الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ١١
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الحادي عشر
تبع بن حسان - الحارث بن يمجد
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت - لبنان
دار الفكر: حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - تلكس: 41392 فكر
ص. ب: 7061 - تلفون: 643681 - 838053 - 837898 - دولي: 806962
فاكس:
2

حرف التاء
تبع
984 تبع بن حسان بن ملكي كرب بن تبع بن الأقرن
ويقال اسم تبع هذا حسان بن تبع بن أسعد (1) بن كرب الحميري
وتبع لقب للملك الأكبر بلغة أهل اليمن ككسرى بالفارسية وقيصر بالرومية
والنجاشي بالحبشية (2) ملك دمشق
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) وأما تبان أوله تاء
معجمة باثنتين من فو وبعد باء معجمة بواحدة فهو تبع الحميري واسمه أسعد تبان أبو كرب بن ملكي
كرب بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن
الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ (4) يقال هو أول من كسا البيت
أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية
حدثنا عبد الله بن أبي داود قال ذكر العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن سعيد بن
عبد العزيز قال كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
عبد الجبار بن توبة الأسدي قالا أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو الحسن
علي بن عبد العزيز بن مردك البزار عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن حماد

(1) بالأصل " سعد " والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور 5 / 293 والاكمال لابن ماكولا.
(2) بالأصل والمختصر: " بالحبشة ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 367.
(4) بالأصل: " سيار " وفي م: سار والمثبت عن الاكمال.
3

الطهراني حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقرئ عن أبي
هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ما أدري الحدود طهارة لأهلها أم
لا ولا أدري تبع لعينا كان أم لا ولا أدري ذو القرنين نبيا كان أم ملكا قال غيره أعزيرا كان نبيا أم لا قال
الدارقطني تفرد به عبد الرزاق ح
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد المنعم الفقيه أنبأنا شجاع وأحمد
ابنا (1) علي بن شجاع وعبد الرحمن بن محمد بن زياد ومحمد بن أحمد بن الحسن بن
ماجة
ح وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه أخبرنا أبو
الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (2) وأبو عيسى بن زياد وأبو بكر بن
ماجة
ح وأخبرنا أبو شكر حمد بن أحمد بن محمد بن الخطاب أخبرنا محمد بن عمر
الطهراني والمطهر بن عبد الواحد
ح وأخبرناه أبو العباس أحمد بن سلامة الفقيه وأبو المناقب ناصر بن
حمزة بن ناصر الحسيني وأبو القاسم عبد الجبار بن أبي غالب بن أبي زيد الزعفراني
البزار وأبو الوفاء عبد الله بن محمد بن عبد الله الدشتي وأبو (3) عبد الله الحسين بن
حمد بن محمد بن عمرويه ومحمد بن حمد بن أحمد بن علي حمويه ومحمد بن
إبراهيم بن محمد بن محمد الصالحاني وإسماعيل بن الحسن النجاد وأبو منصور
فادشاه بن أحمد بن نصر فاشاه وأبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد بن سليم وأبو
سعيد يسار بن عبد الله بن شيبان المؤدب وأبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن
زياد العطار قالوا أخبرنا أبو بكر بن ماجة
ح وأخبرنا أبو القاسم رستم بن محمد بن أبي عيسى بن زياد وأبو المظفر
بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع وأبو جعفر محمد بن غانم بن أبي نصر الشرابي قالوا
أخبرنا أبو عيسى بن زياد

(1) بالأصل: " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل البراني بالراء المهملة، والصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 549 وفي
المطبوعة 10 / 408 " الهزاني ". وفي م: " البراي ".
(3) بالأصل " وأخبرنا " وفي المطبوعة 10 / 408 " وأبا " وفيها تحريف، وفي م: وأخبرنا عبد الحسين والصواب
ما أثبت.
4

ح وأخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا المطهر بن عبد الواحد
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد أنبأنا عبيد الله بن محمد بن
إسحاق بن منده قالوا أخبرنا أحمد بن محمد بن المرزبان حدثنا محمد إبراهيم بن
يحيى الحزوري حدثنا محمد بن سليمان لوين (1) حدثنا حبان (2) بن علي عن
محمد بن كريب (3) عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث وثلاث
وثلاث فثلاث لا يمين فيهن وثلاث الملعون فيهن وثلاث أشك فيهن فأما الثلاث التي
لا يمين فيهن فلا يمين مع والد ولا امرأة مع زوجها ولا المملوك مع سيده وأما
الملعون فيهن فملعون من لعن والديه وملعون من ذبح لغير الله وملعون من غير تخوم
الأرض وأما الذي أشك فيهن فعزيز لا أدري إن أكان نبيا أم لا ولا أدري ألعن تبع أم لا
قال ونسيت يعني الثالثة [2688]
وهذا الشك من النبي (صلى الله عليه وسلم) كان قبل أن يتبين له أمره ثم أخبر أنه كان مسلما
وذاك فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو علي بن المذهب أخبرنا
أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي حدثنا حسن حدثنا ابن
لهيعة حدثنا أبو زرعة عمرو (5) بن جابر عن سهل بن سعد قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا تسبوا تبعا فإنه أسلم [2689] ح
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أخبرنا أبو الفضل البرازي حدثنا جعفر بن
عبد الله أخبرنا محمد بن هارون الروياني حدثنا علي بن حرب حدثنا زيد بن أبي
الزرقاء عن ابن لهيعة عن أبي زرعة عمرو (5) بن جابر عن سهل بن سعد الساعدي
قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم [2690] ح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر

(1) بياض بالأصل واللفظة مستدركة عن المطبوعة 10 / 408 وانظر ترجمته في سير الاعلام 11 / 500 ولوين
لقبه. واللفظة غير مقروءة في م.
(2) رسمها غير واضح والصواب ما أثبت وحبان بالكسر، وفي المطبوعة 10 / 408 " جبار " تحريف، انظر في
تهذيب التهذيب ومحمد بن كريب 5 / 268 وترجمة حبان بن علي فيه أيضا 1 / 427 وفي م: جبان.
(3) بالأصل " ذؤيب " تحريف والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
(4) مسند الإمام أحمد 5 / 340.
(5) بالأصل " عمر " والمثبت عن مسند أحمد.
5

المخلص أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا أحمد بن
يوسف بن خالد التغلبي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن لهيعة عن أبي زرعة
عن سهل بن سعد الساعدي أنه سمعه يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسبوا تبعا فإنه قد
كان أسلم [2691] ح
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا
وأبو منصور بن زريق قال أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر
الكناني حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا محمد بن محمد بن صديق أبو حامد
البلخي حدثنا أحمد بن القاسم بن أبي برة حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان
الثوري عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسبوا تبعا فإنه
قد أسلم رواه غيره عن عكرمة فلم يرفعه [2692] ح
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر
المخلص أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أخبرنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا
يونس بن بكير عن زكريا بن يحيى المدني حدثنا عكرمة قال سمعت ابن عباس يقول
لا يشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان مسلما
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن الموازيني قالا أخبرنا أبو
الحسن بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو بكر أخبرنا محمد بن يوسف الهروي أخبرنا
محمد بن حماد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا عمران أبو الهزيل أخبرني تميم بن
عبد الرحمن قال قال لي عطاء بن أبي رباح أتسبون تبعا يا تميم قلت نعم قال فلا
تسبوه فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد نهى عن سبه [2693] ح
قال وأخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه
يقول نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس عن سب
أسعد وهو تبع قلنا يا أبا عبد الله وما كان أسعد قال كان على دين إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) وكان إبراهيم يصلي كل يوم صلاة ولم تكن
شريعة
قال وأخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " قوم "
تبع (1) أن عائشة أم المؤمنين قالت كان تبع رجلا صالحا قال كعب ذم الله قومه ولم
يذمه

(1) سورة الدخان، الآية: 37.
6

قال معمر فأخبرني تميم بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير يقول إن تبعا
كسى البيت ونهى سعيد عن سبه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد أخبرنا
محمد بن عبد الله بن الحسين (1) حدثنا عبد الله بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا عمران بن حدير (2) عن أبي مجلز قال جاء ابن عباس إلى عبد الله بن
سلام فقال إني أسألك عن ثلاث قال تسألني وأنت تقرأ القرآن قال نعم أسألك عن
تبع ما كان وأسألك عن عزير ما كان وأسألك عن الهدهد لم تفقده سليمان (صلى الله عليه وسلم) من بين
الطير قال أما تبع فإنه كان رجلا من العرب ظهر على الناس وسبى فتية من الأحبار فاشتد
عليهم أوقات (3) دعائهم فأنكر الناس تبعا قالوا قد ترك دينكم وآلهتكم فما تقولون أو
فما تأمرون فقالوا بيننا وبينهم النار التي تحرق الكاذب وينجو منها الصادق فعرض
ذلك على أصحابه فرضوا بذلك فعمد بهم تبع إلى النار فأمر الفتية أن يدخلوا فيها
فألقوا مصاحفهم في أعناقهم فلما أرادوا أن يدخلوها سفعت النار وجوههم فوجدوا حرها
فنكصوا فقال تبع لتدخلنها فدخلوها فانفرجت عنهم حتى مضوا ثم أمر قومه أن
يدخلوها (4) فلما أرادوا أن يدخلوها سفعت وجوهم فوجدوا حرها فنكصوا فأمر بهم
تبع أن يدخلوها فدخلوها (5) فانفرجت لهم حتى توسطوها فأحاطت (6) بهم وأحرقتهم
فأسلم تبع وكان رجلا صالحا
وأما عزير فإنه لما ظهر بخت نصر على بني إسرائيل خرب بيت المقدس وشقق
المصاحف ودرست السنة وكان عزير توحش في الجبال وكانت له عين يشرب منها
فمثلت له عند العين امرأة فلما جاء ليشرب فبصر بالمرأة فانصاع فلما جهده العطش أتاها
وهي تبكي قال ما يبكيك قالت أبكي على ابني قال كان يخلق قالت لا فكان
يرزق قالت لا فكان يرزق قالت لا وذكر الحديث قالت ما بالك ها هنا تركت قومك قال وأين قومي

(1) بعدها في م والمطبوعة 10 / 410 نا عبد الله بن محمد.
(2) بالأصل " جرير " والصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 6 / 363.
(3) بالأصل وم والمطبوعة: " أو فاستدعاهم " والمثبت عن المختصر 5 / 294.
(4) بالأصل: " أن يدخلوها فدخلوها فانفرجت لهم فلما أرادوا... " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 294.
(5) سقطت من الأصل وم واستدركت عن المختصر والمطبوعة 10 / 410.
(6) بالأصل وم " فاحتاطت " والمثبت عن المختصر.
7

قالت ادخل هذه العين فامش فيها تبلغ قومك قال فدخلها فجعل لا يرفع قدمه إلا زيد
في علمه فانتهى إلى قومه فأحيا لهم التوراة والسنة
وأما الهدهد فإن سليمان (صلى الله عليه وسلم) نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء فسأل عن بعد الماء
فقالوا الهدهد فعند ذلك تفقده
أخبرني أبو القاسم الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد محمد بن
موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم حدثنا يحيى بن جعفر ويعرف بابن أبي طالب أخبرنا أبو المنذر إسماعيل بن
عمر حدثنا البراء بن سليم الضبي حدثنا زيد البجلي أبو رجاء قال قال ابن عباس
سألت كعبا عن تبع فإني أسمع الله يذكر في القرآن قوم تبع ولا يذكر تبعا قال بلى
أخبرك عن تبع إن تبعا كان رجلا من أهل اليمن ملكا منصورا فسار بالجيوش حتى إذا
انتهى إلى سمرقند رجع وأنصرف فأخذ طريق الشام فأسر بها أحبارا فانطلق بهم أسراء
معه نحو اليمن وقد أعجبه قول الأحبار وصغى إليه حتى إذا دنا من مكة طار في الناس أنه
هادم الكعبة ودخل عليه الأحبار فقالوا (1) ما هذا الذي تحدث به نفسك إن هذا البيت لله وأنك لم تسلط عليه فقال إن هذا لله وإن أحق من خرب أو هدم هذا
البيت أنا (2)
شك أبو بكر يحيى بن أبي طالب فأسلم مكانه وأحرم فدخلها محرما
فقضى نسكه ثم انصرف نحو اليمن راجعا حتى قدم على قومه باليمن فدخل عليه
أشرافهم فقالوا يا تبع أنت سيدنا وابن سيدنا خرجت من عندنا على دين وجئت على
غيره فاختر منا أحد أمرين أما أن تخلينا وملكنا وتعبد ما شئت وأما أن تذر دينك الذي
أحدثت وبينهم يومئذ نار تنزل من السماء فقال الأحبار عند ذلك أجعل بينك وبينهم
النار فتواعد القوم جميعا على أن جعلوا بينهم النار فجئ بالأحبار وكتبهم وجئ
بالأصنام وعمالها وقدموا جميعا إلى النار (3) وقامت الرجال خلفها بالسيوف فهدرت
النار هدير الرعد ورمت (3) شعاعا لها فنكصوا أصحاب الأصنام وأقبلت النار فأحرقت
الأصنام وعمالها وسلم الآخرون وأسلم قوم واستسلم قوم فلبثوا بذلك عمر تبع حتى إذا

(1) بالأصل " فقال ".
(2) بياض بالأصل وم مقدار كلمة، والكلام متصل في المطبوعة، إذ يبدو أن لا نقص فيها.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة 10 / 411.
8

نزل (1) تبع الموت استخلف أخاه وهلك فقتل أخوه وكفروا صفقة واحدة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وعلي بن الحسن (2) الموازيني فقالا
أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو بكر أخبرنا محمد بن يوسف بن بشر
الهروي أخبرنا محمد بن حماد الطهراني أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن
فرات عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أربع آيات في كتاب الله تبارك وتعالى لم
أدر ما هي حتى سألت عنهم كعب الأحبار قوله تبارك وتعالى " قوم تبع " في القرآن ولم
يذكر تبعا قال إن تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في قومه من أهل الكتاب فكان
الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعيهم فقال أهل الكتاب لتبع إنهم ليكذبون
علينا قال تبع إن كنتم صادقين فقربوا قربانا فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه قال
فقرب أهل الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب فاتبعهم
وأسلم فهكذا ذكر الله تبارك وتعالى قومه في القرآن ولم يذكره
قال ابن عباس وسألته عن قول الله تعالى " وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب (3)
قال شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة
فانطلق سليمان يطوف إذا تصدق عليه بتلك السمكة فاشتواها فأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع
إليه ملكه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم القارئ (4) بمرو حدثنا عبد الله بن
الغزال حدثنا على بن الحسن بن شقيق أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثنا
عمر بن (5) سعيد بن أبي حسين أخبرني (5) ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير عن ابن
عباس قال اقبل تبع يريد الكعبة حتى إذا كان بكراع الغميم (6) بعث الله عليه ريحا لا يكاد

(1) بالأصل " ترك " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " الحسين " وهو: علي بن الحسن بن الحسين، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 437.
(3) سورة ص، الآية: 34.
(4) في المطبوعة: السياري. وفي م كالأصل.
(5) الزيادة في الموضعين عن المطبوعة، وانظر ترجمة ابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله، في سير
أعلام النبلاء 5 / 88 (30).
(6) كراع الغميم: (بالضم) موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة، وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال. (معجم
البلدان).
9

القائم يقوم إلا بمشقة وذهب القائم يقعد ويصرع وقامت عليهم ولقوا منها عناء قال ودعا
تبع حبريه فسألهما ما هذا الذي بعث علي قالا أو تؤمننا قال أنتم آمنون قالا فإنك
تريد بيتا يمنعه الله ممن أراده قال فما يذهب هذا عني قالا تجرد في ثوبين ثم تقول
لبيك ثم تدخل فتطوف بذلك البيت ولا تهيج أحدا من أهله قال فإن أجمعت علي هذا
ذهبت هذه الريح عني قالا نعم فتجرد ثم لبى قال ابن عباس فأدبرت الريح كقطع
الليل المظلم
أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي في كتابه حدثنا أبي أبو القاسم الحسين بن محمد
عن (1) أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس
حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله حدثنا سعيد بن عبد الرحمن حدثنا سفيان عن موسى بن أبي عيسى المديني قال لما
كان تبع بالدف من جمدان (2) دفت بهم ريح بدوابهم فأظلمت عليهم الأرض فدعا أحبارا
كانوا معهم فقالوا هل هممت لهذا البيت بشئ قال نعم أردت أن أهدمه فقالوا
فانو له خيرا أن تكتسوه وتنحر عنده قال ففعل فانجلت عنهم وإنما سمي الدف من أجل
ذلك
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي أخبرنا أبو
الحسن علي بن الحسن القرشي قراءة عليه حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد
الغازي النيسابوري نا الأستاذ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ
أخبرنا أبو عمر محمد بن سهل بن هلال البستي بمكة حدثنا أبو الحسن
محمد بن أبي نافع الخزاعي حدثنا أبو محمد إسحاق بن محمد حدثنا أبو الوليد
الأزرقي حدثني جدي عن سعيد بن سنان عن عثمان بن ساج عن محمد بن إسحاق قال
سار تبع الأول إلى الكعبة فأراد هدمها وكان من الخمسة الذين لهم الدنيا بأسرها وكان له
وزراء فاختار منهم واحدا وأخرجه معه وكان يسمى (3) عميارسنا لينظر إلى أمر مملكته
وخرج في مائة ألف وثلاثين ألفا من الفرسان ومائة ألف وثلاثة عشر ألفا من الرجالة

(1) بالأصل " بن " والصواب عن م.
(2) جمدان: هو من منازل أسلم بين قديد وعسفان (معجم البلدان).
(3) بالأصل: " يمسي " خطأ. والصواب عن م.
(4) بالأصل وم " الرجال " وما أثبت أصوب، عن المختصر.
10

وكان يدخل كل بلدة وكانوا يعظمونه وكان يختار من كل بلدة عشرة أنفس من حكمائهم
حتى جاء إلى مكة ومعه أربعة آلاف رجل من الحكماء والعلماء الذين اختارهم من بلدان
مختلفة فلم يتحرك له أحد ولم يعظموه فدعا (1) عليهم ودعاء عميارسنا وقال كيف شأن
أهل هذا البلد الذين لم يهابوني ولم يهابوا عسكري كيف شأنهم وأمرهم قال الوزير
إنهم غريبون (2) جاهلون لا يعرفون شيئا وإن لهم بيتا يقال له الكعبة وإنهم معجبون بها
ويسجدون للطاغوت والأصنام من دون الله عز وجل قال الملك إنهم معجبون بهذا
البيت قال نعم فنزل ببطحاء مكة معه عسكره وتفكر في نفسه دون الوزير ودون الناس
وعزم أن يأمر بهدم هذا البيت وأن التي سميت كعبة تسمى خربة وأن يقتل رجالهم ويسبي
نساءهم وذراريهم فأخذه الله عز وجل بالصداع وفتح في عينيه وأذنيه وأنفه وفمه ماء منتنا
فلم يكن يستقر أحد عنده طرفة عين من نتن الريح فاستيقظ لذلك وقال لوزيره أجمع
العلماء والأطباء وشاورهم في أمري فأجمع العلماء والأطباء عنده فلم يصبر أحد منهم
ولم يمكنهم مداواته فقال قد جمعت حكماء بلدان مختلفة ووقعت في هذه العلة فلم يقم
أحد في مداواتي فقالوا بأجمعهم يا قوم أمرنا أمر الدنيا وهذا أمر سماوي لا نستطيع
مرد أمر السماء واشتد الأمر على الملك فتفرق الناس وأمره كل ساعة أشد حتى أقبل الليل
وجاء أحد العلماء إلى وزيره فقال إن بيني وبينك سرا وهو أنه إن كان الملك يصدق لي في
كلامه وما نواه عالجته فاستبشر بذلك الوزير وأخذ بيده وحمله إلى الملك وقال للملك
إن رجلا من العلماء ذكر إن صدق الملك ما نواه في قلبه ولم يكتم شيئا منه عالجته
فاستبشر الملك بذلك وأذن له بالدخول عليه فدخل فقال إن بيني وبينك سرا أريد الخلوة
فيه فخلا به وقال هل نويت في هذا البيت أمرا قال نعم قال نويت أن أخرب هذا
البيت وأقتل رجالهم وأسبي نساءهم فقال إن وجعك وبلاءك من هذا اعلم أن صاحب
هذا البيت قوي يعلم الأسرار فيجب أن تخرج من قلبك جميع ما نويت من أذى هذا البيت
وذلك خير الدنيا والآخرة قال الملك قد أخرجت جميع المكروهات من قلبي ونويت
جميع الخيرات والمعروفات فلم يخرج العالم الناصح العالم حتى برأ من العلة وعافاه الله
عز وجل فآمن بالله عز وجل من ساعته وخرج من منزله صحيحا على دين إبراهيم (صلى الله عليه وسلم)

(1) المختصر: فغضب عليهم.
(2) في المختصر والمطبوعة: عربيون.
11

وخلع على الكعبة سبعة أثواب وهو أول من كسى البيت ودعا أهل مكة فأمرهم بحفظ
الكعبة وخرج هو إلى يثرب
ويثرب هي بقعة فيها عين ماء ليس فيها نبت ولا بيت ولا أحد فنزل على رأس العين
مع عسكره بجمع العلماء والحكماء الذين كانوا معه واختارهم من بلدان مختلفة ورئيس
العلماء العالم الناصح الشفيق لدين الله عز وجل الذي أعلم الملك شأن الكعبة ثم إنهم
اجتمعوا وتشاوروا فاعتزل من بين أربعة آلاف رجل عالم على أربعمئة رجل كل من
كان أعلم وأفهم وبايع كل واحد منهم صاحبه أنهم لا يخرجون من ذلك المقام وإن
ضربهم الملك وقتلهم (1) وقرضهم وأحرقهم وجاءوا بجملتهم ووقفوا بباب الملك
وقالوا إنا خرجنا من بلداننا فطفنا مع الملك زمانا وحينا ونريد أن نقيم في هذا المقام إلى
أن نموت فيه إنا قد عقدنا أن لا نخرج من هذا المقام إلى أن نموت وإن (2) قتلنا وحرقنا
فقال الملك للوزير انظر ما شأنهم يمتنعون عن الخروج معي وأنا أحتاج إليهم ولا
أستغني عنهم وأي حكمة في نزولهم في هذا المقام واختيارهم فخرج الوزير وجمعهم
وذكر لهم قول الملك فقالوا للوزير اعلم أن شرف هذا البيت وشرف هذه البلدة بسبب
هذا الرجل الذي يخرج يقال له محمد (صلى الله عليه وسلم) إمام الحق صاحب القضيب والناقة والتاج
والهراوة وصاحب القرآن والقبلة وصاحب اللواء والمنبر يقول لا إله إلا الله مولده
بمكة وهجرته إلى ها هنا فطوبى لمن أدركه وآمن به وكنا على رجاء أن ندركه أو يدركه
أولادنا فلما سمع الوزير مقالتهم هم أن يقيم معهم فلما جاء وقت الرحيل أمر الملك أن
يرتحلوا فقالوا بأجمعهم لا نرحل وقد أخبرنا الوزير بحكمة مقامنا ها هنا فدعا الملك
الوزير فقال له لم تخبر بالمقالة قال لأني عزمت على المقام معهم وخفت أن لا
تدعني واعلم أنهم لا يخرجون فلما سمع الملك منه تفكر أن يقيم معهم سنة رجاء أن
يدرك محمد (صلى الله عليه وسلم) وأمر الملك أن يبنوا أربع مائة دارا لكل رجل من العلماء دارا واشترى
لكل رجل منهم جارية وأعتقها وزوجها منه وأعطى لكل واحد منهم عطاء جزيلا وأمرهم
أن يقيموا في ذلك الموضع إلى وقت محمد (صلى الله عليه وسلم) وكتب كتابا وختمه بالذهب ودفع الكتاب
إلى العالم الذي نصحه في شأن الكعبة وأمره أن يدفع الكتاب إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) إن أدركه

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(2) في المختصر والمطبوعة: وإن قتلتنا وحرقتنا.
12

وإن لم يدركه إلى أولاده وأولاد أولاده أبدا ما تناسلوا إلى حين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان في
الكتاب أما بعد يا محمد فإني آمنت بك وبكتابك الذي أنزله الله عز وجل عليك وأنا
على دينك وسنتك وآمنت بربك ورب كل شئ وبكل ما جاءك من ربك عز وجل من
شرائع الإيمان والإسلام إنني قبلت ذلك فإن أدركتك فبها ونعمت وإن لم يدركك فاشفع لي
يوم القيامة ولا تنسى فإني من أمتك الأوابين وتابعيك قبل مجيئك وقبل إرسال الله تعالى
إياك وأنا على ملتك وملة أبيك إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) وختم الكتاب بالذهب ونقش عليه " لله
الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله (1) " وكتب عنوان الكتاب إلى
محمد بن عبد الله خاتم النبيين ورسول رب العالمين صلوات الله عليه من تبع الأول
حمير بن وردع أمانة الله في يد من وقع إليه إلى أن يوصل إلى صاحبه ودفع الكتاب
إلى العالم الذي نصح له في شأن الكعبة وأمره بحفظها وخرج تبع من يثرب ويثرب هو
الموضع الذي نزله العلماء وهو مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسار تبع حتى مر بغلسان بلد من بلاد
الهند فمات بها
ومن اليوم الذي مات فيه تبع إلى اليوم الذي ولد فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) ألف سنة لا زيادة ولا
نقصان ثم إن أهل المدينة
الذين نصروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أولاد أولئك العلماء الأربع مائة الذين
سكنوا دور تبع إلى أن بعث الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) فلما هاجر رسول الله وسمعوا
بخروجه استشاروا في إيصال الكتاب فأشار عليهم عبد الرحمن بن عوف وكان قد هاجر
قبل النبي (صلى الله عليه وسلم) أن اختاروا رجلا ثقة وابعثوا بالكتاب معه إليه فاختاروا رجلا يقال له أبو
ليلى وكان من الأنصار ودفعوا إليه الكتاب وأوصوه بمحافظة الكتاب والتبليغ وخرج
على طريق مكة فوجد محمدا (صلى الله عليه وسلم) في قبيلة سليم فعرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الرجل فدعاه فقال
أنت أبو ليلى قال نعم (2) قال ومعك كتاب تبع الأول فبقي الرجل متفكرا وذكر
في نفسه أن هذا من العجب ولم يعرفه فقال من أنت فقال فإني لست أعرف في
وجهك أثر السجود وتوهم أنه ساحر فقال لا بل أنا محمد هات الكتاب ففتح
الرجل رحله وكان يخفي الكتاب فدفعه إليه فقرأه أبو بكر على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال مرحبا
بالأخ الصالح ثلاث مرات وأمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة فرجع وبشر القوم

(1) سورة الروم، الآية: 4 و 5.
13

فأعطاه كل واحد منهم عطاء على تلك البشارة وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسأله أهل القبائل أن
ينزل عليهم وتعلقوا بناقته فقال دعوها فإنها مأمورة حتى جاءت إلى دار أبي أيوب
فبركت ونزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في دار أبي أيوب وأبو أيوب كان من أولاد العالم الناصح
تبع في شأن الكعبة وكانوا ينتظرونه وهم من أولاد العلماء الذين سكنوا يثرب في دور تبع
التي بناها (1) لهم والدار التي نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيها هي الدار التي بنى تبع
لرسول الله صلى الله عليه وسلم [2694] ح
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا
محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا حارث بن أبي أسامة أخبرنا
محمد بن سعد (1) أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي حدثني سليمان بن داود بن
الحصين عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال لما قدم تبع المدينة
ونزل بقناة فبعث إلى أحبار يهود فقال إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع
الأمر إلى دين العرب قال فقال له سامول اليهودي وهو يومئذ أعلمهم أيها الملك
إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل مولده بمكة اسمه أحمد وهذه دار
هجرته إن منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتلى والجراح أمر كثير في أصحابه وفي
عدوهم قال تبع ومن يقاتلهم يومئذ وهو نبي كما تزعم قال يسير إليه قوم فيقتتلون ها
هنا قال فأين قبره قال بهذا البلد قال فإذا قوتل لمن تكون الدبرة قال تكون عليه
مرة وله مرة وبهذا المكان الذي أنت عليه يكون عليه ويقتل (3) به أصحابه مقتلة عظيمة لم
يقتلوا في موطن ثم تكون العاقبة له ويظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد قال وما صفته
قال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عيينة حمر يركب البعير ويلبس الشملة
سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى أخ أو ابن عم أو حتى يظهر أمره قال تبع ما إلى
هذا البلد من سبيل وما كان ليكون أن خرابها على يدي فخرج تبع منصرفا إلى اليمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر
المخلص أخبرنا رضوان بن أمد أخبرنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير

(1) بالأصل وم " بنى ".
(2) طبقات ابن سعد 1 / 158 - 159 وبالأصل " عبد الله بن سعد ".
(3) عن ابن سعد، وبالأصل " لم يقل " وفي المطبوعة: " تقتل ".
14

أخبرنا محمد بن إسحاق قال (1) ثم إن تبعا أقبل من مسيره الذي كان سار يجول الأرض فيه
حتى نزل على المدينة فنزل بوادي قناة (2) فحفر فيها بئرا فهي اليوم تدعى بئر الملك قال
وبالمدينة إذ ذاك يهود والأوس والخزرج فنصبوا له فقاتلوه بالنهار فإذا أمسى أرسلوا إليه
بالضيافة وإلى أصحابه فلما فعلوا به ليال (3) استحيا فأرسل إليهم يريد (4) صلحهم
فخرج إليه رجل من الأوس يقال له أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن
عوف بن مالك بن الأوس وخرج إليه من يهود بنيامين القظري فقال
له أحيحة أيها الملك نحن قومك وقال بنيامين أيها الملك هذه بلدة لا تقدر على أن
تدخلها لو جهدت بجميع جهدك فقال ولم قال لأنها منزل نبي من الأنبياء يبعثه
الله (4) من قريش وجاء تبعا مخبر خبره عن اليمن أنه بعث عليها نار تحرق كلما مرت به
فخرج سريعا وخرج معه نفر من يهود فيهم بنيامين وغيره وهو يقول (5)
إني نذرت يمينا غير ذي خلف * ألا أجوز وبالحجاز مخلد
حتى أتاني من قريظة عالم * حبر لعمرك في اليهود مسود
ألقى إلي نصيحة كي أزدجر * عن قرية محجورة بمحمد
ولقد تركت بها رجالا وضعا * للنصر ينتظرون نور المهتدي *
قال ثم خرج يسير حتى إذا كان بالدف من جمدان من مكة على ليلتين أتاه ناس من
هذيل (6) بن مدركة وتلك منازلهم فقالوا أيها الملك ألا ندلك على بيت مملوء ذهبا
وياقوتا وزبرجدا تصيبه وتعطينا منه قال بلى فقالوا هو بيت بمكة (7) فراح تبع وهو
مجمع لهدم البيت فبعث الله عليه ريحا فقعت يديه ورجليه وشجت جسده فأرسل إلى
من كان معه من يهود فقال ويحكم ما هذا الذي أصابني قالوا أحدثت شيئا قال وما
أحدث فقالوا حدثت نفسك بشئ فقال نعم جاءني نفر من أهل هذا المنزل الذي

(1) سيرة ابن إسحاق ص 29.
(2) كذا بالأصل والمطبوعة 10 / 417 وفي سيرة ابن إسحاق: بوادي قبا.
(3) بالأصل: " لياليا ".
(4) زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
(5) الأبيات في سيرة ابن إسحاق، والثاني في الطبري 2 / 110 من أبيات.
(6) بالأصل " من " والمثبت عن سرة ابن إسحاق ص 30.
(7) في الطبري 2 / 107 إنما أراد الهذليون بذلك هلاكه لما قد عرفوا من هلاك من أراده من الملوك وبغى عنده.
15

رحنا منه فدلوني على بيت مملوء ذهبا وياقوتا وزبرجدا ودعوني إلى تخريبه وإصابة ما فيه
على أن أعطيهم منه شيئا فنويت لهم بذلك فبرحت وأنا مجمع لهدمه قال النفر الذين
كانوا معه من يهود ذلك بيت الله الحرام ومن أراده هلك فقال ويحكم فما المخرج مما
دخلت فيه قالوا تحدث نفسك أن تطوف به كما يصنع به أهله وتكسوه وتهدي
فحدث نفسه بذلك فأطلقه
وقال في شعره (1)
بالدف من جمدان فوز مصعد * حتى أتاني من هذيل أعبد
ذكروا لي البيت وقالوا كنزه * در وياقوت وفيه زبرجد * *
فأردت أمرا حال ربي دونه * والرب يدفع عن خراب المسجد *
قال ثم سار حتى دخل مكة فطاف بالبيت سبعا وسعى بين الصفا والمروة فأري
في المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف وكان أول من كساه ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافر ثم أري أن يكسوه أحسن من
ذلك فكساه الوصائل وصائل اليمن
وأقام بمكة ستة أيام فيما ذكر لي ينحر بها للناس ويطعم من كان من أهلها ويسقيهم العسل
قال فكان تبع فيما ذكر لي أول من كساه وأوصى به ولاته من جرهم وأمرهم بتطهيره
وأن لا يقربوه ميتة ولا دما ولا مئلاثا وهي المحائض وجعل له بابا ومفتاحا وقال تبع في
الشعر
ونحرنا في الشعب ستة آلاف * ترى الناس نحوهن ورودا
وكسونا البيت الذي حرم * الله ملاء (3) معضدا وبرودا
وأقمنا به من (4) الشهر ستا * فجعلنا لنا به إقليدا
وأمرنا للجرهميين خيرا * حين كانوا لحافتيه سهودا
ثم سرنا نؤم قصد سهيل * قد رفعنا لواءنا معقودا *
قال فلما أرادوا الشخوص إلى اليمن أراد أن يخرج الركن فخرج به معه فاجتمعت

(1) الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 30 وتاريخ الطبري 2 / 110 من أبيات مرفوعة الروي.
(2) في البيت إقواء.
(3) سقطت من الأصل واستدرك فوق السطر.
(4) في سيرة ابن إسحاق ص 31 لبابه.
16

قريش إلى خويلد بن أسد بن عبد العزى (1) بن قصي فقالوا ما دخل علينا يا خويلد أن
ذهب هذا بحجرنا قال وما ذاك قالوا (2) تبع يريد أن يأخذ حجرنا نحمله إلى أرضه
فقال خويلد ثم أخذ السيف وخرج وخرجت معه قريش بسيوفهم حتى أتوا تبعا فقالوا له
ماذا تريد يا تبع إلى الركن فقال أردت (3) أن أخرج به إلى قومي فقالت قريش الموت
أقرب من ذلك ثم خرجوا حتى أتوا الركن فقاموا عنده فحالوا بينه وبين ما أراد من ذلك
وقال خويلد فذلك شعرا (4)
دعيني أم عمرو ولا تلومي * ومهلا عاذلي لا تعذليني (5)
دعيني لأخذت الخسف منهم * وبيت الله حين يقتلوني *
فما عذري وهذا السيف عندي * وعضب نال قائمه يميني
ولكن لم أجد عنها محيدا * وإني زاهق ما أزهقوني (6) *
قال ثم خرج متوجها إلى اليمن بمن معه من جنود حتى إذا قدمها وكان لأهل اليمن
مدينتين (7) يقال لأحدهما (8) مأرب وللأخرى ظفار وكان منزل الملك في مأرب مبني بصفائح الذهب وكان منزله في ظفار
مبني (9) في الرخام فكان إذا شتا شتى في
مأرب وإذا صاف صاف في ظفار وكانت مأرب بها نشوء أبناء الملوك ويتعلمون بها
الكلام وكان ابن الحمير إذا بلغ قال أرسلوا به إلى مأرب ليتعلم فيها المنطق وكان في
ظفار اسطوان من البلد الحرام مكتوب في أعلاها بكتاب من الكتاب الأول لمن الملك
ظفار لحمير الأخيار لمن الملك ظفار لفارس الأحرار لمن الملك ظفار لقريش
التجار

(1) بالأصل وم: " عبد العزيز " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(2) بالأصل: " قال " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 31.
(4) الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 32.
(5) سقط البيت من الأصل واستدرك عن ابن إسحاق.
(6) في ابن إسحاق:
وإني راهق ما أرهقوني.
(7) كذا بالأصل، والصواب: مدينتان كما في ابن إسحاق.
(8) كذا في الأصل وم
(9) كذا في الأصل وم، والصواب " مبنيا ".
(10) الصواب: مبنيا.
(11) في سيرة ابن إسحاق: الأخيار.
17

فلما قدمها تبع نشرت التوراة اليهود وجعلوا يدعون الله على (1) النار حتى أطفأها
الله وكان لأهل اليمن شيطان يعبدونه (2) قد بنوا له بيتا من ذهب وجعلوا بن يديه
حياضا وكانوا يذبحون له فيها فيخرج فيصيب من ذلك الدم ويكلمهم ويسألونه وكانوا يعبدونه
فلما أن أطفأت اليهود النار قالوا (3) لتبع إن ديننا هذا الذي نحن (1) عليه خير من
دينك فلو أنك تابعتنا على ديننا فقد رأيت أن إلهك هذا لم يغن عنك شيئا ولا عن قومك
عند الذي نزل بكم فقال تبع فكيف نصنع به ونحن نرى منه ما ترون من الأعاجيب
فقالوا أرأيت إن أخرجناه عنك أتتبعنا على ديننا قال نعم فجاءوا إلى باب ذلك البيت
فجلسوا عليه بتوراتهم ثم جعلوا يذكرون اسم الله فلما سمع بذلك الشيطان لم يثبت
وخرج جهارا حتى وقع في البحر وهم ينظرون وأمر تبع بيته ذلك الذي كان فيه فهدم
وتهود بعض ملوك حمير ويزعم بعض الناس أن تبعا كان قد تهود
قال ولما فعل تبع ما فعل غضبت ملوك حمير وقالوا أما كان يرضى أن يطيل
غزونا ويبعدنا في المسير من أهلنا حتى طعن علينا أيضا في ديننا وعاب آباءنا فاجتمعوا
على أن يقتلوه ويستخلفوا أخاه من بعده
قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان أنا الحسن بن رشيق حدثني
الحسن بن آدم حدثني عبيد بن محمد الكشوري حدثني أحمد بن عبد الله بن عروة
حدثنا محمد بن عوسجة حدثني عبد الرحمن بن هشام هو ابن يوسف عن أبيه قال
ذكر حفص بن عمر عن عباد بن زياد المري عن من أدرك قال أقبل تبع يفتتح المدائن
ويقاتل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها وجمع أحبار اليهود
فأخبروه وأنه سيخرج نبي مكة يكون قراره بهذه البلدة اسمه أحمد وأخبروه أنه لا يدركه
فقال تبع للأوس والخزرج أقيموا بهذه البلدة فإن خرج فيكم فوازروه وصدقوه وإن لم
يخرج فأوصوا بذلك أولادكم فقال في شعره
حدثت أن رسول المليك * يخرج حقا بأرض الحرم
ولو مد دهري إلى دهره * لكنت وزيرا له وابن عم *

(1) زيادة عن ابن إسحاق ص 32.
(2) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(3) اسمه رئام كما في تاريخ الطبري 2 / 109.
18

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد
أخبرنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر أنبأنا محمد بن حماد أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا ابن التيمي يعني معتمر بن سليمان أخبرني الخليل بن أحمد
أخبرنا عثمان بن أبي حاصر قال قال لي ابن عباس لو رأيت إلي وإلى معاوية وقرأت "
في عين حمئة (1) " فقال معاوية حامية فدخل علينا كعب فسأله معاوية فقال كعب
أنتم أعلم بالعربية ولكنها تغرب في عين سوداء أو في حمأة لا أدري أي ذلك قال الخليل
شك قال فقلت ألا أنشدك قصيدة تبع (2)
قد كان ذو القرنين عمر (3) مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحشد
يأتي (4) المشارق والمغارب يبتغي * أسباب ملك (5) من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند مآبها (6) * في عين ذي خلب وثأط حرمد *
قال وأخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ابن المبارك عن عمرو بن ميمون بن مهران عن
عثمان بن أبي حاضر بنحو من هذا إلا أن ابن عباس قال له ما الخلب قال الطين
بلسانهم قال فما الثأط قال الحمأ قال فما الحرمد قال الشديد السواد فقال
ابن عباس يا غلام ائتني بالدواة قال فكتب
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أخبرنا الحسن بن
إسماعيل أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا أبو الحسن الربعي حدثنا محمد بن الحسين
البرجلاني (7) أنشدنا أبو زيد لتبع الأوس
منع البقاء تقلب الشمس * وطلوعها من حيث لا تمسي
وطلوعها بيضاء صافية * وغروبها صفراء كالورس

(1) سورة الكهف، الآية: 86.
(2) الأبيات في الطبري 2 / 109 - 110 من قصيدة مطلعها:
ما بال نومك مثل نوم الأرمد * أرقا كأنك لا تزال تسهد
(3) الطبري: قبلي.
(4) الطبري: ملك.
(5) الطبري: علم.
(6) الطبري: غروبها.
(7) رسمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت، عن الأنساب ومنه ضبطت، وهذه النسبة إلى يرجلان وهي
قرية من قرى واسط، ذكره السمعاني وترجم له. وفي م: الرجلاني.
19

تجئ على كبد السماء كما * يجري حمام الموت بالنفس *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر
المخلص أخبرنا رضوان بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير
أخبرنا محمد بن إسحاق قال (1) لما فعل تبع ما فعل غضبت ملوك حمير وقالوا ما كان
يرضى أن يطيل غزونا ويبعدنا في المسير من أهلنا حتى طغى (2) علينا أيضا في ديننا وعاب
آباءنا فاجتمعوا على أن يقتلوه ويستخلفوا أخاه من بعده فاجتمع رأي الملوك على ذلك
كلهم إلا ذو همدان (3) فإنه أبى أن يمالئهم على ذلك فثاروا به فأخذوه ليقتلوه فقال لهم
أتراكم قاتلي قالوا نعم قال أما لا فإذا قتلتموني فادفنوني قائما فإنه لن يزال لكم
ملك قائم ما دمت قائما فقتلوه قالوا والله لا يملكنا حيا وميتا فنكسوه على رأسه فقال في
ذلك ذو همدان في الذي كان من أمره
إن كان (4) حمير غدرت وخانت * فمعذرة الإله لذي رعين
ألا من يشتري سهرا بنوم (5) * سعيد من يبيت قرير عين *
وقال أيضا في ذلك عبد كلال بعد قتل أخيه واستخلافهم إياه حين قتل وجوه حمير
شفيت النفس ممن كان أمسى * قرير العين قد قتلوا كريمي *
فلما أن فعلت أصاب قلبي * بما قد جئت من قتل الزعيم (6)
أشاروا إلي بقتل أخ كريم * وليس له (7) الضرائب باللئيم
فعدت كان قلبي في جناح بعي * يش ليس يرجع في نعيم
وعاد القلب كالمجنون ينمو * إلى الغايات ليس بذي حميم
فلما أن قتلت به كراما * وصاروا كلهم كالمستليم
رجعت إلى الذي قد كان مني * كأن القلب ليس بذي كلوم

(1) سيرة ابن إسحاق ص 34 (واللفظ له)، وتاريخ الطبري 2 / 115 - 116 نقلا عن ابن إسحاق.
(2) في ابن إسحاق: طعن.
(3) في الطبري 2 / 115: " ذو رعين الحميري " والمثبت مثل عبارة ابن إسحاق.
(4) ابن إسحاق: " إن تك " وفي الطبري: " فإما حمير ".
(5) بالأصل: " شهرا بيوم " والمثبت عن ابن إسحاق والطبري.
(6) ابن إسحاق: رغيم.
(7) ابن إسحاق: أشاروا لي... وليس لذي.
20

جزى رب البرية ذارعين * جزاء الخلد من داع كريم
فإني سوف أحفظه وربي * وأعطيه الطريف مع القديم *
قال ثم استخلفوا أخا له يقال له عبد كلال (1) فزعموا أنه كان لا يأتيه النوم
بالليل فأرسل إلى من كان من يهود فقال ويحكم ما ترون شأني فقالوا إنك غير نائم
حتى يقتل جميع من مالأك على قتل أخيك فتبعهم (2) فقتل رؤوس حمير ووجوههم ثم
خرج ابن لتبع يقال له دوس حتى أتى قيصر فهو مثل في اليمن يضرب به بعد لا كدوس
ولا كمعلق رجله (3) فلما انتهى إلى قيصر دخل عليه فقال له إني ابن ملك العرب وأن
قومي عدوا على أبي فقتلوه فجئتك تبعث معي من يملك لك بلادي وذلك لأن ملكهم
الذي ملكهم بعد أبي قد قتل أشرافهم ورؤوسهم فدعا قيصر بطارقه (4) فقال ما ترون في
شأن هذا فقالوا لا نرى أن تبعث معه أحدا إلى بلاده العرب وذلك أنا لا نأمن هذا عليهم
ليكون إنما جاء يهلكهم فقال قيصر وكيف أصنع به وقد جاءني مستغيثا فقالوا اكتب له
إلى النجاشي ملك الحبشة وملك الحبشة يدين لملك الروم فكتب إليه (5) وأمره أن يبعث
معه رجالا إلى بلاده فخرج دوس بكتاب قيصر حتى أتى به النجاشي فلما قرأه نخر
وسجد له وبعث معه ستين (6) ألفا واستعمل عليهم روزبه (7) فخرج في البحر حتى أرسى
إلى ساحل اليمن فخرج عليهم وهو وقومه فخرجت عليهم حمير يومئذ فرسان أهل اليمن
فقاتل أهل اليمن قتالا شديدا على الخيل فجعلوا يكردسونهم كراديس ثم يحملون
عليهم فكلما مضى منهم كردوس تبعه آخر فلما رأى ذلك روزبه قال لدوس ما جئت بي
ها هنا (8) إلا لتحرر في قومك فلأبدأن بك ولأقتلنك (9) قبل أن أقتل فقال لا تفعل أيها

(1) كذا بالأصل وابن إسحاق ص 35 والزيادة السابقة عنه، وفي سيرة ابن هشام 1 / 39 والطبري 2 / 115:
عمرو بن تبان.
(2) ابن إسحاق: فتتبعهم.
(3) ابن إسحاق: " رحله " وفي ابن هشام 1 / 39: لا كدوس ولا كأعلاق رحله.
(4) ابن إسحاق: بطارققه.
(5) بالأصل " إليهن " والمثبت عن الطبري.
(6) في ابن هشام والطبري: سبعين ألفا.
(7) في ابن هشام 1 / 38 والطبري 2 / 125 " أرياط ".
(8) في ابن إسحاق: " لتجزرني قومك " وفي المطبوعة 10 / 422 " لتجرب بي ".
(9) بالأصل: " وإلا قتلتك " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق وفيها: " فلأقتلنك ".
21

الملك ولكن أشير عليك فتقبل مني قال نعم فأشر علي قال له دوس أيها الملك إن
حمير قوم لا يقاتلون إلا على الخيل فلو أنك أمرت أصحابك فألقوا بين أيديهم درقهم
وأترستهم ففعلوا ذلك فجعلت حمير تحمل عليهم فتزلق الخيل على الترسة والدرق
فتطرح فرسانها فيقتل الآخرون فلم يزالوا كذلك حتى رقوا وكثرهم الآخرون وأنهم
ساروا حتى دخلوا صنعاء فملكوها وملكوا اليمن "
22

ذكر من اسمه تبوك
985 تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد
ابن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن غنم بن حجر
أبو محمد مولى نصر بن الحجاج بن علاط (1) السلمي (2)
حدث عن هشام بن عمار تقدم ابنه أحمد بن تبوك
روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن
القاسم بن درستويه
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو طاهر بن الحنائي ح
وحدثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الحموي أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي
قالا أخبرنا أبو علي الأهوازي أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه بدمشق
حدثنا تبوك بن أحمد السلمي حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد حدثنا ابن جابر
حدثنا عمير بن هانئ حدثني جنادة حدثني عبادة بن الصامت قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
وأن عيسى عبد الله (3) ورسوله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار
حق أدخله الله من أي أبواب الجنة شاء [2695] ح
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسن بن النقور أنبأنا أبو

(1) بالأصل: " غلاظ " وفي م: علاظ والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 300.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 60 والعبر 2 / 221 وشذرات الذهب 2 / 326.
23

الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي حدثنا أبو القاسم البغوي إملاء حدثنا
داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر حدثنا عمير بن هانئ حدثني
جنادة بن أبي أمية حدثنا عبادة (1) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من شهد أن لا إله إلا الله وحده له وأن
محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن
الجنة حق وأن النار حق أدخله الله عز وجل أي أبواب الجنة الثمانية شاء [2696] ح
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب من الشيوخ في مدينة دمشق أبو محمد تبوك بن أحمد وذكر باقي نسبه
فقال مات في ذي الحجة سنة ثلاثين وثلاثمائة (2)
986 تبوك بن الحسن بن الوليد
ابن موسى بن راشد بن يزيد بن فندش بن عبد الله
أبو بكر الكلابي المعدل أخو عبد الوهاب
روى عن أبي الحسن بن جوصا ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي ومحمد بن
أحمد الخلال الرملي ومحمد بن بشر العكري الزبيري (3) وسعيد بن عبد العزيز
الحلبي وأحمد بن إبراهيم بن الحسن بن حبيب الزراد وأبي الحارث أحمد بن
سعيد بن محمد البزاز
روى عنه أخوه عبد الوهاب الكلابي وأبو نصر بن الجبان ومكي بن محمد بن
الغمر وأبو الحسن بن السمسار وتمام بن محمد وأحمد بن الحسن بن أحمد بن
الطيان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أخبرنا أبو الحسن مكي بن
محمد بن الغمر المؤدب أخبرنا أبو بكر تبوك بن الحسن بن الوليد الكلابي حدثنا

(1) بالأصل وم " عبيدة ".
(2) انظر سير أعلام النبلاء 15 / 60.
(3) بالأصل " العبركي الزنصري " والمثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 314.
قال ابن نقطة: الزنبري بنون، ووهمه الذهبي، وقال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مسلمة بن عتيق بن
عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام.
وفي المطبوعة 10 / 424 " العكبري " وفي م: العكبري النضري.
24

محمد بن أحمد الخلال بالرملة حدثنا أحمد بن شيبان الرملي حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم
عن (1) عبد الله بن معقل قال دخلت أنا
وأبي على ابن مسعود فقال له أبي أنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الندم توبة قال
نعم أنا سمعته يقول الندم توبة [2697] ح
أخبرنا عاليا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو أنبأنا أبو
بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب
حدثنا أحمد بن شيبان فذكره بإسناده مثله غير أنه قال فقال له أبي سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرناه أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو العباس أنبأنا أبو نصر بن
الجبان أنبأنا تبوك بن الحسن (2) أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد قراءة
عليهما قالا أنبأنا سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي حدثنا أبو نعيم عبيد الله بن
هشام حدثنا مالك بن أنس عن الزهري أن مروان بن الحكم قال سألت زيد بن ثابت
عن الخلسة (3) فقال ليس في الخلسة (4) قطع
قال وحدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي
أخبرنا بهما أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الكريم بن حمزة قالا أنبأنا أبو
القاسم الحنائي قال حدثنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا سعيد بن عبد العزيز فذكرهما
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أخبرنا جدي أبو محمد أنبأنا أبو علي الأهوازي
إجازة قال قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه تبوك بن الحسن بن الوليد
أخوه
قال أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني رأيت في كتاب عتيق مات تبوك العدل بدمشق يوم
الأربعاء لإحدى وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وهو
تبوك بن الحسن بن الوليد الكلابي أخو عبد الوهاب.

(1) بالأصل " بن " خطأ والصواب عن م.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ وهو صاحب الترجمة.
(3) بالأصل وم والمطبوعة 10 / 425 " الجلسة " في الموضعين وهو خطأ والصواب عن اللسان (خلس)، وفي
رواية أخرى فيه: الخليسة.
25

987 - تبوك بن خالد بن يزيد
ابن عبد الله بن غنم بن حجر السلمي
حكى عنه ابنه أحمد بن تبوك، والقاسم بن زيال بن عامر.
امتدحه أبو تمام حبيب بن أوس (1)
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد نا (2) أحمد بن
المعلى
حدثنا القاسم بن زيال بن عامر قال سمعت تبوك بن خالد يقول كنت أنا وأخي
الكدوس أخلاء لعلي بن عبد الله بن خالد فبلغنا أنه يريد الخروج فأتيناه فعاتبناه على
ذلك فحلف لنا أنه ما يريد من ذلك شيئا فصوبنا رأيه ثم عدنا إليه بعد ثلاثة أيام فإنا
لجلوس نحادثه إذ دخل عليه سعيد بن حميد المعروف بأبي العجائز فقال السلام عليك
أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه وعليك السلام فقمنا وكل واحد منا يقول
لصاحبه قد طغى الشيخ فلما أظهر أمره وبايع الناس له ودخل إلى مدينة دمشق أتيناه نهنئه
فقال إنكم لتقولون بألسنتكم ما ليس في قلوبكم
988 تبيع بن عامر
أبو عبيدة ويقال أبو حمير ويقال أبو غطيف ويقال أبو عامر الحميري
ابن امرأة كعب الأحبار يقال إنه أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم (3) في زمان أبي بكر
الصديق وقرأ القرآن على مجاهد بأرواد (4) جزيرة في البحر قريبة من القسطنطينية وكانا
غازيين بها
وروى عن أبي الدرداء وكعب الأحبار
روى عنه مجاهد وأبو قبيل وأيمن وعطاء بن أبي رباح وحكيم بن عمير

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة 10 / 425.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 320 وسير أعلام النبلاء 4 / 413 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر
ترجمت له.
(3) زيادة عن سير الاعلام وتهذيب التهذيب.
(4) انظر معجم البلدان، ويقال إن مجاهدا أقرأه القرآن برودس.
26

الحمصي وتدوم بن صبح الحميري وزرعه بن معشر اليحصبي وحيان أبو النضر
وهو شامي شهد عمرو بن سعيد حين عصي بدمشق وخالف عبد الملك ونهاه عن
ذلك
أخبرنا أبو سعد البغدادي أخبرنا محمود بن جعفر بن محمد وأبي الطيب
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان سلة ح
وأخبرنا أبو الغنائم مسعود بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم
النقاش أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد قالا أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن
البغدادي حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي حدثنا أحمد بن حرب
البزار حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل حدثنا سعد بن زيد عن واصل عن
قيس بن سعد عن عطاء عن تبيع عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه فكله وتموله [2698]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر أخبرنا أبو
محمد بن أبي شريح أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار حدثنا أحمد بن زنجويه
حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا عبد الملك عن (1) عطاء عن أيمن عن تبيع عن كعب قال
من أحسن الوضوء ثم صلى العشاء الآخرة ثم صلى بعد أربع ركعات يتم الركوع
والسجود يعلم ما يقرأ فيهن كن له بمنزلة ليلة القدر
ذكر أبو محمد بن زبر فيما قرأته من كتاب ابنه أبي سليمان عنه قال قال أبو الحسن
المدائني قرأت على أبي السائب عن ميمون بن مهران قال لما خرج عبد الملك من
دمشق عام قتل عمرو بن سعيد قال تبيع بن امرأة كعب ليزيد بن حصين بن نمير لا تصلون
إلى وجهكم قال الذي تريدون حتى يرجع خالد بن يزيد خالعا فيغلب على دمشق
فيرجع عبد الملك فيحصره ويقاتله ثم يصالحه ثم يقتله فلما صنع عمرو بن سعيد ما صنع
قال يزيد بن حصين لتبيع ألم تخبرني أن خالد بن يزيد خلع ويتحصن في دمشق ويحصره
عبد الملك فقال تبيع وجدت في الكتب أن رجلا من قريش يفعل ذلك فقلت تراني

(1) بالأصل وم " بن " خطأ.
27

هو خالد بن يزيد لخروج الملك من أيديهم ولم يخطر ببالي أن عمرا يفعل هذا بابن خاله
قال أبو الحسن عن إسحاق بن أيوب عن خليد (1) بن عجلان قال قال ابن امرأة
كعب لعمرو بن سعيد حين خلع إني قد قرأت في الكتب أن رجلا من قريش يسافر مع
ملك ثم يغدر به ويدخل مدينة من مدائن الشام يتحرز فيها ثم يقتل وأنا خائف عليك فاتق
لا تكونه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أخبرنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أخبرنا محمد بن
الحسن بن أحمد أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق أخبرنا عمر بن أحمد الأهوازي
حدثنا خليفة بن خياط قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات تبيع أبو عتبة (2) ح أخبرنا
أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار أخبرنا أبو العلاء الواسطي أخبرنا أبو بكر
البابسيري أخبرنا أبو أمية بن العلاء حدثنا آبي قال قال أبو زكريا وتبيع بن حمير
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن
معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الثانية من
تابعي أهل الشام تبيع بن امرأة كعب الأحبار وكان عالما وقد قرأ الكتب وسمع من
كعب علما كثيرا ويكنى أنا عبيد وفي بعض الحديث يكنى أبا عامر
أخبرنا أبو غالب ابن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أخبرنا أبو القاسم بن
عتاب أخبرنا أحمد بن عمير قراءة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أخبرنا
الحسن لا لربعي أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أخبرنا ابن عمير قراءة قال أخبرنا
أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة الثانية قال وتبيع بن امرأة كعب أبي إسحاق أبو أيمن

(1) بالأصل: " عن إسحاق أن أيوب بن خليل بن عجلان " والصواب ما أثبت انظر مختصر ابن منظور 5 / 301
والمطبوعة 10 / 427.
(2) رسمها مضطرب بالأصل ويمكن قراءتها " أبو عبيد " وفي م: عنه والمثبت عن المطبوعة 10 / 427.
(3) كذا بالأصل، وفي المطبوعة: تبيع أبو عتبة، وفي م: وتبيع أبو حمير.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 452.
(5) ورد في سير أعلام النبلاء 4 / 413 حول كنيته قال الذهبي: وله سبع كنى ذكرها الحافظ ابن عساكر وهي:
أبو عبيدة، وأبو عبيد، وأبو عتبة، وأبو أيمن، وأبو حمير، وأبو غطيف، وأبو عامر، والأولى أشهرها.
28

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا تمام بن
محمد أخبرنا جعفر بن محمد حدثنا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من
تابعي أهل الشام تبيع
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا
أبو أحمد زاد بن خيرون ومحمد بن حسن الأصبهاني قالا أخبرنا أحمد بن
عبدان أخبرنا محمد بن سهل أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (1) تبيع بن امرأة كعب
أبو عبيد عن كعب قوله روى عنه مجاهد يقال من حمير حديثه في الشاميين وروى
عنه عدة من أهل الأمصار أيضا
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنبأنا أحمد بن منصور أخبرنا أبو سعيد بن حمدون
أخبرنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبيد تبيع بن امرأة
كعب عن كعب روى عنه شفى (2)
أخبرنا أبو طالب الحسن بن محمد بن علي الزينبي (3) في كتابه وأخبرنا عمي
رحمه الله الحسن بن قاسم قراءة أخبرنا أبو طالب قراءة أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن (4) التنوخي أنبأنا أبو الحسن التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أخبرنا أبو
بكر بن أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال في الطبقة
العليا من أهل حمص التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو عبيدة تبيع بن عامر كان رجلا
مرحلا دليلا للنبي (صلى الله عليه وسلم) قال فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم
مع أبي بكر وقد كان يقص عند أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو بن

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 159.
(2) رسمها غير واضح بالأصل وم ولعل الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
(3) رسمها مضطرب بالأصل، وفي المطبوعة " الرسي " والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة
7 / 426 وورد فيها " الحسين " وفي المطبوعة عبد الله بن جابر - ص 675 " الحسن " كالأصل. وورد في
سير الاعلام ترجمته 19 / 353 " الحسين " وفيها " الزينبي " أيضا.
(4) بالأصل وم " الحسين " خطأ والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 649.
29

العاص إذا أقبل تبيع فقال عبد الله أتاكم أعلم من عليها فلما جلس قال عبد الله بن
عمرو يا أبا عبيدة (1)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أبنا البنا قالا أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
أبي الحسن الدارقطني ح
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد أنبأنا أبو
الحسن الدارقطني قال تبيع بن عامر الحميري أبو حمير يقال هو ابن امرأة كعب
الأحبار
حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد الأزهر حدثنا
المفضل (2) بن غسان الغلابي عن يحيى بن معين قال تبيع أبو حمير وقال البخاري
هو أبو عبيد بن حمير وقال أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخ الحمصيين أبو عبيدة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري ح
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي حدثنا أبو
الفتح نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو زكريا البخاري أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال تبيع
بالتاء معجمة باثنتين (3) من فوقها وبعدها ياء معجمة بواحدة هو تبيع ابن امرأة كعب
صاحب الملاحم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال أما هو تبيع (5) أوله
مضموم وثانيه مفتوح فهو تبيع بن عامر الحميري أبو حمير بن امرأة كعب الأحبار
وقال البخاري هو أبو عبيد وقال صاحب تاريخ الحمصيين هو أبو عبيدة وقال ابن

(1) كذا بالأصل وم والمطبوعة ينتهي الخبر ويبدو أن هناك سقطا. وفي تهذيب التهذيب 1 / 320 وبعد قوله
عبد الله: فذكر حديثا.
وفي المختصر لابن منظور 5 / 302 بعد قوله: يا أبا عبيدة (يتابع:) أخبرنا عن الخيرات الثلاث، والشرات
الثلاث، قال: نعم، الخيرات الثلاث: لسان صدق، وقلب نقي، وامرأة صالحة، والشرات الثلاث: لسان
كذوب، وقلب فاجر وامرأة سوء، فقال عبد الله: قد قلت لكم.
(2) بالأصل: الفضل، والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 492.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
30

يونس كنيته أبو غطيف وهو كلاعي من ألهان (1) ناقلة من حمص روى عنه أبو هند بن
عاقب المعافري والملامس بن جذيمة الحضرمي وتدوم بن صبح الميتمي (2)
وخثيم بن سبنتي (3) الزبادي (4) وقيس بن الحجاج السلفي وسعية الشعباني (5)
وعقبة بن مرة الخولاني وربيعة بن سيف المعافري وإبراهيم بن نشيط الوعلاني
وغيرهم توفي بالإسكندرية سنة إحدى ومائة
ثم قال (6) أما حمير بكسر الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الياء المعجمة باثنتين (7) من تحتها أبو حمير تبيع امرأة كعب قاله يحيى بن معين وقال غيره أبو
عبيد وقيل أبو عبيده
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد سبط البيهقي قالا
أخبرنا أبو زكريا بن إسحاق أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب حدثنا محمد بن
عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد الله بن
حبيب قال رأيت ابن عباس يسأل تبيعا هل سمعت كعبا يذكر السحاب بشئ
قال سمعت كعبا يقول إن السحاب غربال المطر ولولا السحاب لأفسد المطر ما
يقع عليه قال صدقت وأنا سمعته قال وسمعت كعبا يذكر أن الأرض تنبت العام نبتا
وقابل غيره قال نعم قال وسمعت كعبا يقول إن البذر ينزل مع المطر فيخرج في
الأرض قال نعم صدقت وأنا قد سمعته
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا
أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا
الربيع بن سليمان المرادي (8) المصري حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا سليمان بن

(1) ألهان مخلاف باليمن، وبنو ألهان قبيلة (قاموس محيط).
(2) بالأصل " التيمي " والمثبت عن الاكمال.
(3) رسمها وإعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن الاكمال، وفي الأصل والمطبوعة " وخيثم بن سبتا ".
(4) بالأصل " المزيادي " والمثبت عن الاكمال.
(5) بالأصل وم " شعبة السعباني " والمثبت عن الاكمال.
(6) الاكمال 2 / 515 و 516.
(7) بالأصل: باثنين.
(* 8) بالأصل " الماردي " والصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 587.
31

بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني قال رأيت ابن
عباس مر على بغله وأنا في بني سلمة فمر به تبيع بن امرأة كعب وسلم على
ابن عباس فسأله ابن عباس هل سمعت كعب الأحبار يقول في السحاب شيئا قال نعم قال السحاب
غربال المطر لولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض
قال سمعت كعبا يقول في الأرض تنبت العام نباتا وتنبت عاما قابلا غيره قال نعم
سمعته يقول أن البذر ينزل من السماء قال ابن عباس وقد سمعت ذلك من كعب
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن
حدثنا بشر بن موسى حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب
حدثنا النعمان بن عمرو بن خالد عن حسين بن شفي ح
وأخبرنا أبو القاسم
الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي وبشرى بن عبد الله الرومي قالا أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن
مالك حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا سعيد يعني ابن
أبي أيوب حدثنا النعمان بن عمرو بن خالد عن بشير بن شفي كذا قالا والصواب
عن حسين بن شفي قال كنا جلوسا عند عبد الله بن عمرو فأقبل تبيع فقال عبد الله أتاكم
أعرف من عليها فلما جلس قال له عبد الله أخبرنا زاد الواسطي يا أبا عبيد الله وقالا عن
الخيرات الثلاث والشرات وقال الواسطي وشرات الثلاث قال نعم الخيرات
الثلاث اللسان الصدوق (1) وقال الواسطي لسان صادق وقلب نقي وامرأة صالحة والشرات وقال الواسطي
وشرات الثلاث لسان كذوب وقال الواسطي فاجر
وقالا وقلب فاجر وامرأة سوء فقال عبد الله قد قلت لكم
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أخبرنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا
محمد بن الحسين أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا زيد
وعبد العزيز قالا أخبرنا ابن وهب حدثني الليث بن سعد عن رشيد بن كيسان

(1) بالأصل: والصدوق.
(2) المعرفة والتاريخ 3 / 323 - 324.
32

الفهمي قال كنا برودس (1) وأميرنا (2) جنادة بن أبي أمية الأزدي فكتب إلينا معاوية بن أبي
سفيان إنه الشتاء ثم الشتاء فتأهبوا له فقال له تبيع ابن امرأة كعب الأحبار تقفلون إلى
كذا وكذا فقال الناس وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية إنه الشتاء ثم الشتاء فأتاه بعض
أهل خاصته من الجيش فقال ما يسميك الناس إلا الكذاب لما تذكر لهم من الفعل الذي لا
يرجونه فقال تبيع فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا وآية ذلك أن
يأتي ريح فتقلع هذه التينة (3) التي في مسجدهم هذا وانتشر قوله فيهم فأصبحوا ذلك
اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك وكان يوما لا ريح فيه فانتظروا حتى احتاجوا إلى المقيل
والغداء وملوا فانصرفوا إلى مساكنهم أو إلى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار وقد بقي في
المسجد بقايا من الناس فأقبلت ريح عصار فأحاطت بالتينة (4) فقلعتها وتصايح الناس في
منازلهم خرجت التينة (5) فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل فرأوا شيئا
لاصقا (6) يتحول في الماء حتى تبين لهم أنه قارب فأتاهم بموت معاوية وبيعة يزيد ابنه
وآذنهم بالقفل فتركوا (7) تبيعا وأثنوا عليه خيرا ثم قالوا وأخرى بقيت قد دخل الشتاء
ونحن نخاف أن تتكسر مراكبنا فقال لهم تبيع لا ينكسر لكم عود يضركم (8) ولا ينقطع
لكم حبل يضركم حتى تردوا بلادكم فساروا فسلمهم الله عز وجل
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل
الباطرقاني أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق حدثنا أبو سعيد بن يونس حدثنا
محمد بن موسى بن النعمان حدثنا زيد بن عبد الرحمن بن أبي الغمر حدثنا أبي
حدثنا ابن وهب حدثني موسى بن أيوب الغافقي عن سليط بن سعد في نسخة شعبة
الشعباني عن أبيه أنه كان مع تبيع بالإسكندرية مقفلة من رودس فقال يا معشر العرب إذا

(1) رودس: جزيرة مقابل الإسكندرية على ليلة منها في البحر وهي أول بلاد الفرنجة (معجم البلدان).
(2) بالأصل: " وأخبرنا " والمثبت عن م وانظر المعرفة والتاريخ.
(3) في الأصل: " التنية " والمثبت عن المعرفة والتاريخ وم، وفي مختصر ابن منظور 5 / 302 الثنية.
(4) بالأصل " بالثنية " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(5) في المعرفة والتاريخ: خرت التينة خرت التينة.
(6) في المعرفة والتاريخ: لائحا يتجول.
(7) في المعرفة والتاريخ: " فشكروا " وفي المختصر: فزكوا.
(8) الزيادة عن م وانظر المعرفة والتاريخ، وفي المختصر: " نصركم " في الموضعين.
33

اعتدت مسلمة الأرض على أربعة إبلا فعليكم بالهرب فقالوا يا أبا غطيف إلى أين الهرب
قال إلى دار الآخرة فإن مسلمة الأرض سيغلبوا (1) على الدنيا وأعمالها الصواب سعبة
بالسين
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا محمد بن أبي
المعروف أخبرنا أبو سهل الإسفرايني حدثنا أبو جعفر الحذاء حدثنا علي بن
المديني حدثنا حماد زيد حدثنا يزيد بن حازم عن عمه جرير بن زيد قال سمعت تبيعا
يقول إني لأجد نعت أقوام يتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العبادة ويلتمسون في الدنيا
بعمل الآخرة يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب فبي يغترون وإياي يخادعون فبي حلفت لأتيحن (2) لهم فتنة تترك الحكيم (3) فيها حيران
أخبرنا أبو الحسين بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا يحيى بن بكير حدثني
خنيس بن عامر المعافري عن ربيعة بن سيف عن تبيع قال إذا فاض الظلم فيضا (4)
وكان الولد لوالده غيظا والشتاء قيظا والحلم حيفا والشرطة سيفا أتاكم الدجال يزيف زيفا
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا
أبو سليمان الخطابي حدثني علكان المروزي حدثنا علي بن بشير حدثنا حسين بن
عمرو العنقزي حدثني أبو بلال الأشعري قال قال تبيع صاحب كعب الأحبار من أعرق
فيه الفارسيات لم يخطه دين أو حلم (5) ومن أعرقت فيه الروميات لم يخطئه شدة (6) أو
ثقابة ومن أعرقت فيه الحبشيات لم يخطئه سكر أو تأنيث
أخبرنا أبو محمد العلوي وأبو الفضل بن سليم في كتابيهما وحدثني أبو بكر
اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن

(1) كذا بالأصل وم.
(2) عن مختصر ابن منظور 5 / 303 وفي الأصل وم والمطبوعة: " لأتنجز ".
(3) في المختصر والمطبوعة: الحليم.
(4) عن المختصر وبالأصل " قيما ".
(5) في المطبوعة: حكم.
(6) زيادة عن وم وانظر مختصر ابن منظور 5 / 303.
34

إسحاق بن مندة قال أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال تبيع بن عامر الكلاعي من ألهان
يكنى أبا غطيف ناقلة من حمص حدث عنه أبو هبة (1) بن عاقب المعافري والملامس بن
جذيمة الحضرمي وتدوم بن صبح الميتمي وسعية الشعباني وعقبة بن مرة الخولاني
وربيعة بن سيف المعافري وخثيم بن سنبتي الزبادي وقيس بن الحجاج السلفي
وإبراهيم بن نشيط الوعلاني وغيرهم توفي بالإسكندرية سنة إحدى ومائة
989 تتش بن ألب رسلان أبي شجاع
مجد بن داود بن ميكال
أبو سعيد الملك المعروف بتاج الدولة التركي السلجوقي
استنجده أتسز بن أوق (3) التركي صاحب دمشق على جيش قدم من مصر فقدم
دمشق في سنة اثنتين (4) وسبعين وأربع مائة وقتل أتسز وغلب على البلد وامتدت ولايته
إلى أن قتل يوم الأحد سابع عشر صفر سنة ثمان وثمانين وأربع مائة بنواحي الري وكان قد
توجه إلى خراسان عند موت أخيه أبي الفتح ملك شاه بن ألب رسلان (5) لطلب الملك
فلقيه ابن أخيه بركيارق فقتل في المعركة وصار الأمر بعده بدمشق لابنه (6) دقاق بن تتش
قرأت بخط أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف بن زريق المقرئ دخل تاج
الدولة يعني دمشق لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين (4) وسبعين
وحسنت السيرة بدمشق في أيام تاج الدولة
990 تكين أبو منصور الخزري الخاصة
مولى المعتضد على الله (7)
حدث عن يوسف بن يعقوب القاضي

(1) كذا تقرأ بالأصل وم، وفي المطبوعة: أبو هند.
(2) وفيات الأعيان 1 / 295 الوافي بالوفيات 10 / 378 وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 116. 120.
(3) بالأصل: أدق والمثبت عن الوافي.
(4) بالأصل " اثنين " وفي البداية والنهاية وابن خلكان " سنة 471 ".
(5) في الوفيات: أرسلان.
(6) بالأصل: " دفاق " والمثبت عن البداية والنهاية والمنتظم حوادث سنة 486.
(7) الوافي بالوفيات 10 / 386 وفيه تكين بن عبد الله.
35

روى عنه علي بن محمد بن رستم المادرائي
وولي دمشق في خلافة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله مرارا إحداهن في سنة
اثنتين (1) وثلاثمائة وقدمها في المحرم سنة ثلاث
وثلاثمائة فلم يزل أميرا عليها إلى سنة سبع
وثلاثمائة وعزل
والثانية في سنة تسع وثلاثمائة فكان أميرا إلى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
والثالثة قدم أميرا عليها فلم يزل إلى أن قتل المقتدر سنة عشرين وثلاثمائة وقد كان
ولي مصر من قبل المقتدر أيضا غير مرة إحداهن في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين
وعزل عنها سنة اثنتين (1) وثلاثمائة والمرة الثانية في شعبان سنة سبع وثلاثمائة ثم صرف
عنها في ربيع الأول سنة تسع وثلاثمائة (2) ورد إلى دمشق والثالثة في ذي القعدة سنة
إحدى عشرة وثلاثمائة بعد عزله عن دمشق فقدمها يوم عاشوراء سنة اثنتي عشرة وأقام
أميرا على مصر بقية خلافة المقتدر وأمره القاهر عليها إلى أن مات تكين بمصر وهو واليها
يوم السبت لست عشرة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وأخرج في
تابوت إلى بيت المقدس فكانت إمرته الثالثة عليها لسبع (3) سنين وشهرين وخمسة أيام
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) وأما تكين أوله تاء
معجمة باثنتين من فوق وآخره نون فهو تكين أبو منصور مولى المعتضد أمير مصر حدث
عن يوسف بن يعقوب القاضي روى عنه علي بن محمد بن رستم المادرائي
991 تليد الخصي مولى عمر بن عبد العزيز
ويقال مولى زبان بن عبد العزيز سكن مصر
وحدث عن عمر بن عبد العزيز قوله
روى عنه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن

(1) بالأصل " اثنين " وفي البداية والنهاية وابن خلكان " سنة 471 ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وم واستدرك عن المطبوعة.
(3) في المطبوعة 10 / 435 " تسع " وانظر ولاة مصر للكندي ص 295 و 289.
(4) الاكمال لابن ماكولا 1 / 511.
36

الحسن بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا نا أبو بكر الباطرقاني
أخبرنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثنا علي بن الحسن بن قديد
حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا ابن وهب حدثني الليث عن تليد الحضرمي (1) مولى
عمر بن عبد العزيز حدثه قال كان عمر بن عبد العزيز إذا صلى الصبح في خلافته جلس
في مجلسه الذي ينظر فيه في أمر الناس فلا يكلم أحدا حتى يقرأ قاف والقرآن المجيد
كان يفعل ذلك حتى مرض مرضه الذي مات فيه
قال وقال أبو سعيد بن يونس تليد الخصي مولى زبان بن عبد العزيز بن مروان
حدث عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد ثم ساق الحديث الذي تقدم "

(1) كذا بالأصل، وفي م: حدثني الليث بن تليد الحضرمي.
37

ذكر من اسمه تمام "
992 تمام بن إبراهيم التوزي
قدم دمشق وحدث بها عن الحسن بن عبد الله الشيرازي
روى عنه عبد العزيز الكتاني
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن إبراهيم
التوزي قدم علينا حدثنا حسن بن عبد الله الشيرازي حدثنا عباس الدقاق بالبصرة
قال رأيت بشر بن الحارث الحافي في المجلس فكان يعظ الناس قال فدخل إليه رجل
فقير فقال أيها الشيخ امتنعت من أخذ البر من الخلق لإقامة جاهك عندهم فإن كنت
متحققا بالزهد والورع فخذ ما يعطوك (1) الناس واعطه الفقراء قال فاشتد عليه وعلى أهل
مجلسه فقال اسمع أيها الشيخ الجواب الفقراء ثلاثة واحد لا يسأل وإن يعطى لا
يأخذ (2) ذاك من الروحانيين إذا سأل الله أعطاه وإذا أقسم على الله عز وجل أبر قسمه
وفقير لا يسأل وإن يعطى قبل ذلك هو من أوسط القوم ممن توضع موائده في حظيرة القدس
عنده في التوكل والسكون ومعنا آخر اعتقاده الصبر وموافقة الأيام إذا طرقته الفاقة خرج إلى
خلق الله وقلبه مع الله في السؤال فكفاه مسألته صدقته
لا أحسب هذا الإسناد متصلا والله أعلم

(1) كذا بالأصل وم.
(2) بالأصل " يؤخذ " والصواب عن م، وفيها: وإن يعطي لا يأخذ.
38

993 تمام بن حبيب أبي تمام
ابن أوس الطائي الشاعر (1)
أصله من جاسم (2) وسكن العراق وامتدح بها محمد بن عبد الله بن طاهر أمير
خراسان
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله بن العالمة وأبو القاسم بن
السمرقندي قالا أنبأنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الخطيب أخبرنا
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي المعروف بالخالع أنبأنا عمي أبو عمرو
عثمان بن جعفر بن محمد بن الحسين الجواليقي أخبرنا أبو مقاتل محمد بن العباس بن
أحمد بن أحمد بن مجاشع حدثنا سعيد بن العباس حدثنا حماد بن إسحاق حدثنا ابن
حراف قال لما قدم محمد بن عبد الله طاهر من خراسان وكان الأمير قبله
عبد الله بن إسحاق قعد في أثوابه وعبد الله بن إسحاق إلى جانبه فجعل يعرفه الناس
ليريه مراتبهم إذ دخل عليه تمام بن أبي تمام الشاعر فسلم ثم قال أيها الأمير
هناك رب الناس هناكا * ما لحمال (3) الملك أعطاكا
بغداد من أجلك قد أشرقت * وأورق العود لجدواكا
محمد يا ذا الحجا والندى * قرت بما وليت عيناكا *
فقال من هذا قالوا هذا تمام بن أبي تمام الشاعر فقال له محمد بن عبد الله
وأنت عافاك الله وبياك ثم قال
حياك رب الناس حياك * إن الذي أملت أخطاكا
وافيت شخصا قد خلى كيسه * ولو حوى شيئا لواساكا *
فقال تمام بن أبي تمام أيها الأمير إن الشعر بالشعر ربا فاجعل بينهما رضخا من
دراهم حتى يطيب لي ولك قال يا غلام أعطه ألف درهم هذا لكلامك لا لشعرك (4)

(1) الوافي بالوفيات 10 / 397 ونزهة الألباء 108.
(2) جاسم: قرية بينها وبين دمشق ثمانية فراسخ على يمين الطريق الأعظم إلى طبرية، قال ياقوت: ومنها كان
أبو تمام حبيب بن أوس الطائي.
(3) الوافي والمطبوعة: ما لجمال.
(4) الخبر والشعر في الوافي بالوفيات 10 / 387 - 398.
39

994 تمام بن زويل الكلبي
من أهل القوينصة (1) من قرى دمشق له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي
العجائز الأزدي
995 تمام بن عبد الله بن المظفر
أبو القاسم السراج الظني
سمع أبا الحسن (2) علي بن الحسن بن طاوس وسهل بن بشر الإسفرايني
كتبت عنه وكان شيخا مستورا حافظا للقرآن مواظبا على صلاة الجماعة
أخبرنا أبو القاسم تمام بن عبد الله الظني بقراءتي عليه بدمشق في مسجد سوق
السراجين
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بركات
الخشوعي قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ أخبرنا أبو
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأنا أبو بكر أحمد بن
سليمان بن الحسن النجاد حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا يزيد بن هارون حدثنا
يحيى بن سعيد ح
قال وأخبرنا أبو بكر قال قرئ على عبد الملك بن محمد وأنا أسمع حدثنا
وهب بن جرير حدثنا شعبة عن يحيى بن سعيد ح
قال وأخبرنا أبو بكر قال وقرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع أخبرنا علي بن
عاصم أخبرنا يحيى بن سعيد واللفظ ليزيد بن هارون حدثني عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج أن عبد الله بن بحينة أخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام في اثنتين من الصلاة ولم
يجلس فلما قضى صلاته سجد سجدتين وهو جالس ثم سلم بعد ذلك [2699] ح
توفي أبو القاسم تمام في المحرم سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ودفن في مقبرة با
الصغير

(1) القوينصة قرية من قرى غوطة دمشق قال ياقوت: وتمام بن زويل الكلبي من أهل هذه القرية.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ وسيأتي صوابا.
40

996 تمام بن عبد السلام بن محمد بن أحمد
أبو الحسن اللخمي
سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس
روى عنه أبو الحسين بن الترجمان الغزي (1)
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل المقدمي أنبأنا أبي
أبو الحسين إجازة أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان أنبأنا أبو الحسن (2) تمام بن
عبد السلام بن محمد بن أحمد اللخمي قراءة عليه حدثنا أبو الحسن خيثمة بن
سليمان بن حيدرة القرشي أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثنا
الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني أبو كبشة السلولي قال سمعت عبد الله بن
عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بلغوا عني يعني ولو آية وحدثوا
عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [2700] ح
997 تمام بن كثير
أبو قدامة الجبيلي
من أهل جبيل (3) من ساحل دمشق
حدث عن عقبة ومحمد بن شعيب بن شابور
روى العباس بن الوليد بن مزيد وعلي بن الهيثم بن المصيصي
أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار وأبو الفرج غياث بن أبي
سعد بن علي المطرز وأبو المفاخر المؤيد بن عبد الله بن عبدوس قالوا أخبرنا أبو
الفتح عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
محمد بن حمدويه الطوسي ح
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب

(1) بالأصل " الفري " خطأ والصواب ما أثبت واسمه: محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان أبو الحسين
الغزي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 50 وفي م: الغري.
(2) بالأصل " أبو الحسين " والصواب ما أثبت عن م.
(3) هو بلد مشهور في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.
41

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم أخبرنا العباس بن الوليد البيروتي حدثنا أبو قدامة (1) الجبيلي قال
سمعت عقبة بن علقمة يقول سألت (2) الأوزاعي عن الإيمان يزيد وقال الحيري
أيزيد قال نعم حتى يكون مثل الجبال قال قلت فينقص قال نعم حتى لا
يبقى منه شئ
وسئل العباس وقيل له أليس تقول ما يقول الأوزاعي فقال نعم
أخبرنا أبو بكر المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أخبرنا أبو أحمد بن أبي
مسلم القرضي أخبرنا أبو عمرو (3) بن السماك حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي
حدثني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن يزيد الأنطاكي حدثنا علي بن الهيثم المصيصي
حدثنا تمام بن كثير أبو قدامة الساحلي حدثنا محمد بن شعيب بن شابور حدثنا الوليد
القاص قال أتيت أنطاكية فإذا أسود قد نبش قبرا فأصاب فيه صفيحة وفي الأصل
صحيفة نحاس فيها مكتوب بالعبرانية فأتوا بها إلى إمام أنطاكية فبعث إلى رجل من
اليهود فقرأه فإذا فيه أنا عون بن إرميا النبي بعثني ربي في أنطاكية أدعوهم إلى الإيمان بالله
فأدركني فيها أجلي وسينبشني أسود في زمان أمة أحمد (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال وأما (4) الجبيلي
بضم الجيم وفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء المعجمة باثنتين نسبة إلى جبيل
أبو قدامة الجبيلي حدث عن عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي روى عنه العباس بن
الوليد

(1) بالأصل " أبو عبد الله " خطأ، وهو صاحب الترجمة.
(2) في الأصل: " سمعت " والصواب ما أثبت عن المختصر 5 / 304.
(3) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت، واسمه عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد، ترجمته في سير الاعلام
15 / 444.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 258 - 259.
42

998 تمام بن محمد بن عبد الله
ابن جعفر بن عبد الله بن الجنيد
أبو القاسم بن أبي الحسين (1) البجلي (2)
الرازي الحافظ ولد بدمشق وسمع بها من أبيه أبي الحسين والحسن بن حبيب
وأبي علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي وأبي الحسن خيثمة بن سليمان وأبي
الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم (3) وأبي القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن
محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي وأبي مضر يحيى بن أحمد بن بسطام وأبي القاسم
علي بن الحسين بن محمد بن السفر الجرشي وأبي الميمون عبد الرحمن بن
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن
هاشم الأذرعي وأبي الحسين محمد بن هميان بن محمد البغدادي وأبي بكر أحمد بن
محمد بن أحمد بن كلثم العذري وأبي الطيب محمد بن حميد بن الحوراني الكلابي
وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام وابن عمه أبي عبد الملك هشام بن
محمد جعفر الكنديين وأبي الحسن مزاحم بن عبد الوارث البصري وأبي (4) عمر
محمد بن عيسى القزويني الحافظ وأبي سعيد عمر (5) بن محمد الدينوري وأبي سعيد
محمد بن أحمد بشر الهمداني وأبي الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني وأبي بكر
أحمد بن القاسم بن أبي نصر وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سنان وجماعة
سواهم
وقرأ القرآن بحرف أبي عمرو بن العلاء علي أبي بكر أحمد بن عثمان بن الفضل
الربعي البغدادي المعروف بغلام السباك وقرأ أبو بكر على أبي علي الحسن بن الحسين
الصواف وأبي علي الحسن بن الحباب (6) الدقاق وقرءا جميعا على أبي علي الدوري

(1) في مختصر ابن منظور 5 / 305 بن أبي الحسن.
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 10 / 397 سير أعلام النبلاء 17 / 289 وانظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر
ترجمت له.
(3) بالأصل " حذيم " تحريف والصواب عن سير الاعلام 17 / 290.
(4) بالأصل " وأبو ".
(5) في المطبوعة: عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري.
(6) بالأصل " الجناب " والصواب ما أثبت، انظر معرفة القراء الكبار ترجمة 1 / 229.
43

وقرأ الدوري على الشيزري (1)
روى عنه عبد الوهاب الكلابي وهو أكبر (2) منه وأبو الحسين الميداني وهو من
أقرانه وعبد العزيز الكتاني ومحمد بن علي بن المطرز وأبو محمد الحسن بن
علي اللباد وأبو القاسم الحنائي وعلي بن محمد بن شجاع بن أبي الهول وأبو الحسن
أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي وأبو علي الأهوازي وأبو صالح قريش بن
الحسين بن روشك الجوي وأبو الفضل غازي بن الحسن بن أحمد الحارثي وأبو
الحسن ثابت بن يوسف بن الحسين بن محمد الورثاني (3) وأبو بكر عبد الوهاب بن
عبد العزيز بن المطرز بن حروز الوراق ومسلم بن الحسين الدقاق ومحمد بن علي
السروجي وأبو الرضا وهيب بن حامد بن إبراهيم العذري وأبو الحسن لاحق بن
محمد بن أحمد المالكي وأبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة الشرابي وأبو
الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن الطرائفي وأبو الحسن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن عبد الله بن حذلم (5)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أخبرني أبو محمد الحسن بن علي
اللبادح
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد قالا أخبرنا
تمام بن محمد بن عبد الله الرازي حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان حدثنا أبو عتبة
أحمد بن الفرج الحجازي بحمص حدثنا محمد بن سعيد الطائفي ببغداد حدثني ابن
جريج عن عطاء عن ابن (6) عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس على أهل لا إله إلا الله
وحشة في قبورهم كأني أنظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم يقولون لا إله إلا الله والناس
بهم [2701] ح

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن معرفة القراء الكبار ترجمة 158 وفي م والمطبوعة " اليزيدي ".
(2) بالأصل وم " أكثر " والصواب ما أثبت، وفي سير الاعلام: وهو أحد شيوخه.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى ورثان وهي من قرى شيراز، قاله
السمعاني وفي م: الوزناني.
(4) كذا، وفي المطبوعة: الشبراني.
(5) بالأصل وم " حذيم " والمثبت عن الاكمال 2 / 406 تعليقات ابن نقطة.
(6) بالأصل: " عن عطاء بن عياش " وفي م: عن عطاء عن ابن عياش والصواب ما أثبت.
44

أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا عبد العزيز التميمي أخبرنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي حدثنا أبو
الحسن أحمد بن نصر بن شاكر حدثنا الوليد بن عتبة قال سمعت المؤمل بن
إسماعيل يقول قال سفيان الثوري ما أعرف شيئا أفضل من طلب الحديث إذا أريد به
الله عز وجل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني قال توفي شيخنا
وأستاذنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي البجلي
الحافظ رحمه الله لثلاث خلون من محرم سنة أربع عشرة وأربع مائة حدث عن
الحسن بن حبيب وخيثمة بن سليمان وغيرهما من الشيوخ وكان ثقة مأمونا حافظا لم
أر أحفظ منه في حديث الشاميين ذكر أن مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة
وقال أبو بكر الحداد ما لقينا مثله في الحفظ والخبرة (1)
وذكر أبو علي الأهوازي أن مولده كان في يوم الخميس وقال كان عالما بالحديث
ومعرفة الرجال ما رأيت مثله في معناه
999 تمام بن نجيح الأسدي (2)
قيل إنه من دمشقي وأظنه حلبيا
حدث عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين وعون بن عبد الله بن عتبة
وسليمان بن موسى وعطاء بن أبي رباح
حدث عنه سفيان الثوري وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد الحمصيان
ومبشر بن إسماعيل ومحمد بن جابر الحلبيان ويحيى بن سلام الأفريقي
وإبراهيم بن المبارك
أخبرنا أبو المظفر القشيري أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (3) أخبرنا أبو عمرو بن

(1) في سير أعلام النبلاء: والخير.
(2) تهذيب التهذيب 1 / 322 وميزان الاعتدال 1 / 359.
(3) بالأصل: " الخزرودي " والصواب ما أثبت.
45

حمدان أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحكم بن موسى حدثنا مبشر (1) بن إسماعيل الحلبي
عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من حافظين رفعا
إلى الله ما حفظا فيرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله لملائكته
اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة [2702] ح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي ح
وأخبرناه أبو الفضل بن ناصر وأبو جعفر محمد بن عبد المتكبر (2) بن
الحسن بن عبد الودود الهاشمي الخطيب وأبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا
قالوا أنبأنا أبو القاسم بن البسري ح
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري
قالوا أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الجبار بن
عاصم حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من حافظين يرفعان إلى الله عز وجل ما حفظا يرى الله عز
وجل في أول الصحية خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله عز وجل لملائكته أشهدكم أني قد
غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة وفي رواية أبي جعفر وابن البنا وأبي الحسن بن
المهتدي أخبرنا تمام ورواه بقية عن تمام [2703] ح
أخبرنا أبو بكر الأنصاري قال حدثنا الحسن بن علي إملاء أنبأنا أبو
علي (3) محمد بن أحمد بن يحيى العطشي حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن
الأشعث إملاء سنة اثنتين وثلاثمائة حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك حدثنا بقية
حدثني تمام بن نجيح قال سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا من الليل والنهار يرى الله عز وجل
في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله لملائكته أشهدكم أني قد غفرت لعبدي
ما بين طرفي الصحيفة [2704] ح

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(2) رسمها مضطرب بالأصل والمثبت عن المطبوخة 10 / 442.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن الأنساب " العطشي ".
46

أخبرنا أبو بكر المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور قالا أخبرنا
عيسى بن علي أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمر حدثنا مبشر الحلبي
عن تمام بن نجيح قال كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال إني رأيت كأني أقطف
الزيتونة فأعصره في أصلها فقال إن كنت صادقا فأنت على نكاح أمك قال فلقيت
عون بن عتبة وكان شاهدا معنا عند ابن سيرين فقال ألم تسمع الرجل الذي سأل ابن
سيرين عن الرؤيا قال قلت بلى قال فإني لقيته فقال لي إني رجعت إلى امرأتي
فناشدتها فإذا هي أمي
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاده أنبأنا أبو علي
الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد
الهاشمي حدثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا
بقية عن تمام بن نجيح قال كنت قاعدا عند محمد بن سيرين فإذا أتاه رجل فقال إني
رأيت الليلة أن طائرا نزل من السماء فوقع على ياسمينة فنتف منها ثم إنه طار حتى دخل في
السماء قال فقال ابن سيرين هذا قبض علماء قال تمام فلم تمض تلك السنة حتى
مات الحسن وابن سيرين ومكحول وستة من العلماء سواهم فكانوا تسعة (1) من علماء
أهل الأرض ماتوا في تلك السنة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندا أخبرنا محمد بن علي بن
يعقوب أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري أخبرنا الأحوص بن المفضل (2) حدثنا أبي
قال قال أبو زكريا تمام بن نجيح ثقة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أخبرنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن (3) بن
السقا حدثنا أبو العباس الأصم قال سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن
معين يقول تمام بن نجيح ثقة

(1) عن مختصر ابن منظور 5 / 306 وبالأصل " سبعة ".
(2) بالأصل: " الفضل " خطأ.
(3) بالأصل " الحسين " خطأ، واسمه علي بن محمد بن علي بن حسين، أبو الحسن الأسفراييني، ترجمته في
سير الاعلام 17 / 305.
47

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر بن الطبري أخبرنا أبو
الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو توبة
الربيع بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن تمام بن نجيح وهو ثقة
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أخبرنا أبو أحمد زاد
ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أخبرنا أحمد بن عبدان أخبرنا محمد بن سهل
أخبرنا محمد بشن إسماعيل قال (1) تمام بن نجيح الأسدي سمع عون بن عبد الله
روى عنه مبشر بن إسماعيل وفيه نظر حديثه في الشاميين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا إسماعيل بن مسعدة (2) أخبرنا
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (3) تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي
سمعت ابن حماد يقول قال البخاري تمام بن نجيح الأسدي سمع عون بن عبد الله
وفيه نظر
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال
أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد ح
قال وأخبرنا ابن مندة أخبرنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن
أبي حاتم (4) أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال سألت أحمد عن تمام بن
نجيح أظنه قال ما أعرفه يعني ما أعرف حقيقة أمره قال وسمعت أبي يقول تمام بن
نجيح ليس بقوي ضعيف
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو يعلى حمزة بن علي التغلبي قالا أخبرنا
أبو الفرج الإسفرايني أخبرنا علي بن منير بن أحمد أخبرنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو
عبد الرحمن النسائي قال تمام بن نجيح لا يعجبني حديثه
أنبأنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز لفظا أنبأنا أبو نصر بن الجبان

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 157.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
(3) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 83.
(4) الجرح والتعديل 1 / 1 / 445.
48

إجازة أنبأنا أحمد بن القاسم إجازة حدثني أحمد بن طاهر بن النجم أنبأنا أبو عثمان
سعيد بن عمرو وقال سمعت أبا زرعة يقول تمام بن نجيح ضعيف
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أخبرنا حمزة بن
يوسف أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال (1) وتمام غير ثقة ولتمام غير ما ذكرت من
الروايات شئ يسير وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه
1000 تمام بن الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أخبرنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا
الزبير بن بكار في تسمية ولد الوليد روحا وخالدا وتمام ومبشرا وحربا ويزيد ويحيى
وإبراهيم وأبا عبيدة ومسرورا وصدقه لأمهات أولاد
1001 تمصولت ويقال طزملت ويقال طمزان بن بكار
أبو محمد الأسود القائد (2)
ولي إمرة دمشق وقيادة العساكر الشامية من قبل أبي علي منصور الملقب بالحاكم
وكان رافضيا خبيثا وأول ولايته في سنة اثنتين (3) وتسعين وثلاثمائة
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي فرد الحاكم للقائد أبي محمد تمصولت
وجعله قائد جيش الشام في شهر رمضان من سنة اثنتين (3) وتسعين وثلاثمائة وقدم القائد
تمصولت إلى دمشق ونزل في القصر الذي للسلطان في يوم الأحد لخميس بقين من ذي
القعدة سنة اثنتين (3) وتسعين وفي سنة ثلاث وتسعين ولى القائد تمصولت لغلام له أسود
اسمه رشيد دمشق وخلع عليه وفي ربيع الآخر من هذه السنة دور (4) القائد تمصولت في
دمشق رجلا مغربيا ونادى عليه هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر ثم أخرجه إلى الرماد
وضرب عنقه هناك

(1) الكامل لابن عدي 2 / 84.
(2) الوافي بالوفيات 10 / 405.
(3) بالأصل: اثنين.
(4) في الوافي: عزر.
49

أخبرنا أبو الحسن (1) بن المسلم الفرضي لفظا قال دفع إلي رجل يعرف بمجير
الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها وجاء
طمزان الأسود سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي وفي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة أربع
وتسعين مات القائد المعزول عن دمشق أبو محمد تمصولت بداريا وخرج القاضي
والقواد والأشراف إلى داريا صلوا عليه فكانت مدة ولايته سنة وشهرين كذا قرأت
ومات تمصولت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسين الميداني
وذكر أنه كان قدومه دمشق يوم السبت لأربع وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة "

(1) بالأصل " أبو الحسين " خطأ والصواب عن م، واسمه: علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح الفقيه
الفرضي الشافعي السلمي (فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418).
50

ذكر من أسمه تميم "
1002 تميم بن إسماعيل المعروف بفحل (1)
ويقال فحل بن تميم قدم دمشق سنة سبع وثمانين وثلاثمائة واليا على دمشق من قبل
الملقب بالحاكم ثم وليها في سنة تسعين وثلاثمائة فقدمها وأقام بها شهورا من هذه السنة
ثم هلك بها من علة عرضت له فاستعمل بعده على دمشق علي بن جعفر بن فلاح
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني جاء كتاب السلطان بولاية ابن (2) الفحل في
موضع جيش يوم السبت لإحدى وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر يعني سنة تسعين
وثلاثمائة فركب وجلس في القصر وهنأه الناس بالولاية ومات القائد ابن الفحل يوم
الجمعة لسبع وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان يعني (3) من السنة وقدم القائد علي ابن
فلاح في غد يوم مات ابن الفحل
وحدثني أبو الحسن الفقيه السلمي لفظا قال دفع إلي رجل يعرف بمجير
الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة (4) بدمشق فكان فيها فحل بن تميم في سنة سبع وثمانين

(1) الوافي بالوفيات 10 / 416 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 57.
(2) كذا، و " ابن " مقحمة وفي م: ابن الفجل.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وم واستدرك في المطبوعة 10 / 445.
(4) بالأصل " الولاية ".
51

1003 تميم بن أوس بن خارجة بن سود (1)
ابن خزيمة (2) بن ذراع (3) بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب
أبو رقية الداري (4)
له صحبة حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وروى عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) حديث الجساسة (5) وابن عباس وأنس بن مالك وأبو
هريرة وعبد الله بن موهب وقبيصة بن ذؤيب على ما قيل وسليم بن عامر
وشرحبيل بن مسلم وعبد الرحمن بن غنم وعطاء بن يزيد الليثي وروح بن زنباع
وكثير بن مرة ووبرة بن عبد الرحمن وزرارة بن أوفى والأزهر بن عبد الله وكان
يسكن فلسطين وقيل إنه سكن دمشق
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أخبرنا عبيد الله بن
أحمد بن علي الصيدلاني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن هارون أبو نشيط
حدثنا أبو المغيرة حدثنا عبد الرحمن بن يزيد حدثني الزهري عن عمرة بنت
عبد الرحمن أظنه عن فاطمة بنت قيس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نادى في الناس الصلاة جامعه ثم
جلس على منبره ثم أقبل علينا بوجهه فتبسم وقال إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن
جمعتكم لحديث حدثنيه تميم الداري إن تميما أتاني فبايعني وحسن إسلامه فأخبرني أنه
ركب البحر في ناس من لخم وجذام في سفينة وذكر حديث الجساسة [2705] ح هذا حديث
غريب والمحفوظ حديث عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس وله عندنا طرق كثيرة أعلاها
ما أخبرتنا به
أم المجتبى العلوية قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
أنبأنا أبو يعلى حدثنا وهب بن بقية أنبأنا خالد عن داود عن عامر قال دخلنا على فاطمة

(1) وقيل: " سواد " انظر الإصابة وأسد الغابة.
(2) وقيل " جذيمة " انظر الاستيعاب.
(3) وقيل: " دراع " انظر الاستيعاب والإصابة.
(4) ترجمته في الاستيعاب 1 / 184 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 256 الإصابة 1 / 183 تهذيب التهذيب
1 / 322 سير أعلام النبلاء 2 / 442 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر كثيرة ترجمت له.
(5) يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر، وانما سميت بذلك لأنها تجس الاخبار للدجال (النهاية).
والقصة أخرجها مسلم في الفتن وأشراط الساعة ح 2942 والإمام أحمد في مسنده 6 / 373 - 374.
52

بنت قيس نسألها عن قضاء رسول (صلى الله عليه وسلم) فيها فلما ذهبنا لنخرج قالت كما أنتم أحدثكم
بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وأراها أمرت بطعام يصنع فصنع فأرادت أن
تحبسنا عليه قالت بينما أنا في المسجد وفيه أناس كأنها تقللهم إذ خرج إلينا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يضحك حتى كادت تبدو نواجذه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال إني حدثت حديثا فخرجت لأحدثكم به لتفرحوا لفرح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن تميم الداري
حدثني أنه ركب البحر في نفر من أهل فلسطين فرمت بهم الريح إلى جزيرة فخرجوا فإذا
هم بشئ طويل الشعر كبير لا يدرون ما تحت الشعر أذكر أم أنثى فقلنا لها ألا تخبرينا
وتستخبرينا فقال ما أنا بمخبركم شيئا ولا مستخبركم ولكن ائتوا هذا الدير فإن فيه من
هو فقير إلى أن يخبركم ويستخبركم قالوا ما أنت قالت أنا الجساسة فأتينا الدير
فإذا فيه إنسان نضر وجهه به زمانة قال وأحسبه موثق قال من أنتم قلنا نفر من
العرب قال هل خرج بينكم نبي قالوا نعم قال فما صنعتم قلنا اتبعوه قال
أما إن ذلك خير لهم قال فما فعلت فارس والروم قلنا العرب تغزوهم قال فما فعلت
البحيرة قلنا ملأى تدفق قال فما فعل نخل بين الأردن وفلسطين قلنا قد أطعم
قال فما فعل عين (2) زغر قال تسقي ويسقى منها قال أنا الدجال (3) قال أما إني
سأطأ الأرض كلها ليس طيبة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طيبة المدينة لا يدخلها [2706] ح
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ أخبرنا أبو يعلى حدثنا منصور بن أبي مزاحم وداود بن رشيد قالا حدثنا
إسماعيل عن سهيل عن أبيه عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إنما الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة
المسلمين وعامتهم [2707] ح
كذا يقول إسماعيل بن عياش عن سهيل عن أبيه عن عطاء بن يزيد وسهيل يرويه
عن عطاء نفسه لا عن أبيه عنه

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وعلى هامشه: " لعله: نبي " وفي المختصر والمطبوعة: هل خرج
نبيكم. وفي م كالأصل.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن مختصر ابن منظور 5 / 308 والمطبوعة 10 / 447 وبالأصل " زعز "
والمثبت عن المختصر. وعين زغر: موضع بالشام (اللسان).
(3) مطموسة بالأصل والمثبت عن م وانظر المختصر.
53

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي الرازي
قالا أخبرنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة
حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم
الداري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة ثلاثا قالوا
لمن يا رسول الله قال لله عز وجل ولكتابه ولرسوله ولأئمة المؤمنين أو قال
المسلمين وعامتهم قال هكذا قال سهيل [2708] ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة عن سهيل بن
أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الدين
النصيحة إن الدين النصيحة (2) قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة
المؤمنين وعامتهم [2709] ح
وقد بين محمد بن عباد المكي عن سفيان سماع سهيل إياه من عطاء فيما أخبرنا أبو
القاسم بن الحصين
أخبرنا أبو علي التميمي أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا
سفيان قال قلت لسهيل بن أبي صالح في ما حدثناه عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم
عن أبيه فقال سهيل سمعته من الذي سمعه منه أبي سمعت عطاء بن يزيد الليثي يحدث
عن تميم الداري أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل حديث أبي عن ابن عيينة
وكذا رواه جماعة عن سهيل قد سقنا أحاديثهم في كتاب التالي لحديث مالك
العالي فغنينا عن إعادتها
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أخبرنا إبراهيم بن منصور أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ أخبرنا أبو يعلى أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم النكري الدورقي حدثنا
محمد بن بكير البرساني أبو عثمان حدثنا أبو عاصم الحبطي وكان من خيار أهل
البصرة وكان من أصحاب حزم وسلام بن أبي مطيع قال حدثنا بكر بن خنيس عن

(1) مسند الإمام أحمد 4 / 102.
(2) كررت مرة ثالثة في المسند.
54

ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن تميم الداري (1) عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال يقول الله عز وجل لملك الموت انطلق إلى وليي فآتني (2) به فإني قد ضربته بالسراء
والضراء فوجدته حيث أحب إلي ائتني به فلأريحه قال فينطلق ملك الموت ومعه
خمس مائة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل
الريحان واحد وفي رأسها عشرون لونا لكل لون منها ريح سوى ربح صاحبه ومعهم
الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر قال فيجلس ملك الموت عند رأسه ويحفونه الملائكة
ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك
الأذفر من تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة
بأرواحها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى قال وإن أزواجه
ليبهشن (3) عند ذلك ابتهاشا قال وتنزو الروح قال البرساني تريد أن تخرج من العجلة
إلى ما تحب قال ويقول ملك الموت اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إلى " سدر
مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب (4) " قال ولملك الموت أشد لطافة
من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب لربه فهو يلتمس بلطفه تحببا لربه رضى
للرب عنه فيسل روحه كما تسلل الشعرة من العجين قال وقال الله تبارك وتعالى "
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين (5) وقال " فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة
نعيم (6) " قال روح من جهد الموت وريحان يتلقى به قال وجنة نعيم مقابلة
وقال فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد جزاك الله عني خيرا فقد كنت
سريعا بي إلى طاعة الله بطيئا بي عن معصية الله فقد نجوت وأنجيت قال ويقول الجسد
للروح مثل ذلك قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله فيها وكل باب من
السماء يصعد فيه عمله أو ينزل منه رزقه أربعين سنة قال فإذا قبض ملك الموت روحه
أقامه الخمسمائة من الملائكة عند جسده فلا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة قبلهم

(1) مطموسة بالأصل والمثبت عن م، وانظر مختصر ابن منظور 5 / 308.
(2) الزيادة عن م.
(3) البهش الإسراع إلى المعروف بالفرح، وبهش: حن، (اللسان: بهش).
(4) سورة الواقعة، الآيات: 28 - 31.
(5) سورة النحل، الآية: 32.
(6) سورة الواقعة، الآية: 88 و 89.
55

وعلته بأكفان قيل أكفان بني آدم وحنوط قيل حنوط بني آدم ويقوم من باب بيته إلى باب
قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار قال فيصيح عند ذلك إبليس صيحة يتصدع
منها بعض عظام جسده ويقول لجنوده الويل لكم كيف تخلص هذا العبد منكم قال
فيقولون إن هذا كان عبدا معصوما قال فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله
جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كل يأتيه ببشارة من ربه سوى بشارة صاحبه قال فإذا
انتهى ملك الموت بروحه إلى العرش قال خر الروح ساجدا قال يقول الله لملك
الموت انطلق بروح عبدي هذا فضعه " في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود
وماء مسكوب " قال فإذا وضع في قبره قال جاءته الصلاة فكانت عن يمينه وجاءه
الصيام فكان عن يساره وجاءه القرآن والذكر قال فكان عند رأسه وجاءه مشيه إلى
الصلاة فكان عند رجليه وجاءه الصبر فكان في ناحية القبر قال فيبعث الله عنقا من
العذاب (1) قال فيأتيه عن يمينه قال فتقول (2) الصلاة وراءك فيقول الصيام مثل
ذلك قال ثم يأتيه عند رأسه قال فيقول له القرآن والذكر مثل ذلك قال ثم يأتيه من عند
رجليه فيقول مشيه إلى الصلاة مثل ذلك قال فلا يأتيه العذاب من ناحية يلتمس هل يجد
إليه مساغا إلا وجد ولي الله قد أخذ جنته (3) قال فينقمع العذاب عند ذلك فيخرج قال
ويقول الصبر لسائر الأعمال أما أنه لم يمنعني أن أباشر بنفسي إلا أن نظرت ما عندكم فإن
عجزتم كنت أنا صاحبه فأما إذا أجزأتم عنه فأنا له ذخر عند الصراط والميزان قال وبعث
الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما
كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكب كل واحد منهما مسيرة كذا
وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة يقال لهما منكر ونكير في يد كل واحد منهما
مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها قال فيقولان له اجلس قال فيجلس
فيستوي جالسا قال وتقع أكفانه في حقويه قال فيقولان له من ربك وما دينك ومن
نبيك قالوا يا رسول الله ومن يطق الكلام عند ذلك وأنت تصف من الملكين ما تصف
قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي "

(1) أي قطعة منه.
(2) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م، وفيها: عن يمينه فتقول الصلاة.
(3) بالأصل: جنة، والمثبت عن المختصر.
56

الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء (1) " قال فيقول ربي الله وحده لا شريك له
وديني الإسلام الذي دانت به الملائكة ونبيي محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين قال فيقولان
صدقت قال فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه أربعين ذراعا ومن خلفه أربعين
ذراعا ومن يمينه أربعين ذراعا وعن شماله أربعين ذراعا ومن عند رأسه أربعين ذراعا
ومن عند رجليه أربعين ذراعا قال فيوسعان (2) مايتي ذراع قال البرساني وأحسبه
قال أربعون ذراعا يحاط به قال ثم يقولان انظر فوقك قال فينظر فوقه فإذا باب
مفتوح إلى الجنة قال فيقولان له ولي الله هذا منزلك إذ أطعت الله قال فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفس محمد بيده أنه يصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا ثم
يقال له انظر تحتك فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار فيقولان ولي الله نجوت
آخر ما عليك قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند
ذلك فرحة لا ترتد أبدا قال قالت عائشة يفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة يأتيه
ريحها وبردها حتى يبعثه الله قال فيقول الله لملك الموت انطلق إلى عدوي فأتني به فإني
قد بسطت له رزقي وسربلته في نعمتي فأبى إلا معصيتي فأتني به لأنتقم منه قال فينطلق
إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له اثنا عشر عينا ومعه سفود من
النار كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعه
سياط (3) من نار لينها لين السياط وهي نار تأجج قال فيضرب (4) به ملك الموت بذلك
السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق وظفر قال
ثم يلويه ليا شديدا (5) قال فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت قال
فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال ثم ينتره ملك الموت نترة قال فينزع
روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه ثم يسكر عدو الله سكرة عند ذلك فيرفه ملك الموت عنه
قال فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال فينتره ملك الموت نترة قال
فينزع روحه من ركبتيه فيلقيها في حقويه قال فيسكر عدو الله سكرة فيرفه ملك الموت

(1) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(2) المطبوعة: فيوسعانه.
(3) بالأصل " سيط " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(4) كذا، وفي المختصر: " فيضربه " وهو أظهر.
(5) في المختصر: " قال فينتزع روحه من أظفار قدميه، قال: فيلقيها في عقبيه " ومكانها بالأصل: قال: فينزع
روحه من عقبيه.
57

عنه قال وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال كذلك
إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه قال ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه قال ويقول
ملك الموت أخرجي أيتها الروح الخبيثة الملعونة " إلى سموم وحميم وظل من يحموم
لا بارد ولا كريم (1) قال فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد جزاك الله عني
شرا فقد كنت سريعا بي إلى معصية الله بطيئا بي عن طاعة الله فقد هلكت وأهلكت قال
ويقول الجسد للروح مثل ذلك فتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عليها وتنطلق جنود
إبليس يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من ولد آدم النار قال فإذا وضع في قبره ضيق عليه
قبره حتى تختلف أضلاعه حتى تدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى قال
ويبعث الله إليه أفاعي دهما كأعناق الإبل يأخذون بأرنبته وإبهامي قدميه فتقرضه حتى يلتقين
في وسطه قال ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد
القاصف وأنيابهما كالصياصي
وأنفاسهما كالشهب (2) يطئان في أشعارهما بين منكبي كل
واحد منهما (3) مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة يقال لهما منكر نكير في
يد كل واحد منهما (3) مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها قال فيقولان له
اجلس فيجلس فيستوي جالسا قال وتقع أكفانه في حقوه قال فيقولان ما ربك وما
دينك وما نبيك فيقول لا أدري قال فيقولان له لا دريت ولا تليت قال فيضربانه
ضربة يتطاير شراره في قبره ثم يعودان قال فيقولان له انظر فوقك قال فينظر فإذا
باب مفتوح من الجنة فيقولان عدو الله هذا منزلك لو كنت أطعت الله قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدا
قال فيقولان له انظر تحتك فإذا باب مفتوح إلى النار قال فيقولان عدو الله هذا منزلك
إذ (4) عصيت الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك
حسرة لا ترتد أبدا قال وقالت عائشة ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار باقية حرها
وسمومها حتى يبعثه الله إليها [2710] ح
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر

(1) سورة الواقعة، الآيات: 42 - 44.
(2) المختصر والمطبوعة: كاللهب.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر والمطبوعة 10 / 451 والعبارة سقطت من الأصل وم.
(4) بالأصل: " إذا ".
58

الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد
أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا
خليفة بن خياط قال ومن بني مرة بن أدد وهم عاملة ولخم وجذام بنو عدي بن
الحارث بن مرة بن أدد قال محمد بن إسحاق فمن لخم وهو مالك بن عدي بن
الحارث بن مرة بن أدد الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم
قال ابن إسحاق والكلبي تميم الداري تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن
جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب قال محمد بن عمر يكنى أبا
رقية
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمود الثقفي أخبرنا أبو بكر بن المقرئ أخبرنا أبو الطيب محمد بن جعفر حدثنا
عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري حدثنا عمي عن أبيه عن ابن (1) إسحاق قال
وتميم الداري بن أوس بن لخم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أخبرنا محمد (2) بن
العباس حدثنا أحمد بن معروف حدثنا حسين بن الفهم (2) حدثنا محمد بن سعد
قال في الطبقة الرابعة من لخم وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد
يشجب بن عريب بن تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن
الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعه أخوه نعيم بن أوس
وعدة من الداريين
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أخبرنا أحمد بن
محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة
الرابعة تميم بن أوس الداري بطن من لخم ويكنى أبا رقية لم يزل بالمدينة حتى تحول إلى
الشام بعد قتل عثمان
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن

(1) بالأصل " أبي ".
(2) في المطبوعة 10 / 459 " أنا محمد بن العباس بن أحمد بن معروف نا أبو الفهم " وفيه تحريف واضح،
والصواب ما أثبتناه، والزيادة في الموضعين قياسا إلى سند مماثل.
59

ناصر أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو الحسين بن المظفر أخبرنا أبو علي
أحمد بن علي المدائني أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال ومن لخم بن
عدي بن مرة بن أدد بن هميسع بن عمرو بن غريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن
سبأ تميم الداري وهو من بني الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة من لخم
حدثنا ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق وأما غير ابن هشام فيروي عن ابن
إسحاق تميم بن أوس بن سود بن خزيمة بن عدي بن الدار بن هانئ له أحاديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا
محمد بن علي بن يعقوب أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد أخبرنا الأحوص (1) بن
المفضل بن غسان حدثنا أبي قال قال أبو زكريا حدثنا تميم الداري أبو رقية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا الفضل بن البقال أخبرنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا إبراهيم (2) بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حبيب يقول تميم الداري بن أوس بن سمعته من علي وهشام بن عمار يقول
تميم الداري يكنى أبا رقية
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ح
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا
علي بن محمد بن علي حدثنا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد ح
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أخبرنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت عباس الدوري يقول
سمعت يحيى بن معين يقول تميم الداري يكنى أبا رقية
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي ح
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو

(1) بالأصل: " أبو الأحوص " وفي م: " ابن الأحوص ".
(2) بالأصل: " أبو إبراهيم " انظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 136 إبراهيم بن أحمد بن حسن أبو إسحاق
القرميسيني وفي م كالأصل.
60

الحسين ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال (1)
أخبرني أبو محمد (2) الرملي قال لم يكن لتميم ذكر إنما كانت له ابنة تسمى رقية فكني بها
زاد ابن الطبري قال يعقوب وتميم الداري وأبو هند الداري يقال هما أخوان وتميم
يكنى أبو رقية
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني
أخبرنا تمام بن محمد أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال
تميم بن أوس الداري تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن وداع (3) بن عدي بن الدار
أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي أخبرنا أبو القاسم
عبد الله بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا الحسن بن أحمد أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن
أنبأنا أحمد بن عمير قال سمعت محمود بن سميع يقول
تميم بن أوس الداري بن خارجة بن سود بن خزيمة بن وداع وقال الكلابي وداع بن
عدي بن الدار بن هاهن وقال الكلابي هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم يكنى أبا
رقية لا عقب له مات وقال الكلابي توفي بالشام الصواب دراع وهانئ
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أخبرنا أحمد بن عبدان أخبرنا محمد بن سهل
أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال تميم بن أوس أبو رقية الداري نزل
الشام أخو أبي هند الداري
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن منصور أخبرنا محمد بن
عبد الله بن حمدون أخبرنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
رقية تميم بن أوس الداري له صحبة

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 162.
(2) في المعرفة والتاريخ: أبو عمير.
(3) كذا.
(4) التاريخ الكبير 1 / 2 / 150.
61

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم أخبرنا
عبيد الله بن سعيد بن حاتم أنبأ الخصيب بن عبد الله أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الله
النسائي أخبرني أبي قال أبو رقية تميم الداري أخو أبي هند بن أوس
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أخبرنا نصر بن إبراهيم أخبرنا سليم بن
أيوب أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا
يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أحمد بن محمد المقدمي يقول تميم الداري هو
تميم بن أوس
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد في كتابيهما
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أخبرنا أبو الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال تميم بن أوس اللخمي ثم الداري يكنى أبا
رقية قدم مصر وقيل أن قدومه كان لغزو البحر روى عنه من أهل مصر علي بن رباح
وموسى بن نصير
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني عنه أبو بكر اللفتواني
عنه أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه عبد الله قال قال أخبرنا أبو سعيد بن يونس
تميم بن أوس الداري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ينزل بدمشق يقال قدم إلى مصر حدث
عنه من أهل مصر علي بن رباح بحديث واحد
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أخبرنا شجاع بن علي أخبرنا أبو
عبد الله بن مندة قال تميم بن أوس بن خارجة بن سودا بن خزيمة وقيل ابن
سوادة بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن أنمار بن لخم بن
عدي بن عمرو بن سبأ يكنى أبا رقية نسبه محمد بن إسحاق وكناه شرحبيل بن مسلم
روى عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) حديث الجساسة نزل فلسطين وأقطعه النبي (صلى الله عليه وسلم) بها أرضا
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري ح
وحدثنا خالي القاضي أبو محمد بن يحيى بن علي أخبرنا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أخبرنا أبو زكريا البخاري أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال أبو رقية تميم
الداري
62

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما رقية بضم
الراء وفتح القاف والياء المشددة المعجمة باثنين (2) من تحتها أبو رقية تميم بن أوس
الداري له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه ابن عباس وغيره قدم مصر روى عنه
من أهل مصر علي بن رباح وموسى بن نصير
قال وأما نمارة أوله نون وبعد الألف راء فهو نمارة بن لخم بن عدي الدار بن
هانئ بن حبيب بن نمارة رهط تميم الداري وأخيه أبي هند
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي أنبأنا محمد
العباس أنبأنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن
سعد (3) أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي حدثنا عبد الله بن يزيد بن
روح بن زنباع الجذامي عن أبيه قال قدم وفد الداريين على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منصرفة من
تبوك وهم عشرة نفر فيهم تميم ونعيم ابنا أوس بن خارجة بن سواد بن جذيمة (4) بن
دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم ويزيد بن قيس بن
خارجة والفاكه بن النعمان بن جبلة بن صفار قال الواقدي صفارة وقال هشام
صفار بن ربيعة بن ذراع بن عدي بن الدار وجبلة بن مالك بن صفارة وأبو هند والطيب
ابنا ذر وهانئ بن حبيب وعزيز ومرة ابنا مالك بن سواد بن جذيمة فأسلموا وسمى
رسول الله الطيب عبد الله وسمى عزيزا عبد الرحمن وأهدى هانئ بن حبيب
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) راوية خمر وأفراسا وقباء مخوصا (5) بالذهب فقبل الأفراس والقباء
وأعطاه العباس بن عبد المطلب فقال ما أصنع به قال انتزع الذهب فتحليه نساءك أو
تستنفقه ثم تبيعه الديباج فتأخذ ثمنه فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم
وقال تميم لنا جيرة من الروم لهم قريتان يقال لإحداهما حبرى (6) والأخرى بيت

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 88.
(2) كذا.
(3) طبقات ابن سعد 1 / 343 تحت عنوان " وفد الداريين " وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4) بالأصل " خزيمة بن ذراع " والمثبت عن ابن سعد.
(5) عن ابن سعد وبالأصل " مخصرا ".
(6) كذا بكسر الحاء ويقال بفتح الحاء، وهي حيرون كما في ياقوت، وهي اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم
الخليل عليه السلام بالبيت المقدس.
63

عينون (1) فإن فتح الله عليك بالشام فهبهما لي قال فهما لك فلما قام أبو بكر أعطاه
ذلك وكتب له به كتاب وأقام وفد الداريين حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأوصى لهم بجاد (2)
مائة وسق
قرأت بخط أبي عبد الله الصوري كذا في الأصل ذر بالذال والمشهور بر بالباء
وهو عبد الله بن در بن عميت بن ربيعة بن ذراع رواه عن الواقدي عن محمد بن عبد الله
في موضع آخر فقال بر بالباء والراء كما قال الصوري
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن
جعفر بن سالم حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني (3) حدثنا سعيد بن
زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند حدثني زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد عن جده زياد عن أبي هند
الداري قال قدمنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم أخوه
ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا وسألناه أن يعطينا أيضا من أرض الشام فأعطانا
وكتب لنا في جلد أدم كتابا فيه شهادة العباس وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة قال أبو
هند فلما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة قدمنا عليه فسألنا أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا
كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله تميم الداري وأصحابه
وفيه وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي
طالب ومعاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو علي الحسن بن
الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الجبلي
حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني حدثني سعيد بن زياد بن فايد بن زياد بن أبي هند
الداري حدثني زياد بن فايد عن أبيه فايد بن زياد عن جده زياد بن أبي هند عن أبي هند

(1) عينون من قرى بيت المقدس (معجم البلدان).
(2) بالأصل " بحاد " بالحاء المهملة، ولعل الصواب ما أثبت بالجيم، أي نخلا يجد منه مئة وسق، والوسق:
ستون صاعا. (اللسان) وفي المصباح: حميل بعير.
(3) بالأصل " الارزي " وفي م: " الأزد " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 45.
64

الداري قال قدمنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم بن أوس
أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب بن
عبد الله فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن وفاكه (1) بن النعمان فأسلمنا وسألنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقطعنا من أرض الشام فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سلو حيث شئتم فقال
تميم أرى أن نسأله بيت المقدس وكورها فقال أبو هند وكذلك يكون فيها ملك
العرب وأخاف أن لا يتم لنا هذا فقال تميم فنسأله بيت حبرين وكورتها فقال أبو هند
هذا أكبر وأكر فقال فأين فقال أرى أن نسأله القرى التي يقع فيها حصن تل مع آثار
إبراهيم فقال تميم أصبت ووفقت قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تميم أتحب أن تخبرني ما
كنتم فيه أو أخبرك فقال تميم بل تخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانا فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أردتم أمرا وأراد هذا غيره ونعم الرأي رأى قال فدعا
رسول (صلى الله عليه وسلم) (2) بقطعة جلد من أدم فكتب لنا فيها كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ذكر ما وهب محمد رسول الله للداريين إذ (3) أعطاه الله الأرض وهب لهم بين
عين حبرون (4) وبيت إبراهيم بمن فيهن لهم أبدا شهد عباس بن عبد المطلب
وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب
قال ثم دخل بالكتاب إلى منزله فعالج في زاوية الرقعة وعساه شئ لا يعرف
وعقده من خارج الرقعة بسير عقدين وخرج إلينا به مطويا وهو يقول " إن أولى الناس
بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (5) " ثم قال
انصرفوا حتى تسمعوا بي قد هاجرت قال أبو هند فانصرفنا فلما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور 5 / 313 وفي المطبوعة 10 / 466
" وفايد ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، والزيادة المستدركة عن مختصرة ابن منظور 5 / 313 وانظر
المطبوعة 10 / 466 والنقص موجود في م أيضا.
(3) بالأصل والمطبوعة " إذا " والمثبت عن المختصر.
(4) وفي المختصر: " وحبرون " وفي المطبوعة: بيت عين وحبرون.
(5) سورة آل عمران، الآية: 68.
65

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتميم الداري
وأصحابه إني أنطيتكم عين حبرون والرطوم (1) وبيت إبراهيم بدمنهم وجميع ما فيهم نطية
بتة ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد فمن آذاهم فيها آذاه الله
شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب
ومعاوية بن أبي سفيان وكتب [2711] ح
فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وولي أبو بكر وجه الجنود إلى الشام فكتب لنا كتابا
نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام
عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد امنع (3) من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر من الفساد في (4) قرى الداريين وإن كان أهلها قد جلوا عنها وأراد الداريون أن
يزرعوها فإذا رجع أهلها إليها فهي لهم وأحق بهم والسلام عليك
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات
الأنماطي أخبرنا أحمد بن الحسن أبو طاهر قالا أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا
عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح
وأخبرنا أبو البركات أيضا أخبرنا طراد بمحمد أنبأنا أحمد بن علي بن
الحسين أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو
عبيد القاسم بن سلام حدثنا حجاج عن ابن أبي (5) جريج قال قال عكرمة لما أسلم
تميم الداري قال يا رسول الله إن الله مظهرك على الأرض كلها فهب لي قريتي من بيت
لحم قال هي لك قال وكتب له بها فلما استخلف عمر فظهر على الشام جاء تميم
بكتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر أنا شاهد ذلك فأعطاه إياه قال وبيت لحم هي القرية التي
ولد عيسى بن مريم فيها

(1) في المختصر: " البرطوم " بالباء، وفي معجم البلدان: " المرطوم " بالميم.
(2) انظر نص كتاب في معجم البلدان " حبرون ".
(3) بالأصل " منع " والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل " من " والمثبت عن المختصر.
(5) بالأصل: " عن حجاج بن أبي جريح " والصواب ما أثبت.
66

قال أبو عبيد تميم الداري فخذ من لخم أو جذام
قال وحدثنا أبو عبيد حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد أن عمر أمضى
ذلك لتميم وقال ليس لك أن تبيع قال فهي في أيدي (1) أهل بيته إلى اليوم
قال وحدثنا أبو عبيد حدثني سعيد بن عفير عن ضمرة بن ربيعة عن سماعة أن
تميم الداري سال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقطعه قريات بالشام عينون وقلاية والموضع الذي فيه
قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب صلى الله عليهم قال وكان بها ركحة ووطيئة قال
فأعجب ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إذا صليت فسلني ذلك ففعل فأقطعهن إياهن بما
فيهن ولما كان زمن عمر وفتح الله الشام أمضى ذلك لهم [7212] ح
قال أبو عبيد قال أهل المدينة إذا اشتروا الدار قالوا بجميع أركاحها يريدون
جميع نواحيها
أخبرنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد
وأبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء وأنبأنا أبو الحسين محمد بن عوف المزني
أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن السمسار أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم (2)
حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا الهيثم بن عدي قال أنبأني يونس عن الزهري وثور بن
يزيد عن راشد بن سعد قالا قام تميم الداري وهو تميم بن أوس رجل من لخم فقال يا
رسول الله إني لي جيرة من الروم بفلسطين لهم قرية يقال لها حبرا (3) وأخرى يقال لها بيت
عينون فإن فتح الله عليك الشام فهبهما (4) لي قال هما لك قال فاكتب لي بذلك
كتابا فكتب له
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتميم بن أوس الداري أن
له قرية حبرا وبيت عينون قريتها كلها سهلها وجبلها وماؤها وحرتها وأنباطها وبقرها
ولعقبه من بعده لا يخافه (5) فيها أحد ولا يلجه عليهم أحد بظلم فمن ظلمهم أو أخذ من

(1) بالأصل: أيدي بيته أهل.
(2) في الأصل والمطبوعة: 10 / 468 حريم بالحاء المهملة، والصواب ما أثبت، وقد مر.
(3) كذا، ويقال لها أيضا " حبرى " (ياقوت: حبرون).
(4) بالأصل: " فهبها ".
(5) في ابن سعد 1 / 267 لا يحاقه.
67

أحد منهم شيئا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وكتب علي
فلما ولي أبو بكر كتب لهم كتابا نسخته
هذا كتاب من أبي بكر أمين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي استخلف في الأرض بعده كتبه
للداريين ألا يفسد عليهم مأثرتهم قرية حبرى وبيت عينون فمن كان يسمع ويطيع فلا
يفسد منها شيئا وليقم عمرو بن العاص عليهما فليمنعهما من المفسدين [2713] ح
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أخبرنا أبو بكر بن ريذة (1) حدثنا
سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد بن مابهرام الأيذجي (2) حدثنا علي بن الحسين
الدرهمي حدثنا الفضل بن العلاء عن الأشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن
تميم الداري قال استقطعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرضا بالشام قبل أن تفتح فأعطانيها ففتحها
عمر بن الخطاب في زمانه فأتيته فقلت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعطاني أرضا من كذا كذا
فجعل عمر ثلثها لابن السبيل وثلثا إلى عمارتها وثلثها لنا
وأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ وأبو القاسم الحسين بن
الحسن بن محمد قالا أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء أخبرنا أبو عبد الله
الحسين بن الضحاك بن محمد الطيبي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثني
أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا علي الدرهمي حدثنا الفضل بن العلاء عن أشعث
عن ابن سيرين عن تميم الداري قال استقطعت أرضا بالشام فأقطعنيها ففتحها عمر في
زمانه فأتيته فقلت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعطاني أرضا من كذا وكذا قال فجعل عمر ثلثها
لابن السبيل وثلثها لعمارتها وترك لنا ثلثا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري حدثنا عمي رحمه الله
أخبرنا ابن يوسف أخبرنا الجوهري قراءة أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن
معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال (3) قال محمد بن عمر
وليس لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشام قطيعة غير حبرى وبيت عينون (4) أقطعهما (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) بالأصل: " ويده " والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(2) هذه النسبة إلى إيذج وهي إحدى كور الأهواز (الأنساب).
(3) انظر طبقات ابن سعد 7 / 408. وسير أعلام النبلاء 2 / 443.
(4) مطموسة بالأصل، والمثبت مما سبق، وعن ابن سعد.
(5) بالأصل " أقطها " والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
68

تميما ونعيما ابني أوسو غزا تميم مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه ولم يزل بالمدينة حتى
تحول إلى الشام بعد قتل عثمان وكان تميم يكنى أبا رقية
أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو الفضل
عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري أخبرنا أحمد بن علي بن عبد الله بن سابور الدقاق
حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا يحيى بن آدم عن ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي
القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال خرج رجل من
بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء (1) فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما
قدما بتركته فقدوا جاما من فضة محصوصا (2) بالذهب فأحلفهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم وجد
الجام بمكة فقيل اشتريناه من تميم وعدي فقال رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا
أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم قال وفيها نزلت " يا أيها الذين آمنوا شهادة
بينكم (3) " أخرجه الترمذي (4) عن سفيان وأخرجه البخاري (5) عن علي بن المديني عن
يحيى بن آدم ورواه أبو صالح باذان ويقال باذام (6) مولى أم هانئ عن ابن عباس فذكر
تميما وإسناده وقال نزل السهمي مولى لبني هاشم ح
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي أنبأنا أبو عامر محمود بن
القاسم بن محمود وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر بن عبد الصمد قالوا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن
محبوب أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي حدثنا الحسن بن أحمد بن
أبي شعيب الحراني حدثنا محمد بن مسلمة الحراني حدثنا محمد بن إسحاق عن أبي
النضر عن باذان (6) مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية " يا أيها " "

(1) في الإصابة قال ابن حجر: الذي عندي أن بدا بفتح الموحدة وتشديد الدال المقصورة، وقيل ممدودة.
(2) كذا، وفي المطبوعة: مخوصا.
(3) سورة المائدة، الآية: 106.
(4) صحيح الترمذي ح 3062.
(5) أخرجه البخاري في الوصايا باب قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم
الموت) 5 / 308.
(6) في تقريب التهذيب: باذام بالذال المعجمة، ويقال آخره نون، أبو صالح مولى أم هانئ. وهو ما أثبت
وبالأصل وم: بادان ويقال: بادام. بالدال المهملة.
69

الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت " قال برئ الناس منهم غيري وغير عدي
بن بدا وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام فأتيا الشام بتجارتهما وقدم عليهما
مولى لبني هاشم يقال له بديل بن أبي مريم (1) بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو
عظم تجارته فمرض فأوصى إليهما (2) وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات
أخذنا ذلك فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بدا فلما أتينا إلى أهله دفعنا ما كان
معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما وقع إلينا غيره قال تميم
فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت
إليهم خمس مائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسألهم
البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به أهل دينه فحلف فأنزل الله عز وجل "
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت إلى قوله أو يخافوا أن ترد أيمان
بعد أيمانهم (3) " فقال عمرو (4) بن العاص ورجل آخر فحلفت فنزعت الخمسمائة من
عدي بن بدا
قال الترمذي هذا حديث غريب وليس إسناد بصحيح وأبو النضر الذي روى عنه
محمد بن إسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر وقد
تركه أهل العلم بالحديث وهو صاحب التفسير سمعت محمد بن إسماعيل يقول
محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر ولا يعرف لسالم بن أبي النضر المدني رواية
عن أبي صالح مولى أم هانئ
وقد روى عن ابن عباس شئ من هذا على الاختصار من غير هذا الوجه
وذكره مقاتل بن سليمان المفسر في تفسيره منقطعا وقال مولى لبني سهم إلا أنه
قال ابن أبي مارية بدلا من أبي مريم
أخبرنا أبو مسعود أحمد بن علي بن محمد المجلي أنبأنا أبو بكر الخطيب
أنبأنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الخالق بن الحسن المعدل حدثنا عبد الله بن

(1) كذا بالأصل، وفي اسمه خلاف انظر الإصابة وأسد الغابة.
(2) الأصل: " إليها ".
(3) سورة المائدة، من الآية: 106 إلى 108.
(4) بالأصل " عمر " والصواب عن م.
(5) بالأصل وم والمطبوعة " المحلي " بالحاء المهملة، والصواب بالجيم، المثبت والضبط عن تبصير المنتبه.
70

ثابت المقرئ حدثني أبي حدثنا الهذيل بن حبيب عن مقاتل بن سليمان في قوله "
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت " نزلت في بديل بن أبي مارية
مولى العاص بن وائل السهمي كان خرج مسافرا في البحر إلى أرض النجاشي ومعه رجلان
نصرانيان أحدهما يسمى تميم بن أوس الداري وكان من لخم وعدي بن بندا (1) فمات
بديل (2) وهم في السفينة في البحر قال " حين الوصية " وذلك أنه كتب وصيته ثم جعله
في متاعه ثم دفعه إلى تميم وصاحبه وقال لهما بلغا هذا المتاع أهلي فجاءا ببعض
المتاع وحبسا جاما من فضة مموها بالذهب فنزلت " يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا
حضر أحدكم الموت حين الوصية " يقول عند الوصية يشهد وصيته " اثنان ذو عدل " من
المسلمين في دينهما " أو آخران من غيركم " يعني من غير أهل دينكم النصرانيين تميم
الداري وعدي بن بيدا (3) " إن أنتم " يا معشر المسلمين " ضربتم في الأرض فأصابتكم
مصيبة الموت " يعني بديل (2) بن أبي مارية حين انطلق تاجرا في البحر فانطلق معه تميم
وعدي صاحباه فحضره الموت فكتب وصية ثم جعله في المتاع فقال أبلغا هذا المتاع
أهلي فلما مات بديل (2) قبضا المال فأخذا منه ما أعجبهما وكان فيما أخذا إناء من فضة
فيهما ثلاثمائة مثقال منقوشا مموها بالذهب فلما رجعا (4) من تجارتهما دفعا بقية المال
إلى ورثته فقدموا بعض متاعه فنظروا إلى الوصية ووجدوا المال فيه تاما لم يبع منه ولم
يهب فكلموا تميما وصاحبه فسألوهما أهل باع صاحبنا شيئا أو اشترى فخسر فيه أو
طال مرضه وأنفق على نفسه قالا لا قالوا فإنا قد افتقدنا بعض ما أبدى به صاحبنا
قالا مالنا علم بما أبدى ولا بما كان في وصيته ولكنه دفع إلينا هذا المال فبلغناكما
إياه فرفعوا أمرهما إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فنزلت " يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر
أحدكم الموت " يعني بديل (2) بن أبي مارية " اثنان ذوا عدل منكم " من المسلمين
عبد الله بن عمرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة السهميان " أو آخران من غيركم "

(1) كذا بالأصل هنا بالنون بين الموحدة والدال " بندا " وقد أشار إلى هذا ابن حجر في ترجمته في الإصابة وفي
م: " لخم وعدي سدا ".
(2) بالأصل وم " بزيل " والمثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 5 / 316.
(4) بالأصل: " رجعنا " والمثبت عن المختصر.
(5) في المختصر: فبلغناكم.
71

غير أهل دينكم يعني النصرانين " إن أنتم " يا معشر المسلمين " ضربتم في الأرض " تجارا "
فأصابتكم مصيبة الموت " يعني بديل (1) بن أبي مارية مولى العاص بن وائل السهمي
تحسبونهما " يعني النصرانيين تقيمونهما " من بعد الصلاة " يعني صلاة العصر
فيقسمان بالله " يقول فيحلفان بالله " إن ارتبتم " يعني إن شككتم نظيرها في النساء
الصغرى (2) إن المال كان أكثر من هذا الذي آتيناكم به " لا نشتري به ثمنا (3) " يقول لا
نشتري بأيماننا عرضا من الدنيا " ولو كان ذا قربى " يقول ولو كان الميت (4) ذا قرابة منا "
ولا نكتم شهادة الله " إنا إذا كتمنا شيئا من المال " إنا إذن لمن الآثمين " بالله فحلفهما (5)
النبي (صلى الله عليه وسلم) عند المنبر بعد صلاة العصر وحلفا أنهما لم يخونا شيئا من المتاع فخلى
سبيلهما فلما كان بعد ذلك وجد الإناء الذي فقده (6) عند تميم الداري قالوا هذا كان
من آنية صاحبنا الذي كان أدى بها وقد زعم تميم أنه لم يبع ولم يشتر ولم ينفق على
نفسه فقالا قد كنا اشتريناه منه فنسينا أن نخبركم به فرفعوهما إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) الثانية
فقالوا يا نبي الله إنا وجدنا مع هذين إناء من فضة من متاع صاحبنا فأنزل الله تعالى " فإن
عثر على أنهما " يقول فإن اطلع على أنهما يعني النصرانيين كتما شيئا من المال أو خانا "
فآخران " من أولياء الميت وهما عبد الله بن عمرو بن العاص والمطلب بن أبي
وداعة السهميان " يقومان مقامهما " يعني مقام النصرانيين " الذين استحق " الإثم " عليهم
الأولين (7) فيقسمان بالله " يعني يحلفان بالله في دبر صلاة العصر أن الذي قالا في وصية
صاحبنا حقا وأن المال كان أكثر مما أتيتمانا به وأن هذا الإناء من متاع صاحبنا الذي خرج
به معه وكتبه في وصيته وأنكما خنتما فذلك قوله تعالى " لشهادتنا " يعني عبد الله بن
عمرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة " أحق من شهادتهما " يعني النصرانيين " وما
اعتدينا " الشهادة عليكما يعني النصرانيين بشهادة المسلمين من أولياء الميت " إنا إذا لمن " "

(1) بالأصل " بزيل " والمثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 5 / 316.
(2) المراد هنا سورة الطلاق، الآية: 4.
(3) قوله: " لا نشتري به ثمنا " مطموس بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 317.
(4) قوله: " ولو كان الميت " مطموس بالأصل والمثبت عن المختصر.
(5) قوله: إنا لمن الآثمين فحلفهما مطموس بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) كذا بالأصل والأظهر " فقدوه ".
(7) قراءة الأعمش ويحيى بن وئاب وحمزة، جمع أول على أنه بدل من " الذين " أو من الهاء والميم في " عليهم "
(انظر القرطبي 6 / 359).
72

الظالمين ذلك أدنى " يعني أجدر نظيرها في النساء (1) " أن يأتوا " النصرانيين
بالشهادة على وجهها " كما كانت ولا يكتما شيئا " أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم "
يقول أو يخافوا أن يطلع على خيانتهما فترد شهادتهما بشهادة الرجلين المسلمين من
أولياء الميت فحلف عبد الله والمطلب كلاهما أن الذي في وصية الميت حق وان هذه
الآنية من متاع صاحبنا فأخذوا تميم بن أوس الداري وعدي بن بيداء (2) النصرانيين بتمام
ما وجدوا في وصية الميت حتى أطلع الله تبارك وتعالى على خيانتهما في الإناء ثم وعظ الله
المؤمنين أن يفعلوا مثل هذا أو يشهدوا بما لم يروا أو لم يعاينوا فقال يحذرهم نقمته "
واتقوا الله " واسمعوا مواعظه (3) " والله لا يهدي القوم الفاسقين " ثم إن تميم بن أوس
الداري اعترف بالخيانة فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ويحك يا تميم أسلم يتجاوز الله عنك ما كان
في شركك ح فأسلم تميم الداري وحسن إسلامه ومات عدي بن بيداء نصرانيا كذا قال
والصواب بن بداء كما تقدم [2714] ح
قرأت على أبي غالب بن البنا عن الحسن بن علي أخبرنا محمد بن العبا س
أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أخبرنا
محمد بن عمر حدثني العطاف بن خالد عن خالد بن إسماعيل قال قال تميم الداري
كنت بالشام حين بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت إلى بعض حاجتي فأدركني الليل فقلت أنا
في جوار عظيم هذا الوادي الليلة (4) قال فلما أخذت مضجعي إذا منادي ينادي لا أراه
عذ بالله فإن الجن لا تجير أحدا (4) من الله فقلت أيم فقال قد خرج رسول الأميين
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصلينا خلفه بالحجون وأسلمنا واتبعناه وذهب كيد الجن ورميت بالشهب
فانطلق إلى محمد واسلم فلما أصبحت ذهبت إلى دير أيوب فسألت راهبا به وأخبرته
الخبر فقال قد صدقوك نجده يخرج من الحرم ومهاجره الحرم وهو خير الأنبياء
فلا تسبق إليه قال تميم فتكلفت الشخوص حتى جئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلمت
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد
أخبرنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر أخبرنا محمد بن حماد أخبرنا

(1) يعني معنى: أدنى = أجدر كما في الآية 3 من سورة النساء (ذلك أدنى ألا تعولوا).
(2) كذا هنا بالياء بين الياء والدال. وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
(3) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
(4) ما بين معكوفتين في الموضعين، مكانها مطموس بالأصل، والمثبت عن م.
73

عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى " ومن عنده علم الكتاب (1) " قال
منهم عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وتميم الداري
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي أخبرنا أبو
عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا أبو عبد الله
محمد بن سعد أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة بن خالد حدثنا محمد بن سيرين
قال جمع القرآن على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعثمان بن عفان
وتميم الداري
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا أحمد بن الحسين الفارسي
البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا محمد بن هبة الله قالا أخبرنا أبو
الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد قال جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة لا
يختلف فيهم معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد واختلفوا في رجلين من
ثلاثة قالوا عثمان وأبو الدرداء أو قالوا عثمان وتميم الداري
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا الحسن بن علي أخبرنا محمد بن العباس
الخزاز أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن
أخبرنا محمد بن سعد أخبرنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف وعن محمد قال قبض
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يجمع القرآن من أصحابه غير أربعة نفر كلهم من الأنصار والخامس
يختلف فيه والنفر الذين جمعوه من الأنصار زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل
وأبي بن كعب والذي يختلف فيه تميم الداري (2)
قال وأخبرنا محمد بن سعدنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي
قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب أنه كان يختم القرآن في ثمان ليال وكان تميم
الدار يختمه في سبع (3)

(1) سورة الرعد، الآية: 43.
(2) طبقات ابن سعد 2 / 355.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 500.
74

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو نصر بن قتادة
أخبرنا أبو منصور المقرئ حدثنا أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا
هشيم حدثنا خالد عن أبي قلابة أن أبي بن كعب كان يختم القرآن في كل ثمان وأن
تميم الداري كان يختم في كل سبع
أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى
حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا عاصم بن سليمان عن ابن
سيرين أن تميم الداري كان يقرأ القرآن في ركعة (1) قال وقال ت امرأة عثمان حين دخلوا
عليه ليقتلوه فقالت إن تقتلوه فقد كان يحيى الليل كله بالقرآن في ركعة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ أخبرنا أبو
محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار
حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن ابن سيرين عن تميم
الداري أنه قرأ القرآن في ركعة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أخبرنا عفان بن
مسلم حدثنا وهيب حدثنا محمد بن أبي بكر عن أبيه قال زارتنا عمرة فباتت عندنا
فقمت من الليل فلم أرفع صوتي بالقراءة فقالت يا ابن أخي ما منعك أن ترفع صوتك
بالقراءة فما كان يوقظنا إلا صوت معاذ القارئ وتميم الداري
قال وحدثني أبي عن أبيه أنه كان يرفع صوته بالقراءة
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن سعيد قال حدثنا أبو بكر
الخطيب أخبرنا الخلال أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمد بن كأس
النخعي حدثهم حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخي حدثنا إبراهيم بن رستم المروزي
قال سمعت خارجة بن مصعب يقول ختم القرآن في الكعبة أربعة من الأئمة عثمان بن
عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير وأبو حنيفة
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله

(1) سير أعلام النبلاء 2 / 445.
75

ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أبي الرضا أخبرنا أبو عاصم
الفضل بن أبي منصور قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح أنبأنا أبو عبد الله بن
عقيل بن الأزهر البلخي حدثنا الرمادي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن
عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق قال قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام
أخيك تميم الداري صلى ليلة حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ آية يرددها ويبكي " أم
حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم
ومماتهم ساء ما يحكمون (1) "
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
وأبو بكر بن إسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن
الحسن أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى
ح وأخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن الصابوني أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح
ح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن (2) علي بن هبة الله بن
عبد السلام قالا أخبرنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا
أبو القاسم بن حبابة قالا أنبأنا أبو القاسم البغوي
ح أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا وفي حديث الفراوي حدثنا شعبة عن
عمرو بن مرة قال سمعت أبا الضحى عن مسروق قال قال لي رجل من أهل مكة هذا
مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ آية من
كتاب الله وفي حديث ابن الجعد يقرأ بآية من القرآن يركع بها ويسجد ويبكي " أم
حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم
ومماتهم ساء ما يحكمون "
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا (3) طاهر بن محمد قالا أخبرنا أبو

(1) سورة الجاثية، الآية: 21.
(2) بالأصل " أبو الحسين " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 147 (87).
(3) بالأصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 414 و 436، واسم
أبيها: طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد الشروطي المستملي المعدل وفي م: بن.
76

نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى أنا أبو زكريا يحيى بن
إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب أنا عبد الله بن (1) محمد بن الحسن بن
الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن
حصين بن عبد الرحمن عن أبي عن مسروق أن تميم الداري ردد هذه الآية " أم
حسب الذين اجترحوا السيئات " إلى قوله " ساء ما يحكمون "
قال وحدثنا عبد الله حدثنا وكيع عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن
أبي الضحى عن مسروق أن تميم الداري ردد هذه الآية حتى أصبح " إن تعذبهم فإنهم
عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (2) "
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا أبو بكر الحافظ ح وأخبرنا أبو محمد بن
طاوس أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن طاوس أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن
محمد بن الأخضر الأنباري قالا أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو
الحسين بن صفوان حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني
يونس بن يحيى أبو نباتة الأموي عن منكدر بن محمد عن أبيه أن تميم الداري نام ليلة لم
يقم يتهجد فيها حتى أصبح فقام سنة لم ينم فيها عقوبة (3) للذي صنع
أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أخبرنا ابن المبارك أخبرنا
سعيد الجريري عن أبي العلاء عن رجل قال (4) أتيت تميم الداري فتحدثنا حتى
استأنست إليه فقلت كم جزءا تقرأ القرآن في ليلة فغضب وقال لعلك من الذين يقرأ
أحدهم القرآن في ليلة ثم يصبح فيقول قد قرأ ت القرآن في هذه الليلة فوالذي نفس
تميم بيده لأن أصلي ثلاث ركعات نافلة أحب إلي من أن أقرأ القرآن في ليلة ثم أصبح
فأقول قرأت القرآن الليلة قال فلما أغضبني قلت والله إنكم معاشر صحابة

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة 10 / 477.
(2) سورة المائدة، الآية: 118.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر مختصر ابن منظور والخبر في سير أعلام النبلاء
2 / 445.
(4) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 446.
(5) هنا يوجب إشارة بالأصل، وعلى هامشه: " لعله: قال ".
77

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بقي منكم لجديرون أن تسكنوا فلا تعلموا أو أن تعنفوا من سألكم
فلما رآني قد غضبت لأن وقال ألا أحدثك يا ابن أخي قلت (1) بلى والله ما جئتك إلا
لتحدثني قال أرأيت إن كنت أنا مؤمن (2) وأنت مؤمن ضعيف فتحمل قوتي على
ضعفك فلا تستطيع فتنبت أو رأيت إن كنت مؤمنا قويا وأنا مؤمن ضعيف أتيتك ببساطي
حتى أحمل قوتك على ضعفي أستطيع فأنبت ولكن خذ من نفسك لدينك أو من
دينك (3) لنفسك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا
عثمان ح
قال أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان حدثنا
إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري (4)
عن أبي العلاء عن معاوية بن حرمل قال قدمت المدينة فلبثت في المسجد ثلاثا لا
أطعم قال فأتيت عمر فقلت يا أمير المؤمنين تائب من قبل أن تقدر عليه قال من أنت
قلت أنا معاوية بن حرمل (5) قال اذهب إلى خير (6) المؤمنين فأنزل عليه قال وكان
تميم الداري إذا صلى ضرب بيده عن يمينه وعن شماله فأخذ رجلين فذهب بهما فصليت
إلى جنبه فضرب يده وأخذ بيدي فذهب بي فأتينا بطعام فأكلت أكلا شديدا وما شبعت من
شدة الجوع قال فبينا نحن ذات يوم إذ خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم فقال قم
إلى هذه النار فقال يا أمير المؤمنين ومن أنا ومن أنا قال فلم يزل به حتى قام معه
قال وتبعتهما فانطلقا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب ودخل تميم
خلفها قال فجعل عمر يقول ليس من رأى كمن لم ير قالها ثلاثا لفظ حديث الصغاني

(1) هذه اللفظة سقطت من الأصل وعلى هامشه: " لعله: قلت " ولفظة " بلى " مطموسة بالأصل واستدركت عن
م وانظر مختصر ابن منظور
(2) كذا، وفي سير الاعلام والمختصر: " مؤمنا قويا ".
(3) الزيادة عن سير الاعلام.
(4) عن سير الاعلام 2 / 446 وبالأصل " الحريري ".
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن مختصر ابن منظور 5 / 321 وسير أعلام النبلاء 2 / 446.
(6) كذا بالأصل وسير الاعلام، وفي مختصر ابن منظور: حبر.
78

أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمدويه قال أخبرنا أبو علي الحداد
أنبأنيه أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا محمد بن مندويه حدثنا عبد الله بن
عبد الوهاب حدثنا محمد بن كثير أخبرنا همام عن قتادة عن (1) أنس أن
تميم الداري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اشترى بردا بألف درهم وكان يصلي بأصحابه فيه
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي وأبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد قالا
أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم بن حبابة أخبرنا عبد الله بن محمد بن
عبد الله (2) حدثنا هدبة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن تميم الداري اشترى حلة
بألف درهم فكان يلبسها في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر (3)
أخبرنا أبو الكرم المبارك بن عمر بن محمد بن عبد الله بن صبوة وأبو القاسم بن
السمرقندي قالا أنا أبو محمد الصيريفي
أخبرنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي أخبرنا علي بن الجعد
حدثنا همام عن قتادة عن محمد بن سيرين أن تميم الداري اشترى رداء بألف درهم
يخرج فيه إلى الصلاة
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أخبرنا رشأ بن نظيف أنا الحسن (4) بن إسماعيل
أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد
عن أيوب عن محمد بن سيرين أن تميم الداري اشترى حلة بألف فكان يقوم فيها بالليل
إلى الصلاة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان
أنبأنا أحمد بن عبيد حدثنا إسماعيل بن الفضل البلخي حدثنا محمد بن مصفى حدثنا بقية
حدثنا الزبيدي
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (5) أنبأنا أبو محمد بن

(1) بالأصل " بن ".
(2) في المطبوعة 10 / 479 عبد العزيز.
(3) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 447.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والصواب عن م، انظر ترجمة رشأ بن نظيف في كتاب معرفة القراء الكبار
للذهبي.
(5) بالأصل " الكناني " تحريف.
79

أبي نصر أخبرنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعه حدثنا حياة حدثنا بقية عن
الزبيدي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثني يزيد بن عبد ربه
ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد
الأبيوردي
ح أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الأزهري أخبرنا محمد بن عبد الله بن
حبيب حدثنا أحمد بن محمد بن عبد ربه أخبرنا (1) أحمد بن حنبل حدثنا به عنه فلقيته
فسمعته يقول حدثنا بقية بن الوليد حدثني الزبيدي عن الزهري عن السائب بن يزيد قال
أنه لم يكن يقص على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا على عهد أبي بكر وكان أول من قص تميم
الداري أستأذن عمرا أن يقص على الناس قائما فأذن له عمر
وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني عنه أخبرنا
أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا موسى بن هارون حدثنا إسحاق بن راهويه
أخبرنا بقية بن الوليد ح
قال وحدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي نا (2) محمد بن مصفى
حدثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن السائب بن يزيد قال لم يكن يقص على عهد
النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا أبي بكر ولا عمر كان أول من قص تميم الداري استأذن عمر فأذن له
فقص قائما
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أخبرنا أبو سعيد محمد بن
حمدون أخبرنا أبو حامد الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا إبراهيم بن
حمزة حدثنا عبد الله بن نافع عن أسامة عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن
تميم الداري استأذن عمر في القصص سنين فأبى أن يأذن له فاستأذنه في يوم واحد فلما
أكثر عليه قال له ما تقول قال أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير وأنهاهم عن الشر قال

(1) بياض بالأصل وم والمستدرك عن المطبوعة 10 / 480.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن م.
80

عمر ذلك الذبح (1) ثم قال عظ قبل أن خرج في الجمعة فكان يفعل ذلك يوما واحدا
في الجمعة فلما كان عثمان استزاده
فزاده يوما آخر (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر أخبرنا أبو
الحسين بن بشران أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا
عبد الرحمن أبو مسلم حدثنا معن أخبرنا مالك عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن تميم
الداري أنه استأذن عمر في القصص فأذن له ثم مر عليه بعد فضربه بالدرة ثم قال له بكرة
وعشية
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الرومي أخبرنا أبو العباس السراج
حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن بكير أن تميم الداري استأذن عمر بن الخطاب في
القصص فقال له عمر أتدري ما تريد إنك تريد الذبح ما يؤمنك أن ترفعك نفسك حتى
تبلغ السماء ثم يضعك الله
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أخبرنا ابن المبارك أخبرنا
عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع أن تميم الداري استأذن عمر بن الخطاب في القصص
فقال له علي مثل الذبح قال فإني أرجو العافية فأذن له عمر فجلس إليه عمر يوما
فقال تميم اتقوا زلة العالم فكره عمر أن يسأله عنه فيقطع بالقوم وحضر منه قيا فقال
لابن عباس إذا فرغ فاسأله ما زلة العالم ثم قال عمر فجلس ابن عباس فغفل غفلة ففرغ
تميم وقام يصلي وكان يطيل الصلاة فقال ابن عباس لو رجعت فقلت ثم أتيته فرجع
وطال على عمر (3) فأتى ابن العباس فسأله فقال ما صنعت فاعتذر إليه فقال انطلق
فأخذ بيده حتى أتى تميم الداري فقال له ما زلة عالم قال العالم (2) يزل بالناس
فيؤخذ به فعسى أن يتوب منه العالم والناس يأخذون به
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا حماد بن أسامة أخبرنا هشام عن أبيه

(1) عن مختصر ابن منظور 5 / 322 وبالأصل وسير الاعلام: الربح.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 447.
(3) زيادة عن م، وانظر مختصر ابن منظور 5 / 322.
81

قال خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين (1) بعد العصر حتى مر بتميم الداري
فقال لا أدعهما صليتهما مع من هو خير منك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر إن الناس لو
كانوا كهيئتك لم أبال
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ أخبرنا أبو عبد الله
في التاريخ أنبأنا أبو علي محمد بن علي بن محمد المذكر حدثنا أبو نصر فتح بن نوح
الشاهنبري حدثنا يحيى بن نصر بن حاجب النرسي عن عبد الله بن شبرمة عن نافع عن
ابن عمر أن تميم الداري سأل عمر بن الخطاب عن ركوب البحر وكان عظيم التجارة في
البحر فأمره بتقصير الصلاة قال يقول الله عز وجل " هو الذي يسيركم في البر
والبحر (2) "
أخبرنا أبو علي الحداد وأبو سعد المطرز قالا أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أبو كريب حدثنا
معاوية بن هشام عن خالد بن الياس عن سعيد بن المقبري عن أبي هريرة قال أول
من أسرج في المسجد تميم الداري
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه بالري أخبرنا
أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم القزويني حدثنا أبو طلحة القاسم بن
أبي المنذر الخطيب حدثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان حدثنا أبو عبد الله
محمد بن يزيد بن ماجة حثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن خالد بن إياس عن
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبي سعيد الخدري قال أول من أسرج في المساجد
تميم الداري (3)
1004 تميم بن بشر الأنصاري
كان من أصحاب معاوية ووجه رسولا إلى القسطنطينية له ذكر ولا أعلم له رواية
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم

(1) بالأصل " المسجد بين " والمثبت والزيادة عن المطبوعة 10 / 481 وانظر مختصر ابن منظور 5 / 322.
(2) سورة يونس، الآية: 22.
(3) أخرجه ابن ماجة في المساجد (760) والذهبي في سير أعلام النبلاء 2 / 448.
82

الحسيني وأبو الوحش المقرئ عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي البغدادي حدثنا
أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني علي بن سعيد حدثنا أبو السائب سليم بن
جنادة حدثنا أحمد بن سهم عن هشام بن عروة قال أسلم جبلة بن الأيهم بن جفنة
الغساني وكان آخر ملوكهم إسلاما ونزل المدينة (1) فذكر تنصره ولحوقه بأرض
الروم قال فلما غلب معاوية على الملك بعث رجلا من الأنصار يقال له تميم بن بشر (2)
إلى قيصر فلما دخل عليه سأله عن معاوية وعن العرب وعن الشام فأخبره ثم قال
هل لك إلى رجل من العرب تلقاه من أهل بيت ملك وشرف قال نعم فأرسل معي إليه
فدخلت عليه في كنيسة يذكر قصته قال تميم ثم سألني عن حسان فقال ما فعل ابن
الفريعة قلت صالح وقد ذهب بصره قال فإني باعث معك إليه بكسوة وصلة
مرتفعة (3) فإن ذلك رجلا كان لنا مداحا فبعث إليه معي أربعمائة دينار هرقلية وسبعة
أثواب بذيون (4) ثم قال قل لمعاوية إن أنكحتني ابنتك أو عقدت لي الخلافة من بعدك
جئت فدخلت في دينك قال فقدمت المدينة فلقيت حسان بن ثابت بقباء فسلمت
عليه فقال من هذا فقلت تميم بن بشر (2) فقال كيف أنت يا ابن أخي أين كنت قلت
بالشام ثم إلى أرض الروم بعثني معاوية إلى قيصر قال هل لك علم بصديق لي هناك
قلت من هو قال جبلة بن الأيهم قلت نعم وهو يقرئك السلام قال فقال
حسان ما أهدى إلي معك وقد كان جبلة جعل له لا يلقى جبلة أحدا يعرف حسانا إلا
بعث إليه معه صلة فمن هناك قال حسان هات ما أهدى إلي معك قال وأخبرت
معاوية قلت رجل قال كذا وكذا قال ذاك جبلة بن الأيهم وما علي أن أخرجه مما (5)
هو فيه بما طلب مني قال فبعثني إليه فلما انتهيت إلى باب القسطنطينية إذا بجنازة معها
القسيسون قلت من هذا قال هذا جبلة مات فرجعت إلى معاوية فأخبرته الخبر

(1) بعدها في المطبوعة 10 / 482 والمختصر 5 / 323 في خلافة عمر.
(2) بالأصل وم: بشير.
(3) في المطبوعة مرتفقة.
(4) رسمها بالأصل بالذال المعجمة، وفي المختصر والمطبوعة، بزيون، بالزاي وفي م: برمون.
(5) عن المختصر، وبالأصل " بما ".
83

1005 تميم بن الحارث بن قيس بن عدي
ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي (1)
صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وهاجر إلى أرض الحبشة واستشهد بأجنادين وهي في قول سيف
بعد وقعة اليرموك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو الحسين بن
الفضل أخبرنا محمد بن عبد الله بن عتاب أخبرنا القاسم بن عبد الله حدثنا
إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة في تسمية
من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم بن عمرو بن هصيص تميم بن الحارث بن قيس
وأخ له من أمه يقال له سعيد بن عمرو قتلا بأجنادين
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وجماعة قالوا أخبرنا أبو بكر بن ريذة (2) أنبأنا
سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن عمر بن خالد الحراني حدثني أبي حدثنا ابن
لهيعة
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أخبرنا أبو
عبد الله بن مندة أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمزة حدثنا محمد بن عمرو (3) بن
خالد حدثنا أبي عن أبن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من استشهد وفي
حديث يوسف من قتل يوم أجنادين تميم بن الحارث بن قيس القرشي السهمي قتل
يوم أجنادين قاله الزهري وغيره
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن الحسين
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عتاب نا القاسم بن عبد الله نا إسماعيل بن أبي أويس
نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو محمد (4) السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح

(1) الاستيعاب 1 / 183 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 257 الإصابة 1 / 184.
(2) بالأصل: " أخبرنا بكر بن زيد " والصواب ما أثبت وفي المطبوعة: " ريده " بالدال المهملة تحريف، انظر
ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 595 وفي م: ريده.
(3) كذا بالأصل وم.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم فاختل السند، والزيادة المستدركة بين معكوفتين عن المطبوعة
10 / 484.
84

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله حدثنا حنبل بن إسحاق قالا
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة زاد يعقوب
وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قالا وقتل يوم أجنادين من بني سهم تميم بن
الحارث بن قيس
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا
أخبرنا أبو الفضل بن الفرات أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي
العقب أخبرنا أحمد أبو عبد الملك حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الوليد بن مسلم عن
عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة وقتل من المسلمين يوم أجنادين تميم
بن الحارث بن قيس
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا
أبو طاهر المخلص أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال فولد
الحارث بن قيس تميم بن الحارث قتل يوم أجنادين شهيدا وأمه ابنة حرثان بن
حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق الرملي أخبرنا أبو عمر بن حيوية
أخبرنا أبو الحسن (1) أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن
سعد (2) قال في الطبقة الثانية تميم ويقال نمير بن الحارث بن قيس وكان من مهاجرة
الحبشة في الهجرة الثانية
أنبأنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي فروة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي (4) عبد الله الأودي قال محمد بن
عمر وحدثني نجيح أبو معشر عن محمد بن قيس

(1) بالأصل وم " الحسين " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، والمطبوعة 10 / 484.
(2) طبقات ابن سعد 4 / 196.
(3) يبدو أن ثمة سقط في الكلام، وعبارة ابن سعد مثبتة في المطبوعة 10 / 485، وتمام عبارة طبقات ابن
سعد: " بن سم، وأمه ابنة حرثان بن حبيب بن سوادة بن عامر بن صعصعة.
وقال محمد بن إسحاق وحده: هو بشر بن الحارث بن قيس " وهذا النقص في م أيضا.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
85

قال محمد بن عمر وحدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قالوا كان أول وقعة
بين المسلمين والروم أجنادين وكانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي
بكر الصديق وكان على الناس يومئذ عمرو بن العاص
قال الصوري هكذا في الأصل سواءة بفتح السين والمشهور بالضم
1006 تميم بن سحيم (1) المصري
أدرك خلافة معاوية ووفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
روى عنه (2) سعيد بن أبي أيوب وغزا مع مالك عبد الله الخثعمي
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أخبرنا أبو بكر
أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس حدثنا أبي عن جدي حدثنا ابن وهب حدثني
سعيد بن أبي أيوب أن تميم بن سحيم شيخ من أهل مصر حدثه قال غزوت مع مالك بن
عبد الله الخثعمي وعقد له على الصائفة مقتل عبد الله بن الزبير
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أخبرنا
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ (3) له قالوا
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا حدثنا أحمد بن
عبدان حدثنا (3) محمد بن سهل حدثنا أبو عبد الله البخاري قال (4) تميم بن سحيم
وكان أتى عمر بن عبد العزيز وافدا (5) عن عمر بن عبد العزيز سمع منه سعيد بن أبي
أيوب وكذا حكى ابن أبي حاتم عن أبيه (6)

(1) بالأصل شحيم بالشين المعجمة، والمثبت بالسين المهملة عن الجرح والتعديل 1 / 1 / 444 والتاريخ الكبير
للبخاري 1 / 2 155 وقد صححناها أينما وردت وفي م أيضا: شحيم
(2) زيادة عن م وانظر البخاري، وانظر المطبوعة 10 / 485.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والمستدرك بين معكوفتين في الموضعين عن م.
(4) التاريخ الكبير 1 / 2 / 155.
(5) بالأصل " وافد عمر " والمثبت: " وافدا " عن البخاري. (6) راجع الجرح والتعديل 1 / 1 / 444 وبالأصل: حكى عن أبي حاتم.
86

1007 تميم بن سعد الأسدي
صديق الغازي بن ربيعة بن عمرو الجرشي كان عاقلا لبيبا جلدا أرسله الوليد بن
عبد الملك إلى سليمان أخيه بكتاب يرغب إليه فيه أن يكون ولي العهد بعد سليمان عبد
العزيز بن الوليد فلم يجب سليمان إلى ذلك ورجع إلى الوليد فأخبره بامتناعه له ذكر
في كتاب أبي محمد عبد الله بن سعد القطربلي وقرأت ذلك بخطه
1008 تميم بن عبد الله
أبو الفتح السوسي
حدث عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ
كتب عنه أبو الحسن (1) نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب العطار الشاهد
1009 تميم بن عطية العنسي (2)
من أهل داريا
روى عن عمير بن هانئ وعبد الله بن قيس الهمداني ومكحول ومحمد بن
أبي سفيان الثقفي
روى عنه الوليد بن مسلم ويحيى بن حمز وإسماعيل بن عياش
ومحمد بن أبان وصالح الكوفي والهيثم بن حميد
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات
الأنماطي أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد قالا أخبرنا أبو علي بن شاذان
أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ح
وأخبرنا أبو البركات أخبرنا طراد بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين
أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله قالا أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد
حدثني هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة حدثني تميم بن عطية حدثني عبد الله بن

(1) بالأصل وم: " أبو الحسين ".
(2) تهذيب التهذيب 1 / 324 وميزان الاعتدال 1 / 360 وتاريخ داريا ص 95 والعنسي نسبة إلى حي من مذحج
يدعى عنس.
87

أبي قيس أن عمر صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنا أجرينا عليكم أعطياتكم
وأرزاقكم في كل شهر وفي يده المدي والقسط قال ثم حركهما قال فمن انتقصهم
فعل الله به كذا وكذا فدعا عليه
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أخبرنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء
أخبرنا عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أخبرنا
أبو الجهم حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن عياش حدثنا تميم بن عطية العنسي عن
مكحول أنه قال في الطلاق أفرق بالشك وأجمع باليقين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا أبو أحمد
الغندجاني (1) زاد أحمد ومحمد بن الحسين قالا أخبرنا أحمد بن عبدان أخبرنا
محمد بن سهل أخبرنا محمد بن إسماعيل قال قال لي أحمد بن سليمان حدثنا
الوليد بن مسلم حدثني تميم بن عطية قال سمعت مكحولا يقول اختلفت إلى شريح
ستة أشهر لم أسأله عن شئ أكتفي بما أسمعه يقضي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا تمام بن
محمد أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول
تميم بن عطية العنسي وأعاد ذكره في ذكر (3) نفر ثقات أيضا
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أخبرنا أحمد بن عمير (4) إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أخبرنا عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو
الحسن الربعي أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أخبرنا أحمد بن عمير قراءة قال
سمعت أبا الحسن محمود بن سميع يقول في الطبقة الخامسة تميم بن عطية العبسي

(1) مطموسة بالأصل ورسمها مضطرب في م والصواب ما أثبت، والزيادة قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 155.
(3) بالأصل " واعتاد في ذكر " والمستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة 10 / 487.
(4) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 15 / 15 أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا.
(5) كذا " العبسي " بالباء، وتقدم " العنسي ".
88

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأنا عبد الرحمن بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة ح قال وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا
أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) سألت أبي عن تميم بن عطية فقال محله الصدق
وما أنكرت من حديثه إلا شيئا روى إسماعيل بن عياش عنه عن مكحول قال جالست
شريحا (2) كذا شهرا وما أرى مكحولا رأى شريحا بعينه (3) قط
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا علي بن محمد بن
طوق الطبراني أخبرنا عبد الجبار الخولاني قال (4) تميم بن عطية العنسي من أهل داريا
قال أبو زرعة تميم بن عطية من الثقات
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (5) قال وأما العنسي
بالنون فجماعة منهم تميم بن طرفة (6) العنسي يروي عن مكحول روى عنه الوليد بن
مسلم هذا وهم إنما هو تميم بن عطية وأما تميم بن طرفة فهو تابعي من أهل الكوفة طائي
يروي عن عدي بن حاتم وجابر بن سمرة روى عنه سماك
1010 تميم بن محمد بن طمغاج
أبو عبد الرحمن الطوسي (7)
رحل وسمع بحمص سليمان بن سلمة الخبائري (8) وبمصر محمد بن رمح
وعيسى بن حماد وحرملة بن يحيى وأبا الطاهر بن السرح والحارث بن مسكين وأبا
الربيع سليمان بن داود الرشديني وبالجبال وبخراسان إسحاق بن راهويه ومحمد بن
رافع وعلي بن حجر والحسن بن عيسى الماسرجسي وعبد الله بن الجراح

(1) الجرح والتعديل 1 / 1 / 443.
(2) بالأصل " شيخا " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(3) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(4) تاريخ داريا ص 95. 96.
(5) الاكمال لابن ماكولا 6 / 453.
(6) كذا وفي الاكمال: " عطية " وبهامشه: بالأصل: بن طرفة، وبهامشه: صوابه: بن عطية.
(7) سير أعلام النبلاء 13 / 496 تذكرة الحفاظ 2 / 675.
(8) بالأصل: الجنابزي والصواب ما أثبت عن سير الاعلام، والخبائري هذه النسبة إلى الخبائر، وهو بطن من
ذي الكلاع.
89

القهستاني وبالعراق عبد الرحمن بن واقد الواقدي وإبراهيم بن الحجاج الشامي
وبالحجاز إبراهيم بن محمد الشافعي المكي وغيرهم
روى عنه أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه وعلي بن حمشاذ المعدل وأبو
الحسن محمد بن أحمد بن زهير الطوسي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر
صاحب الخلافيات (1) وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم وأبو
الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك الشعيري الخياط وأبو بكر بن الحسن بن سفيان
النسوي وأبو العباس محمد بن أحمد في بن حمدان واجتاز بدمشق أو بساحلها رحلته
أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن علي بن المجلي (2) أخبرنا أبو بكر
الخطيب أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أبي العباس محمد بن أحمد بن حمدان
حدثكم تميم بن محمد حدثنا أبو كامل حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو عمران
الحولي عن أنس بن مالك قال وقت لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قص الشارب وحلق العانة
وتقليم الأظفار ونتف الإبط أن لا يترك أكثر من أربعين ليلة [2715] ح أخبرنا عاليا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا
الحسين بن النفور ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي
أحمد بن بويه وأبو الربيع سليمان بن عبد الله الفرغاني قالوا
النفور قالا أنبأنا عيسى بن علي أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو محمد نعيم بن
الهيظم الهروي حدثنا جعفر بن سليمان فذكر باسناده مثله الا انه قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنا لا نتركه أكثر من أربعين ليلة
أخبرني أبو القاسم هبة بن عبد الله أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن
أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم النيسابوري حدثني أبو عمرو بن أبي جعفر
حدثنا الحسن بن سفيان حدثني أبي أبو بكر حدثنا تميم بن محمد الطوسي حدثنا
سليمان بن سلمة الحمصي حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس حدثنا هشام بن عروة
90

عن أبيه عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أربع لا يشبعن (1) من أربع عين من نظر وأرض
من مطر وأنثى من ذكر وعالم من علم [2716] ح
كتب إلي أبو نصر القشيري أخبرنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
تميم بن محمد بن طمغان أبو عبد الرحمن الطوسي محدث ثقة كثير الحديث
والرحلة والتصنيف سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع
وعلي بن حجر والحسن بن عيسى وغيرهم وبالعراق أحمد بن حنبل وهدبة بن
خالد وسيار (2) بن روح وإبراهيم بن الحجاج الشامي وغيرهم وبمصر حرملة بن
يحيى وأبا الطاهر والحارث بمسكين وأبا الربيع بن رشدين ومحمد بن الرمح
وعيسى بن حماد وغيرهم جمع المسند الكبير على الرجال رأيته من أوله إلى آخره عند
جماعة من مشائخنا منهم أبو النضر الفقيه وعلي بن حمشاد
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير وأبو بكر بن المنذر وحدث
الحسن بن سفيان في المسند عن ابنه أبي بكر عنه
1011 تميم بن مرداس الغنوي
مولى أنيس بن أبي مرثد من أهل حمص قيل أنه دخل دمشق وحدث عن أبي
أمامة الباهلي
روى عنه شيخ للوليد بن مسلم لم يسمه
ذكر أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي أخبرنا أحمد بن عمير حدثنا
أبو عامر موسى بن عامر حدثنا الوليد قال وأخبرني من سمع شيخا من أهل حمص يقال
له تميم بن مرداس مولى أنيس بن أبي مرثد الغنوي قال جئ برؤوس ناس من
الحرورية فنصبت على باب حمص أو دمشق الذي يحدثني يشك قال فرآها أبو أمامة
فبكى فقيل له ما يبكيك فقال رحمة لهؤلاء الأشقياء ثم قال شر قبلي تحت ظل
السماء كلاب النار لهم مخبثة من أصابها أضلوه ومن أخطأها قتلوه من قتلوه دخل
الجنة ومن قتلهم فاز (4) قال تميم بن مرداس أنا سمعته من أبي أمامة

(1) في تذكرة الحفاظ: لا تستغني.
(2) في المطبوعة: وشيبان بن فروخ.
(3) عن تذكرة الحفاظ وسير الاعلام، وبالأصل " المستند ".
(4) زيادة عن م.
91

1012 تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حية أبو سعد التميمي السعدي
حدث عن عبد الدائم بن الحسن الهلالي
روى عنه عمر الدهستاني وطاهر الخشوعي
أخبرنا أبو حفص (1) عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي (2) حدثنا عمر بن أبي
الحسن الدهستاني الحافظ أنبأنا تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حية التميمي أبو
سعد السندي بدمشق أنبأنا أبو الحسن بن أبي القاسم البردي (3) أخبرنا
عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أن طاهر بن محمد بن الحكم التميمي الإمام حدثهم
حدثنا هشام بن عمار حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن حفص بن سليمان وكثير بن
زاذان عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرأ
القرآن فحفظه واستظهره أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة كلهم قد وجبت له
النار [2717] ح
أنبأناه أبو محمد السمرقندي أنا تميم بن نصر فذكره الحديث
وقال الدمشقي بدل البزري هذا مما لم يسمعه عبد الدائم من الكلابي (4) وإنما
رواه بالإجازة عنه ولم يوجد له إجازة منه إنما رجع في ذلك إلى قوله ما أخبرنا به أبو
محمد بن الأكفاني وفي الإسناد وهم وهو قوله حفص بن سليمان وكثير إنما يرويه
حفص عن كثير
وقد وقع لي على الصواب أعلى من هذا بثلاث درجات
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ على أبي الحسن علي بن
إبراهيم بن عيسى الباقلاني وأنا حاضر حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق
إملاء حدثنا أبو علي الحسن (5) بن الطيب بن حمزة البلخي سنة سبع وثلاثمائة

(1) رسمها غير واضح بالأصل وفي م: حيص، والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418.
(2) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ما سبق، وهذه النسبة إلى فرغول قرية من قرى دهستان.
(3) المطبوعة: البزري.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة 10 / 490.
(5) بالأصل " الحسين " والصواب ما أثبت، وكنيته " أبو علي " انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 260
92

حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا حفص بن سليمان عن كثير بن زاذان عن
عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرأ القرآن وحفظه
واستظهره وأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد
استوجب له النار [2718] ح
1013 تميم بن ورقاء الخثعمي
عريف خثعم في عهد عمر أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان البشير الذي أبرده معاوية إلى عمر
بفتح قيسارية وشهد فتوح الشام
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمان بن عبد الله بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو
عبد الله أخبرنا محمد بن عوف أنبأنا محمد بن موسى السمسار أخبرنا محمد بن
خريم قال قال لنا هشام بن عمار قال يزيد بن سمرة وبعثوا بفتحها يعني قيسارية
إلى عمر تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر على المنارة فنادى إن قيسارية فتحت
قسرا (2)

(1) كذا، وبهامش المطبوعة 10 / 491 " وصوابها على المنبر، ولم تكن المنارة وجدت زمن عمر في
المساجد ".
(2) انظر الإصابة 1 / 188.
93

ذكر من اسمه توبة (1) "
1014 توبة بن أبي أسد واسم أبي أسد كيسان
أبو المودع العنبري البصري مولى بني العنبر (2)
روى عن أنس بن مالك وأبي بردة بن أبي موسى وعطاء بن يسار ومورق
العجلي ونافع وعامر الشعبي وعكرمة بن خالد وعمر بن عبد العزيز قوله
ومحمد بن إبراهيم التيمي وأبي السوار العدوي
روى عنه أبو بشر جعفر بن إياس والثوري وشعبة وحماد بن سلمة وأبو
الأشهب جعفر بن حيان العطاردي
ووفد على سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو بكر الجوزقي أخبرنا
أبو العباس الدغولي حدثنا محمد بن مشكان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة أخبرني
توبة العنبري ح
قال وأخبرنا أبو العباس الدغولي حدثنا أبو قلابة حدثنا وهب بن جرير حدثنا
شعبة عن توبة العنبري قال سمعت الشعبي يقول أرأيت فلانا حين يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
لقد جالست ابن عمر سنتين ونصفا فما سمعته يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا إلا أنه ذكر أنهم
كانوا في سفر فأصابوا ضنبا فجعلوا يأكلونها فقالت امرأة من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) إنها ضب

(1) قبله في المطبوعة ترجمة: توبة من عمران الأسدي من ساكني السقي موضع بظاهر دمشق له ذكر في كتاب
أبي الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، وقد سقطت من الأصل وم.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 325 الوافي بالوفيات 10 / 440 ميزان الاعتدال 1 / 361.
94

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كلوا فإنه حلال وإنه لا بأس به ولكنه ليس من طعام قومي [2719] ح
أخبرناه عاليا أبو علي الحداد إجازة ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي
أخبرنا يوسف بن الحسن قالا أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر بن (1) أحمد بن
فارس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن توبة العنبري قال قال
الشعبي أرأيت (1) الحسن حيث يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله لقد جالست ابن عمر
بالمدينة كذا وكذا ما سمعته يحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا حديثا واحدا فإنه قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فناس من أصحابه فأتوا بلحم فقالت امرأة من أزواجه أمسكوا فإنه
ضب فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلوا فإنه حلال أو قال كلوا فأنه لا بأس به [2720] ح
قال وحدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن مورق العجلي قال قال
رجل لابن عمر أخبرني عن صلاة الضحى أتصليها قال لا قال صلاها عمر قال لا قال أفصلاها أبو بكر قال
لا قال فصلاها النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا إخال
وأعلى ما وقع إلي من حديثه ما أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (3) أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون أخبرنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو
نصر التمار حدثنا أبو الأشهب حدثنا توبة العنبري قال كان ابن عمر ينزل برجل يقال له
حمران وكان ينفق نفقات عظاما فقال له ابن عمر يا حمران من مالك تنفق هذا أم من
أمانتك قال لا بل من مالي قال فاحفظ عني ثلاثا لا تدعهن لا تموتن وعليك دين لا
تدع من يكافئك به ولا تنتفين من ولدك لتفضحه فيفضحك الله عز وجل يوم القيامة
وركعتين قبل الصبح لا تدعهما فإن فيهما الرغائب
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو القاسم
عبد الخالق بن علي المؤذن أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب (4) حدثنا أبو
قلابة حدثنا معاذ بن أسد
أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثني أبو الأشهب حدثنا توبة العنبري قال

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدراكه عن من، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 553.
(2) سقطت من الأصل وم والمطبوعة، واستدركت عن الرواية السابقة.
(3) في المطبوعة 10 / 493 " المرزفي " وفي الأصل " المرزقي " وكلاهما تحريف.
(4) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 523 وخنب ضبطت عن التبصير 1 / 268.
95

وفدني (1) صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فخرجت (2) من عند سليمان
فدخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت له لك إلى صالح حاجة قال قل له عليك بالذي
يبقى لك عند الله عز وجل قال ما بقي عند الله لم يبق لك
عند الله (3) عند الناس (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا علي بن أيوب البزاز (5) أخبرنا محمد بن
عمر بن محمد حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد قال قرأت على أبي بكر
محمد بن أحمد بن هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد حدثني إبراهيم بن محمد
يعني ابن عرعرة حدثنا حباب بن عبد الأكبر حدثنا توبة بن أبي أسد العنبري قال
بعثني صالح بن عبد الرحمن إلى عمر بن عبد العزيز فرأيت على بنت له تبان
وقال لي إبراهيم بن محمد بن عرعرة توبة العنبري ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أخبرنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين
محمد بن الحسن أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق أخبرنا أبو حفص الأهوازي
حدثنا خليفة بن خياط في البصريين قال توبة بن أبي أسد كيسان مولى بلعنبر هو جد
عباسويه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الفضل بن البقال أخبرنا أبو الحسن
الحمامي أخبرنا إبراهيم بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب القومسي يقول توبة العنبري بن كيسان وهو توبة ابن أبي الأسد سمعته من علي

(1) بالأصل " وفد " ولعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي، وفي مختصر ابن منظور 5 / 325 أرسلني.
(2) رسمها بالأصل وم " في خب " كذا، ولا معنى لها، والمثبت عن المطبوعة 10 / 493.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(4) خبر ناقص بالأصل وم، وهو مثبت في المطبوعة 10 / 493 - 494 وللأمانة ننقله هنا ونصه:
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البناء أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية وأبو بكر بن إسماعيل قالا:
نا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك أنا جعفر بن حيان،
حدثني توبة العنبري قال: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فقدمت عليه فقلت
لعمر بن عبد العزيز: هل لك حاجة إلى صالح؟ فقال: قل له عليك بالذي يبقى لك عند الله عز وجل، فإن
ما بقي عند الله بقي عند الناس، وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس.
(5) في المطبوعة: علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز.
96

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أخبرنا أبو
الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا محمد بن
عبد الرحيم قال قال علي بن المديني توبة العنبري بن كيسان أبو المورع وهو ابن أبي
أسد قال يعقوب وتوبة العنبري مولى لهم
أخبرنا أبو غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
ح وحدثنا عمر رحمه الله أخبرنا أبو طالب بن يوسف أخبرنا أبو محمد
الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم
حدثنا محمد بن سعد (1) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن المورع بن توبة العنبري قال هو
توبة بن كيسان بن أبي الأسد وأصله من أهل سجستان ومولد توبة اليمامة ومنشؤه بها ثم
تحول إلى البصرة وهو مولى أيوب بن أزهر العدوي من بني عدي بن جندب (2) من بني
العنبر بن عمرو بن تميم وأم توبة طيبة (3) بنت يزيد بن عقيل بن ضبة من بني نمير بن
عامر من أنفسهم وكان توبة قد وفد إلى سليمان بن عبد الملك فسأله عن حاجته فأثبت له
عيلين في العطاء وأذن له أن يتخذ حماما بالبصرة ويحتفر بئرا بالبادية فأجابه إلى ذلك
وكان لا يفعل ذلك أحد (4) إلا بإذن الخليفة فاتخذ حماما إلى جانب منزله في بني العنبر
الرابية وحفر بئرا بالبادية بالخرنق (5) وبين الخرنق (5) والبصرة ثلاث مراحل ثم وفد
توبة أيضا إلى عمر بن عبد العزيز وهو خليفة
قال إسحاق بن المورع فحدثني خباب بن عبد الأكبر العنبري عن توبة
العنبري (6) أنه لما وفد إلى عمر بن عبد العزيز رأى بناته حوله يلعبن وعليهن
التبابين (7)
قال إسحاق بن إبراهيم وفد توبة إلى هشام بن عبد الملك فوجهه إلى خراسان

(1) طبقات ابن سعد 7 / 240.
(2) عن ابن سعد وبالأصل " جناب ".
(3) في ابن سعد: ظبية.
(4) بالأصل " أحدا " والمثبت عن ابن سعد.
(5) بالأصل: " الحريق " في الموضعين، والمثبت عن ابن سعد، وانظر معجم البلدان.
(6) الزيادة عن المطبوعة 10 / 495. وقد سقطت من الأصل وم.
(7) التابين جمع تبان كرمان، سراويل صغير يستر العورة المغلظة (القاموس).
97

ضاغطا (1) عن أسد بن عبد الله ثم صرفه إلى العراق فولاه يوسف بن عمر سابور ثم ولاه
الأهواز فعزل يوسف وهو واليه على الأهواز قال وجهد قوم من بني العنبر بتوبة أن يدعي
فيهم فأبى وجهد به أخواله بنو نمير أن يدعى فيهم فأبى وكان صاحب بداوة فمات
بضبع (2) وضبع من البصرة على يومين فدفن هناك وكان يوم توفي ابن أربع وسبعين سنة
قال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة توبة العنبري ويكنى أبا المورع
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه إلينا ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر
أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا
أخبرنا أحمد بن عبدان أخبرنا محمد بن سهل أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (3)
توبة بن كيسان أبو المورع العنبري كناه علي سمع الشعبي وعكرمة بن خالد ونافع (4)
سمع منه الثوري وشعبة وقال لي إبراهيم هو ابن أبي أسد البصري جد عباس بن
عبد العظيم وروى أبو بشر عن توبة بن أبي أسد عن عطاء بن يسار مرسل (5) وهو
مولاهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أخبرنا محمد بن الحسن بن
محمد حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن
حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال كنية توبة بن كيسان العنبري أبو المؤرخ مولى
تميم ويقال إنه توبة بن أبي أسد
ح أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف
أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون أخبرنا مكي بن عبدان قال سمعت
مسلم بن الحجاج يقول أبو المورع توبة بن كيسان العنبري سمع الشعبي وعكرمة بن

(1) الضاغط: الرقيب والأمين على الشئ (القاموس).
(2) انظر معجم البلدان 3 / 4532.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 155.
(4) كذا بالأصل والبخاري، والصواب: ونافعا.
(5) كذا بالأصل والبخاري، والصواب: مرسلا.
98

خالد ونافع (1) سمع منه الثوري وشعبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى المكي أخبرنا عبيد الله بن
سعيد بن حاتم أخبرنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي قال أبو المورع توبة بن كيسان العنبري بصري ثقة
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري وغيره عن أبي سعيد محمد بن علي الصوفي أنبأنا
أبو عبد الرحمن السلمي قال قال أبو الحسن الدارقطني كنية توبة بن كيسان أبو
المورع ويقال توبة بن أبي الأسد وهو جد العباس بن عبد العظيم العنبري كذلك قاله
أحمد بن شعيب النسائي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أخبرنا نصر بن إبراهيم الزاهد حدثنا
سليم بن أيوب البزاري أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن
أحمد نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقال
توبة العنبري هو توبة بن أبي الأسد وهو جد عباس العنبري
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو الفضل المقدسي أخبرنا مسعود بن
ناصر السجزي أخبرنا عبد الملك بن الحسن (2) أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذي
قال توبة بن كيسان وهو ابن أبي أسد أبو المورع العنبري جد العباس بن عبد العظيم سمع
الشعبي ومورق (3) روى عنه شعبة في آخر كتاب خبر الواحد وكتاب صلاة الضحى في
السفر
أخبرنا أبو القاسم الواسطي حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول سألت يحيى بن معين عن توبة المعنبري فقال ثقة
أخبرنا محمد بن طاوس أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أخبرنا أبو الحسين بن
بشران أخبرنا (4) أبو علي بن صفوان (4) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو

(1) كذا بالأصل والبخاري، والصواب: ونافعا.
(2) بالأصل " الحسين " والصواب ما أثبت.
(3) كذا بالأصل، والصواب " ومورقا ".
(4) ما بين الرقمين كررت العبارة بالأصل ثلاث مرات وكررت في م مرتين.
99

عبد الرحمن الأزدي عن سيار حدثنا عثمان بن مطر حدثنا توبة العنبري قال أكرهني
يوسف بن عمر على العمل فلما رجعت حبسني وقيدني فكنت في السجن حينا فأتاني
آت في المنام عليه ثياب بياض فقال يا توبة قد أطالوا حبسك قلت نعم قال قل أسأل
الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقلتها ثلاثا فاستيقظت فكتبتها ثم إني صليت ما
شاء الله فما زلت أدعو به حتى صليت الصبح فلما صليت الصبح جاؤني فحملوني في
قيودي حتى وضعوني بين يدي يوسف بن عمر فأطلقني
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن عمر بن حفص المقرئ أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد حدثنا
أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ح وأخبرنا أبو القاسم محمد بن أحمد بن
الحسن التبريزي أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس
حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد نا أحمد بن
محمد (1) بن إبراهيم حدثنا أبو بكر بن عبيد حدثني حاتم بن عبد الله أنه حدث عن
سيار بن حاتم حدثنا عثمان بن مطر حدثنا توبة العنبري قال أكرهني يوسف بن عمر
على العمل فلما رجعت حبسني في السجن وقيدني فما زلت في السجن حتى لم يبق في
رأسي شعرة سوداء فأتاني آت في المنام عليه ثياب بيض فقال يا توبة طال حبسك
قلت أجل فقال يا توبة قل أسال الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة فقلتها
ثلاثا فاستيقظت فقلت يا غلام هات السراج والدواة فكتبت هذا الدعاء ثم إني صليت
ما شاء الله أن أصلي فما زلت أدعو به حتى صليت الصبح فلما صليت جاء حرسي
فضرب باب السجن ففتحوا له ثم قال أين توبة العنبري فقالوا هذا فحملوني بقيودي
حتى وضعوني بين يدي يوسف وأنا أتكلم به فقال يا توبة قد أطلنا حبسك قلت
أجل قال أطلقوا عنه قيوده وخلوه فعلمته رجلا في السجن فقال لي صاحبي لم
أدع إلى العذاب قط فقلتهن إلا خلي عني فجربي
وفي حديث البربري فجئ به يوما إلى العذاب فجعلت أتذكرهن فلم أذكرهن
حتى جلدت مائة سوط ثم إني ذكرتهن فقلتهن فخلي عني

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة 10 / 497.
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور 5 / 326.
100

أخبرنا أبو غالب الماوردي أخبرنا أبو الحسن السيرافي أخبرنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال
ومات توبة العنبري بعد الثلاثين ومائة
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف الشاهد أخبرنا
أبو شعيب بن عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد
قالا أخبرنا الحسن بن رشيق أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد حدثني
سليمان بن أشعث حدثنا عباس العنبري قال مات توبة العنبري في الطاعون سنة إحدى
وثلاثين ومائة (1)
1015 توفيق بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن رزيق (2)
أبو محمد الأطرابلسي النحوي (3)
كان جدهم محمد بن رزيق يتولى أمر الثغور من قبل الطائع لله وانتقل ابنه (4)
عبيد الله إلى الشام وولد توفيق بأطرابلس وسكن دمشق وكان أديبا فاضلا شاعرا وكان
متهم بقلة الدين والميل إلى مذهب الأوائل وكان يكثر الجلوس في مشهد الرأس على
باب الجامع رأيته كثيرا ولم أسمع منه إلا أبياتا رثى بها ابن خالي أبا البيان عثمان بن
محمد بن يحيى القرشي أنشدت عند قبره وهو حاضر وأنا أسمع قرئ على أبي (5)
محمد توفيق بن محمد لنفسه وأنا أسمع
أعيني ابكيا لأبي البيان * فمثل مصاحبة لا تبكيان
ولأن أك غائبا عما دهاه * لقد ناب الحديث عن العيان
أما عجبت لعمرك أن تراني * أعيش وقد نعاه الناعيان
ومما زاد في البرحاء أنا * فجعنا بالأحبة والمغاني
مصاب فض عن يأس رجائي * وأكذبت المنون به الأماني

(1) انظر تهذيب التهذيب 1 / 325 ومعجم البلدان " ضبع ".
(2) في مصادر ترجمته: زريق.
(3) ترجمته في الوافي بالوفيات 10 / 448 وبغية الوعاة 1 / 479 وإنباء الرواة 1 / 293 ومعجم الأدباء 7 / 138.
(4) بالأصل " أبيه " خطأ والصواب ما أثبت عن انباه الرواة، إلا إذا أراد بالجد " الحسين ".
101

فما أبقى حمام الموت شيئا * أخاف عليه عادية الزماني
فمن يحذر نوائبه فإني * غدوت من النوائب في أمان
وأصابتني الخطوب ولم تزدني * وأصماني الزمان وما رماني *
رزئتك يافعا كالسيف قدا * وكالقمر ابن سبع أو ثمان
لقد عجل الحمام عليه طفلا * وجاز البعد فيك عن التداني
تعاظم رزؤنا وجنت علينا * صروف الدهر ما لم يجن جان
فلو نمنى بواحدة صبرنا * لها ولكن مصيبتنا اثنتان
خطوب جئن من شتى لو أني * رميت بواحدة منها كفاني
لعمر أبي البيان لقد تولى * به صبري وأثكلني بيان
وكنت إذا دعوت الشعر يوما * أجاب اللفظ تبصرة المعاني
سأبلغ من مقال فيه همي * إذا ما الحزن أطلق عن لساني *
ووجدت بخط بعض رفقاء له مما أنشده لنفسه *
وجلنار كأعراف الديوك على * خصر (1) تميس كأذناب الطواويس
مثل العروس تجلت يوم زينتها * حمر الحلي على خضر الملابيس
في مجلس لعبت أيدي السرور به * كذا عريش يحاكي عرش بلقيس
سقا الحياء أربعا تحيا النفوس بها * ما بين مقرئ (2) إلى باب الفراديس *
توفي أبو محمد توفيق بن محمد في صفر سنة ست عشرة (3) وخمس مائة ودفن في
مقابر الفراديس وحضرت دفنه والصلاة عليه
1016 تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين
شهد صفين مع معاوية ويقال توبل
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أخبرنا أبو الحسن
الدارقطني قال عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن

(1) في الوافي وإنباه الرواة: خضر يميس.
(2) مقرى: قرية بالشام من نواحي دمشق، وباب الفراديس: من أبواب دمشق.
(3) كذا بالأصل والوافي، وفي معجم الأدباء 7 / 139 وأنباء الرواة 1 / 294 سنة عشر وخمسمئة.
102

بكر بن عوف بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن
عمران بن الحاف بن قضاعة من ولده تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن
شراحيل بن عرين قتل مع معاوية يوم صفين ومعه اللواء ذكر ذلك ابن حبيب عن ابن
الكلبي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) عرين بفتح العين
وبالنون فهو عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة ومن
ولده توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين قتل مع معاوية بصفين
ومعه اللواء ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي ذكره بفتح التاء وضمها ثم قال تويل بفتح
التاء وكسر الواو والله تعالى أعلم بالصواب "

(1) انظر الاكمال 1 / 504 و 6 / 176.
103

حرف الثاء " "
ذكر من اسمه ثابت "
1017 ثابت بن أحمد بن الحسين
أبو القاسم البغدادي
قدم دمشق حاجا وذكر أنه سمع أبا القاسم بن بشران ببغداد وأبا الفتح سليم بن
أيوب الرازي (1) وأبا الفرج بن برهان العراك (2) بصور وأبا ذر عبد بن أحمد الهروي
بمكة وأبا بكر محمد بن جعفر بن علي الميماسي بعسقلان
روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم وشيخنا أبو الفضل أحمد بن
الحسين بن أحمد بن القاسم سبط الكاملي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم إملاء حدثني أبو
القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادي أنه رأى رجلا بمدينة النبي (صلى الله عليه وسلم) أذن الصبح
عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال فيه الصلاة خير من النوم فجاءه خادم من خدام المسجد
فلطمه حين سمع ذلك فبكى الرجل وقال يا رسول الله في حضرتك يفعل بي هذا الفعال
ففلج الخادم في الحال وحمل إلى داره فمكث ثلاثة أيام ومات
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي حدثنا ثابت بن أحمد بن الحسين أبو القاسم
البغدادي شيخ قدم علينا وذكر أنه سمع من عبد الملك بن بشران وأبي ذر الحافظ
وسكن بن جميع والفقيه سليم وأبي الفرج بن برهان وعبد العزيز بن عبد الملك
اليماني وأبي بكر الميماسي وأبي بكر الحافظ وغيرهم وأن له إجازة من كل واحد

(1) رسمها مضطرب بالأصل والصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 645.
(2) المطبوعة: الغزال.
104

منهم وكتب لنا خطه بالإجازة بجميع مسموعاته في مستهل شهر ربيع الأول سنة سبع
وسبعين وأربعمائة وسئل عن مولده فقال في مستهل محرم سنة إحدى وأربعمائة توجه
طالبا للحج في شهر ربيع الأول المذكور ولم نقف له بعد ذلك على خبر
1018 ثابت بن أحمد بن أبي الفوارس
أبو نصر البوشنجي (1) الصوفي
شيخ الصوفية حدث عن عبد الدائم بن الحسن الهلالي
روى عنه طاهر بن بركات الخشوعي ودلس اسم عبد الدائم فقال أخبرنا
عبد الله بن الحسن بن عبيد الله البرزي وسمع منه عمر الدهستاني وأبو محمد بن
السمرقندي
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي أخبرنا ثابت بن أحمد بن أبي
الفوارس البوشنجي (1) الصوفي الزاهد بدمشق أخبرنا أبو الحسن بن أبي القاسم بن
عبيد الله الحواري (2) بدمشق أخبرني عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أن أحمد بن
عمير حدثهم حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصبح جنبا من الوقاع لا من الاحتلام فيصوم يومه ذلك
كذا قال وقد سقط منه ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرناه أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد
أخبرنا القاسم بن أبي المنذر حدثنا علي بن إبراهيم بن سلمة حدثنا محمد بن يزيد بن
ماجة القزويني (3) حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن
نافع قال سألت أم سلمة عن الرجل يصبح وهو جنب يريد الصوم فقالت كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصبح جنبا من الوقاع لا من الاحتلام ثم يغتسل ويتم صومه [2721] ح

(1) إعجامه بالأصل غير دقيق " البوسنحي " والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى بوشنج
بلدة على سبعة فراسخ من هراة.
(2) المطبوعة: الحواراني.
(3) سنن ابن ماجة - 7 كتاب الصيام ح 1704.
105

1019 ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجد
ابن عجلان ابن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعد (1) بن عمرو
بن جثم (2) بن ردم (3) بن ذبيان بن هميم بن وهر (4)
ابن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة العجلاني (5)
حليف الأنصار له صحبة شهد بدرا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد غزوة مؤتة وحكى عنه أبو
هريرة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أخبرنا شجاع بن علي أخبرنا أبو
عبد الله بن مندة أخبرنا محمد بن عبد الله بن المنذر وأحمد بن محمد بن إبراهيم
قالا حدثنا محمد بن أحمد بن النصر حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري
عن أبي حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر
قال لما دفعت الراية إلى ابن رواحة فأصيب دفعها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري فدفعها
ثابت إلى خالد بن الوليد فقال أنت أعلم بالقتال مني
قال ابن مندة رواه محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الله بن الحارث بن فضيل
عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال لما انهزم المسلمون يوم مؤتة الحديث نحوه كذا قال
وصوابه ابن أسدال (6) ابن المنذر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أخبرنا رضوان بن أحمد (7) وأخبرنا أبو عبد الله الفزاري أخبرنا أبو بكر
البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الماليني حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا أخبرنا
أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير أخبرنا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن

(1) في أسد الغابة: جعل.
(2) في أسد الغابة: جشم.
(3) أسد الغابة: " ودم ".
(4) أسد الغابة: " ذهل ".
(5) ترجمته في الاستيعاب 1 / 191 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 265 الإصابة 1 / 190 الوافي بالوفيات
10 / 453.
(6) كذا بالأصل وم والمطبوعة 10 / 502.
(7) سقط من الأصل " حرف ح " حرف التحويل من سند إلى آخر.
106

جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال ثم أخذ الراية يعني بعد قتل ابن رواحة يوم
مؤتة ثابت بن (1) أقرم أخو بني العجلان فقال اصطلحوا يا معشر المسلمين على رجل
فقالوا أنت لها قال لا ولكن اصطلحوا على رجل قال فاصطلح الناس على خالد بن
الوليد فجاش بالناس ودافع وانحاز واختير عنه ثم انصرف بالناس
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيويه
أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (2) أخبرنا
محمد بن عمر حدثني إسماعيل بن مصعب عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال
لما كان يوم (3) مؤتة وقتل الأمراء أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح يا آل الأنصار
فجعل الناس يثوبون إليه فنظر إلى خالد بن الوليد فقال خذ اللواء يا أبا سليمان قال لا
آخذه أنت أحق به لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت خذ أيها الرجل فوالله ما أخذته
إلا لك فقال ثابت للناس اصطلحتم على خالد قالوا نعم فأخذ خالد اللواء فحمله
ساعة وجعل المشركون يحملون عليه فثبت حتى تكركر المشركون وحمل (4)
بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم دهمه منهم بشر كثير فانحاش بالمسلمين
فانكشفوا راجعين
أخبرنا أبو بكر الفرضي أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع أخبرنا محمد بن عمر
الواقدي (5) حدثني محمد بن صالح عن رجل من العرب عن أبيه قال لما قتل ابن
رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه ثم أن المسلمين (6) تراجعوا
فأقبل ثابت بن أقرم (7) رجل من الأنصار فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار فجعل
الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل وهو يقول إلي أيها الناس فاجتمعوا عليه

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(2) طبقات ابن سعد 4 / 253.
(3) الزيادة عن ابن سعد.
(4) سقطت من الأصل، وعلى هامشه: " لعله: وحمل " وهو ما أثبتناه انظر ابن سعد.
(5) مغازي الواقدي 2 / 763.
(6) بالأصل " المسلمون " والمثبت عن الواقدي.
(7) الواقدي: أرقم.
107

قال فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال خذ اللواء يا أبا سليمان فقال لا آخذه أنت
أحق به أنت رجل لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت خذه أيها الرجل فوالله ما أخذته
إلا لك فأخذه خالد فحمله ساعة وجعل المشركون يحملون فيثبت حتى تكركر
المشركون وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم دهمه منهم بشر كثير (1)
فانحاش بالمسلمين فلبثوا راجعين
قال (2) فحدثني ربيعة بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة قال شهدت مؤتة
فلما رأينا المشركين رأينا مالا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير
والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم (3) يا أبا هريرة ما لك كأنك ترى جموعا
كثيرة قلت نعم قال لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله حدثنا سليمان بن أحمد
حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثنا أبي نا ابن
لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثابت بن أقرم بن
ثعلبة بن عدي بن العجلان
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا
أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو القاسم علي بن
يعقوب بن أبي العقب أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن عائذ أخبرني الوليد بن
مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني
عبيد (4) بن زيد بن مالك بن ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن علي بن العجلان
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
فاروق بن عبد الكبير حدثنا زياد بن الخليل حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن
فليح حدثنا موسى بن عقبة عن أبن شهاب قال وشهد بدرا من الأنصار من الأوس ثم من
بني العجلان ثابت بن أقرم

(1) الزيادة عن الواقدي.
(2) مغازي الواقدي 2 / 760.
(3) الواقدي: أرقم.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
108

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرنا محمد بن
الحسين بن الفضل أخبرنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم (1) عبد الله (2) بن
المغيرة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من
شهد بدر أ من بني العجلان ثابت بن أقرم
أخبرنا أبو بكر الشاهد أنبأنا الحسن بن علي أخبرنا محمد بن العباس حدثنا
عبد الوهاب بن أبي حية أخبرنا محمد بن شجاع أخبرنا محمد بن عمر قال في تسمية
من شهد بدرا من حلفاء بني عبيد بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف ثابت بن أقرم قتل
يوم طليحة
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أخبرنا محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية
أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعد قال في الطبقة
الأولى من بني العجلان بن حارثة من بني قضاعة وهم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجعد بن
العجلان وليس له عقب وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة في خلافة أبي بكر وكذلك قال محمد بن إسحاق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر بن الطبري أخبرنا أبو
الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال في تسمية من شهد
بدرا ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أخبرنا أبو عمر بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
يوسف أخبرنا أحمد بن عمر بن محمد أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرنا محمد بن
سعد قال ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجد بن عجلان من بلي حليف لبني
عمرو بن عوف قتل مع عكاشة يوم طليحة الأسدي ببزاخة (3)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أخبرنا أبو الحسن

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، وفيها: أخبرنا أبو القاسم بن عبد الله بن المغيرة.
(2) بالأصل " عبيد الله ".
(3) بزاخة ماء لطئ بأرض نجد (انظر معجم البلدان).
109

الدارقطني قال أما هني من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة منهم ثابت بن أقرم بن
ثعلبة بن عدي بن العجلان شهد قتله طليحة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أخبرنا شجاع بن علي أخبرنا أبو
عبد الله بن مندة قال ثابت بن أقرم من بني ثعلبة بن عدي بن العجلان الأنصاري شهد
بدرا قاله عروة بن الزبير
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما هني بفتح الهاء
وكسر النون فهو هني بن بكر بن عمرو بن الحاف بن قضاعة منهم ثابت بن أقرم بن
ثعلبة بن عدي بن العجلان شهد بدرا قتله طليحة
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أشليها الفقيه (2) حدثنا أبو الحسن
علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر
أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أخبرنا أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن عائذ
أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم غزوة
الغمرة (3) من نجد أميرهم ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان من بني عمرو بن
عوف ومعه عكاشة بن محصن حليف بني أمية بن عبد شمس ولقيط بن أعصم حليف
بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية بن مالك من بلي فأصيب فيها ثابت وذكر ابن عائذ
هذه الغزوة قبل غزوة الحديبية في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا حدثنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن
أحمد حدثنا محمد بن عمرو بن خالد حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن
عروة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث سرية قبل الغمرة من نجد أميرهم ثابت بن أقرم فأصيب
فيها ثابت بن أقرم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو الحسين بن
الفضل أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب أخبرنا القاسم بن عبد الله بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 319.
(2) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 417.
(3) عن الإصابة 1 / 190 وبالأصل " عروة القمر ".
(4) كذا وفي ابن سعد 2 / 61 الغمر وهو ماء لبني أسد على ليلتين من فيد.
110

المغيرة حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى في
مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ثم غزوة الغمرة (1) من نجد أميرهم ثابت بن أقرم أخو بني
عمرو بن عوف ومعه عكاشة بن محصن حليف بني أمية ولقيط بن أعصر حليف بن
عمرو بن عوف وهم من بلي فأصيب فيها ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن ولقيط بن
أعصر وقال الكذاب طليحة الأسدي *
عشية غادرت ابن أقرم ثاويا * وعكاشة التميمي عند مجال
أقمت لهم صدر الحمالة إنها * معاودة قول الكماة نزال
فيوما تراها في الجلال مصونة * ويوما تراها في ظلال عوالي
فإن يك أنياب أخذن فإنكم * ولن تذهبوا فرعا بقتل حبال *
كذا ذكر عروة وموسى بن عقبة وذكر غيرهما أن ثابتا استشهد ببزاخة في خلافة أبي
بكر الصديق
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنبأنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (2) أنبأنا
محمد بن عمر حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن عيسى بن عميلة الفزاري عن
أبيه قال خرج خالد بن الوليد على الناس يعترضهم في الردة فكلما سمع أذانا للوقت
يكف وإذا لم يسمع أذانا أغار فلما دنا خالد من طليحة وأصحابه بعث عكاشة بن
محصن وثابت بن أقرم طليعة أمامه يأتيانه بالخبر وكانا فارسين عكاشة على فرس يقال
له الرزام وثابت على فرس يقال له المحبر فلقيا طليحة وأخاه سلمة ابني خويلد طليعة
لمن وراءهما من الناس فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت فلم يلبث سلمة أن قتل
ثابت بن أقرم وصرخ طليحة بسلمة أعني على الرجل فإنه قاتلي فكر سلمة على عكاشة
فقتلاه جميعا ثم كرا راجعين إلى من وراءهما من الناس فأخبراهم فسر عيينة بن حصن
وكان معه طليحة وكان قد خلفه على عسكره وقال هذا الظفر وأقبل خالد معه
المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه فثقل المطي فعظم ذلك على المسلمين ثم
لم
يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا القوم على المطي كما وصف واصفهم

(1) بالأصل " المقبرة " والمثبت عن الرواية السابقة، وفي المطبوعة 10 / 506 المغرة.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 92 في ترجمة عكاشة بن محصن.
111

حتى تكاد المطي ترفع أخفافها
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن (1) بن علي أخبرنا
محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن
سعد (2) أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الملك بن سليمان عن ضمرة بن سعيد عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي واقد الليثي قالوا كنا (3) نحن المقدمة مائتي فارس
وعلينا زيد بن الخطاب وكان ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن أمامنا فلما مررنا بهما
سئ بنا وخالد والمسلمون وراءنا بعد فوقعنا عليهما حتى طلع خالد يسيرا (4) فأمرنا
فحفرنا لهما ودفناهما بدمائهما وثيابهما ولقد وجدنا بعكاشة جراحات منكرة
قال محمد بن عمر وهذا أثبت ما روي في قتل عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم
عندنا والله أعلم وكان قتلهما طليحة الأسدي ببزاخة سنة اثنتي عشرة (5)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أخبرنا محمد بن علي بن أحمد أخبرنا
أحمد بن إسحاق أخبرنا أحمد بن عمران بن موسى حدثنا موسى بن زكريا حدثنا
خليفة بن خياط (6) حدثنا علي بن محمد عن مسلمة عن داود عن عامر وأبي معشر عن
يزيد بن رومان أن أبا بكر خرج إلى ذي القصة (7) وهم بالمسير بنفسه فقال له المسلمون
إنك لا تصنع بالمسير بنفسك شيئا ولا ندر لمن تقصد فأمر رجلا تأمنه وتثق به
وأرجع إلى المدينة فإنك تركتها تغلي بالنفاق فعقد لخالد بن الوليد على الناس وأمر
على الأنصار خاصة ثابت بن قيس بن شماس وعليهم جميعا خالد بن الوليد وأمره أن
يصمد لطليحة وأظهر أبو بكر مكيدة وقال لخالد إني موافيك بمكان كذا وكذا
قال مسلمة عن داود عن عامر وعثمان بن عبد الرحمن عن الزهري أن خالدا سار

(1) بالأصل " الحسين " خطأ والصواب ما أثبت، وهو أبو محمد الجوهري انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
18 / 68.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 93.
(3) الزيادة عن ابن سعد.
(4) بالأصل " يسير " والمثبت عن ابن سعد.
(5) وقيل قتل ثابت سنة 11 ه‍، انظر الاستيعاب 1 / 191 وأسد الغابة 1 / 265 وانظر الطبري 3 / 253.
(6) تاريخ خليفة ص 102.
(7) ذو القصة: موضع على بريد من المدينة تلقاء نجد (معجم البلدان).
112

من ذي القصة في الفين وسبع مائة إلى الثلاثة آلاف يريد طليحة ووجه (1) عكاشة
بن محصن وثابت بن أقرم وفي نسخة أخرى أقرم بن ثعلبة الأنصاري حليف منهم من بلي
فانتهوا إلى قطن (2) فصادفوا بها حبالا متوجها إلى طليحة بثقله فقتلوا حبالا وأخذوا ما
معه فخرج طليحة وسلمة ابنا خويلد فلقيا عكاشة وثابتا فقتلا عكاشة وثابتا وسار
خالد إلى بزاخة فلقي طليحة ومعه عيينة بن حصن بن مالك الفزاري وقرة بن هبيرة
القشيري واقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله سبحانه طليحة وهرب إلى الشام وأسر عيينة
وقرة بن هبيرة فبعث بهما خالد إلى أبي بكر فحقن دماءهما فتفرق الناس عن بزاخة فأتى
ناس غمر مرزوق فسار إليهم خالد فقتل منهم ناسا كثيرا وانهزم الآخرون بعد قتال شديد
وقيل إنه قتل يوم اليمامة وهذا ضعيف
أخبرنا أبو محمد السلمي فيما قرأت عليه عن أبي محمد السهمي أخبرنا مكي بن
محمد بن الغمر أخبرنا أبو سليمان بن زبر (3) قال وفي سنة اثنتي عشرة قتل باليمامة
ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي وأبو عقيل بن عبد الله بن ثعلبة جميعا من أهل بدر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله أخبرنا
محمد بن الحسين أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال ثم كانت غزوة اليمامة
في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة
1020 ثابت بن ثوبان
روى عن أبي هريرة مرسلا وعن أبيه ثوبان ومكحول وسعيد بن المسيب
ومحمد بن سيرين وأبي فاطمة صاحب لابن عمر وأبي كبشة الأنماري والزهري
وخالد بن معدان وأبي هارون العبدي وعبد الله الزاهد
روى عنه ابنه عبد الرحمن والأوزاعي وإبراهيم بن جدار العذري
وعثمان بن حصن بن عيينة بن علاق ومحمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيبي
ويحيى بن حمزة الحضرمي ويزيد بن يوسف الصنعاني

(1) بالأصل: " ووجد " والمثبت عن تاريخ خليفة.
(2) قطن: ماء في أرض بني أسد من ناحية فيد (معجم البلدان).
(3) بالأصل " زيد " والمثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 440.
113

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا تمام بن محمد
وأبو محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله بن عبدان ح
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة قالا أخبرنا أبو
الحسن بن أبي الحديد أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا أبو بكر أحمد بن القاسم
أنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عمرو به عمارة قال سمعت ابن ثوبان يحدث عن أبيه عن
مكحول يرده إلى جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال إن آخر كلام
فارقت عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال لي
أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز
وجل [2722] ح
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أخبرنا أحمد بن الحسين بن محمد أخبرنا
الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي أخبرنا أبو بكر الإسفرايني وهو عبد الله بن
محمد بن مسلم حدثنا صالح بن شعيب حدثنا محمد بن أسد حدثنا رواد بن الجراح
من كتابه أخبرنا الأوزاعي عن ثابت بن ثوبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا يمنعن جار جاره أن يضع خشبة في حائطه [2723]
أخبرنا عاليا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو سعيد الحسن بن
جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن
أبي شعيب الحراني حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي (1) حدثنا الأوزاعي حدثني
ثابت بن ثوبان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يمنعن جار جاره موضع خشبة في داره قال
فقال أبو هريرة أقسمت لأضعنها بين أكتافكم مالي أراكم عنها معرضين [2724] ح
ومن عالي حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو طالب بن غيلان أنا
أبو بكر الشافعي حدثنا أبو الوليد بن برد وهو محمد بن أحمد بن الوليد حدثنا
الهيثم بن جميل حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عبد الرحمن بن جبير عن
ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى ليغفر للعبد ما لم يغرغر [2725] ح
كذا جاء في هذه الراوية وإنما يرويه مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر عن

(1) مهملة بالأصل، والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى بابلت قال السمعاني: وظني أنها موضع
بالجزيرة، انظر ترجمته في سير الاعلام 10 / 318.
114

عبد الرحمن كذلك رواه عنه علي بن الجعد وعلي بن عياش وعاصم بن علي عن ابن
ثوبان
فأما حديث علي بن الجعد أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري
قالا أنا أبو سعد الجنزرودي أخبرنا أبو عمرو (1) بن حمدان ح
وأخبرنا أبو عبد الله قال أخبرنا إبراهيم بن منصور أخبرنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أخبرنا أبو يعلى الموصلي ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله الأمين
وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله المقرئ قالوا أخبرنا محمد الصريفيني
أخبرنا عبيد الله بن محمد البزاز حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قالا حدثنا علي بن
الجعد أخبرنا وفي الحديث ابن حمدان حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن
جبير بن نفير عن عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم
يغرغر [2726]
وأما حديث ابن عياش وعاصم فأخبرناه أبو علي الحاد في كتابه ثم حدثني أبو
مسعود الأصبهاني عنه أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أو زرعة
الدمشقي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قالا حدثنا علي بن عياش الحمصي ح
قال وحدثنا عمر بن حفص السدوسي حدثنا عاصم بن علي قالوا حدثنا
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر [2727] ح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن
شعيب حدثنا إبراهيم بن الحراب حدثني ثابت بن ثوبان قال قدمت المدينة قأتيت
سعيد بن المسيب وقد سألوه حتى أغضبوه فسألته فأجابني قال هكذا فلتكن المسائل
صوابه إبراهيم بن جدار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا أبو العلاء

(1) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت عن الأنساب " الحيري ".
115

الواسطي أنبأ أبو بكر البابسيري حدثنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي عن يحيى بن
معين قال وابن ثوبان أصله خراساني (1) نزل الشام
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد أخبرنا
يوسف بن رباح بن علي أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن
حماد حدثنا معاوية بن صالح قال قال يحيى بن معين ثابت وروى عن مكحول ثقة لا بأس به (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا إسماعيل بن مسعدة أخبرنا أبو عمرو
عبد الرحمن بن محمد الفارسي أخبرنا أبو أحمد بن عدي حدثنا محمد بن علي
حدثنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
فقال عبد الرحمن ضعيف وأبوه ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أخبرنا أبو القاسم بن مندة أخبرنا
الحسين بن مسلمة أخبرنا علي بن محمد ح قال وأخبرنا أحمد بن عبد الله إجازة
قالا أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم (3) أخبرنا عبد الله بن أحمد (4) ابن حنبل فيما كتب
إلي قال سألت أبي عن ثابت بن ثوبان فقال هذا شامي وليس به بأس
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أخبرنا تمام بن محمد
أخبرني أبي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس حدثنا الحسن بن محمد بن
بكار بن بلال قال قال أبو مسهر كان أعلى أصحاب مكحول سليمان بن موسى ومعه يزيد بن
يزيد بن جابر ثم العلاء بن الحارث وثابت بن ثوبان وإليه أوصى مكحول
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أخبرنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن

(1) بالأصل " خراسان ".
(2) تهذيب التهذيب 1 / 328.
(3) الجرح والتعديل 1 / 1 / 449.
(3) الجرح والتعديل 1 / 1 / 449.
(4) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(5) بالأصل " ابن " والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب 1 / 328 واسمه عبد الاعلى بن مسهر بن
عبد الاعلى بن مسهر، أبو مسهر، ترجمته في سير الاعلام 10 / 228.
116

الحسن بن محمد قالا أخبرنا الوليد بن بكر أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا أخبرنا
صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي أحمد (1) قال ثابت بن ثوبان دمشقي لا بأس به
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أخبرنا أبو القاسم بن
عتاب أخبرنا أحمد بن عمير إجازة وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أخبرنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أخبرنا علي بن الحسن أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أخبرنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة
ثابت بن ثوبان العنسي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز
الكتاني أخبرنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة
قال (2) قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم وسألته عن ثابت بن ثوبان والعلاء بن الحارث
أيهما أثبت فقال العلاء أفقه حديثا وثابت بن ثوبان قليل الحديث قلت له إن أبا
مسهر قال أنبل أصحاب مكحول ثابت بن ثوبان والعلاء بن الحارث وأعدت عليه تقدم
سن ثابت بن ثوبان ولقيه سعيد بن المسيب فلم يدفعه عن ثقة وقدم العلاء بن الحارث
عليه لفقهه
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا
عبد الوهاب بن محمد بن موسى زاد أحمد ومحمد بن الحسن بن أحمد قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان
أخبرنا أبو الحسن محمد بن سهل أخبرنا أبو عبد الله
البخاري قال (3) ثابت بن ثوبان ويقال العبسي (4) سمع مكحولا روى عنه الأوزاعي
ويحيى بن حمزة الشامي
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال قال أبو حاتم
الرازي عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أبوه من كبار أصحاب مكحول ممن يسند عنه
وابنه راوية عن أبيه وقد روى عن أبيه الأوزاعي كان الأب ثقة

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 89.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 393.
(3) التاريخ الكبير 1 / 1 / 159.
(4) في البخاري: ويقال: العنسي أو العبسي.
117

1021 ثابت بن جعفر بن أحمد
أبو طاهر النهاوندي وندى المقرئ
سمع أبا علي الأهوازي المقرئ
وحدث بصور سمع منه غيث بن علي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقله من خطه أنا ثابت بن جعفر بن أحمد أبو طاهر
النهاوندي ندي المقرئ أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي بحلب أنا أبو
القاسم نصر بن أحمد بالموصل حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي حدثنا
عبيد الله بن عمرو القواريري حدثني عبد الرحمن بن واقد الليثي حدثنا سعيد بن عطية
عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سره أن يستجيب الله له
عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء [2728] ح
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أخبرنا أبو سعد
الجنزرودي (1) أخبرنا أبو عمرو بن حمدان أخبرنا أبو يعلى حدثني عبيد الله
القواريري حدثنا عبد الرحمن بن واقد الليثي فذكر بإسناده مثله وقال من سره أن
يستجيب الله له قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي عن ثابت بن جعفر بن أحمد أبو طاهر
النهاوندي المقرئ شيخ قدم علينا في سمنة سبع وستين وأربعمائة فحدثنا عن أبي علي
الأهوازي بجزء لطيف
1022 ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان
أبو نصر البغدادي (3)
قدم دمشق وحدث بها عن عيسى بن علي الوزير
روى عنه الكتاني ونجا بن أحمد
ح أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو نصر

(1) بالأصل " الخنزرودي " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 144.
118

ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان البغدادي قدم علينا قراءة
عليه في الجامع بدمشق حدثنا عيسى بن علي بن عيسى أبو القاسم حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا محمد بن خلاد الباهلي حدثني
يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل سبحانك اللهم بك وضعت
جنبي (1) وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به
عبادك الصالحين قال الكتاني لم يكن مع هذا الشيخ غير هذا الحديث [2729] ح
أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن
علي بن قريش ببغداد قالا أخبرنا أبو الحسين بن النقو حدثنا عيسى بن علي بن عيسى
فذكر مثله
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان أبو نصر البغدادي
حدث بدمشق بعد سنة ثلاثين وأربعمائة حديثا واحدا حدثنا عيسى بن علي بن عيسى
فذكره ثم قال ذكر لي عبد العزيز الكتاني أنه سمع منه هذا الحديث قال ولم يكن معه
من الحديث غيره كان على ظهر جزء له وذكر أنه سمع الكثير من عيسى بن علي ومن أبي
طاهر المخلص ومن بعدهما وكان عارفا بالفرائض وقسمة المواريث
1023 ثابت بن خويلد البجلي (3)
أحد الفرسان المشهورين الذين شهدوا وقعة مرج راهط يومئذ ذكر ذكره أبو حسان
الحسن بن عثمان الزيادي
1024 ثابت بن سرج
أبو سلمة الدوسي
من أهل دمشق رأى واثلة بن الأسقع وبلال بن أبي الدرداء

(1) في تاريخ بغداد: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم بك وضعت جنبي.
(2) تاريخ بغداد 7 / 144 - 145.
(3) سقطت ترجمته في مختصر ابن منظور.
119

روى عن سالم بن عبد الله المحاربي ويقال ابن عبد الله بن عمر
وروى عنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور (1)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه ثم حدثنا أبو
محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أخبرنا سهل بن بشر قالا أخبرنا أبو
الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أخبرنا القاضي أبو الطاهر محمد بن
أحمد بن عبد الله الذهلي حدثنا الفضل بن الحباب بن محمد حدثنا الرياشي يعني
العباس بن الفرج حدثنا سهل بن صالح أبو معيوف حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي سلمة
الدوسي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال كان من دعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم
ارزقني عينين هطالتين تشفيان القلب تذرف الدموع من خشيتك قبل أن يكون الدمع دما
والأضراس جمرا (2) [2730] ح
كذلك رواه سهل بن صالح الأنطاكي عن الوليد ورواه داود بن رشيد
والحسين بن الحسن المروزي ومحمد (3) بن حسان الأزرق ومقاتل بن عتاب
البخاري عن الوليد مرسلا
فأما حديث داود والحسين فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو
الحسين بن النقور أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي حدثنا داود (4) بن رشيد حدثنا الوليد عن أبي سلمة
الدوسي ح
وأخبرناه أبو غالب بن البنا أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية وأبو بكر محمد بن إسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا
الحسين بن الحسن أخبرنا الوليد بن مسلم أنا أبو سلمة سالم الدوسي عن سالم بن
عبد الله قال كان من دعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم ارزقني عينين هطالتين تبكيان بذرف

(1) بالأصل " سابور " بالسين المهملة، والصواب ما أثبت بالشين المعجمة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
9 / 376.
(2) بالأصل: " دما " وعلى هامشه: " لعله جمرا " وهو ما أثبتناه وهو يوافق عبارة مختصر ابن منظور 5 / 334.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والزيادة لازمة عن الرواية الآتية لحديثه.
(4) بالأصل " أبو داود " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 11 / 133.
120

الدموع وتشفياني وفي حديث داود تشفياني من خشيتك قبل أن تكون الدموع دما
والأضراس جمرا [2731] ح
وأما حديث محمد بن حسان فأخبرناه أبو غالب بن البنا وأبو الحسين بن الفراء
قالا أخبرنا أبو يعلى بن الفراء أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ
حدثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا ثابت أبو سلمة عن سالم بن عبد الله بن عمر قال كان من دعاء
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم ارزقني عينين هطالتين تشفياني بذرف الدموع وتشفياني من
خشيتك قبل أن تصير الدموع دما والأضراس جمرا [2732] ح
وأما حديث مقاتل فأخبرناه أبو القاسم الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا
هناد النسفي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان حدثنا أبو محمد سهل بن
عثمان بن سعيد السلمي حدثنا أبو حامد أحمد بن سليمان بن فرسام حدثنا أبي حدثنا
مقاتل بن عتاب البخاري حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي عن أبي سلمة ثابت بن أبي (1)
سرج الدوسي عن سالم بن عبد الله بن عمر قال كان من دعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر مثله إلا أنه
قال وتسيلان من خشيتك
أنبأنا أبو محمد الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني لفظا نا أبو نصر بن الجبان
إجازة أنا أحمد بن القاسم الميانجي (2) نا أحمد بن طاهر بن النجم حدثني سعيد بن
عمرو البرذعي قال قلت يعني لأبي زرعة ثابت بن سرج الدوسي قال مجهول لا
أعرفه إلا في حديث روى عنه الوليد بن مسلم عن سالم ولا أحسبه سالم بن عبد الله بن
عمر هو عندي سالم بن عبد الله المحاربي أشبه وإن كان مرسلا
أخبرنا أبو محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة الأصاغر من أصحاب
واثلة وغيره أبو سلمة الدوسي ثابت بن سرج يحدث عنه الوليد وابن شعيب
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أخبرنا أبو أحمد

(1) كذا بالأصل " بن أبي سرج ".
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى ميانج، موضع بدمشق.
121

الغندجاني زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أخبرنا أحمد بن عبدان أخبرنا
محمد بن سهل أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (1) ثابت أبو سلمة الدوسي عن سالم
المحاربي قال لي سليمان عن الوليد بن مسلم سمع ثابتا راوية (2) واثلة وبلال بن أبي
الدرداء أميرا عليها يعني دمشق وقال أبو قدامة حدثنا الوليد عن ثابت بن سر أبي
سلمة
أخبرنا أبو بكر الشقاني أخبرنا أبو بكر المغربي أخبرنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو سلمة ثابت بن سرج عن
سالم بن عبد الله المحاربي روى عن الوليد بن مسلم
قرأت على أبا الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي
أخبرنا الخصيب بن عبد الله أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن اخبرني أبي قال
أبو سلمة ثابت بن سرج
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية قال وأبو سلمة الدوسي اسمه ثابت بن سرج حدثنا بذلك أبي عن الوليد بن
مسلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن
عبد العزيز العكبري ح وأخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد العزيز بن محمد أخبرنا أبو
القاسم بن أبي العلاء قالا أخبرنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسن العكبري
أخبرنا أبو بكر محمد بن سبرة التميمي المعروف بابن الجعابي قال أبو سلمة ثابت بن
سرج من أهل دمشق حدث عن سالم بن عبد الله حدث عنه الوليد بن مسلم
أخبرنا على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أخبرنا أبو الحسن
الدارقطني قال ثابت بن سرج أبو سلمة الدوسي ثم ذكر له الحديث عن سالم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال وأما سرج بالجيم

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 165.
(2) بالأصل: " راوي " والمثبت عن البخاري.
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 288.
122

ثابت بن سرج أبو سلمة الدوسي مشهور بكنيته روى عن سالم بن عبد الله روى عنه
الوليد بن مسلم
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني فيما نقله من خط بعض أصحاب الحديث
ثابت بن سرج الدوسي يكنى أبا سلمة دمشقي
1025 ثابت بن سعد
أبو عمر (1) الطائي الحمصي
حدث عن معاوية بن أبي سفيان وجبير بن نفير
روى عنه أبو خالد محمد بن عمر الطائي المحري (2) وشهد صفين مع معاوية
ووفد على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أخبرنا أبو الحسن محمد بن
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي أخبرنا
عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم حدثنا
يزيد بن عبد الصمد حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن عمر الطائي قال
ثابت بن سعد الطائي يحدث عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي بكر الصديق قال قام في
المدينة إلى جانب منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو عليه فذكر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبكى ثم قال قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مقامي هذا عام الأول فقال أيها الناس سلوا الله العافية ثلاث مرات
فإنه لم يؤت أحد مثل العافية بعد اليقين [2733] ح
أخبرناه أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أخبرنا أبو عبد
عبد الكريم بن علي بن السني القصري ح وأخبرناه أبو الحسن محمد بن هبة الله بن
إبراهيم بن القطان الوكيل أخبرنا أبو نصر الزينبي قالا أخبرنا محمد بن عمر بن
علي بن خلف بن زنبور الوراق حدثنا يحي بن محمد بن صاعد حدثنا أحمد بن
الفرج أبو عتبة الحمصي وعثمان بن معبد بن نوح المقرئ قالا نا يحيى بن صالح
الوحاظي (3) نا محمد بن عمر المحري (4) ح

(1) كذا بالأصل وفي تهذيب التهذيب 1 / 328 ومختصر ابن منظور 5 / 334 أبو عمرو.
(2) بالأصل " المحدثي " والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه 4 / 1348 والتاريخ الكبير 1 / 2 / 163.
(3) رسمها بالأصل " الحواطي " ولعل الصواب ما أثبت عن الأنساب.
(4) بالأصل " المجدي " وقد تقدم قريبا.
123

قال وحدثنا محمد بن عوف حدثنا خطاب بن عثمان الفوزي عن محمد بن عمر
أبي خالد المحري الحمصي قال سمعت ثابت بن سعد الطائي يحدث عن جبير بن نفير
عن أبي بكر الصديق أنه قام في الناس على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال عثمان بن معبد في
حديثه إلى جنب منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى فقال يا أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قام فينا مقامي فيكم هذا من عام أول فقال يا أيها الناس سلو الله العافية
فإنه لم يعط أحد مثل العافية بعد اليقين وقال عمر بعد يقين [2734] ح
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة (1) حدثني الفوزي (2) يعني الخطاب
عثمان قال سأل عبد الملك بن مروان ثابت بن سعد أي يوم رأيت أشد قال رأيتنا يوم
صفين والأسنة في صدور هؤلاء وهؤلاء حتى لو أشأ أن يمشى عليها لمشي لعله لو أن
إنسانا أراد
قال ونا أبو زرعة (1) حدثنا الخطاب بن عثمان الفوزي نا محمد بن عمر (4)
الطائي قال ذكروا خبر ثابت بن سعد الطائي فقال كان في صفين رجل له أولاد
كثير قال أبو زرعة وثابت بن سعد من شيوخ أهل الشام يحدث عن معاوية بن أبي
سفيان وغيره من الكبراء أخبرني بذلك سليمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر
الطائي
قال أبو زرعة ومحمد بن عمر الطائي من صالح شيوخنا روى عنه المشيخة وهو
عندهم في عداد ثقاتهم
حدثنا يحي بن صالح وسليمان بن عبد الرحمن والفوزي ويحدث عنه من الأكابر
بقية بن الوليد أخبرنا أبو محمد حدثنا عبد العزيز أخبرنا تمام بن محمد أخبرنا
جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص ودمشق والأردن
ثابت بن سعد الطائي

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 604 - 605.
(2) الفوزي نسبة إلى فوز وهي قرية من قرى حمص.
(3) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9 / 369.
(4) في تاريخ أبي زرعة: كبر.
124

أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أخبرنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أخبرنا علي بن الحسن الربعي أخبرنا عبد الوهاب الكلابي
أخبرنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة
ثابت بن سعد الطائي حمصي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) ثابت بن سعد الطائي عن
معاوية بن أبي سفيان وجبير روى عنه المحري يعد في الشاميين
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أخبرنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد أنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد ح قال وأخبرنا
حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) ثابت بن سعد
الطائي روى عن معاوية وجبير بن نفير روى عنه أبو خالد محمد بن عمر الطائي
المحري سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنا
أبو الحسين بن المظفر أنا أبو بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى
البغدادي قال أبو عمرو وثابت بن سعد الطائي
1026 ثابت بن سليمان بن سعد الخشني
مولاهم كاتب يزيد بن الوليد الناقص وكان أبوه كاتبا لعبد الملك وفي داره
اختفى يزيد بن الوليد ليلة غلب على دمشق وولاه كتبة الرسائل
ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق وذكر أن من داره خرج
يزيد بن الوليد ليلة بويع له بدمشق وكان مولى لخشين

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 163.
(2) الجرح والتعديل 1 / 1 / 452.
125

1027 ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام
ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
أبو مصعب ويقال أبو حكمة الأسدي
حدث عن سعد بن أبي وقاص وقيس بن مخرمة وروى عن
إسحاق والد عباد بن إسحاق ونافع مولى عبد الله بن عمر
وفد على سليمان بن عبد الملك أدركه أجله في رجوعه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو حامد أحمد بن محمد البلالي نا أحمد بن
حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن أبيه عن ثابت بن
عبد الله بن الزبير عن سعد بن أبي وقاص قال لقد رأيتني مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ماء من
السماء وإني لأدلك ظهره وأغسله
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أخبرنا أحمد (1) بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (2) ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي
الأسدي وقال إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن أبيه عن ثابت بن عبد الله بن
الزبير عن سعد بن أبي وقاص رأيتني مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ماء من السماء وإني لأدلك
ظهره وأغسله
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا
الزبير بن بكار قال ومن ولد عبد الله بن الزبير خبيب وحمزة وعباد وثابت والزبير لا
عقب له ورقية بنو عبد الله بن الزبير أمهم تماضر بنت منظور بن زبان بن سيار بن
عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة وأمها مليكة بنت

(1) الزيادة لازمة، قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 165.
126

خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن عطاء بن مرة وأمها تماضر بنت
قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن
بغيض بن ريث بن غطفان وأمها هي ابنة كعب بن قرة بن خنيس بن عبد الله بن ذبيان بن
الحارث بن سعد هزيم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أخبرنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد أخبرنا
محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال في
الطبقة الثالثة من أهل المدينة حمزة وخبيب وثابت بنو عبد الله بن الزبير بن العوام أمهم
من بني الديل بن بكر ويقال أمهم بنت منظور بن زبان بن سيار الفزاري ثابت يكنى أبا
حكمة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق الجلاب أنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد قال
ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد وأمه ابنة منظور بن زبان الفزاري
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أنا
أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال وأما
ثابت بن عبد اله بن الزبير فكان لسان آل الزبير جلدا وفصاحة وبيانا
قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال لم يزل بنو عبد الله بن الزبير خبيب
وحمزة وعباد وثابت عند جدهم منظور بن زبان بالبادية يرعون عليه الإبل كما يفعل عبيده
حتى تحرك ثابت فقال لأخوته انطلقوا بنا نلحق بأبينا فركبوا بعض الإبل حتى قدموا
على أبيهم واتبعهم منظور بن زبان فقدم على آثارهم فقال لعبد الله بن الزبير أردد
على أعبدي هؤلاء فقال إنهم قد كبروا واحتاجوا إلى أن نعلمهم القرآن ولا سبيل إليهم
قال أما إن الذي صنع بهم الصنيع ابنك هذا ما زلت أخافها منه منذ كبر
قال وقال عمي مصعب بن عبد الله فزعموا أن ثابتا جمع القرآن أو تمم (2) جمعه

(1) بالأصل " البنا " والصواب ما أثبت.
(2) في مختصر ابن منظور: أو أتم.
127

في ثمانية أشهر وزوجة عبد الله بن الزبير قبلهم ابنة ابن أبي عتيق عبد الله محمد بن
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فولدت له جاريتين يقال لإحداهما حكيمة (1)
أبوه يكنيه أبا حكيمة (1) يشبه لسانه بلسان زمعة بن الأسود وكان زمعة يكنى أبا حكيمة
وتزوجها عيسى بن مصعب المقتول مع أبيه وماتت عنده ثم خطب الأخرى فأبى عبد الله
أن يزوجه إياها فماتت ولم تزوج وكان ثابت يشهد القتال مع أبيه ويبارز بين يديه فعل ذلك
ن يزوجه إياها فماتت ولم تزوج وكان ثابت يشهد القتال مع أبيه ويبارز بين يديه فعل ذلك
غير مرة وكان حمزة بن عبد الله بن الزبير قال لبني عبد الله لا تطلبوا أموالكم من
عبد الملك حين قبضها وأنا أنفق عليكم فأتى ثابت بن عبد الله وقدم على عبد الملك بن
مروان فدخل عليه فأكرمه ورد على ولد عبد الله بعض أموالهم بكلامه وانصرف بها
ثابت معه
قال وحدثنا الزبير حدثني سعيد بن عمرو بن الزبير بن عمرو بن عمرو بن الزبير
قال أخبرني شيخ من أهل أيلة عن أبيه قال بينا أنا في حمام بأيلة إذ دخل علي فتى صبيح
علمت أنه من العرب حين رأيته فسألته من هو فقال ثابت بن عبد الله بن الزبير ثم
قال * لما رأيت أنها إحدى الأحد * وبرق الموت لنا ثم رعد
أممت هذا الخليفة الأسد
قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال كان ثابت بن عبد الله كأنه من رجال
العرب قال وحدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم وغيره أن سليمان (2) بن
عبد الملك إذ كان خليفة قال لثابت بن عبد الله من أفصح الناس قال أنا قال ثم من
قال أنا قال ثم من قال ثم أنت فرضي بذلك سليمان منه بعد ثلاث وكان سليمان
فصيحا
قال وحدثنا الزبير حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر قال قال بعض أتباع
محمد بن علي بن أبي طالب زار محمد بن علي ابنة أخيه نفيسة بنت حسن بن علي
وهي عند عبد الله بن الزبير فوجده عندها فتحدثا ساعة ثم خرج محمد بن علي وهو
يقول ما ظننت أن تلد النساء مثلك يا ابن الزبير ثم تمثل *

(1) المختصر: حكمة.
(2) بالأصل " سليم ".
128

إذا انه العس (1) سيد العشيرة * قد يريها حتى يكون المؤخرا *
ولم يلبث أن خرج عبد الله بن الزبير يقول لله درك يا ابن الحنفية فما رأيت كاليوم
رجلا ثم تمثل البيت الذي تمثله محمد بن علي
قال وخرج ابن الزبير متكئا على يد غلام أسلم مقرون (2) الحاجبين مترادف
الأسنان وقار فوقفنا عليه (3) بجانب الدار فجعل ابن الزبير يسأله فما رأيت رجلا أجلد
مسألة ولا فتى أطرف جوابا منهما فقلت لمحمد من الفتى قال ثابت بن
عبد الله بن الزبير
قال وحدثني الزبير حدثني أعمامه والسهمي عن مسور بن عبد الملك قال كنا
نأتي مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ينزعنا إليه إلا استماع كلام ثابت بن عبد الله والعجب
بألفاظه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن الحياري
الطبري إملاء نا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان أخبرنا
عبد الله بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن مستادل نا ابن أبي عمر بن خالد حدثني
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال قال لي أبي يا بني تعلم العلم فإنك إن تكن
ذا مال يكن العلم كمالا وإن تك غير ذي مال يكن لك العلم مالا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو
بكر أخبرنا أبو محمد بن زبر حدثنا إبراهيم بن مهدي حدثنا أبو حاتم السجستاني
حدثنا الأصمعي (4) عن جويرية بن أسماء قال أتي عبد الله بن الزبير بابنه ثابت في قيوده
فقال أما والله لو سلف من والد قتل ولده لقتلته قال فبينا هو كذلك إذ حمل عليه أهل
الشام حتى دخلوا المسجد فقال يا ثابت قم فرد هؤلاء عني فقام (5) وإنه لفي ثوبين

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) القرن: التقاء طرفي الحاجبين، وقد قرن وهو أقرن، ومقرون الحاجبين، وحاجب مقرون: كأنه قرن
بصاحبه (اللسان).
(3) الأصل " على ".
(4) بالأصل " بن " انظر ترجمة جويرية في سير أعلام النبلاء 7 / 317. (5) بالأصل " فقال " والصواب ما أثبت.
129

فتناول سيفا وجحفه (1) فردهم ولم يرجع حتى دمي (2) سيفه ثم رجع فقعد فعاد أهل
الشام فدخلوا المسجد فقال يا ثابت قم فردهم عني فقام فردهم حتى أخرجهم من
المسجد فلما قتل ابن الزبير لحق ثابت بعبد الملك بن مروان فأكرمه ثم قال له يوما
فيمن غضب عليك أبوك قال أشرت عليه أن يخرج من مكة فعصاني وغضب علي وكان
عبد الملك قد قبض أموال ابن الزبير فقال له ثابت إن رأيت أن ترد علي حصتي من مال
أبي فافعل فردها عليه فقال ثابت لحمزة كيف ترى أبا بكر كان صانعا لو رأى هؤلاء قد
سلموا إلي حصتي من ميراثه من بني ولده وكنت أبغضهم إليه فقال تالله إن كان
يحاكمهم إلا بالسيف
قرأت بخط أبي الحسن رشا بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (3) حدثنا محمد بن أحمد بن
إبراهيم بن قريش الحكيمي حدثنا عون بن محمد الكندي حدثنا أبي حدثنا جعفر بن
عبيد الله العلوي حدثني أبي عن جده قال قال عبد الملك بن مروان لثابت بن
عبد الله بن الزبير أبوك كان اعلم بك حيث
كان يشتمك قال يا أمير المؤمنين أتدري لم كان يشتمني قال لا والله قال إني كنت نهيته أن يقاتل بأهل بمكة وأهل المدينة فإن الله لا
ينصره بهم أما أهل مكة فأخرجوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخافوه ثم جاءوا إلى المدينة فأخرجهم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسيرهم يعرض قوله هذا بالحكم بن أبي العاص حيث نفاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأما أهل المدينة فخذلوا عثمان حتى قتل بينهم لم يروا أن يدفعوا عنه فقال عبد الملك
لعنك الله قال يستحقها الظالمون قال الله عز وجل " ألا لعنة الله على الظالمين " (4)
فأمسك عنه (5)
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم أخبرنا أبو
الحسن بن موسى السمسار إجازة أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو
بكر محمد بن جعفر بن محمد قال سمعت أبا الحسن علي بن الإعرابي الملجم يقول

(1) الحجفة: ترس مصنوع من جلد، وقد يكون من جلد لا خشب فيه.
(2) رسمها بالأصل: " رمي " بالراء، والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 336.
(3) ضبطت عن تبصير المنتبه.
(4) سورة هود، الآية: 18.
(5) الخبر في معجم البلدان " سرغ ".
130

دخل ثابت بن عبد الله بن الزبير على عبد الملك بن مروان وهو صبي صغير فقال له
عبد الملك ألا تنبئني لم كان أبوك يشتمك ويبعدك إني لأحسبه كان يعلم منك ما تستحق
منه أن يفعل ذلك بك فقال إذن أخبرك يا أمير المؤمنين كنت أشير عليه فيستصغرني
ويرد نصيحتي من ذلك أني نهيته أن يقاتل بأهل مكة وقلت له لا تقاتل بقوم أخرجوا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخافوه فلما جاؤوا إلى الإسلام أخرجهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرض بجده
الحكم بن أبي العاص حين نفاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونهيته عن أهل المدينة وذكرته أنهم خذلوا
أمير المؤمنين عثمان وتقاعدوا عنه حتى قتل بين ظهرانيهم يعرض ببني أمية وأبيه
مروان فقال عبد الملك اسكت لعنك الله فأنت كما قال الأول
شنشنة أعرفها من أخزم (1)
قال ثابت إني لكذلك في حلمي السلف غير جبان ولا غدار يعرض بغدره
بعمرو بن سعيد بن العاص (2) وإني لكما قال كعب بن زهير (3)
أنا ابن الذي يحزني في حياته * ولم أخزه لما (4) تغيب في الرجم
أقول شبيهات بما قال عالم (5) * بهن ومن أشبه أباه فما ظلم
فأشبهته من بين من وطئ الثرى (6) * ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة

(1) الرجز لأبي أخزم الطائي، جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له ابن يقال له أخزم فمات أخزم وترك بنين
فوثبوا يوما في مكان واحد على جدهم أبي أخزم فأدموه فقال:
إن بني زملوني بالدم
من يلق أبطال الرجال يكلم
ومن يكن درء به يقوم
شنشنة أعرفها من أخزم
كأنه كان عاقا، والشنشنة: الطبيعة، أي أنهم أشبهوا أباهم في طبيعته وخلقه. (اللسان) وفي العقد الفريد
5 / 99 أخزم فحل كريم.
(2) وهو الأشدق، وكان عبد الملك بن مروان قد قتله بعد أمانه سنة 70 ه‍ وقال له: قلما اجتمع فحلان في إبل
إلا أخرج أحدهما صاحبه، انظر في مقتله الطبري وابن الأثير وتاريخ خليفة.
(3) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 83 عن قصية بعنوان " أتعرف رسما ".
(4) في الديوان: " حتى تغيب " وفي اللسان " رجم ": حتى أغيب.
(5) الديوان: قال عالما.
(6) صدره في الديوان: وأشبهته من بين وطئ الحصى.
131

أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال
وأخبرني عمي مصعب بن عبد الله قال مات ثابت بن عبد الله بن الزبير بسرغ (1) من
طريق الشام منصرفا من عند سليمان بن عبد الملك إلى المدينة وكان سليمان له مكرما
ولولد عبد الله بن الزبير ورد عليهم أشياء لم يكن ردها عبد الملك وكان سليمان بن
عبد الملك يشكر لعبد الله بن الزبير أتى سليمان من الطائف وكان غلاما يومئذ فكساه
وجهزه إلى أبيه بالشام وأحسن إليه وإلى من معه وعبد الملك يومئذ يحاربه وأوصى
ثابت بولده وهم صغار نافع وهو أكبرهم وخبيب ومصعب وسعد وهم لأمهات أولاد
شتى إلى أخيه عباد بن عبد الله بن الزبير (2) وتوفي وهو ابن سبع أو ثمان وسبعين (3)
قال وحدثنا الزبير قال وأخبرني عبد الله بن نافع أن ثابت بن عبد الله توفي
بمعان (4) من طريق الشام منصرفا من عند سليمان إلى المدينة
وموته بسرغ أثبت عندنا
1028 ثابت بن عبيد بن سعيد السنجاري (5)
حدث بأطرابلس الشام عن أبي عبد الله السموأل بن جعفر السنجاري
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سعيد السنجاري
1029 ثابت بن عجلان
أبو عبد الله الأنصاري الحمصي (6)
سكن الباب سمع بدمشق القاسم أبا عبد الرحمن ومكحولا وسليمان بن موسى
وحدث عن أبي امامة وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير ومجاهد

(1) أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام.
(2) بالأصل " عبد الله " خطأ.
(3) في نسب قريش ص 240 مات ثابت وقد زاد على السبعين، وذكر ياقوت (مادة: سرغ) أنه مات في سبع أو
ثمان وسبعين ومائة، وفي هذا التاريخ تحريف شديد.
(4) معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).
(5) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور، والسنجاري بكسر السين وسكون النون، نسبة إلى سنجار، مدينة
مشهورة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام.
(6) تهذيب التهذيب 1 / 331 وميزان الاعتدال 1 / 365.
132

وعطاء وطاوس وعبد الله بن أبي مليكة والحسن وابن سيرين والشعبي
والنخعي والحكم بن عتيبة وثابت البناني ويزيد بن أبان الرقاشي وحماد بن أبي
سليمان وأيوب السختياني والزهري وعطاء الخراساني وأبي عامر سليم بن عامر
وأبي كثير المحاربي وعكرمة بن خالد المخزومي وعمرو بن شعيب
وعبد الرحمن بن سابط
روى عنه محمد بن مهاجر وإسماعيل بن عياش ومسكين بن بكير وبقية
ومحمد بن حمير وعبد الملك بن محمد الصغاني وسويد بن عبد العزيز وليث بن
أبي سليم ورفدة بن قضاعة الغساني
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي أخبرنا أبو منصور
محمد بن زكريا بن الحسن الأديب وأبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد
الكوسج وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم الملطيان ح
وأخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن إبراهيم الجرجاني بمنى أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد السمسار وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد القفال قالوا أخبرنا أبو
إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيذ قوله أخبرنا أبو محمد الحسن بن
الربيع الأنماطي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثابت بن عجلان
عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله يقول يا ابن آدم إني إذا أخذت
كريمتيك فصبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون
الجنة [2735] ح
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو
الحسن علي (1) بن أحمد بن أحمد بن محمد بن بكران القوي بالبصرة أخبرنا أبو علي
الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان (2) حدثنا عمرو بن
عثمان بن كثير بن دينار حدثنا بقية حدثنا ثابت بن العجلان قال أدركت أنس بن
مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي

(1) في الحسن علي بن محمد بن أحمد بن بكران.
(2؟ الخبر في المعرفة والتاريخ 3 / 389.
133

وعطاء بن أبي رباح وطاوسا (1) ومجاهدا وعبد الله بن أبي مليكة والزهري
ومكحولا والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن
عتيبة وأيوب السختياني وحمادا ومحمد بن سيرين وأبا عامر وكان قد أدرك أبا بكر
الصديق ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى كلهم يأمرني بالصلاة في الجماعة
وينهاني عن أصحاب الأهواء قال بقية ثم بكى وقال يا ابن أخي ما من عمل أرجى لي
ولا أوسط (2) في نفسي من مشي إلى هذا المسجد يعني مسجد الباب
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن عروة حدثنا عمرو بن عثمان
حدثنا عبد الملك بن محمد بن ثابت عن عجلان قال رأيت أنس بن مالك يعتم بعمامة
سوداء ولا يرخي (3) من خلفه
قال حدثنا سليمان حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر حدثنا أبي حدثنا بقية
الوليد قال قال لي عبد الله بن المبارك أخرج إلي حديث محمد بن زياد وثابت بن
عجلان وقلت ليس هو عندي مجتمعا هي في الكتب قال اجمعها لي وتتبعها
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (4) ثابت بن عجلان الأنصاري الشامي سمع عطاء بن أبي
رباح والقاسم أبا (5) عبد الرحمن وسعيد بن جبير وأنس بن مالك سمع منه بقية
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو
طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد ح قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا
أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (6) أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال
سألت أبي عن ثابت بن عجلان فقال كان يكون بالباب والأبواب قلت هو ثقة

(1) في المعرفة والتاريخ: " وطاووس ومجاهد ".. ومكحول... وحماد.
(2) في المعرفة والتاريخ: أوثق.
(3) الزيادة عن مختصر ابن منظور 5 / 338.
(4) التاريخ الكبير 1 / 2 / 166.
(5) بالأصل " أنبأنا " والصواب عن البخاري.
(6) الجرح والتعديل 1 / 1 / 455.
134

فسكت قال وحدثني أبو حاتم قال سمعت دحيما (1) يقول ثابت بن عجلان ليس به
بأس وهو من أهل أرمينة روى عن القدماء عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد
وابن أبي مليكة قال وسمعت أبي يقول ثابت بن عجلان لا بأس به صالح الحديث
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال طبقة بعد
التابعين ولم يصح سماع أحد منهم من الصحابة منهم ثابت بن عجلان الأنصاري ولم
يصح سماعه من ابن عباس إنما يروي عن عطاء وسعيد بن جبير عن ابن عباس
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر أنا أبو بكر
الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن
الحسين بن طلاب (2) المشفرائي حدثنا العباس بن الوليد بن صبح حدثنا مروان بن
محمد حدثنا رفدة بن قضاعة الغساني قال سمعت ثابت بن العجلاني (3) يقول إن الله
ليريد أهل الأرض بالعذاب فإذا سمع أصوات الصبيان يتعلمون الحكمة صرف عنهم
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان المؤدب قالا
أخبرنا أبو منصور بن شكرويه زاد ابن البغدادي وأبو المظفر محمود بن جعفر الكوسج
قالا أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد الكريم حدثنا عمي أبو زرعة حدثنا صفوان بن صالح
حدثنا مروان بن محمد حدثنا رفدة الغساني قال سمعت ثابت بن عجلان يقول إن الله
عز وجل يريد بأهل الأرض عذابا فإذا سمع الصبيان يتعلمون الحكمة صرف ذلك زاد
شيبان عنهم
أخبرنا أبو القاسم الواسطي حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أحمد بن محمد بن
إبراهيم الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد
الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فثابت بن العجلان كيف حديثه فقال ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي

(1) بالأصل " نعيم " والصواب عن الجرح والتعديل.
(2) بالأصل: " قلاب " خطأ، والصواب ما أثبت انظر " معجم البلدان: مشغري " والأنساب (المشغرائي).
(3) كذا.
135

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف
حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي (1) حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن
ثابت بن عجلان قال كان يكون بالباب والأبواب قلت هو ثقة فسكت كأنه (2) عرض
في أمره
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي قال (3) في تسمية الضعفاء ثابت بن عجلان شامي له غير هذه
الأحاديث وليس بالكثير وذكر له ثلاثة أحاديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو الفضل المقدسي أنا مسعود بن ناصر
أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش أنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال ثابت بن
عجلان حمصي أبو عبد الله الأنصاري السلمي سمع سعيد بن جبير روى عنه محمد بن
حمير الحمصي في الذبائح
1030 ثابت بن قيس بن الخطيم (4)
واسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر
وهو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك
ابن الأوس الأنصاري الظفري
له صحبة وشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) أحدا وما بعدها وصحب عليا عليه السلام وولاه
المدائن ووفد على معاوية رضي الله عنه
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره عن أبي بكر الخطيب أنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد الرافقي إجازة أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي أخبرنا أحمد بن
سعيد بن شاهين أنا مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد الله بن محمد بن عمارة وهو
أبو القداح مولى بني ظفر قال وولد كعب ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس وهو
ظفر أربعة نفر سوادا وعبد الرزاح والهيثم ومرة فولد سواد بن كعب ثلاثة نفر عامرا

(1) الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 175 وتهذيب التهذيب 1 / 332.
(2) بالأصل كان مرض " في تهذيب التهذيب " كأنه مرض " والمثبت عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
(3) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 97.
(4) ترجمته ف الاستيعاب 1 / 198 وأسد الغابة 1 / 274 والإصابة 1 / 194 تاريخ بغداد 1 / 175.
136

وعمرا ومالكا وولد عمرو بن سواد بن ظفر عديا فولد عدي بن عمرو الخطيم واسمه
ثابت فولد الخطيم بن عدي قيس بن الخطيم وقد كان قيس بن الخطيم لقي النبي (صلى الله عليه وسلم)
بمكة فدعاه إلى الإسلام فانتظر متى بقدم عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فقتل قيس قبل قدوم
النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو يقدم الأديعج وفى [2736] ح ومن ولده يزيد بن قيس
وبه كان يكنى وثابت بن قيس بن الخطيم خرج يوم أحد فأصابه (1) اثنتي عشرة جراحة
وسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حاسرا وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول يا حاسر أقبل يا حاسر أدبر وهو
يضرب بسيفه بين يديه وشهد بعدها المشاهد ومات أيام معاوية
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أخبرنا أبو بكر
الخطيب (2) أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي (3) في كتابه أخبرنا أحمد بن
كامل القاضي أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين حدثني مصعب بن عبد الله بن
مصعب بن عبد الله بن عمارة بن القدا قال كان ثابت بن قيس بن الخطيم شديد
النفس وكان له بلاء مع (4) علي بن أبي طالب واستعمله علي بن أبي طالب على
المدائن (5) فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة وكان معاوية يبغي (6) مكانه
انصرف ثابت بن قيس إلى منزله فيجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر يريدون أن
يكتبوا إلى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف وذلك أنه حبسهم سنتين أو ثلاثا لم يعطهم
شيئا فقال ما هذا فقالوا نريد أن نكتب إلى معاوية فقال ما تصنعون أن يكتب إليه
جماعة يكتب إليه رجل منا فإن كانت كائنة برجل منكم فهو خير من أن تقع بكم جميعا
وتقع أسماؤكم عنده فقالوا فمن ذا الذي يبذل نفسه لنا قال أنا قالوا فشأنك
فكتب إليه وبدأ بنفسه فذكر أشياء منها نصرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وغير ذلك وقال حبست
حقوقنا واعتديت علينا وظلمتنا وما لنا إليك ذنب إلا نصرتنا النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما قدم كتابه

(1) سقطت من الأصل، وعلى هامشه: " لعله:: فأصابه " وهو ما أثبت. وفي الإصابة: " وجرح يوم أحد اثنتي
عشرة جراحة ".
(2) الخبر في تاريخ بغداد 1 / 175 في ترجمة ثابت بن قيس بن الخطيب.
(3) تاريخ بغداد: الرافعي.
(4) بالأصل " على " والمثبت " مع " عن تاريخ بغداد
(5) المدائن: انظر معجم البلدان 5 / 74 - 75.
(6) تاريخ بغداد: " يتقي " وفي الإصابة 1 / 195 " يكره ".
137

على معاوية دفعه إلى يزيد فقرأه ثم قال له ما الرأي فقال تبعث فتصلبه على بابه فدعا
كبراء أهل الشام فاستشارهم فقالوا تبعث إليه حتى تقدم به ها هنا وتقفه لشيعتك
ولأشراف الناس حتى يروه ثم تصلبه فقال هل عندكم غير هذا قالوا لا فكتب إليه
قد فهمت كتابك وما ذكرت النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه
من الفتنة التي شهرت فيها نفسك فانظرني ثلاثا فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه
وصبحهم العطاء في اليوم الرابع قال ابن القداح حدثني بهذا الحديث كله محمد بن
صالح بن دينار مرسلا وحدثني ابنه صالح بن محمد قال سمعت يعقوب بن عمر بن
قتادة يحدث بهذا الحديث ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت
إليه ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف درهم فوضعها في منزله وتركها وخرج
كذا في رواية الخطيب جملة عن ابن القداح ورأيت في نسخة أخرى من كتاب ابن
القداح كأنه زيادة من مصعب على ابن القداح وقال في آخره قال مصعب حدثني بهذا
الحديث كله محمد بن صالح بن دينار مرسل وحدثني به ابنه صالح بن محمد بن صالح
قال سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدث بهذا الحديث ثم أتاه بعد فأقام
عنده فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف درهم
فوضعها في منزله وتركها وخرج وفي هذا حديث طويل وشعر كله في حديث صالح بن
محمد بن صالح وقال هذا أحرى (1) بالصواب
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنا أبو محمد الجوهري
قراءة أنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم
حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية من الأنصار ممن لم يشهد بدرا وشهد أحدا وما
بعدها من بني ظفر واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس ثابت بن
قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وأمه حواء بنت يزيد بن السكن بن
كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل وكانت من المبايعات وكان قيس بن الخطيم شاعرا
ويكنى أبا يزيد فوافى سوق ذي المجاز فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعاه إلى الإسلام وحرص عليه
وجعل يرفق به ويكنيه فقال قيس بن الخطيم ما أحسن ما تدعو إليه ولكن الحرب
شغلتني وقد بلغك الذي بيننا وبين قومنا فأقدم المدينة وأنظر وأعود عليك وكانت امرأته

(1) مطموسة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
138

حواء بنت يزيد بن السكن قد أسلمت فأوصاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بها وقال احفظني فيها
فقال افعل فقدم المدينة فقال يا حواء قد أوصاني محمد بك وسألني أن أحفظه فيك وأنا
فاعل فعدت بنو سلمة على قيس بن الخطيم بعد ذلك فقتلته ولم يكن أسلم وله عقب
فولد ثابت بن قيس بن الخطيم أبنا وأمه أم ولد وعمرا ومحمدا ويزيدا (1) قتلوا يوم الحرة
جميعا وليس لهم عقب وأم ثابت وأمهم أم جندب بنت قيس بن زيد بن عامر بن
سواد بن ظفر
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو (3) بن سواد بن ظفر وهو
كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن
حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحدا
والمشاهد بعدها ويقال إنه جرح يوم أحد اثني عشرة جراحة وعاش إلى خلافة معاوية
واستعمله علي بن أبي طالب على المدائن
1031 ثابت بن قيس بن منقع
أبو المنقع (4) النخعي
كوفي حدث عن أبي موسى الأشعري
روى عنه أبو زرعة بن عمرو بن جرير ويزيد بن أوس الكوفيان
وكان من جملة من سيرة عثمان رضي الله عنه إلى دمشق فيما حكاه الواقدي عن
عيسى بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق الهمداني وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة جندب بن
زهير وقدم ثابت على معاوية أيضا
كتب إلي أبو محمد بن عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن الدوني (5)

(1) بالأصل: " يزيد ".
(2) تاريخ بغداد 1 / 175.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل " عمر ".
(4) عن تهذيب التهذيب 1 / 333 وبالأصل ومختصر ابن منظور 5 / 339 " منفع أبو المنفع " بالفاء، وضبطت
نصا في التقريب: بضم الميم وفتح النون وتشديد القاف.
(5) هذه النسبة بضم الدال وسكون الواو نسبة إلى دون، من قرى الدينور. (اللباب) ذكره وترجم له.
139

ثم أخبرني أبو الحسن سعد الخير بن محمد عنه أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد
الكسار (1) أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ (2) أنا أبو
عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدثنا
عمر بن حفص حدثنا أبي قال وأنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن معين حدثنا
حفص ح
قال وأنا عمر بن منصور حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن
الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن يزيد بن أوس عن ثابت بن قيس عن أبي موسى يرفعه
قال أبردوا بالظهر فإن الذين تجدون من الحر من فيح جهنم [2737] ح
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا
أبو أحمد الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (3) قال ثابت بن قيس روى عنه أبو زرعة
وإبراهيم النخعي يعد في الكوفيين إبراهيم النخعي يروي عن يزيد بن أوس بن ثابت لا
عن ثابت
1032 ثابت بن معبد أخو عطية بن معبد المحاربي
سمع أبا أمامة الباهلي وروى عن تميم الداري مرسلا وأبي إدريس الخولاني
وجابر المحاربي
روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز
وكان واليا على الساحل
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أخبرنا
جدي أبو بكر أنا أبو الدحداح حدثنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن كثير عن
الأوزاعي عن ثابت بن أبي إدريس عائذ الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وضع الطعام

(1) ترجمته في سير الاعلام 17 / 514.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 255.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 168.
140

فليبدأ أمير القوم أو صاحب الطعام أو خير القوم [2738] ح ثم أخذ بيد أبي عبيدة قال
فكانوا يرون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان صائما
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي حدثنا
كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي قال خرجت غازيا فلما مررت بحمص
خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غناء للمسافر عنه فلما نظرت إلى باب المسجد قلت لو
أني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول
في (1) نفر من أهل دمشق فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثوا شيئا ثم قالوا إنا نريد
أبا أمامة الباهلي فقاموا وقمت معهم فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر فإذا عقله
ومنطقه أفضل مما ترى من منظره فكان أول ما حدثنا أن قال إن مجلسكم هذا من بلاغ الله
إياكم وحجته عليكم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بلغ ما أرسل به وأن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا
فتبلغوا (2) ما تسمعون كلهم ضامن
على الله عز وجل رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يدخل الجنة أو يرجمه بما نال من أجر أو غنيمة دخل بيته بسلام وذكر
الثالث
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا الفضيل بن يحيى أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عقيل بن الأزهر حدثنا عيسى بن أحمد حدثنا
بشر أنا سعيد حدثني ثابت بن معبد قال قال موسى عليه السلام رب أي الناس أتقى
قال الذي يذكر ولا ينسى قال رب أي الناس أغنى قال الذي يقنع بما يؤتى قال
رب أي الناس أعلم قال الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه قال رب أي الناس
أحكم قال الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قال رب أي الناس أعز قال الذي
يغفر بعدما يقدر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا إبراهيم بن نصر النهاوندي حدثنا معاوية بن عمرو عن
أبي إسحاق عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال ثلاثة أعين لا تمسها النار عين حرست

(1) بالأصل " بن ".
(2) عن مختصر ابن منظور 5 / 340.
141

في سبيل الله وعين سهرت بكتاب الله وعين بكت في سواد الليل من خشية الله عز وجل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة أخبرنا أبو محمد حدثنا عبد العزيز بن
أحمد لفظا أنا تمام بن محمد أنا جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في
الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام عطية بن معبد وأخوه ثابت بن معبد محاربيان
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسين بن
الطيوري وأبو الفضل بن خيرون ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1) ثابت بن معبد روى عنه الأوزاعي
منقطع
وقال هشام بن عمار حدثنا فضل حدثني الأوزاعي حدثني ثابت بن معبد قال
قال لي جابر رجل من محارب هل راعك ما راعني قلت وما راعك يعني قال
لقد أتى علي حديث ولو أتى آت فقال لي يا جابر هل في قومك امرؤ سوء وهذا أتاني
آت فقال هل في قومك رجل صالح لقلت أتذكر هل فيهم امرؤ صالح
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد بن
طوق الطبراني حدثنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني (2) حدثنا أحمد بن
سليمان حدثنا يزيد بن محمد حدثنا أبو مسهر حدثنا هقل (3) بن زياد حدثني
الأوزاعي حدثني ثابت بن معبد المحاربي قال قال جابر رجل من محارب يا ثابت
هل أراعك ما أراعني قلت وما أراعك قال فرده علي ثلاث مرات فقال لقد أتى
علي حديث ولو أن أتيا أتاني فقال يا جابر هل في قومك امرؤ سوء لقمت أتذكر هل
فيهم امرؤ صالح
قال أبو (5) علي وثابت وعطية ابنا معبد المحاربيان من ساكني داريا روى عنهما

(1) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 169.
(2) تاريخ داريا ص 103.
(3) بالأصل " عقل " والمثبت عن...
(4) ثمة سقط من العبارة شوش المعنى، وتمام عبارة الخولاني في تاريخ داريا: هل فيهم امرؤ سوء؟ وهذا أنا لو
أتاني آت فقال: يا جابر هل في قومك امرؤ صالح لقمت أتذكر: هل فيهم امرؤ صالح.
(5) كذا بالأصل، ولعل الصواب " على " يعني علي بن محمد بن طوق الطبراني شيخ الخولاني.
142

الأوزاعي وذكرهم (1) عبد الرحمن بن إبراهيم في التابعين
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف قراءة أنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن النحاس بمصر قال قرئ على أبي
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس بمكة أنا علي بن عبد العزيز البغوي حدثنا أبو
عبيد القاسم بن سلام حدثني أبو مسهر الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن
ثابت بن معبد المحاربي قال وكان من كبار أهل الشام وولي هو وأخوه الساحل أربعين
سنة
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي القاسم السميساطي أنا أبي أبو عبد الله
محمد بن يحيى أنا أحمد بن سليمان بن زبان حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة أنا
ابن جابر قال استعار (2) رجل من القاسم بن مخيمرة نبلا يعتر ض لها فقال لو أردت مني
سهما ما أعطيتك قال وكان القاسم بن مخيمرة يغزو الساحل متطوعا فلا يرجع إلا بإذن
إمام جماعة الساحل ثابت أو عطية بن معبد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال وفيها يعني سنة اثنتين ومائة قدم
ثابت بن معبد على البحر والمهاجر بن بشير بن الضحاك على أهل مصر فخرجوا في ذي
الحجة فكان في نسخة ابن بشر والله أعلم
1033 ثابت بن نعيم الجذامي (3)
من أهل فلسطين وكان رأسا في أهل اليمن وغزا المغرب في أيام هشام بن
عبد الملك مع حنظلة بن صفوان الكلبي فأفسد عليه الجند فشكاه حنظلة إلى هشام
فكتب إليه يأمره بتوجيهه إليه فوجهه إليه فحسبه هشام حتى قدم مروان بن محمد على
هشام فاستوهبه منه فوهبه له فأشخصه معه إلى أرمينية فولاه وحباه فكفر إحسانه وعصاه
في بعض أمره إذ كان يلي أرمينية فاعتقله مروان ثم من عليه وأطلقه وشهد بدمشق البيعة

(1) كذا، وفي تاريخ داريا " وذكرهما ".
(2) مطموسة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(3) بالأصل " الجزامي " بالزاي، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة بضم الجيم وفتح الذال إلى جذام قبيلة من
اليمن نزلت الشام. (انظر الأنساب).
143

لمروان بن محمد بالخلافة وولاه مروان فلسطين ثم أن ثابتا كاتب اليمانية وراسلهم
حتى خلعوا مروان ثم بعث مروان عسكرا إلى فلسطين فهزم ثابت وأسر جماعة من ولده
ثم تلطف له عامل مروان على فلسطين فأخذه وبعث به إلى مروان إلى دمشق فقتله وقتل بنيه
بدمشق
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره قالوا أنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي
طاهر أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك حدثنا
محمد بن عائذ أخبرني الوليد بن مسلم قال فقلت للشيخ القنسريني فمن كان على
مقدمته وميمنته وميسرته وساقته يعني مروان حين غزا خزر في غزوة السائحة (1) فقال كان
على مقدمته فلان فنسيته وعلى ميمنته عبد الملك بن مروان ابنه وعلى ميسرته الصقر بن
صفوان الحمصي وعلى ساقيته ثابت بن نعيم الجذامي وهذه الغزوة كانت في أيام
هشام بن عبد الملك وولاه مروان بن محمد على الجزيرة وأرمينية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكر قال الليث بن
سعد وفيها يعني سنة سبع وعشرين ومائة خلع ثابت بن نعيم أمير المؤمنين فيمن تبعه من
أهل فلسطين فقاتله أهل الأردن فقدم إلى الهامة فقاتل زبان بن عبد العزيز فهزمه فهرب
قال وفيها يعني سنة ثمان وعشرين ومائة أخذ ثابت بن نعيم وبنوه فقتلوا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران أخبرنا موسى بن زكريا عن خليفة (3) بن خياط قال (4) وفيها
يعني سنة سبع وعشرين ومائة خلع ثابت بن نعيم وقال أنا الأصفر القحطاني ثم وجه
مروان الوليد بن معاوية إلى ثابت بن نعيم وهو بالطبرية فحاصر أهلها فانهزم ثابت وقتل
من أصحابه مقتله عظيمة وهرب ثابت فأتى فلسطين مستخفيا وأتبعه مروان عمرو بن

(1) وكان ذلك في سنة 119 كما في تاريخ خليفة.
(2) الهامة: موضع بتيه مصر، وهي كورة واسعة فيها جبل ألاق (ياقوت).
(3) زيادة للايضاح.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 374.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ خليفة.
144

الوضاح وأبا الورد فعلم بمكانه فأخذ فبعث به إلى مروان بدمشق فقطع يديه (1) ورجليه
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا
أبو شعيب المكتب وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو
بشر الدولابي حدثني روح بن الفرج حدثنا ابن بكير حدثني الليث قال وفيها يعني سنة
ثمان وعشرين ومائة أخذ ثابت بن نعيم وبنوه فقتلوا وقال بعض شعراء قيس وقيل إنه
ابن ميادة
ما للجذامي الذي أخذ رأسه * ولحيته ثم ابتغى ملكنا غرر
حذار كأن يلقاه يوما بمواطن * فوارس يرديها أبو الورد والصقر
فوارس صدق لا يبالون من نوى * يجرون أرماحا عواملها سمر
هم تركوا ما ين تدمر) 2) والقفا * قفا الشام أحوارا منزلها صفر
وكوتر المهدي بمصر حياؤه * وأرماحه حتى أناخت له مصر
فما لك بالشام المقدس منزل * ولا لك في نجد ذراع ولا شبر
ومالك بين الأخشبين معرس * بمكة إلا حيث يرتقب الوتر
وعند الفزاري والعراقي عارض * كأن عيون القمر في بيضة الجمر
وإن لقيس كل يوم كريهة * وقائع مسرور بها الذئب والنسر *
قرأت ذلك بخط عبد الله بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني
وأبو الورد هو ابن الذهيلي بن زفر والفزاري يزيد بن عمر بن هبيرة
1034 ثابت بن هشام الكلبي المكي المري
أحد من كان مع يزيد بن أبي سفيان ليلة غلب على دمشق له ذكر
1035 ثابت بن يحيى بن إسار
أبو عباد الرازي (3)
كاتب المأمون وكان يصحبه في سفره وحضره وأراه قدم معه دمشق وكان من
الكفاة

(1) عن تاريخ خليفة وبالأصل " يده.
(2) تدمر مدينة مشهورة في برية الشام، بينها وبين حلب خمسة أيام (ياقوت).
(3) الوافي بالوفيات 10 / 472 سير أعلام النبلاء 10 / 199 وفيهما " يسار " بدل " إسار " والطبري 8 / 660.
145

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن
سيبخت البغدادي حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا عون بن محمد
حدثني أبي قال سمعت أبا عباد وذكر المأمون فقال كان والله أحد ملوك الأرض الذي
يجب له هذا الاسم بالحقيقة ثم أنشأ يحدث قال كان يلزم بابي رجل لا أعرفه فلما طالت
ملازمته قلت له بسوء لقائي يا هذا ما لزومك بابي قال طالب حاجة قلت وما هي
قال توصلني إلى أمير المؤمنين أو توصل لي رقعة قلت ما يمكنني ما تريد في أمرك
فانصرف ولم يرد علي شيئا وجعل يلزم الباب فما يفارقه فإذا انصرفت فرآني نشيطا
تصدى لي فآراني وجهه فقط فإن رآني بغير تلك الحال كمن ناحية فما زالت تلك حاله
صابرا علينا حتى رفقت عليه فقلت له يوما وقد انصرفت من الدار مكانك فأقام
فقلت للغلام أدخل هذا الرجل فأدخله فقلت يا هذا إني أرى لك مطالبة جميلة
فأظن أنك ترجع إلى محتد كريم وأدب بارع قال أما المحتد فرجل من الأعاجم وأما
الأدب فأرجو أن تجده إن طلبته قلت إن عندي منه علما قال وما هو أدام الله عزك
قلت صبرك على المطالبة الجميلة قال ذلك أقل أحوالي أعزك الله قال فدخلتني له
جلالة فقلت حاجتك قال ضيعة صارت لأمير المؤمنين أيده الله كانت لسعيد بن جابر
وكنا شركاءه فيها فجاء وكيله فضرب منارة على حدودنا وحدوده وهذه ضيعة كنا نعود
بفضلها على القريب والصديق والجار والأخ قلت فمعك رقعة قال نعم فأخرج
رقعة من خفة فيها مظلمته فلما قرأتها ووضعتها فقام فانصرف فخف على قلبي
وأحببت نفعه فأدخلته على المأمون مع خمسة من أصحاب الحوائج فاتفق أن كان أول من
يتكلم منهم فاستنطق رجلا فصيحا حسن العبارة لسنا (1) فقال تكلم بحاجتك فتكلم
فقال يا ثابت وقع له بقضائها ثم قال ألك حاجة قال نعم يا أمير المؤمنين أرض
غلبني عليها ابن البختكان بالأهواز بقوة السلطان فأخرجها عن يدي ودعاني إلى أخذ
بعض ثمنها فقال يا ثابت وقع له بالكتاب إلى القاضي هناك يأمره بإنصافه وإخراج يد ابن
البختكان من حقه وأخذها من الرجل بحكمه ألك حاجة قال نعم يا أمير المؤمنين
قطيعة كان المنصور أقطعها أبي فأخذت من أيدينا بسبب البرامكة قال وقع برد عليه

(1) الأصل: " لسانا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 341.
146

هذه موفورة وينظر ما أخرجت منذ قبضت عنهم إلى هذه الغاية فدفع إليهم حاصل
غلاتهم ثم قال ألك حاجة قال نعم يا أمير المؤمنين علي دين قد كظني وأذلني بكثرة
وقوى علي أربابه قال وكم دينك قال أربعمائة ألف دينار قال وقع يا ثابت بقضاء
دينه قال فسأل سبع حوائج قيمتها ألف ألف درهم فوالله ما إن زالت قدمه عن بمقرها حتى
قضيت فامتلأت غيظا وفرت فور المرجل حتى لو أمكنت من لحمه لأكلته ثم دعا
للمأمون (1) وخرج فقال يا ثابت أتعرف هذا الرجل قلت فعل الله به وفعل فما
رأيت والله رجلا أجهل منه ولا أوقح وجها فقال لا تقل ذلك فتظلمه فما أدري متى
خاطبت رجلا هو أعقل منه ولا أعرف بما يخرج من رأسه فقصصت عليه قصته أولها
وآخرها فقال هذا من الذي قلت لك ثم قال وأزيدك أخرى ولا أحسبك فهمتها قال
قلت وما هي جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين قال أما رأيت خاتمه في إصبعه اليمنى
قال " ولتعرفنهم في لحن القول " (2) أبو عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون
أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي أنا أبو جعفر بن المسلمة
إجازة قال أجاز لنا أبو عبيد الله بن عمر بن موسى المزرباني قال عبد الله بن أبي
الجزار وفي نسخة الهداد يقول في أبي عباد ثابت بن يحيى بن إسار الرازي وزير
المأمون يمدحه (3)
إذا ما زمان السوء مال بركنه * علينا عدلناه بإحسان ثابت
كريم يفوت (4) الناس سرورا وكتبة * وليس الذي يرجوه منه بفائت *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله العكبري أنا أبو يعلى محمد بن الحسن بن
محمد بن الفراء أنا أبو القاسم بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد المعدل أنا
أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي حدثني القاسم بن أحمد الكاتب قال
أخبرني حجاج الكاتب قال كان حفصويه الكاتب المروزي مع المأمون ففارقه بعد انكفاء
المأمون إلى العراق وساءت حاله فلحق به وحجب عنه فسأله الحاجب أن يوصل إليه رقعة

(1) زيادة عن المختصر.
(2) سورة محمد، الآية: 30.
(3) البيتان في الوافي بالوفيات 10 / 472 ونسبهما لأبي الهداهد.
(4) الوافي: يفوق.
147

فأبى ثم سأله أن يلقيها في مجلسه حيث يراها فحمل فاحتمل المأمون الرقعة فإذا فيها
هذا كتاب فتى له همم * ألفت إليك رحاه هممه
على الزمان يدي عزيمته * وهوت به من حالق قدمه
وتواكلته ذوو قرابته * وطواه عن أكفانه عدمه
أفضى إليك بحاله قلم * لو كان يعلمها بكى قلمه *
فلما قرأها المأمون أطال النظر فيها فقال يحيى بن أكثم إنك لتطيل النظر في هذه يا
أمير المؤمنين فقال المأمون هذه الأبيات
يا ليت يحيى لم تلده أكثمة * ولم تطأ أرض العراق قدمه
أي يراها لم يلقها قلمه
وأذن لحفصويه وأمر له من مال أبي عباد الكاتب بمائتي ألف درهم ومن مال
زيد بن زبير (1) بمائة ألف درهم فسأله أبو عباد أن يتجافى له عن مائة ألف ويأخذ مائة ألف
فامتنع وهجاه فقال (2)
أول (3) الأمور بضيعة وفساد * أمر تقلد (4) أبو عباد
يسطو على جلسائه بداوته * فحرمل ومضمخ بمداد (5)
وكأنه من دير هز قل مفلتا (6) * حردا يجر سلاسل الأقياد
فاشدد أمير المؤمنين وثاقه * فأصح منه يشد (7) بالحداد *
ثم سأله زيد أن يتجافى له عن بعض ما أمر به فأبى وهجاه فقال

(1) كذا، وسيأتي " خنزير ز.
(2) الأبيات في الوافي بالوفيات 10 / 473 منسوبة إلى دعبل الخزاعي. وهي في ديوانه ص 181 وانظر
تخريجها فيه.
(3) في الديوان: يدبره.
(5) البيت في ديوان دعبل:
يسطو على كتابه بدواته * فمضمخ بدم ونضح مداد
(6) الديوان: مفلت حرد.
وبالأصل: " وكأنه من يرهم قل " كدا والمثبت عن الديوان، وهزقل دير مشهور بين البصرة وعسكر مكرم.
(7) الديوان: بقية الحداد.
148

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة * حتى أتيتك يا زيد بن خنزير
يا حابس الروث في أعفاج بغله * بخلا على الحب من لقط العصافير *
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن
الحسن أنا أحمد بن محمد بن الصلت حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني
أخبرني جعفر بن قدامة قال أخبرني (1) قال اشترى جدي أبو عباد
جاريته سلمى اليمامية من نخاس مكي فقدم بها عليه فلما جاءه بها أراد أن يمتحنها فأنشد
من لمحب أحب في صغره * فصار أحدوثة على كبره
من نظشفه وأرقه فكان * مبدأ بلواه من نظره *
ثم قال لها أجيزي ما سمعت فقالت غير متوقفة
لولا التمني لمات من كمد * مدا الليالي يزيد في فكره
ما أزله سعد فيسعده * بالليل في طوله وفي قصره
الجسم يبلى فلا حراك به * والروح فيها أرى على أثره *
قال وأنشدني (1) أبو يحيى بن أبي عباد لها ترثي جدي
يكفي الزمان فعاله يكفي * أبقى البغيض ويرثي إلفي
يا فادحا شطر المزار به * ما التذ بعدك بالكرى طرفي
أغفي لكي ألقاك في حلمي * ومن الكبائر ثاكل يغفي *
1036 ثابت بن يزيد بن شرحبيل بن السمط الكندي الحمصي
كان أحد الرسولين اللذين وجههما يزيد بن عبد الملك ببيعته إلى البصرة وكان
أميرها إذ ذاك عدي بن أرطأة له ذكر
1037 ثابت بن يوسف بن الحسين
أبو الحسن الورثاني (2)
حدث عن تمام بن محمد روى عنه علي الحنائي

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
(2) هذه النسبة إلى ورثان قرية من قرى شيراز قاله السمعاني، وضبطت عند ياقوت بسكون الراء بلد هو آخر
حدود أذربيجان.
149

قرأت بخط أبي الحسن ثابت بن يوسف بن الحسين الورثاني حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا علي بن الحسين بن محمد المقرئ حدثنا بكار بن
قتيبة حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن
أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إنما أنا لكم مثل الوالد فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل
القبلة ولا يستدبرها وإذا استطاب فلا يستطيب بيمينه وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى
عن الروث والرمة عبد الله هذا هو تمام بن محمد وليد الحنائي للنزول ورواه عن ثابت
لأجل حرف الثاء وقد رواه تمام عن أبي الحسن بن حذلم أيضا عن بكار [2739] ح
أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلم أنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام من
محمد أنا أبو الحسن بن حذلم أنا بكار بن قتيبة فذكر مثله
1038 ثابت مولى سفيان ابن أبي مريم
ويقال مولى أبي سفيان حكى عن معاوية بن أبي سفيان وغزا معه أرض الروم
روى عنه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الحمصي
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا
سليمان بن أحمد حدثنا قيس بن مسلم البخاري حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سعيد بن
عبد الجبار أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم حدثنا ثابت مولى أبي سفيان قال
غزوت مع معاوية بن أبي سفيان أرض الروم فوقع ثابت في وحلة فنادى يا عباد الله
المسلمين فكان أول من أجاب معاوية فنزل ونزل الناس وقالوا نكفي الأمير فقال لا
أنه بلغني أنه أول من يبعث جبرائيل فأحببت أن أكون الثاني
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون أنا أبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (2) ثابت مولى سفيان بن أبي مريم سمع

(1) بالأصل " زيدة " والصواب ما أثبت، وقد تقدم.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 163.
150

معاوية روى عنه أبو بكر بن أبي مريم يعد في الشاميين وكذا حكى أبو محمد بن أبي
حاتم عن أبيه (1)
1039 ثبيت بن يزيد البهراني حمصي
فارس قدم دمشق في الجيش الذي توجه إليها من حمص للطلب بدم الوليد بن
يزيد له ذكر حكى عنه رجل من أهل حمص
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا
أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال (2) قال أبو
خالد قال أبو الخطاب فحدثني أبو علقمة الثقفي عن شيخ من أهل حمص قال حدثني
ثبيت البهراني قال قدم علينا الحرشي برذعة (3) على دواب البريد فسرنا معه إلى
البيلقان (4) ومضوا (5) نحو أذربيجان قال وأقبل عسكر للخزر معهم عجل كثير عليها
سبايا المسلمين والغنائم أهل أردبيل
قال ثبيت فوجهني الحرشي طليعة فأتيت العسكر وهم نيام فانصرفت فأخبرته
فحضض أصحابه وسار إليهم فاستنقذ العجل بما فيها
قال ثبيت فوجهني إلي مدينة البيلقان وكتب إلى هشام بن عبد الملك بذلك (6) ثم
أخذ (7) عجلا كثيرة من ناحية ورثان عليها سبايا وغنائم فبيتهم فقتل من كان معها من العدو
وأدخل العجل مدينة ورثان وكتب إلى هشام بالفتح وتوجه فلقي طاغية الخزر فهزمهم الله
وهرب الطاغية وأحرز الحرشي ما كان معه من سبايا المسلمين وغنائمهم
1040 ثروان أبو علي مولى عمر بن عبد العزيز
حكى عن عبد العزيز بن مروان

(1) راجع الجرح والتعديل 1 / 1 / 461.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 342.
(3) برذعة، بلد في أقصى أذربيجان (ياقوت) وبالأصل: بردعة.
(4) بالأصل " البيقلان " والمثبت عن خليفة، والبيلقان مدينة قرب الدربند، الذي يقال له باب الأبواب، قاله
ياقوت.
(5) بالأصل: " ومضى " والمثبت عن خليفة.
(6) خليفة: بالفتح.
(7) خليفة: ثم أخبر بعجل كثيرة.
151

حكى عنه ضمرة بن ربيعة
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن جعفر الزراد حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري حدثنا
هارون بن معروف حدثنا ضمرة قال سمعت ثروان مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان
قال دخل عمر بن عبد العزيز وهو غلام اصطبل أبيه فضربه فرس على وجهه فأتي به
أبوه يحمل فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول لئن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد إنما
شج عمر بن عبد العزيز بدمشق
كذلك أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قال أنا أبو الحسين بن الآبنوسي
أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة حدثنا محمد بن الحسين بن محمد
الزعفراني نا أحمد بن زهير بن حرب حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا مروان بن
شجاع عن سالم الأفطس أن عمر بن العزيز رمحته (1) دابة وهو غلام بدمشق فأتيت به
أم عاصم فذكرت الحكاية
1041 ثريا بن أحمد بن الحسن بن ثريا
أبو القاسم الألهاني البزاز
حدث عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمزام (2)
روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمان وعلي بن محمد الحنائي وعبد العزيز بن أبي طاهر وأبو القاسم بن أبي العلاء
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا
عبد العزيز الكناني أنا أبو القاسم ثريا بن
أحمد بن الحسن بن ثريا الألهاني قراءة عليه حدثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن
جابر الفرائضي حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرواس حدثنا هشام بن عمار
حدثنا ابن عياش حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا
تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم لا تحل له ح
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما ثريا أوله ثاء

(1) أي رفسته، يقال: رمحه الفرس كمنع: رفسه (القاموس).
(2) بالأصل " الرمرام " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 140.
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 556.
152

معجمة بثلاث وبعد الراء ياء معجمة باثنتين من تحتها ثريا (1) بن أحمد الألهاني
الدمشقي حدث عن الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي الدمشقي حدث عنه أبو
القاسم بن أبي العلاء وعبد العزيز الكتاني
1042 ثعلبة بن هشام بن يحيى بن يحيى (2) بن قيس الغساني
حكى عن أبيه
حكى عنه إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى
1043 ثعلبة بن جعفر بن أحمد بن الحسين
أبو المعالي بن أبي محمد السراج
قدم مع أبيه دمشق وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا القاسم الحنائي
وعبد الدائم بن الحسن وعبد العزيز الكتاني ثم عاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي وبها
سمعت منه
أخبرنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر في جماعة قالوا أنا أبو القاسم الحنائي أنا أبو
الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي لفظا حدثنا أبو بكر محمد بن
خريم (3) حدثنا هشام بن عمار حدثنا مالك حدثني نافع عن عبد الله بن عمر أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قطع سارقا في مجن قيمته ثلاثة دراهم (4) ح
قال لي أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف سالت ثعلبة بن جعفر السراج عن
مولده فقال سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ومات يوم الأحد وقت العصر ودفن يوم
الاثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وخمسمائة بباب بيرز
ولم يكن الحديث من شأنه كان بوابا لدار القاضي أبي سعد الهروي
1044 ثقة بن عبد الرحمن الكلبي
حكى عن خليد بن عجلان
حكى عنه النضر بن يحيى بن معرور الكلبي وأبو الحسن المدائني "

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الاكمال.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(3) تقرء بالأصل " حزيم " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(4) رسمها بالأصل ناقص، والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 343.
153

ذكر من أسمه ثمامة "
1045 ثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة
ابن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
ابن معاوية بن بكر بن هوازن القشيري البصري (1)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يرده وقيل بل له صحبة
وحدث عن عمر وعثمان وعائشة وابن عمر وأبي الدرداء
روى عنه سعيد بن إياس الجريري والقاسم بن الفضل الحداني والأسود بن
شيبان وكهف والد عبد الله بن كهف القشيري وقدم دمشق من أبي الدرداء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله
وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني ح
وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2) أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قالا أخبرنا أبو
القاسم بن حبابة أنا أبو
القاسم البغوي حدثنا علي يعني ابن الجعد حدثنا وفي حديث الصريفيني أخبرني
عائشة عن النبيذ فدعت جارية حبشية فقالت سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3)
فسألتها وقالا فقالت كنت أنتبذ وقال الصريفيني أنبذ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سقاء من
الليل وأوكيه وقال الصريفيني ثم أوكيه فإذا أصبح شرب منه زاد الصريفيني وفي

(1) الوافي بالوفيات 11 / 18 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) بالأصل " المزرقي " خطأ والصواب ما أثبت وقد مر.
(3) بعدها: " ناد بن المأمون " مقحمة، فحذفناها.
154

الحديث كلام أكثر من هذا لم أضبطه عن علي بن الجعد
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر حدثنا محمد بن محمد الباغندي ثنا شيبان حدثنا القاسم بن الفضل حدثنا
ثمامة بن حزن القشيري قال لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فحدثني أن وفد عبد القيس
سألوا النبي (صلى الله عليه وسلم) عن النبيذ فنهاهم أن يشربوا في الدباء والنقير والمزفت والحنتم (1)
فدعت عائشة جارية حبشية فقالت سل هذه إنها كانت تنبذ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسألتها
فقالت كنت أنبذ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) في شقاء من الليل وأوكيه (3) فأعلقه فإذا أصبح
شرب منه
رواه مسلم (4) عن شيبان بن فروخ
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر السني وذكر أنه وجد بخط
أبي الحسين الرازي حدثنا أبو عبيد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي حدثني
الحسن بن عليل بن الحسن العنزي حدثنا صالح بن عدي حدثنا محمد بن الحسن إمام
مسجد جرم حدثنا شعبة الجريري قال سمعت ثمامة بن حزن قال قدمت الشام فرأيت
شيخا مثل فقه قال فإذا هو يقول أعوذ بالله من الشر وإذا هو أبو الدرداء
كتب إلي أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو محمد الآبنوس أنا أبو محمد
الجوهري أنا محمد بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم بن البرقي (5) قال وجدت في كتاب أبي بخطة ذكر بعض أهل النسب من بني

(1) الدباء القرع، واحدتها دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب.
والمزفت إنا طلي بالزفت، وهو نوع من القار، ثم انتبذ فيه.
والحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى * ثم المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله
حنتم، واحدتها حنتمة.
والنقير: أصل النخل ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، والنهي واقع على ما يعمل فيه، لا على اتخاذ النقير.
(راجع النهاية: دبب - حنتم - زفت - نقر).
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن الرواية السابقة.
(3) أوكيه أي أشده بالوكاء وهو الخيط، الذي يشد به رأس القربة.
(4) صحيح مسلم 36 كتاب الأشربة حديث 2005.
(5) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى برقة، بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب.
155

عامر أنه صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) من بني قشير معاوية بن حيدة بن قشير وثمامة بن حزن بن
عبد الله بن سلمة بن قشير وقرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير وذكر غيرهم
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد
ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
قال (1) قال لي علي بن نصر حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب حدثنا القاسم بن الفضل
حدثنا ثمامة بن حزنة القيشيري قال قدمت على عمر وأنا أبن خمس وثلاثين سنة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أحمد بن الحسن
أبو طاهر زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين بن عمران أنا أبو
الحسين الأصبهاني أنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال ومن قشير بن
كعب بن عامر بن ربيعة ثمامة بن حزن روى عن عثمان
أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل بن خيرون
وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد ابن خيرون
ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
قال (1) ثمامة بن حزن القشيري سمع عائشة سمع منه الأسود بن شيبان البصري
والجريري ورأى عبد الله بن عمر وأبا الدرداء
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن
عبد الله إجازة ح قال وأنا الحسين الفأفاء قال أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2)
ثمامة بن حزن القشيري روى عن عمر وعثمان وعائشة وابن عمر روى عنه
الجريري وداود والكهف أبو عبد الله والقاسم بن الفضل والأسود بن شيبان
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا أنا
أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ قال قرأت بخط مسلم بن

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 176.
(2) الجرح والتعديل 1 / 1 / 465.
156

الحجاج ذكر من أدرك الجاهلية ولم يلق النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكنه صحب الصحابة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)
ثمامة بن حزن القشيري قال أبو عبد الله فحدثني بعض مشايخنا من الأدباء
المخضرم (1) إشتقاقه من أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل يقطعونها لتكون
علامة لإسلامهم إن أغير عليها أو حوربوا
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن الواحد حدثنا شجاع بن علي قال قال لنا أبو
عبد الله بن مندة ثمامة بن حزن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه القاسم بن الفضل وقدم على
عمر في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين سنة قاله القاسم بن الفضل
أخبرنا أبو محمد السلمي قال أجاز لنا أبو زكريا البخاري ح
وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي حدثنا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنا أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال حزن بالحاء والنون
والزاي ثمامة بن حزن القشيري عن أبي هريرة وعائشة روى عنه الجريري
والقاسم بن الفضل
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال ثمامة بن
خزن القشيري أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره رأى عمر بن الخطاب وعثمان وعائشة قدم
على عمر في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين (2)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما حزن أوله حاء
مفتوحة ثم زاي ساكنة وثمامة (4) ابن حزن القشيري يروي عن عائشة وأبي هريرة
روى عنه الجريري والقاسم بن الفضل الواسطي (5)
حدثنا أحمد بن علي الحافظ أنا أبو بكر الأشناني قال سمعت أبا الحسن
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول
سألت يحيى بن معين عن ثمامة بن حزن فقال ثقة

(1) زيادة مقتبسة عن مختصر ابن منظور 5 / 344 والإصابة 1 / 206.
(2) انظر الإصابة 1 / 206 وأسد الغابة 1 / 296.
(4) الزيادة عن الاكمال 2 / 454.
(5) اللفظة لم ترد في الاكمال، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 290 ولم ترد فيه أيضا.
157

1046 ثمامة بن عدي القرشي (1)
أمير صنعاء له صحبة
حكى عنه أبو الأشعث الصنعاني
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا محمد بن عمرو البحتري حدثنا أحمد بن الوليد الفحام حدثنا كثير بن هشام
حدثنا النضر بن معبد عن أبي قلابة حدثني أبو الأشعث الصنعاني أن ثمامة كان علي
صنعاء وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما جاء نعي عثمان بكى بكاء شديدا فلما أفاق
قال هذا حين انتزعت خلافة النبوة من آل محمد وصارت ملكا وجبرية من غلب على
كل شئ أكله
قال ابن مندة رواه معمر ووهيب وعبد الله بن عمر وغيرهم عن أيوب
عن أبي قلابة عن أبي الأشعث نحوه وثمامة بن عدي القرشي له صحبة كان على صنعاء الشام
ورواه معمر بن راشد وإسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي قلابة فلم يذكرا أبا
الأشعث ورواه وهيب بن خالد عن أيوب فذكره
أنبأناه أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن أبي
قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة ح
وحدثناه أبو حامد أحمد بن محمد حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا عمر بن
زرارة حدثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على
صنعاء فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء فلما أفاق قال اليوم انتزعت النبوة أو
قال خلافة النبوة من أمة محمد وصارت ملكا وجبرية من غلب على شئ أكله
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد ين الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن

(1) الاستيعاب 1 / 203 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 296 الإصابة 1 / 203 قال أبو عمر في الاستيعاب: لا
أدري من أي قريش هو.
158

سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) قال لنا موسى حدثنا وهيب حدثنا
أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث أن ثمامة القرشي كان على صنعاء وله صحبة فلما
جاءه قتل عثمان بكى فأطال فقال اليوم نزعت الخلافة من أمة محمد وصارت ملكا
وجبرية من غلب على شئ أكله قال البخاري ثمامة بن عدي القرشي وكان على
صنعاء
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن أبي
نصر أخبرنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة الدمشقي (2) حدثنا أبو نعيم حدثنا
أبو قحذم (3) عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني قال كنت شاهدا (4) ثمامة حين جاء
قتل عثمان
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أخبرنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال (5) في تسمية
عمال عثمان رضي الله عنه وعلى اليمن يعلى بن أمية من بلعدوية وأمه منية وكان على
صنعاء حين قتل عثمان رجل يقال له ثمامة وهذا القول من خليفة يدل على أنها صنعاء
اليمن وذلك هو الصواب
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة ح وقال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن
أبي حاتم قال (6) ثمامة بن عدي القرشي وكان على صنعاء له صحبة روى أبو (7) قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عنه سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال ثمامة بن

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 176.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 630.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.
(4) هو النضر بن معبد، انظر الكنى لمسلم.
وأبو قلابة اسمه عبد الله بن زيد الجرمي، انظر الكنى لمسلم وتقريب التهذيب.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 179.
(6) الجرح والتعديل 1 / 1 / 465.
(7) الجرح والتعديل 1 / 1 / 465.
(7) بالأصل " أبي ".
159

عدي القرشي له صحبة كان على صنعاء الشام واليا من قبل عثمان روى عنه أبو الأشعث
الصنعاني
1047 ثمامة بن يزيد الأزدي
ولي قضاء دمشق في صدر خلافة أبي جعفر ولاه صالح بن علي بن عبد الله بن
عباس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد الله الطرسوسي حدثنا الحسن بن رشيق
حدثنا أحمد بن محمد بن سلام البغدادي أبو بكر حدثنا داود بن رشيد أبو الفضل حدثنا
الوليد بن مسلم (1) حدثنا خالد بن يزيد عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق
وانه لما احتضر أتاه معاوية عائدا له فقال من ترى لهذا الأمر بعدك قال فضالة بن أبي
عبيد فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة بن أبي (2) عبيد قد وليتك القضاء قال
فاستعفي منه قال فقال له معاوية والله ما حابيتك بها ولكني استترت بك من النار
فاستتر منها ما استطعت قال وقال غير ابن أبي مالك فولي فضالة من عبيد ثم من بعد
فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن ثوب (3) المقرائي ثم عبد الرحمن بن
الخشخاش (4) العذري لعمر بن عبد العزيز ثم نمير بن أو س الأشعري لهشام ثم
يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام ثم الحارث بن محمد الأشعري لهشام ثم يزيد بن
أبي مالك الهمداني لهشام ثم الحارث بن محمد الأشعري (5) ثم سالم بن عبد الله
المحاربي ثم محمد بن لبيد الأسدي (6) ثم ثمامة بن يزيد الأزدي ثم المساور
الخراساني لأبي جعفر ثم ثمامة بن يزيد ثانية ثم سلمة بن عمرو ثم يحيى بحمزة

(1) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 3 / 199 وسير أعلام النبلاء 3 / 113 ترجمة فضالة.
(2) أخبار القضاة: فضالة بن عبيد، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 3 / 113.
(4) في قضاة وكيع: " الحسحاس " وذكر بد عبد الرحمن بن قيس، وقبله عبد الله بن عامر اليحصبي وهذا
تولى القضاة بعد زرعة.
(5) كذا كرر الاسمان بالأصل، وانظر هنا قضاة وكيع 3 / 206 - 207، فقد ولي القضاة بعد وقبل سالم أربعة.
قضاة.
(6) في وكيع: الأسلمي، وذكر ولايته القضاة قبل سالم، انظر قضاة وكيع 3 / 207.
160

الحضرمي ثم عبد الرحمن بن يزيد يعني ابن أبي مالك ثم يحيى بن حمزة ثانية ثم
عمرو بن أبي مكرم
قال داود أنا أدركت هذا قاعدا في الرحبة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز لفظا أنا تمام بن محمد
إجازة أنا محمد بن إبراهيم بن مروان أنا أبو الحسن محمد بن الفيض حدثنا دحيم
قال قال الوليد ثم ولي بعده يعني محمد بن لبيد ثمامة الأزدي وكله صالح بن علي في
أول خلافة أبي جعفر ثم ولى إنسانا آخر قال أشك في ولاية ابن الأشعث عزله ابن
الأشعث ورد ثمامة على القضاء ثم ولى سلمة بن عمرو
1048 ثميل بن عبد الله الأشعري
من أهل دمشق روى عن أبي الدرداء
روى عنه عمر بن يزيد النصري وعطاء الخراساني وكان ثميل فقيها مفتيا
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
أحمد بن موسى بن مردويه بأصبهان أنا أبو بكر بن أبي علي محمد بن أحمد بن
عبد الرحمن أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال الحافظ حدثنا إبراهيم
محمد بن الحسن حدثنا عمران بن بكار الحمصي حدثنا أبو التقي عبد الحميد بن
إبراهيم حدثنا عبد الله بن سالم حدثنا عمر بن يزيد النصري عن ثميل الأشعري
وكان صاحب أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بخيبر فقال
لواء الغادر عند أسته يوم القيامة [2740] ح
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا سليمان بن أحمد حدثنا
عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي حدثنا أبي
حدثنا عمرو بن الحارث حدثنا عبيد الله بن سالم حدثني عمرو بن روبة عن ثميل الأشعري وكان صاحب أبي
الدرداء عن أبي الدرداء قال قام (2) فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن الجنة لا تحل
لعاص (3) من لقي الله وهو ناكث يبعثه يوم القيامة وهو أجذم ومن خرج من الطاعة شبرا

(1) بالأصل " زيدة " والصواب والضبط عن التبصير، قود مر كثيرا.
(2) زيادة لازمة.
(3) الأصل: لعاصي.
161

فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ومن أصبح ليس لأمير جماعة عليه طاعة بعثه الله يوم القيامة
من ميتة جاهلية ولواء الغادر عند أسته يوم القيامة [2741] ح
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا الحسن بن أحمد أنا
علي بن الحسن الربعي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الربعي أنا أحمد بن
عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة ثميل بن
عبد الله الأشعري دمشقي من أصحاب أبي الدرداء
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد حدثنا تمام بن
محمد أنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة
الثانية وهي طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الإسلام ثميل الأشعري روى عن أبي
الدرداء
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين الطيوري ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد ابن
خيرون ومحمد بن الحسن قال أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل قال (1) ثميل الأشعري صاحب أبي الدرداء روى عنه عمر بن يزيد النصري
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن
أبي حاتم قال (2) ثميل بن عبد الله (3) الأشعري صاحب أبي
الدرداء روى عنه عمر بن يزيد النصري سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ح
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد قالا أنا أبو
الحسن الدارقطني قراءة وقال ابن الآبنوسي إجازة قال ثميل بالثاء هو

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 183.
(2) الجرح والتعديل 1 / 1 / 473.
(3) في الجرح: عبيد الله.
162

الأشعري يروي عن أبي الدرداء
حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال
ثميل الأشعري روى عن أبي الدرداء رضي الله عنه
قرأت على أبي محمد عن عبد الكريم بن أحمد بن نصر البخاري ح
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي أنا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم الزاهد أنا عبد الرحيم بن أحمد حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال وثميل
بالثاء ثميل الأشعري عن أبي الدرداء ذكره أبو زرعة الدمشقي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما الأول بالثاء
المعجمة بثلاث فهو ثميل بن عبد الله الأشعري صاحب أبي الدرداء روى عنه عمر بن يزيد
النصري قاله البخاري وابن أبي حاتم وقال في موضع آخر وأما ثميل أوله ثاء معجمة
فهو ثميل الأشعري شامي عن أبي الدرداء ذكره أبو زرعة الدمشقي
1049 ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة بن مهران بن عبد الله
أبو الحسين الموصلي
سمع بدمشق أبا عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان وبالموصل أبا يعلى
الموصلي وأحمد بن الحسين الجرادي وعبد الله بن أبي سفيان وعبد الله بن
محمد بن أبي عاصم الموصلي وبميافارقين محمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي (2)
وأحمد بن محمد بن بكر البالسي وعلي بن إسحاق بن رداء الغساني بطبرية
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو الحسن بن رزقويه وطلحة بن علي بن
الصقر الكتاني (3) وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القاضي أخبرنا علي بن
الحسن بن الحسين الفقيه أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج الشاهد قراءة عليه

(1) الاكمال لابن ماكولا 1 / 559، وقوله: أما الأول، فقد جاءت مباشرة بعد قوله: " باب تميل ونميل ". ويريد
بالأول " ثميل ".
(2) هذه النسبة إلى ميافارقين، مدينة كبيرة عند آمد من بلاد الجزيرة. هذه النسبة لكثرة حروفه وقلها خففوا
النسبة وأسقطوا من أولها ذكر: " ميا " وقالوا: الفارقي.
(3) ترجمته في سير الاعلام 17 / 479.
163

وأنا أسمع أنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن الحارث قراءة عليه بالرملة
حدثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني حدثنا عبد الله بن واقد الباهلي ح
قال وأنا أبو العباس الإشبيلي قال وحدثنا أبو الحسين ثوابة بن أحمد بن عيسى
الموصلي إملاء حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الله بن محمد بن
واقد الباهلي أبو محمد المؤدب حدثنا أبو حبيب الغنوي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة لا ترى أعينهم النار زاد بن الحارث يوم القيامة
ثم اتفقا فقالا عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله وعين غضت عن
محارم الله [2742] ح
أخبرنا به عاليا أم المجتبي العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا أبو يعلى فذكر مثله وذكر فيه زيادة ابن الحارث
أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو العباس أحمد بن
محمد الإشبيلي حدثنا أبو الحسين ثوابة بن أحمد بن عيسى الموصلي حدثنا علي بن
إسحاق الغساني بطبرية حدثنا عبد الله بن الهيثم عن الأصمعي قال رأيت جارية
بالبصرة كأنها الشمس وهي تتكلم بكلام ما سمعت كلاما أسبق إلى قلبي منه ثم رفعت
صوتها فقالت
أنوح على دهر مضى بعضات * إذا العيش رطب والزمان مؤاتي
أبكي زمانا صالحا قد فقدته * فقطع قلبي ذكره حسرات
تمطى علينا الدهر في متن قوسه * ففرقنا منه بسهم شتات *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أحمد بن علي بن
ثابت الحافظ (1) ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة بن مهران بن عبد الله أبو الحسين
الموصلي قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى وأحمد بن
الحسين الجرادي وعبد الله بن أبي سفيان المواصلة ومحمد بن إسماعيل بن نباتة
الفارقي وأحمد بن محمد بن بكر البالسي وأبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن (222) ذكوان الدمشقي روى عنه أبو الحسن الدارقطني وحدثنا عنه أبو

(1) تاريخ بغداد 7 / 149.
(2) الزيادة عن تاريخ بغداد.
164

الحسن بن رزقويه وطلحة بن علي بن الصقر الكتاني وكان صدوقا
قال وحدثني محمد بن علي الصوري قال مات ثوابة بن أحمد بمصر في المحرم
سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة زاد غيره يوم الأربعاء النصف من المحرم
1050 ثواب بن إبراهيم بن أحمد
أبو (1) الحسن الأنصاري
حدث عن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام
روى عنه علي الحمائي
قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد بن الحنائي أنا أبو الحسن ثواب بن إبراهيم بن
أحمد الأنصاري حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام حدثنا خيثمة بن سليمان
حدثنا أبو عبد الله محمد بن مروان بن عثمان البيروتي حدثنا عبد الأعلى بن مسهر
حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن أحدكم إذا مات
عرض على مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل
النار فمن أهل النار ثم يقال هذا مقعدك حتى تبعث يوم القيامة [2743] ح
أخبرناه عاليا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه السيدي أنا أبو عثمان
سعيد بن أحمد بن محمد البحيري أنا أبو على زاهد بن أحمد السرخسي أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الدهري
حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن أحدكم إذا
مات عرض على مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من
أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة [2744] ح "

(1) بالأصل " بن " خطأ، والصواب ما أثبت وسيأتي صوابا في الحديث، وانظر مختصر ابن منظور 5 / 346.
165

ذكر من اسمه ثوبان "
1051 ثوبان بن إبراهيم ذو النون المصري الإخيمي
يأتي ذكره في حرف الذال
1052 ثوبان بن جحدر ويقال ابن بجدد (1)
أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن (2) مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من أهل اليمن أصابه سبيا فاعتقه النبي (صلى الله عليه وسلم)
وحدث عنه شداد بن أوس الأنصاري وله صحبة وأبو أسماء الرحبي
ومعدان (3) بن أبي طلحة وجبير بن نفير وعبد الله بن أبي الجعد وأبو سلام
الأسود وخالد بن معدان ومرثد بن إبراهيم اليزني وأبو عبد الرحمن الجبلاني وأبو
الأشعث شراحيل بن كليب بن (4) آدة الصنعاني وأبو إدريس الخولاني وأبو كبشة
السلولي وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن يسار وأبو حي المؤذن وأبو عامر الهوزني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن
عبد السلام قالا أنا أبو محمد الصريفيني حدثنا ابن حبابة أنا أبو القاسم البغوي حدثنا

(1) بالأصل: " بحدر " والصواب عن أسد الغابة وتهذيب التهذيب، والضبط عن الاكمال، وفي مختصر ابن
منظور 5 / 346 " يجدد ".
(2) ترجمته في الاستيعاب 1 / 209 الإصابة 1 / 204 أسد الغابة 1 / 296 الوافي بالوفيات 11 / 21 وسير الاعلام
3 / 15 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
(3) في الاستيعاب: معد.
(4) الزيادة عن الأنساب (الصنعاني)، وآدة ضبطت عن الأنساب أيضا، والصنعاني نسبة إلى صنعاء الشام
(5) الزيادة عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418.
166

علي بن الجعد أنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت سالم بن أبي الجعد قال قيل
لثوبان حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال كذبتم علي وقلتم ما لم أقل قالوا حدثنا
قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفع الله له بها درجة
وحط عنه بها خطيئة [2745] ح
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبا حدثنا
إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أتاه ناس فقالوا حدثنا فقد ذهب أصحابك وافتقرنا إلى ما عندك
فحدثنا بما ينفعنا ولا يضرك قال عليكم بكتاب الله عز وجل فإنه أحسن الحديث وأبلغ
الموعظة قالوا صدقت ولكن حدثنا عما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تلقوني بجنبات الحوض أذود أهل اليمن بعصاي حتى يرفض (1)
عنهم فقال رجل من أهل اليمن فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم أهل اليمن فقال رجل
كم طوله قال من مقامي إلى عمان وهو يومئذ بالمدينة شرابه أطنب كذا من
اللبن وأحلى من العسل من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يفرغ من الحساب أو
كما ذكر شك أبو سنان له ميزابان يصبان فيه من ورق ح
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي أنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا
مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن رجل
عن يعيش بن الوليد عن الوليد بن هشام عن أبي معدان عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فقال أنا صببت عليه وضوءه
الصواب عن معدان والرجل الذي لم يسم هو الأوزاعي وهذا يدخل في رواية
الأكابر عن الأصاغر
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا علي بن
محمد وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد قالا حدثنا محمد بن يعقوب الأصم قال

(1) بالأصل: " يفرض " والمثبت عن مسند أحمد 5 / 280 و 283.
167

سمعت العباس يقول سمعت يحيى بن معين يقول ثوبان هو أبو عبد الله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنا أبي قال ثوبان من العرب
من حكم بن سعد (1)
قال وأنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر أنا الأحوص أنا أبي
عن مصعب قال ثوبان وكان يسكن الرملة وكان له هناك دار ولا عقب له وكان
يمانيا (2)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد أنا
أبو بكر بن بيري أنا أبو عبد الله الزعفراني حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني
عمي (3) مصعب بن عبد الله قال ثوبان من العرب من حكم بن سعد وهو مولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يسكن الرملة وكانت له هناك دار ولا عقب له وكان من ناحية
اليمن (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين
محمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص
عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصله من
اليمن أصابه سباء فمن عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا عبد الله مات بمصر سنة أربع وخمسين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال (5) في
الطبقة الثالثة من موالي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويكنى أبا عبد الله وهو
من أهل السراة ويذكرون انه من حمير أصابه سباء فاشتراه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعتقه فلم يزل مع

(1) يعني من سعد العشيرة من مذحج.
(2) بالأصل: يماني.
(3) كذا.
(4) سير أعلام النبلاء 3 / 16.
(5) انظر طبقات ابن سعد 7 / 400 في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
168

رسول (صلى الله عليه وسلم) الله حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتحول إلى الشام فنزل حمص وله بها دار صدقة
ومات بها سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد
قال في الطبقة الثالثة ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويكنى أبا عبد الله وهو من أهل اليمن
ويذكرون أنه من حمير أصابه سباء فاشتراه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعتقه تحول إلى حمص وله بها
دار صدقة ومات بها سنة أربع وخمسين
كتب إلي أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر
عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي
المدائني أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كان بالشام وهو من أهل اليمن أصابه سبي فمن عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكنى أبا عبد الله
مات سنة أربع وخمسين ولثوبان في اليمن نسب لم يتناه إلي علمه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي نا ثابت بن بندار أبا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل قال قال أبي ثوبان أبو عبد الله
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي
الحديد أنا علي بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قال سمعت
أبا الحسن بن سميع يقول وثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مهاجرة اليمن قال أبو سعيد
توفي بحمص
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل أحمد بن
الحسن وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني
زاد أحمد ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1) ثوبان أبو عبد الله مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقال من
العرب من حكم بن سعد

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 181.
169

أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبد الله ثوبان
مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال أجاز لنا أبو الفضل بن الحكاك أنا
عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن أبي
عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد الله ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى قراءة أنا
عبيد الله بن سعيد أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي الرحمن
أخبرني أبي في موضع آخر قال أبو عبد الرحمن ثوبان بن بجدد (1)
أنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أبا زرعة يقول ثوبان بن بجدد (1) كنيته أبو
عبد الرحمن
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي في كتابه أنا أبو القاسم
علي بن المحسن التنوخي أنا محمد بن المظفر أنا أبو محمد بكر بن أحمد حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال ونزلها يعني حمص من موالي قريش
ثوبان بن جحدر ويقال ابن جحد (2) يكنى أبا عبد الله رجل من الألهان (3) أصابة السبي
فأعتقه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال له يا ثوبان إن شئت أتلحق بمن أنت منه فعلت فأنت
منهم إن شئت وأن تثبت فأنت منا أهل البيت ح [2747]
فثبت على ولاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى قبض بحمص في إمارة عبد الله بن قرط
وبلغنا أن وفاته كانت سنة أربع وخمسين
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا
المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي أنا أبي حدثنا عبد الصمد بن سعيد القاضي

(1) بالأصل " يحدد، والمثبت مما تقدم، ومن مصادر ترجمته، ووردت في الاستيعاب: يجدد.
(2) كذا بالأصل.
(3) الالهان جد قبيلة، وهو ابن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان، وهو أخو همدان، سمي باسمه مخلاف
باليمن.
(4) ترجمته في سير الاعلام 15 / 266.
170

قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو
رجل من الهان من أحدر (1) ويقال بحدد (1) ومنزله بحمص حمام جابر وصف لنا ذلك
محمد بن عوف قال ابن عوف وأنا أعرف داره وخلف عقبا بها يقال له ثوبان وهو الذي
خربها ثم مات من بعد ذلك وبذلك خبرني عبد الرحمن بن محمد الألهاني
وذكر يزيد بن محمد بن عبد الصمد حدثه عن الوليد عن صفوان أن ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم) رجل من ألهان اصابه السباء فأعتقه رسول الله وقال له ثوبان إن
شئت أن تلحق بمن أنت منه فافعل وإن شئت فأثبت معنا [2748] ح
فثبت على ولاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى قبض بحمص وداره بها حبسا على مهاجري
فقراء ألهان (2) ومات بحمص سنة أربع وخمسين في إمارة عبد الله بن قرط
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد أنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن زنجويه أنا أبو أحمد العسكري قال وأما والد ثوبان صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنه
يقال ثوبان بن بجدد ويقال بجد والأول أصح الباء مفتوحة وبعدها جيم ودال مضمومة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى قال وثوبان بن
جحدر عتقه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهد فتح مصر واختط بها دارا وروى عنه من أهل مصر
مرثد بن عبد الله وأبو عبد الرحمن الجبلاني وتوفي بحمص في إمارة عبد الله بن
قرط سنة أربع وخمسين
أنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد في كتابيهما
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر أحمد بن الفضل أنا أبو عبد الله بن
مندة قال قال لنا أبو سعيد ثوبان بن بجدد ويقال ابن جحدر مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكنى أبا عبد الله شهد فتح مصر واختط بها وروى عنه من أهل مصر مرثد بن عبد الله
اليزني وأبو عبد الرحمن الجبلاني (3) (4) حمص وهو رجل من ألهان

(1) كذا بالأصل وردت اللفظتان، وانظر ما تقدم فيهما.
(2) انظر سير أعلام النبلاء 3 / 16.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير.
(4) لفظتان مهملتان غير مقروءتين بالأصل رسمها (نأمله تعدال) تركنا مكانهما بياضا.
171

أصابه السباء فأعتقه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال يا ثوبان إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم
فعلت فأنت منهم وإن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت [2749] ح فثبت على ولاء
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى قبض بحمص في إمارة عبد الله بن قرط وكانت وفاته سنة أربع
وخمسين حدثني بخبر ثوبان هنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني عن أحمد بن
محمد بن عيسى صاحب كتاب تاريخ الحمصيين
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسين محمد بن أبي نصر أنا أبو
سليمان محمد بن عبد الله بن زبر قال أبو عبد الله ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن
جحدر سكن دمشق مات بحمص سنة أربع وخمسين
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال ثوبان بن بجدد (1) مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو عبد الله وقيل ابن جحدر وهو من
أهل اليمن من حمير سكن حمص ويقال أعتقه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال له إن شئت أن تلحق
بمن أنت منهم وإن شئت فأنت منا أهل البيت [2750] ح فثبت على ولاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توفي
سنة أربع وخمسين وله بحمص دار وبالرملة أخرى وبمصر أخرى روى عنه شداد بن
أوس وأبو الأشعث الصنعاني وأبو أسماء ومعدان بن أبي طلحة وأبو عبد الرحمن
الجبلاني وأبو الخير مرثد بن عبد الله
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب حدثنا
الحسن بن أبي بكر أنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا محمد بن غالب بن
حرب ح
وأخبرنا أبو الفضل وأبو عاصم الفضيليان قالا أنا أبو القاسم الخليلي أنا أبو
القاسم الخزاعي أنا الهيثم بن كليب حدثنا عباس الدوري قالا حدثنا عبد الله بن
عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ظريف بن عيسى العنبري أخبرني وقال
الهيثم حدثني يوسف بن عبد الحميد قال لقيت ثوبان فرأى علي ثيابا فقال ما تصنع
بهذه الثياب ورآني وقال ابن حرب قال ورآني في يدي خاتما فقال ما تصنع بهذا
الخاتم إنما الخواتيم للملوك زاد الدوري قال فما لبسته بعد وقالا قال وحدثنا ثوبان

(1) بالأصل " بحدده ".
172

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا أهله وقال ابن حرب دعا لأهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما قلت يا بني
الله أمن أهل البيت أنا فسكت ثم قلت يا نبي الله أمن أهل البيت أنا فقال في الثالثة
نعم زاد ابن حرب ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله [2751] ح
أخبرنا أبو الفضل محمد وأبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل قالا أنا أبو
القاسم أحمد بن محمد البلخي أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد
الهيثم بن كليب الشاشي (1) حدثنا علي بن سهل (2) بن المغيرة حدثني غسان بن
المفضل حدثنا خالد بن الحارث عن طريف بن عيسى حدثني يوسف بن عبد الحميد
حدثني ثوبان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا لأهله قال فذكر عليا وفاطمة وغيرهما قال قلت يا
رسول الله أمن أهل البيت أنا قال فسكت قال قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمن أهل البيت
أنا فقال في الثالثة نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا فتسأله [2752] ح
كتب إلي أبو صادق مرشد (3) بن يحيى بن القاسم بن علي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب ثم أخبرنا أبو
محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن
الداراني نا سهل بن بشر قالوا أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال
أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي حدثنا أبو خليفة حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا
خالد بن الحارث نا طريف بن عيسى حدثني يوسف بن عبد الحميد قال لقيت ثوبان
فرأى علي ثيابا فقال ما تصنع بهذه الثياب ورأى علي خاتما فقال ما تصنع بهذا الخاتم
إنما الخواتيم للملوك قال فما أخذت خاتما بعد قال فحدثني ثوبان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
دعا أهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما قال قلت يا رسول الله من أهل البيت أنا فسكت ثم
قلت يا رسول الله أنا فسكت فقال في الثالثة نعم على أن لا تقف على باب سدة ولا
تأتي أميرا ح [2753]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ
وأنا أبو عبد الله الصنعاني حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرازق عن معمر عن

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 359 (183) والشاشي نسبة إلى شاش وهي من ثغور الترك.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 13 / 159.
(3) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 475 وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد الله بن جابر
ص 693.
173

عاصم بن سليمان عن أبي العالية عن ثوبان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من يتكفل لي أن لا يسأل
شيئا وأتكفل له بالجنة قال ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنا قال فكان يعلم أن ثوبان لا
يسأل أحدا شيئا (1) قال معمر وبلغني أن عائشة كانت تقول تعاهدوا ثوبان فإنه لا يسأل
أحدا شيئا فكان يسقط منه العصا والسوط فما يسأل أحدا أن يناوله إياه حتى ينزل
فيأخذه [2755] ح
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو ذا الفضل الرازي نا جعفر بن عبد الله
حدثنا محمد بن هارون
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم الأحول
قال قلت لأبي العالية ما ثوبان ومن ثوبان قال مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من يتكفل لي أن لا يسأل أحدا شيئا وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان
أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي التميمي أخبرنا أبو بكر القطيعي
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم قال
قلت لأبي العالية ما ثوبان فقال مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد الله بن أحمد الأنصاري حدثنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن محمد الواحدي (2) قال قوله " ومن يطع الله والرسول " الآية (3) قال الكلبي
نزلت في ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان شديد الحب له قليل الصبر عنه فأتاه ذات
يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه يعرف في وجهه الحزن فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا ثوبان
ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع غير إني إذا لم أرك اشتقت إليك
فاستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك هنالك لأني
أعرف أنك ترفع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم
أدخل الجنة فذاك حين لا أراك أبدا فأنزل الله عز وجل هذه الآية [2756] ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا

(1) الإصابة 1 / 204 وسير أعلام النبلاء 3 / 17 وانظر تخريجه فيه.
(2) أسباب النزول للواحدي ص 122.
(3) سورة النساء، الآية: 69.
174

عبد الله بن أحمد حدثني (1) أبي حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن
ضمضم بن زرعة قال شريح بن عبيد مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط
الأزدي فلم يعد فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا فقال له ثوبان أتكتب
فقال نعم فقال اكتب فكتب للأمير عبد الله بن قرط من ثوبان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما بعد فإنه لو كان لموسى وعيسى صلى الله عليهما مولى بحضرتك
لعدته ثم طوى الكتاب وقال له أتبلغه إياه فقال نعم فانطلق الرجل بكتابه فدفعه
إلى أبن قرط فلما قرأه قام فزعا فقال الناس ما شأنه أحدث أمر فأتى ثوبان حتى دخل
عليه فعاد وجلس عنده ساعة ثم قام وأخذ ثوبان بردائه وقال اجلس حتى أحدثك
حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعته يقول ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا
حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا [2757] ح
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني حدثنا أبو
بكر بن أبي خيثمة حدثنا عمر بن معروف أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي
الجعد قال قيل لثوبان حدثنا فقال كذبتم علي ما لم أقل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني سليمان بن سلمة
الحمصي حدثنا بقية حدثنا سليمان بن ناشرة (2) الألهاني قال سمعت ت محمد بن زياد
الألهاني يقول كان ثوبان جارا (3) لنا وكان يدخل الحمام فقلت له فقال كان
النبي (صلى الله عليه وسلم) يدخل الحمام قال وكان يتنور (4) قال وكان ثوبان يسمى بن بجدد (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد
البسري أنا أبو طاهر المخلص إجازة حدثنا أبو محمد عبيد الله السكري أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة أربع

(1) مسند الإمام أحمد 5 / 280 - 281 وسير أعلام النبلاء 3 / 17 وانظر تخريجه فيها.
(2) بالأصل " باشرة " والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ 3 / 433 والجرح والتعديل 2 / 1 / 147.
(3) عن المعرفة والتاريخ 3 / 433 وبالأصل " جبارا ".
(4) تنور: تطلي بالنورة، وهي الحجر الذي يحرق ويسوي منه الكلس ويحلق به شعر العانة (اللسان).
(5) الخبر في المعرفة والتاريخ 3 / 433.
175

وأربعين فيها توفي ثوبان مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) بحمص وقال أبو عبيد سنة أربع وخمسين يقال
إن ثوبان مات فيها كذا قال والأصح القول الثاني
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا التستري حدثنا خليفة
العصفري قال (1) وثوبان يعني مات سنة أربع وخمسين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال نمير والهيثم بن عدي والمدائني في سنة أربع
وخمسين مات حكيم بن حزام ومخرمة بن نوفل وثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
الهيثم حدثني ثور بن يزيد أن ثوبان مات في سنة أربع وخمسين بحمص قال ابن زبر
أخبرني أبي عن أحمد بن عبيد عن الهيثم والمدائني وأخبرني محمد بن يوسف عن
محمد بن عبد الله بن سليمان عن نمير بذلك
1053 ثوبان بن شهر الأشعري
من أهل حمص
سمع كريب بن أبرهة وعبد الملك بن مروان بدمشق
روى عنه عبد الرحمن بن حوشب
أخبرنا أبو الحسن علي (2) بن المسلم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أبي طاهر
التميمي أنا أبو محمد بن أبي نصر حدثنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة حدثنا
علي بن عياش حدثنا حريز بن عثمان حدثني شعبة بن مرثد عن عبد الرحمن بن
حوشب عن ثوبان بن شهر قال كنا عند عبد الملك بن مروان في سطح بدير المران (3) وعنده
كريب بن أبرهة فذكروا الكبر فقال كريب سمعت أبا ريحانة يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يدخل الجنة من الكبر شيئا قال أبو ريحانة فقلت يا رسول الله

(1) تاريخ خليفة ص 223.
(2) بالأصل " عن " خطأ والصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
(3) دير المران: في عقبة مشرفة على غوطة دمشق، والدير في سفح جبل قاسيون المطل على دمشق من الغرب
(غوطة دمشق لمحمد كرد علي ص 196 في الديور الدائرة).
176

إني أحب الجمال حتى في جلازي وشراك نعلي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس ذلك من
الكبر إن الله جميل يحب الجمال إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعيبه (1) يريد
بالجلاز سير السوط [2758] ح
رواه يحيى بن معين عن علي بن عياش
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ ح
وأخبرنا أبو القاسم الواسطي حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الفرج
عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا أبو
زرعة هو الدمشقي حدثنا أبو اليمان وعلي بن عياش ح
قال سليمان وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب حدثنا أبو المغيرة قالوا أنا
حريز (2) بن عثمان قال سمعت سعيد بن مرثد الرحبي قال سمعت عبد الرحمن بن
حجر بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر يقول سمعت كريب بن أبرهة يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنه لا يدخل شئ من الكبر وفي حديث الخطيب من كبر
الجنة فقال قائل يا رسول الله إني أحب أن أتجمل بسير سوطي وشسع نعلي فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) إن ذلك ليس بالكبر إن الله جميل يحب الجمال إنما الكبر من سفه الحق
وغمص (3) الناس بعينه [2759] ح
أخبرنا أبو محمد بن الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل حدثنا إبراهيم بن
هانئ حدثنا أبو المغيرة حدثنا حريز (2) قال سمعت سعيد بن مرثد الرحبي قال
سمعت أبا ريحانة قال سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر
قال سمعت كريب بن أبرهة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنه لا يدخل شئ من الكبر
الجنة ح فقال قائل يا رسول الله إني أحب أن أتجمل سير سوطي وشسع نعلي فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) إن ذلك ليس بالكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينه [2776] ح

(1) كذا بالأصل " بعيبه " بالباء، وفي رواية " بعينيه " انظر مسند أحمد 4 / 134 وسترد في الرواية التالية: بعينه.
(2) بالأصل " جرير " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد تقدم.
(3) بالأصل " غمص " بدون الواو.
177

أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا أبو
عبد الله جعفر بن محمد حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من الشاميين ثوبان بن
شهر
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا أبو القاسم عبد الله بن
عتاب حدثنا أحمد بن عمير إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا عبد الوهاب بن
الحسن أنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن بن سميع
يقول ثوبان ابن الأشعري حمصي
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو
أحمد زاد (2) أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل
أنا محمد بن إسماعيل قال (2) ثوبان بن شهر سمع كريب بن أبرهة وعبد الملك حديثه
في الشاميين قاله لنا أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن سعيد سمع عبد الرحمن بن
حوشب وقال ابن معين حدثنا علي بن عياش حدثنا حريز (3) حدثني سعيد بن مرثد
الرحبي عن عبد الرحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر الأشعري
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو القاسم بن مندة
أنا أحمد بن عبد الله إجازة ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا
أبو محمد بن أبي حاتم قال (4) ثوبان بن شهر روى عن كريب بن أبرهة وعبد الملك بن
مروان روى عنه عبد الرحمن بن حوشب سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو البركات الأنامطي وأبو عبد الله البجلي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنا الحسين بن جعفر بن محمد ومحمد بن
الحسن بن محمد قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن

(1) بالأصل مكانها: " حدثنا وأحمد " والصواب: " زاد أحمد " قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 182.
(3) بالأصل " جرير " والصواب ما أثبت، وقد تقدم صوابا.
(4) الجرح والتعديل 1 / 1 / 470.
178

أحمد بن صالح حدثني أبي أحمد (1) قال ثوبان بن شهر الأشعري شامي ثقة
1054 ثوبان بن عمرو بن اللصيت الجذامي ثم الجروي (2)
كان شريفا بمصر في أيامه وهو الذي ركب إلى هشام بن عبد الملك أيام القاسم بن
عبيد الله بن الحباب عامل مصر حتى جعل لجري الدعوة والقرافة ولم يكن لهم بمصر قبل
ذلك وإنما كانت جري في الفتح طائفة منهم في أردب لخم وطائفة منهم في بني وائل بن
مالك بن حزام وكان جد ثوبان اللصيت بن جشم بن حرملة بن تديان بن نفر ممن
حضر فتح مصر ذكر ذلك كله أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر الذي كتب به إلي أبو
محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن وحدثني أبو بكر
اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة
وحدثني أبو بكر أيضا أنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه أبي عبد الله قال قال أبو
سعيد بن يونس فذكره
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال أما الجذامي أوله
جيم مضمومة وبعدها ذال معجمة ثوبان بن عمرو بن اللصيت بن حرملة بن تديان بن
نفر الجذامي ثم الجروي كان شريفا بمصر وجده اللصيت شهد فتح مصر قاله ابن
يونس
1055 ثوبان أبو ثابت
روى عنه ابنه حديثا مرسلا
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر أنا أبو زيد أحمد بن
عبد الرحيم الحوطي حدثنا الأوزاعي حدثنا ثابت بن ثوبان عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 91.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، والجروي نسبة إلى جري بن عوف بطن من جذام ثم من
بني جشم. (الأنساب).
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 271.
(4) في الاكمال: اللصيت بن خثم بن حرملة.
(5) عن الاكمال وبالأصل " وجد ".
179

أتي بطعام فقال يا أيها الناس يبدأ في الطعام الإمام أو رب الطعام أو خيرهم ثم أخذ بيد
أبي عبيدة بن الجراح وإن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يومئذ صائما [2761] ح
1056 ثوب ويقال ثوب بن تلدة الوالبي الأسدي (1)
أحد المعمرين المخضرمين وفد على معاوية بن أبي سفيان وقيل بلدة بالفتح
كذا قيده الدارقطني في رواية يوسف
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين الآبنوسي أنا أبو
الحسن الدارقطني إجازة ح
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد أنا أبو الحسن
الدارقطني حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يحيى بن آدم
حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال قال
ثوب بن بلدة الوالبي من بني أسد أدركت ثلاث والبات وكان قد بلغ مائتي سنة وأربعين
سنة يقول كل ثمانين سنة قرن (2) من بني والبة (3) قال الدارقطني وقال الكلبي
ثوب بن بلدة الأسدي من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة
عمر في الإسلام دهرا فقال له معاوية ما تذكر قال أدركت ثلاث والبات قال
الدارقطني ثوب بن تلدة ويقال ثوب بفتح الثاء وسكون الواو
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) ثوب بن تلدة
الأسدي من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان وكان قد بلغ مائتي سنة وأربعين سنة
وقال سيف له شعر في القادسية قاله ابن الكلبي وقال ابن تلدة وقال الباقون تلدة
بفتح التاء وقال سيف ثوب قيل تلدة أمه وأبوه ربيعة وقال عاصم بن أبي النجود
ثوب (5)
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو منصور محمد بن

(1) في أسد الغابة 1 / 298 " ثور " وفي الإصابة 1 / 206 ثور ويقال ثوب بالموحدة واختلف في ضبطه.
(2) بياض بالأصل والزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور 5 / 349.
(3) بالأصل " البة " والمثبت عن الإصابة.
(4) الاكمال لابن ماكولا 1 / 565 - 566.
(5) كذا بالأصل وفي الإصابة نقلا عنه: ثور.
180

علي بن إسحاق الكاتب أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي حدثنا أبو روق
أحمد بن محمد بن بكر الهزاني حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني
قال سمعت مشيختنا قالوا وعاش ثوب بن تلدة الأسدي من بني والبة بن الحارث بن
ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة عشرين ومائة سنة وأدرك معاوية بن أبي سفيان وقال
في ذلك (1)
وإن امرءا قد عاش عشرين حجة * إلى مائتين كلها هو دائب (2)
كرهن لأحداث المنايا وإنما * تلهته في الدنيا مناه الكواذب *
قال أبو حاتم قال ابن الكلبي سمعت أبي يقول أدرك ثوب بن تلدة معاوية
فدخل عليه فقال له ما أدركت وكم عمرك قال لا أدري إلا أني أدركت بني والبة ثلاث
مرات يريد أفنيت ثلاثة قرون قال فكيف بصرك اليوم قال أحد ما كان قط كنت
أرى الشخص واحدا فأنا أراه اليوم شخصين قال فكيف مشيك قال أمشي ما كنت قط
كنت أمشي تائدا فأنا اليوم أهرول هرولة فقال أدركت أمية بن عبد شمس قال نعم
وهو أعمى (3) وعبد له يقوده قال له معاوية كف فقد جاء غير ما ذكرت ثم قال معاوية
ليس في البيت إلا أموي فأنظر أي هؤلاء أشبه بأمية ثم قال هذا لعمرو بن سعيد بن
العاص وهو عمرو الأشدق وقيل له الأشدق لأنه كان خطيبا مفلقا (4)
(5) أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن
علي بن محمد المقرئ أنا أبو الحسن
أحمد بن عبد الله بن الخضر أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي حدثني
محمد بن أحمد بن سليمان الخزاعي حدثني سليمان بن أبي شيخ عن يحيى بن سعيد

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(2) الأول في الإصابة برواية.
وإن امرأ قد عاش تسعين حجة * إلى مائتين كلما هو ذاهب
(3) من هنا سقط تتمة الخبر، وقد أقحم في أثناء ترجمة ثمامة بن حزن فحذفناه من هناك وأثبتناه في موضعه
هنا.
(4) ما بين معكوفتين بياض بالأصل، والزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور 5 / 350.
والخبر في الإصابة 1 / 206 ومختصرا في أسد الغابة 1 / 298 وفيهما " يقوده عبد ذكوان.
(5) هذا الخبر أقحم في ترجمة ثمامة بن حزن، فأخرناه إلى موضعه.
181

الأموي عن محمد بن السائب الكلبي قال دخل ثوب بن تلدة الوالبي على معاوية فقال
له ما أدركت أعيان بني والبة لصلبه ثم أبناءهم (1) ثم أخبرنا في الطبقة الرابعة ولقد رأيتني
وأمية بن عبد شمس نطوف بالبيت ما أدري أنا أكبر أم هو قال كيف بصرك قال أبصر
ما كنت بعين كنت أرى الهلال واحدا وأنا أراه اليوم أهلة قال فكيف طعمك ما كنت
قال كنت آكل في اليوم مرة وأنا آكل اليوم مرارا قال فكيف مشيك قال أمشى ما
كنت كنت أتبختر في مشيتي أنا اليوم أخب (2) خببا قال فضحك معاوية
(3) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص حدثنا أبو بكر بن يوسف حدثنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم
حدثنا سيف بن عمر قال وقال ثوب بن ربيعة وهو الذي يقال له يزيد
لقد علمت بالقادسية أنني صبور * على اللواء عف المكاسب
أخوض بسيفي غمرة الموت معلما * وأقدم إقدام امرئ غير هارب
وفوقي دلاص ذات شك * حصية كان فيه بها عيون الجنادب
يرد الحسام الخطب حين ينالها * بعصيته عنها كهام المضارب
ونخبتي محب مثل مريح ولده * أم بها قدما نحور المرزاب
فلا تسلمني أنت أفل فإنني * كريم الثناء في الناس مخض الضرائب
وأما تريني قل مالي فقله * لدفع خصوم جمة ونوائب (4)
إذا قل إلي لم ألم بذي الغنى * ولكن أخشن للحوادث جانبي
وإن بلدة ناب علي طلابها * صرفت لأخرى رحلتي وركائبي
وإن مر من دهر علي حوادث * تشيب النواصي بعد شيب الحواجب
قلت إذا ما الدهر أحدث نكبة * بأخضع ولاج بيوت الأقارب *
1057 ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي
من أصحاب الضحاك بن قيس وممن دعا إلى بيعة ابن الزبير قتل مع الضحاك بمرج
راهط له ذكر في قصة المرج

(1) كذا.
(2) الخبب محركة ضرب من العدو أو كالرمل أو أن ينقل الفرس أيا منه جميعا وأياسره جميعا (القاموس).
(3) هذا الخبر أقحم في ترجمة ثمامة بن حزن.
(4) إلى هنا انتهى السقط من الترجمة وما بين معكوفتين.
182

حدثنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر بن المخلص إجازة
أنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي محمد بن
المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة أربع وستين قتل ثور بن معن بن يزيد السلمي
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد (1) بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال وفي سنة أربع وستين وقعه المرج بالشام
قال (2) أبو الحسن فقتل الضحاك وقتل من
فرسان قيس ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي وهما ابن قتيبة النميري
1058 ثور بن يزيد بن زياد
أبو خالد الكلاعي ويقال الرحبي الحمصي (3)
قرأ القرآن علي يحيى بن الحارث وحدث عن خالد بن معدان والمطعم بن
المقدام وراشد بن سعد وبشر بن عبيد الله ورجاء بن حياة وعثمان وزياد ابني أبي
سوادة ويزيد بن شريح وعمر بن شريح السهمي وأبي الزبير المكي وابن جريج
والمثنى بن الصباح ومحمد بن شهاب ونافع مولى ابن عمر (4)
الأنصاري والنضر بن شفي والقاسم بن أبي عبد الرحمن وعبد الرحمن بن ميسرة
وسليمان بن موسى ويحيى بن الحارث الذماري ومحمد بن المنكدر وهلال بن
ميمون وأبان بن علي بن أبي عباس والبراء بن عبد الرحمن وعطاء بن أبي رباح وخالد بن
المهاجر وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وعطاء بن السائب وحصين الحميري
الحبراني (5) وعمرو بن قيس الكندي وصالح بن يحي بن المقدام وأبي منيب

(1) ما بين معكوفتين بياض بالأصل، والمستدرك عن سند مماثل، وقد مر كثيرا.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 259 - 260 ولم يرد فيه ذكر ثور بن معن.
ذكر الطبري 5 / 538 فيمن قتل سنة 64 في وقع مرج راهط: وقتل ثور بن معن بن يزيد السلمي، وهو الذي
كان رد الضحاك عن رأيه.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 344 والوافي بالوفيات 11 / 25 وسير أعلام النبلاء 6 / 344 وانظر بالحاشية
فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) بياض بالأصل.
(5) ما بين معكوفتين بياض بالأصل والزيادة المستدركة عن الكاشف للذهبي 1 / 176.
183

الجرشي ويونس بن سيف وشريح بن عبيد وحبيب بن عبيد وجنادة بن حنيفة
الصنعاني وأبي حميد الرعيني ورجل من الحوريين وأبي عون
روى عنه محمد بن إسحاق وسفيان الثوري وابن المبارك ويحيى بن سعيد
القطان وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد وعيسى بن يونس ويحيى بن حمزة
وصدقة بن خالد وعثمان بن حصن بن علاق ومحمد بن شعيب بن شابور والوليد بن
مسلم وعبد السلام بن عبد القدوس وأيوب بن حسان الحرشي والهيثم بن حميد
ومحمد بن عبد الرحمن القشيري وبهلول بن مورق والوليد بن محمد الموقري وأبو
البختري وهب بن وهب وقتادة بن الفضيل بن قتادة الرهاوي وعتبة بن السكري
الفزاري وسلام بن مسلم الطويل ولمازة بن زبار (1) وعمرو بن بكر السكسكي
والصلت بن الحجاج وأبو عاصم النبيل وسعيد بن سلام العطار وحفص بن عمر
الرازي الإمام ومحمد بن الزبرقان وسفيان بن حبيب والخليل بن مرة وعباد بن كثير
الرملي والمعافى بن عمران ومحمد بن عبد الله بن علاثة (2) وعمر بن هارون
البلخي وعبد الله بن الحارث المخزومي وأصبغ بن زيد الوراق ومحمد الواقدي
ومحمد بن القاسم الأسدي وأبو خالد الأحمر ومحمد بن عيسى السعدي المجوز
وقدم دمشق وحج منها مع مكحول
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ (3) حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسن بن سهل نا أبو عاصم النبيل عن
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا رفع العشاء من بين يديه
قال الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفور (4) ومودع ولا مستغنى عنه أخرجه
البخاري عن أبي عاصم وعن أبي نعيم عن سفيان الثوري جميعا عن ثور [2762] ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي

(1) لمازة بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي، وزبار بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء. (تقريب
التهذيب).
(2) ضبطت بضم المهملة وتخفيف اللام ثم مثلثة عن تقريب التهذيب.
(3) حلية الأولياء 6 / 97 باختلاف السند.
(4) الحلية: غير مكفى.
184

حدثنا محمد بن يونس حدثنا حفص بن عمر حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن
عبد الله بن عمرو قال أرواح الشهداء في طير كزرازير ترد أنهار الجنة حتى يردها الله عز
وجل في أجسادها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني الصنعاني بمكة أنا أو
عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي (1) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد
الدبري (2) أنا عبد الرزاق بن همام عن محمد بن راشد قال خرجنا مع مكحول إلى مكة
قال فكان ثور بن يزيد يؤذن له قال فكان يأمره أن لا ينادي بالعشاء حتى تذهب
الحمرة ويقول هو الشفق
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل الغلابي حدثنا أبي عن (3) ابن معين
قال وثور بن يزيد رحبي صليبة
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي أنا أبو الحسن نعمة الله بن محمد
المرندي (4) حدثنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي حدثنا محمد بن
أحمد بن سليمان أنا سفيان حدثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن
علي ابن عم رواد ابن الجراح عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول
ثور بن يزيد أبو خالد
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف
أنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال (5)

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى نقو قال السمعاني: وظني أنها قرية من
قوي صنعاء اليمن.
ذكره وترجم له، وانظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 141.
(2) بالأصل " الديري " والصواب " الدبري " بالباء الموحدة، وهذه النسبة إلى الدبر وهي قرية من قرى صنعاء
اليمن (الأنساب) ذكره السمعاني وترجم له.
(3) زيادة لازمة.
(4) المرندي هذه النسبة إلى مرند بلدة من بلدان أذربيجان. (الأنساب).
(5) طبقات ابن سعد 7 / 467.
185

في الطبقة الرابعة من أهل الشام
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة
منهم ثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص ويكنى أبا خالد مات ببيت المقدس سنة
ثلاث (1) وخمسين ومائة زاد ابن الفهم في خلافة أبي جعفر وهو ابن بضع وستين
سنة (2) وكان ثقة في الحديث ويقال إنه كان قدريا وكان جد ثور بن يزيد قد شهد
صفين مع معاوية وقتل يومئذ فكان ثور إذا ذكر عليا قال لا أحب رجلا قتل جدي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي وحدثني أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
عبد الوهاب بن محمد بن زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (3) ثور بن يزيد بن خالد الكلاعي الشامي
نسبة محمد بن إسحاق كناه لنا أبو عاصم سمع خالد بن معدان وراشد بن سعد قال
لي عمرو بن علي مات سنة خمسين ومائة وقال لي إبراهيم بن موسى سمعت
عيسى بن يونس يقول كان ثور من أثبتهم وقال يحيى بن بكير مات سنة خمس
وخمسين ومائة ببيت المقدس
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا عبد الله بن أبي
الحديد أنا علي بن الحسن أنا أبو عبد الله الكلابي أنا أحمد بن عمير قال سمعت
أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد الرحبي
حمصي
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا محمد بن
عبد الله بن حمدون أنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول
أبو خالد ثور بن يزيد الرحبي سمع خالد بن معدان روى عنه الثوري ويحيى بن سعيد

(1) ما بين معكوفتين عن ابن سعد ومكانها بالأصل " وهو ابن بضع ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 181.
186

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى أنا أبو نصر
عبيد الله بن سعيد بن حاتم حدثنا الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن أبي
عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو خالد ثور بن يزيد شامي ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا القاضي أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري بواسط أنا الأحوص بن
المفضل بن غسان الغلابي قال قال أبي قلت ليحيى بن معين أن ثور بن يزيد حدث
عن عطاء بن دينار فعرفه وقال روى عنه سعيد بن أبي أيوب قال أبي وقلت ليحيى
كان ثور بن يزيد قد حدث عن رجل يقال له عبد الرحمن بن عائذ فقال قد روى عنه
الشاميون وهو معروف
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن علي التميمي أنا أحمد بن
جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا سعد بن إبراهيم حدثنا
أبي عن محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد الكلاعي وكان ثقة فذكر عنه حديثا
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد نا عبد الله بن أحمد (1) بن حنبل حدثني أبي حدثنا
سعد (2) بن إبراهيم حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد الكلاعي
وكان ثقة بحديث ذكره
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن (3) المفضل حدثنا أبي قال وحدثني أبو نضر مولى
بني هاشم عن أبي أسامة أنه كان يحسن الثناء على ثور بن يزيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثنا يوسف بن الحجاج حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال قلت

(1) زيادة لازمة، وانظر تهذيب التهذيب 1 / 345.
(2) عن تهذيب التهذيب وبالأصل " سعيد ".
(3) مكانها بياض بالأصل.
(4) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 103 باختلاف.
187

لعبد الرحمن بن إبراهيم من أثبت بحمص قال صفوان (1) وبحير (2) وحريز وثور
وأرطأة قلت فأين ابن أبي مريم قال دونهم
أخبرنا أبو محمد الأكفاني أنا عبد العزيز الكتاني أنا محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة قال (3) قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم من الثبت
بحمص قال صفوان وبحير وحريز (4) وثور وأرطأة قلت فابن أبي مريم قال
دونهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال (5) سمعت أحمد بن صالح وذكر رجال أهل
الشام فقال الأوزاعي وذكر ابن جابر عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وثور بن يزيد ثقة
إلا أنه كان يرى (6) القدر وصفوان بن عمرو السكسكي وحريز (6) بن عثمان
الرحبي وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني وعبد الله بن العلاء بن زبر
وسعيد بن عبد العزيز التنوخي قال وسألت عبد الرحمن بن إبراهيم قلت فثور بن
يزيد قال ثور وحريز (7) وأرطأة (8) كل هؤلاء ثقة وكان ثور عند الناس أكبرهم
قلت كان أبو بكر بن أبي مريم يتخلف عن هؤلاء قال نعم
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد أنا
رشأ بن نظيف أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد أنا محمد بن داود بن عيسى
حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (9) حدثنا أبو حفص قال
سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما رأيت شاميا أوثق من ثور بن يزيد

(1) صفوان بن عمر بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 429.
(2) هو بحير بن سعد، تقدم التعريف به.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 398.
(4) بالأصل " جرير " خطأ والصواب عن أبي زرعة.
(5) المعرفة والتاريخ 2 / 386.
(6) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل " يروي ".
(7) عن المعرفة والتاريخ، وبالأصل: وجرير.
(8) سقط من المعرفة والتاريخ.
(9) بالأصل بالحاء المهملة خطأ والصواب ما أثبت بالخاء المعجمة. ترجمته في سير أعلام 13 / 508.
188

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد (1) بن عمير حدثنا صالح بن أحمد قال
سمعت علي بن المديني يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ليس في نفسي
عنه (2) شئ أتتبعه يعني ثور بن يزيد
قال وأنا أبو أحمد قال (3) سمعت عبدان يقول نا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه قال قال يحيى بن
سعيد كنت عند ثور بن يزيد بمكة أكتب في ألواح إذ
جاء سفيان بن حبيب فوقف علي فقال من هذا فسكت قال فمسح يعني عرقه فوقع
على الألواح فمحاها كلها ثم كتبت عنه بعده عدة (4) أحاديث
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (5) حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا
محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا الجوهري يعني حاتم بن الليث قال قال إبراهيم بن
موسى هو الفراء الراز قال يحيى بن سعيد كان قلبه بين عينيه يعني ثور بن
يزيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر أنا
أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان أنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال سمعت علي بن المديني يقول
وسمعت يحيى يقول كان ثور عندي ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أبو الحسن
العتيقي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أبو عبد الله السلمي قال
قدم وكيع الشام فحدثهم عن ثور فقالوا لا نريد ثورا فقال وكيع كان ثور صحيح
الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والزيادة قياسا إلى أسانيد مماثلة، وانظر الخبر في الكامل في
الضعفاء لابن عدي 2 / 103.
(2) ابن عدي: منه.
(3) الكامل في الضعفاء 2 / 102.
(4) عن هامش الأصل، وقد شطبت كلمة نميل إلى قراءتها " ذلك " وفي ابن عدي: " بعد ذلك أحاديث ".
(5) حلية الأولياء 6 / 93.
189

أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا موسى بن العباس حدثنا العباس بن الوليد أخبرني يزيد بن
خالد قال سمعت وكيعا يقول رأيت ثور بن يزيد وكان أعبد من رأيت
قال وحدثنا أحمد بن عمير حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا علي بن الحسن بن شقيق
قال سمعت ابن المبارك يقول سالت سفيان الثوري عن الأخذ عن ثور بن يزيد
قال خذوا عنه
وقال عمرو بن علي ثور بن يزيد روى عنه الأكابر من (2) أصحاب الحديث
الثوري وابن عيينة ويحيى بن سعيد
قال وحدثنا الجنيدي حدثنا البخاري حدثني إبراهيم بن موسى قال سمعت
عيسى بن يونس يقول كان ثور من أثبتهم
قال وحدثنا محمد بن بشر القزاز حدثنا أبو عمير حدثنا كثير بن وليد عن
عيسى بن يونس قال قدمنا على ثور بن يزيد فإذا هو رجل جيد الحديث
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنا عبد الله بن
أحمد حدثنا محمد حدثني إبراهيم بن موسى قال سمعت عيسى بن يونس قال كان ثور
من أثبتهم
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد أنا أبو زرعة حدثنا معن بن الوليد بن هشام قال قلت
للوليد بن مسلم كان ثور بن يزيد يحفظ حديثه قال كان يحفظ حديث خالد بن معدان
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن
علي بن محمد بن السقا وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه قالا أنا
العباس (4) بن محمد يقول سمعت يحيى يقول ثور بن يزيد ثقة

(1) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 103.
(2) زيادة عن ابن عدي، وبالأصل: والأكابر وأصحاب.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 360 وتهذيب التهذيب 1 / 345 باختصار.
(4) بالأصل " أبو العباس " خطأ والصواب ما أثبت، وهو العباس بن محمد الدوري، انظر تهذيب التهذيب
1 / 345.
190

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي (1) حدثنا أحمد بن عمير قال سمعت ابن عوف يقول ثور ثقة
قال وقال أبو أحمد (1) ثور بن يزيد الكلاعي الشامي الحمصي يكنى أبا خالد
ولثور بن يزيد غير (2) ما ذكرت أحاديث صالحة وقد روى عنه الثوري وابن عيينة
ويحيى القطان وغيرهم من الثقات ووثقوه ولا أرى بحديثه بأسا إذا روى عنه ثقة أو
صدوق وله جزء (3) من المسند لعله يبلغ مائتي حديث أو أكثر ولم أر في أحاديثه أنكر من هذا الذي ذكرته
وهو مستقيم الحديث صالح في الشاميين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر أنا
القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق أنا إسماعيل بن إسحاق بن
إسماعيل بن حماد بن زيد قال سمعت علي بن المديني يقول حدثنا سفيان قال قلت
للأحوص بن حكيم إن ثورا حدثنا عن خالد بن معدان فقال أو يفعل قال علي كأنه
غمز به قال علي وثور عندي أكبر من الأحوص
أخبرنا أبو البركات الأنماطي
أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن
العتيقي حدثنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلي (4)
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن علي حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة حدثنا
أصحابنا قالوا لقي ثور الأوزاعي فمد ثور يده فأبى الأوزاعي أن يمد يده وقال يا ثور
إنه لو كانت الدنيا كانت المقاربة ولكنه (5) الدين يقول لأنه كان قدريا
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر أنا أبو
بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو الجهم أحمد بن
الحسين بن طلاب المشغرائي حدثنا العباس بن الوليد بن صبح حدثنا أبو مسهر
حدثنا أبو مسلم الفزاري قال ما (6) سمعت الأوزاعي يقول في أحد من الناس إلا في

(1) الكامل لابن عدي 2 / 102.
(2) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، والعبارة المستدركة عن الكامل لابن عدي 2 / 104.
(3) عن ابن عدي وبالأصل " خبر ".
(4) الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 179. والخبر في سير أعلام النبلاء 6 / 344 نقلا عن أبي توبة الحلبي.
(5) عن العقيلي والسير، وبالأصل " ولكن ".
(6) سقطت من الأصل وعلى هامشه " لعله: ما ".
191

ثور بن يزيد ومحمد بن إسحاق قال وقلت له يا أبا عمرو حدثنا ثور بن يزيد قال
فغضب علي غضبة ما رأيت مثلها ثم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة لعنتهم فلعنهم الله
وكل نبي يجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله [2763] ثور بن يزيد أحدهم
تأخذ دينك عنه وأما محمد بن إسحاق فكان يرى الاعتزال قال فجئت إلى كتابي الذي
سمعته من ثور ومحمد بن إسحاق بن إسحاق فألقيته في التنور
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا إسماعيل بن مسعدة أخبرنا حمزة بن
يوسف أخبرنا أبو محمد بن عدي (1) حدثنا أحمد بن عمير حدثنا أبو عمير أخبرنا
الوليد بن مسلم قال قلت للأوزاعي حدثنا ثور بن يزيد قال فقال لي فعلها
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان وأبو نصر غالب بن أحمد بن
المسلم قالا أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن المؤدب أنا علي بن موسى
إجازة حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر أخبرنا أبو الحسن بن جوصاء
حدثنا أبو هبيرة محمد بن الوليد قال سمعت أبا مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني
يقول حدثني سلمة بن العيار قال كان الأوزاعي يسئ القول في ثلاثة في ثور بن يزيد
ومحمد بن إسحاق وزرعة بن إبراهيم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر أنا أحمد بن محمد بن المظفر أخبرنا
أحمد بن محمد العتيقي أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن
يوسف الصيدلاني حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثنا محمد بن
إسماعيل حدثنا الحسن بن علي قال سمعت يزيد بن هارون يقول كان ثور بن يزيد
قدريا
قال وأخبرنا أبو جعفر (3) حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول
ثور بن يزيد الكلاعي كان يرمي (4) بالقدر وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه منها لأنه كان
يرى القدر وليس به بأس حدثنا عنه يحيى بن سعيد والوليد بن مسلم (5)

(1) الكامل في الضعفاء 2 / 102.
(2) بالأصل " فعلتها " والمثبت عن ابن عدي.
(3) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 178.
(4) كذا بالأصل، وعند العقيلي، يري القدر.
(5) ما بين معكوفتين لم يرد في الضعفاء الكبير للعقيلي.
192

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن أبي ذر الصالحاني الأصبهاني
ببغداد أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله يعرف ثورا والدي
أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله
نا سليمان بن أحمد بن الطبراني نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري نا نعيم بن
حماد المروزي قال قال عبد الله بن المبارك
أيها الطالب علما * إيت حماد بن زيد
فاطلبن العلم منه * ثم قيده بقيد
لا كثور وكجهم * وكعمرو بن عبيد (1)
قال الطبراني ثور بن يزيد الشامي كان قدريا وجهم بن صفوان صاحب الجهمية
وعمرو بن عبيد كان معتزليا
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه حدثنا أبو نعيم حدثنا
سليمان بن أحمد حدثنا أبو زرعة حدثنا علي بن عياش عن إسماعيل بن عياش قال
قال لنا عطاء الخراساني لا تجالسوا ثور بن يزيد يعني إنه كان قدريا
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة (2) حدثني علي بن عياش قال قال لي
عطاء الخراساني لا تجالسوا ثورا
أنبأنا أبو سعد (3) محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحسن بن أحمد وأبو القاسم
غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد محمد
الحلواني بمرو قراءة أنا أبو على الحداد قالوا أنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن
عبيد الله حدثنا محمد بن هارون الثقفي حدثنا الجوهري حدثنا عبيد الله بن موسى
قال قال سفيان الثوري اتقوا لا ينطحنكم ثور بقرنه قال وكان يرى رأي القدر يعني
ثور بن يزيد (4)

(1) الأبيات الثلاثة في تهذيب التهذيب 1 / 345.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 359.
(3) بالأصل " أبو سعيد " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 254.
(4) الخبر في حلية الأولياء 6 / 93.
193

قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي أنا أحمد بن عبيد أنا
محمد بن الحسين حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول كان
مكحول قدريا ثم رجع وثور بن يزيد أيضا قدري
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها أخبرنا عبد العزيز بن أحمد لفظا
أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب أنا
أبو بكر القاسم بن عيسى العصار حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي قال
وثور بن يزيد يعني يتهم بالقدر سئل عنه الثوري فقال خذوا عنه واتقوا قرني m
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو بكر الشامي أخبرنا أبو الحسن العتيقي
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني حدثنا أبو جعفر العقيلي (1) حدثنا
عبيد الله بن أحمد الكتاني (2) الهمداني حدثنا سليمان بن معبد (3) قال سمعت
عبد الرزاق يقول (4) سمعت (5) سفيان سئل عن ثور بن يزيد فقال خذوا عنه واحذروا
قرينه ثم أخذ الثوري بيد ثور فأدخله حانوتا وأغلق عليه الباب ثم خلا به قال الثوري بعد
ذلك لرجل قد رأى عليه صوف ارم بهذا عنك فإنه بدعة فقال له الرجل ودخولك مع
ثور الحانوت وإغلاقك عليك وعليه الباب بدعة
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عمر بن شبة قال سمعت أبا عاصم يقول
قال ابن أبي داود قد جاءكم ثور يقول اتقوا لا ينطحكم بقرينة
ابن (6) وداعة وجماعة كانوا يجلسون يسبون علي بن أبي طالب وكان ثور بن يزيد
لا يسب عليا وإذا لم يسب جروا برجله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة (7) قال حدثني (8) علي بن عياش

(1) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 179 - 180.
(2) في العقيلي: الكسائي الهمذاني.
(3) بياض بالأصل والمستدرك بين معكوفتين عن العقيلي.
(4) بعد: " يقول " بياض في المخطوط نتيجة خرم، قدره ورقتان.
(5) ما بين معكوفتين، من هنا، استكملنا تتمة الخبر عن كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 180.
(6) كذا وقع الخبر مبتورا بعد صفحتين بياض.
(7) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 359.
(8) ما بين معكوفين زيادة عن أبي زرعة.
194

قال سمعت إسماعيل بن عياش يقول نفا (1) أسد بن وداعة ثور بن يزيد من
حمص (2)
أنبأنا أبو طالب الحسن بن محمد الزيني أنا أبو القاسم علي بن المحسن أنا أبو
الحسين بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى
حدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو مسهر حدثنا عبد الله بن سالم قال أدركت أهل
حمص وقد أخرجوا ثور بن يزيد وأحرقوا داره لكلامه في القدر قال وحدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى قال وحدثني إسماعيل حدثنا خطاب بن عثمان قال سمعت سماك بن
الحكم يقول رأيت ثور بن يزيد يصلي ويقبل موضع سجوده
أخبرنا أبو البركات الأنماطي
أخبرنا أبو بكر الشامي أخبرنا أبو الحسن العتيقي أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف حدثنا أبو جعفر العقيلي (3) أخبرنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يذكر عن يحيى بن القطان قال كان ثور إذا حدثني
بحديث عن رجل لا أعرفه قلت أنت أكبر أم هذا فإذا قال هو أكبر مني كتبته وإذا قال
هو أصغر مني لم أكتبه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو الفضل بن الحسن بن خيرون أخبرنا أبو
القاسم بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا أبو جعفر محمد بن
عثمان بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن محمد قال قال الهيثم بن عدي مات ثور بن يزيد
الأرحبي سنة خمسين ومائة
أنبأنا أبو طالب الزينبي أنا أبو القاسم التنوخي أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو
محمد بكر بن أحمد بن جعفر حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال أبو خالد ثور بن
يزيد الرحبي بلغني أن ثور بن يزيد توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة ويقال سنة
خمسين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر أحمد بن

(1) كذا وفي أبي زرعة: أنفر.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة، ومكانها بالأصل " مرض ".
(3) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 179.
(4) بالأصل " اثنين ".
195

الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أخبرنا محمد بن الحسن بن
أحمد أنا أبو الحسين الأصبهاني أخبرنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط
قال وثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص يكنى أبا خالد مات سنة ثلاث وخمسين
ومائة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أخبرنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط
قال (1) وثور بن يزيد يعني مات سنة ثلاث وخمسين ومائة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أخبرنا
يوسف بن رباح بن علي أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بشر محمد بن
أحمد بن حماد حدثنا معاوية بن صالح قال ثور بن يزيد سنة ثلاث وخمسين ومائة
يعني مات
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا أبو الطاهر
المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام
قال سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها مات ثور بن يزيد الكلاعي بالشام
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أخبرنا مكي بن محمد بن
الغمر أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة ثلاث وخمسين ومائة مات ثور بن
يزيد
قرأت على أبي (2) القاسم إسماعيل بن أحمد أخبرنا إسماعيل بن مسعدة
أخبرنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (3) ثنا (4) الجنيدي حدثنا البخاري قال
قال يحيى بن بكير مات ثور بن يزيد سنة خمس وخمسين ومائة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا محمد بن

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 427 وذكره: ثور بن زيد ".
(2) بالأصل: " قرأت أبو " كذا، ولعل الصواب أيضا: " أخبرنا أبو القاسم " ولعل الصواب أيضا ما أثبتناه.
(3) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 103.
(4) الزيادة عن ابن عدي.
196

عبيد الله بن أبي عمر وأخبرنا أبو عبد الله بن مروان أنا أبو عبد الملك أحمد بن
إبراهيم بن محمد القرشي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا علي بن عبد الله
التميمي قال ثور بن يزيد أبو خالد مات ببيت المقدس سنة خمس وخمسين ومائة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي أخبرنا مسعود بن
ناصر السجزي أخبرنا عبد الملك بن الحسن أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين
الكلاباذي قال ثور بن يزيد أبو خالد الكلاعي الشامي حمصي سمع خالد بن معدان روى
عنه الثوري وعيسى بن يونس والوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة وأبو عاصم النبيل
في الأطعمة والجهاد مواضع مات ببيت المقدس سنة خمس وخمسين ومائة ويقال سنة
خمس (1) وخمسين ومائة قال الذهلي قال يحيى بن بكير مات ببيت المقدس سنة
خمس وخمسين ومائة وقال أبو عيسى مات سنة خمسين ومائة وقال أبن سعد مات
سنة ثلاث وخمسين ومائة وهو ابن بضع وستين سنة "

(1) كذا.
197

حرف الجيم " (1)
" ذكر من اسمه جابر "
1059 جابر بن جبير المذحجي التميمي
قيل إنه كان أميرا على رؤساء أهل اليمن الذين خرجوا من دمشق مع مسلمة بن
عبد الملك غازيا نحو (2) القسطنطينية ذكر ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني
وقد تقدم ذلك بإسناده في ترجمة أصبغ بن الأشعث الكندي (3)
1060 جابر بن رألان الطائي السنبسي
أحد الأعراب حكى عن أعرابيين سمعهما بالغوطة
حكى عنه عبد الملك بن قريب الأصمعي
أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا الإمام أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن
الحسن التبريزي حدثنا أبو القاسم علي بن عبيد الله الرقي حدثني الرئيس أبو الحسن
علي بن أحمد البني حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح بن مرشد الكاتب حدثنا
محمد بن الحسن بن دريد حدثنا عبد الرحمن عن عمه حدثني جابر بن رألان السنبسي
قال كنت بوادي الغوطة إذا وقف علينا أعرابيان بدويان يسألان فأما أحدهما فما علمنا
شيئا من (4) لاستغلاق كلامه وأما الآخر فوصل كلامه إلى كل
قلب فقال الأول بدو شأني والذي أعجبني فيما سألتكم أن الغيث قرب منا ثم ذكر

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين معكوفتين بياض بالأصل ولعل ما استدركناه الصواب، ومكان العبارة: عبد الملك والقسطنطينة.
(3) الذي ورد في ترجمة أصبغ بن الأشعث: جابر بن قيس المذحجي.
(4) لفظتان غير مقروءتي.
198

قال فالسحاب وسط الريان (1) وارتجس ريقه واتصلت صواعقه
ولاحت بوارقه وتوالت علينا سنون خداعة مناعة (2) طالت الجدب ومنعت
الخصب فهلموا بشئ يسهل العسير ويجبر الكسير قولا قوله هلموا بشئ ما درينا
غرضه
واما الثاني فكأنه قال يا مسلمين رحم الله من سمع كلامي وقدم لنفسه معادا من
مقامي إن الحياز أجر من كلامكم والفقر داع إلى أخياركم ولا اختيار مع الاضطرار
والدعاء أحد الصدقتين فرحم الله امرءا حاد بمير أو دعا بخير فقلت يا أعرابي ما
أفضحك فمن أي قبيل أنت قال اللهم اغفر سوء الاكتساب يمنع من الانتساب
1061 جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب
أبو خالد ويقال أبو عبد الله السوائي (3)
صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه أحاديث وعن عمر بن الخطاب وسعد بن أبي
وقاص وأبي أيوب الأنصاري وشهد خطبة عمر بالجابية وسكن الكوفة
روى عنه الشعبي وعبد الملك بن عمير وتميم بن طرفة وعبد الله بن
القبطية وسماك بن حرب (4) وأبو خالد الوالبي
أخبرنا أبو القاسم هبة بن محمد وأبو غالب بن البنا وأبو بنصر بن رضوان وأبو
علي بن السبط قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك حدثنا بشر بن موسى
الأسدي حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل وهو ابن يونس عن سماك قال
سمعت جابر بن سمرة يقول صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الفجر فجعل يهوي بيده بين
يديه وهو في الصلاة فسأله القوم حين انصرف فقال إن الشيطان جاءني يلقي علي شرر

(1) لفظتان غير مقروءتين.
(2) بياض بالأصل.
(3) سمرة بفتح السين المهملة وضم الميم، وجنادة: بضم الجيم وبعدها نون، والسوائي: بضم السين (الضبط
بالنص عن الوافي).
والسوائي نسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة.
وترجمته في الاستيعاب 1 / 224 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 304 والإصابة 1 / 212 والوافي بالوفيات
10 / 27 وسير الاعلام 3 / 186 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة والوافي بالوفيات.
199

النار ليفتنني فتناولته فلو أخذته ما انفلت مني حتى يناط بسارية من سواري المسجد ينظر
إليه ولدان أهل المدينة [2764] ح
قال وحدثنا بشر بن موسى الأسدي حدثنا خلف بن الوليد عن إسرائيل عن سماك
أنه سمع جابر بن سمرة يقول مات رجل على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتاه رجل فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
لم يمت فأتاه الثانية فقال مثل ذلك ثم أتاه الثالثة فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كيف مات
قال نحر نفسه بمشقص (1) من عنده فلم يصل عليه النبي (صلى الله عليه وسلم)
وبه قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي نحوا من صلاتكم ولكنه كان يخفف الصلاة كان
يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أمد حدثنا أبو محمد الخلال
املاء حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا الفضل بن
الحباب (2) بالبصرة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا زياد بن خيثمة حدثنا سماك بن
حرب عن جابر بن سمرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقرأ في الصبح بقاف والقرآن المجيد ورأيت
صلاته بعد تخفيفا [2765] ح
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرنا منصور بن الحسين
وأحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ حدثني أبو حاتم أحمد بن الحسن بن
هارون الرازي بأصبهان حدثنا أحمد بن محمد بن أوس حدثنا عبد الحميد بن عصام
الجرجاني حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال
خطبنا عمر بالجابية فذكر نحو حديث جرير بن حازم عن عبد الملك لم يزد على هذا
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا أنا أبو سعد المظفر بن الحسن بن
السبط حدثنا جدي الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن بلال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن
محمد بن أوس المقرئ حدثنا عبد الحميد بن عصام حدثنا أبو داود الطيالسي أخبرنا
شعبة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بالجابية
فقال

(1) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 5 / 355.
(2) بالأصل " الجياب " والصواب ما أثبت، وانظر ترجمته في سير الاعلام 14 / 7.
200

قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل وما يستشهد فمن أراد (1) بحبوحة الجنة فليلزم
الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن
ثالثهما الشيطان ألا فمن سرته حسنة وساءته سيئة فهو مؤمن [2766] ح
حديث غريب من حديث شعبة عن عبد الملك تفرد به عبد الحميد بن عصام عن
أبي داود الطيالسي عنه وهو محظوظ من حديث عبد الملك رواه عنه جرير بن حازم
وجرير بن عبد الحميد
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو
الحسين بن المظفر أنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ح
وأخبرناه أبو المظفر (2) القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أخبرنا إبراهيم بن مسور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أخبرنا أبو يعلى قالا حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن
حازم قال سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن جابر بن سمرة السوائي قال خطبنا
عمر بن الخطاب بالجابية فقال يا أيها الناس قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مقامي فيكم فقال
وقال ابن حمدان مقامي فيكم اليوم قال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم
يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها (3) وفي حديث الباغندي لا
يستشهد ويحلف على اليمين لا يسألها فمن أراد وزاد الباغندي منكم وقالا بحبوحة
الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون أحدكم
بامرأة فإن الشيطان ثالثهما انتهى حديث الباغندي وزاد أبو يعلى ومن سرته حسنته
وساءته سيئة (4) فهو مؤمن [2767] ح

(1) سقطت من الأصل، وعلى هامشه " لعله: أراد " وهو ما أثبتاه.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 443) واسمه:
عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن.
(3) بالأصل " يستالها ". (4) رسمها غير واضح بالأصل.
201

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله (1) الحسين بن علي بن أحمد
وأبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني وأبو بكر محمد وأبو عمرو عثمان
ابنا أحمد بن عبد الله وأبو (2) الحسن بن النقور حدثنا عيسى بن علي حدثنا أبو
القاسم البغوي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بالجابية فقال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أحسنوا
إلى أصحابي ثم الذين يلونهم [2768] ح
أخبرناه أبو المظفر بن القشيري أخبرنا أبو سعد الجنزرودي أخبرنا أبو
عمرو بن حمدان
وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه أخبرنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه أخبرنا
أبو بكر بن المقرئ قالا أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن حمزة البصري حدثنا
جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب
بالجابية فقال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مقامي فيكم اليوم فقال ألا أحسنوا إلى أصحابي ثم
الذين يلونهم فذكر نحو حديث شيبان عن عبد الملك قالا وأخبرنا أبو يعلى حدثنا
زهير بن حرب حدثنا جرير بن عبد الحميد ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أخبرنا
أبو الغنائم بن أبي عثمان أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع حدثنا
الحسين بن إسماعيل نا يوسف بن موسى القطان نا جرير عن عبد الملك عن جابر بن
سمرة قال خطب الناس عمر بن الخطاب بالجابية وقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام في مثل
مقامي هذا فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف
الرجل على اليمين قبل أن يستحلف زاد يوسف عليها ويشهد على الشهادة قبل أن
يستشهد عليها فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع
الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ألا ومن كان
منكم تسوءه سيئته وتسره حسنته فهو مؤمن [2769] ح
حدثنا أبو علي بن السمط أنا أبو محمد الجوهري ح

(1) بالأصل " عبيد الله " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 444.
(2) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، وانظر ترجمة ابن النقور في سير الاعلام 18 / 372 وفيه " أبو الحسين
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور ".
202

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أن أبو علي بن المذهب قالا أنا (1)
عبد الله بن (2) أحمد حدثني أبي نا جرير ح
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي ح
وأخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن الحسن وأبو الفضل محمد بن ناصر
وأبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا قالوا أنا أبو القاسم بن البسري ح
وأخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي وأبو
القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل قالا أنا أبو نصر بن محمد الزينبي أخبرنا أبو
طاهر المخلص أنا أبو القاسم البغوي نا الحسن بن (3) نا جرير بن
عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطب عمر الناس بالجابية
فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام في مثل مقامي هذا فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها
ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم
الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا وفي حديث الحسن بن
عرفة ولا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ومن كان منكم تسره حسنته وتسوءه
سيئته فهو مؤمن [2770] ح
ورواه غير هؤلاء عن عبد الملك فقال عبد الله بن الزبير عن عمر وسيأتي في
ترجمة بن الزبير إن شاء الله عز وجل
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وغيره في كتبهم عن أبي بكر البيهقي أخبرنا محمد بن
عبد الله الحافظ اخبرني إسماعيل بن أحمد التاجر نا علان نا أحمد بن سعد بن
الحكم قال سمعت يحي بن معين يقول اختلف على عبد الملك بن عمير في حديث
أحدهما أن عمر قال من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن فقال بعضهم عن
عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن عمر وقال بعضهم عن عبد الملك بن عمير

(1) بالأصل " أبو " خطأ.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والزيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل.
(3) بياض بالأصل.
203

عن عبد الله بن الزبير عن عمر والقوم الذين اختلفوا في الروايتين عن عبد الملك بن
عمير أكثرهم ثقات
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن
ناصر عنه أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو الحسين بن المظفر أخبرنا أبو علي
المدائني أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال ومن بني سواءة بن
عامر بن صعصعة جابر بن سمرة بن جندب بن حجير بن رياب (1) بن حبيب بن
سواءة بن عامر بن صعصعة الرواية لأهل الكوفة وقد أسلم أبوه سمرة وروى عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا داخلا في حديث ابنه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أخبرنا أبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا الحسين بن صفوان ح
وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أخبرنا أبو عمرو بن مندة أخبرنا الحسن بن
محمد بن يوسف أخبرنا أبو الحسن اللبناني قالا أنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرنا
محمد بن سعد قال وممن نزل الكوفة سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير زاد
اللبناني بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة وقالا صحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
وابنه جابر بن سمرة السوائي وهم حلفاء في بني زهرة قال ابن صفوان ولهما حلف في
زهرة بن كلاب ويكنى جابر أبا عبد الله ابتنى بها دارا في بني سواءة وتوفي بها في خلافة
عبد الملك في ولاية بشر بن مروان على الكوفة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية
نا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال (2) في طبقات
الكوفيين تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن بني (3) عامر بن
صعصعة سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر صحب النبي
(صلى الله عليه وسلم) ورآه في الشمس فقال تحول إلى الظل فإنه مبارك وحالف سمرة بن
جنادة بني زهرة بن كلاب ونزل الكوفة وله بها عقب وابنه جابر بن سمرة ويكنى أبا

(1) الاستيعاب: رئاب بالهمز.
(2) طبقات ابن سعد 6 / 24.
(3) ما بين معكوفتين زيادة مستدركة عن ابن سعد، ومكانها بالأصل: في الطبقة الرابعة (بياض) بن عامر.
204

عبد الله وكان له من الولد خالد وطلحة ومسلم ونزل جابر أيضا الكوفة وابتنى بها دارا
في بني سواءة بن عامر وتوفي بالكوفة في خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن
مروان وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أخبرنا أبو بكر بن ريذة نا سليمان بن
أحمد الطبراني نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا سالم بن جنادة قال سمعت أبي
يقول جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن
عامر وكنية جابر أبو عبد الله وأم جابر بن سمرة خالدة (3) بنت أبي وقاص أخت سعد بن
أبي وقاص توفي جابر بن سمرة فصلى (4) عليه عمرو بن حريث
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أخبرنا أبو منصور النهاوندي أخبرنا
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأشقر نا محمد بن إسماعيل البخاري قال
سلم (5) بن جنادة بن سلم (5) بن خالد بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حبيب بن
رئاب بن حجير بن سواءة بن عامر بن صعصعة وجابر بن سمر يكنى بأبي عبد الله
ومات بعد المختار وصلى عليه بن عمرو بن حريث كذا قال حبيب وإنما هو حجير بن
رئاب بن حبيب
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أبو أحمد بن عبدان
أخبرنا محمد بن سهل أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (6) جابر بن سمرة السوائي نزل
الكوفة
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أخبرنا أبو نعيم الحافظ نا أبو حامد
أحمد بن محمد نا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا السائب سالم بن جنادة قال

(1) في جمهرة ابن حزم ص 273 " مسلمة ".
(2) بالأصل " زيدة " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(3) بالأصل " خالد " والمثبت عن أسد الغابة.
(4) بالأصل " فصل على " والمثبت عن أسد الغابة، وفيه: وصلى عليه.
(5) كذا بالأصل.
(6) التاريخ الكبير 1 / 2 / 205.
205

جابر بن سمرة أبو عبد الله بن جنادة بن جندب بن خجير بن (1) زياد بن حبيب بن
سواءة بن عامر بن صعصعة ومات جابر وخلف (2) من الذكور خالد (2) بن جابر
وأبو ثور مسلم وأبو جعفر وجبير وجندب فأعقب منهم خالد (3)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد
الواسطي أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني نا أبو
بكر بن أبي خيثمة قال جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب (4) بن حجير بن رئاب بن
حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن
عكرمة بن خصفة بن قيس بن مضر (5)
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال أجاز لنا جعفر بن يحيى التميمي أخبرنا أبو نصر
الوائلي أخبرنا الخصيب بن عبد الله أخبرنا عبد الكريم بن أحمد أخبرني أبي أبو
عبد الرحمن قال جابر بن سمرة أبو عبد الله
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد (6) أخبرنا جابر بن سمرة بن جنادة بن
حبيب بن حجير بن حبيب بن سواءة السوائي ابن أخت (7) سعد يكنى أبا خالد نزل
الكوفة روى عنه أبو إسحاق السبيعي (8) وحصين بن عبد الرحمن وسماك بن حرب
وعامر والشعبي (9) وغيرهم
أخبرنا أبو البركات الأنماط أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر أخبرنا
مسعود بن ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين
الكلاباذي قال جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حبيب بن رئاب بن حجير بن

(1) بياض بالأصل والمستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة 1 / 304.
(2) بياض بالأصل ولعل الصواب ما استدركناه، باعتبار ما يلي، عن أسد الغابة.
(3) كذا وفي أسد الغابة: فالعقب منهم لمسلم وخالد.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك زيادة عن مصادر ترجمته.
(5) بالأصل " نصر " والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص 273.
(6) بياض بالأصل مقدار كلمتين، وأرجح أن السقط أكثر من ذلك، باعتبار أن بين المصنف وجابر راويين فقط.
(7) بياض بالأصل والصواب ما استدركناه، وقد مر أن أم جابر اسمها خالدة بنت أبي وقاص، أخت سعد.
(8) بالأصل " الشعبي " والمثبت عن أسد الغابة 1 / 304.
(9) بالأصل " وعاصم الشعبي " والصواب ما أثبت وما زيد، وعامر هو ان سعد بن أبي وقاص. انظر أسد الغابة
1 / 304.
206

سوءاة بن عامر بن صعصعة وأمه خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد وعتبة ابني أبي
وقاص أبو عبد الله السوائي حليف بني (1) زهرة نزل الكوفة سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عن
سعد بن أبي وقاص روى عنه عبد الملك بن عمير وأبو عون الثقفي في الصلاة قال
البخاري مات بعد المختار وصلى عليه عمرو بن حريث وقال محمد بن سعد توفي في
خلافة عبد الملك في ولاية بشر بن مروان على الكوفة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب وسمرة بن عمرو بن جندب وقيل سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير ابن
رئاب بن سواءة وقيل بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن
بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد نا محمد بن جعفر الوركاني نا شريك عن سماك عن جابر يعني
ابن سمرة قال جالسته أكثر من مائة مرة يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) كذا قال الوركاني كان
يخطب (2) خطبته الأولى ثم يقعد وحده ثم يقوم فيخطب خطبته الأخرى
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أخبرنا أبي أبو بكر (3)
وعبد العزيز بن أبي طاهر وعلي بن محمد بن أبي العلاء وأبو عبد الله الحسين بن
محمد بن علي بن أبي الرضا وغنائم بن أحمد بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو القاسم
علي بن المسلم الفرضي نا أبو أحمد التميمي وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو نصر بن
طلاب وعلي بن الخضر بن عبدان وغنائم بن أحمد بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو
القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أخبرنا القاضي أبو المكارم محمد بن سلطان بن محمد
الغنوي وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي (4)

(1) الأصل: " بن " والمثبت عن الاستيعاب.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 5 / 356.
(3) بياض بالأصل والصواب ما استدرك وهو أبو بكر أحمد منصور الرمادي انظر الأنساب.
(4) بعدها بياض بالأصل مقدار صفحة ونصف. وفي آخرها تبدأ ترجمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ولا
ندري إذا كان ضمن هذا السقط تراجم أخرى.
207

1062 جابر (1) بن عبد الله بن عمرو بن حرام
ابن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد
ابن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج
أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن
ويقال أبو محمد الأنصاري الخزرجي السلمي الحرامي المدني
صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصح ما قيل فيه أبو عبد الله
كان أبوه أحد النقباء شهد بدرا وقتل يوم أحد وابنه جابر لم يشهد بدرا وشهد
المشاهد كلها
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن أبي بكر وعمر وعلي وأبي عبيدة وطلحة وعمار بن
ياسر وأبي بردة بن نيار وأبي قتادة وأبي هريرة وأبي سعيد وعبد الله بن أنيس
وأبي حميد الساعدي (2)
ومعاذ بن جبل وخالد بن الوليد وأم شريك وأم مبشر من الصحابة (2) وأم
كلثوم بنت أبي بكر الصديق وهي من التابعين
روى عنه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الهاشمي ومحمد بن عمرو بن
الحسن بن علي ومحمد بن المنكدر التيمي ومحمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان والحسن بن محمد بن الحنفية وجعفر بن عبد الله بن أنس
وزيد بن أسلم وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وعبد الرحمن بن كعب بن
مالك وعاصم بن عمر بن قتادة وأبو سلمة بن عبد الرحمن والنعمان بن أبي عياش
المدنيون وعطاء بن أبي رباح ومجاهد بن جبر وعمرو بن دينار وأبو الزبير
المكيون وسالم بن أبي الجعد وعامر الشعبي ومحارب بن دثار الكوفيون
وعبد الرحمن بن آدم صاحب السقاية وأبو المتوكل علي بن داود الناجي
والحسن بن أبي الحسن وسليمان بن قيس اليشكري البصريون وشهر ابن حوشب

(1) الزيادة بين معكوفتين عن الاستيعاب وأسد الغابة وتهذيب التهذيب
ترجمته في الاستيعاب 1 / 221 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 307 الإصابة 1 / 213 سير أعلام النبلاء
3 / 189 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب 1 / 350.
208

وعروة بن رويم اللخمي الشاميون وجماعة سواهم
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وأخبرني أبو بكر محمد بن
عبد الله العامري وأبو محمد هبة الله بن طاوس (1) وأخبرنا أبو الفضل
المحسن بن أبي منصور بن المحسن أخبرنا سعيد بن أحمد الواحدي ح وأخبرنا أبو
الحسين محمد بن محمد بن محمد خطيب بسطام أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي بن
الحسين بن سهل السهلكي قالوا أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ح وأخبرنا أبو المعالي
عبد الله بن أحمد المروذي وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن قالا أنا أبو بكر بن
خلف أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قالا أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح
وأخبرنا أبو سعد هلال بن الهيثم بن محمد بن الهيثم وأبو المعالي أحمد بن علي بن
علي بن الشميس وعبد الصمد بن بركة بن عبد الله المنادي وأبو بكر يحيى بن
علي بن داود الطبسي وأبو علي حمد بن عبد الرحمن بن محمد بن نجاء بن شاتيل وأبو
الفرج علي بن محمد بن محمد بن الحسين محمد بن الفراء قالوا أنا أبو عبد الله
الحسن بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار قالا أنا أبو يحيى زكريا بن عبد الرحمن المروذي نا
سفيان بن عيينة عن (2) ابن المنكدر سمع جابرا يقول ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم
فقلنا لا نكنيك أبا القاسم ولا تنعم عينا فأتينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر ذلك له فقال سم ابنك
عبد الرحمن [2771] ح وفي حديث (3) النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث الصفار فأتيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكرت
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو طالب بن غيلان أخبرنا أبو بكر
الشافعي نا محمد بن سليمان نا عبيد الله بن موسى وثابت الزاهد وخلاد بن يحيى
قالوا أخبرنا مسعر عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال دخلت المسجد
ضحى فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاعد فقال قم فصل ركعتين [2772] ح

(1) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(2) بالأصل: " سفيان بن عيينة بن أبي المنكدر " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمد بن المنكدر في تهذيب
التهذيب 5 / 302.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
209

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أخبرنا أبو الحسين عاصم بن
الحسن بن محمد بن علي بن عاصم وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة
قال أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر قراءة نا أبو جعفر
محمد بن عمر بن البختري الرزاز نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا عبد الوهاب بن
عيسى يحيى بن زكريا نا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي (1) الزبير عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال كنت في الجيش الذي مع خالد بن الوليد الذي أمد بهم أبو
عبيدة بن الجراح وهو محاصر دمشق فلما أتاه قال له أبو عبيدة صل بالناس أنت أحق
بهم لأنك أتيتني قال خالد ما كنت لأصلي متقدما رجلا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لكل أمة أمين وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
قال الدقيقي وسمعت عبد الوهاب بن عيسى يحدث به مرة أخرى فقال حدثني
يحيى بن أبي زكريا الغساني عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (3) عن أبي الزبير عن جابر
عن خالد بن الوليد قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لكل أمة أمين وإن أمين هذه الأمة
أبو عبيدة بن الجراح [2773] ح
أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان في كتابه أخبرنا أبو
القاسم بن بشران نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي نا أبو يحيى
عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث أبي مسرة (4) نا عبد الوهاب بن عيسى
الواسطي نا يحي بن أبي زكريا عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر
قال كنت في الجيش الذين مع خالد بن الوليد الذين أمد بهم أبو عبيدة بن الجراح وهو
محاصر دمشق فلما قدمنا عليهم قال لخالد تقدم فصل فأنت أحق بالإمامة فقال خالد
ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لكل أمة (5) أمين وأمين هذه الأمة
أبو عبيدة بن الجراح [2774]

(1) بالأصل " بن " خطأ.
(2) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، والزيادة مقتبسة عن مختصر ابن منظور 5 / 357.
(3) بالأصل " خيثم " والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا.
(4) ترجمته في سير الاعلام 12 / 632.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
210

أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا نا (1) أبو نعيم الحافظ حدثنا
سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن عمرو حدثني أبي بن لهيف عن أبي الأسود عن
عروة بن الزبير في تسمية من شهد العقبة جابر بن عبد الله بن عمرو (2) بن حرام بن
كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا
محمد بن الحسين بن الفضل أنا محمد بن عبد الله بن المغيرة حدثنا إسماعيل بن أبي
أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة
من الأنصار عبد الله بن عمرو وهو نقيب وجابر بن عبد الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد حدثني سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي عن ابن إسحاق قال
عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن كعب بن عدي بن سلمة الأنصاري أبو جابر بن
عبد الله نقيب شهد بدرا وقتل يوم أحد وابنه جابر لم يشهد بدرا
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسين بن محمد
الرافقي أنا أحمد بن كامل القاضي أخبرنا أحمد بن شعيب بن شاهين حدثني
مصعب بن جعفر (3) بن عبد الله بن عمارة بن القداح قال عبد الله بن
عمرو بن حرام شهد العقبة وكان نقيبا وشهد بدرا واستشهد يعني بأحد وابنه جابر بن
عبد الله شهد العقبة وشهد المشاهد كلها إلا بدرا واحدا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب قال جابر بن عبد الله بن عمرو (2) بن حرام وفي أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) جابر بن
عبد الله آخر وهو جابر بن عبد الله بن رياب وهما من بني سلمة (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قال أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن

(1) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل متقدم.
(2) بالأصل " عمر ".
(3) بياض بالأصل.
(4) يجتمعان في غنم بن كعب، وكلاهما أنصاريان سليمان انظر أسد الغابة 1 / 306 و 307.
211

زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال
عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة وابنه جابر بن عبد الله بن
عمرو بن حرام أمه أنيسة (1) بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي (2) بن زيد بن
حرام بن كعب بن غنم يكنى أبا عبد الله مات سنة ثمان وسبعين
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن (3) ابن
محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد
قال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري أحد بن سلمة بن سعد بن الخزرج
ويكنى أبا عبد الله
ونا ابن سعد عن الهيثم بن عدي قال توفي جابر سنة ثلاث وسبعين
أخبرنا عن أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية جابر بن
عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه
أنيسة بنت غنمة (4) بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد بن عمرو بن كعب بن
سلمة وشهد جابر بن عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار وكان حين خرج (5) إلى
أحد وشهد ما بعد ذلك من المشاهد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية
قال حدثنا عمرو (6) بن خالد وحسان بن عبد الله وعثمان بن صالح عن ابن

(1) كذا، وفي الاستيعاب وابن حزم وأسد الغابة: نسبية.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة.
(3) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
(4) كذا، في الغابة: عقبة.
(5) كذا بالأصل ولا معنى لها، ولعل الصواب: وكان أبوه منعه حين خرج إلى أحد وقد خلفه على أخوته، كما
يفهم من عبارة الاستيعاب وأسد الغابة والمختصر.
(6) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن تهذيب التهذيب 6 / 243 ترجمة يعقوب بن سفيان، وهو
عمرو بن خالد الحراني.
212

لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ومن بني حرام بن كعب بن عمرو وابن حرام بن
ثعلبة بن حرام وهو نقيب وقد شهد بدرا وجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي في كتابه ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر عنه
أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي بن
الحسن أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن
أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن
ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة يكنى أبا عبد الله وأمه أنيسة بنت عقبة بن عدي بن
سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم وأم أبيه عبد الله بن عمرو هند بنت
قيس بن القدم بن حارثة بن عطية شهد بدرا واستشهد يوم أحد يعني أباه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن
إسحاق في تسمية من شهد العقبة الثانية وبايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بها من الأوس والخزرج
وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين (1) قال وشهدها من بني حرام بن كعب (2) ابن
غنم بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن
حرام (2) نقيب شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقتل يوم أحد شهيدا وابنه جابر بن
عبد الله
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد
الخليلي أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (3)
قال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن
سلمة الأنصاري وشهد هو وأبوه العقبة وشهد أبوه بدرا وكان نقيبا قتل يوم أحد شهيدا
وأنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو
بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أبو سعيد بن
يونس قال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة، ويبدو أن السقط أكثر، والمستدرك بين معكوفتين عن سيرة ابن هشام 2 / 97.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة.
(3) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة.
(4) كذا، في أسد الغابة: عقبة.
(5) كذا بالأصل ولا معنى لها، ولعل الصواب: وكان أبوه منعه حين خرج إلى أحد وقد خلفه على أخوته، كما
يفهم من عبارة الاستيعاب وأسد الغابة والمختصر.
(6) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن تهذيب 6 / 243 ترجمة يعقوب بن سفيان، وهو
عمرو بن خالد الحراني.
213

الأنصاري قدم مصر أيام مسلمة بن مخلد (1) حدث عنه من أهل مصر أبو عياش المعافري
وعبد الرحمن بن شريح الخولاني وعمرو بن جابر الحضرمي وأبو معشر الحضرمي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وكعب بن غنم بن كعب بن سلمة شهد هو
وأبوه بدرا والعقبة وشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) تسع عشرة غزوة وقدم الشام ومصر مع مسلمة بن
مخلد ومات بالمدينة سنة سبع وسبعين وهو ابن أربع وتسعين سنة
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي ح وأخبرنا أبو
الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني أنا
محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري
حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عباس جابر بن عبد الله يكنى أبا عبد الله
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي أنا نعمة الله بن محمد أنا أبو مسعود أحمد بن محمد أنا محمد بن أحمد بن سليمان أنا أبو الحسن بن
سفيان بن محمد بن سفيان حدثني عمي أبو بكر محمد بن علي عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر
الضرير يقول جابر بن عبد الله أبو عبد الله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا (2) أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد بن بشران أنا محمد بن أحمد (3) بن الصواف (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد علي أنا
محمد بن أحمد أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال جابر بن عبد الله أبا
عبد الله
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر المصري أنا أبو سعيد بن حمدون أنا

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(2) بالأصل " أخا ".
(3) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(4) بياض بالأصل مقدار سطر وكلمتين.
(5) بياض بالأصل والمستدرك قياسا إلى سند مماثل، ويبدو أن بعد المستدرك بياضا آخر مقدار كلمتين.
(6) بالأصل " الفضل " خطأ، انظر الأنساب (الغلابي).
214

مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن
عمرو بن حرام السلمي له صحبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضا الضحاك الحكاك أنا أبو نصر الوائلي
أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب أخبرني أبي أبو
عبد الرحمن قال أبو عبد الله جابر بن عبد الله مدني وقيل أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا أبو
الفتح سليم بن أيوب أنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا
يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول جابر بن
عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري يكنى أبا عبد الله ويكنى أبوه أبا جابر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي (1) ابن المبارك أنا محمد بن طاهر أنا
مسعود بن ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن محمد بن الحسين (2) الكلاباذي قال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أبو (2) عبد الله السلمي
الأنصاري الخزرجي (2) سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عن أبي سعيد الخدري روى عنه أبو
سلمة بن عبد الرحمن وعمرو (3) بن دينار (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال قال أبو عبيد القاسم بن سلام الحبطات وبنو شقرة وبنو سلمة هؤلاء الثلاثة النسبة
إليهم بالفتح يقال الحبطي والشقري والسلمي
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) في باب
حرام بالحاء والراء جابر بن عبد الله بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة
الأنصاري له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولأبيه صحبة واستشهد أبوه يوم (5) أحد قال

(1) بياض بالأصل.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى أسانيد مماثلة، وتهذيب التهذيب 1 / 350 ترجمة
جابر.
(3) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 413.
(5) الزيادة عن الاكمال.
215

وأما الحرامي بالراء فهو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الحرامي أبو عبد الله له
ولأبيه صحبة (1) وجابر من المكثرين في الحديث
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أخبرنا أبو منصور محمد بن
الحداد (2)
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا
أحمد (4) بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل قالا أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (5) جابر بن عبد الله بن
عمرو بن حرام أبو عبد الله السلمي الأنصاري المدني قال لنا وفي حديث ابن الأشقر
نا مسدد عن أبي عوانة وقال ابن الأشقر عن أبي معاوية بدل أبي عوانة وهو المحفوظ
عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدر (6) وقال
لي وفي حديث ابن الأشقر حدثنا عبد الله بن أبي الأسود عن حميد بن الأسود الصواف عن
حجاج أصواف حدثني وقال ابن الأشقر حدثنا أبو الزبير عن جابر أنه حدثهم قال
غزا النبي (صلى الله عليه وسلم) إحدى وعشرين غزوة (7) بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة زاد بن
الأشقر ذهب بصره أخيرا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي إجازة أنا أبى عمرو بن
حمدان أنا أبو يعلى (8) نا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
كنت أميح لأصحابي يوم بدر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا عبد الله بن مندة

(1) الزيادة عن الاكمال.
(2) بعد كلمة " الحداد " بياض بالأصل مقدار سطر وثلاث كلمات.
(3) المستدرك بين معكوفتين في إسناد الخبر مكانها بياض في المواضع جميعا والذي أثبتناه قياسا إلى أسانيد
مماثلة.
(4) بالأصل " محمد " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(5) التاريخ الكبير 1 / 2 / 270.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري. وفي تهذيب التهذيب: أميح.
(7) اللفظة ليست بالأصل ولا في البخاري، استدركناها عن هامش الأصل.
(8) بياض بالأصل مقدار ثلث سطر.
216

أنا أحمد بن محمد بن زياد أنا أحمد بن عبد الجبار نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر قال كنت أميح أبي الماء يوم بدر
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا الحسن بن علي الجوهري
أنا عيسى بن علي نا عبد الله بن محمد بن البغوي حدثني يعقوب بن إبراهيم نا معاوية
عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر
قال البغوي قال محمد بن سعد ذكرت لمحمد بن عمر
هذا الحديث فقال هذا وهم من أهل العراق وأنكر أن يكون جابر شهد بدرا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر محمد بن
العباس بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد قال
فذكرت ذلك لمحمد بن عمر فقال هذا غلط من رواية هل العراق في جابر وأبي مسعود
الأنصاري يصيرونها فيمن شهد بدرا ولم يرو ذلك موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق
وأبو معشر (1)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد نا (2) أبي نا روح نا زكريا يعني ابن إسحاق نا أبو
الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول غزوت مرسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسع عشرة غزوة قال
جابر لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي قال فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة قط
رواه الخطيب عن ابن رزقويه عن عثمان بن أحمد عن (3) حنبل بن إسحاق عن
أحمد بن حنبل
أخبرناه أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب فذكره
وأخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالا أنا

(1) بياض بالأصل مقدار ثلاثة أرباع السطر.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
(3) بالأصل " بن " خطأ، انظر ترجمة حنبل بن إسحاق في سير الاعلام 13 / 52 وفيه أنه يروي ع ابن عمه
أحمد بن حنبل، وممن حدث عنه عثمان بن السماك.
217

إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا روح نا
زكريا نا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسع عشرة غزوة قال
جابر لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي قال فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة قط أخرجه مسلم عن زهير بن حرب عن روح (1)
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا علي بن محمد المصيصي أنا عبد الرحمن بن
عثمان التميمي أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن
عائذ
وأخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله من مندة أنا
علي بن يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن (2) قالا نا أبو عبد الملك أحمد بن
(2) شعيب عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حضر الموسم وحج نفر من الأنصار منهم أسعد بن زرارة وجابر بن
عبد الله أخو بني سلمة وقطبة بن عامر وذكرهم قال فأتاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعاهم
إلى الإسلام (4) وذكر الحديث رواه (5) ابن مندة وقال (6) من العام القابل
فيبايعهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا غير محفوظ والمحفوظ أن جابر قد كان في (7)
العقبة الثانية صغيرا
وذلك فيما أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا علي بن محمد أنا عبد الرحمن أنا أبو
القاسم بن أبي العقب قال أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم أنا محمد (8) بن عائذ قال
وأخبرني الوليد بن مسلم أنا عبد الله بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال

(1) بياض بالأصل، والمثبت بين معكوفتين استدرك عن دلائل النبوة للبيهقي 5 / 460. وانظر صحيح مسلم.
باب عدد غزوات الرسول ج 3 / 1448.
(2) بياض بالأصل.
(3) بياض بالأصل، والمثبت عن أسد الغابة 1 / 307.
(4) بياض بالأصل، والمثبت بين معكوفتين عن أسد الغابة 1 / 307.
(5) بياض بالأصل، ولعل الصواب ما أبت.
(6) بياض بالأصل.
(7) بياض بالأصل، ولعل الصواب فيما أثبت مكان البياض، والذي في أسد الغابة: شهد العقبة الثانية مع أبيه
وهو صبي.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل.
218

شهدنا بيعة العقبة سبعون رجلا ووافقنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الله والعباس والعباس ممسك بيد النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) (1)
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (2) نا سليمان بن
أحمد نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا أبو بكر كريب نا معاوية بن هشام عن عامر (3) بن
الشعبي عن جابر بن عبد الله قال كنا (4) مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة العقبة قال جابر
وأخرجني خالي وأنا لا أستطيع أن أرمي بحجر
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو عثمان سعيد بن محمد المذكر أنا أبو بك
محمد بن جعفر الطبري أنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي وعيسى بن عبد الله
قال أنا محمد بن عمران بن أبي ليلى نا معاوية بن عمار الدهني عن أبيه عمار عن أبي
الزبير عن جابر قال حملني خالي جد بن قيس وما أقدر أن أرمي بحجر في سبعين راكبا
من الأنصار الذين وفدوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فخرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه
العباس (5) بن عبد المطلب فقال يا عم خذ لي على أخوالك قالوا يا محمد سل لربك
ولنفسك ما شئت قال أما الذي أسأل لربي فتعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأما الذي اسأل
لنفسي فتمنعوني ما تمنعون منه أموالكم وأنفسكم قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك قال
الجنة [2775] ح
قال (7) سألنا جابر بن عبد الله كم غزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سبعا وعشرين غزوة
غزا بنفسه وغزوت معه منها ست عشرة غزوة لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي
رحمة الله بأحد وكان يخلفني على أخواتي وكن تسعا فكانت أول غزوة غزوتها معه
حمراء الأسد إلى آخر مغازيه

(1) بياض بالأصل.
(2) بالأصل " زيدة " خطأ والصواب ما أثبت، وقد تقدم.
(3) بالأصل " جابر " خطأ.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 5 / 358.
(5) سقطت من الأصل واستدرك عن ابن سعد 1 / 221.
(6) تتمة الخبر، والمثبت بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 5 / 358.
ففي الأصل خرم وبياض صفحة ونصف. وبعدها أقحم بالأصل ثلاثة أرباع الصفحة تابعة لترجمة " بشير بن
عقربة " وقد تقدمت فحذفناها، وبعدها صفحة بياض.
(7) كذا، وقد سقط إسناده.
219

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب نا
القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن
عقبة عن عمه موسى بن عقبة (1) قال
وأنا أبو عبد الله الحافظ في المغازي أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل نا جدي
نا إبراهيم بن المنذر نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ
حديث إسماعيل عن عمه موسى بن عقبة قال
فأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه وبهم أشد القرح بطلب العدو ويسمعوا بذلك وقال لا
ينطلق معي إلا من شهد القتال يعني بأحد فقال عبد الله بن أبي أنا راكب معك فقال
لا [2776] ح فقال (2) لا فاستجابوا لله ولرسوله على الذي بهم من البلاء فانطلقوا فقال
الله عز وجل في كتابه " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا
منهم واتقوا أجر عظيم " (3) قال وأقبل جابر بن عبد الله السلمي إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال يا رسول الله إن أبي رجعني وقد خرجت معك لأشهد (4) القتال (5) فقال ارجع
وناشدني أن لا أترك نساءنا وإنما أراد حين أوصاني بالرجوع رجاء الذي كان أصابه من القتل
فاستشهده الله فأراد بي البقاء لتركته (6) فلا أحب أن تتوجه وجها إلا كنت معك وقد
كرهت أن تطلب معك إلا من شهد القتال فأذن لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فطلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
العدو حتى بلغ حمراء الأسد (7) ونزل القرآن في طاعة من أطاع الله ونفاق من نافق
وتعزية (8) المسلمين وشأن مواطنهم كلها ومخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ غدا (9) فقال جل

(1) بياض بالأصل.
(2) كذا وردت مكررة بالأصل.
(3) سورة آل عمران، الآية: 172.
(4) عن دلائل النبوة للبيهقي 3 / 312.
(5) يعني قتال أحد، كما يفهم من عبارة البيهقي.
(6) يعني قتال أحد، كما يفهم من عبارة البيهقي.
(6) الأصل " لبركته " والمثبت عن دلائل البيهقي.
(7) موضع على ثمانية أميال من المدينة (معجم البلدان).
(8) بياض بالأصل واللفظة مستدركة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 5 / 359.
(9) بالأصل: " ادعوا " والمثبت: " إذا غدا " عن مختصر ابن منظور.
220

ثناؤه " وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم (1) " ثم ما
بعد الآية في قصة أمرهم (2) قال
وأخبرنا (3) أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي نا محمد بن عمرو بن
خالنا أبي نا ابن لهيعة نا أبو الأسود عن عروة في قصة أحد قال قال وأقبل جابر بن
عبد الله السلمي فقال يا رسول الله إن أبي رجعني وقد خرجت معك لأشهد القتال قتال
أحد وناشدني أن لا أترك نساءنا جميعا وإنما أوصاني بالرجوع للذي أصابه من القتل
فاستشهده الله عز وجل وأراد بي البقاء لتركته ولا أحب أن توجه وجها إلا كنت معك وقد
كرهت أن تطلب معك (4) إلا من شهد القتال فأذن لي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم
فطلبهم حتى حمراء الأسد [2777] ح
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أحمد بن
إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا أبو عبد الله
سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن عمر عن عكرمة قال لما انصرف المشركون من
أحد (5) فكانوا بالروحاء تلاوموا فقالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردتم بئس ما
صنعتم ارجعوا فسمع النبي (صلى الله عليه وسلم) بذلك فندب المسلمين وبهم قرح شديد فانتدبوا
وقال لا يخرج معي إلا بطل شهد القتال فقال له جابر بن عبد الله يا رسول الله إن أبي
خلفني وخرج لهذا الوجه فنزلت فيهم " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم
القرح " الآية
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن
عبيد الله بن المغيرة عن عبد الرحمن بن شريح الخولاني عن جابر بن عبد الله قال
غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسع عشرة غزوة

(1) سورة آل عمران، الآية: 121.
(2) بالأصل: إبراهيم والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 3 / 313.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن دلائل النبوة للبيهقي.
(5) ما بين معكوفتين عبارة كان مكانها بياضا بالأصل، ولعل ما استدرك صوابا انظر دلائل النبوة للبيهقي 3 / 312.
221

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا عبد الله الحافظ وأبو
بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو وقالوا أنا أبو العباس محمد بن
يعقوب نا العباس بن محمد نا إسحاق بن عيسى بن الطباع نا مسكين بن عبد الله
قال سمعت حجاج الصواف نا أبو الزبير المكي عن جابر بن عبد الله قال غزا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إحدى وعشرين غزوة وشهدت تسع عشرة غزوة فكان في آخر غزوة غزاها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أخريات الناس يزجي الضعيف ويردف ويتحامل الناس
برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لفظ حديث أبي بكر وأبي سعيد وفي رواية أبي عبد الله وكان آخر غزوة غزاها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تبوك ولم يذكر ما بعده
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله (2) حدثني أبي نا سفيان عن عمر وقال سمعت جابرا قال كنا يوم الحديبية
ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله أنتم اليوم خير أهل الأرض [2778] ح
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا أبو منصور المصقلي أنا عبد الله بن مندة أنا
أحمد بن محمد بن زياد نا الحسن بن محمد بن الصباح
وأخبرنا (3) أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف الأصبهاني
وأخبرنا (3) أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو
محمد بن النحاس قالا أنا أبو سعيد بن الأعرابي أنا الحسن بن محمد الزعفراني نا
سفيان بن عيينة قال سمع جابرا زاد البيهقي والمصقلي بن عبد الله قال كنا يوم
الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله أنتم خير أهل الأرض ولو كنت أبصر
لأريتكم موضع الشجرة [2779] ح
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو القاسم غانم بن خالد بن

(1) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 461.
(2) مسند الإمام أحمد 3 / 308.
(3) سقط هنا حرف (ح) التحويل من سند إلى آخر.
(4) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 142.
222

عبد الواحد قال أنا عبد الرزاق بن عمر أنا أبو بكر بن المقرئ نا علي بن أحمد بن
الصقيل علان (1) نا محمد بن رمح أنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال كنا يوم
الحديبية ألف وأربعمائة فبايعنا وعمر آخذ بيده تحت شجرة وهي سمرة قال بايعنا
على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد وأبو البركات عبد الوهاب بن
المبارك بن أحمد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن
هارون الحضرمي نا الحسن بن إسماعيل بن أبي مجالد المصيصي نا عيسى بن
يونس (2) عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله في
قول الله عز وجل " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة (3) " قال بايعن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الموت
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة إجازة نا محمد بن عبد الله بن أسيد نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي نا
يحيى بن معين أنا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل انا ليث بن كيسان العبدي عن أبي
الزبير أن جابرا حدثهم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له يا جابر هل تزوجت
قال نعم يا رسول الله قال بكر أو ثيب قلت يا نبي الله بل ثيب قال فهلا بكرا تضاحكها وتضاحكك
فقلت يا نبي الله إنها وإنها وإنما أردتها لتقوم عليهن (4) ويأخذوا من آدابها قال أصبت
أرشدك الله [2780]

(1) رسمها بالأصل تميل إلى قراءته: " الصقل علاف " والصواب ما أثبت والزيادة عن سير أعلام النبلاء - ترجمة
14 / 498.
(2) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن ترجمة الأوزاعي في سير الاعلام 7 / 108 في ذكر من روى عن
الأوزاعي ومنهم " عيسى بن يونس ".
(3) سورة الفتح، الآية: 18.
(4) كذا بالأصل ومثله في مختصر ابن منظور، ويبدو أنه وقع سقط في الكلام، فالمعنى مضطرب بين عليهن.
ويأخذوا، فضمير " عليهن " يعود على مؤنث، " ويأخذوا " يحتمل التذكير، ويحتمل الجمع بين الذكور
والإناث فيها. وانظر مسند الإمام أحمد 3 / 375 - 376 ومما جاء في الحديث: قال لي يا جابر هل تزوجت
بعد، قال: قلت نعم يا رسول الله، قال: أثيبا أم بكرا، قال: قلت: بل ثيبا، قال: أفلا جارية تلاعبها
وتلاعبك. قال: قلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا (وفي رواية: تسعا) فنكحت
امرأة جامعة تجمع رؤوسهن وتقوم عليهن قال: أصبت إن شاء الله...
وانظر مغازي الواقدي 1 / 400.
223

قال ونا ليث بن كيسان عن أبي الزبير أن جابرا حدثهم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا جابر
غفر الله لك وأنا أعقد حتى أستغفرك خمسة (1) وعشرين مرة [2781] ح
أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك أنا أبو الفضل
محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي أنا أبو
محمد الحسن بن محمد بن خثيم العامري أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه
أنا سعيد العكبري هو ابن هبيرة نا حماد بن سلمة ح
وأخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي الواعظ بهراة أنا أبو
القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن
محمد بن الحسن الخزاعي أنا الهيثم بن كليب الخزاعي نا محمد بن منصور نا أبو
سلمة نا حماد نا أبو الزبير عن جابر قال استغفر لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة البعير خمسة
وعشرين مرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة
أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا محمد بن الحسين بن حفص نا أبو كريب نا معاوية بن هشام
عن شيبان النحوي عن جابر الجعفي عن أبي الزبير عن جابر قال لقد استغفر لي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمسا وعشرين استغفارة كل ذلك أعدها بيدي يقول أديت عن أبيك
دينه فأقول نعم فيقول يغفر الله لك [2782] ح
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن
المظفر بن موسى بن عيسى نا محمد بن محمد بن سليمان أبو نعيم عبيد بن هشام
الحلبي نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نصر عن جابر بن عبد الله قال كنا في
مسير مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا على ناضح إنما هو في آخر الناس فضربه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو
نخسه بشئ معه قال فجعل بعد ذلك يتقدم الناس ينازعون حتى أني لأكفه فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تبيعه بكذا وكذا والله يغفر لك قلت هو لك يا نبي الله قال تبيعه
بكذا وكذا والله يغفر لك يردده قلت يا نبي الله هو لك بدرهم قال لا يكون بعير
بدرهم قلت هو لك باثنين قال ولا باثنين ولكن أخذته منك بأربعين درهما

(1) كذا بالأصل.
224

وحملتك عليه في سبيل الله
قال قال لي قد تزوجت بعد أبيك قال قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قال قلت
ثيبا قال فهلا تزوجت بكرا تضاحكك وتضاحكها وتلاعبها فتلاعبها قال أبو نضرة
وكانت كلمة يقولها المسلمون تفعل كذا وكذا والله يغفر لك [2783] ح
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ أنا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا
عبد الله بن أبي دجانة نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي نا أبو نعيم
عبيد بن هشام الحلبي نا عطاء بن مسلم الخفاف عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي
الزبير عن جابر قال انصرفنا من غزوة تبوك فمر بي النبي (صلى الله عليه وسلم) بالليل وجملي قد قام وأنا
أحط عنه فقال من هذا قلت جابر فقال ما لك قلت جملي قد قام وأنا أحط
عنه فقال أردد عليه متاعك واركبه فدنا إليه فمسه فقام بي الجمل فجعلت لا أضبطه في
السير قال لي يا جابر تبيعني جملك قال قلت نعم فقال بكم قلت بدرهم
قال لا يكون جمل بدرهم قال قلت بدرهمين قال لا أخذته منك بأربعين درهما
وحملناك عليه في سبيل الله
قال ثم قال يا جابر يوشك أن تأتي المدينة فتنام على فراشك فقلت يا
رسول الله لا والذي بعثك بالحق ما لنا فراش ننام عليه إلا أن أرضنا رملة فنرشها بالماء فننام
عليها ثم قال تزوجت قلت نعم قال بكر أم ثيب قال قلت ثيب قال فهلا
تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك قال جابر فأقام الجمل عندي زمان النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر
وعمر وأتيت به عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين هل لك بشيخ قد شهد بدرا
والحديبية (1) قال جئ به فبعث به إلى إبل الصدقة فقال ارعاه في أطيب المراعي
واسقه من أعذب الماء فإن توفي (2) فاحفر له حفرة فادفنه فيها قال عطاء فعمر يحفظ
جملا كان مع النبي (صلى الله عليه وسلم) فهو بابنته أرحم [2784] ح
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا

(1) بالأصل: " والحديبة " والصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان.
(2) الكلمة غير مقروءة بالأصل ومشطوبة، وعلى هامشه " لعلعه: توفي " وهو ما أثبتناه.
225

عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع الثلجي أنا محمد بن عمر قال (1) وحدثني
إسماعيل بن عطية بن عبد الله عن أبيه عن جابر بن عبد الله (2) قال لما انصرفنا
راجعين يعني في غزوة ذات الرقاع فكنا بالشقر (3) قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا جابر ما
فعل دين أبيك فقلت عليه انتظرت يا رسول الله أن نجذ نخله قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا جذذت فاحضرني قال قلت نعم قال من صاحب دين أبيك فقلت أبو
الشحم اليهودي له على أبي سقة (4) من تمر فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمتى تجذها
قال قلت غدا قال يا جابر فإذا جذذتها فاعزل العجوة على حدتها وألوان التمر
على حدتها قال ففعلت فجعت الصيحاني (5) على حدة وأمهات الجرادين على
حدة والعجوة على حدة ثم عمدت إلى جماع من التمر مثل نخبة وقرن وشقمة (6)
وغيرها من أنواع وهو أقل التمر فجعلته حبلا واحدا ثم جئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته
فانطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه أصحابه فدخلوا الحائط وحضر أبو الشحم قال فلما نظر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى التمر مصنفا قال اللهم بارك له انتهى إلى العجوة فمسها بيده
وأصناف التمر ثم جلس وسطها ثم قال ادع غريمك فجاء أبو الشحم فقال اكتل
فاكتال حقه كله من حبل واحد وهو العجوة وبقية التمر كما هو فقال يا جابر هل بقي
على أبيك شئ قال لا وبقي سائر التمر فأكلنا منه دهرا وبعنا منه حتى أدركت الثمرة
من قابل ولقد كنت أقول لو بعت أصلها ما بلغت ما على أبي من الدين فقضى الله ما على
أبي من الدين فلقد رأيتني (7) والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لي ما فعل دين أبيك فقلت قد قضاه
الله قال اللهم اغفر لجابر فاستغفر لي في ليلة خمسة (8) وعشرين مرة [2785]

(1) الخبر في مغازي الواقدي 1 / 401.
(2) الزيادة عن الواقدي.
(3) ذكرها ياقوت ولم يحددها، وهي موضع بطريق فيد بين جبال حمر، على يومين من المدينة وفاء الوفاء
السمهودي 2 / 330.
(4) السقة جمع وسق وهو الحمل، وقدره الشرع بستين صاعا. (النهاية).
(5) الصيحاني: ضرب من تمر المدينة، أسود، صلب الممضغة (اللسان).
(6) الشقمة: جنس من التمر، وفي مغازي الواقدي: " شقحة " بالحاء المهملة، وهي البسرة المتغيرة إلى الحمرة
(اللسان: شقح).
(7) بياض بالأصل، والمستدرك عن مغازي الواقدي 1 / 402.
(8) كذا.
226

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى أنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي أنا عبد الله بن إدريس
نا الشيباني عن الذيال بن حرملة قال قال جابر بن عبد الله لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
أحد كان أبي أصيب يوم أحد فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل ترك أبوك عليه دينا قال
قلت إن عليه لتمور راجلة لرجل من تمر واحد وليس عندنا من ذلك التمر ما يفي بالذي
عليه فأرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الرجل فقال خذ منهم من التمور فقال الرجل يا
رسول الله إنما هو لأيتام فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم) اذهب حتى آتيك قال فانطلقت إلى
نخلي فجاء هو وأبو بكر وعمر فاستقر النخل يقوم تحت كل نخلة لا أدري ما يقول حتى مر
على آخرها فلما أراد أن ينصرف قلت يا رسول الله لو دخلت البيت فدخلوا فقربت
طعاما فأكلوا فلما ضرب برجله اطلعت المرأة وكانت أفقه مني فقالت يا نبي الله ادع لنا
بخير فدعا لنا ثم خرج ثم أتيته فقلت يا رسول الله ما منهم أحد إلا وفيته تمرة ما انتقصته
وفضل فضل قال فانطلق فأخبر أبا بكر وعمر فأتيتهما فأخبرتهما فقالا وما يريد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى هذا ألسنا نعلم فذكرا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم [2786] ح
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو سعد
محمد بن الحسين بن أبي علاثة أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص ح
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن
علي النرسي قالا أنا عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال أنا عبيد الله بن أحمد
الصيدلاني قالا أنا يحيى بن محمد بن صاعد نا عقبة بن مكرم العمي وقال
المخلص الصبي (1) والصواب العمي ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومائتين نا
يعقوب بن إسحاق حدثني بشير بن عقبة أنا أبو المتوكل الناجي قال أتيت جابر بن
عبد الله فقلت حدثني شئ شهدته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وفي حديث الصيدلاني
فقال توفي والدي فترك علي وعليه عشرين وسقا من التمر ولنا تمر يسير العجوة لا يفي
بما علينا من الدين فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فبعث إلى غريمي فأبى أن يأخذ العجوة كلها فقال

(1) كذا، وفي سير أعلام النبلاء 12 / 178 الضبي، وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص 269 " العمي " بفتح
العين.
وضبطت مكرم نصا في الخلافة.
وفرق في الخلاصة بين العمي والضبي.
227

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انطلق فاعطه فانطلقت إلى عريش لنا من النخل زاد الصيدلاني قال
وقالا ومعي صاحبتي وليست بهذه ومعه امرأة له قال فعالجنا نخلنا وصرمنا ولنا عنز
نطعمها من الخشف (1) فقد سمنت إذ أقبل رجلان فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعمر فقلت
مرحبا يا رسول الله ومرحبا يا عمر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث المخلص
النبي (صلى الله عليه وسلم) انطلق بنا يا جابر حتى نطوف في نخلك فقلت نعم بالعنز فذبحت فطهنا
وفي حديث المخلص فطعمنا ثم جئ بمائدة لنا عليهم الرطب ولحم فقدمت إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) وعمر (2) فأكلا فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ينهض قالت
صاحبتي دعوات
منك قال نعم فبارك الله لكم فأرسلت إلى غرمائي فجاؤوا بأخمرة وجواليق (3) وقد
حدثت نفسي أن أشتري حتى أوفيهم ما كان على أبي من الدين فوالذي نفسي بيده لقد
أوفيتهم عشرين وسقا وفضا معنا فضل كثير قال ذلك موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فبشرته فقال اللهم
لك الحمد اللهم لك الحمد قال أخبر عمر فجعلا يحمدان الله عز وجل [2787] ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر أنا
عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي نا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح (5)
عن جابر قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) أستعينه في دين كان على أبي فقال آتيكم قال فرجعت
فقلت للمرأة لا تكلمي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا تسأليه قال فاتانا فذبحنا له داجنا كان لنا فقال
يا جابر كأنكم عرفتم حبنا للحم قال فما خرج قالت له المرأة صل علي وعلى زوجي
أوصل علينا قال فقال اللهم صل عليهم قال قلت لها أليس نهيتك قالت ترى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل علينا ولا يدعو لنا [2788] ح
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي (6) أنا أبو عمرو بن
حمدان ح وأخبرتنا أم المجتبي قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ قال أنا أبو يعلى نا القواريري وقال ابن المقرئ عبيد الله نا حماد عن عمر

(1) الخشف: اليبس (اللسان).
(2) سقطت من الأصل، وعى هامشه: " لعله: وعمر " وهو ما أثبتناه، باعتبار ما يلي.
(3) جواليق وحداهمه جوالق بالكسر، وهو الوعاء. (القاموس).
(4) مسند أحمد 3 / 303.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن مسند أحمد.
(6) بالأصل " الجنزردجي " كذا، والصواب ما أثبت، وقد مر.
228

عن جابر قال هلك أبي فترك سبع بنات أو تسع بنات قال حماد لا أعلمه إلا قال تسع
قال فتزوجت امرأة ثيبا فقال لي رسول الله ولم يقل ابن المقرئ لي تزوجت يا
جابر قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت ثيبا قال ابن المقرئ بل ثيبا قال
فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك أو قال تضاحكها وتضاحكك قال قلت إن عبد الله
هلك وترك تسع بنات وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن فأردت امرأة تقوم عليهن زاد ابن
المقرئ وتعلمهن فقال لي بارك الله لك أو قال زاد ابن المقري لي وقالا
خيرا
قالا وأنا أبو يعلى نا إسحاق نا حماد عن عمر وقال سمعت جابرا يقول هلك
أبي وترك تسع أو سبع نحوه وقال ابن المقرئ فذكر آخره وقالا إلا أنه قال وقال لي
فبارك الله لك ودعا لي [2789] ح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا العباس بن يزيد البحراني (1) نا
عبد الأعلى نا قرة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم من صعد ثنية
المرارا أو قال المرار (2) يحط عندما يحط عن بني إسرائيل فكان أول من صعدها
خيلنا خيل بني الخزرج ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكلكم مغفور له إلا صاحب الجمل
الأحمر فنظرنا فإذا رجل ينشد ضالة أو قال ناقة فقلنا تعال إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ليستغفر لك قال والله لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم [2790] ح
أخبرناه أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد (3) الجنزرودي نا أبو عمرو بن
حمدان ح وأخبرتنا أم المجتبي قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا عبيد الله هو ابن معاذ بن معاذ العنبري نا أبي ناقرة
زاد ابن المقرئ بن خالد عن أبي الزبير عن جابر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من يصعد
الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل فكان وقال ابن المقرئ

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 101.
(2) المرار بالضم، ثنية المرار: مهبط الحديبية، والحديبية بينها وبين المدينة تسع مراحل (معجم البلدان:
المرار - الحديبية).
(3) بالأصل " أبو سعيد " خطأ.
229

قال فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج وتتام (1) وقال ابن حمدان قال
فتتابع الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر (2)
فقال تعال يستغفر لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال والله لأن أجد ضالتي وقال ابن المقرئ
ضالة أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم فإذا هو رجل ينشد ضالة رواه مسلم عن
عبيد الله بن معاذ [2791] ح
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي
أخبرنا أبو عمرو (4) بن مندة وأبو منصور بن شكرويه
وأبو إسحاق الطيان ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أخبرنا أبو منصور القاضي قالوا
وأخبرنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا الحسين بن إسماعيل نا علي بن أحمد الجواربي نا
يعقوب الزهري نا عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه عن جابر قال أردفني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خلفه فجعلت فمي على خاتم النبوة فجعل ينفخ علي مسكا وقد حفظت منه تلك الليلة
سبعين حديثا ما سمعها معي أحد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو سعد
إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم أنا أبو محمد بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني نا
أحمد بن زهير نا موسى بن إسماعيل نا أبو عبد الله صاحب الصدقة اسمه هشام
قال سمعت أبا الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يحدث قال دخلت على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم فقال مرحبا بك يا جبير
قال الدارقطني غريب من حديث أبي الزبير تفرد به هشام فلم يروه عنه غير أبي
سلمة كذا قال يا جبير ورواه غير فقال يا جابر [2792] ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي
محمد بن يونس نا موسى بن إسماعيل نا أبو عبد الله صاحب الحلي عن أبي الزبير عن
جابر قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرحبا يا جابر [2793] ح
أخبرناه أتم منه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا قاضي القضاة أبو

(1) مهملة بالأصل، والمثبت عن صحيح مسلم ج 4 / 2145.
(2) قال القاضي: قيل هذا الرجل هو الجد بن قيس، المنافق.
(3) صحيح مسلم (50) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم حديث (2880)
(4) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت.
(5) بالأصل " أقضى ".
230

الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد
الجبلي (1) نا أبو العباس محمد بن يونس العصفري نا عبد الله بن أحمد بن الدورقي
نا موسى بن إسماعيل أبو سلمة نا أبو عبد الله هشام صاحب الصدقة قال سمعت أبا
الزبير يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا جابر
هؤلاء الأعنز أحد عشر عنزا في الدار أحب إليك أم كلمات علمنيهن جبرائيل عليه السلام
آنفا يحمد (2) لك خير الدنيا والآخرة قال قلت والله يا رسول الله إني لمحتاج وهؤلاء
الكلمات أحب إلي قال قل اللهم أنت الخلاق العظيم اللهم إنك سميع عليم اللهم
إنك غفور رحيم اللهم إنك رب العرش العظيم اللهم إنك أنت الجواد الكريم فاغفر لي
وارحمني وعافني وارزقني واسترني وأجبرني وارفعني واهدني ولا تضلني وأدخلني الجنة
برحمتك يا أرحم الراحمين قال فطفق يرددهن علي حتى حفظتهن ثم قال لي
تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك ح ثم قال استقهن معك قال فسقتهن من معي [2794] ح
وأخبرناه أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي وأبو
بكر (3) محمد بن أحمد بن علي قال أنا أبو إسحاق إبراهيم (4) بن عبد الله المحاملي
إملاء نا عبيد الله بن جبير بن جبلنا موسى بن إسماعيل نا أبو عبد الله صاحب
الصدقة قال سمعت أبا الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله قال دخلت على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم فقال مرحبا بك يا جابر جزاكم الله معشر الأنصار خيرا
آويتموني إذ طردني الناس ونصرتموني إذ خذلني الناس فجزاكم الله خيرا وقال قلت
بل جزاك الله عنا خيرا هدانا الله إلى الإسلام وأنقذنا من شفا حفرة النار فبك نرجو
الدرجات العلى من الجنة ثم قال يا جابر هؤلاء الأعنز الإحدى عشرة عنزا في الدار
أحب إليك أم كلمات علمنيهن جبريل آنفا وذكر الحديث بنحوه [2795] ح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين وأبو نصر الزينبي ح وأخبرنا
أبو الفضل محمد وأبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن التبريزان قالا أنا أبو نصر

(1) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت انظر تبصير المنتبه 1 / 294 وهو من بلاد الجبل، وفي العبر والشذرات
" الجيلي " بالياء، وفي لسان الميزان " الخليلي " وفي طبقات السبكي: " الحلبي " وفي جميعها تحريف.
(2) كذا وفي مختصر ابن منظور 5 / 361 " تجمع ".
(3) ترجمته في سير الاعلام 18 / 484.
(4) ترجمته في سير الاعلام 17 / رقم 37.
231

الزينبي ح وأخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا عبد العزيز بن علي بن
أحمد بن بنت السكري قالوا أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا
محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي بالبصرة نا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا أبي
عن عمرو بن دينار المكي عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام فذكر حديثا قد تقدم
قال في آخرة فقال جزاكم الله معشر الأنصار خيرا ولا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن
عبادة (1) [2796] ح
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
أبو العباس بن قتيبة نا حرملة أنا أبن وهب أخبرني ابن جريح أخبرني ابن (2) المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال عادني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر في بني سلمة فوجدني لا أعقل
فدعا بماء فتوضأ ثم رش علي منه فأفقت فقلت كيف أصنع في مالي يا رسول الله قال
فأنزلت " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين "
أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام أنا أبو يعلى محمد بن
الحسين بن الفراء أنا علي بن معروف بن محمد نا إبراهيم بن عبد الصمد نا خلاد بن
أسلم أخبرني النضر نا (4) شعبة نا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله
قال أتاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا مريض لا أعقل فتوضأ فصب علمن وضوئه فعقلت فقلت
يا رسول الله إنه لا يرثني إلا كلالة فكيف الميراث فنزلت آية الفرائض
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن
عبد الله بن الحسين الدقاق ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو بكر محمد
وأبو حفص عمر وأبو عمرو عثمان بنو أحمد بن عبيد الله بن دحروج أنا أبو الحسين بن
النقور أنا عيسى بن علي قالا أنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق نا محمد بن
حسان الأزرق نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان وفي حديث عيسى عن سفيان عن

(1) بالأصل " عباد ".
(2) بالأصل " بن جريج المنكدر " والزيادة المستدركة للايضاح، انظر ترجمة محمد بن المنكدر في تهذيب
التهذيب 5 / 302 وفيها: يروي عن جابر... وممن يروي عنه: ابن جريج وانظر ترجمة عبد الملك بن
عبد العزيز بن جريج في تهذيب 3 / 501 وفيها: يروي عن محمد بن المنكدر.
(3) سورة النساء، الآية: 11.
(4) بالأصل: " أخبرني النصر شعبة " والصواب ما أثبت.
232

محمد بن المنكدر عن جابر قال جاءني النبي (صلى الله عليه وسلم) يعودني ليس براكب بغل ولا برذون
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقو أنا محمد بن
عبد الله بن الحسين الدقاق نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا إسحاق بن إبراهيم
نا سفيان نا محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول مرضت فأتاني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعودني ومعه أبو بكر فوجدني قد أغمي علي فتوضأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصب
علي من (1) وضوئه فأفقت فسألته فقلت أي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف أصنع في مالي قال فلم
يقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى نزلت آية الميراث يرونها " يستفتونك قل الله يفتيكم في
الكلالة (2) يقول فهذه نزلت فيه
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا
أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو ونا مكي بن خالد
السرخسي نا أبو قدامة نا وكيع عن هشام بن عروة قال رأيت لجابر بن عبد الله حلقة
في المسجد يؤخذ عنه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق أنا
صدقة بن محمد بن مروان نا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني
إملاء نا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي نا السؤر بن عبد الملك بن عبيد بن
سعيد بن يربوع المخزومي عن زيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن عمرو بن نفيل من بني
عدي عن أبيه قال جئت جابر بن عبد الله الأنصاري في فتيان من قريش فدخلنا عليه بعد
أن كف بصره فوجدنا حبلا معلقا في السقف وأقراصا مطروحة بين يديه أو خبزا فكلما
استطعم مسكين قام جابر إلى قرص منها وأخذ الحبل حتى يأتي المسكين فيعطيه ثم يرجع
بالحبل حتى يقعد فقلت له عافاك الله نحن إذا جاء المسكين أعطيناه فقال إني احتسب
المشي في هذا ثم قال ألا أخبركم شيئا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا بلى قال
سمعته يقول إن قريشا أهل أمانة لا يبغيهم العثرات أحد إلا أكبه الله عز وجل
لمنخريه [2797] ح
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا

(1) بالأصل: علي.
(2) سورة النساء، الآية: 176.
233

يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك أنك الوصافي
يعني عبيد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبيد عن جابر بن عبد الله قال هلاك
بالرجل أن يدخل عليه من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليه وهلاك بالقوم أن يحتقروا
ما قدم إليهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي (1) قراءة
عليه سنة خمسين وأربعمائة قال قرأت على محمد بن الحسن أنا أبو الحسين علي بن
عبد الرحمن بن عيسى بن ماتى (2) الكوفي نا أبو عمرو بن أحمد بن حازم بن أبي
عروة أنا هيثم بن محمد الخشاب أنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سعيد بن
المسيب عن جابر بن عبد الله قال تعلموا العلم ثم تعلموا الحلم ثم تعلموا العلم ثم
تعلموا العمل بالعلم ثم أبشروا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر (3) أنا أبو الميمون بن راشد أنا أبو زرعة (4) أنا أبو نعيم نا سفيان عن
محمد بن المنكدر عن جابر قال دخلت على الحجاج فما سلمت عليه
قال (4) ونا علي بن عياش يعني الحمصي نا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم
أن جابر بن عبد الله كف بصره
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو
الحسن بن المهتدي قالا نا عبيد الله بن أحمد الصيدلاني أنا محمد بن مخلد أنا
علي بن عمرو الأنصاري نا الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش في تسمية العميان من
الأشراف جابر بن عبد الله
قرأت على أبي غالب بن البنا عن إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر عن أبي بن

(1) غير مقروءة بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 18 / 297.
(2) غير واضحة بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 566.
(3) زيادة للايضاح، قياسا إلى سند مماثل.
(4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 527 و 528.
234

عباس (1) بن سهل الساعدي عن أبيه قال كنا بمنى فجعلنا نخبر جابر بن عبد الله ما قرئ
من إظهار قطف الخز والوشي يعني السلطان وما يصنعون فقال ليت سمعي قد ذهب
كما ذهب بصري حتى لا أسمع من حديثهم شيئا ولا أبصره
قال ونا محمد بن سعد أنا علي بن عبد الله بن جعفر نا سفيان حدثني
الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال لما قدم بسر بن أرطأة
المدينة أخذ الناس بالبيعة قال فجاءت بنو سلمة وتغيب جابر قال فقال لا أبايعكم حتى
يجئ جابر قال فانطلق جابر إلى أم سلمة فسألها فقالت هذه بيعة لا أرضاها اذهب
فبايع تحقن بها دمك
قال ونا محمد بن سعد (2) أنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن
عبد المجيد بن سهيل (3) عن عوف بن الحارث قال رأيت جابر بن عبد الله دخل على
عبد الملك يعني ابن مروان بالمدينة فرحب به عبد الملك وقربه فقال جابر يا أمير
المؤمنين إن هذه حيث ترى وهي طيبة سماها النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهلها محصورون (4) فإن رأى
أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم ويعرف حقهم فعل قال فكره ذلك عبد الملك وأعرض
عنه وجعل جابر عليه حتى أو ماء قبيصة إلى ابنه وهو قائده وكان جابر قد ذهب بصره
أن يسكته قال فجعل ابنه يسكته قال جابر ويحك ما تصنع بي قال اسكت فسكت
جابر فلما خرج أخذ قبيصة بيده فقال يا أبا عبد الله إن هؤلاء القوم صاروا ملوكا فقال له
جابر أبلاك الله بلاء حسنا فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع منك قال يسمع ولا يسمع
إلا ما وافقه وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن به على زمانك
فقبلها (5) جابر
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسن قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن
المثنى التميمي نا أبو بكر بن أبي شيبة نا زيد بن حباب حدثني خارجة بن عبد الله بن

(1) بالأصل " عياش " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة عباس في سير الاعلام 5 / 261.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 231 في ترجمة عبد الملك بن مروان.
(3) عن ابن سعد وبالأصل " سهل ".
(4) زيادة عن ابن سعد.
(5) ابن سعد: فقبضها.
235

سليمان بن زيد بن ثابت حدثني حسين بن بشير بن سلمان عن أبيه قال دخلت أنا
ومحمد بن علي أو رجل من آل علي على جابر بن عبد الله فقلنا حدثنا كيف الصلاة
قال كانت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر حين كان الظل مثل الشراك ثم صلى العصر حين
كان الظل مثله ومثل الشراك ثم صلى المغرب حين غابت الشمس ثم صلى بنا العشاء
حين غاب الشفق ثم صلى بنا الفجر ثم صلى بنا الظهر حين كان ظل كل شئ مثله ثم
صلى بنا العصر حين كان ظل كل شئ مثله قدر (1) ما يسير الراكب إلى ذي الحليفة
العنق (2) ثم صلى بنا المغرب حين غاب الشفق ثم صلى بنا العشاء حين ذهب ثلث
الليل ثم صلى بنا الفجر فأسفر فقلت له كيف نصلي مع الحجاج وهو يؤخر فقال ما
صلاها للوقت فصلوا معه فإذا أخر فصلوها لوقتها واجعلوها معه نافلة حديثي هذا
عند كما ما به إن استطاع الحجاج أين ينشيني فلينشيني
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا
محمد بن محمد الباغندي أنا علي بن المديني نا يوسف الماجشوني أخبرني
محمد بن المنكدر قال دخلت على جابر بن عبد الله وهو يموت فقلت اقرئ على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني السلام
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن النهاوندي نا أحمد بن الحسين
النهاوندي نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل
البخاري نا أحمد بن أبي بكر نا عاصم بن سويد قال سمعت جدي معاوية بن معبد
قال أدركت جابر بن عبد الله في بني حرام فلما مات أخذ حسن بن حسن بن علي بين
عمودي سريره وكنية جابر أبو عبد الله الأنصاري السلمي المديني وصلى عليه الحجاج
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر بن ريذة نا
سليمان بن أحمد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عباد المكي نا أبن
عمر الأنصاري عن أبي الحويرث قال هلك جابر بن عبد الله فحضرنا بابه في بني سلمة
فلما خرج بسريره من حجرته إذا حسن بن حسن بين عمودي السرير فأمر به الحجاج بن

(1) بالأصل: " قد ".
(2) ضرب من السير.
(3) بالأصل: " زبدة " والصواب ما أثبت، وقد مر.
236

يوسف أن يخرج من (1) بين العمودين فيأبى عليهم حتى تعاطوه فسأله بنو جابر إلا
خرج فخرج وجاء الحجاج حتى وقف بين العمودين حتى وضع فصلى عليه ثم جاء إلى
القبر فإذا حسن بن حسن قد نزل في قبره فأمر به الحجاج أن يخرج فأبى فسأله بنو جابر
بالله فخرج فاقتحم الحجاج الحفرة حتى فرغ منه (2)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم أنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
عبد الملك بن وهب عن أبي حرملة عن عبد الله بن نيار قال أرسل أبان بن عثمان إلى
ولد جابر إذا مات أبوكم فلا تقبروه حتى أصلي عليه فمات ضحوة فجاءهم أبان فقال أين
يقبر قالوا حيث نقبر موتانا بني سلمة وجاء معه بكفن فرأيت بردا من ذلك الكفن على
جابر
قال ونا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه
قال مات جابر بن عبد الله سنة ثماني وسبعين
قال وأنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر السميعي عن محمد بن يحيى بن
حبان قال رأيت أبان بن عثمان يوم مات جابر بن عبد الله على بغلة ومعه غلام يعدو بين
يديه حتى جاء بني سلمة حتى حشد الناس لشهود جابر بن عبد الله فصلى عليه بقباء
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا جعفر بن أحمد الخصاف نا أحمد بن الهيثم قال أبو نعيم الفضل بن دكين مات
جابر بن عبد الله سنة سبع وسبعين ويقال أنه مات وهو ابن أربع وتسعين وصلى عليه
أبان بن عثمان وهو والي المدينة وكان آخر من مات من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري نا الأحوص بن المفضل نا أبي قال قال
الواقدي ومات جابر بن عبد الله في سنة ثمان وسبعين

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 5 / 363.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 3 / 193 وقال: هذا حديث غريب، وأورده في تاريخ الاسلام 3 / 145 وقال:
هذا حديث منكر، فإن جابرا توفي والحجاج على إمرة العراق.
(3) بالأصل " الفضل " والصواب ما أثبت، وقد مر.
237

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد عن
الهيثم بن عدي قال توفي جابر سنة ثلاث وسبعين
قال وأنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني خارجة بن الحارث قال مات
جابر سنة ثمان وسبعين وهو ابن أربع وتسعين سنة وكان قد ذهب بصره قال ورأيت
على سريره بردا وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة وقد روى عن أبي بكر وعمر وعلي
أخبرنا أبو بكر الأنماطي أنا محمد بن طاهر المقدسي أنا مسعود بن ناصر
السجزي نا عبد الملك بن الحسن بن سياوش أنا أحمد بن محمد بن الحسين
الكلاباذي قال قال الذهلي قال يحيى بن بكير مات يعني جابرا سنة ثمان وسبعين
وسنة يومئذ أربع وتسعون صلى عليه أبان بن عثمان بن عفان قال الذهلي وفيما كتب
إلي أبو نعيم قال وجابر بن عبد الله سنة تسع قال الذهلي أراد عندي وسبعين
فجرى وتسعين لأن أبا نعيم لا يهم هذا الوهم وقال الواقدي مثل يحيى بن بكير إلى
آخره وقال أبو عيسى مات سنة ثمان وسبعين
قرأت عن أبي محمد السلمي عن أبي محمد السهمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهيثم بن عدي ومحمد بن المثني وفي سنة ثمان
وستين مات جابر بن عبد الله وأبو واقد الليثي وزيد بن خالد الجهني وأبو شريح
الخزاعي (3)
وقال ابن زير مات جابر بن عبد الله سنة اثنتين وسبعين ويكنى أبا عبد الله وقد
ذهب بصره وذكر بن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم
والمدائني وأن أباه أخبره عن أبيه عن ابن المثنى ومحمد بن يوسف الهروي أخبره وعن
محمد بن عبد الله بن سليمان عن ابن نمير وقال ابن زبر أيضا سنة ثمان وسبعين فيها
مات جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري أبو عبد الله وهو ابن أربع وسبعين

(1) الخبر في سير الاعلام 3 / 193 عن خارجة بن الحارث، وفي المستدرك 3 / 565.
(2) كذا، ولعله " التميمي ".
(3) وهو ما ذهب إليه خليفة في وفاته (تاريخه حوادث سنة 68).
238

وفي موته اختلاف بالمدينة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ نا أبو بكر محمد بن الحسن بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال مات جابر بن
عبد الله سنة ثمان وسبعين ويكنى أبا عبد الله وكان قد ذهب بصره وآخر من مات بالمدينة
جابر بن عبد الله يعني من الصحابة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد أنا أبو
طاهر المخلص إجازة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن
محمد بن المغيرة أخبرني أبي محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال
سنة ثمان وسبعين فيها توفي جابر بن عبد الله بالمدينة وصلى عليه أبان بن عثمان يكنى
أبا عبد الله
أخبرنا أبو غالب بن الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال
وفيها يعني سنة ثمان وستين مات جابر بن عبد الله الأنصاري
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
بكر أحمد بن عبيد إجازة أنا محمد بن الحسين أنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا المدائني
قال توفي أبو عبد الله جابر بن عبد الله سنة ثمان وسبعين وصلى عليه أبان بن عثمان وهو
والي المدينة (1) وقد كان ذهب بصره رحمة الله عليه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء أنا أبو بكر
الأحوص بن المفضل نا أبي قال سنة ثمان وسبعين مات جابر بن عبد الله
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال وفيها يعني سنة سبع
وسبعين (3) مات جابر بن عبد الله

(1) ما بين معكوفتين زيادة للايضاح، وقد مر قريبا أن جابرا توفي بالمدينة، وهو آخر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفاة
بالمدينة.
(2) كذا ولم يرد في تاريخ خليفة بن خياط ذكرا له في هذا السنة، وقد ذكر خليفة وفاته سنة 68 كما تقدم. انظر
تاريخ خليفة ص 265.
239

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الفرج أنا أبو الفرج الإسفرايني وأبو نصر أحمد بن
محمد بن سعيد الطرثييثي (1) قالا أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى أنا منير بن
أحمد بن الحسن الخلال أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم أنا أحمد بن الهيثم البلدي قال
قال أبو نعيم وجابر بن عبد الله في سنة تسع وتسعين يعني مات
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا
عبد الواحد بن محمد بن عثمان أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا إسماعيل بن
إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد (2) قال سمعت علي بن المديني قال مات ابن عمر سنة ثمان وسبعين ومات جابر بعد بن
عمر وأوصى أن لا يصلي عليه الحجاج
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي حدثني أبو الحسن نعمة الله بن
محمد أنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي أنا أبو النصر محمد أحمد بن
سليمان أنا سفيان بن محمد بن سفيان أنا عمي الحسن بن سفيان نا محمد بن علي ابن
عم رواد بن الجراح عن محمد بن إسحاق البصري قال سمعت أبا عمر الضرير يقول
توفي جابر بن عبد الله بالمدينة آخر من مات من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل أنا أبي قال كان آخر من مات من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) (4) جابر بن عبد الله بالمدينة
1063 جابر بن عبد الله بن عصمة المحاربي
حكى عنه الأوزاعي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد الطبراني نا أبو زرعة الدمشقي نا أبو مسهر نا الهقل بن زياد ح
قال ونا سليمان قال ونا عبد الله بن العباس البيروتي نا أبي أخبرني أبي كلاهما

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، وهذه النسبة إلى طريشث.
(2) انظر ترجمته في سير الاعلام 13 / 339.
(3) بالأصل " الفضل ".
(4) زيادة للايضاح.
240

عن الأوزاعي قال (1) جابر بن عبد الله بن عصمة لثابت بن معبد وكان من قومه يا
ثابت هل راعك ما راعني قال وما هو قال لقد أتى علي زمان لو قيل لي هل تعرف في
قومك امرأ سوء لوقفت أتذكر فهذا أنا الآن لو قيل لي هل تعرف في قومك رجلا
صالحا لوقفت أتذكر
1064 جابر بن عمرو أبي صعصعة بن زيد
ابن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار (2)
واسمه تيم الله ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري النجاري أخو قيس بن
أبي صعصعة له صحبة شهد أحدا وغزوة مؤتة من أرض البلقاء في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)
واستشهد بها له ذكر ولا أعرف له رواية
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر (3) بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعد قال (4)
وكان لقيس ثلاثة اخوة صحبوا النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يشهدوا بدرا منهم الحارث بن أبي صعصعة
قتل يوم اليمامة شهيدا وأبو كلاب (5) وجابر ابنا أبي صعصعة قتلا يوم مؤتة شهيدين وأمهم جميعا أم قيس وهي شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين الفهم
أخبرنا (6) محمد بن سعد قال في الطبقة
الثانية جابر بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول وأمه شيبة بنت عاصم بن
عمرو (7) بن عوف بن مبذول (8)

(1) تقدم الخبر في ترجمة ثابت بن معبد المحاربي، وانظر تاريخ داريا ص 103 باختلاف الرواية فيهما وزيادة
عما ورد هنا.
(2) ترجمته في الاستيعاب 1 / 224 هامش الإصابة، أسد الغابة 21 / 305 الإصابة 1 / 215 الوافي بالوفيات
11 / 30.
وبالأصل أقحمت لفظة " بن " بين " عمرو " وبين " أبي صعصعة " وما أثبت يوافق عبارة الإصابة وأسد الغابة.
(3) بالأصل " عمرو " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر رجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 409 واسمه محمد بن
العباس بن محمد بن زكريا، أبو عمر البغدادي.
(4) طبقات ابن سعد 3 / 517.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن طبقات ابن سعد.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح، قياسا إلى سند مماثل، وتقدم قبل أسطر.
(7) بالأصل " عمر ".
(8) إلى هنا ينتهي المجلد الثالث المخطوط من الأصل الذي نعتمد.
241

1065 جعونة (1) بن الحارث بخالد
ويقال ابن جعونة بن قرة النميري العامري
(2) روى عن عمر بن عبد العزيز والزهري (3) واستعمله عمر بن عبد العزيز
على الدروب انتهى
أخبرنا أبو منصور الألهاني قال أنبأنا الحسين (4) أنا أبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد الدمشقي أنبأنا تمام بن محمد بن عبد الله
الرازي أنبأنا أبو الحسن بن علان الحراني أنبأنا الحسين بن أحمد (5) أنبأنا
مؤمل بن الفضل حدثنا (6) عن جعونة عن هاشم الأوقص عن نافع عن ابن عمر
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من اشترى ثوبا بعشرة دراهم حراما لم يقبل الله تعالى له صلاة
ما دام عليه [2798] ح (7)
أن جعونة بن الحارث العامري انتهى (8) وأسقط منه نافعا
أخبرناه (9) أنبأنا أبو الحسين (9) أنبأنا أبو تمام بن محمد أنبأنا
(9) أنبأنا أبو الحسين احمد (9) أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن
محمد بن عبدوس أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبدويه الطوسي وأخبرنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن المفيد (9) أبو بكر الصولي (9) وأبو الفضل
أحمد بن طاهر بن سعيد الميهني ببغداد قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن (9) الحسن

(1) كذا يبدأ المجلد الرابع من أصلنا بترجمة " جعونة " وقد انتهى المجلد الثالث بترجمة " جابر بن أبي صعصعة "
ولم نعثر على ما بينهما من تراجم.
ولا يمكننا الركون إلى ما ورد في مختصر بن منظور، فمن عادته إغفال تراجم وقد مر ذلك فيما تقدم، ومن
المفيد على كل حال العودة إليه. انظر مختصر ابن منظور الجزءين الخامس والسادس.
(2) كلام غير واضح تركنا مكانه بياضا.
(3) كلام غير واضح تركنا مكانه بياضا.
(4) كلام غير مقروء مقدار ثلاث كلمات.
(5) كلام غير مقروء مقدار نصف سطر.
(6) كلمة غير مقروءة.
(7) كلام غير مقروء.
(8) سطر كامل غير مقروء.
(9) كلام غير مقروء.
242

العارف أنبأنا القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري حينئذ أخبرنا أبو منصور بن
زريق قال أنبأنا أبو الحسين بن سعيد قال حدثنا أبو بكر الخطيب (1) قالا نبأنا
أبو العباس الأصم قال أنبأنا أبو عتبة أحمد بن الفرج نبأنا بقية نبأنا يزيد بن عبد الله
(1) قال نبأنا جعونة عن هاشم الأوقص قال (1) عمر يقول من اشترى ثوبا بعشرة دراهم ثمنه دراهم من حرام لم يقبل الله له صلاة ما كان عليه (1)
ثم قال (1) أو ثلاث انتهى
وكذا رواه محمد بن المبارك الصوري عن إلا أنه سقط منه (2)
جعونة
أخبرناه أبو سعد منصور (3) بن علي بن عبد الرحمن السجزي (3) ببوشنج
أنبأنا أبو منصور سعد بن عبد المجيد البوشنجي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن
منصور (4) الخطيب أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الغندجاني وأبو الغنائم
منصور بن (5) قالا نبأنا أبو سليمان بن (6) أنبأنا أبو بكر بن يزيد
الطرسوسي أنبأنا محمد بن المبارك عن بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله
الجهني عن هاشم الأوقص قال سمعت عبد الله بن عمر يقول من اشترى ثوبا
بعشرة دراهم وفي ثمنه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما كان عليه ثم قال سمعنا
إن لم أكن سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرتين أو ثلاثا انتهى
رواه هارون بن أبي هارون العبدي عن بقية فقال عن مسلمة الجهني عن
يزيد بن عبد الله بن يزيد
أخبرناه أبو منصور بن زريق أنبأنا وأبو الحسن بن سعد حدثنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا أحمد بن عمرو بن روح النهرواني بها أنبأنا عمر بن محمد بن حنبل
الناقد نبأنا عبد الله بن مخلد بن ناجية نبأنا هارون بن هارون العبدي نبأنا بقية بن

(1) كلام غير مقروء.
(2) كلمة غير مقروءة.
(3) كذا ورد الاسم بالأصل، ولم أجده.
(4) كلمة غير مقروءة.
(5) كلمتان غير مقروءتين.
(6) عدة كلمات غير مقروءات.
243

الوليد عن مسلمة الليثي حدثني هاشم الأوقص قال سمعت ابن عمر يقول من
اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام لم تقبل له فيه صلاة قال ثم وضع ابن عمر
يديه على أذنيه ويقول صمتا إن لم أكن سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى
ورواه أسود بن عامر شاذان عن بقية فقال عن عثمان بن زفر بدلا من
عبد الله وسلمة
أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري وأبو الفتح المختار بن
عبد الجبار المنتصر وأبو المحاسن أسعد بن علي بن المؤمل بن زياد قالوا أنبأنا أبو
الحسن الداودي أنبأنا عبد الله بن أحمد بن متوية أنبأنا إبراهيم بن حزم نبأنا
عبد بن حميد أنبأنا الأسود بن عامر نبأنا بقية الحنفي عن عثمان بن زفر عن
هاشم عن ابن عمر قال من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام لم يقبل له صلاة
ما كان عليه ثم أدخل إصبعيه في أذنيه ثم قال صمتا إن لم أكن سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقوله انتهى
وذلك الاضطراب في الحديث من بقية فإنه كان يخلط فيه
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا أنبأنا منصور بن الحسين بن علي أنبأنا
أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عروبة أنبأنا عمير أنبأنا عمر بن عثمان نبأنا خالد
وهو ابن يزيد عن جعونة قال ولى عمر بن العزيز عمرو بن قيس السكوني
الصائفة فقال اقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم ولا تكن في أولهم فتقتل ولا
في آخرهم فتفشل ولكن كن وسطا حيث يرى مكانك ويسمع صوتك انتهى
أخبرنا أبو الحسن الفقيه السلمي قال أنبأنا أبو الفتح المقدسي وأبو محمد
الكلاعي حينئذ وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنبأنا أبو الفتح المقدسي
قالا أنبأنا أبو الحسن بن عون أنبأنا أبو علي بن مسهر أنبأنا أبو بكر بن خريم أنبأنا
هشام بن عمار نبأنا هشام بن يحيى عن أبيه قال قال عمر بن عبد العزيز نبأنا
جعونة بن الحارث قال قد بلغني عنك خير وقد ومقتك فإياك أن أمقتك حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان (1) حدثني أبو

(1) المعرفة والتاريخ 1 / 599.
244

إسحاق (1) إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي قال
دخل جعونة بن الحارث على عمر بن عبد العزيز فقال يا جعونة إني قد ومقتك فإياك أن
أمقتك أتدري ما يحب أهلك منك قال نعم يحبون صلاحي قال عمر لا ولكنهم
يحبون ما قام لهم سوادك وأكلوا في غمادك (2) وتزودوا على ظهر ك فاتق الله تعالى
ولا تطعمهم إلا طيبا
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو
الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أبو أفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسين قالا أنبأنا أحمد بن
عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (3) جعونة كتب إلي
عمر (4) بن عبد العزيز في البراذين سمع منه عمرو بن ميمون انتهى
قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد وأنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي علي
الأهوازي قالا أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان
الحراني قال جعونة بن الحارث العامري صاحب عمر بن عبد العزيز رهاوي (5)
أنبأنا الحسن بن أحمد قال نسبة لي بعض ولده فقال هو جعونة بن
الحارث بن خالد بن سعد بن مالك بن نضلة بن عبد الله بن كليب بن عمرو بن عامر بن
ربيعة بن صعصعة وذكروا أن أباه الحارث لما هاجر إلى الجزيرة نزل وادي بني عامر
ثم انتقل منه إلى الرها فاتخذها منزلا وعظم قدر جعونة بها حتى اختصه عمر بن
عبد العزيز وكان ابنه منصور بن جعونة أحد عدد عبد الله بن علي بن عبد الله بن
عباس ووجوه قواده فلما سار إلى كفرتوثا لمرافقة أبي مسلم خلف أمواله ونقلته
بالرها عند منصور فما هزم عبد الله وانحل أمره امتنع منصور على أبي مسلم بالرها
فحاصره مدة طويلة فلم تكن له فيه حيلة إلا بالأمان فإنه أمنه على نفسه وماله فلما

(1) بالأصل: " أبو إسحاق بن إبراهيم " والصواب ما أثبت.
(2) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل " غمغرك ".
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 251.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 251.
(4) ضبطت بالرفع عن البخاري، على اعتبار أن عمر هو الذي كتب إلى جعونة.
(5) رهاوي بالضم نسبة إلى الرها مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ. (ياقوت).
(6) قرية كبيرة من أعمال الجزيرة (ياقوت).
245

حصل في يد المنصور نقله عنها إلى ملطية (1) وهدم سور مدينة الرها وسائر سيران
الجزيرة من أجل ما كان من امتناع منصور بها وذلك سنة أربعين ومائة
وعند أهل الشام عن خالد بن يزيد عن جعونة عن الزهري
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد علي أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي
عن أبي الحسن بن السمسار أنبأنا محمد بن أحمد بن عثمان الشاهد أنبأنا محمد بن
جعفر العسكري قال سمعت أبا سهل الرازي النحوي يقول قال أبو جعفر المنصور
يوما ألا تحمدون الله تعالى إذ رفع عنكم الطاعون في ولايتنا فقال له جعونة الله أعدل
من أن يجمعك علينا والطاعون قال فقتله انتهى يعني إذ (2) كان منصور واليا على
الجزيرة ولا أرى جعونة بقي إلى أيام السفاح ولعله منصور ابنه ابن جعونة "
.

(1) بلدة من بلاد الروم مشهورة تتاخم الشام ن (ياقوت).
(2) بالأصل: " إذا ".
246

ذكر من اسمه جماهر "
1066 جماهر بن حميد الجرشي
حدث عن أبي المنيب الجرشي
روى عنه يعلى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي وأبو الحسن
علي بن أحمد البزاز قالا أنبأنا أبو الحسين بن عبدان أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا
أبو الحسن أحمد بن محمد البراء قال سئل علي عن جماهر بن حميد الجرشي
روى قال سمعت أبا المنيب يقول سمعت شداد بن أوس وأبو المنيب عندي لم
يسمع من شداد شيئا ولم يدركه كان الأوزاعي يروي عن أبي المنيب هذا روى حديث
شداد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا رأيتم الناس يكنزون الذهب والفضة فقال جماهر بن حميد
الجرشي مجهول لم يرو عنه غير يعلى [2799] ح
وقال علي في موضع آخر فيما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو
بكر بن اللالكائي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان أنبأنا محمد بن أحمد بن
البراء قال قال علي حديث شداد بن أوس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا رأيتم الناس يكنزون
الذهب والفضة رواه جماهر بن حميد الجرشي والجرشي شيخ مجهول لم يرو عنه غير
يعلى قال سمعت أبا المنيب الجرشي يقول سمعت شداد بن أوس يقول شيئا وأبو
المنيب عندي لم يسمع من شداد بن أوس شيئا ولم يدركه قال الأوزاعي يروي عن أبي
المنيب هذا ح
247

1067 جماهر بن عيسى القرشي
من ساكني الفراديس له ذكر ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز
1068 جماهر بن محمد بن أحمد بن حمزة بن سعيد
أبو الأزهر الغساني الزملكاني من أهل زملكا (1) (2)
حدث عن هشام بن عمار وعمرو بن محمد بن الغاز والوليد بن عتبة
وأحمد بن أبي الجوازي ومحمود بن خالد ودحيم وإسماعيل بن عبد الله السكري
القاضي والمؤمل بن إهاب وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم
روى عنه الفضل بن جعفر وأبو علي الحسن بن علي بن الحسن المري
المعروف بالشحيمة وأبو سليمان بن زبر وأبو بكر بن المقرئ وأبو نصر ظفر بن
محمد الزملكاني الأزدي وأبو زرعة وأبو بكر ابنا عبد الله بن أبي دجانة وأبو بكر
أحمد (4) بن عبد الله بن عبد الوهاب الصابوني وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم الصوري المزاحمي وإسماعيل بن
أحمد بن محمد الخلالي الجرجاني وجعفر بن محمد بن الحارث المراغي نزيل
بنيسابور ومحمد بن سليمان الربعي البندار وجمع بن القاسم وحمزة الكتاني (7) وعلي بن محمد بن إسماعيل الطوسي وعمر بن علي بن الحسن العتكي (8)
الأنطاكي وأبو هاشم المؤدب
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا عبدان بن أحمد ومحمد بن الحسين بن قتيبة العسقلاني

(1) ضبطت عن ياقوت، وبالقصر ولا يلحقون بها النون، قرية بغوطة دمشق.
ذكره ياقوت باسم: جماهير بن أحمد بن محمد أبو الأزهر. وقل عن الحافظ ابن عساكر: جماهير.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 404 شذرات الذهب 2 / 266 العبر 2 / 155 معجم البلدان (زملكا).
الأنساب (الزملكاني).
(3) بالأصل: " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت، وفي سير الاعلام ومعجم البلدان: ابنا أبي دجانة
(4) بالأصل: " أبو بكر بن أحمد " وفي معجم البلدان: أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب.
(5) بالأصل: " نزل " والمثبت عن معجم البلدان.
(6) في سير الاعلام: حمزة الكناني.
(7) في معجم البلدان: علي بن محمد بن سليمان الطوسي.
(8) معجم البلدان: العتيكي.
248

وعبد الله بن محمد بن سالم المقدسي وجماهر بن أحمد والحسين بن عبد الله بن
يزيد بن الأزرق القطان الرقي وعدة قالوا أنبأنا هشام بن عمار نبأنا مروان بن
معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قتيبة عن جرير بن عبد الله قال قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) من يتزود (1) في الدنيا ينفعه في الآخرة انتهى كذا نسبة ابن المقرئ في
هذا الحديث إلى جده وقد نسبه في معجمة على الصواب انتهى [2800] ح
قرأت في كتاب القاضي أبي نصر محمد بن أحمد بن مروان بن الجندي أنبأنا أبو
القاسم الفضل بن جعفر بن محمد المؤدب نبأنا أبو الأزهر جماهر بن محمد بن
أحمد بن حمزة بن سعيد بن عبد الله بن وهيب بن عباد بن سماك بن ثعلبة بن امرئ
القيس بن عمرو بن مازن (1) بن الأزد بن الغوث بن بنت مالك بن زيد بن كهلان بن
سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الغساني من أهل زملكا وذكر أن مولده سنة ثلاث
عشرة ومائتين بحديث ذكره
أنبأنا أبو أحمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسن علي بن الغنائم بن عمر الحرقي
المقرئ أنبأنا أبو النعيم بن النعمان بن نزار بن عمر بن عبيد بن محمد بن عياش
الكاتب نبأنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكتاني أنبأنا جماهر بن أحمد بن محمد بن
أحمد بن حمزة بن سعيد الدمشقي بدمشق ثقة مأمون نبأنا
الوليد بن عتبة فذكر حديثا
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر
أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة توفي أبو الأزهر جماهر بن محمد بن أحمد الأزدي الزملكاني في يوم الأحد
لثلاث بقين من المحرم انتهى
1069 جمال بن بشر العامري الكلابي
قيل أنه كان ممن غزا مع مسلمة بن عبد الملك
ذكر أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي (3) فيما نقله من خطة قال اجتمع قوم

(1) بياض بالأصل، واللفظة المستدركة عن مختصر ابن منظور 6 / 109.
(2) رسمها غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن معجم البلدان وجمهرة ابن حزم ص 374.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى قطربل، قرية بين بغداد وعكبرا. (ياقوت).
249

فذكروا الكذب فذموه فقال شيخ منهم لربما نفع الكذب ونعم الشئ هو فاستعملوه
فعجب القوم لقوله ونظروا إليه فقال سأخبركم بذلك أني كذبت كذبتين فسرقت
بإحداهما واستغنيت بالأخرى كنت في الأمداد الذين وجهوا إلى مسلمة بن عبد الملك
بأرض الروم فالتقى المسلمون والعدو ذات يوم فوقفت مع الناس وراء مسلمة ورجل
من المسلمين يقاتل العدو قتالا شديدا ويبلي بلاء حسنا فقال مسلمة من الرجل جزاه
الله خيرا عن الإسلام فقلت من ورائه هذا جمال بن بشر الكلابي أصلح الله الأمير
وسميت نفسي إن لم يحضر من يعرفني ولا يعرف الرجل فجعل مسلمة يقول جزاك
الله يا جمال عن الإسلام خيرا فلما انصرف وكان العشي رأيت وجوه أصحابي يتهيأون
للمصير إليه فتهيأت ثم ضرب الباب فزبرني الحاجب ومنعني فناديت بأعلى صوتي
أنا جمال بن بشر الكلابي أصلح الله الأمير فقال مسلمة أدخلوه أدخلوه جزاك الله
خيرا يا جمال عن الإسلام تدرون ما صنع هذا فأحسن الثناء (1) فما رأى ذلك
أصحابي أطنبوا في الثناء علي وشايعوه على غير معرفة منهم فألحقني في شرف العطاء
فسرقت بهذه ثم صرنا بعد ذلك إلى أمير المؤمنين فأوفد رجلين إلى خالد بن عبد الله
القسري أنا أحدهما والآخر روح بن زنباع الجذامي فلما وصلنا إلى خالد قدم ابن عمه
علي وفضله في المجلس واللقاء والجائزة وانصرفنا وقد كنت أخالط أقواما بالكوفة
يعرفون بالتجارة فأبضعوا معي بضائع من مال وبرود وغير ذلك فأصابتنا السماء في
الطريق فلما نزلت المنزل حللت ما كان معي فسررت الثياب وأخرجت المال فأخلط
بعضها ببعض فنظر إلى روح فدخله من ذلك حسد عظيم فقال ما هذا يا أخا بني عامر
قلت ما كنت أحب أن تعلم بهذا فألح علي في المسألة فقلت ابن عمك فضلني في
الجائزة واستحياك فاستكتمني فتغيظ عليه وبسط لسانه فيه يسبه ويتنقصه ويشكوه عند
وجوه قومه وجعلت أحسن الثناء عليه وأظهر الشكر له فكتب إليه بذلك فكتب إني
والله ما فعلت ولقد فضلت روحا على العامري في جميع حالاته ولكن العامري رجع
إلى شرف وكرم ورجع روح إلى لؤم وقد وجهت بألف دينار إلى العامري فأدخلوها
إليه فاستغنيت بها فنعم الشئ الكذب انتهى
قلت إن كان حفظ اسم روح في هذه الحكاية فهي كذبة ثالثة من جمال الكلابي

(1) بالأصل " إلينا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 110.
250

فإن روحا مات في آخر أيام عبد الملك قبل أن يلي خالد القشيري العراق فإنه إنما وليه
هشام بن عبد الملك إلا أن يكون ابن روح أو رجلا من قبيلة روح والله تعالى أعلم
1070 جمح بن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان بن خلف
أبو العباس المؤذن الجمحي المعروف بابن أبي الحواجب (1)
روى عن أبي قصي العذري (2) وأبو بكر بن أبي الرواس وإبراهيم بن دحيم
وأبي هاشم عبد الرحمن بن عبد الصمد البزوز وأبي عبد الرحمن محمد بن العباس
الدرفس وأبي يحيى محمد بن سعيد بن مسعود المري وإبراهيم بن بيان الجوهري وأبي سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض وأبي عبد الله محمد بن شيبة بن
الوليد وأبي بكر محمد بن عبيد بن أحمد بن عبد الصفار الحمصي وأبي الحسن
أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني وأبي عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن يزيد
الجوبري وأبي الحسن محمد بن عوز بن الحسن الجريري وعبد الرحمن بن إسحاق
الغامدي وأبي الحارث أحمد بن سعد وعبد الله بن إسحاق الزمكي (3) وأبي عمرو
محمد بن عبد الله بن وردان وعبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد الدمشقي
وأحمد بن بشير بن حبيب وعبد الله بن أحمد بن العنافر الزمكي (3)
روى عنه تمام بن محمد وأبو نصر بن الحبان (4) وابن الجندي وعبد الوهاب
الميداني ومكي بن (5) محمد بن الغمر وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمر الشيباني
وأبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد الحراني وأبو عبد الله بن مند وأبو الحسن بن
جهضم الهمداني وأبو أحمد عبد الله بن بكر وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن
محمد بن الشيخ وعبد الواحد بن بكر الورثاني
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 77 العبر 2 / 330 شذرات الذهب 3 / 45.
(2) اسمه إسماعيل بن محمد ترجمته في سير الاعلام 14 / 185.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) بالأصل ز الحبان " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 468، وقد وقع هنا في سير
الاعلام " حبان " كالأصل.
(5) بالأصل: " ومكي ومحمد ".
251

نضر الجبان (1) أنبأنا جمح بن القاسم أنبأنا إسماعيل بن محمد أبو قصي (2) نبأنا
هشام بن عمار نبأنا عبد الرحمن بن محمد عن أبيه أنه حدثه عن سالم بن عبد الله
عن عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو كلب
ضاري (3) نقص من أجره كل يوم قيراط والقيراط مثل أحد انتهى عبد الرحمن بن
محمد هو ابن أبي الرجال وأبو الرجال هو محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن
زرارة [2801] ح
وقد أخبرنا بهذا الحديث عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العياش أنبأنا
أبو سعد الخيزراني أنبأنا الحاكم أبو أحمد أنبأنا محمد بن مروان وهو ابن خريم
نبأنا هشام بن عمار نبأنا ابن أبي الرجال عن أبيه أنه حدثه عن سالم بن عبد الله عن
عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو كلب صيد نقص
من أجره كل يوم قيراط القيراط مثل أحد انتهى [2802] ح
أنبأنا أبو الحسن علي بن الموازيني (4) وأبو طاهر بن الحنائي (5)
وأخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى النابلسي عنهما قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
عبد السلام بن عبد الرحمن عبيد بن سعدان قراءة عليه سنة تسع وثلاثين أنبأنا
أبو العباس جمح بن القاسم المؤذن قراءة عليه من أصل كتابه العتيق نبأنا أبو قصي
إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري نبأنا سليمان بن عبد الرحمن أنبأنا الوليد
نبأنا هشام بن الغاز حدثني عبادة بن نسي عن كعب بن عجرة أنه مر بسلمان الفارسي
وهو مرابط في بعض أرض فارس فسأله سلمان مالك ها هنا قال مرابط قال
أولا أخبرك بأمر سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون عونا لك على رباطك
قال كعب بلى قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ح

(1) بالأصل " الحبان " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 468، وقد وقع هنا في سير
الاعلام " حبان " كالأصل.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، وقد مرد.
(3) في النهاية " ضرا " الكلب المعود بالصيد.
(4) بالأصل: " الموازني " خطا.
(5) بالأصل " الحبان " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 436 واسمه محمد بن الحسين بن
محمد بن إبراهيم.
252

ومن مات مرابطا في سبيل الله أجير من فتنة القبر وأجري عليه صالح عمله إلى يوم
القيامة [2803] ح
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي قال لنا محمد بن عوف سألت جمح بن
القاسم عن مولده فقال في سنة ثمان وتسعين ومائتين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتابي حدثني أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر الحافظ قال توفي أبو العباس جمح بن القاسم
الجمحي المؤذن بدمشق في شعبان في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
قال عبد العزيز حدث عن أبي قصي إسماعيل بن محمد العذري وغيره وكان
ثقة نبيلا انتقينا عليه أبو عبد الله بن مندة الحافظ حدثنا بهما عنه أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري وتمام بن محمد
1071 جموح بن عمر الفهمي
شاعر وفد على معاوية انتهى
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة في
كتابه عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن المرزبان (2) قال الجموح بن
عمرو (3) الفهمي قدم على معاوية ومدحه بأبيات يشكو فيها من زياد ومنها
فإن زيادا هو عث أديمكم (4) * وأشأمكم والشؤم ليس له نحب
وتارككم في لعنة بعد نعمة * وداء الصحاح إن تقاربها الجرب (5)
فوالله لا ينهى زياد ورهطه * سوى أن يقولوا لا زياد ولا حرب * "

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(2) لم يرد في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
(3) كذا، وقد مر قريبا " عمر ".
(4) بالأصل: " فإن زياد هو عث في أديمكم، وما أثبت لاستقامة الوزن والمعنى.
(5) بالأصل " الحرب ".
253

ذكر من اسمه جميل "
1072 جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر
ابن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة
ابن الأخنس بن مالك بن النعمان بن امرئ القيس
أبو حارثة اللخمي
حدث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبيه أحمد بن فضالة وعمه
محمد بن فضالة
روى عنه أبو الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ
وأبو هاشم المؤدب
قرأت بخط عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي أنبأنا أبو الفتح المظفر بن
أحمد بن إبراهيم المقرئ الدمشقي بها أنبأني أبو حارثة جميل بن أحمد بن فضالة
اللخمي أنشدنا بعض أهل العلم
وما لمت في الإنفاق نفسي لأنني * رأيت بخيل القوم أهونهم فقدا
فلا تعجبي يا سلم إن قل درهم * فما قل حتى قل من يطلب الحمدا
وليس الفتى المرزوق من زاد ماله * ولكنما المرزوق من رزق الرشدا *
254

1073 جميل بن تمام بن علي بن
أبو الحسن (1) المقدسي الطحان
كان حافظا للقرآن وسمع الحديث على كبر السن من أبي الحسن (2) بن طاهر
كتبت عنه شيئا يسيرا وكان أسن من أخيه يحيى بن تمام وكان خيرا
أخبرنا أبو
الحسن جميل بن تمام المقرئ بقراءتي عليه بجامع دمشق أنبأنا أبو الحسن
علي بن طاهر بن جعفر النحوي لفظا حينئذ أخبرنا وحدثنا أبو الحسن علي بن المسلم بلفظه قالا نبأنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني نبأنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب أنبأنا
أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري نبأنا سعيد بن سليمان نبأنا أبو الفضل بن
موسى الشيباني نبأنا ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب قال شهدت
العيد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما قضى الصلاة قال قد قضينا الصلاة فمن شاء أن يشهد
الخطبة فليشهد ومن أحب أن ينصرف فلينصرف [2804] ح
توفي أبو الحسن (1) جميل بن تمام يوم الاثنين الحادي عشر من صفر سنة ستة (3) وثلاثين وخمس مائة ودفن بمقبرة باب الفراديس
1074 جميل بن عبد الله (4) بن معمر بن صباح (5)
ابن ظبيان بن حن (6) بن ربيعة بحرام
ابن ضنة بن عبد بن كبير (7) بن عذرة بن سعد
أبو عمرو العذري الشاعر المعروف بجميل بن معمر صاحب بثينة (8)
حدث عن أنس بن مالك ووفد على الوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز

(1) بالأصل " أبو الحسين " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 112.
(2) بالأصل " الحسين " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 112 وبغية الوعاة 2 / 170.
(3) كذا، والصواب " ست ".
(4) في الشعر والشعراء: وقد يقال فيه: جميل بن معمر بن عبد الله.
(5) الأغاني: معمر بن الحارث بن ظبيان.
(6) في ابن خلكان: حن بضم الحاء المهملة وتشديد النون.
(7) الأغاني وجمهرة ابن حزم: كثير.
(8) انظر أخباره ونسبه في الأغاني 8 / 90 والوافي بالوفيات 11 / 182 الشعر والشعراء ص 260 وفيات الأعيان
1 / 366 سير الاعلام 4 / 181 و 385 وانظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
255

حكى عنه بن راشد بن عمرو الحبطي وكثير بن أبي جمعة الشاعر انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر أحمد بن محمد بن علي الخطيب
أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنبأنا أبو زرعة أحمد بن الحسين
الرازي حدثنا لاحق بن الحسين المنذري نبأنا بهز نبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن
سعيد المهري بالإسكندرية نبأنا محمد بن صالح المهري نبأنا محمد بن الحارث
الحلواني نبأنا محمد بن راشد بن عمرو الحبطي قال قلت لجميل بن معمر لو
قرأت القرآن كان أعود عليك من الشعر قال (1) هذا أنس بن مالك أخبرني أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن من الشعر حكمة [2805] ح
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر بن طاهر الخطيب أنبأنا
عبد الكريم بن محمد الضبي أنبأنا علي بن عمر الحافظ أنبأنا أحمد بن محمد بن
سالم المخرمي أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب أنشدني الزبير لجميل بن عبد الله
من بني عذرة قال أبو سعيد وكان الزبير لا يقول جميل بن معمر يقول جميل بن
عبد الله (2)
فما روضة بالحزن صاد قرارها * نحاه من الوسمي أو ديم هطل
بأطيب من أراون عزة (3) موهنا * ألا بل لرياها على الروضة الفضل *
قال وأنبأنا الخطيب وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر
الشاعر الخالع أنبأنا أبو محمد علي بن العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري
أنبأنا أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي أنبأنا الزبير بن بكار (4) قال نبأنا أبو
الحارث بهلول بن سليمان بن قرضاب البلوي قال جميل بن عبد الله بن الحارث بن
ظبيان بن حن بن ربيعة بن حرام بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن سود بن
أسلم بن ألحاف بن قضاعة قال الزبير وقال غيره عن عثمان بن عبد الرحمن الجهني
جميل بن عبد الله بن معمر (5) بن ظبيان ثم أدرج نسبه

(1) الخبر في الوافي بالوفيات 11 / 183.
(2) البيتان في ديوان جميل ط بيروت ص 110.
.
(3) في الديان: بثنة.
(4) الأصل: " بكير " والصواب عن الأغاني 8 / 97، وانظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 311.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن الأغاني 8 / 90.
256

أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم التنوخي نبأنا
محمد بن عبد الرحمن المخلص نبأنا أحمد بن عبد الله الدوري قالا نبأنا أحمد بن
سعيد الدمشقي نبأنا الزبير بن بكار قال قال يقال جميل بن عبد الله بن معمر بن
صباح بن ظبيان بن قيس بن جزء (1) بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن
عذرة بن سعد وكان مع الوليد بن عبد الملك في سفره والوليد على نجيب فرجز به
مكين العذري (2) فقال
يا بكر هل تعلم من علاكا * خليفة الله على ذراكا (3) *
فقال الوليد لجميل انزل فارجع وظنه يمدحه فنزل فقال (4)
أنا جميل في السنام من معد * في الذروة العلياء والركن الأشد *
فقال له اركب لا حملك الله ولم يمدح جميل أحد قط كذا قال الخطيب
وذلك وهم منه ليس هو أحمد بن سعيد الدمشقي وإنما هو أحمد بن سليمان الطوسي
ولا يعلم للمخلص ولا أدري من سماع أحمد بن سعيد الدمشقي وإنما هو أحمد بن
سليمان الدمشقي
وقد أخبرناه على الصواب عاليا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله
ابنا (5) البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا
أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير فذكره وزاد ابن المسلمة في روايته وقال أيضا
جميل في ذلك
وأي معد كان فئ رماحه * كما قد أفانا والمفاخر منصف (6)
وقال أيضا وهو يذكر نسبه
تمت في الروابي من معد وأفلجت * على الخفرات البيض وهي وليد (7)

(1) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن الأغاني 8 / 90.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن الأغاني 8 / 133.
(3) الرجز في الأغاني.
(4) الرجز في ديوان جميل ط بيروت ص 52 والأغاني 8 / 133.
(5) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر هذا السند كثيرا، وقد تقدم التعليق على ابن البناء وولديه.
(6) البيت في ديوانه ط بيروت ص 85 برواية: " رماحهم... ينصف " والأغاني 8 / 93.
(7) ليس في ديوانه.
257

أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب قال وقد تقدم ذكر نسب
جميل وليس فيه صباح إلا أن الزبير ذكره في هذا الخبر فأوردناه خوف أن يقع لمن لا
علم لديه فيصحفه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب
أنبأنا أبو الحسن الطاهري أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سالم بن راشد
أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال في الطبقة السادسة من الإسلاميين حجازية وهم
أربعة رهط فذكر منهم جميل بن معمر بن خيبري بن ظبيان بن حن بن ربيعة بن
حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن
ألحاف بن قضاعة
قرأت على أبي غالب البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال
وقرأت (1) على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) وأما حن
بحاء مهملة مضمومة وبعدها نون فهو حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن
كبير بن عذرة بن سعد هذيم (3) وهو أخو قصي بن كلاب لأمه أمهما فاطمة بنت
سعد بن سيل ومن ولد حن بن ربيعة وقال ابن ماكولا ومن ولده جميل بن
عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبري بن ظبيان وهو أخو (4) ضبيس بن جن بن
ربيعة وهو صاحب بثينة وقال ابن ماكولا وصاحبته بثينة هي بنت حبا بن ثعلبة بن
الهوذ بن عمرو بن الأحب بن حن بن ربيعة انتهى كذا قال ضبيس بالفتح انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر قال (5) وولد من بن ربيعة الأحب
وعمر وظبيان وهو ضبيس فمن بني ضبيس جميل بن عبد الله بن معمر بن
الحارث بن الخيبري بن ظبيان صاحب بثينة قال وأما الحني بضم الحاء المهملة

(1) سقط هنا حرف " ح " حرف التحويل من سند إلى سند آخر.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 94.
(3) بالأصل: " هديم " بالدال المهملة، والمثبت عن الاكمال.
(4) سقطت من الاكمال.
(5) لم أجد الخبر في الاكمال المطبوع.
258

وكسر النون فهو جميل بن عبد الله وهو جميل بن معمر الشاعر الحني قال الزبير
وهو جميل بن عبد الله بن الحارث بن ظبيان بن حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن
عبد بن كبير بن عذرة وقال الزبير وعن عثمان بن عبد الرحمن الجهني هو جميل بن
عبد الله بن خيبري بن ظبيان وساق بقية نسبه انتهى
وقال ابن ماكولا في موضع آخر (1) وأما خيبري أوله خاء معجمة مفتوحة بعدها
ياء معجمة باثنتين من تحتها وبعدها باء معجمة بواحدة جميل الشاعر صاحب بثينة
قيل هو جميل بن عبد الله بن خيبري بن ظبيان وقد تقدم قال في باب صباح بضم
الصاد (2) وقال الزبير بن بكار في خبر جميل بن عبد الله بن معمر بن صباح بن
ظبيان بن حن بن ربيعة بن حرام بن قتيبة (3) بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد
وقد قيل في نسبه غير ذلك وقد تقدم ذكرها له
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال
وجميل بن معمر بن عبد الله العذري وهو الشاعر وأخباره مشهورة وقد روى عنه عن
أنس بن مالك حينئذ فذكر الحديث الذي قدمناه قبل
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا (4) أنبأنا محمد بن القاسم
الأنباري أنبأنا محمد بن المرزبان نبأنا أبو عبد الرحمن الجوهري نبأنا عبد الله بن
الضحاك أنبأنا الهيثم بن عدي (5) عن عوانة بن الحكم حكاية في وفادة الشعراء على
عمر بن عبد العزيز فيها أن عمر قال لعدي بن أرطأة فمن ها هنا أيضا قال جميل بن
معمر قال يا عدي هو الذي يقول (6) * ألا ليتنا نحيا جميعا وإن نمت * يوافق في الموتى (7) ضريحي ضريحها * *

(1) الاكمال لابن ماكولا: 2 / 255 - 256.
(2) الاكمال لابن ماكولا 5 / 159 و 161.
(3) كذا، ولم ترد في الاكمال، ولا في غيره من مصادر ترجمته التي بين يدي.
(4) الجليس الصالح الكافي 1 / 251 و 254.
(5) بعدها بالأصل: " عن عوانة بن عدي " مقحمة حذفناها، والمثبت يوافق عبارة الجليس الصالح.
(6) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 29 والجليس الصالح 1 / 254.
(7) زيادة عن الديوان واجليس الصالح، وفي الديوان: يجاور بدل يوافق.
259

فما أنا في طول الحياة براغب * إذا قيل قد سوي عليها صفيحها *
فلو كان عدو تمنى لقاها في الله ليعمل بعد ذلك صالحا والله لا يدخل علي
أبدا وذكر تمامها
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير بن بكار
حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم أن النصيب قال قدمت المدينة أريد
عالما بالشعر أعرض عليه شعري فقيل لي الوليد بن سعيد المقرئ بن أبي سنان
الأسلمي فسألت عنه فقيل لي هو بشعب سلع (2) مع عبد الرحمن بن الأزهر الزهري
ومعه عبد الرحمن بن حسان فأتيتهم فأنشدته قال لي أنت أشعر مثل جلدتك ثم
لبثت فإذا رجل بعيد ما بين المنكبين يقود راحلة عليه بزة (3) حسنة فأقبل عليه
عبد الرحمن بن حسان سأل عبد الرحمن بن الأزهر فقال يا أبا جبير هذا جميل بن
عبد الله العذري فصاح به ابن الأزهر هيا جميل هيا جميل فقال له جميل من أنت
فقال عبد الرحمن بن الأزهر فقال قد علمت أنه لم يكن ليجترئ على غيرك يا أبا
جبير وعدل فقال له أنشدنا فأنشدنا
ونحن منعنا يوم أول (4) نساءنا * ويوم أفي (5) والأسنة ترعف
ويوم ركايا ذي الجذاة (6) ووقعة * ببنيان كانت بعض ما قد تسلف
وضعنا لهم صاع القصاص رهينة * بما سوف نوفيها إذا الناس طفقوا
إذا استبق الأقوام نجدا وجدتنا * لنا مغرفا مجد وللناس مغرف *
فقال له عبد الرحمن أنشدنا هزجا قال وما الهزج قال القصير قال نعم
فأنشده (7) *

(1) بالأصل " أنبأنا ".
(2) سلع: موضع قرب المدينة -
(3) بياض بالأصل، والمستدرك عن الأغاني 8 / 92.
(4) أول: واد بين الغيل و وأكملة على طريق اليمامة إلى مكة (ياقوت).
(5) أفي موضع في شعر نصيب، واستشهد بهذا البيت (ياقوت).
(6) بالأصل " الحذاة " والمثبت عن الأغاني ومعجم ما استعجم.
(7) الأبيات في الأغاني 8 / 94.
260

رسم دار وقفت في طلله * كدت أقضي الغداة من جلله
بينما هن في الأراك معا * إذ بدا راكب على جمله
فناظرن (1) ثم قلن لها * أكرميه حييت في نزله *
أنبأنا أبو الفرح غيث بن علي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا
سليمان بن أحمد الطبراني نبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب نبأنا محمد بن سلام
الجمحي قال سمعت أبا سلاما يقول اجتمع الفرزدق وجميل بن معمر وكثير عند
سكينة (2) ابنة الحسين فقالت للفرزدق امرأة أوتك وأدخلتك وأسقتك ثم أصبحت تفشي عليها تقول (3)
هما دلياني من ثمانين قامة * كما انفض باز أقتم الريش كاسر
فلما استقرت رجلاي بالأرض ثارتا (4) * أحي يرجى أم قتيل نحاذره
فأصبحت في القوم الجلوس وأصبحت * مغلقة دوني عليها دساكره *
وقالت لكثير أنت القائل وقد تخطت البلاد إليك وزارتك فحرمتها
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيارة فارجعي بسلام (5) *
وقالت لجميل إليك حيث تقول
لكل حديث عندهن بشاشة * وكل قتيل عندهن شهيد (6) *
والقصيدة التي تقول فيها * ألا ليت ريعان الشباب جديد * ودهرا يولي (7) يا بثين يعود

(1) الأغاني: " فتأطرن " والتأطر: التثني.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأغاني 16 / 161. والخبر فيها، والذين اجتمعوا هم راوية جرير
وراوية الفرزدق وراوية جميل وراوية كثير وراوية نصيب وراوية الأحوص.
(3) الأبيات في الأغاني 16 / 166.
(4) في الأغاني: فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا.
(5) البيت في الأغاني 8 / 38 و 16 / 161 منسوبا لجرير، وهو في شرح ديوانه ط بيروت ص 416 من
قصيدة بعنوان " مهلا فرزدق " ومطلعها:
سرت الهموم فبتن غير نيام * وأخو الهموم يروم كل مرام
(6) ديوان جميل ط بيروت ص 40 برواية: بينهن بشاشة.
(7) في الديوان ص 38 " ودهرا تولى ".
261

وكنا كما كنا نكون وأنها * صديق (1) وإذ ما تبذلين زهيد *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن العالمة
قالا أنبأنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حمدان الخطيب
الشرلي أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين الرافقي
الخالع نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني أنشدنا أبو العباس ثعلب أنشدنا ابن الأعرابي
لجميل بن معمر العذري (2) * رسم دار وقفت في طلله * كدت أقضي الغداة من جلله *
الطلل ما شخص من آثار الديار مثل الأثافي والمسجد والاري والرسم ما لزق
بالأرض مثل النوى والرماد يقال فعلت ذلك من جللك ومن أجللك ومن جراك ومن
جرائك كما قال
موحشا ما يرى به أحد * تنتسج الريح ترب معتدله *
معتدلة ما استوى منه نسجته الريح غيرته
وصريعا من الثمام (2) ترى * عارمات المدب في أسله
بين علياء وابش وبلي * فالغميم الذي إلى جبله (3)
واقفا عند ربع أم جسير (4) من ضحى يومه إلى أصله
يا خليلي إن أم جسير * حين يدنو الضجيع من علله
روضة ذات حنوة وخزامي (5) * جاد فيها الربيع من نسله
قد أصون الحديث دون أخ (6) * لا أخا ف الأذاة من قبله
وخليل صافيت مرضيا * وخليل فارقت من ملله

(1) في الديوان: فنبقي كما كنا نكون وأنتم قريب.
(2) ديوانه ط بيروت ص 105 والأغاني 8 / 94.
(2) بالأصل " التمام "، والمثبت عن الديوان.
(3) وابش: واد أو جبل بين وادي القرى والشام، وبلي: تل قصير أسفل حاذفة بينها وبين ذات عرق. والغميم:
موضع بالحجا " (انظر معجم البلدان ومعجم ما استعجم).
(4) الديوان: " واقفا في ديار أم حسين " وم جسير: هي أخت بثنية صاحبة جميل.
(5) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن الديوان.
(6) في الأغاني: دون خليل.
262

غير بغض له ولا ملق (1) * غير أني ألحت من وجله *
ألحت حاذرت
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي
الجازري أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (2) نبأنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي
أنبأنا أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله القرشي قال خرج عمر بن أبي ربيعة إلى الشام
حتى إذا كان بالجناب (3) لقيه جميل بمعمر فاستنشده عمر بن أبي ربيعة فأنشده كلمته
التي يقول فيها
خليلي فيما عشتما هل رأيتما * قتيلا بكى من حب قاتله قبلي *
ثم استنشده جميل فأنشده قافيته التي أولها
عرفت مصيف الحي والمتربعا * ببطن حليات دوارس بلقعا *
حتى بلغ إلى قوله
وقربن أسباب الهوى لمتيم * يقيس ذراعا كلما قاس إصبعا *
فصاح جميل واستحيا (4) وقال لا والله ما أحسن أن أقول مثل هذا فقال له عمر
اذهب بنا إلى بثينة لنتحدث عندها فقال له إن السلطان أهدر دمي متى جئتها قال فدلني على أبياتها فدله ومضى حتى وقف على الأبيات وتأنس وتعرف ثم قال يا
جارية أنا عمر بن أبي ربيعة فأعلمي بثينة بمكاني قال فأعلمتها فخرجت إليه فقالت
له لا والله يا عمر ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك قال وإذا امرأة
طوالة أدماء حسناء فقال لها حينئذ عمر فأين قول جميل
وهما قالتا لو أن جميلا * عرض اليوم نظرة فرآنا
نظرت نحو تربها ثم قالت * قد أتانا وما علمنا منانا
بينما ذاك منهما رأتاني * أوضع النقص سيرة الزفيانا (5) *

(1) الديوان والأغاني: غير ما بغضة ولا لاجتناب.
(2) الجليس الصالح الكافي 4 / 127 ط بيروت والأغاني 8 / 144 - 145.
(3) الجناب موضع في أرض كلب في السماوة بين العراق والشام.
(4) الأغاني: واستخذي.
(5) الجليس الصالح: الرتكانا.
263

ويروي أعمل النقص سيرة زفيانا
فقالت له لو استمد جميل منك ما أفلح وقد قيل اشدد العير مع الفرس فإن
لم يتعلم من جريه تعلم من خلقه انتهى
قال القاضي معنى أوضع النقص سيرة الزفيانا (1) أنه يحمله على سرعة السير
قال الله تعالى " ولأوضعوا خلالكم (2) " قال أبو عبيدة الإيضاع في السير السرعة
يقال أوضعت بعيري وأوضعت ناقتي إذا أسرعت فإذا كانت هي الفاعلة قلت
وضعت الناقة تضع وضعا يقال أوضع (3) الرجل يضع إذا سار أسرع سير قال دريد بن الصمة (4)
يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع *
من الخبب والوضع وقد اختلف في بيت عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة
تبا لهن بالعرفان لما نكرنني * وقلن امرؤ باغ أكل واضعا *
فرواه قوم هكذا وجعلوا أكل من الكلال وهو من الذروح والاعياء قالوا إنه
لجده في (5) نماء ناقته أوضع في طلبه لها وأسرع مع الكلال ليدركها فاجتمع عليه
الكلال والأجياع (6) ورواه آخرون وقلن امرؤ باغ أضل وأوضعا يعني أنه أضل بعيره
فحمل في بغائه وأوضع في طلبه وقوله النقض يريد الذي قد هزله السير فصار نقضا
باليا ويجمع أنقاضا والزفيان كنحوه وقوله امرأة طوالة يعني طويلة وهذا مما
جاء على فعيل وفعال يقال رجل طويل وطوال وطوال (7) قال الراجر * جاءوا بصيد عجب من العجب * أزبرق العينين طوال الذنب *
ويقال أمر عجيب (8) وعجاب قال الله تبارك وتعالى " إن هذا لشئ " "

(1) الجليس الصالح: الرتكانا.
(2) سورة التوبة، الآية: 47.
(3) الجليس الصالح: وضع الرجل.
(4) قاله في يوم حنين، الرجز في الشعر والشعراء ص 636 واللسان " وضع " -
(5) في الجليس الصالح: إنه لد.
(6) كذا، وفي الجليس الصالح: والايضاع.
(7) زيادة عن الجليس الصالح.
(8) في الجليس الصالح: عجب.
264

عجاب (1) " ومثله كبير وكبار (2) وكبار قال الله تعالى " ومكروا مكرا كبارا (3) " ومن
الكبار قول الأعشى (4) كحلفة من أبي رياح (5) * يسمعها لاهه الكبار *
وهذا باب واسع واستقصاؤه يطول وله موضع هو أولى به
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه وأخبرني عنه أبو المعمر
الأنصاري عنه حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسين بن
العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن محمد بن جعفر الخرائطي
أنبأنا الحسين الحراز أنبأنا المثنى بن سعيد الجعفي قال بلغني أن كثير عزة لقي
جميلا فقال له متى عهدك ببثينة قال ما لي بها عهد منذ عام أول وهي تغسل ثوبا
بوادي الدوم (6) فقال له كثير أتحب أن آخذها لك الليلة قال نعم فأقبل راجعا إلى
بثينة فقال لها أبوها أيا فلان ما ردك ما كنت عندنا (7) قبيل قال بلى
ولكن حضرني أبيات قلتها في عزة قال وما هي قال (8)
فقلت لها يا عز أرسل صاحبي * على (9) نأي دار والرسول موكل
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا * وأن تخبريني بالذي فيه أفعل
أما تذكرين العهد يوم لقيتكم (10) * بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل *
فقالت بثينة اخسأ فقال أبوها ما هاجك قالت كلب لا يزال يأتينا من وراء

(1) سورة ص، الآية: 5.
(2) زيادة عن الجليس الصالح.
(3) سورة نوح، الآية: 22.
(4) ديوان الأعمش ص 193.
(5) هو رجل من ضبيعة، قتل رجلا فطولب بديته فحلف ألا يفعل، ثم قتل أبو رياح بعد ذلك فبرت يمينه،
فضربت يمينه مثلا.
(6) الدوم: واد معترض في شمالي خيبر إلى قبليها يفصل بين خيبر والعوارض (ياقوت).
(7) بياض بالأصل.
(8) الأبيات في ديوانه ص 453 والأغاني 8 / 107.
(9) في الأغاني: إليك رسولا والموكل مرسل.
(10) الأغاني: وآخر عهدي منك يوم لقيتني.
265

الجبل بالليل ولأنصاف النهار قال فرجع إليه فقال له وعدتك من وراء هذا الجبل
بالليل وأنصاف النهار فالقها إذا شئت انتهى
قال ونبأنا يعقوب بن عيسى الزهري عن الزبير بن بكار عن المؤمل قال قال
جميل بن معمر (1)
كأن دموع العين يوم تحملت * بثينة يسقيها الرشاش معين
ورحن وقد أودعن عندي أمانة * لبثينة سر في الفؤاد كمين (2)
كسر الندى لم يعلم الناس أنه * ثوى في قرار الأرض وهو دفين *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال وأنشدنا بعض أصحابنا لجميل (3) * يقلن إنك قد ركنت (4) بباطل * منها فهل لك في اعتزال الباطل
ولباطل ممن ألذ وأشتهي (5) * أشهى إلي من البغيض الباذل *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي إجازة أنبأنا
أبو الحسن الطاهري أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا الفضل بن الحباب نبأنا محمد بن
سلام الجمحي أبو الغراف عن الأجبل بن أبي الأجبل حدثني أحمد (6) التميمي قال
لقيني كثير عزة فقال
لقيني جميل بن معمر في هذا الموضع الذي لقيتك به فقال من
أين أقبلت فقلت من عند أبي الحبيبة أعني أبا بثينة ثم قالي وإلى أين تريد
فقلت إلى الحبيبة أعني عزة فقال لي لا بد من أن ترجع عودك على بدئك فتستجد لي
موعدا فقلت إن عهدي بأبيها الساعة وأنا أستحي قال لي لا بد من ذلك
قال قلت فمتى آخر عهدك بهم قال بالدوم وهم يرحضون ثيابهم قال فأتيت أباها
فقال ما ردك يا ابن أخي فقلت أبيات عرضت لي أحببت أن أعرضها عليك قال
هات فأنشدته (7) *

(1) ديوانه ص 127.
(2) بالأصل: مكين.
(3) ديوانه ص 107 والأغاني 8 / 101.
(4) الأغاني: رضيت... اجتناب الباطل.
(5) الأغاني: ولباطل مما أحب حديثه.
(6) مختصر ابن منظور 6 / 113 أدهم التميمي، والخبر في الأغاني 8 / 106 - 107 باختلاف السند والرواية.
(7) في الأغاني: فأنشدته وبثينة تسمع.
266

فقلت لها يا عز أرسل صاحبي * على نأي دار والموكل مرسل
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا * وأن تأمريني ما الذي فيك أفعل
وآخر عهد منكم يوم لقيتني * بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل *
قال فضربت بثينة جانب الخدر وقالت اخسأ فقال أبوها مهيم (1) يا بثينة
قالت كلب يأتينا إذا نوم الناس من وراء الرابية قال فأتيته فأخبرته أن قد وعدته إذا
نوم الناس من وراء الرابية انتهى
قال ومن قوله أيضا يعني جميلا (2)
فأقسم طرفي بينهن فيستوي * وفي الصدر بون بينهن بعيد
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بوادي القرى إني إذا لسعيد
وهل ألقين سعدا (3) من الدهر مرة * وما مر من عصر الشباب حديد
ومن يعطي في الدنيا قرينا كمثلها * فذلك في عيش الحياة رشيد
يموت الهوى مني إذا ما ذكرتها * ويحيى إذا فارقتها فيعود *
ومن قوله أيضا
وكنا إذا ما معشر أجحفوا (5) بنا * ومرت جواري طيرهن وتعيفوا
وضعنا لهم صاع القصاص رهينة * ونحن نوفيها إذا الناس طففوا
ترى الناس (6) ما سرنا يسيرون خلفنا * وإن نحن أومأنا إذ الناس وقفوا *
فنشد الفرزدق على هذا البيت فقال أنا أحق به وقال له لا تعد فيه فلم يكترث له
وكذلك تروى أويانا وأومأنا
برزنا وأصحرنا لكل قبيلة * بأسيافنا إذ يوكل المتضعف
فأي معد كان فئ رماحه (7) * كما قد أفأنا والمفاخر منصف

(1) مهيم: كلمة يمانية معناها ما أمرك وما الذي أرى بك.. (اللسان).
(2) الأبيات في ديوانه ص 39 وبعضها في الأغاني 8 / 103 و 104.
(3) الديوان: " سعدي " الأغاني: فردا بثنية مرة.
(4) ديوانه ص 85.
(5) الديوان: نصبوا لنا... طيرهم وتعيفوا.
(6) الديوان: نسير أمام الناس والناس خلفنا.
(6) الديوان: نسير أمام الناس والناس خلفنا.
(7) الديوان: رماحهم... والمفاخر ينصف.
267

ونحن منعنا يوم أول ذمارنا (1) * ويوم أفئ والأسنة ترعف
ونحن حمينا يوم مكة بالقنا * قصيا وأطراف القنا يتقصف
فحطنا بها أكناف مكة بعدما * أرادتها (2) ما قد أبى اللخندف *
وقال يمدح عبد العزيز بن مروان (3)
إلى القرم الذي كانت يداه * لفعل الخير سطوة من ينيل
إذا ما أغلى (4) الحمد اشتراه * فما إن تستقيل ولا يقيل
أمين الصدر يحفظ ما تولى * بما يكفي القوي به النبيل
أبا مروان أنت فتى قريشا * وكهلهم إذا عد الكهول
توليه العشيرة ما عناها * فلا ضيق الذراع ولا بخيل
إليك تشير أيديهم إذا ما * رموا أو غالهم أمر جليل
كلا يوميه بالمعروف طلق * وكل بلائه (5) حسن جميل
تمايل في الذؤابة من قريش * ثناه المجد والعز الأثيل
أروم ثابت أيهتز فيه * بأكرم منبت فرع طويل *
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ بإسناده علي أنبأنا أبو علي
محمد بن الحسين نبأنا المعافى بن زكريا (6) نبأنا محمد بن داود بن سليمان
النيسابوري نبأنا علي بن الصباح (7) حدثني أبو المنذر حدثني شيخ من أهل وادي
القرى قال لما استعدى آل بثينة مروان بن الحكم على جميل وطلبه ربعي بن دجاجة
العبدي صاحب تيماء (8) هرب إلى أقاصي بلادهم فأتى رجلا من بني عذرة شريفا
وله بنات سبع كأنهن البدور جمالا فقال يا بناتي تحلين بجيد حليكن وألبسن جيد
ثيابكن ثم تعرضن لجميل فإني أنفس على مثل هذا من قومي فكان جميل إذا مر

(1) الديوان: نساءنا.
(2) الديوان: أرادت بها.
(3) ديوانه ص 118.
(4) الديوان: غالي.
(5) مطموسة بالأصل والمثبت عن الديوان.
(6) الجليس الصالح الكافي 1 / 514 - 515 ومصارع العشاق ص 280.
(7) ما بين معكوفتين ليس في الجليس الصالح.
(8) تيماء بليدة في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام.
268

بهن (1) ورأهن أعرض بوجهه فلا ينظر إليهن ففعلن ذلك مرارا وفعله جميل فلما
علم ما أريد بهن أنشأ يقول
جعلت لكي تعلمن أني صادق (2) وللصدق خير في الأمور وأنجح
لتكليم يوم من بثينة واحد * ورؤيتها عندي ألذ وأملح
من الدهر لو أخلو بكن وإنما * أعالج قلبا طامحا حيث يطمح *
قال فقال أبوهن ارجعن فوالله لا يفلح هذا أبدا انتهى
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا محمد بن خلف أخبرني أبو بكر أنبأنا المدائني قال قال هشام بن محمد
سمعت رجلا من عذرة يحدث لما علق جميل بثينة وجعل يشبب بها استعدى عليه أهلها
ربعي يومئذ ابن دجاجة (3) وهو يومئذ أمير تيماء قال فخرج جميل هاربا حتى
انتهى إلى رجل من بني عذرة بأقصى بلادهم وكان سيدا فاستجار به وكان للرجل سبع
بنات فلما رأى جميلا رغب فيه وأراد أن يزوجه ليسلو عن بثينة فقال لبناته البسن
أحسن ثيابكن وتحلين بأحسن حليكن وتعرضن له فلعل عينه تقع على إحداكن
فأزوجه قال وكان جميل إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب فإذا أقبل رفعن جانب
الخباء فإذا رآهن صرف وجهه قال ففعلن ذلك مرارا فعرف جميل ما أراد به الشيخ
فأنشأ يقول
حلفت لكيما تعلميني صادقا * وللصدق خير في الأمور وأنجح
لتكليم يوم واحد من بثينة * ورؤيتها عندي ألذ وأملح
من الدهر لو أخلو بكن وإنما * أعالج قلبا طامحا حيث يطمح *
فقال الشيخ أرخين عليكن الخباء فوالله لا يفلح هذا أبدا
أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه وأخبرني عنه أبو معمر الأنصاري
حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن

(1) الجليس الصالح: إذ تزين ورأهن.
(2) الديوان ص 27: حلفت لكيما تعلميني صادقا.
(3) رسمها غير واضح، والمثبت يوافق الرواية السابقة.
269

العلاف قال أنبأنا أبو القاسم (1) نبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنبأنا
محمد بن جعفر الخرائطي أنبأنا العباس بن الفضل نبأنا العباس بن هشام الكلبي عن
أبيه عن جده حدثني رجل من بني عذرة قال لما كثر جميل بالتشبيب ببثينة استعدى
عليه أهلها فألح أهله عليه على لائمته وعذله فلما ألحوا عليه تحمل هاربا إلى وادي
القرى فطلب فهرب منه فلحق بشيخ من بني عذرة أبي بنات في خيمة له فقال الشيخ
لبناته البسن خير ثيابكن وأحسن حليكن وتشرفن له عسى أن تقع عينيه على
بعضكن فإن وجها منه فينقطع هذا الأمر عنا ففعل وتعرضن له فلما أكثرن قال لهن
بحيث يسمعن
حلفت لكيما تعلموني صادقا * وللصدق خير في الأمور وأنجح
لتكليم يوم من بثينة واحد * ورؤيتها عندي ألذ وأملح
من الدهر لو أخلو بكن وإنما * أعالج قلبا طامحا حيث يطمح *
قال فذكرن ذلك لأبيهن فقال خلين عن هذا فإنه لا يفلح أبدا انتهى
قال وأنبأنا إسماعيل الزبيري عن أبي العباس المروزي قال قال محمد بن
أحمد إن أهل بثينة مشوا إلى جميل بن معمر وأهله واستوهبوهم من جميل وكان
الصوت قد ارتفع به وعلا ولاقوا جميلا ونهوه وعذلوه في أبياتها فلم يسمع قول قائل
منهم فاعزوه بحبها فذلك حيث يقول (2)
وعاذلوني (3) الحوني في محبتها * يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجد
لما أطالوا عتابي فيك قلت لهم * لا تكثروا كل هذا اللوم واقتصدوا (4)
قد مات قبلي أخو هند (5) وصاحبه * مرقش (6) واشتفى من عروة (7) الكمد

(1) كلمة مطموسة بالأصل لم نصل إليها.
(2) ديوانه ص 45.
(3) الديوان: وعاذلين ألحوا في محبتها.
(4) عن الديوان وبالأصل " واقتصد ".
(5) الديوان: أخو نهد، وهو عبد الله بن عجلان النهدي، شاعر جاهلي، وأحد العشاق الذين قتلهم الحب،
وكان يشبب بصاحبته هند.
(6) وهو المرقش الأكبر، مات بحب ابنة عمه أسماء، وقد أبعدوه عنها.
(7) هو عروة بن حزام العذري، أحد عشاق العرب الملوعين والذي مات مسلولا بحب ابنة عمه عفراء، ولم
يزوجوه منها.
270

فكلهم كانوا في عشق منيته * فقد وجد ت بها فوق الذي وجدوا (1)
إني لأرهب بل قد كدت أعلمه * أن سوف توردني الحوض الذي وردوا (2) *
إن لم تنلني بمعروف تجود به * أو يدفع الله عني الواحد الصمد *
قال وأنشدني إسماعيل بن الزبير لجميل فقال
خليلي فيما عشتما هل رأيتما * قتيلا من حب قاتله قبلي (3)
أفي أم عمرو تعذلاني هديتما * وقد تيمت قلبي وهام بها عقلي (4) *
قال وأنشدني أبو بكر الصندلي لجميل أيضا فقال
أرأيتك إن عطيتك الود عقلي * ولم يك عندي أن أنتفا
أتاركني للموت أنت لميت * وعندك لي ولو تعلمين شفا
فواكبدي من حب من لا يحبني * ومن عثرات ما لهن فنا *
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن
محمد حدثني أبي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الزيادي نبأنا الحارث بن أحمد
العبدي حدثني محمد بن أحمد بن جعفر الأهوازي قال كان أبو بثينة قد استعدى
أمير المؤمنين على جميل فأهدر لهم دمه فحجبوها فلم يدعوها تظهر فقال جميل في
ذلك (5)
فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها * مقالة واش أو وعيد أمير
فلن يحجبوا عيني عن دائم البكا * ولن يملكوا ما قد يجن ضمير
إلى الله أشكو ما ألاقي من الهوى * ومن حرق تعتادني وزفير *
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو محمد الحسين بن عيسى بن المقتدر
أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور السكري أنبأنا ابن الأنباري أنبأنا أبو العباس قال
مر رجل بجميل فأضافه وخبز خبزة من مكوك وثردها في لبن وسمن قال ثم أتاه بها

(1) عن الديوان وبالأصل: وجد.
(2) عن الديوان وبالأصل " ورد " وفي الديوان: إني لأحسب.
(3) ديوانه ص 99.
(4) ديوانه ص 109 من قصيدة أخرى.
(5) ديوانه ص 66.
271

فجعل الرجل يحدث جميلا عن بنت عم له ويأكل حتى أتى على الخبزة فقال
جميل (1)
وقد رأيتني (2) من جعفر أن جعفرا * يلح على قرص ويبكي على جمل
فلو كنت عذري العلاقة لم تكن * بطينا ونساك الهوى كثرة الأكل *
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي نبأنا أبو الحسين بن
المهتدي أنبأنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل المأمون
نبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال وقرأت على أبي لجميل بن
معمر (3)
صدت بثينة عني أن سعى ساع * وآيست بعد موعود واطماع
وصدقت في أقوالا تقولها * واش وما أنا للواشي (4) بمطواع
فإن تبيني بلا جرم ولا ترة * وتولعي بي ظلما أي إيلاع
فقد يرى الله أني قد أحبكم * حبا أقام جواه (5) بين أضلاع
لولا الذي أرتجي منها وآملة * لقد أشاع بموتي عندها ناع
يا بثن جودي وكافي عاشقا دنفا * واشفي بذلك أسقامي وأوجاعي (6)
إن القليل كثير منك ينفعني * وما سواه كثير غير نفاع
آليت لا أصطفي بالجود (7) * حتى أغيب تحت الرمس بالقاع
قد كنت عنكم بعيد الدار مغتربا * حتى دعاني لحيني منكم داع
فاهتاج قلبي الحزن قد يضيقه * فما أغمض غمضا غير تهجاع (8)
ولا تضيعن سري إن ظفرت به * إني لسرك حقا غير مضياع
أصون سرك في قلبي وأحفظه * إذا تضايق صدر الضيق الباع

(1) ديوانه ص 117.
(2) الديوان: ويعجبني.
(3) الأبيات في ديوانه ص 75.
(4) بالأصل " للواشين " والمثبت عن الديوان.
(5) عن الديوان وبالأصل " أبواه " وفي الديوان: أضلاعي.
(6) بالأصل: وأوجاع.
(7) الديوان: بالحب.
(8) الديوان: تهياع.
272

ثم اعلمي أن ما استودعتني ثقة * يمسي ويصبح عند الحافظ الراع (1) *
قال أبو بكر وقال جميل بن معمر (2)
خليلي عوجا اليوم عني (3) فسلما * على عذبه الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما بي ساعة * شكرتكما حتى أغيب في قبر
وإنكما إن لم تعوجا (4) فأنني * سأصرف وجدي فأذنا اليوم بالهجر
ومالي لا أبكي وفي الأيك نائح * وقد فارقتني (5) شختة الكشح والخصر
أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه * وأصبر ما بي عن بثينة من صبر
يقولون مسحور يجن بذكرها * وأقسم ما بي من جنون ولا سحر
وأقسم لا أنساك ما ذر شارق * وما هب آل في ملمعة قفر
وما لاح نجم في السماء معلق * وما أورق الأغصان من فنن السدر
لقد شغفت نفسي بثين بذكركم * كما شغف المخمور يا بثن بالخمر
ذكرت مقامي ليلة ألبان قابضا * على كف حوراء المدامع
فكدت ولم أملك إليها صبابة * أهيم وفاض الدمع مني على النحر
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة * كليلتنا حتى نرى ساطع الفجر
تجود علينا بالحديث وتارة * تجود علينا بالرضاب (6) من الثغر
فليت إلهي (7) قد قضى ذاك مرة * فيعلم ربي عند ذلك ما شكر
ولو سألت مني حياتي بذلتها * وجدت بها إن كان ذلك من أمر *
قال وأنبأنا ابن المهتدي أنبأنا أبو أحمد طالب بن عثمان بن محمد المقرئ
الأزدي نبأنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال قال وأنشدني أبي هذا الشعر
لجميل بن معمر وقال يروي لغيره (8) *

(1) الديوان: الواعي.
(2) ديوانه ص 57.
(3) الديوان: حتى تسلما.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الديوان.
(5) عن لديوان وبالأصل " فارقني ".
(6) عن الديوان وبالأصل " بالرضاع ".
(7) الديوان: فيا ليت ربي.
(8) الأبيات ليست في ديوانه ط بيروت، وبعضها في الشعر والشعراء ص 266 منسوبا لجميل، والابيات في
ديوانه عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 87 - أ 88 من قصيدة مطلعها:
نعق الغراب ببين ذات الدملج * ليت الغراب بينها لم يزعج
273

فدنوت مختبئا ألم (1) ببيتها * حتى ولجت إلى خفي المولج
فتناولت رأسي ليعرف مسها * بمخضب الأطراف غير مشنج
قالت وعيش أخي ونعمة (3) والدي * لأنبهن القوم إن لم تخرج
فخرجت خيفة قولها فتبسمت * فعلمت أن يمينها لم تلجج
فلثمت فاها آخذا بقرونها * شرب (5) النزيف ببرد ماء الحشرج *
أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي أخبرنا أبو الحجاج
يوسف بن مكي بن يوسف عنه أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا أبو بكر أحمد بن
إبراهيم بن شاذان أنبأنا محمد بن أبي الأزهر أنشدنا الزبير قال قرأ علينا محمد بن
أبي بكر المؤملي لجميل وأنشدنا محمد بن يزيد هذه الأبيات ما خلا البيت الأول (6)
فقد لان أيام الصبا ثم لم يكد * من الدهر شئ بعدهن يلين
ظعائن ما في قربهن لذي هوى * من الناس إلا شقوة وفنون
ووكلته والهم ثم تركته (7) * وفي القلب من وجد بهن حنين *
فوا حسرتي إن حيل بيني وبينها * ويا حين نفسي كيف منك تحين
تشيب روعات الفراق مفارقي * وأنشزن نفسي فوق حيث تكون
شهدت بأني لم تغير مودتي * وأني بكم حتى الممات ضنين
وأن فؤادي لا يلين إلى هوى * سواك وإن قالوا بلى سيلين
وإني لأستغشي وما بي نعسة * لعل لقاء في المنام يكون

(1) الشعر والشعراء: " أضر " وفي ديوان عمر: فقعدت مرتقبا.
(2) سقط البيت من الشعر والشعراء، وفي ديوان عمر: لتعلم مسه.
(3) الشعر والشعراء: " ونقمة والدي لابنهن الحي ".
وصدر البيت في ديوان عمر:
قالت: وعيش أبي وحرمة أخوتي.
قالت: وعيش أبي وحرمة أخوتي.
(4) البيت في ديوان عمر:
فخرجت خوف يمينها فتبسمت * فعلمت أن يمينها لم تحرج.
(5) الشعر والشعراء: " فعل " والأصل كالديوان.
(6) الأبيات في ديوانه ص 127 - 128.
(7) الديوان: ووالكنه والهم ثم تركنه.
274

ولما علونا اللابتين تشوفت * قلوب إلى وادي القرى وعيون
كان دموع العين يوم تحملوا (1) * بثينة يسقيها الرشاش معين
ورحن وقد أودعن عندي (2) أمانة * أمانة سر في الفؤاد مكين
كسر الثرى (3) لم يعلم الناس أنه * ثوى في قرار الأرض وهو دفين
فإن دام هذا الهجر (4) منك فإنني * لأغبرها في الجانبين رهين
لكيما يقول الناس مات ولم يمن * عليك ولم تنبت منك قرون *
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن (5) أنبأنا أبو القاسم
عبد الواحد بن أحمد بن علي بن محمد بن فهد العلاف أنبأنا عبيد الله بن أحمد إجازة
أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان الصفار أنبأنا محمد بن العباس الفقيه المعروف بابن
البختري أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أحمد (6) نبأنا ابن عيينة عن
الزهري عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تقاطعوا ولا
تدابروا (7) ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث [2806] ح
قال أبو الحسين بن النحوي فجئت ثعلب بعد انصرافنا من عند عبد الله فقال ما
حدثكم عبد الله فقرأت عليه حديث الزهري فقال أنشدنا ابن الأعرابي
لا تهجريني يا بثين واحسني * وجافي مليك الناس في البر والبحر
فقد جاء قول عن رجال أتوا به * وجاء به سفيان حقا عن الزهري
وأخبرني به أيضا غير واحد * رووه بإسناد عن الحسن البصري
إذا هجر الإنسان فوق ثلاثة * أخاه تولى الله عنه إلى الحشر
قبلك أن راجع ما مضى ويجري * على الحد الذي لم يزل يجري

(1) الديوان: تحملت.
(2) الديوان: قلبي أمانة لبثنة: سر في الفؤاد كمين.
(3) الديوان: الندي.
(4) الديوان: الصرم.
(5) الكلمة غير مقروءة تركناها بياضا.
(6) مسند الإمام أحمد 3 / 110.
(7) في المسند: ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا.
275

فيا عاذلي في الحب لم تدر ما الهوى * ولم تدر إذ لم تدر أنك لم تدر *
لا أحسب هذا الشعر لجميل فإن جميلا أقدم من سفيان ولعل قائله سلك طريق
جميل في التشبيب ببثينة
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي
الجازري أنبأنا المعافى بن زكريا (1) أنبأنا محمد بن الحسن (2) بن دريد أنبأنا
العكلي (3) عن عوانة عن رجل من قريش من ساكني الكوفة قال قال لي (4) يعني
نصيب أتروي الشعر قلت نعم قال أنشدنا لجميل فأنشدته (5)
إني لأحفظ غيبكم ويسرني * لو تعلمين (6) بصالح أن تذكري
ويكون يوم لا أرى لك مرسلا * أو نلتقي فيه علي كأشهري
يا ليتني ألقى المنية بغتة * إن كان يوم لقائكم لم يقدر (7)
تقضى الديون وليس ينجز موعدا * هذا الغريم لنا وليس بمعسر *
فقال لله دره والله ما قال أحد إلا دون قوله قال لقد ترك لنا مثالا يحتذى (8) عليه أما صدقنا في شعره فجميل وذكر تمام الحكاية
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن مسور حدثنا وأبو الخضر يزيد بن
عبد الله قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (9) أنبأنا القاضي أبو الطيب
طاهر بن عبد الله الطبري أنبأنا المعافى بن زكريا الجريري أنبأنا محمد بن يحيى
الصولي حدثني أبو العباس عبد الله بن المعتز (10) قال كان أبو العباس محمد بن
يزيد النحوي المبرد يجئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل القاضي لقرب داره من

(1) الخبر في الجليس الصالح الكافي 4 / 38.
(2) بالأصل " الحسين " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن الجليس الصالح، وزيد فيه بعدها " عن ابن الكلبي ".
(4) ثمة اختصار للرواية هنا بالأصل، انظر تمامها في الجليس الصالح.
(5) الأبيات في الديوان ص 60 والأغاني 8 / 102.
(6) الأغاني: إذ تذكرين.
(7) الأصل: " لم يقدري " والمثبت عن الديوان والأغاني.
(8) بالأصل: " لا يحتذي " والمثبت عن الجليس الصالح.
(9) تاريخ بغداد 10 / 95 ف ي ترجمة عبد الله بن بن المعتز.
(10) بالأصل " المغيرة " والمثبت عن تاريخ بغداد.
276

داري وكنت لقيت أبا العباس أحمد بن يحيى في المسجد الجامع فكان يتشوقني ويعتذر
من تأخره عني وكنت قد امتنعت من الركوب إلى المسجد وغيره فكتب إليه (1) * (2) ما وجد صاد في الحبال موثق * بماء مزن بارد مصفق (3)
جادت به أخلاف دجن مطبق * لصخرة إن تر شمسا تبرق
فهو عليها كالزجاج الأزرق * صريح غيث خالص لم يمذق
إلا كوجدي بك لكن أتقى * يا فاتحا لكل علم مغلق
وصيرفيا (4) ناقدا للمنطق * إن قال هذا بهرج (5) لم ينفق
أنا على البعاد والتمزق (6) * نلتقي بالذكر إن لم نلتق *
فكتب إلي ينشد (7) ويقول إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب ويشبه أول أبياتي
بقول جميل
فما صاديات حمن يوما وليلة * على الماء يغشين العصي حواني
لواغب لا يصدرن (8) عنه بوجهه * ولاهن من برد الحياض دوان
برين حياض (9) الماء والموت دونه * فهن لأصوات السقاة روان (10) *
وإن آخر أبياتي يشبه قول رؤبة
إنني إذا لم ترني فإنني * أراك بالغيب وإن لترني (11) *

(1) ما بين معكوفتين موجود بالأصل ولكنه غير مقروء والمستدرك عن تاريخ بغداد 10 / 95.
(2) ما بين معكوفتين مكانه لم يقرأ في الأصل، واستدرك عن تاريخ بغداد 10 / 95 - 96 و 5 / 207.
(3) بعدها في تاريخ بغداد 5 / 207.
بالريح لم يطرق ولم يرفق.
(4) بالأصل: " وصدفنا " والمثبت عن تاريخ بغداد في الموضعين.
(5) تقرأ بالأصل: " الهجزح " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) تاريخ بغداد (في الروايتين): والتفرق.
(7) في تاريخ بغداد: يشكر.
(8) بالأصل: " لم أقل لو تصدان " والمثبت عن الديوان ص 129 وفي تاريخ بغداد: لوائب.
(9) الديوان وتاريخ بغداد: حباب الماء.
(10) بعده بياض بالأصل قدر سطر، وعلى هامشه كتب بخط مغاير " كذا في الأصل " والبيت الساقط كما في تاريخ
بغداد / 10 / 96:
بأبعد مني غل صدر ولوعة * عليك ولكن العدو عداني
(11) الرجز في تاريخ بغداد 10 / 96 وتاريخ بغداد 5 / 207.
277

قرأت بخط أبي الحسين رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم بن أبي الحسن وأبو
الوحش بن قيراط عنه أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي نبأنا أبو طاهر
عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم إملاء نا أبو عبد الله اليزيدي أنبأنا أحمد بن زهير
نبأنا الزبير حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري حدثني إبراهيم بن
إبراهيم بن الحسن بن زيد قال سمعت المسور بن عبد الملك اليربوعي يقول ما
ضر من روى من شعر جميل وكثر أن لا يكون عنده مغنيتان مطربتان
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي عن أبي عثمان الصابوني
أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب أنبأنا محمد بن عبد الله بن شيث
أخبرني أحمد بن العمي حدثني أبي بكار بن علي قال كان ابن أبي مالك عالما
بالشعر قال له رجل من أصحابنا ما أجود الشعر قال ألا يحجبه عن القلب حاجب
مثل قول جميل (1)
ألا أيها النوام ويحكم هبوا * أسائلكم هل يقتل الرجل الحب *
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن صابر أنبأنا سهل بن بشر أخبرنا أبو القاسم
الشحامي أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني أنبأنا أبو بكر بن عبدوس
الحيري أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق المهرقاني نبأنا محمد بن زكريا نبأنا
الغلابي نبأنا أبو عائشة قال قال بعض العلماء إن الغناء والشعر درجان يجولان
فلقيا القناعة فاستقرا
قال محمد بن زكريا أنشدنا محمد بن عبد الرحمن السلمي لجميل (2)
كفى حزنا للمرء ما عاش إنه * ببين حبيب (3) ما يزال يروع (4)
فواحزني لو ينفع الحزن أهله * ويا جزعي إن كان للنفس مجزع
فأي قلوب (5) لا تذوب لما أرى * وأي عيون لا تجود فتدمع *

(1) ديوانه ص 16.
(2) ديوانه ص 74.
(3) بياض بالأصل، واللفظة المستدركة عن الديوان.
(4) عن الديوان وبالأصل " روع ".
(5) الديوان: فأي فؤاد.
278

أنبأنا المبارك بن سالم أنبأنا الحسن بن رشيق نبأنا يموت بن المزرع نبأنا
يزيد بن محمد المهلبي حدثني أبي حدثني شيخ من بني سعد بن زيد قال خرجت أنا
ورفيق لي من السعديين قاصدين (1) مناهل العرب فرفعت لنا نيران خلت أنها نيران حي
بني سعد فقصدناها فإذ القوم عذريون وإذا أنا بامرأة في هودج قد خلا بها ومعها غليم
فسلمنا فردت علينا فقلنا من هذا الغلام فقالت هذا مح أملح هذا ابن ابني فقلنا لها
أتروين من شعر جميل شيئا فقالت لا إن رجالنا كانوا يغارون علينا من شعر جميل
لأن بثينة كانت من رهطنا وثم نزلت وناخت بعيرها فآنسنا إليها فقالت إن السلطان
كان نذر دم جميل فأباحنا إياه فانقطع عنا مدة فوالله إني لفي ذات يوم أنا وبثينة نسترم
غزلا لما والحي خلوف فما شعرنا إلا وقد انحدر (2) علينا جميل فقلت من أين يا
جميل فقال أنا والله في هذه الخضراء منذ ثلاثة ورأيته ملوكا كأنه في ثنايا علة فقلت
له فما الذي أصابك إلى ما أرى يا جميل قال هذه الغول التي وراءك فقلت لبثينة
أما ترين الجوع في وجهه فوثبت إلى أقط (3) مطحون فجعلته في قعب ونرقته (4) بسمن
ورفعته إلي فناولته جميلا فلعق منه لعقات ثم قال إني أريد مصر وجئت لأودعكم ثم
مضى فكان ذلك آخر العهد به انتهى
أنبأنا أبو القاسم العلوي نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
البجلي حدثني أبي أبو الحسين قال وحدثني محمد بن أحمد بن جعفر الأهوازي
قال قدم جميل بن عبد الله بن معمر على عبد العزيز بن مروان بمصر فدخل حماما
لهم فإذا في الحمام شيخ من أهل مصر وكان جميل رجلا جسيما وسيما فقال له الشيخ
يا فتى كأنك لست من هذه البلدة قال أجل قال حدثنا فمن أين أنت قال من
الحجاز قال من هذه البلدة قال رجل من بني عذرة قال فما اسمك قال
جميل بن عبد الله بن معمر قال صاحب بثينة قال نعم قال فما رأيت فيها يا ابن
أخي فوالله لقد رأيتها ولو ذبح بعرقوبها طائر لا نذبح فقال له جميل يا عم إنك لم ترها

(1) غير مقروة ء بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(2) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الأغاني 8 / 152.
(3) اللفظة شطبت بخط بالأصل وعليها علامة، وعلى هامشه " أقط " وهو ما أثبت وانظر الأغاني. والأقط: لبن
مجفف يابس يطبخ به.
(4) كذا.
279

بعيني ولو نظرت إليها بعيني لأحببت أن تلقى الله تعالى وأنت زان انتهى
قال ومرض جميل بمصر مرضه الذي مات فيه فدخل عليه العباس بن سعد
الساعدي وهو يجود بنفسه فقال له جميل يا عباس ما تقول في رجل لم يقتل نفسا ولم
يزن قط ولم يسرق قط ولم يشرب خمرا قط أترجو له فقال له العباس أي والله
قال فقال جميل إني لأرجو أن أكون ذلك الرجل قال العباس فقلت له سبحان
الله وأنت تتبع بثينة منذ ثلاثين سنة فقال يا عباس إني لفي آخر يوم من الأيام أيام
الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة لا نالتني شفاعة محمد (صلى الله عليه وسلم) إن كنت وضعت يدي عليها
قط قال ومات رحمة الله عليه
أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه وأخبرني عنه أبو المعمر الأنصاري
حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن
العلاف قالا أنبأنا عبد الملك بن محمد بن بشران نبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي
أنبأنا أبو جعفر الخرائطي أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري نبأنا الزبير بن
بكار عن عباس بن سهل الساعدي قال بينما أنا بالشام إذا لقيني رجل من أصحابي
وقال هل لك في جميل فإنه ثقيل نعوده فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه وما يخيل إلي أن
الموت يكرثه (1) فنظر إلي ثم قال يا ابن سهل ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قط ولم يزن
ولم يقتل نفسا يشهد أن لا إله إلا الله قلت أظنه قد نجا وأرجو له الجنة
فمن هذا الرجل قال أنا ذاك الرجل قلت له والله ما أحسبك سلمت وأنت تتشبب
منذ عشرين سنة ببثينة قال لا نالتني شفاعة محمد (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة فإني في أول يوم من
أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط فما برحنا حتى
مات رحمة الله عليه (2) انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن رشا بن نظيف أنبأنا عبد الرحمن بن محمد المكتب وعبد الله بن
عبد الرحمن المقرئان قالا أنبأنا أبو الحسن بن رشيق أنبأنا أبو بشر الدولابي
حدثني الجويني يعني أبا بكر أحمد بن محمد بن القاسم حدثني أبن عفير عن أبيه

(1) عن الشعر والشعراء ص 266 وبالأصل " يكثر ".
(2) الخبر في الوافي بالوفيات 11 / 185.
280

قال حدثني هارون بن عبد الله القاضي قال قدم جميل بن معمر مصر على
عبد العزيز بن مروان ممتدحا له فأذن له وسمع مدائحه وأحسن جائزته وسأله عن حبه
بثينة فذكر وجدا فوعده في أمرها وأمره بالمقام وأمر له بمنزل وما يصلحه
فما أقام إلا يسيرا حتى مات رحمة الله عليه هناك وذلك في سنة اثنين (1) وثمانين (2)
انتهى
1075 جميل بن أبي المخارق الحارثي
ولي ديوان الجند ليزيد بن الوليد الناقص له ذكر
1076 جميل بن يزيد الأزدي
بصري قد دمشق برسالة من يزيد بن المهلب إلى يزيد بن عبد الملك يعتذر إليه
من محاربة عامله على البصرة وإنه لهو جد إلى قتاله له ذكر انتهى والله أعلم
1077 جميل بن يوسف بن إسماعيل
أبو علي المادرائي (3) العراقي
نزيل بانياس (4) سمع بدمشق أبا (5) القاسم بن أبي العلاء وطاهر بن البركات
الخشوعي وحدث عن أبي الحسن أحمد بن محمد (6)
(7) وأبي زكريا (8) عبد الرحيم بن

(1) كذا، والصواب " اثنتين ".
(2) في سير الاعلام 4 / 385 بقي إلى حدود سنة مئة.
(3) كذا ورد " المادرائي " بالميم، وفي المختصر " البادرائي " وقد ترجم له ياقوت باسم " البدارايي " بالباء وهذه
النسبة إلى بادريا، وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط.
ولم يذكره السمعاني لا في " البادرائي " ولا في " المادرائي ".
(4) في معجم البلدان: نزيل أكواخ بانياس من أرض دمشق.
(5) مكانها بالأصل " أنبأنا أبو " والصواب ما أثبت عن معجم البلدان " بادرايا ".
(6) كلمة غير مقروءة بالأصل، تركنا مكانها بياضا، وفي معجم البلدان: وحدث عن أبي الحسن محمد بن
محمد بن حامد القاضي البادرايي.
(7) بالأصل " غيث بن علي بن حامد القاضي المادرائي " كذا واسمه " غيث بن علي بن علي " فحذفنا المقحم.
ولعل ما أقحم هنا تابع للاسم الذي قبله، انظر الحاشية السابقة، وانظر ترجمة غيث في سير الاعلام
19 / 389 وسيأتي أن غيث سمع منه.
(8) في معجم البلدان: " وأبي بكر زكريا بن عبد الرحيم " وهو تحريف والصواب ما أثبت، انظر ترجمة إي
(8) في معجم البلدان: " وأبي بكر زكريا بن عبد الرحيم " وهو تحريف والصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي
زكريا عبد الرحيم في سير الاعلام 18 / 257.
281

أحمد البخاري سمع منه غيث بن علي ببانياس وقدم جميل هذا دمشق سنة خمس
وستين وأربعمائة انتهى
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو علي جميل بن يوسف بن إسماعيل
المادراي المقيم بالأكواخ من لفظه ببانياس بمسجد باب الخولان نبأنا القاضي أبو
الحسن محمد بن محمد بن حامد بن بنبق بما درايا حدثني أبي محمد بن حامد
حدثني وخبرك أبو بكر أحمد بن محمد المفيد الجرجرائي نبأنا الحسين بن إسماعيل
الربعي نبأنا أبو بشر بكر بن خلف نبأنا أبو محمد بن أبي الضيف نبأنا عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن جده عن أبي أيوب أن رجلا قال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عظني وأوجز
قال إذا كنت في صلاتك فصل صلاة مودع فإياك وما يعتذر منه وأجمع اليأس ما في
أيدي الناس انتهى [2807] ح
سمع غيث من هذا الشيخ في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وأربعمائة عند عودة
من دمشق إلى صور أنبأنا أبو الفرج ونقلته من خطه حدثني حمزة بن محمد أن شيخنا
جميلا توفي بالأكواخ من بانياس من شهور سنة أربع وثمانين وأربعمائة "
282

ذكر من اسمه جناح "
1078 جناح بن روح بن جناح
ابن أبي المذكر
فيما يعد شاعرا من شعراء أهل دمشق شهد حرب أبي الهيذام في العصبية التي
وقعت بين المضرية واليمانية وقال في ذلك شعرا
قرأت بخط أبي الحسين الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل
بيته من المزيين قال وقال جناح بن روح
لله أم نمت قيس بن عيلان * ماذا تمتن ذوي فضل وإحسان
جاءت بكل شطر فاضل بطل * سيف جواد ينزع غير منان
إني شهدت لقيس أن أمهم * بيضاء محصنة جاءت بفتيان
كم فيهم غلام حازم بطل * ومن كبير شجاع القلب طعان *
إن الرماح ذو شحات تظلهم * ولبسهم أبدا بيض بأبدان
عصى قيس سيوف الهند قد وصلت * منهم بأخلب راحات وأبدان
قد قلت إذ أقبلت قحطان رخمها * وخوف قيس عليها ربح قحطان
حتى إذا ما التقوا شبهتهم غنما * مذعورة نفرت من حس سرحان
ناديت يا عامر الغارات خلهم * وأمنن على آل قحطان بن شيطان
فداسهم دوسة لم يبق من أحد * بجانب المرج من غربي جولان *
1079 جناح بن نعيم الكلبي
ممن سار إلى الوليد بن يزيد مع عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك له ذكر
283

1080 جناح بن الوليد
انتهى أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو طاهر إبراهيم بن
حمزة بن الجرجرائي قالا أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو
زرعة نبأنا أبو مسهر نبأنا سعيد قال قال رجل لجناح بن الوليد أدام الله فرحكم قال "
إن الله لا يحب الفرحين (1) " انتهى كذا قال وإنما هو جناح مولى الوليد الذي توفي
يأتي
1081 جناح أبو مروان
مولى الوليد بن عبد الملك وكاتبه على الرسائل وصاحب خاتمه (2)
روى عنه ابنه مروان بن جناح وزرعة بن إبراهيم وسعد بن عبد العزيز
وزيد بن واقد وعثمان بن عبد الرحمن بن حصين بن عبيدة بن علاف وحماد مولى
بني أمية
أخبرنا أبو محمد بن عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز أحمد أنبأنا تمام بن
محمد (3) نبأنا إبراهيم بن محمد بن سنان ومحمد بن إبراهيم بن مروان قالا أنبأنا
أبو طالب بن سوادة حدثني محمد بن عثمان بن كرامة نبأنا عبيد الله بن موسى
أخبرنا عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلا بإذن زوجها ح
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة في الطبقة الأصاغر من أصحاب واثلة
وغيره جناح بن الوليد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا عبد الله بن
عتاب بن محمد أنبأنا أحمد بن عمر إجازة حينئذ

(1) سورة القصص، الآية: 76.
(2) في الوزراء والكتاب للجهشياري ص 38 جناح مولى عبد الملك، ولاه ديوان الخاتم بعد موت عمرو بن
الحارث الفهمي.
(3) السند مضطرب بالأصل وفيه: " أنبأنا تمام بن إبراهيم، نبأنا محمد " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
284

وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن
الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن بن أحمد أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول جناح مولى الوليد بن عبد الملك دمشقي كان على
جامع دمشق وقال الكلابي على بناء مسجد دمشق انتهى
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (1) ثم حدثني أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل
أحمد بن الحسين وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان
أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (2) جناح الشامي مولى الوليد (3)
سمع واثلة روى عنه عثمان بن حصين (4) الشامي انتهى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة ثم أخبرنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد الفأفاء
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (5) جناح الشامي مولى الوليد بن عبد الملك
قوله روى عنه ابنه مروان بن جناح وعثمان بن حصين (6) وزرعة بن إبراهيم سمعت
أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه سعيد بن عبد العزيز وزيد بن واقد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو محمد أبي نصر أنبأنا أبو
الميمون بن راشد أنبأنا أبو زرعة نبأنا أبو مسهر نبأنا سعد بن عبد العزيز قال قال
رجل لجناح مولى الوليد أدام الله فرحكم فقال " إن الله لا يحب الفرحين "
قال وأنبأنا أبو مسهر نبأنا سعد بن عبد العزيز قال كان نمير بن أويس يخبر
شهدت جناح مولى الوليد ليتني الوليد
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أبو عبد الله

(1) السند مضطرب بالأصل وكان فيه: " أنبأنا أبو الغنائم واللفظ له، قالوا: أنبأنا عبد الوهاب بن محمد، زاد
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي " والذي أثبتناه قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 245.
(3) بالأصل: " الوليد بن مسلم " والصواب ما أثبت عن البخاري.
(4) في البخاري: حصن.
(5) الجرح والتعديل: حصن.
(5) الجرح والتعديل 1 / 1 / 537.
(6) في الجرح: حفص.
285

النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا بن خليفة بن خياط (1) قال
في تسمية عمال الوليد الرسائل جناح مولاه الخاتم عمرو بن الحارث فمات
عامر بن لؤي (2) فمات فدفعه إلى جناح مولاه انتهى

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 312.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة.
286

" ذكر من اسمه جنادة "
1082 جنادة بن أبي أمية
واسم أبي أمية كبير يأتي بعد
1083 جنادة بن حنيفة الصغاني (1)
حدث عن عكرمة
روى عنه ثور (2) بن يزيد
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني قال أنبأنا أبو
نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد نبأنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن
زبريق نبأنا عمي محمد بن إبراهيم بن العلاء نبأنا بقية بن الوليد نبأنا ثور بن يزيد
حدثني جنادة بن حنيفة الصغاني عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا
جاء نصر الله والفتح قال وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم لينة طباعهم شجية
قلوبهم عظيمة خشيتهم دخلوا في دين الله أفواجا [2809] ح
1084 جنادة بن أبي خالد
أبو الخطاب
قيل إنه دمشقي سكن الرها كان على الطراز (3) أيام هشام وكان أسمه على (4)
الرقم

(1) في مختصر ابن منظور 6 / 116 الصنعاني.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، وسيرد صوابا أثناء الحديث.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، وسيرد صوابا أثنا الحديث.
(3) الطراز: بالكسر، الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجيدة، معرب (القاموس).
(4) في الوزراء، والكتاب للجهشياري ص 60 واسمه موجود على الثياب الهاشمية
287

روى عن أبي شيبة المهري ومكحول وحكيم بن كيسان
روى عنه زيد بن أبي شيبة انتهى
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلا أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو خيثمة نبأنا أبو هلال بن العلاء نبأنا أبي أنبأنا عبيد الله عن
زيد عن جنادة بن أبي خالد عن (1) يزيد بن أبي شيبة قال قلنا لعمرو بن عنبسة
حدثنا حديثا ليس فيه وهم ولا نسيان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول والله ما
كذبت ولا وهمت ولا نسيت وهو يقول من توضأ خرجت خطاياه كما يخرج من بطن
أمه ومن رمى بسهم في سبيل الله كانت له يوم القيامة نور ومن صام يوما في سبيل الله
تعالى باعده الله تعالى من النار سبعين خريفا [2810] ح
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نبأنا أبو خيثمة نبأنا عبد الله بن جعفر حدثني
عبيد الله يعني ابن عمرو عن زيد يعني بن أبي أنيسة حينئذ
أخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا خثيمة بن أبي هلال نبأنا أبي وعبد الله يعني ابن أبي
جعفر قال أنبأنا عبيد الله وهو ابن عمرو بن زيد حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الروذباري
أنبأنا الحسين بن الحسن بن ثوب أنبأنا أبو حاتم الرازي نبأنا عبد الله بن جعفر
نبأنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول
عن أبي إدريس زاد الشحامي الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من
مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله تعالى نورا يوم القيامة [2811] ح
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنبأنا أبو الفضل بن خيرون
وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أبو
الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل
أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (2) جنادة بن أبي خالد عن أبي شيبة قلنا لعمرو بن

(1) زيادة للايضاح.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 234.
288

عنبسة (1) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من صام يوما في سبيل الله تعالى
أبعده (2) الله تعالى من النار سبعين خريفا قال لي عمرو بن محمد سمع العلاء بن
هلال سمع عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة ويقال كان على
الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم [2812] ح
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة قال أنبأنا إبراهيم وأنبأنا أبو طاهر بن مسلمة أنبأنا
علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3) جنادة بن أبي خالد الدمشقي
وروى عن أبي شيبة المهري ومكحول روى عنه زيد بن أبي أنيسة سمعت أبي يقول
ذلك
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد
الرازي أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن محمد أنبأنا علي بن الحسين بن بندار أنبأنا أبو
عروبة الحراني في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الجزيرة جنادة بن أبي خالد كان
ينزل الرها
أنبأنا إسحاق بن زيد الخطابي نبأنا عبد الله بن جعفر فذكر حديث بشر
المشائين ح ثم قال ولزيد عنه رواية أخرى انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء
الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد (4) أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان
الغلابي (5) أنبأنا أبي قال سألت (6) عن حديث حدثنا به عبد الله بن
جعفر نبأنا عبد الله بن عمرو عن زيد عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول قال
كان هذا رهاوي كان على الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم
قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد وأنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي علي

(1) في البخاري: " عبسة " وانظر الاكمال 2 / 165.
(2) البخاري: بعده.
(3) الجرح والتعديل 1 / 1 / 515.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين قياس إلى سند مماثل.
(5) إعجامها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
(6) بياض مقدار كلمتين.
289

الأهوازي أنبأنا أبو تمام بن محمد أنبأنا أبو الحسن علي بن بشر بن علان الحراني قال
جنادة بن أبي خالد يكنى بأبي الخطاب رهاوي يروي عن مكحول حدث عنه زيد بن
أبي أنيسة وكان على الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم وخطة جنادة
بالرها معروفة وله عقب لهم صلاح وسير انتهى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الدورقي أنبأنا أبو
حاتم محمد بن حبان البستي قال (1) جنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول
وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين جميعا شاميان اثنان (2) انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) وجنادة بن أبي
خالد عن أبي شيبة قلنا لعمرو بن عنبسة (4) روى عنه زيد بن أنيسة فقال كان على
الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم
1085 جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن
ابن عمر بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة
ابن مرة بن نشبة بن غيظ (5) بن مرة
حدث جنادة بن عمرو عن أبيه عمرو بن الجنيد
حكى عنه بشر بن عبد الوهاب مولى بني أمية
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أنبأنا بن سليمان بن يوسف الربعي نبأنا محمد بن الفضل بن الفيض نبأنا
بشر بن عبد الوهاب حدثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن المري عن
أبيه عن جده الجنيد بن عبد الرحمن قال دخلت من حوران آخذ عطائي فصليت
الجمعة ثم خرجت إلى باب الدرج فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاص يقص على
الناس فرغب فرغبنا وخوف فبكينا فلما انقضى حديثه قال اختموا مجلسنا بلعن

(1) الثقات لابن حبان 6 / 150.
(2) بالأصل: ثنتان.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 152.
(4)
في الاكمال: عبسة.
(5) بالأصل " معيط " والصواب عن جمهرة ابن حزم ص 252.
290

أبي تراب فلعنوا أبا تراب عليه السلام فالتفت عن يميني فقلت له فمن أبو تراب
قال علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوج ابنته وأول الناس إسلاما وأبو
الحسن والحسين فقلت ما أصاب هذا القاص فقمت إليه وكان ذا
وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأنطح برأسه الحائط وصاح واجتمع أعوان
المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن
عبد الملك وأبو شيبة يقدمني فصاح يا أمير المؤمنين قاصك وقاص آبائك وأجدادك
أتى إليه اليوم أمر عظيم قال من فعل بك هذا فالتفت إلى هشام وعنده أشراف الناس
فقال أبو يحيى متى قدمت فقلت أمس وكنت على المصير إلى أمير المؤمنين
فأدركتني الجمعة فصليت وخرجت إلى باب الدرج فإذا هذا الشيخ قائم يقص فجلست
إليه فقرأ فسمعنا فرغب من رغب وخوف من خوف ودعا فأمنا وقال في آخر كلامه
اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فسألت من أبو تراب فقيل علي بن أبي طالب أول
الناس إسلاما وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو الحسن والحسين وزوج ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فوالله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن
لأحللت به الذي أحللت به فكيف لا أغضب لصهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوج ابنته قال
فقال هشام بئس ما صنع ثم عقد لي على السند ثم قال لبعض جلسائه مثل هذا لا
يجاورني ها هنا فيفسد علينا البلد فباعدته إلى السند فقال لنا بشر بن عبد الوهاب
وهو ممثل على باب السند بيده اليمنى سيف وبيده اليسرى كيس يعطي منه ومات
الجنيد بالسند فقال فيه الشاعر
ذهب الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام (1) *
1086 جنادة بن قضاعة بن الضبي (2)
من أهل قرية الحميريين (3)
حدث عن سليمان بن داود الداراني الخولاني
روى عنه عمرو بن أبي سلمة الدمشقي نزيل تنيس (4)

(1) البيت لأبي لأبي الجويرية عيسى بن عصية، كما سيرد في ترجمة الجنيد، جد جنادة.
(2) معجم البلدان (الحميريون)، ذكر وترجم له نقلا عن ابن عساكر.
(3) إعجامها غير واضح والمثبت عن معجم البلدان، وفيه: الحميريون محلة بظاهر دمشق على القنوات.
(4) مهملة بدون نقط بالأصل، والمثبت عن معجم البلدان.
291

1087 جنادة بن كبير (1)
وكنيته أبو أمية الدوسي الأزدي (2)
لأبيه صحبة وأدرك وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسكن الأردن وقدم دمشق
وروى عن عبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وعبد الله بن عمرو وأبي
الدرداء
روى عنه ابنه سليمان بن جنادة ومجاهد بن جبر وعمير بن هانئ وعمر بن
الأسود وأبو الخير مرثد بن عبد الله وعبادة (3) بن نسي (4) وعلي بن رباح
وبشر بن سعيد ويزيد بن صبح الأصبحي وشييم بن بيتان والوضين بن عطاء
وجابر ورجاء بن حيوية وأبو عبد الله الصنابحي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن الحسن بن غنية نبأنا يحيى بن عثمان بن صالح نبأنا
سعيد بن أبي مريم نبأنا إسماعيل بن اليسع حدثني أبو بكر الهذلي عن شهر بن
حوشب عن أبي عبد الله الصنابحي (5) أن جنادة بن أبي أمية أم قوما فلما قام من الصلاة
التفت عن يمينه فقال أترضون قالوا نعم ثم فعل ذلك عن يساره ثم قال إني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أم قوما وهم له كارهون فإن صلاته لا تجاوز ترقوته
انتهى [2813] (6) ح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا حجاج نبأنا ليث حدثني يزيد بن
أبي حبيب عن أبي الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجلا من أصحاب

(1) في تهذيب التهذيب 1 / 393، كثير.
(2) ترجمته في أسد الغابة 1 / 353 والوافي بالوفيات 11 / 192 تهذيب التهذيب 1 / 393 سير أعلام النبلاء
4 / 64 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) بالأصل " عباد " والمثبت عن تهذيب التهذيب وسير الاعلام.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك عن تهذيب التهذيب وسير الاعلام 4 / 93.
(5) الخبر في سير الاعلام 4 / 353.
(6) مسند أحمد 5 / 375.
292

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بعضهم إن الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك قال فانطلقت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله إن أناسا يقولون الهجرة قد انقطعت فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد انتهى [2814] ح
أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم انتهى وأنبأنا أبو علي الحداد وغيره
قالوا نبأنا أبو بكر بن ريذة (1) قالا أنبأنا سليمان بن أحمد نبأنا مطلب بن شعيب
الأزدي نبأنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي
الخير عن حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي أنهم ولجوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم
ثمانية رهط وهو ثامنهم يوم الجمعة فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بطعام فقال لرجل كل قال
صائم قال لآخر كل قال صائم حتى سألهم جميعا فقال أصمتم أمس قالوا
لا قال أصيام غدا قالوا لا فأمرهم أن يفطروا انتهى [2815] ح
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي الحسن بن علي قال أنبأنا
أبو بكر أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا الوليد بن مسلم
نبأنا الأوزاعي نبأنا عمير بن هانئ العنسي نبأنا جنادة بن أبي أمية حدثني عبادة بن
الصامت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير سبحان الله والحمد لله ولا حول ولا
قوة إلا بالله ثم قال رب اغفر لي أو قال ثم دعا استجيب له فإن عزم يصلي
فتوضأ ثم صلى تقبلت صلاته ح انتهى [2816]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الحسين أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال
سمعت نوح بن حبيب قال قال أبو أبي الذي يروي عنه هلال بن يسار هو جنادة بن
أبي أمية الأزدي وهو ابن امرأة عبادة بن الصامت انتهى كذا قال نوح وأبو أبي ابن
امرأة عبادة عن عبادة واسمه عبد الله بن عمرو انتهى
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسن بن الطيوري
أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب الكوكبي أنبأنا

(1) بالأصل " زيدة " خطأ، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
293

إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول قيل له جنادة بن أبي أمية
الذي روى عنه مجاهد له صحبة قال نعم جنادة بن أبي أمية الأزدي قلت ليحيى هو
الذي يروي عن عبادة بن الصامت قال هو هو انتهى (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا
محمد بن علي بن علي أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن المفضل نبأنا أبو علي جنادة بن أبي أمية
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسين وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر
قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد
حدثني أبي أحمد قال (2) جنادة بن أبي أمية شامي تابعي ثقة من كبار التابعين
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الديباج
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم قالا أنبأنا محمد بن سعد (3)
في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام جنادة بن أبي أمية الأزدي لقي أبا بكر وعمرا (4)
ومعاذا وحفظ عنهم وقال محمد بن عمر الواقدي توفي جنادة بن أبي أمية الأزدي
سنة ثمانين زاد ابن الفهم في خلافة عبد الملك بن مروان وكان ثقة صاحب غزو
انتهى
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن
ناصر عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي
أحمد بن علي المدائني أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال جنادة بن أبي أمية
الأزدي من بني زهران بن كعب بن الحارث بن كعب جاء عنه حديثان انتهى
.

(1) تهذيب التهذيب 1 / 393.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 99.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 439.
(4) بالأصل " وعمر ".
294

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل
أحمد بن الحسن وأبو الخير المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له
قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا
أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2)
جنادة بن أبي أمية الدوسي واسم أبي أمية كبير قال لي عمرو بن علي مات جنادة سنة
سبع وستين وقال لي محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي عن ابن عون عن مجاهد
كان علينا جنادة في البحر ست (2) سنين فخطبنا يوما نسبة منصور عن مجاهد وقال
عمرو بن الحارث في حديثه أتينا النبي (صلى الله عليه وسلم) في وفاته قال أبو عبد الله في قصة وفاته
نظر أكثر حديثه عن الشاميين والمصريين انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع في تسمية من روى عن عمر
وأبي عبيدة ومعاذ وبلال ممن أدرك الجاهلية جنادة بن أبي أمية الأزدي انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني حدثنا محمد بن الحسين النقاش نبأنا محمد بن شاذان النيسابوري
البخاري حينئذ
وحدثني خالي أبو المعالي محمد بن يحيى نبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
أنبأنا أبو زكريا حدثنا عبد الغني بن سعيد قال وأما كبير بالباء معجمة بواحدة قبل يا
معجمة باثنتين فهو كبير (3) أبو أمية والد جنادة بني أبي أمية الأزدي انتهى
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ثم
حدثني أبو بكر اللفتواني قال أنبأنا أبو الفضل بن سالم قالا أنبأنا أبو بكر
الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ثم حدثنا أبو بكر أنبأني أبو عمرو بن مندة

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 232.
(2) بالأصل: " ستة " والمثبت عن البخاري.
(3) بالأصل: " فهو كبير بن أبي أمية " والصواب ما أثبت " كبير أبو أمية " عن المشتبه لعبد الغني ص 108.
295

عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس جنادة بن أبي أمية الأزدي ثم
الزهراني من بني زهران كان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شهد فتح مصر وولي البحر
لمعاوية بن أبي سفيان حدث عنه من أهل مصر مرثد بن يدين عبد الله اليزني وأبو قبيل
المعافري وشييم بن بيتان القتباني ويزيد بن صبح الأصبحي والحارث بن يزيد
الحضرمي وغيرهم توفي بالشام سنة ثمانين انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال جنادة بن أبي أمية واسم أبي أمية كبير أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا تصح
له صحبة
قال محمد بن إسماعيل اسم أبي أمية كبير أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا تصح له صحبة
قال محمد بن إسماعيل اسم أبي أمية كبير وتوفي سنة سبع وستين انتهى ثم قال ابن
مندة جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني من بني زهران شهد فتح مصر من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) ونزل البحر في زمن معاوية روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله وأبو قبيل
الحارث بن يزيد وغيرهم توفي بالشام سنة ثمانين انتهى فرق بن مندة بينهما وهما واحد
انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما جنادة بالجيم
والنون منهم جنادة بن أبي أمية الأزدي ثم الزهراني من بني زهران قال ابن (2) يونس
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شهد فتح مصر وولي البحر لمعاوية حدث عنه من أهل مصر
مرثد بن عبد الله اليزني وأبو قبيل المعافري وشييم بن بيتان القتباني ويزيد بن صبح
الأصبحي والحارث بن يزيد الحضرمي وغيرهم توفي بالشام سنة ثمانين وقال
البخاري جنادة بن أبي أمية الدوسي واسم أبي أمية كبير
وقال ابن ماكولا (3) أما كبير بفتح الكاف وكسر الباء المعجمة بواحدة جنادة بن
أبي أمية اسمه كبير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنبأنا مسعود بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 151.
(2) بالأصل " أبو " والصواب ما أثبت عن الاكمال.
(3) الاكمال لابن ماكولا 7 / 125 و 126.
296

ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسين أنبأنا أحمد بن محمد الكلابادي قال جنادة بن
أبي أمية واسمه كبير الدوسي وقال الواقدي الأزدي قال أبو عيسى الشامي سمع
عبادة بن الصامت روى عنه بشر بن سعيد وعمير بن هاني في التهجد والفتن قال
البخاري مات سنة سبع وستين وهكذا الحال في الصغير ولم يحك ذلك عن أحد
وقال في الكبير قال لي عمرو بن علي بذلك سواء قال أبو عبيد مثل البخاري وقال
الذهلي قال يحيى بن بكير وقال الواقدي قالا جميعا مات سنة ثمانين انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا يوسف
السكري قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس
أنبأنا يونس بن حبيب أنبأنا أبو داود نبأنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن
عبد الله بن عمرو عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من ادعى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة وإن
ريحها ليوجد مسيرة سبعين عاما فلما رأى ذلك جنادة بن أبي أمية وكان معاوية أراد أن
يدعيه قال جنادة إنما أنا سهم من كنانتك فارم بي حيث شئت انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره قالوا أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا ابن
عائذ نبأنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن مسلم بن زياد عن سفيان بن سليم أنه أخبره
عن جنادة بن أبي أمية الأزدي أن معاوية كتب إليه يأمره بالغارة على جزيرة البحر بمن
معه وذلك في الشتاء بعد إغلاق البحر فقال جنادة اللهم إن الطاعة علي وعل هذا
البحر اللهم أنا أسألك أن تسكنه وتسيرنا فيه فزعموا أنه ما أصيب فيه أحد انتهى
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن
عن أبي عمر (1) بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي أنبأنا أبو بكر بن أبي
خيثمة أنبأنا ابن الأصبهاني يعني محمد بن سعيد نبأنا أبو خالد الأحمر عن
الأعمش عن جنادة قال كان جنادة بن أبي أمية غزاء في البحر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن

(1) بالأصل " عمرو " خطأ، وقد مر.
297

بشر نبأنا ابن عائد نبأنا الوليد قال حدثني يعني عثمان بن حصن بن علاق عن
يزيد يعني ابن عبيدة قال وفي سنة تسع وخمسين جنادة بن أبي أمية يعني شتا بالناس
في أرض الروم
أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا ابن بكير
قال قال الليث في سنة ست (1) وخمسين غزوة عابس بن سعيد ومالك بن عبد الله
الخثعمي اصطاذنة (2) جعل عابس على أهل مصر وجنادة بن أبي أمية على أهل الشام
ومالك بن عبد الله على الجماعة شتوا بإقريطية (3) سنة الجوع من بعد مرجعهم من
اصطاذنة وفي سنة تسع وخمسين غزوة جنادة بن أبي أمية هو وعلقمة بن جنادة
الحجري وعلقمة بن الأجثم رودس (4) انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين الشيرازي أنبأنا أبو عبد الله
النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال
وولى يعني معاوية سفيان بن عوف العامري يعني غزو الروم فكان سفيان يخرج على
البر ويستخلف على البحر جنادة بن أبي أمية فلم يزل كذلك حتى مات سفيان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو
القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة نبأنا أبي نبأنا حرش بن منصور عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية قال أول خطيئة
كانت الحسد أمر إبليس أن يسجد لآدم فحسده فلم يسجد له انتهى
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية

(1) بالأصل: ستة.
(2) اصطاذنة: ناحية بالمغرب قال ياقوت: غزاها عابس بن سعد، وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل
معاوية إليها قبيل سنة 57.
(3) كذا، وفي معجم لبلدان " أقريطش " بفتح الهمزة وتكسر، اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر أفريقيا
لويبا، قال أحمد بن يحيى بن جابر، غزا جنادة بن أبي أمية الأزدي بعد فتحه جزيرة أرواد في سنة 54 في
أيام معاوية، ثم غزا أقريطش.
(4) رودسى: جزيرة ببلاد الروم (معجم البلدان).
298

أنبأنا محمد بن القاسم نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وأنبأنا المدائني قال
جنادة بن أبي أمية الأزدي مات سنة خمس وسبعين وقال غير المدائني توفي سنة ثمانين
في خلافة عبد الملك بن مروان قال وسمعت يحيى بن معين يقول مات جنادة بن
أبي أمية سنة خمس وسبعين وأقول ما قال المدائني
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون
حينئذ
أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنبأنا أبو
الحسين محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص
الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط قال ومن غيره (1) بن زهران بن
كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث جنادة بن أبي أمية الأزدي روى
في صيام يوم الجمعة مات سنة ثمانين دمشقي انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد
أنبأنا أبو سليمان بن زبر (2) قال قال المدائني ما ت جنادة بن أبي أمية سنة خمس
وسبعين وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك
انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن أنبأنا عبد الملك بن
أحمد نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا هشام بن محمد قال قال الهيثم مات
جنادة بن أبي أمية الأزدي في أول ما قام عبد الملك سنة سبع وسبعين (3)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن وأنبأنا محمد بن علي بن أحمد أنبأنا
أحمد بن إسحاق قال أنبأنا أحمد بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن
خياط قال وفي سنة ثمانين مات جنادة بن أبي أمية انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني نبأنا أبو بكر بن أبي

(1) في ابن حزم ص 379: غبرة.
(2) بالأصل " زيد " والصواب ما أثبت، نظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 440.
(3) تاريخ خليفة ص 280
299

عمر بن المثنى نبأنا ابن مروان أنبأنا أبو (1) عبد الملك أحمد بن إبراهيم نبأنا
سليم بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الله التيمي قال
جنادة بن أبي أمية الأزدي مات سنة ست وثمانين
1088 جنادة بن محمد بن أبي يحي
أبو عبد الله ويقال أبو يحي المري الدمشقي (3)
روى عن يحي (4) بن حمزة وجرول (3) بن جيفل النميري وسمع من محمد
الأشعري وعيسى بن يونس ومخلد بن الحسين ومحمد بن الحارث الأبرش
وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين وبقية ومنصور بن عمار وسفيان بن عيينة
كتب عنه البخاري وهشام بن عمار وسفيان بن عيينة وهو من أقرانه
ويعقوب بن سفيان وأحمد بن محمد بن عمار بن إسحاق بن يعقوب وإسحاق بن
سيار وأبو حاتم الرازي وعبد الرحمن بن عبد الصمد بن البرزوز وأبو هبيرة
ومحمد بن الوليد وأبو زرعة النصري ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وشعيب بن
شعيب بن إسحاق وإبراهيم بن يعقوب وعثمان بن خرزاد ومحمود بن سميع
وعبد الحميد بن محمود بن خالد بن معن ومعن بن الوليد بن هشام انتهى
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا تمام بن
محمد أنبأنا الحسن بن حبيب نبأنا أبو هبيرة الدمشقي نبأنا جنادة بن محمد نبأنا
عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن
المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قلب ابن آدم شاب في حب
اثنين حب المال وطول الأمل ح انتهى رواه أبو الحسن بن جوصا عن أبي سبرة
وشعيب بن شعيب انتهى

(1) سقطت من الأصل، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 10.
(2) بالأصل: ستة.
(3) تهذيب التهذيب 1 / 394 سير أعلام النبلاء 11 / 39 (19.
(4) مطموسة بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 8 / 354.
(5) الاسم غير مقروء بالأصل والمثبت عن الجرح والتعديل 1 / 1 / 551. وفي سير الاعلام 11 / 39 " حنفل " وفي
اللسان: " جيفل " وضبطه ابن نقطة بالجيم والنون والفاء.
300

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو القاسم
الرازي أنبأنا أبو عبد الله الكندي أنبأنا أبو زرعة النصري قال في ذكر أهل الفتوى
بدمشق جنادة بن محمد المري انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي أخبرنا أبو
الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسين بن الأصبهاني قالا أنبأنا
أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل عن محمد (1) بن إسماعيل قال (2) جنادة بن
محمد بن أبي يحيى أبو عبد الله المري الدمشقي سمع عيسى بن يونس ومخلد بن
حسين ومحمد بن حرب وعبد الحميد بن أبي العشرين قال أبو عبد الله كتبنا نحن
عن جنادة
أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن
عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبد الله جنادة بن محمد بن أبي
يحيى الدمشقي سمع عيسى بن يونس المخلدي ومخلد بن حسين ومحمد بن
حرب وابن أبي العشرين
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا الخصيب (3) بن عبد الله أخبرني أبو (4) موسى بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي قال أبو عبد الله جنادة بن محمد المري الدمشقي انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى أنبأنا أبو الفرح سهل بن بشر
أنبأنا رشأ (5) بن نظيف قال أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال في باب المري بالراء
المهملة قال جنادة بمحمد المري له غرائب عن ابن أبي العشرين

(1) زيادة للايضاح اقتضاها السياق.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 234.
(3) بالأصل " الخصب " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 349.
(4) بالأصل: " أبي ".
(5) بالأصل " راشد " خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القراء الكبار.
(6) بالأصل " بالباء " خطأ والصواب ما أثبت، يعني " المري " بالراء وليس بالزاي.
301

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) جنادة بن
محمد بن يحيى أبو عبد الله (2) المري الدمشقي سمع عيسى بن يونس ومخلد بن
حسين ومحمد بن حرب وعبد الحميد بن أبي العشرين له غرائب عن ابن أبي
العشرين (3)
ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبرنا به أبو عمرو (4) بن مندة عن
أبيه أبي عبد الله أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال قال عمرو (5) بن دحيم
جنادة بن محمد المري مات يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة
سنة ست (6) وعشرين ومائتين "

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 152.
(2) بالأصل: " محمد بن يحيى بن أبي عبد الله ".
(3) ما بين معكوفتين كذا بالأصل والعبار ليست في الاكمال، يبدو أنها مقحمة والظاهر حذفها، وفي السير نقلا
عن ابن ماكولا: له غرائب.
(4) بالأصل " أبو عمر " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 18 / 440.
(5) بالأصل " عمر ".
(6) بالأصل " ستة ".
302

ذكر من اسمه جندب "
1089 جندب بن جنادة
أبو ذر الغفاري
وقال غير ذلك يأتي في باب الكنى إن شاء الله تعالى
1090 جندب بن جندب بن عمرو بن حممة (1) بن الحارث
ابن رفاعة ويقال رافع بن زهران بن كعب بن الحارث
ابن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الدوسي
شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ وجده عمرو بن حممة من المهاجرين إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبوه جندب قتل شهيدا (2) في فتوح الشام وسمي أبيه هذا باسمه
1091 جندب بن زهير بن الحارث بن كبير بن جشم
ابن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة
ابن الدول بن سعد بن غامد وهو عمرو بن عبد الله بن كعب بن نصر
ابن الأزد يقال جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي الأزدي (3)
يقال إن له صحبة وهو من أهل الكوفة وكان ممن سيره عثمان من الكوفة إلى

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن ابن حزم ص 383.
(2) بالأصل: شهيد.
(3) أسد الغابة 1 / 359 والإصابة 1 / 248 الوافي بالوفيات 11 / 194 الطبري 4 / 318 و 326 و 5 / 27 العبر
/ 39.
وبالأصل " كبير " بدل " كثير " و " حشم " بدل " جشم " والمثبت عن مصادر ترجمته.
303

دمشق وشهد مع علي صفين أميرا على الأزد انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد نبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا
عبد الله بن محمد بن يعقوب نبأنا القاسم بن عباد الترمذي نبأنا صالح بن محمد الترمذي
نبأنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي
صالح عن ابن عباس (1) قال كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى أو صام أو
تصدق فذكر ارتاح لذلك فزاده لقالة الناس فنزل فيه " من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربة أحدا (2) (3) "
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا
إبراهيم بن أحمد المقرئ أنبأنا أحمد بن فروخ نبأنا أبو عمر الدوري (4) أنبأنا
محمد (5) بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان
جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصد فذكر بخير ارتاح لذلك فزاد في ذلك لقالة
الناس فلا يريد به الله تبارك وتعالى فنزل في ذلك " من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو طاب محمد بن
علي بن الفتح الحربي أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ نبأ عمر بن الحسن بن علي بن
مالك أنبأنا المقتدر بن محمد حدثنا الحسين بن محمد هو أبو علي الأزدي أنبأنا أبو
إسماعيل بن أبي خالد الأزدي عن أبيه عن خضرة (6) بن عبد الله عن أبي ظبيان
عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) في نفر من قومه منهم الحجر (7) بن المرقع
(8) أبو سبرة ومخنف وعبد الله ابنا سليمان (9) وعبد شمس بن عفيف بزهير

(1) ما بين معكوفتين مكانها بالأصل " عن أبي صالح " والمثبت عن الإصابة وأسد الغابة.
(2) سورة الكهف، الآية: 112.
(3) الخبر في أسد الغابة 1 / 359 والإصابة 1 / 248.
(4) هو حفص بن عمر بن العزيز بن صهيب، ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 563.
والدوري نسبة إلى الدور وهي محلة ببغداد.
(5) بالأصل: " أبو محمد " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمد بن السائب في تهذيب التهذيب 5 / 116.
(6) في أسد الغابة: خضير.
(7) كذا بالأصل الحجر بالراء، وفي أسد الغابة 1 / 463 الحجن وضبطه ابن الأثير فقال: آخره نون.
(8) بالأصل " بن " والصواب عن أسد الغابة 3 / 785 ترجمة عمير بن الحارث.
(9) الإصابة وأسد الغابة: " سليم ".
304

فسماه النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الله وجندب بن زهير جندب بن كعب والحارث بن الحارث
وزهير بن مخشى (1) والحارث بن عامر وكتب لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتابا أما بعد فمن
أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله ودمه ولا تحشروا ولا تعشروا وله ما أسلم
عليه من أرض انتهى صوابه من غامد (2) انتهى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا محمد بن عبد الله العبدي أنبأنا الفرغاني أنبأنا
محمد بن جرير قال (3) قال محمد بن عمر يعني الواقدي حدثني عيسى بن
عبد الرحمن عن أبي إسحاق الهمداني قال أجتمع نفر بالكوفة يطعنون على عثمان من
أشراف أهل العراق مالك بن الحارث وثابت بن قيس النخعي وكميل بن زياد
النخعي وزيد بن صوحان (4) العبدي وجندب بن زهير الغامدي وجندب بن كعب
الأزدي وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي فكتب سعيد بن العاص إلى
عثمان يخبره بأمرهم فكتب إليه أن سيرهم إلى الشام وألزمهم الدروب انتهى وذكر
غير الواقدي أنهم قدموا على معاوية دمشق فكانوا عنده مدة ثم رجعوا إلى الكوفة (5)
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمة الله تعالى قال أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه أنبأنا محمد بن أحمد بن
عيسى السعدي (6) أنبأنا أبو عبد الله بن بطة (7) قال قرئ على أبي القاسم
البغوي قال حدثني عمي عن أبي عبيد قال جندب بن عبد الله بسفيان صاحب
النبي (صلى الله عليه وسلم) من بجيلة وجندب الخير هو جندب بن عبد الله بن ضبة وجندب بن كعب
قاتل الساحر وجندب بن عفيف وجندب بن زهير كان على رجالة علي وقتل معه
بصفين قال أبو عبيد هؤلاء الأربعة جنادب من الأزد انتهى

(1) بالأصل " محشم " والمثبت عن أسد الغابة 3 / 785.
(2) نص الكتاب في أسد الغابة 3 / 785 ترجمة عمير بن الحارث، برواية: ولا يحشر ولا يعشر ".
(3) تاريخ الطبري 2 / 639 حوادث سنة 33.
(4) بالأصل: " صورحان " تحريف.
(5) انظر الطبري 2 / 6376 - 638.
(6) ترجمته في سير الاعلام 18 / 5.
(7) اسمه عبد الله بن محمد بن حمدان العكبري الفقيه الحنبلي، ترجمته في سير الاعلام 16 / رقم 389.
305

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال في تسمية أمراء يوم الجمل قال
وعلى خيل الأزد جندب بن زهير انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي بن أحمد
أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة
قال قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء يوم الصفين من أصحاب علي وعلى الأزد (1) واليمن
جندب بن زهير الغامدي
نبأنا أبو عبيدة عن حماد عن علي بن زيد عن الحسن أن جندبا كان مع
علي بصفين انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا
أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليم الطوسي نبأنا
الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال لما التقى أهل الجمل صاح
علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يا معشر فتيان قريش أما أرعيتكم على أمركم
فاحذروا اثنين اثنين جندب بن زهير الغامدي وغلاميه إنه يشمر درعه والأشتر
النخعي وغلاميه فإنه يمسك ضيفة درعه حتى يعفو أثره فطلع جندب بن زهير فنزل
له عبد الله بن الزبير ففضل جندب عنه ثم نزل الأشتر فبرز له عبد الرحمن بن عتاب
فاختلفا ضربتين فقتله الأشتر
قال وقال عمي مصعب بن عبد الله زعموا أن جندب بن زهير الغامدي قال
لقيني عبد الله بن الزبير وعليه وجه من حديد فطعنته في وجهه فنزل السنان عنه
وحازوته ابن عتاب وهو يرتجز فقتله انتهى
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الله بن أحمد بن عمر وأبو تراب

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 195 وفيه: وعلى أزاد اليمن جندب بن زهير.
(2) بالأصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثير.
306

حيدرة بن أحمد في كتبهم قالوا حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
محمد بن عبد الرحمن بن عثمان نبأنا أحمد بن محمد بن معبد وعبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر قالا أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد قال وأخبرني
عبد الرحمن بن المعز الأزدي عن أبي يوسف عن أبي بكر الهذلي عن عبد الله بن
المرتفع عن عبد الله بن الزبير قال خرج إلينا رجل من أصحاب علي يوم الجمل
فقال يا معشر فتيان قريش اكفونا أنفسكم فإن لم تفعلوا فقد أنذرتكم رجلين فإنهما
نهمتان في الحرب أما أحدهما فجندب بن عبد الله الغامدي وسأصفه لكم هو رجل
طويل طويل الرمح يحتزم على درعه حتى تقلص عن ساقيه وأما الآخر فمالك بن
الحارث وسأصفه لكم هو رجل طويل الرمح يسحب درعه سحبا عند النزال
فبينما أنا أقاتل أقبل جندب فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه فقلت والله ما
حدث عن قرن قط فدفع إلي فطعن برمحه في وجه حديد كان علي فزلق عنه الرمح
فقال أي عدو قد عرفتك ولولا خالتك لقتلتك ثم نظرت إليه قد طعن
عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فذراه (1) عن فرسه كالنخلة (2) السحوق متعطفا ببرد
حبرة (3) ثم قاتلت ساعة فأقبل مالك بن الحارث فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه
فقلت والله ما حدت عن قرن قط فدفع إلي فتطاعنا برمحينا كأنهما قضيبان (4) ثم
اضطربنا بسيفينا كأنهما مخراقان ثم احتملني وكان أقوى مني فصرت في الأرض
وأخذ برجلي فقال أما والله لولا خالتك ما شربت الماء البارد أبدا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمد بن سعد
أنبأنا أبو بكر الهذلي عن محمد بن المرتفع نبأنا ابن الزبير قال خرج إلينا رجل من
أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام فقال يا معشر شباب قريش اكفونا أنفسكم
فإن لم تفعلوا فإني أحذركم رجلين أما أحدهما فجندب بن زهير الأزدي وسأصفه

(1) في المختصر: فعدله.
(2) المختصر: النحلة.
(3) الحبر: بالتحريك وبكسر الحاء ضرب من برود اليمن منمر (اللسان).
(4) المختصر: قصبتان.
307

لكم هو رجل طويل طويل الرمح يحتزم على درعه حتى تقلص عن ساقيه وأما الآخر
فالأشتر مالك بن الحارث وسأصفه لكم هو رجل طويل الرمح يسحب درعه
سحبا نجيب عن النزال قال ابن الزبير فبيننا أنا أقاتل إذا أقبل جندب فعرفته بصفته
فأردت أن أحيد عنه فقلت والله ما حدث عن قرن قط فانتهى إلي فطعنني في وجه
حديد كان علي فزلق الرمح فقال أولى لك قد عرفتك لولا خالتك لقتلتك ثم دفع
إلى عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فطعنه فإذ رآه كالنخلة السحوق معتصبا ببردة
حبرة ثم قاتلت ساعة فإذا أنا بمالك قد أقبل فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه
فقلت والله ما حدت عن قرن قط فدفع إلي فتطاعنا برمحينا حتى كأنهما قضيبان ثم
اضطربنا بسيفينا حتى كأنهما مخراقان ثم احتملني فصرت في الأرض وقال والله
لولا خالتك ما شربت الماء البارد انتهى فجندب بن زهير قتل يوم صفين مع علي عليه
السلام
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو الفضل أنبأنا أبو
العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي قال
والجنادب من غامد جندب بن زهير قتل مع علي بصفين على الرجالة يومئذ انتهى
1092 جندب بن عبد الله ويقال ابن كعب بن عبد الله
بن الحارث (1) عامر بن مالك بن عامر بن دهمان
ابن ثعلبة بن ظبيان بن غامد واسمه عمرو بن عبد الله
ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك
ابن نصر الأزد (2)
له صحبة حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن علي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن سلمان الفارسي
روى عنه أبو عثمان النهدي والحسن وحارثة بن وهب وتميم بن الحارث
الأزدي وعبد الله بن شريك وعبد الرحمن بن بريدة

(1) في الإصابة وأسد الغابة: " جزء " وفي أسد الغابة: عبد الله بن غنم بن جزء بن عامر.
(2) ترجمته في الاستيعاب 1 / 218 هامش الإصابة، وأسد الغابة 1 / 361 والإصابة 1 / 250 والوافي بالوفيات
11 / 195 سير أعلام النبلاء 3 / 175.
308

وكان ممن قدم دمشق في المسيرين من أهل الكوفة في خلافة عثمان كما ذكر
أبو الحسن المدائني عن علي بن مجاهد عن الشعبي انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبدا لله بن مندة أنا أبو محمد بن سعد أبو منصور ومحمد بن عبد الله بن سليمان
أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر نبأنا هشيم أنبأنا خالد الحذاء عن أبي عثمان
النهدي أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة فكان يأخذ سيفه فيذبح نفسه ولا
يضره فقام جندب إلى السيف فأخذه فضرب عنقه ثم قال " أفتأتون السحر وأنتم
تبصرون (1) "
قال ابن مندة رواه أبو معاوية عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال حد الساحر ضربة بالسيف (2) [2817] ح
قال ابن مندة جندب بن كعب قاتل الساحر عداده في أهل الكوفة روى عنه
حارثة بن وهب الخزاعي قال علي بن المديني هو جندب بن زهير روى عنه أبو
عثمان النهدي والحسن وهو من الأزد انتهى
أخبرناه عاليا أبو سعد بن البغدادي نبأنا أبو منصور شكرويه
وعبد الرحمن وعبد الوهاب ابنا (3) محمد بن إسحاق ومحمد بن أحمد بن علي
السمسار وأم العلاء هي بنت أحمد بن محمد بن الحسين بن سهلويه قالوا أنبأنا أبو
إبراهيم بن عبد الله بن محمد أنبأنا الحسين عن إسماعيل أنبأنا زياد بن أيوب نبأنا
هشيم أنبأنا خالد عن أبي عثمان النهدي عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند
الوليد بن عقبة ثم قال " أفتأتون (4) السحر وأنتم تبصرون " انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن
قريش قالا أنبأنا أبو الحسين النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا أبي علي بن عيسى

(1) سورة الأنبياء، الآية: 3، وبالأصل " أتأتون ".
(2) الحديث في أسد الغابة 1 / 361.
(3) بالأصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق في سير الاعلام
18 / 349 وترجمة عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في سير الاعلام 18 / 440.
(4) كذا، والصواب: " أفتأتون " وقد مرت الآية قريبا.
309

أبو الحسن أنبأنا أحمد بن نزيل أنبأنا أبو معاوية نبأنا إسماعيل بن مسلم عن
الحسن عن جندب الخير قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حد الساحر ضربة بالسيف
انتهى ح
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو الحسين بن سعيد حدثنا أبو بكر
الخطيب (1) أخبرنا ولاد بن علي الكوفي أنبأنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني
أنبأنا أحمد بن حازم نبأنا أحمد بن عبد الرحمن يعني ابن أبي ليلى نبأنا سعيد بن
خثيم (2) عن القعقاع بن عمارة عن أبي الخليل عن أبي السابغة عن جندب
الأزدي قال لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى
عنه قال فانتهينا إلى معسكر هم فإذا لهم دوي كدوي النحل في قراءة القرآن وفيهم
ذوو (3) الثفنات وأصحاب البرانس وساق الحديث إلى أن قال ثم قام فأمسكت له
بالركاب ثم عدلت إلى درعي فلبستها وإلى فرسي فركبته وأخذت رمحي وسرت معه
حتى إذا نظر إلى رابية قال يا جندب ترى تلك الرابية قلت نعم يا أمير المؤمنين
قال فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرني أنهم يقتلون عندها وذكر بقية الحديث انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة نبأنا محمد بن
سعد (4) عن (5) هشام بن محمد بن السائب الكلبي نبأنا لوط بن يحيى الأزدي قال
كتب النبي (صلى الله عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي من غامد يدعوه ويدعوه قومه إلى الإسلام فأجابه
في نفر مقومه بمكة منهم مخنف وعبد الله زهير بنو سليم وعبد شمس بن
عفيف بن زهير هؤلاء بمكة وقدم علينا بالمدينة الجحن بن المرقع وجندب بن زهير وجندب بن
زهير وجندب بن كعب ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم بن مغفل

(1) تاريخ بغداد 7 / 249 (ترجمة جندب).
(2) عن تاريخ بغداد وبالأصل " خيثم ".
(3؟ بالأصل " ذو " والصواب ما أثبت، والثفنان جمع ثفنة، وهي غلظ يحصل في الركبة من أثر البروك.
(النهاية.
(4) طبقات ابن سعد 1 / 279 - 280.
(5) بالأصل " بن " والمثبت عن ابن سعد.
(6) بالأصل " المرتفع " والمثبت عن ابن سعد.
310

فأتاه بمكة أربعون رجلا فكتب النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي ظبيان كتابا وكانت له صحبة وأدرك
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري بواسط أنبأنا الأحوص بن المفضل قال جندب الخير وهو
ابن عبد الله بن جندب بن كعب قاتل الساحر
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل
أنبأنا محمد بن إسماعيل (1) قال جندب بن كعب قاتل السحر وقال الأعمش عن
إبراهيم أراه عن عبد الرحمن بن يزيد أن جندبا قتل الساحر زمن الوليد بن عقبة قال
ونبأنا إسحاق أنبأنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن أبي عثمان قال كان عند
الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الأزدي
فقتله قال حدثني عمرو بن محمد حدثنا هشيم (2) عن خالد عن أبي عثمان عن
جندب البجلي أنه قتله انتهى قال ونبأنا موسى نبأنا عبد الواحد عن عاصم عن
أبي عثمان قال قتله جندب بن كعب انتهى
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في كتابه أنبأنا محمد بن أحمد
السعدي أنبأنا أبو عبد الله بن بطة أنبأنا أبو القاسم البغوي قال جندب بن كعب
ويقال إنه قاتل الساحر يشك في صحبته
أخبرنا أبو منصور بن خيرون وأبو الحسن بن سعيد قالا أنبأنا أبو بكر
الخطيب (3) جندب بن عبد الله الأزدي من أهل الكوفة حضر مع علي بن أبي طالب
قتال الخوارج بالنهروان وروى خبرهم حدث عنه أبو السابغة النهدي انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنبأنا محمد بن علي بن الحسن
الحسني نبأنا محمد بن أحمد بن عمرو الأحمسي نبأنا أبي نبأنا عبيد بن كثير

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 222.
(2) ما بين معكوفتين مكانه بالأصل " بن إبراهيم " والمثبت عن البخاري.
(3) تاريخ بغداد 7 / 249.
311

العلوي نبأنا أبو الطاهر محمد بن عيسى بن عبد الله العلوي حدثني أبي عن
أبيه عن جده عن أبيه عن علي قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مسير فنزل فساق
بأصحابه الركاب فجعل يقول جندب وما جندب والأقطع الخير زيد فجعل
يعيد ذلك ليلته فقال له القوم يا رسول الله ما زال هذا قولك منذ الليلة قال رجلان
من أمتي يقال لأحدهما جندب يضرب ضربة يفرق بين الحق والباطل والآخر يقال له
زيد يسبقه عضو من أعضاءه إلى الجنة فيتبعه سائر جسده
قال فأما جندب فإنه بساحر عند الوليد بن عقبة وهو يريهم أنه يسحر فضربه
بالسيف فقتله وأما زيد فإنه قطعت يده في بعض مشاهد المسلمين ثم شهدا جميعا مع
علي فقتل زيد يوم الجمل مع علي انتهى [2818] ح
قال وأنبأنا محمد بن علي بن الحسن نبأنا علي بن محمد بن الفضل المؤدب نبأنا محمد بن علي بن السمين
نبأنا محمد بن يزيد الرطاب نبأنا إبراهيم بن محمد
الثقفي حدثني أبو إسماعيل حفص بن عمر نبأنا حيان بن عبد الله أبو زهير نبأنا أبو
مخلد لاحق بن حميد عن أبن عباس وابن عمر قال وحدثني حماد بن أسامة عن
الأجلح الكندي عن لاحق بن حميد عن أبن عباس وابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان
في غزوة بيننا وبأصحابه سوق الإبل فإذا كانت نوبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدا بالركاب
ويقول زيد الخير ما زيد جندب ما جندب فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلنا يا
رسول الله رأيناك تذكر زيدا وجندبا وأكثرت من ذكرهما قال هما رجلان من أمتي
أحدهما يسبقه بعض جسده أو يده إلى الجنة ويتبع سائر جسده أوله إلى الجنة وأما
الآخر فيفرق بين الحق والباطل
فأما زيد فأصيبت يده يوم جلولاء وقتل يوم الجمل وأما جندب فإنه سر
بالوليد بن عقبة فإذا ساحر يلعب بين يديه يدخل في إسب حمار ويخرج من قبل دبره
فحمل سيفه وجاء فضرب عنقه فقتله انتهى [2819] ح
وروي من وجه آخر عن الأجلح عن أبي مخلد مرسلا انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن
مندة أنبأنا محمد بن عبدا لله البغدادي نبأنا محمد بن غالب بن حرب نبأنا يحيى بن
كثير بن يحيى أبو مالك نبأنا أبي نبأنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن
312

أبيه قال ساق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأصحابه فجعل يقول جندب وما جندب والأقطع
الخير الخير حتى أصبح فقال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر رضي الله تعالى عنه
ما رأينا رجلا أحسن ثيابا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قد قطع بكلمتين جندب وما جندب
والأقطع الخير الخير مسأله أبو بكر فقال أما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة
وحده أما زيد فرجل من أمتي تدخل يده الجنة قبل بدنه ببرهة فلما ولي عثمان ولى
الوليد بن عقبة الكوفة فصلى بهم الغداة ركعتين ثم قال اكتفيتم أو أزيدكم فقالوا لا
تزدنا قال ثم اجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيى ويميت فأتى جندب الصياقلة (1)
فقال ابغونا صفحة لا ترد علي فجاء بسيف تحت برنسه ثم ضرب به عنق الساحر فقال
أحي نفسك الآن فقال الناس خارجي فقال لست بخارجي من عرفني فأنا الذي
أعرف ومن لم يعرفني فأنا جندب فرفع إلى عثمان فقال شهرت سيفا في الإسلام لولا
ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيك لضربتك بأجود صفيحة في المدينة ثم أمر به إلى
جبل الدخان
وأما زيد فقطعت يده يوم القادسية وقتل يوم الجمل فقال ادفنوني في ثيابي
فإني مخاصم أتيناهم دارهم وطعنا على خليفتهم فيا ليتنا إذا ابتلينا صبرنا
انتهى [2820] ح
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعيد بن أبي
عمرو نبأنا أبو العباس الأصم نبأنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود أن
الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به
فيقوم خارجا فيرتد إليه رأسه فقال الناس سبحان الله يحيى الموتى ورآه رجل من
صالح المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فيذهب يلعب لعبة
ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه فقال إن كان صادقا فليحيي نفسه فأمر به
الوليد دينار صاحب السجن وكان رجلا صالحا فسجنه فأعجبه نحو الرجل فقال
أتستطيع أن تهرب قال نعم قال فاخرج لا يسألني الله تعالى عنك أبدا
أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الجريري عن القاضي أبي الطيب

(1) الصياقلة جمع صيقل هو شحاذ السيوف وجلاؤها (القاموس).
(2) بالأصل: صحيفة.
313

طاهر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قراءة حينئذ وأنبأنا أبو البركات
الأنماطي أنبأنا أبو الحسين الطيوري أنبأنا أبو بكر بن بشران أنبأنا الدارقطني
قراءة قال أنبأنا منصور بن محمد الأصبهاني عم الأمير ابن بدر نبأنا أبو يعقوب
إسحاق بن أحمد بن رزيك نبأنا عبد الواحد بن محمد نبأنا أبو المنذر هشام بن
محمد نبأنا أبو مخنف لوط بن يحيى حدثني (1) بن زهير بن عبد الله بن
عبد الله بن زهير بن سليمان الأزدي عن محمد بن مخنف قال كان أول عمال
عثمان أحدث منكرا الوليد بن عقبة كان يدني (2) السحرة ويشرب الخمر وكان
يجالسه على شرابه أبو زبيد الطائي وكان نصرانيا وكان صفيا له فأنزله دار القبطي
وكانت لعثمان بن عفان اشتراها من عقيل بن أبي طالب فكانت لأضيافه (3) وكان
يجالسه أيضا على شرابه عبد الرحمن بن خنيس الأسدي فكان الناس يتذاكرون
شربهم وإسرافهم على أنفسهم فخرج بكير بن حمدان الأحمري النضر (4) فأتى
النعمان بن أوس المزني وجرير بن عبد الله البجلي فأسر إليهما أن الوليد يشرب
الساعة فقاما ومعهما رجل من جلسائهما فمروا بحذيفة بن اليمان فأخبروه الخبر
فقال ادخلا عليه فانظرا إن أحببتما فمضيا حتى دخلا عليه فسلما ونظر إليهما
الوليد فأخذ كل شئ كان بين يديه فأدخله تحت السرير فأقبلا حتى جلسا فقال
لهما ما جاء بكما قالا ما هذا الذي تحت السرير ولم يريا بين يديه شيئا فأدخلا
أيديهما تحت السرير فإذا هو طبق عليه قطفة من عنب قد أكل عامته فاستحيا وقاما
فأخذا يظهران عذره ويردان الناس عنه ثم لم يرعهما من الوليد إلا وقد أخرج سريره
فوضعه في صحن المسجد وجاء ساحر يدعى نظروبي وكان ابن الكلبي يسميه
اليشتابي (6) من أهل بابل فاجتمع إليه الناس فأخذ يريهم الأعاجيب يريهم حبلا في
المسجد مستطيلا وعليه فيل يمشي وناقة تخب وفرس تركض والناس يتعجبون مما

(1) بياض بالأصل.
(2) بالأصل: " يروي " والمثبت عن مختصر بن منظور 6 / 124.
(3) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
(4) في المختصر " من القصر " مكان " النضري ".
(5) في مختصر ابن منظور 6 / 124 " بطروني " وفي الإصابة: " بطرونا ".
(6) في الإصابة: " بستاني " وفي الاستيعاب: " أبو بستان ".
314

يرون ثم يدع ذلك فيريهم حمارا يجئ يشتد حتى يدخل من فيه فيخرج من دبره ثم يعود
فيدخل من دبره فيخرج من فيه ثم يريهم رجلا قائما ثم يضرب عنقه فيقع رأسه جانبا
ويقع جسده جانبا ثم يقول له قم فيرونه يقوم وقد عاد حيا كما كان فرأى جندب بن
كعب ذلك فخرج إلى (1) معقل مولى الصقعب بن زهير بن أنس الأزدي وكانت عنده
سيوف وكان معقل صيقلا فقال أعطني سيفا قاطعا فأعطاه إياه فأقبل فمر على
معضد التيمي من بني تيم الله بن ثعلبة فقال له أين تريد يا أبا عبد الله قال أريد أن
أقتل هذا الطاغوت الذي الناس عليه علوق قال من تعني قال هذا العلج الساحر الذي
سحر أميرنا الفاجر العاتي فإني والله لقد مثلت الرأي فيهما فظننت أني إن قتلت الأمير
سيوقع بيننا فرقة تورث عداوة فأجمع رأيي على قتل الساحر قال فاقتله ولا تك في
شك فأنت على هدى وأنا شريكك
فجاء حتى انتهى إلى المسجد والناس فيه مجتمعون على الساحر وقد التحف
على السيف بمطرف كان عليه ودخل بين الناس فقال أفرجوا أفرجوا فأفرجوا له فدنا
من العلج فشد عليه فضربه بالسيف فأذري رأسه ثم قال أحي نفسك فقال الوليد
علي به فأقبل به إليه عبد الرحمن بن خنيس الأسدي وهو على شرطه فقال اضرب
عنقه فقام مخنف بن سليمان في رجال من الأزد فقالوا سبحان الله أتقتل صاحبنا بعلج
ساحر لا يكون هذا أبدا فحالوا بين عبد الرحمن وبين جندب فقال الوليد على بمضر
فقام إليه شبيث بن ربعي فقال لم تدعوا بمضر تريد أن تسعين بمضر على قوم منعوا
أخاهم منك أن تقتله برجل بعلج ساحر كافر من أهل السواد لا تجيبك والله مضر إلى
الباطل ولا إلى ما لا يحمد قال الوليد انطلقوا به إلى السجن حتى أكتب فيه إلى
عثمان قالوا أما السجن فإنا لا نمنعك من أن تحبسه فلما حبس جندب أقبل ليس له
عمل إلا الصلاة الليل كله وعامة النهار فنظر إليه رجل يدعى دينار ويكنى أبا سنان
وكان صالحا مسلما وكان على سجن الوليد فقال له يا عبد الله ما رأيت رجلا قط
خيرا منك فاذهب رحمك الله تعالى حيث أحببت فقد أذنت لك فقال إني خائف
عليك هذا الطاغية أن يقتلك قال أبو سنان ما أسعدني إن قتلني إذهب أنت راشدا
فخرج فانطلق إلى المدينة وبعث الوليد إلى أبي سنان فأمر به فأخرج إلى السبخة

(1) بالأصل: " أبو " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
315

فقتل وانطلق جندب فلحق بالحجاز وأقام بها سنين ثم إن مخنفا وجندب بن زهير
قدما على عثمان وأتيا عليا فقصا عليه قصة جندب فأقبل علي فدخل معهما على
عثمان فكلمه في جندب بن كعب وأخبره بظلم الوليد له فكتب عثمان إلى الوليد أما
بعد فإن مخنف بن سالم وجندب بن زهير شهدا عندي لجندب بن كعب بالبراءة وظلمك
إياه فإذا قدما عليك فلا تأخذن جندبا بشئ مما كان بينك وبينه ولا الشاهدين
بشهادتهما وإني والله لأحسبهما قد صدقا ووالله لئن أنت لم تعتب ولم تتب (1) لأعزلنك عنهم عاجلا والسلام
1093 جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة ويقال رافع
ابن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم
ابن دهمان بن منهب بدوس بن عدثان بن عبد الله
ابن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب
ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الدوسي الأزدي (2)
له صحبة شهد يوم اليرموك أميرا على بعض الكراديس واستشهد بأجنادين
ويقال باليرموك ولا أعلم له رواية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نبأنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن
إبراهيم نبأنا سيف بن عمر قال وكان جندب بن عمرو بن حممة على كردوس يعني
باليرموك (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا الحسن بن علي القطان نبأنا إسماعيل بن
عيسى أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال وثبت جندب بن عمرو بن حممة يعني

(1) بالأصل: " تتوب " والصواب ما أثبت.
(2) ترجمته في الإصابة 1 / 249 أسد الغابة 1 / 361.
(3) انظر الطبري 3 / 397 في تعبئة خالد العرب للقتال يوم اليرموك، حيث خرج في ستة وثلاثين كردوسا إلى
الأربعين.
والكردوس: القطعة العظيمة من الخيل.
316

يوم اليرموك ورفع ورأيته يقول يا معشر الأزد إنه لا يبقى ولا ينجو من القتل والعدو
والإثم إلا من قاتل ألا وإن المقتول الشهيد والخائب من تولى ثم أخذ يقول يا معشر
الأزد إنه لا يمنع الراية إلا الأبطال فقاتل حتى قتل انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم وغيرهما
قالوا حدثنا عبد العزيز بن الكتاني أنبأنا أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنبأنا
عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان أنبأنا إسحاق بن عمار بن حبيش أنبأنا
محمد بن إبراهيم بن مهدي حدثنا عبد اله بن محمد بن ربيعة الفدامي قال قال
يعني يوم اليرموك جندب بن عمرو بن حممة ورفع رأيته إلى أبيه يا معشر الأزد
إنه لا يبقى ولا ينجو من النار إلا من قاتل ألا إن المقتول شهيد والخائب من هرب
قال فقاتل حتى قتل
ونادى أبو هريرة الدوسي يا مبرور يا مبرور فطافت به الأزد انتهى
أنبأنا أبو سعيد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم حينئذ
وأنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1) قالا أنبأنا
سليمان بن أحمد بن محمد نبأنا محمد بن عمرو بن خالد حدثنا أبي نبأنا ابن لهيعة
عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من استشهد يوم أجنادين من المسلمين جندب بن
حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه الحسن قالا أنبأنا أبو
الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب
أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو (2) عبد الملك أنبأنا محمد بن عايذ حدثنا الوليد بن سالم
عن ابن لهيعة حينئذ
أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري قالا أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر بن يعقوب وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا

(1) بالأصل: " زندة " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 10.
317

عمر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسين بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق قالا أنبأنا
إبراهيم بن المنذر عن موسى بن عقبة حينئذ
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسين بن (1)
الفضل أنبأنا محمد بن محمد بن عبد الله بن عتاب أنبأنا القاسم بن عبد الله أنبأنا
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد
يعقوب وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين من المسلمين
جندب بن عمرو بن (2) حممة الدوسي وفي رواية ابن الأكفاني وهو وهم انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق نبأنا جعفر بن سليمان نبأنا
إبراهيم بن المنذر نبأنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري قال وممن
قتل يوم أجنادين جندب بن عمرو بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس
انتهى قال ابن مندة لا يعرف له حديث ذكره عروة بن الزبير ومحمد بن مسلم
الزهري (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن
إبراهيم نبأنا سيف بن عمر عن أبي عثمان وخالد قالا وكان ممن أصيب في
الثلاثة الآلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك جندب بن عمرو بن حممة الدوسي وذكر
غيره انتهى (4)
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن
معمر بن الغمر نبأنا أبو سليمان بن زبر قال واستشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة
جندب بن عمرو الدوسي وذكر أبو حذيفة أنه استشهد بأجنادين

(1) مطموسة بالأصل.
(2) بالأصل: " وأبو ".
(3) بياض بالأصل مقدار نصف سطر.
(4) الخبر في الطبري 3 / 402.
318

1094 جندب بن النعمان
أبو عزيز الأزدي (1)
ذكر ولده أن له صحبة سكن دمشق ومات بها
ذكره ابنه سعيد بن أبي سعيد عزيز انتهى
ذكر أبو الحسين محمد بن عبد الله الحافظ فيما نقلته من كتابه قال حدثني أبو
نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي
صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) واسمه جندب بن النعمان بدمشق قال سمعت أبي يذكر عن أبيه
ظفر بن عمر عن أبيه عمر بن حفص عن أبيه حفص بن عمر عن أبيه عمر بن
سعيد بن أبي عزيز الأزدي عن أبيه سعيد (2) قال قدم أبو عزيز جندب بن النعمان على
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلم وحسن إسلامه وجعله النبي (صلى الله عليه وسلم) عريف قومه ثم هاجر أبو عزيز إلى
الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما مع قومه الأزد واستشهد
وشهد فتح اليرموك وسكن دمشق هو وقومه في موضع يقال له السطن ودار أبي عزيز
في السطن الدار التي تعرف بدار النخلة وتوفي أبو عزيز بدمشق ودفن في بدرة الدار
وفيها دفن ابنه سعيد بن أبي عزيز وكذلك عمر بن سعيد بن عزيز مولى بني رهم في دار
النخلة ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز من دمشق إلى زملكا وباع هذه
الدار انتهى " ذكر من اسمه جنيد "

(1) الإصابة 1 / 251.
(2) زيادة مقتبسة عن الإصابة.
319

1095 جنيد بن حكيم بن الجنيد
أبو بكر الأزدي البغدادي الدقاق
سمع بدمشق من الوليد الخلال وبمصر حرملة بن يحيى وابن أخي ابن
وهب وبالشام أحمد بن جناب المصيصي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم
الأنطاكي وحامد بن يحيى البلخي وأبا التقي هشام بن عبد الملك ومؤمل بن
أهاب ومحمد بن أبي كريمة وبالعراق أحمد بن محمد بن أيوب وإبراهيم بن
محمد بن عرعرة ومنجاب بن الحارث وعلي بن المديني وموسى بن محمد بن
حيان والقاسم بن محمد بن أبي شيبة وعبيدة بن عبيدة التمار وعبادة بن زياد
الأسدي وداود بن رشيد وعبد الله بن محمد وحوثرة بن أشرس
روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي
وأبو بكر أحمد بن كامل القاضي ومحمد بن عبد الله الشافعي وإسماعيل بن محمد
الصفار ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو سهل بن زياد القطان وأحمد بن كامل
وعلي (1) بن حمشاذ بن سختويه النيسابوري العدل وأحمد بن عبد الصمد الصفار
وأبو سعيد بن الإعرابي وأبو العباس محمد بن إسحاق السراج وأبو بكر أحمد بن
محمد بن مروان الدينوري وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الحسنوي وأبو
أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي وعثمان وعمرو بن عثمان البرتي
وغيرهم

(1) ترجمته في سير الاعلام 15 / 398.
(2) هذه النسبة إلى برت وهي مدينة بنواحي بغداد.
320

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر
الشافعي حدثني جنيد بن حكيم الدقاق نبأنا منصور بن أبي مزاحم نبأنا شريك عن
عاصم عن أنس قال كناني النبي (صلى الله عليه وسلم) ببقلة كنت أجتنيها انتهى
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (1) الجنيد بن
حكيم بن الجنيد أبو بكر الأزدي الدقاق وسمع أحمد بن محمد بن أيوب وإبراهيم بن
محمد بن عرعرة وعلي بن المديني ومنجاب بن الحارث وموسى بن محمد بن
حيان وحامد بن يحيى البلخي وعبادة بن زياد وعبيد بن عبيدة التمار وأحمد بن
جناب والقاسم (2) بن محمد بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وحرملة بن يحيى المصري (3) روى عنه محمد بن مخلد ومحمد بن
أحمد الحكيمي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو سهل بن زياد القطان وأحمد بن
كامل القاضي وأبو بكر الشافعي وذكره الدارقطني فقال ليس بالقوي انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي فقال نبأنا علي بن أحمد بن مروان أنبأنا جنيد بن
حكيم وكان من أصحاب الحديث نبأنا إبراهيم بن دينار فذكر عنه حديثا
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال جنيد بن حكيم الدقاق ليس بالقوي انتهى
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا السمسار أنبأنا
الصفار نبأنا ابن قانع أن جنيد بن حكيم الدقاق مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين
1096 جنيد بن خلف بن حاجب بن الوليد بن جنيد
أبو يحيى السمرقندي الفقيه
قدم دمشق وحدث بها عن الفضل بن سهيل الأعرج ومؤمل بن هشام وأبي
إسحاق إبراهيم بن محمد الحلبي بالبصرة وإسحاق بن شاهين وبشر بن خالد

(1) تاريخ بغداد 7 / 241.
(2) بالأصل: " أبو القاسم " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) بالأصل: " ويحيى بن حرملة بن يحيى المقرئ " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) تاريخ بغداد 7 / 241.
321

العسكري ومحمد بن مشكان السرخسي وزياد بن يحيى الحساني وريحي بن
حكيم المقوم ومحمد بن خالد خداش ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه
وحوثرة بن أشرس ومحمد بن نصر الهروي المروزي
روى عنه أبو بكر بن فطيس الوراق وأبو علي بن آدم وأبو علي بن شعيب
ومحمد بن القاسم بن أبي سيف المقدسي وإبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان
وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح وأحمد بن إبراهيم بن يزيد
السحزي وأبو القاسم بن أبي العقب والحسن بن حبيب الحصائري
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو بكر
محمد بن رزق الله بن عبد الله المعروف بابن أبي عمر الأسود المقرئ أنبأنا أبو علي محمد بن
محمد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري بدمشق أنبأنا أبو يحيى الجنيد بن
خلف بن حاجب بن الجنيد السمرقندي قدم علينا أنبأنا أبو هشام المؤمل بن هشام
اليشكري نبأنا أبو إسماعيل يحيى بن علية عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال هل من رجل يأخذ مما فرض الله ورسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو
أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه فيعمل بهن فيعلمهن قال قلت أنا
وبسطت ثوبي وجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث فحدث حتى سكت فضممت ثوبي إلى
صدري فإني لأرجو أن أكون لم أنس حديثا سمعته منه بعد انتهى [2821] ح
1097 جنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث
ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن قيس بن عيلان
أبو يحيى المري (1)
من أهل دمشق استعمله هشام بن عبد الملك على السند وخراسان فمات بها
وكان من الأجواد الممدحين ولم يكن بالمحمود في حروبه انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد عن
أبي بكر محمد بن سليمان الربعي نبأنا أبو الحسين محمد بن الفيض بن محمد
الغساني نبأنا بشر بن عبد الوهاب حدثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 204 شذرات الذهب 1 / 151.
322

المري عن أبيه عن جده الجنيد بن عبد الرحمن قال فصلت من حوران آخذ عطائي
الحكاية وقد تقدمت في ترجمة ابن ابنه جنادة بن عمرو بن جنيد انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو عبد الرحمن
النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال (1)
سنة اثنتي عشرة ومائة فيها غزا أشرس بن عبد الله السلمي فرغانة (2) فلقيه الزحف
فأحاطت به الترك فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فعزله فولى الجنيد بن عبد الرحمن
المري مرة غطفان (3) سنة ثلاث عشرة ومائة خرج الجنيد بن عبد الرحمن غازيا يريد
طخارستان (4) فجاشت الترك بسمرقند فسار الجنيد حتى كان على أربع (5) فراسخ من
سمرقند فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى أمسوا فتحاجزوا وكتب الجنيد إلى
سورة بن أبجر من بني أبان بن درام وهو واليه على سمرقند فأمره (6) بالقدوم عليه
فأبى الترك قبل أن يصل إلى الجنيد فقتل سورة بن أبجر وعامة جيشه وقتل معه
مجاهد ببلعاء العنبري ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله فيها يعني سنة أربع عشرة ومائة
غزا (7) الجنيد بن عبد الرحمن الصغانيان فلم يلق كيدا وانصرف ثم عزله سنة خمس
عشرة ومائة وولي عاصم بن إبراهيم بن يزيد الهلالي قال خليفة أقر خالد عليها
يعني السند الجنيد بن عبد الرحمن من مرة غطفان سنتين ثم عزله وولى تميم بن زيد
القيني
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن سلمان الضبي الفضيلي نبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل أنبأنا
أبو بكر محمد بن الحسن بن ديد أنبأنا أبو حاتم أنبأنا أبو عبيدة قال دخل أبو جويرية
الشاعر على خالد بن عبد الله يمدحه فقال له خالد ألست القائل *

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 342.
(2) مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة.
(4) طخارستان ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد، وهي من نواحي خراسان.
(5) كذا.
(6) في خليفة: يأمره.
(7) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن خليفة.
323

ذهب الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام
أصبحنا ثاويين في جوف أرض * وما تغنى على الغصون الحمام *
إذهب إلى الجود حيث دفنته فاستخرجه قال أبو جويرية أنا قائل هذا وأنا الذي
أقول بعده فوثب الجيش ليدفعوه فقال خالد دعوه لا يجمع عليه حرمانا ونمنعه من
الكلام فأنشأ يقول
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو محمدهم قعدوا
أو قلد الجود أقواما ذوي حسب * فيما يحاول من آجالهم خلدوا
قوم سنان أبوهم حين نسبتهم * طابوا أو طاب من الأولاد ما ولدوا
جن إذا فزعوا أنس إذا أمنوا * مزردون مهاليك إذا احتشدوا
محسدون على ما كان من نعم * لا ينزع الله عنهم ماله حسدوا *
فخرج من عنده ولم يعطه شيئا انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن
عثمان البندار المعروف بابن السواق وأبو منصور بن عبد العزيز قالا أنبأنا أبو
الفرج أنا أحمد بن عمرو بن عثمان العصاري أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن
نصير الخواص أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق حدثني عبد الله بن
مروان بن معاوية الفزاري حدثني أبو القلمس الباهلي قال كان الشعراء يغشون
الجنيد بن عبد الرحمن المري فقال رجل منهم يوما والجنيد مغتم أيها الأمير إما
تصلني أو تضرب لي موعدا فقال موعدك الحشر فمر الشاعر راجعا فلما كان بعد
أيام دنا من الجنيد شاعر (1) آخر فقال
أرحني بخير منك إن كان آتيا * وإلا فواعدني كميعاد زائل * (2)
وزائل الشاعر الأول الذي وعده الحشر (3) فقال له الجنيد ويحك وما وعدت
زائلا قال الحشر فقال الجنيد لصاحب شرطه إن فاتك زائل فهئ نفسك فأتبع زائل
على البريد فلحق بالطريق بهمذان فرد إلى الجنيد بمرو فأعطاه الجنيد مائة ألف

(1) بالأصل: " شاعرا ".
(2) في مختصر ابن منظور 6 / 127 " زابل ".
(3) الأصل: الحشير.
324

وأعطى المذكر به الشاعر خمسين ألفا قال وبين مرو وهمذان نحو من ثلاثمائة فرسخ
انتهى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن (1) الحسن الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن
جعفر أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال (2) ذكر علي بن محمد عن أشياخه أن
الجنيد بن عبد الرحمن تزوج الفاضلة ابنة يزيد بن المهلب فغضب هشام على الجنيد
وولى عاصم بن عبد الله خراسان وكان الجنيد سقى (3) بطنه فقال هشام لعاصم إن
أدركته وبه رمق فأزهق نفسه فقدم عاصم وقد مات الجنيد
قال وذكروا أن جبلة بن أبي زراد (4) دخل على الجنيد عائدا فقال يا جبلة
ما يقول الناس قال قلت يتوجعون للأمير قال ليس عن هذا سألتك (5) ما
يقولون وأشار نحو الشام قال قلت يقدم (6) على خراسان يزيد بن شجرة الرهاوي
قال ذا سيد أهل الشام قال ومن قلت عصمة أو عصام وكنيت عن عاصم قال
إن قدم عاصم فعدو جاهد لا مرحبا به ولا سهلا (7) ولا أهلا قال فمات في مرضه
ذلك في المحرم سنة ست (8) عشرة ومائة واستخلف عمارة بن حريم وكانت وفاته
بمرو فقال أبو جويرية عيسى بن عصى (9) يرثيه
هلك الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام
أصبحنا ثاويين في بطن مرو * ما تغنى (10) على الغصون الحمام

(1) بالأصل " أبي " والصواب ما أثبت، انظر شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد الله بن جابر ص 676).
(2) تاريخ الطبري 7 / 93 حوادث سنة 116.
(3) سفى بطنه أي اجتمع فيه ماء أصفر، والسقي: ماء أصفر يقع في البطن.
(4) الطبري: رواد.
(5) قسم منها مطموس بالأصل، والمثبت بين معكوفتين عن الطبري.
(6) الأصل " تقدم " والمثبت عن الطبري.
(7) قوله: " ولا سهلا " ليس في الطبري.
(8) بالأصل: " ثلاث " والمثبت عن الطبري.
(9) في الطبري: " عصمة " وفي مختصر ابن منظور 6 / 128 " عصبة ".
(10 الطبري: في أرض مرو ما تغنت.
325

كنتما نزهة الكرام فلما * مت مات الندى ومات الكرام *
ثم أتى أبو الجويرية بعد ذلك خالد بن عبد الله وامتدحه فقال له خالد ألست
القائل
هلك الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام
أصبحنا ثاويين في بطن مرو * ما تغنى على الغصون الحمام
كنتما نزهة (13) الكرام فلما * مت مات الندى ومات الكرام *
قال نعم قال فليس لك عندنا شئ فخرج فقال
تظل لامعة الآفاق تحملنا * إلى عمارة والقود السراهيد *
قصيدة امتدح بها عمارة بن حريم ابن عم الجنيد وعمارة هو جد أبي الهيذام
صاحب العصبية بالشام قال وقدم عاصم بن عبد الله فحبس عمارة بن خريم وعمال
الجنيد وعذبهم
قال الطبري وقال بعضهم إن الجنيد مات سنة خمس عشرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن بن علي
البزاز حدثنا أبو عمير بن النحاس عن ضمرة بن ربيعة قال جاء مؤذن الجنيد بن
عبد الرحمن (2) إليه في مرضه الذي مات فيه فسلم عليه بالإمرة فقال يا ليتها لم تقل لنا
انتهى
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن أبي الحسين الكاتب أخبرني محمد بن
جعفر النحوي صهر المبرد حدثني محمد بن القاسم العجلي البرتي أنبأنا أبو
هفان حدثتني رقيه بنت حمل عن أبيها قال كان أبو نخيلة مداحا للجنيد بن
عبد الرحمن المري وكان الجنيد له محبا يكثر رفده ويقرب مجلسه ويحسن إليه فقال

(1) الأصل: " نهزت " والمثبت عن الطبري.
(2) الأصل: " عبيد ".
(3) الخبر والابيات في الأغاني 20 / 401.
(4) الأغاني: أحمد.
326

فيه يرثيه وكان الجنيد مات بمرو
لعمري لئن ركب الجنيد تحملوا * إلى الشام من مرو وراحت كتائبه (1)
لقد غادر الركب الشآمون خلفهم * فتى غطفانيا (2) تعلل جانبه
فتى كان يسري للعدو كأنما * عجاج القطا في كل يوم كتائبه
وكان كأن البدر تحت لوائه * إذا سار في جيش وراحت عصائبه *
1098 جواس بن القعطل (3)
واسم القعطل بياض بن سويد بن الحارث الكلبي
شاعر له شعر في ذكر يوم المرج مرج راهط
حكى عن حياة بن جوي المهري الشحري من أهل الشحر
حكى عنه عوانة بن الحكم انتهى
ذكر أبو جعفر أحمد بن الحارث بن المبارك الخزاز فيما رواه أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن محمد بن عمرو الطوسي عنه قال قال جواس بن القعطل
الكلبي
أرقت بدير (4) الماطرون كأنني * لساري النجوم آخر الليل حارس
وأعرضت الشعرى العبور كأنها * معلق قنديل علته الكنائس (5)
ولاح سهيل عن يمين كأنه * شهاب نحاه وجهه الريح قابس *
قرأت على أبي محمد بن السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (7) أما جواس
أوله جيم مفتوحة بعدها واو مشددة وآخره سين مهملة فهو جواس بن بياض بن

(1) الأغاني: " ركائبه " وبهامشها عن نسخة " كتائبه ".
(2) بالأصل " غطانيا " والمثبت عن الأغاني، وعلى هامش الأصل: " الصواب: غطفانيا ".
(3) ترجمته في المؤتلف والمختلف للآمدي ص 74 وله ذكر في الأغاني 19 198 و 22 / 153 والطبري في
5 / 542 حوادث سنة 64.
(4) مطموسة بالأصل.
(5) هذا البيت والذي يليه في المؤتلف والمختلف للآمدي ص 74.
(6) الاكمال لابن ماكولا 2 / 429.
327

سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي شاعر إسلامي في
دولة بني أمية انتهى
1099 جودة بن جودر بن الزحاف القرشي
دمشقي له ذكر فيما حكاه أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي
1100 جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة
ابن عوف بن كعب بن عبد شمس بن سعد
ابن زيد بن مناة بن تميم التميمي ثم العبشمي البصري (1)
قيل إن له صحبة (2)
حدث عن سلمة بن المحبق وحكى عن الزبير بن العوام وشهد معه الجمل
روى عنه قرة بن الحارث (3) البصري والحسن بن أبي الحسن (4) ووفد على
معاوية وقد ذكرت وفوده في ترجمة بشر بن يزيد المعروف بالحتات (5)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أخبرنا سهل بن السري البخاري نبأنا صالح بن محمد البغدادي
نبأنا يحيى بن أيوب نبأنا هشيم (6) نبأنا منصور بن زاذان (7) عن الحسن نبأنا
جون بن قتادة قال كنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في بعض أسفاره فمر بعض أصحابه بسقاء معلق
فيه ماء فأراد أن يشرب فقال صاحب السقاء إنه جلد ميتة فأمسك حتى لحقهما
النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكروا ذلك له فقال اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها [2822] ح

(1) أسد الغابة 1 / 370 الإصابة 1 / 271 تهذيب التهذيب 1 / 397.
(2) في تهذيب التهذيب معقبا: " ولم تثبت " وكان واضحا في الإصابة فقال: تابعي، غلط بعض الرواة فوصل
عنه حديثا أسقط اسم صحابية فذكره لذلك البغوي وغيره في الصحابة.
(3) في تهذيب التهذيب: قرة بن خالد.
(4) الذي بالأصل: " روي عنه قرة بن الحارث البصري الحسن بن الحسين " كذا والصواب ما أثبت، انظر
تهذيب التهذيب.
(5) بالأصل: " الحباب " خطأ، والصواب ما أثبت، مرت ترجمته.
(6) بالأصل: " هشام " والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وأسد الغابة.
(7) في أسد الغابة: وردان.
328

قال ابن مندة هكذا قال هشيم ورواه جماعة عنه منهم شجاع بن مخلد وأحمد بن
منيع ورواه عمرو (1) والحسن بن عرفة وغيرهم عن هشيم عن منصور ويونس وغيرهما
عن الحسن عن سلمة بن المحبق وهو الصحيح انتهى ولم يذكر في الإسناد جونا (2)
ورواه قتادة عن الحسن (3) عن جون (4) بن قتادة عن سلمة بن المحبق وهو
الصحيح انتهى
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الراوي في كتابه أنبأنا
محمد بن أحمد أنبأنا عبد الله بن محمد بن محمد أنبأنا عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز حدثني جدي وشجاع قالا قال هشيم (5) أنبأنا منصور عن الحسن
حدثنا جون بن قتادة التميمي قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بعض أسفاره فمر بعض
أصحابه بسقاء معلق فيه ماء فأراد أن يشرب فقال له صاحب السقاء إنه جلد ميتة
فأمسك حتى لحقهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكروا ذلك له فقال لهم اشربوا فإن دباغ الميتة
طهورها انتهى [2823] ح
قال عبد الله بن محمد هكذا حدث هشيم بهذا الحديث لم يجاوز به جون بن
قتادة وليس لجون صحبة رواه عن هشيم عن منصور (6) عن قتادة عن الحسن
عن جون عن سلمة بن المحبق وهو الصواب إن شاء الله تعالى انتهى هذا هو
المحفوظ عن هشيم في هذا الحديث وهو وهم فيه فأما ما حكاه ابن مندة عن
عمرو بن زرارة والحسن بن عرفة عن هشيم فإنما ذاك الإسناد لحديث غير هذا سنذكره
فيما بعد وهذا الحديث إنما يرويه جون عن سلمة بن المحبق عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نبأنا إسحاق هو ابن أبي إسرائيل نبأنا معاذ بن
هشام حدثني أبي عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أن

(1) عن أسد الغابة وبالأصل " عمر ".
(2) بالأصل " جون ".
(3) بالأصل " أنس " والمثبت عن أسد الغابة.
(4) الأصل " جوزة " والصواب ما أثبت وهو صاحب الترجمة.
(5) بالأصل: " هشام " والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وأسد الغابة.
(6) بالأصل " هشام " والمثبت عن أسد الغابة والإصابة.
329

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا في غزوة تبوك بماء من عند امرأة فقالت ما عندي ماء إلا في قربة
غير ذكي فقال ألست دبغتها قالت نعم قال فإن دباغها طهورها أو قال
ذكاتها ح شك كمن وقع في هذا الحديث وقد سقط منه ذكر قتادة فإنما يرويه هشام
الدستوائي عن قتادة عن الحسن [2824] ح
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن غانم بن محمد عن أحمد بن محمد الحداد
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا أحمد بن محمد بن
زياد نبأنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور نبأنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن
قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أن النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة
تبوك دعا بماء من عند امرأة فقالت ما عندي إلا ماء في قربة غير مذكى لي ميتة فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) أليس قد دبغتها قالت بلى قال ذكاتها دباغها قال أبو
عبد الله بن مندة رواه بكير بن بكار عن شعبة عن قتادة وإسناده نحوه انتهى وكذا
رواه جماعة غير معاذ بن هشام عن هشام [2825]
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أحمد بن جعفر
نبأنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي نبأنا عمرو بن الهيثم وأبو داود وعبد الصمد
المغني (2) قالوا أنبأنا هشام عن قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن
المحبق أن النبي (3) (صلى الله عليه وسلم دعا بماء من قربة عند امرأة فقالت إنها ميتة قال أليس
دبغتها قالت بلى قال دباغها ذكاتها [2826] ح
هكذا رواه همام بن يحي العوذي عن قتادة
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا ابن مالك
نبأنا عبد الله بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي نبأنا بهز نبأنا همام
نبأنا قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أنه كان مع النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) مسند الإمام أحمد ج 5 / 7.
(2) في المسند: المعني.
(3) في المسند: نبي الله.
(4) المسند: أليس قد دبغتها.
(5) مسند أحمد 5 / 6.
330

في غزوة تبوك فأتى على بيت قدامة قرية معلقة فسأل الشراب فقيل أنها ميتة فقال
ذكائها دباغها انتهى [2827]
تابعه عفان بن مسلم الصفار وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وأبو عمر
حفص بن عمر الحوضي (1) عن همام ورواه شعبة بن الحجاج عن قتادة فاختلف فيه عنه فرواه
عنه بكر بن بكار كما قال هشام وهمام ورواه الأسود بن عامر شاذان عنه فلم
يحفظانهم جون وقال عن رجل قد سماه
فأما حديث بكر فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2) أنبأنا علي بن إسماعيل بن حماد
نبأنا أبو موسى حينئذ قال ونبأنا أبو عروبة أنبأنا الحسين (3) بن هشام الرازي قالا
نبأنا بكر بن بكار نبأنا شعبة نبأنا قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن
سلمة بن المحبق أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث إلى أهل بيت فاستسقى فأتي بقربة فيها ماء فشرب
فقيل أنها ميتة قال دباغها طهورها [2828] ح
وأما حديث شاذان فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن
المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي نبأنا أسود بن
عامر نبأنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن رجل قد سماه عن سلمة بن المحبق أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى على أهل بيت فاستسقى فإذا قربة فيها ماء فقالوا إنها ميتة يا رسول الله
قال الأديم طهوره دباغه انتهى [2829] ح
ورواه أبو النضر سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فاختلف عليه فيه فروي عنه عن
قتادة عن جون عن سلمة من غير ذكر الحسن وروي عن قتادة عن الحسن عن
سلمة من غير ذكر جون
فأما حديثه الذي لم يذكر فيه الحسن فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا
إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (5) نبأنا يحي بن

(1) غير واضحة بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 10 / 354.
(2) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 178.
(3) في ابن عدي: الحسن بن يحيى بن هشام الرازي.
(4) مسند الإمام أحمد 5 / 6.
(5) الكامل لابن عدي 2 / 178 وذكر فيه " الحسن " بين قتادة وجون.
331

محمد بن صاعد نبأنا عمرو (1) بن علي نبأنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن
جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
وأما حديثه الذي لم يذكر فيه جونا فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو
علي المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي نبأنا
محمد بن جعفر نبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أتى على قرية يوم حنين فدعا منها بماء وعندها امرأة فقالت إنها ميتة فقال سلوها
أليس قد دبغت قالت بلى فأتى منها بحاجته فقال ذكاة الأديم دباغه [2830] ح
ولجون حديث آخر مشكوك فيه ومختلف في إسناده أخبرناه أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن
محمد حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الملك الواسطي نبأنا بكر بن بكار نبأنا
شعبة عن قتادة عن الحسن عن جون من قتادة أو عن رجل عن سلمة بن محبق
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) معنى حديث سلام بن مسكين انتهى يعني الذي أخبرناه أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النفور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله حدثني
زهير بن محمد قال أنبأنا القاسم بن سلام بن مسكين حدثني أبي قال سألت
الحسن عن الرجل يقع بجارية امرأته فقال حدثني قبيصة بن حريث الأنصاري عن
سلمة بن المحبق أن رجلا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا يزال يسافر ويغزو وإن امرأته
بعثت معه جارية لها قالت تغسل رأسك وتخدمك وتحفظ عليك ولم تجعلها له وإنه
طال سفره في وجهه فوقع بالجارية فلما فعل أخبرت الجارية مولاتها بذلك غارت
غيرة شديدة فغضبت فأتت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته بالذي صنع فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم) إن كان
استكرهها فهي عتيقة وعليه مثلها وإن كان أتاها عن طيب نفس منها ورضاها فهي له
وعليه مثل ثمنها لك ح ولم يقم فيه حدا انتهى [2831]
وقال البغوي قد روى هذا الحديث شعبة عن قتادة عن الحسن عن جون بن
قتادة عن سلمة انتهى وصحيح هذا الحديث عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن
سلمة

(1) بالأصل " عمر " والمثبت عن ابن عدي.
(2) مسند الإمام أحمد 5 / 6.
332

ورواه معمر عن قتادة مثل حديث سلام أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا
أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي
نبأنا عبد الرزاق نبأنا معمر عن قتادة عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن
سلمة بن المحبق قال قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رجل وطئ جارية امرأته إن كان قد
استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها مثلها وإن كانت طاوعته فهي له وعليه لسيدتها مثلها
انتهى
رواه عمرو بن دينار عن الحسن عن رجل لم يسمه عن سلمة أخبرناه أبو
القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا
عبد الله بن محمد أنبأنا عياش بن يزيد نبأنا سفيان عن عمرو (2) عن الحسن عن
رجل عن سلمة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله انتهى
ورواه عبيد الله القواريري عن سفيان فلم يذكر الرجل الذي لم يسم ورواه
ذلك محمد بن سلمة الطائغي وحماد بن زيد عن عمرو بن دينار وكذلك رواه سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة بن الحسن وكذلك رواه أبو حرة عبد الرحمن بن واصل
ومنصور بن زاذان ويونس بن عبيد ومبارك بن فضالة عن الحسن
فأما حديث القواريري عن سفيان فأخبرناه أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو
الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد اله بن محمد نبأنا عبيد الله (3)
القواريري حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن الحسن عن سلمة بن المحبق عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله انتهى
وأما حديث الطائفي فأخبرناه أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي سنة خمس وثلاثمائة حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأخبرنا أبو بكر المزرفي أنبأنا أبو
الحسين بن المهتدي حينئذ

(1) مسند أحمد 5 / 6.
(2) بالأصل " عمر " والصواب " عمرو " وهو ابن دينار، وقد مر في بداية الخبر.
(3) بالأصل " عبد الله ".
(4) بالأصل " المرزقي " خطأ، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى المزرفة وهي قرية كبيرة ببغداد، بغربيها.
على خمسة فراسخ منها. (الأنساب).
333

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين النقور قالا أنبأنا
عيسى بن علي حدثنا عبد الله بن محمد قالا حدثنا داود بن عمرو نبأنا محمد بن
مسلم زاد الصوفي الطائفي عن عمرو بن دينار قال سمعت الحسن بن أبي
الحسن يقول سمعت وقال البغوي عن سلمة بن ربيعة بن المحبق يقول وقال
البغوي قال سمعت امرأة تسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن جارية لها خرج بها زوجها إلى سفر
فأصابها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن كان استكرهها فهي حرة وعليه مثلها وإن كانت
طاوعته فهي جاريته وعليه مثلها انتهى [2832] ح
وأما حديث حماد بن زيد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو
الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا عبيد الله
القواريري وأبو الربيع قالا نبأنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن الحسن بن
أبي الحسن عن سلمة بن محبق أن رجلا وقع على جارية امرأته فرفع ذلك إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن كانت طاوعته فهي له وعليه مثلها وإن كان استكرهها فهي حرة
وعليه مثلها لها [2833]
وأما حديث سعيد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أ
نبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي أنبأنا عبد الله بن بكر
حدثنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن
رجلا غشي جارية امرأته وهو في غزوة فرفع ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إن استكرهها
فهي حرة من ماله وعليه شراؤها لسيدتها وإن كانت طاوعته فمثلها من ماله لسيدتها
انتهى [2834] ح
وأما حديث أبي حرة ومنصور فأخبرناه أبو سعيد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن
محمد بن محمد بن حيان النسوي الطبيب أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن
محمد الصرام (2) أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن
عبد الرحمن بن محمد بن الجازوقاني نبأنا الحسن بن عرفة نبأنا هشيم عن أبي حرة
ومنصور بن زاذان ويونس بن عبيد عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن رجلا خرج

(1) مسند الإمام أحمد 5 / 6.
(2) ترجمته في سير الاعلام 18 / 483.
334

في سفر فبعثت معه امرأته جارية تخدمه فوقع عليها في سفره فلما قدم ذكر ذلك
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن كنت استكرهتها فهي حرة وعليك مثلها لمولاتها وإن كانت
طاوعتك فهي أمته (1) وعليك مثلها انتهى [2835] ح
وأما حديث يونس فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي نبأنا إسماعيل يعني ابن
علية عن يونس عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن رجلا خرج في غزاة ومعه
جارية لامرأته فوقع بها فذكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كان استكرهها إن استكرهتها فهي عتيقة ولها عليه
مثلها وإن كانت طاوعته فهي أمته ولها عليه مثلها وقال إسماعيل مرة إن رجلا كان في
غزوة [2836]
وأما حديث مبارك فأخبرتناه أم المجتبى فاطمة بني ناصر قالت أنبأنا
إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا عبد الرحمن بن
صالح أنبأنا علي بن مسهر عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن سلمة بن المحبق
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن رجل وقع جارية امرأته فقال إن كان استكرهها فهي حرة
وإنما عليه مثلها وإن كانت طاوعته فهي أمته ولها عليه مثلها ح [2837]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي (3) الفتح بن المحاملي (3) أنبأنا أبو
الحسن الدارقطني نبأنا أبو بكر النيسابوري أنبأنا يوسف بن سعيد نبأنا مسلم نبأنا
عبيد الله بن موسى نبأنا فضيل بن مرزوق حدثني شقيق بن عتبة عن قرة بن
الحارث (4) عن
جون بن قتادة قال قرة بن الحارث كنت مع الأحنف وكان جون بن قتادة مع الزبير بن العوام فحدثني جون بن قتادة قال كنت مع الزبير فجاء
فارس يسير وكانوا يسلمون على الزبير بالإمرة فقال السلام عليك أيها الأمير فقال
وعليك السلام قال هؤلاء القوم قد أتوا إلى مكان كذا وكذا قال فلم أر قوما أرث
سلاحا ولا أقل عددا ولا أرعب قلوبا من (5) قوم أتوك ثم انصرف قال ثم جاء فارس

(1) كذا، ولعل الصواب " أمتك ".
(2) مسند أحمد ج 5 / 6.
(3) كررت بالأصل.
(4) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(5) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 130.
335

فقال السلام عليك (1) أيها الأمير فقال وعليك السلام قال جاء القوم حتى نزلوا
مكان كذا وكذا فسمعوا بما جمع الله تعالى لهم من العدة والقوة فقذف الله تبارك وتعالى
في قلوبهم الرعب فولوا مدبرين فقال الزبير بن العوام إيه عنك الآن فوالله لو لم
يجد ابن أبي طالب إلا العرفج (2) لدب إلينا فيه قال ثم انصرف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الكلابي
أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو عثمان بن أحمد بن السماك أنبأنا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني حدث سلمة بن محبق أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا بماء في غزوة تبوك فقال رواه قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة
وجون هذا معروف وجون لم يرو عنه غير الحسن (3) إلا أنه معروف وقال علي في موضع آخر روى جون عن الزبير وسئل في
موضع آخر عن شيوخ (4) الحسن
المجهولين فذكرهم وذكر فيهم جون بن قتادة انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل
خيرون حينئذ وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
قالا أنبأنا محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو
حفص الأهوازي أنبأنا خليفة بن خياط قال جون بن قتادة بن الأعور بن عبشمس بن
سعد بن زيد مناة بن تميم أدرك الزبير انتهى
حدثنا عمر رحمه الله تعالى لفظا أنبأنا أبو طالب بن يوسف أنبأنا أبو محمد
الجوهري قراءة على أبي عمر حينئذ أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا
قال قرئ على أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن
معروف أنبأنا أبو الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال قتادة بن الأعور بن
ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس وهو عبد شمس وليس عبد شمس إلا في

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 130.
(2) العرفج: شجر سهلي واحدته عرفجة (القاموس المحيط).
(3) بالأصل " الحسين ".
(4) ما بين معكوفتين العبارة بالأصل مضطربة " الزبير روى عنهم ابن الحسن المجهولين " ولعل الصواب م
أثبت، والعبارة مستدركة بما يوافق عبارة الإصابة 1 / 271.
(5) طبقات ابن سعد 7 / 62.
336

قريش بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل الوفد وكتب له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتابا بالشبكة (1) موضع بالدهناء بين القنعة والعرمة وهو أبو الجون بن
قتادة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد بن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل نبأنا محمد بن إسماعيل قال (2) جون بن قتادة التميمي عن سلمة بن المحبق
سمع منه حسن (3) يعد في البصريين انتهى
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أخبرنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4) وروى عنه قتادة سمعت أبي يقول ذلك انتهى وهذا وهم إنما يروي قتادة عن الحسن عنه
انتهى
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (5) نبأنا ابن أبي عصمة نبأنا أبو طالب أحمد بن
حميد قال سألت يعني أحمد بن حنبل عن جون بن قتادة فقال لا يعرف
وقلت روى غير هذا الحديث قال لا
قال ابن حميد قال ابن عدي وجون بن قتادة لم يعرف له أحمد بن حنبل غير هذا
الحديث أي غير حديث الدباغ وقد ذكرت بذلك الإسناد حديثا آخر وما أظن أن له
غيرهما يعني حديث بكر بن بكار انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال جون بن قتادة روى عن سلمة بن المحبق وعن الزبير بن العوام

(1) الشبكة: عدة مواضع، انظر معجم البلدان 3 / 322.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 252.
(3) البخاري: الحسن.
(4) الجرح والتعديل 1 / 1 / 542.
(5) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 178 و 179.
337

حدث عنه الحسن البصري وقرة بن الحارث ذكره البخاري فقال جون بن قتادة عن
سلمة بن المحبق يعد في البصريين تميمي سمع منه الحسن لا يعرف إلا بهذا
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سواد
المقرئ والمبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي فقال أنبأنا الحسين بن علي بن
عبيد الله الطناجيري أنبأنا حكيم بن محمد بن إبراهيم التميمي نبأنا القاضي أبو
عبد الله عبد الملك بن يزيد بن الهيثم نبأنا أحمد بن هارون بن روح الحافظ في الطبقة
الثامنة من الأسماء المنفردة قال جون بن قتادة يروي عنه الحسن بن أبي الحسن (1)
بصري ثقة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال جون بن قتادة عن سلمة بن قتادة التميمي عداده في أهل
البصرة لا يصح له صحبة ولا رؤية وهم هشيم في حديثه انتهى
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قال قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ
جون بن قتادة التميمي يعد في البصريين لا يثبت له رؤية ولا صحبة ذكره بعض
الواهمين في الصحابة ونسب وهمه إلى هشيم وهو وهم لأن زكريا بن يحيى بن
رحمويه (2) رواه عن هشيم مجودا يعني يذكر سلمة بن المحبق في إسناده انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال أما جون أوله
جيم مفتوحة وواو ساكنة فهو جون بن قتادة يروي عن الزبير بن العوام وسلمة بن
المحبق روى عنه الحسن وقرة بن الحارث وغيرهما
1101 جوهر مولى أبي تميم معد الملقب بالمعز (4)
بعثه مولاه بجيش عظيم من المغرب إلى ديار مصر فكسر عسكر الأخشيدية

(1) بالأصل " الحسين ".
(2) في الإصابة 1 / 271 " زحمويه " وفي أسد الغابة 1 / 370 " حمويه " وفي تهذيب التهذيب " زحمويه ".
قال ابن حجر في الإصابة: وتعقبه المزي (في الأطراف) بأن كلام ابن منده صواب وأن الوهم فيه من هشيم
وأن رواية زحمويه شاذة.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 162 وبالأصل " إنما أوله جون " والمثبت عن الاكمال.
(4) الوافي بالوفيات 11 / 225 وفيات الأعيان 1 / 375 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 90 وانظر بهامش
الوافي ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
338

فاستولى على مصر يوم الثلاثاء (1) الثاني عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
وبنى القاهرة ثم قدم (2) مولاه أبو تميم مصر فأقام بها مدة ومات وقام بعده ابنه نزار
الملقب بالعزيز فحدث فبعث جوهرا في عسكر إلى دمشق سنة خمس وستين وثلاثمائة
وصلها فنزل بظاهرها يوم الأحد لثمان بقين من ذي القعدة فقاتلوا أهلها وأميرهم هفتكين
التركي مدة ثم رحل عنها يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى سنة ست (3) وستين
وثلاثمائة ولما هجم عليها الشتاء دخل عليه من قتل أصحابه واقتادوا بهم لقلة العلوفة
ولحقه هفتكين إلى أرض الرملة وجرت بينه وبينه حروب كثيرة فهرب إلى عسقلان
وتحصن بها فحاصره فيها إلى أن خرج منها بأمان ولحق بمصر انتهى
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال دفع إلي رجل يعرف بمجير
الكتامي سيخ من عبيد المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها القائد
جوهر في سنة ست وستين وثلاثمائة
وأخبرنا الفقيه أبو الحسن أيضا قال أنبأنا أزهر بن محمد الحبال المقرئ قال
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة مات جوهر يوم الخميس لعشر بقين من ذي القعدة (4)
1102 جوية بن عائذ
ويقال ابن عاتك ويقال ابن أبي أناس ويقال ابن عبد الواحد النصري
من بني نصر بن معاوية ويقال الأسدي النحوي الكوفي (5)
وفد على معاوية وسأله
حكى عنه ابنه أبو نواس عبد الملك بن جوية
في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر محمد بن نضر أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد أنبأنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد بن جوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر
الكتاني أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان حدثني نصر الذبياني

(1) في وفيات الأعيان: يوم الثلاثاء لاثني عشرة ليلة بقيت من شعبان.
(2) بالأصل " قدموا ".
(3) بالأصل " ستة ".
(4) وفيات الأعيان 1 / 376 وكانت وفاته بمصر.
(5) بغية الوعاة 1 / 490 وفيه " ابن أبي إياس " بدل " أناس ".
339

حدثني أبو أناس (1) عبد الملك بن جوية النصري عن أبيه قال قدمت على معاوية بن
أبي سفيان فقال يا جوية ما القرابة قلت المودة قال فما السرور فقلت
المواتاة قال فما الراحة قلت الجنة قال صدقت انتهى كذلك في الأصل جوية
والصواب جوية كما في الترجمة انتهى خالفه غيره
أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل قال أنبأنا سهل بن بشر الإسفرايني أنبأنا
أبو الحسن بن الطفال أنبأنا رشيق أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المضيفي
الإمام أنبأنا عمارة بن وثيمة وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن الفضل حدثني أبو بشر
الذبياني حدثني أبو أناس عبد الملك بن جوية عن أبيه قال قدمت على معاوية فقال
لي يا جوية ما القرابة قلت المودة قال فما السرور قلت المواتاة فقال فما
الراحة قلت الجنة قال صدقت انتهى
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ
وأخبرنا عمرو بن أحمد بن منصور الصفار أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسكويه قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن
موسى الصيرفي أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نبأنا إبراهيم بن الجهم
السموي نبأنا الفراء في قوله تعالى " قل أوحي إلي (2) " قال القراء مجتمعون على أوحي وقرأها جوية بن عبد الواحد الأسدي إن شاء الله تعالى " قل أوحي إلي " من
وحيت فهمز الواو لأنها انضمت كما قال " وإذا الرسل أوقتت (3) " انتهى
وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب قال وأخبرني أبو الحسن
أحمد بن علي التمار أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن نبأنا إبراهيم بن عرفة حدثني
محمد بن الجهم نبأنا الفراء قال أهل الحجاز يقولون أوحيت وأسد وحيت
وكان جوية بن أبي أناس أحد بني نصر بن معاوية يقرأ قل أوحي يزيد وحي فهمز الواو
لانضمامها كما قال تعالى " فإذا الرسل أوقتت " وقال الشاعر
ما هيج الشوق من أطلال * أضحت قفارا كوحي الواحي *

(1) تقدم: أبو نواس.
(2) سورة الجن، الآية الأولى.
(3) سورة المرسلات، الآية: 11.
340

قال وسمعت بعض بني كلاب يقول ليحيى إلي وحيا ما أعرفه انتهى
وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا عمر بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو العباس
أحمد بن يحيى بن ثعلب قال قرأ جوية الأسدي أحي
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
أبي الحسن الدارقطني حينئذ
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن (2)
الدارقطني قال وأما جوية فهو جوية بن عبد الله بن عائذ ويقال ابن عاتك الكوفي
النحوي روى عنه ابنه أبو أناس عبد الملك بن جوية انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) وأما جوية
بضم الجيم وفتح الواو وبعدها ياء مشددة فهو جوية بن عائذ ويقال بن عاتك
النحوي روى عن ابنه أبو أناس عبد الملك بن جوية وقال ابن ماكولا في موضع
آخر (4) أبو أناس الكوفي من القراء روى عنه يحيى بن آدم (5) ونعيم بن يحيى
السعدي (6) وغيرهما واختلف في اسمه واسم أبيه (7) فقال يحي بن آدم هو
عبد الملك بن جوية وقال الفراء في رواية الأصم عن ابن (8) الجهم عنه جوية بن
عبد الواحد الأسدي وروى نفطويه عن ابن الجهم عنه أنه جوية بن أبي أناس أحد بني
نصر بن (9) معاوية وروي عن ثعلب جوية الأسدي غير منسوب

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثيرا.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 170.
(4) الاكمال لابن ماكولا 1 / 112 - 113.
(5) عن الاكمال وبالأصل " أديم ".
(6) الاكمال: السعيدي.
(7) بالأصل: السعيدي.
(7) بالأصل " أبوه ".
(8) بالأصل: " أبي ".
(9) بالأصل: " بن أبي معاوية " والصواب عن الاكمال.
341

1103 جهير بن محمد
أبو القاسم انتهى
قرأت بخط بعضهم أنشدني أبو القاسم جهير بن محمد بدمشق لابن كاتب
المطيري
فديتها عينا إذا أقبلت * سبح إنساني لإنسانها * "
342

ذكر من اسمه جيش "
1104 جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون (1)
أبو العساكر الطولوني
ولي امرة دمشق بعد قتل أبيه أبي الجيش مدة يسيرة ثم خرج متوجها إلى مصر
فقتل قبل أن تطول مدته انتهى
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المري
قال بويع لجيش بن أبيه الجيش بدمشق بعد أن قتل أبي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين
ومائتين وخرج جيش بن خمارويه بعد قتل أبيه من دمشق راجعا إلى مصر في النصف
من ذي الحجة من هذه السنة واستخلف على دمشق طغج بن جف فلما صار جيش إلى
مصر وثب (2) بعمه أبي العشائر لقتله فتحرك الناس بمصر لقتله ووقع بمصر نهب
وحريق ووثب هارون بن خمارويه فقتله وصار الأمر إلى
هارون بن خمارويه على جيش بن خمارويه في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد هبة الله بن أحمد قالا أنبأنا
عبد العزيز الكتاني حدثني أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني نبأنا
عبد الله بن أيوب حدثني أبو محمد الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن خروف
بمصر حدثني أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية حدثني

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 229 وولاة مصر للكندي ص 265 - 266 وانظر بهامش الوافي ثبتا
بأسماء مصادر أخرى ترجمته له -
(2) بالأصل: " وبثت " ولعل الصواب ما أثبت.
343

ربيعة بن أحمد بن طولون قال (1) لما توفي (2) خمارويه قبض علي وعلى مضر وشيبان
ابني أمد بن طولون جيش بن خمارويه وحبسنا (3) بدمشق فلما قفل إلى مصر حبسنا
في حجرة من الميدان معه وكانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها وكان في
الحجرة رواق وبيتان وجلوسنا في الرواق فوافى خادم له فأدخلوا أخانا مضر في البيت
فانفصل عنا فكانت المائدة تقدم إلينا ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا فأقام خمسة أيام لا
يطعم ولا يستغيث (4) ثم وافى إلينا من أصحاب جيش فقالوا أما مات أخوكم بعد
فقلنا ما نسمع له حسا ففتحوا الباب فوجدوه حيا ورام القيام فلم يصل إليه فرماه
الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتلة فطعن وكانت ليلة الجمعة وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا
وأقمنا يوم الجمعة والسبت لم يقدم إلينا طعام فظننا أنهم سلكوا بنا طريقه فلما أن
يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار وفتح باب الحجرة وأدخل إلينا جيش بن خمارويه
فقلنا ما خبرك فقال غلب أخي على أمري وتولى إمارة البلد هارون بن خمارويه
فقلنا الحمد الله الذي قبض يدك وأضرع خدك فقال ما كان عزمي إلا أن ألحقكما
بأخيكما وأنفذ إلينا جماعتنا مائدة فلما طعمنا بعث إلينا خادما أن جيشا كان قدم عزم
على قتلكما كما قتل أخاكما فاقتلاه (5) وخذا بثأركما إليه منه وانصرفا على أمان وبعث إلينا
خدما فتسرعوا غليه فقتل وانصرفنا إلى منازلنا وقد كفينا عدونا انتهى
وذكر محمد بن أحمد الوراق أن الخبر بذلك وصل إلى بغداد في النصف من شهر
ربيع الآخر من هذه السنة يعني سنة ثلاث (6) وثمانين ومائتين وبلغني أن مدة جيش
كانت تسعة أشهر وقيل ستة أشهر (7)

(1) الخبر في النجوم الزاهرة 3 / 93.
(2) في النجوم: لما قتل أخي خمارويه ودخل ابنه جيش مصر، قبض...
(3) في النجوم الزاهرة: وحبسهما في حجرة معي في الميدان.
(4) الأصل: لا تطعم ولا تستغيث " والمثبت عن النجوم والمختصر.
(5) عن النجوم الزاهرة وبالأصل: فاقبلا.
(6) في الوافي: " وكانت قتلته في حدود التسعين والمائتين ". كذا.
(7) انظر في مدة ولايته: ولاة مصر للكندي ص 266 والنجوم الزاهرة 3 / 94.
344

1105 جيش بن محمد بن صمصامة أبو الفتح القائد (1)
ابن أخت أبي محمد (2) المغربي الكتامي ولي دمشق من قبل خاله أبي محمود
أمير الأمراء (3) أمير جيوش المصريين بالشام في يوم الخميس ليوم بقي من ذي القعدة
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ثم عزله في المحرم سنة أربع وستين وولاها بدر السمولي ثم
أعاده إلى ولايتها يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر سنة أربع وستين ثم عزل يوم الخميس
لخمس خلون من رجب من هذه السنة وولاه ما شاء الله ثم ولي دمشق بعد موت خاله
أبي محمود سنة سبعين وثلاثمائة إلى أن وصل بلتكين التركي واليا على دمشق في ذي
الحجة سنة اثنتين (4) وسبعين ثم ولي جيش دمشق في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فأقام
بها واليا حتى مات
وكان سفاكا للدماء شديد التعدي والظلم وكان داعيا من دعاتهم يأخذ على
المخدومين وعم الناس في ولايته البلاء من القتل وأخذ المال حتى لم يبق بيت بدمشق
ولا بظاهرها إلا امتلأ من جوره خلا من كان ظالما يعينه على ظلمة وكثر الدعاء عليه
والابتهال إلى الله تعالى في إهلاكه حتى أراح الله تعالى منه بعد أن رأى بنفسه من الجذام
العبر (5) وانتهى
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال دفع إلي رجل يعرف بمجير
الكتامي شيخ من خيل المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق وكان فيها جيش بن
صمصامة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة انتهى
وقرأت بخط عبد المنعم بن علي بن الشحامي وفي ليلة هذا اليوم وهي ليلة
الاثنين يعني التاسع من شهر ربيع الآخر سنة تسعين مات القائد جيش ثلث الليل

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 230 والنجوم الزاهرة 4 / 204 وفيها: أبو الفتوح وشذرات الذهب
3 / 133.
(2) في الوافي: " أبي محمود " وسيرد صوابا.
(3) بالأصل " أمير المؤمنين " ولعل الصواب ما أثبت، وفي النجوم الزاهرة: " أمير امراء جيوش... ".
(4) بالأصل " اثنين ".
(5) كلمة غير مقروءة بالأصل، فتركنا مكانها بياضا.
345

وأخفي أمره يوم الخميس لاثنتي (1) عشرة خلت من شهر ربيع واجتمع في قصر
السلطان النبيل وجيش وابن نزال وجماعة القواد وجمعوا أشراف دمشق وشيوخها فلما
اجتمعوا في القصر أخرجوا سجلا من السلطان يقول فيه إن صاب جيشا شئ فيكون ابنه
أبو عبد الله الوالي بعده ثم قام التاهرتي الشريف وقال يا معشر الناس إن قائدكم قد
مات وأنا أعزيكم فبكى الناس وعزوا لابنه أبي عبد الله وهناؤه بالولاية انتهى
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسن بن الميداني
قال قدم جيش بن الصمصامة إلى دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين (2) وعشرين ليلة خلت من
ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ونزل المزة ومات يوم الاثنين لسبع خلون من
شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة وجاء كتاب بولاية من السجل موضع جيش
1106 جيش بن ميمون بن عبد الله
أبو الفتح الأطرابلسي المقرئ الكاتب
حدث بمصر عن أبي الحسين محمد بن حمود بن عمر القاضي
روى عنه عمر الدهستاني
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسين الفرغولي بمرو قال أنبأنا أبو
الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني الحافظ (3) أنبأنا جيش بن ميمون بن
عبد الله الأطرابلسي أبو الفتح الكاتب المقرئ بمصر أنبأنا أبو الحسين محمد بن
محمود بن عرم بن عبد الواحد الشافعي القاضي أخبرني أبو محمد بن مسلم بن
أحمد بن عرافة برشيد وهو قاضيها قال لي أبو سعد بن جنادة المالكي عرضت لي
في وقت من الزمان قصة كبرت على قلبي وأنا أضيق ما كنت منها وقد استترت في البيت
فحملت أنظر في دفاتري فمر فيها هذا البيت * يستصعب الأمر أحيانا بصاحبه * ورب مستصعب قد سهل الله *
قال فسرى عني وقمت من وقتي وخرجت إلى الطريق وعملت أن لله تعالى قد
فرج عني قال فما رأيت إلا خيرا انتهى "

(1) بالأصل " لاثني ".
(2) بالأصل: " لاثنين ".
(3) ترجمته في سير الاعلام 19 / 317 (202).
346

حرف الحاء المهملة "
1107 حابس بن سعد (1)
ويقال ابن ربيعة بن المنذر بن سعد بن يثربي بن عبد بن قصي بن قمران بن
ثعلبة بن عمرو بن ثعلبة بن حيان بن جرم وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طي
الطائي اليماني
يقال إن له صحبة وكان فيمن وجهه أبو بكر الصديق إلى الشام نزل مصر
وولاه عمر قضاء حمص
وحدث عن أبي بكر الصديق وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقدم دمشق وشهد مع
معاوية حرب صفين وجعله على الرجالة يومئذ
روى عنه عبد الله بن غابر (2) وسعد بن إبراهيم انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا عمرو بن
عثمان نبأنا أحمد بن خالد الوهبي (3) عن عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن
إبراهيم عن حابس اليماني عن أبي بكر الصديق (4) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من

(1) بالأصل " سعيد " والمثبت عن الاستيعاب 1 / 360 والإصابة 1 / 272 وأسد الغابة 1 / 375 الوافي بالوفيات
11 / 232 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن أسد الغابة 1 / 376.
(3) في العبر: الذهبي.
(4) الحديث في المعرفة والتاريخ 2 / 308.
347

صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله
حتى يكبه في النار على وجه [2838] ح
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور بن محمد الحسين بن عبد الله
البزاز المعروف بابن هريسة أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال
فقلت يعني للدارقطني (1) حابس اليماني عن أبي بكر الصديق فقال مجهول متروك
قرأت بخط عبد العزيز الكتاني ثم أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن
عبدان عنه أنبأنا علي بن الحسين الربعي أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن
عبد الله بن سعيد الكندي ببعلبك أنبأنا أبو الخليل العباس بن الخليل الحضرمي
بحمص نبأنا أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة عن محفوظ بن علقمة
أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن أبي عائذ قال وقال
حسين قال حابس بن سعد حدثتني (2) فاطمة بنت رسول لله (صلى الله عليه وسلم) أنها أريت في منامها
أنكحت أبا بكر ونكح علي أسماء بنت عميس وكانت بنت عميس تحت أبي بكر وتوفي
أبو بكر وتوفيت فاطمة فنكح علي أسماء بنت عميس انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد قال (3)
في تسمية من نزل الشام من الصحابة والأنصار أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حابس بن سعد
الطائي انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء محمد بن
المكي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد حينئذ أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي
قال ومنهم يعني حابسا جالس بن سعد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
القضاء انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني
أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نبأنا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من

(1) بالأصل " الدارقطني ".
(2) بالأصل: حدثني.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 431.
348

الصحابة من الأنصار وقبائل اليمن حابس بن سعد اليماني انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من
الصحابة حابس بن سعد الطائي انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أحمد بن
الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن (1) الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد (2) بن إسماعيل البخاري حابس بن سعد الطائي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى حريز عن عبد الله بن غابر يعد في الشاميين انتهى
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد عبد الله إجازة حينئذ قال أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن
محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال حابس بن سعد الطائي شامي
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو حابس اليماني قتل بصفين روى عنه عبد الله بن غابر الألهاني
سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد وروى حابس اليماني عن أبي بكر الصديق رضي
الله تعالى عنه روى عنه سعد بن إبراهيم
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي النرسي في كتابه أنبأنا عمي
رقة (5) قراءة أنبأنا أبو طالب الزينبي قراءة أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو
الحسين بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى
البغدادي في الطبقة العليا التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أهل حمص حابس بن

(1) بالأصل: " والحسن " والصواب " بن الحسن " قياسا إلى سند مماثل.
(2) بالأصل " أحمد " خطأ، وانظر التاريخ الكبير 2 / 1 / 108 والزيادة التالية عنه.
(3) الجرح والتعديل 3 / 292 (1 / 2 / 292).
(4) كذاب بالأصل، وفي فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 426) الزينبي.
(5) كذا اللفظتان بالأصل وبعد اللفظة الأخيرة بياض مقدار كلمة.
349

سعد الطائي اليماني أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحب أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما
وحدث عنه وأسند وقتل بصفين مع معاوية قضى في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله
تعالى عنهما أجمعين
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسم الفقيه نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا
مسدد بن علي بن عبد الله أنبأنا أبو طالب أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد
القاضي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حابس بن سعد
اليماني يقال إنه أدرك عمر بن الخطاب وابن الحمق الخزاعي كان بحمص ثم
أرتحل كذلك قال محمد بن عوف وسليمان البهراني انتهى كذا قال
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواجد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال حابس بن سعد الطائي عداده في الحمص روى عنه
عبد الله بن غابر انتهى
أخبرنا أبو الفتح أنبأنا شجاع أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا أحمد بن سليمان بن
أيوب بن حذلم نبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نبأنا أبو اليمان نبأنا حريز بن
عثمان عن عبد الله بن غابر قال دخل حابس بن سعد المسجد من السحر وقد أدرك
النبي (صلى الله عليه وسلم) فرأى الناس يصلون في صدر المسجد فقال المراؤون
أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع الله تعالى ورسوله فقام الرجل إلى رجل من خلفه فوخزه في صدر
المسجد وقال إن الملائكة تصلي من السحر في مقدم المسجد انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ
نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا أبو زرعة الدمشقي نبأنا أبو التمار نبأنا حريز (3) بن
عثمان عن عبد الله بن غابر الألهاني قال جاء حابس بن سعد الطائي وقد أدرك
النبي (صلى الله عليه وسلم) فرأى الناس يصلون في صدر المسجد فقال المراؤون ورب الكعبة أرعبوهم
فمن أرعبهم فقد أطاع الله عز وجل ورسوله وقال إن الملائكة تصلي من السحر في
صدر المسجد انتهى

(1) اللفظة غير واضحة، والصواب ما أثبت قياسا إلى مماثل.
(2) بالأصل " سعيد " والصواب مما تقدم.
(3) بالأصل " جرير " خطأ، وقد مر صوابا قبل أسطر.
350

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي نبأنا أحمد بن
عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال قال أبو عبيدة وكان على
رجالة الميمنة كلهم حابس بن سعد الطائي مع معاوية وذلك في المحرم سنة سبع
وثلاثين (1)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي نبأنا محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنبأنا أبو
علي بن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي نبأنا
يحي بن سليمان الجعفي حدثني نصر بن مزاحم (2) نبأنا عمر (3) بن شمر عن جابر
الجحفي عن أبي الطفيل العامري أن حابس بن سعد الطائي كان صاحب لواء طئ من
أهل الشام مع معاوية فقال في الشعر
أما يعجبك أنا قد كففنا * عن أهل الكوفة الموت العيان
أينهانا كتاب الله عنهم * ولا تنهاهم السبع المثان (4)
وقال فيه أيضا
أما بين المنايا غير سبع * بقين من المحرم أو ثمان
أما يعجبك أنا قد كففنا * عن أهل الكوفة الموت العيان
أينهانا كتاب الله عنهم * ولا تنهاهم السبع المثان *
فقتل بعد ذلك مع معاوية في المحرم سنة سبع وثلاثين انتهى
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا حرملة نبأنا
ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال لما كان يوم صفين اجتمع أبو
مسلم الخولاني وحابس الطائي وربيعة الجرشي وكانوا مع معاوية فقالوا ليدع كل إنسان

(1) تاريخ خليفة ص 196 والعبارة الأخيرة ليست في تاريخ خليفة، وقد ورد خبر صفين فيه سنة ثمان وثلاثين.
(2) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 202 الخبر والشعر، وانظر الفتوح لابن الأعثم الكوفي 3 / 23.
(3) في وقعة صفين ص 202 " عمرو ".
(4) السبع المثان: هي السور إلى سورة التوبة، على أن تحسب التوبة والأنفال سورة واحدة، ولذلك لم يفصل
بينهما بالمصحف بالبسملة.
351

منكم بدعوة فقال أبو مسلم اللهم أكفنا وعافنا وقال حابس اللهم أجمع بيننا
وبينهم ثم احكم بيننا وبينهم وقال ربيعة اللهم أجمع بيننا ثم ابلنا بهم وابلهم بنا
فلما التقوا قتل حابس وفقئت عين ربيعة وعوفي أبو مسلم وقال في ذلك شاعر أهل
العراق
نحن قتلنا حابسا في عصابة * كرام ولم نترك بصفين معصبا *
قال يعقوب كانت صفين في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد بن محمد أنبأنا عبد الرحمن بن
مندة أنبأنا أبي أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد حينئذ وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن
عبد الله بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا
محمد بن عمرو بن إسحاق بن زبريق حدثني أبي أنبأنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره
عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن أبي عائذ قال قال جبير بن نفير أري
خارجة بن جزء العذري (1) رؤيا فأتى حابس بن سعد الطائي فحدثه بها فقال أرأيت أني
أتيت باب الجنة فإذا أنا بمصراعين طويلين وأنت معي وإذا حائطها من شوك طويل فذهبنا
لنلج من بابها فمنعنا فكأنه جعل لي جناحان فطرت حتى دخلتها فإذا أنا فيها ملقى
منبطح ثم رأيتك دخلت تمشي من بابها فقال حابس بن سعد تلك الشهادة قد كنت
أرجو أن أقتل شهيدا فأما أنت ستقتل شهيدا قال فغزا خارجة بن جزء في البحر ثم
خرق جلده حديدة سفينة انتهى
أخبرنا قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي الحسن عن أبي القاسم
يوسف بن محمد بن المهرواني الهمداني أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي
المقرئ قراءة عليه أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأجباري نبأنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال أخبرت عن إدريس بن قادم عن عمر بن ميمون عن أمية قال
مر علي رضي الله تعالى عنه برجل يوم صفين مقتول ومعه الأشتر فاسترجع الأشتر
فقال علي مالك قال ما هذا حابس اليماني عهدته مؤمنا ثم قتل على ضلالة قال
والآن هو مؤمن انتهى

(1) انظر ترجمته في أسد الغابة 1 / 560 والاستيعاب 1 / 422 هامش الإصابة.
352

أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني
نبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي نبأنا عبد الله بن أبي زياد القطواني نبأنا أبو داود
الطيالسي حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الواحد قال مر علي بن
أبي طالب يوم صفين وهو متكئ على الأشتر فمر بحابس اليماني وكان حابس من
العباد فقال الأشتر يا أمير المؤمنين حابس معهم عهدي به والله مؤمن فقال علي
وهو اليوم مؤمن
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي في كتابه وحدثنا أبو
الحسن علي بن سليمان المرادي أنبأنا أبو بكر البيهقي إجازة أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن علي البيهقي أنبأنا (1) أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين
البيهقي الخسروجردي (2) نبأنا داود بن الحسين البيهقي نبأنا حميد بن زنجويه نبأنا
أحمد بن خالد نبأنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون
قال مر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو متكئ على الأشتر فإذا حابس
اليماني مقتول فقال الأشتر إنا لله وإنا إليه راجعون حابس اليماني معهم يا أمير
المؤمنين عليه علامة معاوية أما والله لقد عهدته مؤمنا فقال علي بن أبي طالب رضي
الله تعالى عنه والآن هو مؤمن قال وكان حابس رجلا من أهل اليمن من أهل العبادة
والاجتهاد انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط في تسمية من قتل
مع معاوية بصفين حابس بن سعد الطائي انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نبأنا عمر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو كريب
نبأنا وكيع عن علي بن صالح عن أبيه عن أبي بكر بن عمرو قال وكان بين الجمل
وبين صفين شهران ونحوه وكانت صفين في سنة سبع وثلاثين

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(2) هذه النسبة إلى خسروجرد وهي قرية من ناحية بيهق (الأنساب).
ذكره السمعاني باسم: " أبي حامد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين " وترجم له.
353

1108 حابس بن ضمرة الضبي
من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان وولاه صائفة أهل دمشق له ذكر
1109 حابس بن عمرة العتبي
من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان وولاه شاتية أهل دمشق له ذكر انتهى "
354

ذكر من اسمه حاتم "
1110 حاتم بن أحمد بن الحجاج
أبو سهل المروزي
كان رفيق أبي حاتم الرازي في رحلته إلى الشام
حدث عن أبي معاذ النحوي وهارون بن معروف وشريح بن يونس
وعبيد الله بن معاذ بن معاذ
سمع منه أبو حاتم الرازي انتهى
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأنا أبو القاسم انتهى قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا
علي قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) حاتم بن أحمد بن الحجاج المروزي
أبو سهل (2) رفيق أبي بالشام روى عن أبي معاذ النحوي وشريح بن يونس
وهارون بن معروف وعبيد الله بن معاذ بن معاذ سمع منه أبي
1111 حاتم بن شقي بن يزيد ويقال مرثد ويقال ابن نبيه (4)
أبو فروة الهمداني
من أهل دمشق وهو من أهل حرب وهو ابن أخت يزيد بن مرثد

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 261.
(2) بالأصل " أبو سهيل " والمثبت عن الجرح.
(3) بالأصل: " شقي " والمثبت عن الجرح والتعديل 1 / 2 / 259 ومختصر ابن منظور 6 / 137.
(4) غير واضحة بالأصل وبدون نقط، والمثبت عن المختصر.
355

روى عن مكحول وعبدة بن أبي لبابة (1) وحسان بن عطية ويزيد بن مرثد
روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه حدثنا أبو الفتح المقدسي وابن محمد
الكلاعي وأخبرنا أبو الحسن علي بن يزيد السلمي حدثنا نضر بن إبراهيم الزاهد
قال أنبأنا أبو الحسين بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير نبأنا محمد بن خريم نبأنا
هشام بن عمار في مشيخته الدمشقيين نبأنا أبو فروة حاتم بن شفي الهمداني ويخضب
بحمرة قال رأيت مكحولا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع ويرفع يديه قليلا من
تحت الرواح ويقول ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرضين السبع وما
بينهن وملء ما فيهن من شئ بعد اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى
ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق انتهى
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر الأنباري أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنبأنا أبو بكر
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد
الدولابي حدثني أبو القاسم يزيد بن عبد الصمد أنبأنا أبو أيوب سليمان بن
عبد الرحمن حدثني أبو فروة حاتم بن شفي بن مرثد ابن أخت يزيد بن مرثد قال
رأيت مكحولا يعتم على قلنسوة ويرخي من خلفه شبرا أو أقل من الشبر بعمامة بيضاء
انتهى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم أنبأنا أبو طاهر
أنبأنا أبو الحسن حينئذ قال وأنبأنا احمد إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم
قال (2) حاتم بن شفي أبو فروة الهمداني دمشقي روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن
عمار سمعت أبي يقول ذلك سألت أبي عنه فقال يكتب حديثه انتهى
قرأت على أبا الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي

(1) ترجمته في سير الاعلام 5 / 229.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 259.
356

قال أبو فروة حاتم بن شفي بن يزيد ابن أخت يزيد بن مرثد عن مكحول روى عنه أبو أيوب الدمشقي
ح 1112 أتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي
ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل
ابن عمرو بن الغوث واسمه جلهمة بن أدد بن زيد
ابن يشجب
بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان
أبو سفانة (2) الطائي الجواد
شاعر جاهلي قدم دمشق فخطب ماوية بنت حجر بن النعمان الغسانية وقد مضى
ذكر قدومه في ترجمة أوس بن حارثة انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي قالا أنبأنا أبو
طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن
الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازي
نبأنا خليفة بن خياط قال حاتم بن عبد الله بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن
أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طئ بن
أدد بن يزيد (3) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر ماكولا قالا ذكر أن الكلبي
قال وولد الغوث بن طئ عمرا ولؤيا وقيسا وذكر جماعة ثم قال وولد عمرو بن
الغوث ثعلا وإليه العدد وذكر نسبا وخرج إلى نسب آخر قال وولد ثعل بن عمرو
سلامان وجرولا ثم قال وولد جرول بن ثعل معاوية وربيعة وركيفا بطن وعتيكا
وولد ربيعة بن جرول أبا أخزم وهو هرومة وعمرا فولد أبو أخزم بن ربيعة أخزم
والجد (4) فولد أخزم عديا فمن بني عدي حاتم الجواد بن عبد الله بن سعد بن

(1) عن ابن حزم ص 397.
(2) سفانة هي ابنته، وأصل السفانة اللؤلؤة (القاموس).
(3) كذا بالأصل، ومر عن ابن حزم: زيد.
(4) في ابن حزم ص 402 النجد.
357

الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم وهو هزومة بن ربيعة بن
جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ قال ابن ماكولا هذا هو الصواب وما اتفق
عليه النسابون
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
قال كان حاتم طئ جوادا أجود العرب قال ويكنى أبا سفانة بابنته انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن
إبراهيم المقدسي أنبأنا سليمان بن أيوب أنبأنا أبو طاهر محمد بن سليمان نبأنا
علي بن إبراهيم نبأنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أحمد بن محمد المقدسي
يقول حاتم يكنى أبا سفانة انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (1) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني نبأنا أبو سعيد عبيد بن
كثير بن عبد الواحد الكوفي نبا ضرار بن صرد نبأنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة
الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال قال علي بن
أبي طالب رضي الله تعالى عنه يا سبحان الله ما أزهد كثيرا (2) من الناس في خير (3)
عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو
ثوابا ولا يخشى عذابا (4) لكان ينبغي أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على
سبيل (5) النجاح فقام إليه رجل وقال فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم وما هو خير منه لما أتي بسبايا طئ وقفت جارية حمراء
لعساء (6) ذلفاء (7) عيطاء (8) شماء الأنف معتدلة القامة والهامة درماء (9) الكعبين

(1) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 341.
(2) بالأصل " كثير ".
(3) بالأصل " قصر " والمثبت عن البيهقي.
(4) في دلائل البيهقي: عقابا. (5) البيهقي: سبل النجاح.
(6) لعساء: من اللعس وهو سواد يعلو شفة المرأة البيضاء، وقيل هو سواد في حمرة (اللسان: لعس).
(7) ذلفاء " من الذلف: وهو قصر الانف وصغره (اللسان: ذلف).
(8) عيطاء: طويلة العنق في اعتدال.
(9) درماء الكعبين: أي المرأة التي لا تستبين كعوبها ومرافقها، وكل ما غطاة الشحم واللحم وخفي حجمه فقد
درم (القاموس: درم).
358

خذلة الساقين لفاء الفخذين خميصة الخصرين ضامرة الكشحين مصقولة المتنين
قال فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعلها في
فئ (1) فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي
عنا وتشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار
ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي
السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا جارية هذه
صفة المؤمنين لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم
الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق ح فقام أبو بردة بن نيار (2) وقال يا رسول الله والله
يحب مكارم الأخلاق فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده لا يدخلن الجنة أحد إلا
بحسن الخلق انتهى [2839]
أخبرنا القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن
إبراهيم القصاري أنبأنا خالي أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري
أنبأنا عبد الله بن الحسين بن إسماعيل إملاء أنبأنا يوسف يعني أبي موسى نبأنا
الفضل بن دكين نبأنا سفيان عن سماك بن الحارث عن رجل قد سماه عن عدي بن
حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يفعل كذا وكذا في الجاهلية فقال التمس
أبوك أمرا فأصابه ح قال يوسف يعني الدنيا انتهى الرجل الذي لم يسمه أبو نعيم
الفضل بن دكين في روايته هو مري بن قطري سماه أبو حذيفة موسى بن مسعود
المهدي عن سفيان الثوري انتهى
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم
الحافظ نبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا إسماعيل بن عبد الله العبدي أنبأنا أبو حذيفة
نبأنا سفيان عن سماك عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) إن
أبي كان يطعم المساكين ويعتق الرقاب فهل له في ذلك أجر قال إن أباك التمس
أمرا فأصابه

(1) في البيهقي: يجعلها في فيئي، وهو الأظهر.
(2) في البيهقي: " دينار " تحريف.
359

وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب (1) أنبأنا
أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي أنبأنا مؤمل هو أبي
إسماعيل نبأنا سفيان عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم
قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك يعني من
أجر قال إن أباك طلب شيئا فأصابه انتهى [2840]
وأخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3) أنبأنا الحاكم أبو
أحمد أنبأنا أبو عروبة أنبأنا خالد بن مالك نبأنا مصعب بن ماهان عن سفيان عن
سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) كان
أبي يطعم المساكين ويعتق الرقاب فهل له في ذلك خير قال التمس أبوك أمرا
فأصابه ح انتهى [2841]
وكذا سماه شعبة بن الحجاج في روايته إياه عن سماك
أخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا القواريري حدثنا غندر نبأنا شعبة عن
سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري قال سمعت عدي بن حاتم قال قلت يا
نبي الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني
الذكر انتهى [2842] ح
وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا شعبة عن
سماك حرب قال سمعت مري بن قطر قال سمعت عدي بن حاتم قال قلت
يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه
يعني الذكر انتهى [2843]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني نبأنا أبو نعيم الحافظ

(1) بالأصل " المهذب " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) مسند الإمام أحمد 4 / 258.
(3) بالأصل " الجرود " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) مسند أحمد 4 / 258.
360

نبأنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه قال سمعت أحمد بن علي بن الجارود يقول
سمعت عمر بن شبة (1) يقول حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي قال اتبعت شعبة في طريق فجعل يقول حدثنا سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال
قلت يا رسول الله كان أبي يفعل كذا وكذا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التمس أبوك أمرا
فأصابه حثم جعل شعبة يقول وأنا طلبت أمرا فأدركته فكان ماذا [2844]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
أنبأنا أبو محمد الصريفيني (2) أنبأنا أبو القاسم بن هبة الله بن حبابة نبأنا أبو القاسم
البغوي أنبأنا أبو علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن سماك قال سمعت مري بن قطري
يحدث عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا
وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر [2845]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ نبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن
سلمة أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا إبراهيم بن مرزوق نبأنا
عثمان بن عمر نبأنا شعبة عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن
حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يقري الضيف ويحب الضيافة ويذكر شيئا من
مكارم الأخلاق قال إن أباك أراد أمرا فأدركه انتهى قال سماك الذكر
انتهى [2846]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ نبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن
سلمة الكوفي البزاز نبأنا محمد بن خالد بن خداش قال نبأنا محمد بن واقد أنبأنا
أبو نصر الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال ذكر حاتم طئ عند النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ذاك رجل أراد أمرا فأدركه كذا قال محمد بن واقد وإنما هو عبيد بن
واقد [2847]

(1) بالأصل " شيبة " والصواب ما أثبت، ترجمته في السير 12 / 369.
(2) بالأصل " الصيرفيني " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى صريفين.
361

أخبرناه أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني أنبأنا أبو عمرو (1) يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري نبأنا محمد بن
عمر بن علي المقدمي نبأنا عبيد بن واقد نبأنا أبو نصر الناجي عن عبد الله بن
دينار عن ابن عمر قال ذكر حاتم طئ عند النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فذاك رجل طلب أمرا
فأدركه [2848] ح
قال الدارقطني غريب من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر تفرد به أبو نصر
الناجي ويقال اسمه حماد عنه ولم يروه عنه غير عبيد بن واقد انتهى سماه غير
الدارقطني شيبة وفرق الحاكم أبو أحمد بين أبي نصير الباجي ولم يذكر الناجي أسماه
والله أعلم
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو القاسم
عبد العزيز (2) بن جعفر بن محمد الخرقي نبأنا علي بن أحمد بن سليمان الباقلاني نبأنا محمد بن خالد بن خداش
نبأنا عبيد بن قدامة عن أبي نضر شيبة الناجي عن
عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن حاتم طئ ذكر عند النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ذاك رجل أراد
أمرا فأدركه انتهى [2849]
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب
أخبرني عبد الله بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد الله بن دينار عن محمد بن
لؤلؤ الوراق نبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية نبأنا محمد بن معمر وأبو أمية قالا
أنبأنا عبد الله بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن حاتم
الطائي ذكر عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ذاك رجل طلب أمرا فأدركه [2850] ح
أخبرنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي (4) في كتابه وأخبرنا
أبو علي الحسن بن علي الأنصاري عنه أنبأنا أبو (5) سعد فضل الله بن أبي الخير

(1) بالأصل " أبو عمر بن يوسف خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 14 / 320.
(2) بالأصل: عبيد.
(3) بالأصل " بن ".
(4) ترجمته في سير الاعلام 19 / 523.
(5) سقطت من الأصل واستدراكها لازم وقد ورد اسمه في سلير: أبو سعيد فضل بن أبي الخير محمد بن
أحمد الميهني الصوفي، 17 / 622 والميهني نسبة إلى ميهنة إحدى قرى خراسان
362

محمد بن أحمد بن إبراهيم الميهني الصوفي أنبأنا الإمام أبو علي زاهر بن أحمد
السرخسي بها أنبأنا أبو الحسين القاضي الأشناني أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا ابن
سلام يعني محمد الجمحي عن أبي عبيدة وهو معمر بن المثنى التيمي وقد ذكر
أعرابي حاتما (1) فقال كان والله إذا قاتل غلب وإذا غلب أنهب وإذا سئل وهب وإذا
ضرب القداح سبق وإذا أسر أطلق
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا
عبد الله أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بصور أنبأنا الحسين
بن محمد بن عبيد الله الدقاق نبأنا محمد بن العباس اليزيدي نبأنا الرياشي يعني
العباس بن الفضل نبأنا ابن بكير نبأنا الهيثم بن عدي عن سعيد بن سنان عن أبي
سورة عن عدي بن حاتم قال كان حاتم يقول لنا في الجاهلية إذا كان الشئ يكفيكه
تركه فاتركه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهاني وأبو
المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري قالوا أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي
الحديد أنبأنا جدي محمد بن أحمد نبأنا محمد بن جعفر الخرائطي نبأنا العباس بن
الفضل الربعي نبأنا إسحاق بن هاشم عن الهيثم بن عدي عن ملحان بن عركز (2) عن أبيه
عن جده حبيش بن زياد وكان زياد قد خلف على النوار امرأة حاتم وكان لها
من حاتم عدي وعبد الله ابنا حاتم وسفانة ابنة حاتم قال إسحاق وزعم غير الهيثم أن
عديا استهامته ابنة عفزر قال الهيثم قال ملحان فحدثني أبي عن أبيه قال قلت للنوار
أي أمة حدثينا ببعض أمر حاتم قالت كل أمره كان عجبا ولأخبرنكم عنه بعجب
أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض فاغبر لها أفق السماء وراحت الإبل حدباء (3)
حدابير (4) وضنت المراضع على أولادها وجلفت (5) السنة المال وأيقنا أنها الهلاك

(1) بالأصل " حاتم.
(2) بالأصل (في جمهرة ابن حزم ص 402: " غطيب ".
(3) حدباء الناقة التي بدعت حراقفها وعظم ظهرها (اللسان).
(4) الحدابير جمع حدباء وحدبير، وهي الناقة الضامرة (اللسان).
(5) في المختصر: وحلق المال.
363

فوالله إني لفي ليلة صنبرة (1) بعيدة الطرفين إذ تضاغى أصبيتنا عبد الله وعدي وسفانة
فقام إلى الصبيين وقمت إلى الصبية فوالله ما سكتوا إلا بعد هدأة من الليل قالت ثم
افترشنا (2) قطيفة لنا شامية ذات خمل فأنمنا الأصبية عليها ونمت أنا وهو في
حجرة ثم أقبل على تعليمي الحديث فعرفت ما يريد فتناومت وما يأتيني نوم فقال أما
لها قامت فسكت فلما تهورت النجوم وادلهم الليل وسكنت الأصوات وهدأت
الرجل إذا مشى قد رفع كسر البيت يعني مؤخره فقال من هذا قال جارتك فلانة
قال ويلك ما لك قالت ألست أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء (3) الذئاب من
الجوع فما وجدت على أحد معولا إلا عليك يا أبا عدي قال أعجليهم قالت
فهببت (5) إليه فقلت ماذا صنعت فوالله لقد تضاغى أصبيتك من الجوع فما أصبت ما
تعللهم به إلا بالنوم وتأتيني هذه الآن وأولادها قال اسكتي والله لأشبعنك وإياهم
وجعلت أقول ومن أين فوالله ما أعرف شيئا فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي جانبها
أربعة كأنها نعامة حولها رئالها فقام إلى فرسه حلاب فوجأ لبته بمدية ثم قدح زنده ثم
جمع حطبا ثم كشط عن جلده ودفع المدية إلى المرأة ثم قال أبغي صبيانك فبغيتهم
فاجتمعنا جميعنا على اللحم فقال نسوة تأكلون دون أهل الصرم (6) قالت فجعل
يأتي بيتا بيتا ويقول يا هؤلاء هبوا وعليكم النار قالت فاجتمعوا والتفع بثوبه ناحية
ينظر إلينا ألا والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه ثم اضطجعنا وما على الأرض منه
إلا عظم أو حافر فأنشد حاتم يقول
مهلا نوار أقلي اللوم والعذلا * ولا تقولي لشئ فات ما فعلا *
أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد وأبو الحسن سعد الخير بن

(1) مهملة بالأصل، والمثبت عن اللسان (صنبر)، وهي الليلة شديدة البرد.
(2) كلمة غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 139.
(3) بالأصل " ت عاوي " والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل: أعجلتهم.
(5) مهملة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت، وفي المختصر: فوثب.
(6) يريد: الأبيات المجتمعة المنقطعة عن الناس.
(7) مهملة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت، وفي المختصر: " والنقع بيته " وفي الأغاني 17 / 395 وتقنع
بكسائه.
(8) شعراء النصرانية 1 / 127 والعقد الفريد 1 / 289
364

محمد بن سهل قالا أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد حينئذ أخبرنا أبو منصور بن
زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا
أحمد بن محمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني عمر بن بكير
عن أبي عبد الرحمن الطائي عن ملحان بن عركز بن حلبس الطائي عن أبيه عن جده
وكان أخا عدي ب حاتم لأمه (1) قال قيل لنوار امرأة حاتم حدثينا عن حاتم قالت كل
أمره كان عجبا أصابتنا سنة خصت كل شئ فاقشعرت لها الأرض واغبرت لها
السماء وضنت المراضع على أولادها وراحت الإبل حدباء حدابير ما تبض بقطرة
وحلق المال وأنا لفي ليلة صنبرة بعيدة ما بين الطرفين إذ تضاغى (2) الأصبية من الجوع
عبد الله وعدي سفانة فوالله إن وجدنا شيئا نعللهم به فقام إلى أحد الصبيين فحمله
وقمت إلى الصبية فعللتها فوالله ما سكتا إلا بعد هدأة من الليل ثم عدنا إلى الصبي
الآخر فعللناه حتى سكت وما كاد ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل فأضجعنا
الصبيان عليها ونمت أنا وهو في حجرة والصبيان بيننا ثم أقبل علي يعللني لأنام
وعرفت ما يريد فتناومت فقال ما لك أنمت فسكت فقال ما أراها إلا قد نامت وما
بي نوم فلما ادلهم الليل وتهورت النجوم وهدأت الأصوات وسكنت الرجل إذا جانب
البيت قد دفع فقال من هذا فولى حتى إذا قلت قد أسحرنا فأعاد فقال من هذا
قالت جارتك فلانة يا أبا عدي (3) ما وجدت على أحد معولا غيرك أتيتك من عند
أصبية يتعاوون عواء الذئب من الجوع قال أعجليهم علي قالت النوار فوثبت فقلت
ماذا صنعت فوالله لقد تضاعى أصبيتك فما وجدت ما تعللهم به فكيف بهذه وولدها
فقال اسكتي فوالله لأشبعنك وإياهم إن شاء الله قال فقلت تحمل اثنين وتمشي جنبيها
أربعة كأنها نعامة حولها رئالها فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبتها ثم قدح زنده وأوقد
ناره ثم جاء بمدية فكشط عن جلدها ثم دفع المدية إلى المرأة ثم قال دونك ثم قال
أبغي صبيانك فبغيتهم ثم قال نسوة أتأكلون شيئا دون أهل الصرم فجعل يطوف فيهم

(1) الذي في جمهرة ابن حزم ص 402 وكان بنو عمه (أي عدي): لام، وحلبس، وملحان بنو غطيف بن
حارثة بن سعد بن الحشرج... وهم أخوة عدي بن حاتم لامه.
ذكره في الأغاني: ملحان ابن أخي ماوية امرأة حاتم.
(2) بالأصل " تضاغيا ".
(3) كذا، وفي الأغاني: يا أبا سفانة.
365

بيتا بيتا حتى هبوا فأقبلوا عليه والتفع ببته (1) ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا لا والله ما ذاق
مزعة وإنه لأحوجهم إليه فأصبحنا وما على الأرض منه إلا عظم أو حافر
قال أبو عبد الرحمن الصرم الأبيات العشرة أو نحوها ينزلون في جانب انتهى
أبو عبد الرحمن الطائي هو الهيثم بن عدي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني نبأنا القاضي أبو عبد الله المحاملي أنبأنا عبد الله بن أبي سعد حدثني (2)
بن توابة بن حميد عن جدي حميد قال قالت امرأة حاتم لحاتم يا أبا
سفانة إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا وليس عليه أحد قال أو اشتهيت
ذلك قالت نعم قال لها فوجهي وبرزي خيمتك حيث اشتهيت فحملت الخيمة من
الجماعة على فرسخ وأمر بالطعام فهي وهي مرخاة ستورها عليها وعليه فلما قارب
نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال (3)
فلا) 4) تطبخي قدري وسترك دونها * علي ما إذا تطبخين حرام
لكن بها ذاك اليفاع (5) فأوقدي * بجزل إذا أوقدت لا بضرام *
وكشف الستور وقدم الطعام فدعا الناس فأكل وأكلوا فقالت ما أتممت لي بما
قلت فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي ونفسي أكرم علي من أن تثني علي هذا وقد سبق
لي السخاء وقال (6)
أمارس نفسي البخل حتى أعزها * وأترك نفسي الجود لا أستشيرها (7)
وتشتكيني جارتي غير أنها * إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغها خيري ويرجع بعلها * إليها ولم تقصر علي ستورها *

(1) البت كساء غليظ مهلهل، وقيل من وبر وصورف (اللسان: بتت).
(2) لفظة غير مقروءة بالأصل، ورسمها " عنكم " وستأتي بعد أسطر ورسمها " غنم " كذا.
(3) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 88.
(4) في الديوان: لا تستري قدري إذا ما طبختها على إذا ما...
(5) عن الديوان وبالأصل " البقاع ".
(6) الأبيات في ديوانه ص 63.
(7) البيت في الديوان:
أشاور نفس الجود حتى تطيعني * وأترك نفس البخل لا أستشيرها
366

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن
عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد البندار المعروف بابن السواق
وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العلوي قالا أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن
عثمان بن أحمد بن الحسين بن جعفر المعروف بابن البغل العصاري أنبأنا أبو محمد
جعفر بن نصير الخواص نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق تحدثني
عننم (1) بن توابة بن حميد بن بشر بن سالم بن عبيد الطائي أخبرني أبو توابة بن حميد عن جدي
حميد قال قالت امرأة حاتم لحاتم يا أبا سفانة إني لأشتهي أن آكل أنا
وأنت طعاما وحدنا ليس عليه أحمد قال أفاشتهيت ذلك قالت نعم فقال لها فوجهي
وبرزي خيمتك حيث اشتهيت فولت الخيمة من الجماعة على فرسخ وأمرت بالطعام
فهيئ وهي مرخاة ستورها عليها فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال
فلا تطبخي قدري وسترك دونها * علي إذا ما تطلبين حرام
ولكن بها ذاك اليفاع فأوقدي * بجزل إذا أوقدت لا بضرام
فكشفت الستور وقدمت الطعام ودعا الناس وأكل وأكلوا فقالت ما تممت لي بما
قلت فأجابها لا تطاوعني نفسي ونفسي أكرم علي من أن تثني علي هذا وقد سبق إلى
السخاء وقال
أمارس نفسي البخل حتى أعزها * وأترك نفسي الجود لا أستشيرها
ولا تشتكيني جارتي غير أنها * إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغها خيري ويرجع بعلها * إليها ولم تقصر علي ستورها *
أنبأنا أبو نصر بن محمد بن الفضل بن محمود وأبو طاهر أحمد بن محمد بن
أحمد الأصبهانيان قالا أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الحسن
علي بن عمر بن عمر القزويني أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزار نبأنا
أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي حدثني إسحاق بن
محمد بن أبان حدثنا الوليد بن هشام القحذمي عن الوضاح بن معبد الطائي قال
.

(1) كذا بالأصل هنا، انظر ما مر حولها قريبا.
(2؟ غير واضحة بالأصل، والصواب ما أثبت.
(3) بالأصل " المخذلي " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام.
367

وفد حاتم (1) على النعمان بن المنذر فأكرمه وأدناه ثم زوده عند انصرافه حملين ذهبا
وورقا غير ما أعطاه من طرائف بلده فرحل فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيئ
فقالت يا حاتم أنت أتيت من عند الملك بالغنى وأتينا من عند أهالينا بالفقر فقال
حاتم هلم فخذوا ما بين يدي فتوزعوه فوثب القوم إلى ما بين يديه من حباء النعمان
فاقتسموه فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له اتق الله وأبق على نفسك فما
يدع هؤلاء دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا فأنشأ حاتم يقول (2)
قالت طريفة ما تبقى دراهمنا * وما بنا سرف فيها ولا خرق
إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا * ممن سرانا ولسنا نحن نرتزق
ما يألف الدرهم الكاري خرقتنا * إلا يمر علينا ثم ينطلق
إنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا * ظلت إلى سبل المعروف تستبق *
أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن ناصر وأبو الحسن سعد الخير بن محمد
قالا أنبأنا طراد بن محمد الزينبي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أحمد بن
محمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن محمد قال سمعت أبا بكر بن عياش قال قال
رجل لحاتم هل في العرب أجود منك قال كل العرب أجود مني ثم أنشأ يحدث قال
نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة وكانت له مائة من الغنم فذبح لي شاة وأتاني
بها فلما قرب إلى دماغها قلت ما أطيب هذا الدماغ قال فذهب فلم يزل يأتيني منه
حتى قلت قد اكتفيت قال فلما أصبحت فإذا هو قد ذبح المائة شاة وبقي لا شئ له
قال الرجل فقلت ما صنعت به قال ومتى أبلغ شكره ولو صنعت به كل شئ قال على حال قال أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي
قال وأنبأنا ابن أبي الدنيا قال حدثنا أبو زكريا النخعي الخثعمي عن أبي عبيدة
قال قال أبو سحيم الكلابي ضاف بحاتم رجل في سنة فلم يقدر على بشئ فطلب من
عمه قراه لم يقدر على شئ وله ناقة ليسافر عليها يقال لها أفعى فعقرها فأطعم
أضيافه قسمها وبعث إلى عياله قسمها الآخر فقال حاتم (3)

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر بن منظور 6 / 141.
(2) الأبيات ليست في ديوانه ولا في شعراء النصرانية.
(3) البيتان في ديوانه من أربعة أبيات ص 32.
368

لما رأيت الناس هرت كلابهم * ضربت بسيفي ساق أقعى فخرت
ولا ينزل المرء الكريم عياله * وأضيافه ما ساق مالا بضرت (1)
وقال حاتم (2)
ولا أزرف (3) ضيفي إن تأوبني * ولا أداني له ما ليس بالداني
له المواساة عندي إن تأوبني * وكل زاد وإن أبقيته فإني *
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي
الجازري أخبرنا المعافى بن زكريا (4) أنبأنا محمد (5) بن القاسم الأنباري حدثني
أبي أنبأنا أحمد بن الحارث قال قال أبو عبد الله بن الأعرابي كان حاتم الطائي
أسيرا في عنزة فقالت له امرأة يوما قم فافصد لنا هذه الناقة وكان الفصد عندهم أن يقطع
عرقا من عروق الناقة ثم يجمع الدم فيشوى فقام حاتم إلى الناقة فنحرها فلطمته
المرأة فقال حاتم لو غير ذات سوار لطمتني (6) فذهب قوله مثلا وقال له النسوة
إنما قلنا لك أفصدها فقال هكذا فصدي أنه قال أبو بكر يريد أنا وهي لغة طئ
وبغير هذا الإسناد في أنا أربع لغات أنا (7) قائم بإسقاط الألف في الوصل وأنا
قائم بإثبات الألف في الوصل وأنه بإدخال هاء السكت والرابعة أخبرنا بها أبو العباس
عن بعض النحويين عن العرب أن قائم بإسكان النون يراد بها أنا قائم كما قال
الشاعر
أنا شيخ العشيرة فاعرفوني * حميدا قد تذريت السناما (8)

(1) الأصل " بضرة " يعني الشدة وضيق الحال، وكتبت بالتاء المبسوطة اتباعا لتاء الروي.
(2) البيتان في ديوانه ص 91.
(3) أزرف: إبعد: تأوبني: رجع وعاد إلى.
(4) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 40 - 41.
(5) بالأصل " أبو محمد " والصواب ما أثبت وهو أبو بكر المقرئ الحوي، ترجمته في سير الاعلام 15 / 274.
(6) انظر الميداني 2 / 174 المستقصى للزمخشري 2 / 297.
(7) كذا بالأصل والجليس الصالح، وباعتبار ما يلي " أن ".
(8) البيت لحميد بن بجدل كما في هامش الجليس الصالح، وهامش تفسير القرطبي في تفسير آية أنا أحيي
وأميت (من سورة البقرة) وورد فيه " مجدل ".
والبيت في اللسان (أتن) وفيه: سيف بدل شيخ وجميعا بدل حميدا.
369

فنصب حميدا على المدح وتذريت معناه ارتفعت إلى ذروة الحسب وذكر
السنام مثلا
قال هذا ما قد كان أهل الجاهلية فيما ذكر يشوون الدم مخلوطا بالوبر ويأكلونه
ويسمونه العلهز ولما قال حاتم لو غير ذات سوار لطمتني فأرسلها مثلا فصارت
كلمة يقولها القائل عن عدو الرقيق الحسب على من هو فوقه وحين يهتضم الرفيع ذا
القدر من هو دونه ويروي أن حاتما قال في هذا الخبر هكذا فزدي أنه وإشمام الصاد
الساكنة الزاي إذا وليتها الدال لغة للعرب معروفة جيدة قد قرأ بها القرآن عدد من القراء
كقوله " يصدفون " (1) و " يصدر الناس " (2) و " ويصدر الرعاء (3) " والذي رواه لنا (4)
أبو بكر بن الأنباري من اللغات في أنا كما روي وقد قرأ بإثبات الألف في الوصل
والوقف تعمد قراءة المدينة في مواضع عدة وممن روى عنه هذا نافع بن عبد الرحمن
انتهى
وقد كانت أم حاتم أيضا موصوفة بالكرم أخبرنا أبو الحسن أخبرنا أبو القاسم
الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو زكريا العبدي
نبأنا شعيب بن إبراهيم البيهقي نبأنا محمد وعبد الوهاب قال سمعت علي (5)
يقول كانت أم حاتم من أسخى الناس فقيل أضعفوها جوعا لعلها ترجع
وتمسك فأجيعت فقالت جعت جوعة (5)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان وأبو المعالي بن
الشعيري (6) قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو
محمد جعفر الخرائطي أنبأنا العباس بن الفضل الربعي نبأنا إسحاق بن إبراهيم
حدثني حماد الراوية ومشيخة من مشيخة طيئ قالوا كانت عتبة (7) ابنة عفيف بن

(1) من الآية 46 من سورة الأنعام.
(2) سورة الزلزلة، الآية: 6.
(3) سورة القصص، الآية: 23.
(4) عن الجيس الصالح وبالأصل " أنبأنا ".
(5) بياض بالأصل في الموضعين، في الموضع الأول مقدار كلمة، وفي الموضع الثاني مقدار كلمتين.
(6) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، واسمه الحسين بن حمزة بن الحسين، ابن الشعيري
(فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة 7 / 433).
(7) بالأصل " عنبة " والمثبت عن الأغاني 17 / 365.
370

عمرو ابن امرئ القيس أم حاتم طيئ فهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن
امرئ القيس لا تمسك شيئا سخاء وجودا وكان إخوتها يمنعونها فتأبى وكانت
امرأة موسرة فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها لعلها تكف عما تصنع ثم أخرجوها
بعد سنة وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الخلق فدفعوا إليها صرمة (1) من مالها وقالوا
استمتعي بها فأتت امرأة من هوازن وكانت تغشاها فسألتها فقالت دونك هذه الصرمة
فقد والله مسني (2) من الجوع ما آليت ألا أمنع سائلا شيئا ثم أنشأت تقول (3)
لعمري لقدما عضنني الجوع عضة * فآليت ألا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني * فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا
فماذا عسيتم (4) أن تقولوا لأختكم * سوى عذلكم أو منع من كان مانعا *
ومهما (5) ترون اليوم إلا طبيعة * فكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا
الحسين إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال سمعت
أحمد بن أيوب يقول أنشد حاتم هذه الأبيات
قليل المال يصلحه فيبقى * ولا يبقى الكثير مع الفساد *
فقال قطع الله لسانه فأين هو عن هذه الأبيات
فلا الجود يغني المال قبل فنائه * ولا البخل في مال الشحيح يزيد
فلا تعش اليوم بعيش مقتر * لكل غد رزق يجئ جديد *
أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة فقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي الجازري
أنبأنا المعافى بن زكريا أنبأنا الحسين بن القاسم الكواكبي أنبأنا أبو العباس المبرد
وأخبرني الثوري عن أبي عبيدة قال لما بلغ حاتم طيئ قول المتلمس *

(1) الصرمة: القطعة من الإبل، ما بين 10 / إلى 30، أو إلى الخمسين والأربعين، أو ما بين العشرة إلى
الأربعين، أو م بين عشرة إلى بضع عشرة (القاموس).
(2) في الأغاني: عضني.
(3) الأبيات في الأغاني 17 / 365.
(4) في الأغاني: فماذا عساكم.
(5) الأغاني: وما ذا ترون.
371

قليل المال يصلحه فيبقى * ولا يبقى الكثير مع الفساد
وحفظ المال خير من فناة * وعسف في البلاد بغير زاد *
قال ماله قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال
فلا الجود يفني المال قبل فنائه * ولا البخل في مال الشحيح يزيد
فلا تلتمس مالا بعيش مقتر * لكل غد رزق يعود جديد
ألم تر أن المال غاد ورائح * وأن الذي يعطيك غير بعيد (1) *
قال القاضي أبو الفرج المعافى ولقد أحسن حاتم في قوله
ألم ترى أن المال غاد ورائح * وان الذي يعطيك غير بعيد *
ولو كان مسلما لرجي له ما أتي من هذا ما يغتبط به في معاده وقد أتى كتاب الله
تعالى في هذا المعنى بما يعجز المخلوقين عن مساواته قال الله تعالى وجل ذكره "
وسلو الله من فضله (2) وقال جل اسمه " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب
دعوة الداعي إذا دعاني (3) "
أنشدنا أبو عبد الله الفراوي أنشدنا أبو عثمان البحيري أنشدنا محمد بن
عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني أنشدنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور
لحاتم طئ
وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني
وكلمة حاسد من غير جرم * سمعت فقلت مري فأنقذيني
فعابوها علي ولم تعبني * ولم يعرق لها يوما جبيني
وذو وجهين يلقاني طليقا * وليس إذا تغيب يأتسيني (4)
ظفرت (5) بعينه فكففت عنه * محافظة على حسبي وديني *
كتب إلي أبو منصور بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله

(1) في بيت إقواء.
(2) سورة النساء، الآية: 32 وفيها " واسألوا ".
(3) سورة البقرة، الآية: 186.
(4) يقال: ائتسي به: اقتدى به، وفي الديوان: وذي الوجهين.
(5) الديوان: نظرت.
372

الحافظ أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد قال سمعت محمد بن
حفص بن محمد بن يزيد الجويني يقول سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول
قال عبد الله بن صالح بن مسلم وجدت في كتاب لأبي صالح بن مسلم قال لما حضر
مورق العجلي الوفاة دعا ابنا له فقال يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست
بشاهد فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها وخذ في ذلك بقول حاتم
طئ
وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني
وكلمة حاسد في غير جرم * سمعت فقلت مري فأنقذيني
فعابوها علي ولم تعبني * ولم يعرق لها يوما جبيني
بصرت بعينه فكففت عنه * محافظة على حسبي وديني *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو محمد بن أبي عثمان قالوا أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
موسى بن القاسم بن الصلت المجبر أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن السمان
حدثني أبي أنبأنا أحمد بن عبيد عن ابن الكلبي قال لما نزل بعبد الله بن شداد
الموت دعا ابنا له يقال له محمد فأوصاه قال قال له يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد
فكن كأنك لست بالشاهد فإنك إن أرضيتها حيالها رجع العيب على من قالها وقد كان
يقال إن الأديب العاقل هو الفطن المتعاقل فكن يا بني كما قال حاتم طئ
وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني
وكلمة حاسد في غير جرم * سمعت فقلت مري فأنقذيني
فعابوها علي ولم تعبني * ولم يعرق لها يوما جبيني
وذو الوجهين يلقاني طليقا * وليس إذا تغيب يأتليني
بصرت بعينه فصفحت عنه * محافظة على حسبي وديني *
أنبأنا أبو الفجر غيث بن علي عن شرف بن علي بن الخضر بن عبد الله بن
التمار البزاز
أخبرنا الشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني حدثنا
جدنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين نبأنا أبو جعفر الطحاوي نبأنا
373

إبراهيم بن أحمد بن مروان أخبرني ابن أبي الشيخ أنشدني محمد بن الحكم الشيباني
لحاتم طيئ (1)
إذا مابت أشرب فوق ري (2) * لسكر في الشراب فلا (3) رويت
إذا ما بت أختل عرس جاري ليخفيني الظلام فلا خفيت
لأفضح جارتي وأخون جاري * فلا والله أفعل ما حييت *
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي
الجازري أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا أنشدنا أبو بكر بن الأنباري أنشدنا
أحمد بن يحي عن ابن الإعرابي لحاتم بن عبد الله
سلي اليائس المقرور يا أم مالك * إذا ما أتاني بين ناري ومجزري *
أأبسط وجهي إنه أول القرى * وأبذل معروفي له دون منكري *
أخبرنا أبو الحسين بن العلاف في كتابه وأخبرنا عنه أبو المعمر الأنصاري
حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلم وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران نبأنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر الخرائطي
فقال فقال حاتم طئ أيضا (4)
وإنك إن أعطيت بطنك سؤله * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا *
قال وأنبأنا محمد بن جعفر قال أنشدني أبي جعفر العذري أنشدني وريزة
لحاتم طئ (5) * ما ضر جارا لي أجاوره * يكون لنا به سفر (6)
أغضى إذا ما جارتي برزت * حتى يواري جارتي الخدر *

(1) الأبيات في ديوانه ص 31.
(2) بالأصل: " ريي " والمثبت عن الديوان.
(3) الديوان: أأفضح جارتي... معاذ الله.
(4) البيت في ديوانه ص 68 من أربعة أبيات، برواية: وإنك مهما تعط بطنك.
(5) البيتان ليس في ديوانه.
(6) البيت في الأغاني 17 / 386 برواية.
وما ضر جاروا يا ابنة القوم فاعلمي * يجاورني ألا يكون له ستر
374

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر وأبو الحسن بن أحمد الخير بن محمد قالا أنبأنا
طراد بن محمد الزينبي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنا أحمد بن محمد بن جعفر
نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سليمان بن أبي شيخ قال أنشدني محمد بن عثمان الطائي
لحاتم (1)
يعيبوا كريما بالجنون وما به * جنون ولكن كيد امرء يحاوله
فاتقيت ناري ثم أبرزت ضوءها * وأخرجت كلبي في البيت داخله
فلما رآني كبر الله وحده * وبشر جوفا كان جما بلابله
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا * رشدت ولم أقعد إليه أسائله
فقمت إلى البرك الهجان أعدها * لوجوبه حق نازل أنا فاعله
فخال خليلا واقنا بي بخيره * سبيلا وأملاه من التي إلى كاهله
فأطعمته من كبدها وسنامها * شواء وخير الخير ما كان عاجله *
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمر عبد الواحد محمد بن إسحاق
أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه (2) نبأنا أحمد بن محمد بن عمر
أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرميسيني حدثني محمد بن صالح القرشي أنبأنا أبو
اليقظان قال هذه الأبيات الذي قالها حاتم أنشدنا شعبة بن الحجاج في المسجد (3)
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى * إذا خرجت (4) يوما وضاق بها الصدر
أماوي إما مانع فمبين وإما عطاء لا ينهنهه الزجر
أماوي إني لا أقول لسائل * إذا جاء يوما حل في مالنا نذر (5)
ألم (6) تر ما أنفقت لم يك ضرني * وأن يدي مما بخلت به صفر
ولا أظلم ابن العم إن كان إخوتي * شهودا وقد أزرى (7) بإخوته الدهر

(1) الأبيات ليست في ديوانه.
(2) ضبطت عن التبصير.
(3) الأبيات في ديوانه ص 50 والأغاني 17 / 483 - 385.
(4) الديوان: " إذا حشرجت نفس "، الأغاني: " حشرجت يوما ".
(5) الديوان: " نزر " وفي الأغاني: النذر.
(6) في الديوان: " تري أنا ما أهلكت لم بك ضرني " وفي الأغاني: أنفقت.
(7) الأغاني والديوان: أودي.
375

ومولى كذا البطر قاومت وا * وإن كان محنى الضلوع علي عمر *
قال وأنبأنا عبد الله بن محمد القرشي حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله
الأزدي عن أبي عبد الرحمن الطائي عن أبي سورة بن السبنسي من طئ قال كانت
النوارة تعاتب حاتم على إنفاقه وتحننه على ولده وكانت ماوية مكبوتة لم تلد له فكانت
تحضه على نفسها فقال حاتم (1)
أماوي قد طال التجنب والهجر * وقد عذرتني من طلابك عذر
أماوي إما مانع فمبين * وإما عطاء لا ينهنهه الزجر
فقد علم الأقوام لو أن حاتما * أراد ثراء المال كان له وفر
إذا أنا دلاني الذين أحبهم * بملحودة زلج جوانبها غبر
وراحوا عجالا ينفضون أكفهم * يقولون قد دمى أنا ملنا الحفر (3)
أماري ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق به (4) الصدر
أماوي إن المال غاد ورائح * ويبقى من المال الأحاديث والذكر
ولا أشتم ابن العم إن كان إخوتي * شهودا وقد أودى بإخوته الدهر
ولا آخذ المولي لسوء بلائه * وإن كان محني الضلوع على غمر (5)
وعشنا (6) مع الأقوام بالفقر والغنى * وكلا سقيناه من كأسه الدهر
فما زاد يا ماوي (7) على ذي قرابة * غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر *
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن الرضا القاضي أنبأنا أبو عاصم
الفضل بن يحيى الفضيلي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بشر أنبأنا أبو

(1) الأبيات في ديوانه ص 50 وفي الأغاني 17 / 384 - 385.
(2) مطموسة بالأصل والمثبت عن الديوان، وفيه: " طلابكم " وفي الأغاني: في طلابكم.
(3) البيت بالأصل:
وأموا ثقالا ينفضون أكفهم * وكلهم دمي أنامله لم تحفر
(4) الديوان: إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر.
(5) البيت في شعراء النصرانية 1 / 132 من قصيدة مجرورة الروي مطلعها:
بكيت وما يبليك من طلل قفر * بسقف اللوي بين عموران فالغمر
(6) الديوان:
كسينا صروف الدهر لينا وغلظة * وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر
(7) الديوان: فما زاد بأوا على ذي قرابة
376

عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي أنبأنا أبو العباس بن الفضل بن يوسف
الفضيلي أنبأنا عبد الله بن جميلة نبأنا معاوية بن حماد عن نجم عن أبي جعفر
قال اليأس مما في أيدي الناس غناء المؤمن دينه وعرضه ثم قال أما سمعت قول
حاتم
إذا تباعدت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر *
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين هلال بن
المحسن الكاتب أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجوامع الخزار نبأنا محمد بن
القاسم الأنباري حدثني أبي عن العباس بن ميمون عن أبي عدنان عن الهيثم بن
عدي عن ملحان بن عرطي (1) بن عدي بن حاتم عن أبيه عن جده قال شهدت حاتما
بكيد بنفسه فقال لي أي بني أني أعهدك من نفسي ثلاث خلال والله ما خاتلت جارة
لي لريبة قط ولا اؤتمنت على أمانة إلا أديتها ولا أتي أحد قط من قبلي بسوء
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان وأبو
المعالي الشعيري قالا أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو
بكر الخرائطي نبأنا علي بن عبد الرحمن بن (2) العذري نبأنا هشام بن
محمد بن السائب الكلبي عن أبي مسكين يعني جعفر بن المحرز بن الوليد والوليد
مولى أبي هريرة عن محرز بن أبي هريرة قال مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيئ
ونزلوا قريبا منه فقام إليه بعضهم فجعل يركض قبره برجله ويقول يا أبا الجعراء أقرنا
فقال له بعض أصحابه ما تخاطب من رمة قد بليت وأجنهم الليل فنوموا
فقام صاحب القول فزعا فقال يا قوم عليكم مطيكم فإن حاتما أتاني في النوم
وأنشدني شعرا وقد حفظته يقول
أبا خيبري وأنت امرؤ * ظلوم (4) العشيرة شتامها

(1) كذا، وقد مر عرطز ".
(2) لفظة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.
(3) الأبيات في ديوانه ص 89 والأغاني 17 / 375.
(4) الديوان: حسود.
377

أتيت (1) بصحبك تبغي القرى * لذي حفرة صخب هامها
تبغي لي الذنب عند المبيت (2) * وحولك طئ وأنعامها
فإنا (3) سنشبع أضيافنا * ويأتي المطي فنعتامها *
وقال أيضا مثل قوله الأول وهو قوله
ما تخاطب من رمة قد بليت * وأجنهم الليل فنوموا *
قال وإذا ناقة صاحب القول تكوس (4) عقيرا فنحروها وباتوا يشتوون ويأكلون
فقالوا والله لقد أضافنا حاتم حيا وميتا
قال أبو مسكين عن ياسين بن بسطام قال حقق هذا الحديث عند العرب قول ابن
دارة الغطفاني وأتى عدي بن حاتم ليمتدحه فقال له أخبرك بما لي فإن رضيت فقل
قال فما مالك قال مايتا صائية (5) وعبد وأمة وفرس وسلاح فذلك كله لك إلا
الفرس والسلاح فإنهما في سبيل الله تبارك وتعالى قال قد رضيت قال فقل فقال
ابن دارة
أبوك أبو سفانة الخير لم يزل * لدن شب حتى مات في الخير راغبا
به تضرب المثال في الشعر ميتا وكان له إذا كان حيا مصاحبا
قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به * ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا *
وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا فإذا رجل ينوه بهم راكبا على جمل يقود
آخر فقال أيكم أبو البختري قال أنا قال إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه
قرى أصحابك ناقتك وأمرني أن أحملك وهذا بعير فخذه فدفعه إليه انتهى

(1) البيت في الديوان:
فماذا أردت إلى رمة * بدوية، صخب هامها
(2) الديوان والأغاني: تبغي أذاها وإعسارها.
(3) الديوان:
وإنا لنطعم أضيافنا * من الكوم بالسيف نعتاها
(4) تكوس، يقال: كأس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب (اللسان: كوس).
(4 تكوس، يقال: كأس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب (اللسان: كوس).
(5) صائية: الصائي هو كل مال من الحيوان مثل الرقيق والدواب (اللسان: صأي).
378

1113 حاتم بن النعمان بن عمر بن عمارة (1) بن عبد العزيز (2) ابن عبد العزى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة
بن عمر بن قتيبة بن معن بن مالك
ابن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان الباهلي
شهد مع معاوية صفين وكان أميرا على بعض العسكر وكان حاتم هذا سيد بني
باهلة (1) بالجزيرة وهو الذي افتتح مرو في زمن عبد الله بن عامر انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين الشيرازي أنبأنا أحمد بن
إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال (4)
وكان الذي صالح أهل مرو حاتم بن النعمان الباهلي بعثه ابن عامر في خلافة عثمان
وقال سنة إحدى وثلاثين فيها أحرم ابن عامر من نيسابور واستخلف قيس بن الهيثم
وحده يعني على خراسان انتهى
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل
أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان حدثني عمران بن الحسين نبأنا
سلمة عن محمد بن إسحاق قال وبعث يعني عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور
حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها وفتحوه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم الفهم نبأنا محمد بن سعد قال قالوا ثم توجه
ابن عامر نحو مرو فوجه إليها حاتم بن النعمان الباهلي ونافع بن خالد الطاحي
فافتتحاها كل واحد منهما على نصف المدينة وافتتحا رستاقها عنوة وفتحا المدينة
صلحا انتهى

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن ابن حزم ص 245.
(2) لم ترد في عامود نسبه في بن حزم، جاء فيه: حتم بن النعمان بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى.
(3) رسمها بالأصل يقرأ: " هايلة " ولعل الصواب ما أثبت، وباهلة أم سعد مناة بن مالك بن أعصر، وقد خلف.
معن بن مالك على باهلة بعد أبيه فولدت له أولادا، نسبوا جميعا إليها، وهي باهلة بنت صعب بن سعد
العشيرة (جمهرة ابن حزم ص 245).
(4) راجع تاريخ خليفة ص 165 و 166.
379

وقال أبو اليقظان عامر بن حفص بن قادم العجيفي ومن بني غني بن أعصر بن
سعد مرثد بن أبي مرثد شهد بدرا وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب فقال الشاعر
أبو مرثد (1) منا المطيب وابنه
أنيس وسلمان الأمير وحاتم *
أنيس بن أبي مرثد وسلمان بن ربيعة الباهلي وحاتم بن النعمان الباهلي
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد
الباقلاني أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب
الطيبي نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي نبأنا يحيى بن سلميان
الجعفي حدثني نصر يعني ابن مزاحم (2) نبأنا عمر (3) بن شمر عن جابر عن أبي
جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسين (4) بن علي ورجل قد سماه بعضهم زيدا
لكلمته فذكر الحديث (5) إلى أن قال وأن معاوية استعمل على أصحابه يومئذ فجعل
على الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب وعلى الرجالة مسلم بن عقبة المري وعلى
الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاص وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة الفهري
وأعطى اللواء عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وجعل على أهل دمشق وهم القلب
الضحاك بن القيس الفهري وعلى أهل حمص وهم الميمنة ذا (6) الكلاع الحميري
وعلى أهل قنسرين (7) وهم في الميمنة زفر بن الحارث القيسي وعلى أهل الأردن
وهم في الميسرة سفيان بن عمرو أبا الأعور السلمي وعلى أهل فلسطين وهم في الميسرة أيضا مسلمة بن مخلد وعلى أهل دمشق بسر بن أرطأة (9) وعلى رجالة

(1) اسمه كنار بن حصن من المهاجرين الأولى، بقي إلى أيام عثمان (ابن حزم ص 247).
(2) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 204 وما بعدها.
(3) في وقعة صفين: عمرو.
(4) في وقعة صفين: حسن.
(5) العبارة في وقعة صفين: " وزيد بن حسن، ومحمد بن المطلب أن عليا ومعاوية عقدا الألوية وأمرا
الامراء... ".
(6) بالأصل: ذو.
(7) غير مقروءة بالأصل، والثبت عن وقعة صفين.
(8) بالأصل " وأبا " وفي وقعة صفين: " سفيان بن عمرو السلمي " وفي جمهرة ابن حزم ص 264 أبو الأعور
السلمي وهو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف... من قواد معاوية.
(9) ما بين معكوفتين سقط من وقعة صفين، وفي تاريخ خليفة ص 194 ذكره على رجالة أهل دمشق.
380

أهل حمص حوشب ذا ظليم وعلى رجالة قنسرين (1) طريف بن حابس (2) الألهاني
وعلى رجالة أهل الأزد عبد الرحمن بن قلان (3) القيني وعلى رجالة أهل فلسطين
الحارث بن خالد الأزدي وعلى قيس دمشق همام بن قبيصة وعلى قيس (4) وإياد دمشق همام بن قبيصة (5)
حمص بلال بن أبي هبيرة وحاتم بن النعمان (6) الباهلي وعلى رجالة الميمنة
حابس بن سعد الطائي وعلى قضاعة دمشق حسان بن بحدل الكلبي وعلى (7)
قضاعة حمص (8) عباد بن يزيد الكلبي وعلى كندة دمشق فلان بن حيوية (9)
السكسكي وعلى كندة حمص يزيد بن هبيرة (10) السكوني وعلى اليمن من سائر ذلك
وبجيلة يزيد بن أسد البجلي وعلى حمير وحضرموت الثمان بن عفير (11) وعلى
قضاعة الأردن حبيش بن دلجة القيني وعلى كنانة فلسطين شريك الكناني وعلى
مذحج الأردن المخارق بن الحارث (12) الزبيدي وعلى لخم وجذام فلسطين ناتل بن
قيس الجذامي وعلى همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني وعلى خثعم حمل بن
عبد الله الخثعمي وعلى غسا الأردن يزيد بن الحارث وعلى جميع القواصي
القعقاع بن أبرهة الكلاعي أصيب من أول مبارزة فقتل أول ما تراءت فيه الفئتان انتهى
1114 حاتم بن يونس
أبو محمد المعروف بالمخضوب الجرجاني (13)
سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها علي بن الجعد وسعيد بن منصور

(1) في وقعة صفين: " رجالة قيس " والأصل مثل عبارة خليفة.
(2) في خليفة ص 195: الحسحاس.
(3) وقعة صفين: قيس.
(4) وقعة صفين ص 207: رجالة قيس.
(5) في خليفة ص 196: حسان بن بجدل الكلبي.
(6) وقعة صفين: المعتمر.
(7) من هنا إلى وعلى قضاعة الأردن سقط من وقعة صفين.
(8) في خليفة ص 196 مصر.
(9) في خليفة: ابن حوي السكسكي.
(10) خيفة: جبيرة.
(11) كذا، وفي خليفة: وعلى الحضرميين والحميريين ابن عفيف.
(12) ما بين معكوفتين عن وقعة صفين ومكانها بالأصل: " حمزة بن مالك الهمداني و ".
(12) ما بين معكوفتين عن وقعة صفين ومكانها بالأصل: " حمزة بن مالك الهمداني و ".
(13) ترجم له السهمي في تاريخ جرجان باسم حاتم بن يونس الحافظ الجرجاني يعرف بابن أبي الليث
الجوهري.
381

ومسدد بن مسرهد ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأحمد بن يزيد الثمالي
روى عنه أبو بكر (1) محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري صاحب
الخلافيات وأبو بكر محمد بن الحسين بن الحسين بن الجنيد القطان وأبو بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو حازم وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين بن
الشرقي وأحمد بن محمد الزهري وأحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن صبيح وابن
الجارود الأصبهانيون أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر
أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نبأنا حاتم بن يونس الجرجاني أقام بنيسابور
برهة من دهره نبأنا هشام بن عمار نبأنا سليمان بن موسى الكوفي نبأنا المظاهر بن
أسلم عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تطلق الأمة تطليقتين وتعتد
حيضتين [2851] ح
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال حاتم بن يونس الجرجاني أقام بنيسابور برهة من دهرة يحدث سمع أبا الوليد
الطيالسي وسليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق وروى عنه محمد بن إسحاق بن
خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وطبقته من شيوخنا انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود عنه قال قال لنا أبو نعيم الحافظ
حاتم بن يونس الجرجاني أبو محمد يعرف بالمخضوب كان من الحفاظ قدم أصبهان
يروي عن أبي الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور وعلي بن الجعد ومسدد ويحيى
الحماني روى عنه أحمد بن محمد الزهري والطبقة انتهى "

(1) بالأصل " بكير " والمثبت عن ترجمته في سير الاعلام 14 / 490.
382

ذكر من اسمه حاجب "
1115 حاجب بن مالك بن أركين
أبو العباس الفرغاني (1)
سكن دمشق
حدث عن أحمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن فيل البالسي وأحمد بن حمدون
وعمرو بن حرب وعبد الرحمن بن يونس السراج وأبي حاتم الرازي وأبي سعيد
الأشج وأحمد بن إبراهيم الدروقي وأبي موسى محمد بن المثنى وعباد بن الوليد
العنبري وأبي عمر حفص بن عمر المقرئ وأحمد بن عبد الرحمن بن بكار
القرشي وأبي عبيدة بن أبي السفر ومحمد بن إسماعيل بن سمرة وعبد الرحمن
بشر بن وأحمد بن إبراهيم (2) البالسي وموسى بن عبد (3) الرحمن المسروقي
وميمون بن الأصبغ وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي وهلال بن العلاء
ومحمد بن عبد الله بن الحكم وعلي بن هشام والفضل بن العباس بن عميرة
وإبراهيم بن عتيق بن الدمشقي وأحمد بن عثمان بن حكيم
روى عنه أبو سعيد الأعرابي ويوسف بن القاسم الميانجي (4) وأبو بكر بن أبي
دجانة وأبو عمرو بن فضالة وأبو عبد الله بن مروان وأبو علي بن شعيب وأبو

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 271 ذكر أخبار أصبهان 1 / 302 سير الاعلام 14 / 258 وانظر بحاشيتها أسماء
مصادر أخرى.
(2) كذا ورد مكررا.
(3) الأصل: عبيد.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى ميانج، موضع بدمشق (الأنساب).
383

الفتح محمد بن هارون بن نضر بن السدي وأبو النمر محمد بن العباس بن الحسين
الغساني الخشاب ومحمد بن سليمان الربعي وأبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم الصوري وأبو أحمد بن الناصح
المفسر وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد بن أبي
حاتم بن عدي الجرجاني وسليمان الطبراني ومحمد بن القاسم بن شعبان الفقيه
القرظي وأبو محمد عبد الله بن محمود بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن
وأحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد بن عمرو ومحمد بن عبد الرحمن بن
الفضل وعبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهانيون
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ نبأنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق نبأنا عبد الرحمن بن بشر نبأنا
مطرف بن مازن عن عمرو بن حبيب عن عطاء وعمرو بن دينار سمعا جابرا يقول
طفنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) طوافا واحدا وسعينا سعيا واحدا لحجنا وعمرتنا
قال ابن المقرئ عمرو بن حبيب مكي ثقة روى عنه مسلم بن خالد وابن
عيينة وبلغني أن هذا الحديث لم يحدث به غيره سمعت أبا علي النيسابوري يقوله
انتهى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشحامي أنبأنا أبو
الحسن علي بن أحمد الدورقي أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي أنا حاجب بن
أركين الحافظ الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بحديث ذكره
أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) حاجب ابن مالك بن أركين أبو العباس الفرغاني الضرير قدم بغداد
وحدث بها عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري وأحمد بن إبراهيم الدورقي وأبي
سعيد الأشو عبد الرحمن بن يونس الرقي ومحمد بن مسعود العجمي ومحمد بن

(1) بالأصل " أبو الحسين " والصواب ما أثبت، واسمه: علي بن أحمد بن منصور، أبو الحسن بن قبيس، الفقيه
المالكي الغساني (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418).
(2) تاريخ بغداد 8 / 271.
384

خالد (1) المحاربي وهارون بن إسحاق الهمداني وأبي أمية الطرسوسي وإبراهيم بن
منقذ وإسحاق بن الحسن الصواف المصريين وغيرهم روى عنه القاسم بن علي بن
جعفر الدوري ومحمد بن المظفر وكان ثقة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة نبأنا حمزة بن
يوسف قال وسأله يعني الدارقطني عن حاجب بن مالك أبو العباس الفرغاني بدمشق
فقال ليس به بأس انتهى
أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس وأبو النجم الشيحي (3) قال أنبأنا أبو بكر
الخطيب (4) قال سمعت أبا نعيم الحافظ حاجب بن مالك الفرغاني وأركين يكنى
أبا بكر كان ضريرا قدم أصبهان على بدر الحمامي وحاجب يكنى أبا العباس كان
قدومه سنة ست (5) وتسعين ومائتين وحدث ببغداد توفي بدمشق سنة ست (5) وثلاثمائة حدثنا عنه القاضي
1116 حاجب بن خليفة ويقال ابن خليف البرجمي البصري
حكى عن عمر بن عبد العزيز ووفد عليه
روى عنه عرعرة بن البرند الشامي البصري
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ
أنبأنا حبيب بن الحسن نبأنا جعفر بن محمد الفريابي نبأنا قتيبة بن سعيد عن
عرعرة بن البرند عن حاجب بن خليف البرجمي قال شهدت عمر بن عبد العزيز
يخطب الناس وهو خليفة فقال في خطبته إلا إن ما سن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحباه فهو
دين نأخذ به وننتهي إليه وما سن سواهما فإنا نرجئه انتهى كان في الأصل ابن خليفة
بالهاء فحذفت الهاء

(1) تاريخ بغداد: جابر.
(2) بالأصل " أبو الحسين " والصواب ما أثبت، واسمه: علي بن أحمد بن منصور، أبو الحسن بن قبيس، الفقيه
المالكي الغساني (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418).
(3) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى شيحة.
(4) تاريخ بغداد 8 / 272 وذكر أخبار أصبهان 1 / 302.
385

وقد قال ابن أبي حاتم في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو
القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أعلى حينئذ قال قال أنبأنا أحمد إجازة قالا
أنبأنا أبو محمد قال (1) حاجب بن خليفة روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه
عرعرة بن البرند سمعت أبي يقول ذلك انتهى
ولم يذكره البخاري في التاريخ في روايتنا
1117 حاجب بن الوليد بن ميمون
أبو أحمد المؤدب الأعور البغدادي (2)
رحل إلى الشام فسمع حفص بن ميسرة الصغاني بعسقلان والوليد بن محمد
الموقري بالبلقاء ومحمد بن حرب وبقية بن الوليد بحمص وميسرة بن إسماعيل
الحلبي بحلب ومحمد بن سلمة الحراني بحران
روى عنه أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي ومحمد بن يحيى الذهلي
ويعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي وجعفر بن محمد بن شاكر الصايغ
وعبد الله بن محمد بن عبد الله القرشي وجعفر بن أحمد بن معبد الوراق
وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي وأحمد بن بشر المرثدي وعبد الله بن محمد
البغوي وموسى بن هارون بن عبد الله الحمل ومحمد بن الحسين الأنماطي
البغدادي ومحمد بن إسحاق الصغاني ويحيى بن أكثر القاضي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ على أبي الحسن علي بن
عيسى بن إبراهيم الباقلاني المقرئ أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل العياش إملاء
وأخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنبأنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي حينئذ وحدثنا أبو
عبد الله يحيى بن الحسن لفظا وأبو القاسم بن السمرقندي والمبارك بن أحمد بن
علي بن القصار قراءة قالوا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن
الحسين بن أخي ميمون حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسين
وأبو العلاء الخصيب بن المؤمل بن محمد قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 285.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 270 طبقات ابن سعد 7 / 359 الوافي بالوفيات 11 / 78 سير الاعلام 11 / 61
انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
386

نصر الزينبي وأخبرنا أبو المظفر محمد بن محمد بن رزيق القزاز وأبو القاسم
إسماعيل بن أحمد بن الفضل أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي
الزينبي حينئذ وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا عبد العزيز علي بن أحمد ابن بنت
السكري أنبأنا أبو الطاهر المخلص أنبأنا عبد الله بن محمد بن حاجب بن الوليد زاد
بعضهم أبو أحمد نبأنا الوليد بن محمد الموقري عن الزبيري عن أنس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثل المريض إذا برأ وصح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في
صفائها ولونها ولم يكن بعضهم حاجبا [2852] ح
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف نبأنا
أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
أحمد حاجب بن الوليد البغدادي سمع بقية بن الوليد ومبشر بن إسماعيل انتهى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا عبيد الله بن
سعيد بن حاتم وأنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي قال أبو أحمد حاجب بن الوليد انتهى
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم أنبأنا أبو طاهر
أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (1) حاجب بن الوليد سكن بغداد وروى عنه بقية ومبشر
الحلبي سمعت أبي يقول ذلك انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) حاجب بن الوليد بن ميمون أبو أحمد الأعور سمع حفص بن ميسرة
الصغاني (3) ومحمد بن حرب الأبرش وبقية بن الوليد ومبشر بن إسماعيل الحلبي
والوليد بن محمد الموقري ومحمد بن مسلمة الحراني روى عنه أحمد بن سعيد
الدارمي ومحمد بن يحيى بن محمد الذهلي ويعقوب بن شيبة السدوسي وجعفر بن
محمد الصائغ وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو جعفر بن أحمد بن معبد الوراق

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 285.
(2) تاريخ بغداد 8 / 270.
(3) كذا، وفي تاريخ بغداد " الصنعاني " ومثلها في سير الاعلام " الصنعاني العقيلي نزيل عسقلان " 8 / 231.
387

وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي وأحمد بن بشير المرثدي وعبد الله بن محمد
البغوي وكان ثقة انتهى
قال الخطيب وأخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي أنبأنا
عبد الرحمن بن عمر الخلال نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي نبأنا بكر بن سهل
أنبأنا عبد الخالق بن منصور قال وسألت يحيى بن معين عن حاجب فقال لا أعرفه
وأما أحاديثه فصحيحة فقلت ترى أن أكتب عنه قال ما أعرفه وهو صحيح
الحديث وأنت أعلم انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية نبأنا أبو الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال حاجب بن الوليد
الأعور المعلم ويكنى أبا أحمد توفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين
ومائتين
أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر
الخطيب قال (3) قرأت على البرقاني عن أبي
إسحاق المزكي أنبأنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت الجوهري يعني حاتم بن الليث يقول حاجب بن
الوليد الأعور المعلم يكنى أبا أحمد مات ببغداد في رمضان سنة ثمان وعشرين
ومائتين
قال وأنبأنا أحمد بن أبي جعفر أنبأنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن
محمد البغوي مات حاجب بن الوليد في رمضان سنة ثمان وعشرين وكان لا يخضب
وكان أعور وقد كتبت عنه انتهى
1118 حاجب القرشي
حكى عن يزيد بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد ونحن معه في جنازة في سوق ونحن
مع إسماعيل بن عبيد الله وحاجب القرشي انتهى "

(1) طبقات ابن سعد 7 / 359.
(2) بالأصل " أبو الحسين " خطأ، وقد مر.
(3) تاريخ بغداد 8 / 271.
388

ذكر من أسمه حارثة "
1119 حارثة بن بدر بن حصين (1) بن قطن ابن مالك بن عدانة بن يربوع ويقال حارثة بن بدر
ابن مالك بن كليب (2) بن غدانة بن يربوع
أبو العنبس (3) الغداني (4) التميمي البصري (5)
واسم غدانة أشرس وغدانة لقب ولاشتقاقه من التغدن وهو التثني والاسترخاء
ويربوع هو أبو حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن
الياس بن مضر
وفد حارثة على الوليد بن عبد الملك
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد
الواحدي أنبأنا أبو بكر الحارثي أنبأنا أبو الشيخ الحافظ أنبأنا أبو يحيى الرازي نبأنا
سهل بن عثمان العسكري نبأنا يحيى يعني ابن زكريا بن أبي ثابت بن أبي زائدة
نبأنا مجالد عن الشعبي قال كان حارثة بن بدر التميمي أفسد في الأرض وحارب
فأتى سعيد بن قيس فانطلق سعيد (6) إلى علي فقال يا أمير المؤمنين ما جزاء من حارب

(1) في الوافي بالوفيات: حصن.
(2) بالاكل " كلب " والمثبت عن الأغاني.
(3) في مختصر بن منظور 6 / 144 أبو العبيس.
(4) ضبطت نصا في الإصابة بضم المعجمة وتخفيف الدال والنون.
(5) ترجمته في الأغاني 8 / 384 والوافي بالوفيات 11 / 266 الإصابة 1 / 371.
(6) بالأصل " سعيدا ".
389

وبغى في الأرض فسادا قال " أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من
خلاف أو ينفوا من الأرض " (1) قال فإن تاب قبل أن تقدر عليه قال تقبل توبته
قال فإنه والله حارثة بن بدر فأتاه به فأمنه وكتب له كتابا انتهى
أخبرنا أبو بكر بن شجاع أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق
نبأنا الحسين بن محمد بن أحمد المديني نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي
حدثني الفضل بن إسحاق نبأنا أبو أسامة أخبرني أبو خالد نبأنا أبو عامر قال كان
حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض وحارب فكلم الحسن بن
علي وابن عباس وابن جعفر وغيرهم من قريش فكلموا عليا فأبى أن يؤمنه فأتى
سعيد بن قيس الهمداني في داره فكلمه فانطلق سعيد بن قيس إلى علي وخلفه في
داره فقال يا أمير المؤمنين ما تقول فيمن أفسد في الأرض وحارب فقال " إنما
جزاء الذين يحاربون الله ورسوله " حتى ختم الآية فقال سعيد أرأيت إن تاب قبل أن
تقدر عليه قال أقول كما قال الله تبارك وتعالى وأقبل منه قال فإن حارثة بن بدر قد
تاب قبل أن تقدر عليه فأتاه به وأمنه وكتب له كتابا فقال حارثة أبياتا من شعر
ألا أبلغن همدان ما لقيتها * سلاما فلا يسلم عدو يعيبها
لعمر إلهي إن همدان تبغي إلا * له ويقضي بالكتاب خطيبها
لنا نسعة كانت نفسية فروعها * فقد بلغت إلا قليلا خلوفها
شيب رأسي واستخف حمل * مهاد عود المنايا حولنا وبروقها
وأنا لتستحلي المنايا نفوسنا * وننزل أخرى مرة ما نذوقها *
قال العتبي فحدث بهذا ابن جعفر فقال كنا أحق بهذه الأبيات من همدان
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأزدي الأموي (2) أخبرني
هاشم بن محمد الخزاعي نبأنا أبو الأسود الخليل بن أسد نبأنا العمري عن العتبي
قال أجرى الوليد بن عبد الملك الخيل وعنده حارثة بن بدر الغداني وهو حينئذ في
ألف وستمائة دينار من العطاء فسبق الوليد فقال حارثة هذه فرصة فقام إليه فهناه
ودعا له دعاء أحسن فيه فقال *

(1) سورة المائدة، الآية: 32.
(2) الأغاني 8 / 396.
390

إلى الألفين مطلع قريب * زيادة أربع لي قد بقينا
فإن أهلك فهن لكم وإلا * فهن من المتاع لنا سنينا *
فقال له الوليد نشاطرك ذلك لك مايتان ولنا مائتان فصار عطاؤه ألفا وثماني
مائة ثم أجرى الوليد الخيل فسبق أيضا فقال حارثة هذه فرصة أخرى فقام فهناه
ودعا له ثم قال
وما احتجب الألفان إلا بهين * هما الآن أدنى منهما قبل ذالكا
فجد بهما تفديك نفسي فإني * معلق آمالي ببعض حبالكا *
فأمر له الوليد بالمائتين فانصرف وعطاؤه ألفان
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن أحمد أنبأنا أحمد بن إسحاق
نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن
خياط قال وقال أبو اليقظان شارف الأزد وبكر بن وائل وعبد القيس فعسكروا
بالمربد (1) وبلغ الخبر الأحنف فوقف في مقبرة بني حصن (2) وجاءت تميم فقالوا له
نسير فقال حتى يجئ سيدنا فلما جاء حارثة بن بدر الغداني قال له الأحنف ما الرأي
يا أبا العنبس قال الرأي أن تبعث بني سعد فتكونا إزاء الأزد ويكون عمرو بإزاء
عبد القيس وحنظلة بإزاء بكر بن وائل ففعل في حديث ذكره انتهى
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن كرتيلا أنبأنا محمد بن علي الخياط أخبرنا
أحمد بن عبد الله السوسنجري أنبأنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد
الكاتب أنبأنا أبي أخبرنا أحمد بن مروان بن عمر السعيدي أخبرني الطيب بن
محمد بن موسى بن سعيد بن سالم بن قتيبة بن مسلم الباهلي حدثني عبد الله بن
محمد بن حكيم نبأنا خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه قال ولي حارثة بن بدر
سرق (3) فخرج معه المشيعون من أهل البصرة منهم أبي الأسود الدؤلي فقال * (4) *
أحار بن بدر قد وليت ولاية * فكن جرذا فيها تخون وتسرق

(1) محلة من محال البصرة.
(2) بالأصل " بن حصين " والمثبت عن تاريخ خليفة ص 182.
(3) من كور الأهواز (معجم البلدان).
(4) الأبيات في الأغاني 8 / 406.
391

فلا تحقرن يا حار شيئا أصبته * فحظك من مال (1) العراقين سرق
فإن جميع الناس إما مكذب * يقول بما يهوى وإما مصدق
يقولون أقوالا بظن وشبهه * فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا
ولا تعجزن فالعجز أوطى مركب * فما كل من يدلي (2) إلى الرزق يرزق *
فقال له حارثة *
جزاك إله (3) الناس خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا
ستلقى أخا يصفيك بالو حاضرا * ويوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا
أمرت بحزم لو أمرت بغيره * لألفيتني فيه لأمرك عاصيا (4)
وأيسر ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مواسيا *
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ على إسناده أنبأنا أبو علي
الجازري أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (5) أنبأنا محمد بن القاسم الأنباري
حدثني محمد بن المرزبان حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي أنبأنا العتبي قال كان
حارثة بن بدر الغداني صديقا لزياد بن أبيه وكان الأسود مؤاخيا لحارثة بن بدر فقلد
زياد حارثة بن بدر فكتب إليه أبو الأسود
أحار ابن بدر قد وليت إمارة * فكن جرذا فيها تفوق وتسرق
وباه تميما بالغنى إن للغنى * لسانا به المرء الهيوبة ينطق
ولا تحقرن يا حار شيئا أصبته * فحظك من ملك العراقين سرق
فإني ورأيت الناس إما مكذب * يقول بما تهوى وأما مصدق
يقولون أقوالا بظن وشبهة * فإن قيل هاتوا حققوا لم يحقق *

(1) الأغاني: ملك.
(2) الأغاني: يدعي.
(3) الأغاني: مليك.
(4) وقد ورد هذا البيت قبل قوله جزاك إله الناس وكرر هنا، فحذفناه من هناك وتركناه هنا في موضعه فقد ورد
في الأغاني 8 / 406 أولا: جزاك إله...
(5) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي 7 بيروت 3 / 200.
(6) في الجليس الصالح: تعق.
(7) بالأصل " المهوبة " والمثبت الصالح.
392

فكتب إليه حارثة بن بدر لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود وختم كتابه بهذا
الشعر
جزاك مليك الناس خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا
أمرت بحزم لو أمرت بغيره * لألفيتني فيه لأمرك عاصيا
ستلقى أمرا يصفيك بالود مثله * ويوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا
وأقرب ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا *
وقال القاضي أبو الفرج (1) رحمة الله رخم أبو الأسود حارثة في شعره فحذف الهاء
والثاء وبعض النحويين لا يجيز هذا ويقول يا حارث في ترخيم حارثة فيحذف الهاء
خاصه فيقول أحارث وأحارث على لغتين للعرب فيه أفصحها إقرار حركة الحرف في
الترخيم على ما كانت عليه وهو الوجه المختار والأخرى ضمة على حكم النداء
المفرد والقضاء على ما بقي بعد حذف الطرف للترخيم فإنه اسم قد قام بنفسه وكفى
بغيره ولا نجيز هذا الترخيم على هذين الوجهين إلا في ترخيم حارث وقد احتج بشعر
أبي الأسود وغيره في إجازة هذا الترخيم من أجازه وقوله
وأقرب ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا *
قوله مسمحا من السماحة والسماح سمح فلان بماله ومعروفه وسامح وتسمح
وتسامح ويقال أسمح فلان فهو مسمح إذا انقاد وأصحب وألان جانبه وقارب غير
مستصعب قال تميم بن أبي بن مقبل العجلاني (2)
هل القلب عن دهماء سال فمسمح * وتاركه منها الخيال المبرح *
قال وأنبأنا المعافى نبأنا محمد بن يحيى الصولي أنبأنا محمد بن عبد الرحمن
التميمي (3) عن أبيه نبأنا خالد بن سعيد عن أبيه قال لما ولى زياد حارثة بن بدر الغداني سرق خرج معه المشيعون فقال له أبو الأسود مشيرا (4) إليه
أحار ابن بدر قد وليت ولاية * فكن جرذا فيها تخون وتسرق

(1) هو المعافي بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
(2) ديوان تميم ص 48.
(3) في الجليس الصالح 3 / 201 التيمي.
(4) في الجليس الصالح: " مسرا ".
393

وباه تميما بالغنى إن للغنى * لسانا به المرء الهيوبة ينطق
ولا تحقرن يا حار شيئا أصبته * فحظك من ملك العراقين سرق
فإني رأيت الناس إما مكذب * يقول بما يهوى وإما مصدق
يقولون أقوالا بظن وشبهة * فإن قيل هاتوا حققوا يحققوا *
فكتب إليه حارثة بن بدر لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود وختم كتابه بهذا
الشعر
جزاك مليك الناس خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا
أمرت بحزم لو أمرت بغيره * لألفيتني فيه لأمرك عاصيا
ستلقى امرأ يصفيك بالود مثله * ويوليك حفظ الغيب إنك كنت يائيا
وأقرب ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا *
والألفاظ فيه وفي خبر ابن الأنباري متقاربة المعاني وفي هذا الخبر زيادة على
قول أبي الأسود يقولون أقوالا بظن وشبهة وهو
ولا تعجزن فالعجز أوطى مركب (1) * وما كل من يدعى إلى الرزق يرزق *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن (2) رشأ بن نظيف أنبأنا
الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن
الحارث عن المدائني قال دخل حارثة بن بدر الغداني على زياد بن مروان وبوجهه
أثر وكان حارثة صاحب شراب فقال له زياد ما هذا الأثر بوجهك فقال أصلح الله
الأمير ركبت فرسا أشقر فحملني حتى صدم بي الحائط فقال زياد أما أنك لو ركبت
الأشهب لم يصبك مكروه أراد حارثة أنه شرب صرفا فسكر وأراد زياد بالأشهب
الممزوج
أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن مهران ومحمد بن شجاع
اللفتواني قالا أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا

(1) ورد في البيت في الرواية الأولى، وهو في الأغاني 8 / 306 بعد قوله: يقولون: وفيه: أبطأ مركب.
(2) بالأصل " أبو الحسين " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 401.
394

أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنشدني عمر بن شيبة (1)
لحارثة بن بدر
وجربت ماذا العيش إلا تعلة * وما الدهر إلا مجنون تقلب
وما اليوم إلا مثل أمس الذي مضى * ومثل غدا الجائي وكل سيذهب *
أخبرنا أبو العز من كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عبيد الله
المرزباني النحوي قال قرأ علينا أبو عبد الله محمد بن العياش اليزيدي قال قرأت
هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمد وذكر أنه قرأها على أبي المنهال عتيبة بن
المنهال وهي بالثقة قال وأنشدني لحارثة بن بدر الغداني
وإذا افتقرت فلا تكن متخشعا * ترجو الفواضل عند غير المفضل
واستغن ما أغناك ربك بالغنى * وإذا تكون خصاصة فتحمل *
وأنشد له
لعمرك ما أبقى لي الدهر من أخ * حتى ولا ذي خلة لي أواصله
ولا من خليل ليس فيه غوائل * وشر الأخلاء الكثير غوائله *
وأنشد له (2)
يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا * إلا وللموت في آثارهم حادي
يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت * إلا تقرب آجالا لميعادي
لا خير في عيش من يحيى وليس له * ذوو ظغائن لا تخفى وأحقادي
ذهب الرجال فسدت غير مدافع * ومن البلاء (3) تفردي بالسواد *
أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد وأبو سعيد عبد الله بن أسعد بن حيان
قالا أنبأنا موسى بن عمران أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني ابن عبد العزيز أنبأنا
أحمد بن عمرو نبأنا العياش بن مصعب نبأنا محمد بن إبراهيم أخبرني سليمان بن
صالح قال وحدثني أبو منقذ من أهل نيسابور أن حارثة بن بدر كان يغزو خراسان

(1) في الأغاني 8 / 406 شبة.
(2) الأبيات في الأغاني 8 / 425.
(3) في الأغاني 8 / 424 خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقاء.
395

فلما قفل من تلك المغازي وانتهى بنيسابور اشتكى بها وكان معه غلام له يسمى كعبا
كان كعب مولعا بالشراب يخرج عند أول النهار ولا يعود حتى يظلم الليل وإذا دعاه لم
يجبه ولم يشبع بشئ منه فعيل صبره واغتاظ وقدم عليه نفر من رهطه فسألوا عنه
فوجدوه مريضا مدنفا فما رأوا حاله قالوا نحملك قال ما في محمل قالوا فنقيم
عليك حتى يقضي الله في أمرك ما شاء قال كلا إني عزفت شوق العاقل فاستوثق منهم
باليمين وأخذ منهم ليفعلن بغلامه ما يأمرهم به وقد عرضوا عليه النفقة فقال انظروا ما
في الخرج فنظروا فإذا بقية فاضلة قال إن غلامي هذا قد أبى علي واستعصى فهو لا
ينفعني وقص عليهم قصته فذهبوا وأقاموه وهو سكران فدعاه فلم يجبه فنادى أصحابه
فأمرهم بأخذه والاستيثاق منه ففعلوا وتركوه مقموطا حتى أصبحوا ثم قال رضوا ما
بين أطراف أصابعه إلى مرفقه وأصابع رجليه إلى ركبتيه ففعلوا ذلك قال اطرحوه في
ناحية البيت حيث أنظر إليه وطفق (1) يقول
يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا * إلا وللموت في آثارهم حادي
يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت إلا تقرب آجالا لميعادي
لا خير فيعيش من يحيى وليس له * ذوو ظعائن لا تخفى وأحقادي
ذهبت الرجال فسدت غير مدافع * ومن البلاء تفردي بالسادي
وما تحمل قوم نحو طيتهم * إلا وللموت في آثارهم حادي
يا كعب كم من حمى قوم نزلت به * على صواعق من زجر وإيعادي
يا كعب صبرا (2) وتجزع على أحد * يا كعب لم يبق منها غير أجلادي
فيما نقلت أرواح يحشرجها * كرائح داخل أو باكر غادي
إنني وإياك والأمثال نضربها * في حين زجر على قرب وابعادي
لكالذي قال يوما في معاتبة * والناس شتى إلا لله أجدادي
لا ألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي
انظر إلى ملك دهر أنت تاركه * هل ترأسين أواخية بأوتادي

(1) في رواية في الأغاني 8 / 424 أنه طلب إليهم قال: اكسروا رجل مولاي كعب لئلا يبرح من عندي فإنه
يؤنسني.
(2) الأغاني: يا كعب مهلا.. غير أجساد.
396

إذا لقيت بواد حية ذكرا * فاهد (1) وذرني أمارس حية الوادي *
قال سليمان ثم إن حارثة بن بدر التميمي في الصحابة والله تعالى أعلم وتوفي
بنيسابور ودفن بها انتهى
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقد ذكر سليمان بن أحمد اللخمي (2) حارثة بن
بدر التميمي في الصحابة والله تعالى أعلم قال الحاكم في الترجمة في حرف الجيم
حارثة بن بدر روى عن عبد الله بن الزبير وغيره أظنه التميمي انتهى كذا ذكره في حرف
الجيم وبلغني من وجه آخر أن حارثة بن بدر مات غريقا بالأهواز في ولاية المهلب (3)
1120 حارثة بن عمر ين صخر القيني
له ذكر في كتاب المزة وكان في الجيش الذي بعث يزيد من بزبرا (4) من نواحي
دمشق غلى المدينة انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين بن الطيور ي أنبأنا محمد بن
عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعدل أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان
أنبأنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز عن
أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني قال وكان مع مسلم بن
عقبة حارثة بن عمر بن صخر القني فقتله عبد الله بن مطيع فقالت ابنته
قتلت ابن عمرو (5) مقبلا غير مدبر * صبورا على وقت الستور البواتر
ولو شئت فت القوم فوق مجنب * من الخيل وثاب الجراثيم ضامر
بذلت حذار العار نفسا كريمة * لكل رديني من السمر عاتر
كذاك ذوو الأحساب تسخو نفوسهم * بورد المنايا واحتمال الحرائر
إذا ما جثوا حربا مروها بأذرع * طوال وأيدي بالسيوف جواسر
ولا تحسبون الصبر يدنى من الردى * ولا الخوف ينجي من عدو مساور
فما تردون الموت إلا تفخما * عليه إذا جئت حياض المقادر *

(1) في الأغاني: فاذهب ودعني أمارس حية الوادي.
(2) قال ابن حجر في الإصابة: واللخمي هو الطبراني، ولم أر ذلك في معجمة.
(3) وذلك في سنة إربع وستين كما في الإصابة.
(4) كذا رسمها بالأصل.
(5) كذا ورد هنا، وتقدم " عمر ".
397

1121 حارثة بن قطن بن زابر بن حصن
ابن كعب بن عليم الكعبي ثم العليمي (1)
من أهل دومة الجندل وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) وكتب له كتابا انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد قال قال (2) هشام بن محمد (3) حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة عن
ربيعة بن إبراهيم الدمشقي قال وفد حارثة بن قطن بن زابر (4) بن حصن بن كعب
عليم الكلبي (5) وحمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل (6) بن كعب بن عليم إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلما فعقد لحمل بن سعدانة لواء فشهد بذلك اللواء صفين مع
معاوية وكتب لحارثة بن قطن كتابا فيه
هذا كتاب من محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب
مع حارثة بن قطن لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل على الجارية
العشر وعلى الغائرة نصف العشر لا تجمع سارحتكم (7) ولا تعد فأردتكم (8) تقيمون
الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها لا يحظر عليكم النبات ولا يؤخذ منكم عشر
البتات (9) لكم بذلك العهد والميثاق ولنا عليكم النصح والوفاء وذمة الله ورسوله شهد
الله ومن حضر من المسلمين انتهى في حاشية الأصل الضاحية التي لا يترطب
بسرها والجارية الماء الجاري والغائرة ما لا يجري
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن

(1) ترجمته في الاستيعاب 1 / 286 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 427 الإصابة 1 / 298 الوافي بالوفيات
11 / 269.
(2) طبقات ابن سعد 1 / 334.
(3) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل واستدراكها لازم لايضاح، وانظر ابن سعد.
(4) في ابن سعد: " زائر " وقد ضبطها ابن الأثير نصا فقال: وبعد الألف باء موحدة وراء.
(5) بالأصل: " وأحمد " والمثبت عن ابن سعد.
(6) في ابن سعد: مغفل.
(7) في النهاية: لا تعدل سارحتكم: أي لا تصرف ماشيتكم عن مرعى تريده (سرح).
(8) في النهاية: أي الزائدة على الفريضة، أي لا تضم إلى غيرها فتعد معها وتحسب (فرد).
(9) البتات هو المتع الذي ليس عليه زكاة مما لا يكون للتجارة (النهاية: بت).
398

حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال في
الطبقة الرابعة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ
يشجب بن يعرب بن قحطان ثم من بني كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران
ألحاف بن قضاعة حارثة بن قطن من دارم بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب بن
هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن
كلب وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي محمد عبد الله بن حمزة عن أبي نصور بن ماكولا (1) قال
وأما حارثة بحاء مهملة وبعد الراء ثاء معجمة بثلاث حارثة بن قطن بن زابر بن
كعب بن حصن بن عليم بن جناب بن هبل وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخوه حصن وكتب
لهما كتابا
1122 حارثة بن النمر
أبو أثال
شهد يوم اليرموك وقال في ذلك شعرا ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى قال
حدثني مالك بن أسامة أن شاعرا (2) قال يوم اليرموك
نجا جذاما ولخما كل سلهبة * واستحكم القتل أصحاب البراذين *
وقال أيضا أبو أثال حارثة من اليمن
ضرب المواكب بينها أنكالها * فكأنها ملفوفة بقرام
وأقول في كشف الأمور بفضلها * والحق يعرفه ذوو الأحلام
أنا ليس حصن غير دعوة أحمد * ترجى ولا دولة سوى الإسلام
فأنا امرؤ قدموس جذم معتلى * وقوى سطيح وهلتى ونظام
فرعان من أصل نجيح واحد * قيدوم طود قضاعة المقدام
نيلان أسد بالسواد البلهم * إيعصبان بدعوة وإمام
لله ما اليرموك جند طحطحوا * أحساب عات الروم بالأقدام

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 7.
(2) بالأصل: " شاعر ".
399

فضلوا عليهم فضلة مشهورة * هجمت بهم في برزخ النوام
فتهافتوا في النار في واقوصة * وكستهم في شر دار مقام
وتعطلت منهم كنائس زخرفت * بالشام ذات فسافس ورخام *
* وشهدت من باب دمشقة مشهدا * أشجى دمشق مدينة الأصنام
وتعلقت رهبانها فكأنهم * هام تنوح على رؤوس أكام
عجبا عجيبا ما قللنا داره * كانت لعاد بعد نزهة شام
ولمن تلاهم من قرون طحطحوا * فتهافتوا في المغر والقمقام
وكذاك نحن بها لدولة أكلنا * متى قليل بمدة بتمام * "
400

ذكر من اسمه الحارث "
1123 الحارث بن أوس بن عتيك (1)
ويقال عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم
ابن عامر بن زعور (2) بن جشم بن الحارث
ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي (3)
له صحبة ولا أعرف له رواية شهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) أحدا وما بعدها من المشاهد
وقتل يوم أجنادين
أنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي بكر الخطيب أنبأنا الحسين بن محمد
الرافعي إجازة أنبأنا أحمد بن كامل القاضي أنبأنا أحمد بن شاهين بن سعيد عن
مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح قال وولد
زعور بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو الليث بم مالك بن الأوس وهو
أخو عبد الأشهل بن جشم وهو سكن راتج عامر فولد عامر بن زعور عبد الأعلم
فولد عبد الأعلم عمرو فولد عمرو بن عبد الأعلم عبيد فولد عبيدا بن عمرو أوسا
فولد أوس بن عبيد الحارث بن أوس قتل يوم أجنادين شهيدا
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو النضر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري
قراءة على أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا

(1) في الإصابة: عتاب.
(2) في أسد الغاب: زعوراء.
(3) ترجمته في الاستيعاب 1 / 287 هامش الإصابة أسد الغابة 1 / 379 الإصابة 1 / 274.
401

محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية قال الحارث بن أوس بن عبيد بن عمرو بن
عبد الأعلم بن عامر بن زعور بن جشم وأمه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عباد بن فهيرة بن
بياضة بن عامر بن زريق شهدا أحدا والمشاهد كلها وقتل يوم أجنادين شهيدا (1) وليس له
عقب
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال الحارث بن أوس الأنصاري من بني نبيت ثم من بني
عبد الأشهل شهد بدرا قاله موسى بن عقبة عن الزهري لا تعرف له رواية
1124 الحارث بن بدل
ويقال بن سليمان (2) بن بدل النصري (3)
من أهل دمشق قيل أنه أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)
وروى عن عمر بن سفيان الثقفي ورجل من قومه
روى عنه محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه أ خبرنا أبو نعيم
الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا معاذ بن المثنى نبأنا عمي عبد الله بن معاذ نبأنا
أبي نبأنا محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي عن الحارث بن بدل قال شهدت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين فانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبو
سفيان بن الحارث فرمى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا فما خيل
إلي أن شجرة (4) ولا حجرا إلا وهو في آثارنا انتهى
تابعه بكر بن بكار عن الشعيثي إلا أنه قال الحارث بن سليم بن بدل ورواه
الوليد بن مسلم عن الشعيثي عن الحارث فقال عن رجل من قومه [2853]

(1) قتل يوم أجنادين وذلك لليلتين بقيتا من جمادي الأولى من سنة ثلاث عشرة بالشام كما في الاستيعاب
1 / 287 وأسد الغابة 1 / 379.
(2) في الإصابة 1 / 385 " سليم " والأصل كأسد الغابة 1 / 381.
(3) أسد الغابة: السعدي.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن أسد الغابة.
402

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري حينئذ وأخبرنا أبو
بكر عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأنا أبو الخير بن الفضل
أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن
إبراهيم نبأنا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن عبد الله الشعيثي عن الحارث بن بدل
النصري عن رجل من قومه شهد ذلك يوم حنين وعمرو بن سفيان الثقفي قال انهزم
المسلمون يوم حنين فلم يبق مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا عباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن
الحارث قال فقبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبضة من الحصى فرمى بها في وجوههم قال
فانهزمنا فما خيل إلينا إلا أن كل حجر أو شجرة فارس يطلبنا قال الثقفي فأعجزت
على فرسي حتى دخلت الطائف انتهى [2854]
وأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه قال نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
أحمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي
العقب أنبأنا عبد الكريم أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا
محمد بن عائذ نبأنا الوليد أخبرنا محمد بن عبد الله (1) الشعيثي عن الحارث بن
بدل عن رجل من قومه شهد ذاك مع عمرو بن سفيان الثقفي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبض
قبضة من حصى فرمى بها في وجوهنا فانهزمنا قال فما أخيل إلينا إلا أن كل شجر وحجر
يطلبنا وقال الثقفي فأعجزت على فرسي حتى دخلت الطائف انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال الحارث بن بدل وقيل الحارث بن سليمان بن بدل عداده في
أهل الشام أخرجه ابن مندة وأحمد بن منيع وجماعة في الصحابة وهو من تابعي الشام
روى حديثه بكر بن بكار عن محمد بن عبد الله الشعيثي حدثني الحارث بن سليم بن
بدل قال كنت مع المشركين يوم حنين فأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) كفا من حصى فضرب به
وجوههم وقال شاهت الوجوه فهزم الله تبارك وتعالى المشركين [2855]
ورواه أحمد بن عبدة عن زهير بن هنيدة العدوي عن الشعيثي عن عمرو بن
سفيان والحارث بن بدل السكوني ورواه سعيد بن يحيى سعدان عن الشعيثي عن
عمرو بن سفيان والحارث بن بدل النصري ذكر أنهما شهدا حنينا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال

(1) بالأصل: " محمد بن عبد الرحمن النصري " والصواب عن الرواية السابقة.
403

معاذ بن معاذ عن الشعيثي عن الحارث بن بدل نحن رواية بكر انتهى
قال وأنبأنا سالم بن الفضل نبأنا يحيى بن محمد الحنائي نبأنا عبيد الله بن
معاذ عن أبيه ورواه الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد عن الشعيثي عن الحارث بن
بدل عن رجل من قومه شهد أن عمرو بن سفيان قال انهزموا يوم حنين
قال وأنبأناه عبد الرحمن بن عبد الله البجلي نبأه أبو زرعة أنبأنا محمد بن
المبارك أنبأنا صدقة بن خالد حينئذ قال وحدثنا محمد بن إبراهيم بن مروان
بدمشق نبأنا الحسين بن يعلى الصيدلاني نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا
الوليد بن مسلم وقال القاسم الحربي عن الشعيثي عن الحارث بن بدل عن
عمرو (1) بن سفيان أنه شهد ذاك يوم حنين وقال ابن منيع البغوي روى علي بن حارث
عن قاسم الجرمي عن الحارث بن بدل عن سهيل الثقفي وهو وهم
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو
طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة
قال وأنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) الحارث بن بدل النصري روى عن
عمرو بن سفيان عن رجل من قومه شهد النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين (3) روى عنه محمد بن
عبد الله بن المهاجر الشعيثي سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى معاذ بن معاذ
العنبري عن الشعيثي عن الحارث بن بدل قال شهدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين روى
بكر بن بكار عن الشعيثي هذا الحديث رواه مرة عن الحارث بن سالم (4) قال
شهدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ومرة عن عبد الله بن الحارث بن بدل قال شهدت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا
من تخليط بكر بن بكار فإنه سئ الحفظ ضعيف الحديث سألت أبي عنه فقال هو
مجهول لا أدري من هو يعني الحارث
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني نبأنا تمام بن محمد
أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نبأنا أبو زرعة في الطبقة الثالثة قال الحارث بن بدل
النصري روى عنه الشعيثي

(1) بالأصل: " عمر ".
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 69.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(4) كذا، وفي الجرح: " سليم " وهو صاحب الترجمة.
404

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة
الحارث بن بدل النصري دمشقي وقال ابن عتاب بن يزيد وهو وهم
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (1) أنبأنا الحارث بن بدل النصري عن عمرو بن قيس عن
رجل من قومه شهد النبي (صلى الله عليه وسلم) رواه الوليد بن مسلم وصدقة عن الشعيثي حديثه عن
الشاميين انتهى كذا في النسخة والصواب عمرو بن سفيان كما تقدم انتهى
أخبرنا أبو محمد السلمي فيما قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد
حينئذ وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنبأنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن يونس المقدسي
أنبأنا أبو زكريا حينئذ وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا
رشأ بن نظيف قالا أنبأنا عبد الغني بن سعيد في باب النصري بالنون والصاد قال
الحارث بن بدل النصري انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال في باب النصر
بالنون الحارث بن بدل النصري انتهى
1125 الحارث بن الحارث بن قيس بن عدي
ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي السهمي (2)
معدود في الصحابة من مهاجرة الحبشة استشهد يوم أجنادين وقيل يوم
اليرموك وقيل يوم فحل انتهى
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 265.
(2) الاستيعاب 1 / 289 أسد الغابة 1 / 384 الإصابة 1 / 276.
405

سليمان بن أحمد نبأنا محمد بن عمرو حدثني أبي نبأنا ابن لهيعة عن أبي الأسود
عن عروة قال في تسمية من قتل من المسلمين يوم أجنادين ثم من قريش ثم من بني
سهم الحارث بن الحارث بن قيس
قال وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن نبأنا أبو شعيب الحراني حدثنا أبو
جعفر النفيلي نبأنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد من
المسلمين بأجنادين من بينهم الحارث بن الحارث انتهى
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين وابنه أبو الحسن علي قالا أنبأنا
أبو الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب
أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا نبأنا محمد بن عامر نبأنا الوليد بن مسلم عن
عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال والحارث بن الحارث من بني سهم
قتل يوم فحل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النفور أنبأنا أبو طاهر
المخلص نبأنا أبو بكر بن شيبة نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم حدثنا
سيف بن عمر عن أبي عثمان وخالد قالا وكان ممن أصيب في الثلاثة الآلاف الذين
أصيبوا يوم اليرموك (1) الحارث بن الحارث السهمي انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي محمد بن محمد المسلمة
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر أنبأنا محمد بن محمد بن الحسن بن الصواف
أنبأنا الحسن بن علي القطان أنبأنا إسماعيل بن عيسى نبأنا أبو حذيفة إسحاق بن
قيس قال قالوا واستشهد بأجنادين من بني سهم الحارث بن الحارث
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال الحارث بن الحارث بن قيس القرشي ثم السهمي قتل يوم
أجنادين قاله عروة بن الزبير والزهري لا يعرف له رواية

(1) كذا ورد بالأصل، ولم يرد اسمه في الطبري، في أسماء الذين استشهدوا يوم اليرموك انظر تاريخ الطبري
3 / 400.
406

1126 الحارث بن الحارث
أبو المخارق الغامدي (1)
له صحبة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا وسكن الشام وشهد وقعة راهط
روى عنه شريح بن عبيد والوليد بن عبد الرحمن الجرشي وسليم بن عامر
وخالد بن معدان وثابت بن سعد الطائي وعدي بن هلال السلمي انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد السلمي قالا أنبأنا
عبد الدائم بن الحسن القطان أنبأنا عبد الوهاب الكلابي نبأنا أبو بكر محمد بن
خريم نبأنا هشام بن عمار نبأنا الوليد بن مسلمة أنبأنا عبد الجبار بن إسماعيل
المخزومي نبأنا الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدث الحارث بن الحارث الغامدي
قال قلت لأبي ونحن بمنى ما هذه الجماعة قال هؤلاء قوم اجتمعوا على صابئ لهم
قال فأشرفنا فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو الناس (2) قالوا يا رسول الله تدعو الناس
إلى توحيد الله تعالى والإيمان به وهم يردون عليه قوله ويؤذونه حتى ارتفع النهار
وانصدع عنه الناس وأقبلت امرأة قد بدا نحرها تبكي تحمل قدحا فيه ماء ومنديلا
فتناوله منها وشرب وتوضأ ثم رفع رأسه إليها فقال
يا بنية خمري عليك نحرك ولا
تخافي على أبيك غلبة ولا ذلا فقلنا من هذه قالوا هذه زينب ابنته
انتهى [2856] ح
رواه البخاري (3) في التاريخ عن هشام بن عمار مختصرا ورواه أبو زرعة
الدمشقي عن هشام بن عمار بإسناده وقال هذان الحديثان صحيحان يعني هذا
وحديث منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده
وأخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن
محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الحميدي وأبو بكر القطان وأبو

(1) ترجمته في الاستيعاب 1 / 290 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 384 الإصابة 1 / 274 الوافي بالوفيات
11 / 241.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن أسد الغابة 1 / 284 1 / والإصابة 1 / 275.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 262 وذكره باسم الحارث بن الحارث العائذي.
407

القاسم بن أبي العقب حينئذ وأخبرنا أبو الحسين بن قبيس أنبأنا أبي أنبأنا أبو
العباس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب نبأنا أبو
زرعة بالحديث نحوه وبالكلام انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن المقرئ أنبأنا أحمد بن علي بن العلاء نبأنا محمد بن
الهيثم حدثني محمد بن إسماعيل حدثني أبي عن ضمضم عن شريح قال أخبرني
أبو أمامة والحارث وعبد (1) بن أبي الأسود في نفر من الفقهاء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نادى في قريش فجمعهم ثم قام فيهم فقال ألا إن كل نبي بعث إلى قومه وإني بعثت
إليكم حث جعل يستقرئهم رجلا رجلا ينسبه إلى آبائه ثم يقول يا فلان عليك بنفسك
فإني لن أغن عنك من الله شيئا ح حتى خلص إلى فاطمة عليها السلام ثم قال لها مثل ما
قال لهم قال يا معشر قريش لا ألقين أناسا يأتوني يجرون الجنة وتأتوني تجرون
الدنيا اللهم لا أجعل لقريش أن يفسدوا ما أصلحت أمتي ثم قال ألا إن خيار أمتكم
خيار الناس وشرار قريش شرار الناس وخيار الناس تبعا لخيارهم وشرار الناس
تبعا (2) لشرارهم انتهى [2857]
رواه البخاري في التاريخ (3) عن عتبة بن سعيد عن ابن عياش مختصرا وقال
عمرو بن الأسود بدل تميم (4) وهو الصواب انتهى
أخبرناه أبا الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا وأبو الفضل بن ناصر (5)
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن
الحسن (6) الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل (7) قال قال لي عتبة بن سعيد (8) نبأنا إسماعيل عن ضمضم

(1) في المختصر: " عمير " وفي التاريخ الكبير: " عمرو ".
(2) كذا، والأظهر: " تبع.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 262.
(4) كذا رسمت بالأصل هنا، والذي مر في بداية الحديث: " عبد ".
(5) كذا ورد مكرر بالأصل.
(6) بالأصل " الحسن " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(7) زيادة للايضاح قياسا إلى سند مماثل.
(8) بالأصل " سعد " والمثبت عن التاريخ الكبير 1 / 2 / 262.
408

عن شريح بن عبيد عن الحارث بن الحارث وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود وأبي
أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس انتهى قال البخاري الحارث بن
الحارث العائذي يعد في الشاميين انتهى كذا في الأصل بخط أبي
الغنائم بن النرسي والصواب الغامدي انتهى [2858]
قرأت على أبي الفضل التميمي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن
عبد الله اخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أنبأني أبي قال أبو المخارق
الحارث بن الحارث روى عنه خالد بن معدان
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد أنبأنا
علي بن الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة أنبأنا
أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة الأولى من الصحابة الحارث بن الحارث الغامدي
انتهى
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه وأنبأنا عمي أنبأنا الزينبي
قراءة أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو بكر بن
أحمد بن حفص نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى بحمص قال في تسمية من نزل
حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو المخارق الحارث بن الحارث الغامدي حدثنا
عنه من أهل حمص خالد بن معدان وسليم بن عامر وشريح بن عبيد والوليد بن
عبد الرحمن الجرشي وثابت بن عبد الطائي
أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد عن (1)
مسدد بن علي بن عبد الله الحمصي أنبأنا أبي حدثنا عبد الصمد بن سعد القاضي في
تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو المخارق الحارث بن الحارث
الغامدي وغامد بن الأزد قال ابن عوف ما أخلقه (2) أن يكون من أهل حمص قيل

(1) بالأصل " بن " خطأ، انظر ترجمة عبد العزيز بن أحمد في سير الاعلام 18 / 248 وترجمة مسدد بن علي في
السير 17 / 518.
(2) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن الإصابة 1 / 276.
409

له هو مدرك بن الحارث بن الحارث فلم يرد في ذلك جوابا كأنه هاب القول فيه
حدث عنه خالد بن معدان وسليم بن عامر وشريح بن عبيد والوليد الجرشي لواءه
على من نمير وقال نزلنا من الطائف ورسول الله (1) من عين هذه قرصتها
قطيعة وقد شهد وقعة راهط
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال لا لحارث بن الحارث الغامدي له ولأبيه صحبة روى عنه
شريح بن عبيد والوليد بن عبد الرحمن وسليم بن عامر يقال إنه الأول يعني الحارث بن
الحارث الأشعري انتهى وهذا وهم
1127 الحارث بن حرمل بن تغلب
ابن ربيعة بن نمر الحضرمي ويقال الرهاوي
حدث عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو بن العاص وسمع كعبا
روى عنه ابن جابر بن حيوية الكندي وجندب بن عبد الله العدواني انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو القاسم
تمام بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان وأبو نضر محمد بن أحمد
القاضي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن والشيخ الصالح أبو القاسم
عبد الرحمن بن الحسين بن الحسين الهمداني قالوا أنبأنا علي بن يعقوب بن إبراهيم
الهمداني أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي نبأنا يسرة هو ابن صفوان
اللخمي نبأنا فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن رجاء بن حياة عن الحارث بن
حرمل عن علي بن أبي طالب قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن (2) فيهم
الأبدال انتهى
قال رجاء بن حياة أذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان
برجلين من الأبدال لا يقبض الله تعالى رجلا منهم إلا بعث الله تعالى مكانه رجلا ولا

(1) لفظتان غير مقروءتين تركنا مكانها بياضا، والعبارة بتمامها مضطربة، والذي في الإصابة: " وانه كاتن له
قطيعة تمر عين ".
(2) بالأصل " قال " والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 148.
410

تذكر لي متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال
رواه ابن جابر عن أبي سلمة فجعل هذا القول الأخير من قول الحارث بن حرمل
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حياة (1) أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة نبأنا هارون
يعني ابن معروف نبأنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال قال الحارث بن حرمل
لرجاء حدثني عن رجالات بيسان فإنا كنا نتحدث أنه لا يزال بها رجل أو اثنان من
الأبدال ولا تحدثني عن متماوت ولا طعان
قرأت في كتاب عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو التنوخي في تسمية قضاة دمشق
من التابعين الحارث بن حرمل وعامر بن كريز ونمير بن أوس انتهى
قوله عامر بن كريز به نظر (2) إنما هو عامر بن عدي وسيأتي في موضعه ولا أعلم
الحارث بن حرمل ولي القضاء ولا أحسبه دمشقيا وأظنه أراد الحارث بن محمد
الأشعري (3) ولي قضاء دمشق أو الحارث بن محمد الحمصي فقد ولي قضاء عمان والله تعالى أعلم وقد قيل أراد الحارث بن حرمل مصري والله تعالى أعلم
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أحمد زاد ابن
خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (4) الحارث بن حرمل عن علي روى عنه رجاء بن
حيوية وجندب وسمع كعبا انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا
أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا أبو عبد الله الكلابي أنبأنا

(1) كذا، وهو ابن حيوية، محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، ترجمته في سير الاعلام 16 / 409.
(2) اللفظة غير واضحة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(3) بياض بالأصل والزيادة المستدركة مقتبسة عن أخبار قضاة وكيع 3 / 206 وقد ولاه الوليد بن يزيد، ولم يزل
حتى مات في أيام يزيد بن الوليد.
(4) التاريخ الكبير 1 / 2 / 266.
411

أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي
أهل الشام الحارث بن حرمل من بني عامر بن أبي عوثبان روى عن علي بن أبي
طالب روى عنه رجاء بن حيوية انتهى
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو
طاهر أنبأنا يعلى حينئذ قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (1) الحارث بن حرمل روى عن علي روى عنه رجاء بن
حياة سمعت أبي يقول ذلك
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن سليم حدثني أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو الفضل بن سليم قالا
أنبأنا أحمد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
الحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة بن نمر الحضرمي بن نمر بن حرمل القاضي
يحدث عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر حدث عنه رجاء بن حياة
وجندب بن عبد الله العدواني وعروة بن رويم اللخمي وكان قدريا ويقال الحارث بن
حرمل الرهاوي وهو عندي أصح ولا أراه (3) من نمر لأني لم أجد له بمصر
بيتا ولا فتيا ولا ذكرا من حديث من أثق به
1128 الحارث بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس الأموي أخو مروان
سمع أبا هريرة وأدرك يوم الدار وشهدها ذكره أبو زرعة الدمشقي في الاخوة
والأخوات فقال ما أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نبأنا عبد العزيز بن أحمد عن
محمد بن أبي نصر نبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة قال في ذكر الاخوة بالشام
بعد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم خمسة أخوة مروان بن الحكم بن أبي العاص
وعبد الرحمن بن الحكم والحارث بن الحكم وعثمان بن الحكم ويحيى بن
الحكم

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 72.
(2) بالأصل " عن ".
(3) لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
412

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالوا
أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر بن المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان
الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار قال وولد الحكم بن أبي العاص أحد عشر (2) رجلا
ونسوة وعثمان الأكبر والحارث ومروان وعبد الرحمن وصالحا وأم البنين
وزينب وأمهم آمنة بنت فاطمة (3) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن
خمل (4) بن شق بن رقية (5) بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة وداود
والحارث (6) الأصغر والحكم درج وعبد الله درج وأم الحكم تزوجها عبد الله بن
المطلب بن حنطب فأمهم بنت منبه بن شميل (7) بن العجلان بن عتاب بن مالك بن
كعب بن ثقيف انتهى (8)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
فولد الحكم عثمان الأكبر والحارث ومروان وعبد الرحمن وصالحا وأم
البنين وزينب الكبرى وأمهم أم عثمان وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن
محرث بن خمل (4) بن شق بن رقبة (9) بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة
انتهى وعبيد الله قتل مع حبيش بن دلجة وداود والحار ث الأصغر والحكم درج
وعبد الله درج وأم الحكم وأمهم ابنة منبه بن شبيل بن العجلان بن عتاب بن مالك بن
كعب بن ثقيف
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأنا أبو

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر.
(2) في نسب قريش للمصعب ص 159 " أحدا وعشرين ".
(3) سقطت من عامود نسبها في نسب قريش للمصعب الزبيري، وفي جمهرة ابن حزم ص 87 اسمها: أرنب
بنت علقمة بنت صفوان لكنانية، وانظر ابن سعد 5 / 35.
(4) بالأصل " حمل " بالحاء المهملة، والمثبت عن نسب قريش وطبقات ابن سعد 5 / 35.
(5) نسب قريش: رقبة بن مخرج " وانظر ابن سعد 5 / 35 ترجمة مروان بن الحكم.
(6) بالأصل: " وداود بن الحارث " والمثبت عن نسب قريش للمصعب ص 160.
(7) في نسب قريش: شبيل.
(8) كذا والملاحظة أنه لم يذكر جميع الرجال والنسوة، انظر عدد وأسماءهم عدد وأسماءهم في نسب قريش، وانظر جمهرة ابن
حزم ص 87.
(9) بالأصل " رقية " والمثبت عن ابن سعد 5 / 35.
413

بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي نبأنا عبد الله بن
سعد نبأنا عمي يعقوب بن إبراهيم قال هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان في
الحصار من بني هاشم الحسن بن علي وقاتل ومن بني أمية مروان والحارث
وعبد الرحمن بن عثمان الأكبر وعثمان الأزرق بنو الحكم
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1) وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدرداء
حارث بن عبد الله قالوا أنبأنا ابن محمد الصيرفي أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا
أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داود الطوسي نبأنا أبو عبد الله بن سليمان بن داود
الطوسي نبأنا أبو عبد الله الزبير بن بكار
فليح بن سليمان عن نعيم بن عبد الله قال كنت عند أبي هريرة مرة فجاءه الحراث بن
الحكم فجلس على وسادة أبي هريرة فظن أبو هريرة أنه جاء لحاجة فجاء رجل فجلس
بين يدي أبي هريرة فقال له أبو هريرة ما لك قال أستعدي على الحارث بن
الحكم فقال أبو هريرة قم يا حارث فاجلس مع خصمك فتلكأ الحارث فقال أبو
هريرة قم يا حريث فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر إذا جلس الحاكم فلا يجلس خصمان إلا
بين يديه ومضت السنة بذلك من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن أئمة الهدى أبي بكر وعمر فقام
الحارث فجلس مع خصمه بين يدي أبي هريرة فقال أبو هريرة الآن درست يقول
الآن صحيح انتهى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر الأردستاني
أنبأنا أبو نضر العراقي أنبأنا سفيان بن محمد الجوهري أنبأنا علي بن الحسن نبأنا
عبد الله بن الوليد نبأنا سفيان الثوري عن أبي الزناد عن سليمان بن يسار قال
تزوج الحارث بن الحكم امرأة فقال عندها فرآها خضرا فطلقها ولم يمسها فأرسل
مروان إلى زيد بن ثابت فسأله فقال زيد لها الصداق كاملا قال إنه ممن لا يهتم
فقال رأيت يا مروان لو كانت حبلى أكنت مقيما عليها الحد قال لا قال فلا
انتهى

(1) بالأصل " المرزقي " والصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى المزرقة، وقد مر.
(2) أي سوداء، (اللسان العرب: خضر).
414

1129 الحارث بن خالد بن العاص بن هشام
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي (1)
أبو حذيفة القرشي المخزومي المكي الشاعر (2)
روى عن عائشة
روى عنه زرارة بن مصعب قيل إنه ولي مكة لمعاوية ولا يصح وولي أبوه خالد
مكة لعثمان فقتل عثمان وهو واليها فعزله علي
وولاه يزيد بن معاوية مكة أيام ابن (3) الزبير
مروان دمشق فلم ير منه ما يريد فرجع إلى مكة وقال في ذلك شعرا انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي وأنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط (4)
قال وفيها يعني سنة إحدى وأربعين ولى معاوية مكة عبد الرحمن بن خالد بن
العاص بن هشام بن المغيرة ويقال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام ثم
عزله وولاها أيضا عنبسة بن أبي سفيان (5) ثم جمعهما بالطائف ومروان بن الحكم ثم
قال وعزل يزيد الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عن مكة وولاها سفيان والحارث بن
خالد بن العاص بن هشام ثم عزله وولى عبد الرحمن بن زيد (6) بن الخطاب سنة ثلاث
وستين ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث بن خالد فمنعه ابن الزبير الصلاة فصلى
بالناس مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فلما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية دعا ابن

(1) انظر نسبه في نسب قريش للمصعب ص 299 و 313 وجمهرة ابن حزم ص 146.
(2) ترجمته في الأغاني 3 / 317 و 9 / 227 والوافي بالوفيات 11 / 255 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر
أخرى ترجمت له.
وفي الوافي: " أبو وابصة " بدل " أبو حذيفة " وفي الأغاني وفي عامود نسبه، في نسبه: في موضع ورد كالأصل
" عمر " بن مخزوم " وفي موضع: " عمرو بن مخزوم "
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن الوافي بالوفيات.
(4) انظر تاريخ خليفة ص 204.
(5) ما بين الرقمين، العبارة لم ترد في تاريخ خليفة.
(6) بالأصل " يزيزد " والمثبت عن خليفة ص 251.
415

الزبير إلى خلع يزيد وأن يكون الأمر شورى وأخرج ابن الزبير الحارث بن خالد من
مكة انتهى
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكاني قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكير قال
الليث وحج عامئذ يعني سنة ثلاث وستين يحيى بن حكيم بن صفوان الجمحي كان
أهل مكة رضوا به واستعملوا عليهم ليصلي بهم نحو الحارث بن خالد بن العاص بن
هشام المخزومي عامل يزيد بن معاوية على مكة فأتما حج هؤلاء والزبير لم يكن دعا
إلى نفسه وإنما دعا إلى نفسه بعد موت يزيد وبويع بيعة الخلافة بعد موت يزيد بن
معاوية وكان أهل مكة نحوا الحارث وألحقوه بداره انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قال أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو طاهر المخلص ص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير نبأنا أبو بكر
قال قال الزبير ويحيى بن حكيم بن صفوان ولي مكة ليزيد بن معاوية كان عبد الله بن
الزبير مقيما معه بمكة لم يعرض له يحيى بن حكيم فكتب الحارث بن خالد بن
العاص بن هشام بن المغيرة إلى يزيد يذكر له مداهنة يحيى بن حكيم عبد الله بن الزبير
فعزل يزيد يحيى بن حكيم وولى الحارث بن خالد مكة فلم يدعه ابن الزبير يصلي
بالناس وكان الحارث يصلي في جوف داره والناس طاعنين عليه وكان مصعب بن
عبد الرحمن يصلي بالناس في المسجد الحرام بأمر عبد الله بن الزبير فلم يزل كذلك
حتى وجه يزيد بن معاوية إلى الزبير مسرف بن عقبة فبويع ابن الزبير في
الخلافة وصلى بالناس بمكة
قال الزبير (4) فمن ولد خالد بن العاص الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن
المغيرة وأمة فاطمة ابنة أبي سعيد بن الحارث بن هشام وأمها صخرة بنت أبي جهل بن

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) مطموسة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(3) ما بين معكوفتين مطموس مكان اللفظتين بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(4) انظر نسب قريش للمصعب ص 312 و 313.
416

أبي هشام وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذي يقول (1)
من كان يسأل عن أيمنزلنا * فال أقحوانة (2) منا منزل قمن (3)
إذ تلبس (4) العيش غضا لا يكدره * قول الوشاة ولا ينبو به الزمن
إذا الجبان (5) حبا ممن يسر به * والحج داج به مغرورق (6) ثكن
الأقحوانة ما بين ميمون إلى بئر ابن هشام وكان يزيد بن معاوية استعمله على
مكة وابن الزبير يومئذ بها قيل أن ينصب يزيد الحرب (7) لابن الزبير فمنعه ابن الزبير فلم يزل خ داره يصلي بمواليه وشيعته في جوف داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي
عبد الملك بن مروان وولاه مكة يعني الحارث ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما
يحب فانصرف عنه قال (8)
عطفت عليك النفس حتى كأنما * بكفيك بؤسي أول لديك نعيمها
فما بي وإن أقصيتني من ضراعة * ولا افتقرت نفسي إلى من يسومها (10)
وهو الذي يقول (11)
كأني إذا مت لم أضطرب * بزين المخيلة أعطافيه
ولم أسلب البيض
أخبرنا أبو عبد الله (12) بن مصعب بن

(1) الأول والثاني في الأغاني 3 / 325 والاستيعاب 1 / 310 ونسبهما للحارث بن هشام والبيتان الأول والثالث
في نسب قريش ص 313 والأول والثاني من أبيات في معجم البلدان بدون نسبة (الأقحوانة).
(2) الأقحوانة بالضم ثم السكون، موضع قرب مكة، قال الأصمعي: هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام.
(3) القمن: بالتحريك: الخليق والجدير، وبهامش الأغاني: ويحتمل أن يكون قمن في البيت بمعنى قريب.
(4) الأغاني والاستيعاب ومعجم البلدان: إذ نلبس العيش صفوا.
(5) في نسب قريش: إذا الحجاز خوى.
(6) بالأصل " معروف " والمثبت لاستقامة المعنى والوزن عن نسب قريش.
(7) البيتان في الأغاني 3 / 317 ونسب قريش ص 313.
(9) رسمها بالأصل: بليتك " كذا، والمثبت عن المصدرين السابقين.
(10) الأغاني: يضيمها.
(11) البيتان في نسب قريش ص 314.
(12) الخبر والشعر في الأغاني 3 / 330.
417

عروة بن الزبير قال كانت أم عبد الملك بنت عبد الله خالد بن أسيد عند
الحارث بن خالد وله منها فاطمة بنت الحارث وأخواها لأمها محمد وعمران ابنا
عبد الله بن مطيع بن الأسود وفيها يقول الحارث بن خالد
يا أم عمران ما زالت وما برحت * بنا الصبابة حتى شفني الشفق
القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يتوق إلى منجاته الغرق
تؤتيك شيئا قليلا وهي خائفة * كما يميس بظهر الحية الفرق (1) *
قال عمي مصعب بن عبد الله يريد تاق إليكم يأتق إليكم وقال الله تبارك
وتعالى " على شفا جرف هار (2) " هار يريد هائر وقال ضرار بن الخطاب الفهري ثم
المحاربي في يوم أحد وشهدها مع المشركين (3)
القوم أعلم (4) لولا مقدمي فرسي * إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع
ما زال (5) منكم بجنب الجزع من أحمد * أصوات هام تزقى أمرها شاع *
يريد بشاع شائع وإنما أنزل القرآن بلسان قريش وقال بعض الشعراء
فلو أني رميتك من قريب * لعاقك من رغاء الذئب عاق
يريد عائق
قال مصعب بن عثمان أنشد رجل وعمران بن عبد الله بن مطيع جالس
يا أم عمران ما زالت وما برحت * بنا الصبابة حتى مسنا الشفق
القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يشوق إلى منجاته الغرق
تؤتيك شيئا قليلا وهي خائفة * كما يمس بظهر الحية الفرق *
وانقطع البيت فقال له عمران عليك فإنها كانت زوجته

(1) البيت في الأغاني.
تنيل نزرا قليلا وهي مشفقة * كما يخاف مسيس الحية الفرق
(2) سورة التوبة، الآية: 109.
(3) البيتان في سيرة ابن هشام 3 / 152 من عدة أبيات.
(4) في ابن هشام: " إني وجدك لولا... إذ جالت ".
(5) بالأصل: " ما زال منا بحيث الحرمي أحدا ".
وإلهام جمع هامة وهي الطائر الذي تزعم العرب أنه يخرج من رأس القتيل فيصيح.
418

أنبأنا أبو علي بن نبهان ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن بن أحمد ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ومحمد بن سعيد بن
نبهان
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر قالوا أنبأنا أبو علي بن
شاذان أنبأنا أبو بكر بن محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ أنبأنا أبو العباس ثعلب
قال فقال الحارث بن خالد لأخيه
لعمري لئن لم يجمع الله بيننا * بما شاء لا نزداد إلا تنائيا
أعد الليالي إن نأيت ولم أكن * بما زل من عيش أعد اللياليا
أخاف انقطاع العيش دون لقائكم * بأرض ولو منيت نفسي الأمانيا
إذا ما بكى ذو الشجو أضغث نحوه * وآسيته بالشجو ما دام باكيا *
قرأت على أبي الحسين بن كامل المقدمي أنبأنا أبو جعفر أبو المسلمة في كتابه
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمران بن موسى المرزباني (1) إجازة قال
الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه
بنت أبي سعيد بن الحارث (2) بن هشام وهو يكنى أبا وابصة وكان شاعرا غزلا مكثرا
شريفا استعمله يزيد بن معاوية على مكة وابن الزبير بها قبل أن ينصب يزيد الحرب
لابن الزبير فلم يزل في داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان فولاه مكة
ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحب فانصرف عنه وقال أبياته التي منها
صحبتك إذ عيني عليها غشاوة * فلما انجلت قطعت نفسي ألومها *
وله أيضا (4)
أظليم إن مصابكم رجلا * أهدى السلام إليكم ظلم

(1) لم يرد الحارث في معجم الشعراء المطبوع صاحبه: أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، والخبر عن
ابن المرزبان نقله صاحب الوافي بالوفيات 11 / 255.
(2) بالأصل " المحرز " والمثبت عن نسب قريش.
(3) البيت في الأغاني 3 / 317 والوافي 11 / 255.
(4) البيت في الوافي 11 / 255 والأغاني 9 / 234 وفيها: " تحية ظلم " وفي رواية: " مصابكم رجل... تحية
ظلما ".
419

وله أيضا (1)
أبكي وما لي غيره من معول * عليك ومالي غير حبك من جرم
لعل انسكاب الدمع أن يذهب الأسى * ويشفي مما بالضمير من السقم *
أخذه ذو الرمة فقال
لعل الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفي نجي البلابل *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (3) البنا وأبو الحسين بن الفراء قالوا
أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا
الزبير بن بكار قال فولد عبد الله بن خالد بن أسيد أم عبد العزيز وأم عبد الملك
تزوجها عبد الله بن مطيع فولدت له محمدا وعمران ابني عبد الله بن مطيع ثم خلف
عليها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن مغيرة المخزومي وفيها يقول
الحارث بن خالد
يا أم عمران ما زالت وما برحت * بنا الصبابة حتى شفنا الشفق
القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يتوق إلى منجاته الغرق
تعطيك شيئا قليلا وهي خائفة * كما يمس بظهر الحية الفرق *
يريد بقوله القلب يأتق إليكم مثل قول ضرار بن الخطاب
ألا إن وجدك لولا مقدمي فرسي * إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع
ما زال منا بجنب الجزع من أحد * أصوات هام تزاقى أمرها شاع *
يريد شائع وقال الله تبارك وتعالى " على شفا جرف هار " يريد هائر والله
سبحانه وتعالى أعلم
1130 الحارث بن خالد ويقال ابن عبد الأزدي
شهد صفين مع معاوية

(1) الوافي 11 / 256.
(2) ديوان ذي الرمة ص 492، والوافي 11 / 256.
والنجي ما تحدث به نفسك، والبلابل: الهموم في الصدور.
(3) بالأصل: " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
420

أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا أبو علي بن شاذان
أنبأنا محمد بن إسحاق بن نيخاب نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي نبأنا يحيى بن
سليمان الجعفي حدثني نصر بن مزاحم (1) نبأنا عمر (2) بن شمر عن جابر عن أبي
جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسن بن علي ورجل آخر (3) قد سماه قالوا إن
معاوية استعمل على رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي انتهى كذا قال
وقال غيره الحارث بن عبد وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى
1131 الحارث بن سعيد بن حمدان
أبو فراس بن أبي العلاء التغلبي الحمداني الأمير الشاعر (4)
فارس كان يسكن منبج وينتقل في بلاد الشام في دولة ابن عمه أبي الحسن بن
حمدان المعروف بسيف الدولة انتهى
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة إملاء أنبأنا وأبو
عبد الله الحسين بن أبي حامد أحمد بن علي البيهقي قراءة قالا أنشدنا أبو سعيد
مسعود بن ناصر بن عبد الله السجزي أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن
علي أنشدنا أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهائم أنشدنا الأمير أبو
فراس الحارث بن سعيد بن حمدان (5)
خفض عليك ولا تبت قلق الحشا * مما يكون وعله وعساه
فالدهر أقصر مدة مما ترى * وعساك أن تكفا الذي تخشاه *
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي
أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدنا علي بن أحمد بن محمد الطرسوسي قال
أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه * (6)

(1) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 204 و 207.
(2) في وقعة صفين: عمرو.
(3) هو " محمد بن المطلب " كما في وقعة صفين.
(4) ترجمته في يتيمة الدهر 1 / 74 والوافي بالوفيات 11 / 264 وسير الاعلام 16 / 196 وانظر بالحاشية فيهما
ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 179 ويتيمة الدهر 1 / 84 (ط بيروت).
(6) ديوانه ص 177 ويتيمة الدهر 1 / 74.
421

ما كنت مذ كنت إلا طوع خلاني * ليست مفارقة (1) الأحباب من شأني
يجنى (2) فأصفح عنه جانيا أبدا * لا شئ أحسن من حان على جاني *
أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنشدنا أبو بكر الخطيب
أنشدني أبو المحب الأرمويي قال أنشدني أبو نصر البارقي بشهرزور لأبي فراس بن
حمدان (3)
يا معجبا بنجومه * لا النحس منك ولا السعادة
الله ينقص ما يشاء * ومنه إتمام الزيادة (4)
دع ما تريد لما * يريد فإن لله الإرادة *
أنشدنا أبو العز بن كادش أنشدنا أبو محمد الجوهري أنشدنا الأمير أبو
المطاوع أنشدنا أبو الحصين قال أنشدني أبو فراس أيضا (5)
أفي كل يوم رحلة بعد رحلة * أجرع (6) نفسي حسرة وتروعها
فلي ابدا قلب كثير نزاعه * ولي أبد نفس كثير (7) ولوعها
لحا الله قلبا لا يهيم صبابة * إليك وعينا لا تفيض دموعها
قال وأنشدنا الأمير بن المطاوع أنشدني محمد بن السفاح أنشدني الأمير أبو
فراس لنفسه أيضا (8)
وبي (9) من جوى ذاك الحجيج كريمة * لها دون عطف الستر من صونها ستر
وفي الكم كف ما رآها عديلها * وفي الخدر وجه ليس يعرفه الخدر

(1) الديوان: مؤاخذة الاخوان.
(2) الديوان: يجني علي وأحنو صافحا أبد.
(3) ديوانه ص 62 قالها لمنجم وقد خالفه في الامر الذي أشار به عليه.
(4) الديوان: الله ينقص ما يشاء وفي يد الله الزيادة.
(5) الأبيات في ديوانه ص 110.
(6) الديوان: تجرع.
(7) الديوان: نفس قليل نزوعها.
(8) ديوانه ص 69.
(9) صدره في الديوان: وفيمن حوى ذاك الحجيج خريدة.
422

أشيعها والدمع من شدة الأسى * على خدها نظم وفي نحرها نثر (1)
فبت وقلبي من شجعي غبيطها * ولي لفت (2) نحو هودجها كثر *
فهل عرفات عارفات بزورها * وهل شعرت تلك المشاعر والحجر
أما اخضر بطنان مكة ما ذوي * أما أعشب الوادي ما أخضر الصخر
شفى الله قوما حل رحلك بينهم * سحائب لا قل جداها ولا نزر *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أخبرنا أبو بكر البيهقي أنشدنا محمد بن
الحسين حينئذ وأخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم التستري أنبأنا أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن السري بن بنون (3) التفليسي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدني
علي بن أحمد الطرسوسي أنشدني أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه (4)
لم أؤاخذك إذ جنيت لأني * واثق منك بالإخاء الصحيح
فجميل العدو غير جميل * وقبيح الصديق غير قبيح *
أنبأنا أبو السعادات أحمد بن حمدان المتوكلي وأبو الحسن بن مرزوق وأبو
غالب شجاع بن فراس بن الحسين ونقلته من خطه قال وأنشدنا أبو بكر الخطيب
أنشدنا أبو القاسم التنوخي قال أنشدنا أبو الفرج الببغا قال أنشدني أبو فراس بن
حمدان لنفسه في صداع ناله (6) لطيرتي بالصداع نالت * فوق منال الصداع مني
وجدت فيه اتفاق سوء * صدعني منك (7) صدعني *
قال وأنشدنا أبو القاسم التنوخي أنشدني عبد العزيز بن علي الفقيه قال

(1) في الديوان للمذكر: " أشيعة... على خده نظم وفي نحره نثر " وبالأصل: وفي ثديها نثر وعلى هامشه:
" الصواب: نحرها " وهو ما أثبت.
(2) الديوان: فبت وقلبي في سجاق غبيطة ولي لفتات.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 11 ووقع بالأصل " أبو بكر بن محمد " وما أثبت عن السير والأنساب
(التفليسي)، وبالأصل " بشور " والمثبت " بنون " عن السير، وتصحفت في الأنساب إلى " بتون ".
والتفليسي نسبة إلى تفليس آخر بلدة من بلاد أذربيجان مما يلي الثغر.
(4) ديوانه ص 49 ويتيمة الدهر 1 / 72.
(5) الديوان: لم أؤاخذك بالجفاء لأني... بالوفاء الصحيح.
(6) البيتان في ديوانه ص 172 ويتيمة الدهر 1 / 80.
(7) الديوان: مثل.
423

أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه أيضا (1)
ألزمني ذنبا بلا ذنب * ولج في الهجران والعتب
أحاول الصبر على هجرة * والصبر محظور على الصب
وأكتم الوجد وقد أصبحت * عيناي عينيه على قلب
قد كنت ذا صبر وذا سلوة * فاستشهدا في طاعة الحب *
أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي (2) أنشدنا الإمام أبو الحسن
علي بن أحمد المؤذن إملاء أنشدنا الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي
أنشدنا محمد بن عمر المتكلم أنشدنا أبو فراس الحارث (3)
أراني الله طلعته سريعا * وأصحبه السلامة حيث سارا
وبلغه أمانيه جميعا * وكان له من الحدثان جارا *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنشدنا أبو عبد الرحمن
السلمي وأخبرني أبو القاسم وأخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور
الخطيب أنبأنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد نبأنا أبو
عبد الرحمن السلمي أنشدني علي بن محمد لأبي فراس بن حمدان (4)
في الناس إن فتشتهم * من لا يعزك أو تذله
فاترك مجاملة اللئيم * فإن فيها العجز كله *
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الفقيه وأبو الحسن علي بن عساكر بن
سرور المقدسي قالا نبأنا نصر بن إبراهيم أنشدنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن
أبي نصر بن علي القزويني أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين العروضي وأبو
طالب بن محمد بن أحمد الصواف السمسطاوي قال أنشدنا أبو فراس بن حمدان (5)

(1) الأبيات في ديوانه ص 40 قالها في غلامه منصور، وقد هجره وانصرف عنه، وكان قد ألفه، فلم يصبر على
هجره.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 422.
() من أبيات في ديوانه ص 78 تحت عنوان: دع العبرات تنهمر انهمارا.
(4) البتان في ديوانه ص 123.
(5) من قصيدة بعنوان: مصابي جليل " ديوانه ص 135 - 137 ويتيمة الدهر 1 / 88 ".
424

مصابي جليل والعزاء جميل * ودائي (1) ما بين الضلوع دخيل
جراح وأسر واشتياق وغربة * أحمل إلى أو بعدها الحمول
وإني في هذا الصباح لصالح * ولكن حظي في الظلام جليل (2)
تطول بي الساعات وهي قصيرة * وفي كل دهر لا يسرك طول
تناساني الأصحاب إلا عصيبة * ستلحق بالأخرى غدا وتحول
ومن ذا الذي يبقى على العهد إنهم * وإن كثرت دعواهم لقليل
أقلب طرفي لا أرى غير صاحب * يميل مع النعماء حيث تميل
وصرنا نرى أن المتارك محسن * وأن خليلا لا يضر وصول (3)
وليس يراني غادر بي وحده * ولا صاحبي دون الرجال ملول (4)
فكل خليل هكذا غير منصف * وكل زمان بالكرام بخيل
وقبلي كان الغدر في الناس شيمة * وذم زمان واستلال خليل (4)
وفارق عمرو بن الزبير شقيقه * وخلى أمير المؤمنين عقيل
فيا حسرتي من لي بخل موافق * أقول بشجوي مرة ويقول
وإن وراء الستر أما بكاها * علي وإن طال الزمان طويل
فيا أمتا لا تعدمي الصبر إنه * إلى الخير والنجع القريب رسول
ويا أمتا لا تحبطي الأجر إنه * على قدر الصبر الجميل جزيل
أما لك في ذات النطاقين أسوة * بمكة والحرب العوان تجول (5)
أراد ابنها أخذ الأمان فلم يجب * وتعلم علما أنه لقتيل
تأسي كفاك الله ما تحذرينه * فقد غال هذا الناس قبلك غول
وكوني كما كانت بأحد صفية * ولم يشف منها بالبكاء عليل
ولو رد يوما حمزة الخير حزنها * إذا لعلتها رنة وعويل

(1) عجزه في لا ديوان: وظني بأن الله سوف يديل.
(2) هذا البيت والذي قبله ليسا في الديوان، ومكانهما فيه:
جراح تحاماه الإساءة مخوفة * وسقمان: باد منهما ودخيل
وأسر أقاسيه وليل نجومه * أرى كل شئ غيرهن يزول
(3) عجزه في الديوان: وأن صديقا لا يضر خليل.
(4) ليس في الديوان.
(5) ذات النطاقين هي أسماء بنت أبي بكر، والدة عبد الله بن الزبير.
425

وما أثري يوم اللقاء مذمم * ولا موقفي عند الأسار ذليل (1)
ولكن بذلت النفس (2) حتى تركتها * وفيها وفي حد الحسام فلول
إذا لم يعنك الله فيما تريده (3) * وليس لمخلوق إليه سبيل
وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا * وإن جل أنصار وعز قتيل وإن هو لم يذللك في كل مسلك * ضللت ولو أن السماك دليل
وإن رجاء به وظني بقضائه * على فتح ما قدمته لجميل *
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين قال قال لي الربيس بن منصور بن
عبد الله بن سعد الحراني الكاتب أنشدت لأبي فراس
لا عيب للظرف إن زلت قوائمه * وليس ينقصه من عائب دنس
حملت بأسا وجودا فوقه وندى * وليس يقول بهذا كله الفرس
قالوا قصدت فما خلق به حرك * خوفا عليك ولا نفس لها نفس
كف الطبيب دعا كفا يقبلها * ونطلب الغيث منها حيث يحتبس *
بعث إلي أبو المغيث منقذ بن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلد بن منقذ كتابا
كان بخط لأبيه جمعة أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري
في التواريخ مما وجده بخط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب قال وفيها يعني
سنة عشرين وثلاثمائة ولد أبو سعيد بن الحارث بن سعيد بن حمدان الشاعر قال أبو
غالب همام وفيها يعني سنة خمسين (4) وثلاثمائة قتل أبو فراس الحارث بن سعيد بن
حمدان قتله قرغويه يعني غلام سيف الدولة المتغلب على حلب أمر غلاما له بالتركية
فضربه بلت وقطع رأسه وقلعت أمه سخينة عينها لما بلغها قتله
وذكر ثابت بن سنان أن أبا فراس قتل في هذه السنة عند صعصعة عند ضيعة
تعرف بصدد في حرب كانت بين شريف بن سيف الدولة وبين أبي فراس

(1) ليس في الديوان.
(2) الديوان: ولكن لقيت الموت.
(3) صدرت في الديوان: وما ليم يرده الله في الامر كله.
(4) كذا، وفي مختصر ابن منظور 6 / 150 " سنة سبع وخمسين " وهذا ما ذهب إليه ثابت بن سنان كما نقله عنه
صاحب الوافي 11 / 262 وحدد وفاته في يوم السب لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين
وثلاثمائة وانظر وفيات الأعيان 1 / 61 وسير الاعلام 16 / 197 وفيه: وكل عمره سبع وثلاثون سنة.
426

1132 الحارث بن سعيد الكذاب (1)
ويقال الحارث بن عبد الرحمن بن سعد المتنبي دمشقي مولى أبي الجلا س
العبدري القرشي ويقال مولى مروان بن الحكم انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب
الكلابي حينئذ قال وأنبأنا عبد العزيز أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي
الربعي أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أبو الحسن بن جوصا أنبأنا أبو عامر
موسى بن عامر نبأنا الوليد بن مسلم نبأنا ابن جابر قال وأدخل القاسم بن مخيمرة
على أبي إدريس الخلواني وهو على القضاء بدمشق يومئذ في زمان عبد الملك فقال إن
حارثا لقيني فأخذ عهدي لأسمعن منه فإن قبلته قبلت وإن سخطته كتمته عليه في أمر
أنه رسول الله فقلت أنت أحمد الدجالين الكذابين الذين أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الساعة لا
تقوم حتى يخرج ثلاثون دجالا كلهم يزعم أنه نبي وأنت أحدهم من لا عهد له فأرفع
شأنه إلى عبد الملك أمير المؤمنين فقال أبو إدريس أسأت أنذرته لو أدنيته إلينا حتى
نأخذه قال ورفع أمره إلى عبد الملك أمير المؤمنين (2) فأخذه عبد الملك
فصلبه فحدثني من سمع عتبة الأعور يقول سمعت العلاء بن زياد العذري يقول ما
غبطت عبد الملك بشئ من ولايته إلا قتله حارثا حدثت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا
تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه نبي فمن قاله فاقتلوه ومن
قتل منهم أحدا فله الجنة [2859] ح
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن
أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة
نبأنا هارون هو ابن معروف نبأنا ضمرة نبأنا علي بن أبي جملة قال لما ظهر
الحارث الكذاب أتاه مكحول وعبد الله بن أبي زكريا وجعلا له الأمان وسألاه عن أمره
وما يقول فأخبرهما فكذباه وردا عليه وقالا له لا أمان لك ثم أتيا عبد الملك
فأخبراه قال وهرب الحارث حتى أتى بيت المقدس فكان بها مختفيا فبعث عبد الملك
في طلبه حتى أتي به فقتله انتهى

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 254 ولسان الميزان 2 / 151 ومعجم البلدان (الحولة).
(2) بياض بالأصل مقدار ثلاث كلمات.
427

قال ابن أبي خيثمة (1) نبأنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي نبأنا محمد بن
مبارك نبأنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان قال كان الحارث الكذاب من
أهل دمشق وكان مولى لأبي جلاس وكان له أب بالحولة فعرض له إبليس وكان
رجلا متعبدا زاهدا لو لبس جبة من ذهب لرؤيت عليه زاهدة (3) قال وكان إذا أخذ في
التحميد لم يسمع السامعون إلى كلام أحسن من كلامه قال فكتب إلى أبيه وهو
بالحولة يا أبتاه أعجل علي فإني قد رأيت أشياء أتخوف أن يكون الشيطان قد عرض
لي قال فزاده أبوه عناء فكتب إليه أبوه يا بني أقبل على ما أمرت به إن الله تعالى
يقول " تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم (4) " ولست بأفاك ولا أثيم فامض
لما أمرت به وكان يجئ إلى أهل المسجد رجلا رجلا فيذاكر لهم أمره ويأخذ عليهم
بالعهد والميثاق إذ هو رأى ما يرضى قبل وإلا كتم عليه قال وكان يريهم الأعاجيب
كان يأتي إلى رخامة في المسجد ينقرها بيده فتسبح قال وكان يطعمهم فاكهة الصيف
في الشتاء كان يقول لهم أخرجوا حتى أريكم الملائكة قال فيخرجهم إلى دير
المران (5) فيريهم رجالا على جبل (6) فتبعه بشر كثير وفشا الأمر في المسجد وكثر
أصحابه حتى وصل الأمر إلى القاسم بن مخيمرة قال فعرض على القاسم وأخذ عليه
العهد والميثاق إن هو رضي أمرا فقبله وإن كرهه كتم عليه فقال له القاسم كذبت يا
عدو الله ما أنت بنبي ولا لك عهد ولا ميثاق قال فقال له أبو إدريس بئس ما صنعت
إذ لم تلين حتى تأخذه الآن يفر قال وقام من مجلسه حتى دخل على عبد الملك
فأعلمه بأمر حارث فبعث عبد الملك في طلبه فلم يقدر فخرج عبد الملك فنزل
الصنبرة (7) قال فاتهم عامة عسكره بالحارث أن يكونوا يرون رأيه

(1) الخبر بطوله في معجم البلدان (الحولة) بسنده عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، ومختصر بن منظور
6 / 151 نقلا عن عبد الرحمن بن حسان.
(2) الحولة بالضم ثم السكون، اسم لناحيتين بالشام إحداهما من أعمال... والأخرى كورة بين بانيسا وصور
من أعمال دمشق.
(3) في معجم البلدان والوافي بالوفيات 11 / 254 زهادة.
(4) سورة الشعراء، الآية: 221 والزيادة عن القرآن الكريم.
(5) بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة (معجم البلدان).
(6) في معجم البلدان: خيل.
(7) موضع بالأردن مقابل لعقبة إفيق، بينه وبين طبرية ثلاثة أميال، ووردت محرقة في معجم البلدان هنا في
الخبر: " الصبيرة ".
428

وخرج الحارث حتى أتى بيت المقدس فاختفى فيها وكان أصحاب الحارث
يخرجون يلتمسون الرجال يدخلونهم عليه وكان رجل من أهل البصرة قد أتى بيت
المقدس فأتاه رجل من أصحاب الحارث فقال له ها هنا رجل متكلم فهل لك أن تسمع
من كلامه قال نعم قال الوليد وأهل البصرة يشتهون الكلام قال نعم فانطلق
معه حتى دخل على الحارث فأخذ في التحميد قال فسمع البصري كلاما حسنا ثم
أخبره بأمره وأنه نبي مبعوث مرسل فقال له إن كلامك حسن ولكن في هذا نظر
قال فانظر فخرج البصري ثم عاد إليه فرد عليه كلامه فقال له إن كلامك لحسن وقد
وقع في قلبي وقد آمنت بك هذا الدين المستقيم قال فأمر أن لا يحجب قال
فأقبل البصري يتردد إليه ويعرف مداخله ومخارجه وأين يهرب وأين يذهب حتى صار
من أخص الناس به ثم قال له ائذن لي قال إلى أين قال إلى البصرة أكون أول
داعية لك بها قال فأذن له فخرج مسرعا إلى عبد الملك وهو بالصنبرة فلما دنا من
سرادقة صاح النصيحة النصيحة فقال أهل العسكر وما نصيحتك قال نصيحة
لأمير المؤمنين حتى دنا من أمير المؤمنين فأمر عبد الملك أن يأذنوا له فدخل وعنده
أصحابه فصاح النصيحة فقال وما نصيحتك قال أخلني لا يكون عندك أحد
قال أخرج من في البيت وكان عبد الملك قد اتهم أهل عسكره أن يكون هواهم معه
ثم قال له أدنني فدنا منه وعبد الملك على السرير قال ما عندك قال الحارث
فلما ذكر الحارث طرح نفسه من السرير ثم قال أين هو فقال يا أمير المؤمنين إنه
ببيت المقدس وقد عرفت مداخله ومخارجه فقص عليه قصته وكيف صنع به فقال
أنت صاحبه وأنت أمير بيت المقدس وأمير ما ها هنا فمرني بما شئت قال يا أمير
المؤمنين ابعث معي قوما لا يفقهون الكلام فأمر أربعين رجلا من فرغانة فقال
انطلقوا مع (1) هذا فما أمركم به من شئ فأطيعوه قال وكتب إلى صاحب بيت
المقدس إن فلانا الأمير عليك حتى يخرج فأطعه فيما أمرك به قال فما قدم بيت
المقدس أعطاه الكتاب قال فمرني بم شئت قال أجمع لي إن قدرت كل شمعة ببيت
المقدس وادفع كل شمعة إلى رجل ورتبهم على أزقة بيت المقدس وزواياه بالشمع
فإذا قلت اسرجوا فأسرجوا جميعا قال فرتبهم في أزقة بيت المقدس وفي زواياها

(1) الزيادة عن معجم البلدان.
429

بالشمع وتقدم البصري وحده إلى منزل الحارث فأتى الباب فقال للحاجب استأذن لي
على نبي الله فقال في هذه الساعة ما يؤذن عليه حتى يصبح قال أعلمه أني إنما
رجعت شوقا إليه قبل أن أصل قال فدخل عليه فأعلمه كلامه وأمره قال ففتح له
الباب ثم صاح البصري أسرجوا فأسرجت الشمع حتى كانت بيت المقدس كأنها
النهار ثم قال من مر بكم فاضبطوه قال ودخل كما هو إلى الموضع الذي يعرفه فنظر
فإذا لا يجده فطلبه فلم بجده فقال أصحابه هيهات تريدون أن تقتلوا نبي الله قد رفع
إلى السماء قال فطلبه في شق قد كان هيأة سريا (1) قال فأدخل البصري يده في ذلك
الشق فإذا بثوبه فأخذ به فمزقه فأخرجه إلى خارج ثم قال للفرغانيين اضبطوا فربطوه
فبينما هم يسيرون به البريد إذ (2) قال " أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله (3) " الآية
فقال الفرغاني فقال أهل فرغانة أولئك العجم هذا كراننا فهات كرانك أنت فسار به
حتى أتى به عبد الملك
فلما سمع به أمر بخشبة فنصبت فصلبه وأمر بحربة وأمر رجلا فطعنه فأصاب
ضلعا من أضلاعه فكعب (4) الحربة فجعل الناس يصيحون الأنبياء لا يجوز فيهم
السلاح فلما رأى ذلك رجل من المسلمين تناول الحربة ثم مشى بها إليه ثم أقبل
يتحسس حتى وافى بين ضلعين فطعنه بها فأنفذها فقتله
قال الوليد بلغني أن خالد بن يزيد بن معاوية دخل على عبد الملك فقال لو
حضرتك ما أمرتك بقتله قال ولم قال إنما كان به المذهب (5) فلو جوعته ذهب
ذلك عنه
قال أنبأنا أبو بكر قال الوليد عن المنذر بن نافع قال سمعت خالد بن اللجلاج
يقول لغيلان ويحك يا غيلان ألم يأخذك في شك ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح
ثم صرت حارثيا تحجب امرأته وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت فصرت قدريا بذيئا
انتهى

(1) في معجم البلدان: سريا.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن معجم البلدان.
(3) سورة غافر، الآية: 28.
(4) معجم البلدان: " فكانت الحرية " وفي الوافي: " فكفت الحربة ".
(5) قال ياقوت: والمذهب: الوسوسة، ومنه المذهب وهو وسوسة الوضوء ونحوه. وفي اللسان: المذهب
اسم شيطان هو من ولد إبليس يتصور للقراء فيفتنهم عند الوضوء وغيره (اللسان: ذهب).
430

قال وأنبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا عبد الوهاب بن نجدة نبأنا عبد الوهاب بن
الضحاك نبأنا شيخ يكنى أبا الربيع وقد أدرك أناسا من القدماء قال لما أخذ الحارث
ببيت المقدس حمل على البريد وجعلت في عنقه جامعة من حديد فجمعت يداه إلى
عنقه فأشرف على عقبة ببيت المقدس فتلا هذه الآية " قل إن ضللت فإنما أضل على
نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب " (1) قال فتقلقلت الجامعة فسقطت من يده ورقبته إلى الأرض فوثب إليه الحرس الذين كانوا معه وأعادوها عليه
ثم ساروا به فلما أشرف على عقبة أخرى قرأ آية لا أحفظها فسقطت من رقبته ويده إلى
الأرض فأعادوها عليه فلما قدموا على عبد الملك حبسه وأمر رجالا كانوا معه في
السجن من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويخوفوه الله ويعلموه أن هذا من الشيطان
فأبى أن يقبل منهم فأتوا عبد الملك فأخبروه بأمره فأمر به وصلب وجاء رجل بحربة
فطعنه فانثنت الحربة فتكلم الناس فقالوا ما ينبغي لمثل هذا أن يقتل ثم أتاه حرسي
برمح دقيق فطعنه بين ضلعين من أضلاعه ثم هزه فأنفذه
قال وسمعت غير واحد ولا اثنين يقولون إن الذي طعن الحارث بالحربة
فانثنت قال له عبد الملك ذكرت الله تعالى حين طعنته قال نسيت أو قال لا قال
فاذكر اسم الله تعالى ثم اطعنه قال فطعنه فأنفذها انتهى
1133 الحارث بن سعد الحجوري
وحجور (2) قبيل من همدان له ذكر في حرب أبي الهيذام انتهى
قرأت بخط أبي الحسين الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل
بيته من المزيين فيما قيل من الأراجيز في تلك القضية قال وقال الحارث بن سعد
الحجوري شعرا
إذا قلت النوم فلا ممات * هيهات هيهات هيهات
لا مخلص منه ولا انفلات * اليوم حتى حضر الميقات * * قحطان أحيا لنا أموات * قد غمني منهم ولا التفات * "

(1) سورة سبأ، الآية: 50.
(2) وهم بنو حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن عريب بن حاشد بن جشم (قاله في ابن حزم ص 393).
431

1134 الحارث بن سليمان بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي "
له ذكر وأمه أم ولد
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله حينئذ ابنا (1) البنا وأبو الحسين بن الفرا
قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا أحمد بن سليمان
نبأنا الزبير بن بكار قال وولد سليمان بن عبد الملك الحارث وعمرو وعمر
وعبد الرحمن وواقدا لأمهات أولاد شتى
1135 الحارث بن سليمان العنسي
ولاه مروان بن محمد على غازية البحر له ذكر
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر نبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي أنبأنا
محمد بن عائذ نبأنا الوليد قال لما ولي مروان بن محمد ولى يعني غزو البحر تركه
ابن يزيد العاملي ولى من بعده معن بن سالم العاملي ثم ولى مكانه حذيفة بن سعيد
السلامي ثم ولى من بعد الحارث بن سليمان العنسي
1136 الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان
ابن مسعود بن سليمان (2)
ويقال الحارث بن عبيد الهجيمي (3) البصري
والد خالد بن الحارث وفد على سليمان بن عبد الملك
وحكى عن موسى شهوات البصري وخالد بن سعيد بن عمرو بن عثمان
وخالد بن سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص حكاية حكاها أبو
عبيدة معمر بن المثنى النحوي

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) في مختصر ابن منظور 6 / 154 " سكين ".
(3) هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلة لهم (الأنساب).
432

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو محمد بن عيسى بن المقتدر بالله أنبأنا
أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري نبأنا أبو القاسم الصايغ حدثني أنس بن خالد
حدثني قبيصة بن عمرو بن حفص المهلبي عن أبي عبيدة النحوي قال كنا نأتي رؤبة
بن العجاج فربما أعوزنا مطلبه فطلبته مظانة وكان للحارث بن سليم الهجيمي
وهو أبو خالد بن الحارث وكان رؤبة ربما أتاه فطلبته يوما فأتيت مجلس
الحارث بن سليم (1) فتحدث القوم وتحدث الحارث بن سليم قال شهدت مجلس
سليمان بن عبد الملك فأتى سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان فقال يا أمير
المؤمنين أتيتك مستعديا قال ومن يك قال موسى شهوات قال وما له قال
سمع بي واستطال في عرضي قال يا غلام علي موسى فأتي به فقال أسمعت به
واستطلت في عرضه قال ما فعلت يا أمير المؤمنين ولكني مدحت ابن عمه فغضب
هو قال وما ذلك قال يا أمير المؤمنين علقت جارية لم يبلغ ثمنها جدتي فأتيته
وهو صديقي فشكوت ذلك إليه فلم أصب عنده في ذلك شيئا فأتيت ابن عمه سعيد بن
خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فشكوت إليه ما شكوت إلى هذا قال تعود إلي
فتركته ثلاثا ثم أتيته فسهل من إذني فما استقر المجلس حتى قال يا غلام قل
لقيمي وديعتي ففتح بابا بين بابين فإذ انا بالجارية فقال لي هذه بغيتك قلت
نعم فداك أبي وأمي قال اجلس يا غلام قل لقيمي طيبة نفقتي فأتى بطيبة فنثرت
بين يديه فإذا فيها مئة دينار وليس فيها غيرها فردت في الطيبة ثم قال عتيدتي
التي فيها طيبي فأتي بها فقال ملحفة فراشي فأتي بها فضرب الطيبة وما في العتيدة
حواشي الملحفة وقال لي شأنك فهو لك واستعن بهذا عليه فقال سليمان فذلك حين
تقول ماذا فقال
يا خالد أعني سعيد بن خالد * أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد
ولكنني أعني ابن عائشة الذي * أبو أبويه خالد بن أسيد
عقيد الندى ما عاش يرضى به * الندى وإن مات لم يرض الندى بعقيد
دعوه دعوه إنكم قد رقدتم * وما هو عن أحسابكم برقود *

(1) بالأصل " سليمان " وهو صاحب الترجمة.
(2) العتيدة: وعاء الطيب ونحوه (اللسان: عتد).
433

قال فقال يا غلام علي بسعيد بن خالد فأتي به فقال يا سعيد أحق ما
وصفك به موسى قال وما هو يا أمير المؤمنين فأعاد عليه فقال قد كان ذلك يا أمير
المؤمنين فقال قوله
أبا خالد أعني سعيد بن خالد * أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد
ولكنني أعني ابن عائشة الذي * أبو أبويه خالد بن أسيد
عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى * وإن مات لم يرضى الندى بعقيد
دعوه دعوه إنكم قد رقدتكم * وما هو عن أحسابكم برقود *
فقال قد كان ذلك يا أمير المؤمنين قال فما طوقك ذلك قال الكلف قال فما
حملتك الكلف قال دين والله يا أمير المؤمنين ثلاثون ألف دينارا قال قد أمرت لك
بمثلها وبمثلها وبمثلها وثلاث مثلها فلقيت سعيد بن خالد بعد حين فأخذت بعنان
دابته فقلت بأبي وأمي ما فعل المال الذي أمر لك به سليمان أمير المؤمنين قال ما
علمك به قال أنا والله حاضر للمجلس يومئذ قال والله ما أصبحت أملك مئة دينارا
ولا درهما قال فما اغتاله قال خلة من صديق أو فاقة من ذي رحم
أنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي بكر الخطيب أنبأنا عبد الله بن يحيى بن
عبد الجبار أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي أنبأنا جعفر بن محمد الأزهر أنبأنا
المفضل بن غسان قال أخبرني عن خالد بن الحارث قال كان أبي يقول إن الرجل
ليثني لي عنان دابته فأشكرها له فلما هزم ابن المهلب أيام هلال بن أحوز بلغ أبي
ذلك فأرسل إلي وليهم بأربعة آلاف درهم كانت عنده لكل رجل منهم بمائة درهم
وكانوا أربعين فقال تبلغوا بها إلى البصرة وهو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد
وشهد سليم بن عبيد الهجيمي الجمل مع عائشة قال وكان أبوه الحارث بن سليم من
أشراف قومه ووجوههم وفيه يقول رؤبة بن الحجاج شعرا
وأنت يا حارث نعم الحارث
إلى آخر البيت أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو الفضل
الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان نبأنا
أبي قال قال كان خالد لا يأتي بامرأة مبتلاة في ناحية يتعاهدها بالمشي لتقول له يا أبا
434

عثمان ما أدري أجئت لك أو جئت لي قال وكان تفخمه وتبعث إليه بالصدقة أو
بالشئ فيقتسمه على مايتين من الفقراء قد عودهم ذلك أو نحو من هذا
قال وكان أبوه الحارث بن سليم من أشراف قومه ووجوههم وفيه يقول رؤبة بن
الحجاج
وأنت يا حارث نعم الحارث
إلى آخره
قال وأنبأنا أبو الفضل قال وأخبرني أبي عن خالد بن الحارث قال كان أبي
يقول إن الرجل ليثني لي عنان دابته فأشكرها له ولما هزم بنو المهلب أيام هلال بن
أحوز بلغ أبي ذاك فأرسل إلى وليهم بأربعة آلاف درهم وكانت عنده لكل رجل منهم مائة
درهم وكانوا أربعين فبلغوا بها البصرة وهو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد وشهد
سليم عبيد الهجيمي (1) الجمل مع عائشة رضي الله تعالى عنها
1137 الحارث بن العباس بن الوليد
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف شهد مع أبيه حصر الوليد بن يزيد له ذكر انتهى
1138 الحارث بن عباس
حكى عن أبي مسهر
حكى عنه العباس بن الوليد
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر بن سلمة
أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال وأنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم (2) نبأنا العباس (3) بن الوليد مزيد عن الحارث بن العباس
قال قلت لأبي مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال لا أعلمه
إلا شاب في ناحية المشرق يعني أحمد بن حنبل

(1) بالأصل " الجهني " تحريف، والصواب ما أثبت، مر التعليق عليها قريبا.
(2) الجرح والتعديل 1 / 1 / 68 في ترجمة أحمد بن حنبل.
(3) بالأصل: " أبو العباس بن الوليد بن مرثد " والمثبت عن الجرح والتعديل.
435

وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأ أبو المنجا حيدرة بن علي الأنطاكي المالكي
بدمشق أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري أنبأنا
القاضي يوسف بن القاسم أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم نبأنا العباس فذكرها
1139 الحارث بن عبد الله
ابن حنظلة الغسيل بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان
ابن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك الأنصاري
قدم على يزيد بن معاوية مع أبيه انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نبأنا عمر بن أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن
خياط (1) نبأنا وهب بن جرير نبأنا جويرية بن أسماء قال سمعت أشياخا من أهل
المدينة يحدثون أن ممن وفد إلى يزيد بن معاوية عبد الله بن حنظلة مع ثمانية بنين له
فأعطاه مائة ألف وأعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم
فلما قدم عبد الله بن حنظلة المدينة أتاه الناس فقالوا ما وراءك قال أتيتكم من عند
رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته (3) بهم فذكر الحديث وقال فيه فانهزم
الناس يعني يوم الحرة وعبد الله بن حنظلة متساند إلى بعض بنيه يغط نوما فنبهه ابنه
فلما فتح عينيه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فقاتل (4) حتى قتل فلم يزل يقدمهم واحدا بعد
واحد حتى أتى على آخرهم ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل وقال خليفة في تسمية
من قتل يوم الحرة (5) من الأوس بن حارثة ثم من بني عمرو بن عوف عبد الله بن
حنظلة وسبعة بنين له منهم عبد الرحمن والحارث والحكم وعاصم انتهى

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 237 حوادث سنة 63.
(2) بالأصل " ألف ".
(3) بالأصل " لجهدته " والمثبت عن خليفة ص 238.
(4) تاريخ خليفة: فتقدم.
(5) تاريخ خليفة ص 245.
436

1140 الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ذي الرمحين
واسمه عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وكان اسم عبد الله بجيرا فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عبد الله المخزومي القرشي
المعروف بالقباع المكي (1)
روى عن عائشة وأم سلمة ومعاوية بن أبي سفيان قوله
روى عنه الزهري وعبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء بن حباب وأبو
قزعة سويد بن حجير الباهلي وعبد الرحمن بن سابط وعبد الله بن أبي أمية
وولي البصرة لابن الزبير ثم وفد على عبد الملك بن مروان
أخبرني أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر
المقرئ أنبأ المفضل بن إبراهيم نبأنا محمد بن يوسف نبأنا قرة قال ذكر ابن جريج
قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء بن حباب يحدثان عن
الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال قال عبد الله بن عبيد وفد الحارث بن عبد الله
على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك ما أظن ابن الزبير سمع من
عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها قال الحارث أنا سمعته منها قال سمعتها تقول
ماذا قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن قومك استقصروا
من شأن (2) البيت ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه فإن بدا لقومك
أن يبنوه وتعالي لأريك ما تركوا منه ح فأراها قريبا من سبعة أذرع وزاد الوليد بن عطاء
في ذلك ذكر الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت
قال النبي عليه الصلاة والسلام
وجعل لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا
وهل تدرين لما كان قومك رفعوا بابها قالت فقلت لا قال تعززا لئلا يدخلها إلا من
أرادوه كان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه حتى يرتقي حتى إذا كاد يدخل

(1) ترجمته في أسد الغابة 1 / 402 والإصابة ترجمته 2043 والوافي بالوفيات 11 / 254 وسير أعلام النبلاء
4 / 181 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
والزيادة في اسمه عن مصادر ترجمته.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك فوق السطر.
437

دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أنت سمعتها تقول هذا فقال نعم قال
فنكت بعصاه ساعة ثم قال وددت أني تركته وما تحمل انتهى
وقد روي أن الحارث حدث عبد الملك بهذا الحديث في المسجد الحرام
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي نبأنا عبد الله بن بكر السهمي نبأنا
حاتم بن أبي صغيرة عن أبي قزعة أن عبد الملك بينما هو يطوف بالبيت إذ قال قاتل
الله ابن الزبير حيث يقول يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها وهي تقول إن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقبت البيت ح
قال عبد الله قال أبي قال الأنصاري لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر فإن قومك قصروا
عن البناء فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا
سمعت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحدث هذا فقال لو كنت سمعت هذا قبل أن
أهدمه لتركته على بناء ابن الزبير انتهى [2861]
قال وحدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس
القشيري حدثني أبو قزعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال قاتل
الله ابن الزبير كيف يكذب على أم المؤمنين ويزعم أنه سمعها وهي تقول إن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من
الحجر إن قومك قصروا في البناء قال فقال له الحارث بن عبد الله لا تقل هذا يا أمير
المؤمنين فأنا سمعت عائشة تقول هذا قال أنت سمعته قال أنا سمعته قال لو
سمعت هذا قبل أن أنقصه لتركته على ما بنى ابن الزبير انتهى [2862]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأنبأنا أبو بكر المغربي أنبأنا أبو بكر الجوزقي
أنبأنا أبو العباس المعقلي نبأنا العباس بن محمد الدوري نبأنا منصور بن سفيان نبأنا
عبيد الله بن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي زيد عبد الملك العامري عن
يوسف بن ماهك رجل من أهل مكة حدثني عبد الله بن صفوان قال حدثتنا أم

(1) مسند الإمام أحمد 6 / 253.
(2) مسند الإمام أحمد 6 / 262.
438

المؤمنين عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيعود بهذا البيت يعني الكعبة قوم (1)
ليس لهم منعة ولا عدد ولا عدة فيبعث إليه جيشا حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف
بهم قال يوسف وأهل الشام يومئذ يتجهزون إلى مكة فقال عبد الله بن صفوان أما
والله ما هو بهذا الجيش [2863]
قال أبو زيد حدثني عبد الرحمن بن سابط عن الحارث بن أبي ربيعة عن أم
المؤمنين مثل حديث يوسف غير أنه لم يذكر الجيش الذين ذكرهم عبد الله بن صفوان
انتهى أم المؤمنين هذه هي أم سلمة ويدل على ذلك ما أخبرنا أبو الحسن علي بن
محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور بن محمد بن الحسن أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري نبأنا قتيبة نبأنا
جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن القبطية قال دخل الحارث بن ربيعة
وعبد الله بن صفوان وأنا معهم عن أم سلمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي
يخسف به وذلك في أيام ابن الزبير
أخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي وأبو القاسم بن
السمرقندي قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني (2) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة نبأنا أبو
القاسم البغوي نبأنا علي بن الجعد أنبأنا زبير بن معاوية نبأنا عبد العزيز بن رفيع
عن عبيد الله بن لا قبطية قال دخلت أنا والحارث بن أبي ربيعة ورجل آخر إلى أم سلمة
فقال لها الحارث يا أم المؤمنين حدثينا بحديث الجيش الذي يخسف به قالت قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض
خسف بهم فقلت كيف بمن كان كارها أو مكرها قال يبعث على ما كان في نفسه قال عبد العزيز فقلت لأبي جعفر إنها قالت ببيداء من الأرض قال والله إنها
لبيداء المدينة انتهى [2864]
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أنبأنا أبو سعيد بن حمدون
أنبأنا أحمد السري نبأنا يحيى نبأ الذهلي نبأنا يعقوب بن إبراهيم بن سعيد نبأنا
علي عن صالح حدثني ابن شهاب أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ذكر أن معاوية

(1) بالأصل " قوما ".
و 2) بالأصل: " الصيرفيني " خطأ والصواب ما أثبت، نسبة إلى صريفين.
439

قضى أنه أيما رجل وهب امرأته لأهلها وجعل أمرها بيدها أو يد وليها فطلقت ثلاث
تطليقات فقد برئت منه قال ابن شهاب وأخبرنا رجاء بن حياة أن عبد الملك قضى
بذلك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري وأبو سعيد محمد بن
علي الرستمي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا
يعقوب نبأنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل في الرجل يهب امرأته لأهلها أو
يجعل أمرها بيدها أو بيد وليها قال أخبرني ابن شهاب عن الحارث بن عبد الله بن
أبي (1) ربيعة أن معاوية قضى أيما رجل فعل ذلك فطلقت نفسها ثلاث تطليقات فقد
برئت منه انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا
أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان أنبأنا الزبير بن بكار قال
والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة الذي يقال له القباع استعمله ابن الزبير على البصرة
فمر بالسوق فرأى مكيلا فقال إن مكيالكم هذا لقباع فسماه أهل البصرة القباع (3)
وأم الحارث بن عبد الله (4) بنت أبرهة حبشية
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمر بن مندة أنبأنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنبأنا أبو الحسين الهناني أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا أبن سعد
قال في الطبقة الأولى ممن روى عن عمر من أهل مكة الحارث بن عبد الله بن أبي
ربيعة المخزومي انتهى
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا نبأنا عمر قراءة نبأنا أبو طالب
يوسف قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنبأنا
أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمد بن سعد قال في الطبقة الأولى
من أهل مكة ممن روى عن عمر بن الخطاب وغيره الحاراث بن عبد الله بن أبي

(1) بالأصل " عن ربيعة " بدل " بن أبي ربيعة " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر هذا السند.
(3) انظر تهذيب التهذيب 1 / 410.
(4) بالأصل " عبيد الله ".
(5) طبقات ابن سعد 5 / 464.
440

ربيعة بن المغيرة المخزومي وأمه أم ولد وكان قليل الحديث
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو النضر بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو
أحمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن (1) الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن
عبدان أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (2) قال لي عمرو
أنبأنا أبو عاصم نبأنا ابن جريج قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن
عطاء بن حباب (3) يحدثان عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أنه وفد على
عبد الملك قال سمعت عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم في بناء البيت
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو طاهر
أحمد بن الحسن الباقلانيان قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن
الصواف أنبأنا أبو جعفر عن أبي عثمان نبأنا هاشم بن محمد بن الهيثم بن عدي
قال قال من الأشراف من أبناء النصرانيات الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن
المغيرة المخزومي
أخبرنا أبو بكر المزرفي (4) نبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد نبأنا داود بن علي بن عمرو الضبي نبأنا شريك عن جابر
عن عامر قال ماتت أم الحارث وهي نصرانية فشهدها ناس من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (5) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان أنبأنا الزبير بن بكار حدثني
يحيى بن محمد حدثني المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن
أبي ربيعة قال سبى عبد الله بن أبي ربيعة (6) الحبشية وكانت نصرانية وسبى معها
ستمئة من الحبش وهو عامل على اليمن لعثمان بن عفان فقالت لي إليك ثلاث حوائج

(1) بالأصل " الحسين " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 268.
(3) في البخاري: خباب.
(4) بالأصل " المرزقي " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(5) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 158.
441

قال وما هي قالت تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك قال ذلك لك فأعتق لها
ستمائة من الحبش فقالت ولا تمسني حتى تصير إلى بلدك ودارك ففعل وقالت
ولا تحملني على أن أغير ديني قال وذلك لك فقدم بها فولدت الحاراث بن
عبد الله بن أبي ربيعة فلما ماتت حضر القرشيون وغيرهم من الناس لشهودها فقال
أدى الله الحق عنكم إن لها أهل ملة أولى بها منكم فانصرفوا عنها انتهى
قال ونبأنا الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله لم يكن الحارث بن عبد
الله (1) بن أبي ربيعة يدري أن أمه على النصرانية حتى ماتت وحضر لها الناس
فخرجت إليه مولاة له فسارته وقالت أعلم أنا وجدنا الصليب في رقبة أمك حين
جردناها لغسلها فقال للناس انصرفوا أدى الله تعالى الحق عنكم فإن لها أهل ملة هم
أولى بها منكم فانصرف الناس وكبر الحارث بما فعل من ذلك عند الناس (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن
أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أنبأنا محمد بن
إسماعيل البخاري أنبأنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان أنبأنا حماد عن الشعبي أن
الحارث بن أبي ربيعة ماتت أمه نصرانية فشيعها أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) زاد عبدان عن ابن
المبارك قال قال سفيان خرج عليهم فقال إن لها أهل دين من غيركم فقال معاوية
لقد ساد هكذا انتهى هذا معناه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
إجازة أنبأنا سليمان بن إسحاق الحلاب نبأنا حارث بن أبي أسامة نبأنا محمد بن
سعد (3) أنبأنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة قال طاف
عبد الملك بن مروان للقدوم فلما صلى ركعتين قال له الحارث بن عبد الله بن أبي
ربيعة عد إلى الركن الأسود قبل أن تخرج إلى الصفا فالتفت عبد الملك إلى قبيصة
فقال قبيصة لم أر أحدا من أهل العلم يعود إليه فقال عبد الملك طفت مع أبي فلم
أره عاد إليه ثم قال عبد الملك يا حار تعلم مني كما تعلمت منك حيث أردت أن

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر بن منظور 6 / 158.
(2) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 319 باختلاف.
(3) طبقات ابن سعد 5 / 230 في ترجمة عبد الملك بن مروان.
(4) الزيادة عن ابن سعد.
442

التزم البيت فأبيت علي قال افعل يا أمير المؤمنين ما هو بأول علم استفدت من
علمك
قال وأنبأنا محمد بن سعد (1) أنبأنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن موسى
عن عكرمة بن خالد عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال طفت مع
عبد الملك بن مروان بالبيت فلما كان الشوط السابع دنا من البيت يتعوذ فجذبته (2)
فقال مالك يا حار قلت يا أمير المؤمنين أتدري أول فعل هذا عجوز من عجائز
قومك قال فمضى عبد الملك ولم يتعوذ انتهى
أخبرنا أبا البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني أنبأنا محمد بن
يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس أنبأنا أبو بشر
الدولابي نبأنا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين في تسمية التابعين من
أهل مكة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد الله بن
عبد الرحمن السكري حدثنا زكريا نبأنا الأصمعي قال ثم ولى عبد الله بن الزبير
عمر بن عبيد الله بن معمر على البصرة ثم عزله وولى القباع لأنه وضع لهم مكيالا
يسمى القباع ثم عزله وولى مصعب بن الزبير
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال (3)
تراضى الناس بعبد الله بن الحارث ويلقب به حين وقعت الفتنة فأقره ابن الزبير يعني
على البصرة أشهرا (4) ثم عزله وكتب إلى أنس بن مالك فصلى بالناس أربعين يوما
ثم كتب إلى عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي بولايته فأتاه الكتاب وهو بحفر أبي
موسى يريد العمرة فكتب إلى أخيه عبيد الله بن عبيد الله فصلى بالناس ثم ولى ابن

(1) طبقات ابن سعد 5 / 230 في ترجمة عبد الملك بن مروان.
(2) ابن سعد: فجذبته.
(3) انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 258 - 259.
(3) انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 258 - 259.
(4) انظر تاريخ خليفة، باختلاف.
443

الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ويلقب القباع ثم عزله ثم جمع
العراق لأخيه مصعب انتهى
قال خليفة وأقام بها فأقام بها يعني بالكوفة نحو سنتين ثم انحدر إلى البصرة
واستخلف القباع الحارث بن عبد الله المخزومي ثم رجع مصعب فلم يزل بها حتى
قتل انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو محمد بن
الحسن بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص الأهوازي نبأنا
خليفة بن خياط قال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أمه النصرانية انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو الحسين بن الفارسي أنبأنا أبو سليمان
الخطابي أخبرني أبو الفارسي يعني محمد بن عبد الله أخبرني محمد بن خالد
نبأنا عمر بن شيبة حدثني عبد الله بن محمد الطائي نبأنا خالد بن سعيد قال استعمل
ابن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة فأتوه بمكيال لهم
فقال لهم إن مكيالكم هذا لقباع وهو ذو النضر فسمي قباعا أبو الأسود الدؤلي
فيه
أمير المؤمنين جزيت (1) خيرا * أرحنا من قباع بني المغيرة *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم الفقيه نبأنا محمد بن سعد
قال (2) في الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين الحارث بن عبد الله بن أبي
ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم ولد استعمل عبد الله بن
الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة على البصرة وكان رجلا سهاكا (3) فمر
كيال بالبصرة فقال إن هذا لقباع صالح فلقبوه القباع وكان خطيبا عفيفا وكان
فيه سواد لأن أمه كانت حبشية نصرانية فماتت فشهدها الحارث بن عبد الله بني أبي

(1) في ابن سعد 5 / 29: أبا بكير.
(2) ابن سعد 5 / 29 والزيادات التالية عنه.
(3) السهاك كشداد الرجل البليغ يمر في الكلام مر الريح (القاموس).
444

ربيعة وشهدها معه الناس فكانوا ناحية وجاء أهل دينها فولوها دينها وشهدها منهم جماعة
كثيرة وكانوا على حدة وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي لعبد الله بن الزبير
أمير المؤمنين جزيت (1) خيرا * أرحنا من قباع بني المغيرة *
حمدناه ولمناه فأعيا * علينا ما يمر لنا مريرة
سوى أن الفتى نكح أكول * وسهاك مخاطبه كثيرة
كأنا حين جئناه أطفنا * بضبعان تورط في حظيرة *
قال فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة وكانت ولايته عليها سنة واستعمل
مكانه مصعب بن الزبير فقدم البصرة ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن الحسن أنبأنا أبو المعالي
ثابت بن بندار بن إبراهيم أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد (2) أنبأنا أبو أمية الأحوص بن
المفضل بن غسان (3) الغلابي نبأنا أبي (4) أنبأنا يزيد بن هارون عن أشعب بن
سوار قال تزوج عبد الله بن أبي ربيعة نصرانية
قال أبي فحدثني مصعب بن عبد الله (5) قال تزوج عبد الله بن أبي ربيعة
المخزومي ابنه أبرهة الحبشي في الجاهلية وهي نصرانية وماتت على النصرانية قال
وكان يظن بها أنها أسلمت فلما ماتت وهي أم الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة فلما
أرادوا أن يغسلوها وقد اجتمع إلى ابنها رجال قريش ليحضروها فوجدوا في عنقها صليبا
فخرج ابنها الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى الناس وهم مجتمعون فقال إن لها
أهل دين أولى بها منكم وقد كان عبد الله بن أبي ربيعة أقاد المال من مثلها وفيها يقول
أبو ذؤيب
صخب الشوارب لا يزال كأنه * عبد لآل أبي ربيعة مسبع (6)

(1) في ابن سعد 5 / 29: أبا بكير.
(2) بياض بالأصل، مقدار كلمة.
(3) بالأصل " أنبأنا " ولعل الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
(4) زيادة عن الأنساب (الغلابي) وفيه أن المفضل يروي عن يزيد بن هارون.
(5) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 318 - 319.
(6) البى في شرح أشعاب الذلييين 1 / 21 وبالأصل " سحت... مشنع " والمثبت: " صخب مسبع " عن شرح
أشعار الهذليين.
445

أي مرسل وكان عبد الله بن أبي ربيعة استعمله أبو بكر الصديق رضي الله تعالى
عنه على اليمن ومات في خلافة عثمان وقد حدث الحارث بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
ولا أدري سماع أو غير سماع وقد ولي البصرة لابن الزبير وسمي به القباع لمكيالهم
قال كأنه قباع (1) وفيه يقول الشاعر
أحارث داري مرتين هلم منها * وكنت ابن أخت لا تحار غوائله
وأنت أمير في بطحاء مكة لم تزل * بها منكم معطي الجزيل وفاعله *
وإنما تخوله بأسماء بنت سلامة بن مخربة بن أبير بن نهشل
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش المقرئ عنه أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي أنبأنا أبو
محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري البغدادي أخبرني أبو الحسن أحمد بن
محمد الأسدي نبأنا الرياشي يعني عباس (2) بن الفرج قال تزوج رجل من الموالي
امرأة من العرب ففرق بينهما الحارث بن عبد اللبن أبي ربيعة وهدم من داره فأتى ابن
الزبير فقل له
هذا مقام ومطرد هدمت مساكنه ودوره
رقا (3) عليه عداته ظلما فعاقبه أميره
في أن شربت بحم ما كان حلالي غديره *
فكتب إليه أن يردها إليه انتهى
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب من الإسكندرية
أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن
عبد الله الذهلي القاضي أخبرني محمد بن الحسن يعني ابن دريد أنبأنا أبو حاتم
عن أبي عبيدة عن يونس قال كان الحارث بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة أيام
ابن الزبير فخاصم إليه رجل من بني تميم يقال له مرة بن محكان رجلا فقال *

(1) القباع يعني الضخم (الوافي بالوفيات 11 / 255).
(2) بالأصل " عياش " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 372.
(3) كذا، وفي تهذيب ابن عساكر: وشي.
446

أحار تفهم في القضاء فإنه * إذا ما الأمام جار في الحكم اقتدا
إنك موقوف على الحكم فاحتفظ * ومهما تصير اليوم تدرك به غدا
وأني مما أدرك الأمر مما لأنا * فأقطع في رأس الأمير المهندا *
ولما ولي مصعب دعاه فاستنشده الأبيات فأنشده
أحار تفهم في القضاء فإنه * إذا ما الإمام جاز في الحكم اقتدا
فإنك موقوف على الحكم فاحتفظ * ومهما تصير اليوم تدرك به غدا *
* وأني مما أدرك الأمر مما لأنا * واقطع في رأس الأمير المهندا *
فقال والله لأقطعن في رأسك قبل أن تقطع في رأسي فأمر به فحبس ثم دس إليه
من قتله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا الجنيد نبأنا
سفيان قال سمعت أبي يقول أول من وضع وزن سبعة الحارث بن أبي ربيعة انتهى
يعني العشرة عداد سبعة وزنا انتهى
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن
المسلمة قال أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير بن
بكار قال حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال جلد الحارث بن عبد الله بن أبي
ربيعة مرة بن محكان السعدي في بعض أحداثه وكان يقطع الطريق فقال مرة
عمدت فعاقبت أمرا كان ظالما * فألهب في ظهري القباع وأوقدا
سياطا كأذناب الكلاب وشرطة * مقاليس راعوا مسلما متهودا *
1141 الحارث بن عبيد الله الأنصاري (2)
من أهل دمشق
روى عن أم الدرداء ورأى واثلة بن الأسقع مخضوب اللحية بالحناء

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 413 وزيد فيه: ويقال: الأزدي الشامي.
447

روى عنه الوليد بن مسلم وصدقة بن عبد الله السمين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا
عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن
عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) قال لنا زكريا (2) نبأنا
الحكيم (3) بن المبارك سمع الوليد بن مسلم نبأنا الحارث بن عبيد الله قال رأيت أم
الدرداء تعود رجلا من أهل المسجد من الأنصار
قال البخاري الحارث بن عبيد الله (4) الأنصاري يعد في الشاميين انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا يوسف بن
رباح أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نبأنا محمد بن أحمد الدولابي حدثنا
معاوية بن صالح قال في تسمية تابعي أهل الشام الحارث بن عبيد الله (5) بن أبي ربيعة
الأزدي انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
نبأنا جعفر بن محمد بن جعفر نبأنا أبو (6) زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب
واثلة وغيره الحارث بن عبيد الله الأنصاري
1142 الحرث بن عبد الرحمن بن الغاز بن الجرشي (7)
ويقال ابن عبد الرحمن بن عمرو (8) بن ربيعة وفد على المنصور واستعطفه

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 275.
(2) بالأصل " أبو زكريا " والمثبت عن البخاري.
(2) البخاري " أبو زكريا " والمثبت عن البخاري.
(3) البخاري: الحكم.
(4) عن البخاري وبالأصل " عبد الله ".
(5) بالأصل " عبد الله " والصواب ما أثبت، والخبر في تهذيب التهذيب -
(6) زيادة لازم انظر تهذيب التهذيب 1 / 413.
(7) بالأصل " الحرشي " بالحاء المهملة، قود صححت بالجيم في كل مواضع الترجمة عن الأنساب (الجرشي).
وضبطت عنها بضم الجيم وفتح الراء، وهذه النسبة إلى جرش بطن من حمير، وقيل اسم موضع باليمن
نزلته هذه القبيلة.
ترجم له في معجم البلدان باسم: الحارث بن عبد الرحمن بن عوف بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن
زهير بن حماطة.
(8) بالأصل: وربيعة.
448

لأهل الشام بالغوطة وهو من وجوههم وفصحائهم وكان الحارث من سود قبل
وصول مروان إلى مصر
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف أنبأنا أبو
عبيد الله محمد بن صالح أنبأنا محمد بن عائذ نبأنا عبد الأعلى بن مسهر أن
الحارث بن عبد الرحمن الجرشي سود ومروان لمغنانا (1) فإنهم كتبوا إليه بولايته
دمشق فكان بداريا يأتيه ابن سراقة والأشراف يسلمون عليه قال وأقبل عبد الله بن علي
حتى نزل دمشق
قال وأخبرني محمود بن محمد بن الفرحان الرافعي نبأنا الهيثم بن عدي
عن ابن عياش قال قدم علي أبي جعفر المنصور بعد انهزام عبد الله بن علي وفد من
أهل الشام فيهم الحارث بن عبد الرحمن بن ربيعة الجرشي فقام عدة منهم فتكلموا ثم
قام الحارث بن عبد الرحمن فتكلم فقال يا أمير المؤمنين إنا لسنا وفد مباهاة ولكنا وفد
توبة ابتلينا بفتنة استفزت كريمنا واستخفت حليمنا فنحن بما قدمنا معترفون بما سلف
منا معتذرون فإن تعاقبنا فبما أجرمنا وإن تعف وتحسن فطالما أحسنت إلى من أساء
فقال المنصور خطيبكم الجرشي وأمر برد ضياعه إليه في الغوطة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن
محمد بن غالب قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن بن
محمد بن عيسى بن زكريا بن يحيى نبأنا الأصمعي عمن أخبره أن أبا جعفر المنصور
حين عفا عن أهل الشام قال له رجل يا أمير المؤمنين الانتقام عدل والتجاوز فضل
والمتفضل قد جاوز حد المنصف فنحن نعيذ أمير المؤمنين بالله تعالى من أن يرضى
لنفسه بأوكس النصيبين وأن لا يرتفع إلى أعلى الروضتين انتهى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن جعفر الفرغاني
أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال (2) ذكر علي بن محمد المدائني أنه قدم على أبي

(1) كذا رسمها بالأصل، ونميل إلى قراءتها " بصحانايا " وهي إحدى قرى الغوطة، (غوطة دمشق: كرد علي
ص 89).
(2) تاريخ الطبري 8 / 84.
449

جعفر المنصور بعد انهزام عبد الله بن علي وظفر المنصور به وحبسه إياه ببغداد وقد
أهل الشام فيهم الحارث بن عبد الرحمن فتكلموا ثم قام الحارث فقال أصلح الله تعالى
أمير المؤمنين إنا لسنا وفد مباهاة ولكنا وفد توبة وقد ابتلينا بفتنة استفزت كريمنا
واستخفت حليمنا فنحن بما قدمنا معترفون وبما سلف منا معتذرون فإن تعاقبنا فبما
اجترمنا (1) وإن تعف عنا فبفضلك علينا فاصفح عنا إذ ملكت وامنن إذ قدرت
وأحسن إذ (2) ظفرت فطال ما أحسنت قال أبو جعفر قد فعلت قد فعلت قد فعلت
ثلاثا (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثني يعقوب قال وغزا (4) الصائفة
يعني سنة خمس وثلاثين ومائة الحارث بن عبد الرحمن الجرشي انتهى
وذكر الواقدي أن المهدي استعمل ثمامة بن الوليد القيسي على الصائفة سنة
إحدى وستين يعني ومائة فظفرت الروم فيها من المسلمين بما لم تظفر بمثله قبلها ولا
بعدها (5) فقال رجل من سلخ يكنى أبا الخرقاء في ثمامة
أثمام يلم تسمع صريخ جماعة * صرخوا بدعوة مجرح ملهوف
ينحال أسرهم وأنت بمسمع * منهم بدابق (6) في ألوف ألوف
حيران تضرب صدريك مهانة * وحماقة كالضارط المنزوف
فدع المعالي لست (7) من أخلاسها * للحارث الجرشي أو معيوف *

(1) الطبري: أجرمنا.
(2) بالأصل " إذا " في الموضعين والمثبت عن الطبري.
(3) كذا كررت ثلاثا بالأصل، وفي الطبري: " قد فعلت ".
(4) رسمها بالأصل " وعن " والصواب ما أثبت، انظر المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 116 وفيه " الحرشي "
بدل " الجرشي ".
(5) انظر الطبري 8 / 136 وابن الأثير 6 / 55 حوادث سنة 161.
(6) وكان ثمامة بن الوليد قد نزل دابق بعسكره.
(7) وكان ثمامة مغترا وقد نزل دابق، وجاشت الروم، وقد أتت طلائعه وعيونه تخبره بحركة الروم وتجمعاتهم.
فلم يحفل بما جاءوا به وخرج إلى الروم بسرعان الناس، فأصيب من الناس عدة، وتحرك ميخائيل في عمق
مرعش فقتل وسبي وغنم (انظر الطبري وابن الأثير).
450

1143 الحارث بن عبدة ويقال عبيدة بن رباح الغساني
حدث عن أبيه
روى عنه عمرو بن بكر السكسكي انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا سليمان الطبراني نبأنا
محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني والحسين بن إسحاق قالا أنبأنا إبراهيم بن محمد
المقدسي نبأنا بكر بن عمرو السكسكي نبأنا الحارث بن عبدة حينئذ
وأنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حينئذ وأنبأنا أبو الفتح الحداد أنبأنا
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله قالا أنبأنا أبو القاسم الطبراني نبأنا محمد بن
عبيد بن آدم نبأنا إبراهيم بن محمد المقدسي حينئذ وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن
عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا أبو بكر
الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان نبأنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي
المقدسي نبأنا عمرو بن بكر زاد الطبراني السكسكي نبأنا الحارث بن عبيدة بن
رباح الغساني عن أبيه عبيدة وقال الطبراني عبدة بن رباح عن منيب بن عبد الله
زاد الطبراني الأزدي عن أبيه عبد الله بن منيب قال تلا رسول لله (صلى الله عليه وسلم) علينا زاد
الإسماعيلي هذه الآية وقالا " كل يوم هو في شأن " قلنا وفي حديث الطبراني
فقلنا يا رسول الله ما ذاك وقال بريدة وما ذاك الشأن قال أن يغفر ذنبا ويفرج
كربا ويرفع أقواما ويضع آخرين [2865] ح انتهى ورواه محمد بن الحسن بن قتيبة عن إبراهيم بن محمد الفريابي وقال
الحارث بن عبدة بن رباح
أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا أبو الفتح نصر الله بن إبراهيم
أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن طلحة الأصبهاني ببيت المقدس أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي المذكر الشاهد بمصر أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن شعيب القاضي نبأنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة نبأنا

(1) بالأصل: " زيدة " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) سورة الرحمن: الآية: 29.
451

إبراهيم بن محمد المقدسي نبأنا بكر (1) بن عمر حدثنا (2) الحارث بن عبدة (3) بن
رباح الغساني عن أبيه عن منيب عن (4) عبد الله بن منيب قال تلا علينا
رسول الله هذه الأياة " كل يوم هو في شأن " فقلنا يا رسول الله وما ذلك الشأن
قال يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين انتهى [2866]
وهكذا رواه أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري عن محمد بن إبراهيم بن
يوسف الفريابي وقال ابن عبدة وهو الصواب
وكذلك رواه أبو الحسن بن جوصا عن شيخ له عن عمرو أنبأنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم بن الفرات أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا عبد الوهاب
الكلابي نبأنا أبو الحسن بن جوصا نبأنا هاشم بن محمد بن يعلى نبأنا عمرو بن
بكر حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني عن أبيه عن منيب بن عبد الله بن منيب
الأزدي عن أبيه قالا تلا علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الآية " كل يوم هو في شأن
فقلنا يا رسول الله وما ذلك الشأن قال يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع
آخرين انتهى [2867]
1144 الحارث بن عبد ويقال ابن عبد الله
ابن وهب الأزدي النمري الدوسي (5)
له صحبة وشهد يوم اليرموك ونزل فلسطين وشهد مع معاوية صفين وجعله على
رجالة فلسطين
روى عن خالد بن الوليد
روى عنه سهيل بن سفيان بن سليمان الأزدي

(1) كذا، وفي أسد الغابة 3 / 298 وذكر الحديث بسنده عن يحيى بن محمود في ترجمة عبد الله بن منيب.
الأزدي: عمرو بكر.
(2) سقطت من الأصل والزيادة عن أسد الغابة.
(3) أسد الغابة: عبيدة.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن أسد الغابة وفيه: عن منيب بن عبد الله الأزدي.
ترجمته في الاستيعاب 1 / 300 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 403 الإصابة 1 / 282 واسم أبيه في
المصادر: " عبد الله ".
452

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال حدثت عن محمد بن حميد الرازي نبأنا أبو زهير
عبد الرحمن بن (1) مغراء حدثني أخي خالد بن مغراء عن أبيه المغراء بن عياض بن
الحارث بن عبد الله بن وهب وكان الحارث قدم مع أبيه على النبي (صلى الله عليه وسلم) في السبعين
الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ورجع إلى السراة وكان كثير الثمار
فقبض النبي (صلى الله عليه وسلم) والحارث بالمدينة
قال ابن مندة الحارث بن عبد الله بن وهب ذكره محمد بن إسماعيل البخاري
في الصحابة (2) انتهى ذكر أبو محنف لوط بن يحيى
حدثني أبو جهضم الأزدي عن سفيان بن سليمان الأزدي عن الحارث بن عبد
الأزدي ثم النمري قال لما نزل أبو عبيدة باليرموك (3) جاءتنا الروم
يجرون الشوك والشجر فذكر حديثا طويلا قال فيه قال الحارث بن عبد الأزدي وكنت
في الخيل الذي خرجت يومئذ معه يعني مع خالد بن الوليد فأردت (4) اخرج إليه يعني
روميا يطلب المبارزة فقال لي كما شئت فلما ذهبت لأخرج إليه قال لي خالد هل
بارزت قبله أحدا قلت لا قال فلا تخرج إليه فذكر الحديث انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم قالا حدثنا
عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنبأنا
عبد الله بن محمد بن ذكوان البعلبكي أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن حبيش بن
محمد بن حبيش أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مندة المصيصي نبأنا عبد الله بن
محمد بن ربيعة القدامي حدثني أبو جهضم الأزدي عن سفيان بن سليمان عن
الحارث بن عبد الأزدي قال كنت صديقا لخالد بن الوليد وكنت قل ما أفارقه قال
وكان مما يستشيرني في الأمر إذا نزل به فكنت أشير عليه بمبلغ رأيي قال فكان يقول

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن أسد الغابة.
(2) الإصابة 1 / 282.
(2) لفظتان غير مقروءتين رسمتا بالأصل: " معمر قواصة " كذا فتركنا مكانهما بياضا.
(4) غير واضحة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(5) بالأصل " ما ".
453

إنك ما علمت لميمون الرأي وأقل ما أشرت عليه بمشورة إلا رأيت عاقبتها تؤدي إلى
السلامة ما قال فلما كان غدا إلى عسكر الروم يعني يوم اليرموك سألني أن أخرج معه
فخرجت معه حتى إذا دخلنا عسكرهم وضربت قبته وبعث إليه باهان (1) ليلقاه قال لي
قم فقمت معه وقلت له إن القوم إنما أرادوك ولا أراهم يريدوني معك قال امضه
فمضيت فلما دنونا من باهان وعلى رأسه ألوف رجال ما يرى منهم إلا الحدق وفي
أيديهم العمد الحديد فلما دنونا منهم جال الترجمان قال أيكما خالد بن الوليد قال
خالد أنا قال أقبل أنت وليرجع هذا فقام خالد فقال إن هذا رجل من أصحابي
ولست أستغني عن رأيه فرجع إلى باهان فقال دعوه فليأت معه فاحتملنا معه نحوه ولم
نمش إلا خطا خمسا أو ستا حتى جاءنا الترجمان في نحو من عشرة فقال لي ضع سيفك
ولم يقولوا لخالد شيئا فنظرت إلى خالد فقال خالد ما كان ليضع عزه من عنقه أبدا قد
بعثتم إلينا فأتيناكم فإن تركتمونا جلسنا إليكم وسمعنا منكم وإن أبيتم فخلوا سبيلنا
ننصرف عنكم فرجع الترجمان إلى باهان فأخبره فقال دعوهما بأسيافهما قال
فأقبلنا فرحب بخالد وأجلسه (2) معه قال وجئت أنا فجلست على نمارق مطروحة
للناس حيث أسمع مراجعتهما قال فلما قال باهان لخالد إنك من ذوي أحساب العرب قال خالد إن نبينا (صلى الله عليه وسلم)
قال لنا إن حسب الرجل لدينه ومن لم يكن له دين فلا حسب له [* * * *]
وقال لنا إن خير الشجاعة عاقبة ما كان منها في طاعة الله عز وجل وذكرت أني أوتيت
عقلا ووفاء فإن أكن أوتيته فالله المحمود على ذلك قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) ما خلق الله عز وجل
من خلقه شيئا هو أحب إليه من العقل إن الله عز وجل لما خلقه وصوره قال له أقبل
فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال وعزتي وجلالي ما خلقت من خلقي شيئا هو أحب
إلي منك بك تنال طاعتي وتدخل جنتي والوفاء لا يكون إلا من العقل ومن لا يكن
له عقل فلا وفاء له [2868] وذكر الواقدي أن الحارث بن عبد الأزدي من أهل فلسطين وإنه كان من عقلاء
المسلمين وأخيارهم فقال يرثي سفيان بن عوف
أعيني إن أنفذتما الدمع فاسكبا * دما بأن سفيان بن عوف فودعا

(1) فتوح الشام للواقدي 1 / 171 ما هان -
(2) بالأصل " وجلسه ".
454

معاوي من للروم جاشت وأطنت * عليك ولا سفيان للداع إن دعا
ليبك على سفيان شعث أرامل * وأرملة شعثاء في الثغر ضيعا
ويبك على سفيان كل طمرة * وكل طمر سرح قد تخلعا
أقام التقى والجد والحزم والنهى * بحرقة (1) ما غنى الحمام وسجعا *
قال وكان سفيان قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية ونجدة
وعفاف وسياسة للحرب وكانوا عدة له قد عرفهم وعرفوا به منها من أهل فلسطين
الحارث بن عبد الأزدي وجنادة بن أبي أمية الأزدي انتهى
وأشيم (2) الموضع الذي مات فيه سفيان غازيا فقال الحارث حرقة لضرورة
الشعر وذكر سعيد بن كثير بن غفير أن معاوية عزل ابن عامر عن البصرة سنة خمس
وأربعين واستعمل الحارث بن عبد الله ويقال ابن عبد الأزدي من أزد شنوءة من أهل
فلسطين فلم يلبث إلا يسيرا حتى كتب أهل البصرة إلى معاوية يستعفونه منه ويشكون
ضعفه وكتب الحارث يستعفي فولى معاوية زيادا
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن
محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم قالا نبأنا محمد بن سعد (3)
في الطبقة الأولى بعد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أهل الشام الحارث بن عبد وقال ابن
أبي الدنيا عبد الأزدي
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي نبأنا أحمد بن إسحاق
نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال قال أبو عبيدة
وكان على رجالة فلسطين الحارث بن عبدة الأزدي (5)

(1) الحرقة بالضم ثم الفتح ناحية بعمان.
(2) غير مقروءة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 446.
(4) تاريخ خليفة ص 196.
(5) قوله: " الأزدي " عن تاريخ خليفة ومكانها بالأصل " بن الحارث ".
455

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنبأنا أبو
القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا
هشام بن محمد قال الهيثم بن عدي مات الحارث بن عبد في زمن معاوية
انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون حينئذ وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر الباقلاني قال أخبرنا
أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي نبأنا
خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل الشامات قال الحارث بن عبد الله الأزدي
مات في خلافة معاوية
1145 الحارث بن عمر ويقال ابن عمرو
ويقال ابن نحام الأشعري
قيل إنه ولي القضاء بدمشق في أيام عبد الملك بن مروان انتهى
ذكر علي بن أحمد بن داود نبأنا محمد بن المرزبان نبأنا صالح بن محمد
دراج نبأنا أبو مسهر قال كان الحارث بن عمر الأشعري قاضيا لعبد الملك على
دمشق فقدم إليه رجل فحكم عليه فزعمت امرأة أنه أهدى إلى امرأة القاضي هدية فقضى
له فكتب إليه عبد الملك
إذا رشوة من دار قوم تقحمت * على أهل بيت والأمانة فيه
سعت هربا منه وولت كأنها * حليم تولى عن جواب سفيه *
ولم أجد ذكر الحارث بن عمر هذا في غير هذه الحكاية فالله تعالى أعلم بصحتها
وقد ذكر أبو الحسن بن سميع فيما أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأ أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو
القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا
عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع
يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل دمشق الشام الحارث بن عمرو روى عنه شرحبيل بن مسلم وكان في الأصل العتيق الحارث بن عمر الحمصي وضرب على
456

الحمصي وأظنه هذا أسقطت الواو من اسم أبيه والله تعالى أعلم وحكى نفطويه أن
هذه القصة للحارث بن نحام الأشعري وذكر أنه كان قاضيا على دمشق
1146 الحارث بن عمرو الطائي
ولي إمرة البلقاء في خلافة عمر بن عبد العزيز ثم ولي أرمينية وأذربيجان وبعثه
سليمان بن عبد الملك إلى المدينة بعزل عثمان بن حيان المري (1) وولاية أبي بكر بن
محمد بن عمر بن حزم
أنبأنا عمي قال أنبأنا أبو غالب الربعي قال أنبأنا أبو القاسم التنوخي قال
أنبأنا أبو الحسين بن المظفر نبأنا أبو بكر أحمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
عيسى البغدادي قال في كتاب تاريخ الحمصيين قال الحارث بن عمر (2) الطائي (3)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط (4) في
تسمية عمال عمر بن عبد العزيز البلقاء الحارث بن عمرو الطائي قال خليفة سنة سب
ومائة فيها عزل هشام بن عبد الملك الجراح بن عبد الله الحكمي عن أرمينية
وأذربيجان وولاها مسلمة بن عبد الملك فوجه المسلمة الحارث بن عمرو (5) الطائي
قال خليفة فحدثني أبو خالد قال قال أبو البراء زحف مارتيك (6) بن خاقان سنة ثمان
ومائة إلى أذربيجان فحصر مدينة ورثان ورماها بالمجانيق فبلغ الخبر الحارث بن
عمرو فتوجه فقطع الرس من فوق ورثان وبلغ ابن خاقان فأتى الحارث فالتقوا فهزم
الله تعالى ابن خاقان وأصحابه وقتل منهم جمعا كثيرا وقتل الحارث بن عمرو رحمة الله
تعالى

(1) بالأصل " عثمان بن عفان " والصواب عن تاريخ خليفة ص 317.
(2) كذا ورد " عمر " بالأصل ".
(3) بياض بالأصل مقدار عدة كلمات.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 323 وحوادث سنة 107 ص 337.
(5) عن تاريخ خليفة ص 337 وبالأصل " عمر ".
(6) عن تاريخ خليفة ص 338 وبالأصل: " فارتيد ".
457

وحكى خليفة عن ابن الكلبي أن الحارث بن عمرو كان حيا في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة فالله أعلم (1)
1147 الحارث بن عميرة (2) الزبيدي (3) الحارثي (4)
روى عن معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الله بن مسعود وسلمان
الفارسي والصواب يزيد بن عميرة
أخبرنا أبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور نبأنا أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي نبأنا معاذ بن نجدة القرشي نبأنا خلاد بن يحيى نبأنا عبد الأعلى بن أبي
المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة عن سلمان الفارسي قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها
اختلف انتهى [2869] ح
رواه عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحيم بن غنم
عن الحارث موقوفا
أخبرناه أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا
عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد نبأنا
يعقوب بن يوسف المطوعي نبأنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا عبد الحميد بن بهرام
عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة (6) قال قدمت
إلى سلمان إلى المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهابا بكفيه فلما سلمت عليه قال
مكانك حتى أخرج إليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني أبا عبد الله قال بلى قد
عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله
عز وجل ائتلف وما كان في غير الله عز وجل اختلف انتهى

(1) كذا والذي في تاريخ خليفة هنا ذكر " الطائي " فقد ولم يذكر عنه لا اسمه ولا كنيته.
(2) بالأصل " عمير " والمثبت والضبط نصا بفتح العين عن الإصابة 1 / 370.
(3) ضبطت بفتح الزاي عن الإصابة.
(4) ترجمته في الإصابة 1 / 370 وميزان الاعتدال 1 / 440 وتاريخ بغداد 8 / 205.
(5) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 206.
(6) بالأصل " عمير " والمثبت عن تاريخ بغداد.
458

قال الخطيب هكذا رواه عبد الرحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة موقوفا
ورفعه عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو
بكر بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا
عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو صالح حدثني عبد الحميد بن بهرام عن
شهر بن حوشب نبأنا عبد الرحمن بن غنم عن حديث الحارث بن عميرة الحارثي أنه
قدم مع معاذ بن جبل من اليمن فبات معه في داره وفي منزله فأصابهم الطاعون فطعن
معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك جميعا في يوم
واحد فلما أمسى طعن عبد الرحمن الذي كان يكنى به معاذ بكره وأحب بالناس إليه
فدفنه من الغد فأخذت امرأتيه جميعا فما غدا أن فرغ من دفنهما فطعن معاذ فأخذ يرسل
الحارث إلى أبي عبيدة يسأله فلما انقضى معاذ نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء
بحمص ثم قدم الكوفة فأخذ يحضر مجلس ابن أم معبد ثم قدم على سلمان بالمدائن
انتهى
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين بن الطيوري
أنبأنا أبو الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري
أنبأنا أبو الفضل بن الكوفي وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي إجازة قالا
أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد عن حمة (1) أنبأنا محمد بن أحمد بن (2) يعقوب بن
شيبة حدثني جدي عن أبي عن عبد الحميد يعني ابن بهرام الفزاري نبأنا
شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن غنم (3) عن حديث الحارث بن عميرة
الحارثي أنه قدم مع معاذ من اليمن فبت معه في داره وفي منزله فأصابهم الطاعون فطعن
معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك جميعا في يوم واحد
وكان عمرو بن العاص حين حسن بالطاعون فرق فرقا شديدا فقال يا أيها الناس تبددوا
في هذه الشعاب وتفرقوا فإنه قد نزل بكم أمر من أمر الله لا أراه إلا رجزا أو الطوفان

(1) انظر ترجمته في بالأصل: " 17 / 82.
(2) بالأصل " أحمد بن أحمد بن يعقوب " انظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 312.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 45.
459

قال شرحبيل بن حسنة قد صاحبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت أضل من حمار أهلك قال
عمرو صدقت قال معاذ بن جبل لعمرو بن العاص كذبت ليس بالطوفان ولا
بالرجز ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم محمد (صلى الله عليه وسلم) وقبض الصالحين قبلكم اللهم
أئت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة فما أمسى حتى طعن عبد الرحمن ابنه
الذي كان يكنى به بكره وأحب الخلق إليه فرجع معاذ من المسجد فوجده مكروبا
فقال يا عبد الرحمن كيف أنت فاستجاب له فقال يا أبه الحق من ربك فلا تكن من
الممترين قال معاذ وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين فأمسكه ليلته ثم دفنه من
الغد فأخذ بامرأتيه جميعا فأراد أن يقرع بينهما أيهما تجئ قبل الأخرى فقال
الحارث بن عميرة جهزها جميعا أبا عبد الرحمن ويحفر لهما قبرا واحدا فشق
لإحداهما والحد للأخرى فما عدا أن فرغ منهما فطعن فأخذ معاذ يرسل الحارث بن
عميرة إلى أبي عبيدة بن الجراح يسأله كيف هو فأراه أبو عبيدة طعنه خرجت في كفه
فتكابر شأنها في نفس الحارث وفرق منها حين رأها وأقسم له أبو عبيدة ما يحب أن له
مكانها حمر النعم فرجع الحارث إلى معاذ فوجده مغشيا عليه فبكى الحارث واشتكى
عليه ساعة ثم إن معاذا (1) أفاق فقال يا ابن الحميرية لم تبكي علي أعوذ بالله منك أن
تبكي علي فقال الحارث والله ما عليك أبكي قال معاذ فعلى ما تبكي قال أبكي
على ما فاتني منك العصرين الغدو والرواح قال معاذ أجلسني فأجلسه الحارث في
حجره قال اسمع مني فإني أوصيك بوصية إن الذي تبكي علي زعمت من غدوك
ورواحك إلي قال أتعلم مكانه لمن أراد بين لوحي المصحف فإن أعيا عليك تفسيره
فاطلبه بعدي عند ثلاثة عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند
عبد الله بن مسعود بن أم عبد وأحذرك ذلة العالم وجدال المنافق واحذر طلبة
القرآن (2)
قال سمعته يحدث أن معاذا اشتد عليه النزع نزع الموت فنزع نزعا لم ينزعه
أحدا فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال اختقى خنقك فوعزتك ربي إنك
لتعلم أن قلبي يحبك

(1) بالأصل " معاذ ".
(2) بالأصل " طلبة المنافق " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 161.
460

فلما أن قضى نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ما
شاء الله أن يمكث ثم قال الحارث إن أخي معاذ كذا أوصاني بك وبسلمان الفارسي
وبابن أم عبد فلا أراني إلا منطلقا قبل العراق فقدم الحارث الكوفة ثم أخذ يحضر
مجلس ابن أم عبد بكرة وعشيا فبينما هو كذلك في المجلس يوما قال ابن أم عبد ممن
أنت يا ابن أخي قال الحارث امرؤ من أهل الشام فقال ابن أم عبد نعم الحي أهل
الشام لولا واحدة فقال الحارث وما تلك الواحدة قال لولا أنهم يشهدون على
أنفسهم أنهم من أهل الجنة فاسترجع الحارث مرتين أو ثلاثا قال صدق معاذ ما قال
لي قال ابن أم عبد ما قال لك معاذ ابن أخ قال حذرني ذلة العالم قال والله ما أنت
يا ابن مسعود إلا أحد رجلين إما رجل أصبح على يقين من الله ويشهد أن لا إله إلا الله
وأنت من أهل الجنة أم رجل مرتاب لا تدري أين منزلك قال ابن مسعود صدقت يا ابن
أخي إنها زلة مني فلا تؤاخذني بها فأخذ ابن مسعود بيد الحارث فانطلق به إلى رحله
فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم قال الحارث لا بد لي من أن أطلع أبا عبد الله سلمان إلى المدائن فانطلق
الحارث حتى قدم على سلمان في المدائن فوجده في مدبغة له يعرك الأهب بكفيه
فلما أن سلم عليه قال مكانك حتى (1) أخرج إليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني
يا أبا عبد الله قال بلى قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فإن الأرواح عند الله
جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فمكث عنده ما شاء الله أن
يمكث ثم رجع إلى الشام
فأولئك الذين كانوا يتعارفون (2) في الله ويتزاورون فيه اللهم اجعلنا منهم يا رب
العالمين آمين آمين آمين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد (3) أنبأنا
عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شهر عن الحارث بن عميرة

(1) مطموسة بالأصل والمثبت عن مختصر بن منظور 6 / 162.
(2) الأصل: " يتعارون " والمثبت عن المختصر.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 388 و 389.
461

الزبيدي قال إني لجالس عند معاذ بن جبل وهو يموت فهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة
فسمعته يقول عند إفاقته اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك
قال وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا علي بن المتوكل عن ضمرة عن عثمان بن
عطاء عن أبيه قال قبر معاذ بقصر (1) خالد من عمل دمشق
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي حينئذ وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا
عبد الوهاب بن محمد زاد بن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا
أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل عن محمد بن إسماعيل (2) قال (3)
الحارث بن عميرة الحارثي سمع معاذا روى شريك عن أبي (4) خلف ولم (5)
يذكره ابن أبي حاتم في باب الحارث
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا علي بن
طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي أنبأنا محمد بن محمد بن داود
الكرخي (7) نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال الحارث بن عميرة الزبيدي
شامي هو من أصحاب معاذ سمع منه أبو المليح (8) عامر بن أسامة صدوق انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن سعد وأبو النجم الشيحي قالا أنبأنا أبو بكر
الخطيب (9) الحارث بن عميرة الزبيدي ويقال الحارثي يعد في الشاميين سمع
معاذ بن جبل وسلمان الفارسي وكان ورد المدائن فسمع بها من سلمان حدث عنه

(1) في طبقات ابن سعد: بقصير خالد.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 275.
(4) عن البخاري وبالأصل " ابن ".
(5) كذا، العبارة ما بين الرقمين ليس في البخاري، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، انظر
1 / 2 / 83 وفيه: الحارث بن عميرة روى عن معاذ بن جبل روى عنه شهر بن حوشب سمعت أبي يقول
ذلك.
(6) تاريخ بغداد 8 / 206.
(7) تاريخ بغداد: الكرجي.
(8) بالأصل " أبو الملح " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(9) تاريخ بغداد 8 / 205.
462

عبد الرحمن بن غنم وعكرمة وغيرهما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أبو بكر بن سيف نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا
سيف بن عمر عن أبي عثمان وأبي حارثة والربيع نبأنا بإسنادهم أن الحارث بن عميرة
قال لما حضر معاذ الوفاة بكى أهل البيت وهم جلوس حوله عند أعمامه أغميت عليه
وأفاق وهم يبكون فقال ما يبكيكم فأجبته عنهم فقلت والله ما نبكي على قرابة قربته
بيننا وبينك لا وعلى دنيا نصيبها ولكنا نبكي على العلم الذي ينقطع عنا عند موتك
قال إن العلم والإيمان ركابهما إلى يوم القيامة ومن ابتغاهما وجدهما الكتاب
والسنة فاعرضوا على الكتاب كل الكلام ولا تعرضوه على شئ من الكلام واتبعوا
العلم عند عمر وعثمان وعلي فإن فقدتموه ولم تقدروا عليه فاطلبوه عن أربعة عويمر
وابن أم عبد وابن سلام وسلمان رحمهم الله تعالى واتقوا زلة العالم خذوا الحق ممن
جاء به وردوا الباطل على من جاء به كائنا ما كان ومات رحمة الله عليه
قال ونبأنا سيف عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن الحارث بن
عميرة قال لما حضرت معاذا (1) الوفاة بكى البيت ونحن جلوس وقد أغمي عليه إغماءة
فأفاق فقال ما يبكيكم فقلت والله ما نبكي على قرابة قريبة بيننا وبينك ولا على دنيا
تصيبنا منك ولكنا نبكي على العلم الذي ينقطع عند موتك قال إن العلم والإيمان
مكانهما إلى يوم القيامة ومن ابتغاهما (2) وجدهما فاتبعوا العلم عند أربعة عند ابن أم
عبد وعند عويمر وابن مسعود (3) وسلمان وابن سلام الذي كان يهوديا فأسلم
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول هو عاشر عشرة في الجنة ح
قال ونبأنا سيف عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب قال طعن معاذ
فلما عاده أصحابه بكى الحارث بن عميرة الزبيدي قرية من قرى اليمن تدعى زبيدا
وهو عند معاذ فذكر الحديث انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن

(1) بالأصل " معاذ ".
(2) صحفت بالأصل إلى " اتباعهما ".
(3) كذا، مرة " ابن أم عبد " ومرة " ابن مسعود " وهما واحد.
463

بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا هشام عن
هاشم بن محمد قال قال الهيثم مات الحارث بن عميرة الزبيدي زمن يزيد بن
معاوية (1)
1148 الحارث بن عمير الأزدي (2)
له صحبة بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) رسولا إلى صاحب بصرى فقتل بمؤتة فوجه النبي (صلى الله عليه وسلم)
إلى أهل مؤتة جيشا انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد
الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا عبد الوهاب بن حية أنبأنا محمد بن
شجاع أنبأنا محمد بن عمر الواقدي (3) حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر (4) بن
الحكم قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحارث بن عمير الأزدي تم أحد لهب إلى
ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال أين
تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد قال نعم أنا رسول (6)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ولم يقتل
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) رسول غيره فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخبر فاشتد عليه وندب الناس
وأخبرهم مقتل الحارث ومن قتله فأسرع الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف وذكر
الحديث انتهى
قال وأنبأنا أبو عمر بن (7) حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا
فهم
نبأنا محمد بن سعد (8) أنبأنا محمد بن عمر حدثني ربيعة بن عثمان فذكر نحوه
وزاد فكان ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مؤتة وقال ابن سعد (9) في الطبقة الثالثة

(1) الإصابة 1 / 370.
(2) ترجمته في الاستيعاب 1 / 304 أسد الغابة 1 / 408 الإصابة 1 / 286.
(3) مغازي الواقدي 2 / 755 والإصابة نقلا عن الواقدي 1 / 286.
(4) كذا بالأصل والواقدي، وفي الإصابة: " عمرو ".
(5) ضبطها ابن الأثير نصا بكسر اللام وسكون الهاء، ومثله ابن حجر في الإصابة.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي.
(7) زيادة للايضاح، قياسا إلى سند مماثل، وانظر ترجمته ابن حيوية في سير أعلام النبلاء 16 / 409.
(8) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 128 و 4 / 343.
464

الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد لهب
مؤتة بأدنى البلقاء والبلقاء (1) دون دمشق
1149 الحارث بن عمير أبو الجودي (2) الأسدي الشامي
سكن واسط حدث عن بلج المهري (3) وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن
المهاجر الحمصي وعن أبي ذر مرسلا وعن نافع مولى ابن عمر
روى عنه شعبة وهشيم وأبو عوانة وأبو زبيد عبثر بن القاسم وأبو معاوية
محمد بن حازم وعبد الله بن العيزار
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا
جعفر بن عبد الله نبأنا محمد بن هارون نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا ابن أيوب
يعني يحيى نبأنا عباد بن عباد نبأنا عبيد الله بن العيراز عن أبي الجودي حدثنا
بواسط أيام الحجاج عن أبي ذر قال أوصاني خليلي (صلى الله عليه وسلم) أن أنظر إلى من هو أسفل مني
ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم وأن أصل رحمي وإن
قطعوني وجفوني وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن لا أخاف في الله لومة لائم وأن لا
أسأل أحدا وأن استكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن
محمد بن أحمد بن كيسان نبأنا سفيان بن يعقوب القاضي نبأنا مسدد ومحمد بن أبي
بكر قالا نبأنا يحيى بن سعيد عن شعبة نبأنا أبو الجودي عن بلج عن أبي شيبة
المهري قال قلنا لثوبان حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاء
فأفطر قال محمد بن أبي بكر عن شيبة المهري وقال مسدد عن أبي شيبة المهري
انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأخبرنا أبو غالب بن البنا قالا أنبأنا أبو يعلى

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 162.
(2) بالأصل " بن الجوي " والصواب عن تهذيب 1 / 415 وترجم له في الكنى 6 / 328 والجودي: بضم
الجيم وسكون الواو.
(3) في تهذيب التهذيب: الهروي " وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 1 / 352 بلج المهري.
465

الفراء حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن هبة الله بن عبد السلام
الكاتب قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني (1) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة أنبأنا
القاسم البغوي نبأنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن أبي الجودي قال سمعت رجلا
يقال له بلج يحدث عن أبي شيبة المهري عن ثوبان قال قيل له حدثنا عن
رسول لله (صلى الله عليه وسلم) قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاء فأفطر انتهى رواه يحيى القطان عن
شعبة انتهى [2871]
قرأنا على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد
الأنباري أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إسماعيل المهندس نبأنا أبو بشر محمد (2) بن أحمد بن حماد الدولابي
حدثني إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين نبأنا إسحاق بن منصور
السلولي نبأنا أبو زبيد عبثر المرادي أنبأنا أبو الجودي الأسدي قال سمعت عمر بن
عبد العزيز يقول نعم الذخيرة للمرء المسلم عند الله يوم القيامة اصطناع المعروف
قال وقال لي عمر يا أبا الجودي اغتنم الدمعة (3) تسيلها على خد ك لله عز وجل قال
أبو بشر أبو الجودي الحارث بن عمير الشامي روى عنه هشيم وشعبة انتهى
أخبرنا أبو بكر وجيه بن (4) أبو طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك
المؤذن أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء قالا أنبأنا أبو العباس الأصم قال
سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول قد روى هشيم عن أبي
الجودي واسمه الحارث بن عمير الأزدي هو الذي روى عنه شعبة أولا انتهى
وقال في موضع آخر سمعت يحيى يقول أبو الجودي واسمه الحارث بن عمير
وقد سمع منه هشيم
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن

(1) بالأصل " الصيرفيني " والصواب ما ثابت، نسبة إلى صريفين.
(2) بالأصل " نبأنا محمد " ولفظة " نبأنا " مقحمة حذفناها، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 309.
(3) عن مختصر ابن منظور 6 / 163 وبالأصل " الدمع تسلها ".
(4) ما بين معكوفتين مطموس مكانها بالأصل، والمثبت قياسا إلى سند مماثل، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر
(المطبوعة المجلدة السابعة).
466

الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال اسم أبي الجودي الحارث بن
عمير شامي
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد
ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) الحارث بن عمير أبو (2) الجودي قال
مغيرة بن سلمة عن أبي عوانة وقال لنا علي هو الشامي قال أبو عبد الله البخاري
وأراه (3) هو الذي روى عنه شعبة عن أبي الجودي عن بلج
وقال البخاري عن بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قاء فأفطر قاله لنا مسلم عن شعبة عن أبي الجودي إسناده ليس (4) انتهى [2872]
أخبرنا أبو القاسم أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أنبأنا
القاضي أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي نبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين
أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال اسم أبي الجودي
الحارث بن عمير قاله المغيرة بن سلمة عن أبي عوانة حدثني علي يعني عن المغيرة
قال البخاري وهو الشامي أراه الذي روى عنه شعبة عن أبي الجودي عن بلج
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد
محمد بن عبد الله أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال سمعت أبا الحسين مسلم بن
الحجاج يقول أبو الجودي الحارث بن عمير النصري سمع سعيد بن المهاجر روى
عنه شعبة انتهى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن عبد الرحمن
النسائي أخبرني أبي قال أنبأنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال أبو

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 276.
(2) الزيادة عن البخاري.
(3) عن البخاري وبالأصل: ورواه.
(4) كذا.
467

الجودي شامي ثقة قال النسائي أنبأنا أبو الجودي الحارث بن عمير شامي ثقة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن
أيوب أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد أنبأنا علي بن إبراهيم نبأنا يزيد بن محمد بن
إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدسي يقول أبو الجودي روى عنه شعبة اسمه
الحارث بن عمير
في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك
أنبأنا عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة حينئذ قال وأنبأنا الحسين بن سلمة أنبأنا علي بن
محمد قالا أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال (1) ذكره أبي يقول عن إسحاق بن منصور
عن يحيى بن معين قال أبو الجودي ثقة قال وسمعت أبي يقول أبو الجودي صالح
انتهى
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (2) عن (3) أبي تمام علي بن محمد بن الحسن (4) عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر أنبأنا
أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال روى هشيم عن أبي الجودي
وهو واسطي من أهل الشام قال وأخبرني سليمان بن أبي شيخ حدثني سفيان (5)
الحميري قال كان بواسط أبو الجودي الذي روى عنه شعبة وقد كان وقع إلى
سجستان
1150 الحارث بن عبد أمية بن أبي محمد
ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
ذكره أحمد بن حميد الأزدي في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية وذكر (6)
عبيدة بنت الحارث بنت ثمان سنين وأم خالد بنت الحارث وذكروا أنهم

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 83.
(2) بالأصل: " الحسين " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 6.
(3) بالأصل " بن ".
(4) بالأصل " بن علي بن أبي تمام علي بن محمد بن الحسين " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي تمام علي بن
محمد بن الحسن في سير الاعلام 18 / 212 وترجمة ابن البناء، راجع الحاشية السابقة.
(5) في تهذيب التهذيب: أبو سفيان الحميري.
(6) بياض بالأصل.
468

كانوا بدير هند من إقليم بيت (1) الآبار من غوطة دمشق
151 1 الحارث بن أبي قارب السهمي
ويقال هو الحارث بن الحارث الذي تقدم ذكره استشهد يوم أجنادين انتهى
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم نبأنا فارق
الخطابي نبأنا زياد بن الخليل نبأنا إبراهيم بن المنذر نبأنا محمد بن فليح عن
موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال في تسمية من قتل يوم أجنادين من المسلمين من بني
سهم الحارث بن أبي قارب
ذكر أبو نعيم هذه الرواية في ترجمة الحارث بن الحارث انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي أنبأنا القاسم بن عبد الله بن
المغيرة أنبأنا إسماعيل بن أبي أوس أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن
عقبة حينئذ
وأخبرنا أبو محمد السلمي نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل عن عمر بن
عبيد الله أنبأنا الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق
قالا نبأنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن
شهاب زاد يعقوب وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين
من المسلمين من بني سهم بن عمرو الحارث بن قارب
1152 الحارث بن قيس السهمي
ذكره أبو حذيفة البخاري فيمن استشهد بأجنادين ولم أر ذكره عن غيره انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو
الحسين بن الحنائي أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا الحسين بن علي القطان نبأنا

(1) زيادة عن غوطة دمشق ص 164 وهي بليدة خربت، والغالب أنها لتل الكبير الكبير الماثل للعيان شرقي جرمانا،
ويقال لخرائبها الان تل أم الابر.
469

إسحاق بن بشر قال واستشهد يومئذ يعني بأجنادين من بني سهم السائب
والحارث بن قيس كذا قال أبو حذيفة وصوابه السائب والحارث ابنا الحارث بن قيس
1153 الحارث بن لبيد النصري
حدث عن بقية بن الوليد وبشر بن بكر
روى عنه أبو حاتم الرازي انتهى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو
طاهر سلمة أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا
أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) الحارث بن لبيد النصري الدمشقي روى عن
بقية وبشر بن بكر وكتب عنه أبي بدمشق في الرحلة الأولى وروى عنه وسئل عنه
فقال صدوق
1154 الحارث بن مالك
من أهل العراق شهد إذرح عام تحكيم الحكمين مع أبي موسى انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا أنبأنا عبد العزيز الكتاني
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر نبأنا أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس أنبأنا أحمد بن
إبراهيم نبأنا ابن عائذ حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبي
أنبأنا أبو موسى كتب من عبد الله بن قيس بن أبي موسى إلى علي بن أبي طالب فذكر
الكتاب وقال في آخره وقد بعثت إليك حجر بن عدي وقيس بن مالك وغرار بن
فروة وخالد بن هناد والحارث بن مالك وسيف بن عامر وبحر بن سعيد
ومعبد بن قبيصة بن زيد تهديهم الطريق فعجل على رسلي ولا تحبسهم واكتب إلي
جواب كتابي وما في نفسك فإنها مقدرة إلى الله وصلح خلفه وكتب إليه هذا الكتاب لما
تخلف عن الموعدة

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 87.
470

1155 الحارث بن محمد بن الحارث بن خسرو
أبو الليث الصياد (1) الهروي العابد
حدث بدمشق عن عمرو (2) بن عثمان ويحيى بن عثمان وأبي التقي هشام بن
عبد الملك وكثير بن عبيد وأحمد بن يعقوب الكندي الحمصيين
روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو زرعة وأبو بكر بن أبي دجانة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف إجازة إن لم يكن سماعا نبأنا عبد الله بن عدي نبأنا أبو الليث الحارث بن
محمد بن الحارث بن خسرو أبو الليث الصيد الهروي بدمشق نبأنا عمرو بن عثمان
نبأنا سويد بن عبد العزيز عن الحارث بن القاسم عن أبي هريرة قال أوصاني
خليلي (صلى الله عليه وسلم) أن لا أترك صلاة الضحى في حضر ولا سفر ولا أنام إلا على وتر وصيام
ثلاثة أيام من كل شهر انتهى
أخبرنا أبو الحسين الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا تمام بن محمد
أخبرني أبو زرعة وأبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عبد العزيز بن (3) أحمد أنبأنا
عبد الله بن أبي دجانة قالا نبأنا أبو الليث الحارث بن محمد الصياد نبأنا يحيى بن
عثمان عن (4) اليمان بن عدي أبو عدي الحضرمي الحمصي نبأنا ثبيت (5) بن كثير
التميمي البصري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بهز (6) قال كان رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثلاثا ويقول هو أهنأ وأمرأ وأبرأ [2873]

(1) عن الصواب ما أثبت 6 / 162 ورسمها بالأصل: القياذ.
(2) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 305.
(3) بالأصل " وأحمد ".
(4) سقطت من الأصل وزيادتها لازمة.
(5) ضبطت بالتصغير عن الإصابة 1 / 166 ترجمة بهز.
(6) بياض بالأصل: والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن أسد الغابة 1 / 247 والإصابة 1 / 166 في ترجمة (بهز).
471

1156 الحارث بن مخمر
أبو حبيب الظهري (1) الحمصي
قاضي عمان روى عن عمر وأبي الدرداء وأبي سعيد وولي قضاء دمشق
للوليد بن يزيد
روى عنه القاسم بن مخيمرة وحريز (2) بن عثمان وصفوان بن عمرو وحوشب بن سيف
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا محمد بن
موسى بن محمد الفحام أنبأنا الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي أنبأنا محمد بن
المعافى بن أحمد حينئذ وأخبرنا أبو الحسين قال وأنبأنا جدي أبو عبد الله أيضا
أنبأنا المعتمر أنبأنا (3) المسدد بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف
الربعي أنبأنا أبو محمد عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد حينئذ وأخبرنا أبو
الحسين سعد الخير بن محمد بن سهل أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه
نبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم
الغسال نبأنا إبراهيم بن يوسف قالوا أنبأنا هشام بن عمار نبأنا صدقة بن خالد
نبأنا زيد بن واقد عن القاسم بن مخيمرة عن أبي حميد (4) قاضي عمان عن أبي
سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ما من مؤمن يصيبه صداع في رأسه أو شوكة
فتؤذيه أو ما سوى ذلك من الأذى إلا رفع الله لوفي حديث ابن أبي الحديد إلا رفعه
الله بها وقالا يوم القيامة درجة وكفر عنه وقال عبد الصمد ويكفر عنه بها
خطيئة انتهى كذا قال والصواب أبو حبيب انتهى [2874]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السندي وأبو القاسم الشحامي قالوا
أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5) أنبأنا الحاكم أبو معمر أنبأنا أبو العباس محمد بن

(1) ضبطت بكسر الظاء المعجمة وسكون الهاء هذه النسبة إلى ظهر بطن من حمير (الأنساب).
(2) بالأصل " جريز " والصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
(3) زيادة للايضاح.
(4) كذا، وهو صاحب الترجمة والصواب أوب حبيب، وسينبه المصنف إلى ذلك في آخر الحديث.
(5) بالأصل: " الحيروردي " والصواب ما أثبت، وقد مر.
472

إسحاق الثقفي أنبأنا محمد بن يحيى نبأنا أبو مسهر نبأنا إسماعيل بن عياش عن
حريز (1) بن عثمان عن الحارث بن مخمر عن أبي الدرداء قال الإيمان يزداد
وينقص انتهى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
القاسم بن هاشم نبأنا أبو اليمان نبأنا صفوان بن عمرو قال كتب عبد الملك بن
مروان إلى أبي حبيب قاضي حمص يسأله كم عقوبة اللوطي فكتب إليه أن يرمى
بالحجارة كما رجم قوم لوط قال الله تعالى " وأمطرنا عليهم حجارة من
سجيل (2) " فقبل عبد الملك ذلك منه وحسن من رأيه انتهى (3)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن زنجويه
الأصبهاني أنبأنا الحسن بن عبد الله العسكري قال وأما مخمر بالميم فرأيته من
أصحاب الحديث الحفاظ من يقول مخمر بكسر الميم وفيهم من المخلصين (4) من
يقول مخمر بفتح الميم الأولى وكسر الميم الثانية والخاء ساكنة فمنهم الحارث بن
مخمر بالفتح أبو حبيب قاضي حمص شامي روى عن عمر بن الخطاب مرسلا وعن أبي
سعيد الخدري وأبي الدرداء روى عنه القاسم بن مخيمرة وصفوان بن عمرو
وحريز (5) بن عثمان قال أحمد بن حبيب أبو خبيب القاضي الحارث بن مخمر ثقة انتهى كذا قال وإنما هو أبو حبيب بالحاء المهملة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال أبو حبيب
الحارث بن مخمر القاضي حدثنا بذلك أبو اليمان عن صفوان انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن

(1) بالأصل " جريز " والصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
(2) سورة الحجر، الآية: 74.
(3) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 3 / 210 وفيه أن عبد الملك كتب إلى سلميان بن حبيب قاضي حمص.
(4) كذا، وفي مختصر ابن منظور 6 / 164 حاشية نقلا عن ابن عساكر: المحصلين.
(5) بالأصل " حوثرة " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(6) المعرفة والتاريخ 3 / 174 وورد فيه: " محمد " بدل " مخمر ".
473

الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد بن خيرون ومحمد بن
الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) الحارث بن
مخمر أبو حبيب قاضي أهل عمان الشامي عن أبي سعيد روى عنه القاسم (2) بن
مخيمرة وحريز بن عثمان
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنبأنا أبو بكر المغربي أنبأنا أبو سعيد بن حمدون
أنبأنا أبو حاتم قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو حبيب الحارث بن مخمر
القاضي عن أبي الدرداء روى عنه صفوان بن عمرو
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي
عمر حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي أنبأنا ابن أبي خيثمة
قال أبو حبيب الذي يحدث عنه حريز (3) بن عثمان اسمه الحارث بن مخمر (4) الظهري
قبيلة من حمير حدثنا بذلك الحوطي عن إسماعيل بن عياش عن حريز (3) بن
عثمان انتهى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي نبأنا أبو نصر الوائلي
أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو حبيب الحارث بن مخمر
انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر نبأنا أبو زرعة قال أبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن
مخمر قضى لعبد الملك سمعته من أبي اليمان
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله
الحسين بن أحمد أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن
عمير قراءة أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال الحارث بن مخمر أبو حبيب قاضي
حمص

(1) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 281.
(2) بالأصل " أبو القاسم " خطأ، والصواب عن البخاري.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت.
(4) بالأصل " محمد " وهو صاحب الترجمة.
474

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي أنبأنا الحسين بن المظفر أنبأنا محمد بن بكر أنبأنا أحمد بن
محمد بن عيسى قال أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي الظهري قاضي على حمص
في خلافة عمر (1) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعن (2) كعب وقال في موضع
آخر الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهري قضى في آخر خلافة عبد الملك بن
مروان وقرأت في قضاء ابن حبيب عند محمد بن فضالة بن شريك الهروي تاريخ
القصة في هلال جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله وأخبرني أبو
المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي قالا أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا
عثمان بن أحمد (3) عن (4) حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول حينئذ
وأخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون حينئذ
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو العز ثابت بن بندار قالا أنبأنا
الأزهري أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ أنبأنا العباس بن العباس بن
محمد بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل
قال أنبأنا أبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن مخمر (5) سماه نبأنا أبو المغيرة زاد
صالح وابن السمرقندي نبأنا صفوان عن حوشب بن عقيل (6) عن أبي حبيب القاضي
الحارث بن مخمر (5) قال لقي أبا الدرداء وغيره
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن (7)
الدارقطني قال الحارث بن مخمر القاضي أبو حبيب الحمصي

(1) كذا، وفوقها بالأصل علامة ووضعت هذه العلامة على هامشه، وكأنه كان يريد أن يكتب شيئا ولم يفعل،
ولعل الصواب: " في خلافة الوليد ".
(2) كذا ويبدو أن ثمة سقط في الكلام ولعل الصواب: " روي عن.. و ".
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
(4) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة حنبل بن إسحاق في سير الاعلام 13 / 51.
(5) وردت بالأصل " محمد ".
(6) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، وقد مر.
(7) بالأصل " الحسين " خطأ، وقد مر كثيرا.
475

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما مخمر
بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم الثانية الحارث بن مخمر أبو حبيب
الظهري الحمصي كان قاضيا زمن عبد الملك لقي أبا (2) الدرداء وروى عنه (3) روى
عنه حوشب بن عقيل وروى عن حوشب صفوان
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو
طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) نا
محمد (5) بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن حنبل أبو
حبيب القاضي الحارث بن مخمر شامي ثقة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة (6) حدثني الحكم بن نافع عن
صفوان بن عمرو في حديثه قال وأبو حبيب القاضي في أيام عبد الملك الحارث بن
مخمر انتهى
ذكر أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال (7) عزل الوليد بن يزيد لما
استخلف (8) يزيد بن أبي مالك عن القضاء وولى الحارث بن محمد (9) الأشعري
فلم يزل حتى مات في أيام يزيد بن الوليد 1157 الحارث بن مسلم بن الحارث (10)
ويقال مسلم بن الحارث وهو الصحيح

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 175.
(2) بالأصل " أبي ".
(3) زيادة عن الاكمال.
(4) الجرح والتعديل 1 / 2 / 90.
(5) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 388 - 389.
(7) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 3 / 206 في ترجمة الحارث بن محمد الأشعري.
(8) الزيادة ما بين معكوفتين مقتبسة عن أخبار القضاة.
(9) بالأصل " مخمر " وقد اشتبه على الناسخ، والصواب ما أثبت عن وكيع.
(10) ترجمته في تهذيب التهذيب هنا 1 / 418 باسم الحارث، وفي 5 / 425 باسم مسلم وأسد الغابة 1 / 415 وصحح
اسمه " الحارث ".
476

حدث عن أبيه
روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن حسان الكتاني (1) الفلسطيني ووفد على
عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنبأنا أبو الفضل
محمد بن أحمد بن عيسى أنبأنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان قال قرئ
على أبي القاسم البغوي أنبأنا الحكم بن موسى أبو صالح نبأنا صدقة بن خالد عن
عبد الرحمن بن حسان نبأنا الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه قالا بعثنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سرية فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرس فاستقبلنا
النساء والصبيان يعجون فقلنا لهم تريدون أن تحرزوا منهم قالوا نعم قلت
قولوا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقالوها فجاء أصحابي
فلاموني وقالوا أشرفنا على الغنيمة فمنعتنا ثم انصرفنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبروه بالذي
صنعت فقال أتدرون ما صنع لقد كتب الله له بكل إنسان كذا وكذا من الأمر ثم أدناني
منه فقال إذا صليت صلاة الغداة فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبعا
فإنك إن مت من يومك ذاك كتب لك جوازا من النار فإذا صليت المغرب فقل قبل أن
تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك مت كتب الله
تعالى لك بها جوازا من النار (2) [2875] انتهى [* * * *]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال (3)
قال الوليد بن مسلم نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني (4) نبأنا الحارث بن مسلم بن
الحارث التميمي عن أبيه قال بعثنا رسول لله (صلى الله عليه وسلم) في سرية فلما دنونا من الحصن
سمعنا ضوضاء أهله فاستحثثت فرسي فأتيتهم ف قلت قولوا لا أله إلا الله
تحترزوا فقالوا لا إله إلا الله فقال أصحابنا حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا

(1) أسد الغابة: " الكناني " وسيأتي عن ابن سعد أيضا " الكناني ".
(2) الحديث في أسد الغابة 1 / 415 - 416 باختلاف بعض ألفاظه.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 419.
(4) طبقات ابن سعد " الكناني ".
477

فلما قدمنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبر بذلك فحسن لي ما صنعت وقال إن لك من الأجر
بعدد كل إنسان منهم كذا وكذا ثم قال اكتب لك كتابا أوصي به (1) أئمة المسلمين
بعدي قال فكتب لي كتابا وختمه فلما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه
وأعطاني شيئا ثم ختمه فلما قبض أبو بكر أتيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما
بالكتاب ففضه وأعطاني شيئا ثم ختمه فلما استخلف عثمان أتيته بالكتاب ففضه
وأعطاني شيئا ثم ختمه فلما استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحارث بن مسلم
فأتاه فأعطاه شيئا وقال لو أردت لوصلت إليك ولكني أردت أن تحدثني بحديثك عن
أبيك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فحدثته به وانتهى [2876]
رواه داود بن رشيد عن الوليد فجعل الوافد على عمر مسلم بن الحارث (2) انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا علي بن بحر نبأنا الوليد بن مسلم
نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني عن الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي عن
أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كتب له كتابا بالوصاة له إلى من بعده من ولاة الأمر وختم عليه انتهى
هكذا رواه إبراهيم بن موسى الفراء ورواه أبو يعلى محمد بن الصلت عن
الوليد عن عبد الرحمن بن حسان عن أبي الحارث بن محمد بن مسلم بن الحارث
عن أبيه حدثنا أبي الدعاء زاد في نسبه محمدا وروى الحكم بن موسى عن
صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن حسان حدثنا الحارث بن مسلم عن أبيه عن
حبيب بن سعد فزاد فيها الدعاء وروى محمد بن شعيب بن شابور عن
عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه حديث الدعاء ورواه
هشام بن عمار وعمرو (3) بن عثمان ومحمد بن مصفى الحمصيان ومؤمل بن الفضل
الحراني وعلي بن سهل الرملي ويزيد بن عبد ربه عن الوليد عن عبد الرحمن بن

(1) ابن سعد: بك.
(2) وهذا ما ورد في أسد الغابة 1 / 416 وفيه: قال مسلم: فتوفي أبي في خلافة عثمان، فكان الكتاب عندنا
حتى ولي عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى عامل قبلنا أن أشخص إلى مسلم بن الحارث التميمي بكتاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لأبيه.
(3) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت، وقد مر.
478

حسان عن مسلم بن الحارث عن أبيه
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علو اللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد أبو الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (1) الحارث بن مسلم بن الحار ث التميمي عن أبيه روى عنه
عبد الرحمن بن حسان يختلفون في الحارث وبيناه في مسلم بن الحارث حديثه في
الشاميين انتهى
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو القاسم
القاضي نبأنا محمد بن إسماعيل نبأنا هشام بن عمار حدثنا الوليد نبأنا
عبد الرحمن بن حسان الكتاني نبأنا مسلم بن الحارث التميمي قال مسلم وتوفي
الحارث بن مسلم في خلافة عثمان
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة حينئذ قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي بن محمد قالا
أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) سئل أبو زرعة عن مسلم بن الحارث أو
الحارث بن مسلم فقال صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) حدثنا عبد الرحمن قال (3) الصحيح
الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه وسمعت أبي يقول الحارث بن مسلم تابعي
انتهى
أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن
جعفر نبأنا يعقوب نبأنا هشام بن عمار نبأنا الوليد حدثني عبد الرحمن بن حسان
الكتاني حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي قال توفي الحارث بن مسلم في
خلافة عثمان بن عفان وكان آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين قتل في ذي الحجة
فيها انتهى الوافد إذا على عمر بن عبد العزيز مسلم بن الحارث (4)

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 282.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 88.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(4) ما بين معكوفتين زيادة لازمة للايضاح، انظر أسد الغابة 1 / 416.
479

1158 الحارث بن معاوية الكندي الأعرج (1)
رأى بلال بن رباح مؤذن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بدمشق وسأله عن المسح على
الخفين وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وبلال وأبي الدرداء
وأدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه أبو أمامة الباهلي ومكحول الدمشقي وغضيف بن الحارث
والمهاجر بن حبيب وعبد الرحمن بن جبير بن نفير انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو القاسم
تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي ومحمد بن
عبد الرحمن القطان وعبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب قالوا أنبأنا أبو القاسم
علي بن يعقوب وأخبرنا أبو محمد بن السلمي نبأنا عبد العزيز التميمي أنبأنا
تمام بن محمد عن (2) عبد الرحمن بن عثمان قالا أنبأنا أحمد بن سليمان قالا
أنبأنا أبو زرعة حدثني خالد بن مكي حدثني محمد بن حرب عن أبي بكر بن أبي
الدنيا عن المهاجر بحبيب عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر بن الخطاب
فقال إني قدمت أسألك عن الوتر في أول الليل أو في وسطه أو في آخره فقال عمر
كل ذلك قد عمل به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى
أخبرنا أبو غالب بن السبط أنبأنا أبو محمد بن الجوهري حينئذ
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب قالا أنبأنا أحمد بن
جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي نبأنا أبو المغيرة نبأنا صفوان نبأنا
عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن الحارث بن معاوية الكندي أنه ركب إلى عمر بن عبد
الخطاب رضي الله تعالى عنه فسأله عن ثلاث خلال قال فقدم المدينة فسأله عمر ما
أقدمك قال لأسألك عن ثلاث قال وما هن قال ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق
فتحضر الصلاة فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي وإن صلت خلفي خرجت من البناء
.

(1) أسد الغابة 1 / 417 والإصابة 1 / 290.
(2) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي القاسم تمام بن محمد البجلي الرازي في سير أعلام
النبلاء 17 / 289.
(3) مسند الإمام أحمد 1 / 18.
480

فقال عمر تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك إن شئت وعن الركعتين بعد
العصر فقال نهاني عنهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن القصص فإنهم أرادوني على القصص
فقال ما شئت كأنه كره أن يمنعه قال إنما أردت أن أنتهي إلى قولك قال أخشى
عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم
بمنزلة الثريا فيضعك الله عز وجل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا إسماعيل بن محمد البغدادي نبأنا محمد بن سنان القزاز نبأنا
يحيى بن أبي بكير (1) نبأنا إسرائيل عن زياد بن المظفر عن الحسن عن المقدام
الرهاوي قال جلس عبادة (2) وأبو الدرداء والحارث بن معاوية فقال أبا الدرداء أيكم
يذكر يوم (3) صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بعير من المغنم (4) فقال عبادة أنا فذكر
الحديث لم يزد انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو
الحسين بن السمسار أنبأنا أبو عبد الله بن مروان أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن
محمد بن يحيى بن حمزة أخبرني أبي عن أبيه قال حدثني أبو وهب الكلاعي أن
مكحول حدثه عن الحارث بن معاوية الكندي الأعرج قال الحارث كنت أتوضأ أنا وأبو
جندل بن سهيل (5) على المطهرة فذكرنا نزع الخفين ومر بنا بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في نزع الخفين فقال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (6) امسحوا على الموق (7) والخمار فرد أبو (8) جندل
عقبه في الخف بعد أن كان أخرجه قال وحدثني العلاء عن الحارث عن مكحول
هذا الحديث وذكر أن المطهرة عند الجب في مسجد دمشق [2877]

(1) بالأصل " بكر " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 497.
(2) يعني عبادة بن الصامت، انظر أسد الغابة والإصابة 1 / 291.
(4) بالأصل " الغنم " والمثبت عن المصدرين السابقين.
(5) الإصابة 1 / 291 " سهل ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 166.
(7).؟؟؟
(8)؟؟؟.
481

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو عثمان الصابوني أنبأنا أبو سعيد التازي
يعني عبد الله بن محمد أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عمير الدمشقي نبأنا عمرو بن
عثمان نبأنا الوليد بن مسلم عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول عن
الحارث بن معاوية بن الكندي عن بلال قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تمسحوا على
الأمواق والنصف [2878] ح
والنصيف الخمار قال النابغة (1)
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه * فتناولته واتقتنا باليد *
أخبرنا أبو الحسن علي المسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
نصر بن الجبان أنبأنا جمح بن القاسم نبأنا أحمد بن عبد الواحد وهو ابن يزيد
الجوبري حدثنا صفوان نبأنا الوليد نبأنا سعيد بن بشر عن مطر الوراق أنه حدثه
عن أبي قلابة الجرمي عن أبي الأشعث الصنعاني أن أبا جندل بن سهل (2)
والحارث بن معاوية مرا على بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يتوضأ ميضأة مسجد دمشق
فسألاه عن المسح على الخفين فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على الخفين والخمار
انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله نبأنا علي بن
الحسن الربعي أنبأنا أبو علي الحسين بن عبد الله بن سعيد الكندي ب بعلبك نبأنا
الحسين بن محمد بن إبراهيم السكوني بحمص نبأنا يحيى بن عثمان نبأنا سويد بن
عبد العزيز نبأنا عبيد الله بن عبيد عن مكحول عن الحارث الكندي عن بلال
مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على الخفين والعمامة انتهى
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمة الله تعالى عليه قال
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن
عبد الله بن يعقوب نبأنا محمد بن هارون نبأنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عمي
ثم أخبرني ابن لهيعة عن إسحاق بن عبد الله عن مكحول عن الحارث بن معاوية

(1) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 40.
(2) كذا، وقد مر: سهيل.
482

عن بلال أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على الخفين انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو اليمان نبأنا حريز (1) نبأنا
سفيان نبأنا سليمان عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله
تعالى عنه فقال له كيف تركت أهل الشام فأخبره عن حالهم فحمد الله ثم قال
لعلكم تجالسون أهل الشرك فقال لا يا أمير المؤمنين قال إنكم إن جالستموهم
أكلتم وشربتم معهم ولن تزالوا بخير ما لم تفعلوا ذلك انتهى
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو محمد طاهر بن
أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد أنبأنا
أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد نبأنا أبو عبيد الله (2) معاوية بن صالح عن يحيى بن
معين قال الحارث بن معاوية الكندي روى عن أبي الدرداء عن عمر
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا
محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام قال الحارث بن معاوية
الكندي رحل إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وسمع منه وساءله (4) عمر عن
الشام وأهله فجعل يخبره وسمع من عمر وروى عنه انتهى
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن
الحسن الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر أنبأنا أبو
بكر بن أبي خيثمة قال وأخبرني أبو محمد صاحب لي من بني تميم ثقة قال قال أبو
مسهر وكان من أصحاب أبي الدرداء المذكورون الحارث بن معاوية الكندي رئيسهم
وما أدري أين كان ينزل بدمشق أم بحمص وجبير بن نفير وأبو داود وأبو إدريس
وكان أعلمهم ولا أذكر أحدا سواهم انتهى

(1) بالأصل: " جريز " والصواب ما أثبت، وهو حريز بن عثمان، وقد مر
(2) بالأصل " أبو عبيد الله بن معاوية " والصواب حذف " بن " انظر ترجمة معاوية بن صالح بن سير أعلام النبلاء.
13 / 23.
(3) انظر ابن سعد 7 / 444.
(4) الزيادة عن طبقات ابن سعد، ومكانها بالأصل مطموس.
483

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المبارك بن عبد الجبار أنبأنا
الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسين وأحمد بن محمد العتيقي حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأ
الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد بن صالح حدثني
أبي أحمد قال (1) الحارث بن معاوية الكندي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا الحارث بن معاوية الكندي هو الحارث الأعرج الراكب إلى
عمر يسائله عن القصص سمعته من علي بن عياش عن حريز بن عثمان عن سليم بن
عامر روى عنه من الأجلة غضيف بن الحارث انتهى
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا عبد الله بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول الحراث بن معاوية
الكندي الأعرج قدم حمص
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا
عبد الوهاب بن محمد الغندجاني زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن الأصبهاني
قالا أنبأنا أحمد بن عبدان نبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (2)
الحارث بن معاوية رأى عمر روى عنه سليم بن عامر الشامي وقال مسلم بن
مشكم قال الحارث بن معاوية الكندي إن شئتم لأحفلن لكم أن أبا الدرداء لم يحمله
شغل أن يؤخر الصلاة انتهى
أنبأنا أبو طاهر الحسين بن محمد الزينبي أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 104.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 281.
484

الحسين بن المظفر أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن حفص أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى
البغدادي في تاريخ الحمصيين في ذكر أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
قال وكان في أيامه منهم الحارث بن معاوية الكندي وهو الحارث الأعرج وركب إلى
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حدث عنه من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أبو أمامة
الباهلي وقد حدث الحارث عن بلال (1)
1159 الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة
ابن عمر بن عبد عوف بن مالك بن النجار الأنصاري (2)
له صحبة وشهد غزوة مؤتة واستشهد بها انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين
قراءة قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا محمد بن أبي نصر نبأنا أبو القاسم
علي بن يعقوب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نبأنا محمد بن حامد
أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال قتل
من المسلمين من الأنصار من بني النجار من بني مالك بن النجار الحارث بن النعمان بن
إساف بن نضلة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك يوم مؤتة
أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني
نبأنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي نبأنا ابن لهيعة عن الأسود عن
عروة في تسمية من قتل يوم مؤتة من الأنصار الحارث بن النعمان بن إساف بن
نضلة بن عبد عوف بن غنم انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر
محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال قال حسان بن
عبد الله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم مؤتة من بني
مالك بن النجار الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن
مالك

(1) بياض بالأصل مقدار ثلاثة أرباع السطر.
(2) ترجمته في أسد الغابة 1 / 418 والإصابة 1 / 292 وانظر في عامود نسبه جمهرة ابن حزم 347 و 348.
(3) زيادة للايضاح.
485

قال وحدثنا حامد بن يحيى نبأنا صدقة عن ابن إسحاق مثله إلا أنه قال ومن
بني غنم بن مالك النجار بن الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن
غنم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير
عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم مؤتة من بني غنم بن مالك بن النجار
الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا محمد بن
العباس أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع أنبأنا محمد بن عمر
الواقدي (2) في ذكر من استشهد بمؤتة من بني (3) مالك بن النجار الحارث بن
النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري
قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن
الفهم نبأنا محمد بن سعد قال أنبأنا في الطبقة الثانية الحارث بن النعمان بن إساف بن
نضلة بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار وشهد أحدا (4) وقتل يوم مؤتة شهيدا (5)
وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة انتهى
قرأ ت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال واستشهد يوم مؤتة
الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة
1160 الحارث بن نمير التنوخي
من فرسان أهل الشام ووجهه معاوية على خيل وأمره أن يفضي إلى الجزيرة

(1) انظر سيرة ابن هشام 4 / 30.
(2) مغازي الواقدي 2 / 769 في ذكر من استشهد بمؤتة من بني هاشم وغيرهم.
(3) في مغازي الواقدي: " ومن بني النجار " بسقوط " بني مالك ".
(4) بالأصل: أحد.
(5) بالأصل: شهيد.
486

ويأتيه بمن وجده فيها على طاعة علي عليه السلام له ذكر انتهى
1161 الحارث بن أبي وجرة (1)
واسم أبي وجرة تميم بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
القرشي قدم الشام مع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وشهد خطبته بالجابية
وقرأت بخط أبي عبد الله الصوري وجرة بالواو والجيم والراء والهاء والله أعلم
انتهى
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
نصر محمد بن أحمد بن هارون (2) وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسين بن علي بن يعقوب قالا أنبأنا علي بن
يعقوب أنبأنا أبو عبد الملك أنبأنا محمد بن عائذ قال
قال الوليد نبأنا شعبة حدثنا سعيد (3) بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله
قال لما سار عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى الشام قال لأعرفن ما مدحتم
خالد بن الوليد فإنه رجل يهتز عند المدح وأنت يا ابن أبي وجرة فلأعرفن ما مدحته
قال فلما قدموا الشام أقبل ابن أبي وجرة وعمر في مجلسه وعنده خالد بن الوليد
متقنع بردائه فسلم ابن أبي وجرة وقال أفيكم خالد بن الوليد هو والله ما علمت
أجملكم وجها وأجرأكم مقدما وأبذلكم يدا قال فلما انصرف خالد بعث إلى ابن
أبي وجرة بمئتي دينار وراحلة فلما انصرف عمر قال يا ابن أبي وجرة ألم أنهك عن
مدح خالد بن الوليد قال ابن أبي وجرة من أعطانا منكم مدحناه ومن منعنا سببناه
سباب العبد لسيده قال وكيف يسب العبد سيده قال حيث لا يسمع فضحك
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انتهى
وقد روي أن المادح لخالد بن الوليد أبو وجرة السعدي وقد ذكر ذلك في باب
الكنى
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو منصور

(1) في ابن حزم ص 114 " أبي وجزة " ومثلة وفي الإصابة 1 / 294.
(2) ترجمته في سير الاعلام 17 / 400 وبالأصل " أو نضر " والمثبت عن السير.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختلط المعني، والزيادة مقتبسة عن ترجمة سعيد بن عبد العزيز في
تهذيب التهذيب 2 / 320.
487

محمد بن علي بن إسحاق الكاتب أنبأنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي (1)
نبأنا أبو روح أحمد بن محمد بن مكي الهذلي أنبأنا أبو حاتم السجستاني قال وعاش
أبو وجرة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس وهو ابن الحارث بن أبي وجرة وكان
الحارث مسلما فقام يصلي خلف عمر بن الخطاب فقال عمر " كأنهم خشب
مسندة (2) وكان رجلا أدم طوالا فقال ألي تعرض يا ابن الخطاب والله لا أصلي
خلفك أبدا ثم انصرف
وكان أبو وجرة عاش ثمانين ومائتي سنة حتى أقعد على رجليه انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا (3) البنا قالا أنبأنا
أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن
بكار قال فولد أبو وجرة بن أبو عمرو الحارث أسر يوم بدر ودقسا وامرأة ولدت
عبد الرحمن بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف وأروى بنت أبي وجرة ولدت معبد بن
حرانة وأمهم ريطة بنت نضلة بن قائف بن الحويرث بن الحارث بن حبيب
1162 الحارث بن وداعة الحميري
ممن شهد صفين مع معاوية وبارز علي بن أبي طالب فقتله علي يومئذ له ذكر
يأتي ذكره في ترجمة كريب بن الصباح
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسين بن أحمد أنبأ أبو
علي بن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيجاب نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي
نبأنا عبد الله بن عمر نبأنا الوليد بن بكير التميمي عن سيف بن عمر عن مجالد
عن عامر الشعبي قال سئل عن أهل الجمل وأهل صفين فقال أهل الجنة لقي بعضهم
بعضا فاستحيوا أن يفر بعضهم من بعض
1163 الحارث بن معاوية المازني ويقال الحارثي
جد عيسى بن شبيب
روى عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ووجهه سالم بن زياد من دمشق

(1) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى خرق وهي على ثلاثة فراسخ من مرو.
(2) سورة المنافقون، الآية: 4.
(3) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
488

إلى خراسان حين ولاه إياه يزيد بن معاوية له ذكر في حديث انتهى
أخبرنا أبو غالب بن الحسين أنبأنا محمد بن علي أنبأنا أحمد بن إسحاق
نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال أقر يزيد
يعني ابن معاوية ابن عبد الرحمن واستخلف قيس بن الهيثم السلمي فعزله يزيد
وولاه سالم بن زياد خراسان وسجستان فوجه سالم إلى خراسان الحارث بن معاوية
المازني فلم يزل عليها حتى مات يزيد انتهى (1)
أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سعد عبد الله بن سعد بن حبان قالا أنبأنا
موسى بن عمران أبو أنبأنا عبد الله الحافظ أخبرنا علي بن عبد العزيز نبأنا أحمد بن
عمرو بن فضالة نبأنا العياش بن مصعب نبأنا محمد بن إبراهيم الرواري أخبرني
أبو صالح يعني سلمويه (3) بن صالح أن سالم بن زياد لما خرج إلى مرو استخلف
الحارث بن معاوية المازني على نيسابور
قال الحاكم أبو عبد الله الحارث بن معاوية المازني روى عن عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه
1164 الحارث بن هانئ بن مدلج
ابن مقداد بن زمل بن عمرو العذري
روى عن أبيه هانئ
روى عنه ابنه هانئ انتهى
أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنبأنا أبو القاسم
الحسين بن محمد الحنائي حينئذ وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا
عبد العزيز بن أبي طاهر قالا أنبأنا أبو القاسم البجلي أنبأنا أبو الحارث محمد بن
الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل بن عمرو العذري من لفظه حدثني
أبي عن أبيه عن جده عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له
حمام وكانوا يعظمونه وكان في بني هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة

(1) كذا ولم يرد ذكره في تاريخ خليفة.
(2) كذا سمها بالأصل.
(3) واسمه سليمان، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 433 وتهذيب التهذيب 2 / 409.
489

وكان سادنه رجلا يقال له طارق وكان يعترون (1) عنده فلما ظهر النبي (صلى الله عليه وسلم) سمعنا صوتا
يقول يا بني هند بن حرام ظهر الحق وأودى حمام ودفع الشرك الإسلام قال ففزعنا
لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول يا طارق يا طارق بعث النبي
الصادق بوحي ناطق صدع صادع بأرض تهامة لناصريه السلامة ولخاذليه الندامة
هذا الوادع مني إلى يوم القيامة قال زمل فوقع الصنم لوجهه قال زمل فاتبعت
راحلة ورحلت حتى أتيت وانشد شعرا قلت (2)
إليك رسول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وفورا (3) من الرمل
لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي
وأشهد أن الله لا شئ غيره * أدين له ما أثقلت قدمي نعلي *
قال وأسلمت وبايعته وأخبرناه بما سمعنا فقال ذلك من كلام الجن ثم
قال يا معشر العرب إني رسول الله إلى الأنام كافة أدعوهم إلى عبادة الله وحده وأني
رسوله وعبده وأن يحجوا البيت ويصوموا شهرا من أثني عشرا وهو شهر رمضان
فمن أجابني له الجنة نزلا وثوابا ومن عصاني فله النار منقلبا ومثوى قال فأسلمنا
وعقد لنا لواء وكتب لنا كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه
خاصة إني بعثته إلى قومه كافة فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله ومن أبى فله أمان
شهرين شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري
انتهى غريب جدا [2879]
1165 الحارث بن هانئ بن الحارث بن هانئ
ابن مدلج بن المقداد بن زمل
سبيط المذكورين آنفا روى عن أبيه أبي الحارث محمد بن الحارث الحديث
الذي تقدم ذكره

(1) يعترون: يذبحون، والعتر: الذبح، والعتيرة: شاة كانوا يذبحونها لآلهتهم (القاموس: عتر).
(2) الشعر في طبقات ابن سعد 1 / 332.
(3) في ابن سعد: وقوزا.
(4) كذا بالأصل.
490

1166 الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو (1) بن مخزوم
أبو عبد الرحمن المخزومي (2)
له صحبة أسلم يوم الفتح ثم حسن إسلامه وخرج إلى الشام مجاهدا وحبس نفسه
في الجهاد لم يزل بالشام إلى أن قتل باليرموك ويقال مات بطاعون عمواس
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه ابنه عبد الرحمن بن الحارث
أخبرنا أبو بكر المزرفي أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا علي بن
عمر بن محمد الخرقي (3) أنبأ أبو الحسن شعيب بن محمد الذارع (4) نبأنا أبو كريب
نبأنا رشد بن سعد المصري عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن سعد عن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أنه قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدثني بأمر اعتصم
به قال أملك عليك هذا وأشار إلى لسانه انتهى [2880]
أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن حسون النرسي
أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج نبأنا عبد الله بن سليمان نبأنا
أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد حدثني
عقيل أن ابن شهاب أخبره عن عبد الرحمن بن سعد المقعد عن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام عن أبيه أنه قال يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال أملك
عليك هذا وأشار إلى لسانه قال عبد الرحمن فرأيت ذلك يسيرا وكنت قليل الكلام
فلم أفطن له وإذا ليس شئ أشد منه انتهى [2881]
ورواه عبد الله بن زياد بن سمعان عن الزبيري أخبرناه القاسم بن إسماعيل
عن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن محمد بن غالب وأبو القاسم بن

(1) في تهذيب التهذيب 1 / 420 وأسد الغابة 1 / 420 " عمر ".
(2) ترجمته في الاستيعاب 1 / 307 - 308 وأسد الغابة 1 / 420 والإصابة 1 / 293 تهذيب التهذيب 1 / 420
سير أعلام النبلاء 4 / 419 (167) والوافي بالوفيات 11 / 249 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى
ترجمت له.
(3) بالأصل " الحرقي " والمثبت عن الأنساب.
(4) بالأصل " الذراع " والمثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى الذرع للثياب والأرض.
491

البسري قالوا أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا عبد الوهاب بن محمد بن زياد
النيسابوري أنبأنا يونس بن عبد الأعلى أنبأنا وهب أخبرني ابن سمعان عن ابن
شهاب أخبره أن أباه أخبره أنه قال يا رسول الله أخبرني بأمر اعتصم به فقال
رسول اله (صلى الله عليه وسلم) أملك على هذا وأشار إلى لسانه قال عبد الرحمن بن الحارث رأيت
ذلك يسيرا وكنت رجلا قليل الكلام ولم أفطن لماذا ولا شئ أشد منه انتهى
وهذا حديث غريب من حديث الزهري لم يذكره محمد بن يحيى الذهلي في
الوهميات انتهى [2882]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
أنبأنا محمد بن عمر أخبرني الضحاك بن عثمان أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير
قال سمعت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يحدث أبي عن أبيه قال رأيت
رسول لله (صلى الله عليه وسلم) في حجته وهو واقف على رحله وهو يقول والله إنك لخير أرض الله
وأحب أرض الله إلي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ح قال فقلت ولم أبين يا
ليتنا لم نفعل فارجع إليها فأنها منيتك ومولدك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني سألت ربي
فقلت اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلى فأنزلني أحب أرضك إليك فأنزلني
المدينة انتهى [2883]
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (1) الحسن بن أحمد قالا أنبأنا
محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس نبأنا محمد بن
سليمان بن داود بن محمد بن الزبير قال فولد هشام بن المغيرة عثمان به كان يكنى
وأمه بنت عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وليس لعثمان عقب والحارث بن
هشام وكان شريفا مذكورا وله يقول كعب بن الأشرف اليهودي وهو من طئ من أهل
الجبلين وأمه من بني النضر (2)
نبئت أن الحارث بن هشام * في الناس يبني المكرمات ويجمع
ليزور يثرب بالجموع وإنما * يبني على الحسب القديم الأرفع *

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(2) البيتان في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 301، وأثرب هي يثرب.
492

وشهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين فكان فيمن انهزم فعيره حسان بن
ثابت قال (1)
إن كنت كاذبة الذي حدثتني * فنجوت منجا الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم * ونجا برأس طمرة ولجام *
فقال الحارث بن هشام يعتذر من فراره يومئذ (2)
القوم أعلم ما تركت قتالهم * حتى رموا فرسي بأشقر مرثد
فعلمت أني إن أقاتل واحدا * أقاتل ولا ينكي عدوي مشهد
فصددت عنهم والأحبة فيهم * طمعا لهم بعقاب يوم مفسد *
وقال أيضا شعرا مثله *
القوم أعلم ما تركت قتالهم * حتى رموا فرسي بأشقر مرثد
فعلمت أني إن أقاتل واحدا * أقاتل ولا ينكي عدوي مشهد
فصددت عنهم والأحبة فيهم * طمعا لهم بعقاب يوم مفسد *
ثم غزا أحدا مع المشركين ولم يزل متمسكا بالشرك حتى أسلم يوم فتح مكة
استأمنت له أم هانئ بنت أبي طالب وكان لجأ إلى منزلها واستجار بها فتفلت علي بن أبي طالب ليقتله فقالت أم هانئ بنت
أبي طالب للنبي (صلى الله عليه وسلم) حين دخل منزلها ذلك اليوم
يا رسول الله ألا ترى إلى ابن أمي أجرت رجلا فأراد أن يقتله قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد
أجرنا من أجرت وأمنه ثم حسن إسلام (5) الحارث بن هشام انتهى [2884]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي نبأنا إبراهيم بن
محمد بن الفتح الحلي المصيصي نبأنا أبو عثمان بن سعيد نبأنا أبو يوسف محمد بن
سفيان بن موسى الصفار نبأنا أبو عثمان سعيد بن نعيم المصيصي قال سمعت ابن

(1) البيتان في ديوانه ط بيروت 215 والاستيعاب 1 / 308 وأسد الغابة 1 / 420 والإصابة 1 / 293.
(2) عن الديوان وبالأصل " حدثني ".
(3) الطمرة: الفرس الكثير الجري (اللسان: طمر).
(4) الشعر في سيرة ابن هشام 3 / 19 ونسب قريش للمصعب الزبيري ص 302 والوافي 11 / 250 والاستيعاب
1 / 308 هامش الإصابة باختلاف الرواية في المصادر.
(5) بالأصل اسلامه.
493

المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله قيل له فيما نزلت هذه
الآية " ليس لك من الأمر شئ " (1) فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو على صفوان بن
أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت هذه الآية " ليس لك من الأمر شئ
أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " (1) انتهى كذا رواه حنظلة بن سلام رواه
عمر بن حمزة عن سالم فأنشده عن أبيه
أخبرناه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن أنبأنا أبو القاسم
حينئذ وأخبرناه أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم أنبأنا جدي
أبو القاسم أنبأنا أبو الحسين الخفاف أنبأنا أبو العباس السراج نبأنا أبو السائب
سالم بن جنادة نبأنا أبو بكر أحمد بن بشر عن عمر بن حمزة عن سالم عن ابن
عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد اللهم اللهم العن أبا سفيان اللهم العن
الحارث اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب
عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " فتاب عليهم وأسلموا فحسن إسلامهم رواه
الترمذي عن سالم [2885] (2)
وأخبرنا أبو المظفر وأبو الأسعد قالا أنبأنا أبو القاسم القشيري أنبأنا أبو
الحسين الخفاف أنبأنا أبو العباس السراج نبأنا أبو السائب سلم عن أبيه قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن
عمرو اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم
أو يعذبهم فإنهم ظالمون " وقد رواه نافع عن ابن عمر أيضا مثله
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا أبو معاوية الغلابي نبأنا خالد بن
الحارث نبأنا محمد بن عجلان عن نافع عن عبد الله أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يدعو
على أربعة فأنزل الله تبارك وتعالى " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم " "

(1) سورة آل عمران، الآية: 128.
(2) صحيح الترمذي 48 / كتاب تفسير القرآن حديث رمق 3004 (ج 5 / 227) وفيه أحمد بن بشير عن عمر بن
حمزة.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
494

فإنهم ظالمون " قال وهداهم الله تبارك وتعالى للإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد
حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي لفظا وعلي بن محمد بن أبي العلاء قراءة قالا
أنبأنا أبو الحسن بن عوف نبأنا محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار وأنبأنا
محمد بن خريم (1) نبأنا حميد بن زنجويه حدثني نعيم بن حماد نبأنا ابن المبارك
نبأنا معمر عن الزهري عن بعض آل عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
قال لما كان يوم الفتح ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف (2)
وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال عمر فقلت قد أمكن الله
منهم أعرفهم ما صنعوا حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثلي ومثلكم كما قال يوسف
لاخوته " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " (3) قال عمر
فانتضحت أو انتضحت حياء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كراهية أن يكون قد بدر مني شئ وقال
لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قال (4) انتهى إنشاده وستأتي هذه الحكاية في ترجمة صفوان إن
شاء الله تعالى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن (5) بن علي أنبأنا أبو
عمر حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
نبأنا محمد بن عمر حدثني سليط بن مسلم عن عبد الله بن عكرمة قال لما كان يوم
الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ بنت أبي طالب
فاستجارا بها وقالا نحن في جوارك فأجارتهما فدخل عليها علي بن أبي طالب فنظر
إليهما فشهر عليهما السيف قالت (6) فألقيت عليهما واعتنقته وقلت تصنع هذا بي من
بين الناس لتبدأن بي قبلهما قال تجيرين المشركين فخرج ولم يكد فأتيت

(1) بالأصل " حرم " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " خالد " خطأ، انظر ترجمته في سير الاعلام 2 / 562.
(3) سورة يوسف، الآية: 92.
(4) طبقات ابن سعد 2 / 114.
(5) بالأصل " الحسين " خطأ، وهو أبو محمد الجوهري الحسن بن علي بن محمد بن الحسن ترجمته في سير
الاعلام 18 / 68.
(6) بالأصل: " قال " انظر مغازي الواقدي 2 / 829 وما بعدها.
495

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله ما لقيت من ابن أمي علي ما كدت أفلت منه أجرت
حمورين لي من المشركين فتفلت عليهما ليقتلهما فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ذلك له
قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت فرجعت إليهما فأخبرتهما فانصرفا إلى منازلهما
فقيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما
متفضلان في الملاء المزعفر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا سبيل إليهما فقد أمناهما قال
الحارث بن هشام وجعلت أستحي أن يراني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأذكر رؤيته إياي في كل
موطن أي موضعا مع المشركين ثم أذكر بره ورحمته وصلته فألقاه وهو داخل إلى
المسجد فيلقاني بالبشر ووقف حتى جئته وسلمت عليه وشهدت شهادة الحق فقال
الحمد لله الذي هداك ما كان مثلك يجهل الإسلام انتهى [2886]
قال الحارث بن هشام فوالله ما رأيت مثل الإسلام جهل
قال محمد بن عمر وشهد الحارث بن هشام مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حنينا وأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين مائة من الإبل انتهى
قال محمد بن عمر قال أصحابه (1) ولم يزل الحارث بن هشام مقيما بمكة بعد
أن أسلم حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو غير مغموص عليه في إسلامه فلما جاء كتاب أبي
بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما يستنفر المسلمين على غزو الروم قدم الحارث بن
هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو على أبي بكر الصديق المدينة فأتاهم في
منازلهم فرحب بهم وسلم عليهم وسر بمكانهم ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى
الشام فشهد الحارث بن هشام فحل وأجنادين ومات بالشام في طاعون عمواس سنة
ثمان عشرة فتزوج عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ابنته أم حكيم بنت الحارث
وهي أخت عبد الرحمن بن الحارث فكان عبد الرحمن بن الحارث يقول ما رأيت
ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا الهيثم بن كليب نبأنا ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري
قال (2) والحارث بن هشام المخزومي هو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

(1) الخبر في طبقات ابن سعد 7 / 404.
(2) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 299 وما بعدها.
496

وهو بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أسلم يوم الفتح وأصيب شهيدا بالشام
انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
قال في الطبقة الرابعة الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه
أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمر بن مندة أنبأنا الحسين بن محمد بن
يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن
سعد قال في الطبقة الخامسة الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن مات في لطاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وخلف
عمر على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وهي أم عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام ولعبد الرحمن دار بالمدينة رثة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسين بن
أحمد بن موسى أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق نبأنا خليفة بن خياط قال
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أمه أم الجلاس اسمها
أسماء بنت محرجة (1) بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم استشهد الحارث بن هشام
يوم اليرموك انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا الحسن أنبأنا أحمد بن عبيد إجازة حدثنا محمد بن الحسين
نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال (3) الحارث بن هشام بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب كان

(1) بالأصل: " مخرمة " والمثبت عن ابن سعد ونسب قريش.
(2) بالأصل: " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(3) نسب قريش ص 302.
497

مذكورا شريفا أسلم يوم فتح مكة يقولون إن أم هانئ بنت أبي طالب استأمنت له
فأمنه النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهى
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن
حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب
قال الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أسلم يوم فتح مكة
مات في طاعون عمواس
أخبرنا أبو محمد بن الأبنوسي في كتابه ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر أنبأنا
أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن
الحسن بن شعيب أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال الحارث بن هشام بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة أحد بني نهشل بن
دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم أسلم يوم الفتح وكان من
المؤلفة وتوفي سنة ثمان عشرة بالشام زمن الطاعون قال وكان قد عمي قبل وفاته
له حديث
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير قراءة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح
الحارث بن هشام
قرأنا على أبو عبد الله بن البنا عن أبي تمام عن أبي محمد اللفتواني أنبأنا أبو
بكر أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد أنبأنا أبو بكر بن أبي
خيثمة قال أبو عبد الرحمن الحارث بن هشام بن المغيرة أنبأنا مصعب بن
عبد الله قال الحارث بن هشام أسلم يوم فتح مكة وكان شريفا مذكورا فحسن إسلامه
خرج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه من مكة إلى الشام فلم يزل بالشام
حتى مات (1) وأما المدائني فأخبرنا أن الحارث بن هشام قتل باليرموك

(1) نسب قريش ص 301 و 302 باختلاف الرواية.
498

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن
مندة قال الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي عداده في أهل الحجاز وكان
شريفا مذكورا أسلم يوم فتح مكة وكانت أم هانئ استأمنت له فأمنه خرج في زمان
عمر إلى الشام فلم يزل بها حتى قتل باليرموك قاله ابن أبي خيثمة عن مصعب بن
عبد الله الزبيري وقيل مات في طاعون عمواس انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا إبراهيم بن
محمد بن الفتح أنبأنا محمد بن سفيان بن موسى نبأنا سعيد بن رحمة بن نعيم قال
سمعت ابن المبارك عن الأسود بن شيبان السدوسي عن أبي نوفل بن أبي عقرب
قال خرج الحارث بن هشام من مكة فجزع أهل مكة جزعا شديدا فلم يبق أحد يطعم
إلا خرج يشيعه حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء الله تعالى من ذلك وقف
ووقف الناس حوله يبكون فلما رأى جزع الناس قال يا أيها الناس إني والله ما خرجت
رغبة بنفسي عن أنفسكم ولا اختيار بلد عن بلدكم ولكن كان هذا الأمر فخرجت فيه
رجال من قريش والله ما كانوا من ذوي أنسابها ولا في بيوتاتها فأصبحنا والله لو أن
جبال مكة ذهبا فأنفقناها في سبيل الله عز وجل ما أدركنا يوما من أيامهم وأيم الله لئن
فأتونا به في الدنيا لنلتمسن أن نشاركهم في الآخرة فاتقى الله امرؤ فتوجه غازيا إلى
الشام واتبعه ثقله فأصيب شهيدا (1)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان بن الزبير قال قال عمي مصعب (2) وخرج
يعني الحارث في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما بأهله وماله من مكة
إلى الشام فتبعه أهل مكة يبكون عليه فرق (3) فبكى فقال أما لو كنا نستبدل دارا بدار
وجارا بجار ما أردنا بكم بدلا ولكنها النقلة إلى الله تبارك وتعالى ولم يزل حابسا نفسه
ومن معه بالشام مجاهدا حتى مات (4) ولم يبق من أهله وولده غير عبد الرحمن وأم

(1) الاستيعاب 1 / 310 - 311 سير الاعلام 2 / 420 - 421.
(2) نسب قريش ص 302.
(3) نسب قريش، فوقف، فبكي.
(4) الزيادة عن نسب قريش.
499

حكيم بنت الحارث حتى ختم الله تعالى له بخير قال الزبير وأم الحارث (1) وأبي
جهل واسمه عمرو (2) بن هشام بن المغيرة أسماء بنت مخربة بنت جندل بن أبير بن
نهشل بن دارم وأخوتهما لأمهما عياش وعبد الله وأم حجى بنو (3) أبي ربيعة بن
المغيرة تزوج أم حجير أبو إهاب بن عزيز انتهى
قال وأنبأنا الزبير حدثنا علي بن المغيرة عن معمر بن المثنى قال نزل
هشام بن المغيرة بحران وبها أسماء بنت مخربة النهشلي نهشل بن دارم قد هلك
عنها زوج لها وكانت امرأة لبيبة عاقلة ذات جمال فقيل له يا أبا عثمان إن ها هنا امرأة
لبيبة من قومك وأثنوا عليها فأتاها فلما رآها رغب فيها فقال هل لك أن أتزوجك
وأنقلك إلى مكة قالت ومن أنت قال أنا هشام بن المغيرة قالت فإني لا
أعرفك (4) ولكني أنكحك نفسي وتحملني إلى مكة فإن كنت هشاما فأنا امرأتك فعجب
من عقلها وازداد رغبة فيها فحملها فلما قدمت مكة أعلمت أنه هو هشام فنكحها
فولدت له عمرا الذي كناه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا جهل والحارث بن هشام ثم فارقها
فخلف عليها أخوه أبو ربيعة بن المغيرة انتهى
قال ونبأنا الزبير قال وأنشدني محمد بن الحسن لابن الكوسج مولى
القرويين (5)
أحسبت أن أباك كان يوم تسبني * بالشرف كان الحارث بن هشام *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير
عن (6) محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره قالوا كان من
أعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش من بني مخزوم

(1) مكان الواو بياض بالأصل، والذي استدرك يتفق مع عبارة نسب قريش ص 302.
(2) بالأصل " عمر ز والصواب ما أثبت باعتبار ما تقدم.
(4) بالأصل، " فإني لأعرفك " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 172.
(5) البيت ومعه بيت آخر، بدون نسبة في الاستيعاب 1 / 310 والوافي 11 / 250 وفيه: " بالمجد بدل
" بالشرف ".
(6) زيادة لازمة، ويونس بن بكير راوي سيرة ابن إسحاق.
500

الحارث بن هشام مائة من الإبل (1) انتهى
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الشاهد أنبأنا أبو عمر محمد بن
العباس أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن عمر الواقدي قال
وأعطى يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين من بني مخزوم الحارث بن هشام مائة من
الإبل (2) انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن النفور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن
إبراهيم نبأنا سيف بن عمر عن زهرة عن أبي سلمة ومحمد بن أبي المهلب وطلحة
قالوا جميعا قال ولما بلغ القسم يعني قسم عمر الأول سهيل بن عمرو والحارث بن
هشام وكانا قد شهدا بدرا مع المشركين فلما أعطيا أقل مما أعطى غيرهما قالا هذا
أنت وأنت تعرف قريشا تقصر بنا وتفضل علينا من ليس إلينا فكيف بغيرك قال إنما
القسم على السابقة والقدمة في الإسلام وقد سبقتما قالا نعم إذا ولئن كنا سبقنا لذلك لا
نسبق إلى الجهاد وأخذا
قال وأنبأنا سيف عن عبد الله بن سعيد عن أبي سعيد المقبري مثله انتهى
وذكر سيف في حديث آخر بإسناد له أن عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام كانا
على المحامية يوم اليرموك (3)
قال ونبأنا سيف عن أبي عثمان وخالد (4) قال وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف يوم اليرموك سلمة بن هشام انتهى
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد أنبأنا علي بن
أحمد بن عمر أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن أنبأنا الحسن بن علي القطان نبأنا
إسماعيل بن عيسى العطار أنبأنا إسحاق بن بشر قال ثم إن عمر قسم الأموال بين
الناس فآثر أهل بدر على غيرهم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان آثر الناس عنده في

(1) انظر سيرة ابن هشام 4 / 135 و 136.
(2) مغازي الواقدي 3 / 946.
(3) تاريخ الطبري 3 / 400.
(4) تاريخ الطبري 3 / 402. وبالأصل " عن خالد ز والصواب عن الطبري.
501

القسم بعد أهل بدر أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم من قتل أبوه مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شهيدا ثم الذين
اتبعوهم بإحسان وكان ذلك القسم أول فئ قدم على عمر فلما بلغ القسم سهيل بن
عمرو والحارث بن هشام بن (1) المغيرة ولم يبلغ بها عمر في القسم ما بلغ بأصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالا يا عمر لا تؤثرون علينا أحدا فإنا قد آمنا بالله ورسوله وشهدنا أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له فقال لهما عمر إني لم أوثر عليكما من آثرت من أصحاب
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إلا أنهم سبقوكم بالهجرة
أحدا قالا فإن كنا قد سبقنا بالهجرة فإنا لم نسبق بالجهاد في سبيل الله عز وجل انتهى
قال ثم تكلم الحارث بن هشام بن المغيرة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم صلى
على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال يا أمير المؤمنين حق على كل مسلم النصيحة لك والاجتهاد في
أداء حقك لما أفضى إليك من أمر هذه الأمة التي وليت فعليك بتقوى الله تعالى في
أمرك كله سره وعلانيته والاعتصام بما تعرف من أمر الله تعالى الذي شرع لك وهداك
له فإن كل راع مسؤول عن رعيته وكل مؤتمن مسؤول عن أمانته والحاكم أحوج إلى
العدل من المحكوم عليه فنسأل الله لنا ولك التقوى والعافية وتمام النعمة في الدنيا
والآخرة ونستودعك الله فقال عمر هداك الله وأعانك وصحبك عليكما بتقوى الله
في أمركما كله " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون (2) " فأمر عمر لكل واحد
منهم بأربعة آلاف عونا على جهادهما فخرجا إلى الشام فلم يزالا مجاهدين فقتل
الحارث بن هشام يوم اليرموك شهيدا وتوفي سهيل بن عمرو (3) في طاعون عمواس (4)
من أرض فلسطين
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (5) البنا قال أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار حدثني

(1) بالأصل: " والمغيرة " والمثبت مما تقدم.
(2) سورة النحل، الآية: 128.
(3) بالأصل " عمر ".
(4) ويقال فيها عمواس بكسر العين وسكون الميم، قيل قتيبة من بيت المقدس، وقيل: هي ضيعة على ستة
أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، فيها كان ابتداء الطاعون ثم فشا في أرض الشام (انظر معجم
البلدان).
(5) بالأصل: " أخبرنا أبو غالب أبو عبد الله أنبأنا البنا " والصواب ما أثبت، وقد مر هذا السند كثيرا.
502

مصعب بن عثمان حدثني نوفل بن عمارة قال جاء الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو
إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فجلسا عنده وهو بينهما فجعل المهاجرون
الأولون يأتون عمر فيقول ها هنا يا سهيل ها هنا يا حارث فينحيهما عنهم فجعل
الأنصار يأتون عمر فينحيهما عنهم كذلك حتى صارا في آخر الناس فلما خرجا من عند
عمر قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو ألم تر ما صنع بنا فقال له سهيل أيها
الرجل لا لوم عليه ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا دعي القوم فأسرعوا ودعينا فأبطأنا
فلما قام من عند عمر أتياه فقالا له يا أمير المؤمنين قد رأينا ما فعلت اليوم وعلمنا أنا
اتهمنا في أنفسنا فهل من شئ نستدرك به فقال لهما لا أعلمه إلا هذا الوجه وأشار
لهما إلى ثغر الروم فخرجا إلى الشام فماتا بها
أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن
العتيقي عن أبي الحسن الدارقطني أنبأنا عمر بن الحسن الشيباني نبأنا الحارث بن
محمد بن أبي أسامة نبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر نبأنا معمر عن عطاء
الخراساني عن أبي المسيب أن الحارث بن هشام هاجر إلى الشام في خلافة عمر
انتهى
قال وأنبأنا محمد بن عمر نبأنا يزيد بن فراس عن سنان بن أبي سنان الديلي
عن أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وقدم عليه سهيل بن عمرو
والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل فأرسل إلى كل واحد منهم بخمسة آلاف وفرس
انتهى
قال الواقدي هذا أغلظ الأحاديث إنما قدموا على أبي بكر وكان أول الناس
ضرب خيمة في عسكر أبي بكر بالجرف عكرمة بن أبي جهل وقتل بأجنادين في خلافة
أبي بكر فكيف يكون مع عمر وكان بالشام في خلافة عمر فهذا لا يعرف وإنما سهيل بن عمرو والحارث بن هشام فقد شهدا أجنادين والحارث بن هشام راية
المسلمين يوم أجنادين فكيف يكون مع عمر ومات بالشام في طاعون عمواس انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نبأنا أبو زرعة قال وقال محمد بن أبي عمر عن
أبي عتيبة عن عمرو عن الحسن بن محمد أن الحارث بن هشام وحويطب بن
503

عبد العزى وسهيل بن عمرو (1) خرجوا إلى الشام للجهاد فماتوا بها
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي نبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو الحسن العمري نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا محمد بن المثنى
نبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حينئذ أنبأنا أبو منصور
ومحمود بن إسماعيل الصيرفي وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل عنه
أنبأنا محمد بن عبد الله بن شاذان أنبأنا عبد الله بن محمد القباب نبأنا الوليد بن
أبان حدثني أبو أحمد يزيد بن مخلد نبأنا الأنصاري عن أبي يونس القشيري
حدثني حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي
ربيعة ارتثوا (2) يوم اليرموك فدعا الحارث بماء ليشربه وفي حديث زاهر يشربه
فنظر إليه عكرمة فقال الحارث ادفعوه إلى عكرمة فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال
عكرمة ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا وما
ذاقوه انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حدثني حبيب بن أبي
ثابت فذكره قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فأنكره وقال
هذا وهل روايتنا عن أصحابنا جميعا من أهل العلم والسير أن عكرمة بن أبي جهل قتل
يوم أجنادين شهيدا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ولا اختلاف بينهم في
ذلك وأما عياش بن أبي ربيعة فمات بمكة وأما الحارث بن هشام فمات بالشام في
طاعون عمواس سنة ثمان عشرة
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أحمد بن علي الحافظ حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال وفي هذه السنة يعني سنة ثمان

(1) بالأصل " عمر ".
(2) أي جرحوا، وفي القاموس (رث): ارتث، على المجهول، حمل من المعركة رثيا، أي جريجا، وبه رمق.
والخبر في أسد الغابة 1 / 421 وفيه: " إثبتوا " أي جرحوا جراحة لم يقوموا منها.
504

عشرة وهي سنة طاعون عمواس توفي الحارث بن هشام بن المغيرة وأظنه حكاه عن
عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق
أنبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا محمد بن عبد الله المثنى أنبأنا محمد بن
إبراهيم بن هارون أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا
علي بن عبد الله التميمي قال عمواس سنة ثمان عشرة وبها مات الحارث بن هشام
وسهيل بن عمرو ومعاذ بن جبل انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام (1) قال وفيها يعني سنة ثلاث عشرة أصيب
من استشهد من المسلمين بأجنادين ومرج الصفر (2) منهم الحارث بن هشام بن
المغيرة قيل ويقال أن الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وأبا جندل بن سهيل كانت
وفاتهم في هذه السنة أيضا يعني سنة ثمان عشر انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال (3) وقال
أبو الحسن يعني المدائني واستشهد يوم اليرموك الحارث بن هشام انتهى
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز بن مروان أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني
عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال وجدت في كتاب أبي بخط يده يعني
عن الشافعي قال قال الحارث بن هشام مات في الطاعون بالشام (4)
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا نبأنا أبو نعيم أنبأنا سليمان بن أحمد
أنبأنا أبو الزنباع نبأنا يحيى بن بكير قال توفي الحارث بن هشام بالشام سنة ثمان
عشرة

(1) بالأصل: " أبو عبيد القاسم بن سليمان بن سلام ".
(2) مرج الصفر: بالضم ثم الفتح والتشديد: موضع بين دمشق والجولان، صحراء، (معجم البلدان).
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 131.
(4) الخبر سقط من الجرح والتعديل، انظر ترجمته في الجرح 1 / 2 / 92.
505

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أبي طاهر أنبأنا
مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال والحارث بن هشام بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يعني مات سنة ثمان عشرة (1) عام الطاعون
بعمواس وقد روى أهله أنه بقي إلى زمن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما
أجمعين انتهى
أخبرنا بذلك أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن أبي
عثمان أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي الأنباري أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن
عمرو المديني نبأنا يونس بن عبد الأعلى نبأنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة
عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن الحارث بن
هشام كاتب عبد له في كل أجل شئ مسمى فلما فرغ من كتابته أتاه العبد بماله كله
فأبى الحارث أن يأخذه وقال لي شرطي ثم أنه رفع ذلك إلى عثمان بن عفان رضي الله
تعالى عنهما فقال عثمان هلم المال اجعله في بيت المال ونعطيه في أجل ما يحل
وأعتق العبد (2) قال أبو موسى هذا قول مالك وأهل المدينة انتهى
1167 الحارث بن يزيد الأفقم بن هشام
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر انتهى
1168 الحارث بن يمجد الأشعري القاضي (3)
ولي القضاء بدمشق في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد يزيد بن أبي مالك
روى عن عبد الله بن عمرو وأبي سعيد
رجل له صحبة وقيل رجل وقيل عن رجل عنه
روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن

(1) تكرار الخبر إلى هنا، كذا بالأصل فحذفنا وذكرناه مرة واحدة هنا.
(2) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 420 والإصابة 1 / 294 وعقب ابن حجر قال: وهذا ظاهرة أن الحارث عاش
إلى خلافة عثمان ولكن ابن لهيعة ضعيف، ويحتلم أن تكون المحاكمة تأخرت بعده وفاة الحارث.
(3) ترجمته وأخباره في أخبار القضاة لوكيع 3 / 206 وفيه: الحارث بن محمد بدل الحارث بن يمجد.
506

مندة أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب نبأنا عيسى بن أحمد نبأنا بشر بن بكر نبأنا ابن
جابر عن الحارث بن يمجد عن من حدثه عن رجل يكنى بأبي سعيد قال قدمت من
العالية (1) إلى المدينة وبي جهد فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر الحديث ولم يزد عليه
أخبرنا أبو الحسن بن قيس أنبأنا أبو العباس أنبأنا محمد بن أبي نصر حينئذ
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن
عبيد الله القطان وعبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب قالوا أنبأنا علي بن
يعقوب بن أبي العقب أنبأنا أبو زرعة نبأنا أبو مسهر حدثني صدقة بن خالد عن ابن
جابر عن الحارث بن يمجد حدثه عن رجل يكنى أبا سعيد قال قدمت من العالية إلى
المدينة فما بلغت حتى صابني جهد فبينا أنا أسير في سوق من أسواق المدينة سمعت
رجلا يقول لصاحبه إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرى الليلة قال سمعت ذكر القرى وبي جهد
أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله إنك قريت الليلة
قال أجل قال وما ذاك
قال طعام فيه مسخنة قال قلت فما فعل فضله قال رفع قال قلت يا رسول الله
أفي أول أمتك تكون قال الشيخ يعني موتا أو في آخرها قال لي أولها ثم تلحقوني
أفنادا يعني بعضكم بعضا انتهى [2887]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن الفتح الحلبي المصيصي أنبأنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن
موسى الصفار المصيصي (2) نبأنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال
سمعت عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الحارث بن يمجد حدثه عن عبد الله بن عمرو (3) قال الناس في الغزو جزآن فجزء خرجوا يكثرون ذكر
الله تعالى والتذكير به ويجتنبون الفساد في المسير ويواسون الصاحب وينفقون كرام
أموالهم فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم فإذا كانوا
في مواطن القتال استحيوا من الله تبارك وتعالى في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في

(1) اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمايرها إلى تهامة فهي العالية (معجم البلدان).
(2) ذكره وترجم له السمعاني في الأنساب (المصيصي) ولم يذكر كنيته.
وهذه النسبة إلى المصيصة بكسر الميم والياء وتشديد الصاد الأولى، بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام.
(3) بالأصل " عمر " وقد تقدم في بداية الترجمة.
507

قلوبهم أو خذلان للمسلمين فإذا قدروا على الغلول طهروا منه قلوبهم وأعمالهم
فلم يستطع (1) الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم فبهم يعز الله تعالى دينه ويكيد
عدوه وأما الجزء الآخر فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله تعالى ولا التذكير به ولم
يجتنبوا الفساد ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما
وحدثهم به الشيطان فإذا كانوا عند مواطن القتال كان مع الآخر الآخر والخاذل
الخاذل واعتصموا برؤوس الجبال ينظرون ما يصنع الناس فإذا فتح الله عز وجل
للمسلمين كان أشدهم تخاطبا بالكذب فإذا قدروا على الغلول اجترؤا فيه على الله عز
وجل وحدثهم الشيطان أنها غنيمة إن أصابهم رخاء بطروا وإن أصابهم حبس فتنهم
الشيطان بالعرض وليس لهم من أجر المؤمنين شئ غير أن أجسادهم مع أجسادهم
ومسيرهم مع مسيرهم دنياهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم الله عز وجل يوم القيامة
ثم يفرق بينهم انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل
أحمد بن الحسن وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان
أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2) الحارث بن يمجد
الأشعري عن عبد الله بن عمرو وروى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قوله
حديثه في الشاميين
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو
الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أخبرنا أحمد بن عمير قراءة قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة في تسمية أهل دمشق والأردن
الحارث بن يمجد الأشعري القاضي انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنبأنا

(1) بالأصل: يستطيع.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 285.
508

أحمد بن أبي بكر بن محمد بن زنجويه أنبأنا أبو محمد أحمد الحسن بن عبد الله العسكري
قال ومما شكل في هذا أحدا الحارث بن يمجد الأشعري قاضي حمص أيضا ويمجد
أوله ياء مضمومة والميم ساكنة وبعدها جيم مكسورة وآخر الاسم دال تحتها نقطة روى
عن عبد الله بن عمرو وروى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة (1) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم
عن أبي مسهر قال عزله الوليد بن يزيد يعني يزيد بن أبي مالك وولى الحارث بن
يمجد الأشعري وكان يزيد بن أبي مالك قاضي دمشق من قبل هشام انتهى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو
طاهر بن سلمة أنبأنا أبو الحسن الفأفاء ح قال وأنبأنا حمد بن عبد الله إجازة
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) الحارث بن يمجد الأشعري قاضي حمص
قبل عبد الأعلى بن عدي (3) وقبل سالم بن عبد الله المحاربي وكان يقال بعد
نمير بن أوس روى عن عبد الله بن عمرو وروى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
سمعت أبي يقول ذلك انتهى
كذا قال وسالم ونمير من قضاة دمشق وأهل الشام أعلم بأمر بلادهم من أهل
الري ويحتمل أن يكون قضى بحمص ودمشق جميعا وهو حمصي الأصل والله تعالى
أعلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا
منصور بن علي الطرسوسي أنبأنا الحسن بن رشيق أنبأنا أحمد بن محمد بن سلام
حدثنا داود بن رشيد نبأنا الوليد قال قال نمير بن أوس ثم يزيد بن أبي مالك
ثم الحارث بن يمجد الأشعري يعني ولي القضاء بعد يزيد بن أبي مالك انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 203.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 94.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن أخبار القضاة لوكيع 3 / 204 و 206.
509

عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة
الحارث بن يمجد الأشعري قاضي دمشق ولاه الوليد بن يزيد دمشق أشعري وقال
عتاب الحارث بن محمد ذلك وهم (1) انتهى
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام عن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الطيب الكوكبي نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني أبو محمد
التميمي نبأنا أبو مسهر نبأنا سعيد بن عبد العزيز بعث يزيد بن أبي مالك إلى بني
نمير يفقههم وبعث الحارث بن يمجد إلى قوم آخر يفقههم انتهى
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو
طاهر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم حينئذ قال وأنبأنا طراد الزينبي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباذا (2)
أنبأنا حامد بن محمد بن عبد الله قالا أنبأنا علي بن عبد العزيز نبأنا أبو عبيد
حدثني نعيم بن حماد عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الحكيم (3) بن سليمان بن غيلان
قال بعث عمر بن عبد العزيز يزيد بن أبي مالك الدمشقي والحارث بن يمجد الأشعري
يفقهان الناس في البدو وأجرا عليهما رزقا وأما يزيد فقبل وأما الحارث فأبى أن
يقبل فكتب إلى عمر بن عبد العزيز بذلك فكتب عمر إنا لا نعلم بما صنع يزيد
بأسا وأكثر الله فينا مثل الحارث بن يمجد

(1) يعني قوله: " محمد " والصواب " يمجد " وقد ورد عند وكيع في أخبار قضاته " محمد ".
(2) كذا بالأصل، وفي تبصير المنتبه 1 / 56: أحمد بن علي البادي، وأخطأ من يقول البادا، روي عنه
الخطيب.
(3) في أخبار القضاة لوكيع 3 / 207 " الحكم " بدل " عبد الحكيم ".
510