الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ١
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الأول
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

جميع الحقوق محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لدار الكتب
العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة
أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا " أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة
كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على أسطوانات
ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيا.
الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
العنوان: رمل الظريف، شارع البحتري، بناية ملكارت
تلفون وفاكس: 364398 - 366135 - 602133 (9611)..
صندوق بريد: 9424 - 11 بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
التعريف بالخطيب البغدادي
اسمه ونسبه ومولده
نشأته
رحلاته في طلب العلم
رحلته إلى المدن القريبة من بغداد
رحلته إلى الكوفة والبصرة
رحلته الأولى إلى المشرق
رحلته الثانية إلى المشرق
استقرار الخطيب البغدادي ببغداد فترة طويلة
رحلته إلى الشام
رحلته إلى الحجاز
عودته إلى بغداد
صفات الخطيب البغدادي
مكانته العلمية وثقافته
توثيقه
مصنفاته
كتاب تاريخ بغداد: أهميته ومنهجه وترتيبه ومختصراته وذيوله
منهج التحقيق
المخطوطات
3

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين على جزيل نعمائه، والصلاة والسلام على سيد رسله
وأنبيائه، سيدنا محمد النبي الأمي أشرف ذي نسب، وأكرم ذي حسب، وعلى آله
وأصحابه البدور الكواكب، وعلى أتباعه وأنصاره النجوم الثواقب إلى يوم الدين.
وبعد، فهذا كتاب " تاريخ بغداد " للحافظ الخطيب البغدادي والذي يعتبر من أهم
وأكبر مؤلفاته حيث يضم 7831 ترجمة للمحدثين وأرباب العلوم الأخرى ورجالات
المجتمع والدولة الذين عاشوا ببغداد أو زاروها منذ إنشائها حتى عصره.
فهو كتاب يعكس مدى نشاط المحدثين ببغداد بحيث تتضائل جهود أرباب العلوم
والأدب الأخرى أمامهم، وقد أرتفع شأن المحدثين ببغداد بعد تأسيسها بفترة وجيزة،
واستمرت تنجب أعلام المحدثين على مر القرون، فكان منها: أحمد بن حنبل، ويحيى
ابن معين في القرن الثالث، والدار قطني في القرن الرابع، وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم
الأزهري ثم الخطيب الغدادي في القرن الخامس. لذلك قصدها طلاب الحديث من
أقاصي المشرق والمغرب فكان الاتصال بين بغداد والمدن الأخرى، وازدهرت الحركة
الفكرية ببغداد، وساعد على ازدهارها وجود المكتبات العامة والمدارس الخاصة بالفقه
أو علوم القرآن أو الحديث.
ونحن إذ نقدم ل‍ " تاريخ بغداد " فلا بد أن نتعرض لمؤلفه الخطيب البغدادي، ثم نتناول
كتابه بالدراسة والتحليل في الصفحات التالية:
التعريف بالخطيب البغدادي
اسمه ونسبه ومولده:
هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، ذكر ابن النجار - فيما
نقله ابن قاضى شهبة - أنه ولد في غزية من أعمال الحجاز، وذكر الصفدي أنه ولد
في قرية من أعمال نهر الملك بهنيقة (1).

(1) الوافي بالوفيات 7 / 191. ويوسف العش ص 17.
4

ولد يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة 392 ه‍، ونشأ في درزيجان،
وهي قرية كبيرة جنوب غربي بغداد. (2)
نشأته:
كان أبوه يتولى الخطابة في جامع القرية لمدة عشرين عاما، فأولى ولده اهتماما "
وتوجيها " حيث عهد به إلى هلال بن عبد الله الطيبى (ت 422 ه‍ -) فأدبه وأقرأه
القرآن، كما استفاد أيضا " من منصور الحبال في القراءات.
وسمع الحديث في خلقة أبى الحسن بن رزقويه بجامع بغداد في المحرم سنة
403 ه‍ - ثم انقطع، وأخذ يتردد على مجلس أبى حامد الإسفرائيني الفقيه الشافعي في
مسجده. (3)
وبعد وفاة الحبال أفاد الخطيب من ابن الصيدلاني الذي كان يعلم القراءات في
جامع الدارقطني. ثم عاد الخطيب إلى حلقة ابن رزقويه مرة أخرى في بداية سنة
406 ه‍ وواظب على ذلك حتى سنة 412 ه‍، وقد استفاد الخطيب من شيخه ابن
رزقويه فتحمل عنه سماعا وإجازة روايات من مصنفات عديدة مشهورة ألفها
معظمها يتعلق بالحديث والرجال (4).
هذا وقد أفاد الخطيب من محدث بارز آخر هو أبو بكر البرقاني الذي كان
الخطيب يجله، فكان له أثر كبير في توجيهه نحو الحديث، وقد تحمل عن البرقاني
مصنفات عديدة سماعا " وإجازة.
ولم يمنع الخطيب شغفه بالحديث من متابعة تحصيل الفقه، فقد درسه على الفقيهين
الشافعيين المشهورين: أبي الطيب الطبري، وأحمد بن محمد المحاملي. (5)
وقد أفاد الخطيب عن عدد كبير من العلماء البغداديين، وكذلك من العلماء
الواردين على بغداد ممن استقوا العلم منها وتأثروا بثقافة علمائها وسمعوا عليهم
مصنفاتهم أو مصنفات المؤلفين القدامى التي ملكوا حق روايتها سماعا أو إجازة.

(2) سير النبلاء 11 / 413. والأنساب 5 / 166. ومعجم الأدباء 1 / 246. الخطيب البغدادي ليوسف
العش 16 - 17. وتذكرة الحفاظ 1135.
(3) تذكرة الحفاظ 1137. ويوسف العش 18. وموارد الخطيب 30.
(4) موارد الخطيب 30.
(5) يوسف العش ص 21 - 22. تذكرة الحفاظ 1137. وسير النبلاء 11 / 414. وموارد الخطيب
30، 31.
5

فمن هؤلاء العلماء البغداديين الذين أخذ عنهم الخطيب العلم وروي عنهم في
" تاريخ بغداد ":
أبو القاسم عبيد بن أحمد الأزهري (1345 نصا).
وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال البغدادي (584 نصا).
وأبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين المحتسب المعروف بابن التوزي (251 نصا).
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي (1053 نصا).
وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي (872 نصا).
وأبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز (662 نصا).
وأبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري القاضي (447 نصا).
وعلي بن محمد السمسار (550 نصا).
وأبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري (228 نصا).
وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي المعدل (307 نصا).
وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري (421 نصا).
وأبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق (197 نصا).
وعبد الله بن يحيى السكري (200 نصا).
وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان الأزرق (1109 نصا).
وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي (573 نصا).
وأبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز (379 نصا).
وأبو عبد الله بن عبد الواحد بن محمد البزاز (545 نصا).
وأبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز (95 نصا).
وعبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين (287 نصا). (6)
وإذا علمنا أن هؤلاء العلماء البغداديين هم الذين أكثر الخطيب الرواية عنهم في

(6) موارد الخطيب ص 31 - 32.
6

" تاريخ بغداد "، ومنهم تحمل المصنفات المهمة الكثيرة التي اقتبس منها في " تاريخ
بغداد " سواء سمعها منهم أو أجازوا به، تبين أن مواد " تاريخ بغداد " معظمها كانت
متوافرة ببغداد بشكل مصنفات مروية أو نسخ وأصول عند علماء بغداد، ويتبين أن
أثر علماء المدن الأخرى كان أقل بكثير في بناء مادة " تاريخ بغداد " (7).
وكذلك أفاد الخطيب من أحمد بن محمد أبى سعد الماليني الهروي الصوفي، وهو
أحد الرحالين في طلب الحديث والمثرين منه، وقدم بغداد عدة مرات فسمع منه
الخطيب، وروي عنه في " تاريخ بغداد " (224). (8)
رحلاته في طلب العلم:
قال الخطيب: المقصود بالرحلة في الحديث أمران:
أحدهما: تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم
والاستفادة عنهم، فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب ومعدومين في غيره فلا
فائدة في الرحلة، فالاقتصار على ما في البلد أولى. (9)
وقد رحل الخطيب البغدادي في طلب العلم، ولم يكتف بالأخذ عن الشيوخ
الكثيرين ببغداد فرحل إلى العديد من المدن والبلاد ولقى العديد من الشيوخ وروي
عنهم المصنفات الكثيرة (10).
رحلته إلى المدن القريبة من بغداد: (11)
تجول الخطيب البغدادي في المدن والقرى القريبة من بغداد، حيث يروي في " تاريخ
بغداد " عن بعض الشيوخ الذين لقيهم فيها، وهذه المدن والقرى هي:
جرجرايا: حيث سمع الخطيب فيها من بكران بن الطيب السقطي.
وعكبرا: حيث سمع فيها من الحسن بن شهاب العكبري، وأبى حفص عمر بن أحمد
ابن عثمان البزاز، وأحمد بن علي بن أيوب العكبري، والحسين بن محمد بن العاقولي.
وقد سجل الخطيب تاريخ سماعه عن ابن العاقولي في عكبرا وهو سنة 410 ه‍،
ولا يعرف إن كان قد سمع من الآخرين في نفس هذه الزيارة أم أنه زار عكبرا مرارا.

(7) موارد الخطيب ص 32 - 33.
(8) موارد الخطيب ص 33.
(9) الجامع لأخلاق الراوي 168، 169.
(10) موارد الخطيب ص 34.
(11) نقلا عن موارد الخطيب ص 35 إلى 46.
7

وبعقوبا: حيث سمع فيها من محمد بن الحسن بن حمدون القاضي.
والأنبار: حيث سمع فيها من محمد بن أحمد اللخمي، وأبى طاهر محمد بن أحمد
ابن أبي الصقر الخطيب.
والنهروان: حيث سمع فيها من أحمد بن عمر النهرواني، وقد تحمل الخطيب عنه
أحد مصنفات المعافي بن زكريا الجريري النهرواني.
ودرزيجان: حيث سمع فيها من أبى الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي.
رحلته إلى الكوفة والبصرة:
وقد انحدر وهو في العشرين من عمره إلى البصرة مارا بالكوفة، وذلك في جمادي
الأولى من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وقد روى في " تاريخ بغداد " عن الشيوخ الذين
لقيهم بالبصرة وهم: أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد، وأبو الحسين على
ابن حمزة بن أحمد المؤذن، وأبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزار، وأبو عمر
القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وعلي بن أحمد بن محمد بن بكران الفسوي،
وأبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري. ومن المحتمل أنه أخذ عنهم
جميعا في رحلته الأولى إلى البصرة، لأن المصادر لا تشير إلى دخوله البصرة ثانية، ولهم
تطل إقامته بالبصرة، فقد عاد إلى بغداد في نفس السنة حيث بدأ اسمه بالظهور وعلمه
بالاشتهار وحتى سمع عنه أحد كبار شيوخه، وهو أبو القاسم الأزهري.
رحلته الأولى إلى المشرق:
وبعد مضى ثلاث سنوات على رحلته الأولى تجدد عزمه على الرحلة، وكان محتارا
بين الرحلة إلى نيسابور أو مصر، وقد أعانه شيخه أبو بكر البرقاني على تحديد
وجهته، مبينا له أن في نيسابور جماعة كثيرة من المحدثين من تلاميذ الحافظ أبى
العباس محمد بن يعقوب الأصم، وليس في مصر إلا عبد الرحمن بن النحاس، فإن فاته
ضاعت رحلته.
وهكذا يمم الخطيب سنة 415 ه‍ شطر نيسابور، ولا شك أن الرحلة إلى نيسابور
تعنى زيارة مراكز الثقافة الأخرى المهمة آنذاك في المشرق، فبعضها يقع على الطريق
إلى نيسابور، وقد مر بها الخطيب في طريق ذهابه وإيابه، وأخذ عن عدد من الشيوخ
8

الذين لقيهم فيها، لكنه لم يمكث طويلا في هذه المدن، فقد كان هدفه نيسابور. وقد
وصلها في نفس العام وكان فيها في شهر رمضان.
إن المراكز التي مر بها الخطيب، وروى عن بعض الشيوخ الذين لقيهم فيها في
" تاريخ بغداد " هي: حلوان، وأسد أباذ، وهمذان، وساوة، والري، ثم استقر في
نيسابور، ولا يعرف تاريخ عودته إلى بغداد، لكنه كان فيها في سنة 419 ه‍.
وأول المراكز التي مر بها في طريقه إلى نيسابور هي مدينة حلوان، حيث يروى في
" تاريخ بغداد " عن أحد شيوخها وهو: أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري
الذي حدث الخطيب بأحاديث أبى بكر محمد بن إبراهيم بن زاذان المقرئ الأصبهاني.
ثم دخل الخطيب أسد أباذ، وكانت قد خرجت جماعة من مشاهير العلماء
والمحدثين، حيث يروى عن أحد شيوخها وهو أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن
نصر الأسد آباذي.
ثم مضى الخطيب من أسد آباذ إلى همذان حيث حدث في " تاريخ بغداد " عن عدد
من الشيوخ الذين لقيهم فيها، وهم: عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني،
وأبو محمد جعفر بن محمد الأبهري، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين
الأصبهاني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد الريحاني، وأبو منصور محمد بن عيسى
ابن عبد العزيز البزاز، الذي تحمل عنه الخطيب مصنفا لصالح بن أحمد التميمي، وأبو
الحسن علي بن محمد بن يوسف بن عمر الهمذاني.
ومن همذان مضى الخطيب إلى ساوة حيث روى في " تاريخ بغداد " عن شيخ لقيه
فيها وهو أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي.
ثم دخل الخطيب مدينة الري في نفس السنة 415 ه‍، وقد روى في " تاريخ بغداد "
عن شيخين لقيهما فيها وهما: أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن
فضالة النيسابوري، وأبو الحسين علي بن محمد بن جعفر الأصبهاني.
ثم انتهى الخطيب إلى نيسابور حيث كان فيها في رجب سنة 415 ه‍ نفسها، وقد
سجل وجوده فيها في شهري شعبان ورمضان أيضا.
9

وقد روى في " تاريخ بغداد " عن عدد كبير من الشيوخ الذين صرح بلقائه معهم
فيها، وهم: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، وأبو
حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ، وقد أخذ عنه كتاب " الكنى والأسماء " لمسلم
ابن الحجاج وبعض مرويات يحيى بن عبد الله بن بكير. وأبو سعيد محمد بن موسى بن
الفضل بن شاذان الصيرفي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج،
وصاعد بن محمد الاستوائي، وأحمد بن علي بن محمد الأصبهاني، وأبو الفضل
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وأبو سهل أحمد بن محمد بن العباس بن
حسنويه الدلال.
ويلاحظ أن معظم الشيوخ الذين لقيهم في نيسابور هم من تلاميذ أبى العباس
محمد بن يعقوب الأصم، وقد أخذ عنهم الخطيب حديث الأصم بصورة خاصة،
وكان اشتهار عالم واحد في مدينة ما يكفي لان تجتذب إليها الانظار، ويسعى إليها
طلاب العلم من كل مكان.
ولا يعرف كم مكث الخطيب في نيسابور، ولكن لابد أن تكون فترة مكوثه فيها
أطول من الوقت الذي أمضاه في بقية المدن التي مر بها في طريق ذهابه وإيابه،
ولا يعرف كم استغرقت رحلته الأولى إلى المشرق والتي بدأها سنة 415 ه‍، ولكن من
المعلوم أنه كان ببغداد سنة 419 ه‍، ولعله رجع إليها قبل هذه السنة.
رحلته الثانية إلى المشرق:
وكانت وجهته في الرحلة الثانية إلى المشرق: مدينة أصبهان، وقد سجل وجوده
فيها في ذي القعدة من سنة 421 ه‍، وكذلك في ربيع الأول من سنة 422 ه‍. وكان
الخطيب يحمل معه وصية (*) من شيخه أبى بكر البرقاني إلى أبي نعيم محدث أصبهان.
وقد استفاد الخطيب من أبى نعيم كثيرا، فروى عنه في " تاريخ بغداد " 589 رواية
بأسانيد مختلفة، وتحمل عنه مصنفا لعبد الله بن محمد أبى الشيخ الأنصاري، وآخر
لمحمد بن إسحاق السراج، وثالثا لأبي القاسم سليمان الطبراني.
وقد روى الخطيب في " تاريخ بغداد " عن عدد من الشيوخ الذين لقيهم فيها وهم:
أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليل، وأبو الحسين علي بن محمد بن جعفر
العطار، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار، وأبو سعيد الحسين بن محمد بن
(*) انظر هذه الرسالة في سير أعلام النبلاء 11 / 416.
10

عبد الله بن حسنويه الكاتب، وأبو الحسن علي بن جعفر الامام، وأبو الحسين
أحمد بن الحسين الأصبهاني، وأبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر اليزدي، وأبو الحسين
محمد بن أحمد بن محمد بن شاذة الأصبهاني، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان
المؤدب، وأبو القاسم عمر بن عبد الله عمر التميمي المؤدب، وأبو علي أحمد بن
محمد بن إبراهيم الصيد لانى، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أبي عمر بن قيصر الضبي،
وغيرهم.
ولا يعرف متى زار الخطيب الدينور، وهل زارها في إحدى رحلتيه إلى المشرق أم
رحل إليها خاصة، فقد روى في " تاريخ بغداد " عن اثنين من الشيوخ لقيهما فيها
وهما: أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب، وأبو نصر أحمد بن
الحسين القاضي.
استقرار الخطيب ببغداد فترة طويلة:
استقر الخطيب ببغداد ما بين سنتي 423 ه‍ - 440 ه‍، وهي فترة غامضة من
حياته، حيث لا تذكر المصادر سوى إفادته من إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري
الذي مر ببغداد في طريقه إلى الحج سنة 423 ه‍، فانتهز الخطيب الفرصة وقرأ عليه
صحيح البخاري كله في ثلاثة مجالس، ولا شك أن هذه ليست القراءة الأولى له
لصحيح البخاري، لكن الحيري يرويه بسند عال، وطلب الإسناد العالي مما يحرص
عليه كل محدث آنذاك.
وتذكر المصادر أيضا أن الخطيب أم الناس في الصلاة على جنازة أبى على الهاشمي
أحد فقهاء الحنابلة، الذي كان قاضيا ببغداد سنة 428 ه‍ مما يعكس مكانته
الاجتماعية وهو بعد في الثلاثين من عمره.
ويبدو أن الخطيب كان عاكفا في هذه الفترة على تصنيف كتابه " تاريخ بغداد "
فاحتاج إلى الانزواء عن الحياة العامة ليتفرغ لمؤلفه الكبير، الذي أنجزه بشكل جعله
يتمنى على الله في موسم الحج سنة 444 ه‍ أن تتاح له الفرصة ليحدث به في بغداد.
رحلته إلى الشام:
زار الخطيب دمشق مرارا، قد سجل وجوده فيها سنة 440 ه‍، ومر بها عند
سفره إلى الحج سنة 444 ه‍، حيث ذكر وجوده في برية السماوة قاصدا دمشق في
طريقه إلى الحج في شهر رمضان سنة 445 ه‍، وبعد الحج سلك في العودة طريق
11

الشام أيضا، فرجع إلى دمشق حيث ذكر وجوده فيها في الثاني من جمادى الأولى سنة
ست وأربعين وأربعمائة.
أما زيارته الرابعة لد مشق فكانت عقب ذلك بخمس سنوات، حيث اضطر إلى
الخروج من بغداد على أثر حركة أبى الحارث البساسيري فيها سنة 401 ه‍، وتعرض
بعض الحنابلة له بالأذى، وكان الخطيب وثيق الصلة بالوزير ابن المسلمة مما قوى
مركزه ببغداد ومنع خصومه عنه، فلما قتل ابن المسلمة في حركة ابن البساسيري فقد
الخطيب سنده وحاميه، فخرج إلى دمشق حاملا معه عددا من الكتب التي كانت
تحتويها مكتبته، وقد ذكر الخطيب أنه خرج من بغداد يوم النصف من صفر سنة
إحدى وخمسين وأربعمائة، وأنه كان بدمشق في يوم عيد الأضحى من نفس
السنة.
وقد مكث الخطيب في دمشق فترة طويلة لم يمكثها في مدينة أخرى سوى بغداد،
وكان يعقد مجلسه في الجامع الأموي بدمشق حيث حدث. بمصنفاته ومصنفات غيره
من مسموعاته.
ولا شك أن الخطيب أفاد علماء دمشق أكثر مما استفاد منهم، فقد استقر بينهم
بعد أن نضج علمه وتكاملت ثقافته.
وقد استمر الخطيب يحدث بدمشق رغم سيطرة الفاطميين عليها وعدم ارتياحهم
من نشاطه العلمي، خاصة بعد أن بلغهم أنه يحدث بكتاب " فضائل الصحابة الأربعة "
لأحمد بن حنبل، " وفضائل العباس " لأبي الحسن بن رزقويه، فقامت السعاية ضده،
وكادوا أن يقتلوه لولا أن أجاره الشريف أبو القاسم بن أبي الجن العلوي، واحتال في
خلاصه ثم سهل له الخروج إلى صور في صفر سنة 459 ه‍.
وكان الخطيب قد زار صور عند عودته من الحج سنة 446 ه‍، ثم قدمها بعد
إخراجه من دمشق، فمكث فيها من سنة 459 ه‍ إلى سنة 462 ه‍.
كذلك زار الخطيب حلب وطرابلس بعد خروجه من صور سنة 462 ه‍،
ولا يعرف متى زار الخطيب صيدا، وكذلك لا يعرف متى زار المصيصة.
أما بيت المقدس فقد زارها إثر رجوعه من الحج، وسجل وجوده فيها في رجب
سنة خمس وأربعين وأربعمائة، كما كان يتردد عليها خلال إقامته في صور.
12

رحلته إلى الحجاز:
دخل الخطيب مكة حاجا، وسجل وجوده فيها في 8 ذي الحجة سنة 445 ه‍،
وقد التقى فيها ببعض الشيوخ الذين روى عنهم في " تاريخ بغداد ".
عودته إلى بغداد:
عاد الخطيب إلى بغداد بعد غياب طويل امتد أحد عشر عاما، فوصلها في ذي
الحجة من سنة 462 ه‍ واستقر في حجرة بباب المراتب في درب السلسة بجوار
المدرسة النظامية.
صفات الخطيب البغدادي: (12)
كان الخطيب مهيبا وقورا نبيلا خطيرا، حسن الخط، كثير الشكل والضبط، فصيح
القراءة، جهوري الصوت، منصرفا إلى العلم لا يحفل بالدنيا، ولا يحرص على التقرب
من أهل السلطان والمال، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون حسن اللباس والهيئة، يجمع
من المال ما يغنيه عن الحاجة إلى الناس، كما وصف الخطيب بالمروءة والكرم وعزة
النفس والتواضع، لكنه لم يسلم من اتهام خصومه له وتشنيعهم عليه، وهذا مبعث
تلك الروايات التي تحاول تشويه سمعته، فترميه مرة بالسكر، وأخرى بالتغزل
بالغلمان بل وحبه لهم، وتنسب إليه أشعار قالها في ذلك، ومعظمها لا ينسجم مع
طبيعة شخصيته وثقافته، كما أن رواة بعضها لا يوثق بهم.
مكانته العلمية وثقافته:
اهتم الخطيب بالحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والأدب والتاريخ والاخبار، لكن
أكثر اهتمامه كان في نطاق الحديث وعلومه (13).
وكان الخطيب على مذهب الأشعري في الأصول، وللأشعري قولان في الصفات:
أشهرهما التأويل، وثانيهما - وهو المتأخر - عدم التأويل والتعطيل، وهو مذهب
السلف ومذهب الإمام أحمد وأهل الحديث.
وقد صرح الخطيب بأنه على مذهب أهل الحديث في الصفات، وهو القول الأخير
للأشعري أيضا.

(12) موارد الخطيب، ص 50.
(13) موارد الخطيب، ص 47، 48.
13

وأما في الفروع فكان الخطيب على مذهب الشافعي، ويقال أنه كان شافعيا منذ
باكورة طلبه للعلم، ويقال أنه كان حنبليا ثم تحول إلى مذهب الشافعية. (14)
توثيقه:
وثقه من معاصريه: عبد العزيز الكتاني، وابن الأكفاني، وابن ماكولا.
وأشاد به وبعلمه كبار العلماء وجهابذة النقاد أمثال: السمعاني، وابن النجار،
والسبكي، وقد اعتبره الكثيرون ودار قطني زمانه، وجعلوه خاتمة المحدثين الحفاظ، وبه
ختم ديوان المحدثين، كما عبر ابن عساكر وتابعه الذهبي في معناه.
وقد حاول خصومه الطعن في علمه ومن ذلك رميه بالتصحيف، وبتحديثه عن
الضعفاء وبكثرة أوهامه، كما يرى بعض علماء الحنفية أنه يتعصب على رجال
مذهبهم وخاصة في ترجمته للإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.
ويتهمه ابن الجوزي بالتعصب ضد الحنابلة، كما أخذ عليه احتجاجه بالأحاديث
الموضوعة في مصنفاته ومدحه للمبتدعة وأصحاب الكلام. وقد رد دار سوه معظم هذه
الاتهامات.
وكذلك فقد اتهم بالتدليس، فقال الحافظ زين الدين العراقي: " وممن اشتهر
بتدليس الشيوخ: أبو بكر الخطيب، فقد كان لهجا به في تصانيفه "
وقد دافع عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال معقبا على كلام العراقي: " ينبغي
أن يكون الخطيب قدوة في ذلك، وأن يستدل بفعله على جوازه، فإنه إنما يعمى على
غير أهل الفن، وأما أهله فلا يخفى ذلك عليهم لمعرفتهم بالتراجم، ولم يكن الخطيب
يفعل ذلك إيهاما للكثرة، فإنه مكثر من الشيوخ والمرويات، والناس بعده عيال عليه،
وإنما يفعل ذلك تفننا في العبارة ".
وتدليس الخطيب للشيوخ من أصعب ما يواجه الباحث في مؤلفاته، لذلك نبه
العلماء على بعض ذلك، فنبه الحافظ ابن حجر إلى أن الخطيب يذكر الحاكم
النيسابوري باسم " محمد بن نعيم الضبي " ونبه الأكفاني إلى أنه يذكر " عبد العزيز بن
محمد الكتاني " باسم " عبد العزيز بن أبي طاهر الصيرفي ".

(13) موارد الخطيب، ص 50.
14

مصنفات الخطيب البغدادي:
ألف الخطيب البغدادي مصنفاته في المجالات التي أولاها اهتماما وهي: الحديث
وعلومه، والتاريخ، والرجال، والفقه وأصوله، والرقائق، والأدب.
وقد حاول خصومه اتهامه بانتحال هذه المصنفات زاعمين أنها لشيخه محمد بن علي
الصوري، فقد نقل عن ابن الطيوري قوله: " أكثر كتب الخطيب سوى " تاريخ
بغداد " مستفاد من كتب الصوري، كان الصوري ابتدأ بها، وكانت له أخت بصور،
مات الصوري وخلف عندها عدلا مخروما من الكتب، فلما خرج الخطيب إلى الشام
حصل من كتبه ما صنف منها كتبه " (16).
وما ذكره ابن الطيوري فرية لا تصح، لأن معظم مصنفات الخطيب أتمها قبل
خروجه إلى الشام، وقد عقب الحافظ الذهبي على هذه الرواية بقوله: " ما الخطيب
بمفتقر إلى الصوري، وهو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة ". (17).
ونذكر فيما يلي أسماء مؤلفات الخطيب البغدادي مرتبة حسب
الموضوعات. (18).
في علم الحديث:
1 - الأمالي. (19)
2 - كتاب فيه حديث " الإمام ضامن والمؤذن ضامن ".
3 - حديث عبد الرحمن بن سمرة وطرقه - في جزأين.
4 - حديث النزول.
5 - كتاب فيه حديث " نضر الله امرءا سمع منا حديثا ".
6 - طريق حديث قبض العلم - في ثلاثة أجزاء.
7 - حديث: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
8 - مجموع حديث أبي إسحاق الشيباني - في ثلاثة أجزاء.

(15) موارد الخطيب، ص 49.
(16) انظر: موارد الخطيب، ص 55.
(17) سير أعلام النبلاء 11 / 419.
(18) موارد الخطيب، ص 56 - 84. يوسف العش، ص 120 - 134.
15

9 - مجموع حديث محمد بن جحادة، وبيان بن بشر، وصفوان بن سلين، ومطر
الوراق، ومسعر بن كدام.
10 - مجموع حديث (أو مسند) محمد بن سوقة - في ثلاثة أجزاء.
11 - كتاب السنن. (30)
12 - مسند أبى بكر الصديق رضي الله عنه - في جزء.
13 - مسند صفوان بن عسال.
14 - مسند نعيم بن همار الغطفاني - في جزء.
15 - حديث جعفر بن حيان. (21).
16 - حديث الستة من التابعين وذكر طرقه، وهو حديث " أيعجز أحدكم أن
يقرأ كل ليلة بثلث القرآن ". (22)
17 - المسلسلات - في ثلاثة أجزاء.
18 - الرباعيات - في ثلاثة أجزاء.
في الأحاديث المخرجة:
19 - كتاب أطراف الموطأ.
20 - جزء فيه أحاديث مالك بن أنس عوالي تخريج أبى بكر الخطيب. (23)
21 - أمالي الجوهري، تخريج أبى بكر الخطيب، رواية محمد بن البزاز. (24)
22 - فوائد أبى القاسم النرسي، تخريج الخطيب - في 20 جزاء.
23 - فوائد عبد الله بن علي بن عياض الصوري - في 4 أجزاء.
24 - الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب. انتقاء الخطيب من حديث الشريف أبى
القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن أبي الجن الحسيني - في 20 جزءا (25)

(19) يوسف العش، ص 121. وفهرس مخطوطات الظاهرية ص 266. وبروكلمان 1 / 564.
(20) منه نسخة مختصرة في دار الكتب المصرية رقم 485 حديث، اختصرها الحافظ المنذري.
(21) منه نسخة في الظاهرية حديث 390 (يوسف العش / ص 122).
(22) الظاهرية، مجموع 115 (ق 10 - 18). فهرس الظاهرية، ص 267.
(23) منه نسخه في الظاهرية (مجموع 101)
(24) منه مجلسان في الظاهرية (مجموع 105)
(25) منه قطعة في الظاهرية من الجزء الثامن مجموع (4) (46) 2، والجزء " الثالث عشر مجموع 140
(139) والجزء الرابع عشر مجموع 40 (178) وجزء آخر مجموع 40 (172).
16

25 - الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب، تخريج الخطيب لأبي القاسم
المهرواني. (26)
26 - الفوائد المنتخبة الصحاح العوالي، تخريج الخطيب، لجعفر بن أحمد بن
الحسين السراج القارئ. (27)
27 - مجلس من إملاء أبى جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، تخريج الخطيب. (28)
28 - منتخب من حديث أبي بكر الشيرازي وغيره. (29).
في مصطلح الحديث:
29 - الكفاية في علم الرواية. (30)
30 - الفصل للوصل المدرج في النقل - في تسعة أجزاء.
31 - الإجازة للمعدوم والمجهول. (32)
32 - بيان حكم المزيد في متصل الأسانيد.
في آداب المحدث:
33 - اقتضاء العلم العمل. (33)
34 - شرف أصحاب الحديث. (34)
35 - نصيحة أهل الحديث. (35)
36 - الرحلة في طلب الحديث. (36)
37 - تقييد العلم. (37).
38 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.

(26) منه نسخة في الظاهرية، حديث 353 ومجموع 47 (4).
(27) منه أجزاء في الظاهرية، انظر: فهرس الظاهرية للألباني 268.
(28) منه نسخة في الظاهرية، مجموع 117 (21)
(29) منه نسخة في الظاهرية، حديث 330 (ق 27 - 35)
(30) طبع أكثر من مرة. (31) منه نسخة في مكتبة السلطان أحمد الثالث تحت رقم 612 / 243 / 12
(32) طبع بتحقيق صبحي السامرائي
(33) طبع بتحقيق الألباني.
(34) طبع بتحقيق محمد سعيد خطيب أو غلى.
(35) طبع بتحقيق صبحي السامرائي
(36) طبع بتحقيق صبحي السامرائي.
(37) طبع بتحقيق يوسف العش.
17

في علم رجال الحديث:
39 - الأسماء المبهمة في الانباء المحكمة - في جزء. (39)
40 - الأسماء المتواطئة والأنساب المتكافئة.
41 - تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف
والوهم. في ستة عشر جزءا.
42 - تالي التلخيص، في أربعة أجزاء. مستدرك على التلخيص.
43 - التبيين لأسماء المدلسين. في جزأين.
44 - التفصيل لمبهم المراسيل (41) - في جزء.
45 - تمييز المزيد في متصل الأسانيد - ثمانية أجزاء.
46 - رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب.
47 - الرواة عن شعبة. في ثمانية أجزاء.
48 - الرواة عن مالك بن أنس، وذكر حديث لكل منهم في تسعة أجزاء.
49 - روايات الصحابة عن التابعين، جزء.
50 - رواية الاباء عن الأبناء، في جزء.
51 - غنية الملتمس في إيضاح الملتبس، (42) في مجلد.
52 - كتاب فوائد النسب.
53 - كتاب المتفق والمفترق (43)، في ستة عشر جزءا.
54 - من حدث ونسى، في جزء.
55 - من وافقت كنيته اسم أبيه مما لا يؤمن وقوع الخطأ فيه، في ثلاثة أجزاء.
56 - المؤتنف في تكملة المختلف والمؤتلف، في أربعة وعشرين جزءا. (44)

(38) طبع أكثر من مرة.
(39) منه نسخة في الظاهرية مجموع 101 (19) ونسخ أخرى (موارد الخطيب 69، 70).
(40) منه قطعة كبيرة بجامع الزيتونة، وفى الظاهرية، ودار الكتب المصرية
(41) منه نسخة في السكوريال رقم 1597.
(42) منه نسخة في برلين 1059، وفى آصفية 3 / 328، 191.
(43) طبع أخيرا، ونسخة الخطبة كثيرة ذكرت في مقدمته.
(44) في الظاهرية نسخة باسم " المؤتلف والمختلف " برقم حديث 285 (140).
18

57 - المكمل في بيان المهمل، في ثمانية أجزاء. (45)
58 - كتاب الوفيات.
59 - السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد. في
9 أجزاء. (46)
60 - كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق. (47)
في التاريخ:
61 - تاريخ بغداد. وسنتكلم عنه فيما بعد.
62 - مناقب الشافعي.
63 - مناقب أحمد بن حنبل.
في العقائد:
64 - مسألة الكلام في الصفات. (48)
65 - القول في علم النجوم - في جزء. (49)
في أصول الفقه:
66 - الفقيه والمتفقه. (50)
67 - الدلائل والشواهد على صحة العمل بخبر الواحد.
في الفقه:
68 - نهج (أو منهج) الصواب في أن التسمية آية من فاتحة الكتاب - في
جزأين.
69 - إبطال النكاح بغير ولى - في جزء.
70 - إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.

(45) انظر فهرس مخطوطات الظاهرية ص 268.
(46) منه نسخة في شيستريتي رقم 3508. دار الكتب المصرية (381) مصطلح حديث).
(47) طبع بالهند في جزأين.
(48) منه نسخة في الظاهرية، مجموع 16 (ق 43 - 44).
(49) منه نسخة في عساشر أفندي بإستنبول 1 / 190.
(50) طبع بالرياض بعناية إسماعيل الأنصاري.
19

71 - الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة. في جزأين. (51)
72 - الحيل. في أربعة أجزاء.
73 - ذكر صلاة التسبيح والأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيها، اختلاف ألفاظ الناقلين. (52)
74 - الغسل للجمعة، في جزأين.
75 - القضاء باليمين مع الشاهد. في جزأين.
76 - القنوت والآثار المروية فيه على اختلافها وترتيبها على مذهب الشافعي، في
ثلاثة أجزاء.
77 - النهى عن صوم يوم الشك. في جزء.
78 - الوضوء من مس الذكر.
79 - مسألة الاحتجاج للشافعي فيما أسند إليه والرد على الطاعنين بعظم جهلهم
عليه. في جزء. (53)
في الزهد والرقائق.
80 - بيان أهل الدرجات العلى.
81 - كتاب فيه خطبة عائشة في الثناء على أبيها.
82 - المنتخب من الزهد والرقائق. (54)
في الأدب:
83 - التنبيه والتوقيف على فضائل الخريف.
84 - البخلاء. (55)
85 - التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم. (56)
86 - كشف الاسرار.

(51) فهرس الظاهرية، ص 268.
(52) منه نسخة بالظاهرية (حديث 279) 194.
(53) فهرس الظاهرية، ص 269.
(54) فهرس الظاهرية، ص 269.
(55) طبع أكثر من مرة.
(56) طبع أكثر من مرة.
20

87 - رياض الأنس إلى حضاير القدس.
وفاة الخطيب البغدادي:
لما عاد الخطيب من رحلته إلى الحجاز استقر في حجرة بباب المراتب في درب
السلسلة بجوار المدرسة النظامية، وأخذ يلقى دروسه في حلقته بجامع المنصور، وفى
حجرته أحيانا.
وقد مرض الخطيب في رمضان سنة 463 ه‍، فأوصى بتفريق ثروته، ووقف كتبه
على المسلمين وسلمها إلى أبي الفضل بن خيرون ليعيرها لمن يطلبها.
وفى يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة 463 ه‍، توفى الخطيب البغدادي، وشيعت
جنازته وحضرها العلماء والكبراء، ودفن في مقبرة باب حرب في جوار بشر
الحافي. (58)
* * *

(57) الظاهرية، تفسير 122 (144).
(58) الوافي بالوفيات 7 / 192. ومعجم الأدباء 1 / 259. والمنتظم، لابن الجوزي
21

كتاب تاريخ بغداد
أهميته - منهجه - وترتيبه
أهميته:
يعد " تاريخ بغداد " من أهم وأكبر مؤلفات الخطيب البغدادي، إذ يضم الكتاب
7831 ترجمة للمحدثين وأرباب العلوم الأخرى ورجالات المجتمع والدولة، فهو
تاريخ النخبة وهم أصحاب الكفاءات والمبرزين في المجتمع.
ولقد استبطن الخطيب البغدادي، في كتابه بعض الكتب التي ألفت في تاريخ بغداد
وفقدت، فحفظها لنا الخطيب في تاريخه، وخاصة التي انفرد بها أو يكاد.
وتظهر أهمية " تاريخ بغداد " من ناحية الحياة الثقافية في أنه يكشف عن طرق
التدريس ومناهج العلماء ومقاييسهم وعلاقتهم مع تلاميذهم، والتعريف بالمدارس التي
انتشرت في القرنين الرابع والخامس، وكذلك الحلقات العلمية ومجالس العلماء في
المساجد للتحديث والتدريس. (59)
كما يعكس " تاريخ بغداد " نشاط العلماء ومدى اتصال الحركة الفكرية في المدن
الإسلامية ببعضها البعض، وذلك عن طريق ذكره رحلة العلماء في طلب العلم، إما
تصريحا أو بواسطة ذكر نسبتهم إلى أكثر من مدينة مما يدل على دخولهم إلى مدن
عديدة، وبالتالي يعكس مدى الصلات الفكرية بين تلك المدن. (60)
ولا شك أن الأهمية العظمى للكتاب " تاريخ بغداد " تكمن في مجال الحديث، حيث
ترجم الخطيب البغدادي لحوالي خمسة آلاف ترجمة هم من رجال الحديث من إجمالي
7831 ترجمة هم عدد تراجم الكتاب.
ولقد استخدم الخطيب البغدادي الاسناد بدقة عند سرد الروايات سواء كانت
تتصل بالحديث ورجاله أو بالتاريخ أو بالأدب، وبذلك أعان على الكشف عن
موارده، ونظرا لفقدان معظم المصنفات التي اقتبس منها، بل إن بعضها لم تشر إليها
الكتب المختصة بأسماء المؤلفات، فإن لاقتباساته عنها بأسانيده إليها أهمية عظيمة في
التعريف بكثير من المؤلفات المفقودة، وخاصة في الحديث والتاريخ مما له أهمية كبيرة
في دراسة تاريخ التأريخ وتأريخ الحديث. (61)

(59) موارد الخطيب، ص 87 - 88.
(60) موارد الخطيب، ص 88 - 89.
(61) موارد الخطيب، ص 89 - 90.
22

ولابد من التنويه بأهمية " تاريخ بغداد " في ذكر أسماء العديد من المصنفات، وقد
بلغت 446 كتابا ألفت جميعا خلال القرون الثالث والرابع والخامس، وهي في
موضوعات شتى هم: علوم القرآن والقراءات (57 كتابا) والتفسير (24 كتابا)
والحديث (73 كتابا) وعلوم الحديث وشرحه (21 كتابا) والفقه (21 كتابا)
وأصول الفقه (3 كتب) والعقائد والفرق (12 كتابا) والرقائق والتصوف (6
كتب) والمنطق وعلم الكلام (3 كتب) والسيرة النبوية (9 كتب) والفضائل
والمناقب (4 كتب) والتراجم (8 كتب) وعلم الرجال (56 كتابا) والتاريخ
(10 كتب) والأخبار (12 كتابا) والنسب (11 كتابا) والمبتدأ (3 كتب)
والأدب ودواوين الشعر (37 كتابا) واللغة (30 كتابا) والنحو والصرف (31
كتابا) والجغرافية (كتابان) وكتب أخرى متفرقات (13 كتابا). وعند مقارنة
هذه القائمة بكتاب الفهرست لابن النديم تبين أن الخطيب البغدادي ذكر 298 كتابا
لم يذكرها ابن النديم، مما يدل على أهمية الإضافة التي قدمها الخطيب البغدادي
بسبب ذكره مصنفات أصحاب التراجم أحيانا، رغم أنه أهل الإشارة إلى كثير من
المصنفات الأخرى التي صنفها أصحاب التراجم الذين تناولهم كتابه. (62)
ويلاحظ أن الخطيب أهمل تخريج تراجم الرياضيين والفلكيين والفلاسفة، ولم
يستوعب تراجم رجالات السياسة والإدارة والحرب ولا الأدباء والشعراء والمغنين،
بل لم يستوعب تراجم غير المحدثين الذين فاته ذكر بعضهم فاستدركهم عليه ابن
النجار وغيره من أصحاب الذيول على " تاريخ بغداد "
كما لم يقدم الخطيب في تاريخه معلومات مفصلة عن التاريخ السياسي والعسكري
ولاعن الإدارة والنواحي الاقتصادية، ومن ثم فإن " تاريخ بغداد " ليس تاريخا شاملا
رغم غناه ووفرة مادته عن الحياة الثقافية. (63)
ولعل ما يبرز أهمية " تاريخ بغداد " أيضا هو اقتباس المؤلفات التي أرخت للفترة التي
تناولها ونقل مؤلفيها عن " تاريخ بغداد " ومن أبرز المؤلفين الذين أكثروا النقل عنه:
علي بن هبة الله بن ماكولا (475 ه‍) في كتابه " الإكمال ".
أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني (562 ه‍) في كتابه " الأنساب ".
(61) موارد الخطيب، ص 90 - 91.
(62) موارد الخطيب، ص 90 - 91.
(63) موارد الخطيب، ص 91. (*)
23

ابن أبي يعلى (ت 526 ه‍) في " طبقات الحنابلة ".
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (579 ه‍) في كتابيه " المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم " و " المصباح المضئ في أخبار المستضئ ".
وياقوت الحموي (626 ه‍) في كتابيه " معجم البلدان " و " إرشاد الأريب إلى
معرفة الأديب ".
وأبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان (681 ه‍) في كتابه " وفيات
الأعيان "
وابن الفوطي (523 ه‍) في " تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ".
والحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (478 ه‍) في كتبه: " تذكرة
الحفاظ " و " ميزان الاعتدال " و " سير أعلام النبلاء " و " تاريخ الإسلام " وفي غيرها من
مؤلفاته الكثيرة.
وابن نقطة في كتابه " التقييد في رواة السنن والمسانيد ".
وابن فرحون في: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ".
وتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي (771 ه‍) في كتابه " طبقات الشافعية
الكبرى ".
والحافظ ابن حجر العسقلاني في " تهذيب التهذيب ".
والسيوطي في " بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ". (64)
والداودي في " طبقات المفسرين "، وغيرهم الكثير.
ويرجع ذلك إلى ثقة هؤلاء في مادة " تاريخ بغدد " واعتمادهم عليه وشهرته.
منهج الخطيب في تاريخه:
حاول الخطيب أن يترجم لسائر العلماء الذين عاشوا ببغداد أو زاروها منذ إنشائها
حتى عصره، فاعتمد على المصنفات التي سبقته ومنها كتب في تراجم المحدثين
وأخرى في تراجم الخلفاء أو الأدباء أو الشعراء ومنها كتب الحوليات.
كما اهتم بتخريج أحاديث للمترجمين فاستخدم كتب الحديث ومعاجم الشيوخ

(64) موارد الخطيب 82 - 93.
24

ومنتخبات وأجزاء حديثية يختلط فيها الحديث والضعيف، وقد تعقب الخطيب بعضها
وانتقدها، ولكنه لم يفعل ذلك دائما، ولتعقيبات الخطيب على الأحاديث أهمية كبيرة
لتضلعه في الحديث وعلومه. (65)
وهكذا فإن الخطيب استفاد من المؤلفات التي سبقته في تأليف كتابه، حتى إن
ما اقتبسه يكون حوالي ثلاثة أرباح مادة كتابه.
ولا شك أن الخطيب وجد أمامه مكتبة هائلة في التراجم والتاريخ والأدب انتقى
منها مصادره، ثم انتقى من مصادره الروايات التي ضمنها " تاريخ بغداد " فمعلوماته
عن صاحب الترجمة قد تكون أوسع بكثير مما كتبه عنه، وقد صرح الخطيب بذلك في
أحد المواضع.
وعملية الانتقاء هذه ضرورية في مصنفه لعدة أسباب: منها الحذر من تضخم
كتاب فهو مع اقتضابه في معظم التراجم جاء بحجم كبير. ومنها تكرر المعلومات
بسبب تماثل الروايات عن صاحب الترجمة في الكتب المختلفة.
وقد حاول الخطيب أن يقدم ترجمة متكاملة تحتوى على التعريف بصاحب الترجمة
بذكر اسمه ونسبه وكنيته وشيوخه وتلاميذه، وأحيانا يسرد بعض أخباره الدالة على
أخلاقه ومكانته، ثم أقوال النقاد في بيان حاله من الجرح والتعديل، ثم تاريخ وفاته،
وربما موضع قبره.
وهذا قد يضطره أحيانا إلى أن يقتطع أجزاء من النصوص المقتبسة ليمنع تكرر
المعلومات وليؤلف بينها في محاولة تكوين عناصر الترجمة الضرورية، لكن المقارنات مع
الأصول التي اقتبس منها تدل على عدم تصرفه بأسلوب المصنفين الذين نقل عنهم،
بل كان مثالا للأمانة العلمية والدقة. (66)
والخطيب عالم ناقد متفحص، وتظهر سعة اطلاعه وقابليته على النقد والتمحيص
في بيان أوهام العلماء والمصنفين السابقين وتصحيحها، وفى الكشف عن الروايات
الشاذة التي خالفت ما اتفق عليه العلماء، وفى الترجيح بين الروايات المتعارضة.
فأما بيان أوهام العلماء والمصنفين السابقين فقد كشف الخطيب في مواضع كثيرة

(65) موارد الخطيب، ص 97، 89.
(66) موارد الخطيب، 98.
25

عن أوهام وأخطاء وقع فيها علماء كبار ثم صححها، وهي تتعلق إما بتواريخ
الوفيات أو بتواريخ الموالد، أو في التعريف بمدن ومواطن الرواة، أو في اعتبار عدد من
الرواة إخوة وليسوا كذلك، أو في عدم تمييز المتشابه من الأسماء. (67)
وأبرز الاعلام الذين استدرك عليهم أخطاءهم هم: شعبة بن حجاج، ويحيى بن
معين، وأحمد بن بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويعقوب بن سفيان الفسوي،
وابن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والجوزجاني، ومحمد بن
إسماعيل، البخاري، ومحمد بن مخلد الدوري، وابن قانع البغدادي، وأبو سعيد بن
يونس، وأبو الحسين بن المادي، والدارقطني، ومحمد بن يعقوب الأصم، وزكريا بن
يحيى الساجي، وأبو زكريا الأزدي، وهلال بن المحسن الصابئ، ويوسف القواس،
ووكيع القاضي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبو القاسم الطبراني.
أما من طبقة شيوخه فقد استدرك على كل من أبى نعيم الأصبهاني، وأبى العلاء
محمد بن علي الواسطي، وهبة الله بن الحسن الطبري، وأبى على الحسن بن أبي بكر
ابن شاذان، ومحمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن أحمد العتيقي، وأبى بكر البرقاني،
وأبى القاسم الأزهري.
وسائر هؤلاء الاعلام من المتضلعين إما في الحديث والرجال أو في التاريخ
والأخبار، وبالطبع فلن يقدح فيهم أن يخطئوا فحسبهم أن أخطاءهم أمكن حصرها
وعدها عليهم، لكن مما يعلى من شأن الخطيب وعلمه أن يتفطن لهذه الأخطاء
ويصححها رغم فواتها على الأكابر، وإن كان لهم فضل السبق مع أنهم لم يتيسر
لهم ما تيسر للخطيب من المنصفات الكثيرة في علم الرجال والحديث والتاريخ التي
شاعت في عصره. (68)
وأما ما يتعلق بكشفه عن الروايات الشاذة فإنه يدل على سعة اطلاع لأن معرفة
ذلك يقتضى الإحاطة بسائر الروايات ومعرفة الإجماع لأن الشاذ ما خالفه.
وقد ضبط الخطيب على كبار المصنفين ما شذوا فيه من روايات خالفوا بها ما اتفق
عليه العلماء، ولعلهم في الغالب جانبوا الصواب فيها، إذ الاحتمال ضعيف في أن
يكون المصنف قد انفرد بذكر ما هو صواب ومن سواه اتفقوا على ما هو خطأ. (69)

(67) موارد الخطيب، 98، 99.
(68) موارد الخطيب، ص 100.
(69) موارد الخطيب، ص 100.
26

وقد سجل الخطيب هذه المخالفات أو الروايات الشاذة، وهي إما مخالفة في أسماء
الرواة، أو التوهم فيها، أو تصحيفها، أو قلبها، أو في جعل الاثنين واحدا، أو الخطأ في
الكنى أو الأنساب، أو في تحديد طبة الرجل أو موضع قبره، أو وقوع التصحيف في
ألفاظ الأحاديث، أو النقص في أسانيد ها.
ويكتفى الخطيب بإظهار شكه في بعض الروايات عندما لا يمكنه القطع بصحتها أو
زيفها، كما أنه يرد بعض هذه الأخطاء إلى النقلة.
وأما ترجيح الخطيب بين الروايات المتعارضة فيقع خاصة في سنى الوفيات وأحيانا
في سنى الموالد، أو في الأسماء أو المتفق والمفترق، وقد يكتفى بحكاية الاختلاف بين
العلماء في الأسماء، أو النسبة أو الكنى، أو الأنساب، أو في مدينة صاحب
الترجمة. (70)
والخطيب يدقق ويحقق، فإذا لم يتم له التحقق من الخبر حكاه بصيغة التمريض،
وقد تقوم بعض القرائن عنده على أن اثنين ممن ترجمت لهم الكتب المتقدمة على كتابه
هما واحد، لكن القرائن لا تكفى للبت بذلك فيحتاط ويترجم لاثنين.
وقد ترجم مرة لشخص مختلق لينبه على ذلك، وهو يتوقف أمام أسماء بعض
الرواة الذين لا تتوافر له معلومات كافية للتعريف بهم فيذكر الاحتمالات دون أن
يجازف ودون أن يقصر بترك التعقيب عليهم.
كذلك هو يتوقف فيما يشتبه عليه متجنبا المجازفة في العلم، وعندما يروى بعض
أخبار الصوفية العجيبة فإنه يعبر بلفظ " يحكى عن " وصرح مرة ببراءته من عهدة هذه
الأخبار لأنه مجرد ناقل. وهذا لا يعنى أن الخطيب انتقد سائر الروايات التي تظهر فيها
المبالغة بل سكت عن بعضها. (71)
ترتيب تاريخ بغداد:
رتب الخطيب البغدادي تراجم كتابه على أساس الحروف بصفة عامة، ولكنه لم
يلتزم الترتيب المعجمي داخل الحرف الواحد، لكنه يبدو أنه قد راعى نظام الطبقات
أحيانا داخل الحرف الواحد والاسم الواحد، ولم يلتزم ذلك أيضا ولم يصرح به.
ولكن نستطيع القول بأنه كان يقدم تراجم المتقدمين على المتأخرين دائما.

(70) موارد الخطيب، ص 101، 102.
(71) موارد الخطيب، ص 102.
27

وعلى الرغم من أن تراجم الكتاب مترتبة طبقا لترتيب الحروف إلا أنه قد تكررت
بعض التراجم، ويرجع ذلك إلى أن الخطيب كان يورد ترجمة الرجل في ترتيبها حسب
الحروف، ثم إن كانت له كنية أو لقب يشتهر به، أو كان هناك اختلاف بين
المصنفين المتقدمين في اسم صاحب الترجمة، أعاده مرة أخرى، ولكن بصورة مختصرة
ويشير إلى أنها قد سبقت.
أما بالنسبة لتكرار الروايات فإن الخطيب كان يتفادى ذلك بالإحالة إلى موضع
الرواية التي سبق إيرادها إن هو احتاج إليها في ترجمة أخرى، بل كان يحيل إلى مؤلفاته
كالجامع، وموضح أوهام الجمع والتفريق، ومناقب أحمد إن احتاج الأمر للتفصيل.
المختصرات والذيول على تاريخ بغداد:
لقد ذيل الكثيرون على " تاريخ بغداد " للخطيب باعتباره أصلا، وكذلك اختصروه
لتسهيل الاستفادة منه.
فبالنسبة للمختصرات فهناك مختصر لابن مكرم وآخر للحافظ الذهبي. (72)
وكذلك اختصره مسعود بن محمد بن أحمد بن حامد البخاري، (73) وليحيى بن عبيد
الله الحكيم البغدادي مصنف سماه " المختار من مختصر تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب
البغدادي " (74)
أما الذيول فسوف نرجئ الكلام عنها تناولنا للذيول بالتحقيق، إن شاء الله.
* * *

(72) الإعلان بالتوبيخ، للسخاوي، ص 622 - 623.
(73) المجلد الأول منه في برلين 9850 يقع في 165 ورقة نسخت منه 5846
(74) منه نسخة في رئيس الكتاب تحت رقم 692 بتركيا تحتوى على الجزء الثاني في 159 ورقة نسخت
سنة 609 ه‍.
28

منهج التحقيق
اعتمدنا في تحقيق " تاريخ بغداد " على مخطوطة دار الكتب المصرية تحت رقم
(تاريخ 3196) بالإضافة للمطبوعة الوحدة للكتاب في 14 مجلدا والتي اعتمد في
طبعها على أجزاء متفرقة من مكتبات عديدة ذكرت في حواشيها وكان عملنا في
الكتاب ما يلي:
1 - مقارنة المطبوعة بمخطوطة دار الكتب المصرية مع إثبات الاختلافات في أغلب
الأحيان، وكذلك إثبات الاختلافات مع النسخ الأخرى واستخلاص نسخة صحيحة
بقدر المستطاع، ثم مقارنة النصوص الواردة بالكتاب بمصادرها التي نقلت منها كلما
أمكن ذلك.
2 - كتابة النص طبقا للقواعد الإملائية الحديثة وإثبات علامات الترقيم وبدايات
السطور.
3 - ضبط أغلب النص بالشكل وخاصة الأعلام والأنساب وغيرها مما يلتبس
الأمر فيه على الباحث.
4 - تخريج الأحاديث النبوية الشريفة على كتب السنة بقدر الإمكان، وكذلك
الآيات القرآنية على المصحف الشريف.
5 - تخريج التراجم الواردة بالكتاب على كتب التاريخ والتراجم كلما أمكن ذلك.
6 - التعليق على بعض الكلمات وكذلك الأنساب والروايات وبخاصة الروايات
التي وردت في ترجمة أبي حنيفة.
7 - عمل مقدمة للكتاب شملت التعريف بالمؤلف والترجمة له بترجمة وافية، ثم
التعريف بالكتاب من حيث أهميته ومنهجه وترتيبه ومختصراته وذيوله.
8 - ذكرنا في النهاية المراجع التي تم الرجوع إليها والاعتماد عليها في التحقيق.
وبعد، فعساني أكون قد قدمت عملا يضاف إلى المكتبة الإسلامية ويخدم طلبة
العلم والباحثين، راجيا من القارئ أن يتجاوز عما يكون في هذا العمل من خطأ غير
مقصود، وأن يدعو الله لنا بالعفو والعافية إنه قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.
المحقق
مصطفى عبد القادر عطا
الأهرام في: ليلة النصف من شعبان سنة 1416 ه‍
29

صورة بداية المخطوط (دار الكتب المصرية - تاريخ 3196)
30

سورة بداية القسم الثالث من الجزء الأول من مخطوطة دار الكتب المصرية (تاريخ 3196)
31

صورة بداية القسم الأول من الجزء الثالث من مخطوطة دار الكتب المصرية (تاريخ 3196)
32

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصنف
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا
بربهم يعدلون، لا يحصى عدد نعمته العادون، ولا يؤدى حق شكره المتحمدون،
ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون، بديع السماوات والأرض، وإذا قضى أمرا " فإنما يقول
له كن فيكون.
أحمده على الآلاء، وأشكره على النعماء، وأستعين به في الشدة والرخاء، وأتوكل
عليه فيما أجراه من القدر والقضاء، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأعتقد أن لا رب إلا
إياه، شهادة من لا يرتاب في شهادته، واعتقاد من لا يستنكف عن عبادته.
وأشهد أن محمدا " عبده الأمين، ورسوله المكين، حسن الله به اليقين، وأرسله إلى
الخلق أجمعين، بلسان عربي مبين، بلغ الرسالة، وأظهر المقالة، ونصح الأمة، وكشف
الغمة، وجاهد في سبيل الله المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين، فصلى الله على
محمد سيد المرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين، وأصحابه المنتخبين، وأزواجه الطاهرات
أمهات المؤمنين، وتابعيهم بالإحسان إلى يوم الدين.
هذا كتاب تاريخ " مدينة السلام وخبر بنائها، وذكر كبراء نزالها، وذكر وارديها
وتسمية علمائها ". ذكرت من ذلك ما بلغني علمه، وانتهت إلي معرفته، مستعينا على
ما يعرض من جميع الأمور بالله الكريم، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أخبرنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرمسيني قال: سمعت عمر بن أحمد بن
عثمان يقول: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: سمعت يونس بن عبد الاعلى يقول
قال لي الشافعي: يا يونس دخلت بغداد؟ قال: قلت: لا. قال: ما رأيت الدنيا.
* * *
33

باب القول في حكم بلد بغداد وغلته
وما جاء في جواز بيع أرضه وكراهته
أول ما نبدأ به في كتابنا هذا: ذكر أقوال العلماء في أرض بغداد وحكمها وما حفظ
عنهم من الجواز والكراهة لبيعها، فذكر عن غير واحد منهم أن بغداد دار غصب
لا تشترى مساكنها ولا تباع. ورأى بعضهم نزولها باستئجار، فإن تطاولت الأيام
فمات صاحب منزل أو حانوت أو غير ذلك من الأبنية لم يجيزوا بيع الموروث، بل
رأوا أن تباع الأنقاض دون الأرض، لأن الأنقاض ملك لأصحابها وأما الأرض فلا
حق لهم فيها إذا كانت غصبا ".
أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي، وأنبأنا أبو
محمد الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمد بن العباس الخزاز. قالا: أنبأنا أحمد بن
محمد بن جعفر أبو الحسين، حدثني أبو الفضل جعفر بن محمد المؤدب: أن أباه لما
مات أرادت والدته أن تبيع دارا " ورثاها. فقالت لي: يا بني امض إلى أحمد بن حنبل
وإلى بشر بن الحارث فسلهما عن ذلك، فإني لا أحب أن أقطع أمرا " دونهما،
وأعلمهما أن بنا حاجة إلى بيعها. قال: فسألتهما عن ذلك، فاتفق قولاهما على بيع
الأنقاض دون الأرض، فرجعت إلى والدتي فأخبرتها بذلك فلم تبعها. ومنع جماعة من
العلماء من بيع أرض بغداد لكونها من أرض السواد، وأرض السواد عندهم موقوفة لا
يصح بيعها. وأجازت طائفة بيعها، واحتجت بأن عمر بن الخطاب أقر السواد في
أيدي أهله، وجعل أخذ الخراج منهم عوضا " عن ذلك.
وكان غير واحد من السلف يكره سكنى بغداد والمقام بها، ويحث على الخروج
منها.
وقيل: إن الفضيل بن عياض كان لا يرى الصلاة في شيء من بغداد لأجل أنها
عنده غصب.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي، وأخبرنا
الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قال: أخبرنا أحمد بن
جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي نبأ أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر بن خالد
النيسابوري المعروف بابن القصير، نبأ عمرو بن أيوب، قال: سألت الفضيل بن عياض
عن المقام ببغداد. فقال لي: لا تقم بها واخرج عنها فإن أخبثهم مؤذنوهم.
34

أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان نبأ أحمد بن
بندار بن إسحاق أنبأنا محمد بن يحيى بن منده، قال: أن إبراهيم بن يزداد البغدادي
بأصبهان، قال: نبأنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: قلت لعبد الله بن داود، إن لي
خالة ببغداد، قال: اقطعها قطع القثاء.
حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال وأبو طالب عمر بن إبراهيم
ابن سعيد الفقيه. قال: نبأنا يوسف بن عمر القواس نبأنا محمد بن إسحاق المقري
حدثني أبو عبد الله أحمد بن يوسف بن الضحاك، قال: سمعت أبي يقول: سمعت
بشر بن الحارث يقول: بغداد ضيقة على المتقين لا ينبغي لمؤمن أن يقيم فيها. قلت له:
فهذا أحمد بن حنبل فما تقول؟ قال: دفعتنا الضرورة إلى المقام بها كما دفعت
الضرورة المضطر إلى أكل الميتة.
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن
قال حدثنا أبو عبد الرحمن بن محمد الزهري قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن جناد
قال سمعت أبا عمران الجصاص قال قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هذه أربعة
دراهم: درهم من تجارة برة، ودرهم من صلة الإخوان، ودرهم من التعليم، ودرهم
من غلة بغداد. فقال: ما منها شيء أحب إلى من التجارة، ولا فيها شيء أكره عندي
من صلة الإخوان، وأما التعليم فإني أرجو أن لا يكون به بأس لمن احتاج إليه، وأما
غلة بغداد فأنت تعرفها إيش تسألني عنها.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال حدثنا علي بن عبد الله الهمداني بمكة قال
أنبأنا الخالدي قال حدثني أحمد بن عبد الله بن خالد، قال: سئل أحمد بن محمد بن
حنبل عن مسألة في الورع. فقال: أنا أستغفر الله، لا يحل لي أن أتكلم في الورع، أنا
آكل من غلة بغداد. لو كان بشر بن الحارث صلح أن يجيبك عنه، فإنه كان لا يأكل
من غلة بغداد ولا من طعام السواد، فهو يصلح أن يتكلم في الورع.
نبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى وأنبأنا الحسن بن علي
الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس. قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد، قال: وكان
مما بقى في كتابي غير مسموع عن أبي الحسن علي بن إسماعيل البزار المعروف
بعلوية، قال: نبأنا يحيى بن الصامت، قال: سأل رجل عبد الله بن المبارك: تري لي أن
35

أنزل من بغداد متى ما دخلتها؟ قال: أن ابتليت بذلك فأنزل نهر الدجاج فإنه في
أيدي أربابه لم يغصبوا عليه أحدا.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال حدثنا علي بن محمد بن إبراهيم
الجوهري نبأنا أبو الحسن طلحة بن أحمد بن حفص الصفار نبأنا العباس بن يوسف
نبأنا أبو الطيب الذام قال سمعت ابن المبارك يقول:
الزم الثغر والتعبد فيه ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل ومناخ للقارئ الصياد
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني أنبأنا جعفر بن محمد
ابن نصير الخلدي أنبأنا مفضل بن محمد الجندي أنبأنا يونس بن محمد نبأنا يزيد بن
أبي حكيم. قال: سمعت سفيان الثوري يقول: المتعبد ببغداد كالمتعبد في الكنيف.
نبأنا الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى، وأنبأنا الجوهري أنبأنا محمد
ابن العباس. قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثني جدي محمد بن عبيد الله المنادي.
قال: قال لي أحمد بن حنبل: أنا أزرع هذه الدار التي أسكنها فأخرج الزكاة عنها في
كل سنة أذهب في ذلك في قول عمر بن الخطاب في أرض السواد.
أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن مخلد الوارق وأبو الحسين أحمد بن
علي بن الحسين التوزي. قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون النحوي
الكوفي نبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني. قال: قال أبو بكر محمد بن
خلف - وهو وكيع القاضي -: لم تزل بغداد مثل أرض السواد إلى سنة خمس وأربعين
ومائة.
قال الخطيب: يعني إنها كانت تمسح ويؤخذ عنها الخراج، حتى بناها أبو جعفر
المنصور ومصرها ونزلها وأنزلها الناس معه.
* * *
باب الخبر عن السواد وفعل عمر فيه ولأي علة
ترك قسمته بين مفتتحيه
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار أنبأنا دعلج بن أحمد
ابن دعلج المعدل أنبأنا محمد بن علي بن يزيد الصايغ قال نبأنا سعيد بن منصور نبأنا
هشيم قال أنبأنا العوام بن حوشب أنا إبراهيم التيمي. قال: لما افتتح المسلمون
36

السواد قالوا لعمر بن الخطاب: اقسمه بيننا فأبى. فقالوا: إنا افتتحناها عنوة قال: فما
لمن جاء بعدكم من المسلمين؟ فأخاف أن تفاسدوا بينكم في المياه، وأخاف أن تقتتلوا.
فاقر أهل السواد في أرضهم وضرب على رؤوسهم الضرائب - يعنى الجزية - وعلى
أرضهم الطسق - يعنى الخراج - ولم يقسمها بينهم.
أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة أنا أبو
علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي قال أنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال
حدثنا أحمد بن حنبل قال أنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن مالك عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر. قال: لولا آخر للمسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد الخريبي
بنيسابور قال أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم قال أنبأنا ابن وهب قال أنبأنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن
أبيه. قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: لولا أني أترك الناس بيانا لا شيء لهم، ما
فتحت قرية إلا قسمناها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي قال أنبأنا عمر بن
نوح البجلي قال أنبأنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أنبأنا سفيان عن أبي
إسحاق عن حارثة بن مضرب. قال: أراد عمر أن يقسم السواد، فعدوهم فأصاب
كل رجل ثلاثة من الفلاحين، فاستشار عمر فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا:
للناس نايبة ولا يبقى لمن بعدهم شيء فتركهم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنبأنا أبو علي
إسماعيل بن محمد الصفار قال أنا الحسن بن علي بن عفان قال انا يحيى بن آدم قال
أنا ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب. قال: كتب عمر إلى سعد حين
افتتح العراق:
أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم مغانمهم وما أفاء
الله عليهم، فإذا أتاك كتابي هذا فانظر ما أجلب الناس به عليك إلى العسكر من كراع
37

أو مال واقسمه بين من حضر من المسلمين واترك الأرضين والأنهار لعمالها ليكون
ذلك في أعطيات المسلمين، فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لم بقي بعدهم
شيء.
اختلف الفقهاء في الأرض التي يغنمها المسلمون ويقهرون العدو عليها. فذهب
بعضهم: إلى أن الإمام بالخيار بين أن يقسمها على خمسة أسهم فيعزل منها السهم
الذي ذكره الله تعالى في آية الغنيمة فقال: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله
خمسه) [الأنفال 41] الآية. ويقسم السهام الأربعة الباقية بين الذين افتتحوها، فإن
لم يختر ذلك وقف جميعها كما فعل عمر بن الخطاب في أرض السواد.
وممن ذهب إلى هذا القول: أبو حنيفة النعمان بن ثابت وسفيان بن سعيد
الثوري.
وقال مالك بن أنس: تصير الأرض وقفا " بنفس الاغتنام ولا خيار فيها للإمام.
وقال محمد بن إدريس الشافعي: ليس للإمام إيقافها وإنما يلزمه قسمتها، فإن اتفق
المسلمون على إيقافها ورضوا ألا تقسم جاز ذلك. واحتج من ذهب إلى هذا القول
بما روى أن عمر بن الخطاب قسم أرض السواد بين غانميها وحازوها، ثم استنزلهم
بعد ذلك عنها واسترضاهم منها ووقفها.
فأما الأحاديث التي تقدمت بأن عمر لم يقسمها فإنها محمولة على أنه امتنع من
إمضاء القسم واستدامته بأن انتزع الأرض من أيديهم، أو أنه لم يقسم بعض السواد
وقسم بعضه ثم رجع فيه.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنبأنا إسماعيل بن
محمد الصفار قال نبأنا الحسن بن علي بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا ابن
أبي زيدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم. قال: كنا ربع الناس يوم
القادسية فأعطانا عمر ربع السواد فأخذناه ثلاث سنين، ثم وفد جرير إلى عمر بعد
ذلك. فقال: أما والله، لولا إني قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم، فأرى أن
تردوا على المسلمين، ففعل. وأجازه بثمانين دينارا ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال
38

أنبأنا علي بن عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال نبأنا هشيم عن
إسماعيل عن قيس. قال: قالت امرأة من بجيلة - يقال لها أم كرز - لعمر: يا أمير
المؤمنين إن أبي هلك وسهمه ثابت في السواد وإني لم أسلمه فقال لها: يا أم كرز، إن
قومك قد صنعوا ما قد علمت. قالت: إن كانوا صنعوا ما صنعوا فإني لست أسلم
حتى تحملني على ناقة ذلول عليها قطيفة حمراء وتملأ كفى ذهبا ". قال: ففعل عمر
ذلك.
قال أبو عبيد: فاحتج قوم بفعل عمر هذا. وقالوا: ألا تراه قد أرضي جريرا "
والبجلية وعوضهما. وإنما وجه ذلك عندي: أن عمر كان نفل جريرا " وقومه ذلك
نفلا قبل القتال، وقبل خروجه إلى العراق، فأمضى له نفله، ولو لم يكن نفلا ما خصه
وقومه بالقسمة خاصة دون الناس، وإنما استطاب أنفسهم خاصة لأنهم قد كانوا
أحرزوا ذلك وملكوه بالنفل. فلا حجة في هذا لمن يزعم أنه لا بد للإمام من
استرضائهم.
قال الخطيب: ثم إن عمر رضي الله عنه أقر أهل السواد فيه وضرب عليهم الخراج
بعد أن سلم إليهم الأرض يعملون فيها وينتفعون بها، وبعث عماله لمساحتها و قبض
الواجب عنها.
فأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال أنبأنا علي بن
عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد قال نبأنا الأنصاري محمد بن عبد الله. ولا أعلم
إسماعيل بن إبراهيم إلا قد حدثناه أيضا " عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي
مجلز أن عمر بن الخطاب بعث عمار بن ياسر إلى أهل الكوفة على صلاتهم
وجيوشهم، وعبد الله بن مسعود على قضائهم وبيت مالهم، وعثمان بن حنيف على
مساحة الأرض. ثم فرض لهم في كل يوم شاة. أو قال: جعل لهم كل يوم شاة،
شطرها وسواقطها لعمار، والشطر الآخر بين هذين. ثم قال: ما أرى قرية يؤخذ منها
كل يوم شاة إلا سريعا " في خرابها. قال فمسح عثمان بن حنيف الأرض فجعل على
جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل خمسة دراهم، وعلى جريب القضب
ستة دراهم، وعلى جريب البر أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمين.
39

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله القرشي قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار
قال نا سعدان بن نصر قال أنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم: أن عمر بن
الخطاب بعث عثمان بن حنيف فمسح السواد، فوضع على كل جريب عامر أو غامر
- حيث يناله الماء - قفيزا " ودرهما. قال وكيع: يعني الحنطة والشعير - ووضع علي
جريب الكرم عشرة دراهم، وعلى جريب الرطاب: خمسة دارهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا علي بن
عبد العزيز قال أنا أبو عبيد قال أنا إسماعيل بن مجالد عن أبيه مجالد بن سعيد عن
الشعبي: أن عمر بعث عثمان بن حنيف مسح السواد فوجده ستة وثلاثين ألف ألف
جريب فوضع على كل جريب درهما وقفيزا ". قال أبو عبيد: أرى حديث مجالد عن
الشعبي هو المحفوظ. ويقال: إن حد السواد الذي وقعت عليه المساحة من لدن تخوم
الموصل مادا " مع الماء إلى ساحل البحر ببلاد عبادان من شرقي دجلة، هذا طوله. وأما
عرضه: فحده منقطع الجبل من أرض حلوان إلى منتهى طرف القادسية المتصل
بالعذيب من أرض العرب. فهذا حدود السواد وعليها وقع الخراج.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع الصوفي قال أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد
ابن الحسن الصواف قال أنا محمد بن عبدوس بن كامل ومحمد بن عثمان بن أبي
شيبة قال: أنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أنا حميد بن عبد الرحمن عن حصين عن
مطرف قال: ما فوق حلوان فهو ذمة، وما دون حلوان من السواد فهو فيء، وسوادنا
هذا فيء.
أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد
ابن الليث الواسطي قال ثنا أسلم بن سهل قال ثنا محمد بن صالح قال نبأنا هشام بن
محمد بن السائب قال سمعت أبي يقول: إنما سمي السواد سوادا لأن العرب حين
جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء فسموه سوادا ".
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني بها قال أنبأنا أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد:
كان الأصمعي يتأول في سواد العراق إنما سمي به للكثرة، وأنما أنا فأحسبه سمي
40

بالسواد للخضرة التي في النخيل والشجر والزرع، لأن العرب قد تلحق لون الخضرة
بالسواد فتوضع إحداهما موضع الآخر، ومن ذلك قول الله تعالى حين ذكر الجنتين:
(مدهامتان) [الرحمن 64] هما في التفسير خضراوان، فوصفت الخضرة بالدهمة
وهي من سواد الليل، وقد وجدنا مثله في أشعارهم.
قال ذو الرمة:
قد أقطع النازع المجهول معسفة في ظل أخضر يدعو هامه البوم
يريد: بالأخضر - الليل - سماه بهذا لظلمته وسواده.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار
قال نبأنا الحسن بن علي بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم قال قال حسن بن صالح:
وأما سوادنا هذا فإنا سمعنا إنه كان في أيدي النبط فظهر عليهم أهل فارس فكانوا
يؤدون إليهم الخراج فلما ظهر المسلمون على أهل فارس تركوا السواد ومن لم
يقاتلهم من النبط والدهاقين على حالهم، ووضعوا الجزية على رؤوس الرجال،
وسمحوا عليهم ما كان في أيديهم من الأرض ووضعوا عليها الخراج، وقبضوا كل
أرض ليس في يد أحد، فكانت صوافي إلى الإمام.
قال يحيى: كل أرض كانت لعبدة الأوثان من العجم أو لأهل الكتاب من العجم
أو العرب ممن تقبل منهم الجزية، فإن أرضيهم أرض خراج إن صالحوا على الجزية
على رؤوسهم والخراج على أرضيهم، فإن ذلك يقبل منهم، وإن ظهر عليهم المسلمون
فإن الإمام يقسم جميع ما أجلبوا به في العسكر من كراع أو سلاح أو مال بعد ما
يخمسه وهي الغنيمة التي لا يوقف شيء منها. وذلك قوله عز وجل: (واعلموا أنما
غنمتم من شيء فإن لله خمسه) [الأنفال 41]. وأما القرى والمدائن والأرض فهي
فيء كما قال الله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) [الحشر 7]
فالإمام بالخيار في ذلك إن شاء وقفه وتركه للمسلمين، وإن شاء قسمه بين من
حضره.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا علي بن
عبد العزيز قال قال أبو عبيد: إنما جعل - يعني عمر - الخراج على الأرضين التي تغل
41

من ذوات الحب والثمار والتي تصلح للغلة من العامر والغامر، وعطل من ذلك
المساكن والدور التي هي منازلهم فلم يجعل عليهم فيها شيئا ".
باب ذكر حكم بيع أرض السواد وما روي في ذلك من
الصحة والفساد
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار
قال أنبأنا الحسن بن علي بن عفان قال أنبأنا يحيى بن آدم قال حدثني الحسن بن
صالح قال أبو علي الصفار أظنه عن منصور عن عبيد أبي الحسن عن عبد الله بن
مغفل المزني. قال: لا تباع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة فإن
لهم عهدا ".
أنبأنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال أنبأنا علي بن
عبد العزيز قال نبأ أبو عبيد قال أنبأ عباد بن العوام عن حجاج عن الحكم عن عبد الله
ابن مغفل. قال لا تشترين من أهل السواد إلا من أهل الحيرة وبانقيا وأليس. قال أبو
عبيد: فأما أهل الحيرة فإن خالد بن الوليد كان صالحهم في دهر أبي بكر، وأما أهل
بانقيا وأليس فإنهم دلوا أبا عبيد وجرير بن عبد الله البجلي على مخاضة حتى عبروا إلى
فارس، فبذلك كان صلحهم وأمانهم. ويروى عن الحسن بن صالح بن حي: إنه رخص
في شراء أرض الصلح وكره شراء أرض العنوة، وهو مذهب مالك بن أنس.
وجاء عن مجاهد بن جبر: في أرض العنوة نحو ذلك.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق البزار قال أنبأنا
محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي قال نبأنا علي بن حرب عن
سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: أيما مدينة افتتحت عنوة فاسلموا
قبل أن يقسموا فأموالهم للمسلمين.
أنبأنا محمد بن أبي نصر النرسي قال حدثني جدي علي بن أحمد بن محمد بن
يوسف القاضي بسر من رأى قال أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال أنبأنا
42

أبو مصعب عن مالك بن أنس. قال: أما أهل الصلح فإن من أسلم منهم أحق بأرضه
وماله: وأما أهل العنوة الذين أخذوا عنوة فإن من أسلم منهم أحرز له إسلامه نفسه
وكانت أرضه للمسلمين فيئا. لأن أهل العنوة قد غلبوا على بلادهم وصارت فيئا "
للمسلمين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا علي بن عبد
العزيز قال نبأنا أبو عبيد قال حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير. قال قال مالك: كل
أرض فتحت صلحا " فهي لأهلها لأنهم منعوا بلادهم حتى صالحوا عليها، وكل بلاد
أخذت عنوة فهي فيء للمسلمين.
أخبرنا علي بن محمد المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال نبأنا
الحسن بن علي العامري. قال قال يحيى بن آدم: وكره حسن - يعني ابن صالح -
شراء أرض الخراج، ولم ير بأسا " بشراء أرض الصلح مثل الحيرة ونحوها.
قال الشيخ: فهؤلاء الذين كرهوا شراء أرض السواد إنما كرهوه لجهتين: إحداهما
ان الخراج كانوا يذهبون إلى أنه صغار فلم يروا أن يدخلوا فيه، والثانية: أن السواد لما
فتح عنوة فوقف فلم يقسم حصل عندهم مما لا يجوز بيعه سوى من رخص في المواضع
التي ذكر أن لأهلها ذمة وهي بانقيا والحيرة وأليس خاصة. وقد روي عن محمد بن
سيرين أنه قال: بعض السواد عنوة، وبعضه صلح من غير تبيين لأحد الأمرين من
الآخر.
أخبرنا علي بن محمد المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال نبأنا
الحسن بن علي قال قال حدثنا يحيى بن آدم قال أنا أبو زيد عن أشعث عن ابن سيرين
قال: السواد منه صلح ومنه عنوة، فما كان منه عنوة فهو للمسلمين: وما كان منه
صلحا " فلهم أموالهم. وقال يحيى: حدثنا الحسن بن صالح عن أشعث عن ابن
سيرين. قال: ما نعلم من له ممن ليس لهم صلح من أهل السواد.
قال الشيخ أبو بكر: فيحتمل أن يكون الصلح الذي ذكره بن سيرين من السواد
هو لأهل المواضع التي سميناها في حديث أبي عبيد، ويحتمل أن يكون لقوم
آخرين، وإنا نظرنا في ذلك فوجدنا من السواد شيئا ذكر أنه صلح سوى ما تقدم
ذكرنا له.
43

أخبرنا علي بن أبي بكر القنوي قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال نبأنا
الحسن بن علي قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا الحسن بن صالح عن أشعث عن
الشعبي. قال: صالح خالد بن الوليد أهل الحيرة وأهل عين التمر. قال: وكتب بذلك
إلى أبي بكر فأجازه. قال يحيى: قلت للحسن بن صالح، فأهل عين التمر مثل أهل
الحيرة إنما هو شيء عليهم وليس على أرضيهم؟ قال: نعم.
وقال يحيى حدثنا حسن بن صالح عن جابر عن الشعبي. قال: لأهل الأنبار عهد
أو قال عقد.
وذكر محمد بن خلف وكيع القاضي: أن محمد بن إسحاق الصغاني أخبرهم
قال نبأنا أبو سعيد الحداد قال نبأنا محمد بن الحسين عن أبي شيبة عن الحكم قال:
كلواذى صلح.
أخبرنا بذلك محمد بن علي الوراق قال أنبأنا محمد بن جعفر التميمي قال نبأنا
الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا محمد بن خلف: وبغداد من أفنية كلواذى، فقد
حصلت من بلاد الصلح على هذه الرواية وفي كونها صلحا جواز بيع أرضها، ولا
أحسب الذين كرهوا شراء أرض بغداد انتهت إليهم هذه الرواية عن الحكم.
وقد كان الليث بن سعد اشترى شيئا من أرض مصر وحكمها حكم سواد
العراق، وإنما استجاز الليث ذلك لأنه كان يحدث عن يزيد بن أبي حبيب: أن مصر
صلح.
وكان مالك بن أنس وعبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد ينكرون على الليث ذلك
الفعل لأن مصر كانت عندهم عنوة. ولعل حديث يزيد بن أبي حبيب لم ينته إليهم
أو بلغهم فلم يثبت عندهم، والله أعلم.
44

فصل
قال الشيخ أبو بكر: قد ذكرنا فيما تقدم القول بأن السواد في الجملة فتح عنوة
وصار غنيمة للمسلمين. فقال بعض أهل العلم: لما لم يقسم ووقف صار بيعه لا
يصح ويؤيد هذا قول عمر بن الخطاب لطلحة بن عبيد الله وعتبة بن فرقد: أما قوله
لطلحة.
فأخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف
قال نبأنا محمد بن عبدوس بن كامل ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. قالا: نبأنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال: نبأنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن مطرف عن بعض
أصحابه. قال: اشترى طلحة بن عبيد الله أرضا " من النشاستك نشاستك بني طلحة
هذا الذي عند السيلحين. فأتى عم بن الخطاب فذكر ذلك له فقال: إني اشتريت
أرضا " معجبة. فقال له عمر: ممن اشتريتها؟ اشتريتها من أهل الكوفة؟ اشتريتها من
أهل القادسية؟ قال طلحة: وكيف أشتريها من أهل القادسية كلهم؟ قال: إنك لم
تصنع شيئا إنما هي فيئ.
وأما قوله لعتبة.
فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمد بن بشران. قالا: أنبأنا
إسماعيل بن محمد الصفار قال نبأنا الحسن بن علي بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم
عن عبد السلام بن حرب عن بكير بن عامر عن عامر. قال: اشترى عتبة بن فرقد
أرضا " من أرض الخراج، ثم أتى عمر فأخبره، فقال: ممن اشتريتها؟ قال: من أهلها.
قال: فهؤلاء أهلها المسلمون أبعتموه شيئا "؟ قالوا: لا. قال: فاذهب فاطلب مالك.
وأخبرنا ابن رزق وابن بشران قالا: أنبأنا إسماعيل، قال: نبأنا الحسن قال نبأنا
يحيى قال نبأنا قيس عن أبي إسماعيل عن الشعبي عن عتبة بن فرقد. قال: اشتريت
عشرة أجربة من أرض السواد على شاطئ الفرات لقضب لدوابي، فذكرت ذلك
لعمر. فقال لي: اشتريتها من أصحابها؟ قلت: نعم قال: رح إلي، فرحت إليه.
فقال يا هؤلاء أبعتموه شيئا قالوا لا قال ابتغ مالك حيث وضعته
وقال قوم: بل السواد ملك لأهله لأنه عمر أقره في أيديهم وفرض الخراج عليهم.
45

وقال قوم: باعهم عمر الأرض بالخارج فلهم رقاب الأرض يتوارثونها ويتبايعونها.
واحتجوا على ذلك بما
أخبرنا القضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي قال أنبأنا أحمد بن
يوسف بن خلاد المعدل قال نبأنا محمد بن يونس قال نبأنا عبد الله بن داود الخريبي
قال: كان الحسن والحسين لا يريان بأسا بأرض الخراج.
وأخبرنا ابن رزق وابن بشران قالا: أنبأنا إسماعيل الصفار قال نبأنا الحسن بن
علي قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا حسن بن صالح عن بن أبي ليلى قال: اشترى
الحسن بن علي ملحة أو ملحا "، واشترى الحسين بريدين من أرض الخراج. وقال: قد
رد إليهم عمر أرضيهم وصالحهم على الخراج الذي وضعه عليهم. قال: وكان ابن
أبي ليلى لا يرى بشرائها بأسا ".
أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنبأنا إسماعيل بن محمد
الصفار قال نبأنا الحسن بن علي بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا ابن المبارك
عن سفيان بن سعيد، قال: إذا ظهر على بلاد العدو فلإمام بالخيار إن شاء قسم
البلاد والأموال والسبي بعد ما يخرج الخمس من ذلك، وإن شاء من عليهم فترك
الأرض والأموال فكانوا ذمة للمسلمين كما صنع عمر بن الخطاب بأهل السواد. فإن
تركهم صاروا عهدا " توارثوا وباعوا أرضهم. قال يحيى: وسمعت حفص بن غياث
يقول: تباع ويقضى بها الدين وتقسم في المواريث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا علي بن عبد
العزيز قال قال أبو عبيد: ومع هذا كله إنه قد سهل في الدخول في أرض الخراج أئمة
يقتدى بهم ولم يشترطوا عنوة ولا صلحا "، منهم من الصحابة: ابن مسعود، ومن
التابعين: محمد بن سيرين وعمر بن عبد العزيز، وكان ذلك رأى سفيان الثوري فيما
يحكي عنه.
أما حديث بن مسعود، فأخبرناه أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان
46

الصيرفي بنيسابور قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أبو عمر
أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال نبأنا أبو معاوية عن الأعمش.
وأنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزار أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق
نبأنا محمد بن عبيد الله المنادي أنا أبو بدر نبأنا سليمان بن مهران - وهو الأعمش -
عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه قال قال عبد الله: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا)).
قال عبد الله وبراذان ما براذان! وبالمدينة ما بالمدينة! فقد ذكر ابن مسعود هذا
الحديث: أن له براذان مالا.
أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عبيد الله بن أحمد الدقاق وأبو محمد عبد الله بن
يحيى السكري، قالا: أنبأنا إسماعيل بن محد الصفار قال نبأنا سعدان بن نصر قال
نبأنا أبو معاوية عن الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: اشترى عبد الله أرضا "
من أرض الخراج. قال فقال له صاحبها - يعني دهقانها: أنا أكفيك إعطاء خراجها
والقيام عليها.
وأما حديث ابن سيرين فأخبرناه الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق
البغوي قال أنبأنا علي بن عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد قال: حدثني قبيصة عن سفيان
عن عبد العزيز بن قرير عن ابن سيرين: إنه كانت له أرض من أرض الخراج، وكان
يعطيها بالثلث والربع.
وأما حديث عمر بن عبد العزيز: فأخبرناه الحسن بن بأي بكر قال أنبأنا عبد الله
ابن إسحاق قال أنبأنا علي بن عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد قال نبأنا عبد الرحمن بن
مهدي عن حماد بن سلمة عن رجاء أبي المقدام عن نعيم بن عبد الله. أن عمر بن
عبد العزيز: أعطاه أرضا بجزيتها.
47

قال عبد الرحمن: يعني - من أرض السواد - قال أبو عبيد: وكأن عمر بن
عبد العزيز تأول الرخصة في أرض الخراج أن الجزية التي قال الله تعالى: (حتى يعطوا
الجزية عن يد وهم صاغرون) [التوبة 29]. إنما هي على الرؤوس لا على الأرض،
وكذلك يروي عنه. قال أبو عبيد يقول: والداخل في أرض الجزية ليس يدخل في هذه
الآية.
قال أبو عبيد: وقد احتج قوم من أهل الرخصة بإقطاع عثمان من أقطع من
أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسواد. والذي يروي عن سفيان أنه قال:
إذا أقر الإمام أهل العنوة في أرضهم توارثوها وتبايعوها، فهذا يبين لك أن رأيه
الرخصة فيها.
قال أبو عبيد: إنما كان اختلافهم في الأرضين المغلة التي يلزمها الخراج من ذات المزارع
والشجر، فأما المساكن والدور بأرض السواد فما علمنا أحدا " كره شراءها وحيازتها
وسكنها، قد اقتسمت الكوفة خططا في زمن عمر وهو أذن في ذلك، ونزلها من
أكبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منهم سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن
مسعود، وعمار، وحذيفة، وسلمان، وخباب، وأبو مسعود، وغيرهم. ثم قدمها علي
عليه السلام فيمن معه من الصحابة فأقام بها خلافته كلها، ثم كان التابعون بعد بها
فما بلغنا أن أحدا " منهم ارتاب بها ولا كان في نفسه منها شئ بحمد الله ونعمته،
وكذلك سائر السواد. والحديث في هذا أكثر من أن يحصى.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي وأنبأنا
الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا أحمد بن جعفر
أبو الحسين. قال: كان فيما فاتني عن العباس بن عبد الله الترقفي حدثني علي بن
الصباح ابن أخت الهروي. قال أتيت عبد الله بن داود الخريبي فسألته سكنى بغداد.
قال: ولا بأس. قلت له: أين، فأن سفيان الثوري كان لا يدخلها فقال: كان سفيان
يكره جوار القوم وقربهم. قلت: فابن المبارك يقول إنه كان كلما دخلها يتصدق
بدينار. فقال: ومن أين يصح هذا لنا عن بن المبارك؟ قلت: فسمعت ابن حرب
والفضيل بن عياض. فقال: لم تذكر لنا فقيها بعد. قلت: فما تقول في أرض السواد؟
فقال: خذ بيد من اتخذ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض السواد، اتخذها سعد بن
48

أبي وقاص، وابن مسعود، وعمار، وحذيفة، وسلمان، وأنس. قال البيهقي:
وسمعت الحسن بن الربيع البوراني يقول: قيل لابن المبارك: إن الناس يقولون إنك
كلما دخلت بغداد تصدقت بدينار. فقال: إن دنانيرنا إذا " لكثيرة. فقال أبو الحسين
أحمد بن جعفر: وهذا إخبار من ابن المبارك وليس هو بجواب سؤال السائل، وإنا
نكره المراجعة، فاستعمال المحاجزة والآفات المشهور عنه فيها التغليظ والذم الصريح
والصدقة إذا دخلها مجتازا " غير مختار، وقد ذكر عنه في ذم ساكنيها مع الكلام أشعار.
فمنها ما أخبر به عن أبي الحسن محمد بن محمد المعروف بحبيش بن أبي الورد.
قال قال ابن المبارك يذم الناسك الذي سكن بغداد:
أيها الناسك الذي لبس الصوف * وأضحى يعد في العباد
الزم الثغر والتعبد فيه * ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل * ومناخ للقارئ الصياد
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال نبأنا محمد بن
العباس الخزاز قال نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال نبأنا أبو زكريا يحيى بن
أيوب العابد. قال: شهدت معروفا " - يعني الكرخي - ورجل عنده فذكر أن بغداد
غصب. فقال له معروف: يا هذا اتق الله احفظ لسانك ما نعرف شيئا " غصب.
أنبأنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب. قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر بن هارون الكوفي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا محمد بن
خلف قال زعم عبد الله بن أبي سعد قال حدثني أحمد بن حميد بن جبلة قال حدثني
أبي عن جدي جبلة، قال: كانت مدينة أبي جعفر قبل بنائها مزرعة للبغداديين يقال
لها المباركة، وكانت لستين نفسا " من البغداديين فعوضهم عنها عوضا " أرضاهم، وأخذ
جدي جبلة قسمه بينهم، وكان شارع طريق الأنبار لأهل قرية بباب الشام يسمون
الترايتة. قال: وقال ابن أبي سعد عن أبيه قال سمعت السري بن الحطم - وأظنه من
بجيلة بن عمر: أن المنصور كان ابتاع منه ما بين قنطرة البردان إلى الجسر، وأنه لم
يقبض ثمن ذلك منه، وأن حد أرضه من الجسر حتى ينتهي إلى قرية تعرف بالأثلة
على فرسخ من الجانب الشرقي، ومنزله بالحطمية على ميلين من بغداد، ورفع في ذلك
إلى الرشيد وإلى المأمون فلم يعطياه.
49

قال الشيخ أبو بكر: وفي حديثي ابن أبي سعد هذين إبطال لقول من زعم أن
بغداد دار غصب، ودحض لزعمه وكسر لدعواه، وقد قدمنا القول عمن حكيناه عنه
في إجازة بيع أرض السواد، وتحصل منه أن أرض بغداد ملك لأربابها، يصح أن تورث
وتستغل وتباع، وعلى ذلك كان من أدركنا من العلماء والقضاة والشهود والفقهاء.
لا يكرهون الشهادة في مبيع، ولا يتوقفون عن الحكم في موروث، وبهم يقتدي فيما
وقع التنازع فيه، وحكمهم هو الحجة على مخالفيه. مع ما.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى وأخبرنا الحسن
ابن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر بن
المنادي. قال: سأل رجل أحمد بن محمد بن حنبل عن العقار الذي كان يستغله
ويسكن في دار منه، كيف سبيله عنده؟. فقال له: هذا شئ ورثته عن أبي، فإن
جاءني أحد فصحح أنه له خرجت عنه ودفعته إليه.
* * *
ذكر أقاليم الأرض السبعة وقسمتها
وأن الإقليم الذي فيه بغداد سرتها
ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة، وأن الهند رسمتها فجعلت صفة
الأقاليم كأنها حلقة مستديرة يكتنفها ست دوائر على هذه الصفة، كل دائرة منها
إقليم من الأقاليم الستة، فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل،
والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى: فالإقليم الأول
منها إقليم بلاد الهند، والإقليم الثاني إقليم الحجاز،
والإقليم الثالث إقليم مصر، والإقليم الرابع إقليم بابل،
وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر، وهو
أوسط الأقاليم وأعمرها وفيه جزيرة العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا.
وحد هذا الإقليم مما يلي أرض الحجاز وأرض نجد الثعلبية من طريق مكة، وحده
مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا "، وحده مما يلي
أرض خراسان وراء نهر بلخ، وحده مما يلي الهند خلف الدبيل بستة فراسخ
وبغداد في وسط هذا الإقليم.
50

والإقليم الخامس بلاد الروم والشام، والإقليم السادس بلاد الترك، والإقليم السابع
بلاد الصين. فالإقليم الرابع الذي فيه العراق - وفي العراق - بغداد هو صفوة الأرض،
ووسطها لا يلحق من فيه عيب سرف ولا تقصير.
قالوا: ولذلك اعتدلت ألوان أهله وامتدت أجسامهم، وسلموا من شقرة الروم
والصقالبة، ومن سواد الحبش وسائر أجناس السودان، ومن غلظة الترك، ومن
جفاء أهل الجبال وخراسان، ومن دمامة أهل الصين، ومن جانسهم وشاكل خلقهم،
فسلموا من ذلك كله، واجتمعت في أهل هذا القسم من الأرض محاسن جميع أهل
الأقطار بلطف من العزيز القهار، وكما اعتدلوا في الخلقة كذلك لطفوا في الفطنة
والتمسك بالعلم والأدب ومحاسن الأمور، وهم أهل العراق ومن جاورهم
وشاكلهم.
* * *
ذكر تعريب اسم العراق ومعناه
وأن حده حد السواد ومنتهاه
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال قال أبو
بكر محمد بن القاسم الأنباري قال ابن الأعرابي: إنما سمي العراق عراقا " لأنه سفل
عن نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها.
وقال غيره: العراق معناه في كلامهم الطير. قالوا: وهو جمع عرقة والعرقة ضرب
من الطير: ويقال أيضا ": العراق جمع عرق.
وقال قطرب: إنما سمي العراق عراقا " لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال:
استعرقت إبلكم إذا أتت ذلك الموضع.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا أبو
أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال قال: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي:
العراق من يلد إلى عبادان، وعرضه من العذيب إلى جبل حلوان، وإنما سميت
51

العراق [عراقا "] لأن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق، وإنما سمي السواد
سوادا " لأنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبصروا سواد النخل قالوا: ما هذا السواد؟
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ قال حدثني أحمد بن محمد بن
إبراهيم الأنباري قال نبأنا أبو عمر محمد بن أحمد الحليمي قال نبأنا آدم بن أبي
إياس عن بن أبي ذئب عن معن بن الوليد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم ((اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا)). قال
فقام إليه رجل، فقال: يا رسول الله، وفي عراقنا، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان في
اليوم الثاني قال مثل ذلك، فقام إليه الرجل. فقال: يا رسول الله، وفي عراقنا، فأمسك
النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل، فقال: يا رسول الله وفي عراقنا،
فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فولى الرجل وهو يبكي، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: ((أمن العراق
أنت؟)). قال نعم: قال: ((أن أبي إبراهيم عليه السلام هم أن يدعو عليهم فأوحى الله
تعالى إليه لا تفعل، فإني جعلت خزائن علمي فيهم، وأسكنت الرحمة قلوبهم)).
أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ قال أنبأنا محمد بن جعفر التميمي
الكوفي قال أنبأنا الجلودي - يعني أبا أحمد البصري - قال نبأنا محمد بن زكويه عن
ابن عائشة قال: كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار: اختر لي المنازل. قال:
فكتب: يا أمير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت، فقال السخاء: أريد اليمن. فقال
حسن الخلق: أنا معك، وقال الجفاء: أريد الحجاز. فقال الفقر: وأنا معك. وقال
البأس: أريد الشام. فقال السيف: وأنا معك. وقال العلم: أريد العراق، فقال العقل:
وأنا معك. وقال الغنى: أريد مصر، فقال الذل وأنا معك، فاختر لنفسك. قال: فلما
ورد الكتاب على عمر. قال: فالعراق إذا "، فالعراق إذا ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأ عبد الله بن جعفر النحوي قال نا يعقوب
ابن سفيان قال نا قبيصة قال نا سفيان عن الأعمش عن شمر بن عطية عن رجل عن
عمر قال: أهل العراق كنز الإيمان، وجمجمة العرب، وهم رمح الله عز وجل يحرزون
ثغورهم ويمدون الأمصار.
* * *
52

ذكر خبر غارة المسلمين على سوق بغداد
قال الشيخ أبو بكر: كانت بغداد في أيام مملكة العجم قرية يجتمع فيها رأس كل
سنة التجار، ويقوم بها للفرس سوق عظيمة، فلما توجه المسلمون إلى العراق، وفتحوا
أول السواد، ذكر للمثنى بن حارثة الشيباني أمر سوق بغداد.
فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف قال نبأنا الحسن بن علي القطان قال نبأنا إسماعيل بن عيسى العطار قال
أنبأنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة قال: قال ابن إسحاق وحدثني عبيد الله: أن أهل
الحيرة قالوا للمثنى: ألا ندلك على قرية تأتيها تجار مدائن كسرى وتجار السواد،
ويجتمع بها في كل سنة من أموال الناس مثل خراج العراق، وهذه أيام سوقهم التي
يجتمعون فيها، فإن أنت قدرت على أن تعبر إليهم وهم لا يشعرون أصبت بها مالا "
يكون فيه عز للمسلمين وقوة على عدوهم، وبينها وبين مدائن كسرى عامة يوم.
فقال: لهم، فكيف لي بها؟ فقالوا له: إن أردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي إلى
الأنبار، ثم تأخذ رؤوس الدهاقين فيبعثون معك الأدلاء فتسير سواد ليلة من الأنبار
حتى تأتيهم ضحى. قال فخرج من النخيلة ومعه أدلاء أهل الحيرة حتى دخل الأنبار
فنزل بصاحبها فتحصن منه. فأرسل إليه: ما يمنعك من النزول؟ فأرسل إليه إني
أخاف، فأرسل إليه: انزل فإنك آمن على دمك وقريتك وترجع سالما " إلى حصنك.
فتوثق عليه ثم نزل. فقال: إني أريد أن تبعث معي دليلا يدلني على بغداد، فإني أريد
أن أعبر منها إلى المدائن. قال: أنا أجئ معك. قال المثنى: لا أريد أن تجئ معي
ولكن ابعث معي من يعرف الطريق، ففعل، وأمر لهم بعلف وطعام وزاد وبعث معهم
دليلا، فأقبل حتى إذا بلغ المنصف. قال له المثنى: كم بيننا وبين هذه القرية؟ قال:
أربعة فراسخ أو خمسة وقد بقي عليك ليل. فقال لأصحابه: أنزلوا فاقضموا وأطعموا
بعثوا الطلائع فلا يلقون أحدا " إلا حبسوه، ثم سار بهم فصبحهم في أسواقهم فوضع
فيهم السيف فقتل وأخذ الأموال، وقال لأصحابه: لا تأخذوا إلا الذهب والفضة،
ومن المتاع ما يقدر الرجل منكم على حمله على دابته، وهرب الناس وتركوا أمتعتهم
وأموالهم وملأ المسلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء، ثم رجع راجعا " حتى نزل بنهر
السيلحين. فقال للمسلمين: احمدوا الله الذي سلمكم وغنمكم، أنزلوا فاعلفوا
خيلكم من هذا القضب وعلقوا عليها وأصيبوا من أزوادكم. ثم سار وسمع القوم
يهمس بعضهم إلى بعض: أن القوم سراع الآن في طلبنا. فقال: قبح الله ما تتناجون به
53

أيسر بعضكم إلى بعض أتحسبونهم الآن في طلبكم؟ فوالله لو كان الصريخ قد بلغهم
الآن إنه لكثير، ولو كان الصريخ عندهم لدخلهم من رعب غارتنا عليهم إلى جنب
مدائنهم ما يشغلهم عن طلبنا ثم جهدوا جهدهم ما أدركونا، نحن على الجياد العراب
وهم على المقاريف البطاء، ولو أنهم طلبونا فأدركونا لم نكن نقاتلهم إلا التماس
الثواب ورجاء النصر، عمركم الله، لقد نصرتم عليهم وهم أكثر منكم وأعز. فأقبلوا
ومعهم دليلهم حتى انتهى إلى الأنبار واستقبلهم صاحبها بالكرامة، فوعده المثنى
الإحسان إليه لو قد استقام أمرهم فرجع المثنى إلى عسكره.
قال الشيخ أبو بكر: والمثنى هو بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعيد بن مرة
ابن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكان بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وهو أول
من حارب الفرس في أيام أبي بكر الصديق.
* * *
باب ذكر أحاديث رويت في الثلب لبغداد والطعن على أهليها
وبيان فسادها وعللها وشرح أحوال رواتها وناقليها
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزار قال أنبأ أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد المصري قال نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال نا إبراهيم
ابن زياد قال نا خلف بن تميم قال نا عمار بن سيف قال: سمعت سفيان الثوري
يسأل عاصما " الأحول عن هذا الحديث فحدثه عاصم وأنا حاضر عن أبي عثمان عن
جرير. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة،
تجبى إليها خزائن الأرض وجبابرتها، لهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في
الأرض الرخوة)).
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال أنبأ طلحة بن أحمد بن
الحسن الصوفي قال أنبأ محمد بن أحمد بن صفوة قال نا يوسف بن سعيد قال نا
خلف بن تميم قال حدثني عمار بن سيف عن عاصم عن أبي عثمان. قال: مر جرير
ابن عبد الله بقنطرة الصراة فقيل: يا صاحب رسول الله ألا تنزل فتصيب من الغداء.
54

قال: فضرب خاصرة فرسه بسوطه. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تبنى مدينة
بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة يجبى إليها خزائن الأمصار وجبابرتها، يخسف بها
وبمن فيها، فلهي أسرع ذهابا " في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة)).
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل والحسن بن علي الجوهري قالا: نا علي بن محمد
ابن أحمد بن لؤلؤ الوراق قال نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي قال نا
محمد بن علي بن خلف قال نا حسين الأشقر عن عمار بن سيف الضبي عن عاصم
عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تبنى مدينة بين دجلة ودجيلة وقطربل والصراة، يجبى إليها خراج أهل الدنيا
وجبابرتها، لهي أسرع انقلابا " بأهلها من الوتد الحديد في الأرض الرخوة)).
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال أنبأنا
أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي قال نا بشر بن موسى قال نا الحسن بن
حماد قال نا إسحاق بن منصور السلولي عن عمار بن سيف قال: سمعت عاصما "
الأحول وسأله سفيان عن أبي عثمان عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تبنى مدينة بين
قطربل والصراة، ودجلة ودجيل، يخرج بها جبابرة أهل الأرض يجبى إليهم الخراج،
يخسف الله بها فلهى أسرع ذهابا " في الأرض من المعول في الأرض النخرة أو الخورة)).
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقري قال نا إسماعيل بن الحسن قال حدثنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي قال نا محمد بن إشكاب قال نا أبو غسان مالك بن
إسماعيل قال نا عمار بن سيف الضبي عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن
جرير. قال: كنا معه بقطربل. فقال: ما هذه؟ قال: قطربل. قال: فضرب بطن فرسه
حتى وقف خارجا " منها. ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تبنى مدينة بين
دجلة ودجيلة والصراة وقطربل، يجبى إليها خزائن الأرض وجبابرتها، يخسف بأهلها،
فلهى أسرع هويا في الأرض من وتد الحديد في الأرض الرخوة)).
قال عمار: سمعته يحدث به رجلا. قال أبو غسان: فقلت له: أبا سفيان؟ فقال:
قد أخذ على أن لا أسميه، ولم يقل لي. قال عمار: فشككت في بعضه فقومني فيه
وقد حفظت إسناده من عاصم والحديث إلا الشئ.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال نا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد
55

الجعابي قال نبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال نبأنا أبو أمية محمد بن إبراهيم قال
نبأنا أحمد بن يعقوب المسعودي قال قلت لعمار بن سيف: سمعت هذا الحديث من
عاصم؟ قال: رجل ثقة كأنك تسمعه منه - يعني حديث جرير تبنى مدينة.
قال الشيخ أبو بكر: هذا خلاف الحديث الذي بدأنا به لأن عمارا " ذكر في تلك
الرواية أنه حضر الثوري يسأل عاصما " عنه، وفي هذه الرواية أنكر أن يكون سمعه من
عاصم، والله أعلم.
وقد روى هذا الحديث عن عاصم، سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري وهو
أخو عمار بن محمد، ومحمد بن جابر اليمامي، وأبو شهاب الحناط. وروى عن
سفيان عن عاصم.
فأما حديث سيف: فأخبرناه عبيد الله بن أحمد بن محمد الحربي القزاز قال نا
أحمد بن سلمان الفقيه قال ثنا إدريس بن عبد الكريم قال نا أبو إبراهيم الترجماني.
وأخبرنا علي بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر المعدل قال نا عبد
الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان. قالا: نا
إسماعيل بن إبراهيم الترجماني قال نا سيف بن محمد عن عاصم الأحول عن أبي
عثمان النهدي قال: كنت مع جرير بن عبد الله بقطربل. فقال: ما اسم هذه القرية؟
قال قلت: قطربل. قال: ثم أومأ إلى الدجيل قال قلت: دجيل. قال: ثم أومأ إلى
دجلة قال قلت: دجلة. قال: ثم أومأ إلى الصراة. قال قلت: ذاك يسمى الصراة.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة،
يجبى إليها خزائن الأرض وكنوز الأرض وجبابرتها، تخسف بأهلها فلهي
أسرع ذها " أبا في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة)). لفظ حديث
إدريس
وأما حديث محمد بن جابر: فأخبرنيه أبو الحسن علي بن حمزة بن أحمد المؤذن
بجامع البصرة قال نبأنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف قال نبأنا عمر بن الحسين
الحلبي القاضي قال نبأنا محمد بن سليمان لوين قال نبأنا محمد بن جابر عن عاصم
عن أبي عثمان عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبنى مدينة بين دجلة
والدجيل وقطربل والصراة، يجبى إليها خراج الأرض هي أسرع خسفا " من
السكة في الأرض الخوارة)).
56

وأما حديث أبي شهاب فأخبرناه الحسن بن أحمد بن إبراهيم قال أنبأنا محمد بن
أحمد بن علي بن مخلد الجوهري قال نبأنا أحمد بن موسى الشطوي قال نبأنا الحسن
ابن الربيع قال نبأنا أبو شهاب عن عاصم عن أبي عثمان عن جرير يرفعه. قال: ((تبنى
مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة، لأهلها أسرع هلاكا في الأرض من السكة
الحديد في الأرض الرخوة)).
وأما حديث سفيان الثوري: فأخبرناه أبو القاسم إبراهيم بن عبد الواحد بن
الخباب الدلال والحسن بن أبي بكر. قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا
يحيى بن أبي بكير قال نا عمار بن سيف قال نا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي
عثمان عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة
وقطربل، يجتمع فيها خزائن الأرض يخسف بها، فلهي أسرع ذها " أبا في الأرض من
الحديد أو الحديدة في الأرض الخوارة)).
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب أبو بكر الخوارزمي البرقاني قال أنبأنا أبو بكر
أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال أخبرني الحسن بن سفيان وحدثنا عمران بن
موسى. قالا: نا محمد بن الحسن الأعين أبو بكر قال نا يحيى بن معين قال نا يحيى
ابن أبي بكير عن عمار بن سيف عن سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان عن
جرير. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون خسف بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة،
بأمراء جبابرة يخسف الله بهم الأرض، ولهي أسرع بهم هويا من الوتد اليابس في
الأرض الرطبة)).
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزار قال أنبأنا علي بن محمد بن
أحمد المصري قال نبأنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال سمعت إبراهيم بن سعيد
الجوهري يقول نبأنا إسماعيل بن أبان قال نبأنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن
أبي عثمان عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
قال أحمد بن عمرو: ولا أعلم روى أبو عثمان عن جرير غير هذا.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال
57

نبأنا صالح بن أبي مقاتل الحافظ قال نبأنا محمد بن أشكاب قال نبأنا عبد العزيز بن
أبان قال نبأنا سفيان عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن جرير بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبنى مدينة بين دجلة والدجيل، لهي أسرع خرا " أبا من السكة في
الأرض الرخوة)).
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري قال أنبأنا عمر بن أبي الطيب
الوراق قال نا علي بن أحمد بن نوح التستري قال نا عمران بن عبد الرحمن شاذان
قال نا إسماعيل بن نجيح قال أنبأنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان قال:
كنت مع جرير بالتل والتلول. فقال: أين الدجلة؟ فقلت: هذه. فقال: أين الدجيل؟
فقلت: هذه. فقال: أين قطربل؟ قال قلت: هذه فقال لي: النجا النجا، ارتحل
ارتحل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل
والصراة، يجبى إليها خزائن الأرض، لهي أشد خرا " أبا من المرود في الأرض الرخوة)).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال
نبأنا عمر بن إبراهيم أبو بكر الحافظ قال نا محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي قال نا
أبو سفيان عبيد الله بن سفيان الغداني قال نبأنا سفيان عن عاصم الأحول عن أبي
عثمان النهدي عن جرير بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تبنى مدينة
بين نهر يقال له دجلة ونهر يقال له دجيل ونهر يقال له الصراة، يجتمع فيها ملوك
أهل الأرض وخزائن أهل الأرض، لهي أشد رسوخا في الأرض من السكة الحديد)).
أخبرني أبو الحسين محمد بن أبي علي الأصبهاني قال نبأنا محمد بن إسحاق
القاضي وعلي بن محمد بن سعيد الأهوازيان قالا: نبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن
القرشي قال نبأنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس قال قلت لعبد الرزاق: أحدثك
سفيان الثوري هذا الحديث؟ قال: نعم عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي.
قال: نزل جرير بن عبد الله البجلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قطربل. فقال: أي نهر
هذا؟ قالوا: دجلة ودجيل. قال: ها هنا نهر سوى هذا؟ قالوا: نعم نهر يقال له
الصراة أسفل منه بفرسخ. فقال: الرحيل، الرحيل. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((تبنى مدينة بين نهرين يقال لهما دجلة ودجيل والآخر يقال له الصراة، يجتمع فيها
58

جبابرة الأرض وملوك الأرض وكنوز الأرض، لهي بهم أسرع رسوخا " في الأرض من
سكة حديد)).
فقال عبد الرزاق لعمر: من حدثك هذا عني؟ فقلت: أحمد بن داود. قال: نعم
ما حدثت به غيره ولا أحدث به غيرك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الامام بأصبهان قال نا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال نا علان بن عبد الصمد الطيالسي قال نا
أحمد بن مطهر المصيصي قال نا صالح بن بيان الثقفي.
قال الطبراني: وحدثنا إبراهيم بن محمد التستري الدستوائي قال نا سليمان بن
الربيع النهدي قال نا همام بن مسلم قال نا سفيان عن أبي عبيدة.
وحدثني الحسن بن أبي طالب - واللفظ له - قال نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم قال
نا جعفر بن أحمد بن يحيى المروزي المؤذن قال نا سليمان بن الربيع قال نا همام بن
مسلم قال سمعت سفيان قال نا أبو عبيدة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((تبنى مدينة بين دجلة ودجيل لهي أسرع ذها " أبا في الأرض من وتد الحديد في
الأرض الرخوة)).
أبو عبيدة هو حميد الطويل: وهذا الإسناد ليس بمحفوظ، وصالح بن بيان
ضعيف، وهمام بن مسلم مجهول، والمحفوظ حديث عاصم الأحول عن أبي عثمان
عن جرير.
ونحن ذاكرون ما انتهى إلينا من علله إن شاء الله.
* * *
ذكر علل هذا الحديث:
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل إجازة قال أنبأ محمد بن أحمد بن
الحسن ثم أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قراءة قال نا أبي قال نا عبد الله بن سليمان
قالا: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سئل أبي عن حديث جرير ((تبنى مدينة))
فقال: ما حدث به انسان ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا أبو
59

الطيب محمد بن القاسم الكوكبي قال نا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سمعت
يحيى بن معين يقول قال لي يحيى بن آدم: حديث عاصم عن أبي عثمان عن جرير
ما رواه أحد إلا عمار بن سيف. ثم قال يحيى بن معين: ومنهم من يرويه عنه عن
سفيان عن عاصم، ومنهم من يرويه عنه عن عاصم، وليس للحديث أصل.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سمعت أبا الحسن الدارقطني
يقول: عمار بن سيف الضبي كوفي متروك.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نا يوسف بن أحمد الصيدلاني. بمكة قال
نا محمد بن عمرو العقيلي قال: نا علي بن عبد العزيز قال: ذكرت لأحمد - يعني ابن
منيع - حديث عاصم عن أبي عثمان عن جرير ((تبنى مدينة)) ففارقني ثم رجع إلي
فقال: ذهبت إلى أحمد بن حنبل فأخبرته به. فقال لي: يا أبا جعفر ليس لهذا الحديث
أصل.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر التميمي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا القاضي أبو بكر محمد
ابن خلف بن حيان وكيع - وذكر حديث عمار بن سيف - فقال قال المخرمي -
يعني محمد بن عبد الله - سمعت: يحيى بن معين يقول: ما أصاب عمار هذا
الحديث إلا على ظهر كتاب.
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الكاتب قال أنبأنا محمد بن حميد المخرمي قال
نبأنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا -
يعني يحيى بن معين: عبد العزيز بن أبان كذاب خبيث، قلت له: بأي شئ استدللت
على كذبه؟ قال: حدث عن سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن جرير في دجلة
ودجيل. فقلت له: فقد حدث به عمار بن سيف عن سفيان. قال: عمار كان رجلا
مغفلا لا يدري من سفيان سمعه أو من عاصم؟ كذا قال يحيى بن آدم.
قال الشيخ أبو بكر: هذا الكلام على عمار بن سيف في روايته هذا الحديث.
وأما سيف بن محمد. فأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن
جعفر قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي قال نبأنا
عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: سيف بن محمد بن أخت سفيان
الثوري ضعيف.
60

وأنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن قال نبأنا
عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول: لا يكتب حديث سيف بن محمد بن أخت
سفيان الثوري، ليس سيف بشئ. وقال أبي: كان سيف يضع الحديث.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي وأخبرنا
الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس. قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر أبو
الحسين قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال: ذكر أبي حديث عبد الرحمن بن
محمد المحاربي عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن جرير بن عبد الله
البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل، يجبى إليها
كنوز الأرض، ويجتمع إليها كل انسان، فلهي أسرع ذها " أبا في الأرض من الحديدة
المحماة في الأرض الخوارة)). فقال: كان المحاربي جليسا " لسيف بن محمد بن أخت
سفيان الثوري، وكان سيف كذابا ". فأظن المحاربي سمعه منه.
قال عبد الله: فقيل لأبي: فإن عبد العزيز بن أبان رواه عن سفيان الثوري عن
عاصم الأحول. فقال أبي: كل من حدث هذا الحديث عن سفيان الثوري فهو
كذاب. قال عبد الله فقلت له: إن لوينا حدثناه عن محمد بن جابر الحنفي. فقال:
كان محمد بن جابر ربما ألحق في كتابه الحديث، ثم قال أبي: إن هذا الحديث ليس
بصحيح، أو قال: كذب.
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: وقد رواه عمار بن سيف الضبي عن سفيان
الثوري، ورواه عن عمار جماعة نفر منهم يحيى بن بكير الكرماني، وإسحاق بن بشر
الكاهلي، وقد رواه عن يحيى بن أبي بكير: يحيى بن معين، إلا أنه لم يروه على أنه
صحيح وإنما رواه على المذاكرة ثم عرف محله من الوهي. فقال: ليس بشئ. هكذا
حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني عن يحيى بن معين.
قال الشيخ أبو بكر: وقد بين أبو عبد الله أحمد بن حنبل علة رواية محمد بن
جابر عن عاصم هذا الحديث.
وأما أبو شهاب الحناط فقد كان صدوقا ": إلا أن يحيى بن سعيد القطان لم يكن
يرضى أمره، وكان يقول: لم يكن بالحافظ وأحسب أنه وقع إليه حديث عاصم من
جهة عمار بن سيف، أو سيف بن محمد، أو محمد بن جابر، فرواه عن عاصم
مرسلا لأن الحسن بن الربيع لم يذكر عنه الخبر فيه، والله أعلم.
61

وممن رواه عن الثوري وأوردنا حديثه عنه: إسماعيل بن أبان وهو أبو إسحاق
الغنوي - وله روايات عن هشام بن عروة، وعبد الملك بن جريج، وقد ذكره محمد
ابن إسماعيل البخاري. فقال ما:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أنبأنا علي
ابن إبراهيم المستملي قال أخبرني محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال
سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: إسماعيل بن أبان متروك هو أبو
إسحاق الكوفي.
قال الشيخ أبو بكر: وفي رواة الكوفيين أيضا إسماعيل بن أبان آخر إلا أنه أزدي،
وهو دون الغنوي في الطبقة، يروي عن أبي أويس وجندل بن علي وكان ثقة حدث
عنه البخاري في كتابه الصحيح.
وأما عبد العزيز بن أبان: فقد ذكرنا كلام أحمد بن حنبل فيه.
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطوائفي يقول سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول سمعت يحيى بن معين يقول: عبد العزيز بن أبان القرشي ليس
بثقة. قيل: من أين جاء ضعفه؟ قال: كان يأخذ حديث الناس فيرويه.
وإسماعيل بن نجيح: هو إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي نسب في الرواية إلى
جده، وهو صاحب غرائب ومناكير عن سفيان الثوري وعن غيره.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا أحمد بن الفرج الوراق قال نبأنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: إسماعيل بن عمرو ضعيف ذاهب.
وأما عبيد الله بن سفيان أبو سفيان الغداني فإنه بصري يعرف بابن رواحة وقد ذكره يحيى
ابن معين.
أخبرني أبو بكر البرقاني قال حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك
الآدمي قال نبأنا محمد بن علي الأيادي قال نبأنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: أبو
سفيان الصواف كان يقال له بن رواحة، عن بن عون هو بصري قدم بغداد
62

فحدثهم، ما سمعت أحدا " من مشايخنا بالبصرة حدث عنه. قال يحيى بن معين: أبو
سفيان الصواف كذاب.
وأما حديث عبد الرزاق بن همام عن الثوري. قال: رواية أحمد بن محمد بن
عمر اليمامي تفرد بروايته عن عبد الرزاق وليس بمحل الحجة.
أخبرنا أبو سعيد الماليني فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال أنبأنا عبد الله بن عدي
الحافظ. قال: أحمد بن محمد بن عمر اليمامي حدث بأحاديث مناكير عن ثقات،
وحدث بنسخ وعجائب.
أخبرني إسحاق بن إبراهيم. قال: ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فقال: هو
فينا كالواقدي فيكم.
قال الشيخ أبو بكر: والواقدي عند أئمة أهل النقل ذاهب الحديث.
* * *
بقية الاخبار التابعة لحديث أبي عثمان عن جرير لكونها في معناه:
حدثنا أبو بكر البرقاني من كتابه قال قرئ على الحسين بن علي التميمي وأنا
أسمع حدثكم زنجويه بن محمد اللباد قال نا سهل بن محمد بن يعيش الختلي
العسكري أبو السري قال نا عمر بن يحيى قال نا سفيان عن قيس بن مسلم عن
ربعي بن خراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تكون وقعة بين زوراء)). قالوا:
وما الزوراء يا رسول الله؟ قال: ((مدينة بين أنهار في أرض جوخي، يسكنها جبابرة
أمتي، تعذب بأربعة أصناف: بخسف، ومسخ وقذف)) قال البرقاني: ولم يذكر
الرابع.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا شجاع بن جعفر الأنصاري قال نا محمد بن
زكريا الغلابي قال نا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي قال نا أبي عن يحيى
بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن حسن بن حسن عن محمد بن الحنفية.
قال: وحدثني عثمان بن عمران العجيفي عن نايل بن نجيح عن عمرو بن شمر
عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه. قالا: قال علي بن أبي طالب سمعت
حبيبي محمدا " صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق، بين دجلة
63

ودجيل وقطربل والصراة، يشيد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب، يسكنها
شرار خلق الله وجبابرة أمتي، أما إن هلاكها على يد السفياني كأني بها والله قد
صارت خاوية على عروشها)).
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس قال أنبأنا أحمد بن
جعفر بن المنادى قال: ذكر في إسناد شديد الضعف عن سفيان الثوري عن أبي
إسحاق الشيباني عن أبي قيس عن علي بن أبي طالب أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: ((تكون مدينة بين الفرات ودجلة يكون فيها ملك بني العباس، وهي الزوراء،
يكون فيها حرب مقطعة يسبى فيها النساء ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم)). قال
أبو قيس فقيل لعلي: يا أمير المؤمنين لم سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوراء؟ قال: ((لأن
الحرب تدور في جوانبها حتى تطبقها)).
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال نا عبد
الرحمن بن حاتم أبو زيد المرادي قال نا نعيم بن حماد قال نا أبو عمر - صاحب لنا
من أهل البصرة - عن ابن لهيعة عن الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه
عن الحارث عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا عبر السفياني الفرات، وبلغ
موضعا " يقال له عاقرقوفا، محا الله الايمان من قلبه، فيقتل بها إلى نهر يقال له الدجيل
سبعين ألفا " متقلدين سيوفا " محلاة وما سواهم أكثر منهم، فيظهرون على بيت الذهب
فيقتلون المقاتلة والأبطال ويبقرون بطون النساء يقولون لعلها حبلى بغلام، وتستغيث
نسوة من قريش على شاطئ دجلة إلى المارة من أهل السفن يطلبن إليهم أن يحملوهن
حتى يلقوهن إلى الناس فلا يحملوهن بغضا " ببني هاشم، فلا تبغضوا بني هاشم فإن
منهم نبي الرحمة ومنهم الطيار في الجنة فأما النساء فإذا جنهن الليل أوين إلى أغورها
مكا " نا مخافة الفساق، ثم يأتيهم المدد من البصرة حتى يستنقذوا ما مع السفياني من
الذراري والنساء من بغداد والكوفة)).
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزار قال أنبأنا علي بن محمد بن
64

أحمد المصري قال نبأنا عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير أبو الوليد قال نبأنا
أبو يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الهقل بن زياد قال: حدثني أبو أسماء
الرحبي أنه سمع ثوبان يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج السفياني حتى ينزل
دمشق فيبعث جيشين جيشا " إلى المدينة خمسة عشر ألفا " ينتهبون المدينة ثلاثة أيام
ولياليهن ثم يسيرون متوجهين إلى مكة)). وذكر الحديث وقال: ((ثم يسير جيشه
الآخر في ثلاثين ألفا " وعليهم رجل من كلل حتى يأتوا بغداد، فيقتلون بها ثلاثمائة
كبش من ولد العباس، ويبقرون بها ثلاثمائة امرأة)). قال ثوبان فسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ((وذلك بما قدمت أيديهم وما الله بظلام للعبيد)). فيقتلون ببغداد أكثر من
خمسمائة ألف)). وذكر حديثا " في الملاحم طويلا كتبنا منه هذا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا أبو زيد عبد
الرحمن بن حاتم المرادي قال نبأنا نعيم بن حماد قال نبأنا عبد القدوس - يعني ابن
الحجاج - عن أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن بن عباس، أنه أتاه رجل وعنده حذيفة
فقال: يا ابن عباس قول الله تعالى: (حم عسق)؟. فأطرق ساعة وأعرض عنه، ثم
كررها فلم يجبه بشئ فقال حذيفة: أنا أنبئك قد عرفت لم كرهها، إنما أنزلت في
رجل من أهل بيته يقال له: عبد الإله أو عبد الله، ينزل على نهر من أنهار المشرق
يبنى عليه مدينتان يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيهما كل جبار عنيد. قال أرطاة عن
كعب: إذا بنيت مدينة على شاطئ الفرات ثم أتتكم القواصل والقواسم وإذا بنيت
مدينة بين النهرين بأرض منقطعة من أرض العراق أتتكم الدهيماء.
وأخبرنا أبو نعيم قال نبأنا أبو القاسم الطبراني قال نبأنا أبو زيد عبد الرحمن بن
حاتم قال نبأنا نعيم بن حماد قال نبأنا نوح بن أبي مريم عن مقاتل بن سليمان عن
عطاء عن عبيد بن عمير عن حذيفة أنه سئل عن: (حم عسق) وعمر وعلي وابن
مسعود وأبي بن كعب وابن عباس وعدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حضور. فقال
حذيفة: العين: عذاب، والسين: السنة والمجاعة، والقاف: قوم يقذفون في آخر
الزمان. فقال له عمر: ممن هم؟ قال: من ولد العباس في مدينة يقال لها الزوراء، ويقتل
فيها مقتلة عظيمة وعليهم تقوم الساعة. قال بن عباس: ليس ذلك فينا. ولكن القاف:
قذف وخسف يكون. قال عمر لحذيفة: أما أنت فقد أصبت التفسير، وأصاب ابن
65

عباس المعنى، فأصابت بن عباس الحمى حتى عادت عمر وعدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
مما سمع من حذيفة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان قال نبأنا محمد بن غالب قال نبأنا غسان بن المفضل قال نبأنا آدم بن عيينة
أخو سفيان بن عيينة قال أخبرني سفيان بن عيينة. قال: رآني قيس بن الربيع علي
قنطرة الصراة. فقال: النجا النجا، فإنا كنا نتحدث أن هذا المكان الذي يخسف به.
قال سفيان: ورآني أبو بكر الهذلي ببغداد. فقال: بأي ذنب دخلت بغداد؟.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب. قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر التميمي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا محمد بن خلف قال حدثني
محمد بن الحسين الوادعي قال نا صدقة بن سبرة - أبو وعلة المرهبي في بني مرهبة -
قال نا الوليد بن أبي ثور عن سماك بن حرب: أنه بعثه ابن هبيرة إلي أهل بغداد وهي
خربة قبل أن تكون، فنزل علي موضع يقال له العقر وعنده قوم من أهل بغداد، فجاء
رجل حتى وقف علي فرس له علي دجلة من ذلك الجانب فأقحم فرسه الماء فشق الماء
شقا حتى وقف علي العقر. فقال: لعنك الله من قرية، ما أجمعك لخبيث البلدان!
وأجمعك للمال الحرام! واسفكك للدم الحرام. ثم إنه غاب بفرسه فذهب في الأرض
قال سماك: والهفتاه، الا سألته أي قرية هي؟ ثم انصرف سماك إلي ابن هبيرة فأخبره
ثم عاد من قابل، فجاء ذلك الرجل حتى قال ذلك القول ثم غاب في الماء فذهب،
حتى إذا كانت الثالثة رجع الرجل فصنع صنيعة الأول، فوثب إليه سماك حتى تعلق
بدابته فقال: يا عبد الله أي قرية هذه؟ قال: بغداد، أما أنه سيصيبها خسف ومسخ،
فخرج سماك عنها وما يري إلا أنه سيصيبه بعض ما قال الرجل.
قال الشيخ الإمام أبو بكر: وكل هذه الأحاديث التي ذكرناها واهية الأسانيد عند
أهل العلم والمعرفة بالنقل، لا يثبت بامثالها حجة، وأما متونها فإنها غير محفوظة، إلا
عن هذه الطرق الفاسدة وأمرها إلي الله العالم بها لا معقب لامره، ولا راد لحكمه،
يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
قرأت علي محمد بن الحسين القطان عن دعلج بن أحمد السجستاني قال أنبأنا
محمد بن علي الأبار.
ثم أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى.
66

وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس قال أنبأنا أبو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي قال حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوق.
قال الأبار: نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال نا خضر بن اليسع البصري عن
مسعدة بن اليسع عن أبي يعقوب الإسرائيلي - وكان قد قرا الكتب أنه قيل له: ما بال
بغداد لا تكاد تري فيها الا مستعجلا؟ فقال: لأنها قطعة من بابل فهي تبلبل بأهلها.
واللفظ لحديث هارون. قال أبو الحسين بن المنادي: فنظرنا ما في كلام هذا
الإسرائيلي فإذا هو كلام لا يصح في المعتبر، وذلك لأن الناس في سائر البلدان يبادرون
في حوائجهم غدوا "، ويبادرون الانقلاب إلي أهليهم رواحا " لأن طرفي النهار يوجبان
ذلك ضرورة، فبابل كغيرها من البلدان الآهلة بلا فرق.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني
قراءة عليه قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت محمد بن نوح
الجنديسابوري بمصر يقول سمعت محمد بن عثمان العبسي يقول سمعت يحيي بن
معين يقول: ما رأيت الكذب أنفق منه ببغداد.
قال الشيخ أبو بكر: إنما قال يحيي هذا القول تنبيها علي ان البغداديين أرغب
الناس في طلب الحديث، وأشدهم حرصا عليه، وأكثرهم كتبا " له، وليس يعيب طالب
الحديث ان يكتب عن الضعفاء والمطعون فيهم، فإن الحفاظ ما زالوا يكتبون الروايات
الضعيفة، والأحاديث المقلوبة، والأسانيد المركبة، لينقروا عن واضعيها، ويبينوا حال
من أخطأ فيها. وقد حفظ عن يحيي بن معين كلام في نحو هذا المعني، من ذلك:
ما حدثني به الحسن بن أبي طالب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني قال حدثني أبو ذر محمد بن يوسف بن عبيد الفقيه بورثان قال حدثني
العباس بن محمد بن حاتم قال قال يحيي بن معين: إذا كتبت فقمش، وإذا حدثت
ففتش.
وأخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال نا محمد بن
أحمد بن خالد بن يزيد قال نا عصام بن داود قال سمعت يحيي بن معين يقول: وأي
صاحب حديث لا يكتب عن كذاب ألف حديث؟
أخبرني أبو الحسين محمد بن بكر بن عثمان البصري وحدثني نصر بن إبراهيم
الفقيه ببيت المقدس عنه أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زريق المخزومي نا
67

الحسن بن رشيق نا أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي قال سمعت الحسن بن عرفة
يقول: من لم يوثقه أهل بغداد فقد سقط، هم جهابذة العلم.
قال الشيخ: وأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه
وشدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به، حتى قال إسماعيل بن علية
فيما:
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن حسنويه الأصبهاني بها قال نبأنا القاضي أبو
بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ قال حدثني عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد
قال نبأنا زياد بن أيوب. قال سمعت ابن علية يقول: ما رأيت أحسن رغبة في طلب
الحديث من أهل بغداد؟
وقال بن عيينة: فيما أخبرنا أبو سعيد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ
قال نبأنا محمد بن سعيد الحراني قال نبأنا محمد بن علي بن ميمون قال سمعت أبي
يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: شبان البغداديين أورع، أو خير من شبان من
البصرة والكوفة.
وهذا قاله سفيان مع صحة رواية البصريين، الذين ما زالوا بالتحفظ والورع
معروفين، واما أهل الكوفة وأهل خراسان أيضا "، فلهم من الأحاديث الموضوعة
والأسانيد المصنوعة نسخ كثيرة. وقل ما يوجد بحمد الله في محدثي البغداديين ما يوجد
في غيرهم من الاشتهار بوضع الحديث والكذب في الرواية اختصاصا " لهم وتوفيقا " من
الله الكريم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
باب المحفوظ من مناقب بغداد وفضلها
وذكر المأثور محاسن أخلاق أهلها
قال أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه وأبو محمد الحسن بن
علي محمد الجوهري. قالا: نا محمد بن العباس الخزاز قال نا أبو بكر الصولي قال
أخبرنا سيدنا الشريف الاجل السيد الخطيب مستخص الدولة ونسيبها ذو الشرفين أبو
القاسم علي بن الشريف القاضي مستخص الدولة وعمادها ذي الشرفين أبي الحسين
68

إبراهيم بن العباس الحسيني رضي الله عنه وأرضاه وأخبرنا الأستاذ أبو الفضائل الحسن
ابن الحسن بن أحمد الكلابي رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الخميس
التاسع من شوال سنة أربع وخمسمائة بدمشق. قالا: حدثنا الشيخ الحافظ الإمام
الأوحد الثقة السيد أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رضي الله عنه
وأرضاه بقراءته علينا من كتابه ونحن نسمع.
نا أبو خليفة قال نا محمد بن سلام قال سمعت أبا الوليد يقول: قال لي شعبة:
أدخلت بغداد؟ قلت لا: قال: فكأنك لم تر الدنيا.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال سمعت محمد بن أحمد بن يعقوب
الجرجرائي يقول سمعت أحمد بن يوسف بن موسي يقول سمعت يونس بن عبد
الأعلى يقول. قال لي محمد بن إدريس: يا يونس دخلت بغداد؟ قلت: لا: قال: يا
يونس ما رأيت الدنيا، ولا رأيت الناس.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال نا
القاضي أبو بكر محمد بن عمر الحافظ قال حدثني أحمد بن عبد العزيز قال نا عمر
ابن شبة قال نبأنا عبد الواحد بن غياث. قال: أرسل إلي سعيد بن سلم ببغداد فأتيته
فقال حدثني يزيد بن مزيد: أنه كان يسامر الرشيد: فقال له: يا أعرابي هل لك في
هذه السكة دار؟ قلت: لا: قال: اتخذ فيها دارا " فإنها سكة الدنيا.
بلغني عن أحمد بن أبي طاهر. قال: قيل لرجل: كيف رأيت بغداد؟ قال: الأرض
كلها بادية، وبغداد حاضرتها.
أخبرنا محمد بن علي بن محمد الوراق قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران قال
نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا خلف بن عمرو العكبري قال سمعت بن عائشة
يقول: ما رأيت أحسن من تلطف أصحاب الحديث ببغداد للحديث.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه والحسن بن علي الجوهري قالا: نبأنا محمد بن
العباس الخزاز قال نبأنا الصولي قال نبأنا أبو خليفة قال نبأنا محمد بن سلام. قال
سمعت بن علية يقول: ما رأيت قوما " أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد.
قرأت علي محمد بن الحسين القطان عن دعلج بن أحمد قال نبأنا خلف بن
عمرو العكبري قال نبأنا محمد بن عبد المجيد قال نبأنا ابن علية قال:
69

وأخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن علي
ابن أحمد بن مهدي بواسط قال نبأنا بن شوذب المقرئ قال نبأنا جعفر بن محمد
ابن عامر قال نبا أحمد بن عبد الحميد قال سمعت بن علية يقول: ما رأيت قوما "
أحسن رغبة، ولا أعقل لطلب الحديث من أهل بغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار قال نا أبو بكر محمد بن يوسف الصواف
- إملاء من لفظة من كتابه - قال نبأنا بكر بن أحمد التنيسي قال نبأنا محمد بن علي
ابن ميمون الرقي قال سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: شباب
البغداديين، أحسن رغبة من شباب البصريين والكوفيين.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه، والحسن بن علي الجوهري، وعلي بن أبي علي
المعدل قالوا: نا محمد بن العباس قال نا الصولي قال نا أبو ذكوان قال حدثني من
سمع الشافعي يقول: ما دخلت بلدا " قط إلا عددته سفرا "، إلا بغداد فإني حين دخلتها
عددتها وطنا.
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف قال نبأنا أبو الحسن علي بن
أحمد الصوفي الواسطي - في مجلس ابن مالك القطيعي - قال سمعت أبا بكر بن
مجاهد يقول: وأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال نا يوسف بن عمر القواس قال
نبأ علي بن أحمد الواسطي قال: سمعت بن مجاهد المقرئ إمام الزمان قال: رأيت أبا
عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال لي: دعني مما فعل الله بي،
من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة.
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزار - فيما أذن أن نرويه عنه - قال نا محمد بن
عمر بن سالم القاضي قال سمعت عمر بن أيوب بن مالك يقول سمعت أبا معمر
الهذلي يقول: قلت لرجل من أهل الكوفة: خير موضع بالكوفة أين هو؟ قال:
مسجد الجامع. قلت: وسوء موضع عندنا دار البطيخ، فلو قال رجل في خير موضع
عندكم رحم الله عثمان قتل: ولو قال في سوء موضع عندنا لا رحم الله معاوية قتل،
فشر موضع عندنا خير من خير موضع عندكم.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - قال أنبأنا أبو
بكر المقرئ بأصبهان قال أنبأنا أحمد بن عبيد بن الأصبغ الحراني قال نبأنا بشر بن
موسى قال نبأنا سعيد بن منصور قال سمعت ابن المبارك يقول: من أراد الشهادة
فليدخل دار البطيخ بالكوفة، وليقل: رحم الله عثمان بن عفان.
70

أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه والحسن بن علي الجوهري وعلي بن أبي علي. قالوا:
نا محمد بن العباس قال نا أبو بكر الصولي قال نا القاسم بن إسماعيل قال نا أبو
محلم قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: الإسلام ببغداد، وإنها لصيادة تصيد
الرجال، ومن لم يرها لم ير الدنيا.
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه أنبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا علي
ابن سعيد بن بشير قال نبأنا عثمان بن أبي شيبة قال نبأنا أبو محمد نجاد قال سمعت
أبا معاوية ذكر بغداد فقال: هي دار دنيا وآخرة.
سمعت القاضي أبا القاسم علي بن المحسن التنوخي يقول: كان يقال من محاسن
الاسلام يوم الجمعة ببغداد، وصلاة التراويح بمكة، ويوم العيد بطرسوس.
قال الشيخ الإمام أبو بكر: من حضر الجمعة. بمدينة السلام عظم الله في قلبه محل
الاسلام، لأن شيوخنا كانوا يقولون: يوم الجمعة ببغداد كيوم العيد في غيرها من
البلاد.
وسمعت أبا الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل يقول حدثني من
سمع أبا بكر بن الصلت يقول: كنت أصلي صلاة الجمعة في جامع المدينة فانقطعت
عن ذلك جمعة لعارض عرض لي فرأيت في تلك الليلة في المنام كأن قائلا يقول
لي: تركت الصلاة في جامع المدينة، وإنه ليصلي فيه كل جمعة سبعون وليا لله عز
وجل.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهر قال أخبرني
السعدي - يعني علي بن أحمد - عن عبد الله الرملي قال: حدثني صديق لي عن صديق
له من الصالحين قال: أردت الانتقال من بغداد إلى بلد آخر، فأريت في منامي أتنتقل
من بلد فيه عشرة آلاف ولي لله عز وجل؟ قال: فجلست ولم أنتقل من بغداد.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري قال قرأت في كتاب أبي حدثني أبو بكر بن حمزة قال: كتب إلي صديق
لي من حلوان، إني رأيت فيما يرى النائم كأن ملكين أتيا بغداد فقال أحدهما
للآخر: اقلبها فقد حق القول عليها. فقال له الآخر: كيف أقلبها وقد ختم الليلة فيها
خمسة آلاف ختمة؟
71

قال الشيخ: وعلى ذكر الجمعة ببغداد:
حدثني أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الكاتب قال: حدثني
وشاح مولى القاضي أبي تمام الزينبي في مسجد جامع المنصور يوم الجمعة - وقد
تجارينا ذكر من دخل المقصورة وقلة عددهم فيما عهد قديما " منهم: أن القاضي أبا تمام
كان يصلي في أيام الجمع على باب داره الراكبة لدجلة بباب خراسان، والصفوف
مادة من المسجد إلى ذلك المكان، والصلاة قائمة بمكبرين ينقلون التكبير عند الركوع
والسجود والنهوض والقعود. قال وقال لي وشاح أيضا ": كان على أبواب المقصورة
بوابون بثياب سواد يمنعون من دخول أحد إليها إلا من كان من الخواص المتميزين
بالأقبية السود، وإنه حضر في يوم جمعة بدراعة يتبع القاضي أبا تمام فرد حتى مضى
ولبس القباء، وكان هذا رسما " جاريا مأخوذا " به في سائر مقاصير الجوامع. وقد بطل
الآن ذلك فليس يلبس السواد والقباء سوى الخطيب والمؤذنين.
قال لي هلال بن المحسن وحدثني أبو الحسين محمد بن الحسن بن محفوظ قال:
كنت أمضي مع والدي إلى المسجد الجامع بالمدينة لصلاة الجمعة، فربما وصلنا إلى باب
خراسان في دجلة وقد ضاق الوقت وقامت الصلاة وامتدت الصفوف إلى الشاطئ،
فنصعد ونفرش إلى الشميزية ونصلي.
قال هلال: وأذكر وأنا أحبو وذاك في أيام الملك عضد الدولة وقد حملني خادم
كان يلازمني ويحفظني في يوم جمعة لمشاهدة أناس في اجتماعهم وليصلي هو معهم،
فوقف عند الباب الجديد من شارع الرصافة والصفوف ممتدة في المسجد الجامع
بالرصافة إلى هذا الموقع، ومسافة ما بينهما كمسافة ما بين المسجد الجامع بالمدينة
ودجلة.
قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي بأصبهان عن أبي
شيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان قال حدثني أبو الحسن البغدادي قال قال
إبراهيم بن عبد الله: جئت أنا وأبي إلى أبي عثمان الجاحظ في آخر عمره. فقال:
جئت إلى شق مائل، ولعاب سائل، الأمصار عشرة، فالصناعة بالبصرة، والفصاحة
بالكوفة، والخير ببغداد، والغدر بالري، والحسد بهراة، والجفاء بنيسابور، والبخل
بمرو، والطرمذة بسمرقند، والمروءة ببلخ، والتجارة بمصر.
72

أخبرني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال أخبرني أبي قال قال أبو
القاسم بزياش بن الحسن الديلمي - وهو شيخ لقيته ببغداد يتعلق بعلوم فصيح بالعربية:
سافرت الآفاق، ودخلت البلدان من حد سمرقند إلى القيروان، ومن سرنديب إلى بلد
الروم، فما وجدت بلدا " أفضل ولا أطيب من بغداد. قال: وكان سبكتكين حاجب
معز الدولة - المعروف بالحاجب الكبير - آنسا بي، فقال لي يوما " قد سافرت الأسفار
الطويلة، فأي بلد وجدت أطيب وأفضل؟ فقلت له: أيها الحاجب إذا خرجت من
العراق، فالدنيا كلها رستاق.
حدثني أبو القاسم عبيد الله بن علي الرقي - وكان أحد الأدباء - قال: أخذ أبو
العلاء المعري وهو ببغداد يوما " يدي فغمزها، ثم قال لي: يا أبا القاسم هذا بلد عظيم،
لا يأتي عليك يوم وأنت به الا رأيت فيه من أهل الفضل من لم تره فيما تقدم.
حدثني عبد العزيز بن علي قال سمعت علي بن عبد الله الهمداني بمكة يقول نبأنا
علي بن محمد الفاني الوراق قال حدثني أبو الحسين المالكي قال حدثني عبيد الله
ابن محمد التميمي قال: سمعت ذا النون يقول بمصر: من أراد أن يتعلم المروءة
والظرف فعليه بسقاة الماء ببغداد. قيل له: وكيف ذاك؟ فقال: لما حملت إلى بغداد
رمي بي على باب السلطان مقيدا "، فمر بي رجل متزر. بمنديل مصري، معتم بمنديل
ديبقي، بيده كيزان خزف رقاق وزجاج مخروط. فسألت: هذا ساقي السلطان؟ فقيل
لي: لا هذا ساقي العامة، فأومأت إليه: اسقني، فتقدم وسقاني فشممت من الكوز
رائحة مسك، فقلت لمن معي: ادفع إليه دينارا " فأعطاه الدينار فأبى. وقال: ليس آخذ
شيئا. فقلت له: ولم فقال أنت أسير وليس من المروءة أن آخذ منك شيئا فقلت:
كمل الظرف في هذا.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال: أنبأنا أبو
الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر البجلي قال نبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن
عمرو البصري قال نا أبو مسهر قال نا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسي
قال: إذا كان علم الرجل حجازيا، وخلقه عراقيا، وطاعته شامية، فقد كمل.
73

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسي. وأخبرنا الحسن
ابن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس قالا: قال أبو الحسين أحمد بن جعفر
بن المنادى: ثم إن بغداد سميت حين سكنت مدينة السلام، فليس في الأرض مدينة
علي هذا الاسم غيرها، وكان بعض إخواننا إذا ذكرها يقرا قول الله: (بلدة طيبة
ورب غفور) [سبأ 15].
قال أبو الحسين: هذا إلي تركنا ذكر أشياء كثيرة من مناقبها التي افردها الله بها
دون سائر الدنيا شرقا " وغربا "، وبين ذلك من الأخلاق الكريمة، والسجايا المرضية،
والمياه العذبة الغدقة، والفواكه الكثيرة الدمثة، والأحوال الجميلة، والحذق في كل
صنعة، والجمع لكل حاجة، والأمن من ظهور البدع، والاغتباط بكثرة العلماء
والمتعلمين، والفقهاء والمتفقهين، ورؤساء المتكلمين، وسادة الحساب والنحوية،
ومجيدي الشعراء، ورواة الأخبار والأنساب وفنون الآداب، وحضور كل طرفة،
واجتماع ثمار الأزمنة في زمن واحد، لا يوجد ذلك في بلد من مدن الدنيا إلا بها،
سيما زمن الخريف، ثم إن ضاق مسكن بساكن وجد خيرا " منه، وإن لاح له مكان
أحب إليه من مكانه لم يتعذر عليه النقلة إليه من أي جانب من جانبيه أراده ومن أي
طرف من أطرافه خف عليه، ومتى هرب أحد من خصمه وجد من يستره في قرب أو
بعد، وإن آثر أن يستبدل دارا " بدار أو سكة بسكة أو شارعا " بشارع أو زقاقا بزقاق
فغير ذلك من التبديل اتسع له الامكان في ذلك حسب الحالة والوقت، ثم عيون
التجار المجهزين، والسلاطين المعظمين، وأهل البيوتات المبجلين، في ناحية ناحية،
تنبعث الخيرات بهم إلي الذين هم في الحال دونهم غير منقطع ذلك ولا مفقود، فهي
من خزائن الله العظام التي لا يقف علي حقيقتها إلا هو وحده. ثم هي مع ذلك
منصورة محبورة، كلما ظن عدو الإسلام أنه فائز باستئصال أهلها كبته الله وكبه
لمنخريه واستؤصلت قدرته بما ليس في تقدير الخلق أجمعين، فضلا من الله ونعمة، والله
ذو الفضل العظيم.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب قال حدثني جدي محمد
ابن عبيد الله بن الفضل بن نفرجل قال نبأنا محمد بن يحيى النديم قال نبأنا عون بن
محمد قال نبأنا سعيد بن هرثم قال: قالت زبيدة لمنصور النمري: قل شعرا " تحبب فيه
بغداد إلي أمير المؤمنين الرشيد، فقد اختار عليها الرافقة فقال:
74

ماذا ببغداد من طيب الأفانين * ومن منازه للدنيا وللدين
تحيي الرياح بها المرضى إذا نسمت * وجوشت بين أغصان الرياحين
قال: فأعطته ألفي دينار.
أنشدنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال أنشدنا أبو نصر الشاشي
لأبي قاسم الشاعر الوراق:
أعاينت في طول من الأرض والعرض * كبغداد دارا " إنها جنة الأرض
صفا العيش في بغداد وأخضر عوده * وعود سواه غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها * مريء وبعض الأرض أمرؤ من بعض
هذا القدر أنشدنا البرقاني من هذه الأبيات، وهي أكثر من هذه وقائلها عمارة بن
عقيل ولها خبر سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال أنشدنا أبو علي الهايم
قال: أنشدنا السري بن أحمد الرفا الموصلي لنفسه من أبيات:
إذا سقى الله منزلا فسقى * بغداد ما حاولت من الديم
يا حبذا صحبة العلوم بها * والعيش بين اليسار والعدم
وأنشدنا التنوخي قال أنشدنا أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن خلف
الهمداني لنفسه:
فدى لك يا بغداد كل قبيلة * من الأرض حتى خطتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها * وسيرت رحلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا * ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرق شمائلا * وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا
وكم قائل لو كان ودك صادقا * لبغداد لم ترحل فكان جوابيا
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم * وترمى النوي بالمقترين المراميا
قرأت في كتاب طاهر بن المظفر بن طاهر الخازن بخطه من شعره:
سقى الله صوب الغاديات محلة " * ببغداد بين الكرخ فالخلد فالجسر
هي البلدة الحسناء خصت لأهلها * بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحة * وماء له طعم ألذ من الخمر
ودجلتها شطان قد نظما لنا * بتاج إلي تاج وقصر إلي قصر
تراها كمسك والمياه كفضة * وحصباؤها مثل اليواقيت والدر
75

حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الشافعي البصري قال أنشد
أبو محمد البافي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها فلما * ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال: يوشك أن يكون هذا في بغداد، وأنشد لنفسه في معنى ذلك وضمنه البيت:
علي بغداد معدن كل طيب * ومغنى نزهة المتنزهينا
سلام كلما جرحت بلحظ * عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها فلما * ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حب الديار بنا ولكن * أمر العيش فرقة من هوينا
وحدثنا علي بن محمد بن حبيب قال: كتب إلي أخي من بغداد وانا بالبصرة
شعرا " يتشوقني فيه يقول:
ولولا وجد مشتاق * يقاسي فيكم جهدا "
وما بالقلب من نار * إذا ما ذكركم جدا
لقلنا قول مشتاق * إلي البصرة قد جدا
شربنا ماء بغداد * فأنسانا كم جدا
ولكن ذكركم أضحى * علي الأيام مشتدا
فلا ننسى لكم ذكرا " * ولا نطوي لكم عهدا
قال: وكتب إلي أخي أيضا " من البصرة وانا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوقني * قدما إليها وان عاقت معاذير
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت * طيب الهواءين ممدود ومقصور
* * *
ذكر نهري بغداد دجلة والفرات وما جعل الله فيهما
من المنافع والبركات
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال قرأت علي العباس بن يزيد
البحراني قلت حدثكم مروان بن معاوية عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نهران من الجنة النيل والفرات)).
76

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى البلدي قال نا أبو العباس عمرو بن
هشام بن عمرو قال: قرئ علي الحارث بن محمد القنطري حدثكم يزيد بن هارون.
وأخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأبو بكر محمد بن
أحمد بن يوسف الصياد وأبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قالوا: أنبأنا
أحمد بن يوسف بن خلاد العطار قال نا الحارث بن محمد قال نا يزيد بن هارون
قال أنبأ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((فجرت أربعة انهار من الجنة: الفرات والنيل وسيحان وجيحان)).
أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا محمد بن العباس
الخزاز قال أنبأنا ابن المجدر قال نا داود بن رشيد قال نا عبد الله بن جعفر أنبأنا عبيد
الله بن عمر عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النيل والفرات ودجلة وسيحان وجيحان من أنهار الجنة)).
أخبرنا إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن الحباب الدلال قال أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمد بن أحمد بن برد قال نبأنا
محمد بن عيسى بن الطباع.
وأخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان - واللفظ له -
قال نا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي قال نا أبو بكر عبد الله بن
محمد بن طرخان البلخي قال نا أحيد بن الحسين قرأت عليه أن محمد بن حفص
حدثهم قال نبأنا الربيع بن بدر عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة الجنة)).
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال نا
عبد الرحمن بن أحمد الختلي قال حدثني عبد الله بن محمد بن علي البلخي قال نا
محمد بن أبان قال: نا أبو معاوية عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وليس في الأرض من الجنة إلا ثلاث أشياء: غرس العجوة،
وأواق تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة، والحجر)).
77

أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الإيادي قال أنبأنا أحمد بن
يوسف بن خلاد قال نا الحارث بن محمد قال نا سعيد بن شرحبيل عن ليث عن
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير قال قال كعب: ((نهر النيل نهر العسل في الجنة،
ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة، ونهر سيحان نهر الماء
في الجنة. قال: فأطفأ الله، نورهن ليصيرهن إلى الجنة)).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو علي عيسى بن محمد الطوماري قال نا
محمد بن أحمد بن البراء قال نا عبد المنعم بن إدريس قال حدثني أبي قال: ذكر
وهب بن منبه أن في ربض الجنة ترا " من أنهار الجنة، فهو أصل أنهار الأرض كلها
التي أظهرها الله تعالى حيث ما أراد أن يظهرها، وأن النيل نهر العسل في الجنة،
ودجلة نهر اللبن في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة، وسيحان وجيحان نهران
بأرض الهند وهما نهرا الماء في الجنة.
أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا
محمد بن أحمد بن البراء قال نبأنا الفضل بن غانم قال نبأنا الهيثم بن عدي عن
الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال: ((أوحى الله تعالى إلى دانيال الأكبر: أن فجر
لعبادي نهرين، واجعل مفيضهما البحر، فقد أمرت الأرض أن تطيعك)). قال: فأخذ
قناة أو قصبة فجعل يخدها في الأرض ويتبعه الماء، فإذا مر بأرض شيخ كبير أو يتيم
ناشده الله فيحيد عن أرضه، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم قال
نبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار إملاء قال حدثني أبو بكر محمد بن إدريس
الشعراني قال نا موسى بن إبراهيم الأنصاري عن إسماعيل بن جعفر المدني عن
عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوحى الله تعالى إلى دانيال: ((أن احفر لي سيبين نهرين
بالعراق)). قال دانيال: إلهي بأي مكاتل؟ وبأي مساحي؟ وبأي رجال؟ وبأي قوة؟
78

أحفر لك هذين النهرين، فأوحى الله تعالى أن أعد سكة حديد وعرضها واجعلها في
خشبة وألقها فوق ظهرك، فإني باعث إليك الملائكة يعينونك على حفر هذين
السيبين)). قال: ففعل. فحفر فكان إذا انتهى إلى أرض أرملة أو يتيم حاد عنه، حتى
حفر الدجلة والفرات، فهذه العواقيل التي في الدجلة والفرات من حفر دانيال.
قال الشيخ أبو بكر. ذكر بعض من تقدم من العلماء بأخبار الأوائل، أن ملك
الأردوان - وهم النبط - كان في السواد قبل ملك فارس، وأن النبط هم الذين
استنبطوا الأرض وعمروا السواد وحفروا الأنهار العظام فيه. ويقال لهم: ملوك
الطوائف.
وحكى الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش المنتوف قال: كان حد ملك النبط
الأنبار إلى عانات كسكر، إلى ما والاها من كور دجلة إلى جوخي وما حول ذلك من
السواد.
قال ابن عياش: وكانت سرة الدنيا في أيدي النبط، واعتبر ذلك أن الفرات ودجلة
ينصبان من الشام والجزيرة، ولا ينتفع بهما حتى يأتيا بلادهم فيفجرونهما في كل
موضع، ثم يسوقون بقيتهما إلى البحر. قال: وكان ملكهم ألف سنة، وانما سموا نبطا "
لأنهم أنبطوا الأرض وحفروا الأنهار العظام. منها الصراة العظمى، ونهر أبا، ونهر
سورا، ونهر الملك، حفر الصراة العظمى فيروز حشنش، وحفر نهر أبا أبا بن
الصامغان، وحفر نهر الملك أفقورشه وكان آخر ملوك النبط، ملك مائتي سنة. قال:
ثم وليت فارس فحفروا الأنهار الصغار، كوثا والصراة الصغرى التي عليها قصر ابن
هبيرة وكل سيب بالعراق، ثم حفروا النهروان. قال: وكان يقال له نهرواي لأنه إذا
قل ماؤه عطش أهله، وإذا كثر ماؤه غرقوا.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي وأبو القاسم علي
ابن محمد بن علي بن يعقوب الإيادي وأبو علي الحسن بن أحمد وإبراهيم بن شاذان
البزار. قال الأيادي: حدثنا. وقالا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال
نبأنا محمد بن إسماعيل السلمي قال نبأنا سعيد بن سابق - زاد بن المنذر وابن شاذان
- أبو عثمان من أهل رشيد. ثم اتفقوا. قال: حدثني مسلمة بن علي عن مقاتل بن
حبان عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل الله من الجنة إلى الأرض
79

خمسة أنهار، سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما
نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله تعالى من عين واحدة من عيون الجنة
من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل، فاستودعها الجبال وأجراها في
الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله تعالى: (وأنزلنا
من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) [المؤمنون 18]. فإذا كان عند خروج
يأجوج ومأجوج: أرسل الله تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن - زاد بن المنذر وابن
شاذان - والعلم كله. ثم اتفقوا: والحجر من ركن البيت، ومقام إبراهيم، وتابوت
موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كل ذلك إلى السماء. فذلك قوله تعالى:
(وإنا على ذهاب به لقادرون) [المؤمنون 18]. فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض
فقد أهلها خير الدين وخير الدنيا. وقال الأيادي: خير الدنيا والآخرة)).
* * *
باب تعريب اسم بغداد
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر الكوفي النحوي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا محمد بن خلف قال
حدثني محمد بن أبي علي عن محمد بن أبي السري عن بن الكلبي قال: إنما سميت
بغداد بالفرس لأنه أهدي لكسرى خصي من المشرق فأقطعه بغداد، وكان لهم صنم
يعبدونه بالمشرق يقال له: البغ فقال: بغ داد. يقول: أعطاني الصنم. والفقهاء
يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، وسماها أبو جعفر مدينة السلام لأن دجلة كان
يقال لها وادي السلام.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى وأخبرنا الجوهري قال أنبأنا
محمد بن العباس قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن المنادى. قال حدثني أبو موسى
هارون بن علي بن الحكم المقرئ المعروف بالمزوق قال نبأنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري قال نبأنا داود بن منصور قاضي المصيصة: أن رجلا ذكر عند عبد العزيز بن
أبي رواد بغداد فسأله عن معنى هذا الاسم. فقال: بغ بالفارسية صنم وداد عطيته.
80

أخبرنا عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها قال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي قال أنبأنا أبو عبد الرحمن بن عتيك قال نبأنا يحيى بن ساسويه قال نبأنا
أبو عبد الرحمن أحمد بن محمد بن حميد بن سليمان بن حفص بن عبد الله بن أبي
جهم بن حذيفة العدوي المدني قال حدثني أسمر بن سورة المجاشعي الدارمي
من أهل فارس قال حدثني كرماني بن عمرو الأزدي أخو معاوية بن عمرو
صاحب زايدة قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول: لا يقال بغداذ بالذال فان
بغ شيطان وداذ عطيته، وإنها شرك. ولكن تقول بغداد، وبغدان كما تقول
العرب.
أخبرنا بن أبي علي المعدل قال أنبأنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال أنبأنا عبيد
الله بن أحمد بن بكير التميمي قال أنبأنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال: كان
الأصمعي لا يقول بغداذ، وينهى عن ذاك ويقول مدينة السلام، لأنه سمع في الحديث
أن بغ صنم وداذ عطيته بالفارسية كأنها عطية الصنم.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال نبأنا أبو سهل أحمد
ابن محمد بن عبد الله بن زياد قال قال المبرد قال الثوري عن أبي عبيدة وأبي زيد
وأشك في الأصمعي يقال: بغداذ، وبغداد، ومغدان، وبغدان.
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى وأخبرنا الجوهري قال أنبأنا
محمد بن العباس قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد أبو الحسين قال حدثني أبو
جعفر محمد بن فرج النحوي البغدادي قال أنبأنا سلمة بن عاصم عن أبي زكريا
يحيى بن زياد الفراء مولى بني عبس قال، يقال: بغداد بالباء والدال. ويقال بغدان
أيضا " بالباء في أولها والنون في آخرها، ومغدان بالميم أولا وبالنون آخرا ". قال أبو
الحسين: وذلك كله راجع إلى ما فسره بن أبي دواد: أنه عطية الصنم، وربما قيل عطية
الملك.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل
قال نبأنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري. قال وقوله: هذه بغداد أصل هذا الاسم
للأعاجم، والعرب تختلف في لفظه إذ لم يكن أصله من كلامها، ولا اشتقاقه من
لغاتها. وبعض الأعاجم يزعم: أن تفسيره بالعربية بستان رجل، فبغ بستان، وداذ
رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم صنم كان لبعض الفرس يعبده، وداذ رجل، ولذلك
81

كره جماعة من الفقهاء أن تسمى هذه المدينة بغداذ لعله اسم الصنم وسميت مدينة
السلام لمقاربتها دجلة. وكانت دجلة تسمى قصر السلام، فمن العرب من يقول:
بغدان بالباء والنون، وبعضهم يقول: بغداد بالباء والدالين، وهاتان اللغتان هما
السائرتان في العرب المشهورتان.
أنشدنا أبو بكر المخزومي في مجلس أبي العباس - يعني ثعلبا ".
قل للشمال التي هبت مزعزعة * تذري مع الليل شفانا " بصراد
أقرأ سلاما " على نجد وساكنه * وحاضر باللوي إن كان أو بادي
سلام مغترب بغداد منزله * ان أنجد الناس لم يهمم بإنجاد
قال أبو بكر بن الأنباري: وأنشدنا أبو شعيب قال أنشدنا يعقوب بن السكيت:
لعمرك لولاها شم ما تفرقت * ببغدان في نوغايه القدمان
قال وقال الآخر:
يا ليلة حرس الدجاج طويلة * ببغدان ما كانت عن الصبح تنجلي
قال وقال الآخر:
ألا يا غراب البين مالك واقفا * ببغدان لا تجلو وأنت صحيح
فقال غراب البين وانهل دمعه * نقضي لبانات لنا ونروح
ألا إنما بغدان سجن إقامة * أراحك من سجن العذاب مريح
قال أبو بكر وأنشدني أبي قال أنشدني أبو عكرمة:
ترحل فما بغداد دار إقامة * ولا عند من أضحى ببغداد طائل
محل ملوك سمنهم في أديمهم * فكلهم من حلية المجد عاطل
زادني القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله ها هنا بيتا "
ذكر لي أن أبا الفضل محمد بن الحسن بن المأمون أخبرهم به عن ابن الأنباري هو:
سوى معشر قلوا وجل قليلهم * يضاف إلى بذل الندا وهو باخل
ثم رجعنا إلى رواية بن سويد:
ولا غرو إن شلت يد المجد والعلا * وقل سماح من رجال ونائل
إذا غضغض البحر الغطامط ماءه * فليس عجيبا " أن تغيض الجداول
82

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال أنبأنا أبو الحسين
إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الكاذي الزاهد قال أنشدنا أحمد بن يحيى
- يعني ثعلبا ":
ترحل فما بغداذ دار إقامة * ولا عند من أضحى ببغداذ طائل
قال الشيخ أبو بكر: هكذا في أصل كتابي عن ابن بشران بغداذ بالذال المعجمة في
الموضعين ثم ساق بقية الأبيات مثل ما تقدم عن بن سويد.
أخبرنا علي بن أبي علي قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد قال نبأنا أبو بكر بن
الأنباري قال أخبرني أبي قال أنبأنا الطوسي وابن الحكم عن اللحياني قال يقال:
بغدان، ومغدان، للمجانسة التي بين الباء والميم كما يقال: باسمك وما سمك،
وعذاب لازم ولازب في حروف كثيرة، وبعضهم يقول: بغداذ بالذال وهي أشد
اللغات وأقلها.
قال أبو بكر: وأنشدني أبي قال أنشدنا الطوسي، وابن الحكم عن اللحياني لأعرابي
يمدح الكسائي:
ومالي صديق ناصح أغتدي له * ببغداذ إلا أنت بر موافق
قال وقال الآخر:
بغداد سقيا لك من بلاد * يا دار دار الأنس والإسعاد
بدلت منك وحشة البوادي * وقطع واد وورود واد
قال أبو بكر بن الأنباري: وبغداد في جميع اللغات تذكر وتؤنث. فيقال: هذه
بغدان وهذا بغدان.
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبيد الله الصيرفي قال نبأنا عبيد الله بن أحمد بن
يعقوب المقرئ قال نبأنا أبو القاسم المظفر بن عاصم بن أبي الأغر قال: دخلت إلى
بغداد وهي أجمة ليس فيها الا كوخ واحد وفيه رجل من الأولين ينظر مبقلة له، فلما
أن جاء المنصور ووضع الأساس. قال: ما اسم هذا الموضع؟ قالوا: لا ندري، ها هنا
رجل من الأولين سله، فبعث إليه فقال له: ما اسمك؟ فقال: اسمي داذ، فقال له:
وما يقال لهذا الموضع؟ فقال: هذا باغ لي - يعني البستان. فقال: سموه باغ لداذ،
فسميت بغداذ.
83

قال الشيخ أبو بكر: والمحفوظ أن هذا الاسم كان يعرف به الموضع قديما " قبل أبي
جعفر المنصور، وقول ابن أبي الأغر هذا: أن المنصور هو الذي سمي الموضع بغداذ لم
يتابعه عليه أحد، والله أعلم.
* * *
باب من أخبار أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال نبأنا أبو
الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي قال نبأنا أبو قلابة الرقاشي.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال أنبأنا أحمد بن
سلمان النجاد قال أنبأنا أبو قلابة الرقاشي قراءة عليه قال نبأنا أبو ربيعة قال نبأنا
عوانة عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((منا السفاح،
ومنا المنصور، ومنا المهدي)). قال النجاد: هكذا قرأه علينا أبو قلابة مرفوعا ".
قال الشيخ أبو بكر: وكذلك رواه يحيى بن غيلان عن أبي عوانة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان قال: نبأنا محمد بن الفرج الأزرق قال نبأنا يحيى بن غيلان قال نبأنا أبو عوانة
عن الأعمش عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((منا
السفاح والمنصور والمهدى)).
حدثني الحسن بن أبي طالب قال حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث ومحمد بن علي بن سهل الزعفراني ومحمد بن الحسين بن
حميد بن الربيع الخزاز.
وأخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن المظفر الحافظ قال نبأنا أبو سهل
محمد بن علي الزعفراني قالوا: نبأنا أحمد بن راشد الهلالي قال نبأنا سعيد بن خيثم
عن حنظلة عن طاووس عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية،
قالت مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر فقال: ((يا أم الفضل إنك حامل بغلام)). قالت:
84

يا رسول الله، وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء؟ قال: ((هو ما أقول لك،
فإذا وضعتيه فائتيني به)). قالت: فلما وضعته أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه
اليمنى وأقام في أذنه اليسرى. وقال: ((اذهبي بأبي الخلفاء)). قالت: فأتيت العباس
فأعلمته فكان رجلا جميلا لباسا " فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام إليه فقبل
بين عينيه ثم اقعده عن يمينه. ثم قال: ((هذا عمى فمن شاء فليباه بعمه)) قال: يا رسول
الله بعض هذا القول. فقال: ((يا عباس لم لا أقول هذا القول؟ وأنت عمى وصنو أبي
وخير من أخلف بعدي من أهلي)). فقلت: يا رسول الله ما شئ أخبرتني به أم
الفضل من مولودنا هذا؟ قال: ((نعم! يا عباس، إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة
فهي لك ولولدك، منهم السفاح، ومنهم المنصور، ومنهم المهدى)) - لفظ حديث
الحسن.
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال
نبأنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي قال نبأنا نعيم بن حماد قال نبأنا الوليد بن
مسلم عن شيخ عن يزيد بن الوليد الخزاعي عن كعب. قال المنصور والمهدي
والسفاح من ولد العباس.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا أحمد بن سلمان الفقيه قال نبأنا أبو قلابة
الرقاشي قال نبأنا علي بن الجعد قال أنبأنا زهير بن معاوية عن ميسرة - يعنى ابن
حبيب - عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير. قال: كنا عند ابن عباس فذكرنا
المهدي وكان منضجعا "، فاستوى جالسا " فقال: منا السفاح، ومنا المنصور، ومنا
المهدي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال نبأنا أبو الحسين
علي بن عمر بن أحمد الحافظ قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن
موسى الهاشمي قال حدثني أبي عبد الصمد قال حدثني أبي موسى بن محمد بن
إبراهيم الإمام عن أبيه محمد بن إبراهيم. قال: قال المنصور يوما ونحن جلوس عنده:
أتذكرون رؤيا كنت رأيتها ونحن بالشراة.
فقالوا: يا أمير المؤمنين ما نذكرها. فغضب من ذلك. وقال: كان ينبغي لكم أن
85

تثبتوها في ألواح الذهب وتعلقوها في أعناق الصبيان. فقال عيسى بن علي: إن كنا
قصرنا في ذلك فنستغفر الله يا أمير المؤمنين، فليحدثنا أمير المؤمنين بها. قال: نعم:
رأيت كأني في المسجد الحرام، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة وبابها مفتوح،
والدرجة موضوعة، وما أفقد أحدا " من الهاشميين ولا من القرشيين، إذا مناد ينادي:
أين عبد الله؟ فقام أخي العباس يتخطى الناس حتى صار على الدرجة، فأخذ بيده
فأدخل البيت فما لبث أن خرج علينا ومعه قناة عليها لواء قدر أربع أذرع أو أرجح
فرجع حتى خرج من باب المسجد. ثم نودي أين عبد الله؟ فقمت أنا وعبد الله بن
علي نستبق حتى صرنا إلى الدرجة فجلس، وأخذ بيدي فأصعدت فأدخلت الكعبة،
وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أبو بكر وعمر وبلال. فعقد لي وأوصاني بأمته
وعممني، فكان كورها ثلاثة وعشرين كورا ". وقال: خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم
القيامة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي
قيس الرفا قال نبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن
صالح قال حدثني أبو مسعود الرياحي قال حدثني عبيد الله بن العباس. قال ولد أبو
جعفر سنة خمسة وتسعين.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني حمدون بن سعد المؤذن. قال: رأيت أبا جعفر يخطب
على المنبر معرق الوجه، يخضب بالسواد، وكان أسمر طويلا نحيفا " خفيف العارضين،
وأمه أم ولد يقال لها سلامة.
أخبرنا محمد بن علي الوراق قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران قال أنبأنا أبو
بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول الصولي النديم. قال:
توفي المنصور. بمكة وكان حاجا " في سنة ثمان وخمسين ومائة، ودفن ما بين الحجون وبئر
ميمون بن الحضرمي، وله يوم توفي أربع وستون سنة.
قال: الصولي: ويروى أنه ولد سنة خمس وتسعين في اليوم الذي مات فيه الحجاج.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال نا عمر بن محمد بن الزيات إملاء قال نا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.
86

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد البزار - واللفظ له - قال أنبأنا محمد بن
المظفر الحافظ قال نبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم قال نا الحارث بن محمد. قالا
نبأنا منصور بن أبي مزاحم قال حدثني أبو سهل الحاسب قال حدثني طيفور مولى
أمير المؤمنين. قال: حدثتني سلامة أم أمير المؤمنين قالت: لما حملت بأبي جعفر، رأيت
كأنه خرج من فرجي أسد فزأر ثم أقعى فاجتمعت حوله الأسد، فكلما انتهى إليه
أسد سجد له.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عروة بن الجراح قال
نبأنا أبو بكر الصولي قال قال رجل من ولد الربيع: لما أراد أبو جعفر أن يبنى لنفسه،
كان يؤتى من كل مدينة بتراب فيعفنه فيصير عقارب وهواما، حتى أتى بتربة بغداد
فخرج صرارات، وأتى الخلد فنظر إلى دجلة والفرات فأعجبه، فرآه راهب كان هناك
وهو يقدر بناءها. فقال: لا تتم، فبلغه فأتاه. فقال: نعم نجد في كتبنا أن الذي يبنيها
ملك يقال له مقلاص. قال أبو جعفر: كانت والله أمي تلقبني في صغري مقلاصا ".
* * *
باب ذكر خبر بناء مدينة السلام
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل [التنوخي] قال أنبأنا طلحة بن محمد بن
جعفر قال أخبرني محمد بن جرير إجازة: أن أبا جعفر المنصور بويع له سنة ست
وثلاثين ومائة، وأنه ابتدأ أساس المدينة سنة خمس وأربعين ومائة، واستتم البناء سنة
ست وأربعين ومائة، وسماها مدينة السلام.
قال الشيخ أبو بكر [الخطيب] وبلغني أن المنصور لما عزم على بنائها، أحضر
المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والعلم بالذرع والمساحة وقسمة الأرضين، فمثل لهم
87

صفتها التي في نفسه، ثم أحضر الفعلة والصناع من النجارين والحفارين والحدادين
وغيرهم، فأجرى عليهم الأرزاق، وكتب إلى كل بلد في حمل من فيه ممن يفهم شيئا "
من أمر البناء، ولم يبتدئ في البناء حتى تكامل بحضرته من أهل المهن والصناعات
ألوف كثيرة، ثم اختطها وجعلها مدورة ". ويقال: لا يعرف في أقطار الدنيا كلها مدينة
مدورة سواها، ووضع أساسها في وقت اختاره له نوبخت المنجم.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر النحوي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال قال محمد بن خلف أنبأني
محمد بن موسى القيسي عن محمد بن موسى الخوارزمي الحاسب: أن أبا جعفر
تحول من الهاشمية إلى بغداد، وأمر ببنائها ثم رجع إلى الكوفة بعد مائة سنة وأربع
وأربعين سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام من الهجرة. قال: وفرغ أبو جعفر من بنائها
ونزلها مع جنده وسماها مدينة السلام بعد مائة سنة وخمس وأربعين سنة وأربعة
أشهر وثمانية أيام من الهجرة.
قال محمد بن خلف قال الخوارزمي: واستتم حائط بغداد وجميع عملها بعد مائة
سنة وثمان وأربعين سنة وستة أشهر وأربعة أيام من الهجرة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه النحوي قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال: سنة ست وأربعين ومائة، فيها فرغ
أبو جعفر من بناء مدينة السلام ونزوله إياها، ونقل الخزائن وبيوت الأموال والدواوين
إليها.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا أبو
عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي قال: حكى عن بعض المنجمين قال: قال
لي المنصور - لما فرغ من مدينة السلام: خذ الطالع. فنظرت في طالعها وكان المشتري
في القوس، فأخبرته بما تدل عليه النجوم من طول زمانها وكثرة عمارتها وانصباب
الدنيا إليها، وفقر الناس إلي ما فيها، ثم قلت له. وأبشرك يا أمير المؤمنين أكرمك الله
بخلة أخرى من دلائل النجوم، لا يموت فيها خليفة من الخلفاء أبدا ": فرأيته تبسم لذلك
88

ثم قال: الحمد الله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فلذلك قال
عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفي عند تحول الخلفاء من بغداد:
أعاينت في طول من الأرض والعرض * كبغداد دارا " إنها جنة الأرض
صفا العيش في بغداد وأخضر عوده * وعيش سواها غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها * مرئ وبعض الأرض امرأ من بعض
قضى ربها أن لا يموت خليفة * بها إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب ولن ترى * غريبا " بأرض الشام يطمع في غمض
فان خربت بغداد منهم بقرضها * فما أسلفت إلا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى * فما أصبحت أهلا " لهجر ولا بغض
وقد رويت هذه الأبيات لمنصور النمري، والله أعلم.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا أبو جعفر محمد
ابن محمد مولى بني هاشم - يعرف بابن متيم - قال نا أحمد بن عبيد الله بن عمار.
قال قال أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح: ولم يمت بمدينة السلام خليفة مذ
بنيت إلا محمد الأمين، فإنه قتل في شارع باب الأنبار وحمل رأسه إلى طاهر بن
الحسين وهو في معسكره بين بطاطيا وباب الأنبار. فأما المنصور: وهو الذي بناها
فمات حاجا وقد دخل الحرم، ومات المهدى بماسبذان، ومات الهادي بعيساباذ،
ومات هارون بطوس، ومات المأمون بالبذندون من بلاد الروم وحمل فيما قيل إلى
طرطوس فدفن بها، ومات المعتصم بسر من رأى. وكل من ولي الخلافة بعده من
ولده وولد ولده إلا المعتمد والمعتضد والمكتفي فإنهم ماتوا بالقصور من الزندورد
فحمل المعتمد ميتا " إلى سر من رأى، ودفن المعتضد في موضع من دار محمد بن عبد
الله بن طاهر، المكتفي في موضع من دار بن طاهر.
قال الشيخ أبو بكر: ذكرت هذا الخبر للقاضي أبى القاسم علي بن المحسن
التنوخي رحمه الله. فقال: محمد الأمين أيضا " لم يقتل في المدينة، وانما كان قد نزل في
سفينة إلى دجلة ليتنزه فقبض عليه في وسط دجلة وقيل هناك ذكر ذلك الصولي وغيره.
وقال أحمد بن يعقوب الكاتب: قتل الأمين خارج باب الأنبار عند بستان طاهر.
قال الشيخ: عدنا إلى خبر بناء مدينة السلام.
* * *
89

ذكر خط مدينة المنصور وتحديدها
ومن جعل إليه النظر في ترتيبها
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد بن الفلو الواعظ قال أنبأنا جعفر بن
محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي قال حدثني أبو الفضل العباس بن أحمد الحداد،
قال سمعت أحمد [بن] البربري يقول: مدينة أبى جعفر ثلاثون ومائة جريب،
خنادقها وسورها ثلاثون جريبا "، وأنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف، وبنيت في سنة
خمس وأربعين ومائة.
وقال أبو الفضل حدثني أبو الطيب البزار قال قال لي خالي - وكان قيم بدر - قال
لنا بدر غلام المعتضد: قال أمير المؤمنين: انظروا كم هي مدينة أبى جعفر؟ فنظرنا
وحسنا فإذا هي ميلين مكسر في ميلين.
قال الشيخ أبو بكر: ورأيت في بعض الكتب أن أبا جعفر المنصور أنفق على مدينته
وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب، والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة
آلاف وثمانمائة وثلاثة وثمانين درهما "، مبلغها من الفلوس مائة ألف فلس وثلاثة
وعشرون ألف فلس. وذلك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل يومه بقيراط إلى خمس
حبات، والروزجاري يعمل بحبتين إلى ثلاث حبات.
قال أبو بكر الخطيب: وهذا خلاف ما تقدم ذكره من مبلغ النفقة على المدينة،
وأرى بين القولين تفاوتا " كثيرا "، والله أعلم.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزار قال نبأنا جعفر الخلدي إملاء
قال نبأنا الفضل بن مخلد الدقاق قال سمعت داود بن صعير بن شبيب بن رستم
البخاري، يقول: رأيت في زمن أبي جعفر كبشا " بدرهم، وحملا بأربعة دوانق، والتمر
ستين رطلا بدرهم، والزيت ستة عشر رطلا بدرهم، والسمن ثمانية أرطال بدرهم،
والرجل يعمل بالروزجار في السور كل يوم بخمس حبات.
90

قال الشيخ أبو بكر: وشبيه بهذا الخبر.
ما أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا الحسن
ابن سلام السواق قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين. يقول: كان ينادي على لحم
البقر في جبانة كندة تسعين رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستين رطلا بدرهم، ثم ذكر
العسل. فقال: عشرة أرطال، والسمن اثنى عشر رطلا. قال الحسن بن سلام: فقدمت
بغداد فحدثت به عفان فقال: كانت في تكتي قطعة فسقطت على ظهر قدمي
فأحسست بها، فاشتريت بها ستة مكاكيك دقيق الأرز.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب. قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر النحوي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا محمد بن خلف قال:
قال يحيي بن الحسن بن عبد الخالق: خط المدينة ميل في ميل، ولبنها ذراع في
ذراع.
قال محمد بن خلف: وزعم أحمد بن محمود الشروى أن الذي تولى الوقوف
على خط بغداد، الحجاج بن أرطاة وجماعة من أهل الكوفة. وزعم أبو النصر المروزي
أنه سمع أحمد بن حنبل يقول: بغداد من الصراة إلى باب التبن.
قال الشيخ أبو بكر: عنى أحمد بهذا القول مدينة المنصور وما لاصقها واتصل
ببنائها خاصة، لأن أعلى البلد قطيعة أم جعفر دونها الخندق، يقطع بينها وبين البناء
المتصل بالمدينة، وكذلك إلى أسفل البلد من محال الكرخ وما يتصل به يقطع بينه وبين
المدينة الصراة، وهذا حد المدينة وما اتصل بها طولا. فأما حد ذلك عرضا " فمن شاطئ
دجلة إلى الموضع المعروف الكبش والأسد، وكل ذلك كان متصل الأبنية متلاصق
الدور والمساكن، والكبش والأسد الآن صحراء مزروعة، وهي على مسافة من البلد،
وقد رأيت ذلك الموضع مرة " واحدة خرجت فيها لزيارة قبر إبراهيم الحربي وهو
مدفون هناك، فرأيت في الموضع أبياتا " كهيئة القرية يسكنها المزارعون والحطابون،
وعدت إلى الموضع بعد ذلك فلم أر فيه أثر المسكن.
وقال لي أبو الحسين هلال ابن المحسن الكاتب: حدثني أبو الحسن بشر بن علي
ابن عبيد النصراني الكاتب قال: كنت أجتاز بالكبش والأسد مع والدي، فلا أتخلص
في أسواقها من كثرة الزحمة.
91

بلغني عن محمد بن خلف - وكيع: أن أبا حنيفة النعمان بن ثابت، كان يتولى
القيام بضرب لبن المدينة وعدده حتى فرغ من استتمام بناء حائط المدينة مما يلي
الخندق. وكان أبو حنيفة يعد اللبن بالقصب، وهو أول من فعل ذلك فاستفاده الناس
منه.
وذكر محمد بن إسحاق البغوي: أن رباحا " البناء حدثه - وكان ممن تولى بناء سور
مدينة المنصور - قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة إلى الباب الآخر ميل، وفى
كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنتان وستون ألف لبنة من اللبن
الجعفري، فلما بنينا الثلث من السور لقطناه، فصيرنا في الساف مائة ألف لبنة وخمسين
ألف لبنة، فلما جاوزنا الثلثين لقطناه، فصيرنا في الساف مائة ألف لبنة وأربعين ألف
لبنة إلى أعلاه.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب. قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر النحوي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا محمد بن خلف قال قال ابن
الشروي: هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة، فوجدنا فيها لبنة مكتوب
عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا. قال: فوزناها فوجدناها كذلك.
قال محمد بن خلف. قالوا: وبنى المنصور مدينته وبنى لها أربعة أبواب، فإذا جاء
أحد من الحجاز دخل من باب الكوفة، وإذا جاء من المغرب دخل من باب
الشام، وإذا جاء أحد من الأهواز والبصرة وواسط واليمامة والبحرين دخل من باب
البصرة، وإذا جاء الجائي من المشرق دخل من باب خراسان. وذكر باب خراسان
كان قد سقط من الكتاب فلم يذكره محمد بن جعفر عن السكوني وإنما استدركناه
من رواية غيره.
وجعل - يعنى المنصور - كل باب مقابلا للقصر وبنى على كل باب قبة، وجعل
بين كل بابين ثمانية وعشرين برجا "، إلا بين باب البصرة وباب الكوفة فإنه يزيد
92

واحدا "، وجعل الطول من باب خراسان إلى باب الكوفة ثمانمائة ذراع، ومن باب
الشام إلى باب البصرة ستمائة ذراع، ومن أول باب المدينة إلى الباب الذي يشرع إلى
الرحبة خمسة أبواب حديد.
وذكر وكيع فيما بلغني عنه: أن أبا جعفر بنى المدينة مدورة لأن المدورة لها معان
سوى المربعة، وذلك المربعة إذا كان الملك في وسطها كان بعضها أقرب إليه من
بعض، والمدور من حيث قسم كان مستويا لا يزيد هذا على هذا ولا هذا على هذا،
وبنى لها أربعة أبواب، وعمل عليها الخنادق وعمل لها سورين وفصيلين بين كل
بابين فصيلان، والسور الداخل أطول من الخارج. وأمر ألا يسكن تحت السور الطويل
الداخل أحد ولا يبنى منزلا، وأمر أن يبنى الفصيل الثاني مع السور النازل لأنه
أحصن للسور، ثم بنى القصر والمسجد الجامع.
وكان في صدر قصر المنصور: إيوان طوله ثلاثون ذراعا "، وعرضه عشرون ذراعا "،
وفى صدر الإيوان مجلس عشرون ذراعا " في عشرين ذراعا "، وسمكه عشرون ذراعا "،
وسقفه قبة وعليه مجلس مثله فوقه القبة الخضراء، وسمكه إلى أول حد عقد القبة
عشرون ذراعا "، فصار من الأرض إلى رأس القبة الخضراء ثمانين ذراعا "، وعلى رأس
القبة تمثال فرس عليه فارس. وكانت القبة الخضراء ترى من أطراف بغداد.
حدثني القاضي أبو القاسم التنوخي قال: سمعت جماعة من شيوخنا يذكرون أن
القبة الخضراء كان على رأسها صنم على صورة فارس في يده رمح، فكان السلطان
إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد الرمح نحوها، علم أن بعض
الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيا قد
نجم تلك الجهة، أو كما قال.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد القاضي قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: سقط
رأس القبة الخضراء خضراء أبى جعفر المنصور التي في قصره بمدينته يوم الثلاثاء لسبع
خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكان ليلتئذ مطر عظيم ورعد
هائل وبرق شديد، وكانت هذه القبة تاج بغداد وعلم البلد ومأثرة من مآثر بني
العباس عظيمة، بنيت أول ملكهم وبقيت إلى هذا الوقت [إلى آخر أمر الواثق]
فكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة.
93

قال وكيع فيما بلغني عنه: أن المدينة مدورة عليها سور مدور، قطرها من باب
خراسان إلى باب الكوفة ألفا ذراع ومائتا ذراع، ومن باب البصرة إلى باب الشام ألفا
ذراع ومائتا ذراع، وسمك ارتفاع هذا السور الداخل وهو سور المدينة في السماء
خمسة وثلاثون ذراعا "، وعليه أبرجة سمك كل برج منها فوق السور خمسة أذرع،
وعلى السور شرف. وعرض السور من أسفله نحو عشرين ذراعا ". ثم الفصيل بين
السورين وعرضه ستون ذراعا "، ثم السور الأول وهو سور الفصيل ودونه خندق،
وللمدينة أربعة أبواب: شرقي وغربي وقبلي وشمالي لكل باب منها بابان باب دون
باب، بينهما دهليز ورحبة يدخل إلى الفصيل الدائر بين السورين، فالأول باب
الفصيل، والثاني باب المدينة، فإذا دخل الداخل من باب خراسان الأول عطف على
يساره في دهليز أزج معقود بالآجر والجص، عرضه عشرون ذراعا " وطوله ثلاثون
ذراعا "، المدخل إليه في عرضه والمخرج منه من طوله يخرج إلى رحبة مادة إلى الباب
الثاني طولها ستون ذراعا " وعرضها أربعون ذراعا "، ولها في جنبتيها حائطان من الباب
الأول إلى الباب الثاني، في صدر هذه الرحبة في طولها الباب الثاني وهو باب المدينة،
وعن يمينه وشماله في جنتي هذه الرحبة بابان إلى [الفصيلين] فالأيمن يؤدي إلى
فصيل باب الشام، والأيسر يؤدي إلى فصيل باب البصرة، ثم يدور من باب البصرة
إلى باب الكوفة، ويدور الذي انتهى إلى باب الشام إلى باب الكوفة، على نعت واحد
وحكاية واحدة، والأبواب الأربعة على صورة واحدة، في الأبواب والفصلان
والرحاب والطاقات. ثم الباب الثاني وهو باب المدينة وعليه السور الكبير الذي
وصفنا، فيدخل من الباب الكبير إلى دهليز أزج معقود بالآجر والجص طوله عشرون
ذراعا "، وعرضه اثني عشر ذراعا "، وكذلك سائر الأبواب الأربعة، وعلى كل أزج من
آزاج هذه الأبواب مجلس له درجة على السور يرتقي إليه منها، على هذا المجلس قبة
عظيمة ذاهبة في السماء سمكها خمسون ذراعا " مزخرفة، وعلى رأس كل قبة منها
تمثال تديره الريح لا يشبه نظائره.
وكانت هذه القبة مجلس المنصور إذا أحب النظر إلى الماء وإلى من يقبل من ناحية
خراسان. وقبة على باب الشام كانت مجلس المنصور إذا أحب النظر إلى الأرباض وما
والاها. وقبة على باب البصرة كانت مجلسه إذا أحب النظر إلى الكرخ ومن أقبل من
94

تلك الناحية. وقبة على باب الكوفة كانت مجلسه إذا أحب النظر إلى البساتين
والضياع. وعلى كل باب من أبواب المدينة الأوائل والثواني باب حديد عظيم جليل
المقدار كل باب منها فردان.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب. قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا محمد بن خلف قال قال أحمد
ابن الحارث عن العتابي: أن أبا جعفر نقل الأبواب من واسط، وهي أبواب الحجاج.
وأن الحجاج وجدها على مدينة كان بناها سليمان بن داود عليهما السلام بإزاء
واسط، كانت تعرف بزندورد، وكانت خمسة. وأقام على باب خراسان بابا " جئ به
من الشام من عمل الفراعنة، وعلى باب الكوفة الخارج بابا " جئ به من الكوفة من
عمل [خالد] القسري، وعمل هو لباب الشام بابا " فهو أضعفها. وابتنى قصره الذي
يسمى الخلد على دجلة، وتولى ذلك أبان بن صدقة والربيع، وأمر أن يعقد الجسر عند
باب الشعير، وأقطع أصحابه خمسين في خمسين.
قال الشيخ أبو بكر: إنما سمى قصر المنصور الخلد تشبيها له بجنة الخلد، وما يحويه
من كل منظر رائق، ومطلب فائق وغرض غريب، ومراد عجيب. وكان موضعه
وراء باب خراسان، وقد اندرس الآن فلا عين له ولا أثر.
حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني أبو الحسن علي
ابن عبيد الزجاج الشاهد - وكان مولده في شهر رمضان من سنة أربع وتسعين
ومائتين - قال: أذكر في سنة سبع وثلاثمائة، وقد كسرت العامة الحبوس بمدينة
المنصور، فأفلت من كان فيها، وكانت الأبواب الحديد التي للمدينة باقية، فغلقت
وتتبع أصحاب الشرط من أفلت من الحبوس، فأخذوا جميعهم حتى لم يفتهم منهم
أحد.
قال الشيخ أبو بكر: عدنا إلى كلام وكيع المتقدم.
قال: ثم يدخل من الدهليز الثاني إلى رحبة مربعة عشرون ذراعا " في مثلها، فعلى
يمين الداخل إليها طريق وعلى يساره طريق، يؤدي الأيمن إلى باب الشام والأيسر إلى
باب البصرة. والرحبة كالرحبة التي وصفنا، ثم يدور هذا الفصيل على سائر الأبواب
95

بهذه الصورة، وتشرع في هذا الفصيل أبواب السكك، وهو فصيل ماد مع السور،
وعرض كل فصيل من هذه الفصلان من السور إلى أفواه السكك خمس وعشرون
ذراعا "، ثم يدخل من الرحبة التي وصفنا إلى الطاقات، وهي ثلاثة وخمسون طاقا " سوى
طاق المدخل إليها من هذه الرحبة، وعليه باب ساج كبير فردين، وعرض الطاقات
خمس عشرة ذراعا "، وطولها من أولها إلى الرحبة التي بين هذه الطاقات و الطاقات
الصغرى مائتا ذراع، وفي جنبتي الطاقات بين كل طاقين منها غرف كانت للمرابطة،
وكذلك لسائر الأبواب الباقية، فعلى هذه الصفة سواء، ثم يخرج من الطاقات إلى
رحبة مربعة عشرون ذراعا " في عشرين ذراعا "، فعن يمينك طريق يؤدي إلى نظيرتها من
باب الشام، ثم تدور إلى نظيرتها من باب الكوفة ثم إلى نظيرتها من باب البصرة.
ثم نعود إلى وصفنا لباب خراسان: كل واحدة منهن نظيرة لصواحباتها، وفي هذا
الفصيل تشرع أبواب لبعض السكك وتجاهك الطاقات الصغرى التي تلي دهليز المدينة
الذي منه يخرج إلى الرحبة الدائرة حول القصر والمسجد.
حدثني علي بن المحسن قال قال لي القاضي أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي:
انبثق البثق من قبتين وجاء الماء الأسود فهدم طاقات باب الكوفة، ودخل المدينة فهدم
دورنا فخرجنا إلى الموصل وذلك في سني نيف وثلاثين وثلاثمائة، وأقمنا بالموصل سنين
عدة ثم عدنا إلى بغداد فسكنا طاق العكي.
قال الخطيب الحافظ: بلغني عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ. قال: قد رأيت
المدن العظام، والمذكورة بالاتقان والاحكام، بالشامات وبلاد الروم وفي غيرهما من
البلدان، فلم أر مدينة قط أرفع سمكا "، ولا أجود استدارة، ولا أنبل نبلا، ولا أوسع
أبوابا "، ولا أجود فصيلا، من الزوراء. وهي مدينة أبي جعفر المنصور. كأنما صبت في
قالب وكأنما أفرغت إفراغا، والدليل على أن اسمها الزوراء قول سلم الخاسر:
أين رب الزوراء إذ قلدته ال‍ * ملك عشرين حجة واثنتان
أخبرنا الحسين بن المؤدب قال أخبرني إبراهيم بن عبد الله الشطي قال نبأنا
أبو إسحاق الهجيمي قال نبأنا محمد بن القاسم أبو العيناء قال قال الربيع: قال لي
المنصور: يا ربيع هل تعلم في بنائي هذا موضعا " إن أخذني فيه الحصار خرجت خارجا "
منه على فرسخين، قال قلت: لا قال: بلى، قال في بنائي هذا ما إن أخذني فيه
الحصار خرجت خارجا " منه على فرسخين.
96

حدثت عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني. قال: دفع إلى
العباس بن العباس بن محمد بن عبد الله بن المغيرة الجوهري كتابا ذكر أنه بخط عبد
الله بن أبي سعد الوراق فكان فيه: حدثنا عبد الله بن محمد بن عياش التميمي
المروروذي قال سمعت جدي عياش بن القاسم يقول: كان على أبواب المدينة مما يلي
الرحاب ستور وحجاب، وعلى كل باب قائد. فكان على باب الشام سليمان بن
مجالد في ألف، وعلى باب البصرة أبو الأزهر التميمي في ألف، وعلى باب الكوفة
خالد العكي في ألف، وعلى باب خراسان مسلمة بن صهيب الغساني في ألف. وكان
لا يدخل أحد من عمومته - يعني عمومة المنصور - ولا غيرهم من هذه الأبواب إلا
راجلا، الا داود بن علي عمه فإنه كان منقرسا "، فكان يحمل في محفة. ومحمد المهدي
ابنه، وتكنس الرحاب، في كل يوم يكنسها الفراشون، ويحمل التراب إلى خارج
المدينة، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل
داخل الأبواب فلم يأذن له فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل
إلى الرحاب. فقال يا ربيع: بغال الروايا تصل إلى رحابي؟ فقال: نعم يا أمير
المؤمنين. فقال: تتخذ الساعة قنى بالساج من باب خراسان حتى تجئ إلى قصري
ففعل.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن
إبراهيم الشطي بجرجان قال نبأنا أبو إسحاق الهجيمي قال قال أبو العيناء: بلغني أن
المنصور جلس يوما " فقال للربيع: انظر من بالباب من وفود الملوك فادخله؟ قال: قلت
وافد من قبل ملك الروم. قال: أدخله. فدخل فبينا هو جالس عند أمير المؤمنين، إذ
سمع المنصور صرخة كادت تقلع القصر. فقال: يا ربيع، ينظر ما هذا؟ قال: ثم
سمع صرخة هي أشد من الأولى. فقال: يا ربيع، ينظر ما هذا؟ قال: ثم سمع صرخة
هي أشد من الأوليين فقال: يا ربيع اخرج بنفسك. قال فخرج الربيع ثم دخل. فقال:
يا أمير المؤمنين بقرة قربت لتذبح فغلبت الجازر وخرجت تدور في الأسواق، فأصغى
الرومي إلى الربيع يتفهم ما قال، ففطن المنصور لإصغاء الرومي. فقال: يا ربيع أفهمه
قال: فأفهمه. فقال الرومي: يا أمير المؤمنين، إنك بنيت بناء " لم يبنه أحد كان قبلك،
وفيه ثلاثة عيوب. قال: وما هي؟ قال: أما أول عيب فيه فبعده عن الماء ولا بد للناس
97

من الماء لشفاههم، وأما العيب الثاني فان العين خضرة وتشتاق إلى الخضرة وليس في
بنائك هذا بستان، وأما العيب الثالث فان رعيتك معك في بنائك وإذا كانت الرعية
مع الملك في بنائه فشا سره. قال: فتجلد عليه المنصور. فقال له: أما قولك في الماء
فحسبنا من الماء ما بل شفاهنا، وأما العيب الثاني فإنا لم نخلق للهو واللعب، وأما
قولك في سري فمالي سر دون رعيتي. قال ثم عرف الصواب فوجه بشميس
وخلاد - وخلاد، هو جد أبي العيناء - فقال: مدا لي قناتين من دجلة، واغرسوا لي
العباسية، وانقلوا الناس إلى الكرخ.
قال الشيخ أبو بكر: مد المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر
كرخايا الآخذ من الفرات، وجرهما إلى مدينته في عقود وثيقة من من أسفلها، محكمة
بالصاروج والآجر من أعلاها، وكانت كل قناة منهما تدخل المدينة وتنفذ في
الشوارع والدروب والأرباض، وتجري صيفا " وشتاء " لا ينقطع ماؤها في وقت، وجر
لأهل الكرخ وما اتصل به [نهرا " يقال له: نهر الدجاج، وانما سمي بذلك لأن
أصحاب الدجاج كانوا يقفون عنده، ونهرا " يقال له نهر القلائين حدثنا من أدركه
جاريا يلتقي في دجلة تحت الفرضة، ونهرا " يسمى نهر طابق، ونهرا " يقال له نهر البزازين فسمعت من يذكر أنه توضأ منه، و نهرا " في مسجد الأنباريين رأيته لا ماء فيه،
وقد تعطلت هذه الأنهار ودرس أكثرها حتى لا يوجد له أثر]. وأنهارا " نذكرها
بعد إن شاء الله تعالى.
* * *
خبر بناء الكرخ
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا
يعقوب بن سفيان قال: سنة سبع وخمسين ومائة فيها نقل أبو جعفر الأسواق من
المدينة الشرقية إلى باب الكرخ وباب الشعير والمحول، وهي السوق التي تعرف
98

بالكرخ وأمر ببنائها من ماله على يدي الربيع مولاه، وفيها وسع طرق المدينة
وأرباضها ووضعها على مقدار أربعين ذراعا "، وأمر بهدم ما شاع من الدور عن ذلك
القدر.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نا إبراهيم
ابن الحسن قال نا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي. قال: فلما دخلت سنة سبع
وخمسين، وكان أبو جعفر قد ولي الحسبة يحيى بن زكريا، فاستغوى العامة، وزين
لهم الجموع فقتله أبو جعفر بباب الذهب، وحول أسواق المدينة إلى باب الكرخ
وباب الشعير وباب المحول، وأمر ببناء الأسواق على يد الربيع، وأوسع الطرق. بمدينة
السلام وجعلها على أربعين ذراعا " وأمر بهدم ما شخص من الدور عن ذلك المقدار.
وفي سنة ثمان وخمسين بنى المنصور قصره على دجلة وسماه الخلد.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب. قالا: نا محمد بن جعفر
النحوي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال قال محمد بن خلف قال
الخوارزمي - يعني محمد بن موسى: وحول أبو جعفر الأسواق إلى الكرخ وبناها من
ماله بعد مائة سنة وست وخمسين سنة وخمسة أشهر وعشرين يوما "، ثم بدأ بعد ذلك
في بناء قصر الخلد على شاطئ دجلة بعد شهر واحد عشر يوما ".
قال محمد بن خلف: وأخبرني الحارث بن أبي أسامة قال: لما فرغ أبو جعفر
المنصور من مدينة السلام، وصير الأسواق في طاقات مدينته من كل جانب، قدم عليه
وفد ملك الروم، فأمر أن يطاف بهم في المدينة ثم دعاهم. فقال للبطريق: كيف رأيت
هذه المدينة؟ قال: رأيت أمرها كاملا إلا في خلة واحدة. قال: ما هي؟ قال:
عدوك يخترقها متى يشاء وأنت لا تعلم، وأخبارك مبثوثة في الآفاق لا يمكنك سترها.
قال: كيف؟ قال: الأسواق فيها والأسواق غير ممنوع منها أحد فيدخل العدو كأنه يريد أن يتسوق،
وأما التجار فإنها ترد الآفاق فيتحدثون بأخبارك، قال: فزعموا أنه أمر المنصور حينئذ
بإخراج الأسواق من المدينة إلى الكرخ، وأن يبنى ما بين الصراة إلى نهر عيسى، وولى
ذلك محمد بن حبيش الكاتب، ودعا المنصور بثوب واسع فحد فيه الأسواق، ورتب
كل صنف منها في موضعه. وقال: اجعلوا سوق القصابين في آخر الأسواق، فإنهم
99

سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع. ثم أمر أن يبنى لأهل الأسواق مسجد يجتمعون فيه
يوم الجمعة لا يدخلون المدينة ويفرد لهم ذلك، وقلد ذلك رجلا يقال له الوضاح بن
شبا فبنى القصر الذي يقال له: قصر الوضاح والمسجد فيه، وسميت الشرقية لأنها
شرقي الصراة، ولم يضع المنصور على الأسواق غلة حتى مات. فلما استخلف المهدي
أشار عليه أبو عبيد الله بذلك. فأمر فوضع على الحوانيت الخراج وولي ذلك سعيد
الخرسي سنة سبع وستين ومائة.
أخبرنا محمد بن علي وأحمد بن علي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر النحوي قال
نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال قال محمد بن خلف: كانت سوق دار البطيخ
قبل أن تنقل إلى الكرخ في درب يعرف بدرب الأساكفة، ودرب يعرف بدرب
الزيت، ودر يعرف بدرج العاج، فنقلت السوق إلى داخل الكرخ في أيام المهدي،
ودخل أكثر الدروب في الدور التي اشتراها أحمد بن محمد الطائي، وكانت القطائع
التي من جانب الصراة مما يلي باب المحول لعقبة بن جعفر بن محمد بن الأشعث من
ولد أهبان بن صيفي مكلم الذئب إقطاعا " من المنصور، ثم خرج عقبة على المأمون
فنهبت داره، ثم أقطعها المأمون ولد عيسى بن جعفر. وكانت الدور التي بني الخندق
مما يلي باب البصرة وشط الصراة وإزاء الدور الصحابة للأشاعثة، وهي دور آل حماد
بن زيد اليوم. وكانت دار جعفر بن محمد بن الأشعث الكندي مما يلي باب المحول
ثم صارت للعباس ابنه.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال نا أبو
عبيد الناقد قال نا محمد بن غالب قال سمعت عبد الرحمن بن يونس أبا مسلم
يذكر عن الواقدي، قال: الكرخ مفيض السفل.
قال الشيخ أبو بكر: إنما عنى الواقدي بقوله هذا مواضع من الكرخ مخصوصة
يسكنها الرافضة دون غيرهم، ولم يرد سائر نواحي الكرخ، والله أعلم.
أنشدنا الحسن بن بكر بن شاذان قال أنشدنا أبي قال أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم
ابن محمد بن عرفة نفطويه لنفسه:
سقى أربع الكرخ الغوادي بديمة * وكل ملث دائم الهطل مسبل
منازل فيها كل حسن وبهجة * وتلك لها فضل على كل منزل
100

خبر [بناء] الرصافة
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق وأحمد بن علي بن الحسين التوزي. قالا:
أنبأنا محمد بن جعفر التميمي النحوي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا
محمد بن خلف قال قال أحمد بن الشروي عن أبيه: قدم المهدي من المحمدية بالري
سنة إحدى وخمسين ومائة في شوال، ووفدت إليه الوفود وبنى له المنصور الرصافة،
وعمل لها سورا " وخندقا " وميدانا " وبستانا "، وأجرى لها الماء. قال محمد بن خلف
وقال يحيى بن الحسن: كان بناء المهدي بالرهوص إلا ما كان يسكنه هو، واستتم
بناء الرصافة وجميع ما فيها سنة تسع وخمسين ومائة، هكذا قال يحيى بن
الحسن.
وأخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني
قال: نبأنا محمد بن خلف قال نا الحارث بن أبي أسامة قال: فرغ من بناء الرصافة
سنة أربع وخمسين ومائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال حدثني محمد بن
موسى عن محمد بن أبي السري عن الهيثم بن عدي قال: لما بنى المهدي قصره
بالرصافة دخل يطوف فيه ومعه أبو البختري وهب بن وهب. قال فقال له: هل
تروي في هذا شيئا؟ قال: نعم: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ((خير صحونكم ما سافرت فيه أبصاركم)).
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بن البراء قال قال علي بن يقطين: خرجنا مع
المهدي فقال لنا يوما "، إني داخل ذلك البهو فنائم فيه فلا يوقظني أحد حتى استيقظ.
قال: فنام فما أنبهنا إلا بكاؤه، فقمنا فزعين فقلنا: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال:
أتاني الساعة آت في منامي شيخ والله لو كان في مائة ألف شيخ لعرفته، فأخذ
بعضادتي الباب وهو يقول:
كأني بهذا القصر قد باد أهله * وأوحش منه ركنه ومنازله
وصار عميد القوم من بعد بهجة * وملك إلى قبر عليه جنادله
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال نبأنا محمد بن عمران
101

المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني محمد بن موسى المنجم: أن
المعتصم وابن أبي داود اختلفا في مدينة أبي جعفر والرصافة أيهما أعلى. قال: فأمرني
المعتصم فوزنتهما، فوجدت المدينة أعلى من الرصافة بذراعين ونحو من ثلثي ذراع.
قال الشيخ أبو بكر: وربع الرصافة يسمى عسكر المهدي، وإنما سمي بذلك لأن
المهدي عسكر به عند شخوصه إلى الري.
* * *
ذكر محال مدينة السلام وطاقاتها وسككها ودروبها وأرباضها
ومعرفة من نسبت إليه. من ذلك: نواحي الجانب الغربي
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد وأحمد بن علي بن الحسين التوزي قالا: أنبأنا
محمد بن جعفر التميمي النحوي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا
محمد بن خلف وكيع قال: طاقات العكي، هو مقاتل بن حكيم أصله من الشام.
وطاقات الغطريف بن عطاء، وهو أخو الخيزران خال الهادي والرشيد ولي اليمن
ويقال إنه من بني الحارث بن كعب، وإن الخيزران كانت لسلمة بن سعيد اشتراها
من قوم قدموا من جرش مولدة، طاقات أبي سويد، اسمه الجارود مما يلي مقابر باب
الشام. ربض العلاء بن موسى، عند درب أبي حية. ربض أبي نعيم موسى بن صبيح
من أهل مرو عند يقال شيرويه ويقال: إن أبا نعيم خال الفضل بن الربيع.
قال الشيخ أبو بكر: يقال شيرويه: هو اسم موضع في هذا الربض. وربض أبي
عون عبد الملك بن يزيد، الدرب النافذ إلى درب طاهر. وربض أبي أيوب الخوزي،
وربض الترجمان يتصل بربض حرب: الترجمان بن بلخ.
مربعة شبيب بن روح المروروذي: كذا ذكر لي ابن مخلد وابن التوزي وإنما هو
شبيب بن أوج. قال ذلك: أحمد بن أبي طاهر وإبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي
ومحمد بن عمر الجعابي. مربعة أبي العباس: وهو الفضل بن سليمان الطوسي وهو
من أهل أبيورد.
قال محمد بن خلف وقال أحمد بن أبي طاهر حدثني أبو جعفر محمد بن موسى
بن الفرات الكاتب: أن القرية التي كانت في مربعة أبي العباس كانت قرية جده
102

من قبل أمه وأنه من دهاقين يقال لهم بنو زراري. وكانت القرية التي تسمى
الوردانية وقرية أخرى قائمة إلى اليوم مما يلي مربعة أبي قرة. قال محمد بن خلف:
ومربعة أبي قرة هو عبيد بن هلال الغساني من أصحاب الدولة. وزعم أحمد بن
الحارث عن إبراهيم بن عيسى قال: كان في الموضع الذي هو اليوم معروف بدار
سعيد الخطيب قرية يقال لها شرقانية ولها نخل قائم [إلى] اليوم مما يلي قنطرة أبي
الجوز، وأبو الجوز من دهاقين بغداد من أهل القرية.
قال محمد بن خلف: وربض سليمان بن مجالد. وربض إبراهيم بن حميد، وربض
حمزة بن مالك الخزاعي. وربض رواد بن سنان أحد القواد. وربض حميد بن قحطبة
ابن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس الطائي. وقرية معدان بعمان على ساحل
البحر يقال لها بوس. وربض نصر بن عبد الله: وهو شارع دجيل يعرف بالنصرية.
وربض عبد الملك بن حميد، كاتب المنصور قبل أبي أيوب. وربض عمرو بن المهلب.
وربض حميد بن أبي الحارث أحد القواد، وربض إبراهيم بن عثمان بن نهيك
عند مقابر قريش. وربض زهير بن المسيب، وربض الفرس ومربعتهم أقطعهم
المنصور.
ثم قال محمد بن خلف وقال الفراشي - أحمد بن الهيثم - أقطاع المسيب بن زهير
في شارع باب الكوفة ما بين حد دار الكندي إلى حد سويقة عبد الوهاب إلى داخل
المقابر. وأقطاع القحاطبة من شارع باب الكوفة إلى باب الشام.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة قال: وأما شارع القحاطبة، فمنسوب إلى الحسن بن قحطبة، وهنالك
منزله، وكان الحسن من رجالات الدولة ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: وأقطع المأمون طاهر بن الحسين داره، وكانت قبله لعبيد الخادم
مولى المنصور قال: والبغيين أقطاع المنصور لهم وهو من درب سوار إلى آخر
103

ربض البرجلانية وفي البرجلانية، منازل حمزة بن مالك. الخوارزمية جند من جند
المنصور الحربية، نسبت إلى حرب بن عبد الله صاحب حرس المنصور. الزهيرية، إلى
زهير بن محمد قائد من أهل أبيورد. منارة حميد الطوسي الطائي.
قال محمد بن خلف قال أبو زيد الخطيب وسمعت أبي يقول: شهار سوج
الهيثم: هو الهيثم بن معاوية القائد. وقال أبو زيد الخطيب: المنار الذي في شارع
الأنبار بناه طاهر وقت دخوله. قال محمد بن خلف: بستان القس: قس كان ثم قبل
بناء بغداد. سويقة عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم الامام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال أنبأنا
محمد بن أحمد بن البراء قال نبأنا علي بن أبي مريم قال: مررت بسويقة عبد
الوهاب وقد خربت منازلها وعلى جدار منها مكتوب:
هذي منازل أقوام عهدتهم * في رغد عيش رغيب ماله خطر
صاحت بهم نائبات الدهر فانقلبوا * إلى القبور فلا عين ولا أثر
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: ودور الصحابة منهم أبو بكر الهذلي وله مسجد ودرب
ومحمد بن يزيد، وشبه بن عقال، وحنظلة بن عقال، ولهم درب ينسب إلى
الاستخراجي اليوم. ولعبد الله بن عياش دار على شاطئ الصراة. ولعبد الله بن الربيع
الحارثي دار في دور الصحابة، ولابن أبي يعلى الشاعر. ولأبي دلامة - زيد بن جون
- اقطاع، هكذا في رواية محمد بن جعفر عن السكوني زيد بالياء.
وقد أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي قال نا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن
سعيد العسكري قال أنبأنا أبو العباس بن عمار قال أنبأنا بن أبي سعد قال قال أحمد
ابن كلثوم: رأيت أبا عثمان المازني والجماز عند جدي محمد بن أبي رجاء فقال
لهم: ما اسم أبي دلامة؟ فلم يردوا عليه شيئا ". فقال جدي: هو زند إياك ان تصحف
فتقول زيد. قال أبو أحمد العسكري: أبو دلامة هو زند بن الجون مولى قصاقص
104

الأسدي صحب السفاح والمنصور ومدحهما، وفي أجداد النبي صلى الله عليه وسلم في نسب
إسماعيل زند بن بري بن أعراق الثري.
أخبرني عبد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن
أيوب قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي قال أبو أيوب - يعني
سليمان بن أبي شيخ: كان أبو جعفر المنصور أمر بدور من دور الصحابة أن تهدم أو
تقبض وفيها دار لأبي دلامة فقال:
يا بني وارث النبي الذي ح * - - - ل بكفيه ماله وعقاره
لكم الأرض كلها فأعيروا * عبدكم ما احتوى عليه جداره
وكأن قد مضى وخلف فيكم * ما أعرتم وحل ما لا يعاره
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف. كان موضع السجن الجديد أقطاعا " لعبد الله بن مالك نزلها
محمد بن يحيى بن خالد بن برمك ثم دخلت في بناء أم جعفر أيام محمد الذي
سمته القرار. وكانت دار سليمان بن أبي جعفر قطيعة لهشام بن عمرو الفزاري.
ودار عمرو بن مسعدة للعباس بن عبيد الله بن جعفر بن المنصور دار صالح المسكين
أقطعه إياها أبو جعفر. وسويقة الهيثم بن شعبة بن ظهير مولى المنصور توفي سنة ست
وخمسين ومائة وهو على بطن جارية. دار عمارة بن حمزة أحد الكتاب البلغاء الجلة.
يقال: هو من ولد أبي أسامة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال: هو من ولد عكرمة. قصر
عبدويه من الأزد من وجوه الدولة تولى بناءه أيام المنصور. ودار أبي يزيد الشروي مولى
علي بن عبد الله بن عباس. سكة مهلهل بن صفوان مولى علي بن عبد الله. صحراء
أبي السري الحكم بن يوسف قائد: وهو مولى لبني ضبة. الرهينة كانت لقوم أخذوا
رهينة أيام المنصور وهي متصلة بربض نوح بن فرقد قائد صحراء قيراط مولى طاهر
وابنه عيسى بن قيراط. دار إسحاق كانت جزيرة أقطعها المأمون إسحاق بن إبراهيم.
سويقة: أبي الورد هو عمر بن مطرف المروزي كان يلي المظالم للمهدي ويتصل بها.
قطيعة إسحاق الأزرق الشروي من ثقات المنصور.
حدثت عن أبي عبيد الله المرزباني قال حدثني عبد الباقي بن قانع قال: إنما سميت
سويقة أبي الورد لأن عيسى بن عبد الرحمن كان يقال له أبو الورد، وكان مع
المنصور فالسويقة به سميت.
105

أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: بركة زلزل الضارب وكان غلاما " لعيسى بن جعفر فحفر هذه
البركة للسبيل.
أنشدنا الحسن بن أبي بكر قال أنشدنا أبي قال أنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
نفطويه لنفسه:
لو أن زهيرا " وأمرأ القيس أبصرا * ملاحة ما تحويه بركة زلزل
لما وصفا سلمى ولا أم سالم * ولا أكثرا ذكر الدخول فحومل
أخبرنا بن مخلد وابن التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
نبأنا محمد بن خلف قال قال أحمد بن أبي طاهر حدثني أحمد بن موسى من
دهاقين بادوريا قال: كانت قطيعة الربيع مزارع للناس من قرية يقال لها بناوري من
رستاق الفروسيج من بادوريا واسمها إلى الساعة معروف في الديوان. قال محمد
ابن خلف. وقالوا: أقطع المنصور الربيع قطيعته الخارجة وقطيعة أخرى بين السورين
ظهر درب جميل، وأن التجار وساكني قطيعة الربيع غصبوا ولد الربيع عليها وكانت
قطيعة الربيع وسويقة غالب تسمى قبل ذلك ورثالا. ويقال: أن الخارجة أقطعها
المهدي للربيع والمنصور أقطعه الداخلة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
وأما قطيعة الربيع فمنسوبة إلى الربيع مولى المنصور. وأما قطيعة الأنصار فان المهدي
أقدمهم ليكثر بهم أنصاره ويتيمن بهم فأقطعهم هذه القطيعة وكانت منازل
البرامكة بالقرب منهم.
قال ابن عرفة: وأما قطيعة الكلاب فأخبرني بعض الشيوخ عن رجل من أهلها عن
أبيه. قال: لما أقطع أبو جعفر القطايع بقيت هذه الناحية لم يقطعها أحدا " وكانت
الكلاب فيها كثيرا " فقال بعض أهلها: هذه قطيعة الكلاب فسميت بذلك. وأما
سكك المدينة فمنسوبة إلى موالي أبي جعفر وقواده. منها سكة شيخ بن عميرة: وكان
يخلف البرامكة على الحرس وكان قائدا ". وأما دار خازم: فهو خازم بن خزيمة النهشلي
106

وهو أحد الجبابرة قتل في وقعة سبعين ألفا " وأسر بضعة عشر ألفا " فضرب أعناقهم
وذلك بخراسان. وأما درب الأبرد: فإنه الأبرد بن عبد الله قائد من قواد الرشيد،
وكان يتولى همذان. وأما درب سليمان فمنسوب إلى سليمان بن أبي جعفر المنصور.
وسكة الشرط في المدينة كان ينزلها أصحاب شرط المنصور. وسكة سيابة منسوبة
إليه، وهو أحد أصحاب المنصور. وأما الزبيدية التي بين باب خراسان وبين شارع دار
الرقيق، فمنسوبة إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور. وكذلك الزبيدية التي
أسفل مدينة السلام في الجانب الغربي. وأما قصر وضاح: فمنسوب إلى وضاح
الشروي مولى المنصور. وأما دور بني نهيك التي تقرب من باب المحول: فهم أهل
بيت من أهل سمرة وكانوا كتابا " وعمالا متصلين بعبد الله بن طاهر. وأما درب
جميل، فهو جميل بن محمد وكان أحد الكتاب. وأما مسجد الأنباريين، فينسب إليهم
لكثرة من سكنه منهم، وأقدم من سكنه منهم زياد القندي، وكان يتصرف في أيام
الرشيد، وكان الرشيد ولى أبا وكيع - الجراح بن مليح - بيت المال فاستخلف زيادا،
وكان زياد شيعيا " من الغالية فاختان هو وجماعة من الكتاب واقتطعوا من بيت المال
وصح ذلك عند الرشيد فأمر بقطع يد زياد. فقال: يا أمير المؤمنين لا يجب علي قطع
اليد إنما أنا مؤتمن وإنما خنت فكف عن قطع يده. قال ابن عرفة: وممن نزل مسجد
الأنباريين من كبرائهم أحمد بن إسرائيل ومنزله في درب جميل ودليل بن يعقوب
ومنزله في دور بني نهيك. وهنالك دار أبي الصقر إسماعيل بن بلبل، وممن أدركنا من
سراة الأنباريين أبو أحمد القاسم بن سعيد وكان كاتبا " أديبا ".
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: طاق الحراني إبراهيم بن ذكوان ثم السوق العتيقة إلى باب
الشعير.
قال الشيخ أبو بكر: وفي السوق العتيقة، مسجد تغشاه الشيعة وتزوره وتعظمه
وتزعم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى في ذلك الموضع ولم أر أحدا " من أهل
العلم يثبت أن عليا " دخل بغداد ولا روى لنا في ذلك شئ غير ما.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال نبأنا أحمد بن محمد
ابن علي الصيرفي قال نبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ - وذكر
بغداد - فقال: يقال إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب اجتاز بها إلى النهروان راجعا "
منه وأنه صلى في مواضع منها فإن صح ذلك فقد دخلها من كان معه من الصحابة.
107

قال الشيخ أبو بكر: والمحفوظ أن عليا " سلك طريق المدائن في ذهابه إلى النهروان،
وفي رجوعه. والله أعلم.
حدثني أبو الفضل عيسى بن أحمد بن عثمان الهمداني قال سمعت أبا الحسن بن
رزقويه يقول: كنت يوما " عند أبي بكر بن الجعابي فجاءه قوم من الشيعة فسلموا عليه
ودفعوا إليه صرة فيها دراهم. ثم قالوا له: أيها القاضي إنك قد جمعت أسماء محدثي
بغداد وذكرت من قدم إليها، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد وردها فنسألك أن
تذكره في كتابك. فقال: نعم: يا غلام، هات الكتاب فجئ به فكتب فيه: وأمير
المؤمنين علي بن أبي طالب. يقال إنه قدمها. قال ابن رزقويه فلما انصرف القوم.
قلت له: أيها القاضي هذا الذي ألحقته في الكتاب من ذكره؟ فقال: هؤلاء الذين
رأيتهم: أو كما قال.
أخبرنا بن مخلد وابن التوزي [القاضي] قالا: أنبأنا محمد بن جعفر السكوني
قال قال محمد بن خلف: مسجد ابن رغبان عبد الرحمن بن رغبان مولى حبيب
ابن مسلمة ونهر طابق إنما هو نهر بابك بن بهرام بن بابك وهو الذي اتخذ العقر الذي
عليه قصر عيسى بن علي واحتفر هذا النهر ونهر عيسى غربيه من الفروسيج وشرقيه
من رستاق الكرخ. وفيه دور المعبديين وقنطرة بني زريق ودار البطيخ ودار القطن.
وقطيعة النصارى إلى قنطرة الشوك من نهر طابق شرقيه وغربيه من قرية بناوري.
ومسجد الواسطيين مع ظلة ميشويه، وميشويه - نصراني من الدهاقين - إلى خندق
الصينيات إلى الياسرية. وما كان غربي الشارع فهو من قرى تعرف - ببراثا - وما كان
من شرقيه فهو من رستاق الفروسيج وما كان من درب الحجارة وقنطرة العباس
شرقيا " وغربيا " فهو من نهر كرخايا [وهو من براثا وإنما سمي كرخايا لأنه كان يسقى
في رستاق الفروسيج والكرخ فلما أحدث عيسى الرحا المعروف بأبي جعفر قطع نهر
كرخايا] وشق لرستاق الكرخ شربا " من نهر رفيل. العباسية قطيعة للعباس بن
محمد. الياسرية لياسر مولى زبيدة. قنطرة بني زريق دهاقين من أهل بادوريا. قنطرة
المعبدي عبد الله بن معبد المعبدي. أرحاء البطريق: وافد لملك الروم واسمه طاراث بن
الليث بن العيزار بن طريف بن فوق بن مورق، بنى هذا المستغل ثم مات فقبضت عنه.
108

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع - فيما أذن أن نرويه عنه -
قال أنبأنا علي بن محمد بن السري الهمداني قال أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن
خلف قال أنبئت: أن يعقوب بن المهدي سأل الفضل بن الربيع عن أرحاء البطريق
فقال أخبرني إسحاق بن محمد بن إسحاق قال له: من هذا البطريق الذي نسبت إليه
هذه الأرحاء؟ فقال الفضل: إن أباك رضي الله تعالى عنه لما أفضت إليه الخلافة قدم عليه
وافد من الروم يهنيه فاستدناه ثم كلمه بترجمان يعبر عنه. فقال الرومي: إني لم أقدم
على أمير المؤمنين لمال ولا غرض، وإنما قدمت شوقا " إليه والى النظر إلى وجهه لأنا
نجد في كتبنا أن الثالث من أهل البيت نبي هذه الأمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت
جورا ". فقال المهدي: قد سرني ما قلت، ولك عندنا كل ما تحب، ثم أمر الربيع بإنزاله
وإكرامه فأقام مدة، ثم خرج يتنزه فمر بموضع الأرحاء فنظر إليه. فقال للربيع:
اقرضني خمسمائة ألف درهم ابني بها مستغلا يؤدي في السنة خمسمائة ألف درهم.
فقال: أفعل، ثم أخبر المهدي بما ذكر فقال: أعطه خمسمائة ألف درهم وخمسمائة
ألف درهم، وما أغلت فادفعه إليه، فإذا خرج إلى بلاده فأبعث به إليه في كل سنة. قال:
ففعل: فبني الأرخاء ثم خرج إلى بلاده فكانوا يبعثون بغلتها إليه حتى مات الرومي،
فأمر المهدي أن يضم إلى مستغله. قال: واسم البطريق طارات بن الليث بن العيزار بن
طريف، وكان أبوه ملكا " من ملوك الروم في أيام معاوية بن أبي سفيان.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة قال: وأما قطيعة خزيمة فهو خزيمة بن خازم أحد قواد الرشيد، وعاش
إلى أيام الأمين وعمي في آخر عمره. وأما شاطئ دجلة فمن قصر عيسى إلى الدار التي
ينزلها في هذا اليوم على قرن الصراة إبراهيم بن أحمد فإنما كان أقطاعا " لعيسى بن
علي - يعني ابن عبد الله بن عباس - وإليه ينسب نهر عيسى وقصر عيسى، وعيسى بن
جعفر وجعفر بن أبي جعفر وإليه ينسب فرضة جعفر وقطيعة جعفر، وأما قصر حميد
فأحدث بعد. وأما شاطئ دجلة من قرن الصراة إلى الجسر ومن حد الدار التي كانت
لنجاح بن سلمة ثم صارت لأحمد بن إسرائيل ثم هي اليوم بيد خاقان المفلجي إلى
باب خراسان فذلك الخلد. ثم ما بعده إلى الجسر، فهو القرار نزله المنصور في آخر
أيامه ثم أوطنه الأمين.
109

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي
قال نبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني الحسن بن جهور قال:
مررت مع علي بن أبي هاشم الكوفي بالخلد والقرار فنظر إلى تلك الآثار فوقف
متأملا وقال:
بنوا وقالوا لا نموت * وللخراب بني المبنى
ما عاقل فيما رأيت * إلى الحياة بمطمئن
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا ابن عرفة قال: وأما دار
إسحاق فمنسوبة إلى إسحاق بن إبراهيم المصعبي، ولم يزل يتولى الشرطة من أيام
المأمون إلى أيام المتوكل ومات في سنة خمس وثلاثين ومائتين، وسنه ثمان وخمسون
سنة وثمانية أشهر واحد عشر يوما ". وأما قطيعة أم جعفر فمنسوبة إليها.
* * *
تسمية نواحي الجانب الشرقي
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد وأحمد بن علي التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر
التميمي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا محمد بن خلف قال: درب
خزيمة بن خازم أقطاع. طاق أسماء بنت المنصور: وهي التي صارت لعلي بن
جهشيار. بين القصرين: قصر أسماء وقصر عبيد الله بن المهدي. سويقة خضير مولى
صالح صاحب المصلى كان يبيع الجرار هناك. سويقة يحيى بن خالد أقطاع ثم
صارت لأم جعفر أقطعها المأمون طاهرا ". سويقة أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن
عضاة الأشعري الوزير. قصر أم حبيب، أقطاع من المهدي لعمارة بن أبي الخصيب
مولى لروح بن حاتم. وقد قيل أنه [مولى للمنصور]. سويقة نصر بن مالك بن الهيثم
الخزاعي، وكان هناك مسجد فتعطل أيام المستعين. سوق العطش بناه سعيد الخرسي
للمهدي، وحول إليه كل ضرب من التجار فشبه بالكرخ، وسماه سوق الري فغلب
عليه سوق العطش. وإن قنطرة البردان إلى الجسر للسري بن الحطم. وقالوا: اشترى
أبو النضر هاشم بن القاسم موضع داره من السري بن الحطم، وكان يقال: ليس في
ذلك الشارع أصح من دار أبي النضر.
110

أخبرنا أبو عبد الله الخالع - فيما أذن أن نرويه عنه - قال أنبأنا علي بن محمد بن
السري الهمداني قال أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن خلف قال قال أحمد بن
الحارث: إن بغداد صورت لملك الروم أرضها وأسواقها وشوارعها وقصورها
وأنهارها غربيها وشرقيها، وأن الجانب الشرقي [لما]. صورت شوارعه، فصور
شارع الميدان وشارع سويقة نصر بن مالك، من باب الجسر إلى الثلاثة الأبواب
والقصور التي فيه، والأسواق والشوارع من سويقة خضير إلى قنطرة البردان، فكان
ملك الروم إذا شرب دعا بالصور فيشرب على مثال شارع سويقة نصر. ويقول: لم
أر صورة شئ من الأبنية أحسن منه.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: مربعة الخرسي هو سعيد الخرسي. دار فرج الرخجي، كان
مملوكا لحمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد.
وأخبرني الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: وقصر فرج منسوب إلى فرج الرخجي، وابنه عمر بن فرج كان يتولى الدواوين
وأوقع به المتوكل. وأما شارع عبد الصمد، فمنسوب إلى عبد الصمد بن علي بن عبد
الله بن العباس، وكان أقعد أهل دهره نسبا وكان بينه وبين عبد مناف كما بين يزيد
ابن معاوية وبين عبد مناف، وبينهما في الوفاة مائة وإحدى وعشرون سنة. ومات
محمد بن علي سنة ثماني عشرة، وبينه وبين عبد الصمد خمس وستون سنة، وبين
داود بن علي وعبد الصمد بن علي اثنتان وخمسون سنة. ومات في أيام الرشيد. وهو
عم جده وله أخبار كثيرة، وكانت أسنان عبد الصمد وأضراسه قطعة واحدة ما ثغر،
وقد كان الرشيد حبسه ثم رضي عنه فأطلقه.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي: قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: درب المفضل بن زمام مولى المهدي، أقطاع. رحبة يعقوب بن
داود الكاتب مولى بني سليم. خان أبي زياد كان ممن وسمه الحجاج من النبط، وهو
من سواد الكوفة وعاش إلى أيام المنصور، ثم انتقل فنزل في هذا الموضع وكان يكنى
أبا زينب فغلب عليه أبو زياد، ونشأ له ابن تأدب وفصح. دار البانوجة بنت
111

المهدي. وكذلك سويقة العباسة ودار العباسة بالمخرم. وقطيعة العباس بباب المخرم:
هو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أخو أبي جعفر.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا بن عرفة قال: قطيعة العباس
التي في الجانب الشرقي تنسب إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس،
وهو أخو المنصور وبينه وبين وفاة أبي العباس خمسون سنة، وهو أخوه لأن أبا العباس
مات سنة ست وثلاثين ومائة. مات العباس سنة ست وثمانين ومائة، وكان يتولى
الجزيرة وأهله يتهمون فيه الرشيد ويزعمون أنه سمه وأنه سقى بطنه فمات في هذه
العلة وإليه تنسب العباسية.
قال الشيخ أبو بكر: يعني بالعباسية قطيعته التي بالجانب الغربي وقد ذكرناها فيما
مضى.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي قال أنبأنا الحسن علي بن عمر الحافظ قال قال
ابن دريد يزيد بن مخرم الحارثي من ولد صاحب المخرم ببغداد.
سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق يقول سمعت أبا عمر الزاهد يقول
سمعت أبا علي الخرقي يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي
يقول: المخرم كنانة السنة.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
نبأنا محمد بن خلف قال أنبأني محمد بن أبي علي قال حدثني محمد بن عبد المنعم
ابن إدريس عن هشام بن محمد قال: سمعت بني الحارث بن كعب يقولون: إنما
سميت مخرم بغداد بمخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن
كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو. وكانت له أقطعها أيام نزلت العرب في عهد
عمر بن الخطاب.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
نبأنا محمد بن خلف قال: وذكر يحيى بن الحسن بن عبد الخالق قال: كانت دار أبي
عباد ثابت بن يحيى إقطاعا " من المهدي لشبيب بن شيبة الخطيب، فاشتراها أبو عباد
112

من ورثته في أيام المأمون، قال محمد بن خلف: سوق الثلاثاء كانت لقوم من أهل
كلواذي وبغداد. سويقة حجاج الوصيف مولى المهدي. دار عمارة بن أبي الخصيب
مولى لروح بن حاتم وقد قيل أنه مولى للمنصور. نهر المعلى بن طريف مولى المهدي،
وأخوه الليث بن طريف.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا بن عرفة قال: أما نهر
المهدي فمنسوب إلى المهدي، ومنزله كان هناك، وكان مستقره في عيساباذ، وأما نهر
المعلى فكان المعلى من كبار قواد الرشيد، وجمع له من الأعمال ما لم يجمع لكبير أحد،
ولي المعلى البصرة وفارس والأهواز واليمامة والبحرين والغوص. وهذه الأعمال
جمعت لمحمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وجمعت
لعمارة بن حمزة وإليه تنسب دار عمارة: وعمارة بن حمزة مولى لبني هاشم، وهو من
ولد عكرمة مولى ابن عباس أمه بنت عكرمة، وكان أتيه الناس. فكان يقال أتيه من
عمارة، وزعموا أنه دخل عليه رجل من أصحابه وتحت مقعده جوهر خطير فأراد أن
يدفعه إلى صاحبه ذاك، فترفع عن مد يده إليه فقال لصاحبه: ارفع المقعد فخذ ما تحته.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
نبأنا محمد بن خلف قال: درب الأغلب على نهر المهدي، هو الأغلب بن سالم بن
وسوادة أبو صاحب المغرب من بني سعد بن زيد مناة بن تميم. وعقد هرثمة لإبراهيم
ابن الأغلب ابنه. الصالحية، لصالح المسكين. قباب الحسين في طريق خراسان، هو
الحسين بن قرة الفزاري. عيساباذ، هو عيسى بن المهدي وأمه الخيزران.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: سنة أربع وستين
يعني ومائة، بنى المهدي بعيساباذ قصره الذي سماه قصر السلام.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا ابن عرفة قال: حوض داود،
منسوب إلى داود بن علي.
أخبرني ابن مخلد وابن التوزي قالا: أنبأنا محمد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال
قال محمد بن خلف: حوض داود بن الهندي مولى المهدي. وقيل هو: داود مولى
نصير ونصير مولى المهدي. حوض هيلانة. قيل: أنها كانت قيمة للمنصور حفرت
113

هذا الحوض، ولها ربض بين الكرخ [وبين] باب المحول يعرف بها. وقال قوم:
هيلانة جارية الرشيد التي يقول فيها:
أف للدنيا وللزينة فيها والأثاث
إذ حثا الترب على هيلان في الحفرة حاث
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن عمران بن عبيد الله المرزباني
قال نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال نبأنا محمد بن القاسم بن خلاد قال
نبأنا الأصمعي قال: كان الرشيد شديد الحب لهيلانة، وكانت قبله ليحيى بن خالد،
فدخل يوما " إلى يحيى قبل الخلافة فلقيته في ممر فأخذت بكميه فقالت: نحن لا يصيبنا
منك يوم مرة. فقال لها بلى: فكيف السبيل إلى ذلك؟ قالت: تأخذني من هذا
الشيخ، فقال ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة، فوهبها له حتى غلبت عليه، وكانت
تكثر أن تقول: هي إلانه فسماها هيلانة. فأقامت عنده ثلاث سنين ثم ماتت، فوجد
عليها وجدا " شديدا " وأنشد:
أقول لما ضمنوك الثرى * وجالت الحسرة في صدري
اذهب فلا والله لا سرني * بعدك شئ آخر الدهر
أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني قال أنبأنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن
سعيد العسكري عن محمد بن يحيى الصولي قال أنبأنا الغلابي قال نبأنا محمد بن
عبد الرحمن قال: لما توفيت هيلانة جارية الرشيد، أمر العباس بن الأحنف أن يرثيها
فقال:
يا من تباشرت القبور لموتها * قصد الزمان مساءتي فرماك
أبغي الأنيس فلا أرى لي مؤنسا " * إلا التردد حيث كنت أراك
ملك بكاك وطال بعدك حزنه * لو يستطيع بملكه لفداك
يحمي الفؤاد عن النساء حفيظة " * كيلا يحل حمى الفؤاد سواك
فأمر له بأربعين ألف درهم، لكل بيت عشرة آلاف درهم، وقال: لو زدتنا
لزدناك.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا ابن عرفة قال: وأما شاطئ
114

دجلة من الجانب الشرقي: فأوله بناء الحسن بن سهل، وهو قصر الخليفة في هذا
الوقت. ودار دينار، دار رجاء بن أبي الضحاك، ثم منازل الهاشميين، ثم قصر
المعتصم وقصر المأمون، ثم منازل آل وهب إلى الجسر كانت أقطاعا " لناس من
الهاشميين ومن حاشية الخلفاء، ولمدينة السلام دروب ومواضع منسوبة إلى
كور خراسان، ومواضع كثيرة منسوبة إلى رجال ليست بأقطاع لهم، وقيل: إن
الدروب والسكك ببغداد أحصيت فكانت ستة آلاف درب وسكة بالجانب الغربي،
وأربع آلاف درب وسكة بالجانب الشرقي.
* * *
ذكر دار الخلافة والقصر الحسني والتاج
حدثني أبو الحسين هلال بن المحسن قال: كانت دار الخلافة التي على شاطئ
دجلة تحت نهر معلى، قديما " للحسن بن سهل، ويسمى القصر الحسنى. فلما توفي
صارت لبوران بنته، فاستنزلها المعتضد بالله عنها فاستنظرته أياما في تفريغها
وتسليمها، ثم رمتها وعمرتها وجصصتها وبيضتها وفرشتها بأجل الفرش وأحسنه،
وعلقت أصناف الستور على أبوابها، وملأت خزائنها بكل ما يخدم الخلفاء به.
ورتبت فيها من الخدم والجواري ما تدعو الحاجة إليه، فلما فرغت من ذاك انتقلت
وراسلته بالانتقال، فانتقل المعتضد إلى الدار ووجد ما استكثره واستحسنه، ثم
استضاف المعتضد بالله إلى الدار مما جاورها كل ما وسعها به وكبرها وعمل عليها
سورا " جمعها به وحصنها، وقام المكتفي بالله بعده ببناء التاج على دجلة، وعمل وراءه
من القباب والمجالس ما تناهى في توسعته وتعليته، ووافى المقتدر بالله فزاد في ذلك،
وأوفى مما أنشأه واستحدثه، وكان الميدان والثريا، وكذا حير الوحوش متصلا بالدار.
كذا ذكر لي هلال بن المحسن: أن بوران سلمت الدار إلى المعتضد، وذلك غير
صحيح لان بوران لم تعش إلى وقت المعتضد.
وذكر محمد بن أحمد بن مهدي الإسكافي في تاريخه: أنها ماتت في سنة إحدى
وسبعين ومائتين وقد بلغت ثمانين سنة ويشبه أن تكون سلمت الدار للمعتمد على
الله، والله أعلم.
حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني أبو الفتح أحمد
ابن علي بن هارون المنجم قال حدثني أبي قال قال: أبو القاسم علي بن محمد
115

الحواري في بعض أيام المقتدر بالله، وقد جرى حديثه - وعظم أمره وكثرة الخدم في
داره: قد اشتملت الجريدة في هذا الوقت على أحد عشر ألف خادم خصي، وكذا من
صقلبي ورومي وأسود. وقال: هذا جنس واحد ممن تضمه الدار فدع الآن الغلمان
الحجرية وهم ألوف كثيرة، والحواشي من الفحول.
وقال أيضا ": حدثني أبو الفتح عن أبيه وعمه عن أبيهما أبي القاسم علي بن يحيى:
أنه كانت عدة كل نوبة من نوب الفراشين في دار المتوكل على الله، أربعة آلاف
فراش. قالا: فذهب علينا أن نسأله كم نوبة كانوا؟
حدثني هلال بن المحسن قال حدثني أبو نصر خواشاذة خازن عضد الدولة قال:
طفت دار الخلافة، عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها، فكان ذلك مثل
مدينة شيراز.
قال هلال: وسمعت هذا القول من جماعة آخرين عارفين خبيرين. ولقد ورد
رسول لصاحب الروم في أيام المقتدر بالله، ففرشت الدار بالفروش الجميلة، وزينت
بالآلات الجليلة، ورتب الحجاب وخلفاؤهم والحواشي على طبقاتهم. على أبوابها
ودهاليزها وممراتها ومخترقاتها وصحونها ومجالسها، ووقف الجند صفين بالثياب
الحسنة، وتحتهم الدواب بمراكب الذهب والفضة، وبين أيديهم الجنائب على مثل هذه
الصورة. وقد أظهروا العدد المكسية والأسلحة المختلفة، فكانوا من أعلى باب
الشماسية والى قريب من دار الخلافة، وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم الخواص
الدارية والبرانية إلى حضرة الخليفة، بالبزة الرابعة والسيوف والمناطق المحلاة. وأسواق
الجانب الشرقي وشوارعه وسطوحه ومسالكه مملوءة بالعامة النظارة، وقد اكترى كل
دكان وغرفة مشرفة بدراهم كثيرة، وفي دجلة الشذاآت والطيارات والزبازب
والدلالات والسميريات، بأفضل زينة وأحسن ترتيب وتعبية وسار الرسول ومن
معه من المواكب إلى أن وصلوا إلى الدار، ودخل الرسول فمر به على دار نصر
القشوري الحاجب. ورأى ضففا كثيرا " ومنظرا " عظيما " فظن أنه الخليفة وتداخلته له
116

هيبة وروعة، حتى قيل له إنه الحاجب، وحمل من بعد ذلك إلى الدار التي كانت
برسم الوزير، وفيها مجلس أبي الحسن علي بن محمد الفرات يومئذ، فرأى أكثر مما رآه لنصر
الحاجب ولم يشك في أنه الخليفة، حتى قيل له هذا الوزير، وأجلس بين دجلة
والبساتين في مجلس قد علقت ستوره واختيرت فروشه، ونصبت فيه الدسوت،
وأحاط به الخدم بالأعمدة والسيوف. ثم استدعى - بعد أن طيف به في الدار - إلى
حضرة المقتدر بالله، وقد جلس وأولاده من جانبيه، فشاهد من الأمر ما هاله. ثم
انصرف إلى دار قد أعدت له.
حدثني الوزير أبو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن المسلمة قال حدثني أمير
المؤمنين القائم بأمر الله قال حدثني أمير المؤمنين القادر بالله حدثتني جدتي أم أبي
إسحاق بن المقتدر بالله: أن رسول ملك الروم لما وصل إلى تكريت أمر أمير المؤمنين
المقتدر بالله باحتباسه هناك شهرين، ولما وصل إلى بغداد أنزل دار صاعد ومكث
شهرين لا يؤذن له في الوصول، حتى فرغ المقتدر بالله من تزيين قصره وترتيب آلته
فيه، ثم صف العسكر من دار صاعد إلى دار الخلافة، وكان عدد الجيش مائة وستين
ألف فارس وراجل، فسار الرسول بينهم إلى أن بلغ الدار ثم أدخل في أزج تحت
الأرض، فسار فيه حتى مثل بين يدي المقتدر بالله وأدى رسالة صاحبه، ثم رسم أن
يطاف به في الدار وليس فيها من العسكر أحد ألبتة، وإنما فيها الخدم والحجاب
والغلمان السودان، وكان عدد الخدم إذ ذاك سبعة آلاف خادم، منهم أربعة آلاف
بيض، وثلاثة آلاف سود، وعدد الحجاب سبعمائة حاجب، وعدد الغلمان السودان
غير الخدم أربعة آلاف غلام. قد جعلوا على سطوح الدار والعلالي، وفتحت الخزائن،
والآلات فيها مرتبة كما يفعل لخزائن العرائس، وقد علقت الستور ونظم جوهر
الخلافة في قلايات على درج غشيت بالديباج الأسود، ولما دخل الرسول إلى دار
الشجرة ورآها كثر تعجبه منها، وكانت شجرة من الفضة وزنها خمسمائة ألف
درهم، عليها أطيار مصوغة من الفضة تصفر بحركات قد جعلت لها، فكان تعجب
الرسول من ذلك أكثر من تعجبه من جميع ما شاهده. قال لي هلال بن المحسن:
ووجدت من شرح ذلك ما ذكر كاتبه أنه نقله من خط القاضي أبي الحسين بن أم
شيبان الهاشمي وذكر أبو الحسين أنه نقله من خط الأمير - وأحسبه الأمير أبا محمد
الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله - قال: كان عدد ما علق في قصور أمير المؤمنين
المقتدر بالله من الستور الديباج المذهبة بالطرز المذهبة الجليلة، المصورة بالجامات
117

والفيلة والخيل والجمال والسباع والطرد والستور الكبار البضغائية والأرمنية
والواسطية والبهنسية السواذج، والمنقوشة، والديبقية المطرزة، ثمانية وثلاثين ألف
ستر، منها الستور الديباج المذهبة المقدم وصفها اثنا عشر ألفا " وخمسمائة ستر، وعدد
البسط والنخاخ الجهرمية والدارابجردية والدورقية، في الممرات والصحون التي وطئ
عليها القواد ورسل صاحب الروم، من حد باب العامة الجديد إلى حضرة المقتدر بالله،
سوى ما في المقاصير والمجالس من الأنماط الطبري والديبقي التي لحقها للنظر دون
الدوس، اثنان وعشرون ألف قطعة، وأدخل رسل صاحب الروم من دهليز باب العامة
الأعظم إلى الدار المعروفة بخان الخيل، وهي دار أكثرها أروقة بأساطين رخام، وكان
فيها من الجانب الأيمن خمسمائة فرس عليها خمسمائة مركب ذهبا " وفضة بغير أغشية،
ومن الجانب الأيسر خمسمائة فرس عليها الجلال الديباج بالبراقع الطوال، وكل فرس
في يدي شاكري بالبزة الجميلة. ثم أدخلوا من هذه الدار إلى الممرات والدهاليز المتصلة
بحير الوحش، وكان في هذه الدار من أصناف الوحش التي أخرجت إليها من الحير
قطعان تقرب من الناس، وتتشممهم وتأكل من أيديهم. ثم أخرجوا إلى دار فيها أربعة
فيلة مزينة بالديباج والوشي، على كل فيل ثمانية نفر من السند والزراقين بالنار، فهال
الرسل أمرها. ثم أخرجوا إلى دار فيها مائة سبع خمسون يمنة " وخمسون يسرة "، كل
سبع منها في يد سباع وفي رؤوسها وأعناقها السلاسل والحديد. ثم أخرجوا إلى
الجوسق المحدث، وهي دار بين بساتين في وسطها بركة رصاص قلعي، حواليها نهر
رصاص قلعي أحسن من الفضة المجلوة، طول البركة ثلاثون ذراعا " في عشرين ذراعا "،
فيها أربع طيارات لطاف بمجالس مذهبة مزينة بالديبقي المطرز وأغشيتها ديبقي
مذهب، وحوالي هذه البركة بستان بميادين فيه نخل، وأن عدده أربعمائة نخلة، وطول
كل واحدة خمسة أذرع، قد لبس جميعها ساجا " منقوشا " من أصلها إلى حد الجمارة
بحلق من شبه مذهبة، وجميع النخل حامل بغرائب البسر الذي أكثره خلال لم يتطير،
وفي جوانب البستان أترج حامل ودستلنبوا ومقفع وغير ذلك. ثم أخرجوا من هذه
الدار إلى دار الشجرة، وفيها شجرة في وسط بركة كبيرة، مدورة فيها ماء صاف،
118

وللشجرة ثمانية عشر غصنا " لكل غصن منها شاحنات كثيرة عليها الطيور والعصافير
من كل نوع مذهبة ومفضضة، وأكثر قضبان الشجرة فضة، وبعضها مذهب وهي
تتمايل في أوقات ولها ورق مختلف الألوان يتحرك كما تحرك الريح ورق الشجر،
وكل من هذه الطيور بصفر ويهدر، وفي جانب الدار يمنة البركة تماثيل خمسة عشر
فارسا " على خمسة عشر فرسا " قد ألبسوا الديباج وغيره، وفي أيديهم مطارد على رماح
يدورون على خط واحد في النارود خببا " [وتقريبا فيظن أن كل واحد منهم إلى
صاحبه قاصد]. وفي الجانب الأيسر مثل ذلك. ثم أدخلوا إلى القصر المعروف
بالفردوس، فكان فيه من الفرش والآلات ما لا يحصى ولا يحصر كثرة، وفي دهاليز
الفردوس عشرة آلاف جوشن مذهبة معلقة. ثم أخرجوا منه إلى ممر طوله ثلاثمائة
ذراع، قد علق من جانبية نحو من عشرة آلاف درقة وخوذة وبيضة ودرع وزردية
وجعبة محلاة وقسي، وقد أقيم نحو الفي خادم بيضا " وسودا " صفين يمنة ويسره. ثم
أخرجوا - بعد أن طيف بهم ثلاثة وعشرين قصرا " - إلى الصحن التسعيني وفيه الغلمان
الحجرية، بالسلاح الكامل، والبزة الحسنة، والهيئة الرائعة، وفي أيديهم الشروخ
والطبرزينات والأعمدة، ثم مروا بمصاف من علية السواد من خلفاء الحجاب الجند
والرجالة وأصاغر القواد، ودخلوا دار السلام. وكانت عدة كثير من الخدم والصقالبة
في سائر القصور، يسقون الناس الماء المبرد بالثلج والأشربة والفقاع، ومنهم من كان
يطوف مع الرسل، فلطول المشي بهم جلسوا واستراحوا في سبعة مواضع واستسقوا
الماء فسقوا، وكان أبو عمر عدي بن أحمد بن عبد الباقي الطرسوسي: صاحب
السلطان، ورئيس الثغور الشامية معهم في كل ذلك. وعليه قباء أسود وسيف
ومنطقة، ووصلوا إلى حضرة المقتدر بالله وهو جالس في التاج مما يلي دجلة، بعد أن
لبس بالثياب الديبقية المطرزة بالذهب على سرير أبنوس قد فرش بالديبقي المطرز
بالذهب، وعلى رأسه الطويلة، ومن يمنة السرير تسعة عقود مثل السبح معلقة، ومن
يسرته تسعة أخرى من أفخر الجواهر وأعظمها قيمة غالبة الضوء على ضوء النهار،
وبين يديه خمسة من ولده ثلاثة يمنة واثنان ميسرة، ومثل الرسول وترجمانه بين يدي
المقتدر بالله، فكفر له. وقال الرسول: لمؤنس الخادم ونصر القشوري - وكانا يترجمان
عن المقتدر -: لولا أني لا آمن أن يطالب صاحبكم بتقبيل البساط لقبلته، ولكنني
119

فعلت ما لا يطالب رسولكم بمثله، لأن التكفير من رسم شريعتنا. ووقفا ساعة، وكانا
شابا وشيخا "، فالشاب الرسول المتقدم، والشيخ الترجمان، وقد كان ملك الروم عقد
الامر في الرسالة للشيخ متى حدث بالشاب حدث الموت. وناوله المقتدر بالله من يده
جواب ملك الروم، و كان ضخما " كبيرا " فتناوله و قبله إعظاما "، له و أخرجا من باب
الخاصة إلى دجلة، وأقعدا وسائر أصحابهما في شذا " من الشذوات الخاصة وصاعدا " إلى
حيث أنزلا فيه من الدار المعروفة بصاعد، وحمل إليهما خمسون بدرة ورقا في كل
بدرة خمسة آلاف درهم، وخلع على أبي عمر عدي الخلع السلطانية، وحمل على
فرس وركب على الظهر، وكان ذلك في سنة خمس وثلاثمائة.
* * *
ذكر دار المملكة التي بأعلا المخرم
حدثني هلال بن المحسن قال: كانت دار المملكة التي بأعلى المخرم، محاذية
الفرضة قديما " لسبكتكين غلام مز الدولة فنفض عضد الدولة أكثرها، ولم يستبق إلا
البيت الستيني الذي هو في وسط أروقة من ورائها أروقة في أطرافها قباب معقودة،
وتنفتح أبوابه الغربية إلى دجلة وأبوابه الشرقية إلى صحن من خلفه بستان ونخل
وشجر. وكان عضد الدولة جعل الدار التي هذا البيت فيها دار العامة، والبيت برسم
جلوس الوزراء وما يتصل به من الأروقة والقباب مواضع للدواوين، والصحن منا " ما
لديلم النوبة في ليالي الصيف. قال هلال: وهذه الدار وما تحتوي عليه من البيت
المذكور والأروقة خراب. ولقد شاهدت مجلس الوزراء في ذلك ومحفل من يقصدهم
ويحضرهم، وقد جعله جلال الدولة إصطبلا أقام فيه دوابه وسواسه، وأما ما بناه
عضد الدولة وولده بعده في هذه الدار فهو متماسك على تشعثه.
قال الشيخ أبو بكر: ولما ورد طغرلبك الغزي بغداد واستولى عليها عمر هذه الدار
وجدد كثيرا " - مما كان وهي منها - في سنة ثماني وأربعين وأربعمائة. فمكثت كذلك
إلى سنة خمسين وأربعمائة، ثم أحرقت وسلب أكثر آلاتها، ثم عمرت بعد وأعيد ما
كان أخذ منها.
حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال سمعت أبي يقول:
ماشيت الملك عضد الدولة في دار المملكة بالمخرم التي كانت دار سبكتكين حاجب
معز الدولة من قبل، وهو يتأمل ما عمل وهدم منها. وقد كان أراد أن يترك في الميدان
120

السبكتكيني أذرعا ليجعله بستانا "، ويرد بدل التراب رملا ويطرح التراب تحت الروشن
على دجلة. وقد ابتاع دورا " كثيرة كبارا وصغارا " ونقضها ورمى حيطانها بالفيلة
تخفيفا " للمؤنة، وأضاف عرصاتها إلى الميدان، وكانت مثل الميدان دفعتين، وبنى على
الجميع مسناة "، فقال لي في هذا اليوم - وقد شاهد ما شاهد مما عمل وقدر ما قدر لما
يعمل: تدرى أيها القاضي كم أنفق على قلع ما قلع من التراب إلى هذه الغاية وبناء
هذه المسناة السخيفة مع ثمن ما ابتيع من الدور واستضيف؟ قلت: أظنه شيئا " كثيرا ".
فقال: هو إلى وقتنا هذا تسعمائة ألف درهم صحاحا "، ونحتاج إلى مثلها دفعة أو
دفعتين حتى يتكامل قلع التراب ويحصل موضعه الرمل موازيا " لوجه البستان، فلما
فرغ من ذلك وصار البستان أرضا " بيضاء لا شئ فيها من غرس ولا نبات. قال: قد
أنفق على هذا حتى صار كذا أكثر من ألفي ألف درهم صحاحا "، ثم فكر في أن يجعل
شرب البستان من دواليب ينصبها على دجلة، وعلم أن الدواليب لا تكفي، فأخرج
المهندسين إلى الأنهار التي في ظاهر الجانب الشرقي من مدينة السلام ليستخرجوا منها
نهرا " يسيح ماؤه إلى داره، فلم يجدوا ما أرادوه إلا في نهر الخالص فعلى الأرض بين
البلد وبينه تعلية أمكن معها أن يجري الماء على قدر من غير أن يحدث به ضرر. وعمل
تلين عظيمين يساويان سطح ماء الخالص، ويرتفعان عن أرض الصحراء أذرعا "، وشق
في وسطهما نهرا " جعل له خورين من جانبيه، وداس الجميع بالفيلة دوسا " كثيرا حتى
قوى واشتد وصلب وتلبد، فلما بلغ إلى منازل البلد وأراد سوق النهر إلى داره، عمد
إلى درب السلسلة فدك أرضه دكا قويا "، ورفع أبواب الدور وأوثقها وبنى جوانب
النهر طول البلد بالآجر والكلس والنورة، حتى وصل الماء إلى الدار وسقى البستان.
قال أبي: وبلغت النفقة على عمل البستان وسوق الماء إليه على ما سمعته من حواشي
عضد الدولة خمسة آلاف ألف درهم، ولعله قد أنفق على أبنية الدار على ما أظن مثل
ذلك، وكان عضد الدولة عازما " على أن يهدم الدور التي بين داره وبين الزاهر.
ويصل الدار بالزاهر فمات قبل ذلك.
* * *
121

ذكر تسمية مساجد الجانبين المخصوصة
بصلاة الجمعة والعيدين
كان أبو جعفر المنصور: جعل المسجد الجامع بالمدينة ملاصق قصره المعروف بقصر
الذهب: وهو الصحن العتيق، وبناه باللبن والطين.
ومساحته على ما أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا:
أنبأنا محمد بن جعفر النحوي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا محمد بن
خلف قال وكانت مساحة قصر المنصور أربعمائة ذراع في أربعمائة ذراع، ومساحة
المسجد الأول مائتين، في مائتين، وأساطين الخشب في المسجد، يعني كل إسطوانة
قطعتين معقبتين بالعقب والغرى وضباب الحديد، إلا خمسا أو ستا عند المنارة فإن في
كل أسطوانة قطعا " ملفقة مدورة من خشب الأساطين، قال محمد بن خلف وقال
ابن الأعرابي: تحتاج القبلة [إلى] أن تحرف إلى باب البصرة قليلا، وإن قبلة الرصافة
أصوب منها. فلم يزل المسجد الجامع بالمدينة على حاله إلى وقت هارون الرشيد،
فأمر هارون بنقضه وإعادة بنائه بالآجر والجص ففعل ذلك، وكتب عليه اسم الرشيد.
وذكر أمره ببنائه وتسمية البناء والنجار وتاريخ ذلك، وهو ظاهر على الجدار خارج
المسجد مما يلي باب خراسان إلى وقتنا هذا.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: وهدم مسجد أبي
جعفر المنصور وزيد في نواحيه وجدد بناؤه وأحكم، وكان الابتداء به في سنة اثنتين
وتسعين، والفراغ منه في سنة ثلاث وتسعين، وكانت الصلاة في الصحن العتيق الذي
هو الجامع حتى زيد فيه الدار المعروفة بالقطان، وكانت قديما " ديوانا للمنصور. فأمر
مفلح التركي ببنائها على يد صاحبه القطان فنسبت إليه، وجعلت مصلى للناس،
وذلك في سنة ستين أو إحدى وستين ومائتين، ثم زاد المعتضد بالله الصحن الأول
وهو قصر المنصور، ووصله بالجامع، وفتح بين القصر والجامع العتيق في الجدار سبعة
عشر طاقا "، منها إلى الصحن ثلاثة عشر، وإلى الأروقة أربعة، وحول المنبر والمحراب
والمقصورة إلى المسجد الجديد.
وأنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قال: وأخبر أمير المؤمنين
122

المعتضد بالله يضيق المسجد الجامع بالجانب الغربي من مدينة السلام في مدينة المنصور،
وأن الناس يضطرهم الضيق إلى أن يصلوا في المواضع التي لا تجوز في مثلها الصلاة،
فأمر بالزيادة فيه من قصر أمير المؤمنين المنصور، فبنى مسجد على مثال المسجد الأول
في مقداره أو نحوه، ثم فتح في صدر المسجد العتيق ووصل به فاتسع به الناس. وكان
الفراغ من بنائه والصلاة فيه في سنة ثمانين ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر: وزاد بدر مولى المعتضد من قصر المنصور المسقطات المعروفة
بالبدرية في ذلك الوقت، وأما المسجد الجامع بالرصافة فإن المهدي بناه في أول
خلافته.
أخبرنا بذلك محمد بن الحسين [بن الفضل] القطان قال: أنبأنا عبد الله بن
جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال: سنة تسع وخمسين ومائة فيها بنى
المهدي المسجد الذي بالرصافة، فلم تكن صلاة الجمعة تقام. بمدينة السلام الا في
مسجدي المدينة والرصافة إلى وقت خلافة المعتضد، فلما استخلف المعتضد أمر بعمارة
القصر المعروف بالحسنى على دجلة في سنة ثمانين ومائتين وأنفق عليه مالا عظيما "
وهو القصر المرسوم بدار الخلافة، وأمر ببناء مطامير في القصر رسمها هو للصناع،
فبنيت بناء " لم ير مثله على غاية ما يكون من الإحكام والضيق، وجعلها محابس
للأعداء. وكان الناس يصلون الجمعة في الدار، وليس هناك رسم لمسجد، وإنما يؤذن
للناس في الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها، فلما استخلف المكتفي في
سنة تسع وثمانين ومائتين، ترك القصر وأمر بهدم المطامير التي كان المعتضد بناها،
وأمر أن يجعل موضعها مسجد جامع في داره يصلي فيه الناس، فعمل ذلك وصار
الناس يبكرون إلى المسجد الجامع في الدار يوم الجمعة فلا يمنعون من دخوله، ويقيمون
فيه إلى آخر النهار. وحصل ذلك رسما " باقيا إلى الآن، واستقرت صلاة الجمعة ببغداد
في المساجد الثلاثة التي ذكرناها إلى وقت خلافة المتقي. وكان في الموضع المعروف
ببراثا ومسجد يجتمع فيه قوم ممن ينسب إلى التشيع ويقصدونه للصلاة والجلوس فيه،
فرفع إلى المقتدر بالله أن الرافضة يجتمعون في ذلك المسجد لسب الصحابة والخروج
عن الطاعة، فأمر بكبسه يوم جمعة وقت الصلاة، فكبس وأخذ من وجد فيه فعوقبوا،
وحبسوا حبسا " طويلا، وهدم المسجد حتى سوي بالأرض وعفي رسمه ووصل
123

بالمقبرة التي تليه، ومكث خرابا " إلى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فأمر الأمير بجكم
بإعادة بناءه وتوسعته وإحكامه، فبني بالجص والآجر وسقف بالساج المنقوش، ووسع
فيه ببعض ما يليه مما ابتيع له من أملاك الناس، وكتب في صدره اسم الراضي بالله
وكان الناس ينتابونه للصلاة فيه والتبرك به، ثم أمر المتقي لله بعد بنصب منبر فيه
كان بمسجد مدينة المنصور معطلا مخبوا في خزانة المسجد عليه اسم هارون الرشيد،
فنصب في قبلة المسجد، وتقدم إلى أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي، وكان
الإمام في جامع الرصافة بالخروج إليه والصلاة بالناس فيه الجمعة، فخرج وخرج
الناس من جانبي مدينة السلام حتى حضروا في هذا المسجد، وكثر الجمع هناك
وحضر صاحب الشرطة. فأقيمت صلاة الجمعة فيه يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت
من جمادي الأولى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وتوالت صلاة الجمعة فيه وصار أحد
مساجد الحضرة، وأفرد أبو الحسن أحمد بن الفضل الهاشمي بإمامته، وأخرجت
الصلاة بمسجد جامع الرصافة عن يده.
قال الشيخ أبو بكر: ذكر معنى جميع ما أوردته إسماعيل بن علي الخطبي فيما.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه. وحدثني أبو الحسين هلال بن المحسن
الكاتب أن الناس تحدثوا في ذي الحجة من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، بأن امرأة من
أهل الجانب الشرقي رأت في منامها النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يخبرها بأنها تموت من غد عصرا "،
وأنه صلى في مسجد بقطيعة أم جعفر من الجانب الغربي في القلايين، ووضع كفه
في حائط القبلة، وأنها فسرت هذه الرؤيا عند انتباهها من نومها، فقصد الموضع
ووجد أثر كف، وماتت المرأة في ذلك الوقت، وعمر المسجد وسعه أبو أحمد
الموسوي بعد ذلك وكبره وبناه وعمره واستأذن الطائع لله في أن يجعله مسجدا " يصلى
فيه في أيام الجمعات، واحتج بأنه من وراء خندق يقطع بينه وبين البلد، ويصير به ذلك
الصقع بلدا " آخر، فأذن في ذلك وصار جامعا " يصلى فيه الجمعات.
وذكر لي هلال بن المحسن أيضا ": أن أبا بكر محمد بن المحسن بن عبد العزيز
الهاشمي: كان بنى مسجدا " بالحربية في أيام المطيع لله ليكون جامعا " يخطب فيه، فمنع
المطيع من ذلك ومكث المسجد على تلك الحال حتى استخلف القادر بالله فاستفتى
الفقهاء في أمره، فأجمعوا على وجوب الصلاة فيه: فرسم أن يعمر ويكسى وينصب
124

فيه منبر ورتب إماما " يصلي فيه الجمعة، وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة، فأدركت صلاة الجمعة وهي تقام ببغداد: في مسجد المدينة،
ومسجد الرصافة، ومسجد دار الخلافة، ومسجد براثا، ومسجد قطيعة أم جعفر -
وعرف بقطيعة الدقيق ومسجد الحربية. ولم تزل على هذا إلى أن خرجت من بغداد
في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ثم تعطلت في مسجد براثا فلم تكن تصلي فيه.
* * *
باب ذكر أنهار بغداد الجارية [التي] كانت بين الدور والمساكن
وتسمية ما كانت تنتهي إليه من المواضع والأماكن
أما الأنهار التي كانت تجري بمدينة المنصور والكرخ من الجانب الغربي وتتخرق
بين المحال والدور، فأكثرها كان يأخذ من نهر عيسى بن علي: ونهر عيسى يحمل
من الفرات، وكان عند فوهته قنطرة يقال لها قنطرة دمما، يمر النهر جاريا " فيسقي
طسوج فيروز سابور، وعلى جانبيه قرى وضياع حتى إذا انتهى إلى المحول تفرع منه
الأنهار التي كانت تتخرق مدينة السلام، ثم يمر إلى قرية الياسرية وعليه هناك قنطرة،
ثم يمر إلى الرومية وعليه هناك قنطرة تعرف بالرومية، ثم يفضي إلى الزياتين وعليه
هناك قنطرة تعرفة بقنطرة الزياتين، ثم يمر إلى موضع باعة الأشنان، وعليه هناك قنطرة
تعرف بقنطرة الأشنان، ثم ينتهي [إلى] موضع باعة الشوك وعليه هناك قنطرة
تعرف بقنطرة الشوك، ثم يصير إلى موضع باعة الرمان، ثم يصير إلى قنطرة المفيض
والمفيض ثم وعنده الأرحاء، ثم يمر إلى قنطرة البستان، ثم إلى قنطرة المعبدي ثم يصير
إلى قنطرة بني زريق، ثم يصب في دجلة أسفل قصر عيسى.
فحدثني عبد الله بن محمد بن علي البغدادي بأطرابلس عن بعض متقدمي العلماء
- وذكر أنهار بغداد - فقال: منها الصراة، وهو نهر يأخذ من نهر عيسى فوق المحول،
ويسقى ضياع بادوريا وبساتينها ويتفرع منه أنهار كثيرة إلى أن يصل إلى بغداد، فيمر
بقنطرة العباس، ثم يمر إلى قنطرة الصينيات ثم إلى قنطرة رحا البطريق وهي قنطرة
الزبد. ثم يمر إلى القنطرة العتيقة، ثم [يمر] إلى القنطرة الجديدة. ثم يصب في
125

دجلة. قال: ويحمل من الصراة نهر يقال له خندق طاهر أوله أسفل من فوهة
الصراة بفرسخ. يمر فيسقي الضياع ويدور حول سور مدينة السلام مما يلي الحربية إلى
أن يصل إلى باب الأنبار، وهناك عليه قنطرة، ثم يمر إلى باب الجديد وعليه هناك أيضا "
قنطرة، ويمر إلى باب حرب وعليه هناك قنطرة، ثم يمر إلى باب قطربل وعليه هناك
قنطرة، ثم يمر في وسط قطيعة أم جعفر ويصب في دجلة فوق دار [إبراهيم بن]
إسحاق بن إبراهيم الطاهري. قال: ويحمل من نهر عيسى نهر يقال له كرخايا أوله
تحت المحول يمر في وسط طسوج بادوريا، ويتفرع منه أنهار تنبث في ضياع على
جانبيه إلى أن يدخل بغداد من موضع يقال له باب أبي قبيصة، ويمر إلى قنطرة قطيعة
اليهود ثم إلى قنطرة درب الحجارة وقنطرة البيمارستان وباب محول، ويتفرع منه
أنهار الكرخ كلها. من ذلك نهر يقال له: نهر رزين يأخذ في ربض حميد فيدور معه ثم
ينتهي إلى سويقة أبي الورد. ثم يمر إلى بركة زلزل فيدور فيها ثم يمضي إلى باب طاق
الحراني ثم يصب في الصراة أسفل من القنطرة الجديدة. وإذا صار نهر رزين بباب
سويقة أبي الورد، ويحمل منه نهر يعبر في عبارة على قنطرة العتيقة، ويمر إلى شارع
باب الكوفة، فيدخل من هناك إلى مدينة المنصور. ويمر النهر من باب الكوفة إلى
شارع القحاطبة، ثم إلى باب الشام ويمر في شارع الجسر إلى الزبيدية ويفنى هناك.
ثم يمر كرخايا من قنطرة البيمارستان فإذا صار إلى الدرابات سمي هناك العمود، وهو
الذي تتفرع منه أنهار الكرخ الداخلة فيمر النهر من هناك إلى موضع يعرف
بالواسطيين ثم [يمر] إلى موضع يسمى الخفقة فيحمل منه هناك نهر البزازين يعطف
فيخرج إلى شارع المنصور ثم يمر إلى دار كعب ثم يخرج إلى باب الكرخ. ثم يدخل
البزازين، ثم يمر إلى الخزازين ويدخل أصحاب الصابون، ثم يصب في دجلة. ثم يمر
النهر الكبير من الخفقة إلى طرف مربعة الزيات فيعطف منه هناك نهر يقال له نهر
الدجاج، فيأخذ إلى أصحاب القضب، وشارع القبارين، ثم يصب في دجلة عند
سوق الطعام، ويمر النهر الكبير من مربعة الزيات إلى دوارة الحمار فيعطف منه هناك
نهر يقال له: نهر قطيعة الكلاب مادا " حتى يصب تحت قنطرة الشوك في نهر عيسى،
126

ويمر النهر الكبير من دوارة الحمار إلى موضع يقال له مربعة صالح فيعطف [منها]
هناك نهر يقال له نهر القلائين، يمر إلى السواقين ثم إلى أصحاب القضب ويصب في نهر
الدجاج فيصيران نهرا " واحدا "، ويمر النهر الكبير من مربعة صالح إلى موضع يعرف
بنهر طابق، ثم يصب في نهر عيسى بحضرة دار البطيخ. فهذه أنهار الكرخ.
قال: فأما أنهار الحربية فمنها نهر يحمل من دجيل يقال له نهر بطاطيا أوله أسفل
فوهة دجيل بست فراسخ يسقى ضياعا وقرى كثيرة في وسط مسكن ويفنى فيها
ويحمل منه نهر أوله أسفل جسر بطاطيا بشئ يسير يجئ نحو مدينة السلام فيمر على
عبارة قنطرة باب الأنبار ثم يدخل بغداد فيمر في شارع باب الأنبار ويمر إلى شارع
الكبش ويفنى هناك، ويحمل من نهر بطاطيا نهر أسفل من النهر الأول يجئ نحو
بغداد على عبارة يقال لها [عبارة] الكرخ بين باب حرب وباب الحديد، يمر
فيدخل بغداد من هناك ويمر في شارع دجيل إلى مربعة الفرس فيحمل منه هناك نهر
يمر إلى دكان الأبناء ويفنى هناك، ويمر النهر الكبير من من مربعة الفرس إلى قنطرة أبى
الجوز فيحمل منه من هناك نهر يمر إلى كتاب اليتامى والى مربعة شبيب ويصب في
نهر الشارع، ويمر النهر الكبير من قنطرة أبى الجوز إلى شارع قصر هانئ، ثم إلى
بستان أليس. ويصب في النهر الذي يمر في شارع القحاطبة، ويحمل من نهر بطاطيا
نهر أوله أسفل من قناة الكرخ، يجئ نحو بغداد ويمر على عبارة قنطرة باب حرب،
ويدخل من هناك في وسط شارع باب حرب، ثم يجئ إلى مربعة أبى العباس ثم إلى مربعة شبيب فيصب فيه
النهر الذي ذكرناه، ثم يمر إلى باب الشام فيصب في نهر باب الشام. قال: وهذه
الأنهار كلها مكشوفة إلا التي في الحربية فإنها قنوات تحت الأرض، وأوائلها
مكشوف. قال: وفي الجانب الشرقي نهر موسى، يأخذ من نهر بين إلى أن يصل إلى
قصر المعتضد بالله المعروف بالثريا فيدخل القصر ويدور فيه ويخرج منه ويصير إلى
موضع يقال له مقسم الماء. فينقسم هناك ثلاثة أنهار، يمر الأول منها إلى باب سوق
الدواب ثم إلى دار البانوقة ويفنى هناك، ويدخل بعضه باب سوق الدواب ويمر إلى
العلافين فيصب في نهر كان المعتضد حفره، ويمر شئ منه إلى باب سوق الغنم ثم إلى
خندق العباس بباب المخرم ويبز في دجلة ويمر نهر موسى أيضا " إلى قنطرة الأنصار،
فيحمل منه هناك ثلاثة أنهار يصب أحدها في حوض الأنصار، والثاني في حوض هيلانة،
127

والثالث في حوض داود. ويمر نهر موسى أيضا إلى قصر المعتصم بالله فيحمل منه
هناك نهر يمر إلى سوق العطش في وسط شارع كرم المعرش. ويصب في دار علي بن
محمد بن الفرات الوزير. ويفنى هناك. ويمر نهر موسى أيضا ملاصقا لقصر المعتصم
إلى أن يخرج إلى شارع عمرو الرومي. ثم يدخل بستان الزاهر فيسقيه ويصب في
دجلة أسفل البستان. ثم يمر النهر الثاني من المقسم إلى باب بيبرز فيدخل البلد من
هناك ويسمى نهر معلى، ويمر بين الدور إلى باب سوق الثلاثاء ثم يدخل قصر
الخلافة المسمى بالفردوس، فيدور فيه ويصب في دجلة، ويمر النهر الثالث من المقسم
إلى باب قطيعة موشجير. ثم يدخل إلى القصر الحسني فيدور فيه ثم يصب في دجلة.
قال: ويحمل من نهر الخالص نهر يقال له نهر الفضل إلى أن ينتهي إلى باب
الشماسية، فيؤخذ منه نهر يقال له نهر المهدي، ويدخل المدينة في الشارع المعروف
بشارع المهدي. ثم يجئ إلى قنطرة البردان ويدخل دار الروميين ويخرج إلى سويقة
نصر بن مالك، ثم يدخل الرصافة ويمر في المسجد الجامع إلى بستان حفص، ويصب
في بركة جوف قصر الرصافة، ويحمل من هذا النهر نهر أوله في سويقة نصر، ثم يمر
في وسط شارع باب خراسان إلى أن يصب في نهر الفضل بباب خراسان، فهذه أنهار
الجانب الشرقي.
* * *
عدد جسور مدينة السلام التي كانت بها على قديم الأيام
أخبرنا محمد بن الحسين [بن الفضل] القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال: سنة سبع وخمسين ومائة، فيها ابتنى
أبو جعفر قصره الذي يعرف بالخلد، وفيها عقد الجسر عند باب الشعير.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر النحوي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا محمد بن خلف قال
قال أحمد بن الخليل بن مالك عن أبيه. قال: كان المنصور قد أمر بعقد ثلاثة جسور
128

أحدها للنساء، ثم عقد لنفسه وحشمه جسرين بباب البستان. وكان بالزندورد
جسران عقدهما محمد، وكان الرشيد قد عقد عند باب الشماسية جسرين، وكان
لأبي جعفر جسر عند سويقة قاطوطا، فلم تزل هذه الجسور إلى أن قتل محمد. ثم
عطلت وبقي منها ثلاثة إلى أيام المأمون، ثم عطل واحد.
[و] وسمعت أبا علي بن شاذان يقول: أدركت ببغداد ثلاثة جسور: أحدها
محاذي سوق الثلاثاء، وآخر بباب الطاق، والثالث في أعلا البلد عند الدار المعزية
محاذي الميدان. فذكر لي غير بن شاذان أن الجسر الذي كان محاذي الميدان نقل إلى
الفرضة بباب الطاق، فصار هناك جسران يمضي الناس على أحدهما ويرجعون على
الآخر.
وقال لي هلال بن المحسن: عقد جسر بمشرعة القطانين في سنة ثلاث وثمانين
وثلاثمائة، فمكث مدة ثم تعطل، ولم يبق ببغداد بعد ذلك سوى جسر واحد بباب
الطاق، إلى أن حول في سنة ثماني وأربعين وأربعمائة، فعقد بين مشرعة الروايا من
الجانب الغربي، وبين مشرعة الحطابين من الجانب الشرقي، ثم عطل في سنة خمسين
وأربعمائة، ثم نصب. بمشرعة القطانين.
قال الشيخ أبو بكر: ولم أزل أسمع أن جسر بغداد طرازها. أنشدني علي بن
الحسن بن الصقر أبو الحسن قال أنشدنا علي بن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه:
أيا حبذا جسر على متن دجلة * بإتقان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للعراق ونزهة * وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا ما جئته متأملا * كسطر عبير خط في وسط مهرق
أو العاج فيه الآبنوس مرقش * مثال فيول تحتها أرض زئبق
أنشدنا علي بن المحسن التنوخي قال أنشدني أبي لنفسه:
يوم سرقنا العيش فيه خلسة * في مجلس بفناء دجلة مفرد
رق الهواء برقة قدامه * فغدوت رقا للزمان المسعد
فكأن دجلة طيلسان أبيض * والجسر فيها كالطراز الأسود
حدثني هلال بن المحسن. قال: ذكر أنه أحصيت السميريات المعبرانيات بدجلة في
129

أيام الناصر لدين الله وهو أبو أحمد [طلحة] الموفق: فكانت ثلاثين ألفا، قدر من
كسب ملاحيها في كل يوم تسعون ألف درهم.
* * *
ذكر مقدار ذرع جانبي بغداد
طولا وعرضا ومبلغ مساحة أرضها وعدد مساجدها وحماماتها
أخبرنا محمد بن علي الوراق، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران
قال نبأنا أبو بكر محمد بن يحيى النديم. قال: ذكر أحمد بن أبي طاهر في كتاب
بغداد: أن ذرع بغداد الجانبين، ثلاثة وخمسون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا "،
منها الجانب الشرقي، ستة وعشرون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا، والغربي
سبعة وعشرون ألف جريب.
قال أبو الحسن: ورأيت في نسخة أخرى غير نسخة محمد بن يحيى: أن ذرع
بغداد ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبعمائة جريب وخمسون جريبا "، منها الجانب
الشرقي سنة عشر ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا " والجانب الغربي سبعة
وعشرون ألف جريب.
رجع إلى حديث محمد بن يحيى: وأن عدد الحمامات كانت في ذلك الوقت
ببغداد ستين ألف حمام. وقال: أقل ما يكون في كل حمام خمسة نفر: حمامي وقيم
وزبال ووقاد وسقاء. يكون ذلك ثلاثمائة ألف رجل، وذكر أنه يكون بإزاء كل حمام
خمسة مساجد يكون ذلك ثلاثمائة ألف مسجد، وتقدير ذلك أن يكون أقل ما يكون
في كل مسجد خمسة أنفس، يكون ذلك ألف ألف وخمسمائة ألف إنسان، يحتاج كل
إنسان من هؤلاء في ليلة العيد إلى رطل صابون، يكون ذلك ألف ألف وخمسمائة ألف
رطل صابون، يكون ذلك - حساب الجرة مائة وثلاثين رطلا -: ألف جرة ومائة جرة
وخمسين جرة وثمانية جرار ونصفا ". يكون ذلك زيتا " - حساب الجرة ستين رطلا -
ستمائة ألف رطل وتسعة آلاف رطل وخمسمائة رطل وعشرة أرطال.
حدثني هلال بن المحسن قال: كنت يوما " بحضرة جدي أبي إسحاق إبراهيم بن
130

هلال الصابي في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، إذ دخل عليه أحد التجار الذين كانوا
يغشونه ويخدمونه. فقال له في عرض حديث حدثه به: قال لي أحد التجار أن ببغداد
اليوم ثلاثة آلاف حمام. فقال له جدي: سبحان الله: هذا سدس ما كنا عددناه
وحصرناه. فقال له: كيف ذاك؟ فقال جدي: أذكر وقد كتب ركن الدولة أبو علي
الحسن بن بويه إلى الوزير أبي محمد المهلبي بما قال فيه: ذكر لنا كثرة المساجد
والحمامات ببغداد، واختلفت علينا فيها الأقاويل، وأحببنا أن نعرفها على حقيقة
وتحصيل، فتعرفنا الصحيح من ذلك. قال جدي: وأعطاني أبو محمد الكتاب. وقال
لي: امض إلى الأمير معز الدولة فأعرضه عليه واستأذنه فيه، ففعلت. فقال له الأمير:
استعلم ذلك وعرفنيه، فتقدم أبو محمد المهلبي إلى أبي الحسن البادغجي - وهو
صاحب المعونة - بعد المساجد والحمامات. قال جدي: فأما المساجد فلا أذكر ما قيل
فيها كثرة، وأما الحمامات فكانت بضعة عشر ألف حمام. وعدت إلى معز الدولة
وعرفته ذلك. فقال: اكتبوا في الحمامات بأنها أربعة آلاف، واستدللنا من قوله على
إشفاقه وحسده أباه على بلد هذا عظمه وكبره. وأخذ أبو محمد وأخذنا نتعجب
من كون الحمامات هذا القدر، وقد أحصيت في أيام المقتدر بالله فكانت سبعة
وعشرين ألف حمام، وليس بين الوقتين من التباعد ما يقتضي هذا التفاوت. قال
هلال: وقيل إنها كانت في أيام عضد الدولة خمسة آلاف حمام وكسرا ".
قال الشيخ أبو بكر: لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جلالة قدرها، وفخامة
أمرها، وكثرة علمائها وأعلامها وتميز خواصها وعوامها، وعظم أقطارها وسعة
أطرارها. وكثرة دورها ومنازلها، ودروبها وشعوبها، ومحالها وأسواقها، وسككها
وأزقتها ومساجدها وحماماتها، وطرزها وخاناتها، وطيب هوائها، وعذوبة مائها،
وبرد ظلالها وأفيائها، واعتدال صيفها وشتائها، وصحة ربيعها وخريفها، وزيادة ما
حصر من عدة سكانها. وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد، إذ الدنيا قارة
المضاجع، دارة المراضع، خصيبة المراتع، مورودة المشارع. ثم حدثت بها الفتن،
وتتابعت على أهلها المحن، فخرب عمرانها، وانتقل قطانها، إلا أنها كانت
131

قبل وقتنا، والسابق لعصرنا على ما بها من الاختلال والتناقص في جميع الأحوال،
ومباينة لجميع الأمصار، ومخالفة لسائر الديار.
ولقد حدثني القاضي أبو القاسم التنوخي قال أخبرني أبي قال: نبأنا أبو الحسن
محمد بن صالح الهاشمي في سنة ستين وثلاثمائة قال: أخبرني رجل يبيع سويق
الحمص منفردا " به وأسماه لي وأنسيته، أنه حصر ما يعمل في سوقه من هذا السويق
كل سنة، فكان مائة وأربعين كرا، يكون حمصا " مائتين وثمانين كرا، يخرج في كل
سنة حتى لا يبقى منه شيء. ويستأنف عمل ذلك للسنة الأخرى. قال: وسويق
الحمص غير طيب، وإنما يأكله المتحملون والضعفاء شهرين أو ثلاثة عند عدم
الفواكه، ومن لا يأكله من الناس أكثر.
قال الشيخ أبو بكر: ولو طلب من هذا السويق اليوم في جانبي بغداد مكوك واحد
ما وجد.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر النحوي قال نبأنا الحسن بن محمد السكوني قال نبأنا محمد بن خلف قال
قال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر: أخذ الطول من الجانب الشرقي من بغداد لأبي
أحمد - يعني الموفق بالله - عند دخوله مدينة السلام، فوجد مائتي حبل وخمسين حبلا
أيضا وعرضه مائة وخمسة أحبل فتكون ستة وعشرين ألف جريب ومائتين وخمسين
جريبا "، ووجد الجانب الغربي - طوله - مائتين وخمسين حبلا و عرضه سبعون حبلا.
يكون ذلك سبعة عشر ألف جريب وخمسمائة جريب. فالجميع من ذلك ثلاثة
وأربعون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا "، من ذلك مقابر أربعة وسبعون جريبا ".
* * *
باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد
بالجانب الغربي في أعلا المدينة - مقابر قريش دفن بها موسى بن جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجماعة من الأفاضل معه.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الاستراباذي
132

قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي
الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله
تعالى لي ما أحب.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر قال نا السكوني قال نبأنا محمد بن خلف قال: وكان أول من دفن في مقابر
قريش جعفر الأكبر بن المنصور وأول من دفن في مقابر باب الشام عبد الله بن علي،
سنة سبع وأربعين ومائة، وهو بن اثنتين وخمسين سنة ومقبرة باب الشام أقدم مقابر
بغداد، ودفن بها جماعة من العلماء والمحدثين والفقهاء، وكذلك بمقبرة - باب التبن
وهي على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر.
حدثني أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء الحنبلي قال حدثني أبو
طاهر بن أبي بكر قال: حكى لي والدي عن رجل كان يختلف إلى أبي بكر بن مالك
أنه قيل له: أين تحب أن تدفن إذا مت؟ فقال: بالقطيعة، وإن عبد الله بن أحمد بن
حنبل مدفون بالقطيعة، وقيل له - يعني لعبد الله - في ذلك قال: وأظنه كان أوصى بأن
يدفن هناك. وقال: قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا "، وأن أكون في جوار نبي
أحب إلي من أكون في جوار أبي، ومقبرة - باب حرب، خارج المدينة وراء
الخندق مما يلي طريق قطربل. معروفة بأهل الصلاح والخير، وفيها قبر أحمد بن
محمد بن حنبل، وبشر بن الحارث. وينسب باب حرب إلى حرب بن عبد الله أحد
صحابة أبي جعفر المنصور، واليه أيضا " تنسب المحلة المعروفة بالحربية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير قال أنبأنا أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور قال سمعت أبا بكر الرازي يقول
سمعت عبد الله بن موسى الطلحي يقول سمعت أحمد بن العباس يقول: خرجت
من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة. فقال لي: من أين خرجت؟ قلت: من
بغداد، هربت منها لما رأيت فيها من الفساد، خفت أن يخسف بأهلها. فقال: ارجع
ولا تخف، فان فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا. قلت: من
هم؟ قال: ثم الإمام أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي. وبشر الحافي. ومنصور بن
عمار. فرجعت وزرت القبور. ولم أخرج تلك السنة.
قال الشيخ أبو بكر: أما قبر معروف فهو في مقبرة باب الدير. وأما الثلاثة
الآخرون فقبورهم بباب حرب.
133

حدثني الحسن بن أبي طالب قال نا يوسف بن عمر القواس قال نا أبو مقاتل
محمد بن شجاع قال نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال حدثني أبو يوسف بن بختان -
وكان من خيار المسلمين - قال: لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأن
على كل قبر قنديلا. فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لأهل القبور قبورهم
بنزول هذا الرجل بين أظهرهم. قد كان فيهم من يعذب فرحم.
أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قال نا محمد بن علي
ابن سويد المؤدب قال نا عثمان بن إسماعيل بن أبي بكر السكري قال سمعت أبي
يقول سمعت أحمد بن الدورقي يقول: مات جار لي فرأيته في الليل وعليه حلتين قد
كسي فقلت: إيش قصتك؟ ما هذا؟ قال: دفن في مقبرتنا بشر بن الحارث فكسي
أهل المقبرة حلتين حلتين.
[قال الخطيب]: وبنواحي الكرخ، مقابر عدة، منها مقبرة - باب الكناس مما يلي
براثا، دفن فيها جماعة من كبراء أصحاب الحديث. ومقبرة - الشونيزي، فيها قبر
سري السقطي وغيره من الزهاد، وهي وراء المحلة المعروفة بالتوثة بالقرب من نهر
عيسى بن علي الهاشمي.
سمعت بعض شيوخنا يقول: مقابر قريش كانت قديما تعرف بمقبرة الشونيزي
الصغير، والمقبرة التي وراء النوثة تعرف بمقبرة الشونيزي الكبير، وكان أخوان يقال
لكل واحد منهما الشونيزي فدفن كل واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين ونسبت
المقبرة إليه، ومقبرة - باب الدير وهي التي فيها قبر معروف الكرخي.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال
سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم
الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب.
أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب
لقضاء الحوائج. ويقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة (قل هو الله أحد) وسأل الله تعالى
ما يريد قضى الله [له] حاجته.
134

حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين
محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول: أعرف قبر
معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم الا فرج الله همه. وبالجانب
الشرقي مقبرة - الخيزران، فيها قبر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، وقبر
أبي حنيفة النعمان بن ثابت إما أصحاب الرأي.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري قال أنبأنا عمر بن
إبراهيم قال نبأنا علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة
وأجئ إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا " - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين
وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. ومقبرة
عبد الله بن مالك، دفن بها خلق كثير من الفقهاء والمحدثين والزهاد والصالحين،
وتعرف بالمالكية. ومقبرة باب البردان فيها أيضا " جماعة من أهل الفضل، وعند
المصلى المرسوم بصلاة العيد كان قبره يعرف بقبر النذور. ويقال: إن المدفون فيه رجل
من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتبرك الناس بزيارته، ويقصده ذو الحاجة
منهم لقضاء حاجته.
حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني أبي قال: كنت
جالسا " بحضرة عضد الدولة ونحن مخيمون بالقرب من مصلى الأعياد في الجانب
الشرقي [من] مدينة السلام، نريد الخروج معه إلى همذان في أول يوم نزل
المعسكر، فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور. فقال لي: ما هذا البناء؟
فقلت: هذا مشهد النذور، ولم أقل قبر لعلمي بطيرته من دون هذا، واستحسن
اللفظة. وقال: قد علمت أنه قبر النذور، وإنما أردت شرح أمره. فقلت: هذا يقال إنه
قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ويقال إنه
قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. وإن بعض الخلفاء أراد
قتله خفيا "، فجعلت له هناك زبية وستر عليها وهو لا يعلم، فوقع فيها وهيل عليه
التراب حيا "، وإنما شهر بقبر النذور لأنه ما يكاد ينذر له نذر إلا صح، وبلغ الناذر ما
يريد ولزمه الوفاء بالنذور، وأنا أحد من نذر له مرارا " لا أحصيها كثرة "، نذورا " على
135

أمور متعذرة " فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به. فلم يتقبل هذا القول، وتكلم بما دل أن
هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقا فيتسوق العوام بأضعافه، ويسيرون الأحاديث الباطلة
فيه. فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا، استدعاني في
غدوة يوم، وقال: اركب معي إلى مشهد النذور، فركبت وركب في نفر من حاشيته
إلى أن جئت به إلى الموضع، فدخله وزار القبر، وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما
سجدة أطال فيها المناجاة بما لم يسمعه أحد. ثم ركبنا معه إلى خيمته وأقمنا أياما "، ثم
رحل ورحلنا معه يريد همذان، فبلغناها وأقمنا فيها معه شهورا "، فلما كان بعد ذلك
استدعاني. وقال لي: ألست تذكر ما حدثتني به في أمر مشهد النذور ببغداد؟
فقلت: بلى، فقال: إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتمادا " لإحسان
عشرتك، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب. فلما كان بعد
ذلك بمديدة. طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو
بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري، فلم أجد لذلك فيه مذهبا "، فذكرت ما
أخبرتني به في النذر لمقبرة النذور. فقلت: لم لا أجرب ذلك؟ فنذرت إن كفاني الله
تعالى ذلك الأمر أن أحمل إلى صندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحا "، فلما
كان اليوم جاءتني الأخبار بكفايتي ذلك الأمر، فتقدمت إلى أبي القاسم عبد العزيز بن
يوسف - يعني كاتبه - أن يكتب إلى أبي الريان - وكانت خليفته ببغداد - يحملها إلى
المشهد. ثم التفت إلى عبد العزيز - وكان حاضرا " - فقال له عبد العزيز: قد كتبت
بذلك ونفذ الكتاب.
أخبرني علي بن أبي علي المعدل قال حدثني أحمد بن عبد الله أبو بكر الدوري
الوراق قال نبأنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب الشيعي قال نبأنا محمد
ابن موسى بن حماد البربري قال نبأنا سليمان بن أبي شيخ، وقلت له: هذا الذي بقبر
النذور ويقال أنه عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، وعبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، مدفون في ضيعة له
بناحية الكوفة يقال لها لبيا.
وقال أبو بكر الدوري قال لي أبو محمد الحسن بن محمد بن أخي طاهر العلوي:
عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب مدفون في ضيعة له بناحية الكوفة
136

قال لها البي، وقبر النذور إنما هو قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب، وأقدم المقابر التي بالجانب الشرقي مقبرة الخيزران.
فأخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة قال: وأما مقابر الخيزران، فمنسوبة إلى الخيزران أم موسى وهارون -
يعني ابني المهدي: وهي أقدم المقابر، فيها قبر أبي حنيفة، وقبر محمد بن إسحاق
صاحب المغازي.
أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر قال نبأنا السكوني قال نبأنا محمد بن خلف قال قال بعض الناس: إن موضع
مقابر الخيزران كان مقابر المجوس قبل بناء بغداد، وأول من دفن فيها البانوقة بنت
المهدي، ثم الخيزران، ودفن فيها محمد بن إسحاق صاحب المغازي، والحسن بن
زيد، والنعمان بن ثابت، وقيل هشام بن عروة.
قال الشيخ أبو بكر: كان المشهور عندنا أن قبر هشام بن عروة في الجانب الغربي
وراء الخندق أعلا مقابر باب حرب، وهو ظاهر معروف هناك، وعليه لوح منقوش
فيه أنه قبر هشام. مع ما.
أخبرنا به الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز. وأخبرنا
الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى قال نا أبو الحسين بن المنادى قال: أبو
المنذر: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي، مات أيام خلافة أبي جعفر في سنة
ست وأربعين ومائة، ودفن بالجانب الغربي خارج السور نحو باب قطربل.
فحدثني أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق - وكان من أهل الفهم وله قدم
في العلم - أنه سمع أبا الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر: ينكر أن يكون قبر هشام
ابن عروة بن الزبير، هو المشهور بالجانب الغربي. وقال: هذا قبر هشام بن عروة
المروزي صاحب ابن المبارك، وإنما قبر هشام بن عروة بن الزبير بالخيزرانية من الجانب
الشرقي.
ثم أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال نا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة قال نا جدي. قال: هشام بن عروة يكنى أبا المنذر، توفي
ببغداد سنة ست وأربعين ومائة. وقد قيل: إن قبره في مقابر الخيزران.
137

وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس قال أنبأنا جدي لأمي إسحاق بن محمد
النعالي قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق المدايني قال نبأنا قعنب بن المحرز - أبو عمرو
الباهلي - قال: مات عبد الملك بن أبي سليمان، وهشام بن عروة ببغداد سنة خمس
وأربعين ومائة، ودفنا بسوق يحيى. ومقبرة الخيزران بالقرب من سوق يحيى، وإليها
أشار قعنب بن محرز. ونرى أن قول أحمد بن عبد الله بن الخضر هو الصواب، إلا
أنا لا نعرف في أصحاب بن المبارك من يسمى هشام بن عروة، ولا نعلم أيضا " روى
العلم عن أحد سمى هشاما " واسم أبيه عروة، سوى هشام بن عروة بن الزبير بن
العوام. والله أعلم. وبالقرب من القبر المنسوب إلى هشام بالجانب الغربي: قبور جماعة
تعرف بقبور الشهداء، لم أزل أسمع العامة تذكر أنها قبور قوم من أصحاب أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب، كانوا شهدوا معه قتال الخوارج بالنهروان وارتثوا في
الوقعة، ثم لما رجعوا أدركهم الموت في ذلك الموضع فدفنهم علي هناك. وقيل: إن
فيهم من له صحبة، وقد كان حمزة بن محمد بن طاهر ينكر أيضا " ما اشتهر عند
العامة من ذلك، وسمعته يزعم أنه لا أصل له، والله أعلم.
* * *
ذكر خبر المدائن على الاختصار
وتسمية من وردها من الصحابة الأبرار
قال الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت: إنما أوردنا ذكر المدائن
في كتابنا لقربها من مدينتنا، وذلك أن المسافة إليها بعض يوم فكانت في القرب منا
كالمتصلة بنا، وسنورد في هذا الكتاب أسماء من كان من أهل العلم بالنواحي القريبة
من بغداد، كالنهروان، وعكبرا، والأنبار، وسر من رأى. وما أشبه ذلك عند وصولنا
إلى ذكرها إن شاء الله، فأما تقديمنا ذكر المدائن فإنما فعلنا ذلك تبركا بأسماء الصحابة
الذين وردوها، والسادة الأفاضل الذين نزلوها، وقد قبر بالمدائن غير واحد من
الصحابة والتابعين رحمة الله عليهم.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال نا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز.
138

وأخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قال نبأنا حمزة بن محمد بن العباس.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنبأنا مكرم بن أحمد القاضي قالوا:
نبأنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني قال نبأنا محمد بن الفضل - هو ابن عطية -
قال نبأنا عبد الله بن مسلم عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((من مات من
أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة)).
وقيل: إنما سميت المدائن لكثرة ما بنى بها الملوك والأكاسرة، وأثروا فيها من
الآثار. وهي على جانبي دجلة شرقا " وغربا "، ودجلة تشق بينهما وتسمى: المدينة
الشرقية العتيقة وفيها القصر الأبيض القديم الذي لا يدرى من بناه، ويتصل بالمدينة
التي كانت الملوك تنزلها. وفيها الإيوان، وتعرف - بأسبانبر - وأما المدينة الغربية
فتسمى بهر سير، وكان الإسكندر أجل ملوك الأرض [نزلها] وقيل إنه ذو القرنين
الذي ذكره الله تعالى في كتابه فقال: (إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ
سببا " فأتبع سببا ") [الكهف 84]. وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وله في كل إقليم
أثر، فبنى بالمغرب الإسكندرية، وبنى بخراسان العليا على ما يقال سمرقند ومدينة
الصغد، وبنى بخراسان السفلى مرو وهراة، وبنى بناحية الجبل جي مدينة أصبهان،
وبنى مدنا " أخر كثيرة من نواحي الأرض وأطرافها وجول الدنيا كلها ووطئها، فلم
يختر منها منزلا سوى المدائن فنزلها. وبنى بها مدينة عظيمة وجعل عليها سورا " أثره
باق إلى وقتنا هذا موجود بالأثر، وهي المدينة التي تسمى الرومية في جانب دجلة
الشرقي، وأقام الإسكندر بها راغبا " عن بقاع الأرض جميعا " وعن بلاده ووطنه. وذكر
بعض أهل العلم: إنها لم تزل مستقرة بعد أن دخلها حتى مات بها. وحمل منها
فدفن بالإسكندرية لمكان والدته فإنها كانت باقية هناك. وقد كان ملوك الفرس لهم
حسن التدبير والسياسة والنظر في الممالك، واختيار المنازل، فكلهم اختار المدائن وما
جاورها لصحة تربتها وطيب هوائها، واجتماع مصب دجلة والفرات بها، ويذكر
عن الحكماء أنهم يقولون: إذا أقام الغريب على دجلة من بلاد الموصل تبين في بدنه
قوة. وإذا أقام بين دجلة والفرات بأرض بابل تبين في فطنته ذكاء وحدة وفى عقله
زيادة وشدة. وذلك الذي أورث أهل بغداد الاختصاص بحسن الأخلاق والتفرد
139

بجميل الأوصاف، وقل ما اجتمع اثنان متشاكلان وكان أحدهما بغداديا إلا كان
المقدم في لطف الفطنة، وحسن الحيلة، وحلاوة القول، وسهولة البذل، ووجد ألينهما
معاملة، وأجملهما معاشرة، وكان حكم المدائن إذ كانت عامرة آهلة هذا الحكم.
ولم تزل دار مملكة الأكاسرة، ومحل كبار الأساورة، ولهم بها آثار عظيمة، وأبنية
قديمة. منها الإيوان العجيب الشأن، لم أر في معناه أحسن منه صنعة، ولا أعجب منه
عملا، وقد وصفه أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري في قصيدته التي أولها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي * وترفعت عن جدا كل جبس
إلى أن قال:
وكأن الإيوان من عجب الصناعة * جوب في جنب أرعن جلس
يتظنى من الكآبة إذ يبدو * لعيني مصبح أو ممسي
مزعجا " بالفراق عن أنس إلف * عز أو مرهقا " بتطليق عرس
عكست حظه الليالي وبات آل * مشتري فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلدا " وعليه * كلكل من كلاكل الدهر مرسي
لم يعبه أن بز من بسط الديباج * واستل من ستور الدمقس
مشمخر تعلو له شرفات * رفعت في رؤوس رضوي وقدس
لابسات من البياض فما تبصر * منها إلا سبايخ برس
ليس يدرى أصنع إنس لجن * سكنوه أم صنع جن لإنس
غير أني أراه يشهد أن لم * يك بانيه في الملوك بنكس
أنشدني الحسن بن محمد بن القاسم العلوي قال أنشدنا أحمد بن علي البتي قال
أنشدنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان قال أنشدنا البحتري لنفسه قال:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وذكر القصيدة بطولها.
أخبرني علي بن أيوب القمي قال أنبأنا محمد بن عمران الكاتب قال: أخبرني
الصولي قال: سمعت عبد الله بن المعتز يقول: لو لم يكن للبحتري من الشعر غير
قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى - فليس للعرب سينية مثلها - وقصيدته في
140

وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه. والذي بنى الإيوان على ما ذكر عبد الله
ابن مسلم بن قتيبة: هو سابور بن هرمز المعروف بذي الأكتاف، وقد بنى أيضا " ببلاد
فارس وخراسان مدنا " كثيرة "، وله في كتب سير العجم أخبار عجيبة، وذكر أن مدة
ملكه كانت اثنتين وسبعين سنة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأنا محمد بن عمران المرزباني قال: نبأنا أبو
الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال حدثني أبو علي أحمد بن إسماعيل
قال: لما صارت الخلافة إلى المنصور هم بنقض إيوان المدائن فاستشار جماعة من
أصحابه وكلهم أشار بمثل ما هم به وكان معه كاتب من الفرس فاستشاره في ذلك
فقال له: يا أمير المؤمنين، أنت تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من تلك القرية - يعني
المدينة - وكان له بها مثل ذلك المنزل، ولأصحابه مثل تلك الحجر، فخرج أصحاب ذلك
الرسول حتى جاءوا مع ضعفهم إلى صاحب هذا الإيوان مع عزته وصعوبة أمره،
فغلبوه وأخذوه من يديه قسرا " وقهرا " ثم قتلوه، فيجئ الجائي من أقاصي الأرض فينظر
إلى تلك المدينة وإلى هذا الإيوان، ويعلم أن صاحبها قهر صاحب هذا الإيوان،
فلا يشك أنه بأمر الله تعالى وإنه هو الذي أيده وكان معه ومع أصحابه، وفي تركه
فخر لكم. فاستغشه المنصور واتهمه لقرابته من القوم، ثم بعث في نقض الإيوان
فنقض منه الشئ اليسير، ثم كتب إليه: هو ذا يغرم في نقضه أكثر مما يسترجع منه
وإن هذا تلف الأموال وذهابها فدعا الكاتب واستشاره فيما كتب به إليه. فقال: لقد
كنت أشرت بشئ لم يقبل مني، فأما الآن فإني آنف لكم أن يكون أولئك بنوا بناء
تعجزون أنتم عن هدمه، والصواب أن تبلغ به الماء، ففكر المنصور فعلم أنه قد صدق.
ثم نظر فإذا هدمه يتلف الأموال فأمر بالإمساك عنه.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال نبأنا إسماعيل بن سعيد بن سويد قال
نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال نبأنا أبو العباس المبرد قال أخبرني القاسم بن سهل
النوشجاني: أن ستر باب الإيوان أحرقه المسلمون لما افتتحوا المدائن، فأخرجوا منه ألف
ألف مثقال ذهبا "، فبيع المثقال بعشرة دراهم، فبلغ ذلك عشرة آلاف درهم.
* * *
141

ذكر بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن الله يفتح المدائن على أمته
قال الخطيب: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ بأصبهان قال نبأنا محمد
ابن أحمد بن الحسن نبأنا إسحاق بن الحسن الحربي نبأنا هوذة بن خليفة قال نبأنا
عوف عن ميمون قال حدثني البراء بن عازب قال: لما كان حين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحفر الخندق، وعرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول.
قال: فاشتكينا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها ألقى ثوبه، وأخذ
المعول فقال: ((بسم الله)) ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها. وقال: ((الله أكبر، أعطيت
مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة))، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا "
آخر. فقال: ((الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض))،
ثم ضرب الثالثة وقال: ((بسم الله)) فقطع بقية الحجر. وقال: ((الله أكبر،
أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا
الساعة)).
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال حدثني أبو
داود بن محمد بن أبي معشر قال نبأنا أبي قال نبأنا أبو معشر عن بعض المشيخة. قال
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن حذافة إلى كسرى: من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
كسرى عظيم فارس، أن أسلم تسلم، من شهد شهادتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل
ذبيحتنا، فله ذمة الله وذمة رسوله)). فلما قرأ الكتاب. قال: عجز صاحبكم أن يكتب
إلى إلا في كراع. قال: فدعا بالجلمين فقطعه، ثم دعا بالنار فأحرقه، ثم ندم. فقال:
لا بد أن أهدي له هدية، قال: فكلمه عبد الله بن حذافة كلاما " شديدا ". قال فأدرج له
شققا " من ديباج وحرير فأهداها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
((مزق كسرى كتابي ليمزقن الله ملكه [كل ممزق]، ثم ليهلكن كسرى ثم لا
يكون كسرى بعده، وليهلكن قيصر ثم لا يكون قيصر بعده، ولتنفقن كنوزهما في
سبيل الله عز وجل)).
142

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي
قال نبأنا أبو بكر بن عياش قال: لما خرج علي بن أبي طالب إلى صفين، مر بخراب
المدائن فتمثل رجل من أصحابه فقال:
جرت الرياح على محل ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد
وإذا النعيم وكل ما يلهى به * يوما يصير إلى بلى ونفاد
فقال علي عليه السلام: لا تقل هكذا، ولكن قل كما قال الله عز وجل:
(كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين.
كذلك وأورثناها قوما " آخرين) [الدخان 25: 28] إن هؤلاء القوم كانوا وارثين
فأصبحوا موروثين، وإن هؤلاء القوم استحلوا الحرم فحلت بهم النقم. وكان فتح
المدائن في صفر من سنة ست عشرة للهجرة، وهي السنة الرابعة من خلافة أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفتحت على يد سعد بن أبي وقاص، وفي
قصة فتحها أخبار كثيرة يطول شرحها - وهي مذكورة في كتب الفتوح - ولا حاجة
بنا إلى إيرادها في هذا الموضع. وإنما غرضنا ذكر من سمي لنا من مشهوري الصحابة
الذين وردوا المدائن دون غيرهم، رحمة الله وبركاته عليهم.
* * *
فممن حفظ لنا أنه وردها من جلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - أمير المؤمنين، وابن عم خاتم النبيين: علي بن أبي طالب، واسم أبي طالب:
عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يكنى: أبا الحسن، وأبا تراب:
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أول هاشمية ولدت
لهاشمي، وعلي أول من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، وشهد المشاهد معه،
وجاهد بين يديه، ومناقبه أشهر من أن تذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان
وروده المدائن في طريقه لما قاتل الخوارج بالنهروان، ولما خرج إلى صفين أيضا ".
143

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال نا أبو يحيى
الناقد قال ثنا محمد بن جعفر الفيدي قال نبأنا محمد فضيل عن الأجلح قال نبأنا
قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن حراش قال: سمعت عليا يقول وهو بالمدائن:
جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم
الدين تعيذا فأرددهم علينا)). فقال له أبو بكر وعمر: صدق يا رسول الله. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه
بالإيمان يضرب أعناقكم، وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم)) فقال أبو بكر: أنا هو يا
رسول الله. قال: ((لا)). قال له عمر: أنا هو يا رسول الله. قال: ((لا، ولكنه خاصف
النعل)). قال: وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال نبأنا أبو الحسن
علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي قال نبأنا أحمد بن خازم بن أبي
غرزة قال نبأنا علي بن قادم قال أنبأنا علي بن عابس عن مسلم عن أنس قال: استنبئ
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم على يوم الثلاثاء.
أخبرنا محمد بن علي الصلحي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب الجرجرائي
قال نبأنا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي قال نبأنا أبو داود سليمان بن معبد
السنجي قال نبأنا الهيثم بن عدي قال نبأنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: بعث النبي
صلى الله عليه وسلم وعلي ابن سبع سنين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال أنبأنا
144

محمد بن إسحاق الثقفي قال نبأنا قتيبة قال نبأنا الليث عن أبي الأسود عمن حدثه:
أن علي بن أبي طالب أسلم وهو بن ثمان سنين.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه النحوي قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال سمعت سليمان بن حرب يقول:
شهد علي بدرا " وهو ابن عشرين سنة، وشهد الفتح وهو ابن ثمان وعشرين سنة.
أخبرنا علي بن محمد المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي قال نبأنا عبد
الله بن محمد بن أبي الدنيا قال نبأنا محمد بن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر قال
نبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال:
سألت أبا جعفر بن علي: كم كان سن علي يوم قتل؟ قال ثلاثا وستين سنة. قلت:
ما كانت صفته؟ قال: رجل آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذو بطن
أصلع، هو إلى القصر أقرب. قلت: أين دفن؟ فقال: بالكوفة ليلا وقد غبي عني دفنه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي
قيس الرفا قال أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال نبأنا عباس بن هشام عه أبيه قال: بويع
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بالمدينة يوم الجمعة حين قتل
عثمان، لاثنتي عشرة ليلة بقين من ذي الحجة، فاستقبل المحرم سنة ست وثلاثين. قال
غير عباس: وكانت بيعته في دار عمرو بن محصن الأنصاري، ثم أحد بني عمرو بن
مبذول يوم الجمعة، ثم بويع بيعته العامة من الغد يوم السبت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا علي بن محمد القرشي قال نبأنا أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد قال
أخبرني السياري قال أخبرني أبو العباس بن مسروق الطوسي قال أخبرني عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: كنت بين يدي أبي جالسا " ذات يوم، فجاءت طائفة من
الكرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة وعمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان
فأكثروا، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم،
فقال: يا هؤلاء! قد أكثرتم القول في علي والخلافة والخلافة وعلي، إن الخلافة لم
تزين عليا " بل علي زينها، قال السياري: فحدثت بهذا بعض الشيعة. فقال لي: قد
أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.
أخبرنا علي بن القاسم البصري قال نبأنا علي بن إسحاق المادرائي قال نبأنا
الصغاني محمد بن إسحاق قال نبأنا إسماعيل بن أبان الوراق قال حدثنا أبو عبد الله
145

المحلمي عن سماك عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((من أشقى
الأولين؟)) قال: عاقر الناقة. قال: ((فمن أشقى الآخرين؟)) قال: الله ورسوله أعلم.
قال: ((قاتلك)).
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال أنبأنا
حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - قال نا إسحاق بن
عيسى عن أبي معشر. قال حنبل: نا عاصم بن علي قال نا أبو معشر قال: وقتل علي
ابن أبي طالب في رمضان يوم الجمعة، لسبع عشرة ليلة في رمضان سنة أربعين،
وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس قال
نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال نبأنا الحسين بن علي العجلي قال نبأنا حسين
الجعفي قال: سمعت سفيان بن عيينة يسأل جعفر بن محمد: كم كان لعلي يوم قتل؟
قال: ثمان وخمسون سنة.
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نا ابن أبي الدنيا قال نا محمد
ابن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر قال نا علي بن عمر بن علي بن حسين عن عبد
الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت ابن الحنفية يقول سنة الجحاف حين دخلت
إحدى وثمانون: هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبي. قلت: وكم كانت
سنه يوم قتل؟ قال: ثلاث وستون. قال محمد بن سعد: ودفن على بالكوفة عند
مسجد الجامع في قصر الإمارة.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الكوفي قال نبأنا محمد
ابن منصور المرادي قال حدثني أبو الطاهر - يعني أحمد بن عيسى العلوي - قال
حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي قال: دفنت أبي علي بن أبي طالب
في حجلة، أو قال - في حجرة - من دور آل جعدة بن هبيرة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال
146

حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي قال حدثني أبي قال: وعلي بن أبي طالب قتل بالكوفة، قتله عبد الرحمن بن
ملجم المرادي، وقتل عبد الرحمن الحسن بن علي، ودفن علي بالكوفة فلا يعلم أين
موضع قبره؟.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال نبأنا
أبو زيد بن طريف قال نبأنا إسماعيل بن موسى قال نبأنا أبو المحياة عن عبد الملك بن
عمير قال: لما حفر خالد بن عبد الله أساس دار يزيد ابنه، استخرجوا شيخا مدفونا "
أبيض الرأس واللحية. فقال: أتحب أن أريك علي بن أبي طالب؟ فكشف لي فإذ
بشيخ أبيض الرأس واللحية، كأنما دفن بالأمس طري - وزاد في الحديث إسماعيل بن
بهرام - فقال: يا غلام علي بحطب ونار. فقال: الهيثم بن العربان، أصلح الله الأمير
ليس يريد القوم منك هذا كله. فقال: يا غلام علي بقباطي، فلفه فيها وحنطه وتركه
مكانه.
قال أبو زيد بن طريف: هذا الموضع بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد بيت
اسكاف، وما يكاد يقر في ذلك الموضع أحد إلا انتقل عنه.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال نا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي قال نا أبو قلابة.
(ح) وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق الحسن بن إبراهيم
البغوي قال نا عبد الملك بن محمد - وهو أبو قلابة الرقاشي - قال نبأنا الحسن بن
محمد النخعي قال: جاء رجل إلى شريك فقال: أين قبر علي بن أبي طالب؟
فأعرض عنه، حتى سأله ثلاث مرات. فقال له في الرابعة: نقله والله الحسن بن علي
إلى المدينة - هذا لفظ حديث البغوي - قال: وقال عبد الملك: وكنت عند أبي نعيم
فمر قوم على حمير. قلت: أين يذهب هؤلاء؟ قال يأتون إلى قبر علي بن أبي طالب،
فالتفت إلي أبو نعيم. فقال: كذبوا، نقله الحسن ابنه إلى المدينة.
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران قال نا
إسماعيل الصفار قال نا المبرد عن محمد بن حبيب قال: أول من حول من قبر إلى قبر
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، حوله ابنه الحسن.
147

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلى محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري من
شيراز أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال نا أحمد بن يونس الضبي قال
حدثني أبو حسان الزيادي قال: دفن علي بالكوفة عند قصر الامارة عند المسجد
الجامع ليلا، وعمي موضع قبره. ويقال: دفن في موضع القصر. ويقال في الرحبة التي
تنسب إليه. ويقال في الكناسة.
وقال أبو حسان: حدثني النخعي عن شريك: أن الحسن بن علي حمله بعد صلح
معاوية والحسن فدفنه بالمدينة. ويقال: حمله فدفنه بالثوية. ويقال: دفن بالبقيع مع
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الرازي
قال أخبرني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن القاسم الأديب قال نا أبو الفيض صالح
ابن أحمد النحوي قال نا صالح بن شعيب عن الحسن بن شعيب الفروي عن عيسى
ابن داب قال: عمي قبر علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: وحدثني الحسن: أنه
صير في صندوق وأكثر عليه من الكافور، وحمل على بعير يريدون به المدينة، فلما
كان ببلاد طيئ أضلوا البعير ليلا فأخذته طيئ وهم يظنون أن بالصندوق مالا. فلما
رأوا ما فيه خافوا أن يطلبوا فدفنوا الصندوق بما فيه، ونحروا البعير فأكلوه.
حكى لنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن
أبا جعفر الحضرمي - مطينا - كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر علي
ابن أبي طالب عليه السلام. وكان يقول: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته
بالحجارة، هذا قبر المغيرة بن شعبة. وقال مطين: لو كان هذا قبر علي بن أبي
طالب، لجعلت منزلي ومقيلي عنده أبدا ".
2 - سيدا شباب أهل الجنة: الحسن، والحسين عليهما السلام، أبناء علي بن أبي
طالب وأمهما فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ذكر هلال بن خباب أن عليا " لما قتل توجه الحسن والحسين إلى المدائن فلحقهما
148

الناس بساباط، فحمل على الحسن رجل فطعنه في خاصرته فسبقهم حتى دخل قصر
المدائن، فأقام به نحوا من أربعين ليلة، ثم وجه إلى معاوية فصالحه.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا
يعقوب بن سفيان قال نبأنا سعيد بن منصور قال نبأنا عون بن موسى. قال: سمعت
هلال بن خباب يقول: قال فلان: جمع الحسن بن علي.
(ح) وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا
أحمد بن معروف الخشاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمد بن سعد قال
أنبأنا موسى بن إسماعيل قال نبأنا عون بن موسى قال سمعت هلال بن خباب
يقول: جمع الحسن بن علي رؤوس أصحابه في قصر المدائن فقال: يا أهل العراق، لو
لم تذهل نفسي عنكم الا لثلاث خصال لذهلت: بقتلكم أبي، ومطعنكم بغلتي،
وانتهابكم ثقلي - أو قال: ردائي - عن عاتقي، وانكم قد بايعتموني على أن تسالموا
من سالمت، وتحاربوا من حاربت، وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا. قال:
ثم نزل فدخل القصر. واللفظ لحديث موسى بن إسماعيل.
وكنية الحسن بن علي: أبو محمد، وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا علي بن القاسم الشاهد قال نا علي بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا عيسى
ابن جعفر ومحمد بن عبيد الله بن المنادي - واللفظ لعيسى - قال نا قبيصة قال نبأنا
سفيان عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن مليكة عن عقبة بن الحارث قال:
رأيت أبا بكر يحمل الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول: بأبي شبيه بالنبي، ليس
شبيها " بعلي، وعلي معه يتبسم.
149

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزار قال نا أبو
العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ قال نبأنا محمد بن إسماعيل
الراشدي قال نا علي بن ثابت العطار قال نا عبد الله بن ميسرة وأبو مريم الأنصاري
عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل الحسن بن
علي وهو يقول: ((اللهم إني أحبه فأحبه)).
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نا عبد الصمد بن علي بن محمد قال نا
الحسين بن سعيد بن أزهر السلمي قال حدثني قاسم بن يحيى بن الحسن بن زيد بن
علي قال: نبأنا أبو حفص الأعشى عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عن علي بن
الحسين عن الحسين بن علي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما)).
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا محمد بن المظفر الحافظ قال نبأنا أبو علي
أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب المدائني. بمصر قال نبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله
ابن عبد الرحيم البرقي قال: الحسن بن علي بن أبي طالب يقال إنه ولد في النصف من
شهر رمضان في سنة ثلاث من الهجرة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال حدثني أبي قال حدثنا الحسين بن
القاسم قال حدثنا علي بن داود وأحمد بن أبي مريم عن سعيد بن كثير بن عفير قال:
وفي سنة تسع وأربعين مات الحسن بن علي بن أبي طالب.
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدنيا قال نبأنا
محمد بن سعد قال: وتوفي الحسن بن علي بن أبي طالب في ربيع الأول من سنة تسع
وأربعين، وهو ابن سبع وأربعين سنة، وصلى عليه سعيد بن العاص بالمدينة، ودفن
بالبقيع.
150

أنبأنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا حنبل بن إسحاق قال
سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يقول: مات الحسن بن علي سنة إحدى
وخمسين، ويقال سنة خمسين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال حدثني أبي قال حدثني يحيى بن محمد -
يعنى القصباني - قال أنبأنا محمد بن موسى - هو البربري - عن ابن أبي السرى عن
هشام بن الكلبي قال: وفي سنة خمسين مات الحسن بن علي بالمدينة.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر قال حدثني أبي قال نبأنا أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني قال نبأنا جعفر بن محمد بن عمرو الخشاب قال حدثني أبي قال نبأنا
زيدان بن عمر بن البختري قال سمعت يحيى بن عبد الله بن الحسن يقول: توفي
الحسن بن علي سنة خمسين، وهو ابن سبع وأربعين سنة.
3 - وكنية الحسين بن علي: أبو عبد الله، وكان أصغر من الحسن بسنة:
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا محمد بن المظفر قال نبأنا أحمد بن علي بن
شعيب المدائني قال نبأنا أبو بكر بن البرقي. قال: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب
في ليال خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد الحافظ قال نبأنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال نا أرطاة بن حبيب
قال نا أيوب بن واقد عن يونس بن خباب عن أبي حازم عن أبي هريرة قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد
أبغضني)).
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا دعلج بن أحمد المعدل قال نا موسى بن
هارون قال نا أبو الربيع قال نا حماد بن زيد قال نا يحيى بن سعيد عن عبيد بن
حنين قال حدثني الحسين بن علي قال: أتيت على عمر بن الخطاب وهو على
151

المنبر، فصعدت إليه فقلت: انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك. فقال عمر: لم
يكن لأبي منبر، وأخذني وأجلسني معه، فجعلت أقلب خنصر يدي. فلما نزل
انطلق بي إلى منزله. فقال لي: من علمك؟ فقلت: والله ما علمنيه أحد. قال: يا بني،
لو جعلت تغشانا. قال: فأتيته يوما " وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب، فرجع ابن
عمر ورجعت معه، فلقيني بعد. فقال: لم أرك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إني جئت
وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر ورجعت معه. فقال: أنت أحق
بالإذن من ابن عمر، وإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله، ثم أنتم.
أخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح السكري قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال نا محمد بن شداد المسمعي قال نا أبو نعيم قال نا عبد الله بن حبيب بن
أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد
صلى الله عليه وسلم:: إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا،
وسبعين ألفا.
أخبرنا ابن رزق قال نا أبو بكر محمد بن عمر الحافظ نا الفضل بن الحباب
بالبصرة نا محمد بن عبد الله الخزاعي قال نا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار
عن بن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار، أشعث أغبر،
بيده قارورة. فقلت ما هذه القارورة؟ قال: دم الحسين وأصحابه ما زلت ألتقطه
منذ اليوم. فنظرنا فإذا هو في ذلك اليوم قتل.
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق قال أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قال نا محمد
ابن عبد الله بن سليمان قال نا أحمد بن يحيى بن زكريا قال نا إسماعيل بن أبان قال
أخبرني حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عن أم سلمة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقتل حسين على رأس ستين من مهاجري)).
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال حدثني أبي قال نا عبد الله محمد قال حدثني
هارون بن عبد الله قال: سمعت أبا نعيم يقول: قتل الحسين بن علي سنة ستين، يوم
السبت يوم عاشوراء، وقتل وهو ابن خمس وستين. أو ست وستين.
152

أخبرنا عبيد الله بن عمر قال قال لي أبي: وهذه الرواية لأبي نعيم وهم من جهتين
في القتل والمولد، فأما مولد الحسين: فإنه كان بينه وبين أخيه الحسن طهر، وولد
الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وأما الوهم في تاريخ موته:
فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم، سنة إحدى وستين، إلا هشام بن الكلبي
فإنه قال: سنة اثنتين وستين، وهو وهم أيضا ".
أخبرنا عبيد الله قال حدثني أبي قال نا يحيى بن محمد قال نا محمد بن موسى
ابن حماد عن ابن أبي السرى عن هشام بن الكلبي قال: وفي سنة اثنتين وستين قتل
الحسين بن علي يوم عاشوراء.
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نا بن أبي الدنيا قال نا محمد
ابن سعد قال: الحسين بن علي بن أبي طالب قتل بنهري كربلاء يوم عاشوراء في
المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر قال نا يعقوب بن سفيان قال نبأنا
سلمة عن أحمد - يعني ابن حنبل - عن إسحاق بن عيسى. وأخبرنا ابن رزق قال
أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حنبل قال حدثني أبو عبد الله عن إسحاق بن عيسى
عن أبي معشر قال حنبل: وحدثنا عاصم بن علي قال نبأنا أبو معشر قال: وقتل
الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم، سنة إحدى وستين - واللفظ لحديث
سلمة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصوف قال
نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا عمرو بن علي قال: وقتل الحسين بن علي، وكان يكنى
بأبي عبد الله سنة إحدى وستين، وهو يومئذ ابن ست وخمسين سنة، في المحرم يوم
عاشوراء.
أخبرنا ابن رزق قال نبأنا محمد بن عمر الحافظ قال نبأنا هشيم بن خلف قال
نبأنا ابن زنجويه قال نبأنا الأسود قال: قتل الحسين بن سنة ستين. وقال محمد بن
عمر نبأنا محمد بن القاسم نبأنا عباد نبأنا عيسى بن عبد الله. قال: قتل الحسين بن
علي سنة ستين.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وقول من قال: سنة إحدى وستين أصح.
153

أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا بن أبي الدنيا قال نبأنا
محمد بن سعد قال: أخبرت عن ابن عيينة قال سمعت الهذلي يسأل جعفر بن
محمد فقال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال حدثني أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا
مكرم بن أحمد قال نبأنا أحمد بن سعيد الحمال قال: سألت أبا نعيم عن زيارة قبر
الحسين فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره؟.
4 - سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن وهيب بن عبد مناف بن
زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب يكنى: أبا إسحاق. وأمه:
حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف:
وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد الستة من أهل
الشورى، ومن المهاجرين الأولين، تقدم إسلامه وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهده،
وجاهد بين يديه، وفداه النبي صلى الله عليه وسلم بأبويه. فقال له: ((فداك أبي وأمي)). ودعا له
فقال: ((اللهم سدد رميته، وأجب دعوته)) فكان مجاب الدعوة، ولما وجه أمير
154

المؤمنين عمر بن الخطاب جيوش المسلمين إلى العراق، أمر سعدا " عليهم، ففتح الله على
يده المدائن وغيرها من بلاد الفرس، ثم ولاه عمر أيضا " الكوفة لما مصرت.
وله أخبار كثيرة، ومناقب غير يسيرة، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث حدث
بها عنه: عبد الله بن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة أم المؤمنين،
وجماعة من التابعين.
أخبرنا علي بن القاسم البصري قال نبأنا علي بن إسحاق المادرائي قال حدثنا
أحمد بن خالد قال نبأنا داود بن سليمان - أبو المطرف - قال نبأنا سفيان عن علي
ابن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد قال قلت: يا رسول الله، من أنا، قال: ((أنت
سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير ذلك فعليه لعنة
الله)).
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدنيا قال نبأنا
محمد بن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر قال حدثني سلمة بن بخت عن عائشة بنت
سعد قالت سمعت أبي يقول: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة.
أخبرنا علي بن محمد المعدل قال أنبأنا عثمان بن أحمد السماك قال نبأنا محمد بن
عبيد الله بن المنادي قال نبأنا أبو بدر - شجاع بن الوليد - قال نبأنا هاشم بن هاشم
ابن سعيد بن المسيب أن سعدا " قال: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد
مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام.
أخبرنا علي بن القاسم قال نبأنا علي بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا محمد بن
عبيد الله المنادي قال نبأنا عاصم بن علي قال نبأنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعد بن مالك إلى عمر. فقالوا: لا يحسن
أن يصلي. فقال سعد: أما انا فكنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتي العشي
أركد في الأولتين، وأحذف في الآخرتين فقال عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق،
وبعث رجالا يسألون عنه في مساجد الكوفة، فلا يأتون مسجدا " من مساجد الكوفة إلا
أثنوا عليه خيرا ". وقالوا معروفا "، حتى أتوا مسجدا " من مساجد بني عبس. فقال رجل
يقال له أبو سعدة: اللهم فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية. فقال لهم: إن
155

كان كاذبا " فأعم بصره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. قال عبد الملك: فأنا رأيته يتعرض
للإماء في السكك. فإذا قيل له: أبا سعدة؟ يقول: مفتون أصابتني دعوة سعد
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدنيا قال نبأنا
محمد بن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر قال نبأنا بكير بن مسمار عن عائشة بنت
سعد قالت: مات أبي في قصره بالعقيق على عشرة أميال، فحمل إلى المدينة على
رقاب الرجال، وكان قصيرا " دحداحا "، غليظا " ذا هامة، شثن الأصابع أشعر.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حنبل قال حدثني أبو عبد الله
قال نبأنا نوح المعلم قال قال إبراهيم بن سعد: توفي سعد بن أبي وقاص في زمن
معاوية بعد حجته الأولى، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا بن أبي الدنيا قال نبأنا
محمد بن سعد قال أخبرني الهيثم بن عدي قال: توفي سعد بالمدينة سنة خمسين.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنبأنا أبو محمد
القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي قال أنبأنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال سمعت
ابن بكير يقول: مات سعد بن أبي وقاص سنة أربع وخمسين قال: هو آخر المهاجرين
وفاة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال حدثني أبي قال نا الحسين بن القاسم قال نبأنا
علي بن داود عن سعيد بن عفير قال: وفي سنة خمس وخمسين توفي سعد بن أبي
وقاص.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان أنبأنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال نبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق
الأهوازي.
وأخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني قال أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق
الشاهد بالأهواز قال نا عمر بن أحمد قال نا خليفة بن خياط قال: وسعد بن أبي
وقاص ولاه عمر وعثمان الكوفة، ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين.
156

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الصواف قال نبأنا بشر
ابن موسى قال نبأنا عمر بن علي قال: ومات سعد بن أبي وقاص، سنة خمس
وخمسين وصلى عليه مروان، ومات وهو ابن أربع وسبعين.
أخبرنا علي بن القاسم قال نبأنا علي بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا أحمد بن زهير
قراءة عليه عن المدائني قال: مات سعد بن أبي وقاص بالعقيق، على عشرة أميال من
المدينة، سنة خمس وخمسين، فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة، وصلى عليه
مروان. وكان يقول: أنا يوم بدر ابن تسع عشرة سنة. ويقال: ابن أربع وعشرين سنة.
أخبرنا علي بن القاسم نبأنا علي بن إسحاق نبأنا محمد بن إسماعيل الترمذي نبأنا
أبو نعيم.
(ح) وأخبرنا أبو الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال
قال أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين.
5 - عبد الله بن مسعود بن غافل، وقيل: عاقل بن حبيب بن شمخ بن فار بن
مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن
إلياس بن مضر، أبو عبد الرحمن، حليف بني زهرة بن كلاب:
ذكر نسبه هكذا محمد بن سعد كاتب الواقدي، وخليفة بن خياط العصفري،
157

غير أن ابن سعد سمى جده - غافلا - بالغين المعجمة وبالفاء، وسماه خليفة - عاقلا -
بالعين المهملة وبالقاف، وقال خليفة أيضا ": ابن حبيب بن فار بن شمخ بن مخزوم.
ونسبه محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي فقال: عبد الله بن مسعود بن
الحارث بن شمخ بن مخزوم، ولم يذكر ما تخلل ذلك من الأسماء التي ذكرناها،
وكذلك نسبه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي.
وأم عبد الله بن مسعود، أم عبد بنت عبد الله بن الحارث بن زهرة، ويقال: إنها
من القارة. وقيل: بل هي من بني صاهلة بن كاهل.
تقدم إسلام عبد الله بمكة وهاجر إلى المدينة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهده،
وكان أحد حفاظ القرآن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من سره أن يقرأ القرآن عضا كما أنزل فليقرأ
على قراءة ابن أم عبد)).
وكان أيضا من فقهاء الصحابة ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: كيف
مليء علما ". وبعثه إلى أهل الكوفة ليقرئهم القرآن، ويعلمهم الشرائع والحكام،
فبث عبد الله فيهم علما " كثيرا "، وفقه منهم جما " غفيرا.
وحدث عنه الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس وزيد بن وهب، والحارث بن
قيس، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وزر بن حبيش، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو معمر
عبد الله بن سخبرة، وأبو عمرو الشيباني، وأبو الأحوص الجشمي، وغيرهم. وورد
المدائن ثم عاد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بها إلى حين وفاته.
حدثني أبو الفتح نصر بن إبراهيم النابلسي ببيت المقدس أنبأنا علي بن طاهر
القرشي أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس نا محمد بن إبراهيم الديبلي نا عبد
الحميد بن صبيح نا عمرو بن عبد الغفار الفقيمي نا الأعمش عن إبراهيم النخعي عن
علقمة قال: خرجت مع عبد الله بن مسعود من المدائن، فصحبنا مجوسي فلما كنا
158

ببعض الطريق تخلف عبد الله لحاجته، ولحقنا وقد عرض للمجوسي طريق فأخذ فيه
فأتبعه السلام. وقال: إن للصحبة حقا ".
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ نبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن عبيد الحافظ إملاء في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة نا أحمد بن
حازم الغفاري أنبأنا عمرو بن حماد بن طلحة نا حسين بن عيسى بن زيد عن أبيه
عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي.
وعن عمرو بن مرة الجملي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم قالوا: قال عبد الله
ابن مسعود: أنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم أحد وبيعة الرضوان، في حديث
طويل.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن
الحسن النجاد قال قرئ على أبي قلابة الرقاشي قال: نا أبو عتاب الدلال نا شعبة عن
معاوية بن قرة عن أبيه أن ابن مسعود كان يجني لهم نخلة، فهبت الريح فكشفت عن
ساقيه، قال: فضحكوا من دقة ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتضحكون من دقة ساقيه؟
والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد)).
أخبرني أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي بدرزيجان أنبأنا محمد بن
المظفر الحافظ نبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثني أبو الحسن عبد
السلام بن عبد الحميد الإمام نا زهير بن معاوية الجعفي أبو خيثمة عن منصور بن
المعتمر عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لو كنت مؤمرا " أحدا من أمتي عن غير مشورة منهم، لأمرت عليهم بن أم
عبد)).
أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف نا أحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك القطيعي نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري نا حجاج بن
المنهال نا مهدي بن ميمون عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن حذيفة قال: لقد
علم المحفوظ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة.
159

أخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا
نبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمرو نبأنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد
الرحمن بن محمد بن عبد القارئ عن عبيد الله بن عتبة قال: مات عبد الله بن
مسعود بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين، وكان رجلا " نحيفا " شديد الأدمة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أنبأنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن نمير يقول:
مات عبد الله بن مسعود سنة اثنتين وثلاثين.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله حسنويه الأصبهاني أنبأنا عبد الله بن
محمد بن جعفر نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط قال: ومات عبد
الله بالمدينة، وصلى عليه الزبير بن العوام سنة اثنين وثلاثين.
أخبرنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف نبأنا بشر بن موسى قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: ومات ابن مسعود
بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وكان نحيفا " خفيف الجسم، آدم شديد
الأدمة، ومات ابن نيف وستين سنة.
أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا بن أبي الدنيا أنبأنا محمد بن سعد
أنبأنا محمد بن عمر نبأنا عبد الحميد بن عمران العجلي عن عون بن عبد الله بن عتبة
قال: توفي عبد الله بن مسعود، وهو ابن بضع وستين سنة. قال محمد بن عمر:
وسمعت من يقول: صلى عليه عمار بن ياسر، وقال قائل: صلى عليه عثمان بن
عفان وهو أثبت عندنا.
أخبرنا ابن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نبأنا يعقوب بن
سفيان قال: سنة اثنتين وثلاثين فيها مات عبد الله بن مسعود بالمدينة، وهو ابن بضع
وستين سنة، قبل قتل عثمان رضي الله عنهما.
أخبرنا أبو حازم العبدوي أنبأنا أبو محمد القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي أنبأنا
محمد بن إبراهيم البوشنجي قال سمعت ابن بكير يقول: مات ابن مسعود سنة ثلاث
وثلاثين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري أنبأنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي أنبأنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني نبأنا هارون بن حاتم البزاز قال: قال
يحيى بن أبي غنية: ومات عبد الله بن مسعود سنة ثلاث وثلاثين، وله ثلاث وستون.
160

أخبرنا بن الفضل أنبأنا ابن درستويه نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا محمد بن يسار
نبأنا يحيى بن سعيد نبأنا سفيان عن الأعمش عن عمار بن عمير عن حريث بن ظهير
قال: لما جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء قال: ما خلف بعده مثله.
6 - وعمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم
ابن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس، وهو زيد بن مالك
ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان، ويكنى أبا اليقظان:
تقدم إسلامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وهو معدود في السابقين الأولين من
المهاجرين، وممن عذب في الله بمكة. أسلم هو وأبوه وأمه سمية مولاة أبي حذيفة بن
المغيرة، وهي أول شهيدة في الإسلام، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فقتلها، ومر
النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون. فقال: ((اصبروا آل ياسر فإن موعدكم
الجنة)).
وشهد عمار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا " وأحدا " والخندق ومشاهده كلها، ونزل فيه
آيات من القرآن فمن ذلك أن المشركين أخذوه وعذبوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
جاءه وذكر ذلك له، فأنزل الله تعالى فيه: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان)
[النحل 106] الآية. ويقال: إن عظماء قريش اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا له: لو أن
ابن أخيك طرد موالينا وحلفاءنا كان أطوع في صدورنا، وأشاروا إلى عمار،
161

وبلال، وابن مسعود فأنزل الله تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه) [الأنعام 52] في غير ذلك من الآيات.
ومناقبه مشهورة، وسوابقه معروفة، وورد المدائن غير مرة في خلافة عمر وبعدها،
وشهد مع علي بن أبي طالب حروبه حتى قتل بين يديه بصفين، وصلى عليه علي
ودفنه هناك.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال:
نبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي قال نبأنا أبو داود سليمان بن
الأشعث قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال: نبأنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني
أبو خالد عن عدي بن ثابت الأنصاري قال: حدثني رجل أنه كان مع عمار بن ياسر
بالمدائن، فأقيمت الصلاة فتقدم عمار وقام على دكان يصلي والناس أسفل، فتقدم
حذيفة فأخذ على يديه فاتبعه عمار حتى أنزله حذيفة، فلما فرغ عمار من صلاته.
قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا أم الرجل القوم فلا يقم في مقام
أرفع من مقامهم، أو نحو ذلك)) قال عمار: لذلك اتبعتك حين أخذت على يدي.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور أنبأنا أبو جعفر محمد
ابن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة نبأنا أحمد بن حازم قال: أنبأنا قبيصة عن سفيان
عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: استأذن عمار النبي صلى الله عليه وسلم فرعف صوته، فقال:
((مرحبا بالطيب المطيب)).
أخبرنا القاضي أبو عمر الهاشمي قال: نبأنا علي بن إسحاق المادرائي قال: نبأنا
حاتم بن عبيد الله قال: نبأنا جرير بن حازم عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص
قال: رجلان مات رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: أنبأنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي قال: نبأنا يزيد بن هارون قال:
نبأنا العوام بن حوشب عن سلمة بن كثيل بن علقمة عن خالد بن الوليد قال: كان
162

بيني وبين عمار شئ فانطلق عمار يشكو خالدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل لا يزيده
إلا غلظا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت، فبكى عمار وقال: يا رسول الله ألا تراه؟ فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم [رأسه] فقال: ((من أبغض عمارا " أبغضه الله، ومن عادى عمارا "
عاداه الله)). قال خالد: فخرجت وليس شئ أحب إلي من رضي عمار فلقيته
[فاسترضيته حتى رضي عني].
وأخبرنا بن مهدي قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قال:
حدثت عن الواقدي قال: نبأنا عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم
الحكم بنت عمار، أنها وصفت لهم عمارا " فقالت: كان طويلا آدم طوالا مضطربا،
أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، رجلا لا يغير شيبه.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا يونس بن عبد الرحيم قال نبأنا ضمرة عن يحيى بن زيد قال: شهد عمار صفين
وهو ابن تسعين سنة، على رمكة حمائل سيفه نسعة.
أخبرنا ولاد بن علي الكوفي قال: أنبأنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني قال
أنبأنا أحمد بن خازم قال: نبأنا يحيى - يعني الحماني - قال: نبأنا خالد بن عبد الله
الواسطي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري وميسرة: أن عمار بن ياسر يوم
صفين أتى بلبن فشربه ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: ((هذه آخر شربة تشربها
من الدنيا)). ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدنيا قال نبأنا
محمد بن سعد قال: عمار بن ياسر من عنس من اليمن، حليف لبني مخزوم - يكنى
أبا اليقظان، قتل بصفين مع علي بن أبي طالب سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث
وتسعين سنة ودفن هناك.
163

وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: نبأنا الحسن بن عمارة عن أبي
إسحاق عن عاصم بن ضمرة: أن عليا " صلى على عمار ولم يغسله.
7 - وأبو أيوب الأنصاري الخزرجي، واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة
ابن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار - وهو تيم الله - بن ثعلبة بن
الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة
ابن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ:
وأمه: هند بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن
كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر.
حضر أبو أيوب العقبة، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة في الهجرة،
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا " والمشاهد كلها، وكان مسكنه بالمدينة، وحضر مع
علي بن أبي طالب حرب الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، وعاش بعد
ذلك زمانا " طويلا " حتى مات ببلد الروم غازيا في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبره
في أصل سور القسطنطينية.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن حميرويه الهروي
قال: أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال: نبأنا ابن عمار - وهو محمد بن عبد الله
164

ابن عمار الموصلي - قال نبأنا إسماعيل عن شعبة قال: قلت للحكم بن عيينة: شهد
أبو أيوب مع علي صفين؟ قال: لا ولكن شهد معه قتال أهل النهروان.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الحسين بن هارون الضبي قال: أنبأنا أحمد بن
محمد بن سعيد الحافظ أن جعفر بن محمد بن عمرو الخشاب أخبر قراءة قال:
حدثني أبي قال: نبأنا زيد بن عمر بن البختري قال: حدثني غياث بن إبراهيم عن
الأجلح بن عبد الله الكندي قال: سمعت زيد بن علي، وعبد الله بن الحسن، وجعفر
ابن محمد، ومحمد بن عبد الله بن الحسن: يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي
طالب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم ذكره عن آبائه. وعمن أدرك من أهله.
وسمعته أيضا من غيرهم، فذكر أسماء جماعة من الصحابة. ثم قال: وخالد بن زيد
أبو أيوب الأنصاري بدري، وهو صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل عليه حين قدم
المدينة، حتى تبوأ مسجده [ومساكنه]. وكان على مقدمة علي يوم النهروان وعلى
الرجالة يومئذ.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: أنبأنا القاسم بن غانم المهلبي قال: أنبأنا محمد بن
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: نبأنا أبو طالب - يعني
أحمد بن نصر - الحافظ قال: نبأنا أبو زرعة - وهو الدمشقي - قال: مات أبو أيوب
الأنصاري سنة خمس وخمسين بالقسطنطينية.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر إمام الجامع بدمشق قال: أنبأنا عبد
الوهاب بن الحسن الكلابي قال: نبأنا أحمد بن عمير بن يوسف قال: سمعت أبا
الحسن محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع يقول:
وأبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بدري، من بني النجار، قبره
بالقسطنطينية.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نا
صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد قال: نا ابن جابر: أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو
في زمان عمر وعثمان ومعاوية، وأنه توفي في غزاة يزيد بن معاوية بالقسطنطينية.
165

قال الوليد: فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط بالقسطنطينية
فقالوا: هذا قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت تلك البنية، فرأيت قبره
في تلك البنية وعليه قنديل معلق بسلسلة.
8 - وعتبة بن غزوان المازني، حليف بني نوفل، وهو عتبة بن غزوان بن جابر بن
وهب، ويقال: أهيب بن نسيب بن مالك بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور
ابن عكرمة بن حصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان:
ومن العلماء من قدم نسيبا " على وهيب في نسبه، وزاد فيه: زيدا " فجعله: ابن
نسيب بن وهيب بن زيد بن مالك.
وكان عتبة من المهاجرين، وشهد بدرا " ويكنى أبا عبد الله ويقال: أبا غزوان، وهو
أول من اختط البصرة ونزلها من المدائن سار إليها، وكانت وفاته بالمدينة، ويقال: في
الطريق بين المدينة والبصرة.
أخبرنا الأزهري قال: نا أحمد بن إبراهيم البزار قال: نا جعفر بن أحمد بن محمد
المروزي قال: نا السري بن يحيى قال: نا شعيب بن إبراهيم قال: نا سيف بن عمر
عن محمد وطلحة والمهلب وزياد وسعيد وعمرو قالوا: مصر المسلمون المدائن
وأوطنوها، حتى إذا فرغوا من جلولاء وتكريت، وأخذوا الحصنين، كتب عمر إلى
سعد: أن ابعث عتبة بن غزوان إلى فرج الهند فليرتد منزلا " يمصره، وابعث معه
سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج عتبة بن غزوان في سبعمائة من المدائن
فسار حتى نزل على شاطئ دجلة وتبوأ دار مقامه. وذكر الحديث.
166

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم
قال نا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الكاتب املاء قال: نا أبو
عتبة أحمد بن الفرج الحمصي قال: نبأنا علي بن عياش قال: نا عبد الرحمن بن
سليمان بن أبي الجون قال نبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه عن الحسن قال: قدم
علينا عتبة بن غزوان أميرا "، بعثه عمر بن الخطاب فقام فينا فقال: أيها الناس إن الدنيا
قد آذنت بصرم، وولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وإنكم منتقلون
من داركم هذه فانتقلوا بخير ما يحضركم، وقد بلغني أن الحجر ليلقى في شفير جهنم
فما يبلغ قعرها سبعين عاما، فوالله لقد بلغني أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة
أربعين عاما، ليأتين عليه يوم وله كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تسلقت أفواههم من أكل الشجر، وما منا رجل إلا وقد أصبح
أميرا على مصر، ولقد رأيتنا أنا وسعد استبقنا بردة فاشتققناها فأخذت أنا نصفها
وسعد نصفها، ولقد بلغني أنه لم تكن نبوة إلا وستنسخ ملكا "، وإني أعوذ بالله أن
أكون في نفسي عظيما، وفي أعين الناس حقيرا، وستجربون الأمراء بعدي.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدنيا قال: نا
محمد بن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر [الواقدي] حدثني جبير بن عبد الله
وإبراهيم بن عبد الله من ولد عتبة بن غزوان قالا: قدم عتبة المدينة في الهجرة، وهو
ابن أربعين سنة، وتوفي وهو بن سبع وخمسين، وكان طوالا جميلا، يكنى أبا عبد الله
ومات سنة سبع عشرة بطريق البصرة عاملا لعمر عليها.
قال بن سعد: أخبرني الهيثم بن عدي قال: كانت كنيته أبا غزوان.
أخبرنا الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
ومات عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة.
167

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا أبو علي الصواف قال: نا بشر بن موسى
قال: نا عمرو بن علي قال: مات عقبة بن غزوان سنة سبع عشرة، قدم المدينة في
الهجرة وهو ابن أربعين سنة. فتوفي وهو بن سبع وخمسين، وكان يكنى بأبي عبد
الله، وهو رجل من بني سليم.
أخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن المظفر قال: نبأنا أحمد بن علي بن الحسن
المدائني قال: نبأنا أبو بكر بن البرقي قال: ومات عتبة بن غزوان بطريق البصرة سنة
سبع عشرة. ويقال: سنة عشرين، وهو الذي مصر البصرة، واختط بها المنازل، و بنى
مسجدها بقصب، وهو الذي افتتح الأبلة، وكانت ولايته البصرة ستة أشهر، ولاه
إياها عمر بن الخطاب.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: نبأنا الحسين بن القاسم
قال: نبأنا علي بن داود وأحمد بن أبي مريم عن سعيد بن عفير قال: وفي سنة سبع
عشرة مات عتبة بن غزوان.
أخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: نبأنا إبراهيم بن محمد
الكندي قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات أبو قحافة سنة أربع عشرة،
وفيها مات عتبة بن غزوان.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر
قال: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط قال: وعتبة بن غزوان
ولاه عمر البصرة، وله بناحيتها فتوح. ومات بالمدينة سنة أربع عشرة. ويقال: مات
حين شخص من المدينة ويكنى أبا عبد الله.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري من شيراز
يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: نبأنا أحمد بن يونس الضبي قال:
حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة خمس عشرة فيها مات عتبة بن غزوان المازني
وهو والي عمر بن الخطاب على البصرة، مات بالطريق راجعا إلى البصرة. وكان قد
استعفى عمر فأبى أن يعفيه، وكان من دعائه: اللهم لا تردني إلى البصرة واليا لعمر.
فمات قبل أن يصل إليها، وهو بن تسع وخمسين سنة، وكان يكنى أبا عبد الله. قال:
168

وقصت به ناقته فسقط عنها فمات. ويقال: كان ذلك في سنة سبع عشرة. ويقال:
سنة عشرين. قال أبو حسان: والأول أثبت.
قال الشيخ أبو بكر: والأشبه بالصواب أن عتبة مات سنة سبع عشرة، لأن المدائن
فتحت سنة ست عشرة، ثم مصرت البصرة بعد ذلك، ونزلها المسلمون على ما
شرحناه فيما تقدم، وعتبة أول من اختطها وسكنها، فالله أعلم.
9 - وأبو مسعود البدري من الأنصار، واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة.
وقيل: أسير. وقيل: يسيرة بالياء، وقيل: نسيرة بالنون، ابن عسيرة بن عطية بن
جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن
حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وأمه: سلمى بنت عازب. وقيل
سلمى بنت عامر بن عوف بن عبد الله من قضاعة:
ذكر بعض العلماء: أن أبا مسعود شهد بدرا "، والصحيح أنه لم يشهدها، وإنما قيل
له البدري لأنه كان يسكن ماء بدر، لكنه قد شهد العقبة مع الأنصار، وكان أصغر
من شهدها، وسكن الكوفة وحفظ عنه الحديث بها، وذكر وروده المدائن في حديث.
أخبرناه الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا علي بن عاصم قال: نبأنا حصين بن عبد
الرحمن عن أبي وائل عن خالد بن ربيع العبسي قال: فأتيناه في بعض الليل. فقال:
أي الليل ساعة هذه؟ قلنا: بعض الليل أو جوف الليل. قال: هل جئتم بأكفاني؟ قلنا:
نعم قال: فلا تغالوا بكفني فإن يكن لصاحبكم عند الله خير يبدل خيرا من كسوتكم،
وإلا يسلب سلبا سريعا ": قال ثم ذكر عثمان فقال: اللهم لم أشهد ولم أقل ولم
أرض.
169

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور قال: سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: قيل ليحيى
ابن معين: أبو مسعود البدري شهد بدرا "؟ قال: لم يشهد بدرا " وشهد العقبة.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا بن أبي الدنيا قال: نا محمد بن سعد قال أبو
مسعود الأنصاري، اسمه عقبة بن عمرو، وهو من بني جدارة بن عوف بن الحارث
ابن الخزرج، ابتنى بالكوفة دارا في سوق المراضيع.
قال محمد بن عمرو الهيثم بن عدي: توفي في آخر خلافة معاوية بالمدينة،
وانقرض عقبة.
وقال ابن سعد في موضع آخر: توفي في أول خلافة معاوية.
قال: وقال الواقدي: شهد العقبة ولم يشهد بدرا ".
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر
قال: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط قال: أبو مسعود
البدري من ساكني الكوفة. مات قبل الأربعين.
أخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن العباس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي
قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات أبو مسعود قبل علي، وقتل علي
سنة أربعين.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن السمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار
قال: نبأنا عبد الباقي بن قانع: أن أبا مسعود توفي في سنة تسع وثلاثين.
10 - وأبو قتادة الأنصاري، أحد بني سلمة بن سعد بن الخزرج، واسمه:
الحارث بن ربعي:
هكذا اسماه غير واحد من العلماء. وقال الواقدي: اسمه النعمان بن ربعي، وقال
الهيثم بن عدي: اسمه: عمرو بن ربعي، وكان من أفاضل الصحابة لم يشهد بدرا "،
170

وشهد ما بعدها. وعاش إلى خلافة علي بن أبي طالب، وحضر معه قتال الخوارج
بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، ومات في خلافته، وقيل: بل بقي بعده زمانا
طويلا.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: أنبأنا
عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط قال: أبو قتادة، اسمه: النعمان
ابن ربعي بن بلدمة بن خناس بن منان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن
سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأكبر بن
حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس.
وأخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن المظفر قال: نبأنا أحمد بن علي بن شعيب
المدائني قال نبأنا أبو بكر بن البرقي قال: أبو قتادة الحارث بن ربعي، ويقال: النعمان
ابن ربعي بن بلدمة، ثم ساق نسبه كما قال خليفة سواء. وقالا: جميعا: أم أبي قتادة
كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
أخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الامام بأصبهان قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
القاسم بن الريان المصري بالبصرة قال: نبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن
شريط الأشجعي بمصر. قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: لما فرغ علي بن أبي
طالب من قتال أهل النهروان قفل أبو قتادة الأنصاري ومعه ستون أو سبعون من
الأنصار. قال: فبدأ بعائشة، قال أبو قتادة: فلما دخلت عليها قالت: ما وراءك؟
فأخبرتها أنه لما تفرقت المحكمة من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم. فقالت: ما
كان معك من الوفد غيرك؟ قلت: بلى ستون أو سبعون. قالت: أفكلهم يقول مثل
الذي تقول؟ قلت: نعم. قالت: قص علي القصة. فقلت: يا أم المؤمنين تفرقت الفرقة
وهم نحو من اثني عشر ألفا " ينادون لا حكم إلا الله. فقال علي: كلمة حق يراد
بها باطل. فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم الله وكتابه. فقالوا كفر عثمان وعلي وعائشة
ومعاوية. فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن فقاتلناهم وقتلونا وولى منهم من ولى.
فقال [علي] لا تتبعوا موليا. فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول الله
171

صلى الله عليه وسلم وعلي راكبها. قال: اقلبوا القتلى فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم، حتى
خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي. فقال علي الله أكبر والله ما
كذبت ولا كذبت، كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد قسم فيئا " فجاء هذا فقال يا محمد اعدل
فوالله ما عدلت منذ اليوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ثكلتك أمك ومن يعدل عليك إذا لم
أعدل؟)) فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ألا أقتله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا دعه فإن
له من يقتله)) وقال: صدق الله ورسوله. فقالت عائشة: ما يمنعني ما بيني وبين علي أن
أقول الحق، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة
محلقون رؤوسهم محفون شواربهم، أزرهم إلى أنصاف سوقهم، يقرأون القرآن لا
يتجاوز تراقيهم، يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى الله تعالى)) قال: فقلت: يا أم
المؤمنين، أنت تعلمين هذا، فلم كان الذي منك؟ قالت: يا أبا قتادة، وكان أمر الله
قدرا " مقدورا "، وللقدر أسباب، وذكر بقية الحديث.
أخبرنا ابن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق قال: وبلغني، توفي أبو
قتادة الحارث بن ربعي سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي وصلى عليه علي بالكوفة.
أخبرنا ابن الفضل نبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عبيد الله بن
موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن موسى بن عبد الله بن يزيد: أن عليا " صلى على
أبي قتادة، فكبر عليه سبعا " وكان بدريا ".
قال الشيخ أبو بكر: قوله وكان بدريا خطأ لا شبهة فيه، لأن أبا قتادة لم يشهد
بدرا "، ولا نعلم أهل المغازي اختلفوا في ذلك.
أخبرنا ابن بشران أنبأنا بن صفوان نبأنا ابن أبي الدنيا نبأنا محمد بن سعد نبأنا
محمد بن عمر نبأنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال: توفي أبو قتادة بالمدينة سنة
أربع وخمسين، وهو بن سبعين سنة.
قال بن سعد: وأنبأنا الهيثم بن عدي قال: توفي أبو قتادة بالكوفة وعلي بها، وهو
صلى عليه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي نبأنا الحسين بن القاسم قال: نبأنا علي
ابن داود عن سعيد بن عفير قال: وفيها - يعني سنة أربع وخمسين - مات أبو قتادة
الحارث بن ربعي. ويقال: النعمان بن ربعي، وهو ابن سبعين بالمدينة.
172

أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا بن درستويه قال: نبأنا يعقوب قال: قال الليث: قال
ابن بكير: وفيها - يعني سنة أربع وخمسين - مات أبو قتادة الحارث بن ربعي بن
النعمان الأنصاري.
11 - وحذيفة بن اليمان العبسي، حليف بني عبد الأشهل، واليمان لقب،
واسمه حسل، ويقال: حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن، وقيل: اليمان
ابن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن
عبس بن عمرو بن ربيعة بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن وقيل: اليمان بن
جابر بن عمرو بن ربيعة جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس
ابن بغيض بن ريث بن غطفان:
يكنى حذيفة أبا عبد الله، وأمه من بني عبد الأشهل، تسمى الرباب، لم يشهد
حذيفة بدرا " وشهد أحدا " وقتل أبوه يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضر ما بعد أحد من
الوقائع، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقربه منه وثقته به وعلو منزلته عنده وولاه
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المدائن فأقام بها إلى حين وفاته.
173

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأنا مكرم بن أحمد القاضي قال: نبأنا
محمد بن الحسن صاحب النرسي قال: سمعت علي بن المديني يقول: حذيفة بن
اليمان، هو حذيفة بن حسل، و حسل كان يقال له اليمان، هو رجل من عبس
حليف للأنصار.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا
يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم، سمع علقمة
قال: قدمت الشام، فقلت: اللهم وفق لي جليسا صالحا. قال: فجلست إلى رجل فإذا
هو أبو الدرداء. فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة فقال: أليس فيكم
صاحب الوساد والسواك؟ - يعني بن مسعود - ثم قال: أليس فيكم صاحب السر
الذي لم يكن يعلمه غيره؟ - يعني حذيفة - وذكر الحديث.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: نبأنا إسماعيل بن محمد الصفار
قال: نا أحمد بن منصور الرمادي قال: نا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميرا كتب إليهم: ((إني قد بعثت
إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا)) فلما بعث حذيفة إلى المدائن
كتب إليهم: ((إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه)). فقالوا: هذا رجل له شأن فركبوا
ليتلقوه، فلقوه على بغل تحته أكاف وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد، فلم
يعرفوه فأجازوه فلقيهم الناس فقالوا لهم: أين الأمير المؤمنين؟ قالوا: هو الذي لقيتم
قالوا: فركضوا في أثره فأدركوه وفي يده رغيف وفي الأخرى عرق وهو يأكل،
فسلموا عليه فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف. قال: فلما غفل ألقاه أو
قال أعطاه خادمه.
أخبرنا ابن بشران قال: نا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدنيا قال: نا محمد
ابن سعد قال: حذيفة بن اليمان حسل. ويقال: حسيل بن جابر العبسي، حليف بني
عبد الأشهل، وابن أختهم الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل،
ويكنى أبا عبد الله، وشهد أحدا وقتل أبوه يومئذ وجاء نعي عثمان وهو بالمدائن،
ومات بها سنة ست وثلاثين. اجتمع على ذلك محمد بن عمر - يعني الواقدي -
والهيثم بن عدي.
174

أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا ابن درستويه قال: نبأنا يعقوب قال: نبأنا عبيد الله بن موسى قال: أنبأنا
سعيد بن أوس عن بلال بن يحيى قال: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة.
أخبرنا علي بن أحمد البزار قال: أنبأنا أبو علي بن الصواف قال: نبأنا بشر بن
موسى قال: أنبأنا عمرو بن علي.
وأخبرنا الأزهري قال أنبأنا محمد بن العباس قال: نبأنا إبراهيم بن محمد الكندي
قال: أنبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قالا: ومات حذيفة بن اليمان ويكنى بأبي عبد
الله بالمدائن سنة ست وثلاثين قبل قتل عثمان بأربعين ليلة، لفظهما سواء، وقولهما
قبل قتل عثمان خطأ، لأن عثمان قتل في آخر سنة خمس وثلاثين.
12 - وسلمان الفارسي، يكنى أبا عبد الله:
من أهل مدينة أصبهان، ويقال من رامهرمز أسلم في السنة الأولى من الهجرة،
وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وإنما منعه عن حضور ما قبل ذلك
أنه كان مسترقا لقوم من اليهود وكاتبهم، وأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته وعتق، ولم
يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم، وحضر فتح المدائن ونزلها حتى
مات بها، وقبره الآن ظاهر معروف بقرب ايوان كسرى عليه بناء، وهناك خادم
مقيم لحفظ الموضع وعمارته والنظر في أمر مصالحه، وقد رأيت الموضع وزرته غير
مرة.
175

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نا محمد بن أحمد بن القاسم العبدي بجرجان قال: نا
المنيعي - يعني عبد الله بن محمد البغوي - قال نا بن زنجويه قال: نا الفريابي عن
سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال: سمعت سلمان الفارسي يقول: أنا من أهل
رامهرمز.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا بن أبي الدنيا قال: نبأنا
محمد بن سعد قال: سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله، أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة، وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين. وكان عبدا لقوم من بني قريظة
فكاتبهم، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته وعتق، فهو إلى بني هاشم، وأول مشاهده
الخندق، وتوفي في خلافة عثمان بالمدائن.
أخبرنا الأزهري قال: نبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: نبأنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي قال: قد كان سلمان الفارسي نزل الكوفة
في خلافة عثمان، وتوفي بالمدائن، وقبره هناك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: سمعت جعفر
ابن أحمد بن فارس قال: سمعت العباس بن يزيد يقول لمحمد بن النعمان، يقول أهل
العلم: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما [إلى] مائتين وخمسين فلا يشكون
فيه وكان من المعمرين، قيل إنه أدرك وصي عيسى بن مريم وأعطى علم الأول
والآخر وقرا الكتابين.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على إسحاق النعالي أخبركم الحسن بن محمد
ابن شعبة قال: أنبأنا أبو الخطاب زياد بن يحيى قال: نا المعتمر.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ - واللفظ له - قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
حمزة قال: نا أبو القاسم الجصاص قال: نا إسحاق بن إبراهيم قال: نا معتمر قال:
سمعت أبي قال: نا أبو عثمان عن سلمان قال: تناولني بضع عشرة من رب إلى رب.
خبر سلمان الفارسي وابتداء امره وشرح ما لقي في طول عمره:
أخبرنا القاضي أبو بكر بن أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي قال: نبأنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي
قال: نبأنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق.
176

وأخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح السكري وعلي بن محمد بن علي الأيادي. قال
أحمد أخبرنا. وقال علي: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن هارون بن أبي عيسى
قال: نا أبي عن محمد بن إسحاق.
وأخبرني علي بن محمد الأيادي أيضا قال: أنبأنا أبو بكر الشافعي إملاء قال: نبأنا
إسماعيل بن محمد بن أبي كثير القاضي الفارسي قال: نبأنا شهاب بن معمر البلخي
قال: نبأنا أبو يحيى بكر بن سليمان الأسواري عن بن إسحاق.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال:
أنبأنا محمد بن أحمد البراء.
وأخبرني علي بن محمد المالكي قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال نبأنا
محمد بن محمد الشطوي أبو أحمد قالا: نبأنا الفضل. زاد الشطوي: بن غانم وقال
نبأنا سلمة. قال الشطوي: وقال ابن الفضل حدثني محمد بن إسحاق - ولفظ
الحديث وسياقه ليونس بن بكير عن بن إسحاق - قال: حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة عن
محمود بن لبيد عن ابن عباس قال: حدثني سلمان الفارسي قال: كنت رجلا من
أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي، وكان أبي دهقان قريته، وكان
يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا " من ماله ولا ولده، فما زال به حبه إياي حتى حبسني
في البيت كما تحبس الجارية، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار التي
يوقدها فلا يتركها تخبو ساعة، وكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا إلا ما أنا
فيه، حتى بنى أبي بنيانا له وكانت له ضيعة فيها بعض العمل. فدعاني فقال: أي بني،
إنه قد شغلني ما ترى من بنياني [هذا] عن ضيعتي هذه، ولا بد لي من اطلاعها،
فانطلق إليهم فمرهم بكذا وكذا ولا تحتبس عني فإنك إن احتبست عني شغلتني عن
كل شئ، فخرجت أريد ضيعته. فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها.
فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هؤلاء النصاري يصلون. فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من
حالهم، فوالله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس، وبعث أبي في طلبي في كل وجه
حتى جئته حين أمسيت، ولم أذهب إلى ضيعته. فقال أبي: أين كنت؟ ألم أكن قلت
لك؟ فقلت: يا أبتاه مررت بناس يقال لهم: النصارى، فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم
177

فجلست أنظر كيف يفعلون. فقال: أي بني، دينك ودين آبائك خير من دينهم.
فقلت: لا والله ما هو خير من دينهم. هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون له،
ونحن نعبد نارا " نوقدها بأيدينا إذا تركناه ماتت.
فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده، فبعثت إلى النصاري فقلت
لهم: أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه؟ فقالوا: بالشام. فقلت لهم: إذا قدم
عليكم من هناك ناس فآذنوني. قالوا: نفعل فقدم عليهم ناس من تجارهم فبعثوا إلي
إنه قد قدم علينا تجار من تجارنا، فبعث إليهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا
الخروج فآذنوني بهم. قالوا: نفعل فلما قضوا حوائجهم وأرادوا الرحيل بعثوا إلي
بذلك فطرحت الحديد الذي في رجلي ولحقت بهم، فانطلقت معهم حتى قدمت
الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف صاحب
الكنيسة، فجئته فقلت له: إني قد أحببت ان أكون معك في كنيستك، وأعبد الله فيها
معك، وأتعلم منك الخير. قال: فكن معي.
قال: فكنت معه، وكان رجل سوء، كان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها. فإذا
جمعوها إليه اكتنزها ولم يعط المساكين منها شيئا، فأبتغضته بغضا " شديدا " لما رأيت من
حاله، فلم ينشب ان مات، فلما جاؤوا ليدفنوه فقلت لهم: إن هذا رجل سوء، كان
يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، حتى إذا جمعتموها إليه اكتنزها إليه ولم يعطها
المساكين. فقالوا: وما علامة ذلك؟ فقلت: أنا أخرج إليكم كنزه. فقالوا: فهاته
فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا، فلما رأوا ذلك قالوا: والله لا يدفن ابدا "،
فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة، وجاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه، فلا والله يا
ابن عباس ما رأيت رجلا قط لا يصلي الخمس أرى انه أفضل منه، ولا أشد اجتهادا،
ولا أزهد في الدنيا، ولا أدأب ليلا ونهارا منه. ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله حبه،
فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة. فقلت: يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله وإني
والله ما أحببت شيئا قط حبي لك فماذا تأمرني؟ وإلى من توصيني؟ فقال لي: أي بني
والله ما أعلمه إلا رجلا بالموصل فاته فإنك ستجده على مثل حالي، فلما مات و غيب
لحقت بالموصل.
فأتيت صاحبها، فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا. فقلت له
إن فلانا أوصاني إليك أن آتيك وأكون معك. فقال: فأقم أي بني، فأقمت عنده على
178

مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة. فقلت له: إن فلانا أوصاني إليك وقد حضرك
من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي؟ فقال: والله ما أعلمه أي بني إلا رجلا
بنصيبين وهو على مثل ما نحن عليه فالحلق به. فلما دفناه لحقت بالآخر. فقلت له يا
فلان إن فلان أوصى بي إلى فلان، وفلان أوصى بي إليك. قال: فأقم أي بني.
قال: فأقمت عندهم على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة. فقلت له: يا فلان إنه
قد حضرك من أمر الله ما ترى، وقد كان فلان أوصى بي إلى فلان، وأوصى بي فلان
إليك. فإلى من؟ قال: أي بني والله ما اعلم أحدا على مثل ما كنا عليه، إلا رجلا
بعمورية من أرض الروم فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه.
فلما واريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم
فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرات، ثم حضرته الوفاة فقلت: يا
فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان وفلان إلى فلان وفلان إليك، وقد حضرك ما
ترى من أمر الله عز وجل فإلى من توصيني. قال: أي بني والله ما أعلمه بقي أحد
على مثل ما كنا عليه آمرك ان تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم،
مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه
خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة. فان استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد
فافعل، فإنه قد أظلك زمانه.
فلما واريناه أقمت حتى مر رجال من تجار العرب من كلب. فقلت لهم: تحملوني
معكم حتى تقدموا بي إلى أرض العرب، وأعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي. قالوا: نعم
فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاؤوا بي وادي القرى، ظلموني فباعوني عبدا من
رجل من يهود بوادي القرى. فوالله لقد رأيت النخل وطمعت أن تكون البلد الذي
نعت لي صاحبي، وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي
القرى، فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده، فخرج بي حتى قدم بي المدينة؟ فوالله
ما هو إلا أن رايتها فعرفت نعته.
فأقمت في رقي مع صاحبي وبعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بمكة لا يذكر لي شئ من أمره
مع ما انا فيه من الرق. حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء وأنا أعمل في نخلة له، فوالله إني
لفيها إذ جاء ابن عم له. فقال: يا فلان قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لفي قباء
179

مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن سمعتها
فأخذتني العرواء يقول: الرعدة - حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ونزلت أقول
ما هذا الخبر؟ ما هو؟ فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة. وقال: مالك وهذا،
أقبل على عملك. فقلت: لأي شئ إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه. قال: فلما
أمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته وذهبت إلى رسول الله وهو بقباء،
فقلت: إنه بلغني أنك رجل صالح وأن معك أصحابا لك غرباء، وقد كان عندي
شئ للصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد، فها هو فكل منه. فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيده وقال لأصحابه: كلوا. ولم يأكل. فقلت في نفسي: هذه خلة مما وصف لي
صاحبي، ثم رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فجمعت شيئا كان عندي ثم
جئته به. فقلت: إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذا هدية وكرامة ليست بالصدقة،
فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه. فقلت: هاتان خلتان. ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يتبع جنازة وعلى شملتان لي وهو في أصحابه، فاستدرت به لأنظر إلى الخاتم في
ظهره، فلما رآني رسول الله استدبرته عرف اني استثبت شيئا قد وصف لي، فرفع
رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي، فأكببت عليه
أقبله وأبكي. فقال: ((تحول يا سلمان هكذا)) فتحولت فجلست بين يديه وأحب أن
يسمع أصحابه حديثي عنه، فحدثته يا بن عباس كما حدثتك.
فلما فرغت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كاتب يا سلمان))، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة
نخلة أحييها وأربعين أوقية، فأعانني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل ثلاثين ودية،
وعشرين ودية، وعشرا، كل رجل منهم على قدر ما عنده. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((فقر لها فإذا فرغت فآذني، حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي)). ففقرتها وأعانني
أصحابي. يقول: حفرت لها حيث توضع - حتى فرغنا منها، فخرج معي حتى جاءها
فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوي عليها، فوالذي بعثه بالحق ما ماتت منها
ودية واحدة، وبقيت علي الدراهم. فأتاه رجل من بعض المعادن. بمثل البيضة من
الذهب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أين الفارسي المسلم المكاتب؟)) فدعيت له. فقال:
((خذ هذه يا سلمان فأد بها ما عليك)). فقلت: يا رسول الله، وأين تقع هذه مما علي؟
قال: ((فإن الله سيؤدي بها عنك)). فوالذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين
أوقية فأديتها إليهم. وعتق سلمان.
180

وكان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد، ثم عتقت
فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا أبو أحمد الغطريفي قال: نبأنا عبد الرحمن بن
أحمد بن عبدوس الهمداني.
قال أبو نعيم: ونبأنا أبو محمد بن حيان - والسياق له - قال نبأنا عبد الله بن
محمد بن الحجاج وأبو بكر محمد بن عبد الله المؤدب قالا: نبأنا عبد الرحمن بن
أحمد بن عبدوس قال: نبأنا قطن بن إبراهيم قال: نبأنا وهب بن كثير بن عبد
الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي قال حدثتني أمي عن أبي كثير بن عبد الله بن
سلمان الفارسي عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم أملى الكتاب على علي بن أبي
طالب: هذا ما فادى محمد بن عبد الله رسول الله فدى سلمان الفارسي من عثمان
ابن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهبا، وقد برئ
محمد بن عبد الله رسول الله لثمن سلمان الفارسي وولاؤه لمحمد بن عبد الله رسول
الله وأهل بيته فليس لأحد على سلمان سبيل. شهد على ذلك: أبو بكر الصديق،
وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحذيفة بن سعد بن اليمان، وأبو ذر
الغفاري، والمقداد بن الأسود، وبلال مولى أبي بكر، وعبد الرحمن بن عوف. وكتب
علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادي الأولى من سنة مهاجر محمد بن عبد الله
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله بن محمد بن الحجاج: وذكر هذا الحديث لأبي بكر بن أبي داود
فقال: لسلمان ثلاث بنات بنت بأصبهان، قد زعم جماعة أنهم من ولدها، وابنتان
بمصر.
قال الخطيب: في هذا الحديث نظر، وذلك أن أول مشاهد سلمان مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، ولو كان يخلص سلمان من
الرق في السنة الأولى من الهجرة. لم يفته شئ من المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا
فان التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأول من أرخ بها عمر بن
الخطاب في خلافته والله أعلم.
181

وقد ذكرنا فيما تقدم من القول بأن سلمان توفي في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن
عفان.
أنبأنا علي بن محمد السمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: نبأنا عبد
الباقي بن قانع: أن سلمان توفي بالمدائن سنة ست وثلاثين، فعلى هذا القول كانت
وفاته في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والله أعلم.
13 - وعبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد
الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، يكنى: أبا عبد
الرحمن:
وأمه: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. كان إسلامه
بمكة مع إسلام أبيه وهو صغير قبل أن يبلغ. وهاجر مع أبيه إلى المدينة. وشهد غزاة
الخندق وما بعدها، وخرج إلى العراق فشهد يوم القادسية. ويوم جلولا وما بينهما
من وقائع الفرس. وورد المدائن غير مرة.
أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف
182

قال: نبأنا محمد بن عبدوس بن كامل ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا أنبأنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال: نبأنا هشيم قال أنبأنا يونس بن عبيد قال: نبأنا الحكم بن
الأعرج قال: سألت ابن عمر عن المسح على الخفين. فقال: اختلفت أنا وسعد في
ذلك ونحن بجلولاء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزار، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد المصري، قال: نبأنا مالك بن يحيى، قال نبأنا يزيد بن هارون، قال
أنبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب، قالا:
قد شهد بن عمر بدرا "، قال يزيد ليس هكذا هو.
قال الشيخ أبو بكر: والأمر على ما قاله يزيد. كان ابن عمر يصغر عن شهود
بدر.
أخبرنا ابن الفضل القطان، قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: نبأنا يعقوب
ابن سفيان بن حرب، قال: نبأنا حماد بن زيد عن عبيد الله عن نافع: أن ابن عمر
عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم [أحد] فلم يقبله. وعرض عليه يوم الخندق فقبله، وهو
ابن خمس عشرة سنة.
وروى عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر، قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد وأنا بن أربع عشرة فلم يقبلني، وأجازني يوم الخندق.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أنبأنا عيسى بن علي بن عيسى، قال: نبأنا
عبد الله بن محمد البغوي، قال: نبأنا شيبان، قال: نبأنا أبو هلال، قال: نبأنا قتادة عن
سعيد بن المسيب، قال: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة، لشهدت لعبد الله بن عمر.
قال البغوي، قال: الزبير - يعني ابن بكار: وكان عبد الله بن عمر يتحفظ ما يسمع
من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا لم يحضر يسأل من يحضر عما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعل.
وكان يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في
كل طريق مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال له في ذلك فيقول: أتحرى أن تقع أخفاف
راحلتي على بعض أخفاف راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
183

أخبرنا ابن الفضل، قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر، قال: نبأنا يعقوب بن سفيان،
قال: حدثني محمد بن أبي زكير، قال: أنبأنا ابن وهب عن مالك، قال: أقام ابن
عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك. قال وكان ابن عمر
من أئمة الدين.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أنبأنا بن درستويه، قال: نبأنا يعقوب، قال: حدثني سعيد
- هو ابن أسد بن موسى - قال نبأنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن رجاء بن حياة
قال: أتانا نعي ابن عمر ونحن في مجلس ابن محيريز. فقال ابن محيريز: والله إن كنت
لأعد بقاء ابن عمر أمانا لأهل الأرض.
قال يعقوب: قال أبو نعيم: مات ابن عمر في سنة ثلاث وسبعين.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: أنبأنا القاسم بن غانم المهلبي قال: أنبأنا محمد بن
إبراهيم البوشنجي قال: سمعت بن بكير يقول: مات عبد الله بن عمر أبو عبد
الرحمن سنة ثلاث وسبعين.
أخبرنا محمد بن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: نبأنا
حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله، قال: مات عبد الله بن عمر سنة ثلاث
وسبعين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: نبأنا الحسين بن القاسم
قال: نبأنا علي بن داود عن سعيد بن عفير قال: وفي سنة أربع وسبعين مات عبد الله
ابن عمر بمكة، ودفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين. وقد قيل: إنه دفن بفج وهو ابن
أربع وثمانين.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال:
حدثني محمد بن أبي زكير قال: نبأنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: بلغ عبد الله
ابن عمر من السن سبعا وثمانين.
184

14 - وعبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ويكنى: أبا
العباس:
وأمه: لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى
الله عليه وآله وسلم.
ولد بمكة شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين. ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه الحكمة والتأويل)). وكان عمر بن الخطاب
يقربه ويدنيه ويستشيره مع شيوخ الصحابة. ويقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
وكانت عائشة تقول: هو أعلم من بقي بالسنة. وكان ابن عمر يقول: هو أعلم الناس
بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وشهد ابن عباس مع علي بن أبي طالب صفين وقتال
الخوارج بالنهروان وورد في صحبته المدائن.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا بن أبي الدنيا قال: نبأنا
محمد بن سعد قال: قال الواقدي: أخبرنا خالد بن القاسم، قال: سمعت ابن عباس
يقول: ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
ابن ثلاث عشرة.
185

أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب قال: نا عمر بن أحمد
الواعظ قال: نبأنا محمد بن حميد الرازي قال: أنبأنا سلمة بن الفضل قال: نا محمد
ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن ابن عباس، قال:
لما أصيب أهل النهروان خرج علي وأنا خلفه فجعل يقول: ويلكم التمسوه يعني
المخدج - فالتمسوه فجاؤوا، فقالوا: لم نجده، فعرف ذلك في وجهه، فقال: ويلكم
ضعوا عليهم القصب - أي علموا كل رجل منهم بالقصب، فجاؤوا به فلما رآه خر
ساجدا.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نبأنا أبو أسامة عن الأعمش عن مجاهد، قال كان ابن
عباس يسمى البحر من كثرة علمه.
أخبرنا الجوهري قال: أنبأنا عيسى بن علي قال: نبأنا عبد الله بن محمد البغوي
قال: نبأنا الزبير بن بكار قال: حدثني ساعدة بن عبيد الله المزني عن داود بن عطاء
عن زيد بن أسلم عن بن عمر أنه قال: إن عمر كان يدعو عبد الله بن عباس فيقربه،
ويقول: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح رأسك، وتفل في فيك. وقال
((اللهم فهمه في الدين وعلمه التأويل)).
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال: نبأنا علي بن إسحاق
المادرائي قال: نبأنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال: أنبأنا جعفر بن عون عن الأعمش
عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله، قال: لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما
عاشره منا رجل. قال: وكان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
وأخبرنا القاسم بن جعفر قال: نا علي بن إسحاق قال: نا جعفر بن شاكر
الضائع قال: نا داود بن مهران قال: أنبأنا عبد الجبار - يعني ابن الورد -، قال:
سمعت عطاء يقول: ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابن عباس، أكثر علما
وأعظم جفنة، وأن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب النحو عنده يسألونه،
وأصحاب الشعر عنده يسألونه، وأصحاب الفقه عنده يسألونه، كلهم يصدرهم في
واد واسع.
186

أخبرنا الحسن بن علي المقنعي قال: أنبأنا عمر بن محمد بن علي الناقد قال: نا
أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي قال: نا عبد الاعلى بن حماد قال: نا سفيان بن
عيينة عن سالم بن أبي حفصة عن منذر الثوري قال: قال محمد بن علي - حين مات
ابن عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: أنبأنا القاسم بن غانم المهلبي قال: أنبأنا محمد بن
إبراهيم البوشنجي قال: سمعت ابن بكير يقول: مات بن عباس سنة خمس وستين،
ويقال: ثمان وستين، ومات بالطائف، وصلى عليه محمد بن الحنفية، وكبر عليه
أربعا "، وأدخله من قبل القبلة.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال:
قال أبو نعيم: مات ابن عباس سنة ثمان وستين.
أخبرنا القاسم بن جعفر الهاشمي قال: نبأنا علي بن إسحاق قال: نبأنا أحمد بن
زهير قال: أنبأنا مصعب قال: توفي وهو ابن أربع وسبعين، وسمعت أحمد بن حنبل
يقول: مات ابن عباس سنة ثمان وستين.
15 - وثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر، وهو:
كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن
عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد:
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا والمشاهد بعدها، ويقال: إنه جرح يوم أحد اثنتي
عشرة جراحة، وعاش إلى خلافة معاوية، واستعمله علي بن أبي طالب على المدائن.
أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي في كتابه قال: أنبأنا أحمد بن كامل
القاضي، قال: أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين قال: حدثني مصعب بن عبد الله بن
مصعب عن عبد الله بن عمارة بن القداح. قال: كان ثابت بن قيس بن الخطيم،
شديد النفس، وكان له بلاء مع علي بن أبي طالب، واستعمله علي بن أبي طالب
على المدائن، فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة، وكان معاوية يتقى
مكانه. انصرف ثابت بن قيس إلى منزله فيجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر
يريدون ان يكتبوا إلى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف، وذاك أنه حبسهم سنتين
187

أو ثلاثا لم يعطهم شيئا. فقال: ما هذا؟ فقالوا: نريد أن نكتب إلى معاوية، فقال: ما
تصنعون أن يكتب إليه جماعة يكتب إليه رجل منا، فإن كانت كائنة برجل منكم فهو
خير من أن تقع بكم جميعا، وتقع أسماؤكم عنده. فقالوا: فمن ذاك الذي يبذل نفسه
لنا قال: أنا قالوا: فشأنك، فكتب إليه وبدأ بنفسه فذكر أشياء منها: نصرة النبي
صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. وقال: حبست حقوقنا، واعتديت علينا وظلمتنا، وما لنا إليك ذنب
إلا نصرتنا للنبي صلى الله عليه وسلم. فلما قدم كتابه على معاوية دفعه إلى يزيد فقرأه ثم قال له:
ما الرأي؟ فقال: تبعث فتصلبه على بابه، فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم. فقالوا:
تبعث إليه حتى تقدم به ههنا، وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه، ثم تصلبه.
فقال: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: لا. فكتب إليه: قد فهمت كتابك، وما ذكرت
النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت
فيها نفسك، فأنظرني ثلاثا، فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه، وصبحهم العطاء
في اليوم الرابع.
قال ابن القداح: حدثني بهذا الحديث كله محمد بن صالح بن دينار مرسلا.
وحدثني به ابنه صالح بن محمد قال: سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدث بهذا
الحديث. ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث نحوا من شهرين لا يلتفت إليه، ثم استأذنه
للخروج فبعث إليه. بمائة ألف درهم، فوضعها في منزله وتركها وخرج.
16 - البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن
الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن
عامر، يكنى: أبا عمارة، وقيل: أبا عمرو، وقيل: أبا الطفيل:
غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة، ونزل الكوفة بعده، وكان رسول علي
ابن أبي طالب إلى الخوارج [بالنهروان] يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة.
188

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني بها قال: أنبأنا أبو الحسين محمد بن
إبراهيم بن سلمة الكهيلي بالكوفة قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي قال: نا القاسم بن زكريا بن دينار قال: نا إسحاق - يعني بن منصور - عم
هريم عن مطرف عن أبي الجهم، قال: بعث علي البراء بن عازب إلى أهل النهروان
يدعوهم ثلاثة أيام، فلما أبوا سار إليهم.
قال الشيخ أبو بكر: وللبراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة، حدث عنه عبد الله
ابن يزيد الخطمي، وأبو جحيفة السوائي، وعامر الشعبي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى،
وأبو إسحاق السبيعي، وعدي بن ثابت، وسعد بن عبيدة، والمسيب بن رافع،
وغيرهم.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر
قال: نا عمر بن أحمد الأهوازي، قال نا خليفة بن خياط، قال: البراء بن عازب،
يكنى أبا عمارة، ومات في ولاية مصعب بن الزبير بن العوام.
17 - وقيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة - بالحاء المهملة
المفتوحة - وقيل: دليم بن حارثة بن خزيم بن أبي خزيمة - بالخاء المعجمة المرفوعة -
ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر بن حارثة
ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد،
يكنى أبا عبد الله، ويقال أبا عبد الملك، وأمه: فكيهة بنت عبيد بن دليم بن
حارثة:
وكان شجاعا بطلا كريما سخيا، وحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه،
وولاه علي بن أبي طالب امارة مصر، وحضر معه حرب الخوارج بالنهروان ووقعة
صفين، وكان مع الحسن بن علي على مقدمته بالمدائن. ثم لما صالح الحسن معاوية
وبايعه دخل قيس في الصلح وتابع الجماعة ورجع إلى المدينة فتوفى بها.
189

أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا محمد بن يحيى قال: نبأنا سفيان عن عمار الدهني قال: نزل الحسن المدائن
وكان قيس [بن سعد بن عبادة] على مقدمته، فنزل الأنبار، وطعنوا حسنا وانتهبوا
سرادقه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وقال: أنبأنا عثمان بن أحمد قال: نا حنبل بن
إسحاق قال: نا الحميدي قال: نبا سفيان عن عمرو قال: كان قيس بن سعد رجلا
ضخما جسيما صغير الرأس له لحية - وأشار سفيان إلى ذقنه - وكان إذا ركب الحمار
خطت رجلاه إلى الأرض.
أخبرنا أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري قال: أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي قال: نا أحمد بن مسروق قال: نا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: نا
أحمد بن بشير قال: نا هشام بن عروة قال: باع قيس بن سعد مالا من معاوية
بتسعين ألفا "، فأمر مناديا فنادى في المدينة من أراد القرض فليأت منزل سعد، فأقرض
أربعين أو خمسين وأجاز بالباقي، وكتب على من أقرضه صكا "، فمرض مرضا " قل
عواده. فقال لزوجته قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر: يا قريبة لم ترين قل
عوادي؟ قالت: للذي لك عليهم من الدين، فأرسل إلى كل رجل بصكه. وقال عروة:
قال قيس بن سعد: اللهم ارزقني مالا وفعالا، فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: أنبأنا ابن أبي الدنيا قال: نا
محمد بن سعد، قال: قيس بن سعد بن عبادة - قال الهيثم بن عدي - توفي بالمدينة في
آخر خلافة معاوية.
190

18 - وعثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة
ابن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة
ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر، أمه: أم سهل بنت رافع بن قيس بن معاوية بن أمية
ابن زيد بن مالك بن عوف، ويكنى أبا عبد الله:
وهو أخو سهل بن حنيف، زاد ابن خيرون: شهد أحدا وما بعدها من المشاهد،
وله رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدث عنه عمارة بن خزيمة بن ثابت، وكان عمر بن
الخطاب بعثه إلى العراق عاملا وأمره بمساحة سقي الفرات، فمسح الكور والطساسيج
بالجانب الغربي من دجلة، فكان أولها كورة فيروز وهي طسوج الأنبار، وكان أول
السواد شربا من الفرات، ثم طسوج مسكن، وهو أول حدود السواد في الجانب
الغربي من دجلة وشربه من دجيل، ويتلوه طسوج قطر بل وشربه أيضا من دجيل، ثم
طسوج بادوريا، وهو طسوج مدينة السلام. وكان أجل طساسيج السواد جميعا،
وكان كل طسوج يتقلده فيما تقدم عامل واحد، سوى طسوج بادوريا كان يتقلده
عاملان لجلالته وكثرة ارتفاعه، ولم يزل خطيرا عند الفرس ومقدما على ما سواه،
وورد عثمان بن حنيف المدائن في حال ولايته.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار وعلي بن محمد بن عبد الله السكري، قالا: أنبأنا
إسماعيل بن محمد الصفار قال: نبأنا الحسن بن علي بن عفان، قال: نبأنا يحيى بن
آدم قال: نبأنا أبو بكر بن عياش وقيس بن الربيع عن حصين بن عبد الرحمن عن
عمرو بن ميمون، قال: شهدت عمر بن الخطاب قبل أن يطعن بثلاثة أيام، وعنده
حذيفة وعثمان بن حنيف، وكان قد استعمل حذيفة على ما سقت دجلة، واستعمل
عثمان بن حنيف على ما سقى الفرات.
191

أخبرنا ابن بشران، قال: أنبأنا الحسين بن صفوان، قال: نبأنا ابن أبي الدنيا، قال
نبأنا محمد بن سعد، قال: عثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم مات في خلافة
معاوية.
19 - وأبو سعيد الخدري، واسمه: سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة
ابن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأكبر بن حارثة
ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر.
وأمه: أنيسة بنت أبي حارثة من بين عدي بن النجار، وأخوه لأمه قتادة بن
النعمان، وكان أبو سعيد من أفاضل الأنصار وحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا "،
وروى عنه من الصحابة: جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وورد المدائن في حياة
حذيفة بن اليمان، وبعد ذلك مع علي بن أبي طالب لما حارب الخوارج بالنهروان.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال: نا
إسماعيل بن عبيد الله بن مسعود العبدي قال: نبأنا عبد الله بن صالح قال: حدثني
الليث عن زيد بن جبيرة عن أبي طوالة عن أبي سعيد الخدري: أن حذيفة بن اليمان
أتاهم بالمدائن فقام يصلي على دكان فجذبه سلمان. ثم قال: لا أدري أطال العهد أم
نسيت؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصلي الإمام على أنشز مما عليه
أصحابه)).
192

أخبرنا محمد بن علي الصالحي قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا
أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي قال: نبأنا أبو داود السنجي قال: نبأنا الهيثم بن
عدي قال: نبأنا حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه. قال: لم يكن أحد من احداث
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من أبي سعيد الخدري.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: نبأنا
عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط، وأخبرنا أبو القاسم الأزهري،
قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي قال: أنبأنا
أبو موسى محمد بن المثنى. قالا: مات أبو سعيد سنة أربع وخمسين.
20 - وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
ابن كلاب، يكنى: أبا سعيد:
وأمه: أروى بنت أبي الفرعة، ويقال: بنت أبي الفارعة بن حارثة بن كعب من
بني فراس بن غنم.
كان اسمه: عبد الكعبة، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن، وقال له:
((يا عبد الرحمن لا تسل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن
أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها)).
193

وتحول عبد الرحمن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البصرة فنزلها، واستعمله عبد الله بن
عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إلى البصرة فأقام بها
حتى مات، ودفن بها وصلى عليه زياد، وكان وروده المدائن رسولا إلى الحسن بن
علي عليهما السلام من عند معاوية.
أخبرنا بذلك الأزهري قال: نبأنا محمد بن العباس قال: أنبأنا أحمد بن معروف
الخشاب قال: نا الحسين بن فهم قال: نا محمد بن سعد قال: أنبأنا أبو عبيد - قال
الشيخ أبو بكر: وليس بالقاسم بن سلام، هذا شيخ كبير قديم - عن مجالد عن
الشعبي، وعن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، وعن أبي السفر وغيرهم. قالوا: بايع
أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي. فذكر الحديث وقصة نزول
الحسن المدائن. قال وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر
على أن يسلم له خصالا ذكرها، فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطى كل منهما صاحبه
ما سأل. ويقال: بل أرسل الحسن بن علي، عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية
حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن
سمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقدما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما أراد ووثقا له.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: نبأنا
عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: عبد الرحمن بن سمرة أتى
سجستان، وأقام بالبصرة حتى مات بها سنة إحدى وخمسين ويقال: خمسين.
أخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن العباس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي
قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: مات عبد الرحمن بن سمرة سنة خمسين.
21 - وأبو برزة الأسلمي:
واسمه: نضلة بن عبيد، ذكر ذلك عدة من العلماء. وقال الهيثم بن عدي: هو
خالد بن نضلة. وزعم الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عبد الله بن نضلة. وقال
محمد بن سعد وأحمد بن سيار المروزي: اسمه نضلة بن عبد الله بن الحارث بن حيال بن
ربيع بن دعبل، وقال ابن سيار: دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن
أسلم بن أفضى بن حارثة، وهكذا نسبه خليفة بن خياط وسماه، غير أنه أسقط ربيعا "
ودعبلا فلم يذكرهما.
194

سكن أبو برزة المدينة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، ثم تحول إلى البصرة
فنزلها، وحضر مع علي بن أبي طالب قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في
صحبته، وغزا بعد ذلك خراسان فمات بها.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
حدثني عبيد الله - يعني أبا معاذ العنبري - قال: حدثني أبي عن عمران بن حدير عن
لاحق - يعني أبا مجلز - قال: كان الذين خرجوا على علي بالنهروان أربعة آلاف في
الحديد، فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتل من المسلمين إلا تسعة رهط، فإن شئت
فاذهب إلى أبي برزة فاسأله فإنه قد شهد ذلك.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال:
سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي يقول: سمعت أحمد بن سيار
يقول: حدثنا الشاة بن عمار قال حدثني أبو صالح سليمان بن صالح الليثي قال: نبأنا
النضر بن المنذر بن ثعلبة العبدي عن حماد بن سلمة عن قتادة: أن أبا برزة الأسلمي،
كان يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر وصاحبه يعذب، فأخذ جريدة فغرسها إلى
القبر وقال: ((عسى أن يرفه عنه ما دامت رطبة)) فكان أبو برزة يوصي: إذا مت
فضعوا في قبري معي جريدتين. قال: فمات في مفازة بين كرمان وقومس. فقالوا: كان
يوصينا ان نضع في قبره جريدتين وهذا موضع لا نصيبهما فيه. فبينما هم كذلك طلع
عليهم ركب من قبل سجستان فأصابوا معهم سعفا فأخذوا منه جريدتين، فوضعوهما
معه في قبره.
195

أخبرنا ابن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: نبأنا عمر بن
أحمد بن إسحاق الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: وأبو برزة الأسلمي له
دار بالبصرة، وأتى خراسان ومات بها بعد أربع وستين، بعدما أخرج ابن زياد من
البصرة.
22 - وعياض بن غنم الفهري من رهط أبي عبيدة بن الجراح، وهو عياض بن
غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر
ابن مالك بن النضر بن كنانة:
شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضر فتح المدائن مع سعد بن أبي وقاص
وذلك مشهور عند أهل السيرة، وفتح بعد ذلك فتوحا " كثيرة ببلاد الشام ونواحي
الجزيرة. وكان عمر بن الخطاب ولاه الإمارة بالشام بعد أبي عبيدة بن الجراح، وبها
كانت وفاته.
حدثني الأزهري نا أحمد بن إبراهيم نا أحمد بن سليمان الطوسي: ثنا الزبير بن
بكار. قال: وعياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال كان شريفا،
وله فتوح بناحية الجزيرة في زمن عمر بن الخطاب، وهو أول من أجاز الدرب إلى
أرض الروم، وقد ذكره عبيد الله بن قيس الرقيات فيمن ذكر من أشراف قريش.
[فقال]:
وعياض منا عياض بن غنم * كان من خير من أجن النساء
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدنيا: نبأنا محمد
ابن سعد. قال: عياض بن غنم الفهري، شهد الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومات بالشام
سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة، حدثني بذلك محمد بن عمر الواقدي.
أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وأبو الفضل إسحاق بن إبراهيم بن
مخلد الفارسي. قالوا: أنبأنا محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري أنبأنا أبو عروبة
الحسين بن محمد بن مودود الحراني بحران نبأنا أبو داود سليمان بن سيف نبأنا
سعيد بن بزيع، قال: قال ابن إسحاق: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: إن
الله قد فتح على المسلمين الشام والعراق، فابعث من قبلك جندا من العراق إلى الجزيرة
196

وأمر عليهم خالد بن عرفطة، أو هاشم بن عتبة، أو عياض بن غنم، فلما انتهى إلى
سعد كتاب عمر بن الخطاب. قال: ما أخر أمير المؤمنين عياض بن غنم إلا أن له فيه
رأيا أن أوليه، وأنا موليه فبعثه وبعث معه جيشا، وبعث معه أبا موسى الأشعري،
وابنه عمر بن سعد بن أبي وقاص وهو غلام حديث السن ليس إليه من الأمر شئ،
وعثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفي، وذلك في سنة تسع عشرة. فخرج عياض إلى
الجزيرة فنزل بجنده على الرها فصالحه أهلها على الجزيرة، كذا قال الأبهري، وإنما هو
على الجزية، وصالحت حران حين صالح الرها.
أخبرنا ابن الفضل: أنبأنا عبد الله بن جعفر: نبأنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني
عمار قال: حدثني سلمة عن ابن إسحاق. قال: ويقال مات بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم
بدمشق سنة عشرين، وفيها مات عياض بن غنم.
23 - وقرظة بن كعب بن عمرو بن كعب بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب
ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، حليف
بني عبد الأشهل، يكنى أبا عمرو:
وأمه: خليدة بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن
الخزرج، كان أحد العشرة من الأنصار الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى الكوفة،
فنزلها واعقب بها، وورد المدائن في صحبة علي بن أبي طالب لما سار إلى صفين،
وكان على راية الأنصار يومئذ، ذكر ذلك أبو البختري وهب بن وهب القاضي عن
جعفر بن محمد وغيره من شيوخه الذي ساق عنهم خبر صفين.
وأخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن
شاذان أنبأنا أبو علي إسماعيل بن عباد قال: ثنا أبي قال: ثنا: أبو البختري به
197

وأخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدنيا نبأنا محمد بن
سعد أنبأنا الهيثم بن عدي. قال: توفي قرظة بالكوفة في خلافة علي وهو [الذي]
صلى عليه، وولده بالكوفة.
24 - ونافع بن عتبة بن أبي وقاص واسم أبي وقاص: مالك بن وهيب بن عبد
مناف بن زهرة بن كلاب. وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص.
وأمه: زينب بنت خالد بن عبيد بن سويد الكنانية. ويقال: بل أمه عاتكة بنت
عوف أخت عبد الرحمن بن عوف، حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا رواه عنه جابر
ابن سمرة السوائي. ويعد نافع فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وورد المدائن في صحبة
علي عليه السلام لما سار إلى صفين، ذكر ذلك أبو البختري عن رجاله. وأخبرنا أبو
طالب عمر بن إبراهيم الفقيه بالإسناد الذي سقناه عنه.
25 - سمرة بن عمرو بن جندب، وقيل: سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير
ابن رباب بن سوأة. وقيل: ابن رباب بن حبيب بن سوأة بن عامر بن صعصعة بن
معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن
مضر بن نزار بن معد بن عدنان:
كان مع سعد بن أبي وقاص في فتح المدائن، ونزل الكوفة بعد هو وابنه. وقد روى
جابر بن سمرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلمة من حديث.
أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا شعبة عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر
ابن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول: ((إن بين يدي الساعة
كذابين)) فقال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي: ما قال؟ قال: ((فاحذروهم)).
198

26 - وابنه جابر بن سمرة السوائي، حضر فتح المدائن أيضا:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن بزهان الغزال. وأبو الحسين علي بن محمد
ابن عبد الله المعدل. قالا: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق: نا أبو عوف البزوري: نا
عمرو بن حماد - يعني ابن طلحة القناد - قال: نبأنا أسباط عن سماك عن جابر بن
سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال: ((ليفتتحن رهط من المسلمين كنز كسرى الذي في
الأبيض)) [قال و] كنت أنا وأبي منهم فأصبنا من ذلك ألفي درهم.
أخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان: نا ابن أبي الدنيا: نا محمد بن سعد:
في تسمية من نزل بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمرة بن جنادة بن جندب
ابن حجير، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وابنه جابر بن سمرة السوائي وهم حلفاء في بني زهرة
ابن كلاب، ويكنى جابر أبا عبد الله، ابتنى بها دارا في بني سوأة وتوفي بها في خلافة
عبد الملك في ولاية بشر بن مروان على الكوفة.
27 - وأبو ليلى الأنصاري، والد عبد الرحمن بن أبي ليلى، واسمه: يسار.
ويقال داود بن بلال بن مالك بن أحيحة بن الجلاح:
أسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ممن نزل الكوفة وأعقب بها، وفي ولده جماعة
يذكرون بالفقه ويعرفون بالعلم. وكان أبو ليلى خصيصا " بعلي عليه السلام يسمر معه
ومنقطعا إليه. وورد المدائن في صحبته وشهد صفين معه، ذكر ذلك غير واحد من
أهل العلم.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر نبأنا عمر بن أحمد
199

الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط. قال: وأبو ليلى اسمه يسار بن هلال بن مالك بن
أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن
مالك بن أوس بن حارثة. وقال خليفة في موضع آخر: اسم أبي ليلى بلال بن أحيحة،
وساق نسبه إلى أن قال: ابن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مالك
ابن الأوس. قال ويقال: ليس لأبي ليلى اسم، ويقال بلال هو أخو أبي ليلى.
حدثنا أبو حازم العبدوي إملاء بنيسابور قال: سمعت أحمد بن الحسين بن علي
القاضي الهمداني يقول: أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد بأصبهان قال:
أنبأنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: سمعت محمد بن عمران بن أبي ليلى يقول:
اسم أبي ليلى داود بن داود بن بلال، ولقبه أيسر.
28 - وجرير بن عبد الله بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن
شليل بن خزيمة بن يشكر بن علي بن مالك بن زيد بن قسر بن عبقر. وقيل: هو
جرير بن عبد الله بن جابر، وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن
عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن بدير بن قسر بن عبقر بن
[ثعلبة بن] أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان:
ذكر هذا القول خليفة بن خياط فيما أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد
الله بن محمد بن جعفر نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال نبأنا خليفة به.
وأما القول الأول: فأخبرنا الأزهري نبأنا محمد بن المظفر نبأنا أحمد بن علي بن
شعيب قال: نبأنا أبو بكر بن البرقي به: وجرير يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله،
أسلم في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي سنة عشر من الهجرة في شهر
200

رمضان منها، وكان سيدا في قومه، وبسط له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا ليجلس عليه وقت
مبايعته له. وقال لأصحابه: ((إذا جائكم كريم قوم فأكرموه)) ووجهه إلى الخلصة
طاغية دوس فهدمها ودعا له حين بعثه إليها، وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن
وله فيها أخبار مأثورة ذكرها أهل السيرة. ولما مصرت الكوفة نزلها فمكث بها
إلى خلافة عثمان، ثم بدت الفتنة فانتقل إلى قرقيسيا فسكنها إلى أن مات ودفن
بها.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز نبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن التميمي المؤدب
نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نبأنا أحمد بن أبي خلف البغدادي نبأنا
حصين بن عمر عن إسماعيل عن قيس عن جرير. قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته لأبايعه
فبسط لي كساء له. وقال: ((إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه)).
أخبرني أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي بدرزيجان أنبأنا أحمد بن أبي
طالب الكاتب نبأنا محمد بن جرير الطبري نبأنا بن حميد نبأنا يحيى بن الضريس
عن أبان بن عبد الله البجلي عن إبراهيم بن جرير بن عبد الله عن علي بن أبي طالب.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تسبوا جرير بن عبد الله إن جريرا منا أهل
البيت)).
أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن سعد:
في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جرير بن عبد الله
البجلي، ابتنى بها دارا في بجيلة وكان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم. توفي -
يعني جريرا: بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة، وكانت ولايته سنتين
ونصفا بعد زياد.
أخبرنا ابن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا عمر بن أحمد نا خليفة.
قال: ونزل جرير بن عبد الله قرقيسيا ومات بها سنة إحدى وخمسين.
201

أخبرنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي نبأنا أبو
موسى محمد بن المثنى. قال: ومات جرير بن عبد الله سنة إحدى وخمسين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي نبأنا يحيى بن محمد القصباني نبأنا
محمد بن موسى بن حماد المقرئ قال: قرئ على محمد بن أبي السري قال: قرئ
على أبي المنذر هشام بن محمد الكلبي: قال: وفي سنة أربع وخمسين مات جرير بن
عبد الله البجلي.
29 - وعدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن
عدي بن أخرم بن أبي أخرم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن
طئ بن أدد، يكنى: أبا طريف، ويقال: أبا وهب:
كان نصرانيا، فلما بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث أصحابه نحو جبل طئ، حمل أهله
إلى الجزيرة فأنزلهم بها، وأدرك المسلمون أخته في حاضر طئ فأخذوها وقدموا بها
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكثت عنده ثم أسلمت، وسألته أن يأذن لها في المسير إلى
أخيها ففعل، وأعطاها قطعة من تبر فيها عشرة مثاقيل، فلما قدمت على عدي أخبرته
أنها قد أسلمت وقصت عليه قصتها، فقدم عدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه النبي
صلى الله عليه وسلم نزع وسادة كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، وسأله عن أشياء فأجابه
عنها، ثم أسلم وحسن إسلامه، ورجع إلى بلاد قومه فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
وارتدت العرب ثبت عدي وقومه على الاسلام، وجاء بصدقاتهم إلى أبي بكر
الصديق، وحضر فتح المدائن، وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان، ومات بعد
ذلك بالكوفة. ويقال: بقرقيسيا.
202

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي نبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم نبأنا محمد بن عيسى بن حبان المدائني نبأنا عثمان بن عمر نبأنا سعد
الطائي نبأنا المحلى بن خليفة نبأنا عدي بن حاتم. قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
جاءه رجل فشكى الفاقة ثم جاء آخر فشكى قطع السبيل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
عدي بن حاتم هل رأيت الحيرة؟ قلت: لا وقد أنبئت عنها. قال: ((لئن طالت
[بك] الحياة لترين الظعينة يرتحلون من الحيرة حتى يطوفوا بالكعبة آمنين لا يخافون
إلا الله، ولئن طالت بك حياة لتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز)). وساق
الحديث بطوله. قال عدي: فقد رأيت الظعينة يرتحلون من الحيرة حتى يطوفوا بالكعبة
آمنين لا يخافون إلا الله، وقد كنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، وذكر بقية
الحديث.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي
نا علي بن محمد بن عبد الملك نا سهل بن بكار نا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي
عن عدي بن حاتم: أنه أتى عمر بن الخطاب في أناس من طئ. أو قال: من قومه، فجعل
يفرض للرجال من طئ في ألفين ألفين، فاستقبلته فأعرض عني. فقلت: يا أمير
المؤمنين، أما تعرفني؟ قال: نعم اني والله لأعرفك أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ
أدبروا، ووفيت إذ غدروا. وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه
أصحابه صدقة طئ، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سعد،
قال: عدي بن حاتم أحد بني ثعل، مات في زمن المختار سنة ثمان وستين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي نبأنا يحيى بن محمد - يعني القصباني
- أنبأنا محمد بن موسى عن ابن أبي السري عن هشام بن الكلبي قال: وفي سنة تسع
وستين، مات عدي بن حاتم وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا عمر بن أحمد نا
خليفة بن خياط. قال: عدي بن حاتم شهد الجمل بالبصرة وصفين ناحية الشام
ومات بالكوفة زمن المختار وهو ابن عشرين ومائة سنة.
203

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا محمد
ابن أحمد البراء نبأنا علي بن المديني نا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة، قال: خرج
عدي بن حاتم، وجرير بن عبد الله البجلي، وحنظلة الكاتب، من الكوفة فنزلوا
قرقيسيا. وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.
قال الشيخ أبو بكر [الخطيب] قال لي محمد بن علي الصوري أنا رأيت
قبورهم بقرقيسيا.
30 - والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن
سعد بن عوف بن قسي - وهو ثقيف - ابن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور -
وقد ذكرنا ما فوق هذا من الأسماء في نسب جابر بن سمرة فغنينا عن إعادته ههنا -
يكنى المغيرة أبا عبد الله، ويقال: أبا عيسى:
وأمه: امرأة من بني نصر بن معاوية، شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أول
مشاهده، وأصيبت عينه يوم الطائف، وحضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق، وورد
المدائن وولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب البصرة نحوا من سنتين، وله بها فتوح،
وولي الكوفة وبها كانت وفاته. وقد ذكر أنه توفي بالمدائن في حديث أخبرنيه أبو عبد
الله أحمد بن محمد الكاتب، أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
ابن مهران حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد بن شعيب بن عبد الغفار في قرية من
قرى دمشق يقال لها بج حوران نبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر القرشي
204

نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الله التميمي. قال: المغيرة بن شعبة
يكنى أبا عبد الله، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان. وهذا القول
قد دخل الوهم فيه على ناقله ولم يتقن حفظه عن قائله، وفي موضعين منه خطأ
فاحش أحدهما [في] التاريخ، والآخر ذكر المدائن. لأن المغيرة مات سنة خمسين
أجمع العلماء على ذلك، ولم يختلفوا أن وفاته كانت، بالكوفة لا بالمدائن. وقد روى
أبو نشيط محمد بن هارون وكان أحد الحفاظ عن سلمان بن عبد الرحمن عن علي
ابن عبد الله التميمي: ذكر وفاة المغيرة على الصواب بخلاف الرواية التي تقدمت عن
البسري عن سليمان. وتبين لنا أيضا من رواية أبي نشيط وجه الفساد في تلك الرواية
[التي تقدمت] وعرفت علة الخطأ فيها.
فأخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزار نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان نبأنا أبو بكر جنيد بن حكيم املاء نبأنا أنشيط محمد
ابن هارون نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الله التميمي. قال: المغيرة
ابن شعبة يكنى أبا عبد الله، مات سنة خمسين، وذكر بعد ذلك وفاة أبي موسى
الأشعري. ثم قال: وحذيفة بن اليمان يكنى أبا عبد الله مات بالمدائن سنة ست
وثلاثين، وجاءه نعي عثمان، فبأن بما ذكرناه أن أحد النقلة للقول الأول أخطأ في
حال نقله، وخرج من ذكر المغيرة إلى ذكر ما يزيد هذا القول وضوحا وإن كان واضحا
لا شبهة فيه.
أخبرنا بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا ابن بكير عن
الليث بن سعد، قال: حج سنة أربعين بالناس المغيرة بن شعبة وذلك أن المغيرة كان
معتزلا بالطائف، فافتعل كتابا عام الجماعة بأمارة الموسم، فقدم الحج يوما خشية أن
يجيء أمير. فتخلف عنه ابن عمر وصار عظم الناس مع ابن عمر. قال نافع:
فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع، وأقمنا بعدهم ليلة
بمنى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق نا محمد بن أحمد بن الحطاب الرزاز نا محمد
ابن يوسف بن بشر الهروي نا أحمد بن سلم البغدادي بالرملة نا الهيثم بن عدي نا
ابن عياش. قال: وحج بالناس في هذه السنة - أعني سنة أربعين - المغيرة بن شعبة.
205

قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وفي سنة أربعين كان مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب. والمغيرة إنما ولي امارة الكوفة بعد قتله، ولاه ذلك معاوية.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
قال: نبأنا أبو بشر الدولابي قال: نبأنا عبيد الله معاوية بن صالح، قال: مات المغيرة
ابن شعبة وهو [أول] وال لمعاوية على الكوفة.
أخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان أنبأنا ابن أبي الدنيا نبأنا محمد بن
سعد، قال في تسمية من نزل بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: المغيرة بن شعبة
الثقفي ابتنى بها دارا في ثقيف. وتوفي بها سنة خمسين، وكان واليا عليها، قال
الواقدي: أخبرني بموته محمد بن موسى الثقفي عن أبيه.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر نبأنا عمر بن أحمد
نبأنا خليفة بن خياط، قال: المغيرة بن شعبة ولي البصرة نحوا من سنتين، وولي الكوفة
ومات بها وله بها دار، مات سنة خمسين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن
حمدان بن الخضر أخبرهم قال: نبأنا أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان
الزيادي، قال: سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة في شعبان، ودفن بالكوفة بموضع
قال له الثوية.
أخبرني الأزهري أنبأنا محمد بن المظفر نبأنا أحمد بن علي بن شعيب نبأنا أبو
بكر بن البرقي، قال: المغيرة بن شعبة ولي البصرة وولي الكوفة، ومات بها سنة
خمسين، وله بالكوفة دار.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز أنبأنا أبو علي الصواف نبأنا بشر بن موسى نبأنا
عمرو بن علي.
وأخبرنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي قال:
نبأنا أبو موسى. قالا: ومات المغيرة بن شعبة سنة خمسين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الرافعي سمعت
إبراهيم الحربي يقول: وتوفي المغيرة بن شعبة في شعبان سنة خمسين وهو ابن سبعين
سنة.
206

31 - وعروة بن الجعد. ويقال: ابن أبي الجعد البارقي:
حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، روى عنه العيزار بن حريث، وعامر
الشعبي وشبيب بن غرقدة. وكان قد نزل الكوفة وولي القضاء بها وأتى المدائن، ثم
انتقل إلى براز الروز على مرحلة من النهروان فأقام بها مرابطا.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن العباس نبأنا أحمد بن معروف
الخشاب نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمد بن سعد قال أنبأنا الفضل بن دكين نبأنا
الحسن بن صالح عن الأشعث عن الشعبي، قال: كان على قضاء الكوفة قبل شريح،
عروة بن أبي الجعد البارقي، وسلمان بن ربيعة.
قال محمد بن سعد، في غير هذا الحديث: وكان عروة مرابطا ببراز الروز، وكان
له فيها فرس أخذه بعشرين ألف درهم.
32 - وعمر بن أبي سلمة، أبو حفص المخزومي، ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسم
أبيه: أبي سلمة: عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن
يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب:
وأمه: أم سلمة بنت أمية بن المغيرة المخزومي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أخو
سلمة بن أبي سلمة، ذكر أنه كان ابن تسع سنين حين توفي رسول صلى الله عليه وسلم، وقد
207

حفظ عنه وكان يسكن المدينة، وورد المدائن في صحبة علي بن أبي طالب لما سار إلى
صفين. ذكر ذلك أبو البختري القاضي عن جعفر بن محمد وغيره من رجاله الذين
ساق عنهم خبر صفين.
وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه بالإسناد الذي قدمناه عنه. أخبرنا ابن
بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدنيا قال: نبأنا محمد بن
سعد. قال: وعمر بن أبي سلمة، يكنى أبا حفص توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن تسع
سنين، وقد حفظ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان
بالمدينة.
33 - وبشير بن الخصاصية السدوسي، وكان اسمه: زحم فسماه رسول الله
صلى الله عليه وسلم بشيرا، وهو: بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبارى بن سدوس بن
ذهل بن ثعلبة بن صعب بن علي بن بكير بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان:
والخصاصية امرأة نسب إليها، وهي أم ضبارى بن سدوس، واسمها: كبشة،
ويقال: ماوية بنت عمرو بن الحارث من الغطاريف من الأزد. وشهد فتح المدائن
وحمل الخمس إلى حضرة أمير المؤمنين عمر.
أخبرنا بذلك الأزهري قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا جعفر بن أحمد
المروزي قال: نبأنا السري بن يحيى قال: نبأنا شعيب بن إبراهيم قال: نبأنا سيف بن
عمر عن محمد، والمهلب، وطلحة، وعمر، وسعيد، قالوا: وكان الذي ذهب
بالأخماس أخماس المدائن - يعني حملها - إلى عمر بن الخطاب، بشير بن الخصاصية وقد
روى بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث منها.
208

ما أخبرنيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان التغلبي الهيتي قال: نا أبو القاسم
الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن الدقم بالرقة قال: نا محمد بن عبد الله بن
سليمان قال: نبأنا جبارة بن مغلس قال: نا قيس بن الربيع قال: حدثني جبلة بن
سحيم عن مؤثر بن عفازة عن بشير بن الخصاصية، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه،
فقلت: على ما تبايعني يا رسول الله؟ فمد يده ثم قال: ((تشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأن محمدا " عبده ورسوله، وتصلي الصلوات الخمس المكتوبة لوقتها،
وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتجاهد في سبيل الله)).
فقلت: يا رسول الله كلا " أطيق إلا اثنتين: أما الزكاة فمالي إلا حمولة أهلي وما
يقومون به، وأما الجهاد فإني رجل جبان فأخاف أن تجشع نفسي فأبوء بغضب من
الله، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال: ((يا بشير لا جهاد ولا صدقة، فبم تدخل
الجنة إذا؟)). قلت: يا رسول الله، أبسط يدك أبايعك، فبايعته عليهن.
وروى عن بشير امرأته ليلى، وأبو المثنى العبدي، وبشر بن نهيك. وهو معدود
فيمن نزل بالبصرة من الصحابة.
34 - وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص، المعروف بالمرقال، وهو أخو نافع بن عتبة
وابن أخي سعد بن أبي وقاص:
أسلم يوم فتح مكة، وحضر مع عمه سعد حرب الفرس بالقادسية، فلما هزم الله
العدو ورجعوا إلى المدائن أتبعهم سعد والمسلمون فدل علج من أهل المدائن سعدا على
مخاضة بقطر بل فخاضها المسلمون، ثم ساروا حتى انتهوا إلى ساباط فخشوا أن يكون
هناك كمين للفرس، ثم نظروا فلم يروا أحدا، فساروا حتى أتوا المدائن فحاصروها
حتى فتحها الله. وكان هاشم بن عتبة في جماعة المسلمين، وخبره مذكور في كتاب
الفتوح.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري والحسن بن علي الجوهري، قالا: نبأنا محمد بن
العباس الخزاز قال: أنبأنا أحمد بن معروف قال نبأنا الحسين بن فهم قال: نبأنا محمد
ابن سعد، قال: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، أمه ابنة خالد بن عبيد بن سويد بن
209

جابر بن تيم بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، أسلم يوم فتح
مكة. وهو المرقال، وقتل بصفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
35 - والأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة
ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور،
وهو: كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وأمه: كبشة
بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو، وكنية الأشعث: أبو محمد:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة، ويعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة. وله
عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية. وقد شهد مع سعد بن أبي وقاص قتال الفرس بالعراق وكان
على راية كندة يوم صفين مع علي بن أبي طالب، وحضر قتال الخوارج بالنهروان
وورد المدائن، ثم عاد إلى الكوفة فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه
الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان وصلى عليه الحسن.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نا أبو أحمد
محمد بن أحمد الجريري قال نا أحمد بن الحارث الخزاز قال أنبأنا أبو الحسن المدائني
عن شيوخه الذين روى عنهم خبر النهروان، قال: وأمر علي بالرحيل - يعني بعد
فراغه من قتاله الحرورية - وقال لأصحابه: قد أعزكم الله وأذهب ما كنتم تخافون
فامضوا من وجهكم هذا إلى الشام، فقال الأشعث: يا أمير المؤمنين نفدت نبالنا،
وكلت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا، فلو أتينا مصرنا حتى نستعد، ثم نسير إلى
عدونا، فركن الناس إلى ذلك فسار على يريد الكوفة فأخذ على المدائن حتى انتهى
إلى النخيلة فنزلها، وساق بقية الحديث.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: نا عمر
ابن أحمد بن إسحاق الأهوازي قال: نا خليفة بن خياط. قال الأشعث بن قيس يكنى
أبا محمد، مات في آخر سنة أربعين بعد قتل علي.
210

أخبرنا محمد بن رزق قال نا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قال نا
محمد بن إسحاق الثقفي السراج، قال: رأيت في كتاب أبي حسان الزيادي:
الأشعث بن قيس كان يكنى أبا محمد: مات بعد قتل علي بن أبي طالب بأربعين ليلة
فيما أخبر عن ولده، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين.
36 - ووائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن
ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد بن الحضرمي الكندي:
كان ملك قومه، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، فقربه وأدناه وبسط رداءه فأجلسه
عليه، ونزل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوفة وأعقب بها، وورد المدائن في صحبة علي بن
أبي طالب حين خرج إلى صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ.
ذكر ذلك أبو البختري القاضي عن رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين، وأخبرناه
أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه بالإسناد الذي قدمناه عنه.
وقد روى وائل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، وحدث عنه علقمة وابناه عبد
الجبار، وكليب بن شهاب الجرمي.
37 - وأبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عامر، وقيل: عمير بن
211

جحش. وقيل خميس بن جزي، وقيل حدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان:
ولد عام أحد: وأدرك ثمان سنين من حياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أنه رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، وروى عن عمر وعلي، ونزل الكوفة وورد المدائن في حياة
حذيفة بن اليمان، وبعد ذلك في صحبة علي بن أبي طالب، وعاد إلى مكة وأقام بها
حتى مات. وهو آخر من توفي من الصحابة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان قال: نا أبو الحسين علي بن إبراهيم بن عبد المجيد الواسطي قال: نا
محمد بن أبي نعيم الواسطي قال: نا ربعي بن عبد الله بن الجارود قال: نبأنا سيف بن
وهب مولى لبني تيم، قال: دخلت شعب ابن عامر على أبي الطفيل عامر بن واثلة
فساق حديثا طويلا. قال أبو الطفيل فيه. فأتينا حذيفة وهو بالمدائن.
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزار وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف.
قالا: أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: نبأنا محمد بن الفضل
الفسطائي قال: نبأنا محمد بن عبد الرحمن العنبري قال: نا أمية بن خالد قال: نا أبو
محصن عن عمرو بن مرة عن أبي الطفيل، قال سمعت عليا " عليه السلام يقول بمسكن:
لا أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة فأحرقها، ثم أسوق الناس بعصاي إلى مصر،
فأتيت أبا مسعود فأخبرته، فقال: إن عليا مورد الأمور مواردها، ولا تحسنون أن
تصدروها، علي لا يغسل رأسه بغسل، ولا يأتي البصرة ولا يحرقها ولا يسوق الناس
بعصاه إلى مصر. علي رجل أصلع، رأسه مثل الطست، إنما حوله مثل الشعرات، أو
قال: زغيبات.
212

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: نا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: نا عمر
ابن أحمد قال: نا خليفة بن خياط، قال: وأبو الطفيل عامر بن واثلة، مات بعد
المائة.
38 - وأبو جحيفة السوائي واسمه وهب بن عبد الله، ويعرف بوهب الخير:
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه. ويقال: إنه لم يكن بلغ الحلم وقت وفاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وهو ممن نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني سواء، وشهد مع علي يوم
النهروان، وورد المدائن في صحبته، ومات في ولاية بشر بن مروان على الكوفة،
وروى عنه الحديث ابنه عون بن أبي جحيفة، وعلي بن الأقمر، والحكم بن عتيبة،
وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: نا علي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة قال: نا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: نا يحيى - يعني عبد الحميد الحماني -
قال: نا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن ميسرة. قال أبو جحيفة: قال علي
حين فرغنا من الحرورية: إن فيهم رجلا مخدجا ليس في عضده عظم أو عضده حلمة
كحلمة الثدي، عليها شعرات طوال عقف، فالتمسوه فلم يوجد وأنا فيمن يلتمس،
قال: فما رأيت عليا " جزع جزعا قط أشد من جزعه يومئذ، فقالوا: ما نجده يا أمير
المؤمنين، قال: ويلكم ما اسم هذا المكان؟ قالوا: النهروان. قال كذبتم إنه لفيهم،
فثورنا القتلى فلم نجده، فعدنا إليه فقلنا: يا أمير المؤمنين، ما نجده، قال: ويلكم ما اسم
هذا المكان؟ قالوا: النهروان. قال: صدق الله ورسوله وكذبتم إنه لفيهم فالتمسوه،
فالتمسناه في ساقية فوجدناه فجئنا به فنظرت إلى عضده ليس فيها عظم، وعليها
حلمة كحلمة ثدي المرأة، عليها شعرات طوال عقف.
213

39 - وخالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة، وهو: خالد بن عرفطة بن
أبرهة بن سنان بن صفي، وقيل صيفي بن العيلة بن عبد الله بن غيلان، وقيل:
عيلان - بعين غير معجمة - ابن أسلم بن حزاز بن كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد
ابن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن
يشجب بن يعرب بن قحطان:
صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وشهد فتح المدائن وولاه سعد قتال الفرس يوم
القادسية.
أخبرنا بن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا أبو نعيم قال: نبأنا محمد بن سليمان الأصبهاني قال: نبأنا يونس بن أبي النعمان
عن أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت: لما قدم معاوية - يعني الكوفة - فنزل النخيلة
دخل من باب الفيل، وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد.
قال الشيخ أبو بكر: حدث عن خالد بن عرفطة مسلم مولاه، وعبد الله بن يسار،
وأبو عثمان النهدي.
40 - وضرار بن الخطاب الفهري الشاعر:
حضر فتح المدائن ونزل بلاد الشام، له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدنيا: قال نا
محمد بن سعد، قال: في تسمية من أسلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة،
ضرار بن الخطاب بن مرداس بن حبيب بن عمرو بن كبير بن عمرو بن شيبان بن
محارب بن فهر، وكان فارس قريش وشاعرهم.
قال غير ابن سعد: هو ضرار ابن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب
ابن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر.
214

41 - وسليمان بن صرد بن الجون الخزاعي، يكنى: أبا المطرف:
نزل الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة، وورد المدائن وبغداد، وحضر صفين مع
علي، وقتل يوم عين الوردة بالجزيرة، وكان يومئذ أمير التوابين الذين طلبوا بدم
الحسين بن علي فقتلهم أهل الشام.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزار قال: نبأنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ
قال حدثني أحمد بن زياد بن عجلان قال: نبأنا الحسن بن جعفر بن مدرار قال نبأنا
عمي طاهر قال: نبأنا سيف بن عميرة عن سلم بن عبد الرحمن عن زاذان، قال
وقفت مع سليمان بن صرد ونحن نسير على موضع، فقال لي: يا زاذان أما تراه؟
قلت: بلى، قال: الحمد لله الذي مكن خيل المسلمين منه. قال سلم: قلت لزاذان:
وأين الموضع؟ قال: صراتكم هذه التي بين قطربل والمدائن.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: نبأنا محمد بن إبراهيم قال
نبأنا محمد بن جرير عن رجاله، قال: وسليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون،
وهو: عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب
ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة
الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، ويكنى: أبا مطرف. أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه يسارا "، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان،
وكانت له سن عالية وشرف في قومه، ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون، وشهد مع
علي صفين، وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي عليهما السلام يسأله قدوم
215

الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجية
الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه. ثم قالوا: مالنا توبة مما فعلنا إلا أن نقتل
أنفسنا في الطلب بدمه، فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس
وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صرد وخرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين
فسموا التوابين، وكانوا أربعة آلاف، فقتل سليمان بن صرد في هذه الوقعة رماه يزيد
ابن الحصين بن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجية إلى مروان بن
الحكم، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة.
42 - وحبيب بن ربيعة والد أبي عبد الرحمن السلمي، ورد المدائن في حياة
حذيفة بن اليمان:
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق قال: أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، قال: نا
أحمد بن سعيد لجمال قال: نا قبيصة قال: نا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي
عبد الرحمن، قال: جمعت مع حذيفة بالمدائن فسمعته يقول إن الله تعالى يقول:
(اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر 1]. ألا وان القمر انشق على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وإن الساعة اقتربت، ألا إن [المضمار] اليوم والسبق غدا، قال: فقلت لأبي:
غدا تجري الخيل؟ قال: إنك لغافل، حتى سمعته يقول: السابق من سبق إلى الجنة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي
الحراني قال: نا محمد بن سعيد بن هلال الرسعني قال: نا المعافى قال: نا زهير
وأخبرنا أبو القاسم الأزهري - واللفظ له - قال: أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نا
محمد بن مخلد قال نا أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري قال نا عمرو بن
خالد قال نا زهير قال: نبأ أبو إسحاق عن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمن. قال:
والدي علمني القرآن، وكان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم شهد معه.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا محمد بن عدي بن رخر البصري في
كتابه قال: نا عبد الله بن محمد بن الأشعر قال نا محمد بن إسماعيل
البخاري، قال: واسم أبي عبد الرحمن: عبد الله بن حبيب السلمي كوفي ولأبيه
صحبة.
216

43 - والسائب بن الأقرع الثقفي:
ولاه عمر قبض الأخماس من غنائم الفرس. وورد المدائن واليا عليها.
أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع الصوفي أنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف
نا محمد بن عبدوس السراج ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو بكر بن
أبي خيثمة ثنا حفص بن غياث عن الشيباني عن محمد بن عبد الله أن عمر استعمل
السائب بن الأقرع على المدائن فبينا في مخلفته [........].
[........] وأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل - واللفظ له - أنا عثمان
ابن أحمد الدقاق ثنا محمد بن البراء ثنا القاسم بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن
الشيباني عن أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي عن السائب بن الأقرع أنه كان
جالسا في إيوان كسرى قال: فنظرت إلى إنسان يشير بأصبعه إلى موضع فوقع في
روعي انه يشير [إلى] كنز، فاحتفرت ذلك الموضع فاستجمعت كنزا عظيما،
وكتبت إلى عمر أخبره ان هذا شئ أفاء الله علي دون المسلمين. فكتب إلي عمر:
أنك أمير من امراء المسلمين فاقسمه بين المسلمين.
أنا محمد بن الحسن القطان أنا علي بن إبراهيم المدياتي ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا
محمد بن إسماعيل البخاري، قال: السائب بن الأقرع الثقفي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. ومسح
رأسه بيده [نسبه] أبو إسحاق الهمداني.
44 - ويزيد بن نويرة:
ورد المدائن، وقتل مع علي بن أبي طالب يوم النهروان.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الحسين بن هارون الضبي قال أنبأنا أحمد بن
محمد بن سعيد أن جعفر بن محمد بن عمرو الخشاب أخبرهم قراءة قال حدثني أبي
قال نا زيدان بن عمر بن البختري قال حدثني غياث بن إبراهيم عن الأجلح بن عبد
الله الكندي. قال سمعت زيد بن علي، وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد،
ومحمد بن عبد الله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب،
217

من أصحاب رسول الله الله صلى الله عليه وسلم كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك أهله. وسمعته أيضا
من غيرهم فسمى جماعة ثم قال ويزيد بن نويرة قتل يوم النهروان، وكانت له سابقة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت
العكبري قال أنبأنا جدي قال نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن حاتم بن إسماعيل المدني،
قال: وأول قتيل قتل من أصحاب علي يوم النهروان رجل من الأنصار، يقال له: يزيد
ابن نويرة شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مرتين، شهد له يوم أحد. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((من جاز التل فله الجنة))، فقال يزيد بن نويرة: يا رسول الله، إنما بيني وبين الجنة
هذا التل. [قال: ((نعم))] فأخذ يزيد سيفه فضارب حتى جاز التل. فقال ابن عم
له: يا رسول الله أتجعل لي ما جعلت لابن عمي يزيد؟ قال: ((نعم)) فقاتل حتى
جاز التل ثم أقبلا يختلفان في قتيل قتلاه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما: ((كلاكما قد
وجبت له الجنة، ولك يا يزيد على صاحبك درجة)). قال فشهد يزيد مع علي
فكان أول قتيل من أصحاب علي يوم النهروان.
45 - وعبد الله، ومحمد: ابنا بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى
ابن ربيعة بن جزي، وقيل: حزن بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة بن
حارثة بن عمرو بن مزيقياء بن عامر ماء السماء:
وقد ذكرنا ما وراء ذلك من الأسماء في نسب سليمان بن صرد.
قال الشيخ أبو بكر: ورد عبد الله ومحمد ابنا بديل المدائن في عسكر علي حيث
سارا إلى صفين وذكر انهما قتلا بصفين.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الحسين بن هارون الضبي بالإسناد الذي ذكرناه
218

في خبر يزيد بن نويرة عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن رجاله الذين ذكر أنهم
سموا له من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أسماء
جماعة منهم، ثم قال وعبد الله بن بديل بن ورقاء، ومحمد بن بديل بن ورقاء
الخزاعيان، قتلا بصفين، وهما رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
كتب إلى أبيهما بديل بن ورقاء.
46 - وعبد الله بن خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن
سعد، من بني سعد بن زيد مناة، ويقال: إنه مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية:
وذكر أن عبد الله بن خباب ولد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان موصوفا بالخير
والصلاح والفضل، وورد المدائن وقتلته الخوارج بالنهروان.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي قال
أنبأنا محمد بن محمد بن داود الكرجي قال نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
قال: عبد الله بن خباب بن الأرت قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا محمد بن سعيد بن علي بن الفتح قال أنبأنا عمر بن أحمد الوعظ قال نا
أحمد بن محمد بن سعيد قال نبأنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قال نا جعفر
ابن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خباب بن الأرت قال نبأنا
أبي، قال سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عبد الله بن خباب عن
عبد الله بن خباب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه: عبد الله، وقال لخباب أبو عبد الله.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا عبد العزيز بن أبي صابر الدلال قال نبأنا
يحيى بن محمد بن صاعد قال نبأنا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني بمصر
قال حدثني أبي قال نبأنا الحكم بن عبدة الشيباني البصري، وهو جد الجروي لأمه -
عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الأحوص، قال كنا مع علي يوم النهروان
219

فجاءت الحرورية فكانت من وراء النهر، قال والله لا يقتل اليوم رجل من وراء
النهر، ثم نزلوا فقالوا لعلي: قد نزلوا. قال والله لا يقتل اليوم رجل من وراء النهر.
فأعادوا هذه المقالة عليه ثلاثا كل ذلك يقول لهم علي مثل قوله الأول. قال فقالت
الحرورية بعضهم لبعض: يرى علي أنا نخافه، فأجازوا، فقال علي لأصحابه: لا
تحركوهم حتى يحدثوا حدثا، فذهبوا إلى منزل عبد الله بن خباب وكان نزله على شط
النهر فأخرجوه من منزله، فقالوا: حدثنا بحديث حدثكه أبوك سمعه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: حدثني أبي انه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تكون فتنة القاعد فيها خير
من القائم، والقائم فيها خير من الساعي)). فقدموه إلى الماء فذبحوه كما تذبح الشاة
فسال دمه في الماء مثل الشراك ما أمذقر قال الحكم: فسألت أيوب: ما أمذقر؟ قال:
ما اختلط، قال وأخرجوا أم ولده فشقوا عما في بطنها، فأخبر علي بما صنعوا. فقال:
الله أكبر، نادوهم أخرجوا لنا قاتل عبد الله بن خباب. قالوا: كلنا قتله، فناداهم ثلاثا
كل ذلك يقولون هذا القول. فقال علي لأصحابه: دونكم القوم. قال فما لبثوا أن
قتلوهم [جميعا]، فقال علي: اطلبوا في القوم رجلا يده كثدي المرأة. فطلبوا ثم
رجعوا فقالوا: ما وجدنا. فقال: والله ما كذبت ولا كذبت، وإنه لفي القوم. ثلاث
مرات يجيئونه فيقول لهم هذا القول، ثم قام هو بنفسه فجعل لا يمر بقتلى جميعا إلا
بحثهم فلا يجده فيهم، حتى انتهى إلى حفرة من الأرض فيها قتلى كثير فأمر بهم
فبحثوا فوجد فيهم. فقال لأصحابه: لولا أن تنتظروا لأخبرتكم بما أعد الله تعالى لمن
قتل هؤلاء.
* * *
قال الشيخ أبو بكر: هذا آخر ما انتهى إليه حفظنا وجميع ما أحاط به علمنا من
تسمية مشهوري أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وردوا المدائن. ولكل واحد منهم
عندنا من الأخبار ما لو ذكرناه لطال به الكتاب، واتسع فيه الخطاب، لكنا سلكنا
فيما رسمناه سبيل الاختصار، إشفاقا على الناظر فيه من الإضجار، ونسأل الله التوفيق
لما يقرب منه بمنه وفضله.
* * *
220

[ومما ينبغي] أن نذكره ههنا:
47 - عياض الأشعري، وهو: عياض بن عمرو، سكن الكوفة وورد الأنبار:
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال نبأنا أبو
عبد الله البوشنجي قال نبأنا يوسف بن عدي قال نبأنا شريك عن مغيرة عن الشعبي
قال: شهد - أو شهدت - عيدا بالأنبار، فقال يعني عياضا " الأشعري - مالي لا أراكم
تقلسون؟ وقد كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونه. قال يوسف بن عدي: التقليس -
أن يقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسين بن عمر الضراب قال نبأنا حامد بن
محمد بن شعيب البلخي قال نبأنا سريج بن يونس قال نبأنا هشيم عن مغيرة عن
الشعبي، قال مر عياض الأشعري بالأنبار فقال: مالي لا أراهم يقلسون؟ فإنه من
السنة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا عيسى بن علي قال نبأنا عبد الله بن
محمد البغوي، قال عياض بن عمرو الأشعري سكن الكوفة ويشك في صحبته.
قال الشيخ أبو بكر: وقد ذكره غير واحد من العلماء في جملة الصحابة، وأخرج
حديثه في المسند.
48 - ومعاوية بن أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف بن قصي بن كلاب، يكنى أبا عبد الرحمن:
وأمه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أسلم وهو بن ثمان عشرة سنة،
221

وكان يقول: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت عنده إسلامي،
واستكتبه النبي صلى الله عليه وسلم وولاه عمر بن الخطاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان،
فلم يزل عليها مدة خلافة عمر، وأقره عثمان بن عفان على عمله، ولما قتل علي بن
أبي طالب عليه السلام سار معاوية من الشام إلى العراق فنزل بمسكن ناحية حربي،
إلى أن وجه إليه الحسن بن علي فصالحه، وقدم معاوية الكوفة فبايع له الحسن بالخلافة
وسمي عام الجماعة.
أخبرنا الحسين بن عمر بن بزهان الغزال قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال
نبأنا عباس بن عبد الله الترقفي قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن
ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، قال سعيد: وكان من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في معاوية: ((اللهم اجعله هاديا واهده واهد به)).
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا أبو أحمد
الجريري، قال نبأنا أحمد بن الحارث الخزاز قال نبأنا أبو الحسن المدائني: في قصة
الحسن بن علي لما بايع له الناس بعد قتل علي، قال: وأقبل معاوية إلى العراق في ستين
ألفا. واستخلف على الشام الضحاك بن قيس الفهري، والحسن مقيم بالكوفة لم
يشخصني حتى بلغه أن معاوية قد عبر جسر منبج، فعقد لقيس بن سعد بن عبادة
على اثنى عشر ألفا وودعهم وأوصاهم، فأخذوا على الفرات وقرى الفلوجة وسار
قيس إلى مسكن، ثم أتى الأخنونية وهي حربي فنزلها، وأقبل معاوية من جسر منبج
إلى الأخنونية فسار عشرة أيام معه القصاص يقصون في كل يوم، يحضون أهل الشام
عند وقت كل صلاة، فقال بعض شعرائهم:
من جسر منبج أضحى غب عاشرة * في نخل مسكن تتلى حوله السور
222

قال ونزل معاوية بإزاء عسكر قيس بن سعد، وقدم بسر بن أرطاة إليهم، فكانت
بينهم مناوشة ولم تكن قتلى ولا جراحى، ثم تحاجزوا، وساق بقية الحديث.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال نا محمد بن خالد بن خلي الحمصي قال نا بشر بن شعيب بن حمزة
عن أبيه عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم
وافدا على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته، ثم دعاه فأخلاه فقال: يا مسور ما
فعل طعنك على الأئمة؟ فقال المسور: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال
معاوية: والله لتكلمن بذات نفسك، والذي تعيب علي. قال المسور: فلم أترك شيئا
أعيبه عليه إلا بينته له. قال معاوية: لا برئ من الذنب، فهل تعد يا مسور مالي من
الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الحسنات.
قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب. قال معاوية: فإنا نعترف
لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم
يغفرها الله؟ قال مسور: نعم، قال معاوية: فما يجعلك أحق ان ترجو المغفرة مني؟
فوالله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين، بين الله وبين
غيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه، وإنا على دين يقبل الله فيه العمل، ويجزي فيه
بالحسنات، ويجزي فيه بالذنوب، إلا أن يعفو عمن يشاء، فأنا أحتسب كل حسنة
عملتها بأضعافها، وأوازي أمورا عظاما لا أحصيها ولا تحصيها، من عمل الله في إقامة
صلوات المسلمين، والجهاد في سبيل الله عز وجل، والحكم بما انزل الله تعالى، والأمور
التي لست تحصيها وإن عددتها لك، فتفكر في ذلك. قال المسور: فعرفت أن معاوية
قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر. قال عروة: فلم يسمع المسور بعد ذلك يذكر
معاوية إلا استغفر له.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار قال نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
يحيى النيسابوري قال نا أبو عمر وأحمد بن محمد بن أحمد الحيري قراءة عليه
[بمكة] قال نبأنا عثمان بن سعيد قال سمعت الربيع بن نافع يقول: معاوية بن أبي
سفيان ستر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه.
وأخبرنا ابن رزق قال نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي البزار قال:
223

نا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال نا رباح بن الجراح الموصلي قال سمعت
رجلا يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود أين عمر بن عبد العزيز من معاوية
ابن أبي سفيان فغضب من ذلك غضبا شديدا، وقال: لا يقاس بأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحد، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله عز وجل، وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوا لي أصحابي وأصهاري فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين)).
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن
سفيان قال نا بن بكير عن الليث بن سعد قال: بويع معاوية بإيليا في رمضان بيعة
الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين.
قال الشيخ أبو بكر: هذه البيعة كانت بيعة أهل الشام لمعاوية عند مقتل علي عليه
السلام، وذلك في سنة أربعين، وأما دخوله الكوفة واتفاقه مع الحسن بنعلي عليهما
السلام فإنما كان ذلك في سنة إحدى وأربعين.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا
قال نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال نبأنا سعيد بن يحيى عن عبد الله بن سعيد عن زياد
ابن عبد الله عن ابن إسحاق، قال: بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة
إحدى وأربعين.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا
يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث، قال: توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت
منه سنة ستين، فكانت مدة خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نا محمد بن علي بن إبراهيم بن خمي قال
نبأنا محمد بن شاذان الجوهري قال نا عمرو بن حكام قال نا شعبة عن أبي إسحاق
عن عامر بن سعد البجلي عن جرير البجلي أنه سمع معاوية يخطب، فقال توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر
وهو ابن ثلاث وستين، وأنا ابن ثلاث وستين. ولكنه عمر بعدها حتى بلغ
الثمانين.
224

49 - وبسر بن أرطاة. ويقال: بشر بن أرطاة، أبو عبد الرحمن العامري:
نزل دمشق وورد العراق في صحبة معاوية بن أبي سفيان، وقد ذكرنا ذلك. ولبسر
عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية غير أنها يسيرة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ إمام الجامع بدمشق
قال أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قال أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عمير بن يوسف قال سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول: وبسر بن أرطأة من
بني عامر بن لؤي. يكنى: أبا عبد الرحمن، واسم أبي أرطاة عمير بن عويمر بن
عمران. قال أبو الحسن: فحدثني عن أبيه بنسب جده بسر بن عمير بن أرطاة بن عويمر بن عمران. قال: وبسر يكنى أبا عبد الرحمن.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر
قال: نا عمر بن أحمد الأهوازي قال: نا خليفة بن خياط. قال: وبسر بن أرطأة،
ويقال: ابن أبي أرطأة بن أبي عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص
ابن عامر بن لؤي، أتى الشام واليمن، ومات بالمدينة، وقد خرف وله بالبصرة دار،
مات في ولاية عبد الملك بن مروان.
وقال الشيخ أبو بكر: وكنا لما شرحنا خبر ورود عبد الرحمن بن سمرة المدائن،
تضمن القول بأن عبد الله بن الحارث: كان رسول الحسن بن علي عليهما السلام من
المدائن إلى معاوية. وعبد الله هذا، ولد على عهد رسول الله. صلى الله عليه وسلم ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم
تفل في فيه ودعا له، وهو:
50 - عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف، ويكنى: أبا محمد، ويلقب ببه:
وأمه: هند بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
225

وقد صحب عبد الله بن الحارث عمر بن الخطاب، وروى عنه وعن عثمان بن عفان
أيضا، وكان من أفاضل المسلمين، تحول إلى البصرة فسكنها وبنى بها دارا، ولما كان
أيام مسعود بن عمرو وخرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم،
أجمعوا أمرهم فولوا عبد الله بن الحارث صلاتهم وفيئهم، وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن
الزبير. وقالوا: إنا قد رضينا به، فأقره ابن الزبير على البصرة، فلم يزل عاملا عليها
سنة ثم عزله، وخرج عبد الله بن الحارث إلى عمان فمات بها.
أخبرنا محمد بن الحسن بن الفضل القطان قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نا
يعقوب بن سفيان قال: حدثني خلاد بن أسلم قال: نا النضر بن شميل قال: نبأنا
الربيع بن مسلم قال: نبأنا عمرو بن دينار، قال: قدم عبد الله بن الحارث حاجا، فأتى
ابن عمر فسلم والقوم جلوس فلم يره بش به كما كان يفعل، فقال: يا أبا
عبد الرحمن أما تعرفني؟ قال: بلى ألست ببه؟ قال: فشق ذلك عليه وتضاحك القوم،
ففطن عبد الله بن عمر، فقال: إن الذي قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل. إنما كان
غلاما خادرا، وكانت أمه تنزيه أو تنبزه تقول:
لأنكحن ببه * جارية خدبه
[مكرمة محبه * تحب أهل الكعبة]
قال يعقوب: وهذا عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
الهاشمي، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بن معاوية بلا أمير، فاصطلح عليه
226

أهل البصرة، وكان ظاهر الصلاح، وله رضا في العامة، وأراده أهل البصرة على
التعسف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال:
نا بشر بن موسى قال نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: ومات عبد الله بن الحارث
ابن نوفل بن عبد المطلب سنة أربع وثمانين.
* * *
منهج المنصف في الكتاب
قال الشيخ أبو بكر: لم تخل بلد المدائن فيما مضى من أهل الفضل، وقد كان به
جماعة ممن يذكر بالعلم فبدأنا بذكر الصحابة مفردا عمن سواهم، وأما التابعون ومن
بعدهم، فإنا سنورد أسماءهم في جملة البغداديين عند وصولنا إلى ذكر كل واحد منهم
إن شاء الله تعالى.
وهذه تسمية الخلفاء والأشراف والكبراء والقضاة والفقهاء والحديثين والقراء
والزهاد والصلحاء والمتأدبين والشعراء من أهل مدينة السلام، الذين ولدوا بها أو
بسواها من البلدان ونزلوها، وذكر من انتقل منهم عنها ومات ببلدة غيرها، ومن
كان بالنواحي القريبة منها، ومن قدمها من غير أهلها، وما انتهى إلي من معرفة
كناهم وأنسابهم، ومشهور مآثرهم وأحسابهم، ومستحسن أخبارهم، ومبلغ
أعمارهم، وتاريخ وفاتهم، وبيان حالاتهم، وما حفظ فيهم من الألفاظ، عن أسلاف
أئمتنا الحفاظ، من ثناء، ومدح، وذم وقدح، وقبول وطرح، وتعديل وجرح.
جمعت ذلك كله وألفته أبوابا مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم،
وبدأت منهم بذكر من اسمه محمد تبركا برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتبعته بذكر من ابتدأ
اسمه حرف الألف، وثنيت بحرف الباء ثم ما بعدها من الحروف على ترتيبها إلى
آخرها، ليسهل إدراك ذلك على طالبه، وتقرب معرفته من مبتغيه، فاني رأيت الكتاب
الكثير الإفادة، المحكم الإجادة، ربما أريد منه الشئ فيعمد من يريده إلى إخراجه
فيغمض عنه موضعه، ويذهب بطلبه زمانه، فيتركه وبه حاجة إليه، وافتقار إلى
وجوده.
227

ولم أذكر من محدثي الغرباء الذين قدموا مدينة السلام ولم يستوطنوها، سوى من
صح عندي أنه روى العلم بها. فأما من وردها ولم يحدث بها فإني أطرحت ذكره
وأهملت أمره لكثرة أسمائهم، وتعذر إحصائهم، غير نفر يسير عددهم، عظيم عند
أهل العلم محلهم، ثبت عندي ورودهم مدينتنا ولم أتحقق تحديثهم بها. فرأيت ألا
أخلى كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم، وعلو أقدارهم.
وكل من تقدمت وفاته بدأت بذكره دون غيره ممن مات بعده، وإن كان المتأخر
أكبر سنا وأعلا إسنادا، إلا أن تتسع ترجمة في بعض الأبواب فأرتب أصحابها على
توالي حروف المعجم من أوائل تسمية الآباء، ومن شذ عني معرفة تاريخ وفاته ذكرته
في أثناء أهل طبقته ممن عاصره.
ونسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والزلل، ويوفقنا لصالح القول والعمل، إنه لطيف
خبير، وهو على كل شئ قدير.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار بهمذان قال: سمعت أبا الفضل
صالح بن أحمد بن محمد التميمي الحافظ يقول: ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدأ
بكتب حديث بلده ومعرفة أهله، وتفهمه وضبطه حتى يعلم صحيحه وسقيمه،
ويعرف أهل التحديث به وأحوالهم معرفة تامة إذا كان في بلده علم وعلماء قديما
وحديثا، ثم يشتغل بعد بحديث البلدان والرحلة فيه.
* * *
228

باب محمد
229

ذكر من اسمه محمد وابتداء اسم أبيه حرف الألف
51 - محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وقيل: ابن يسار بن كوتان
المديني، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف:
قال الشيخ أبو بكر: لم أر في جملة المحمديين الذين كانوا في مدينة السلام من
أهلها والواردين إليها أكبر سنا وأعلى إسنادا وأقدم موتا " منه، ولهذه الأسباب
المجتمعة فيه افتتحت كتابي بتسميته، وأتبعته بمن يلحق به من أهل ترجمته، ولولا ذلك
لكان أولى الأشياء تقديم ترجمة محمد بن أحمد على ما عداها من الأسماء، اقتداء بما
رسمه لنا أئمة شيوخنا، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا.
230

ومحمد بن إسحاق، يكنى: أبا بكر. وقيل: أبا عبد الله، وله أخوان هما: أبو بكر
وعمر ابنا إسحاق.
رأى محمد: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسمع القاسم بن محمد بن أبي
بكر الصديق، وأبان بن عثمان بن عفان، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافعا
مولى عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وغيرهم. وكان عالما
بالسير والمغازي وأيام الناس، وأخبار المبتدأ، وقصص الأنبياء، وحدث عنه أئمة العلماء
منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان بن سعيد الثوري، وابن جريج، وشعبة بن
الحجاج. وجرير بن حازم، والحمادان ابن سلمة وابن زيد، وإبراهيم بن سعد
الزهري، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم. وكان ابن
إسحاق قدم بغداد فنزلها حتى مات بها، ودفن بمقبرة الخيزران في الجانب الشرقي
منها. وقد احتج بروايته في الأحكام قوم من أهل العلم، وصدف عنها آخرون. وأنا
ذاكر ما حفظت من قول العلماء في عدالته، واختلافهم في الاحتجاج بروايته،
والمشهور من تاريخ وفاته بعون الله ومشيئته.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال:
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري
يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزار قال: نا عمر بن محمد بن
سيف الكاتب قال: نا محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن
محمد اليزيدي عمي قال: أنبأنا مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسي، قال: ومحمد بن
إسحاق صاحب السيرة مولى لبني قيس بن مخرمة بن المطلب.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه النحوي قال: نا يعقوب بن سفيان، قال محمد بن إسحاق بن يسار
صاحب السيرة مولى فارسي.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال: نا محمد بن العباس الخزاز قال: نا بدر بن الهيثم
القاضي إملاء، قال: محمد بن إسحاق، قالوا: هو محمد بن إسحاق بن يسار بن
كوثان. وله أخ يقال له: عمر بن إسحاق، وموسى بن يسار الذي يروي عن أبي
هريرة عمهما.
231

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: وابن
إسحاق صاحب المغازي هو محمد بن يسار بن خيار، وكان خيار لقيس بن مخرمة
ابن المطلب بن عبد مناف، قال ذلك الهيثم بن عدي وأبو الحسن المدائني.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا علي بن الحسين
الوراق الرازي قال: نبأنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال
نبأنا مصعب بن عبد الله، قال: يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب، جد
محمد بن إسحاق صاحب المغازي من سبي عين التمر، وهو أول سبي دخل المدينة
من العراق.
الاختلاف في كنية ابن إسحاق:
أخبرنا أبو الحسين علي بن بشران المعدل قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قرئ
على أبي الحسن محمد بن أحمد بن البراء وأنا حاضر ح وأخبرنا أبو الفتح منصور بن
ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد
قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قالا: قال علي بن المديني: محمد بن إسحاق
ابن يسار يكنى أبا بكر.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال نا علي بن إبراهيم المستملي قال: نا أبو أحمد
محمد بن سليمان بن فارس الدلال قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري، قال محمد
ابن إسحاق مديني كنيته أبو بكر.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: سمعت محمد
ابن عبد الله الجوزقي يقول: أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج،
يقول: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أخبرنا الحسين بن علي الجوهري قال: أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا
أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادى، قال: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال:
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: نبأنا عمر بن أحمد
الأهوازي ثم أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني ببغداد قال: أنبأنا محمد بن أحمد
232

ابن إسحاق الشاهد بالأهواز قال: نا عمر بن أحمد قال: نا خليفة بن خياط، قال:
محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي قال: نا عبد الله بن
محمد بن أبي الدنيا قال: نا محمد بن سعد، قال: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى
أبا عبد الله.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، قال: نا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: نا محمد
ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نا جدي، قال: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى
أبا عبد الله.
تسمية قدماء شيوخ ابن إسحاق الذين أدركهم وبعض حكاياته عنهم:
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزار إجازة قال:
أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني الأزهري قراءة قال نا عبد
الرحمن بن عمر الخلال قال: نا محمد بن أحمد بن يعقوب قال نا جدي قال حدثني
إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة: قال نا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق قال:
رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: نا أحمد بن زهير قال: نا أبو داود
المباركي قال نا أبو شهاب، قال: قيل لمحمد بن إسحاق: أدركت سعيد بن المسيب؟
قال: أدركته وأنا غلام.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن رزق البزار قال: أنبأنا أحمد بن سلمان
النجاد وأخبرني أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: أنبأنا محمد
ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قالا: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال: نا ابن
الغلابي قال: سألت يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق فقال: كان ثقة، وكان
حسن الحديث. فقلت: إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب. فقال: إنه لقديم.
233

أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول
سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع محمد
ابن إسحاق من أبان بن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع من أبي سلمة بن عبد
الرحمن، وسمع أيضا من القسم بن محمد.
قال [الشيخ الحافظ أبو بكر قال] لنا أبو سعيد في موضع آخر: سمعت الأصم
يقول: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: قد سمع محمد بن إسحاق من
القاسم بن محمد، وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال: أنبأنا أبو بكر الشافعي قال: نا جعفر بن
محمد بن الأزهر قال: نا ابن الغلابي قال نا يحيى بن معين قال: نبأنا سلمة بن الفضل
الأبرش، قال: حدثني محمد بن إسحاق قال: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يلبس
الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: نا محمد بن يعقوب الأصم قال: نا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: نا أبي قال نا إسحاق بن إبراهيم الرازي قال: نبأنا سلمة بن
الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق قال رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ
بيد الصبي من الكتاب، فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له.
مناقب ابن إسحاق ومعرفة حاله:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شاذة الأصبهاني بها قال نا عبد الله بن
محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثني حمويه بن أبي شداد قال سمعت إبراهيم بن
الحسين قال: سمعت علي بن المديني يقول.
وأخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الشروطي قال: نبأنا أبو الفتح محمد
ابن الحسين الأزدي الحافظ قال حدثني هارون بن عيسى قال نبأنا أبو قلابة عبد الملك
ابن محمد قال سمعت علي بن المديني، يقول: مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على
ستة، فذكرهم. ثم قال: فصار علم السنة عند اثنى عشر أحدهم ابن إسحاق، هذا
لفظ حديث الأصبهاني وحديث الشروطي بمعناه غير أنه قال: ثلاثة عشر أحدهم ابن
إسحاق.
234

أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري قال: نبأنا
عبد الله بن أبي مريم قال نبأنا نعيم بن حماد قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. قال: رأيت
الزهري أتاه محمد بن إسحاق فاستبطأه، قال له: أين كنت؟ فقال له محمد بن
إسحاق: وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قال فدعا حاجبه، فقال له: لا تحجبه إذا
جاء.
قال ابن عيينة قال أبو بكر الهذلي سمعت الزهري يقول: لا يزال بالمدينة علم جم
ما كان فيهم ابن إسحاق.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني قال:
قرأت: على أبي العباس بن حمدان حدثكم تميم بن محمد قال: نا أبو كريب قال نا
ابن إدريس عن سفيان بن عيينة قال: قال الزهري لا يزال بالمدينة علم ما بقي -
وذكر ابن إسحاق.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي أن
معاذ بن المثنى حدثهم قال: نبأنا علي بن المديني قال سمعت سفيان يقول: قال ابن
شهاب - وسئل عن مغازيه - فقال: هذا أعلم الناس بها - يعني ابن إسحاق.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد
ابن أحمد الفشني - قدم علينا - قال نبأنا أبو الفضل العباس بن عزير القطان المروزي
قال: حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول:
من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق.
أخبرنا الصيمري قال: نبأنا علي بن الحسن الرازي قال: نبأنا محمد بن الحسين
الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال: سألت يحيى بن معين عن محمد بن
إسحاق؟ فقال: قال عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد
ابن إسحاق.
وقال أحمد بن زهير حدثنا هارون بن معروف قال: سمعت أبا معاوية يقول:
كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، وكان إذا كان عند الرجل خمسة
235

أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وقال: احفظها علي فان نسيتها
كنت قد حفظتها علي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا عبد
الرحمن بن محمد الزهري قال: نبأنا أحمد بن سعد الزهري.
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال أنبأنا عبد الرحمن
ابن عمر قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن أبي سعيد قال: نبأنا أحمد بن سعد قال: نبأنا
ابن نفيل قال: نبأنا عبد الله بن فايد قال: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ
في فن من العلم، قضى مجلسه في ذلك الفن.
أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار قال: نبأنا علي بن عمر
الحافظ قال: نبأنا يزداد بن عبد الرحمن الكاتب قال: نبأنا عبد الله بن شبيب قال:
حدثني إبراهيم بن يحيى بن محمد بن هاني الشجري عن أبيه، قال: لما أراد محمد
ابن إسحاق الخروج إلى العراق قال له رجل من أصحابه: إني أحسب السفر غدا
خسيسة يا أبا عبد الله. وكان ابن إسحاق قد رق فقال ابن إسحاق: والله ما أخلاقنا
بخسيسة ولربما قصر الدهر باع الكريم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي قال: نبأنا
أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: نبأنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن
مهران أبو الحسن الميموني قال: نبأنا أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - بحديث
استحسنه عن محمد بن إسحاق، فقلت له: يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص
التي يجيء بها ابن إسحاق؟ فتبسم إلي متعجبا ".
أخبرنا الأزهري قال: نبأنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: سمعت حامدا " أبا
علي الهروي يقول: سمعت الحسن بن محمد المؤدب قال: سمعت عمارا يقول:
دخل محمد بن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه فقال له: أتعرف هذا يا ابن
إسحاق؟ قال: نعم هذا ابن أمير المؤمنين، قال: اذهب فصنف له كتابا منذ خلق الله
تعالى آدم عليه السلام إلى يومك هذا. قال: فذهب فصنف له هذا الكتاب. فقال
236

له: لقد طولته يا ابن إسحاق اذهب فاختصره. قال فذهب فاختصره فهو هذا
الكتاب المختصر، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين قال الحسن
وسمعت أبا الهيثم يقول: صنف محمد بن إسحاق هذا الكتاب في القراطيس ثم صير
القراطيس لسلمة - يعني ابن الفضل فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال
تلك القراطيس.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا قال هذا الراوي دخل ابن إسحاق على المهدي وبين
يديه ابنه وفي ذلك عندي نظر، ولعله أراد أن يقول: دخل على المنصور وبين يديه
المهدي ابنه لان ذلك أشبه بالصواب والله أعلم.
أخبرنا البرقاني قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي السروي قال:
أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: نبأنا صالح بن أحمد قال: نبأنا علي قال:
سمعت سفيان - وسئل عن محمد بن إسحاق - قيل له: لم يرو أهل المدينة عنه. قال
سفيان: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة
ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال:
أخبرني ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال: نبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال نبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بدمشق قال: نبأنا أحمد بن
خالد الوهبي قال: نبأنا محمد بن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي
بكر قالت: سمعت امرأة وهي تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي ضرة وإني أستشبع من
زوجي بما لم يعطنيه لأغيظها بذلك. قال: ((المستشبع بما لم يعط كلابس ثوبي
زور)).
قال المؤلف: فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير، وكان
هشام ينكر علي ابن إسحاق روايته عنها. ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع
سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل.
237

أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان قال: نا
أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: نا
علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت هشام بن عروة عن محمد
ابن إسحاق فقلت: كان يدخل على فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أهو كان يصل إليها؟
وأخبرناه أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق قال: أنبأنا عيسى بن حامد
الرخجي قال: نبأنا هيثم بن خلف الدوري قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال: نبأنا أبو
داود صاحب الطيالسة قال: حدثني من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق
يحدث بكذا وكذا عن فاطمة. فقال: كذب الخبيث.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم
الطرسوسي قال: أنبأنا محمد بن داود الكرجي قال نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش قال: وروى يحيى عن سعيد القطان قال: سمعت هشام بن عروة وذكر محمد
ابن إسحاق، فقال: ألعدو الله الكذاب يروي عن امرأتي من أين رآها؟
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت يحيى بن سعيد
يقول سمعت هشام بن عروة، يقول: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت
المنذر، والله إن رآها قط. قال عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق
فقال: وما ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له. أحسبه قال: ولم
يعلم.
وكان مالك بن أنس يسيء القول في ابن إسحاق:
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا الحسين بن علي التميمي قال نبأنا أبو عوانة
يعقوب بن إسحاق قال نبأنا الميموني قال: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك
يقول: كان مالك بن أنس يسيء الرأي في ابن إسحاق.
أخبرني محمد بن الحسين القطان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن علي
الأبار قال: نبأنا إبراهيم بن زياد سبلان قال: نبأنا حسين بن عروة، قال:
سمعت مالك بن أنس يقول: محمد بن إسحاق كذاب.
أخبرنا البرقاني قال أنبأنا محمد بن الحسن السروي قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي
238

حاتم قال نبأنا أبو سعيد الأشج قال نبأنا ابن إدريس قال: قلت لمالك بن أنس - وذكر
المغازي - فقلت: قال ابن إسحاق أنا بيطارها. فقال: قال لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه
عن المدينة.
وأخبرنا البرقاني قال: أنبأنا الحسين بن علي التميمي قال: نبأنا أبو عوانة يعقوب
ابن إسحاق عن أبي بكر الأثرم. قال: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن محمد بن
إسحاق كيف هو؟ فقال: هو حسن الحديث. ولقد قال مالك حين ذكره: دجال من
الدجاجلة.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: قد ذكر بعض العلماء: أن مالكا عابه جماعة من أهل
العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة.
واحتج بما أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك
الآدمي قال: نبأنا محمد بن علي الإيادي قال: نبأنا زكريا الساجي قال حدثني أحمد
ابن محمد البغدادي قال: نبأنا إبراهيم بن المنذر قال: نبأنا محمد بن فليح قال: قال
لي مالك بن أنس: هشام بن عروة كذاب.
قال [أحمد بن محمد]: فسألت يحيى بن معين قال: عسى أراد في الكلام، فأما
الحديث فهو ثقة، وهو من الرواة عنه. وقال إبراهيم: حدثني عبد الله بن نافع قال:
كان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق.
يتكلمون في مالك بن أنس وكان أشدهم فيه كلاما " محمد بن إسحاق. كان يقول:
إئتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه.
قال المؤلف: أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد
من أهل العلم بالحديث، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشام بن عروة فليست
بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه، وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف
عندنا، فالله أعلم.
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب
منها أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع
عنه.
239

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم الدمشقي في كتابه إلينا قال:
أنبأنا أبو الميمون البجلي. ثم أخبرنا البرقاني قراءة، قال: أنبأنا محمد بن عثمان القاضي،
قال: أنبأنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي بدمشق قال: قال أبو زرعة
عبد الرحمن بن عمرو النصري: ومحمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل
العلم على الأخذ منه. منهم سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن
سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد. وروى عنه من الأكابر: يزيد بن أبي حبيب،
وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحه ابن شهاب له، وقد ذاكرت
دحيما قول مالك: فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني لفظا بدمشق
قال نبأنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد
الصمد السلمي قال نبأنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار قال: نبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: محمد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان
يرمي بغير نوع من البدع.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال أنبأنا أبو محمد القاسم بن غانم بن حمويه
الصيدلاني المهلبي قال: أنبأنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي قال: نبأنا ابن
بكير قال: نبأنا هارون بن عبد الله القاضي عن ابن أبي حازم. قال: كنا قعودا في
المسجد معنا محمد بن إسحاق، إذ نعس ثم فتح عينيه. فقال: رأيت الساعة كأن
حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فأدخل المسجد حتى أخرج من الباب
الآخر، قال: وكان قدم وال. قال: فجاءه عون من قبل الوالي فقال: من هذا الجالس
معكم؟ قلنا: محمد بن إسحاق. قال: فأخذه، فرأيناه قد مر علينا في عقه حبل من
دار مروان حتى أدخل المسجد وأخرج من الباب الآخر.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي فيما أجاز لنا،
وحدثناه ثقة سمعه منه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا
جدي قال سمعت سعيد بن داود الزنبري قال حدثني والله عبد العزيز بن محمد
الدراوردي، قال: كنا في مجلس محمد بن إسحاق نتعلم، فأغفى إغفاءة ثم انتبه،
240

فقال: إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق
حمار فأخرجه، فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن
إسحاق فأخرجه فذهب به إلى السلطان، فجلد. قال ابن أبي زنبر من أجل
القدر.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا علي بن الحسين الرازي قال: نبأنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال: سمعت هارون بن
معروف. يقول: كان محمد بن إسحاق قدريا.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس بن سعيد قال: نبأنا موسى بن هارون بن إسحاق قال سمعت محمد بن
عبد الله بن نمير يقول: كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: نبأنا يعقوب بن
سفيان، قال: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمد بن إسحاق وكان
يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة أو في الصفات فنفرت منها. فلم أعد
إليه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن
علي الأبار قال: نبأنا عبد الرحمن بن خازم قال: قال مكي بن إبراهيم: جعفر بن
محمد، ومحمد بن إسحاق، والحجاج بن أرطأة، نبلوا بعد موتهم. قال: وسمعته
يقول: تركت حديث ابن إسحاق وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا، فسمعت
منه شيئا فتركته.
أخبرنا البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد الآدمي قال ثنا محمد بن علي
الأيادي قال نبأنا زكريا بن يحيى قال: حدثت عن مفضل - يعني ابن غسان - قال:
حضرت يزيد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة بالمدينة وهو يحدث بالبقيع،
وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه شيئا بآخرة، فحدث بأحاديث حتى
241

حدثهم عن محمد بن إسحاق فأمسكوا. وقالوا: لا تحدثنا عنه نحن أعلم به، فذهب
يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا إبراهيم
ابن محمد الكندي قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ما سمعت يحيى - يعني
القطان - يحدث عن محمد بن إسحاق شيئا قط.
أخبرنا محمد بن عمر القاسم النرسي قال أنبأنا أبو بكر الشافعي قال: نبأنا
الهيثم بن مجاهد قال حدثنا أحمد بن الدورقي قال حدثني يحيى بن معين عن يحيى
القطان: أنه كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي فيما أجاز لنا روايته عنه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن
يعقوب قال نبأنا جدي قال سمعت محمد بن عبد الله بن نمير - وذكر بن إسحاق -
فقال: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين، فهو حسن الحديث صدوق، إنما أوتي
من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي قال: نبأنا
إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول:
محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها
أحد.
قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت
سفيان يقول: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إسحاق.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا أبو
أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال: سألت إبراهيم الحربي:
تكلم أحد في ابن إسحاق؟ فقال: أما سفيان - يعني ابن عيينة - فكان يقول: لا يزال
بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام - يعني ابن إسحاق - قال إبراهيم: ولكن حدثني
مصعب قال: كانوا يطعنون عليه بشئ من غير جنس الحديث.
242

أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
سعيد قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة قال: نبأنا محمد بن يحيى قال نبأنا أبو
سعيد الجعفي قال: نبأنا محمد ابن إدريس: وكان معجبا بابن إسحاق كثير
الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن
علي الأبار قال نبأنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني قال: نبأنا يزيد بن
هارون عن شعبة. قال: لو سود أحد في الحديث، لسود محمد ابن إسحاق.
أخبرنا البرقاني قال: أنبأنا الحسين بن علي النيسابوري قال: أنبأنا أبو بكر بن
خزيمة وأخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزار، قال: أنبأنا عمر بن محمد بن
يوسف الكاتب قال نبأنا عبد الله بن أبي داود. قالا: نبأنا محمد بن يزيد الإسفاطي
قال نبأنا يحيى بن أبي كثير العنبري يقول سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير
المؤمنين في الحديث.
أنا علي بن المحسن التنوخي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي الرازي قال ثنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: ثنا العباس بن يزيد البحراني قال ثنا سفيان بن
عيينة قال سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: نبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: نبأنا محمد بن علي الوراق قال نبأنا عبيد بن يعيش قال: نبأنا
يونس بن بكير قال: سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المحدثين. فقيل له:
لم؟ فقال: لحفظه.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان سمعت محمد بن أيوب
يقول سمعت عبيد بن يعيش يقول: سمعت يونس بن بكير يقول قال شعبة: ابن
إسحاق سيد المحدثين لحال حفظه.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
243

نبأنا مجاهد بن موسى قال: نبأنا يحيى بن آدم قال: نبأنا أبو شهاب قال: قال لي
شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال نبأنا محمد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن مهدي عن ابن علية قال شعبة.
وأخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان قال: نبأنا عبد الكريم بن الهيثم قال: نبأنا إبراهيم بن مهدي قال سمعت ابن
علية يقول في مسجده. قال شعبة: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي، فصدوقان.
زاد ابن حنبل، في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: نبأنا محمد بن
أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قال سألت علي بن المديني عن ابن إسحاق.
قلت: كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم حديثه عندي
صحيح. قلت له: فكلام مالك فيه؟ قال علي: مالك لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قال
علي: ابن إسحاق أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه.
فقال علي: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها.
وسمعت عليا " يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة
حدثني أبو الزناد، ومرة ذكر أبو الزناد، وروى عن رجل عمن سمع منه يقول:
حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمر: ((صوم يوم عرفة)) وهو من
أروى الناس عن أبي النضر. ويقول: حدثني الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن
شعيب: ((في سلف وبيع)). وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: أنبأنا يعقوب بن سفيان. قال
قال علي: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين: نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((إذا نعس أحدكم يوم الجمعة)) والزهري عن عروة عن زيد بن خالد: ((إذا مس
أحدكم فرجه)). هذان لم يروهما عن أحد، وفي الباقين يقول: ذكر فلان، ولكن
هذا فيه حدثنا. وقال يعقوب: سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء - وكان ملازما
لعلي - قال سمعت عليا " يقول: وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه
إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه ليس منه.
244

أخبرنا البرقاني قال أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي قال:
أنبأنا الحسين بن إدريس قال: نبأنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد - يعني ابن
حنبل - ذكر محمد بن إسحاق فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس
فيضعها في كتبه.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
نبأنا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله - وسأله أبو جعفر - أيما أحب إليك، موسى
ابن عبيدة الزبذي، أو محمد بن إسحاق؟ قال: لا محمد بن إسحاق.
أخبرنا البرقاني قال: أنبأنا الحسين بن علي التميمي قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني
قال: نبأنا أبو بكر المروزي قال قيل له: يعني أحمد بن حنبل - أيما أحب إليك: موسى
ابن عبيدة، أم محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق. وقال: قال أحمد بن
حنبل: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال:
حدثني، وإذا لم يكن قال قال، وقال أبو عبد الله: قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد،
وكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره.
أخبرنا ابن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حنبل بن إسحاق. قال
سمعت أبا عبد الله يقول: ابن إسحاق ليس بحجة.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
سعيد قال: سمعت عبد الله بن أحمد - وسأله رجل عن محمد بن إسحاق - فقال:
كان أبي يتتبع حديثه ويكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في المسند وما رأيته أنفى
حديثه قط. قيل له: يحتج به؟ قال: لم يكن يحتج به في السنن.
أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال: أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ قال: نبأنا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان قال: نبأنا أيوب بن
إسحاق بن سافري قال: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله، ابن إسحاق
إذا تفرد بحديثه تقبله؟ قال: لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا
يفصل كلام ذا من كلام ذا. قال: وأما علي بن المديني فكان يثني عليه ويقدمه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر بن
مروان العطار ببغداد قال: نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سألت عليا -
245

يعني ابن المديني - عن محمد بن إسحاق بن يسار مولى [آل] مخرمة، فقال: هو
صالح وسط.
أخبرنا عبد الكريم وعبد الصمد ابنا علي بن محمد بن المأمون الهاشمي. قالا:
أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الملاحمي قال: حدثنا محمود بن إسحاق
قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث
ابن إسحاق. وقال علي: عن ابن عيينة ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق.
وقال لي علي بن عبد الله: نظرت في كتاب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في
حديثين ويمكن أن يكونا صحيحين.
أنبأنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا أبو العباس الوليد بن أبي
بكر الأندلسي قال: نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي بأطرابلس المغرب قال:
نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي قال حدثني أبي: قال:
محمد بن إسحاق مدني ثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال: أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: نبأنا
جعفر بن محمد بن الأزهر قال: نبأنا المفضل بن غسان الغلابي قال: قال يحيى بن
معين: ابن إسحاق ثبت في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرحمن بن عمر قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن
يعقوب قال: نبأنا جدي قال: سألت يحيى بن معين عنه - يعني ابن إسحاق - فقلت في
نفسك من صدقه شيء؟ فقال: لا هو صدوق.
أخبرنا البرقاني قال: أنبأنا الحسين بن علي التميمي قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني
قال: نبأنا الميموني قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ضعيف.
أخبرني علي بن عبد العزيز الطاهري قال: أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري قال: وجدت في كتاب جدي محمد بن عبيد الله عن يحيى بن معين.
قال: محمد بن إسحاق ليس بذاك.
246

أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول
سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن
إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
قال أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: قلت ليحيى بن معين - وذكرت له
الحجة - فقلت: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن
عمر، ومالك بن أنس، وذكر قوما آخرين.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا علي بن الحسن الرازي قال: نبأنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: محمد بن إسحاق ليس به أي بأس. وسئل يحيى بن معين عنه مرة أخرى قال
ليس بذاك، ضعيف. وسمعته يقول مرة أخرى، محمد بن إسحاق عندي سقيم ليس
بالقوي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال: نبأنا أحمد بن سعيد بن سعد وكيل
دعلج قال: نبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: نبأنا أبي قال: محمد
ابن إسحاق ليس بالقوي.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن محمد
ابن إسحاق بن يسار [وعن أبيه] فقال: جميعا لا يحتج بهما، وإنما يعتبر بهما.
الاختلاف في تاريخ وفاة محمد بن إسحاق:
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسين الصواف قال:
نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا أبو حفص عمر بن علي. قال: مات محمد بن إسحاق
ابن يسار صاحب السيرة سنة خمسين ومائة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسين قال نبأنا إبراهيم
ابن محمد بن عرفة الأزدي، قال: مات محمد بن إسحاق سنة مائة وخمسين.
أخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
247

نبأنا عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أحمد بن خالد الوهبي يقول: مات ابن
إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة.
أخبرني الأزهري قال نبأنا عبد الرحمن بن عمرو قال نبأنا محمد بن أحمد بن
يعقوب قال نبأنا جدي، قال: توفي محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين
ومائة ببغداد. ويقال: إنه دفن في مقابر الخيزران.
أخبرنا بن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدنيا قال: نبأنا
محمد بن سعد قال: قال الهيثم بن عدي: توفي - يعني ابن إسحاق - سنة إحدى
وخمسين ومائة. وقال ابنه: توفي سنة خمسين ومائة.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين السمسار قال: أنبأنا محمد بن إسماعيل الوراق
قال: نبأنا محمد بن مخلد. وأخبرني الأزهري قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي
المقرئ قال: أنبأنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم
الهيثم بن عدي. قال: محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة - يعني
مات -.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال قرئ على أبي الحسن بن
البراء وأنا حاضر قال: قال علي بن المديني: ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني
خزيمة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن
أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: ومات محمد بن إسحاق بن يسار سنة أربع وأربعين ومائة.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وهم ابن الجارود على علي في هذا القول أو من
دونه، والصواب ما ذكره ابن البراء عن علي.
أخبرني البرقاني قال حدثني محمد بن أحمد الآدمي قال: نبأنا محمد بن علي
الأيادي قال: نبأنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: محمد بن إسحاق بن يسار مولى
قيس بن مخرمة من سبي عين التمر، توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة.
248

أخبرنا الصيمري قال: نبأنا علي بن الحسن الرازي قال: نبأنا محمد بن الحسين
قال: نبأنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق مات
سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال:
نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: محمد بن يسار توفي
سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة.
52 - محمد بن إسحاق بن حرب، أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي مولاهم من
أهل بلخ، ويعرف بابن أبي يعقوب.
كان حافظا لعلوم الحديث والأدب، عارفا بأيام الناس، وقدم بغداد فجالس بها
الحفاظ من أهلها وذاكرهم، وحدث عن مالك بن أنس، وخارجة بن مصعب، وبشر
ابن السري، ويحيى بن اليمان، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، وغيرهم. روى عنه
عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والفضل بن محمد الزيدي وأبو عبد الله بن أبي الأحوص
الثقفي، وعبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي الرازي، ولم يكن يوثق في علمه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ومحمد بن عمر بن القاسم النرسي. قالا: أنبأنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: نا الحسين بن عمر الثقفي قال: نا محمد بن
إسحاق البلخي قال: نا يعقوب بن سوادة الطائي ثم النبهاني قال: حدثني أبي عن أبيه
قال: سمعت عدي بن حاتم. قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الجاهلية وأول
الاسلام، فاستقدم زيد الخيل، وهو زيد بن مهلهل الطائي، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم وقف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقدم يا زيد فما رأيتك حتى أحببت أن أراك))
فتقدم زيد فشهد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم تكلم. فقال له
عمر بن الخطاب: يا زيد ما أظن في طئ أفضل منك؟ قال: بلى والله إن فينا حاتم
249

القاري للأضياف، والطويل العفاف. قال: فما تركت لمن بقى خيرا. قال: إن منا
لمقروم بن حومة الشجاع صدرا، النافذ فينا أمرا. قال: فما تركت لمن بقي خيرا، قال:
بلى والله. وذكر الحديث.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: أنبأنا الحسين بن هارون الضبي عن
أبي العباس بن سعيد، قال: محمد بن إسحاق البلخي اللؤلؤي سمعت محمد بن
عبيد الكندي يقول: قدم الكوفة قبل سنة ثلاثين ومائتين، وكان من أحفظ الناس،
كان يجلس مع أبي بكر بن أبي شيبة فلا ينبعث معه أبو بكر إنما يهدر هدرا.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول سمعت أحمد بن
يسار بن أيوب - وذكر من كان ببلخ من أهل العلم - فقال: وكان بها إنسان يقال له
ابن أبي يعقوب واسمه محمد بن إسحاق أبو عبد الله، وكان لا يخضب، وكان قد
قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله
لسان وبصر بالشعر، ومعرفة بالأدب، ولا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن، وقدم
بغداد في سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وذكره أبو خيثمة زهير بن حرب وذكر حفظه
فقال: لا تعرف هذا؟ قلت: ليس هو من أهل مرو. فقال: هو خراساني. وأنت خراساني. قلت:
خراسان كبيرة، فذكر حفظه وما هو فيه [من العلم] وذكر لي أنهم سألوه ما
أقدمك بغداد؟ قال: قدمت لأحفظ كتب أرسطاطاليس. قال أحمد بن سيار بن أيوب
فذكرته لأبي رجاء قتيبة، فجعل يذكره بأسوأ الذكر. قال: وسمعت أبا رجاء يقول:
حدثت أنه بالكوفة شتم أم المؤمنين، فأرادوا أخذه فهرب من ثم. قال أحمد وأخبرني
أبو حاتم والجوزجاني. إن ابن أبي يعقوب كان إذا نظر إلى العربي يقول: ممن الرجل؟
فيقول: من بني فلان فيقول: أتعرف من فيهم من الشعراء؟ ثم يبتدئ فيقول: فلان
وشعره كذا وفلان وشعره كذا، والعلماء منهم فلان وفلان، ومن كان منهم من
القواد. قال: فيبقى الرجل [مبهوتا] وإن ناظره صاحب عربية. قال: فيحدث
كلمة: فيقول تعرف كذا وكذا؟ فإن قال: ليست هذه عربية. قال: يقول فيها الشاعر كذا
وكذا، وقال فلان: كذا وكذا فيضع شعرا على تلك الكلمة، وإن لقي صاحب حديث فيذاكره
فيسأله عن أبواب لا يعرف فيها حديث فيقول: فيه كذا، وفيه كذا. وزعموا أنه
250

ذاكر ابن الشاذكوني فكان كل واحد منهما ينتصف من صاحبه. فقال له ابن أبي
يعقوب: أي شئ عندك في كذا؟ - لشئ ذكره - فلم يكن عند سليمان في
ذلك شيء. قال: فروى له فيه بابا ثم قام. فقال ابن الشاذكوني: ليس من ذا شيء.
53 - محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن
أبي السائب بن عايذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن
لؤي بن غالب، أبو عبد الله المديني، يعرف بالمسيبي:
وكان أبوه أحد القراء. بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرأ على نافع بن أبي نعيم، وهو
جليل القدر. وأما محمد: فإنه سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن محمد بن فليح
الخزاعي، وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، ومعن بن عيسى الأشجعي، وعبد الله بن
نافع الزبيري. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ومسلم بن الحجاج
النيسابوري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن
إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعبد الله بن الصقر
السكري، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي.
أخبرنا طاهر بن عبد العزيز الدعاء قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا
إبراهيم بن إسحاق الحربي قال نا محمد بن إسحاق المسيبي قال ثنا أبو ضمرة عن
صالح بن حسان عن محمد بن كعب. قال: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا الحسين بن أحمد الهروي
الصفار قال نا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال نا صالح بن محمد قال
سمعت مصعبا الزبيري يقول: لا أعلم في قريش كلها أفضل من المسيبي.
حدثني محمد بن يوسف أبو عبد الرحمن النيسابوري قال أنبأنا الخصيب بن
251

عبد الله القاضي بمصر قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال أخبرني
أبي. قال: أبو عبد الله محمد بن إسحاق المسيبي سكن بغداد.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي
قال: أخبرني أبو أحمد علي بن محمد الحبيني بمرو. قال: وسألته - يعني صالح بن
محمد المعروف بجزرة - عن محمد بن إسحاق المسيبي فقال: ثقة.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال أنبأنا الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس
ابن سعيد. قال: محمد بن إسحاق المسيبي نزل بغداد. سمعت إبراهيم بن إسحاق
الصواف يقول: كان ثقة.
قال الخطيب: حدثت عن محمد بن عمران المرزباني قال حدثني عبد الباقي بن
قانع قال: محمد بن إسحاق المسيبي ثقة.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد بن
فارس قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: محمد بن إسحاق المسيبي،
أبو عبد الله مخزومي مدني سكن بغداد. توفي سنة ست وثلاثين
ومائتين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله
ابن محمد بن عبد العزيز البغوي: مات محمد بن إسحاق المسيبي ليومين بقين من
ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين.
54 - محمد بن إسحاق السلمي:
أحد الغرباء المجهولين. حدث عن عبد الله بن المبارك حديثا منكرا، رواه عنه سهل
ابن بحر، وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا عبيد الله بن محمد بن أحمد الحوشبي
قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن إسماعيل السكري بعسكر مكرم قال نبأنا
سهل بن بحر قال نبأنا محمد بن إسحاق السلمي ببغداد قال نبأنا ابن المبارك عن
252

سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي خازم عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن الله يغفر للجاهل أربعين ذنبا
قبل أن يغفر للعالم ذنبا واحدا، ألا وإن العالم الرحيم يجئ يوم القيامة وإن نوره قد
أضاء يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يسري الكوكب الدري)).
55 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس بن المغيرة بن ماهان، أبو
العنبس الصيمري الشاعر:
كان أحد الأدباء الملحاء، وكان خبيث اللسان، هاجي أكثر شعراء زمانه، وقدم
بغداد ونادم جعفر المتوكل، وهو القائل يهجو أحمد بن المدبر:
أسل الذي عطف المواكب * بالأعنة نحو بابك
وأراك نفسك مالكا * ما لم يكن لك في حسابك
وأذل موقفي العزيز * على وقوف في رحابك
ألا يطيل تجرعي * غصص المنية من حجابك
أخبرنا عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها قال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي قال أنشدنا أبو عمر لاحق بن الحسين قال: أنشدنا علي بن عاذل بن وهب
القطان الحافظ لأبي العنبس:
كم مريض قد عاش من بعد يأس * بعد موت الطبيب والعواد
قد يصاد القطا فينجو سليما * ويحل القضاء بالصياد
56 - محمد بن إسحاق بن يزيد، أبو عبد الله، يعرف بالصيني:
حدث عن عبد الله بن داود الخريبي وروح بن عبادة، ونصر بن حماد الوراق،
وعمر بن عبد الغفار وأبي النضر هاشم بن القاسم، وسلام بن واقد المروزي،
253

و عبد الله بن نافع الصايغ، وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بكر بن
داود السجستاني، ومحمد بن حنيفة، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطيان، ومحمد
ابن موسى الصيدلاني، وبكر بن أحمد بن مقبل البصري، وعبد الرحمن بن أحمد بن
محمد بن الحجاج بن رشدين المصري.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بمكة، وسألت عنه أبا عون بن
عمرو بن عون فتكلم فيه. وقال: هو كذاب، فتركت حديثه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نا محمد بن المظفر الحافظ قال نبأنا
عبد الرحمن بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال نا محمد بن إسحاق بن يزيد
البغدادي قال: نا عمار أبو ياسر البصري قال: نا فضالة بن دينار الشحام البصري قال
نا ثابت عن أنس قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر
منهما)).
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا محمد
ابن حنيفة الواسطي وبكر بن مقبل البصري. قالا: نبأنا محمد بن إسحاق
الصيني.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب - واللفظ له - قال: قرأنا علي أبي الحسين بن
مظفر حدثكم أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين
قال نا شعبة عن السدي عن مقسم عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قتلى بدر
فقال: ((جزاكم الله من عصابة شرا، فقد خونتموني أمينا، وكذبتموني صادقا)) ثم
التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال: ((هذا أعتى على الله من فرعون، لما أيقن بالموت
وحد الله، وإن هذا لما أيقن بالموت دعا باللات والعزى)).
قال ابن غالب قال لنا أبو الحسن الدارقطني. تفرد به نصر بن حماد عن شعبة،
وتفرد به محمد بن إسحاق الصيني عنه.
قال الشيخ أبو بكر: وقد روى لنا عن نصر بن حماد من غير طريق الصيني.
254

أخبرناه علي بن المحسن القاضي قال نبأنا أبو القاسم عبد الملك بن إبراهيم بن
أحمد بن الحسن القرمسيني قال نبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد
الحراني قال: نبأنا عبدان بن الجنيد قال: نبأنا نصر بن حماد الوراق قال: نبأنا شعبة
عن السدي عن مقسم عن ابن عباس قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى بدر فقال:
((جزاكم الله من عصابة شرا، فقد خونتموني أمينا، وكذبتموني صادقا)). ثم ساق
الحديث.
57 - محمد بن إسحاق بن جعفر، وقيل: محمد بن إسحاق بن محمد، أبو
بكر الصاغاني:
سكن بغداد. كان أحد الاثبات المتقنين، مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة،
واتساع في الرواية، ورحل في طلب العلم، وكتب عن أهل بغداد والبصرة والكوفة،
والمدينة ومكة، والشام ومصر.
وسمع يعلى بن عبيد الطنافسي، وجعفر بن عون العمري، وعبيد الله بن موسى
العبسي، ومحاضر بن المورع، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن
عطاء، وعبد الوهاب بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان
الحمصي، وأبا مسهر الدمشقي، وخلقا كثيرا من طبقتهم. حدث عنه: موسى بن
هارون، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر الفريابي،
وأحمد بن هارون البرديجي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد
الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو الحسين بن المنادى، وغيرهم. وحدث
عنه أيضا: مسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن
255

أحمد بن شعيب النسائي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، في كتبهم
الصحاح.
وبلغني عن أبي مزاحم الخاقاني قال: كان الصاغاني يشبه يحيى بن معين في وقته.
وقال الدارقطني: وكان ثقة وفوق الثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي املاء قال نا
الصاغاني قال نا أبو همام قال نا القاسم بن مالك عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تدعوا الركعتين قبل الفجر فان فيهما الرغائب)).
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: نا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال نا محمد إسحاق بن محمد الصاغاني - وسأله أبي - فقال له: إلى أي
قبيلة تنسب يا أبا بكر؟ فقال: إن جدي كان في الصحراء فاستقبله رجل فقال له:
أسلم، فأسلم وقطع الزنار.
أخبرنا البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال: نبأنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدثني محمد بن علي الصوري
قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
وكتب لي بخطه قال سمعت أبي يقول: محمد بن إسحاق صاغاني ثقة، وكنيته أبو
بكر.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: أبو
بكر بن إسحاق ثقة مأمون.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال نبأنا محمد بن مظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن إسحاق الصاغاني في صفر سنة سبعين ومائتين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي.
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر البزار قال نبأنا
256

محمد بن العباس الخزاز قال قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن
عبد الله المنادى وأنا أسمع. قالا: مات محمد بن إسحاق الصاغاني لسبع خلون من
صفر سنة سبعين ومائتين. زاد بن المنادى وذلك يوم الخميس.
58 - محمد بن إسحاق بن عمار الدوري:
حدث عن سليمان بن داود الشاذكوني، روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي
سعيد البزار.
59 - محمد بن إسحاق الخياط:
حدث عن أبي منصور الحارث بن منصور الواسطي. روى عنه القاضي أبو عبد
الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
60 - محمد بن إسحاق البغوي:
سكن بغداد، وحدث بها عن أبي الوليد الطيالسي وعبيد الله بن محمد بن عائشة،
وخالد بن خداش. روى عنه: محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وعبد الواحد بن
محمد الخصيبي وعبد الصمد بن علي الطستي وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: نبأنا عبد الصمد بن علي الطستي قال نبأنا
محمد بن إسحاق البغوي قال: نبأنا خالد بن خداش قال نبأنا سكين بن عبد العزيز
عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للفضل بن عباس يوم عرفة [يوم جمعة]: يا
ابن أخي إن هذا يوم، من ملك فيه سمعه وبصره، غفر الله له ما تقدم من ذنبه)).
61 - محمد بن إسحاق بن أسد، أبو جعفر الخراز، يعرف برزيق:
وهو هروي الأصل حدث عن محمد بن معاوية النيسابوري، وداود بن رشيد
الخوارزمي، وعبد الله بن عبد الوهاب البرجمي. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري،
وأبو مزاحم الخاقاني، وأحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
257

أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي قال
نبأنا محمد بن إسحاق الخراز قال نبأنا عبد الله بن عبد الوهاب البرجمي قال نبأنا عبد
الله بن يحيى التوأم عن عبد الله بن أبي مليكة عن أمه عن عائشة قالت: قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فبال، فاتبعه عمر بن الخطاب بكوز من ماء. ((فقال ما هذا يا عمر؟)). فقال ماء
أتوضأ به يا رسول الله. قال: ((إني لم أؤمر كلما بلت أن أتوضأ، لو فعلته كانت
سنة)).
قرأت في كتاب محمد بن مخلد الدوري بخطه: مات زريق أبو جعفر جارنا يوم
الأحد لأربع عشرة خلت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
62 - محمد بن إسحاق بن العباس بن سام:
وهو ابن عم جعفر بن أحمد بن العباس بن سام صاحب إسحاق الفروي، حدث
عن يحيى بن أيوب العائذ، وأحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح الكوفي، وأبي
الصلت الهروي، وإسحاق بن وهب الواسطي العلاف. روى عنه أحمد بن كامل
القاضي.
63 - محمد بن إسحاق بن إسماعيل [البغدادي]:
حدث عن منصور بن أبي مزاحم. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار التاجر بأصبهان قال
أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا محمد بن إسحاق بن إسماعيل
البغدادي قال نبأنا منصور بن أبي مزاحم قال نبأنا أبو إسماعيل المؤدب عن يعقوب
ابن عطاء عن أبيه عن زيد بن خالد الجهني. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جهز
غازيا، أو فطر صائما، أو جهز حاجا، فإن له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره
شيئا)). قال سليمان: لم يروه عن أيوب بن عطاء إلا أبو إسماعيل.
64 - محمد بن إسحاق، أبو الفتح المؤدب:
حدث عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل. روى عنه عبد الصمد بن علي
الطستي.
258

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال قال نبأنا أبو الحسين عبد الصمد
ابن علي الطستي قال نبأنا أبو الفتح محمد بن إسحاق المؤدب قال نبأنا أحمد بن
محمد بن حنبل قال نبأنا عبد الرزاق بن همام قال أنبأنا جعفر بن سليمان قال نبأنا
ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل الصلاة على
تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نا
عبد الباقي بن قانع: أن أبا الفتح المعلم مات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
65 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر، المعروف والده بإسحاق بن أبي
إسرائيل:
مروزي الأصل سكن بغداد.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال قرأنا على أحمد بن [الفرج بن]
الحجاج الوراق عن أبي العباس أحمد بن محمد الكوفي قال: توفي محمد بن إسحاق
ابن إبراهيم بن أبي إسرائيل سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال: ورأيته عندنا بالكوفة
وببغداد يخضب بالحمرة.
66 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم، أبو الحسن المروزي
المعروف بابن راهويه:
ولد بمرو ونشأ بنيسابور، وكتب ببلاد خراسان، والعراق والحجاز، والشام،
ومصر، وسمع أباه إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر المروزيين، ومحمد بن رافع
القشيري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويعقوب
ابن حميد بن كاسب، وأبا مصعب الزهري، ويونس بن عبد الأعلى المصري، وعصام
ابن رواد بن الجراح العسقلاني. وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: محمد بن مخلد
الدوري، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأحمد بن المفضل بن خزيمة، وعبد الباقي بن
قانع القاضي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وجعفر بن أحمد بن سالم الختلي
259

وكان عالما بالفقه جميل الطريقة مستقيم الحديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال نبأنا محمد بن
إسحاق بن راهويه قال نبأنا أبي قال حدثنا معاذ بن هشام قال نبأنا أبي عن عطاء عن
أبي الزبير عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يدخل بحليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة تدار
عليها الخمر - أو قال تشرب عليها الخمر - وما كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يدخل الحمام الا بمئزر)).
قال محمد بن إسحاق فذاكرت بهذا الحديث أبا عمير ببيت المقدس فقال: ما
ظننت أن في هذا حديثا مسندا إلا عندي.
حدثنا ضمرة عن يحيى بن راشد عن أبي الزبير عن جابر أن النبي. صلى الله عليه وسلم قال: ((من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل بحليلته الحمام)).
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنبأنا جعفر بن
محمد بن أحمد بن الحكم المؤدب قال نبأنا محمد بن إسحاق بن راهويه قال نبأنا
محمد بن رافع النيسابوري قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن
راهويه قال أنبأنا يحيى بن سعيد القطان عن أبي بكار الحكم بن فروخ عن عكرمة عن
ابن عباس أنه كان يكبر غداة يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق يكبر في العصر ويقطع
في المغرب.
قال محمد بن رافع: فسألت أبا يعقوب عن هذا الحديث وأعلمته أن يحيى بن آدم
حدثني به فقال: قد كتب عني يحيى زهاء ثلاثة آلاف حديث في المذاكرة. قال
محمد: فحدثنا به إسحاق، قال أبو الحسن بن راهويه: وحدثنا به أبي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم
النيسابوري قال سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت محمد بن
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت بن أبي
يعقوب؟ قلت: بلى. فقال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك فإنك لم تر مثله.
260

وقال ابن نعيم: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ يقول: انصرف
أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم إلى خراسان بعد وفاة أبيه بسنين. فصادف
الليثية فلم يعرفوا حقه، إلى أن جلس الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد فقلده قضاء مرو
أولا، ثم نيسابور، ثم انصرف إلى مرو وتوفي بها سنة تسع وثمانين ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وهذا القول خطأ، إنما قتلته القرامطة في طريق مكة
حاجا بعد سنة تسعين.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار
قال نبأنا عبد الباقي بن قانع أن محمد بن إسحاق بن راهويه مات في سنة أربع
وتسعين ومائتين في طريق مكة.
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ
علي ابن المنادي وأنا أسمع قال: محمد بن إسحاق بن راهويه قتلته القرامطة مرجعه
من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين. وقد كنا سمعنا منه إذ كان بمدينتنا.
67 - محمد بن إسحاق، واسم أبي إسحاق إبراهيم، [وكنية] محمد: أبو
العباس الصفار المعدل:
سمع أباه ومحمد بن بكار بن الريان، ويزيد بن خالد الرملي، وشريح بن يونس،
وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي. روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار،
وأحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، وأبو سهل بن زياد القطان، وعبد الباقي بن قانع
القاضي، وأبو بكر الشافعي.
ولم أعرف من حاله إلا خيرا. والشافعي يسميه في بعض المواضع أحمد بن
إسحاق.
أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن علي بن حبيش التمار وأبو الحسن محمد بن
الحسين بن الفضل القطان. قالا: نبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار إملاء قال
حدثني محمد بن إسحاق أبو العباس بن أبي إسحاق الصفار.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا عبد الباقي بن قانع القاضي قال نبأنا
أبو العباس محمد بن إسحاق الصفار المعدل.
261

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان قال نبأنا محمد بن إسحاق الصفار قال نبأنا الحسن بن مكي قال نبأنا
ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم متكئا
على علي بن أبي طالب، فاستقبله أبو بكر وعمر، فقال له: ((يا علي أتحب هذين
الشيخين؟)) قال: نعم يا رسول الله. قال: ((أحبهما تدخل الجنة)).
قال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
ومن حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد. تفرد بروايته الحسن بن مكي عن ابن
عيينة، ولم نكتبه إلا من حديث محمد بن إسحاق الصفار عنه.
68 - محمد بن إسحاق بن مهران، أبو جعفر الشقاق:
حدث عن إسحاق بن يوسف الأفطس. روى عنه عبد الله بن إسحاق الخراساني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
المعدل قال نبأنا محمد بن إسحاق بن مهران أبو جعفر الشقاق قال نبأنا إسحاق بن
يوسف الأفطس قال نبأنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من كانت له أرض أو نخل فلا يبعها حتى يعرضها على شريكه)).
69 - محمد بن إسحاق، أبو جعفر البغدادي المؤدب:
حدث عن عبيد الله بن محمد بن عائشة. روى عنه سليمان بن محمد الخزاعي
الدمشقي.
70 - محمد بن إسحاق بن موسى، أبو عبد الله البزار الخراساني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق. روى عنه
إسماعيل بن علي الخطبي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال حدثني إسماعيل بن علي الخطبي قال
262

نبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن موسى البزار - خراساني قدم علينا مع الحاج -
قال أنبأنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال نا أبي قال أنبأنا أبو حمزة عن جابر
عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أذن سبع سنين محتسبا كتب
الله له براءة من النار)).
71 - محمد بن إسحاق بن موسى المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن العباس صاحب ابن المبارك، وعن علي بن
الحسين المروزي. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع، وسليمان بن أحمد
الطبراني. وأخشى أن يكون الشيخ الذي روى عنه الخطبي عن محمد بن علي بن
الحسن بن شقيق، والله أعلم.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا سليمان بن
أحمد الطبراني قال نبأنا محمد بن إسحاق بن موسى المروزي ببغداد قال نبأنا
محمود بن العباس صاحب ابن المبارك قال نبأنا هشيم عن الأعمش عن إبراهيم
النخعي عن علقمة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعطى الذكر ذكره
الله تعالى لأن الله يقول: (اذكروني أذكركم) ومن أعطى الدعاء أعطى الإجابة لان
الله تعالى يقول: (ادعوني أستجب لكم) ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة لأن الله
تعالى يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم 7] ومن أعطي الاستغفار أعطي
المغفرة لأن الله تعالى يقول: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) [نوح 10]))
قال سليمان: لم يروه عن الأعمش إلا هشيم، تفرد به محمود بن العباس.
72 - محمد بن إسحاق بن عبد الملك الهاشمي الخطيب:
كان يلي صلاة الجمعة في المسجد الجامع بدار الخلافة وصلاة الأعياد في المصلى،
وتوفي يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلثمائة.
263

73 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله، أبو العباس السراج
مولى ثقيف:
وهو أخو إبراهيم وإسماعيل ابني إسحاق من أهل نيسابور. سمع قتيبة بن سعيد
وإسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى الماسرجسي، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن
أبان البلخي، ومحمد بن عمرو زنيجا؟ ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن
حميد الرازي، وهناد بن السري، ومحمد بن أبي عمرو العدني، وخلقا " كثيرا " من أهل
خراسان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، والحجاز، روى عنه: محمد بن إسماعيل
البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو حاتم الرازي.
وورد السراج بغداد قديما وحديثا، وأقام بها دهرا طويلا، ثم رجع إلى نيسابور
واستقر بها إلى حين وفاته. وكان قد حدث ببغداد شيئا " يسيرا، فسمع منه بها وروى
عنه أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن مخلد العطار، ومحمد بن العباس بن
نجيح، وأبو عمر بن السماك. وحديثه عند الخراسانيين منتشر، وكان من المكثرين
الثقات الصادقين الأثبات عني بالحديث، وصنف كتبا " كثيرة وهي معروفة
مشهورة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن بزهان الغزال قال نبأنا محمد بن إسحاق
السراج قال نبأنا عمرو بن زرارة النيسابوري ويعقوب بن ماهان: قالا. نبأنا القاسم
ابن مالك المزني عن عاصم الأحول عن ابن سيرين عن ابن عباس. قال قال لي عمر:
ما حبسك عن الصلاة؟ قلت: لما أن سمعت الأذان توضأت ثم أقبلت. قال عمر:
الوضوء أيضا؟ ما بهذا أمرنا. قال: فما تركت الغسل يوم الجمعة بعد.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر الأصبهاني بالري قال أنبأنا إسحاق بن
أحمد القايني قال أنبأنا محمد بن إسحاق السراج قال نبأنا أبو همام السكوني قال
نبأنا مبشر - يعني ابن إسماعيل - قال نبأنا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه
عن جده. قال: أسلمت مع رسول الله الله صلى الله عليه وسلم: وأنا ابن خمسين سنة، ومات اللجلاج
وهو ابن عشرين ومائة سنة. قال ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مع رسول
264

الله صلى الله عليه وسلم، آكل حسبي وأشرب حسبي. قال السراج: كتب عني هذا الحديث محمد
ابن إسماعيل البخاري.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني
قال أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي عمران موسى النجار قال نبأنا علي بن الحسن بن
خالد المروزي قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال نبأنا محمد بن إسحاق
السراج قال نبأنا أخي إبراهيم بن إسحاق قال نبأنا محمد بن أبان قال نبأنا جرير بن حازم
عن نافع عن ابن عمر: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى الجمعة فليغتسل)).
قال الشيخ أبو بكر: قال لنا أبو سعد: سمع مني أحمد بن منصور الحافظ هذا
الحديث واستغربه.
وقال: للبخاري عن السراج أحاديث ولكن هذا غريب.
أخبرنا علي بن أحمد بن إسحاق السراج قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي
يقول عادني محمد بن كثير الصنعاني فقال لي: أقالك الله عثرتك. ورفع جثتك،
وفرغك لعبادة ربك. قال أبو العباس السراج: كتب عني هذه الحكاية أبو حاتم
الرازي.
فأخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال أنبأنا أحمد بن عبد
الله الأصبهاني قال نبأنا العباس بن أحمد الأردستاني قال نبأنا أبو حاتم الرازي قال
نبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي. فذكر مثله سواء غير أنه قال: ورفع
جنبك.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي
قال نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن إسحاق الثقفي قال قال
بعض الحكماء: المؤمن الكيس شديد الحذر على نفسه، يخاف على عقله الآفات من
الغضب والهوى والشهوة والحرص والكبر والغفلة، وذلك أن العقل إذا كان هو
القاهر الغالب ملك هذه الأخلاق الردية، وإذا غلب على العقل واحدة من هذه
الأخلاق أورثته المهالك، وأحلت به النقمة وعدم من الله حسن المعرفة.
265

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم
النيسابوري قال سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا العباس
السراج يقول: نظر محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب التاريخ تصنيفي، وكتب
منه بخطه أطباقا وقرأتها عليه. وقال أبو نعيم: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد
المقرى الواعظ يقول سمعت أبا تراب محمد محمد بن يحيى، ثم خرجت أنا إلى
العراق ومصر وانصرفت بعد سنين كثيرة إلى بغداد. وأبو العباس السراج بها يكتب
عن يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة، وطبقتهما، فقلت له: يا أبا العباس، كتبنا عنك
في مجلس محمد بن يحيى وأنت إلى الآن تكتب؟: فقال يا هذا أما علمت أن صاحب
هذا الحديث لا يصبر؟ حدثت عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال سمعت
أبا عبد الله العبدوي يقول سمعت أبا العباس السراج يقول: في سنة ثلاث وثلاثمائة
كتبوا عني في مجلس محمد بن يحيى منذ نيف وستين سنة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد الواسطي قال أنبأنا محمد بن
جعفر التميمي الكوفي قال سمعت أبا حامد أحمد بن محمد الفقيه يقول سمعت أبا
العباس السراج يوما يقول لبعض من حضر - وأشار إلى كتب منضدة عند - فقال:
هذه سبعون ألف مسألة لمالك ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: دخل أبو العباس السراج على أبي
عمرو الخفاف فقال له: يا أبا العباس من أين جمعت هذا المال؟ فقال: يا أبا عمرو بغيبة
عن نيسابور مائة وعشرين سنة. قال: وكيف ذاك؟ قال غاب أخي إبراهيم أربعين سنة،
وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة، وغبت أنا مقيما ببغداد أربعين سنة. أكلنا الجشب،
ولبسنا الخشن، حتى جمعنا هذا المال. ولكن أنت يا أبا عمرو من أين جمعت هذا المال؟
أتذكر إذ لحافك جلد شاة * وإذ نعلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكا * وعلمك الجلوس على السرير
قال الشيخ أبو بكر: إنما أخذ أبو العباس هذا الشعر من حكاية ذكرها الأصمعي
عن بعض الاعراب.
وأخبرناها الحسن بن أبي بكر قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
266

زياد القطان قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا الأصمعي. قال: كان أعرابيان
متواخيين بالبادية، غير أن أحدهما استوطن الريف، واختلف إلى باب الحجاج بن
يوسف، واستعمله على أصبهان فسمع أخوه الذي بالبادية فضرب إليه، فأقام ببابه
حينا لا يصل إليه، ثم أذن له بالدخول. فأخذه الحاجب فمشى به وهو يقول: سلم
على الأمير. فلم يلتفت إلى قوله ثم أنشأ يقول:
فلست مسلما ما دمت حيا * على زيد بتسليم الأمير
قال زيد: لا أبالي. فقال الأعرابي:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة * وإذ نعلاك من جلد البعير
فقال: نعم، فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا * وعلمك الجلوس على السرير
أخبرنا أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي إجازة بها شافهني بها بالكرخ قال:
أنبأنا إبراهيم بن محمد بن بشر قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: محمد ابن
إسحاق السراج النيسابوري صدوق ثقة.
أخبرني أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الجريري قال نبأنا إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكي قال قال: أبو العباس: محمد بن إسحاق السراج مجاب الدعوة.
سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي يقول سمعت أبا العباس بن
حمدان يقول سمعت محمد بن إسحاق السراج. يقول: رأيت في المنام كأني أرقي
في سلم طويل، فصعدت تسعا وتسعين مرقاة، وكل من قصصت عليه ذلك يقول لي:
تعيش تسعا وتسعين سنة. قال ابن حمدان: فكان كذلك عمر السراج تسعا
وتسعين سنة ثم مات.
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
قال: قال أبو العباس السراج: ولدت في سنة ثمان عشرة ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر: قرأت على قبر السراج بنيسابور في لوح عند رأسه مكتوبا: هذا
قبر أبي العباس محمد بن إسحاق السراج، مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
267

74 - محمد بن إسحاق، أبو العباس الصيرفي الشاهد:
حكى عن الزبير بن بكار حكاية:
أخبرنيها أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال سمعت الحسين بن محمد بن عبيد
الدقاق يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الشاهد يقول سألت الزبير بن
بكار فقلت: منذ كم زوجتك معك؟ فقال: لا تسلني ليس يرد القيامة أكثر كباشا
منها، ضحيت عنها سبعين كبشا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال قال لنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن
عبيد العسكري: توفي أبو العباس محمد بن إسحاق الصيرفي الشاهد لثلاث خلون
من شوال سنة ست عشرة وثلاثمائة.
75 - محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن، أبو أحمد النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن هاشم الطوسي، وأبي الأزهر أحمد
ابن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي. روى عنه علي بن عمر السكري
الحربي.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال أنبأنا علي بن عمر بن محمد بن إسحاق بن
عبد الرحمن النيسابوري قال نا أحمد بن الأزهر قال نا علي بن عاصم قال أنبأنا
يحيى البكاء قال حدثني عبد الله بن عمر قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع قبل الظهر بعد الزوال يعدلن بمثلهن من صلاة الليل)). وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من شئ إلا وهو يسبح الله تعالى تلك الساعة)).
76 - محمد بن إسحاق، أبو الطيب النحوي، يعرف بابن الوشاء:
كان من أهل الأدب حسن التصانيف، مليح الاخبار، وحدث عن عبد الله بن أبي
سعد الوراق، وأحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد بن أحمد بن النضر الكديمي، وأبي
العباس ثعلب، والمبرد. روت عنه منية جارية خلافة أم ولد المعتمد على الله.
268

أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري قال حدثني أبو محمد عبد الله بن
الحسين بن عبد الله بن هارون بن البزاز الأنباري بها قال حدثتني منية الكاتبة جارية
خلافة أم ولد المعتمد املاء من لفظها قالت حدثني أستاذي عبد الله بن عمرو الوراق قال نبأنا
عمر بن شبة قال نا أبو غسان محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران
عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن الأعرج عن أبي
هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السخاء شجرة في الجنة، فمن كان سخيا أخذ
بغصن منها، فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة، والشح شجرة في النار، فمن كان
شحيحا " أخذ بغصن من أغصانها، فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار)).
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري قال نا جعفر بن محمد
ابن نصير الخلدي قال نا أحمد بن محمد بن مسروق قال نا أبو محمد عبد الله
ابن أبي سعد قال نا عمر بن شبة قال حدثني أبو غسان محمد بن يحيى بإسناده
مثله سواء.
77 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن فروخ بن عبد الله، أبو بكر
المزني:
سكن الرقة وحدث بها عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس، وأبي الأشعث
أحمد بن المقدام العجلي، وأبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن البزار، والقاسم
ابن أحمد بن بشر بن معروف، وعبد الله بن محمد بن عيشون الحراني. روى عنه
أبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن
المظفر الحافظ، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد
الطبراني قال نا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي بالرافقة قال نبأنا
عبد الله بن محمد بن عيشون الحراني قال نا أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني قال
نبأنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يوتر ب‍ (سبح اسم ربك الأعلى). و (قل يا أيها
269

الكافرون). و (قل هو الله أحد). قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا أبو
قتادة.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي
بجرجان يقول: سألت الدارقطني عن محمد بن إسحاق بن عيسى بن فروخ المقري
البغدادي. فقال: ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال:
محمد بن إسحاق بن عيسى بن فروخ البغدادي سكن الرقة توفي بعد العشرين
والثلاثمائة.
78 - محمد بن إسحاق أبو عبد الله الصريفيني المعدل:
حدث بعكبرا عن زكريا بن يحيى المعروف بذكرويه صاحب سفيان بن عيينة،
روى عنه عمر بن القاسم بن الحداد المقرئ.
أخبرنا أحمد بن الحسين التوزي قال أنبأنا عمر بن القاسم بن محمد المقرئ قال
نبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق المعدل الصريفيني بعكبرا قال نبأنا زكريا بن يحيى
المروزي. وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي قال نا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي قال نبأنا
سفيان عن الزهري عن أنس بن مالك. قال قال رجل: يا رسول الله، متى الساعة؟
قال: ((وما أعددت لها؟)) فلم يذكر كبيرا، إلا أنه يحب الله ورسوله. قال: ((فأنت مع
من أحببت)). لفظهما سواء.
79 - محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله، أبو جعفر الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن عروة الفقيه، والحسين بن إدريس الهروي.
روى عنه الحسين بن أحمد بن دينار الدقاق، والمعافى بن زكريا الجريري.
270

أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال أنبأنا الحسين بن أحمد بن دينار قال
حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق بن محمد الهروي - قدم علينا - قال نا عبد
الله بن عروة قال أنبأنا علي بن غراب قال حدثني علي بن موسى الرضا.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال قرئ على منصور بن محمد
الأصبهاني وأنا أسمع قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قال نبأنا محمد بن سهل
ابن عامر البجلي قال نبأنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر بن محمد
عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الايمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان)) لفظ حديث الحربي.
80 - محمد بن إسحاق بن المرزبان الفارسي:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن الحباب الحميري. وروى عنه أبو جعفر بن شاهين.
أخبرني الحسن بن علي التميمي، قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: نا محمد
ابن إسحاق الفارسي - قدم علينا - قال نبأنا أحمد بن الحباب بن حمزة بن غيلان
الحميري قال نا مكي بن إبراهيم قال: نا ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن
جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقطع الخائن، ولا المختلس، ولا المنتهب)).
قال الخطيب قال الشيخ أبو بكر: لا أعلم روى هذا الحديث عن ابن جريج مجودا
هكذا غير مكي بن إبراهيم إن كان أحمد بن الحباب حفظه عنه فإن الثوري وعيسى
ابن يونس وغيرهما رووه عن ابن جريج عن أبي الزبير ولم يذكروا فيه بقية الخبر،
وكان أهل العلم يقولون: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير. والله أعلم.
81 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو أحمد الهلالي، أظنه خراسانيا
يعرف بالكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن محمد بن غالب النسوي، روى عنه أبو
الحسن الدارقطني.
271

82 - محمد بن إسحاق بن الإمام:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله بأصبهان قال سمعت أبا الحسن بن
مقسم يقول حدثني محمد بن إسحاق بن الإمام قال حدثني أبي. قال: سألت
الحارث بن أسد المحاسبي ما تفسير: خير الرزق ما يكفي؟ قال هو قوت يوم بيوم
ولا يهتم لرزق غد.
83 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، أبو بكر بن أبي يعقوب
المقرئ:
حدث عن محمد بن حمزة بن زياد الطوسي، وسهل بن إسماعيل النصيبي،
ومحمد بن عبيد الله المنادى. روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور
البلخي نزيل مصر، وعبيد الله بن أحمد المعروف بجحجح النحوي، وأبو الحسين بن
جميع الصيداوي، وكان صدوقا.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أبي عقيل القاضي بصور. وأبو نصر علي بن
الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا. وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد
الله الصوري ببغداد. قالوا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع
الغساني قال نبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عثمان المقرئ أبو بكر ببغداد قال
نبأنا أبو علي محمد بن حمزة بن زياد الطوسي قال حدثني أبي قال نبأنا شعبة قال
أخبرني جامع بن شداد المحاربي قال سمعت حمران بن أبان يحدث أبا بردة في
مسجد البصرة أنه سمع عثمان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((من أتم الوضوء كما
أمره الله فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن)).
زاد ابن أبي عقيل وابن أبي سلمة قال: وحدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن سليمان بن يسار عن عثمان نحوه.
قال الشيخ أبو بكر: بلغني أن هذا الشيخ كان حيا في سنة إحدى وثلاثين
وثلاثمائة.
272

84 - محمد بن إسحاق بن سليمان بن رزام بن روزبه، أبو بكر المؤدب،
يعرف بالخشاب:
حدث أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الثلاج عنه عن إبراهيم بن الهيثم البلدي،
وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. قال: وكان أطروشا ".
85 - محمد بن إسحاق بن محمد بن عيسى، أبو بكر التمار، يعرف بابن
خضرون. ويقال ابن أبي خضرون:
حدث عن علي بن حرب الموصلي، وعباس بن عبد الله الترقفي. روى عنه: محمد
ابن إسماعيل الوراق، ومحمد بن الحسن بن سليم البزار. وذكر أبو الفتح عبيد الله
ابن أحمد النحوي جحجح: أنه توفي في آخر ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثين
وثلاثمائة. وكان ثقة.
86 - محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم، أبو بكر السوسي:
قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وحدث بها عن الحسين بن إسحاق
الدقيقي، وأبي سيار أحمد بن حمويه التستريين، وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي،
أحاديث مستقيمة. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل القطان.
وروى عنه أبو الحسن الدارقطني.
أخبرنا محمد بن الحسن بن الفضل القطان قال نا أبو بكر محمد بن إسحاق
السوسي قال نبأنا الحسين بن إسحاق الدقيقي قال نا يعقوب بن حميد قال نبأنا
عبد الله بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن
أبيه أنه كلم أباه في الاستخلاف. فقال: إن الله حافظ دينه، وأي ذلك أفعل؟ فقد بين
لي إن لا أستخلف، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف فقد استخلف أبو بكر
رضي الله تعالى عنه.
87 - محمد بن إسحاق بن يعقوب بن إسحاق، أبو بكر الشيباني الطبري:
قدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن محمد بن الفضل بن
حاتم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. حدثنا عنه ابن رزقويه.
273

حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق املاء في سنة ست وأربعمائة قال نبأنا
محمد بن إسحاق بن يعقوب أبو بكر الطبري قال حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم
أبو بكر الطبري قال نبأنا إسماعيل بن بهرام قال نبأنا إسماعيل بن محمد الطلحي
عن سليم - يعني المكي - عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم تكن عنده صدقة فليلعن اليهود فإنها صدقة له)).
88 - محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر المقرئ، يعرف بشاموخ:
حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد البراثي، والحسن بن الحباب الدقاق،
وأحمد بن يوسف بن الضحاك الفقيه، وعلي بن حماد الخشاب، وحديثه كثير
المناكير. روى عنه: أبو يوسف بن عمر القواس، وعلي بن أحمد بن حمويه المؤدب،
ومحمد بن أحمد بن رزقويه.
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال حدثني أبو الحسن علي بن
أحمد بن حمويه الحلواني المؤدب قال حدثني محمد بن إسحاق المقرى قال نبأنا علي
ابن حماد الخشاب قال نبأنا علي بن المديني قال نبأنا وكيع بن الجراح قال نبأنا
سليمان بن مهران قال نبأنا جابر عن مجاهد عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ليلة عرج بي إلى السماء، رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول
الله؟ علي حب الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة
الله)).
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث منكر بهذا الاسناد، وعلي بن حماد مستقيم
الروايات لا يحتمل مثل هذا.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا يوسف بن أبي حفص الزاهد قال نبأنا
محمد بن إسحاق الفقيه إملاء قال حدثني أبو النضر الغازي قال نبأنا الحسن بن كثير
قال نبأنا بكر بن أيمن القيسي قال نبأنا عامر بن يحيى الصريمي قال نبأنا الحسن
274

ابن كثير قال نبأنا أبو الزبير عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم معاوية
يخطب على منبري فاقبلوه، فإنه أمين مأمون)).
قال المؤلف: لم أكتب هذا الحديث الا من هذا الوجه ورجال إسناده ما بين
محمد بن إسحاق وأبي الزبير كلهم مجهولون.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال وجدت في كتاب أبي الفتح القواس: مات أبو
بكر المعروف بشاموخ سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
89 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بن
عبد الرحمن بن عبيد بن رفاعة بن رافع، أبو الحسن الأنصاري الزرقي:
وكان رفاعة بن رافع أحد النقباء عقيبا، وشهد أحدا " مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان
محمد بن إسحاق نقيب الأنصار ببغداد، وحدث عن الحسن بن محمد بن شعبة
الأنصاري، وعبد الله بن محمد البغوي. روى عنه: أحمد بن عمر البقال. وقال
محمد بن أبي الفوارس: كان ثقة ولم أسمع منه.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات. قال: كان محمد ابن
إسحاق الزرقي ثقة جميل الأمر حافظا لأمور الأنصار ومناقبهم ومشاهدهم، وقد
كتبت عنه شيئا يسيرا. وذكر لي أن كتبه تلفت. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست
وستين وثلاثمائة، ودفن في مقابر الأنصار عند أبيه.
90 - محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو بكر النعالي:
سمع علي بن دليل الوراق، وأبا سعيد بن رميح النسوي، ومن في تلك الطبقة، حدثنا
عنه ابن أخته أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النعالي. أخبرنا ابن دوما
قال حدثني خالي أبو بكر محمد بن إسحاق النعالي قال نبأنا علي
275

ابن الحسن بن دليل قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المقدمي قال نبأنا
عمرو بن علي قال سمعت أبا عاصم يقول سمعت وهيب بن الورد يقول: إذا أردت
أن تذكر فضائل علي بن أبي طالب، فابدأ بفضائل أبي بكر وعمر، ثم أذكر فضائل
علي. سألت ابن دوما عن وفاة خاله. فقال: مات قبل سنة سبعين وثلاثمائة.
91 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران، أبو بكر الصفار
الضرير:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإسماعيل بن
العباس الوراق، وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وعبد الله
ابن محمد بن سلم المقدسي، وعلان الصيقل المصري.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وحدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وعلي بن المحسن
التنوخي، والحسن بن علي الجوهري.
وقال لنا التنوخي: سمعت منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال سألت محمد بن إسحاق الصفار عن مولده. فقال:
ولدت في شوال سنة تسع وثمانين ومائتين.
وسألت البرقاني عنه. فقال: شيخ ثقة فاضل أصله من الشام وسمع بمصر.
92 - محمد بن إسحاق بن هبة الله بن إبراهيم بن المهتدي بالله، أبو أحمد
الهاشمي:
كان ينزل بالجانب الشرقي في جوار أبي الحسن بن الفرات. وحدث عن الحسين
ابن يحيى بن عياش القطان.
وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال
نبأنا الحسين بن يحيى بن عياش قال نبأنا علي بن مسلم قال نبأنا أبو داود قال أنبأنا
شعبة وهشام عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن)).
276

قال ابن هشام: ((وهو عليه شديد)) قال شعبة: ((وهو عليه شاق له أجران)). لفظهما
سواء.
قال أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس: حدث هذا الشيخ مدة يسيرة
ولم أسمع منه شيئا، وتوفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لأربع بقين من شوال سنة
اثنتين وسبعين وثلاثمائة. أخبرني أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال أنبأنا محمد
ابن أبي الفوارس بذلك.
قال الشيخ أبو بكر: وكل ما أذكره من وفاة الشيوخ عن ابن أبي الفوارس،
فأخبرني ابن التوزي به عنه.
93 - محمد بن إسحاق بن عيسى بن طارق، أبو بكر القطيعي الناقد:
سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني، وعبد الله
ابن محمد البغوي، والحسن بن محمد بن شعبة، وبدر بن الهيثم، وصالح بن أبي
مقاتل، ويوسف بن يعقوب النيسابوري، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومن في
طبقتهم. حدثنا عنه: أبو علي بن شاذان بحديث واحد، ومحمد بن الفرج البزار وأبو
القاسم الأزهري، والقاضيان أبو العلاء محمد بن علي، وأبو تمام علي بن محمد
الواسطيان، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، والحسن بن محمد الخلال.
وقال محمد بن أبي الفوارس: كان يدعي الحفظ وفيه بعض التساهل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر من أصل كتابه قال حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق
القطيعي قال نا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا إسماعيل بن الفضل البلخي قال نبأنا
مكي بن إبراهيم عن ابن جريج عن مالك عن الزهري عن أنس بن مالك. أن النبي
صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر.
قال الشيخ أبو بكر: لا نعلم أن إسماعيل بن الفضل روى عن مكي بن إبراهيم
شيئا ولا أدركه، وقد أخطأ محمد بن إسحاق القطيعي في هذا الحديث وصوابه.
ما حدثني به عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال نبأنا عبد الله بن عثمان الصفار
قال نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا إسماعيل بن الفضل قال قرأت في كتاب مكي
ابن إبراهيم حدثنا ابن جريج فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم ينسب أنسا.
277

قال المؤلف: قال لي أبو القاسم الأزهري: توفي محمد بن إسحاق القطيعي في سنة
ثمان وسبعين وثلاثمائة. زاد غيره في شهر ربيع الآخر.
94 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو حاتم القاضي الهروي:
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا أبو حاتم محمد بن إسحاق القاضي
الهروي - قدم علينا - قال أنبأنا الحسن بن يعقوب قال نبأنا أحمد - يعني ابن الخليل -
قال نبأنا أبو النضر قال نبأنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي. قال قال كعب:
لأغتسلن يوم الجمعة ولو كأسا بدينار.
95 - محمد بن إسحاق بن محمد بن الطل بن وابل، أبو بكر الأزدي
الأنباري:
سمع أحمد بن يعقوب القرنجلي. حدثني محمد بن علي الصوري: أنه سمع منه
بالأنبار في سنة ثمان عشرة وأربعمائة. قال: ومات في تلك السنة.
96 - محمد بن إسحاق بن محمد بن فدويه، أبو الحسن الكوفي المعدل:
قدم علينا في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وحدثنا عن أبي الحسن بن أبي السري
البكائي، وكان شيخا ثقة له هيئة حسنة ووقار ظاهر.
أخبرنا محمد بن إسحاق بن فدويه بقراءتي عليه في جامع المنصور قال أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة قال نبأنا أبو جعفر محمد بن عبد الله
ابن سليمان الحضرمي وأبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي إملاء سنة
تسعين ومائتين. قالا: نا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي قال نا سفيان الثوري
عن ابن إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه. أنه قال: يا رسول الله مررت برجل فلم
يضفني ولم يقرني ثم مر بي فأجزيه أم أقريه؟ قال: ((بل أقره)).
قال الشيخ أبو بكر: لم يكن مع ابن فدويه لما قدم علينا غير جزء واحد فسمعناه
منه، وكان أبو عبد الله الصوري قد كتب عنه بالكوفة أشياء من حديثه فسألته عنه
278

فأثنى عليه خيرا. وقال: أصوله جياد، وسماعه صحيح، والشيخ في نفسه حسن
الاعتقاد من أهل السنة، وليت كان كل من لقيته بالكوفة مثله.
قال الشيخ أبو بكر: مات ابن فدويه بالكوفة في اليوم السادس من شوال من سنة
ست وأربعين وأربعمائة.
* * *
وهذا ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أحمد
جعلت ترتيبهم على حروف المعجم من أوائل أسماء أجدادهم لتقرب معرفته
وتسهل طلبته
97 - محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد، أبو العباس بن الأثرم المقرى:
هكذا نسبه أبو الحسن الدارقطني، والمحسن بن علي التنوخي، وسمعت القاضي
أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بالبصرة ينسبه كذلك غير مرة.
وقال أبو بكر بن شاذان: هو محمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم بن ثعلب بن
الشد. وكذلك قرأت في أصل بن شاذان بخطه. سمع الحسن بن عرفة، وحميد بن
الربيع، وعمر بن شبه، وبشر بن مطر، وعلي بن حرب، وسعدان بن يزيد، وحمد بن
منصور الرمادي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن
يحيى السوسي، وعلي بن داود القنطري. كتب الناس عنه بانتقاء عمر البصري،
وحدث عنه محمد بن المظفر، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني،
وعمر بن إبراهيم الكتاني. وكان الأثرم يسكن في درب يعقوب بن سوار، ثم انتقل
إلى البصرة فسكنها حتى مات بها. حدثنا عنه من البصريين: القاضي أبو عمر بن عبد
الواحد الهاشمي، وعلي بن القاسم بن النجاد المعدل، والحسن بن علي النيسابوري.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال نا أبو العباس محمد بن
أحمد بن أحمد بن حماد الأثرم قال نبأنا علي بن حرب الطائي قال نبأنا الحارث بن عمران عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((تخيروا لنطفكم
ولا تضعوها إلا في الأكفاء)).
279

قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب من حديث بن عروة عن أبيه عن عائشة،
اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه.
وقد روى أيضا عن أبي أمية بن يعلى، وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد،
ويحيى بن هشام السمسار عن هشام.
واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم
الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مندل بن
علي عن هشام وكل طرقه واهية. وروى عن قتادة عن عروة عن عائشة كذلك.
حدث به أبو معاوية الضرير عن المختار بن منيح عن قتادة. ويقال: لم يروه عن
المختار غير أبي معاوية. ورواه أبو المقدام هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو أشبه بالصواب. والله أعلم.
حدثنا القاضي علي بن المحسن التنوخي قال حدثني أبي قال نبأنا أبو العباس
محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد [بن إبراهيم] بن ثعلب الأثرم بالبصرة في سنة
خمس وثلاثين [وثلاثمائة]. ومولده بسر من رأى سنة أربعين ومائتين.
أخبرني أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال أنبأنا علي بن عمر
الدارقطني قال نبأنا أبو العباس بن الأثرم الخياط المقرى: محمد بن أحمد شيخ ثقة
فاضل. سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن أحمد النيسابوري وأبا عبد الله الحسين
ابن محمد القساملي جميعا بالبصرة يقولان: مات الأثرم في سنة ست وثلاثين
وثلاثمائة.
98 - محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل، أبو الحسين
الدلال، يعرف بالزعفراني:
سمع أبا الحسن علي بن محمد المصري، وأبا عمرو بن السماك، ومحمد بن
الحسن بن زياد النقاش، وأبا بكر الشافعي، وحبيب بن الحسن القزاز ونحوهم.
حدثني عنه القاضي أبو القاسم التنوخي أخبرني علي بن المحسن التنوخي قال نبأنا
280

أبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد الدلال الزعفراني قال نبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال
نبأنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي املاء.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا أحمد بن
عبد الجبار قال نبأنا يونس بن بكير - زاد الزعفراني - الشيباني. ثم اتفقا عن الأعمش
عن طلحة بن مصرف عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)).
سألت أبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب المعروف بالزعفراني عن موت
أبيه فقال مات في سنة ثلاث أبو أربع وتسعين وثلاثمائة.
قال المؤلف: قال لي التنوخي: كان أبو الحسين الزعفراني ثقة، وكان يختلف إلى أبي
بكر الرازي ويأخذ عنه الفقه.
99 - محمد بن أبي علي بن أحمد بن إبراهيم الموصلي:
سكن بغداد وسمع الحديث من يحيى بن عبد الحميد الحماني ونظرائه، وكان من
أهل الفهم والمعرفة، حكى عنه موسى بن هارون الحافظ.
كتب إلي أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد الموصلي يذكر أن أبا منصور
المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال نبأنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي
قال نبأنا موسى بن هارون الحمال قال نبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الموصلي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم. فقلت: يا رسول الله، إن يحيى الحماني حدثنا
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عنك صلى الله عليه وسلم الله عليك أنك
قلت: ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني بأهل
لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم. ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا
الحزن. فقال: ((صدق ابن الحماني)).
100 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن داود بن أبان، أبو جعفر السراج:
نيسابوري الأصل سمع علي بن الجعد، ويحيى بن معين، ومحمد بن جعفر
281

الوركاني، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبا إبراهيم الترجماني، وعباد بن موسى
الختلي. حدث عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد
ابن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان. وأحاديثه مستقيمة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن
محمد الوكيل إملاء قال نبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن داود
النيسابوري السراج قال نبأنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم قال نبأنا
محمد بن مروان الكوفي عن سعد بن طريف عن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن
أبي طالب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن في الجنة لشجرة تخرج من أعلاها الحلل،
ومن أسفلها خيل بلق من ذهب مسرجة ملجمة بالدر والياقوت لا تروث ولا تبول
ذوات أجنحة، فيجلس عليها أولياء الله فتطير بهم حيث شاءوا. فيقول الله تعالى:
إنهم كانوا يصومون وكنتم تفطرون، وكانوا يقومون الليل وكنتم تنامون. وكانوا
ينفقون وكنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون العدو وكنتم تجبنون)).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان
قال نبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن داود السراج النيسابوري قال نبأنا عباد بن
موسى قال نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن عمران الخياط عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله بن مسعود قال: الوتر على أهل القرآن سنة.
101 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن خالد بن يزيد، أبو عيسى البصري،
يعرف بالشلاثائى:
قدم بغداد في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وسكن بدرب الآجر، وحدث عن نصر
ابن علي، وبندار بن بشار، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي، وعمرو بن علي الصيرفي،
ومحمد بن الوليد البسري، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن محمد بن الصباح
الزعفراني. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم الأزهري، وعلي
ابن أبي علي المعدل، وأبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون البزاز. قالوا: نا
282

أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال نبأنا أبو عيسى محمد بن أحمد البصري الشلاثائي
قال نبأنا بندار محمد بن بشار قال نبأنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر. قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أمهات الأولاد لا يبعن ويوهبن ولا
يورثن، فإذا مات صاحبها فهي حرة.
قال الشيخ أبو بكر: لم أكتبه إلا بهذا الإسناد، والمحفوظ عن ابن عمر قال: قضى
عمر أن أمهات الأولاد.
102 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش بن حازم بن صبيح بن صباح،
أبو عبد الله الكاتب، يعرف بالحكيمي:
سمع زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، ومحمد بن عبد النور المقرئ، ومحمد بن
إسحاق الصاغاني، والعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن عبيد الله المنادى،
والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن الحسين
الحبيني، وغيرهم من هذه الطبقة. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وعبيد الله بن
عثمان بن يحيى الدقاق، وأبو عمر بن حيوية، ومحمد بن عمران المرزباني. وحدثنا عنه: أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزاز، وأبو إسحاق إبراهيم بن مخلد
ابن جعفر الباقرحي دوكان. بلخي الأصل ومنزله في درب الأعراب.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي
قال نبأنا محمد بن إسحاق الصاغاني أخبرني يحيى بن معين قال نبأنا هشام بن
يوسف عن أمية بن شبل قال أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة. قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي موسى على المنبر قال: ((وقع في نفس موسى هل ينام الله
عز وجل؟ فبعث الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين وأمره أن يحتفظ بهما،
فكان ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فينحي إحداهما عن الأخرى، حتى نام
نومة فاصطفقت يداه فانكفأت القارورتان. قال الله له مثلا: إن الله لو كان ينام لم
تستمسك السماوات والأرض)).
283

قال الشيخ أبو بكر: هكذا رواه أمية بن شبل عن الحكم بن أبان موصولا مرفوعا،
وخالفه معمر بن راشد فرواه عن الحكم عن عكرمة قوله لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا
أبا هريرة.
أخبرناه الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا عبد
الله بن محمد بن إسحاق المروزي قال نبأنا الحسن بن أبي الربيع قال أنبأنا عبد الرزاق
قال قال معمر: أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى: (لا
تأخذه سنة ولا نوم) [البقرة 255]. أن موسى سأل الملائكة هل ينام الله تعالى؟
فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام، ففعلوا. ثم أعطوه
قارورتين فأمسكها ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما. قال: فجعل ينعس وهما في
يديه في كل يد واحدة، قال فجعل ينعس وينتبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما
بالأخرى فكسرهما. فقال معمر: إنما هو مثل ضربه الله تعالى. يقول: فكذلك
السماوات والأرض في يديه.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست قال نبأنا محمد بن
أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال نبأنا محمد بن القاسم. قال سئل بعض المجان فقيل
له: كيف أنت في دينك؟ فقال: أخرقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار. سألت أبا بكر
البرقاني عن الحكيمي فقال: ثقة إلا أنه لا يروي مناكير.
قال الشيخ أبو بكر: وقد اعتبرت أنا حديثه فقلما رأيت فيه منكرا.
ذكر أبو عبيد الله المرزباني فيما قرأت بخطه: أن الحكيمي ولد في ذي الحجة من
سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار
قال نبأنا عبد الباقي بن قانع.
(ح) وأخبرنا الأزهري عن طلحة بن محمد بن جعفر. قالا: مات الحكيمي في
ذي الحجة. وقال طلحة: لأيام بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ثم قرأت بخط عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، وبخط أبي الحسن محمد بن
العباس بن الفرات: توفي الحكيمي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة
سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الجمعة.
284

103 - محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو سعيد الخوارزمي:
قدم بغداد وحدث بها عن يوسف بن محمد الطويلي، ويوسف هذا شيخ من أهل
خوارزم ثقة نبيل. يروي عن قتيبة بن سعيد، ومحمد الصباح الجرجرائي. حدث عن
أبي سعيد المعافى بن زكريا الجريري.
104 - محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي عامر عمرو بن تميم الطبري. روى عنه المعافى بن
زكريا أيضا.
105 - محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو أحمد الفقيه الجرجاني:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن العباس بن موسى العدوي. وروى عنه أبو
الحسن علي بن عمر الحافظ الدارقطني.
106 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد
الله، أبو أحمد العسال الأصبهاني:
سمع محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي
السري. وبكر بن سهل الدمياطي، ونحوهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أنبأنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني قال سمعت محمد بن
أحمد بن إبراهيم أبا أحمد العسال الأصبهاني ببغداد يقول حدثنا أحمد بن عمرو بن
أبي عاصم النبيل فذكر عنه حديثا.
وقد حدثنا عنه أبو نعيم يقول: ولي أبو أحمد العسال القضاء وكان من كبار
الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة.
285

حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان - وكان دينا
ثقة صالحا - قال سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر
فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. قال لي أبو نعيم الحافظ: توفي أبو أحمد العسال في
شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
107 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال، أبو الحسن يعرف بالمتوثي:
حدث عن بشر بن موسى الأسدي. حدثنا عنه هلال بن محمد بن جعفر الحفار.
أخبرنا هلال الحفار قال نبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال
المتوثي قال نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا روح بن عبادة عن حبيب بن الشهيد عن
الحسن. قال: ثمن الجنة لا إله إلا الله. لم يرو بشر بن موسى عن روح بن عبادة غير
هذا الحديث.
108 - محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن علي بن مخلد الفرقدي، والحسن بن محمد
الداركي، وزنجويه بن محمد اللباد النيسابوري، وعبد الله بن إسحاق الخرجاني. حدثنا
عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر الصابوني وأبو الحسن علي بن أحمد الرزاز
أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الصابوني قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
ابن إبراهيم الأصبهاني قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن يوسف الخرجاني قال نبأنا
أبي قال نبأنا طارق بن عبد العزيز عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه، طوقه الله يوم القيامة من
سبع أرضين)).
قال الشيخ أبو بكر: هذا هو الخرجاني بالخاء المعجمة وليس بالجيم. وخرجان محلة
بأصبهان.
سألت أبا نعيم الحافظ عن هذا الشيخ: فقال سمعت منه ببغداد وهو ثقة، حدثت
عن أبي الحسن بن الفرات. قال: توفي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني في ذي
القعدة سنة ستين وثلاثمائة. وكان ثقة جميل الأمر ذا هيئة.
286

109 - محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن الشافعي:
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن المطيب الشجاعي. روى عنه
إبراهيم بن مخلد بن جعفر.
قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الثلاج الشاهد: توفي أبو
الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الشافعي البزاز يوم الخميس سلخ جمادى الأولى
سنة ثمان وستين [وثلاثمائة].
110 - محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو الفرج المقرئ، يعرف بغلام
الشنبوذي:
روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ وغيره، كتب في القراءات وتكلم
الناس في رواياته.
فحدثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقري الواسطي قال: كان أبو الفرج
الشنبوذي يذكر أنه قرأ عليه القرآن بحرف ابن كثير. وزعم أنه قرأ بذلك الحرف
على أبي بكر بن مجاهد، فسألت أبا الحسن الدارقطني عنه فأساء القول فيه والثناء
عليه.
سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي يذكر أبا الفرج الشنبوذي
فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير.
وقال سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات.
قال لي أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقري: مولد الشنبوذي في سنة
ثلاثمائة.
حدثني القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب: أن أبا الفرج الشنبوذي مات
في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
وحدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن قال: مات أبو الفرج الشنبوذي يوم
الاثنين الثالث عشر من صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
287

111 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو بكر البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عمرو بن موسى العقيلي. حدثنا عنه القاضي
أبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
عبد الله البلخي ببغداد قال نبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي قال نبأنا محمد
ابن إسماعيل وعلي بن عبد العزيز. قالا: نا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال نبأنا
عبد السلام بن حرب.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال نبأنا عبد
السلام بن حرب عن عبد الله بن بشر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان
ابن عفان. قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وسوس ناس من أصحابه وكنت فيمن وسوس،
فمر علي عمر فسلم علي فلم أرد عليه، فأتى أبا بكر فشكاني إليه. فقال: سلم عليك
أخوك فلم تسلم عليه؟ فقلت: ما علمت بتسليمه وإني عن ذلك لفي شغل. فقال أبو
بكر: ولم؟ فقلت: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسأله عن نجاة هذا الأمر. فقال: قد سألته عن
ذلك. فقمت إليه فاعتنقته. فقلت: بأبي أنا وأمي أنت أحق بذلك. فقال: ((من قبل
الكلمة التي عرضتها على عمي فهي له نجاة)) لفظ حديث البلخي والآخر بنحوه.
قال الشيخ أبو بكر هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي عن الزهري.
وقيل عن مالك بن أنس وعن بن أبي ذئب جميعا عن الزهري مثله. ورواه ابن أخي
الزهري - واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم - وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي،
وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري مثله. ورواه ابن أخي الزهري -
واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم - وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي، وعيسى بن
المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري عن ابن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص
عن عثمان. وكلا القولين وهم، والصواب عن الزهري. قال: حدثني رجال من
الأنصار لم يسمهم أن عثمان دخل على أبي بكر. رواه كذلك عن الزهري الحفاظ
من أصحابه. منهم يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، وغيرهما.
288

112 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبو زيد، أبو عبد الله الفارسي:
حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
حدثنا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي حدثنا علي بن المحسن من حفظه قال نبأنا
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بو زيد قرابة أبي علي الفارسي النحوي -
وكان ينزل في درب الديزج. قال نبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي سنة أربع
وعشرين وثلاثمائة في دار نصر القشوري قال نبأنا أحمد بن أبي بكر الزهري قال
سمعت مالكا قال ثنا ابن شهاب عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه
المغفر. فقيل له: هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال: ((اقتلوه)).
[قال المؤلف]: قال لنا علي بن المحسن لم يكن عند هذا الشيخ غير هذا
الحديث، وذكر أن كتبه احترقت.
113 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر الكاتب:
حدث عن محمد بن يحيى الصولي. حدثنا عنه أبو طاهر محمد بن علي السماك،
وذكر لنا: أنه سمع منه في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
114 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو إسحاق العطار، يعرف
بالقديسي:
سمع محمد بن مخلد الدوري. أدركته ولم أسمع منه شيئا لكن حدثني عنه أبو
بكر البرقاني، وسألت عنه أبا القاسم الأزهري. فقال: ثقة.
115 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي، أبو الحسن الهمداني:
قدم علينا حاجا " وحدث ببغداد عن الفضل الكندي. كتبت عنه عند رجوعه من
الحج، وذلك في سنة تسع وأربعمائة وكان ثقة.
289

أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي في مسجد عبد الله بن المبارك بقطيعة
الربيع قال نبأنا أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الكندي بهمذان قال أنبأنا أبو
يعلى الموصلي قال نبأنا عبد الرحمن بن سلام قال نبأنا فضيل بن عياض عن ليث عن
مجاهد قال: إن الله تعالى ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.
116 - محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل، أبو الحسين
الواعظ، المعروف بابن سمعون:
كان واحد دهره، وفريد عصره، في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان
الوعظ. دون الناس حكمته وجمعوا كلامه. وحدث عن عبد الله بن أبي داود
السجستاني، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري ومحمد
ابن جعفر المطيري. ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وأحمد بن سليمان بن زيان
الدمشقيين، وعمر بن الحسن الشيباني. حدثنا عنه: حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق
والقاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، والحسن بن محمد الخلال، وأبو بكر
الطاهري، وعبد العزيز علي الأزجي، وغيرهم. وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه
قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون.
أخبرني عبد العزيز بن علي قال نبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون
الواعظ إملاء قال نبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث سنة أربع عشرة وثلاثمائة قال
نبأنا محمود بن خالد وعمرو بن عثمان. قالا: نبأنا الوليد قال نبأنا ابن جابر قال
سمعت أبا عبد رب. يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه لم يبق من الدنيا إلا
بلاء وفتنة)).
قال لي عبد العزيز: ذكر لنا ابن سمعون أن جده إسماعيل كسر اسمه فقيل
سمعون.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال سمعت أبا الحسين بن سمعون يقول: ولدت في
سنة ثلاثمائة.
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال قلت لأبي الحسين بن
290

سمعون: أيها الشيخ أنت تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك لها، وتلبس أحسن
الثياب، وتأكل أطيب الطعام فكيف هذا؟ فقال: كل ما يصلحك لله فافعله إذا صلح
حالك مع الله بلبس لين الثياب، وأكل طيب الطعام، فلا يضرك.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: قال لي أبو الحسين بن سمعون: ما اسمك؟
فقلت: حسن. فقال: قد أعطاك الله الاسم فاسأله أن يعطيك المعنى.
حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفر الملاح. قال سمعت ابن سمعون
يقول: رأيت المعاصي نذالة، فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة.
حدثنا أبو بكر محمد بن محمد الطاهري. قال سمعت أبا الحسين بن سمعون
يذكر أنه خرج من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قاصدا بيت المقدس، وحمل في صحبته تمرا
صيحانيا، فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي
يأوي إليه، ثم طالبته نفسه بأكل الرطب فأقبل عليها باللائمة. وقال: من أين لنا في
هذا الموضع رطب؟ فلما كان وقت الإفطار عمد إلي التمر ليأكل منه فوجده رطبا
صيحانيا: فلم يأكل منه شيئا، ثم عاد إليه من الغد عشية فوجده تمرا على حالته الأولى،
فأكل منه أو كما قال.
سمعت أبا الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن البادا يقول سمعت أبا الفتح
القواس يقول: لحقتني إضاقة وقتا من الزمان، فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي
وخفين كنت ألبسهما، فأصبحت وقد عزمت علي بيعهما، وكان يوم مجلس أبي
الحسين بن سمعون. فقلت في نفسي: أحضر المجلس ثم أنصرف فأبيع الخفين
والقوس قال: وكان القواس قل ما يتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون.
قال أبو الفتح: فحضرت المجلس فلما أردت الانصراف، ناداني أبو الحسين: يا أبا
الفتح، لا تبع الخفين ولا تبع القوس فإن الله سيأتيك برزق من عنده. أو كما قال.
حدثني رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن قال حدثني أبو
طاهر محمد بن علي بن العلاف. قال: حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في
مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبو الفتح القواس جالسا إلى
جنب الكرسي فغشيه النعاس فنام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى
استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه. فقال له أبو الحسين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك؟
قال: نعم: فقال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع
291

عما كنت فيه. أو كما قال: وحدثني رئيس الرؤساء أيضا. قال حكى لي أبو علي بن
موسى الهاشمي قال حكى له دجي مولى الطائع لله. قال: أمرني الطائع لله بأن
أوجه إلى ابن سمعون فأحضره دار الخلافة، ورأيت الطائع على صفة من الغضب.
وكان يتقي في تلك الحال، لأنه كان ذا حدة فبعثت إلى ابن سمعون وأنا مشغول
القلب لأجله، فلما حضر أعلمت الطائع حضوره، فجلس مجلسه فأذن له بالدخول فدخل
وسلم عليه بالخلافة، ثم أخذ في وعظه فأول ما ابتدأ به أن قال: روى عن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذكر [عنه] خبرا وأحاديث بعده ثم
قال: روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وذكر عنه خبرا. ولم
يزل يجري في ميدان الوعظ حتى بكى الطائع وسمع شهيقه، وابتل منديل بين يديه
بدموعه، فأمسك ابن سمعون حينئذ. ودفع إلي الطائع درجا فيه طيب وغيره فدفعته
إليه وانصرف. وعدت إلى حضرة الطائع فقلت: يا مولاي رأيتك على صفة من شدة
الغضب علي ابن سمعون، ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره. فما السبب؟
فقال: رفع إلى أنه ينتقص علي بن أبي طالب فأحببت أن أتيقن ذاك لأقابله عليه إن
صح ذلك منه، فلما حضر بين يدي افتتح كلامه بذكر علي بن أبي طالب والصلاة
عليه، وأعاد وبدأ في ذلك وقد كان له مندوحة في الرواية عن غيره وترك الابتداء به
فعلمت أنه وفق لما تزول به عنه الظنة، وتبرأ ساحته عندي، ولعله كوشف بذلك. أو
كما قال.
أخبرني الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قال سمعت أبا الفضل التميمي يقول
سمعت أبا بكر الأصبهاني - وكان خادم الشبلي. قال: كنت بين يدي الشبلي في
الجامع يوم الجمعة، فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي، وعلى رأسه قلنسوة
بشفاشك مطلس بفوطة، فجاز علينا وما سلم، فنظر الشبلي إلى ظهره. وقال: يا أبا
بكر تدري أيش لله في هذا الفتي من الذخائر؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: توفي أبو الحسين بن سمعون في ذي القعدة أو ذي
الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، الشك من أبي نعيم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي أبو
الحسين بن سمعون الواعظ يوم النصف من ذي القعدة، وكان ثقة مأمونا.
292

[قال المؤلف]: ذكر لي غير العتيقي أنه توفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي
القعدة، ودفن في داره في شارع العتابيين، فلم يزل هناك حتى نقل يوم الخميس
الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربع مائة، فدفن بباب حرب. وقيل لي
إن أكفانه لم تكن بليت بعد.
117 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، أبو عمرو
النيسابوري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بغداد حاجا في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وحدثهم في سوق يحيى عن أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحراني.
118 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مزين، أبو علي
السرخسي:
قدم بغداد حاجا في سنة خمس وأربعين وثلثمائة، وحدث بها عن أبيه، وعن محمد
ابن عبد الرحمن الشامي، ومحمد بن عبد الله بن مخلد، ومحمد بن المنذر الهرويين
وعن الحسن بن سفيان النسائي. حدثنا عنه محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو
علي محمد بن أحمد بن إسحاق السرخسي - قدم حاجا - قال نبأنا أبي قال ثنا
عصام بن الوضاح عن سليمان عن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال. قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام يوما تطوعا لم يطلع عليه أحد، لم يرض الله له بثواب دون
الجنة)).
وقال عصام بن الوضاح حدثنا سليمان - يعني بن عمرو - عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الخير البرقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله.
119 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو طالب
التنوخي:
أصله من الأنبار، سمع أبا مسلم إبراهيم عبد الله الكجي، وبشر بن موسى
293

الأسدي، وعمه بهلول بن إسحاق، ومحمد. و ابن العباس المؤدب، وأحمد بن محمد
ابن مسروق، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
حدثنا عنه: محمد بن أحمد بن رزق وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن النقيب
الخفاف، وكان ثقة.
أخبرنا ابن رزق قال نا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول
القاضي قال نا بشر بن موسى قال نا سعيد بن منصور قال نا سفيان عن
إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله تعالى: (وما أصابك من سيئة فمن
نفسك) [النساء 79]. قال: فبذنبك، وأنا قدرتها عليك.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
قال: ولم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء المدينة - يعني مدينة المنصور -
من سنة ست وتسعين ومائتين إلى شهر ربيع الآخر من سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وكان ربما اعتل، فيخلفه ابنه أبو طالب محمد بن أحمد، وهو رجل جميل
الأمر، حسن المذهب، شديد التصون، وممن كتب العلم وحدث بعد أبيه
بسنين.
حدثني الحسين بن أبي طالب قال نا علي بن عمرو الجريري. قال توفي أبو طالب
ابن البهلول، في يوم الأحد ضحوة لست عشرة خلون من ربيع الآخر سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة.
120 - محمد بن أمير المؤمنين القادر بالله: أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر
بالله، يكنى أبا الفضل:
كان أبوه رشحه للخلافة وجعله ولي عهده ولقبه الغالب بالله، ونقش على
السكة اسمه، ودعى له في الخطبة بولاية العهد بعده. ثم أدركه أجله فتوفي في شهر
رمضان من سنة تسع وأربعمائة، وكان مولده في ليلة الاثنين لسبع بقين من شوال
سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، ودفن بالرصافة في تربة القادر بالله وأهله.
294

121 - محمد بن أحمد بن أسد، أبو بكر الحافظ، يعرف بابن البستنبان:
وهو هروي الأصل. سمع الزبير بن بكار، وإبراهيم بن زياد المؤدب، وعيسى بن
أبي حرب الصفار، و عبد الله بن شبيب الربعي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي.
روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وعلي بن عمر الدارقطني، والمعافى بن زكريا
الجريري، وكان ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: محمد بن
أحمد بن أسد المعروف بابن البستنبان شيخنا، كان يلقب كزاز.
بلغني عن محمد بن العباس بن الفرات قال حدثني أبو الفتح عبيد الله بن أحمد
النحوي قال: ولد أبو بكر بن البستنبان الحافظ، سنة إحدى وأربعين ومائتين هو
أخبرني بذلك.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا أبو بكر بن شاذان. قال توفي ابن أبي الثلج
الكاتب في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وفي هذه السنة توفي ابن البستنبان الحافظ.
وكذلك ذكر طلحة بن محمد بن جعفر وفاة ابن البستنبان فيما حدثت عنه.
وقرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي ابن البستنبان في رجب سنة ثلاث
وعشرين وثلاثمائة.
وأخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع:
أن ابن البستنبان مات في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. والقول الأول أشبه بالصواب،
غير أن ابن شاذان أخطأ في وفاة ابن أبي الثلج. والله أعلم.
122 - محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، أبو الحسن المقرئ، المعروف
بابن شنبوذ:
حدث عن أبي مسلم الكجي، وبشر بن موسى، وعن محمد بن الحسين الحبيني،
295

وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبد الرحمن بن جابر الكلاعي الحمصي، وعن خلق
كثير من شيوخ الشام ومصر. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، ومحمد بن إسحاق
القطيعي، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
وكان قد تخير لنفسه حروفا " من شواذ القراءات تخالف الإجماع، فقرأ بها. فصنف
أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه.
أخبرني إبراهيم بن مخلد فيما أذن لي أن أرويه عنه قال أنبأنا إسماعيل بن علي
الخطبي في كتاب التاريخ. قال: واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ، يقرئ
الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف، مما يروى عن عبد الله بن
مسعود، وأبي بن كعب، وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه
عثمان بن عفان. ويتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش، وأنكره
الناس. فوجه السلطان فقبض عليه يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث
وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى دار الوزير محمد بن علي - يعني ابن مقلة - وأحضر
القضاة والفقهاء والقراء وناظره - يعني الوزير - بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه
ونصره، واستنزله عن ذلك فأبى أن ينزل عنه، أو يرجع عما يقرأ به من هذه
الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس،
وأشاروا بعقوبته ومعاملته مما يضطره إلى الرجوع. فأمر بتجريده وإقامته بين
الهنبازين وضربه بالدرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر،
واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلى عنه، وأعيدت إليه ثيابه واستتيب، وكتب
عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة.
حدثني القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال قال لي أبو الفرج
الشنبوذي وغيره: مات ابن شنبوذ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
[قال المؤلف: قال] لي غير أبي العلاء: إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر.
123 - محمد بن أحمد البراء بن المبارك، أبو الحسن العبدي القاضي:
سمع المعافي بن سليمان، وخلف بن هشام البزار، ومحمد بن حسان السمتي،
296

وعلي بن المديني ومحمد بن الصباح، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، والفضل بن غانم،
وعبد المنعم بن إدريس، وأمثالهم. روى عنه: الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد
ابن مخلد الدوري، وعثمان بن أحمد الدقاق، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وعبد
الباقي بن قانع، في آخرين، وكان ثقة.
وقال أبو الحسن الدارقطني أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى
ابن هارون بن الصلت الأهوازي قال نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي املاء قال نا محمد بن أحمد البراء قال نبأنا المعافي بن سليمان قال نبأنا
موسى بن أعين عن ليث عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة.
قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: بركعتي الفجر.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال نا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان
الكوفي قال نا الحسن بن إسماعيل الكندي قال حدثني أبو جعفر بن البراء. قال:
اتصل بعمي أبي الحسن عن القاضي إسماعيل بن إسحاق شئ، فعزم إسماعيل على
الركوب إليه، فبادره عمي أبو الحسن بالركوب، فلما دخل أنشأ يقول:
صفحت برغمي عنك صفح ضرورة * إليك وفي قلبي ندوب من العتب
فأجابه إسماعيل:
ولا زال بي شوق إليك مبرح * يذلل مني كل ممتنع صعب
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله قال نا محمد بن العباس الخزاز قال قرئ
على أبي الحسين بن المنادى وأنا اسمع. قال: توفي محمد بن أحمد بن البراء سنة إحدى
وتسعين [ومائتين] وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد الدوري - وزاد في شوال.
124 - محمد بن أحمد بن بشر، أبو عبد الله النيسابوري، يعرف بابن بشرويه:
ذكر ابن الثلاج: أنه قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدثهم
عن محمد بن إسماعيل الإسماعيلي. وقال: سمعت منه في درب السلولي.
125 - محمد بن أحمد بن بالويه، أبو علي النيسابوري المعدل:
سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن
297

إسحاق السراج، ومحمد بن صالح الصيمري، وعلي بن سعيد العسكري. حدثنا
عنه: أبو بكر البرقاني. وسألته عنه فقال: ثقة.
وأخبرنا أبو نعيم الأصبهاني قال نبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن بالويه
النيسابوري ببغداد قال نبأنا علي بن سعيد العسكري قال نبأنا إسحاق بن وهب قال
نبأنا موسى بن مسعود بن مشكان الواسطي قال نبأنا إسماعيل بن مسلم السكوني
قال نبأنا أبو عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكم في
العنب أشياء، تأكلونه عنبا، وتشربونه عصيرا ما لم ينش، وتتخذون منه زبيبا
وربا)).
حدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري: أن أبا علي بن
بالويه مات بنيسابور في يوم الخميس سلخ شوال من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وهو
ابن أربع وتسعين سنة.
126 - محمد بن أحمد بن تميم الأنماطي:
سمع محمد بن حسان الأزرق، وحميد بن الربيع. روى عنه: أبو بكر بن شاذان،
وعمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا محمد
ابن أحمد بن تميم قال نا محمد بن حسان قال أنبأنا عمرو بن محمد بن الحسن
البصري عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام أنه
قال: من بنى لله مسجدا فليس له أن يبيعه ولا يبدله، ولا يمنع أحدا أن يصلي فيه، وله
أن يمنع كل صاحب هوى أو بدعة أن يصلي فيه.
قال الشيخ أبو بكر: عمرو بن محمد يعرف بالأعسم وكان ضعيفا.
127 - محمد بن أحمد بن تميم، أبو الحسين الخياط القنطري:
وكان ينزل قنطرة البردان. وحدث عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي قلابة
الرقاشي، ومحمد بن سعد العوفي، وأبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن يونس
298

الكديمي، والحسن بن علي بن المتوكل. حدثنا عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو
الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن دوما النعالي.
أخبرنا علي بن الحسين بن العباس بن دوما قال أخبرنا محمد بن أحمد بن تميم
الخياط قال نبأنا أبو قلابة الرقاشي قال نبأنا وهب بن جرير قال نبأنا شعبة عن سماك
ابن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن طارق بن سويد - أو سويد بن طارق -
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه عنها. فقال إنها دواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليست بدواء
ولكنها داء)).
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه قال لنا محمد بن أحمد بن تميم
الخياط: ولدت في صفر سنة تسع وخمسين ومائتين. قال محمد بن أبي الفوارس:
توفي أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة، وذكر أنه كان فيه لين.
128 - محمد بن أحمد بن تميم، أبو نصر السرخسي:
قدم بغداد وحدث عن: أبي لبيد محمد بن إدريس السامي، وأحمد بن إسحاق
ابن إبراهيم السرخسي. حدثنا عنه: ابن رزقويه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني
نزيل نيسابور، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم
السرخسي - قدم علينا للحج - قال نبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق السرخسي قال
نبأنا أبي قال نبأنا عصام بن الوضاح الرمدي عن المسيب عن مطرف عن أبان
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي. صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان أول ليلة من رمضان
فتحت أبواب الجنان كلها فلم يغلق منها باب واحد الشهر كله، وغلقت أبواب
النار فلا يفتح منها باب واحد الشهر كله، وغلت عتاة الجن، ونادى مناد في السماء
كل ليلة إلى انفجار الصبح: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر انته، هل من مستغفر
يغفر له؟ هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟
ولله عند وقت كل ليلة فطر من رمضان عتقاء يعتقهم من النار)).
299

بلغني أن أنا أبا نصر السرخسي، مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة.
129 - محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي:
حدث ببغداد عن: شعيب بن أيوب الصريفيني. روى عنه: أبو الحسين بن جميع
الصيداوي.
حدثني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال
نبأنا محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي البزاز ببغداد قال نا شعيب بن أيوب.
130 - محمد بن أحمد بن ثابت بن بيار، أبو صالح العكبري:
حدث عن: أبي الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي، ومحمد بن يونس
الكديمي، والحسن بن عليل العنزي. روى عنه: أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن
حمدان المعروف بابن بطة العكبري.
131 محمد بن أحمد بن ثابت، أبو الحسين التاجر:
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي بسمرقند. قال: محمد بن أحمد بن ثابت أبو الحسين البغدادي التاجر،
كان فصيحا متكلما كثير الاختلاف إلينا، كتب ببغداد عن أبي عمر محمد بن عبد
الواحد الزاهد غلام ثعلب وغيره ولم يكن معه أصوله. كتبنا عنه من حفظه بسمرقند
شيئا " من الاشعار، وكان خرج إلى فرغانة للتجارة فمات في منصرفه منها.
وقال الإدريسي أيضا: أنشدني أبو الحسين محمد بن أحمد بن ثابت البغدادي
بسمرقند قال أنشدني أبو عمر الزاهد غلام ثعلب ببغداد لنفسه - وقام لبعض من دخل
عليه - فأنشأ يقول:
لا تراني أبدا أكرم * ذا مال لماله
لا ولا يزري بمن * يعقل عندي سوء حاله
إنما أقضي على ذا * ك وهذا بفعاله
132 - محمد بن أحمد بن أبي ثمامة، أبو العباس القاضي من أهل الأنبار:
حدث عن وجوده في كتاب جده وضاح بن حسان الأنباري. روى عنه: محمد
300

ابن عمر بن الجعابي. وذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الثلاج أنه حدثه عن أبي
مسلم الكجي. ويقال فيه: أحمد بن محمد بن أبي ثمامة. والله أعلم.
133 - محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق:
سمع: أبا عاصم النبيل، واسود بن عامر شاذان، ويونس بن محمد المؤدب،
وعمرو بن عاصم الكلابي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن غيلان، والوليد
ابن القاسم الهمداني. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون
الحافظ، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن
إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وحمزة بن القاسم الهاشمي:
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي، وهو شيخ صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمد بن
مخلد العطار قال نبأنا محمد بن أحمد بن الجنيد قال نا أبو عاصم عن سفيان عن
عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤا
القرآن فإنكم تؤجرون عليه، [وكل حرف عشر حسنات] أما إني لا أقول ألم
حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر، فتلك ثلاثون)).
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز
الهاشمي املاء قال نا محمد بن أحمد بن الجنيد قال نبأنا حسان بن حسان قال
أنبأنا موسى - يعني ابن مطير - وقيس وأبو عوانة. قالوا: نبأنا منصور عن هلال بن
يساف عن سلمة بن قيس الأشجعي - وكان من أصحاب رسول قال: قال: رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأت فانثر، استجمرت فأوتر)).
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال نا يوسف بن عمر القواس قال قرئ على
أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي وأنا أسمع قيل له: حدثكم محمد بن أحمد بن
الجنيد البغدادي بالأنبار شيخ ثقة.
301

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قال سمعت أبي يقول: مات
محمد بن الجنيد البغدادي بالأنبار شيخ ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قال سمعت أبي يقول: مات
محمد بن أحمد بن الجنيد سنة ست و ستين و مائتين، و صلى عليه إسماعيل بن
إسحاق القاضي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال نا محمد بن العباس الخزاز قال
قرئ على أبي الحسين بن المنادى وأنا أسمع. قال: توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء
لعشر خلت من جمادى الأولى سنة سبع وستين، ودفن في مقبرة باب حرب، وقد
قارب التسعين.
قال الشيخ أبو بكر: كان لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أخ اسمه أيضا
محمد، ويكنى أبا الحسن وكان أصغر منه إلا أنه شاركه في السماع من كافة
شيوخه، فما أذكره عن محمد بن عبد الواحد عن أبي عمر محمد بن العباس عن ابن
المنادى من وفاة الشيوخ، فهو عن أبي عبد الله، ولم يكن سماع أبي الحسن فليعلم
ذلك.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد الدوري بخطه: توفي ابن الجنيد يوم الثلاثاء لسبع
بقين من جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائتين.
134 - محمد بن أحمد بن الجهم بن صالح، أبو عبد الله البلخي:
قدم بغداد، وحدث بها عن عصام بن يوسف البلخي، روى عنه: محمد بن مخلد
الدوري، في مسند أبي حنيفة.
135 - محمد بن أحمد بن الجهم، أبو بكر الوراق:
حدث عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن
هشام بن أبي الدميك المستملي وموسى بن إسحاق الأنصاري. روى عنه: أبو بكر
محمد بن عبد الله الأبهري المالكي، وذكر لي: أنه كان فقيها مالكيا، وله
مصنفات حسان محشوة بالآثار يحتج فيها لمالك وينصر مذهبه، ويرد على من
خالفه.
302

136 - محمد بن أحمد بن جعفر، أبو الحسن يعرف بالفسطاطي:
حدث عن: علي بن أحمد الطاهري. حدثنا عنه: القاضي أبو القاسم عبد الواحد
ابن محمد بن أبي عمرو الشافعي.
أخبرنا عبد الواحد بن محمد قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر
الفسطاطي قال نبأنا علي بن أحمد الطاهري قال سمعت المبرد يقول في قول علي بن
أبي طالب عليه السلام: إن تسألوا عنا فأنا قوم من أهل كوثى. قال إنما يعني بكوثى
مكة، وكانت تسمى كوثى. قال وأنشد لحسان:
لعن الله أهل كوثاء دارا * ورماها بالذل والأمعار
لست أعني كوثى العراق ولكن * ربة الدار دار عبد الدار
قال أبو بكر: كذا رواه لنا القاضي، ورواه لنا غيره:
لعن الله منزلا أهل كوثى * ورماه بالذل والأمعار
لست أعنى كوثى العراق ولكن * ربة الدار دار عبد الدار
فقال: إن محلة بني عبد الدار بمكة خاصة تسمى كوثى.
137 - محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش أبو الحسن:
حدث عن: بشر بن الوليد الكندي، ومحمود بن غيلان المروزي، وأبي همام
الوليد بن شجاع السكوني، ومحمد بن معاوية بن صالح الأنماطي. روى عنه: أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي وغيره.
أنبأني أحمد بن علي الحافظ اليزدي قال أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد بن
أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري. قال: محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش،
كتبنا عنه. وكان عبد الله بن محمد البغوي سيئ الرأي فيه.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال المستملي قال نبأنا محمد بن جعفر
الوراق قال أنبأنا محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قال: كان ابن خراش شيخا
عسرا في الحديث، كتبت عنه في المذاكرة نحو عشرين حديثا.
303

أخبرنا علي بن محمد السمسار قال نا عبد الله بن عثمان الصفار قال نا ابن
قانع أن أبا الحسن بن خراش: مات في رجب من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
138 - محمد بن أحمد بن الحسن بن واقد، أبو بكر المؤدب، يعرف: بميمون
السامري:
حدث عن: يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي،
وعبد الله بن أبي سعد الوراق. روى عنه: عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه
سمع منه بسر من رأى.
139 - محمد بن أحمد بن الحسن بن بأبويه، أبو العباس الحنائي:
حدث عن أبي بكر بن أبي الدنيا بكتاب الرهبان. رواه عنه: علي بن محمد بن
إبراهيم بن علوية الجوهري.
140 - محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله، أبو
علي، المعروف بابن الصواف:
سمع: إسحاق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبا إسماعيل
الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن
عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج. روى عنه: أبو الحسن
الدارقطني، وغيره من المتقدمين. وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن
بشران، ومحمد بن أبي الفوارس، وعبد الله بن يحيى السكري، وعلي بن أحمد
الرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، في آخرين.
سمعت محمد بن أحمد بن أبي الفوارس يقول سمعت أبا الحسن الدارقطني
يقول: ما رأت عيناي مثل أبي علي بن الصواف ورجل آخر بمصر لم يسمه أبو
الفتح.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: توفي بن الصواف في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
304

حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان املاء. قال: مات أبو علي بن
الصواف في آخر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
قال محمد بن بن الحسين بن الفضل القطان إملاء. قال: مات أبو علي بن الصواف
لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وله يوم مات تسع وثمانون
سنة، لان مولده في شعبان سنة سبعين ومائتين وكان ثقة مأمونا من أهل التحرز، ما
رأيت مثله في التحرز.
141 - محمد بن أحمد بن الحسن بن الشخير، أبو بكر:
حدث عن: أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. حدثني عنه عبد العزيز بن
علي الأزجي.
142 - محمد بن أحمد بن الحسن، أبو الحسين التميمي الدلال، يلقب: حريقا:
حدث عن: أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد،
وسهل بن إسماعيل الطرسوسي.
وكان صدوقا. كتب عنه بعض أصحابنا في سنة عشر وأربعمائة.
143 - محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار، أبو الفرج القاضي
الشافعي، يعرف بابن سميكة:
من أهل الجانب الشرقي، كان يسكن في حريم دار الخلافة قريبا من باب النوبي.
وحدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وأبي علي بن الصواف وأحمد بن يوسف بن
خلاد، وحبيب بن الحسن القزاز، ومحمد بن علي بن حبيش وغيرهم.
كتبنا عنه بانتقاء محمد بن أبي الفوارس، وكان ثقة. توفي يوم الثلاثاء ودفن يوم
الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وأربعمائة وكان دفنه في
مقبرة باب حرب.
144 - محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو الحسن البزاز:
سمع بمكة من: عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، وأحمد بن محبوب الفقيه.
كتبنا عنه بعد أن كف بصره، وكان ثقة.
305

أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق قال نبأنا أبو محمد عبد الله بن
محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة قال أنبأنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال أنبأنا أبو عبد
الرحمن المقرئ قال أنبأنا سعيد بن أيوب قال حدثني محمد بن عجلان عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتت عليه ستون سنة
فقد أعذر الله إليه في العمر)).
توفي أبو الحسن بن إسحاق في سنة سبع عشرة وأربعمائة.
145 - محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف، أبو بكر الوراق، يعرف بابن
زريق:
حدث عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي، وغيره. حدثنا
عنه: محمد بن عمر بن بكير النجاد، ولم يحدثنا عنه أحد غيره.
أخبرنا ابن بكير، قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف المعروف
بابن زريق قال أنبأنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي قال أنبأنا جدي
قال أنبأنا أبي قال أنبأنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال)).
بلغني أن ابن زريق هذا كان حافظا فهما، وليس بمشهور عندنا لأنه تغرب وأقام
ببلاد خراسان مدة طويلة، ثم استوطن أذربيجان وأظنه مات بها.
146 - محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو نصر العكبري:
حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي علي بن الصواف، وعن أبيه أحمد
ابن الحسين، وغيرهم. كتب عنه أحمد بن علي الصوري بعكبرا، وحدثني عنه عبد
العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق.
وذكر لي ابنه أبو منصور محمد بن أحمد [بن الحسين] بن عبد العزيز أنه
مات بعكبرا في يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر ربيع الأول من سنة عشرين
وأربعمائة وكان صدوقا.
306

147 - محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد، أبو الحسن القطان، المعروف
بابن المحاملي:
سمع علي بن عمر السكري، وموسى بن عيسى السراج، وأبا القاسم بن حبابة،
وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وأبا طاهر المخلص.
كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا من أهل القرآن حسن التلاوة جميل الطريقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين القطان قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن
العباس المخلص قال أنبأنا ابن منيع قال أنبأنا ليث بن حماد قال أنبأنا أبو عوانة عن
أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة. قال قال نبيكم صلى الله عليه وسلم: ((كل
معروف صدقة)) سمعت أبا الحسن بن المحاملي يقول: ولدت في سحر يوم الأحد
يوم العشرين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلثمائة.
ومات في ليلة الثلاثاء الرابع عشرة من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة. ودفن يوم الثلاثاء في داره بدرب الآجر من نواحي نهر طابق.
148 - محمد بن أحمد بن أبي الحارث البزاز:
سمع الحسن بن محمد المروزي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد.
149 - محمد بن أحمد بن حبيب الذارع:
حدث عن أبي عاصم النبيل، وعباد بن صهيب، ويحيى بن حماد صاحب أبي
عوانة، روى عنه: عبد الصمد بن علي الطستي، ومحمد بن أحمد بن تميم الخياط.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدلال قال أنبأنا عبد الصمد بن علي الطستي إملاء
قال حدثني محمد بن أحمد بن حبيب الذارع قال أنبأنا عباد بن صهيب قال أنبأنا
شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوصاني جبريل
بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) أو قال: ((سيجعله وارثا)).
307

أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع: أن أبا بكر بن حبيب الذارع مات في سنة ثمانين ومائتين.
150 - محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم بن شماس، مرورذي الأصل:
سمع عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد بن حسان، وزكريا بن
عدي. روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن الفضل بن
العباس بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي. وكان ثقة. وكان الشافعي ربما سماه: أحمد بن
محمد بن حميد بن نعيم.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال أنبأنا ابن قانع
أن محمد بن أحمد بن حمد بن نعيم، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
151 - محمد بن أحمد بن حنين، أبو بكر العطار:
حدث عن داود بن رشيد، ويحيى بن عثمان الحربي. روى عنه محمد بن مخلد،
وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني قال حدثنا محمد بن أحمد بن حسن العطار البغدادي قال
أنبأنا داود بن رشيد قال: نا علي بن هاشم بن البريد عن هشام بن عروة عن بكر بن
وائل عن الزهري عن عروة عن عائشة. قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
نسائه قط، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط
فانتقم من صاحبه، إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم له.
قال سليمان: لم يروه عن بكر بن وائل إلا هشام بن عروة تفرد به علي بن هاشم.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة تسع وثمانين، فيها مات أبو بكر
محمد بن أحمد بن حنين العطار يوم الجمعة للنصف من ذي الحجة.
152 - محمد بن أحمد بن الحباب المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن: عبد الله بن عمر بن مهاجر المروزي. روى عنه أبو
القاسم الطبراني.
308

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نا
محمد بن أحمد بن الحباب المروزي ببغداد قال: نا عبد الله بن عمر بن مهاجر
المروزي قال: نا يحيى بن نصر بن حاجب قال: نا ورقاء بن عمر بن كليب عن
منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا
مؤمن)) قال سليمان: لم يروه عن ورقاء إلا يحيى بن نصر.
153 - محمد بن أحمد بن حكيم بن كثير بن عطاء بن قيس بن الأغر بن
مغيرة بن مرداس، أبو الحسن السلمي البغدادي:
كان يذكر أنه ابن أخي منصور ابن عمار، وحدث عن سليم بن منصور بن عمار.
روى عنه: عبد الله بن عدي الحافظ وذكر أنه سمع منه بجرجان.
154 - محمد بن أحمد بن حامد، أبو جعفر الكندي البخاري:
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
ابن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى قال: أبو جعفر محمد بن أحمد بن حامد
الكندي البخاري سكن بغداد وحدث بها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين عن داود بن
رشيد، وأبي الوليد رباح بن الجراح الموصلي، وأبي همام الوليد بن شجاع، وأبي
نشيط محمد بن هارون.
قال الشيخ أبو بكر: روى عنه محمد بن الحسن بن حمويه أبو نعيم التاجر.
155 - محمد بن أحمد بن حماد الدباس، يعرف بابن أبي الشوك:
حدث عن الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبي شعيب
الحراني، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان
309

الأنماطي. روى عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ المعروف بابن
النخاس، وذكر أنه كان خاله.
156 - محمد بن أحمد بن الحجاج بن هارون، أبو عبد الله البزار:
حدث عن: محمد بن أبي الرياحي. روى عنه أحمد بن أبي الفرج بن الحجاج
الوراق.
157 - محمد بن أحمد بن أبي حسان، أبو الحسن المؤدب:
حدث عن: أبي العباس ابن عقدة الكوفي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد
ابن عثمان بن ثابت الصيدلاني وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأبي بكر النقاش المقرئ.
حدثني عنه أحمد بن محمد العتيق. وقال لي: كان ينزل بحذاء دار ابن الحراني
بباب درب القراطيس قلت: وكيف حاله؟ قال: كان فيه تساهل.
158 - محمد بن أحمد بن خالد بن موسى بن زياد بن فروخان، أبو جعفر
البيكندي البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن: رجاء بن أبي رجاء الحافظ، ويحيى بن محمد بن
السكن البزار. روى عنه: أبو علي بن الصواف.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري. قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن قال نبأنا
أبو جعفر بن أحمد بن خالد بن موسى بن زياد بن فروخان البخاري البيكندي قال
نبأنا رجاء بن أبي رجاء قال نبأني شاذان بن عثمان بن جبلة أخو عبدان قال نبأنا أبي
عثمان عن شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك. قال: مر أبو بكر
والعباس بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون. فقال: ما يبكيكم؟ فقالوا: مجلسنا
من النبي صلى الله عليه وسلم. فدخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
عصب رأسه بحاشية برد، فصعد المنبر - ولم يصعد بعد ذلك - فحمد الله وأثنى عليه
وقال: ((أوصيكم بالأنصار فإنهم عيبتي وكرشي وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي
عليكم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)).
310

[قال المؤلف]: غريب عن حديث شعبة تفرد بروايته عنه عثمان بن جبلة ابن
أبي رواد، وقد روى عن الحسين بن الوليد النيسابوري أيضا عن شعبة.
159 - محمد بن أحمد بن خالد بن شيرزاذ، أبو بكر البوراني:
قاضي تكريت، حدث ببغداد عن: القاسم بن يزيد صاحب وكيع، وأحمد بن
منيع، ومحمد بن سليمان لوين، وأبي عمار الحسين بن حريث وغيرهم. روى عنه:
محمد بن المظفر الحافظ ومحمد بن زيد بن مروان الأنصاري، في آخرين. وبعضهم
يسميه أحمد بن محمد بن خالد.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرئ على أبي الحسين بن مظفر وأنا أسمع
حدثكم أبو بكر محمد بن أحمد بن خالد القاضي قال نا سعيد بن محمد قال نا
سلم بن قتيبة قال نا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (على العرش استوى) قال: ((حتى يسمع أطيط كأطيط
الرحل)).
[قال المؤلف: قال]: لنا ابن غالب قال أبو الحسن الدارقطني تفرد به القاضي
البوراني. قال ابن غالب: يقال إنه وهم، والمحفوظ عن ابن قتيبة عن إسرائيل عن أبي
إسحاق، وحديث شعبة موقوف.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سألت الدارقطني عن محمد بن أحمد بن خالد البوراني. فقال: لا بأس به،
ولكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا عبد الباقي
ابن قانع، أن محمد بن أحمد البوراني القاضي مات في سنة أربع وثلثمائة.
قرأت في كتاب محمد بن المظفر بخطه: توفي أبو بكر البوراني يوم الأحد
قبل الظهر ودفن العصر في مقابر القطيعة لثمان خلون من صفر سنة أربع
وثلثمائة.
311

160 - محمد بن أحمد بن خنب بن أحمد بن راجيان بن حامديان بن ماحك
ابن قرماي، أبو بكر الدهقان:
سكن بخارى. وحدث بها عن: يحيى بن أبي طالب والحسن بن مكرم، وأبي
قلابة الرقاشي، وجعفر الصائغ، وأبي بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن إسحاق الحافظ
النيسابوري وغيره من الخراسانيين.
حدثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال نا علي بن
القاسم بن شاذان الرازي قال نبأنا محمد بن أحمد بن خنب البغدادي ببخارى قال نا
أبو بكر بن أبي الدنيا.
وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال نا الحسين بن صفوان البرذعي قال
نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال نا أحمد بن إبراهيم قال حدثني سلمة بن عقار
عن حجاج بن محمد. قال: كتب إلي أبو خالد الأحمر وكان في كتابه إلي: واعلم أن
الصديقين كانوا يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على منزلة أمس. ليس في حديث
البرذعي واعلم.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: ابن خنب شيخ
بغدادي وقع إلى بخارى، يروي عن يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، ومحمد
ابن شاذان الجوهري، وغيرهم من البغداديين، حدث ببخارى بحديث كثير، وبكتب
عبد الوهاب ابن عطاء عن يحيى بن أبي طالب، وبقي إلى نحو سنة خمسين وثلثمائة.
أخبرنا أبو الوليد الدربندي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سليمان
البخاري الحافظ المعروف بغنجار. قال: ولد أبو بكر بن خنب ببغداد في سنة ست
وستين ومائتين، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين، ومات ببخارى يوم السبت
غرة رجب سنة خمسين وثلثمائة. وصليت على جنازته.
أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري قال: قال لنا أبو
محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد: توفي أبو بكر بن خنب في رجب سنة خمسين
وثلثمائة.
161 - محمد بن أحمد بن خشنام، أبو منصور العطار:
من أهل نيسابور. قدم بغداد في سنة ستين وثلثمائة، وحدث بها عن: عبد الله بن
312

القاسم بن حمويه الطويل سمع منه: محمد بن أبي الفوارس، وأبو بكر بن أبي سعد
الوراق، وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب.
162 - محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أبو الطيب العكبري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد، وإبراهيم
ابن علي بن الحسن القافلائي وغيرهما.
حدثني عنه: أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وقال لي: ولد
أبو الطيب بعكبرا في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة، وسمعنا منه ببغداد وبعكبرا، وحدثنا
عن أبي أحمد بن محمد بن محمد الباغندي. وكان سماعه من محمد بن أيوب بن
المعافى في سنة خمس وعشرين وثلثمائة. ومات ببغداد في سنة سبع وأربعمائة.
سألت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن بزهان العكبري عن ابن خاقان فعرفه
ووثقه وأثنى عليه ثناء حسنا. فقلت: إنه روى عن أبي ذر الباغندي فقال: كان صدوقا.
163 - محمد بن أحمد بن أبي داود، أبو الوليد الإيادي القاضي:
وهو أخو حريز بن أحمد. قيل: إن اسم أبي دؤاد الفرج. وقيل: دعمي. وقيل بل
اسمه كنيته. ولاه أمير المؤمنين المتوكل على الله قضاء [بغداد والأعمال] بعد أن
فلج أبوه ومات في حياة أبيه، وكانت وفاته ببغداد في ذي الحجة من سنة تسع
وثلاثين ومائتين.
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أنبأني إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال نبأنا أبو عبيد الله
محمد بن عمران المرزباني. قال: أحمد بن أبي دؤاد القاضي هو أحمد بن أبي دؤاد
ابن حريز بن مالك بن عبد الله بن عباد بن سلام بن مالك بن عبد هند بن لجم بن
مالك بن قنص بن منعة بن برحان بن دوس بن الديل بن أمية بن حذافة بن زهر بن
إياد بن نزار بن معد بن عدنان. أخبرني بذلك رجل من ولده قدم علينا من البصرة.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال نبأنا المعافي بن زكريا
313

الجريري قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي. قال: كان المتوكل يوجب لأحمد بن
أبي دؤاد ويستحي أن ينكبه، وإن كان يكره مذهبه. لما كان يقوم به من أمره أيام
الواثق وعقد الأمر له والقيام به من بين الناس، فلما فلج أحمد بن أبي دؤاد في جمادي
الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، أول ما ولي المتوكل الخلافة، ولي المتوكل ابنه
محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه، ثم عزله عنها يوم
الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومائتين ووكل بضياعه وضياع أبيه. ثم
صولح على ألف ألف دينار، وأشهد علي ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهم وحدرهم
إلى بغداد. وولي يحيى بن أكثم ما كان إلى ابن أبي دؤاد. ومات أبو الوليد محمد بن
أحمد ببغداد في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين. ومات أبوه أحمد بعده بعشرين
يوما.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا [عندي] خطأ، والذي قدمناه من وفاة أبي الوليد هو
الصواب، لأن أحمد بن أبي دؤاد توفي أول سنة أربعين ومائتين بغير شك، وتقدمت
وفاة ابنه الوليد على وفاته.
عدنا إلى خبر الصولي. قال: فقال علي بن الجهم يهجموهما:
يا أحمد بن أبي دؤاد دعوة * بعثت عليك جنادلا " وحديدا
فسدت أمور الدين حين وليته * ورميته بأبي الوليد وليدا
لا محكما جزلا " ولا مستظرفا " * كهلا " ولا متشببا " محمودا "
شرها إذا ذكر المكارم والعلى * ذكر القلايا مبديا ومعيدا "
وإذا تربع في المجالس خلته * ضبعا وخلت بني أبيه قرودا "
ما صبحت بالخير عين أبصرت * لك المناخر والثنايا السودا
أخبرني الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا محمد بن عمران المرزباني قال
أخبرني علي بن هارون قال أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قال:
عزل المتوكل أبا الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد عن مظالم العسكر سنة سبع
وثلاثين ومائتين، ووليها محمد بن إبراهيم بن الربيع الأنباري. ثم صرف أبا الوليد في
يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول عن قضاء القضاة، وولي يحيى بن
أكثم قضاء القضاة، ثم عزل ابن الربيع الأنباري عن المظالم ووليها يحيى بن أكثم
314

لسبع بقين من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائتين. وصرف أبو الوليد يوم
الأربعاء لعشر بقين من صفر، وحبس يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر
في ديوان الخراج. وحبس إخوته عبد الله بن السري صاحب الشرطة، فلما كان يوم
الاثنين من هذا الشهر حمل أبو الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وجوهرا
قيمته عشرون ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم وأشهد
عليهم جميعا ببيع كل ضيعة لهم. وكان أحمد بن أبي دؤاد قد فلج، فلما كان يوم
الأربعاء لسبع خلون من شهر رمضان أمر المتوكل بولد أحمد بن أبي دؤاد جميعا
فحدروا إلى بغداد.
أخبرني الصيمري قال: نا المرزباني قال: وجدت بخط أحمد بن إسماعيل نطاحة
قال بعضهم في ابن أبي دؤاد:
إلى كم تجعل الاعراب طرا " * ذوي الأرحام منك بكل وادي
تضم على لصوصهم جناحا * لتثبت دعوة لك في إياد
فأقسم أن رحمك في إياد * كرحم بني أمية من زياد
وأخبرني الصيمري قال: نبأنا المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني
حريز بن أحمد بن أبي دؤاد. قال: كان عمك إبراهيم بن العباس من أصدق
الناس لأبي فعتب على ابنه أبي الوليد في شيء فقال فيه أحسن قول: ذمه ومدح
أباه:
عفت مساو تبدت منك واضحة " * على محاسن بقاها أبوك لكا
لئن تقدمت أبناء الكرام به * لقد تقدم آباء اللئام بكا
قال الشيخ أبو بكر: كان أحمد بن أبي دؤاد ممن اشتهر بالجود والسخاء، وابنه
أبو الوليد كان بخيلا وله في البخل [أخبار ظريفة] حفظت عنه.
أخبرني الصيمري [أبا زكريا] قال: نبأنا المرزباني قال حدثني محمد بن أحمد
الكاتب قال: نبأنا أبو العيناء قال: كان أولاد ابن أبي دؤاد في أخلاقهم مختلفين،
وكان أبو الوليد منهم بخيلا ولهم أخبار كثيرة، فأما أبو الوليد فإنه شكا إلى خبازه
فساد الخبز فقال له: إنما أخبز كل يوم أرغفة لتملأ التنور. فقال له. اقطع التنور
315

ببراستج: فقطع نصف التنور ببراستج فكان يخبز فيه. قال المرزباني: أبو العيناء خبيث
اللسان ولعله سأل أبا الوليد حاجة فلم يقضها له فوضع هذا الحديث. قال الشيخ أبو
بكر: قد ذكر هذه الحكاية عن أبي الوليد غير أبي العيناء فبرئت عهدته مما اتهمه
المرزباني به.
أخبرني الحسين بن علي الحنفي قال نبأنا محمد بن عمران الكاتب قال أخبرني
الصولي قال: حدثني محمد بن خلف وكيع قال: نبأنا أبو خالد المهلبي قال سمعت
المستعين يقول: شكا أبو الوليد بن أبي دؤاد إلى خبازه أن الخبز يبقى عنده حتى يجف،
وكان يخبز له في كل يوم مكوكا. فقال: ما أخبز إلا بالكفاية و [بقدر] ما يسع
التنور. فأمر بقطع نصف التنور. قال: أبو خالد: فحدث أنا كنا نأكل معه والأرغفة
بعددنا، فجاء نفسان. فقال [لهم]: هاتوا خبزا فجاءوا برغيفين، فلم يبق خبز
فاستزاد فما جاءوا بشيء، فقال: هاتوا من خبز الجواري فما جاءوا بشيء، فلما قمنا
قلت لطباخه: فضحتنا كنت قد أخذت من خبز الجواري؟ فقال: إنه قوت لهن، وإذا
أخذ منهن خبزا لم يردده، قد فعل هذا بهن مرات.
أخبرني الصيمري قال: نا المرزباني قال أخبرني الصولي قال: أنشدنا محمد بن
موسى قال أنشدنا أبو العبر لنفسه يهجو أبا الوليد بن أبي دؤاد:
لو كنت من شيء خلافك لم تكن * لتكون إلا مشجبا في مشجب
لو أن لي من جلد وجهك رقعة * لجعلت منها حافرا " للأشهب
أخبرني الصيمري قال: نا المرزباني قال: أخبرني علي بن هارون قال أخبرني عبيد
الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قال: مات أبو الوليد بن أبي دؤاد في آخر سنة
تسع وثلاثين ومائتين، ومات أبوه بعده بعشرين يوما ببغداد مفلوجا:
164 - محمد بن أحمد بن داود بن أبي نصر السراج:
حدث عن: سريج بن يونس. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد.
165 - محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتاب، أبو بكر المؤدب:
سمع: يوسف بن واضح البصري، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى
316

ابن فياض الزماني وسلمة بن شبيب النيسابوري. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري،
وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن معمر أبو مسلم الأصبهاني. وذكره
الدارقطني [فقال: لا بأس به].
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا محمد بن معمر الذهلي قال: نبأنا محمد بن
أحمد بن داود المؤدب البغدادي قال: نبأنا محمد بن يحيى بن فياض الزماني قال
حدثني أبي يحيى بن فياض قال: نبأنا سفيان قال حدثني جابر عن ابن سابط عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسلها إلى امرأة فقالت: ما رأيت طائلا. فقال: ((لقد رأيت خالا
بخدها اقشعرت [منه] ذؤابتك)) فقالت: ما دونك سر، من يستطع أن يكتمك؟
166 - محمد بن أحمد بن رزين، أبو عبد الله:
حدث عن: شبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأسود بن
عامر، وأبي النصر هاشم بن القاسم، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وأبي أحمد
الزبيري. روى عنه: عبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي، وأبو العباس بن عقدة
الكوفي، وغيرهما.
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال
نا أحمد بن محمد بن سعيد قال نا محمد بن أحمد بن رزين البغدادي قال: نا أبو
أحمد الزبيري عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت:
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة بثلاثين صاعا من شعير.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع: أن
محمد بن أحمد بن رزين مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
167 - محمد بن أحمد بن روح بن حرب بن راشد بن شداد، أبو عبد الله
الكسائي، قرابة أبي صفوان:
حدث عن: محمد بن عباد المكي، وأحمد بن عبد الصمد الأنصاري، وغيرهما.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو القاسم الطبراني.
317

أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد
الطبراني قال نبأنا محمد بن أحمد بن روح قال: نا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري قال نا أبو
سعد الأشهلي قال: نا محمد بن عجلان عن نعيم بن عبد الله المجمر عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ سبع وعشرون
درجة)).
قال سليمان: لم يروه عن ابن عجلان إلا أبو سعد الأشهلي.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع:
أن محمد بن روح البزاز الصفواني مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين. قرأت بخط
محمد بن مخلد: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
روح قرابة أبي صفوان في شهر ربيع الأول.
168 - محمد بن أحمد بن راشد الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب صاحب [أبي] داود الطيالسي،
روى عنه: أبو الحسين بن المنادى.
169 - محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله:
جد شيخنا أبو الحسن بن رزقويه. سمع محمد بن غالب التمتام.
حدثنا أبو الحسن بن رزقويه عن وجوده في كتابه. سمعت محمد بن أحمد بن
أحمد بن رزق يقول: وجدت في كتاب جدي محمد بن أحمد بن رزق حدثنا
محمد بن غالب بن حرب الضبي قال: سمعت أبا حذيفة يقول سمعت سفيان
الثوري يقول استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين.
170 - محمد بن أحمد بن ريحان، أبو نصر البغدادي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه بالرملة عن الحسن بن علوية القطان.
171 - محمد بن أحمد بن روح، أبو بكر الحريري:
سمع: إبراهيم بن عبد الله الزينبي بعسكر مكرم. حدثنا عنه: أبو بكر البرقاني
وسألته عنه. فقال: ثقة فاضل.
318

أخبرنا البرقاني قال قرأت علي محمد بن أحمد بن روح الحريري حدثكم إبراهيم
ابن عبد الله الزينبي قال: نا محمد بن عبد الاعلى الصنعاني قال: حدثنا خالد بن
الحارث قال نا شعبة عن زياد بن علاقة. قال: سمعت عمي يقول: صليت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ في إحدى الركعتين: والنخل باسقات، قال شعبة: فلقيته في
السوق فقال: قاف.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: توفي محمد بن أحمد
ابن روح الحريري في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، مستور ثقة.
172 - محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد، أبو
عبد الله:
نسائي الأصل. كان فهما عارفا. وحدث عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد
ابن معمر البحراني، وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، وعمرو بن علي الصيرفي، وعباد
ابن يعقوب الرواجني، وسعيد بن يحيى الأموي، ومحمد بن منصور الطوسي،
والفضل بن سهل الأعرج، والحسين بن حريث المروزي، وعبد العزيز بن محمد بن
زبالة المديني، وأحمد بن محمد بن سعيد التبعي، وغيرهم. روى عنه أحمد بن
كامل القاضي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وأحمد بن عبد الله الذارع
النهرواني.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا أحمد بن كامل القاضي
قال نا محمد بن أحمد بن زهير قال: نا أبو جعفر أحمد بن جعفر الحمال جار أبي
زكريا يحيى بن إبراهيم - وأثنى عليه [أبو] زكريا بن إبراهيم خيرا - قال: نا خالد
ابن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة المخزومي قال: نا سفيان الثوري عن علقمة بن
مرثد عن أبي عطية عن زيد بن أرقم. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنظر معسرا بعد
حلول أجله، كان له بكل يوم صدقة)).
أخبرنا الحسن بن أبي الحسين النعالي قال: نا أحمد بن عبد الله الذارع قال: نا
محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال: نا الحسين بن حريث قال: نا عبد الرحيم بن
319

زيدان العمي عن أبيه عن شقيق عن عبد الله. عن النبي صلى الله عليه وسلم [في قوله تعالى]:
(فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين). قال: ((من صالح المؤمنين أبو بكر
وعمر)).
حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال: قال لي علي بن
الحسن الرازي قال: أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني: كان لأبي بكر بن
أبي خيثمة ابن حافظ استعان به أبو بكر في تصنيف كتاب التاريخ.
قال الشيخ أبو بكر: وهو وأبو عبد الله هذا.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي سمعت القاضي ابن كامل
يقول: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطبري، والبربري، وأبو عبد الله بن أبي
خيثمة، والمعمري، فما رأيت أفهم منهم ولا أحفظ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات
أبو عبد الله بن أبي خيثمة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال أنبأنا الحسين بن هارون الضبي عن
أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: محمد بن أحمد بن زهير بن حرب
النسائي، أبو عبد الله بن أبي خيثمة، توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة سنة
سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
173 - محمد بن أحمد بن زنجويه النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن: عبد الصمد بن الفضل البلخي. روى عنه: أبو
جعفر اليقطيني.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال أنبأنا محمد بن الحسن بن علي
اليقطيني قال: نا محمد بن أحمد بن زنجويه النيسابوري - قدم حاجا - قال: نا عبد
الصمد بن الفضل قال: نبأنا شداد بن حكيم عن زفر عن مسعر عن المقدام بن شريح
عن أبيه عن عائشة. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالإناء، فأبدأ فأشرب وأنا
حائض ثم يشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويضع فاه موضع في.
320

174 - محمد بن أحمد بن زيد، أبو بكر الحنائي:
حدث عن: محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، وعمر بن محمد بن حفص
الشطوي، وأحمد بن خليل البصري. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
175 - محمد بن أحمد بن السكن، أبو بكر القطيعي، يعرف بأبي
خراسان:
سمع: أبا عاصم الضحاك بن مخلد، وأحوص بن جواب، والحسين بن محمد
المروزي، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد بن النعمان. روى عنه
أبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي،
وأخوه أبو عبيد، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وغيرهم.
وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: نا محمد بن
مخلد قال: نا محمد بن أحمد بن السكن قال: نا أبو الجواب قال: نا سليمان بن قرم
عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ
الدباء والمزفت.
قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة ثمان وستين ومائتين فيها مات أحمد بن محمد
ابن السكن، أبو بكر ويعرف بأبي خراسان، في شهر ربيع الأول.
قال الشيخ أبو بكر: كذا أسماه ههنا أحمد بن محمد، وسماه في مواضع عدة
محمد بن أحمد بن السكن وهو الصواب.
176 - محمد بن أحمد بن سفيان، أبو عبد الله البزاز الترمذي:
سكن بغداد وحدث بها عن: عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن
جعفر الفيدي، وغيرهما. روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وسليمان بن أحمد
الطبراني، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال: أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال:
321

نبأنا محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي ببغداد قال: نبأنا عبيد الله بن عمر
القواريري قال: نبأنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن الشعبي عن جابر بن عبد الله.
قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما دنونا من المدينة أردت أن أتعجل. قال: ((أمهل
حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة)).
قال سليمان: لم يروه عن إسماعيل إلا هشيم، تفرد به القواريري.
177 - محمد بن أحمد بن أبي سعيد، أبو بكر البزار:
سمع: أحمد بن حازم بن أبي عروة الكوفي، ونحوه روى عنه: عبيد الله بن
أحمد بن يعقوب المقري، ويوسف بن عمر القواس، وحدثني الحسن بن محمد
الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: أنبأنا
ابن قانع: أن أبا بكر بن أبي سعيد مات في ذي القعدة سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة.
قال غير الصفار: عن ابن قانع: مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي
القعدة. [سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة].
178 - محمد بن أحمد بن سليمان، أبو الفضل المعروف بابن القواس:
كان ينزل بالجانب الشرقي بين القصرين. وحدث عن: أحمد بن موسى
الشطوي، وإسحاق بن سنين الختلي. روى عنه الدارقطني، وأبو الفتح بن مسرور
البلخي. وذكر فيما قرأت بخطه: أنه توفي ببغداد في أول سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قال: وكان ثقة.
178 م - محمد بن أحمد بن سليمان، أبو بكر البغدادي:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، وأبو
نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا. قالا: أنبأنا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني قال: نبأنا محمد بن أحمد بن سليمان أبو بكر البغدادي قال:
نبأنا الحسين بن عمر - وهو ابن أبي الأحوص الثقفي الكوفي - بحديث ذكره.
322

179 - محمد بن أحمد بن سهل الحداد:
روى عن: الجنيد بن محمد عن الحسن بن عرفة حديثا مسندا، حدث به عنه:
علي بن محمد بن علوية الجوهري.
180 - محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل، أبو بكر الأصباغي البغدادي
صاحب المواريث:
سكن دمشق وحدث بها عن: محمد بن الحسين البستنبان. روى عنه: أبو الفتح
ابن مسرور. وقال: ما علمت من أمره إلا خيرا.
181 - محمد بن أحمد بن سري الحنائي:
حدث عن: أحمد بن بديل اليامي. روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي.
182 - محمد بن أحمد بن السري بن أبي عون، أبو الحسن النهرواني:
سمع: أبا بكر بن مالك الإسكافي، والحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق
الأنصاري، وعمر بن جعفر بن سلم الختلي، وعلي بن أحمد المعروف ببادويه
القزويني، وعلي بن محمد بن سعيد الموصلي.
قدم علينا بغداد في حياة أبي الحسين بن بشران، وكتبنا عنه في قطيعة الربيع. وكان
صدوقا.
أخبرني محمد بن أحمد بن أبي العون النهرواني قال: أبو بكر محمد بن محمد
ابن أحمد الإسكافي بها قال: نبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: نا يزيد بن
هارون قال: أنبأنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن
عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صام من صام الأبد))
قال الشيخ أبو بكر: توفي ابن أبي عون بعد سنة عشرين وأربعمائة.
184 - محمد بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن الفضل بن عقبة، أبو منصور
الروياني صاحب أبي حامد الأسفرائيني.
سكن بغداد وحدث بها عن: علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، وأبي
323

حفص بن الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي
بكر المفيد، ومن في طبقتهم. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة الربيع.
قال الشيخ أبو بكر: ومات يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول سنة ست
وثلاثين وأربعمائة، ودفن في الغد في مقبرة باب حرب.
185 - محمد بن أحمد بن الصلت بن دينار الكاتب:
سمع: وهب بن بقية ومحمد بن خالد بن عبد الله الواسطيين، وعبد الله بن عمر
ابن أبان الكوفي، وسوار بن عبد الله البصري. روى عنه: أبو بكر بن الجعابي،
ومحمد ابن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم. وربما
سمي أحمد بن محمد بن الصلت، ومحمد بن أحمد أشهر وأكثر.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عمر بن جعفر البصري الحافظ. قال:
محمد بن أحمد بن الصلت الكاتب ثقة مأمون.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال: أنبأنا علي بن عمر السكري قال:
وجدت في كتاب أخي: مات ابن الصلت الكاتب في المحرم سنة إحدى عشرة
وثلثمائة.
186 - محمد بن أحمد بن صالح بن علي بن سيار بن علي بن أبي طالب بن
أبي ليلى أبو بكر الأزدي:
أصله من سر من رأي، سمع: أحمد بن بديل اليامي، والحسن بن عرفة العبدي،
وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، والزبير بن بكار، وعلي بن حرب.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني،
وأبو حفص بن شاهين، وأبو طاهر المخلص.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا علي بن عمر الحافظ. قال: محمد بن أحمد
ابن صالح السامري الدانقي باب الطاق ثقة.
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه: توفي محمد بن أحمد بن صالح بن علي بن
سيار في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلثمائة.
324

187 - محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، أبو جعفر
الشيباني:
حدث عن أبيه، وعن عمه زهير بن صالح وإبراهيم بن خالد الهسنجاني، وعمير
ابن مرداس الدونقي، وإبراهيم بن سعدان الأصبهاني روى عنه: أبو القاسم عبد الله
ابن إبراهيم الأبندوني، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال: نا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ قال: أخبرنا
محمد بن صالح بن أحمد بن حنبل - أملاه علينا في مجلس أبي محمد بن البربهاري -
قال: نا أبي أحمد بن صالح قال: نا جدي أحمد بن حنبل قال: نا روح بن عبادة عن
مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن ابن جريح عن عطاء عن عائشة. قالت: كنت
أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد.
قال أبو الحسن: هكذا حدثنا به هذا الشيخ. وهذا الحديث إنما يعرف عن روح
عن ابن جريج ليس فيه مالك ولا الثوري، والله أعلم.
قال الشيخ أبو بكر: لم أر هذا الحديث من رواية أحمد بن حنبل عن روح بن
عبادة عن ابن جريج، لكن.
حدثنيه الحسن بن علي بن محمد الواعظ لفظا قال: نبأنا أحمد بن جعفر بن
حمدان قال: نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قال: نبأنا عبد الرزاق
قال أنبأنا ابن جريح عن عطاء عن عائشة بنحو معناه.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن محمد بن أحمد
ابن صالح بن حنبل مات في سنة ثلاثين وثلثمائة.
188 - محمد بن أحمد بن صديق، أبو بكر الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن: علي بن الحسن بن إدريس التستري. روى عنه:
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الصيرفي، وشيخنا طلحة بن علي بن الصقر
الكتاني.
325

أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال: حدثني الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ قال
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن صديق الأصبهاني في جامع المدينة لفظا، قال:
نبأنا علي بن الحسن ابن إدريس بتستر قال: نبأنا محمد بن صدقة العنبري قال: نبأنا
موسى بن جعفر بحديث ذكره.
189 - محمد بن أحمد بن طالب، أبو الحسن الاخباري:
سكن الشام وحدث بطرابلس عن: عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي
داود، وحرمي بن أبي العلاء، ومحمد بن الحسن بن دريد، وإبراهيم بن محمد بن
عرفة، وأبي علي الكوكبي، ومحمد بن القاسم الأنباري. روى عنه: عبيد الله بن
القاسم الأطرابلسي.
حدثني محمد بن علي الصوري قال: نا أبو الحسن عبيد الله محمد بن أحمد بن
طالب البغدادي قال أنشدني أبو علي ابن الأعرابي لنفسه:
كنت دهرا " أعلل النفس بالوعد * وأخلو مستأنسا بالأماني
فمضى الواعدون واقتطعتنا * عن فضول المنى صروف الزمان
بلغني أن أبا الحسن بن طالب توفي سنة سبعين وثلثمائة.
190 - محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر، يعرف بالقبطي:
حدث عن: مجاهد بن موسى، وعثمان بن عبد الله العثماني. روى عنه: أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، وأبو الحسين أحمد بن إسحاق بن محمد
الزيات.
أخبرنا هلال بن محمد الحفار قال: أنبأنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل
الزيات قال نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله القبطي قال: نا عثمان بن عبد الله
القرشي قال: نا غنيم بن سالم من ولد علي بن أبي طالب. قال: سمعت علي بن أبي
طالب يقول: ما صليت خلف خلق أخف صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام.
326

191 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن سالم الحراني،
مولى بني أمية، يكنى أبا جعفر:
قدم بغداد وحدث بها عن: عمه سليمان بن عبد الله. روى عنه: علي بن عمر
السكري.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي وأبو الحسن أحمد بن
أبي جعفر القطيعي. قال: أنبأنا علي بن عمر الحربي قال: نبأنا أبو جعفر محمد بن
أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني - واسم أبي داود سالم -
مولى عبد الملك بن مروان سنة ثمان وثلثمائة - قدم علينا للحج - قال: نبأنا عمي
سليمان بن عبد الله قال: حدثني جدي عن أبيه عن عبد الكريم عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجامع ولا
ينزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا التقى الختانان وجب الغسل)) ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لمن عنده: ((أي المؤمنين أفضل؟)) قال بعضهم: المؤمن الغني الذي يعطي فيتصدق،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس كذلك، ولكن أفضل المؤمنين إيمانا الذي إذا سئل أعطى،
وإذا لم يعطي استغنى
192 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون أبو جعفر النسوي:
قدم بغداد وحدث بها عن: علي بن حجر المروزي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري،
وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وحميد بن زنجويه النسائي. روى عنه: محمد بن مخلد
الدوري، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: نبأنا
محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون النسائي قال: نبأنا علي بن حجر قال: نبأنا
داود بن الزبرقان عن أيوب وداود بن أبي هند عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله. أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: ((أمسكوا عليكم أموالكم لا تعمروها، فمن أعمر شيئا فهو
للمجعول له حياته ولورثته من بعده)).
327

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال: نا سليمان بن أحمد الطبراني قال نا
محمد بن عبد الله بن أبي عون النسائي ببغداد فذكر عنه حديثا. بلغني: أن محمد بن
أحمد بن عبد الله بن أبي عون مات سنة ثلاث عشرة وثلثمائة.
193 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، أبو بكر البرمكي:
حدث عن: أبي عمر حفص بن عمر الدوري بكتاب الخلاف في القرآن بين أبي
عمرو بن العلاء وأهل المدينة وحمزة والكسائي. روى عنه: طلحة بن محمد بن جعفر
الشاهد. وقيل لي: إن أبا طاهر بن أبي هاشم روى عنه أيضا.
194 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن سهل الحربي:
حدث عن: أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي. روى عنه: أبو عمر بن أبي
علي المسيبي، شيخ لأبي سعد عبد الله بن محمد الإدريسي.
195 - محمد بن أبي الطيب أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد
العزيز البغوي، يكنى أبا الفتح:
حدث عن: بشر بن موسى الأسدي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
وروى عن جده عبد الله بن محمد البغوي كتاب المعجم الكبير. حدث عنه: أبو
الحسن بن رزقويه وغيره.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال
سألت أبا علي الحسين بن علي الحافظ عن حديث مالك بن أنس عن الزهري عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: أهدى جملا [كان] لأبي جهل. فقال: باطل. فقلت: حدث به
يعقوب بن الأخرم عن سويد بن سعيد. قال: أخطأ فيه فإنه لم يتابع عليه. قلت: وقد
حدث به أيضا شيخكم أحمد بن الحسن الصوفي عن سويد، فأنكره جدا " عن أحمد
ابن الحسن. وقال: من يرويه؟ قلت: حدثنيه أبو الفتح ابن بنت أبي القاسم
328

ابن منيع في المذاكرة. قال: قد عرفت أبا الفتح هذا هو طبل لا يدري ما يخرج من
رأسه. قلت: أبو بكر الإسماعيلي ترضاه؟ قال: إمام قلت: قد حدث بهذا الحديث
عن الصوفي. فسكت أبو علي.
قال الشيخ أبو بكر: أما أبو الفتح فلم يبلغني عن حاله إلا خير. وحديث الصوفي
هذا مشهور رواه عنه جماعة ونحن نورده في موضعه إن شاء الله.
قال: أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الفتح بن أبي الطيب بن أبي
القاسم ابن بنت منيع يوم السبت لاثني عشرة بقين من المحرم سنة ثلاث وخمسين
وثلاثمائة.
196 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن
أسامة أبو الطاهر الذهلي القاضي:
سمع: أبا شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عبدوس بن
كامل السراج، وأحمد بن يحيى ثعلبا، وموسى بن هارون الحافظ، وجماعة من
طبقتهم. وولي القضاء بمدينة المنصور بالشرقية، وحدث ببغداد شيئا يسيرا "، ونزل
مصر وحدث بها فأكثر، وكتب عنه عامة أهلها، وسمع منه أبو الحسن الدارقطني،
وعبد الغني بن سعيد الحافظان، وكان ثقة. وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمد
ابن الحسين المعروف بابن الطفال المصري.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال صرف الحسين بن
عمر بن محمد القاضي عن قضاء مدينة المنصور، وولي مكانه أبو طاهر محمد بن
عبد الله بن نصير بن بجير. وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن
محمد، وله تقدم عنده وخاصية به ثم ولاه القضاء بواسط، وأقام بها مدة طويلة يلي
القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمد وهو على ذلك، وأقام بعده مدة على
[ولايته] ثم عزله بجكم عند دخوله إلى واسط ونكبه، وصار إلى بغداد فأقام في
منزله ثم ولي قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها، وكان حسن السيرة جميل الأمر.
وأخبرنا علي بن المحسن القاضي قال: أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال:
329

واستقضى المتقي لله على مدينة المنصور في جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة،
أبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، وله أبوه في القضاء شديد المذهب
متوسط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون
بحضرته، فكان يتوسط بينهم ويكلمهم كلاما سديدا، ويجري معهم فيما يجرون فيه
على مذهب محمود وطريقة حسنة، ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه
السنة في شوال، ثم استقضى المستكفي أبا الطاهر على الشرقية في صفر سنة أربع
وثلاثين وثلاثمائة. فكانت ولايته أقل من خمسة أشهر.
حدثني محمد بن علي الصوري. قال: توفي أبو الطاهر القاضي سنة سبع وستين
وثلاثمائة. حدثني بذلك جماعة من شيوخنا. المصريين. قال: ومولده في سنة تسع
وسبعين ومائتين، وكان قاضيا. بمصر ثم استعفى من القضاء قبل موته بيسير، وبمصر
مات، وكان فاضلا ذكيا متقنا " لما حدث به.
197 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو زيد المروزي الفقيه.
سمع: محمد بن عبد الله السعدي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وأكثر
عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري.
وكان أحد أئمة المسلمين، حافظا لمذهب الشافعي، حسن النظر مشهورا بالزهد
والورع، ورد بغداد وحدث بها فسمع منه وروى عنه: أبو الحسن الدارقطني،
ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. وخرج أبو زيد إلى مكة فجاور بها، وحدث
هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمد بن يوسف الفربري. وأبو زيد أجل من
روى ذلك الكتاب.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري
قال سمعت أبا بكر البزار يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما
أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
قال ابن نعيم: توفي أبو زيد الفقيه بمرو يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة
إحدى وسبعين وثلاثمائة.
330

198 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد، أبو الحسن
الجواليقي مولى بني تميم:
من أهل الكوفة. سمع: إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وجعفر بن محمد
الأحمسي، وإبراهيم بن أبي حصين، ومحمد بن العباس العصمي الهروي، وخلقا من
هذه الطبقة.
وقدم بغداد حدود سنة عشر وأربعمائة، وحدث بها وكتب عنه بعض أصحابنا،
ولم يقدر لي لقاؤه لكنه كتب إلي بالإجازة لجميع حديثه من الكوفة، وكان ثقة.
وبلغنا أنه توفي بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
199 - محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر المؤدب الأعور، يعرف بابن أبي
العباس الصابوني:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبا القاسم بن
حبابة.
كتبت عنه شيئا يسيرا "، وكان سماعه صحيحا.
أخبرني محمد بن أبي العباس المؤدب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق
البزار قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد
ابن سلمة عن ثابت عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سقطت لقمة أحدكم
فليمط عنها الأذى، وليأكلها ولا يدعها للشيطان)).
سألت بن أبي العباس عن مولده. فقال: في سنة ثلاث - أو أربع - وخمسين
وثلاثمائة. شك في ذلك. ومات في شوال من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
200 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو بكر الحراني:
قدم بغداد وحدث بها عن: أبيه. وروى عنه: أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي.
331

أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال: أنبأنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد
الرحمن الحراني ببغداد في جامع المدينة قال: حدثنا أبي قال حدثنا عبد الغفار بن عبيد
الله الحراني قال حدثني سليمان بن أبي داود الحراني عن عمرو بن دينار عن عطاء بن
يسار عن أبي هريرة قال: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. موقوف.
201 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن عبد الرحمن بن إسحاق،
الزهيري، أبو ذر المؤدب، صاحب عبارة الرؤيا:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثهم عن موسى بن سهل الوشاء وغيره في سنة
اثنتين وثلاثين وثلاثمائة في جامع المدينة، وروى عنه: أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن جعفر
ابن محمد بن شاكر الصائغ، وقال كان ثقة.
202 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله التميمي المؤدب:
سمع: أبا جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي مطينا. حدثنا
عنه: علي بن أحمد الرزاز.
203 - محمد بن أحمد بن عبيد الله بن مروان، أبو يعلى الملطي:
قدم بغداد وحدث بها عن: أبيه، وعن مسعود بن جويرية، والفنج بن سلومة،
وعلي بن محمد بن أبي المضاء، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي. روى عنه:
محمد بن مخلد الدوري.
204 - محمد بن أحمد بن عبدويه، أبو الفضل، يعرف بالإفريقي:
من شيوخ محمد بن مخلد أيضا، وذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه: أنه مات
ليومين مضيا من المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين.
205 - محمد بن أحمد بن عبد الكريم، أبو العباس البزار المخرمي:
سمع: أبا علقمة الفروي، وعبد الله بن حبيق الأنطاكي، ورضوان بن سعيد
المصيصي، وجميل بن الحسين العتكي. روى عنه: عبد الله بن محمد بن جعفر بن
شاذان البزار، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني.
332

وذكر لي أبو بكر البرقاني: أن الإسماعيلي وصفه لهم بالحفظ.
206 - محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو الحسن المؤدب:
أخبرنا محمد بن أبي السري الوكيل قال: حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران
المرزباني قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المؤدب قال: حدثني
عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحاسب قال حدثني أبي قال حدثني خزيمة بن
خازم قال حدثني أمير المؤمنين المنصور قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني
أبي علي بن عبد الله قال حدثني أبي عبد الله بن العباس. قال كنت أنا وأبي العباس
ابن عبد المطلب جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ دخل علي بن أبي طالب فسلم فرد
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبش به وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه. فقال
العباس: يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((يا عم رسول الله والله لله أشد حبا له
مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب هذا)).
207 - محمد بن أحمد بن عباد، أبو العباس الخزاز:
سمع أبا هاشم الرفاعي، والحسن بن عرفة. روى عنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم
ابن المقرئ الأصبهاني، وذكر أنه سمع منه بمكة.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري بحلوان قال حدثنا أبو بكر بن المقرئ
بأصبهان قال حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن عباد الخزاز البغدادي بمكة قال
حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا خنيس بن بكر بن خنيس قال حدثنا مسعر عن
قتادة عن أنس في قول الله تعالى: (يوم ندعو كل أناس بامامهم) [الاسراء 71].
قال: نبيهم.
208 - محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك، أبو بكر الرازي:
سكن بغداد وحدث بها عن: محمد بن أيوب الرازي، وعمرو بن تميم الروياني،
والحسين بن إسحاق التستري. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني. وحدثنا عنه: محمد
ابن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان. وكان ثقة.
333

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك
قال أنبأنا محمد بن أيوب قال أنبأنا محمود بن غيلان قال حدثنا المؤمل قال حدثنا
حماد بن سلمة قال حدثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن
عقبة بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عقوبة هذه الأمة بالسيف)) قال محمد
ابن أبي الفوارس: توفي أبو بكر محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، في
جمادى الأولى من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
209 - محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى أبو بكر الصفار، يعرف بابن
العسكري:
حدث عن: أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن محمد
الباغندي، وعباد بن علي السيريني. سمع منه: أبو بكر بن البقال الوراق، وشيخنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري. وروى لنا عنه أبو الحسن بن رزقويه قصيدة أبي
بكر بن أبي داود في السنة.
210 - محمد بن أحمد بن عمر بن علي، أبو الحسن، يعرف بابن الصابوني:
سمع: أبا بكر الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبا سليمان الحراني، كتبت
عنه وكان صدوقا.
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر بن الصابوني إملاء من لفظه قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا علي بن عبد
الله قال حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني حسين بن واقد قال أخبرني عبد الله بن
بريدة عن أبيه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه
لهذا المال)).
توفي ابن الصابوني في يوم الخميس السادس عشر من رجب سنة خمس عشرة
وأربع مائة. ودفن في مقبرة باب الشام. ذكر ذلك لي من أثق به وكنت غائبا عن
334

بغداد إذ ذاك في رحلتي إلي نيسابور، وكان مولد هذا الشيخ في سنة إحدى وثلاثين
وثلاثمائة.
211 - محمد بن أحمد بن عثمان بن العنبر بن عثمان بن عبد الجبار، أبو
نصر المروزي:
قدم بغداد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وحدث بها في سنة أربع وخمسين
وثلاثمائة عن: محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو العباس السراج النيسابوريين
وعبد الله بن محمود، ومحمد بن يحيى بن خالد المروزيين، وأحمد بن محمد بن
عمر المنكدري، وأبي النصر محمد بن أحمد الحلفائي، وأبي العباس محمد بن أحمد
المحبوبي. روى عنه: الدارقطني. وحدثنا عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعبد الله بن
يحيى السكري، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ. وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال حدثنا أبو نصر محمد بن
عثمان بن العنبر المروزي قال حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي
قال حدثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان الثوري قال
حدثني أبو الزبير عن جابر. قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر يرفع يديه إذا
كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع.
قال المؤلف: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن أبي الزبير عن جابر. تفرد
بروايته عنه محمد بن كثير العبدي، ولم يروه عن ابن كثير غير أحمد بن سيار
المروزي، ولا نعلم رواه عن أحمد بن سيار إلا المحبوبي.
212 - محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر، أبو طالب المعروف
بابن السوادي:
أخو أبي القاسم الأزهري، وكان الأصغر. سمع: أبا حفص بن الزيات والحسين
ابن محمد بن عبيد العسكري، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن إسحاق
القطيعي، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر بن شاذان. كتبنا عنه وكان صدوقا.
335

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال حدثنا محمد بن المظفر الحافظ
قال حدثنا محمد سفيان عن أبي الزبير عن جابر. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل
الرجل بشماله، وأن يحتبي في ثوب واحد [وأن] يشتمل الصماء.
قال لي أبو القاسم الأزهري: ولد أخي أبو طالب في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
وأنا أكبر منه بثمان سنين، ولدت في سنة خمس وخمسين. سألت أبا طالب عن مولده
فقال: ولدت في ليلة الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة،
وتوفي بواسط في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بمكة.
213 - محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليمان، أبو بكر البغدادي:
أحسب أنه نزل بعض بلاد الشام وحدث هناك.
أخبرني بحديثه أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال أنبأنا محمد
ابن الحسين الفارسي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليمان
البغدادي قال نبأنا عمرو بن يحيى بن الحارث الحراني قال حدثني جدي الخطاب قال
نبأنا محمد بن حمير عن ثابت بن عجلان قال: سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت
ابن عباس يقول: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة فقال: ((ما كان على أهل هذه الشاة لو
انتفعوا بإهابها)).
رواه البخاري في جامعه الصحيح عن الخطاب بن عثمان، وهو حديث عزيز ضيق
المخرج.
214 - محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليم البغدادي، يلقب هليلجة:
حدث بمصر عن: أبي قلابة الرقاشي. روى عنه: أبو نزار أحمد بن عبد القوي
المصري.
215 - محمد بن أحمد بن علي، أبو بكر، يعرف بابن الريحاني:
سمع: عبد الله بن محمد بن سنان الروحي.
ذكره أبو أحمد الحافظ النيسابوري في كتاب ((الأسماء والكنى)) وقال: بغدادي
سكن طرسوس.
336

216 - محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم، أبو
يعقوب النحوي البغدادي:
ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثه بتدمر عن: أبي مسلم الكجي. قال: وتوفي
بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة،
وكان ثقة.
217 - محمد بن أحمد بن علي بن مخلد بن أبان، أبو عبد الله الجوهري
المحتسب، يعرف بابن المحرم:
كان أحد غلمان محمد بن جرير الطبري. وحدث عن: محمد بن يوسف بن
الطباع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن
إبراهيم الدورقي، وأحمد بن موسى الشطوي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن
يونس الكديمي. حدثنا عنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن أحمد بن يوسف
الصياد، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو علي بن شاذان، والحسين بن شجاع الصوفي،
وأبو نعيم الأصبهاني، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نا أبو القاسم عبيد الله بن عمر المعروف بابن
البقال بسوق السلاح. قال: تزوج ابن المحرم شيخنا. قال: فلما حملت المرأة إلي
جلست بعض الأيام على العادة أكتب شيئا والمحبرة بين يدي، فجاءت أمها [فأخذت
المحبرة] فلم أشعر بها حتى ضربت بها الأرض وكسرتها: فقلت لها في ذلك؟
فقالت: بس هذه شر على ابنتي من ثلاثمائة ضرة.
قال محمد بن أبي الفوارس: سنة سبع وخمسين وثلاثمائة فيها مات أبو عبد الله بن
المحرم في شهر ربيع الآخر، ومولده سنة أربع وستين ومائتين. وكان يقال: في كتبه
أحاديث مناكير، ولم يكن عندهم بذاك.
سألت أبا بكر البرقاني عن ابن المحرم. فقال: لا بأس به. سمعت محمد بن أبي
الفوارس سئل عن ابن المحرم. فقال: ضعيف.
337

218 - محمد بن أحمد بن علي بن يزيد، أبو جعفر الهروي:
حدث عن: محمد بن معاذ الهروي، روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق،
وذكر أنه قدم عليهم بغداد حاجا.
219 - محمد بن أحمد بن جعفر بن مهران، أبو عبد الله التميمي العنبري
البغدادي:
حدث عن: عبد الله بن محمد البغوي. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن
عبد الله الجواليقي الكوفي، وذكر أنه سمع منه بالكوفة عند مرجعه من الحج في سنة
تسع وخمسين وثلاثمائة.
220 - محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن عبد الله، أبو عبد الله
النصيري النيسابوري:
سمع: محمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن عمر بن حفص المقابري، وأحمد
ابن محمد بن الحسين الماسرجسي.
قدم بغداد حاجا وحدث بها. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
علي بن نصير بن عبد الله النصيري النيسابوري ببغداد في سنة ست وستين وثلاثمائة
قال نا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال نا قتيبة قال نا بكر - وهو بن مضر -
عن ابن عجان عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((من أخذ من الأرض شبرا
بغير حقه طوقه الله من سبع أرضين)).
وذكر أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير أنه سمع من النصيري في صفر من
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
338

221 - محمد بن أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم،
الكاتب يكنى: أبا الفياض:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن حمدويه المروزي، وحمزة بن
الحسين السمسار، وحمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي. حدثني عنه أبو علي بن
المذهب الواعظ.
أخبرني الحسن بن علي بن محمد التميمي قال نا أبو الفياض محمد بن أحمد بن
أبي طالب الكاتب قال نا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل الفزاري المروزي، قال
نا أبو الموجه محمد بن عمرو قال نا عبدان عن أبي حمزة عن إسماعيل عن قيس. قال
سمعت سعدا يقول: إني أو رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله، والله لقد كنا
نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر، وإن أحدنا
ليضع كما تضع الشاة ماله خلط، فأصبحت بنو أسد يعزروني على الدين - أو كلمة
نحوها - لقد خبت إذا وضل عملي.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أبا الفياض. قال: كان فيه تساهل في الحديث.
وقال لي أبو علي بن المذهب: مات أبو الفياض يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر
ربيع الآخر، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قال: وكان أبوه قد مات قبله بخمسة أيام،
وماتت والدته بعد أبيه بيومين.
222 - محمد بن أحمد بن علي، أبو الفتح المعروف بالحداد:
كان هذا الرجل يورق بالأجرة، وحدث عن أحمد بن سليمان النجاد، وأبي بكر
الشافعي، وعلي بن إبراهيم بن حماد القاضي وغيرهم.
حدثنا عنه القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدى
وقال لي: كان عبدا " صالحا "، وأثنى عليه ثناء " حسنا ".
339

223 - محمد بن أحمد بن علي بن الحسين، أبو مسلم، كاتب الوزير أبي
الفضل بن حنزابة:
نزل مصر وحدث بها عن: أبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود، ويحيى
ابن محمد بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وسعيد بن محمد ابن أخي زبير. وأبي بكر
ابن دريد، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي. حدثنا
عنه: أحمد بن محمد العتيقي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي
المصري بمكة وغيرهما.
قال لي محمد بن علي الصوري: كان بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره
جيادا. قلت: فكيف كانت حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على
تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي.
وحدثني الصوري قال حدثني أبو الحسين العطار وكيل أبي مسلم الكاتب - وكان
من أهل العلم والمعرفة بالحديث، كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن
[سعيد] أفهم منه - قال: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا
غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسود.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، قال: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
مسلم الكاتب البغدادي بمصر، وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع.
قال لي الصوري: مات أبو مسلم في آخر سنة تسع وتسعين، وقال غيره: مات في
ذي القعدة.
224 - محمد بن أحمد بن علي، أبو الحسن الوراق يعرف بمشفر
الشروطي:
من أهل الجانب الشرقي. روى شيئا يسيرا عن أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي.
حدثنا عنه: أحمد بن علي بن التوزي، وسألته عنه فقال: صدوق مقل.
340

225 - محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن هارون، أبو الحسن،
المعروف بابن أبي شيخ:
كان أحد الشهود المعدلين. وحدث عن: محمد بن المظفر. كتبت عنه شيئا يسيرا
وكان ثقة.
أخبرنا ابن أبي شيخ قال أنبأنا محمد بن المظفر الحافظ قال نبأنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي قال نبأنا شيبان بن فروخ قال نبأنا عقبة بن عبد الله قال نبأنا شهر بن
حوشب قال حدثني أبو هريرة. أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تدارؤا في الكمأة. فقال
بعضهم: نراها الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار؟ قال: فأمسك
عنه بعضهم. قال: بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الكمأة من المن
وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم)).
سمعت ابن أبي شيخ يقول: ولدت في يوم السبت للنصف من شهر ربيع الآخر
سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وسمعت من ابن مالك القطيعي جميع مسند أحمد بن
حنبل، وسمعت من ابن المظفر شيئا كثيرا، وكان يجيء إلينا فنسمع منه في منزلنا.
وذكر لنا أنه كان كتب له شيء كثير من الحديث لكن ذهبت كتبه. ومات في
ليلة الثلاثاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ودفن في
صبيحة تلك الليلة بمقابر قريش.
226 - محمد بن أحمد بن علي، أبو طاهر الدقاق، يعرف بابن الأشباني:
سمع من قدماء شيوخنا كأبي عمر بن مهدي، وابن المتيم، وابن الصلت، وابن
الغوري، وأبي عبد الله بن دوست، وأبي سعد الماليني، ونحوهم.
كتبت عنه شيئا " يسيرا " وكان ثقة. مات في يوم السبت للنصف من صفر سنة ثمان
وأربعين وأربعمائة.
341

227 - محمد بن أحمد بن علي، أبو الحسين الفزاري، أخو أبي الفضل بن
الكوفي الصيرفي:
سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص. كتبت عنه، وكان سماعه
صحيحا.
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي قال نا محمد بن عبد الرحمن
الذهبي قال نا يحيى بن محمد بن صاعد قال نا محمد بن يحيى بن عبد الكريم
الأزدي قال نا عبد الله بن داود قال نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب
عن سعد بن أبي وقاص. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من
موسى)).
قال ابن صاعد: وهذا إسناد غريب ما سمعناه إلا منه. سألت أبا الحسين عن
مولده. فقال: أظنه في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. ومات في يوم الخميس الثامن من
صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
228 - محمد بن أحمد بن العباس، المستملي:
حدث عن سعدان بن نصر الثقفي. روى عنه: عبد العزيز بن جعفر الحنبلي
المعروف بغلام الخلال.
229 - محمد بن أحمد بن العباس بن أحمد بن خلاد بن أسلم بن سهل بن
مرداس، أبو جعفر السلمي، نقاش الفضة:
سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن محمي المخرمي،
وعبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني. ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأبا بكر بن مجاهد المقرئ. حدثنا عنه: أبو علي بن شاذان، وأبو القاسم
الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن
العباس الجوهري الأشعري إملاء من حفظه قال قرأنا على الحسن بن محمي بن بهرام
المخرمي حدثكم إبراهيم بن عبد الله الهروي قال نبأنا هشيم عن مجالد عن
342

الشعبي قال سمعت شريحا القاضي قال سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر:
خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا. لم يكن عند ابن شاذان
عنه غير هذا الحديث.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري ثنا محمد بن المظفر بن الحسن بن محمي المخرمي ثنا
إبراهيم بن عبد الله ثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن شريح عن علي رضي الله عنه.
قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر [لم يزد].
[أخبرنا] القاضي أبو القاسم التنوخي أنا [...] عبد الله بن موسى الهاشمي [نا
الحسن] بن محمي نا إبراهيم الهروي نا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن [شريح
قال سمعت] عليا " خطب على المنبر فقال: [خير هذه الأمة] بعد نبيها أبو بكر
وعمر.
وأخبرناه علي بن أبي علي قال نا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي قال نا أبو
علي الحسن بن محمد بهرام يعرف بابن محمي قال نا إبراهيم بن عبد الله الهروي
قال نا هشيم بن بشير عن مجالد عن الشعبي عن شريح قال: سمعت عليا على المنبر
يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان.
وأخبرنيه أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن المظفر قال نبأنا الحسن بن محمي
المخرمي قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله قال نبأنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن شريح
عن علي. قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ولم يزد. سألت الأزهري
عن أبي جعفر النقاش. فقال: ثقة قال: وكان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري،
ومنه تعلم أبو علي شاذان الكلام.
قال لنا التنوخي علي بن المحسن: مولد أبي جعفر محمد بن أحمد بن العباس النقاش
للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائتين. وسمعت منه في سنة أربع
وسبعين وثلاثمائة وكان يسكن درب الديزج.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة تسع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
جعفر الأشعري النقاش يوم الأحد أو الاثنين لست خلون من المحرم وكان ثقة.
230 - محمد بن أحمد بن عمرو، أبو بكر السجستاني:
قدم بغداد وحدث بها عن مؤمل بن أهاب. روى عنه أبو بكر الشافعي.
343

أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المكتب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمد بن أحمد بن عمرو أبو بكر السجستاني قال حدثني
مؤمل بن أهاب قال نبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس. قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((نعم الإدام الخل)).
231 - محمد بن أحمد بن عمرويه، أبو عبد الله الصفار النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن: عمران بن بكار الحمصي، ومحمد بن أحمد بن
عصمة الرملي، وغيرهما. روى عنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن عثمان بن ثابت
الصيدلاني، ومحمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ساكن نيسابور.
أخبرني محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عثمان
ابن ثابت الصيدلاني قال نا محمد بن أحمد بن عمرويه النيسابوري قال نا محمد بن
أحمد بن عصمة قال نا سوار بن عمارة قال نا محمد بن مسلم الطائفي قال حدثني
هشام عن أبيه عن ابن لكعب بن مالك عن كعب بن مالك. قال: رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يلعق أصابعه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور قال نا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني قال نا أبو عبد الله محمد بن أحمد النيسابوري
ببغداد قال نا محمد بن حبيب قال سمعت علي بن هشام يقول سمعت الأصمعي
يقول: مررت بالبادية على رأس بئر وإذا على رأسه جوار، وإذا واحدة منهن كأنها
البدر، فوقع علي الرعدة وقلت لها:
يا أحسن الناس إنسانا وأملحهم * هل باشتكائي إليك الحب من باس
فبيني لي بقول غير ذي خلف * أبا لصريمة نمضي عنك أم يأس؟
قال: فرفعت رأسها وقالت: إخسأ، فوقع في قلبي مثل جمر الغضا فانصرفت عنها
وأنا حزين. قال: ثم رجعت إلى رأس البئر فإذا هي على رأس البئر فقالت:
هلم نمح الذي قد كان أوله * ونحدث الآن إقبالا من الرأس
حتى نكون ثبيرا في مودتنا * مثل الذي يحتذى نعلا بمقياس
فانطلقت معها إلى أبيها فتزوجتها، فابني علي منها.
344

232 - محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله، أبو
العباس العتكي البزار:
سمع: أبا علاثة محمد بن عمرو بن خالد المصري، والحسين بن حميد بن موسى
العكي، وإسحاق بن إبراهيم بن جابر، وعبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري،
وأحمد بن محمد بن رشدين، والقاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن إسحاق
التستري، وأبا الأحوص محمد بن الهيثم القاضي. روى عنه: القاضي أبو الحسن
الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن أحمد بن شاهين، وغيرهم وكان ثقة.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع: أن محمد بن أحمد بن
عمرو البزار مات في شعبان من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. قال غير الصفار عن ابن
قانع: مات في يوم الأحد لعشر خلون من شعبان.
233 - محمد بن أحمد بن عمران، أبو المنذر الخزاعي، يعرف بابن أبي
الحبال، من أهل بغلان:
قدم بغداد وحدث بها عن: قتيبة بن سعيد. روى عنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر
الشافعي.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال أنبأنا محمد بن عبد الله
الشافعي قال أنبأنا أبو المنذر محمد بن أحمد بن عمران بن أبي الحبال الخزاعي -
خراساني قدم علينا حاجا - قال نا أبو رجاء قتيبة بن سعيد قال نا عمران بن عيينة عن
يزيد بن مقسم عن ابن عباس. قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء كان يلبسها
وقميص.
234 - محمد بن أحمد بن عمران بن موسى بن هارون بن دينار، أبو بكر
الحشمي المطرز:
سمع: محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، وإسماعيل بن العباس الوراق،
وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبا الدحداح أحمد
ابن محمد الدمشقي، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وأحمد بن عمرو بن جابر
الرملي. حدثنا عنه: أبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
345

وقال لي الأزهري: كان هذا الشيخ زمنا ينزل في التستريين، وسمعت منه مع ابن
طلحة النعالي وكان ثقة.
وقال لي التنوخي: سمعت من الحشمي في دكانه بباب الشعير في سنة أربع
وسبعين وثلاثمائة، أفادني عنه عبد الله بن بكير.
235 - محمد بن أحمد بن عبسون:
نزل الرملة من بلاد الشام. وحدث بها عن: الهيثم بن خلف الدوري، وعلي بن
إسحاق بن زاطيا، وعيسى بن سليمان وراق داود بن رشيد. روى عنه: عبد الله بن
محمد بن أحمد بن سختويه الصوري، وغيره. وكان ابن سختويه سمع منه بعد سنة
خمسين وثلاثمائة.
أخبرني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ. قال:
محمد بن أحمد بن عبسون البغدادي كان بالرملة يحدث عنه أبو عبد الله محمد بن
المحسن الأذني.
236 - محمد بن أحمد بن عمير، أبو بكر البخاري:
أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد النعالي قال نا محمد بن أحمد بن
عمير أبو بكر البخاري - قدم علينا قال نا أبو جعفر محمد بن سعد قال نا حمدان
ابن ذي النون البلخي قال نا إبراهيم بن سليمان الزيات قال نا عبد الحكم عن أنس.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من مكارم الأخلاق عند الله)) قيل: وما هن يا
رسول الله؟ قال: ((أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك)).
237 - محمد بن أحمد بن الفرج، أبو بكر:
حدث عن: سفيان بن محمد المصيصي، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي. روى
عنه: أبو بكر بن الجعابي، ومحمد بن حبان البستي.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال نا
القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ قال حدثني أبو بكر محمد بن
أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة قال نا سفيان بن محمد المصيصي قال نا هشيم بن
بشير عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كرامتي
أني ولدت مختونا، ولم ير أحد سوأتي)).
346

قال المؤلف: لم يروه فيما يقال عن يونس غير هشيم، وتفرد به سفيان بن محمد.
238 - محمد بن أحمد بن القاسم، أبو علي الروذباري:
من كبار الصوفية. سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف
حسان في التصوف نقلت عنه فأخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري
قال: أنبأنا محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي. قال: أبو علي الروذباري
الحسن بن همام ويقال أحمد بن محمد [قال]: وهذا أصح. أصله بغدادي كان
من أبناء الرؤساء وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها.
وقال محمد بن الحسين سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت أحمد بن عطاء
يقول: كان اسم خالي أبو علي أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور بن شهريار بن
مهرذاذاز بن فرغدذ بن كسرى.
قال الشيخ أبو بكر: ولا أشك أن الذي حكى عن أحمد بن عطاء هو الواهم في
اسم أبي علي، وذلك أن اسمه: محمد بن أحمد بن القاسم، ذكره غير واحد،
وحكت عنه أخته أم سلمة فاطمة بنت أحمد، وزوجته أم اليمن عزيزة بنت محمد
ابن عمرو بن فارس.
وحدثني محمد بن علي الصوري. قال: رأيت أجزاء بخط أبي علي الروذباري وفي
آخرها مكتوب: وكتب محمد بن أحمد القاسم. علي أن شهرة اسمه تغني عن
الاستشهاد بما ذكرته.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
قال سمعت أحمد بن محمد بن زكريا يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول: كان
خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطيع.
وقال سمعت أحمد بن محمد بن زكريا يقول سمعت أبا عبد الله الروذباري
يقول قال لي أبو أحمد الرندي الحافظ: ما رأينا أحفظ من خالك أبي علي.
قرأت على محمد بن أبي الحسن الساحلي عن أبي العباس أحمد بن محمد
النسوي قال: سمعت أحمد بن أحمد الرازي يقول سمعت محمد بن عمر الجعابي
347

الحافظ يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت، مسجده فرأيت شيخا وحده قاعدا
في المسجد ربعا حسن الشيبة عليه كساء بر كان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي
حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل
عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي
الروذباري، ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت.
وقال لي محمد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قال: أستاذي
في الصوفية الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو
العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي قال أنبأنا محمد بن الحسين النيسابوري
قال سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري. يقول:
سيدنا أبو علي. فقيل له في ذلك فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة،
ونحن رجعنا من [علم] الحقيقة إلى علم الشريعة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن
عطاء الروذباري بصور الساحل قال: كان خالي أبو علي قد خرج من القرافة يريد
الجامع. فإذا بأصحاب الحديث قد خرجوا من عند رجل قد كتبوا عنه. فقال لهم: يا
أصحاب الحديث جعلكم الحديث حديثا.
أخبرنا إسماعيل الحيري قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال سمعت
سعيد بن سلام المغربي يقول سمعت أبا علي الكاتب يقول: ما رأيت أحدا أجمع لعلم
الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال نا أبو الفضل
نصر بن محمد بن يعقوب قال نا قسيم بن أحمد غلام الزقاق قال نا أبو علي
الروذباري الصوفي قال نا أبو عبد الله بن بحر قال نا الحسين بن نصر قال نا ورقاء
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس. في قوله تعالى: (يخافون ربهم من
فوقهم). قال: مخافة الإجلال.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري
348

بالري قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول:
سئل أبو علي الروذباري فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا
وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا.
أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قال أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي قال
أنشدني محمد بن عبد العزيز الصوفي قال أحمد بن الحسين - وقد رأيته ولم أسمع
منه - قال أنشدني أبو علي الروذباري:
أنزه في روض المحاسن مقلتي * وأمنع نفسي أن تنال المحرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه * على جامد الصلت الأصم تهدما
ويظهر سري عن مترجم خاطري * فلولا اختلاس الطرف عنه تكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم * فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري قال أنشدنا أبو علي محمد بن عمر البلخي قال
أنشدنا أبو علي الروذباري الصوفي لنفسه بصور:
أهلا بمن زار فما وارد * أحق بالإكرام من زائر
ونحن لا نسأم من أمنا * ونضمر الحزن على السائر
أنشدني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري بحلوان للروذباري:
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا * وإنما عجبي للبعض كيف بقى
أدرك بقية روح فيك قد تلفت * قبل الفراق فهذا آخر الرمق
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني بها قال نبأنا أبو منصور
معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني قال بلغني عن أبي علي الروذباري أنه
قال: أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع
ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذونه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم، ولا
تكون يدي فوق يد فقير.
حدثني محمد بن أبي الحسن قال أخبرني أبو الحسن محمد بن العباس بن عبد
الملك المعدل بصور قال نا أبو القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي بمكة قال أنشدنا
أبو علي محمد بن أحمد الروذباري لنفسه:
إني أجلك عن روحي وأبذلها * فداء عبدك حال أنت واهبها
وكيف تفديك روح أنت تملكها * وقد مننت على من يفتديك بها
349

قال: وأنشدنا أبو علي الروذباري لنفسه أيضا:
لو كل جارحة مني لها لغة * تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زان شكري إذا أشرت به * إليك أجمل في الإحسان والمنن
أبو القاسم عبد السلام بن محمد قال أنشدني أبو علي الروذباري لنفسه:
كم نعمنا بغلة الأشجان * وجرينا مع الهوى في عنان
ونسيم للإنس في ظل عيش * تحت سجف من لحظ طرف الزمان
بك تاج الوفاء بالود لاحت * فيه أنوار بهجة الإحسان
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال نا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت
الحسين بن أحمد يقول: توفي أبو علي الروذباري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال
محمد وذكر أبو زرعة الطبري أنه مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
239 - محمد بن أحمد بن القاسم بن الخليل بن الضحاك بن عبد الله بن رزين
ابن قيميذين، أبو جعفر مولى عثمان بن عفان، يعرف بالكديمي وبالطيالسي أيضا:
سكن مصر، وحدث بها عن: الحسن بن علي بن الوليد الفارسي. روى عنه: أبو
الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور. وقال: ما علمت من أمره إلا خيرا.
240 - محمد بن أحمد بن القاسم، النيسابوري:
قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وحدث بها عن: إبراهيم بن نصر
ابن المبارك. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
241 - محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن
سعيد بن أبان، أبو الحسين الضبي القاضي المعروف بابن المحاملي:
سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان
النجاد، وأبا عمر الزاهد، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش. وكان ثقة صادقا
خيرا فاضلا. حضرت مجلسه غير مرة، وسمعت منه ولم يحصل عندي عنه
شيء.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قال أنبأنا أبو الحسن المحاملي
350

الفقيه الشافعي الشاهد، حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور، ودرس الفقه على
مذهب الشافعي، وكتب الحديث ولزم العلم، ونشأ فيه، وهو عندي ممن يزداد خيرا
كل يوم. مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: ومات أبو الحسين بن المحاملي في يوم الخميس العاشر من
رجب سنة سبع وأربعمائة.
242 - محمد بن أحمد بن قطن بن خالد بن حبان بن مسلم بن أبي سلمة
ابن قيس بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن
صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة
ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو عيسى السمسار:
سمع الحسن بن عرفة، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وأحمد بن إبراهيم - وراق
خلف بن هشام - وعلي بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن مدرك، ونحوهم.
روى عنه: عمر بن محمد بن سيف. والقاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن
الدارقطني، وعمر بن إبراهيم الكتاني. وكان ثقة.
حدثني أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال سمعت محمد بن أحمد بن علي
الكاتب يقول. قال لي أبو بكر بن مجاهد: امض إلى أبي عيسى بن قطن فاسمع منه
قراءة أبي عمرو، فإني قد سمعتها منه.
أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قال: مات أبو عيسى بن قطن في
شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق. قال: ذكر ابن قطن أنه ولد في سنة خمس
وثلاثين ومائتين يوم الجمعة، وكان يوم عاشوراء، وتوفي يوم الجمعة لسبع بقين من
شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
243 - محمد بن أحمد بن قبيصة، أبو عبد الله:
حدث عن: الحسين بن فهم. روى عنه: إبراهيم بن مخلد الباقرحي.
244 - محمد بن أحمد بن كيسان، أبو الحسن النحوي:
كان أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم. وبلغني أنه مات في سنة تسع
351

وتسعين ومائتين. وذكر أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن بزهان: أن كيسان ليس
باسم جده وإنما هو لقب أبيه، فالله أعلم.
[وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا "، لأنه أخذ عن المبرد وثعلب، وكان
أبو بن مجاهد المقرئ يقول: أبو الحسن بن بن كيسان أنحى من الشيخين، يعني ثعلبا
والمبرد].
245 - محمد بن أحمد بن أبي خلف، مولى بني سليم، واسم أبي خلف:
محمد، يكنى أبا عبد الله:
سمع: محمد بن طلحة بن الطويل التيمي، وسفيان بن عيينة، ويعلى بن شبيب
الأسدي، ويحيى بن يمان العجلي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وأبا المنذر إسماعيل
ابن عمر، وروح بن عبادة. روى عن جعفر بن أحمد بن سام، ومحمد بن عبدوس
ابن كامل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون وعبد الله بن محمد بن
ناجية.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن أبي خلف البغدادي سألت أبي عنه
فقال: ثقة صدوق.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن حسن بن علي بن المنذر القاضي قال نبأنا أبو بكر بن
الكوفي الدقاق قال أنبأنا محمد بن عبدوس قال حدثني محمد بن أبي خلف قال نبأنا
محمد بن عبيد الطنافسي قال نبأنا مسعر عن يزيد الفقير عن جابر. قال: أتت النبي
صلى الله عليه وسلم بواك فقال: ((اللهم اسقنا غيثا " مغيثا " عاجلا غير آجل، نافعا غير ضار))
قال: فأطبقت عليهم.
هكذا رواه محمد بن عبيد عن مسعر موصولا. ورواه أخوه يعلى بن عبيد عن
مسعر عن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. لم يذكر فيه جابرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق فيما أذن أن نرويه عنه قال أنبأنا محمد بن عمر
352

ابن غالب قال أنبأنا موسى بن هارون. قال: مات محمد بن الفرج، ومحمد بن
أحمد بن أبي خلف ببغداد جميعا. سنة ست وثلاثين - يعني ومائتين - وكانا لا
يخضبان. ماتا جميعا قبل خروجي إلى البصرة، وشهدت جنازتهما.
246 - محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مقدم، أبو عبد الله
القاضي المقدمي مولى ثقيف:
سمع عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن خالد بن خداش، ومحمد بن يحيى
القطيعي، ومقدم بن محمد المقدمي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار
بندار، ومحمد بن المثنى، وزيد بن أخرم. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي،
ومحمد بن عمر [بن] الجعابي، وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالولي،
وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي قال نبأنا عمر بن محمد بن علي الناقد
قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي سنة إحدى
وثلاثمائة قال نبأنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: نبأنا أبو عاصم عن ابن
جريج قال أخبرني النعمان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل [الرجل] بشماله أو يشرب بشماله.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع: أن عبد الله بن المقدم مات في
سنة إحدى وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: وفي غرة شوال
من هذه السنة - يعني سنة إحدى وثلاثمائة - توفي أبو عبد الله القاضي المقدمي وكان
حسن الرواية للأخبار ولا أعلمه غير شيبه.
247 - محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة، أبو جعفر المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن: أبي الموجه محمد بن عمرو: وأحمد بن علي بن
سلمان المروزيين. روى عنه: علي بن عمر السكري.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نا علي بن عمر الختلي قال نا أبو جعفر محمد بن أحمد
353

ابن محمد بن فضالة المروزي قال نا أحمد بن علي بن سلمان المروزي قال نا محمد
ابن عبدة قال نا خارجة عن أيوب عن نافع عن بن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من كان له إمام فقراءة الامام له قراءة)).
248 محمد بن أحمد بن محمد بن هشام [... بن عيسى بن عبد الرحمن]
أبو نصر:
مروروذي الأصل. سمع جده محمد بن هشام، وعمرو بن علي، ومهنى بن
يحيى، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان. روى عنه [... أبو الفضل
أحمد بن عبد الله بن سليمان... راق، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وأبو
حفص بن شاهين].
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير قال أنبأنا أبو الفتح محمد
ابن الحسين الأزدي الحافظ قال نبأنا محمد بن أحمد بن [محمد بن] هشام
المروروذي في طاقات العكي قال نبأنا جدي محمد بن هشام قال نبأنا عبد الرحمن
ابن محمد المحاربي عن عبيدة الضبي عن شقيق عن الصبي بن معبد. قال: أفردت
الحج. قال: وحدثني المحاربي عن عمر بن ذر عن مجاهد بهذا.
249 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الصلج، أبو بكر
الكاتب:
سمع جده محمدا، وعمر بن شبة، ومحمد بن حماد المقرئ، والقاسم بن محمد
المروزي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر
القواس.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال: أن يوسف القواس ذكره في جملة الثقات من
شيوخه الذين كتب عنهم.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: ذكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج أن مولده في
سنة ثمان وثلاثين - يعني ومائتين.
354

حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع. قالا: توفي ابن أبي الثلج في سنة اثنتين وعشرين
وثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: وكذلك قرأت في كتاب أبي عمرو بن جابر العطار. وزاد
يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.
وقد كنا حكينا عن أبي بكر بن شاذان فيما تقدم من ذكر محمد بن أحمد
[ابن] البستنبان: أن بن أبي الثلج مات في سنة ثلاث وعشرين [وثلاثمائة]
وذكرنا أنه خطأ وهذا هو الصواب.
250 - محمد بن أحمد بن محمد بن بختويه، أبو بكر البلخي:
قدم بغداد. وحدث بها عن أحمد بن محمد بن سهل القاضي البلخي، روى عنه
محمد بن المظفر.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال نبأنا محمد بن المظفر
الحافظ إملاء قال نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن بختويه البلخي قال نبأنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل القاضي قال حدثني إبراهيم بن خشيش البصري.
قال حدثني أبي خشيش عن شعبة بن الحجاج الواسطي عن أبي إسحاق الهمداني عن
الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب عليه السلام. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ((ينبغي للعاقل أن لا يكون شاخصا إلا في ثلاث: طلب لمعاش، أو خطوة لمعاد،
أو لذة في غير محرم)).
251 - محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن
عبد الرحمن، أبو عبد الله البزاز:
سمع الفضل بن موسى البصري مولى بني هاشم. روى عنه ابن شاهين.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي ومحمد بن عبد الملك القرشي. قالا: أنبأنا عمر بن
أحمد الواعظ قال نبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن علي بن يقطين بن
موسى بن عبد الرحمن البزاز أبو عبد الله قال نبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن
355

جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن عبد الرحمن البزاز أبو عبد الله قال نبأنا الفضل
ابن موسى قال نبأنا أبو عامر قال نبأنا رباح عن عطاء عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((من السحت كسب الحجام، وثمن الكلب، ومهر البغي)).
252 - محمد بن أحمد بن محمد بن الحارث بن كثير بن غزوان بن عبد ربه،
أبو الطيب، يعرف بابن الكاتب:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدث في سنة ست وعشرين وثلاثمائة عن عمرو
ابن تميم الطبري.
253 - محمد أمير المؤمنين القاهر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد
الموفق بالله، واسمه: محمد، وقيل: طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن محمد:
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد
ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا منصور، وأمه مولدة
بالمغرب يقال لها قنول:
ذكر لنا الحسن بن أبي بكر أنه لما استخلف نقش على سكة العين والورق: محمد
رسول الله، القاهر بالله، المنتقم من أعداء الله لدين الله.
وأنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: استخلف محمد
القاهر بالله يوم الخميس ضحوة النهار لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاثمائة،
وبويع له في هذا اليوم وخلع يوم السبت لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين
وعشرين وثلاثمائة، وسملت عيناه في هذا اليوم حتى سالتا جميعا فعمى، وارتكب منه
أمر عظيم لم يسمع بمثله في الإسلام، فكانت خلافته إلى هذا اليوم الذي نزل به فيه ما
نزل سنة وستة أشهر وسبعة أيام، وكان رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، أسمر
معتدل الجسم، أصهب الشعر، طويل الانف، في مقدم لحيته طول، لم يشب إلى وقت
خلعه. ثم لم يزل محبوسا مرة ومخلى مرة في حال نقص. إلى أن توفي في ليلة الجمعة
لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين، وكانت وفاته في منزله من
356

دور بن طاهر، ودفن إلى جنب أبيه المعتضد بالله، وسنه وقت توفي اثنتان
وخمسون سنة، ومولده لخمس خلون من جمادى الأولى من سنة سبع وثمانين
ومائتين.
254 - محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو، أبو الحسن البغدادي:
كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي، وحدثنيه عبد العزيز بن
أحمد الكتاني عنه، قال نبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو
البغدادي، أمام جونية وخطيبها في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، قال نبأنا أبو بكر
السراج قال نبأنا جبارة بن المغلس عن كثير - يعني ابن سليم - عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((نعم الإدام الخل)). جونية من أعمال أطرابلس.
255 - محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو بكر، يعرف بالحجاري
بالراء:
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المزني الكوفيين،
وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الجبلي. روى عنه محمد
ابن إسحاق القطيعي، وأبو الحسن الدارقطني.
256 - محمد بن أحمد بن محمد بن سهل، أبو الفضل الصيرفي:
نيسابوري الأصل. كان يسكن قطيعة الربيع. وحدث عن أبي مسلم الكجي،
وسعيد بن عياش الخياط صاحب ذي النون المصري. روى عنه عبد الله بن عثمان بن
يحيى، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المعدل، ومحمد بن أسد
الكاتب. وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا بو الفضل محمد بن أحمد بن محمد
ابن سهل النيسابوري قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله الكجي قال نبأنا الربيع بن يحيى
قال نبأنا عبد الله بن واقد عن محمد بن مالك. قال قال لي البراء: بينما نحن مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أبصر جماعة من الناس فقال: ((على ما اجتمع هؤلاء؟)) قيل: على قبر
يحفرونه. قال: ففزع النبي صلى الله عليه وسلم، فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر،
357

فجثا عليه، واستقبلناه لنبصر ما يصنع، فبكى حتى بل الثرى من دموعه. قال: ثم أقبل
عليهم فقال: ((إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا)).
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الفضل محمد بن أحمد بن سهل
النيسابوري بقطيعة الربيع في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
257 - محمد بن أحمد بن محمد بن الخطاب بن عمر بن الخطاب بن زياد بن
الحارث بن زيد بن عبد الله، مولى عمر بن الخطاب، يكنى: أبا البزار:
سمع محمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي، وأحمد بن علي البربهاري،
وموسى بن إسحاق الأنصاري، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي،
والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن الحسن بن سماعه الكوفي، وموسى بن هارون
الحافظ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي. روى عنه عبيد الله بن أبي مسلم
الفرضي، وهو نسبه. وحدثنا عنه: أبو الحسين بن رزقويه، وعلي بن أحمد بن عمر
المقرئ المعروف بابن الحمامي وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد البزار
قال نبأنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص قال نبأنا ثابت بن موسى بن يزيد أبو يزيد
الضرير قال نبأنا شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار)).
ذكر أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق فيما قرأت بخطه: أن هذا الشيخ
توفي يوم الخميس ودفن من الغد يوم الجمعة، لاثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى
سنة خمسين وثلاثمائة.
258 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبيد بن يقطين بن موسى بن
عبد الرحيم، أبو بكر الأسدي المقرئ البغدادي:
نزل مكة. وذكر أبو الفتح بن مسرور: أنه نزل عليهم مصر، وحدثهم بها
358

عن أحمد بن محمد بن بنت الحسن بن عيسى الماسرجسي. قال: وتوفي بمكة سنة
خمسين وثلاثمائة، وكان ثقة.
259 - محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن قريش، أبو العباس البزار:
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وقاسم بن زكريا
المطرز. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وطلحة بن علي بن
أبي الصقر الكتاني. وكان ثقة.
أخبرنا طلحة بن علي أبو القاسم الكتاني قال نبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن
قريش المجهز قال نبأنا القاسم بن زكريا قال نبأنا الوليد بن شجاع قال نبأنا يحيى بن
سعيد القطان عن أبي عمران سعيد بن ميسرة عن أنس بن مالك. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا اشتكى اقتمح كفا من شونيز، وشرب عليه ماء وعسلا.
قرأت بخط محمد بن أبي الفوارس قال لنا أبو عمر بن حيويه: توفي أبو العباس بن
قريش، يوم الحادي عشر من رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
260 - محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان، أبو قلابة السراج:
نزل البصرة وكان يؤم بالناس في جامعها. وحدث بها عن موسى بن سهل
الجوني، والحسن بن الطيب الشجاعي، والحسين بن محمد بن عفير، وابن حفص
الحلبي، ومحمد بن الحسن بن بدينا، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني.
حدثنا عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الصقر المعروف بابن النمط المقرئ. وكان
سماعه منه في سنة ستين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو بكر بن الصقر قال نبأنا أبو قلابة محمد بن أحمد بن [محمد بن]
حمدان السراج امام مسجد البصرة قال نبأنا موسى بن سهل الجوني قال نبأنا محمد
ابن رمح المصري قال أنبأنا الليث بن سعد بن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن
العباس. أن امرأته اشتكت شكوى. فقالت: لئن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت
المقدس، فبرأت ثم تجهزت فجاءت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لتسلم عليها فأخبرتها.
فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت، وصلي في مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم فإني سمعت
359

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا
مسجد الكعبة)).
261 - محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد، أبو عبد الله الطائي
المتكلم، صاحب أبي الحسن الأشعري:
وهو من أهل البصرة سكن بغداد وعليه درس القاضي أبو بكر محمد بن الطيب
الكلام، وله كتب حسان في الأصول
وذكر لنا غير واحد من شيوخنا عنه: أنه كان ثخين الستر، حسن التدين، جميل
الطريقة. وكان أبو بكر البرقاني يثني عليه ثناء حسنا، وقد أدركه في بغداد فيما
أحسب، والله أعلم.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزهري قال نبأنا الحسن بن الحسين
الشافعي الهمذاني قال أنشدني أبو عبد الله بن مجاهد المتكلم لبعضهم:
أيها المغتدي ليطلب علما * كل علم عبد لعلم الكلام
تطلب الفقه كي تصحح حكما * ثم أغفلت منزل الاحكام
262 - محمد بن أحمد بن محمد بن جابر، أبو الحسن البغدادي:
حدث بالبصرة عن الحسن بن الطيب الشجاعي. حدثنا عنه علي بن حمزة البصري
المؤذن.
أخبرنا أبو الحسين علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بجامع البصرة قال نبأنا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن محمد بن جابر البغدادي بالبصرة قال نبأنا الحسن - يعني ابن
الطيب الشجاعي البلخي - قال نبأنا سعيد بن أبي الربيع السمان البصري قال نبأنا
عنبسة بن سعيد قال نبأنا فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ملعون من ضر أخاه المسلم [أو مكر به])).
263 - محمد بن أحمد بن حماد، أبو جعفر مولى الهادي بالله، يعرف بابن المتيم:
سمع محمد بن يحيى المروزي، وجعفر بن محمد الفريابي، وعلي بن طيفور
360

النسوي، وموسى بن سهل الجوني، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومحمد بن
جعفر القتات، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن خلف وكيعا، حدثنا عنه: أبو
بكر البرقاني، ومحمد بن جعفر بن علان الوراق، وأبو عبد الله أحمد بن محمد
الكاتب، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبو
نعيم الأصبهاني.
وسألت أبا نعيم عنه. فقال: لم أسمع فيه إلا خيرا.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو جعفر بن متيم يوم الثلاثاء لسبع خلون من
شوال سنة سبعين وثلاثمائة، وكان لا بأس به في الحديث، وكان فيه دعابة.
264 - محمد بن أحمد بن محمد، أبو بكر الكاتب:
حدث عن محمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن عبيد الله بن عمار الاخباري.
روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي.
265 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان بن فضال بن عبيد الله بن عبد
الرحمن بن العباس، أبو الفرج الأسدي الصفار:
سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا صخرة عبد الرحمن بن محمد الشامي،
وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، وأبا بكر
ابن أبي داود. حدثنا عنه أبو الفرج الطناجيري، وعلي بن المحسن التنوخي.
وقال لنا التنوخي سمعته يقول: ولدت في سنة تسع وتسعين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: توفي أبو الفرج بن عبدان في ذي الحجة
سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا.
266 - محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه، أبو سهل النيسابوري، يعرف
بالحسنوي:
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ
361

النيسابوري قال: محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه أبو سهل بن أبي بشر
الحسنوي، كان أبوه من العباد المجتهدين. وأبو سهل أديب قد تفقه على مذهب
الشافعي.
سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزار، وأبا بكر محمد بن الحسين
القطان، وأبا الطاهر محمد بن الحسن، وغيرهم. طبقة قبل الأصم: وكان أبو سهل
من التاركين لما لا يعنيهم، المشتغلين بأسباب نفوسهم. خرج متوجها إلى الحج في
شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وحدث ببغداد، ومكة وسائر المدن. وحج
وانصرف إلى بغداد فتوفي بها ليلة الاثنين الثاني عشر من صفر سنة خمس وسبعين
وثلاثمائة، وهو ابن تسع وخمسين سنة.
قال الشيخ أبو بكر: ودفن ببغداد في مقبرة الخيزران.
267 - محمد بن أحمد بن محمد بن أبي صالح، أبو بكر البغدادي:
نزل بلخ وأقام بها حتى مات وحدث هناك عن أبي شعيب الحراني، ويوسف بن
يعقوب القاضي، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبي يعلى الموصلي.
حدثنا عنه: أبو الحسن محمد بن إسماعيل الزاهد، وأبو علي الحسن بن أحمد بن
محمد الخطيب البلخيان.
وذكر لنا أبو علي انه سمع منه ببلخ في سنة سبع وستين وثلاثمائة. وقال لنا أيضا:
ولد ابن أبي صالح ببغداد، ونزل بلخ فأقام بها.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الكلابي الزاهد قال: أنبأنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن أبي صالح البغدادي ببلخ قال نبأنا أبو شعيب عبد الله بن
الحسن بن أحمد الحراني قال نبأنا خلف بن هشام البزار قال نبأنا حزام ابن أبي حزم
القطعي قال سمعت الحسن يقول سمعت أنس بن مالك يقول. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون أي القرآن أعظم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (الله لا إله إلا هو
الحي القيوم) إلى آخر الآية)).
362

حدثني أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي. قال: مات أبو بكر بن أبي
صالح ببلخ في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. قال: وكان واهيا عند أهل بلخ، تكلم فيه
أبو إسحاق المستملي وغيره.
268 - محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله، أبو بكر المفيد:
ذكر لي أبو نعيم الحافظ: أنه بغدادي الأصل سكن جرجرايا: ووصفه لهم بالحفظ
وسمعت محمد بن عبد الله بن محمد يحكي عنه. قال: موسى بن هارون سماني
المفيد.
وقال لنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني: لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد.
وحدثنا عنه أبو سعد الماليني فقال حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الشيخ
الصالح: حدث المفيد عن علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي، وأبي شعيب
الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وموسى
ابن هارون الحافظ، وأبي يعلى الموصلي، وعن خلق لا يحصون من أهل الشام ومصر.
فإنه كان سافر الكثير، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين:
منهم الحسن بن عبيد الله العبدي حدث عنه عن عفان، وعبد الله بن رجاء، ومحمد
ابن كثير، وعمرو بن مرزوق، ومسدد، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، روى
عنه جزءا " عن يزيد بن هارون وذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس وتسعين
ومائتين. والسقطي هذا مجهول.
فحدثني عبد العزيز بن علي قال رأيت في كتاب أبي سعد الماليني بخطه سمعت أبا
سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن ممجة يقول سمعت أبا الحسن الدارقطني
- وسئل عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي الذي حدث عنه أبو بكر المفيد - فقال:
قد حدثنا عنه جماعة عن يزيد بن هارون.
قال الشيخ أبو بكر: ولا أعلم أحدا من البغداديين ولا غيرهم، عرف أحمد بن
عبد الرحمن السقطي هذا، ولا روى عنه سوى المفيد، وفي هذه الحكاية نظر من جهة
ابن ممجة. وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح، ومشاهير إلا ما.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد قال
363

نبأنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي قال نبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا عاصم
الأحول عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الموت كفارة لكل مسلم)).
[قال المؤلف]: وهذا الحديث إنما يحفظ من رواية مفرج بن شجاع الموصلي عن
يزيد.
أخبرناه عبد الواحد بن محمد بن أبي عمر البجلي قال نبأنا جعفر بن محمد
الواسطي وأخبرناه الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو علي عيسى بن محمد الطوماري.
قالا: نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا مفرج بن شجاع عن يزيد بن هارون عن عاصم
عن أنس. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الموت كفارة لكل مسلم)).
وحدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزال قال أنبأنا محمد بن جعفر
الوراق قال أنبأنا أبو الفتح الأزدي الحافظ. قال: مفرج بن شجاع الموصلي واهي
الحديث.
قال الشيخ أبو بكر: إنما عنى الأزدي هذا الحديث خاصة، ومفرج في عداد
المجهولين والحديث عن يزيد شاذ. مع أنه قدر روى عن نصر بن علي الجهضمي أيضا
عن يزيد وليس بثابت عنه. ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن الحسن
ابن صالح عن عاصم الأحول. وإسماعيل كان كذابا. ورواه أصرم بن غياث
النيسابوري عن عاصم الأحول. وأصرم لا تقوم به حجة، والله أعلم. وكان شيخنا
أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا، وكان كلما
قرئ عليه اعتذر من روايته عنه، وذكر أنه هذا الحديث لم يقع إلا من جهته
فأخرجه عنه، وسألته عنه. فقال: ليس بحجة. وقال لنا البرقاني أيضا: رحلت إلى
المفيد فكتب عنه الموطأ، فلما رجعت إلى بغداد قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف
الله عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس وأخذت بدله بياضا.
قال الشيخ أبو بكر: روى المفيد ((الموطأ)) عن الحسن بن عبد الله العبدي عن
القعنبي فأشار بن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته، وذلك أن العبدي
مجهول لا يعرف.
364

حدثني عبد العزيز بن علي قال: ذكر لنا المفيد أن مولده سنة أربع وثمانين
ومائتين، فسألت عبد العزيز عن وفاته. فقال: مات قبل سنة ثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني. قال: توفي أبو بكر المفيد في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وقال لي القاضي أبو العلاء الواسطي: مات المفيد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان
وسبعين وثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: وكان مولده ببغداد، ووفاته بجرجرايا، وقبره هناك معروف
قد رأيته.
269 - محمد بن أحمد بن أبي مسلم، واسم أبي مسلم: محمد بن علي بن
مهران، كنى أبا الحسن:
وهو أصبهاني الأصل. سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن
الطيب الشجاعي، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، وطبقتهم. روى عنه [ابنه] أبو
أحمد عبيد الله بن محمد بن [أحمد بن] أبي مسلم الفرضي وكان ثقة.
270 - محمد بن أحمد بن محمد، أبو عمر الأنماطي المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وحدث بها عن العباس محمد
ابن يعقوب الأصم النيسابوري. حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال نبأنا أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد
الأنماطي المروزي - قدم علينا حاجا - قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم
قال نبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال نبأنا ابن وهب. وأخبرنا القاضي أبو
بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال نبأنا أبو العباس الأصم قال أنبأنا محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم قال أنبأنا ابن وهب قال سمعت طلحة بن عمرو المكي يقول سمعت
عطاء بن أبي رباح يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أعطاكم
ثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في أعمالكم)).
365

271 - محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن، أبو الفتح الخواص:
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز
ابن علي الأزجي، وأبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي.
وقال لي أبو بكر: كان هذا الخواص شيخا صالحا فاضلا حضر عند أبي إسحاق
الطبري فسمعت منه.
272 - محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الملك، أبو
الحسن الآدمي:
حدثنا أبو بكر البرقاني عنه عن محمد بن علي بن أبي داود الأيادي بكتاب العلل
لزكريا الساجي.
وقال لي أبو طاهر حمزة بن [محمد بن] طاهر الدقاق: لم يكن الآدمي هذا صدوقا في
الحديث كان يسمع لنفسه في كتب لم يسمعها.
فسألت البرقاني عن الآدمي فقال [لي] ما علمت عنه إلا خيرا، وكان شيخا
قديما أظن سماعه من إسماعيل الصفار ونحوه غير أنه كان يطلق لسانه في الناس
ويتكلم في ابن مظفر والدارقطني.
وقال البرقاني أيضا: كان القاضي الجراحي رجلا كريما سخيا يدعو أصحاب
الحديث وينفق عليهم ويبرهم وإذا لم يكن معه شئ باع ثيابه وأنفق عليهم، وكان
أبو بكر [البقال] وغيره من كتبة الحديث يحضرون عنده لذلك ويسمعون منه
وينتخبون عليه، وكان محمد بن أحمد بن عبد الملك الآدمي يذكرهم ويقول:
(سماعون للكذب أكالون للسحت) [المائدة 42].
وحدثني عبد العزيز الأزجي عن الآدمي عن أبي سهل بن زياد.
273 - محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر، أبو نصر البخاري
المعروف بالملاحمي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن إسحاق عن محمد بن إسماعيل البخاري
366

((كتاب القراءة وراء الامام)) وكتاب رفع اليدين في الصلاة)). وروى أيضا عن عبد
الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وعلي بن محمد بن قريش، ومحمد بن قريش بن
سليمان، وحاتم بن عقيل البخاريين، والهيثم بن كليب الشاسي، وغيرهم. سمع منه
أبو الحسن الدارقطني وحدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعبد الكريم وعبد
الصمد ابنا علي بن محمد بن المأمون الهاشمي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن
حسنون النرسي، في آخرين.
وقال لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب: توفي أبو نصر الملاحمي
ببخارى في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. بلغني ذلك، وكان من أعيان أصحاب
الحديث وحفاظهم.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج. قال لنا أبو نصر محمد بن أحمد بن
محمد بن موسى بن جعفر الملاحمي البخاري: مولدي في سنة اثنتي عشرة
وثلاثمائة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ ببخارى. قال: توفي أبو نصر الملاحمي يوم السبت السابع من شعبان سنة
خمس وتسعين وثلاثمائة.
274 - محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بجير بن نوح بن
مختار، أبو عمرو المزكي، من أهل نيسابور، يعرف بالبحيري:
سمع يحيى بن منصور القاضي، ومحمدا وعلينا ابني المؤمل بن الحسن، ونحوهم.
ورحل إلى العراق وكتب بها وبالحجاز بعد سنة ستين وثلاثمائة. ثم ورد بغداد فحدث
بها فذكر لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي: أنه قدم عليهم بغداد وسمع منه بها
في سنة ثمانين وثلاثمائة. وحدثنا عنه أبو العلاء ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني
وكان ثقة حافظا مبرزا في المذاكرة.
حدثنا محمد بن علي بن يعقوب قال بلغني: أن أبا عمرو البجيري توفي بنيسابور في
شعبان سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
367

275 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، أبو بكر الصفار، يعرف بابن
أبي العباس:
حدث عن الحسين بن إسماعيل المحاملي. حدثني عنه أبو الحسين محمد بن
محمد بن علي الشروطي. وقال لي: سمعت منه في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
وحدثني أبو القاسم الأزهري: أنه سمع منه فسألته عنه. فقال: نبيل ثقة.
276 - محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان، أبو بكر النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس الأصم. سمع منه أبو عبد الله بن الأبنوسي،
وحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق. وحدثني عنه محمد بن علي بن الفتح الحربي.
277 - محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه، أبو بكر الطوسي:
قدم بغداد في سنة خمس وأربعمائة حاجا وحدث بها عن أبي العباس الأصم. سمع
منه هبة الله بن الحسن بن منصور. الطبري وحدثني عنه أبو بكر أحمد بن سليمان بن
علي المقرئ الواسطي. وكان صدوقا وأحسبه مات بعد سنة خمس وأربعمائة
بيسير.
278 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد بن
خالد، أبو الحسن البزاز، المعروف بابن رزقويه:
كان يذكر أن له نسبا في همدان. وسمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن
عمرو الرزاز، وأبا الحسن المصري، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب،
والحسن بن علي بن الشيرزاذي، وأبا العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري،
ومن في طبقتهم. ومن بعدهم.
وكان ثقة صدوقا كثير السماع والكتابة، حسن الاعتقاد جميل المذهب، مديما
لتلاوة القرآن، شديدا على أهل البدع. ومكث يملي في جامع المدينة من بعد سنة
ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته. بمديدة. وهو أول شيخ كتبت عنه وأول ما سمعت منه
368

في سنة ثلاث وأربعمائة، وكتبت عنه إملاء مجلسا واحدا، ثم انقطعت عنه إلى أول
سنة ست. وعدت فوجدته قد كف بصره فلازمته إلى آخر عمرو.
وسمعته يقول: ولدت في يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة خمس
وعشرين وثلاثمائة. قال: وأول حديث سمعته من الصفار حديث الحسن بن عرفة
عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب. قال: إنما
كانت الفتيا في الماء من الماء رخصة في أول الاسلام، ثم نهى عنها.
قال لنا ابن رزقويه: كتبت هذا الحديث عن الصفار بخطي إملاء في يوم الأربعاء
لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. والصفار أول من
سمعت منه. سمعت الأزهري يذكر أن بعض الوزراء دخل بغداد ففرق مالا كثيرا
على أهل العلم وكان ابن رزقويه ممن وجه إليه من ذلك المال فقبلوا كلهم سواه فإنه
رده تورعا وظلف نفس. وكان ابن رزقويه: يذكر أنه درس الفقه وعلق على مذهب
الشافعي. وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكني
أحبها لذكر الله، ولقراءتي عليكم الحديث. وذكره هبة الله بن الحسن الطبري فوصفه
بالإكثار من الحديث.
وسمعت أبا بكر البرقاني يسئل عنه فقال: لثقة. وكانت وفاته غداة يوم الاثنين
سادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ودفن من يومه بعد صلاة
الظهر في مقبرة باب الدير بالقرب من معروف الكرخي. وصلى عليه ابنه أبو بكر
وحضرت الصلاة عليه.
279 - محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل، أبو الفتح بن أبي
الفوارس:
كان جده سهل يكنى أبا الفوارس. ولد أبو الفتح في سحر الاحد لثمان بقين من
شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وسمع من أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد
النقاش، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد،
ومن في طبقتهم. وبعدهم.
وسافر في طلب الحديث إلى البصرة وبلد فارس وخراسان، وكتب الكثير وجمع،
369

وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة وثقة مشهورا بالصلاح. وكتب الناس بانتخابه على
الشيوخ وتخريجه. وحدث عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وهبة الله بن
الحسن الطبري. وسمعت منه بعض أماليه، وقرأت عليه قطعة من حديث، وكان
يسكن بالجانب الشرقي ويملي في جامع الرصافة، وتوفي في يوم الأربعاء السادس عشر
من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ودفن من الغد وذلك يوم الخميس. بمقبرة
باب حرب، وقبره إلى جنب قبر أحمد بن حنبل غير أن بينهما قبور التميميين الثلاثة.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: علي ومحمد
أبو الفتح يعرفان ببني أبي الفوارس، كتبا الحديث، ورحل محمد في طلبه إلى خراسان
وأصبهان وغيرهما.
قال الشيخ أبو بكر: وكان أخوه علي بن أحمد بن أبي الفوارس، عبدا " صالحا "
ومات قبل أن يحدث.
280 - محمد بن أحمد بن محمد بن منصور بن جعفر البيع، ويعرف
بالعتيقي:
ذكر لي بن أبو الحسن [أحمد]: أنه ولد برويان في سنة إحدى وثلاثين
وثلاثمائة. قال: وحمل إلى طرسوس وهو ابن سبع سنين فنشأ بها وسمع الحديث من
شيخ كان بها يعرف بالخواتيمي، وسمع أيضا " من أبي العباس بن القاص كتاب
المفتاح. وكا أبو العباس فقيه أهل طرسوس ومفتيهم، ولم يزل بها حتى غلبت الروم
على البلد فانتقل عنه إلى دمشق ثم ورد بغداد فسكنها، حتى مات بها في يوم الجمعة
الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
قال أبو الحسن: وقد حدث بشئ يسير وسمعت منه.
281 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرج بن أبي طاهر، أبو عبد
الله الدقاق، عرف بابن البياض:
ولد في صفر من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وسمع أحمد بن سلمان النجاد،
وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأحمد بن عثمان
ابن الآدمي، وجعفر الخلدي، وأبا بكر الشافعي، ونحوهم.
370

كتبنا عنه بانتخاب هبة الله بن الحسن الطبري، وكان شيخا " فاضلا دينا " صالحا ثقة
من أهل القرآن. ومات في يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة
وأربعمائة وكنت إذ ذاك غائبا " عن بغداد في رحلتي إلى نيسابور.
282 - محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى، واسم أبي موسى: عيسى بن
أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد
المطلب، أبو علي الهاشمي القاضي:
سمع محمد بن المظفر، وأبا الحسين بن سمعون. كتبت عنه وكان ثقة. وهو أحد
الفقهاء الحنابلة، كان يدرس ويفتي في جامع المدينة وله تصانيف على مذهب أحمد
ابن حنبل.
حدثني علي بن المحسن التنوخي قال: قال لي أبو علي بن أبي موسى: ولدت في
ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ومات في يوم الأحد الثالث من شهر
ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد بباب حرب. وصليت عليه
في جامع المنصور وكان الجمع وافرا " جدا ".
283 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو الفتح المصري:
سمع القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي، ومن بعده. بمصر. وأبا
الحسين بن جميع بصيدا، وقدم بغداد قبل سنة أربعمائة. فأقام بها وكتب عن عامة
شيوخها حديثا كثيرا " واحترقت كتبه دفعات، وروى شيئا " يسيرا "، فكتبت عنه على
سبيل التذكرة.
حدثني أبو الفتح محمد بن أحمد المصري قال نبأنا القاضي أبو الحسن علي بن
محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي. بمصر قال نبأنا علي بن عبد الحميد الغضائري قال نبأنا
عبد الله بن معاوية الجمحي قال نبأنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن
عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسحروا فإن في
السحور بركة)).
371

سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الباقلاني وغيره يذكرون: أن المصري كان
يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ويسمع فيها لنفسه.
وحدثني أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال حدثني خالي الحسن بن
أحمد الباقلاني. قال: جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي
لأشتريه منه ولم يكن عليه سماعه. وقال: لو كان هذا سماعي لم أبعه. فمكث
عندي مدة ثم رددته عليه فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إلي ذلك الأصل بعينه، وقد
سمع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إلي قبل التسميع فرددته عليه.
قال أبو الفضل: وأنا رأيت الأصل عند خالي وعليه تسميع المصري لنفسه بخطه.
سألت أبا الفتح المصري عن مولده. فقال: في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ومات
ببغداد في يوم الجمعة تاسع المحرم من سنة أربعين وأربعمائة.
284 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود، أبو جعفر القاضي
السمناني:
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن عمر السكري، وأبي الحسن الدارقطني،
وأبي القاسم بن حبابة وغيرهم من البغداديين، وعن نصر بن أحمد بن الخليل
الموصلي. كتبت عنه وكان ثقة عالما فاضلا سخيا " حسن الكلام عراقي المذهب،
ويعتقد في الأصول مذهب الأشعري. وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء
ويتكلمون.
حدثنا القاضي أبو جعفر السمناني من حفظه بعد أن كف بصره قال لقننا أبو
القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي المعروف بابن المرجي بالموصل قال لقنني أبو
يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال لقنني شيبان بن فروخ الإبلي قال لقنني سعيد بن
سليم قال لقنني أنس بن مالك. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: ((إذا أخذت كريمتي
العبد فصبر إيمانا واحتسابا " لم أرض له ثوابا " دون الجنة)). قيل: يا رسول الله وإن كانت
واحدة؟ قال: ((وإن كانت واحدة)).
سمعت السمناني سئل عن مولده فقال: ولدت في سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
ومات بالموصل وهو على القضاء بها. وكانت وفاته في يوم الاثنين السادس من شهر
ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
372

285 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، أبو الحسين المعروف
بابن النرسي:
سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وموسى بن جعفر السراج، وعلي بن عمر
الحربي، وأبا حفص الكتاني، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، وأحمد بن
منصور النوشري، وغيرهم من البغداديين. وسمع بدمشق عبد الوهاب بن الحسن
الكلابي.
كتبنا عنه وكان صدوقا " ثقة من أهل القرآن حسن الاعتقاد. وسألته عن مولده.
فقال: في سنة سبع وستين وثلاثمائة [ومات يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء الثالث عشر
من صفر سنة ست وخمسين وأربعمائة في مقبرة باب حرب].
286 - محمد بن أحمد بن محمد بن علي، أبو الحسين بن الأبنوسي:
سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص [بن شاهين، وسمع] ابن حبابة، وأبا
حفص الكتاني، والمخلص، وأبا الحسن بن النجار الكوفي، وأحمد بن عبيد الواسطي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا "، وكان يسكن التوثة. وسألته عن مولده فقال:
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومات ليلة الاثنين ودفن يوم [.....]: من شوال
سنة سبع وخمسين [وأربعمائة].
287 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله،
أبو الحسن الهاشمي:
خطيب جامع المنصور. حدث شيئا " يسيرا " عن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن
بكير، وكان صدوقا " شهد عند قاضي القضاة وأبي عبد الله بن [شاكر] وقبلاه،
وكتبت عنه وسألته عن مولده. فقال: سنة أربع وثمانين وثلثمائة. قال لي: وقرأت
القرآن على أبي القاسم بن الصيدلاني، وسمعت منه ولم يكن عنده عنه شيء.
373

288 - محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة، أبو جعفر المعدل:
سمع أبا الفضل الزهري، وعثمان بن محمد الآدمي، وعيسى بن علي الوزير، وأبا
طاهر، والمخلص، وأبا الحسين بن أخي ميمي، وأبا محمد بن معروف وإسماعيل
ابن سعيد بن سويد. كتبت عنه وكان ثقة.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر قال أنبأنا أبو الفضل عبد الله
ابن عبد الرحمن الزهري نبأنا جعفر بن محمد الفرياني نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا ابن
لهيعة عن مشرع بن هاعان عن عقبة بن عامر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثر منافقي
أمتي قراؤها)).
قال لي: ولدت يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين
وثلثمائة. وقال لي: أبي هو أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين بن عبيد بن عمرو
ابن خالد أبو جعفر بن الرفيل من الفرس، أسلم الرفيل على يد عمر بن الخطاب
رضي الله عنه.
289 - محمد بن أحمد بن موسى، أبو عبد الله المصيصي يعرف بالسوانيطي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن بكار، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وإسحاق
ابن خالد البالسي. روى عنه إسحاق بن محمد النعالي، وعبيد الله بن أحمد بن
يعقوب المقرئ، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي، وأبو الفضل الشيباني.
قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب: مات السوانيطي وهو متوجه إلى بلده
برأس العين في سنة تسع وثلثمائة.
290 - محمد بن أحمد بن موسى، أبو بكر العصفري:
سمع الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وحفص بن عمر الربالي، وأحمد بن
منصور الرمادي. روى عنه أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ
النيسابوري. وذكر: أنه بغدادي سكن طرسوس وهناك سمع منه.
374

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال نبأنا أبو أحمد الحافظ
قال أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى العصفري بطرسوس قال نبأنا
الرمادي - يعني أحمد بن منصور - قال نبأنا أبو عاصم عن سفيان عن عبد الله بن
دينار عن ابن عمر قال: كنا لا نرى بالمزارعة بأسا " حتى سمعت رافع بن خديج يقول:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه.
وقال أبو أحمد: هكذا أخبرناه من كتابه عن الرمادي. ويقال: إنه حديث يعقوب
ابن عبيد النهرتيري. فلا أدري أشاركه فيه الرمادي أو اشتبه على أبي بكر العصفري
مع ما أنه وهم ممن حدث به عن الثوري وقد حدث به جماعة عن الثوري عن عمرو
ابن دينار وهو الصواب.
قال الشيخ أبو بكر: لم يشتبه على العصفري لأن أبا بكر عبد الله بن محمد بن
زياد النيسابوري قد رواه عن الرمادي كروايته عنه وتابع أبا عاصم أبو داود الحفري
فرواه عن سفيان عن عبد الله بن دينار.
291 - محمد بن أحمد بن موسى السرخسي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه عن المغيث بن بديل. روى عنه أبو حفص بن
شاهين.
292 - محمد بن أحمد بن موسى، أبو المثنى الدهقان المعروف بالدردائي:
من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن علي بن عفان العامري.
حدثنا عنه أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى العلوي. وكان سمع منه بالكوفة
وقرأت بخط أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا: أبو المثنى محمد
ابن أحمد بن موسى الدهقان الكوفي قدم علينا بغداد وحدثنا من حفظه إملاء في
منزل أبي الحسن بن عقبة الشيباني سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة وكان ثقة.
كتب إلي أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين بن الصباغ المعدل من الكوفة.
وحدثنيه محمد بن علي الصوري عنه قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد
ابن سفيان الحافظ قال: مات أبو المثنى محمد بن أحمد بن موسى الدهقان الدردائي
375

الفقيه لتسع بقين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة. قال: وكان رجلا
صالحا " أحد من يفتي في الحلال والحرام والفروج والدماء، ثقة صدوقا " وكان يرمي
بالقدر. وقد جالسته الطويل العريض فما سمعت منه في هذا شيئا ".
293 - محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت، أبو الطيب
الأهوازي:
سكن بغداد. وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب البصري، ومحمد بن
جعفر القتات، وإبراهيم بن شريك الكوفيين، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن
محمد البراثي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. حدثنا عنه ابنه أحمد،
وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي. وروى عنه الدارقطني وكان صدوقا ".
وأخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحربي قال نبأنا أبو
الطيب محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت إملاء في سنة تسع وأربعين
وثلثمائة قال أنبأنا الفضل بن الحباب الجمحي قال نبأنا مسلم بن إبراهيم قال نبأنا
هشام الدستوائي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه. قال: دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: (ألها كم التكاثر) [التكاثر 1]. قال: ثم قال: ((يقول ابن
آدم: مالي مالي. وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو تصدقت فأمضيت، أو
لبست فأبليت)).
قال لي عبد الرحمن بن عبد الله: مات أبو الطيب بن الصلت، في سنة اثنتين
وخمسين وثلثمائة.
294 - محمد بن أحمد بن موسى الوزان، يعرف بأبي حنش:
حدث عن أبي حصين محمد بن الحسين الكوفي. روى عنه أحمد بن الفرج بن
محمد بن الحاج.
295 - محمد بن أحمد بن موسى، أبو عبد الله الواعظ الشيرازي:
قدم بغداد وأقام بها مدة يتكلم على الناس بلسان الوعظ، ويشير إلى طريقة الزهد،
376

ويلبس المرقعة، ويظهر عزوف النفس عن طلب الدنيا. فافتتن الناس به لما رأوا من
حسن طريقته، وكان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون. وعمر مسجدا " كان خرابا
بالشونيزية فسكنه وسكن فيه معه جماعة من الفقراء، وكان يعلو سطح المسجد في
جوف الليل ويذكر الناس. ثم إنه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره
من قبل، وحصل له ببغداد مال كثير. ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة الفاخرة.
وجرت له أقاصيص وصار له تبع وأصحاب. ثم أظهر أنه يريد الغزو فحشد الناس إليه
وصار معه من أتباعه عسكر كبير ونزل يظاهر البلد من أعلاه. وكان يضرب له
بالطبل في أوقات الصلوات، ورحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه. وبلغني أنه
صار إلى نواحي أذربيجان واجتمع له أيضا جمع وضاهى أمير تلك الناحية، وقد كان
حدث ببغداد عن علي بن محمد بن عمر القصار الرازي، ومحمد بن عمر بن خزر
الهمداني، وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وأحمد بن محمد بن
عمران بن الجندي، وغيرهم. وكتبت عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر
وأربعمائة. وحدثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه في الحديث.
أنشدني أبو عبد الله الشيرازي لبعضهم:
إذا ما أطعت النفس في كل لذة * نسبت إلى غير الحجا والتكرم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة * دعتك إلى الأمر القبيح المحرم
حدثني المعمر بن أحمد الصوفي: أن أبا عبد الله الشيرازي مات بنواحي أذربيجان في
سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
296 - محمد بن أحمد بن المهدي، أبو عمارة:
حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سليمان لوين وعيسى بن سليمان
العسقلاني، وعبدوس بن مالك العطار، وعلي بن الموفق، ومحمد بن المثنى السمسار.
وفي حديثه منا كير وغرائب. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو سهل بن زيا
القطان، ودعلج بن أحمد، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال نبأنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمد بن أحمد بن المهدي أبو عمارة قال نبأنا أبو نافع
377

أحمد بن كثير قال نبأنا جعفر بن محمد العابد قال نبأنا أبو يعقوب الأعمى عن
إسماعيل بن معمر عن محمد بن عبد الله الدغشي - قبيل من اليمن، قال سمعت
مجالد بن سعيد يقول سمعت مسروقا يقول سمعت عبد الله بن مسعود. يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((القرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق فمن زعم غير
ذلك فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم)).
هذا الحديث منكر جدا " وفي إسناده من المجهولين. وقد رواه أحمد بن
بشير الكوفي عن مجالد عنه وهما موقوفان.
كذلك أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا علي بن عبد الرحمن بن السري
البكائي بالكوفة قال نبأنا عبد الله بن زيدان قال نبأنا علي بن عبد الله بن مسعد
ومحمد بن علي. قالا: نبأنا ضرار قال نبأنا أحمد بن بشير قال نبأنا مجالد عن الشعبي
عن مسروق قال قال عبد الله: القرآن كلام الله.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: أبو عمارة ضعيف جدا ".
297 - محمد بن أحمد بن المؤمل بن أبان بن تمام بن خرزاذ، أبو عبيد
الصيرفي:
سمع أباه، والقاسم بن هاشم السمسار، وأبا يحيى محمد بن سعيد العطار،
وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، والفضل بن يعقوب الرخامي.
روى عنه أبو بكر الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وأبو عمر بن حيويه،
وغيرهم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال نبأنا عمر بن بشران. قال أبو عبيد محمد بن أحمد
بن المؤمل [الصيرفي كان ثقة يفهم، أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال سمعت
القاضي أبا الحسن الجراحي يقول: محمد بن أحمد بن المؤمل ثقة مات سنة اثنتي
عشرة وثلثمائة].
378

أخبرني الأزهري أبو القاسم عن طلحة بن محمد بن جعفر وأنا عبيد الله بن عمر
ابن أحمد الواعظ عن أبيه وأنا السمسار قال أنا الصفار قال ثنا ابن قانع. قالوا: مات
أبو عبيد الله بن المؤمل الصيرفي في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة. زاد ابن قانع في
جمادى الأول.
298 - محمد بن أحمد بن معمر، أبو عيسى الشداد الحربي:
سمع علي بن الحسين بن أشكاب، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، ومحمد
ابن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري. روى عنه حفص بن شاهين
أحاديث مستقيمة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال: مات أبو عيسى الشداد في رجب
سنة ثمان عشرة وثلثمائة.
299 - محمد بن أحمد بن مسرور:
حدث عن الحسين بن علي بن عفان الكوفي. روى عنه عبد الله بن الحسن بن
النخاس المقرئ، وذكر أنه كان خال أمه.
300 - محمد بن أحمد بن مالك، أبو الحسن الأزدي العاجي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدث في سنة ست وعشرين وثلثمائة عن الحسين
ابن محمد بن أبي معشر المدني، وروى عنه غيره فسمى أباه حمدان.
301 - محمد بن أحمد بن مخزوم، أبو الحسين المقرئ:
حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي،
وإسحاق ين سنين الختلي. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو حفص الكتاني،
وأبو عبيد الله المرزباني.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد
ابن صالح الأبهري قال أنبأنا محمد بن أحمد بن مخزوم أبو الحسين المقرئ ببغداد سنة
ثلاث وعشرين وثلثمائة قال نبأنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثني علي بن محمد بن
نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت أبا محمد بن علام
الزهري عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم المقرئ. فقال: ضعيف.
379

بلغني: أن أبا الحسين بن مخزوم خرج إلى البصرة لما اشتد الغلاء ببغداد بعد سنة
ثلاثين وثلثمائة وأحسبه مات هناك، وكان مولده في سنة ثمان وستين ومائتين.
302 - محمد بن أحمد بن المطلب بن عبد الله بن الواثق بن المعتصم بن
الرشيد بن المهدي بن المنصور، أبو أحمد الهاشمي:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي بكر
ابن أبي داود، ومحمد بن هارون بن المجدر، وإسحاق بن محمد بن مروان الموفي،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وعمر بن محمد بن شعيب الصابوني. روى عنه أبو
القاسم عبد الله بن عثمان الحصري.
وذكر أنه سمع منه في جامع المدينة إملاء في سنة سبع وخمسين وثلثمائة.
303 - محمد بن أحمد بن محمى، أبو بكر الجوهري:
سمع عبد الله بن محمد البغوي. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن
محمد العتيقي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي.
سألت الأزهري عنه. فقال: ثقة، سمعت منه في سنة سبع وثمانين وثلثمائة، ومولده
في سنة إحدى وثلثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمى اللؤلؤي
ثقة مأمون، توفي في شعبان سنة ثمانية وثمانين وثلثمائة.
304 - محمد بن أحمد بن ممشاد، أبو بكر المؤدب:
حدث عن أبي عمرو بن السماك، ومحمد بن جعفر الآدمي القارئ وأحمد بن
سلمان النجاد. حدثني عنه أحمد بن محمد العتيقي.
305 - محمد بن أحمد بن نعيم، أبو عبد الله النيسابوري:
نزل بغداد وحدث بها عن سلمة بن شبيب، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن
رافع، ومسلم بن الحجاج، روى عنه محمد بن عبد الله الصفار الأصهباني ساكن
نيسابور.
380

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
عبد الله محمد بن عبد الله الصفار يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم
النيسابوري ببغداد سنة ثمانين ومائتين يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول سمعت
محمد بن عبد الله بن قهزاد يقول قلت لأبي: الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن
من البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك، وتصوم لهما مع صيامك)). فقال: من
حدث بهذا الحديث؟ قلت: شهاب بن خراش، قال: ثقة عمن؟ قلت: عن الحجاج
ابن دينار. قال: ثقة عمن؟ قلت: عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: إن بين الحجاج بن دينار وبين
النبي صلى الله عليه وسلم مفازة تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصدقة اختلاف.
306 - محمد بن أحمد بن النضر بن عبد الله بن مصعب، أبو بكر ابن بنت
معاوية بنت عمرو الأزدي:
سمع معاوية بن عمرو، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وعبد الله بن مسلمة
القعنبي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن
السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن كامل
القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات بخطه حدثنا إسماعيل بن علي. قال
سمعت محمد بن أحمد بن النضر يقول: ولدت سنة ست وتسعين ومائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي. قال: مات أبو بكر
محمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية بن عمرو، يوم الجمعة قبل الصلاة ودفن
وقت العصر، وذلك لخمس ليال خلون من صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين، ودفن
في مقابر باب الشام وصلى عليه أخوه أبو غالب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على أبي
الحسين بن المنادى وأنا أسمع قال: توفي محمد بن أحمد بن النضر يوم الجمعة
لخمس خلون من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، وكذلك قرأت في كتاب محمد
ابن مخلد بخطه غير أنه قال: لست خلون من شهر ربيع الأول.
أخبرنا أبو منصور علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن
381

هارون الضبي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: محمد بن أحمد بن
النضر أبو بكر المعني الأزدي، أصله كوفي انتقل إلى بغداد.
سمعت عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس. يقولان: ثقة لا بأس به.
307 - محمد بن أحمد بن نصر، أبو جعفر الفقيه الشافعي:
سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن بكير المصري، ويوسف بن عدي، وإبراهيم
ابن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد بن كاسب. روى عنه أحمد بن كامل
القاضي، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وعبد الرحمن بن سيما المجبر، وأحمد بن
يوسف بن خلاد النصيبي. وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا.
أخبرنا ابن الحسين القطان قال نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا محمد بن أحمد
ابن نصر الترمذي قال نبأنا إبراهيم بن المنذر قال نبأنا سعيد بن محمد مولى بني هاشم
قال نبأنا محمد بن المنكدر عن جابر. قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه الفاقة،
فأمره أن يتزوج.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور
القزاز: وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين ومائتين. قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن
عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي
فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا. فالنزول كيف
يكون يبقى فوقه علو؟)).
فقال أبو جعفر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول، والايمان به واجب،
والسؤال عنه بدعة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال نبأنا أبو
جعفر محمد بن عبد الرحمن قال سمعت محمد بن نصر الترمذي يقول: كتبت
الحديث تسعا وعشرين سنة وسمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في
الشافعي. أنا قاعد في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، إذ غفوت غفوة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
382

المنام فقلت: يا رسول الله أكتب رأى أبي حنيفة؟ قال: لا: قلت: أكتب رأى
مالك؟ قال: موافق حديثي، قلت له: أكتب رأى الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه
الغضبان لقولي. وقال: ليس هذا بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي. فخرجت
على أثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات
أبو جعفر الترمذي الفقيه في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين. قرأت على الحسن
ابن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: توفي أبو جعفر محمد بن أحمد بن
نصر الترمذي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين. وقيل: كان
مولده في ذي الحجة سنة مائتين، ولم يغير شيبه، وكان قد اختلط في آخر عمره
اختلاطا عظيما، ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه، ولا أشد ورعا، وكان من
أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا " وورعا وصبرا " على الفقر.
أخبرني إبراهيم بن السرى الزجاج: إنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر،
وكان لا يسأل أحدا " شيئا، وأخبرني محمد بن موسى بن حماد أنه أخبره: أنه تقوت
في بضعة [عشر] يوما " أراه قال سبعة عشر [يوما "]: خمس حبات أو قال ثلاث
حبات. قال: قلت: وكيف عملت؟ فقال: لم يكن عندي غيرها، فاشتريت بها لفتا "
وكنت آكل كل يوم واحدة.
308 - محمد بن أحمد بن نصر بن منصور بن خليفة بن إسحاق بن عبد الله،
أبو بكر العطار البغدادي:
حدث عن العباس بن أبي طالب، والسري بن عاصم، ومحمد بن سنان القزاز.
روى عنه عبيد الله بن أحمد بن البواب المقرئ، وأبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي، وغيرهما.
أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن يعقوب القرشي قال نبأنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن نصر العطار البغدادي قال نبأنا محمد بن سنان القزاز
البصري قال نبأنا مردويه بن يزيد عن الحسن بن أبي الحسن انه أخبرهم عن أبي
العالية البراء عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتخذ قوسا في بيته نفى
الله عنه الفقر أربعين سنة)).
383

كذا أخبرنا أبو سعد بهذا الحديث قال فيه: عن الحسن بن أبي الحسن، إنما هو ابن
أبي الحسناء بزيادة ألف.
أخبرناه الحسن بن أبي طالب قال نا علي بن الحسن القاضي قال نا عبد الله بن
إسحاق المروزي قال نا محمد بن سنان قال نا مردويه بن يزيد قال نا الحسن بن أبي
الحسناء عن أبي العالية بنحوه.
309 - محمد بن أحمد بن نباتة، أبو بكر البغدادي:
حدث بحران عن محمد بن يونس الكديمي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن أحمد الحراني، شيخ لتمام بن محمد الرازي سكن دمشق.
310 - محمد بن أحمد بن واصل، أبو العباس المقرئ:
سمع أباه، ومحمد بن صالح الخياط، ومحمد بن سعدان النحوي، وخلف بن
هشام البزار. روى عنه أبو بكر بن مجاهد، وأبو مزاحم الخاقاني، وأبو الحسن بن
شنبوذ، وغيرهم.
وقيل: إن اسمه أحمد بن محمد بن واصل ونحن نذكره في باب أحمد إن شاء الله.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا ابن
قانع: أن محمد بن أحمد بن واصل المقرئ، مات في جمادى الآخرة من سنة ثلاث
وسبعين ومائتين.
311 - محمد بن أحمد بن الوليد بن محمد بن برد بن يزيد بن سخت، أبو الوليد
الأنطاكي:
سمع رواد بن الجراح، ومحمد بن كثير الصنعاني، والهيثم بن جميل، وأبا توبة
الربيع بن نافع، وموسى بن داود، ومحمد بن عيسى بن الطباع. وقدم بغداد وحدث
بها. فروى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو الحسين بن المنادى وإسماعيل
ابن محمد الصفار، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال
نبأنا أبو الوليد بن برد قال نبأنا محمد بن عيسى الطباع قال نبأنا يحيى بن أبي زائدة
384

عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ
خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
حدثني محمد بن يوسف النيسابوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر
قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال أخبرني أبي. قال: أبو الوليد
محمد بن أحمد بن الوليد بن برد أنطاكي، صالح. حدثني الحسن بن أبي طالب عن
أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي، ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وجاءنا الخبر بموت أبي الوليد بن برد الأنطاكي من أنطاكية مع
الرحالين - يعني - سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
سعيد. قال: محمد بن أحمد بن برد أبو الوليد الأنطاكي، توفي سنة ثمان وسبعين
ومائتين راجعا " من مكة.
312 - محمد بن أحمد بن الوليد، أبو بكر الكرابيسي:
حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن الأركون الدمشقي. روى عنه عبد الباقي بن
قانع، وأحمد بن يوسف بن خلاد العطار.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ قال نبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف
ابن خلاد قال نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي البزاز قراءة عليه قال
نبأنا إسحاق بن سعيد بن أركون الدمشقي قال نبأنا سهل بن هاشم عن إبراهيم بن
أدهم عن شعبة بن الحجاج قال أنبأنا أبو إسحاق الهمداني عن سعيد بن وهب. قال
قال عبد الله: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم عن علمائهم وكبرائهم وذوي
أسنانهم، فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفلتهم فقد هلكوا.
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب عجيب من رواية إبراهيم بن أدهم الزاهد
عن شعبة، لا أعلم حدث به غير سهل بن هاشم، ولا عن سهل سوى ابن الأركون.
والله أعلم.
313 - محمد بن أحمد بن الوليد، البغدادي:
حدث عن محمد بن أبي السري العسقلاني. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
385

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني قال نبأنا محمد بن أحمد بن الوليد البغدادي قال نبأنا محمد بن أبي
السرى العسقلاني قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثني محمد بن حمزة بن يوسف بن
عبيد الله بن سلام عن أبيه عن جده. قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المربد، فرأى عثمان
ابن عفان يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنخ)) فأناخ
فدعا ببرمة فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج. ثم
قال: ((كلوا)) فأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: ((هذا شئ يدعوه أهل فارس
الخبيص)).
قال سليمان: لا يروي عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به الوليد.
314 - محمد بن أحمد بن وهب بن مدرك، أبو عبد الله القطان، يعرف بابن
الامام:
حدث عن عبيد الله بن جرير بن جبلة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني.
وذكر: أنه سمع منه ببغداد.
315 - محمد بن أحمد بن هارون، أبو العباس الدقاق السامري:
حدث عن محمد بن عبد الله المخرمي، وعباس بن عبد الله الترقفي. روى عنه ابن
عدي أيضا. وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
316 - محمد بن أحمد بن هارون، أبو بكر العسكري الفقيه:
كان يتفقه لأبي ثور. وحدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد تصانيفه في الزهد،
وعن الحسن بن عرفة، وعباس الدوري. وطبقتهم. روى عنه أبو بكر محمد بن
الحسين الآجري، والقاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن عبد الله بن محمد البزار،
وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو عبيد الله المرزباني، وعبد الله بن عثمان
الصفار.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ. قال: محمد بن أحمد بن
هارون العسكري ثقة.
386

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج: توفي أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون
الفقيه في شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
317 - محمد بن أحمد بن الهيثم بن منصور، أبو جعفر الدوري:
سمع أباه، وهارون بن إسحاق الهمداني، وأحمد بن منصور المعروف بزاج،
ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأحمد بن عبد الله
الذارع النهرواني، ومحمد بن الحسن اليقطيني، ومحمد بن المظفر الحافظ، وكان
ثقة.
أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري وأبو الحسن علي بن
أحمد بن محمد الرزاز. قالا: نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثني
محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري قال حدثني أحمد بن الهيثم قال حدثني سورة بن
الحكم صاحب الرأي قال نبأنا سليمان بن قرم ويحيى بن ثعلبة وحماد بن سلمة
وقيس بن الربيع وأبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يملك الناس رجل من أهل بيتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم
أبي، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ")).
حدثني أبو القاسم الأزهري قال قال لنا محمد بن المظفر: توفي أبو جعفر الدوري
يوم السبت لثمان خلون من المحرم سنة أربع وثلاثمائة.
318 - محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين بن علقمة
ابن لبيد ابن نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة، أبو الحسن التميمي المصري،
يلقب فروجة:
قدم بغداد وحدث بها عن جماعة من المصريين. روى عنه أحمد بن جعفر بن
سلم، ومحمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن المظفر، وغيرهم. وكان ثقة حافظا.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال نبأنا
القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال نبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الهيثم
التميمي - قدم من مصر - من أصل كتابه قال نبأنا إبراهيم بن سليمان أبو الشريف
387

قال نبأنا حبيب بن أبي حبيب عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر في قوله تعالى:
(واذكروا إذ كنتم قليلا " فكثركم) [الأعراف 86] قال: في أعين المشركين يوم بدر.
319 - محمد بن أحمد بن الهيثم، أبو بكر:
كوفي الأصل. حدث عن بشر بن موسى. روى عنه عبد الله بن عثمان الصفار.
320 - محمد بن أحمد بن هشام السجزي:
حدث ببغداد عن عبد الله بن عمر مشكدانة. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرني محمد بن عبد الله بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال
أنبأنا محمد بن أحمد بن هشام السجزي ببغداد قال: نبأنا عبد الله بن عمر بن أبان
قال نبأني حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة. قال: قيل: يا رسول الله: هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ فقال:
((إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء)).
قال سليمان: لم يروه عن هشام إلا زائدة تفرد به الجعفي.
321 - محمد بن أحمد بن هشام، أبو نصر، يعرف بالطالقاني:
سمع محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري،
وفتح بن شخرف. روى عنه علي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين. وكان
ثقة. وربما سماه السكري أحمد بن محمد بن هشام.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه. قال: سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
فيها مات أبو نصر الطالقاني.
322 - محمد بن أحمد بن هلال، أبو بكر الشطوي:
سمع سفيان بن وكيع بن الجراح، وأبا كريب محمد بن العلاء، وأحمد بن منيع،
وإسحاق بن بهلول الأنباري، وأبا هشام الرفاعي، وعبد الوهاب بن فليح. روى عنه
عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعثمان المحاسني، وأبو الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن
خلف بن حبان، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري.
388

وربما سماه بعضهم أحمد بن محمد بن هلال، ومحمد بن أحمد أكثر.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن أحمد بن
هلال الشطوي ثقة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا علي بن عمر الحربي. قال:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو بكر الشطوي، في سنة عشر وثلاثمائة لأربع خلون
من شهر ربيع الأول.
323 - محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار، أبو بكر الرياحي
التميمي:
سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن أنس، وأبا عامر
العقدي وعبد العزيز بن أبان القرشي. روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي. وأبو
العباس بن عقدة الكوفي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز،
وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بن عثمان بن الآدمي،
وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار، وهو آخر من روى عنه.
قال الدارقطني: هو صدوق.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس. بن سعيد. قال: محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي التميمي المستملي
البغدادي، سألت عنه عبد الله بن أحمد. فقال: صدوق ما علمت منه إلا خيرا ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي. قال: مات أبو
بكر بن أبي العوام، لأيام خلون من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين.
324 - محمد بن أحمد بن يزيد النرسي:
حدث عن أبي عمرو الدوري المقرئ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني قال نبأنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي البغدادي قال نبأنا أبو عمر حفص
ابن عمر الدوري المقرئ عن أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد
389

عن ابن عباس. أنه كان ينكر على من يقرأ وما كان لنبي أن يغل، ويقول: كيف
لا يكون له أن يغل وقد كان له أن يقتل؟ قال الله تعالى: (ويقتلون الأنبياء بغير حق)
[آل عمران 112]. ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من الغنيمة، فأنزل الله:
(وما كان لنبي أن يغل) [آل عمران 161].
قال سليمان: لم يروه عن أبي عمرو إلا اليزيدي تفرد به أبو عمر الدوري.
325 - محمد بن أحمد بن يزيد بن منصور، أبو الطيب البغدادي:
حدث عن حرمي بن يونس بن محمد المؤدب. روى عنه محمد بن عيسى بن
عبد الكريم الطرسوسي.
326 - محمد بن أحمد بن يزيد بن خالد، الوراق:
حدث عن محمد بن سعد العوفي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
327 - محمد بن أحمد بن يزيد، السمسار:
حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي. روى عنه ابن شاهين أيضا.
328 - محمد بن أحمد بن أبي سهل، واسم أبي سهل: يزيد بن خالد بن يزيد،
ويكنى محمد: أبا الحسين الحربي:
حدث عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي. روى عنه أبو عبد الله بن بطة
العكبري، وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه: أنه توفي في شعبان من سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة.
329 - محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور بن شداد
ابن هميان، أبو بكر السدوسي مولاهم:
حدثني بنسبه هذا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. سمع جده
يعقوب بن شيبة، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، وأحمد بن
منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم
المقرئ، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، وعبد
الرحمن بن عمر بن حمة الخلال. وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي. وكان ثقة يسكن
في دولاب مبارك في الجانب الشرقي.
390

أخبرنا أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال قال سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة يقول سمعت المسند
من جدي في سنة ستين وإحدى وستين ومائتين بسامرا، وتوفي في ربيع الأول سنة
اثنتين وستين ومائتين. وكان قد سمعه إبراهيم الأصبهاني، وأبو مسلم الكجي. فسمع
أبو مسلم الكجي من جدي وبقي عليه شئ سمعه مني، ومات جدي وهو يقرأ
علي، والذي سمعت منه العشرة والعباس وابن مسعود وبعض الموالي. وتوفي وهو
يقرأ علي عتبة بن غزوان [وتوفي] ولم يتمه علي. وكان لي في ذلك الوقت دون
العشر سنين، لأنه كان وجه إلى [فجاء بي إلى] سامرا لأن السلطان حمله إلى
سامرا، فلما ثقل جاء [بي] إلى بغداد وتوفي ببغداد.
وقال أبو بكر: ولدت في أول سنة أربع وخمسين ومائتين.
أخبرني علي بن أبي علي البصري قال أنبأنا أبي قال: حدثني أبو بكر عمر
ابن عبد الملك السقطي قال سمعت أبا بكر بن يعقوب بن شيبة في سنة سبع أو ثمان
وعشرين يحدث. قال: لما ولدت دخل أبي على أمي. فقال لها: إن المنجمين قد
أخذوا مولد هذا الصبي وحسبوه، فإذا هو يعيش كذا وكذا - ذكرها الشيخ وأنسيها
أبو بكر بن السقطي - وقد حسبتها أياما "، وقد عزمت أن أعد له لكل يوم دينارا " مدة
عمره، فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله، فأعدي له حبا. فأعدته وتركه في
الأرض وملأه بالدنانير، ثم قال لها: أعدي حبا آخر أجعل فيه مثل هذا يكون له
استظهارا "، ففعلت. وملأه، ثم استدعى حبا " آخر وملاه بمثل ما ملا " به كل واحد من
الحبين ودفن الجميع. قال أبو بكر بن السقطي: رأيناه فقيرا " يجيئنا بلا إزار ونقرأ عليه
الحديث ونبره بالشئ بعد الشيء.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر بن شيبة
توفي في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
330 - محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عبد الله الوزيري:
حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب،
وأحمد بن علي الأبار. روى عنه أبو عبيد الله المرزباني.
391

وذكر لنا أبو الحسن بن الفرات فيما بلغني عنه: أنه مات يوم الأربعاء لأربع
عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
331 - محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو بكر الصفار، يعرف بابن غزال:
حدث عن محمد بن علي بن العباس النسائي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعلي
ابن الحسن بن سليمان القطيعي، وأبي بكر بن دريد. روى عنه عبد الله بن عثمان
الصفار، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وغيرهما.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر بن غزال الصفار جارنا، لسبع خلون من
جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
332 - محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن
صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي:
من أهل المصيصة. ولي القضاء بدسكرة الملك في طريق خراسان، وورد بغداد
وحدث بها عن علي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن سعيد الترخمي الحمصي،
وأبي عروبة الحراني، وسعيد بن عثمان الوراق الحلبي، وأحمد بن الحسين بن طلاب
المشعراني، وأحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري،
وعبيد الله بن عبد العزيز البرذعي. والحسن بن علي الجوهري، وأحمد بن بكرون
العطار بالدسكرة. وكان سئ الحال في الحديث.
أخبرني عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي - من أصل كتابه - قال نبأنا
محمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المصيصي قال نبأنا أحمد بن عمير بن يوسف
ابن جوصا الدمشقي قال نبأنا هشام بن عمار قال نبأنا مالك بن أنس عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
وأخبرني عبيد الله قال نبأنا محمد قال نبأنا أحمد بن عمير قال نبأنا هشام بن
عمار قال نبأنا مالك عن نافع عن ابن عمر. أن النبي صلى الله عليه وسلم: قطع في مجن قيمته ثلاثة
دراهم.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا روى هذين الحديثين عن ابن جوصا عن هشام بن
عمار، ولا نعلم أن ابن جوصا روى عن هشام شيئا ولا سمع منه حرفا، فالله أعلم.
392

333 - محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عمر الأنباري، يعرف بالفرنجلي:
روى عن أبيه عن إبراهيم الحربي. كتب عنه علي بن أحمد بن أبي الفوارس بالأنبار.
334 - محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن خالد بن عبد الملك بن
جرير بن عبد الله، أبو أحمد الجريري:
حدث عن أحمد بن الحارث الجزاز بكتب أبي الحسن المدايني، وحدث أيضا عن
عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي. روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأحمد بن إبراهيم بن
شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وعلي بن عمرو الجريري.
سألت أبا القاسم الأزهري عن أبي أحمد الجريري. فقال: ما سمعت فيه إلا خيرا ".
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن الجريري مات
في المحرم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. قال غير طلحة: يوم السبت لثمان خلون من
المحرم.
335 - محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد، أبو بكر الطائي
الكوفي:
سمع إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحاف، وأحمد بن موسى بن إسحاق
الحمار، والقاسم بن محمد الدلال، ومحمد بن معاذ دران، وأحمد بن خليد الحلبي.
وقدم بغداد وحدث بها. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن
رزقويه. وكان ثقة.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق املاء في صفر من سنة سبع وأربعمائة قال أنبأنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد - قدم علينا - قال نبأنا محمد
ابن معاذ بن المستهل دران البصري قال نبأنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال حدثني
أبي عن أبي إسحاق عن عبادة بن الصامت - هكذا في كتابي عن بن رزق - قال:
بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة
علينا، [وأن لا ننازع الامر أهله]، وأن نقول [أو نقوم] بالحق حيث ما كنا،
لا نخاف في الله لومة لائم.
393

قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه: توفي أبو بكر بن بريد الكوفي الجزاز بدمشق
في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
336 - محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر، أبو الطيب المقرئ، يعرف بغلام
ابن شنبوذ:
خرج عن بغداد وتغرب وحدث بجرجان وأصبهان عن إدريس بن عبد الكريم
المقرئ، وأبي الحسن بن شنبوذ. روى عنه أبو نصر بن محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر
المقرئ البغدادي - قدم علينا - قال نبأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال قرأت على
خلف فلما بلغت هذه الآية: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) [الحشر 21]. قال:
ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية. قال: ضع يدك
على رأسك، فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية. قال: ضع يدك على
رأسك، فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية. قال: ضع يدك على
رأسك، فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية. قال: ضع يدك على
رأسك، فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية. قالا: ضع يدك على
رأسك، فإنا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية. قال: ضعا أيديكما على
رؤسكما، فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية. قال لي: ((ضع يدك على
رأسك، فإن جبريل لما نزل بها إلى. قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل
داء إلا السام، والسام الموت)).
ذكر عن بعض أصحابنا عن أبي نعيم. قال: سمعت من هذا الشيخ في سنة تسع
وأربعين وثلاثمائة.
337 - محمد بن أحمد بن يوسف، أبو أحمد النسفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه عن أبي عيسى الترمذي. روى عنه إبراهيم بن مخلد
ابن جعفر.
394

338، محمد بن أحمد بن يوسف بن وصيف، أبو بكر الصياد:
سمع أبا بكر الشافعي، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن المحرم، وأحمد بن يوسف
ابن خلاد، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري.
كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقا خيرا " شديدا ". انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس.
سمعت أبا بكر الصياد يقول: ولدت يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة
خمس وثلاثين وثلاثمائة. ومات يوم الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة
ثلاث عشرة وأربعمائة، ودفن من غد ذلك اليوم.
339 - محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد، أبو منصور البزار، صاحب
القراءة بالألحان.
من أهل الجانب الشرقي. سمع محمد بن المظفر. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن
درب سليم ناحية الرصافة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف القارئ في جامع المهدي قال نبأنا محمد بن
المظفر الحافظ قال نبأنا أبو عروبة الحراني قال نبأنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال
نبأنا أبو قتادة عبد الله بن واقد عن سفيان الثوري عن مطرف عن أبي الجهم عن البراء
ابن عازب. قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الركوع ثم كبر وركع.
سألت أبا منصور بن يوسف عن مولده. فقال ولدت يوم الثالث عشر من ذي الحجة
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. ومات في جمادى الأولى من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
340 - محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار، أبو عبد الله:
حدث عن إسحاق بن محمد النخعي. روى عنه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن
عبد الله الدقاق، المعروف بابن السماك.
341 - محمد بن أحمد بن يحيى بن زكريا بن الربيع، أبو بكر البزاز،
يعرف بابن الصواف:
روى عن محمد بن يحيى بن الحسين العمى. حدثنا [عنه] محمد بن أحمد بن
رزق.
395

أخبرنا ابن رزق قال نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن زكريا بن الربيع
المعروف بابن الصواف البزاز قال نبأنا أبو بكر محمد بن يحيى بن الحسين العمى
البصري ببغداد قال نبأنا محمد بن مهدي قال نبأنا مهدي بن هلال عن عيسى بن
المطلب الزهري عن [ابن منهال] الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن
عمرو عن عثمان بن عفان عن أبي بكر الصديق. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((النجاة من هذا
الامر ما [أوصيت] عليه عمي أبا طالب عند الموت، شهادة أن لا إله إلا الله)).
342 - محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن إسماعيل، أبو علي البزاز
العطشي:
سمع جعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح
العكبري، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن حماد
الخشاب، ومحمد بن علي بن العباس النسائي، وإسحاق بن بنان الأنماطي، وأبا بكر
ابن داود السجستاني. حدثنا عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، والحسن بن
محمد الخلال، وعلي بن طلحة المقرئ، وأبو الفرج الطناجيري، والحسن بن علي
الجوهري. وسألت الخلال عنه. فقال: ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي في ذي الحجة وكان ثقة مأمونا.
وقال لنا الحسن بن علي الجوهري: توفي أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى
العطشي فجأة في ليلة الاثنين، ودفن في يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجة سنة
أربع وسبعين وثلاثمائة.
343 - محمد بن أحمد بن [يونس بن] يزيد، أبو بكر البزاز:
سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وبشر بن معاذ، وحميدة بن مسعدة،
والزبير بن بكار، وإبراهيم بن يوسف الكوفي. روى عنه أبو بكر بن مقسم المقرئ.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز قال نبأنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال نبأنا
396

محمد بن أحمد بن يونس البزاز قال نبأنا إبراهيم بن يوسف الكوفي قال نبأنا
الأسجعي عبيد الله عن سفيان عن سهل عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد لدغته عقرب. فقال: ((أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ
بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم يضرك شئ حتى تصبح)).
قال الشيخ أبو بكر: تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري هكذا مجودا الأسجعي.
ورواه غير واحد عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، أنه لدغته
عقرب من غير ذكر لأبي هريرة. ورواه عمر بن مدرك الرازي عن عصام بن يوسف
عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن رجل من أسلم.
وروى هذا الحديث عن سهيل عن الأسجعي عن سفيان عن مالك بن أنس، وسعيد
ابن عبد الرحمن الجمحي، ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
ورواه عن سهيل أيضا " عن أبيه عن رجل من أسلم شعبة بن الحجاج، وسفيان بن
عيينة، وخالد بن عبد الله الطحان.
ونرى أن سهيلا كان يضطرب فيه ويرويه على الوجهين جميعا ". والله أعلم.
344 - محمد بن أحمد بن أبي مقاتل، واسم أبي مقاتل: يونس، وكنية محمد:
أبو عبد الله. وهو أخو صالح بن أبي مقاتل المعروف بالقيراطي:
نزل نصيبين وحدث بها: عن عمر بن شبة. ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه،
وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن يحيى الصوفي. روى عنه عبد الله بن
عدي الجرجاني، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
* * *
وممن لم نحفظ اسم جده من أصحاب هذه الترجمة
345 - محمد بن أحمد، يعرف بابن الخشن:
حدث عن القاسم بن عبيد الله الهمداني. روى عنه محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
أخبرني علي بن أيوب القمي قال أنبأنا محمد بن عمران المرزباني قال نبأنا ابن
397

دريد قال نبأنا محمد بن أحمد البغدادي المعروف بابن الخشن قال نبأنا القاسم بن
عبيد الله الهمداني قال نبأنا الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي. قال قال علي بن
أبي طالب: إني لأستحي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم من
حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خلة لا يسدها جودي.
346 - محمد بن أحمد، أبو الحسن الشامي:
سكن بغداد. وحدث بها عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي،
والحسن بن العباس بن أبي مهران الحمال. روى عنه أبو بكر محمد بن القاسم بن
بشار الأنباري. وقال: كان رجلا من أهل الحديث رأيته في مجلس أبي.
347 - محمد بن أحمد، أبو بكر الصيدلاني:
حدث عن الحسين بن مرزوق المؤذن. روى عنه أبو الحسين بن البواب
المقرئ.
أخبرني أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال أنبأنا عبيد الله بن أحمد
ابن يعقوب المقرئ قال نبأنا محمد بن أحمد أبو بكر الصيدلاني قال نبأنا الحسين بن
مرزوق المؤذن قال نبأنا الحسن بن قتيبة الخزاعي قال نبأنا سفيان الثوري عن
محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطلب عثرات
النساء.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا علي بن عمر الحربي. قال:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو بكر الصيدلاني أول يوم من المحرم سنة إحدى
عشرة وثلاثمائة، ودفن في قنطرة [باب] بردان.
348 - محمد بن أحمد، أبو بكر النخاس، يعرف بابن الرواس:
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق. روى عنه
محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا محمد بن عبيد الله بن الشخير قال
نبأنا محمد بن أحمد النخاس قال نبأنا إسحاق بن أبي إسرائيل عن ابن المبارك عن ابن
398

أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى: (يا أخت هارون) [مريم 28]. قال كان
رجلا صالحا في بني إسرائيل حضر جنازته أربعون ألفا " ممن اسمه هارون سواه.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار. قال: نبأنا
ابن قانع: أن بن الرواس مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة في نصف المحرم
وكان ينزل باب الرصافة.
349 - محمد بن أحمد، أبو عبد الله البرزاطي:
حدث عن الحسن بن عرفة، وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار،
ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعلي بن حرب الطائي. روى عنه أبو بكر بن
شاذان.
أخبرني أحمد بن عمر بن روح قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن البزار قال
نبأنا أبو عبد الله البرزاطي قال نبأنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال نبأنا الجارود
أبو الضحاك النيسابوري عن بهز عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((أترعون عن
ذكر الفاجر؟ اذكروه. بما فيه يحذره الناس)).
350 - محمد بن أحمد، أبو سعيد المطبخي الأصبهاني:
نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن عمر بن حفص الأصبهاني حديثا " واحدا ". رواه عنه
أبو الحسن بن الجندي.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال نبأنا أحمد بن محمد بن عمران بن عروة قال نبأنا أبو سعيد
محمد بن أحمد الأصبهاني صاحب عضد الدولة من حفظه ولم يكن عنده حديث
غيره قال نبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الأصبهاني قال نبأنا أبو هدبة عن أنس بن
مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا، الذين
يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الإخوان
الملتمسون لهم العثرات)).
399

[قال المؤلف]: وكتبت هذا الحديث عن أبي سعيد محمد بن العباس بن
الفرات.
351 - محمد بن أحمد، أبو أحمد الذهلي الأحول البغدادي:
حدث عن القاسم بن محمد الخطابي صاحب هوذة بن خليفة. روى عنه عبد الله
ابن عدي وذكر أنه سمع منه بجرجان.
352 - محمد بن أحمد بن القطان، والد أبي الحسين بن القطان الفقيه:
حدث عن حرمي بن أبي العلاء المكي. روى عنه الدارقطني في كتاب ((المؤتلف
والمختلف)).
353 - محمد بن أحمد، أبو بكر المؤذن الارزي:
حدث عن أبي العباس الكديمي. روى عنه أحمد بن الفرج بن حجاج، وذكر أنه
سمع منه في وصف الجوهري.
354 - محمد بن أحمد، أبو الطيب الدجاج:
ذكره محمد بن أبي الفوارس. فقال: كان ينزل بستان حفص. وحدثنا عن أبي
شعيب الحراني، وجعفر الفريابي. وكان ثقة مولده سنة ثمانين ومائتين. ومات في
سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لخمس خلون من رجب.
355 - محمد بن أحمد، أبو الحسن الواعظ البغدادي، يعرف بصاحب الجلاء:
حدث بدمشق عن أبي بكر بن أبي داود. روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله المري
الدمشقي.
آخر ترجمة محمد بن أحمد.
* * *
400

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إبراهيم
356 - محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي، العبسي الكوفي:
وهو والد أبي بكر وعثمان والقاسم. سمع أباه أبا شيبة، وإسماعيل بن أبي خالد،
وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الحميد بن جعفر. روى عنه
يزيد بن هارون، وابنه عثمان بن محمد، وسعيد بن سليمان الواسطي.
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمد بن حميد
ابن سهيل المخرمي قال نبأنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدت في كتاب أبي
الحسين بن حبان بخط يده قال أبو زكريا - يعني يحيى بن معين -: محمد بن إبراهيم
ابن عثمان، قد رأيته ببغداد وكان رجلا جميلا ثقة كيسا " أكيس من يزيد بن هارون.
فلم أكتب عنه شيئا. وكان محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة على قضاء فارس. مات
بفارس قديما. ويزعم ولده أن أبا سعدة صاحب سعد جدهم.
وفي موضع آخر. قال أبو زكريا: قد رأيت محمد بن أبي شيبة، أبو هؤلاء شاب
جميل، وكان ثقة مأمونا مات قبل أن يكتب عنه، ولم أكتب عنه شيئا.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال نبأنا يزيد بن هارون عن محمد بن إبراهيم
- يعني أبا أبي بكر بن أبي شيبة - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا ذكر هاذم اللذات)).
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد نا محمد بن العباس أنا أحمد بن سعيد
ابن محمد نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن أبي شيبة
كان قاضيا " ببعض فارس ومات بها وهو أبو ابني أبي شيبة.
401

أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس بن سعيد قال حدثني محمد بن عثمان الأموي قال سمعت القاسم بن
محمد يقول: مات أبي سنة اثنتين وثمانين - يعني ومائة - وهو ابن سبع وسبعين.
357 - محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام ابن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب:
كان يلي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك في خلافة المنصور
عدة سنين، وتوفي ببغداد في خلافة الرشيد سنة خمس وثمانين ومائة، وكان الرشيد
إذ ذاك قد شخص عن بغداد إلى الرقة، فصلى على محمد بن إبراهيم: محمد بن
هارون الأمين وهو ولي العهد، ودفن في المقبرة المعروفة بالعباسية بباب الميدان.
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أنبأنا إبراهيم بن مخلد انه سمعه منه.
ولمحمد بن إبراهيم عقب ببغداد، وقد روى العلم عن جعفر بن محمد بن علي،
وعبد الصمد بن علي، وابن أبي ليلى، وعن عمه أبي جعفر المنصور أيضا ".
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق لفظا قال أنبأنا أبو موسى هارون بن عيسى بن
المطلب بن إبراهيم بن عبد العزيز الخطيب الهاشمي قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام الهاشمي قال نبأنا أبي قال نبأنا
جدي محمد بن إبراهيم الامام - وكان يجلس لولده وولد ولده في كل يوم خميس
يعظهم ويحدثهم - قال: أرسل إلي أمير المؤمنين المنصور بكرة واستعجلني الرسول،
فظننت ذلك لأمر حادث، فركبت إذ سمعت وقع الحافر فقلت للغلام: انظر من هذا؟
قال: أخوك عبد الوهاب، فرفقت في السير فلحقني فسلم علي فقال: أتاك رسول
هذا؟ فقلت: نعم فهل أتاك؟ قال نعم فقلت فيم ذاك ترى؟ قال تجده اشتهى خلا " وزيتا "
يريد الغداء فأحب أن نأكل معه. فقلت: ما أرى ذلك وما أظن هذا إلا لأمر، قال
فانتهينا إليه فدخلنا، فإذا الربيع واقف عند الستر، فإذا المهدي ولي العهد هو في
الدهليز جالس، وإذا عبد الصمد بن علي، وداود بن علي، وإسماعيل بن علي، وسليمان
ابن علي، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وعبد الله بن حسن بن حسن،
والعباس بن محمد. فقال الربيع: اجلسوا مع بني عمكم. قال: [فدخلنا] فجلسنا ثم
402

دخل الربيع وخرج وقال للمهدي: ادخل أصلحك الله. ثم خرج. فقال: ادخلوا
جميعا "، فدخلنا فسلمنا وأخذنا مجالسنا، فقال للربيع: هات دوي وما يكتبون فيه،
فوضع بين يدي كل واحد منا دواة وورقا، ثم التفت إلى عبد الصمد بن علي. فقال:
يا عم حدث ولدك وإخوتك و بنى أخيك بحديث البر والصلة.
فقال عبد الصمد بن علي: حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس. عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ويعمران الديار ويثريان الأموال ولو
كان القوم فجارا ")). ثم قال: يا عم الحديث الآخر. فقال عبد الصمد بن علي.
حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن البر والصلة
ليخففان سوء الحساب يوم القيامة)). ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذين يصلون ما
أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) [الرعد 21]. فقال
المنصور: يا عم الحديث الآخر. فقال عبد الصمد بن علي.
حدثني أبي عن جدي. عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان في بني إسرائيل ملكان أخوان على
مدينتين، وكان أحدهما برا برحمه، عادلا على رعيته، وكان الآخر عاقا " برحمه، جائرا
على رعيته، وكان في عصرهما نبي فأوحى الله تعالى إلى ذلك النبي: أنه قد بقي من
عمر هذا البار ثلاث سنين، وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة. قال: فأخبر النبي
رعية هذا ورعية هذا، فأحزن ذلك رعية العادل وأحزن ذلك رعية الجائر. قال ففرقوا
بين الأطفال والأمهات، وتركوا الطعام والشراب، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله
أن يمتعهم بالعادل، وأن يزيل عنهم أمر الجائر، فأقاموا ثلاثا، فأوحى الله إلى ذلك
النبي: أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم وأجبت دعاءهم، فجعلت ما بقي من عمر هذا
البرا لذلك الجائر، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار. قال: فرجعوا إلى بيوتهم،
ومات العاق لتمام ثلاث سنين، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) [فاطر
11]. ثم التفت المنصور إلى جعفر بن محمد. فقال: يا أبا عبد الله حدث إخوتك
وبني عمك بحديث أمير المؤمنين علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في البر. فقال جعفر بن محمد:
403

حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن علي بن أبي طالب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما من ملك يصل رحمه وذا قرابته، ويعدل على رعيته، إلا شد الله له ملكه وأجزل له
ثوابه، وأكرم مآبه، وخفف حسابه)).
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري من شيرازي
يذكر: أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال نبأنا أحمد بن يونس الضبي قال
حدثني أبو حسان الزيادي. قال: سنة خمس وثمانين ومائة فيها مات محمد بن
إبراهيم الهاشمي، لإحدى عشرة بقين من شوال.
358 - محمد بن إبراهيم بن معمر بن الحسن، أبو بكر الهذلي، مولى بني تميم:
كان هروي الأصل وهو أخو أبي معمر إسماعيل، وأبي الهذيل إسحاق. سمع
سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر، وعبد الله بن عبد القدوس ويحيى
ابن سليم الطايفي، وحماد بن خالد الخياط. روى عنه أحمد بن القاسم بن مساور
الجوهري، ولا أعلم روى عنه غيره.
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الخنداني الأصبهاني بها قال
نبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا أحمد بن القاسم بن مساور
الجوهري قال نبأنا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر قال نبأنا سفيان بن عيينة عن
إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس. قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب
يدعوني إلى السحور. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الغداء المبارك.
قال الطبراني: لا نعلم رواه عن بن عيينة إلا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي قال نبأنا بكر بن سهل
قال نبأنا عبد الخالق بن منصور. قال: سئل يحيى بن معين عن أبي معمر الكرخي.
فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه وهو وأخوه من أهل الحديث.
قرأت في سماع محمد بن أبي الفوارس عن محمد بن العباس العصمي عن أحمد
ابن محمد بن ياسين الهروي قال سمعت موسى بن هارون يقول: محمد بن إبراهيم
أخو أبي معمر صدوق لا بأس به.
404

359 - محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الأنماطي، المعروف بمربع، صاحب
يحيى بن معين:
كان أحد الحفاظ الفهماء. وحدث عن أبي سلمة التبوذكي، وأبي حذيفة النهدي،
وأبي الوليد الطيالسي، وأبو بكر بن أبي الأسود، وأحمد بن يونس، وسعيد بن أسد
ابن موسى. روى عنه محمد بن غالب المعروف بالتمتام، وقاسم بن زكريا المطرز،
ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد
الدوري، في آخرين.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمد بن مخلد
العطار قال أنبأنا محمد بن إبراهيم مربع قال نبأنا موسى بن إسماعيل قال نبأنا سعيد
ابن زيد قال نبأنا عمرو بن مصعب بن الزبير عن عروة عن عائشة. قالت: كان النبي
صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا محمد بن عبد الله بن المطلب قال نبأنا
الحسن بن محمد بن شعبة قال حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي مربع. قال: كنت
عند أحمد بن حنبل وبين يديه محبرة. فذكر أبو عبد الله حديثا " فاستأذنته بأن أكتبه من
محبرته فقال لي: أكتب يا هذا فهذا ورع مظلم.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول بلغني عن جعفر بن محمد بن كزال. قال: كان
يحيى بن معين يلقب أصحابه، فلقب محمد بن إبراهيم. بمربع، والحسين بن محمد
بعبيد العجل، وصالح بن محمد بجزرة، ومحمد بن صالح بكيلجة، وعلي بن عبد
الصمد بعلان ما غمه. قال وهؤلاء من كبار أصحابه وحفاظ الحديث.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: محمد بن
إبراهيم الأنماطي يعرف بمربع، كان حافظا بغداديا له تصنيف وتاريخ. حدث عنه أبو
محمد بن صاعد، وابن مخلد، وغيرهما.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: مات أبو جعفر محمد بن إبراهيم مربع
الأنماطي، في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ومائتين. وقد وهم محمد بن مخلد في
هذا، إنما ذاك محمد بن عبد الله بن عتاب مربع مات سنة ست وثمانين ومائتين وأما
أبو جعفر هذا: فمات قديما.
405

أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا عبد
الباقي بن قانع: أن محمد بن إبراهيم مربعا الأنماطي مات في سنة ست وخمسين
ومائتين.
360 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن قحطبة، أبو عبد الله
المؤدب، يعرف بالقحطبي:
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنيني ومعاوية بن عمرو الأزدي، روى عنه إسحاق بن
إبراهيم بن سنين الختلي، وأبو الاذان عمر بن إبراهيم الحافظ، وقاسم بن زكريا
المطرز. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن إبراهيم القحطبي بغدادي، كتبت
عنه مع أبي وهو صدوق. كتب لنا إبراهيم بن أورمة بخطه ما سمعناه منه.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري قال أنبأنا عيسى بن حامد بن بشر قال نبأنا
قاسم بن زكريا قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن قحطبة المؤدب قال نبأنا إسحاق بن
إبراهيم الحنيني قال نبأنا مالك عن الزهري عن أنس بن مالك. قال: رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى خيبر على حمار يصلي يومئ إيماء.
قال الشيخ أبو بكر: روى هذا الحديث أبو الحسن الدارقطني عن أبي محمد بن
السبيعي عن قاسم. ويقال: إن الحنيني تفرد بروايته عن مالك، وتفرد به أيضا "
القحطبي عنه، وقد تابعه علي بن زيد الفرائضي فرواه عن الحنيني كذلك وهو وهم،
إنما حدث به مالك عن عمرو بن يحيى عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن ابن عمر،
كذلك هو في الموطأ. بلغني: أن القحطبي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين،
وكان يلقب حموس.
361 - محمد بن إبراهيم بن حفص، أبو سفيان الترمذي:
قدم بغداد وحدث بها عن الجارود بن معاذ. روى عنه محمد بن مخلد. وذكر أنه
سمع منه في سنة اثنتين وستين ومائتين.
362 - محمد بن إبراهيم بن هدي الأنباري:
هكذا رأيته بخط الدارقطني مضبوطا، حدث عن يعلى بن عبيد الطنافسي. روى
عنه يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.
406

أخبرنا علي بن أبي علي قال نبأنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق التنوخي قال
نبأنا أبي قال نبأنا محمد بن إبراهيم الأنباري قال نبأنا يعلى بن عبيد قال نبأنا
الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: ما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في
العشر قط.
363 - محمد بن إبراهيم أبو بكر البرمكي البغدادي، يعرف بالحكيمي:
حدث عن هوذة بن خليفة. روى عنه الحسن بن أحمد بن صالح الزيات
الواسطي.
364 - محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي:
من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة،
وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا "، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن
الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه
محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وقال لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى
عيسى بن أبان القاضي.
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين
السلمي قال سمعت محمد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قال قال أبو
حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها
يا صوفي.
حدثني عبد العزيز بن أبي الحسن القرمسيني قال سمعت أبا الحسن علي بن عبد
الله بن الحسن الهمداني بمكة يقول حدثنا الخلدي قال: كان لأبي حمزة مهر قد رباه،
وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا
حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة إيش كنت تعمل في أمرها؟ قال: كان إذا
رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال أنبأنا محمد بن الحسين بن
407

موسى النيسابوري قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت خيرا " النساج يقول:
سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقفت على راهب، فقلت: هل
عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال سمعت أبا عبد
الرحمن السلمي يقول سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا " النساج
يقول: لأستحي من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون
سعي على الشبع زادا " أتزوده
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قال حدثني أبو بدر
الخياطي الصوفي قال سمعت أبا حمزة يقول: سافرت سفرة على التوكل، فبينما أنا أسير ذات
ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج
لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينا أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال
أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قال: نطمها. قال فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو
بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شئ جعلاه على رأسها غطوها
به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي
فلما كان الغد ناداني شئ - يهتف بي ولا أراه - تمسك بي شديدا "، فمددت يدي
فوقعت على شئ خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا
هو سبع، فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا
حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال سمعت أحمد بن
محمد بن عبد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
الحافظ يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي
الدمشقي: أنه لما أخرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى * وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما * تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة * فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه * وذا عجب كون الحياة مع الحتف
408

قال الشيخ أبو بكر: كذا قال في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا
أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي
وقع في البئر في البادية وهو أبي حمزة الخراساني، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة
البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري
قال سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قال
جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي
في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيد هل تتغير
الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قال: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك
العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى
وهو يقول:
كما ترى صيرني * قطع قفار الدمن
شردني عن وطني * كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا * وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما * يشهد أو تشهدني
أخبرني أحمد بن علي المحتسب قال أنبأنا محمد بن الحسين بن موسى
النيسابوري قال سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف
البغدادي قال سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر،
فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصدية تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق،
وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة
وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله،
فلما فرغ من أكله. قال: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي لفظا قال سمعت غالب بن علي
الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون
إلى موضع من المواضع، فبلغوا ذلك الموضع، فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة
لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه
409

الباب من غير معالجة أجد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو
حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت، ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أخبرني أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني قال نبأنا إبراهيم بن أحمد بن
محمد الطبري قال نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قال نبأنا أبو سعيد
الزيادي قال: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه
المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم
يسبقه إلى الكلام بهذا على رؤوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند
الناس إلى أن توفي، وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قال: أبو حمزة البزاز
محمد بن إبراهيم من أقران سرى السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول
الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.
365 - محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم، أبو أمية:
سكن طرسوس. فقيل له: الطرسوسي وهو بغدادي. سمع عمر بن يونس
اليمامي، وعمر بن حبيب القاضي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وعثمان بن عمر
ابن فارس، وأبا عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة
ابن عقبة، وحسين بن محمد المروروذي، وعبيد الله بن موسى العبس، وإسحاق بن
منصور السلولي، وأسود بن عامر شاذان، وأبا نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي،
ومعلي بن منصور الرازي. روى عنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن خلف وكيع
القاضي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي،
وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي
غير مرة قال نبأنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي قال نبأنا محمد
410

ابن إبراهيم الطرسوسي قال نبأنا إسحاق بن منصور السلولي قال نبأنا إسرائيل عن
جابر عن ابن بريدة عن أبيه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه
بأشد من ذهاب بصره، وما ذهب بصر عبد فصبر إلا دخل الجنة)).
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي وأبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن
الفراء. قالا: أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزار قال نبأنا يحيى بن محمد بن
صاعد قال نبأنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم - ببغداد قبل أن يخرج - قال نبأنا
أبو عاصم النبيل.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا القاسم بن
إسماعيل وأبو بكر النيسابوري: قالا: نبأنا أبو أمية الطرسوسي محمد بن إبراهيم قال
نبأنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
قال أبو بكر النيسابوري: قول أبي أمية عن سعيد بن المسيب وهم منه في هذا
الحديث. وقول أبي عاصم فيه: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. وهم من أبي عاصم
لكثرة من رواه عنه هكذا.
قال الشيخ أبو بكر: روى هذا الحديث عبد الرزاق بن همام. وحجاج بن محمد
عن ابن جريج عن ابن شهاب عن أبي سلمة وحده. وكذلك رواه الأوزاعي، وعمرو
ابن الحارث، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد،
وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد وعبيد الله بن أبي زياد، وإسحاق بن راشد،
ومعاوية بن يحيى الصدفي، والوليد بن محمد الموقري، عن الزهري. واتفقوا كلهم -
وابن جريج منهم - على أن لفظه: ((ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت أن
يتغنى بالقرآن)).
وأما المتن الذي ذكره أبو عاصم فإنما يروي عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك
عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم.
411

أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: قدم أبو أمية
الطرسوسي بغداد فسمعوا منه. حدثني محمد بن يوسف النيسابوري قال أنبأنا
الخصيب بن عبد الله القاضي قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال
أخبرني أبي قال: محمد بن إبراهيم بن مسلم بغدادي سكن طرسوس. أخبرنا أحمد
ابن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه قال نبأنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن أبي أمية
الثغري فقال: ثقة.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال. قال: أبو أمية محمد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدا "، كان إماما " في
الحديث مقدما في زمانه.
حدثني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن
محمد بن خالد الأزدي قال نبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي
قال نبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى. قال: محمد بن
إبراهيم بن مسلم يكنى أبا أمية، بغدادي أقام بطرسوس. ويقال: إنه من أهل سجستان
كان من أهل الرحلة، فهما بالحديث، وكان حسن الحديث، توفي بطرسوس في
جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على أبي الحسن
ابن المنادى وأنا أسمع. قال. وجاءنا نعي أبي أمية محمد بن إبراهيم من طرسوس في
شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وكان له مذ مات نحو شهرين.
366 - محمد بن إبراهيم بن كثير، أبو عبد الله الصيرفي البابشامي:
نسب إلى نزوله باب الشام، ويقال له أستاذ ليث. روى عنه عن أبي نواس الشاعر
حديثان مسندان وهما.
ما أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال نبأنا إسماعيل بن علي أبو القاسم
الخزاعي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ببغداد بباب الشام
سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال نبأنا أبو نواس الحسن بن هانئ قال نبأنا حماد بن
412

سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يموتن
أحدكم حتى يحسن ظنه بالله، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة)).
وأخبرنا هلال بن محمد قال نبأنا إسماعيل بن علي قال نبأنا أبو عبد الله محمد
ابن إبراهيم بن كثير. قال: دخلنا على أبي نواس نعوده في مرضه الذي مات فيه،
فقال له عيسى بن موسى الهاشمي: يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا وأول
يوم من أيام الآخرة وبينك وبين الله هنات فتب إلى الله. قال [لهم] أبو نواس:
أسندوني، فلما استوى جالسا ". قال: إياي تخوف بالله.
وقد حدث حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك. قال قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي شفاعة، وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة)).
أفترى لا أكون منهم؟.
قال الشيخ أبو بكر: لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي
الخزاعي وإسماعيل غير ثقة.
367 - محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن جناد، أبو بكر المنقري:
يقال: إن أصله من مرو الروذ. سمع مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وأبا الوليد
الطيالسي، وأبا عمر الحوضي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومحمد بن أبي
غالب. روى عنه موسى بن هارون، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبو عبد الله
الحكمي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن العباس بن نجيح البزاز، وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نبأنا محمد بن العباس بن نجيح قال نبأنا محمد بن
غالب بن حرب ومحمد بن إبراهيم بن جناد. قالا: نبأنا مسلم بن إبراهيم.
وأخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا عبد
الله بن محمد البغوي قال حدثني محمد بن إبراهيم بن جناد قال نبأنا مسلم قال نبأنا
413

شعبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((لا يسافر بالقرآن فإني
أخاف أن يناله العدو)) لفظ البغوي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال
نبأنا محمد بن إبراهيم بن جناد قال نبأنا محمد بن أبي غالب قال نبأنا هشيم عن
العوام بن حوشب. قال قال إبراهيم التيمي. رأيت في المنام كأني ورد بي على نهر.
فقيل لي: اشرب واسق من شئت كما صبرت وكنت من الكاظمين.
أخبرنا عي بن محمد الدقاق قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم الضبي عن أبي العباس
ابن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: أبو بكر بن جناد
عدل ثقة مأمون.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع قال: وجاءنا الخبر بموت أبي بكر محمد بن إبراهيم بن جناد البزاز أنه
توفي بين السيالة والمدينة سنة ست وسبعين.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا بن قانع: أن أبا بكر محمد بن إبراهيم
ابن جناد مات في طريق مكة في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين.
368 - محمد بن إبراهيم بن يوسف، أبو حمزة المروزي:
سكن بغداد وانتخب عليه عبيد العجل، وحدث عن عبدان بن عثمان، وعلي بن
الحسن بن شقيق المروزيين وعلي بن بحر بن بري. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو
عمرو السماك، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا أبو
حمزة المروزي محمد بن إبراهيم قال نبأنا علي بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا ابن
المبارك قال أنبأنا يونس بن زيد عن عطاء الخراساني. قال قال أبو الدرداء: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول من سلك طريقا يطلب به علما سلك الله به طريقا " إلى الجنة،
وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا " عنه، وإنه ليستغفر له من في السماوات
ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء، ولفضل العالم على العابد كفضل القمر
ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء هم ورثة الأنبياء)).
414

369 - محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد، أبو بكر الحلواني قاضي بلخ:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي، وأحمد بن عبد الملك بن واقد
الحراني، وعلي بن بحر القطان، وسعيد بن أشعث السمان، ومحمد بن إسماعيل بن
عياش، وموسى بن محمد المقدسي، ومحمد بن جعفر الفيدي. روى عنه: إسماعيل
ابن محمد الصفار. ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وحمزة بن
محمد الدهقان. وكان ثقة.
أخبرنا هلال بن محمد الحفار قال نبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز إملاء قال نبأنا محمد بن إبراهيم الحلواني قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن
عياش قال حدثني أبي قال نبأنا ضمضم بن زرعة عن شريح عن عبيد عن عبد
الرحمن بن عايذ أن أبا برزة بن أبي موسى حدثه عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
((رأيت رجالا تقرض جلودهم بمقاريض من نار قلت: ما شأن هؤلاء؟ فقال: هؤلاء
الذين يتزينون إلى مالا يحل لهم، ورأيت حبا " خبيث الريح وفيه صياح فقلت: ما هذا؟
قال: هن نساء يتزين إلى مالا يحل لهن، ورأيت قوما " اغتسلوا في ماء الحياة قلت: ما
هؤلاء؟ قال: ((هم قوم خلطوا عملا صالحا " وآخر سيئا ")).
370 - محمد بن إبراهيم بن هاشم بن مشكان:
حدث عن أبيه. روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
371 - محمد بن إبراهيم بن ميمون، أبو عبد الله الدهان:
حدث عن بشار بن موسى الخفاف. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر بن
الجعابي.
372 - محمد بن إبراهيم بن حمدون، أبو الحسن الخزاز الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن أبي زياد القطواني، وأبي كريب محمد بن
العلاء الهمذاني، ويعيش بن الجهم الحديثي، وعثمان بن يحيى الصياد. روى عنه عبد
الرحمن بن العباس والد أبي طاهر المخلص، وعبد الله بن إبراهيم بن ما نسي، وعثمان
ابن أحمد بن سمعان الرزاز.
415

أخبرني عبد الله بن علي بن محمد القرشي قال أنبأنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب
قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن حمدون الخزاز الكوفي قال نبأنا أبو كريب قال نبأنا
محمد بن عمر قال نبأنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن المسور بن مخرمة عن عتاب بن أسيد. قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرص أعناب
ثقيف كما تخرص النخل ثم يؤدى زكاته زبيبا " كما يؤدى زكاة النخل تمرا ".
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال قرأنا على أحمد بن الفرج بن حجاج الوراق
عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: توفي أبو الحسن محمد بن إبراهيم
ابن حمدون الرواسي الخزاز ببغداد ليلة الأربعاء، ودفن غداة الأربعاء أول يوم من
جمادى الآخرة سنة سبع وستين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
373 - محمد بن إبراهيم بن أيوب، أبو عبد الله البزاز:
حدث عن أحمد بن إبراهيم الموصلي. روى عنه علي بن محمد بن المعلى
الشونيزي.
أخبرنا أبو [بكر] محمد بن الفرج بن علي البزار قال نبأنا علي بن محمد
الشونيزي إملاء قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أيوب البزاز قال نبأنا
أحمد بن إبراهيم الموصلي قال نبأنا خلف - يعني ابن خليفة - عن أبي مالك بن طارق
عن ربعي بن حراش عن حذيفة. قال: يوشك أن يدرس الإسلام كما يدرس وشي
الثوب، ويقرأ الناس القرآن لا يجدون له حلاوة، فيبيتون ليلة ويصبحون وقد أسرى
بالقرآن وما كان قبله من كتاب، حتى ينتزع من قلب شيخ كبير، وعجوز كبيرة، فلا
يعرفون وقت صلاة ولا صيام ولا نسك، حتى يقول القائل منهم: إنا سمعنا الناس
يقولون: لا إله إلا الله. فقال صلة بن زفر: فما يغني عنهم قول لا إله إلا الله وهم
لا يعرفون وقت صلاة ولا صوم ولا نسك؟
فقال له حذيفة: ما قلت يا صلة؟ قال: قلت كذا وكذا. قال: ينجون من النار يا
صلة.
374 - محمد بن إبراهيم، أبو بكر بن القربى البزاز:
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال أنبأنا الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
416

سعيد. قال: محمد بن إبراهيم أبو بكر البغدادي بن القربى البزاز، سمع أبا همام
الوليد بن شجاع، والخليل بن عمرو، ومحمد بن علي بن خلف، وهذه الطبقة.
وكان صاحب حديث.
375 - محمد بن إبراهيم الرفاء:
حدث عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري. روى عنه أبو بكر بن سلم الختلي.
أخبرنا أبو نعيم إبراهيم بن سعيد قال نبأنا أبو الجواب عن مسعر عن عاصم بن
عبيد الله عن سالم عن بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب. قال أبو نعيم:
هكذا حدثناه وهو وهم.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا الحديث إنما رواه أبو الجواب عن سفيان الثوري لا عن
مسعر. ويقال: إن أبا الجواب تفرد بروايته عن الثوري.
أخبرناه أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان قال نبأنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا الحسين بن علي المعمري قال نبأنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري قال نبأنا الأحوص بن جواب قال نبأنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن
سالم عن ابن عمر. قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب: ثوبين سحوليين، وبرد
حبرة.
376 - محمد بن إبراهيم البرجلاني:
حدث عن أبيه عن بشر بن الحارث. روى عنه محمد بن علي بن يحيى البزار.
377 - محمد بن إبراهيم بن أبان بن ميمون، أبو عبد الله السراج:
سمع يحيى بن عبد الحميد الحماني، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحكم بن
موسى، وسريج بن يونس، وإسحاق بن [أبي] إسرائيل. روى عنه أبو حفص بن
الريان، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن زيد بن مروان الأنصاري، وغيرهم.
وكان ثقة.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
قال نا الصفار قال نبأنا بن قانع. قالا: سنة خمس وثلاثمائة مات محمد بن إبراهيم بن
أبان السراج.
417

وأخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى وأنا أسمع: أن محمد بن إبراهيم السراج توفي سنة ست وثلاثمائة.
378 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق، أبو بكر، يعرف بالفاذجاني:
وهو أصبهاني سكن بغداد وحدث بها عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي،
وأسيد بن عاصم، وأحمد بن عصام الأصبهانيين. روى عنه أبو بكر بن مالك
القطيعي، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشى.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا
محمد بن إبراهيم الأصبهاني - جار أبي بكر بن أبي داود - قال نبأنا أبو مسعود قال
أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة. أن عليا " قال لأبي
بكر: والله ما منعنا أن نبايعك إنكارا " منا لفضلك، ولا تنافسا " منا عليك لخير ساقه الله
إليك. وذكر الحديث.
379 - محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو جعفر الجرجاني، يعرف بابن
الشلاثائي:
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أبو
جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الجرجاني يعرف بابن الشلاثائي كتب عنه ابن
أبي غالب ببغداد قال نبأنا محمد بن علي بن زهير قال نبأنا عفان بن مسلم قال نبأنا
حماد بن سلمة قال أنبأنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) [يونس 26]. قال:
((إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله
مزيدا يريد أن ينجزكموه. فيقولون: ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا
الجنة، ويخرجنا من النار؟ فيرفع الحجاب فينظرون إلى الله فوالله ما أعطاهم الله أحب
إليهم ولا أقر لأعينهم من النظر إليه)). وحدث أبو جعفر هذا أيضا " عن الحسين بن
عيسى البسطامي.
418

380 - محمد بن إبراهيم بن هارون، أبو العباس الدقاق:
من أهل سر من رأى حدث عن الحسن بن عرفة العبدي، وعلي بن مسلم
الطوسي، ومحمد بن حرب المقرئ، والحسن بن عليل العنزي. روى عنه أبو علي بن
حبش الدينوري.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب - من أصله - قال أنبأنا أبو علي بن حبش المقرئ
بالدينور قال نبأنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن هارون الدقاق بسامرا في سنة
ست وثلاثمائة. قال نبأنا علي بن مسلم الطوسي.
381 - محمد بن إبراهيم بن إدريس بن جامع، أبو أحمد البوراني:
حدث عن محمد بن الحسين بن إشكاب. روى عنه علي بن عمر بن محمد
السكري.
382 - محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الغزال، يلقب: سمسمة:
حدث عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. روى عنه أبو بكر أحمد بن
إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أبو
جعفر محمد بن إبراهيم الغزال في مسجد الرصافة قال نبأنا محمد بن عبد الله
المخرمي قال نبأنا علي بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا أبو حمزة عن جابر عن عامر عن
مسروق عن أبي بكر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة سيئ الملكة، وملعون
من صار مسلما " أو غره)).
قال الشيخ أبو بكر: كذا قال عامر عن مسروق عن أبي بكر. والمحفوظ بهذا
الإسناد عن عامر عن مرة الهمداني عن أبي بكر، وذكر مسروق لا وجه له.
أخبرناه أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال نبأنا ابن الحسن
ابن شقيق قال نبأنا أبو حمزة السكري عن جابر الجعفي عن عامر عن مرة الهمداني
419

عن أبي بكر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة سيئ الملكة)). وهكذا رواه
فرقد السبخي عن مرة عن أبي بكر الصديق.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا علي بن عمر الحربي قال
وجدت في كتاب أخي: مات أبو جعفر الغزال المعروف بسمسمة سنة ثمان وثلاثمائة
في النصف من رجب يوم الجمعة، ودفن قبل الصلاة.
383 - محمد بن إبراهيم بن آدم بن أبي الرجال، أبو جعفر الصلحي:
سكن بغداد وحدث بها عن بشر بن هلال الصواف، ومحمد بن الصباح
الجرجرائي، وأزهر بن جميل البصري. روى عنه أبو بكر بن سالم الختلي، وعمر بن
جعفر البصري الحافظ، وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز المعروف بالمحاسني،
ومحمد بن المظفر، وغيرهم. وكان ثقة أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن
محمد بن جعفر: أن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال مات في سنة عشر وثلاثمائة.
384 - محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الأطروش البرتي الكاتب:
سمع محمد بن حاتم الزمي، وأبا عمر الدوري، ويحيى بن أكثم القاضي
وغيرهما.
روى عنه: القاضي أبو بكر بن الجعابي، وعبد الله بن الحسن بن النخاس، وأبو
الحسين بن البواب المقرئ، [وعلي بن...] أحاديث مستقيمة.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ قال
حدثني محمد بن إبراهيم البرتي أبو جعفر الأطروش قال نبأنا يحيى بن أكثم قال نبأنا
محرز بن الوضاح - شيخ مروزي قديم - قال نبأنا إسماعيل بن أمية عن الحارث بن
عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي
سعيد الخدري. قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من شعير، أو صاعا من
أقط.
420

أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا بن قانع: أن أبا جعفر البرتي مات في
شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال نبأنا علي بن عمر الحربي قال
وجدت في كتاب أخي: مات أبو جعفر البرتي الأطروش وكان يقول [إنه] ينزل
درب ثوابة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان يوم
الأربعاء.
385 - محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله، أبو عبد الله الطيالسي الرازي:
كان جوالا. حدث ببغداد، وبمصر، وطرسوس، وسكن قرميسين، وعمر عمرا "
طويلا، كان يحدث عن إبراهيم بن موسى الفراء، والمعافى بن سليمان الرسغنى،
ويحيى بن معين، وعبد الله بن عمر القواريري، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن
حكيم الأودي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي غسان ذبيح، وهارون بن عبد الله
البغدادي، وأبي سلمة المخزومي، و عبد الكريم بن أبي عمير الدهقان، وعبد الرحمن
ابن يونس الرقي وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن محمد
ابن شعبة، ومكرم بن أحمد القاضي، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو بكر بن
الجعابي. في آخرين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا مكرم بن أحمد القاضي قال نبأنا محمد
ابن إبراهيم بن زياد الرازي قال نبأنا إبراهيم بن موسى قال نبأنا عباد بن العوام قال
نبأنا عمر بن إبراهيم. قال نبأنا قتادة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد
المطلب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال أمتي على الفطرة ما لم ينتظروا بصلاة
المغرب اشتباك النجوم)).
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال نبأنا أبو
الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ قال حدثني أبي قال نبأنا محمد بن إبراهيم
- يعني الطيالسي - قال نبأنا إبراهيم بن موسى الفراء. قال نبأنا ابن أبي زائدة
421

عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن البراء قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة
رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن
على رؤوسنا الطير. فذكر مثل حديث المنهال عن البراء.
قال محمد بن إبراهيم: سألني عن هذا الحديث موسى بن هارون ببغداد فحدثته.
أخبرنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي قال أنبأنا زياد قال نبأنا
أحمد الحسين بن علي بن محمد النيسابوري قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن زياد
قال نبأنا أحمد بن منيع قال نبأنا محمد بن حيان البغوي - وكان جارنا - قال نبأنا
مالك بن أنس قال نبأنا هشيم بن أبي خازم عن يعلى بن عطاء عن عمارة بن حديد
عن صخر الغامدي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها))
قال الشيخ أبو بكر: تفرد برواية هذا الحديث عن مالك، أبو الأحوص البغوي،
ولم يروه عن أحمد بن منيع موصولا هكذا سوى محمد بن إبراهيم بن زياد وأخطأ
فيه. والصواب ما.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز وأبو
الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وآخرون. قالوا: نبأنا عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز قال حدثني جدي أحمد بن منيع قال نبأنا أبو الأحوص محمد بن حيان
البغوي عن مالك بن أنس عن هشيم بن أبي خازم عن يعلى بن عطاء عن عمارة بن
حديد. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).
لم يذكر فيه صخرا ". وكان عبد الله بن محمد البغوي لا يحدث بهذا الحديث إلا
في كل سنة مرة واحدة.
أخبرنا محمد بن عيسى البزاز قال نبأنا صالح بن أحمد الحافظ قال: محمد بن
إبراهيم بن زياد الرازي نزيل قرميسين، حدثنا عنه أحمد بن محمد المقرئ ومحمد بن
أحمد الصفار. سمعت أبا جعفر - يعني الصفار - يقول: تكلموا فيه وكان فهما
بالحديث مسنا ". وقال صالح سمعت أبي يقول: كتب ابن وهب الدينوري، وأفسد
422

حاله بمرة فذكرت ذلك لأبي جعفر. فقال: ابن وهب يتكلم في الناس وله في نفسه
من الشغل مالا يتفرغ لغيره.
قال صالح: وإسماعيل أبا جعفر يقول: توهمت أن الناس لا يحملون حديثه لضعفه.
أنبأني أحمد بن علي اليزيدي قال أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ. قال
محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي عمر الكثير، وكان يروي عن المعافى بن سليمان
الرسعني، وأمية بن بسطام العبسي، وإبراهيم بن حمزة الزهري. فالله أعلم أشرها كان
ذلك منه أم صدقا "؟
قال الشيخ أبو بكر: قد كان محمد بن إبراهيم حيا [سنة] ثلاث عشرة
وثلثمائة.
سألت أبا حازم عمر بن أحمد الحافظ ذكره فقال: لو أنه اقتصر على سماعه لكان
له فيه مقنع، لكنه حدث عن شيوخ لم يدركهم. أو قال كلاما هذا معناه.
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه: محمد بن إبراهيم بن زياد متروك،
وفي موضع آخر: ضعيف. سألت عنه أبا بكر البرقاني فقال: بئس الرجل.
386 - محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال، أبو عبد الله اليماني، نزيل
المصيصة:
وهو من صعدة اليمن. قدم بغداد وحدث بها عن علي بن مسلم الهاشمي. روى
عنه حبيب بن الحسن بن داود القزاز.
أخبرنا علي بن المظفر الأصبهاني قال نبأنا حبيب بن الحسن بن داود القزاز إملاء
قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن بطال الصعدي - قدم علينا من صعدة وهي من طريق
اليمن - قال نبأنا علي بن مسلم الهاشمي قال حدثني عبد الرحمن بن
يحيى الصيداوي قال نبأنا إبراهيم بن أبي بكر بن عياش. قال: بكيت عند أبي حين
حضرته الوفاة، فقال لي: ما يبكيك؟ أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم فيها
القرآن كل ليلة. وحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الجلي وغيره من أهل المصيصة عن
محمد بن إبراهيم عن سلمة بن شبيب، ومحمد بن آدم المصيصي، والحسين بن علي
423

ابن الأسود الكوفي، وأحمد بن يحيى الجلاب البغدادي، والعباس بن الوليد بن مزيد
البيروتي ونحوهم.
387 - محمد بن إبراهيم، أبو نصر الكسائي السمرقندي:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن حميد العكي، وأبي العباس بن قتيبة
العسقلاني، ونحوهما. روى عنه أبو عمرو بن السماك حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي
ابن أبي طالب وغير ذلك. وحدث عنه أيضا " عمر بن محمد بن عبد الله بن قيوما
النهرواني.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال أنبأنا عمر بن محمد بن عبد الله البندار
المعروف بابن قيوما المعدل بالنهروان قال نبأنا أبو نصر محمد بن إبراهيم السمرقندي
قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن أيوب ببيت المقدس قال نبأنا جعفر بن محمد قال نبأنا
سليمان بن عبد العزيز بن مروان قال حدثني أبي عن محمد بن عبد الله بن الحسن
عن علي بن الحسين عن أبيه. أن عليا " قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة
على كل مسلم)).
388 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحكم، أبو عبد الله الطرسوسي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي. روى عنه محمد
ابن إسماعيل الوراق، وأبو حفص بن شاهين. وذكر أبو حفص: أنه سمع منه في سنة
خمس عشرة وثلاثمائة.
389 - محمد بن إبراهيم بن نيروز، أبو بكر الأنماطي:
سمع عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن عمر بن نافع
المصري، ومحمد بن عوف الحمصي، ويزيد بن محمد أبا فروة الرهاوي. روى
عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي،
ومحمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي، ومحمد بن عبيد الله بن
424

الشخير الصيرفي، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر
القواس.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه
الثقات.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي ابن نيروز الأنماطي في رمضان سنة ثمان
عشرة وثلاثمائة.
وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن ابن نيروز مات
في سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
390 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي الحجيم. أبو كثير الشيباني
البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن جميل بن الحسن، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن
سليمان، ووفاء بن سهل المصريين، ومحمد بن إسماعيل بن سالم المكي الصائغ.
روى عنه محمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن
حيويه، وأبو حفص بن شاهين.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: سألت
أبا محمد بن غلام الزهري عن محمد بن إبراهيم بن أبي الحجيم فقال هو ثقة.
391 - محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين، أبو الحسن البزار:
كان ينزل بدرب الزعفراني. وحدث عن يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن
الوليد البسري، وأحمد بن منصور زاج، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأحمد
ابن عبد الجبار العطاردي. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن
الدارقطني وعمر بن إبراهيم الكتاني، ويوسف القواس.
وحدثني الخلال: أن يوسف ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي. قال: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي
يذكر: أن ابن شاهين هذا مات فجأة - وقد خرج من الحمام - في عاقبة يوم الاثنين
لخمس خلون من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة.
425

392 - محمد بن إبراهيم بن عبد الملك، أبو جعفر الواسطي:
حدث ببغداد عن أبي هشام الرفاعي أحاديث مستقيمة. روى عنه أبو الطيب
عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب الإمام.
393 - محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله القصار الرازي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثه عن الحسن بن علي بن زياد السري في سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
394 - محمد بن إبراهيم بن العباس، أبو هشام الطائي الملطي:
حدث بعكبرا عن إبراهيم بن عبد الله بن زاذ فروخ الفارسي. روى عنه محمد بن
عبد الله بن بخيت العكبري.
أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن بزهان البغدادي بصور قال
أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق قال نبأنا أبو هشام محمد بن
إبراهيم بن العباس الطائي الملطي بعكبرا قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن زاذ فروخ
الفارسي قال نبأنا يحيى بن شبيب السلمي قال نبأنا حميد الطويل عن أنس بن مالك.
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دخلت الجنة فتناولت تفاحة وكسرتها فخرج منها حوراء أشفار
عينيها كريش النسر، قلت: لمن أنت؟ قالت: لعثمان بن عفان)).
395 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن دينار، أبو الحسن المعدل،
يعرف بابن حبيش، لأن أحمد جده كان يلقب حبيشا ":
حدث عن محمد بن شجاع الثلجي، وعباس الدوري، وإبراهيم بن عبد الله
القصار الكوفي، وإسحاق بن الحسن الحربي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وعبد
الرحمن بن عمر بن حميد الخلال، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وغيرهم. وكان
يسكن درب يعقوب بن سوار.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الدارقطني. قال: محمد بن
إبراهيم بن حبيش شيخنا لم يكن بالقوي.
426

أخبرني الأزهري قال نبأنا عبيد الله بن عثمان الدقاق قال: قال لنا أبو الحسن بن
حبيش.
وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال نبأنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن حمويه
البزار قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي المعدل. قال: إني ولدت يوم
الجمعة لتسع بقين من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قال عبيد الله بن عثمان، وقال أبو الحسن: إنما سمينا بالبغيين لأنا من قرية من
خراسان من مرو الروذ يقال لها بغشور. قال: وكان المنصور بنى لهم مسجد البغيين
قال: وصلى المنصور في مسجدنا واستسقى فيه ماء.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا بن قانع: أن
محمد بن إبراهيم بن حبيش، مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
قال غيره عن عبد الباقي: مات يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الآخرة.
396 - محمد بن إبراهيم بن أبي الورد الحربي:
حدث عن محمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن علي البربهاري، وعبد الله بن
أيوب الجراز، ومحمد بن علي بن شعيب السمسار. روى عنه أبي حفص بن شاهين.
397 - محمد بن إبراهيم بن أبي حليمة الصايغ:
حدث عن سعدان بن نصر، ومحمد بن أحمد بن نصر الترمذي. روى عنه بن
شاهين أيضا "، وعبد الواحد بن علي اللحياني.
398 - محمد بن إبراهيم بن خالد بن مخلد، أبو بكر المقرئ:
حدث عن محمد بن أيوب الرازي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
399 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق الضحاك، أبو بكر البخاري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بغداد، وحدثهم عن إسحاق بن أحمد بن
خلف الحافظ.
427

400 - محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور، أبو بكر:
حدث عن بشر بن موسى، وأبي زيد أحمد بن محمد بن طريف الكوفي. روى
عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر. قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن العباس بن
أحمد بن الفرات بخطه: توفي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور يوم
السبت لليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ودفن يوم الأحد.
401 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق السراج النيسابوري:
ولد أبو عبد الله ببغداد، وسمع بها من الحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وانتقل
بآخرة إلى الشام، فسكن بيت المقدس، وحدث بها. روى عنه تمام بن محمد بن عبد
الله الرازي، وأبو عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، وكان صدوقا.
402 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أخ أبي... حمد بن عبد الله
العريني:
... ومحمد بن.... وعمر بن.... النوري.... عن أبيه إبراهيم ابن
إسحاق.... علي....
403 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد بن حبلة، أبو جعفر
القوهستاني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن إسحاق السراج النيسابوري، وأبي قريش بن
جمعة بن خلف القوهستاني. روى عنه أبو بكر الدوري الوراق، وأحمد بن الفرج بن
الحجاج.
أخبرنا علي بن المحسن المعدل قال نبأنا أحمد بن عبد الله الدوري الوراق قال نبأنا
أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبدان بن حبلة - قدم علينا بغداد.
428

404 - محمد بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب، أبو الحسن البزار العكبري:
حدث عن أبي الفضل العباس بن الفضل بن العباس بن موسى الهاشمي. روى عنه
أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور، وذكر أنه سمع منه ببغداد. وقال: ما
علمت من أمره إلا خيرا ".
405 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن جناح، أبو أحمد البستي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بغداد حاجا " في سنة ست وأربعين وثلاثمائة،
وحدثهم عن إسحاق بن إبراهيم القاضي البستي، صاحب حامد بن آدم.
406 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يزيد بن خال، أبو بكر المتطبب:
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه حدثهم عن عباد بن علي السيريني وقال: كان ينزل
سوق العطش.
407 - محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد الخلال:
حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب. روى عنه أبو الفتح بن مسرور. وقال
حدثنا في منزله بمدينة المنصور. وكان ثقة.
408 - محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق، أبو الفرج
البغدادي الفقيه الشافعي، يعرف بابن سكرة:
سكن مصر وحدث بها عن أبي عمر حفص بن أبي عمر الضرير البصري. روى
عنه أبو الفتح بن مسرور أيضا، وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قال: وكان فيه لين.
409 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن عيسى بن عبد الحميد، أبو
العباس، يعرف بابن الشيرجي:
مروزي الأصل. سمع جعفر بن محمد الفريابي، وإبراهيم بن شريك الأسدي،
429

وأبا العباس البراثي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبا القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي
داود السجستاني. كتب عنه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس.
وحدث عنه أبو الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن محمد
المروزي، يعرف بابن الشيرجي من لفظه وحفظه قال نبأنا أبو بكر بن أبي داود
السجستاني قال حدثني أبي. قال قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: تعرف لأبي
العشراء الدارمي حديثا غير: ((لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك))، قال: لا، فقلت:
حدثنا محمد بن عمرو الرازي قال نا عبد الرحمن بن قيس قال نا حماد بن سلمة
عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: ذكرت العتيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحسنها. فقال
أحمد: ما أحسنه يشبه أن يكون صحيحا " لأنه من كلام الاعراب. وقال. لابنه: هات
الدواة والورقة فكتبه عني.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال نا إبراهيم بن أحمد القرمسيني قال نبأنا
عمر بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني المعدل قال نا أبو مسعود - يعني أحمد بن
الفرات - قال أخبرنا عبد الرحمن بن قيس عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء
الدارمي عن أبيه. قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتيرة فحسنها.
قال محمد بن أبي الفوارس: مات أبو العباس محمد بن إبراهيم المروزي، ويعرف
بالشيرجي لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان شيخا " ثقة
مستورا " لا بأس به.
410 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الحكم، أبو عبد الله الختلي:
حدث عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، وأبي مسلم الكجي. حدثنا عنه
محمد بن طلحة النعالي.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد النعالي قال نا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن أحمد بن أبي الحكم الختلي. وحبيب القزاز، وأبو بكر بن مالك. قالوا نا
أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري قال نا أبو عاصم النبيل عن أيمن بن نائل عن
430

قدامة بن عبد الله. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على ناقة صهباء،
لا ضرب، ولا طرد، ولا جلد، ولا إليك إليك.
411 - محمد بن إبراهيم الفروي:
سمع أبا مسلم الكجي. حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني.
أخبرنا أبو نعيم قال نا محمد بن إبراهيم الفروي قال نا أبو مسلم الكجي قال نبأنا
مسور بن عيسى قال نا القاسم بن يحيى قال نا ياسين الزيات عن أبي الزبير عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((إن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم،
والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه، وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم، قلة
الانتفاع بما قد علم)).
قال لي أبو نعيم: هذا الشيخ من ولد إسحاق بن أبي فروة، وسمعت منه ببغداد،
وكان شيخا " له هيئة حسنة، وهو ثقة.
412 - محمد بن إبراهيم بن العباس بن الفضيل، أبو اليسر الموصلي:
قدم بغداد في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وروى بها عن أبي يعلى الموصلي كتاب
معجم شيوخه. سمعه منه محمد بن أبي الفوارس، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن
الكاتب.
413 - محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر الشاهد المعروف بالربيعي:
حدث عن الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله
ابن محمد بن ياسين: وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن ضو الرامهرمزي،
ومحمد بن محمد بن عقبة الكوفي. حدثنا عنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن البقال
الفقيه، وأبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الربيعي قال
نبأنا الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء قال نبأنا منصور بن أبي مزاحم قال نبأنا روح
431

ابن مسافر عن أبان بن أبي عياش عن أبي ذكوان عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سره أن يستجاب له في الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في
الرخاء)).
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر الربيعي في سنة أربع وستين وثلاثمائة،
وفيه نظر.
414 - محمد بن إبراهيم، أبو الحسن الحضرمي:
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن
إبراهيم الحضرمي ببغداد قال نبأنا أبو حامد أحمد بن قدامة البلخي الوراق سنة ثمان
وتسعين ومائتين قال نبأنا قتيبة بن سعيد قال نبأنا مالك عن ابن شهاب عن أنس: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر. فقيل: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة،
فقال: ((اقتلوه)).
415 - محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس نيطرا "، أبو بكر
قاضي دير العاقول:
حدث ببغداد عن جده حمدان، وعن أبيه إبراهيم، وعن عمر بن إسماعيل بن أبي
غيلان الثقفي، وأحمد بن مكرم البرتي، ومحمد بن الحسين الأشناني وعلي بن
العباس المقانعي، وعبد الله بن زيدان الكوفيين، وأبي القاسم البغوي، وبدر بن الهيثم
القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن أبي داود. ويحيى بن
محمد بن صاعد، وغيرهم. حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم
الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي، ومحمد بن عبد الملك بن بشران.
وسألت الخلال والأزهري عنه. فقالا: ثقة.
حدثني الأزهري قال: جاءنا الخبر من دير العاقول ان ابن نيطرا توفي في شهر
ربيع الأول من سنة ثمانين وثلاثمائة.
432

416 - محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو نعيم الهمذاني:
حدث عن محمد بن عمرو بن البختري الرزاز. حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي.
417 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد، أبو الفتح البزاز الغازي
الطرسوسي يعرف بابن البصري:
سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأحمد بن محمد بن أحمد بن
سلام، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومحمد بن محمد بن داود بن عيسى
الكرجي، وسليمان بن أحمد المطلي، وعبيد الله بن الحسين الأنطاكي، وأحمد بن
بهزاد السيرافي، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، والحسن بن عبد
الرحمن بن زريق الحمصي. وقدم بغداد وحدث بها. فحدثنا عنه أبو بكر البرقاني،
ومحمد بن الفرج بن علي البزار، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن طلحة المقرئ،
والقاضي أبو العلاء الواسطي، وغيرهم.
أخبرنا الأزهري والقاضي أبو العلاء محمد بن علي. قالا: أنبأنا أبو الفتح محمد
ابن إبراهيم بن محمد بن يزيد الطرسوسي قال نبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن زريق
بحمص قال نبأنا محمد بن سنان الشيزري قال نبأنا إبراهيم بن حيان بن طلحة قال
نبأنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي)). قال أبو الدرداء: وإن زنى وإن
سرق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، وإن زنا وان سرق على رغم أنف أبي
الدرداء)).
قال لي الأزهري سمعت من أبي الفتح في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. سألت
الأزهري عنه. فقال: ثقة.
قال الشيخ أبو بكر: وكان أبو الفتح قد استوطن بآخرة بيت المقدس وبها مات.
سمعت أبا الخير سلامة بن إسماعيل الفقيه ببيت المقدس يقول: مات أبو الفتح
محمد بن إبراهيم بن البصري ببيت المقدس نحو سنة عشر وأربعمائة.
433

418 - محمد بن إبراهيم بن حوران بن بكران، أبو بكر الحداد:
سمع أبا بكر الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم. وروى عن أبي جعفر بن بريه
الهاشمي كتاب المبتدأ لوهب بن منبه. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني محمد بن إبراهيم بن حوران قال نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال حدثني محمد بن يونس بن موسى قال نبأنا هشام بن عبد الملك أبو
الوليد قال نبأنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى يوم القيامة بالأكول الشروب العظيم، فيوزن فلا يزن عند
الله جناح بعوضة)). وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " مات أبو بكر
ابن حوران في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بالبصرة.
419 - محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الأردستاني، ساكن أصبهان:
كان رجلا صالحا " يكثر السفر إلى مكة، ويحج ماشيا "، وحدث ببغداد عن أبي
الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري، وأحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي
الحسن الدارقطني، وغيرهم من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث.
حدثني أبو بكر الأردستاني بلفظه وبقراءتي عليه قال أخبرني أبو الحسين أحمد بن
محمد الخفاف بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال نا يحيى بن
أكثم ومحمد بن يونس الجمال. قالا: نا محمد بن جعفر قال نا شعبة عن حبيب بن
الشهيد عن ثابت عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن. بلغنا أن أبا بكر
الأردستاني مات بهمذان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
420 - محمد بن إبراهيم بن علي، أبو بكر العطار الأصبهاني، مستملي أبي
نعيم الحافظ:
ورد بغداد أيام أبي علي بن شاذان. وكتب عني وعلقت عنه حديثا " واحدا " ذكره
لي من حفظه.
قال: حدثنا أحمد بن موسى أبو بكر الحافظ قال نبأنا أبو عمرو بن حكيم قال
نبأنا محمد بن يعقوب الفرجي قال نبأنا محمد بن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال
434

نبأنا أبي عن أبي معشر عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((السرعة في المشي تذهب بهاء المؤمن)).
قال الشيخ أبو بكر: لم أسمع لمحمد بن الأصمعي ذكرا " إلا في هذا الحديث.
421 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن موسى، أبو
الحسن يعرف بالمطرز:
أصبهاني الأصل، كان يتوكل بين يدي القضاة، ومنزله ناحية نهر الدجاج بالقرب
من دار ابن الحراني. وحدث عن علي بن محمد بن كيسان الحربي، وأحمد بن جعفر
ابن محمد بن الفرج الخلال، ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق. كتبت عنه شيئا "
يسيرا ". وكان صدوقا صحيح الأصول.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد المطرز قال نا أبو الحسن علي بن محمد بن
أحمد بن كيسان المروزي قال نا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول: أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر من تمر الصدقة فأمر فيه بأمر، ثم قام فحمل الحسن أو الحسين على
عنقه، فجعل لعابه يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يلوك تمرة،
فحرك خده. فقال: ((ألقها أي بني ألقها أي بني، أما شعرت أن آل محمد لا يأكلون
الصدقة؟)).
سألت أبا الحسن عن مولده. فقال: ولدت يوم السبت لعشر بقين من شوال سنة
ثمان وخمسين وثلثمائة. قال: وجدي من أهل أصبهان، وأما أبي فولد ببغداد. توفي
محمد بن إبراهيم المطرز في شوال من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
آخر الجزء الأول
435