الكتاب: التعديل والتجريح
المؤلف: سليمان بن خلف الباجي
الجزء: ١
الوفاة: ٤٧٤
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: الأستاذ أحمد البزار
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - مراكش
الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - مراكش
ردمك:
ملاحظات:

التعديل والتجريح
لمن خرج عنه البخاري
في الجامع الصحيح
تأليف الحافظ أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد
ابن أيوب الباجي المالكي
(403 - 474 ه‍ / 1012 - 1081 م)
دراسة وتحقيق أحمد البزار
أستاذ بكلية اللغة العربية بمراكش
الجزء الأول
1

تقديم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد، فإن السنة النبوية كانت ولا تزال بحمد الله محل عناية المسلمين، واهتمامهم بها اهتماما
لا يقل عن عنايتهم واهتمامهم بالقرآن المبين، انطلاقا من كونها المصدر الثاني للتشريع الاسلامي،
والأصل الثاني من أصوله المجمع عليها، فقد اهتم بها جيل الصحابة رضوان الله عليهم، وتحصيلها،
وروايتها وتبليغها، وسار على ذلك النهج الخلف الصالح من علماء الاسلام في كل زمان ومكان،
مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد برز هذا الاهتمام منهم جليا في جوانب مختلفة، تكشف عن مدى العناية الفائقة بالسنة
النبوية، والاهتمام بها رواية ودراية، حيث جمعوا نصوصها الثابتة، ودونوها في مصنفات هامة، وميزوا
في ذلك صحيحها من ضعيفها، وسليمها من معلولها، فدعوا عن ذلك علوما كثيرة، كونت ما
يعرف عند أهل الحديث بعلم الدراية، وأبانت عن منهجية دقيقة انتهجها علماء المسلمين في رواية
الاخبار وتدوينها وتصحيحها وغربلتها، وخاصة ما كان مرتبطا منها بالسنة، حيث وضعوا ضوابط
وموازين دقيقة لمعرفة المقبول من الرواية، والمردود منها، حتى يطمئنوا إلى ما ينسبونه من حديث للنبي
صلى الله عليه وسلم يترتب على التشريع والاحكام فكان من تلك العلوم: علم رجال الحديث، وعلم مختلف
الحديث، علم علل الحديث، وعلم غريب الحديث، وعلم ناسخ الحديث ومنسوخه، وعلم الجرح
والتعديل. وبرز في كل منها أئمة اعلام، ونبغ فيه شيوخ أفذاذ، تخصصوا فيه ودونوه، خدمة للسنة
النبوية المطهرة، ولرواتها الأبرار وعلمائها الأخيار.
وعلم الجرح والتعديل، والذي تناوله هذا الكتاب موضوع التقديم، يراد به: العلم الذي
يبحث عن الرواة من حيث ما ورد في شانهم من تزكية تقوي الرواية عنهم، أو صفة تضعف الرواية
عنهم، أو هو العلم الذي يبحث في أحوال الرواة من حيث قبول روايتهم أو ردها، وهو من أهم
علوم الحديث وأعظمها شانا، وأجلها قدرا وأبعدها أثرا، إذ به وعلى أساسه يتميز صحيح الحديث
من السقيم، ويعرف به المقبول من المردود. وقد نبغ في هذا العلم بعد جيل الصحابة علماء كثيرون،
وتخصص فيه أعلام نابهون منذ مطلع القرن الثاني الهجري، أمثال محمد بن سيرين، وشعبة بن
الحجاج، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة وأحمد بن جنبل وغيرهم.
ومن أبرز وأشهر العلماء المحدثين الذين برزوا في هذا العلم وألفوا فيه في القرن الثالث
الخجري، يحيى بن معين في كتابة: (معرفة الرجال)، والامام البخاري في كتابة: (الضعفاء)،
والنسائي في كتاب: (الضعفاء والمتروكين)، وابن سعد في كتابة: (الطبقات)، وأبو حاتم بن حبان
البستي في كتابة: (الثقات)، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابة: (الجرح والتعديل)،
و (ميزان الاعتدال) لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، (ولسان الميزان) للحافظ ابن حجر،
وغيرها من المؤلفات القيمة العديدة التي تواصلت تتابعت في هذا الموضوع الميدان.
3

وفي هذا التوجيه والسياق والاهتمام، يأتي كتاب: (التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري
في الجامع الصحيح)، تأليف العالم النحرير، والمحدث الكبير، الفقيه الأصولي المالكي، الشهير بتآليفه
المتنوعة الفريدة، أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي من علماء القرن الخامس الهجري، وهو كتاب
جليل القدر، يعد في مقدمة الكتب التي ألفت في علم التعديل والتجريح، ومن ضمن المصنفات
القيمة في هذا العلم الجليل.
وأهمية هذا الكتاب العلمية تبدو من خلال موضوعه وتناوله ومنهاجه.
فموضوعة كما هو واضح من خلال عنوانه، تراجم رواة صحيح الامام البخاري، فهو معجم
لرواته من صحابة وتابعين، وتابعيهم من شيوخ البخاري الذين روى عنهم في الجامع الصحيح. وقد
تناوله مؤلفه في أبواب وقسمه إلى خمسة اقسام رئيسية هي:
1) المقدمة، وتشتمل على مقدمة تأليفه للكتاب، وأسانيد مصادره في التأليف، ومدخل
لعلم التعديل والتجريح.
2) أسماء الرجال المترجم لهم، مبتدئا بحرف الألف، ومتنهيا بحرف الياء على النهج المغربي
الذي كان يجري به العمل في الأندلس.
3) باب الكنى المسمى بها، تتخللها الكنى المشهورة لذوي الأسماء المعينة، مرتبة على
الحروف الهجائية مثلما فعل في الأسماء.
4) باب أسماء النساء على ترتيب الحروف السالفة الذكر.
5) ثم باب كنى النساء مثلما صنع في كنى الرجال، هذا عن الموضوع في اختصار وإجمال.
اما عن منهج الكتاب وطريقة تأليفه وعرضه للاعلام المترجم لهم من رواة البخاري في جامعه
الصحيح، فان أبرز السمات التي توضحه تتجلى في كون المؤلف يجمع معظم ما يعرف به الراوي
من صفات، ويرسم له صورة مختصرة مركزة، تتشابه مع مع غيرها في المعلومات العامة وتختلف في
المعلومات المتباينة والمتفاوتة مت راو لآخر. وبيان ذلك أنه يذكر اسم الراوي وكنيته ونسبه وولاء أو
قرابته، أو صفة وخصلة خلقية أو علمية أو منصبا أو حرفة، ويذكر الباب أو الأبواب التي أخرج له
فيها البخاري، وقد يدرج في الترجمة حديثا من الأحاديث التي رويت عنه، ذاكرا بعض تلاميذه الذين
اخذوا عنه، ثم شيوخه الذين روى عنهم معدلا أو مجرحا أو جامعا بينهما، مستطردا بعض الاخبار
أحيانا، مستشهدا بأقوال العلماء في الغالب، موثقا بمصادره، وينهي الترجمة بذكر الولادة والوفاة
التحديد شخصية الراوي بدقة، وإزالة اللبس عنها بعناية، وهي سمات ومعالم ستتوضح للقارئ
بتوسع وتفصيل عندما يعود إلى نص الكتاب وقراءة مقدمة التحقيق.
4

وقد شاء الله إن يكون تحقيق هذا الكتاب ودراسته من حظ أستاذ فاضل، وباحث متمكن
ذلكم هو الأستاذ الجليل الدكتور أحمد البزار، الذي بذل مجهودا مشكورا في دراسته وتحقيقه، وفيما
قام به من تعليقات وإضافات، وتوسع به من إفادات ومعلومات، فجاء الكتاب في أصله ودراسته
بحثا قيما جامعيا قدم صاحبه أطروحة لنيل دكتورة الدولة في العلوم الاسلامية من دار الحديث
الحسنية، فكان نتيجة من النتائج الحسنة، وثمرة من الثمار الطيبة لتلك المؤسسة العلمية الاسلامية
الخالدة التي أسسها مولانا أمير المؤمنين جلالة الحسن الثاني على تقوى من الله ورضوان، خدمة
للكتاب والسنة بصفة خاصة، وللاسلام والمسلمين، والعلوم الاسلامية بصفة عامة.
ويسعد وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية أن تقوم بطبع هذا الكتاب القيم المفيد في بابه
وموضوعه، وأن تعمل على إخراجه إلى حيز الوجود ورؤية النور، ليكون في متناول العلماء
المتخصصين، والأساتذة الباحثين، والطلبة الدارسين، ولتتعزز به المكتبة الاسلامية، وينضاف إلى
الكتب الأخرى المصنفة في هذا العلم والمجال، خاصة وهو يتصل بتراجم رواة أصح كتاب في
الحديث، هو صحيح الامام البخاري الذي أجمعت الأمة الاسلامية على تلقية بالقبول، وشهدت له
بالصدارة منذ تأليفه في سائر القرون والعصور. واعتنى العلماء في المغرب بحفظه وشرحه وتدريسه
عبر الأجيال والعهود.
كما يسعدها إن تتوجه إلى الله العلي القدير اللطيف الخبير إن يجعل طبع هذا الكتاب
وإخراجه للاستفادة منه حسنة من حسنات المير المؤمنين جلالة الحسن الثاني، وأن يكتبه في سجل
أعماله الصالحة، ومآثره الخالدة، ومكارمه الحميدة، وان يديم نصره وعزه، ويسدد خطاه ويحقق
مسعاه لما فيه خير الوطن والدين وصلاح أمر الاسلام والمسلمين، وأن يقر الله عينه بولي عهده
صاحب السمو الملكي الأمير الجليل سيدي محمد، وصنوه المجيد، صاحب السمو المالكي الأمير
مولاي رشيد أن يحفظه في سائر أسرته الملكية أنه سميع مجيب.
وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية
الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري
5

مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمة السلام وكفي بها نعمة، خلق الانسان وصوره في أحسن
تقويم وبعض الرسل وأسند إليهم هداية الأمم مبشرين ومنذرين، فاتصلت حلقاتهم
من لدن آدم إلى إن ختمت النبوة والرسالة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى اله وصحابته والتابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وخص هذه الأمة باتصال سندها إلى نبيه صلى الله عليه وسلم حتى لا
يتسرب إليه الزيغ والزلل، والهاما منه وهداية لمن اختارهم جنودا مجندين لهذه الغاية
النبيلة
اما بعد:
لما كانت السنة المشرفة هي الأصل الثاني من أصول الشريعة المحمدية بعد
كتاب الله العزيز تمسك بها وأجمع على العمل بها كافة المسلمين وأحاطوها بعناية
ربانية تقربا إلى خالقهم وحرصا على صيانة أمور دينهم ودنياهم.
(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدنا الله) هذا
ولما حصلت على دبلوم الدراسات العليا حاولت اختيار مادة لتكون موضوعا
لأطروحة نيل دكتوراه الدولة يتسم بطابع الجدة والحيوية ويجدر بالبحث والدراسة
شريطة إن يتصل اتصالا وثيقا بالكتاب والسنة، إلى إن وفقت إلى هذا الكتاب
الخاص برجال أسانيد الجامع الصحيح للبخاري.
7

أول كتاب بعد كتاب الله عز وجل لما اشتمل عليه من أحاديث
صحيحة. قال عنه البخاري نفسه: (صنفت كتابي الصحاح لست عشرة سنة،
خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى).
(وما أدخلت في هذا الكتاب - يعني جامعه الصحيح - الا ما صح
وتركت من الصحاح حتى لا يطول الكتاب)
وقال أبو جعفر محمد بن عمر العقيلي: (لما ألف البخاري كتابة
الصحيح عرضه على ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم،
فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة الا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول
البخاري هي صحيحة)
ولأهمية كتاب التعديل التجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع
الصحيح لأبي الوليد الباجي، اشتماله على تراجم نخبة من أئمة اعلام الصحابة
والتابعين وتابعي التابعين، وأعيان الفقهاء الذين نقلوا إلينا الاسلام نقلا صحيحا
غضا طريا، وحافظوا عليه محافظة تليق بمقامه:
كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن عمر، وابن عباس، والأوزاعي،
والثوري، وابن عيينة، والإمامين: مالك، وابن حنبل، إلى غير هؤلاء.
قررت إن أتناوله بالتحقيق والدراسة لاقوم ببعض الواجب، وأخرجه إلى حيز
الوجود لينتفع به طلاب المعرفة، استمرارا للمنهج الذي نهجة في تحقيق أحد كتب
المؤلف، ولأن إخراج تراث الأمة المغربية والأندلسية إلى عالم المكتبات مسؤولية تقع
على عاتق المغاربة بالدرجة الأولى، ولتلافي هذا النقص، ونشر التوعية بين صفوف
الباحثين حتى لا يشعروا بالنفور من التحقيق الذي يرون فيه شبحا مخفيا ينطوي
على أخطار مائلة، ولا سيما وقد من الله علينا طائفة من العلماء المغربة بان يحملوا
8

هذا العبء كرواد في هذا المضمار، ولكنها فئة قليلة لا تكفي وحدها لتحمل هذه
المسؤولية، بل علينا إن نكون جيلا من الشباب المثقف تناط به هذه الرسالة التي
فتح طريقها هؤلاء الرواد، حتى لا تبقى هذه المؤلفات سجينة رفوف المكتبات
وطعمة للأرضة والرطوبة.
والتحقيق فيه وقاية للتراث من الضياع، والانشاء في حد ذاته يحتاج إلى
الرجوع إلى مبتكرات الأفكار التي سبقنا بها سلفنا الصالح.
والغاية من تحقيق التراث: هي إحياء ما كتبه أئمة العلماء الذين بذلوا
جهدا مشكورا لتشييد صرح المعرفة في مختلف الميادين العلمية عبر العصور
السالفة، واخراج تلك النصوص مثل ما أرادها أصحابها أو تكاد، لتصبح متداولة
بين يدي الباحثين مساعدة لهم فيما ينشؤون من مؤلفات مستفيدين وناقدين،
مصححين ومستدركين، ومصدرين أحكاما على تسلسل حلقات العلم فيما
سبقهم من الأزمنة ومختلف الأماكن تدخورا وازدهارا، حتى لا تبقى أبحاثنا ناقصة
في بعض الجوانب، مكتفين بما قدمه المستشرقون من أفكار المجتهدين من علماء
الاسلام.
ومن العقوق لهؤلاء الشيوخ أن تترك مؤلفاتهم دون القيام بدورها الفعال
الذي أنشئت من أجله، ولقد اختلف علماء عصرنا في المفاضلة بين التحقيق
والانشاء أيما اختلف، فقالت طائفة: الانشاء حياة معاصرة وواقعية وتقدم إلى
الامام، وإحياء التراث تقاعس وركود وعيشة على الماضي البعيد، وليس فيه شئ
جديد. ومن جهل شيئا عاداه.
وقال أهل التحقيق: البداية بالحلقة الأولى جمع للآراء السالفة واستعداد
لحلقة الانشاء.
وأرى أن أحسن هذه السبل، هو الجمع بين التحقيق والانشاء جنبا إلى
جنب، لتعرف جهود السابقين وقدراتهم ومنهجهم في تفكيرهم ونصحح ما أخطأوا
فيه، ونشكرهم على ما أصابوا ونضيف ما تركوا، ونبني ثقافتنا الحاضرة على أسس
متينة خالية من الثغرات. ولا نبدأ من الصفر، إذ البداية منه محال.
9

ولست في حاجة لعرض المصاعب والمشاق التي من شأنها أن ترافق
الباحث طيلة بحثه، لبديهة اداركها لدى الممارسين، وبعد تصورها لغيرهم.
فخرجت من هذا الطريق الشائك بأمن وأمان. ووضعت بين يدي القارئ
الكريم ثمرة جهدي مضافة إلى جهد الباجي، كتابا مفيدا نادرا كانت وما تزال
المكتبة العربية في أمس الحاجة إليه. كان يسمع ولا يرى، وكاد إن يختفي مثل ما
اختفى غيره من كتب الباجي، ك‍ (فرق الفقهاء) و (الاستيفاء)
ولا يسعني الا إن أتقدم بالشكر الجزيل إلى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد
ابن شريفة الذي تفضل بقبول الاشراف على هذا البحث، وفضيلة الأستاذ محمد
المنوني اللذين بذلا لي كل النصح والإفادة من علمهما الغزير، رفم مشاغلهما
الجمة.
والدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمن مدير مركز البحث العلمي
واحياء التراث الاسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة أعزها الله، الذي زودني
بهدايا قيمة من مؤلفات نفيسة نادرة استعنت بها على التحقيق.
ولا يفوتني إن اتجه بالشكر إلى أستاذتنا الدكتورة فوقية حسن محمود التي
أهدت إلى مخطوطة (التعديل والتجريح) مصورة على مكروفيلم من معهد
المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
والى زوجي وبناتي اللاوي بذلن جهودا مشكورة على مساعدتي في انجاز
هذا العمل المتواضع الذي أتوجه به إلى الباري تعالى خدمة للسنة النبوية المشرفة،
راجيا إن يجعله خالصا لوجهه الكريم وان ينفع به عامة المسلمين آمين وهو حسبنا
ونعم الوكيل.
10

مدخل إلى تعريف السند وعلم
الجرح والتعديل
11

أولا: السنة:
تعريف السنة لغة واصطلاحا - أقسامها - حكمها - الحديث -
الخبر - الأثر.
1) تعريف السنة:
السنة لغة: الطريقة والسيرة - محمودة كانت أو مذمومة. وهي مستعملة
في الكتاب والسنة - الحديث النبوي - وكلام العرب.
قال تعالى ولم يزل قائلا عليما: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا
تجد لسنتنا تبديلا).
وقال جل شانه: (فهل ينظرون إلى سنة الأولين فلن تجد لسند الله بديلا
ولن تجد لسنة الله تحويلا)
وقد ورد لفظ السنة في القرآن بالافراد في ثلاثة عشر موضعا، وبالجمع في
موضعين. كما تعدد ذكرها في الحديث النبوي الشريف.
قال صلى الله عليه وسلم: (من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها
بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سن في الاسلام سنة كان عليه
وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع)
13

كما ورد ذكر السنة بمعنى السيرة في أشعار العرب. وفي مثل ذلك يقول
خلد بن زهير الهذلي:
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها * فأول راض سنة من يسيرها
وقال نصيب:
كأني سننت الحب أول عاشق * من الناس إذا أحببت من بينهم وحد
السنة في الاصطلاح:
ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية
أو سيرة، قبل البعثة أو بعدها، أثبت ذلك حكما شرعيا أم لا.
- أ - السنة القولية:
فمن أقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من
هجر ما نهى الله عنه)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (صفتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
- ب - السنة الفعلية:
هي ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه ليتعلموه منه، كالصلاة،
والصوم، ومناسك الحج.
وقد قال صلى الله عليه وسلم في تعليم الصلاة: (صلوا كما رأيتموني أصلي)
وقال صلى الله عليه وسلم في الحج: (لتأخذوا عني مناسككم)
14

- ج - السنة التقريرية:
وهي الأعمال التي قام لها أصحابه صلى الله عليه وسلم أمامه فسكت عنها أو أخبر بها
فاستحسنها.
كإقراره صلى الله عليه وسلم لطريقة معاذ بن جبل في القضاء حينما بعثه إلى اليمن إذ قال
له: (كيف تقضي إن عرض لك قضاء، قال: أفضي بكتاب الله، قال: فإن لم
يكن في كتاب الله قال: فسنة - رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال فإن لم يكن في
سنة - رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: اجتهد رأيي ولا آلو، قال: فضرب صدري
فقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسوله)
ومن ذلك أنه (خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء
فتيمما صعيدا طيبا فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة
والوضوء، ولم يعد الاخر. ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم
يعد: أصبت السنة أجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: (لك الاجر
مرتين)
ومنه إقراره صلى الله عليه وسلم لاجتهاد الصحابة في أمر صلاة العصر في غزوة بني قريظة
حين قال لهم: (لا يصلين أحدكم العصر الا في بني قريظة) ففهم بعضهم
هذا النهي على حقيقته فأخرها إلى ما بعد المغرب، وفهمه بعضهم على أن
المقصود، حث الصحابة على الاسراع فصلاها في وقتها، وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل
الفريقان فأقرهما ولم ينكر على أحدهما.
- د - السنة الخلقية:
(كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهها وأحسنه خلقا ليس بالطويل البائن ولا
بالقصير)
15

- ه‍ - السنة الأخلاقية:
كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن، قال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم)
(وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: فان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان القرآن.
- و - سيرته صلى الله عليه وسلم:
(وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط الا اختار أيسرهما ما لم يكن اثما،
فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه. وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شئ الا إن
تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)
هذه هي المسائل التي تطلق عليها السنة النبوية وهي كما تقدم: أقوال
وافعال، وتقريرات، وصفات خلقية وأخلاقية، وسيرة.
وقد تطلق السنة على ما دل عليه دليل شرعي بنص الكتاب أو نقل عن
النبي صلى الله عليه وسلم أو اجتهد فيه الصحابة رضوان الله عليهم.
كجمع المصحف وحمل الناس على القراءة بحرف واحد - ويقابل
السنة البدعة -.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجد. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة) وان كل
بدعة ضلالة
16

وقال: (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر)
2) - أقسام السنة
تنقسم السنة إلى ثلاثة أقسام: السنة المبينة - السنة المؤكدة - السنة المثبتة.
- أ - السنة المبينة:
وهي التي تبين ما أجمله القرآن. قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
وقال عزو جل: (وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه
وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)
ومما أجمله القرآن وبينته السنة قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة).
ثم بين على لسان رسوله عدد ما فرض من الصلوات ومواقيتها
وسننها). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات في اليوم والليلة)
كما بين أنصبة الزكاة بقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس فيما دون خمسة أو سق) من
التمر صدفة، وليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون
17

خمس ذوذ من الإبل صدقة)
وقال صلى الله عليه وسلم: (فيما سقت السماء العيون أو كان عثريا العشر، وما
سقي بالنضح نصف العشر)
فالسنة النبوية هي التي فصلت عدد الصلوات وأوقاتها ومقادير الزكاة
وغير ذلك.
- ب - السنة المؤكدة:
وهي المقررة لما أمر به القرآن أو نهى عنه، كأداء الأمانة، وتحريم القتل بغير حق
قال تعالى: (إن الله يأمركم إن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)
وقال عز من قائل: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها
وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)
وقال صلى الله عليه وسلم: (ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها)
وقال صلى الله عليه وسلم: (كل ذنب عسى الله أن يغفره الا من مات مشركا أو مؤمن
قتل مؤمنا ما تعمدا).
18

فالأمانة واجبة مأمور بها، وقتل المؤمن عمدا بغير حق محرم بالكتاب
والسنة معا.
- ج - السنة المثبتة:
وهي التي تثبت حكما لم يذكره القرآن صراحة، كتحريم نكاح المرأة على
عمتها أو خالتها، وتحريم أكل لحوم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع وكل
ذي مخلب من الطيور لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة
وخالتها)
وروي عنه صلى الله عليه وسلم (أنه نهي عن الحمر الأهلية يوم خيبر) (ونهى عن
اكل كل ذي ناب من السباع)
3) - حكم السنة:
حكمها الوجوب. لقد أوجب الله سبحانه وتعالى في كتابه على عباده
الاخذ بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
وقال عز من قائل: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
وقال جل شأنه: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا
أعمالكم)
19

وقال سبحانه: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك
عليهم حفيظا).
وقال تعالى: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن
الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم
واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشئ فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم
عن شئ فانتهوا)
وقال صلى الله عليه وسلم: (يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي
فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما
وجدنا فيه من حرام حرمناه الا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله)
وفي شأن القائلين بعدم الاخذ بالسنة يقول ابن حزم: (ولو أن امرءا
قال: لا نأخذ الا ما وجدنا في القرآن لكان كافرا باجماع الأمة)
ثم أضاف بعد التمثيل لذلك قائلا: (وقائل هذا كافي مشرك حلال الدم
والمال)
(وأن الاقتصار على الكتاب رأي قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة،
إذ عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ فاطرحوا أحكام
السنة، فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل
الله)
20

والسنة هي الأصل الثاني بعد كتاب الله - عز وجل - من أصول
التشريع الاسلامي بنيت عليها أحكام كثيرة.
وهذه النصوص من آيات وأحاديث وأقوال العلماء ناطقة تعرب عن نفسها
لا تحتاج إلى تعليق.
ثانيا: الحديث:
الحديث لغة: الجديد أو هو ضد القديم، ويطلق على الخبر قليلة وكثيره
واصطلاحا: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير بعد البعثة وعلى
ذلك يكون الحديث أخص من السنة، إذ تطلق على ما يطلق عليه الحديث، لكن
قبل البعثة وبعدها، وعلى الصفة الخلقية والأخلاقية، والسيرة.
ثالثا: الخبر:
الخبر لغة: النبأ، وفي اصطلاح المحدثين: الحديث، وعند بعضهم يطلق
على الحديث المرفوع خاصة.
والحديث يشمل المرقوع والموقوف والمقطوع
رابعا: الأثر:
الأثر لغة: بقية الشئ، واصطلاحا عند عامة المحدثين ما أثر عن
النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضوان الله عليهم، أو التابعين.
قال ابن الصلاح حكاية عن فقهاء خراسان: (الخبر ما يروى عن
النبي صلى الله عليه وسلم والأثر ما يروى عن الصحابة رضي الله عنهم)
وعند ابن حجر ما روي عن الصحابي أو التابعي: (ويقال للآخرين إي:
الموقوف والمقطوع الأثر)
21

السنة والحديث والخبر والأثر:
يبدو لأول وهلة - من استعمال المحدثين لهذه المصطلحات الأربع - أنها
مترادفة، معناها واحد، وهي في أصلها اللغوي متباينة، ولكن استعمالهم يشعر
بالترادف، فهم يطلقون أحد هذه الألفاظ ويريدون السنة، أو الحديث، أو الخبر،
أو الأثر.
وفي ترادف اثنين منها يقول ابن حجر: (الخبر عند علماء هذا الفن
مرادف للحديث.
وعقب على ذلك بصيغة التمريض. (وقيل: الحديث ما جاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عن غيره. ومن ثم قيل لمن يشتغل بتواريخ ومشاكلها
(الاخباري) ولمن يشتغل بالسنة النبوية (المحدث). وقيل: بينهما عموم وخصوص
مطلق. فكل حديث خبر كم غير عكس)
وقال القاسمي في (ماهية الحديث، والخبر، والأثر، اعلم إن هذه الثلاثة
مترادفة عند المحدثين على معنى ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قولا، أو فعلا، أو تقريرا،
أو صفة. وفقهاء خراسان يسمون الموقوف اثرا، والمرفوع خبرا.
وفي ترادفها نظر، لان لكل لفظ معنى مستقل. ووظيفة تعبيرية خاصة
لا يتعداها مثل ما في القعود والجلوس من التباين.
فالقعود: الانتقال من القيام والجلوس: من الاضطجاع أو السجود، ولو
اتحدا معنا لكان ذلك لغوا.
والى هذا المعنى يشير ابن حزم بقوله: " إن لكل مسمى من عرض أو
جسم اسما يختص به يتبين به مما سواه من الأشياء ليقع بها التفاهم وليعلم
السامع المخاطب به مراد المتكلم المخاطب له، ولو لم يكن ذلك لما كان تفاهم أبدا،
22

ولبطل خطاب الله تعالى لنا، وقد قال الله تعالى: " وما أرسلنا من رسول إلا
بلسان قومه ليبين لهم ".
ولو لم يكن لكل معنى اسم منفرد به، لما صح البيان أبدا، لان تخليط
المعاني هو الاشكال نفسه ".
وعبارة أحصيب البغدادي توحي بذلك في قوله: " ولما كان ثابت السنة
والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والاخبار ملجأ المسلمين في الأحوال ومركز
المؤمنين في الأعمال إذ لا قوام للاسلام الا باستعمالها، ولا ثبات للايمان إلا
بانتحالها وجب الاجتهاد في علم أصولها).
ذكرها دفعة واحدة وعطف بعضها على بعض، والعطف يقتضى المغايرة
فمن ثم ندرك أن كل مصطلح مغاير لباقي المصطلحات.
لكن أغلب المحدثين يطلقون بعضها مكان بعض مجازا، ومنهم من يميز بينها
في غير الغالب، وما دام المراد مفهوما فلا مشاحة في التعبير، لان المحدثين أقدم من
نشاة علم مصطلح الحديث الذي ظهر حوالي منتصف القرن الرابع الهجري على
يد أبي محمد الرامهرمزي (360 ه‍ / 970 م) الذي ألف كتابة: " المحدث
الفاصل ". ثم ألف في هذا الفن من جاء بعده، كأبي عبد الله الحاكم
النيسابوري (405 ه‍ / 1014 م) وأبى نعيم الأصبهاني (430 ه‍ / 1038 م).
وألف أبو بكر الخطيب عدة كتب، كالكفاية في علم الرواية، وكل من ألف بعده
في هذا المضمار " عيال على كتبه ".
والف القاضي عياض (544 ه‍ / 1149 م): " الالماع ". وأبو حفص
الميانجي (580 ه‍ / 1184 م) " مالا يسع المحدث جهله ".
23

إلى إن جاء عبد الرحمن بن الصلاح أبو عمرو الشهرزوري
(641 ه‍ / 1243 م). فجمع ما تفرق في كتب الخطيب البغدادي وغيره والف
كتابة المشهور ب‍ " مقدمة ابن الصلاح ". فاشتغل بها الكثيرون نظما وشرحا
ترتيبا واختصارا.
والف ابن حجر (852 ه‍ / 1448 م) كتابا صغيرا سماه: " نخبة الفكر
في مصطلح أهل الأثر.
ولم يخل زمن من التأليف في مصطلح الحديث منذ نشأته إلى يومنا هذا،
بيد أنه لم يدقق أحد هؤلاء المؤلفين - حسب ما نعلم - المفاهيم الخاصة لهذه
المصطلحات لجريانها على نسق واحد في الآلاف المؤلفة من كتب الحديث
وعلومه، ولذلك تبقى متباينة في اللغة، ومترادفة في اصطلاح المحدثين.
الحث على طلب العلم ونشره:
كان أول ما نزل من القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (اقرا باسم ربك
الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم
الانسان ما لم يعلم)
فكان أول ما أمر به صلى الله عليه وسلم أن يقرأ ويتعلم، فتولى نزول القرآن إلى أن أمره الله
سبحانه وتعالى بتبليغ أمته وتعليمهم عقيدة الاسلام وأحكام الشريعة قائلا:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالاته والله
يعصمك من الناس)
وقوله عز وجل: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) وفكان الامر
الأول بالتعلم، والثاني بالتعليم المصاحب للتفسير والبيان، لقوله تعال: (وأنزلنا إليك
الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) فقم بواجبه صلى الله عليه وسلم أحسن
24

قيام، فعلم وعلم صحابته رضوان الله عليهم، وأخبرهم ربهم بذلك قائلا: (كما
أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتابة والحكمة
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)
والمراد بالكتاب: القرآن الكريم. والحكمة: السنة النبوية المبينة للقرآن ولمؤيدة
والمكملة له، وما لم تكونوا تعلمون: قصص من سلف من الأمم، وقصص ما يأتي من
الغيوب، وأمرهم بالاستجابة لما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: (يا أيها الذين آمنوا
استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
فاستجاب المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا في الله حق جهاده
وعايشوا النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلموا منه شعائر الدين الاسلامي، من عقائد وفرائض وسنن
وحرام وحلال ومباح.
ولما كانت ظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية لا تسمح للأمة بأكملها أن
تجتمع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة، وتستوعب جميع ما تلقاه الصحابة من فيه،
خفف الله عنهم ذلك قائلا: (وما كان المؤمنون لينقروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة
منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)
فتتابع مجئ الوفود والبعثات من القبائل والأمصار لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ ما
أخذه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وفتخرج من حلقات المسجد النبوي
الشريف على يد خاتم النبيين وإمام المرسلين أئمة من أعلام الصحابة رضوان الله
عليهم.
وأصبح ما تعلموه أمانة في أعناقهم يعلمونه لغيرهم، وليعود الوفود إلى ديارهم
وينشروا دين الله وسنة رسوله، وأمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتعلم قائلا: (فاسألوا
أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
25

وقال صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم
القيامة).
وأهل الذكر: أحبار أهل الكتاب وعلماء هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صحابة وتابعين وتابعي التابعين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذ العبرة بعموم
اللفظ لا بخصوص السبب.
وإذا كان الامر بالسؤال لأهل الذكر واجبا فالجواب على السؤال منهم أوجب
ولذلك ذكرهم الله سبحانه وتعالى بعمل أهل الكتاب لئلا يحتكروا العلم عن طالبية
قائلا: (وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس، ولا تكتمونه فنبذوه
وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون)
وبهذه الآيات الكريمة وغيرها، أصبحت للعلم مكانته في المجتمع الاسلامي
والرغبة فيه والحث عليه، وإن كان هناك تفاضل بين الناس في شئ فبالتقوى والعلم
والعمل.
وقد جاء في التنزيل: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و (هل يستوي الذين
يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) وقال جل شانه: (كتاب
أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)
ولا يتأتى نشر العلم إلا بالاستعداد والرغبة في طلبه ممن كرسوا حياتهم للكد
والاجتهاد للتعلم وبث العلم في صدور المتعلمين ابتغاء مرضاة الله. ويكفي العلم
شرفا - بالإضافة إلى ما ذكر - قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الانسان أنقطع عنه عنه عمله الا
من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، ولد صالح يدعو له)
26

وفي مقدمة العلوم التي ينتفع بها قراءة القرآن وتدبره وفهمه وتفسيره واستخلاص
ومعطياته، وعلوم السنة النبوية سندا ومتنا من تعديل وتجريح واستنباط الأحكام الشرعية،
والعمل بالكد ونشره بين الناس امتثالا لما تضمنته الآية الكريمة: (إن الذين يكتمون
ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون، الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب
الرحيم).
فكانت هذه الآية الكريمة الزاما صريحا لنشر العلم بين طلابه، والنهى عن كتمانه
عنه. ومن كتمانه: أن تعرف رجلا كذابا أو مغفلا أو مختلطا يروي حديثا ضعيفا أو
موضوعا وشبهه وتسكت عنه دون إخبار من يعنيهم أمره مخافة الانزلاق في الغيبة المنهى
عنها بنص القرآن: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا
فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).
فالتجريح ليس من الغيبة في شئ ما لم يتعد الحدود، فإذا كان عيب واحد
يكفي في تجريح الرجل حتى لا يأخذ عنه العلم فلا يتعداه المجرح إلى ذكر اثنين من
عيوبه لما يترتب على السكوت من تحريم الحلال وإحلال الحرام وضياع حقوق الله
ورسوله والناس أجمعين.
وإذا كان هذا شأن التجريح فتعديل الراوي وتزكيته لا يقل شأنا عن تجريح
المجروحين. وإذا كانت السنة مبينة للقرآن بنصه لقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر
لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (وبلغوا عني ولو آية). وسمي صلى الله عليه وسلم رواة الحديث خلفاءه
فيما روي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
27

فقال: اللهم ارحم خلفائي قال: قلنا يا رسول الله: ومن خلفاؤك، قال: الذين
يأتون من بعدي من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس)
ودعا لهم صلى الله عليه وسلم قائلا: (نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب
حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه) ومن مائع اعجاز
السنة في هذا الحديث ما رواه عبيد الله بن عمرو الرقي قال: (كنا عند الأعمش وهو
يسأل أبا حنيفة عن مسائل ويجيبه أبو حنيفة فيقول له الأعمش: من أين هذا؟
فيقول: أنت حدثتنا عن إبراهيم بكذا وحدثتنا عن الشعبي بكذا، فكان الأعمش
عند ذلك يقول: يا معشر الفقهاء: أنتم الأطباء ونحن الصيادلة) فتحقق قوله
صلى الله عليه وسلم: (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه)
إذ إن أبا حنيفة كان يروي عن الأعمش الأحاديث ويستنبط منها الاحكام ثم
يفتيه بها.
وقال أبو بكر ابن أبي خيثمة: (حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا أيوب بن
المتوكل عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو
فوقه في العلم فهو يوم غنيمته سأله وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه في العلم علمه
وتواضع له، وإذا لقي من هو مثله في العلم ذاكره ودارسه).
ومن الصفات الحميدة التي يتصف بها أهل العلم أنهم يجيبون عما يعرفون
ويتوقفون في غير ذلك، لان علم العالم منهما بلغ فهو محدود. قال تعالى: (وفوق كل
ذي علم عليم.)
28

وقال ابن جماعة في هذا المعني عن العالم الذي تطرح عليه أسئلة المتعلمين
(وإذا سئل عما لم يعلمه قال: لا أعلمه، أو لا أدري، فمن العلم أن يقول: لا
أعلم. وعن بعضهم: لا أدري نصف العلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إذا
أخطأ العالم لا أدري أصيب مقاتله. وقيل: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه لا أدري
لكثرة ما يقولها)
فهذا هو النهج السليم الذي سلكه المحدثون من الخلف والسلف، وينطبق تماما
على منهجية البحث في عصرنا الحاضر التي تتسم بالدقة والأمانة العلمية والنزاهة.
جريا وراء إثبات الحقيقة لأنها حقيقة.
التحرج من الاقدام على رواية الحديث والامساك عنها:
تهيب الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم من موقفين اثنين يتجاذبان الراوي
على السواء، رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والامساك عنها فرارا من الانزلاق في
الكذب عليه، ومخافة مخالفة أمره لما تضمنه قوله صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن
بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار)
ففي الحديث الامر بالتبليغ والتحذير من الكذب.
1) الاحجام:
تتمثل أقوال المحجمين ولو نسبيا في الأقوال التالية: (عن عامر بن عبد الله
ابن الزبير عن أبيه قال: قلت للزبير: أني لا أسمعك تحدث عن رسول الله كما يحدث
فلان وفلان قال: اما أني لم أفارقه، ولكن سمعته يقول: (من كذب علي فليتبوأ
مقعده من النار)
وقال ابن أبي ليلى: قلنا لزيد بن أرقم: حدثنا، قال: كبرنا ونسينا والحديث
على رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد).
29

وعن أنس بن مالك أنه قال: (أنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعدة من النار)
وقال أبو بسطام شعبة بن الحجاج: (والله لأنا في الشعر أسلم مني في
الحديث).
وقال مرة أخرى: (ما أنا مغتم على شئ أخاف أن يدخلني النار غيره يعني
الحديث).
(وكان سيبويه يستملي على حماد، فقال حماد يوما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
أحد من أصحابي الا وقد أخذت عليه ليس أبا الدرداء. فقال سيبويه: ليس أبو
الدرداء فقال حماد: لحنت يا سيبويه، فقال سيبويه: لا جرم لأطلبن علما لا
تلحنني فيه أبدا فطلب النحو ولزم الخليل) ولم ير الناس أحضر جوابا
وأتقن لما يحفظ من الأصمعي، ولا أصدق لهجة منه. وكان شديد التاله، كان لا يفسر
شيئا من القرآن، ولا شيئا من اللغة له نظير أو اشتقاق في القرآن وكذلك الحديث
تحرجا. وكان لا يفسر شعرا فيه هجاء ولم يرفع من الحديث إلا أحاديث يسيرة، وكان
صدوقا في كل شئ من أهل السنة) فهذه أدلة شاهدة على موقف المتحرجين
من رواية الحديث.
2) يمثل الموقف الثاني الذي هو الخوف من الامساك عنها، أبو هريرة رضي الله عنه
حيث يقول: (والله لولا آيتان في كتاب الله تعالى ما حدثت عنه - يعني عن
النبي صلى الله عليه وسلم - شيئا ابدا. لولا قول الله: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من
الكتاب)
30

3) موقف ثالث وسط حاسم يتسم بتبليغ الأمانة لتوقف ما نزل من القرآن على
السنة تبيينا وتأييدا وتكميلا، ولهذا شمر الصحابة ومن جاء بعدهم على ساعد الجد،
وتحروا الصدق، وبحثوا في أحوال الرجال جرحا وتعديلا، ودخلوا الميدان من أوسع
أبوابه. وتحملوا المسؤولية وقدروها حق قدرها، وائتمنوا الأمانة وأشفقوا عليها، وأخذوا
يسمعون الأحاديث النبوية ويحدثون بها، وهو موقف وسط لا صلة له بالافراط أو
التفريط، كل حسب اجتهاده. وانك لترى تخرجتهم من الجرح والتعديل جليا في النص
التالي: (قال أبو بكر ابن أبي الأسود: كنت اسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن
ابن مهدي وكان في أصل كتابة قوم قد ترك حديثهم مثل الحسن ابن أبي جعفر، وعباد
ابن صهيب وجماعة نحو هؤلاء. ثم أتيته بعد ذلك بأشهر وأخرج إلى كتاب الديات،
فحدثني عن الحسن ابن أبي جعفر، فقلت يا خالي، أليس كنت قد ضربت على
حديثه وتركته، قال: بلى، تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة قام الحسن ابن أبي جعفر
فيتعلق بي فقال: يا رب سل عبد الرحمن بن مهدي فيم أسقط عدالتي؟ فرأيت أن
أحدث عنه. وما كان لي حجة عند ربي فحدث عنه بأحاديث)
نستشف من النص وغيره انهم لا يجرحون أحدا الا بحق مخافة الحساب
في اليوم الآخر، ولا يذكرون الجرح الا مفسرا لما قد يكون جرحا عند المتشددين وليس
كذلك عند غيرهم، ويقتصدون في الجرح، فإذا كفاهم واحد لا يزيدون عليه، وهي
منهجية صادقة اقتفى السير عليها أغلب علماء الجرح والتعديل.
ومع ذلك فيهم المتعنتون والمعتدلون والمتساهلون.
وللجرح والتعديل قواعد وضوابط شاملة استوعبتها المصنفات المختصة لا مجال
لتفصيلها في هذا العرض الوجيز. بيد أنه لا مقد من لمحة يسيرة تبرز أهميتها إذ السؤال
الذي يطرح نفسه هو ما فائدة اشتغال العلماء بالجرح والتعديل؟ فالجواب على
ذلك سهل وبسيط جدا:
31

قال أبو الحسين مسلم بن الحاج في مقدمة الصحيح (وإنما ألزموا أنفسهم
الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الاخبار وأفتوا بذلك حين سئلوا لما فيه من
عظيم الخطر، إذ الاخبار في أمر الذين انما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو
ترغيب أو ترهيب. فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة. ثم أقدم على
الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته كان آثما بفعله ذلك
غاشا لعوام المسلمين، إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار إن يستعملها أو
يستعمل بعضها. وأقلها أو أكثرها أكاذيب لا أصل لها، مع إن الاخبار إن يستعملها أو
رواية الثقات وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع)
فما قاله مسلم صورة مصغرة ومركزة وافية بما تشتمل عليه كلمتي: الجرح
والتعديل من قائدة جليلة ينبني عليها اتقاء تحريم الحلال وتحليل الحرام واثم من أفتى بغير
علم.
علم الجرح والتعديل:
(هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن
مراتب تلك الألفاظ)
سئل عبد الرحمن ابن أبي حاتم، ما الجرح والتعديل؟ فقال: أظهر أحوال
أهل العلم من كان منهم ثقة أو غير ثقة)
قال أبو محمد: (فلما لم نجد سبيلا إلى معرفة شئ من معاني كتاب الله ولا
من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من جهة النقل والرواية. وجب أن نميز بين عدول الناقلة
والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والاتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء
الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة)
32

وفي الحقيقة: يتكون من علمين مستقلين. قال ابن البيع: (وهما في الأصل
نوعان، كل نوع منهما علم برأسه وهو ثمرة هذا العلم والمرقاة الكبيرة منه)
والعلمان المشار إليهما هما: علم الجرح وعلم التعديل، أي: طعن الرواة الذين لا
تثبت عدالتهم أو توثيق العدول منهم حتى لا يلتبس أمرهم على من يحتج بحديث
العدول. ويضع الضعفاء وما حدثوا به في منازلهم لتسلم السنة النبوية من الوضع
والغلط والنسيان خالصة من شوائب الزيغ والتحريف
وقد هيأ الله لهذا العلم رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (يحمل
هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الجاهلين)
وقال عبدة بن سليمان: (قيل لابن المبارك، هذه الأحاديث المصنوعة؟
قال: يعيش لها الجهابذة)
والمراد بالجهابذة: العدول من كل خلف الذين أخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم في
الحديث السالف الذكر. ونقاد الحديث صحيحه من سقيمه، وتمييز كل منهما تمييزا
معتمدا يعتد به
1) الجرح:
الجرح بضم الجيم لغة: يكون في الأبدان بالحديد ونحوه، وبالفتح يكون
باللسان في المعاني والاغراض وما أشبه ذلك
(وجرحه بلسانه جرحا: عابه وتنقصه، ومنه جرحت الشاهد إذا أظهرت
فيه ما ترد به شهادته، وجرح واجترح: عمل بيده واكتسب)
33

وفي التنزيل: (ويعلم ما جرحتم بالنهار) أي: اكتسبتم.
وقوله عز وجل: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) أي: اكتسبوا
واصطلاحا: الجرح: الطعن في راوي الحديث بما يسلب عدالته أو ضبطه.
وتحدث المصنف على الجرح بما فيه الكفاية وهو مراتب. وله ألفاظ مخصوصة
مثل: لين، ضعيف، متروك الحديث، كذاب... الخ.
2) التعديل:
التعديل لغة: التزكية، واصطلاحا: هو توثيق الراوي ووصفه بالعدالة
والضبط.
قال يحيى بن معين: آلة الحديث الصدق والشهرة بطلبه وترك البدع واجتناب
الكبائر.
ومن ألفاظ التعديل: ثقة، ثبت، حجة، صدق.... إلى غير ذلك.
نشأة علم الجرح التعديل:
نشأ هذا العلم في زمن مبكر من ظهور الاسلام والقرآن ينزل، فهو مظهر
حضاري من مظاهر الحضارة الاسلامية مقصور عليها تمتاز به عن باقي الحضارات،
ولم تهتم أمة من الأمم عبر تاريخ الانسانية بكلام رسول أو نبي أو قائدا أو زعيم مثل ما
اتجه اهتمام علماء الاسلام إحاطة واحتياطا لكلام خاتم النبيين وامام المرسلين سيدنا
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واقتضت ضرورة تطور الحياة آن بزوغ فجر هذا الدين العظيم
وتكوين دولته الفتية على أسس متينة مبدأها الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
إن تنشأ علوم ونظم شتى ومتنوعة كالنقد الأدبي، اللغة، والنحو، والتفسير
34

واستنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة، والنظام العسكري، والقضائي والمالي
والبريد والشرطة لضبط سير الأمة الاسلامية على منهج سليم
ومن بين هذه العلوم: القراءات وعلوم الحديث رواية ودراية، سندا ومتنا،
وعلمي: الجرح والتعديل اللذين بهما يتميز الخبيث من الطيب.
الجرح والتعديل في القرآن:
بما أن الجرح شهادة تسلب العدالة، والتعديل: توثيق وتزكية لاحقاق الحق،
وازهاق الباطل، جرح الله سبحانه وتعالى المنافقين المختفين بين المؤمنين تحت ستار
الاسلام، كذبهم بقوله: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله - والله
يعلم إنك لرسوله - والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)
كذبهم رغم قولهم الحق. ولكن لا يتعدى حناجرهم ففضحهم قائلا:
(يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون)
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا: أنا معكم إنما
نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)
وأمر المؤمنين من عباده إن يتثبتوا من الانباء حتى يتبين صدقها ولا يعتدي
بعضنا على بعض بسبب تقبل اي خبر من أي مصدر كان دون تحر في ذلك بقوله عز
وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا إن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا
على ما فعلتم نادمين)
وصرح باسم الفاسقين الذين يصدر عنهم ذلك في الغالب دون غيرهم، كما
وثق نبيه صلى الله عليه وسلم قائلا: (وإنك لعلى خلق عظيم). وزكى عباده مخلصي النية بما
35

نصه: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم
فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)
فكان ذلك منه سبحانه وتعالى تجريحا للمجروحين وشرفا كبيرا لا تقاس به
تزكية مهما كان مصدرها للعدول المخلصين إذ هو أعلم لما في قلوب الفريقين من
المنافقين والمؤمنين على السواء. لعدم علمنا لما بما تكنه القلوب وصانا وحذرنا من
التسرع في الاحكام على الانباء تصديقا وتكذيبا لما ينتج عن ذلك من الخطأ والندم
عليه
الجرح والتعديل في السنة:
(الكلام في الرجال جرحا وتعديلا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم عن كثير
من الصحابة والتابعين فمن بعدهم)
فجرح النبي صلى الله عليه وسلم من لم يره أهلا للتعديل. فقال لفاطمة بنت قيس عندما
خطبها أبو جهم ومعاوية: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية
فصعلوك لا مال له، أنكحي أسامة)
وفي حديث أخر: (بئس أخو العشيرة)
ووثق صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم حينما امر فاطمة بنت قيس إن تعتد في بيته قائلا:
(اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك)
ووثق أسامة بن زيد عندما قال لها: (أنكحي أسامة). ففيه ذكر
عيوب الرجل لضرورة الاستشارة حسب الحاجة.
36

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسمعون
ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ننزل الناس
منازلهم) وذلك حسب المواقف الآتية من تعديل وتجريح وشهادة،. مصاهرة
ومعاملة وتكليف بمهمة منصب أو سفارة إلى غير ذلك مما تقتضيه ظروف الحياة
الدينية والدنيوية على السواء، وفي غير ذلك لا يجوز تتبع أعراض الناس لما فيه من الغيبة
المنهي عنها والمحرمة بنص الكتاب والسنة.
الجرح والتعديل في عهد الصحابة:
كان الصحابة رضوان الله عليهم في العهد النبوي الشريف لا تسمح لهم
ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والحربية بسماع جميع الأحاديث التي يوجهها الرسول
صلى الله عليه وسلم لمن يحضر مجالس من المؤمنين، فيفوت بعضهم الشئ الكصير منها، فيسمع
بعضهم من بعض بكل دقة وعناية وتحر من الطرفين مخافة الكذب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (والله ما كل ما نحدثكم - به - عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم - سمعناه - ولكن - كان - يحدث بعضنا بعضا ولا يتهم بعضنا
بعضا)
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: (ما كل الحديث سمعناه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية الإبل، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو
أحفظ منهم، وكانوا يشددون على من يسمعون منه)
37

فمعنى التشديد هنا هو التعديل والتجريح، ولا يفهم منه تعديل الصحابة
لأنهم كلهم عدول وبدون استثناء ولكنها الحيطة وعدم التساهل من جهة، وسنن
طريق معبد من السلف للخلف، فهي أمر قرآني واجب بنص الكتاب لقوله تعالى:
(فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
وسنة نبوية لقوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الحديث عني الا ما علمتم) وسنة
الخلفاء الراشدين من بعده.
قال ابن البيع: (فالطبقة الأولى منهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وزيد بن
ثابت، فإنهم قد جرحوا وعدلوا وبحثوا عن صحة الروايات وسقيمها)
أبو بكر الصديق والجرح والتعديل:
من الطبيعي إن يكون أول من يحتاط في رواية الحديث - بعد الكتاب
والسنة - أبو بكر الصديق لأنه أول خليقة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم روى ابن شهاب
عن قبيصة بن ذؤيب قال: (جاءت الجدة أبي بكر - رضي الله عنه - تلتمس إن
تورث فقال أبو بكر: ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر لك شيئا حتى أسأل الناس العشية، فلما صلى الظهر قام في الناس يسألهم،
فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس. قال أبو بكر - رضي
الله عنه - سمع ذلك معك أحد؟ فقام محمد بن مسلمة فقال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس فانفذ ذلك لها أبو بكر - رضي الله عنه -)
ولم يكن ذلك منه تجريحا أو ردا لحديث المغيرة بن شعبة، بل هو كما قال أبو
الوليد الباجي:
1) (ليعلم إن الذي عند غيره مثل الذي عنده)
38

2) - (ليجد من يخبره بمثل ما أخبره المغيرة فيقوى في نفسه).
3) - (لم يرده وانما توقف فيه ليعلم هل ثبت حكمه أو نسخ).
4) - (يمكن إن يتوقف فيه مع العزم على العمل به لئلا يتسامح الناس والرواة
في مثل ذلك).
ومع ذلك تعتبر هده الحيطة والتحري من قبيل التعديل والتجريح وان لم تتعلق
به من قريب أو بعيد (مع إن المشهور من مذهب أبي بكر - رضي الله عنه - قبول
خبر الواحد).
عمر والجرح والتعديل:
بعد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - يأتي دور أبي حفص عمر بن
الخطاب الفاروق فيضع لنا قاعدة جليلة في الجرح والعديل بما نصه: (من أظهر لنا
خيرا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شئ ومن أظهر لنا سوءا لم نا منه ولم نصدقه
وان قال إن سريرتي حسنة).
ومن دلك ما ثبت عن عبيد الله بن عمير قال: (إن أبا موسى الأشعري
استأذن على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلم يأذن له وكانه كان مشغولا،
فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال: ألم اسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا له،
فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم فقالوا: لا يشهد لك على هذا الا أصغرنا: أبو
سعيد الخدري، فذهب بابي سعيد الخدري فقال عمر: أخفى على من امر رسول
الله صلى الله عليه وسلم! ألهاني الصفق بالأسواق، يعني: الخرج إلى تجارة)
فقال عمر لأبي موسى: (أني لم اتهمك، ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
شديد)
39

وفي رواية أخرى: (اما أني لم اتهمك، ولكن خشيت إن يتقول الناس على
رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وأبو موسى هذا ثقة مأمون أجل من إن يجرح، ولكن التشريع وسن السنن
يقتضي إن يقوم عمر بمثل ما قام به لينتبه ويحتاط من حوله ممن لم يرسخ الاسلام في
قلوبهم لحدوث عهدهم به، وإن يقبل أبو موسى وغيره من الصحابة معاملة أبي بكر
وعمر للحرص على أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وليتحرى من يجيئ من التابعين
وتابعي التابعين ومن يأتي بعدهم من العماء.
علي والجرح والتعديل:
وللإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه طريقة أخرى في التحري في رواية
الحديث. (فكان إذا فاته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ثم سمعه من غيره يحلف المحدث
الذي يحدث به)
(وإن كانوا ثقاتا مأمونين ليعلم بهم توقي الكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم)
وقال علي رضي الله عنه: (وهو في مسجد الكوفة: أنظروا عمن تأخذون
هذا العلم فإنما هو الدين)
ونسب هذا القول إلى غيره من أئمة الحديث وبألفاظ مختلفة في عدة
مصنفات، كابن عباس وإبراهيم النخعي، الحسن البصري وزيد بن
40

أسلم وأبي هريرة والضحاك بن مزاحم، وأنس بن سيرين، ومالك
ابن أنس.
واشتهر به كثيرا: محمد بن سيرين. ولا ندري أهو من تصادف الخواطر،
أم قائله واحد ثم تناقله باقي الأئمة مضافا إلى كل من هؤلاء حسب سماعهم منهم.
وفي قوله: انظروا عمن تأخذونه أي: ابحثوا هل الراوي عدل ضابط أو هو
غير ذلك. وليس معنى ذلك إلا الجرح والتعديل، فخذوا عمن كان ثقة ودعوا غيره.
وفي قوله: إنما هو الدين: قصر وتأكيد بليغ لا يتم إلا بالبحث في أحوال الرجال
الذي ليس هو من الغيبة في شئ بل على العكس من ذلك أمر واجب لا مناص منه
لتسلم السنة من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجرح والتعديل في عهد التابعين:
رأينا فيما سلف تشدد الصحابة - رضوان الله عليهم - في رواية الحديث
رغم عدالتهم جميعا لترسيخ الحيطة واليقظة في نفوس الرواة من التابعين وتابعي
التابعين، حتى لا يتسرب الكذب من ذوي الشهوات للسنة المشرفة دون إن يأبه بهم
أحد فما كاد ينقضي عهد الصحابة ويأتي عهد التابعين حتى ازدهر علم الجرح
والتعديل لتكاثر المغفلين والمتساهلين والوضاعين وضعاف الايمان، لكن قبلوا بأئمة
حذاق يتعقبونهم جميعا دون هوادة، ذبا عن السنة وصيانتها من عبث العابثين.
حدث الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: (أدركت بالمدينة مائة
كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليس من أهله)
41

وقال مالك بن أنس رحمه الله: (لقد أدركت بهذا البلد - يعني المدينة -
مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون، ما سمعت من واحدة منهم حديثا قط،
قيل: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون).
وقال يحيى بن سعيد القطان: (سالت مالك بن انس وسفيان الثوري
وشعبة وابن عيينة عن الرجل لا يحفظ أو يتهم في الحديث وكلهم قال لي: بين
امره)
وقال سفيان الثوري: (لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم
التاريخ).
فهذه النصوص رغم ضئالتها تبرز لنا جانبا مشرقا من التحري المتناهي في
رواية الحديث ونقد السند بأدق الطرق، اكتفينا باقتباس نماذج يسيرة رغم تكاثرها
وتفرقها في بطون أمهات كتب علوم الحديث، اجتزاءا بالنزر اليسير حتى لا يطول
الموضوع الذي لا يتحمل حشرها جميعا أو معظمها، وحدا حدو المحدثين بقية
أئمة العلوم، كاللغة، والنحو، والاشعار، والتاريخ، والتفسير، والتراجم وما إلى ذلك
من الفنون. فضلا عن أحكام الروايات المتواترة لكتاب الله العزيز التي نشأ عنها
قراءات الشيوخ السبع، والعشر، ورواية تلاميذهم وطرق تلاميذ التلاميذ.
فلم يترك مالك وغيره عددا لا يستهان بهم من شيوخ المدينة لفسق أو
كذب. وانما تركهم لكونهم ليسوا من أهل هذا الشأن. كما صرح هو وغيره من
الأئمة الاعلام بالحث على تبيين جرح من لا يجوز الاخذ عنه.
وكان تحديد تاريخ ميلاد ووفاة المحدث امر يفزع إليه الجهابذة المشتغلون
بعملي الجرح والتعديل لاختبار صدق الرواية ومقارنتها، وقد برعوا في ذلك أيما
براعة تصل أحيانا إلى حد التطرف ابتغاء مرضاة الله وصونا لشريعته رضي الله
عنهم جميعا وأرضاهم، وجزاهم على المحافظة على السنة أحسن الجزاء.
42

وإذا كان لعهد الصحابة طابع خاص في الجرح والتعديل من تحديث
بعضهم عن بعض، وعدم اتهام بعضهم لبعض مثل ما مر بنا مع البراء بن عازب،
وأنس بن مالك، فيتغير الوضع مع التابعين وتابعي التابعين.
قال البخاري: (حدثنا موسى قال: قال أبو عوانة: كل شئ حدثتك
فقد سمعته).
فهذه منهم جديد يتسم به عهد التابعين ومن جاء بعدهم، فقد ألزموا
أنفسهم إن لا يتحدثوا عن محدث الا إذا سمعوا منه دون تدليس. وهو ما نلتزم به
ونلزم طلابنا اليوم في منهجية البحث العلمي من اقتباس النصوص من المؤلفات
التي وقفنا عليها وأخذنا منها مباشرة أو بواسطة كتاب آخر إذا لم تطلع على
الأصل، مصرحين بالمنقول عنه مع عزو النص إلى قائله.
قال علي جواد الظاهر: (لم يكن تاريخ العرب ليخلو من مادة المنهج،
وحسبك إن تذكر أهل الحديث).
ورلط أسد رستم في مصطلح تاريخ بين منهجية البحث العلمي المعاصر
ومنهجية المحدثين التي جعل منها مادة صالحة للمنهجية الحديثة فقال في بداية
تأليفه هذا الكتاب: (اضطررت إن ارجع إلى مصطلح الحديث لسببين:
أولهما: الاستعانة باصطلاحات المحدثين والثاني ربط ما أضعه أول مرة في اللغة
العربية بما سبق تأليفه في عصور الأئمة المحدثين)
وقال عن قاعدة من القواعد: (عرفها علماء الحديث قرونا عديدة وعملوا
بها قبل إن يدرك فائدتها وينوه بصحتها ويحبذ العمل لها المؤرخون الحديثون إن في
أوروبة أو في غيرها من مراكز العلم الحديث)
43

واستمر بسرور واندهاش قائلا: (أو ليس مما يثلج الصدر ويبهج النفس
إن يكون علماء الحديث قد سبقوا الغرب في هذا أيضا فنوهوا به).
فهذا تنوية لا يحس من عرف طريقة القوم أنه مبالغ فيه، بل هو أنصاف
للمحدثين ومن نهج نهجهم. لكن لا نطلق العنان لاعطائهم أكثر من حقوقهم،
فقد أحسنوا وأجادوا لم يستوعبوا القواعد المنهجية أو يسيروا على خط مستقيم
موحد.
وبعد، فهذه نماذج من التعديل والتجريح ثابتة بالكتاب والسنة وأقوال
الصحابة والتابعين والأدلة على ذلك كثيرة لا يتسع المقام لتعدادها وبسطها سيما
وقد أختص بالتأليف في ذلك جهابذة علماء التعديل والتجريح طيلة مختلف
العصور، منذ نشأة هذا العلم إلى يومنا هذا، فصنفوا في ذلك المصنفات الكثيرة،
وتحروا واعتنوا أيم اعتناء بتحقيق رواية الحديث وتوثيق رواته ونقد سنده ومتنه. فتطور
هذا العم وازدهر، وحفظت السنة من الغلط والزلل، وكان الرواة من المسلمين
عرب وغير عرب، شديدي الحرص على صدق النقل فيما يروون، وتحرجوا بين
موقفي الاقدام على الرواية والاحجام عنها، فسلكوا أنجع السبل وأسلمها وهو رواية
الأحاديث الصحيحة عن العدول الضابطين، وتحاشي الضعيفة عن الضعفاء
والبحث في أحوال الرجال.
مشروعية الجرح والتعديل:
تعددت آراء العلماء في حكم الجرح والتعديل، فاعتبره أبو الوليد الباجي
(474 ه‍ / 1081 م) من قبيل الجائز حيث قال:
(باب في جواز الجرح وانه ليس من باب الغيبة المنهي عنه، وانما هو من
الدين)) فتعبيره بالجواز يقتضي إن يكون حكم الجرح الإباحة، ولكنه عقب
على ذلك قائلا: (وانه ليس من باب الغيبة المنهي عنه). ثم أضاف: (وانما هو
من الدين). وهذه العبارة تقتضي أنه يتجاوز الإباحة إلى الندب أو الوجوب، غير
أنه لم يصرح بأحدهما.
44

ونهج هذا النهج حاجي خليفة (1067 ه‍ / 1656 م) قائلا: (وجوز
ذلك تورعا وصونا للشريعة لا طعنا في الناس، وكما جاز الجرح في الشهود، جاز في
الرواة والتثبت في أمر الدين أولى من التثبت في الحقوق والأموال، فهذا، افترضوا على
أنفسهم الكلام في ذلك).
غير إن العز بن عبد السلام (660 ه‍ / 1261 م) اعتبر الكلام في الرجال
من البدع الواجبة إذ قسم البدعة إلى أقسام الحكم الشرعي الخمس فقال:
(البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي منقسمة إلى بدعة واجبة،
وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة... وللبدع الواجبة
أمثلة: أحدها الاشتغال بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
وذلك واجب، لان حفظ الشريعة واجب، ولا يتأتى حفظها الا بمعرفة ذلك، وما لا يتم
الواجب الا به فهو واجب... المثال الرابع: الكلام في الجرح والتعديل ليتميز
الصحيح من السقيم)
وسلك سبيل ابن عبد السلام في تقسيم البدعة إلى أقسام الحكم الشرعي:
الكرماني (786 ه‍ / 1384 م)، والآبي (826 ه‍ / 1423 م)، والسنوسي
(895 ه‍ / 1489 م) ثم عقبوا على ذلك وقارنوا قائلين: (وحديث كل بدعة
ضلالة) من (العلم المخصوص).
ويوضح العلم المخصوص الذي ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الاسلام سنة
حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن
سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن
ينقص من أوزارهم شئ)
45

وقال الأوزاعي: (إذا ظهرت البدع فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة)
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب جمع الناس في صلاة التراويح ليصلي بهم أبي بن كعب
ولما رآهم في الغد يصلون التراويح جماعة قال: (نعم البدعة هذه).
وفي تسمية عمر لذلك بدعة تجوز، والا فهي سنة لقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور
فإن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة) - يعني والله أعلم كل بدعة سيئة
ضلالة.
وعمر ثاني الخلفاء الراشدين، وجمعه الناس في التراويح سنة بنص الحديث
السالف الذكر، بيد أن السخاوي (902 ه‍ / 1496 م) اعترض على العز بن عبد
السلام بما نصه: (وذكر العز بن عبد السلام في قواعده من أمثلة البدع الواجبة
الكلام في الجرح والتعديل.
ليتميز الصحيح من السقيم... وادراجه لذلك في البدع ليس بجيد، فقد
قال صلى الله عليه وسلم.. نعم الرجل عبد الله، وبئس أخو العشيرة في أشباه لذلك في
الطرفين).
وتعبيره بقوله: (ليس بجيد) نقد خفيف لطيف موجه لتذهب فيه النفس
شتى المذاهب تتلاءم مع مقام العز بن عبد السلام.
وصرح أبو بكر الخطيب (463 ه‍ / 1070 م) بوجوب التعديل والتجريح
قائلا: (باب وجوب تعريف المزكي ما عنده من حال المسؤول عنه)
46

ومذهب الخطيب مذهب سليم يتواءم مع ما سيأتي من وجوب التعديل
والتجريح بالكتاب والسنة، حتى لا ندع مجالا لا تنهاك حرمات الله ورسوله وضياع
حقوق المؤمنين بالسكوت عن ذلك من قبيل شهادة الزور وكتمان العلم لقوله تعالى:
(فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة). وقوله صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه
ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي فيتبوأ مقعده من النار) فالامر بالتبيين في
الآية الكريمة، والنهي عن الكتمان والكذب دفعة واحدة في الحديثين معا، لها أهمية
كبرى.
قال أبو بكر الخطيب: (فوجب بذلك النظر في أحوال المحدثين والتفتيش
عن أمور الناقلين احتياطا للدين، وحفظا للشريعة من تلبيس الملحدين). فأنت
إذا التزمت بما تضمنته الآية من الامر بالتبيين، والحديث الأول من النهي عن الكتمان
والثاني من التحري من الكذب، وجدت نفسك مضطرا للبحث الأول من النهي عن الكتمان
والثاني من التحري من الكذب، وجدت نفسك مضطرا للبحث عن أحوال من تروي
عنه لتميز بين العدول وغيرهم من مختلف الطرق، حتى يتبين لك أن ما رويته صدقا
فتبلغه غيرك وأنت مطمئن على نفسك من عاقبة اثم الكتمان والكذب طرا.
وخلاصة القول: أن حكم التعديل والتجريح من قبيل الواجب لا غير. ونحن
عندما رأينا التردد باديا بين العلماء في حكمه بين الجائز والبدعة الواجبة، والواجب
المحض، استشهدنا على وجوبه بالكتاب والسنة مصداقا لقوله تعالى: (يا أيها الذين
امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله
والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا).
فكتاب الله وسنة رسوله يفصلان فيما اختلف فيه الأئمة الاعلام كل حسب
اجتهاده. و (لله الامر من قبل ومن بعد) وهو حسبنا ونعم الوكيل.
47

الباب الأول
أبو الوليد الباجي وحياته العلمية
49

مولده: اختلف المترجمون في ميلاد أبي الوليد الباجي اختلافا طفيفا لا يعتد به على
ثلاثة أقوال:
أولا: قال عبد القادر بدران في أحد قوليه: (ولد الباجي سنة أربع
وأربعمائة) مبتدئا به غفلا من الاعتماد على أي مصدر، ثم أتى بعده بتاريخ
ولادته موثقا ومستشهدا كما سنرى.
ثانيا: وأرخه إنجيل جنثالت بالنتيا: باثنين وأربعمائة مقدما عاما على تاريخ
مولده، ولا أظنه الا أنه أخذه بالتقويم الشمسي (الميلادي) (1012)، ثم حوله
إلى القمري (الهجري) فسقطت سنة كما يقع له ولغيره، وهو النهج الذي سلكه
في وفاته.
ثالثا: وإذا لم نعتبر هذين القولين - ولا عبرة بهما طبعا - لما يشوبهما من انعدام
الدقة والتمحيص.
(3 - 1) - نبرز ما ذهب إليه، فبعضهم اقتصر على سنة الميلاد.
قال ابن غزلون الأموي: (رأيت تاريخ مولده بخط أمه وكانت فقيهة أنه
(سنة ثلاث وأربعمائة).
51

(3 - 2) - وأضاف غيرهم اسم الشهر.
قال أبو علي الجياني: (مولده في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة)
وتبعه على ذلك ابن ثغري بردي، السيوطي.
(3 - 3) - وضبط ابن بشكوال اليوم الشهر والسنة ومكان الولادة مع توثيقها
قائلا:
قال أبو علي الغساني: سمعت أبا الوليد يقول: مولدي في ذي القعدة سنة
ثلاث وأربعمائة، وقرأت بخط القاضي محمد ابن أبي الخير شيخنا رحمه الله...
قال: (وولد يوم الثلاثاء في النصف من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة
بمدينة بطليوس).
قال عياض: (أصلهم من بطليوس ثم انتقلوا إلى باجة الأندلس: ثم
سكنوا قرطبة واستقر أبو الوليد بشرق الأندلس).
وقال ياقوت أصل آبائه من بطليوس انتقلوا إلى باجة الأندلس)
. وذكر غير واحد أن أصله من بطليوس.
ولعله ولد بها وبسبب الفتنة السياسية التي اضطرمت نيرانها بالأندلس سنة
(403 ه‍) دفعت أسرته وغيرها من الأسر للتنقل من بلد إلى آخر.
52

اسمه وكنيته ونسبه:
هو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث أبو الوليد
التجيبي.
53

التميمي الباجي القرطبي الأندلسي الذهبي الفقيه المالكي الحافظ، امام
المسلمين.
والباجي من باجة الأندلس خلافا لما ذهب إليه اليافعي والذهبي في
أحد قوليه، نقلا عن ابن عساكر حيث قال:
(إن أبا (أبي) الوليد قد كان أتى من باحة القيروان تاجرا يختلف إلى
الأندلس)
وعبارة تهذيب تاريخ ابن عساكر: (من تجار القيروان وكان يختلف إلى
الأندلس). ليس فيها: قد كان أتى من باجة القيروان تاجرا.
فإن كانت هذه هي عبارته الأصلية ولم يتصرف فيها ابن بدران، فهي لا
تفيد أنه من باجة القيروان، وانما كان يتجر هنالك. فيندفع ولا يثبت قول
الذهبي: (وهذا أقوى مما ابتدأنا به).
ونسبته إلى باجة القيروان لا تصح لانفراد الذهبي بها، ونقل اليافعي عنه
والله أعلم.
أسرته
: فبعد التقصي والتنقيب حسب الامكان، لم نعثر على مصدر أو مرجع
يفصل الكلام على افراد أسرته، غير أنهم يجملون القول هكذا: (وكان له إخوة
جلة نبلاء وبيته بيت علم ونباهة)
54

ولم يتعد الباجي ذكر أسماء أعمامه وإخوته في وصيته لابنيه قائلا:
(واعلما أننا أهل بيت لم نخل بفضل الله من صلاح وتدين، وعفاف وتصاون،
فكان بنو أيوب بن وارث عفا الله عنا وعنهم أجمعين جدنا سعد، ثم كان بنو
سعد: سليمان، وخلف وعبد الرحمن واحمد... ثم كان بنو خلق عما كما: علي،
وعمر وأبوكما سليمان وعماكما: محمد وإبراهيم، فلم يكن في أعمامكما الا
مشهور بالحج، والجهاد، والصلاح، والعفاف، حتى توفي عنهم على ذلك عفا الله
عنا وعنهم)
نستخلص من هذا النص إن أباه كان ثاني أربعة أخوة، وكان هو أوسط
خمسة ذكور، لان قصد الترتيب واضح من كلامه، ولم يرد هنا للإناث ذكر لا
لانعدامهن، لكن تصاونا وتعففا، كما لم يشر إلى علم أحد منهم، بل اكتفي
بوصفهم بالحج والجهاد والتدين.
ولعل أخاه صاحب الصلاة بسرقسطة الذي لم يتعين اسمه من بين الأسماء
السالفة الذكر، توفي بها عام (472 ه‍) مع ابن أخيه أبي الحسن محمد بن
سليمان بن خلف.
55

وفي ذلك يقول القاضي عياض: (ومما أنشدنا له ثقة أصحابه يرثي ابنه
وأخاه)
رعى الله قبرين استكانا ببلدة * هما أسكناها في السواد من القلب
لئن غيبا عن ناظري وتبوءا * فؤادي لقد زاد التباعد في القرب
يقر لعيني أن أزور رباهما * وألصق مكنون الترائب بالترب
وأبكي وأبكي ساكنيها لعلني * سأنجد من صحب وأمطر من سحب
فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى * ولا روحت ريح الصبا من أخي كرب
ولا استعذبت عيناي بعد كما كرى * ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب
أحن ويثني اليأس نفسي عن الأسى * كما اضطر محمول إلى المركب الصعب
والده:
هو خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي الباحي (من تجار
القيروان) لعلة ارتحل إليها للتجارة من بلده.
قمة زواج خلف:
كان متدينا محبا للعلم والعلماء، وأثناء تردده على بلده الأندلس من حين
لاخر يجلس إلى الفقيه أبي بكر بن شماخ الذي تعجبه طريقته في التدريس، فكان
رجاؤه في الله إن يرزقه ولدا عالما ناشرا للسنة النبوية الشريفة مثل هذا الفقيه المحبب
لديه، وطالما حدثته نفسه بذلك، فباح بسره مرارا لهذا الفقيه، فكان يقول: ترى أرى
لي ابنا مثلك، فلما ألح عليه، أرشده ابن شماخ قائلا: إن أردت ذلك فاسكن قرطبة
والزم عالمها الكبير أبا بكر القبري، والتمس مصاهرته لعل الله يرزقك طفلا يحمل مشعل
السنة المحمدية، ففكر خلف وشاور وخطط، واستقر بقرطبة مترددا على مجالس
56

القبري طيلة سنة كاملة، وتعارفا، وطلب منه يد ابنته، ولما رآه القبري كفئا مستقيم
السلوك، وافق على مصاهرته وكان ذلك منهما تطبيقا لما تضمنته قوله صلى الله عليه وسلم: (تخيروا
لنطفكم وانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم). فزوجه ابنته الفقيهية التي أنجبت
الطفل الذي تحقق فيه رجاء أبيه، فأصبح بعد كد واجتهاد امام عصره في الأندلس
دون منازع، ولم يضع اختياره عن حسن نية لقول الشاعر:
الام مدرسة إذا أعددتها * أعددت جيلا كامل الأخلاق
ووصف أبو الوليد الباجي أباه في وصيته لابنيه:
(وكان أوفر الصلاح والتدين والتورع والتعبد في جدكم خلف، كان مع جاهه وحاله،
واتساع دنياه منقبضا عنها متقللا منها، ثم أقبل على العبادة والاعتكاف إلى أن توفي
رحمه الله).
جده لامه:
هو أبو بكر محمد بن موهوب بن عبد الله التجيبي التميمي القبري القرطبي
الأندلسي الحصار (406 ه‍ / 1015 م). كان من العلماء الزهاد الفضلاء، رحل
إلى المشرق فسمع من رجاله، غلب عليه علم الكلام والجدل على مذهب أهل السنة،
وله مؤلفات في ذلك.
والدته:
لا نعرف اسمها، بيد أنها بنت محمد بن موهوب أبي بكر القبري، وأخت
أبي شاكر عبد الواحد بن محمد موهوب. وزوج خلف بن سعد، وأم أبي
الوليد الباجي.
57

قال ابن غزلون الأموي: (رأيت تاريخ مولده بخط أمه وكانت فقيهة)
ولا نعرف تاريخ ميلادها ووفاتها، غير أنها كانت لا تزال حية سنة (439 ه‍)
وكاتبت ابنها أبا الوليد الباجي عند ما كان بحلب تلح عليه في العودة إلى الأندلس،
ذكر ذلك أبو الوليد الباجي نفسه قائلا: (إلى إن استدعاني إلى المغرب من كان
بها من الوالدة والاخوة والأهل، فخرجت منها في صدر تسع وثلاثين
وأربعمائة)
ولا شك أنه تأثر بأمه الفقيهة التي لم يكن للأندلسيين آنئذ إن يصفوها
بالفقهية لو لم تكن كذلك، ولذلك نشأ في بيئة علمية وكانت أمه هي المدرسة
الأولى التي ارتشف منها اللبن والعلم وغدى الروح والجسد جميعا منذ نعومة
أظفاره، وشب على طلب العلم.
أولاده:
كان لأبي الوليد الباجي ولدان: أبو القاسم أحمد بن سليمان بن
خلف، وأبو الحسن محمد بن سليمان بن خلف (كان نبيلا ذكيا مرجوا)
توفي في حياة أبيه بسرقسطة سنة (427 ه‍) ورثاه أبوه بقوله:
أمحمد إن كنت بعدك صابرا * صبر السليم لما به لا يسلم
ورزئت قبلك بالنبي محمد * ولرزؤه ادهى لدي وأعظم
فلقد علمت بأنني بك لاحق * من بعد ظني أنني متقدم
لله ذكر لا يزال بخاطري * متصرف في صبره متحكم
فإذا نظرت فشخصه متخيل * وإذا أصخت فصوته متوهم
58

وبكل أرض لي من أجلك لوعة * ولكل فبر وقفه وتلوم
فإذا دعوت سواك حاد عن اسمه * ودعاه باسمك معول بك مغرم
حكم الردى ومناهج قد سنها * لأولي النهي والحزن قبل متمم
دراسته:
نشأ أبو الوليد في بيئة علمية بين أحضان والدته الفقيهة بنت أبي بكر
محمد بن موهوب القبري. وخاله علم من شيوخ عصره، فشب وهمته في طلب
العلم، يتنقل بين مدن الأندلس للاخذ عمن بقي من الشيوخ بعد الفتنة التي
أتت على كثير من كبار علمائها في أوائل القرن الخامس الهجري. شأنه في ذلك
شان شباب الأندلس في هذه الفترة المضطربة من تاريخ الأمة الاسلامية في هذا
البلد. ونبغ في الأدب قبل رحلته إلى المشرق
ولما حصل على ما يكفيه من علوم اللغة العربية والآداب وفنونه، مال إلى
علوم القران والتفسير والحديث والفقه والأصول، والكلام.
وبما أنه استفاد من التردد على كبار الشيوخ بالأندلس وعلم ما للترحل بين
أمصار بلده من مزايا، أدرك أن عليه أن يغتنم الفرصة ويتجه إلى المشرق للمزيد من
لقاء جلة الشيوخ والانتهال من ينابيع العلم في مراكزها أنذاك. فصمم العزم على
الرحيل. وفي هذا الموفق الرهيب أنشد يقول:
ليس عندي شخص النوى بعظيم * فيه غم وفيه كشف غموم
إن فيه اعتناقة لوداع * وانتظار اعتناقة لقدوم
رحلته إلى المشرق (426 ه‍ 339 ه‍) استوطن الأندلس جم غفير من الأسر العربية الواردة من الحجاز والشام،
والعراق، وكانت لا تزال تربطهم بالحجاز روابط الدين وطلب العلم والحنين إلى
59

وطنهم الأول الصلي طيلة ما بين الفتح الاسلامي وسقوط غرناطة، وهي الفترة التي
كانت تتمتع هذه البلاد وأهلها بنعمة الاسلام.
فيدفعهم الشوق لأداء مناسك الحج، ولبعد المسافة بين ديارهم ومكة،
وصعوبة التنقل آنئذ، ينتج عنه الوصول إلى بيت الله الحرام قبل الموسم أو بعده
بزمن يطول أو يقصر، فيجلسون في حلقات العلم يدرسون ويدرسون ويتدارسون،
وبعد أداء الفريضة، يرى أكثرهم إن الحاجة ماسة إلى المزيد من إشباع الرغبة في
طلب العلم والمعرفة، فيمكثون هنالك عدة أعوام تبلغ ما بين العشرة والأربعين سنة،
وأحيانا يقضون بقية العمر إلى إن يوافيهم الاجل، ومن تتبع تراجم الأندلسيين
وقف على تمسكهم بأنسابهم العربية، كالتميمي، والحميدي، والمعافري، والهوزني،
وغيرها، وبالإضافة إلى ما ذكر، يرحلون امتثالا لما تضمنته الآية الكريمة:
(فلولا نقر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا
إليهم لعلهم يحذرون) والحديث النبوي الشريف: (من سلك طريقا يلتمس
فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)
فأصبحت الرحلة الهدف المنشود لذوي الطموح من طلاب المعرفة بقراءة
القرآن ورواية الحديث والفقه والنحو والأدب. وارتشاف هذه العلوم من ينابعها،
فاختاروا لأنفسهم أحسن الاختيارات بصدق وأمانة وتعقل، تبرهن على محبتهم لدين
الاسلام ونبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاختاروا قراءة نافع من بين القراءات السبع - لكونه
مقرئ المدينة التي عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الفترة الأخيرة من عمره التي تبلورت فيها
الشريعة وانتشرت أشعة نور الاسلام شرقا وغربا - ومذهب الامام مالك امام دار
الهجرة للأسباب نفسها، وتعددت الرحلات لتحصيل الحديث والتثبت فيه وعلو
السند، والعلم بأحوال الرواة جرحا وتعديلا، ونقد الأحاديث وعللها، والتمكن من العلوم
ونشرها.
60

ومن أشهر الأندلسيين الذين ارتحلوا طلبا للعلم: زياد بن عبد الرحمن أبو عبد
الله اللخمي القرطبي المعروف بشبطون (193 ه‍ / 808 م) الذي أدخل فقه
مالك والموطأ إلى الأندلس في أحد الاحتمالات بعد ما كانوا على مذهب الأوزاعي،
ويحيى بن يحيى الليثي (152 - 234 ه‍ / 629 - 854 م)، وبقي بن
مخلد (201 - 276 ه‍ / 816 - 889 م)، ومحمد بن وضاح القرطبي
(199 - 286 ه‍ / 814 - 899 م) وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي (324 -
392 ه‍ / 935 - 1001 م)، ولم تقتصر رحلتهم على الفقه والحديث وحسب، بل
تجاوزوه إلى الأدب وغيره.
61

فهذا أبو العلاء عباس بن ناصح الثقفي الأندلسي المتوفى فعد
(230 ه‍ / 844 م) كان يترصد ما جد من الشعراء بالمشرق بعد ابن هرمة، حتى
سمع بعض شعر أبي نواس الحسن بن هانئ فقال: هذا اشعر الجن والإنس، والله لا
حبسني عنه حابس، فتجهز إلى الرحيل، ولقي أبا نواس ببغداد ولزمه عاما يروي
أشعاره ويتأدب به، ويدلك على طموح أهل الأندلس لمعادن أبرز شخصية في القرن
الثالث الهجري أبو القاسم عباس بن فرناس (274 - 887 م)، كان ذكيا
فيلسوفا حاذقا مهندسا بارعا شاعرا مفتقا، عارفا بالتنجيم والكيمياء والموسيقي، كثير
الاختراع والتوليد، واسع الحيل، وهو أول من فك بها كتاب العروض للخيل، وأول من
استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، واخترع ذات الحلق في معرفة الأوقات
لعبد الرحمن الأوسط، والمنقانة لمعرفة الأوقات للأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط،
وهو أول من فكر وقام بتجربة في الطيران في العالم، فكسا جسمه الريش على شقق
الحرير، فاستطاع الطيران في الجو فحلق فيه وسقط على مسافة بعيدة، وكان ذلك
نهاية حياته وتضحية علمية كبرى من أول حلقت الطيران إلى غزو الفضاء في
عصرنا اليوم. ويعد بحق أول رائد في هذا المضمار، وغيرهم كثير، ومن لم يرحل نسبوه
إلى التقصير وقلة العلم، ولو كان من الأئمة الاعلام، وفي هذا المعني يقول أبو محمد بن
حزم:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة * ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع * لجد على ما ضاع من ذكرى النهب
ولي نحو أكناف العراق صبابة * ولا غرو إن يستوحش الكلف الصب
فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم * فحينئذ يبدو التأسف والكرب
62

فكم قائل أغفلته وهو حاضر * وأطلب ما عنه تجئ به الكتب
هنالك يدري أن للبعد قصة * وأن كساد العلم آفته القرب
فوا عجبا! من غاب عنهم تشوقوا * له ودنو المرء من دارهم ذنب
ولما بلغ أبو الوليد الثالثة والعشرين من عمره، حفزته الرغبة الملحة لمشافهة
الشيوخ بالمشرق والاخذ عنهم، فارتحل سنة (426 ه‍) ومر في طريقة بمصر
وأخذ بها عن أبي محمد بن الوليد، واتجه إلى مكة ولزم بها أبا ذر أزيد من ثلاثة أعوام
حج فيها أربع حجج، وكان يسكن معه بالسراة ويخدمه ويتصرف له في
حوائجه. وسمع منه صحيح البخاري الذي تداول المحدثون روايته عن
الباجي بالأندلس والمغرب
كما سمع بها من الشيوخ الذين لقيهم هناك، وسنترجم لجملة منهم فيما
سيأتي.
ثم قصد العراق عن طريق الكوفة التي استقر ودرس درس بها مدة، ثم
انتقل إلى بغداد ووجد فيها بيئة عليمة غير التي عرفها في سائر المدن والقرى التي أتيح
له دخولها، فأقام بها ثلاث أعوام يسمع الحديث ويدرس الفقه المالكي والشافعي
والحنفي والحنبلي، على الحفاظ والأئمة الاعلام، وأصول الفقه والعقيدة على مختلف
المذاهب، بما في ذلك الأشعرية والمعتزلة.
(والتحق بالشام وسمع من ابن السمسار وطبقته).
ثم دخل الموصل ولازم أبا جعفر السمناني الحنفي عاما يدرس عليه أصول الفقه
والعقيدة وروى عنه كتبه وأدخلها إلى الأندلس.
63

وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، ورد مدينة حلب صادرا من العراق وكان
قصده أن ينصرف منها بعد يومين، وقد غلب على أهل البلد ومعظمهم التشيع،
وناظر بعض علمائها من الشيعة على مذاهب أهل السنة، فأفحمهم.
قال أبو الوليد الباجي: (ورغب إلى أهل العلم والحال في المقام بها وقالوا لي:
أنت مستقبل الشتاء وليس بوقت سفر وأنت تقيم بصور أو غيرها إلى وقت السفر،
فاجعل مقامك عندنا، وظهر من قلق المتشيعين فيها ما شاع، وبلغ السيدة بنت ابن
رباب وكانت من أهل السنة و، وقصدت مجلسي وبلغ الامر الأمير معز الدولة ثمال أبي
علوان بن صالح الكلابي وهو صاحب حلب في ذلك الوقت. وكان قد أفسد مذهبه
معلم قرأ عليه، فكانت زوجه السدة بنت ابن رباب أنمري تروم صرفه عن ذلك فلا
تقدر عليه، فوجدت السبيل بي إليه، ورغب في إن يلقاني، فلقيته مرارا. وانصرف عن
ذلك الرأي الفاسد على ما أظهر، وكلمت بين يديه المخالفين، وبلغ به الميل إلى ضرب
بعض الشيعة المتعصبين وأخرجهم من البلد، وظهرت كلمة السنة.
وقعدت لأقرأ كتاب البخاري وحضرت السيدة المذكورة قراءة جميعه، وحضر
الجم الغفير من الناس بعد منافرتهم لي، وأنسوا بما فيه من فضائل الصحابة، وبقيت
عندهم بقية عام سبعة وثلاثين وعام ثمانية وثلاثين، وقد قرأ علي جماعة من أهل تلك
الجهة، وفشت فيهم السنة، وكانت الفتوى فيها على مذهب مالك رحمه الله مدة مقامي
بها. وبلغ ذلك القاضي أبا جعفر السمناني شيخنا - رضي الله عنه - فكاتبني يقول
لي: (استفتحت بلدا ما استفتح القاضي أبو بكر مثله)... إلى أن استدعاني
64

إلى المغرب من كان بها من الوالدة والاخوة والأهل، فخرجت منها في صدر تسع
وثلاثين وأربعمائة)
ولعله عرج على صقلية حينما كان مشرقا أو مغربا، ولقي أبا العباس أحمد بن
محمد الجزار الحراني الصقلي بها، أو بغيرها. وهكذا مرت رحلته التي استغرقت ثلاثة عشر عاما، يجالس الشيوخ ويلازم
الحفاظ، ويبحث عن حلقات الدرس والتدريس حيثما حل وارتحل. وينافح عن السنة
ويروم الأئمة الاعلام، لا فرق في ذلك بين الشافعية والحنفية والحنابلة والأشاعرة
والمعتزلة، مع تمسكه بالمذهب المالكي، فتبرز في الحديث أيما تبرز، وأصبح من كبار
الحفاظ وأئمة المسلمين.
ويجدر بنا أن نثبت هنا قائمة ببعض شيوخه تسلط الأضواء على مكانته
العلمية.
شيوخه:
(1) - إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق الشيرازي الشافعي (393 -
476 ه‍ / 1002 - 1083 م) أخذ عنه أبو الوليد الباجي ببغداد علم أصول
الفقه والجدل، وأحال عليه في كتابة المنهاج في ترتيب الحجاج ستة عشرة مرة،
65

وأحكام الفصول في أحكام الأصول، والمنتقى، وكان يقول: (ذكر شيخنا أبو
إسحاق الشيرازي)
(على ما ذكره شيخنا أبو إسحاق)، (وهذا عند شيخنا أبي إسحاق)، إلى غير
ذلك من العبارات التي تدل على مشيخته إياه.
(2) - إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن بهران أبو إسحاق
البرمكي البغدادي الحنبلي (361 - 445 ه‍ / 875 - 1053 م)، أخذ عنه
أبو الوليد الباجي ببغداد.
(3) - أحمد بن محمد بن منصور أبو الحسن العتيقي (367 - 441
ه‍ / 977 - 1049 م) أخذ عنه ببغداد.
(4) - أحمد بن محمد أبو عمر الغافقي السرقسطي. حدث عنه أبو الوليد
الباجي بالواضحة لعبد الملك بن حبيب.
(5) - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر الخطيب البغدادي
الشافعي (392 - 463 ه‍ / 1001 - 1070 م). حافظ المشرق الامام المحدث
66

الكبير، أخذ الحديث عن كبار علماء عصره، وارتحل في طلبه إلى عدة أمصار. وألف
ستا وخمسين مصنفا في مختلف علوم الحديث.
(وكل من أنصف علم أن المحدثين بعده عيال على كتبه). رواها عنه
جمهرة من تلاميذه
ومن مصنفاته: تاريخ بغداد في أربعة عشر جزءا والكفاية في علم الرواية
والرحلة في طلب الحديث، والفقيه والمتفقه، واقتضاء العلم العمل.
وتدابح مع أبي الوليد الباجي فأثبت كل منهما روايته عن الاخر في مؤلفاته
وسمع منه الباجي: (الفصل للوصل المدرج في النقل)، و (المكمل في بيان
المهمل)، (والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)، (والموضح لأوهام
أبي عبد الله البخاري في التاريخ)، (وشرف أصحاب
الحديث).
(6) - الحسن بن علي بن عبد الله أبو علي العطار البغدادي الأقرع المؤدب
المقرئ سنة (447 ه‍ / 1055 م). سمع منه أبو الوليد الباجي ببغداد.
(7) - الحسين بن علي بن محمد بن جعفر أبو عبد الله القاضي الصيمري
67

الحمفي (351 - 436 ه‍ / 962 - 1045 م). حدث عنه أبو الوليد
الباجي ببغداد.
(8) - الحسين بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن ثابت بن جعفر بن عبد الكريم
أبو الفرج الطناجيري (350 - 439 ه‍ / 961 - 1047 م). أخذ عنه أبو
الوليد الباجي ببغداد.
(9) - خلف بن أحمد بن خلف أبو بكر الأنصاري الرهوني الطليطلي الرحوي،
(420 ه‍ / 1029 م). تفقه به الطليطليون وأبو الوليد الباجي
(10) - خلف أبو سعيد الجعفري المقرئ (425 ه‍ / 1033 م). أجاز
لأبي الوليد الباجي بالأندلس (ناسخ القرآن ومنسوخه)، وكتاب (العالم والمتعلم في
معاني القرآن) وكتاب (اعراب القرآن) لأبي جعفر النحاس.
(11) - طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر أبو الطيب الطبري الشافعي.
(348 - 450 ه‍ / 960 - 1058 م). فقيه أصولي محقق أخذ عنه أبو
الوليد الباجي ببغداد.
68

(12) - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود أبو جعفر
السمناني الأشعري الحنفي (361 - 444 ه‍ / 875 - 1052 م). فقيه على
مذهب أبي حنيفة، أصولي متكلم على مذهب الأشعري متفانيا فيه دفاعا عن السنة
النبوية، حتى قال فيه أبو بكر بن العربي المعافري: (مؤمن آل فرعون). لكونه
تفرد من الحنفية بذلك في عصره. أقام معه الباجي عاما كاملا بالموصل يدرس
الفقه والعقيدة والأصول. وروى عنه كتبه وأدخلها إلى الأندلس.
(13) - محمد بن إسماعيل بن محمد بن فرتوش أبو عبد الله السرقسطي. (381
- 453 ه‍ / 991 - 1061 م) حدث عنه أبو الوليد الباجي بالأندلس.
(14) - محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الوارث أبو بكر الرازي
الخراساني (450 ه‍ / 1058 م). حدث عنه أبو الوليد الباجي بالأندلس
(15) - محمد بن المؤمل بن الصقر أبو بكر الوراق الأنباري المالكي غلام
الأبهري (344 - 434 ه‍ / 955 - 1042 م). حدث عنه أبو الوليد الباجي
ببغداد.
69

(16) - محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان حكيم
ابن غيلان أبو طالب البزاز الهمداني (347 - 440 ه‍ / 958 - 1049 م).
حدث عنه أبو الوليد الباجي ببغداد
17 - محمد بن محمد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن أحمد بن
حامد أبو منصور البندار السواق البغدادي. (361 - 440 ه‍ / 971 - 1048
م) سمع منه أبو الوليد الباجي ببغداد
(18) - محمد بن المظفر بن بكران أبو بكر الحموي الشامي الشافعي
(400 - 488 ه‍ / 1010 - 1095 م) (وكان ممن صحبه أبو الوليد قديما
ببغداد وعلق عليه.
(19) - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن
الحسن بن وهب أبو الحسن المعروف بابن زوج الحرة (371 - 442 ه‍ / 981
- 1050 م) سمع عنه أبو الوليد الباجي ببغداد.
(20) - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد عمروس أبو الفضل
70

البغدادي إمام المالكية في عصره. (372 - 452 ه‍ / 982 - 1060 م)
تفقه به أبو الوليد الباجي ببغداد وحدث عنه بمؤلفات القاضي عبد الوهاب
المالكي (الاشراف في مسائل الخلاف)، (وشرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني).
(والمعونة لدرس مذهب عالم المدينة) والملخص في أصول الفقه.
(21) - محمد بن علي بن أحمد بن محمود أبو عبد الله ابن الوراق. روى
عنه أبو الوليد الباجي مؤلفات ابن عدي بمكة.
(22) - محمد بن علي بن محمد بن عمر أبو بكر المطوعي النيسابوري المالكي
روى عنه أبو الوليد الباجي بمكة كتاب (تأويل مشكل الحديث لابن
فورك). و (كتاب المدخل إلى معرفة الإكليل لابن البيع)
(23) - محمد بن علي بن محمد أبو عبد الله الدامغاني الحنفي.
(368 - 478 ه‍ / 1007 - 1085 م) تفقه به أبو الوليد الباجي ببغداد.
71

(24) - محمد بن علي بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الصوري الحافظ.
(376 - 441 ه‍ / 986 - 1049 م). حدث عنه الباجي ببغداد بكتاب
الاستدراكات للدار قطني وغيره. وقال: (الصوري أحفظ من رأيناه).
وقال مرة أخرى (لزمت الصوري ثلاثة أعوام فما رأيته تعرض للفتوى)
(25) - محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي أبو طالب العشاري الحربي
البغدادي (451 ه‍ 1059 م) حدث عنه أبو الوليد الباجي بكتاب: (الافراد
والغرائب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائة جزء للدار قطني
(26) - محمد بن سعيد أبو بكر بن سختويه الأسفرائيني
روى عنه أبو الوليد الباجي مؤلفات ابن عدي بما فيها: (أسامي من روى عنهم
البخاري) بمكة.
(27) - مكي ابن أبي طالب حموش أبو محمد القيسي المقرئ المالكي. (355
72

- 437 ه‍ / 965 - 1045 م)، كان راوية مقرئا أديبا متفننا، ألف ما يربو على
تسعين كتابا في علوم القرآن منها: (الكشف عن وجوه القراءات السبع)، وكتاب
(مشكل اعراب القرآن)، و (الإبانة عن معاني القراءات)، و (والرعاية لتجويد
القراءة وتحقيق لفظ التلاوة). أخذ عنه أبو الوليد الباجي بالأندلس
(28) - عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عفير أبو ذر الهروي
المالكي الأشعري الحافظ. (355 - 434 ه‍ / 965 - 1042 م) (نزل مكة
وجاور بها أزيد من ثلاثين سنة)، امام ثقة ناشر للعلم، ألف مصنفات جليلة في
الحديث وعلومه، لازمه أبو الوليد الباجي أزيد من ثلاثة أعوام. (سكن معه بالسراة
يخدمه ويتصرف له في حوائجه) وذكره في جملة شيوخه. وأشهر رواية
الجامع الصحيح للبخاري التي اعتمدها الرواة بالمغرب والأندلس: رواية القاضي
أبي الوليد الباجي،. أبي العباس العذري، وأبي عبد الله بن شريج المقري، وأبي عبد الله
ابن منظور القيسي عن أبي ذر عن أشياخه الثلاثة: أبي محمد الحموي، وأبي إسحاق
المستملي، وأبي الهيثم الكشميهني عن الفربري عن البخاري.
وهذا جدول يبين بعض ما سمعه أبو الوليد الباجي من شيخه أبي ذر كما رواها
أبو بكر بن خير في فهرسته، وعياض في الغنية عن شيوخهما عن أبي الوليد الباجي
عن أبي ذر، مع الإشارة إلى الصفحة التي ورد فيها.
73

اسم الكتاب - اسم المؤلف - الصفحة من
فهرست بن خير
- فهرست الشيخ أبي ذر وما رواه عن شيوخه - أبو ذر - 428
الوجارة في صحة القول بالإجازة - أبو العباس الوليد بن بكر ابن مخلد الأندلسي القرطبي - 260
- الجامع الصحيح - للبخاري - الغنية: 34
- التاريخ الكبير المبسوط - البخاري 204
- أزهد - سعيد بن منصور - 271
- الجرح والتعديل - ابن أبي حاتم - 207
- المصنف - أبو داود السجستاني - 104
- المراسيل - أبو داود السجستاني - 108
- جزء فيه الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس - أبو الحسن الدارقطني 180
- المؤتلف والمختلف - أبو الحسن الدارقطني - 216
- الزامات - أبو الحسن الدارقطني - 203
- علل الحديث - أبو الحسن الدارقطني 203.
(29) - عبد الرحمن بن محرز أبو القاسم القيرواني المالكي (450
ه‍ / 1058 م) المحدث العالم الجليل. ألف التبصرة والقصد والايجاز، حدث
عنه أبو الوليد الباجي بمكة.
74

(30) - عبد الرحمن بن عبد العزير بن الطبيز بن السراج أبو القاسم الرامي الحلبي (331 - 431 ه‍ / 942 - 1045 م). تفقه به أبو الوليد الباجي
بدمشق
(31) - عبد الغفار بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن
هشام بن رزمان أبو النجيب الأرموي (433 ه‍ / 1031 م) أثبت روايته عنه
أبو الوليد الباجي ببغداد
(32) - عبد الواحد بن محمد بن موهب أبو شاكر التجيبي القبري
(377 - 456 ه‍ / 987 - 1064 م). خال أبي الوليد الباجي من أهل العلم
بالحديث والفقه والعربية والكلام والنظر والجدل على مذهب أهل السنة. أخذ عنه ابن
أخته أبو الوليد الباجي بالأندلس.
(33) - عبد الواحد بن علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن برهان أبو
القاسم العكبري الأسدي النحوي. (456 ه‍ / 1063 م).
قال أبو الوليد: (أخذت عن الشيخ أبي القاسم عبد الواحد بن برهان وكان واحد
بغداد في العربية)
75

(34) - عبد الله بن الوليد بن سعد أبو محمد الأنصاري الأندلسي المالكي.
(360 - 448 ه‍ / 970 - 1056 م). روى عنه أبو الوليد الباجي
بمصر كتاب: (البداية والارشاد للكلاباذي) كتب: (ناسخ القرآن
ومنسوخه)، و (العالم والمتعلم في معاني القرآن)، و (إعراب القرآن لأبي جعفر
النحاس). ورسالة مالك لعبد الله بن وهب في الرد على القدرية.
(35) - عبد الله ابن - أبي الفتح واسمه - أحمد بن عثمان بن الفرج بن
الأزهر بن إبراهيم بن قيم بن مرانق أبو القاسم الصيرفي الأزهري الدمثائي البغدادي
(355 - 435 ه‍ / 965 - 1043 م)
(كان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعا، ومن المعنيين به والجامعين له مع
صدق وأمانة وصحة واستقامة). ذكره أبو الوليد الباجي في شيوخه الذين
حدث عنهم
(36) - علي ين محمد بن الحسن بن علي أبو الحسن الحربي بن قشيش النحوي
السمسار المالكي (356 - 437 ه‍ / 966 - 1035 م). حدث عنه أبو
الوليد الباجي ببغداد.
76

(37) - علي بن محمد بن قيس أبو الحسن البغدادي، سمع منه أبو الوليد
الباجي.
(38) علي بن المحسن بن محمد ابن أبي الفهم أبو القاسم التنوخي البغدادي
المعتزلي. (365 - 447 ه‍ / 975 - 1055 م). درس عليه أبو الوليد
الباجي ببغداد
(39) -
علي بن موسى أبو الحسن ابن السمسار (433 ه‍ / 1041 م)
حدث عنه أبو الوليد الباجي بالشام.
(40) - عمر بن إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن بجاد بن موسى بن
سعد ابن أبي وقاص أبو طالب الزهري ابن حمامة الفقيه الشافعي.
(347 - 434 ه‍ / 958 - 1042 م). تفقه به أبو الوليد الباجي ببغداد
(41) - عيسى بن خلف بن عيسى ابن أبي درهم أبو الأصبغ الوشقي
أجاز لأبي الوليد الباجي بوشقة كتاب (عشرة يحي بن يحيى الليثي)، وكتاب:
(المجالس لأصبغ بن الفرج)، وكثير من روايته.
77

يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن الصفار أبو الوليد القرطبي
(338 - 429 ه‍ / 949 - 1037 م)
كان مقدما في الفقهاء والأدباء، مشاركا في كل فن، ألف كتب جمة تشهد له
بعلمه وفضله، أخذ عنه أبو الوليد الباجي بالأندلس.
هؤلاء بعض شيوخ أبي الوليد الباجي المحدث الحافظ الذي جند نفسه لسماع
الحديث وكتابته وجمعه وشرحه، وارتحل في طلبه إلى مصر، والحجاز، ودمشق، والكوفة
وبغداد، والموصل، وحلب، فضلا عن مدن الأندلس وغيرها. ينقب عن مراكز الثقافة
والعلم والعلماء شرقا وغربا، فيأخذ العلم بتعطش من ذوي الكفاءة، ويشتغل بالحديث
رواية ودراية، ويطلع على كثير من تراجم الرواة ومختلف الروايات مند نشأة هذا العلم
إلى عصره.
فعلم وعلم وعمل بما علم بقريحة فذة وطموح نادر، فأصبح يتمتع بثقافة
موسوعية قل نظيرها، غير مقتصر على السماع وحسب، يكتب ويؤلف ويجلس
لتدريس الحديث، ويجادل ويناظر دفاعا عن السنة النبوية على مذهب الامام مالك
والأشعري مع علمه ببقية المذاهب. خبير بالأسانيد جرحا وتعديلا، يميز بين متن
الحديث صحيحها من سقيمها، والمعمول به من غيره، يحللها ويستنبط منها الأحكام الشرعية
مع علمه باختلاف العلماء المحدثين وفقهاء وأصوليين جميعا، فمعرفته بمتن
الحديث تتجلى في مؤلفاته، كالاستيفاء والمنتفي، والايماء
وخبرته بالأسانيد تظهر جليا في كتاب: (التعديل والتجريح لمن خرج عنه
البخاري في الجامع الصحيح) الذي نقدم له، وتضلعه في أصول الفقه، تشهد له به
مصنفاته فيه، رحمه الله ونفع الأمة الاسلامية بعلمه.
78

عودته إلى الأندلس:
لم نعرف شيئا عما كان يتمول به قبل رحلته إلى المشرق، غير أنه وصف أباه
باتساع دنياه.
اما أثناء الرحلة فكان بمكة يعيش ضمن أسرة أبي ذر، وببغداد أصبحت حاله
المادية عسيرة، الامر الذي جعله يستأجر نفسه مدة مقامه بها لحراسة درب ليلا
يستعين بضوئه على مطالعته وبأجرته على نفقاته اليومية، وربما يوفر من كسبه ليتزود به
خلال سفره الطويل، وكان ذلك مما افتخر به لي ابن حزم أثناء المناظرة.
ولما نزل الموصل أحتفي به قاضيها أبو جعفر السمناني لذكائه وفطنته ودقة
تحصيله، ولم يكن حاله بحلب أقل منه بالموصل، حيث عرف قدره أميرها معز الدولة،
واستقر بها أزيد من عام معززا مكرما، يفتي على مذهب مالك رحمه الله، فاعتبر ذلك
غير واحد، ولاية للقضاء فقال: (واستقضى في طريقة بحلب فأقام بها نحوا من
عام) فقابل نعمة السمناني ومعز الدولة بالثناء عليهما ومدحهما بشعره، وهذا
بعض ما قاله في السمناني:
هذا الشهاب المستضاء بنوره * علم الهدى هذا الامام الأوحد
كما مدح أمير حلب بقصائد نجتزئ منها بالبيتين التاليين:
حويت معز الدولة الملك فاغتدى * بذكرك في الآفاق ملك وسلطان
فللمجد ملك قد أجيد نظامه * وأنت لذاك السر در ومرجان
79

فكان هذا منه شكرا لهما لا تكسبا بشعره كما يراه بعض من ترجم الله (172) لان
أقل ما يجازى به المنعم عليه الشكر (ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز
وجل).
ولما عاد إلى الأندلس، طفق يتعيش من كد يده بضرب ورق الذهب للغزل
وعقد الوثائق والشروط، وكان يجلس للاقراء وفي يده اثر المطرقة وصدأ العمل
شهد له بذلك أصحابه والآخذون عنه. وولي قضاء أريولة
ولقبه الحميدي بذي الوزارتين ونثبت هنا ترجمة الباجي كما كتبها
الحميدي نقسه زيادة للفائدة وهي كما يلي: (وذو الوزارتين القاضي الإمام أبو الوليد
سليمان بن خلف بن أيوب الباجي من باجة الأندلس، متكلم فقيه أديب شاعر
رحل إلى المشرق وسمع بمكة من أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، وبالعراق من البرمكي
وطبقته، ودرس الكلام على القاضي السمناني، وتفقه على الشيخ أبي إسحاق
الشيرازي، ورجع إلى الأندلس فروى ودرس والف. قرأت عليه كتاب التمييز لمسلم عن
أبي ذر الهروي، وحضرت مجالسه، وكان جليلا رفيع القدر والخطر.
وأنشدني له: (؟) روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ
البغدادي قال: أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي لنفسه:
إذا كنت اعلم علما يقينا * بان جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ظنينا بها * وأجعلها في صلاح وطاعة
(توفى بالمرية من بلاد الأندلس في سنة أربع وسبعين أو نحوها، وقبره هناك
يزار... هذا، وباجة بلد الأندلس منها اتفاقا أبو الوليد). ولم يترجم له الحميدي
80

في الجذوة بيد أنه أعد ترجمة له وسجلها على هامش الاكمال ليدرجها ضمن المترجم
لهم من محدثي الأندلس.
فحال بينه وبين ذلك سبب مالا نعلمه، ثم أدخلها بعض النساخ في متن
الاكمال، وبقيت في حاشية بعضها محددة الأول والأخير - بزيادة الحميدي -
وانتشرت النسخ الخالية من التحديد، ونقل عنها بعض المؤلفين فنسبوا القول إلى ابن
مأكولا، كعياض، وابن عساكر، والذهبي، والداودي،
والمقري وفطن إلى ذلك المصحح بعد جمعه لنسخه ومقارنتها.
ومما يدل على صحة ما ذهب إليه ونبه عليه في مقدمة التحقيق وموطن
وروده، ويؤيده في لك كون تلك المسخ تشتمل على نصوص وأسانيد توفي
أصحابها في القرن السادس الخجري وما بعده.
ولا يعقل إن تكون من عمل المؤلف المتوفى في الربع الأخير من القرن الخامس.
وقول الحميدي: (ورجع إلى الأندلس فروى ودرس والف، وقرات عليه
كتاب التمييز لمسلم عن إلي ذر الهروي وحضرت مجالسه. (وكان جليلا رفيع القدر
والخطر.)
ينطبق على الحميدي الذي كان من التلاميذ الآخذين عنه، كما أن القراءة
وحضور المجالس كان بعد الرجوع إلى الأندلس، لا في رحلة الباجي إلى المشرف، وليس
هناك من يذكر إن ابن مأكولا كان من تلاميذ الباجي.
81

ويغلب على الظن أنه لم يلقاه، إذ إن مقام الباجي ببغداد كان ما بين (430
ه‍) (435) تقريبا، وابن مأكولا المولود سنة إحدى وعشرين وأربعمائة على أرجح
الأقوال كان من المترفين باعتباره ابنا للوزير وابن أخ القاضي، وكان الشيوخ يعلمونه
بدار أبيه أو عمه، ولم يرحل إلى الأندلس
ولو كان من شيوخه لذكره بعض من ترجم لهما، وحظي الباجي ببعض
الإعانات من أسرة ابن مأكولا، وما احتاج إلى حراسة الدروب ببغداد.
الباجي والاصلاح السياسي بالأندلس
1) - لما عاد أبو الوليد من المشرق إلى وطنه وجد ملوك الطوائف شيعا
مختلفه متفرقة يهاجم بعضهم بعضا كما تركهم قبل سفره، والعدو يتربص بهم
الدوائر، فصمم العزم على توحيد كلمتهم ولم شعثهم للخروج ببلده من المآزق
الذي تتخبط فيه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
(ومشى بين ملوك أهل الجزيرة بصلة ما أنبث من تلك الأسباب، فقام
مقام مؤمن آل فرعون لو صادف أسماعا واعية، بل نفخ في عظام نخرة، وعكف
على اطلاق داثرة، بيد أنه كلما وفد على ملك منهم في ظاهر أمره لقيه بالترحيب
وأجزل حظه بالتانيس والتقريب، وهو في الباطن يستجهل نزعته، ويستثقل طلعته:
وما كان أفطن الفقيه - رحمه الله - بأمورهم! واعلمه بتدبيرهم، لكنه كان
يرجو حالا تؤوب، ومذنبا يتوب)
2) - فلما يئس من الرجوع ببلده إلى سابق عهدها من جمع الكلمة على
رجل واحد يستقل بالخلافة ويستعيد ما ضاع من الثغور والواحدة السياسية، اتخذ
أسلوبا جديدا للتقريب بين الامراء ليكونوا سدا منيعا وحصنا حصينا ضد عدوهم
المشترك، فواصل مساعيه الحميدة بنشر العلم بين الطلاب في مختلف مدن
82

الأندلس وقراها، حتى فشا علمه وبعد صيته، فأخذ يتصل بالأمراء من جديد،
ويحثهم على الاتحاد والجهاد، ويطوف عليهم واحدا واحدا، وكلهم يصغي إلى
وعظه، فقربه الرؤساء حينئذ واستعملوه في أمانتهم والترسل فيما بينهم، فأجزلوا
صلاته، فبعد إن كان ندب نفسه من عنديته، أصبح سقيرا متنقلا من إمارة
إلى أخرى من قبل ذوي السلطان والنفوذ
(وكان أكثر تردد أبي الوليد بشرق الأندلس ما بين سرقسطة بلنسية
ومرسية ودانية)
وذو الوزارتين الذي لقيه به الحميدي أنفا، لا ندري أهو تكليف أم
تشريف، ولم نعثر على اي نص أخر يشعرنا بتحمله منصبا كهذا الا ما كان من
ابن بسام الذي يشير إلى رتبة عالية تشبهها في وثيقة من انشاء الوزير أبي محمد بن
عبد البر على لسان إقبال الدولة علي بن مجاهد أمير دانية، يخاطب بها المظفر أمير
بطليموس حيث يقول:
(الفقيه الحافظ أبو الوليد الباجي غدى نعمتك ونشأة دولتك، هو من
آحاد عصره في علمه وأفراد دهره في فهمه، وما حصل أحد من علماء الأندلس
متفقها على مثل حظه وقسمه، وقد تقم له بالمشرق صيت وذكر، وحصل بجزي
تناولك فيه جمال وفخر، فإنك إليك تنعطف أسبابه، وعليك تلتفي وتلتف آرابه،
لكن شددت عليه يدي وجعلته علم بلدي يشاور في الاحكام ويعتدي إليه في
الحلال والحرام فقد ساهمتك فيه وشاركتك فيه كما تساهمنا وتشاركنا في الأحوال
السلطانية والأمور الدنيوية)
فقوله: (شددت عليه يدي وجعلته علم بلدي) الخ. يشعر بتقلده
وزارة، لا مشاورا للقاضي فحسب، بل هو مشاور الأمير نفسه، لكنه لم يلقب
بالوزير لتشبثه بالتحرر من القيود الإدارية، والمسؤولية الرسمية، ولكونه ندب نفسه
ليقوم بتوحيد الصفوف وعدم الاختصاص بأي أمير.
83

وما ورد في هذا النص يشير إلى أنه سبق إن قام بمثل هذا العمل لدى
المظفر، بامارة بطليوس مسقط رأسه.
كما استدعاه المقتدر بن هود أمير سرقسطة وجعله مفخرة دولته، وما
ورد في قلائد القيان (فتهادته الدول) يؤيده ما سبق ذكره في التخاطب بين
أمير دانية وبطيوس، فكل واحد من هؤلاء يفتخر به ويجله.
وكان مرنا في طبعه يتمشى مع الشرع والاحداث الطارئة دون هوادة أو
تزمت، فيفتي بفتاوي للاصلاح بعد تأمل واجتهاد.
ومن ذلك ما يروى أن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين طلب المعونة
ليتقوى بها على الجهاد، فاستفتى علماء العدوتين: المغرب والأندلس، فأفتوه بجواز
ذلك أسوة بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان من أبرز هؤلاء أبو الوليد
الباجي لعدم ورود اسم غيره في وثيقة المعارضة الذي كتبها - وجعل عهدة
الجواز على من اجازه - أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن زكريا بن
الفراء قاضي المرية، الذي استشهد بغزوة قتندة سنة (514 ه‍ / 1120 م)، ولم
يعارض هذا الامام هو الاخر بدوره هذه الفتوى الا لكونه يرى أن ذلك لا يصح
الا ببينة ظاهرة وشروط معينة، ذكرها في تلك الوثيقة المشار إليها آنفا.
وكل منهما قد اجتهد في المسألة وأجرهما على الله.
ولم تكن إجازة الباجي للفتوى في هذه النازلة تقربا للسلطان ورغبة في
النفوذ، ولكنه يرى في ذلك مصلحة الأمة في الدنيا والأخرى، ولو لم يكن الامر
كذلك، لما خاطب بتلك اللهجة الحادة التي نقلت عنه حينما كان عند أمير
سرقسطة المقتدر. (أحمد بن هود ينتظر اذنه، فجالسه ابنه الملقب بالمؤتمن،
- وكان يتفلسف - وجاذبه ذيل الحديث فقال له: هل قرأت أدب النفس.
84

لأفلاطون؟ قال له الباجي: انما قرأت أدب النفس لمحمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم)
ومن الأعمال التي كان يحمد عليها وما زال أثناء وجوده بسرقسطة صحبة
المقتدر بن هود: حدث أن جاءت رسالة من أحد عمالقة الرهبان
الفرنسيين يدعوا فيها هذا الأمير إلى الدخول في الديانة المسيحية والانسلاخ عن
العقيدة المحمدية فكتب رسالة على لسانه رد على هذا الراهب الرهيب،
وسلك طريق الاعتدال وقرع الحجة بالحجة، وأعاد الداعي مدعوا، وبقي الأمير
وإمارته على دين الاسلام.
فبعد كل هذه المواقف الحاسمة، والتطورات المشرقة من هذا الرجل الطيب
الصالح المصلح، الذي كرس حياته وجهوده في سبيل الله، ولم يبخل بوقته ذودا عن
وطنه وأمته ودينه، ومع هذا وذاك، فلا يخلو الحال من حاقدين وحساد في اي زمان
ومكان على النعمة والنقمة معا، فطعنوا فيه من أجل مداخلته للرؤساء، وقد
رأينا قبل هذا أنه ما صدر منه ذلك الا ابتغاء مرضاة الله وتوحيد الكلمة أولا،
واصلاح ذات البين ثانيا
وقالوا عنه: أنه يقبل الصلاة والجوائز والهدايا من الامراء، ولا عيب عندي
في ذلك، لأنه كان يقوم باعمال لا يمكن للعامل إن يكون فيها فظا غليظ القلب
يحاول الاصلاح، ويجفو عن مخاطبيه برد هداياهم فتذهب دعواه هباء منثورا.
قال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من
حولك)
85

فهذه التهمة ليست مما يتهم به أمثاله الذين جهروا بالحق منذ البداية. وهل
يرضي الطاعنين إن يلازم الحياد ويعالج المشكل بطريقة سلبية، فيصدق عليه ما
صدق على بني إسرائيل في قوله عز وجل: (كانوا لا يتناهون عن منكر
فعلوه)
ويتخلى عن قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع
فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان)
أو يشق عصا الشاعة ويخالف الآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه
زبيبة)
فينعزل هو الاخر بجيش وإمارة ويضيف إلى نار الفتنة غازا وحطبا. وقد قال
تعالى (الفتنة أشد من القتل)
وقد علموا أنه لا يتأنى له الاصلاح الا بوعظ ينسجم مع أمزجة الرؤساء في
غير لين ولا شدة، ثم أنه يعمل عملا يستحق عليه كل تشريف وتكريم، ألم يطعنوا
بمثل هذا على أبي عمر يوسف بن عبد البر لمداخلته ذوي السلطان وهو
أحفظ أهل زمانه؟ ألم يشنعوا على أبي بكر ابن العربي في مثل ذلك بقولهم:
(كان يدرس وبغلته عند الباب ينتظر الركوب إلى السلطان)
86

ومن الذي ساعد بقي بن مخلد على نشر العلم بالأندلس واخراجها من
ربقة الجهل والتقليد سوى محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الذي أمنه وأشار عليه
بنشر علمه؟...
وهل من الحق إن يترك السلطان وحده في الميدان ويعرض عنه العلماء
والخبراء ويصبح ذلك عقيدة باسم الدين لدى المتفقهين والمتزهدين فيطعنوا في
ذوي الألباب الأبرار.
3) - غير أن أبا الوليد لم يلتفت إلى كل ذلك، بل مضى طريقة يفكر
في خطة جديدة لتلخيص بلده من الفوضى والتعفن، حتى انتهى به المطاف (إلى
المرية سفيرا بين رؤوساء الأندلس يؤلفهم على نصره الاسلام، ويروم جمع كلمتهم
مع جنود ملوك المغرب المرابطين على ذلك فتوفي قبل تمام غرضه - رحمه
الله -)
فكان هو الذي مهد السبيل لدخول المرابطين إلى الأندلس وانتصارهم على
الأدفونش في وقعة الزلاقة (479 ه‍) بعد وفاته بخمس سنوات وبقاء الاسلام بهذا
البلد أزيد من أربعة قرون. اسكنه الله فسيح جناية ورضي عنه.
وفاته:
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة أبي الوليد الباجي على أربعة أقوال نعرضها
كالتالي:
1) - قال ياقوت الحموي: (مات بالمرية سنة أربع وتسعين
وأربعمائة ولعل سماع المؤلف أو الكاتب لمخرج حروف: السبعين والتسعين
أوهمه، فكتب التسعين بدل: السبعين لتقارب مخرجي حروفهما، أو سهوا من
الناسخ لتشابههما في الصورة، أو خطأ مطبعي، وتبعه على ذلك ابن شاكر
87

الكتبي، وابن فرحون. بيد أن هذا الأخير ذكر في ترجمة ابنه أحمد أبي القاسم
إنه (تفقه على أبيه وخلفه في حلقته بعد وفاته.. وتخلي عن تركة أبيه وكانت
واسعة، ورحل إلى المشرق ودخل بغداد فمات بجدة بعد منصرفه من الحج في سنة
ثلاث وتسعين وأربعمائة)
ولا يعقل أن يخلف السالف المتوفى (494 ه‍) اللاحق المتوفي (493 ه‍)
لما بينهما من الزمن الشاسع الفاصل الذي جمع فيه الابن شعر أبيه، والرحلة الطويلة
التي زار فيها كثيرا من الأمصار، فهو ارتباك واضح من هؤلاء المؤلفين لا غبار
عليه.
ونقلت المستشرقة البولونية (بوحجينا ستشجفيكا) عن أحد المصادر الثلاث
المذكورة قبله، أنه: (توفي سنة (494 ه‍)) ان لم تكن استقت ذلك مما
أثبته الناشر في أوائل كل من الاجزاء السبعة من المنتقى لأبي الوليد الباجي.
2) - وأرخ وفاته ابن الأثير بحدود سنة ثمانين وأربعمائة (211) الامر الذي
يشعر بعدم ضبطه لتاريخ وفاته.
3) - وذكر (إنخيل جنثالث بالنتيا) إن أبا الوليد الباجي توفى عام ثلاثة
وسبعين وأربعمائة (212) بتقديم سنة على تاريخ وفاته، كما فعل ميلاده.
4) - واجتزأ ابن بسام (213) بالتصريح بعام أربعة وسبعين، وغفل الأربعمائة
اختصارا كما يصنع بعض المؤلفين.
والمعول عليه من هذه الأقوال وأصحها وأشهرها تواترا ما يلي: توفى الامام
المحدث الحافظ أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي المالكي - رحمه الله - مساء
88

الأربعاء بين العشائين بالمرية في اليوم التاسع عشر من رجب عام أربع وسبعين
وأربعمائة (214) موافق لسنة إحدى وثمانين وألف. ودفن يوم الخميس بعد صلاة
العصر بالرباط على ضفة البحر، وصلى عليه ابنه أبو القاسم.
وأجزم بأن هذا القول الأخير - أربع وسبعون وأربعمائة - هو الموافق الذي
يتلاءم مع ما ذهب إليه أغلب من ترجم له، حسب ما اطلعنا عليه، وخصوصا
الذين هم أقرب من وفاته زمنا ومكانا والله أعلم.
شخصيته وأخلاقه:
الحافظ أبو الوليد الباجي أستاذ الأساتذة أشعري سني مفسر
محدث فقيه أصولي متكلم مناظر أديب نحوي شاعر.
كان له سمت حسن وهيبة ووقار، مع تواضع وعلم غزير، لم يكن من
المحدثين الذين اقتصروا على الرواية، أو الفقهاء الذين يستنبطون الاحكام وحسب،
بل كان ناقدا للحديث سندا ومتنا، يميز بين الصحيح من السقيم والعلل والرجال،
ضعفاء وثقات.
من كبار الفقهاء المتكلمين الأصوليين المستنبطين للأحكام، عالما
باختلاف المذاهب في الرواية والمسائل الشرعية، والأصول فقها وعقيدة، فصيح
اللسان، يناظر ويعبر بما شاء عما شاء، ولا تعوزه الحجة والدليل المقنع.
89

إذا فهو ذو شخصية المعية بارزة قوية فذة نادرة قلما يجود الزمان بمثلها.
(وقد عرف الناس فضل الباجي في الأدوار الأخيرة من حياته وبعد وفاته،
لأنه كان صلبا في آرائه، قويا في معارضاته، لا يخضع الا للحق ولا يخشى في
سبيله لومة لائم، وقد جر عليه هذا الخلق الابي محنا ومقاومات وفتنا، غير أنها لم
تنل من نفسه الكبيرة شيئا، ولم تحمله على تغيير سلوكه)
(وكان من أعظم من حفل بهم تاريخ الأندلس الفكري من الرجال...
وندب نفسه للاصلاح بين الرؤساء)
ومما يدل على شخصيته القوية وبداهة الرد السديد ما رواه ابن العربي:
(أخبرني الفقيه الطرطوشي، أخبرني الباجي أنه كان يوما في باب أحمد بن هود
ينتظر اذنه، فجالسه ابنه الملقب بالمؤتمن - وكان يتفلسف - وجاذبة ذيل
الحديث فقال له: هل قرأت أدب النفس لأفلاطون؟! قال له الباجي: إنما
قرأت أدب النفس لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، قال القاضي أبو بكر رضي الله عنه:
الذي رأيت لأفلاطون: زجر النفس، وعني الباجي بقوله: أدب النفس لمحمد، ما
تضمنت الشريعة من قرآن وسنة في هداية السنن وايضاح السنن)
وشهادة ابن تيمية - وهو من هو - كافية وخير دليل على ما أسلفنا،
قال: (وكذلك المتأخرون من أصحاب مالك الذين وافقوه، كأبي الوليد الباجي،
والقاضي أبي بكر بن العربي ونحوهما لا يعظمون الا بموافقة السنة والحديث)
وقد طبقت شهرته الآفاق شرقا وغربا منذ بداية العقد الثالث من عمره،
ويؤيد ما قاله ابن بسام في ذلك: - ما حل بلدا إلا وجده ملان بذكره - ما
كتبه أبو الوليد نفسه في كتبه: فرق الفقهاء عن أحد مناظرية تو وصوله
إلى حلب.
90

(فلما وقع الانفصال عن المناظرة بانفصال كلامي، سألني عن البلد
والمنشأ فأخبرته، وسألني عن طريقي إلى العراق فأخبرته، فلم ذكرت له أن طريقي
كان من الحجاز إلى الكوفة قال لي: أراك أبا الوليد المالكي، قلت: أنا ذاك، فما
علمك بهذا قال: تلميذك من أهل الكوفة أبو الفرج بن السلالي كان كثيرا ما
يذكرك)
وروى أبو بكر الطرطوشي عن الحافظ أبي علي بن سكرة الصدفي قوله:
(لما ورد علينا بغداد أبو القاسم بن القاضي أبي الوليد سرت معه إلى شيخنا قاضي
القضاة ابن بكران الشامي - وكان ممن صحبه أبو الوليد قديما ببغداد، وعلق
عنه - فلما دخلنا عليه قلت له: - أعزك الله -: هذا ابن شيخ الأندلس،
فقال لي: لعله ابن الباجي، فقلت: نعم، فأقبل عليه)
أشهر مناظراته:
كانت حياته حافلة بالدفاع عن السنة على مذهب مالك، وعقيدة
الأشعري، فجادل وناظر حيثما حل وارتحل بايمان قوي، وشجاعة أدبية احتسابا
لوجه الله تعالى. ومن ذلك:
أولا: ناظر الشيعة في حلقات مساجد حلب وبين يدي أميرها معز
الدولة فانتصر عليهم وبقيت الفتوى تدور بها على مذهب الامام مالك طيلة الفترة
التي قضاها الباجي بحلب من أواخر إلى أوائل (439 ه‍).
ثانيا: وتو عودته إلى الأندلس، وجد المذهب الظاهري يكاد ينتشر على يد
ابن حزم بجزيرة ميورقة، فاستدعى لمناظرته بين يدي أميرها أبي العباس أحمد
ابن رشيق فأفحمه وفل من وجهه وأحرقت كتبه.
91

ثالثا: كما ناظر بدانية أبا بكر بن الصائغ، وابن سهل بين يدي
أميرها اقبال الدولة علي بن مجاهد.
رابعا: وقعت بينه وبين أبي حفص الهوزني منازعات بمرسية، ذكر
كل ذلك وغيره في كتابة (فرق الفقهاء)، ومع الأسف لم نعثر منه الا على
نصوص وإشارات يسيرة متفرقة في مختلف المؤلفات التي ترجمت له.
ومن الريف أنه نوظر بعد وفاته من علماء أجلاء خلال مصنفاتهم عن
نوايا حسنة خدمة للعم، وفي عصور متباينة.
ونسجل هنا بارتياح إنه من المؤكد لو كان حيا لدافع عن راية وأفاد وأقنع،
لأنه بحر زاخر لا تكدره الدلاء، بيد إننا سننتصر للحق فيما يأتي إن شاء الله
حسب الامكان وبالله التوفيق.
عياض والباجي:
لم يدرك عياض أبا الوليد الباجي، بيد إنه روى عنه بواسطة شيوخه
مؤلفاته ومؤلفات غيره المكتوبة، وبالرواية الشفوية سماعا أو بالإجازة. ويظهر ذلك
جليا في مصنفاته
92

اقتبس القاضي عياض من كتاب أحكام الفصول في أحكام الأصول
للباجي - بتصرف في العبارة - ما نصه:
(وقال القاضي أبو الوليد الباجي: لا خلاف في جواز الرواية بالإجازة من
سلف هذه الأمة وخلفها). إشارة إلى قوله:
(يجوز للراوي أن يحدث بما أجيز له، ولا خلاف في ذلك بين سلف الأمة
وخلفها)
ثم عقب عياض على ذلك قائلا:
(وادعى فيه الاجماع) ولم يفصل، وذكر الخلاف في العمل
بها) ولو كان في المسألة خلاف لما حسن بنا أن ننسب إليه الادعاء، وممن
عبر بانعدام الخلاف مع وجوده: إمام دار الهجرة، والشافعي.
قال مالك: - وقد ذكر الحكم بدر اليمين -: (فهذا مما لا اختلاف فيه
عند أحد من الناس ولا ببلد من البلدان)
وعقب على ذلك أبو بكر بن العربي بقوله: (وهذه مسالة لم يختلف
الناس في شئ أكثر من اختلافهم فيها)
وقال الشافعي في زكاة البقر: (وهو ما لا أعلم فيه بين أحد لقيته من
أهل العلم خلافا)
93

قال الشوكاني: (والخلاف في ذلك مشهور). فرد ابن العربي
على مالك والشوكاني على الشافعي لم يتعد إبراز وجود الخلاف، لان كلا منهما
بشر، والبشر يجوز عليه الخطأ والنسيان لقوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا
أو أخطأنا)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (أن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه.)
فبملاحظتنا لما قاله الباجي في النص الأصلي - دون تغيير - نراه يتحدث
عن العطاء، والنص الذي نسبه له عياض - بعد تغيير العبارة الأصلية - يشير
إلى الاخذ لا العطاء، فالمسألة واحدة ولها جوانب.
- أ - أجاز الجمهور الرواية بالإجازة مع تفصيل في ذلك، وهو ما
تضمنه النص الذي أورده عياض.
- ب - يجوز لمن روى بالإجازة أن يحدث بما أجيز له - ولا خلاف
يستحق الذكر في ذلك - وهذا ما يتضمنه كلام الباجي
- ج - للمجاز له أن يحدث بما شاء من ألفاظ التحديث، والخلاف في
ذلك قائم.
قال مالك: (قل في ذلك ما شئت، من حدثنا * أو أخبرنا. وقال غيره:
قل: أنبأنا)
فالخلاف في الطرفين الأول والثالث، والاجماع منعقد في الوسط.
94

فالباجي تحدث عن جواز تحديث المحدث غيره بما أجيز له، وعبارة عياض
تنصرف إلى جواز الرواية بالإجازة، ولا ينطبق قوله على قول الباجي أصلا. ولو
اقتبس هذا النص حرفيا بلفظ صاحبه لما سايره من سايره في التحامل على الباجي
ممن جاء بعده، وألف في علوم الحديث مصطلحه انطلاقا من ابن الصلاح
في مقدمته التي أورد فيها عبارة عياض مع تغيير طفيف لا يحول اتجاه المعنى، واعترض على الباجي الذي لم يطلع على فحوى كلامه قطعا، رغم ما أحدث فيه
من التغيير، ولو أطلع عليه لما قال: هذا باطل.
يدلنا على ذلك ما قاله في موضع آخر: (من أنواع الإجازة إجازة المجاز
مثل أن يقول الشيخ: أجزت لك مجازاتي، أو أجزت لك رواية ما أجيز لي روايته،
فمنع من ذلك بعض من لا يعتد به من المتأخرين، والصحيح والذي عليه العمل
أن ذلك جائز)
فكلام ابن الصلاح هنا، ينطبق على ما قاله الباجي، فلو قرأ ما كتبه
بالحرف لوافقه تمام بلفظ صريح، وانحسم النزاع، فابن الصلاح يدافع عن
المسألة بحرارة متناهية، وينزل بثقله على من يخالف فيها.
- أ - مبهما اسمه بلفظه (بعض).
- ب - (ممن لا يعتد برأيه).
- ج - افراد ضميره للدلالة على انفراده.
- د - وبقوله: (من المتأخرين). والنتيجة هي التلميح بانعقاد الاجماع
الذي ادعاه عياض على الباجي في غير هذه المسألة خطا في التعبير، ولا شك أن
95

هذا المتأخر جاء بعد الباجي الذي يريد به أبا البركات الأنماطي الذي كان
(لا يجوز الإجازة على الإجازة، وصنف في ذلك)
هذا من جهة عياض وابن الصلاح، واما من جاؤوا بعدهما فافترقوا أربع فرق
- أ - يصرح ابن كثير بنقله عن ابن الصلاح ما ادعى على الباجي
ويتبنى اعتراضه عليه.
- ب - أما العراقي وزكرياء الأنصاري فيفصحان عن اطلاعهما على
قولي: عياض وابن الصلاح جميعا ويغلطان الباجي
- ج - نسب السيوطي ادعاء الاجماع لكل من عياض
96

الباجي أن لم يكن ذلك خطا نسخيا في المخطوطة، أو مطبعيا في المطبوع.
- د - اكتفى الصنعاني بما حكاه عياض وابن الصلاح،
والعراقي، هؤلاء جميعا رددوا الخطأ وتوارثوه لاحقا عن سابق دون الاعتماد على المصدر
الأصلي ليروا الخطأ أهو من الباجي أو من غيره
وما دفعهم جميعا إلى ترديد الغلط وابرازه، الا ثقتهم بعياض - وهي ثقة في
محلها، ولكن بشرية البشر تأبى الا إن تظهر على البشر - واستغرابهم صدور هذا
الخطأ مع عدم وقوعه من أبي الوليد الباجي الامام الكبير واهتمامهم بهذا المحدث
الجليل.
ولا يسعنا الا أن ننحني باجلال وتعظيم لهؤلاء الأئمة الاعلام - سامحنا
وسامحهم الله - ونقول: إنهم هم الذين أخطؤوا جميعا لثقتهم في نقل عياض،
ومنهجية البحث تقتضي إن يطلعوا على ما قاله الباجي بالحرف، فإن لم يستطيعوا
سكتوا عن تخطئته دون الاعتماد على ما قاله أبو الفضل الذي لا نطعن ولا نستطيع
إن نطعن في أمانته العلمية ونزاهته الخلقية، ولكنها عترة علام لا ينفلت منها الا
الخالق الباري سبحانه وتعالى.
قال الونشريسي في موقف كهذا: عن الباجي نفسه: (وفي صحة
الاعتراض عليه - عند الحذاق - نظر لأنه ثقة راسخ القدم)
97

(والسعيد من عدت غلطاته). والكمال لله.
كما ناقش أبو الفضل عياض أبا الوليد الباجي في مسالة أخرى حيث قال:
(وحكى القاضي أبو الوليد الباجي إنه روي للشافعي إنه يجوز إن يحدث بالخبر
يحفظه وإن لم يعلم أنه سمعه)
إشارة إلى قوله: (وقد روي عن الشافعي في الرسالة إنه يجوز إن يحدث
بالخبر لحفظه وإن يعلم إنه سمعه)
ثم عقب على ذلك عياض قائلا: (ولا نور ولا بهجة لهذه الحجة ولا
ذكرها عن الشافعي أحد من أصحابه)
أجل روي ذلك عن الشافعي - مع اختلاف في العبارة - في الرسالة
وغيرها.
وكتبه شاهدة على ذلك بما نصه:
(قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو يسلفون في التمر السنة والسنتين. فقال رسول
الله: من سلف فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم وأجل معلوم
قال الشافعي: (حفظي) وجل معلوم
وقال غيري: (قد قال ما قلت أو إلى اجل معلوم)
وهذا الاعتراض من عياض رحمه الله ناشئ عن عدم اطلاعه على هذه
المسألة في أصولها.
ولست هنا أقصد إلى تخطئة أحد من العلماء: مالك، والشافعي
وعياض، وغيرهم بقدر ما أردت الاعتبار إلى أبي الوليد الباجي في هاتين
98

المسألتين من جهة وابراز شخصيته واطلاعه كعلم من أعلام الحديث واهتمام
المحدثين بعلمه واستفادتهم من كتبه من جهة ثانية، وفقنا الله جميعا لما يحبه
ويرضاه.
ورغم ما مر بنا من اعتراضات عياض العالم المحدث على أبي الوليد الباجي،
لم يفوته ذلك الرواية عنه بواسطة شيوخه والاستفادة من مؤلفاته، وتلك خصلة من
شيم العلماء المجتهدين.
وذلك مما يتميز به علماء الأمة الاسلامية، يعطون لكل ذي حق حقه
حسب اجتهادهم، جزاهم الله عنا أحسن الجزاء
آراء العلماء فيه:
أثنى على أبي الوليد الباجي وأدلى برأيه فيه معاصروه ومعظم ترجم له،
فكاتبه بحلب شيخه أبو جعفر السمناني من الموصل يقول له:
(استفتحت بلدا ما استفتح القاضي أبو بكر مثله) يعني: أبا بكر
الباقلاني.
وقال ابن بسام: بلغني عن الفقيه أبي محمد بن حزم أنه كان يقول:
(ولم يكن لأصحاب المذهب المالكي بعد عبد الوهاب مثل أبي الوليد
الباجي) وقد ناظره بميورقة ففل من غربه وسبب إحراق كتبه، ولكن أبا
محمد وان كان اعتقد خلافه، فلم يطرح أنصافه أو حاول الرد عليه، فلم ينسب
التقصير إليه)
وقال أبو محمد بن عبد البر على لسان علي بن مجاهد اقبال الدولة أمير دانية
يخاطب المظفر أمير بطليوس: (أبو الوليد الباجي غذي نعمتك ونشاة دولتك،
99

هو من آحاد عصره في علمه وأفراد دهره في فهمه، وما حصل امرؤ من علماء
الأندلس متفقها على مثل حظه وسمته، وقد تقدم له بالمشرق صيت وذكر... لكن
شددت عليه يدي وجعلته علم بلدي يشاور في الاحكام، ويهتدي به في الحلال
والحرام)
وقال الحافظ الحميدي: (حضرت مجالسه وكان جليلا رفيع القدر
والخطر... متكلم فقيه أديب شاعر)
وقال الحافظ أبو علي الجياني الغساني: (جل قدره بالمشرق والأندلس،
وسمع منه بالمشرق، وحاز الرئاسة بالأندلس، فاخذ عنه بها علم كثير، وسمع منه
جماعة وتفقه عليه خلق كثير)
وكان أبو عبد الله بن شبرين يثني عليه كثيرا، وكذلك أبو إسحاق بن
جعفر الفقيه، وأبو محمد بن منصور ويربون به جيدا ويفضلونه ويفضلون
كتبه)
قال الحافظ أبو علي بن سكرة الصدفي: (ما رأيت مثله وما رأيت على
سمته وهيئته وتوقير مجلسه)
وقال: (هو أحد أئمة المسلمين لا يسأل عن مثله.
وقال عنه ابن خاقان: (بدر العلوم اللائح وقطرها الغادي الرائح وثبيرها
الذي لا يزحم ومنيرها الذي ينجلي به ليلها الأسحم، كان إمام الأندلس الذي
100

تقتبس أنواره وتنتجع أنجاده وأغواره، قطف من العلم أزاهرا، وتفنن في اقتنائه * وثنى
إليه غنان اعتنائه حتى غدا مملوء الوطاب، وعاد بلح طلبه إلى الأرطاب *، فكر إلى
الأندلس بحر لا تخاض لججه، وفجر لا يطمس منهجه *، فتهادته الدول، وتلقته
الخيل والخول)
وعقب عليه المقرى معاتبا: (ولعمري إنه لم يوف القاضي ألبا الوليد الباجي
حقه الواجب المفترض، ووددت أنه كمد النفس في ترجمته بعبارة يعترف ببراعتها من
سلم له ومن اعترض، فإن ترجمة المذكور مما سطره أفسح مجالا وأفصح روية
وارتجالا، وبالجملة، فهو أحد الاعلام بالأندلس).
وقال ابن بسام: (نشأ أبو الوليد هذا وهمته في العلم تأخذ بأعناق
السماء، ومكانه في النثر والنظم يسامي مناط الجوزاء وبدأ بالأدب فبرز في
ميادينه، واستظهر أكثر دواوينه، وحمل لواء منثوره وموزونه... فما حل بلدا الا
وجده ملان بذكره، فلم يبعد أن أصبح نسيج وحده في حله وعقده، حتى صار
كثير من العماء يسمعون منه ويرتاحون إلى الاخذ عنه).
(وحتى علم العلم أن له أشكال، وتيقن أهل العراق أن للأندلس رجالا).
(على أنه لأول قدومه رفع صوته بالاحتساب، ومشى بين ملوك أهل الجزيرة
بصلة ما أنبت من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون لو صادف أسماعا
واعية، بل نفخ في عظام ناخرة، وعكف على أطلال داثرة، بيد إنه كلما وفد على
ملك منهم في ظاهر امره لقيه بالترحيب وأجزل حظه من التأنيس والتقريب وهو في
الباطن يستجهل نزعته، ويستثقل طلعته، وما كان أفطن الفقيه رحمه الله بأمورهم
وأعلمه بتدبيرهم، لكنه كان يرجو حالا تؤوب، ومذنبا يتوب)
101

قال أبو بكر بن العربي: (ولقد كنت يوما مع بعض المعلمين فجلس إلينا
أبي رحمة الله عليه يطالع ما انتهى إليه علمي في لحظة سرقها من زمانه مع عظيم
اشغاله وجلس بجلوسه من حضر من قاصديه، فدخل إلينا بعض السماسرة وعلى
يديه رزمة كتب، فحل شناقها وأرسل وثاقها، فإذا بها من تأليف السمناني شيخ
الباجي. فسمعت جميعهم يقولون: وهذه كتب عظيمة وعلوم جليلة جلبها
الباجي من المشرق، فصعدت هذه الكمة كبدي وقدعت خلدي، وجعلوا يوردون
في ذكره ويصدرون ويحكمون أن فقهاء بلادنا لا يفهمون عنه ولا يعقلون)
(ولولا إن طائفة نفرت إلى دار العلم وجاءت بلباب منه كالأصيلي
والباجي فرشت من ماء العلم على هذه القلوب المستة وعطرت أنفاس الأمة الزفرة
لكان الدين قد ذهب)
(وكل من رحل لم يأت بمثل ما اتيت به إنا والقاضي أبو الوليد الباجي،
واما غيرنا فقد تعب)
وقال عياض: (كان أبو الوليد - رحمه الله - فقيها نضارا محققا راوية
محدثا يفهم صنعة الحديث ورجاله، متكلما أصوليا فصحيا شاعرا مطبوعا حسن
التأليف معين المعارف، له في هذه لأنواع تصانيف مشهورة جليلة، ولكن أبلغ ما
كان فيها في اللغة والفقه، واتقانه على طريق النظر من البغداديين وحداق القرويين
والقيام بالمعني والتأويل، وكان وقورا بهيا مهيبا جيد القريحة حسن الشارة)
(وكان له إخوة جلة نبلاء وبيته بيت علم ونباهة)
ولم يكن بالأندلس قط اتقن منه للمذهب يعني: المذهب المالكي.
102

وقال العماد الأصبهاني: (امام في الأصول والفروع.... كان فقيه
الأندلس وإمامها، الذي جلى بنور علمه ظلامها، وإنه رحل إلى المشرق فأشرقت
أنوار أقياسه، وأحيا ليالي الطرب بنعي نعاسه، وأنفق في العلم حتى اقتبس من
أنفاسه، وعاد إلى الأندلس فاستقر من العزة في الأعين والأنفس)
وقال الضبي: (فقيه محدث امام متقدم مشهور عالم متكلم)
(وله تواليف تدل على معرفته وسعة علمه)
وقال ياقوت: (الفقيه المتكلم المفسر الأديب الشاعر)
وقال ابن الأثير: (أديب شاعر فقيه متكلم)
وقال ابن خلكان: (كان من علماء الأندلس وحفاظها)
وقال الحافظ بن رشيد: (وبسندنا الرفيع إلى القاضي أبي الوليد الباجي
(عالم الأندلس في وقته)
وقال الحميري: (شارح الموطأ الفقيه الأديب العالم المتكلم. أدخل
كتب أبي إسحاق الشيرازي إلى الأندلس: التبصرة في الفقه، واللمع في أصول
الفقه، والمعرفة في الجدل)
وقال الحافظ الذهبي: (الحافظ العلامة ذو الفنون)
(برع في الحديث وعلله ورجاله وفي الفقه وغوامضه وخلافه وفي الكلام
ومضايقه)
103

(ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاما بعلم جم حصله مع الفقر
والتعفف)
وقال في العبر: (برع في الحديث والفقه والأصول والنظر)
وقال ابن شاكر الكتبي: (برع في الحديث وبرز على إقرانه وتقدم في علم
الكلام والنظم)
وقال الحافظ ابن كثير: (الفقيه المالكي أحد الحفظ المكثرين في الفقه
والحديث)
وقال النباهي: (والقاضي أبو الوليد هذا من القوم الذين سما ذكرهم بعد
وفاتهم وانقضاء أمد حياتهم، فبهرت ولايتهم، واشتهرت في الآفاق درايتهم)
(هو من قضاة العالم الاسلامي البارزين)
وقال السخاوي: (كان علامة حجة)
وقال الحافظ السيوطي: (الإمام أبو الوليد الباجي الفقيه الأصولي المتكلم
المفسر الأديب الشاعر، برع في الحديث والتفسير والفقه والأصلين، ورجع إلى
الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة، بعلوم كثيرة، وتصدر للإفادة وانتقع به جماعة
كثيرة)
وقال الداودي: (الامام الحافظ العلامة أبو الوليد التجيبي القرطبي الذهبي
المالكي الأصولي المتكلم المفسر الأديب الشاعر صاحب التصانيف
النافعة)
104

وقال المقري: (ومن تواليفه: المتقي في شرح الموطأ ذهب فيه مذهب
الاجتهاد وايراد الحجج، وهو مما يدل على تبحره في العلوم والفنون)
(ومما يفتخر به إنه روى عنه حافظا المغرب والمشرق أبو عمر بن عبد البر،
والخطيب أبو بكر بن ثابت البغدادي، وناهيك بهما وهما أسن منه وأكبر)
وقال محمد بن مخلوف: (الفقيه الحافظ النظار العلم المتفنن المؤلف المتقن
المتفق على جلالته علما وفضلا ودينا... وأكثر نسخ البخاري الصحيحة بالمغرب
اما رواية الباجي عن أبي ذر بسنده، واما رواية أبي علي الصدفي بسنده)
(والمنتقى في سبع مجلدات وهو أحسن كتاب ألف في مذهب مالك
شاهد له بالتبحر في العلوم
وقال انخيل جنثالث بلنثيا: (ومن أكبر اعلام المالكية في الأندلس شانا
أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي. وقد علا شانه بسبب مؤلفاته في
الفقه المالكي وأصول الدين. وأن كتبه لم تطر بذكره كما طارت به مساجلاته
ومجادلاته مع ابن حزم)
وقال الزركلي: (فقيه كبير من رجال الحديث)
وقال رضا كحالة: (المالكي أبو الوليد فقيه أصولي محدث متكلم أديب
كاتب شاعر مفسر)
وقال حسين مؤنس: (كانت حلقة دروسه من أكبر حلقات الاسماع في
الأندلس)
105

تلاميذه:
لما حصل أبو الوليد الباجي على علم غزير بالأندلس والمشرق ووثق من
نفسه في وقت مبكر من رحلته، شرع يشتغل بتدريس الحديث وهو في العقد
الثالث من عمره، دون الانقطاع عن الاخذ عن أجلة العلماء
وأول ما نعلمه من ذلك هو تلمذة أبي الفرح بن السلالي بالكوفة، الذي
كان ينزل بداره، ونستطيع أن نثبت ذلك ونحدد تاريخه بالتقريب ما بين تسعة
وعشرين وثلاثين وأربعمائة، لأنه ارتحل من الأندلس عام ست وعشرين وأربعمائة،
واستقر بالحجاز أزيد من ثلاثة أعوام، وكان طريقة إلى العراق من الحجاز إلى
الكوفة
ذكر ذلك في كتابة (فرق الفقهاء). ونقل عنه ابن الأزرق في روضة
الاعلام.
وفي التعديل والتجريح: (وقال لي أهل الكوفة أيام مقامي بها)
وفي أوائل الثلاثين من القرن الخامس حدث عنه أبو بكر الخطيب
ببغداد، وفيما بين سبع وثلاثين وتسع وثلاثين وأربعمائة، كانت له حلقة بحلب،
وروي عنه صحيح البخاري بمسجدها.
ودخل الأندلس عام تسعة وثلاثين وأربعمائة، عنده من التحقيق والاتقان
والمعرفة بطرق الجدل والمناظرة ما حصله في رحلته وأصبحت له شخصية
المحدث الحافظ، وتأهل بحق ليكون امام المحدثين بالأندلس، حتى بعد صيته
واستدعي لميورقة ليناظر ابن حزم في اتباع المذهب المالكي، فاستوطنها ودرس العلم
106

بها وبإشبيلية والموطأ بمرسية، كما حدث عن نفسه بذلك قائلا: (وكان لي في
ذلك الوقت مجلس يجتمع إلى فيه للمذاكرة في الموطأ بمسجد الموضع الذي كنت
أسكن فيه) قبل عام (458 ه‍) كما يستفاد من الحكاية التي ورد هذا
النص في سياقها.
(وسمع منه الجم الغفير صحيح البخاري بدانية)
وفي رجب سنة (463 ه‍) بسرقسطة وفي سنة (468 ه‍) بمسجد رحبة
القاضي ببلنسية وغيرها من المدن.
ومما يبرز شخصية أبي الوليد الحافظ، تسابق طلاب الحديث من الشرق
والغرب وتنافسهم في الاخذ عنه، فقد قصده أكثرهم من أبعد الأقاليم فضلا عن
أدناها، داخل بلده وخارجها، كاريولة، وإشبيلية، ولشبونة، واندة، وبلنسية، وبغداد،
وتطيلة، وحلب، ودانية، وطرطوشة، وطليطلة، والكوفة، ولورقة، ومالقة، ومرباطر،
ومرجيق، ومرسية، والمرية، والمغرب، وميورقة، ومدينة فرج، وقرطبة ومدينة سالم،
وسبتة، وسرقسطة، وشاطبة، وشنترين، وجزيرة شقر، ولاردة، ويابرة.
وتخرج على يده في الفقه والأصول والعقيدة والتفسير، والحديث شيوخ
علماء أجلاء وحفاظ.
وفيما يلي ثبت بأسماء بعض تلاميذه باختصار، مع الإشارة إلى مصادر
تراجمهم.
1) - إبراهيم بن أحمد بن اسود أبو إسحاق (494 ه‍ / 1100 م).
107

2) - إبراهيم بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي الباجي
القرطبي أخو أبي الوليد الباجي. سكن معه ميورقة.
3) - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن إبراهيم بن محمد ابن أبي ليلي
- أبو - القاسم المرسي المقرئ (449 - 514 ه‍ / 1057 - 1120 م).
4) - أحمد بن إبراهيم بن يهودا.
5) - أحمد بن الحسين بن محمد أبو الطيب المهدوي المسيلي (538 ه‍ /
1143 م)
6) - أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد الأموي السرقسطي.
7) - أحمد بن محمد أبو العباس الجذامي الزنقي المتكلم
8) - أحمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن الوليد بن محمد بن
وليد بن مروان أبو العباس ابن أبي جمرة المرسي صهر أبي الوليد الباجي. (533 ه‍
/ 1138 م)
108

9) - أحمد بن عبد العزيز ابن أبي الخير بن علي أبو جعفر الأنصاري
المروري السرقسطي. (519 ه‍ / 1125 م)
10) - أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي.
11) - أحمد بن علي بن عمر أبو بكر
12) - أحمد بن علي بن غزلون أبو جعفر الأموي الطليطلي (520 ه‍ /
1126 م)
13) - أحمد بن علي بن يونس بن خلف أبو جعفر الثغري التطيلي.
14) - أحمد بن الفرج بن الفرج أبو عامر التجيبي القونكي البلنسي
15) - أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد أيوب بن وارث أبو القاسم
التجيبي ابن أبي الوليد الباجي (493 ه‍ / 1100 م)
روى عن أبيه معظم رواياته وتواليفه، وأذن له في اصلاح كتبه في الأصول
فتتبعها وخلفه في حلقته واخذ عنه أصحاب أبيه بعده. وله تواليف حسان تدل
على حذقة ونبلة، منها: معيار النظر، البرهان على أن أول الدين الايمان
كتاب رحلته. وتخلى عن تركة أبية الواسعة.
109

16) - أحمد بن سعد بن خالد بن بشتغير أبو جعفر اللخمي اللورقي
(516 ه‍ / 1122 م).
17) - إسماعيل ابن أبي زيد العرب المرسي
18) - إسماعيل بن يوسف بن حديدي أبو القاسم السرقسطي. روى عن
أبي الوليد الباجي صحيح البخاري في رجب سنة (463) بسرقسطة
19) - الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي الغساني الجياني القرطبي
(424 - 498 ه‍ / 1035 - 1104 م) الحافظ امام المحدثين في عصره،
ألف كتاب (تقييد المهمل وتمييز المشكل) ضبط فيه كل لفظ يقع فيه اللبس
من رجال الصحيحين.
20) - الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون بن سكرة أبو علي الصدفي
السرقسطي الحافظ. (454 - 514 ه‍ / 1062 - 1122 م)
110

21) خلف بن إبراهيم بن محمد أبو القاسم القيسي الطليطلي المقرئ
(477 ه‍ / 1084 م)
22) - خلف بن أحمد بن داود أبو القاسم الصدفي البلنسي (486 ه‍ /
1093 م).
23) - خلف بن عبد الله بن سعيد بن عباس بن مدير أبو القاسم الأزدي
الاشوني (427 - 495 ه‍ / 1035 - 1101 م)
24) - خلف بن عمر بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث أبو القاسم
التجيبي ابن أخي أبي الوليد الباجي. توفي بعد (500 ه‍ / 1106 م).
25) خلف بن سليمان بن خلف بن محمد فتحون أبو القاسم الأريولي
(505 ه‍ / 1111 م)
26) - خليص بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله أبو الحسن العبدري
البلنسي (513 ه‍ / 1119 م)
27) - ذيال بن عبد الرحمن بن عمر أبو الحسن الشريوني.
روى عن أبي الوليد الباجي صحيح البخاري في رجب سنة (463)
بسرقسطة
111

28) - طاهر بن خلف بن خيرة أبو الحسن الشيقري
29) - طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز أبو الحسن المعافري الشاطبي
الحافظ (427 - 484 ه‍ / 1035 - 1091 م)
30) - محمد بن إبراهيم بن موسى بن نعم الخلف أبو عبد الله
الرعيني التطيلي. (443 - 507 ه‍ / 1051 - 1113 م)
31) - محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عامر الطليطلي (456
- 523 ه‍ / 1063 - 1128 م)
32) - محمد بن أحمد بن خلف بن الحمزي أبو عبد الله القيسي المروي.
(539 ه‍ / 1145 م)
33) - محمد بن أحمد بن عبد الله بن يونس بن حبيب أبو عبد الله
الأنصاري السرقسطي. (477 ه‍ / 1084 م)
34) - محمد بن أحمد بن علي العبدري الأندي.
35) - محمد بن أحمد بن فرناس أبو عبد الله الغرناطي: (444 - 517
ه‍ / 1052 - 1123 م)
112

36) - محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق أبو جعفر الجذامي
القرطبي السقسطي. (538 ه‍ / 1143 م)
37) - محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد أبو بكر المعافري الشاطبي
الحافظ (463 - 505 ه‍ / 1070 - 1111 م)
38) - محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون الأريولي. (520 ه‍ /
1126 م)
39) - محمد بن مفرج بن محمد بن سليمان أبو عبد الله الصنهاجي
(450 - 536 ه‍ / 1058 - 1141 م)
40) - محمد بن نجاح أبو عبد لله القرطبي الذهبي. (455 - 532 ه‍
/ 1063 - 1137 م)
41) - محمد بن عبد الرحمن بن علي بن شبرين أبو عبد الله المرجيقي.
(503 ه‍ / 1109 م)
113

42) - محمد بن عبد العزيز ابن أبي الخير بن علي أبو عبد الله الأنصاري
السرقسطي المقرئ. (518 ه‍ / 1124 م)
43) - محمد بن عبد الله بن محمد بن سعيد أبو الحسن البشكلاري.
44) - محمد بن عبد الله بن عباس بن المواق أبو عبد الله السرقسطي
(503 ه‍ / 1109 م)
45) - محمد ابن أبي عبد الله الوحيدي. (542 ه‍ / 1147 م)
46) - محمد بن عبد الله القلاس.
47) - محمد بن علي بن محمد أبو عبد الله الطليطلي الأزدي (503 ه‍ /
1109 م)
48) - محمد بن عمر بن قطري أبو بكر الزبيدي الإشبيلي (501 ه‍ /
1107 م)
49) - محمد بن عقال أبو عبد الله السرقسطي المقرئ
114

50) - محمد ابن - أبي نصر - فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد
أبو عبد الله الأزدي الأندلسي القرطبي الظاهري الحافظ. ألف كتاب
الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم، وجذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس.
(420 - 488 ه‍ / 1029 - 1095 م).
51) - محمد بن سليمان بن خليفة بن عبد الواحد أبو عبد الله المالقي
(417 - 500 ه‍ / 1026 - 1106 م).
52) - محمد بن سعيد بن حرب أبو عبد الله الأزدي
53) - محمد بن واجب بن عمر بن واجب أبو الحسن القيسي البلنسي.
(446 - 519 ه‍ / 1054 - 1125 م) روى أكثر صحيح البخاري
على أبي الوليد الباجي بمسجد رحبة القاضي من بلنسبه سنة (468 ه‍)
54) - محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب أبو بكر
الفهري الطرطوشي الأستاذ (451 - 520 ه‍ / 1059 - 1129 م) لزم أبا
الوليد الباجي بسرقسطة واخذ عنه مسائل الخلاف وأثبت روايته في كتبه.
115

55) - محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد بن مروان أبو مروان
الأنصاري السرقسطي (519 ه‍ / 1135 م)
56) - منصور بن الخير بن يعقوب أبو علي المالقي المقرئ (526 ه‍ /
1131 م)، أخذ أبي الوليد الباجي بإشبيلية
57) - أبو مروان بن السماد المقرئ البلنسي
قرأ صحيح البخاري على أبي الوليد الباجي بمسجد رحبة القاضي من بلنسية سنة
(468)
58) - صاف بن خلف بن سعيد بن مسعود أبو الحسن الأنصاري
الاريولي.
59) - عبد الجبار بن عبد الله سليمان بن سيد ابن أبي قحافة أبو محمد الأنصاري البطليوسي من أهل المرية
60) - عبد الرحمن بن سعيد بن هارون بن الوراق أبو المطرف الفهمي
السرقسطي المقرئ (441 - 552 ه‍ / 1049 - 1128 م)
61) عبد العزيز بن خلف بن عبد الله الأندلسي (467 - 544 ه‍ /
1074 - 1149 م)
62) - عبد العظيم بن سعيد أبو محمد اليحصبي الداني. (520 -
1126 م)
116

63) - عبد الله بن إبراهيم بن جماح أبو محمد الكتامي السبتي، توفي في
حدود (470 ه‍ / 1177 م) كان من أهل الحفظ والمعرفة بالفقه وعلم التوحيد
والاعتقاد... كان أبو الوليد الباجي يستخلفه إذا سافر على تدريس أصحابه
64) - عبد الله بن أحمد بن الحاج الهواري أبو محمد الشقري
65) - عبد الله بن طلحة بن محمد بن عبد الله أبو بكر اليابري الإشبيلي
(518 ه‍ / 1124 م)
66) عبد الله بن محمد بن دري أبو محمد التجيبي السرقسطي الركلي
(513 ه‍ / 1119 م) روى عن أبي الوليد الباجي صحيح البخاري في رجب
سنة (463) بسرقسطة. كان الباجي يقول للركلي: يا أبا محمد خرج
صحيح البخاري.... وما كان الباجي يكني أحدا من أصحابه غيره
67) - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد ابن أبي جعفر أبو محمد
الخشني (447 - 526 ه‍ / 1055 - 1131 م)
68) - عبد الله بن محمد بن سندور بن منتيل بن مروان أبو محمد التجيبي
السرقسطي توفي قبل (500 ه‍ / 1106 م)
117

69) - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يونس أبو محمد بن خيرون
القضاعي الأندي (510 ه‍ / 1116 م)
70) - عبد الله بن علي بن أحمد بن علي سبط أبي عمر بن عبد البر أبو
محمد اللخمي الشاطبي (443 - 532 ه‍ / 1051 - 1137 م)
71) - عبد الله بن فرج بن غزلون بن الغسال أبو محمد اليحصبي
الطليطلي الغرناطي (487 ه‍ / 1094 م)
72) - عبد الملك بن يوسف بن عبد ربه الشاطبي (530 ه‍ /
1135 م)
73) - عتيق بن أحمد بن عمر بن أنس العذري البلنسي
74) - عثمان بن سعد بن رمضان أبو سعيد الأنصاري
75) - علي بن إبراهيم بن فتح - ابن الإمام - أبو الحسن. (416 -
479 ه‍ / 1025 - 1086 م)
76) - علي بن محمد بن علي بن بلوط أبو الحسن الطليطلي. (432 -
512 ه‍ / 1040 - 1118 م)
77) علي بن عبد الرحمن بن عائذ الطرطوشي (495 ه‍ / 1101 م)
78) - علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن نزار الشاطبي
118

79) - علي بن عبد الله بن محمد بن موهوب بن الزقاق أبو الحسن
الجذامي. (441 - 532 ه‍ / 1049 - 1137 م)
80) - علي بن عبد الله بن علي بن خلف بن أحمد بن عمر أبو الحسن
اللخمي الأوريولي الرشاطي
81) - على بن هابيل بن أحمد بن محمد أبو الحسن الأنصاري
82) - عبيد الله بن هاشم بن خلف بن أحمد بن هاشم أبو مروان العبدري
السرقسطي قرأ على أبي الوليد الباجي صحيح البخاري في رجب سنة (463)
بسرقسطة.
83) - عمر بن خلف بن اليتيم أبو حفص اليابري (527 ه‍ / 1133 م)
84) - عيسى بن خيرة أبو الأصبغ القرطبي المقرئ (411 - 487 ه‍ /
1020 - 1094 م)
85) - عيسى بن موسى بن عيسى مؤمل ابن أبي البحر أبو
الأصبغ الزهري الشنتريني (530 ه‍ / 1134 م)
86) - عيسى بن موسى بن عيسى بن سعيد أبو الأصبغ الأنصاري البلنسي
المنزلي. (523 ه‍ / 1128 م)
119

87) - غالب بن عبد الله أبو تمام القيسي القطيني الميورقي الأدني المقرئ
(466 ه‍ / 1073 م).
88) - سليمان بن حسين بن يوسف أبو مروان الأنصاري اللاردي الشيبي.
89) - سليمان بن محمد بن عبد الله بن طراوة أبو الحسين السبائي المالقي
النحوي الأستاذ. (438 - 528 / 1046 - 1230 م)
وحرف اسمه في الغنية ب‍ (يحيى) بدل سليمان، وتبع عياض على ذلك
ابنه، والسيوطي في إحدى الترجمتين، وعلى أية حال، فهو إمام النحاة في
عصره، له آراء انفرد بها عن غيره. ألف الاعتراضات على الايضاح لأبي علي
الفارسي في النحو، الترشيح في النحو، مقالة في الاسم والمسمى المقدمات على
كتاب سيبويه
90) سليمان ابن أبي القاسم - نجاح أبو داود المقرئ الزاهد (413
- 496 ه‍ / 1022 - 1102 م) روى عن أبي الوليد الباجي صحيح
البخاري في رجب سنة (463 ه‍) بسرقسطة.
120

91) - سفيان بن العاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان بن عيسى بن
عبد الكبير بن سعيد أبو بحر الأسدي المرباطري. (440 - 520 ه‍ / 1048
- 1126 م)
92) - سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد ابن أبي زاهر أبو زاهر اللخمي
السرقسطي روى عن أبي الوليد الباجي صحيح البخاري في رجب سنة
(463) بسرقسطة
93) - سعيد بن محمد بن سعيد بن القوطية أبو الحسن الجمحي الفرجي
المقرئ (509 ه‍ / 1115 م).
94) - شعيب بن عيسى بن علي بن جابر بن عدي بن جابر أبو محمد
الأشجعي اليابري الإشبيلي المقرئ. (538 ه‍ / 1143 م)
95) - هشام بن أحمد بن هشام بن بقوي أبو الوليد الهلالي الغرناطي
(444 - 530 ه‍. / 1052 - 1135 م) أخذ عن أبي الوليد الباجي بالمرية
96) - يحيى بن محمد بن دريد أبو بكر الأسدي.
97) - يحيى بن عيسى بن خلف ابن أبي درهم أبو عبد الله الوشقي
121

98) - يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم أبو عمر
النمري الأندلسي المالكي. (368 - 463 ه‍ / 979 ه‍ 1171 م) حافظ
المغرب والمشرق. حدثنا شيخنا عبد الرحمن الغريسي - رحمه الله - بدار الحديث
الحسنية سنة 1392 ه‍ / 1973 م. وقد جرى في مجلسه ذكر ابن عبد البر
فقال:
حضر عالم مجلس أبي عمر بالأندلس، فلما فرغ من مجلسه سلم وقال: يا حافظ
المغرب، فقال له ابن عبد البر: تعني أن أبا بكر الخطيب حافظ المشرق، قال:
نعم، ولما ارتحل هذا العالم إلى بغداد وجالس أبا بكر الخطيب وعاد إلى الأندلس
وحضر مجلس ابن عبد البر مرة ثانية، وعند نهاية المجلس سلم عليه وقال: (يا و)
وعقب على ذلك قائلا:
لما جالست الخطيب، علمت إنك حافظ المغرب والمشرق. ومنذ ذلك التاريخ
انتشرت هذه الحكاية بين أهل الأندلس وأخذ الاباء والأمهات يتفاءلون وينادون
أبناءهم (يا و)
ولما كانت مراكش عاصمة المغرب والأندلس في الربع الأخير من القرن
الخامس يقصدها عامة الأندلسيين وخاصتهم، أصبحت تجري عبارة (يا و)
بمراكش على السنة الاباء والأمهات إلى يومنا هذا، عله يصبح مثل ابن عبد البر
قال أبو علي الصدفي: (سمعت القاضي أبا الوليد الباجي وقد جرى ذكر
أبي عمر بن عبد البر عنده فقال: أبو عمر إحفظ أهل المغرب)
وقال أبو الوليد الباجي: (لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في
122

99) - أبو الفرج بن السلالي.
أخذ عن أبي الوليد الباجي بالكوفة وحلب.
قال أبو الوليد الباجي: كنت أنزل بالكوفة بدار أبي الفرج هذا وكانت
أمه وخالاته يخدمنني وهو يتولى خدمتي فيما نشتري من السوق. وكان أبوه نعم
الشيخ.
100) - السدة زوج معز الدولة ثمال ابنة أسد الدولة صالح بن مرداس
الكلابي أمير حلب. كانت من أهل السنة
قال أبو الوليد الباجي: (قعدت لأقرأ كتاب البخاري وحضرت السيدة
المذكورة قراءة جميعه، وحضر الجم الغفير من الناس بعد منافرتهم لي، وأنسوا بما فيه
من فضائل الصحابة، وبقيت عندهم بقية عام سبعة وثلاثين وعام: ثمانية وثلاثين.
وقد قرا علي جماعة أهل تلك الجهة، وفشيت فيهم السنة، وكانت الفتوى فيها على
مذهب مالك رحمه الله مدة مقامي بها)
وبقليل من التأمل في هذا العرض اليسير لبعض التلاميذ. ندرك تبحر أبي
الوليد في العلم بصفة عامة، وفي الحديث بصفة خاصة. وكتبه أكبر دليل على
ذكائه وفطنته وبعد نظره. فرحمه الله ونفع الناس بعلمه.
آثاره:
خلف لنا أبو الوليد الباجي تراثا علميا ضخما يتجلى في مصنفاته القيمة
التي كرس حياته جاهدا من اجل تأليفها وتدريسها لطلاب المعرفة. رواها عنه
تلاميذه، وحدثوا بها خلفا عن سلف، وتنافس في اقتنائها كبار العلماء شرقا وغربا،
وتناولوها بالدرس والتمحيص، واقتبسوا منها آراءه السديدة في مختلف ميادين المعرفة،
ولا نستطيع إحصاء تلك النقول مهما حاولنا، فهي منبثة في معظم المصنفات التي
تمت لها بصلة
123

ويغلب على مؤلفاته ومروياته عن شيوخه بأسانيده المختلفة إلى مؤلفيها اثر
علم الحديث، والأصول، واستنباط الأحكام الشرعية على مذهب الامام مالك،
وعقيدة الأشعري.
وتدل كتبه على تضلعه وخبرته العالية بالسنة النبوية المشرفة. عالجها
بأسلوب رصين مركز علمي منهجي موضوعي، لا يخلط بين حقل واخر
قال أبو بكر بن خير: (تواليف القاضي أبي الوليد سليمان بن خلف
الباجي المالكي - رحمه الله - وهي ثلاثون تأليفا: وجميع رواياته عن شيوخه
حدثني بها أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب، وأبو محمد شعيب بن عيسى
ابن علي المقرئ رحمهما الله عنه)
وهذه التصانيف تتنوع إلى حقول شتى: كعلوم القرآن، والحديث النبوي
الشريف، والأصول، والفقه، والتراجم، واللغة، والأدب، وغير ذلك
أولا: علوم القرآن:
1) كتاب تفسير القرآن: (لم يتم)
2) كتاب الناسخ والمنسوخ: (لم يتم)
الف أبو الوليد هذين الكتابين ولم يكملهما حسب ما ذهب إليه بعض
من ترجم له، ولم اقف على من رواهما عنه، ولا مكان وجودهما.
ثانيا: الحديث النبوي الشريف:
124

3) - اختلاف الموطآت
موضوعه فيما يظهر اختلاف روايات موطأ الامام مالك بن أنس، لأنه
الفه من أربعة آلاف على قول سليمان بن بلال، وعشرة آلاف على قول عتيق
الزبيري. (فلم يزل ينظر فيه سنة ويسقط منه حتى بقي هذا، ولو بقي قليلا
لأسقطه كله. قال القطان: كان علم الناس في زيادة وعلم مالك في نقصان، ولو
عاش مالك لأسقط علمه كله - يعني تحريا)
4) - الاستيفاء شرح الموطأ.
وهو أكبر شروحه عليها. (يتغدر على الكثر الناس جمعه ويبعد عنهم درسه،
لا سيما لمن لم يتقدم له في هذا العلم نظر، ولا تبين له فيه بعد أثر، فإن نظره فيه
يبلد خاطره ويحيره، ولكثرة مسائله ومعانيه يمنع تحفظه وفهمه، وإنما هو لمن رسخ
في العلم، وتحقق بالفهم)
وقال عياض: (لم يصنع منه غير الطهارة في مجلدات) ولو لم يكمله
لما قال في مقدمة كتاب المنتقى: (انتقيه من الكتاب المذكور...)
والانتقاء بكون من الشئ التام في الغالب والله أعلم.
وقال الذهبي: (كان صنف كتابا كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه:
كتاب الاستيفاء)
125

وقال ابن فرحون: (كتاب حفيل كثير العلم لا يدرك ما فيه الا لمن بلغ
درجة أبي الوليد في العلم) رواه عنه أبو عبد الله محمد بن سليمان بن
خليفة الأنصاري المالقي ولا نعلم مكان وجوده
5) - المنتقى:
كتاب المنتقى شرح الموطأ وهو أوسط شروحه عليها. قال فيه
مؤلفه: (انتقيته من الكتاب المذكور على حسب ما رغبته وشرطته، وأغرضت فيه
عن ذكر الأسانيد واستيعاب المسائل والدلالة له، وما احتج به المخالف، وسلكت
فيه السبيل الذي سلكت في كتاب: (الاستيفاء) من ايراد الحديث والمسألة
من الأصل، ثم اتبعت ذلك ما يليق به من الفرع، وأثبته شيوخنا المتقدمون رضي الله عنهم
من المسائل وسد من الوجوه والدلائل وبالله التوفيق)
وقال عياض: (لم يؤلف مثله)
وقال المقري: (وهو أحسن كتاب ألف في مذهب مالك لأنه شرح فيه
أحاديث الموطأ، وفرع عليها تفريعا حسنا)
(ذهب فيه مذهب الاجتهاد، وابراز الحجج، وهو مما يدل على تبحره في
العلوم والفنون)
126

رواه عنه أبو عبد الله محمد بن سليمان بن خليقة الأنصاري المالقي
وأبو محمد شعيب بن عيسى بن علي المقرئ وأبو الحسن علي بن عبد الله
- ابن موهب وغير واحد من تلاميذه. وهو مطبوع في سبع مجلدات
والنقول منه منبثة في معظم كتب الفقه والحديث، وتوجد منه نسخ
مخطوطة في مختلف المكتبات داخل المغرب وخارجه.
وممن استرعى انتباهه كتبا المنتقي: محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقون
الأنصاري (502 - 586 / 1108 - 1190 م). (أختصر المنتقي للباجي
أنبل اختصار) من جهة والف كتاب (أنوار في الجمع بين المنتقى
والاستدكار) لأبي الوليد الباجي وأبي عمر بن عبد البر من جهة ثانية.
كما ألف أبو الحسن علي بن عبد الله بن داوود اللمائي المالطي القيرواني
نزيل المرية (538 ه‍ أو 539 ه‍ / 1143 - 1144 م)، (كتاب الجمع بين
المنتقى للباجي والاستذكار لابن عبد البر)
كما ألف أبو عبد الله محمد بن عبد الحق بن سليمان الكومي التلمساني
(536 - 625 ه‍ / 1142 - 1228 م) (المختار الجامع بين المنتقي
والاستذكار)
127

6) الايماء:
وهو شرح ثالث للموطأ أختصره من المنتقي اختصارا مركزا يجمع فوائده،
لا نعلم أحدا رواه عنه، ولم يبلغنا الا اسمه حتى الان، وربما كشفت عنه بحوث
الباحثين المخلصين لتراثنا الاسلامي، وهو أصغر شروحه عليها.
قال ابن فرحون: (قدر ربع المنتقي)
7) - تحقيق المذهب:
هكذا سماه عياض وابن فرحون، والدودي، والكتاني
وقال الذهبي: رسالة في الأمية. والزرقاني: كتاب في الأمية، ولم
يبينا اسمه، شرح فيه بعض أحاديث الجامع الصحيح للبخاري في الأمية
8) - رسالة في شرح حديث البينة على المدعي واليمين على من
أنكر املأها أبو الوليد الباجي على أبي محمد عبد الله بن محمد التجيبي
128

ثالثا: الأصول:
ألف أبو الوليد في أصول عقيدة الأشعري وأصول فقه المذهب المالكي
خمسة كتب، تنقسم إلى ثلاثة اقسام:
- أ - في أصول العقيدة وهو كتاب واحد.
9) التسديد إلى معرفة طرق التوحيد
ويتعلق بعلم الكلام رواه عنه أبو عبد الله محمد بن سليمان بن خليقة
الأنصاري المالقي.
- ب - أصول الفقه وهي ثلاثة كتب أكبرها وأشهرها:
10) - أحكام الفصول في أحكام الأصول:
أحال عليه أبو الوليد الباجي نفسه في كتابة (المنهاج في ترتيب الحجاج)
في مواضع متعددة، وبعبارات مختلفة على النحو التالي:
(الأصول) و (كتاب الأصول) و (أصول الفقه)، وأحكام
الفصول)، و (كتاب أحكام الفصول)، و (أحكام الفصول في
أحكام الأصول). وكلها تنطبق على هذا الأخير.
129

رواه عنه تلاميذه. ونسبه إليه غير واحد
توجد منه نسخة بخزانة القرويين بفاس تحت عدد كتبت بخط
أندلسي جيد في (كاغذ متين... عشاء يوم الخمسين التاسع والعشرين لشهر
ربيع الاخر عام أحد وثمانين وستمائة). عدد أوراقه: 117، وله مكروفيلم
بالخزانة العامة بالرباط، ومنه نسخة ثانية بالخزانة الحسنية بالرباط رقمها: 976
عدد لوحاتها 227، كتبت بخط مغربي، فرغ من كتابتها يوم الجمعة خامس
وعشري صفر عام أربعة وعشرين ومائة والف، ولها مكروفيلم بالخزانة العامة بالرباط
تحت عدد: 1417، ونسخة ثالثة بالاسكوريال رقم: 1156. يقوم
بتحقيقه حاليا الزميل الأستاذ عبد المجيد تركي بجامعة السربون خمسة بباريس. وهو
كتاب نفيس جليل القائدة من أوائل كتب أصول الفقه المالكي. ومن المصادر
التي اعتمدها من جاء بعده من الأصوليين في مختلف العصور، كاقرافي، وأبي
جعفر بن الزبير، والمقري الجد واحلولو، والونشريسي وغيرهم. وتنبت منه
الاقتباسات في مختلف كتب أصول الفقه وغيرها.
11) - الإشارات في الأصول:
وهو كتاب صغير لا يتعدى عشر ورقات تقريب، لخص فيه أبو الوليد أهم
130

قواعد الأصول، ومع صغر حجمه فهو جليل الفائدة، طبع عدة مرات. قام
بشرحه أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي. (627 -
708 ه‍ / 1230 - 1308)، كما شرحه أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن
ابن موسى أحلولو، كان حيا سنة (875)
12) - الحدود في الأصول:
كتبا صغير يشتمل على تعريفات مفيدة. طبع عدة مرات
- ج - أدب المناظرة والجدل في الأصول وهو كتاب واحد
13) - كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج:
توثيق نسبته إلى أبي الوليد الباجي صحيحة وثابته من داخل الكتاب
وخارجه، إذ أحال فيه في مواضع شتى على أشهر كتبه فقال: (قد بينا الكلام
في هذا في كتاب أحكام الفصول في أحكام الأصول)
(وقد ذكرنا ذلك في مسائل الخلاف) ورواه عنه تلاميذه في
حياته. ونسبه له أغلب من ترجم له، غير إنهم اختلفوا في اسمه، ومنهم من ذكره
باسمين، فسماه بعضهم (كتاب شرح المنهاج) وسركيس: (سنن
المنهاج). ومحمد بن محمد مخلوف (سنن المنهاج) - وفي نسخة (السراج
131

- ترتيب الحجاج) وسماه آخرون: (كتاب سنن المنهاج وترتيب
الحجاج)
وقال عياض في ترتيب المدارك: (كتاب تفسير المنهاج في ترتيب
الحجاج) وفي الغنية: (كتاب المنهاج في الجدل والمناظرة) واقتصر
غيره على ذكر: (كتاب تبيين المنهاج). وقال أبو بكر ابن خير: (كتاب
تبيين المنهاج في ترتيب الحجاج). وجاء في آخر المخطوطة: (تم كتاب
المنهاج في ترتيب الحجاج) بحمد الله وحسن عونه. وهو كتاب حافل في
أدب البحث والمناظرة والجدل على طريقة الحداق من علماء الأصول، ذكر فيه
طرق وسلوك المتناظرين أثناء المناظرة واقناع الخصم بالأدلة الشرعية والحج البينة
تدريجيا من ابسطها إلى أقواها وبالله التوفيق
رابعا: الفقه:
ألف أبو الوليد كتابا في الخلاف للمذاهب الفقهية، وكتب كبيرة عامة
على مذهب الامام مالك، وأخرى صغيرة، يختص كل واحد منها بمسألة معينة
- أ - مسائل الخلاف:
14) - كتاب (السراج في عمل الحجاج في مسائل الخلاف كبيرا
لم يتم)
132

أحال عليه أبو الوليد الباجي نفسه ولم يعين اسمه كعادته، وإنما أشار إليه بما
تضمنه فقال: (وقد ذكرنا ذلك في (مسائل الخلاف)
واقتصر جماعة على ذكر طرفي الاسم فقالوا: (كتاب السراج في
الخلاف) واكتفى غيرهم بالشطر الأول من اسمه، كتاب (السراج في
عمل الحجاج) واضطربوا في اسمه، وجعلوا منه كتابين أو ثلاث
واضبط ما نميل إليه من هذه الأسماء ما ذهب إليه عياض: (كتاب السراج في
عمل الحجاج) و. في مسائل الخلاف). لأنه أقرب من عصر مؤلفه. ولا
نعلم عنه اي شئ عدا ما ذكر والله أعلم.
- ب - كتب كبيرة ومتوسطة في الفقه المالكي:
15) - (شرح المدونة لم يتم)
16) - (كتاب المهذب في اختصار المدونة وهو اختصار
حسن)
17) - (مختصر المختصر في مسائل المدونة)
وهذه الكتب الأربعة السالفة الذكر لا نعلم من رواها ولا مكان وجودها.
18) - (فصول الاحكام وبيان ما مضى به العمل عند الفقهاء
والحكام). قامت بتحقيقه: الأخت الباتول بن علي، لنيل دبلوم الدراسات
133

العليا في العلم الاسلامية والحديث لدار الحديث الحسنية، كما طبع بتحقيق:
الدكتور محمد أبو الأجفان سنة: 1985.
- ج - كتب صغيرة يختص كل واحد منها بمسألة معينة.
19) - (كتاب مسألة اختلاف الزوجين في الصداق).
20) - (رفع الالتباس في صحة التعبد).
21) - (- مسألة الجنائز) سمعهما منه أبو الأصبغ ابن أبي البحر،
وأبو الحسن على بن عبد الله بن موهب.
22) - (كتاب مسألة غسل الرجلين).
أشار إليه أبو الوليد الباجي في مناظرته مع الامامية في هذه المسألة بحلب في
كتابة: (فرق الفقهاء)
23) - (كتاب مسالة مسح الرأس)
قال فيه أبو الوليد الباجي: (وقد أفردنا لذلك كتابا)
خامسا: تراجم الرجال:
28) - (فهرست شيوخ أبي الوليد الباجي)
رواها عنه تلاميذه كأبي الأصبغ عيسى بن محمد ابن أبي البحر، وأبي الحسن علي
ابن عبد الله بن موهب وأبي الحسن عبد الرحيم بن قاسم بن محمد المقرئ
الحجازي وأبي محمد شعيب بن عيسى بن علي الأشجعي المقرئ وأبي علي
الصدفي، وأبي بحر، وأبي بكر الطرطوشي ولم نقف له على اثر.
134

25) - (كتاب المقتبس في علم مالك بن أنس لم يتم)
26) - (كتاب الانتصار لاعراض الأمة الأخيار)
27) - (كتاب فرق الفقهاء نسبه أبو الوليد الباجي لنفسه فقال: (وقد
ذكرت في كتاب فرق الفقهاء). رواه عنه تلاميذه، وابنه أبو القاسم،
واقتبس منه كثير من العلماء نبهنا على ذلك في موضعه. وذكره القاضي
عياض، وياقوت الحموي، وابن الابار، والقاسم بن يوسف التجيبي
السبتي، والذهبي، وابن فرحون، وابن الأزرق،
والونشريسي، والداودي، والمقري، والبغدادي، وسماه
الصفدي: (تاريخ الفقهاء)
وتوجد منه نصوص متفرقة في مختلف المؤلفات السالفة الذكر وغيرها،
ويظهر أنه موزع على اقسام، يخص كل منها فقها مذهب معين، وما يتعلق بذلك
من مناظرات علمية، يدل على ذلك ما قاله عياض: (ذكره في أئمة المالكية
القاضي أبو الوليد الباجي في فرقه، ولم يذكر طبقته ولا اسمه)
135

وقال في موضع آخر: (سماه القاضي أبو الوليد الباجي في أئمة الفقهاء
المالكيين، ولم يزد على هذا)
واشتمل كتاب (فرق الفقهاء) على عدة مناظرات، من ذلك ما أورده أبو
الفضل عياض قائلا في ترجمة أبي الوليد ابن البارية: (وله مع أبي محمد بن حزم
الظاهري مناظرة في اتباع مالك، تعصب فيه عليه ابن حزم حتى حمل الوالي على
سجنه واستهانته، وقد ذكر خبره معه القاضي أبو الوليد الباجي في كتاب
الفرق)
وقال أيضا: (فلما ورد أبو الوليد الأندلس وعنده من التحقيق والاتقان
والمعرفة بطرق الجدل والمناظرة ما حصله في رحلته أمه الناس لذلك، وجرت له معه
مجالس كانت سبب فضيحة ابن حزم وخروجه عن ميورقة وقد كان رأس أهلها، ثم
لم يزل امره في سفال فيما بعد، وقد ذكر أبو الوليد في كتاب الفرق من تأليفه
من مجالسه تلك ما يكتفي به من يقف عليه)
وأشار ابن حزم إلى مناظرته مع الباجي في معرض كلامه عن الأشعرية
قائلا: (ولقد حاورني سليمان بن خلف الباجي كبيرهم في هذه المسألة في
مجلس حافل)
وقال عند وصفه الكرامية: (وذكر لي سليمان بن خلف الباجي وهو من
رؤوس الأشعرية أن فيهم من يقول: إن الكذب في البلاغ أيضا جائز من الأنبياء
والرسل عليهم السلام)
136

وتحدث أبو الوليد الباجي عن مناظرته مع الامامية بحلب، جاء في ذلك ما
نصه: (فلما وقع الانفصال على المناظرة بانفصال كلامي، سألني عن البلدة
والمنشأ فأخبرته. وسألني عن طريقي إلى العراق فأخبرته، فلما ذكرت له أن طريقي
كان من الحجاز إلى الكوفة، قال لي: أراك أبا الوليد المالكي، قلت: أنا
ذاك).
وفي الجملة: فهو كتاب حافل بتراجم فقهاء مختلف المذاهب الفقيهة
والعقائدية وأخبارهم، ومناظراتهم، وقفت عنده قليلا لابراز قيمته وأهميته العلمية
واستفادة كبار العلماء منه حتى نهاية القرن التاسع فيما أعلم. وإن دل هذا على
شئ فإنما يدل على خبرة أبي الوليد الباجي العالية، واطلاعه الواسع، واستيعابه
للتراث الاسلامي منذ نشأته إلى عصره، ومساهمته الفعالة في الدفاع عن السنة. ولم
تقف لهذا الكتاب الزاخر بفنون المعرفة على اثر، وربما كشفت عنه الأيام فيما بعد
إن شاء الله وبالله التوفيق
28) - التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح.
وموضوعه أسانيد رجال البخاري في الجامع الصحيح، وسنتحدث عنه فيما بعد.
سادسا: اللغة والأدب:
29) - (تهذيب الزاهر لابن الأنباري)
هذا الكتاب لم يصل إلينا أو لا يزال في رفوف إحدى المكتبات لم نطلع
عليه بعد، ذكره القاضي عياض، لكن موضوعه لغوي يهتم بجانب خاص.
بين ذلك مؤلف الزاهر فقال: (إن من أشرف العلم منزلة وأرفعه درجة وأعلاه
رتبة، معرفة معاني الكلام الذي يستعمله الناس في صلواتهم ودعائهم وتسبيحهم
وتقربهم إلى ربهم وهم غير عالمين بمعني ما يتكلمون به من ذلك)
137

قال أبو بكر: وأنا موضح في كتابي هذا إن شاء الله معاني ذلك
كله ليكون المصلي إذا نظر فيه عالما بمعني الكلام الذي يتقرب به إلى خالقه.
ويكون الدعي فهما بالشئ يسأله ربه ويكون المسبح عارفا بما يعظم به
سيده ومتبع ذلك تبيين ما يستعمله العوام في أمثالها ومحاوراتها من كلام العرب
وهي غير عالمة بتأويله باختلاف العماء في تفسيره وشواهده من الشعر، ولن
أخليه مما استحسن إدخاله فيه من النحو، والغريب واللغة، والمصادر، والتثنية
والجمع ليكون مشاكلا لاسمه
فأبو الوليد الباجي حينما أراد أن يؤلف أو يهذب كتابا لغويا أختار كتاب
(الزاهر) الذي يتضمن ما سلف ذكره لتعلقه بالفقه والوعظ والزهد، والنحو
واللغة والأدب، فهو لم يخرج عن محيطه الذي تضلع فيه، ولم يكن هو أول من اعتنى بتهذيب الزاهر وترتيبه واختصاره والزيادة فيه، بل سبقة إلى ذلك أبو
القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (339 ه‍ / 950 م). وخطاب بن
يوسف القرطبي (450 ه‍ / 1058 م)
30) - ديوان شعره:
لأبي الوليد أشعار مطبوعة قالها في أزمنة مختلفة جمع ابنه أبو القاسم ديوان
شعر أبيه، بيد أنه لم يصل إلينا ولا علمنا بأحد من مفهرسي المخطوطات أشار
138

إلى مكان وجوده في خزانة ما، ولنا امل وطيد في العثور عليه فيما بعد إن شاء الله
حفظت لنا بعض مصادر ترجمته نصوصا لا بأس بها، في مقدمتها:
الذخيرة لابن بسام وغيرها.
سابعا: موضوعات متنوعة:
31) - (التبيين عن سبيل المهتدين).
سماه المقري: (التبيين لسبيل المهتدين). وقال غيره: (التبيين
لمسائل المهتدين). وعنونته جماعة ب‍ (سبيل المهتدين).
ونميل إلى قول ابن خير: (التبيين عن سبيل المهتدين). لأنه أضبط
لأسماء الكتب وأقرب منه زمنا، ولا نعرف شيئا عن موضوعه ولا مكان وجوده.
32) - (كتاب سنن الصالحين وسنن العابدين).
فمن المؤلفين من عرفه بالكلمة الأولى منه وما تضمنه: (كتاب السنن في
الرقائق والزهد).
ومنهم من اكتفى بذكر الشطر الأول من اسمه: (سنن الصالحين)
واسمه الكامل: (كتاب سنن الصالحين وسنن العابدين).
139

وموضوعة: الرقائق والزهد، اقتبس منه ابن الابار في التكملة والرعيني
في برنامجه، وابن عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة، وأبو زيد عبد
الرحمن الثعالبي الجزائري في: (الأنوار المضيئة الجامعة بين الحقيقة
والشريعة) وتوجد منه نسخة بمكتبة ليدن برقم: (1738) حديث.
33) - وصية أبي الوليد الباجي لولديه.
وسماها بعضهم: (كتاب النصيحة لولديه)، والوصية والنصيحة
شئ واحد. رواها عنه أبو الأصبغ ابن أبي البحر، وأبو الحسن على بن
موهب، وأبو علي الصدفي. وموضوعها: تربية النشئ الجديد تربية
صحيحة، ولم تكن هذه الرسالة موجهة إلى ابنيه فحسب، بل يقصد بها شباب
الأمة في عصره، والأجيال اللاحقة بعده، وقد تدارسها العلماء ودرسوها لتلاميذهم
وأبنائهم، وأخذ أفكارها وحور أسلوبها وأوصى بها أبناءه: ليان الدين بن
الخطيب.
34) - رسالة الرد على الراهب الفرنسي.
140

رد فيها على الراهب الفرنسي الذي كاتب المقتدر بن هود أمير سرقسطة
يدعوه إلى اعتناق الديانة المسيحية والانسلاخ عن الدين الاسلامي
فكتب أبو الوليد الباجي هذه الرسالة على لسان الأمير، نهج فيها نهج
الاعتدال، وقرع الحجة بالحجة وأعاد الداعي مدعوا، وبقي الأمير وإمارته على دين
الاسلام والحمد لله أولا وأخيرا.
هذه نظرة وجيزة على مؤلفات أبي الوليد الباجي، تسلط الأضواء على
مادتها والمطبوع والمخطوط منها وما لم يكتشف بعد.
قال الباجي في شان أحد كتبه: - وأرى قوله يعمها جميعا -: (فمن
كان من أهل هذا الشأن فله أن ينظر في ذلك ويعمل بحسب ما يؤدي إليه
اجتهاده من وفاق ما قتله أو خلافه، ومن لم يكن نال هذه الدرجة فليجعل ما
ضمنته كتابي هذا سلما إليها وعونا عليها). وبالله التوفيق
كتب نسبت إلى أبي الوليد الباجي:
لما ذاع صيت أبي الوليد الباجي شرقا وغربا، واشتهر بالعلم والمعرفة
والتصنيف، التبس أمر بعض المؤلفات على من ترجم له، فنسبوها له عن حسن
نبية، حتى إنك لتجد بعض الكتب المخطوطة المتأخرة عن زمانه تحمل اسمه وعنوان
أحد مؤلفاته. شأنه في ذلك شأن أبرز المؤلفين المشهورين. ك‍ (كتاب الإمامة
والسياسة). يعزي لابن قتيبة، وأغلب الظن أنه ليس له. و (نقد النثر) يضاف
لقدامة بن جعفر، وهو لغيره، و (الحلل الموشية في الاخبار المراكشية)،
تارة
ينسب لمجهول، وأخرى: للسان الدين بن الخطيب، ويقال: إنه لابن سماك،
ويقاس على ذلك ما يجاريه والله أعلم.
141

1) سراج الاسلام.
لم يعزه له أحد ممن ترجم له قديما وحديثا. وموضوعه يتعلق بالقاعدة الثانية
من قواعد الاسلام وهي الصلاة
2) - قواعد الاسلام:
ولعل هذه الرسالة من تأليف عم أبي الوليد الباجي: سليمان بن سعد بن
أيوب الباجي المذكور في ديباجة وصية الباجي لولديه رسالة صغيرة من
ثلاث عشرة لوحة من الحجم المتوسط، ذكر فيها دعائم الاسلام والايمان
والاحسان، والطهارة، والصلاة، وختمها بباب جامع. توجد منها نسخ عديدة من
بينها نسختان بالخزانة الحسنية بالرباط. كتب على جميع نسخة: (تأليف
أبي الوليد سليمان ين سعد بن أيوب الباجي - رحمه الله ورضي عنه). ولم نقف
على من رواها عنه أو نسبها إليه ممن ترجم له والله أعلم.
3) - (الرسالة في التحذير من بدعة مولد النبي صلى الله عليه وسلم).
ذكره المراغي من بين مؤلفات أبي الوليد الباجي، ولعله التبس عليه
برسالة (تحقيق المذهب)
4) - (الوصول إلى معرفة الأصول).
نسبه له العلماء الأصفهاني وحده، وهو مشرقي بعيد عن الديار
الأندلسية، ولم يتابعه على ذلك غيره
142

5) - (المعاني في شرح الموطأ عشرون مجلدا)
يغلب على الظن أن المراد: كتاب (المنتقى) مأخوذ من قول عياض:
(ذكر تصانيفه من ذلك في الفقه والمعاني - كتابة المنتقي - في شرح الوطأ
عشرين مجلدا لم يؤلف مثله). فأخذ ذلك ياقوت الحموي وحذف الوسط،
وجعل منه كتابين: كتاب المنتقى، ومن الطرفين: كتاب أخر: (المعاني في
شرح الموطأ عشرون مجلدا). وتبعه على ذلك من جاء بعده رغم إن
عبارة عياض لا توحي بذلك والله أعلم واحكم
6) - (الجرح والتعديل):
أشك في تأليف الباجي لكتابين مقلوبي الطرفين في الاسم: (التعديل
والتجريح) و (الجرح والتعديل). ذكرهما عياض معا في: الغنية. والأول ألفه
أبو الوليد الباجي فعلا، وهو الذي نقدم له، واقتصر على ذكره ابن خير في
فهرسته، وهو أقرب منه زمنا وأضبط، والناقلون عن الباجي اقتبسوا من كتاب
التعديل والتجريح - أو أسماء رجال البخاري - ولم ينسبوا ذلك إلى كتاب اسمه:
(الجرح والتعديل) بتاتا حسب ما نعلم. والثاني: لعله سبق قلم من أبي الفضل
عياض، وحذا حذوه: الداودي في نسبة الكتابين للباجي
وقال الذهبي: (وكتاب في الجرح والتعديل). وقال السخاوي:
(وقد صنف في الجرح والتعديل) وهذا يعني مادة الكتاب لا تعيين اسمه
143

وبما أن القاعدة تقول: الجرح مقدم على التعديل حال اجتماعهما، وألف
تحت هذا الاسم (الجرح والتعديل) عدد لا يحصى من المؤلفات، اقتصر ابن
كثير والسيوطي على ذكر كتاب الجرح والتعديل دون غيره، وهذا كثير ما
يحدث في أسماء الكتب من طرف المؤرخين والمترجمين. فيذكره أحدهم باسمه
الحقيقي الذي عنونه به مؤلفه، ويزيد أو ينقص مؤلف آخر كلمة أو كلمتين،
فيرتبك غيرهم ويعدد الأسماء للكتاب الواحد، ويجعل منه اثنين أو ثلاثة أو أكثر،
وهذا ما وقع لكثير من مؤلفات الباجي والله أعلم.
7) - (تخريج غرر المحاضرة ورؤوس مسائل الناظرة).
ذكره البغدادي، وهذا العنوان منتزع من مقدمة شرح فصول الاحكام
وبيان ما مضى به العمل عند الفقهاء والحكام من نسخة ضاعت ورقتها الأولى فيما
يظهر. حيث قال الباجي في مقدمة الكتاب السالف الذكر: (لما رأيت ما ابتلي
به الفقهاء والحكام من النظر والفتيا بين الأنام في الاحكام، بادرت بكتابي هذا،
وأخرجت فيه غرر المحاضرة، ورؤوس مسائل المناظرة، مما لا يستغني الفقيه ولا الحاكم
عن مطالعتها والوقوف على أصولها)
8) - (مختصر مشكل الآثار للطحاوي).
نسب خطأ لأبي الوليد الباجي - رغم كونه من تأليف أبي الوليد بن
144

رشد - واتفاقهما في الكنية ومنصب القضاء - (القاضي أبو الوليد) -
جعل الامر يلتبس على أغلب المتأخرين.
قال أبو المحاسن الحنفي في وصف المختصر من مشكل الآثار:
(ظفرت بمختصر الامام الفقيه الحافظ القاضي أبي الوليد الباجي المالكي
رضي الله عنه، اختصر كتاب مشكل الآثار اختصارا بديعا، ضم كل نوع فيه إلى
نوعه وألحق كل شكل منه بشكله، ورتبه ترتيبا حسنا، حذف أسانيد الأحاديث
وتطريقها، واختص كثيرا من ألفاظه من غير أن يخل بشئ من معانيه وفقهه
وتفحصه، فشكرت الله على ذلك).
وقال الشيخ عبد الحي الكتاني: (وفي المعتصر على المختصر للباجي
على حديث: (أقرأكم أبي وأفرضكم زيد).... الخ.
145

ونسبه للباجي ناشر كتاب المعتصر من المختصر من مشكل الآثار لأبي
المحاسن بالهنا سنة (1317 ه‍ / 1899 م). وطبعة بيروت (1362 ه‍ /
1943 م)
وقال سركيس: (المعتصر من المختصر من شكل الآثار، اختصره من
مختصر القاضي أبي الوليد الباجي الذي اختصر فيه كتاب معاني الآثار
للطحاوي) بإضافة خطأ ثان حيث قال: (اختصره من معاني الآثار
للطحاوي)
وجعل بروكلمان، فؤاد سزكين من هذا الكتاب مختصرين:
مختصر معاني الآثار لابن رشد، ومختصر مشكل الآثار للباجي. ونبها على وجوده
بالمتحف البريطاني أول (1569). ونسبه ابن فرحون لابن رشد فقال: (تهذيبه
لكتب الطحاوي في مشكل الآثار)
وجاء في الفتح المبين في طبقات الأصوليين: (تهذيب كتب
الطحاوي في مشكل الآثار مع تغيير طفيف في الاسم لما قبله
وأبهم القاضي عياض اسمه فقال: (تهذيبه لكتاب الطحاوي) ولم
يفصح عن اسم الكتاب: المهذب أهو معاني الآثار أم مشكل الآثار
وحل أبو بكر بن خير الاشكال: وأزال الالتباس في هذه المسألة فقال:
(كتاب اختصار مشكل الآثار للطحاوي تأليف القاضي الامام أبي الوليد
محمد بن أحمد بن رشد رحمه الله. حدثني به غير واحد من أصحابه عنه، منهم
146

الشيخ أبو مروان عبد الملك بن مسرة، وأبو بكر يحيى بن محمد بن زيدان رحمه الله
وحدثني به أيضا مؤلفه ابن رشد رضي الله عنه بالإجازة العامة)
فهذا النص صريح في اثبات نسبة الكتاب لمؤلفه. وابن خير - رحمه
الله - مشهور بالدقة الضبط في الرواية، فطن إلى ما ذهبنا إليه محمد زهري
النجار محقق شرح معني الآثار لأبي جعفر الطحاوي، فنبه على ذلك بما نصه:
(وقد اختصر أبو الوليد أبن رشد الجد كتاب: مشكل الآثار مع بعض
الاعتراضات منه عليه واختصاره محفوظ بدار الكتب المصرية. واختصر هذا
المختصر قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن موسى الملطي من شيوخ البدر
العيني في كتب سماه: (المعتصر من المختصر) فأجاد في التلخيص والإجابة
عما أورده ابن رشد، وطبع المعتصر بالهند مع الخطأ في اسم مؤلفه واسم
مختصره)
نستخلص مما سبق من الأدلة المتعددة والحجج الحاسمة توثيق نسبة كتاب
مختصر مشكل الآثار للقاضي أبي الوليد أبن رشد، لا للقاضي أبي الوليد الباجي،
وانه كتاب واحد، وانه مختصر مشكل الآثار. والله أعلم وبالله التوفيق
147

الباب الثاني
كتاب التعديل والتجريح
لمن خرج عنه البخاري في
الجامع الصحيح
149

وصف المخطوطة:
اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة محفوظة بخزانة نور عثمانية
بتركيا برقم: 766 في مجلد
ويوجد منه مكروفيلم بمعهد المخطوطات العربي بالجامعة العربية بالقاهرة
تحت عدد: 834
تكرمت باهدائه إلى الأخت الدكتورة فوقية حسين محمود سنة 1977
جزاها الله أحسن الجزاء
أضيق إلى أوراق الكتاب ثلاث ورقات في أوله، وفي أعلى الورقة الأولى
خاتم كتب فيه: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدانا الله
وفوق الخاتم رقم التسجيل بالخزانة المذكورة: 766 مصدر بوقفية مكتوبة بخط
تعليق هذا نص المقروء منها:
(وقف محمود آية الدوران وسند عند آل عثمان محيي السنة أمام الأئمة
السلطان ابن السلطان أبو المحاسن والمواهب عثمان خان ابن السلطان
مصطفى خان، لا زالت مصابيح الاقبال تنير مساعيه الحميدة، ومفاتيح أبواب
الآمال. وأما الداعي له، ولده الحاج إبراهيم خان المحبس أوقاف الحرمين المحرمي
حضرته).
وكتب في الورقة الثانية من الأوراق المذكورة: فهرست الاعلام الواردة في
التعديل والتجريح اقتصر فيها على اسم واحد مجرد من كل باب ألحقناها باخر
الكتاب
151

وكتب في الورقة الثالثة: ترجمة مختصره للمؤلف من كتاب الصلة لابن
بشكوال على النحو التالي:
الحمد لله أولا واخرا: سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث
التجيبي الباجي المالكي الحافظ، من أهل قرطبة سكن شرق الأندلس، يكنى أبا
الوليد روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد مكي ابن أبي طالب
المقرئ وأبي سعيد الجعفري وغيرهم، ورحل إلى المشرق سنة ست وعشرين، ثم رحل
إلى بغداد فأقام بها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويكتب الحديث، ولقي فيها جلة من
الفقهاء، كأبي الطيب الطبري، وأبي إسحاق إبراهيم بن يونس الشيراني
والقاضي الحسن بن علي الصيمري امام الحنفية، وأقام بالمشرق ثلاثة عشر عاما.
ومن شيوخه: محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبو النجيب الأرموي الحافظ، وأبو
الفتح الطناجري وأبو علي العطار، وأبو الحسن بن زوج الحرة، وأبو بكر الخطيب
وغيرهم.
وروى عنه أبو بكر الخطيب قال: أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف
الأندلسي لنفسه:
إذا كنت اعلم علما يقينا * بان جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ضنينا بها * واجعلها في صلاح وطاعة
قال أبو علي الغساني: سمعت أبا الوليد الباجي يقول: مولدي في ذي
القعدة من سنة ثلاث وأربعمائة
وقال غيره: (توفي بالمرية سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وقد أخذ عنه أبو
عمر ابن عبد البر النمري)
هذا ما اشتملت عليه الورقات الثلاث المشار إليها آنفا.
152

ويتضمن هذا المجلد: سفرين من تجزئة المؤلف، يتكون من 188 ورقة في
كل ورقة وجه وظهر مقياسها: (8، 26 * 4، 18) مسطرتها 23 سطرا، ويتراوح عدد
كلماته ما بين: 12، 21 كلمة، ومتوسطها في السطر الواحد: 17.
يبتدئ ب‍ (بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم، والحمد لله ذي الأسماء الحسنى، والصفات العلى....)
وكتب في آخر السفر الأول: الورقة (95 - أ) الثلث الأخير من السطر الرابع
(آخر حرف الضاد وهو تمام السفر الأول من تجزئة القاضي أبي الوليد الباجي
وأكملت هذه العبارة في الهامش، وبدا السطر الخامس بحرف العين من الورقة
نفسها. وفي أخر السفر الثاني: (تم كتاب التعديل والتجريح لمن خرج عنه
البخاري في الجامع الصحيح)
مكتوب بخط مشرقي نسخي عتيق مليح، مع تلوين للفقرات البارزة، خال
من اسم الناسخ، ورغم انتشار السماع في عصر أبي الوليد الباجي وتداوله في
العصور التي تلته وسماع تلاميذه له منه في حياته، كأبي الأصبغ عيسى بن محمد
ابن عبد الله بن عيسى الزهري وأبي الحسن علي بن عبد الله بن موهب
وأسمعوه غيرهم. لا توجد بهذه النسخة اية سماعات، ولعلها ضاعت أو حذفها
الناسخ، أو لا وجود لها بالمرة في الأصل. وليس هناك دليل على هذه الاحتمالات
كلها.
ووقع الفراغ من انتساخها يوم الثلاثاء 14 شوال سنة 709 ه‍
همش - بخط نسخي مغاير - بتعاليق وتصحيحات دقيقة لا تكاد تقرأ الا
بصعوبة كبيرة، وأحيانا لا تتضح معالمها، غير أنها مفيدة فيما يتصل بالنص،
153

وأغلبها تراجم إضافية روى عنه الترمذي في صحيحة، وهي ليست من عمل
الناسخ، وربما كانت من طرف شخصين من ذوي الكفاءة العلمية، ولم أتأكد من
اسم اي منهما، موزعة على هوامش أوراق الكتاب، أثبتتها في أسفل الصفحات،
منبها على ذلك بقولي: (من هامش الأصل) وتشتمل هذه النسخة على كثير
من الأخطاء النسخية المتنوعة بالزياة، والتكرار، والحذف، والتصحيف،
والتحريف، والتقديم، والتأخير، وابدال كلمة مكان أخرى، ومخالفة القواعد
النحوية، وأحيانا ينبه الناسخ على الخطأ ب‍: (خ)، والغلط ب‍ (غ) صغيرتين
حتى لا يظهر على النسخة تشويه بالتشطيب على الكلمات أو العبارات المكررة أو
الزائدة سهوا بسبق قلم، وكثيرا ما تقحم كلمة أو عبارة بدون تنبيه على إقحامها،
وقد يسقط كلمة أو أكثر ويستدركها في الهامش، وسنبين فيما يلي قوائم متنوعة
ببعض ما ذكر.
(1) - صفحات الكلمات المقحمة في النص
ص * س * ص * س * ص * س *
67 * 6 * 446 * 10 * 590 * 7
85 * 3 * 461 * 26 * 646 * 14
93 * 34 * 524 * 7 * 666 * 9 *
140 * 11 * 526 * 17 * 705 * 20
181 * 11 * 569 * 28 * 718 * 5
195 * 11
154

(2) - صفحات الكلمات والعبارات المكررة في النص
الأصلي دون تشطيب من الناسخ
ص * س * ص * س * ص * س *
10 * 8 * 41 * 5 * 89 * 2 *
110 * 25 * 113 * 5 * 119 * 12 *
154 * 27 * 167 * 8 * 175 * 22 *
176 * 7 * 179 * 5 * 186 * 28 *
201 * 13 * 234 * 16 * 254 * 10 *
289 * 15 * 299 * 18 * 311 * 24 *
315 * 7 * 324 * 21 * 327 * 8 *
337 * 9 * 369 * 12 * 395 * 16 *
406 * 13 * 458 * 13 * 465 * 21 *
495 * 8 * 496 * 2 * 501 * 8 *
512 * 4 * 590 * 4 * 599 * 5 *
612 * 18 * 629 * 9 * 647 * 6 *
648 * 14 * 657 * 18 * 665 * 2 *
675 * 24 * 681 * 15 * 709 * 27 *
717 * 14 * 739 * 5 * 763 * 7 *
779 * 13 *
155

(3) - صفحات الكلمات الساقطة سهوا
ص * س * ص * س * ص * س
12 * 14 * 30 * 13 / 15 * 35 * 2 *
55 * 1 * 58 * 16 * 65 * 4 *
68 * 6 * 74 * 24 * 77 * 12 *
78 * 17 * 82 * 4 * 83 * 9 *
84 * 5 * 86 * 7 * 91 * 6 *
94 * 15 * 100 * 20 * 110 * 24 *
137 * 12 / 13 * 146 * 16 * 152 * 1 *
154 * 1 * 164 * 23 * 169 * 17 *
172 * 5 * 186 * 10 * 213 * 3 *
249 * 6 * 251 * 11 * 252 * 12 *
261 * 11 * 264 * 10 * 278 * 9 *
302 * 3 / 10 * 305 * 21 * 306 * 37 *
310 * 20 *
311 * 11 * 312 * 20 * 332 * 7
341 * 13 / 16 * 352 * 5 * 359 * 1 / 2
362 * 12 * 364 * 12 * 365 * 21 *
382 * 25 * 387 * 17 * 397 * 1 *
398 * 13 * 402 * 6 * 403 * 16 *
463 * 8 * 482 * 1 * 488 * 2 *
491 * 2 * 506 * 8 * 520 * 18 *
524 * 8 * 525 * 24 * 534 * 3 *
535 * 12 * 562 * 4 * 570 * 26 *
576 * 11 * 578 * 1 * 595 * 1 *
601 * 2 * 609 * 1 * 613 * 4 *
641 * 24 * 672 * 17 * 686 * 2 / 13 *
711 * 4 * 672 * 8 * 729 * 13 *
739 * 9 * 793 * 6 * 771 * 2 / 3 *
776 * 3 * 779 * 24 *
156

(4) - صفحات التصحيف والتحريف
5 * 3 * 17 * 11 * 34 * 12
57 * 7 * 68 * 11 * 80 * 20
83 * 15 * 94 * 11 * 104 * 1
117 * 7 * 128 * 15 * 133 * 27
142 * 21 * 187 * 27 * 216 * 8
222 * 5 * 223 * 2 * 239 * 18
264 * 20 * 314 * 15 * 318 * 26
323 * 14 * 326 * 5 * 341 * 12
345 * 8 * 347 * 30 * 349 * 18
365 * 7 * 380 * 10 * 407 * 7 / 13
412 * 11 * 415 * 3 * 449 * 2
469 * 3 / 22 * 464 * 2 * 499 * 17
511 * 4 * 534 * 4 * 537 * 10
539 * 29 * 540 * 10 * 552 * 2
569 * 34 * 582 * 14 * 610 * 11
612 * 4 * 656 * 8 * 667 * 3
707 * 14 * 709 * 26 * 718 * 18
727 * 4 * 769 * 3 * 771 * 3
(5) - مواطن التقديم والتأخير
83 * 5 * 137 * 11 * 147 * 22
284 * 8 * 2 / 3 * 7 * 611 * 3
157

(6) - صفحات إبدال كلمة بأخرى سهوا من الناسخ
18 * 2 * 23 * 8 * 27 * 16
52 * 11 * 62 * 20 * 67 * 10 / 21
68 * 11 * 69 * 11 * 77 * 10
81 * 3 * 90 * 4 * 93 * 34 / 39
97 * 13 * 99 * 10 * 124 * 5 / 13
137 * 7 * 138 * 13 / 14 * 148 * 8 / 11
153 * 1 * 156 * 2 * 171 * 26
176 * 18 * 177 * 17 * 188 * 12
189 * 18 * 191: 14 * 16 * 194 * 8
197 * 1 * 209 * 16 * 213 * 14
231 * 4 * 235 * 1 * 236 * 5
248 * 2 * 255 * 1 * 257 * 11
258 * 14 * 259 * 2 * 261 * 2
265 * 16 * 268 * 11 * 295 * 7
330 * 24 * 331 * 13 * 332: 2 * 16
333 * 23 * 341 * 13 * 347 * 28
352 * 5 * 353 * 24 * 356 * 1
386 * 7 * 394 * 10 * 399 * 14
407 * 14 * 408: 6 * 7 * 415 * 1
429 * 11 * 445 * 13 * 464 * 9
478 * 4 * 480 * 10 * 487 * 4
491 * 12 * 496 * 6 * 498 * 9
508 * 16 * 509 * 4 * 516 * 18
522: 9 * 29 * 542 * 11 * 550 * 6
555 * 13 * 572 * 12 * 575 * 3
590 * 23 * 592 * 3 * 613 * 1
633 * 30 * 639 * 28 * 644 * 18
649 * 24 * 658 * 8 * 670 * 23
674 * 8 * 690 * 22 * 702 * 13
704 * 26 * 712 * 12 * 717 * 5
726 * 12 * 727 * 4 * 741 * 3
743 * 5 * 764 * 5 * 765 * 11
158

(7) - مواطن الأخطاء النحوية
23 * 6 * 27: 6 * 12 * 58 * 16
78 * 6 * 85 * 6 * 90 * 3
94 * 15 * 100 * 20 * 171 * 11
216 * 23 * 227 * 9 * 255 * 17
264 * 20 * 271 * 9 * 290 * 13
297 * 20 * 310 * 20 * 362 * 12
382 * 24 * 403 * 16 * 562 * 4
669 * 12 * 436 * 21 * 775 * 25
776 * 23 *
159

توثيق نسبة كتاب التعديل والتجريح لمن خرج عنه
البخاري في الجامع الصحيح
لأبي الوليد الباجي
إن توثيق نسبة هذا الكتاب لأبي الوليد الباجي صحيحة وثابتة بأدلة
داخلية وخارجية، منها:
أولا: هذه النسخة الخطية التي تتناولها بالتحقيق، لم يثبت الناسخ على الورقة
الأولى اسم الكتاب، ولكنه كتب في آخره: (ثم كتاب التعديل والتجريح لمن
خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح تأليف الفقيه الامام الحافظ القاضي أبي
الوليد الباجي)
ثانيا: توجد منه نسخة فريدة محفوظة بخزانة نور عثمانية بتركيا برقم:
766 في مجلد، ولها مكروفيلم بمعهد المخطوطات العربية بالجامعة العربية بالقاهرة
تحت عدد: 834.
ثالثا: ورد اسم أبي الوليد الباجي على صفحات الكتاب إحدى عشرة
مرة، مما يرجح أنه أملاه على تلاميذه
رابعا: روايته عن شيوخه الذين ثبت أخذه عنهم في مؤلفاته، وذكرهم غير
واحد ممن ترجم له منبثة في ثنايا الكتاب.
160

خامسا: ليس ثمة شبهات تضعف من نسبة التعديل والتجريح لمن خرج عنه
البخاري في الجامع الصحيح لأبي الوليد الباجي، وليس هناك اختلاف بين
نصوصه والعبارات المنقولة عنه في الكتب التي اقتبست منه، ك‍ (كتاب
ترتيب المدارك)، و (السنن الأبين) و (إفادة النصيح في التعريف بسند
الجامع الصحيح). و (فتاوي ابن تيمية)
و (ميزان الاعتدال)
و (طبقات الشافعية الكبرى)، و (الكواكب الدراري في شرح صحيح
البخاري)، و (هدي الساري مقدمة فتح الباري)، و (تهذيب
التهذيب)، و (عمدة القارئ)، و (ارشاد الساري لشرح صحيح
البخاري، و (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل)
سادسا: روى كتاب التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع
الصحيح تلاميذه (كأبي الأصبغ عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن
مؤمل ابن أبي البحر الزهري) و (أبي الحسن عبد الله بن موهب)
161

سابعا: ذكرته جماعة من المؤلفين بمادته دون تعيين اسمه. و (كتاب في
الجرح والتعديل) وصنف في الجرح والتعديل). وأخرى لم تسمه،
وإنما اقتصرت على ذكر: (رجال البخاري)
وعنونه غيرهم باسمه الكامل: (التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري
في الجامع الصحيح)
وأغلب المترجمين في علم الرجال ألفوا كتبا معنونة ب‍ (الجرح والتعديل)
ولم يسبق لمؤلف قبل أبي الوليد الباجي إن عنون كتابا ب‍ (التعديل
والتجريح)، عدا أبو بكر الباقلاني فيما ذكره القاضي عياض والله أعلم.
ثامنا: توافرت كل العناصر الأساسية التي تثبت أنه للباجي، وإن كانت
النسخة فريدة وخصائص المؤلف ومميزاته التي طبعت بها مؤلفاته غير غائبة عنه،
وهي الموضوعية. فاسم الكتاب (التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في
الجامع الصحيح يتضمن محتواه الذي يدل عليه منطوق هذا الاسم ومفهومه دون
زيادة أو نقص وبالله والتوفيق.
162

موضوع التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري
في الجامع الصحيح والهدف من تأليفه
أولا: يتناول هذا الكتاب مدخلا لعلم الجرح والتعديل وتراجم رجال ونساء
أسانيد البخاري في الجامع الصحيح: تعديلا وتجريحا، وذكر أسمائهم وكناهم أو
أسمائهم، أو كناهم وبلدانهم أحيانا، ومواليدهم ووفياتهم إن كانت معروفة، وبعض
الأبواب التي روى فيها عن كل منهم غالبا. وكثيرا ما يذيل التراجم بأقوال العلماء.
ثانيا: الهدف من تأليف هذا الكتاب:
كان أبو الوليد الباجي عالما جليلا محبا لنشر العلم، لا ينقطع عن حلقات
تدريس الحديث ورواية مؤلفاته ومروياته لتلاميذه حيثما حل وارتحل، فجمع بين
الحسنيين: التلقين والتصنيف الذي قال فيه ابن الجوزي
(508 - 597 ه‍ / 1114 - 1201 م) (رأيت من الرأي القويم أن نفع
التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة، لأني أشافه في عمري عددا من
المتعلمين وأشافه بتصنيفي خلقا لا يحصون ما خلقوا بعد، ودليل هذا أن انتفاع
الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم، فينبغي
للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد.
وهذه حقيقة ملموسة لا يتمارى فيها اثنان، ومن عادة أبي الوليد أن يعلل
تصنيفه للتآليف الكبرى ويغفل الصغرى، ويدخل توا في الموضوع، كالحدود،
والإشارات، لضيق المجال.
163

ومن دوافعه الحميدة الحاجة المحة لتأليف كتاب في مادة ما، كما قال أبو
الوليد الباجي: (لما رأيت ما ابتلي به الفقهاء الحكام من النظر والفتيا بين الأنام
في الاحكام، بادرت بكتابي هذا)
وقال في كتاب المنهاج: (فاني لما رأيت بعض أهل عصرنا عن سبل
العناصر المناظرة ناكبين، وعن سنن المجادلة عادلين خائضين فيما لم يبلغهم علمه،
ولم يحصل لهم فهمه، مرتبكين ارتباك الطالب لأمر لا يدري تحقيقه، والقاصد إلى
نهج لا يهتدي طريقة، أزمعت على أن أجمع كتابا في الجدل)
وصنف أكثر مؤلفاته بطلب من شخص غير معين حيث يقول: (فإنك
سألتني إن أصنف لك كتابا اتي فيه بأسماء من روى عنه محمد بن إسماعيل
البخاري في صحيحة من شيوخه ومن تقدمهم إلى الصحابة رضي الله عنهم،
وأثبت فيه ما صح عندي من كناهم وأسمائهم، وما ذكره العلماء من أحوالهم،
ليكون مدخلا للمناظر في هذا العلم إلى معرفة أهل العلم والعدل من غيرهم،
وسببا إلى معرفة كثير من الرواة والوقوف على طرف من أخبارهم، فأجبتك
إلى ذلك لما رجوت فيه من جزيل الثواب وتحريت الصواب جهدي، واستنفذت في
طلبه وسعي، والله أسال أن يوفقنا له وينفعنا به، ويعين الناظر فيه أعلى حسن
مقصده، وجميل مذهبه برحمته) وتلك اغراض رغم اختلافها، كلها نبيلة
ومشرفة، نفع الله بعلمه ومؤلفاته جميع المسلمين امين.
164

تأثير الباجي فيمن جاء بعده وعناية المحدثين
بكتاب التعديل والتجريح
تأثر بابي الوليد الباجي في التعديل والتجريح وتراجم العلماء، عدد كبير
ممن اشتغل بعلم الرجال تعديلا وتجريحا، وإبرازا لمختلف الاعلام.
فروى عنه معاصروه شفويا معلومات متنوعة، ومؤلفاته واشعاره. ونقل عنه
من جاء بعدهم من كتبه لتأييد آرائهم ومقارنتها بأقوال غيره، شانهم في ذلك شان
المؤلفين في ميادين المعرفة، وسنذكر من ذلك مجموعة لا باس بها ممن وردت أقواله
في كتبهم على سبيل التمثيل لا الحصر.
أبو بكر الخطيب:
ومن أبرز المؤرخين والمحدثين في القرن الخامس الهجري، أبو بكر الخطيب
البغدادي الذي تدابج معه، بحيث روى الباجي عن الخطيب، وروى الخطيب عنه.
يشهد بذلك ما رواه كل منهما عن الاخر في مؤلفاته.
فالباجي يذكر الرواية الشفوية عنه في التعديل والتجريح قائلا: (وما
سألت عنه الحفاظ وأهل العلم بهذا الشأن، كالشيخ أبي ذر عبد بن أحمد الهروي
الحافظ، وأبي عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبي بكر الخطيب أحمد بن
علي بن ثابت الحافظ)
165

وقال في ترجمة بن خالد:
(قال لي أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ: ليس له في الصحيح
غيره)
فهذان النصان يدلان على أن الباجي أخذ عن شيخه من طريق الرواية
الشفوية، كما روى عنه تاريخ أبي العباس أحمد بن علي مسلم الابار البغدادي،
أثبت ذلك هو نقسه قائلا: (وما كان فيه من تاريخ أبي العباس الابار، فأخبرنا
به أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن
الفضل، عن دعلج عن أبي العباس)
واما الخطيب، فقد أخذ هو الاخر عن الباجي وأثبت ذلك في مؤلفاته،
من ذلك قوله: (أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسي
بنفسه:
إذا كنت اعلم علما يقينا * بان جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنينا بها * واجعلها في صلاح وطاعة
وقال في ترجمة الدارقطني: (حدثني أبو الوليد سليمان بن خلف
الأندلسي قال: سمعت أبا ذر الهروي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن
عبد الله الحافظ وسئل عن الدارقطني فقال: ما رأى مثل نفسه)
تلك جملة تدل على تدابج الرجلين وتأثير بعضهما في بعض.
166

أبو محمد بن عطية.
روى عن أبي عبد الله محمد بن سليمان بن خليفة الأنصاري المالقي:
(كتاب التسديد إلى معرفة طرق التوحيد، وكتاب الإشارة في الأصول، وكتاب
المنتفي في شرح الموطأ، وكتاب الاستيفاء في شرح الموطأ)
وأخذ عنه من مرويات الباجي عن شيوخه: (كتاب الزهد والرقائق الابي
عبد الرحمن عبد الله بن المبارك).
وكتاب: المؤتلف والمختلف للدار قطني عن غير واحد من شيوخه عن
الباجي، قال أبو محمد في ترجمة: أبي بكر يحيى بن محمد بن دريد الأسدي:
(أجاز لي روايته بخطه، وفي جملتها: الجامع الصحيح للبخاري، أخبرني به عن
أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي قراءة منه عليه)
وعن أبي علي الصدفي، وأبي بحر سفيان بن العاص، ولم يعين ما
روى عنهما عن الباجي.
القاضي عياض:
لم يدرك أبا الوليد الباجي، بيد أنه روى عنه بواسطة شيوخه مؤلفاته
ومؤلفات غيره المكتوبة، وبالرواية الشفوية سماعا، أو بالإجازة، ويظهر ذلك جليا
في مصنفاته.
167

أولا: الالماع:
ثانيا: الغنية:
أثبت القاضي عياض رواية جميع مؤلفات أبي الوليد الباجي - وبعض
آرائه وقطعة من شعره - في الغنية عن شيوخه عنه في كتاب: التعديل
والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، والتسديد إلى معرفة طرق
التوحيد، واحكام الفصول في أحكام الأصول، وكتاب الإشارات في
الأصول، وكتاب المنهاج في ترتيب الحجاج.
وكتاب فرق الفقهاء وفهرست شيوخ أبي الوليد الباجي
وروى عن شيخه أبي علي الصدفي عن الباجي الجامع الصحيح للبخاري، وأسامي
من روى عنه البخاري لأبي أحمد بن عدي، والهداية والارشاد لأبي نصر
الكلاباذي.
وسمى جملة أخرى من شيوخه أخذوا عن أبي الوليد الباجي، وذكر عن
بعضهم أنهم أجازوه جميع رواياتهم. كل ذلك بسند عال لا يفصله عنه الا شيخ
واحد، وبسند نازل لا يتعدى اثنين، كروايته عن أبي بكر ابن فتحون عن أبيه عن أبي
الوليد الباجي.
168

ثالثا: ترتيب المدارك:
اما ترتيب المدارك فهو زاخر بالمنقول عن أبي الوليد الباجي من بعض الكتب
التي رواها عياض عن شيوخه عن المؤلف.
1) التعديل والتجريح:
ومما جاء في ترتيب المدارك نقلا عن التعديل والتجريح دون التصريح باسم
الكتاب وإنما اكتفى بقوله: (قال القاضي أبو الوليد الباجي: أحمد بن صالح من أئمة
المسلمين الحفاظ المتقنين لا يؤثر فيه تجريح)
وفي معرض الكلام عن مطرف بن عبد الله الهلالي: (قال القاضي أبو
الوليد الباجي: مطرف الفقيه صاحب مالك هو ابن أخته)
كما اقتبس من ترجمة يحيى بن عبد الله بن بكير ما نصه: (قال الباجي: تكلم
بعض أهل الحديث في سماعه للموطأ، وإنه إنما سمعه بقراءة حبيب، وهو ثبت في
الليث وقد روى عنه من طريق بقي من مخلد وغيره أنه سمعه من مالك سبع عشرة مرة،
وان بعضها بقراءة مالك) إلى غير ذلك.
2) - كتاب فرق الفقهاء:
استفاد منه عياض، واقتبس منه نصوصا عديدة، فتارة يقتصر على قوله:
(ونقلته أيضا من خط القاضي أبي الوليد الباجي)
دون تسمية الكتاب،
وأخرى: قال الباجي، ومرة يقول: - مع التنصيص على اسم المؤلف والمؤلف
- ذكره القاضي أبو الوليد الباجي في كتاب الفرق.
169

نظرا لعدم وجود هذا الكتاب بين أيدينا، لا نستطيع تحديد نهاية النصوص
المقتبسة لعدم التعبير بقوله: انتهى عند نهاية كل اقتباس
تلك نقول عياض المنبثة في ترتيب المدارك عن أبي الوليد الباجي من كتابي:
التعديل والتجريح، وفرق الفقهاء
أبو بكر ابن خير:
لم يدرك أبا الوليد الباجي هو الاخر، ولكنه كان أشد حرصا على رواية ما الفه
وما رواه عن شيوخه، فلندعه يتحدث عن نفسه قائلا:
(تواليف القاضي أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي المالكي رحمه الله وهي
ثلاثون تأليفا، وجميع روايته عن شيوخه حدثني بها أبو الحسن علي بن عبد الله بن
موهب، وأبو محمد شعيب بن عيسى بن علي المقرئ رحمهما الله عنه)
هكذا ذكر الرواية هنا مجملة، وفصل بعضها في مواضع مختلفة، منها ما رواه
عن الشيخين السالفي الذكر، وهو كتاب (المنتقى)
وروى عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن موهب: (التعديل والتجريح لمن
خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح)
وعن أبي الحسن علي بن عبد الله بن موهب السالف الذكر، وأبي الأصبغ
عيسى بن محمد ابن أبي البحر:
(أحكام الفصول في احكام الأصول)
و (التبيين على سبيل المهتدين) و (التسديد إلى معرفة طرق التوحيد)
170

و (الحدود في الأصول)، و (رفع الالتباس في صحة التعبد)،. (مسالة
الجنائز) و (سنن الصالحين وسنن العابدين)، و (وصيته لولديه)
و (كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج)
وروى عن أبي الأصبغ عيسى بن محمد ابن أبي البحر، وأبي الحسن علي بن عبد
الله بن موهب، وأبي الحسن عبد الرحيم بن القاسم بن محمد المقرئ الحجازي، وأبي
محمد شعيب ابن عيسى بن علي الأشجعي المقرئ: الفهرست شيوخ أبي الوليد
الباجي.
وعن أبي بكر بن عبد العزيز بن خلف بن مدير الأزدي، وأبي الأصبغ عيسى
ابن محمد ابن أبي البحر، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن موهب، وأبي محمد شعيب
ابن عيسى المقرئ كتاب: (الإشارة إلى معرفة الأصول)
كما فصل روايته لمرويات أبي الوليد الباجي عن شيوخه، منها كتب: أبي
جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن النحاس - (ناسخ القرآن ومنسوخه)
و (إعراب القرآن) و (العالم والمتعلم في معاني القرآن)
- وأبي داود السجستاني: مصنفه، وكتاب المراسيل.
- وأبي الحسن الدارقطني: جزء فيه الأحاديث التي خولف فيها مالك
ابن أنس وعلل الحديث الالزامات، الاستدراكات جزآن. المؤتلف
171

والمختلف، الافراد والغرائب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبي بكر الخطيب (الفصل للوصل المدرج في النقل)، (المكمل في
بيان المهمل)
- وأبي بكر بن فورك: (تأويل مشكل الحديث)
- وأبي بكر أحمد بن هارون البرديجي: معرفة المتصل من الحديث
والمرسل والمقطوع وبيان الطرق الصحيحة)
- وأبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: (التاريخ الكبير
المبسوط) في ثلاثين جزءا
- وأبي عبد الله الحاكم النيسابوري: (المدخل إلى معرفة الإكليل)
وهكذا حفظ لنا أبو بكر ابن خير بكل أمانة علمية وصدق ونزاهة
مجموعة من الوثائق الهامة، توثق نسبة بعض مؤلفات أبي الوليد الباجي ومروياته،
وتبرز شخصية الرجلين معا وبالله التوفيق
وتأثر به ابن رشيد في السنن الأبين فقال أثناء تعرضه لحديث رواه
المغيرة بن سلمة المخزومي البصري: (قال أبو الوليد الباجي عند ذكره هذا
الحديث، ولم أر له في الكتاب غيره)
172

وقال في إفادة النصيح: (وبسندنا الرفيع إلى القاضي أبي الوليد الباجي
عالم الأندلس في وقته.. الخ)
وقال في توثيق رواة الجامع الصحيح عن البخاري بسنده إلى الباجي:
(أنبأنا أبو الحسن بن أحمد الصالحي كتبنا بظاهر دمشق عن أبي طاهر بن إبراهيم
القرشي عن أبي بكر بن الوليد الطرطوشي عن أبي الوليد بن خلف الباجي الإمام قال
: والفربري ثقة مشهور) (وأبو إسحاق المستملي ثقة مشهور)
و (أبو محمد الحموي شيخ ثقة) و (أبو الهيثم الكشميهني صاحب
عربية)
وفي انتشار رواية الجامع الصحيح للبخاري في الغرب الاسلامي عن
الباجي قال: (حدث عن أبي ذر من لا يحيط يه الحصر.... / وسمعه عليه من
الأندلسيين العدد الكثير، ومن أشهر الطرق المعروفة إليه اليوم بالمغرب التي
اعتمدها الرواة القاضي أبي الوليد الباجي عنه)
واقتبس نصا طويلا من مقدمة التعديل والتجريح، وهذه الطائفة تأثرت
بأبي الوليد الباجي عن طريق الرواية بالسند المتصل لقربها من عصره
ويأتي دور جماعة أخرى استفادت من كتبه، كابن تيمية أبي العباس تقي
الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي الحنبلي شيخ
الاسلام المصلح (661 - 728 ه‍ / 1263 - 1328 م) في فتاويه والقاسم
ابن يوسف التجيبي السبتي (730 ه‍ / 1329 م) في مستفاد الرحلة
173

والاغتراب. وأبي عبد الله الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان التركماني
الدمشقي الحنبلي المقرئ - (673 - 748 ه‍ / 1274 - 1347 م) - في
المغني في الضعفاء، وميزان الاعتدال وتذكرة الحفاظ.
والصفدي صلاح الدين خليل بن ايبك - (696 - 764 ه‍ / 1296 - 1363 م)
- في: الوافي بالوفيات، والسبكي تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد
الكافي أبو نصر - (727 - 771 ه‍ / 1327 - 1369 م) في طبقات الشافعية، والكرماني
محمد بن يوسف بن علي - (787 ه‍ / 1384 م) في الكواكب الدراري في
شرح صحيح البخاري.
والنباهي أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن
الجذامي المالقي - (713 - 793 ه‍ / 1313 - 1390 م) - في المرقبة العليا: (تاريخ
قضاه الأندلس)
وابن فرحون برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد اليعمري المدني المالكي
- (799 ه‍ / 1313 م). في الديباج المذهب.
وابن حجر العسقلاني - (773 ه - 852 ه‍ / 1371 - 1448 م) - في هدي
الساري مقدمة فتح الباري، وتهذيب التهذيب.
174

والعيني بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد - (855 ه‍ / 1451 م) -
في عمدة القارئ.
وابن الأزرق محمد بن علي بن الأزرق الغرناطي الأندلسي المالكي -
(896 ه‍ / 1491 م) في روضة الاعلام بما للعربية من منزلة في علوم الاسلام
والسيوطي عبد الرحمن بن كمال الدين الشافعي - (849 - 911 ه‍ / 1445 -
1505 م) في طبقات الحفاظ.
والونشريسي (914 ه‍ / 1508 م) في المعيار المغرب.
والقسطلاني أبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد -
(923 ه‍ / 1517 م) - في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري.
واللكنوي أبي الحسنات محمد عبد الحي الهندي - (1264 - 1304 ه‍ /
1847 - 1886 م) في الرفع التكميل في الجرح والتعديل ونقلا عن ابن حجر
من: بذل الماعون في فضل الطاعون.
هذه نظرة وجيزة كافية للدلالة على تأثير أبي الوليد الباجي فيمن جاء بعده
من أئمة اعلام المحدثين في مصنفات الحديث والتراجم، واستفادتهم من كتبه في
علم الرجال، وخاصة: (التعديل والتجريح) و (فرق الفقهاء) ولهم ولغيرهم
اقتباسات شتى من باقي مؤلفاته وبالله التوفيق.
175

منهج الباجي في التعديل والتجريح لمن خرج
عنه البخاري في الجامع الصحيح
تمهيد:
اهتم المحدثون في زمن مبكر بسلسلة سند رواة الحديث تعريفا وتعديلا
وتجريحا، حتى تبلور هذا الفن فنتج عن ذلك علمان: علم التعديل - اي توثيق
الرواة - وعلم التجريح: اي: تضعيفهم. وظهرت المؤلفات المعنية بالرواة مع
الزهري (124 ه‍ / 741 م) وشعبة (160 ه‍ / 776 م)، ومالك (179 ه‍ 795 م)
ويحيى بن سعيد القطان (198 ه‍ / 814 م) ويحيى بن معين (158 ه‍ 233 ه‍ / 775
- 848 م)، علي بن المديني (161 - 234 ه‍ 777 - 849 م) وخليفة بن
خياط (240 - ه‍ / 854 م)، والإمام أحمد بن حنبل (241 ه‍ / 855 م) وعمرو بن
علي الفلاس (249 ه‍ / 863 م)، والبخاري (194 - 256 ه‍ / 809 - 869 م)
من أئمة الحديث الذين تناولت مؤلفاتهم رجال السند للتمييز بين الأحاديث
الصحيحة وغيرها، فمنها ما كان عاما وأكثر استيعابا وأوسع نطاقا يستغرق زمنا
أطول منذ نشاة هذا العلم إلى يومنا هذا، ويتنوع إلى أنواع لا تكاد تنحصر،
فيدخل في ذلك كتب الطبقات، وتسير على منهج غير محدد بمعنى إن كل من
ألف في الطبقات يوصله اجتهاده إلى طريقة لا تكاد تتفق مع طريقة غيره،
فليست هناك قواعد مضبوطة، فأحيانا يضع الطبقات على عموم الرواة، وأحيانا
يذكر بلدا ما ثم يفصله إلى طبقات كما هو الشأن عند ابن سعد
(222 ه‍ / 844 م)، وطبقات المحدثون بأصبهان لأبي الشيخ ابن حيان
(367 ه‍ / 977 م)، وتبع مؤلفي تراجم المحدثين غيرهم من مصنفي كتب
176

(طبقات القراء، والمفسرين والفقهاء، والأصوليين، والنحويين، والأطباء، والمالكية
والشافعية، والحنفية، والحنابلة، والشيعة، والمعتزلة)
إلى غير ذلك، ومنها ما كان
خاصا بكتب التعريف بالصحابة مثل (فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل
(164 - 241 ه‍ / 780 - 855 م). والاستيعاب لابن عبد البر
(463 ه‍ / 1070 م) وأسد الغابة لابن الأثير (606 ه‍ / 1209 م) وتجريد أسماء
الصحابة للذهبي (748 ه‍. 1347 م) والإصابة في تمييز أسماء الصحابة لابن
حجر (773 - 852 ه‍ / 1371 - 1448 م)، وكتب: الثقات، (كالثقات
للعجلي (261 ه‍ / 874 م)، وابن حبان (354 ه‍ / 965 م)، وابن شاهين (385
- 995 م)
وكتب الضعفاء: (كالضعفاء الكبير والصغير للبخاري
(256 ه‍ / 869 م)، والشجرة في أحوال الرجال لأبي إسحاق إبراهيم الجوزجاني
(259 ه‍ / 872 م)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (303 ه‍ / 915 م)، والمجروحين
من المحدثين لابن حبان (354 ه‍ / 965 م) والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي
الجرجاني (277 - 365 ه‍ / 890 - 975 م)، والضعفاء للدار قطني
(385 ه‍ / 995 م)، وأبي الفتح الأزدي)
وكتب جمعت بين الثقات والضعفاء: (كالتاريخ الكبير والصغير
والأوسط للبخاري (256 ه‍ / 869 م) وتاريخ ابن أبي خيثمة
(185 - 276 ه‍ / 801 - 892 م) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (240 -
327 ه‍ / 854 - 937 م)
والكتب الخاصة بالمدن: (كتاريخ أبي زرعة الدمشقي
(281 ه‍ / 894 م)، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي (463 ه‍ / 1070 م)
إلى غير ذلك.
177

ولما ظهرت الدواوين الستة المؤلفة في الأحاديث الصحيحة، واجتهد
مؤلفوها في التمحيص والتدقيق، أخرجوا لرواد هذا العلم تصانيف تكاد تشتمل على
ما صح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فانتشرت في البلاد الاسلامية شرقا وغربا، واعتنت
بها الأمة أيما اعتناء، واشتغل بها جهابذة العلماء المختصين في علوم الحديث:
أسانيدها، ومتنها، وانكب بعضهم على التعريف برجال كتاب معين
ظهور أول كتاب في تراجم شيوخ البخاري في الجامع الصحيح:
كان أول من ألف في شيوخ مؤلفي الكتب الستة - حسب ما نعلم -
هو أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني القطان (277 -
365 ه‍ / 809 - 975 م) حينما ألف كتابا صغيرا سماه: (أسامي من روى
عنهم محمد بن إسماعيل البخاري من مشايخه الذين ذكرهم في جامعة الصحيح
على حروف المعجم) على الترتيب المشرفي وذكر أنسابهم وبلدانهم وبعض
أخبار (المشهورين منهم) ومكانتهم في العلم، ويكتفي أحيانا في الترجمة
بقوله: (مقدم بن محمد بن يحيى واسطي معروف) و (يحيى بن أبي سلمة
يروي عن ابن وهب لا يعرف.)
178

ويستغرق تعريفة للشيوخ ما بين أقل من سطر واحد وثلاثين
سطرا. وختم كتابة بالعبارة التالية: (فجميع شيوخه الذين في جامعه مائتان
وتسعة وثمانون شيخا رحم الله جميعهم)، ثم ألف بعده أبو نصر
الكلاباذي (323 - 398 ه‍ / 934 - 1007 م): (الهداية والارشاد في
معرفة أهل الثقة والسداد الذين أخرج لهم البخاري في جامعه) تناول
فيه رواة الجامع الصحيح للبخاري من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين إلى
شيوخ البخاري.
وألف أبو الوليد الباجي (403 - 474 ه‍ / 1012 - 1081 م)
كتابة: (التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح) الذي
سنتعرض له بالدراسة فيما بعد. كما ألف ابن الحذاء أبو عبد الله محمد بن يحيى بن
أحمد الأندلسي (416 ه‍ 1025 م) (التعريف بمن ذكر في موطأ مالك بن أنس
من الرجال والنساء)
والف أبو بكر بن منجويه أحمد بن علي الأصفهاني (428 ه‍ / 1036 م)
(رجال صحيح الإمام مسلم)
وصنف أبو علي الغساني الحسين بن محمد بن أحمد الجياني الأندلسي
(468 ه‍ / 1105 م)، (تسمية شيوخ أبي داود)
179

والف محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748 ه‍ / 1348 م): (المجرد في
أسماء الرجال كتاب سنن أبي عبد الله بن ماجة كلهم سوى من أخرج له منهم في
أحد الصحيحين) وللدار قطني (385 ه‍ / 995 م)، في رجال البخاري
ومسلم أربعة كتب: (أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته من الثقات عند محمد
ابن إسماعيل البخاري)
(ذكر أسماء التابعين ممن صحت روايته عند مسلم)
(رجال البخاري ومسلم)
وألف أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ابن البيع (405 ه‍ / 1015 م) تسمية
من أخرجهم البخاري ومسلم)
بدأة بالصحابة، ثم الصحابيات، ثم غيرهم من التابعين، وشيوخ البخاري
ومسلم، مبوبا ذلك علي حروف المعجم، ثم ذكر النساء، وختم كتابة هذا بباب
ذكر فيه شيوخ البخاري الذين روى عنهم ثم روى عن رجل منهم، وذكر إن
عددهم ستة وأربعون شيخا ثم جمع أبو طاهر ابن القيسراني
(507 ه‍ / 1113 م) بين الهداية والارشاد للكلاباذي ورجال مسلم لأبي بكر بن
منجويه بعد الاختصار والتنقيح وسماه: (الجمع بين رجال الصحيحين)
وفي القرن السادس ألف أبو القاسم بن عساكر (499 - 571 ه‍ / 1105 -
1175 م) (معجم مشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل) خصصه لشيوخ
180

أصحاب الكتب الستة دون باقي الرواة على نهج ابن عدي في أسامي من روى
عنهم البخاري.
وصنف الذهبي (748 ه‍ / 1348 م) في رواة أئمة الكتب الستة وسماه:
(الكاشف في رجال الأئمة الستة)
وهذا اثر طيب تبلور مع مرور الزمن فيما ذكر من كتب الشيوخ والرواة
ولأبي محمد تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي
(600 ه‍ / 1203 م) (الكمال في أسماء الرجال) تناول فيه الرواة دون الاقتصار
على الشيوخ فحسب، ثم هذبه جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (654 -
742 ه‍ / 1256 - 1341 م) وسماه: (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) وفعلا
هذب المزي الكمال تهذيبا جليلا يستحق إن يفتخر به العالم الاسلامي عامة،
ورجال هذا الشأن خاصة حسب ما يشتمل عليه من تقنية فنية بالغة لا تتوفر الا
للقلائل من الباحثين في عصرنا الحاضر، ونسخة منه في خزانة الباحث تغنيه عن
باقي أمثاله من (تهذيب تهذيب الكمال للذهبي) و (تهذيب التهذيب لابن
حجر العسقلاني (773 - 825 ه‍ / 1378 - 1448 م)، والخلاصة
للخزرجي من رجال القرن العاشر، فجزاهم الله خيرا على حسن ما صنعوا.
181

تصميم مفصل لكتاب التعديل والتجريح لمن خرج
عنه البخاري في الجامع الصحيح.
جزاء أبو الوليد الكتاب لضخامته إلى سفرين: ينتهي الأول بحرف
الضاد، ويبتدئ الثاني بحرف العين إلى آخر الكتاب. وقسمه إلى خمسه
اقسام رئيسية - غير متوازية، تفرضها طبيعة الموضوع لأنه معجم الرواة، من
صحابة، وتابعين، وشيوخ البخاري في الجامع الصحيح خاصة - وهي:
المقدمة وسماء الرجال - موزعة على تسعة وعشرين حرفا - وباب
الكنى وباب أسماء النساء، وباب كنى النساء
1) - المقدمة:
تشتمل المقدمة على مقدمة التأليف، وأسانيد مصادره في التأليف، ومدخل
لعلم التعديل والتجريح.
(1 - 1) - مقدمة التأليف:
(1 - 1 - 1) - ابتداء مقدمة كتابه بحمد الله اقتداء بالقران الكريم -
ليتم له ما أراد، وقد تم بحمد الله وعونه - قائلا: (الحمد لله ذي الأسماء الحسني
182

والصفات العلى). ملمحا إلى الآية الكريمة: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه
بها). وفي ذكره الأسماء الحسنى تورية مرشحة ذات معنيين: قريب: وهو
زيادة التبرك بعد الحمد بالآية الكريمة، وبعيد: وهو براعة الاستهلال لاشتماله على
إشارة لطيفة للمقصود مشعرا بما يتضمنه الكتاب من أسماء اعلام المحدثين وما
يتميزون به من صفات تعديلا وتجريحا
(1 - 1 - 2) - ولم يغفل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لقوله تعالى
(إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما)
(1 - 1 - 3) - ثم بين سبب تأليف هذا الكتاب.
(1 - 1 - 4) - وحدد موضوعه ولم يعين كعادته الشخص الذي
طلب منه ذلك قائلا: (فإنك سألتني إن أصنف لك كتابا اتي فيه بأسماء من
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه من شيوخه تقدمهم إلى
الصحابة رضي الله عنهم، وأثبت فيه ما صح عندي من كناهم وأسمائهم وما ذكره
العلماء من أحوالهم ليكون مدخلا للناظر في هذا العلم إلى معرفة أهل العلم
والعدل من غيرهم، وسببا إلى معرفة كثير من الرواء، والوقوف على طرف من
أخبارهم، فأجبتك إلى ذلك)
فلم يبخل على طلاب المعرفة بعقد حلقت التدريس وإجابتهم إلى التصنيف
حيث ما حل وارتحل، متحريا الصواب قدر ما استطاع، لا يريد من وراء ذلك جزاء
ولا شكورا الا ثواب خالقه علام الغيوب
(1 - 1 - 5) - وبين الخطة التي سلكها من ترتيب الأسماء حسب
الحروف الهجائية المغربية، والتعريف بالأشخاص بدقة فقال: (وانا إن شاء الله آتي
بما شرطته في أسماء الرجال على حروف الهجاء بالتأليف المعتاد في بلدنا)
183

وقد وفي بوعده وشرطه على نفسه بصدق وأمانة ونزاهة علمية جزاه الله
أحسن الجزاء
(1 - 2) - مصادر كتاب التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في
الجامع الصحيح:
كفانا أبو الوليد الباجي مؤونة البحث لتحديد مصادره الأساسية لمادة
كتابة، إذ ذكر أهمها في مقدمته بروايته عن شيوخه المتصلة السند إلى مؤلفيها، أو
بالرواية الشفوية من أفواه شيوخه بطريقة مباشرة.
فبعدما حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه المصطفى الكريم، وبين الهدف
من التأليف وموضوعه، والخطة التي سلكها قال: (وأسانيد ما ذكرت فيه عن
صحيح البخاري....) ويمكن تصنيفها إلى ستة أنواع:
(1 - 2 - 1) - فمنها ما عين فيه اسم الكتاب، والمؤلف في المقدمة
كتاريخ يحيى بن معين (233 ه‍ / 847 م) وتاريخ أبي حفص الفلاس
(249 ه‍ / 864 م) وجامع الصحيح، والتاريخ الكبير،
والصغير، وكتاب الضعفاء للبخاري (256 ه‍ / 869 م)، وتاريخ أبي
العباس الابار (290 ه‍ / 902 م).
(1 - 2 - 2) - ومنها ما ذكر فيه اسم مؤلفه في المقدمة، والمؤلف في
موضع آخر، ككتاب الأسماء والكنى لمسلم بن الحجاج (261 ه‍ /
875 م).
184

(1 - 2 - 3) - ومنها ما ذكر فيه مؤلفه في المقدمة دون اسم
الكتاب، كعبد الرحمن ابن أبي حاتم (327 ه‍ / 938 م)، وابن عدي
(365 ه‍ / 975 م)، والكلاباذي (398 ه‍ / 1007 م) وأبي عبد
الله بن البيع النيسابوري (405 ه‍ / 1014 م)
(1 - 2 - 4) - واقتصر على ذكر المؤلف والمؤلف ثناء الكتاب في
كل من مصنفات:
خليفة بن خياط (240 ه‍ / 854 م)، وتاريخ الترمذي (279 ه‍ /
892 م) وتاريخ أبي بكر ابن أبي خيثمة (279 ه‍ / 892 م)
والضعفاء للنسائي (303 ه‍ / 915 م) والضعفاء ليعلى
(1 - 2 - 5) - اكتفى بذكر أسماء المؤلفين ولم يعين تصانيفهم أثناء
الكتاب: كمحمد بن عمر الواقدي (207 ه‍ / 822 م) وابن سعد
(230 - 844 م)، ومحمد ابن نمير (234 ه‍ / 848 م)، وعلي بن
المديني (334 - 848 م)، وعثمان ابن أبي شيبة (339 ه‍ / 853 م)،
185

وأبي موسى الزمن (252 ه‍ / 866 م) وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
(209 ه‍ / 872 م) وإبراهيم بن الجنيد (260 ه‍ / 873 م) وأبي داود
السجستاني (275 ه‍ / 888 م) وعثمان بن سعيد الدارمي (280 ه‍ /
893 م)، وأحمد بن هارون البرديجي (301 ه‍ / 913 م) وأبي عروبة
الحراني (318 ه‍ / 930 م) وأبي بشر الدولابي (320 ه / 932 م)
وأبي جعفر العقيلي (322 ه‍ / 933 م) وأحمد بن سعيد بن جزم بن يونس
الصدفي (350 ه‍ / 961 م) وابن حبان (354 ه‍ / 965 م) وأبي
أحمد الحاكم الكبير (378 ه‍ / 988 م)، والدار قطني (385 ه‍ /
995 م) وأبي عبد الله محمد ابن مندة (395 ه‍ / 1004 م).
ونصوص المصادر المذكورة وغير المذكورة منبثة في ثنايا الكتاب منسوبة
لمؤلفيها تختلف قلة وكثرة من مصنف لاخر، واكتفيت بالإشارة إلى بعض
الصفحات، حتى لا يتسرب الملل للقارئ.
(1 - 2 - 6) - وهناك بعض الروايات الشفوية التي أخبره بها
شيوخه، أو سألهم عنها وهي قليلة معدودة موزعة هنا وهناك تلك أهم
186

المصادر التي استفاد منها الباجي أيما استفادة، واثرها باد في مادته، ووظف
نصوصها توظيف العالم الخبير بفنون الحديث سندا ومتنا، تعديلا وتجريحا واستنباطا
للأحكام، رحمه الله ورضي عنه وأرضاه.
(1 - 3) - المدخل لعلم الجرح والتعديل:
بوب المدخل إلى عشرة أبواب، سبعة كتمهيد لعلم الجرح والتعديل،
واثنين للتعريف بأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وختمه بالعاشر للتعريف
بالجامع الصحيح، خصص الأبواب الثلاثة الأولى: للجرح والتعديل، فعرف به في
أولها، وبين حكمه شرعا بجوازه في ثانيها، وميز بين ألفاظه في ثالثها، وعقد الرابع
للراوي العدل أو المجروح، والخامس لرخصة أخذ الحديث عن الثقة، والسادس
للأسانيد المتفق على اطراحها، والسابع للمتفق على صحتها.
ومما يلاحظ أن الأبواب السبعة ممنهجة بتقنية دقيقة يمكن تقسيمها إلى
ثلاثة أقسام رئيسية، فالثلاثة الأولى: للجرح والتعديل كما مر، والثلاثة الأخيرة
للحديث. وفى تقديمه للأسانيد السقيمة في الباب السادس على الصحيحة في
السابع، ترتيب في غاية الدقة، وترك أوسط هذه الأبواب للراوي الذي هو روح
الدراسة ومحورها، وتكلمه على المؤلف بعد المدخل وختام المقدمة بالتعريف
بالكتاب قبل الشروع في المقصود: ألوان من المنهجية التي تنبئ عن ذكائه
وإحساسه المبكر بمنهجية البحث العلمي التي هي الشرط الأساسي الأول والأخير
للبحوث الأكاديمية المعاصرة في الربع الأخير من القرن العشرين.
وقد استفاد من كتاب التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع
الصحيح - بصفة عامة، ومن مقدمة بصفة خاصة - جمهرة من جلة العلماء
بعده كابن رشيد السبتي التجيبي (721 ه‍ / 1321 م)، وابن تيمية الحراني
187

(728 ه‍ / 1328 م)، والكرماني (787 ه‍ / 1384 م)، وابن حجر
العسقلاني (852 ه‍ / 1448 م)، والقسطلاني (923 ه‍ / 1517 م)،
واللكنوي (1304 ه‍ / 1886 م) وغيرهم.
واعترفوا له بحسن صنيعه وإمامته، رحمنا ورحمهم الله وكافة المسلمين أجمعين.
2) - أسماء الرجال المترجم لهم:
ذكرها مرتبة على حروف المعجم، مبتدئا بحرف الألف، ومنتهيا بحرف الياء
على النهج المغربي الذي كان يجرى به العمل بالأندلي آنئذ، وفصل الحرف الواحد
إلى أبواب الأسماء المشتركة في الاسم الواحد، كباب: أحمد، وباب إبراهيم، وإذا
اجتمع في الباب شخصان فما فوق، ويختم الحرف بباب يجمع الأسماء المنفردة
تحت العنوان التالي:
(باب تفاريق الأسماء على الألف). وما أشبه ذلك في باقي
الحروف.
(2 - 1) - مخالفا الترتيب المنهجي الذي تقتضيه طبيعة البحث للحرف
الواحد، كحرف الألف مثلا، ابتدأه بباب أحمد تبركا من جهة، ومراعاة للقلة
والكثرة للأسماء التي يضمها الباب من جهة ثانية، كما فعل في معظم الحروف،
والترتيب المنهجي يقتضي بداية حرف الألف باب آدم، فباب إبراهيم،
188

وباب أبي، وباب أحمد، وباب أزهر، وباب أنس، وباب
أسامة، وباب أسباط، وباب إسحاق، وباب إسرائيل، وباب
أسلم، وباب إسماعيل، وباب الأسود، وباب أشعت، وباب
أيمن، وباب أيوب، ثم باب تفاريق الأسماء على الألف.
وبدأ حرف الميم بباب محمد، وحرف العين بباب عبد
الله، وكان الوضع الطبيعي يقتضى أن يبتدئ حرف الميم بباب مالك،
وحرف العين بباب: عامر، إلى غير ذلك.
(2 - 2) وكما خالف ترتيب الأبواب فيما بينها، خالف ترتيب الأسماء
داخل الباب الواحد، فقدم أسماء الصحابة في أوله تبركا، كما هو الشأن في باب
محمد، الذي ابتدأه بمحمد بن مسلمة الصحابي الجليل، وكان المفروض
أن يبتدئ بمحمد بن أبان.
189

(2 - 3) - وبعد ذكر أسماء الصحابة في أول الباب، لا يراعى بقية
ترتيب الأسماء حسب الحروف التي تبتدئ بها أسماء آبائهم، فمن ذلك ذكره لأبي
بكر بن سليمان قبل أبى بكر بن عمر، وأبى بكر بن المنكدر،
وكان الأجدر به أن يقدم: ابن المنكدر، فابن عمر، فابن سليمان.
(2 - 4) - كما لا يراعى الحروف الثواني من أسماء الاباء، كتقديمه:
سعيد ابن أبي عروبة - واسمه - مهران، على: سعيد بن منصور،
وسعيد بن منصور، على: سعيد بن مروان. إذ القاسم المشترك الجامع بينها
عنده هو حرف الميم الذي يبتدى به اسم الأب، ولا عبرة بالثواني، والترتيب
المنهجي يقتضى عكس ذلك، بأن نقدم: سعيد بن مروان، فسعيد بن منصور،
فسعيد بن مهران.
(2 - 5) - ولا يعتبر الحرف الذي تبتدئ به أسماء الأجداد، حيث
رتب الأسماء الآتية على النحو التالي: إسحاق بن إبراهيم بن زيد، فإسحاق
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن ولذي يبتدى اسم جده بالعين، مقدم على الذي
يبتدى بحرف الياء، وأمثال هذا كثير. وقد تركنا كل ترجمة في محلها التي وضعها
فيه المؤلف، وتلافينا هذا الخلط تسهيلا على الباحث في الفهارس المذيل بها
الكتاب.
3) - باب الكنى:
وعقد بابا للكنى المسمى بها، تتخللها الكنى المشهورة لذوي الأسماء
المعينة، مرتبة على الحروف الهجائية مثل ما فعل في الأسماء.
190

4) - باب أسماء النساء:
وأنهى الكتاب بباب أسماء النساء على ترتيب الحروف السالفة الذكر.
5) - باب كنى النساء:
وختم الكتاب بباب كنى النساء مثل ما صنع في كنى الرجال.
التعريف بالأعلام: لما كان التعريف بأي راو من الاعلام المترجم لهم من رواة البخاري في
الجامع الصحيح هو محور هذا الكتاب، آثرنا أن تنصب الدراسة على ذلك
لتسليط بعض الأضواء على طريقة تعريف الباجي بهم، وعمله في هذا المضمار،
ومن أبرز السمات التي توضح منهجه ما يلي:
1) - يجمع معظم ما يعرف به، ويرسم صورة مركزة موجزة لأي علم من
الاعلام تتشابه مع غيرها في المعلومات العامة وكأنها بطاقة إدارية يملأها لأي
شخص على حدة، تتحد في الواضع العام الأساسي، وتختلف في المعلومات المتبانية
من راو لاخر: اسمه وكنيته ونسبه وولائه أو قرابته أو صفة خلقية أو علمية، أو
حرفة أو منصب
والباب أو الأبواب التي أخرج له فيها البخاري، وقد يدرج في الترجمة
حديثا من الأحاديث التي رويت عنه، ذاكرا بعض تلاميذه الذين أخذوا عنه، ثم
شيوخه الذين روى عنهم معدلا أو مجرحا أو جامعا بينهما، مستطردا بعض الاخبار
أحيانا، ومستشهدا بأقوال العلماء في الغالب موثقا بمصادره، كتواريخ البخاري،
وابن أبي خيثمة، وابن الابار، وابن أبي حاتم وابن عدي، والكلاباذي وغيرهم.
وينهي الترجمة بذكر الولادة والوفاة إن وقعت له، لتحديد شخصية العلم بدقة، وإزالة
اللبس عنها.
191

(1 - 1) - الاسم:
يعرف العلم بالاقتصار على اسمه أحيانا ك‍ (أسباط) أو اسمه واسم
أبيه ك‍ (أحمد بن صالح)، أو اسمه واسم أبيه وجده - وهو الغالب -
ك‍ (يحيى بن خلاد بن رافع)، وأحيانا يذكر له سبعة أجداد أو أقل أو أكثر
كما في ترجمة (شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حزام بن عمرو بن زيد مناة بن
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار)
وقل ما يعرف الرجل باسمين متباينين مثل قوله: (يحيى بن مالك) ويقال:
حبيب بن مالك
(1 - 2) - الكنية أو الكنية مع الاسم:
ويضيف في الغالب إلى التعريف بالاسم: (الكنية زيادة في الايضاح، ك‍
(أسباط أبي اليسع) (وأحمد بن صالح أبي جعفر)، وكثيرا ما يوثق الكنية
معتمدا على مصادره، من ذلك مثلا في ترجمة وراد: (قال مسلم: أبو
الورد) وفي ترجمة الحكم بن موسى (قال الكلاباذي: أو صالح)
وقد يكني المترجم له بكنيتين كما في قوله: (يحيى بن يعمر أبو سليمان
ويقال: أبو سعيد) أو يكنيه أباه كما جاء في ترجمة أبي هاشم يحيى ابن أبي
الأسود - واسمه دينار -. وخصص بابا لمن أسماؤهم في كناهم،
وآخر: لكني النساء.
192

(1 - 3) - النسب:
ويضيف إلى التعريف بالاسم والكنية تعريفا ثالثا بالنسب، فيذكر للشخص
نسبا أو نسبين أو أكثر ك‍ (أحمد بن صالح أبو جعفر المصري الطبري)
و (يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام أبو عروة القرشي الأسدي المدني)
ويشرح الأنساب الغامضة مثل قوله: الذماري، و (ذمار على مرحلتين من
صنعاء). و ((الدستوائي، ودستواء: كورة من الأهواز كان يبيع الثياب التي
تجلب منها فنسب إليها). و (السرماري: قرية من قرى بخارى، أو
يفسره بمعنيين متباينين نحو: القطواني، ويقال: معني قطوان: بقال، قال ذلك
الكلاباذي. قال لي أهل الكوفة أيام مقامي بها: (إن قطوان قرية على باب
الكوفة نسب إليها) أو يقول: (أصله من بلخ) و (أصله من
خراسان)
وقد يوثق بالنسب بأقوال العلماء فيقول في ترجمة حياة بن شريح: (قال
أبو نصر: الحضرمي التجيبي) وعن محمد بن عبد الله بن إسماعيل: (قال
ابن عدي: البصري). وفي الحديث عن (محمد بن غرير بن الوليد بن
إبراهيم: قال ابن عدي: هو من أهل سمرقند.
193

(1 - 4) - الولاء:
فكما يعرف بالاسم والكنية والنسب، يعرف بالولاء لعلم ما، مثل: (نافع
مولى عبد الله بن عمر). و (عكرمة مولى عبد الله بن عباس)
و (كريب ابن أبي مسلم أبو رشدين مولى عبد الله بن عباس) و (وراد
مولى المغيرة بن شعبة)، و (الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة مولى
الوليد بن رفاعة)
أو يعزو ولاءه إلى قليلة ك‍ (محمد بن جعفر أبو عبد الله البصري مولى
هذيل)
(1 - 5) - افراد أعضاء الأسرة:
وبالإضافة إلى ما ذكر، يعرف المترجم بعد ذكر اسمه وكنيته وغير ذلك
بأحد أعضاء أسرته أو شيخه، فيقول في الأب مثلا: (والد أحمد بن
شبيب) و (والد سعيد المقبري). أو بنته: (أبو صفية بنت
شيبة) أو حفيدة: (غيلان وكان أصغرهم وهو جد غوث) أو
أخيه: (أخو أبي عبد الله أمية بن خالد). أو إخوته: (أخو: عمر وزيد
وعاصم وأبي بكر) و (أخو وهب ومعقل وغيلان). أو
194

عنه: (ابن أخي حسان) أو (ابن أخي الزهري) وابن عمه (ابن
عم أحمد بن منيع)، أو أمه: (وأمه خراسانية اسمها صافية) أو ابن
أخته (خال البراء بن عازب) أو (ابن أخت عبد الرحمن بن
مهدي) أو صهرة: (ختن المقرئ)، أو شيخه: (صاحب ابن أبي
نجيح)
وقد يجمع بين ثلاثة دفعة واحدة مثل: (ابن أخت مالك بن أنس وابن
عمه وزوج ابنته) وغير ذلك.
(1 - 6) - الصفة الخلقية:
كالأعمش، والأحول، والأعور، والضرير،
والأعمى، والأعرج، والقصير، والطويل.
195

(1 - 7) - الصفة العلمية:
ك‍ (الشاعر)، و (النحوي)، و (الفقيه)
(1 - 8) - الحرفة:
ك‍ (البراء)، و (النخاس)، و (الصائغ)، و (صاحب
الكرابيس)، و (العطار)، و (الفلاس أو الصيرفي)،
و (القطان)، و (الوراق)
(1 - 9) - المنصب:
ك‍ (المؤذن)، و (قاضيها) - يعني المدينة المنورة - (وقاضي
مرو) (ولي قضاء البصرة)، و (مؤدب الحسن بن العلاء السعدي)،
و (مؤدبا لبني داوود بن علي)، و (حاجب سليمان بن عبد الملك)
196

(1 - 10) - المترجم لهم باسمين مختلفين:
هناك مجموعة يسيرة من الأسماء ترجم لها الباجي مرتين لسبب ما:
(1 - 10 - 1) - ترجم لأحمد بن عبيد الله الغداني في باب: أحمد،
وباب: محمد وقال: إن البخاري شك في اسمه أهو أحمد أم محمد
وذكره الكلاباذي في باب: أحمد، وابن عدي في باب: محمد،
ولذلك جمع الباجي بينهما، وترجم له في موضعين زيادة في التعريف لمن
يبحث عنه.
(1 - 10 - 2) - وفعل مثل ذلك بالنسبة للأحنف بن قيس، فترجم له
بشهرته في حرف الألف، وباسمه في حرف الصاد (صخر بن قيس أبو بحر
الأحنف).
(1 - 10 - 3) - (وإسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النظر الشامي
الدمشقي) نسبه مرة إلى أبيه إبراهيم وأخرى إلى جده يزيد (إسحاق بن يزيد
الخراساني) تبعا لابن عدى، وربما كان هذا مما اشتبه عليه في بداية
تصنيفه هذا الكتاب.
(1 - 10 - 4) - وترجم في حرف الميم (للمنذر بن سعد بن مالك)
197

وفى حرف العين (عبد الرحمن بن سعد بن مالك). وفى حرف الحاء من
باب الكنى (أبو حميد الساعدي) لاشتهاره بالاسم والكنية معا.
ونرقم العلم برقم ترتيبي مسلسل عندما يورده لأول مرة، ونكتفي بالرمز
هكذا (+) في حال ذكره للمرة الثانية مع التنبيه على ذلك في الحاشية بالعبارة
التالية: (تقدم ذكره) في الصفحة والترجمة.
(1 - 11) - الأسماء المشتبهة:
عندما تشتبه بعض الأسماء، يحكى الخلاف فيها ويناقش في بعضها،
ويستنتج ويرجح في البعض الاخر، ويلزم الحياد إذا لم يتضح له الامر. من ذلك
قوله في أبى أحمد: (يقال: إنه المرار بن حمويه الهمذاني النهاوندي، ويقال: إنه
محمد بن يوسف البيكندي، ويقال: إنه محمد بن عبد الوهاب والله أعلم).
وقال في ترجمة يحيى بن زكرياء: (يشبه عندي أن يكون زكرياء بن يحيى
أبو السكين). استنتج ورجح قائلا:
قال ابن عدي: (بشر بن آدم هما اثنان أحدهما أقدم من الاخر).
وقال عن الثاني: (يشبه إن يكون هو الذي يروي عنه البخاري)
وبعد ما أورد الباجي كلام ابن أبي حاتم فيهما معا، وتضعيفه الثاني، استنتج
إن الذي روى عنه البخاري هو الأول فقال: (فيدل هذا على إن الذي أخرج
البخاري عنه هو الأول)
198

وقال في ترجمة محمد بن أبان البلخي: ذكره الدارقطني وابن البيع في
رواة الجامع الصحيح، وذكر الكلاباذي: محمد بن أبان الواسطي، وذكرهما
معا ابن عدي، ورجح الباجي الواسطي
وبعدما حكى الباجي تشكك ابن عدي فيمن روى عنه البخاري بين
مخلد بن مالك الجراني، ومخلد بن مالك المروزي، ورجح أبو أبو الوليد
الأول تبعا للدار قطني والكلاباذي، وقال: (والأظهر أنهما رجلان، سلك موقفا
أخر مغايرا لما سلف، حيث ترجم لعبيد الله بن سعد بن إبراهيم مصغرا تبعا
للكلاباذي ولم يعترض صراحة على ابن عدي الذي ترجم لأخيه عبد الله بن
سعد بن إبراهيم الزهري مكبرا. والأمثلة على ذلك كثيرة)
2) - الإحالة على الكتب والأبواب في الجامع الصحيح:
بعد التعريف بالعلم وتعيينه بشتى العناصر المميزة له عن غيره من اسم
وكنية أو نسب وما إلى ذلك.
(2 - 1) - يربط بين كتاب التعديل والتجريح، والجامع الصحيح
بالإحالة على كتبه وأبوابه ليدل على رواية المترجم له بأساليب متنوعة توحي بالقلة
أو الكثرة، فهو لا يستوعب جميع الأبواب التي روي فيها للمترجم له، ولا تلاميذه
199

ولا شيوخه، بل يورد مجموعة من ذلك مضيفا للباب أو الأبواب: وغير موضع.
وللتلاميذ والشيوخ: وغيرهم.
فإذا كان له حديث واحد نبه عليه قائلا: (وليس له في الكتاب
غيره). وان لم يكن له فيه اي حديث قال: ولم أر له في الكتاب
ذكرا. وما أشبه ذلك، وعندما تكثر رواية المترجم له في الجامع يقتصر على
موضع واحد ذاكرا أكثر ما يمكن من تلاميذه وشيوخه، غير أننا لا نبثت
التزامه بهذه الطريقة بصفة قطعية، وانما نحاول استنتاجها، ومن قبيل التمثيل لذلك:
(أخرج البخاري في تفسير سورة الأعراف... ولم أر له في الكتاب
غيره) أو في: (الوصايا)، أو (في بدء الوحي وغير موضع)، أو
(في الصلاة، والجمعة، والحج، والبيوع، والزكاة، وغير موضع). وكل من
الأمثلة السالفة الذكر له مغزي خاص.
فالأول يحدد إن له حديثا واحدا في الجامع الصحيح، وسكت عن الثاني
لاحتمال إن يكون له حديث أخر، وذكر للثالث موضعا واحدا، وعقب عليه
بعبارة: (وفي غير موضع) لكثرتها. وعددها في المثال الرابع مع التعقيب مرة
أخرى لكونه أقل رواية في الجامع من الذي قبله.
(2 - 2) - ويبلغ في التحديد ليهدي الباحث إلى موطن بغيته في
الجامع الصحيح بسرعة رغم ضخامته - وهو مخطوط آنئذ - بدقة ومهارة،
فيقول:
200

(أخرى البخاري في (أول الأدب)، و (أول الاكراه)، و (أول
الأشربة)، و (أول البيوع)، و (أول التفسير)، و (أول التوحيد)،
و (أول الجهاد)، و (أول الحج)، و (أول الديات) و (أول
الرقاق)، و (أول الزكاة)، و (أول الطب)، و (أول كتاب
التقصير)، و (أول كتاب التوحيد)، و (أول كتاب التيمم)، و (أول
كتاب الجزية)، و (أول كتاب العلم)، و (أول صلاة الخوف)
و (بالقرب من آخر التفسير)، و (بالقرب من آخر كتاب الزكاة)،
و (بقرب آخر الصلاة)، و (وفي تفسير سورة البقرة في آخرها)، و (آخر
الاعتصام)، و (آخر الاستئذان)، و (آخر البيوع)، و (آخر
التفسير)، و (آخر الجهاد)، و (آخر الحج)، و (آخر
الذبائح)، و (آخر الرقاق)، و (أخر كتاب الحج)، (أخر كتاب
الطب)، و (أخر كتاب المغازي)، و (أخر كتاب الصلاة)،
201

و (آخر كتاب الوضوء، و (أخر اللباس)، و (أخر المغازي)،
و (آخر الصلاة)، و (آخر غزوة خيبر)، و (أخر حديث في
الجامع)
(2 - 3) - وإذا قلت أحاديث الراوي في الجامع الصحيح وكان له في
حديث واحد أو اثنين على ذلك بأساليب مختلفة قائلا:
أخرج البخاري... (حديثا) أو (حديثا واحدا) أو (حديث
واحد) (لم أر له غيره). (لم أجد في الكتاب غير الحديث). (لم أر
لإبراهيم في الجامع غير هذا)، (لم أر له في الكتاب غير حديث واحد)
(لم أر في الكتاب غير هذا الحديث. (لم أر في الكتاب غيره) (لم
يخرج عنه غير هذا الحديث، (لم يخرج عنه غيره) (لم يذكر في
الكتاب في غير هذين الموضعين)، (له حديث واحد)، (ليس له في
الكتاب غيره)، (ليس له في الكتاب ذكر غيره)، (ليس في الكتاب
202

غيره، (وليس له في جزاء الصيد ولا في شئ من الكتاب شئ غير هذا
الحديث)، (ولا أعرف له في كتاب حديثا غيره)،) ولا أرى له في
الكتاب غيره)، (لا نعلم له في الكتاب ذاكرا غيره).
(2 - 4) - وقد يذكر للراوي طريقين (مفردا ومقرونا بغيره) أو
يقتصر على قوله مقرونا بإسناد آخر في الاستئناس مرة أو مرتين، أو شبه
مقرون حسب حال الراوي، ويوثق ما أورده في بعضها قائلا: (لم يذكره
الكلاباذي إلا في جملة من أضيف إلى غيره في الاخراج عنه).
(2 - 5) - كثيرا ما يدرج حديثا أو حديثين أو أكثر في بعض
التراجم، مثل قوله صلى الله عليه وآله: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك
المسلم)
وحديث: (من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)
وحديث: (من اصطبح بسبع ثمرات عجوة)، وحديث: (مر النبي صلى الله عليه وسلم
بعنز ميتة فقال: ما على أهلها لو انتفعوا بإهابها)، وحديث: (ليس من البر
الصيام في السفر)
203

وهذه الأحاديث السالفة أذكر ثابتة في الجامع الصحيح للبخاري، لكنه لا
يقتصر عليه بل يستشهد بأحاديث أخرى من التاريخ الصغير، والكبير للبخاري،
وتاريخ ابن أبي خيثمة، وغيرها. كما لا يكتفي بالأحاديث الصحيحة، بل يورد
الضعيفة كذلك. - دون غفلة منه - للتحليل والمناقشة والتعديل والتجريح، ولا
سيما إذا لم يكن الراوي من رجال البخاري، وانما يذكر للتمييز بينه وبين رواة
الجامع الصحيح
(2 - 6) - وينص - في غير الغلب - على درجة الحديث قائلا:
(مسندا) أو (حديثا موقوفا)، ويضيف أحيانا وهو في الأصل
مسند، أو مرفوع، (وتابعه أبو نعيم)، و (أرسله وكيع)
وقد يوثق ذلك معتمدا على كلام غيره كالمثال التالي:
(وقال أبو الحسن الدارقطني، ويحيى بن معين، وغيرهما من الحفاظ: هو
مرسل)
3) - سلسلة السند:
يقتصر في الغلب على إدراج العلم في وسط سلسلة ثلاثية فيقول مثلا:
(أخرج البخاري في بدء الوحي وغير موضع عن أبي نعيم)، وأبي
الوليد الطيالسي والحميدي، وعلي بن المديني، وعبيد الله بن
204

موسى عنه عن الزهري، وزياد بن علاقة، ويحيى بن سعيد،
وعمرو بن دينار، وهشام بن عروة، والأعمش ومنصور بن
صفية، فسفيان بن عيينة المعرف به في هذا الأنموذج والمشار إليه ب‍
(عنه) هو الواسطة بين طائفة من تلاميذه قبله، ومجموعة من شيوخه بعده
وبذلك تصبح الترجمة شاهدة لكثير من مثيلاتها، ورواية كل منهم عن
غيره، والحواش السالفة تبرهن بايضاح، على الربط الوثيق بين صاحب الترجمة
وباقي الرواة. ومن اطرف الأسانيد إن تكون السلسة من أسرة واحدة كقوله:
(أخرج البخاري في الصلاة عن ابنه علي بن يحيى عنه عن عمه رفاعة بن
رافع)
وقد يخالف ما رسمه في السلسلة الثلاثية ولا يكتفي بها،
بل يذكر الرواة
متتابعين إلى نهاية السند كقوله: (عن الثوري وهشيم، عنه عن أبي مجلز عن قيس
ابن عباد عن أبي ذر حديث: هذان خصمان اختصموا في ربهم)
ومن عادة مؤلفي كتب التراجم والطبقات إن ينهجوا طريقة تقليدية، وذلك
بان يسردوا الشيوخ الذين روى عنهم المترجم له، معقبين عليها بأسماء الآخذين
عنه، غير إن أبا الوليد الباجي أخذ هذه الصورة وأفرغها في قالب يظهر عليه طابع
التجديد، ويتسم بالواقعية والابداع، ويفي بالمقصود، يبتدئ بداية طبيعية من
أسفل السند إلى أعلاه بتلميذ أو تلاميذ العلم، عنه عن شيخه أو
شيوخه، كما هي مرتبة في أسانيد الجامع الصحيح للبخاري المترجم لرجاله،
وغيره من أمهات كتب الحديث، ويجري بها العمل في حلقات تدريسه في مختلف
205

العصور قديما وحديثا إلى يومنا هذا، وهي طريقة ابتكرها الباجي لنفسه، ولم أعثر
على من يشاركه فيها قبله أو بعده فيما اعلم، ويظهر ذلك جليا في الأمثلة السابقة.
4) - نقد الرواة:
فبعد تعريف الراوي باسمه وصفته، والإشارة إلى الباب أو الأبواب التي
أخرج له فيها البخاري، وإدراجه في وسط سلسلة ثلاثية من السند تأكيدا لتعيينه
يعدله أو يجرحه حسب حاله، وهذه نماذج تبين صنيعه في ذلك بايجاز.
قال في ترجمة يحيى بن سعيد القطان:
(أحد الأئمة المشهورين بالحفظ والاتقان والمعرفة بالصحيح من السقيم
والجرح والتعديل)
وفي ترجمة: أحمد ابن أبي مصعب الزهري: (هو ثقة لا نعلم أحدا ذكره
الا بخير). وقد يوثق الراوي باقتباس نص من مصادره يشتمل على سند أحيانا
كما ورد في ترجمة: عبد بن منصور
. (قال أبو عبد الله: أخرج عنه البخاري، وقد غمزه يحيى بن سعيد ويحيى
ابن معين). وفي ترجمة إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي، قال النسائي:
(هو ضعيف ليس بثقة) وقال في موضع آخر: (سئل النسائي عن حماد بن
سلمة فقال: لا باس به). وفي ترجمة أيوب ابن أبي تميمة (قال النسائي: هو
ثقة ثبت)
206

(وقال أبو بكر: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى القطان إذا سمع
الحديث عن هشام الدستوائي لا يبالي الا يسمعه من غيره)
(وقال عبد الرحمن: حدثنا أبو بكر ابن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: أبو كدينة ثقة)
وفي توثيق محمد بن سعيد أبي جعفر: (قال أبو أحمد بن عدي: هو
ثقة) وفي تعديل محمد بن عقبة أبي عبد الله الشيباني (قال أبو أحمد بن
عدي: هو من الثقات)
وقال أبو حاتم: ما أنقي حديث وهيب بن خالد، لا تكاد تجده يحدث
عن الضعفاء وهو الرابع من حفاظ البصرة، وهو ثقة، يقال: إنه لم يكن بعد شعبة
اعلم بالرجال منه). ويوثق الباجي الراوي من جهة، ويضعفه من جهة أخرى
مثل ما ورد في نقد النعمان بن راشد.
قال أبو بكر: سمعت ابن معين يقول: النعمان بن راشد ثقة.
وقال عبد الرحمن: قرئ على العباس بن محمد الدوري، سمعت يحيى بن
معين يقول: ابن راشد ضعيف
فابن معين نقل عنه رأيان متباينان من طريقين مختلفين، والى هذا المعنى
بشير أبو الوليد الباجي بقوله: (إن فتوى المفتي في المسائل وكلامه عليها وشرحه
لها، إنما هو بحسب ما يوفقه الله تعالى إليه، ويعينه عليه، وقد يرى الصواب في قول
من الأقوال في وقت ويراه خطا في وقت أخر، ولذلك يختلف قول العالم الواحد في
المسألة الواحدة، فلا يعتقد الناظر في كتابي ان ما أوردته من الشرح والتأويل
207

والقياس، والتنظير طريقة القطع عندي حتى أعيب من خالفها وأذم من رأي
غيره، وانما هو مبلغ اجتهادي)
وقد يؤكد التوثيق المقتبس قائلا: هو امام ثقة والصواب ما قال أبو
جعفر العقيلي، فان أحمد بن صالح من أئمة المسلمين الحفاظ المتقنين لا يؤثر فيه
تجريح، تلك طريقته في التوثيق والتضعيف حسب أحوال الرواة.
5) - نصوص للاستشهاد:
يقتبس الباجي نصوصا كشواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي
الشريف، وأقوال العلماء، ويوظفها توظيفا حسنا دون تغيير، وقد يتصرف فيها
بزيادة يقتضيها السياق - ليستقيم الكلام أو ليتضح - أو ينقص
كلمة أو عبارة أو يضعها مكان أخرى - إذا لم يكن اختلاف بين النسختين
المقتبس منها والتي رجعنا إليها - أو يستخلص فكرة فيؤديها بالمعني حسب
طبيعة الموضوع، وملتزم بالأمانة العلمية. فمتى اقتبس نصا أو فكرة مستخلصة
من نص نبه عليها وأحال على مصادره المختلفة، مجتزءا بأسماء مؤلفيها، غير مصرح
بتلك المؤلفات الا نادرا لكونه صنف هذا الكتاب لذوي الاختصاص يدلك بيسر
على موطن الإحالة التي هو بصددها دون عنب رغم عدم توفر الطباعة في عصره
فإذا عبر بقوله: قال عبد الرحمن، أو الرازي، أو ابن أبي حاتم، أحالك في
الغالب على كتابة: (الجرح والتعديل) الذي لا تكاد تخلو صفحة أو ترجمة من
هذا الكتاب من اقتباس نص أو نصوص للاستشهاد على تعديل أو تجريح
الراوي.
208

وان قال: ضعفه النسائي، كان المراد كتابة: (الضعفاء والمتروكين). وان
نسب نصا إلى ابن عدي، قصد: أسامي من روى عنهم البخاري) في الغالب،
وبقوله: أبو نصر الكلاباذي، يريد: كتابة (الهداية والارشاد إلى معرفة أهل الثقة
والسداد). إلى غير ذلك من المصادر الشاهدة لما يرمي إليه من توثيق المصادر
والرواة على السواء، وقد جمع في ايراد النصوص بين الاسناد والتجريد، أنه يسند
المصدر برمته في مقدمة الكتاب كما مر، يجرد النصوص في ثناياه، ناسبا كلا منها
إلى مؤلفه، فهو لا يثقله بالأسانيد اقتداء بمن كان قبله، ولا يدعها نهائيا مثل من
جاء بعده، وهي طريقة مبتكرة للتخفيف في التأليف دون افراط أو تفريط، كحلقة
ثالثة بين حلقتي الخلف والسلف (وخير الأمور أوسطها)
6) - استطرادات متفرقة:
بعد التعريف بالعلم وتوثيقه، يستطرد أثناء عرضه للترجمة معلومات تاريخية
مهمة، وبعض الاخبار المتعلقة بتدوين الحديث، وعلم الجرح والتعديل، أو الخاصة
بالمترجم نفسه تثري الكتاب وتضفي عليه حلة قشيبة من الحيوية والمرونة
والاستئناس كرسالة عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن حزم في شان تدوين
الحديث النبوي الشريف ومن أمثلة ذلك:
قال أبو أحمد (سمعت عبدان يقول: قرأ بعض أصحاب الحديث يوما على
هشام بن عمار حديثا ليس من حديثه فقال: يا أصحاب الحديث، لا تفعلوا
فان كتبي قد نظر فيها يحيى بن معين وأبو عبيد القاسم بن سلام)
وهذه حيطة في غاية الدقة، يمتاز بها منهاج المحدثين في المحافظة على أصول
السنة النبوية خلفا عن سلف.
وقال أبو داود السجستاني: (لا أحدث عن أبي الأشعث، وقال عبدان:
فقلت له: لم؟ لأنه كان يعلم المجان)
209

وذكر القصة بطولها نقلا عن ابن عدي، ووثقه.
ولكن الاخبار التي يوردها أبو الوليد الا يدرجها الا بالمناسبة، مثل:
لقاء أحمد بن صالح بالامام أحمد بن حنبل، وقدوم أحمد بن عبد الله بن
يونس اليربوعي على حماد بن زيد
وفي ترجمة النعمان بن بشير: (هو أول مولود ولد من الأنصار بالمدينة بعد
قدوم النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي لبابة بنت الحارث بن حزن: (يقال: أنها أول امرأة أسلمت بعد
خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث) كما أورد
في ترجمة أبي حجيفة السوائي قوله: (قدم علينا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل بأخذ
الصدقة من اغنيائنا فيقسمها في فقرائنا، وكنت غلاما، وأعطاني منها
قولصا)
وقال في موضع آخر: خرج عروة إلى الوليد بن عبد الملك فسقط ابنه
من ظبي عن ظهر بيت فوقع تحت أرجل الدواب فقطعته)
وقال في ترجمة همام بن الحارث: (أصبح همام مترجلا، فقال بعض
القوم: إن جمة همام لتخبركم أنه لم يتوسدها الليلة). بمعنى أنه يتصف بقيام
الليل مصليا إلى غير ذلك من الاخبار التاريخية. والطرائف النادرة التي يستأنس بها
القارئ.
7) - مواليد الرواة:
من أبرز السمات التي اعتمدها المحدثون في التعريف بالأعلام، تحديد تاريخ
الولادة والوفاة ليتأكدوا من معاصرة الرواة فيما بينهم ولقياهم. وأخذ بعضهم عن
210

بعض، وادراك المولود سنة كذا، المتوفى سنة كذا، لتصح روايته عنه. والى هذا
المعنى يشير سفيان الثوري قائلا:
(لما استعمل الرواة الكذب، استعملنا لهم التاريخ)
وللتاريخ دور فعال في ضبط المواليد والوفيات، وابعد شبح الالتباس عن
الرواية وتعيين صاحبها بطريقة دقيقة لا تدع مجالا للغلط.
(ومن ثم لما أظهر بعض اليهود كتابا وادعى أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
باسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة الصحابة رضي الله عنهم، وذكروا إن
خط علي رضي الله عنه فيه، وحمل الكتاب في سنة سبع وأربعين وأربعمائة إلى رئيس
الرؤساء أبي القاسم علي وزير القائم، عرضه على الحافظ الحجة أبي بكر الخطيب،
فتأمله ثم قال: هذا مزور، فقيل له: من أين لك هذا؟ قال: فيه شهادة
معاوية، وهو إنما أسلم عام الفتح، وفتح خيبر كان في سنة سبع، وفيه شهادة سعد
ابن معاذ، وهو قد مات يوم بني قريظة قبل فتح خيبر بسنتين، فاستحسن ذلك
منه واعتمده وأمضاه، ولم يجز اليهود على ما في الكتاب لظهور تزويره)
ولهذا وذاك، حاول أبو الوليد الباجي جاهدا إن يذكر بعض مواليد المترجم
لهم بالتحديد أو بالتقريب حسب ما تيسر له.
(7 - 1) - الولادة بالتقريب:
فإذا لم تقع له الولادة بالتعيين قربها بذكر الاعمار. مقرونة بذكر الوفاة قائلا:
(له ثمان وخمسون سنة)، و (هو ابن خمس وسبعين سنة). (سنة
ثمانون سنة)، ابن اثنتين وثمانين. وهو ابن خمس وتسعين سنة.
211

(عاش مائة سنة). وهو ابن أربع ومائة سنة)، وغالبا ما يوثق
ذلك باقتباس من بعض المصادر، مثل قوله في ترجمة، أبي حجيفة: (قال بن
سعد: ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم يبلغ أبو جحيفة الحلم وتوفي أبو جحيفة
بالكوفة في ولاية بشر بن مروان)
(7 - 2) - ضبط تاريخ الولادة:
إذا وقع له تاريخ الولادة مضبوطا أورده كذلك نحو قوله: (ولد لسنتين بقيتا
من خلافة عمر بن الخطاب) و (ولد سنة عشر ومائة)، أو (ثمان عشرة
ومائة)، أو (أربع وستين ومائة)
وإذا لم يقع له تاريخ الولادة سكت عنه
8) - تاريخ وفاة الرواة:
ويعمل في الوفاة مثل عمله في الولادة، لكن قل ما يترك ذكر الوفاة
(8 - 1) - تقريب الوفاة بعهد وال من الولاة أو خليفة مثل قوله:
(توفي في ولاية الحجاج) و (خالد بن عبد الله) و (عبيد الله بن زياد)
و (يوسف بن عمر)، أو (في الخلافة عثمان) و (عبد الملك بن مروان)
و (أبي جعفر) و (المهدي) أو (في فتنة الوليد بن يزيد) أو (في أول
خلافة معاوية)، (أول خلافة أبي جعفر)، (وأول خلافة المهدي)
أو (في آخر خلافة معاوية) (وآخر خلافة هشام بن عبد الملك)
212

(8 - 2) - وإذا شك في تاريخ الوفاة قال: (مات سنة ست وثلاثين
ومائة أو نحوها)
ويعرض أحيانا الخلاف في سنة الوفاة أو السنة والشهر قائلا: (قال مكي
مات في أول يوم من صفر سنة ثمان وأربعين ومائة)
وقال عمرو بن علي: (مات سنة سبع وأربعين ومائة)
وقال البخاري: (حدثني فضل بن يعقوب قال: مات هاشم بن القاسم
سنة خمس ومائتين، قال غيره: مات ببغداد في شوال أو في ذي القعدة سنة سبع
ومائتين) أو يحدد سنة وفاته بوفاة غيره). قال الهيثم بن عدي: (توفي بالبصرة
قبل زياد بسنة، وتوفي زياد سنة ثلاث وخمسين)
(8 - 3) - وإذا تأكد من سنة الوفاة عينها مثل ما جاء في أكثر التراجم
(سنة ثلاث وتسعين)، و (خمس ومائة)، و (تسع عشرة ومائة)
و (إحدى عشرين ومائة)، و (ثلاث وثمانين ومائة)، و (خمس عشرة
ومائتين)، و (وأربع وعشرين ومائتين)
أو يجمع بين وفاة أربعة أشخاص ونحو ذلك دفعة واحدة: (قال البخاري:
حدثني محمد بن محبوب قال: سمعنا حماد بن زيد قال: مات قتادة، وقيس بن
سعد وعبد الله بن أبي مليكة ونافع سنة سبع عشرة ومائة)
213

أو يجمع بين تاريخ الوفاة وذكر الوالي أو الخليفة الذي مات في عهده
كقوله: (توفي سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية) و (سنة ثمان وستين زمن
المختار)
وقد يحدد تاريخ الوفاة باليوم والشهر كقوله: (ماتت ليلة الثلاثاء لسبع
عشرة خلت لشهر رمضان سنة ثمان وخمسين بعد الوتر). وفي (يوم الجمعة
لاثنتي عشرة خلت من ربيع الاخر سنة إحدى وأربعين ومائتين)
وربما أسقط المائة والمائتين واكتفى بما زاد عليهما مثل ما ورد في ترجمة معمر
ابن راشد. قال أبو بكر: (سمعت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يقولان: مات
معمر سنة أربع وخمسين). يعني: ومائة، غير أنه أسقط المائة تبعا لابن أبي
خيثمة في النص المقتبس عنه محافظة على الأمانة العلمية، ولشهرة تاريخ وفاة
معمر عند ذوي الاختصاص الذين الف لهم هذا الكتاب
وقال ما يغفل التوثيق في جميع ما ذكر.
(8 - 4) - كما يذكر بعض بلدان الوفاة قائلا: (توفي بالبصرة)
و (ببغداد)، و (الربذة)، و (الكوفة) و (مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم)
و (فلسطين) و (السراة) و (الشام)
214

ويذكر بعض أماكن الدفن كقوله: دفن.
(بباب حرب)، أو (البقيع)، و (مقابر الخيزران)، و (قبره
ببيت المقدس)
وينبه أحيانا على من صلى على جنازته كقوله: (صلى عليه محمد بن
يحيى)، و (مروان بن الحكم)، أو (سعيد ابن أبي عروبة) و (صاحب
الشرطة)
9) - نقد المصادر:
لم يخصص أبو الوليد بابا أو فصلا لنقد مصادره، ولم يشر إلى ذلك في
المقدمة، ولكنه لم يهمله بالمرة، بل هو موزع هنا وهناك، إذ يشتمل الكتاب على
نقد الرواة تعديلا وتجريحا كما مر، ونقد المصادر أو مؤلفيها عند ما يشتبه امر راو على
أحدهم، وقل ما يدع مؤلفا اقتبس من كتبه من غير مناقشة، وإبراز لبعض
الأخطاء والأوهام حسب اجتهاده بغض النظر عن مكانة ذلك المؤلف في ميدان
الجرح والتعديل، فيعرض الآراء بقوة في البحث، موافقا ومعارضا، ومستنتجا
ومرجحا ومحققا.
وهذه بعض النماذج تبين ألوانا من طريقته في ذلك.
(9 - 1) - بعدما تحدث عن ملاءمة ترجم البخاري للأحاديث التي
تندرج تحتها واعتذر عن عدم التناسب الحاصل في بعض المواطن أحيانا، أنتقد
الأندلسيين من أهل بلده، ولم يعرج مرة أخرى على تكرار ذلك وشبهه أثناء
215

الكتاب - بما نصه: (وانما أوردت هذا لما عني به أهل بلدنا من طلب معنى
يجمع بين الترجمة والحديث الذي يليها، وتكلفهم في تعسف التأويل ما لا
يسوغ)
(9 - 2) - وافق البخاري في اعتراضه على غير معين في ترجمة شداد بن
أوس قائلا: (قال بعضهم: شهد بدرا ولم يصح)
وفي ترجمة يحيى بن سعيد بن قيس: (قال بعضهم: ابن فهد ولا
يصح)
(9 - 3) - تبع أبا حاتم في اعتراضه على البخاري بالعبارة التالية:
(أنكر على البخاري ادخال اسمه في كتاب الضعفاء وقال: يحول من
هناك)
(9 - 4) - وهو مسلما في ترجمة: بيان بن عمرو (كناه البخاري أبا
محمد)، و (كناه مسلم في كتاب الأسماء والكنى: أبا عمرو في باب العين
- وأبو محمد - في باب: الميم - ووهم في أبي عمرو، والصواب أبو
محمد)
(9 - 5) - غلط ابن عدي في غير ما موضع، ومن ذلك حديثه عن
أحمد بن عبد الله بن منجوف المنجوفي وقال ابن عدي: (أحمد بن عبد الله بن
216

علي بن سويد بن ميمون الميموني)، والصواب ما تقدم اي: ابن
منجوف المنجوفي لا ابن ميمون الميموني.
(9 - 6) - وقال معترضا على الدارقطني: (ذكر أبو الحسن
الدارقطني إن البخاري أنفرد بالاخراج عن البراء بن مالك، ولم أر له في الكتاب
ذكرا). وقال في موضع آخر: (وذكر الشيخ أبو الحسن إن مسلما أنفرد
بالاخراج عن الرميصاء أم سليم... ثم قال في باب كنى النساء أنهما اتفقا على
الاخراج عن أم سليم)
(9 - 7) - ومما واخذ به أبو الوليد الباجي أبا نصر الكلاباذي قوله:
(روى عنه محمد بن سيرين وأهل البصرة هذا الذي ذكره أبو نصر ولم أجد
له في الكتاب ذكرا، ولم يذكره أبو الحسن فيمن أخرج عنه البخاري، ولا فيمن
أخرج عنه مسلم.)
ورد عليه في موضع آخر قائلا:
(ذهب أبو نصر الكلاباذي إلى إن الحارث بن شبيل والحارث بن شبل
واحد، وان الخلاف وقع في اسم أبيه، والصواب أنهما رجلان). والرأي رأي
الباجي يؤيده ما استدل به ابن حجر قائلا:
(فرق جماعة بين الحارث بن شبيل وبنى الحارث بن شبل منهم أبو حاتم،
وابن معين، ويعقوب بن سفيان، والبخاري، وابن حبان في الثقات، ولكن المصنف
تبع الكلاباذي. وقد رد ذلك أبو الوليد الباجي على الكلاباذي في رجال البخاري
217

وقال: (الحارث بن شبل بصري ضعيف، والحارث بن شبيل: كوفي
ثقة) وما اعترض به على أبي نصر قوله: (وجدت عند الكلاباذي
السبيعي، وانما وجدته يروي عنه أبو إسحاق الشيباني وهو حديث عباد
الرواجني، عن العوام عن الشيباني عنه)
وفعلا، فان ما قاله الباجي عن خطا الكلاباذي صحيح، كما يصح ما قاله
عن الجامع الصحيح، غير إن الباجي ساير الكلاباذي في البداية، ثم اعترض عليه،
وهذا ما نتوخاه من منهجية البحث.
(9 - 8) - ومما وهم به الحاكم النيسابوري قوله: (ذكره فيمن اتفقا على
الاخراج عنه وهو وهم، فلا اعلم أنه أخرج عنه مسلم)
(9 - 9) - واعترض على شيخه أبي ذر قائلا: (وقال أبو ذر: يشبه
إن يكون إسحاق بن إبراهيم الكوسج الواسطي، والصواب عندي أنه غيره)
(9 - 10) - يخطئ ناسخ تسمية من أخرجهم الامامان بقوله: (محمد
ابن عقبة بن ميمون، ولا أصل له في الكتاب، ولعلة تصحف للناسخ من محمد بن
عبيد بن ميمون)
وربما وقع التصحيف في نسخة الباجي، اما التي بين أيدينا الان ففيها:
(محمد بن عبيد بن ميمون) بدل: (محمد بن عقبة بن ميمون) وهو
الصواب كما قال أبو الوليد.
218

المآخذ على المؤلف
لكتاب التعديل والتجريح قيمة علمية جليلة تدل على فطنة أبى الوليد
وبراعته وخبرته بعلم الحديث سندا ومتنا بصفة عامة، والتعديل والتجريح بصفة
خاصة. بينا معظمها في مواطن مختلفة، ويجدر بنا أن لا نغفل بعض المأخذ التي
تظهر في الكتاب من حين لاخر، لتتكامل الدراسة، ولنعطيه ما له، ونبرز ما عليه،
وإن كانت هذه الأوهام قليلة لا تكاد تظهر إلا نادرا، ولا تنقص من قيمة الكتاب.
قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات).
وذلك إن أبا الوليد بشر، والبشر يصيب ويخطئ، والحقيقة أنه بذل مجهودا
مشكورا، ولولا إن طبيعة البحث تقتضي اظهار المحاسن والمساوئ على السواء، لما
تعرضنا لذكرها، مع أنها لا تحط من قيمة المؤلف وكتابة، ومن ذلك على سبيل
التمثيل لا الحصر:
(10 - 1) - لم يسر على نسق واحد في عرض مصادره، فمنها ما أورده
مع اسم مؤلفه، أو المؤلف وحده، في المقدمة، ومنها ما اكتفى بالإشارة لهما معا
في غيرها، وذكر بعض المؤلفين في المقدمة، ومؤلفاتهم في مواضع أخرى، واقتصر
على أسماء آخرين دون تصانيفهم أثناء الكتاب، ومنها ما كان رواية شفوية وسكت
عن جملة يسيرة.
(10 - 2) - خالف الترتيب المنهجي الذي تقتضيه طبيعة البحث
للحرف الواحد بطريقة هرمية، يبتدئ بالأبواب الكثيرة العدد، ويتدرج إلى أقلها
دون اعتبار ثواني الحروف، كما خالف ترتيب الأسماء وأسماء الآباء - وثواني
219

حروفها - والأجداد. حيث يعرض اعلام رجال البخاري في الجامع الصحيح،
مبتدئا حرف الألف ب‍ (أحمد) وحرف الميم ب‍ (محمد) وأوائل الأبواب بالصحابة
تبركا - وكان من قبله يبتدؤون بمحمد، والمنهجية تقتضي إن يبتدأ بآدم
وهي طريقة اتبعها في التعديل والتجريح من أوله إلى أخره.
(10 - 3) - أورد الحسن بن الوليد في باب الحسن مكبرا، بينما
ذكره البخاري في الجامع الصحيح مصغرا
(10 - 4) - قال في ترجمة الربيع بن نافع: (لم أر له في الجامع غير
هذا الحديث الموقوف) بيد إن له حديثا أخر في المزارعة
(10 - 5) - وهم الكلاباذي في الرواية عن النعمان بن بشير قائلا:
(وانما هو النعمان بن مقرن المدني)
لكنه هو الاخر ترجم في حرف النون للأول، وسكت عن ابن مقرن
الذي وهم الكلابادي في شانه.
(10 - 6) - وهم ابن البيع في ترجمة: حكيم بن عبد الله القرشي
بقوله: (ذكره أبو عبد الله فيمن اتفقا على الاخراج عنه، ولم أجد له في كتاب
البخاري ذكرا، وانما أخرج عنه مسلم). ووهم فيه المؤلف، لان ابن البيع إنما
ذكره فيمن أخرج عنه. لم وحده
220

(10 - 7) - خطأ ابن البيع بما نصه: (ذكر أبو عبد الله: إبراهيم بن
سويد المدني فيمن اتفقا على الاخراج عنه، وأراه وهما، وانما هو النخفي، وقد ذكر
النخعي بعد ذلك فيمن أنفرد مسلم به، فظن في مواضع أنه المدني). لم
يذكر أبو عبد الله: إبراهيم بن سويد فيمن اتفقا عليه البخاري ومسلم، وانما ذكر
المدني في من أنفرد البخاري بالاخراج عنه، في من أنفرد به
مسلم. ولعلها زيادة في النسخة التي اعتمدها الباجي، إذا لم يقصد كتابا أخر
غير هذا.
(10 - 8) - أثبت رواية الحسين بن إبراهيم بن اشكاب في ترجمة ابنه
فقال: (عنه عن أبيه). نفاها عنه في موضع آخر قائلا: (ولم أجد
للحسين بن إبراهيم في الكتاب ذكرا) والصواب القول الأول. وهو إن له رواية
في الجامع الصحيح مقرونا بسريج بن النعمان. وترجم له الكلاباذي
والكرماني، والعيني، وابن حجر العسقلاني. ولعله سها في ذلك
والكمال لله.
(10 - 9) - ترجم لنبهان مولى التوامه في حرف النون ولابنه صالح
ابن نبهان في حرف الصاد. وقال في كل منهما: (أخرج البخاري في الصيد
عن أبي النضر عنه - وقال في نبهان - عن أبي قتادة - وفي ابنه صالح - مقرونا
221

بنافع هو نبهان كما في الجامع الصحيح للبخاري. الهداية والارشاد
للكلاباذي، يستخلص من هذا أنه لا موضوع لترجمة صالح، لان البخاري لم يرو
عنه في الجامع بتاتا، لا في الصيد، ولا في غيره والله أعلم.
(10 - 10) - ومما يؤخذ عليه: أنه جعل من محمد بن يزيد الكوفي
البزاز الرفاعي ومحمد بن يزيد الكوفي البزاز الحزامي رجلا واحدا، واضطرب فيهما
أيما اضطراب، وخطا ابن أبي حاتم والكلاباذي أشكل امره عليه)
والصواب: أنهما رجلان، ولم يشكل امر الحزامي الذي أخرج عنه
البخاري في الجامع، على الكلاباذي، حققنا ذلك في موضعه.
(10 - 11) - تغليطه ابن عدي في ترجمة: بشر بن حكيم التنيسي
خطأ، حيث قال: (وقد ذكره أبو أحمد بن عدي في جملة شيوخ البخاري الذين
أخرج عنهم في الصحيح وغلط في ذكره). لأنه مات لسنة
(205 ه‍)، والواقع إن ابن عدي لم يخطئ في ذلك، وانما أورده في أمثال شيوخ
بشر بن الحكم حيث قال: (وبشر بن الحكم يحدث عن المبارك بن سحيل،
وعبد الوارث، وأمثالهما بشر بن بكر التنيسي)
ولما لم يستوعب الباجي كلام ابن عدي - الذي قدم عبارة - (أمثالهما)
على التنيسي وكان اسمه بشرا، وورد في حرف الباء مجاورا لبشر، التبس عليه الامر
واعتبر التنيسي ترجمة مستقلة فغلطه عفا الله عنه.
222

(10 - 12) - وقال في وضع أخر: (أخرج أبو أحمد بن عدي في
شيوخ البخاري ممن روى عنه في صحيحه (حسان بن حسان) و (حسان
ابن أبي عباد، فجعلهما رجلين، وانما هو رجل واحد. فمرة ينشبه إلى اسم
أبيه، ومرة ينسبه إلى كنيته
قال البخاري: (حسان بن حسان هو حسان ابن أبي عباد، وكلام
ابن عدي متفق مع ما قاله البخاري، غير أنه لم يدرج لفظة (هو) بين الاسمين كما
فعل البخاري، فاشتبه على الباجي، وظن أنه جعل من الرجل رجلين وخطأه، وقد
نهج ابن عدي هذا النهج مرارا، والعبرة بما قاله في آخر كتابة. (فجميع شيوخه
الذين في جامعه: مائتان وتسعة وثمانون شيخا رحم الله جميعهم)
ولو جعلنا من حسان رجلين، وإسحاق بن إبراهيم بن يزيد رجلين، لتجاوزنا
العدد المذكور، ولو أمعن الباجي النظر في طريقة ابن عدي، لما تسرع في حكمه
بالنسبة لحسان. ولما ترجم لإسحاق مرتين.
223

شخصية الباجي من خلال كتاب التعديل والتجريح
كان الغرب الاسلامي منذ افتتاح الأندلس متطلعا لمبتكرات الشرق، يتلقفها
قبل انتشارها بين المشارقة أنفسهم آنئذ، وانقسام الأندلس في مطلع القرن الخامس
إلى دويلات، وتنافس ملوك الطوائف فيما بينهم من جهة، وفما بينهم وبين ملوك
النصارى من الإسبان من جهة ثانية، لم يحط من الازدهار الثقافي، بل دفع به إلى
التطور والتبلور، وكان الباجي في طليعة المستوعبين لثقافة عصره، وما سبقة من
العصور، ولم تؤثر عليه الفتن السياسية والاجتماعية التي نشأ في محيطها، وعايشها
حتى مات رحمه الله.
والمادة التي تناولها في التعديل والتجريح موضوعية ومركزة، عالجها بطريقة لا
تشعر بالملل، تدلنا على إن الرجل خبر معارف زمانه، مطلع على ما كتب في رجال
البخاري، شيوخا ورواة، كان يختار نخبة الكتب المهمة بانتقاء، ويتفاعل معها،
ويناقش مؤلفيها، كابن أبي حاتم، وابن عدي، والدار قطني والكلاباذي، وابن البيع،
يوهم الرجل تارة، ويزكيه أخرى بلطف وبراعة واقتدار، يحسن التصرف، ويدقق
النظر، ويبرز النتائج المتوخاة بصبر وأناة، يتدخل بالشرح أحيانا، ويناقش الآراء
ويرد عليها أحيانا أخرى، يرفض ويرجح رأيا، ويدلل على صحته، اذن، كانت له
شخصيته الخاصة والتي برزت في ثنايا كتابة.
قيمة الكتاب:
لكتاب التعديل والتجريح قيمة عليمة تدعو إلى الاعجاب والتقدير، فبنظرة
خاطفة يبدو لأول وهلة أنه كتاب عادي يمكن إن نستغني عنه بمؤلفات التراجم
المتنوعة في رجال سند الحديث التي سبقته والتي تلته، كطبقات ابن سعد،
ومؤلفات يحيى ابن معين، وعلي ين المديني، وتواريخ: خليفة بن خياط،
والبخاري، وابن أبي خيثمة، وأبي زرعة الدمشقي، والنسائي، والنسائي، وابن عقدة، والدولابي،
وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن عدي، والدارقطني، وابن البيع، والخطيب
224

البغدادي، والمزي والذهبي، وابن حجر العسقلاني، ولكن، بنظرة فاحصة
نستخلص منه قواعد جليلة حسنة في هذا المضمار
ابتداه بمقدمة فنية في علم الجرح والتعديل، وضمنه ألفا وخمسمائة وستة
وتسعين ترجمة، أصبح مستوعبا لمعظم أقوال السابقين قلبه، ومصدرا مؤثرا في
اللاحقين بعده، أخذ عصارة ثقافة علماء الحديث شرقا وغربا، وأعطى بسخاء لمن
جاء بعده من أئمة المحدثين في العالم الاسلامي ولم يكن اجترارا لما كتبه ابن
عدي، أو تكرارا لما الفه الكلاباذي، بل كان له طابعة الخاص، يتسم بالتحقيق
والتدقيق، وتبيين الأوهام وموطن الخلل عند العلماء في بعض الترجم المشتبهة،
فيزيل اللبس، ويبين ما يراه صوابا، ويظهر عليه اثر التجديد والابتكار في حذف
الأسانيد التفصيلية للنصوص في معظم أجزاء الكتاب التي تطيله دون اهمالها في
أوله جملة، مكتفيا بذكر بعض مصادره عن شيوخه إلى مؤلفيها قائلا:
(وأسانيد ما ذكرت، ولم يعدها الا نادرا مشيرا في مواضع قليلة إلى بعضها
بما نصه: (حدثنا محمد بن علي بن محمود الأندلسي وكان ثقة...). وغفل
بعضها واجتهد إن يستوعب جميع الرجال والنساء الذين روي عنهم في الجامع
الصحيح، وأسقط بعض الأسماء الذين ذكرهم ابن عدي، وأضاف غيرهم، ولم
ينقص مما أورده الكلاباذي، بل زاد عليه حوالي ستين ترجمة تبعا لابن عدي،
والدار قطني، وابن البيع، أو هما معا. أو من تعليقات البخاري. ملمحا أحيانا إلى
الأسماء المضافة بقوله: (ذكره)، أو (ذكرها) أبو عبد الله، أو (أبو
الحسن) أو (ابن عدي)، (ولم أر له في الكتاب ذكرا)، (ولم يذكره
الكلاباذي (ولم أر لمحمد بن سليم في الكتاب ذكرا على وجه الاخراج).
225

الباجي وابن عدي:
1) - ترك أعلاما ترجم لهم ابن عدي في شيوخ البخاري ومن هؤلاء:
(محمود بن آدم)، و (عبدة بن سليمان) والمروزيان.
أنفرد بهما ابن عدي، ولم يرو عنهما البخاري في الجامع الصحيح. و (عمرو
ابن محمد بن الحسن الواسطي الذي لم اقف على من ترجم له). و (يوسف
ابن عدي بن زريق واستدرك هذا الأخير المعلق على التعديل والتجريح في
الحاشية)
2) - اختلف الباجي مع ابن عدي في خمسة شيوخ: الأول في الاسم
تصغيرا وتكبيرا، والثاني في اسمه وكنيته، والثلاثة الباقية في أسماء آبائهم.
(2 - 1) - عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عون الزهري القرشي المدني.
ترجم ابن عدي: (لعبد الله) مكبرا، والباجي: لأخيه (عبيد
الله) مصغرا وهو الصواب.
(2 - 2) - اقتصر ابن عدي على الكنية في: (أبي بكر بن اصرم)
وعرفة الباجي باسمه وكنيته ونسبه (بور بن اصرم ابن بكر المروزي)
226

(2 - 3) - قال ابن عدي في الثلاثة الآتي ذكرهم: (أحمد بن عبد الله
ابن واقد المروزي)، (وعمرو بن ميمون بن موسى الضبعي من أهل البصرة
). و (هارون بن يحيى)
وقال الباجي: (أحمد بن مالك عبد الملك بن واقد أبو يحيى الحراني)
(وعمرو بن عيسى أبو عثمان البصري)، و (هارون بن الأشعث أبو عمران
الهمذاني البخاري) والصواب ما ذهب إليه الباجي وغيره ممن ترجم لهم
3) - أضاف الباجي على ابن عدي ما يزيد على أربعين شيخا منبها
على بعضهم بقوله: (لم يذكره ابن عدي). وسكت عن معظمهم.
227

الباجي والكلاباذي:
زاد أبو الوليد الباجي على أبي نصر الكلاباذي ما ينيف على خمسين ترجمة
فمنها ما تبع فيه ابن عدي، ومنها ما أنفرد به الدارقطني أو ابن
البيع أو هما معا.
228

ثم أضاف مجموعة أخرى لم يذكرها هؤلاء، غير إن البخاري ذكرها
تعليقا وهذا التحري الدقيق من أبي الوليد الباجي - رحمه الله - ضرب من
الزيادة في التعريف بالأعلام ليقرب الباحث من بغيته المنشودة بسهولة، حتى لا
يبقي حائرا في الكشف عن المعالم الأساسية المكونة لراو يضمه هذا الكتاب
(ولم يرخص لاحد إن يتصرف في كتابه بتغيير ما يزيادة أو نقص أو
تصويب الأخطاء، أو ضبط التواريخ مثل ما أشار إلى ذلك ابن النديم في فهرسته
قائلا: فان رأى ناظر في كتابنا شيئا منها الحقها بموضعها إن شاء الله
تعالى)
ولم ينه عنه مثل ما فعل المسعودي، بل ترك ذلك مطلقا كما هو شان
أغلب المؤلفين.
بيد إن القاضي عياض نبه على اذن أبي الوليد لابنه أبي القاسم أحمد بن
سليمان بن خلف الباجي في اصلاح كتبه في الأصول خاصة بما نصه: (واذن
له أبوه في اصلاح كتبه في الأصول فتتبعها)
غير إن أبا الفضل، لم ينص على المصدر الذي استقى منه هذا الخبر
فبجميع ما ذكر من الحذف والإضافة، والمقارنة والتحقيق، والتدقيق، وتبيين
الأخطاء والأوهام، وانتقاء الآراء الموائمة وترجيحها أو ابعادها وتعويضها بآراء
ملائمة.
229

امتاز كتاب (التعديل والتجريح) عن بقية الكتب المؤلفة في رجال
البخاري قبله، فلا يستغنى عنه بأحدها، أو جميعها. لأنه استنطقها وتأملها
واستخلص منها ما هو صالح، وتجنب السقيم بحيطة وعناية، وسلك منهج كبار
المحدثين الذين استفاد من خبرتهم وتجاربهم بفطنة وذكاء تضعه في مصاف كبار
أئمة الحديث. جزاهم الله جميعا عن الاسلام أحسن الجزاء.
منهج التحقيق:
عندما أردت الشروع في تحقيق هذا الكتاب بدأت بقراءة الأصل المخطوط
ونسخة مراعيا في ذلك النقط التالية:
1) - وضعت خطا مائلا خلال النص عند بداية كل ورقة من الأصل
المخطوط، وأشرت إلى رقمها في بداية السطر نفسه، ورمزت للوجه الأول بحرف (ا)
والوجه الثاني بحرف (ب).
فحين نجد في النص خطا مائلا: يعني أنه نهاية الوجه أو الورقة السابقة
وبداية الظهر أو الورقة اللاحقة.
2) - عنيت بتحقيق النص قدر المستطاع، ورجعت إلى ما تيسر لي في
خزانتي من المصادر المخطوطة والمطبوعة، لا سيما تلك التي أخذ عنها مؤلف
الكتاب في الغلب. وقارنت ما اقتبسه منها بأصولها
3) - لما كان كتاب (أسامي من روي عنهم البخاري لابن عدي يشتمل
على ترجم شيوخ البخاري)، وكتاب: (الهداية والارشاد للكلاباذي) يتعلق برواة
البخاري في الجامع الصحيح، قارنت مادة هذا الكتاب بمادتيهما بالإضافة إلى
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الذي لا تكاد تخلو صفحة من صفحه من
الاستشهاد بنصوصه.
4) - لن أتصرف في النص الأصلي باية زيادة أو تغيير غير ضروري، الا
ما كان مخالفا للقواعد النحوية المألوفة، فحاولت تقويم غير المستقيمة بما
230

يتلائم والسياق، من زيادة كلمة ساقطة أو تسوية التصحيف والتحريف، أو كلمة
زائدة أو مكررة من عمل الناسخ اضطررت إلى حذفها لأنها تخل بالمعنى، وأشرت
إلى ذلك في الحاشية.
(4 - 1) - ومن قبيل زيادة الكلمات الساقطة على سبيل التمثيل لا
الحصر: عندما يترجم المؤلف لأي علم يضعه وسط سلسلة ثلاثية بادئا من
أسفلها بتلاميذه متصاعدا إلى أعلاها، منتهيا بشيوخه، كقوله: (أخرج البخاري
في الغسل وغيره، عن شعبة والثوري، والي عوانة عنه عن أبيه)
وقد تحذف من أول السند كما في المثال التالي: (أخرج البخاري في الايمان
عنه عن عبد الواحد بن زياد) ف‍ (عنه) في المثال الأول تعنى: المترجم له،
إبراهيم بن محمد بن المنتشر، وفي الثاني: حرمي بن حفص، وعندما نفتقد لفظة
(عنه) وهي الحلقة الرابطة بين طرفي السند أكون مضطرا لزيادتها بين معقوفتين،
لان السياق يقتضي اثباتها، مشيرا إلى ذلك في الحاشية بعبارة: (ما بين المعقوفتين
ساقط من الأصل)
(4 - 2) - وقد أضيف لفظة دون الاعتماد على مصدر، لأنه من عادة
المؤلف اي يقول في اي ترجمة: أخرج البخاري، وحينما يقول: (أخرج) في
العمرة تكون هذه الجملة ناقصة وغير صحيحة لأنها تفتقد العمدة التي ترتكز
عليها وهي الفاعل المخرج، ولم يسبق ذكره في الترجمة نفسها حتى نقول: إن هذا
الفعل يتحمل ضميرا، وليس الفاعل مجهولا لدينا، لأننا بصدد من أخرج عنهم
البخاري، فيتعين إن يكون المحذوف هو (البخاري)
ولم تكن الزيادة افسادا للنص، بل اصلاحا له، وهو مراد المؤلف، وانما وقع
ذلك سهوا من الناسخ، وهناك أنواع متعددة من الكلمات الساقطة، تعتمد حينا
231

على تذوق النص كما مر، وأحيانا على مصادر المؤلف التي راجعناها ووضعنا
الكلمة الساقطة في مكانها مع التنبيه على ذلك في الهوامش.
(4 - 3) - ومن قبيل زيادة التي تحدث خللا في النص ما ورد في
الأصل المخطوط.
(حدثنا أبو بكر الأسدي، حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل)
فلفظة (حدثنا) الثانية، مقحمة بين الكنية والنسب من جهة، والاسم من جهة
ثانية فجعل ذلك من الرجل رجلين، وبمراجعتنا للجرح والتعديل لابن أبي حاتم
المقتبس منه هذا النص، ادركنا الصواب، وحذفنا المقحم مع ذكر ذلك في
الحاشية.
5) - وضعت أرقاما مسلسلة - ليست من وضع المؤلف - للاعلام
المترجم لهم من أول الكتاب إلى آخره، لتسهيل الرجوع إليها بيسر، والإحالة عليها
عند الاقتضاء، وأهملت التراجم المكررة من الترقيم مكتفيا بالرمي لها بالإشارة
وأحلت على موطن ذكرها فيما سبق مع تذييلها ببعض المصادر.
6) - حققت أسماء الاعلام الواردة في صلب الكتاب بما أراه صوابا،
وعرفت بمعظمها، وأحلت على بعض مصادر الترجمة
7) - اعتنيت بتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية معظم النصوص
المقتبسة التي يتضمنها الكتاب من أصولها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، جاعلا
كلا منها بين قوسين، مشيرا في الهوامش إلى مصادرها
(7 - 1) - اقتصرت في الآيات القرآنية على ذكر اسم السورة ورقم
الآية.
232

(7 - 2) - أحلت في تخريج الأحاديث النبوية على أمهات مصادر
الحديث المعتمدة.
(7 - 3) - وضعت النصوص المقتبسة من مختلف المؤلفات المتوفرة
لدي بين علامتي تنصيص.
(7 - 3 - 1) - إذا لم يتصرف فيها المؤلف أشرت في آخر النص إلى
الإحالة في الهامش على الكتاب المقتبس منه في الغالب.
(7 - 3 - 2) - الا إذا ختم النص بحديث آية قرآنية أو علم
يقتضي تخريجا ثانيا، فإنني أعلق عليه في أوله، فإذا زاد كلمة للايضاح وضعتها
بين عارضتين
أو نقص كلمة، ولا أدري أكان ذلك منه أو من الناسخ زدتها من المصدر
نفسه بين معقوفتين، ونبعت على ذلك في الحاشية
(7 - 3 - 3) - وإذا تصرف المؤلف في النص المقتبس اهملت
القوسين واكتفيت في نهاية العبارة بالإحالة على المصدر دون تحديد النص
المتصرف فيه
8) - ولما كانت النسخة التي اعتمدتها في التحقيق فريدة مشتملة على
كثير من الأخطاء بالزيادة والتكرار والنقص والتصحيف والتقديم والتأخير، وإبدال
كلمة مكان أخرى، ومخالفة القواعد النحوية وبها هوامش دقيقة لا تكاد تقرأ،
وتوقفت في المقابلة على نسخة ثانية فلم أظفر بها لعدم وجودها في اية مكتبة في
233

العالم حسب ما اعلم - التزمت بإضافة تلك الهوامش في أسفل الصفحات
واستعنت على تحقيق النص وتصويب المخطأ بالمصادر الأساسية.
9) - ولما كانت تلك الهوامش منها ما له صلة بالنص، ومنها ما ليس
كذلك، فما كانت له علاقة به ربطتها معه برقم، وما لم تثبت في نظري رمزت لها
بإشارة أو أكثر هكذا. في أسفل الصفحة قائلا: (من هامش
الأصل) في جميعها.
(10) - ذيلت مقدمة التحقيق بثلاث صور من المخطوطة، تمثل الأولى
صدر الكتاب، وتبرز الثانية نهاية السفر الأول وبداية الثاني، والثالثة هي الورقة
الأخيرة من الكتاب.
11) - ألحقت باخر الكتاب فهرست لأسماء الاعلام المجردة المترجم لهم
المثبتة بالورقة الثانية من الأوراق الثلاث المضافة لأول الكتاب.
12) وختمته باثني عشر فهرسة شاملا، تنتهي بفهرست فني كمفتاح
تيسيرا للفائدة، وفي فهرست الاعلام الواردة في صلب الكتاب خاصة حينما يكون
للعلم عدة صفحات أشير إلى موطن ترجمة بين قوسين ليقتصر عليها من شاء،
ويستوعب الباحث موطن ذكره.
هذا وقد تحريت جهدي إن يقرب هذا العمل المتواضع الكتاب من الكمال
كما أرد مؤلفه، راجيا إن يكشف تحقيقه ونشره ودراسته بجلاء عن عقلية أجدادنا في
القرن الخامس الهجري بالأندلس، والوقوف على طريقتهم في التفكير والتأليف والله
من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
234

مقدمة المؤلف
241

(1 - أ) / بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله ذي الأسماء الحسنى والصفات العلى، وصلى الله على نبيه محمد المصطفى
وعلى آله وسلم تسليما.
اما بعد:
فإنك سألتني إن أصنف لك كتابا اتي فيه بأسماء من روى عنهم محمد بن
إسماعيل البخاري في صحيحه من شيوخه ومن تقديمهم إلى الصحابة رضي الله عنهم.
وأثبت فيه ما صح عندي من كناهم وأسمائهم، وما ذكره العلماء من أحوالهم، ليكون
مدخلا للناظر في هذا العلم إلى معرفة أهل العلم والعدل من غيرهم وسببا إلى معرفة
كثير من الرواة والوقوف على طرف من أخبارهم
فأجبتك إلى ذلك لما رجوت فيه من جزيل الثواب، وتحريت الصواب جهدي،
واستنفدت في طلبه وسعي، والله اسال إن يوفقنا له وينفعنا به ويعين الناظر فيه على
حسن مقصده وجميل مذهبه برحمته
وانا إن شاء الله اتي بما شرطته في أسماء الرجال على حروف الهجاء بالتأليف
المعتاد في بلدنا وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
243

وأسانيد ما ذكرت فيه عن صحيح البخاري، فحدثنا به أبو ذر قراءة عليه
قال أخبرنا أبو محمد الحموي وأبو إسحاق المستملي، وأبو الهيثم
الكشميهني.
قالوا:
أنبأنا محمد بن يوسف الفربري، قال: أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري.
244

وما ذكرته فيه عن تاريخ البخاري فأخبرنا به أبو ذر قراءة عليه قال:
أنبأنا زاهر بن أحمد
أنبأنا أبو محمد زنجويه بن محمد أنبأنا البخاري.
وما أخرجته فيه عن مسلم فأخبرنا به أبو ذر، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله
الجوز في، أنبأنا مكي بن عبدان أنبأنا مسلم. وما أخرجته فيه عن
245

عبد الرحمن ابن أبي حاتم فاجازه لنا أبو ذر قال: اجازه لنا حمد
الأصبهاني، قال: إجازة لنا عبد الرحمن
وما أخرجته فيه عن الكلاباذي فأخبرناه أبو محمد بن الوليد قال:
أنباه على بن فهر عن أبي سعيد عمر بن محمد السجزي عن أبي نصر
الكلاباذي. وما كان فيه عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله البيع.
246

فأخبرنا به أبو بكر محمد بن علي المطوعي عنه.
وما كان فيه عن ابن عدي فأخبرنا به أبو بكر بن سختويه، وأبو عبد الله
محمد بن علي بن محمود جميعا، عن أبي العباس الرازي عن ابن عدي
وأخبرنا به أبو بكر بن سختويه قال: اجازه لنا ابن عدي
وما أخرجته فيه من تاريخ أبي حفص الفلاس فأخبرنا به أبو القاسم
الدبثائي عن أبي الحسن بن لؤلؤ.
247

عن أبي بكر بن شهريار، عن أبي حفص.
وما كان فيه من تاريخ ابن معين، فأخبرنا به أبو ذر عن أبي عبد الله
/ (1 - ب) / البيع، عن الأصم محمد بن يعقوب النيسابوري عن عباس بن
محمد عن يحيى بن معين
وما كان فيه من تاريخ أبي العباس الابار فأخبرنا به أبو بكر الخطيب أحمد بن
علي بن ثابت. عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل عن
248

دعلج عن أبي العباس.
وأخرجت فيه غير ذلك مما وقع إلى في مذاكرة أهل الحديث، وكتبته عنهم في جملة
المنثور من الحديث، وعلى وجه الانتقاء
وما سالت عنه الحفاظ وأهل العلم بهذا الشأن، كالشيخ أبي ذر عبد بن
أحمد الهروي الحافظ، وأبي عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبي بكر
الخطيب أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، وأبي النجيب عبد الغفار بن عبد
الواحد بن محمد الأرموي الحافظ وغيرهم.
وسأقدم بين يدي ذلك أبوابا ومقدمات تعلم بها منهج معرفة الجرح
والتعديل. فقد رأيت كثيرا ممن لا علم له بهذا الباب، يعتقد إن هذا من جهة
التقليد، وانه لا يدرك بالنظر والاجتهاد
واذكر بعد ذلك شيئا مما يتوصل به إلى معرفة الصحيح من السقيم، إذ هو
المقصود بعلم الجرح والتعديل.
واذكر بعد ذلك نبذه من نسب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
وتاريخ مولده ووفاته وحاله وحفظه وعلمه بالحديث، ووصف كتابة المذكور بما هو
عليه. ثم اتبع ذلك ما قدمنا ذكره من ذكر الرواة في كتابة المذكور، والله الموفق
للصواب.
249

باب معرفة الجرح والتعديل
أحوال المحدثين في الجرح والتعديل مما يدرك بالاجتهاد ويعلم بضرب من
النظر ووجه ذلك أن الانسان إذا جالس الرجل وتكررت محادثته له وإخباره إياه بمثل
ما يخبر ناس عن المعاني التي يخبر عنها تحقق صدقة وحكم بتصديقه فإن اتفق له
أن يخبر في يوم من الأيام أو وقت من الأوقات بخلاف ما يخبر الناس عن ذلك المعنى
أو بخلاف ما علم منه المخبر أعتقد فيه الوهم والغلط ولم يخرجه ذلك عنده عن رتبة الصدق
الذي ثبت من حاله وعهد من خبره وإذا أكثرت مجالسة آخر وكثرت محادثته لك
فلا يكاد أن يخبرك بشئ إلا ويخبرك أهل الثقة والعدالة عن ذلك المعنى بخلاف ما
أخبرك به غلب على ظنك كثرة غلطه وقلة استثباته واضطراب أقواله وقلة صدقه ثم
بعد ذلك قد يتبين لك من حاله العمد أو الغلط وبحسب ذلك تحكم في أمره فمن
كان في أحد هذين الطرفين لا يختلف في جرحه أو تعديله وممن كان بين الامرين مثل
أن يوجد منه الخطأ والإصابة وقع الترجح فيه وعلى حسب قلة أحد الامرين منه
وكثرته يكون الحكم فيه فكذلك المحدث إذا حدثك عن الزهري مثل
زمعة بن صالح
251

أو صالح بن الأخضر أو محمد بن إسحاق وحدثك عنه
بذلك الحديث مالك وعبيد الله بن عمر ومعمر وسفيان بن عيينة ومن
أشبههم من الأيمة الحفاظ المتقنين الذين علم حفظهم حديث الزهري وإتقانهم له
واتفقوا على خلاف ما حدث أو خالفه أحد هؤلاء الأيمة وكثر ذلك فإنه يحكم
بضعفه واضطراب حديثه وكثرة خطئه فإن انضاف إلى ذلك أن ينفرد بالأحاديث
المناكير عن مثل الزهري وكثر ذلك منه جرح إلى أن يقال فيه منكر الحديث
متروك الحديث وربما كثر ذلك منه حتى يتبين تعمده فينسب إلى الكذب
وإذا رأيته لا يخالف هؤلاء الأيمة المتقنين الحفاظ ولا يخرج عن حديثهم
حكم بصدقة وصحة حديثه فهذان الطرفان لا يختلف في من وجد أحدهما منه ومن وجد منه
الموافقة والمخالفة وقع الترجيح فيه على كثرة أحد الامرين منه
وقلته وعلى قدر ما يحتمله حاله في علمه ودينه وفضله ولذلك يختلف أهل الجرح
والتعديل في الرجل فيوثقه يحيى بن سعيد القطان ويضعفه عبد الرحمن بن
مهدي ويوثقه شعبة ويجرحه مالك وكذلك سائر من يتكلم في الجرح والتعديل ممن
هو من أهل العلم بذلك يقع اختلافهم في ذلك على هذا الوجه
252

وقد روى أبو حاتم بن حبان البستي قال
سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي قال جاء يحيى بن معين
إلى عفان يسمع منه حديث حماد بن سلمة فقال سمعته من غيري فقال
نعم سمعته من سبعة عشر رجلا فأبى أن يحدثه به فقال إنما هو درهم وانحدر
إلى البصرة وأسمعه من التبوذكي فقال له التبوذكي سمعته من غيري فقال
نعم سمعته من سبعة عشر رجلا فقال ما تريد بذلك قال أريد أن أميز
خطأ حماد بن سلمة من خطأ من روى عنه فإذا اتفق لي الجميع على خطأ
عرفت أنه من حماد بن سلمة وإذا انفرد به بعض الرواة عنه عرفت أنه منه
253

باب في جواز الجرح وأنه ليس من باب الغيبة
المنهي عنها وإنما هو من الدين
قال يحيى بن سعيد القطان سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري وشعبة
وابن عيينة عن الرجل لا يحفظ أو يتهم في الحديث فكلهم قال لي بين أمره بين أمره
مرتين وعلى هذا إجماع المسلمين إلا من لا يعتد بقوله في هذا الباب
وذلك أن الشاهد يشهد على الدينار ويسير المال فتعلم منه الجرحة فلا يسع
من علم ذلك إلا أن يجرحه بها ويزيل عن المشهود عليه ضرر شهادته فكيف الدين
الذي هو عماد الدنيا والآخرة ينقله من تعلم جرحته فلا يبين أمره
ومما تدل على صحة هذا أنا قد وجدنا الجرح لنقلة الاخبار والبحث عن
أحوالهم وطعن الأيمة عليهم في سائر أعصار المسلمين من أهل العلم
والدين والورع ولذلك روي عن سعيد بن المسيب أنه قال يا برد لا تكذب علي
كما كذب عكرمة على بن عباس
وروي عن مالك وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وأيوب السختياني
ويونس بن عبيد وشعبة بن الحجاج مع علمهم وورعهم وفضلهم تجريح
نقلة الاخبار وإظهار أحوالهم والتحفظ في الاخذ منهم والاخبار عنهم
254

وقال قال أبو بكر بن خلاد قلت ليحيى بن سعيد أما تخشى أن يكون
هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة فقال لان يكون هؤلاء
خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم حدثت عني
حديثا ترى أنه كذب
وقال عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد قال كلمنا شعبة أنا وعباد
بن عباد وجرير بن حازم في رجل يريد أبان بن أبي عياش فقلنا لو كففت عنه
فكأنه لان وأجابنا قال فذهبت يوما أريد الجامع فإذا شعبة ينادي من خلفي
فقال ذاك الذي قلتم لا أراه يسعني قال عفان كنت عند إسماعيل بن علية
فحدث رجل عن رجل فقال لا تحدث عن هذا فإنه ليس بثبت فقال اغتبته
فقال ما اغتابه ولكنه حكم عليه أنه ليس بثبت
وقال بن مهدي مررت مع سفيان الثوري برجل فقال كذاب والله لولا
أنه لا يحل لي أن أسكت لسكت
255

وقال أبو نعيم حدثنا حماد بن زيد عن بن عون قال قال إبراهيم النخعي
إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحمن فإنهما كذابان
وإنما يجوز للمجرح أن يذكر المجرح بما فيه مما يرد حديثه لما في ذلك من
الذب عن الحديث وكذلك ذو البدعة يذكر ببدعته لئلا تغتر به الناس حفظا
للشريعة وذبا عنها ولا يذكر غير ذلك من عيوبه لأنه من باب الغيبة
قال سفيان الثوري في صاحب البدعة يذكر ببدعته ولا يغتاب بغير ذلك
يعني والله أعلم أن يورد ما فيه لا على وجه السب له أو يقال فيه ما ليس فيه فأما
أن يذكر ما فيه مما يثلم دينه على وجه التحذير منه فليس من باب الغيبة
والله أعلم
256

باب الجرح والتعديل
واعلم أنه قد يقول المعدل فلان ثقة ولا يريد به أنه ممن يحتج بحديثه ويقول
فلان لا بأس به ويريد أنه يحتج بحديثه وإنما ذلك على حسب ما هو فيه ووجه
السؤال له فقد يسأل عن الرجل الفاضل في دينه المتوسط حديثه فيقرن بالضعفاء
فيقال ما تقول في فلان وفلان فيقول فلان ثقة يريد أنه ليس من
نمط من قرن به وأنه ثقة بالإضافة إلى غيره وقد يسأل عنه على غير هذا الوجه
فيقول لا بأس به فإذا قيل أهو ثقة قال الثقة غير هذا
يدل على ذلك ما رواه أبو عبد الله بن البيع قال سمعت أبا عبد الله محمد بن
يعقوب الشيباني يقول سمعت أبا بكر محمد بن النضر الجارودي يقول
سمعت عمرو بن علي يقول أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا أبو خلدة فقال
رجل يا أبا سعيد أكان ثقة فقال كان خيارا وكان مسلما وكان صدوقا
257

الثقة شعبة وسفيان وإنما أراد عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله التناهي في الإمامة لو لم يوثق
من أصحاب الحديث إلا من كان في درجة شعبة وسفيان الثوري لقل الثقات ولبطل
معظم الآثار
وأبو خلدة هذا خالد بن دينار البصري
أخرج البخاري في الجمعة والتعبير والعلم عن حرمي بن عمارة عنه
عن أنس
وقال عمرو بن علي سمعت يزيد بن زريع يقول أخبرنا أبو خلدة وكان ثقة
ولكن عبد الرحمن لم يرد أن يبلغه مبلغ غيره ممن هو أتقن منه وأحفظ وأثبت وذهب
إلى أن يبين أن درجته دون ذلك ولذلك قال كان خيارا كان صدوقا وهذا معنى
الثقة إذا جمع الصدق والخير مع الاسلام
وقد روى عباس بن محمد الدوري عن بن معين أنه قال محمد بن إسحاق
ثقة وليس بحجة
وأصل ذلك أنه سئل عنه وعن موسى بن عبيدة الربذي أيهما أحب إليك
فقال محمد بن إسحاق ثقة وليس بحجة فإنما ذهب إلى أنه أمثل في نفسه من موسى
بن عبيدة الربذي
وقد روى عثمان بن سعيد الدارمي قال أحمد بن حنبل ذكر عند يحيى بن
258

سعيد عقيل وإبراهيم بن سعد فجعل كأنه يضعفهما فهذا ذكره لعقيل ولم
يذكر سبب ذلك ولعله قد ذكر له مع مالك ولو ذكر له مع زمعة بن صالح أو صالح
بن أبي الأخضر لوثقه وعظم أمره
وقال عبد الرحمن الرازي قيل لأبي حاتم أيهما أحب إليك يونس
أو عقيل فقال عقيل لا بأس به فقد قال في مثل عقيل لا بأس به ويريد
بذلك تفضيله على يونس ولو قرن له عبد الجبار بن عمر لقال عقيل ثقة
ثبت متقدم متقن
وقد سئل عنه أبو زرعة الرازي فقال ثقة صدوق فوصفه بصفته لما لم
يقرن بغيره
259

وقد ذكر لأبي عبد الرحمن النسوي تفضيل بن وهب الليث على
مالك فقال وأي شئ عند الليث لولا أن الله تداركه لكان مثل بن
لهيعة ولا خلاف أن الليث من أهل الثقة والتثبت ولكنه إنما أنكر تفضيله على
مالك أو مساواته به
قال أبو عبد الله وسمعت أبا العباس يقول سمعت عباس بن محمد يقول
سمعت يحيى بن معين يقول قال لي يحيى بن سعيد القطان لو لم أحدث
إلا عن كل من أرضى لما حدثت إلا عن خمسة وهذا لا خلاف أنه أراد بذلك النهاية
فيما يرضيه لأنه قد أدرك من الأيمة الذين لا يطعن عليهم أكثر من هذا العدد
لأنه قد سمع من يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس وعبيد الله بن عمر
العمري وهشام بن عروة وابن جريج وإسماعيل بن أبي خالد وسعيد بن أبي
عروبة وسفيان الثوري وشعبة
وأدرك معمرا وابن عيينة وهشاما الدستوائي والأوزاعي ونظراءهم كثيرا
والأعمش وحماد بن زيد وابن علية وعاصر وكيعا وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله
بن المبارك وجماعة من أيمة الحديث الذين لا مزيد عليهم
260

وروى بن المبارك عن سفيان الثوري أنه قال أدركت حفاظ الناس أربعة
عاصما الأحول وإسماعيل بن أبي خالد ويحيى بن سعيد قال وأرى هشاما
الدستوائي منهم ولم يرد بهذا أنه لم يدرك حافظا غير هؤلاء فقد أدرك الأعمش
ومالكا وابن عيينة وشعبة وعبيد الله بن عمر وأيوب السختياني وسليمان
التيمي
وقد قال سفيان مرة أخرى حفاظ البصرة ثلاثة سليمان التيمي وعاصم
الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أعظمهم ولا شك أنه أراد في حديث
مخصوص أو معنى مخصوص فإنه قد كان بالبصرة أيوب السختياني ويونس بن
عبيد الله وعبد الله بن عون وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم ممن هم أحفظ في الجملة
وأتقن من عاصم
وقد روى بن معين قال حجاج بن محمد قال شعبة عاصم
أحب إلي من قتادة وأبي عثمان لأنه أحفظهما
فبين شعبة وجه تفضيله له إن ذلك مما يختص بحديث أبي عثمان النهدي
فلا يشك أحد في تفاوت ما بين قتادة وعاصم بن سليمان الأحول وغير أبي عثمان
وقد قال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد وذكر عنده عاصم
الأحول فقال لم يكن بالحافظ
فإما أن يكون قد ظهر ليحيى بن سعيد من حديث عاصم في شيخ من
الشيوخ ما اقتضى ما اقتضى مخالفة ما قاله سفيان وشعبة فيه أو قد قرن له بمن هو فوقه في
الحفظ والاتقان كالزهري والأعمش وقتادة ويحيى بن أبي كثير فقصر به عن رتبتهم
وقد قال أبو زرعة الرازي فيه هو صالح الحديث فتأمل تفاوت هذه
الألفاظ في ذكره واعلم أن موجب ذلك اختلاف السؤال والله أعلم
261

وقال عبد الرحمن بن مهدي أيمة الناس في زمانهم أربعة حماد بن زيد
بالبصرة وسفيان بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام يعني في
الحديث والعلم وقد ترك الليث بمصر وترك جماعة غير هؤلاء
فهذا كله يدل على أن ألفاظهم في ذلك تصدر على حسب السؤال
وتختلف بحسب ذلك وتكون بحسب إضافة المسؤول عنهم بعضهم إلى بعض وقد
يحكم بالجرحة على الرجل بمعنى لو وجد في غيره لم يجرح به لما شهر من فضله
وعلمه وأن حاله يحتمل مثل ذلك فقد قال علي بن المديني كتبنا عن عبد الله بن نمير
فربما لا يذكر الحارث بن حصيرة الأزدي ولا أبا يعفور ولا حلام بن صالح
وإنما كان يحدث عن هؤلاء الضعفاء ثم حدث عن هؤلاء بعد ثم قال لو
كان غير بن نمير لكان ولكنه صدوق
فعلى هذا يحمل ألفاظ الجرح والتعديل من فهم أقوالهم وأغراضهم ولا يكون
ذلك إلا لمن كان من أهل الصناعة والعلم بهذا الشأن
وأما من لم يعلم ذلك وليس عنده من أحوال المحدثين إلا ما يأخذه من ألفاظ
أهل الجرح والتعديل فإنه لا يمكنه تنزيل الألفاظ هذا التنزيل ولا اعتبارها بشئ مما
ذكرنا وإنما يتبع في ذلك ظاهر ألفاظهم فيما وقع الاتفاق عليه ويقف عند
اختلافهم واختلاف عباراتهم والله الموفق للصواب برحمته
262

باب وصف المجرح الذي يطرح حديثه وتمييزه
من العدل الذي يؤخذ بحديثه
وإذ لزم معرفة الثقة من غيره فإن صفة المطرح حديثه
أولى بالمعرفة قال مالك لا يؤخذ الحديث عن أربعة ويؤخذ عمن سواهم
رجل معلن بالسفه وإن كان أروى الناس
ورجل يكذب في أحاديث الناس إذا حدث وإن كنت لا تتهمه بالكذب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصاحب بدعة يدعو إلى بدعته
ورجل له فضل ولا يعرف ما يحدث به وإن كان له فضل وعبادة
وأراه يريد بقوله يدعو إلى بدعته أنه يقر بذلك فيظهرها حتى تظهر عليه
ويثبت من اعتقاده ومذهبه فيجب أن لا يؤخذ عنه ما دعا إلى بدعته أو ترك ذلك
وقد روى يونس بن عبد الاعلى عن بن وهب سمعت مالكا يقول لا
يصلى خلف القدرية ولا يحمل عنهم الحديث فرواه على الاطلاق ولم يشترط
أن يكون داعيا
263

وقال عبد الرحمن بن مهدي قيل لشعبة متى يترك حديث الرجل
قال إذا حدث عن المعروفين بما لا يعرفه المعروفون وإذا أكثر الغلط وإذا
أتهم بالكذب وإذا روى حديثا غلطا مجتمعا عليه فلم يتهم نفسه
فيتركه طرح حديثه وما كان على غير ذلك فارو عنه
وروى أشهب بن عبد العزيز سئل مالك أيؤخذ ممن لا يحفظ ويأتي
بكتبه فيقول قد سمعتها وهو ثقة فقال لا يؤخذ عنه أخاف أن يزاد في كتبه
بالليل
وهذا الذي قاله رحمه الله هو النهاية في الاجتهاد إلا أنه قد عدم من
يحفظ ولو لم يؤخذ إلا عن من يحفظ لعدم من يؤخذ عنه فقد قل الحفاظ واحتيج
إلى الاخذ عمن له كتاب صحيح وهو ثقة ينقل ما في كتابه فإن كان الآخذ
ممن يميز تبينت له الزيادة وإن كان لا يميز فالامر فيه ضعف ولعله الذي عنى
مالك رحمه الله
264

وقد روى أحمد بن علي بن مسلم ثنا مؤمل بن إهاب أبو عبد الرحمن قال
حدثنا يزيد بن هارون قال كان ها هنا شيخ يذكر الرواية عن أنس بن مالك
وكان أراه صادقا فلما رأى كثرة الناس عليه قال عندي كتاب فإذا في كتابه
شريك يعني أحاديث شريك فقالوا له هذه أحاديث شريك قال
نعم أنس حدثنا عن شريك
فمثل هذا ومن يقرب منه تستولي عليه الغفلة وقلة المعرفة لا يؤخذ عنه
وإن كان متدينا
265

باب في رخص الحديث
والاخذ عن الثقة
واعلم أن أخذ الحديث يكون على وجهين
أحدهما للعمل به واتخاذه دينا فهذا يجب أن لا يعتمد عليه إلا بعد أن
يؤخذ عن الثقة وذلك الثقة عن ثقة حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
والثاني أن يؤخذ ليعلم أنه قد روي ويعلم وجه ضعفه فهذا يجوز أن يؤخذ
عن كل ضرب
وروي عن سفيان الثوري أنه قال أحب أن أكتب الحديث على ثلاثة
أوجه
حديث أكتبه أريد أن أدين به
وحديث رجل أكتبه فأوقعه لا أطرحه ولا أدين به
وحديث رجل ضعيف أحب أن أعرفه ولا أعبأ به
وقال الأوزاعي تعلم ما لا يؤخذ به كما تعلم ما يؤخذ به
وقد روى أحمد بن إسحاق قال رأى أحمد بن حبل [رضي الله عنه]
يحيى بن معين في زاوية بصنعاء وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان بن أبي عياش
عن أنس فقال له أحمد بن حنبل [رحمه الله] تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة فلو قال لك قائل
أنت تتكلم في أبان وتكتب حديثه على الوجه فقال رحمك الله أبا عبد الله
266

أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أنس وأحفظها كلها
وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ بعد إنسان فيجعل بدل أبان ثابتا البناني ويرويها
عن معمر عن ثابت عن أنس فأقول له كذبت إنما هو أبان لا ثابت
وأما أداء الضرب الأول إلى من ينقله فواجب ولازم فإنه لا يجوز أن يكتم علما
يجد متحملا له
وأما الضرب الثاني فهو مخير في أدائه إلى من ينقله عنه أو ترك ذلك فإن نقله
فليبين وجهه
وقد قال علي بن المديني سمعت بشر بن المفضل وقيل له إن إسماعيل بن
علية يحدث عن عبد الله بن زياد بن سمعان فقال ما شأنه اختلط بعدي
وقال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي لصاحب الحديث
أن يكون ثبت الاخذ ويفهم ما يقال له وينظر الرجال ويتعاهد ذلك
والأصل في ذلك قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن
تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وقد روى أبو أسامة عن بن
عون عن محمد يعني بن سيرين أنه قال إن هذا الحديث دين فانظروا عن
من تأخذونه
267

وقال عبد الله بن المبارك الاسناد من الدين لولا الاسناد لقال من شاء ما
شاء
وكان بهز بن أسد يقول إذا ذكر له الاسناد الصحيح هذه شهادة العدول
المرضيين بعضهم على بعض
وإذا ذكر له الاسناد وفيه شئ قال هذا فيه عهدة ويقول لو أن رجلا
ادعى على رجل عشرة دراهم لم يستطع أخذها إلا بشهادة العدول فدين الله أحق أن
يؤخذ فيه بالعدول
وقال عبدة بن سليمان قيل لابن المبارك في هذه الأحاديث الموضوعة قال
يعيش لها الجهابذة
وقال الأوزاعي سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول إذا سمعت الحديث
فأنشده كما تنشد الضالة فإن عرف فخذه وإلا فدعه
وقال بن عون لا يؤخذ هذا العلم إلا عن من شهد له بالطلب
وروى المغيرة عن إبراهيم قال كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى
صلاته وإلى هيئته وإلى سمته
وقال عبد الرحمن بن مهدي قال شعبة كنت أنظر إلى فم قتادة
فإذا قال حدثنا كتبنا عنه فوقفته عليه وإذا لم يقل حدثنا لم أكتب عنه
قال عبد الرحمن بن مهدي خصلتان لا يستقيم فيها حسن الظن الحكم
والحديث يعني لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضي
268

باب ذكر أسانيد
متفق على اطراحها
وإذ قد تقدم قولنا في الجرح والتعديل فنذكر من الأسانيد ما اتفق على طرحه
ونذكر ما اتفق على صحته ووجوب الاخذ به ليكون عونا للناظر في
السقيم والصحيح
فمما اتفق على اطراحه وتركه ما روى معمر عن أبان بن أبي عياش عن أنس
والعلة في ذلك من أبان بن أبي عياش
قال شعبة لان أزني أحب إلي من أن أروي عن أبان بن أبي عياش
ومن ذلك ما رواه الشافعي وعبد الرزاق عن إبراهيم بن أبي يحيى عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة والعلة في ذلك من إبراهيم بن أبي يحيى كان
269

مالك وابن المبارك ينهيان عنه وتركه يحيى القطان وابن مهدي وغيرهما وقال يحيى
ابن سعيد القطان لم نترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر وإنما تركناه للكذب
وقال يحيى بن معين كان كذابا رافضيا قدريا
قال أبو حاتم بن حبان حدثنا محمد بن سليمان بن فارس [حدثنا
أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا محمد بن سليمان بن فراس قال
جاء رشد بن سعد إلى إبراهيم بن أبي يحيى ومعه كتاب في
كسائه فقال لإبراهيم هذه كتبك وحديثك أرويها عنك قال نعم
قال بلغني أنك رجل سوء فاتق الله وتب إليه
قال فإن كنت رجل سوء فلأي شئ تأخذ عني الحديث
قال ألم يبلغك أنه يذهب العلم وتبقى منه بقايا في أوعية سوء فأنت من
أوعية السوء
270

ومن ذلك ما يرويه إبراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
والعلة في ذلك من قبل إبراهيم بن هدبة فهو كذاب
ومن ذلك ما رواه أحمد بن عبد الله بن خالد أبو علي الشيباني الجوباري
الهروي عن سفيان بن عيينة ومالك وغيرهما من الثقات الأيمة والعلة في ذلك من
أحمد بن عبد الله الجوباري فإنه كذاب
وقال أبو حاتم بن حبان وضع على النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثلاثين ألف حديث
ومن ذلك ما رواه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن بن
عمر فإنها كلها نسخة موضوعة والعلة في ذلك من محمد بن عبد الرحمن
ومن ذلك ما يرويه مقاتل بن سليمان الخراساني البلخي المفسر فإنه كذاب كان يسأل
أهل الكتاب من اليهود والنصارى ويفسر بذلك القرآن وهو مشهور بالكذب
271

والاختلاف ومن ذلك ما رواه محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب فإنه كان
يضع على الثقات ويحدث عنهم بما ليس بحديثهم
روي عنه أنه قال إني لاسمع الكلمة الحسنة فلا أرى بأسا أن أحدث لها
إسنادا
وقد روي عن أحمد بن حنبل أنه قال المشهورون بالكذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة مقاتل بن سليمان وإبراهيم بن أبي يحيى وأحمد بن عبد
الله الجوباري ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب
فهذا الصنف مما يجب رد ما يرويه من الحديث لجرحة ناقله وقد ينقل الحديث ثقة
عن ثقة وهو ضعيف أي والحديث ضعيف إما لارسال دخله لان الناقل لم يأخذ عن المنقول عنه وإن كان
عاصره مثل أن يروي الحسن عن أبي هريرة فإنه ليس بصحيح لأنه لم يأخذ عنه
شيئا وإن كان قد عاصره ومثل أن يروي سعيد بن أبي عروبة عن يحيى بن
سعيد الأنصاري أو عبيد الله بن عمر العمري أو زيد بن أسلم أو أبي الزناد فإن
هذا كله غير صحيح فإنه لم يأخذ عن أحد منهم وقد حدث عنهم
وقد يكون ذلك لتدليس بإسقاط رجل ضعيف من السند مثل ما كان
يفعله بقية بن الوليد فإنه قد سمع من مالك ومن عبيد الله بن عمرو ومن
272

شعبة وسمع من جماعة من الضعفاء عنهم فيروي الرواة عنه من تلك
ويسقطون ذكر الضعفاء بين بقية بن الوليد ومالك بن أنس وعبيد الله بن عمرو وشعبة بن الحجاج فيتصل الخبر برواية
الثقة عن الثقة ولذلك قال علي بن المديني روى بقية عن عبيد الله بن عمر
أحاديث منكرة وقد يكون ذلك من وجه آخر وهو أن يروي العدل الحديث عن
رجل عن آخر ويسمى الذي روى عنه الحديث باسم يشترك فيه عدل
وضعيف
والذي يروي الحديث يروي عنهما والذي انتهت الرواية إليه يروي عنه
العدل والضعيف وذلك مثل أن يروي وكيع بن الجراح عن النضر عن عكرمة ووكيع يروي
عن النضر بن عربي وهو لا بأس به
ويروي عن النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز وهو ضعيف وهما يرويان عن عكرمة فيحتاج
الناظر في ذلك إلى أن يعرف ما ينفرد به النضر بن عربي عن عكرمة وما يشتركان
في روايته
273

وإلى أن يعرف ما يرويه وكيع عن النضر بن عربي وما يرويه عن النضر
الخزاز ومثل ما يرويه الوليد بن مسلم عن أبي عمرو عن الزهري فيوهم أنه أراد به
الأوزاعي وإنما أراد عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهما جميعا قد سمعا من
الزهري والوليد بن مسلم قد سمع منهما والأوزاعي ثقة وعبد الرحمن بن
يزيد ضعيف
وقد يكون الحديث يرويه الثقة عن الثقة ولا يكون صحيحا لعلة دخلته من جهة
غلط الثقة فيه
وهذه الوجوه كلها لا يعرفها إلا من كان من أهل العلم بهذا الشأن وتتبع
طرق الحديث واختلاف الرواة فيه وعرف الأسماء والكنى
ومن فاتته الرواية عن من عاصره ومن لم تفته الرواية عنه ومن كان من شأنه
التدليس ومن لم يكن ذاك من شأنه والله أعلم بالصواب
274

باب في ذكر أسانيد اتفق على صحتها
وما اتفق على صحته من الأسانيد ما روى الزهري عن سالم عن أبيه عن
عمر والزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم والزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة والزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة والزهري عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس إذا رواه مالك بن أنس وابن عيينة
ومعمر وعبيد الله بن عمر ما لم يختلفوا فإذا اختلفوا وجب النظر في اختلافهم
فيؤخذ بقول أكثرهم وأحفظهم ما لم يبن أن الخلاف فيه من الزهري
ويلحق بحديثهم وإن لم يقو قوته حديث الزبيدي وعقيل بن خالد بن عقيل
والأوزاعي ويونس بن يزيد والليث بن سعد وهشام الدستوائي ما لم يقع فيه اختلاف فإذا خالفت
الطبقة الثانية الطبقة الأولى حكم للأولى فإن اختلفوا وجب النظر
ومن ذلك حديث الزهري عن أنس ما كان من رواية الثقات وقد انفرد
الزهري بحديث عن أنس وهو ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تنافسوا ولا
تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يضر أن يروى عن
الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديث لا يوجد عند غيره إذا كان معروفا غير
منكر ولا معلول
275

وقد روى مالك أحاديث لا توجد إلا عند مالك مثل حديث عن بن
شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر
لم يتابعه عليه غير بن أبي أويس
وكذلك حديثه عن سمي عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال السفر قطعة من العذاب لكن مثل حفظ مالك وحاله يحتمل مثل هذا
وقد أنكر مالك رحمه الله سؤال الناس له عن حديث المغفر وذلك أنه
يرويه عنه عدد كثير ممن هو أسن منه كابن جريج وغيره فسأل عن ذلك فقيل
له لا يرويه غيرك فقال لو علمت هذا ما حدثت به
ومن ذلك حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك من حديث
شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي فإذا اتفق الثلاثة عن قتادة فلا
خلاف في صحة الحديث وإذا اتفق اثنان وخالفهما ثالث فالقول قول الاثنين
وإذا اختلفوا نظر فيه وإذا روى حماد بن سلمة وهمام بن يحيى بن دينار أبو عبد الله العوذي وأبان بن يزيد ومن
كان مثلهم من الشيوخ حديثا عن قتادة فخالفهم سعيد بن أبي عروبة وشعبة بن الحجاج وهشام قضي لسعيد وشعبة
وهشام وإذا خالفهم سعيد وحده أو شعبة أو هشام
توقف فيه
276

ومن ذلك حديث ثابت بن أسلم البناني عن أنس إذا رواه شعبة وحماد
بن زيد وحماد بن سلمة ولم يكن مضطرب الاسناد أو مختلفا فيه
ومن ذلك حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم من حديث مالك بن أنس وحماد بن سلمة وعكرمة بن عمار والأوزاعي ما لم
يكن حديث من سمينا مع مالك منكرا أو معلولا أو كان مما انفرد به عن مالك من
يكون مثلهم
وقد حدث الأوزاعي عن إسحاق عن أنس بأحاديث مستقيمة وحدث قوم عن
الأوزاعي عن إسحاق عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث منكرة كرواية بقية عنه
من رواية الضعفاء عن بقة حديث طلب العلم فريضة رواه عنه الجبايري
وهو ضعيف فما ورد عليك من هذا الضرب فالمنكر أبين من أن يحتاج إلى
السؤال عنه
وإذا روى حماد بن سلمة أو غيره من الشيوخ كالأوزاعي وهمام وأبان
عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فإذا كان الحديث معروفا من غير
طريقهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أنس لم يرد وإن كان لا يعرف من حديث أنس
ولا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من غير تلك الطريق فهو منكر
ولا يثبت من حديث قتادة عن الحسن البصري عن أنس حديث أصلا
وحديث قتادة عن الحسن عن سمرة اختلف فيه أهل العلم بالحديث فقال
277

أحمد بن هارون البرد يجي الحافظ وغيره ليس بصحيح لأنه من كتاب
ولا يحفظ عن الحسن عن سمرة حديث يقول فيه من وجه صحيح غير حديث
العقيقة
وحديث الحسن عن أبي بكرة فيه اختلاف
قال علي بن المديني ومحمد بن إسماعيل سمع منه واحتجا بحديث
رواه أبو موسى إسرائيل بن موسى عن الحسن سمع أبا بكرة
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه يقول ابني هذا سيد
ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
وقال أبو الحسن الدارقطني ويحيى بن معين وغيرهما من الحفاظ هو
مرسل لم يسمع الحسن من أبي بكرة واحتجوا بأن الحسن أدخل بينه وبين أبي بكرة
الأحنف بن قيس في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل
والمقتول في النار
وفي حديث الحسن عن عمران بن حصين نظر لأنه أدخل بينه وبين
عمران بن حصين هياج بن عمران البرجمي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى
278

عن المثلة وجمهور أصحاب الحديث على أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة
والأحاديث التي فيها عن الحسن سمعت أبا هريرة غير صحيحة
وقد روى قتادة ويونس بن عبيد أن الحسن لم يسمع من أبي
هريرة والذي صح للحسن السماع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك وعبد
الله بن مغفل وعبد الرحمن بن سمرة وأحمد بن جزء
وأما أحاديث بن سيرين عن أبي هريرة فصحاح كلها سمع منه بالبحرين
وبالمدينة على ساكنها السلام
وأحاديث قتادة عن بن سيرين عن أبي هريرة فيها صحاح من رواية حماد بن
زيد وابن علية ولم يختلفا إلا في حديث واحد رفعه حماد بن زيد وأوقفه بن علية
وقد أدخل محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن أيوب بين محمد بن سيرين
وبين أبي هريرة عبد الوهاب
وادخل علي بن رباح بينه وبين أبي هريرة عبد العزيز بن مروان وعلي بن
279

شماخ والأول أصح وعليه جماعة أهل العلم والله أعلم
وأحاديث أبي قلابة عن أنس صحاح من رواية أيوب إذا روى عن أيوب
حماد بن زيد أو بن علية ووهيب وعبد الوهاب الثقفي
والذي صح لمجاهد من الصحابة عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر
وأبو هريرة وقد اختلف فيه أي في أبي هريرة وحجب عن عائشة فلم يدخل
ومن روى عنه من البصريين بن عون وابن بشر وأيوب صحيح
ومن الكوفيين منصور بن المعتمر لا يقدم أحد عليه في مجاهد ثم
الحكم بن عيينة
وأحاديث الأعمش عنه يسيرة بعضها مسموع وبعضها فيه تدليس
وقد روى أبو إسحاق السبيعي عن مجاهد ويروي مجاهد عن أبي سعيد الخدري ولا
يصح ذلك إنما هو من حديث محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد
ومن حديث ليث بن أبي سليم عن مجاهد
وأحاديث نافع عن بن عمر صحاح إذ رواها عنه مالك وعبيد الله بن
عمر بن حفص العمري وأيوب السختياني فإن اتفقوا فالقول قولهم دون من خالفهم وان
اختلفوا نظر فيه
وأحاديث عبد الله بن دينار عن بن عمر صحاح من رواية مالك
وشعبة وسفيان الثوري
280

وأحاديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس صحاح
وبقي ثلاثة أحاديث منها حديث فيه اضطراب ولا يصح ليحيى
ابن سعيد عن أنس فيه نظر.
ولا يصح ليحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم حديث
وأحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها
معلولة وليس عند شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة حديث
مسند وعن سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي عن سعيد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند كل واحد منهما حديث وفيهما نظر
ولا يصح سماع قتادة من أبي سلمة بن عبد الرحمن ولم يسمع من الشعبي
ولا من عروة بن الزبير وقد روى عنه عن عروة حديثان وقد حدث عن الزهري
واختلف في سماعه والذي أجمع عليه أهل الحديث من حديث أبي إسحاق
السبيعي ما رواه شعبة وسفيان الثوري عنه فإذا اختلفا فالقول قول الثوري
فهذه فصول يستعان بها على معرفة الصحيح من غيره وينهج البحث عن
سواها مما هو في معناها والله الموفق للصواب
281

باب نسب محمد بن إسماعيل البخاري
وتاريخ مولده ووفاته
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري
الجعفر وبردزبة مجوسي مات عليها والمغيرة بن بردزبة أسلم على يدي
النعمان البخاري الجعفي والي بخارى وهو جد عبد الله بن محمد بن عبد الله
المسندي
وولد محمد بن إسماعيل يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة
خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء
ليلة الفطر ودفن يوم الفطر بعد الظهر مستهل شوال من شهور سنة ست
وخمسين ومائتين بخرتنك قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها وكان له بها
قرابة فتوفي عندهم
282

باب في وصف حياته وعلمه
قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن
محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا
وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الاسناد
لاسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل
منهم عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على
البخاري
وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث من
الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين
فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة وسأله عن حديث
من تلك الأحاديث المقلوبة فقال البخاري لا أعرفه فسأل عن آخر فقال
البخاري لا أعرفه ثم سأل عن آخر فقال لا أعرفه فما زال يلقي
بمثله واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه فكان
الفهماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون
الرجل فهمنا ومن كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير
وقلة الفهم
283

ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث
المقلوبة فقال البخاري لا أعرفه فسأله عن آخر فقال لا أعرفه فسأل عن
آخر فقال لا أعرفه فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته
والبخاري يقول لا أعرفه
ثم انتدب الثالث إليه والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من
الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه
فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما
حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني فهو كذا والثالث والرابع على
الولاء حتى أتى على تمام العشرة فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وفعل
الآخرين مثل ذلك ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى
متونها فأقر له الناس بالحفظ والعلم وأذعنوا له بالفضل
وكان بن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل يقول الكبش
النطاح
284

باب في ذكر تأليفه للكتاب الجامع
وحكم الكتاب ومعناه
قال الحاكم أبو عبد الله حدثونا عن محمد بن إسماعيل أنه قال كنت
على باب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه بنيسابور فسمعت أصحابنا يقولون لو جمع جامع
مختصر صحيح الحديث تعرف به الآثار فأخذت في جمع هذا الكتاب
وقال أبو أحمد بن عدي سمعت الحسن بن الحسين البزار يقول
سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ما
أدخلت في هذا الكتاب يعني جامعه الصحيح إلا ما صح وتركت من
الصحاح حتى لا يطول الكتاب
وإنما أدخلت هذه الحكاية لئلا يعتقد من لا يحسن هذا الباب أن ما ليس
في الصحيحين ليس بصحيح
بل قد تصح أحاديث ليست في صحيحي البخاري ومسلم ولذلك قد
خرج الشيخ أبو الحسن الدارقطني والشيخ أبو ذر الهروي في كتاب الالزامات
من الصحيح ما ألزماهما إخراجه
285

وكما أنه قد وجد في الكتابين ما فيه الوهم وأخرج ذلك الشيخ أبو الحسن
وجمعه في جزء
وإنما ذلك بحسب الاجتهاد فمن كان من أهل الاجتهاد والعلم بهذا الشأن
لزمه أن ينظر في صحة الحديث وسقمه بمثل ما نظرا
ومن لم يكن تلك حاله لزمه تقليدهما في ما ادعيا صحته
والتوقف فيما لم يخرجاه في الصحيح
وقد أخرج البخاري أحاديث اعتقد صحتها تركها مسلم لما اعتقد
فيها غير ذلك
وأخرج مسلم أحاديث اعتقد صحتها تركها البخاري لما اعتقد فيها غير
معتقده وهو يدل على أن الامر طريقه الاجتهاد لمن كان من أهل العلم بهذا
الشأن وقليل ما هم
وقال أبو أحمد بن عدي سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت
عدة من المشايخ يقولون حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين
قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين
286

وقد أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ رحمه الله حدثنا
أبو إسحاق المستملي إبراهيم بن أحمد قال انتسخت كتاب البخاري من أصله
كان عند محمد بن يوسف الفربري فرأيته لم يتم بعد وقد بقيت عليه مواضع
مبيضة كثيرة منها تراجم لم يثبت بعدها شيئا ومنها أحاديث لم يترجم عليها
فأضفنا بعض ذلك إلى بعض
ومما يدل على صحة هذا القول أن رواية أبي إسحاق المستملي ورواية أبي محمد
ورواية أبي الهيثم الكشميهني ورواية أبي زيد المروزي وقد نسخوا من أصل واحد فيها التقديم
والتأخير وإنما ذلك بحسب ما قدر كل واحد منهم في ما كان في طرة أو رقعة
مضافة أنه من موضع ما فأضافه إليه
ويبين ذلك أنك تجد ترجمتين وأكثر من ذلك متصلة ليس بينهما
أحاديث وإنما أوردت هذا لما عني به أهل بلدنا من طلب معنى يجمع بين
الترجمة والحديث الذي يليها وتكلفهم في تعسف التأويل ما لا يسوغ
ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله وإن كان من أعلم الناس
بصحيح الحديث وسقيمه فليس ذلك من علم المعاني وتحقيق الألفاظ وتمييزها
بسبيل فكيف وقد روى أبو إسحاق المستملي العلة في ذلك وبينها إن الحديث الذي يلي
الترجمة ليس بموضوع لها ليأتي قبل ذلك بترجمته ويأتي بالترجمة التي قبله من
الحديث بما يليق بها
287

حرف الألف
289

باب أحمد
(1) أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر بن جندل أبو إسحاق
السرماري قرية من قرى بخارى المطوعي السلمي الذي يضرب بشجاعته المثل
أخرج البخاري في الصلاة وصفة النبي صلى الله عليه وسلم وغزوة الحديبية والتوحيد
وتفسير الفتح وغيرها عنه عن عبيد الله بن موسى وعثمان بن عمر بن فارس ويعلى
ابن عبيد وعمرو بن عاصم وضربائهم توفي يوم الاثنين لست ليال
بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ومائتين
وإنما يقول فيه البخاري حدثني أحمد بن إسحاق ولا ينسبه وربما نسبه
فقال أحمد بن إسحاق السلمي قال ذلك في تفسير سورة الفتح
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم أحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء الوزان
الواسطي بسامراء كتبت عنه مع أبي وهو صدوق
وأحمد بن إسحاق الحضرمي يروي عن حماد بن سملة روى عنه أبو بكر
أبي شيبة يعد في البصريين
291

قال ذلك أبي وأبو زرعة
وذكر بن البيع في باب من اتفق على ذكره البخاري ومسلم أحمد بن
إسحاق الحضرمي
وفي باب من انفرد البخاري بذكره أحمد بن إسحاق البخاري
وعندي أنه وهم منه لان الحضرمي كبير إنما يروي عن حماد بن سلمة وعن وهيب
وعبد الله بن حسان
روى عنه زهير بن حرب ويحيى بن معين ذكر ذلك أبو بكر بن أبي خيثمة في
تاريخه ولم يذكر البخاري أحمد بن إسحاق الحضرمي في مثل هذه الطبقة
وأحمد بن إسحاق البخاري يقرب سنه من سن محمد بن إسماعيل البخاري
فلا يصح أن يحدث عن حماد بن سلمة وضربائه
وقد قال أبو عبد الله بن البيع في باب آخر حدث البخاري عن أحمد غير منسوب
عن يعلى بن عبيد وعثمان بن عمر وعمرو بن عاصم وعبيد الله بن موسى
وهو عندنا أحمد بن إسحاق أبو إسحاق السلمي البخاري السرماري وله
ابن فقيه مشهور يعرف بأبي صفوان إسحاق بن أحمد
وذكر في باب ما انفرد مسلم بالاخراج عنه أحمد بن إسحاق
الحضرمي فخلط في ذكره تخليطا بينا فمرة ذكره فيمن اتفقا على الاخراج عنه
ومرة ذكره في من انفرد مسلم بالاخراج عنه
وذكر الشيخ أبو الحسن في من أخرج عنه البخاري أحمد بن إسحاق
السلمي البخاري
روى عنه عن عبيد الله بن موسى ويعلى وغيرهما ولم يذكر غيره
وذكر في من أخرج عنه مسلم أحمد بن إسحاق الحضرمي ولم يذكر غيره
والصواب عندي ما قاله أبو الحسن الدارقطني والله أعلم
292

(2) أحمد بن بشير أبو بكر المخزومي الكوفي مولى عمرو بن حريث
قرشي وقيل شيباني مولى عمرو بن حريث
أخرج البخاري في آخر كتاب الطب عن محمد غير منسوب وهو
محمد بن سلام عنه عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص حديث من اصطبح
بسبع تمرات عجوة الحديث
مات بعد وكيع بخمسة أيام
قال عباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول أحمد بن بشير يقين وليس
بحديثه بأس
وقال النسائي ليس بحديثه بأس ليس بذاك القوي
وقال بن أبي حاتم عن أبي زرعة الرازي هو صدوق
والصواب ما قال فيه أبو زرعة الرازي إنه صدوق إلا أنه ليس بالحافظ
فإذا خالف الحفاظ كان حديثهم أولى
293

(3) أحمد بن الحسن بن جنيدب أبو الحسن الترمذي
أخرج البخاري في آخر كتاب المغازي عنه عن أحمد بن حنبل عن معتمر
عن كهمس بن الحسن عن بن بريدة عن أبيه قال غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست
عشرة غزوة
لم يخرج عنه غيره كتب عنه أبو زرعة الرازي
وقال أبو حاتم الرازي هو صدوق
وقال أبو عبد الله النيسابوري هو أحد حفاظ خراسان
(4) أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد أبو علي بن أبي عمرو السلمي
مولاهم النيسابوري كان أبوه على قضاء نيسابور سمع أباه
أخرج البخاري في الحج والنكاح عنه عن أبيه
قال أبو نصر توفي سنة ستين ومائتين
وإنما يقول البخاري ثنا أحمد بن أبي عمرو
وحفص والده يكنى أبا عمرو
294

(5) أحمد بن حميد الطريثيثي مولى قريش كوفي ختن عبيد الله بن موسى
قال أبو عبد الله النيسابوري جار أم سلمة يريد والله أعلم
موسى بن إسماعيل
وقال أبو نصر الكلاباذي له اتصال بأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قال مسلم يكنى أبا الحسن
أخرج البخاري في تفسير سورة النساء عنه عن عبيد الله بن عبد الرحمن
الأشجعي
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
وقال بن أبي حاتم لم يكتب عنه أبو زرعة
قال أبو الحسن الدارقطني هو أبو الحسن الحراني وذكر بعده أحمد بن حميد
الأشجعي وجعلهما رجلين
ولم يذكر الكلاباذي رحمه الله في كتابه غير أحمد بن حميد الكوفي
مولى قريش وذكر في الرواة ولا يعرف الأشجعي من هو وإنما يعرف أحمد بن
حميد هذا
295

وأحمد بن حميد أبو طالب صاحب أحمد بن حنبل يروي عنه مسائل لا
يعرف غيرهما في تلك الطبقة والله أعلم
قال أبو نصر الكلاباذي قال جعفر بن محمد بن الحجاج كنت عند
أحمد بن حميد القرشي بالرقة سنة ثماني عشرة ومائتين
(6) أحمد بن الحجاج أبو العباس المروزي الشيباني البكري
أخرج في العمرة عنه عن أبي ضمرة
قال البخاري مات يوم عاشوراء لسنة اثنتين وعشرين
ومائتين
كتب بن أبي خيثمة إلى بن أبي حاتم الرازي ثنا أحمد بن الحجاج وكان
رجل صدق
(7) أحمد بن داود
أبو سعيد الحداد ذكره أبو عبد الله النيسابوري وقال أخرج عنه عن حماد بن زيد ولم
أجد حديثه فإن كان فيشبه أن يكون أبا سعيد الحداد الواسطي سكن ببغداد روى
عن خالد بن عبد الله ووكيع
296

قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان أدركناه ولم نكتب عنه حكى ذلك
عنهما عبد الرحمن
وقال حدثني عنه أحمد بن يحيى الصوفي
وللرازيين أحمد بن داود أبو الحسين الصيدناني جار عبد الرحمن بن
سنان يروي عن يعقوب القمي وجرير
وأحمد بن داود العابد يروي عن أبي بكر بن عياش وفضيل بن ووكيع
قال عبد الرحمن قال أبي كتبت عن الأول ولم أكتب عن الثاني وقد أدركته
(8) أحمد بن محمد بن وليد الأزرقي
قال أبو نصر ويقال الزرقي أبو محمد المكي
أخرج البخاري في الوضوء وغيره عنه عن إبراهيم بن سعد وعمرو بن يحيى
ابن سعيد الأموي
قال أبو حاتم هو ثقة قال البخاري أحمد بن محمد الأزرقي فارقناه حيا سنة اثنتي عشرة
ومائتين
297

(9) أحمد بن محمد بن موسى أبو العباس المعروف مردويه
أخرج البخاري في الوضوء والحج والاعتصام عنه عن بن المبارك
وقال أبو الحسن الدارقطني أحمد بن محمد عن بن المبارك هو بن
شبويه ولم يذكر أحمد بن محمد بن موسى وإنما ذكر أحمد بن موسى عن
أحمد بن محمد
وذكر أحمد بن موسى عن إبراهيم بن سعد ويشبه أن يكون أبا جعفر البزار
الشطوي نزيل سامراء
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
وقال أبو أحمد بن عدي أحمد بن محمد يروي عن عبد الله عن معمر لا
يعرف
قال بن وضاح بن شبويه هو خراساني ثقة ثبت مات بطرسوس
وقال أبو عبد الله أحمد بن محمد عن بن المبارك في الوضوء
والأضاحي وغيرهما هو أحمد بن محمد بن موسى أبو العباس مردويه والله أعلم
وأحكم
298

(10) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد أبو عبد الله مروزي سكن
بغداد
أخرج البخاري في آخر المغازي بعد ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عن أحمد بن
الحسن عنه ولم يرو عنه في كتابه حديثا مسندا غيره
وقال في النكاح وقال لنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان
حدثني حبيب بن أبي ثابت عن سعيد عن بن عباس حرم من النسب سبع ومن الصهر
سبع ثم قرأ حرمت عليكم أمهاتكم الآية وقال في كتاب اللباس
هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر في عقب حديث الأنصاري وزادني
أحمد وقد روى عنه في غير الجامع غير شئ وهو أحد الأيمة في الحديث
قال البخاري توفي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر
سنة إحدى وأربعين ومائتين
قال أبو بكر ولد أحمد بن حنبل سنة أربع وستين ومائة ببغداد ودفن
بباب حرب
قال أبو بكر سمعت يحيى بن معين يقول أحمد رجل صالح ليس
بصاحب ميز
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبا زرعة يقول لم أزل أسمع
الناس يذكرون أحمد بن حنبل ويقدمونه على يحيى بن معين وأبي خيثمة
299

قال عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن الرازي سمعت علي بن
المديني يقول ليس في أصحابنا أحفظ من أحمد بن حنبل وبلغني أنه لا يحدث
إلا من كتاب ولنا فيه أسوة حسنة
(11) أحمد بن محمد بن أبي بزة
ذكره أبو عبد الله النيسابوري ولم أجد له ذكرا في الكتاب ولا ذكره غيره
وإنما يعرف أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة مؤذن
المسجد الحرام
روى عن مؤمل بن إسماعيل ومحمد بن يزيد بن خنيس سمع منه أبو حاتم
الرازي وقال هو ضعيف الحديث لا أحدث عنه فإنه روى عن عبيد الله بن
موسى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا
منكرا
(12) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي
سكن بغداد
قال بن أبي حاتم الرازي أبو عبد الله
وقال أبو حاتم هو صدوق
أخرج البخاري في كتاب الطب عن حسين غير منسوب
300

وقال أبو عبد الله النيسابوري هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي عنه عن
مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال الشفاء في
ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي رفع
الحديث
وأخرجه من حديث سريج بن يونس أبي الحارث عن مروان بن شجاع فقال عن بن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم
توفي يوم الأحد لثلاث بقين من شوال سنة أربع وأربعين ومائتين
قاله البخاري
قال النسائي هو بغدادي لا بأس به
(13) أحمد بن معمر بن إشكاب
قاله يحيى بن معين
وقال الحسن بن علي المصري أحمد بن عبد الله بن إشكاب وأكثر ما يقال
فيه أحمد بن إشكاب أبو عبد الله الصفار الكوفي الحضرمي سكن مصر
أخرج البخاري في عمرة الحديبية والفتن وآخر حديث من
الجامع عنه عن محمد بن فضيل بن غزوان
وقال البخاري آخر ما لقيته بمصر سنة سبع عشرة ومائتين
وقال أبو حاتم هو ثقة مأمون صدوق
وقال أبو زرعة هو صاحب حديث
301

(14) أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي البصري
أخرج البخاري في البيوع وغيرها عنه عن محمد بن عبد الرحمن
الطفاوي وفضيل بن سليمان النميري وغيرهما توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث محله الصدق
قال النسائي هو ثقة
وقال أبو داود السجستاني لا أحدث عن أبي الأشعث
قال عبدان فقلت له لم قال لأنه كان يعلم المجان قال
قلت وكيف كان يعلمهم قال كان بالبصرة مجان يصرون صرر الدراهم
ويطرحونها على الطريق ويقعدون ناحية فإذا مر المار بالصرة فطأطأ ليأخذها
يصيحون من الجوانب دع أن دع أن فعلم أبو الأشعث المارة بالصرر وقال
صروا صرر زجاج مثل صررهم فإذا جزتم بصرر الدراهم فخذوها فإذا صاحوا
فاطرحوا صرر الزجاج واذهبوا بالدراهم فأنا لا أحدث عنه
302

أخبرناه أبو بكر بن سختويه وأبو عبد الله بن محمد جميعا بمكة قالا
أنبأنا أبو العباس الرازي قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال سمعت
عبدان يقول سمعت أبا داود يقول لا أحدث عن أبي الأشعث وذكره
وقال أبو أحمد بن عدي أبو الأشعث أحمد بن المقدام البصري ثقة
(15) أحمد بن صالح أبو جعفر المصري الطبري
أخرج البخاري في الأضاحي وغير موضع عنه وروى في أول كتاب
التوحيد عن محمد غير منسوب عنه
قال الكلاباذي أرى أنه محمد بن يحيى الذهلي
فأخبرني أبو ذر الهروي الحافظ عن أبي عبد الله بن البيع النيسابوري الحافظ
بمثل ذلك عن عبد الله بن وهب
توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين قاله البخاري
قال أبو نعيم ما قدم علينا فتى أعلم بحديث الحجاز من هذا الفتى
يريد أحمد بن صالح المصري
وقال أحمد بن حنبل هو يفهم حديث المدينة
قال أبو عبد الرحمن النسائي أحمد بن صالح ليس بثقة
قال أبو جعفر العقيلي كان أحمد بن صالح لا يحدث أحدا حتى يسأل عنه
303

فجاءه النسائي وكان يصحب قوما من أصحاب الحديث ليسوا هناك أو كما قال
أبو جعفر قال فأبى أحمد بن صالح أن يأذن له فلم يره فكل شئ قدر عليه
النسائي أن جمع أحاديث قد خلط فيها أحمد بن صالح فشنع بها ولم
يضر ذلك أحمد بن صالح شيئا هو إمام ثقة
والصواب ما قال أبو جعفر العقيلي فإن أحمد بن صالح من أيمة المسلمين
الحفاظ المتقنين لا يؤثر فيه تجريح
وإن هذا القول ليحط من أبي عبد الرحمن النسائي أكثر مما حط من أحمد
ابن صالح وكذلك التحامل يعود على أربابه
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد
سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول حدثنا أحمد بن صالح وإذا جاوزت
الفرات فليس أحد مثله
قال وسئل أبي عنه فقال ثقة
وأخبرنا أبو بكر بن سختويه النيسابوري وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمود
قالا أخبرنا أبو العباس الرازي الحافظ قال أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال
سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال سمعت أبا بكر بن زنجويه
يقول قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح فقال لي من أين أنت قلت من أهل
304

بغداد فقال لي أين منزلك من منزل بن حنبل فقلت أنا من أصحابه فقال
لي تكتب لي صفة منزلك والمحلة التي تسكنها فإني أريد أن أوافي العراق حتى تجمع
بيني وبين أحمد بن حنبل وكتبت له فوافاني أحمد بن صالح في سنة اثنتي عشرة
فلقيني فقال الموعد الذي بيني وبينك فذهبت به إلى أحمد بن حنبل واستأذنت له
فقال لي أحمد بن الطبري قلت نعم فأذن له فرحب به وقربه وقال بلغني أنك
جمعت حديث الزهري فهات حتى نتذاكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فجعلا يتذاكران فما رأيت مذاكرة أحسن من تلك المذاكرة وما يعزب
أحدهما على الآخر حتى فرغا
فقال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح فهات حتى نتذاكر ما روى الزهري
عن أولاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا يتذاكران إلى أن قال أحمد بن حنبل لأحمد
ابن صالح عندك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن
عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني أن لي حمر النعم وأن لي حلف المطيبين الحديث
فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا
فقال أحمد هذا رواه عن الزهري رجل مقبول وهو عبد الرحمن بن
إسحاق أبو شيبة الواسطي وحدثناه عن ذلك الرجل شيخان ثقتان بشر بن
مفضل وإسماعيل بن علية
فقال أحمد بن صالح سألتك بالله ألا ما أمليته علي فقال
من الكتاب فقام وأخرج الكتاب وأملاه عليه فأعجب به أحمد بن صالح وقال لو لم
أستفد بالعراق إلا هذا الحديث لكان كثيرا ثم ودعه وخرج من عنده
305

قال أبو أحمد بن عدي سمعت أحمد بن عاصم الأقرع المصري يقول
سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن صالح فأثنى
عليه خيرا
(16) أحمد بن الصباح أبو جعفر بن أبي سريج النهشلي الرازي كذا قال
ابن عدي اسم أبي سريج الصباح
وقال مسلم أحمد بن الصباح بن أبي سريج
أخرج البخاري في الحيض والطلاق والتوحيد وغيرها عنه عن شبابة بن
سوار وعبيد الله بن موسى وأبي أسامة
سئل أبو حاتم عنه فقال صدوق
(17) أحمد بن عبد الله بن يونس بن قيس اليربوعي أبو عبد
الله الكوفي
أخرج البخاري في الايمان والوضوء وغيره عنه عن الثوري وزهير
وإسرائيل والليث وابن أبي ذئب وغيرهم
306

وأخرج البخاري في التوحيد عن يوسف بن راشد وهو يوسف بن
موسى بن راشد القطان عنه عن أبي بكر بن أبي عياش
قال البخاري مات بالكوفة في شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين
ومائتين
قال النسائي هو ثقة
وقال أبو حاتم هو ثقة متقن من صالحي أهل الكوفة وسنييها
قال أبو نصر سمعت أحمد بن الحارث المروزي يقول
سمعت إبراهيم بن يزيد البيوردي الحافظ يقول سمعت أحمد بن يونس يقول
قدمت البصرة فأتيت حماد بن زيد فسألته أن يملي علي شيئا من فضائل عثمان
فقال لي من أين أنت قلت من أهل الكوفة قال كوفي يطلب فضائل
عثمان والله لا أمليتها عليك إلا وأنا قائم وأنت جالس فقام وأجلسني وأملى علي
وكنت أسارقه النظر فكان يملي علي وهو يبكي
(18) أحمد بن عبد الله بن مسلم أبو الحسين بن أبي شعيب مولى
عمر بن عبد العزيز الحراني
أخرج البخاري في تفسير سورة براءة عن محمد غير منسوب عنه وقال أبو
عبد الله الحاكم يقال هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب أو محمد بن إبراهيم
البوشنجي عنه عن موسى بن أعين
307

قال أبو نصر مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
قال أبو حاتم هو ثقة صدوق
(19) أحمد بن عبد الله بن أيوب الحنفي كنيته أبو الوليد وكنية جده أبو
رجاء الحنفي الهروي
أخرج البخاري في الصلاة والطلاق وغيرهما عنه عن القطان والنضر
ابن شميل وأبي أسامة وروح وغيرهم
قال أبو حاتم هو صدوق
(20) أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف
أبو بكر المنجوفي السدوسي البصري
وقال بن عدي أحمد بن علي بن سويد بن ميمون
الميموني والصواب ما تقدم
308

أخرج البخاري في الايمان وغيره عنه عن روح بن عبادة وتوفي سنة
اثنتين وخمسين ومائتين
(21) أحمد بن عبيد الله بن سهيل بن صخر الغداني البصري
وقال أبو عبد الله النيسابوري كنية أبيه عبيد الله أبو صخر
وأخرج البخاري عنه عن أبي أسامة وذكره في باب إتيان اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم
فشك في اسمه قال أحمد أو محمد بن عبيد الله الغداني
وذكره في التاريخ في باب أحمد ولم يشك فيه
وكذلك ذكر أباه في باب عبيد الله وقال روى عنه ابنه
أحمد فلم يشك فيه أيضا عن حماد بن أسامة
وذكره بن عدي فقال محمد بن عبد الله الغداني البصري ولم
يذكر أحمد في بابه ويشبه أنه اعتقد أن اسمه محمد
قال أبو زرعة الرازي وهو بن عبد الله
309

وقال أبو حاتم الرازي هو بن عبيد الله صدوق وهو الصواب
وغدانة قبيلة من تميم
وقال أبو موسى مات سنة أربع وعشرين ومائتين
(22) أحمد بن عبد الملك بن واقد أبو يحيى الحراني وهو أخو سعيد بن عبد
الملك متروك الحديث
قال بن مندة هو مولى بني أسد
أخرج البخاري في كتاب الصلاة والجهاد وفضائل الصحابة عن
حماد بن زيد
قال أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود ثنا محمد بن يحيى بن كثير أنه مات سنة اثنتين وعشرين
ومائتين
ذكر الميموني عن أحمد بن حنبل أنه أثنى عليه خيرا وقال مات
ببغداد وكان حافظا
وقال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول كان نظير النفيلي يعني في
الصدق والاتقان
وقال بن نمير أهل بلده يسيئون الثناء عليه فترك حديثه
310

(23) أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي الكوفي يكنى أبا
عبيد الله
أخرج البخاري في المغازي والايمان عنه عن شريح بن مسلمة توفي
سنة ستين ومائتين
قال النسائي هو ثقة
وقال أبو حاتم هو صدوق
(24) أحمد بن عيسى التستري مصري الأصل
أخرج البخاري في غزوة حنين وغيرها عنه عن عبد الله بن وهب مات
سنة ثلاث وأربعين ومائتين
قال بن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال تكلم الناس فيه
وقال سألت أبي عنه فقال قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى كتب
ابن وهب وكتب المفضل بن فضالة ثم قدمت بغداد فسألت هل يحدث عن
المفضل قيل نعم فأنكرت ذلك وذلك أن الرواية عن بن وهب والمفضل لا
يستويان
لم يذكر أبو الحسن الدارقطني أحمد بن عيسى سقط من أصله
311

(25) أحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر المصري
ذكره بن البيع
ولم يذكره غيره فيمن أخرج عنه البخاري ولا وجدت له ذكرا في كتابه
وإنما أخرج عنه مسلم
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال لا بأس به
(26) أحمد بن أبي بكر واسمه القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن
أبو مصعب الزهري القرشي المدني قاضيها
أخرج البخاري في العلم وغيره عنه عن المغيرة بن عبد الرحمن ومحمد
ابن دينار
قال البخاري توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين
وقال بن أبي حاتم روى عنه أبي وأبو زرعة وقالا هو صدوق
وهو أحد من يحمل الموطأ عن مالك رحمه الله
قال أبو بكر بن أبي خيثمة خرجت في سنة تسع عشرة ومائتين إلى
مكة فقلت لأبي عن من أكتب فقال لا تكتب عن أبي مصعب واكتب
عن من شئت
312

ومعنى ذلك أن أبا مصعب كان ممن يميل إلى الرأي ويروي مسائل الفقه
وأهل الحديث يكرهون ذلك
فإنما نهى زهير ابنه عن أن يكتب عن أبي مصعب الرأي والله أعلم
وإلا فهو ثقة لا نعلم أحدا ذكره إلا بخير
(27) أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبو عبد الله المروزي المعروف بالرباطي كان
مولى على الرباط
أخرج البخاري في الأنبياء وغير موضع عنه عن إسحاق بن منصور
ووهب بن جرير
قال البخاري مات بقومس في المحرم سنة ست وأربعين ومائتين
فإذا أخرج عنه وعن وهب بن جرير قال حدثنا أحمد بن سعيد وقد قال
حدثنا أحمد حدثنا إسحاق بن منصور السلولي فلم ينسبه وهو أحمد بن سعيد
الرابطي قاله أبو عبد الله
313

(28) أحمد بن سعيد بن صخر أبو جعفر الدارمي
أخرج البخاري في أول كتاب التقصير وغير موضع عنه عن بشر بن عمر
وحبان بن هلال
قال أبو عبد الله وعثمان بن عمر
(29) أحمد بن أبي الطيب سليمان البغدادي أبو سليمان بن أبي الطيب مولى مروزي
قال أبو محمد السبيعي هو جرجاني كان على شرطة بخارى
أخرج البخاري في المناقب عنه عن إسماعيل بن مجالد بن سعيد
قال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ضعيف
وسألت أبا زرعة عنه فقال كتبنا عنه وكان حافظا
قلت هو صدق قال على هذا يوضع
وقال أبو زرعة هو بغدادي الأصل خرج إلى مرو ثم رجع فسكن
الري وكتبنا عنه
(30) أحمد بن سنان بن أسد بن حبان أبو جعفر القطان الواسطي
أخرج البخاري في الحج عنه عن يزيد بن هارون
314

قال أبو عبد الله مات قبل محمد بن إسماعيل البخاري بسنتين
قال الدارقطني هو هروي ذكر ذلك فيمن أخرج عنه البخاري
وقال في المؤتلف والمختلف أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان
الواسطي سمع من يحيى بن سعيد القطان وابن مهدي سمع منه محمد بن المثنى
وحدثنا عنه بن صاعد وغيره من شيوخنا وكان ثقة ثبتا
قال أبو الحسن قال أبو محمد السبيعي سمعت علي بن
أحمد الجرجاني يقول سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول ما كتبناه عن
[أبي] موسى وبندار أعدناه عن أحمد بن سنان وما كتبناه عن أحمد بن
سنان لم نعده عن غيره
(31) أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي أبو عبد الله البصري
أخرج البخاري في مناقب عثمان والزكاة والاستقراض عنه مفردا
وفي غير موضع مقرونا بغيره عن أبيه إلا أن الذي أخرجه في الزكاة
حديث موقوف عن بن عمر ولم يبين السماع فيه إلا أبو إسحاق وحده وكذلك
أخرج عنه في المناقب حدثنا موقوفا
وأخرج عنه في صفة الحوض حديثا قال فيه وقال أحمد بن
شبيب حدثنا أبي عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة أنه كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
315

يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض
والحديث وهم والله أعلم
لم يتابع عليه يونس رواه جماعة عن معمر عن الزهري عن رجل عن أبي
هريرة ولو كان عن سعيد بن المسيب لم يكن عنه
وقال شعيب بن أبي حمزة وعقيل بن خالد عن الزهري كان أبو هريرة يحدث مرسلا
وقال عبد الله بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن أبي جعفر الباقر محمد
ابن علي عن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة
قال أبو موسى مات سنة تسع وعشرين ومائتين
سئل عنه أبو حاتم فقال ثقة
قال أبو أحمد بن عدي قبل أحمد بن شبيب أهل العراق ووثقوه يروي
عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري نسخة
قيل لعلي بن المديني نسخة شبيب عن يونس عن الزهري فقال كتبتها
عن ابنه أحمد وحدثنا بن وهب عن شبيب بن سعيد والد أحمد هذا بأحاديث
مناكير وكان شبيب الذي يحدث عنه بن وهب غير شبيب الذي يحدث عنه ابنه
أحمد وغيره لان أحاديثهم عنه مستقيمة وأحاديث بن وهب [عنه]
مناكير
(32) أحمد بن يعقوب أبو يعقوب المسعودي الكوفي
316

أخرج البخاري في العيدين والديات وغير موضع عنه عن إسحاق بن
سعيد بن العباس وعبد الرحمن بن الغسيل وغيره
قال أبو حاتم وأبو زرعة أدركناه ولم نكتب عنه حرفا
وقال بن أبي حاتم روى عنه أبو سعيد الأشج
وقال أبو عبد الله النيسابوري هو كوفي قديم جليل مسند
(33) أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني المعروف بالورتنيسي
أخرج البخاري في علامات النبوة عن محمد بن يوسف عنه عن زهير بن
معاوية
وذكره أبو عبد الله الحافظ في باب من لقيهم البخاري وأخذ عنهم ثم
أخذ عن رجل عنهم
قال أبو حاتم هو ضعيف الحديث
(34) أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادى
أخرج البخاري في تفسير لم يكن عنه عن روح بن عبادة عن سعيد
ا بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب إن الله
أمرني أن أقرأ عليكم القرآن الحديث
317

قال بن مندة والمشهور عند أهل بغداد محمد بن عبيد الله بن أبي
داود
قال بن عدي لا يعرف وذكر الدارقطني أحمد بن أبي داود أبا
جعفر المنادي ولم يذكر غيره
وكذلك قال أبو عبد الله النيسابوري في باب من انفرد البخاري
بذكره يقال إنه محمد بن عبيد الله بن أبي داود فاشتبه على أبي عبد الله
اسمه والله أعلم
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن عبيد الله بن أبي داود
صدوق ثقة
قال وسئل عنه أبي فقال صدوق
(35) أحمد غير منسوب
أخرج البخاري في الصلاة والجنائز وغير موضع من الجامع عنه عن
عبد الله بن وهب
قال أبو نصر الكلاباذي يقال إنه أبو عبيد الله أحمد بن عبد
الرحمن بن وهب ومنهم من يقول إنه أحمد بن صالح
318

وقيل إنه أحمد بن عيسى
وقال أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله النيسابوري أحمد عن بن
وهب في جامع البخاري هو أحمد بن صالح المصري ولم يخرج البخاري عن
أحمد بن عبد الرحمن شيئا وإذا حدث عن أحمد بن عيسى نسبه
ولم يذكر الشيخ أبو الحسن الدارقطني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب
فيمن خرج عنه البخاري
قال العقيلي أحمد بن عبد الرحمن ليس بشئ
قال أبو حاتم البستي كان أحمد بن عبد الرحمن بن وهب يحدث
بالأشياء المستقيمة قديما حيث كتب عنه بن خزيمة ودونه ثم جعل يأتي عن
عمه بما لا أصل له
روى عن مالك عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم وهي الوتر وما أشبه هذا مما لا خفاء
به
319

قال أبو عبد الله الحافظ قلت لأبي عبد الله محمد بن
يعقوب الحافظ إن أبا عبد الله لم يحدث عن أحمد بن عبد الرحمن فقال إن
أحمد بن عبد الرحمن ابتلي بعد خروج مسلم من مصر فأما أحمد بن عبد الرحمن
بن وهب فإنا لا نشك في اختلاطه بعد الخمسين وهذا بعد خروج
مسلم من مصر والدليل على ذلك أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها
العقل وقد عرض عليه أبو بكر محمد بن إسحاق بعضها فأنكر بعضها وأقر له
بالبعض
وأما أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس رحمنا الله وإياه فحدثونا عن
ابنه محمد أنه عرض كتاب أبيه إليه على أحمد بن عبد الرحمن يسأله الرجوع
عن أحاديث منها فثبت عليها ولم يرجع
وقال أبو عبد الله في موضع آخر قال أبو عبد الله البخاري في كتاب الصلاة في
ثلاثة مواضع حدثنا أحمد ثنا عبد الله بن وهب وقد قيل إنه بن صالح
وقيل إنه بن عيسى التستري ولا يخلو من واحد منهما فقد روى عنهما
جميعا في الجامع
ومن قال إن البخاري خرج عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب في صحيحه فقد
وهم وغلط والدليل على ذلك أن المشايخ الذين ترك أبو عبد الله البخاري الرواية عنهم في
صحيحه قد روى عنهم في سائر مصنفاته كأبي صالح وغيره وليس له عن بن
أخي بن وهب رواية في موضع وهذا يدل على أنه لم يكتب عنه أو كتب عنه
ثم ترك الرواية عنه جملة
وقال أبو عبد الرحمن النسائي أحمد بن عبد الرحمن بن أخي بن وهب
كذاب
320

وقال بن أبي حاتم سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عنه
فقال ثقة ما رأينا إلا خيرا قلت سمع من عمه قال أي والله
وقال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول سمعت عبد الملك
ابن شعيب بن الليث يقول أبو عبيد الله بن أخي بن وهب ثقة
قال بن أبي حاتم سمعت أبا زرعة يقول وأتاه بعض رفقائي فحكى له
عن أبي عبيد الله بن أخي بن وهب أنه رجع عن تلك الأحاديث
فقال أبو زرعة إن رجوعه مما يحسن حاله ولا يبلغ به المنزلة التي كان
قبل
وقال أبو حاتم كتبنا عنه وأمره مستقيم ثم خلط بعد ثم جاءني خبره
أنه رجع عن التخليط
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عنه بعد ذلك قال كان
صدوقا
(36) أحمد غير منسوب
أخرج البخاري عنه في التوحيد عن محمد بن أبي بكر المقدمي
قال أبو نصر الكلاباذي يقال إنه أحمد بن سيار بن أيوب
ابن عبد الرحمن أبو الحسن المروزي
321

قال بن أبي حاتم رأيت أبي يطنب في مدح أحمد بن سيار ويصفه بالعلم
والفقه
ولم يذكر الشيخ أبو الحسن أحمد بن سيار فيمن أخرج عنه البخاري
وذهب الحاكم أبو عبد الله إلى أن الذي يروي عن محمد بن أبي بكر المقدمي
وعبيد الله بن معاذ رجل واحد وهو أحمد بن النضر بن
عبد الوهاب
أخرج البخاري في تفسير سورة الأنفال عنه عن عبيد الله بن معاذ
قال أبو أحمد الحافظ النيسابوري وأبو عبد الله بن البيع الحافظ إنه أحمد بن
النضر بن عبد الوهاب النيسابوري
ولم يذكره الشيخ أبو الحسن في جملة من خرج عنه البخاري
322

باب إبراهيم
(37) إبراهيم بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي من قيس غيلان
كوفي هكذا ذكره الكلاباذي ولم يزد أبو الحسن الدارقطني ولا أبو عبد الله
النيسابوري على إبراهيم بن حميد
وقال بن معين إبراهيم بن حميد الرؤاسي ليس هو بن حميد بن عبد
الرحمن إنما هو بن عمه وإبراهيم أقدم موتا من حميد روى عنه عباس
وأخرج البخاري في صلاة الكسوف والاحكام والاعتصام وغير
موضع عن شهاب بن عباد عنه عن إسماعيل بن أبي خالد
قال بن نمير مات سنة ثمان وسبعين ومائة
(38) إبراهيم بن الحارث بن إسماعيل أبو إسحاق البغدادي سكن نيسابور
أخرج البخاري في تفسير سورة الحج والوصايا عنه عن يحيى بن أبي
بكير
قال أبو عبد الله وربما قال إبراهيم غير منسوب عن يحيى بن أبي بكير
وهو إبراهيم بن الحارث هذا أبو إسحاق البغدادي نزيل نيسابور
قال الدارقطني هو شيخ البخاري يروي عن يحيى بن أبي بكير
323

(39) إبراهيم بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن مصعب بن الزبير بن العوام
وقال مسلم حمزة بن الزبير بن العوام أبو إسحاق الزبيري
الأسدي القرشي المديني
أخرج البخاري في الايمان وصفة الجنة والنار والتعبير وغيره عنه عن
إبراهيم بن سعد وعن عبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز بن محمد الدراوردي مقرونين
قال البخاري مات سنة ثلاث ومائتين
قال بن أبي حاتم سئل عنه أبي فقال صدوق وهو وإبراهيم بن المنذر
متقاربان ولم تكن لهما تلك المعرفة بالحديث وللشاميين إبراهيم بن حمزة أبو
إسحاق الرملي في هذه الطبقة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم كتبت عنه وسئل عنه أبي فقال
صدوق
(40) إبراهيم بن طهمان أبو سعيد الهروي سكن نيسابور
أخرج البخاري في التفسير والحج والزكاة وغير موضع عن بن المبارك
وأبي عامر العقدي ومحمد بن الحسن ومعن بن عيسى عنه عن محمد بن زياد
القرشي ويونس بن عبيد وحجاج بن حجاج
324

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا أبو الفضل الهروي
محمد بن أبي الحسين ثنا أحمد بن علي الابار البغدادي ثنا محمد بن علي
الشقيقي ثنا أبو عمرو نوح المروزي عن سفيان عن شقيق يعني بن عبد
الملك
قال عبد الله يعني بن المبارك إبراهيم بن طهمان صحيح
الكتب
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
قال قال أبي إبراهيم بن طهمان ثقة في الحديث وهو أقوى حديثا من أبي
جعفر الرازي
قال بن حنبل هو ثقة في الحديث حدث
عنه بن مهدي
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق ويحسن الحديث قال أبو بكر سمعت بن معين يقول هو ثقة قال مرة أخرى صالح
(41) إبراهيم بن محمد بن المنتشر بن الأجدع بن أخي مسروق بن
الأجدع الهمذاني الكوفي
أخرج البخاري في الغسل وغيره عن شعبة والثوري وأبي عوانة
[عنه عن أبيه
325

قال أبو حاتم الرازي هو ثقة صالح
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي إبراهيم
بن محمد بن المنتشر صدوق
(42) إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن
حذيفة بن بدر أبو إسحاق الفزاري المصيصي سكن الشام
أخرج البخاري في الجمعة وغير موضع عن عاصم بن يوسف
ومعاوية بن عمرو ومحمد بن سلام وغيرهم عنه عن مالك بن أنس وموسى بن
عقبة ومحمد الطويل وغيرهم
قال بن سعد مات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومائة
قال بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد يريد أحمد بن محمد بن يحيى بن
سعيد القطان ثنا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير قال سمعت سفيان
بن عيينة يقول كان أبو إسحاق الفزاري إماما
قال عبد الرحمن ثنا أبي ثنا بن الطباع عن عبد الرحمن بن
مهدي قال وددت أن كل شئ سمعته من حديث مغيرة كان من حديث أبي
إسحاق الفزاري الثقة المأمون الإمام قال
عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما
كتب إلي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت ليحيى بن معين أبو
إسحاق الفزاري فقال ثقة ثقة
326

(43) إبراهيم بن ميسرة الطائفي المكي مولى بعض أهلها
أخرج البخاري في الجمعة والحيل عن بن جريج والثوري وابن عيينة
عنه عن أنس بن مالك وعمرو بن الشريد
قال البخاري مات قريبا من سنة اثنتين وثلاثين ومائة
قال الرازي أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن المديني قال قلت
لسفيان بن عيينة أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ بن طاوس
قال لو شئت قلت لك إني أقدم إبراهيم عليه في الحفظ لقلت
قال أبو بكر بن خيثمة ثنا حامد بن يحيى البلخي قال
حدثنا سفيان بن عيينة ثنا إبراهيم بن ميسرة وكان من أصدق الناس
وأوثقهم
قال عبد الرحمن سمعت أبي يقول إبراهيم بن ميسرة
صالح
وقال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب قال
قال أبي كان إبراهيم بن ميسرة طائفيا سكن مكة ثقة
327

(44) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان التميمي أبو إسحاق الفزاري
الصغير الرازي
أخرج البخاري في الصلاة والبيوع والجهاد وفى غير موضع عنه
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة والوليد وعيسى بن يونس وهشام بن يوسف
وغيرهم
قال أبو زرعة هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة وأصح حديثا حديث
[منه] لا يحدث إلا من كتاب لا أعلم أني كتبت عنه خمسين حديثا من
حفظه وهو أتقن وأحفظ من صفوان بن صالح
وقال أبو حاتم الرازي هو من الثقات وهو أتقن من أبي جعفر
الجمال محمد بن هارون
(45) إبراهيم بن المنذر أبو إسحاق الحزامي من ولد خالد بن حزام
القرشي المديني
روى البخاري في العلم وغير موضع عنه عن الوليد بن مسلم وأنس بن
عياض ومعن بن عيسى وغيرهم وروى في الاستئذان عن محمد بن أبي غالب
عنه عن محمد بن فليح
328

قال البخاري مات سنة ست وثلاثين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
وقال بن وضاح لقيته بالمدينة ثقة
قال النسائي لا بأس به
(46) إبراهيم بن نافع المخزومي أبو إسحاق المكي
أخرج البخاري في الصلاة واللباس وغير موضع عن أبي عامر
العقدي وأبي نعيم وغيرهما عنه عن الحسن بن مسلم وعبد الله بن أبي نجيح
وكثير بن كثير
قال بن أبي حاتم ثنا صالح بن أحمد بن حنبل أخبرنا علي
يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول
كان إبراهيم بن نافع أوثق شيخ بمكة
وحكى الرازي حدثنا محمد بن حمويه بن الحسن سمعت أبا طالب
قال قلت لأحمد بن حنبل إبراهيم بن نافع فقال ثقة وإبراهيم بن نافع البصري
رجل ثان
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبي لا بأس به
329

روى عن عمر بن موسى الوجيهي أحاديث بواطيل وعمر بن موسى
متروك
وإبراهيم بن نافع رجل ثالث مجهول روى عن فرج بن فضالة حديثا
باطلا
(47) إبراهيم بن عبد الله بن حنين أبو إسحاق مولى العباس بن عبد
المطلب
أخرج البخاري في جزاء الصيد عن يزيد بن أسلم عنه عن أبيه
قال النسائي هو ثقة
(48) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق ويقال
أبو محمد الزهري المدني أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
أخرج البخاري في الفتن والوكالة وغير موضع عن ابنيه
صالح وسعد عنه عن أبيه وسعد بن أبي وقاص وأبي بكرة
قال الكلاباذي ولد سنة إحدى وعشرين
330

وقال عمرو بن علي توفي سنة ست وتسعين وهو بن خمس وسبعين
سنة
وقال أبو داود سمع من أبيه ويقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج له البخاري ومسلم وهو ثقة ثبت
(50) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أمه أم
كلثوم بنت أبي بكر
أخرج البخاري في الأطعمة عن أبي حازم سلمة بن دينار عنه
عن جابر بن عبد الله
(51) إبراهيم بن عبد الرحمن أبو إسماعيل السكسكي الكوفي
أخرج البخاري في الجهاد والشهادات والبيوع وتفسير سورة آل
عمران عن العوام بن حوشب عنه عن عبد الله بن أبي أوفى وأبي بردة بن أبي
موسى
قال الرازي ثنا صالح بن أحمد بن حنبل أخبرني علي بن المديني
قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة يضعف إبراهيم السكسكي
وقال كان لا يحسن يتكلم
وقال أبو عبد الرحمن النسائي ليس بذاك القوي
331

وأخرجه أبو عبد الله النيسابوري في جملة من أخرج عنه البخاري
وذكر بشئ من الجرح قد كان ذكره فيمن اتفقا على الاخراج عنه وهو وهم فلا
أعلم أنه أخرج عنه مسلم
(52) إبراهيم بن أبي الوزير هو عمر بن مطرف أبو إسحاق
هاشمي مولاهم مكي نزل البصرة
روى البخاري في الطلاق عن المسندي عنه مقرونا بالحسن بن الوليد
وأبي نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل حديث أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية التي
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فاستعاذت منه فقال أبو نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن
أبي أسيد
وقال الحسن بن الوليد عن عبد الرحمن عن عباس بن سهل عن أبيه
وأبي أسيد
وقال إبراهيم بن أبي الوزير عن عبد الرحمن عن حمزة عن أبيه وعن عباس بن سهل
ابن سعد عن أبيه ولم أر لإبراهيم في الجامع غير هذا الحديث
قال البخاري مات إبراهيم بن أبي الوزير واسم أبي الوزير عمر
بعد أبي عاصم النبيل ومات أبو عاصم سنة اثنتي عشرة ومائتين
332

(53) إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص واسمه أي اسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن
عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
أخرج البخاري في الطب والمناقب عن حبيب بن أبي ثابت وسعد
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عنه عن أبيه وعن أسامة بن زيد
(54) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن أحمد بن يونس وعن ابنيه
يعقوب وسعد عنه عن أبيه سعد وعن الزهري وصالح بن كيسان
ولد سنة عشر ومائة ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة
بغداد
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
وقاله النسائي
وقال بن معين لا بأس به
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي إبراهيم
ابن سعد أحاديثه مستقيمة
قال عبد الرحمن وأخبرني عبد الله فيما كتب إلي قال قال أبي
إبراهيم بن سعد ثقة
333

(55) إبراهيم بن سويد بن حبان
قال الدارقطني وأبو عبد الله بن البيع هو المدني
أخرج البخاري في الحج عن سعيد بن أبي مريم عنه عن عمرو بن
أبي عمرو
قال أبو زرعة الرازي لا بأس به
وقد أخرج مسلم عن إبراهيم بن سويد النخعي وهو غير هذا
وذكر أبو عبد الله إبراهيم بن سويد المدني فيمن اتفقا على الاخراج
عنه وأراه وهما وإنما هو النخعي وقد ذكر النخعي بعد ذلك فيمن انفرد
مسلم به فظن في بعض المواضع أنه المدني
334

(56) إبراهيم بن أبي عبلة هو إبراهيم بن شمر يقظان بن المرتحل أبو
إسماعيل ويقال أبو العباس العقيلي الشامي
أخرج البخاري في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم عن محمد بن حمير عنه عن عقبة بن
وساج
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق ثقة
وقال النسائي لا بأس به
روى عنه مالك بن أنس
قال البخاري حدثني الحسن بن رافع حدثنا ضمرة بن ربيعة قال مات
بن أبي عبلة واسمه إبراهيم بن شمر الشامي سنة اثنتين وخمسين ومائة
(57) إبراهيم بن يزيد بن عمرو وقال عمرو بن علي الفلاس بن قيس أبو
عمران النخعي الكوفي الأعور
أخرج البخاري في غير موضع عن حكم بن عتيبة ومنصور والأعمش وابن
عون وزبيد اليامي ومغيرة عنه عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد ومسروق
وعبيدة السلماني وأبي عبيدة وهمام
قال أبو نصر ولد سنة ثلاث وثلاثين
335

قال البخاري في التاريخ وقال أبو نعيم مات سنة ست وتسعين
قال البخاري أحمد بن سعيد قال سمعت عبد الله بن داود عن قال
الأعمش قال مات إبراهيم وهو بن ثمان وخمسين وأنا يومئذ بن خمس وثلاثين
قال يحيى أخبرنا أبو عبد الرحمن الطائي عن الأعمش قال مات إبراهيم
النخعي وهو بن ثمان وأربعين وقتل سعيد بن جبير وهو بن ثمان وأربعين
قال أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا محمد بن عمران الأخنسي حدثني
عبد الله بن داود ثنا معروف بن واصل سمعت الشعبي يقول إبراهيم خير
مني
قال أبو بكر حدثنا أبي ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم
ثنا شعبة عن الأعمش قال قلت لإبراهيم إذا حدثتني عن عبد الله فأسند
لي قال إذا قلت لك قال عبد الله فقد سمعته من غير واحد من أصحابه
وإذا قلت حدثني فلان فقد حدثني فلان
قال أبو بكر حدثنا نضر بن المغيرة البخاري ثنا سفيان بن عيينة
حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قال لم يكن بالكوفة رجلان أعجب إلي
وأحب من إبراهيم وخيثمة بن عبد الرحمن
قال أبو بكر ثنا محمد بن عمران الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش
عن الأعمش قال كان لإبراهيم عند أصحاب عبد الله قدر
قال أبو بكر ثنا أحمد بن حنبل ثنا حجاج الأعور عن شعبة
عن منصور عن إبراهيم ما كتبت شيئا قط
قال أبو بكر ثنا يحيى بن معين سمعت أبا أسامة عن الأعمش قال
كان إبراهيم النخعي يقعد مع العرفاء بالمناكب فقيل له تقعد مع هؤلاء قال
نعم يتحدثون بما شاؤوا ونتحدث بما شئنا
336

قال أبو زرعة الرازي إبراهيم النخعي علم من أعلام أهل الاسلام وفقيه
من فقهائهم
وقال الشعبي لما أخبر بموته ما خلف بعده مثله
قال عبد الله بن وهب سمعت مالك بن أنس يذكر إبراهيم فقال كان
من علماء الناس
قال البخاري ثنا موسى بن إسماعيل ثنا مهدي بن ميمون
حدثنا شعيب مات إبراهيم متواريا ليالي الحجاج فدفن ليلا فشهدت الصلاة
عليه فسمعت الشعبي يقول مات رجل ما ترك بعده مثله لا بالكوفة ولا
بالبصرة ولا بالمدينة ولا بالشام
وقال حماد بن أبي سليمان بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد
ودخل إبراهيم على عائشة
قال بن معين مرسلات إبراهيم صحيحة إلا حديث تاجر البحرين
وحديث الضحك في الصلاة
وقال أحمد بن علي بن مسلم حدثنا محمود سمعت وكيعا يقول إبراهيم
النخعي وسعيد بن جبير لم يلقيا عائشة
وقال شعبة لم يسمع إبراهيم من مسروق
(58) إبراهيم بن يزيد بن شريك أبو أسماء التيمي تيم الرباب كوفي
337

مات في حبس الحجاج سنة أربع وتسعين قاله محمد بن سعد
أخرج البخاري في التوحيد والأشربة والاعتصام عن الأعمش عنه
عن أبيه والحارث بن سويد
قال أبو زرعة الرازي هو كوفي ثقة مرجئي
وقال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
قال عمرو بن علي مات سنة اثنتين وتسعين
(59) إبراهيم بن يوسف بن إسحاق السبيعي الهمذاني الكوفي
توفي سنة ثمان وتسعين ومائة
أخرج البخاري في الايمان والمغازي وغير موضع عن
إسحاق بن منصور ومحمد بن العلاء وشريح بن مسلمة عنه
عن أبيه
قال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه وهو حسن الحديث
وقال النسائي ليس بالقوي
338

باب إسماعيل
(60) إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش بن أخي موسى بن
عقبة بن أبي عياش المطر في مولى الزبير بن العوام الأسدي القرشي المدني
قال الواقدي مات في أول خلافة المهدي
أخرج البخاري في الأدب والسير وغير موضع عن إسماعيل بن أبي
أويس وابن أبي مريم عنه عن عمه موسى ومن نافع مولى بن عمر
قال أبو حاتم الرازي لا بأس به
وقال عباس سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة
مدني ثقة
وقال النسائي هو ثقة
(61) إسماعيل بن إبراهيم بن سهم قاله أبو زرعة الرازي وهو إسماعيل
ابن علية أمه علية أبو بشر الأسدي أسد خريمة مولاهم البصري
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن علي بن المديني وقتيبة بن
سعيد وصلت بن محمد وعمرو بن زرارة وغيرهما عنه عن أيوب وعبد العزيز بن
صهيب وروح بن القاسم
قال عمرو بن علي ولد سنة عشر ومائة ومات سنة ثلاث وتسعين
ومائة
339

قال البخاري حدثني محمد قال ومات بن علية سنة أربع وتسعين
ومائة
قال أبو بكر حدثنا بن معين قال سمعت من سأل عبد الرحمن بن
مهدي عن إسماعيل بن علية فقال ثقة
يقال إنه مات ببغداد ودفن في مقابر عبد الله بن مالك
قال عبد الرحمن حدثنا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول إسماعيل بن علية أثبت من هشيم
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني
ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول إسماعيل بن علية أثبت من
وهيب
قال عبد الرحمن سمعت أبي يقول إسماعيل بن علية ثقة
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي قيل
لهشيم إن إسماعيل بن علية يحدث فقال إلى مثل إسماعيل فاذهبوا
قال عبد الرحمن الرازي حدثنا أبو بكر الأسدي ثنا عبد الله بن محمد
ابن الفضل سمعت أحمد بن حنبل يقول إسماعيل بن علية إليه المنتهى في التثبت
بالبصرة
قال ثنا الرازي ثنا علي بن الحسن السمناني ثنا إبراهيم
ابن عبد الله الهروي قال سمعت يزيد بن هارون يقول دخلت البصرة وما بها
من خلق يفضل في الحديث على بن علية
وقال النسائي إسماعيل بن علية ثقة ثبت روى عنه شعبة
قال بن القاسم روى عنه حديث التزعفر لا غير
340

قال أحمد بن سعيد ثنا أبو سعيد ثنا عياش قال سمعت
يحيى بن معين يقول حديث
لا نكاح إلا بولي الذي يرويه بن جريج فقلت إن بن علية
يقول قال بن جريج لسليمان بن موسى فقال نسي بعد قال ليس يقول
هذا إلا بن علية وابن علية عرض كتب بن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز
ابن أبي رواد وأصلحها له
قال أحمد بن سعيد ثنا صالح بن محمد بن شاذان ثنا محمد حدثنا
جعفر قال سمعت محمدا يقول كان بن علية قد خلط وتكلم في شئ من
القرآن فلم نأته سنتين فأتيناه فقلنا له يا أبا بشر هل سمعت يونس أو
أيوب أو بن عون أو سليمان يتكلمون بهذا قال لا
قال بن معين سماع إسماعيل بن علية من عطاء بن السائب ردئ سمع
منه بعد أن اختلط وأبو عوانة سمع منه قبل وبعد فلم يفصلهما أبو عوانة
(62) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسين أبو معمر الهذلي
الهروي سكن بغداد القطيعي
341

روى البخاري في علامات النبوة عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عنه
عن حماد بن أسامة مات يوم الاثنين للنصف من جمادى الأولى سنة ست
وثلاثين ومائتين قال البخاري
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
قال يحيى بن معين هو أكيس من هارون بن معروف
(63) إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي الكوفي
أخرج البخاري في الجمعة والحج وغير موضع عنه عن بن
المبارك وعبد الرحمن بن الغسيل وأبي بكر بن عياش وعيسى بن يونس وغيرهم
لم يذكر أبو الحسن الدارقطني حديثه إلا عن عبد الرحمن بن الغسيل
قال النسائي لا بأس به
وقال بن حنبل هو ثقة
وقال أبو حاتم الرازي هو صدوق في الحديث لا بأس به كثير
الحديث
قال أبو أحمد بن عدي سمعت محمد بن نوح يقول سمعت أبا داود
السجستاني يقول إسماعيل بن أبان الوراق ثقة
342

وليس هذا بإسماعيل بن أبان الوراق الغنوي الكوفي هذا ثقة والغنوي
كذاب
وقال أبو عبد الله هذا أبو إسحاق الوراق الأزدي والآخر صاحب
هشام بن عروة هو الحناط الغنوي متروك الحديث
قال علي بن المديني إسماعيل بن أبان الوراق لا بأس به وأما إسماعيل بن
أبان الغنوي فكتبت عنه وتركته وضعفه جدا
وسئل يحيى بن معين عن إسماعيل بن أبان الغنوي فقال وضع حديثا عن
قطر عن أبي الطفيل عن علي قال السابع من ولد العباس يلبس
الخضرة حديث كذب ليس منه شئ
قال العقيلي عن عبد الله بن أحمد سألت أبي عن
إسماعيل بن أبان الغنوي فقال كتبنا عنه ثم حدث بأحاديث الخضرة وأحاديث
موضوعة فتركناه
(64) إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي
المكي
343

أخرج البخاري في الزكاة وغير موضع عن بن جريج وروح بن القاسم
ويحيى بن سليم والفضل بن العلاء وغيرهم عنه عن نافع وسعيد المقبري ويحيى
ابن عبد الله بن صيفي مات سنة تسع وثلاثين ومائة
قال أبو زرعة الرازي هو مدني ثقة
وقال أبو حاتم الرازي هو صالح
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن حمويه بن الحسن قال
سمعت أبا طالب قال سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن أمية وأيوب بن
موسى فقال أيوب بن عم إسماعيل وإسماعيل أكبر منه وأحب إلي
وقال النسائي هو ثقة
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي سئل
أبي عن إسماعيل بن أمية وابن خثيم فقال إسماعيل أحب إلي من بن خثيم
إسماعيل أقوى وأثبت في الحديث من أيوب بن موسى
(65) إسماعيل بن جعفر أخو محمد وكثير ويحيى أبو
إبراهيم المدني الأنصاري الزرقي مولاهم كان ببغداد
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن أبي الربيع ومحمد بن سلام
وقتيبة عنه عن ربيعة الرأي وعبد الله بن دينار وحميد الطويل
قال أبو زرعة الرازي هو ثقة مدني
وقال عباس سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن جعفر وأخوه محمد
344

ابن جعفر ثقتان
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي سألت
أبي عن إسماعيل بن جعفر قال ما أعلم إلا خيرا قلت ثقة قال نعم
قال أبو بكر سمعت يحيى بن معين يقول هو ثقة مأمون قليل الخطأ
صدوق اللسان
(66) إسماعيل بن الخليل أبو عبد الله الخزاز الكوفي
روى البخاري في الحيض والصلاة والجنائز وغير موضع عنه عن علي بن
مسهر وعبد الرحمن بن سليمان وسلمة بن رجاء
وروى في تفسير سورة الزمر عن الحسن غير منسوب عنه
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا عنه أبي وكان من الثقات
قال البخاري مات إسماعيل بن خليل سنة خمس وعشرين ومائتين
(67) إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني الأسدي مولاهم الكوفي أ
خرج البخاري في البيوع والجهاد عن محمد بن الصباح
الدولابي وأبي الربيع الدهماني عنه عن عاصم الأحول ومحمد بن سوقة
قال أبو حاتم الرازي هو صالح
345

قال أحمد بن سعيد ثنا قاسم بن أصبغ ثنا أحمد بن زهير قال
سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن زكريا الخلقاني ثقة
قال أحمد أخبرنا أبو سعيد ثنا عباس قال سمعت يحيى بن معين يقول
ثلاثة أحاديث لا يرويها إلا إسماعيل بن زكريا الخلقاني
حديث عاصم الأحول عن بن سيرين ما كانوا يسألون عن الاسناد حتى
كانت الفتنة
والحديث الثاني حديث الحسن بن عبيد الله قال قلت لإبراهيم أعد الموعد
حتى متى أنتظره قال حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى
والحديث الثالث حديث مغيرة عن إبراهيم في الذي به لمم قال إذا أفاق
توضأ
وقال النسائي أرجو أن لا يكون به بأس هو كوفي
قال أبو بكر سمعت بن معين يقول إسماعيل بن زكريا الخلقاني ثقة
قال أبو بكر ثنا محمد بن الصباح الدولابي ثنا إسماعيل بن زكريا
مولى بني أسد ومات سنة ثلاث وسبعين ومائة كان ببغداد
قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال
قال أبي إسماعيل بن زكريا الخلقاني حديثه حديث مقارب
(68) إسماعيل بن زرارة الثغري
ذكره الدارقطني وأبو عبد الله ولم يذكره الكلاباذي
346

(69) إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص أبو محمد
أخرج البخاري عن صالح بن كيسان عنه عن أبيه بالقرب من آخر كتاب
الزكاة مقرونا بإسناد آخر
قال عمرو بن علي مات سنة أربع وثلاثين ومائة
قال عبد الرحمن بن صالح عن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني
ابن المديني سمعت سفيان بن عيينة يقول كان إسماعيل بن محمد بن سعد من
أرفع هؤلاء
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
(70) إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير أبو عمر الهمداني الكوفي
أخرج البخاري عن يحيى بن معين وأحمد بن أبي الطيب أبي سليمان عنه عن بيان بن
بشر في المناقب وفي إسلام أبي بكر
قال أبو زرعة الرازي ليس هو بمن يكذب بمرة هو وسط
وقال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي سألت
يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد بن سعيد فقال كتبت عنه كان ليس به
بأس
347

وسمعت أبي يقول كان ببغداد وهو كما شاء الله عز وجل
قال أبو عبد الرحمن ليس بذاك القوي
(71) إسماعيل بن أبي أويس واسمه عبد الله بن أبي عامر
الأصبحي وهو بن أخت مالك بن أنس وابن عمه وزوج ابنته
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عنه عن مالك
وسليمان بن بلال وأخيه عبد الحميد وعبد الله بن وهب
قال أبو حاتم الرازي هو محله الصدق وكان مغفلا
قال أحمد بن زهير سمعت بن معين يقول إسماعيل بن أبي أويس
صدوق ضعيف العقل ومرة قال ليس بذاك ومرة قال ليس بشئ
وقال بن الجنيد قال بن معين إسماعيل بن أبي أويس مخلط يكذب
ليس بشئ
قال البخاري توفي إسماعيل بن أبي أويس سنة ست وعشرين
ومائتين وإنما حدث مسلم عنه في الحج
348

(72) إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر أبو عبد الحميد المخزومي
الشامي
أخرج البخاري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عنه عن أم الدرداء في
الصوم قال صالح بن أحمد أملى علي أبي قال إسماعيل بن عبيد الله بن أبي
المهاجر شامي تابعي ثقة
قال أبو زرعة الرازي اسم أبي المهاجر أقرم استعمله عمر بن عبد العزيز
على إفريقية
قال عبد الرحمن ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل ثنا أيوب
ابن تميم القاري عن الأوزاعي أنه كان إذا حدث عن إسماعيل بن عبيد الله قال
وكان مأمونا على ما حدث
(73) إسماعيل بن أبي خالد قال بن معين ويقال
هرمز أبو عبد الله البجلي الأحمسي مولاهم الكوفي
349

أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن شعبة والثوري وابن عيينة
عنه عن عبد الله بن أبي أوفى وزيد بن وهب وقيس بن أبي حازم قال أحمد بن
علي بن مسلم ثنا محمود قال سمعت وكيعا قال سمعت إسماعيل بن أبي
خالد يقول سمعت من زيد بن وهب ثلاثة أحاديث
قال الرازي ثنا محمد بن مسلم وعبد الملك بن أبي عبد الرحمن
المقري قالا حدثنا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير ثنا نوفل يعني بن
مطهر عن بن المبارك عن سفيان قال حفاظ الناس ثلاثة إسماعيل بن أبي خالد
وعبد الله بن أبي سليمان ويحيى بن سعيد الأنصاري
قال أبو حاتم لا أقدم علي بن أبي خالد من أصحاب الشعبي أحدا
وهو ثقة أروى من بيان وفراس وأحفظ من مجالد
قال بن معين مات سنة خمس وأربعين ومائة
قال بن معين وقد روى إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حريث
وعبد الله بن أبي أوفى ورأى أنسا وأبا كاهل البجلي واسمه قيس بن عائد
وروى عن أخيه النعمان عن علي وإنما ذكرت هذا لابين أنه من التابعين ممن
أدرك الصحابة
350

باب إسحاق
(74) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه أبو يعقوب
الحنظلي المروزي سكن نيسابور
روى البخاري في العلم وفي غير موضع عنه عن بن عيينة ووكيع
وعبد الرزاق والوليد بن مسلم ومحمد بن الفضيل وعبد الصمد بن عبد الوارث
ولد سنة إحدى وستين ومائة
قال البخاري ومات ليلة السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة
ثمان وثلاثين ومائتين بنيسابور
وقال أبو حاتم الرازي إسحاق بن راهويه إمام من أيمة المسلمين قال
عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا صالح بن أحمد قال سمعت أبي وقد سئل عن
إسحاق بن راهويه فقال مثل إسحاق يسأل عنه إسحاق عندنا من أيمة
المسلمين
قال أحمد بن سعيد ثنا محمد بن قاسم قال قلت لأبي عبد الرحمن
النسائي من أجل عندك إسحاق بن راهويه أو قتيبة قال إسحاق أحد
الأيمة أنا أقدمه على أحمد بن حنبل وقال مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين
جاءنا نعيه وأنا عند قتيبة
351

(75) إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبو إبراهيم السعدي البخاري قاله
الكلاباذي وابن البيع والشيخ أبو الحسن
وقال بن عدي هو مروزي
أخرج في الغسل والصلاة وغير موضع عنه
وربما قال ثنا إسحاق بن نصر عن حسين الجعفي ويحيى بن آدم
وأبي أسامة وعبد الرزاق وغيرهم وكذلك قال فيه بن عدي إسحاق بن
نصر من أهل مرو
(76) إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن منيع بن عم أحمد بن منيع بن
عبد الرحمن أبو يعقوب البغوي الملقب بلؤلؤ سكن بغداد
352

أخرج البخاري في الرقاق والتفسير عنه عن إسحاق الأزرق وحسين
ابن محمد المروروذي لم يذكر له أبو الحسن رواية إلا عن حسين المروروذي
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم هو ثقة صدوق
(77) إسحاق بن إبراهيم الصواف أبو يعقوب البصري
أخرج البخاري في عدة أصحاب بدر عنه عن يوسف بن يعقوب
السدوسي
(78) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الشامي الدمشقي قال
أبو حاتم الفراديسي
أخرج البخاري في الزكاة والجهاد وغير موضع عنه عن يحيى بن حمزة
وشعيب بن إسحاق
قال أبو حاتم الرازي كتبت عنه وهو ثقة
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو موسى بن إسماعيل الرملي قال
سألت أبا مسهر عن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي فقال ثقة
(79) إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني الحنيني
353

قال البخاري في حديثه نظر
قال أحمد بن إسحاق البزار إسحاق بن إبراهيم يروي عن أسامة بن زيد بن
أسلم خرج من المدينة فكف واضطرب حديثه
وقال أبو حاتم الرازي رأيت أحمد بن صالح لا يرضى عنه
وقال أبو زرعة الرازي هو صالح الحديث
ذكره أبو أحمد بن عدي في عدة من خرج عنه البخاري في الصحيح
ولم أجد فيه موضع ذكره ولم يذكره الدارقطني ولا الكلاباذي وأظن بن
عدي غلط فيه وإنما هو إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن البغوي وقد تقدم
ذكره
وذكر أبو عبد الله بن البيع إسحاق بن إبراهيم الجزري ولعله أراد ذلك لان
الحنيني سكن طرطوس انتقل إليها لا يعلم إسحاق بن إبراهيم الجزري غيره
354

(80) إسحاق بن أبي عيسى واسمه جبريل
أخرج البخاري في التوحيد عنه عن يزيد بن هارون عن شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة
يحرسونها
قال أبو عبد الله بن البيع هو من أهل بغداد قال وقال لي خلف بن
محمد بن إسماعيل البخاري هو إسحاق بن منصور الكوسج
وقال أبو ذر يشبه أن يكون إسحاق بن منصور الكوسج الواسطي
والصواب عندي أنه غيره
وقال أبو أحمد بن عدي إسحاق بن أبي عيسى واسطي أو بغدادي
وليس بالمعروف
والأشبه بالصواب القول الأول
(81) إسحاق بن راشد الأموي مولاهم الجزري
أخرج البخاري في تفسير سورة براءة والطب والاعتصام وغير موضع عن
موسى بن أعين وعتاب بن بشير عنه عن الزهري
قال أبو حاتم الرازي هو شيخ
355

وقال أبو نصر الكلاباذي وأبو زرعة الرازي إسحاق بن راشد والنعمان
ابن راشد الأموي أخوان
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم أنبأنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال
وسئل أبي وأنا أسمع عن إسحاق بن راشد فقال ليس هما بأخوين إسحاق رقي
والنعمان جزري ولا أعلم بينهما قرابة
وإسحاق أحب إلي وأصح حديثا من النعمان وهو فوقه
قال أبو عروبة عقب إسحاق ينتسبون إلى ولاء عمر بن الخطاب وذكر
بعضهم أنه مات بسجستان أحسبه قال في خلافة أبي جعفر المنصور وجل حديثه
عند موسى بن أعين وقد روى عنه عتاب بن بشير وعبد الله بن عمرو وغيرهم
قال النسائي إسحاق بن راشد ثقة
قال أبو عبد الله قال محمد بن يحيى الذهلي العالم بالحديث لا سيما
حديث الزهري صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح ومحمد بن أبي حفصة في
بعض حديثهم اضطراب
والنعمان وإسحاق بن راشد الجزريان أشد اضطرابا من أولئك
(82) إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة أبو يعقوب
الفروي مولى عثمان رضي الله تعالى عنه
أخرج البخاري في الصلح عن محمد بن عبد الله عنه والأويسي
جميعا عن محمد بن جعفر وفي الجهاد عنه مفردا عن مالك بن أنس ومات سنة
ست وعشرين ومائتين
356

قال أبو حاتم الرازي إسحاق الفروي كان صدوقا ولكن ذهب بصره فربما
لقن الحديث فيلقن وكتبه صحيحة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم وقد حدث عنه أبي وأبو زرعة الرازي
وقال النسائي هو ضعيف ليس بثقة
قال أبو عبيد الله قال لنا أبو بكر الشافعي سمعت جعفر
الطيالسي يقول لو كان الامر إلي ما حدثت عن إسحاق الفروي
قال أحمد بن علي أخبرنا علج أخبرنا أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم قال سمعت محمد بن عاصم المصري وكان من أهل الصدق وقال
قدمت المدينة ومالك بن أنس حي فلم أر أهل المدينة يشكون أن إسحاق بن أبي فروة متهم على الدين
قال القاضي أبو الوليد رحمه الله فيحتمل عندي أنه يتهم لكثرة خطاياه
بقلة التحري والله أعلم
357

(83) إسحاق بن منصور أبو عبد الرحمن السلولي الكوفي
أخرج البخاري في النهي عن الكلام في الصلاة وفي صفات النبي صلى الله عليه وسلم عن
أبي عبد الله أحمد بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن تمير عنه عن إبراهيم بن يوسف بن أبي
إسحاق وهريم بن سفيان
قال البخاري مات سنة أربع ومائتين
(84) إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب المروزي سكن
نيسابور بأخرة
أخرج البخاري في الحج والزكاة وغير موضع عنه عن النضر بن شميل
وروح بن عبادة ويعقوب بن إبراهيم الزهري وحسين الجعفي و عبد الرزاق
وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهم
ولم يذكر له أبو الحسن رواية إلا عن النضر
قال البخاري توفي بنيسابور يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من
جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق وروى عنه وأبو زرعة الرازي
358

(85) إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة واسمه زيد بن سهل
الأنصاري النجاري أبو يحيى وقيل أبو نجيح أخو عبد الله وإسماعيل ويعقوب
بني عبد الله بن أبي طلحة
أخرج البخاري في العلم والوضوء والتوحيد وفي غير موضع عن مالك بن أنس
والأوزاعي وسفيان بن عيينة وهمام بن يحيى عنه عن أنس وأبي مرة و عبد الرحمن
ابن أبي عمرة
قال عمرو بن علي مات سنة أربع وثلاثين ومائة
قال الواقدي كان مالك لا يقدم عليه أحدا في الحديث
وقال أبو حاتم الرازي هو ثقة وقال أبو زرعة الرازي هو ثقة وهو أشهر إخوته وأكثرهم
حديثا وهم عبد الله ويعقوب وإسماعيل وعمرو
قال بن الجنيد سمعت بن معين يقول إسماعيل وإسحاق وعبد الله بنو
عبد الله بن أبي طلحة إخوة مدنيون قلت ثقات قال نعم ثقات
(86) إسحاق بن سليمان الرازي قال أبو نصر القبري أو
العبدي سكن الكوفة
وقال عبد الرحمن الرازي هو كوفي في الأصل يكنى أبا يحيى
359

أخرج البخاري في كتاب اللباس عن أحمد بن أبي رجاء عنه عن حنظلة
ابن أبي سفيان
قال أبو داود مات في سنة مائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق ولا بأس به
قال أبو بكر سئل بن معين عنه فقال ثقة
(87) إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أخو خالد بن
سعيد الأموي القرشي المكي
أخرج البخاري في العيدين والذبائح واللباس وغير موضع عن بن عيينة
وأبي نعيم وأحمد بن يعقوب عنه عن أبيه سعيد بن عمرو إلا أن أبا نعيم قال فيه عن
أبيه سعيد بن فلان بن سعيد
قال البخاري مات سنة ست وسبعين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو شيخ وهو أحب إلي من أخيه خالد
قال النسائي هو ثقة
(88) إسحاق بن سويد بن هبيرة العدوي التميمي الشاعر
أخرج البخاري في الصوم عن معتمر بن سليمان عنه وعن خالد الحداء
مقرونا به عن أبي بكرة
360

قال أبو عبد الله هو حديث واحد ولم أجد له في الكتاب غير حديث
شهرا عيد لا ينقصان
قال عمرو بن علي مات سنة إحدى وثلاثين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول إسحاق بن سويد
ثقة بصري
قال النسائي هو ثقة بصري
(89) إسحاق بن شاهين بن الحارث أبو بشر الواسطي
أخرج البخاري في الصلاة والحج والبيوع والطلاق عنه عن خالد بن
عبد الله ولم يزد على أن قال حثنا إسحاق الواسطي ولم ينسبه إلى أبيه
وقال النسائي لا بأس به
(90) إسحاق بن وهب بن زياد العلاف أبو يعقوب الواسطي
روى عنه البخاري في البيوع عن عمر بن يونس الهمامي حديث
361

أنس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
(91) إسحاق بن يزيد الخراساني
أخرج البخاري في غزوة الفتح عنه عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي
حديثا موقوفا على بن عمر وعائشة لا هجرة بعد الفتح
(92) إسحاق بن يحيى بن علقمة الكلبي ذكره بن البيع
362

وقال بن أبي حاتم هو حمصي روى عن الزهري روى عنه يحيى بن صالح
الوحاظي
وقال الشيخ أبو الحسن عن الزهري اعتبارا وشاهدا ولم أر له في
الكتاب ذكرا
(93) إسحاق بن يوسف بن يعقوب بن مرداس أبو محمد الأزرق المهدي
الواسطي
أخرج البخاري في المغازي عن أبي موسى الزمن والحسن بن الصباح والحسن
ابن خلف وغيرهم عنه عن الثوري ومسعر وورقاء وغيرهم ولد سنة عشر ومائة
قال البخاري وتوفي سنة خمس وتسعين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق صحيح الحديث لا بأس به
وقال أحمد بن حنبل كان إسحاق الأزرق حافظا ولكنه كان كثير الخطأ عن
سفيان
363

باب أيوب
(94) أيوب بن أبي تميمة واسمه كيسان أبو بكر السختياني ثم
العنزي مولاهم البصري
قال فيه هشام بن عروة أيوب بن ميسرة
وقيل يكنى أبا عثمان وكان أبوه من سبي سختيان وقيل إنه كان يبيع الجلود
فسمي بذلك
أخرج البخاري في الايمان والنكاح وغير موضع عن مالك وشعبة وابن
جريج وغيرهم عنه عن أبي عثمان النهدي وعمرو بن سلمة الجرمي والحسن وعكرمة
وغيرهم
قال عمرو بن علي ولد سنة ثمان وستين ومات سنة إحدى وثلاثين
ومائة
قال أحمد بن سعيد ثنا أحمد بن خالد ثنا مروان أخبرنا أبو
عمرو بن خلاد قال ذكر يوما عند عبد الرحمن بن مهدي الرجل يحدث فيكون
364

حجة يحتج به على غيره في الحديث فقال أيوب حجة أهل البصرة ومنصور بن
المعتمر حجة أهل الكوفة والأوزاعي حجة أهل الشام وعمرو بن دينار حجة
أهل مكة ومالك بن أنس حجة أهل المدينة قال أبو إسحاق الدارقطني أيوب
من الحفاظ الاثبات
قال إسماعيل بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال سئل مالك
متى سمعت من أيوب السختياني قال حج حجتين فكنت أرمقه ولا أسمع منه غير
أنه إذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمه فلما رأيت منه ما رأيت وإجلاله النبي
صلى الله عليه وسلم كتبت عنه
قال أحمد بن علي بن مسلم حدثنا هشام بن عبد العزيز أبو عمرو حدثنا
عبد الرزاق عن سفيان قال دخلت البصرة فلم أر فيها مثل أربعة أيوب
السختياني وعبد الله بن عون ويونس بن عبيد وسليمان التيمي
وقال النسائي هو ثقة ثبت
قال بشر بن موسى سمعت الحميدي يقول رأى سفيان بن عيينة
نيفا وثمانين رجلا من التابعين وكان يقول ما رأيت مثل أيوب السختياني
قال البخاري ثنا علي بن عبد الله قال مات أيوب سنة إحدى
وثلاثين ومائة
قال البخاري ثنا سليمان بن حرب قال مات أيوب وهو
ابن ثلاث وستين سنة
365

قال أحمد بن علي بن مسلم بن الحسن بن علي
عيسى سمعت بن علية يقول ولد أيوب سنة ست وستين
قال أحمد بن علي بن مسلم بن الحسن بن علي ثنا أبو أسامة
قال قال مالك بن أنس لرجل ما حدثتك عن أحمد إلا وأيوب أفضل منه
قال أحمد بن علي بن مسلم بن الحسن بن علي ثنا عمرو بن
عاصم حدثني عيسى بن ميمون قال قال لي نافع تدري من اشترى هذا
الطيلسان اشتراه لي خير مشرقي رأيته قلت من قال أيوب
قال أبو بكر قال بن معين أيوب بن كيسان بصري ثقة
قال أبو بكر ثنا عيسى بن الوليد النرسي ثنا وهيب بن خالد عن
الجعد أبي عثمان قال قال الحسن أيوب سيد أهل البصرة
قال أبو بكر ثنا الصلت بن مسعود ثنا بن عيينة عن هشام بن
عروة قال ما رأيت بالبصرة مثل ذاك السختياني يعني أيوب قال قال
أبو بكر ثنا أحمد بن حنبل ثنا عفان بن مسلم ثنا بشر بن
المفضل ثنا بن عون قال لما مات محمد قلنا من لنا ثم قلنا أيوب
قال أبو بكر قال بن معن أيوب أثبت من بن عون
قال أبو بكر ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب
قال إذا أردت أن تعرف خطأ معلمك فجالس غيره
قال أبو بكر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا خالد بن خراش حدثنا
حماد بن زيد حدثني أبو خشينة سألت محمد بن سيرين من حدثك
بحديث كذا وكذا قال حدثني به الثبت الثبت أيوب
وحدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو سليمان رجل من بني
366

نمير رأيت سالم بن عبد الله يسأل عن منازل البصريين هل قدم أيوب فلما رآه
أيوب جنح إليه وجعل يضمه قال وإذا رجل حسن وعليه ثياب خشنة
قلت من هذا قالوا سالم بن عبد الله
وحدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو جعفر بن الطباع قال سمعت حماد بن
زيد يقول كان أيوب عندي من أفضل من جالسته وأشدهم اتباعا للسنة
وحدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يحيى العبدي سمعت حماد بن زيد يقول
كان أيوب يطلب العلم إلى أن مات قال وسمعت أيوب يقول وددت أني
نلت من هذا العلم كفافا لا علي ولا لي
قال أبو بكر ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد قال ما أخاف على
أيوب وابن عون إلا في الحديث
قال عارم فحدثت بهذا يحيى بن سعيد القطان فقال ما أخاف على
سفيان الثوري إلا في الحديث
(95) أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي
المكي
أخرج البخاري في الجنائز عن بن عيينة عنه عن حميد
ابن نافع
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد فيما كتبه إلي سألت أبي
عنه فقال ثقة لا بأس به وقاله أبو زرعة الرازي
وقال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
367

قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي
يعني بن المديني سمعت سفيان يقول لم يكن عندنا في القرشيين مثل أيوب
ابن موسى وإسماعيل بن أمية وأيوب أفقههما في الفتوى
(96) أيوب بن النجار بن زياد بن النجار أبو إسماعيل الحنفي اليمامي
أخرج البخاري في تفسير سورة طه عن قتيبة بن سعيد عنه عن
يحيى بن أبي كثير
قال عباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول أيوب بن النجار
ثقة وقد سمعت منه
قال أحمد بن سعيد ثنا أحمد بن خالد ومحمد بن أحمد قالا
حدثنا محمد بن وضاح قال سمعت أحمد بن صالح الكوفي يقول أيوب بن
النجار يمامي ضعيف
368

وقال بن البرقي أيوب بن النجار يمامي ينسب إلى الصدق.
قال أبو زرعة الرازي هو ثقة
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي سمعت أبي
يقول أيوب بن النجار شيخ ثقة صالح عفيف
(97) أيوب بن عائذ بن مدلج البحتري الطائي
أخرج البخاري في باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى إلى اليمن عن عبد
الواحد بن زياد عنه عن قيس بن مسلم
قال بن معين هو ثقة وقاله النسائي
وقال البخاري كان يرى الارجاء وهو صدوق
وقال أبو حاتم هو ثقة صالح الحديث صدوق
(98) أيوب بن سليمان بن بلال المدني مولى عبد الله بن أبي عتيق
369

روى البخاري في الصلاة والاعتصام عنه عن أبي بكر عبد الحميد
ابن أبي أويس
قال البخاري مات سنة أربع وعشرين ومائتين
وهو صالح لا بأس به
370

باب أنس
(99) أنس بن مالك بن النضر أبو حمزة النجاري الخزرجي خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن الزهري ويحيى بن سعيد
وقتادة وحميد وغيرهم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي موسى
أخرج البخاري في التاريخ ثنا أحمد ثنا المعتمر عن حميد أن
أنسا عمر مائة إلا سنة ومات سنة إحدى وتسعين
قال البخاري حدثني يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب قال أخبرني أنه كان بن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
فخدمته عشرا وتوفي وأنا بن عشرين
ولد قبل الهجرة بعشر سنين ومات سنة إحدى وتسعين بالبصرة
قال أبو بكر بن أبي شيبة آخر من مات بالبصرة أنس بن
مالك وحدثنا أبو بكر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن
سلمة عن حميد بن أن أنس بن مالك حدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له
رجل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب غضبا شديدا فقال والله ما كل ما
371

نحدثكم به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه ولكن كان يحدث بعضنا
بعضا ولا يتهم بعضنا بعضا
(99) أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي المدني قدم بلخ في ولاية نصر بن
سيار
أخرج البخاري في الوضوء والحج والاستسقاء عن قتيبة بن سعيد وعلي
ابن المديني وإبراهيم بن المنذر وغيرهم عنه عن عبيد
الله بن عمر بن حفص وعن شريك بن عبد
الله بن أبي نمر وموسى بن عقبة وهيثم بن عروة وغيرهم
قال البخاري مات سنة مائتين
وقال أبو زرعة الرازي هو ثقة
وقال محمد بن وضاح لم يسمع أنس بن عياض من الزهري غير حديث
واحد عن القاسم بن محمد أنه سمع رجلا سأل بن عباس عن الأنفال وروى هذا
الحديث مالك عن أنس بن عياض عن بن شهاب ولم يسمعه مالك من ابن
شهاب قال أبو بكر سمعت بن معين يقول أنس بن عياض أبو ضمرة ثقة
372

(100) أنس بن سيرين أخو محمد ويحيى ومعبد وخالد وحفصة بني
سيرين مولى أنس يكنى أبا حمزة
أخرج البخاري عن بن عون وخالد الحذاء وشعبة وغيرهم عنه عن بن
عمر وأنس بن مالك في الصلاة وغير موضع
قال كاتب الواقدي مات بعد أخيه محمد ومات محمد سنة
عشر ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
قال علي بن المديني وذكروا له عن شعبة عن أنس بن سيرين رأيت
القاسم يتطوع في السفر فقال هذا ليس بشئ ولم يرو أنس بن سيرين عن
القاسم شيئا
373

باب آدم
(101) آدم بن علي العجلي ويقال البكري ويقال الشيباني
وعجل من بكر وشيبان من غيرهم
أخرج البخاري في تفسير سورة بني إسرائيل عن أبي الأحوص سلام بن سليم عنه
عن بن عمر
قال بن الجنيد قلت ليحيى بن معين آدم بن علي وجبلة بن سحيم
عندك سواء قال آدم ثقة وجبلة ثقة وما أرى يروي عن كليهما عشرين
حديثا
قال عبد الرحمن سمعت أبي يقول هو شيخ
وقال النسائي لا بأس به
وقال عثمان بن سعيد قال بن معين هو ثقة
(102) آدم بن أبي إياس
قال البخاري واسمه عبد الرحمن بن محمد مولى بني تيم أو تميم
وقال أحمد بن محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس اسم أبي
إياس ناهية بن حمزة المروروذي سكن عسقلان ويكنى آدم أبا الحسن
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عنه عن الليث بن سعد وابن
أبي ذئب وإسرائيل وغيرهم
374

قال أبو حاتم الرازي هو ثقة مأمون صدوق متعبد من خيار عباد
الله
قال البخاري مات سنة عشرين ومائتين
قال عبد الرحمن سمعت أبي يقول حضرت آدم بن أبي إياس
العسقلاني قال له رجل سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة كان يملي عليهم
ببغداد أو يقرأ قال كان يقرأ وكان أربعة أنفس يكتبون آدم وعلي النسائي
فقال آدم صدق كنت سريع الخط وكنت أكتب وكان الناس
يأخذون من عندي
وقدم شعبة بغداد فحدث فيها أربعين مجلسا في كل مجلس مائة حديث
فحضرت أنا منها عشرين مجلسا سمعت ألفي حديث وفاتني عشرون
مجلسا
قال بن حنبل آدم ثقة في نفسه إلا أنه يروي عن مشايخ ضعفاء
قال النسائي لا بأس به
375

باب أسود
(103) الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن ولقبه شاذان أصله شامي
سكن بغداد أخرج البخاري في الصلاة وفي مناقب عثمان وغيرهما عن محمد
ابن حاتم بن بزيع عنه عن شعبة وعبد العزيز بن أبي سلمة
قال البخاري مات ببغداد سنة ثمان ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق صالح
قال عبد الرحمن حدثني أبي قال علي بن المديني الأسود بن
عامر ثقة
(104) الأسود بن قيس أخو علي بن قيس أبو قيس العبدي
ويقال البجلي الكوفي
أخرج البخاري في الصلاة وفي مناقب عثمان وفي العيدين والتهجد
والذبائح والصوم عن شعبة والثوري وأبي عوانة وغيرهم عنه عن جندب بن
سفيان وسعيد بن عمر
وقال أبو حاتم الرازي هو ثقة
قال عبد الرحمن ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن
المديني الأسود بن قيس روى عن عشرة مجهولين لا يعرفون
376

(105) الأسود بن هلال البخاري الكوفي
أخرج البخاري في أول كتاب التوحيد عن أبي حصين والأشعث بن
سليم جميعا عنه عن معاذ بن جبل
قال عمرو بن علي الفلاس مات سنة أربع وثمانين بعد الجماجم
قال النسائي هو ثقة
(106) الأسود بن يزيد بن قيس بن أخي علقمة بن عمرو
النخعي الكوفي
وقال بن نمير يكنى أبا عبد الرحمن وهو أسن من علقمة وهو خال
إبراهيم النخعي
أخرج البخاري في العلم وغير موضع عن إبراهيم النخعي وأبي إسحاق
السبيعي وغيرهما عنه عن بن مسعود وعائشة وأبي موسى وغيرهم
قال عمرو بن علي مات سنة خمس وسبعين
قال أبو بكر حدثنا محمد بن عمران الأخنسي ثنا أبو خالد
الأحمر عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال ما كان الأسود بن يزيد إلا راهبا
من الرهبان
377

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن حمويه بن الحسن قال
سمعت أبا طالب قال قلت لأحمد بن حنبل الأسود يعني بن يزيد فقال
ثقة من أهل الخير
378

باب أزهر
(107) أزهر بن جميل أبو محمد البصري
أخرج البخاري في الطلاق عنه عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي
مات سنة إحدى وخمسين ومائتين
قال النسائي لا بأس به وقال مرة أخرى هو ثقة
(108) أزهر بن سعد أبو بكر السمان الباهلي مولاهم البصري
أخرج البخاري في المغازي وعلامات النبوة وغير موضع عن عمرو بن
علي وعن بن المديني و عبد الله بن محمد المسندي عنه عن عبد الله بن عون
مات سنة ثلاث ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
قال بن معين هو ثقة
وقال عفان كان حماد بن زيد يقدم أزهر عن أصحاب بن عون وكان
عبد الرحمن بن مهدي يقدم أزهر
وقال بن حنبل بن أبي عدي له وقار وهيبة هو أحب إلي من أزهر
السمان كان ربما يحدث بالحديث فيقول ما حدثت به
379

باب أبي
(109) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن
عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري المدني أبو المنذر وقيل أبو الطفيل سمع
النبي صلى الله عليه وسلم
روى عنه أبو أيوب وابن عباس من الصحابة وروى عنه من التابعين
عبد الرحمن بن الأسود وسويد بن غفلة
قال أبو نصر قال البخاري قال علي بن المديني مات في ست
من خلافة عثمان بن عفان
أخرج البخاري في التاريخ ثني محمد بن يوسف ثني سفيان عن
أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال قلت لأبي بن
كعب لما وقع الناس في أمر عثمان أبا المنذر ما المخرج قال كتاب الله ما
استبان لك فاعمل به وما اشتبه عليك فكله إلى عالمه
وأخرج البخاري فيه قال قال علي مات عباس بن عبد المطلب
وهو بن هاشم بن عبد مناف أبو الفضل الهاشمي عم النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بن
كعب أبو المنذر الأنصاري المدني وأبو سفيان صخر بن حرب قريب بعضهم من
بعض في ست من خلافة عثمان
380

(110) أبي بن العباس بن سهل بن سعد الساعدي المدني
أخرج البخاري في كتاب الجهاد عن معن بن عيسى عنه عن أبيه
العباس
قال النسائي ليس بالقوي
381

باب أسامة
(111) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى
أبو زيد
وقال الواقدي أبو محمد المكي المدني مولى النبي صلى الله عليه وسلم وأمه بركة أم
أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الله بن عباس من الصحابة ومن
التابعين أبو عثمان النهدي وعروة بن الزبير وكريب وغيرهم
قال الواقدي مات في آخر خلافة معاوية
(112) أسامة بن حفص المدني
أخرج البخاري في الذبائح عن أبي ثابت المدني محمد بن عبد الله عنه
عن هشام بن عروة
(113) أسامة بن زيد الليثي مولاهم
أخرج البخاري في آخر كتاب الوضوء حديث صخر بن جويرية عن
382

نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أراني أتسوك بسواك فجاءني رجلان أحدهما أكبر
من الآخر الحديث
ثم قال المصنف أبو عبد الله البخاري في آخره اختصره نعيم بن حماد عن بن المبارك عن أسامة عن نافع
عن بن عمر قال القاضي أبو الوليد وعندي أنه أسامة بن زيد الليثي
قال بن معين كان يحيى بن سعيد لا يرضاه
وقال أحمد بن حنبل روى عن نافع أحاديث مناكير
روى عباس بن محمد عن يحيى بن معين هو ثقة
قال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه ولا يحتج به
383

باب أيمن
(114) أيمن الحبشي مولى بن أبي عمرو المخزومي المكي
أخرج البخاري في الصلاة والهبة والشروط وغزوة الخندق عن أبيه عبد
الواحد عنه عن عائشة أم المؤمنين وجابر بن عبد الله
قال أبو زرعة الرازي هو مكي ثقة
وقال فيه عبد الرحمن بن أبي حاتم مولى بن أبي عمرو
(115) أيمن بن نابل أبو عمران المكي
أخرج البخاري في الحج عن أبي عاصم النبيل عنه عن القاسم
ابن محمد
قال أبو حاتم الرازي هو شيخ
قال أحمد بن علي بن مسلم ثنا علي بن خشرم ثنا الفضل بن
موسى قال حدثني سفيان الثوري عن أيمن بن نابل وقال إنه ثقة فأتيته فإذا
حبشي ومشاقر يكنى أبا عمران وإذا هو أحد من ليطة
قال أبو عبد الله وثقه يحيى بن معين وغمزه غيره بحديثه عن أبي الزبير
في التشهد بسم الله وبالله
384

باب إسرائيل
(116) إسرائيل بن موسى أبو موسى البصري نزل الهند
أخرج البخاري في مناقب الحسن والفتن وعلامات النبوة وغير موضع عن
ابن عيينة والحسين الجعفي عنه عن الحسن البصري سمع أبا بكرة
قال أبو حاتم لا بأس به
(117) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق أخو عيسى بن يونس أبو
يوسف السبيعي الكوفي
أخرج البخاري في العلم والصلاة وغير موضع عن عبيد الله بن
موسى ومالك بن إسماعيل ويحيى بن آدم والنضر بن شميل وشبابة عنه عن أبي
إسحاق وأبي حصين ومنصور والمغيرة ومجزأة بن زاهر وغيرهم ولد سنة مائة
قال عثمان ومات سنة ستين ومائة
قال أبو حاتم الرازي إسرائيل ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق
385

قال بن الجنيد قلت ليحيى أيهما أثبت شريك أو إسرائيل قال
إسرائيل أقرب حديثا وشريك أحفظ
قال عثمان بن سعيد شريك أحب إليك في أبي إسحاق أو إسرائيل قال
شريك أحب وهو أقدم وإسرائيل صدوق
قال أبو بكر قال بن معين هو ثقة
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن المديني
سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال لي عيسى بن يونس قال لي إسرائيل كنت
أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ سورة من القرآن
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني
ابن المديني سمعت يحيى يقول إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش
قال عبد الرحمن حدثني أبي حدثني بن أبي الثلج ثنا شبابة قال قلت
ليونس بن أبي إسحاق أمل علي حديث أبيك قال أكتبه عن إسرائيل إن
أبي أملاه عليه
حدثنا عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي إسرائيل
عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بأخرة
حدثنا عبد الرحمن أخبرنا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب
قال سئل أحمد عن شريك وإسرائيل فقال كان إسرائيل يؤدي ما سمع كان أثبت من
شريك قلت من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق قال إسرائيل
لأنه صاحب كتاب
386

باب أسلم
(118) أسلم أبو رافع القبطي المدني كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم
روى عنه عمرو بن الشريد في الشفعة وغيرها
قال البخاري مات قبل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
قال بن معين اسم أبي رافع إبراهيم قال أبو عبد الله اسمه أسلم ويقال إبراهيم
(119) أسلم أبو خالد
وقال الواقدي أبو يزيد الحبشي البجاوي مولى عمر بن الخطاب
ابتاعه بمكة سنة إحدى عشرة إذ بعثه أبو بكر الصديق فيها ليقيم الحج للناس
أخرج البخاري في الزكاة وغير موضع عن ابنه زيد عنه عن عمر
بن الخطاب
قال أبو زرعة الرازي هو مدني ثقة
قال البخاري في التاريخ حدثني إبراهيم بن المنذر عن زيد بن
عبد الرحمن بن زيد الأسلمي قال توفي أسلم وهو بن أربع عشرة ومائة وصلى عليه
مروان بن الحكم
387

باب أشعث
(120) أشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي أبو محمد سكن الكوفة سمع النبي
صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو وائل في تفسير سورة البقرة مات بالكوفة وصلى عليه الحسن
ابن علي بن أبي طالب حين صالح معاوية
388

(121) أشعث بن أبي الشعثاء واسمه سليم بن الأسود المحاربي
الكوفي
أخرج البخاري في الوضوء والأشربة والحج وغير موضع عن أبي
إسحاق الشيباني وشعبة وأبي الأحوص والثوري وأبي عوانة وغيرهم عنه عن
أبيه وعن معاوية بن سويد والأسود بن يزيد وغيرهم
قال الواقدي توفي في ولاية يوسف بن عمر
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
قال أبو بكر سألت بن معين عن أشعث بن أبي الشعثاء فقال كوفي
ثقة
قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
قال قال أبي أشعث بن سليم بن أسود المحاربي الكوفي ثقة
389

باب أسباط
(122) أسباط بن أبي عمرو واسمه محمد بن عبد الرحمن
ويقال بن أبي عبد الرحمن
وقال عمرو بن علي أسباط بن محمد بن عمرو أبو محمد القرشي
الكوفي
أخرج البخاري في تفسير سورة النساء والاكراه عن محمد بن مقاتل
وحسين بن منصور عنه عن أبي إسحاق الشيباني مات في أول سنة مائتين
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم أسباط بن محمد بن ميسرة أبو محمد
يروي عن الشيباني والأعمش
وقال أبو حاتم الرازي هو صالح
وقال النسائي لا بأس به
وقال بن معين هو ثقة وكان يخطئ عن سفيان
وقال بن البرقي عن بن معين الكوفيون يضعفونه وسئل بن المبارك
عنه وعن محمد بن فضيل فقال أصحابنا لا يرضونهما
390

(123) أسباط أبو اليسع البصري
أخرج البخاري في البيوع عن محمد بن عبد الله بن حوشب
الطائفي عنه عن هشام الدستوائي لم يذكره الكلاباذي إلا في جملة من أضيف
إلى غيره في الاخراج عنه
قال أبو عبد الله له حديث واحد وذكره الدارقطني
ذكره عبد الرحمن من أبي حاتم وقال سمعت أبي يقول هو مجهول
391

باب تفاريق الأسماء على الألف
(124) أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك أبو يحيى ويقال أبو
عتيك ويقال أبو الحضير الأنصاري الأشهلي
سمع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه من الصحائب أبو سعيد الخدري وأنس
ابن مالك في الفضائل وغير موضع
قال عمرو بن علي مات سنة عشرين وصلى عليه عمر بن
الخطاب
(125) أهبان بن أوس أبو عقبة الأسلمي الكوفي
بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة
قال الواقدي وهو الذي كلمه الذئب وحضه على الايمان سنة ست
من الهجرة
روى عنه مجزأة بن زاهر حديثا موقوفا في غزوة الحديبية توفي في خلافة
معاوية أجمعين
392

(126) أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب أبو أمامة الأنصاري المدني
سماه النبي صلى الله عليه وسلم أسعد وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمامة أسعد
ابن زرارة
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن الزهري وسعد بن إبراهيم
وغيرهما عنه عن أبي سعيد الخدري ومعاوية وابن عباس وغيرهم
قال عمرو بن علي مات سنة مائة
(127) أمية بن بسطام أبو بكر البصري العيشي
أخرج البخاري في الزكاة والفرائض وتفسير سورة البقرة عنه عن يزيد
ابن زريع
قال أبو حاتم الرازي محمد بن منهال أحب إلي منه
393

(128) أفلح بن حميد بن نافع أبو عبد الرحمن المدني مولى صفوان بن
أوس مولى لآل أبي أيوب الأنصاري
وقال الواقدي كان يقال له أبو صفيراء
أخرج البخاري في الحج والغسل عن أبي نعيم وأبي بكر الحنفي
وغيرهما عنه عن القاسم بن محمد مات سنة ثمان وخمسين ومائة هكذا
ذكره الكلاباذي فجعل أفلح بن حميد هو أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري وهما
رجلان الذي أخرج له البخاري هو أفلح بن حميد مولى صفوان بن أوس
يروي عن القاسم بن محمد وأبيه حميد وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم و
عبد الرحمن بن القاسم
والثاني أكبر منه هو مولى أبي أيوب الأنصاري فلا يعرف اسم أبيه
وكنيته أبو كثير يروي عن عثمان وأبي أيوب عبد الله بن سلام لم يخرج عنه
البخاري وإنما أخرج عنه مسلم
394

كذلك قال الشيخ أبو الحسن وأبو عبد الله وهو الصواب إن شاء الله
غير أن أبا عبد الله ذكر أفلح مولى أبي أيوب فيمن اتفقا على الاخراج عنه
وخالفه في ذلك أبو الحسن
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة لا بأس به
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي سألت
عن أفلح بن حميد فقال صالح
(129) أشهل بن حاتم أبو حاتم ويقال أبو عمرو الجمحي
مولاهم البصري
أخرج البخاري في الأطعمة عن عبد الله بن منير عنه عن عبد الله بن
عون
قال أبو حاتم الرازي محله الصدق وليس بالقوي رأيته
يسند عن بن عون حديثا الناس يقفونه
قال بن معين ليس بشئ
قال عبد الرحمن سألت أبا زرعة عن أشهل بن حاتم فقال ليس
بقوي
395

(130) أسيد بن زيد أبو يحيى ويقال أبو نجيح الجمال أبو
محمد مولى صالح بن علي القرشي الكوفي
أخرج البخاري عنه في الرقاق مقرونا بعمران بن ميسرة عن هشيم عن
حصين
قال بن عدي إنما ذكره البخاري للاستشهاد فقال حدثنا عمران
ابن ميسرة ثنا محمد بن فضيل أخبرنا حصين ثم قال وحدثني أسيد بن زيد
حدثنا هشام عن حصين لان هشاما أثبت الناس في حصين والحديث هو
عن حصين قال كنت عند سعيد بن جبير فقال حدثني بن عباس
فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم فأجد النبي تمر معه الأمة
الحديث ليس له في الكتاب غيره
وقال النسائي هو متروك الحديث
قال أبو الحسن الدارقطني فيما أخبرنا أبو ذر عنه هو ضعيف
الحديث
396

قال بن الجنيد سألت يحيى بن معين عنه فقال كذاب قد أتيته
ببغداد في الحذائين فسمعته يحدث بأحاديث كذب زاد أبو عبد الله فأردت
أن أقول له يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين
قال أبو عبد الرحمن هو متروك الحديث
(131) أبان بن صالح بن عمير القرشي المكي
قال البخاري في عمرة القضاء وزاد أبو إسحاق حدثني بن أبي نجيح
وأبان بن صالح عن عطاء ومجاهد عن بن عباس قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة في عمرة
القضاء
وقال في الحج ثنا أبان ثنا مالك بن دينار عن القاسم بن
محمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من
التنعيم
قال عبد الرحمن سئل أبو زرعة عن أبان بن صالح فقال مكي ثقة
قال عبد الرحمن وسمعت أبي يقول أبان بن صالح ثقة
(132) أوس بن عبد الله أبو الجوزاء البصري الربعي
397

أخرج البخاري عن أبي الأشهب جعفر بن حيان عنه عن بن عباس في
تفسير سورة النجم
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة وقاله أبو زرعة الرازي
قال البخاري في التاريخ حدثني محمد بن مقاتل أخبرنا أحمد ثنا يحيى
قال قتل أبو الجوزاء سنة ثلاث وثمانين في الجماجم
(133) أصبغ بن الفرج بن سعيد القرشي المصري يكنى أبا
عبد الله
أخرج البخاري في الوضوء عنه عن بن وهب
قال أبو حاتم الرازي هو أجل أصحاب بن وهب وهو صدوق
وقال بن معين هو ثقة
قال أبو نصر مات سنة أربع وعشرين ومائتين
398

(134) الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين أبو بحر
التميمي البصري اسمه الضحاك بن قيس
وقال عمرو بن علي اسمه صخر
أخرج البخاري عن الحسن البصري وأبي العلاء بن الشخير في الايمان
والزكاة عنه عن أبي ذر وأبي بكرة
قال البخاري في التاريخ ثنا حماد عن علي بن يزيد عن الحسن عن
الأحنف بن قيس بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان أخذ بيدي رجل من بني ليث
فقال ألا أبشرك أما تذكر إذ بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد فجعلت
أعرض عليهم الاسلام فقلت أنت إنه يدعو إلى خير ويأمر بالخير فبلغت النبي
صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اغفر للأحنف فقال الأحنف ما عمل أرجى
إلي منه
قال أبو بكر ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن بن شوذب
قال وفد الأحنف على عمر فاحتبسه بالمدينة سنة ثم أذن له قال أتدري لم
حبستك قال لا قال لأني كنت أراك منافقا عليم اللسان فإذا أنت
مؤمن عليم اللسان
مات قبل مصعب بن الزبير
وقال خليفة بن خياط مات سنة سبع وستين بالكوفة
399

(135) الأزرق بن قيس الحارثي من بني الحارث بن كعب البصري
أخرج البخاري في الصلاة والاذان عن شعبة وحماد بن زيد عنه عن
أبي برزة الأسلمي
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
(136) إياس بن سلمة بن عمرو بن الأكوع أبو سلمة الأسلمي المدني
أخو محمد أخرج البخاري في الجهاد في غزوة الحديبية وغير موضع عن أبي
العميس ويعلى بن الحارث عنه عن أبيه
قال عمرو بن علي مات سنة تسع عشرة ومائة
(137) إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله أخو داود
الأودي الكوفي والد عبد الله بن إدريس
أخرج البخاري في الفرائض وتفسير سورة النساء وغيرها عن أبي أسامة
عنه عن طلحة بن مصرف
400

قال بن معين هو ثقة وأخوه داود ضعيف
401

حرف الباء
403

باب بشر
(138) بشر بن آدم الضرير أبو عبد الله البغدادي
أخرج البخاري في سجود القرآن وفضائله عنه عن علي بن مسهر
عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السجدة ونحن
عنده فيسجد ونسجد معه فنزدحم حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعا يسجد
عليه
قال بن عدي بشر بن آدم هما اثنان أحدهما أقدم من الآخر
فالأقدم يحدث عن حماد بن سلمة وأبي عوانة وطبقتهما والآخر يحدث عن جده
أزهر بن سعد السمان وهو بن ابنته ويشبه أن يكون هو الذي يروي
عنه البخاري
وقد ذكرهما جميعا عبد الرحمن بن أبي حاتم فقال بشر بن آدم
بغدادي يروي عن أبي عوانة وعلي بن مسهر
قال وسألت أبي عنه فقال هو صدوق
قال عبد الرحمن وبشر بن آدم بن ابنة أزهر بن سعد السمان أبو عبد
الرحمن البصري يروي عن جده أزهر وعن أمية بن خالد وعبد الرحمن بن مهدي
قال وسألت أبي عنه فقال ليس بقوي
قال عبد الرحمن وروى عنه أبي وأبو زرعة
فيدل هذا على أن الذي أخرج البخاري عنه هو الأول
405

(139) بشر بن بكر التنيسي الشامي دمشقي الأصل
أخرج البخاري في آخر كتاب الصلاة عن محمد بن مسكين والحميدي
عنه عن الأوزاعي وفي الحج عن الحميدي عنه وعن الوليد بن مسلم عن
الأوزاعي
وقد ذكره أبو أحمد بن عدي في جملة شيوخ البخاري الذين أخرج
عنهم في الصحيح وغلط في ذكره
قال أي الباجي البخاري لم يدرك بشر بن بكر وإنما أخرج عن شيوخه عنه
قال أبو زرعة الرازي هو ثقة
وقال أبو حاتم الرازي لا بأس به
قال الحجازي فحدثني محمد بن مسكين قال مات بشر بن بكر
أظنه بجليا سنة خمس ومائتين
406

(140) بشر بن ثابت ذكره أبو عبد الله وذكره أبو الحسن فقال
بشر بن ثابت عن أبي خلدة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل عنه أبي فقال هو مجهول
(141) بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران أبو عبد الرحمن العبدي
النيسابوري أخرج البخاري في التهجد وغير موضع عنه عن بن عيينة
قال البخاري مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين
قال أبو أحمد بن عدي بشر بن الحكم العيدي النيسابوري والد عبد
الرحمن بن بشر سمعت محمد بن هارون بن حميد المعروف بابن المجدر يقول
كان عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يسمى العاقل
(142) بشر بن خالد أبو محمود العسكري الفرائضي
أخرج البخاري في الايمان والتيمم والفرائض والفتن وغير موضع عنه
عن غندر
407

قال أبو حاتم الرازي هو شيخ
(143) بشر بن محمد قال مسلم أبو محمد السختياني المروزي
أخرج البخاري عنه في بدء الوحي والصلاة والاستعانة باليد في
الصلاة وغير موضع عنه عن بن المبارك
مات سنة أربع وعشرين ومائتين قاله البخاري
(144) بشر بن المفضل بن لاحق أبو إسماعيل الرقاشي مولاهم
البصري
أخرج البخاري في العلم والصلاة والجهاد وغير موضع
عن علي بن المديني وأبي الوليد الطيالسي ومسدد وغيرهم عنه عن يحيى بن سعيد
الأنصاري وغالب القطان وحميد الطويل وابن عون وغيرهم
قال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان هو ثقة
قال عبد الرحمن حدثنا أبو بكر الأسدي قال سمعت أحمد بن حنبل
408

يقول بشر بن المفضل المنتهى في الثبت بالبصرة
قال عبد الرحمن ثنا أبي ثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد
الله الدمشقي قال قلت ليحيى بن معين من أثبت شيوخ البصريين قال
بشر بن المفضل مع شيوخ سماهم
وقال بن حنبل لم يسمع من بن طاوس إلا حديثا واحدا اتقوا بيتا يقال
له الحمام
قال البخاري حدثني محمد بن محبوب قال مات معتمر بن سليمان
في المحرم سنة سبع وثمانين وبشر بن المفضل بعده بشهرين
(145) بشر بن عمر أبو محمد الزهراني الأزدي البصري
أخرج البخاري في تفسير سورة يوسف عن أحمد بن سعد الدارمي عنه عن
شعبة
409

قال البخاري حدثني أحمد بن سعيد قال مات بشر بن عمر آخر
سنة ست وأول سنة سبع ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
(146) بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز بن مهران مولى آل
معاوية بن أبي سفيان القرشي البصري العطار
أخرج البخاري في الشركة والجهاد وغير موضع عنه عن حاتم بن
إسماعيل ويحيى بن سليم
(147) بشر بن السري أبو عمرو الأفوه البصري كان صاحب مواعظ
فسمي الأفوه سكن مكة
أخرج البخاري في أول الفتن عن علي بن المديني عنه عن نافع عن ابن
عمر
قال البخاري مات سنة خمس وتسعين ومائة
قال عبد الرحمن سمعت بن الجنيد يقول أخبرنا عمرو بن علي
410

سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث إبراهيم بن طهمان فقال ممن سمعته؟
فقلت حدثناه بشر بن السري قال سمعته من بشر وتسألني عنه لا أحدثك
به أبدا
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة صالح
وقال الحميدي بشر بن السري جهمي
قال بن معين رأيت بشر بن السري يستقبل البيت ويدعو على قوم
يرمونه برأي جهم ويقول معاذ الله أن أكون جهميا
(148) بشر بن شعيب بن أبي حمزة واسمه دينار أبو القاسم
الأموي مولاهم الحمصي
411

أخرج البخاري في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم عن إسحاق غير منسوب عنه
عن أبيه حديثا واحدا فقط
وأخرج على سبيل الاستشهاد في كتاب الهجرة حديثا آخر من حديثه لم
يذكر فيه سماعا
قال أبو زرعة الرازي شعيب بن أبي شعيب سماعه
كسماع أبي اليمان إنما كان إجازة
قال البخاري في التاريخ في ذكر بشر بن شعيب تركناه حيا سنة
ثنتي عشرة ومائتين
قال عبد الرحمن سئل أبي عن بشر بن شعيب فقال ذكر لي
[أن أحمد بن حنبل سأله سمعت من أبيك قال لا قال فقرئ عليه
وأنت حاضر قال لا فقرأت عليه قال لا قال فأجاز لك
قال نعم فكتب على وجه الاعتبار ولم يحدث عنه
412

باب بكر (149) بكر بن خلف أبو بشر البرساني ختن أبي عبد الرحمن المقري
أخرج البخاري في الصلاة بعد أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد عن عثمان بن أبي
رواد عن الزهري قال دخلت على أنس وهو يبكي فقال قال بكر بن
خلف ثنا محمد بن بكر البرساني أخبرنا عثمان بن أبي رواد نحوه ولم
يذكره الكلاباذي
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبي ثنا أبو بشر بكر بن خلف
ختن المقري وكان ثقة
(150) بكر بن مضر بن حكيم بن سلمان
قال مسلم يكنى أبا محمد ويقال أبا عبد الله
قال عبد الرحمن هو مضري قرشي مولى شرحبيل بن حسنة
أخرج البخاري في الصلاة والتفسير وانشقاق القمر وغير موضع عن
عبد الرحمن بن القاسم وعثمان بن صالح وقتيبة وخلف بن محمد ويحيى بن
بكير وغيرهم عنه عن جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث
413

قال بن بكر مات يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة وهو أحب إلي من مفضل بن فضالة وهو
ونافع بن يزيد متقاربان
قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
قال قال أبي بكر بن مضر ثقة ليس به بأس
(151) بكر بن عبد الله بن عمرو بن هلال أخو علقمة بن عبد الله
المزني البصري
أخرج البخاري في الغسل والتوحيد وغير موضع عن سليمان
التيمي وحميد الطويل وغالب القطان وسعيد بن عبيد الله الثقفي عنه عن بن
عمر وأنس وجبير بن حية وأبي رافع
قال أبو زرعة هو ثقة مأمون
قال البخاري قال أحمد عن عبيد الله بن محمد مات بكر سنة
ست يعني ومائة
قال البخاري حدثنا مسلم بن نوح بن قيس ثنا محمد بن
سيف أبو رجاء عن بكر أدركت ثلاثين من فرسان مزينة منهم عبد الله بن
مغفل ومعقل بن يسار
414

قال أبو بكر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا معتمر بن سليمان
سمعت أبي يقول بكر يعني بن عبد الله المزني فتى أهل البصرة
قال أبو بكر سمعت أحمد بن حنبل يقول مات قبل
الحسن بقليل
(152) بكر بن عمرو المعافري المصري
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم هو إمام مسجد الجامع بمصر
أخرج البخاري في تفسير سورة الأنفال عن حياة المصري عنه عن بكير
ابن عبد الله بن الأشج
وقال بن مندة قال لنا أبو سعيد بن يونس توفى في
خلافة أبي جعفر
قال أبو حاتم الرازي هو شيخ
415

(153) بكر بن قيس ويقال بكر بن عمرو وهو الذي قاله أبو
الحسن الدارقطني أبو الصديق الناجي البصري
أخرج البخاري في ذكر بني إسرائيل عن قتادة عنه عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين
قال أبو زرعة الرازي هو ثقة
416

باب بشير
(154) بشير بن أبي مسعود واسمه عقبة بن عمرو الأنصاري
المدني
أخرج البخاري في ذكر الملائكة عن عروة عنه عن أبيه
قال أبو عيسى الترمذي في تاريخه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
(155) بشير بن نهيك أبو الشعثاء السدوسي البصري
أخرج البخاري في العتق والهبة وغير موضع عن النضر بن أنس عنه
عن أبي هريرة
قال أبو حاتم الرازي لا يحتج بحديثه
وقال النسائي هو ثقة
417

(156) بشير بن عقبة أبو عقيل الدورقي الأزدي البصري
أخرج البخاري في الجهاد والمظالم عن مسلم بن إبراهيم عنه عن أبي
المتوكل الناجي
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
وقال بن حنبل هو ثقة
418

باب بشير
(157) بشير بن كعب أبو أيوب العدوي البصري
أخرج البخاري في الدعوات عن عبد الله بن بريدة عنه عن شداد بن
أوس
قال النسائي هو بصري ثقة
(158) بشير بن يسار وهو بن أبي كيسان وهي كنية يسار
الأنصاري الحارثي مولاهم المدني
أخرج البخاري في الوضوء والصلاة وغير موضع عن يحيى بن سعيد
الأنصاري وسعيد بن عبيد وغيرهما عنه عن أنس بن مالك وسويد بن النعمان
وسهل بن أبي خيثمة وغيرهم
قال أبو بكر سمعت بن معين يقول هو ثقة
419

باب بسر
(159) بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي
أخرج البخاري في تفسير سورة الأعراف والفتن وغير موضع عن عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن العلاء بن زيد وغيرهما عنه عن
أبي إدريس الخولاني
قال النسائي هو ثقة
(160) بسر بن سعيد مولى بن الحضرمي المدني
أخرج البخاري في الصلاة والجهاد وغير موضع عن أبي سلمة وبكير
ومحمد بن إبراهيم التيمي وزيد بن أسلم وسالم أبي النضر وغيرهم عنه عن
زيد بن خالد وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وجنادة بن أبي أمية وأبي قيس
مولى عمرو بن العاص وغيرهم
420

قال عمرو بن علي مات سنة مائة قال عبد الرحمن حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن المديني
قال سمعت يحيى بن سعيد يقول بسر بن سعيد أحب إلي من عطاء بن يسار
وزعم يحيى بن سعيد أن بسر بن سعيد كان يذكر بخير
قال النسائي بسر بن سعيد ثقة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عن بسر بن سعيد فقال هو
من التابعين لا يسأل عن مثله
قال البخاري حدثني عبيد الله بن سعيد قال مات بسر بن سعيد
وبعض مترفيهم أي مترفي بني أمية في يوم واحد فقال عمر بن عبد العزيز إن كان المدخلان
واحدا فعيش بسر بن سعيد أحب إلي
قال عمرو بن علي مات بسر بن سعيد سنة مائة
421

باب بيان
(161) بيان بن بشر أبو بشر المعلم الأحمسي مولاهم الكوفي
أخرج البخاري في النكاح والرقاق والمناقب والفتن عن بن عيينة
وزائدة وأبي عوانة وإسماعيل بن مخلد وغيرهم عنه عن أنس بن مالك وقيس
ابن أبي حازم ووبرة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير وغيرهم
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة وأحلى من فراس
قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
سألت أبي عزبيان بن بشر فقال بخ بخ ثقة من الثقات
قال وأخبرنا أبو ذر عن أبي الحسن الدارقطني قال هو أحد الاثبات
الثقات
وقال بن معين هو ثقة ليس هو الذي روى عن الحسن أن للوضوء
شيطانا يقال له الولهان
(162) بيان بن عمرو كناه البخاري أبا محمد وكناه مسلم في
كتاب الأسماء والكنى أبا عمرو في باب العين وأبو محمد في
باب الميم ووهم في أبي عمرو والصواب أبو محمد وهو بخاري
422

أخرج البخاري في التوحيد والحج وغير موضع عنه عن يزيد بن
هارون والنضر بن شميل ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم
قال البخاري مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو شيخ مجهول والحديث الذي رواه عن سالم
ابن نوح حديث باطل
يريد ما أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ
أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن
مشكان أبو سعيد المروزي ثنا محمود المروزي ثنا محمد بن إسماعيل
البخاري ثنا بيان بن عمرو ثنا سالم بن نوح عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصابر الصابر عند
الصدمة
قال الشيخ أبو الحسن وقد تابعه حنش بن حرب الخراساني عن سالم
ابن نوح
قال أبو أحمد بن عدي تفرد عن البصريين بغير حديث وهو عالم
جليل واستغرب علي بن المديني من حديثه عن البصريين غير حديث وقال
ليس هذا عندنا بالبصرة
423

باب تفاريق الأسماء على الباء
(163) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعوج بن سعد
ابن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن
أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر أبو عبد الله ويقال أبو ساسان
وقال يحيى بن معين أبو سهل الأسلمي سكن المدينة ثم خرج منها
غازيا إلى خراسان فمات بمرو
أخرج البخاري في الصلاة عن ابنه عبد الله وعن أبي المليح عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم
قال الواقدي توفي في ولاية يزيد بن معاوية سنة اثنتين أو
ثلاث وستين
قال البخاري في التاريخ حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن أنبأنا
معاذ بن خالد ثنا عبد الله بن مسلم السلمي من أهل مرو سمعت عبد الله بن
بريدة يقول مات والدي بمرو وقبره بالجصين وهو قائد أهل المشرق يوم القيامة
ونورهم يوم القيامة
424

وقال بن بريدة قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما رجل مات من أصحابه ببلد فهو
قائدهم ونورهم يوم القيامة
قال البخاري يقال مات في خلافة يزيد بن معاوية ومات بعده
الحكم بن عمرو ودفن إلى جنبه
(164) بلال بن رباح أبو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم ويقال
أبو عمرو مولى أبي بكر الصديق التيمي القرشي ومؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان من مولدي السراة شهد بدرا وسكن الشام وتوفي بها
قال عمرو بن علي مات بدمشق سنة عشرين وهو بن بضع وستين
سنة
وقال البخاري مات في الشام زمن عمر
وأخرج في التاريخ ثنا يحيى بن بشر ثنا قراد أخبرنا هشام بن سعد
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قدمنا الشام مع عمر فأذن بلال فذكر الناس
النبي صلى الله عليه مسلم فلم أر يوما أكثر باكيا منه
425

قال أبو بكر أخبرني مصعب كانت أم بلال حمامة وهو أول من
أذن شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها
أخرج البخاري قال عمر بن الخطاب أبو بكر سيدنا وأعتق
سيدنا
(165) البراء بن عازب بن الحارث بن عمارة الأنصاري الحارثي نزل
الكوفة أخرج البخاري عن عبد الله بن يزيد الحطمي وأبي جحيفة
وأبي إسحاق والشعبي وغيرهم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر الصديق وأبي
أيوب الأنصاري
قال البخاري في التاريخ ثنا أبو نعيم ثنا زهير عن أبي
إسحاق عن البراء استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر
قال البخاري ثنا عبد الله بن رجاء ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
حدثنا البراء بن عازب غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة
قال أبو بكر ثنا بن الأصبهاني ثنا وكيع بن الجراح عن
الأعمش عن أبي إسحاق عن البراء قال ما كل ما نحدثكم عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سمعنا ولكن سمعنا وحدثنا أصحابنا
426

ذكر أبو الحسن الدارقطني أن البخاري انفرد بالاخراج عن البراء بن
مالك ولم أر له في الكتاب ذكرا
(166) بهز بن أسد أخو معلى بن أسد أبو الأسود العمي
البصري
أخرج البخاري في الصلاة والأدب عن يعقوب الدورقي وعبد الرحمن
ابن بشر عنه عن شعبة
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال عقبة بن مكرم مات بهز قبل
يحيى بن سعيد ومات يحيى بن سعيد سنة ثمان وتسعين ومائة
قال أبو حاتم الرازي بهز بن أسد إمام صدوق ثقة
وقاله عبد الله بن نمير
وقال أحمد بن حنبل كل هؤلاء أصحاب الشكل والتنقيط عفان
وبهز وحبان بن هلال
427

قال النسائي بهز بن أسد ثقة
قال عبد الرحمن ثنا أبو بكر الأسدي سمعت أحمد بن حنبل
يقول بهز بن أسد إليه المنتهى في التثبت
(167) بور بن أصرم أبو بكر المروزي
أخرج البخاري في الجهاد عنه عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن
همام عن أبي هريرة قال سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة
وقال البخاري مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين
قال أبو أحمد بن عدي لا يعرف
(168) بدل بن المحبر بن منبه أبو المنير اليربوعي البصري
قاله البخاري وقال مسلم الواسطي
أخرج البخاري في الصلاة والفتن عنه عن شعبة
428

وقال أبو زرعة الرازي هو ثقة
وقال أبو حاتم الرازي هو أرجح من أمية بن خالد وبهز بن أسد
وحبان بن هلال وعفان
(169) بعجة بن عبد الله بن بدر أخو معاوية بن عبد الله الجهني
المدني
أخرج البخاري في الأضاحي عن يحيى بن أبي كثير عنه عن عقبة
ابن عامر قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ضحايا
مات قبل القاسم بن محمد سنة إحدى ومائة
قال النسائي هو ثقة
(170) بكير بن عبد الله بن الأشج الأشجعي مولاهم
قال عمرو بن علي مولى المسور بن مخرمة
429

قال إبراهيم بن نشيط رأيت بكيرا فقلت له يا أبا بكر
وقال عبد الله بن نمير يكنى أبا بكر
أخرج البخاري في الوضوء وغير موضع عن الليث بن سعد وعمرو
ابن الحارث وغيرهما عنه عن نافع وسليمان بن يسار ويزيد بن أبي
عبيد وغيرهم
قال البخاري حدثني يحيى بن بكير عن مالك هلك بكير في زمن
هشام بن عبد الملك ويقال إن هشاما استخلف لخمس بقين من شعبان سنة
خمس ومائة وكانت خلافته تسع عشرة سنة أو تسع عشرة وأحد عشر
شهرا آخرها رجب سنة خمس وعشرين ومائة
قال عمرو بن علي مات سنة سبع عشرة ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
قال عبد الرحمن سمعت أبي سمعت أحمد بن صالح يقول سمعت ابن
وهب يقول ما ذكر مالك بكير بن الأشج إلا قال كان من العلماء
قال عبد الرحمن حدثنا أبي قال ثنا بن الطباع سمعت معن بن
عيسى يقول ما ينبغي لاحد أن يفضل أو يفوق بكير بن الأشج في
الحديث
حدثنا أحمد بن محمد بن البراء قال قال علي بن المديني لم
430

يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من بن شهاب ويحيى بن سعيد الأنصاري
وأبي الزناد وبكير بن عبد الله بن الأشج
أدرك مالك بكيرا وما سمع منه وكان بكير سئ الرأي في ربيعة وأظنه تركه
من أجل ربيعة وإنما عرف مالك بكيرا بنظره في كتاب مخرمة
قال يحيى بن عبد الله بن بكير بنو عبد الله بن الأشج ثلاثة لا
ندري أيهم أفضل بكير ويعقوب وعمر
وقال النسائي بكير بن الأشج ثقة ثبت مأمون ورفعه وعظم أمره
(171) بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى واسمه عامر بن
عبد الله بن قيس أبو بردة الأشعري الكوفي
أخرج البخاري في الايمان والصلاة وغير موضع عن الثوري وأبي أسامة
ويحيى بن سعيد الأموي وغيرهم عنه عن جده أبي بردة
قال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه وليس بالمتين
قال النسائي في كتاب الضعفاء ليس بذاك القوي
وقال في غيره ليس به بأس
431

قال عبد الرحمن ثنا محمد بن إبراهيم بن سعد ثنا عمرو
ابن علي الصيرفي قال لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن يزيد بن
عبد الله بشئ قط
(172) بجالة بن عمرو التميمي البصري كاتب جزء بن معاوية التميمي عم
الأحنف بن قيس وكان جزء عامل عمر بن الخطاب
وأخرج البخاري في أول كتاب الجزية عن عمرو بن دينار عنه عن عمرو بن
الخطاب
قال أبو زرعة الرازي بجالة بن عبدة يروي عن بن عباس مكي ثقة
وقال أبو حاتم هو شيخ
432

حرف التاء
433

(173) توبة بن كيسان وهو بن أبي أسد أبو المورع العنبري البصري
جد العباس بن عبد العظيم
أخرج البخاري في كتاب صلاة الضحى في السفر والتهجد وخبر
الواحد وغيره عن شعبة عنه عن الشعبي ومورق قال أبو حاتم الرازي هو
ثقة
وقاله بن معين والنسائي
(174) تميم بن سلمة السلمي
قال عبد الرحمن ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن
معين أنه قال تميم بن سلمة ثقة
435

حرف الثاء
437

باب ثابت
(175) ثابت بن الضحاك بن خليفة أخو جبيرة بن الضحاك
أبو زيد الأشهلي الأنصاري شهد بيعة العقبة وقال بعضهم الكلابي
البصري
أخرج البخاري في الجنائز والمغازي والأدب وتفسير سورة الفتح عن أبي
قلابة عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال عمرو بن علي مات سنة خمس وأربعين
(176) ثابت بن قيس بن شماس
أخرج البخاري في الجهاد عن أنس عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج البخاري في التاريخ حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا سليمان عن
ثابت عن أنس قال لما كان يوم اليمامة قاتلهم ثابت بن قيس حتى قتل
439

(177) ثابت بن أسلم أبو محمد البناني البصري
أخرج البخاري في الوضوء وغير موضع عن حميد الطويل وشعبة
وحماد بن زيد وغيرهم عنه عن عبد الله بن الزبير وأنس وأبي رافع
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة صدوق أثبت أصحاب أنس الزهري ثم
قتادة ثم ثابت
قال البخاري ثنا أحمد بن سليمان قال سمعت بن علية يقول
قال مات ثابت سنة سبع وعشرين قال ويقال عن أبي محمد بن ثابت
قال مات ثابت وهو بن ست وثمانين سنة
وقال البخاري قال علي بن الحسين عن أبيه عن ثابت حدثني عبد الله بن
مغفل في الحديبية وقال صحبت أنسا أربعين سنة ما رأيت أعبد منه
قال البخاري وقال روح بن عبادة ثنا جندب بن حجر
حدثنا ثابت البناني قال سمعت عدي بن حاتم ثم لقيته بالكوفة
440

قال أحمد بن علي بن مسلم ثنا أبو قدامة اليرخسي عن بهز قال
حد ثنا حماد بن سلمة قال كنا نقول القصاص لا يحفظون فأتينا ثابتا
فكنا نقلب عليه الحديث فنقول لحديث عبد الرحمن بن أبي ليلى كيف
حديث أنس في كذا فيقول لا هذا من حديث عبد الرحمن ونقول في
حديث أنس كيف حديث عبد الرحمن في كذا فيقول لا هذا
حديث أنس
قال أحمد بن علي بن مسلم ثنا بن عائشة قال سمعت أبي
يقول قيل لثابت البناني يقولون أن ليس لعينك بأس إن لم تكثر البكاء قال
فما أرجو ذلك يعني - اذن؟
قال أبو بكر حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو هلال عن غالب
عن بكر بن عبد الله المزني قال من سره أن ينظر إلى أعبد من أدركنا في زمانه
فلينظر إلى ثابت ما أدركنا الذي هو أعبد منه
قال أبو بكر سمعت بن معين يقول مات ثابت البناني سنة سبع
وعشرين ومائة
قال أبو بكر حدثنا عبد الله بن عمر ثنا حماد بن زيد سمعت أبي
يقول قال أنس إن للخير مفاتح وإن ثابتا من مفاتح الخير
(178) ثابت بن محمد أبو إسماعيل هكذا قال جماعة
من أهل العلم
441

وقال أبو نصر الكلاباذي ثابت بن إسماعيل أبو إسماعيل
وقال أبو أحمد بن عدي ثابت بن محمد
وقال أبو حاتم الرازي ثابت أبو إسماعيل الزاهد
الشيباني الكوفي
أخرج البخاري في الهبة والتوحيد عنه عن مسعر والثوري مات سنة
خمس عشرة ومائتين
قال بن عدي هو أحد النبل
وقال أبو حاتم الرازي هو صدوق
وقال ابنه روى عنه أبي وأبو زرعة
442

قال أبو أحمد بن عدي سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول
سمعت أبا حاتم يقول أزهد من رأيت أربعة آدم بن أبي إياس وثابت بن محمد
الزاهد وأبا زرعة وذكر آخر
(179) ثابت بن عياض الأحنف الأعرج مولى عبد الرحمن
بن زيد بن الخطاب العدوي المدني
أخرج البخاري في البيوع عن زياد بن سعد عنه عن أبي هريرة
قال أبو حاتم الرازي لا بأس به
وقال فيه ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
(180) ثابت بن عجلان أبو عبد الله الأنصاري السلمي الحمصي
أخرج البخاري في الذبائح عن محمد بن حمير عنه عن سعيد بن جبير
سمعت بن عباس يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة
قال أبو حاتم الرازي لا بأس به صالح الحديث
وقال النسائي لا بأس به
قال عبد الرحمن هذا رجل حمصي وقع إلى باب الأبواب وأدرك أنس بن
مالك
443

سمعت أبي يقول ثابت بن عجلان ثابت الحديث لا بأس به
قال عبد الرحمن حدثني أبي سمعت دحيما يقول ثابت بن عجلان
ليس به بأس وهو من أهل أرمينية
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
سألت أبي عن ثابت فقال كان يكون بالباب والأبواب قلت هو ثقة
فسكت
(181) ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول البصري
أخرج البخاري في الصلاة وغير موضع عن موسى بن إسماعيل ومحمد
ابن الفضل عنه عن عاصم الأحول
قال أبو زرعة الرازي لا بأس به
وقال أبو حاتم الرازي لا بأس به وهو ثقة وهو أوثق من عبد الاعلى
الشامي وأحفظ من عاصم
قال عبد الرحمن حدثني أبي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عفان
قال دلنا شعبة على ثابت بن يزيد
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي
يعني بن المديني سمعت يحيى بن سعيد وسئل عن ثابت بن يزيد الأودي
فقال كان وسطا
444

باب ثور
(182) ثور بن يزيد الديلي المدني
أخرج البخاري في المغازي وغير موضع عن مالك بن أنس وسليمان
ابن بلال وغيرهما عنه بن سالم أبي الغيث
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي سمعت أبي
يقول ثور بن يزيد الديلي قد روى عنه مالك صالح الحديث
وقال أبو زرعة الرازي هو مدني ثقة
(183) ثور بن يزيد بن خالد أبو خالد وقال بن المديني أبو زيد
الكلاعي الحمصي
وقال مسلم الرحبي
أخرج البخاري في الأطعمة والجهاد والبيوع عن الثوري وعيسى بن
يونس وأبي عاصم النبيل والوليد بن مسلم وغيرهم عنه عن خالد بن معدان
445

قال أبو حاتم الرازي هو صدوق حافظ هو أحب إلي من برد
قال البخاري حدثني إبراهيم بن موسى سمعت عيسى بن يونس يقول
كان ثور من أن يثبتهم
قال أبو بكر بن عيسى حثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو مسهر
حدثنا عبد الله بن سالم قال أدركت أهل حمص وقد أخرجوا ثور بن يزيد وحرقوا
داره لكلامه في القدر
قال عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
سمعت أبي يقول ثور بن الكلاعي لا بأس به حدثنا عنه يحيى بن
سعيد والوليد بن مسلم وكان يرى القدر
قال علي بن المديني كان يحيى بن سعيد يوثقه وغمزه سفيان بن
عيينة
446

باب تفاريق الأسماء على الثاء
(184) ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي المديني إمام مسجد بني
قريظة
أخرج البخاري في الجهاد وغير موضع عن الزهري عنه عن عمر بن
الخطاب وقيس بن سعد
قال الكلاباذي له رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الشيخ أبو الحسن
حديثه عن قيس بن سعد خاصة
(185) ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة
قال أبو بكر يكنى أبا عمر قال ثنا بذلك عفان بن مسلم عن
جعفر بن سليمان
447

أخرج البخاري في العلم والمغازي والأشربة والأطعمة عن عبد الله بن
المثنى وعبد الله بن عون ومعمر وعزرة بن ثابت وغيرهم عنه عن أنس بن
مالك
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
سئل أبي عن ثمامة بن عبد الله بن أنس فقال ثقة
448

حرف الجيم
449

باب جعفر
(186) جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هشام أبو عبد الله
هاجر الهجرتين وقتل بمؤتة
(187) جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس اليشكري البصري
أخرج البخاري في العلم وغير موضع عن شعبة وأبي عوانة وهشيم
عنه عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة
قال عبد الرحمن حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي
سمعت يحيى قال كان شعبة يضعف أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم
قال البخاري قال أبو نعيم مات سنة ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين
ومائة
قال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان هو ثقة
(188) جعفر بن حيان أبو الأشهب العطاردي البصري
451

أخرج البخاري في تفسير سورة النجم والاحكام عن أبي نعيم وأحمد بن
يونس ومسلم بن إبراهيم عنه عن الحسن وعاصم وأبي الجوزاء
قال البخاري مات منسلخ شعبان سنة خمس وستين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة هو أحب إلي من سلام بن مسيكن
قال عبد الرحمن ذكر أبي عن أحمد بن حنبل قال أبو الأشهب من
الثقات
حدثنا الحسن بن الحسن سئل يحيى عن أبي
الأشهب وأبي هلال من أحب إليك فقال أبو الأشهب
ثقة (189) جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة وهي أمه وهو ابن
عبد الله بن مطاع بن عمرو القرشي المصري يكنى أبا شرحبيل
أخرج البخاري في التيمم والصلاة وغير موضع عن الليث بن سعد
وبكر بن مضر وغيرهما عنه عن الأعرج وعراك بن مالك
قال أبو زرعة الرازي هو مصري ثقة
قال البخاري وقال يحيى بن بكير مات جعفر بن ربيعة سنة ست
وثلاثين أو نحوها
452

قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
سألت أبي عن جعفر بن ربيعة فقال كان شيخا من أصحاب الحديث ثقة
روى عنه الليث بن سعد
(190) جعفر بن عمرو بن أمية الضمري المدني أخو عبد الملك بن
مروان من الرضاعة
أخرج البخاري في الوضوء وغيره عن الزهري وأبي سلمة بن عبد
الرحمن وسليمان بن يسار عنه عن أبيه وعن وحشي الحبشي مات في
خلافة الوليد بن عبد الملك
(191) جعفر بن عون بن عمرو بن حريث أبو عون المخزومي القرشي
الكوفي
أخرج البخاري في الايمان والصلاة وغير موضع عن إسحاق بن
راهويه وعن إسحاق بن منصور وغيرهما عنه وكثيرا ما يقول عن إسحاق ولا
ينسبه عنه عن أبي العميس والأعمش والثوري
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
453

قال البخاري مات جعفر بن عون بالكوفة سنة سبع ومائتين
قال أحمد بن علي بن مسلم حدثنا إبراهيم بن سعد سمعت محمد بن
بشر وأخبرنا إبراهيم الأسدي قالا قال مسعر وذكر جعفر بن عون فقال ما
يزيد عليه شاب فضلا
قال عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
قال قال أبي جعفر بن عون ليس به بأس كان رجلا صالحا
454

باب جابر
(192) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أبو عبد الله السلمي
الأنصاري المدني ذهب بصره أخيرا من فقهاء الصحابة
أخرج البخاري في التفسير والحج عن عمرو بن دينار وغيره عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم
قال البخاري في التاريخ حدثني عبد الله بن أبي الأسود ثنا حميد بن
الأسود عن حجاج الصواف حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه غزا إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة
حدثنا أبو النعمان ثنا أبو هلال عن قتادة قال آخر الصحابة موتا
بالكوفة بن أبي أوفى وبالمدينة جابر وبالبصرة أنس
قال عمرو بن علي مات جابر بن عبد الله سنة ثمان وسبعين وقد
ذهب بصره
455

(193) جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن رئاب بن حجير بن سوأة
بن عامر بن صعصعة أبو عبد الله السوائي
سمع النبي صلى الله عليه وسلم
قال البخاري مات بعد المختار وصلى عليه عمرو بن حريث
(194) جابر بن زيد أبو الشعثاء الأزدي اليحمدي مولاهم
الجوفي ناحية عمان كان بالبصرة
456

وقال عمرو بن علي هو من موضع يقال له درب الجوف
بالبصرة
أخرج البخاري في الغسل وغير موضع عن عمرو بن دينار وقتادة
عنه عن بن عباس
قال أبو زرعة الرازي هو بصري أزدي ثقة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ
حد ثنا سفيان عن عمرو يعني بن دينار عن عطاء أن بن عباس قال
لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عن كتاب الله
وربما قال عما في كتاب الله
قال أبو بكر قال بن معين هو ثقة
قال أبو بكر سمعت أحمد بن حنبل يقول جابر بن زيد وأنس بن مالك
في جمعة ماتا سنة ثلاث وتسعين
457

باب جرير (195) جرير بن عبد الله أبو عبد الله البجلي
وقال أبو عبد الرحمن بن أبي حاتم أبو عمرو نزل الكوفة وسمع النبي
صلى الله عليه وسلم وهو متأخر الاسلام
قال محمد بن سعد توفي بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس بالكوفة
وكانت ولايته بعد زياد بسنتين ونصف
وكان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم
(196) جرير بن حازم بن زيد أبو النضر الأزدي البصري
458

أخرج البخاري في الصلاة وغير موضع عن أبيه وهب وعن بن
وهب وأبي عاصم وسليمان بن حرب وغيرهم عنه عن الحسن وابن سيرين
وغيرهما حكى عنه ابنه وهب أنه قال مات أنس بن مالك سنة تسعين وأنا
ابن خمس سنين
ومات سنة سبعين ومائة قاله البخاري
قال أبو حاتم الرازي جرير بن حازم صدوق صالح الحديث قدم هو
والسري بن يحيى مصر وجرير بن حازم أحسن حديثا منه والسري أحلى منه
قال واختلط جريج قبل موته بعام يعني جرير بن حازم
وقال أبو داود جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي تغيرا فحجب الناس
عنهما
قال عبد الرحمن ثنا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول جرير بن حازم اختلط وكان له أولاد أصحاب حديث فلما أحسوا ذلك
منه حجبوه فلم يسمع منه أحد شيئا في اختلاطه
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن
المديني سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول جرير بن حازم أثبت عندي
من قرة بن خالد
حدثنا عبد الرحمن حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب ثنا قراد
سمعت شعبة يقول عليك بجرير بن حازم فاسمع منه
459

(199) جرير بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو سلمة العتكي البصري
قال أبو عبد الله جرير بن يزيد وقيل بن زيد هو عم جرير بن
حازم
أخرج البخاري في اللباس عن بن أخيه جرير بن حازم عنه عن سالم
ابن عبد الله
قال أبو حاتم الرازي سألت أبي عنه قال لا بأس به
(198) جرير بن عبد الحميد الضبي الرازي أصله من
الكوفة
أخرج البخاري في العلم والوضوء وغير موضع عن قتيبة وابن المديني
وعثمان ويحيى بن يحيى وغيرهم عنه وفي الفرائض عن محمد غير منسوب
يشبه أن يكون بن سلام عنه عن منصور بن المعتمر والأعمش ومغيرة وغيرهم
قال بن المديني مات سنة سبع وثمانين ومائة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قلت لأبي جرير بن عبد الحميد
أحب إليك في حديث حصين أو أبو الأحوص فقال كان جرير أكيس
460

الرجلين جرير أحب إلي قلت فيحتج بحديث جرير قال نعم وجرير ثقة
هو أحب إلي في هشام بن عروة بن يونس بن بكير قال وسمعت أبا زرعة
الرازي يقول جرير صدوق من أهل العلم
قال أبو بكر سمعت بن معين يقول ومثل جرير يتهم في الحديث
قال أبو بكر حدثنا يحيى بن معين حدثني جرير بن عبد الحميد قال
اختلطت علي أحاديث عاصم الأحول فلم أفصل بينها وبين حديث أشعث
حتى قدم علينا بهز البصري فخلصها إلي فحدثت بها
قيل ليحيى وكيف تكتب هذه عن جرير إذا كان هذا قال ألا تراه قد
بين لهم أمرها كأنه لو لم يبين لهم أمرها لم يحدثهم بها
قال أبو بكر بلغني أن جرير بن عبد الحميد بن قرط بن
تيري يكنى أبا عبد الله
حدثنا عبد الرحمن ثنا الحسين بن الحسن الرازي سمعت يحيى بن
معين يقول ولد جرير بالري ثم خرج إلى الكوفة ثم رجع إلى الري وكانت أمه
رازية
461

قال عبد الرحمن أخبرنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلي
حدثنا عثمان بن سعيد الرازي قلت ليحيى بن معين جرير أحب إليك في
منصور أو شريك قال جرير أعلم به
قال عبد الرحمن ثنا أبي سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول شاورني
يحيى بن الضريس في الخروج إلى البصرة قلت ما نصنع بالبصرة قال
أكتب عن أبي عوانة عن مغيرة قلت أقم واكتب عن جرير فإني لم أر أحدا
أروى عن مغيرة من جرير
462

باب جندب
(199) جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن ويقال برير بن
جنادة الغفاري المدني سكن الربذة من كبار الصحابة توفي في خلافة عثمان
بالربذة أجمعين
قال عمرو بن علي مات أبو ذر جندب بن جنادة سنة اثنتين وثلاثين
في خلافة عثمان
(200) جندب بن عبد الله وهو بن سفيان أبو عبد الله العلقي
البجلي وعلق من بجيلة كان بالكوفة فصار إلى البصرة ثم خرج منها سمع
النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر حدثنا أحمد بن حنبل ثنا حجاج بن محمد قال قال
شعبة قد كان جندب بن سفيان أتى النبي صلى الله عليه وسلم وإن شئت قلت له صحبة
وجندب بن عبد الله وجندب بن سفيان واحد هو جندب بن عبد الله
ابن سفيان
463

باب جبير
(201) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي أبو محمد
القرشي المدني سمع النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج البخاري عنه في الغسل وفي غير موضع
قال الواقدي مات بالمدينة في وسط خلافة معاوية
(202) جبير بن حية بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن
سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي
أخرج البخاري في التوحيد والجزية وغير موضع عن ابنه زياد وبكر
464

ابن عبد الله المزني عنه عن النعمان بن بشر والمغيرة بن شعبة هكذا قال
الكلاباذي النعمان بن بشير وأراه وهم وإنما هو النعمان بن مقرن
المدني وهو حديث واحد روى بعضه عن عمر بن الخطاب وروى بعضه عن
المغيرة بن شعبة وبعضه عن النعمان بن مقرن
465

باب جعد
(203) جعد بن دينار أبو عثمان اليشكري البصري الصيرفي
صاحب الحلي
أخرج البخاري في الفتن والأطعمة والاحكام والرقاق عن عبد الوارث
وحماد بن زيد عنه عن أنس بن مالك وأبي رجاء العطاردي
قال النسائي لا بأس به
(204) جعد ويقال جعيد بن عبد الرحمن بن أوس أبو يزيد
الكندي المدني
أخرج البخاري في الصلاة والكفارات والحدود وغير موضع عن
مكي بن إبراهيم وحاتم بن إسماعيل والقاسم بن مالك وغيرهم عنه عن السائب
ابن يزيد ويزيد بن خصيفة وغيرهما
قال البخاري قال مكي سمعت من الجعيد سنة أربع وأربعين
ومائة
قال النسائي هو ثقة
قال علي بن المديني الجعيد بن عبد الرحمن لم يرو عنه مالك شيئا
466

باب جامع
(205) جامع بن شداد أبو صخرة المحاربي الكوفي
أخرج البخاري في العلم والتوحيد وغير موضع عن الأعمش
وشعبة والثوري وغيرهم عنه عن عامر بن عبد الله بن الزبير وصفوان بن محرز
قال البخاري قال أبو نعيم مات سنة ثمان عشرة ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة
(206) جامع بن أبي راشد الصيرفي
قال بن معين هو أخو ربيع بن أبي راشد
قال أحمد بن زهير لهما أخ ثالث يقال له ربيع بن أبي راشد
أخرج البخاري في المناقب والصوم عن الثوري وابن عيينة عنه مفردا
وفي التوحيد عنه مقرونا بعبد الملك بن أعين عن أبي وائل ومنذر أبي يعلى الثوري
أخبرنا أبو ذر عن أبي الحسن الدارقطني قال حدثنا علي بن محمد
ابن عبيد ثنا أحمد بن خيثمة
قال أحمد بن حنبل جامع بن أبي راشد ثقة
قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
سمعت أبي يقول جامع بن أبي راشد شيخ ثقة
467

باب جويرية
(207) جويرية بن قدامة التميمي
أخرج البخاري في الجزية عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي عنه عن عمر
ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه
(208) جويرة بن عبيد بن مخارق
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم هو أبو مخارق ويقال أبو أسماء الضبعي
البصري
أخرج البخاري في الغسل والمناقب عن عبد الله بن محمد بن أسماء
ومسدد وغيرهما عنه عن نافع ومالك
قال البخاري حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء قال مات سنة
ثلاث وتسعين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث وهو في السن مثل مالك
يحدث عن نافع
قال عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب
إلي قالوا جويرية بن أسماء ليس به بأس هو ثقة
468

باب تفاريق الأسماء على الجيم
(209) جرهم ويقال جرثوم بن ناشبة
ويقال بن قيس ويقال عمرو بن جرثوم
وقال بن أبي شيبة لا شربن حمير أبو ثعلبة الخشني وخشينة
حي من قضاعة
أخرج البخاري في الذبائح عن أبي إدريس عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو عبد الله بكر بن عبد الله المزني إن أول صلاة المسلمين
بحمص في كنيسة يوحنا صلى بهم أبو ثعلبة الخشني
قال أبو بكر بن عيسى فبلغني أن أبا ثعلبة أقدم إسلاما من أبي هريرة
ولم يقاتل مع علي ولا معاوية
ومات في أول إمرة معاوية
(210) جنادة بن أبي أمية واسمه كثير أبو عيسى السدوسي
469

وقال الواقدي الأزدي الشامي
وقال البخاري هو الدوسي نسبه منصور عن مجاهد كذا قال
الدوسي
وقال أبو نصر صوابه السدوسي
وقال بن عون عن مجاهد وكان علينا جنادة في البحرين ست سنين
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم لأبيه أبي أمية صحبة
أخرج البخاري في التهجد والفتن عن بسر بن سعيد وعمير بن
هانئ عنه عن عبادة بن الصامت
قال البخاري في التاريخ مات سنة سبع وستين
وقال البخاري قال عمرو بن الحارث في حديثه قال جنادة أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم
في وفاته قال إبراهيم بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وقيل له جنادة بن أبي أمية
الأزدي الذي روى عنه مجاهد له صحبة قال نعم جنادة بن أبي أمية
الأزدي
قلت ليحيى الذي يروي عن عبادة بن الصامت قال هو هو فجعل
يحيى بن معين جنادة بن أبي أمية هو الذي له صحبة وإنه الأزدي
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم جنادة الأزدي البصري له صحبة
وجنادة بن أبي أمية الدوسي لأبيه أبي أمية صحبة وجعلهما
رجلين
470

(211) جرهد
الأسلمي قال البخاري في باب ما يذكر في الفخذ ويروى عن بن عباس وجرهد
ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم الفخذ عورة وجرهد هذا هو جرهد
الأسلمي قيل جرهد بن خويلد
وقيل جرهد بن رزاح يكنى أبا عبد الرحمن وقد جعلهما بن أبي
حاتم رجلين وقيل هما واحد وفي حديثه نظر
(212) جمعة بن عبد الله بن زياد بن شداد أخو خاقان وهو يحيى بن
عبد الله أبو بكر السلمي البلخي
أخرج البخاري في الأطعمة عنه عن مروان بن معاوية الفزاري عن
هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة الحديث
وليس له في الكتاب غيره
(213) جبلة بن سحيم أبو سريرة التميمي الكوفي
471

أخرج البخاري في الصوم والمظالم والأطعمة عن الثوري وشعبة عنه
عن بن عمر توفي في فتنة الوليد بن يزيد
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة وقال مرة صالح الحديث
وقال أبو بكر رأيت في كتاب علي بن المديني وسمعته يقول يعني يحيى كان
جبلة بن سحيم ثقة قلت كان شعبة وسفيان يوثقانه قال برأسه أي قال
نعم
قال عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي يعني
ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد القطان وقلت له أيهما أثبت وأحب
إليك آدم بن علي أو جبلة بن سحيم قال جبلة
472

حرف الحاء
473

باب الحسن
(214) الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد
أخرج البخاري عن الحسن البصري عنه عن أبي بكرة وإنما قال فيه قال
الحسن سمعت أبا بكرة فتأوله أبو الحسن الدارقطني وغيره من الحفاظ على أنه
الحسن بن علي لان الحسن البصري عندهم لم يسمع من أبي بكرة
وتأوله علي بن المديني والبخاري على أنه الحسن البصري وبهذا الحديث
صح عندهم سماعه من أبي بكرة
قال الواقدي ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث
وأخرج في التاريخ قال وقال أبو نعيم مات سعد والحسن بن علي بن
أبي طالب وعائشة سنة ثمان وخمسين
قال عمرو بن علي مات الحسن بن علي بن أبي طالب وكان سقي
السم فوضع كبده في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وهو يومئذ بن سبع
وأربعين سنة وصلى عليه سعيد بن العاص أمير المدينة
(215) الحسن بن إسحاق بن زياد أبو علي المروزي
أخرج البخاري في غزوة الحديبية عنه عن محمد بن سابق عن مالك بن
475

مغول سمعت أبا حصين قال قال أبو وائل لما قدم سهل بن حنيف من
صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي
وأخرج عنه عن محمد بن سابق عن زائدة عن عبيد الله بن عمر عن
نافع عن بن عمر قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للفارس سهمين وللراجل
سهما
مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو مجهول
(216) الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب أبو علي البجلي الكوفي
أخرج البخاري في الاستسقاء والمناقب عنه عن المعافى بن عمران
قال البخاري مات سنة إحدى وعشرين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
(217) الحسن بن خلف بن شاذان أبو علي الواسطي
476

أخرج البخاري في غزوة الحديبية عنه عن إسحاق بن يوسف
الأزرق حديثا واحدا لم يخرج عنه غيره
قال بن عدي كان بن صاعد يحدث عنه
وقال مسلم حدث عن إسحاق بن يوسف ويزيد بن هارون
(218) الحسن بن ذكوان أبو سلمة البصري
أخرج البخاري في الرقاق عن يحيى بن سعيد القطان عنه عن أبي رجاء
العطاردي
قال أبو حاتم الرازي الحسن بن ذكوان ضعيف الحديث ليس
بالقوي
وقال بن حنبل أحاديثه أباطيل
وقال علي بن المديني كان يحيى بن سعيد يحدث عنه ولم يكن عنده
بالقوي
وقال النسائي ليس بالقوي
(219) الحسن بن الربيع أبو علي البوراني البجلي الكوفي
أخرج البخاري في بدء الخلق والنكاح وتفسير إذا جاء نصر الله
477

وغير موضع عنه عن أبي الأخوص مات سنة عشرين أو نحوها
قاله البخاري
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي سمعت أبي يسأل عن حديث أبن
إدريس فقال حدثنا أوثق أصحاب بن إدريس الحسن بن الربيع وقال
الحسن بن الربيع ثقة وكنت أحسب أنه مكسور العنق لانحنائه حتى قيل لي
بعد إنه لا ينظر إلى السماء
(220) الحسن بن محمد بن الحنفية وهو بن علي بن أبي
طالب بن عبد المطلب أبو محمد الهاشمي أخو عبد الله بن محمد
أخرج البخاري في النكاح والجهاد وتفسير سورة الممتحنة وغير موضع
عن الزهري وعمرو بن دينار عنه عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع
وأبيه وعبيد الله بن أبي رافع
قال الواقدي كان يقدم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة وتوفي في
زمن عمر بن عبد العزيز
وقال غيره توفي في ولاية عبد الملك بن مروان
478

(221) الحسن بن محمد بن أعين أبو علي الحراني مولى آل محمد بن
مروان
أخرج البخاري في عمرة الحديبية عن الفضل بن يعقوب عنه عن زهير
ابن معاوية
مات سنة عشرين ومائتين
(222) الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني
أخرج البخاري في الحج واللباس والمناقب وغير موضع عنه عن
عبيدة بن حميد ويحيى بن عباد وحجاج بن محمد وغيرهم
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم كتبت عنه عن أبي وهو ثقة
قال النسائي هو ثقة كتبت عنه ببغداد
(223) الحسن بن مسلم بن يناق المكي
أخرج البخاري في العيدين واللباس وغير موضع عن عمر بن مرة
وابن جريج وإبراهيم بن نافع عنه عن مجاهد وطاوس وصفية بنت شيبة
479

قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث
وقال أبو زرعة الرازي هو صالح ثقة
قال البخاري حدثني أحمد بن سليمان ثنا بن عيينة قال مات
الحسن بن مسلم قبل طاوس وقبل أبيه مسلم
(224) الحسن بن موسى الأشيب الكوفي أبو علي كان ببغداد
أخرج البخاري في الصلاة عن الفضل بن سهل عنه عن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن دينار
قال محمد بن سعد مات بالري في شهر ربيع سنة تسع ومائتين
قال أبو حاتم الرازي قال علي بن المديني الحسن الأشيب ثقة
قال عبد الله بن علي المديني قال أبي الحسن بن موسى الأشيب
كان ببغداد وكأنه ضعفه
قال البخاري مات الحسن بن موسى الأشيب من أبناء خراسان
بالري سنة تسع ومائتين
(225) الحسن بن مدرك أبو محمد الطحان البصري
480

أخرج البخاري في الأشربة والحيض وإسلام سليمان وغير موضع عنه
عن يحيى بن حماد
سئل أبو زرعة الرازي عنه فقال كتبنا عنه
وقال أبو حاتم الرازي هو شيخ
وقال النسائي هو صالح بصري
وقال بن عدي هو من حفاظ البصرة
(226) الحسن بن منصور أبو علي
أخرج البخاري في صفة النبي صلى الله عليه وسلم عنه عن الحجاج بن محمد ذكره
الكلاباذي في باب حسن والشيخ أبو الحسن وكذلك رويناه عن أبي ذر في
الصحيح حسن بن منصور ولم يذكره بن عدي ولا أبو عبد الله ولا عبد
الرحمن بن أبي حاتم
(227) الحسن بن صباح بن محمد أبو علي
قال بن عدي هو أبو يعلى البغدادي البزار الواسطي
أخرج البخاري في الايمان وصفة النبي صلى الله عليه وسلم وغير موضع عنه عن بن
عيينة وإسحاق الأزرق وغيرهما
481

قال البخاري مات يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين
ومائتين
قال أبو حاتم الرازي الحسن بن الصباح صدوق وكان له جلالة ببغداد
كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله
(228) الحسن بن عبد العزيز بن الوزير بن صابئ الجذامي الجروي
أبو علي
أخرج البخاري في الجنائز وتفسير سورة الأنفال والفتح عنه عن يحيى
ابن حسان وعبد الله بن يحيى
توفي بالعراق سنة سبع وخمسين ومائتين
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم هو ثقة صدوق
(229) الحسن بن عمر بن شقيق البصري
أخرج البخاري في إسلام سلمان وفي الاستئذان وغير موضع عنه عن
يزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان
قدم بلخ وأقام بها نحو خمسين سنة ثم خرج منها إلى البصرة سنة ثلاثين
ومائتين ومات بها بعد ذلك
482

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن الحسن بن عمر بن
شقيق فقال لا بأس به
وقال أبو حاتم الرازي هو صدوق
قال بن عدي كان يتجر إلى بلخ وكتب عنه أهل خراسان بها
(230) الحسن بن علي أبو علي الخلال الهذلي الحلواني
أخرج البخاري في الحج عنه عن عبد الصمد بن عبد الوارث
قال البخاري مات في ذي الحجة سنة ثنتين وأربعين ومائتين قاله
البخاري
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم يكنى أبا محمد
(231) الحسن بن عمرو الفقيمي التميمي الكوفي أخو فضيل بن عمرو
أخرج البخاري في الديات عن عبد الواحد بن زيد عنه مفردا وفي الأدب عن
الثوري عنه مقرونا عن مجاهد
توفي في خلافة أبي جعفر
483

قال علي بن المديني قلت ليحيى بن سعيد أيهما أعجب إليك
الحسن بن عبيد الله أو الحسن بن عمرو قال الحسن بن عمرو أثبتهما
قال النسائي لا بأس به وقال مرة أخرى ثقة
(232) الحسن بن الوليد النيسابوري
قال البخاري في الطلاق قال الحسين بن الوليد النيسابوري عن عبد
الرحمن بن الغسيل عن عباس بن سهل عن أبيه وأبي أسيد قالا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أميمة
بنت شراحيل
(233) الحسن بن أبي الحسن واسمه يسار مولى زيد بن
ثابت ويقال مولى أبي اليسر الأنصاري ويقال مولى جابر بن عبد
الله الأنصاري أبو سعيد البصري قاضيها أخو سعيد وعمار ابني أبي الحسن
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن أيوب ويونس وابن
484

عون وقتادة وجرير بن حازم وأبي موسى عنه عن جندب بن عبد الله
وسمرة ومعقل بن يسار وعبد الرحمن بن سمرة وأنس بن مالك وأبي بكرة نفيع
ابن الحارث
وأخرج عنه وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حديث من تبع الجنازة
قال بن معين لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا فهو مرسل
من جهته
وإنما يسند من طريق محمد بن سيرين فإنه سمع من أبي هريرة
قيل ليحيى بن سعيد إن في بعض حديث الحسن سمعت أبا هريرة
قال ليس بشئ
ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب
قال البخاري حدثني حياة بن شريح ثنا ضمرة عن السري بن
يحيى قال
مات الحسن سنة عشر ومائة قبل بن سيرين بمائة يوم
قال عثمان ثنا بن إدريس عن شعبة عن أبي رجاء قلت للحسن
485

متى خرجت عن المدينة قال عام صفين قلت فمتى احتلمت قال
عام صفين
أخرج البخاري عنه في الكسوف وغير موضع عن أبي بكرة وأنكر أبو
الحسن الدارقطني ويحيى بن معين أن يكون الحسن سمع من أبي بكرة وذكر أبو
الحسن أن الأحنف بن قيس بينهما واحتج بحديث أخرجه البخاري عن عبد الله بن
عبد الوهاب ثنا حماد عن رجل لم يسمه عن الحسن قال خرجت بسلاحي ليلة
من ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال أين تريد فقلت
أريد نصرة بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث
قال حماد بن زيد فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد وأنا
أريد أن تحدثاني به فقالا إنما روى هذا الحديث الحسن البصري عن الأحنف بن قيس عن أبي
بكرة
وكذلك رواه هشام والمعلى بن زياد عن الحسن
وذهب غيره من أصحاب الحديث إلى تصحيح سماعه من أبي بكرة لما
رواه البخاري في الفتن
486

حدثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان بن عيينة ثنا إسرائيل بن موسى أبو موسى ولقيته
بالكوفة وجاء إلى بن شبرمة فقال أدخلني على عيسى فأعظه فكأن بن
شبرمة خاف عليه فلم يفعل فقال حدثنا الحسن قال لما سار الحسن بن علي
[رضي الله تعالى عنهما إلى معاوية بالكتائب فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرى
كتيبته لا تولى حتى تدبر إحداها قال معاوية من لذراري المسلمين فقال فقال
عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة نلقاه فنقول له الصلح
قال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة قال بينما النبي يخطب جاء
الحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم وسلم ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين
من المسلمين فبين سماع الحسن من أبي بكرة
روى البخاري في الصحيح والتاريخ عن علي انه قال بأثر هذا الحديث
وإنما صح عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث
قال القاضي أبو الوليد وهذا عندي غير صحيح لان الحسن الذي سمعه
من أبي بكرة إنما هو الحسن بن علي بن أبي طالب فليس في هذا الحديث
ما يدل على سماع الحسن بن أبي الحسن من أبي بكرة إلا ما تقدم وهو غير
مسلم
وقد روى هذا الحديث في آخر علامات النبوة حسين الجعفي مختصرا
عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن فصعد
به على المنبر فقال ابني هذا سيد
ولم يذكر فيه السماع ومرسل الحسن فيه ضعف
487

روى أحمد بن علي بن مسلم ثنا الحسين بن علي ثنا عفان
حدثنا أزهر عن بن عون قال قلت للحسن عن من تحدث هذه
الأحاديث قال عنك وعن ذا وعن ذا
قال أبو بكر وحدثنا موسى بن إسماعيل سألت الأنصاري يعني
محمد بن عبد الله من أين كان أصل الحسن قال من ميسان
وقال الغلابي عن يحيى بن معين كان أبو الحسن يسار مولى أبي اليسر
الأنصاري وأمه خيره مولاة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خيرة ربما غابت
فيبكي الحسن فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله بذلك إلى أن تجئ أمه فدر عليه
ثديها فشرب منه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك
قال أبو بكر حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن أيوب حدثنا
ابن علية عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال لي الحجاج ما أمدك يا
حسن قلت سنتان من خلافة عمر قال لعينك أكبر من أمدك
قال أبو بكر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا المعتمر بن سليمان كان
أبي يقول الحسن شيخ أهل البصرة
قال أبو بكر حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو هلال الراسي حدثنا
488

خالد بن رباح سئل أنس بن مالك عن مسألة فقال سلوا مولانا الحسن
فقال يا أبا حمزة نسألك فتقول اسألوا مولانا الحسن فقال سلوا مولانا
الحسن فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا
قال أبو بكر ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا جرير بن حازم سمعت
حميد بن هلال قال قال قتادة ما رأيت رجلا أشبه رأيا بعمر بن
الخطاب رحمه الله من الحسن
قال أبو بكر ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا قريش بن حيان
العجلي ثنا عمرو بن دينار سمعت قتادة يقول ما جمعت علم الحسن إلى
علم أحد من العلماء إلا وجدت له فضلا عليه غير أنه إذا استشكل شئ عليه
كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله
قال أبو بكر حدثنا أبو سلمة حدثنا سلام بن مسكين سمعت عمران
قال قل ما كانا يختلفان في الشئ يعني الحسن وسعيد بن المسيب
قال أبو بكر ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا حماد بن زيد عن جرير
ابن حازم قال قام الحسن يوما من مسجد الجامع فذهب إلى أهله فاتبعه ناس
فالتفت إليهم فقال إن خفق النعال حول الرجال قل ما تلبث الحمقاء
قال أبو بكر حدثنا أحمد بن حنبل ثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام
قال قتادة والله ما حدثنا الحسن عن يدري واحد مشافهة
قال أبو بكر حدثنا أبو نعيم ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن
سافرت مع عبد الرحمن بن سمرة إلى بابل
قال أبو بكر سئل يحيى بن معين فقال لم يسمع الحسن من أبي بكرة
ولا سمع من جابر بن عبد الله ولا من أبي هريرة
489

قال أبو بكر ثنا إسماعيل بن إبراهيم مات الحسن في رجب سنة
عشر ومائة
(234) الحسن العرني البجلي الكوفي
أخرج البخاري في الطب عن الحكم بن عتيبة عنه مقرونا بعبد الملك
ابن عمير عن عمرو بن حريث
قال أبو بكر سمعت بن معين يقول الحسن العرني ليس به بأس هو
صدوق وإنما يقال إنه لم يسمع من بن عباس والحديث الذي أخرج له في
البخاري قال شعبة
وأخبرني الحكم بن عتيبة عن الحسن العرني عن عمرو بن حريث عن سعيد بن
زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن
قال شعبة لما أخبرني به الحكم لم أنكره من حديث عبد الملك بن عمير وذلك
أن شعبة روى قبله هذا الحديث عن عبد الملك عن عمر بن
حريث المخزومي ولذلك لم ينكره
490

(235) الحسن غير منسوب
حدث عن إسماعيل بن الخليل الخزاز في تفسير سورة الزمر
يشبه أن يكون أبا علي الحافظ الحسن بن شجاع وقيل إنه
الحسن بن الصباح والله أعلم بالصواب
491

باب الحسين
(236) الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله رضي الله تعالى عنه
أخرج البخاري في التهجد وغير موضع عن ابنه علي بن الحسين
عنه عن أبيه علي بن أبي طالب أجمعين
قال الواقدي ولد الحسين في ليال من شعبان سنة أربعين
أخرج البخاري في التاريخ ثنا سعيد بن سليمان ثنا حفص
عن جعفر بن محمد قال كان بين الحسن والحسين طهر واحد
أخرج البخاري في التاريخ ثنا سعيد بن سليمان ثنا حفص
أخرج البخاري فيه حدثني محمد بن الصلت أبو يعلى و عبد الله بن
محمد قالا ثنا بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قتل حسين وهو
ابن ثمان وخمسين
وقال أبو نعيم قتل الحسين يوم عاشوراء
وقال خليفة بن خياط ومسدد وقتل يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة
إحدى وستين
وقال محمد بن سعد قتل بنهر كربلاء
وقال أبو عيسى قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين
492

وقال الواقدي حدثني أفلح بن سعيد عن بن كعب القرظي قال قتل
الحسين بن علي في صفر سنة إحدى وستين
قال الواقدي والثبت عندنا أنه قتل يوم عاشوراء في المحرم
(237) الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة مولى عمران
ابن حصين أبو عمار الخزاعي المروزي
أخرج البخاري في فضائل المدينة عنه عن الفضل بن موسى عن
جعيف بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص سمعت سعدا قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يكيد أهل المدينة
إنما الحديث
قال الكلاباذي أخرج عنه البخاري في جزاء الصيد وليس له في
جزاء الصيد ولا في شئ من الكتاب غير هذا الحديث في فضائل
المدينة وذكره الكلاباذي وابن عدي وأبو الحسن في من أخرج عنه
البخاري ولم يذكره الشيخ أبو عبد الله وذكر الحسين بن إبراهيم بن إشكاب
ووافقه على ذكره أبو الحسن وذكر معه الحسين بن حريث ولم أجد للحسين بن
إبراهيم في الكتاب ذكرا ولا ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم
وذكر الحسين بن حريث وقال روى عنه أبو زرعة الرازي
493

(238) الحسين بن الحسن بن يسار من آل مالك بن يسار أبو
عبد الله المصري
أخرج البخاري في الاستسقاء حديثا موقوفا وهو في
الأصل مسند عن محمد بن مثنى عنه عن بن عون
مات سنة ثمان وثمانين ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو مجهول وروى عنه موسى بن إسحاق
الأنصاري
(239) الحسين بن ذكوان المعلم المكتب العوذي البصري
أخرج البخاري في الغسل والصلاة والايمان وغير موضع عن شعبة
وابن المبارك وغيرهما عنه عن قتادة وعطاء وغيرهما
قال أبو بكر سمعت بن معين يقول حسين بن ذكوان واسطي روى
عنه هشيم والواسطيون ضعيف
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني أبي سألت علي بن المديني من
أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير فقال هشيم الدستوائي قلت ثم من
قال الأوزاعي وحسين المعلم
قال عبد الرحمن سمعت أبي يقول حسين المعلم ثقة
494

وقال أبو زرعة هو بصري لا بأس به
وكان الواسطي غير هذا البصري
قال أبو حاتم هو ثقة
وسئل عنه أبو زرعة الرازي فقال لا بأس به
قال النسائي هو ثقة
قال علي بن المديني لم يحمل حسين المعلم عن بن بريدة عن أبيه شيئا
إلا حرفا واحدا من رأى بن بريدة كلها عن رجال أخر
(240) الحسين بن محمد بن بهرام أبو أحمد التميمي المروروذي المعلم
سكن بغداد
أخرج البخاري في الجهاد وغير موضع عن محمد بن يحيى الذهلي
وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن والفضل بن سهل وغيرهم عنه عن
جرير بن حازم وشيبان
قال أبو حاتم الرازي هو مجهول
495

(241) الحسين بن منصور بن جعفر أبو علي النيسابوري السلمي
أخرج البخاري في الاكراه عنه عن أسباط بن محمد حديثا واحدا
موقوفا على بن عباس في معنى نزول قوله يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا
النساء كرها
قال البخاري مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين
قال النسائي هو ثقة ذكره أبو الحسن وأبو نصر وأبو عبد الله في
باب حسين
(242) الحسين بن علي أبو عبد الله الجعفي مولاهم الكوفي
أخرج البخاري في الصلاة وغير موضع عن إسحاق بن منصور بن بهرام ويحيى بن
آدم ومحمد بن رافع وغيرهم عنه عن زائدة وإسرائيل مات سنة ثلاث
ومائتين قاله البخاري وابن نمير
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي
قال ما رأيت أتقن من حسين الجعفي
496

(243) الحسين بن عيسى بن حمران أبو علي القومسي البسطامي
أخرج البخاري في الوضوء عنه عن يونس بن محمد المؤدب مات سنة
سبع وأربعين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
أخرجه النسائي في باب حسن وقال هو ثقة قومسي بسطامي
والصواب حسين
كذلك ذكره بن أبي حاتم وغيره والحديث المخرج عنه قال البخاري
حدثني الحسين بن عيسى ثنا يونس بن محمد ثنا فليح بن سليمان عن
عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد أن
النبي صلى الله عليه وسلم وسلم توضأ مرتين مرتين
(244) الحسين بن واقد أبو علي قاضي مرو مولى عبد الله بن عامر بن
كريز
497

ذكره أبو الحسن وأبو عبد الله ولم يذكره أبو نصر
قال أبو بكر الأثرم قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ما تقول في
الحسين بن واقد فقال لا بأس به وأثنى عليه
وقال بن أبي خيثمة سمعت بن معين يقول الحسين بن واقد ثقة
قال عبد الرحمن سئل أبو زرعة عنه فقال لا بأس به
(245) الحسين غير منسوب
أخرج البخاري في كتاب الطب عنه عن أحمد بن منيع
قال أبو عبد الله قال لنا خلف الخيام أنه بن يحيى بن جعفر البيكندي
وقال أبو نصر هو عندي أبو محمد بن زياد القباني
النيسابوري وعنده مسند أحمد بن منيع وبلغني أنه كان يلزم البخاري ويهوى هواه لما
وقع له بنيسابور ما وقع
498

باب حسان
(246) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناه بن
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني
أخرج البخاري عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والأدب
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن
قال الواقدي مات في خلافة معاوية بن أبي سفيان عاش في الجاهلية
ستين سنة وفي الاسلام ستين سنة
(247) حسان بن إبراهيم أبو هشام العنزي الكرماني
أخرج البخاري في البيوع والاحكام وغير موضع عن علي بن
المديني ومحمد بن أبي يعقوب الكرماني عنه عن يونس بن يزيد الأيلي سئل عنه أبو
زرعة قال كوفي لا بأس به
قال النسائي في كتاب الضعفاء ليس بالقوي
وقال بن معين لا بأس به
وقال بن المديني كان ثقة وكان أشد الناس في القدر
499

قال بن الجنيد قال رجل ليحيى بن معين وأنا أسمع يكتب حديث
حسان بن إبراهيم الكرماني قال لا بأس به إذا حدث عن ثقة قلت ليحيى
فحديث حسان حديث رافع بن جريج في القدر قال ليس بشئ
قال أبو عبد الله قال عبد الله بن أحمد حدثت حسان بن
إبراهيم الكرماني عن عاصم الأحول عن عبد الله بن حسن عن أمه فاطمة بنت
الحسين بن علي عن أمها فاطمة في دخول المسجد والدعاء فقال
أبي ليس هذا من حديث عاصم هذا من حديث ليث بن أبي سليم وذكر
حديثا آخر عن حسان بن إبراهيم عرضه على أبيه فقال اضطرب عليه هذا
منكر جدا
(248) حسان بن حريث أبو السوار العدوي البصري. ويقال: (اسمه
منقذ قاله البخاري
وقال عمرو بن علي: (هو حريث بن حسان. كان عريف أبي عدي
أخرج البخاري في العمرة وغيرها عنه عن هما بن بن يحيى، ومحمد بن
طلحة بن مصرف.
أخرج البخاري في العمرة وغيرها عنه عن همام بن يحيى ومحمد بن طلحة بن مصرف
قل البخاري مات سنة ثلاث عشرة ومائتين
500

قال أبو حاتم الرازي هو منكر الحديث
أخرج أبو أحمد بن عدي في شيوخ البخاري ممن روى عنه صحيحه
حسان بن حسان وحسان بن أبي عباد فجعلهما رجلين وإنما هو رجل
واحد فمرة ينسبه إلى اسم أبيه ومرة ينسبه إلى كنيته
قال البخاري حسان بن حسان هو حسان بن أبي عباد
(250) حسان بن عبد الله أبو علي الواسطي سكن مصر
وقال أبو أحمد بن عدي حسن بن عباد
أخرج البخاري في كتاب التقصير عنه عن مفضل بن فضالة
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
(251) حسان بن عطية الشامي
أخرج البخاري في الهبة وفي ذكر بني إسرائيل عن الأوزاعي عنه عن
أبي كبشة السلولي
501

قال بن معين هو ثقة قدري
وقال بن حنبل ثقة مقارب الحديث
502

باب حميد
(252) حميد الأسود أبو الأسود البصري صاحب الكرابيس
أخرج البخاري في الجهاد وفي تفسير سورة البقرة عن بن ابنه عبد الله
ابن محمد بن أبي الأسود عنه عن حبيب بن الشهيد
(253) حميد بن أبي حميد الطويل واسمه تيرويه ويقال تيري ويقال
تير ويقال بن مهران ويقال بن عبد الرحمن ويقال بن داور
قال بن سعد ويقال بن طرخان وهو حميد الطويل البصري أبو
عبيدة مولى طلحة الطلحات
قال البخاري قال الأصمعي رأيت حميدا ولم يكن بطويل ولكنه
كان طويل اليدين
503

أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن يحيى بن سعيد الأنصاري
والقطان والثوري عنه عن أنس وبكر بن عبد الله وغيرهما
قال عمرو بن علي الفلاس ولد سنة ثمان وستين ومات سنة ثلاث
وأربعين ومائة
قال النسائي هو ثقة
قال البخاري حدثنا محمد بن يوسف أبو أحمد ثنا إبراهيم بن حميد
الطويل قال مات أبي سنة ثلاث وأربعين ومائة ولم أسمع منه شيئا وأنا يومئذ بن
عشر
قال أحمد بن علي بن مسلم ثنا أحمد بن الدورقي ثنا أبو داود
عن شعبة قال كل شئ سمع حميد من أنس أربعة أحاديث إنما عامة ما يروى
سمعها من ثابت
قال القاضي أبو الوليد هكذا قال فيه أبو نصر
حميد بن أبي حميد ولم أره لغيره
وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم عن حميد بن أبي حميد البصري يروي
عن سيف
قال بن معين هو ثقة
وحميد بن أبي حميد الشامي يروي أبوه أبو حميد عن بن عباس في مري
الحيتان
504

(254) حميد بن نافع المدني مولى صفوان بن خالد ويقال مولى أبي
أيوب الأنصاري
أخرج البخاري في الطب والجنائز عن شعبة وأيوب بن موسى
وغيرهما عنه عن زينب بنت أبي سلمة
قال النسائي هو ثقة
(255) حميد بن عبد الرحمن بن عوف أبو عبد الرحمن ويقال أبو
إبراهيم أمه أم كلثوم بنت عقبة
أخرج البخاري في الايمان والعلم وغير موضع عن الزهري وسعد
ابن إبراهيم وابن أبي مليكة عنه عن أبي هريرة وأبي سعيد ومعاوية
قال عمرو بن علي مات سنة خمس ومائة
توفي بالمدينة وهو بن ثلاث وسبعين سنة سئل
عنه أبو زرعة الرازي فقال مدني ثقة
505

(256) حميد بن عبد الرحمن الحميري بصري
قال الكلاباذي روى عنه محمد بن سيرين وأهل البصرة هذا
الذي ذكره أبو نصر ولم أجد له في الكتاب ذكرا ولم يذكره أبو الحسن في من
أخرج عنه البخاري ولا في من أخرج عنه مسلم
وذكره أبو عبد الله في من انفرد بالاخراج عنه مسلم
قال أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا أحمد بن حنبل ثنا حجاج بن
محمد ثنا شعبة عن منصور بن زاذان عن بن سيرين قال كان حميد بن
عبد الرحمن الحميري أفقه أهل البصرة قبل أن يموت بعشر سنين
(257) حميد بن عبد الرحمن بن حميد أبو عوف الرؤاسي الكوفي
أخرج البخاري في الحدود والمناقب عن قتيبة وعثمان بن أبي شيبة عنه
عن هشام بن عروة
506

قال البخاري حدثني يحيى بن يونس قال مات حميد سنة تسع
وثمانين ومائة
قال أبو بكر سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول ما رأيت مثل حميد
ابن عبد الرحمن الرؤاسي
(258) حميد بن قيس أبو صفوان مولى عبد الله بن الزبير المكي الأعرج
أخو عمر بن قيس سندل
أخرج البخاري في المحصر عن مالك بن أنس عنه عن مجاهد توفي في
خلافة أبي العباس
قال أبو زرعة الرازي هو ثقة
وقال أبو حاتم الرازي لا بأس به وابن أبي نجيح أحب إلي منه
وقال أبو بكر سمعت بن معين يقول هو ثقة
507

(259) حميد بن هلال بن هبيرة أبو نصر العدوي ويقال الهلالي
البصري
أخرج البخاري في الصلاة والجنائز والردة والجهاد وغير موضع عن
يونس بن عبيد وأيوب وشعيب وجرير بن حازم وقرة بن خالد عنه عن أبي
صالح وعبد الله بن مغفل وأنس بن مالك وأبي بردة وغيرهم
وقال بن أبي حاتم ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن
المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان محمد بن سيرين لا
يرضى حميد بن هلال
قال الرازي فذكرت ذلك لأبي فقال دخل في شئ من عمل
السلطان ولهذا كان لا يرضاه وكان في هذا الحديث ثقة
قال أبو بكر ثنا أبو سلمة قال سمعت أبا هلال الراسبي سمعت
قتادة يقول ما كان بالبصرة أحد أعلم من حميد بن هلال ما استثنى الحسن
ولا محمد بن سيرين غير أن التناوة أضرت به
وقال النسائي هو ثقة
508

باب حفص
(260) حفص بن ميسرة أبو عمر الصنعائي من اليمن نزل الشام
هكذا قال أبو نصر
وقال أبو ذر الحافظ هو من صنعاء الشام
أخرج البخاري في صدقة الفطر والاعتصام وغير موضع عن آدم بن
أبي إياس ومعاذ بن فضالة ومحمد بن العزيز الرملي وغيرهم عنه عن زيد بن
أسلم وهشام بن عروة وموسى بن عقبة
قال أبو زرعة الرازي (لا بأس به)
قال أبو حاتم الرازي: (هو صالح الحديث)
قال بن الجنيد قال بن معين لا بأس به سماعه من يزيد بن أسلم
عرض
أخبرني من سمع حفص بن ميسرة يقول كان يعرض على يزيد بن أسلم ونحن
نسمع منه
قال بن معين وما أحسن حاله إن كان سماعه كله عرضا كأنه يقول
مناولة
(261) حفص بن عبد الله بن راشد أبو عمرو السلمي مولاهم
509

النيسابوري أخرج البخاري في الحج والنكاح عن أبيه أحمد عنه عن إبراهيم بن
طهمان
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم هو قاضي نيسابور
قال سمعت أحمد بن سلمة يقول كان حفص بن عبد الله كاتبا
لإبراهيم بن طهمان في الحديث
قال أبو حاتم الرازي هو أحسن حالا من حفص بن
عبد الرحمن
(262) حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك الأنصاري
أخرج البخاري في الجمعة والتقصير وغيرهما عن يحيى بن سعيد
الأنصاري ويحيى بن أبي كثير عنه عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك
قال أبو حاتم الرازي هو أحب إلي من حفص بن عاصم لا ندري
سمع من جابر وأبي هريرة أم لا ولا يثبت سماعه إلا من جده أنس بن مالك
(263) حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة أبو عمر الحوضي النمري
510

البصري الأزدي من النمرغمين
أخرج البخاري في الوضوء والصلاة وغير موضع عنه في غزوة
الحديبية عن عبد الرحيم عنه عن شعبة وهشام وحماد بن زيد وغيرهم
قال أبو نصر قال البخاري مات سنة خمس وعشرين
ومائتين أو نحوها
وذكر أبو داود قال مات أبو عمر الضرير سنة عشرين ومائتين
هكذا ذكره أبو نصر الكلاباذي فجعل أبا عمر الحوضي وأبا عمر الضرير
رجلا واحدا وهما اثنان أبو عمر الضرير يروي عن حماد بن سلمة
وجرير بن حازم
وقال فيه أبو حاتم هو صدوق صالح الحديث يحفظ عامة حديثه
وقال أبو حاتم الرازي أبو عمر الحوضي صدوق ثقة هو أحب إلي
من مرزوق وأفضل
(264) حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني جد عبيد الله
ابن عمر
أخرج البخاري في الصلاة وأول التفسير وغير موضع عن أبيه عيسى
بن حفص وخبيب بن عبد الرحمن وسعد بن إبراهيم وغيرهم عنه عن أبي
هريرة وابن عمر وابن بحينة وأبي سعيد بن المعلى واختلفت الرواة عنه في بن
بحينة فروى عنه سعد بن إبراهيم حديث مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي ركعتين
511

واختلف عنه فروى عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن
حفص بن عاصم عن عبد الله بن مالك بن بحينة الحديث وتابع إبراهيم على ذلك
ابن إسحاق عن سعد وخالفهما شعبة فرواه عن سعد عن حفص سمعت
رجلا من الأزد يقال له مالك بن بحينة وتابعه على ذلك جماعة عن سعد
قال أبو زرعة الرازي هو مدني ثقة
(265) حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن الحارث بن ثعلبة أبو عمر
النخعي قاضي الكوفة
أخرج البخاري في الغسل والمناقب وغير موضع عن ابنه عمر
وإسحاق بن راهويه ومحمد بن حسن الأسدي عنه عن الأعمش وعاصم
الأحول وغيرهما
قال البخاري مات سنة ست وتسعين ومائة سئل أبو حاتم
الرازي عن حفص بن غياث وأبي خالد الأحمر فقال حفص أتقن وأحفظ
من أبي خالد
512

وقال أبو زرعة الرازي حفص بن غياث ساء حفظه بعد أن
استقضي فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح
قال علي بن المديني أحاديث حفص وحاتم بن وردان عن جعفر بن
محمد منكرة وأحاديث مالك ووهيب مقاربة
قال البخاري حدثني محمد بن محبوب سمعت حفص بن غياث يقول
ولدت سنة سبع عشرة
قال البخاري ومات سنة ست وتسعين ومائة
513

باب الحارث
(266) الحارث بن ربعي أبو قتادة الأنصاري السلمي الخزرجي
قاله عمرو بن علي الفلاس ويقال النعمان بن ربعي
أخرج البخاري في الوضوء وغير موضع عن ابنه عبد الله وأبي سلمة
وغيرهما عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال عمرو بن علي مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وسنة اثنتان
وسبعون سنة
(267) الحارث بن عوف ويقال بن مالك ويقال عوف بن الحارث
أبو واقد الليثي شهد بدرا
أخرج البخاري في العلم عن أبي مرة مولى أم هانئ عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر توفي سنة ثمان وستين وسنة سبعون سنة
قال أبو الحسن الدارقطني انفرد مسلم بالاخراج عنه وأراه لم يتذكر هذا
الحديث
514

(268) الحارث بن سويد أبو عائشة التيمي الكوفي تيم الرباب
أخرج البخاري في الأشربة وكتاب المرضى وغير موضع عن إبراهيم
التيمي وغيره عن أبي مسعود وعلي بن أبي طالب
قال بن معين هو ثقة
وقاله أحمد بن حنبل وعظم شأنه
قال أبو بكر سئل بن معين عن الحارث بن سويد فقال ثقة توفي
سنة إحدى وسبعين
(269) الحارث بن شبيل بن عوف يقال إنه أخو المغيرة بن شبيل
قال الكلاباذي ويقال إنه بن شبل الكوفي
أخرج البخاري في كتاب استعانة اليد في الصلاة وفي تفسير سورة البقرة
عن إسماعيل بن أبي خالد عنه عن أبي عمرو الشيباني ذهب أبو نصر الكلاباذي
إلى أن الحارث بن شبيل والحارث بن شبل واحد وأن الخلاف وقع في اسم
أبيه والصواب أنهما رجلان
515

والحارث بن شبل يحدث عن الحارث بن شبيل والحارث بن شبل
بصري ضعيف والحارث بن شبيل كوفي ثقة
(270) الحارث بن يزيد العكلي
أخرج البخاري في العتق عن مغيرة عنه مقرونا بعمارة عن أبي زرعة
عن أبي هريرة ما زلت أحب بني تميم مسند قلت سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس في الكتاب غيره ولم ينسبه فيه وإنما قال عن الحارث
قال النسائي وأحمد بن حنبل هو ثقة
516

باب حبيب
(271) حبيب بن أبي ثابت واسمه قيس بن دينار
وقال يحيى بن معين اسمه هندي أبو يحيى الأسدي الكاهلي
مولاهم الكوفي الأعور
أخرج البخاري في الصوم وغير موضع عن مسعر وشعبة وغيرهما
عنه عن أبي وائل وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير وغيرهم
قال البخاري ثنا أحمد بن سليمان قال سمعت أبا بكر بن عياش
قال مات حبيب بن أبي ثابت سنة تسع عشرة ومائة
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق ثقة
قال عمرو بن علي ثنا أبو قتيبة ثنا قيس عن حبيب أبي
ثابت قال رأيت بن عباس وله جمة
517

قال أبو بكر سألت يحيى عن حبيب بن أبي ثابت فقال ثقة
وقال بن معين وابن نمير وأحمد بن صالح وأبو عبد الرحمن النسائي
هو ثقة
(272) حبيب بن أبي قريبة ويقال بن أبي بقية ويقال أبو يزيد
أبو محمد المعلم مولى معقل بن يسار المدني الأنصاري
أخرج البخاري في الحج وجزاء الصيد عن يزيد بن
زريع و عبد الوهاب الثقفي عنه عن عطاء بن أبي رباح
قال أبو زرعة الرازي هو بصري ثقة
(273) حبيب بن أبي عمرة أبو عبد الله القصاب الحماني مولاهم
الكوفي
أخرج البخاري في أول الحج والجهاد عن عبد الواحد بن زياد وخالد بن
عبد الله عنه عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله
قال أبو حاتم الرازي هو صالح
518

(274) حبيب بن الشهيد أبو محمد وقد كان أبا شهيد فترك
ذلك مولى الأزد البصري
أخرج البخاري في الجهاد وتفسير سورة البقرة والأطعمة وغير موضع
عن يزيد بن زريع وحميد بن الأسود وقريش بن أنس عنه عن الحسن وابن أبي
مليكة
قال أبو حاتم الرازي وابن حنبل والنسائي هو ثقة
وقال عمرو بن علي مات في سنة خمس وأربعين ومائة
قال البخاري حدثني إسحاق بن إبراهيم قال مات حبيب بن الشهيد
سنة خمس وأربعين صلى عليه سوار في أوسط أيام التشريق يوم جاءت هزيمة
إبراهيم بن عبد الله بن حسن
وذكر أبو داود أن ابنه إبراهيم قال مات أبي وهو بن ست
ستين
519

باب الحجاج
(275) الحجاج بن الحجاج الأحول الباهلي البصري
أخرج البخاري في الحج عن إبراهيم بن طهمان عنه عن قتادة
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة من الثقات صدوق أروى الناس عنه إبراهيم
ابن طهمان
(276) الحجاج بن أبي عثمان واسمه ميسرة قاله أبو نصر
قال عمرو بن علي قال ذلك بعض أهل العلم فذكرت ذلك لابن الحجاج
فقال هو بن أبي عثمان وليس بابن ميسرة أبو الصلت الصواف البصري
أخرج البخاري في الديات عن إسماعيل بن علية عنه مفردا وفي غزوة ذي
قرد عن حماد بن زيد مقرونا بأيوب عن أبي رجاء مولى أبي قلابة
قال أبو زرعة الرازي هو ثقة وقاله أبو حاتم الرازي
(277) الحجاج بن محمد أبو محمد الأعور المصيصي كان ببغداد فتحول
إليها ثم رجع إلى بغداد في حاجة له فمات بها
يقال إنه مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر الهاشمي
520

أخرج البخاري في الحج والتفسير وغير موضع عن قتيبة ومحمد بن مقاتل
ويحيى بن معين وغيرهم عنه عن بن جريج وشعبة
قال البخاري قال أحمد مات سنة ست ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق
قال النسائي هو أثبت عند بن جريج من بن وهب
قال أبو بكر بن أبي خيثمة توفي ببغداد في شهر ربيع الأول من سنة ست
ومائتين
(278) الحجاج بن منهال أبو محمد الأنماطي البرساني أخو
محمد بن منهال
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عنه عن شعبة وابن عيينة وابن
الماجشون وغيرهم
قال البخاري مات سنة سبع عشرة ومائتين
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة فاضل
وقال بن حنبل ما أرى به بأسا
وقال النسائي هو ثقة
وقال أبو حفص الفلاس ما رأيت مثل حجاج بن منهال فضلا ودينا
521

باب حماد
(279) حماد بن أسامة وقيل حماد بن زيد بن أسامة أبو أسامة
الهاشمي مولى الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب
الكوفي
أخرج البخاري في العلم والصلاة وغير موضع عن إسحاق بن
راهويه وعبيد بن إسماعيل وأبي كريب وغيرهم عنه عن عبيد الله بن عمر
وهشام بن عروة وغيرهما
قال البخاري مات سنة إحدى ومائتين
وسئل أبو حاتم الرازي عن أبي أسامة وأبي عاصم من أثبتهما في
الحديث فقال أبو أسامة أثبت من مائة مثل أبي عاصم كان أبو أسامة
صحيح الكتاب ضابطا للحديث كيسا صدوقا
قال إبراهيم بن الجنيد قيل ليحيى بن معين وأنا أسمع أبو أسامة أحب
إليك أو محمد بن بشر فقال أبو أسامة
قال البخاري حدثني إسحاق بن نصر قال مات أبو أسامة سنة
إحدى ومائتين
(280) حماد بن حميد
أخرج البخاري في الاعتصام عنه عن عبيد الله بن معاذ العنبري عن
522

ابنه عن شعبة بن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر قال رأيت جابر بن عبد
الله يحلف بالله أن بن الصياد الدجال قلت تحلف بالله قال إني سمعت
عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم عليه
قال أبو أحمد بن عدي لا يعرف
وعندي أنه يشبه أن يكون حماد بن حميد العسقلاني نزلها يروي عن أبي
ضمرة وبشر بن بكر سمع منه أبو حاتم وقال هو شيخ
(281) حماد بن زيد بن درهم أبو إسماعيل الأزرق مولى آل جرير بن
حازم الجهضمي البصري أخو سعيد
أخرج البخاري في الايمان وغير موضع عن سليمان بن حرب
وحجاج بن منهال وقتيبة وغيرهم عنه عن ثابت البناني وأيوب ويونس
وغيرهم
قال سليمان بن حرب كان بين حماد بن زيد ومالك سنة أو سنتان
سئل أبو زرعة الرازي عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة فقال حماد بن
زيد أثبت من حماد بن سلمة بكثير وأصح حديثا وأتقن
وقال أبو زرعة الرازي سمعت أبا الوليد يقول يرون أن حماد بن زيد دون
شعبة في الحديث
523

وقال أحمد بن علي بن مسلم سمعت يزيد بن زريع سأله سفيان
الرأس أيهما أوثق حماد بن زيد أو حماد بن سلمة فقال حماد
ابن زيد وسئل أبو حاتم الرازي عن حماد بن زيد فقال قال عبد الرحمن بن
مهدي ما رأيت بالبصرة أفقه من حماد بن زيد
وقال النسائي حماد بن زيد ثبت ثقة
قال بن الجنيد سئل بن معين أيهما أحب إليك حماد بن سلمة أو حماد
ابن زيد فقال حماد بن زيد أحفظ وحماد بن سلمة ثقة
وقال عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين حماد بن زيد أحب إليك
في أيوب أو إسماعيل بن علية فقال حماد
قال البخاري ثنا سليمان بن حرب قال أبو النعمان سألت أم
حماد بن زيد وعمته فقالت إحداهما ولد في زمن سليمان بن عبد الملك وقالت
الأخرى ولد في زمن عمر بن عبد العزيز وأبو النعمان يومئذ حي إلا أنه تغير
وكان من عباد الله الصالحين
قال أبو بكر سمعت يحيى بن معين يقول كان حماد بن زيد عالما
بأيوب
قال عمرو بن علي توفي حماد بن زيد سنة تسع وسبعين ومائة
524

(282) حماد بن مسعدة أبو سعيد التميمي
أخرج البخاري في بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة إلى الحرقات عن محمد بن
عبد الله وهو فيما يقال محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي عنه عن يزيد بن
أبي عبيد مات سنة اثنتين ومائتين
قال أبو حاتم الرازي حماد بن مسعدة ثقة هو أحب إلي من
محاضر
(283) حماد بن سلمة وكنيته أبو صخرة بن دينار أبو سلمة الخزاز
مولى بني تميم البصري بن أخت حميد الطويل
أخرج البخاري في كتاب الرقاق عن أبي الوليد الطيالسي عنه عن
ثابت البناني
قال سليمان بن حرب مات سنة سبع وستين ومائة
وقال بن الجنيد سئل بن معين أيهما أحب إليك في ثابت حماد بن
سلمة أو سليمان بن المغيرة فقال كلاهما ثبت ثقة وحماد بن سلمة أعرف
بحديث ثابت من سليمان وسليمان ثقة
525

سئل النسائي عن حماد بن سلمة فقال لا بأس به وقد كان قبل ذلك
قال فيه ثقة
قال القاسم بن مسعدة فكلمته فيه فقال ومن يجترئ يتكلم فيه لم
يكن عند القطان هناك ولكنه روى عنه أحاديث داري بها أهل البصرة ثم جعل
يذكر النسائي الأحاديث التي انفرد بها في التشبيه كأنه خاف أن يقول
الناس إنه تكلم في حماد من طريقها ثم قال حمقى أصحاب الحديث
وذكر من حديث حماد منكرا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي
هريرة إذا سمع أحدكم الاذان والاناء على بده
قال البخاري ثنا سليمان بن حرب قال مات حماد بن سلمة
سنة سبع وستين في آخر العام حين بقي منه أحد عشر يوما
قال أبو بكر قال يحيى بن معين أثبت الناس في ثابت حماد
ابن سلمة
526

باب حاتم
(284) حاتم بن إسماعيل أبو إسماعيل الكوفي سكن المدينة
قال الواقدي أشهدني أنه يتولى بني عبد المدان من بني الحارث وأعطاني
سجل أبيه وقال لا تذكره حتى أموت
أخرج البخاري في الوضوء والجهاد وغير موضع عن القعنبي وعبد
الله الحجبي وقتيبة بن سعيد وبشر بن عيسى وإبراهيم بن حمزة وغيرهم عنه عن هشام
ابن عروة ويزيد بن أبي عبيد ومعاوية بن أبي مزرد وجعيد بن عبد الرحمن
وغيرهم
قال البخاري ثنا محمد بن عبيد الله مات يوم الجمعة لسبع خلون
من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين ومائة
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عنه وعن سعيد بن سالم قال
حاتم أحب إلي
قال علي بن المديني حاتم بن إسماعيل روى عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر أحاديث مراسيل أسندها منها حديث جابر الحديث الطويل خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج وحديث يحيى بن سعيد عن جعفر بإرساله أثبت
527

(285) حاتم بن أبي صغيرة واسمه روح وهو زوج أم حاتم
وحاتم هذا هو حاتم بن مسلم أبو يونس القشيري مولاهم البصري
أخرج البخاري في الرقاق والتفسير وبدء الخلق عن خالد بن الحارث
وابن أبي عدي والقطان عنه عن عبد الله بن أبي مليكة
وقال أبو زرعة الرازي هو ثقة
وقال أبو حاتم الرازي هو ثقة صالح الحديث
(286) حاتم بن وردان البصري
أخرج البخاري في التوحيد والشهادات عن علي بن المديني وغيره عنه
عن أيوب مات سنة أربع وثمانين ومائة
قال أبو حاتم الرازي لا بأس به
528

باب الحكم
(287) الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن حلوان بن الحارث بن
ثعلبة بن مليك بن ضمرة أخو رافع بن عمرو ويقال له الحكم الأقرع وله أخ
آخر يقال له عطية بن عمرو وكان الحكم واليا بخراسان
أخرج البخاري في الذبائح عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم
قال الواقدي مات بخراسان في ولاية زياد سنة خمسين
(288) الحكم بن موسى النسوي
وقال الكلاباذي أبو صالح البغدادي
قال البخاري في الجنائز وقال الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة
قال البخاري مات في شهر رمضان أو شوال سنة ثنتين وثلاثين
ومائتين)
529

قال أبو بكر سمعت بن معين يقول هو ثقة
(289) الحكم بن نافع أبو اليمان البهراني الحمصي
أخرج البخاري في بدء الوحي وغير موضع عنه عن شعيب بن أبي
حمزة
قال البخاري مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين
سئل أبو حاتم عنه فقال كان يسمى كاتب إسماعيل بن عياش كما كان
يسمى عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو نبيل صدوق ثقة
قال بن الجنيد سئل يحيى وأنا أسمع عن أبي اليمان فقال ثقة
وقال العلائي قال يحيى بن معين قال أبو اليمان
لم أخرج من المناولة إلى أحد شيئا
وقال علي بن المديني أحاديث أبي اليمان تشبه أحاديث الدواوين ذهب
إلى أنه لم يسمع من شعيب
(290) الحكم بن عتيبة أبو محمد الفقيه ويقال أبو عبد الله مولى
امرأة من بني عدي كوفي
أخرج البخاري في العلم والحج وغير موضع عن منصور بن
530

النعمان ومسعر وشعبة وغيرهم عنه عن أبي جحيفة وعلي بن الحسين زين العابدين ومجاهد
وسعيد بن جبير وغيرهم
قال البخاري قال أبو نعيم مات سنة خمس عشرة ومائة
قال أبو حاتم الرازي أثبت الناس في إبراهيم الحكم بن عتيبة ثم
منصور
وقال القطان أثبت أصحاب إبراهيم الحكم ومنصور
ذكر أبو نصر الكلاباذي الحكم بن عتيبة فقال فيه ويقال له بن
النهاس
وقال البخاري وقال بعض أهل النسب الحكم بن عتيبة بن النهاس من
بني سعد بن عجل بن لجين فلا أدري أحفظه أم لا
وأخرج عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه الحكم بن عتيبة الفقيه ثم
ذكر الحكم بن عتيبة بن النهاس رجل كوفي مشهور
قال أبو بكر حدثنا يحيى بن معين ثنا جرير عن مغيرة قال كان
الحكم بن عتيبة إذا قد المدينة فرغت له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها
قال أبو بكر سمعت أحمد بن حنبل يقول كان الحكم بن عتيبة
وإبراهيم النخعي في سن واحد ولدا في سنة
قال أبو بكر حدثنا الوليد بن شجاع ثنا الوليد بن مسلم حدثني
الأوزاعي قال قال لي يحيى بن أبي كثير ونحن بمنى ألقيت الحكم بن عتبة
قلت نعم قال ما بين لابتيها أفقه منه وبها عطاء بن أبي رباح وأصحابه
531

(291) الحكم بن عبد الله أبو النعمان الأنصاري
وقال البخاري في صحيحه البصري ولم يذكر نسبه
أخرج البخاري في الزكاة عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد عن
شعبة بن الحجاج حديث أبي مسعود لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل ولا
نعلم له في الكتاب غيره
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم كان يحفظ
وقال أبو حاتم الرازي هو مجهول
532

باب حصين
(292) حصين بن جندب أبو ضبيان الجنبي المذحجي الكوفي والد
قابوس
أخرج البخاري في الديات والمغازي وتفسير سورة الحج عن حصين
بن عبد الرحمن والأعمش عنه عن بن عباس وأسامة بن زيد وجرير بن عبد
الله
مات سنة تسعين
سئل أبو زرعة الرازي عنه فقال ثقة
(293) حصين بن محمد الأنصاري من بني سالم
أخرج البخاري في الأطعمة عن بن شهاب عن محمود بن الربيع أن
عتبان بن مالك قال بن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري عن
حديث محمود فصدقه
(294) حصين بن نمير أبو محصن الواسطي
أخرج البخاري في الطب والأنبياء عن مسدد عن حصين بن عبد الرحمن
533

قال أبو زرعة الرازي هو ثقة
وقال أبو حاتم الرازي هو صالح لا بأس به
(295) حصين بن عبد الرحمن أبو الهذيل السلمي الكوفي
وكان في آخر عمره نزل قرية يقال لها المبارك وهو والد فضالة وأخوه
موسى بن عبد الرحمن
أخرج البخاري في الصلاة والبيوع وغير موضع عن شعبة والثوري
ومحمد بن فضيل وزائدة وحصين بن نمير وغيرهم عنه عن يزيد بن وهب
وعمرو بن ميمون وعبد الله بن أبي قتادة وسالم بن أبي الجعد وغيرهم
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة في الحديث في آخر عمره ساء حفظه وهو
صدوق
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبا زرعة عن حصين هذا فقال
ثقة قلت يحتج بحديثه قال أي والله
قال أحمد بن علي بن مسلم ثنا زياد بن أيوب قال سمعت هشاما
يقول كان حصين كبير السن كان أكبر سنا من الأعمش كان قريب السن
من إبراهيم مات وهو بن ثلاث وتسعين سنة وسئل حصين أنت أكبر أو
منصور فقال إني لا أذكر ليلة أهديت أم منصور
534

وروى علي بن عاصم عن حصين قال كنت في الكوفة فجاءنا قتل
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا
طلبت بالرماد قلت مثل من كنت يومئذ قال رجل متأهل
وقال أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون طلبت الحديث وحصين حي
كان بالمبارك يقرأ عليه الحديث وكان هو يصغي.
535

باب حكيم
(296) حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أبو
خالد القرشي المديني
أخرج البخاري في الرقاق والزكاة وغير موضع عن عروة بن الزبير
وسعيد بن المسيب وغيرهما عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال البخاري في التاريخ حدثني إبراهيم بن المنذر مات حكيم بن حزام
أبو خالد سنة ستين وهو بن عشرين ومائة وخرج خالد بن حزام إلى أرض
الحبشة فمات في الطريق وكان حكيم أكبر منه)
(297) حكيم بن أبي حرة عم محمد بن عبد الله بن أبي حرة
الأسلمي المدني
536

أخرج البخاري في النذور عن موسى بن عقيبة عنه عن بن عمر
سئل عن رجل نذر أن لا يأتي عليه يوم إلا صام الحديث
537

باب حمزة
(298) حمزة بن أبي أسيد واسمه مالك بن ربيعة أبو مالك
الأنصاري الساعدي المدني
أخرج البخاري في الجهاد والطلاق وغيرهما عن عبد الرحمن بن
الغسيل عنه عن أبيه
توفي في زمن الوليد بن عبد الملك
(299) حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عمارة القرشي العدوي
المري والد عمر
أخرج البخاري في العلم والزكاة وغير موضع عن الزهري وعبيد
الله بن أبي جعفر عنه عن أبيه
538

باب حنظلة
(300) حنظلة بن قيس الأنصاري الزرقي المديني
أخرج البخاري في الشروط والمزارعة عن يحيى بن سعيد الأنصاري
وربيعة عنه عن رافع بن خديج
(301) حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية
الجمحي رواه بن الجنيد عن يحيى بن معين
وقال يحيى زعم أبو بكر بن عياش عن حنظلة بن أبي سفيان أن عبد
الرحمن بن صفوان لم ير النبي صلى الله عليه وسلم
وقال بن معين وإنما يروي عن عبد الرحمن بن صفوان حديثا واحدا رواه
عنه يزيد بن أبي زياد كأنه ضعف الحديث الجمحي القرشي
وأخرج البخاري في بدء الوحي وغير موضع عن إسحاق بن سليمان
وعبيد الله بن موسى وأبي عاصم وغيرهم عنه عن سالم بن عبد الله والقاسم
ونافع وسعيد بن ميناء وعكرمة بن خالد وغيرهم
قال عمرو بن علي مات سنة إحدى وخمسين ومائة
قال أبو زرعة الرازي وأبو حاتم هو ثقة
539

باب حياة
(302) حياة بن شريح أبو زرعة النخعي المصري
قال أبو نصر الحضرمي التجيبي
وقال عبد الرحمن الرازي الحضرمي لم يزد على ذلك ولعله نسبه إلى
تجيب لأنه سكن محلة تجيب
أخرج البخاري في التفسير ومناقب عمر والذبائح وغير موضع عن
ابن المبارك وابن وهب والمقري وعبد الله بن يحيى وغيرهم عنه عن
يزيد بن الهادي ويزيد بن أبي حبيب وبكر بن عمر وأبي عقيل وربيعة بن يزيد
وغيرهم
مات سنة تسع وخمسين ومائة
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبو حاتم عن حياة بن شريح
وسعيد بن أبي أيوب ويحيى بن أيوب فقال حياة أعلم القوم وهو ثقة وهو
أحب إلي منهما ومن المفضل بن فضالة قلت ومن الليث قال لا الليث
أحب إلي وهو أفضل الرجلين
وسئل بن حنبل حياة بن شريح أحب إليك أو عمرو بن الحارث
فقال جميعا كأنه سوى بينهما وقال حياة بن شريح ثقة ثقة
قال بن المبارك ما وصف لي رجل إلا وجدته دون ما قيل لي إلا حياة
ابن شريح
وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين حياة بن شريح ثقة
540

قال البخاري مات حياة بن شريح سنة تسع وخمسين
(303) حياة بن شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي أبو العباس
أخرج البخاري في أول صلاة الخوف عنه عن محمد بن حرب
الأبرش
قال أبو حاتم الرازي هو ثقة صدوق
ذكر أبو الحسن وأبو عبد الله أنهما اتفقا على الاخراج عن حياة بن
شريح ولم يزيدا على ذلك فاعتقدت أنه حياة بن شريح بن يزيد أو العباس لان
أبا زرعة روى عنه عبد الله بن يحيى المعافري ولم يخرج عنه مسلم وإنما انفرد بالاخراج
عنه البخاري
541

باب حرمي
(304) حرمي بن حفص أبو علي العتكي البصري
أخرج البخاري في الايمان عن عبد الواحد بن زياد
قال البخاري مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين أو نحوهما
(305) حرمي بن عمارة بن أبي حفصة واسمه نابت أبو روح
وكنيته عمارة أيضا أبو روح العتكي الأزدي البصري
أخرج البخاري في الايمان وغزوة خيبر والتعبير وغير موضع عن علي
ابن المديني وعبد الله بن محمد والمسندي وبندار عنه عن شعبة وفرة بن خالد وغيرهما
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق من أمثال عبد الصمد بن عبد
الوارث ووهب بن جرير
542