سفيان عن الأعمش عن كعب قال الدنيا ستة آلاف سنة
قال قال وإنما يرويه الأعمش عن أبي صالح عن كعب
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن خضر السلمي أنبأنا أبو الحسين
طاهر بن أحمد بن علي بن محمود نا محمود بن الفضل بدمشق نا أبو الفضل
منصور بن نصر بن عبد الرحمن بن بشر بن المنعم أنبأنا عمر (2) الحسن بن عمر بن
علي بن الحسن العطار نا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير العسقلاني وجميع بن
الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال إن الله تعالى خلق السماوات
والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم جعل مع كل يوم
ألف سنة
أخبرنا أبو الحسن بركات (3) وعبد العزيز بن الحسين النمار بدمشق قالا نا أبو
بكر (4) أحمد بن علي بن ثابت الخطيب نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن
محمد أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد نا أبو محمد الحسن بن علي
القطان نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر قال أنا مقاتل وجرير بن علي الضحاك
عن ابن عباس قال كانت فترتان فترة بين إدريس ونوح وفترة بين عيسى ومحمد
فكان أول نبي بعث إدريس بعد آدم وكان بين موت آدم وبين بعثة إدريس مائتا سنة لأن
آدم عاش ألف سنة إلا أربعين عاما وولد إدريس وادفر (5) فمات آدم وإدريس ابن (6)
مائة سنة فجاءته النبوة بعد موت آدم بمائتي سنة وكان في نبوته مائة سنة وخمس سنين

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن مخطوطة الخزانة العامة، وفيها: " سبعة " بدل " ستة ".
(2) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي المجلدة الأولى ص 25: أنا أبو علي الحسن.
(3) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة: بركات بن عبد العزيز. والمثبت عن المجلدة الأولى ابن عساكر.
(4) بالأصل: " أحمد بن بكر " تحريف.
(5) كذا بالأصل، وفي مخطوطة الخزانة العامة: " وآدم " وفي مختصر ابن منظور 1 / 27 وآدم حي.
(6) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 27.
29

فرفعه الله تعالى وهو ابن أربعمائة سنة وخمس سنين وكان الناس من آدم إلى إدريس
أهل ملة واحدة متمسكين بالإسلام وتصافحهم الملائكة فلما رفع إدريس اختلفوا
وفتر الوحي إلى أن بعث الله تعالى نوحا فكان نوح (1) يعني يوم بعث أربعمائة سنة
وثمانين سنة
فتر الوحي فيما بين إدريس ونوح (2) مائة سنة وكانت نبوة نوح ألف سنة إلا خمسين
عاما وعمر بعد الغرق خمسين عاما ويقال مئتي (2) والله تعالى أعلم وكان سام بن
نوح بعدما مات نوح ابن (2) مائة سنة وعاش بعده مائتي سنة وكان بين نوح وهود
ثمانمائة سنة وعاش هود أربعمائة وأربع وستين سنة وكان بين هود وصالح مائة سنة
وعاش صالح ثلاثمائة سنة إلا عشرين عاما وكان بين صالح وإبراهيم ستمئة سنة وثلاثون سنة
وعاش إبراهيم (4) مائة سنة وخمسه وسبعين سنة وقال بعض هؤلاء
المسمين مائتي سنة وعاش إسماعيل مائة سنة وتسعة وثلاثين وعاش إسحاق مائة
سنة وثمانين سنة وعاش يعقوب بن إسحاق مائة سنة وتسعة وأربعين سنة وكان بين
موسى وإبراهيم سبعمائة سنة وكانت الأنبياء بين موسى وعيسى متواترة وكذلك بين
نوح إلى موسى متواترة يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة المؤمنين من بعد قصة
نوح " ثم أرسلنا رسلنا تترا " بعضها على إثر بعض " كلما جاء أمة رسولها كذبوه
فأتبعنا بعضهم بعضا " إلى قوله " ثم أرسلنا " من بعدهم " موسى وهارون " (5) فمن
زعم أنه يعلم عدتهم وأسمائهم فقد كذب لأن الله تعالى يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام "
منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " (6) وكان بين موسى وعيسى
وعن (7) إسحاق قال ابن سمعان عن مكحول عن كعب ستمائة قال إسحاق
وكذلك قاله إدريس عن ضمرة عن وهب قالا أنا إسحاق وأنبأنا جويبر ومقاتل عن
الضحاك عن ابن عباس خمسمائة سنة والله تعالى أعلم أي ذلك كان

(1) بالأصل " نوحا ".
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 27.
(3) بياض بالأصل وما أثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 27.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن المخطوطة الخزانة العامة.
(5) سورة المؤمنون " 44 - 45.
(6) سورة المؤمن الآية - 45.
(7) عن هامش الأصل، ومكانها في مخطوطة الخزانة العامة بياض.
30

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن
النقور أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن العباس المخلص أنا أبو
الحسين بن رضوان بن أحمد بن جالينوس الصيدلاني أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار
العطاردي نا يونس بن بكير الشيباني عن (1) محمد بن إسحاق بن يسار قال كان من
آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة
وبين إبراهيم إلى موسى خمسمائة وخمس وستون سنة ومن موسى إلى داود خمسمائة
سنة وتسعة وستون سنة ومن داود إلى عيسى ألف وثلاثمائة وسنة وست (2)
وخمسون سنة ومن عيسى إلى محمد عليه الصلاة والسلام ستمائة سنة فذلك خمسة
آلاف وأربعمئة (3) واثنان وثلاثون سنة هذا الإجمال صحيح (4)
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنا محمد بن
الحسين أنبأنا محمد بن الحسين (5) أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثنا
أصحاب عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فذكر يعني هذا ثم قال
فذلك خمسة آلاف وأربعمائة وستة وعشرون سنة وهذا الإجمال غير صحيح
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنا قالا نا
أبو الحسين محمد (6) بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن الفضل
إجازة أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد عن الزعفراني نا أبو بكر أحمد بن أبي
خيثمة زهير بن حرب نا علي بن محمد بن بندي ويعقوب بن بكر بن كعب الأنطاكي
قالا نا عيسى بن يونس نا الأوزاعي نا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال
كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام

(1) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " على " تحريف.
(2) عن مخطوطة الخزانة العامة.
(3) عن مخطوطة الخزانة العامة ومختصر ابن منظور 1 / 28 وبالأصل: خمس ألف وأربعة.
(4) بالأصل " غير صحيح " والمثبت يوافق مخطوطة الخزانة العامة ومختصر ابن منظور.
(5) كذا ورد مرتين بالأصل ونسخة الخزانة العامة.
(6) بالأصل: " أبو بكر الحسن بن محمد " تحريف، والتصحيح عن الأنساب " الأبنوسي ".
(7) كذا وردت العبارة بالأصل ومخطوط الخزانة العامة، وسقطت من مطبوعة المجلدة الأولى من ابن عساكر
وورد فيها مكانها: القرن مائة عام، وكان بين نوح وإبراهيم عشرة قرون.
31

قال (1) وأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قالوا
كان بين آدم ونوح عشرة قرون القرن مائة سنة وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون والقرن
مائة سنة (2) وبين إبراهيم وموسى بن عمران عشرة قرون القرن مائة سنة
قال وأنبأنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن
عباس (3) قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم ألف سنة وتسعمائة سنة ولم
يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما (4) ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من
غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة سنة وتسع وستون
سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله تعالى " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا
بثالث " (5) والذي عزز به شمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي لم يبعث الله
تعالى فيها رسولا أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة وأن حواريي عيسى بن مريم كانوا
اثني عشر رجلا وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثني عشر رجلا
وكان من الحواريين القصار والصياد وكانوا عمالا يعملون بأيديهم وإن الحواريين من
الأصفياء وأن عيسى حين رفع كان ابن اثنين وثلاثين سنة وستة أشهر وكانت نبوته
ثلاثون شهرا وأن الله تعالى رفعه بجسده وأنه حي الآن وسيرجع إلى الدنيا فيكون
فيها ملكا ثم يموت كما يموت الناس وكانت قربة عيسى تسمى ناصرة (6) وكان
أصحابه يسمون الناصريين وكان يقال لعيسى الناصري فلذلك سميت النصارى

(1) كذا، والقائل ابن سعد، والخبر التالي في الطبقات 1 / 53، ووقع قبله هنا نقص نستدركه من المجلدة
الأولى من مطبوعة ابن عساكر ص 27: وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي قال: أنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى
الخشاب، أنا أبو محم حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد الله محمد بن سعد، أنا قبيصة بن عقبة، نا
سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام.
والخبر في طبقات ابن سعد 1 / 53.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد 1 / 53.
(3) عن ابن سعد، وبالأصل " ابن عياش " والخبر في طبقات ابن سعد 1 / 53.
(4) عن ابن سعد وبالأصل " بينهم ".
(5) سورة يس الآية 14.
(6) ناصرة: قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا، فيها كان مولد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، ومنها
اشتق اسم النصارى (معجم البلدان).
32

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
الحسن بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن
الحسين بن محمد بن سعيد نا ابن أبي خيثمة نا فضيل بن عبد الوهاب نا جعفر بن
سليمان عن عوف قال كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما ستمائة سنة
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأ أبو
جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن بن العياش المخلص أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا
أبو عبد الله الزبير بن بكار الزبيري حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي (1) عن زكريا بن
عيسى عن ابن عيسى عن ابن شهاب أن قريشا كانت تعد قبل عد رسول الله (
صلى الله عليه وسلم) من زمن الفيل (2) كانوا يعدون بين الفيل وبين الفجار أربعين سنة وكانوا
يعدون بين الفجار وبين وفاة هشام بن المغيرة ستة سنين وكانوا يعدون بين وفاة هشام
وبين بنيان الكعبة تسع سنين وكانوا يعدون بين بنيان الكعبة وبين أن خرج رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة خمس (3) عشرة سنة منها خمس سنين قبل أن ينزل
عليه ثم كان العدد بعد
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة
الله بن الحسن أنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا
ابن نمير نا وكيع نا الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال بدأ الله تعالى خلق
السماوات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم جعل
مع كل يوم ألف سنة
قال ونبأنا ابن نمير نا وكيع نا الأعمش عن أبي صالح نا إسحاق بن
عيسى بن (4) بنت داود بن أبي هند حدثني عامر بن يساف اليماني عن أيوب بن عتبة
قال كان بين آدم ونوح عشرة آباء وذلك ألف سنة وكان بين نوح وإبراهيم عشرة آباء

(1) عن مخطوط الخزانة العامة وبالأصل " الموملي ".
(2) رسمت بالأصل وفيما يلي من الخبر " النيل " بالنون، وقد صححت في كل مواقع الخبر.
(3) بالأصل: " خمسة عشر ".
(4) في المجلدة الأولى المطبوعة: " عن " تحريف، انظر ترجمة إسحاق في تقريب التهذيب 1 / 60 وقد ورد
الخبر التالي في المطبوعة 1 / 29 مبتورا شوه المعنى.
33

وذلك ألف سنة وكان بين إبراهيم وموسى سبعة آباء ولم يسم السنين وكان بين موسى
وعيسى ألف وخمسمائة سنة وكان بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة
سنة وهي الفترة
قال وأنبأ حرملة أخبرني (1) بن وهب حدثني مالك قال سمعت أن الفترة بين
عيسى وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) سبعمائة سنة قال ولم أسمع ذلك من أهل
العلم
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (2) الحسن بن البنا قالا (3) أنا أبو
بكر أحمد (4) بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن
الحسين بن محمد الزعفراني أنا أبو بكر بن خيثمة قال قال علي بن محمد عن
علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن صالح عن
الشعبي قالا لما هبط آدم من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوط آدم فكان ذلك
التاريخ حتى بعث الله تعالى نوحا فأرخوا حتى مبعث نوح حتى كان الغرق فهلك من
هلك ممن كان على وجه الأرض فلما هبط نوح وذريته الأرض بين (5) من كان من
السفينة إلى الأرض قسم الأرض بين أولاده أثلاثا فجعل لسام وسطا من الأرض
ففيها بيت المقدس والنيل والفرات ودجلة وسيحان وجيحان وقيسون وذلك ما بين قيسون (6)
إلى شرقي النيل وما بين منخر الريح والجنوب (7) إلى منخر
الشمال وجعل لحام قسمه غربي النيل فما وراءه إلى منخر ريح الدبور وجعل قسم
يافث فقيسون فما وراءه إلى منخر ريح الصبا فكان التاريخ من الطوفان إلى
نار إبراهيم فلما كثر ولد إسماعيل افترقوا فأرخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث
يوسف ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(2) بالأصل " أنبأنا " تحريف.
(3) بالأصل " قال " والمثبت عن مخطوط الخزانة العامة.
(4) زيادة عن مخطوط الخزانة العامة.
(5) في الطبري 1 / 193 وكل.
(6) في الطبري: " وفيشون " وما في الأصل يوافق مخطوط الخزانة العامة ومختصر ابن منظور.
(7) في الطبري: " ريح الجنوب " ومنخر ريح الجنوب أي موضع هبوبها.
34

ومن ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم ومن مبعث عيسى بن مريم إلى مبعث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى جميع أنبيائه ورسله وأرخ بنو إسماعيل من نار
إبراهيم إلى بناء البيت حتى بناه إبراهيم وإسماعيل ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان البيت
حتى تفرقت معد فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا مخرجهم ومن بقي من تهامة
من بني إسماعيل يؤرخون خروج معد ونهد وجهينة من بني زيد من تهامة حتى مات
كعب بن لؤي إلى الفيل فكان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة
وذلك سنة سبع عشرة (1) أو ثمان عشرة
قال ابن أبي خيثمة قال قال يحيى بن معين غير مرة أكتب عن المدائني كتبه
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي
السيرافي أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن محمد بن
عبد العزيز بن عمران قال (1) لم يزل للناس تاريخ كانوا يؤرخون في الدهر الأول من
هبوط آدم من الجنة لم يزل ذلك حتى بعث الله تعالى نوحا فأرخوا من دعاء نوح على
قومه ثم أرخوا من الطوفان ثم لم يزل ذلك حتى حرق إبراهيم عليه السلام فأرخوا من
تحريق إبراهيم (3) وأرخوا بني إسماعيل من بنيان الكعبة ثم لم يزل كذلك حتى
مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته فلم يزل كذلك حتى كان عام الفيل فأرخوا من
عام الفيل ثم أرخ المسلمون بعد من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد كان
للعرب أيضا تاريخ (4)
قال خليفة (5) حدثني محمد بن معاوية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال لم
يزل لفارس تاريخ يعرفون أمورهم به وتاريخ حسابهم إلى هذا اليوم منذ هلك

(1) بالأصل: " عشر ".
(2) الخبر في تاريخ خليفة ص 50: " نقلا عن يحيى بن محمد الكعبي عن عبد العزيز بن عمران " وقد اضطرب
السند بالأصل، وفي المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر ص 30: نا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق
النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا أبو عمرو خليفة بن خياط العصفري
حدثني يحيى بن محمد بن عبد العزيز بن عمران قال.
(3) زيادة عن تاريخ خليفة. وفي المجلدة الأولى: " غرق إبراهيم " بدل " حرق إبراهيم ".
(4) عن تاريخ خليفة وبالأصل " تاريخا ".
(5) تاريخ خليفة ص 50.
35

يزدجرد بن شهريار وذلك في سنة ست (1) عشرة من هجرة رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) وهو (2) تاريخ الناس اليوم
قال ولبني إسرائيل تاريخ (3) آخر بسني ذي القرنين وهو اليوم في ذي الحجة
سنة سبع وثلاثين ومائتين ألف ومائتان واثنان وسبعون وكلما دخل تشرين الأول من
حساب الروم فرد سنة وذلك أن حساب سني ذي القرنين كانت حين هاجر رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) تسعمائة سنة وخمسا وعشرين سنة " (4)

(1) بالأصل " ستة ".
(2) زيادة اقتضاها السابق.
(3) بالأصل " تاريخا " والتصحيح عن تاريخ خليفة.
(4) بالأصل: وخمس وعشرون سنة.
36

باب
ذكر اختلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم في التاريخ "
وما نقل فيه من الاتفاق منهم انتهى
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور الأزجي ببغداد أنبأنا أبو محمد
الحسن (1) بن علي الجوهري أنبأنا علي بن محمد بن لؤلؤ أنبأنا محمد بن الحسين بن
شهريار أبو بكر نبأنا عمرو بن علي بن يحيى بن كثير نبأنا أبو عاصم عن ابن
جريج عن أبي سلمة عن الزهري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرخ التاريخ حين
قدم المدينة في شهر ربيع الأول انتهى
قال أبو حفص وقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين عند
ارتفاع النهار لثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول وهو ابن ثلاث وخمسين سنة
كذا في هذه الرواية وهي مرسلة
ورواه الصاعاني عن أبي عاصم فقال عن ابن أبي سلمة وهو الصحيح وهو
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشوني
أخبرناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري وجماعة
إجازة قالوا أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة أنبأ أبو القاسم الحسين بن
الحسن بن علي بن المنذر القاضي أنبأنا إسماعيل محمد الصفار نا محمد بن
إسحاق نبأنا أبو عاصم النبيل عن ابن جريج عن ابن أبي سلمة عن ابن شهاب أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع انتهى

(1) بالأصل " الحسين " خطأ والتصحيح عن الأنساب " الجوهري ".
37

رواه غيره عن ابن جريج عن ابن شهاب انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب أنبأنا أبو الطاهر ويونس
قالا نبأنا ابن وهب عن ابن جريج عن ابن شهاب أنه قال التاريخ من يوم قدم النبي
(صلى الله عليه وسلم) المدينة مهاجرا
قال ابن وهب سألت مالكا عن التاريخ من متى قال من مقدم النبي (صلى الله
عليه وسلم) المدينة
كذا في حديث أبي عاصم وجزم ابن وهب عن ابن جريج أصوب لأنه ذكر
ابتداء التاريخ لم يبين من أمر به (1) والمحفوظ أن الآمر بالتاريخ عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين ببغداد
قالا أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن أخي
ميمي نبأنا محمد بن هارون الحضرمي نبأنا محمد بن سهل بن عساكر
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني علي بن أبي سليمان قالا نبأنا سعيد بن أبي
مريم أخبرني يعقوب بن إسحاق نبأنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو (2) بن دينار
عن ابن عباس قال كان التاريخ في السنة التي قدم فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
المدينة
قال محمد نبأنا ابن أبي مريم عن محمد بن إسحاق وفي حديث علي
أخبرني يعقوب بن إسحاق
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله خطيب مشكان (3) بها أنبأ

(1) بالأصل " ولم سمي من تنويه " العبارة غير واضحة وأثبتنا ما ورد هنا من مختصر ابن منظور 1 / 32 وفي
المجلدة الأولى ص 32 ولم يبين مدته.
(2) بالأصل " عمر " والتصحيح عن الكاشف للذهبي، انظر ترجمته فيه 2 / 284.
(3) بالأصل " مكان " والتصحيح عن ياقوت، وهي قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان.
38

القاضي أبو منصور محمد بن الحسين بن أبي محمد بن مؤنس النهاوندي أنبأنا أبو
العياش أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن المعروف بابن الأشقر نبأنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل نبأنا سعيد بن
أبي مريم نبأنا يعقوب بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم فذكره أبو محمد بن سهل
والبخاري
وفيها ولد عبد الله بن الزبير انتهى
يعقوب بن إسحاق هذا هو يعقوب بن أبي عباد العكرمي
ورواه إسحاق المنصوب (1) السلولي عن محمد بن مسلم فأسقط منه ابن
عباس
أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنبأنا أبو
علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا إسحاق بن منصور
السلولي عن محمد بن مسلم فأسقط منه ابن عباس (2)
أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي أنا أبو الفضل
أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي بن
الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنا أبي نا إسحاق بن منصور عن
محمد بن مسلم فذكره عن عمرو (3) بن دينار قال كان التاريخ في عشر سنين من سني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي تلك السنة ولد ابن الزبير
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الفقيه بنيسابور أنا أبو
عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي وأبو سهل محمد بن أحمد بن
عبيد الله (4) الحفصي المروزي قالا أنا أبو الهيثم محمد بن المكي بن محمد
الكشميهني

(1) كذا ورد اسمه محرفا هنا وسيرد صحيحا في الحديث التالي: إسحاق بن منصور السلولي.
(2) بالأصل " ابن عياش ".
(3) بالأصل " عمر " تحريف، تقدمت الإشارة إليه قريبا.
(4) في المجلدة الأولى من ابن عساكر ص 33 " عبد الله " تحريف.
39

وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيار
الصوفي أنا أبو علي محمد بن عمر بن محمد بن شبويه (1) المروزي قالا أنا أبو
عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري (2) قالا حدثنا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل البخاري نا عبد الله بن سلمة قال حنبل القعنبي نا عبد العزيز زاد حنبل بن
أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم
ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة
وأخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
محمد بن المؤمل نا الفضل بن محمد نا أحمد بن حنبل
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا عمر بن عبد الله بن عمر نا أبو
الحسين بن بشران نا عثمان بن أحمد نا أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد الله حدثنا
روح ثنا زكريا بن إسحاق أنبأنا عمرو (3) بن دينار قال إن أول من أرخ الكتب
يعلى بن أمية وهو باليمن وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة في ربيع الأول
وأن الناس أرخوا لأول السنة وإنما أرخ الناس لمقدم النبي (صلى الله عليه وسلم)
المدينة
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله أنبأنا بشران
أنبأنا عثمان قال ونبأنا حنبل ونبأنا أبو عبد الله نا خالد بن حيان نا فرات بن
سلمان عن ميمون بن مهران قال وقع (4) إلى عمر رضي الله تعالى عنه صك محله (5)
في شعبان فقال عمر أي شعبان هذا الذي مضى أو الذي هو آت أو الذي نحن فيه ثم
جمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم ضعوا للناس شيئا يعرفونه
فقال قائل اكتبوا على تاريخ الروم فقيل إنه يطول وإنهم يكتبون من عدد ذي

(1) ضبطت عن تبصير المنتبه.
(2) نسبة إلى بلدة " فربر " وهي بليدة على طرف جيحون مما يلي بخارى، كما في معجم البلدان، ونص
السمعاني على فتح الفاء والراء وسكون الباء نسبة إلى فربر.
(3) بالأصل " عمر " خطأ، وقد تقدمت الإشارة إليه قريبا.
(4) في المطبوعة 1 / 34 " رفع ".
(5) حل الدين يحل: وجب، وحان محل الدين (الأساس).
40

القرنين وقال قائل اكتبوا على (1) تاريخ فارس فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح
ما كان قبله فاجتمع رأيهم أن ينظروا كم أقام (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم
) بالمدينة فوجدوه أقام بها عشر سنين فكتب أو يكتب التاريخ على هجرة رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)
أخبرناه عاليا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنا أبو
مسلم محمد بن علي بن محمد النحوي أنا أبو بكر محمد بن عاصم بن المقري أنا أبو
عروبة أنا سفيان (3) الصيدلاني نا أبو خالد عن فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران
قال رفع إلى عمر صك محله شعبان قال أي شعبان الذي نحن فيه أو الذي مضى
أو الذي هو آت ثم قال لأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ضعوا للناس شيئا
يعرفونه عن التاريخ فقال بعضهم اكتبوا على تاريخ الروم فقالوا إن الروم يطول
تاريخهم يكتبون من ذي القرنين فقال اكتبوا على تاريخ فارس فقال إن فارس
كلما قام ملك طرح ما (4) كان قبله فأجمع رأيهم أن الهجرة كانت عشر سنين فكتبوا
التاريخ من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي بأصبهان قالت أنبأنا
أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمود أنبأنا أبو بكر (5) محمد بن إبراهيم بن علي بن
عاصم بن المقري أنبأنا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد الجوهري
الزهري نا كثير بن هشام نا جعفر وهو ابن برقان نا ميمون بن مهران قال
ائتمروا (6) أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى يكتبون التاريخ فقال بعضهم
نكتبه من الشهر الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال بعضهم من حين
أوحي إليه وقال بعضهم نكتبه من هجرته التي هاجر فيها من دار الشرك إلى دار

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 33.
(2) عن مخطوط الخزانة العامة، وبالأصل " قام ".
(3) في المطبوعة 1 / 34: نا أبو سفيان الصيدلاني، نا خالد بن حيان، عن فرات بن سلمان.
(4) بالأصل " من ".
(5) بالأصل " أنبأنا بكر بن محمد " والتصحيح عن الأنساب " الزراد " فيمن يروي عن الزراد، والمجلدة الأولى
من ابن عساكر 1 / 34.
(6) كذا.
41

الإسلام (1) فاجتمع رأيهم على أن يكتبوا التاريخ من هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)
إلى المدينة وذلك لعشر سنين منذ هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة
إلى (2) يوم توفي في هذا التاريخ عشر سنين من حياته (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو حدثنا حبان بن علي العنزي (3) عن
مجالد عن الشعبي قال كتب أبو موسى إلى عمر إنه يأتينا من قبلك كتب ليس لها
تاريخ فأرخ فاستشار عمر في ذلك فقال بعضهم أرخ لمبعث رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) وقال بعضهم لوفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر لا بل
نؤرخ لمهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل
قال فأرخ لمهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر (4) بن عبد الله بن عمر أنا أبو
الحسين (5) بن بشران أنا (6) عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل حدثني عثمان نا
يحيى بن سعيد عن قرة بن (7) خالد السدوسي نا محمد يعني ابن سيرين (8) قال
قدم رجل من أهل اليمن على عمر فقال لم لا تؤرخون قال كيف قال تكتبون
من شهر كذا في سنة كذا فنظر القوم في ذلك فأرادوا أن يؤرخوا من مبعث النبي (صلى الله
عليه وسلم) ثم قالوا من وفاته ثم أرادوا من الهجرة فقالوا من أي شئ (9) فهموا
من رمضان ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرم
رواه علي (10) محمد المدائني عن قرة بن أمية

(1) في المجلدة الأولى المطبوعة: الايمان.
(2) زيادة اقتضاها السياق عن المجلدة الأولى المطبوعة.
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب، واللفظة غير واضحة بالأصل.
(4) بالأصل: " أبو عمر " خطأ، وسيرد صوابا في الخبر التالي، وانظر ترجمته في الكاشف 2 / 273.
(5) بالأصل: " بن عمر بن الحسن بن بشران " والتصويب عن المجلدة الأولى المطبوعة من ابن عساكر.
(6) بالأصل: " بن ".
(7) بالأصل: " عن " والتصويب عن تقريب التهذيب.
(8) عن مخطوطة الخزانة العامة، وبالأصل: " بشران ".
(9) كذا، ولعله " من أي شهر " وسيأتي صوابا في الخبر التالي.
(10) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة، وفي المطبوعة: " أبو علي بن محمد المدائني ".
42

أخبرناه أبو غالب وأبو عبد الله نكتب من ظهر
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله بن عمر
عمر نا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل حدثني عبد الله نا
يحيى بن سعيد عن قرة بن خالد السدوسي نا محمد يعني ابن سيرين قال قدم
رجل من أهل اليمن على عمر فقال لم لا تؤرخوا قال كيف قال يكتبون من شهر
كذا في يوم كذا في سنة كذا فنظر القوم في ذلك فأرادوا أن يؤرخوا من مبعث النبي
(صلى الله عليه وسلم) ثم قالوا من وفاته ثم أرادوا من الهجرة فأرخوا من الهجرة
فقالوا من أي شهر فهموا من رمضان ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرم
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي محمد بن
أحمد بن (1) الحسن بن الصواف نا أبو (2) جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
مصعب بن عبد الله الزبيري نا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال
أخطأ (3) الناس العدد لم يعدوا من مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يعدوا من
متوفاه إنما عدوا من مقدمه المدينة
قال مصعب وكان تاريخ قريش في الجاهلية من مكة من متوفى هشام بن
المغيرة
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل نا هارون بن معروف
حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني عثمان بن عبد الله قال سمعت سعيد بن المسيب
قال جمع عمر بن الخطاب من المهاجرين والأنصار فقال متى نكتب التاريخ فقال له
علي بن أبي طالب منذ خرج النبي الله (صلى الله عليه وسلم) من أرض الشرك يعني يوم
هاجر قال فكتب ذلك عمر بن الخطاب

(1) زيادة عن مخطوط الخزانة العامة.
(2) زيادة عن المطبوعة 1 / 36.
(3) بالأصل: " أخطأوا " والمثبت عن م الخزانة العامة.
43

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو
العباس النهاوندي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا محمد بن إسماعيل البخاري نا
عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي نا عبد العزيز بن محمد بن عثمان بن رافع سمعت ابن
المسيب يقول عمر متى نكتب التاريخ فجمع المهاجرين فقال له علي من يوم هاجر
النبي (صلى الله عليه وسلم) فكتب التاريخ لسنتين في هذه الرواية إلى مدة (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله نا أبو الحسين بن (2)
بشران أنا أحمد بن عثمان بن أحمد قال حدثنا حنبل وحدثني أبي إسحاق حدثنا
محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن عثمان بن عبد الله عن رافع عن ابن المسيب
قال فأول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتبه لست (4) عشرة من
المحرم بمشورة علي بن أبي طالب
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل حدثني أبي نا محمد بن عمر نا ابن أبي الزياد (5) عن
أبيه قال استشار عمر في التاريخ فأجمعوا على الهجرة
رواه أبو الحسن المدائني عن عبد الرحمن بن أبي الزياد
أخبرناه أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد الله الزعفراني أنا ابن أبي
خيثمة أنا علي بن محمد المدائني عن ابن أبي الزياد عن أبيه أن عمر شاور في
التاريخ فقائل يقول من النبوة وقائل يقول من الهجرة وقائل يقول من الوفاة فأجمعوا
على الهجرة انتهى
أخبرنا أبو غالب بن أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن قالا نا محمد بن

(1) كذا، ولم تثبت لدينا.
(2) زيادة اقتضاها السياق، اقتبست مما سبق.
(3) زيادة عن خع، وقد سقطت من الأصل.
(4) بالأصل: لستة.
(5) في المطبوعة، المجلدة الأولى ص 37 " الزناد ".
44

أحمد بن محمد (1) الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد الله
الزعفراني أنا ابن أبي خيثمة أنا علي بن محمد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين أن
رجلا من المسلمين قدم من أرض اليمن فقال لعمر رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ
يكتبون من عام كذا وشهر كذا فقال عمر إن هذا لحسن فأرخوا فلما أجمع على أن
يؤرخ شاور فقال قائل مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال قوم من المبعث وقال
قائل حين خرج مهاجرا من مكة وقال قائل الوفاة حين توفي فقال أرخوا خروجه
من مكة إلى المدينة ثم قال بأي شهر نبدأ فنصيره أول السنة فقالوا رجب فإن أهل
الجاهلية كانوا يعظمونه وقال آخرون شهر رمضان وقال بعضهم ذو الحجة فيه
الحج (2) وقال آخرون الشهر الذي خرج فيه من مكة إلى المدينة وقال آخرون
الشهر الذي قدم فيه فقال عثمان أرخوا المحرم أول السنة وهو شهر حرام وهو أول
الشهور في العدة وهو منصرف الناس عن الحج فصيروا أول السنة المحرم فكان
أول ما أرخ في الإسلام من مهاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الناس سنة (3)
إحدى وسنة اثنتين إلى يومنا هذا أو كان التاريخ في سبع عشرة ويقال في سنة ست
عشرة في ربيع الأول
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال أنبأنا عبد العزيز الكتاني
أنبأنا مكي بن (4) محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر نا محمد بن يوسف بن بشر نا
محمد بن عبد الله بن سليمان بن أيوب نا محمد بن عبد الله بن نمير نا يونس قال
حدثنا من سمع جابرا عن أبي جعفر قال نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة
مهاجرا ففيه أوقع أصحابه تسمية السنين من مهاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد أقام
بمكة اثنتي عشرة سنة
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو (5) عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو

(1) بالأصل: وخع " محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد " والذي أثبتناه يوافق
ترجمته في الأنساب " الأبنوسي ".
(2) زيادة عن خع.
(3) زيادة عن المجلدة المطبوعة 1 / 38.
(4) بالأصل: " وأبو ".
(5) بالأصل: " بن " وأحمد ويحيى ابنا الحسن بن البنا، وقد وقع بالأصل " الحسن " خطأ.
45

جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة نا أبو طاهر المخلص نا أبو عبد الله
أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني عبد الرحمن بن المغيرة قال
كتب عمر التاريخ في شهر ربيع الأول سنة ست (1) عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي
طالب وكان عمر بن الخطاب استشار في التاريخ فقال قائل من النبوة (2) وقال قائل من الهجرة وقال قائل من
الوفاة
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو محمد الحسن بن علي بن
عبد الصمد اللباد الكلاني (3) أنا تمام أخبرني أبي أخبرني أبو (4) الحسن علي بن
محمد بن العباس بن عيسى المصري بمصر نا أحمد بن يحيى بن الوزير التجيبي
المصري سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول إنما أرخ التاريخ من مقدم النبي
(صلى الله عليه وسلم) المدينة ليس من مبعثه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله بن عمر أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق حدثني أبي حدثنا
محمد بن عمر قال حج عمر في سنة ست (5) عشرة وخلف على المدينة زيد بن ثابت
وفيها كتب التاريخ في شهر ربيع الأول يعني أن في ربيع الأول كتب التاريخ لا أنه جعل
ابتداء التاريخ من ربيع الأول وإنما جعل من المحرم
أخبرنا أبو بكر محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر نا أبو الميمون نا أبو زرعة قال أملا علينا عبد الأعلى بن مسهر ما صح من
التاريخ وما العمل عليه وحدثنا أن التاريخ منذ نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة (6) وتوفي
سنة عشر لتمامها من التاريخ "

(1) بالأصل: " ستة ".
(2) زيادة عن خع.
(3) في المطبوعة 1 / 38 الكلاعي.
(4) زيادة عن خع.
(5) بالأصل: ستة.
(6) زيادة عن خع.
46

باب
ذكر تاريخ الهجرة والاقتصاد (1) في ذكره للشهرة
" أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن البغدادي بأصبهان قالت أخبرنا محمد بن
أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي (2) نا
عبد الله بن سعيد نا عمي يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن ابن إسحاق قال قدم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة في شهر ربيع الأول لثنتي عشرة ليلة خلت منه
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد الأزجي أنا محمد (3) نا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ نا أبو بكر محمد بن الحسين بن
شهريار قال قال أبو حفص الفلاس قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين ارتفاع النهار
لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله المقرئ أنا أبو
الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الدنا (4)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أحمد بن عبد العزيز أنا
أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسين بن عمر بن الحسين بن علي بن مالك بن
الأشناني قالا حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني الأسناني (5) أبو زيد النميري حدثني

(1) كذا بالأصل، وفي خع: " والاقتصار " وفي المطبوعة 1 / 40 والاختصار.
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى منبج إحدى بلاد الشام، والزراد نسبة إلى صنعة الدروع والسلاح.
(3) كذا، وليست في المطبوعة.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: الرفاعي.
(5) كذا بالأصل وخع، والعبارة في المجلدة الأولى ص 40: حدثني، وقال ابن الأكفاني نا أبو زيد النميري.
47

محمد بن يحيى الكتاني نا عبد العزيز بن عمران عن صالح بن سعيد عن مجمع بن
عبد الله زاد الأشناني بن نبيل عن فضالة بن عبيد قال كان مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة
يوم الاثنين للنصف من ربيع الأول
أخبرنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ وجماعة
إجازة قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد (2) بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن زيدة
التاجر أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة الدمشقي نا محمد بن عايذ أنبأنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن يزيد عن أبي
البداح (3) بن عاصم بن عدي عن أبيه قال قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين لاثنتي
عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام بالمدينة عشر سنين
وحدثنا أبو الحسين علي بن المسلمة بن الفتح الفقيه الفرضي أنا أبو القاسم
علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي نا أبو بكر محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن
أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي البسري أنا ابن عايذ حدثنا
الواقدي نا عبد الله بن يزيد الهذلي عن أبي البداح (6) بن عاصم عن أبيه قال قدم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام
بالمدينة عشر سنين
هذا أولى بالصواب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي نا أبو محمد (7) الحسن بن

(1) في المطبوعة: " الحسن " خطأ.
(2) كذا بالأصل وخع خطأ والصواب: " محمد " وفي التبصير 2 / 617 محمد بن عبد الله بن ريذة صاحب
الطبراني.
(3) بالأصل بدون نقط، وفي خع " الداح " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب، يقال: اسمه عدي ويقال
كنيته أبو عمرو، وأبو البداح لقب.
(4) بالأصل: " أبي ".
(5) بالأصل: " أبي " وهو محمد بن عائذ يروي عنه أبو عبد الملك البسري، انظر ترجمة أبي عبد الملك في
تهذيب التهذيب 1 / 10.
(6) بالأصل وخع " أبي القداح " انظر ما تقدم فيه قريبا.
(7) بالأصل: " نا أبو بكر محمد بن الحسن " وما أثبتناه يوافق ما جاء عنه في الأنساب " الجوهري ".
48

علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة
أنا محمد بن سعد (1) أنا موسى بن داود نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أقام بمكة عشرا وخرج منها في صفر وقدم المدينة في شهر ربيع الأول
ذكر أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الوراق المعروف بابن القواس أن
عمر بن الخطاب جعل التاريخ من أول سني الهجرة للنصف من شهر ربيع الأول سنة
عشرة
قال وكان أول المحرم سنة الهجرة يوم الخميس اليوم السابع عشر من
أفروردين (2) ماه سنة ثلاثة وثلاثين لكسرى أبرواز واليوم الثامن من أيار سنة ثلاث
وثلاثين وتسعماية لذي القرنين "

(1) بالأصل وخع: " أنا أبو محمد بن سعيد أنا أبو موسى بن داود " والمثبت عن طبقات ابن سعد 1 / 224
والخبر فيها.
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 35 وفى الأصل " فرودد بن ".
49

باب
ذكر القول المشهور في اشتقاق تسمية الأيام والشهور "
أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنا أبو مسلم
محمد بن علي بن الحسين بن مهرابزد (1) أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو زرعة نا أبو
عروبة نا سلمة بن شبيب نا يزيد بن هارون
أخبرنا شريك عن غالب بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس
قال إن الله تعالى خلق يوما فسماه الأحد ثم خلق ثانيا فسماه الاثنين ثم خلق ثالثا
فسماه الثلاثاء ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء ثم خلق خامسا فسما الخميس فخلق
الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء فلذلك يقول الناس يوم ثقيل
وخلق موضع القرى والأشجار يوم الأربعاء وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة
يوم الخميس وخلق الإنسان يوم الجمعة وفرغ من الخلق يوم السبت
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن
الحسين بن خيرون نا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثني يحيى بن عبد الحميد وإسماعيل بن موسى
قالا حدثنا شريك عن غالب بن غيلان عن ابن عباس قال أول ما خلق الله تعالى
وتبارك الأحد فسماه الأحد ثم خلق الاثنين فسماه الاثنين فخلق فيها السماوات
والأرض ثم خلق الثلاثاء فسماه ثالثا (2) فخلق فيه الجبال فمن ثم يقول الناس يوم ثقيل
ثم خلق الأربعاء فسماه رابعا فخلق فيه مواقع الأشجار والأنهار ثم خلق الخميس فسماه

(1) بالأصل: " مهرام وا " وفي المطبوعة: " مهرراد " والمثبت عن بغية الوعاة 80 وفي الوافي 4 / 131 مهر بزد.
(2) بالأصل: " ثالث ".
50

خامسا فخلق فيه البهائم والوحش ثم خلق الجمعة فخلق فيه آدم والأمهات وفرغ تبارك
وتعالى يوم السبت ثم قرأ ابن عباس " أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في
يومين " (1) الآية كلها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي
محمد بن غالب أبو منصور وأنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس
المخلص نا عمرو وهو ابن (2) العلاء المقرئ كانت العرب في الجاهلية يسمون
الأحد أول والاثنين أهون والثلاثاء دبار (3) والأربعاء كبار (4) والخميس مؤنس
والجمعة عروبة والسبت سيار
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو
منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو
محمد عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري أنا أبو يعلى
زكريا بن يحيى المنقري (5) الأصمعي قال كان أبو عمرو بن العلاء يقول إنما سمي
المحرم لأن القتال حرم فيه وصفر لأن العرب كانت تنزل فيه بلادا يقال لها صفر
وشهرا ربيع كانوا يربعون فيهما (6) وجماديان (7) كان يجمد فيهما الماء ورجب كانوا
يرجبون فيه النخل وشعبان شعب فيه القبايل ورمضان رمضت فيه الفصال من الحر
وشوال شالت الإبل بأذنابها للضرب (8) وذو القعدة قعدوا فيه عن القتال وذو الحجة
كانوا يحجون فيه فأما أول السنة فالمحرم
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى أي ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو

(1) سورة السجدة، الآية: 9.
(2) عن خع وبالأصل: " أبو ".
(3) بالأصل وخع: " بار " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 36.
(4 9 في خع ومختصر ابن منظور 1 / 36 " جبار "، وقد ورد الأربعاء مرتين بالأصل ولم يذكر الخميس، وهو
سبق قلم من الناسخ.
(5) بالأصل " أبو يعلى بن زكريا " وفي المطبوعة: البصري بدل المنقري.
(6) زيادة عن خع.
(7) بالأصل: " وجمادتا " وفي خع: " وجماتا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 36.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة: للضراب.
51

الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة
أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني نا ابن أبي خيثمة قال وأنا علي بن محمد
عن ابن المبارك عن يونس الأيلي (2) عن الزهري أن عثمان قال أول السنة المحرم
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرضي ببغداد حدثنا
القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن
المهتدي بالله نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء نا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز البغوي نا أبو الربيع الزهري (3) نبأنا نوح بن قيس نا عثمان بن
محصن أن ابن عباس قال في هذه الآية " والفجر وليال عشر " (4) قال هو المحرم فجر
السنة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله المشكاني بها أنبأنا
القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي أنبأنا أبو العباس
أحمد بن الحسين أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحايل (5)
المعروف بابن الأشقر
ح وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي الكوفي المعروف بأبي
في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد
قال أنا أبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري وأبو الغنائم بن
النرسي قالا أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني (6) الواسطي
أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ نا أبو الحسن
محمد بن سهل المقرئ قالا أنا أبو عبد الله البخاري نا أبو نعيم حدثنا أبو يوسف بن
أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبيد بن عمير قال

(1) بالأصل: " أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أحمد بن الحسن " ومثله في خع وصححت العبارة عن
المطبوعة.
(2) الأيلي: بفتح الألف وسكون الياء، هذه بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مضر. (الأنساب).
(3) كذا بالأصل وفي الأنساب " الزهراني " واسمه: سليمان بن داود الزهراني العتكي من أهل البصرة.
(4) سورة الفجر، الآية الأولى.
(5) في خع والمطبوعة " الحامل ".
(6) الغندجاني بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال هذه النسبة إلى غندجان بلدة من كور الأهواز.
52

إن المحرم شهر الله وهو رأس السنة فيه يكسا البيت ويؤرخ التاريخ زاد ابن
سهل وتضرب فيه الورق وفيه يوم كان تاب فيه قوم فتاب الله تعالى عليهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا محمد بن هبة الله بن الحسن نا محمد بن
الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأزدي
الصوفي نا أبو نعيم نا يونس عن أبي إسحاق عن (1) الأسود عن عبيد بن عمير
قال
المحرم شهر الله وهو رأس السنة فيه يكسى البيت ويؤرخ التاريخ وتضرب
فيه الورق وفيه يوم تاب فيه قوم فتاب الله تعالى عليهم "

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.
53

باب
ذكر السبب الذي حمل الأئمة والشيوخ على أن
قيدوا المواليد وأرخوا التواريخ "
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي أنا أبو القاسم
إسماعيل بن مسعده بن إسماعيل الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم
السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني نا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم
نا إبراهيم بن الجنيد نا موسى بن حميد نا عمر (1) الخراساني قال قال سفيان
الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ أو كما قال أبو عمر
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن الإسفرايني بدمشق ثنا أبو
بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ
أنا إسحاق بن أحمد نا إبراهيم بن يوسف نا أحمد (2) بن أبو الحواري سمعت
حفص بن غياث يقول إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين يعني احسبوا سنه وسن من
كتب عنه
أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ببغداد وأبو
الحسن علي بن الحسن بن سعيد قال علي وقال محمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الواحد نا محمد بن العباس الخزاز نا أبو
محمد سليمان بن داود بن كثير الطوسي سمعت أبا حسان الزيادي يقول سمعت
حسان بن زيد يقول لم نستعن على الكذابين بمثل التاريخ نقول للشيخ (3)

(1) كذا، والصواب " أبو عمر " كما ورد في مختصر ابن منظور، وسيأتي صحيحا في آخر الخبر.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المطبوعة.
(3) بالأصل " الشيخ " والتصحيح عن مختصر ابن منظور.
54

سنة كم ولدت فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه
قال أبو حسان فأخذت في التاريخ فأنا اعمل من ستين سنة
كذا في الشيخين من تاريخ بغداد حسان بن زيد وأظنه حماد بن زيد والله
تعالى أعلم
أخبرنا أبو منصور محمد بن خيرون وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد
قالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن يعقوب
وأخبرنا أبو المظفر عبد الكريم بن عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن
القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ قالا أنا محمد بن
نعيم الضبي أخبرني أبو محمد بن زياد أنا أبو نعيم يعني بن عدي نا أحمد بن
يوسف التجيبي بجرجان سمعت الحسن بن الربيع يقول قدمت بغداد فلما خرجت
شيعني أصحاب الحديث فلما برزت إلى خارج قال لي أصحاب الحديث توقف فإن
أحمد بن حنبل يجئ فتوقفت فجاء أحمد بن حنبل فقعد فأخرج ألواحه فقال يا أبا
علي أمل علي وفاة عبد الله بن المبارك في أي سنة مات فقلت سنة إحدى وثمانين
فقيل له ما تريد بهذا قال أريد الكذابين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو الحسن علي بن
أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق قالا نا وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن
خيرون ببغداد قال أنبأنا أبو بكر الحافظ نا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز
البزاز بهمذان قال سمعت أبا الفضل صالح بن أحمد بن محمد التميمي الحافظ
يقول ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدأ بكتب حديث بلده ومعرفة أهله وبفهمه
وضبطه حتى يعلم صحيحه وسقيمه ويعرف أهل التحديث به وأحوالهم معرفة تامة إذا
كان في بلده علم وعلماء قديما وحديثا ثم يشتغل بعد الحديث (1) بالبلدان والرحلة فيه "

(1) كذا بالأصل وخع وفي مختصر ابن منظور: بعد بحديث البلدان.
55

باب
ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام
وحث المصطفى عليه السلام أمته على سكنى الشام
وإخباره بتكفل الله تبارك وتعالى بمن سكنه من أهل الإسلام "
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله الأكفاني نا
عبد العزيز بن (1) أحمد بن محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي أنا
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان أنا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار نا
يحيى بن حمزة حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي إدريس
الخولاني عن أبي حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستجندون أجنادا جندا بالشام
وجندا بالعراق وجندا باليمن قال فقمت فقلت خر لي يا رسول الله قال عليك
بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تبارك وتعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله [* * * *]
رواه الوليد بن مزيد (2) العذري بن وعقبة البيروتيان وأبو (3) حياة
شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي وسعيد بن المسلمة بن هشام الأموي ومروان بن محمد الطاطري (4) وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيان عن سعيد
مثله
ورواه أبو مسهر أيضا عن سعيد عن ربيعة بن يزيد
ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي عن سعيد عن ربيعة فأرسله

(1) سقطت، واستدركت عن خع.
(2) بالأصل " يزيد " والتصحيح عن خع.
(3) بالأصل وخع " وأخو " تحريف.
(4) هذه النسبة إلى يبيع الكرابيس والثياب البيض، (الأنساب وعنه ضبطت). وفي خع: الطاهري، تحريف.
56

ورواه أبو سفيان وكيع بن الجراح عن سعيد عن ربيعة فصحف في إسناده وأسقط
منه أبا إدريس
فأما حديث الوليد بن مزيد وعقبة (1)
وأخبرناه (2) أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن رافع الفارسي البزاز الدمشقي
ببغداد ودمشق أنبأنا أبي أبو الفضل ح
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ببغداد أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن
إبراهيم بن كستة النجار
وأخبرناه أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر (3) أنا أبو القاسم حسين بن
محمد بن إبراهيم بن الحنائي قالوا قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن
عبيد الله بن يحيى القطان قراءة عليه ونحن لنسمنا أبو الحسن خيثمة بن
سليمان بن حيدرة (4) أنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي وعقبة بن علقمة قالا
نا سعيد بن عبد العزيز حدثني مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن
حولة (5) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا في
الشام وجندا في العراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى
فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
[* * * *]
قال سعيد وكان ابن حوالة رجلا من الأزد وكان مسكنه الأردن وكان إذا حدث
بهذا الحديث قال وما تكفل الله تعالى به فلا ضيعة عليه
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر قالا حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب ح

(1) بالأصل: " الوليد بن يزيد بن عقبة " خطأ والصواب ما أثبتنا، وقد تقدما قريبا أنهما من رواة الحديث.
(2) كذا، والصواب: فأخبرناه.
(3) عن خع وبالأصل " بشير ".
(4) بالأصل " حندر " خطأ.
(5) كذا وردت بالأصل هنا، وفي التبصير 2 / 542 " حولي، وهو ابن حوالة " وكنيته أبو حوالة.
57

أخبرنا أبو الفرج علي بن الفضل بن الحضر بن أبي يعلى الجهني أنا أبو علي
نصر الله بن أحمد بن عثمان أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو
العباس أنا العباس بن الوليد البيروتي أنا عقبة بن علقمة أنا سعيد بن عبد العزيز
حدثني مكحول عن أبي إدريس عن الخولاني (1) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم
ستجندون أجنادا جندا في الشام وجندا في العراق وجندا في اليمن قال قلت يا
رسول الله خر لي قال عليك بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله
تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأما حديث أبي حياة فأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو
محمد عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا أبو بكر بن أبي دجانة نا الحارث بن
محمد العابد ومحمد بن العباس بن الدرفس وأحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير
القاري قالوا نا يحيى بن عثمان نا أبو حياة نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول
عن أبي إدريس عائذ الله عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم
ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله
خير لي قال عليكم بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
أخبرناه عاليا
أنبأنا أبو بكر بن طاهر بن محمد السحامي بنيسابور نا أحمد بن الحسن بن
محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد أنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد نا أبو
عتبة نا شريح بن يزيد نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول بن إدريس عائذ الله
الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنكم
ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قلت يا رسول الله استخر
لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل
لي بالشام وأهله [* * * *]
وأما حديث سعيد بن مسلمة فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز
الكتاني أنبأنا تمام بن محمد حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة

(1) كذا، وفي خع " الحوالي " وقد مر: عبد الله بن حوالة أو حولي أبو حوالة.
58

النصري نا أبو الحسن محمد بن علي بن حارث الرقي نا أيوب بن محمد الوزان نا
سعيد بن مسلمة نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن أبي إدريس
الخولاني عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا
بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام
فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره (1) فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله [* * * *]
وأما حديث أبو مروان وأبو مسهر
فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن شجاع
الصقلي أنبأنا أبو (2) عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا إسماعيل بن محمد
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان وأحمد بن
محمد بن إبراهيم القصاري (3) ح
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري أنبأنا ببغداد
قال أنبأنا أبي أنبأنا أبو القاسم (4) إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري أنبأنا
أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأنماطي قالا أنبأنا العباس بن عبد الله أنبأنا
مروان بن محمد وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر قال أنبأنا سعيد عن مكحول عن
أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إنكم ستجدون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت
يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق (5) بيمنه وليستق من غدره فإن
الله تبارك وتعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]

(1) بالأصل: " أتى إليه فليحلق " صححنا العبارة مما سبق.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت عن هامشه وخع.
(3) بالأصل وخع " الغفاري " والمثبت عن الأنساب " القصاري " وهذه النسبة إلى القصار، وهو الذي يقصر
الثياب.
(4) بين أبي القاسم وأحمد بن محمد بالأصل عبارة: " أنبأنا أبو بكر " ولا قيمة لها فحذفناها لان أبا القاسم من
شيوخ القصاري (انظر الأنساب: القصاري).
(5) عن هامش الأصل، وبالأصل " فيلحلق ".
59

قال سعيد وكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث يقول ومن تكفل الله به فلا
ضيعة عليه
وأما الحديث الذي قال فيه عن سعيد (1) عن ربيعة
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن
أبي نصر وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله وأبو نصر محمد بن أحمد بن
الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ح
وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق أنبأنا أبو
العباس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب ح
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا شجاع بن علي بن
شجاع أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا محمد بن سليمان بن حذلم
وأبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب قالا أنبأنا أبو زرعة أنبأنا
أبو مسهر أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بيزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن
حوالة الأزدي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا
بالعراق فقال الحوالي خر لي يا رسول الله قال عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه
وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه ثم حدثني أبو
مسعود عبد الرحيم بن علي بن محمد الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله بن إسحاق الحافظ أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا أبو زرعة
وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة أنبأنا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن
ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن
قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من
غدره إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]

(1) بالأصل وخع " سعد " وقد مر قريبا. وهو سعيد بن عبد العزيز.
60

أخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب أنا أبو عبد الله
محمد بن علي بن يحيى بن سلوان أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن
أنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي أنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني (1)
أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني (2) عن
عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام
وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال الحوالي خر لي يا رسول الله قال عليكم بالشام
فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
فكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث التفت (3) إلى ابن عامر فقال
من تكفل الله تعالى به فلا ضيعة عليه
وأما حديث الوليد بن مسلم الذي قرأ فيه بين مكحول وربيعة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا
محمد بن إبراهيم بن مروان أنبأنا أبو بكر أحمد بن المعالي نا سليمان بن
عبد الرحمن وعبد الرحيم بن إبراهيم قالا نا الوليد نا (4) سعيد عن مكحول وربيعة بن
يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الحوالي وهو من الأزد قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن
فقال فقمت فقلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه
وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
فقال ربيعة فكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث يقول من تكفل الله به فلا
ضيعة عليه
قال ربيعة وكان ابن حوالة ممن نزل الأردن
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود

(1) بالأصل وخع: " القاني " تحريف، والتصويب عن تقريب التهذيب.
(2) عن خع وبالأصل " الخولاني ".
(3) قبلها بالأصل: " يقول " ولا معنى لها، فحذفنا ها.
(4) بالأصل وخع " بن " والمثبت عن المطبوعة الأولى 1 / 51.
61

عبد الرحيم بن علي بن حمد قال أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن
أبي علي قراءة عليه أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ
أنا ابن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو نا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم حدثنا
الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول وربيعة بن يزيد عن أبي
إدريس (1) عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا
جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم
بالشام إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله (2) [* * * *]
وأما حديث وكيع الذي صحف في إسناده وأسقط منه أبا إدريس
فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي الواسطي ببغداد أنا
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ
البرقاني نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي
أخبرتناه به عاليا بنت أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن بن علي الحسينية
بأصبهان قالت أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور بن إبراهيم
السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم قالا أنا أبو يعلى أحمد بن
علي بن المثنى بالموصل حدثنا زهير نا وكيع نا سعيد بن عبد العزيز عن
ربيعة بن يزيد (3) عن رجل يقال له حولي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون
أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال فقال لي خر لي يا

(1) بالأصل: " عن مكحول عن ربيعة بن يزيد عن ربيعة عن أبي إدريس ".
(2) بعده وقد سقط من الأصل وخع، نستدرك النقص عن المطبوعة 1 / 52:
قال أبو إدريس، ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.
وأخبرناه أبو علي الحداد - إجازة - وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، نا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ح.
قال سليمان وثنا جعفر الفريابي، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن
عبد العزيز عن مكحول وربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ستجندون أجنادا: جندا بالشام وجندا بالعراق، وجندا باليمن. قلت: خر لي يا
رسول الله: قال: عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام
وأهله.
(3) بالأصل وخع " زيد " والتصويب عن تقريب التهذيب. وقد مر.
62

رسول الله قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى
قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأما حديث ابن المبارك الذي أرسله فأخبرناه عاليا أبو غالب أحمد بن
الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي أنبأنا أبو يوسف محمد بن سفيان (1) بن موسى
المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبهاني سمعت ابن
المبارك عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد بن أبي ربيعة بن يزيد عن أبي
إدريس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا
بالعراق وجندا باليمن فقال ابن الحوالي خر لي يا رسول الله قال عليكم بالشام
فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * *]
قال قال ابن رحمة سمعت ابن المبارك عن موسى بن يسار عن ربيعة بن يزيد عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
ورواه سويد عبد العزيز الواسطي قاضي بعلبك عن سعيد بن عبد العزيز فجاء فيه
بإسناد آخر
أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأنا علي وإبراهيم ابنا
محمد الحنائي (2) أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا أنبأنا محمد بن
هاشم نا سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن عبد العزيز عن أبي حسن عن عبد الله بن
عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق
وجندا باليمن فقال له رجل يقال له الخولاني (3) خر لي يا رسول الله خر لي قال
عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله [* * * *]
كذا قال وهو وهم والمحفوظ بهذا الإسناد رأيت عمود الكتاب انتزع من

(1) بالأصل " سيف " والمثبت عن خع.
(2) بالأصل: " أنبأنا علي بن إبراهيم أنبأنا محمد الجنائي " والتصحيح عن المطبوعة 1 / 53.
(3) كذا ورد هنا، وقد مر تكرارا: " ابن حوالة " أو " الحوالي ".
63

تحت وسادتي وهو في الباب الآخر وسويد سئ الحفظ
رواه محمد بن راشد الخزاعي المكحولي ومحمد بن عبد الله بن المهاجر
الشعيثي وعبد الرحمن بن يزيد عن مكحول عن ابن حوالة وأسقطا أبا إدريس من
إسناده وكذا روي عن الوليد بن مسلم عن سعيد عن مكحول
فأما حديث المكحولي فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن
الحصين أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ أنبأنا أبو بكر بن مالك
أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) حدثني أبو سعيد مولى بني هاشم وهاشم بن
القاسم قالا نا محمد بن راشد أنبأنا مكحول عن عبد الله بن حوالة أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سيكون جند (2) بالشام وجند بالعراق وجند باليمن فقال رجل
فخر لي يا رسول الله إذا كان ذلك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليك بالشام
عليك بالشام ثلاثا فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
قال أبو النضر (3) مرتين فليلحق بيمنه انتهى [* * * *]
أبو النصر (4) هو هاشم بن القاسم
وأما حديث الشعيثي (5) فحدثنيه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف
الموصلي الهمداني الفقيه ببغداد وأنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي منصور بن
أبي علي البزازي بالري
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي الحافظ بالري
أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق الله المقرئ قراءة عليه بمنين (6) أنبأنا (7) أبو عمر محمد بن
موسى بن فضالة أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن

(1) بعدها بالأصل " أنبأ عبد الله بن أحمد " والمثبت موافق لمسند أحمد 5 / 33.
(2) بالأصل " جندا " في المواضع الثلاثة، والتصحيح عن مسند أحمد.
(3) بالأصل: " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره " وتصويب الحديث عن مسند أحمد.
(4) بالأصل وخع والمطبوعة 1 / 54 " أبو النصر " بالصاد المهملة، والمثبت عن تقريب التهذيب.
(5) بالأصل " الشعبي " والمثبت عن خع، وقد تقدم قريبا.
(6) منين بالفتح ثم الكسر، قرية في جبل سنير من أعمال الشام. (ياقوت).
(7) قبلها ورد بالأصل " أنبأنا أبو بكر " فحذفنا ها لأنها مقحمة لا قيمة لها.
64

عمرو القرشي نا أبي نا الوليد بن مسلم نا محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول
عن عبد الله بن حوالة الأزدي وأمره معاوية وأبو الدرداء أن يجمع بالناس ففعل فقال في
كلامه ما أنبأنا أبو الخطيب (1) ولا أحسن الخطبة ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن يعني فقلت خر
لي يا رسول الله إن أدركني ذلك قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من
غدره (2) فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأما حديث عبد الرحمن بن يزيد
فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني أبو (3) مسعود
عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن علي بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد الواعظ الطبراني نا أبو مسلم الكشي نا سليمان بن الفرج الهاشمي نا
أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن ابن حوالة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستكون جنود مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند (4) بالعراق
قال ابن حوالة فما تأمرني يا رسول الله قال عليك بالشام عليك بالشام فإن الله تعالى
قد تكفل لي بالشام وأهله (5) فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره [* * * *]
عبد الرحمن بن يزيد هذا ليس هو ابن جابر بل إنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن
خيثم (6) كذا كان ينسبه أبو أسامة
وأما ما روي عن الوليد فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلي بن محمد السلمي الفقيه حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو النصر عبد الوهاب بن
عبد الله بن الجبان (7) أنا جمح بن القاسم أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن
عبيد بن فياض نا الوليد بن عتبة نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن

(1) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة 1 / 55: " ما أنا بخطب " وهذا مناسب أكثر.
(2) بالأصل: " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق من عذره " وما أثبتناه مما سبق.
(3) عن المطبوعة.
(4) بالأصل " جندا " في المواضع الثلاثة.
(5) بالأصل " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق من عذره " صوبناه مما سبق.
(6) الأصل وخع، وفي المطبوعة " تميم " وهو الصواب انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، والكاشف للذهبي.
(7) بالأصل وخع " الجباي " وفي المطبوعة " حبان " وكلاهما خطأ، والمثبت عن تذكرة الحفاظ 4 / 1076.
65

مكحول عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وهو يسمع ستجندون
أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال عبد الله بن حوالة الأزدي
فقلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره
فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* *]
المحفوظ عن الوليد ما تقدم
ورواه المغيرة بن زياد الموصلي والعلاء بن كثير وبكار بن تميم الدمشقيان
عن مكحول فقالوا عن واثلة
وأما حديث المغيرة فأخبرناه أبو علي الحسن الحداد في كتابه وحدثني عنه
عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي
أنبأنا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر نا حامد بن شعيب نا محمد بن بكار
أنبأنا عنبسة بن عبد الله بن عبد الواحد أنبأنا المغيرة بن زياد الموصلي عن مكحول
الدمشقي عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجند الناس أجنادا فجندا
بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وجندا بالمشرق وجندا بالمغرب فقلت يا
رسول الله إني رجل حدث السن فإن أدركت ذلك الزمان فأيها تأمرني يا رسول الله قال
عليكم بالشام فإنها صفوة الله تعالى في أرضه يسوق إليها صفوته من خلقه فإن أبيتم
فعليكم باليمن فاستقوا بغدره وقد تكفل الله تعالى لي بالشام وأهله [* * * *]
وروى أبو شهاب عبد ربه بن نافع (1) الحناط عن المغيرة البجلي (2)
عن عبد الله بن الأسقع بدلا من واثلة
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي الوزير أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي نبأنا محمد بن علي الجوزجاني نا
سعيد بن سليمان نا أبو شهاب أنبأنا المغيرة بن زياد عن مكحول عن عبد الله بن
الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجند الناس أجنادا جندا بالشام وجندا باليمن

(1) بالأصل: " ابن شهاب عبد ربه بن قانع " والتصويب عن تقريب التهذيب.
(2) عن تقريب التهذيب، وهو المغيرة بن زايد البجلي، أبو هشام، أو هاشم، الموصلي. وبالأصل " ثقيفي "
كذا.
66

وجندا بالمشرق وجندا بالمغرب فقال فقال رجل يا رسول الله لعلي أدرك ذلك
فأي ذلك تأمرني فقال عليك بالشام فإنها صفوة الله في أرضه يسوق الله إليها صفوته من
عباده عليكم بالشام فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله ومن أباها فليلحق بيمنه [* * * *]
يعني اليمن
قال البغوي عبد الله بن الأسقع يقال أنه أخو واثلة ويشك في سماعه من
النبي (صلى الله عليه وسلم)
قلت ولا يصح قوله عن عبد الله وهو وهم من الجوزجاني (1) فقد رواه عثمان بن
جرير زاد الحافظ عن سعيد بن سليمان ورواه خالد بن يزيد القشيري عن أبي شهاب
فقالا عن واثلة
وأما حديث العلاء بن كثير فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن
المقرئ وجماعة إجازة قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن
إبراهيم بن ريذة (2) التاجر أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا الحسن بن إسحاق التستري أنبأنا محمد بن الصباح الجرجرائي (3) نا علي بن ثابت أنا
الحارث بن يزيد الشيباني عن العلاء بن كثير عن مكحول قالا دخلنا على واثلة بن
الأسقع فقلنا حدثنا بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت معاذا أو حذيفة
يستشيران النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنزل فأومأ إليهما بالشام ثم
استشاراه فأومأ إليهما بالشام ثم استشاراه فأومأ إليهما بالشام قال في الثالثة عليكم بالشام فإنها صفوة الله ثلاثا تبارك الله
وتعالى ليسكنها خيرته من عباده ومن (4) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى
قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأما حديث بكار فأخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الله بن نصر بن

(1) بالأصل هنا " الجرجاني " خطأ، وقد مر ذكره في إسناده الحديث.
(2) بالأصل " زيدة " والتصحيح عن التبصير. وقد وقع في الأصل: " أبو بكر أحمد بن عبادة محمد بن
عبد الله ".
(3) بالأصل وخع " الجرجاني " والتصحيح عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جرجرايا بلدة قريبة من الدجلة بين
بغداد وواسط.
(4) بالأصل: " ومن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره " صوبنا العبارة مما سبق ومن المطبوعة 1 / 57.
67

الزاغوني (1) أنبأ أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص نا
يحيى بن محمد بن أحمد بن صاعد نا محمد (2) بن إسماعيل السلمي نا أبو أيوب
سليمان بن عبد الرحمن نبأنا بشر بن عون القرشي أبو عون نا بكار بن تميم عن
مكحول عن واثلة قال غدونا إليه نسأله أنا وعبد الله بن حزام بن سعد فقلنا له حدثنا حديثا
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا زيادة فيه ولا نقصان كأنا حضرناه فأغضب الشيخ فاستوفز
لنا فجلس فقال أفيكم أحد يقرأ القرآن قالوا كلنا قال أفيكم أحد يقرأ في هذه
الليلة شيئا قالوا نعم قال فهل تخافون أنكم قد متم أو أخرتم أو نسيتم أو سهوتم
ثم قالوا ما نأمن من ذاك قال فالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تخافون أن تكونوا قد فعلتم وحديث قد سمعناه مذ حقب من الدهر تسألونا عنه على
مثل ذلك إذا وضعناه على وجه حلاله وحرامه بمعناه (3) الذي عني به فإنا لا نأمن أن
نقدم أو نؤخر فيما سوى ذلك ثم فتح لهم الحديث فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشير انه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم سألاه
فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومأ إلى الشام ثم قال عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله
تبارك وتعالى ليسكنها خيرته من عباده فمن (4) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن
الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
أخبرناه والدي الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله تعالى
بقراءتي عليه قال وهذه الأحاديث غير محفوظة والمحفوظ حديث حوالة بن
عبد الله وقد رواه عن عبد الله بن حوالة بسر (5) بن عبد الله الحضرمي وأبو
عبد السلام صالح بن رستم ويونس بن ميسرة بن حلبس الحلاني (6) الدمشقيين

(1) بالأصل " الزازي " والتصحيح عن اللباب لابن الأثير، وهذه النسبة إلى قرية زاغوني من أعمال بغداد. وفي
اللباب " عبيد الله " بدل " عبد الله ".
(2) زيادة استدركت عن المطبوعة.
(3) عن المطبوعة، وبالأصل " نفعناه ".
(4) بالأصل: " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره ".
(5) بالأصل وخع " بشر " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب، وفي المطبوع " بن عبيد الله " خطأ.
(6) كذا بالأصل وخع، وسقطت من المطبوع، ولم ترد في ترجمته في تهذيب، وفي التاريخ الكبير
للبخاري 8 / 402 " الجبلاني " هذه النسبة إلى جبلان قبيلة بحمص في حمير. وفي الأنساب وقعت الحبلاني
بالحاء المهملة خطأ.
68

وجبير بن نفير الحضرمي وأبو قتيلة مرثد بن وداعة العمي (1) وسلمان بن سمير (2)
وعبد الله بن عبد الثماني والحارث بن الحارث الأزدي وكثير بن ترة الحضرمي
الحمصيون وعبد الله بن شقيق العقيلي البصري
فأما حديث بسر فأخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني
بدمشق أنا أبو الحسين بن أبي نصر قال أنبأنا أبو يوسف بن القاسم الميانجي (3) حدثنا
محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا زيد بن
واقد عن بسر (4) بن عبيد الله عن ابن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها ستكون
أجنادا مجندة يمن وشام وعراق قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فمن (5)
أبى فليلحق بيمنه وليستق بغدره فإن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأما حديث صالح فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة
وحدثني أبو مسعود عبد الرحمن بن علي بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى وأحمد بن
أنس بن مالك أنبأنا هشام بن عمار نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن
أبيه قال نبأنا أبو عبد السلام (6) صالح بن رستم مولى بني هاشم عن عبد الله بن
حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فلو علمت أنك تبقى (7) لم
أختر على قربك قال عليك بالشام ثلاثا فلما رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) كراهته لها قال هل
تدري ما يقول الله تعالى في الشام إنه يقول يا شام يدي عليك يا شام أنت صفوتي من
بلادي أدخل فيك خيرة عبادي أنت سوط نقمتي وسوط عذابي أنت الأنذر (8) وعليك
المحشر ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت ما

(1) عن تهذيب التهذيب 6 / 399، والضبط عن تقريب التهذيب، وقيل في نسبه: الجعفي، وقيل الشرعي،
وقيل الحمصي. وبالأصل " الفتي ".
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب، وفي المطبوعة " سليمان " تحريف.
(3) بالأصل " المنايحي " والمثبت الميانجي عن الأنساب وعنه ضبطت، وهذه النسبة إلى ميانج.
(4) كذا ورد هنا " بشر " وقد مر قريبا، وتقدم " عبد الله " بدل " عبيد الله ".
(5) بالأصل " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق بعذره ".
(6) بالأصل " أبو عبد الله السلام " والتصويب عن تقريب التهذيب.
(7) زيادة عن خع.
(8) كذا، وفي اللسان: الأندر " البيدر، شامية. (بالدال المهملة).
69

تحملون قالوا عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام وبينا أنا نائم إذ رأيت الكتاب اختلس
من تحت وسادتي فظننت أن الله تعالى قد تخلا من أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا هو بين
يدي حتى وضع بالشام فمن (1) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد توكل
لي بالشام وأهله [* * * *]
كذا في هذه الرواية ورواه غيره عن هشام عن عبد الله بن عبد الرحمن عن
أبي عبد السلام ولم يذكر عبد الرحمن
أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي الفقيه بدمشق
أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي إجازة إن لم أكن سمعته منه أنا أبو الحسن
علي بن عبد الله بن علي الأبروقي أخبرني أبي عبد الله إجازة أنا أبو حفص عمرو بن
زريق المقرئ نا أبو صالح القاسم بن الليث نا هشام بن عمر بن عمار نا
عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر نا صالح أبو عبد السلام عن عبد الله بن
حوالة الأسدي فذكر معناه
وهكذا رواه أبو عبد الرحمن النسائي وأبو الحسن خفيف بن عبد الله الغازي
عن هشام ولم يذكرا عبد الرحمن وفي حديث النسائي عنه حدثني صالح بن رستم
وأما حديث يونس فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد إجازة وحدثني (2)
أبو عبد الرحيم إجازة أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد نا أحمد بن
المعلى نا هشام بن عمار عن صدقة بن خالد ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن
مكحول ويونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن حوالة قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الناس سيجندون ثلاثة أجناد جندا بالشام وجندا بالعراق
وجندا باليمن قلت خر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك قال عليك بالشام مرتين أو
ثلاثا فإن أبيتم فالحقوا بيمنكم وسقوا بغدركم فإن الله تعالى قال تكفل لي بالشام
وأهله [* * * *]
كذا رواه الشعيثي عن يونس ورواه إبراهيم بن أبي شيبان الدمشقي عن يونس

(1) بالأصل: فمن أتى فليلحق بمنه ولينشق بعذره.
(2) عن خع وبالأصل " وحديث " وفي المطبوعة: أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه.
70

فأدخل بينه وبين أبي حوالة أبا إدريس الخولاني
أخبرناه أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي في كتابه وحدثناه أبو
الفضل محمد بن ناصر عنه قال نا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري وأبو
الغنائم بن النرسي واللفظ له قالا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان الشيرازي قالا أنا أبو الحسين محمد بن سهل المقرئ حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري قال سمع محمد بن المبارك هو الصوري سمع إبراهيم يعني
ابن أبي شيبان سمع يونس بن حلبس عن أبي إدريس عن ابن حوالة قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
عليك بالشام [* * *]
رواه أبو الربيع سليمان بن عتبة الغساني عن يونس عن أبي إدريس أيضا إلا أنه
قال عن أبي الدرداء بدلا عن أبي حوالة
أخبرناه أبو علي الحسن بن علي بن المسلمة الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن
زيد بن علي بن إبراهيم الفقيه وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل
وأخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السلمي أنا الفقيه أبو الفتح نصر بن
إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف أنبأنا الحسن بن منير أنبأنا محمد بن
خريم نا هشام بن عمار نا سليمان بن عتبة نا (1) يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي
إدريس عن أبي الدرداء أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام
وجندا باليمن وجندا بالعراق وجندا بمصر قالوا فخر لنا يا رسول الله قال عليكم
بالشام قالوا إنا أصحاب ماشية وعمود ولا نطيق الشام قال فمن لم يطق الشام قال
فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق بغدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأخبرناه أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قالا أنا
أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد أنا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار نا

(1) بالأصل " بن " تحريف.
71

سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال إنكم ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام ومصر والعراق واليمن قال فخر
لنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قالوا إنا أصحاب ماشية وعمود وإنا لا نطيق الشام
قال فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق (1) من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله [* * * *]
وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم
حدثنا الأصبهاني أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي نا أبو الشيخ بن أبي عاصم
وحدثنا هشام بن عمار نا سليمان بن عتبة سمعت يونس بن حلبس عن أبي إدريس عن
أبي الدرداء أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال مثله
وأما حديث جبير بن نفير فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو
مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا أبو بكر بن سهل
نا عبد الله بن أبي (2) صالح حدثني معاوية عن أبي يحيى وهو سليم بن عامر أن
جبير بن نفير حدثه عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم
ستكونوا (3) أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فعليكم بالشام
فإنها صفوة الله في الأرض وفيها خيرته من عباده فمن (4) أبى فليلحق بيمنه وليستق من
غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو بكر
هبة الله بن الحسين أنبأنا أبو الحسين محمد بن الفضل نا (5) عبد الله بن جعفر بن
درستويه نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن أبي
يحيى أن جبير بن نفير حدثه عن عبد الله بن حوالة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فعليكم بالشام

(1) بالأصل " ولينشق ".
(2) كذا بالأصل وخع " بن أبي صالح " وفي الكاشف: " بن صالح " يروي عن معاوية بن صالح، ويروي عنه
" بكر بن سهل " وقد ورد هنا بالأصل " أبو بكر بن سهل " خطأ.
(3) كذا بالأصل وخع، والصواب: ستكونون.
(4) بالأصل " فمن أتى.. ولينشق بعذره " صوبنا العبارة مما تقدم.
(5) بالأصل: بن تحريف.
72

فإنها صفوة الله في أرضه وفيها خيرة (1) الله تعالى من عباده فمن أبى فليلحق بيمنه
وليستق (2) من غدره فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني أنبأنا أبو الشيخ الأصبهاني نبأنا ابن أبي
عاصم نبأنا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا نصر بن علقمة عن جبير بن نفير
عن عبد الله بن حوالة قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله خر لي قال
أختار لك الشام يا أهل الشام فعليكم بالشام فإن صفوة الله تعالى من أرضه
الشام [* * * *]
هذا مختصر من حديث أخبرناه بتمامه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن
عبد القوي الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد أنبأنا أبو الفتح ابن محمد
النحوي حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن محمد بن سالم (3) حدثنا أبو الوليد هشام بن عمار
وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج
سهل بن بشر بن أحمد أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الواسطي أنبأنا أبو العباس
أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى أنا عبد الله بن محمد بن سالم ببيت
المقدس نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة حدثنا نصر بن علقمة عن جبير بن
نفير عن عبد الله بن حوالة قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشكوا إليه الفقر والعري وقلة
الشئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بل أبشروا فوالله لأنا وكثرة أخوفني عليكم وقال
الواسطي لأنا وكثرة الشئ أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى
تفتح لكم أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندا
بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيتسخطها (4) [* * * *]

(1) بالأصل وخع " خيفة " والتصويب عن المطبوعة 1 / 65.
(2) بالأصل: " فمن أتى... ولينشق ".
(3) بالأصل " سلام " والتصويب عن تقريب التهذيب والكاشف، وكنيته أبو محمد، والزيادة عن تقريب
التهذيب.
(4) عن مختصر ابن منظور 1 / 51 وخع، وبالأصل: " فيستخطها ".
73

قال ابن حوالة فقلت يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبها الروم ذات القرون فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة فيهم البيض قمصهم
المحلقة (1) أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود منكم وقال الواسطي المحلوق وما
أمرهم فعلوا وأن بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز
الإبل [* * * *]
قال ابن حوالة فقلت فاختر لي يا رسول الله إذا أدركني ذلك قال اخترت لك
الشام فإنها صفوة الله تعالى من بلاده يسكنها صفوته من عباده يا أهل الإسلام فعليكم
بالشام فإن صفوة الله تعالى من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق (2) من غدره
فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
قال فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول فعرف أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) نعت
هذا الحديث في جزء بن سهيل (3) وكان قد ولي الأعاجم وكان أويدما قصيرا فكانوا
يمرون وتلك الأعاجم حوله قيام لا يأمرهم بشئ إلا فعلوه فيتعجبون من هذا
الحديث
رواه عبد الله بن يوسف عن يحيى بن حمزة فخالفه في بعض ألفاظه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (4) بنيسابور قالا أنبأنا
أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنبأنا أبو
الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب
نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة نصر (5) بن علقمة فرد
الحديث إلى جبير بن نفير قال قال عبد الله بن حوالة (6) كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) زيادة عن خع.
(2) بالأصل: " فمن أتى... ولينشق ".
(3) عن مختصر ابن منظور 1 / 51 وبالأصل " سهل " وفي المطبوعة: جبر بدل جزء.
(4) بالأصل " السجابي " وفي خع: " النجامي " والمثبت: " الشحامي " عن المطبوعة.
(5) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(6) بالأصل وخع: " حوار " تحريف.
74

فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشئ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبشروا فوالله لأنا من كثرة
الشئ أخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله تعالى (1) أرض
الشام وفارس وأرض الروم وأرض حمير حتى تكونوا ثلاثة أجناد جندا بالشام وجندا
باليمن وجندا بالعراق وحتى يعطى الرجل المائة فيتسخطها (2) قال ابن حوالة قلت
يا رسول الله ومن يستطع الشام وبه الروم ذات القرون قال والله ليفتحنها الله تعالى
عليكم وليستخلفكم فيها حتى تظل العصابة البيض منهم قمصهم المحلقة أقفاهم قياما
على الرويجل الأسود منكم المحلوق وما أمرهم من شئ فعلوه وإن بها اليوم رجالا (3)
أنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل قال ابن حوالة فقلت يا رسول الله
اختر لي إن أدركني ذلك الزمان قال إني أختار لك الشام فإنه صفوة الله تعالى من بلاده
وإليه يجتبي صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة الله من أرضه الشام
ألا فمن (4) أبى فليستق من غدره اليمن فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
قال أبو علقمة فسمعت عبد الله بن جبير يقول فعرف أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نعت الحديث في جزء بن سهيل (5) السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان فكان إذا
راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله فيهم
قال أبو علقمة أقسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه
أقسم في حديث مثله
وأما حديث أبي قتيلة فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد ابن حصين
أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد
حدثني أبي حدثنا حيوية بن شريح ويزيد بن عبد ربه قال أنبأنا بقية حدثني بحير بن
سعد (6) عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (7) عن ابن حوالة أنه قال قال

(1) زيادة عن هامش الأصل.
(2) بالأصل " فيسخطها " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) عن خع والمطبوعة 1 / 67 وبالأصل: " كلالا ".
(4) بالأصل: " فمن أتى فلينشق.. ".
(5) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " حر بن سهل ".
(6) في تقريب التهذيب: " سعيد " وبحير بكسر الحاء.
(7) بالأصل " أبي قبيلة " خطأ، وهو أبو قتيلة مرثد بن عبد الله، والزيادة عن خع.
75

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجندا
باليمن وجندا بالعراق فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله قال إذا أدركت ذلك
قال عليه الصلاة والسلام عليك بالشام فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من
عباده فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله تبارك وتعالى قد توكل لي
بالشام وأهله [* * * *]
وأنبأناه أبو علي الحداد وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا حياة بن
شريح نا بقية عن بحير بن سعيد (1) عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (2) عن
عبد الله بن حوالة الأزدي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستصير الأمور إلى أن تصيروا
جنودا مجندة جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق فقال ابن حوالة خر لي يا
رسول الله قال عليك بالشام فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده فإن أبيتم
فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن الخطاب وأبو
صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي إجازة
وأخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدارقي (3) أنا أبو
الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرائيني (4) قالوا أخبرنا أبو الحسن محمد بن
الحسين بن محمد بن الطاهر الطبال (5) أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن
عبد الله بن نصر الذهلي نا موسى بن هارون نا أبو طالب نا بقية بن الوليد عن
بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (6) عن أبي حوالة أنه قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيصير الأمر إلى أن تكونوا أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا

(1) بالأصل وخع " يحيى بن سعد " والتصحيح عن تقريب التهذيب.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: الداراني.
(3) عن المطبوعة، وبالأصل " الفرايني ".
(4) كذا ورد اسمه ونسبته بالأصل، وفي الأنساب: الطفال، ولم يرد في عامود نسبه " الطاهر " وهذه النسبة إلى
بيع الطفل وهو الطين الذي يؤكل.
(5) بالأصل " بن " خطأ.
(6) بالأصل: " أبي قبيلة خطأ.
76

بالعراق وجندا باليمن فقال أبو حوالة خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك قال
فعليكم بالشام فإنها خيرة الله تعالى من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم (1)
فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
قال وحدثنا موسى بن هارون أنبأنا همام بن أبي بدر عن بقية بإسناده نحوه
وأخبرناه مختصرا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا
عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم
الشامي نا بقية عن بحير (2) بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (3) عن ابن
حوالة قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي
بالشام وأهله [* * * *]
كذا رواه ثور بن يزيد عن جابر عن (4) خالد بن معدان
أخبرناه أبو علي الحداد كتابة وحدثني أبو مسعود أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا محمد بن علي بن شعيب السمسار نا إسماعيل بن إبراهيم
الترجماني نا داود (5) بن الجراح عن صدقة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان
حدثني أبو قتيلة قال شهدت معاوية بن أبي سفيان في بيت المقدس على منبر يخطب
قال إذا قام إليه رجل فكان أول ما استفتح به قال بينا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ قال
إن الله فاتح لكم وممكن لكم فقال رجل خر لي قال عليك بالشام فإنها خيرة الله من
أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده
[* * * *]
وخالفهما فضالة بن شريك الحمصي عن خالد فقال عن العرباض بن سارية
لم يذكر أبا قتيلة ولا ابن حوالة
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود

(1) بالأصل: أتيتم.
(2) بالأصل: " يحيى " وقد تقدم.
(3) بالأصل: " أبي قبيلة " خطأ.
(4) عن خع.
(5) كذا بالأصل، وفي تقريب التهذيب: رواد.
77

الأصبهاني عنه أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أحمد الذكواني (1) نا عبد الله بن
محمد بن جعفر الوراق نا (2) بن أبي عاصم أنبأنا عمرو بن عثمان نا محمد بن
حمير نا فضالة بن شريك عن (3) خالد بن معدان عن عرباض بسارية عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال قد تكفل الله تبارك تعالى بالشام وأهله هذا مختصر
[* * * *]
وأخبرناه بتمامه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجماعة إجازة قالوا أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (4) التاجر نا أبو القاسم
سليمان بن أحمد الطبراني نا إبراهيم بن محمد بن عرق (5) الحمصي نا عمرو بن
عثمان نا محمد بن حمير نا فضالة بن شريك عن خالد بن معدان عن العرباض
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قام يوما من الأيام في الناس فقال أيها الناس توشكوا (6) أن تكونوا
أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال ابن حوالة يا
رسول الله إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي فقال إني اخترت لك الشام فإنه خيرة
المسلمين وصفوته من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه فمن (7) أتى فليلحق بيمنه
وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
[* * * *]
وهذان القولان صحيحان فقد جاءت الرواية عنهما في حديث واحد
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته عليه عن أبي طاهر محمد بن
أحمد بن أبي الصفر أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الغساني بقرائتي عليه
أنبأنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة بصيدا أخبرني محمد بن
المعافا بن أحمد بن عمرو بن عثمان الحمصي نا محمد بن حمير حدثني فضالة بن
شريك حدثني خالد بن معدان عن العرباض بن سارية السليمي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قام

(1) سقطت من الأصل.
(2) عن الأنساب وبالأصل " الدولابي " هذه النسبة إلى ذكوان اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والزيادة عن
الأنساب (الذكواني).
(3) بالأصل: " بن " تحريف.
(4) بالأصل وخع والمطبوعة: " زيده " خطأ، والصواب عن التبصير.
(5) عن خع وبالأصل: غزف.
(6) كذا بالأصل وخع وبالأصل: غزف.
(7) بالأصل: فمن أتى... ولينشق من عذره.
78

في الناس يوما فوعظهم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها الأعين العيون
فقال أيها الناس يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة جند بالشام وجند بالعراق وجندا
باليمن فقام عبد الله بن حوالة فقال يا رسول الله إن أدركني ذلك فاختر لي قال إني
اختار لكم الشام فإنه عقر (1) دار المسلمين وصفوة الله من بلاده يجتبي إليها صفوته من
خلقه وأما أنتم فكلتكم (2) يمنكم اسقوا من غدركم فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله [* * * *]
وأما حديث سلمان فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو أبو علي بن
المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عصام بن خالد
وعلي بن عياش قال أنبأنا حريز (3) عن سلمان بن سمير عن ابن حوالة الأزدي
وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستكون أجناد مجندة شام
ويمن وعراق والله تعالى أعلم بأيها بدأ وعليكم بالشام ألا وعليكم بالشام ألا
وعليكم بالشام فمن كره فعليه يمنه وليستق من غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام
وأهله
[* * * *]
أخبرناه أبو علي الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني نا أبو نعيم
الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا
علي بن عياش الحمصي نا حريز (4) بن عثمان نا سلمان بن سمير عن عبد الله بن
حوالة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال تكون أجنادا جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن
والله أعلم بأيها بدأ فعليكم بالشام ثلاث مرات فمن كره فعليه بيمنه وليستق من
غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
[* * * *]
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو منصور شجاع
الصقلي أنا أبو عبد الله إسحاق بن يحيى بن محمد بن مندة حدثنا إسماعيل يعني
ابن محمد الصفار نا عبد الكريم بن الهيثم أنا ابن الشمار أنبأنا حريز (5) بن عثمان

(1) عن مختصر ابن منظور 1 / 52 وبالأصل وخع " مقر ".
(2) في مختصر ابن منظور: " فعليكم " وفي المطبوعة: " وإما أبيتم فعليكم ".
(3) بالأصل وخع والمطبوعة " جرير " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمة حريز بن عثمان في تهذيب التهذيب
1 / 465.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: أبو اليمان.
(5) بالأصل وخع والمطبوعة " جرير " تحريف، والصواب ما أثبت، انظر ما تقدم بشأنه قريبا.
79

عن سلمان بن سمير يرده إلى عبد الله بن حوالة نحوه
وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود أنبأنا أبو القاسم عبد الرحيم بن
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن نبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر نبأنا ابن
أبي عاصم نا عمرو (1) بن عثمان نا أبي عن حريز (2) بن عثمان عن سلمان بن
بشير (3) عن ابن حوالة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله
[* * * *]
وأما حديث عبد الله والحارث وكثير
فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن منصور الفقيه أنبأ أبي أبو
العباس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر نا الحسن بن حبيب الحنابصري (4) نا
عبد الله بن عبيد بن يحيى بن أبي حرب أنبأنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة
أخبرني أبي عنصر بن علقمة عن أخيه يعني محفوظ بن علقمة عن ابن عايذ وهو ابن
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الثماني وجبير بن نفير والحارث بن الحارث
وكثير بن مرة ونفر من الفقهاء أن ابن حوالة (5) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتكونن
أجناد ثلاثة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن فعليكم بالشام فإنها صفوة الله من
بلاده وإليها يجتبي صفوته من عباده فمن أبى فليستق (6) بغدر اليمن فإن الله تعالى قد
تكفل لي بالشام وأهله
[* * * *]
وأما حديث ابن شقيق فأخبرناه أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده في
كتابه وحدثني عنه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف بن أحمد الموصلي
ببغداد عنه أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد
الضبي المعروف بابن ريذة (7) في شهور ستة سبع وثلاثين وأربعمائة أنبأنا أبو القاسم

(1) بالأصل: " عمر " والمثبت عن تذكرة الحفاظ 1 / 509.
(2) بالأصل وخع والمطبوعة " جرير " " تحريف، والصواب ما أثبت انظر ما تقدم بشأنه قريبا.
(3) كذا ورد بالأصل هنا، والصواب " سمير " وقد تقدم.
(4) في المطبوعة: الحصايري.
(5) بالأصل: وخع: " ابن أبي حوالة ".
(6) بالأصل: فمن أتى فلينشق.
(7) بالأصل " زيده " ومثله في المطبوعة، كلاهما خطأ والصواب ما أثبتناه راجع تبصير المنتبه.
80

سليمان بن أحمد بن أيوب نا إدريس بن جعفر نا يزيد بن (1) هارون نا كهمس بن
الحسن عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن حوالة قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
سفر فقال يا ابن حوالة كيف أنت إذا أدركتك فتنة تفور في أقطار الأرض كأنها
صياصي (2) بقر قلت ما تأمرني يا رسول الله قال عليك بالشام
[* * * *]
رواه خالد بن الحارث عن كهمس عن ابن شقيق فأدخل بينه وبين أبي حوالة
رجلا
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي الكوفي في كتاب
وحدثنا أبو الفضل محمد بن علي بن ناصر أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد
الجبار بن أحمد بن الطيوري وأبو الغنائم النرسي واللفظ له قالا أنبأنا أبو أحمد
عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني الواسطي
فأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون
أنبأنا أبو الحسين بن محمد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني
قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ أنبأنا أبو
الحسن محمد بن سهل المقرئ نا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل
البخاري قال وقال عارم حدثنا خالد بن الحارث سمع كهمس عن ابن شقيق عن
رجل يقال له زايدة أو مزيدة عن أبي حوالة قال كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر فذكر
فتنة تثور في أقطار الأرض قال عليك بالشام [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح الفقيه نا عبد العزيز بن
أحمد بن محمد التميمي أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق الله بن أبي عمرو بمنين وأبو
محمد عبد الواحد بن أحمد بن شماس (3) قالا نا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
أبي ثابت أنبأنا أبو عقيل أنس بن عبد السلام أنبأنا عمرو بن هشام
حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن العوام

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة 1 / 72.
(2) صياصي جمع صيصة وهي قرن البقر (قاموس) شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الامر فيها (اللسان).
(3) في خع: " مشماش " وفي المطبوعة: " مشماس ".
81

عن عبد الله بن مساحق قال سمعت ابن عمر يقول قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تجندون
أجنادا قال رجل يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فإنها صفوة الله في الأرض
وفيها خيرته من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه وليستق (1) بغدره فإن الله تعالى قد
تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي عبد الرحمن
نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ (2) أنبأنا أحمد بن
الحسن بن عبد الملك أنا أبو أمية الحراني نا عثمان بن عبد الرحمن عن
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن العوام عن عبد الله بن مساحق قال سمعت ابن
عمر يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
هو الصواب نا أبو العوام كذا روي عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي
الحراني
ورواه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني المعروف بالبومة عن ابن ثوبان
فقال عن أبي العوام
أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد حدثنا الحسين بن إسحاق التستري نا مخلد بن
مالك نا محمد بن سليمان بن أبي داود نا ثوبان نا أبو العوام أنه سمع عبد الله بن
مساحق يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تجندون أجنادا
قال رجل يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فإنها صفوة الله من بلاده بها خيرته من
عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه وليستق من غدره (3) فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة قالوا أنبأنا محمد بن عبد الله بن

(1) بالأصل: " ولينشق ".
(2) بالأصل وخع: " بن الشيخ " وفي المطبوعة: حبان، بالباء الموحدة خطأ، وهو صاحب كتاب طبقات
المحدثين بأصبهان.
(3) بالأصل " ولينشق من عذره ".
82

أحمد بن ريذة (1) أنا أبو القاسم الطبراني أنا أحمد بن زهير التستري نا حماد بن
اشكاب نا إسحاق بن إدريس نا أبان بن يزيد نا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو
قلابة عن عبد الله بن يزيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يكون بالشام جند
وبالعراق جند وباليمن جند فقام رجل فقال يا رسول الله خر لي فقال عليك بالشام فإن الله تعالى قد
توكل لي بالشام وأهله [* * * *]
كذا رواه الطبراني في مسنده عن عبد الله بن يزيد الخثعمي ولا يثبت له صحبة
وقد رواه أبو بكر بن أبي عاصم عن ابن اشكاب مختصرا
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن
أحمد عنه أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ أنبأنا ابن أبي عاصم أنبأنا (2)
محمد بن اشكاب أنبأنا إسحاق بن إدريس أنبأنا أبان حدثنا يحيى بن أبي كثير أنبأنا
أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى قد توكل لي بالشام
وأهله [* * * *]
المحفوظ عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الحرسي (3) حديثه عن سالم بن
عبد الله بن عمر عن أبيه بلفظ آخر
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا الوليد حدثنا
الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه أن أبا قلابة حدثه عن سالم بن عبد الله عن
عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تخرج نار من حضرموت أو (4)
نحو من حضرموت فتسوق الناس قلنا يا رسول الله ما تأمرنا قال عليكم
بالشام [* * * *]

(1) بالأصل " زيده " تحريف.
(2) زيادة عن خع.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي تقريب التهذيب: الجرمي.
(4) في مسند أحمد 2 / 8 " تخرج نار من حضرموت أو بحضرموت... " وفي مختصر ابن منظور 1 / 52 " أو من
بحر حضر موت ".
83

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراواي وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم بن هوازن القشيري بنيسابور قالا أنبأنا محمد بن عبد الرحمن
الجنزرودي (1) أنبأنا أبو عمرو (2) محمد بن أحمد بن حمدان وأخبرناه أبو عبد الله
الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال الأديب بأصبهان أنبأنا أبو القاسم
إبراهيم بن منصور سبط بحرويه أنبأنا أبو بكر محمد (3) بن علي بن إبراهيم
وعلي (4) بن عاصم قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي نا زهير حدثنا الوليد بن مسلم
أنا الأوزاعي وقال ابن حمدان حدثني يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه عن
سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن حمدان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تخرج نار من نحو حضرموت أو من حضرموت تسوق الناس
فقلت وقال ابن حمدان فقلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله بن سهل بن
عمر بن محمد السندي الفقيه بنيسابور قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الجنزروذي أنبأنا أبو أحمد بن محمد أنبأنا أبو محمد الباغندي أنبأنا هشام بن
عمار نا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن
سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سمعته يقول ستخرج نار من
نحو (5) حضرموت أو قال من حضرموت قلت يا رسول الله فما تأمرنا قال
عليك بالشام [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أحمد بن عبد الواحد بن
أبي الحديد أنا جدي أنا أبو بكر أنا الحسن بن علي الإمام نا سعيد بن عبدوس نا
محمد بن يوسف الفريابي أنبأنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو
قلابة الجرمي حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) هذه النسبة إلى جنزروذ، قرية من قرى نيسابور (ياقوت) وعنه الضبط.
(2) في المطبوعة 1 / 75: أنا أبو عمر، نا محمد بن أحمد...
(3) عن تذكرة الحفاظ 3 / 1076 وبالأصل " أحمد. "
(4) زيادة عن المطبوعة 1 / 75.
(5) زيادة عن خع.
84

تخرج في آخر الزمان نار من حضرموت أو قال (1) من نحو حضرموت تحشر
الناس قال قلت يا رسول الله ما تأمرنا قال عليكم بالشام [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد بن أبي إسماعيل بن أبي القاسم بن
أبي بكر القاري قال أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد أنا أبو سهل بشر بن أحمد
الإسفرايني أنبأنا بهلول بن إسحاق الأنباري نا سويد بن سعيد نا راشد (2) بن أبي
سعد المصري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي بشر (3) عن أبي قلابة عن سالم بن
عبدويه (4) عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستخرج نار في آخر الزمان من
حضرموت أو نحو حضرموت تحشر الناس فقلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال
عليكم بالشام [* * * *]
وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
عبد الله بن محمد بن حسنون إجازة لم (5) يكن سماعا أنبأنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق أنبأنا عبد الله بن عتاب بن
الزفتي نا محمود بن خالد نا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي
كثير أنبأنا أبو قلابة الجرمي أنبأنا سالم بن عبد الله بن عمر نا عبد الله بن عمر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت أو من نحو حضرموت
تسوق الناس فقلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشامي الفقيه وأبو الحسين
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قالا أنبأنا أبو عبد الله
الحسن بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفحام نبأنا أبو علي الحسين بن
إبراهيم بن خالد بن جابر الفرائضي إملاء نا محمد بن صالح البهراني وهو أحمد بن
تمام بن صالح نبأنا المسيب بن واضح نا الحارث بن عطية عن الأوزاعي عن

(1) بالأصل: " وقال "، والمثبت عن خع.
(2) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: رشدين بن سعد.
(3) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: " كثير " وقد تقدم.
(4) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة " عبد الله " وقد تقدم.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: إن لم يكن سماعا.
85

يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تخرج نار من حضرموت أو من نهر حضرموت تسوق الناس قلنا يا رسول الله فما
تأمرنا إذا كان كذلك قال عليكم بالشام [* * * *]
ورواه عن يحيى بن أبي كثير عن (1) المبارك التمامي وحسين (2) بن ذكوان
المعلم والحجاج بن الحجاج البصريون وأبان بن زياد بن يزيد العطار وأبو معاوية
شيبان بن عبد الرحمن الكوفي النحوي كما رواه الأوزاعي عنه
فأما حديث علي فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد
الشيباني أنا أبو علي المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني
أبي أنبأنا عبد الملك (3) بن عمرو نا علي يعني ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير
حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد الله حدثني عبد الله بن عمر قال قال لنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار قبل يوم القيامة من نحو (4) حضرموت أو من حضرموت
تحشر الناس قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا الشريف أبو الحسن هبة الله بن
عبد الرزاق الأنصاري أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأنا
أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري نا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي أنبأنا أبو
عامر العقدي أنبأنا عبد (5) المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم بن
عبد الله بن عمر (6) حدثني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوشك أن
تخرج قبل يوم القيامة نار من قبل حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس فقالوا يا
رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام [* * * *]

(1) كذا، وفي المطبوعة: " علي بن المبارك " وسيرد حديثه. ترجم له في تقريب التهذيب: علي بن المبارك
الهنائي... كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان. وانظر مسند أحمد بن حنبل 2 /.
(2) بالأصل وخع: " نا الاحسين وحسين بن ذكوان " ولفظتا " نا الحسين " مقحمتان فحذفناهما. وسيرد حديث
حسين.
(3) بالأصل " مالك " والمثبت عن مسند أحمد 2 / 53.
(4) في مسند أحمد: " من بحر ".
(5) كذا ورد هنا، وقد تقدم أنه " علي بن المبارك ".
(6) بالأصل " عمير " تحريف.
86

وأما حديث حسين فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي
المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الصمد
أنبأنا أبي أنبأنا الحسين يعني المعلم قال قال لي يحيى حدثني أبو قلابة حدثني
سالم بن عبد الله بن عمر (1) حدثني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس قالوا فما تأمرنا يا
رسول الله قال عليكم بالشام [* * * *]
وأما حديث الحجاج فأخبرناه أبو القاسم بن زاهر بن طاهر بن محمد
الشحامي أنبأنا أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنبأنا
أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن
أحمد الشرقي أنبأنا أحمد بن حفص وعبد الله بن محمد الفرا وقطن يعني ابن
إبراهيم قالوا أنبأنا حفص حدثنا إبراهيم عن (2) الحجاج قال حفص عن قتادة وقال
الفرا وقطن عن الحجاج عن يحيى بن أبي كثير ولم يذكر قتادة عن أبي قلابة عن
سالم بن عبد الله عن أبيه أنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخرج نار من حضرموت
تحشر الناس فقالوا أين تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام [* * * *]
قال أحمد مرة قال الشام قال أبو حامد لم يقل الفرا وقطن قتادة في هذا
الإسناد
وأما حديث أبان فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو
علي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبو بكر بن جعفر بن حمدان أنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثنا أبي (3) نا يحيى بن إسحاق نا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي قلابة عن سالم عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تخرج نار من قبل
حضرموت تحشر الناس قال قلنا فما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام
وأما حديث شيبان وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن
المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد في كتابه وحدثني أبو مسعود

(1) بالأصل " عمير " والمثبت عن مسند أحمد 2 / 119 والحديث فيه، والزيادة التالية عنه.
(2) عن خع وبالأصل " بن " تحريف.
(3) الحديث في مسند أحمد 2 / 99.
87

الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ نا أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسين
الهيساني (1) نا عبد الله بن محمد بن النعمان أنبأنا سعيد بن حفص نا شيبان
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو
بكر بن علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) نا الحسن بن موسى والحسين بن
محمد قالا ثنا شيبان عن يحيى عن (3) أبي قلابة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله
بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار من حضرموت
زاد أحمد أو من (4) نحو حضرموت قبل القيامة تحشر الناس قال قلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام
[* * * *]
وأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن (5) أحمد
الزبيدي (6) الجبيني بمسجد أبي إسحاق بالكوفة أنا أبي أنا أبو علي إبراهيم بن
محمد أنا أبو القاسم زيد بن جعفر العلوي
وأخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أبي البركات عمر بن إبراهيم بن إسحاق بالكوفة وأبو الفضل كتايب بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البجلي المعروف
بابن أبي دفشالة المعدل الكوفي بالمسجد الأعظم بالكوفة قالا أنبأنا أبو القاسم
الحسين بن محمد بن سلمان أنا (7) الشريف أبو القاسم بن جعفر وأبو الحسن
محمد بن يعلى قالا أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم نا أحمد بن حازم بن
أبي عزرة أنبأنا عبيد الله بن موسى أنبأنا شيبان بن أبي يحيى عن أبي قلابة عن
سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار من حضرموت أو من نحو
حضرموت نار قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا قلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال
عليكم بالشام

(1) الهيساني بفتح فسكون، هذه النسبة إلى هيسان، قرية من قرى أصبهان (الأنساب) وفيه: " الحسن " بدل
" الحسين ".
(2) مسند أحمد 2 / 69 والزيادة التالية عنه.
(3) عن مسند أحمد وبالأصل " بن " تحريف.
(4) في مسند أحمد: " بحر ".
(5) زيادة عن خع.
(6) في المطبوعة 1 / 79: الزيدي الحسيني.
(7) زيادة عن المطبوعة.
88

[* * * *]
وقرواه عبد الله بن عمر بن حفص بن عامر بن عاصم العمري عن سالم
أخبرنا القاسم الخضر (1) الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي بدمشق
أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الواحد بي أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن علي بن
موسى بن السمسار أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان أنبأنا عبد الملك أحمد بن
إبراهيم التستري نا محمد بن أبي السري نا فضالة بن حصين نا عبد الله بن عمر
عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار من
حضرموت فتسوق الناس إلى المحشر تقيل إن قالوا وتسير إذا ساروا قالوا يا رسول الله
فما تأمرنا يا رسول الله إن أدرك ذلك منا قال عليكم بالشام
[* * * *]
أنبأنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن
القشيري عن أبي الوليد الحسن بن محمد بن علي البلخي المعروف بالدربندي أنا أبو
إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسان بالبصرة أنبأنا أبو بكر
أحمد بن عبد الله بن القاسم بن سوار نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب
الأبزاري نا أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم قال قال أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن حنبل روى سالم عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال تخرج
نار
[* * *]
رواه نافع عن ابن عمر عن كعب قال تخرج نار
أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبد الله بن
عمر بن البقال قال أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن عثمان بن
إبراهيم قال أنبأنا القاضي أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الأنصاري أنبأنا أبو
إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي قال أنبأنا علي بن عبد الله المديني قال وأما
الثالث يعني مما خلف سالما فيه نافع مولى ابن عمر فحدثني به الوليد بن مسلم
عن مروان عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير (2) حدثني أبو (3) قلابة عن

(1) بالأصل " الحضرمي " والتصحيح عن تذكرة الحفاظ 4 / 1297.
(2) بالأصل: " يحي بن أبي إسماعيل بن أبي كثير. " كذا، والمثبت عن تقريب التهذيب.
(3) بالأصل " أبي ".
89

سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قصة النار أنها تخرج من حضرموت
فتحشر الناس
قال ولست أحفظ لفظ بل حدثنا علي قال حدثنا أبو عامر عبد الملك بن
عمرو عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة قال حدثني
سالم بن عبد الله حدثني ابن عمر قال قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخرج نار
[* * * *]
أخبرنا (1) الأوزاعي في قصة النار
وأما حديث نافع حدثناه علي نبأنا محمد بن عبيد الطنافسي نبأنا عبيد الله عن
نافع عن ابن عبيد عن كعب قال خرج نار من لفظ سالم إلا أنه صيره عن كعب
خلاف ما روى سالم
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين (2) محمد بن أحمد بن محمد
الآبنوسي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الحافظ
أنبأنا محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي نا محمد بن سنان الشيرازي أنبأ المسيب بن
واضح نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال
قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام
[* * * *]
قال الدارقطني تفرد به المسيب عن معتمر (3) عن أبيه عن بهز عن سليمان بن
طرخان التيمي (4)
قلت هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر لقي أنس بن مالك
وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن البنا
البغدادي الجريري بقراءتي عليه قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن
عبد الله الجوهري المقنعي (5) المعدل قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن

(1) في المطبوعة: " كما أخبرناه الأوزاعي " مناسب للسياق.
(2) بالأصل: " أبو الحسن بن محمد " تحريف، ما أثبتناه موافقا لما جاء في الأنساب.
(3) بالأصل وخع: " معمر " وما أثبت وضبط عن تقريب التهذيب.
(4) بالأصل وخع: " عن بهز أكبر نهر قد سليمان بن خالد التيمي " كذا، وما أثبتناه عن المجلدة الأولى
ص 81.
(5) ضبطت عن الأنساب، وفيه في عامود نسبه اختلاف.
90

أحمد بن لولو أنبأنا الحسن بن أحمد
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور التركي الأزجي بقراءتي
علي ببغداد أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الخرقي (1) أنبأنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن مالك الشطوي (2) قال أنبأنا حميد بن زنجويه نا روح بن أسلم
نا حماد بن سلمة عن بهز بن الحكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي ذر
يا أبا ذر ولم يقل ابن البنا يا أبا ذر وقال إذا رأيت البناء بلغ سلعا فعليك بالشام
[* * * *]
قلت فإن حيل قال قراتكين قال فإن حيل بين ذاك أفأضرب بسيفي من حال
بيني وبين ذلك قالا ولكن اسمع وأطع ولو لعبد حبشي زاد ابن البنا
مجدع
[* * * *] وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك (3) الكرماني
ببغداد أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنبأنا القاضي أبو بكر
أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي بمرو أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حكيم العامري نبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه بن إبراهيم بن غزوان
الفزاري أنبأنا سعيد يعني ابن هبيرة العامري نبأنا حماد بن سلمة أنبأنا بهز بن
حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال عليكم بالشام
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو القاسم
إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي
نبأنا أبو جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي (4) بمكة نا عبد الحميد بن
صبيح نا حماد بن زيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق.
(2) كذا وهذه النسبة إلى جنس من الثياب يقال لها الشطوية وبيعها، وهي منسوبة إلى شطا من أرض مصر.
(الأنساب) وفيه: بن هلال الشطوي. وفي المطبوعة 1 / 81 " النيبطوني " تحريف.
(3) مجدع: المقطوع الاذنين.
(4) عن الأنساب، وهذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند. وبالأصل والمطبوعة 1 / 82
" الدبيلي " تحريف.
91

تأمرني قال فنحا بيده الشام
أخبرنا عاليا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه ببغداد أنبأنا أبو الفضل
عبد الرحمن بن أحمد الرازي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن خراش
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي (1) أنبأنا عبد الحميد نا حماد
فذكر بإسناده مثله سواء
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد الباقي القوي المصيصي الفقيه أنبأنا
أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن الزاهد أنبأنا عمر بن حماد بن أحمد بن محمد الخطيب
أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي (2) أنبأنا أبو بكر محمد بن
إسحاق بن فروخ في منزله بربض الرافقة (3) نا إسماعيل بن أبي الحارث نا معاوية عن
أبي إسحاق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله تأمرنا
فقال هاهنا ونحا بيده نحو الشام
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب أنا أحمد بن جعفر
القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يحيى عن بهز حدثني أبي عن جدي
قال قلت يا رسول الله أين (4) تأمرني خر لي فقال بيده نحو الشام وقال إنكم
محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم
[* * *]
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط وأبو بكر محمد بن
الحسين بن المزرفي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع وأبو غالب
محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش الفرار (5) قالوا أنبأنا أبو الغنائم
عبد الصمد بن علي بن المأمون

(1) عن الأنساب وهذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند. وبالأصل والمطبوعة 1 / 82
" الدبيلي " تحريف.
(2) في خع " السلطي ".
(3) ربض الرافقة: وهو الذي يسمى الرقة (ياقوت) والرافقة بلد متصل البناء بالرقة وهما على ضفة الفرات
وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع.
(4) عن خع ومسند أحمد 5 / 5 وبالأصل " من ".
(5) في المطبوعة: القزاز.
92

وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المرزقي (1) وأبو السعود أحمد بن
علي بن محمد بن المجلي (2) قالا حدثنا محمد بن علي بن المهتدي قالا أنا أبو
الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن الحسن
بحرب القاضي قال ابن المأمون قاضي الرقة وقال ابن المهتدي سنة خمس
وثلاثمائة أنبأنا أيوب بن محمد الوراق (3) نا مروان بن معاوية نا بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أين تأمرني خر لي قال فنحا بيده نحو الشام
وقال إنكم محشورون وقال ابن المهتدي تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على
وجوهكم
[* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم
بن
التستري أخبرنا أبو علي الحسن بن سعد بن أحمد بن عمرو بن المأمون الجزري
الفقيه بالرحبة أنا أبو القاسم التستري (4) قالا أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا أبو القاسم بن منيع نا سويد بن سعيد نا مروان عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة
عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله خر لي قال فنحا بيده نحو الشام ثم قال
إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم في حديث
[* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق أنبأنا
أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو علي الحسن بن
علي بن بحير (5) الشعراني الطبراني أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يزيد
البغدادي المعروف بالصيني (6) نا روح وعبد الله بن حبيب أبو وهب (7) السهمي
قالا نا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله

(1) كذا، وقدم " المزرفي " وهو الصواب.
(2) بالأصل " المحلا " تحريف، والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه 4 / 1344.
(3) في خع " الوزان ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه ومن خع.
(5) في المطبوعة: يحيى.
(6) بالأصل وخع " الضبي " والمثبت عن الأنساب، وهو بغدادي، ولم يذكر لماذا قيل له ذلك، له ترجمة في
تاريخ بغداد 1 / 238.
(7) بالأصل: " وأبو وهب " والمثبت عن الأنساب " السهمي " وذكره: عبد الله بن بكر بن حبيب.
93

خر لي فأومى بيده نحو الشام هذا هو عبد الله بن بكر بن حبيب نسبه إلى جده
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس بدمشق أنا
أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
رزقويه أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق نا يحيى بن أبي طالب نا عبد الله بن
بكر حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله بأبي وأمي ما
تأمرني خر لي قال ها هنا ونحا بيده نحو الشام إنكم محشورون رجالا وركبانا
وتجرون (1) على وجوهكم
[* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله بن علي الأكفاني
بدمشق وأبو المعالي تغلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد قالا
أنبأنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن القطان قال أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن بن
الوليد أنبأنا أبو العباس أحمد بن عتاب بن الزفتي نا بكار بن قتيبة نا عبد الله بن
بكر نا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله خر لي أين تأمرني
قال فأومأ بيده نحو الشام وقال ثم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على
وجوهكم
[* * * *]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه الأصبهاني ببغداد أنبأنا أبو
الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله
أنبأنا أبو بكر بن هارون الروياني أنا محمد بن إسحاق نا السهمي (2) نا بهز بن
حكيم بن معاوية القشيري عن جده قال قلت يا نبي الله أين تأمرني خر لي قال ها
هنا ونحا بيده نحو الشام إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون (3) على
وجوهكم
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا
أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنبأنا أبو القاسم نا

(1) بالأصل " وتخرون " والمثبت عن خع.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن خع، وهو عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي.
(3) زيادة عن المطبوعة.
94

يعقوب بن سفيان نا أبو عاصم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا
رسول الله خر لي قال فأومأ بيده نحو الشام إنكم تحشرون رجالا وركبانا
[* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر المسعفي أنبأنا أبو الحسين بن
القطان ببغداد أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب سعيد نا المكي بن إبراهيم
قال بهز أنبأنا عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أين تأمرني خر لي قال ها هنا
ونحا بيده نحو الشام إنكم تحشرون رجالا وركبانا تجرون على وجوهكم
[* * * *]
وقد رواه أبو قزعة (1) سويد بن حجر الباهلي البصري عن حكيم بن معاوية كما
رواه عن (2) أبيه بهز
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن
المقرئ أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب الرازي أنا أبو بكر محمد بن هارون (3)
الروياني نا ابن إسحاق يعني أبا بكر بن الصغاني نا أبو نصر التمار عبد الملك نا
حماد بن سلمة نا أبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحشرون ها هنا وأومى بيده نحو الشام مشاة وركبانا على وجوهكم
تعرضون على الله تعالى على أفواهكم الفدام (4) وأول ما تعرب عن أحدكم فخذه
[* * * *]
ورواه عروة بن رويم اللخمي عن معاوية بحيدة جد بهز
أخبرناه أبو القاسم الخضر بن حسين بن عبدان أنبأنا محمد بن علي بن
أحمد بن المبارك الفراء أنبأنا عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أنبأنا عبد
الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم نا هشام بن عمار نا عاصم نا عثمان بن
عملاق عن عروة بن رويم (5) عن معاوية (6) بن حيدة القشيري أنه قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) بالأصل " غرعة " والمثبت عن خع، وفي تقريب التهذيب: سويد بن حجير مصغرا. وقزعة بسكون الزاي إن
كان من قزع إذا أسرع، وبفتحها إن كان واحد القزع، وهي السحاب المتفرقة، والسكون أكثر (المغني).
(2) عن المطبوعة وبالأصل وخع " عنه ".
(3) عن المطبوعة، وبالأصل وخع " هواز ".
(4) الفدام: ما يشد على فم الأبرق والكوز من خرقة لتصفية الشراب، يقال: فدم فاه: وضع عليه الفدام.
(5) بالأصل وخع: " رزتم " وما أثبت عن تقريب التهذيب.
(6) بالأصل وخع: " معاوية بن حيكم بن حيدة " والصواب ما أثبتناه، انظر تقريب التهذيب، والاكمال
2 / 576.
95

فقال والذي بعثك بالحق نبيا ما خلصت إليك حتى حلفت لقومي عددها يعني أنامل
كفيه لله لا أتبعك ولا آمن بك ولا أصدقك وإني أسئلك بالله بم بعثك ربك قال
بالإسلام قال وما الإسلام قال تسلم وجهك لله تعالى وتخلي له نفسك قال فما
حق أزواجنا علينا قال أطعم إذا طعمت واكس إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا
تقبح ولا تهجر إلا في السب وكيف " وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذ منكم (1)
ميثاقا غليظا " ثم أشار قبل الشام فقال ها هنا تحشرون ها هنا تحشرون ركبانا
ومشاة (2) وعلى وجوهكم وأفواهكم الفدام وأول شئ يعرب عن أحدكم فخذه
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا
أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا آدم بن
أبي إياس أنبأنا أبو عمر الصنعاني (3) عن أبي سليمان عن محمد بن إسحاق
المديني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رجل يا رسول الله
إني أريد الغزو فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليك بالشام وأهله ثم الزم من الشام عسقلان
فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهل عسقلان في راحة وعافية
[* * * *]
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد الحسن بن علي
الجوهري
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي إجازة وحدثني أبو المعمر
المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري عنه أنبأنا الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي نا القاسم بن زكريا بن يحيى أبو
بكر المطرز المقرئ نا سويد بن سعيد نا حفص بن ميسرة عن أبي سليمان عن
محمد بن إسحاق عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس أن رجلا أتى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إني أريد أن أغزو فقال له عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي
بالشام وأهله ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهلها في راحة
وعافية
[* * * *]

(1) سورة النساء، الآية: 20.
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 53 " ركبانا ورجالا ".
(3) بالأصل " الصغاني " تحريف، وهو حفص بن ميسرة أبو عمر الصنعاني انظر الكاشف للذهبي 1 / 181
وتقريب التهذيب.
96

أبو سليمان هذا يحيى بن سليمان سماه محمد بن أبي السري عن حفص بن
ميسرة في هذا الحديث
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع أنبأنا أبو يعلى
عبد الله بن محمد بن حمزة أخبرني محمد بن الحسن هو ابن قتيبة نا أبو محمد بن
أبي السري نا أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني (1) حدثني أبو سليمان يحيى بن
سليمان المدني حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجالد
عن عبد الله بن عباس قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إني أريد أن
أغزو في سبيل الله قال عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله الزم من
الشام عسقلان فإنها إذا دارت الرحا في أمتي كانت فيهم راحة وعافية
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الله نا
عبد الصمد نا حماد عن الجريري يعني سعيد بن إياس عن أبي بشا قال عبد الله بن
المشا يقال لقيط يقولون ابن المشا وأبو المشا وهو لقيط بن المشا أبي
أمامة قال قال لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام ويتحول شرار
أهل الشام إلى العراق وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليكم بالشام
[* * * *]
رواه الخطيب المذهب هو رواه غيره حماد (2) فقال عن أبي هريرة بدل أبي
أمامة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن أبي بكر
أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنبأنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا أبو محمد أنبأنا
أحمد بن محمد بن عبد الله القطان نا إسماعيل بن إسحاق نا حجاج بن هلال نا
حماد بن سلمة عن الجريري عن ابن المشا (3) عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم قال

(1) راجع المصدر السابق.
(2) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، وثمة نقص في الكلام شوش المعنى، وفي المطبوعة 1 / 87: رواه
الخطيب عن ابن المذهب. ورواه غيره عن حماد.
(3) اختلف إسناد الحديث في المطبوعة 1 / 87 عن الأصل وخع.
97

عليكم بالشام
[* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن ماهان أنبأنا أبو
منصور بن شجاع بن علي بن شجاع أنبأ أبو عبد الله حمد بن إسحاق بن محمد بن
مندة نا أحمد بن محمد بن إبراهيم نا أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس نا عمر بن
حفص بن شليلة الدمشقي نا سهل بن هاشم الواسطي نا بسطام بن مسلم عن
الحسن عن أبي أسيد الأنصاري قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا رأيت البناء قد بلغ السلع فاغز
بالشام فإن لم تستطع فاسمع وأطع
[* * * *]
كذا في سماعي واغز يعني أقم بالشام ورواه أبو الجهم عمرو بن حازم عن
عمرو بن حفص أو قال فالحق بالشام
أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد المطرز قال نا أبو نعيم الحافظ حدثنا
سليمان بن أحمد نا عبدان بن أحمد نا جعفر بن محمد الوراق أنبأنا أبو عمر
الضرير نا حماد بن سلمة عن أبي شيبان (1) عيسى عن أبي طلحة الخولاني واسمه
درع (2) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تكونوا جنود أربعة فعليكم بالشام فإن الله تعالى قد
تكفل لي بالشام وأهله قال الطبراني في حرف الذال المعجمة فيما أجازه لي أبو
علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال
ذرع أبو طلحة الخولاني وقد اختلف في صحبته
[* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسن بن المبارك بن عبد الجبار وأبو
الغنائم قالا أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني قالا

(1) كذا بالأصل، وفي تقريب التهذيب: عيسى بن سنان الحنفي، أبو سنان.
(2) في تقريب التهذيب: اسمه ذرع، بالمعجمة أو المهملة.
(3) بالأصل وخع: " زيد " وفي المطبوعة: " زيده " والتصويب " ريذة " والضبط عن التبصير.
98

أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج أنبأنا أبو الحسن محمد (1) بن سهل
نبأنا أبو عبد الله البخاري واللفظ له أي لأبي الغنائم قال في حرف الدال المهملة درع
الخولاني وهو أشبه بالصواب ولا يثبت له صحبة
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري ونقلته من خطه أنبأنا أبو
الحسين بن الرذاذ بتنيس أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الرقي نا
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحداد حدثنا الحسين بن الطيب البلخي ثنا عون بن
موسى عن إياس بن معاوية قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام
وأهله وأن إبليس أتى العراق فباض فيها وفرخ وإلى مصر فبسط عبقرية (2) واتكأ
وقال جبل الشام جبل الأنبياء هذا مرسل ومع إرساله منقطع بين البلخي
وعون بن موسى
[* * * *]
أخبرنا الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود المعدل عنه قال أنبأنا أبو نصر
الحافظ سليمان بن أحمد بن واثلة بن الحسن العرقي (3) نا كثير بن عبيد نا أبو حياة
شريح بن يزيد عن أرطأة بن المنذر حدثني أبو الضحاك قال أتيت ابن عمر فسألته
أين نزل قال إلى الناصية الأولى من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ساروا بأمر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى نزلوا الشام ثم أنزلوا حمص خاصة فانظر ما كانوا عليه وأته
أخبرنا أبو غالب (4) أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا
أبو الحسين محمد بن أحمد الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن تيري إجازة
نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني أنبأنا ابن أبي خيثمة نا
هارون بن معروف نا ضمرة عن إبراهيم بن أدهم عن عطاء الخراساني قال لما
هممت بالنقلة من خراسان شاورت من بها من أهل العلم أين يرون لي أن أنزل بعيالي
وكلهم يقولون لي عليك بالشام (5)

(1) زيادة عن خع، وفي المطبوعة: أبو الحسين.
(2) ضرب من البسط كالعباقري (قاموس).
(3) بياض في خع، ونقص في الأصل وثمة عبارة غير واضحة على هامشه وتنبه على النقص، وما استدرك عن
مختصر ابن منظور 1 / 54 وفي المطبوعة: بلواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) بالأصل وخع: أبو غالبا.
(5) سقطت بقية الحديث من الأصل وخع، انظر تتمته في مختصر ابن منظور 1 / 54 - 55.
99

عليك بالشام
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما ذكر أنه وجد
بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن
يحيى بن حمزة الحضرمي الدمشقي نا جدي أحمد أنبأنا أبي عن أبيه يحيى قال
حدثني سفيان الثوري عن طعمة بن عمرو الجعفري عن عبد الرحمن بن سابط
الجمحي (1) قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص إن لي رحما وقرابة وإن منزلي
قد نبا بي بالعراق والحجاز فخر لي فقال ارضى لك ما أرضى لنفسي ولولدي (2)
عليك بدمشق ثم عليك بمدينة الأسباط بانياس (3) فإنها مباركة الأرض السهل
والجبل نقل الله تعالى عنها أنملها حتى بدلوا تطهيرا لها "

(1) بالأصل وخع: " عبيد الرحمن بن سابط الحجبي " والمثبت عن تقريب التهذيب ويقال فيه: عبد الرحمن بن
عبد الله بن سابط.
(2) بالأصل وخع " ولوالدي " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) زيادة عن خع.
100

باب بيان أن الإيمان يكون بالشام عند وقوع الفتن
وكون الملاحم العظام "
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحام أنبأنا أبو الحسن
عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة نا أبي نا جمح بن
القاسم بن عبد الوهاب بن أبان بن خلف المؤذن بدمشق أنبأنا أحمد بن بشر بن
حبيب الصوري نا عبد الحميد بن بكار نا عقبة بن علقمة نا الأوزاعي عن عطية بن
قيس عن عبد الله بن عمر (1) قال قال النبي عليه الصلاة والسلام رأيت (2) عمود
الكتاب انتزع من تحت وسادتي فذهب به إلى الشام فأولته الملك
[* * * *]
هذا حديث حسن غريب والمحفوظ عن عقبة حديثه عن سعيد بن عبد العزيز
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي حدثنا عبد العزيز
بن أحمد التميمي أنبأنا تمام بن محمد الرازي وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر
قالا أنبأنا خيثمة بن سليمان
وأخبرناه أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن محمد (3) بن أحمد بن
محمد بن باذونة أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد
وأخبرناه أبو الفرج مجلي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى الموصلي أنبأنا أبو
علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي (4) قالا أنبأنا أحمد بن الحسين الحيري
القاضي

(1) في مختصر ابن منظور 1 / 56 " عمرو ".
(2) في مختصر ابن منظور: أريت.
(3) في خع ثلاث مرات " محمد ".
(4) عن خع وبالأصل " الحشامي ".
101

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا
أبو طاهر الفقيه قالا أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قالا أنبأنا أبو
العباس بن الوليد بن مزيد
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه السلمي أنا أبو القاسم علي بن
محمد بن أبي العلاء المصيصي
وأخبرناه أبو القاسم السمرقندي أنبأنا عبيد بن إبراهيم بن عتيبة النجار
بدمشق أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان الشيخ الصالح أنبأنا
خيثمة بن سليمان الأطرابلسي قال أنبأنا العباس بن الوليد البيروتي (1) أنا عقبة بن
علقمة حدثني سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن عبد الله بن عمرو (2) بن
العاصي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمودا وقال أبو العباس الأصم أن عمود
الكتاب انتزع من تحت وسادتي وقال الفراوي وسادتي (3) فنظرت فإذا هو نور
ساطع عمد به إلى الشام ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وفي حديث
السهلكي ألا إن الإيمان قد وقع بالشام
[* * * *]
وهذا غريب أيضا من حديث سعيد عن
عطية والمحفوظ حديث سعيد عن يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (4) كذلك رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
ومحمد بن معاذ بن عبد بن عبد الحميد الدمشقيون ويحيى بن صالح الوحاظي (5)
وسعيد بن مسلمة الأموي عن سعيد
فأما حديث أبي إسحاق فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه
وحدثني عنه عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا
سليمان الطبراني أنبأنا محمد بن النضر الأزدي أنبأنا معاوية بن عمر عن أبي

(1) بالأصل وخع: " السروني " والمثبت عن تقريب التهذيب.
(2) بالأصل " عمر " والمثبت عن خع.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: " وسادي " وهو الأقرب.
(4) عن التاريخ الكبير 8 / 402 وبالأصل " الحبلاني " وجبلان قبيلة بحمص في حمير. وفي المطبوعة:
" الجيلاني ".
(5) الوحاظي نسبة إلى وحاظة - مخلاف باليمن (قاموس).
102

إسحاق عن سعيد بن عبد العزيز أنبأنا ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا
هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام [* * * *]
وأما حديث الوليد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن
الطبري أنبأنا أبو الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان حدثني أبو
سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم وصفوان بن صالح
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان نا زكريا بن
يحيى نا دحيم قالا نا الوليد بن مسلم قال ابن مروان حدثنا أحمد بن المعلى
نبأنا سليمان بن عبد الرحمن وصفوان بن صالح وعبد الرحمن بن إبراهيم قالوا
أنبأنا الوليد بن مسلم نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة عن
عبد الله (1) بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمود الكتاب انتزع من
تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به فعمد به إلى
الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام [* * * *]
وأخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم
الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا أحمد بن المعلى الدمشقي أنبأنا
هشام بن عمار قال قال وحدثنا إبراهيم بن دحيم نا أبي قال وأنبأنا وارد بن
أحمد بن أسد البيروتي نا صفوان بن صالح قالوا أنبأنا الوليد بن مسلم عن
سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو
نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به إلى الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان
بالشام [* * * *]
وأما حديث مروان فقرأته على أبي الحسين أحمد بن كامل بن رستم بن مجاهد
النصري عن أبي الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسد آبادي الصوفي نزيل صور

(1) عن هامش الأصل وخع.
103

أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة أنبأنا محمد بن عوف أنبأنا مروان بن
محمد أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا به نور
ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام [* * * *]
وأما حديث محمد بن معاذ فأنبأناه أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنبأنا
أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو الحسن علي وأبو إسحاق إبراهيم
أنبأنا محمد بن إبراهيم الحنائي (1) قالا أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا حدثنا يزيد بن محمد نا يحيى بن صالح
ومحمد بن معاذ قالا نا سعيد بن عبد العزيز عن أبي حلبس (2) عن عبد الله بن
عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت
وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت
الفتن بالشام [* * * *]
وأما حديث يحيى بن صالح فأخبرناه أبو علي الحداد حدثني أبو مسعود
الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو القاسم الطبراني أنبأنا أبو زرعة
وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان قالا نا يحيى بن صالح
الوحاظي أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن
عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي
فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن
بالشام وهو مختصر [* * * *]
أخبرناه (3) بتمامه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر
محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا أبو الحسين (4) محمد بن الفضل أنبأنا عبد الله بن

(1) الحنائي بكسر الحاء وفتح النون المشددة، هذه النسبة إلى بيع الحناء، وهو نبت يخضبون به الأطراف
(الأنساب).
(2) بالأصل وخع " أبي حبيش " تحريف.
(3) بالأصل: " وهو مختصرا، فأخبرناه " والمثبت عن خع.
(4) بالأصل " أبو الحسن " والتصحيح عن خع.
104

جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن صالح نا سعيد بن عبد العزيز عن ابن
حلبس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمود
الكتاب انتزع من تحت وسادتي فاتبعت بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا
وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام [* * * *]
وأما حديث سعيد بن مسلمة (1) فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني حدثنا
عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام الرازي حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة
النصري أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن حرب الرقي أنبأنا أيوب بن محمد
الوراق أنبأنا سعيد بن مسلمة نا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن حلبس عن
عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمود الكتاب انتزع من
تحت وسادتي فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام [* * * *]
رواه مدرك بن عبد الله الأزدي وأبو إدريس الخولاني عن عبد الله بن عمرو
أيضا
فأما حديث مدرك فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني حدثني تمام بن محمد الرازي وأبو بكر محمد بن عبد الله الدوري
وعبد الوهاب بن جعفر الميداني قالوا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان أنبأنا أبو عبد الملك اليسري (2) نا عمر بن
عثمان نا أبي نا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد الله
الأزدي قال غزونا مع معاوية بمصر فنزلنا تنيس (3) فقال عبد الله بن عمرو لمعاوية يا
أمير المؤمنين أتأذن أن أقوم على فرسي في الناس فأذن فأقام على فرسه فحمد الله
تعالى وأثنا عليه ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول رأيت في المنام أن
عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النور فعمد به إلى
الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ثلاث مرات [* * * *] ثلاث مرات

(1) بالأصل: " بن أبي سلمة " والصواب عن خع.
(2) في المطبوعة: أبو عبد الملك التستري عن عمرو بن عثمان.
(3) تنيس: بكسر تين وتشديد النون، جزيرة في مجر مصر قريبة من البر بين الفرما ودمياط. وفي مختصر ابن
منظور: " بلبيس ".
105

رواه غيره فقال عن مدرك أو أبي مدرك والصواب مدرك
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن
هبة الله الطبري أنبأنا أبو الحسين (1) بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا
يعقوب بن سفيان أنبأنا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد الله
أو أبي مدرك قال غزونا مع معاوية رضي الله تعالى عنه مصر فنزلنا منزلا فقال
عبد الله بن عمرو بن العاص لمعاوية يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقوم فوق فرسي في
الناس فأذن له فقام على فرسه فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول رأيت في المنام أن عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فأتبعته
بصري فإذا هو كالعمود من النار (2) يعمد به الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن
بالشام ثلاث مرات يقولها ثلاثا الصواب على فرسه [* * * *]
وأما حديث أبي إدريس فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد نا
أحمد بن رشدين المصري وأبو الزنباع روح بن الفرج قالا نا عمرو بن خالد
الحراني نا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن (4) ربيعة بن يزيد عن أبي (5) إدريس
الخولاني عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت نبي الله عليه الصلاة
والسلام يقول بينا أنا نايم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت وسادتي رأسي فأتبعته
بصري فإذا هو قد عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ثلاث
مرات ورواه بسر بن عبيد الله الحضرمي عن أبي إدريس فقال عن أبي الدرداء بدلا
من عبد الله [* * * *]
أخبرناه أبو إبراهيم بن طاهر بن البركات بن إبراهيم الخشوعي وأبو القاسم
تمام بن عبد الله بن المظفر الظبي بدمشق قالا أنا أبو الحسن علي بن طاوس

(1) بالأصل " أبو الحسن " والتصحيح عن خع.
(2) كذا بالأصل وخع هنا، وقد تقدم: " المعمود بن من النور " وهو الوارد أيضا في مختصر ابن منظور 1 / 56.
(3) بالأصل وخع والمطبوعة " زيدة " خطأ.
(4) بالأصل " بن " تحريف.
(5) سقطت من الأصل وخع.
106

وأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنبأنا قاضي القضاة أبو بكر
محمد بن المظفر الشامي قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله
أنبأنا ابن (1) بشران
وأخبرناه أبو محمد بن هبة الله بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن
الحسن بن أبي عثمان أنبأ أبو عبد الله الحسن بن محمد المظفر الغفاري (2) قالا أنا
أبو بكر أحمد بن سليمان (3) النجاد نا أبو الليث يزيد بن جهور بطرسوس (4) نا أبو
توبة الربيع بن نافع عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن
أبي إدريس الخولاني عائذ الله عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينا أنا نائم
رأيت عمود الإسلام احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد
به إلى الشام ولم يكن الغضايري قاله الليث [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفزاري أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي
وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا أبو جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان نا
عبد الله بن يوسف
وأخبرناه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
أنبأنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا إسحاق بن
عيسى
وأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن
المعلى نا هشام بن عمار

(1) بالأصل " أبو " والصواب عن خع.
(2) كذا بالأصل وخع، والصواب " الغضائري " وهذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام. (الأنساب)
وذكر باسم: أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم... المعروف بالغضائري.
(3) عن التبصير 4 / 1409 والأنساب " الغضائري " وبالأصل وخع والمطبوعة 1 / 96 " سلمان " تحريف.
(4) طرسوس: بفتح أوله وثانيه، مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.
107

وأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن السمسار نا يوسف بن القاسم أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة
اللخمي بعسقلان سنة ثمان وثلاثمائة نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا
زيد بن واقد حدثني بسر بن عبيد الله حدثني أبو إدريس الخولاني عن أبي الدرداء
إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت وسادتي رأسي
فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن
بالشام زاد الطبراني يعني فتن الملاحم واللفظ لحديث الأكفاني [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي
وأبو الحسن بن الحسين الموازيني إجازة قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعد قراءة عليه سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
أنبأنا أبو محمد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار سنة أربع وستين وثلاثمائة نا أبو
العباس أحمد بن عامر بن المعمر الأزدي من أصل كتابه نا هشام بن عمار نا
يحيى بن حمزة فذكر بإسناده مثله وقال بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب حمل من
تحت رأسي ولم يقل أن والباقي مثله [* * * *]
ورواه عمرو بن العاص نحوا (1) من رواية ابنه عبد الله
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن الحصين
أنبأنا أبو علي المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان نا عبد الله بن أحمد
حدثني أبي (2) أنا أبو اليمان
وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا أبو القاسم الطبراني أنبأنا أبو موسى بن عيسى بن المنذر نا
محمد بن المبارك الزبيري قالا نا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله
عن عبد الله بن الحارث قال سمعت عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول بينا أنا في (3) منامي أتتني الملائكة فحملت عمود الكتاب من تحت رأسي

(1) بالأصل وخع: " ورواه عمر بن العاص نحو ".
(2) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن مسند أحمد 4 / 198 والحديث التالي فيه.
(3) بالأصل: " بينما أنا نائم في منامي " والمثبت عبارة مسند أحمد.
108

فعمدت به إلى الشام ألا فالإيمان حيث تقع الفتن بالشام [* * * *]
وقال الطبراني أي بينا أنا نايم وقال لا وأن الإيمان
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي (1)
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبأ أبو بكر الطبري قالا
أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان
حدثني نصر بن محمد بن سليمان (2) الحمصي نا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان (2)
السلمي
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن عن ابن الحسن الربعي
نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين نا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض
نا أبو القاسم نصر بن محمد بن سليمان أبي ضمرة حدثني أبي أبو ضمرة حدثني
عبد الله (3) بن أبي قيس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام [* * * *]
أخبرنا عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود
الأصبهاني الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا خطاب بن سعد الدمشقي نا
نصر بن محمد بن أبي ضمرة (4) السلمي نا أبي نا عبد الله (5) بن أبي قيس فذكر
نحوه وقال خرج من تحت وسادتي حتى
وروي عن عبد الله بن عمرو في هذا الباب
أخبرناه أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي الدمشقي نا أبو الحسن علي بن

(1) بالأصل: أحمد بن الحسين بن الفضل القطان البيهقي.
(2) بالأصل وخع: " سلمان " والصواب عن تقريب التهذيب. ووردت كنيته بالأصل " أبي حمزة " والصواب عن
خع وتقريب التهذيب.
(3) بالأصل: " حدثني أبي عبيد الله بن قيس " والصواب: عبد الله بن أبي قيس، عن تقريب التهذيب والكاشف
للذهبي 2 / 107 ويقال: عبد الله بن قيس، بو الأسود النصري الحمصي، مخضرم.
(4) بالأصل: " نصر بن محمد، نا نصر بن أبي حمزة " كذا والصواب مما سبق.
(5) بالأصل " عبيد الله " انظر ما تقدم فيه.
109

أحمد بن زهير حدثنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن عبد الوهاب بن جعفر
نا الحسن بن علي بن عمرو العنسي أبو محمد قال قرأت على أبي بكر بن جعفر
حدثنا يحيى بن محمد بن السكن نا ربحان بن سعيد نا عباد بن منصور عن أيوب
عن أبي قلابة عن بشير عن عبد الله بن عمر قال قال لنا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يوما إني رأيت
الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان
بالشام
[* * * *]
كذا قال في الإمام وقد وقع عاليا وفيه الإيمان إلا أنه أسقط منه أبو قلابة
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد
النقور نا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي نا محمد بن
حسان الأزرق أنبأنا أبو عصمة (1) ريحان بن سعيد نا عباد بن منصور عن أيوب عن
بشير (2) عن عبد الله بن عمر قال قال لنا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت الملائكة في المنام
أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام
بشير هو ابن كعب
[* * * *]
وروي من وجه آخر عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر ومن غير ذكر
بشير
أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن أحمد بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم الطبراني نا إبراهيم بن أحمد بن
عمر بن وكيع بن أحمد بن عمر الوكيعي نا أبي نا مؤمل بن إسماعيل نا محمد بن
ثور عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر (4) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إني رأيت في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتنة فالأمن
بالشام

(1) بالأصل: " غصة " والصواب عن تقريب التهذيب.
(2) عن خع وبالأصل: بشر.
(3) بالأصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف.
(4) بالأصل وخع: " عمرو ".
110

[* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي قالا أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا صفوان نا
الوليد حدثنا عفير بن معدان أنه سمع سليمان بن عامر يحدث عن أبي أمامة عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد بن الحسن بن
علي الجوهري بن علي الجوهري (1) قراءة
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة وحدثني أبو المعمر
المبارك بن أحمد الأنصاري عنه أنبأنا الجوهري حدثنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا
أحمد بن جعفر بن محمد حدثني أحمد بن ملاعب أبو الفضل حدثني سليمان بن
أحمد الواسطي أنبأنا الوليد بن مسلم نا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي
أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته
بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام فرأيت أن الفتن إذا وقعت فإن الإيمان
بالشام
واللفظ لحديث سليمان
[* * * *]
أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجماعة إجازة قالوا أنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن ريذة (2) أنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا يحيى بن
عبد
الباقي المصيصي نا عمرو بن عثمان نا الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان
أنه سمع سليمان بن عامر يحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال رأيت عمود الكتاب انتزع من
تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه قد هوى يعمد به إلى
الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام
[* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري (3) ببغداد نا أبو
الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن زوج الحرة سنة

(1) كذا كررت بالأصل وخع.
(2) بالأصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف.
(3) عن خع وبالأصل: الجريزي.
111

أربعين وأربعمائة أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان نا
أبو علي الحسين بن خير بن حوثرة بن يعيش بن الموفق بن أزر بن النعمان الطائي
الحمصي بحمص نا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النعاس نا
عبد الله بن عبد الجبار الخبائري (1) نا الحكم بن عبد الله بن خطاف (2) نا الزهري
عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت هب النبي (صلى الله عليه وسلم) من نومه مرعوبا وهو يرجع
فقلت ما لك يا رسول الله فقال سل عمود الإسلام من تحت رأسي فأوحشني ثم
رميت ببصري فإذا هو قد غزا في الشام فقيل لي يا محمد إن الله تعالى قد اختار لك
الشام ولعباده فجعلها لكم عزا ومحشرا ومنعة وذكرا (3) من أراد الله به خيرا أسكنه (4)
الشام وأعطاه نصيبا منها ومن أراد به شرا أخرج سهما من كنانته وهي معلقة في وسط
الشام فلم يسلم في الدنيا والآخرة تابعه يحيى بن سعيد العطار الحمصي على
روايته عن ابن خطاف إلا أنه خالفه فيه سعيد بن المسيب فقال عن الزهري عن
عروة عن عائشة وكأنه الصواب
[* * * *]
وقرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن أبي زكريا
عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري حدثنا عبد الغني بن سعيد حدثنا
الحاكم بن عبد الله بن سعيد نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس أنبأنا القاسم بن هاشم
البزاز نا خالد بن خلي نا يحيى بن عبد الأزدي عن الزهري عن عروة عن عائشة
قالت هب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من نومه مذعورا وهو يرجع قلت ما لك أنت بأبي وأمي
قال سل عمود الإسلام من تحت رأسي ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في وسط
الشام فقيل لي يا محمد إن الله تبارك وتعالى اختار لك الشام وجعلها لك عزا ومحشرا
وذكرا من أراد به خيرا أسكنه (4) الشام وأعطاه نصيبه منها ومن أراد به شرا أخرج سهما من
كنانته وهي معلقة وسط الشام فرماه بها فلم يسلم دنيا ولا آخرة
[* * * *]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن

(1) بالأصل وخع: الجنائزي، والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى خبائر، وهو بطن من الكلام
(الأنساب).
(2) عن تقريب التهذيب، وبالأصل وخع هنا: " خطاب " وسيأتي صحيحا في آخر الحديث.
(3) بالأصل: " وذكر ".
(4) عن مختصر ابن منظور 1 / 57 وبالأصل " سكنه ".
112

عبد الله بن ريذة (1) أنبأنا سليمان بن أحمد بن المثنى حدثنا أحمد بن المعلى
الدمشقي أنبأنا هشام بن عمار نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنبأنا
صالح بن رستم عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت ليلة أسري بي
عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة (2) فقلت ما تحملون فقالوا عمود الإسلام
أمرنا أن نضعه بالشام وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت رأسي فظننت
أن الله تعالى قد تخلى من أهل الأرض فأتبعته بصري وإذا هو نور ساطع بين يدي حتى
وضع بالشام فقال ابن حوالة يا رسول الله خر لي (3) فقال عليك بالشام
[* * * *]
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسين بن البنا عن أبي تمام علي بن
محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر أنبأنا ابن أبي خيثمة
نا هارون بن معروف نا ضمرة نا ثور عن عبد الله بن حوالة قال فخرتم يا أهل الشام
أن الله تعالى إذ قذف بالفتن عن أيمانكم وعن شمائلكم والذي نفس بن حوالة بيده
ليقذفنكم الله تعالى بفتنة يخرج منها زيافكم (4)
وأنبأنا ضمرة عن ابن شوذب قال تذاكرنا الشام قال فقلت لأبي سهل أما
بلغك أنه يكون بها كذا قال بلى ولكن ما كان بها يكون أيسر مما يكون بغيرها
أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا بن أبي منصور شفاها أنبأنا منصور بن
الحسين بن علي بن القاسم بن داود (5) الكاتب وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا
أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى
بالموصل نا أبو الوكيع نا أبو الربيع الزهراني (6) سليمان بن داود أنبأنا حماد بن
زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال قال كعب لن (7) تزال الفتنة مراما بها لم تبد من
قبل الشام "

(1) بالأصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف.
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 57 وبالأصل " يحملها ملكا ".
(3) زيادة عن خع وابن منظور.
(4) زيافكم جمع زائف، يقال: درهم زيف وزلف أي ردئ (اللسان: زيف).
(5) في المطبوعة: رواد.
(6) عن خع وبالأصل: " الزهري أبي " كذا.
(7) عن خع وبالأصل " إن ".
113

باب ما جاء في نبينا المصطفى خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام
عن وقوع الفتن عقر دار المؤمنين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري والشريف أبو (1)
نصر محمد بن أحمد بن محمد الزينبي قالوا أنبأنا أبو طاهر المخلص قالوا (2)
الزبيني وأنا حاضر
وأخبرنا أبو الفضل محمد بن نصر بن محمد بن علي و (1) أبو القاسم
الخضر بن الحسين بن علي بن محمد بن المعلم ببغداد قالا أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قانا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد البغوي نا عبد الجبار
يعني ابن عاصم
وحدثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة بالرملة وسكنه ببيت المقدس عن
إبراهيم بن أبي عبلة
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا
عيسى بن علي الوزير أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبو طالب
عبد الجبار بن عاصم نا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة العقيلي عن إبراهيم بن
أبي عبلة عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي وكان قومه بعثوه وافدا إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بينا أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تمس ركبته ركبتي مستقبل الشام بوجهه
مولي إلى اليمن ظهره وفي حديث عيسى موليا ظهره إلى اليمن إذ أتانا (3) رجل

(1) زيادة عن المطبوعة 1 / 103.
(2) كذا بالأصل وخع، والصواب: " قال ".
(3) في خع: " أتاه " ومثلها في مختصر ابن منظور 1 / 58.
114

فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أذال (1) الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد
وضعت أوزارها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذبوا بل الآن جاء القتال لا تزال فرقة
الحديث وفي حديث عيسى لا يزال قوم من أمتي يقاتلون على أمر الله عز وجل يزيغ
الله تعالى بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله
تعالى الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو يوحي إلي أني مقبوض غير
ملبث وإنكم متبعي أفنادا وعقر دار المؤمنين بالشام
[* * * *]
رواه العباس بن إسماعيل عن هانئ فزاد في إسناده الوليد بن
عبد الرحمن بن إبراهيم وجبير
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه وأنبأنا أبو نعيم
الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن
زبريق الحمصي نا العباس بن إسماعيل أنبأنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة
أنبأنا عمي إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي (2) عن
جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل قال كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يوحى إلي أني
مقبوض غير ملبث وأنكم متبعي أفنادا (3) يضرب بعضكم رقاب بعض ولا يزال من
أمتي أناس يقاتلون على الحق ويزيغ الله تعالى بهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم
الساعة والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وعقر دار المؤمنين
بالشام
[* * * *]
ورواه محمد بن المهاجر بن دينار وإبراهيم بن سليمان الدمشقيان عن
الوليد بن عبد الرحمن
فأما حديث محمد بن المهاجر فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي
وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السندي الفقيهان قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن الجنزروذي (4) أنبأنا أبو أحمد الحاكم أنبأنا محمد بن محمد الباغندي

(1) أذال الناس الخيل: أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها (نهاية: ذيل).
(2) الجرشي بضم الشين وفتح الراء، وهذه النسبة إلى بني جرش بطن من حمير (الأنساب).
(3) أفنادا أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم واحدهم فند (نهاية).
(4) عن ياقوت " جنزروذ " واسمه محمد بن عبد الرحمن وكنيته أبو سعد. وجنزروذ: قرية من قرى نيسابور.
115

نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا محمد بن المهاجر أن الوليد بن
عبد الرحمن الجرشي حدثه عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال وعقر دار المسلمين بالشام ورواه غير هشام عن الوليد أتم من هذا
[* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا
عيسى بن علي الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبو الوليد القرشي
أحمد بن عبد الرحمن أنا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري أن
الوليد عبد الرحمن الجرشي حدثه عن جبير بن نفير (1) عن سلمة بن نفيل (2)
الحضرمي قال فتح الله تبارك وتعالى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فتحا فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدنوت منه حتى كانت ثيابي تمس ثيابه فقلت يا رسول الله سيبت الخيل وعطل
السلاح وقالوا وضعت الحرب أوزارها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذبوا الآن جاء القتال
الآخر والقتال الأول لا تزال (3) الفتن تزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم (3) ويرزقكم الله تعالى
منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المسلمين يومئذ بالشام خالفهما
داود بن رشيد فرواه عن الوليد بن مسلم فجعله من مسند نواس بن سمعان
[* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن قالت أخبرنا أبو القاسم
إبراهيم بن منصور سبط بحرويه أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنبأنا
أبو يعلى الموصلي نبأنا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن
الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس قال فتح الله تعالى على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيته فقلت يا رسول الله سيبت (4) الخيل ووضعت السلاح وقد وضعت
الحرب أوزارها وقالوا لا قتال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الآن جاء القتال لا يزال الله
تعالى يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم فيرزقكم الله تعالى منهم حتى يأتي أمر الله تعالى على
ذلك وعقر دار المسلمين (5) بالشام وهكذا رواه البغوي عن داود

(1) عن تقريب التهذيب وبالأصل " نفير ".
(2) عن تقريب التهذيب، وبالأصل: نفير.
(3) العبارة في المطبوعة 1 / 105: لا يزال الله يزيغ قلوب أقوام، فقاتلوا بهم.
(4) في المطبوعة: سيبت.
(5) في المطبوعة: المؤمنين.
116

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا
محمد بن عبد الله بن الحسين بن هارون أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا داود بن
رشيد أنبأنا الوليد عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن
جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال فتح على رسول الله (صلى الله عليه وسلم فتح فقالوا يا
رسول الله سيبت الخيل ووضعت السلاح ووضعت الحرب أوزارها قالوا لا قتال
قال كذبوا الآن جاء القتال لا يزال الله تبارك وتعالى يزيغ قلوب قوم يقاتلون
فيرزقهم (1) الله منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المسلمين بالشام
[* * * *]
وأما حديث إبراهيم أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا
أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي أنبأنا الحكم بن نافع نا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن (2)
سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل
أخبرهم أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إني سئمت الخيل وألقيت السلاح ووضعت الحرب
أوزارها قلت لا قتال (3) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) الآن جاء القتال لا تزال طائفة من أمتي
ظاهرين على الناس يزيغ (4) الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله تعالى منهم حتى
يأتي أمر الله وهم على ذلك ألا أن عقر دار المسلمين للشام والخيل معقود في نواصيها
الخير إلى يوم القيامة الصواب يزيغ الله تعالى قلوب أقوام كما تقدم
[* * * *]
قرأت على أبي القاسم خضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن بن أبي ذروان (5) أنا أبو عبد الوهاب
الكلابي نا أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر المري نا الوليد بن مسلم قالوا
وحدثني كلثوم بن زياد أنه سمع سليمان بن حبيب يخبر أن أبا الدرداء كما ممن تقدم

(1) في خع: " ثم يرزقهم " وفي المطبوعة 1 / 105 فيرزقكم.
(2) بالأصل: " إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان " والمثبت عن مسند أحمد 4 / 104.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن خع ومسند أحمد 4 / 104.
(4) في مسند أحمد: " يرفع " وبالأصل وخع: " يزيغ " فلا معنى إذن لتعقيب ابن عساكر في آخر الحديث إلا إذا
كانت الرواية " يرفع " كما جاء في مسند أحمد، واللفظة مثبتة في المطبوعة 1 / 106.
(5) عن خع، وبالأصل " وردان " وفي المطبوعة: زروان.
117

إلى حمص فبلغ عمر أنه أحدث (1) بها بناء فكتب يرده إلى دمشق فرده فكان بها
فلما قتل عمر أتاه جلساؤه من أهل حمص يسألونه الرجعة (2) إلى حمص فأبى عليهم
فاستشفعوا عليه بمعاوية فقال أبو الدرداء يا معاوية أتأمرني بالخروج من عقر دار
الإسلام "

(1) بالأصل وخع: " حدث " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 58 ولفظة " بناء " سقطت من المطبوعة
1 / 106 فاختلف المعنى.
(2) عن خع ومختصر ابن منظور، وبالأصل " الرخصة ".
118

باب فيما جاء أن الشام صفوة الله من بلاده
وإليها يحشر (1) خيرته من عباده "
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إجازة حدثني أبو مسعود
الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا الحسين بن إسحاق
أنبأنا مخلد بن مالك أنبأنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن القاسم
عن أبي أمامة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) صفوة الله تعالى من أرضه الشام وفيها صفوته من
خلقه وعباده وليدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عقاب (2)
[* * * *]
كتب إلي أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الصوفي بأصبهان
أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه حدثنا سليمان بن أحمد
الطبراني نا محمود بن محمد المروزي نا علي بن حجر نا الوليد بن مسلم نا
عفير بن معدان أنه سمع سليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الشام
صفوة الله من أرضه وفيها صفوته من خلقه (3) فمن خرج من الشام إلى غيرها
فيسخطه ومن دخل إليها من غيرها فيرحمه
[* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن
ريذة (4) نا سليمان الطبراني أنبأنا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار
قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل أنبأنا الهيثم بن خارجة قالا نا

(1) في مختصر ابن منظور 1 / 59 يجتبي.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 1 / 59 " عذاب ".
(3) في مختصر ابن منظور: من بلاده، يجتبي إليها صفوته من عبادة.
(4) بالأصل وخع والمطبوعة المجلدة الأولى: " زيدة " تحريف.
119

عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني صالح بن رستم مولى بني هاشم
عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فلو علمت أنك
تبقى ما اخترت على قربك شيئا قال عليك بالشام فلما رأى كراهتي للشام قال
أتدرون ما يقول الله تعالى في الشام يقول يا شام أنتي صفوتي من بلادي أدخل فيك
خيرتي من عبادي إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
[* * * *]
كتبت إلى أبي زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة أنبأنا محمد بن عبد الله
التاجر أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا الوليد بن حماد الرملي أنبأنا سليمان بن عبد
الرحمن الدمشقي نا بشر بن عون أنبأنا بكار بن تميم عن مكحول عن
واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن
جبل وهما يستشيرونه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومى إلى الشام ثم سألاه
فأومى إلى الشام وقال عليكم بالشام (1) فإنها صفوة الله تعالى من بلاده يسكنها
خيرته من عباده فمن (2) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي
بالشام وأهله
[* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم
الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا خير بن عرفة المصري أنبأنا إبراهيم بن
حارث العسقلاني حين (3) أدم أنبأنا حفص بن ميسرة عن مقاتل بن حيان عن
الضحاك بن مزاحم عن عطاء الخراساني عن أنس بن مالك قال قلت
للنبي (صلى الله عليه وسلم) (4) يا رسول الله أين الناس يوم القيامة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم في خير أرض
الله وأحبها إليه الشام وهي أرض فلسطين والإسكندرية من خير الأرضين المقتولون
فيها لا يبعثهم الله إلى غيرها فيها قتلوا وفيها يبعثون ومنها يحشرون ومنها يدخلون
الجنة [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبيد القوي الفقيه نا نصر بن إبراهيم
المقدسي نا سليمان بن أيوب الرازي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن

(1) زيادة عن خع.
(2) بالأصل: " فمن أتى... ولينشق من عذره " والمثبت عن المطبوعة المجلدة الأولى وقد تقدم الحديث.
(3) كذا.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 59.
120

أحمد بن القاسم بن المحاملي وأنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسين بن الشهرزوري المقرئ وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف وأبو الحسن سعد
الخير بن محمد بن سهل الأنصاري وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر
الجواليقي (1) قالوا أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي أنبأنا علي بن
محمد بن عبد الله بن بشران قالا أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار أنبأ
أحمد بن منصور أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال
لكعب ألا (2) تتحول إلى المدينة فيها مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقبره فقال كعب إني
وجدت في كتاب الله تعالى المنزل يا أمير المؤمنين أن الشام كنز الله من أرضه وبها كنزه
من عباده
وأنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا أبو الحسن علي بن الحسين
العاقولي (3) نا مشرف بن مرة بن إبراهيم المقدسي أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد
الغساني أنبأنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن الصباغ أنبأنا الحسن بن جرير
الصوري أنبأنا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيداوي نا سليمان بن صالح عن ثوبان
عن منصور بن الغنم عن علقمة قال قدم كعب على عمر المدينة فقال له عمر يا
كعب ما يمنعك من النزول بالمدينة فإنها مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبها مدفنه قال يا أمير
المؤمنين إني وجدت في كتاب الله تعالى المنزل في التوراة أن الشام كنز الله في أرضه
وبها كنز الله تعالى من عباده وأراد عمر العراق فقال له كعب أعيذك بالله يا أمير
المؤمنين من العراق فإنها أرض المكر وأرض السحر وبها تسعة أعشار الشر وبها
كل داء عضال وبها كل شيطان مارد (4)
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي الدمشقي

(1) الجواليقي بفتح الجيم والواو، وهذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق، ولعل بعض أجداد المنتسب
إليها كان يبيعها أو يعملها. وورد اسمه بالأصل وخع: " مهوت الخضر أحمد بن الخضر الجواليقي ".
(والتصحيح عن الأنساب.
(2) بالأصل: " لا " والصواب عن خع.
(3) العاقولي بفتح العين المهملة وضم القاف، هذه النسبة إلى دير العاقول وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا
من بغداد. وفي المطبوعة " الحسن " بدل " الحسين ".
(4) بعده في المطبوعة المجلدة الأولى ص 109: كذا قال: عن ثوبان، والصواب ابن ثوبان، وهو
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
121

حدثني أبو البركات ابن أبي طاهر الفقيه قال أنبأنا أبو القاسم الحنائي نا عبد الوهاب
الكلابي نا أحمد بن عمير بن يوسف نا عمرو (1) بن عثمان الحمصي أنبأنا ابن لهيعة
عن جابر بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن موسى بن طريف أن عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه قال لكعب ما يمنعك أن تسكن المدينة وهي هجرة رسول الله عليه
الصلاة والسلام وموضع قبره قال إني أجد في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في
الأرض وبها كنزه من عباده
أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي إجازة شافهني بها
لفظا ثم حدثني أبو القاسم وهب بن سلمان السلمي الفقيه عنه أنبأنا أبو المعالي
الشرفي المشرف بن المرجا بن إبراهيم المقدسي بصور سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد الغساني بصيدا نا أبو عمران موسى بن
عبد الرحمن ثنا الحسين بن السميدع نا محمد بن المبارك الصوري نا
إسماعيل ابن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم (2) بن عبد الله بن مريم عن (3)
حسين بن عبيد عن كعب قال أحب البلاد إلى الله تعالى الشام وأحب الشام
إلى الله تعالى القدس (4) وأحب القدس إلى الله تعالى جبل نابلس ليأتين على الناس
زمان يتماسحونه بالحبال بينهم صوابه حبيب بن عبيد
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن
عبد الصمد بن تميم وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي قالوا أنبأنا
الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنبأنا أبو بكر أحمد بن جرير
بن أحمد بن خميس السلماسي أنبأنا أبو الحسن المظفر بن الحسن نا أبو الحسن
أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا أنبأنا أبو حفص عمرو بن عثمان بن كثير
أنبأنا أبو المغيرة حدثني الغاز بن جبلة حدثني الوليد بن عامر اليزني عن كعب (5) أنه كان
يقول يا أهل الشام إن الناس يريدون أن يضعوكم والله يرفعكم والله تعالى يتعاهدكم كما

(1) بالأصل: " يوسف بن عمر " والتصحيح عن المجلدة الأولى.
(2) كذا ورد بالأصل وخع، وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم (تقريب).
(3) سقطت من الأصل وخع.
(4) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 60.
122

يتعاهد الرجل نبله في كنانته لأنها أحب أرضه إليه يسكنها أحب خلقه إليه من دخلها
مرحوم ومن خرج منها فهو مغبون
أنبأنا أبو الوحش سبيع (1) بن المسلم وأبو تراب حمدان بن أحمد المقرئان
قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن
أحمد بن رزقويه أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد نا الحسن بن علي
القطان نا إسماعيل بن عيسى أنبأنا سعيد بن يعلى بن أبي عروبة قال بلغني
عن كعب أنه قال مكتوب في التوراة إن الشام كنز الله عز وجل يسكنها كنزه من عباده
يعني بها قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إبراهيم وإسحاق ويعقوب
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري ونقلته من خطه أنبأنا أبو بكر
أحمد بن علي الحافظ أنا علي بن إبراهيم الحافظ البزاز بالبصرة نا أبو بكر يزيد بن
إسماعيل بن عمر الخلال نا العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترقفي (2) نا
أحمد بن كثير المصيصي نا إسماعيل بن أبي (3) خالد عن محمد بن عمرو أو عمر
شك أبو محمد يعني العباس قال ابن كثير وأراني سمعته منه عن وهب بن منبه قال
إني لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنه ليس لله تعالى حاجة إلا بالشام
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن أبي العلاء أنبأنا الخطيب أبو
بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله
الدقاق قال قرئ على أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر بن بنت معاوية بن عمر
نا معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي عن إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن
خارجة الفزاوي عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال قال الله تعالى يا شام أنت
خيرتي من أرضي أسكنك خيرتي من عبادي
قرأناه على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية

(1) بالأصل وخع: " أبو الحوش سميع " والصواب عن معرفة القراء للذهبي 1 / 405.
(2) هذه النسبة إلى ترقف، قال السمعاني: وظني أنها من أعمال واسط (الأنساب) وسقط عيسى من المطبوعة
1 / 110.
(3) عن الكاشف للذهبي.
123

أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي (1) أبو الطيب نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة أنبأنا
صحيح بن عبد الله الفرغاني حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن ثابت بن
معبد قال قال الله تعالى يا شام أنت خيرتي من بلادي أسكنك خيرتي من عبادي "

(1) بياض بالأصل، والزيادة عن المطبوعة.
124

باب اختصاص الشام عن غيره من البلدان
بما يبسط عليه من أجنحة ملائكة الرحمن "
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبو محمد
إسماعيل بن عبد الرحمن الغازي قال أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو
طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة أنبأنا جدي محمد بن إسحاق
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه حدثنا أبو الفضل
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون الروياني قالا نا محمد (1) بن بشار نا وهب
أخبرتنا فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية قالت قرئ على أبي (2) القاسم
إبراهيم بن منصور بن إبراهيم وأنا حاضرة أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الأعلى هو ابن حماد أنبأنا
وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي
حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة (3) عن زيد بن ثابت قال كنا عند أبي يعلى كنا
مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نؤلف القرآن من وقال أبو يعلى في الرقاع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى للشام فقلنا ولم ذاك فقال لأن وقال أبو يعلى إن ملائكة الرحمن
وفي حديث ابن خزيمة ملائكة الرحمة (4) باسطة أجنحتها عليها

(1) مع وبالأصل " أحمد ".
(2)، " أبو ".
(3)، عن التقريب بكسر المعجمة وتخفيف الميم بعدها.
(4) - ع وبالأصل " الرحمن " وهي الرواية المتقدمة.
125

[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي نا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله
محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي
حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى للشام قلنا لأي شئ ذاك قال
لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم
[* * * *]
ورواه أبو زكريا يحيى بن إسحاق السالحيني عن يحيى بن أيوب كما رواه
يحيى بن خريم بن جرير بن حازم ورواه عمرو بن الحارث وعبد الله بن لهيعة عن
يزيد بن أبي حبيب
فأما حديث يحيى بن إسحاق فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين (1) أنبأنا أبو
علي المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حينئذ
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال أنبأنا أبو خيثمة قال نا
يحيى بن إسحاق نا يحيى بن أيوب أنبأنا وقال أحمد حدثنا (2) يزيد بن أبي
حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة أخبره أن زيد بن ثابت قال بينا نحن عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال طوبى للشام قيل ولم وفي حديث
أحمد وبم (3) ذاك يا رسول الله قال إن ملائكة الرحمن باسطوا (4) أجنحتها
عليها
[* * * *]
وأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه أنبأنا
عثمان بن سعيد الدارمي وبشر بن موسى الأسدي والحارث بن أبي أسامة التيمي

(1) في المجلدة الأولى المطبوعة: " المحصل " تحريف.
(2) بالأصل وخع: " حدثنا يحيى بن أبي زيد بن أبي حبيب أن أحمد بن شماسة أخبره زيد بن ثابت " كذا ورد
مشوشا، والصواب عن مسند أحمد 5 / 185.
(3) كذا، والذي في مسند أحمد " لم ".
(4) في مسند أحمد: " باسطة أجنحتها عليه ".
126

قالوا أنبأنا يحيى بن إسحاق نا يحيى بن أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب أن
عبد الرحمن بن شماسة حدثه عن زيد بن ثابت قال كنا حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف
القرآن إذ قال طوبى فقيل له ولم قال إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها
عليها
[* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي
الصقر الأنباري أنبأنا أبو أحمد إسماعيل بن عمرو بن راشد المقرئ الحداد وأبو
الحسن علي بن عيسى بن معروف بن سليمان الهمداني بقراءتي عليهما قالا أنبأنا أبو
الخطيب بن أحمد بن محمد الشافعي قراءة عليه أنبأنا أبو العباس عبد الله بن
أحمد بن عديس الدمشقي إملاء قال أنبأنا إبراهيم بن يعقوب أنبأنا يحيى فذكره
وأما حديث عمرو فأخبرناه أبو علي الحداد وجماعة إجازة قالوا أنبأنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (1) نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن رشدين
المصري نا حرملة بن يحيى نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي
حبيب عن ابن (2) شماسة أنه سمع زيد بن ثابت يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن عنده
طوبى للشام قلنا ما باله يا رسول الله قال إن الرحمن (3) لباسط رحمته عليه
ورواه عن ابن لهيعة الوليد بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب
[* * * *]
فأما حديث الوليد فأخبرتنا به فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على
أبي قاسم سبط بحرويه أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عبلة بن يحيى يعلى نا
داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن
عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقال
طوبى للشام فقلنا ما ذاك يا رسول الله قال تيك ملائكة الرحمن (4) عز وجل
باسطوا أجنحتها على الشام [* * * *]

(1) بالأصل وخع: " يزيد " وفي المطبوعة: " زيدة " تحريف.
(2) بالأصل وخع: " أبي " تحريف.
(3) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، وفي المطبوعة 1 / 114 بهذا الاسناد: إن ملائكة الرحمن لباسطة
أجنحتها عليه.
(4) زيادة عن خع، وفي المجلدة الأولى المطبوعة: ملائكة الله.
127

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أبي
الصقر نا أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله العسقلاني بمصر أنبأ
أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن سعد الأنصاري المقدسي نا عبد الله بن محمد بن
سالم أنبأنا هشام بن عمار نا الوليد (1) نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول طوبى للشام قلنا فقلنا وما ذاك يا رسول الله قال فإن ملائكة الرحمن (2)
عز وجل باسطوا أجنحتها على الشام تابعهما هشام بن خالد الأزرق عن الوليد [* * * *]
وأما حديث الأشيب فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن
المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله حدثني أبي نا حسن نا ابن لهيعة نا
يزيد بن أبي حبيب عن ابن (3) شماسة عن (4) زيد بن ثابت قال بينا نحن عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما حتى قال طوبى للشام طوبى للشام قلت ما بال الشام قال
الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام [* * * *]
ورواه عمرو (5) بن خالد الحراني عن ابن لهيعة
أخبرناه أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
محمد نا سليمان بن أحمد نا أبو الزنباع روح بن الفرج نا عمرو بن خالد الحراني
نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمع ابن شماسة يخبر عن زيد بن ثابت قال
كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نكتب الوحي فقال طوبى للشام ثلاث مرات فقلنا وما ذاك يا
رسول الله فقال إن الملائكة ناشرة أجنحتها على الشام [* * * *]
قرأت بخط أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي كان بدمشق
قال حدثني عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير نا يزيد بن محمد بن
عبد الصمد نا سليمان بن عبد الرحمن أنبأنا معروف سمعت واثلة بن الأسقع

(1) بالأصل: " الوليد بن أبي لهيعة " تحريف.
(2) في المطبوعة: الله.
(3) بالأصل وخع " أبي " تحريف، والصواب عن مسند أحمد 5 / 184.
(4) عن مسند أحمد وبالأصل " قال ".
(5) بالأصل وخع والمجلدة المطبوعة: " عمر " والصواب عن تقريب التهذيب، وسيرد صوابا.
128

يقول إن الملائكة تغشى (1) مدينتكم هذه يعني دمشق ليلة الجمعة فإذا كان بكرة
افترقوا على أبواب دمشق براياتهم وبقيودهم (2) فيكونون سبعين رجلا ثم ارتفعوا
ويدعون الله لهم اللهم اشف مريضهم ورد غائبهم (3)

(1) عن مختصر ابن منظور 1 / 61 وبالأصل وخع " تغشوا ".
(2) في ابن منظور: وبنودهم.
(3) في المطبوعة: آخر الجزء الثاني يتلوه في الجزء الثالث إن شاء الله باب دعاء النبي صلى الله عليه وآله سلم للشام بالبركة.
129

" باب
دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) للشام بالبركة (1)
وما يرجى بيمن دعائه (صلى الله عليه وسلم) من رفع السوء عن أهلها "
أخبرنا أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي بمدينة
الرسول في مسجده بين قبره ومنبره أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنبأنا
أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي
حدثنا أبو عمير (2) عيسى بن محمد بن النحاس نا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة
العنبري عن سالم أراه عن أبيه قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا
وشامنا ويمننا فقال رجل يا رسول الله وعراقنا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بها الزلازل والفتن
ومنها يطلع قرنا الشيطان [* * * *]
كذا أخبرنا أبو جعفر وكان أول كتابه قد ذهب فكتب إسناده من لا يعرف فقال
فيه أخبرنا الديبلي وإنما يرويه ابن فراس عن العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن
أبي عمير ورواه غير أبي عمير عن ضمرة بغير شك
أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني ببغداد أنا محمد بن
أحمد بن مسلمة نا أبو طاهر المخلص
وأخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن
أحمد بن محمد بن شريح قالا أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد نا العباس بن
الوليد بن مزيد العذري (3) ببيروت حدثني أبي نا عبد الله بن شوذب نا

(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 62 وبالأصل: للشام وأهلها.
(2) بالأصل وخع: " أبو عمر " والصواب عن تقريب التهذيب.
(3) عن تقريب التهذيب، وبالأصل وخع: " العلوي " تحريف.
130

عبد الله بن القاسم ومطر وكثير بن سهل عن توبة العنبري عن سالم أبو عبد الله عن
أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن (1) إبراهيم بن محمد الحافظ
أنبأنا محمد بن إبراهيم الجرجاني إملاء أبو العباس الأصم نا العباس بن الوليد
البيروتي أخبرني أبي حدثني عبد الله بن شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر
وكثير أبو سهل (1) عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا قال
اللهم بارك لنا في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا
وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا فقال رجيا رسول الله وفي عراقنا فأعرض
عنه فرددها ثلاثا كل ذلك يقول الرجل وفي عراقنا فيعرض عنه فقال بها الزلازل
والفتن ومنها وقال ابن صاعد فيها (2) يطلع قرن الشيطان وفي حديث
البيهقي قرنا الشيطان قال ابن شوذب إلا أن كثيرا (3) لم يذكر مكة وقال مكة
يمانية زاد ابن صاعد أي قد دخلت في اليمن قال ابن صاعد وزاده ضمرة عن
عبد الله بن شوذب عن توبة لم يذكر بينهما آخر [* * * *]
أخبرنا هبة الله بن عبد الله الواسطي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت نا
الحسن بن أبي بكر ثابت نا عبد الله بن جعفر
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النشائي أنبأنا أبو الفرج
سهل بن بشر (4) الإسفرايني قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري أنا أبو الطاهر أحمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا محمد بن عبدوس
نا حماد بن إسماعيل بن علية قال أنا أبي نا زياد بن بيان نا سالم عن عبد الله بن
عمر قال صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الفجر ثم انتقل (5) فأقبل على القوم فقال اللهم

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المجلدة الأولى المطبوعة 1 / 120.
(2) زيادة عن المطبوعة.
(3) بالأصل: كثير.
(4) بالأصل: " سهل ".
(5) في مختصر ابن منظور 1 / 62 انفتل.
131

بارك لنا في شامنا ويمننا قال رجل والعراق يا رسول الله فسكت ثم أعاد فقال اللهم
بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا
ويمننا قال قال رجل يا رسول الله والعراق قال فسكت ثم أعاد كما قال أولا فقال
رجل والعراق يا رسول الله قال من ثم يطلع الشيطان وتهيج الفتن اللفظ
للذهلي والآخر نحوه [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الأصبهاني أنبأنا أحمد بن
محمود الثقفي ومنصور بن الحسين الكاتب قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نا
محمد بن علي بن الحسن بن حرب قاضي الطبرية بطبرية (1) أنبأنا سليمان بن
عمر بن خالد الأقطع نا إسماعيل بن إبراهيم بن علية نا زياد بن بيان نا سالم عن
عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الفجر ثم انتقل فأقبل على القوم فقال
اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مكتنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا اللهم بارك
لنا في حرمنا وشامنا ويمننا فقال رجل يا (2) رسول الله والعراق فسكت ثم قال
اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في حرمنا وشامنا ويمننا فقال رجل والعراق
يا رسول الله قال ثم يطلع قرن الشيطان يهيج الفتن [* * * *]
قال ابن المقرئ نا محمد ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد نبأنا أزهر بن سعد
عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأخبرناه أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنبأنا أبو
مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن مهرابزد (3) الأصبهاني أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ نبأ محمد بن علي بن حسن بن حرب الرقي قاضي طبرية فذكره
انتهى
ورواه نافع وبشر بن حارث المدني الأزدي عن ابن عمر
فأما حديث نافع

(1) طبرية، بليدة مطلة على بحيرة طبرية، وهي من أعمال الأردن في طرف الغور.
(2) عن هامش الأصل وخع.
(3) بالأصل: " مهرا ".
132

فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن
المذهب أنبأ أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا أزهر بن
سعد أبو بكر السمان أنبأنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم
بارك لنا في شامنا الله بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في
شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجد قال هناك (1) الزلازل والفتن ومنها
أو قال بها يطلع قرن الشيطان [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي
الحافظ قالا أنبأ أبو جعفر نصر بن الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب أنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع نبأ علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن
الحافظ ببغداد نبأنا عباس (2) بن محمد الدوري
وأخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل أنبأنا أحمد بن محمد بن
محمد أنبأ علي بن أحمد بن محمد بن الحسين نا الهيثم بن كليب نبأنا
العباس بن محمد نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال الفضل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا
قال وفي نجد قال هناك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يطلع قرن الشيطان
انتهى [* * * *]
وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي نبأنا أبو الحسين
محمد بن علي المهتدي أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ الصيدلاني نبأنا
أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نبأنا محمد بن يحيى نبأنا أزهر عن ابن عون
عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا وفي
نجدنا ثلاث مرات قال أظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن
الشيطان (3) [* * * *]
وأخبرنا أبو الشيخ محمد بن علي بن نصر الحماد أنا الأزرقاني ومحمد بن

(1) في مسند أحمد 2 / 118 وفي نجدنا؟ قال: هنالك...
(2) بالأصل وخع: " عياش " تحريف.
(3) الخبر موجود بإسناده في المجلدة الأولى 1 / 123 مع اختلاف في نص الحديث.
133

الموفق بمصر ومحمد الجرجاني وأبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان
الفامي المصريون وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد (1) وأبو جعفر محمد بن علي بن
محمد الشاط الطبري وأبو المظفر عبد الفاطر بن الدمشقي بن عبد الله وأبو بكر
العيني بهراة قال أنا أبو سهل حبيب بن ميمون بن علي الواسطي بن خالة الدهلي نا
أبو سعد أحمد بن محمد الحسن بن الحسن البصري المروزي قالا أنبأنا العباس بن
محمد بن حاتم نا أزهر بن سعد عن عبد الله بن عون (2)
وأخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال قرأت على سعيد بن محمد بن أحمد
البحيري أنبأنا أبو الحسن بن يحيى بن المزكي أنبأنا أحمد بن محمد بن
يحيى بن بلال نبأنا العباس بن محمد الدوري نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن
نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا
قال قالوا وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن وبها أو قال ومنها يخرج قرن
الشيطان [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا علي بن
عبد الملك وأنبأنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى نا أحمد بن إبراهيم الدوري نبأنا أزهر عن ابن عون عن
نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (3) اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا
قال فقالوا وفي نجد (4) قال فقال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في
يمننا قال وقالوا وفي نجد (4) قال فأظنه قال في الثالثة هنالك الزلازل
والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم علي ن محمد بن
العلاء الفقيه حينئذ

(1) بالأصل وخع بياض مقدار كلمة.
(2) من نهاية الحديث السابق إلى هنا ساقط من المطبوعة، وفيها خبر آخر بإسناده ونص حديثه سقط من الأصل
وخع.
(3) زيادة عن خع.
(4) في المجلدة الأولى المطبوعة: نجدنا.
134

وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو
الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات قالا أنبأنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر نا الحسن بن جندب (1) نا أمية أنا
محمد بن يزيد بن سنان نا يزيد يعني أباه نبأنا أبو رزين عن أبي عبيد حاجب
سليمان عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال اللهم بارك لنا في مكتنا
وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا
وبارك في مدنا فقال رجل يا رسول الله العراق ومصر فقال هناك ينبت قرن
الشيطان (2) وثم الزلازل والفتن انتهى [* * * *]
رواه الحاكم أبو أحمد عن إبراهيم بن محمد العمري عن أبي فروة (3) يزيد بن
محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن جده
وأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إجازة ونبأنا عبد الرحيم بن
علي بن حمد الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد نا
أحمد بن محمد بن صدقة نا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي (4)
حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي عبيد حاجب سليمان بن
عبد الملك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فذكر نحوه وقال هناك
يطلع قرن الشيطان [* * * *]
أخبرنا أبو سهل محمد بن أبي نصر إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدويه
المزكي ببغداد أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي
المقرئ أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي نبأنا أبو
بكر محمد بن هارون الروياني نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن منقذ حدثني المقرئ أبو
عبد الرحمن عن سعيد بن أبي أيوب حدثني عثمان بن عطاء عن نافع عن ابن عمر

(1) في المطبوعة: الحسن بن حبيب، نا أبو أمية.
(2) زيادة عن خع.
(3) العبارة بالأصل غير واضحة، والمثبت عن المطبوعة " عن أبي فروة يزيد " وسيرد اسمه صحيحا في الحديث
التالي. وانظر تقريب التهذيب.
(4) الرهاوي بضم الراء وفتح الهاء هذه النسبة إلى الرها، بلدة من بلاد الجزيرة بينها وبين حران ستة فراسخ.
135

أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل وفي مشرقنا يا
رسول الله قال من هناك يطلع قرن الشيطان وبها تسعة أعشار الشر كذا قال
عثمان بن عطاء وإنما هو عبد الرحمن بن عطاء بن كعب مصري
أخبرناه على الصواب أبو القاسم هبة الله محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن
المذهب نبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا أبو (1)
عبد الرحمن نبأنا سعيد يعني ابن أبي أيوب نبأنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع
عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا مرتين فقال
رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من هنالك يطلع قرن الشيطان
وبها تسعة أعشار الشر انتهى [* * * *]
وأما حديث بشر فأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي أنبأنا
أبو الفضل المطهر (2) قال سمعت عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند حجرة
عائشة يقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وصاعنا ومدنا وشامنا ويمننا ثم استقبل مطلع
الشمس فقال من ها هنا يطلع قرن الشيطان من ها هنا الزلازل والفتن (3)
والفدادون [* * * *]
كذا قال والصواب ابن عمر
أنبأناه أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر بن
حفص المديني الحمامي
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أنا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت أنا (4) الحمامي
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الفضل الحافظ بأصبهان أنبأنا أبو منصور

(1) زيادة عن مسند أحمد 2 / 90.
(2) ثمة نقص في الاسناد بالأصل وفي خع، وأثبت في المطبوعة عن نسخة أخرى. (انظر المجلدة الأولى
ص 126).
(3) الفدادون: الجمالون والرعيان والبقارون والحمارون والفلاحون وأصحاب الوبر الذين تعلو أصواتهم
(نهاية - اللسان).
(4) زيادة اقتضاها السياق.
136

محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه أنا أبو بكر أحمد بن موسى (1) بن مردويه
قالا نا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد بن مسرهد نا حماد يعني
ابن زيد عن بشر بن حرب قال سمعت ابن عمر يقول (1) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في
يمننا وبارك لنا في
صاعنا وبارك لنا في مدنا
[* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر
القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أنبأنا يونس نا حماد يعني
ابن زيد (2) أنبأنا بشر قال سمعت ابن (3) عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا (4) وبارك لنا في
مدنا
[* * * *]
قال وحدثني أبي نا يونس نا حماد يعني ابن سلمة عن بشر بن حارث قال
سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم بارك لنا
في مدينتنا وفي صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا ثم استقبل مطلع الشمس فقال من ها هنا يطلع قرن
الشيطان من ها هنا الزلازل والفتن
[* * * *]
وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك النيسابوري أنبأنا
أحمد بن أبي (5) جعفر الطبسي أنا أحمد بن محمد الصدفي أنا الحسن بن
محمد بن حكيم المروزي أنبأنا أبو الموجه نا خلف بن هشام نا حماد بن زيد عن
بشر بن حرب فذكره (6)
فأخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق أنبأنا أبو
بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ

(1) زيادة عن المطبوعة.
(2) عن مسند أحمد 3 / 124 وبالأصل وخع " يزيد ".
(3) زيادة عن منسد 2 / 124.
(4) بعدها في مسند أحمد: وبارك لنا في صاعنا...
(5) زيادة عن الأنساب، والطبسي بفتح الطاء، والباء هذه النسبة إلى طبس، بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان
وكرمان (الأنساب).
(6) زيادة عن المطبوعة.
137

حدثني أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنباري نا أبو عمر محمد بن أحمد المحلي (1) نا
آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن معن بن الوليد عن خالد بن معدان عن
معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي شامنا وفي
يمننا وفي حجازنا قال فقام إليه رجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك
النبي (صلى الله عليه وسلم) عنه فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك فقام إليه الرجل فقال يا
رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل
وقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي (صلى الله عليه وسلم) فولى الرجل وهو يبكي فدعاه
النبي (صلى الله عليه وسلم) أمن العراق أنت قال نعم قال إن أبي إبراهيم عليه السلام هم (2) أن
يدعو عليهم فأوحى الله تعالى إليه لا تفعل فإني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت
الرحمة قلوبهم
[* * * *]
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم الطبراني أنبأنا محمد بن علي
المرثدي أنبأنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب أنبأ إسحاق بن عبد الله بن كيسان
عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم بارك لنا
في صاعنا وفي مدنا وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا وبارك لنا في شامنا فقال رجل من
القوم يا نبي الله وعراقنا فقال إن هنا يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن وإن الخنا (4)
بالمشرق
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة أنبأنا أبو علي
الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقو ب بن سفيان نا قبيصة نا سفيان عن
محمد بن جحادة سمعت الحسن يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم بارك لنا في

(1) في تاريخ بغداد 1 / 24 " الحليمي " والحليمي هذا هو من ولد حليمة السعدية التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهو صغير. (انظر المطبوعة المجلدة الأولى ص 128).
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 63 وتاريخ بغداد 1 / 25.
(3) بالأصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف.
(4) في مختصر ابن منظور: وإن الجفاء بالمشرق.
138

مدينتنا (1) فقال له رجل يا رسول الله قال فالعراق قال فيها ميرتنا وفيها حاجاتنا
قال فسكت ثم أعاد عليه فسكت فقال بها يطلع قرن الشيطان وهنالك الزلازل
والفتن

(1) كذا بالأصل وخع، اقتصر على هذه العبارة، وفي مختصر ابن منظور 1 / 64 زيد في رواية الحسن:
"... اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا ".
139

[* * * *] " باب بيان أن الشام أرض مباركة
وأن ألطاف الله بأهلها متداركة "
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني فيما شافهني أنا أبو عبد الله
الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي أنبأنا الخضر بن علي بن منصور الضرير
إجازة قالا نا سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن أحمد بن (1) فطيس أنبأنا أبو الفتح
المظفر بن أحمد بن برهان (2) المقرئ أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن
فطيس أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن دحيم نا هشام بن عمار نا الوليد نا
زهير بن محمد قال حدثت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تبارك وتعالى بارك ما
بين (3) العريش والفرات وخص فلسطين بالتقديس يعني بالتطهير هذا منقطع
[* * * *]
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن الشاهد بأصبهان أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
محمد الذكواني أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الحياني نا إبراهيم بن
محمد بن الحسن نا أبو عمار حدثنا أبو الفضل بن موسى أنبأنا الحسين بن واقد
عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب " ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا
فيها للعالمين " (4) قال الشام (5) وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي
ببيت المقدس

(1) كذا كررت في الأصل وخع.
(2) عن المطبوعة ورسمت بالأصل وخع يزيدان.
(3) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 1 / 65.
(4) سورة الأنبياء، الآية: 71.
(5) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 65 وخع.
140

أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن أبي الحداد أجازنا
جدي أبو عبد الله
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قالا أنبأ أبو
الحسين علي بن حسن بن علي الربعي الحافظ أنبأنا أبو علي الحسن بن
عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي ببعلبك أنبأنا أبو الخليل العباس بن الخليل
الحضرمي بحمص نا أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن
علقمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ
قال وقال الحارث بن الحارث قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما إن
ربك قال لإبراهيم أعمر من العريش إلى الفرات الأرض المباركة وكان أول من اختتن
وقرى الضيف واختتن وهو ابن ثمانين سنة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو محمد بن
يوسف بن بشر الهروي قال قرأ علي أحمد بن محمد بن حماد الطهراني أنا
عبد الرزاق أنا إسرائيل عن فرات القزاز (1) قال سمعت الحسن يقول في قوله تعالى "
مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها " (2) يقول مشارق الشام ومغاربها
أخبرناه أبو سعد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي (3) الفقيه بمرو أنبأنا
أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن
حمدان النصروي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي نا عبد الله بن أحمد
حدثني أبي نا وكيع عن الحسن قال الأرض التي باركنا فيها قال الشام
رواه سفيان بن سعيد الثوري قرأته على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد عن
أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع الصيداوي أنبأنا أبو

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب بزاءين، وبالأصل وخع " القرار ".
(2) سورة الأعراف، الآية: 137.
(3) الجنزي بفتح الجيم وسكون النون هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد أذربيجان (الأنساب).
141

يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة ابن بي كريمة بصيدا أخبرني محمد بن أحمد بن
القاسم بن الضحاك الطيالسي بمصر نا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن أبي الليث
نا الأشجعي عن سفيان عن فرات القزاز (1) عن الحسن قال " مشارق الأرض
ومغاربها التي باركنا فيها " قال هي الشام
رواه قبيصة عن الثوري وأسقط منه الحسن
أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني أنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
جعفر نا جعفر بن عبد الله بن الصباح نا الحسن بن الصباح نا قبيصة عن سفيان
عن فرات القزاز في قوله عز وجل " مشارق الأرض ومغاربها " قال الشام
ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن الثوري من قوله لم يذكر فيه
فراتا (2)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن
محمد بن إبراهيم بن غيلان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا
إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان في قول الله عز وجل " وأورثنا القوم الذين
كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها " قال الشام
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر محمد أنا محمد بن يوسف بن بشر
الهروي قال قرئ على محمد بن حماد الظهراني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة
في قوله تبارك وتعالى " مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها " قال التي بارك الله
فيها الشام
رواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة مثله
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن أحمد بن

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب بزاءين، وبالأصل وخع " القرار ".
(2) عن خع وبالأصل " جوابا ".
142

عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا محمد بن يوسف الهروي أنا
محمد بن حماد الظهراني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله " ولقد بوأنا بني
إسرائيل مبوأ صدق " (1) قال بوأهم الله تبارك وتعالى الشام وبيت المقدس
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن البن
بدمشق نا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلا المصيصي السلمي
الشافعي أنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن داود الرزاز البغدادي أنا القاضي
أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبرة الحماني (2) حدثني
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن هانئ الفرار (3) أبو العباس نا محمد بن عبدة
القزويني نا خالد بن عبد الرحمن المخزومي نا مالك عن زيد هو ابن أسلم
" التي باركنا فيها " قال قال قرى بالشام
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا أبو الحسن عاصم بن
الحسن أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو
بكر بن أبي الدنيا نا أبو عبد الله نا عمرو بن محمد نا أسباط عن السدي في قوله "
ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره " (4) قال الريح الشديدة إلى الأرض التي باركنا
فيها قال أرض الشام
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن أحمد بن يزيد أنا
أبي أبو سعد أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس نا محمد بن
إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال قال
سفيان في قوله تعالى " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها "
قال مشارق الأرض الشام ومغاربها
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين أنا جدي أبو عبد الله
أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني أنا أبو العباس محمد بن موسى بن

(1) في خع: " الجعابي " وفي المطبوعة: " المعافري ".
(2) كذا رسمت في الأصل، وخع وفي المطبوعة: البزاز.
(3) في خع " عبد الفروي " وفي المطبوعة: البزاز. (4) سورة الأنبياء، الآية: 81.
143

الحسين بن السمسار الحافظ أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا معاوية بن
يحيى نا سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن يزيد بن شريح عن كعب
الأحبار قال إن الله تبارك وتعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش
أنبأنا أبو القاسم على بن إبراهيم الخطيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا
أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي بن الحسن بن حبيب نا أبو قرصافة (1) نا أبو عمر
الضرير نا محمد بن عياض نا إسماعيل بن عياش عن من حدثه عن كعب قال
بارك الله في الشام من الفرات إلى العريش وخص بالقدس من أرض فحص إلى رفح (2)
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الواسطي
الخطيب أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن يونس (3) نا عبد الله بن
محمد بن سلم ببيت المقدس نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا ابن جابر
حدثني عقبة بن وشاح حديثا أسنده قال ما ينقص من الأرضين يزاد في الشام وما
ينقص من الشام يزاد في فلسطين
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن علي بن محمود نا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الفضل
العباس بن بيهس بمصر نا أحمد بن ثابت بن زيد نا أبو حميد أحمد بن محمد بن
المغيرة نا يحيى بن سعيد القطان (4) نا علي بن همام عن كعب قال جاء إليه
رجل فقال إني أريد الخروج ابتغي فضل الله قال عليك بالشام فإنه ما نقص من بركة
الأرضين يزاد بالشام

(1) هو حبذرة بن خيشنة، صحابي، نزل الشام مشهور بكنيته (تقريب التهذيب).
(2) العريش: بفتح أوله، مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم.
وفحص: بفتح أوله وسكون ثانيه وهو كل موضع يسكن سهلا كان أو جبلا، بشرط أن يزرع (ياقوت) ولم
أجد فيما لدي ما يفيد، فلعل الاسم: " فحص " عام لكل موضع يزرع.
ورفح: بفتح أوله وثانيه منزل في طريق مصر بعد الداروم بينه وبين عسقلان يومان للقاصد مصر.
(3) الأصل وخع، وفي المطبوعة: مؤنس.
(4) في خع: العطار.
144

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا إبراهيم بن يونس بن
محمد بدمشق أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي أنا أبو بكر محمد بن أحمد
الواسطي نا عيسى بن عبيد اللبن عبد العزيز الوراق أخبرني أبو الحسن علي بن
جعفر الرازي نا محمد بن إبراهيم نا محمد بن النعمان نا سليمان بن
عبد الرحمن نا أبو عبد الملك الجزري أنه قال إذا كانت الدنيا في بلاء وقحط كان
الشام في رخاء وعافية وإذا كان الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية
وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كانت بيت المقدس في رخاء وعافية وقال الشام
مباركة وفلسطين مقدسة وبيت المقدس قدس القدس
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل قالا أنا أبو الحسن
محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر
محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا غالب بن غزوان الثقفي نا صدقة بن يزيد
الخراساني عن من حدثه قال لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه فبعث إلى تراب
الشام فأتي به فجلس عليه فرجع إليه ما كان يعرف من نفسه "
145

باب ما جاء من الإيضاح والبيان
أن الشام الأرض المقدسة المذكورة في القرآن "
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد نا أبو حبيب العباس بن
أحمد بن محمد البرقي نا عبد الأعلى بن حماد نا معتمر (1) بن سليمان عن
داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن عمه أبي ذر قال أتاني
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله وقال ألا أراك نائما فيه قال
قلت يا نبي الله غلبتني عيني قال كيف تصنع إذا أخرجت منه قال قلت آتي الشام
الأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجت من الشام قال أعوذ بالله قال فكيف
تصنع إذا أخرجت قال ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أدلك
على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا تسمع وتطيع وتنساق لهم كيف ساقوك
كذا قال والصواب عن عمي عن أبي ذر
[* * * *]
أخبرتناه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرأ على إبراهيم بن
منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عبد الأعلى بن (2)
حماد نا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود
الدئلي عن عمه عن أبي ذر قال أتاني نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم في مسجد المدينة
فضربني برجله قال ألا أراك نائما فيه قال فقلت يا نبي الله غلبتني عيني قال
فكيف تصنع إذا خرجت منه قال قلت آتي الشام الأرض المقدسة قال فكيف

(1) بالأصل وخع: " معمر " تحريف.
(2) عن خع وبالأصل " نا ".
146

تصنع إذا أخرجت منه قال ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا
أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث
ساقوك
[* * * *]
قال أبو يعلى ونا سويد نا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي
حرب بن أبي الأسود عن عمه عن أبي ذر قال أتاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم في
المسجد فقال ألا أراك نائما فيه قال فقلت يا نبي الله غلبتني عيني قال فكيف
تصنع إذا أخرجت منها قال قلت أخرج إلى الأرض المقدسة المباركة قال فكيف
تصنع إذا أخرجت منها قال أعود إليه قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قال ما
أصنع أضرب بسيفي قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا قال
تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك قال فوالله لألقين الله وأنا مطيع لعثمان
[* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
السري (1) والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي
وأخبرناه أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي أنا أبو القاسم بن البسري (2)
قالوا أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد البغوي نا محمد بن أبي سمينة
نا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه
عن أبي ذر قال كنت نائما في المسجد فركضني برجله وقال أتنام فيه قلت
غلبتني عيني يا رسول الله قال فكيف بك إذا خرجت منه قال قلت آتي الشام
الأرض المقدسة المباركة قال فكيف بك إذا أخرجت زاد ابن النقور والزينبي
منها قال قلت أعوذ بالله قال فكيف بك إذا أخرجت منه قال قلت أصنع ما
تأمرني آخذ سيفي قال لا ولكن تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك
[* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا وهب بن
بقية أنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عمه عن أبي ذر قال بينا
أنا نائم في المسجد خرج علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضربني برجله فقال ألا أراك نائما فيه

(1) في المطبوعة، في الموضعين، التستري.
147

قلت يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قال قلت
ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجوك
منها قلت أرجع إلى مهاجري قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ
سيفي فأضرب به قال فلا تصنع خيرا من ذلك وأقرب تسمع وتطيع وتنساق معهم
حيث ساقوك قال أبو ذر والله لألقين الله وأنا سامع مطيع [* * * *]
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي أنا أبو لبيد محمد بن
إدريس السامي السرخسي نا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن داود بن أبي
هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن عمه قال لقيت أبا ذر بالربذة (1)
فقال كنت نائما في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمر بي فضربني برجله ثم قال ألا أراك
نائما فيه فقلت بأبي وأمي غلبتني عيني فنمت قال كيف تصنع إذا أخرجت منه
قال ألحق بالأرض المقدسة أرض الشام قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قال
قلت أرجع إليه قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قال قلت آخذ سيفي ثم
أضرب به قال أو تصنع خيرا من ذلك وأقرب رشدا قال تسمع لهم وتطيع وتنساق
حيث ساقوك قال والله لألقين الله وأنا مطيع لعثمان رضي الله عنه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد نا كهمس بن الحسن نا أبو السليل عن
أبي ذر قال جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتلو علي هذه الآية " ومن يتق الله يجعل له
مخرجا " (2) حتى فرغ من الآية ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم
قال فجعل يتلوها ويرددها علي حتى نعست ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت
من المدينة قال قلت إلى السعة والدعة أنطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة
قال فكيف تصنع إن أخرجت من مكة قال قلت إلى السعة والدعة إلى الشام
والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إن أخرجت من الشام قال قلت إذا والذي

(1) الربدة: بفتح أوله وثانيه، من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق، وبهذا الموقع قبر أبي ذر
الغفاري (ياقوت).
(2) سورة الطلاق، الآية: 2.
148

بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي قال أو خير من
ذلك قال أو قلت أو خير من ذلك قال تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا * * * *]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا
أبو نصر بن الجندي وعبد الرحمن بن الحسن بن الحسن قالا أنا أبو القاسم بن أبي
العقب نا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال الوليد
وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود القرشي عن عروة أنه كان في كتاب أبي بكر
إلى خالد بن الوليد أن أعجب إلى إخوانكم بالشام فوالله لقرية من قرى الأرض
المقدسة يفتحها الله علينا أحب إلي من رستاق من رساتيق العراق
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن
علي أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمه (1) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن
شيبة نا جدي يعقوب نا يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن سليمان عن المنهال بن
عمرو عن قيس بن سكن قال سمعت عليا ونحن بمسكن (2) يقول يا معشر
المسلمين المهاجرين " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على
أدباركم فتنقلبوا خاسرين " قال فتلكؤا قال فلما رأى ذلك قال أف لكم (3) إنها سنة
جرت عليهم
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين النجاد نا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنا أبو
بكر أحمد بن سندي بن أحمد (4) بن الحداد نا الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي أنا خارجة يعني
ابن مصعب السرخسي عن ثور هو ابن يزيد الكلاعي الحمصي عن خالد بن

(1) بالأصل " محمد " وفي خع: " حمد " والصواب عن تبصير المنتبه 1 / 462 وفيه: عبد الرحمن بن عمر بن
حمة الخلال عن المحاملي وأبي بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة. وانظر تاريخ بغداد 10 / 301.
(2) مسكن: بالفتح ثم السكون، موضع قريب من أوانا على دجبل عند دير الجاثليق (معجم البلدان).
(3) عن خع وبالأصل " أمللم ".
(4) في خع: الحسن.
149

معدان عن معاذ رضي الله عنه قال أرض المقدسة ما بين العريش إلى الفرات
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني الخطيب أنا أبو الحسن
رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد بن الضراب
أبا أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي نا أبو قلابة نا سعيد يعني ابن
سليمان نا عباد يعني ابن العوام عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة
قال كتب أبو الدرداء إلى سلمان (1) أن هلم إلى الأرض المقدسة وأرض الجهاد فكتب
إليه سلمان أن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس المرء عمله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النقور أنا عيسى بن علي
الوزير أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو نا أبو شهاب الحناط عن يحيى بن
سعيد عن عبد الله بن هبيرة أن أبا الدرداء كان قاضيا بالشام فكتب إلى سلمان هلم
إلى أرض الجهاد وأرض المقدسة فأجابه سلمان كتبت تدعوني إلى أرض الجهاد
وأرض المقدسة ولعمري ما الأرض تقدس المرء ولكن المرء يقدسه عمله وقد بلغني
أنك جلست كئيبا تداوي فإن كنت طبيبا مبرئا فطوباك وإن كنت متطببا فاتق لا تقتل
إنسانا (2) فتدخل النار
قال فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم شك في قضائه قال ردوهما ثم يقول
متطبب والله
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني أنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا محمد بن يوسف بن
بشر قال قرئ (3) على محمد بن حماد الظهراني بعسقلان (4) أنا عبد الرزاق أنا
معمر عن قتادة في قوله " الأرض المقدسة " (5) قال هي الشام
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه

(1) عن خع وبالأصل: سليمان تحريف.
(2) زيادة عن خع.
(3) زيادة عن خع.
(4) عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين (معجم البلدان).
(5) سورة المائدة من الآية: 23.
150

وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن
أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان نا محمد بن جعفر بن الهيثم نا سلمة يعني ابن شبيب نا عبد الرزاق عن
معمر عن قتادة في قوله عز وجل " ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق " (1) قال
بوأهم الله الشام وبيت المقدس
وأخبرنا أبو علي إجازة وحدثنا عنه عبد الرحيم الأصبهاني أنا عبد
الرحمن بن محمد بن أحمد نا أبو الشيخ نا أبو يحيى نا سهل يعني ابن
عثمان نا مروان عن جويبر عن الضحاك " مبوأ صدق " قال مبارك مصر والشام
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه بنيسابور
أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي المفسر قال قوله " يا قوم ادخلوا
الأرض المقدسة " وقال قتادة هي الشام كلها وقال عكرمة والسدي هي أريحا
وقال الكلبي دمشق وفلسطين ومعنى المقدسة (2) المطهرة وتلك الأرض طهرت
من الشرك وجعلت مسكنا وقرارا للأنبياء
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد الطوسي النوفالي (3) المعروف
بالبغدادي بطوس أنا الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي (4)
قراءة عليه بتوزن شاه قرية بمرو أنا أبو إبراهيم إسماعيل بن بقال المحبوبي نا
أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر نا أبو عثمان سعيد بن مسعود نا
يزيد بن هارون نا الجريري (5) عن أبي السليل عن غنيم عن أبي العوام قال كان

(1) سورة يونس، الآية: 93.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
وأريحا: مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام (ياقوت).
(3) في خع: " النوقاني ".
(4) الخلوقي بفتح الخاء وضم اللام هذه النسبة إلى خلوق أو خلوقة وهو بطن من العرب هكذا سمعتهم يقولون
(الأنساب).
(5) أسمعه سعيد بن إياس الجريري، نسبة إلى جرير بن عابد بن ضبيعة.
(6) هو ضريب بن نفير ويقال نقير ويقال نفيل.
151

مؤذن بيت المقدس يقول ما على وجه الأرض شهيد (1) لا يسمع أذاني لصلاة الغداة
قال وإن كان بسمرقند أو غيرها
قال وقال كعب ما شرب ماء عذب قط إلا ما يخرج من تحت هذه الصخرة حتى
أن العين التي بدارين (2) ليخرج ماؤها من تحت هذه الصخرة وإن في (3) الأرض التي
يتكلم بها يوم القيامة لحوت (4) الأذى لقدست مسيرة الشام مرتين وقدست سائر الشام
مرة واحدة
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي أنا إبراهيم بن يونس أنا
عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب
ببيت المقدس نا أبو حفص عمر بن الفضل بن مهاجر اللخمي نا أبي أبو العباس
الفضل بن المهاجر نا الوليد بن حماد الرملي نا إبراهيم بن محمد نا الوليد بن
مسلم نا ثور بن يزيد قال قدس الأرض الشام وقدس الشام فلسطين وقدس
فلسطين بيت المقدس وقدس بيت المقدس الجبل وقدس الجبل المسجد وقدس
المسجد القبة
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي عن
عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ
بداريا (5) أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبي نا سليمان بن
عبد الرحمن نا ابن عياش عن الأسود بن أحمر العنسي عن وهب الذماري أنه
كان يقول إن الله كتب للشام إني قدستك وباركتك جعلت فيك مقامي وأنت
صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي فاتسعي لهم برزقك ومساكنك
كما يتسع الرحم أن وضع فيه اثنان وسعه وإن ثلاثة مثل ذلك وعيني عليك بالظل
والمطر من أول السنين إلى آخر الدهر فلن أنساك حتى أنسى يميني (6) وحتى تنسى ذات

(1) بالأصل: " شهيدا ".
(2) دارين: هي الداروم، وهي بليدة بينها وبين غزة أربعة فراسخ، نقله ياقوت عن محمد بن حبيب.
(3) في خع " فم ".
(4) كذا بالأصل وخع.
(5) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس (ياقوت).
(6) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة: " عيني ".
152

الرحم ما في رحمها
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي أنا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد بن شجاع أنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن (1) خيثمة نا
أحمد بن أبي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة بن ربيعة عن الوليد بن صالح
الأزدي قال في الكتاب الأول إن الله عز وجل يقول يا شام أنت الأندر ومنك
المحشر (2) وإليك المحشر فيك ناري ونوري من دخلك رغبة فيك فبرحمتي ومن
خرج عنك رغبة منك فبسخطي تتسع لأهلها كما يتسع الرحم للولد
الصواب الأردني

(1) بالأصل وخع " نا ".
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 68: ومنك المنشر وإليك المحشر.
153

" باب
إعلام النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته وإخباره
أن بالشام من الخير تسعة أعشار "
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسن بن عبد الله بن عبدان (1) أنا أبو
عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد أنا أبو الوليد الحسن بن محمد
الدربندي أنا أبو نصر أحمد بن المظفر بن محمد الموصلي بها نا عبد الله بن
حيان بن عبد العزيز بن حيان نا الحسن بن علوية القطان نا إبراهيم بن يزيد بن
مصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن
عبد الله بن عمرو (2) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخير عشرة أعشار تسعة بالشام وواحد
في سائر البلدان والشر عشرة أعشار واحد بالشام وتسعة في سائر البلدان وإذا فسد
أهل الشام فلا خير فيكم [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو غالب بركة بن منصور بن ملاعب البستنبان ببغداد أنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن
شاذان أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحدادي نا الحسن بن
علوية نا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي عن ابن عطاء
عن مكحول عن عبد الله بن عمرو فذكر مثله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو
القاسم تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن
القطان وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم

(1) بالأصل: " الحسن بن عبد ربه " والمثبت بين معكوفتين عن خع.
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 69 " ابن عمر ".
154

عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس أنا أبي أبو العباس أنا
أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة نا أبو
نعيم
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قالا نا أبو نعيم (1) الفضل بن
دكين
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد نا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الوراق بالمصيصة نا
أحمد بن خليد بن يزيد الكندي نا أبو نعيم عن الأعمش عن عبد الله بن ضرار
الأسدي عن أبيه عن عبد الله قال قسم الله الخير فجعله عشرة أعشار فجعل تسعة
أعشاره بالشام وبقيته في سائر الأرضين وقسم الشر فجعله عشرة أعشر (2) فجعل
جزءا منه في الشام وبقيته في سائر الأرضين وفي رواية ابن خليد أعشار في الموضعين
بدل أعشر وفيها فجعل بغيرها تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن
الأعمش وخالفهما عبد الواحد بن زياد
قرأناه (3) علي أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي الحسين محمد بن
أحمد بن الآبنوسي (4) أنا أحمد بن عبيد بن الفضل وعن أبي نعيم محمد بن
عبد الواحد الواسطي أنا علي بن محمد بن خزفة (5) قالا نا محمد بن الحسين
الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل نا عبد الواحد بن زياد نا
الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن ضرار عن أبيه وعن خيثمة قالا قال عبد الله
فذكر نحوه

(1) عن هامش الأصل، وخع.
(2) عن خع وبالأصل: تسعة.
(3) عن خع وبالأصل: قرناه.
(4) هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب يعمل منه أشياء. وانتسب جماعة إلى تجارتها ونجارتها.
(5) بالأصل " حزفه " وفي خع " خرفه " والمثبت واضبط عن التبصير 1 / 429.
155

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ
لفظا أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز المعروف بابن
الشيخ بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان نا قبيصة بن عقبة نا
سفيان عن زياد بن علاقة عن ثابت بن قطبة قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول
إنكم بحيث تبلبلت الألسن بين بابل والحيرة (1) وإن تسعة أعشار الخير بالشام
وعشر (2) بغيرها وإن تسعة أعشار الشر بغيرها وعشرا (2) بها
وفي حديث عبد الله بن جعفر وعشر من الشر بها وزاد وسيأتي عليكم زمان
يكون أحب مال الرجل فيه أحمرة ينتقل عليها إلى الشام
خالفه زائدة بن قدامة فرواه عن زياد عن قطبة بن مالك
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن عبد الله بن البنا عن أبي الحسين
محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل قراءة
قال وأنا أبو نعيم محمد بن عبد الواحد الواسطي إجازة أنا علي بن
محمد بن خزفة (3) الصيدلاني قالا أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد (4)
الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا معاوية بن عمرو نا زائدة نا زياد بن علاقة عن
قطبة بن مالك عن ابن مسعود قال تعلمن أنكم من حيث اختلف الألسن من بين بابل
والحيرة تعلمن أن تسعة أعشار الخير وعشرا واحدا من الشر بالشام تعلمن أن تسعة
أعشار الشر وعشرا واحدا من الخير بما سواها
تابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني عن زائدة

(1) الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على موضع يقال له النجف (ياقوت).
(2) بالأصل وخع " وعشر " خطأ.
(3) بالأصل " حزفه " وفي خع " خرفه " والمثبت والضبط عن التبصير 1 / 429.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
والصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب).
156

أخبرنا أبو سعد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي الفقيه الشافعي بمرو أنا
أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان
النصري (1) أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني
أبي نا محمد بن عبيد نا الأعمش عن عبد الله بن سراقة عن أبيه قال قال
عبد الله إن الخير قسم عشرة أعشار فتسعة بالشام وعشر بهذه وإن الشر قسم
عشرة (2) أعشار فتسعة بهذه وعشر بالشام
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا قاضي القضاة أبو بكر
محمد بن المظفر بن بكران الشامي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنا أبو
يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل الصيدلاني نا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي
نا محمد بن إسماعيل يعني الصايغ نا الحسن بن علي يعني الحلواني (3) نا حياة بن
شريح نا بقية عن الصباح بن مجالد عن عطية عن أبي سعيد قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم
سليمان بن داود عليهما السلام في جزيرة العرب فذهب تسعة أعشارهم إلى العراق
يجادلونهم وعشر بالشام [* * * *]
قال أبو جعفر العقيلي ولا أصل لهذا الحديث
أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل المقدسي بدمشق أنا أبي أبو الحسن أنا
الشيخ الفقيه أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني في المسجد الأقصى نا
الشيخ أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي نا أبو سهل
أحمد بن محمد بن زياد نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي نا محمد بن
وهب السلمي نا بقية نا الصباح بن مجالد عن عطية العوفي (4) عن أبي سعيد
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين الذين

(1) في خع: النصروي.
(2) عن خع وبالأصل: عشر.
(3) الحلواني: بضم الحاء وسكون اللام هذه النسبة إلى حلوان: بلدة آخر حد عرض سواد العراق مما يلي
الجبال.
(4) بفتح العين وسكون الواو هذه النسبة إلى " عوف " وهم جماعة... (الأنساب).
157

حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزائر البحور يذهب منهم تسعة أعشارهم
إلى العراق يجادلونهم وعشر بالشام [* * * *]
في كتابي (1) عن أبي نصر محمد بن حمد الكبريتي لم أر عليه علامة السماع نا
أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني إملاء أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين
الأردستاني (2) الفقيه نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف أنا أبو عتبة أحمد بن
الفرج الحمصي نا بقية بن الوليد
وأنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن محمد بن الوراق الزعفراني نا الحافظ
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا القاضي أبو بكر الحيري وأبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قالا نا محمد بن يعقوب الأصم نا
أبو عتبة نا بقية نا الصباح بن المجالد عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم
سليمان بن داود عليهما السلام في جزائر البحور فذهب منهم تسعة أعشار إلى العراق
يجادلونهم وعشر بالشام وفي حديث ابن مرزوق أعشارهم [* * * *]
ورواه غيرهم عن بقية فزاد في إسناده عبد الواحد بن زياد
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم الإسماعيلي أنا أبو عمرو
عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا ابن عدي نا ابن قتيبة والحارث بن محمد بن
الحارث الهروي قالا نا كثير بن عبيد
قال ونا معاوية بن العباس الحمصي نا سعيد بن عمرو قالا أنا بقية عن
عبد الواحد بن زياد عن الصباح بن مجالد حدثني عطية العوفي عن أبي سعيد (3)
الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرجت شياطين
كان حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحر فذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق
يجادلونهم بالعراق وعشر بالشام [* * * *]

(1) عن خع وبالأصل " في كتاب ".
(2) هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية، وهي على ثمانية عشر فرسخا من
أصبهان (الضبط والمثبت عن الأنساب).
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
158

قال ابن عدي الصباح بن مجالد هذا يروي عنه بقية غير هذا الحديث وليس
بالمعروف وهو من مشايخ بقية الذين (1) لا يروي عنهم غيره
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد بن
الحسن عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا
ابن أبي خيثمة نا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (2) نا إسماعيل بن عياش نا
عقيل بن مدرك السلمي عن الوليد بن عامر اليزني (3) عن يزيد بن حمير عن كعب
قال الخير عشرة أجزاء فتسعة أجزاء الخير في الشام وجزء في سائر الأرضين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن شعيب نا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي عثمان وأبي حارثة والربيع يعني ابن النعمان
البصري بإسنادهم قالوا قال كعب حين استشار يعني عمر الناس بأيها تريد أن تبدأ يا
أمير المؤمنين قال بالعراق قال فلا تفعل فإن الشر عشرة أجزاء والخير عشرة
أجزاء فجزء من الخير بالمشرق وتسعة بالمغرب وإن جزءا من الشر بالمغرب وتسعة
بالمشرق وبها قرن الشيطان وكل داء عضال فعزم على الشام
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن أنا
أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أنا محمد بن مروان نا هشام بن عمار نا عمر وهو
ابن واقد نا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس قال قدم علينا عمر بن الخطاب الشام
فقال إني أريد آتي العراق فقال له كعب الأحبار أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من
ذلك قال وما تكره من ذلك قال بها تسعة أعشار الشر وكل داء عضال وعصاة
الجن وهاروت وماروت (4) وبها باض إبليس وفرخ "

(1) عن خع وبالأصل: الذي.
(2) الحوطي: بفتح الحاء، نسبة إلى حوط، وظني أنها من قرى حمص أو جبلة مدينتان بالشام.
وبالأصل " بحره " والمثبت عن الأنساب.
(3) اليزني بفتح الياء والزاي، هذه النسبة إلى يزن، وهو بطن من حمير أظنه من الكلاع (الأنساب).
(4) زيادة عن المطبوعة 1 / 148.
159

باب
ما جاء في أن الشام مهاجر إبراهيم الخليل
وأنه من المواضع المختارة لإنزال التنزيل "
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب لفظا أنا أبو بكر بن
مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن
شهر بن حوشب قال لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه
نوف فجئته إذ جاء رجل فانتبذ (1) الناس عليه خميصة فإذا هو عبد الله بن عمرو بن
العاص فلما رآه نوف أمسك عن الحديث فقال عبد الله سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إنها ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم لا يبقى في
الأرض إلا شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله تحشرهم النار مع القردة
والخنازير تبيت معهم إذا ناموا وتقيل معهم إذا (2) قالوا وتأكل من تخلف [* * * *]
قال وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع
حتى عدها زيادة على عشر مرات كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال في
بقيتهم [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن
الحسن بن محمد قالا أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر بن أحمد نا يونس بن
حبيب نا أبو داود نا هشام عن قتادة عن شهر بن حوشب قال أتى عبد الله بن

(1) في مسند 2 / 199 " فاشتد الناس " وانتبذ الناس يعني ابتعد عنهم ناحية.
والخميصة: كساء أسود مربع أطرافه مطرزة يكون من خزا أو صوف (النهاية).
(2) زيادة عن مسند أحمد 2 / 199.
160

عمرو نوفا البكائي (1) فقال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت لأحدث
وعندي رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ستكون هجرة بعد هجرة يخرج خيار الأرض إلى مهاجر
إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله عز وجل
وتحشرهم النار مع القردة والخنازير وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج ناس من قبل
المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ
قرن كلما قطع قرن نشأ قرن ثم يخرج في بقيتهم الدجال [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو داود وعبد الصمد المعني قالا نا هشام عن
قتادة عن شهر قال أتى عبد الله بن عمرو على نوف يعني البكائي (1) وهو يحدث
فقال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت لأحدث وعندي رجل من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
ستكون هجرة بعد هجرة بخيار الأرض قال عبد الصمد لخيار الأرض إلى مهاجر
إبراهيم فيبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم الأرضون وتقذرهم نفس الله عز وجل
وتحشرهم النار مع القردة والخنازير ثم قال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما
كنت لأحدث وعندي رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم من قريش فقال عبد الله بن
عمرو سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج قوم من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا
يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يخرج في بقيتهم
الدجال [* * * *]
خالفه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي فرواه عن شهر عن ابن عمر
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا أبو جناب يحيى بن أبي حية عن
شهر بن حوشب قال سمعت عبد الله بن عمر يقول لقد رأيتنا وما صاحب (2)

(1) كذا بالأصل وخع، وفي تقريب التهذيب: البكالي، وهو نوف بن فضالة ابن امرأة كعب، شامي.
(2) عن مسند أحمد 2 / 84 وبالأصل: " وما صاب ".
161

الدينار والدرهم بأحق من أخيه المسلم ثم لقد رأيتنا بآخرة الآن وللدينار (1) والدرهم
أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لئن أنتم اتبعتم
أذناب البقر وتبايعتم بالعينة (2) وتركتم الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ليلزمنكم الله عز
وجل مذلة في أعناقكم لا تقرع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه وتتوبون إلى الله عز
وجل وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لتكونن هجرة بعد هجرة إلى مهاجر أبيكم
إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) حتى لا يبقى في الأرضين إلا شرار أهلها وتلفظهم أرضوهم وتقذرهم روح
الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقيل حيث يقيلون وتبيت حيث يبيتون وما
سقط منهم فلها [* * * *]
ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال يقرؤون
القرآن لا يجاوز حناجرهم قال يزيد لا أعلمه إلا قال يحقر أحدكم عمله مع
عملهم يقتلون أهل الإسلام فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا
فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه كلما طلع منهم قرن قطعه الله تبارك
وتعالى فردد ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشرين مرة وأنا أسمع [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الفقيه وأبو الحسن عبيد الله بن
محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي قالا أنا أحمد بن الحسين البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن
سفيان نا أبو النضر (3) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد وهشام بن عمار الدمشقيان قالا
نا يحيى بن حمزة نا الأوزاعي عن نافع وقال أبو النضر (3) عن من حدثه عن
نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سيهاجر أهل
الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى إلا شرار أهلها تلفظهم الأرضون وتقذرهم
روح الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معه حيث باتوا وتقيل
معهم حيث قالوا ولها ما سقط منهم [* * * *]

(1) عن مسند أحمد وبالأصل: والدينار.
(2) أي أن يبيع التاجر سلعة بثمن إلى أجل ثم يشتريها بأقل من ذلك الثمن (انظر النهاية).
(3) عن تقريب التهذيب، وبالأصل " أبو النصر ".
162

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني بهراة أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري الهروي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن
أحمد بن أبي شريح الهروي نا يحيى بن محمد بن صاعد نا سعد بن محمد نا
هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا الأوزاعي عن نافع عن ابن عمر أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سيهاجر خيار أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم
حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها تدفعهم وتحشرهم النار مع القردة والخنازير
تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ولها ما سقط فيموت وينشأ نشء
يقرؤون القرآن لا يجاوز ألسنتهم كلما خرج قرن قطع وقال ابن عمر سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في
آخرهم الدجال [* * * *]
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ثم أنا أبو محمد
عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا سهل (1) بن بشر بن أحمد
الأسفرايني قالا أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أنا أبو
الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا جعفر بن محمد بن الحسن نا أبو
جعفر النفيلي نا خليد بن دعلج عن قتادة في قوله " إني مهاجر إلى ربي " (2) قال
إلى الشام كان مهاجره (3)
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي في كتابه
أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو
الدحداح نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن
كعب الأحبار قال يوشك بالرعد والبرق أن يهاجر إلى
الشام حتى لا تكون رعدة (4) ولا برقة إلا ما بين العريش والفرات
وأنبأناه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء نا الحافظ أبو بكر أحمد بن

(1) عن خع وبالأصل " إسماعيل ".
(2) سورة العنكبوت، الآية: 26.
(3) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 71.
(4) عن خع ومختصر ابن منظور.
163

علي بن ثابت أنا أبو الحسين (1) بن بشران نا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق
قال قرئ على أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر نا معاوية بن عمرو عن أبي
إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى قال قال كعب يهاجر الرعد والبرق إلى الشام
حتى لا يبقى رعدة ولا برقة إلا فيما بين العريش والفرات رواه محمد بن كثير عن
الأوزاعي فقصر به
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو الدحداح نا
أحمد بن عبد الواحد نا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال يهاجر الرعد والبرق
إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى قطرة إلا فيما بين العريش والفرات (2)
أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن
القشيري أنا أبو بكر البيهقي الحافظ أنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري أخبرني
علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري نا أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف (3) نا
أحمد بن عمرو الحرشي (4) نا شريح بن سراج الحنفي عن عباد بن منصور قال
كنا عنده فنشأت سحابة برعد وبرق وظلمة فقال نا أبو قلابة أن الرعد والبرق
سيهاجر من أرض العراق إلى أرض الشام حتى لا يبقى بها رعد ولا برق
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر مما ذكر أنه نقله من خط
أبي الحسين (5) الرازي أخبرني أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عبيد الله
معاوية بن صالح الأشعري نا أحمد بن عبد العزيز الرملي نا ضمرة بن ربيعة قال
سمعت أنه لم يبعث نبي إلا من الشام فإن لم يكن منها أسري به إليها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري أنا

(1) في المطبوعة: " أبو الحسن " تحريف.
(2) سقط أخبر بتمامه من المطبوعة.
(3) زيادة عن خع.
(4) هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس (الأنساب، بفتح الحاء،
والراء).
(5) عن خع وبالأصل: أبي الحسن.
164

أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا
أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم نا عفير (1) بن معدان عن
سليم بن عامر عن أبي أمامة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة
بمكة وبالمدينة وبالشام [* * * *]
قرأته عاليا على أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (2) عن أبي
سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا
محمد بن محمد بن سليمان نا هشام بن عمار نا الوليد نا عفير بن معدان عن
سليم بن عامر عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة
مكة والمدينة والشام [* * * *]
قال الوليد يعني بيت المقدس "

(1) عن خع وبالأصل: " عيسى " وفي التقريب: عفير بالتغير، حمصي مؤذن.
(2) عن خع وبالأصل: الشماسي.
165

باب
ما جاء في اختصاص الشام
وقصوره بالإضاءة عند مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وظهوره
"
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي أنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (1)
نا أحمد بن إسحاق بن البهلول حدثني أبي حدثني أبي ويزيد بن هارون عن
فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال قيل يا رسول الله ما كان بدء
أمركم قال قال دعوة أبي إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) وبشرى أخي عيسى عليه
السلام ورأت أمي كأنما خرج منها شئ أضاءت له قصور الشام [* * * *]
أخبرناه أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن
محمود بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا أبو
القاسم بن بنت منيع نا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أنا فرج بن فضالة
وأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري نا
وأخبرناه أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا وأبو القاسم بن السمرقندي
وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري وأبو الدر ياقوت بن عبد الله التاجر ببغداد
قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني
وأخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين
الوراق قالا وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي القاضي

(1) بكسر الخاء وفتح الراء هذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق (الأنساب).
166

ببيهق (1) أنا الإمام أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي بطوس (2)
قالوا نا أبو طاهر المخلص إملاء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي الوزير
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله
المقرئ المعروف بابن العالمة وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله المعروف بابن
سكينة ببغداد قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفي (3) أنا أبو
القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حباية قالوا أنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز البغوي نا علي بن الجعد أنا وقال الزهري أخبرني
الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة زاد المخلص الباهلي قال
قيل يا رسول الله ما كان بدء أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما
السلام ورأت أمي أنه خرج وقال المخلص رأت أمي خرج منها نور أضاءت له
وقال وقال البيهقي منه قصور الشام [* * * *]
تابعهما آدم بن أبي إياس عن أبي فضالة الفرج بن فضالة
وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن
عبيد الله بن كادش العكبري (4) أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنا
علي بن عمر بن محمد الحربي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا منصور بن أبي
مزاحم نا الفرج عن لقمان عن أبي أمامة قال قيل للنبي (صلى الله عليه وسلم) ما كان أول بدو
أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما السلام ورأت أمي أنه خرج منها
نور أضاءت له (5) قصور الشام [* * * *]

(1) بيهق: بالفتح ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور.
(2) طوس: مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ.
(3) كذا بالأصل وخع، والصواب " الصريفيني " وهذه النسبة إلى صريفين من قرى بغداد (الأنساب).
(4) بضم العين وفتح الباء، وقيل بضم الباء أيضا، هذه النسبة إلى عكبرا بلدة على الدجلة فوق بغداد من الجانب
الشرقي (الأنساب).
(5) زيادة عن المطبوعة.
167

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأخبرني عنه أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي الأصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ أنا سليمان بن أحمد الطبراني
نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبو المغيرة نا أبو بكر بن أبي مريم حدثني
سعيد بن سويد
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا أبو
بكر عن سعيد بن سويد عن العرباض بن سارية السلمي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إني عبد الله في أم الكتاب خاتم وقال الحكم لخاتم النبيين فإن آدم
لمجندل وقال الحكم مجندل في طينته وسوف أنبئكم (1) بتأويل ذك دعوة أبي
إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور
الشام وكذلك أمهات النبيين يرين وقال الحكم وكذلك يرى أمهات النبيين
صلى الله عليهم [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي نا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت لفظا أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني أنا أحمد بن
محمد بن عبدوس الطرائفي نا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت لأبي
اليمان حدثك أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن سعيد بن سويد عن عرباض بن
سارية السلمي قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم
النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة إبراهيم وبشارة ابن
مريم قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك
ترى أمهات النبيين [* * * *]
فأقر أنه سمعه من أبي بكر
كذا رواه أبو بكر بن أبي مريم وقد أسقط من إسناده رجلا وهو عبد الأعلى بن
هلال
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي

(1) عن خع، وبالأصل " أبليكم " وفي مسند أحمد 4 / 128: " وسأنبئكم ".
168

وأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله
الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن
سفيان نا أبو صالح
وأخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله خطيب مشكان أنا
القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي أنا أبو العباس
أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن بن الخليل القاضي المعروف بابن الأشقر نا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح
وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه
وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا
سليمان بن أحمد الطبراني نا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن
صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية وقال البخاري عرباض بن
سارية قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنا
وقال يعقوب إني عبد الله وخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم
عن ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى وزاد الحداد وابن الفضل ورؤيا أمي
التي رأت وكذلك أمهات النبيين (1) يرين ثم اتفقوا وقالوا وأن أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رأت حين وضعته نورا أضاءت لها (2) قصور الشام [* * * *]
وهكذا رواه ابن وهب (3) عن معاوية بن صالح
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن
علي بن حمد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن هارون بن
محمد بن بكار الدمشقي نا الوليد بن عتبة نا بقية حدثني صفوان بن عمرو عن
حجر بن مالك الكندي عن أبي مريم الكندي قال أقبل أعرابي من بهز حتى أتى

(1) في المطبوعة: المؤمنين.
(2) في خع " لنا " وفي المطبوعة: " له ".
(3) عن خع، وبالأصل " أبو " تحريف.
169

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو قاعد عند حلقة من الناس فقال ألا تعلمني شيئا تعلمه وأجهله
وينفعني لا يضرك فقال الناس مه مه اجلس فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) دعوه فإنما سأل
الرجل ليعلم فأفرجوا له حتى جلس فقال أي شئ كان أول من أمر نبوتك قال
أخذ الله عز وجل مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم وتلي " ومنك ومن نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منه ميثاقا غليظا " (1) وبشر بي المسيح
عيسى بن مريم عليهما السلام ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم) في منامها أنه خرج من بين
رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام فقال أعرابي هاه وأدنا رأسه منه وكان
في سمعه شئ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووراء ذلك ووراء ذلك مرتين أو ثلاثا [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الماهاني (2) بأصبهان أنا أبو
منصور شجاع بن علي بن شجاع أنا أبو عبد الله محمد بن
إسحاق بن محمد بن مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا أنا أحمد بن
عبد الجبار نا يونس عن محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنهم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال
دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بن مريم عليهم السلام ورأت أمي حين حملت بي
أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى (3) من أرض الشام واستعرضت في بني
سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي في بهم (4) لنا أتاني رجلان بثياب بياض معهما طست
من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فغسلاه ثم جعلا فيه
حكمة وإيمانا [* * * *]
أسنده بحير بن سعد عن خالد
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسني أنا رشأ بن نظيف بن ما
شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا
عباس بن محمد الدوري نا يحيى بن

(1) سورة الأحزاب، الآية: 7.
(2) الماهاني بفتح الميم والهاء، هذه النسبة إلى ماهان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب).
(3) بصري بالضم والقصر، بالشام من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران (ياقوت).
(4) بهم: جمع بهمة، أولاد الضأن والمعز والبقر (قاموس).
170

معين نا بقية بن الوليد عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن ابن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد
أنه حدثهم أن رجلا سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كيف كان أول بدو شأنك يا نبي الله فقال كانت
حاضنتي من بني بكر بن سعد فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا
فقلت لأخي يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فذهب أخي ومكثت أنا عند البهم
فأقبل إلي طيران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه هو هو فقال الآخر
نعم قال فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني فاستخرجا قلبي فشقاه
فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه ائتني بماء ثلج فغسلا به
جوفي ثم قال إيتني بماء برد فغسلا به جوفي والصواب قلبي ثم قال إيتني
بالسكينة فذرها في قلبي ثم أطبقه قال أحدهما لصاحبه خطه (1) فخاطه وختم
عليه بخاتم النبوة فقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة
فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال أحدهما لصاحبه لو أن
أمته وزنت به لمال (2) بهم ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي
وأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت أن يكون قد التبس بي فقالت أعيذك بالله فرحلت
بعيرا لها فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت قد أديت
أمانتي وذمتي وحدثتها بالحديث التي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت إني رأيت خرج
مني نور أضاء له قصور الشام كذا قال والصواب بحير بن سعد وسعد بن بكر [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن
علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني
أبي نا حياة ويزيد بن عبد ربه قالا نا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن
معدان عن ابن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد (3) السلمي أنه حدثهم
وأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه ثم حدثني أبو محمود
مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا إبراهيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا
أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي قال ونا سليمان نا واثلة بن الحسن

(1) في خع: " حصه فحاصه. " وهما بمعنى، حاص الثوب يحوصه: خاطه (النهاية: حوص).
(2) عن خع وبالأصل " لما ".
(3) عن مسند أحمد 4 / 184 وقد تقدم، وبالأصل " عمرو ".
171

العرقي نا كثير بن عبيد الجراج قال ونا سليمان قال ونا إبراهيم بن محمد بن
عرق نا محمد بن المصفى وعمرو بن عثمان قالوا أنا بقية عن بحير بن سعد عن
خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد أن رجلا جاء سأل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كيف كان أول شأنك يا رسول الله قال كانت حاضنتي من بني
سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت يا أخي اذهب
فائتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت أنا عند البهم فأقبل طيران أبيضان كأنهما
نسران فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني
للقفا قال ابن الحصين إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه
علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه زاد ابن الحصين قال يزيد في حديثه إيتني
بماء ثلج فغسلا به جوفي (1) ثم قال إيتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال إيتني
بالسكينة فذراها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه زاد ابن الحصين خطه فخطه وختم
عليه بخاتم النبوة وقال حياة في حديثه خصه فخصه (2) واختم عليه بخاتم النبوة ثم
اتفقا فقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفه واجعل ألفا من أمته في كفة فإذا أنا أنظر
وقال ابن الحصين لأنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال لو أن
أمته وزنت به لرجحها وقال ابن الحصين لمال بهم ثم انطلقا وتركاني ففرقت فرقا
شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها زاد ابن الحصين بالذي لقيته فأشفقت زاد
ابن الحصين علي وقالا أن يكون التبس بي قالت أعيذك بالله فرحلت بعيرها
وقال أن ابن الحصين فرحلت بعيرا لها فحملتني وقال يزيد فحملتني على
الرحل وركبت خلفي حتى بلغتني وقال ابن الحصين بلغنا إلى أمي فقالت
وديت (3) أمانتي وذمتي وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت إني رأيت زاد
أبو علي حين ولدته وقالا خرج مني نور أضاءت له قصور الشام [* * * *]
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنا أبو القاسم علي بن محمد بن
أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر

(1) في مسند أحمد: قلبي.
(2) كذا بالأصل، وفي مسند أحمد: " حصه فحصه " بمعنى خاطه،.
(3) في مسند أحمد: " أو أديت " وفي مختصر ابن منظور: قد أديت.
172

وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا الفقيه أبو القاسم بن أبي
العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي قالا أنا
أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أحمد بن إبراهيم البسري نا ابن عائذ
نا الوليد بن مسلم قال قال عثمان بن أبي العاتكة وغيره أن آمنة بنت وهب أنها حين
وضعته كفأت عليه برمة (1) حتى تتفرغ له قالوا فوجدت البرمة قد انشقت عن نور
أضاءت منه لها عن قصور كثيرة من قصور الشام
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى
الخشاب نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنا
عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا جويبر عن الضحاك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أنا دعوة
إبراهيم قال وهو يرفع القواعد من البيت " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم "
حتى أتم الآية (2) [* * * *]
الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي (3) وجويبر بن سعيد البلخي ضعيف
والحديث مرسل
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال قال لنا أبو بكر أحمد بن
علي بن الحسين البيهقي إنما أراد والله أعلم أنه كذلك في قضاء الله وتقديره قبل
أن يكون آدم عليه الصلاة والسلام وإنما دعوة إبراهيم عليه السلام لما أخذ في بناء
البيت دعا الله تعالى فقال " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم
الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " فاستجاب الله دعاءه في نبينا
محمد (صلى الله عليه وسلم) وأما بشارة عيسى عليه السلام به فهو أن الله تعالى أمر عيسى فبشر به قومه
فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يخلق "

(1) برمة بالضم قدر من الحجر.
(2) سورة البقرة، الآية: 129.
(3) في المطبوعة: " الكلابي "؟.
173

باب
ما جاء عن سيد البشر عليه السلام
أن الشام أرض المحشر والمنشر "
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو القاسم الحسين بن
الحسن بن محمد بن البن قالا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو
عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمد الطيبي (1) ببغداد نا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا عبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي أبو محمد نا علي بن
حجر نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير نا قتادة عن عبد الله بن الصامت عن
أبي ذر قال قيل يا رسول الله صلاة في بيت المقدس أفضل أم صلاة في مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم
المصلى هو أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولبسطة قوسه من
حيث يرى منه بيت المقدس أفضل من الدنيا وما فيها جميعا (2) [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن (3) المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا الشاذكوني وهو سليمان بن
أيوب نا معاذ حدثني أبي عن قتادة قال حدث سعيد بن أبي الحسن عن
عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) الشام فقال أرض المحشر
والمنشر معاذ هو ابن هشام الدستوائي (4) [* * * *]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه ببغداد أنا أبو

(1) هذه النسبة بالطاء المكسورة إلى طيب وهي بلدة بين واسط وكرو الأهواز.
(2) في خع: أفضل وخير من الدنيا جميعا.
(3) زيادة عن خع.
(4) هذه النسبة إلى دستوى بالقصر، بلدة بالأهواز.
174

الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنا أبو جعفر بن عبد الله بن
يعقوب بن فناكي (1) نا أبو بكر محمد (2) بن هارون الروياني نا محمد بن
إسحاق أنا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير عن قتادة عن
عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الصلاة في مسجدك هذا
أفضل من صلاة في بيت المقدس فقال صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع
صلوات فيه (2) ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر [* * *]
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود
الأصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن مسعود
المقدسي نا عمرو بن أبي سلمة نا سعيد بن بشير عن قتادة عن عبد الله بن
الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل
من صلاة في بيت المقدس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة في مسجدي أفضل من أربع
في بيت المقدس ولنعم المصلى هو هي أرض المحشر والمنشر وليأتين على
الناس زمان ولبسطة قوس من حيث يرى بيت المقدس (3) أفضل من الدنيا
جميعا [* * * *]
كذا نقلته من خط أبي بكر بن مردويه الحافظ والصواب قوس بالواو (4)
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن
مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) نا هشام (6) عن عبد الحميد نا شهر
حدثتني أسماء أن أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا فرغ من خدمته أوى إلى
المسجد وكان هو بيته فجلس إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له كيف أنت إذا أخرجوك

(1) عن خع وبالأصل " قباطي ".
(2) زيادة عن خع.
(3) زيادة عن خع.
(4) كذا بالأصل، وقد وردت " ولبسطة قوس " بالواو بالأصل وخع، ولعل رواية نسخه وردت قرس بالراء وهي
عبارة المطبوعة 1 / 164.
(5) زيادة عن خع ومسند أحمد.
(6) في خع هاشم.
175

منه قال إذا ألحق بالشام فإن الشام ارض الهجرة وأرض المحشر وأرض
الأنبياء فذكر الحديث [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن
يحيى بن الرونج المعروف بابن الحاجب ببغداد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا
أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن هارون نا أبو الطيب محمد بن
عبد الصمد بن الحسن الدقاق نا أبو يحيى عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفار
نا يحيى بن أبي بكير نا شبل بن عباد قال سمعت أبا قزعة يحدث عن عمرو بن
دينار عن حكيم بن معاوية عن أبيه أنه جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد إني
حلفت بعدد أصابعي أن لا أتبعك ولا أتبع دينك فأنشدك ما الذي بعثك الله عز وجل
به قال الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة
وتؤتي الزكاة أخوان بصيران لا يقبل الله عز وجل من أحد توبة يعني من أشرك به بعد
إسلامه قال فما حق زوجته قال تطعمها إذا أكلت وتكسوها إذا اكتسيت ولا
تضرب الوجه ولا تهجر إلا في البيت وأشار بيده إلى الشام فقال ها هنا إلى ها
هنا تحشرون ركبانا ومشاة على وجوهكم يوم القيامة على أفواهكم الفدام توافون
سبعين أمة أنتم خيرهم وأكرمهم على الله عز وجل وأول ما يعرب عن أحدكم
فخذه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن علي
التميمي أنا أبو بكر أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا
عبد الله بن الحارث حدثني شبل بن عباد وابن أبي بكير يعني يحيى بن أبي بكير نا
شبل بن عباد المعني قال سمعت أبا قزعة وقال ابن أبي بكير يحدث عن عمرو بن
دينار يحدث عن حكيم بن معاوية البهزي عن أبيه أنه قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) إني حلفت هكذا
ونشر أصابع يديه حتى تخبرني ما الذي بعثك الله به قال بعثني الله بالإسلام
قال وما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة أخوان نصيران لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه
قال قلت يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه قال تطعمها إذا أكلت وتكسوها

(1) مسند أحمد بن حنبل 4 / 446.
176

إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ثم قال ها هنا تحشرون ها هنا
تحشرون هاهنا تحشرون ثلاثا ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم توفون
يوم القيامة سبعين (1) أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله عز وجل وعلا تأتون يوم
القيامة وعلى أفواهكم الفدام أول ما يعرب عن أحدكم فخذ قال ابن أبي بكير
وأشار بيده إلى الشام فقال إلى ها هنا تحشرون [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر
القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عفان نا حماد بن سلمة أنا أبو قزعة
الباهلي نا حكيم بن معاوية عن أبيه قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت ما أتيتك حتى
حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك أرانا عفان وطبق كفيه فبالذي بعثك بالحق ما
الذي بعثك به قال الإسلام قال وما الإسلام قال أن يسلم قلبك لله عز وجل
وأن توجه وجهك إلى الله وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة أخوان نصيران لا يقبل الله جل وعز من أحد توبة أشرك بعد إسلامه قلت ما حق
زوجة أحدنا عليه قال تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه
ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت قال تحشرون ها هنا وأومى بيده نحو الشام
مشاة وركبانا وعلى وجوهكم وتعرضون على الله تعالى وعلى أفواهكم الفدام فأول ما
يعرب عن أحدكم فخذه وقال ما من مولى يأتي مولى له فيسأله من فضل عنده
فيمنعه إلا جعله الله عليه (2) شجاعا ينهشه قبل القضاء [* * * *]
قال عفان يعني بالمولى ابن عمه
قال وقال إن رجلا ممن كان قبلكم رغسه (3) الله مالا وولدا حتى ذهب حتى
ذهب عصر وجاء آخر فلما احتضر قال لولده أي أب كنت لكم قالوا خير أب
فقال هل أنتم مطيعي وإلا أخذت مالي منكم انظروا إذا أنا مت أن تحرقوني حتى
تدعوني حمما (4) ثم اهرسوني بالمهراس وأدار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده حذاء ركبتيه فقال

(1) زيادة عن المطبوعة 1 / 166.
(2) رغس: أرغسه الله مالا: أكثر له وبارك فيه كرغسه (قاموس).
(3) في مسند أحمد 4 / 447 " فحما " وهما بنفس المعنى.
177

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففعلوا والله وقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) بيده هكذا ثم اذروني في يوم راح (1)
لعلي أضل الله كذا قال عفان قال أبي وقال مهنى أبو شبل عن حماد أصل الله
ففعلوا والله ذاك فإذا هو قائم في قبضة الله تعالى فقال يا ابن آدم ما حملك على ما
فعلت (2) قال من مخافتك قال فتلافاه الله عز وجل بها
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو
بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن أحمد بن باكويه نا بشر بن موسى نا الحسن بن
موسى الأشيب نا حماد بن سلمة نا أبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن
أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحشرون ها هنا وأومأ بيده نحو الشام مشاة وركبانا
وعلى وجوهكم وتعرضون على الله وعلى وجوهكم الفدام وأول ما يعرب عن أحدكم
فخذه وتلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم
ولا جلودكم " (3) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده
قال قلت يا رسول الله أين تأمرني قال ها هنا ونحا بيده نحو الشام قال إنكم
تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد إجازة قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن
بكير عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن
اليهود أتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقالوا يا أبا القاسم إن كنت صادقا أنك نبي فالحق
بالشام فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء فصدق زاد ابن السمرقندي
رسول الله ثم اتفقا فقالا قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام فلما بلغ تبوك

(1) في مسند أحمد: " في يوم ريح "، ويوم راح: شديد الريح.
(2) في مسند أحمد: ما صنعت.
(3) سورة السجدة، الآية: 22.
178

أنزل الله عليه آيات من سورة بني إسرائيل بعدما ختمت السورة " وإن كادوا
ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا " إلى قوله "
تحويلا " (1) فأمره الله ولم يذكر ابن السمرقندي اسم الله تعالى بالرجوع إلى المدينة
وقال فيها محياك ومماتك ومنها تبعث
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أحمد بن كامل القاضي نا محمد بن سعد العوفي حدثني أبي عن عمي حدثني
أبي عن جدي عن ابن عباس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد حاصرهم يعني بني النضير
حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم
وأن يخرجهم من أرضهم ومن ديارهم وأوطانهم وأن يسيرهم إلى أذرعات (2) الشام
وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء والجلاء إخراجهم من أرضيهم إلى أرض أخرى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن
إسماعيل الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو
أحمد عبد الله بن عدي نا عبيد الله بن صالح البخاري وابن ناجية قالا نا ابن أبي
عمر
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن الطفال ثم أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النشابي
أنا سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا علي بن منير بن أحمد بن منير قالا أنا
محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أبو أحمد بن عبدوس نا ابن أبي (3) عمر
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن
عبيد الصفار نا ابن ناجية نا محمد بن يحيى بن أبي عمر نا
سليمان عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال من شك أن المحشر هاهنا
يعني الشام فليقرأ هذه الآية " هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم
لأول الحشر " (4) قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى

(1) سورة الإسراء، الآية: 76.
(2) أذرعات: بالفتح ثم سكون وكسر الراء. بلد في أطراف الشام.
(3) زيادة عن خع.
(4) سورة الحشر، الآية: 2.
179

أرض المحشر [* * * *]
ألفاظهم سواء
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال قرئ على إبراهيم بن
عمر بن أحمد البرمكي وأنا حاضر أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن
ماسي نا أبو مسلم الكجي (1) نا الأنصاري عن ابن عون عن محمد وهو ابن
سيرين أن الجارود لما قدم على عمر فذكر القصة بطولها وفيها فقال الجارود
يعني لعمر أما أن تسيرني إلى الشام فأرض المحشر والمنشر
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أنا محمد بن
الحسين بن محمد بن الطفال أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أبو
أحمد بن عبدوس نا عبد الأعلى بن حماد نا معتمر نا عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر أن مولاة له أتته فقالت إني قد اشتد علي الزمان وأنا أريد أن أخرج إلى العراق
قال فهلا إلى الشام أرض المحشر اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من صبر على شدتها ولأوائها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة [* * * *]
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر التاجر وأبو عبد الله
محمد بن أحمد بن أبي سعد الثعالبي قال أنا محمود بن جعفر
وأخبرنا أبو بكر بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أنبأ محمد بن أحمد بن
علي السمسار
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو بكر محمد بن شجاع
اللفتواني (2) قالا أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه قالوا أنا أبو
إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد قوله أنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن سليم المخرمي (3) نبأ الزبير بن بكار بن عبد الله حدثني أبو ضمرة عن
عبيد الله بن عمر عن قطن بن وهب عن مولاة لعبد الله بن عمر أنها أرادت الجلاء في

(1) الكجي نسبة إلى قرية يقال لها زيركج بخوزستان.
(2) بضم اللام بوسكون الفاء وضم التاء، هذه النسبة إلى لفتوان، وهي إحدى قرى أصبهان. (الأنساب).
(3) هذه النسبة إلى المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف القرشي.
180

الفتنة واشتد عليها الزمان فاستأمرت عبد الله بن عمر فقال أين فقالت العراق
قال فهلا إلى الشام إلى المحشر اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة [* * * *]
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني (1) أنا الحسين بن علي بن
محمد الأنطاكي والخضر بن منصور الضرير قالا أنا سعيد بن عبيد الله بن
أحمد بن فطيس أنا أبو الفتح المظفر بن أحمد بن برهان أنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن سعيد بن قطيش نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا هشام بن
عمار نا الوليد نا خليد وسعيد عن قتادة قال أنجاهما الله إلى الشام (2) أو
بالمحشر والمنشر وبها تجتمع الناس رأسا واحدا وبها ينزل عيسى بن مريم وبها يهلك
الله المسيح الكذاب
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد
الأصبهاني عنه أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو الشيخ قال
وفيما أجازني جدي أبو عثمان نا الحسن بن علي العسقلاني نا بشر بن بكر نا أبو
المهدي عن أبي الزاهرية عن الصنابحي يرفعه قال شكت الشام إلى الرحمن عز
وجل فقالت أي رب جعلتني أضيق الأرض وأوعرها وجعلتني لا أشرب الماء إلا
عاما إلى عام فأوحى الله تعالى إليها إنك داري وقراري وأنت الأندر وأنت منبت
أنبيائي وأنت موضع قدسي وأنت موطئي (3) وإليك أسوق خيرتي من خلقي
وإليك محشر عبادي وأنزل (4) عليك من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر
بالظل والمطر وإذا يعجز أهلك المال لم يعجزهم الخبز والماء
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد
بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن العباس المخلص أنا أبو الحسين رضوان بن
أحمد بن جالينوس أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير

(1) هذه النسبة إلى بيع الأكفان (الأنساب).
(2) كذا بالأصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 77 الشام أرض المحشر.
(3) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور: موضع موطئي.
(4) في مختصر ابن منظور: ولم تزل عيني عليك.
181

الشيباني عن سنان بن شبيب الحنفي عن الحسن قال نزلت قريظة على حكم
سعد بن معاذ فقتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم ثلاثمائة وقال لبقيتهم انطلقوا إلى أرض
المحشر فأنا في آثاركم يعني أرض الشام فسيرهم إليها [* * * *]
قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب قال قرأت
بخط عبد الله بن علي بن أبي العجائز الأزدي (1) نا علي بن محمد بن أبي سليمان
الصوري نا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي عن سلمة بن أحمد نا إسحاق بن
عبد الواحد القرشي الموصلي نا عمرو بن زريق وهو موصلي عن ثور بن يزيد
عن حفص بن بلال بن سعدى عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا وقعت العين (2)
فهاجروا إلى الشام فإنها من الله بمنظر وهي أرض المحشر [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو
منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا يحيى عن أشعث عن الحسن
قال الشام ارض المحشر والمنشر "

(1) في خع: الأودي.
(2) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور: " الفتن ".
182

باب
ما جاء من أن الشام يكون ملك أهل الإسلام "
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الآبنوسي ثم حدثني أبو محمد
هبة الله بن أحمد بن طاوس نا أبي (1) أبو البركات قالا أنا أبو محمد الجوهري
أنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي (2) نا محمد بن محمد يعني
الباغندي نا وهبان بن بقية الواسطي أنا محمد بن الحسن عن العوام بن حوشب
عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه (3) عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الخلافة بالمدينة والملك بالشام [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا
علي بن أحمد بن عبدان أنا أبو بكر بن محمويه العسكري نا أحمد بن علي نا
يحيى بن معين نا هشيم
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ
حدثني محمد بن صالح بن هانئ وكتبه لي بخطه أنا السري بن خزيمة نا عمرو بن
عون نا هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن
أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخلافة بالمدينة والملك بالشام [* * * *]
وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو نصر الحسين بن
محمد بن أحمد بن طلاب أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد نا

(1) زيادة عن خع.
(2) العطشي بفتح العين والطاء المهملتين، هذه النسبة إلى سوق العطش، وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي.
(3) زيادة استدركت عن خع.
183

عبد الله بن أحمد بن زبر نا الهيثم بن سهل نا هشيم بن بشير عن العوام بن
حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
الخلافة بالمدينة والملك بالشام [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد
أنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر حدثني أبو الحسن
موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي حدثني أبي إسماعيل عن
أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين
عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب أن يهوديا كان يقال له
حريحرة (1) كان له على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دنانير فتقاضى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له يا يهودي
ما عندي ما أعطيك قال فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني ما لي فقال
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا احبس (2) معك فحبس معه فصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر والعصر
والمغرب والعشاء الآخرة والغداة وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتهددونه ويتوعدونه
ففطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ما الذي تصنعون به قالوا يا رسول الله يهودي
يحبسك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منعني ربي أن أظلم معاهدا ولا غيره فلما ترحل
النهار قال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أنك رسول الله وشطر مالي في
سبيل الله أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة محمد بن
عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة (3) وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب
في الأسواق ولا متزين بالفحش ولا قوله الخنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله وكان اليهودي كثير المال [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ثنا عبد العزيز أحمد الكتاني
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن الطيب (4) أنا جدي أبو

(1) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 1 / 79 " جير يجرة " وفي الإصابة 1 / 231: " جريج الإسرائيلي،
قال: ووجدته في موضع آخر: جريجرة " وفي دلائل النبوة للبيهقي 6 / 280: " حبر ".
(2) في دلائل البيهقي: أجلس... فجلس.
(3) طيبة من أسماء مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) الأصل وخع، وفي المطبوعة: الخطيب.
184

عبد الله قالا أنا محمد بن عوف بن أحمد أنا أبو العباس محمد بن موسى بن
الحسين أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار حدثنا شهاب بن خراش (1)
نا عبد الملك بن عمير عمن حدثه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلافتي بالمدينة وملكي
بالشام [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو الحسن أحمد بن
عمير بن جوصا نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا مروان بن جناح
عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا الأمر كائن بعدي
بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس فإذا
كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا [* * * *]
يعني بقوله بالجزيرة أمر مروان بن محمد الحمار وبقوله بالمدينة بعد العراق
يعني به المهدي يخرج في آخر الزمان ثم ينتقل إلى بيت المقدس وبها يحاصره
الدجال والله أعلم
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيلي وأبو المحاسن أسعد بن
علي بن الموفق بن زياد وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذربيجاني (3) وأبو
الوقت عيد الأول بن عيسى بن شعيب السري (4) الهرويون قالوا أنا الإمام أبو
الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه
السرخسي أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي أنا أبو محمد
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنا مجاهد بن موسى نا معن (5) هو ابن عيسى نا
معاوية بن صالح عن أبي فروة عن ابن عباس أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت
النبي (صلى الله عليه وسلم) في التوراة فقال كعب نجده محمد بن عبد الله يولد بمكة ويهاجر إلى
طابة (6) ويكون ملكه بالشام وليس بفحاش ولا صخاب في الأسواق ولا يكافئ

(1) في الأصل وخع " حراس " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.
(2) زيادة عن خع.
(3) كذا.
(4) في المطبوعة: السجزي.
(5) بالأصل وخع: " معين " والمثبت عن تقريب التهذيب.
(6) قال ابن خالويه: سمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة بعدة أسماء وذكرها ومنها طابة (اللسان: طيب). وهي من الطيب
لان المدينة كان اسمها يثرب، والثرب: الفساد.
185

بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته الحمادون الذين يحمدون الله في كل سراء
يكبرون الله على كل نجد يوضئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم يصفون في
صلاتهم كما يصفون في قتالهم دويهم في مساجدهم كدوي النحل يسمع مناديهم
في جو السماء
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا
الحسن بن إسماعيل نا أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد الوراق نا معاوية بن
عمرو نا أبو إسحاق عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي صالح عن كعب
قال أجد في التوراة أحمد عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في
الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بكا وهجرته طاب
وملكه بالشام أمته الحمادون يحمدون الله على كل حال ويسبحونه في كل منزلة
ويوضئون أطرافهم ويأتزرون على انصافهم وهم رعاة الشمس وصفهم في الصلاة
وصفهم في القتال سواء رهبان بالليل أسد بالنهار لهم دوي كدوي النحل يصلون
الصلاة حيث ما أدركتهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن
هوازن بنيسابور قالا أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب أنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي (1) أنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن
محمد الدعول (2) نا محمد بن الحسين بن طرخان نا حجاج نا حماد عن
عبد الملك بن عمير عن كعب قال أجد في التوراة عبدي أحمد المختار لا فظ ولا
غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة لكن يعفو ويصفح
مولده مكة ومهاجره المدينة وملكه بالشام وأجده أحمد وأمته الحمادون يحمدون

(1) بالأصل وخع: " الحورمي " والمثبت عن الأنساب وفيه: الجوزقي بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي
نسبة إلى جوزق: نيسابور ومنها أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب
المتفق.
(2) كذا بالأصل، وفي خع: " الدعولي " وفي الأنساب " الجوزقي " وفي كلامه عن الجوزقي المتقدم: سمع أبا
العباس الدغولي. ثم ذكره في " الدغولي " وهذه النسبة إلى دغول اسم رجل ثم قال: ويقال للخبز الذي لا
يكون رقيقا بسرخس شبه الجرادق الغلاط: دغول، ولعل بعض أجداده كان يخبز ذلك. (الأنساب:
الجوزقي - الدغولي).
186

الله عز وجل على كل حال ويوضئون أطرافهم ويأتزرون على أنصافهم قلوبهم
أناجيلهم يصلون الصلاة لوقتها ولو كانوا على ظهر كناسة (1) رهبان بالليل ليوث
بالنهار
ورواه أبو عوانة الوضاح عن عبد الملك
وأخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو
بكر أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون قالوا أخبرنا أبو
الحسن الداودي أنا أبو محمد عبد الله بن حمويه السرخسي أنبأ عيسى بن عمر
السمرقندي أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنا زيد بن عوف نا أبو عوانة عن
عبد الملك بن عمير عن ذكوان أبي صالح عن كعب في السطر الأول محمد
رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ
بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام
وفي السطر الثاني محمد رسول الله أمته الحمادون يحمدون الله في السراء
والضراء يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل شرف رعاة الشمس
يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ويأتزرون على أوساطهم
ويوضؤون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل
رواه أبو الربيع السمتي عن أبي عوانة فقال عن عاصم بدلا من عبد الملك
أخبرناه أبو محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه المزكي أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن أنا
أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع
السمتي (2) نا أبو عوانة عن عاصم عن أبي صالح عن كعب قال مكتوب في
التوراة محمد عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزئ
بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولدة بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام

(1) كناسة بالضم القمامة.
(2) السمتي بفتح السين وسكون الميم، هذه النسبة إلى السمت والهيئة. (الأنساب) وفي المطبوعة: السمني
تحريف.
187

ورواه أبو الزناد عن أبي صالح
أخبرناه أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا
أبو الحسين (1) بن الآبنوسي أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة
قالا وأخبرنا أبو تمام علي بن محمد الواسطي في كتابه أنا أبو بكر بن بيري
قراءة أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا مصعب بن
عبد الله حدثني الضحاك بن عثمان عن ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن أبي صالح
السمان أن كعبا قال إنا نجد في كتاب الله محمدا سلطانه بالشام
ورواه الأعمش عن أبي صالح
أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو
بكر أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون قالوا (2) أخبرنا أبو
الحسن الداودي أنا عبد الله بن حمويه السرخسي نا عيسى بن عمر السمرقندي نا
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي نا الحسن بن الربيع نا أبو الأحوص عن الأعمش
عن أبي صالح قال قال كعب نجد مكتوبا محمد رسول الله لا فظ
ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته
الحمادون يكبرون الله على كل نجد يحمدونه في كل منزلة يتأزرون على أنصافهم
ويتوضؤون على أطرافهم مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في
الصلاة سواء لهم بالليل دوي كدوي النحل مولده بمكة ومهاجره بطابة وملكه بالشام
ورواه عبد الله بن دينار الحمصي عن كعب
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي
قالا أنا عبد الدائم (3) بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله أنا عبد الوهاب بن الحسن
الكلابي نا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش العنسي (4) عن

(1) في المطبوعة: أبو الحسن تحريف.
(2) بالأصل وخع: " قالا ".
(3) في المطبوعة: عبد الكريم.
(4) بالأصل وخع: العبسي، والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب، وفي المغني: العنسي: بفتح العين
وسكون النون ينسب إلى عنس بن مالك، حي من مذحج.
188

عبد الله بن دينار وغيره عن كعب الأحبار قال مكتوب في التوراة محمد رسول الله
مولده بمكة وهجرته بطابة وملكه بالشام لا فظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا
يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح أمته الحامدون يكبرون الله على كل نجد
ويحمدون الله في كل موطن يوضؤون أطرافهم ويتزرون على أنصافهم رهبان بالليل
ليوث بالنهار يسمع مؤذنهم في جو السماء وأصواتهم في مساجدهم كدوي النحل في
غارها صفهم في الصلاة كصفهم في القتال "
189

باب
ما حفظ عن الطبقة العليا من أن الشام سرة الدنيا
" أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه أنا أبو بكر
أحمد الحسين البيهقي أنا أبو بكر الحيري (1) وأبو زكريا بن إسحاق وأبو سعيد
محمد بن موسى
وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسين العالمة ببغداد قالت أنا أبو بكر
الخطيب أنا أبو بكر الحيري قالوا ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي
أنا من لا أتهم عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن الأسود عن ابن مسعود أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال المدينة بين عيني السماء عين بالشام وعين باليمن وهي أقل الأرض
مطرا [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد الفقيه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر وأبو زكريا وأبو سعيد
قالوا ثنا أبو العباس أنا الربيع نا الشافعي أنبأ من لا أتهم قال أخبرني يزيد ونوفل بن
عبد الله الهاشمي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أسكنت أقل الأرض مطرا وهي بين عيني السماء
يعني المدينة عين الشام وعين اليمن [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي ببغداد أنا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت أنا هناد بن إبراهيم النسفي أنا محمد بن أحمد بن
محمد بن سليمان البخاري نا أحمد بن محمد بن محفوظ الكرميني (2) نا جعفر بن
نذير بن يوسف أبو محمد الأديب الكرميني نا أحمد بن الضوء بن المنذر نا

(1) الحيري بكسر الحاء وسكون الياء، هذه النسبة إلى الحيرة، وهي بالعراق عند الكوفة (الأنساب) واسمه:
أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الحيري الحرشي.
(2) هذه النسبة إلى اكرمينية وهي إحدى بلاد ما وراء النهر، على ثمانية عشر فرسخا من بخاري (الأنساب).
190

مزاحم بن سعيد نا جناب بن إبراهيم عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن
عمرو قال
صورت الدنيا على خمسة أجزاء على أجزاء الطير الرأس والصدر
والجناحين والذنب رأس الدنيا الصين والجناح الأيمن الهند والجناح الأيسر
الخزز وخلف الهند أمة يقال لها واق واق وخلف واق واق منسك وخلف منسك
ناسك وخلف ناسك يأجوج ومأجوج من الأمة ما لا يعلمه إلا الله وجانب الآخر من
الخزر ليس خلفه إلا البحر ووسط الدنيا العراق والشام والحجاز ومصر وذنب الدنيا
من ذات الحمام (1) إلى المغرب وشر شئ في الطير الذنب
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا على أبي محمد الجوهري
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة وحدثني أبو المعمر
المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمرو بن حيويه أنا
أحمد بن جعفر بن محمد نا العباس بن محمد ثنا إبراهيم بن أبي العباس السامري
نا أبو أويس عن عم أبيه أبي سهيل عن أبيه مالك بن أبي عامر وأبو النصر سالم مولى
عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي (2) أيضا عن مالك بن أبي عامر أنه سمع كعب
الأحبار يقول
نجد صفة الأرض في كتاب الله يعني التوراة على صفة النسر فالرأس الشام
والجناحان المشرق والمغرب والذنب اليمن ولا يزال الناس بخير ما تفلى الرأس
ونزع الرأس من الجسد (3) ما لم ينزع الرأس فإذا نزع الرأس هلك الناس وأيم الذي
نفس كعب بيده ليأتين على الناس زمان لا تبقى جزيرة من جزائر العرب أو قال مصر من
أمصار العرب إلا وفيهم مقنب (4) خيل من الشام يقاتلونهم عن الإسلام لولاهم
لكفروا

(1) ذات الحمام: بلد بين الإسكندرية وأفريقيا (ياقوت).
(2) في خع: التيمي.
(3) كذا العبارة في الأصل وخع، والذي في مختصر ابن منظور 1 / 81 " فلا يزال الناس بخير ما لم يفدغ
الرأس، فإذا فدغ الرأس هلك الناس. " وهذا أقرب.
(4) في اللسان: والمقنب من الخيل: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وقيل: زهاء ثلاثمائة. وقيل: دون المئة.
(اللسان: قنب).
191

قرأت بخط شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما نقله من
خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو علي بكر بن عبد الله بن حبيب
الأهوازي نا إبراهيم بن ناصح ثنا نعيم بن حماد نا عبد القدوس بن الحجاج
وعمرو بن الحارث قالا نا عبد الله بن سالم الحمصي عن علي بن أبي طلحة (1)
عن كعب قال
إن الله خلق الدنيا بمنزلة الطائر فجعل الجناحين المشرق والمغرب وجعل الرأس
الشام وجعل رأس الرأس حمص وفيها المنقار فإذا نقف المنقار يتأفف الناس
وجعل الجؤجؤ دمشق وفيها القلب فإذ تحرك القلب تحرك الجسد والرأس ضربتان
ضربة من الجناح الشرقي وهي على دمشق وضربة من الجناح الغربي وهي على حمص
وهي أثقلهما ثم يقبل الرأس على الجناحين فينتفهما ريشة ريشة
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه نا أبو القاسم بن أبي
بكر بن أبي علي الذكواني نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (2) نا
إبراهيم بن محمد بن الحسن نا أبو بكر بن زنجويه نا إسماعيل بن عبد الكريم
حدثني عبد الصمد يعني ابن معقل عن وهب بن منبه قال الشام رأس الأرض
أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد التميمي
وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد بن علي الصايغ نا علي بن أحمد بن
زهير نا علي بن محمد بن شجاع قالا أنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم
نا أبو علي الحسن بن حبيب نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو حاتم نا سعيد هو ابن بشير
عن قتادة قال إن الرأس الشام وإن مصر الذنب وإن العراق الجناح زاد عبد العزيز
وكان يقال ويل للجناحين من الرأس
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قراءة أنبأ رشأ بن نظيف
المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا
الحارث بن أبي أمامة ثنا شاذان نا محمد بن سلمة عن إياس بن معاوية قال

(1) زيادة عن خع.
(2) في المطبوعة: حبان تحريف.
192

مثلت الدنيا على طائر فمصر والبصرة الجناحان والجزيرة الجؤجؤ والشام الرأس
واليمن الذنب
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أنبأ علان المصري ثنا عمرو بن سواد نا ابن
وهب أخبرني ابن لهيعة أن أبا قبيل حدثه قال قال كعب ويل للجناحين من
الرأس وويل للرأس من الجناحين يرددها ثلاثا فالرأس الشام والجناحين (1) المشرق
والمغرب
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن
منصور المالكي وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق قالوا
قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (2) ذكر علماء الأوائل أن أقاليم
الأرض سبعة وأن الهند رسمتها فجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة تكتنفها ست
دوائر على هذه الصفة
فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى كل
دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة والإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند والإقليم الثاني
إقليم الحجاز والإقليم الثالث إقليم مصر والإقليم الرابع إقليم بابل وهو الممثل
بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر وهو أوسط الأقاليم وأعمرها وفيه جزيرة
العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا وحد هذا الإقليم ما يلي أرض الحجاز
وأرض نجد الثعلبية (3) من طريق مكة وحده مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار
ربيعة بثلاثة عشر فرسخا وحده مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ وحده مما يلي
الهند خلف الديبل (4) بستة فراسخ وبغداد في وسط هذا الإقليم والإقليم الخامس بلاد
الروم والشام والإقليم السادس بلاد الترك والإقليم السابع بلاد الصين " (5)

(1) الأصل وخع، والصواب " والجناحان ".
(2) تاريخ بغداد 1 " 22 - 23.
(3) الثعلبية: من منازل طريق مكة - الكوفة (ياقوت).
(4) في تاريخ بغداد: الدبيل، تحريف، والديبل بضم الباء وسكون الياء المثناء: قصبة بلاة السند.
(5) بعده في المطبوعة: آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء الله في الرابع..
193

باب
ما جاء من الأخبار والآثار
أن الشام يبقى عامرا بعد خراب الأمصار "
قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله البجلي الحافظ أخبرني أبو دفاقة
أسلم بن محمد بن سلامة نا محمد بن هارون بن بكار بن بلال نا أبي عن أبيه
محمد بن بكا نا سعيد بن بشير عن قتادة عن عوف بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال تخرب الأرض قبل الشام بأربعين سنة [* * * *]
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي الصايغ أنا علي بن
أحمد بن زهير أنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان
نا الحسن بن حبيب نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا عبد الله بن صالح عن
معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه أن كعب الأحبار قال تخرب
الدنيا أو قال الأرض قبل الشام بأربعين عاما
أنبأناه أبو القاسم علي من إبراهيم الحسني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا
أبو محمد بن أبي نصر نا الحسن بن حبيب نا أبو زرعة نا عبد الله بن صالح عن
عبد الرحمن بن حصين عن أبيه فذكر مثله
هذا وهم والصواب الإسناد الأول
قرأت بخط (1) أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني الوليد بن
محمد بن العباس نا أبي نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش نا أبو الأزهر
عقيل بن مدرك عن الوليد بن عامر اليزني عن يزيد بن حمير عن كعب قال إني
لأجد في كتاب الله المنزل أن خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاما

(1) زيادة عن خع.
194

قال الرازي وأنا أحمد بن عمير نا أبو عامر نا الوليد بن مسلم عن ابن
جابر قال سمعت أبا عبد رب قال سمعت تبيعا أكثر من ثلاثين مرة يقول
قال وأخبرني محمد بن أحمد بن غزوان (1) نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو
الجماهر محمد بن عثمان نا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال سمعت ابن عبد رب يقول سمعت تبيعا أكثر من ثلاثين مرة يقول تخرب
الأرض ويعمر الشام حتى يكون من العمران كالرمانة ولا يبقى فيها خربة في سهل ولا
جبل إلا عمرت وليغرسن فيها من الشجر ما لم يغرس في زمان نوح وتبنى فيها
القصور اللائحة في السماء فإذا رأيت ذلك فقد نزل بك الأمر
قال ابن عبد رب فإن كنت صدقت بالحديث حين سمعته ولم أصدق الأمر حين رأيته
فما أنا بمؤمن
واللفظ لحديث إسماعيل وهو أتمهما حديثا
قال الرازي وأخبرنا علان بن أحمد بن سليمان المصري نا هارون بن سعيد
الأيلي (2) نا بشر بن بكر نا أبو بكر بن أبي مريم عن بحير (3) بن سعد قال يقيم
الشام بعد خراب الأرض أربعين عاما
وهذا هو المحفوظ وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ضد هذه الأقوال
أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي
ببغداد أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بن
بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف أنا أبو جعفر محمد بن
عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا معاوية بن هشام نا سفيان عن حصين عن أبي
ظبيان عن عبد الله بن عمرو قال أول الأرض خرابا الشام
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد
الواسطي عن أبي عمر بن حيويه أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي

(1) في المطبوعة: عرفان.
(2) الأيلي: بفتح الألف وسكون الياء. هذه النسبة إلى أيلة: بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مضر
(الأنساب - ياقوت).
(3) بالأصل: " بحير " خطأ. انظر تقريب التهذيب وفيه: سعيد بدل سعد.
195

نا ابن أبي خيثمة نا أبو سلمة يعني المنقري نا عيسى بن المختار عن عبد الله
الدانا (1) قال سمعت بشر بن غنم يقول لتهدمن مدينة دمشق حجرا حجرا
لعله أراد بذلك ما وجد من هدم عبد الله بن علي بن عبد الله (2) بن عباس سورها
حين افتتحها
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي قالت
أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو بكر
أحمد بن مسعود الزبيري نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا الشافعي محمد بن
إدريس أخبرني عمي محمد بن عباس عن حسن بن القاسم الأزرقي قال وقف
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ثنية تبوك فقال ما ها هنا يمن وأشار إلى جهة المدينة وما هنا شام
وأشار بيده إلى جهة الشام [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو محمد عبد الله بن
زياد المعروف بابن أبي سفيان الموصلي نا هارون بن يزيد (3) بن أبي الزرقاء نا أبي
نا سالم بن عبد الأعلى نا أبو الأعيس القرشي وكان قد أدرك أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
سئل عن البركة التي بورك في الشام أين مبلغ حده قال أول حدوده عريش مصر
والحد الآخر طرف الثنية والحد الآخر الفرات والحد الآخر جبل فيه قبر هود
النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو الحسن علي بن
محمد بن علي البجاني (4) أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون
الزوزني (5) أنا أبو حاتم محمد بن حبان بن محمد بن حبان بن أحمد البستي (6) قال
أول الشام بالس (7) وآخره عريش مصر "

(1) هو عبد الله بن فيروز الدانا، بنون خفيفة، وهو العالم بالفارسية، تقريب التهذيب.
(2) سقطت من المطبوعة.
(3) عن خع، وبالأصل " زيد ".
(4) كذا بالأصل وخع وهو خطأ، والصواب " البحاثي " في تبصير المنتبه 1 / 126 راوي الأنواع لابن حبان عن
أبي الحسن الزوزني عنه، وعنه زاهر.
(5) بسكون الواو بين الزايين، هذه النسبة إل زوزن بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور. (الأنساب).
(6) هذه النسبة إلى بست بضم الباء وسكون السين، وهي بلدة بين هراة وغزنة. (الأنساب).
(7) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة (ياقوت).
196

باب
تمصير الأمصار في قديم الأعصار "
أخبرتنا الشريفة أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على أبي القاسم سبط
بحرويه أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عبد الله بن معاوية
الأموي نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال أتينا عثمان بن أبي
العاص يوم جمعة لنعرض على مصحفه مصحفا فلما حضرت الجمعة أمر لنا بماء
فاغتسلنا وطيبنا ثم رحنا إلى الجمعة فجلست إلى رجل يحدث ثم جاء عثمان بن أبي
العاص فتحولنا إليه فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يكون للمسلمين ثلاثة أمصار
مصر بملتقى البحرين ومصر بالجزيرة (1) ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات
فيخرج الدجال وذكر الحديث [* * * *]
كذا قال الأموي وإنما هو الجمحي بصري ثقة
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الحاسب عن أبي محمد الحسن بن علي
الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه إجازة أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن
إبراهيم بن الخليل الحلاب أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد كاتب
الواقدي أنا محمد بن عمر الواقدي نا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن
الوليد ن! عبادة عن جابر قال سمعت عمر بن الخطاب سنة عشرين يقول الأمصار
سبعة فالمدينة مصر والشام مصر ومصر والجزيرة والبحرين والبصرة
والكوفة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر

(1) في خع ومختصر ابن 1 / 86: " بالحيرة ".
197

أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل بن إسحاق
نا معلى بن أسد نا يزيد بن زريع نا يونس عن الحسن قال مصر عمر الأمصار
المدينة والبحرين والبصرة والكوفة والجزيرة والشام ومصر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو (1) محمد بن الحسن بن علي
الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنا أبو
محمد الحسين بن (1) محمد بن عبد الرحمن بن الفهم نا محمد بن سعد أنا
محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني الأشعث عن الحسن أن عمر بن الخطاب مصر
الأمصار المدينة والبصرة والكوفة والبحرين ومصر والشام والجزيرة
أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن سليمان
المقرئ الواسطي نا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور بن محمد الطبري نا
عبيد الله بن أحمد هو الصيدلاني أنا أحمد بن علي بن العلاء نا أحمد بن المقدام نا
المعتمر عن هشام عن محمد بن سيرين عن عمر قال الأمصار مكة والمدينة
والبصرة والكوفة ومصر والشام والجزيرة والبحرين
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو جعفر محمد بن
أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي
نا أبو بكر بن أبي داود قال سمعت أبا حاتم السجستاني قال لما كتب عثمان رضي
الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف فبعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر
إلى اليمن وآخر إلى البحرين وآخر إلى البصرة وآخر إلى الكوفة
وحبس بالمدينة (2) واحدا
قال (3) ونا أبو بكر نا زياد بن أيوب نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال
قال رجل من أهل الشام مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل
الكوفة قال قلت لم قال إن عثمان رضي الله عنه لما كتب المصاحف بلغه قراءة
أهل الكوفة على حرف عبد الله فبعث به إليهم قبل أن يعرض وعرض مصحفنا

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
(2) انظر كتاب المصاحف ص 34.
(3) القائل أبو حاتم السجستاني، والخبر في كتاب المصاحف ص 35.
198

ومصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أنبأنا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني أنا محمد بن عبد الله بن
خميرويه الهروي نا الحسين بن إدريس الهروي أنا محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي نا المعافا بن عمران عن الربيع عن الحسن أنه قال لا جمعة إلا في
الأمصار فقلت له يا أبا سعيد ما الأمصار قال المدينة والبصرة والكوفة
والبحرين والجزيرة والشام ومصر
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي الفقيه أنا أبو العباس أنا
أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة نا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النصيبي قال سألت
أبا عاصم يعني الضحاك بن مخلد النبيل عن الأمصار التي مصرها عمر فقال المدينة
والبحرين والبصرة والكوفة والشام والجزيرة ومصر
199

أبواب
ما جاء من النصوص في فضل دمشق على الخصوص
201

" باب
ذكر الإيضاح والبيان عما ورد في فضلها من القرآن "
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت حدثني عبد العزيز بن أحمد الدمشقي
ثم أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا عبد العزيز أنا تمام أنا أبو بكر
أحمد بن عبد الله بن المفرج القرشي المعروف بابن البرامي وأبو بكر محمد بن
إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حية البزار قالا نا أبو نصر إسماعيل بن
محمد بن إسحاق العذري نا سليمان بن عبد الرحمن نا مسلمة بن علي نا أبو سعيد
الأسدي عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه تلا هذه الآية "
وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " (1) قال هل تدرون أين هي قالوا الله
ورسوله أعلم قال هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي خير
مدائن الشام [* * * *]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي (2) الرجاء الأصبهاني بها أنا منصور بن
الحصين وأبو طاهر أحمد بن محمد قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن
عمر بن أحمد بن عبيد الله العنبري نا محمد بن عيسى نا الحارث بن منصور عن
إسرائيل عن عبد الأعلى عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " وآويناهما إلى ربوة
ذات قرار ومعين " قال هي دمشق
عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي (3) الكوفي

(1) سورة المؤمنون، الآية: 50.
(2) زيادة عن خع.
(3) بالمثلثة والمهملة (تقريب التهذيب).
203

ورواه وكيع بن الجراح ويحيى بن آدم الكوفيان عن إسرائيل فقالا عن سماك
بدلا من عبد الأعلى عن عكرمة
فأما رواية وكيع
فأخبرنا بها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكردي أنا أبو القاسم علي بن محمد
المصيصي الفقيه أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان أنا أبو علي محمد بن
هارون بن شعيب الأنصاري نا جعفر يعني ابن محمد الفريابي نا أبو بكر بن أبي
شيبة نا وكيع بن الجراح
وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد
الأصبهاني عنه أنا أبو بكر عبد الرحمن بن أبي علي الذكواني أنا أبو الشيخ نا
عبد الرحمن بن الحسن نا هارون بن إسحاق نا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن
عكرمة عن ابن عباس في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي أنهار
دمشق
وأما رواية يحيى بن آدم فأنبأنا بها أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا
أبو الحسن بن أبي الحديد (1) أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب نا
أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي نا يحيى بن آدم نا
إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات
قرار ومعين " قال دمشق
تابعهما محمد بن كثير الكوفي عن إسرائيل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سالم نا أبو
العباس أحمد بن علي بن مسلم الابار نا عبد الأعلى بن حماد نا عبد الوهاب بن
عبد المجيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن سلام "
وآويناهما إلى قرية ذات قرار ومعين " (2) قال هي دمشق

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
(2) سورة المؤمنون، الآية: 50 وفي الآية إلى ربوة.
204

كذا قال عن عبد الله بن سلام ورواه غيره عن عبد الوهاب الثقفي ولم يذكر فيه
ابن سلام
أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب نا أبو بكر جعفر بن محمد نا محمد بن
المثنى (1) ومحمد بن بشار قالا نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال سمعت
يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب فذكر مثله لم يذكر ابن سلام
وكذا رواه عن يحيى بن سعيد مالك ابن أنس وسفيان بن سعيد الثوري
وسفيان بن عيينة وشعبة (2) بن الحجاج ومعمر بن راشد وعبد الله بن نمير الهمداني
الكوفي وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري ويزيد بن هارون الواسطي لم
يذكروا فيه عبد الله بن سلام
فأما رواية مالك والثوري فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن أحمد
بن محمد بن أبي الصقر أنا شعيب بن عبد الله بن أحمد بن المنهال بمصر أنا
أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي نا روح بن الفرج أبو الزنباع
نا أبو الحسن أحمد بن زيد القزاز الرملي نا أيوب بن سويد عن سفيان ومالك عن
يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى " وآويناهما إلى ربوة
ذات قرار ومعين " قال دمشق
وأما رواية ابن عيينة فأخبرنا بها أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو
سعد المظفر بن الحسن بن المظفر أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس
نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن
نا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى " وآويناهما إلى
ربوة ذات قرار ومعين " قال يقال إنها دمشق
وأما رواية شعبة (2) وأنبأنا بها أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي
الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا أبو بكر جعفر بن محمد

(1) قوله: " محمد بن المثنى " سقط من المطبوعة.
(2) في المطبوعة: سعيد.
205

الفريابي نا عبيد الله بن معاذ نا خالد بن الحارث نا شعبة (1) أخبرني يحيى بن
سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول في هذه الآية " وآويناهما إلى ربوة ذات
قرار ومعين " قال هي دمشق
وأما رواية معمر فأخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني وأبو الحسن
علي بن الحسن بن الحسين الموازيني إجازة قالا أنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر أنا
محمد بن حماد أنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن
المسيب قال هي دمشق ذات قرار ومعين الغوطة
وأما رواية ابن نمير فأخبرنا بها أبو عبد الله الحسن (2) بن عبد الملك الخلال
الأديب بأصبهان أنا أبو طاهر بن محمد أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن
الحسين بن طلاب نا أحمد بن أبي الحواري نا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن
سعيد بن المسيب " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق
وأما رواية ابن لهيعة فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم
إسماعيل بن مسعود بن إسماعيل الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم
السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني نا عبد الملك بن محمد نا أبو
الأحوص بن بكير حدثني الليث حدثني ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد عن
سعيد بن المسيب أنه سئل عن ربوة ذات قرار ومعين قال هي دمشق
وأخبرناه أعلى من هذا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي
قاضي دمشق بها أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي داود
الفارسي بمصر أنا أبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن أحمد بن المنهال بن حبيب أنا
أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي (3) نا أبو الزنباع روح بن الفرج
القطان نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد عن ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد عن

(1) عن خع وبالأصل: الطرازي.
(2) في المطبوعة: الحسين.
(3) في المطبوعة: الداراني.
206

سعيد بن المسيب في قول الله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال
هي دمشق
وأما رواية يزيد فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي قال قرأت على أبي
منصور عبد المحسن بن محمد بن علي أخبركم أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد
الحلبي النحاس بحلب نا أبو القاسم الحسن بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي
أسامة الأسامي نا يعقوب بن أحمد بن ثوابة نا أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم ابن
أبي الحناجر نا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قول الله
تعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق
وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد الربعي أنا تمام أنا خالد بن محمد الحضرمي نا أبي عن أبيه عن ابن
حمزة نا عبد الله بن لهيعة عن سليمان بن موسى عن نافع عن يزيد بن شجرة
قال دمشق هي الربوة المباركة
قرأت بخط شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن صابر مما ذكر أنه
نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي حدثني أبو الحسن أحمد بن
عيسى بن حمدون نا مساور بن شهاب قال قال محمد بن خالد بن أمية الهاشمي ثم إن
الله تبارك وتعالى أمر عيسى بن مريم عليهما السلام وأمه أن يسكنا دمشق وهي إرم ذات
العماد
حدثني بذلك أبو يوسف الصنعاني حدثني سعيد بن راشد حدثني تبيع عن
كعب قال محمد بن خالد وحدثنا علي بن ثابت والفضيل بن فضالة التنوخي عن
سعيد بن أبي (1) عروبة عن قتادة عن الحسن في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات
قرار ومعين " قال هي أرض ذات أشجار وأنهار يعني أرض دمشق
قال محمد بن خالد وحدثني الوليد بن مسلم عن بعض مشيخته أن بني إسرائيل
همت بعيسى (2) فأمره الله عز وجل أن ينطلق إلى دمشق هو وأمه فقلت للوليد فذلك

(1) زيادة عن خع.
(2) بالأصل: " لعيسى " والمثبت عن خع.
207

قول الله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال نعم
كتب إلي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي وأبو حفص عمر بن
ظفر بن أحمد المغازلي قالا أنا علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا
أبو علي بن الصواف أنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي نا أبو أحمد
الحسين بن محمد المروذي نا شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة بن دعامة
السدوسي قال قال الحسن في قوله " ذات قرار ومعين " ذات عيشة تقوتهم
وتحملهم وماء جار قال هي الربوة هي دمشق
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن
زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الميمون
عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البجلي نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو
الجماهر محمد بن عثمان التنوخي نا سعيد بن بشير نا قتادة أن الحسن قال في قوله
عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي الغوطة
قال ونا أبو الميمون بن راشد نا عبيد بن محمد نا أبو الجماهر نا سعيد بن
بشير عن قتادة أن الحسن البصري قال في قوله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات
قرار ومعين " قال ذات ثمار وكثرة ماء قال هي دمشق
وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني
وأنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو الحسن بن عبد الواحد بن
أبي الحديد
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي الحسن بن حبيب نا أبو بكر
جعفر بن محمد الفريابي (1) نا عثمان بن أبي شيبة نا ابن فضيل عن عبد الملك بن
أبي سليمان عن عمرو عن الحسن في قوله تبارك وتعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات
قرار ومعين " قال إنها دمشق

(1) الفريابي: بسكر الفاء وسكون الراء، هذه النسبة إلى فارياب، بليدة بنواحي بلخ. وينسب إليها بالفريابي
والفاريابي والفيريابي (الأنساب).
208

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي (1) نا أبو الحسين
محمد بن علي بن محمد بن المهتدي أنا عيسى بن علي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني
أنا عبيد الله بن محمد بن حبابة قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا خلف زاد
عيسى بن هشام ومنصور زاد عيسى بن أبي مزاحم قالا نا شريك عن سالم
هو ابن عجلان الأفطس عن سعيد وهو ابن جبير " ربوة ذات قرار " قال الربوة
النشز من الأرض والقرار المستوي
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن محمد المزرفي أنا أبو
الحسين بن المهتدي أنا عيسى أنا عبد الله نا خلف ومنصور قالا نا شريك عن
سالم عن سعيد قال المعين الطاهر ويعني خلف بن هشام ومنصور بن أبي مزاحم
وهذا التفسير موجود في صفة ربوة دمشق فلا يمتنع أن يكون هو الحق
وقيل إن الربوة الرملة
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي الحديد
أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن بن عوف أنا أبو هاشم المؤدب نا محمد بن
الحسن بن قتيبة حدثني أبو عبد الله محمد بن المتوكل بن السري العسقلاني نا
رواد بن الجراح نا عباد بن عباد عن يحيى بن أبي عمرو (2) الشيباني عن أبي وعلة
عن كريب السحولي (3) عن مرة البهزي (4) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
الرملة الربوة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو يحيى زكريا ابن

(1) المزرفي: بفتح الميم وسكون الزاي وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى المزرفة وهي قرية كبيرة بغربي بغداد
على خمسة فراسخ منها.
(2) عن خع وبالأصل: " عمر "، وفي خع: السيباني.
(3) في خع: " السحوتي " تحريف، والسحولي: بفتح السين وضم الحاء هذه النسبة إلى سحول وهي قرية فيما
أظن باليمن (الأنساب).
(4) قوله: " عن مرة البهزي " سقط من مطبوعة المجلدة الأولى.
209

نافع الأرسوفي (1) ومحمد بن عبد العزيز الرملي قالا نا عباد بن عباد أبو عتبة عن
أبي زرعة عن أبي وعلة شيخ من عك قال قدم علينا كريب من مصر يريد معاوية
فزرناه فقال
ما أدري عدد ما حدثني مرة البهزي في خلاء وجماعة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالأناس (2) الآكلة
حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قال فقلنا يا رسول الله من هم وأين هم قال
بأكناف بيت المقدس [* * * *]
قال وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها تسيل مغربة ومشرقة
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المغربي (3) وجماعة قالوا أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (4) أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا
حصين بن وهب الأرسوفي نا زكريا بن نافع الأرسوفي نا عباد بن عباد الرملي عن
أبي زرعة السيباني عن أبي زرعة الوعلاني عن كريب السحولي حدثني مرة البهزي
أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم
وهم كالأناس (5) الآكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قلنا يا رسول الله وأين هم قال
بأكناف بيت المقدس [* * * *]
قال وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها مغربة مشرقة (6)
كذلك قال أبو زرعة الوعلاني والصواب ما تقدم
أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني

(1) الأرسوفي بضم الألف وسكون الراء، هذه إلى أرسوف، مدينة على ساحل بحر الشام.
(2) في خع: كالإناء بين الاكلة.
(3) في المطبوعة: المقرئ.
(4) في خع والمطبوعة: " زيدة " تحريف، وقد مر كثيرا.
(5) كذا وردت بالأصل وخع هنا، وفي الحديث السابق: كالإناء بين الاكلة.
(6) بالأصل: " مشرقة " والمثبت عن خع.
(7) عن خع وبالأصل: أبو الحسين.
210

وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو عبد الله قالا أنا محمد بن عوف بن أحمد النوبي (1) أنا أبو العباس
محمد بن موسى بن الحسين الحافظ أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا
المغيرة بن المغيرة قال نا وقال ابن أبي الحديد حدثني يحيى بن عمرو قال
مرض رجل من عك يقال له الأقرع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتاه يعوده قال لا أحسبني
إلا مقبوضا قال كلا إنك لن وقال ابن أبي الحديد لا تموت ولا تدفن إلا
بالربوة فمات ودفن بالرملة [* * * *]
فكانت عك إذا مات الرجل منهم بالأردن له صدق (2) حمل فدفن بالرملة لمكان
الأقرع هذا حديث منقطع وقد روي مسندا بإسناد غريب غريب
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني بها أنا أبو
منصور شجاع بن علي بن شجاع الصقلي أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة نا
محمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي بمكة نا مخلد بن خالد البردعي نا موسى بن
سهل الرملي
قال وأنا ابن مندة قال وأنا جمح بن أبان المؤذن بدمشق نا عبد الله بن
إسحاق الرملي نا يحيى بن السكن الرملي قالا نا محمد بن فهر بن جميل بن أبي
كريم بن لفاف بن كدن نا أمية ولفاف ابنا مفضل بن أبي كريم عن المفضل بن أبي
كريم عن أبيه عن جده لفاف عن الأقرع بن شفي العكي قال دخل علي النبي (صلى الله عليه وسلم)
في مرض (3) فقلت لا أحسب إلا أني ميت من مرضي قال النبي (صلى الله عليه وسلم) كلا لتبقين
ولتهاجرن إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين [* * * *]
قال ابن مندة رواه إسماعيل بن رشيد المؤملي عن ضمرة بن ربيعة عن
قادم بن ميسور القرشي عن رجال من عك عن الأقرع العكي قال مرضت فذكر
الحديث نحوه

(1) في المطبوعة: المري.
(2) في خع ومختصر ابن منظور 1 / 88: " طرق ".
(3) في خع: في مرضي.
(4) الأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي المطبوعة: لتشفين.
211

جمح (1) هو ابن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان نسبه إلى جد أبيه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه أنه أبو الحسن
أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن
يوسف نا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا بشر بن رافع الحارثي حدثني أبو
عبد الله بن عم أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول في قول الله تبارك وتعالى "
وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي الرملة من فلسطين وقيل إنها بيت
المقدس
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أبو طاهر بن
محمد أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة الحراني نا محمد بن سعيد الأنصاري نا مسكين بن بكير حدثني جرير بن حازم قال سمعت قتادة في هذه الآية "
وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال بيت المقدس وقيل إنها الإسكندرية
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو بشر الدولابي نا يونس نا ابن وهب عن عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم عن أبيه قال هي الإسكندرية يعني " وآويناهما إلى ربوة " وقيل إنها
مصر
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه
أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المعدل نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد
الأصبهاني (2) نا محمد بن يحيى نا (3) هارون بن إسحاق نا إسماعيل بن
عبد الكريم الصنعاني نا عبد الصمد بن معقل حدثني عمي وهب بن منبه في قوله "
وآويناهما إلى ربوة " قال هي مصر وقيل إنها الكوفة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
الحسن العلوي نا محمد بن زيد بن أحمد التميمي نا إسحاق بن محمد المقرئ نا

(1) في المطبوعة: جمع تحريف.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة.
(3) عن خع وبالأصل " بن " تحريف.
212

عبيد بن كثير نا عباد بن يعقوب أنا موسى بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر
في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار " قال هي الكوفة والمعين الفرات
تابعه عبد الرحمن بن صالح الأزدي وإبراهيم بن محمد بن ميمون الكوفيان
عن موسى بن عثمان الحضرمي وقد روي مسندا عن جعفر الصادق بن أبي جعفر
الباقر
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو (1) عبد الله محمد بن
عبد الله بن الحسن الحسني قراءة عليه أنا محمد بن عبد الله الجعفي نا
الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري نا جعفر بن عبد الله المحمدي قال
سمعت محمد بن أبي عمير يذكر عن محمد بن مسلم قال سألت الصادق عن قول الله
عز وجل " وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال
الربوة النجف والقرار المسجد والمعين الفرات
ثم قال إن نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمائة درهم في غيرها والركعة
بمئة ركعة ومن أحب أن يتوضأ من ماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء
الجنة فعليه بماء الفرات فإن فيه شعبتين (2) من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة
مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين علي يأتي النجف ويقول وادي
السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمن هذا المكان وكان يقول
اللهم اجعل قبري بها
قال أبو الغنائم في النجف ماء طيب تنزله العرب (3) يقال له السلام
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه نا أبو
الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي أنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد السعدي أنا
محمد بن عبيد الله بن محمد بن الفتح بن الشخير نا محمد بن بيان بن مسلم نا
الحسن بن عرفة نا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري عن أنس قال

(1) زيادة عن خع.
(2) في خع ومختصر ابن منظور 1 / 89 " مثعبين " وفي المطبوعة: منعين.
(3) عن خع، وبالأصل: " كبيت يقوله العربي " كذا.
213

لما نزلت سورة التين على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرح بها فرحا شديدا حتى تبين لنا شدة
فرحه فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال " التين " بلاد الشام " والزيتون " بلاد
فلسطين " وطور سنين " الذي كلم الله موسى عليه " وهذا البلد الأمين " مكة " لقد
خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " محمد (صلى الله عليه وسلم) " ثم رددناه أسفل سافلين " عبدة الأوثان
اللات والعزى " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون " أبو بكر
وعمر وعثمان وعلي " فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين " (1)
إذ بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا محمد
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب وأبو الحسن علي بن
أحمد بن منصور الفقيه قالا نا
وأخبرناه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون أنا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أخبرني أبو القاسم (2) الأزهري نا محمد بن
عبيد الله بن الشخير نا أبو العباس محمد بن بيان بن مسلم (3) الثقفي المعروف بابن
البختري في مجلس ابن أبي داود سنة ست عشرة قال ابن الشخير وكان ثقة إملاء
علينا من أصله نا الحسن بن عرفة نا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس
عن الزهري عن أنس قال لما نزلت سورة التين على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرح لها فرحا
شديدا حتى بان لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال أما قول
الله تعالى " والتين " فبلاد الشام " والزيتون " فبلاد فلسطين " وطور سينين " فطور
سيناء الذي كلم الله عليه موسى " وهذا البلد الأمين " مكة " لقد خلقنا الإنسان في
أحسن تقويم " محمد (صلى الله عليه وسلم) " ثم رددناه أسفل سافلين " عبادة اللات والعزى " إلا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات " أبو بكر وعمر " فلهم أجر غير ممنون " عثمان بن عفان
" فما يكذبك بعد بالدين " علي بن أبي طالب " أليس الله بأحكم الحاكمين " أن
بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا محمد
قال أبو بكر الخطيب هذا الحديث بهذا الإسناد باطل لا أصل له يصح فيما

(1) سورة التين، الآيات من 1 - 8.
(2) زيادة عن خع.
(3) " ابن مسلم " هامش الأصل وخع.
214

نعلم والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان نرى
العلة من جهته وتوثيق ابن الشخير له ليس بشئ لأن من أورد مثل هذا الحديث
بهذا الإسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله ويبحثوا عن أمره ولعله كان
يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه كذلك وقد قال يحيى بن
سعيد القطان ما رأيت الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث
قرأنا على أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي بها
عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري أنا أبو القاسم هبة الله بن
إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج نا
أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي نا محمد بن بشار (1) نا روح بن عبادة نا
عوف عن يزيد أبي (2) عبد الله عن كعب في قوله " والتين والزيتون " قال التين
مسجد دمشق والزيتون بيت المقدس " وطور سينين " جبل موسى
رواه أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى عن محمد بن بشار
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الله بن علي الكرماني
أنا القاضي الإمام أبو سعد عبد الكريم بن أحمد الفقيه الوزان الطبري بنيسابور أنا
الشيخ الإمام أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي أنا أبو نعيم محمد بن
عبد الرحمن الغفاري أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى نا أبو الوليد
هشام بن عمار الدمشقي نا صدقة بن خالد نا الشعيثي (3) عن عبد الرحمن بن أبي
عمار عن كعب قال " التين " دمشق " والزيتون " بيت المقدس " وطور سينين "
حيث كلم الله موسى " والبلد الأمين " مكة
رواه بشر بن حجر ومحمد بن أبي بكر المقدمي عن عمر بن علي المقدمي
عن الشعيثي بإسناده نحوه ورواه غيره عن هشام عن صدقة وإسماعيل بن عياش عن
الشعيثي

(1) قوله: " نا محمد بن بشار " سقط من المطبوعة.
(2) عن خع وبالأصل " بن ".
(3) الشعيشي بضم الشين وفتح العين المهملة، هذه النسبة إلى شعيث بطن من بلعنبر بن عمرو بن تميم،
واسمه: محمد بن عبد الله بن المهاجر النصري الشعيثي العقيلي (الأنساب).
215

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن
عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم أنا
محمد بن يعقوب الأصم نا بحر بن نصر نا بشر بن بكر حدثتني أم عبد الله عن
أبيها وهو خالد بن معدان في قول الله تعالى " ربوة ذات قرار ومعين " قال هي
دمشق وقوله " والتين والزيتون " وقوله " لم يخلق مثلها في البلاد " (1) قال يعني
دمشق
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي نا أبو الحسن علي بن
الحسين بن أحمد بن صصري التغلبي بدمشق أنا تمام بن محمد أنا أبو الحسن
أحمد بن سليمان بن حذلم نا زكريا بن يحيى نا شيبان بن فروخ نا أبو حمزة
العطار (2) إسحاق بن الربيع عن الحسن في قوله " والتين والزيتون " قال جبال
ومساجد بالشام
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وأبو طاهر محمد بن الحسين بن
محمد بن إبراهيم الحنائي قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي
الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر أنا محمد بن حماد أنا
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " والتين " قال الجبل
الذي عليه دمشق " والزيتون " الذي عليه بيت المقدس " وطور سينين " جبل بالشام
مبارك حسن
قال معمر وقال الكلبي هو التين والزيتون الذي تأكلون وأما طور سينين
فهو الجبل ذو الشجر
وهكذا رواه شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا

(1) سورة الفجر، الآية: 8.
(2) في المطبوعة: " أبو حمزة العطار، نا إسحاق بن الربيع " تحريف، فأبو حمزة اسمه إسحاق، انظر تقريب
التهذيب.
216

إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان نا أبو هبيرة محمد بن الوليد نا أبو الجماهر نا
سعيد بن بشير عن قتادة في قوله " والتين والزيتون " قال التين دمشق
والزيتون بيت المقدس " وطور سينين " حيث كلم الله موسى عليه السلام " والبلد
الأمين " مكة
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد بن شجاع أنا تمام الرازي أخبرني أبي حدثني الفضل بن مهاجر نا
الوليد بن حماد الرملي عن هشام بن عمار قال نا الوليد بن مسلم قال سألت
خليد بن دعلج فحدثني عن قتادة قال " التين " جبل عليه دمشق " والزيتون " جبل
عليه بيت المقدس
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قالا نا أبو
الحسن علي بن الحسن العاقولي (1) نا الشرف بن رجاء بن إبراهيم المقدسي أنا أبو محمد
الحسن بن محمد بن أحمد الغساني نا أبي نا أبو بكر بن أبي شيبة المعافري
نا أبو بدر عباد بن الوليد نا حبان نا أبو محصن بن نمير عن سعيد بن جبير عن
الحكم قال " والتين " دمشق " والزيتون " فلسطين " وهذا البلد الأمين " مكة
أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي نا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنا أبو
عمرو (2) عثمان بن أحمد الدقاق وأبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد قالا
نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن
بشر قال قال محمد بن إسحاق عن من يخبره أن سعيد بن المسيب كان يقول في
قول الله عز وجل " إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " يعني دمشق
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبو تراب حيدرة بن
أحمد الأنصاري قالا أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري أنا أبو
القاسم تمام بن محمد الرازي أنا أبو الميمون بن راشد نا موسى بن محمد بن أبي

(1) هذه النسبة إلى دير العاقول "، وقد ينسب إليها ب‍ " الدير عاقولي " أيضا. وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا
من بغداد. (الأنساب - ياقوت).
(2) في المطبوعة: " أبو تحريف، انظر تذكرة الحافظ 3 / 865.
217

عوف نا عبد الرحيم بن مطرب نا عيسى بن يونس عن ابن أبي ذيب عن
المقبري " إرم ذات العماد " (1) قال دمشق
ورواه المسيب بن واضح عن عيسى بن يونس
قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا
محمد بن تمام نا المسيب بن واضح نا عيسى بن يونس عن ابن أبي ذيب عن
المقبري في قوله " إرم ذات العماد " قال هي دمشق
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن
علي بن قيراط المقرئ عن رشأ بن نظيف المقرئ أنا أبو الفتح إبراهيم بن
علي بن إبراهيم البغدادي (2) نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار نا محمد بن
يونس نا أبو علي الحنفي نا ابن أبي ذيب عن سعيد المقبري في قوله تعالى " إرم
ذات العماد " قال هي دمشق
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد الدائم بن
الحسن بن عبيد الله عن عبد الوهاب الكلابي نا إبراهيم بن مروان نا يونس بن
عبد الأعلى الصدفي أخبرني أشهب بن عبد العزيز عن مالك يعني ابن أنس
قال ويقال إن " إرم ذات العماد " دمشق
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن
أحمد بن عبد الرحمن الذكواني نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر
الأصبهاني نا أحمد بن الحسن بن عبد الملك (3) نا محمد بن المثنى قال سمعت
بشر بن الحارث يقول " إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " هي دمشق "

(1) سورة الفجر، الآية - 8.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن خع ومكانها بالأصل: " البغداد ".
(3) في خع: " أحمد بن الحسن بن عبد الله. " وفي المطبوعة الحسين.
218

باب
ما ورد من السنة من أنها من أبواب الجنة " (1)
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط وأبو عبد الله الحسين بن
محمد بن عبد الوهاب البارع ببغداد وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن
جد (2) العكبرية بدمشق قالوا أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي
أنا علي بن عمر بن محمد الحربي (3) نا أبو السري سهل بن يحيى وقال ابن
السبط بن بحر بن سبأ الحداد نا سعيد بن عثمان الرازي نا عبد الواحد بن يزيد
عن محمد بن مسلم الطائفي عن محمد بن مسلم الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أربع مدائن من مدائن الجنة وأربع مدائن من مدائن النار فأما مدائن الجنة
فمكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأما مدائن النار فالقسطنطينية (4)
وطبرية وأنطاكية المحترقة وصنعاء [* * * *]
هذا حديث غريب من حديث محمد بن مسلم الطائفي عن الزهري والمحفوظ
حديث الوليد بن محمد الموقري (5) عن الزهري
أخبرناه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا

(1) في خع: " ما ورد من السنة في أنها من مدن الجنة ".
وفي مختصر ابن منظور: ما ورد في أن دمشق من مدن الجنة.
(2) في المطبوعة: " حدا " والأصل كخع.
(3) في المطبوعة: الخرقي.
(4) بالأصل وخع: " قسطنطينة " والمثبت في الموضعين عن مختصر ابن منظور 1 / 91.
(5) الموقري هذه النسبة إلى موقر بضم الميم وفتح الواو وقاف مشددة (اللباب) قال: حصن بالبلقاء.
219

جدي أبو عبد الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي
السحيس الحمصي قدم علينا نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو
محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي نا إدريس بن سليمان بالرملة نا
عبد الرحمن بن خالد بن حازم نا الوليد بن محمد عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أربع مدائن في الدنيا من الجنة مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق
وأربع مدائن من النار رومية وقسطنطينية (1) وأنطاكية وصنعاء قال ابن
إدريس يعني أنطاكية المحترقة [* * * *]
ورواه محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي عن الموقري فقرن بسعيد (2) بن
المسيب سليمان بن يسار
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة
الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو أحمد
عبد الله بن عدي الحافظ نا يحيى بن علي بن هاشم الخفاف بحلب نا جدي
محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة نا الوليد بن محمد نا الزهري أخبرني سعيد بن
المسيب وسليمان بن يسار عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (3) أربع مدائن من
مدائن الجنة في الدنيا مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأربع مدائن من
مدائن النار في الدنيا القسطنطينية والطوانة وأنطاكية المحترقة وصنعاء [* * * *]
وقال إن المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس [* * * *]
قال ابن عدي وهذا منكر لا يرويه عن الزهري غير الموقري
رواه أبو عبد الله محمد بن النعمان بن بشير السقطي عن سليمان بن
عبد الرحمن عن الوليد بن محمد بإسناده نحوه

(1) بالأصل وخع: " قسطنطينة "، والمثبت في الموضعين عم مختصر ابن منظور 1 / 91.
(2) بالأصل وخع: لسعيد.
(3) الحديث بالأصل فيه تقديم وتأخير، ومشوش العبارة، فأثبتنا نصه عن خع.
220

وقال أبو عبد الله السقطي ليس هي صنعاء اليمن إنما هي صنعاء بأرض
الروم
وذكر البلاذري أن أنطاكية المحترقة ببلاد الروم أحرقها العباس بن الوليد بن
عبد الملك
قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب ذكر
القاضي أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري فيما قرئ عليه بصور في ذي القعدة
سنة سبع عشرة وأربعمائة أن أبا محمد الحسن بن رشيق أخبرهم نا أبو الفضل
العباس بن ميمون أمنجور مولى أمير المؤمنين نا أبو محمد المراغي (1) نا قتيبة نا
أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن
الله اختار من الملائكة أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل واختار من
النبيين أربعة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم واختار من
المهاجرين أربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي واختار من الموالي أربعة
سلمان الفارسي وبلال الأسود وصهيب الرومي وزيد (2) بن حارثة واختار من
النساء أربعة (3) خديجة ابنة خويلد ومريم ابنة عمران وفاطمة بنت محمد وآسية
ابنت مزاحم واختار من الأهلة أربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
واختار من الأيام أربعة يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عاشوراء
واختار من الليالي أربعة (3) ليلة القدر وليلة النحر وليلة الجمعة وليلة نصف
شعبان واختار من الشجر أربعة السدرة والنخلة والتينة والزيتونة واختار من
المدائن أربعة (3) مكة وهي البلدة والمدينة وهي النخلة وبيت المقدس وهي
الزيتونة ودمشق وهي التينة واختار من الثغور أربعة إسكندرية ومصر وقزوين
خراسان وعبادان العراق وعسقلان الشام واختار من العيون أربعة يقول في
محكم كتابه " فيهما عينان تجريان " (4) وقال " فيهما عينان نضاختان " (5) فأما التي

(1) المراعي: بفتح الميم والراء نسبة إلى قبيلة وبلد.
(2) في المطبوعة: " يزيد " تحريف.
(3) كذا، والصواب: " أربعا ".
(4) سورة الرحمن، الآية: 50.
(5) سورة الرحمن، الآية: 66.
221

تجريان فعين بيسان وعين سلوان (1) وأما النضاختان فعين زمزم وعين عكا (2)
واختار من الأنهار أربعة سيحان وجيحان والنيل والفرات واختار من الكلام أربعة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله [* * * *]
هذا حديث منكر بمرة وأبو الفضل والمراغي مجهولان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري أن أبو
الحسين (3) بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني أبو عتبة
علي بن الحسن بن مسلم السكوني حدثني بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله
الخولاني عن كعب الأحبار أنه قال خمس مدائن من مدائن الجنة بيت المقدس
وحمص ودمشق وبيت جبرين (4) وظفار اليمن وخمس مدائن من مدائن النار
القسطنطينية (5) والطوانة (6) وأنطاكية وتدمر وصنعاء صنعاء اليمن
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ أنا أبي أبو البركات
أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزهري أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن
ماسي نا أبو برزة الحاسب أنا أبو أنس نا إسماعيل بن عياش
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني نا عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي (7) لفظا أنا الحسين بن الحسن بن
علي بن بندار الصيرفي نا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي نا أبو برزة
هو الفضل بن محمد الحاسب نا أبو أنس مالك بن سليمان الألهاني نا
إسماعيل بن عياش نا محمد بن عبد الله الشعيثي عن يزيد بن عبد الله الخولاني
عن كعب يعني الأحبار أنه كان يقول خمس مدائن من مدائن الجنة وخمس مدائن

(1) عين سلوان: عين نضاخة يتبرك بها ويستشفى منها بالبيت المقدس. قال ابن البناء البشاري: ويزعمون أن
ماء زمزم يزور ماء سلوان كل ليلة عرفة.
(2) في المطبوعة: عكار.
(3) عن خع.
(4) بليد بين بيت المقدس وغزة (ياقوت).
(5) عن مختصر ابن منظور وبالأصل: القسطنطينة.
(6) الطوانة: بلد بثغور المصيصة بين أنطاكية وبلاد الروم (معجم البلدان).
(7) هذه النسبة إلى نخشب، بلدة من بلاد ما وراء النهر (الأنساب).
222

من مدائن النار فمدائن الجنة حمص ودمشق وبيت المقدس وبيت جبرين
وظفار زاد الفقيه ظفار وقالا اليمن ومدائن النار قسطنطينية (1) وعمورية
وأنطاكية وتدمر وصنعاء صنعاء اليمن
أخبرنا أبو المعالي تغلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد أنبأ أبو
القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي بدمشق أنبأ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
هلال أنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن
الجصاص الدعاء ثنا أبو البختري نا سفيان بن عقبة أخو قبيصة نا سفيان عن
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال الجنة مطوية في
قرون الشام بدمشق في كل عام "

(1) بالأصل وخع: قسطنطينة.
223

باب
ما جاء عن صاحب الحوض (1) والشفاعة
أنها مهبط عيسى بن مريم قبل قيام الساعة "
أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن علي بن رافع البزار نا
عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي الخطيب
البرقعيدي نا أبي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد المروروذي نا أبو بكر محمد بن
سهل بن عسكر نا أبو مالك حماد بن مالك الأشجعي الدمشقي حدثنا
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن
جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينزل
عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو نصر خلف بن عبد الكريم بن خلف بن طاهر وابنا عمي أبيه
أبو الفتح الفضل بن زاهر بن طاهر وأبو طاهر محمد بن وجيه (2) بن طاهر بن
محمد بن محمد الشحاميون قالوا أنا أبو نصر عبد الجبار بن سعيد بن محمد بن
أحمد البحيري أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس الأصم
نا محمد بن إسحاق الصغاني نا حماد بن مالك أبو مالك من أهل حرستان (3) قال ابن
جابر حدثنا يعني عبد الله (4) بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن نواس بن سمعان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق [* * * *]

(1) عن هامش الأصل وخع.
(2) عن خع وبالأصل: وحيد.
(3) كذا، وهي حرستا قرية كبيرة عامرة وسط دمشق على طريق حمص (ياقوت - الأنساب).
(4) كذا، وفي خع: عبد الرحمن.
224

وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري فيما ناولني وقرأ علي
إسناده (1) وقال اروه عني أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (2) أنا القاضي
أبو الفرج المعافا بن زكريا نا محمد بن القاسم الأنباري نا أحمد بن الهيثم بن
خارجة نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه عن يحيى بن جابر
الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يهبط عيسى بن مريم شرقي دمشق عند المنارة البيضاء بين
مهروذتين (3) قال أبو بكر حفظناه عن أحمد بن الهيثم بالذال وتفسيره بين
ممصرتين (4) [* * * *]
قال وثنا جعفر بن محمد الفريابي نا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق نا
الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر قال أبو
مروان وكان قاضيا على حمص عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن
النواس بن سمعان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يهبط عيسى بن مريم عليه السلام بين
مهروذتين [* * * *]
قال أبو بكر حفظناه عن جعفر بن محمد بالدال في هذا الحديث يعني بين
ممصرتين (5)
قال أبو بكر وهذا مما فسر في الحديث بما لا يعرف إلا فيه كالحروف التي
جاءت مفسرة في الحديث
وهذا مختصر من حديث رواه عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن جبير بن نفير
بطوله
أخبرتاه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود (6)

(1) كذا بالأصل وخع، والمثبت عن المطبوعة.
(2) هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال نهروان بالعراق (الأنساب).
(3) الهرد: عروق يصبغ بها، والمهرود، بالدال والذال: المصبوغ بهذه العروق.
(4) الممصرة من الثياب التي فيها صفرة قليلة. والذي في الأصل وخع " محصرتين " والمثبت عن مختصر ابن
منظور 1 / 93.
(5) عن خع وبالأصل الغريابي بالغين المعجمة تحريف.
(6) بالأصل وخع: " أبو معوذ " تحريف، وقد تقدم مرارا.
225

عبد الرحيم بن علي المعدل عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا
سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن إسحاق نا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن
علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ نا جبير بن نفير أن النواس بن سمعان حدثه
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أريت أن ابن مريم عليه السلام يخرج من يمنة المغارة البيضاء
شرقي دمشق واضع يده على أجنحة الملكين بين ريطتين ممشقتين (1) إذا أدنا رأسه
قطر وإذا رفع رأسه تحادر منه جمان كاللؤلؤ تمشي عليه السكينة والأرض تقبض له
ما أدرك نفسه من كافر مات ويدرك نفسه حيث ما أدرك بصره حتى يدرك بصره في
حصونهم وقرياتهم حتى يدرك الدجال عند باب لد فيموت ثم يعمد إلى عصابة من
المسلمين عصمهم الله بالإسلام ويترك الكفار ينتفون لحاهم وجلودهم فتقول
النصارى هذا الدجال الذي أنذرناه وهذه الآخرة ومن مس ابن مريم كان من أرفع
الناس قدرا ويعظم مبيته ويمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم من الجنة فبينا
هم فرحون بما هم فيه خرجت يأجوج ومأجوج فيوحى إلى المسيح عليه السلام أني
قد أخرجت عبادا لي لا يستطيع قتلهم إلا أنا فاحرز عبادي إلى الطور فيمر صدر
يأجوج ومأجوج على بحيرة الطبرية فيشربونها ثم يقبل آخرهم فيركزون رماحهم
فيقولون لقد كان هاهنا مرة ماء حتى إذا كانوا حيال بيت المقدس قالوا قد قتلنا
من في الأرض فهلموا نقتل من في السماء فيرمون نبلهم إلى السماء فيردها الله
مخضوبة بالدم فيقولون قد قتلنا من في السماء ويتحصن ابن مريم وأصحابه حتى
يكون رأس الثور ورأس الجمل خيرا من مائة دينار اليوم كذا قال المغازة وهو
تصحيف وإنما هو المنارة (2) [* * * *]
أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام بن
محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله بن عبدان
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي
الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام

(1) ثوب ممشق أي مصبوغ بالمشق وهو المغرة (الأساس).
(2) زيادة عن المطبوعة.
226

قالوا أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب بن أبان بن
إسماعيل نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثني محمد بن زرعة الرعيني نا
محمد بن شعيب نا يزيد بن عبيدة حدثني أبو الأشعث عن أوس بن أوس الثقفي
أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
لفظهما سواء [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه ثم أخبرنا أبو القاسم
هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قالا أنا أبو نعيم نا
عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله العبدي نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا
محمد بن شعيب عن يزيد بن عبيدة عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس قال ينزل
المسيح عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
قال محمد بن شعيب ولا أعلم إلا محمد ثنا به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو عن كعب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا تمام الرازي أخبرني أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد أنبأ عبد الله بن
أبي دجانة النصري قالا نا أبو إسحاق إبراهيم بن دحيم نا أبو مروان هشام بن خالد
نا محمد بن شعيب نا يزيد بن عبيدة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي
دمشق [* * * *]
قرأته عاليا على عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن أبي الحسن
عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنا عبد الوهاب الكلابي (1) نا ابن خريم نا
هشام بن خالد نا محمد بن شعيب أخبرني يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر حدثني
أبو الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل
عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عليه ممصرتان كأنما رأسه يقطر دما [* * * *]
ورواه كيسان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي فيما قرأته عليه عن

(1) عن المطبوعة وبالأصل وخع: الدلاني.
227

عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج
الدمشقي يعرف بابن البرامي نا محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض نا هشام بن
خالد حدثني الوليد بن مسلم (1) حدثني ربيعة هو ابن ربيعة عن ابن كيسان يعني
نافعا عن أبيه كيسان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى بن مريم عند المنارة
البيضاء شرقي دمشق [* * * *]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر عن عبد العزيز الكتاني
أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقي أنا أبو
محمد عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد أنا العباس بن الوليد بن مزيد (2) أخبرني
أبي نا سعيد بن عبد العزيز عن شيخ له أنه سمع ابن عباس (3) الحضرمي قال يخرج
عيسى بن مريم عند المنارة عند باب الشرقي ثم يأتي مسجد دمشق حتى يقعد على
المنبر ويدخل المسلمون المسجد والنصارى واليهود كلهم يرجوه حتى لو ألقيت شيئا
لم تصب إلا رأس إنسان من كثرتهم ويأتي مؤذن المسلمين فيقوم ويأتي صاحب بوق
اليهود ويأتي صاحب ناقوس النصارى فيقول صاحب اليهود أقرع فكتب سهم
المسلمين وسهم النصارى وسهم اليهود ثم يقرع عيسى فيخرج سهم المسلمين
فيقول صاحب اليهود إن القرعة ثلاث فيقرع فيخرج سهم المسلمين ثم يقرع الثالثة
فيخرج سهم المسلمين فيؤذن المؤذن ويخرج اليهود والنصارى من المسجد ثم يخرج
يتبع الدجال بمن معه من أهل دمشق ثم يأتي بيت المقدس وهي مغلقة قد حصرها
الدجال فيأمر بفتح الأبواب ويتبعه حتى يدركه بباب لد ويذوب كما يذوب الشمع
ويقول عيسى إن لي فيك ضربة فيضربه فيقتله الله عز وجل على يديه فيمكث في
المسلمين ثلاثين سنة أو أربعين سنة الله أعلم أي العددين فيخرج على اثره يأجوج
ومأجوج فيهلك الله يأجوج ومأجوج على يديه ولا يبقى منهم عين تطرف وترد إلى
الأرض بركتها حتى إن العصابة ليجتمعون في العنقود على الرمانة وينزع من كل
وذكر كلاما انقطع من الكتاب معناه من كل ذات حمة حمتها يعني سمها حتى إن

(1) قوله: " حدثني الوليد بن مسلم " سقط من المطبوعة.
(2) بالأصل وخع: " يزيد " تحريف والمثبت عن تقريب التهذيب.
(3) في خع: ابن عايش.
228

الحية تكون مع الصبي والأسد والبقرة لا يضره شيئا ثم يبعث الله عز وجل ريحا
طيبة تقبض روح كل مؤمن ويبقى شرار الناس يقوم عليهم الساعة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام أنا
الحسن بن أحمد بن يعقوب نا يحيى بن محمد بن سهل يعني نا أحمد بن
عبد الوهاب بن نجدة نا أبو المغيرة حدثني صفوان يعني ابن عمرو عن
شريح بن عبيد عن كعب قال يهبط المسيح عليه السلام عند القنطرة البيضاء على باب
دمشق الشرقي تحمله غمامة واضع يديه على منكبي ملكين عليه ريطتان مؤتزر
إحداهما مرتد الأخرى إذا أكب رأسه يقطر منه الجمان "
229

باب
ما جاء عن المبعوث بالمرحمة
أنها فسطاط المسلمين يوم الملحمة "
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا تمام بن محمد الرازي حدثني أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد أنبأ
عبد الله بن أبي دجانة قالا حدثنا إبراهيم بن دحيم حدثنا هشام ثنا صدقة
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن (1) بن أبي
الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله
الحمصي
وأنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني وأبو طاهر محمد بن
الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحماني (2) قالا أنا أبو عبد الله محمد بن
عبد السلام المعروف بابن سعدان قالا أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا
أحمد بن عامر بن المعمر الأزدي
وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي سعد محمد بن
عبد الرحمن الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ نا محمد بن محمد بن
سليمان قالا نا هشام بن عمار نا صدقة زاد الربعي بن خالد نا خالد بن دهقان
قال سمعت يزيد بن أرطأة زاد زاهر الفزاري يقول سمعت جبير بن نفير الحضرمي
يقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم الملحمة الكبرى
فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
(2) في خع: الحنائي.
230

المسلمين يومئذ [* * * *]
وفي حديث ابن دحيم بن (1) خير
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المغربي (2) في كتابه ثم حدثني أبو مسعود العدل
عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم بن أحمد الطبراني نا أبو زرعة
الدمشقي نا أبو مسهر
قال ونا سليمان قال ونا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار قالا نا
صدقة بن خالد حدثني خالد بن دهقان عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي
الدرداء قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها
الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق فهي خير مساكن الناس يومئذ [* * * *]
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه الأصولي عن أبي الحسين
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري
أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه إجازة أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن
جعفر الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين وقد ذكروا عنده
أحاديث من ملاحم الروم فقال يحيى ليس من حديث الشاميين شئ (3) أصح من
حديث صدقة بن خالد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) معقل المسلمين أيام الملاحم دمشق [* * * *]
ورواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة الفزاري فاختلف عليه
فيه فرواه هكذا عنه يحيى بن حمزة
أخبرنا به أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني أبو سعد
الأصبهاني عنه أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي أنا عبد الله بن محمد بن
جعفر أنا حامد بن شعيب نا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمزة عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة قال سمعت جبير بن نفير يحدث
عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحو حديث قبله يوم الملحمة الكبرى فسطاط المؤمنين

(1) في خع: من خير.
(2) في خع: المقرئ.
(3) في المطبوعة: حديث.
231

بالغوطة مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام
وهكذا رواه محمد بن المبارك الصوري وعبد الله بن يوسف الدمشقي نزيل
تنيس وهشام بن عمار
وأما حديث محمد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني نا تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو بكر محمد بن
عبد الرحمن القطان وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم
عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني أنا أبي الفقيه أبو
العباس أنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو زرعة نا
محمد بن المبارك الصوري نا يحيى بن حمزة عن ابن جابر عن زيد بن أرطأة عن
جبير بن نفير عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة
بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام [* * * *]
وأما حديث عبد الله بن يوسف فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل
الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن أبي القاسم قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن
سفيان نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
حدثني زيد بن أرطأة قال سمعت جبير بن نفير الحضرمي يحدثنا عن أبي الدرداء أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها
دمشق من خير مدائن الشام [* * * *]
وأما حديث هشام فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود
الأصبهاني نا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى
الدمشقي نا هشام بن عمار
قال ونا بكر بن سهل نا عبد الله بن يوسف قالا نا يحيى بن حمزة عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة قال سمعت جبير بن نفير
232

الحضرمي يحدث عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم
الملحمة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام [* * * *]
وكذا رواه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني عن صدقة بن خالد عن ابن
جابر ورواه هشام بن عمار عن صدقة فأرسله
فأما حديث أبي مسهر
فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور أنا أحمد بن
الحسن بن محمد أنا الحسن بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن حمدون نا يزيد بن
عبد الصمد نا أبو مسهر نا صدقة نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن
أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الملحمة
العظمى فسطاط المسلمين يومئذ بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير
منازل المسلمين يومئذ [* * * *]
وأما حديث هشام المرسل فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه
بدمشق وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ببغداد قالا نا
عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان نا
هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا ابن جابر حدثني زيد بن أرطأة عن جبير بن
نفير الحضرمي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة
عند مدينة يقال لها دمشق هي خير منازل المسلمين يومئذ ولم يقل الفقيه هي [* * * *]
ورواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أتم من هذا إلا أنه جعله من مسند
عوف بن مالك لا من مسند أبي الدرداء
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وعلي بن المسلم السلمي
الفقيهان قالا أنا أبو عبد الله الحسن (1) بن محمد بن علي بن أبي الرضا القاضي أنا
أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم نا أبي نا سليمان بن
عبد الرحمن نا ابن عياش حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في بناء له

(1) في خع: الحسين.
233

فسلمت عليه فقال أعوف قلت نعم يا رسول الله قال ادخل قال ادخل كلي أم
بعضي قال بل كلك قال فقال (1) عدد ستا بين يدي الساعة أولهن موتي قال
فاستبكيت حتى جعل رسول الله يسكتني (2) قال قل إحدى والثانية فتح بيت المقدس
قل اثنين والثالثة يكون فتنة في أمتي وعظمها قل ثلاث والرابعة موتان (3) يقع في
أمتي يأخذهم كقعاص (4) الغنم قل أربع والخامسة يفيض المال فيكم على أن الرجل
ليعطي المائة دينار فيظل يسخطها قل خمسا والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني
الأصفر (5) يسيرون (6) إليكم على ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا فسطاط
المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق [* * * *]
وأخبرناه أبو المعالي صالح بن شافع بن صالح بن حاتم الجيلي الحنبلي أنا
أبو الفضل محمد بن محمد بن الطيب الصباغ قراءة عليه أنا أبو القاسم عبد الملك بن
محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءة عليه أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان نا عبد الكريم بن الهيثم العاقولي نا أبو اليمان
وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة الدمشقي نا أبو اليمان الحكم بن
نافع
قال ونا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبو المغيرة قالا نا صفوان بن
عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال أتيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في بناء له فسلمت عليه فقال لي
عوف فقلت نعم فقال لي ادخل فقلت كلي أو بعضي قال بل كلك فقال لي يا عوف اعدد ستا بين يدي
الساعة أولهن موتي فاستبكيت حتى جعل يسكتني ثم قال لي قل إحدى قلت
إحدى قال والثانية فتح بيت المقدس قل ثنتان فقلت ثنتان قال والثالثة موتان

(1) في مختصر ابن منظور 1 / 95: فقالي: يا عوف، اعدد ستا...
(2) في مختصر ابن منظور: يسكنني.
(3) الموتان: الموت الكثير الوقوع.
(4) القعاص: داء في الغنم لا يليثها أن تموت (القاموس).
(5) بنو الأصفر: الروم.
(6) في مختصر ابن منظور 1 / 95 فيسيرون.
234

يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم قل ثلاث فقلت ثلاث قال والرابعة فتنة
تكون في أمتي وعظمها ثم قال قل أربع فقلت أربع قال والخامسة يقبض فيكم
المال حتى إن الرجل ليعطى المائة الدينار فيتسخطها قل خمس فقلت خمس قال
والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يسيرون إليكم على ثمانين غاية تحت كل
غاية اثني عشر ألفا ففسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال
لها دمشق ولفظ الحديث للطبراني [* * * *]
وفي حديث عبد الكريم راية في الموضعين
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني ببغداد أنا أبو صادق
محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر
محمد بن زنجويه العذل (1) الأصبهاني أن أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد
العسكري قال مما روي على ثلاثة أوجه قوله (صلى الله عليه وسلم) عند ذكر الروم فيغدرون فيوافونكم
على ثمانين غياية وروي ثمانين غاية بياء وأكثرهم يرويه ثمانين غاية بياء واحدة تحتها
نقطتان فمن رواه هكذا قال الغاية الراية ومن رواه غياية بياءين قال أراد السحابة
وروى بعضهم قال غياية ترهيا (2) يعني سحابة (3) ومن رواه غابة بباء تحتها نقطة واحدة
قال أراد الأجمة (4)
قال العسكري وحدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول نا أبي نا يعلى بن عبيد
عن أبيه عن نصر بن أبي بكر عن زيد بن رفيع عن عوف بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في
حديث ذكرناه أنه قال في هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ثم يأتون على ثمانين غياية
تحت كل غياية ثمانون ألفا [* * * *]
وكلا القولين في إسناده صحيح فقد رواه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني

(1) كذا بالأصل وخع: العذل بالذال المعجمة.
(2) كذا بالأصل وخع.
(3) عن خع وبالأصل هي سمي به.
(4) في مختصر ابن منظور: " والغابة - بنقطة واحدة -: السحابة " كذا فيه ولم أعثر على هذا المعنى. وفي خع
والمطبوعة كالأصل.
(5) عن خع وبالأصل في الفظين " عياية " بالعين المهملة.
235

الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه قال حدثني أصحاب محمد
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن
علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو
اليمان نا أبو بكر يعني ابن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال
حدثنا أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (1) سيفتح عليكم الشام فإذا خيرتم
المنازل منها (2) فعليكم بمدينة يقال دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم
وفسطاطهم (3) منها بأرض يقال لها الغوطة وكذا رواه بشر بن بكر الدمشقي نزيل
تنيس (4) عن أبي بكر [* * * *]
أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن
محمد بن محمد بن أبي منصور الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد (5)
بن الحسن الخزاعي نا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج (6) الشاشي
ببخارى نا عيسى بن أحمد يعني البلخي نا بشر بن بكر حدثني أبو بكر عن
عبد الرحمن بن جبير عن أبيه قال حدثني أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) قال إنه سيفتح
عليكم الشام فإذا خيرتم المنازل منها فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها معقل
المسلمين من الملاحم وفسطاطهم منها بأرض يقال لها الغوطة [* * * *]
ورواه أبو الحسن بن محمد بن مصعب القرقساني (7) عن أبي بكر فخالفهما
فقال عن رجل من أصحاب محمد
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن مصعب نا أبو بكر عن

(1) مسند أحمد 4 / 160 وفيه: ستفتح.
(2) مسند أحمد: فيها.
(3) مسند أحمد: وفسطاطها.
(4) تنيس بكسرتين، جزيرة في بحر مصر قريبة من البر بين الفرما ودمياط (ياقوت).
(5) في خع: علي بن أحمد بن محمد.
(6) في خع: شريح.
(7) بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا وهي بلدة بالجزيرة (الأنساب) وضبطت
بالقلم في تقريب التهذيب بالضم.
236

عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن رجل من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
ستفتح عليكم الشام وإن بها مكانا يقال له الغوطة يعني دمشق من خير منازل
المسلمين في الملاحم وخالفهم الوليد بن مسلم فرواه عن أبي بكر مرسلا [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري
وأخبرناه القاضي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن
عمرو بن المأمون الجزري بالرحبة أنا أبو القاسم بن البسري قالا أنا أبو طاهر
المخلص نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري نا أبو
عبد الله أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي (1) نا صفوان يعني ابن صالح نا
الوليد حدثني أبو بكر بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا إنها ستفتح عليكم بالشام فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها
خير مدائن الشام وفسطاط المؤمنين بأرض منها يقال لها الغوطة وهي معقلهم [* * * *]
وكذا أرسله مكحول الفقيه الدمشقي عن جبير
قرأناه على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد
عن أبي عمر ابن حيويه أنا محمد بن القاسم الكوفي (2) نا ابن أبي خيثمة نا موسى بن
إسماعيل أنا محمد بن راشد قال حدث مكحول أن جبير بن نفير حدث أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين في الملحمة (3) الغوطة مدينة يقال لها دمشق
خير مدائن الشام [* * * *]
ورواه أبو العلاء برد بن سنان وسعيد بن عبد العزيز عن مكحول ولم يذكرا
جبيرا في إسناده وأرسلاه
فأما حديث برد بن سنان

(1) عن الأنساب وبالأصل " الثعلبي ".
(2) في خع: " الكوكبي ".
(3) زيادة عن خع.
237

فأخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود المغربي الحمزي (1) الفقيه
وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي البصري ببغداد قالا أنا أبو علي
علي بن أحمد بن علي التستري بالبصرة أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن
عبد الواحد الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أبو داود
سليمان بن الأشعث السجستاني نا موسى بن إسماعيل نا حماد أنا برد بن أبو العلاء
عن مكحول أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال موضع فسطاط المسلمين في الملاحم أرض يقال
لها دمشق الغوطة [* * * *]
وأما حديث سعيد فأنبأناه أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم
الجيلي (2) وحدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الواحد الحارثي الفقيه أنا
أبو علي (3) الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ نا أبو نصر عبد الوهاب بن
عبد الله بن عمر المري أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي أنا أبو
الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خريم
المري نا الوليد بن مسلم حدثني سعيد بن عبد العزيز أن من أدرك من علمائنا
كانوا يقولون يخرصون (4) أهل مصر من مصرهم إلى ما يلي المدينة ويخرج أهل
فلسطين والأردن إلى مشارق (5) البلقاء وإلى دمشق ويخرج أهل الجزيرة وقنسرين
وحمص إلى دمشق وذلك لما كان حدثنا به سعيد عن مكحول عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه
قال فسطاط المؤمنين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة مدينة يقال لها دمشق [* * * *]
ورواه أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار عن سعيد فأسنده بذكر معاذ بن
جبل في إسناده إلا أنه منقطع فإن مكحولا لم يدرك معاذا رضي الله عنه
أخبرنا بحديثه أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو الغنائم

(1) هذه النسبة إلى حمزة، مدينة بالمغرب (ياقوت وقد ذكره فيمن نسب إليها وقال عنه: روى عنه أبو القاسم
الدمشقي.
(2) في خع: " الحماني " وفي المطبوعة: " الحنائي " وهو الصواب انظر الأنساب (الحنائي " فقد ذكره فيمن نسب
إلى بيع الحناء.
(3) زيادة عن خع.
(4) في خع: " يخرجون. " وفي مختصر ابن منظور 1 / 96: يخرج أهل مصر.
(5) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور: مشارف.
238

عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا عبيد الله بن محمد بن حبابة نا أبو القاسم
البغوي نا أبو نصر التمار نا سعيد يعني ابن عبد العزيز عن مكحول عن معاذ بن
جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الملحمة الكبرى فسطاط المؤمنين بالغوطة بمدينة
يقال لها دمشق من خير مدائن الشام [* * * *]
تابعه الحسن بن علوية القطان عن أبي نصر
وكذا رواه الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة ومحمد بن بكار بن بلال عن
سعيد وقد روي عن أبي مالك الأشعري عن معاذ
قرأته على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن
الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ أنا محمد بن مروان عن
هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا عروة بن رويم عن أبي مالك الأشعري عن
معاذ بن جبل قال قال سول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الملحمة العظمى فسطاط المسلمين بالغوطة
من خير مدائن الشام يومئذ [* * * *]
وقد روي هذا الحديث من وجه آخر
قرأته على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي عن أبي طاهر
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع
الصيداوي (1) أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أنا القاسم بن عبيد
المكتب نا عبد الله بن سليمان (2) العبدي نا أبي حدثني جعفر بن محمد عن أبيه
عن جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها ستفتح الشام فعليكم بمدينة يقال لها دمشق
فإنها خير مدائن الشام وهي معقل المسلمين من الملاحم وفسطاط المسلمين بأرض
منها يقال لها الغوطة ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج
ومأجوج الطور (2) [* * * *]
أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا حبيب بن

(1) هذه النسبة إلى صيداء وهي مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال دمشق بينها وبين صور ستة فراسخ.
(2) عن خع وبالأصل " سلمان ".
(3) زيادة عن خع.
239

الحسن وعبد الله بن محمد قالا نا عمر بن الحسن أبو حفص القاضي الحلبي نا
محمد بن كامل بن ميمون الزيات نا محمد بن إسحاق العكاشي نا الأوزاعي قال
قدمت المدينة في خلافة هشام فقلت من ها هنا من العلماء قال هاهنا محمد بن
المنكدر ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس ومحمد بن
علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت والله لأبدأن بهذا قبلهم قال
فدخلت المسجد فسلمت فأخذ بيدي فأدناني فقال من أي إخواننا أنت فقلت له
رجل من أهل الشام فقال من أي أهل الشام قلت رجل من أهل دمشق قال نعم
أخبرني أبي عن جدي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول للناس ثلاث معاقل فمعقلهم
من الملحمة الكبرى التي تكون لعمق (1) أنطاكية دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس
ومعقلهم من يأجوج ومأجوج طور سيناء [* * * *]
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد
عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر موسى بن عامر نا
الوليد بن مسلم نا حفص بن غيلان الهمداني عن حسان بن عطية قال ذكر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف يجوز الأعداء أمته من بلد إلى بلد فقال يا رسول الله فهل من
شئ قال نعم الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي فسطاطهم ومعقلهم من الملاحم لا
ينالها عدو إلا منها [* * * *]
قال حفص يقول لا ينالهم عدو لهم إلا منها من الأمة وهو يوم دخلها
عبد الله بن علي بجنوده
أنبأناه أبو طاهر محمد بن الحسين بن إبراهيم الحنائي (2) وحدثنا عنه أبو
البركات الخضر بن شبل الحارثي الفقيه أنا أبو علي الأهوازي نا أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله المري أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد أنا أبو
الحسن أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة نا الوليد بن

(1) في مختصر ابن منظور 1 / 97 " بعمق ".
(2) في خع: " الحماني " تحريف.
240

مسلم قال ونا أبو معيد (1) حفص بن غيلان عن حسان بن عطية أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر
كيف يجوز الأعداء أمته من بلد إلى بلد فقالوا يا رسول الله هل من شئ فقال نعم
الغوطة مدينة يقال لها دمشق معقلهم وفسطاطهم لا ينالهم عدو إلا منها [* * * *]
قال حفص بن غيلان يريد بقوله لا ينالها عدو إلا منها يقول من أمته وهو
يوم دخلها عبد الله بن علي بجنوده
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن
محمد بن الحسن عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيويه أنا أبو الطيب محمد بن
القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا عبد الجبار بن عاصم نا ابن عياش
عن سليمان (2) بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال للمسلمين
ثلاثة معاقل فمعقلهم من الملاحم دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم
من يأجوج ومأجوج الطور [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس
محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي نا جدي
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة نا عبد الله بن
لهيعة نا عبد الله بن شريح المعافري عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سالم
الجيشاني (3) قال انطلقت إلى المدينة أسأل عن علم الأحداث فقيل لي أين أنت
عن عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان صعلوكا فرغه (4) أبوه لذلك قال فقدمت
فأخبرت عبد الله بن عمرو بذلك فقال نعم فسلوني عما شئتم أخبركم به فوالله لو
شئت لأخبرتكم بالسنة التي يخرجون فيها من مصر قلت يا أبا محمد أخبرني وخر
لي قال نعم إنك لن تبرح مؤاما (5) بك ما لم يأت أهل المشرق أهل المغرب فإذا كان

(1) عن خع وبالأصل " معبد ".
(2) عن خع، وبالأصل " سليم ".
(3) بالأصل وخع والمطبوعة: " الحبشاني " تحريف والمثبت عن تقريب التهذيب، واسمه: سفيان بن هانئ
المصري، تابعي مخضرم شهد فتح مصر.
(4) عن مختصر ابن منظور 1 / 97 وبالأصل: " فوغد ".
(5) عن مختصر ابن منظور وبالأصل: بواما.
241

ذلك خفق (1) الدين وخفقت السنة ووقعت بين العرب البغضاء فأقل المؤمنين من
يحجزه إيمانه وأقل المعاهدين من يكفه ساعيه (2) فإن استطعت أن تسكن السروات (3)
فكن بها وإن عجزت فالإسكندرية فإن عجزت فالطور أو سرق (4) مارن فإذا أقشعت
شيئا أبيت اللعن وأصاب المأمومة وذات الأصابع ذناباتها (5) فعليك بالفحص
قال عبد الرحمن بن شريح سمعت أبا قبيل يزعم أن المأمومة أبيات الأشاغر
بدمشق يومأ (6) بها وذات الأصابع حرلان (7) ثم رجع الحديث إلى يزيد بن أبي حبيب
في الفحص قال وهي الغوطة قال فإنها فسطاط للمسلمين فإذا امتنعت الحمراء
والبيضاء وظن الأولياء عن الأولياء فعليك بمدينة الأسباط فإن العافية تجوزها كما
يجوز السيل الدمن لو أرى (8) أني أدرك ذلك لسبق رحيلي خبري ولا أنت تدركه
يعني بمدينة الأسباط بانياس
قال أبو الحسين وأخبرني محمد بن جعفر نا جدي نا أبي عن أبيه يحيى بن
حمزة نا ابن أبي ذيب عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن عبد الله بن
حكيم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ما أود أن لي مصر وكورها بعد
الخمسين والمائة أسكنها ولدمشق خير لو كنتم تعلمون
وقال أبو الحسين أخبرني محمد أنا جدي نا أبي (9) عن أبيه يحيى بن
حمزة حدثني ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن أخبرني نافع بن كيسان
الدمشقي قال لقيت يزيد بن شجرة الرهاوي فقلت إني أردت أن آتي فلسطين

(1) خفق الدين أي ضعف.
(2) الساعي: الذي يقوم بأمر أصحابه عند السلطان.
(3) السروات ثلاث: سراة بين تهامة ونجد، والسراة الثانية معدن البرم وهو في بلاد عدوان، والسراة الثالثة
أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من المغرب وعلى نجد من المشرق. (ياقوت).
(4) في مختصر ابن منظور: سوق مازن.
(5) عن خع وبالأصل " ذنباتنا ".
(6) عن خع وبالأصل " يرنا ".
(7) حرلان: ناحية بدمشق بالغوطة.
(8) في المطبوعة: " أرى أبي " تحريف.
(9) زيادة عن خع.
242

قال لا تفعل فإني أحدثك في دمشق أحاديث ليست في غيرها إن حبل الناس إذا
اضطرب كانت عصمتهم وإن أهلها مدفوع عنهم وأنه لا ينزل بأرض جوع ولا بلاء ولا
فتنة إلا خفف ذلك عنهم
وقال أبو الحسين أخبرني محمد بن جعفر بن أحمد نا جدي أحمد بن
محمد بن يحيى بن حمزة نا أبي (1) عن أبيه يحيى بن حمزة نا عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم عن عمرو بن جعفر الحضرمي قال سمعت جابر بن عبد الله
الأنصاري يقول من سكن دمشق نجا فقلت أعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فعن رأيي
أحدثك
قال ونا يحيى بن حمزة نا عاصم بن رجاء بن حياة عن أبيه عن ابن
محيريز قال قال لي رويفع بن ثابت الأنصاري وكان من أصحاب الشجرة أسكن
فلسطين ما استقامت العرب فإذا نادوا (2) بشعار الجاهلية فاسكن دمشق وشرقها خير
من غربها
قال ونا يحيى بن حمزة نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمار بن سعد
التجيبي أن عقبة بن رافع بن عبد الحارث أوصى بنيه حين حضرته الوفاة فقال يا بني
احفظوا ما أوصيكم به تنتفعوا أن لا تدانوا وإن لبستم العباء ولا يدخل أحد منكم في بيعة
الرايات السود طائعا إن أدركتموها ولا تدعن حظكم من دمشق وإن لم تصيبوا البيت إلا
بدية
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن المبارك أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنا عبد الوهاب
الكلابي أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد نا أبو علي محمود بن خالد
السلمي نا عبد الله بن كثير القارئ عن الأوزاعي قال بلغنا أن بالشام واديا يقال
له الغوطة فيه مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الناس يوم الملاحم (3)

(1) قوله: " نا أبي " ساقطة من المطبوعة.
(2) عن مختصر ابن منظور، وبالأصل " بادوا " وفي خع: " باروا ".
(3) قوله: " يوم الملاحم " سقط من المطبوعة.
243

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن
محمد بن الحسن عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيويه أنا أبو الطيب محمد بن
القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا عبد الجبار بن عاصم نا إسماعيل
وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة
وحدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري أنا
أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه أنا أحمد بن جعفر بن
محمد بن المنادي حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوق نا حماد بن مالك
الضرير نا خالد بن مرداس نا إسماعيل بن عياش (1) عن صفوان بن عمرو عن
أبي الزاهرية عن كعب الأحبار أنه قال وفي حديث عبد الجبار عن كعب قال
معقل المسلمين من الملاحم دمشق ومعقلهم من الدجال نهر أبي فطرس (2) ومعقلهم
من يأجوج ومأجوج الطور
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو العباس أحمد بن منصور بن قبيس أنا أبو
الحسن محمد بن عوف بن أحمد أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين نا
أحمد بن عمير نا سليمان بن عبد الحميد نا يزيد بن عبد ربه حدثني
بقية حدثني الزبيدي عن الفضيل بن فضالة الهوزني عن كعب أنه قال معاقل المسلمين ثلاثة
فمعقلهم من الروم دمشق ومعقلهم من الدجال الأردن ومعقلهم من يأجوج ومأجوج
الطور
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك (3) بن عبد الله بن داود المغربي الحمزي الفقيه
وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي البصري قالا (4) أنا أبو علي علي بن

(1) عن خع وبالأصل " عباس ".
(2) نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين، وهو مصب نهر بالاسم ذاته ينبع من جبال نابلس
ويصب في البحر بين أرسوف ويافا (معجم البلدان).
(3) عن خع ومعجم البلدان (حمزة) وبالأصل: عبد الله.
(4) عن خع وبالأصل: " قالوا " خطأ.
244

أحمد بن علي التستري بالبصرة أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد
الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أبو داود سليمان بن
الأشعث نا علي بن سهل الرملي نا الوليد نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول
قال لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا يمتنع منها إلا دمشق وعمان
وأخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله الفقيه وأبو غالب الماوردي قالا
أنا أبو علي التستري أنا أبو عمر القاسم بن جعفر أنا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود
السجستاني نا موسى بن عامر المري نا الوليد نا عبد الله بن العلاء أنه سمع
أبا الأعيس عبد الرحمن بن سلمان يقول سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن
كلها (1) إلا دمشق أبو الأعيس عبد الرحمن بن سلمان الخولاني دمشقي
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن
علي بن حمد أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو محمد
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا عيسى بن
خالد نا أبو اليمان نا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن يزيد بن
شريح التيمي عن كعب قال يهلك ما بين حمص وثنية العقاب (2) سبعون ألفا من
الوغا قلت ما الوغا قال العطش (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر
أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصواف أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل
المهندس نا أبو بشر الدولابي نا محمد بن عوف نا أبو المغيرة نا صفوان بن
عمرو نا أبو الزاهرية حدير بن كريب عن كعب أنه قال
وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني عنه أبو مسعود أنا عبد الرحمن بن محمد بن
أحمد الذكواني نا أبو الشيخ نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا عيسى بن خالد نا

(1) عن خع وبالأصل " كلمة " تحريف.
(2) عن خع ومختصر ابن منظور وبالأصل: " العذاب " تحريف.
(3) كذا، ولم أصل إليه.
245

أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أبي الزاهرية عن كعب قال لن تزالوا بخير ما
لم يركب أهل الجزيرة أهل قنسرين (1) وأهل قنسرين أهل حمص فيومئذ (2) يكون
الجفلة ويفزع (3) الناس إلى دمشق "

(1) قنسرين: بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده بلدة عند حلب (الأنساب - ياقوت).
(2) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " يومئذ ".
(3) عن خع ومختصر ابن منظور وبالأصل " وهرع ".
246

باب
ما نقل عن أهل المعرفة أن البركة فيها مضعفة "
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا نا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن الآبنوسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي (1) المصيصي
نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن
رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت ابن المبارك عن يحيى بن أبي عمرو
الغساني (2) عن عبد الله بن ناشر الكلابي عن سعد بن سفيان القارئ قال قال
عثمان رضي الله عنه النفقة في أرض الهجرة مضاعفة بسبع مائة ضعف وأنتم
المهاجرون أهل الشام لو أن رجلا اشترى بدرهم لحما من السوق فأكله وأطعم أهله كان
له بسبع مائة
الصواب ابن ناشر الكناني
وهذا مختصر من حديث طويل أخبرناه بسماعه بتمامه أبو العز أحمد بن
عبيد الله بن محمد بن كادش السلمي العكبري أنا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات الصيرفي أنا أبو بكر
جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي نا صفوان بن صالح نا محمد بن شعيب
أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن ناشرة (3) أنه أخبره عن
سعيد بن سفيان القارئ قال توفي أخي وأوصى بمائة دينار في سبيل الله فوافق ذلك
صالح بن فرعون فلم يكن عامئذ غازية فقدمت المدينة في حج أو عمرة فدخلت على

(1) زيادة عن هامش الأصل وخع، وقوله " الفتح " عن المطبوعة ورسمت بالأصل " العتج " وقد سقطت من
خع.
(2) في خع: " السيباني وفي المطبوعة: الشيباني.
(3) كذا بالأصل وخع هنا.
247

عثمان بن عفان وعنده رجل قاعد وعلي قباء من بزن والصواب بزيون (1) وكان
أصابه من الغنيمة بأرض الروم وكان جيبه وفروجه مكفوف (2) بحرير فلما رأى ذلك
الرجل أقبل علي يجاذبني قبائي ليخرقه فلما رأى ذلك عثمان قال دع الرجل فتركني
ثم قال لقد عجلتم فسألت عثمان فقلت يا أمير المؤمنين توفي أخي وأوصى بمائة
دينار في سبيل الله فوافق (3) ذلك صالح بن فرعون فلم يجئنا غازية فما تأمرني قال هل
سألت أحدا قبلي قلت لا قال لئن استفتيت أحدا قبلي فأفتاك غير الذي أفتيتك
به ضربت عنقك إن الله عز وجل أمرنا بالإسلام فأسلمنا كلنا فنحن المسلمون وأمرنا
بالهجرة فهاجرنا فنحن المهاجرون أهل المدينة ثم أمرنا بالجهاد فجاهدتم فأنتم
المجاهدون أهل الشام أنفقها على نفسك أو على أهلك وعلى ذوي الحاجة ممن
حولك فإنك لو خرجت بدرهم ثم اشتريت به لحما وأكلت أنت وأهلك كتب لك بسبع
مائة درهم فخرجت من عنده فسألت عن الرجل الذي حادثني فقيل هو علي بن أبي
طالب فأتيته في منزله فقلت ما رأيت مني فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
أوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير وهذا أول حرير رأيته على أحد من
المسلمين فخرجت من عنده فبعته من الخياط [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أن عمر بن عبيد الله بن عمر وأحمد ومحمد
ابنا الحسن بن أبي عثمان
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن طاوس أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن
الحسن بن أبي عثمان أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى نا المحاملي نا محمد بن
عمرو بن حمان (4) نا ضمرة حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن الوليد بن
سفيان عن عوف قال أوصى رجل بمائة دينار في سبيل الله عز وجل وإن ذلك وافا في
صالح بن فرعون صاحب الروم قال فحج الوصي فمر بالمدينة فدخل على عثمان بن
عفان فقال إن رجلا أوصى بمائة دينار على سبيل الله عز وجل وإن ذلك وافا صالح بن

(1) البزيون والبزيون: السندس (قاموس). (2) في مختصر ابن منظور: مكفوفة.
(3) في المطبوعة: فوافق.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي تقريب التهذيب: حنان بفتح المهملة وخفة النون، الكلبي، الحمصي.
248

فرعون صاحب الروم فقال أين تسكن قال الشام قال أنفقها عليك وعلى أهلك
وجيرتك (1) فإن الرجل من أهل الشام يشتري بدرهم لحما لأهله فيكون له سبع مائة
درهم وذكر الحديث
وجدت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس
محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي نا جدي أحمد بن
محمد بن يحيى نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة حدثني سفيان الثوري عن طعمة بن
عمرو الجعفري عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال قلت لعبد الله بن عمرو بن
العاص إن لي رحما وقرابة وإن منزلي قد نبا بي بالعراق والحجاز قال أرضى (2) له
ما أرضى لنفسي ولولدي عليك دمشق عليك دمشق ثم عليك بمدينة الأسباط
بانياس فإنها مباركة السهل والجبل يعيش أهلها بغير الحجرين الذهب والفضة نقل (3)
الله عنها أهلها حين بدلوا تطهيرا لها وإن البركة عشر بركات خص الله بانياس من ذلك
ببركتين لا يعيل ساكنها يعيش من برها وبحرها وإذا وقعت الفتن كانت بها أخف منها
في غيرها فاتخذها وارتد بها فوالله لفدان بها أحب إلي من عشرين بالوهط والوهط
بالطائف
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد
عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد إجازة إن لم يكن قراءة أنا أبو
علي الحسن بن أحمد بن يعقوب المعدل نا يحيى بن محمد بن سهل نا محمد بن
يعقوب نا أبو اليمان نا أبو المغيرة نا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد أن
معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار أحمص أعجب إليك أم دمشق فقال كعب
لمربض ثور بدمشق خير من دار عظيمة بحمص
كذا قال حدثنا أبو اليمان نا أبو المغيرة وذكر أبي المغيرة مزيد في الإسناد
فإن أبا اليمان صاحب صفوان ابن عمرو

(1) عن خع وبالأصل " وخيرتك ".
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 101 وفيه: " لك " بدل " له ".
(3) بدون نقط في الأصل وخع، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
249

وقد رواه إسماعيل بن عياش عن صفوان
قرأناه على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (1) بن البنا عن أبي تمام علي
بن محمد بن الحسن عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيويه أنا أبو الطيب محمد بن
القاسم (2) بن جعفر الكوكبي (2) نا ابن أبي خيثمة نا عبد الجبار بن عاصم نا ابن
عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي أن معاوية بن أبي
سفيان سأل كعب الأحبار فقال حمص أعجب إليك أم دمشق قال بل دمشق قال
معاوية ولم فقال كعب مربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة في حمص
ونا ابن أبي خيثمة حدثني عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال أتيت صدقة بن
حبيب شيخا كان عندنا فسمعته يقول سمعت أبا الكوثر يقول كنت بدار يوحنا بحمص
وقد بسط فيها لمعاوية بن أبي سفيان فإذا رجل قد جاء من نحو زقاق اللقانق (3) فسلم
على معاوية فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له ادن يا أبا إسحاق ما ترى في
حمص وطيبها فقال بلى يا أمير المؤمنين لموضع من دمشق صغير (4) أحب إلي (5)
من دار بحمص قال ولم ذاك يا أبا إسحاق قال لأنها معقل الناس في الملاحم قال
معاوية لا جرم لا تركت بها حرمة
أخبرنا أبو الفضائل (6) ناصر بن محمود بن علي القرشي أنا علي بن أحمد بن
زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا عبد الرحمن بن عمر الإمام نا خالد بن
محمد من ولد يحيى بن حمزة الحضرمي نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة الحضرمي نا أبي عن أبيه نا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن ربيعة بن
عبد الله بن الهدير قال منزل في دمشق خير من عشر منازل في غيرها من أرض
حمص ومنزل داخل دمشق خير من عشر منازل بالفراديس (7) وإياك وأرباضها فإن في
سكناها الهلاك

(1) عن خع وبالأصل: " الحسين ".
(2) بالأصل: " محمد بن القاسم، نا أبو اليمان وأبو المغيرة بن جعفر الكوكبي " والصواب عن خع.
(3) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور.
(4) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وخع: صغرة.
(5) زيادة عن خع.
(6) عن خع وبالأصل: " أبو الفايل ".
(7) الفراديس موضع بقرب دمشق (ياقوت).
250

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج
سهل بن بشر بن أحمد السفرايني (1) أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا
عبد الوهاب الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن كلاب المشغرائي (2) نا
هشام بن خالد نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن
حلبس أن رجلا سكن طبرية بعياله شهرا فكفاهم بها عشرة أمداء من قمح ثم تحول إلى
دمشق فكفاهم خمسة أمداء قمح
وأخبرنا أبو محمد أنا أبو الفرج نا أبو بكر أنا عبد الوهاب نا أحمد بن
الحسين نا هشام نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز نا عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال قلت لأبي سلام الأسود ما نقلك من حمص إلى دمشق قال ما سألني عن
هذا عربي قبلك قال لأن البركة فيها مضاعفة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان أنا أبو عبد الملك وهو البسري نا
جدي وهو محمد بن عبد الله بن بكار نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت لأبي سلام الحبشي ما نقلك من حمص إلى
دمشق قال ما سألني عنها عربي قبلك بلغني أن البركة فيها مضعفة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون أنا أبو زرعة نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن ابن
جابر قال قلت لأبي سلام ما حملك على النقلة من حمص إلى دمشق فقال بلغني
أن البركة تضعف بها ضعفين
قرأت بخط أبي الحسين البجلي أنا أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر موسى بن عامر
نا الوليد بن مسلم نا (3) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول

(1) كذا بالأصل وهذه النسبة إلى أسفرايين بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان. والصواب:
الأسفراييني بياء مكسورة وياء ساكنة (انظر الأنساب - ياقوت).
(2) هذه النسبة إلى مشغرى قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع، وذكره ياقوت باسم: أحمد بن الحسين بن
أحمد بن طلاب وبالأصل وخع: " بن كلاب الشعراني " تحريف.
(3) زيادة عن خع.
251

أنه سأل رجلا أين يسكن قال الغوطة قال له مكحول ما يمنعك أن تسكن دمشق فإن
البركة فيها مضعفة
قال وأنا محمد بن جعفر بن (1) محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة نا جدي
أحمد بن محمد نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة نا عمر بن محمد بن زيد بن
عبد الله بن عمر بن الخطاب حدثني يحيى بن يحيى قال قال لي عبيد بن يعلى وهو
رجل من أهل بيت المقدس كان بعسقلان وكان عالما ارحل من فلسطين والحق بدمشق
فإن بركات الشام كلها مسوقات إلى دمشق
قال وأنا أحمد بن عمير بن يوسف نا أحمد بن عبد الواحد نا أبو اليمان
الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن أمه أم الهجرتين ابنة عوسجة بن أبي ثوبان أن
عمرو بن هرم السكسكي أراد أن ينقلها إلى دمشق فاستعانت عليه بذي قرابتها جابر بن
آزاد المقرائي (2) فلم يزل به حتى أعفاها من النقلة فقال عمرو بن هرم فإني أبيع داري
بدمشق وما أصنع بها وأنا عنها غائب فقال جابر بن آزاد لا تفعل فوالله لقد حدثنا أنه
سيأتي على الناس زمان لمربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة بحمص وإنها لمعقل
المسلمين
كذا قال ازاد بإثبات الألف في الموضعين وإنما هو جابر بن أزد بغير ألف
وهو ذو قرنات الحمصي
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز
الكتاني أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي أنا أبو عمر بن فضالة نا
أحمد بن أنس وإبراهيم بن عبد الرحمن دحيم (3) قالا نا عمران بن أبي جميل (4) نا
سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن كعب الأحبار
قال كل بناء بناه العبد يحاسب عليه إلا بناء دمشق

(1) في خع: بن أحمد بن محمد بن يحيى.
(2) المقرائي بضم الميم وقيل بفتحها، هذه النسبة إلى مقرى، قرية بدمشق (الأنساب، وذكر ممن انتسب إليها
جابر بن أزاد).
(3) في المطبوعة: رحيم بالراء، تحريف.
(4) عن خع وبالأصل: حميل.
252

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو بكر
محمد بن أبي عمرو بمنين (1) أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
مروان نا أحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي نا عمران بن أبي جميل نا سليمان بن
عتبة عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن كعب الأحبار قال
كل بناء يبنيه العبد في الدنيا يحاسب به يوم القيامة إلا بناء في دمشق
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن
قيراط المقرئ عن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن
إبراهيم البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني أبو عبد الله محمد بن
عبدوس الجهشياري (2) قال وجدت عملا لما كان يحمل إلى بيت المال بمدينة السلام
من جميع النواحي فمن ذلك من دمشق أربعمائة ألف وعشرون ألف دينار
وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري عن المدائني أن وظيفة
دمشق (3) التي وصفها معاوية أربعمائة ألف دينار
وهذا بعد صرف ما لا بد من صرفه في ديوان الجند والولاة وأرزاق الفقهاء
والمؤذنين والقضاة (4) وهذا يدل على كثرة دخلها وعظم البركة في مستغلها "

(1) منين بالفتح ثم الكسر قرية في جبل سنير من أعمال دمشق.
(2) كتاب الوزراء والكتاب ص 287.
(3) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور ص 102 وانظر فتوح البلدان.
(4) بالأصل " والقضاء " صححت عن المصادر السابقة.
(5) بالأصل: شغلها صححت عن المصادر السابقة.
253

باب
ما جاء عن سيد المرسلين
في أن أهل دمشق لا يزالون على الحق ظاهرين "
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي نا عبد العزيز
بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وعلي بن المسلم
بن الفتح السلمي الفقيهان قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الأنطاكي
القاضي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان نا أبي نا
سليمان بن عبد الرحمن نا ابن عياش حدثني الوليد بن عمار (1) عن عامر الأحول
عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت
المقدس وما حولها لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى يوم
القيامة [* * * *]
رواه أبو علي عبد الجبار محمد بن مهنا الداراني في تاريخ داريا عن أحمد بن
سليمان إلا أنه صحف (2) في إسناده في موضعين قال عاصم الأحول وإنما هو عامر بن
عبد الواحد الأحول البصري وليس بعاصم بن سليمان الأحول وهو بصري نزل
المدائن وقال عن أبي مسلم الخولاني وإنما هو أبو صالح
وكذلك رواه هشام بن عمار الدمشقي وورد بن عبد الله التميمي الطبري ثم

(1) في خع: " الوليد بن عباد ".
(2) عن خع وبالأصل " صحب ".
254

البغدادي وعبد الجبار بن عاصم النسائي (1) عن إسماعيل بن عياش
فأما حديث هشام فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا إسماعيل بن مسعدة
الإسماعيلي أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد عبد الله بن
عدي الحافظ نا جعفر بن أحمد بن عاصم نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش
نا الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله
وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق
إلى أن تقوم الساعة [* * * *]
فان ابن عدي وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن
عباد
وأما حديث ورد فأخبرناه أبو القاسم الشاحمي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا
أبو بكر أحمد بن الحسن بن مهران المقرئ نا أبو الفضل يعقوب بن يوسف بن
عاصم البخاري نا أبو الفضل أحمد بن ملاعب بن حبان المخرمي نا ورد بن
عبد الله نا إسماعيل بن عياش عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي
صالح الخولاني عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا تزال عصابة من أمتي
يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم
خذلان من خذلهم على الحق إلى أن تقوم الساعة [* * * *]
وأما حديث عبد الجبار فأخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي
وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان (2)
وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب بأصبهان أنا إبراهيم بن
منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو طالب
عبد الجبار بن عاصم نا إسماعيل بن عياش زاد ابن المقرئ أبو عتبة وقالا

(1) في المطبوعة: الغساني.
(2) عن هامش الأصل وخع.
255

الحمصي عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي
هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما
حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم من خذلهم وقال ابن
حمدان خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة [* * * *]
تابعهم أبو الهيثم خالد بن مرداس السراج عن إسماعيل بن عياش
وقد رواه حيان بن وبرة المري عن أبي هريرة
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم بن الفتح
الفقيهان قالا أنا أبو العباس أحمد بن منصور الغساني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا خيثمة بن سليمان القرشي أنا العباس بن الوليد أنا محمد بن شعيب أخبرني أبو
المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي قال أتينا بيروت أنا وعمير بن هانئ العنسي فإذا
نحن برجل يتغاثا (1) عليه الناس فإذا عليه قميص كرابيس (2) إلى نصف ساقيه وقلنسوة
صغيرة يقال له حيان بن وبرة المري فقلت لعمير بن هانئ أمن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
هذا (3) قال لا ولكنه صاحب لأبي بكر الصديق قال عمرو فسمعته يحدث عن أبي هريرة عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا تزال بدمشق عصابة يقاتلون على الحق حتى
يأتي أمر الله وهم ظاهرون [* * * *]
قال عباس بن الوليد قد كان أخبرني به أبي عن ابن شعيب ثم قرأته أنا على
ابن (4) شعيب أيضا
أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق
الطبراني أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني نا أبو الحسن (5) محمد
بن بكار ببيت لهيا (6) نا العباس بن الوليد نا محمد بن (7) شعيب فذكره

(1) في تاريخ دارياص 94 يتعايا.
(2) كرابيس: قطن.
(3) زيادة عن خع.
(4) بالأصل " أبي " في الموضعين والصواب عن خع.
(5) كذا بالأصل وتاريخ داريا للخولاني ص 90 وبالمطبوعة: " أبو الحسين ".
(6) بيت لهيا، هي قرية السكون والسكاسك، وكانت من أعمر القرى في الغوطة.
(7) عن هامش الأصل وخع.
256

بإسناده نحوه وزاد وثياب رثة ولم يذكر قول العباس أنه سمعه من أبيه وروي عن
الحسن بن أبي الحسن يسار البصري عن أبي هريرة وزيد فيه زيادة
أخبرناه أبو الفضائل ناصر بن محمد بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن
زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن فاتك بن عبد الله المزاحمي
بصور نا أبو القاسم علي بن محمد بن طاهر بصور نا أبو عبد الملك محمد بن
أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس نا موسى بن أيوب نا عبد الله بن
قسيم عن السري بن بزيع (1) عن السري بن يحيى عن الحسن عن أبي هريرة
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما
حولها وعلى أبواب أنطاكية وما حولها وعلى باب دمشق وما حولها وعلى أبواب
الطالقان (2) وما حولها ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم حتى
يخرج الله كنزه من الطالقان فيحيي به دينه كما أميت من قبل وهذا إسناد غريب
وألفاظ غريبة جدا [* * * *]
وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة وليس فيه هذه الزيادة
قرأته بخط أبي الحسين البجلي أخبرني أبو علي محمد بن محمد بن عبد الغني
نا يزيد بن عبد الصمد نا محمد بن عايذ نا الهيثم بن حميد نا يزيد
الحميري رفعه إلى أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون
على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها لا يضرهم خذلان
من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة [* * * *]
وروي عن أبي هريرة من وجوه أخر في أهل الشام على العموم من غير تخصيص
أهل دمشق
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا
أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا أبو عبد الرحمن نا
سعيد يعني ابن أبي أيوب حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
(2) الطالقان موضعان الأول بين مرو وبلخ والثاني بين قزوين وأبهر (معجم البلدان).
257

أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا يزال لهذا الأمر أو على هذا
الأمر عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا
أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن
يوسف نا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي من أهل
حمص أن عمير بن الأسود وكثير بن الحضرمي قالا إن أبا هريرة وابن السمط كانا
يقولان لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها تقاتل أعداء الله كلما
ذهب حرب نشب حرب قوم آخرون يزيغ الله قلوب قوم لرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة
كأنها قطع الليل المظلم فيفزعون ذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
هم أهل الشام ونكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها [* * * *]
رواه البخاري في التاريخ عن عبد الله بن يوسف
وأخبرناه أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذهلي في آثاره (1) أنا أبو
محمد الجوهري بقراءة أبي بكر الخطيب أنا محمد بن المظفر نا محمد بن محمد بن
سليمان نا شيبان نا الصعق نا سنان عن جبير عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الأمة منصورة بعدي منصورون أينما توجهوا لا يضرهم من
خالفهم من الناس حتى يأتيها أمر الله أكثرهم أهل الشام [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن سعد الخير (2) بن محمد بن سهل الأنصاري أنا أحمد بن
محمد بن أحمد بن موسى أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن نا أبو أحمد
محمد بن أحمد بن إبراهيم نا محمد بن أيوب أنا شيبان الأيلي نا الصعق بن
حزن (3) نا سيار الكوفي عن جبير (4) بن عبيد عن أبي هريرة قال قال

(1) في المطبوعة: في كتابه.
(2) عن المطبوعة وبالأصل وخع: سعد الحسين.
(3) بالأصل وخع " حرب " والمثبت عن تقريب التهذيب وفيه: حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، بن قيس
البكري البصري، أبو عبد الله.
(4) في خع: " جبر " وفي تقريب التهذيب: جبر بن عبيدة، ويقال جبير بن عبدة.
258

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تبرح هذه الأمة منصورة تقذف كل مقذف منصورين أينما توجهوا
لا يضرهم من خذلهم من الناس هم أهل الشام [* * * *]
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي الدمشقي نا علي بن أحمد بن
زهير نا علي بن حمد بن شجاع أنبأ تمام بن محمد نا جعفر بن محمد بن جعفر نا
أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي الوراق المقعد نا شيبان بن أبي شيبة نا
الصعق بن حزن (1) البكري نا سنان (2) الكوفي عن جبير بن عبيدة (3) الحمصي عن
أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا لا
يضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله أكثرهم أهل الشام [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل نا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان حدثني (4)
صفوان بن صالح نا الوليد نا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة يرويه
قال لا تزال عصابة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون (5) من خالفهم
حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام
قال أبو عمرو فحدثت هذا الحديث قتادة فقال لا أعلم أولئك إلا أهل الشام
ورواه عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي فزاد في إسناده أبا سلمة قرأته بخط
أبي الحسين الرازي أخبرني أحمد بن عمير أنبأ محمد بن عقبة بن علقمة البيروتي نا
أبي نا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى ينزل
عليهم عيسى بن مريم [* * * *]
قال الأوزاعي فحدثت به قتادة فقال لا أعلم أولئك إلا أهل الشام

(1) بالأصل وخع " حرب " والمثبت عن تقريب التهذيب وفيه: حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، بن قيس
البكري البصري، أبو عبد الله.
(2) كذا، والصواب: " سياد " وقد تقدم.
(3) كذا، وقد تقدم عبيد، وانظر ما لاحظناه.
(4) زيادة عن خع.
(5) عن مختصر ابن منظور 1 / 104 وبالأصل وخع " لا ينالون ".
259

ورواه يحيى بن حمزة عن الأوزاعي فلم يذكر أبا سلمة إلا أنه قال عن جابر
بدلا من أبي هريرة
قرأته بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أسلم بن محمد نا
محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال نا أبي نا يحيى بن حمزة نا (1)
الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة [* * * *]
قال الأوزاعي وحدثني قتادة هذا الحديث وزعم أنهم أهل الشام (2) ورواه
محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي فوهم فيه وقال عن قتادة عن أنس
أخبرناه (3) أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري ببغداد أنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه أنا أبو بكر بن أبي علي بن عبد الرحمن أنا
أبو أحمد محمد بن أحمد العسال (4) نا أحمد بن الحسن بن زيد الجدلي نا أحمد بن
نصر النيسابوري نا محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم
القيامة وأومئ بيده إلى الشام [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي نا
عبد العزيز بن أحمد التميمي
وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه أنا أبي الفقيه أبو العباس
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ الحسين بن حبيب نا العباس بن السندي ثنا
محمد بن كثير
وأخبرناه أبو بكر وجيه ابن طاهر بن محمد الشحامي أنبأ أحمد بن الحسن أنا الحسن بن
أحمد بن محمد المخلدي أنا أبو بكر الإسفرايني وهو عبد الله بن

(1) زيادة عن خع.
(2) بعده في المطبوعة: آخر: الجزء الرابع.
(3) عن خع وبالأصل: أخبرنا.
(4) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: الغساني.
260

محمد بن مسلم نا يوسف بن سعيد بن مسلم نا ابن كثير
وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسن بن عبد الرحمن بن
الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا أبو جعفر محمد بن
إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا محمد بن عامر المصيصي نا محمد بن كثير عن
الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي
وزاد أبو الحسن والمكي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة وأومئ بيده
إلى الشام [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن
موسى الغساني إمام جامع دمشق أنا أبو عمر محمد بن العباس بن الوليد بن صالح بن
عمر بن كودل أنا محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس نا عمرو بن عثمان
ومحمود قالا نا الوليد نا ابن جابر عن عمير بن هانئ أن معاوية بن أبي سفيان
خطبهم فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله عز وجل
لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك [* * * *]
قال عمير بن هانئ فقام مالك بن يخامر فقال سمعت معاذ بن جبل يقول وهم
بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر وبه القسمة زعم أنه سمع معاذا يقول وهم
بالشام
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي
أبو عبد الله أنا علي بن موسى بن السمسار نا أبو علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري
إملاء نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا هشام بن عمار نا الوليد نا
ابن جابر عن عمير بن هانئ عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطبهم فقال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله تبارك وتعالى لا يضرهم من
خذلهم ومن خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك يعني فقام مالك بن
يخامر السكسكي فقال يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم بالشام فقال
معاوية هذا مالك بن يخامر وبه القسمة يقول إنه سمع معاذا يقول وهم بالشام
أخبرناه عاليا أبو القسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا
261

عيسى بن علي
الوزير أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو نا الوليد بن مسلم
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت عمير بن هانئ القعنبي (1) يقول
سمعت معاوية على منبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة
قائمة بأمر الله لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على
ذلك [* * * *]
قال عمرو (2) فقال مالك بن يخامر السكسكي فقال يا أمير المؤمنين سمعت
معاذا يقول وهم أو هو بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع
معاذ بن جبل وهم بالشام وفي حديث ابن حمدان أنه سمع معاذا يقول هم أهل
الشام
وكذا رواه يحيى بن حمزة والوليد بن مزيد (3) البيروتي وبشر (4) بن بكر
التنيسي عن ابن جابر فأما حديث يحيى
فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب
الواعظ أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا إسحاق بن
عيسى حدثني يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانئ حدثه
قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي
أمر الله وهم ظاهرون على الناس فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال يا أمير
المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم أهل الشام فقال معاوية ورفع صوته هذا
مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم أهل الشام [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين

(1) كذا بالأصل وخع، وفي تقريب التهذيب: العنسي، بسكون النون ومهملتين، أبو الوليد الدمشقي
الداراني.
(2) كذا بالأصل وخع، وهو عمير، المتقدم.
(3) عن تقريب التهذيب، وبالأصل " يزيد ".
(4) عن تقريب التهذيب، وبالأصل " بسر " دمشقي الأصل، ولعله من ساكني تنيس.
262

البيهقي وأخبرناه (1) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالوا أنا
أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا
عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن
عمير بن هانئ حدث قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي
أمر الله وهم ظاهرون على الناس [* * * *]
انتهى حديث البيهقي وزادا فقام مالك بن يخامر فقال يا أمير المؤمنين سمعت
معاذ بن جبل يقول وهم أهل الشام فرفع معاوية صوته فقال هذا مالك بن يخامر وبه
النسبة (2) يزعم أنه سمع ابن جبل يقول وهم أهل الشام
وأما حديث ابن مزيد (3) فأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا
أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي
وأخبرناه أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل وأبو محمد أحمد بن محمد بن
أحمد بن علي بن بشر الطوسيان بنوقان (4) طوس قالا أنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد
بن محمد بن فروخ (5) زاد الفرخزادي
وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا أنا أبو العباس
الأصم وقال الخطيب محمد بن يعقوب أنا العباس بن الوليد وقال الخطيب
البيروتي أخبرني أبي قال سمعت ابن جابر يقول حدثني عمير بن هانئ زاد
الخطيب العنسي قال سمعت معاوية بن أبي سفيان ولم يقل الخطيب ابن أبي
سفيان يقول على هذا المنبر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يزال من أمتي أمة قائمة

(1) قبله زيد في خع في إسناده: وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر
أحمد بن علي الخطيب ح.
(2) في خع: " النسمة " وفي المطبوعة: القسمة.
(3) في خع: يزيد، تحريف.
(4) في خع: " بنوقان " وهو الصواب، وبالأصل " بقوقان " وفي المطبوعة " بتوقان " وكلاهما تحريف.
ونوقان إحدى قصبتي طوس (ياقوت).
(5) في خع: " فرج ".
263

بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على
الناس انتهى حديث الفارسي وقالوا قال فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال
يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك بن
يخامر (1) حدثني وهم بالشام [* * * *]
وأما حديث بشر
فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد
البحيري أنا أبو محمد الحسن بن أحمد الشيباني أنا محمد بن إسحاق الثقفي نا
الحسن بن عبد العزيز نا بشر بن بكر أبو عبد الله التنيسي حدثني ابن جابر
أخبرني عمير بن هانئ قال سمعت معاوية على هذا المنبر يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من
خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس [* * * *]
وأخبرناه أبو الفضل محمد وأبو عاصم الفضيل
ابنا إسماعيل بن الفضيل الفضيليان قالا أنا أحمد بن محمد بن أبي منصور أبو
القاسم الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي نا أبو سعيد الهيثم بن كليب
الشاشي ببخارا نا عيسى بن أحمد العسقلاني نا بشر نا ابن جابر حدثني
عمير بن هانئ قال سمعت معاوية على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى
يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس فقال مالك بن يخامر السكسكي يا أمير
المؤمنين سمعت معاذا يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر وبه
القسمة يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام (2) [* * * *]
وكذا رواه عن معاوية يونس بن ميسرة بن حلبس ومسلم بن هرمز ومكحول
الفقيه
فأما حديث يونس فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال قرئ

(1) بالأصل هنا: " جابر " وأثبتنا ما في خع.
(2) خبر بكامله ناقص من الأصل وخع ومثبت في المطبوعة 1 / 253 عن إحدى نسخ ابن عساكر، أنظره فيها.
264

على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري وأنا حاضر أنا جدي أبو الحسين أحمد بن
محمد بن جعفر البحيري أنا أبو بكر محمد بن إسحاق نا علي بن حجر السعدي
نا الوليد بن مسلم نا مروان بن جناح عن يونس بن حلبس الجندي أن معاوية بن
أبي سفيان كان يقول على المنبر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها لن تبرح عصابة من أمتي
يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ثم نزع
بهذه الآية " يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين
اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " (1) كذا قال والصواب الجبلاني (2) [* * * *]
وأما حديث مسلم فأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد نا أبو
خبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (3) نا محمد بن منصور نا
يحيى بن أبي الحجاج نا عبد الله بن مسلم عن أبيه (4) مسلم بن هرمز قال سمعت
معاوية يقول في خطبته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول لا يزال في هذه الأمة عصابة
يقاتلون على أمر الله لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا عداوة من عاداهم حتى يأتي أمر
الله عز وجل وهم على ذلك وأنا أرجو أن تكونوا أنتم يا أهل الشام [* * * *]
وأما حديث مكحول فأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن الحسين
الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا نا أبو
العباس محمد بن يعقوب
فأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم بن
محمد نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء نا محمد بن يعقوب بن
يوسف أنا العباس بن الوليد أخبرني محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة بن أبي
حكيم عن مكحول أنه حدثه عن معاوية بن أبي سفيان قال وهو يخطب على المنبر

(1) سورة آل عمران، الآية: 55.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: " الجيلاني " تحريف، والجبلاني نسبة إلى جبلان بطن من حمير
(الأنساب).
(3) البرتي بكسر الباء وسكون الراء، هذه النسبة إلى برت، وهي مدينة بنواحي بغداد (الأنساب).
(4) لفظة: " أبيه " سقطت من المطبوعة.
265

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله
به خيرا يفقهه في الدين وإنما يخشى الله من عباده العلماء ولن تزال أمة من أمتي على
الحق ظاهرين على الناس لا يبالون (1) من خالفهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله
وهم ظاهرون [* * * *]
مكحول لم يدرك معاوية
ورواه أبو عبد الله الشامي ولا (2) أعلم أحدا سماه عن معاوية عن زيد (3) بن أرقم
أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي الزهري وأبو الفتح
المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب وأبو عبد الله محمد بن العمركي بن
نصر المشوني (4) البوشنجيون وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد الحنفي
الهروي قالوا أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي
البوشنجي (5) أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن خريم الشاشي أنا أبو محمد عبد بن حميد الكشي أنا سليمان بن داود
عن شعبة عن أبي عبد الله الشامي قال سمعت معاوية يخطب وهو يقول يا أهل
الشام حدثنا الأنصاري قال شعبة يعني زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال
طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله وإني أراكموه يا أهل الشام [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن
مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا سليمان بن داود نا شعبة عن أبي
عبد الله الشامي قال سمعت معاوية يخطب يقول يا أهل الشام حدثني الأنصاري
قال شعبة يعني زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي على

(1) عن خع وبالأصل " ينالون ".
(2) عن خع وبالأصل " ولم ".
(3) الأصل وخع، وبالمطبوعة: غير.
(4) كذا بالأصل، وفي خع " المتوني " وفي المطبوعة: " المتوثي " وبالأصل " البوسنجيون " والمثبت عن
الأنساب، هذه النسبة إلى بوشنج على سبعة فراسخ من هراة.
(5) بالأصل " بالسين " انظر ما تقدم.
266

الحق ظاهرين وإني لأرجو أن تكونوهم يا أهل الشام [* * * *]
وأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ثم أخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنا يوسف بن الحسن بن محمد قالا أنا أبو نعيم الحافظ أنا عبد الله
(1) بن جعفر بن أحمد بن فارس نا يونس بن حبيب أنا أبو داود نا شعبة عن أبي
عبد الله الشامي سمعت معاوية يخطب وهو يقول يا أهل الشام حدثني الأنصاري
يعني زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق
حتى يأتي أمر الله وإني أراكموهم يا أهل الشام [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أحمد بن
محمود بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقري أنا محمد بن عبد الله الطائي نا
العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي أنا سعيد بن عبد الجبار عن أرطأة بن
المنذر حدثني معاوية بن فروة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا هلك
أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون
خلاف من خالفهم أو خذلان من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وهو يشير إلى
الشام [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الخير الأنصاري أنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن مردويه أنا أبو بكر بن أبي علي بن عبد الرحمن أنا أبو
أحمد محمد بن أحمد الغساني نا أحم بن سيار نا سليمان بن سلمة الخبائري نا
بقية بن الوليد نا حشرج بن نباتة حدثني سيار أبو الحكم عن شهر بن حوشب عن
أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق
يقذف الله بهم كل مقذف يقاتلون فضول الضلالة لا يضرهم من خالفهم حتى يقاتلوا الأعور
الدجال وأكثرهم أهل الشام [* * * *]
أخبرنا أبو سهل محمد بن أبي نصر إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدويه أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي
نا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن إسحاق أنا عبيد الله نا حماد بن زيد

(1) من هنا سقط من الأصل وخع، واستدرك عن المطبوعة 1 / 255 وما بعدها.
267

حدثنا سعيد الجريري أن مطرفا قال قال لي عمران بن جبير أني أحدثك الحديث
أرجو أن ينفعك الله به قال فإني أراك تحب الجماعة قال قلت إني والله لأنا
أحرص على الجماعة من الأرملة إني إذا كانت الجماعة عرفت وجهي قال فقال
عمران قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق أو على الحق
ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله أو قال حتى تقوم الساعة قال
وقال نظرت في هذه العصابة فوجدتهم أهل الشام [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسين بن علي العلوية أنا إبراهيم بن
منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى أنا زهير نا معاذ بن هشام
حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي (1) عن ثوبان أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال إن الله زوى (2) لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكثير (3) من
الأحمر والأبيض وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وإني سألت ربي لأمتي لا
يهلكهم بسيئة (4) ولا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيسبيهم (5) ولو اجتمع عليهم من
بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يفني بعضا وبعضهم يسبي بعضا
وإنه سترجع قبائل من أمتي إلى الشرك وعبادة الأوثان وإن أخوف ما أخاف على أمتي
الأئمة المضلين وإنهم إذا وضعوا السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإنه
سيخرج من أمتي دجالون كذابون قريب من ثلاثين وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا
يزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله [* * * *]
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيويه أنا أحمد بن جعفر بن المنادي قال رواه المؤمل بن إسماعيل وسليمان
بن حرب وغيرهما عن حماد بن زيد يعني عن أيوب عن أبي قلابة كذلك
إلا أن في رواية المؤمل ولتعبدن قبائل من أمتي الأصنام

(1) هو عمرو بن مرثد، أبو أسماء الرحبي، الدمشقي، ويقال اسمه عبد الله (تقريب التهذيب).
(2) زوي: جمع.
(3) في مختصر ابن منظور 1 / 105: الكنزين الأحمر والأبيض.
(4) في مختصر ابن منظور: بسنة.
(5) في مختصر ابن منظور: فيستبيحهم.
268

قال حماد بن زيد قال مطرف نظرنا في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي
ظاهرين على من ناوأهم على الحق لا يضرهم من ناوأهم وخالفهم فإذا هم أهل
الشام [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد التميمي
أنا تمام بن محمد أنا محمد بن إبراهيم بن مروان نا أحمد وهو ابن المعلى نا
محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي نا بقية حدثني سعيد بن عبد العزيز عن
مكحول عن مالك بن يخامر السكسكي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من
أمتي قائمة على أمر الله لا يبالون من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم
ظاهرون على الناس فقال مالك بن يخامر سمعت معاذا يقول هم أهل الشام [* * * *] "
269

باب
غناء أهل دمشق عن الإسلام في الملاحم
وتقديمهم في الحروب والمواقف العظائم "
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو عبد الله أنبأ أبو الحسن بن السمسار أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
مروان إملاء حدثني الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني نا سليمان بن
عبد الرحمن نا الوليد بن مسلم نا أبو حفص القاضي عثمان بن أبي العاتكة عن
سليمان بن حبيب عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا كانت الملاحم خرج من
دمشق بعث من الموالي هم خيار عباد الله أبعثهم فرسا وأجودهم سلاحا [* * * *]
رواه عن الوليد بن مسلم عبد الله بن يوسف ودحيم بن اليتيم وهشام بن عمار
وعلي بن بحر بن بري والهيثم بن أيوب الطالقاني
فأما حديث ابن يوسف ودحيم فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو
بكر الطبري أنا أبو الفضل بن الفضيل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان نا
عبد الله بن يوسف نا الوليد بن مسلم نا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نا
سليمان بن حبيب المحاربي
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله أنا جدي أبو عبد الله الحسن بن
أحمد بن أبي الحديد نا أبو المعمر مسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي
السحيس الحمصي قدم علينا نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي (1) أنا
أبو الأزهر جماعة بن محمد (2) نا أبو سعيد دحيم نا الوليد بن مسلم نا عثمان بن

(1) هذه النسبة - بفتح الراء والباء - إلى ربيعة بن نزار (الأنساب).
(2) إلى هنا ينتهي ما استدرك عن المطبوعة من ابن عساكر 1 / 258.
270

أبي العاتكة أنه سمع سليمان بن حبيب يحدث عن أبي هريرة قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال دحيم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت الملاحم يخرج بعث من
دمشق من الموالي هم أكثر وقال يعقوب أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد
الله بهم الدين [* * * *]
وأما حديث هشام فكتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد
الرازي المعروف بابن الخطاب من مصر يذكر أن أبا عبد الله الحسين بن محمد بن
بكار المقرئ ومحمد بن أحمد بن علي القزويني المقرئين أخبراه بمصر قراءة
عليهما
وأخبرناه أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي إجازة أنا أبو علي الحسن بن
إبراهيم الأهوازي قالوا أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا طاهر بن محمد بن
الحكم التميمي نا هشام بن عمار نا الوليد نا عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن
حبيب قال حدث أبو هريرة معاوية والناس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت
الملاحم يخرج من دمشق بعث أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم
الدين [* * * *]
وأخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن السلمي وأبو طاهر الحنائي إجازة
وأخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه قالا أنا أبو عبد الله محمد بن
عبد السلام بن سعدان أنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة نا أبو علي
إسماعيل بن محمد بن قيراط نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا عثمان بن أبي
العاتكة عن سليمان بن حبيب أن أبا هريرة حدث معاوية والناس أنه سمع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي هم أكرم
العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين [* * * *]
وأما حديث ابن بحر والهيثم فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن
المقرئ في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني
أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن سهل بن أيوب
الأهوازي نا علي بن بحر
271

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون المعدل أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما (1) النعالي قراءة
عليه وأنا أسمع أنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمد الحريني (2) نا موسى بن
هارون الحمال (3) نا الهيثم بن أيوب قالا نا الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي
العاتكة عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الموالي أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا
يؤيد الله بهم الدين [* * * *]
وفي حديث الهيثم أجوده
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد
عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي زروان أنا
عبد الوهاب بن الحسن نا أحمد (4) بن عمير بن يوسف نا موسى بن عامر المري نا
الوليد بن مسلم أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق هم خيار عباد الله الأولين
والآخرين [* * * *]
رواه إسماعيل بن عياش أيضا عن أبي بكر بن أبي مريم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن
عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثني علي بن الحسن بن علي أنا الكلابي نا ابن
جوصا عن عبد الحميد بن محمود نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب
أخبرني رجل من خثعم حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن ابن محيريز أنه
أخبره قال خير فوارس تظل السماء فوارس من قيس يخرجون من غوطة دمشق
يقاتلون الدجال

(1) في خع: " داوما. " تحريف.
والنعالي: بكسر النون، هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها (الأنساب)، وذكره باسم: أبو علي الحسن بن
الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي.
(2) في خع: " الحربي ".
(3) في خع: الجمال، بالجيم.
(4) عن خع وبالأصل " محمد " تحريف.
272

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري أنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه أنا أحمد بن معروف بن بشر نا
الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم نا محمد بن سعد أنا يزيد بن هارون
وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا نا شعبة بن
الحجاج عن أبي حمزة (1) قال سمعت رجلا من بني تميم يقال له جويرية بن قدامة
قال حججت عام توفي عمر فأتى المدينة فخطب فقال رأيت كأن ديكا نقرني فما
عاش إلا تلك الجمعة حتى طعن قال فدخل عليه أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم أهل المدينة
ثم أهل الشام ثم أهل العراق قال فكنا آخر من دخل عليه
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك
البصري (2) نا محمد بن عائذ (3) قال قال الوليد أخبرني إسماعيل وغيره أنه كان في
كتاب معاوية إلى عبد الله بن قرط بلغني كتابك في مواضع رايات الأجناد المعلومة
فهي على مواضعها الأولى فغذا حضر أهل الشام جميعا فأهل دمشق وحمص ميمنة
الإمام
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد
عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن
عمير نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم قال وحدثني شيخ من قدماء
الجند ممن كان يلزم الجهاد في الزمان الأول أن أهل الشام كانوا إذا غزوا الصوائف (4)
كانوا ينزلون أجنادا (5) كما كان ينزل (6) أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مسيرهم إذ ساروا إلى
الشام ينزلون أرباعا قال الشيخ وكما كانت بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام ثم

(1) في الأصل وخع، " أبي جمرة " والمثبت عن ابن سعد 3 / 336 وذكر الخبر في ترجمة عمر بن الخطاب.
(2) في خع: " البشري " وفي المطبوعة: البسري.
(3) بالأصل وخع: " عايد ".
(3) في المطبوعة: الطوائف.
(5) عن خع ومختصر ابن منظور وبالأصل " آحادا ".
(6) ليست في خع وابن منظور والمطبوعة.
273

بعده ينزل في عساكرها أسباطا وكان بين كل جندين فرجة وطريق للعامة ومجال
للخيل ومركز لها إن كانت فزعة من ليل أو نهار قلت فأين كان ينزل والي (1)
الصائفة وفيمن قال كان ينزل بخاصته ورهطه في القلب في أهل دمشق ثم ينزل أجناد
الشام يمنة ويسرة
قال وحدثني شيخ من قدماء المشيخة ممن كان يلزم الجهاد أنهم كانوا إذا كان
اللقاء تقدم ربع قريش من أهل دمشق حتى يكونوا عند راية الأمير والجماعة ثم ربع
كندة من جند دمشق عن يمنتهم (2)
قال الوليد وقالوا يريد المشيخة لأن دمشق كانت عند سير أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الشام ووجه (3) الشام إليها ساروا وبها بدؤوا فلما فتحوا كان
غيرها من مدائن الشام لها تبعا قال فاتخذها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دارا وفسطاطا
ومجتمعا وفيها منزل واليهم الأعظم وبيت مالهم
أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن
إسماعيل المصري أنا أحمد بن مروان الدينوري نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا (4)
سليمان بن أبي شيخ قال سألت أبا سفيان الحميري (5) كم كان جند بني أمية قال
ثلاثمائة ألف وخمسون ألفا من أهل الشام ومائة وخمسون ألفا من أهل العراق "

(1) عن خع ومختصر ابن منظور وبالأصل: قال.
(2) في المطبوعة: يمينهم.
(3) كذا بالأصل وخع: " ووجه ".
(4) زيادة عن المطبوعة.
(5) عن خع وبالأصل: الخميري.
274

باب
ما جاء عن كعب (1) الحبر
أن أهل دمشق يعرفون في الجنة بالثياب الخضر "
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل
وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو
الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر
محمد بن خريم
وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن عبد الله (2) أنا أبو عبد الله محمد بن علي أنا أبو
محمد عبد الله بن الحسين الصفار أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم
أحمد بن الحسين المشغراني قالا نا هشام نا عثمان بن علاق عن عروة بن رويم
أن رجلا لقي كعب الأحبار فسلم عليه ودعا له فسأله كعب ممن هو قال من أهل
الشام قال لعلك من الجند الذين يدخل الجنة منهم سبعون ألفا بغير حسا ولا
عذاب قال ومن هم قال أهل حمص (3) قال لست منهم قال فلعلك من الجند
الذين يعرفون في الجنة بالثياب الخضر قال ومن هم قال أهل دمشق قال لست
منهم قال فلعلك من الجند الذين (4) هم تحت ظل عرش الرحمن قال ومن هم
قال أهل أردن قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين ينظر الله (5) إليهم في

(1) في خع: كعب الأحبار.
(2) بالأصل " عبد " والمثبت عن خع.
(3) بالأصل: " دمشق " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 108.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
275

كل يوم مرتين قال ومن هم قال أهل فلسطين قال نعم أنا منهم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرامي نا أبو الحسين حامد بن
أحمد بن الهيثم البلدي نا أبو العباس أحمد بن حمزة بن محمد بن هارون البصري نا
محمد بن سنجر نا عبد الله يعني ابن عبد القدوس نا سعيد بن عبد العزيز عن
عروة بن رويم قال أبصر كعب رجلا فقال من أنت قال من أهل الشام قال لعلك
من الجند الذين يشفع شهيدهم لسبعين قال ومن هم قال أهل حمص قال لا
قال فلعلك من الذين يعرفون في الجنة بلباس الخضر قال من هم قال أهل
دمشق قال لا قال فلعلك من الجند الذين في ظل عرش الله عز وجل يوم القيامة
قال من هم قال أهل الأردن قال لا قال فلعلك من الجند الذين يلحظ ربك
إليهم في كل يوم مرتين قال من هم قال أهل فلسطين قال نعم
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب وأبو الوحش سبيع
بن المسلم بن قيراط المقرئ وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الله بن
أحمد بن السمرقندي وأبو تراب حيدرة بن علي الأنصاري قالوا نا عبد العزيز بن
أحمد أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي الخلال (1) البغدادي بدمشق
أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي أنا أبو يعقوب
إسحاق بن عمار بن جش بن محمد بن حبش بالمصيصة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم
بن مهدي المصيصي أنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي حدثني عروة بن
رويم عن كعب أنه لقي رجلا فقال له من أين أنت قال من أهل الشام فقال له
كعب فلعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم في سبعين قال ومن هم قال أهل
حمص قال لا قال فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بثياب الخضر قال
ومن هم قال أهل دمشق قال لا قال فلعلك من الجند الذين في ظل العرش
قال ومن هم قال أهل الأردن قال لا (2) قال فلعلك من الجند الذين ينظر الله

(1) بالأصل وخع " الحلال ".
(2) عن هامش الأصل.
276

عز وجل إليهم كل يوم مرتين قال ومن هم قال أهل فلسطين قال نعم
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا محمد بن علي بن أحمد أنا عبد الله بن
الحسين بن عبدان أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الجهم بن طلاب نا هشام بن
عمار نا صدقة بن خالد نا سعيد بن عبد العزيز أن الذي لقي كعبا مالك بن عبد الله
الخثعمي "
277

باب
دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل الشام (1)
بأن يهديهم الله ويقبل بقلوبهم إلى الإسلام "
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن الفتح الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله نا أبو
زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا محمد بن بكار نا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظر نحو الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر نحو اليمن فقال
اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر نحو العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم قال اللهم (2)
بارك لنا في ثمرة أرضنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا [* * * *]
وكذا رواه أبو محمد ثابت بن أسلم البناني (3) وأبو المعتمر سليمان بن طرخان
التيمي عن أنس
أخبرنا به أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب العلاف
إجازة وحدثني عنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي (4) المقرئ سنة سبع عشرة وأربعمائة أنا أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران القرميسيني (5) بالموصل نا إسحاق بن
خالويه نا علي بن بحر نا هشام بن يوسف أنا معمر أنا ثابت وسليمان التيمي

(1) عن هامش الأصل وخع.
(2) ما بين معكوفتين ساقط من الأصل واستدرك عن خع.
(3) البناني بضم الباء هذه النسبة إلى بنانة بن سعد بن لؤي بن غالب. قال الزبير بن بكار: بنانة قبيلة منهم ثابت
البناني (الأنساب).
(4) هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس ويتنظفون (الأنساب).
(5) القرميسيني: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم والسين المهملة المكسورة هذه النسبة إلى قرميسين،
بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور. (الأنساب).
278

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر القاضي وأبو
سعيد بن أبي عمرو
وأخبرناه أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي بطابران (1) نا
أبي أبو الفتح أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا نا أبو العباس محمد بن
يعقوب بن يوسف نا العباس بن محمد نا علي بن بحر القطان نا هشام بن
يوسف نا معمر أخبرني ثابت وسليمان التيمي عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم حمزة السلمي نا عبد العزيز بن أحمد التميمي
أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي نا
إسحاق بن خالويه البابسيري (2) نا علي بن بحر بن بري نا هشام بن يوسف نا معمر
نا (3) ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نظر قبل العراق والشام
واليمن قال لا أدري بأيهم أبدأ ثم قال اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وحط من
ورائهم وفي حديث الأصم بأيتهن بدأ [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا
علي بن بحر بن بري نا هشام بن يوسف نا معمر نا ثابت وسليمان التيمي عن
أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نظر قبل العراق والشام واليمن قال لا أدري بأيتهن بدأ ثم
قال اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وأحط من ورائهم [* * * *]
وخالفهم الحجاج بن الحجاج وأبو العوام عمران بن داود القطان البصريان
فروياه عن قتادة فزاد في إسناده زيد بن ثابت
فأما حديث الحجاج فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي
أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى المعدل أنا أبو العباس محمد بن
أحمد بن محمد بن محمد السليطي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي

(1) طابران: إحدى مدينتي طوس (قاموس).
(2) هذه النسبة إلى بابسير، بلدة من نواحي الأهواز.
(3) عن خع وبالأصل " بن " تحريف.
279

نا السلمي وأحمد بن حفص قالا نا حفص حدثني إبراهيم بن طهمان عن
الحجاج هو ابن الحجاج عن قتادة عن أنس هو ابن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل
بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا [* * * *]
وأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أحمد بن الحسن بن
محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد بن المخلدي أنا مكي بن عبدان نا أحمد بن
حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم عن الحجاج عن قتادة عن أنس
عن زيد بن ثابت أنه قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على منبره قبل العراق فقال اللهم
أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل اليمن فقال
اللهم أقبل بقلوبهم ثم قال اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا [* * * *]
وأما حديث عمران فأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ثم أخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن قالا أنا أبو نعيم قال حدثنا
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر بن فورك أنا
عبد الله بن جعفر الأصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا عمران القطان عن
قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل اليمن وقال
اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل العراق
فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا [* * * *]
وأخبرناه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز إجازة أنا أبو نعيم
الحافظ نا أبو القاسم الطبراني نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا
عبد الرحمن بن مهدي نا عمران القطان عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت
قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال
اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا
ومدنا [* * * *]
هذا حديث غريب ولم أجده في مسند أحمد (1)

(1) ورد في مسند أحمد بإسنادين مختلفين، وثمة اختلاف بين ما ورد بالأصل هنا والروايتين الواردتين في مسند
أحمد، (راجع مسند أحمد 3 / 342 و 5 / 185).
280

وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا
أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري نا مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري نا
يعقوب بن إبراهيم نا عبد الرحمن بن مهدي نا عمران عن قتادة عن أنس بن
مالك عن زيد بن ثابت قال خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل
بقلوبهم ثم نظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم
أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن توبة الكشميهني (1) وأبو
أحمد محمود بن محمد بن أبي أحمد السوسقاني (2) وأبو القاسم يحيى بن محمد بن
محمد الأرسابندي (3) الخطباء المراوزة بمرو قالوا أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن
أبي الحسن العارف
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي (4) المؤذن بمرو أنا أبو
علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي بنيسابور قالا أنا أبو بكر أحمد بن
الحسن الحيري نا أبو العباس الأصم نا بحر بن نصر بن سابق نا ابن وهب أخبرني
ابن لهيعة أن أبا الزبير أخبره عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوما وهو على
المنبر نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق
فقال نحو ذلك وقبل كل أفق فقال مثل ذلك وقال اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض
وبارك لنا في مدنا وصاعنا وقال مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة ومثل الكافر
كمثل الأرزة لا تزال تستقيم حتى تخر (5) ولا تشعر [* * * *] "

(1) بالضم ثم السكون، هذه النسبة إلى كشميهن، قرية من قرية من قرى مرو (ياقوت).
(2) هذه النسبة إلى سوسقان، قرية من قرى مرو (يقاقوت).
(3) بالكسر أوله وسكون ثانيه، نسبة إلى سنج: من قرى مرو (ياقوت).
(5) عن خع وبالأصل: تخره.
281

باب
ما روي في أن أهل الشام مرابطون
وأنهم جند الله الغالبون "
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي
أبو عبد الله أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني (1) أنا أبو العباس محمد بن
موسى بن الحسين بن السمسار أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا معاوية بن
يحيى نا أرطأة عن من حدثه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل الشام
وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله فمن
احتل منها مدينة فهو في رباط ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد [* * * *]
أنبأناه أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا محمد بن عبد الله بن ريذة (2) أنا
سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار نا أبو
مطيع معاوية بن يحيى عن أرطأة بن المنذر عن من حدثه عن أبي الدرداء قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون
فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو في جهاد [* * * *]
وقد روي عن أبي الدرداء بإسناد آخر أمثل من هذا إلا (3) أنه غريب
أنبأناه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي وأبو محمد
هبة الله بن أحمد الأكفاني وأبو القاسم الحسين بن أحمد التميمي وأبو إسحاق
إبراهيم بن طاهر الخشوعي قالوا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو

(1) الأصل وخع، وفي المطبوعة: المزكي.
(2) بالأصل زيد، وفي خع: زيدة وكلاهما تحريف، والصواب ما أثبتناه وقد تقدم مرارا. (راجع التبصير).
(3) زيادة عن المطبوعة.
282

بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلماسي (1) نا أبو الحسن المظفر بن
الحسن نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا (2) نا عمرو بن عثمان نا ابن حمير
عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
سيفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا فإذا فتحها فاحتلها بأهل الشام مرابطون إلى منتهى
الجزيرة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم وعبيدهم فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو
في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي المقرئ بقرائتي عليه
بأصبهان أنا أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القريشي العباداني بالبصرة أنا
القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي نا أبو العباس محمد بن
أحمد بن أحمد المقرئ الأثرم نا العباس بن عبد الله الترقفي نا محمد بن كثير
المصيصي عن أرطأة بن المنذر أن عمر قال لجلسائه أي الناس أعظم أجرا قال
فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة قال ويقولون فلان وفلان بعد أمير المؤمنين
فقال ألا أخبركم بأعظم الناس أجرا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين قالوا بلى
قال رويجل بالشام اخذ بلجام فرسه يكلأ من وراء بيضة المسلمين لا يدري أسبع
يفترسه أم هامة تلدغه أو عدو يغشاه فلذلك أعظم أجرا ممن ذكرتم ومن أمير
المؤمنين
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان أنا أبو منصور
محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل أنا
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشقر نا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح نا معاوية وهو ابن صالح عن ربيعة بن يزيد
الدمشقي عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير الأنصاري قال كتب معي معاوية
إلى عائشة بعد قتل عثمان فقالت يا ابن عمرة أين ضربت برأسك بسوأتك هذه
قلت أتيت الشام أرض الجهاد

(1) بفتح السين واللام والميم، هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى.
وبالأصل " حريز " والمثبت " جرير " عن خع والمطبوعة.
(2) بالأصل " حوصا " والمثبت عن خع.
283

أنبأنا أبو محمد هبة الله بن محمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر بن
السمرقندي قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا أنس بن السلم نا
الحسن بن يحيى القرشي نا إبراهيم اليماني قال قدمت من اليمن فأتيت سفيان
الثوري فقلت يا أبا عبد الله إني جعلت في نفسي أن أنزل جدة فأرابط بها كل سنة
وأعتمر في كل شهر عمرة وأحج في كل سنة حجة وأقرب من أهلي أحب إليك أم
آتي الشام فقال لي يا أخا أهل اليمن عليك بسواحل الشام عليك بسواحل الشام فإن
هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف ومائة ألف وثلاثمائة ألف وما شاء الله من
التضعيف لك (1) مثل حجهم وعمرهم ومناسكهم
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن
السمسار أنا أبو أحمد عبد الله بن بكر نا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرقي نا
هلال بن العلاء الباهلي حدثني أبو يوسف محمد بن أحمد نا أبو خليد (2) عتبة بن
حماد الدمشقي عن مالك بن أنس قال قال لي أبو جعفر المنصور يوما ما على ظهرها
أحد أعلم منك قلت بلى قال فسمهم لي قلت لا أحفظ أسماءهم قال قد طلبت
هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته أما أهل العراق فأهل إفك وباطل وزور وأما
أهل الشام فأهل جهاد وليس فيهم كبير (3) علم وأما أهل الحجاز ففيهم بقية العلم
وأنت عالم الحجاز
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أنا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن عيسى السعدي أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن
بطة العكبري قال قرئ على أبي القاسم البغوي نا أبو همام الوليد بن شجاع نا
الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك الأسدي
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى

(1) عن خع وبالأصل " له ".
(2) تقريب التهذيب: خليد بالتصغير.
(3) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 1 / 111 " كثير علم ".
284

في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباد وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم
ولا يموتوا (1) إلا غما وهما وكذا رواه سلمة بن داود عن الوليد [* * * *]
أخبرناه أبو الفرج غيث بن علي الأرمنازي إجازة ونقلته من خطه أنا أحمد بن
محمد بن الوزان بتنيس نا محمد بن علي بن يحيى بن السري نا أبو بكر محمد بن
أحمد بن سليم نا محمد بن إبراهيم الصوري نا سلمة بن داود عن الوليد بن مسلم
عن محمد بن أيوب بن يونس بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم
بهم ممن يشاء من عباده حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا (1) إلا
غما وهما [* * * *]
ورواه صفوان بن صالح وداود بن رشيد عن الوليد فوقفاه على خريم
وكذلك رواه هشام بن عمار والهيثم بن خارجة عن محمد بن أيوب موقوفا
فأما حديث صفوان فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن
الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني
صفوان نا الوليد نا محمد بن أيوب عن أبيه أيوب بن ميسرة بن حلبس عن
خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعه يقول ذلك
وأما حديث داود بن رشيد عن الوليد فأخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت
ناصر الحسنية قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة
أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي التميمي نا
داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن ميسرة (2) بن حلبس عن
أبيه قال سمعت خريم بن فاتك الأسدي صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أهل الشام
سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده وحرام على منافقيهم أن يظهروا على
مؤمنيهم ولا يموتوا (1) إلا غما وهما [* * * *]
وأما حديث هشام فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو

(1) كذا بالأصل وخع، والصواب: " يموتون ".
(2) بالأصل: " ميسرة في حلبس بن حلبس " والمثبت عن خع.
285

الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل
وأخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا
أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو
بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا محمد بن أيوب
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني هشام بن عمار نا
محمد بن أيوب وهو ابن ميسرة بن حلبس عن أبيه زاد ابن السمرقندي حدثه
وقالا عن خريم بن فاتك (1) زاد ابن السمرقندي الأسدي وقال ابن خريم صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من
عباده حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا (2) وقال ابن
السمرقندي ولن يميتهم الله إلا غما وهما
وقد رواه أحمد بن المعلى عن هشام كما تقدم
وأما حديث الهيثم (3) فأخبرناه بو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن
المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا هيثم بن خارجة
نا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال سمعت أبي سمع خريم بن فاتك الأسدي
يقول أهل الشام سوط الله في الأرض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء وحرام على
منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولن يموتوا إلا هما أو غيظا أو حزنا موقوف
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي
أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أنا
معاذ بن المثنى العنبري نا مسدد (4) بن مسرهد نا خالد هو ابن عبد الله الطحان نا
عطاء بن السائب قال سمعت عبد الرحمن الحضرمي أيام ابن الأشعث يخطب وهو
يقول يا أهل الشام أبشروا فإن فلانا أخبرني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يكون قوم من آخر

(1) بالأصل: " وقالا: ابن فاتك عن خريم " والصواب عن خع، وقد نبه بهامش الأصل إلى الصواب.
(2) كذا، والصواب: يموتون.
(3) عن خع وبالأصل " القاسم " تحريف.
(4) مسدد لقبه، ويقال: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز (تقريب التهذيب).
286

أمتي يعطون من الأجر مثل ما يعطى أولهم ويقاتلون أهل الفتن وينكرون المنكر وأنتم
منهم [* * * *]
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسن بن
عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا
محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي أنا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (1) نا
الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة في قوله " وإن جندنا لهم الغالبون " (2)
قال هم أهل الشام
كذا قال لنا أبو جعفر وإنما يرويه أبو الحسن بن فراس عن العباس بن محمد بن
قتيبة عن إدريس
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري نا
أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا صفوان بن
صالح نا الوليد نا خليد عن قتادة قال قال الله عز وجل " وإن جندنا لهم
الغالبون " قال قتادة ولا أعلم أولئك إلا أهل الشام (3)
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أنا أبو القاسم
قراءة عليه أنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه إجازة
وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد بن شجاع نا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه نا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن عمارة العطار نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا عبد الله بن نمير
عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد عن تبيع عن كعب قال أهل الشام سيف
من سيوف الله ينتقم الله بهم ممن عصاه (4) في أرضه
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا

(1) عن خع وبالأصل " الرياب ".
(2) كرر الخبر واختلط سنده بالأصل فحذفنا وأثبتنا ما يوافق خع.
(4) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 111، والمطبوعة: " عصى ".
287

علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الفضل العباس بن
بيهس بمصر نا علي بن الحسن بن عبد المؤمن نا محمد بن إسحاق الصيني (1) نا
عمرو بن عبد الغفار نا المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة قال
قرأت فيما أنزل الله عز وجل على الأنبياء أن الله يقول الشام كنانتي فإذا غضبت
على قوم رميتهم منها بسهم
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا أبو بكر بن محمد بن يونس الإسكاف المقرئ نا أبو بكر محمد بن
سليمان الربعي نا محمد بن عبد الله مكحول نا داود بن سليمان بن حفص (2) بن أبي
داود نا عبد الله بن راشد الكسائي عن أبي بكر النهشلي قال كنت في الجمع يعني
جمع الكوفة يوم جاء أهل الشام يقاتلون أهل الكوفة فإذا شيخ حسن الخضاب حسن
الهيئة على دابة له وهو يقول اللهم لا تنصرنا عليهم اللهم فرق بيننا وبينهم اللهم
اللهم قال قلت يا عبد الله ألا تتقي الله ألا تخرج ترى قوما قد جاؤوا يريدون
يقاتلون مقاتلتنا ويسبون ذرارينا وأنت تقول اللهم لا تنصرنا عليهم اللهم اللهم قال
ويحك إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول لا يغلب أهل الشام إلا شرار الخلق
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها أنا أبو القاسم الخضر بن عبيد الله بن
كامل المري أنا أبو طالب عقيل بن عبيد الله أنا أبو الميمون بن راشد البجلي نا أبو
القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو مسهر نا سعيد بن خالد بن معدان كان
يقول الحمد لله الذي أطعمنا الطعام وجعلنا من أهل الشام
أنبأنا أبو القاسم الحسيني عن أبي محمد التميمي نا تمام بن محمد نا
أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا
سليمان بن عبد الرحمن نا أبو عبد الملك المكفوف نا مروان نا زيد بن واقد قال
سمعت مكحولا يقول الحمد لله الذي أطعمنا الطعام وأسقانا الشراب وجعلنا من
أهل الشام ويا رب لا تبقي بعد هشام "

(1) بغدادي، لعله سكن: صينبة الحوانيت " وهي مدينة بين واسط والصليف، فنسب إليها " (انظر الأنساب:
الصيني).
(2) في المطبوعة " جعفر " تحريف انظر: " داود " في تقريب التهذيب.
(3) زيادة عن المطبوعة.
288

باب
ما جاء أن بالشام يكون الأبدال
الذين يصرف بهم عن الأمة الأهوال "
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبو محمد الحسن بن
علي الجوهري
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنا أبو علي
الحسن بن علي التميمي قالا أنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن
حنبل حدثني أبي نا أبو المغيرة نا صفوان حدثني شريح (1) بن عبيد قال ذكر
الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات
رجل أبدل الله مكانه رجلا فيسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب [* * * *]
أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا
أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا زكريا بن يحيى نا الحسن بن عرفة
نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد
الحضرمي قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا يا أمير المؤمنين العنهم
فقال لا إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون
رجلا بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم ويصرف عن أهل الأرض البلاء
والغرق [* * * *]
هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه

(1) زيادة عن خع.
289

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي الزاهد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل
وأنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قالا أنا
محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو (1) علي الحسن بن منير
وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن أحمد بن المبارك أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن عبدان أنا
عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب (2) قالا
أنا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب قال
لما فتح معاوية بن أبي سفيان جعل أهل مصر يسبون أهل الشام فقال عوف وأخرج
وجهه من برنسه يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيهم الأبدال وبهم ترزقون وبهم تنصرون [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو على الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وجماعة قالوا أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (3) أنا أبو القاسم سليمان بن
أحمد نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي نا محمد بن المبارك الصوري نا
عمرو بن واقد عن يزيد بن أبي (4) مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتحت
مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ثم قال يا أهل مصر أنا
عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيهم الأبدال
وبهم تنصرون وبهم ترزقون [* * * *]
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي (5) صالح أحمد بن عبد الملك الفقيه حدثني
أبي أبو صالح المؤذن أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي نا
محمد بن جعفر بن مطر نا أحمد بن عيسى بن هارون نا عمرو بن يحيى نا

(1) بهذا الخبر يبدأ الباب في المطبوعة وقد أخر الخبران السابقان فيها.
(2) عن هامش الأصل.
(3) بالأصل وخع " كلاب " والمثبت عن الأنساب (المشغراني) ومعجم البلدان (مشغري).
(4) بالأصل " ربذة " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.
(5) زيادة عن خع.
290

العلاء بن زيد (1) عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال بدلاء أمتي أربعون رجلا اثنان وعشرون
بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل مكانه آخر فإذا جاء الأمر
قبضوا [* * * *]
كذا قال عمرو بن يحيى وإنما هو عمر بن يحيى بن نافع
أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن
مسعدة الجرجاني نا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني نا
محمد بن زهير بن الفضل الأيلي
وقرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي الفتح
عبد الجبار بن عبد الله بن برزة (2) الرازي نا أبو القاسم الحسين بن عبد الله بن
حامد بن الحسن بن يوسف الخطيب القرقوبي (3) إملاء بقرقوب
وأنبأناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا محمد بن علي بن الفتح
العشاري (4) قالا أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين نا محمد بن زهير نا
عمر بن يحيى بن نافع نا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل
الله تبارك وتعالى مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة [* * * *]
أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي وأبو منصور موهوب بن أحمد بن
محمد بن الخضر الجواليقي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري
قالوا أنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي أنا أبو
الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمكة نا علي بن (5)

(1) كذا بالأصل، وفي خع " زيدل " وفي تقريب التهذيب: العلاء بن زيد، ويقال: زيدل بزيادة لام، الثقفي،
أبو محمد البصري.
(2) برزة بضم الباء، المشتبه للذهبي ص 33.
(3) عن خع وبالأصل: " القرقري ".
هذه النسبة بضم القافين، إلى قرقوب، وهي بلدة قريبة من الطيب، بين واسط وكور الأهواز.
(4) هذه النسبة لقب جدا المذكور، لأنه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك.
291

أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني نا محمد بن الحسين بن مكرم وبكر بن محمد بن
سعيد
قال وأنا (1) ابن صخر قال ونا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن واللفظ
له نا بكر بن محمد بن سعيد قالا نا نصر بن علي نا نوح بن قيس عن
عبد الملك بن معقل عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال دعائم
أمتي عصائب اليمن وأربعون رجلا من الأبدال بالشام كلما مات رجل أبدل الله مكانه
أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسخاء (2) الأنفس وسلامة الصدور
والنصيحة للمسلمين [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن
عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال الأبدال في
هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل (3) كلما مات رجل أبدل الله
مكانه رجلا قال أبي فيه يعني حديث عبد الوهاب كلام غير هذا وهو منكر
يعني حديث الحسن بن ذكوان
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن
الحسن (4) بن علي الماوردي ببغداد قالا أنا أبو علي علي بن أحمد التستري أنا أبو
عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي واللفظ له أنا أبو بكر أحمد بن
الحسين البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة نا أبو داود نا
محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن
صاحب له عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يكون اختلاف عند موت
خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو

(1) عن خع وبالأصل " أبو ".
(2) ما بين معكوفتين عن خع، ومكانها بالأصل: بفناء.
(3) زيادة عن مسند أحمد 5 / 322.
(4) في المطبوعة: " الحسن " تصحيف.
292

كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين
مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه
ثم ينشأ رجلا من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث
كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل فيهم بسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويلقي
الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون [* * * *]
قال أبو داود وقال بعضهم عن هشام تسع سنين قالا ونا أبو داود نا
هارون بن عبد الله نا عبد الصمد عن همام عن قتادة بهذا الحديث قال تسع
سنين
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر
القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا عبد الصمد وحرمي المعنى قالا نا
هشام عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه
ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعث إليهم جيش
من الشام فيخسف بهم بالبيداء فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق
فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليه المكي بعثا فيظهرون
عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في
الناس بسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث تسع سنين (2) قال
حرمي أو سبع [* * * *]
رواه غيرهم عن هشام وسمي الرجل مجاهدا
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور

(1) مسند أحمد 6 / 316.
(2) زيادة عن مسند أحمد.
293

السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو هشام الرفاعي نا
وهب بن جرير أنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن
صاحب له وربما قال صالح عن مجاهد عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قلت قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون في أمتي اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل
المدينة زاد ابن حمدان إلى مكة وقالا فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره
فيبايعهم بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم
فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من
قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا أو قال جيشا فيهزمونهم ويظهرون عليهم
فيقسم بين الناس فيهم ويعمل فيهم بسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض
يمكث سبع سنين [* * * *]
ورواه أبو العوام عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم
سلمة
أخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن
الحسن بن علي الماوردي قالا أنا علي علي بن أحمد التستري أنا أبو عمر
القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي (1) أنا أبو بكر البيهقي واللفظ له أنا أبو علي
الروذباري أنا أبو بكر بن داسة قال نا أبو داود نا ابن المثنى نا عمرو بن
عاصم نا أبو العوام نا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم
سلمة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذا وحديث معاذ (2) أتم
ويذكر عن معمر عن قتادة عن مجاهد عن أم سلمة بهذا إلا أنه قال
فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة حتى يأتي مكة
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن
زهير أنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن القاسم

(1) بضم الفاء وفتح الراء، هذه النسبة فراوة، بليدة على الثغر مما يلي خوارزم. (الأنساب).
(2) زيادة عن خع.
294

الطرسوسي نا أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد الأزهري نا محمد بن عبد
الملك الدقيقي قال سمعت يزيد بن هارون يقول سمعت عبد الله بن طاوس
يقول سمعت أبي يقول قال ابن عباس يرفعه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) مكة آية
الشرف والمدينة معدن الدين والكوفة فسطاط الإسلام والبصرة فجر العابدين
والشام معدن الأبرار ومصر عش إبليس وكهفه ومستقره والسند مداد إبليس والزنى
في الزنج والصدق في النوبة والبحرين منزل مبارك والجزيرة معدن القتل وأهل
اليمن أفئدتهم رقيقة ولا يعدمهم الرزق والأئمة من قريش وسادة الناس بنوا
هاشم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وسهل بإسنادهم قالوا ثم رجع عمر
إلى صرار (2) يعني من تشييع أهل القادسية ثم دخل منه إلى المدينة ومضى سعد إلى
زرود (3) وقد كتب عمر إلى أبي عبيدة قبل ذلك إذا فرغت من دمشق إن شاء الله
فاصرف أهل العراق إلى العراق فإنه قد ألقي في روعي أنكم ستفتحونها ثم تدركون
إخوانكم فتنصرونهم على عدوهم
وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس به وذلك أنهم ضربوا إليه من بلدانهم فجعل
إذا سرح قوما إلى الشام (4) قال ليت عن الأبدال هل مرت بهم الركاب أم لا وإذا
سرح قوما إلى العراق قال ليت شعري كم في هذا الخير من الأبدال
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
أنا أحمد بن عبد الله نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر
عن أبي عمر وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان الشام قد أمكن فإذا أقبل جند
من اليمن وممن بين المدينة واليمن فاختار أحد منهم الشام قال يعني عمر يا

(1) بالأصل: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ".
(2) صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق. (ياقوت).
(3) زرود: رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة (ياقوت).
(4) عن خع وبالأصل: " العراق " خطأ.
295

ليث شعري عن الأبدال هل مرت بهم الركاب
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس نا علي بن
عمر بن محمد بن الحسن القزويني نا علي بن عمرو بن سهل الحريري نا علي بن
محمد بن كاش القاضي
وأخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجرجاني
بالثعلبية أنا المظفر بن حمزة بجرجان أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه (1) أنا
أبو سعيد بن الأعرابي قالا نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب حدثني
وفي حديث القزويني نا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد السكسكي عن سعيد بن
أبي هلال عن علي رضي الله عنه قال قبة الإسلام بالكوفة والهجرة بالمدينة
والنجباء بمصر والأبدال بالشام وهم قليل
قال كعب الأبدال ثلاثون
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا ببغداد أنا محمد بن علي المقرئ أنا حمد بن عبد الله المقرئ
أنا أحمد (2) بن علي بن محمد أنا أبي أنا أبو عمرو
محمد بن مروان القرشي السعيدي نا الحسن بن عبد الرحمن أنا وكيع عن فطر
عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال الأبدال بالشام والنجباء بالكوفة
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن
ظفر بن الحسين بن يزداد قالا أنا أبو المبارك بن عبد الجبار أنا أبو بكر
عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن
حمد (3) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي نا عثمان بن
محمد نا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال
خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعن أهل الشام فقال له ويحك لا تعمم (4)

(1) عن خع وبالأصل " بابويه ".
(2) في المطبوعة: أحمد بن عبد المقرئ.
(3) كذا بالأصل وخع تحريف والصواب " حمة " كما في التبصير 1 / 462.
(4) عن خع وبالأصل " لا تعم ".
296

إن كنت لاعنا ففلانا وأشياعه فإن منهم الأبدال ومنكم العصب
قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي عن أبي الفرج سهل بن
بشر الإسفرايني أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال أنا الحسن بن رشيق
نا أبو علي الحسين بن حميد الكعبي (1) نا زهير بن عباد نا الوليد بن مسلم عن
الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني (2) أن علي بن أبي طالب قال الأبدال
من الشام والنجباء من أهل مصر والأخيار من أهل العراق
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي في كتابه عن
محمد بن علي بن الحسن الحسني نا محمد بن عبد الله الجعفي نا محمد بن عمار
العطار نا علي بن محمد بن خبية (3) نا عمرو بن حماد بن طلحة نا إسحاق يعني
ابن إبراهيم الأزدي عن فطر عن أبي الطفيل عن علي قال سمعت عليا يقول
إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع
قزع (4) الخريف فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة وأما الأبدال فمن أهل الشام
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا محمد بن علي بن الحسن
الحسني أنا محمد بن الحسين بن غزال أنا محمد بن عمار العطار نا جعفر بن
علي بن نجيح نا حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن صباح بن يحيى
المري (5) عن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال قال علي وهو بالكوفة ما أشد
بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع
إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إبراهيم والمدينة
حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والكوفة حرمي ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه
لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة وفي مصر من الأمصار وفي أهل الشام
أبدال

(1) في خع: " العكبي " وفي المطبوعة: " العكي ".
(2) بالأصل وخع والمطبوعة: " الفتياني " تحريف، وما أثبت عن تقريب التهذيب. قال ابن يونس مات سنة
ثلاث وثلاثين (ومئة).
(3) في التبصير 1 / 406 خبيئة.
(4) القزع بالتحريك، قطع من السحاب المتفرقة (اللسان: قزع).
(5) في المطبوعة: المزني.
297

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا العميري بهراة أنا
الفضيل بن يحيى الفضيلي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح أنا
محمد بن عقيل بن الأزهر نا علي بن خشرم نا عيسى عن هشام عن من سمع
الحسن البصري يقول لن تخلو الأرض من سبعين (1) صديقا وهم الأبدال لا يهلك
منهم رجل إلا أخلف مكانه مثله أربعون بالشام وثلاثون في سائر الأرضين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني أنا أبو الحسن رشأ بن
نظيف بن ما شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان
المالكي نا الحسن بن عبد المجيب نا عمران بن محمد أبو حفص الخيزراني نا
عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال لن تخلو الأرض من
أربعين بهم يغاث الناس وبهم تنصرون وبهم ترزقون كلما مات منهم أحد أبدل مكانه
رجلا
قال قتادة والله إني لأرجو أن يكون الحسن منهم
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أنا أبو علي الأهوازي أنا عبد الوهاب بن الحسن نا عبد الغافر بن أحمد بن
سلامة الحضرمي الحمصي نا أبو ثوبان مزداد بن جميل نا المعافى بن عمران نا
إسماعيل بن عياش حدثتني أم عبد الله ابنة خالد بن معدان عن أبيها قال قالت
الأرض للرب تبارك وتعالى كيف تدعني وليس علي نبي قال سوف ادع عليك
أربعين صديقا بالشام
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني نا المظفر بن حمزة بجرجان
أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه (2) أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا الحسن بن علي بن
عفان نا زيد بن الحباب نا معاوية أراه عن أبي الزاهرية قال الأبدال ثلاثون رجلا
بالشام بهم تجارون وبهم ترزقون إذا مات منهم رجل أبدل الله عز وجل مكانه
أبو الزاهرية حدير بن كريب حمصي ثقة

(1) بالأصل. خع " سفيان " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 115.
(2) بالأصل " بابويه " والمثبت عن خع.
298

أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد بن شجاع أنا تمام بن محمد نا أبي نا أبو الخليل العباس بن
الخليل نا كثير بن عبيد نا بقية عن الوليد بن كامل البجلي قال سمعت
الفضيل بن فضالة يقول إن الأبدال بالشام في حمص خمسة وعشرون رجلا وفي
دمشق ثلاثة عشر وببيسان (1) اثنان
وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود نا علي بن أحمد نا علي بن محمد بن
شجاع أنا تمام بن محمد أنا أبي أخبرني أسلم بن محمد نا محمد بن هارون بن
بكار نا سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت الحسن بن يحيى الخشني يقول
بدمشق من الأبدال سبعة عشر نفسا وببيسان أربعة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد
عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن
عبد الله بن الفرج بن البرامي نا أبو القاسم محمد بن سعد (2) بن دانق نا محمد بن
هارون بن بكار بن بلال نا سليمان بن عبد الرحمن قال الحسن وفي نسخة سمعت
الحسن بن يحيى يقول بدمشق من الأبدال خمسة وأربعة ببيسان
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن
محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيويه أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر
الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة عن ابن شوذب قال
الأبدال سبعون فستون بالشام وعشرة بسائر الأرضين
قال ونا ابن أبي خيثمة نا هارون نا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه
قال الأبدال أربعون إنسانا قال قلت له أربعون
رجلا قال لا تقل أربعين رجلا ولكن قل أربعين إنسانا لعل (3) أن يكون فيهم نساء

(1) بيسان بالفتح ثم السكون، مدينة بالأردن، بالغور الشامي، وهي بين حوران وفلسطين (ياقوت: معجم
البلدان).
(2) الأصل وخع، وفي المطبوعة: نصر.
(3) في مع ومختصر ابن منظور: لعل فيهم نساء.
299

أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين الغزال أنا
أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري أنا أبو طاهر محمد بن علي بن
محمد بن يوسف بن العلاف الواعظ أنا أبي أبو الحسين (1) أنا أبو علي محمد بن
أحمد بن الحسن بن الصواف أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان
الأنماطي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول الأبدال بالشام
والنجباء بمصر والعصب باليمن والأخيار بالعراق
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا أبو عبد الله
الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد
الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال سمعت إبراهيم بن
أحمد بن علي العطار يقول سمعت أبا بكر الصوفي المعروف بالزقاق (2) يقول في
مجلس أبي قريش قال أبو سليمان المجتهدون بالبصرة والفقهاء بالعراق والزهاد
بخراسان والبدلاء بالشام
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو الحسن علي بن
أحمد بن منصور الغساني وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون
قال محمد أنا وقالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت نا عبد العزيز بن أبي
الحسن القرميسيني نا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني بمكة نا عبيد الله بن
محمد العبسي قال سمعت الكتاني يقول النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون
والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء
المغرب ومسكن النجباء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في
الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر
العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا
وإلا ابتهل الغوث فلا تم مسألته حتى تجاب دعوته

(1) الأصل وخع، وفي المطبوعة: أبو أحسن.
(2) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: " الدقاق " بالدال تحريف.
والزقاق نسبة إلى الزق وبيعه وعمله وإصلاحه، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله الزقاق أحد
شيوخ الصوفية الكبار (الأنساب).
300

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ أنا أبو الغنائم
محمد بن علي بن أبي عثمان نا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران أنا أبو علي
بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا هارون بن عبد الله نا سيار نا جعفر
نا شيخ من أهل صنعاء من جلساء وهب بن منبه قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام
فقلت يا رسول الله أين بدلاء أمتك فأومأ بيده نحو الشام قال قلت يا رسول الله
أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن
دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه (1)
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد نا أبو نعيم الحافظ (2) نا عبد الله بن
محمد بن جعفر نا إبراهيم بن نائلة نا سليمان بن داود الشاذكوني (3) نا جعفر بن
سليمان قال سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرى النائم
فقلت يا رسول الله أين الأبدال من أمتك فأومأ بيده قبل الشام فقلت يا رسول الله
أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن
دينار
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو بكر
أحمد بن الحسين البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال أنبأني أبو العباس
محمد بن يعقوب وكتبته من خطه فيما أجازه له محمد بن عبد الوهاب أخبرني
علي بن عثام (4) عن عمرو بن عاصم عن جعفر بن سليمان عن رجل من أهل
صنعاء قد ذكره قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقلت يا رسول الله أين أبدال أمتك
فأشار نحو الشام فقلت يا رسول الله أفبالعراق منهم أحد قال نعم محمد بن
واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الأرض بمثل زهد أبي
ذر

(1) الخبر في حلية الأولياء 3 / 114 في ترجمة حسان بن أبي سنان عن جعفر بن سليمنا.
انظر ترجمة محمد بن واسع في تقريب التهذيب والكاشف للذهبي 3 / 92 وترجمة مالك بن دينار في
الكاشف 3 / 100 وتقريب التهذيب.
(2) حلية الأولياء 3 / 114.
(3) هذه النسبة إلى شاذكرونة، وهي المضربات الكبار، وتسمى الشاذكونة، وكان أباه يتجر إلى اليمن لبيعها.
(4) بالأصل وخع: " غنام " والمثبت عن تقريب التهذيب بمهملة مفتوحة ومثلثة مشددة، وانظر الكاشف
2 / 253.
301

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري أنا أبو الحسن
علي بن الحسين بن أيوب أنا الحسن بن محمد الخلال نا محمد بن إسماعيل
الوراق نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا محمد بن عبد الملك بن زنجويه
حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي نا سيار نا جعفر بن سليمان قال
سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا
رسول الله أين الأبدال فأومأ بيده إلى الشام قلت وما بالعراق منهم أحد قال بلى
محمد بن واسح وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل
زهد أبي ذر
وقد جاء في نعت الأبدال من كرم الأخلاق وحسن الخلال ما أخبرنا
أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ أنا
الإمام أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي أنا علي بن الصقر بن حمدان
البالسي ببالس (1) نا أحمد بن عبد الله الخولاني بمصر نا سعيد بن عبدوس نا
عبد الله بن هارون الكوفي نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خيار أمتي خمس مائة والأبدال أربعون فلا الخمس مائة ينقصون
ولا الأربعون ينقصون كلما مات منهم أحد بدل الله من الخمس مئة مكانه وأدخل في
الخمس مئة مكانه فلا الخمس مئة ينقصون ولا الأربعون ينقصون (2) قالوا يا
رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء قال هؤلاء يعفون عن من ظلمهم ويحسنون إلى
من أساء إليهم
[* * * *]
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن
أحمد الكتاني وأخبرنا أبو علي الحسين بن عقيل بن ربش قالا أنا أبو محمد بن أبي
نصر نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثني أبو جعفر محمد بن الخزر
بطبرية نا سعيد بن أبي زيدون نا عبد الله بن هارون نا الأوزاعي عن الزهري
عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خيار أمتي خمس مائة والأبدال أربعون
كلما مات بديل أدخل الله مكانه من الخمس مائة وأدخل في الأربعين مكانهم فلا

(1) بالس بلدة باشام بين حلب والرقة.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
302

الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون قالوا يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء
قال يعفون عن مظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويواسون فيما أتاهم الله
وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله
يحب المحسنين " (1)
[* * * *]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد
وأخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن الخزر الطبراني نا سعيد بن أبي زيدون نا
عبد الله بن هارون الصوري نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيار أمتي في كل قرن خمس مائة والأبدال أربعون فلا
الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمس مائة
مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون
عن من ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما أتاهم الله عز وجل
[* * * *]
قال وأنا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن السري
القنطري نا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري نا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني
قال قال عثمان بن عمارة نا المعافا بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور
عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله عز وجل في
الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم
على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه
السلام ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله تعالى
في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل
عليه السلام فإذا مات واحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله
مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من
السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من
الثلاثمائة فإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحيي ويميت

(1) سورة آل عمران، الآية: 134.
303

ويمطر ويقيت (1) ويدفع البلاء
[* * * *]
قيل لعبد الله بن مسعود كيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله عز
وجل إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون
ويسألون فينبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن أحمد بن القاسم الظهراني وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن
محمد بن يوسف بن يوة أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان القتباني (2) نا ابن أبي
الدنيا نا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي نا عثمان بن مطيع نا سفيان بن عيينة
قال قال أبو الزناد لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين
رجلا من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ
الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم
يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بحسن التخشع ولا بحسن
الحلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع
المسلمين ابتغاء مرضاة الله بصبر دجير (3) ولب حليم وتواضع في غير مذلة واعلم
أنهم لا يعلنون شيئا ولا يؤذون أحدا ولا يتطاولون على أحد تحتهم ولا يحقرونه
أحد ولا يحسدون أحدا فوقهم ليسوا بمتخشعين ولا متماوتين (4) ولا معجبين لا
يحبون الدنيا ولا يحبون الدنيا ليسوا اليوم في وحشة وغدا في غفلة "

(1) الأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي المطبوعة: وينبت.
(2) هذه النسبة إلى قتبان، موضع بعدن، من بلاد اليمن. وفي المطبوعة: الفتياني.
(3) الأصل ومختصر ابن منظور، وفي خع: " دخير " وفي المطبوعة: ذخير.
(4) المتماوت: الناسك المرائي (قاموس).
304

باب
نفي الخبر عن أهل الإسلام
عند وجود فساد أهل الشام "
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه أنا أبو الفضل
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن
يعقوب أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا محمد بن بشار نا محمد
بن جعفر نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا فسد أهل الشام
فلا خير فيكم
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي
نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن شعبة (1) حدثني
معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
ومحمد بن جعفر نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولن تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من
خذلهم حتى تقوم الساعة
[* * * *]
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن العلاف أنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو
منصور محمد بن أحمد بن شكرويه أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه قالا أنا
أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ نا مسدد بن مسرهد نا يحيى

(1) في المطبوعة: " سعيد " تحريف، انظر مسند أحمد 5 / 34.
305

عن شعبة حدثني أبو إياس عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام
فلا خير فيكم ولا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم
حتى تقوم الساعة
[* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية (1) قالت قرئ على أبي القاسم
إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي نا أبو عبد الله محمد بن أبي
بكر المقدمي نا يحيى عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورة على الناس لا
يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
[* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو يوسف بن
الحسن بن محمد قالا نا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس نا
يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة أخبرني معاوية بن قرة عن أبيه قال قال (2)
النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا
يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
[* * * *]
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش (3) العكبري أنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا عمر بن أيوب
السقطي نا إبراهيم بن سعيد نا يزيد بن هارون عن شعبة
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن
مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا شعبة عن معاوية بن قرة عن
أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا يزال ناس من
أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا

(1) في المطبوعة: الحسينية.
(2) في خع: " قال قال صلى الله عليه وآله وسلم " وفي المطبوعة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(3) في خع " كأرش " تحريف.
306

أبو الحسين محمد بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا الربيع بن
يحيى نا شعبة قال سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه وقد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسح
النبي (صلى الله عليه وسلم) برأسه فقال
وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله نا أبو الحسن بن سعيد (1) نا أبو بكر
الخطيب أنا الحسن بن الحسين النعالي من أصل كتابه أنا أبو العباس عبد الله بن
موسى الهاشمي نا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال نا أبو حاتم الرازي نا
الربيع بن يحيى بن مقسم المدائني نا شعبة بن الحجاج قال سمعت معاوية بن
قرة يروي عن أبيه وكان قد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسح برأسه قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد
أهل الشام فلا خير فيكم
[* * * *]
كذا قال المدائني وإنما هو المرائي وهو الأشناني (2) بصري يكنى أبا الفضل
وهذا حديث انفرد به شعبة بن الحجا عن أبي إياس معاوية بن قرة
وقد رواه أبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي (3) الحمصي وهو من أقران شعبة عن رجل عن شعبة
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور وأبو بكر الفتح محمد بن
الموفق بن نيازك بن أبي مطيع الوكيل وعبد الجبار بن أبي سعد بن أبي القاسم
الدهان بهراة وأبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي الماليني (4)
بمرغاب قرية من قرى مالين من نواحي هراة قالوا أخبرتنا أم الفضل بيبي بنت
عبد الصمد بن علي بن محمد الهرثمية الغشتية بهراة قالت أنا أبو محمد (5)
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح نا أبو عبد الله عبيد الله بن

(1) عن هامش الأصل وخع، وفي المطبوعة: أنا سعيد، وأبو الحسن بن شعبة.
(2) هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه.
(3) هذه النسبة إلى عنس، وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد، وهو من مذحج في المين، وجماعة منهم نزلوا
الشام. (الأنساب).
(4) هذه النسبة مالين، قرية على شط جيحون. قال أبو سعد: مالين: في موضعين أحدهما كورة ذات قرى
على فرسخين من هراة، ومالين أيضا من قرى باخرز.
(5) عن خع وبالأصل " أبو بكر ".
307

عبد الصمد بن علي الهاشمي نا بكر بن سهل الدمياطي نا أبي سهل بن إسماعيل
نا بشر بن بكر نا إسماعيل بن عياش حدثني عمران بن إسحاق أبو هارون البصري
عن شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا هلك
أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا
الدجال
[* * * *]
وأخبرناه أعلى من هذا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنا
عمر بن أحمد بن عمر أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البالوي نا أبو قريش
محمد بن جمعة بن خلف الحافظ نا علي بن سعيد بن شهريار بمكة نا عامر بن
سيار نا إسماعيل بن عياش عن عمران بن إسحاق بن هارون البصري نا شعبة بن
الحجاج عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا هلك أهل الشام
فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا
الدجال
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا عبد الله الحسن بن
أحمد بن أبي الحديد أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو نصر أحمد بن
المظفر بن محمد الموصلي بها نا عبد الله بن حيان بن عبد العزيز بن حيان نا
الحسن بن علوية القطان نا إبراهيم بن يزيد بمصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي
عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم
[* * * *]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي
والخضر بن منصور الضرير إجازة قالا أنا سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن
فطيس (1) أنا المظفر بن أحمد بن برهان أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن
فطيس نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا محمد بن وزير أنا خالد
نا جسر عن الحسن أنه قال خيار أهل الشام خير من خياركم وشرار أهل الشام
خير من شراركم قالوا لم تقول هذا يا أبا سعيد قال لأن الله تعالى قال "

(1) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
308

ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين " (1)
جسر هو ابن الحسن وخالد هو ابن عبد الرحمن الخراساني
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وحدثنا عنه أبو البركات الخضر بن
شبل الحارثي الفقيه أن رشأ بن نظيف إجازة أنا عبد الوهاب بن (2) جعفر بن علي
الميداني ونقلته أنا من خطه أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي
نا عبد الصمد بن سعيد القاضي نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال سمعت
يحيى بن صالح يقول سمعت إسماعيل بن عياش يقول لما أن خرجت من عند
المهدي لقيني هشيم بن بشير (3) فقال لي يا أبا عتبة جزاك الله عن الإسلام خيرا
سمعت أشياخنا يقولون (4) صالحوكم خير من
صالحينا

(1) سورة الأنبياء، الآية: 71.
(2) بالأصل " نا ابن " والمثبت عن خع.
(3) في المطبوعة: " بشر " تحريف، وانظر تقريب التهذيب.
(4) من المطبوعة، وبالأصل وخع: " يقول ".
309

وطالحوكم خير من طالحينا "
باب ما جاء أن بالشام يكون بقايا العرب
عند حلول البلايا والأمر المرتقب "
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أبو القاسم
إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن
المقرئ نا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب قاضي مصر سنة اثنتي عشرة
وثلاثمائة نا الحسن بن عبد العزيز الجروي (1) نا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة
حدثني إدريس الأودي (2) عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أول الناس
هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا ها هنا يعني الشام
[* * * *]
كذا قال وقد أسقط من إسناده سعيد بن بشير
أخبرناه على الصواب أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد
الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن
المؤمل الصيرفي نا الحسن (3) عبد العزيز الجروي نا أبو حفص التنيسي عن
سعيد بن بشير عن أبي إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني الشام
[* * * *]
كذا قال عن أبي إدريس وهو وهم والصواب عن إدريس وهو ابن يزيد بن
عبد الرحمن الأودي الكوفي والد عبد الله بن إدريس
أخبرناه على الصواب (4) أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن

(1) الجروي بفتح الجيم والراء، نسبة إلى جري بن عوف، بطن من جذام.
(2) بفتح الألف وسكون الواو، هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج.
(3) بالأصل: " الحسن، نا عبد العزيز " والمثبت بحذف " نا " عن خع.
(4) قوله: " على الصواب " ليس في المطبوعة.
310

محمد بن البسري وأحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد أنا أبي أبو طاهر قالوا أنا
أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري
وأخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو
عمر بن مهدي قالا نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثني
الحسن بن عبد العزيز الجروي نا أبو حفص عن سعيد حدثني إدريس الأودي
عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا
بقايا هاهنا يعني الشام وقال الصرصري بالشام
[* * * *]
وقد رواه الوليد (1) ابن مسلم عن سعيد بن بشير
أخبرناه أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي إجازة وحدثني
عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيويه
الخزاز أنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد حدثني أحمد بن الحسين بن
مدرك القصري نا سليمان بن أحمد الواسطي نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير
عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول الناس
هلكة فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني بالشام
[* * * *]
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد
أخبرنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار نا أبو بكر
أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة نا أبو بكر بن رزقان نا أبو بكر محمد بن
أحمد بن هارون المصيصي حدثني أبي نا أبو سعد عن أبي حفص الأنصاري نا
يونس بن أبي إسحاق حدثني إدريس بن يزيد وداود بن يزيد الأوديان قالا
حدثنا والدنا أن أبا هريرة حدثه قال بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل معاذ بن
جبل أو سعد بن معاذ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين رآه إني لأرى في وجهه

(1) عن خع.
311

لأحسن (1) طالع قال فجاء حتى سلم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبشر يا رسول الله
فقتل الله كسرى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعن الله كسرى ثلاثا ثم قال إن أول
الناس فناء أو هلاكا فارس ثم (2) العرب من ورائها ثم أشار بيده قبل الشام إلا
بقية (3) هاهنا كذا قال ولعله لاوا

(1) في مختصر ابن منظور 1 / 119 " لاحيى " وفي خع: " لاحين ".
(2) زيادة عن خع.
(3) في المطبوعة: بقايا.
312

[* * * *] " باب ما روي عن الأفاضل والأعلام
من انحياز بقية المؤمنين في آخر الزمان إلى الشام "
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي أنا أبو
الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (1) أنا أبو عمر عبد الله بن
محمد بن (2) أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد
الزهري نا عيسى بن عبد الرحمن بن عمر بن يزيد أبو الحسن الزهري يعرف برسته
نا أبو داود نا المسعودي عن القاسم قال مد الفرات على عهد عبد الله فكره الناس
ذلك فقال عبد الله يا أيها الناس لا تكرهوا مده يوشك أن يلتمس فيه ملء طست
من ماء فلا يوجد ذلك وذلك وحين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون بقية الماء (3)
والمؤمنون بالشام
كذا رواه يزيد بن هارون الواسطي عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي
أخبرناه أبو محمد بن علي بن الآبنوسي في كتابه وحدثني عنه أبو المعمر
المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري
وقرأت على أبي غالب بن البنا (4) عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيويه أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي نا جدي وهو محمد بن عبيد الله بن
أبي داود نا يزيد بن هارون أنا المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله عن

(1) بضم الباء وفتح الزاي هذه النسبة إلى بزان، وهي قرية من أصبهان.
(2) عن خع وبالأصل: وأحمد.
(3) مختصر ابن 1 / 120: ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام.
(4) بالأصل: " بن البنا، عن أبي، عن أبي محمد الجوهري " والمثبت عن خع.
313

القاسم بن عبد الرحمن قال مد الفرات على عهد عبد الله بن مسعود فكره الناس
ذلك فقال عبد الله يا أيها الناس لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلتمس فيه ملء
طست من ماء فلا يوجد وذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره ويكون الماء وبقية
المؤمنين بالشام قال أحمد بن جعفر هكذا هو في رواية المسعودي منقطع ليس
بين القاسم وبين ابن مسعود أحد
وأما الأعمش فإنه رواه عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود متصلا
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن
الحسن أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا
قبيصة نا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله
قال شكونا إليه الفرات وقلة الماء فقال يأتي عليكم زمان لا تجدون فيه ملء طست
من ماء ويرجع كل ماء إلى عنصره ويبقى الماء والمؤمنون بالشام
وأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر
بن عبد الواحد بن محمد (1) نا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي
أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن عمر بن
يزيد الزهري نا الحسين بن حفص نا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن
عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال شكونا إليه قلة الماء بالفرات قال يوشك
أن يأتي على الناس زمان لا يجدون فيه طستا من ماء ويرجع كل ماء إلى عنصره
ويبقى الماء والمؤمنون بالشام
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد نا عبد الله
بن محمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي أبو الحسن
عبد الرحمن بن عمر الزهري نا ابن عبد المؤمن نا أبو معاوية نا الأعمش عن
القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله الحديث
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وحدثني عنه أبو المعمر الأنصاري
أنا أبو محمد الجوهري

(1) كرر بالأصل، والصواب عن خع.
314

وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (1) بن البنا عن أبي محمد الجوهري
أنا أبو عمر بن حيويه قال قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ففي رواية
الأعمش هذه ذكر قلة الماء في الفرات وفي رواية المسعودي ذكر كثرته فيه ثم
إن الروايتين على الاتفاق أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس والله أعلم
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن الآبنوسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي نا أبو
يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن
رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت ابن المبارك عن سفيان عن الأعمش
عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا
لحق بالشام
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد بن
محمد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن
أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان نا الأعمش عن
خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال يأتي على الناس زمان لا يبقى
على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام
تابعه الحسين بن حفص عن سفيان ولم ينسب عبد الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن منصور
أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا
يعقوب بن سفيان نا قبيصة بن عقبة (2) وموسى بن مسعود قالا نا سفيان عن
الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال يأتي زمان عليكم زمان لا يبقى
مؤمن إلا لحق بالشام
رواه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي الجوالقي
الحافظ عن العباس بن الوليد بن صبح الخلال عن بشير (3) بن المنذر عن

(1) بالأصل وخع " الحسين " تحريف.
(2) في المطبوعة: " عيينة " تحريف.
(3) في المطبوعة: " بشر ".
315

شهاب بن خراش الحوشبي (1) عن سفيان الثوري عن الأعمش فرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
وليس بالمحفوظ والمحفوظ الموقوف
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد أنا أبو عمر
عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا
عمي أبو الحسن عبد الرحمن نا حاتم بن عبيد الله نا سعيد بن راشد القيسي عن
عطاء عن ابن عمر قال يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام (2)
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد أنا أبو عمر
عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا
عمي نا معاذ بن هانئ نا حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس عن أبي المشاء
عن أبي أمامة قال لا تقوم الساعة حتى تتحول أشرار الناس إلى العراق وخيار أهل
العراق إلى الشام حتى تكون الشام شاما والعراق عراقا
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي عن
عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن
حذلم نا أبو زرعة نا خطاب بن عثمان نا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن
مسلم عن أبيه قال بلغنا أنه لن تقوم الساعة حتى يخرج خيار أهل العراق إلى
الشام ويخرج شرار أهل الشام من الشام إلى العراق فأكره أن يدركني أجلي وأنا
بالعراق "

(1) هذه النسبة إلى حوشب وهو جد أبي الصلت شهاب بن خراش (الأنساب).
(2) سقط من الأصل وخع خبرا عن كعب بروايتين، والروايتان موجودتان في المطبوعة ابن عساكر 1 / 302.
316

باب ما ذكر من تمسك أهل الشام بالطاعة
واعتصامهم بلزوم السنة والجماعة "
أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن
محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب حدثني
ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن عقيل بن خالد عن يعقوب بن عتبة بن
المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال دخل إبليس العراق فقضى
حاجته منها ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بساق (1) ثم دخر مصر فباض فيها وفرخ
وبسط عبقرية (2)
[* * * *]
قال ابن وهب أرى ذلك في فتنة عثمان لأن الناس افتتنوا فيه وسلم أهل
الشام
كذا قال وقد أسقط منه الزهري
أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب بدمشق أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن
إسماعيل المعروف بابن الشيخ بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان
الفسوي (3)
وأنا أبو القاسم أنا أيضا أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري وأبو سعد
محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا

(1) بساق: عقبة بين التيه وأيلة (ياقوت) وفي القاموس: بلد بالحجاز.
(2) العبقري: البسط الموشية (اللسان).
(3) في المطبوعة: القسري.
317

عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان نا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب
أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن يعقوب بن
عتبة (1) بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال دخل إبليس العراق
فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ جبل بساق وفي حديث ابن
جعفر حتى دخل بساق ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية
[* * * *]
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن
محمد بن أبي الصقر أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع
أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أنا أبو العباس محمد بن
الحسن بن قتيبة قراءة عليه نا إبراهيم بن محمد بن يوسف نا الفريابي نا خطاب بن أيوب نا
عباد بن كثير عن سعيد عن قتادة عن سالم عن ابن عمر
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الشيطان أتى العراق فباض فيهم وفرخ (2) ثم أتى مصر
فبسط عبقرية وجلس ثم أتى الشام فطردوه
[* * * *]
كذا قال حدثنا الفريابي وهم فإبراهيم بن محمد هو الفريابي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر حدثني
عباس بن أبي شملة عن موسى بن يعقوب عن زيد بن أبي عتاب عن أسيد بن
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابن عمر قال نزل الشيطان بالمشرق فقضى
قضاءه ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع فخرج على بساق حتى جاء المغرب
فباض بيضة وبسط بها عبقرية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم نا سيف ابن عمر عن محرز (3) أبي حارثة القيني وأبو عثمان الغساني يعني

(1) بالأصل وخع هنا " عبد الله " خطأ.
(2) في خع: وأفرخ.
(3) عن خع مختصر ابن منظور 1 / 121 وبالأصل " عرز " وفي المطبوعة: محرز بن أبي حارثة.
والقيني هذه النسبة إلى القين، واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن
عمران الحاف بن قضاعة.
318

يزيد بن أسيد قالا لما قدم كتاب عثمان إلى أهل الشام في القراءة قالوا سمعنا
وأطعنا وما اختلف في ذلك اثنان انتهوا إلى ما اجتمعت عليه الأمة وعرفوا فضله
قال ونا سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان أن معاوية قال لابن الكواء أخبرني
عن أهل الأحداث من أهل الأمصار فذكره إلى أن قال وأما أهل الأحداث من أهل
الشام فأطوع الناس لمرشدهم وأعصاهم (1) لمغويهم
قال ونا سيف عن أبي (2) حارثة عن أم الدرداء قالت قدم أبو الدرداء على
عثمان حاجا فقال له عثمان يا أبا الدرداء إني قد استنكرت من يليني ولم أسأل
أحدا من أهل الآفاق عن من يليه إلا وقد وجدته استنكر من يليه فما أعرف شيئا
فكيف بكم فما أعرف شيئا فكيف بكم (3) فقال ما يعصينا أهل بلادنا ولا يستبدون
علينا قال فالزمها فوالله لينقلن الله (4) الأمر إليكم فقد استنكرت الأشياء فما
تعرف إلا الصلاة يا أبا الدرداء أو إنها من آخر ما ينكر من هذا الأمر
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن بن الصواف (5) نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي (6) نا
جرير عن عبد الملك بن عمير قال كان عامة خطبة يزيد بن أبي سفيان وهو على
الشام عليكم بالطاعة والجماعة فمن ثم لا يعرف أهل الشام إلا الطاعة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي القاضي أنا أبو يعلى أحمد بن
علي بن المثنى نا بندار نا أبو داود نا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت
عبد الله بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر قال خطبنا علي بن أبي طالب فقال

(1) في المطبوعة: وأعصاه.
(2) في المطبوعة: " ابن " تحريف.
(3) كذا كررت العبارة بالأصل.
(4) زيادة عن خع.
(5) هذه الحرفة لبيع الصوف والأشياء المتخذة من الصوف (الأنساب).
(6) قوله: " نا أبي " سقط من المطبوعة.
319

ألا إن بسرا (1) قد طلع عليه من قبل معاوية ولا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون عليكم
باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم وبطاعتهم (2) أميرهم ومعصيتكم أميركم
وبأدائهم (2) الأمانة وبخيانتكم استعملت فلانا فغل وغدر وحمل المال إلى معاوية
واستعملت فلانا فخان وغدر وحمل المال إلى معاوية حتى لو ائتمنت أحدهم على
قدح خشيت على علاقته اللهم إني أبغضتهم وأبغضوني فأرحهم مني وأرحني (3)
منهم
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صرصري التغلبي بدمشق
أنا أبو القاسم نضر بن أحمد الهمذاني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا
أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو
الدحداح نا (4) إبراهيم بن يعقوب الجوزجان (5) نا يحيى بن بكير نا الليث قال
بلغني أن عليا قال يا أهل العراق وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام
يصرف الدراهم عشرة بدينار فقيل له نحن وأنت كما قال الأعشى * علقتها رجلا علقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل *
علقناك وعلقت أهل الشام وعلق أهل الشام معاوية
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن
علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن
بنخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي نا أبو سعيد
يحيى بن سليمان الجعفي حدثني أبو داود نا أبو معاوية عن عمر بن حسان
البرجمي عن خباب بن عبد الله أن معاوية بعث خيلا فأغارت على هيت (7)

(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 122 وبالأصل " بسيرا " وهو بسر بن أرطأة.
(2) بالأصل: " وبطاعتكم... وبأدائكم " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 122.
(3) بالأصل وخع: " فارحمهم... وارحمني " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) بالأصل: " بن إبراهيم، نا يعقوب " والصواب عن خع.
(5) هذه النسبة إلى الجوزجان مدينة بخراسان مما يلي بلخ.
(6) ديوان الأعشى ط بيروت ص 145 برواية: " علقتها عرضا " وهي رواية خع.
(7) هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار.
320

والأنبار فاستنفر علي الناس فأبطئوا وتثاقلوا فخطبهم فقال أيها الناس المجتمعة
أبدانهم المتفرقة أهواؤهم ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم
كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم عدوكم فإذا دعوتكم إلى المسير
أبطأتم وتثاقلتم وقلتم كيت وكيت أعاليل أباطيل سألتموني التأخير دفاع ذي
الدين المطول حيدي (1) حياد لا يمنع الضيم الذليل ولا يدرك الحق إلا بالجد
والصدق فأي دار بعد داركم تمنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون المغرور والله من
غررتموه (2) ومن قاربكم (3) فاز بالسهم الأخيب أصبحتم والله لا أصدق قولكم
ولا أطمع في نصركم فرق الله بيني وبينكم وأعقبني بكم من هو خير لي منكم
وأعقبكم مني من هو شر لكم مني أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا ذلا شاملا وسيفا
قاطعا وأثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة فتبكي لذلك أعينكم ويدخل
الفقر بيوتكم وستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني وهرقتم
دماءكم دوني ولا يبعد الله إلا من ظلم والله لوددت أني أقدر أن أصرفكم صرف
الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام فقام إليه رجل فقال يا أمير
المؤمنين إنا وإياك كما قال الأعشى *
علقتها عرضا وعلقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل *
علقتا بحبك وعلقت أنت بأهل الشام وعلق أهل الشام معاوية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن
أبي الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن محمد الصواف نا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي حدثني
يحيى بن عثمان بن صالح حدثني إبراهيم بن أبي الحسين أبو إسحاق كاتب
هارون بن عبد الله الزهري حدثني سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن دغفل
قال قال المال أنا أسكن العراق فقال القدر (4) أنا أسكن معك وقالت الطاعة

(1) عن اللسان " حيد "، وبالأصل: " جيدي جياد ".
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 122 وبالأصل " عززتموه ".
(3) في مختصر ابن منظور: فاز بكم.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 1 / 123 والمطبوعة: " الغدر ".
321

أنا أسكن معك الشام قال الجفاء أنا أسكن معك قال العيش أنا أسكن مصر قال
الموت أنا أسكن معك وقالت المروءة أنا أسكن الحجاز فقال الفقر وأنا أسكن
معك
قال أبو زكريا وسمعت أنه كان مكتوب على صخرة بباب العريش يقرأه من
دخل مصر ادخل في بلد وفي وعيش رخي وموت وحي (1)
أبو زكريا يعني يحيى بن عثمان بن صالح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا زيد بن بشر أنا ابن وهب سمعت
الليث بن سعد يقول حدثني يحيى بن سعيد أن (2) سليمان بن يسار قال له لو أنزل
أخوان من حصن فسكن أحدهما الشام وسكن الآخر العراق ثم لقيت الشامي فوجدته
يذكر الطاعة وأمر الطاعة والجهاد ولو لقيت الآخر لوجدته يسأل عن السنة يقول
كيف سنة كذا وكذا وكيف الأمر في كذا وكذا
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أنا أبو الحسين
محمد بن أحمد بن محمد بن (3) عبد الله بن محمد بن هارون المعروف بدرا (4) إمام
الجامع العتيق وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان الحافظ قالا أنا أبو الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي (5) أنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص
الجورجيري (6) نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض نا القاسم بن الحكم نا شيخ يكنى
أبا هانئ المكتب قال سئل عامر عن قتال أهل العراق وأهل الشام فقال عامر لا
يزالون يظهرون علينا أهل الشام لأنهم جهلوا الحق (7) واجتمعوا وعلمتم
وتفرقتم فلم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدا

(1) أي عجل (قاموس).
(2) عن المطبوعة وبالأصل " بن " والخبر في مختصر ابن منظور 1 / 123 عن إسماعيل (كذا) بن يسار.
(3) بالأصل: " محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله " والمثبت عن خع.
(4) في المطبوعة: بزرا.
(5) هذه النسبة إلى برج وهي من قرى أصبهان (الأنساب).
(6) هذه النسبة إلى جور جير، وهي محلة معروفة كبيرة بأصبهان.
(7) زيادة عن خع.
322

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن
محمد بن شيبان العطار ببغداد أنا أبو بكر بن الجعابي الحافظ نا محمد بن
عبد الله بن عبد السلام نا محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث نا أبو مسهر نا
سعيد بن عبد العزيز قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وطاعته شامية
فناهيك به قصر به أبو بكر بن الأشعث الدمشقي عن أبي مسهر
ورواه أبو زرعة الدمشقي الحافظ فزاد فيه سليمان بن موسى الأشدق
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا زرعة نا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن
سليمان بن موسى قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وطاعته شامية
فقد كمل
وكذا رواه الوليد بن مسلم عن سعيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو سعيد يعني دحيما نا الوليد نا
سعيد عن سليمان بن موسى قال إذا وجدت الرجل علمه علم حجازي وسخاؤه
سخاء عراقي واستقامته استقامة شامي فهو رجل
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن أبي الحديد أنا
جدي (1) أنا أبو علي الأهوازي أنا علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن
درستويه أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول نا أخطل يعني ابن
الحكم نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال كان
يقال إذا كان (2) سخاء الرجل سخاء كوفيا وعلمه حجازيا وطاعته شامية فقد
كمل
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن محمد بن جعفر
وأحمد بن إسحاق قالا نا أحمد بن عمرو الضحاك نا عبد الرحمن بن إبراهيم

(1) قوله: " أنا جدي " سقط من المطبوعة.
(2) زيادة عن خع.
323

دحيم نا الوليد بن مسلم نا سعيد عن سليمان قال إذا وجدت علم الرجل
حجازيا وسخاءه عراقيا واستقامت استقامة شامية فهو رجل
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن
أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنبأ أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن
أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير (1) قال قال إسحاق أظنه الموصلي حدثت (2)
عن عبد الله بن الربيع قال قال أبو جعفر لإسماعيل بن عبد الله صف لي الناس
فقال أهل الحجاز مبتدأ الإسلام وبقية العرب وأهل العراق ركن الإسلام ومقاتلة
عن الدين وأهل الشام حصن الأمة وأبنية (3) الأمة وأهل خراسان فرسان الهيجاء أو
أعنة الرجل (4) والترك منابت الحصون (5) وأبناء المغازي وأهل الهند حكماء
استغنوا ببلادهم فاكتفوا بها عما سواها (6) والروم أهل كتاب وتدين نجاهم (7) من
القرب إلى البعد والأنباط كان ملكهم قديما فظهر (8) لكل قوم عبيد قال فأي
الولاة أفضل قال الباذل للعطاء والمعرض عن السيئة قال فأيهم أخرق
قال (9) أنهكهم للرعية وأتعبهم لها بالخرق والعقوبة قال فالطاعة على
الخوف أبلغ في حاجة الملك له الطاعة على المحبة قال يا أمير المؤمنين الطاعة
على الخوف تسر العدو (10) وتبالغ (11) عند المعاينة والطاعة على المحبة تضم (12)
الاجتهاد وتبالغ (11) عند الغفلة قال فأي الناس أولاهم بالطاعة قال أولاهم

(1) بعدها بالأصل: " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... " والعبارة مقحمة وأثبتنا الصواب عن خع. وانظر تاريخ
الطبري 8 / 70 حوادث سنة 158.
(3) عن الطبري، وبالأصل وخع: حديث.
(3) الأصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 124 وفي الطبري: وأسنة.
(4) في خع: " أو أعنة الرجال " وفي الطبري: " وأعنة الرجال " وفي مختصر ابن منظور: وأنة الرجاء.
(5) في الطبري: " الصخور " وفي المصادر كالأصل.
(6) الطبري: عما يليهم.
(7) الأصل وخع، وفي المصادر الباقية: نحاهم.
(8) في المصادر: فهم.
(9) زيادة عن الطبري.
(10) الأصل وخع وفي الطبري ومختصر ابن منظور ابن منظور: العدر.
(11) في مختصر ابن منظور: وتتابع.
(12) في الطبري: تضمر.
324

بالمضرة والمنفعة قال ما علامة ذلك قال سرعة الإجابة وبذل النفس قال فمن
ينبغي للملك أن يتخذه وزيرا قال أسلمهم قلبا وأبعدهم من الهوى
قرأت في سماع أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر (1) الأنباري وأنبأني
عنه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو
الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان
أنا أبو الحسن الميموني قال وذكر أبو عبد الله يعني أحمد كورة من نحو الشام
فقال قدرية ويتكلمون به في مساجدهم ويتعرضون للناس ولكن أهل دمشق وأهل
حمص خاصة أصحاب سنة وهم إن رأوا الرجل يخالف السنة أخرجوه من بينهم
كانت حمص مسكن ثور بن يزيد فلما عرفوه بالقدر أخرجوه من بينهم فسكن بيت
المقدس " (2)

(1) بالأصل: " الصفرا ".
(2) في المطبوعة: آخر الجزء الخامس، ويتلوه إن شاء الله في السادس: باب توثيق...
325

باب توثيق أهل الشام في الرواية
ووصفهم بصرف الهمة إلى العلم والعناية "
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه وحدثني أبو
مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني عنه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء نا
محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد
عن جبير بن نفير قال دخلنا على عبد الله بن عمر نسأله ونسمع منه فقال لنا إن الله
بعث محمدا (صلى الله عليه وسلم) بشيرا ونذيرا فاتبعته ناصية (1) من الناس كان الرجل يخرج من بين
أبويه فيبايعه فقاتلوا على الدين حتى أمن الله الناس وحتى لزموا كلمة الحق فلما
مات النبي (صلى الله عليه وسلم) تشايع الناس وتحزبوا فقامت تلك الناصية فقاتلوا الناس حتى ردوا
الناس إلى كلمة الإسلام وحتى قالوا لا إله إلا الله وإن نبيكم (صلى الله عليه وسلم) حق فلما اجتمعوا
انطلق تلك الناصية براية محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعهم الشرائع التي جاء بها النبي (صلى الله عليه وسلم) والهجرة
مهاجرين حتى نزلوا الشام وتركوا الناس أعوانا (2) فمن رآهم فلم يتعلم من هديهم
وينتهي إليه وعمي عنه ثم ابتغاه من الأعراب فهم أقل علما وأشدهم غما (3)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله
الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا

(1) أي من أشرافهم (راجع القاموس: نصى).
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 125 أعرابا.
(3) في مختصر ابن منظور والمطبوعة: عمي.
326

أبو بكر الحميدي نا يحيى بن سليم سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يحدث عن الزهري قال قالت عائشة يا أهل العراق أهل الشام خير منكم خرج
إليهم نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثير فحدثونا ما نعرف وخرج إليكم نفر من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قليل فحدثتمونا بما نعرف وما لا نعرف (1) قال وقال
الزهري إذا سمعت بالحديث العراقي فاردد به ثم أردده
وقال البيهقي فأردد به ثم أردد به (2) وهو الصواب
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي وهبة الله بن أحمد
الأكفاني قالا أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد نا عبد الرحمن بن عمر بن
نصر نا علي بن هاشم البغدادي الوراق نا أبو بكر بن أبي داود نا أحمد بن أبي
الحواري قال
وأنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الأصبهاني الحافظ قال
سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي يقول سمعت أبا الحسن العتيقي يقول
سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول سمعت عبد الله بن سليمان يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سمعت الوليد بن مسلم يقول دخلت الشام عشرة
آلاف عين (3) رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الحافظ أنبأ أبو الفضل
أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة
نا أبي نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال لقيني شامي فقال إن مصحفنا
ومصحف أهل البصرة أثبت من مصحف أهل الكوفة قال قلنا لم قال لأن أهل
الكوفة عوجلوا ويقرؤون على قراءة عبد الله فعوجل مصحفهم قبل أن يعرض ومصحفنا ومصحف أهل البصرة لم يبعث به حتى عرض
قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني نزيل دمشق وأنبأنا به

(1) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 125.
(2) كذا بالأصل وخع والمطبوعة، وفي مختصر ابن منظور 1 / 125 " فأرود به ثم أرود به ".
(3) عن مختصر ابن منظور وبالأصل " عينا ".
327

أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن
الفرات أنا أبو علي ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا بكر بن سهل الدمياطي وأبو
زرعة عبد الرحمن بن عمرو وأبو علاثة الحراني قالوا ثنا صفوان بن صالح عن
الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم (1) قال
قال لي أبو الدرداء اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا قال قال أبو
عبيد الله فعددت ألفا وستمائة ونيفا فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة لكل
عشرة منهم مقرئ وكان أبو الدرداء قائما يستفتونه في حروف القرآن يعني
المقرئين فإذا أحكم الرجل من العشرة القراءة تحول إلى أبي الدرداء وكان أبو
الدرداء يبتدئ في كل غداة إذا انفتل من الصلاة فيقرأ جزءا من القرآن وأصحابه
محدقون به يسمعون (2) ألفاظه فإذا فرغ من قراءته جلس كل رجل منهم في موضعه
واخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه وكان ابن عامر مقدما فيهم
قال وحدثنا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة الدمشقي نا هشام نا يزيد (3) بن
مالك عن أبيه قال كان أبو الدرداء يأتي المسجد ثم يصلي الغداة ثم يقرأ في
الحلقة ويقرئ حتى إذا أراد القيام قال لأصحابه هل من وليمة نشهدها أو عقيقة أو
فطرة فإن قالوا نعم قام إليها وإن قالوا لا قال اللهم إني أشهدك أني صائم وأن أبا
الدرداء هو الذي سن هذه الحلق يقرأ فيها
قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السكسكي الفقيه قال قال
الشيخ يعني أبا عمر (4) الكلبي عهدت المسجد الجامع (5) يعني بدمشق وإن عند كل
عمود شيخا وعليه الناس يكتبون العلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة نا أبو

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب، وفيه: " أبو عبد الله " بدل " أبو عبيد الله "، وهو كاتب أبي الدرداء.
(2) في المطبوعة: يستمعون.
(3) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور: " يزيد بن أبي مالك " وعقب في المطبوعة عن هامش الأصل
المعتمد: كذا قال والصواب ابن أبي مالك.
(4) في مختصر ابن منظور: أبو عمرو.
(5) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
328

علي الحسن بن محمد بن عثمان النسوي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر الا نا يعقوب بن سفيان نا هشام بن عمار نا
عبد الملك بن محمد قال سمعت الأوزاعي يقول كانت الخلفاء بالشام فإذا كانت
ثلاثة (1) سألوا عنها علماء أهل الشام وأهل المدينة وكانت أحاديث العراق لا تجاوز
جدر بيوتهم
زاد ابن درستويه فمتى كان علماء أهل الشام يحملون عن خوارج أهل العراق
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور قراءة عليه أنا أبو الحسن علي بن موسى بن
الحسين بن السمسار أنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد العزيز أنا ابن عمي إسحاق بن
عبد الخالق نا أحمد بن مروان نا أبو بكر أخو خطاب نا خالد بن خداش سمعت
سفيان بن عيينة يقول من أراد المناسك فعليه بأهل مكة ومن أراد مواقيت الصلاة
فعليه بأهل المدينة ومن أراد السير فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من
باطله فعليه بأهل العراق
أنبأنا علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو تراب حيدرة (2) بن أحمد بن
الحسين الأنصاري وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني قالوا ثنا عبد العزيز بن
أحمد الكتاني أنا أبو علي الحسن بن علي الأشناني نا أبو محمد معاذ بن محمد بن
عبد الغالب بن ثوابة نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق نا أبو يحيى
البلخي حدثني أبو نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة
قال إذا أردت الحديث الصحيح والإسناد الجيد فعليك بأهل المدينة وإذا أردت
النسك فعليك بأهل مكة وإذا أردت المغازي فعليك بأهل الشام
أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك عن أبيه نا
محمد بن الحسين السلمي نا محمد بن أبي حامد نا عيسى بن عبد الله العثماني

(1) الأصل وخع وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة: بلية.
(2) عن خع وبالأصل: حيدة.
329

نا هلال بن العلاء نا الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد الإسناد
والحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة ومن أراد المناسك والعلم بها والمواقيت
فعليه بأهل مكة ومن أراد المقاسم وأمر الغزو فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا
يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن الفضل العراقي (1) الفقيه وأبو المظفر
عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وحدثني عنهما أبو الحسن علي بن سليمان بن
أحمد بن سليمان المرادي الفقيه عنهما قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنا محمد بن علي بن طلحة المرورودي نا أحمد بن علي الأصبهاني نا
زكريا بن يحيى الساجي قال سمعت ابن بنت الشافعي يقول إن أردت الصلاة
يعني فعليك بأهل المدينة وإن أردت المناسك فعليك بأهل مكة وإن أردت
الملاحم فعليك بأهل الشام والرأي عن أهل الكوفة
وأخبرنا أبو القاسم (1) ابن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب لفظا نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بأبي (3)
الشيخ نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
وأخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي قالا أنا
أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان قال
سمعت الحسن بن الربيع يقول سمعت ابن المبارك يقول ما دخلت الشام إلا لأستغني
عن حديث أهل الكوفة وفي حديث ابن درستويه ما رحلت (4) إلى الشام
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أبي العلاء المعدل وأبو محمد
طاهر بن سهل بن بشر الإسفرايني قالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ

(1) الأصل وخع وفي المطبوعة: الفراوي.
(2) زيادة عن خع.
(3) عن المطبوعة وبالأصل وخع: ابن الشيخ.
(4) عن خع وبالأصل: دخلت.
330

أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب نا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنا الحسن بن
عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (1) حدثني محمد بن عبيد الله قال سمعت أبا
طالب بن نصر يقول سمعت موسى بن هارون يقول أهل البصرة يكتبون لعشر سنين
وأهل الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين
قال ابن خلاد وقال أبو عبد الله الزبيري نسخت كتب الحديث في العشرين
لأنها مجتمع العقل قال وأحب أن يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسن بن
الفضل أنا عبد الله بن جفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا سعيد يعني ابن
أسد
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة
الجرجاني أنا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد بن عدي نا أحمد بن علي
المدائني نا الليث بن عبدة نا الحسن بن واقع (2) قالا نا ضمرة عن رجاء بن أبي
سلمة عن عطاء الخراساني قال ما رأيت فقيها أفقه إذا وجدته من شامي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو الحسن
علي بن محمد بن طوق الطبراني أنا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن
عبد الرحيم الخولاني نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا يزيد بن
محمد بن عبد الصمد نا أبو مسهر يعني عبد الأعلى بن مسهر نا صدقة بن خالد
قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول كان يقال من أراد العلم فلينزل
بداريا بين عنس وخولان (3)
زاد غيره عن يزيد بن محمد قال يزيد عنس وخولان قريتان بدمشق فيهما
مسجدان فتجتمع في واحد عنس وفي واحد خولان
فإذا كان هذا في أهل داريا وهي قرية من قرى دمشق فما ظنك بأهل البلد الكبير
الذي يحوي الخلق "

(1) هذه النسبة رامهرمز وهي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان (الأنساب).
(2) في خع: رافع.
(3) الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 52.
331

باب
وصف أهل الشام بالديانة
وما ذكر عنهم من الثقة والأمانة "
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد
الكتاني وقرأته بخطه نا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي نا إبراهيم بن محمد بن
صالح بن سنان نا أحمد بن المعلى نا محمود بن خالد نا عمر بن عبد الواحد عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال باعت امرأة طستا في سوق الصفر بدمشق فوجده
المشتري ذهبا فقال لها أما إني لم أشتره إلا على أنه صفر وهو ذهب فهو لك
فقالت ما ورثناه إلا على أنه صفر فإن كان ذهبا فهو لك قال فاختصما إلى
الوليد بن (1) عبد الملك فأحضر رجاء بن حياة فقال انظر فيما بينهما فعرضه رجاء
على المرأة فأبت أن تقبله وعرضه على الرجل فأبى أن يقبله فقال يا أمير المؤمنين أعطها ثمنه واطرحه في بيت مال المسلمين
قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان عن عبد العزيز ونقلته من خطه أنا
تمام الرازي نا إبراهيم بن محمد بن صالح نا أحمد بن المعلى نا محمود بن خالد
نا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه قال رأيت سوارا
من ذهب وزنه ثلاثون مثقالا معلقا (2) في قنديل من قناديل مسجد دمشق أكثر من شهر لا
يأتيه أحد فيأخذه
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه أنا أبو الفضل
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله

(1) زيادة عن خع ومختصر ابن 1 / 128 وهامش الأصل.
(2) بالأصل وخع " معلق " والمثبت الصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 128.
332

بن يعقوب نا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد بن
عبد الله بن يزيد الجمحي المكي بالمدينة حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر
حدثني حمزة بن عتبة اللهبي عن محمد بن عمران الحجبي عن جعفر بن محمد
قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وإني
قائم في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية جليل بعيد ما بين
المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيبة المحرم فجلس (1) إلى جنبه
فظن أبي أنه يريده فخفف الصلاة ثم سلم فأقبل عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر
أخبرني عن بدء هذا البيت كيف كان فقال أبو جعفر محمد بن علي ممن أنت قال
رجل من أهل الشام فقال محمد بن علي إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا
صحاحا وإذا سقطت إلى العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص
أخبرناه أعلى من هذا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو
غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالوا أنا أبو جعفر محمد بن
أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس
المخلص أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي نا أبو عبد الله الزبير بن بكار
الزبيري حدثني حمزة بن عتبة اللهبي (2) حدثني محمد بن عمران عن جعفر بن
محمد قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو
يومين وأبي قائم يصلي في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس
واللحية جليل العظام (3) بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان
في هيأة المحرم فجلس إلى جنبه فعلم أبي أنه يريد أن يخفف الصلاة فسلم ثم اقبل
عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان فقال له
أبو جعفر محمد بن علي ممن أنت قال رجل من أهل الشام فقال له محمد بن
علي إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا وإذا سقطت إلى العراق جاءتنا
وقد زيد فيها ونقص ثم قال له بدء خلق هذا البيت فذكر الحديث "

(1) عن خع وبالأصل: يجلس.
(2) اللهبي بفتح اللام والهاء هذه النسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الأنساب).
(3) زيادة عن خع.
333

باب
النهي عن سب أهل الشام
وما روي في ذلك عن أعلام الإسلام "
أنبأنا أبو طالب (1) محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وأبو الحسن
علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الموازيني قالا أنا أبو عبد الله محمد بن
عبد السلام بن سعدان أنا محمد بن سليمان الربعي نا علي بن الحسين بن ثابت
الزرائي (2) نا هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة حدثني عياش بن
عباس عن عبد الله بن زرير قال قال علي بن أبي طالب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
تكون في آخر الزمان فتنة تخلص الناس فيها كما تخلص الذهب في المعدن قال
علي وما أدري يومئذ ما المعدن فلا تسبوا أهل الشام لكن سبوا شرارهم فإن منهم الأبدال وذكر الحديث [* * * *]
أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد أنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمداني
وأنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو علي نعيم الحافظ قالا نا سليمان بن أحمد
الطبراني نا علي بن سعيد الرازي نا علي بن الحسين الخواص الموصلي نا زيد بن
أبي الزرقاء نا ابن لهيعة نا عياش بن عباس القتباني (3) عن عبد الله بن زرير
الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تكون في آخر الزمان فتنة
يحصل فيها الناس كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا

(1) الأصل وخع وفي المطبوعة: أبو طاهر.
(2) كذا، وفي معجم البلدان " الزري " واسمه - نقلا عن ابن عساكر: علي بن الحسين بن ثابت بن جميل أبو
الحسن الجنهي الزري من أهل زرا التي تدعي اليوم زرع من حوران (معجم البلدان: زرا).
(3) الأصل وخع: " الفتياني " والصواب: القتباني عن تقريب التهذيب.
334

شرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيغرق
جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في
ثلاث رايات المكثر يقول هم خمسة عشر ألفا والمقل يقول هم اثنا عشر ألفا
إمارتهم أمت أمت يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم
الله جميعا ورد الله إلى المسلمين ألفيتهم ونعمتهم وقاصيهم وبراربهم [* * * *]
الصواب وادانتهم (1)
قال الطبراني لم يرو هذا الحديث إلا زيد بن أبي الزرقاء
هذا وهم من الطبراني فقد رواه الوليد بن مسلم أيضا عن ابن لهيعة كما تقدم
ورواه الحارث بن يزيد المصري عن عبد الله بن زرير الغافقي المصري فوقفه على
علي ولم يرفعه
أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن
علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي (2) أنا أحمد بن
علي بن محمد أنا أبي أنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي نا أحمد بن
منصور الرمادي نا عبد الله بن صالح حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد
يقول حدثني عبد الله بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لا تسبوا أهل
الشام فإن فيهم الأبدال وسبوا ظلمتهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن العافية النابلسي أنا أبو الحسن علي بن
طاهر بن جعفر السلمي النحوي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد وأبو
الحسن علي بن الخضر السلمي قالا أنا أبو عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي
نصر أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي نا أبو علي الحسين بن حميد العكي
بمصر نا زهير بن عباد نا عبد الحميد بن علي أبو سعيد عن أبي فضالة عن رجاء بن حياة عن علي أنه قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال
لا يموت منهم رجل إلا أثبت الله مكانه آخر ثم قال يا رجاء أذكر لي رجلين صالحين

(1) كذا بالأصل، وخع، وفي مختصر ابن منظور: ودانيهم.
(2) هذه النسبة إلى سوسنجرد، قرية بنواحي بغداد (الأنساب).
335

ببيسان فإن الله تبارك وتعالى اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يذكر منان ولا طعان
على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال
أبو فضالة هو الفرج بن فضالة الحمصي وقد أسقط من هذا الحديث عروة بن
رويم اللخمي بين الفرج ورجاء وأسقط منه أيضا الحارث بن حرمل بين رجاء وعلي
أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا محمد بن علي المقرئ
أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي (1) أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن
محمد أنا أبي أبو طالب علي بن محمد أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي نا
زياد بن يحيى أبو الخطاب نا أبو داود الطيالسي عن الفرج بن فضالة نا عروة بن
رويم اللخمي عن رجاء بن حياة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب
قال لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال
وقال لي الحارث يا رجاء أذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان فإنه بلغني أن
الله تعالى اختص أهل بيسان برجلين من الأبدال لا يموت واحد إلا جعل مكانه واحد
ولا تذكر لي منهما متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهما (2) الأبدال
وأخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا
تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن
هارون بن الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبو القاسم
عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب قالوا أنا أبو القاسم
علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة الدمشقي نا يسرة (3) نا فرج بن فضالة
عن عروة بن رويم عن رجاء بن حياة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي
طالب قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال قال رجاء بن حياة
أذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يقبض
الله رجلا منهم إلا بعث الله مكانه رجلا ولا تذكر لي متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه
لا يكون منهم الأبدال

(1) بالأصل وخع: السوسنجردي، تحريف، والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
(2) الأصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 129: منهم.
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب، وانظر الخلاصة والتبصير 4 / 1493.
336

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد الخطيب
أنا جدي أبو عبد (1) الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي
السجيس نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو عبد الرحمن محمد بن
عبد الله بن (2) عبد السلام مكحول أنا ابن المقرئ نا سفيان عن زياد عن الزهري عن
عثمان بن شيبة قال سب رجل أهل الشام عند علي فقال لا تسبوا أهل
الشام جما (3) غفيرا فإن منهم أو فيهم الأبدال كذا فيه عثمان بن شيبة وإنما هو أبو
عثمان بن سنة (4)
أخبرنا بصوابه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن
الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو
حامد بن الشرقي أنا محمد بن يحيى الذهلي نا نعيم بن حماد
وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد يعني ابن
منصور قالا نا سفيان عن زياد بن سعيد عن الزهري عن أبي عثمان بن سنة (5)
قال قام رجل فسب أهل الشام فقال علي لا تسبوهم جما غفيرا فإن فيهم الأبدال
وفي حديث يعقوب سب رجل أهل الشام عند علي فقال علي لا تسبوا أهل
الشام (6) جما غفيرا فإن فيهم أو منهم الأبدال
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن أحمد بن القاسم الطهراني (7) وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن

(1) عن خع وبالأصل " بن " خطأ.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(3) يقال: جاء القوم جما غفيرا، والجماء الغفير، وجماء غفيرا: أي مجتمعين كثيرين... وأصل الكلمة من
الجموم والجمة، وهو الاجتماع والكثرة، والغفير من الغفر، وهو التغطية والستر، فجعلت الكلمتان في
موضع الشمول والإحاطة، ولم تقل العرب الجماء إلا موصوفا، وهو منصوب على المصدر: كطرا
وقاطبة، فإنها أسماء وضعت موضع المصدر.
(4) ضبطت عن التبصير 2 / 771.
(5) عن خع وبالأصل " شيبة ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(7) في المطبوعة: الظهراني.
337

محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر النسائي (1) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا
الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن
صفوان قال قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسب أهل
الشام جما غفيرا فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي الفقيه أنا أبو بكر البيهقي الحافظ أنا أبو الحسين
بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا
عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال قال رجل يوم
صفين اللهم العن أهل الشام قال فقال له علي لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن
بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال
خالف عبد الله بن المبارك المروزي ومحمد بن كثير المصيصي
عبد الرزاق بن همام عن معمر وصالح بن كيسان في عبد الله بن صفوان فقالا
صفوان بن عبد الله
فأما رواية ابن المبارك
فأخبرناها أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن الآبنوسي أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح نا محمد بن سفيان بن موسى نا
سعيد بن رحمة قال سمعت ابن المبارك عن معمر عن الزهري أخبرني
صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال
علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال كارهين لما ترون وإن فيهم يكون
الأبدال
وأما رواية ابن كثير فأخبرنا بها أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي وأبو سهل
محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي (2) قالا أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا

(1) كذا بالأصل وخع. والصواب في نسبته اللنباني بضم اللام وسكون النون هذه النسبة إلى محلة كبيرة
بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلة يقال له: باب لنبان والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر أحمد بن
محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني، محدث مشهور مكثر رحل إلى العراق وسمع كتب أبي بكر عبد الله
محمد بن أبي الدنيا (الأنساب: اللنباني).
(2) هذه النسبة إلى أبيورد، مدينة بخراسان بين سرخس ونسا (معجم البلدان).
338

محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى
الذهلي نا محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري عن صفوان بن
عبد الله بن صفوان قال قام رجل يوم صفين فقال اللهم العن أهل الشام فقال علي
مه لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال
وأما (1) حديث صالح فأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن
محمد الفرغولي (2) نا عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي (3) أنا أبو الحسن محمد بن
الحسين بن داود بن علي العلوي
وأخبرنا أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي وأبو بكر وجيه بن
طاهر الشحامي قالا أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن
عبد الله بن حمدون قالا أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا
يعقوب (4) بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني صفوان بن
عبد الله بن صفوان أن عليا قال بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام فقال يا أهل
العراق لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم رجالا كارهين لما ترون وإنه بالشام يكون
الأبدال
ورواه الأوزاعي عن الزهري فقصر به لم يذكر ابن صفوان ولا أبا عثمان بن
سنة
أنبأناه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي وهبة الله بن أحمد
الأكفاني قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد (5) بن أبي الحديد أنا جدي أبو
بكر أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا أبو عامر موسى بن عامر نا
الوليد نا أبو عمرو عن الزهري أنه حدثهم أن ناسا من أهل العراق سبوا أهل الشام

(1) قدم هذا الحديث في المطبوعة، ووضع بعد حديث الزهري عن عبد الله بن صفوان.
(2) بالأصل وخع: " الفرعوني " خطأ، والصواب عن الأنساب، وهذه النسبة " الفرغولي " - بفتح الفاء وسكون
الراء وضم الغين - إلى فرغول وظني أنها قرية من قرى دهستان.
هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية (الأنساب: المحمي)، وذكر اسمه في
الأنساب (الفرغولي): عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي.
(4) كررت بالأصل مرتين، والصواب عن خع.
(5) الأصل وخع وفي المطبوعة: عبد الوهاب.
339

بصفين فقال علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم قوما يكرهون ما ترون
بالشام يكون الأبدال بالشام يكون الأبدال
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن الآبنوسي أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني أنا أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن عبيد الله بن بكير التميمي أنا أبو علي سهل بن علي الدوري أنا أبو الحسن
الأثرم قال قال أبو عبيدة وفي حديث يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام جما
غفيرا فإن فيهم الأبدال يعني جماعتهم كلهم والغفير يقول هم في جماعتهم
واستوائهم إذا اجتمعوا كالبيضة في اجتماعها واستوائها قال البيضة هي جماء ليس لها
حيود والواحد حيد أي ما شرف منها وهي غفير تغفر الرأس أي تغطيه (1)
قال الراعي
* صغيرهم وكلهم سواء * هم الجماء في اللؤم الغفير (2) *
وقال العبسي
* وإن وراء الأثل غزلان أيكة * مضمخة آذانها والغفائر *
والغفائر ما غطين به رؤوسهن
قال ذو الرمة
* سقى دارها مستمطر ذو غفارة (3)
أي سحابة وغفارتها سحابة رقيقة تكون فوق أخرى كثيفة وقالوا هو
الغفر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن

(1) في اللسان (جمم): الجماء: الغفير الجماعة. والجماء: بيضة الرأس، سميت بذلك لأنها جماء أي ملساء،
ووصفت بالغفير لأنها تغفر أي تغطي الرأس. قال ابن الأعرابي: ولا أعرف الجماء في بيضة السلاح عن
غيره.
(2) ملحق ديوان الراعي ط بيروت ص 304 فيما نسب له.
(3) تمامه: ديوانه ص 97.
سقى دارها مستمطر ذو غفارة * أكش تحرى منشأ العين رانح
340

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن عبد الحميد نا
شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي صادق قال سمع علي رجلا وهو يلعن أهل الشام
فقال علي لا تعم فإن فيهم الأبدال
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن
علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي أنا أبو
جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب حدثني أبي
أبو طالب علي بن محمد حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي
السعيدي نا صالح بن الهيثم المخرمي نا عمرو بن مرزوق أنا عمران القطان عن
يزيد بن سفيان عن أبي هريرة قال لا تسبوا أهل الشام فإنهم جند الله المقدم
وقد تقدم في باب ذكر الأبدال نهي عوف بن مالك عن سب أهل الشام فأغنى عن
الإعادة "
341

باب
ما ورد من أقوال المنصفين فيمن قتل من أهل الشام بصفين "
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عبد الباقي بن
أحمد بن إبراهيم بن النرسي المحتسب قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن
محمد بن الحسن بن الخلال أنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس
النوبختي (1) نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر نا أحمد بن النضر بن مهران نا
سورة (2) نا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ونا فرج بن فضالة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة (3) ملاحم في الجنة الجمل في الجنة وصفين في الجنة
وحرة (4) في الجنة وكان يكتم الرابعة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن المسلم الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
الكتاني لفظا (6)
وأنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن الدمشقي (7) بدمشق أنا أبو محمد
الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري (8) وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد

(1) بضم النون أو فتحها، وفتح الباء وسكون الخاء، هذه النسبة إلى نوبخت، جد (الأنساب).
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 700.
(3) كذا، والصواب: أربع.
(4) إخباره عن يوم الحرة، يعني استباحة المدينة أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
(5) عن خع وهامش الأصل، وبالأصل " الحسين ".
(6) زيادة عن خع.
(7) كذا بالأصل وخع، وعلى هامش الأصل " المقدسي " وفوقها علامة صح.
(8) ضبطت بالنص في التبصير 1 / 139 بالضم (وتشديد الراء المكسورة).
342

السوسي أنا أبو محمد الحسن بن علي بن البري وأبو الفضل أحمد بن علي بن
الفضل بن ظاهر بن الفرات
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبار وأبو نصر غالب بن
أحمد بن المسلم الأنصاري قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات قالوا أنا
أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد
نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري نا أبو نعيم نا سفيان (1) عن جعفر بن
محمد عن أبيه قال سمع علي يوم الجمل أو يوم صفين رجلا يغلو في القول
بقول الكفرة (2) قال لا تقولوا فإنهم زعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد
الأزهري أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي نا أبو نعيم
عبد الملك بن محمد بن عدي نا إسحاق بن إبراهيم أنا سعد بن سعيد نا سفيان
عن جعفر بن محمد عن أبيه قال ذكر عند علي يوم صفين أو يوم الجمل فذكرنا
الكفر قال لا تقولوا ذلك وزعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا فقاتلناهم
على ذلك
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنا أبو الحسن علي بن
الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب
الطيبسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن (3) علي الكسائي الهمذاني نا
يحيى بن سليمان أو سعيد الجعفي نا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبا مالك
الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له سالم بن عبيد الأشجعي قال رأيت عليا بعد
صفين وهو آخذ بيدي ونحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل
الشام فقلت له يا أمير المؤمنين إنا في أصحاب معاوية فقال علي إنما الحساب علي
وعلى معاوية
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا

(1) ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الأولى المطبوعة.
(2) عن مختصر ابن منظور وخع، وبالأصل والمطبوعة: " يقول الكفر " تحريف.
(3) ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الأولى المطبوعة.
343

أبو الحسن الطيبي نا إبراهيم الكسائي نا يحيى بن سليمان حدثني زيد بن الحباب
أخبرني إسحاق بن أبي بكر مولى حويطب المدني حدثني عبد الرحمن بن نافع
القاري عن أبيه قال قدمت العراق فدخلت دار علي بن أبي طالب التي كان يسكن (1)
فإذا الموالي حلقتان يتحدثون فجلست معهم فخرج علي وهم يذكرون قتلى علي
ومعاوية فقالوا قبلتنا واحدة وإلهنا واحد ونبينا واحد فأين قتلانا وقتلاهم فأقبل
علي فلما رآهم قصد إليهم فسكتوا فقال علي ما كنتم تقولون فسكتوا فقال علي
عزمت عليكم لتخبرني فقالوا ذكرنا قتلانا وقتلى معاوية وإن قبلتنا واحدة وإلهنا واحد
وديننا واحد فقال علي فإني أخبركم عن ذلك إن الحساب علي وعلى معاوية
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن بن محمد الزهري نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي
نا محمد بن عثمان (2) نا أبو بلال الأشعري نا أبو معاوية محمد بن خازم عن
محمد بن قيس عن سعد بن إبراهيم قال خرج علي وهم (3) يذكرون قتلى علي بن
أبي طالب ذات يوم ومعه عدي بن حاتم الطائي فإذا رجل من طيئ قتيل قد قتله
أصحاب علي فقال عدي يا ويح هذا كان أمس مسلما واليوم كافرا فقال علي
مهلا كان أمس مؤمنا وهو اليوم مؤمن
أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي
أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن الحسن أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام نا محمد (4) بن عمرو
نا بقية نا محمد بن راشد عن مكحول أن أصحاب علي سألوه عن من قتلوا من
أصحاب معاوية قال هم المؤمنون
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه أنا القاضي أبو الفضل

(1) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وخع: سكن.
(2) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
(3) هذه العبارة لم ترد في خع ومختصر ابن منظور 1 / 130 والمطبوعة 1 / 330.
(4) قوله " نا محمدا " كررت بالأصل، ولا معنى لها.
344

محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي (1) أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم الصدقي (2) المروزي أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي
الحليمي أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري المروزي أنا
الحكم (3) بن موسى نا شعيب بن إسحاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال
سئل علي بن أبي طالب عن من قتل بصفين ما هم قال هم المؤمنون
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ وأبو عبد الله
الحسين بن ظفر بن الحسين بن المناطقي قالا أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار
الطيوري أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر أنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن عمر الخلال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا
عبد الله بن محمد نا يحيى بن آدم نا أبو بكر بن عياش نا صلهب أبو أسد
الفقعسي عن عمه قال قال رجل يوم صفين من دعا إلى البغلة يوم كفر أهل الشام
قال فقال علي من الكفر فروا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات الأنماطي قالا أنا أبو الحسين بن
النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا محمد بن هارون الحضرمي نا أبو هشام الرفاعي نا
النضر بن منصور العبدي نا أبو الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري قال شهدت مع
علي صفين فأتي بخمسة عشر أسيرا من أصحاب معاوية فكان من مات منهم غسله
وكفنه وصلى عليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله
الصريفيني (4) أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم
البغوي نا علي بن الجعد أنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن عبد الرحمن بن
جندب قال سئل علي عن قتلاه وقتلى معاوية قال يؤتى بي وبمعاوية يوم القيامة

(1) الطبسي: بفتح الطاء والباء، هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان
(الأنساب).
(2) بالقاف، هذه النسبة إلى سكة صدقة، سكة بمرو (الأنساب).
(3) في المطبوعة: " الحيكم ".
(4) بالأصل وخع: " الصريفي " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين.
345

فنجتمع عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي العباسي النقيب ببغداد
أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي المكي بها أنا أبو
الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس العنسي أنا أبو جعفر محمد بن
إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي (1) نا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف
بابن زنبور نا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد عن رجل عن علي قال من كان يريد
وجه الله منها ومنهم نجا يعني يوم صفين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا
علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبو طاهر
أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد
الأنباري الخطيب قالوا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أنا
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا عثمان بن محمد نا أبو
أسامة نا هشام بن عروة أخبرني عبد الله بن عروة حدثني رجل شهد صفين قال
رأيت عليا خرج في بعض تلك الليالي فنظر إلى أهل الشام فقال اللهم اغفر لي ولهم
قال فأتى عمار فأخبر فقال جروا له الحصير فأجره لكم
قال ونا جدي نا عثمان بن محمد نا وكيع عن حنش بن الحارث عن
رياح بن الحارث قال قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا
فسقوا
قال ونا جدي نا يعلى بن عبيد نا مسعر (2) عن عبيد الله (3) بن رياح بن
الحارث قال قال عمار لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا قولوا فسقوا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو زكريا ابن
أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون

(1) عن خع وبالأصل: " الديلي " تحريف.
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب، وهو مسعر بن كدام الهلالي، أبو سلمة الكوفي.
(3) في مختصر ابن منظور: عبد الله.
346

أنا مسعر عن عبد الله بن رياح أن (1) عمارا قال لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن
قولوا فسقوا وظلموا
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنا أبو الحسن
علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن
إسحاق بن نيخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي نا
يحيى بن سليمان الجعفي نا يعلى عن مسعر بن كدام عن عبد الله بن رياح بن
الحارث النخعي عن أبيه قال قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن
قولوا ظلموا قولوا فسقوا
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن بن أيوب أنا أبو علي بن
شاذان أنا أبو الحسن الطيبي نا إبراهيم الكسائي نا يحيى الجعفي نا وكيع
حدثني حنش (2) أنه سمع رياح بن الحارث النخعي يقول قال عمار بن ياسر لا
تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا ظلموا (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد
ابنا (4) علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم بن البسري (5) وأبو طاهر أحمد بن
محمد القصاري وأبو الحسن علي بن محمد الأنباري قالوا أنا أبو عمر
عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي
يعقوب نا ابن الأصبهاني وهو محمد بن سعيد أنا شريك عن حنش عن رياح بن
الحارث قال سمع عمار رجلا يقول كفر أهل الشام قال لم يكفروا إن حجتنا
وحجتهم واحدة وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق
فحق علينا أن نردهم إلى الحق
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي

(1) عن خع وبالأصل " أنا ".
(2) عن المطبوعة وبالأصل " حسن ".
(3) هذا الخبر سقط من خع.
(4) بالأصل والمطبوعة " أنبا " والصواب عن خع.
(5) في خع " السمرقندي " تحريف.
347

عثمان وأبو القاسم بن البسري وأبو طاهر القصاري وأبو الحسن الأنباري قالوا أنا
عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي
يعقوب نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا حنش يعني ابن الحارث نا الحسن بن
الحكم النخعي عن رياح بن الحارث قال حنش وأراني قد سمعته من رياح بن
الحارث قال رجل من أهل الكوفة كفر أهل الشام ورب الكعبة فقال عمار لا تقل
كفروا ولكنهم قوم مفتونون بغوا علينا فحق علينا قتالهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان
وأبو القاسم بن البسري وأبو طاهر القصاري وأبو الحسن الأنباري قالوا أنا أبو
عمر بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا
يزيد بن هارون أنا الحسن بن الحكم أبو الحكم عن رياح بن الحارث قال كنت
إلى جنب عمار بن ياسر بصفين وركبتي تمس ركبته فقال رجل كفر أهل الشام
فقال عمار لا تقل ذلك نبينا ونبيهم واحد وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم
مفتونون جاروا عن الحق فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه "
348

باب
ذكر ما ورد في ذم أهل الشام
وبيان بطلانه عند ذوي الأفهام "
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو القاسم
حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو محمد أحمد بن عدي نا عبد الرحمن بن أبي
قرصافة نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي نا الفضل بن المختار
عن أبان يعني ابن أبي عياش عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الجفاء والبغي في
الشام [* * * *]
هذا حديث يمكن الاعتماد عليه لضعف إسناده فإن أبان بن أبي عياش
البصري مجمع على ضعف والفضل بن المختار صاحب غرائب وعبيد الله بن
سعيد بن كثير بن عفير لا يحتج بحديثه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
القاسم حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا حمدان بن أحمد البلدي نا
صالح بن العلاء بن وضاح بن بكير أبو شعيب العبدي نا عمرو بن زياد بن
عبد الرحمن بن ثوبان مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) نا حماد بن زيد وعبد الوهاب الثقفي عن
أيوب عن أبي قلابة عن أنس أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا ركب الناس الخيل
ولبسوا القباطي (1) ونزلوا (2) الشام واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء عمهم الله بعقوبة من عنده [* * * *]

(1) القباطي جمع قبطية وهي ثياب بيض كتان رقاق تعمل بمصر، وهي منسوبة إلى القبط على غير قياس.
(اللسان: قبط).
(2) في الكامل لابن عدي 5 / 152 ترجمة عمرو بن زياد الثوباني: وتركوا الشام.
349

قال ابن عدي وهذا بهذا الإسناد منكر موضوع على حماد بن زيد (1)
وعبد الوهاب الثقفي
عمرو بن زياد الثوباني ذكر ابن عدي (2) أنه كان منكر الحديث يسرق
الحديث ويحدث بالبواطيل وذكر أبو حاتم الرازي أنه كان يضع الحديث فلا يحتج
بروايته
وقد تقدم باب حث النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته على سكنى الشام فكيف يكون نزولهم إياه
مذموما ولعله إن صح أراد به قرب الساعة كما في حديث ابن حوالة إذا رأيت الخلافة
قد نزلت الشام الذي تقدم (3)
حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي بن الحسين القيسي الأنماطي بدمشق
أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن سعيد أنا والدي أبو الحسن علي بن
الخضر السلمي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني نا علي بن
الحسن بن رجاء نا أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا إبراهيم بن يعقوب نا
هشام بن إسماعيل العطار نا مروان عن عصام عن موسى بن وردان عن أبي هريرة
قال سينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر
مروان هو ابن معاوية وعصام هو ابن راشد لم يرو عنه فيما أعلم غير مروان
وليس هو بالمشهور والحديث موقوف على أبي هريرة وقد روي من وجه آخر
مرفوعا وهو ضعيف
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان
أنا أحمد بن عبيد الصفار نا أحمد بن العباس نا هشام بن عمار نا الوليد بن
مسلم نا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) بالأصل وخع: " سلمة "، خطأ، والصواب ما أثبت من الكامل لابن 5 / 152 ترجمة عمرو بن زياد بن
عبد الرحمن.
(2) الكامل 5 / 151.
(3) كذا، وتقدم في رواية ابن عدي للحديث: " وتركوا الشام " فإن صحت هذه الرواية، فلا يعد لتعقيب ابن
عساكر على الحديث أية قيمة، ولعله وقعت بيد ابن عساكر نسخة مصحفة لكامل ابن عدي.
350

ينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر [* * * *]
ابن لهيعة غير محتج به
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن
علي بن أحمد السيرافي نا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان (1) النهاوندي نا
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي (2) نا أبو داود سليمان بن الأشعث
نا أحمد بن يونس نا يعقوب يعني القمي عن جعفر قال ابن أبزى (3) بلغ عمر
أن أناسا تكلموا في القدر فقام خطيبا فقال يا أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم
في القدر والذي نفسي بيده لا أسمع برجلين تكلما فيه إلا ضربت أعناقهما قال
فأمسك الناس عنه حتى نبغت نابغة أو نبغة بالشام
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله (4) بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا سعيد
يعني ابن أسد نا ضمرة عن السيباني قال قال لي الأوزاعي يا أبا زرعة هلك
عبادنا وخيارنا في هذا الرأي يعني القدر
كان المتكلم في القدر بالشام غيلان القدري وتبعه على ذلك أتباع فأخذه
هشام بن عبد الملك فصلبه وكفى أهل الشام أمره وقد كانت القدرية بالبصرة أكثر
وضررهم على أهل السنة أكبر فإنهم صنفوا في نفيه (5) التصانيف وألفوا لأهل
الاعتزال فيه التآليف فأفناهم الله وأبادهم ولم يبلغوا فيما (6) حاولوا مرادهم
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا جدي أبو محمد نا
أبو علي الحسن بن علي الأهوازي نا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن

(1) عن خع وبالأصل " خرمان ".
(2) بفتح الميم وضم التاء المشددة هذه النسبة إلى متوث وهي بليدة بين قرقوب وكور الأهواز.
(3) ضبطت عن التبصير 1 / 31.
(4) في المطبوعة: هبة الله.
(5) عن خع ومختصر ابن منظور.
(6) بالأصل " مما " وفي خع " هما " تحريف.
351

معروف نا عمي أبو (1) علي محمد بن القاسم بن معروف نا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد البغدادي نا صالح نا موسى بن عثمان المدني (2) نا سفيان بن
عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله عز
وجل خلق أربعة أشياء وأردفها أربعة أشياء خلق الجدب وأردفه (3) الزهد وأسكنه
الحجاز وخلق العفة وأردفها الغفلة وأسكنها اليمن وخلق الزيف وأردفه الطاعون
وأسكنه الشام وخلق الفجور وأردفه الدرهم وأسكنه العراق وهذا إسناد فيه
مجاهيل فلا يحتج به [* * * *]
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب وأبو المعالي الفضل بن
سهل بن بشر الكاتب قالا أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا أبو
الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري بمصر أنا أبو محمد الحسن بن
رشيق العسكري نا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصعبي الإمام نا أبو رفاعة
عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات حدثني الحسن بن إبراهيم عن أحمد بن
إسحاق عن محمد بن زياد نا يزيد بن هارون عن سفيان الثوري عن زيد بن
أسلم عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار أن اختر
لي المنازل فكتب إليه كعب يا أمير المؤمنين إن الأشياء اجتمعت فقال السخاء
أريد اليمن فقال حسن الخلق وأنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد
العراق فقال العقل وأنا معك
فلما ورد الكتاب على عمر قال فالعراق إذا فالعراق إذا
أخبرنا أبو الغنائم (4) محمد بن علي بن ميمون الكوفي في كتابه أنا
محمد بن علي بن حسن العلوي نا الحسين بن أحمد القطان المقرئ نا أحمد بن
محمد بن السري حدثني محمد بن الحسن بن محمد بن الصباح البصري نا أبو

(1) عن خع وبالأصل " عيسى بن ".
(2) عن خع وبالأصل " الرقي ".
(3) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 133 وبالأصل " أردفها ".
(4) عن هامش الأصل، سقطت من الأصل.
352

علي الحسن بن (1) الهمداني نا محمد بن عبد الرحيم أبو بكر البزار نا
محمد بن أبي يعقوب الحزاز (2) عن يزيد بن
هارون عن سفيان عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار أن اختر
لي المنازل فكتب إليه يا أمير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت فقال
السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق وأنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال
الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم
أريد العراق فقال العقل وأنا معك وقال الغنى أريد مصر فقال الذل وأنا معك
فاختر لنفسك يا أمير المؤمنين
قال فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب قال فالعراق إذا فالعراق إذا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن
منصور الغساني قالا نا وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال أخبرنا
أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا الحسن بن علي المقرئ أنا محمد بن جعفر
التميمي أنا الجلودي (3) يعني أبا أحمد البصري نا محمد بن زكويه عن ابن عائشة
قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار اختر لي المنازل قال فكتب يا أمير
المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن
الخلق أنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس
أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا
معك وقال الغنى أريد مصر فقال الذل أنا معك فاختر لنفسك قال فلما ورد
الكتاب على عمر قال فالعراق إذا فالعراق إذا
المحفوظ عن كعب سوء القول في العراق وقد تقدم ذلك عنه وفي إسنادي
حكاية يزيد بن هارون عن سفيان وفي التي تليهما أيضا غير واحد من المجاهيل
وحكاية ابن عائشة منقطعة فلا يحتج بشئ من ذلك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة، وفي خع: مقدار كلمتين.
(2) في خع: " الحرار " وفي المطبوعة: " الحوار ".
(3) بضم الجيم واللام، هذه النسبة إلى جلود، قرية بإفريقيا.
353

المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا
إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران قالا نا عمرو بن ناجية نا نعيم بن سالم بن
قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل
بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعتهم إلى بابل
فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن
يساره واقتصد إلى البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام يعرب بن قحطان
فقيل له يا يعرب بن قحطان (1) بن هود أنت هو (2) فكان أول من تكلم بالعربية
ولم يزل المنادي ينادي من فعل (3) كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنتين
وسبعين لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ
بابليا (4) وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة
والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة
الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم
لبعض افترقوا فقال ملك الإيمان أنا أسكن المدينة ومكة فقال ملك الحياء أنا
معك فاجتمعت (5) الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال ملك
الشقاء أنا أسكن البادية فقال ملك الصحة وأنا معك فاجتمعت (5) الأمة على أن
الصحة والشقاء في الأعراب وقال ملك الجفاء أنا أسكن المغرب فقال ملك
الجهل أنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر وقال ملك
السيف أنا أسكن الشام فقال له ملك البأس أنا معك وقال ملك الغنى أنا أقيم ها
هنا فقال له ملك المروءة أنا معك فقال ملك الشرف وأنا معكما فاجتمع ملك
الغنى والمروة والشرف بالعراق
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس حدثني أبي أبو البركات
أحمد بن عبد الله ونقلته أنا من خطه أنا أبو الفضل عبيد الله بن علي بن الكوفي

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(2) في المطبوعة: " قحطان، هو ذا أنت. " وفي خع ومختصر ابن منظور 1 / 133 كالأصل.
(3) عن خع ومختصر ابن منظور وبالأصل " جعل ".
(4) بالأصل " بايلي ".
(5) في مختصر ابن منظور: فأجمعت.
354

الصيرفي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي (1) نا أبو الطيب أحمد بن
إبراهيم البغدادي نا يحيى بن أبي طالب أنا عاصم نا بيان بن بشر عن حكيم بن
جابر قال أخبرت أن الإسلام قال أنا لا حق بأرض الشام قال الموت وأنا معك
قال الملك وأنا لاحق بأرض العراق قال القتل وأنا معك قال الجوع وأنا لا حق
بأرض المغرب قالت الصحة وأنا معك
كذا قال والصواب علي بن عاصم وإنما أراد بذلك كثرة ما كان بها من
الطاعون أو القتل في الجهاد وكلاهما شهادة وذلك مدح ليس بذم وقد جاء من
وجه آخر في هذه الحكاية ذكر القتل بدل الموت
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن
إبراهيم النسيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنا (2) أبو أحمد عبد السلام بن
الحسين البصري اللغوي أنا أبو (3) محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري
البغدادي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الأسدي نا الرياشي يعني
العباس بن الفرج نا مسدد نا خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان عن حكيم بن
جابر قال بلغني أن الإسلام قال أنا لاحق بالشام قال القتل أنا معك وقال
الجوع انا لاحق بالحجاز فقالت الصحة أنا معك وأنشد لحسان رضي الله عنه
* يغدا علينا بناجود ومسمعة * إن الحجاز رضيع الجوع والبؤس (4) *
قال الرياشي فقال رجل من بني مخزوم كذب حسان فقلت له حسان أولى
بالحجاز منك
كتب إلي أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي أنا أبو الفضل محمد بن
جعفر بن محمد بن عبد الكريم الخزاعي قال سمعت أبا العباس الحسن بن سعيد

(1) بالكسر، نسبة إلى هيت (انظر معجم البلدان).
(2) زيادة عن خع.
(3) زيادة عن المطبوعة.
(4) ليس في ديوانه، والناجود: الخمر وقيل: الخمر الجيد.
355

يقول سمعت يموت بن المزرع بن أخت الجاحظ يقول سمعت خالي الجاحظ
يقول أشياء اتفقت ثمانية أزواج ستة عشر صنفا ثم اتفقت أزواجا فصارت ثمانية
أزواج فقال الدين أسكن الحرمين مكة والمدينة قالت الأمانة أنا معك قال الغنى
واليسار أسكن مصر قال الذل أنا معك قال السخاء أسكن الشام قالت الشجاعة أنا معك قال العقل أسكن العراق قالت المروءة وأنا معك قال العلم
أسكن خراسان قال الورع وأنا معك قالت التجارة أسكن الخوزستان وأصبهان
قالت النذالة وأنا معك قال الجفاء أسكن المغرب قال الجهل وأنا معك قال
الفقر أسكن اليمن قالت القناعة وأنا معك
وهذا مدح ليس بذم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
الكاتب قالا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا أبو القاسم عبيد الله بن
محمد بن إسحاق بن حبابة أنا أبو (1) القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة
عن أبي سنان وهو ضرار بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل أن عمر رضي
الله عنه أتي برجل قد أفطر في رمضان فلما رفع (2) إليه عثر فقال على وجهك أو
بوجهك تفطر (3) وصبياننا صيام فضربه الحد وكان إذا غضب على إنسان سيره
إلى الشام فسيره إلى الشام
لم يكن عمر رضي الله عنه ينفي إلى الشام لدناءة حال أهله عنده وإنما كان
ينفي إليها لكثرة ما كان بها من الطاعون رجاء أن يكفيه الطاعون أمر من يغضب عليه
فينفيه إليها ليكون الطاعون شهادة له ومكفرا عنه ما فرط منه
وهذا المعنى فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا
أبو بكر بن مالك حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ علي إبراهيم بن منصور السلمي أنا

(1) عن خع وبالأصل " ابن " تحريف.
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 135 وبالأصل " رجع ".
(3) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة 1 / 341.
356

أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون نا
وقال أبو يعلى أنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة قال سمعت أبا عسيب مولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول قال (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتاني جبريل عليه السلام بالحمى
والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة
زاد أحمد لأمتي وقالا رحمة لهم ورجس على الكافر [* * * *]
ولهذا الحديث عندي طرق غير هاتين وعلى هذا المعنى يحمل جميع الأحاديث
التي وردت في طاعون الشام والله أعلم
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة أنا أبو القاسم
سليمان بن أحمد نا محمد بن حيان المازني نا وهب بن جرير نا أبو أمية بن
يعلى عن علي بن زيد قال قيل لعمرو بن العاص صف لنا أهل الأمصار قال
أهل الحجاز أحرص الناس على فتنة وأعجزه عنها وأهل العراق أحرص الناس على
علم وأبعده منها وأهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاه للخالق وأهل مصر
أكيس الناس صغيرا وأحمقه كبيرا
رواه كادح بن رحمة الزاهد الكوفي عن أبي أمية يعني وهيبا عن علي بن زيد
نحوه (2) ولا أدري من قال يعني وهيبا
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا منصور بن الحسين وأبو
طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن زكريا بن
يحيى الساجي أنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي
النيسابوري سنة اثنتين وتسعين نا عبيد الله بن عمر نا أبو أمية بن يعلى وكان قد
أدرك نافعا (3) عن علي بن زيد بن جدعان قال قال رجل لعمرو بن العاص صف لي
الأمصار قال أهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاهم للخالق وأهل مصر
أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا وأهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة وأعجزهم
عنها (4) وأهل العراق أطلب الناس للعلم وأبعدهم منه

(1) كررت اللفظة بالأصل، والمثبت عن خع.
(2) عن خع وبالأصل " نحره ".
(3) بالأصل: " ناسخا " والمثبت عن خع.
(4) كذا بالأصول، وفي مختصر ابن منظور 1 / 135 " فيها ".
357

علي بن زيد بن جدعان يضعف فيما رواه عن من
أدركه فكيف بما رواه عن من لم يدركه وهو لم يدرك عمرو بن العاص ولم يره
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا نعيم بن حماد نا رشدين
عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال سئل عمرو بن العاص
عن أهل الشام فقال هم أطوع الناس لمخلوق وأعصاه لخالق قال فأهل المدينة
قال أطلب الناس لفتنة وأعجزهم عنها قال فأهل العراق قال أخصب الناس ألسنة
وأجدبه قلوبا قالوا فأهل مصر قال أكيس الناس صغارا وأحمقهم كبارا فذكرت
هذا الحديث لشيخ من ولد عمرو بن العاص فزادني قال وسئل عن أهل مكة
فقال أعظم الناس في أنفسهم وأحقرهم عند الناس
بكير لم يدرك عمرو بن العاص ورشدين بن سعد ضعيف ونعيم بن حماد
مختلف في عدالته وله غرائب
وقد روي معنى (1) هذا عن ابنه عبد الله بن عمرو
أخبرناه أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري في كتابه أنا أبو
بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أخبرني الحسين بن محمد
الماسرجسي (2) نا عبد الله بن محمد بن مسلم نا يونس بن عبد الأعلى نا
أشهب بن عبد العزيز حدثني مالك قال قال عبد الله بن عمرو بن العاص لأهل
العراق أطلب الناس للعلم وأتركهم له ولأهل المدينة أسرع الناس إلى الفتنة
وأضعفهم عنها ولأهل الشام أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق ولأهل مصر
أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا
وهذا منقطع فإذا مالكا لم يدرك عبد الله بن عمرو

(1) عن خع وبالأصل " يعني ".
(2) بالأصل وخع " الساسرجسي " تحريف والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى " ماسرجس " اسم جد. وإليه.
ينتسب وذكر أسماء عدة ومنها أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ الماسرجسي، سمع
منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
358

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري نا أبو يعلى زكريا بن يحيى
المنقري نا الأصمعي نا هشام بن سعد عن شيخ حدثه قال قدم عبد الله بن
الكواء على معاوية فقال له معاوية أخبرني عن أهل البصرة قال يقاتلون معا
ويدبرون شتى قال فأخبرني عن أهل الكوفة قال أنظر الناس في صغيرة وأوقعه
في كبيرة قال فأخبرني عن أهل المدينة قال أحرص الناس على الفتنة وأعجزه
فيها قال فأخبرني عن أهل مصر قال لقمة آكل قال فأخبرني عن أهل
الجزيرة قال كناسة بين مدينتين قال فأخبرني عن أهل الموصل قال قلادة
وليدة فيها من كل خرزة قال فأخبرني عن أهل الشام قال جند أمير المؤمنين
ولا أقول فيهم شيئا قال لتقولن قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا
يحسبون للسماء ساكنا
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم
المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم
البغدادي نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري نا أبي نا أبو حاتم عن
أبي عبيدة قال سأل معاوية ابن الكواء فقال له يا ابن الكواء أخبرني عن أهل
الكوفة قال أنظر الناس في صغير وأضيعهم لكبير قال فأهل البصرة قال نعم ترد
جميعا وتصدر شتى قال فأهل الموصل قال قلادة أمة فيها كل الخرز قال فأهل الجزيرة قال
كناسة المصرين قال فأهل مصر قال أحدا أحبا (1) أكلة من
غلب قال ثم سكت قال سلني يا معاوية فسكت قال سلني قال أخبرني عن
أهل الشام قال أطوع الناس لمخلوق في معصية الخالق وأجرأهم على الموت لا
يدري ما بعده دمشقيهم يشتمل ولا يدري وحمصيهم يسمع ولا يعي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي أنا محمد بن علي (2) بن
الحسن الحسني قال قرأت في كتاب علي بن حامد الشيخ الصالح بخطه نا

(1) كذا بالأصل وخع.
(2) سقطت من المطبوعة.
359

أحمد بن عيسى بن أبي موسى العطار نا سليمان بن الربيع نا يحيى بن المغيرة
عن جرير عن أشياخه قال سئل لسان (1) الحمرة عن أهل الكوفة فقال أنظره
لصغيرة وأركبه لكبيرة وسئل عن أهل البصرة فقال إبل وردت معا وصدرت
اشتاتا وسئل عن أهل الشام فقال أطوعه لمخلوق وأعصاه لخالق وسئل عن أهل
مصر فقال عبيد من غلب وسئل عن أهل الجزيرة فقال كأسد بين أجمتين وسئل
عن أهل الموصل فقال قلادة اصمد جمعت
والمراد بما (2) في هذه الحكايات ما كان عليه أهل الشام من طاعة أئمتهم
وأمرائهم واقتدائهم في الفتن (3) والحروب بآرائهم من غير نظر في عواقب الفتن
كما فعلوا في سالف الزمن من قتالهم علي بن أبي طالب وهو الإمام المرتضى
وفعلهم في يوم الحرة وحصار ابن الزبير ما لا يرتضى وتلك أمور قد خلت والله
يعفو عنها وفتن قد مضت والله يعصم منها
وعبد الله بن الكواء لا يعتمد على ما يرويه فكيف يعتمد على ما يقوله عن نفسه
ولا عن غيره ويحكيه والاحتجاج بما قاله ابن لسان الحمرة من الاحتجاجات الباطلة
المنكرة
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر الخطيب
أنا الحسن بن أبي بكر أنا الحسن بن محمد بن (4) كيسان النحوي نا
إسماعيل بن إسحاق القاضي نا هدبة بن خالد نا أبو الأشهب عن عمر بن ظبيان
عن أبي المخيس قال كنت جالسا عند الأحنف فأتاه كتاب من عبد الملك بن مروان
يدعوه إلى نفسه فقال يدعوني ابن الزرقاء إلى طاعة أهل الشام ولوددت أن بيننا
وبينهم جبلا من نار من أتانا منهم احترق ومن أتاهم منا احترق وهذا لما كان يجري
بين أهل الشام والعراق من الحروب فأما الآن فقد ألف الله بين المسلمين وأزال ما كان
في القلوب (5)

(1) في المطبوعة: ابن لسان الحمرة، وسيأتي صوابا في آخر الحديث.
(2) عن خع وبالأصل: " ما ".
(3) كذا بالأصل وخع.
(4) استدركت عن هامش الأصل وخع.
(5) العبارة في مختصر ابن منظور 1 / 136: فقد ألف الله بين القلوب.
360

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن
محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيويه أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن
جعفر نا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف (1) نا ضمرة نا ابن شوذب عن أبي المنهال عن أبي
زياد قال قال لي كعب أترى هذه الأهواء التي هي فيكم اليوم
يعني بالعراق فإنها ستنقل إلى الشام
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا أبو القاسم تمام الرازي أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو الأصبغ
عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدمشقي نا محمد بن سماعة نا عبد الرزاق أنا معمر
عن الزهري قال ينبغي للناس أن يدعوا من حديث أهل المدينة حديثين ومن حديث
أهل مكة حديثين ومن حديث أهل العراق حديثين ومن حديث أهل الشام حديثين
فأما حديثا (2) أهل المدينة فالسماع والقيان (3) وأما حديثا (2) أهل مكة فالصرف
والمتعة وأما حديثا (2) أهل العراق فالنبيذ والسحور وأما حديثا (2) أهل الشام فالطلاء
والطاعة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد السوسي قالا نا أبو العباس محمد بن
يعقوب نا أحمد بن عيسى التنتسي نا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الأوزاعي
يقول يترك من قول أهل مكة المتعة والصرف ومن قول أهل المدينة السماع وإتيان
النساء في أدبارهن ومن قول أهل الشام الجبر والطاعة ومن قول الكوفة النبيذ
والسحور
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي (4) أنا جدي أبو

(1) زيادة عن المطبوعة 1 / 346.
(2) بالأصل " حديث " والمثبت عن خع.
(3) في المطبوعة: والغناء.
(4) السوسي بالواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة، والأخرى مكسورة.
هذه النسبة إلى سوس، وسوسة.
قال السمعان: وظني أن أبا القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مظكود السوسي من سوس المغرب (سوسة
بلدة بالمغرب). وفي اللباب: مطكوذ، وفي وفي المطبوعة: مطلود.
361

محمد المقرئ أنا أبو علي الأهوازي أنا تمام بن محمد الحافظ نا أبو بكر محمد بن
إدريس بن الحجاج الأنطاكي نا (1) محمد بن علي العسقلاني قال سمعت رواد بن
الجراح يقول سمعت أبا عمرو الأوزاعي يقول لا نأخذ من قول أهل العراق خصلتين
ومن قول أهل مكة خصلتين ولا من قول أهل المدينة خصلتين ولا من قول أهل الشام
خصلتين فأما أهل العراق فتأخير السحور وشرب النبيذ وأما أهل مكة فالمتعة
والصرف (2) وأما أهل المدينة فإتيان النساء في أدبارهن والسماع وأما أهل الشام فبيع
العصير وأخذ الديوان
وهذان الأمران قد ذهبا أما بيع العصير فليس في الشام اليوم عالم يبيحه وإنما
يفعل ذلك أهل الفسوق وأما الديوان فقد منعهموه (3) السلطان
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا سهل بن
بشر الإسفرايني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا
أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني نا العباس بن الوليد بن صبح
الخلال نا مروان بن محمد نا الهيثم بن حميد حدثني النعمان بن المنذر
الغساني قال كنت مع مكحول بالصائفة قال فأتاه فتيان من أهل العراق قال فجعلوا
يسألونه قال فجعل يخبرهم قال فقالوا له عن من ومن حدثك قال فنشط لهم
مكحول فجعل يسند لهم قال فلما تهيأ قيامه ضحك ثم قال هكذا ينبغي لكم يا
أهل العراق فلا يصلحكم إلا هذا وأما أصحابنا هؤلاء أهل الشام فيأخذون كما تيسر
قال ثم قام
بلغني عن أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي فيما قرأته بخط أبي
القاسم عبد الله بن أحمد بن صابر وذكر أنه نقله من خطه نا أبو عبد الله محمد بن
يوسف بن بشر الهروي أنا محمد بن سليمان الواسطي أبو بكر قال سمعت أحمد بن
داود الحداد يقول سمعت ابن فضيل يقول سمعت الأعمش يقول كنا إذا جاءنا
الحديث فأنكرناه قلنا شامي

(1) زيادة عن خع.
(2) الصرف: بيع الذهب والفضة بذهب أو فضة، وبيع النقد بالنقد (القاموس الفقهي).
(3) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 136 وفي المطبوعة أثبت محققها: منعه.
362

قال ونا أبو عبد الله الهروي نا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي
الحافظ حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال سمعت أبا داود الطيالسي يقول
سمعت شعبة يقول تكتب عن الشامي كثيرا
أنبأنا أبو الحسن محمد بن مروان بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو محمد
عبد الله بن أحمد السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالوا نا أبو بكر
الخطيب نا محمد بن جعفر بن علان أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي نا أبو
سعيد العدوي نا أحمد بن عبيد الله الغداني (1) قال قيل لعبد الرحمن بن مهدي أي
الحديث أصح قال حديث أهل الحجاز قيل ثم من قال حديث أهل البصرة
قال قيل ثم من قال حديث أهل الكوفة قال فالشام قال فنفض يده
في ثبوت هذه الحكاية نظر لأن العدوي كذاب وإن صح فيحتمل انه إنما قال
ذلك لأن الغالب على أحاديث أهل الشام أحاديث الفتن والملاحم أو لأنهم لا يسألون
عن الإسناد ويأخذون الأحاديث كما تيسر كما في الحكاية التي قبلها عن مكحول والله
أعلم فأما إذا جاء الحديث مسندا من رواية ثقاتهم بعضهم عن بعض فهو صحيح تلزم به
الحجة كما يلزم بأحاديث غيرهم من أهل الأمصار
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ أنا
قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي أنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن أحمد العتيقي أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل
الصيدلاني نا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن محمد بن حماد العقيلي نا
معاذ بن المثنى نا محمد بن المنهال نا حميد بن إبراهيم قال قال عمرو بن عبيد
عن هذه الآية " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " (2) قال قلت هم
أهل الشام قال نعم
عمرو هو القدري لا يحتج بما يرويه عن غيره لزيغه عن المحجة فكيف بما
يقوله برأيه في كتاب الله مما لا يعضده بالحجة

(1) بضم الغبن وفتح الدال المهملة الخفيفة، هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن
تميم.
(2) سورة المائدة، الآية: 50.
363

قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم (1) أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت جعفر بن محمد المراغي يقول قرأت على أبي الأزهر جماهر
بن محمد الغساني بدمشق نا محمود بن خالد نا الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول
كانوا يستحبون (2) أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت ليرجعوا عما كانوا عليه
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب عن أبي القاسم علي بن الفضل بن
الفرات المقرئ أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا (3) نا عبد الله بن
خبيق (4) قال سمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت الثوري يقول إذا كنت بالشام
فحدث بفضائل علي وإذا كنت بالعراق فحدث بفضائل عثمان
وهذا لما كان في أهل الشام من الانحراف عن أهل بيت الرسول فأما الآن فقد
أمن ذلك لما وقفوا عليه من فضلهم المنقول
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا الحسن بن أحمد بن يعقوب نا يحيى بن
محمد بن سهل نا محمد بن يعقوب يعني الغساني نا أبو اليمان نا صفوان عن
الفرج بن محمد أنه سمع أبا ضمرة يقول قال كعب ليزولن سنير (5) عن موضعه
فينطلق به فلا يدرى أين يسلك به وأنه لوتد من أوتاد جهنم
قال محمد بن يعقوب قال أبو اليمان يذهب به إلى النار
يعني لكثرة من يسكن به من النصارى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو محمد طاهر بن سهل بن
بشر الإسفرايني قالا نا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا محمد بن
الحسن بن زياد النقاش قال سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت أحمد بن أبي

(1) عن خع وبالأصل " الحافظ ".
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 137 وبالأصل " يسحبون " خطأ.
(3) عن خع وبالأصل " حوصا ".
(4) بالأصل وخع: " حبيق "، والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 524.
(5) سنير بفتح أوله وكسر ثانيه، جبل بين حمص وبعلبك على الطريق وعلى رأسه قلعة سنير، ويمتد مغربا إلى
بعلبك ويمتد مشرقا إلى القريتين وسلمية (معجم البلدان.
364

الحواري قال قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش فقلت حدثني فإني رجل
غريب فقال أهل بلدي أحق منك قلت إني رجل من أهل الشام قال ذاك أبعد
لك
وهذا لما كان بين أهل الشام وأهل الكوفة من الإحن فأما الآن فقد صار
المسلمون إخوانا وبرؤا من المحن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن
المجلي (1) قالا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا أبو القاسم
الصيدلاني نا علي بن محمد الكاتب نا أبو الحسن علي بن الحسين الطويل حدثني
أحمد بن محمد السكري حدثني ابن عمي أبو يحيى السكري قال دخلت مسجد
دمشق فرأيت في مسجدها خلقا (2) فقلت هذا بلد قد دخله جماعة من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعليهم وملت إلى حلقة في المسجد في صدرها شيخ
جالس فجلست إليه فسأله رجل ممن بين يديه فقال يا أبا المهلب من علي بن أبي
طالب قال خناق كان بالعراق اجتمعت إليه جميعة (3) فقصد أمير المؤمنين يحاربه
فينصره الله عليه قال فاستعظمت ذلك وقمت فرأيت في جانب المسجد شيخا يصلي
إلى سارية حسن السمت والصلاة والهيئة فقعدت إليه فقلت له يا شيخ أنا رجل من
أهل العراق جلست إلى تلك الحلقة وقصصت عليه القصة فقال لي في هذا المسجد
عجائب بلغني أن بعضهم يطعن على أبي محمد حجاج بن يوسف فعلي بن أبي طالب
من هو
في إسناد هذه الحكاية غير واحد من المجاهيل وقد رويت بإسناد أمثل من هذا
عن أهل حمص وهي بهم أشبه
أخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا
الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان الدينوري نا محمد بن سعيد

(1) بالأصل وخع: " المحلي " والمثبت والضبط عن التبصير 4 / 1344.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 1 / 138 " حلقا ".
(3) في مختصر ابن منظور: جمعية.
365

البزار نا أحمد بن محمد بن يونس اليمامي نا عبد الرزاق قال سمعت معمرا
يقول دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواء فظننت بهم الخير فجلست إليهم
فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلي
ظننت به خيرا فجلست إليه فلما حس بي جلس وسلم فقلت له يا عبد الله ما ترى
هؤلاء القوم يشتمون علي بن أبي طالب وينتقصونه وجعلت أحدثه بمناقب علي بن أبي
طالب وأنه زوج فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو الحسن والحسين وابن عم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا عبد الله ما لقي الناس من الناس لو أن أحدا نجا من الناس لنجا
منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وينتقص قلت ومن أبو محمد قال الحجاج بن
يوسف رحمه الله وجعل يبكي فقمت عنه وقلت لا استحل أن أبيت بها (1) فخرجت من
يومي
وهذا اليمامي ضعيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم
السهمي أنا أبو أحمد بن عدي أخبرني إسحاق بن إبراهيم قال ذكرت اليمامي هذا
لعبيد الكشوري فقال هو فينا كالواقدي فيكم وسيأتي ذكره في هذا الكتاب وذكر من
ضعفه
وأما ما يحكيه العامة من تأخير معاوية صلاة الجمعة إلى يوم السبت ورضا أهل
الشام بذلك فأمر مختلف لا أصل له ومعاوية ومن كان معه في عصره بالشام من الصحابة
والتابعين أتقى لله وأشد محافظة على أداء فريضة (2) وأفقه في دينه من أن يخفى عنهم ان
ذلك لا يجوز
ولم أجد لذلك أصلا في شئ من الروايات وإنما يحكى بإسناد منقطع أن بعض
مغفلي أهل الشام امتحن بذكر ذلك في العراق في زمن الحجاج فلعل بعض الناس بلغه
ذلك فعزاه إلى أهل الشام وانتشر عنه
وذلك فيما قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي بكر

(1) في المطبوعة: هنا.
(2) في المطبوعة: " فرائضه " وفي خع ومختصر ابن منظور كالأصل.
366

أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرني أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن أبي شيخ
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني بها نا جدي حدثني أحمد بن إبراهيم
المضاجعي (1) نا محمد بن النضر بن سلمة حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد
النيسابوري أنا علي بن خشنام قال كان للحجاج قاض بالكوفة من أهل الشام يقال له
أبو حمير فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من أهل العراق فقال أبا حمير
أين تذهب قال إلى الجمعة قال أما بلغك أن الأمير قد أخر الجمعة اليوم فانصرف
راجعا إلى بيته فلما كان من الغد قال له الحجاج أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا
الجمعة قال لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخر الجمعة فانصرفت قال
فضحك الحجاج وقال أبا حمير أما علمت أن الجمعة لا تؤخر
وهذه الحكاية إن صحت تدل على بطلان ما يدعى على معاوية من ذلك لأنه لو
كان قد تقدم ذلك من معاوية لما خفي على أبي حمير حتى كان يقول للحجاج فقد فعل
مثل هذا معاوية ولا على الحجاج حتى يقول لأبي حمير هذا كما قال معاوية لأهل
الشام والله يعيذنا من إشاعة الكذب في سلف الأمة ويمن علينا بالثبات على الحق فيما
يحكيه وهو ولي العصمة
وإنما يتم من الأمر ما هذا سبيله على من اشتهر منه تغفيله
كمأ أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي نا أبو الحسين
محمد بن علي بن المهتدي بالله أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن القاسم بن جامع
الدهان نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال سألت أبا عمر (2)
هلالا يعني ابن العلاء عن أبي بكر بن بدر قال ذكروا أنه خرج يوم خميس قد ليس ثيابه
يريد الجمعة فمر بميمون بن مهران فقال له أين تريد قال الجمعة فقال له ميمون قد
أخروها إلى غد فرجع إلى أهله فقال لهم قال لي ميمون بن مهران أنهم قد أخروا
الجمعة إلى غد
فأما من كان (3) في عصر معاوية من الصحابة والتابعين فلا يجوز أن يلحق بهم

(1) كذا الأصل، وفي خع " الصايفي " وفي المطبوعة: " المصاحفي ".
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 139 " أبا عمرو " تحريف، وانظر تقريب التهذيب.
(3) عن خع، وبالأصل " من كلف " وفي مختصر ابن منظور: " ما كان ".
367

ما لا يليق من اختراعات المخترعين وقد كان معاوية يأمر بحضور الجمعة أهل القرى
القاصية من ساكني قين (1) وقردا (2) وزاكية (3) فكيف يظن به أنه أخرها عن حاضرتها
من مرتقبي تأديتها ومنتظريها وهذا ما لا يظننه به إلا أهل الغباوة ولا يكلفه في حق ذلك
القرن إلا أهل الشقاوة
وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن
نصر المقدسي الفقيه وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي
وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي المؤدب نا نصر بن إبراهيم قالا أنا
أبو الحسن محمد بن عوف المزني أنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي أنا أبو بكر
محمد بن خريم العقيلي نا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يونس بن حلبس
قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر منبر دمشق يقول يا أهل قردا يا
أهل زاكية يا أداني البثنية (4) الجمعة الجمعة وربما قال يا أهل قين يا قاضي (5)
الغوطة الجمعة الجمعة لا تدعوها "

(1) كذا بالأصل، وفي خع " بين وقين ماء لفزارة! ولعلها قينية قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق
(معجم البلدان).
(2) قردا: بالتحريك، كذا ورد في معجم البلدان.
(3) زاكية: قرية من قرى حوران (انظر المطبوعة 1 / 353).
(4) البثنية قرية بين دمشق وأذرعات (ياقوت).
(5) في مختصر ابن منظور: يا أقاصي الغوطة.
368

باب
ذكر بعض ما بلغنا من أخبار ملوك الشام
قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام "
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن إسماعيل بن عمر السيدي الفقيه أنا أبو عثمان
سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا
شباب نا المعتمر التيمي قال سمعت أبي عن سليمان عن عطية عن أبي سعيد
قال لما كان يوم ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون فنزلت " ألم
غلبت الروم " إلى قوله عز وجل " ويومئذ يفرح المؤمنون " (1) بظهور الروم على
فارس
أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد
الجنزرودي أنا أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محمويه بن ثور بن عبد الله
السمسار نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ القهستاني (2) نا نصر بن علي
الجهضمي نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد
الخدري قال لما كان يوم بدر وظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون
ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن
المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني نا أحمد بن القاسم بن نصر نا محمد بن سليمان
لوين نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن نيار بن مكرم (3) وكانت

(1) سورة الروم، الآيات: 1 - 2 - 3.
(2) بضم القاف والهاء وسكون السين، هذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة ونيسابور (الأنساب).
(3) ضبط اللفظتين عن تقريب التهذيب، بالنص.
369

له صحبة قال لما نزلت " ألم غلبت الروم " خرج بها أبو بكر إلى المشركين
فقالوا هذا كلام صاحبك قال الله تعالى أنزل هذا وكانت فارس قد غلبت الروم (3)
واتخذوهم شبه العبيد وكان المشركون يحبون ألا تغلب الروم فارس لأنهم أهل كتاب
وتصديق بالبعث فقالوا لأبي بكر نبايعك على أن الروم لا تغلب فارس فقال أبو
بكر البضع ما بين الثلاث إلى التسع قالوا (4) تنتظر من ذلك ست سنين لا أقل ولا
أكثر قال فوضعوا الرهان وذلك قبل أن يحرم الرهان فرجع (5) أبو بكر بها إلى
أصحابه فأخبرهم الخبر فقالوا بئس ما صنعت ألا أقربها كما قال الله تعالى لو شاء الله
أن يقول (6) شيئا لقال فلما كانت سنة ست لم تظهر الروم على فارس فأخذوا الرهان
فلما كانت سنة سبع ظهرت الروم على فارس فذلك قوله " يومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله "
قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم
الأسلمي عن أبي بكر الصديق تفرد به أبو الزناد عبد الله بن ذكوان عنه ولم يروه عنه
غير ابنه عبد الرحمن
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن
الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن
الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي نا علي بن عبد الله نا معن بن عيسى (7) نا
عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن
عباس قال لما نزلت " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم
سيغلبون " ناحب أبو بكر قريشا ثم أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إني قد ناحبتهم فقال له
النبي (صلى الله عليه وسلم) فهلا احتطت فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع [* * * *]
قال الجمحي المناحبة المراهنة وذلك قبل أن يكون تحريم ذلك

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(2) بالأصل: " فوضع " والصواب ما أثبت عن خع.
(3) كذا والعبارة في خع أوضع: أن يقول ستا لقال.
(4) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
370

قال ونا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا ابن أخي ابن
شهاب عن عمه (1) أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا بكر الصديق حين أنزل الله
هاتين الآيتين قال ونا يعقوب أيضا نا أبي عن صالح قال قال ابن شهاب أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه بلغه أن أبا بكر الصديق حين أنزل الله هاتين
الآيتين لقي رجالا من المشركين فقال لهم إن أهل الكتاب سيغلبون فارسا قالوا في
كم قال في بضع سنين قالوا فنحن نناجيك (1) على ذلك فسم سنين نناجيك (2)
عليها فسمى أبو بكر سبع سنين فعقدوا المناحبة على ذلك قبل أن يحرم القمار فلما
رجع أبو بكر أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم فعلت فكل ما دون العشر
بضع وكان ظهور فارس على الروم لسبع سنين فعجب (3) أبو بكر ثم أظهر الله
الروم على فارس زمان الحديبية وقال في حديث ابن أخي ابن شهاب بعد الحديبية
ففرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب وكان ظهور المؤمنين على المشركين بعد مدة
الحديبية [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن كامل القاضي أنا محمد بن سعد بن
محمد بن الحسن العوفي حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية
حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن ابن عباس في قوله " ألم غلبت الروم "
قال قد مضى كان ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلبت
الروم بعد ذلك ولقي نبي الله (صلى الله عليه وسلم) مشركي العرب والتقت الروم وفارس ونصر الله
النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن معه من المسلمين على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على مشركي
العجم ففرح المؤمنون بنصر الله تعالى إياهم ونصر أهل الكتاب على العجم
قال عطية وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك فقال التقينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ومشركو العرب والتقت الروم وفارس فنصرنا الله تعالى على مشركي العرب ونصر الله
تعالى أهل الكتاب على المجوس ففرحنا بنصر الله إيانا على المشركين وفرحنا بنصر

(1) بالأصل: " عن عبد " والصواب عن خع، والعبارة: " عن عمه " ساقط من المطبوعة.
(2) الأصل وخع، وفي المطبوعة: نناحبك.
(3) عن المطبوعة وبالأصل وخع " منحب ".
371

الله أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو بكر أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن
صالح بن هانئ نا الحسين بن الفضل البجلي نا معاوية بن عمرو الأزدي نا أبو
إسحاق الفزاري (1) عن سفيان (2) الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم
أهل الكتاب وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان فذكر
ذلك المسلمون لأبي بكر فذكر ذلك أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أما إنهم
سيظهرون فذكر أبو بكر لهم ذلك فقالوا اجعل بيننا وبينكم أجلا إن ظهروا كان لك
كذا وكذا وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا فجعل بينهم أجل خمس سنين فلم يظهروا
فذكر ذلك أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ألا جعلته أراه قال
دون العشرة قال فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد
غلبهم سيغلبون في بضع سنين " قال فغلبت الروم ثم غلبت (3) بعد " لله الأمر من قبل
ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " [* * * *]
قال سفيان وسمعت أنهم ظهروا يوم بدر
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن
مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا معاوية بن عمرو نا إسحاق عن
سفيان عن حبيب بن أبي حمزة (4) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز
وجل " ألم غلبت الروم " قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يحبون أن يظهر
فارس (5) لأنهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل
كتاب فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما إنهم
سيظهرون قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا

(1) بالأصل " الفراوي " والمثبت عن خع.
(2) بالأصل " سليمان " والمثبت عن خع.
(3) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 140 وفي المطبوعة: نزلت.
(4) في خع: " عمرة " وقد مر ذكره في الحديث السابق.
(5) عن خع وبالأصل " الروم " خطأ.
372

كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر
ذلك أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ألا جعلتها إلى دون قال أراه قال العشر قال
قال سعيد بن جبير البضع ما دون العشر ثم ظهرت الروم بعد قال فذلك قوله "
ألم غلبت الروم " إلى قوله " يومئذ يفرح المؤمنون " قال يفرحون بنصر الله [* * * *]
أخبرتنا أبو المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى
أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة نا المؤمل نا
إسرائيل نا أبو إسحاق عن البراء قال قال لما نزلت " ألم غلبت الروم وهم من بعد
غلبهم سيغلبون " قال لقي ناس أبا بكر فقالوا ألا ترى إلى صاحبك يزعم أن الروم
ستغلب فارس قال صدق قال فهل لك أن نبايعك على ذلك قال نعم قال أبو
بكر فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما أردت إلى هذه فقال يا رسول الله ما فعلته إلا
تصديقا لله ورسوله قال فتعرض لهم وأعظم لهم الخطر واجعله إلى بضع سنين فإنه
لن تمضي السنون حتى يظهر الروم على فارس قال فمر بهم أبو بكر فقال هل لكم في
العود فإن العود أحمد قالوا نعم فبايعوه وأعظموه الخطر فلم تمض السنون حتى
ظهرت الروم على فارس فأخذ الخطر وأن فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا
التحليب صوابه التنحيب [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن
الحسن الطبري قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان
أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان قال فحدثنا أبو اليمان
أخبرني شعيب
قال ونا الحجاج بن أبي منيع نا جدي جميعا عن الزهري أنا
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدل أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد
الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد أحمد بن
الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو
حامد أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن حيويه
373

الإسفرايني قالا نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله (1) بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس (2) أخبره أنه سمع عمر بن الخطاب
يسأل الهرمزان عظيم الأهواز وكان نزل على حكم عمر فأسلم فعفا عنه فسأله عمر عن
شأن جيوش وقال يعقوب عن جيوش فارس التي بعث كسرى مع شهربراز قال
حجاج مع شهيار وعن حديث وقال يعقوب حرب الروم وما الذي سبب من
كشف فارس عنهم فقال (3) الهرمزان كان كسرى بعث شهربراز وبعث معه جنود
فارس فملك الشام ومصر وخرب عامة حصون الروم وطال (4) زمانه بالشام ومصر
وتلك الأرض فطفق كسرى يستبطئه قال يعقوب وقال غير الزهري كان عامل
كسرى إذا انتهى إلى حصن من حصونهم ابتنى حصنا بجنب حصنهم فنزل هو وجنده ثم
حاصرهم بجنده وعسكره وقاتلهم فكانوا يخلون له الحصن إذا طال (5) حصارهم
وانضموا إلى من وراءهم من الحصون عاد الحديث إلى حديث الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
فطفق كسرى يستبطئه ويكتب إليه إنك لو أردت أن تفتح وقال يعقوب بفتح
مدينة الروم افتتحتها وقال يعقوب فتحتها ولكنك رضيت بمكانك فأردت طول
السلطان فأكثر إليه كسرى من الكتب في ذلك وأكثر شهريزار مراجعته واعتذارا إليه
فلما طال ذلك على كسرى كتب إلى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز يأمره بقتل
وفي حديث وجيه أيقتل شهربراز ويلي أمر الجنود فكتب إليه ذلك العظيم يذكر
أن شهربراز جاهد ناصح وأنه هو أنبل وقال يعقوب وهو أمثل الجنود وقال
يعقوب بالحرب منه فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه (6) فكتب أيضا يراجعه
ويقول إنه ليس لك عبد مثل شهربراز وإنك لو تعلم ما يوازي من مكايدة وقال
حجاج مكيدة الروم عذرته فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه (6) وليلين أمر الجنود

(1) بالأصل وخع: " أبي عبيد الله "، لفظة " أبي " مقحمة، فحذفناها.
(2) بالأصل: " عباس بن عبد الله " خطأ.
(3) عن خع وبالأصل " فقالوا " خطأ.
(4) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 141 وبالأصل " وكان ".
(5) عن خع وبالأصل: " كان ".
(6) بالأصل " ليقتله " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور.
374

فقال يعقوب الجيوش فكتب إليه يراجعه أيضا فغضب كسرى فكتب إلى شهربراز
يعزم عليه لتقتلن ذلك العظيم فأرسل شهربراز إلى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب
كسرى فقال له راجع في فقال له قد علمت وقال يعقوب فقال لقد علمت أن
كسرى لا يراجع وقد علمت محبتي إياك ولكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه فقال له
ذلك الرجل أفلا تدعني أرجع إلى أهلي فأمر فيهم وقال يعقوب فأمرهم بأمري
وأعهد إليهم عهدي فقال بلى وذلك الذي أملك لك فانطلق إلى أهله فأخذ
صحائف كسرى الثلاث التي كتب إليه فجعلهن في كمه ثم جاء حتى دخل على
شهربراز فدفع (1) إليه الصحيفة الأولى فاقترأها شهربراز زاد وجيه فقال له
شهربراز أنت خير مني فدفع وقال يعقوب ثم دفع إليه الصحيفة (2) الثانية فاقترأها
فنزل عن مجلسه وقال يعقوب سريرة وقال احبس عليه فأبى أن يفعل ودفع إليه
الصحيفة الثالثة زاد يعقوب فقال أنت خير مني وقالا فاقترأها فلما فرغ منها وفي
حديث وجيه فلما فرغ شهربراز من قراءته قال أقسم بالله لأسوأن كسرى فأجمع
شهربراز المكر بكسرى وكاتب هرقل وذكر له أن كسرى قد أفسد فارس وجهز بعوثها
وابتليت بملكه وسأله أن يلقاه بمكان نصف (3) يحكمان فيه الأمر ويتعاهدان زاد
يعقوب فيه ثم يكشف عنه شهربراز جنود فارس ويخلي بينه وبين السير إلى كسرى
فلما جاء كتاب شهربراز دعا رهطا من عظماء الروم فقال لهم حين جلسوا أنا
اليوم أحزم الناس أو أعجز الناس وقد أتاني أمر (4) لا تحسبونه وسأعرض عليكم
فأشيروا علي فيه ثم قرأ عليهم كتاب شهربراز (5) فاختلفوا عليه في الرأي فقال
بعضهم هذا مكر من كسرى وقال حجاج من قبل كسرى وقال بعضهم أراد هذا
العبد أن يلقاك خاف كسرى تسميت (6) بك ثم لا يبالي ما لقي فقال هرقل إن الرأي

(1) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وخع رسمت: فرفع.
(2) ما بين معكوفتين ساقط من الأصل واستدرك عن خع، ومختصر ابن منظور.
(3) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(4) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(5) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وخع " شهريار ".
(6) كذا وردت العبارة في الأصل وخع، لا معنى لها، وهي أوضح: أن يلقاك كسرى فيشمت بك
375

ليس حيث ذهبتم إنه مكاتب ما كاتب (1) وقال يعقوب ذهبتم إليه إنه لعمري ما
كاتب (1) نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الذي أجد في كتاب شهربراز وقال يعقوب
في الكتاب لشهربراز وما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب وهو ظاهر على عامة ملكي
إلا من أمر وقال يعقوب لأمر حدث بينه وبين كسرى وإني والله لألقينه فكتب إليه
هرقل إنه قد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وإني لاقيك لموعدك (2) مكان وقال
يعقوب فموعدك كذا وكذا فاخرج بأربعة آلاف من أصحابك فإني خارج في مثلهم
فإذا بلغت مكان كذا زاد يعقوب وكذا فضع ممن معك خمسمائة فإني سأضع بمكان
كذا زاد يعقوب وكذا مثلهم زاد وجيه ثم ضع بمكان كذا خمسمائة فإني سأضع
بمكان كذا مثلهم حتى نلتقي أنا وأنت في خمسمائة وبعث هرقل الرسل من عنده إلى
شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك فإن فعل شهربراز لم يرسلوا إليه وإن أبى (3) ذلك
عجلوا إليه بكتاب فرأى رأيه ففعل شهربراز وسار هرقل في أربعة آلاف التي خرج
بهؤلاء وقال يعقوب لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد ومع هرقل أربعة آلاف
ومع شهربراز خمسمائة فلما رآهم شهربراز أرسل إلى هرقل أغدرت فأرسل إليه
هرقل لم أغدر ولكن خفت الغدر من قبلك وأمر هرقل بقبة ديباج فضربت لهما بين
الصفين فنزل هرقل فدخلها (4) ودخل وقال يعقوب وأدخل بترجمانه وأقبل
شهربراز حتى دخل عليه فانتحيا وبينهما وقال يعقوب ومعهما ترجمان حتى أحكما
أمرهما واستوثق كل واحد منهما بالعهود وقال يعقوب بالعهد والمواثيق حتى إذا
فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار إلى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفي أمرهما
وسرهما فقتله شهربراز ثم انكشف شهربراز (5) فجيش الجنود وسار جيش هرقل
إلى كسرى حتى أغار وقال وجيه أغاروا على كسرى ومن بقي معه فكان ذلك أول
هلكة كسرى ووفا هرقل لشهربراز بما أعطاه من ترك أرض فارس وسبيها فانكشف

(1) كذا بالأصل، وفي خع: ذهبتم إنه طابت... ما طابت.
(2) في خع: " بموعدك " وفي مختصر ابن منظور: فموعدك.
(3) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(4) بالأصل: " يدخلها " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور.
(5) زيادة عن خع.
376

حين ولي وقال حجاج فسدت (1) فارس وقال وجيه (2) وانكشف حين (3)
فسدت على كسرى فقتلت فارس كسرى ولحق شهربراز بفارس والجنود التي معه (4)
وأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي
الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو تقي
هشام بن عبد الملك بن عمران اليحصبي اليزني نا الوليد بن مسلم حدثني
محمد بن مهاجر الأنصاري وذكر له مسير هرقل إلى بيت المقدس فقال إن
كسرى وفارس ظهرت على الروم بالشام وما دون خليج القسطنطينية (5) وسار بجنوده
حتى نزل بخليجها وأخذ في كبسه (6) بالحجارة والكليس (7) ليتخذوا طريقا يبسا
فبينا هو على ذلك إذ بلغه أن ملك الهند وملك الخزر قد خلفاه في بلاده من
العراق فانصرف عن القسطنطينية وخلف على ما ظهر عليه من مدائن الشام عاملا (8)
في جماعة من أساورته وخيولهم فنزل ذلك العامل حمص وضبط له ما خلفه عليه
ومضى كسرى إلى عراقه فإذا الحرب قد نشبت بين ملك الهند وملك الخزر فكتبا إليه
كلاهما يسألانه النصرة على كل واحد منهما على أن يرد من والاه على صاحبه جميع
ما استباح وشيئا من بلاده ويزيده كذا وكذا فرأى كسرى وأساورته أن يظاهر ملك
خزر على ملك الهند لجواره ملك خزر ومقارعته إياه في كل يوم ولخرة (9) ملك
الهند عليه وتناوله الفرصة منه إذا أمكنته من بعد فوالى كسرى ملك خزر على ملك

(1) عن خع وبالأصل: فصدر.
(2) زيادة عن خع.
(3) عن خع وبالأصل " جيش ".
(4) راجع الحديث بتمامه في المعرفة والتاريخ 3 / 310 - 304 ببعض اختلاف.
(5) بالأصل: " القسطنطينة " وقد صححت في كل الخبر
(6) كبسه: يقال كبست النهر والبئر كبسا طممتها بالتراب (اللسان - كبس).
(7) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وخع " والكليس ".
(8) بالأصل وخع: " عاملان " والمثبت عن مختصر ابن منظور، والعبارة التالية تثبت صحة ما قررناه.
(9) في المطبوعة " لحزة " وفي مختصر ابن منظور: " لجرأة ".
377

الهند فقهراه واستنقذا ما كان أصاب من بلاده واستباحا عسكره فخرج مغلوبا
مدحورا ورد ملك خزر إلى كسرى ما كان أصاب من بلاده من سبي أو غير ذلك
وزاده هدية ثلاثين ألف مملوك وانصرف عنه جنوده فملك كسرى على الثلاثين ألف
مملوك الذين خلفهم ملك خزر عنده رجلا وسيرهم إلى ما خلف القسطنطينية
وأسكنهم تلك البلاد وهي يومئذ خراب (1)
قال أبو تقي فحدثنا الوليد قال قال محمد بن مهاجر الأنصاري فهم اليوم
برجان (2)
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني القاضي وأبو
القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب قالا
أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قال قرئ على أبي
عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي
قال قال الوليد فأخبرني أبو بشر الوليد بن محمد عن ابن شهاب الزهري أن
المشركين جادلوا المسلمين بمكة قبل أن يخرجوا منها إلى المدينة وقالوا لهم
تقولون إنكم ستغلبونا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف وقد غلبت فارس
المجوس الروم أهل الكتاب فسنغلبهم نحن كم غلبت فارس الروم فأنزل الله عز
وجل " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " الآية
قال الزهري فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا بكر حين
أنزل الله عز وجل الكتاب لقي رجلا من المشركين فقال إن أهل الكتاب سيغلبون
فارس قالوا في كم قال في بضع سنين قالوا فنحن نناجيك (3) على ذلك
فناحب (4) فسمى أبو بكر سبع سنين وعقد النجاية (5) وذلك قبل تحريم القمار فلما

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 3 / 305 - 305 باختلاف بعض الألفاظ، ومختصر ابن منظور 1 / 142 - 143.
(2) كذا، انظر أرجان ورخان في معجم البلدان، وما أورده فيهما وعنهما بعيد، وكتب محقق مختصر ابن
منظور: البرجال من ولد يونان من يافث وهي مملكة واسعة.
(3) في المطبوعة، نناحبك.
(4) عن المطبوعة، ورسمها بالأصل وخع: " نجابا ".
(5) كذا بالأصل، وفي المطبوعة: " النحابة ".
378

رجع أبو بكر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره الخبر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم
فعلت فكل
ما دون العشرة (1) فهو من البضع [* * * *]
قال مجاهد قد مضت غلبة الروم فارس كما قال في بضع سنين وظهرت
عليها على رأس تسع سنين
قال عطاء الخراساني عن عكرمة في بضع سنين والبضع ما بين ثلاث إلى
العشر في العدد ففرح المؤمنون بظهور الروم وتصديق القرآن
قال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن الروم ظهرت على فارس
على رأس تسع سنين وذلك في زمن الحديبية فنحب أبو بكر وفرح بذلك
المؤمنون
قال مجاهد قوله " يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي الحافظ أنا
أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه القاضي وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي
السمسار قالوا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله نا أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا عبد الله بن شبيب حدثني محمد بن
خالد بن عثمة (2) نا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي بكر في مناحبة قريش
ألا احتطت فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع [* * * *]
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
نصر محمد بن أحمد بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين قالا أنا
علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ
قال الوليد فأخبرني أسيد الكلابي عن العلاء بن الزبير الكلابي عن أبيه قال رأيت
غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم
وظهورهم بالشام والعراق وكل ذلك في خمس عشرة سنة "

(1) عن خع وبالأصل " العشر ".
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه: بمثلثة ساكنة قبلها فتحة، ويقال إنها أمه.
379

باب
تبشير المصطفى عليه الصلاة والسلام
أمته المنصورة بافتتاح الشام "
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن عمر بن سهل الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن
الأستاذ أبي القاسم القشيري قالا أنا أو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري
أنا زاهر بن أحمد السرخسي أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب نا
مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي
زهير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون (1) فيتحملون
بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح العراق فيأتي قوم
يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
وسقط من كتاب القشيري ذكر الشام [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن
منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ نا المفضل بن محمد بن إبراهيم أنا أبو
مصعب نا مالك عن هشام عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن أبي زهير عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثل معناه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن
عبد الله بن الحسين وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى قالا أنا أبو القاسم
البغوي نا محمد بن زنبور أبو صالح المكي حدثني (2) ابن أبي حازم
قال ونا أبو موسى الفروي نا أبو ضمرة

(1) بسست الدابة وأبسستها إذا سقتها وزجرتها، وهو من كلام أهل اليمن (اللسان - النهاية).
(2) في المطبوعة: " حدثني أبو حازم " وفي خع: كالأصل.
380

قال وقرأ على سويد بن سعيد مالك بن أنس كلهم عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن الزبير عسفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير
لهم لو كانوا يعلمون ويفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ولم يذكر عيسى العراق وزاد محمد بن
عبد الله بن أخي ميمي ويفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن
أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون [* * * *]
وفي حديث ابن أخي ميمي بأهليهم في المواضع كلها
رواه عن هشام بن عروة سفيان بن عيينة وعبد الملك بن عبد العزيز بن
جريج وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ومالك بن سعير (1) بن الخمس وأبو
ضمرة أنس بن عياض وعبد العزيز بن أبي حازم و (2) سلمة بن دينار وجرير بن
عبد الحميد وحماد بن زيد
فأما حديث سفيان
فأخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه وأبو محمد
هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ قالا انا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي
العلاء أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي (3) أنا خيثمة بن سليمان
أنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة (4) نا الحميدي نا سفيان نا هشام بن عروة
عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم
والمدينة خيلهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم

(1) ضبط الاسم سعير بالتصغير وآخره راء، وابن الخمس بكسر المعجمة وسكون الميم وسكون الميم بعدها مهملة عن تقريب
التهذيب.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) بالأصل وخع " السنتني " خطأ والمثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى ستيت مولاة يزيد بن معاوية، وذكره
فيمن نسب إليها قال: من أهل دمشق يروي عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومات سنة 417 في صفر
(الأنساب).
(4) عن تذكرة الحفاظ 2 / 635 وبالأصل " مشرة " وفي خع " مسرة " وفي المطبوعة: " بن ميسرة ".
381

ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الأديب أنا أبو القاسم
إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو سعيد المفضل بن
محمد بن إبراهيم الجندي نا محمد بن يحيى وسعيد بن عبد الرحمن قالا أنا
سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير
النهري (1) أنه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم فيبسون
فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون [* * * *]
وقال في الشام وفي العراق مثل ذلك
وأما حديث ابن جريج فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن
المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا
عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير
عن سفيان بن أبي زهير النهري (1) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن
فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا
يعلمون (2) [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا المفضل بن محمد نا أبو حمة نا أبو قرة قال ذكر ابن جريج عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثله
وأما حديث أبي معاوية فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي
ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج قالا أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنا
عبد الوهاب الكلابي أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن الزفتي نا أحمد بن أبي

(1) كذا بالأصل وخع، وفي تقريب التهذيب: الأزدي، من أزد شنوءة، صحابي يعد في أهل المدينة. وفي
أسد الغابة: وقيل إنه نميري، وقيل نمري، والأول أكثر، ولا يختلفون أنه من أزد شنوءة.
(2) زيد في خع: ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا
يعلمون.
382

الحواري نا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن عبد الله
الثقفي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفتح الشام فيخرج ناس من أهل المدينة إليها
يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون (1) ويفتح العراق فيخرج ناس من المدينة
إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح اليمن فيخرج إليها ناس من
المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون [* * * *]
وأما حديث مالك بن سعير فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر
أحمد من منصور المغربي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوز في (2) أنا
أبو حامد بن الشرقي نا أبو علي سختويه بن مازيار مولى بني هاشم نا مالك بن
سعير نا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون
بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح الشام فيأتي قوم
يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون [* * * *]
وأما حديث أبي ضمرة فأخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن
علي الشيروي في كتابه وأخبرنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب
العامري وأبو منصور برغش (3) بن عبد الله عتيق محمد بن نصر القاضي أنا أبو
سعيد محمد بن موسى الصيرفي
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو طاهر الفقيه
وأبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو
وأخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد الحصيري الفقيه
الشافعي بالري أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي بأصبهان أنا أبو
زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي

(1) ما بين معكوفتين سقط من خع. وفي المطبوعة سقطت العبارة المتعلقة بفتح العراق.
(2) بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي، هذه النسبة إلى جوزق من نواحي نيسابور (الأنساب - ياقوت).
(3) في المطبوعة: بزغش.
(4) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة 1 / 367 وفي خع كالأصل.
383

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي أنا أبو
بكر الجوزمي قالوا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم نا أبو ضمرة أنس بن عياض عن هشام بن عروة
قال الجوزقي وأنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه نا أبو أحمد
محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران الفراء العبدي أخبرني أبي عن مالك
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بهذا نحوه
وأما حديث ابن أبي حازم فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو
الحسين بن النقور أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح بن
الجندي نا يحيى بن محمد بن صاعد نا محمد يعني ابن زنبور نا
عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن
أبي زهير المزني (1) أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون
فيتحملون بأهليهم من أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لم يزد [* * * *]
وأما حديث جرير بن عبد الحميد فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت
ناصر بن الحسن (2) العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا
حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا جرير بن
عبد الحميد نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير حدثني سفيان بن
أبي فلان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون
فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون [* * * *]
وأما حديث حماد بن زيد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن
المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يونس نا حماد
يعني ابن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عبد الله بن الزبير عن
سفيان بن أبي زهير قال ابن الزبير أخبرت أنه بالموسم فأتيته فسألته فأخبرني فقال

(1) كذا ورد هنا بالأصلين، وتقدم فيه " الأزدي " تقريب التهذيب.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: الحسين.
384

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتحون الشام فيجئ أقوام يبسون [* * * *]
قالها كلها فيجيئوا وقال يبسون
أخبرنا أبو القاسم (1) بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري
أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد
السماك أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني في
حديث (2) سفيان بن أبي زهير عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يفتح الشام فيأتي قوم يبسون [* * * *]
رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير
النمري (3) عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
ورواه ابن عينية فلم يقم إسناده قال عن أبي زهير
ورواه جرير أيضا عنه فلم يقمه قال عن سفيان بن أبي العوجاء
ورواه أبو معاوية عن هشام بن عروة فقال عن سفيان بن عبد الله الثقفي
ورواه وهيب فجوده فقال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير
عن سفيان بن أبي زهير النمري وهو الصواب
ورواه مالك وأقام إسناده كما رواه وهيب عن هشام بن عروة واسم أبي زهير
العرر (4) كذا قال وإنما هو القرد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن
علي بن محمد بن البقال المقرئ أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن
عثمان بن إبراهيم أنا أبو علي الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق القاضي
الأنصاري أنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال

(1) الزيادة عن خع.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة.
(3) كذا، انظر ما تقدم فيه، وربما كان في أجداده من اسمه نمر أو نمير فنسب إليه، ولا خلاف بينهم أنه من أزد
شنوءة.
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي خع: " الغور ".
385

سمعت علي بن المديني في حديث بن أبي زهير يفتح اليمن قال اسم أبي زهير هذا
القرد من أزد شنوءة
أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن
جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن زنجويه
العدل أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال ومما يشكل
قوله (صلى الله عليه وسلم) في ذكر أهل المدينة ثم يجئ قوم يبسون (1) بأهل المدينة ليذهبوا معهم
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقد خلطوا فيه ورواه ينشئون ذهبوا إلى
النشئ والصواب يبسون بالضم أو يبسون بفتح الياء والسين غير معجمة يقال
أبسست بالرجل إذا دعوته إلى طعام أو غيره وأصله من أبسست بالناقة إذا دعوتها
للحلب ويقال بسست وأبسست لغتان وأنشدنا نفطويه
* ولم يك فيها للمبسين محلب
وهو من أبس وفي مثل للعرب لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة (2) وفي مثل
آخر الإيناس قبل الإبساس
وقال أبو سعيد المكفوف إنما هو يبسون أو يبسون يعني (3) يسيحون في
الأرض وأنشد
* وانبس حياة الكثيب الأهيل (4)
وقد جاء حديث سفيان بن أبي زهير من وجه آخر بلفظ آخر
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي نا عبد الله بن مطيع نا إسماعيل بن
جعفر عن يزيد بن خصيفة أن بسر (5) بن سعيد أخبرهم أنه سمع في مجلس

(1) في خع: فيبسون.
(2) هو من طوافه حولها ليحلبها (اللسان: بسس).
(3) اللسان: أبو سعيد: يبسون أي يسيحون في الأرض، ولم يذكر الشعر.
(4) اللسان (بسس): ذكره شاهدا على قوله: وانبست الحية: انسابت على وجه الأرض. انظر الحاشية السابقة.
(5) بالأصل وخع " بشر " والصواب: " بسر " عن مختصر ابن منظور 1 / 144 وهو بسر بن سعيد المدني العابد،
مولى ابن الحضرمي، ثقة (تقريب التهذيب) وسيرد صوابا في الحديث التالي.
386

الشنئيين (1) يذكرون أن سفيان بن أبي زهير أخبرهم أن فرسه أعيت عليه بالعقيق وهم
في بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج يبتغي له بعيرا فلم يجده إلا عند أبي جهم بن حذيفة العدوي
فسامه فقال أبو جهم لا أبيعكه يا رسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم
أنه أخذه منه ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الإهاب (3) زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوشك
البنيان أن يبلغ هذا المكان ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد
ويعجبهم ريفه ورخاؤ فيسيرون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون إن إبراهيم عليه
السلام دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا ومدنا وأن يبارك لنا في
مدينتنا بما بارك لأهل مكة [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الجنزرودي أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة أنا جدي نا علي بن حجر
نا إسماعيل بن جعفر نا يزيد بن خصيفة أن (4) بسر بن سعيد أخبره أنه سمع في
مجلس الشنائيين (5) يذكرون أن سفيان قال إسماعيل أراه ابن أبي القرد أخبره أن
فرسه أعيت عليه وهو بالعقيق وهو في بعث بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرجع إليه يستحمله
فزعم سفيان كما ذكروا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج معه يبتغي له بعيرا فلم يجده إلا عند
أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه به فقال له أبو جهم لا أبيعك يا رسول الله
ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج معه حتى إذا بلغ بئر
الإهاب زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان ويوشك الشام
أن يفتتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد فيعجبهم ريفه ورخاؤه فيسيرون حواميهم
والمدينة خير لو كانوا يعلمون إن إبراهيم دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا
في صاعنا وأن يبارك لنا في مدنا كما بارك لأهل مكة [* * * *]

(1) بالأصل: السنيين، نسبة إلى شنوءة: شنئي، انظر اللسان والقاموس (شنأ).
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(3) موضع قرب المدينة (ياقوت).
(4) عن خع وبالأصل " بن " تحريف. وفي خع: " بشر " بدل " بسر ". تحريف.
(5) بالأصل " الشتاينين " والصواب ما أثبت، جمع شنائي نسبة إلى شنوءة (انظر اللسان والقاموس: شنأ) وقد
تقدم: شنئي نسبة إلى شنوءة على القياس. والنسبتان صحيحتان.
387

رواه أحمد بن حنبل عن سليمان بن داود الهاشمي عن إسماعيل بن
جعفر (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان
وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري
وأخبرنا أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن القصاري (2) أنا أبي أبو
طاهر قالا أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصري نا
الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا فضل الأعرج نا يعقوب بن إبراهيم عن
أبيه عن صالح قال قال سعيد بن أبي هلال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي الرياب أن أبا ذر قال استعيذوا بالله من زمن التباغي وزمن التلاعن قالوا
وما ذاك قال لا تقوم الساعة حتى يكون قتال قوم (3) دعوتهم دعوة جاهلية فيقتل
بعضهم بعضا ولا تقوم الساعة حتى توقف العربية التي تنتسب إلى سبعة آباء
بالأسواق لا يمنع الرجل أن يبتاعها إلا حموشة (4) ساقيها وكان يقال المحروم من
حرم غنيمة كلب
قال وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول الناس هلاكا قريش وأول قريش هلاكا أهل
بيتي [* * * *]
قال ويقال اشتكي إليه وباء المدينة فقال اللهم انقل وباءها إلى مهيعة (5) اللهم
حببها إلينا ضعف ما حببت إلينا مكة [* * * *]
قال ويقال استقبل الشام فقال يفتح (6) ما هاهنا فيبس الناس إليه بسا
ويفتح المشرق فيبس الناس إليه بسا والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وبورك لهم
في صاعهم ومدهم [* * * *]

(1) انظر مسند أحمد 5 / 219 - 220.
(2) بفتح القاف والصاد المهملة، هذه النسبة إلى القصار، وهو الذي يقصر الثياب، وهو اسم جد، كان يستعمل
هذا الشغل (الأنساب).
(3) عن المطبوعة.
(4) الحموشة: الدقة.
(5) مهيعة: الحجفة أو قريب منها، تقع على طريق المدينة من مكة وهي ميقات أهل مصر والشام.
(6) زيادة عن خع.
388

وقال من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شهيدا يوم القيامة (1) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن
محمد الصريفيني أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق نا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث نا أحمد بن صالح نا أسد بن موسى نا معاوية حدثني ضمرة
أن ابن زغب الأيادي حدثه قال نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال بعثنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا
فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا (2)
عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم قال لتفتحن الشام والروم وفارس أو
الروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا ومن البقر كذا وكذا وحتى
يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي وعلى هامتي ثم قال يا
ابن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلاء والأمور
العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من هذه من رأسك [* * * *]
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الأصبهاني وأم المجتبى
فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية قالا أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة نا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح
عن ضمرة بن حبيب عن ابن زغب الأيادي قال ابن حوالة الأزدي صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني علي قال بعثنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما
رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بنا من الجهد قالا اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولم
تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد
بأرزاقهم ثم قال لتفتحن عليكم الشام ولتقتسمن كنوز فارس والروم وليكونن
لأحدكم من المال كذا وكذا وحتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها قال ثم
وضع يده على رأسي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة
فقد دنت الزلازل والفتن والساعة أقرب من يدي هذه من رأسك [* * * *]

(1) بعده في المطبوعة: آخر الجزء السادس.
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 145 وبالأصل: فيعجز.
389

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو بكر
البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو
صالح حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال
نزل (1) بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين
فأبى إلا مائة قال قلت أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة فوالله ما
منعه وهو نازل علي أن يقول لا أم لك أو لا يكفي ابن حوالة مائة في كل عام ثم
أنشأ يحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثنا على أقدامنا حول المدينة
لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بنا من الجهد قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا
عليهم ويستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم
ثم قال لتفتحن لكم الشام ثم لتقتسمن لكم كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من
المال كذا وكذا وحتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده علي فقال يا
ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور
العظام والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه إلى رأسك [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو يزيد القراطيسي نا أسد بن موسى
قال ونا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح قالا نا معاوية بن صالح أن
ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال نزل بي عبد الله بن حوالة الأزدي
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنشأ يحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثنا
على أقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله (صلى ا لله عليه وسلم) الذي
بنا من الجهد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى
الناس فيهونوا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم

(1) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 145.
390

قال ليفتحن لكم الشام ثم لتقتسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا
وكذا حتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا ابن
حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلايا والأمور العظام
والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك [* * * *]
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن رضوان وأبو علي الحسن بن
المظفر بن السبط وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا قالوا أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا بشر بن موسى الأسدي نا هوذة (1) بن
خليفة نا عوف عن ميمون يعني ابن أستاذ (2) حدثني البراء بن عازب قال لما كان
حيث أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة
شديدة لا تأخذ فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما رآها
ألقى ثوبه واخذ المعول فقال بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله
أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية
فقطع الثلث الآخر فقال الله أكثر أعطيت مفاتيح (3) فارس والله إني لأبصر قصر
المدائن الأبيض ثم ضرب الثالثة وقال بسم الله فقطع بقية الحجر وقال الله
أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه
الساعة [* * * *]
رواه أحمد بن حنبل عن غندر عن عوف
ورواه أبو زرعة الدمشقي عن هوذة
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قاضي دمشق أنا
أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي (4) بمصر أنا أبو العباس الإشبيلي

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب. ترجمته.
(2) تقريب التهذيب في ترجمة: قيل هو ميمون أبو عبد الله.
وفي ترجمة: ميمون أبو عبد الله البصري، مولى ابن سمرة، وقيل اسم أبيه أستاذ... من الرابعة.
ولم يجده محقق المطبوعة وجاء في حاشيته: لم ميمون بن أستاذ، ولعله ابن سياه. (كذا قال).
(3) عن هامش الأصل.
(4) ضبطت عن التبصير.
391

وهو أحمد بن محمد بن الحاج نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عثمان الإمام
إملاء نا أبو عبد الله عبد الكريم بن إبراهيم بن حيان (1) نا الحسين بن الفضل بن
أبي حديدة قال سمعت ضمرة بن ربيعة القرشي الرملي يقول سمعت يحيى بن
أبي عمرو الشيباني يقول سمعت عمرو بن عبد الله الحضرمي يقول سمعت أبا
أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الله استقبل بي الشام وولى
ظهري اليمن فقال لي يا محمد إني جعلت ما وراءك مددا لك (2) وجعلت ما
تجاهك عصمة لك ورزقا ثم قال والذي نفسي بيده لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله
وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا يعني جور
السلطان قيل يا رسول الله وما النطفتان قال بحر المشرق والمغرب قال وقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ
الليل [* * * *]
أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه ثم حدثني أبو مسعود
عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا أبو
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا سلامة بن ناهض المقدسي نا
عبد الله بن هانئ (3) عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله استقبل بي
الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وما
خلف ظهرك مددا ولا يزال الإسلام يزيد وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا
تخشيان إلا جورا ثم قال والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين
مبلغ هذا النجم [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أن الحسن بن
عبد الرحمن بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إبراهيم بن
عبد الله بن الفضل الديبلي نا أبو عمير نا ضمرة عن السيباني عن عمرو بن

(1) عن خع وبالأصل " حبان ".
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 146.
(3) بعده في خع: بن عبد الرحمن بن أبي عباة نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن
عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي.
392

عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الله استقبل بي الشام واستدبر
بي اليمن فقال لي يا محمد إن جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك
مددا ولا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين
النطفتين لا يخشى إلا جورا وليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل [* * * *]
وفي الحاشية يعني به القبلتين وهذا وهم إنما يريد به ما بين البحر والفرات
كذا قال لنا أبو جعفر وإنما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمد العسقلاني عن
أبي عمير
وروي هذا الحديث من وجه آخر عن عمرو بن عبد الله عن جبير بن نفير عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي
قالا أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله أنا عبد الوهاب بن الحسن بن
الوليد الكلابي نا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام نا إسماعيل بن عياش حدثني
يحيى بن أبي عمرو السيباني (1) عن عمرو (2) بن عبد الله السيباني عن جبير بن نفير
الحضرمي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى استقبل بي الشام وولا ظهري اليمن
وقال لي يا محمد إني جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وجعلت لك ما وراءك مددا
والذي نفسي بيده لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الكفر وأهله حتى يسير
الراكب ما بين النطفتين لا يخشى إلا جورا والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ
الليل [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن
غيلان أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي نا محمد بن عبد الله الأسدي نا
عمرو بن عثمان نا أبي نا محمد بن عبد الرحمن بن عرق نا عبد الله بن بسر قال

(1) هذه النسبة - بفتح السين المهملة وسكون الياء - إلى سيبان بطن من حمير. قال محمد بن حبيب: كل شئ
في العرب شيبان إلا في حمير فإن فيها سيبان (الأنساب). وفي المطبوعة الشيباني.
(2) كذا بالأصل وخع: وفي الأنساب (السيباني في ترجمة الذي قبله) يروي عن عمر بن عبد الله الحضرمي.
وفي المطبوعة: عمرو بن عبد الله الشيباني.
393

أهديت للنبي (صلى الله عليه وسلم) شاة والطعام يومئذ قليل فقال لأهله اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى
هذا الدقيق فاخبزوه واطبخوا واثردوا (1) عليه قال وكانت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قصعة يقال لها
الغراء يحملها أربعة رجال فلما أصبح وسبح الضحى أتي بتلك القصعة والتقوا عليها
فإذا كثر الناس جثا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال الأعرابي ما هذه الجلسة فقال النبي (صلى الله عليه
وسلم) إن الله
جعلني عبدا كريما لم يجعلني جبارا عنيدا ثم قال كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها
يبارك الله فيها ثم قال خذوا فكلوا فوالذي نفس محمد بيده لتفتحن عليكم أرض فارس
والروم حتى يكثر الطعام (2) ولا يذكر اسم الله عليه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد نا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمرة عن عروة بن
رويم حدثني شيخ من جرش (3) حدثني سليمان قال كنت جالسا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في عصابة من أصحابه فجاءت عصابة فقالوا يا رسول الله إنا كنا قريب عهد بالجاهلية
كنا نصيب من الزنا فائذن لنا في الخصاء فكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسألتهم حتى عرف ذلك
في وجهه ثم جاءت عصابة أخرى فقالوا يا رسول الله إنا كنا قريب عهد بالجاهلية كنا
نصيب من الآثام فائذن لنا في الجلوس نصوم ونقوم حتى يدركنا الموت فسر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمسئلتهم حتى عرف البشر في وجهه وقال إنكم ستجندون أجنادا
وستكون لكم ذمة وخراج وأرض يفتحها الله لكم منهما يكون على شفير البحر مدائن
وقصور فمن أدرك ذلك منكم فاستطاع منكم أن يحبس نفسه في مدينة من تلك المدائن
أو قصر من تلك القصور حتى يدركه الموت فليفعل [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا عمرو بن إسحاق بن العلاء بن زبريق (4)
الحمصي نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة

(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 146 وبالأصل: وأبردوا.
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(3) من مخاليف اليمن من جهة مكة، وجرش بالتحريك اسم مدينة عظيمة كانت وهي الان خراب، وهي في
شرقي جبل السواد من أرض البلقاء وحوران من عمل دمشق (معجم البلدان).
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر الزاي وسكون الموحدة.
394

عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال قال جبير بن نفير عن عوف بن
مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا إن الله عز
وجل فاتح (1) لكم أرض فارس والروم ويصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغكم إلا
هي [* * * *]
أنبأنا أبو علي وحدثني عنه أبو مسعود أنا أبو نعيم نا سليمان الطبراني نا
أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي
قال ونا الطبراني نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا حياة بن شريح
قالا نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن
عوف بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قام في أصحابه فقال الفقر تخافون أم العوز أم تهمكم
الدنيا فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم ويصب عليكم الدنيا صبا [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر
الإسفرايني أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الطفال أنا القاضي أبو الطاهر
محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا محمد بن عبدوس نا أبو همام السكوني
حدثني سعيد بن أبي سعيد الزبيدي حمصي حدثني أيوب بن سليمان بن أيوب
السكوني نا عمرو بن قيس بن ثور السكوني قال سمعت المشهل (2) بن عبد الله
السكوني يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنها
ستفتح عليكم الشام (3) وتجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات هي حرام على رجال أمتي
إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو أحمد الزبيري نا مسرة (4) بن معبد عن
إسماعيل بن عبيد الله قال قال معاذ بن جبل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول

(1) في المطبوعة: " فاء لكم ".
(2) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: المشمعل.
(3) الأصل مطموش، وما أثبت عن خع.
(4) ضبطت نصا في تقريب التهذيب بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء.
395

ستهاجرون إلى الشام فتفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراق (2)
الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم [* * * *]
هذا منقطع بين إسماعيل ومعاذ
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا محمد (3) بن النضر الأزدي نا علي بن حرب بن بري
قال ونا سليمان نا موسى بن هارون نا سليمان بن راهويه
قال سليمان وحدثنا أحمد بن حماد بن زغبة نا موسى بن هارون
وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (4) أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو
نعيم الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا أحمد بن حماد بن
زغبة نا موسى بن هارون البردي (5) قالوا أنا محمد بحرب نا أبو سلمة
سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر حدثني ابن أخي أبي أيوب أن أبا أيوب كتب إليه
يخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ستفتح عليكم الشام وسيضرب عليكم بعوث يكره الرجل
فيها البعث ثم يتخلف عن قومه ثم يتبع القبائل فيقول من أكفيه من أكفيه (5) ألا وذاك
الأجير إلى آخر قطرة من دمه [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد نا أبو القاسم
تمام بن محمد أنا أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله قالا نا أبو أيوب
سليمان بن محمد الخزاعي نا هشام بن خالد نا الحسن بن يحيى الخشني (7) نا
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن معاذ بن

(1) المراق: ما رق من أسفل البطن (اللسان والنهاية).
(2) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة " أحمد ".
(3) ضبطت عن التبصير.
(4) بضم الباء وسكون الراء، هذه النسبة إلى البرد وهو نوع من الثياب. والمشهور بهذه النسبة موسى بن هارون
البردي، وإنما قيل له البدي لبردة لبسها (الأنساب). (5) عن مختصر ابن منظور 1 / 147 وبالأصل: من أكفه، من أكفه.
(6) بضم الخاء وفتح الشين، هذه النسبة إلى قبيلة وقرية. والحسن ينتسب إلى خشين القبيلة فهي بطن من
قضاعة، وهو خشين بن النمر بن وبرة (الأنساب).
396

جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تنزلون منزلا يقال له الجابية (1) أو الجويبية يصيبكم فيه
داء مثل غدة الجمل يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أموالكم [* * * *]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه المزكي أنا عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي نا محمد بن
هارون الروياني نا محمد بن إسحاق نا علي بن بحر نا عبد المهيمن يعني ابن
عباس بن سهل بن سعد قال سمعت أبي يذكر عن سهل بن سعد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان
يقول اتقوا الله يا عباد الله فإنكم إن اتقيتم الله أشبعكم من خبز الشام وزيت
الشام [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى بن شعيب بن إبراهيم
نا سيف بن عمر عن عطية عن أصحاب علي عن علي وعن الضحاك عن ابن عباس
في قول الله عز وجل " وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها " الآية إلى قوله عز وجل "
على كل شئ قدير " (2) المغانم فتوح من لدن خيبر " تأخذونها " وتغنمون ما فيها
عجل لكم من ذلك خيبر " وكف أيدي الناس قريش " عنكم " بالصلح يوم الحديبية "
ولتكون آية للمؤمنين " شاهدا على ما بعدها ودليلا على إنجازها " وأخرى لم تقدروا
عليها " على علم وقتها أفيئها عليكم فارس والروم " قد أحاط الله بها "
قضى الله بها لكم منها الأيام والقوادس (3) والواقوصة (4) والمدائن والحمر (5) بالشام ومصر
والضواحي فاجتمعت هذه الصفات فيمن قاتل فارس والروم وسائر الأعاجم ذلك
الزمان
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا
أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان نا يحيى بن آدم حدثني

(1) الجابية: قرية كانت من أعمال دمشق قرب مرج الصفر (ياقوت).
(2) سورة الفتح، الآية: 20.
(3) القوادس جمع القادسية، التي عند الكوفة (ياقوت).
(4) الواقوصة: واد بالشام بأرض حوران، نزله المسلمون أيام أبي بكر الصديق على اليرموك لغزو الروم
(ياقوت).
(5) الحمر، جمع الحمراء وهي في سبعة مواضع (انظر معجم البلدان: حمراء).
397

عبد السلام بن حرب عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله
تعالى " وأثابهم فتحا قريبا " قال خيبر قال " وأخرى لم تقدروا عليها " (1) قال
فارس والروم "
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيويه أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب أنا حارث بن أبي أسامة نا
محمد بن سعد (2) نا عفان بن مسلم وهاشم بن القاسم قالا نا شعبة قال قال الحكم
أخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى في قول " وأثابهم فتحا قريبا " قال خيبر " وأخرى
لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها " قال فارس والروم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ
وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي (3) وأبو النجم بدر بن
عبد الله الشيحي (4) قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم عبيد الله بن
محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن
سماك يعني الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية " وأخرى لم تقدروا
عليها " قال ما فتح الله من هذه الفتوح
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر محمد بن العباس بن حيويه أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية أنا أبو
عبد الله محمد بن شجاع الثلجي أنا أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي (5) في قوله "
وأخرى لم تقدروا عليها " قال فارس والروم ويقال مكة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم بن الحسين نا آدم بن أبي إياس نا ورقاء

(1) سورة الفتح، الآية: 18.
(2) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 115 في غزوة خيبر.
(3) الباحمشي نسبة إلى باحمشا قرية بين أوانا والحظيرة (معجم البلدان).
(4) الشيحي بكسر الشين وسكون الياء هذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من قرى حلب.
(5) مغازي الواقدي 2 / 622.
398

عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قوله " أولي بأس شديد " (1) قال هم
فارس والروم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر عمر بن
عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور
نا هشيم نا منصور عن الحسن قال هم فارس والروم

(1) سورة الفتح، الآية: 16.
399