الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ٣
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفي سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الثالث
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف العين من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الله
986 - محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن أبي العاص بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الله القرشي، ثم الأموي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يعرف بالديباج لحسن وجهه، وهو أخو
القاسم بن عبد الله. حدث عن أبيه، وعن نافع مولى ابن عمر، وأبي الزناد عبد الله بن
ذكوان روى عنه: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجماعة من أهل المدينة. وقيل:
إنه قدم على المنصور بغداد وليس يثبت ذلك عندي إلا أنا نذكر ما قيل في ذلك.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر
3

الجعابي قال: محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان يقال له الديباج، قدم
على المنصور بغداد، وقيل كان محبوسا بالهاشمية في أمر محمد وإبراهيم ابني عبد الله
ابن الحسن وبها مات ولم يصح دخوله بغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: سمعت علي بن المديني يقول: محمد بن
عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، هو: أخو عبد الله بن حسن بن حسين لأمه.
وكان يقال له: الديباج، وأمه فاطمة بنت الحسين.
قلت: كانت فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عند الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب، فولدت له عبد الله وحسينا، ثم مات عنها، فخلف عليها بعده
عبد الله بن عمرو بن عثمان، فولدت له الديباج. وكان جوادا ممدحا، ظاهر المروءة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن الحسن النقاش: أن الحسن بن
سفيان أخبرهم قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن معن الغفاري، حدثنا
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين بن علي
فقالت: يا بني، إنه والله ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئا، ولا أدركوا ما
أدركوه، من لذاتهم إلا وقد ناله أهل المروءات بمروءاتهم، فاستتروا بجميل ستر الله عز
وجل (2).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي قال: حدثني إسماعيل بن يعقوب قال: سمعت عمي عبد الله بن موسى يقول:
كان عبد الله بن الحسن يقول: أبغضت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أيام
ولد بغضا ما أبغضته أحدا قط، ثم كبر وتربى فأحببته حبا ما أحببته أحدا قط (3).
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة
الجوهري، حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني عبد
الملك بن عبد العزيز عن أبي السائب. قال: احتجت إلى لقحة فكتبت إلى محمد بن
عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله أن يبعث إلى بلقحة فإني لعلى بابي فإذا بزجر إبل
4

وإذا فيها عبد يزجر بها. فقلت له: يا هذا ليس ها هنا الطريق. فقال: أردت أبا
السائب فقلت: فأنا أبو السائب، فدفع إلي كتاب محمد بن عبد الله بن عمرو بن
عثمان فإذا فيه: أتاني كتابك تطلب لقحة وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها وهي
تسع عشرة لقحة وبعثت معها بعبد راع، وهن بدن، وهو حر إن رجع مما بعثت به
شئ في مالي أبدا، قال: فبعت منهن بثلاثمائة دينار سوى ما احتبست لحاجتي (4).
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا أحمد بن
سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال: أنشدني سليمان بن عياش السعدي لأبي
وجزة السعدي يمدح محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان:
وجدنا المحض الأبيض من قريش * فتى بين الخليفة والرسول
أتاك المجد من هنا وهنا * وكنت له بمعتلج السيول
فما للمجد دونك من مبيت * وما للمجد دونك من مقيل
ولا ممضى وراءك تبتغيه * وما هو قابل بك من بديل
فدى لك من يصد الحق عنه * ومن ترضى أخاه بالقليل
فلولا أنت ما حملت ركابي * مؤثلة وما حمدت رحيلي
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبيد
الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن عبد الله بن عمرو
ابن عثمان بن عفان ويكنى: أبا عبد الله مات في حبس أبي جعفر.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري، حدثني إبراهيم بم المنذر، حدثنا معن قال: أخذ أبو جعفر محمد بن
عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان في سنة خمس وأربعين، وزعموا أنه قتله ليلة
جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة (7).
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قال: ومحمد بن عبد الله بن
عمرو بن عثمان بن عفان قتله المنصور أبو جعفر سنة خمس وأربعين - يعني ومائه -
وبعث برأسه إلى خراسان.
5

987 - محمد بن عبد الله بن المهاجر، النصري يعرف بالشعيثي:
من أهل دمشق. حدث عن أبيه وعن زفر بن وثيمة. روى عنه: وكيع بن الجراح،
وعبد الله بن نمير، وعمر بن علي المقدمي، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد وحدث
بها.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان. قال هشام بن الغاز: ومحمد بن عبد الله الشعيثي - وسمى جماعة
من الشاميين - ثم قال: منهم من حمل ومنهم من قدم إلى بغداد، وكتب أصحابنا عنه
ببغداد.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد الأزهري، حدثنا ابن الغلابي، حدثني أبي عن معاذ بن معاذ. قال:
لقيت محمد بن عبد الله الشعيثي - وكان أبو جعفر قد ولاه بيت المال. وقال: إنه
كان ولينا في زمن بني أمية - فأحسن الولاية. قال معاذ: وكان معه ابن له لقيا - أرى
- مكحولا.
حدثنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا محمد بن
إسماعيل الفارسي، حدثنا أبو زرعة الدمشقي - في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة
ابن الأسقع. قال: ومحمد بن عبد الله الشعيثي قالوا: إنه أدركه ولا نعلم له عنه
حديثا.
أخبرنا السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: محمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي ثقة.
كتب إلينا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون العجلي أخبرهم
6

قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري قال: سألت أبا سفيان عبيد الله
ابن سنان النصري: عن تاريخ موت محمد بن عبد الله الشعيثي النصري. قال: قد
رأيته وجالسته. مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.
988 - محمد بن عبد الله بن علاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عويمر
ابن ربيعة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أبو اليسير العقيلي:
من أهل حران وهو أخو سليمان وزياد. حدث عن هشام بن حسان، والأوزاعي
وعلي بن بذيمة، وعبيد الله بن عمر العمري. وروى عنه: عبد الله بن المبارك، ووكيع
ومحمد بن سلمة الحراني، وحرمي بن حفص، وغيرهم. وكان قاضيا بالجانب
الشرقي من بغداد زمن المهدي.
أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد
الفارسي. قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري، أخبرنا أبو عروبة الحسين بن
محمد الحراني. قال: محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي ولي القضاء للمهدي،
وذكروا أنه يكنى أبا اليسير.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: استقضى المهدي
محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي، وعافية بن يزيد، جميعا على الجانب الشرقي من
مدينة السلام. وكان زياد بن عبد الله بن علاثة يخلف أخاه على القضاء بعسكر
المهدي.
7

قلت: وكان محمد بن عبد الله بن علاثة صديقا لسفيان الثوري، فلما ولى القضاء
أنكر عليه سفيان ذلك.
فأخبرني علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني عبد الباقي
ابن قانع قال: حدثني بعض شيوخنا قال: استأذن ابن علاثة على سفيان الثوري بعد
أن ولى القضاء، فدخل عمار بن محمد ابن أخت سفيان يستأذن له على سفيان، فلم
يأذن له، وكان سفيان يعجن كسبا للشاة، فلم يزل به عمار حتى أذن له فدخل ابن
علاثة، فلم يحول سفيان وجهه إليه، ثم قال له: يا ابن علاثة ألهذا كتبت العلم؟! لو
اشتريت صبرا بدرهم؟ - يعني سميكا - ثم درت في سكك الكوفة لكان خيرا من
هذا.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرني أخي أبو القاسم عبيد الله
ابن العباس بن الفرات، أخبرني علي بن سراج قال: محمد بن عبد الله بن علاثة،
يقال له قاضي الجن! وذلك أن بئرا كانت بين حران وحصن مسلمة فكان من
يشرب منها خبطته الجن قال: فوقف عليها فقال: أيها الجن إنا قد قضينا بينكم وبين
الإنس فلهم النهار ولكم الليل، قال: فكان الرجل إذا استسقى منها بالنهار لم يصبه
شئ.
حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الوراق، أخبرنا محمد
ابن الحسن أبو الفتح الحافظ قال: محمد بن عبد الله بن علاثة هو عندي واهي
الحديث، لا يحل يكتب حديثه عن الأوزاعي.
وقال البخاري: روى عنه وكيع في حفظه نظر. قال أبو الفتح: ولسنا نقنع بهذا
من البخاري، محمد بن علاثة حديثه يدل على كذبه، وكان أحد العضل في التزيد
عن الأوزاعي.
قلت: قد أفرط أبو الفتح في الميل علي ابن علاثة وأحسبه وقعت إليه روايات
لعمرو بن الحصين عن ابن علاثة فنسبه إلى الكذب لأجلها، والعلة في تلك من جهة
عمرو بن الحصين فإنه كان كذابا. وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة،
ولم أحفظ لأحد من الأئمة فيه خلاف ما وصفه به يحيى.
8

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت
يحيى بن معين يقول: محمد بن علاثة ثقة، يروى عنه حفص بن غياث وغيره.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني. قال: سمعت أبا الحسن
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
وسألته - يعني يحيى بن معين - عن محمد بن علاثة: من هو؟ فقال: ثقة.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا
محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا علي بن الجعد.
قال: كان محمد بن عبد الله بن علاثة من أهل حران، ولاه المهدي قضاء بغداد
عسكر المهدي فرأيت ابن علاثة ببغداد في مسجد الجامع بالرصافة في زمان المهدي،
وأظن أنه مات في سنة ثلاث وستين ومائة أو نحو ذلك فيما أعلم.
قلت: وحكى ابن الجعابي عن رجل لقيه بالجزيرة من ولد ابن علاثة أنه مات في
سنة ثمان وستين ومائة.
989 - محمد أمير المؤمنين المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا عبد الله:
وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية ولد بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة.
واستخلف يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر بيعته الربيع بن يونس، وأتاه بالخبر منارة
البربري مولاه في يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة. والمهدي إذ ذاك
ببغداد فأقام بعد قدوم منارة يومين لم يظهر الخبر، ثم خطب الناس يوم الخميس ونعى
لهم المنصور وبويع بيعة العامة وذلك في سنة ثمان وخمسين ومائة.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا محمد بن
عثمان العبسي، حدثنا أبي، حدثنا وكيع، حدثنا فضل بن مرزوق عن ميسرة -
9

يعني ابن حبيب - عن المنهال - يعني ابن عمرو - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال: منا ثلاثة، منا المنصور، ومنا السفاح، ومنا المهدي.
وقد ذكر هذا الحديث من رواية الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا في
أول الكتاب، فغنينا عن إعادته هاهنا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أبو زيد عبد
الرحمن بن حاتم المرادي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا يحيى بن يمان، حدثنا سفيان
وزائدة عن عاصم أبي وائل عن ذر عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المهدي يواطئ
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ".
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا الطبراني، حدثنا أبو زيد، حدثنا نعيم بن حماد،
حدثنا بقية وعبد القدوس - يعني ابن الحجاج - عن صفوان، عن شريح بن عبيد، عن
كعب قال: ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في
اليمن.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني
أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان وخمسين ومائة بها بويع المهدي محمد بن عبد الله
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. ويكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت
منصور بن عبد الله بن شهر بن ذي شهير بن أبي سرح بن شرحبيل بن زيد بن ذي
مثوب بن الأشهل بن مثوب بن الحارث بن ثمر ذي الجناح بن لهيعة بن ينعم بن
يكنف من ولد ذي رعين من حمير، وأمها بربرية يقال لها أروى. بويع يوم مات أبو
جعفر بمكة. وكان مولده سنة سبع وعشرين ومائة وكان طويلا أسمر جعدا بعينه
اليمنى نكتة بياض.
أخبرنا الحسن بن محمد الجوهري، أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران
المرزباني، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن
خلاد، حدثنا المعاذي قال: لما جدد المهدي البيعة لنفسه بعد وفاة المنصور كان أول
من هنأه بالخلافة وعزاه أبو دلامة فقال:
عيناي، واحدة ترى مسرورة * بأميرها جذلى وأخرى تذرف
10

تبكي وتضحك تارة، ويسوءها * ما أنكرت ويسرها ما تعرف
فيسوءها موت الخليفة محرما * ويسرها أن قام هذا الأرأف
ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى * شعرا أرجله وأخر ينتف
هلك الخليفة يال أمة أحمد * وأتاكم من بعده من يخلف
أهدى لهذا الله فضل خلافة * ولذاك جنات النعيم تزخرف
قال: فأمر المهدي بالنداء بالرصافة: إن الصلاة جامعة، وخطب فنعى المنصور
وقال: إن أمير المؤمنين عبد دعي فأجاب، وأمر فأطاع، واغر ورقت عيناه. فقال: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بكى عند فراق الأحبة، ولقد فارقت عظيما وقلدت جسيما. وعند
الله أحتسب أمير المؤمنين. وبه عز وجل أستعين على خلافة المسلمين.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة النحوي، أخبرني أبو العباس المنصوري قال: لما حصلت في يد المهدي
الخزائن والأموال وذخائر المنصور أخذ في رد المظالم وأخرج ما في الخزائن ففرقه حتى
أكثر من ذلك، وبر أهله وأقرباءه ومواليه وذوي الحرمة به، وأخرج لأهل بيته أرزاقا
لكل واحد منهم في كل شهر خمسمائة درهم لكل رجل ستة آلاف درهم في السنة،
وأخرج لهم في الأقسام لكل رجل عشرة ألف درهم وزاد بعضهم، وأمر ببناء
مسجد الرصافة، وحاط حائطها، وخندق خندقها. وذلك كله في السنة التي قدم فيها
مدينة السلام.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا عبيد الله
ابن أحمد المروروذي، حدثني أبي قال: حكى لنا عن الربيع أنه قال: مات المنصور
وفي بيت المال شئ لم يجمعه خليفة قط قبله مائة ألف ألف درهم وستون ألف ألف
درهم، فلما صارت الخلافة إلى المهدي قسم ذلك وأنفقه. وقال الربيع: نظرنا في نفقة
المنصور فإذا هو ينفق في كل سنة ألفي درهم مما يجيء من مال الشراة.
وأخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد،
حدثني أبي قال: أخبرت أن الربيع قال: فتح المنصور يوما خزانة مما قبض من خزائن
مروان بن محمد فأحصى فيها اثنا عشر ألف عدل خز. فأخرج منها ثوبا وقال: يا
ربيع اقطع من هذا الثوب جبتين، لي واحدة ولمحمد واحدة، فقلت: لا يجيء منه هذا
11

قال: فاقطع لي منه جبة وقلنسوة، وبخل بثوب آخر يخرجه للمهدي، فلما أفضت
الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ففرقت على الموالى والغلمان والخدم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري،
حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، أخبرنا الزبير بن بكار، أخبرني يونس بن عبد الله
الخياط قال: دخل ابن الخياط المكي على أمير المؤمنين المهدي وقد مدحه، فأمر له
بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس وقال:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى * ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى * أفدت، وأعداني فبددت ما عندي
فنمى إلى المهدي، فأعطاه بدل كل درهم دينارا! (2).
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسين بن
إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا هارون بن ميمون الخزاعي، حدثنا أبو
حزية الباذغيسي، قال: قال المهدي أمير المؤمنين: ما توسل إلي أحد بوسيلة، ولا
تذرع بذريعة، هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها،
وأحسن ربها، لأن منة الأواخر يقطع شكر الأوائل.
أخبرني محمد بن عبد الواحد بن محمد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس،
أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان، أخبرني محمد بن الفضل، أخبرني بعض أهل
الأدب عن حسن الوصيف قال: قعد المهدي قعودا عاما للناس، فدخل رجل وفي يده
نعل في مناديل، فقال: يا أمير المؤمنين هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أهديتها لك.
فقال: هاتها، فدفعها إليه، فقبل باطنها ووضعها على عينيه، وأمر للرجل بعشرة آلاف
درهم. فلما أخذها وانصرف قال لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
[ير النعل] هذه فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه. قال الناس: أتيت أمير المؤمنين
بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، وإذا كان من
شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا
لسانه، وقبلنا هديته، وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح.
12

أخبرنا أبو الحسن الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة، حدثنا أحمد بن
سعيد، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني المدائني قال: دخل علي المهدي رجل فقال: يا
أمير المؤمنين إن المنصور شتمني وقذف أبي، فإما أمرتني أن أحلله وإما عوضتني
فاستغفرت له. قال: ولم شتمك؟ قال: شتمت عدوه بحضرته فغضب. قال: ومن
عدوه الذي غضب لشتمه؟ قال: إبراهيم بن عبد الله بن حسن. قال: إن إبراهيم أمس
به رحما وأوجب عليه حقا، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن
عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه قال: إنه كان عدوا له. قال: فلم ينتصر
للعداوة إنما انتصر للرحم. فأسكت الرجل. فلما ذهب ليولى، قال لعلك: أردت أمرا
فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى؟ قال: نعم. فتبسم ثم أمر له بخمسة
آلاف درهم.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
محمد بن خلف بن المرزبان، حدثني أبو الحسن عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن
زياد قال: دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة، فأنشده:
صحا بعد جهل واستراحت عواذله
قال: فقال لي: ويلك كم هي بيتا؟ قلت يا أمير المؤمنين سبعون بيتا. قال: فإن
لك عندي سبعين ألفا. قال: فقلت في نفسي بالنسيئة: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ ثم
قلت يا أمير المؤمنين اسمع مني أبياتا حضرت فما في الأرض أنبل من كفيلي، قال:
هات. فاندفعت فأنشدته:
كفاكم بعباس أبي الفضل والدا * فما من أب إلا أبو الفضل فاضله
كأن أمير المؤمنين محمدا * أبو جعفر في كل أمر يحاوله
إليك قصرنا النصف من صلواتنا * مسيرة شهر بعد شهر نواصله
فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا * إليك ولكن أهنأ الخير عاجله
قال: فتبسم وقال: عجلوها له، فحملت إلى من وقتها.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
نصير الخالدي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، حدثني عبد
الله بن هارون بن موسى الفروي، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي
سلمة عن أبيه قال: دخل أبي وأصحابه على المهدي بالمدينة، فدخل عليه المغيرة بن
13

عبد الرحمن المخزومي وأبو السائب والعثماني وابن أخت الأحوص، فقال لهم:
أنشدوني، فأنشده عبد العزيز الماجشون:
وللناس بدر في السماء يرونه * وأنت لنا بدر على الأرض مقمر
فبالله يا بدر السماء وضوءه * تراك تكافى عشر مالك أضمر؟
وما البدر إلا دون وجهك في الدجى * يغيب فتبدو حين غاب فتقمر
وما نظرت عيني إلى البدر طالعا * وأنت تمشي في الثياب فتسحر
وأنشده ابن أخت الأحوص:
قالت كلابة: من هذا؟ فقلت لها * هذا الذي أنت من أعدائه زعموا
إني امرؤ لج بي حب فأحرضني * حتى بليت وحتى شفني السقم
وأنشده المغيرة بن عبد الرحمن:
رمى البين من قلبي السواد، فأوجعا * وصاح فصيح بالرحيل، فأسمعا
وغرد حادي البين وانشقت العصا * وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا
كفا حزنا من حادث الدهر أنني * أرى البين لا أسطيع للبين مدفعا
وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا * فيا لك بين ما أمر وأفظعا
وأنشده أبو السائب:
أصيخا لداعي حب ليلى فيمما * صدور المطايا نحوها فتسمعا
خليلي إن ليلى أقامت فإنني * مقيم وإن بانت فبينا بنا معا
وإن أثبتت ليلى بربع غدوها * فعيذا لنا بالله أن نتزعزعا
قال: والله لأغنينكم فأجاز أربعة بعشرة آلاف دينار عشرة آلاف دينار.
أخبرني الحسن بن محمد بن الحسن الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا الحسن بن علي العنزي، حدثنا العباس بن
عبد الله بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، حدثتني جدتي فائقة
بنت عبد الله أم عبد الواحد بن جعفر بن سليمان قالت: أنا يوما عند المهدي أمير
المؤمنين، وكان قد خرج متنزها إلى الأنبار - إذ دخل عليه الربيع ومعه قطعة من
جراب فيه كتابة برماد وخاتم من طين قد عجن بالرماد، وهو مطبوع بخاتم الخلافة
فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت أعجب من هذه الرقعة؟ جاءني بها رجل أعرابي وهو
ينادي: هذا كتاب أمير المؤمنين المهدي دلوني على هذا الرجل الذي يسمى الربيع، فقد
14

أمرني أن أدفعها إليه، وهذه الرقعة. فأخذها المهدي وضحك وقال: صدق هذا خطي
وهذا خاتمي أفلا أخبركم بالقصة كيف كانت؟ قلنا: أمير المؤمنين أعلى عينا في ذلك.
قال: خرجت أمس إلى الصيد في غب سماء. فلما أصحت هاج علينا ضباب شديد
وفقدت أصحابي حتى ما رأيت منهم أحدا وأصابني من البرد والجوع والعطش ما الله
به أعلم، وتحيرت عند ذلك، فذكرت دعاء سمعته من أبي يحكيه عن أبيه عن جده
عن ابن عباس رفعه قال: " من قال إذا أصبح وإذا أمسى: بسم الله وبالله ولا حول ولا
قوة إلا بالله، اعتصمت بالله وتوكلت على الله، حسبي الله لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم، وقي وكفي وشفى من الحرق والغرق والهدم وميتة السوء " فلما قلتها
رفع لي ضوء نار فقصدتها فإذا بها الأعرابي في خيمة له، وإذا هو يوقد نارا بين
يديه، فقلت: أيها الأعرابي! هل من ضيافة؟ قال: انزل. فنزلت. فقال لزوجته: هاتي
ذاك الشعير، فأتت به فقال: اطحنيه، فابتدأت تطحنه فقلت له: اسقني ماء، فأتاني
بسقاء فيه مذقة من لبن أكثرها ماء فشربت منها شربة ما شربت شيئا قط، إلا هي
أطيب منه. قال: وأعطاني حلسا، فوضعت رأسي عليه فنمت نومة ما نمت نومة
أطيب منها وألذ، ثم انتبهت فإذا هو قد وثب إلى شويهة فذبحها، وإذا امرأته تقول له:
ويحك قتلت نفسك وصبيتك، إنما كان معاشكم من هذه الشاة فذبحتها فبأي شئ
نعيش؟ قال: فقلت: لا عليك هات الشاة فشققت جوفها واستخرجت كبدها
بسكين كانت في خفى، فشرحتها ثم طرحتها على النار فأكلتها، ثم قلت: هل عندك
شئ أكتب لك فيه؟ فجاءني بهذه القطعة الجراب، فأخذت عودا من الزناد الذي
كان بين يديه فكتبت له هذا الكتاب، وختمته بهذا الخاتم وأمرته أن يجيء ويسأل
على الربيع فيدفعها إليه، فإذا في الرقعة خمسمائة ألف درهم فقال: والله ما أردت إلا
خمسين ألف درهم، ولكن جرت بخمسمائة ألف درهم لا أنقص والله منها درهما
واحدا ولو لم يكن في بيت المار غيرها، احملوها معه، فما كان إلا قليلا حتى كثرت
إبله وشاؤه وصار منزلا من المنازل ينزله الناس ممن أراد الحج من الأنبار إلى مكة،
وسمى منزل مضيف أمير المؤمنين المهدي.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة قال: وخرج المهدي يوما إلى الصيد فانقطع عن خاصته، فدفع إلى أعرابي،
15

وهو يريد البول فقال: يا أعرابي احفظ على فرسي حتى أبول، فسعى نحوه وأخذ
بركابه، فنزل المهدي ودفع الفرس إليه، فأقبل الأعرابي على السرج يقلع حليته، وفطن
المهدي وقد أخذ حاجته، فقدم إليه فرسه وجاءت الخيل نحوه وأحاطت به، ونذر بها
الأعرابي فولى هاربا، فأمر برده فقال - وخاف أن يكون قد غمز به - فقال: خذوا ما
أخذنا منكم ودعونا نذهب إلى حرق الله وناره! فقال المهدي - وصاح به - تعال لا
بأس عليه، فقال: ما تشاء جعلني الله فداء فرسك. فضحك من حضره وقالوا: ويلك،
هل رأيت إنسانا قط قال هذا؟ قال: فما أقول؟ قالوا: قل جعلني الله فداءك يا أمير
المؤمنين. قال: أو هذا أمير المؤمنين؟! قالوا: نعم! قال: والله لئن أرضاه هذا مني ما
يرضيني ذاك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه وجعلني فداءهما. فضحك
المهدي واستطابه، وأمر له بعشرة آلاف درهم، فأخذها وانصرف. قال ابن عرفة:
وبلغني أن المهدي لما فرغ من بناء عيسى باذ ركب في جماعة يسير لينظر، فدخله
مفاجأة وأخرج من كان هناك من الناس. وبقى رجلان خفيا عن أبصار الأعوان،
فرأى المهدي أحدهما، وهو دهش ما يعقل فقال: من أنت؟ قال: أنا، أنا، أنا، قال:
ويلك من أنت؟ قال: لا أدري. قال: ألك حاجة؟ قال: لا لا. قال: أخرجوه اخرج
الله نفسه. فدفع في قفاه فلما خرج قال لغلام له: اتبعه من حيث لا يعلم، فاسأل عن
أمره ومهنته فإني أخاله حائكا، فخرج الغلام يقفوه. ثم رأى الآخر فاستنطقه، فأجابه
بقلب جريء، ولسان منبسط، فقال: من أنت؟ فقال: رجل من أبناء رجال فأتمتع
قال: أفلك حاجة؟ قال: نعم، خطبت ابنة عمي فردني أبوها، وقال: لا مال لك.
والناس يرغبون في الأموال، وأنا بها مشعوف، ولها وامق. قال: قد أمرت لك
بخمسين ألف درهم، قال: جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت
الصلة، ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك
خيرا من أولها، وأمتعك بما أنعم به، وأمتع رعيتك بك. فأمر أن تعجل له صلته،
ووجه ببعض خاصته معه وقال: سل عن مهنته فإني أخا له كاتبا. فرجع الرسولان
معا، فقال الأول: وجدت الأول حائكا. وقال الآخر: وجدت الرجل كاتبا، فقال
المهدي: لم تخف علي مخاطبة الكاتب والحائك (8).
16

أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: قال عمرو بن أبي عمرو الأعجمي: اعترضت
امرأة المهدي فقالت: يا عصبة رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر في حاجتي. فقال المهدي: ما
سمعتها من أحد قبلها، ثم قال: اقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف درهم (9).
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي، حدثنا أبو
شعيب الحراني، حدثنا أبو زيد قال: سمعت الضحاك يقول: قدم المهدي علينا البصرة
فخرج يصلي العصر، فقام إليه أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين مر المؤذن لا يقيم حتى
أتضوأ! فضحك المهدي وقال للمؤذن: لا تقم حتى يتوضأ الأعرابي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا سهل بن أحمد
الديباجي، حدثنا أبو خليفة، حدثنا رفيع بن سلمة، عن أبي عبيدة قال: كان المهدي
يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها، فأقيمت الصلاة يوما، فقال
اعرابي يا أمير المؤمنين لست على طهر، وقد رغبت إلى الله في الصلاة خلفك فمر
هؤلاء أن ينتظروني. فقال: انتظروه رحمكم الله. ودخل إلى المحراب ووقف إلى أن
قيل له قد جاء الرجل فكبر. فعجب الناس من سماحة أخلاقه.
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا محمد بن
عمرو بن البختري الرزاز. وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان
ابن أحمد الدقاق قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، حدثني عبيد الله بن فرقد
مولى المهدي قال: هاجت ريح زمن المهدي، فدخل المهدي بيتا في جوف بيت، فألزق
خده بالتراب ثم قال: اللهم إني بريء من هذه الجناية كل هذا الخلق غيري، فإن
كنت المطلوب من بين خلقك فهأنذا بين يديك، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان،
فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح. واللفظ لحديث الرزاز.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا
عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا عباس - يعني ابن هشام - عن أبيه قال: توفي
المهدي بقرية يقال لها الرذ، ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا أبو الحسين بن
17

البراء قال: ومات المهدي بالرذ من ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين
ومائة، وكان نقش خاتمه: العزة لله، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وخلافته عشر
سنين وشهر وخمسة أيام.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال: قال أبو بكر
السدوسي: توفي المهدي بماسبذان، وصلى عليه الرشيد وتوفي وله ثلاث وأربعون سنة.
أخبرنا علي بن أحمد المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، أخبرنا أبو بكر
ابن أبي الدنيا، حدثني العجلي عن عمرو بن محمد بن أبي معشر قال: توفي المهدي
وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثني عبد الله بن محمد
المظفري قال: توفي المهدي وهو ابن خمس وأربعين سنة.
990 - محمد بن عبد الله بن رزين، أبو الشيص الشاعر، يكنى: أبا جعفر،
وأبو الشيص لقب:
وهو ابن عم دعبل بن علي الخزاعي، وقيل: هو محمد بن رزين. وكان عم دعبل
والأول أصح. كان أحد شعراء الرشيد وله فيه مدائح كثيرة. ولما مات الرشيد رثاه
ومدح الأمين. ومما يستحسن من شعره قصيدته الضادية التي أولها:
أبقى الزمان به ندوب عضاض * ورمى سواد قرونه ببياض
وهي قصيدة مشهورة سائرة.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: روى عن
عبد الله بن المعتز عن أبي خلف العامري - من بني عامر بن صعصعة -. قال: من قال
إنه كان في الدنيا أشعر من أبي الشيص فكذبه، والله للشعر على لسانه كان أسهل من
شرب الماء على العطاش، ولقد كان يفضل على شعراء زمانه يقرون له بذلك لا
يستنكفون، وكان من أعذب الناس ألفاظا، وأجودهم كلاما، وأحكمهم رصفا،
وكان وصافا للشراب، مداحا للملوك، ودعبل بن علي ابن عمه. ويقال: إنه منه
استقى وحفظ أشعاره كلها، فاحتذى عليها.
وقال المرزباني: حدثني علي بن هارون، أخبرني أبي قال: من بارع شعر أبي
18

الشيص قوله يمدح الرشيد عند ورود الخبر بهزيمة نقفور وفتح بلد الروم من قصيدة:
شددت أمير المؤمنين قوى الملك * صدعت بفتح الروم أفئدة الترك
قريت سيوف الله هام عدوه * وطأطأت للإسلام ناصية الشرك
فأصبحت مسرورا ولا بغى ضاحكا * وأصبح نقفور على ملكه يبكي
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا محمد بن عبد الرحيم الأزدي الكاتب،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: أنشدني أحمد بن صدقة لأبي الشيص:
جاء الرسول ببشرى منك تطمعني * فكان أكبر وهمي أنه وهما
فما فرحت ولكن زادني حزنا * علمي بأن رسولي لم يكن فهما
كم من سريرة حب قد خلوت بها * ودمعة تملأ القرطاس والقلما
991 - محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم، أبو أحمد الكوفي
الزبيري مولى بني أسد:
سمع مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس
وإسرائيل بن يونس، وبشير بن سلمان. روى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي
شيبة، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والفضل بن سهل
الأعرج، وأحمد بن الوليد الفحام، وغيرهم. قدم أبو أحمد بغداد وحدث بها. وذكر
ابن الجعابي أن له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروي عنه.
19

أنبأنا أحمد بن علي اليزدي، أخبرنا أبو أحمد الحافظ قال: أبو أحمد محمد بن
عبد الله بن الزبير الأسدي مولى لبني أسد، وليس من ولد الزبير بن العوام، كوفي قدم
بغداد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أحمد بن سعيد بن مرابا السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: الزبيري كان يبيع ألقت بزبالة وإنما سماه أهل بغداد الزبيري، وهو محمد
ابن عبد الله بن الزبير وليس هو من الزبيريين. وكل ما أذكره عن يحيى بن معين بهذا
الإسناد فهو عن محمد بن عبد الواحد الأكبر المكنى: أبا عبد الله، ولم يكن سماع
أخيه محمد المكنى أبا الحسن.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد
ابن يحيى المزكي، حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي،
حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي السلمي، قال: سمعت نصر بن علي
يقول: سمعت أبي أحمد الزبيري يقول: لا أبالي إن سرق مني كتاب سفيان، إني
أحفظه كله.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي
العباس بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال: سمعت ابن نمير
يقول: أبو أحمد الزبيري صدوق وهو في الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري. ما
علمت إلا خيرا، مشهور بالطلب، ثقة صحيح الكتاب، وكان صديق أبي نعيم،
وسماعهما قريب، أبو نعيم أسن منه وأقدم سماعا.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن،
أخبرنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو
عبد الله - يعني أحمد بن حنبل -: أبو أحمد الزبيري كان كثير الخطأ في حديث
سفيان.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين فالزبيري - أعني أبا أحمد -؟ قال، ليس به بأس.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
20

علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي يكنى أبا أحمد كوفي
ثقة وكان يتشيع.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمد
ابن عبد الله الأسدي أبو أحمد الزبيري، صدوق.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرنا أبي قال: أبو أحمد محمد بن عبد الله
ابن الزبير الأسدي، كوفي ليس به بأس.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسن الزعفراني، حدثنا أحمد زهير، حدثنا محمد بن يزيد قال: كان
محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر، وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع فإذا
تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره، فإن لم يتسحر صدع يومه
أجمع.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
حدثني أبي قال: مات أبو أحمد سنة ثلاث ومائتين.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي قال: سنة ثلاث ومائتين فيها مات أبو أحمد محمد بن عبد الله
ابن الزبير الزبيري الأسدي في جمادي الأولى بالأهواز.
992 - محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن
نضلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث
ابن ثعلبة بن دودان، ويعرف بابن كناسة، أبو يحيى الكوفي الأسدي:
ويقال: إن كناسة، لقب أبيه عبد الله، وقيل: لقب جده عبد الأعلى، وهو ابن
أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد.
21

وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بغداد وحدث بها عن: هشام بن
عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وجعفر بن برقان. روى عنه:
أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة النسائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن
سعد العوفي، عبد الله بن الحسن الهاشمي، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن
سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد بن سعد
العوفي وأحمد بن سعيد الجمال قالا: أخبرنا محمد بن كناسة، حدثنا هشام بن
عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه عن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا
الشيب ولا تشبهوا باليهود " واللفظ لمحمد بن سعد وسياقه له.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن، العباس حدثنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث ابن
كناسة حديث " غيروا الشيب " إنما هو عن عروة مرسل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث
عروة بن الزبير عن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود "
فقال: هو حديث يرويه محمد بن كناسة عن هشام بن عروة عن أخيه عثمان بن
عروة عن أبيه عن الزبير ولم يتابع عليه، وروى عن الثوري عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قال ذلك زيد بن الحريش عن عبد الله بن رجاء عن الثوري. وكذلك
روى عن حفص بن عمر الحبطي عن هشام. رواه الحافظ من أصحاب هشام عن
هشام عن عروة مرسلا وهو الصحيح.
قلت: أما حديث الثوري فحدثناه أبو طالب يحيى بن علي بن أبي طالب الطيب
22

الدسكري - بحلوان لفظا - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا أبو محمد
عبدان بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الجواليقي القاضي العسكري، حدثنا
زيد بن الحريش، حدثنا ابن رجاء، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ".
قال ابن المقرئ: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وحدثني جماعة من أصحابنا
عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يحيى بن أبي
زكريا الغساني عن هشام، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمد
ابن بشر العبدي عن هشام عن أخيه عثمان بن عروة عن أبيه مرسلا.
أخبرناه أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ، حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان - إملاء - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل،
حدثني أبي، حدثنا محد بن بشر العبدي، حدثنا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة،
عن عروة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ".
ورواه عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه من غير ذكر لعثمان أخيه. وأرسله
أيضا.
أخبرناه الحسن بن علي التميمي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، حدثنا علي بن شعيب، حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ".
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قالا: حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا محمد بن المرزبان، حدثنا عبد الله بن محمد قال:
رأى رجل محمد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة، فقال له: أنا أحمله لك، فقال: لا
ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا إبراهيم بن محمد
النحوي قال: حدثني الفضل الربيعي، حدثني حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه
قال: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم
وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلي واستبشر بي وبسط من وجهه
23

فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي: أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم
فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
في انقباض وحشمة فإذا * صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفر الله
عليك مالك، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم
نفسي أنهما ليسا لي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل
ابن خزيمة قال: أنشدنا أحمد بن سعيد الجمال قال: أنشدني محمد بن كناسة لنفسه:
في انقباض وحشمة
وذكر البيتين.
حدثنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا أبو الحسن
علي بن سليمان الأخفش قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن محمد الأبزاري
المعروف بمنقار قال: حدثني إسحاق الموصلي قال: أنشدنا ابن كناسة - ويحيى بن
معين في مجلسه -:
في انقباض وحشمة فإذا * صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم
قال: فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكني أنشدك
اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم * على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامي تخر من قوتي * فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير - وذكر محمد بن كناسة في تسمية من
قدم بغداد من أهل الكوفة - قال: سئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة
24

أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن الحسين العلاف، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني، حدثنا أبي قال:
ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهري، حدثني عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: محمد بن كناسة أسدي من أنفسهم، وهو ثقة صالح
التثبيت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام
الناس.
وذكره علي بن المديني يوما فقال: هو ثقة صدوق، قال جدي: توفي بالكوفة
لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.
قلت: وبلغني أن مولده كان في سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا عنه أحمد بن حنبل، أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا الوليد بن
بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي،
حدثني أبي قال: ومحمد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى: أبا يحيى، ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن كناسة الأسدي.
وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السمسار، أخبرنا
الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى
الأول أصح، والله أعلم.
993 - محمد بن عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك، أبو عبد الله الأنصاري:
من أهل البصرة. سمع أباه، وسليمان التيمي، وحميدا الطويل، ومحمد بن عمرو
ابن علقمة، وحبيب بن الشهيد، ومالك بن دينار. روى عنه: أبو الوليد الطيالسي:
25

وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعيد،
ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن
إسماعيل البخاري، وأبو حاتم الرازي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وغيرهم.
وكان قد جالس في الفقه سوار بن عبد الله، وعبيد الله بن الحسن العنبري، وعثمان
البتي، وولى قضاء البصرة أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ، وقدم بغداد فولي بها القضاء
وحدث بها ثم رجع إلى البصرة فمات.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عمرو بن علي قال: وولد محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري سنة ثمان
عشرة.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر، أخبرني إبراهيم بن
محمد بن أيوب عن ابن قتيبة: أن الرشيد قلد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء
بالجانب الشرقي - يعني من بغداد - بعد العوفي في آخر خلافته - فلما ولى محمد -
وهو الأمين - عزله وولى مكانه عون بن عبد الله، وولى محمد بن عبد الله المظالم بعد
إسماعيل بن علية.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الدقاق، وأبو الحسن علي بن أحمد بن
علي المؤدب قالا: حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي - بالبصرة - حدثنا الحسن بن
عبد الرحمن بن خلاد، حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الخياط - من أهل رامهرمز -
حدثنا القاسم بن نصر المخرمي، حدثنا سليمان بن داود المنقري قال: وجه المأمون
26

عبد الله بن هارون إلى محمد بن عبد الله الأنصاري بخمسين ألف درهم وأمره أن
يقسمها بين الفقهاء بالبصرة، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه. قال
الأنصاري: وكنت أنا أتكلم عن أصحابي. فقال هلال: هي لي ولأصحابي. وقلت
أنا: بل هي لي ولأصحابي، فاختلفنا فقلت لهلال: كيف تتشهد؟ فقال هلال: أو
مثلي يسأل عن التشهد؟ فتشهد على حديث ابن مسعود. فقال له الأنصاري: من
حدثك به ومن أين ثبت عندك؟ فبقي هلال ولم يجبه. فقال الأنصاري: تصلي في كل
يوم وليلة خمس صلوات وتردد فيها هذا الكلاك وأنت لا تدري من رواه عن نبيك
صلى الله عليه وسلم! قد باعد الله بينك وبين الفقه. فقسمها الأنصاري في أصحابه.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحشري، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري، حدثنا حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن النبي
صلى الله عليه وسلم: أنه احتجم صائما محرما.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل قالا: حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن أن عبد الله بن أحمد قال: قال أبي، وقال أبو خيثمة:
أنكر معاذ ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري - يعني محمد بن عبد الله بن حبيب بن
الشهيد - عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم.
قلت: لم يروه عن حبيب هكذا غير الأنصاري، ويقال: إنه وهم فيه والصواب ما.
أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي - في كتابه إلينا من مصر - قال:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن
شعيب النسائي، أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان، عن حبيب بن الشهيد، عن
ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محل.
وقد روى الأنصاري أيضا حديث يزيد بن الأصم هذا هكذا. ويقال إن غلاما له
أدخل عليه حديث ابن عباس.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - يعني
27

أحمد بن حنبل - يقول: ما كنت يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في
الرأي، وأما السماع فقد سمع.
وسمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن
ميمون عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم فضعفه. وقال: كانت ذهبت
للأنصاري كتب فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكم - أراه. قال: فكان هذا
من تلك.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سئل
علي بن المديني عن حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران،
عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم قال: ليس من ذلك شئ، إنما أراد
حديث حبيب عن ميمون عن يزيد بن الأصم: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة محرما.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا الساجي قال: محمد بن عبد الله الأنصاري رجل جليل عالم
لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه غلب عليه الرأي.
أخبرنا أبو سعيد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. أخبرنا زكريا
الساجي قال: حدثت عن يحيى بن معين قال: كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق
به القضاء فقيل له: يا أبا زكريا فالحديث فقال:
للحرب أقوام لها خلقوا * وللدواوين كتاب وحساب
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، عن يحيى بن معين قال: والأنصاري
ثقة.
حدثنا محمد بن علي الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي. أخبرني أبي قال: محمد بن عبد الله الأنصاري
بصري ليس به بأس.
28

أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا
يعقوب بن سفيان قال: سنة أربع عشرة ومائتين مات محمد بن عبد الله الأنصاري
وسمعت الأنصاري سنة اثنتي عشرة يقول: قد أشرفت على أربع وتسعين سنة.
قلت: وهم يعقوب في ذكر وفاة الأنصاري. والصحيح ما:
أخبرنا الأزهر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
أخبرنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري سنة
اثنتي عشرة ومائتين يقول: ولدت سنة ثماني عشرة ومائة ولى أربع وتسعون سنة إلا
شهرين. كان يأتي على قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب فيه الماء واليوم أشرب كل
يومين. فقيل له: كنت تشرب اللبن؟ قال: اللبن مثل الماء، قيل له: فعسل؟ قال: لا.
قال أبو موسى: ومات محمد بن عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين. وقال
أيضا: سمعت الأنصاري يقول: ما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره.
قرأت علي الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات محمد بن
عبد الله الأنصاري فيما ذكر إسماعيل بن إسحاق سنة خمس عشرة ومائتين. قال
وكان مولده في السنة التي ولد فيها عبد الله بن المبارك، وهي سنة ثماني عشرة
ومائة، وولي القاضي ببغداد وكان من أصحاب زفر بن الهذيل وأبي يوسف.
حدثنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان،
أخبرنا عبد الله بن محمد بن يزيد الخشاب، حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي قال:
مات الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين وعاش نيفا وتسعين سنة.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا محمد بن
معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعيد قال: لم يزل الأنصاري
بالبصرة يحدث إلى أن مات بها في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.
994 - محمد بن عبد الله أبو عبد الله البينوني البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن المبارك بن فضالة. روى عنه: الحسن بن الصباح
29

البزاز، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد الضرير، ومحمد بن علي بن أخت غزال،
وعثمان بن معبد بن نوح المقرئ، ومحمد بن غالب التمتام.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف الغلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم،
حدثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد الضرير، حدثنا أبو عبد الله البينوني، حدثنا مبارك
ابن فضالة، عن حميد، عن أنس قال: لما قبض - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة قباران
رجل يلحد ورجل يضرح. قال: فاجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: نرسل إليهما
فأيهما سبق أمرناه فحفر، فسبق اللاحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت سنة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار، أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسين بن
كوثر البربهاري، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا محمد بن عبد الله البينوني، حدثنا
المبارك بن فضالة، عن حميد، عن أنس قال: لحد للنبي صلى الله عليه وسلم لحدا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله البينوني كان ببغداد، سمع مبارك
ابن فضالة، سمع منه حسن بن الصباح.
995 - محمد بن عبد الله بن عبد الرزاق بن عمر بن عبد الله بن جميل بن
عامر بن جذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمر بن هصيص بن
كعب بن لؤي بن غالب:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان مذكورا بالفضل موصوفا بالجلالة والنبل،
وولي بغداد بيت المال زمن المأمون أمير المؤمنين.
أخبرنا بذلك الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان
الطوسي قال: قال الزبير بن بكار، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق بن عمر بن
عبد الله بن جميل كان في صحابة أمير المؤمنين المأمون وولاه بيت المال ببغداد، وأمه عمارة
بنت نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل.
30

996 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم، أبو عبد الله
الرقاشي:
والد أبي قلابة من أهل البصرة. سمع مالك بن أنس، وحماد بن زيد، ووهيب بن
خالد وجعفر بن سليمان، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وبشر بن المفضل.
روى عنه: ابنه أبو قلابة، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري،
وأبو حاتم الرازي، وحنبل بن إسحاق، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن الحسين
البرجلاني، وأبو إسماعيل الترمذي وقال محمد بن يحيى: كان متقنا.
وذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه قدم بغداد. وقال أيضا: سمعت أبي يقول: حدثنا
محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضا.
حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا معتمر بن سليمان، أخبرنا كهمس
عن أبي السليل [ضريب بن نفير] عن أبي ذر: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " اني لأعلم آية
لو أخذ الناس بها كفتهم: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) [الطلاق 2] ".
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا. وأخبرنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال:
محمد بن عبد الله الرقاشي يكنى بأبي عبد الله، بصري ثقة متعبد عاقل، يقال أنه كان
يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: محمد بن عبد الله الرقاشي، ثقة ثبت.
31

أخبرنا محمد بن علي الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله، حدثنا عبد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الرقاشي بصري ليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا ابن فارس، حدثنا البخاري قال:
محمد بن عبد الله الرقاشي أبو عبد الله مات قبل سنة عشرين ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: مات محمد بن عبد الله الرقاشي سنة تسع
عشرة ومائتين.
997 - محمد بن عبد الله، أبو جعفر الحذاء الأنباري:
سمع فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب. روى عنه: أحمد
ابن حنبل، وحنبل بن إسحاق، وإسحاق بن بهلول الأنباري، ويعقوب بن شيبة،
وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا محمد بن عبد الله أبو جعفر الأنباري الحذاء.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو
جعفر الحذاء قال: قلت لسفيان بن عيينة: إن هذا يتكلم في القدر - أعني إبراهيم بن
أبي يحيى - قال: عرفوا الناس بدعته وسلوا ربكم العافية. لفظ حديث أحمد، وهو
أتم.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري، أخبرنا أبو
الطيب بن بهلول قال: قال أبو العباس بن أصرم: وإذا رأيت الأنباري يحب أبا جعفر
الحذاء ومثنى بن جامع الأنباري فاعلم أنه صاحب سنة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: وكان بالأنبار محمد بن عبد الله الحذاء،
ويكنى أبا جعفر، وكانت عنده أحاديث، وكان ثقة.
32

998 - محمد بن عبد الله، أبو جعفر الأرزي:
سمع عاصم بن هلال، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة، وإسماعيل بن علية،
ومعتمر بن سليمان، وأبا تميلة يحيى بن واضح، وحماد بن واقد، وكريد بن رواحة،
وعبد الوهاب بن عطاء، روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس بن محمد
الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة وجعفر بن محمد الطيالسي، وأبو بكر بن أبي الدنيا،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا العباس بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي، حدثنا عاصم بن هلال،
حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين: أن عمر كان إذا سمع صوت دف أو كبر فقالوا:
عرس أو ختان سكت.
أخبرنا أبو سعيد الماليني، حدثنا علي بن عيسى بن المثنى الماليني، أخبرنا أبو العباس
الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي - ببغداد ثقة مأمون. قال أبو
العباس: كتبت مع أبي زرعة من هذا الشيخ.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، أخبرنا جدي قال: محمد بن عبد الله الرزي كان شيخا صدوقا.
قرأت علي البرقاني، عن محمد بن العباس العصمي قال: حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد الأسدي. قال: محمد بن عبد الله
الرزي ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
سعيد قال: محمد بن عبد الله الأرزي البغدادي، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل
يقول: كان ثقة.
33

أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمر بن غالب، حدثنا موسى بن
هارون.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عبد الله الأرزي
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال ابن قانع: ببغداد.
999 - محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الأخباري البغدادي:
حدث عن عبد الله بن حكيم بن أبي بكر الداهري. روى عنه يحيى بن بدر
السمرقندي.
1000 - محمد بن عبد الله بن المؤذن:
كان أحد أصحاب الرأي، وولى القضاء بمدينة السلام.
أخبرنا علي بن المحسن، حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما توفي حيان بن
بشر استقضى محمد بن عبد الله المؤذن من أهل السواد، وكان صالحا من أصحاب
أبي حنيفة في الفقه، ولا أعلمه حدث بشئ. وقال طلحة: حدثني عبد الباقي بن قانع
قال: حدثني إسحاق بن ديمهر التوزي قال: حدثني من حضر ابن المؤذن القاضي -
وهو يموت - فقال: انقلوني من هذا الموضع. فنقل، فجاء عصفور بحبة من حنطة
فرمى بها على صدره، فما زال يقرضها حتى فرغ منها ثم مات! وكان ممن يحسن
الثناء عليه.
أخبرني علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو مزاحم موسى
ابن عبيد الله قال: سأل عمي أبو علي عبد الرحمن بن يحيى، أحمد بن حنبل عن ابن
المؤذن. فقال: كان مع ابن أبي داود وفي ناحيته ولا أعرف رأيه اليوم.
1001 - محمد بن عبد الله، أبو جعفر المعروف بالإسكافي:
أحد المتكلمين من معتزلة البغداديين، له تصانيف معروفة. وكان الحسين بن علي
الكرابيسي يتكلم معه ويناظره، وبلغني أنه مات في سنة أربعين ومائتين.
34

1002 - محمد بن عبد الله، القطان:
حدث عن عبد الرحمن بن مغرا. روى عنه: أبو داود السجستاني في كتاب
" المراسيل ". وقال: محمد بن عبد الله القطان رجل من أهل بغداد، وكان أحمد
يكرمه، مات بطرسوس.
1003 - محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة، أبو جعفر المخرمي:
نزيل الموصل. كان أحد أهل الفضل، والمتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير
الحديث. روى عن عيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة، ومن عاصرهما. وكان تاجرا
قدم بغداد غير مرة، وجالس بها الحفاظ، وذاكرهم وحدثهم روى عنه: علي بن
حرب الموصلي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وهيذام
ابن قتيبة المروزي، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، ومحمد بن غالب التمتام،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيد العجل، والحسن بن علي المعمري، وجعفر
الفريابي، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن الحسن بن بدينا، وروى عنه:
الحسين بن إدريس الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا القاسم الجرفي، عن
سفيان عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا.
حدثنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس، أخبرنا ابن عمار قال: سمعت المعافى بن عمران - وسألته - إني
أعطي دراهم هنا وآخذها ببغداد، حيث أشتري منها شيئا وأبيعه. فقال: تركت
المسألة، فلم أدر ما يقول حتى أعدت عليه. قال: فقال: ذهابك إلى بغداد
35

ودخولك بغداد أشد عليك مما تسأل عنه! قال ابن عمار: ولدت سنة اثنتين وستين
ومائة.
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، حدثنا أبو الفرج محمد
ابن إدريس بن محمد الموصلي - بها - حدثنا أبو منصور المظفر بن محمد الطوسي،
حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي - في كتاب طبقات العلماء من أهل
الموصل - قال: محمد بن عبد الله بن عمار الغامدي من الأزد، كان فهما بالحديث
وبعلله، رحالا فيه، جماعا له. سمع من هشيم، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن
إدريس، ومحمد بن فضيل، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة، ويحيى بن سعيد
القطان، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي معاوية. وتوفي في سنة
اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال أبو زكريا: حدثني عبيد العجل قال: سمعت أبا يوسف القلوسي يقول
لإسماعيل القاضي: محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي مثل علي بن المديني - يعني
في علم الحديث - ورأيت عبيدا يعظم أمره، ويرفع قدره.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا علي بن أحمد
ابن النضر، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار - ورأيت علي بن المديني يقدمه -.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قرأنا علي الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
سمعت محمد بن غالب يقول: حدثني محمد بن عبد الله بن عمار الثقة، كان من
أهل الحديث. قال ابن سعيد: وسألت عبد الله بن أحمد عنه. فقال: ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وعفيف بن
سالم موصلي ثقة.
حدثني عنه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ومحمد بن عمار ثقة.
أخبرني الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمداني، أخبرنا عبد الرحمن بن
إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: محمد بن عبد الله بن عمار
موصلي ثقة صاحب حديث.
36

1004 - محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسن بن مصعب، أبو العباس
الخزاعي:
كان شيخا فاضلا، وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أمير. ولى إمارة بغداد في
أيام المتوكل، وكان مألفا لأهل العلم والأدب، وقد أسند حديثا عن أبي الصلت
الهروي.
أخبرناه محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه
النيسابوري، حدثني علي بن محمد المذكر، حدثنا محمد بن علي بن الحسين الفقيه
الرازي، حدثنا أبي، عن محمد بن عبد الله بن طاهر قال: كنت واقفا على رأس أبي
وعنده أحمد بن محمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وأبو الصلت الهروي، فقال
أبي: ليحدثني كل رجل منكم بحديث، فقال أبو الصلت: حدثني علي بن موسى
الرضا - وكان والله رضا كما سمى - عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن
محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي،
عن أبيه علي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان قول وعمل ". فقال بعضهم: ما هذا
الإسناد! فقال له أبي: هذا سعوط المجانين، إذا سعط به المجنون برأ.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثني جدي محمد بن عبيد الله
ابن قفرجل، أخبرنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي قال: كانت
لأبي حاجة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، فكتب إليه:
ألا مبلغ عني الأمير محمدا * مقالا له فضل على القول بارع
لنا حاجة إن أمكنتك قضيتها * وإن هي لم تكن فعذرك واسع
فأنت وإن كنت الجواد بعينه * فلست بمعطي الناس ما الله مانع
فإن يور زند الطاهري فبالحري * وإلا فقد تنبو السيوف القواطع
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن موسى البربري قال: كان الحسن بن
وهب عند محمد بن عبد الله بن طاهر، فعرضت سحابة فبرقت ورعدت ومطرت،
فقال كان من حضر فيها شيئا، فقال الحسن:
37

هطلتنا السماء هطلا دراكا * عارض المرزبان فيها السماكا
قلت للبرق - إذا توقد فيها * يا زناد السماء من أوراكا
أحبيب نأيته فجفاكا * فهو العراض الذي استبكاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العباس * في جوده وهناكا
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني محمد
ابن يحيى، حدثني أبو الغوث - يعني ابن البحتري - قال: حمل محمد بن عبد الله بن
طاهر، أبي علي برذون بلا سرج ولا لجام فقال من قصيدة أولها:
غرام ما أتيح من الغرام
محمد يا بن عبد الله لولا * نداك لغاض معروف الكرام
لكم بيت الأعاجم حيث يبنى * ومفتخر المرازبة العظام
وما استجديت إلا جئت عفوا * بفيض البحر أو صوب الغمام
وكم من سؤدد غلست فيه * ولم تربع على النفر النيام
أراجعتي يداك بأعوجيى * كقدح النبع في الريش اللوام
بأدهم كالظلام أغر يجلو * بغرته دياجير الظلام
ترى أحجاله يصعدن فيه * صعود البرق في الغيم الجهام
وما حسن بأن تهديه فذا * سليب السرج منزوع اللجام
فأتمم ما مننت به وأنعم * فما المعروف إلا بالتمام
وأخبرني علي بن أيوب المرزباني قال: أنشدني علي بن هارون البحتري يمدح
محمد بن عبد الله من قصيدة أولها:
فؤاد بذكر الظاعنين موكل
إلى معقل للملك لولا اعتزامه * ومنعته ما كان للملك معقل
إلى مصعبي العزم يسطو فيعتدي * ومتسع المعروف، يعطي فيجزل
إذا جاد أغضى العاذلون وكفهم * قديم مساعيه التي تتقيل
ومن ذا يلوم البحر إن بات زاخرا * بفيض، وصوب المزن إن راح يهطل
ولم أر بحرا كالأمير محمد * إذا ما غدا ينهل أو يتهلل
حياة النفوس المرهقات ومأمن * يثوب إليه الخائفون ومؤل
38

أعيرت به بغداد سكب غمامة * تعل البلاد من نداها وتنهل
وقد فقدت أنس الخلافة وانتحى * على أهلها خطب من الدهر معضل
تلين وتقسو شدة وتألفا * وتملى فتستأني وتقضي فتعدل
وما زلت مدلولا على كل خطة * من المجد ما ترقا وما تتوقل
تداركني الإحسان منك ومسني * على حاجة ذاك الجدي والتطول
ودافعت عني حين لا الفتح يبتغى * لدفع الذي أخشى ولا المتوكل
أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبر إسماعيل بن سعيد المعدل قال:
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني محمد بن عجلان، أخبرني ابن السكيت
أن محمد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج، فخرجت إليه جارية له شاعرة فبكت
لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله:
دمعة كاللؤلؤ الرطب * على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البين * من الطرف الكحيل
ثم قال لها، أجيزيني فقالت:
حين هم القمر الباهر * عنا بالأفول
إنما تفتضح العشاق * في وقت الرحيل
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا عبيد الله
ابن أحمد، حدثنا أبي قال: كتب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى جارية كان يحبها:
ماذا تقولين فيمن شفه سقم * من جهد حبك حتى صار حيرانا؟
فأجابته:
إذا رأينا محبا قد أضر به * جهد الصبابة أوليناه إحسانا
أنشدنا علي بن أيوب القمي قال: أنشدنا محمد بن عمران بن موسى لمحمد بن
عبد الله بن طاهر - وأحسن -:
أواصل من هويت على خلال * أذود بهن أسباب التقالي
وفاء لا يحول به انتكاث * وود لا تخونه الليالي
وأحفظ سره والغيب منه * وأرعى عهده في كل حال
39

وأوثره على عسر ويسر * وينفذ حكمه في سر مالي
وأقبل عفوه عودا وبدءا * وأجهد إن تجوز في الوصال
ولا آتي له عذرا إذا ما * تنصل من مقال أو فعال
وأغفر نبوة إلا دلال منه * إذا ما لم يكن غير الدلال
وأستبقيه بالهجران إما * أصر وغره مني احتمالي
فإن يتعب رجعت له بكلى * ولم أخطر إساءته ببالي
وإن يلحح به داء دفين * أصرم من حبائله حبالي
وما أنا بالملول وما التجني * ولا الغدر المذمم من شمالي
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة قال: وفي هذه السنة - يعني سنة ثلاث وخمسين ومائتين - لإحدى عشرة ليلة
خلت من ذي القعدة، انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره فلما انتصف
الليل مات محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان به خراج في حلقه، فاشتد حتى عولج
بالفتائل، وفي وفاته يقول عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
هد ركن الخلافة الموطود * زال عنه السرادق الممدود
يا كسوفان ليلة الأحد النحس * أحلتكما النجوم السعود
أحد كان حده من نحوس * جمعت حدها إليه الأحود
أحد كان حده مثل حد السيف * كالنار شب منها الوقود
كسف البدر والأمير جميعا * فانجلى البدر والأمير غميد
قال: ودفن في مقابر قريش.
1005 - محمد بن عبد الله بن شعيب، أبو بكر الشاعر، مولى بني مخزون،
ويعرف بالأخيطل:
قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزباني بخطه - وحدثنيه علي بن المحسن عنه. قال: الأخيطل وهو محمد بن عبد الله بن شعيب مولى بني مخزون، ويكنى أبا بكر من
أهل الأهواز، قدم بغداد ومدح محمد بن عبد الله بن طاهر، وهو ظريف مليح
الشعر. يسلك طريق أبي تمام الطائي ويحذو حذوه، وكان يهاجي الحمدوني وهو
القائل:
40

أسمعت أذن رجائي نغمة النعم * فأرعني أذنا أمرجك في كلمي
رياض شعر إذا ما الفكر أمطرها * فهما تروى لها لب الفتى الفهم
فما اقتراب الهوى من عاشق دنف * ألذ من ماء شعر جال في كرم!
1006 - محمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي:
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
سعيد قال: محمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي نزل بغداد، سمع
أباه، وشبابة بن سوار وغيرهما.
قلت: هذا الشيخ اسمه أحمد لا محمد، ويكنى أبا الحسن، وكان حافظا متقنا
ورعا، نشأ ببغداد، ثم انتقل إلى بلاد المغرب فسكنها، وهو مشهور عند أهلها،
وسنذكره بعد في موضعه من كتابنا إن شاء الله تعالى.
1007 - محمد بن عبد الله بن المبارك، أبو جعفر المخرمي:
قاضي حلوان. سمع يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيعا،
وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة وصفوان بن عيسى، وأزهر بن سعد، وكان من أحفظ
الناس للأثر، وأعلمهم بالحديث. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري في
صحيحه، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وإبراهيم الحربي، وأبو عبد
الرحمن النسائي، ومحمد بن محمد الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي
المحاملي.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
41

الأهوازي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي ومحمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن حسان الأزرق قالوا: حدثنا يحيى
ابن سعيد عن التيمي وابن أبي عروبة عن قتادة، عن زرارة بن أوفى عن سعد بن
هشام، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " هما أحب إلي من الدنيا جميعا " - يعني
ركعتي الفجر - وهذا لفظ يعقوب والمعنى واحدا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: حدثنا عبد الله
ابن محمد بن سيار الفرهياني قال: سمعتهم يقولون: قدم علي بن المديني بغداد
واجتمع إليه الناس فلما تفرقوا قيل له: من وجدت أكيس القوم؟ قال: هذا الغلام
المخرمي.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري. أخبرنا عبيد الله بن محمد، أخبرنا علي بن
إبراهيم المستملي قال: سمعت أحمد بن نصر بن طالب أبا طالب يقول: سمعت أخا
ميمون يقول: قال لي عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: كتبت حديث عبيد
الله عن نافع عن ابن عمر: كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لا يغتسل؟. قال:
قلت: لا، قال: في ذاك الجانب المخرم شاب يقال له محمد بن عبد الله يحدث به عن
أبي هشام المخزومي عن وهيب فاكتبه عنه.
أخبرنا ابن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار
قال: سمعت المخرمي يقول: ذكر أبو خيثمة يوما فقال: كم تحفظون لابن جريج عن
أبيه - وكان يحيى بن معين ثمة - فما أجاب ألبتة في واحد واندفعت أنا فقلت. وقال
عبد الله: كنا نصف المخرمي بالمعرفة فذكرناه لصاحب حديث يقال له: عمر بن
إسماعيل أبو عامر - من أهل يبرود - فقال: إن كيلجة أفادني أبوابا وقال الحديث فيها
عزيز وأنا أذكر لكم بعض تلك الأبواب حتى تسألوا عنه المخرمي، فذكر: الرجل
يدرك الوتر من صلاته، من قال: يتشهد، ومن قال: لا يتشهد. فلما أتيناه سألناه فقال
لنا المخرمي: ليس ذاك من صناعتكم، ما حاجتكم إليه؟ وذاك أنه كان يرانا نتبع المسند
فقلنا: فحدثنا بما عندك فيه، فحدثنا على المكان ستة أحاديث، فرجعنا إلى الذي قال
لنا فقلنا له: أملى علينا فيه ستة أحاديث، قال: ذا هول من الأهوال.
42

أخبرنا علي بن أبي علي قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
سمعت نصر بن أحمد بن نصر يقول: كان محمد بن عبد الله المخرمي من الحافظ
المتقنين المأمونين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه. ثم حدثني الصوري، حدثنا
الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن - وكتب لي بخطه -
قال: سمعت أبي يقول: محمد بن عبد الله بن المبارك مخرمي ثقة وكنيته أبو جعفر.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا
محمد بن محمد بن الباغندي، حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك، وكان حافظا
متقنا.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لي أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن عبد الله بن المبارك أبو جعفر القاضي بغدادي ثقة كان حافظا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عبد الله بن المبارك
المخرمي مات في سنة أربع وخمسين ومائتين.
1008 - محمد بن عبد الله بن يحيى بن زكريا، أبو بكر الشاعر، المعروف
بابن الخبازة:
له شعر كثير في الزهد والرقائق والتذكير بالموت والمواعظ، وكان عاصر أحمد بن
حنبل ورثاه حين مات.
أخبرنا محمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال:
سمعت أبا بكر بن مالك القطيعي يحكي - أظنه عن عبد الله بن أحمد - قال: كنت
أدعو ابن الخبازة وكان أبي ينهانا عن التغبير فكنت إذا كان عندي أكتمه من أبي لئلا
يسمع، قال: فكان ذات ليلة عندي وكان يقول، فعرضت لأبي عندنا حاجة وكانوا
في زقاق، فجاء فسمعه يقول فتسمع فوقع في سمعه شئ من قوله، فخرجت لأنظر
فإذا بابي يترجح ذاهبا وجائيا، فرددت الباب ودخلت فلما أن كان من الغد قال لي:
يا بني إذا كان مثل هذا، نعم هذا الكلام أو معناه.
43

1009 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج، وعبد الله هو المكني
أبا الثلج، وكنية محمد، أبو بكر:
رازي الأصل. سمع: مصعب بن المقدام، وروح بن عبادة، وعبد الصمد بن عبد
الوارث، وقرادا أبا نوح، وأبا عاصم النبيل، وأبا النضر، وسعيد بن عامر، والحسن
ابن موسى الأشيب. روى عنه: البخاري في صحيحه، وابن ابنه محمد بن أحمد بن
محمد بن أبي الثلج، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، وقال ابن أبي حاتم: محمد
ابن عبد الله بن أبي الثلج البغدادي كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على منصور البوسنجي - بها - حدثكم أحمد
ابن جعفر بن نصر الجمال الرازي، حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل البغدادي،
حدثنا عبد الرحمن بن غزوان، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن
الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر، ادع قومك، غفار غفر
الله لها، وأسلم سالمها الله ". قال لنا البرقاني: بلغني عن موسى بن هارون قال: لم
يرو شعبة من إسلام أبي ذر إلا هاتين الكلمتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عبد الله بن
إسماعيل المعروف بابن أبي الثلج مات في سنة سبع وخمسين ومائتين، قال ابن قانع:
أخبرني بذلك ابن ابنه.
1010 - محمد بن عبد الله بن ميمون، أبو بكر الإسكندراني:
بغدادي الأصل سكن الإسكندرية فنسب إليها، وحدث عن الوليد بن مسلم،
44

وسالم بن ميمون الخواص ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي. روى عنه: محمد بن
هارون بن المجدر، ويحيى بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود. وقال ابن أبي حاتم:
كتبت عنه بالإسكندرية وهو صدوق ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد
ابن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون - بغدادي بالإسكندرية -
حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله: أنا الرحمن، وأنا خلقت الرحم، واشتققت لها اسما من
اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته ".
حدثت عن أبي الحسن الدارقطني قال: كتبت من خط أبي جعفر الطحاوي قال:
توفي أبو بكر محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي في يوم الخميس لإحدى عشرة
ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين ومائتين.
1011 - محمد بن عبد الله بن المستورد، أبو بكر، ويعرف بأبي سيار
الحافظ:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا جعفر النفيلي، ويوسف بن عدي، ويحيى
ابن بكير المقرئ، ومحمد بن عبد الله بن نمير الكوفي، والمعافى بن سليمان الرسعني،
ونصر بن عاصم الأنطاكي. روى عنه: يحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد
ابن مخلد، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن أحمد بن الصلت، أخبرنا محمد بن مخلد الدوري،
حدثنا أبو سيار محمد بن عبد الله بن المستورد، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،
حدثني إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني قال: سمعت خالد بن علقمة وعبد
الملك بن سلع ونصر بن خارجة كلهم عن عبد خير بن يزيد قال: قال علي: ألا
أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر وعمر، وقد كانت منا أشياء، فإن يعف
الله فبرحمته وإن يعذب فبذنوبنا.
45

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا أبو
العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج - وذكر أبا سيار - فقال: ثقة مأمون.
قال لي أبو نعيم الحافظ: قدم أبو سيار محمد بن عبد الله بن المستورد البغدادي
أصبهان، فقال إبراهيم بن أورمة: ما قدم عليكم مثل أبي سيار.
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال:
قرأت على محمد بن مخلد العطار. قال: ومات أبو سيار سنة اثنتين وستين، زاد غير
ابن مخلد: في شوال.
1012 - محمد بن عبد الله بن يزيد بن حيان، أبو عبد الله الأعشم، مولى بني
هاشم ويعرف بالمنتوف:
سمع شبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، وروح بن عبادة، وعبد العزيز بن أبان.
روى عنه: أحمد بن هارون البرديجي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وكان
ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا محمد بن
مخلد العطار، أخبرنا محمد بن عبد الله مولى بني هاشم، حدثنا شبابة، حدثنا خارجة
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال لي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريتك في
المنام مرتين، كنت أوتي بك في سرقة من حرير، فيقال لي: يا محمد، هذه امرأتك
فأكشفها فإذا هي أنت فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه ".
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: في سنة أربع وستين ومائتين فيها مات محمد بن
عبد الله المنتوف، مولى بني هاشم في المحرم.
1013 - محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو بكر الزهيري، جار أحمد بن
حنبل:
كان أحد الصالحين، وحدث عن الهيثم بن جميل، وعمرو بن عاصم، وعلي بن
قادم وإسماعيل بن أبي أويس، وأبي بلال الأشعري. روى عنه: عبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومحمد بن خلف وكيع، والعباس بن العباس بن المغيرة الجوهري، والحسين
ابن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري.
46

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي - إملاء - حدثنا أبو بكر الزهيري، حدثنا الهيثم - يعني ابن جميل - حدثنا
عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس: أنه كان إذا كلم أحدا أو نازعه فعل ذلك ثلاثا
ويقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر - جارنا - حدثنا أبو عون
الزيادي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء بن
عازب، عن أبي بكر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة فمررنا
براع فحلبت له كثبة لبن ثم أتيته بها فشرب صلى الله عليه وسلم.
غريب جدا من رواية الأعمش عن أبي إسحاق، لا أعلم حدث به غير عبد الواحد
ابن زياد، والله أعلم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن
عبد الله الزهيري بغدادي ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر الزهيري مات في
شوال من سنة خمس وستين ومائتين.
قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة خمس وستين ومائتين فيها مات أبو بكر
الزهيري يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقين من شوال. بلغني أنه كان قائما يصلي فخر
ميتا.
1014 - محمد بن عبد الله بن نمير، البغدادي:
حدثني محمد بن علي الصوري - لفظا من كتابه - حدثنا عبد الرحمن بن عمر
المصري، حدثنا أبو القاسم نصر بن محمد بن يعقوب الموصلي، حدثنا أبو بكر محمد
ابن عبد الصمد، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير البغدادي، حدثنا سلم [بن ميمون]
الخواص، حدثنا الحارث بن الحكم قال: أنزل الله في بعض الكتب: أنا الله لا إله إلا
أنا، لولا أني قضيت النتن على الميت لحبسه أهله في البيت، وأنا الله لا إله إلا أنا، لولا
أني قضيت السوس على الطعام لخزنه الملوك، وأنا الله لا إله إلا أنا، مرخص الأسعار
47

والبلاد مجدبة، وأنا الله لا إله إلا أنا، مغلي الأسعار والاهراء ملأى، وأنا الله لا إله إله إلا
أنا لولا أني أسكنت الأمل القلوب لأهلكها التفكر
1015 - محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر، العمري:
حدث بمصر. كذلك حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي،
حدثنا أبو الفتح بن مسرور، أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس قال:
محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب، من سكان بغداد قدم مصر وحدث بها عن: محمد بن يوسف الفريابي،
وأبي نعيم، ومعاوية بن عمرو، وعفان، وطبقة نحوهم.
1016 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو عبد الله المسروقي:
حدث عن وجوده في كتاب جده. روى عنه: محمد بن مخلد في مسند أبي
حنيفة.
1017 - محمد بن عبد الله بن مسلم، الصفار اللاحقي:
حدث عن علي بن موسى بن جعفر العلوي. روى عنه: عمر بن أحمد بن روح
البصري.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار، حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم
الختلي، حدثنا عمر بن أحمد بن روح الساجي - بالبصرة - حدثنا محمد بن عبد الله
ابن مسلم اللاحقي الصفار ببغداد قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، حدثنا أبي
موسى، حدثنا أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال
أمير المؤمنين: يعني عليا - صيام شهر الصبر وثلاثة أيام الشهر، صيام الدهر، من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.
1018 - محمد بن عبد الله، أبو لقمان النخاس:
نزل مصر وحدث بها عن أبي النضر هاشم بن القاسم الكناني، وعبيد الله بن
موسى، وسفيان بن بشر الكوفيين. روى عنه: أبو عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي،
48

وعبد الرحمن بن إسماعيل، ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفيان ساكنا مصر.
وكان ضعيفا يروي المنكرات عن الثقات.
أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق، حدثنا أبو الحسن علي بن
الحسين بن جعفر القطان - بالبصرة إملاء في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا أبو
عبيد الله بن الربيع - بمصر - حدثنا أبو لقمان قال: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا
سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا غضب عمر، فإن الله يغضب إذا غضب ".
أخبرنا التنوخي، أخبرنا سهل بن أحمد الديباجي، حدثنا محمد بن محمد بن
الأشعث الكوفي - بمصر - حدثنا أبو لقمان البغدادي وجعفر بن محمد الرازي. قالا:
حدثنا سفيان بن بشر، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن محمد عن أبيه: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بديل بن ورقاء الخزاعي ينادي أيام منى: " إنها أيام أكل
وشرب ".
ذكر أبو سعيد بن يونس المصري في كتابه إلى: قال لي محمد بن علي الصوري أن
محمد بن عبد الرحمن الأزدي أخبرهم به عن أبي الفتح بن مسرور عن ابن يونس:
أن أبا لقمان توفي بمصر سنة ستين ومائتين.
1019 - محمد بن عبد الله بن منصور، أبو إسماعيل الشيباني العسكري،
الفقيه صاحب الرأي، يعرف بالبطيخي:
حدث عن: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ومحمد بن أبي السري
العسقلاني، وسفيان بن بشر الكوفي. روى عنه: القاضي أبو عبد الله المحاملي،
وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وعبد الباقي بن قانع القاضي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، أخبرنا
محمد بن عبد الله بن منصور أبو إسماعيل الفقيه، حدثنا محمد بن أبي السري،
حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، حدثنا أيوب، عن ابن سيرين والحسن، عن
49

أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد بعد السلام والكلام. قال الحسن: فنسخ وثبتت
السجدتان.
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني: أبو إسماعيل البطيخي ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا إسماعيل البطيخي مات
في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
1020 - محمد بن عبد الله بن سفيان، الخضيب، يعرف بزرقان الزيات:
حدث عن: عبد الله بن صالح العجلي، ومسدد. روى عنه: يحيى بن محمد بن
صاعد، وأبو سهل بن زياد القطان، وما علمت من حاله إلا خيرا، وذكره الدارقطني
فقال: لا بأس به.
أخبرني محمد بن الحسين الأزرق، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا محمد بن عبد الله بن سفيان - ويعرف بزرقان الزيات - حدثنا مسدد،
حدثنا هشيم، حدثنا الشيباني قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد.
رواه يحيى بن محمد بن صاعد، عن زرقان، ورواه الدارقطني عن ابن زياد
القطان، وهو غريب من حديث هشيم عن الشيباني، وغريب من حديث مسدد عن
هشيم، تفرد به زرقان، والمحفوظ عن مسدد عن أبي عوانة، عن أبي يعفور، عن ابن
أبي أوفى، وقد روى عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن الشيباني وأبي يعفور،
عن ابن أبي أوفى.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: سنة ثلاث وثمانين ومائتين، توفي زرقان الزيات الذي كان
يحدث عن عبد الله بن صالح العجلي المقرئ وذلك لأيام من شوال.
1021 - محمد بن عبد الله بن عتاب، أبو بكر الأنماطي، يعرف بابن
المربع:
سمع عاصم بن علي، وأحمد بن يونس، وسنيد بن داود، ويحيى بن معين. روى
عنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
50

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن مربع مات في سنة أربع
وثمانين ومائتين.
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي أن محمد بن عبد الله
ابن عتاب بن المربع مات في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين قال: ولا
أعلمه غير شيبه، والصواب عندنا قول ابن كامل، والله أعلم.
1022 - محمد بن عبد الله بن مهران، الدينوري:
سكن بغداد وحدث بها عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن عبد الله
ابن يونس، وحرب بن الحسن الطحان أحاديث مستقيمة. روى عنه: عبد الباقي بن
قانع، وأبو بكر الشافعي، وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن البادا، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن مهران الدينوري، حدثنا عبد العزيز الأويسي، حدثنا مالك عن نافع
عن ابن عمر قال: كان الرجال والنساء في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضئون جميعا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عبد الله بن مهران
الدينوري مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
1023 - محمد بن عبد الله بن نميل، الخلال:
حدث عن أحمد بن عبد الله بن يونس. روى عنه: عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن نميل الخلال، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عمرو بن شمر، حدثنا أبو
إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): " لقد هممت أن
آمر رجلا يصلي بالناس ثم انظر قوما تخلفوا عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن نميل الخلال مات في سنة
ثمان وثمانين ومائتين.
قلت: في البغداديين أيضا إسماعيل بن نميل الخلال وهو في طبقة محمد بن عبد الله
51

ابن نميل هذا، ولم يسم عبد الباقي بن قانع الذي ذكر تاريخ وفاته، وما أعلم أي
الرجلين عنى، إلا أنه يغلب على ظني أنه أراد محمد بن عبد الله هذا، والله أعلم.
1024 - محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، القطان:
والد أبي سهل وأصله من متوث. حدث عن: إبراهيم بن الحجاج، وعبد الله بن
الجارود السلمي، وغيرهما من البصريين. روى عنه: ابنه أبو سهل أحاديث يسيرة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن الجارود السلمي - بالبصرة -
حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن محمد بن عبد
الرحمن عن يحيى بن عبيد البهراني، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له
فيشربه اليوم والليلة، ومن الغد وليلته، فإذا كان اليوم الثالث أمر أن يسقى الخدم أو
يهراق.
1025 - محمد بن عبد الله العدوي، يعرف بالقرمطي:
مديني الأصل حدث عن: بكر بن عبد الوهاب، ويحيى بن سليمان بن فضالة.
روى عنه: محمد بن عمر بن غالب وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا
محمد بن عبد الله القرمطي - من ولد عامر بن ربيعة ببغداد -.
وأخبرنا الهيثم بن محمد بن عبد الله الخراط - بأصبهان - أخبرنا أبو القاسم
سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن عبد الله القرمطي العدوي - من ولد
عامر بن ربيعة - حدثنا عثمان بن يعقوب العثماني، حدثنا محمد بن طلحة التيمي،
حدثنا بشير بن ثابت بن أسيد بن ظهير.
وحدثني أيضا عن أخته سعيد بنت ثابت عن أبيهما ثابت عن جدهما أسيد بن
ظهير قال: استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج يوم أحد، فقال له عمه ظهير: يا
رسول الله إنه رجل رام، فأجازه رسول الله فأصابه سهم في لبته فجاء به عمه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابن أخي أصابه سهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحببت أن
52

تخرجه أخرجناه، وإن أحببت أن تدعه فإنه إن مات وهو فيه مات شهيدا ". قال
أبو القاسم: إنما نسبوا إلى القرامطة لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عامرا جدهم يمشي فقال: " إنه
ليقرمط في مشيته ".
1026 - محمد بن عبد الله، أبو عبد الله تلميذ بشر بن الحارث:
روى أبو بكر المفيد عنه عن بشر وسري السقطي والفتح بن شخرف. ولا أعرف
راويا عنه سوى المفيد وليس بمعروف عندنا، فالله أعلم.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب - الشيخ
الصالح - حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله - تلميذ بشر بن الحارث - حدثنا
السري بن مغلس السقطي، حدثنا يحيى بن اليمان، حدثني عبد السلام بن حرب عن
يزيد بن أبي خالد، عن محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما جبريل يطوف بي أبواب الجنة قلت: يا جبريل أرني الباب
الذي تدخل منه أمتي، قال فأرانيه ". قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله ليتني كنت
معك حتى انظر إليه. قال: فقال: " يا أبا بكر أما إنك أول من يدخله من أمتي ".
أخبرنا عبد العزيز بن علي الطحان، أخبرنا أبو بكر المفيد قال: سمعت أبا عبد الله
محمد بن عبد الله تلميذ بشر بن الحارث يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ينبغي
لنا ألا نحب هذه الدار لأنها دار يعصى الله فيها، فوالله لو لم يكن منا إلا أنا أحببنا
شيئا أبغضه الله تعالى لكفانا.
1027 - محمد بن عبد الله بن بكر بن واقد، أبو جعفر السراج:
نزل الأهواز وحدث بها عن مردويه - صاحب فضيل بن عياض - وعن محمد بن
عباد المكي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه: أهل فارس، وكان مستقيم
الحديث.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا محمد بن
عبد الله بن واقد البغدادي - بالأهواز - حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا عفان، حدثنا
53

همام، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم - ونحن
في الغار - لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه! قال: " يا أبا بكر
ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن
إسحاق المادرائي، حدثنا محمد بن أحمد بن السكن أبو خراسان ومحمد بن عبيد
الله المنادي وعلي بن سهل بن المغيرة وأحمد بن حرب البزاز أبو جعفر ومحمد بن
غالب بن حرب وجامع بن إسماعيل الصائغ وعبد الله بن الحسن الحراني قالوا: حدثنا
عفان بن مسلم، حدثنا همام بن يحيى الأزدي بإسناده مثله سواء.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وبلغتنا وفاة أبي جعفر محمد بن عبد الله بن بكر بن واقد
السراج - من سوق الأهواز - أنها كانت في آخر جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين
ومائتين.
1028 - محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، الأموي، يعرف بالأحنف:
كان يخلف أباه عبد الله بن علي علي القضاء بمدينة السلام، أخبرنا علي بن
المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لم يزل عبد الله بن علي بن محمد
ابن عبد الملك بن أبي الشوارب واليا - يعني على القضاء بالجانب الشرقي من بغداد
وعلى الكرخ أيضا - من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين إلى ليلة السبت
لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين فإن الفالج
ضربه فيها وأسكت، فاستخلف له ابنه محمد بن عبد الله علي عمله كله في يوم
الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين، وكان سريا
جميلا واسع الأخلاق قريبا من الناس، ولم يكن له خشونة فاضطربت الأمور بنظره،
ولبس عليه في أكثر أحواله، وكان أمور السلطان أيضا كلها قد اضطربت ولم يزل
على خلافة أبيه إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
54

أنبأني إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي أن محمد بن عبد الله بن علي
توفي ببغداد يوم السبت لتسع خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وثلاثمائة، وتوفي
أبوه عبد الله بن علي يوم الثلاثاء لسبع بقين من رجب، فكان بينه وبين أبيه ثلاثة
وسبعون يوما ودفن معه في موضع واحد بالقرب من مقابر باب الشام،
1029 - محمد بن عبد الله بن عمرو بن المنتجع، أبو عمرو المروزي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن علي بن خشرم، وأحمد بن عبد الله الفرياناني،
ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وغيرهم. روى عنه: محمد بن المظفر، وعلي بن عمر
السكري، وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن المظفر،
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله بن عمرو المروزي. وحدثني الحسن بن محمد
الخلال، حدثنا علي بن عمر بن محمد السكري، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو
ابن المنتجع - قدم علينا حاجا - حدثنا علي بن خشرم، حدثنا حجاج بن محمد عن
ابن جعدية، عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عبد الله بشئ أفضل من فقه في الدين ".
1030 - محمد بن عبد الله بن جورويه، أبو بكر الرازي، وقيل:
الجنديسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حاتم الرازي وجماعة من طبقته. روى عنه: أبو
العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر وغيرهما.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، حدثنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن جورية الجنديسابوري - ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة - حدثني أبي،
حدثنا يحيى بن غيلان بحديث ذكره.
55

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا محمد بن
عبد الله بن جورويه الرازي، حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا
سفيان. وأخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام - بأصبهان - أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي
سفيان، عن جابر قال: جاءت الحمى تستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من أنت؟ قالت:
الحمى، قال: أتعرفين أهل قباء؟ قالت: نعم. قال: اذهبي إليهم " فذهبت إليهم، فنالوا
منها شدة، فشكوا ذاك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن شئتم دعوت الله فكشفها
عنكم، وإن شئتم كانت لكم كفارة وطهورا " قالوا: تكون لنا كفارة وطهورا.
لفظ حديث ابن المظفر.
1031 - محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله، النوفلي:
ذكر لي أبو نعيم الأصبهاني أنه بغدادي قدم أصبهان. ثم أخبرنا أبو نعيم، حدثنا
أحمد بن بندار بن إسحاق، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان النوفلي، حدثنا
جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا قرة بن خالد،
عن مرة بن سعيد، عن عبد الله بن معبد قال: سمعت ابن عباس على منبر البصرة
يقول: اللهم أصلح عبدك وخليفتك عليا أهل الحق أمير المؤمنين.
1032 - محمد بن عبد الله السامري:
حدث عن علي بن حرب الموصلي. روى عنه: عبد الله بن إبراهيم الأبندوني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني
يقول: قرأت على محمد بن عبد الله السامري ببغداد - وذكر الأبندوني أنه لا بأس به.
حدثكم علي بن حرب، حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، حدثنا مالك عن سعيد
المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر مثل حديث قبله قال: " خمس من الفطرة،
تقليم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، والاختتان ".
56

وكذا رواه معن بن عيسى والقعنبي ويحيى بن يحيى وأبو مصعب عن مالك
موقوفا، ورواه بشر بن عمر الزهراني، عن مالك بإسناد مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 1033 - محمد بن عبد الله بن سعيد بن هارون، أبو بكر الأصبهاني:
وهو ابن أخي أبي صالح عبد الرحمن بن سعيد. سكن بغداد وحدث بها عن
أحمد بن عصام، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وأسيد بن عاصم الأصبهانيين
وغيرهم. روى عنه: أبو الحسين بن البواب، وأبو بكر بن شاذان، وأبو [حفص بن]
شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، حدثنا أبو بكر
محمد بن عبيد الله بن سعيد بن هارون الأصبهاني - ببغداد - حدثنا أبو يعلى يعقوب
ابن محمد بن أبي الربيع البصري، حدثنا سليمة بن محمد السمرقندي، حدثنا خالد
ابن يزيد العمري، حدثنا شعبة، عن يحيى بن أبي سليم، عن سعيد المقبري، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (يومئذ تحدث أخبارها) [الزلزلة 4]:
" هل تدرون ما أخبارها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " فإن أخبارها أن تقول عمل
على في يوم كذا وكذا وفي يوم كذا وكذا ".
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: توفي أبو بكر محمد بن عبد الله بن
سعيد بن هارون ابن أخي أبي صالح الأصبهاني في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة
وثلاثمائة.
1034 - محمد بن عبد الله الحطاب:
حدث عن علي بن عبد الله القراطيسي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1035 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت، أبو بكر الأشناني:
حدث عن علي بن الجعد، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن
راهويه، وأحمد بن حنبل، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وهشام بن عمار، وسري
57

السقطي، أحاديث باطلة، وكان كذابا يضع الحديث. روى عنه: أبو عمرو بن السما،
والقاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن الخضر بن أبي خزام، وأبو بكر بن شاذان
وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد
الدقاق، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا
وكيع، عن شعبة، عن محارب، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هبط على جبريل فقال:
يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام. ويقول: حبيبي إني كسوت حسن يوسف من
نور الكرسي وكسوت حسن وجهك من نور عرشي، وما خلقت خلقا أحسن منك
يا محمد " ذكره الأشناني مرة أخرى بإسناد غيره هذا.
أخبرناه محمد بن طلحة النعالي، حدثنا أحمد بن محمد الصرصري، حدثنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأشناني، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن
منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هبط على
جبريل فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: حبيبي إني كسوت
حسن وجه يوسف من نور الكرسي وكسوت حسن وجهك من نور عرشي. وما
خلقت خلقا أحسن منك يا محمد ". ورواه مرة ثالثة خلاف ما تقدم.
أخبرنيه أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا محمد بن عبد
الله الأشناني، حدثنا محمد بن حميد الرازي - بسر من رأى سنة اثنتين وأربعين
ومائتين - حدثنا الفضل بن موسى عن سليمان الطويل، عن زيد بن وهب، عن عبد
الله بن غالب، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا علي بن الحسن
الجراحي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأشناني - إملاء من حفظه - حدثنا أبو
خيثمة زهير بن حرب، حدثنا جرير عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صافح المؤمن المؤمن نزلت عليهما مائة رحمة، تسعة وتسعون
لأبشهما وأحسنهما خلقا ". رواه الأشناني مرة أخرى فوضع له إسنادا غير هذا.
58

أخبرنيه عبد الله بن أبي الفتح، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن إبراهيم الأشناني - إملاء سنة عشر وثلاثمائة - حدثنا يحيى بن معين،
أخبرنا عبد الله بن إدريس، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث الجراحي سواء.
أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة - حدثنا أبو بكر بن محمد بن خلف بن محمد بن
حيان الفقيه، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت، حدثنا سري بن
المغلس، حدثنا أبو أسامة.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
عبد الله بن الوتد، حدثنا محمد بن عبد الله الأشناني، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا أبو أسامة عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي، عن أبي خالد - كذا قال لي أبو
سعد وابن بكير معا - عن عبد الله بن أبي أوفى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على علي
وإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا. فقال: " يا أبا الحسن أحبهما فبحبهما تدخل الجنة ".
رواه الأشناني مرة أخرى فركب له إسنادا غير هذا.
حدثنيه عبيد الله بن أبي الفتح - من كتابه - حدثنا أبو بكر بن شاذان، حدثنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت الأشناني، حدثنا سري بن مغلس السقطي
- سنة إحدى وسبعين ومائتين - حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن
عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على علي بن أبي طالب وإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا
فقال له: " يا أبا الحسن أحبهما، فبحبهما تدخل الجنة ".
ولو لم يذكر التاريخ كان أخفى لبليته وأستر لفضيحته. وذلك أن سريا مات في
سنة ثلاث وخمسين ومائتين ولا نعلم خلافا في ذلك.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب المعدل، حدثنا أبو بكر محمد بن الخضر بن
زكريا بن أبي خزام المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله بن ثابت الأشناني، حدثنا أبو
زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد حدثنا عبد الله بن إدريس بن يزيد الأزدي،
أخبرنا شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة الجملي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله اتخذ لأبي بكر في أعلى عليين قبة من
59

ياقوتة بيضاء معلقة بالقدرة تخترقها رياح الرحمة. للقبة أربعة آلاف باب، كلما اشتاق
أبو بكر إلى الله انفتح منها باب ينظر إلى الله عز وجل ".
من ركب هذا الحديث على مثل هذا الإسناد فما أبقى من اطراح الحشمة والجرأة
على الكذب شيئا. ونعوذ بالله من الخذلان، ونسأله العصمة عن تزيين الشيطان إنه
ولي ذلك والقادر عليه.
قال محمد بن أبي الفوارس قرأت على أبي الحسن الدارقطني قال: محمد بن عبد
الله بن إبراهيم بن ثابت الأشناني كذاب دجال.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا محمد بن عبد الله
الأشناني، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا شريك عن الأعمش
عن المنهال بن عمرو بن عبادة بن عبد الله الأسدي - كذا قال - عن سليمان بن
يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من جمع مالا من مأثم، فوصل به رحما أو
تصدق منه، أو جاهد في سبيل الله، جمع جميعا فقذف به في جهنم ". ورواه
الأشناني مرة أخرى بإسناد غير هذا.
أخبرناه محمد بن طلحة النعالي، حدثنا أبو الفرج القاسم بن عبد الله بن محمد
ابن جعفر الحمال، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأشناني، حدثنا أحمد بن
حنبل، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من جمع مالا من مأثم فأوصل به رحما أو تصدق به، أو جاهد في سبيل
الله، جمع جميعه فقذف به في جهنم ".
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أبو بكر بن شاذان، حدثنا محمد بن عبد
الله بن إبراهيم بن ثابت الأشناني، حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل، حدثنا وكيع،
عن شعبة، عن الحجاج، عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هبط جبريل
وعليه طنفسة وهو متخلل بها، فقلت: يا جبريل ما نزلت إلي في مثل هذا الزي؟ قال:
إن الله أمر الملائكة أن تتخلل في السماء كتخلل أبي بكر في الأرض ".
60

ما أبعد الأشناني من التوفيق تراه ما علم أن حنبلا لم يرو عن وكيع ولا أدركه
أيضا! ولست أشك أن هذا الرجل ما كان يعرف من الصنعة شيئا. وقد سمعت بعض
شيوخنا ذكره فقال: كان يضع الحديث.
وأنا أقول: إنه كان يضع مالا يحسنه، غير أنه والله أعلم - أخذ أسانيد صحيحة من
بعض الصحف فركب عليها هذه البلايا ونسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة.
1036 - محمد بن عبد الله، أبو بكر الزقاق:
أحد شيوخ الصوفية الكبار، وكان من أهل المجاهدات وله أخوال عجيبة
وكرامات.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال: سمعت علي بن عبد الله بن
جهضم يقول: سمعت أبا بكر الرقي يقول: خرجت في وسط السنة إلى مكة وأنا
حدث السن، وفي وسطي نصف جل وعلى كتفي نصف جل، فرمدت عيني في
الطريق فكنت أمسح دموعي بالجل، فأقرح الجل الموضع فكان يخرج الدم من الدموع،
فمن شدة الإرادة وقوة سروري بحالي لم أفرق بين الدموع والدم، وذهبت عيني في
تلك الحجة! وكانت الشمس إذا أثرت في يدي قبلت يدي ووضعتها على عيني
سرورا مني بالبلاء.
وحدثنا عبد العزيز أيضا، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهمذاني - بمكة -
حدثني حسين بن محمد السراج قال: قال جنيد: رأيت إبليس في منامي وكأنه
عريان، فقلت له: ما تستحي من الناس؟ فقال: يا لله، هؤلاء عندكم من الناس؟ لو كانوا
من الناس ما تلاعبت بهم كما تتلاعب الصبيان بالكرة، ولكن الناس غير هؤلاء.
فقلت له: ومن هم؟ فقال: قوم في مسجد الشونيزي قد أضنوا قلبي وأنحلوا جسمي،
كلما هممت بهم أشاروا إلى الله تعالى أكاد أحترق. قال جنيد: فانتبهت ولبست
ثيابي وجئت إلى مسجد الشونيزي وعلى ليل، فلما دخلت المسجد إذ أنا بثلاثة أنفس
جلوس رؤوسهم في مرقعاتهم، فلما أحسوا بي قد دخلت المسجد أخرج أحدهم
رأسه وقال: يا أبا القاسم أنت كلما قيل لك شئ تقبل؟!
قال أبو الحسن: ذكر لي أبو عبد الله بن جابار أن الثلاثة الذين كانوا في مسجد
61

الشونيزي: أحدهم أبو حمزة، وأبو الحسين النوري، وأبو بكر الزقاق.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن قال: سمعت علي بن عبد الله بن جهضم يقول:
سمعت الحسن بن أحمد بن عبد العزيز يقول: سمعت الزقاق يقول: لي سبعون سنة
أرب هذا الفقر. من لم يصحبه في فقره الورع أكل الحرام النض.
كتب إلي أبو حاتم أحمد بن الحسن الرازي يذكر أنه سمع محمد بن أحمد بن
عبد الوهاب الحافظ يقول: حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد الصوفي، حدثنا عبد
الرحمن بن أحمد بن عيسى عن أبي الأديان قال: كنت مع أستاذي أبي بكر الزقاق
فمر حدث، فنظرت إليه فرآني أستاذي وأنا أنظر إليه فقال: يا بني لتجدن غبة ولو
بعد حين. فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي ما أجد ذلك الغب، فنمت ليلة وأنا متفكر
فيه فأصبحت وقد نسيت القرآن كله.
1037 - محمد بن عبد الله، أبو بكر الشقاق الصوفي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد النيسابوري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أبو
بكر الشقاق بغدادي اسمه محمد بن عبد الله من أصحاب الجنيد، من أقران أبي
العباس بن عطاء والكتاني. صحب أبا سعيد الخزاز.
ذكر غير السلمي أن اسم الشقاق أحمد بن عبد الله، كذلك أنبأني أبو سعد
الماليني، حدثنا ثقيف بن عبد الله، حدثنا أحمد بن أحمد المقرئ، حدثنا أحمد بن عبد
الله أبو بكر الشقاق صاحب أبي سعيد قال: قال أبو سعيد الخزاز: إذا بكت أعين
الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن، أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم، حدثنا يحيى
ابن المؤمل، حدثنا أبو بكر الشقاق قال: سمعت أبا سعيد الخزاز يقول: سمعت
محمد بن منصور يقول: كان بالكوفة رجل متعبد يأكل في كل يوم نصف رغيف
وكان قاعدا لا ينضجع، ويضع جبهته على ركبته من صلاة إلى صلاة، لا يتطوع
بشئ غير الفرائض، ولا يتكلم ألبتة. فقلت له: لو تطوعت؟ فقال: افهم ما ألقيه
إليك، إني لست أعصيه. قال أبو سعيد: هذا عبد رفع الله قدر موافقته لله فلزمها، إذا
كان الأمر له، ورفع له قدر مخالفته فاجتنبها، وذلك من علمه بالله، حتى توقف ونظر:
من الآمر له والناهي، فبذل في موافقته لله جهده.
62

1038 - محمد بن عبد الله بن يوسف، أبو بكر المهري:
بصري سكن بغداد وحدث بها عن: النضر بن طاهر، وعلي بن الحسين الدرهمي،
وموسى بن خاقان، والحسن بن عرفة، والقاسم بن زاهر بن حرب. روى عنه: محمد
ابن جعفر - زوج الحرة - والقاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن خلف بن جيان،
وأبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن جيان،
حدثنا محمد بن عبد الله بن يوسف المهري، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو معاوية
الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما
عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت فيها مكتوبا محمد رسول الله وأبو
بكر الصديق من خلفي ".
هذا حديث غريب من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، ومن رواية
أبي معاوية عن الأعمش، تفرد بروايته محمد بن عبد الله المهري إن كان محفوظا عنه
عن الحسن بن عرفة ونراه غلطا. وصوابه:
ما أخبرناه الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا
إسماعيل بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، حدثنا الحسن بن
عرفة، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما مررت بسماء إلا رأيت فيها مكتوبا محمد رسول الله، أبو بكر
الصديق " وعند الحسن بن عرفة فيه إسناد آخر.
أخبرناه أبو عمر بن مهدي ومحمد بن أحمد بن رزق البزار وأبو الحسن بن
الفضل القطان وعبد الله بن يحيى السكري ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم
ابن مخلد. قالوا: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال:
حدثني عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرج بي إلى السماء فما
مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا، محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من
خلفي ".
63

1039 - محمد بن عبد الله بن غيلان، أبو بكر الخزاز، يعرف بالسوسي:
سمع سوار بن عبد الله القاضي، ومحمد بن يزيد الأدمي، والحسن بن الجنيد،
وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزاز، والفضل بن الصباح السمسار. روى
عنه: علي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن عبيد الله بن قفرجل، وأبو بكر بن شاذان،
وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس،
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن
عبد الله بن غيلان الخزاز كان من ثقات المسلمين.
حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي ومحمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قالا:
قال لنا أبو أحسن الدارقطني: كان شيخنا محمد بن عبد الله بن غيلان من الثقات.
حدثني عبد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وحدثني الحسن بن
محمد الخلال قال: قرأت في كتاب أبي الحسين البواب بخطه. وأخبرنا السمسار،
أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قالوا جميعا: إن ابن غيلان مات في سنة اثنتين وعشرين
وثلاثمائة زاد ابن قانع في رجب.
1040 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زياد بن يزيد بن هارون، أبو
عبد الله الزعفراني، المعروف بابن بلبل، وهو أخو القاسم بن عبد الله:
سكن همذان وقدم بغداد غير مرة، وحدث بها عن: أحمد بن بديل اليامي،
والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وطبقة نحوهما. روى عنه علي بن عمرو الحريري،
وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما.
أخبرني أحمد بن عمر بن روح النهرواني - بها - أخبرنا علي بن عمرو الحريري،
أخبرنا محمد بن عبد الله الزعفراني - ببغداد - حدثنا عمر بن مدرك، أخبرنا أبو
منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد
الحافظ - في كتاب " طبقات أهل همذان " - قال: محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن
64

ابن زياد بن يزيد بن هارون أبو عبد الله الرجل الصالح، أصلهم من واسط، يعرف
أبوه ببلبل الزعفراني. روى عن: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأحمد بن
منصور الرمادي، وسعدان بن نصر، والحسن بن أبي الربيع، وأبي يحيى محمد بن
غالب العطار، وعلي ومحمد ابني الحسين بن أشكاب، وعلي بن سهل العفاني،
والعباس بن محمد الدوري، وأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، وأبي حاتم،
ومحمد بن مسلم بن واره، والمنذر بن شاذان الرازيين، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش،
وإبراهيم بن مسعود، وأحمد بن بديل، وأحمد بن محمد البيعي، وأحمد بن منصور
زاج. سمعت منه مع أبي وكتبنا عنه الكثير، وهو ثقة صدوق ورع. سمع منه:
القاسم بن أبي صالح، وأبو عمران موسى بن سعيد الفراء، ومحمد بن يحيى، وأبو
جعفر الصفار، وعامة كهول بلدنا في وقته، ورووا عنه.
قال صالح: سمعته يقول: عندي عن أبي زرعة نحو خمسين ألف حديث.
وسمعته يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام سنة نيف وتسعين ومائتين وفي رأسه
ولحيته بياض كثير فقلت: يا رسول الله بلغنا أنه لم يكن في رأسك ولحيتك إلا
شعرات بيض فقال: ذاك لدخول سنة ثلاثمائة.
قال صالح: توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
1041 - محمد بن عبد الله بن الحسين، أبو بكر العلاف، ويعرف
بالمستعيني:
كان ينزل بسوق يحيى. وحدث عن علي بن حرب، وأبي النضر إسماعيل بن
عبد الله بن ميمون الفقيه، والحسن بن عرفة، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وعبد الله
ابن علي بن المديني، ومحمد بن يوسف بن الطباع. روى عنه: محمد بن إسحاق
القطيعي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وعبد الله بن عثمان
الصفار، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن المستعيني العلاف مات في
شعبان من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حدثني أحمد بن أبي جعفر القطيعي - وكتبه لي بخطه - قال: سمعت أبا الحسن
أحمد بن الفرج بن منصور الوراق يقول: توفي أبو بكر المستعيني
65

العلاف يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة.
وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن المستعيني مات
في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والأول الصواب، والله أعلم.
1042 - محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم، أبو أحمد السمرقندي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن حبيش بن سعيد، وخلف بن محمد بن عيسى
الواسطيين، وإبراهيم بن الحسن بن عيسى الحراني. روى عنه: علي بن عمر بن محمد
السكري.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو أحمد محمد بن
عبد الله بن محمد بن الحكم السمرقندي - قدم حاجا - حدثني حبيش بن سعيد -
بواسط - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سلام بن مسكين، عن قتادة، عن أبي بردة،
عن أبي موسى قال: إن أهل النار ليبكون الدم بعد الدموع، ولمثل ما هم فيه فليبك
له.
1043 - محمد بن عبد الله بن عبد الصمد، أبو بكر الجراحي:
حدث عن: أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وحميد بن الربيع، وعلي بن
الحسين بن إشكاب ومحمد بن عمرو بن حنان، والحسن بن محمد الزعفراني،
وسعدان بن نصر، وعلي بن داود القنطري، وعباس الدوري، ومحمد بن أبي العوام
الرياحي، وجعفر الصائغ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي - أحاديث مستقيمة. روى
عنه: أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب.
1044 - محمد بن عبد الله بن الحسن، التمار:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه: ابن أخيه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
عبد الله التمار.
66

1045 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن
البختري، أبو بكر الحلواني:
والد أبي القاسم عبد الله بن محمد الثلاج الشاهد. ولد بحلوان على ما حكى ابنه
أبو القاسم أنه قال له في سنة سبعين ومائتين ونزل بغداد وحدث عن: إبراهيم بن
زهير الحلواني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب البصري،
وزكريا بن يحيى الساجي.
ذكر ابنه أنه سمع منه وقال: غرق بأشكاب البصل على دجلة. وهو خارج إلى
واسط في أواخر شهر رمضان من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
1046 - محمد بن عبد الله السواق:
حدث عن: أحمد بن منصور الرمادي. روى عنه: عبد العزيز بن جعفر الحنبلي
المعروف بغلام الخلال.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الفقيه، حدثنا محمد بن
عبد الله السواق، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، حدثنا
عاصم وثابت عن أنس: أن خياط دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فذهبت معه فأتينا
بصحفة فيها مرق، قد جعل فيه دباء، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء ليأكله.
1047 - محمد بن عبد الله بن عبد الواحد، وقيل: ابن عبد الكريم بن عبد
المغيث، أبو جعفر البقلي:
حدث عن محمد وعلي ابني الحسين بن أشكاب، وأحمد بن إبراهيم البوسنجي،
ومحمد بن مهاجر أخي حنيف. روى عنه: محمد بن إبراهيم بن نيطرا العاقولي،
ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الأبهري الفقيه، والمعافى بن زكريا الجريري.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي بكر الأبهري حدثكم أبو جعفر محمد بن
عبد الله بن عبد الواحد، ببغداد قال الأبهري: وكان ثقة.
حدثني أحمد بن أبي جعفر قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن الفرج الوراق
67

يقول: توفي أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عبد الكريم البقلي يوم الثلاثاء لعشر
خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
1048 - محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، أبو الفضل الأموي:
ولي القضاء ببغداد في خلافة المتقي بالله ولا أعلم في أي وقت مات.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: استتر القاضي
أحمد بن عبد الله بن إسحاق وهو المعروف بالخرقي بعد ثلاثة أشهر من تقلده القضاء
لما خرج المتقي إلى الموصل، فاستخلف على مدينة المنصور أبا الفضل محمد بن عبد
الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثم عاد المتقي فظهر أبو
الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق وكان يحكم بنفسه.
1049 - محمد بن عبد الله، أبو بكر الفقيه الشافعي، المعروف بالصيرفي:
له تصانيف في أصول الفقه، وكان فهما عالما، وسمع الحديث من أحمد بن
منصور الرمادي، ومن بعده، لكنه لم يرو كثير شئ.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري - بدمشق - حدثنا
القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي - بمصر - حدثنا أبو بكر
محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي - ببغداد - حدثنا الرمادي، حدثنا إسماعيل بن
عبد الكريم بن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال: الدراهم والدنانير
خواتيم الله في الأرض، من ذهب بخاتم الله قضيت حاجته.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع، أن أبا بكر الشافعي مات في
شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة. قال غيره عن ابن قانع: مات في يوم
الخميس لثمان بقين من الشهر.
1050 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن
جعفر بن عامر، أبو بكر الأسدي:
والد القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن الأكفاني. حدث عن
68

أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وفوزان صاحب أحمد بن حنبل. روى عنه ابنه أبو
محمد، وكان ثقة نبيلا.
1051 - محمد بن عبد الله بن هارون، أبو حامد، يعرف بابن أسد:
حكى عن إبراهيم الحربي قوله.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال: وجدت في
كتاب والدي بخطه سمعت أبا عبد الله الحسين بن بكران المتطبب قال: سمعت أبا
حامد محمد بن عبد الله بن هارون المعروف بابن أسد يقول: سمعت إبراهيم الحربي
يقول: منكر زماننا معروف زمان ما أتى، ومعروف زماننا منكر زمان قد مضى، ولئن
نقص غيرنا منا كما نقصنا من غيرنا، ينزل الناس حتى يصيروا بمنزلة القردة والخنازير.
سمى غيره هذا الشيخ أحمد بن عبد الله، وسنذكره بعد في باب أحمد، إن شاء الله.
1052 - محمد بن عبد الله، أبو بكر الآبنوسي الطلاء:
حدث عن: محمد بن الحسن بن بدينا. روى عنه: عبد الله بن أحمد بن عبد الله
التمار، وذكر انه سمع منه في جامع الرصافة.
1053 - محمد بن عبد الله بن الجنيد، أبو الحسين التميمي البزاز:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.
1054 - محمد بن عبد الله، أبو جعفر الفرغاني الصوفي:
نزل بغداد ولزم الجنيد بن محمد، واشتهر بصحبته ورى عنه كلامه. حكى عنه
أبو العباس محمد بن الحسن بن الخشاب وغيره.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري
قال: سمعت أبا العباس بن الخشاب يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله
الفرغاني يقول: التوكل باللسان يورث الدعوى، والتوكل بالقلب يورث المعنى.
69

1055 - محمد بن عبد الله بن محمد، المروذي:
قدم بغداد وحدث بها عن زيد بن المهتدي، روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1056 - محمد بن عبد الله بن سفيان بن أبي سفيان محمد بن حميد،
المعمري، يكنى أبا بكر:
سمع محمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن سليمان
الباغندي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق بن الحسين الحربيين،
ومحمد بن المطلب الخزاعي، ومحمد بن يونس الكديمي، والحسن بن علي المعمري.
حدث عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين وأبو القاسم بن الثلاج،
وكان ثقة. انتقل إلى البصرة بأخرة وأحسبه بها مات.
أخبرنا عنه: القاضي أبو عمر بن عبد الواحد الهاشمي، وأبو العلاء محمد بن
الحسن بن محمد الوراق، وذكر لنا أبو العلاء أنه سمع منه في سنة سبع وثلاثين
وثلاثمائة بالبصرة.
1057 - محمد بن عبد الله بن دينار، أبو عبد الله المعدل الزاهد، من أهل
نيسابور:
سمع الحسين بن الفضل البجلي، والسري بن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن أنس،
ومحمد بن أشرس، وأحمد بن محمد بن نصر اللباد، وأحمد بن سلمة النيسابوريين.
روى عنه أهل بلده، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو حفص بن
شاهين، وكان ثقة، وكان فقيها عارفا بمذهب أبي حنيفة، ورغب عن الفتوى
لاشتغاله بالعبادة، ويقال إنه لم ير في وقته لأهل الرأي أشد اجتهادا ولا أدوم صيام
النهار، وقيام الليل منه، مع صبره على الفقر وطلبه للكسب الحلال، وأكله من عمل
يده. وكان يحج في كل عشر سنين. ويغزو في كل ثلاث سنين.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا محمد
البن عبد الله بن دينار النيسابوري - قدم حاجا - حدثنا أحمد بن محمد بن نصر
اللباد، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، حدثنا أبو
70

حاتم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حب أبي بكر وشكره واجب
على أمتي ".
تفرد به عمر بن إبراهيم - ويعرف بالكردي - عن ابن أبي ذئب، وعمر ذاهب
الحديث.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ
قال: توفي محمد بن عبد الله بن دينار المعدل منصرفه من الحج ببغداد يوم الاثنين غرة
صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة الخيزران بقرب أبي
حنيفة.
1058 - محمد بن عبد الله بن جبلة بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو بكر
المقرئ البغدادي، ساكن طرسوس:
قدم دمشق قبل سنة أربعين وثلاثمائة وحدث بها عن أحمد بن محمد بن غالب -
غلام الخليل - البصري، وإسحاق الحربي، وأحمد بن حاتم بن ماهان السامري،
والحارث بن أبي أسامة التميمي، ونحوهم. روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله
الرازي.
وقال لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني: حدث هذا الشيخ عن يوسف بن سعيد بن
مسلم، وأحمد بن شيبان الرملي وكان شيخا فيه نظر.
1059 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب بن محمد بن أبي الورقاء
فايد بن عبد الرحمن، أبو بكر العبدي:
وفايد أبو الورقاء هو الذي يروي عن عبد الله بن أبي أوفى. سمع محمد بن
القاسم بن المغيرة الجوهري، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن أبي العوام، ومحمد
ابن صالح الذارع، والحسن بن سلام السواق، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن
غالب التمتام. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه،
وأبو الحسين بن الفضل القطان وكان ثقة.
71

حدثنا محمد بن الحسن بن الفضل، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد
ابن عتاب، حدثنا يحيى بن أبي طالب أبو عامر العقدي، حدثنا شعبة، عن منصور،
عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - يعني -: " بئس ما لأحدكم أن يقول
نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي أو أنسي، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا
من صدور الرجال من النعم من عقلها ".
حدثنا ابن الفضل قال: قال ابن عتاب: ولدت في شعبان لست بقين من سنة اثنتين
وستين ومائتين.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن رزقويه: توفي محمد بن عبد الله بن عتاب في يوم
الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن ابن عتاب مات
في صفر من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
1060 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن الحكم بن
فروخ بن الشاه بن شيرزاذ بن هزار بنده، أبو بكر البغدادي:
مروزي الأصل كان ينزل قريبا من بستان القس، وكان أبوه أحد الكتاب ببغداد.
خرج أبو بكر عن بغداد إلى مصر، فحدث بها عن أحمد بن إسحاق بن صالح
الوزان. روى عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور، وقال: كان ثقة.
وتوفي ببعض قرى مصر قريبا من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
1061 - محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن موسى بن إبراهيم، أبو
بكر، ويقال: أبو طاهر المعروف بابن أبي القطري الوراق الأباوردي:
قدم بغداد وحدث بها عن: عبد الله بن محمد بن خلاد القطان البصري. روى
عنه: أبو الفتح بن مسرور أيضا، وذكر أنه سمع منه بقصر وضاح قريبا من الشرقية.
قال: وكان ثقة.
72

1062 - محمد بن عبد الله بن عبيد، أبو عبد الله الزعفراني الفقيه:
حدث عن: أحمد بن الهيثم البزاز، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن
غالب التمتام وطبقتهم. روى عنه: أبو الفتح بن مسرور، وقال: سمعت منه في جامع
المنصور، وما علمت من أمره إلا خيرا.
1063 - محمد بن عبد الله بن عمرويه، أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر
الصفار، ويعرف بابن علم:
سمع محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن أبي خيثمة. وكان جميع ما عنده
عنهما جزءا واحدا، وفي آخره حكايات عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل،
ومحمد بن نصر الصائغ. حدثنا عنه ابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وهلال بن
محمد الحفار، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. ولم أسمع أحدا من أصحابنا يقول فيه
إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، وهلال بن محمد الحفار - قال: محمد أخبرنا،
وقال هلال: حدثنا - أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار، حدثنا محمد
ابن إسحاق الصاغاني، حدثنا حسن بن موسى الأشيب، أخبرنا عقبة الأصم، حدثنا
عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال الرجل للمنافق يا سيد
فقد أغضب ربه عز وجل ".
قال محمد بن أبي الفوارس: يقال إن ابن علم كان قد أتى عليه مائة سنة وسنة
واحدة وإن مولده سنة ثمان وأربعين ومائتين. وقال لنا أبو علي بن شاذان: سمعت
من أبي عبد الله بن علم سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وفي هذه السنة مات يوم الخميس
لثلاث خلون من شعبان، وكان قد جاوز المائة سنة.
1064 - محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو الحسين الهروي المزني:
من ولد عبد الله بن مغفل، قدم بغداد وحدث بها عن أبي نصر أحمد بن محمد
ابن عبد الله القيسي الأنصاري. روى عنه الدارقطني.
73

1065 - محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة، أبو الحسن بن أبي عمر
المقرئ النقاش:
سمع أبا علي الحسن بن الحسين الصواف، وأبا جعفر بن بدينا. حدثنا عنه علي
ابن المظفر - المعروف بالأصبهاني - وكان ثقة صالحا، دينا فاضلا.
أخبرنا علي بن المظفر، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة
المقرئ النقاش - إملاء - حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين الصواف، حدثنا أحمد بن
المقدام، حدثنا بشر بن المفضل، عن الجراح قال: حدثني فرقد السبخي قال: قال لي
إبراهيم: يا فرقد هل تدري ما سوء الحساب؟ قلت: لا. قال: أن يحاسب العبد بذنبه
كله لا يغفر له منه شئ.
قرأت بخط أبي الحسن أحمد بن رضوان المقرئ: توفي ابن أبي عمر النقاش في سنة
اثنتين وخمسين - يعني وثلاثمائة - عشية يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لأربع بقين
من شهر ربيع الأول.
1066 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
بشر بن مغفل بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى
أبا عبد الله:
وهو من أهل هراة. قدم بغداد حاجا وحدث بها لما صدر من حجه وذلك في سنة
اثنتين وخمسين وثلاثمائة عن أحمد بن نجدة الهروي، وعن علي بن محمد بن عيسى
الجكاني نسخة أبي اليمان الحكم بن نافع. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه أبو
الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وهو نسبه لنا وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا: أخبرنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهروي المزني - من ولد عبد الله بن مغفل -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن الجكاني، أخبرنا أبو
اليمان الحكم بن نافع.
أخبرني شعيب بن دينار، عن ابن شهاب الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله بن
74

عمر أن عبد الله بن عمر قال: شرب عبد الرحمن بن عمر وشرب معه أبو سروعة
عقبة بن الحارث - ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب - فسكرا، فلما صحوا
انطلقا إلى عمرو بن العاص - وهو أمير مصر - فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب
شربناه، قال عبد الله بن عمر: ولم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي
أخي أنه قد سكر، فقلت له: ادخل الدار أطهرك. فأذنني أنه قد حدث الأمير. قال
عبد الله بن عمر: فقلت والله لا تحلق اليوم على رؤوس الناس، ادخل أحلقك - وكانوا
إذ ذاك يحلقون مع الحد فدخل معي الدار، قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم
جلدهم عمرو بن العاص فسمع عمر بن الخطاب. فكتب إلى عمرو: أن ابعث إلي
بعبد الرحمن بن عمر على قتب، ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن على عمر
جلده وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله، فلبث أشهرا صحيحا ثم أصابه قدره،
فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر ولم يمت من جلده.
سمعت أبا بكر البرقاني سئل عن المغفلي فقال: هو ابن عم شيخنا بشر بن محمد
المزني، قيل فكيف حاله؟ قال: لم أدركه، قيل: فهل سمعت أهل هراة يذكرونه
بشئ؟ فقال: ما سمعت فيه إلا خيرا.
حدثني محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله النيسابوري أن محمد
ابن عبد الله المغفلي مات بنيسابور في يوم السبت الثامن عشر من جمادي الأولى سنة
اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وقد قارب الثمانين سنة.
1067 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى بن بيان، أبو
بكر البزاز، المعروف بالشافعي:
ولد بجبل وسكن بغداد وسمع محمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الفرج
الأزرق، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن شداد المسمعي، وأحمد بن عبيد الله النرسي،
وعبد الله بن روح المدائني وأبا الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن ربح البزاز،
ومحمد بن مسلمة الواسطي، ومحمد بن سليمان الباغندي ومحمد بن غالب
التمتام، وأحمد بن محمد البرتي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبا إسماعيل
الترمذي، وجماعة يطول ذكرهم. وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حسن التصنيف، جمع
أبوابا وشيوخا، وكتب عنه قديما وحدثنا.
75

فحدثني محمد بن علي بن مخلد قال: رأيت جزءا فيه مجلس كتب عن ابن صاعد
في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وبعده مجلس كتب عن أبي بكر الشافعي في ذلك
الوقت. ولما منعت الديلم ببغداد الناس أن يذكروا فضائل الصحابة، وكتبت سب
السلف على المساجد، كان الشافعي يتعمد في ذلك الوقت إملاء الفضائل في جامع
المدينة، وفي مسجده بباب الشام، ويفعل ذلك حسبة، ويعده قربة.
وحدثني أبو القاسم الأزهري أنه سمع أحسن بن رزقويه لما حدث يقول: أدركتني
دعوة أبي بكر الشافعي، وذلك أنه دعا الله لي بأن أبقى حتى أحدث، فاستجيب له
في. فروى عن الشافعي وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، ومن
بعدهما. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو القاسم بن المنذر، وعبد
العزيز بن محمد الستوري، ومحمد بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد بن عمر
المقرئ، وعبد الله بن يحيى السكري، وعلي بن أحمد الرزاز، وطلحة بن علي
الكتاني، ومحمد بن عمر النرسي، وجماعة آخرهم أبو طالب بن غيلان السمسار.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان - من أصل كتابه غير مرة - حدثنا
أبو بكر الشافعي - إملاء - حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي
القاضي، حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عبد
الله، بن مسعر بن كدام، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده،
عن أسماء. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ "
قلنا: لا يا رسول الله. قال: " إذا نزل بأحدكم، هم أو غم، أو سقم، أو أزل، أو لأواء
- قال: وذكر السادسة فنسيتها - فليقل: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا ".
هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه، إذا قدم محمد بن عبد الله على مسعر،
وصوابه عن أبي معاوية وهو شيبان بن عبد الرحمن عن مسعر عن محمد. وكذلك
رواه غير الشافعي عن البرتي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى القاضي. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد
القطان، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمر.
76

وحدثنا عبد الوارث، حدثنا شيبان، حدثنا مسعر، عن محمد بن عبد الله بن عبد
العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن أسماء بنت عميس قالت: جمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله فقال: " هل إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ " فقلنا: لا. فقال: " إذا
نزل بأحد منكم كرب، أو غم، أو سقم - وفي حديث ابن زياد - إذا نزل بأحد منكم
غم، أو هم، أو سقم، أو لأواء. أو أزل - وذكر السابعة فأنسيتها - فليقل: الله، الله
ربي لا أشرك به شيئا ثلاث مرات ".
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: شيخنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي، كان يقول لنا إنه جبلي وكان ثقة مأمونا.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: -
وسئل الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي - فقال: أبو بكر جبلي ثقة مأمون،
ما كان في ذلك الزمان أوثق منه، ما رأيت له إلا أصولا صحيحة متقنة قد ضبط
سماعه فيها أحسن الضبط.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز قال: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: ولدت في أحد
الجمادين سنة ستين ومائتين.
حدثني محمد بن أحمد بن رزقويه وعبد الله بن يحيى السكري والحسين بن
شجاع الصوفي ومحمد بن عمر النرسي: أن الشافعي مات في سنة أربع وخمسين
وثلاثمائة.
قال ابن رزقويه: توفي يوم الأربعاء ودفن يوم الجمعة باكرا لثلاث عشر بقين
من ذي الحجة وصليت على قبره بقرب قبر أحمد بن حنبل.
وقال السكري: توفي يوم الثلاثاء لأربع عشر بقين من ذي الحجة، ودفن يوم
الأربعاء بالغداة.
وقال الصوفي: توفي يوم الأربعاء وقت الظهر ودفن يوم الخميس لتسع خلون من
ذي الحجة.
وقال النرسي: توفي في يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس باكرا لثلاث عشر بقين من
ذي الحجة. قرأت بخط الدارقطني مثل قول النرسي.
77

1068 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن غالب بن
مشكان، أبو سعيد، المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن: عبد الله بن محمود السعدي، ويحيى بن ساسويه،
ومحمد بن عمير بن هشام الرازي. روى عنه: أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي،
وأبو الحسن الدارقطني، وابن رزقويه، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن إبراهيم
المروزي - قدم علينا في سنة أربع خمسين وثلاثمائة - حدثنا عبد الله بن محمود،
حدثنا ابن أبي عمر العدني، حدثنا عبد الله بن وهب المصري، عن عمرو بن الحارث،
عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم
الرجل يتعاهد المساجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله يقول: إنما يعمر مساجد الله من
آمن بالله واليوم الآخر ".
1069 - محمد بن عبد الله بن يوسف بن سوار بن مسمع بن ثابت، أبو
أحمد البزاز البخاري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن مسبح بن سعيد، وإسحاق بن أحمد بن خلف
البخاريين، وعمر بن محمد بن يحيى السمرقندي، وأحمد بن محمد بن الفضل
البلخي، وأبي نعيم بن عدي الجرجاني. روى عنه الدارقطني، وسمع منه أبو الحسن
ابن رزقويه.
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي، أخبرنا علي بن عمر
الحافظ، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف بن سوار البخاري - قدم للحج
- حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله النيسابوري قال: توفي
أبو أحمد بن يوسف البزاز ببخارى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وكان من الأمناء
الصالحين.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
78

ببخارى قال: توفي محمد بن عبد الله بن يوسف بن سوار الشافعي البزاز ليلة الاثنين
لسبع بقين من شوال سنة ستين وثلاثمائة.
1070 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة بن قطن بن إبراهيم، أبو
الحسن التميمي المعروف بالسليتي:
من أهل نيسابور. سمع محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجعفر بن محمد الترك،
وإبراهيم بن علي الذهلي، وموسى بن العباس الجويني، وقدم بغداد وحدث بها.
حدثنا عنه ابن رزقويه. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم
ابن عبدة السليتي، حدثنا موسى بن العباس الجويني - أبو عمران القاضي بخبر غريب
- حدثنا أحمد بن إسماعيل بن محمد بن العباس الحراني أبو الحسين، حدثنا المعافى،
حدثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عبد الله بن
عمرو بن العاص قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس
ولكن يقبض العلم يقبض العلماء فإذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا
فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله النيسابوري قال: توفي
أبو الحسن بن عبدة السليتي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من المحرم سنة أربع وستين
وثلاثمائة. ودفن ذلك اليوم. وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
1071 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن خالد، السامري:
سكن بلاد الشام وحدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود.
روى عنه تمام بن محمد الداري. وذكر أنه كان حافظا.
1072 - محمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن بن عمرو،
أبو الفضل السختياني:
من أهل مرو. قدم بغداد في سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وحدث بها عن أبي عصمة
79

محمد بن أحمد بن عابد المروزي، عن أبي رجاء محمد بن حمدويه الهورقاني كتاب
" تاريخ المراوزة ". روى عنه أبو أحمد بن جامع الدهان، وأبو عبد الله أحمد بن
محمد بن الأبنوسي، وأبو بكر محمد بن الفرج البزاز، وكان ثقة.
1073 - محمد بن عبد الله بن محمد الكلوذاني:
أخبرنا أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس الكلوذاني، حدثنا محمد بن عبد
الله بن محمد الكلوذاني - بمدينة السلام - حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن يزيد
الثقفي الخطيب - بحديثة الفرات - حدثنا محمد بن سلمة الأموي - بهيت - حدثني
محمد بن القاسم الأموي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي بن أبي
طالب. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود إن
العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة، قال داود: يا رب ومن هذا
العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في
حاجة أخيه المسلم أحب قضاءها قضيت أو لم تقض ".
عباس الكلوذاني غير ثقة وشيخه الذي حدثنا عنه مجهول ويغلب على ظني أنه أبو
الفضل الشيباني نسبه عباس إلى أنه كلوذاني لينستر أمره. وأبو الفضل يروي عن
أحمد بن سعيد الثقفي.
1074 - محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل، أبو بكر البزاز:
سمع جعفر بن محمد بن المغلس، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وأبا بكر عبد الله
ابن محمد بن زياد النيسابوري. وروى عن محمد بن أحمد بن هارون الفقيه، عن
إبراهيم بن الجنيد كتبه، حدثنا عنه علي بن محمد بن عبد الله الحذاء المقرئ، وأبو
بكر البرقاني.
وسألت البرقاني عنه فقال: كان فاضلا زاهدا يقرئ القرآن وينزل مربعة الحرسي،
وكان ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر محمد بن عبد الله بن إسماعيل البزاز
يوم الأربعاء سلخ جمادي الآخرة سنة تسع وستين وثلاثمائة، وكان خيرا دينا ثقة
80

صالحا. ودفن إلى جنب قبر أبي الحسن المصري، وكان قديما يصلي بالمصري.
1075 - محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت، أبو بكر الدقاق العكبري:
سكن بغداد وحدث بها عن خلف بن عمرو، ومحمد بن صالح بن ذريح
العكبريين، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن الطيب
الشجاعي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعمر بن محمد بن الشذائي، ومن بعدهم.
حدثنا عنه ابن ابنه أبو الحسن أحمد بن الحسين، وعلي بن عبد العزيز الطاهري،
وعبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وإبراهيم بن عمر البرمكي،
وكان ثقة.
وهو محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت بن محمد بن عبد الله بن نصر بن
أعين بن مالك بن نهار بن ثعلبة بن قطيف بن بهشل بن مسعود بن الأسود بن علقمة
ابن عدي بن عمرو بن عائذ بن خالد بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
نسبه لنا أحمد بن الحسين بن أبي بكر بن بخيت وقال لنا: مات جدي في سنة خمس
وسبعين وثلاثمائة. وقد وهم في هذا القول.
والصواب ما حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال: توفي أبو بكر بن بخيت
الدقاق في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مستورا حسن الأصول.
ثم أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: توفي أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف
ابن بخيت الدقاق في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
1076 - محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، أبو بكر الفقيه المالكي
الأبهري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي،
ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبي بكر بن أبي داود
السجستاني وخلق سواهم من البغداديين والغرباء.
وله تصانيف في شرح مذهب مالك بن أنس والاحتجاج له، والرد على من
خالفه، وكان إمام أصحابه في وقته.
81

حدثنا عنه: إبراهيم بن مخلد، وابنه إسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن علي البادا،
وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن المؤمل الأنباري، وعلي بن محمد بن الحسن الحربي،
والقاضي أبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وغيرهم
وذكره محمد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة أمينا مستورا. وانتهت إليه الرياسة
في مذهب مالك.
حدثنا محمد بن المؤمل الأنباري، حدثنا أبو بكر الأبهري - محمد بن عبد الله بن
محمد بن صالح بن عمر بن حفص بن عمر بن مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب
ابن عباد بن النزل بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد
مناة بن تميم، حدثنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو بكر الأبهري معظما
عند سائر العلماء وقته لا يشهد محضرا إلا كان هو المقدم فيه، وإذا جلس قاضي
القضاة أبو الحسن ابن أم شيبان أقعده عن يمينه، والخلق كلهم من القضاة والشهود
والفقهاء وغيرهم دونه.
وسئل أن يلي القضاء فامتنع، فاستشير فيمن يصلح لذلك فقال: أبو بكر أحمد بن
علي الرازي، وكان الرازي تزيد حاله على منزلة الرهبان في العبادة فأريد للقضاء
فامتنع، وأشار بأن يولي الأبهري. فلما لم يجب واحد منهما للقضاء ولي غيرهما.
حدثنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال: جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري
يشاوره في السفر، فأنشده:
متى تحسب صديقك لا يقلوا * وإن تخبر يقلوا في الحساب
وتركك مطلب الحاجات عز * ومطلبها يذل عرى الرقاب
وقرب الدار في الإقتار خير * من العيش الموسع في اغتراب
قال لي عبد العزيز بن علي الوراق، وأحمد بن محمد العتيقي: مات أبو بكر
الأبهري في يوم السبت لسبع خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
قال عبد العزيز: ودفن من يومه وصلى عليه أبو حفص بن الآجري.
وقال العتيقي: ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين. إليه انتهت الرياسة في مذهب
مالك.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: توفي أبو بكر الأبهري الفقيه في ذي القعدة من سنة
خمس وسبعين وثلاثمائة. والأول أصح، ومثله ذكر محمد بن أبي الفوارس.
82

1077 - محمد بن عبد الله بن الحسن، الصفار:
حدث عن جعفر بن حمدان الشحام الموصلي. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني. وذكر
لنا أنه سمع منه في مدينة المنصور.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على محمد بن عبد الله بن الحسن الصفار - في المدينة -
وأنا أسمع حدثكم جعفر بن حمدان الموصلي، حدثنا أحمد بن عبد الله العنبري
الأسدي بن الحارث، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد: أنهم
أصابوا سبيا لهن أزواجا يوم أوطاس، فتخوفوا فأنزلت هذه الآية: (والمحصنات من
النساء إلا ما ملكت أيمانكم) [النساء 24].
1078 - محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، أبو بكر الرازي
المذكر:
كان جوالا كثير الأسفار. وروى حكايات الصوفية عن يوسف بن الحسين
الرازي، وأبي بكر الكتاني، وأبي محمد الجريري، وأبي بكر بن طاهر الأبهري، وأبي
بكر الشبلي وغيرهم. حدثنا عنه أبو حازم العبدوي بنيسابور، وأبو علي بن فضالة
النيسابوري - بالري - وأبو نعيم الحافظ - بأصبهان - وقال لي أبو نعيم: سمعت منه
ببغداد، وكان قدمها مع أبي إسحاق المزكى.
قلت: وكان أبو عبد الرحمن السلمي كثير الحكايات عنه، مليا بالسماع منه.
حدثت عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: محمد بن عبد الله
ابن شاذان الرازي يعرف بالصوفي، كان ينزل سمرقند تارة، ومرة ببخارى، ومرة
بنيسابور، ليس في الرواية بذاك.
حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ
النيسابوري قال: محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان المذكر أبو بكر الرازي،
ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة والمشائخ متوافرون وهو محمود عند جماعتهم في
التصوف، وصحبة الفقراء ومجالستهم، فعلقت في ذلك الوقت عنه حكايات
للمتصوفة.
83

ثم إني دخلت الري سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمد بن
أيوب، فأخبرني عبد العزيز بن أبان أنه أملى عليهم: محمد بن عبد الله بن محمد بن
أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي. فقلت لعبد العزيز: لا تذكر هذا لأحد حتى
ألتقى به فخلوت به وزجرته فانزجر فترك ذلك النسب، ولو سمع أهل الري بذلك
لتولد منه ما يكرهه، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولدا ذكرا قط - ثم أنا التقينا
بنيسابور سنة سبعين وثلاثمائة، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد - فحدث
عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله يرحمنا وإياه.
توفي أبو بكر الرازي بنيسابور يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة
ست وسبعين وثلاثمائة.
1079 - محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن أيوب، أبو بكر القطان:
سمع محمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن محمد بن مروان الكوفي، وأحمد بن
عبيد الله بن عمار. حدثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو
بكر بن الأخضر، وأحمد بن علي بن التوزي، والحسن بن علي الجوهري.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان سماعه صحيحا من أبي جعفر الطبري، إلا
أنه كان رافضيا خبيث المذهب.
سألت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداودي عن ابن أيوب فقال: كان ثقة
صحيح السماع. قلت: ذكر أنه كان سيئ المذهب في الرفض. فقال: ما سمعت منه
في هذا المعنى شيئا أنكره لكني أحسبه كان يذهب إلى تفضيل علي.
قال لي عبيد الله بن أبي الفتح: توفي أبو بكر بن أيوب القطان في يوم الأحد
مستهل جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. ودفن من الغد.
وذكر ابن أبي الفوارس أن وفاته كانت في يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى
الأولى.
1080 - محمد بن عبد الله بن هارون بن يحيى، أبو بكر الدقاق، يعرف بابن
الصابوني:
سمع أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، وإسماعيل بن محمد الصفار،
84

ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبا عمرو بن السماك، وجعفر الخادلي. حدثني عنه عبد
العزيز بن علي الأزجي.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو
بكر محمد بن عبد الله بن يحيى الدقاق، المعروف بالصابوني في شوال. ثقة مأمون.
1081 - محمد بن عبد الله بن سكرة، أبو الحسن الهاشمي، من ولد علي بن
المهدي، المعروف بابن رائطة:
شاعر مليح الشعر، مطبوع القول. روى لنا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي
مقطعات من شعره، وكان يصف لنا خفة روحه، وطيب مزاحه.
أنشدني علي بن المحسن قال: أنشدني أبو الحسن بن سكرة الهاشمي لنفسه:
في وجه إنسانة كلفت بها * أربعة ما اجتمعن في أحد
الوجه بدر والصدغ غالية * والريق خمر والثغر من برد
وأنشدني علي بن المحسن قال: أنشدني ابن سكرة لنفسه:
وقائل قال لي: لا بد من فرج * فقلت - واغتظت - لم لا بد من فرج
فقال لي بعد حين قلت واعجبا * من يضمن العمر لي يا بارد الحجج
أخبرنا أبو الجوائز الحسن بن علي الواسطي قال: سمعت محمد بن سكرة
الهاشمي يقول: دخلت حماما وخرجت - وقد سرق مداسي - فعدت إلى داري حافيا
وأنا أقول:
إليك أذم حمام ابن موسى * وإن فاق المنى طيبا وحرا
تكاثرت اللصوص عليه حتى * ليحفى من يطيف به ويعرى
ولم أفقد به ثوبا ولكن * دخلت محمدا وخرجت بشرا
حدثني أحمد بن علي بن الحسن التوزي قال: توفي محمد بن عبد الله بن سكرة
الهاشمي يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة.
85

1082 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو المفضل الشيباني
الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن العباس اليزيدي،
ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود،
ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، ومحمد بن القاسم
ابن زكريا المحاربي، وعن خلق كثير من المصريين، والشاميين، والجزريين، وأهل
الثغور معروفين ومجهولين.
وكان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ. فكتب الناس عنه بانتخاب
الدارقطني، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه، وأبطلوا روايته. وكان بعد يضع الأحاديث
للرافضة ويملي في مسجد الشرقية.
حدثني عنه أبو الحسن النعيمي، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو محمد
الخلال، وأبو القاسم الأزهري، أحمد بن محمد العتيقي، وعبد الملك بن عبد القاهر
الأسدي، والقاضي التنوخي، وغيرهم.
حدثني عبد الملك بن عبد القاهر قال: أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن
عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن مطر بن بحر بن مرة بن همام
ابن مرة بن ذهل بن شيبان.
سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره والثناء عليه ثم قال: وقد كان
يحفظ.
وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو المفضل يشبه الشيوخ.
حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو المفضل حسن الهيئة، جميل
الظاهر، نظيف اللبسة.
وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال: يشبه الشيوخ.
سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن أبي المفضل فقال: كان يضع الحديث
وقد كتبت عنه، وكان له سمت ووقار.
86

أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - قطيط - حدثنا محمد بن عبد الله بن
المطلب الشيباني، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن العراد الكبير، حدثنا محمد بن
الحسن بن شمون البصري، حدثنا أبو شعيب حميد بن شعيب، حدثني أبو جميلة،
عن أبان بن تغلب، عن محمد بن علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن
أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: ما تحبب إلى عبدي بأحب إلي من أداء
ما افترضت عليه ". وذكر الحديث.
سمعت من يذكر ان أبا المفضل لما حدث عن ابن العراد قيل له: من أيهما سمعت
من الأكبر أو الأصغر؟ - وكانا أخوين - فقال: من الأكبر، فسئل عن السنة التي سمع
منه فيها فذكر وقتا مات ابن العراد الأكبر قبله بمدة، فكذبه الدارقطني في ذلك،
وأسقط حديثه.
وقال لي الأزهري: كان أبو المفضل دجالا كذابا، ما رأينا له أصلا قط، وكان معه
فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء فيها سؤالات كل شيخ. ولما حدث عن أبي
عيسى بن العراد كذبه الدارقطني في روايته عنه، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر
وثلاثمائة، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة.
كذا قال لي الأزهري وهو خطأ، كانت وفاة أبي عيسى في سنة اثنتين وثلاثمائة.
قال لي الأزهري: وقد كان الدارقطني انتخب عليه وكتب الناس بانتخابه على
أبي المفضل سبعة عشر جزءا. وظاهر أمره أنه كان يسرق الحديث.
وأخبرنا علي بن أبي علي قال: سألت أبا المفضل عن مولده فقال: في سنة سبع
وتسعين ومائتين. وأول سماعي الصحيح سنة ست وثلاثمائة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: ذكر لأبي
الحسن الدارقطني أن أبا المفضل الشيباني حدث عن العمري عن أبي كريز بحديث شعبة
عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج، قال أبو الحسن:
حدث عدو الله بهذا؟ معاذ الله ما حدث العمري بهذا ألبتة هو ذا يركب أيضا.
حدثني الأزهري قال: توفي أبو المفضل في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين
وثلاثمائة.
87

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو
المفضل الشيباني ببغداد في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر وكان كثير التخليط.
1083 - محمد بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن حسان، أبو عبد الله
الحريري:
سمع عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية الأنماطي، وأبا حامد محمد بن هارون
الحضرمي، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. حدثنا عنه أحمد بن
محمد العتيقي، والحسين بن جعفر السلماسي.
وقال العتيقي: جميع ما كان عنده جزء واحد قال: وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحريري، حدثنا أبو حامد
محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا وكيع، حدثنا
أبو حنيفة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من باع عبدا وله مال فماله
للبائع إلا أن يشترط المبتاع ".
1084 - محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون، أبو الحسين
الدقاق، المعروف بابن أخي ميمي:
سمع عبد الله بن محمد البغوي. ومن بعده، حدثنا عنه محمد بن علي بن مخلد،
وأبو خازم بن الفراء، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بن علي بن الفتح، والقاضي
التنوخي وغيرهم.
حدثني الأزهري قال: قال لنا [ابن] أخي ميمي: مولدي يوم الثلاثاء. وأخبرنا
محمد بن علي بن الفتح قال: سمعت ابن أخي ميمي يقول: ولدت في يوم الثلاثاء
العاشر من صفر سنة أربع وثلاثمائة.
حدثني أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي قال: لم يزل ابن أخي ميمون
يكتب الحديث إلى أن مات. وكتب عن الشيوخ المتأخرين مثل ابن إسماعيل الوراق
88

ونحوه، ولم أر شيخا أحسن بشرا منه، ما لقيته معبسا وجهه قط. وقيل لي: إنه مكث
أربعين سنة لم ينم على ظهر سطح، إنما كان يبيت في داره شتاء وصيفا.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: كان أبو عمر بن حيويه ينزل في القرب منا،
وكنت أبكر إليه في سماع الحديث ما جئت إليه قط إلا وجدت ابن أخي ميمي قد
سبقني، وكان مسكن ابن أخي ميمي في قطيعة الدقيق آخر بغداد. ومسكن ابن
حيويه في قطيعة الربيع.
أخبرنا العتيقي قال: توفي أبو الحسين بن أخي ميمي ليلة الخميس سلخ رجب من
سنة تسعين وثلاثمائة وكان ثقة مأمونا كتب الحديث إلى أن توفي.
قال ابن أبي الفوارس: توفي ابن أخي ميمي في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من
شعبان سنة تسعين وثلاثمائة. وكان ثقة مأمونا دينا فاضلا.
1085 - محمد بن عبد الله بن إسحاق، أبو الفرج القاضي، المعروف
بالعماني:
حدث عن القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد.
حدثنا عنه العتيقي، وسألته عنه فقال: كان يكون في صف البزازين وكان صالحا
ثقة، ولم يكن عنده إلى شئ يسير.
1086 - محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو بكر الجوهري:
سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
حدثني عنه أحمد بن محمد العتيقي أيضا وسألته عنه. فقال: كان شيخا ثقة
صالحا ينزل دار كعب، ويؤم بالناس في مسجد أبي القاسم بن حبابة، وابن حبابة.
دلني عليه. وقال لي: اكتب عنه فإنه شيخ صالح يقال إنه مستجاب الدعوة منذ
أربعين سنة. قال: ولم يكن عنده غير جزء واحد عن خيثمة حسب.
أخبرني العتيقي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الجوهري، حدثنا
خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي - بدمشق - حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى -
بالكوفة - وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور
89

- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا السري بن يحيى، حدثنا سعيد
ابن إبراهيم، حدثنا سيف بن عمر عن دليل بن داود، عن يزيد البهي، عن الزبير بن
العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم
البركة، وباركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة. واجمعهم عليه ولا تنشر
أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللهم وأعن عمر بن الخطاب، وصبر عثمان بن
عفان، ووفق عليا، واغفر لطلحة، وثبت الزبير، وسلم سعدا، ووقر عبد الرحمن،
وألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ". لفظ
حديث الأصم.
1087 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بحر بن خالد بن
صفوان بن عمرو بن الأهتم، أبو بكر التميمي، المعروف بابن المقدر
الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي عمرو عثمان بن أحمد الدقاق المعروف بابن
السماك. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الأبنوسي.
وكان سماعه منه مع أبيه في سنة تسعين وثلاثمائة.
1088 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن منصور، أبو الحسين
الناصح:
حدث عن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثني عنه أبو يعلى أحمد بن
عبد الواحد بن محمود الوكيل.
1089 - محمد بن عبد الله بن محمد بن السري أبو عمرو القباني
النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم. كتب عنه عبد
الله بن بكير.
90

1090 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع، أبو أحمد
الدهان:
سمع محمد بن حمدويه المروزي، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، والقاضي
المحاملي ومحمد بن مخلد، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، والحسين
ابن يحيى بن عياش القطان، وغيرهم.
حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الأزهري، وأبو الفضل بن دودان
الهاشمي، والحسن بن محمد بن عمر النرسي.
سألت البرقاني عن أبي أحمد بن جامع فقال: كان شيخا - كما سر - صالحا،
سمع من المحاملي ونحوه، ولم يزل يسمع معنا الحديث إلى أن مات. قلت: أكان ثقة؟
فقال: ثقة ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال وأحمد بن محمد العتيقي قالا: مات أبو أحمد
ابن جامع الدهقان في رجب من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قال العتيقي: ثقة مأمون.
1091 - محمد بن عبد الله بن الحسن، أبو الحسن المهرجاني:
من أهل نيسابور. قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الله بن بالويه العدل
وغيره. حدثني عنه أبو محمد الخلال.
1092 - محمد بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن خازم، أبو عبد الله
الخوارزمي:
ذكر لي القاضي أبو العلاء الواسطي أنه قدم بغداد وحدثهم بها عن أبي شيخ عبد
الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني.
1093 - محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حماد، أبو الحسن
القاضي الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الإمام، والحسن بن هشام
91

ابن عمرو البلديين، ومحمد بن العباس بن الفضل الخياط، وأبي العباس أحمد بن
الحسن بن إسحاق الرازي - الذي كان بمصر - ومحمد بن جعفر الأدمي القاري،
وأحمد بن كامل القاضي، وأبي علي بن الصواف. حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي، وأبو طاهر محمد بن علي بن أحمد بن الأنباري الواعظ.
وقال لي أبو طاهر: قدم علينا بغداد وسمعنا منه في سنة إحدى وأربعمائة.
1094 - محمد بن عبد الله بن الحسن، أبو الحسين البصري، المعروف بابن
اللبان:
سمع أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي،
ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وأبا بكر بن داسه.
وقدم بغداد. وحدث بها فذكر لي القاضي أبو الطيب الطبري أنه سمع كتاب
السنن عن ابن داسه عن أبي داود السجستاني.
وحدثني عنه أيضا أبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وكان ثقة.
وانتهى إليه علم الفرائض وقسمة المواريث، فلم يكن في وقته أعلم بذلك منه،
وصنف فيه كتبا اشتهرت.
حدثني أبو بكر الخلال، وأبو الحسن العتيقي قالا: مات أبو الحسين بن اللبان في
سنة اثنتين وأربعمائة.
قال الخلال: في شهر ربيع الأول. ذكر لي أحمد بن علي بن التوزي أن وفاته
كانت يوم الخميس الثالث من الشهر.
1095 - محمد بن عبد الله بن الحسين، أبو عبد الله الجعفي القاضي الكوفي،
المعروف بابن الهرواني:
سمع علي بن محمد بن هارون الحميري، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي،
ونحوهما.
وقدم بغداد وحدث بها، وكان ثقة فاضلا جليلا يقرئ القرآن ويفتي في الفقه على
مذهب أبي حنيفة، وكان من عاصره من الكوفيين يقول: لم يكن بالكوفة من
92

زمن عبد الله بن مسعود إلى وقته أفقه منه. حدثني عنه أبو القاسم الأزهري وغيره.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن عبد الله الهرواني الكوفي - ببغداد
- حدثنا علي بن محمد بن هارون الحميري، حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء،
حدثنا عبد الله بن إدريس عن الحسن بن فرات القزاز، عن أبيه، عن أبي حازم، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما
ذهب نبي خلفه نبي، وإنه ليس كائن بعدي نبي ". قالوا: يا رسول الله فما يكون؟
قال: " يكون خلفاء ويكثرون ". قالوا: يا رسول الله فما نصنع؟ قال: " أوفوا بيعة
الأول فالأول، أدوا الذي عليكم، ويسألهم الله الذي عليهم ".
حدثنا العتيقي وعلي بن المحسن التنوخي قالا: توفي القاضي أبو عبد الله الهرواني
بالكوفة في سنة اثنتين وأربعمائة.
قال العتيقي: في رجب، ثقة صالح على مذهب أبي حنيفة، ما رأيت بالكوفة مثله.
أخبرني أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري قال: توفي القاضي أبو
عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي بالكوفة في رجب سنة اثنتين وأربعمائة، وكان
مولده في سنة خمس وثلاثمائة، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وقال لي أحمد بن علي بن التوزي: توفي القاضي أبو عبد الله بن الهرواني بالكوفة
في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمائة، وله خمس وتسعون سنة.
1096 - محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي،
يعرف بابن البيع:
من أهل نيسابور. كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ، وله في علوم
الحديث مصنفات عدة. [ورد] بغداد في شبيبته فكتب بها عن أبي عمرو بن
السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، ودعلج بن أحمد، ونحوهم
من الشيوخ. ثم وردها وقد علت سنه، فحدث بها عن أبي العباس الأصم، وأبي
93

عبد الله بن الأخرم، وأبي علي الحافظ، ومحمد بن صالح بن هاني وغيرهم من
شيوخ خراسان. روى عنه الدارقطني. وحدثنا عنه محمد بن أبي الفوارس، والقاضي
أبو العلاء الواسطي، وغيرهما، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وأول
سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال: ورد أبو عبد الله بن البيع قديما فقال
لأصحاب الحديث: ذكر لي أن حافظكم - يعني أبا الحسن الدارقطني - خرج لشيخ
واحد خمسمائة جزء وتكلم على كل حديث منها، فأروني بعض تخريجه، فحمل إليه
بعض الأجزاء التي خرجها الدارقطني لأبي إسحاق الطبري، فنظر في الجزء الأول
فرأى حديثا لعطية العوفي في أول الجزء فقال: أول حديث خرجه لعطية وعطية
ضعيف؟ ثم رمى الجزء من يده ولم ينظر في شئ من باقي الأجزاء، أو كما قال.
وقد سمعت القاضي أبا العلاء الواسطي يحكي نحو هذا إلا أنه ذكر أن صاحب،
القصة أبو عمرو البحيري النيسابوري لا ابن البيع. وقول أبي العلاء أشبه بالصواب
والله أعلم.
حدثني بعض أصحابنا عن أبي الفضل بن الفلكي الهمذاني - وكان رحل إلى
نيسابور وأقام بها - أنه قال: كان كتاب تاريخ النيسابوريين الذي صنفه الحاكم أبو
عبد الله بن البيع، أحد ما رحلت إلى نيسابور بسببه. وكان ابن البيع يميل إلى التشيع.
فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور - وكان شيخا صالحا
فاضلا عالما - قال: جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط
البخاري ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحيهما، منها الحديث الطائر " ومن كنت
مولاه فعلى مولاه " فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله، ولا
صوبوه في فعله.
حدثني الأزهري ومحمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي قالا: مات أبو عبد الله بن
البيع بنيسابور في سنة خمس وأربعمائة. قال محمد: في صفر.
1097 - محمد بن عبد الله بن بندار، أبو بكر الخفاف الكرجي:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد. حدثنا عنه ابنه عبد الله
وسألته عن وفاته فقال: في سنة ثمان وأربعمائة.
94

1098 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أبو الحسن، المعروف بابن الصيني:
رازي الأصل. كان يسكن باب الشام. وحدث عن أبي عمرو بن السماك.
حدثني عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الهاشمي.
وذكر لي أنه كان أحد الشهود المعدلين، وأنه كان رجلا من أهل القرآن كثير
الصلاة والتهجد، قال: ومات في جمادي الأولى من سنة عشر وأربعمائة.
1099 - محمد بن عبد الله بن أبان بن قديس بن صفوان، أبو بكر الهيتي
التغلبي، ويعرف بابن أبي عباية:
قدم علينا في سنة ست وأربعمائة، وكان يملى في جامع المنصور بعد أبي الحسن بن
رزقويه، وكتبنا عنه أماليه، وقرأنا عليه شيئا من أصوله عن أبي عمرو بن السماك،
وأحمد بن سلمان النجاد، ومحمد بن جعفر الأدمي ورضوان بن أحمد بن غزوان،
ومحمد بن الحجاج السلمي الرقيين، والحسن بن علي بن الدقم الكوفي، وغيرهم.
وحدثنا أيضا عن أبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن - وذكر لنا أنه
سمع منه بالرحبة بحديث أبي الطيب هذا عن أحمد بن منصور الرمادي وجماعة من
القدماء، وكانت أصول أبي بكر الهيتي سقيمة كثيرة الخطأ، إلا أنه كان شيخا
مستورا صالحا، فقيرا مقلا، معروفا بالخير وكان مغفلا مع خلوه من علم الحديث.
وحدثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم.
ولقد حدثنا في مجلس الإملاء فقال: حدثنا أبو الحسن علي بن العباس المقانعي
وذكر عنه حديثا طويلا هو في كتابي إلى الآن على الخطأ لأني لا أعلم من حدثه به
عن المقانعي، وكنت إذ ذاك مبتدئا في كتب الحديث فلم أقف على أنه وهم فأسأله
عنه وحدثنا يوما آخر فقال: حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي المري الطرائفي
وأظن الحديثين عنده عن ابن الدقم، والله أعلم.
حدثني الأزهري قال: أخبرني أبو بكر الهيتي أن مولده في يوم الخميس لثمان
خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وبلغنا أنه توفي يوم عيد
الفطر من سنة عشرة وأربعمائة، وكان خرج من بغداد قاصدا هيت فأدركه أجله
بالأنبار ودفن بها.
ثم حدثني بعض الهيتيين بعد عدة من السنين أن وفاته كانت بهيت، فالله أعلم.
95

1100 - محمد بن عبد الله بن أبي زيد، أبو بكر الأنماطي:
كان يسكن محلة التوثة وحدث عن عمر بن جعفر بن سلم وغيره. كتبت عنه شيئا
يسيرا وكان صدوقا.
أخبرنا أبو بكر بن أبي زيد، أخبرنا أبو القاسم عمر بن جعفر بن سلم الختلي،
حدثنا محمد بن يونس القرشي، حدثنا أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي، حدثنا
سفيان بن سعيد الثوري، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن
صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لأمتي في بكورها ". مات
ابن أبي زيد في سنة عشرة وأربعمائة.
1101 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله البيضاوي
الفقيه:
سكن بغداد في درب السلولي. وكان يدرس الفقه ويفتي على مذهب الشافعي.
وولي القضاء بربع الكرخ، وحدث شيئا يسيرا عن أبي بكر بن مالك القطيعي،
والحسين بن محمد بن عبيد العسكري. كتبت عنه وكان ثقة صدوقا دينا سديدا.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله البيضاوي، أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق،
أخبرنا محمد بن الحسين الدقاق، حدثنا القاسم بن بشر، حدثنا محمد بن إسماعيل
ابن أبي فديك، حدثنا إبراهيم بن الفضل أنه سمع المقبري يحدث عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معترك المنايا بين السبعين والستين ".
مات القاضي أبو عبد الله البيضاوي فجأة في ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب
سنة أربع وعشرين وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب.
1102 - محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أبو الحسين المقرئ
المؤدب:
سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وأبا حفص الكناني، وأبا
96

طاهر المخلص. كتبت عنه وكان ثقة يسكن درب اليهود النافذ إلى قطيعة عيسى بن
علي الهاشمي، وكان ضريرا.
أخبرني محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن
الذهبي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا الصلت بن مسعود
الجحدري، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن أبي حسين المكي، عن
الحارث بن جميلة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق ".
سألت أبا الحسين بن يحيى عن مولده فقال: لعشر بقين من ذي الحجة سنة اثنتين
وستين وثلاثمائة. ومات في يوم الجمعة ودفن يوم السبت سادس المحرم من سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الرحمن
1103 - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، أبو
الحارث القرشي المدني:
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر،
وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا
مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة. وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس،
وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزهري، وغيرهم.
97

وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير
المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى
ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن
سوار، وعثمان بن عمر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد،
وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي قال: وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: محمد بن عبد الرحمن بن
المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي
قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث
ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قال مصعب: وبعث المهدى إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات
بالكوفة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان
قال: قال إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت العباس بن محمد
الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن
عباس. وقال العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من
عكرمة مولى ابن عباس.
98

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب قال: حدثني جدي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال لي
حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه
لأصححه، فما أجترئ أن أصلح بين يده، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشئ
فأصلح ثم أعود إليه.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب
علي بن المديني أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وحدثني صالح بن أحمد عن علي قال:
سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن أبي ذئب عسرا. قال على: قلت: عسرا؟
قال: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو
حفظ [قال علي: قلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه
كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها].
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن
محمد البغوي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب
رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس
الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قال: لا،
ولا بغيرها - يعنى ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل
من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن
يحدث.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن القاسم بن خلاد. قال: لما حج
99

المهدى دخل المسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب
ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي.
أخبرنا الأزهري. حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد
العزيز، حدثني هارون بن سفيان قال: قال أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا
ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب
فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد
ابن الحسن بن فاطمة؟ قال: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول في مرتين أو
ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قال: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو
جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى
المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: قال ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير
المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفئ؟ قال: ويلك لولا ما
سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي
ذئب: فقد سد الثغور وجيش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو
خير منك. قال: ومن هو ويلك؟ قال: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه.
والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمد
ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز،
وأخبرنا عبد العزيز بن علي بن محمد القرشي، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا عبد
الله بن محمد البغوي، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدثني أبو عمر عبد الله بن كبير
ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حدثني حسن بن زيد قال: كان ولى عبد الصمد على
المدينة. قال: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قال: وكتب بعض قرابته إلى
أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا
وقال: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
100

بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم
من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قال: وكان عبد الصمد لما بلغه
الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشة ثم أدخلهم عليه
فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن
أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيأة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قال: ثم دفع
القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قال: يا مالك
داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا
شديدا، قال: فجعل يذكر شدة الحبس. قال: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قال:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل
ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قال:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلي عبد الصمد غضبان، قال الحسن بن زيد: فلما
رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضى هذا أحدا؟. قال ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني
عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولى علينا ففعل بنا
وفعل وأطنب في، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضى هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله
عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قال: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قال: فقام إليه وفي
يده عمود، فجلس قربه. قال الحسن بن زيد: فجمعت إلى ثوبي مخافة أن يصيبني من
دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في
أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك
نشدتني بالله. قال: ولم ينله بسوء. قال: وتفرقوا على ذلك.
قال أبو زكريا العابد: وحدثني بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعى به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه،
قال أبو عيسى: حدثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من
الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على
صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
101

أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا
محمد بن المسيب قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب.
أخبرنا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسين بن
إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثني ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر،
عن يونس بن الخياط قال: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق
زوجته. قال: فنزل الأعرابي وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قال: قد نظرت. قال: فولى
وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب ابتغى الفقه عنده * فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي * وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عن دعلج بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن
علي الأبار قال: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن
أبي عاصم أنه قال: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن
المهدى قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر
فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر،
لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس،
أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا
محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر قال: كان محمد بن عبد الرحمن بن أبي
ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس
وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفى قولهم ويعيبه،
ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا: وإن
هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد
في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وأخبرني
أخوه، قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
102

الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان
ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قال: دعه اليوم. قال: فسرد من ذلك اليوم إلى
أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان
يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في
حداثته حتى كبر وطلب الحديث، وقال: لو طلبته وأنا صغير كنت أدركت مشايخ
فرطت فيهم، وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه،
لم يكن له كتاب ولا شئ ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شئ.
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثني الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قال: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ
بحديث " البيعين بالخيار ". قال: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث،
ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع
ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين، وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر
فلم يهبه أن قال له الحق، قال: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر.
وقال حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه،
وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب
بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن
إبراهيم، أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قال: كان ثقة في حديثه،
صدوقا صالحا ورعا.
قال يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
103

أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب
الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروزي قال: وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن ابن
أبي ذئب كيف هو؟ قال: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قال: كذا وكذا، حدث بأحاديث
كأنه أراد: خولف.
أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قال
جعفر الطيالسي: قال يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وحدثني ثقة سمعته منه قال: أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: ابن أبي ذئب ثقة، غير أن روايته
عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر
بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما
أدركنا صحيح.
وقال جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله
ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي علي ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي
شيخ وإيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرمي تقديما كريما
متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال
علي: ابن أبي ذئب أحب إلى. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شئ عند
المخرمي من الحديث؟ قال: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي
ذئب ثقة.
104

أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
بمصر، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد، حدثنا معاوية بن صالح قال:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن هارون بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة. قال: وسألت عليا - يعني بن المديني - عن محمد بن عبد
الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها
عن الزهري.
أخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا الفضل -
هو ابن زياد - قال: وسئل أحمد بن محمد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك
أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا بن الغلابي قال: قال أبو زكريا - وهو يحيى بن
معين - ابن أبي ذئب أثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت
على ابن عجلان فأرسلها.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
المفيد. حدثنا محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود السنجي قال: قال الهيثم بن
عدي: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام
الذي استخلف فيه المهدي.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان قال: حدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثني ابن أبي فديك قال:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب قال: قال أبو نعيم: مات
ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الجوهري قالا: حدثنا محمد بن العباس،
105

أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا
محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر قال: لما ولى جعفر بن سليمان على المدينة
المرة الأولى، أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة
دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم
يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان
بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. ذلك سنة تسع وخمسين ومائة، وهو يومئذ
ابن تسع وسبعين سنة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: ابن أبي ذئب
واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى
أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة وكان
يفتى بالبلد.
وقال البرذعي: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت
رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدى ابن أبي ذئب فأسنى
جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قال: فقال أبو شيبة
واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قال: فمات
أبو شيبة أسر ما كان.
1104 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، واسم أبي الزناد: عبد الله بن
ذكوان، مولى رملة بنت شيبة، وكنية محمد: أبو عبد الله المدني:
كان يطلب الحديث مع أبيه ولقي عامة شيوخه، وكان بينهما في السن سبع عشرة
سنة. سكن بغداد ومات بها وحديثه قليل لا أعلم روى عنه غير واحد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد
الله بن محمد بن أبي الدنيا.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب
106

سليمان بن إسحاق الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد قالا: حدثنا محمد بن سعد
قال: محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد يكنى أبا عبد الله، وكان بينه وبين أبيه في
السن سبع عشرة سنة، وفي الموت إحدى وعشرين ليلة، هذا آخر حديث ابن أبي
الدنيا.
زاد الحارث: ودفنا في مقابر باب التين.
قال محمد بن عمر: كان محمد بن عبد الرحمن قد لقي رجال أبيه علقمة بن أبي
علقمة، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وكل رجال أبيه غير أبي الزناد. فكان يسأل
أن يحدث فيأبى ويقول: أحدث وأبى حي؟ إلا الخاصة به، والحديث بعد الحديث
وكان بارا بأبيه معظما هائبا له، وكان في محمد بن عبد الرحمن خصال لا يستغنى
عن واحدة منهن، الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكملة، قراءة القرآن،
قراءة السنة والعربية، والعروض والحساب، ووضع الكتب في البردات والسجلات
وادكار الحقوق. فكان أعرف الناس بحساب القسم، وبالفرائض وبحسابها وبالحديث
إتقانا له ومعرفة به.
قال محمد بن سعد: لم يحدث عنه أحد إلا محمد بن عمر.
أخبرنا الحسن بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: أخبرني مصعب - يعنى الزبيري - قال:
كان أبو الزناد أحسب أهل المدينة، وابنه وابن ابنه.
أخبرنا الجوهري والأزهري. قالا: حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا سليمان بن
إسحاق الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: قال محمد
ابن عمر: سمعت محمد بن عمران الطلحي قاضيا وأتى بكتاب يقرأ عليه. فقال:
أعرض على محمد بن عبد الرحمن؟ فقال: لا. فقال: اذهب به فاعرضه عليه ثم
جئني به.
وقال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا سليمان بن بلال قال: ما رأيت أحدا يجترئ
على زيد بن أسلم غير محمد بن عبد الرحمن، فإني سمعته يقول لزيد بن أسلم:
سمعت يا أبا أسامة؟ قال محمد بن عمر: وكان محمد بن عبد الرحمن من أبر الناس
بأبيه، وكان أبوه يكون في الحلقة وهو متأخر عنها، فيقول أبوه: يا محمد فلا يجيبه
107

حتى يثب فيقوم على رأسه فيلبيه. فيأمره بحاجته فلا يستأنيه هيبة له حتى يسأل من
ذلك عن أبيه فيخبره.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا البخاري قال: وروى إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن
محمد بن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اتقوا
المجذوم ". وفي موضعين من هذا الحديث خطأ، رواية الدراوردي عن أبي الزناد،
والثاني رواية محمد بن عبد الرحمن عن جده عن أبي الزناد، وقد ذكر أن محمدا لم
يروه عن جده، وأن الواقدي انفرد بالرواية عن محمد. وقد روى حديث الدراوردي
هذا غير البخاري عن إبراهيم بن حمزة على الصواب.
أخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرناه أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا
إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى ولا هامة ولا صفر واتقوا المجذوم كما
يتقى الأسد ".
وأخبرنا علي وعبد الملك ابنا بشران قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق
الفاكهي بمكة، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، حدثنا يحيى بن محمد الحارثي، حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله بن عمرو مثله سواء.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
بواسط، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عبد العزيز بن سلام، حدثنا عبد العزيز بن
محمد، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بنحوه.
علي أن البخاري قد قال: حديث إبراهيم بن حمزة حدثنا محمد بن عبد الله بن
عمرو بن عثمان عن أبي الزناد لم يزد على هذا القدر فاتفق علي بن المديني ويحيى
ابن محمد الحارثي وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وإسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم
108

ابن حمزة. على أن الحديث عند الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
عثمان وهو معروف بالديباج عن أبي الزناد، وهو الصحيح.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد
الله بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: مات عبد الرحمن بن أبي الزناد سنة
أربع وسبعين ومائة، وابنه محمد مات ببغداد بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة وهو ابن
أربع وخمسين.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد وكان ثقة
مات بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة، ودفن في مقابر الخيزران.
كذا قال ابن فهم عن ابن سعد. وقد تقدمت رواية الحارث عنه أنه دفن في مقبرة
باب الدير. والله أعلم.
1105 - محمد بن عبد الرحمن، أبو المنذر الطفاوي البصري:
سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وأيوب السجستاني. روى عنه أيضا أبو
خيثمة زهير بن حرب وعمر بن محمد الناقد، ومحمد بن عبد الله الأزدي، وعلي
ابن المديني، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا محمد بن عبد الله المروي، حدثنا
109

محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا هشام بن عروة [عن عروة] عن
عائشة قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقتل ذا الطفيتين فإنهن يلتمسن الأبصار،
ويصبن الحبالى.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أخي بخط يده: سئل أبو
زكريا - يعني يحيى بن معين - عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وقال: قدم
[علينا] هاهنا لم يكن به [بأس، البصريون يرضونه].
وفي نسخة الكتاب الذي ذكره لنا أبو سعيد الصيرفي أنه سمعه من محمد بن
يعقوب الأصم نقد أصله به قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت
يحيى بن معين يقول: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي ليس به بأس.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدثنا الحضرمي -
يعني معنا - قال: سألت أحمد بن حنبل عن الطفاوي - يعني محمد بن عبد الرحمن -
فقال: كان يدلس.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا محمد
ابن محمد بن سليمان، حدثنا علي بن المديني قال: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي
كان ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمد
ابن عبد الرحمن الطفاوي فقال: ليس به بأس.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع: أن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي مات في سنة سبع وثمانين ومائة.
110

1106 - محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن أبي سلمة
ابن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة
ابن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عمر المخزومي:
من أهل مكة. ولى القضاء ببغداد بعد محمد بن عمر الواقدي، وكان قد سمع
الحديث من ابن جريج، وروى عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان
الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال: محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان
ابن عبد الأسد من ولد أبى سلمة بن عبد الأسد، استقضاه أمير المؤمنين
موسى على مكة، وكان قد استخلفه على القضاء بمكة محمد بن عبد الرحمن
المخزومي المعروف بالأوقص حين توفى، فولاه أمير المؤمنين موسى القضاء وأقره أمير
المؤمنين الرشيد حتى صرفه المأمون، فولاه قضاء ببغداد أشهرا ثم صرفه.
وقال الزبير: حدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال:
كنت عند أمير المؤمنين الرشيد فقال له بعض جلسائه في محمد بن عبد الرحمن: هو
حدث السن وليس مثله يلي القضاء فقلت: لا يضيع فتى من قريش في مجلس أنا فيه،
فأقبلت عليهم فقلت لهم: وهل عاب الله أحدا بالحداثة؟ أمير المؤمنين حدث السن
أفتعيبونه؟ وقد قال الله تعالى: (سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) [الأنبياء 60]. فقال لهم أمير المؤمنين: صدق، أنا حدث السن أتعيبوني بالحداثة؟ وأقره على
القضاء.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما توفى الواقدي
استقضى المأمون أبا عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي قاضي مكة، وهو رجل
من أهل العلم حسن الطريقة فلم يلبث إلا يسيرا حتى عزله، وقد روى عنه الحديث.
قلت: وكانت ولايته أيضا بعسكر المهدي من شرقي بغداد، وذلك في سنة ثمان
ومائتين ولما عزل لحق بمكة فأقام بها إلى أيام المعتصم، قدم بغداد وافدا عليه.
فأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
وشهدت محمد بن عبد الرحمن القاضي المخزومي جاء إلى سليمان بن حرب، وكان
111

قد كتب إلى سليمان بن حرب أن يقف على القضاء - يعني بمكة - يسلم عليه
ويودعه، وخرج إلى بغداد فقال له سليمان: ما يخرجك؟ قال: أذهب فأعزي أمير
المؤمنين - يعني المعتصم - عن الماضي، وأهنيه فيما يستقبل. فقال سليمان: ويحك إنما
تخرج لعل ابن أبي داود يعمل لك في قضاء مكة وهو لا يفعل، فإنه قد خرج ابن الحر
فسيقضيه ليتخذه صنيعة يذكر به، وأنت لا تكون صنيعه له، أنت أجل من ذلك
وخرج. فكان كما قال سليمان.
1107 - محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن زيد بن ثابت
ابن الضحاك بن خليفة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى محمد: أبا عبد الرحمن
الأشهلي المدني:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعبد الله بن
نمير، وغيرهما. روى عنه ابن العباس، وأبو العباس بن مسروق في كتاب أخبار
عقلاء المجانين.
1108 - محمد بن عبد الرحمن بن سهم، الأنطاكي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية بن
الوليد. روى عنه محمد بن الفضل بن جابر السقطي، وعلي بن محمد بن النضر
الأزدي، وعبد الرحمن بن محمد البغوي. وكان ثقة.
سمعت حمزة بن محمد بن طاهر يقول: قدم محمد بن عبد الرحمن بن سهم
الأنطاكي بغداد، وبها سمع منه أبو القاسم البغوي.
1109 - محمد بن عبد الرحمن بن فهم، والد الحسين:
سمع أبا سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي. روى
عنه ابنه الحسين.
أخبرني أحمد بن عمر بن نوح النهرواني، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
112

المقرئ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي سعيد، حدثنا حسين بن محمد بن
عبد الرحمن - يعني ابن فهم - حدثنا أبي، حدثني إسحاق الموصلي قال: قال لي
المعتصم: يا أبا إسحاق إذا نصر الهوى ذهب الرأي.
1110 - محمد بن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان مولى خزاعة
المعروف والده بقراد، يكنى: أبا عبد الله:
حدث عن مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وصمصام بن إسماعيل، وخريد
ابن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وعيسى بن يونس وعبيد الله الأشجعي،
أحاديث منكرة. روى عنه: أحمد بن الحسين بن هارون الصباحي، وعبد الله بن
محمد بن ياسين، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وعلي بن الحسن المروزي،
وأحمد بن عبد الله السري، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي، حدثنا عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبو القاسم المروزي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
عزوان، حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
الله أهلين في الأرض " قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: " هم أهل القرآن ".
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: تفرد به ابن
عزوان، وكان كذابا فلا يصح عن مالك ولا عن الزهري، والله أعلم.
قال أبو الحسن: وإنما يروى هكذا عن بديل بن ميسرة عن أنس.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال: قال أبو الحسن الدارقطني: محمد
ابن عبد الرحمن بن أبي نوح بن قراد متروك.
1111 - محمد بن عبد الرحمن بن بحر بن بهرام الهروي، ويعرف
بالعتبي:
قرأت في سماع محمد بن أبي الفوارس عن أبي عبد الله العصبي عن أحمد بن
113

محمد بن ياسين الهروي قال: محمد بن عبد الرحمن العتبي كان يكون بالري،
ومات بالري، وهو محمد بن عبد الرحمن بن بحر بن بهدام من الثقات صاحب
حديث. سمع حسينا الجعفي، وأبا عاصم، ويزيد بن هارون، والناس. حدث بهراة،
وبغداد، والري، فلم يطعنوا فيه بشئ.
سمعت أبا جعفر الشامي يقول: إنه مات سنة إحدى وستين ومائتين.
1112 - محمد بن عبد الرحمن بن حرة الطبري:
حدث عن الحسين بن إسماعيل الطبري. روى عنه محمد بن عبيد العجل.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: محمد بن عبد الرحمن بن حرة
الطبري حدث ببغداد بنسخة لمقاتل بن حيان من رواية نوح بن أبي مريم عنه، رواها
عن شيخ له يقال له حسين بن إسماعيل الطبري.
أخبرنا محمد بن إسماعيل الداودي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد
ابن الحسين بن محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطبري، حدثنا
الحسين بن إسماعيل بن خالد الطبري، حدثنا يوسف بن سعيد أبو المثنى، عن أبي
عصمة، عن مقاتل بن حيان عن قبيصة بن ذؤيب، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولي فهي زانية ".
1113 - محمد بن عبد الرحمن، أبو جعفر الصيرفي:
كان ممن يوصف بالعقل والدين والعلم، وحدث عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن
هارون، وشبابة بن سوار، وكثير بن هشام. روى عنه محمد بن خلف وكيع،
والقاضي المحاملي وغيرهما.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى. وأخبرنا الحسن بن علي
الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس قالا: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن
محمد في تسمية من كان من أهل العلم بالجانب الشرقي من مدينة السلام. قال:
ومنهم أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي وكان يعد من العقلاء. وقد حدث
114

وكان مذهبه في بذل الحديث أنه كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقى
منها أحد يحدث؟ فإن قيل له ما بقى فيها محدث، خرج إليها في سر ثم حدثهم
ورجع. وكان من الديانة على نهاية.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمد بن عبد
الرحمن الصيرفي ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع: أن أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي مات في ليلة السبت،
ودفن يوم السبت لسبع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين. قال: وكان
من عقلاء الرجال وساداتهم.
قلت: وكان محمد بن عبد الرحمن فيما بلغني يذكر أنه ولد سنة خمس وسبعين
ومائة.
1114 - محمد بن عبد الرحمن البغدادي:
شيخ روى عنه محمد بن يوسف بن بشر الهروي حديثا.
أخبرناه أحمد بن محمد بن غالب. أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا محمد بن
يوسف الهروي قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن البغدادي بمصر، حدثنا موسى بن
سهل أبو هارون الرازي، حدثنا إسحاق بن الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي
إسحاق الشيباني، عن أبي الأحوص الجشمي، عن عبد الله بن مسعود قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي تولد منها، فإذا رد إلى
أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها، وإني وأبا بكر وعمر خلقنا
من تربة واحدة وفيها ندفن ".
غريب من حديث الثوري عن الشيباني لا أعلم يروى إلا من هذا الوجه. وقيل:
إن محمد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف رواه عن إسحاق بن الأزرق.
1115 - محمد بن عبد الرحمن بن مهران، أبو العباس:
حدث عن مسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء، وأبي حذيفة موسى بن مسعود،
115

وعبد السلام بن مطهر، ومحمد بن الصباح الدولابي. روى عنه محمد بن مخلد،
وأحمد بن موسى المكي وعبد الواحد بن المهتدى بالله، وكان ثقة. وذكر ابن مخلد
في تاريخه الذي قرأته بخطه: أن ابن مهران مات في جمادى الآخرة سنة سبعين ومائتين.
1116 - محمد بن عبد الرحمن بن يونس، أبو العباس السراج الرقي:
قدم بغداد وحدث بها عن عمر بن خالد الحراني، ومحمد بن إسماعيل بن عياش
الحمصي، وعن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي، وموسى بن أيوب
النصيبي، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. روى عنه وكيع القاضي، ومحمد بن
مخلد، وعمر بن محمد بن أحمد بن هارون العسكري، والزبير بن محمد الحافظ.
وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي والحسن بن محمد بن عمر النرسي
قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن جامع الدهان، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن
عبد الرحمن الحراني قال: ولد أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج
سنة مائتين، ومات سنة ثمان وسبعين ومائتين.
1117 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمار بن القعقاع بن شبرمة.
أخي عبد الله بن شبرمة الضبي. وهو شبرمة بن طفيل بن حسان بن المنذر بن
ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن مالك بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن
سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويكنى
محمد بن عبد الرحمن، أبا قبيصة:
سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وسعد بن زنبور، وسعيد بن
محمد الجرمي. روى عنه: أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن الفضل بن خزيمة،
وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة. وذكره الدارقطني. فقال:
لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمد بن علي الإيادي، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
فقال: حدثني أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عاصم بن علي قال:
116

حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن
أسامة بن سلمان أن أبا ذر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليغفر لعبده ما لم
يقع الحجاب ". قالوا: يا رسول الله وما الحجاب؟ قال: " أن تموت النفس وهي
مشركة ".
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا إسماعيل بن
علي قال: قال لنا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن: تزوجت أم أولادي هؤلاء، فلما
كان بعد الإملاك بأيام قصدتهم للسلام، فاطلعت من شق الباب فرأيتها، فبغضتها،
وهي معي منذ ستين سنة.
قال إسماعيل: كان هذا الشيخ من أدرس من رأيناه للقرآن، سألته عن أكثر ما قرأ
في يوم من أيام الصيف الطوال، وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته، فامتنع أن
يخبرني، فلم أزل به حتى قال لي: إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختم،
وبلغ في الخامسة إلى براءة، وأذن مؤذن العصر، وكان من أهل الصدق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: سنة اثنتين
وثمانين ومائتين، فيها مات أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن الضبي لاثنتي عشرة
ليلة بقين من ربيع الأول.
1118 - محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر الخياط المقرئ، يعرف بزوران،
وقيل: روزان:
حدث عن يحيى بن هشام السمسار، وسعيد بن سليمان سعدويه. وقرأ على عبيد
ابن الصباح صاحب حفص بن سليمان الغاضري. روى عنه أبو الحسن بن سنود،
وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن روزان، حدثنا سعدويه، عن أبي معشر، عن سعيد،
عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله إنك تمزح. قال: " ولا أقول إلا حقا ".
كذا. قال الشافعي روزان. قدم الراء على الواو ووافقه الطبني على ذلك، وأما
القراء، فيقولون زوران بتقديم الواو على الراء.
117

1119 - محمد بن عبد الرحمن بن كامل بن موسى بن صفوان، أبو الأصبع
الأسدي القرقساني:
قدم بغداد وحدث بها عن جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأبى بكر بن
أبي الأسود ومعلى بن مهدي، ويزيد بن مهران، وعبيد بن يعيش. روى عنه يحيى بن
محمد بن صاعد، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأبو
عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي وكان ثقة
حسن الحديث.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق إملاء،
حدثنا أبو الأصبع محمد بن عبد الرحمن بن كامل، حدثنا محمد بن أبي أسامة
الرقي، حدثنا أبي، جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عبد الملك
ابن جريج، عن عطاء بن رباح، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه صلى عليها -
يعنى على امرأة - بعد ما دفنت.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: قرأ على أحمد بن الفرج الوراق، عن أبي
العباس بن سعيد قال: سألت عن أبي الأصبع القرقساني الحاج سنة ثمان وثمانين
فقالوا: توفي منذ نحو ثلاثة أشهر.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد
قال: محمد بن عبد الرحمن بن كامل أبو الأصبع القرقساني، رأيته يخضب بالحناء
صاحب حديث. توفي في سنة سبع وثمانين ومائتين.
1120 - محمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله، وقيل: أبو علي الطبري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد الرازي، وإسماعيل بن عبد الحميد.
روى عنه أحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع القاضيان، وكنياه أبا عبد الله.
وروى عنه أحمد بن الفضل بن خزيمة وكناه أبو علي.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد
ابن عبد الرحمن أبو عبد الله الطبري، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا الفرات بن
118

خالد، حدثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خياركم
أحسنكم أخلاقا ".
1121 - محمد بن عبد الرحمن بن السندس بن موسى، أبو بكر الهمداني:
حدث ببغداد عن محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأحمد بن محمد
الآدمي، وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري، وإسحاق بن إبراهيم العدني، وعبد
الله بن محمد بن وهب الدينوري، وعمر بن محمد بن أبي زيد الحراني، وعبد الله بن
أبي سفيان الموصلي، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن محمد
الباغندي، والحسين بن عبد الله القطان الرقي، وعمر بن محمد بن بجير السمرقندي.
وأحاديثه تدل على حفظه ومعرفته. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص
ابن شاهين. وكان ثقة.
1122 - محمد بن عبد الرحمن. أبو بكر القاضي، المعروف بابن قريعة:
ولاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء السندية وغيرهما من أعمال
الفرات، وكان كثير النوادر، حسن الخاطر، عجيب الكلام، يسرع بالجواب المسجوع
المطبوع من غير تعمل له، ولا تعمق فيه، وله أخبار مستفيضة ظريفة. ولا أعلمه أسند
الحديث. وقال لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي: ورد الأمير بختيار واسطا
في سنة ستين وثلاثمائة ومعه القاضيان أبو محمد بن معروف، وأبو بكر بن قريعة.
فسمعنا من ابن قريعة أخبارا أملاها علينا عن أبي بكر الأنباري وغيره.
قال أبو العلاء: وكان ابن معروف وابن قريعة يوما يتسايران بواسط، فدخلا
درب الصاغة، فتأخر ابن قريعة وقدم ابن معروف. ثم قال: إن تقدمت فحاجب، وإن
تأخرت فواجب.
حدثني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، حدثنا علي بن محمد بن أحمد
الختلي بواسط، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن قريعة، حدثنا علي
ابن موسى الكاتب. قال: اتفقت أنا وأبو العيناء الضرير بمربعة الخرسي. فسلمت عليه
119

فقال لي أحب أن تساعدني إلى سوق الدواب. فتوجهنا نقصدها فزحمه حمار عليه
راكب فأنشأ يقول:
يا خالق الليل والنهار * صبرا على الذل والصغار
كم من جواد بلا حمار * ومن حمار على حمار
ذكر محمد بن محمد السنجي الكاتب أن أباه حدثه. قال: كان الوزير أبو محمد
المهلبي تقدم إلى القاضي بن قريعة أن يشرف على البناء في داره، وأمر بأن لا يطلق
بشئ من النفقة إلا بتوقيع القاضي. قال: وكان يوما جالسا مع جماعة في دار المهلبي
بقرب الموضع الذي كان القاضي يجلس فيه. فحضر رجل من العامة فوقف بين يديه
ودعا له، وادعى أن له ثمن ثلاثين بيضة أخذها منه الوكيل لتزويق السقوف ولم يعطه
ثمنها. فقال له: بين عافاك الله دعواك، وأفصح عن نجواك، فمن البيض نعامي،
وبطي، وهندي، ونبطي، وحمامي، وعصافيري، حتى أن السمك يبيض، والدود
يبيض، فمن أي أجناسه لك؟ فقال الرجل: أنا لا أبيع بيض النعام لتزويق السقوف،
لي ثمن ثلاثين بيضة من بيض الدجاج النبطي. فقال: الآن حصحص الحق، ما
كنيتك؟ فقال: أنا عمر أبو حفص. فقال لكاتب البناء: اكتب بورك فيك إلى الوكيل
محمد بن عاصم: حضرنا - تولاك الله - أبو حفص عمر البيضي، فذكر أن له ثمن
ثلاثين بيضة دجاجيا، لا بطيا ولا هنديا أخذت على شرك الإنصاف منه، ثم أخذ
ثمنها عنه، فارجع أكرمك الله إلى موجب كتابك، وما أثبته باسم عمر هذا حسابك،
فإن كان صادقا فله ما للصادقين من البر والإكرام وإعطاء الثمن على الوفاء والتمام،
وإن كان كاذبا فعليه ما على الكاذبين من اللعن والزجر، وقل له موبخا: باعدك الله
من حريمه، ما أقل وقارك لشيبك وحسبك. وصل على نبيك، وادفع التوقيع إليه.
قال: فلما أخذه الرجل وضعه في جيبه وقال: ثمن البيض على أربعة دوانيق، وأنا
والله لا أبيع هذه الرقعة بدرهمين. ومضى حدثني أبو أحمد الماسح. قال: كانت
الحسبة ببغداد إلى ابن قريعة، فوافاه أبو عبد الله الزبيري الدعاء للسلطان في المواكب،
فشكى إليه [خياط سلمة] جبة خز ليفصلها فسرق منها خرقة كبيرة وهر بها عليه،
فكتب ابن قريعة إلى خليفته بباب الشام رقعة نسختها: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا
120

إليك مشوق، وإلى رؤيتك متوق، وما بهذا وعدتني، ولا عليه وافقتني، ومما أخبرك
أن أبا عبد الله الزبيري ابتاع جبة خز سوداء، ليجمل بها الدين، ويخدم بها سلطان
المسلمين، ويجعل فاضلها مقنعة، للموفقة الصالحة زوجته، فسلمها إلى خياط، أمره
فيها بالاحتياط، ففعل بها مالا تفعله الأعراب المغيرون، ولا الأكراد المبيرون، ولا
المقاولة ولا الأزارقة، أن يأخذوا من ثوب خمسه، فيحصل صاحبه مأتمه وخياطه
عرسه، إن هذا لأمر عظيم، وخطب في الإسلام جسيم، فإن رأيت أن تحضر هذا
العاض، وتوعده بالإبراق والإغلاظ، وتركبه جملا عاليا، بعد أن تضربه ضربا عاتيا،
وتطيف به في باب الشام ليكون عبرة الأنام، فلعله يرتدع ويقلع، ويرجع والسلام،
قال لي أبو أحمد الماسح: وكتب ابن قريعة أيضا إلى صاعد الأكبار في ضيعته لما سرق
من الدولاب طوقه وزجه: بلغني يا صاعد حدر الله بروحك إلى جهنم ولا أصعدها،
وعن جميع الخيرات أبعدها، أن عاتيا عتا على الدولاب، في غفلة الرقباء والأصحاب،
فسلب منه طوقه وزجه، من غير معرفة ولا حجه، فإن لله وإنا إليه راجعون، لقد
هممت بالدعاء عليه، ثم عطفت بالحنو عليه، وقلت: اللهم إن كان أخذه من
حاجة فبارك له، وأغنه عن المعاودة إلى مثله، وإن كان أخذه إفسادا وإضرارا، فابتر
عمره، واكف المسلمين شره، يا أرحم الراحمين. فكتب إليه صاعد: قد عمرت
الدولاب من عندي والسلام.
حدثني محمد بن أبي الحسن قال: أنشدني أبو العباس أحمد بن علي النحوي
الكسائي بمكة قال: سمعت بن قريعة القاضي ينشد:
لي حيلة في من ينم * وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يقول * فحيلتي فيه قليله
حدثني منصور بن ربيعة الزهري بالدينور قال: سمعت أبا طاهر العطار قاضي
الدينور يقول: سمعت أبا سعيد السمرقندي يقول: كان ببغداد قائد يلقب بالكنى
كنيته: أبو إسحاق، وكان يخاطب ابن قريعة القاضي، فبدر منه يوما في المخاطبة أن
قال لابن قريعة: يا أبا بكر. فقال ابن قريعة: لبيك يا أبا إسحاق. فقال القائد: ما
هذا؟ [فأجابه] إنما يكون بكورك إذا قضيتنا، فإذا بكرتنا تسحقناك، فقال القائد:
وا ويلاه هذا أفظع من الأول.
121

حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: قال أبو بكر بن قريعة
لابنه: أبا إبراهيم ما شغلك عن أبيك؟ استنقف رأسك، واستمرس أجرعك،
واستعركت أذناك. قال - وسأله عضد الدولة عن أولاده وكانوا مع بختيار - فقال: هم
بنى عققة، وعن أمري مرقه، وهم بذلك فسقه. حدثني التنوخي قال - وسأله
الزهراني - ما: حدود القفا؟ قال له: إنا لله صنعة منها معيشتك، وفيها مادتك تجهلها؟
أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأحمد بن عبد الواحد الوكيل قالا: أخبرنا محمد بن
جعفر التميمي قال: قال أبو الحسن الزهراني لابن قريعة في مجلس المهلبي وزير أحمد
ابن بويه الديلمي: ما حدود القفا؟ فأجابه في الوقت، ما داعبك فيه إخوانك، وشرطك
فيه حجامك، وأدبك فيه سلطانك، واشتمل عليه جربانك. فقال: ما حد الصفع؟
قال: الرفع والوضع، للضر والنفع.
قال لي علي بن المحسن القاضي، وهلال بن الحسن الحفار: توفي ابن قريعة في يوم
السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة. زاد هلال: عن خمس
وستين سنة.
1123 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن مروان، أبو بكر:
روى عن: عبد الله بن زيدان الكوفي، وأحمد بن محمد بن عيسى المكي صاحب
أبي العيناء. حدثنا عنه عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل البصري.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن البصري بها، حدثنا أبو بكر محمد بن
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن مروان البغدادي - إملاء - حدثنا أبو محمد بن
زيدان قال: حدثني إبراهيم بن قتيبة عن هانئ بن سعيد عن الإبريقي، عن عبد الله بن
يزيد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: " كيف تقول
إذا أردت المنام؟ ". قال: أقول: اللهم بك وضعت جنبي فاغفر ذنوبي. فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: " غفر الله لك ".
كان أبو مروان قد سكن البصرة وأظنه بها مات.
1124 - محمد بن عبد الرحمن بن صبر، أبو بكر:
أحد أصحاب الرأي، كان يتولى القضاء بعسكر المهدي وهو ممن اشتهر بالاعتزال،
وكان يعد من عقلاء الرجال.
122

حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب قال: انحدر القضاة والفقهاء
وكبار العلماء من بغداد إلى واسط لاستقبال بعض الملوك الواردين إلى بغداد - سماه
أبو العلاء فذهب على اسمه - وفيهم ابن صبر، فسئلوا بواسط عن حادثة نزلت فأفتوا
بموجب حكمها، وكتبوا خطوطهم بذلك. ثم سئل ابن صبر أن يكتب خطه فامتنع،
فقيل له: حكم هذه المسألة ظاهر، وليست من مشكلات المسائل، فأبى أن يكتب
خطه بالفتوى، فانتهى الأمر إلى قاضي القضاة، فسأله عن سبب إمساكه فقال: إني
صرفت عناني إلى عمل الأصول، وهذه من مسائل الفروع. فقال قاضي القضاة،
ليست من المسائل المشكلة وحكمها ظاهر. فقال: أخشى إن أفتيت اليوم في هذه
المسألة سئلت في غد في غيرها بما فيه غموض وإشكال. فاسترجح قاضي القضاة
عقله، وصوبه في فعله.
أنشدني عبد الصمد بن محمد الدقاق لبشر بن هارون في ابن صبر القاضي:
قل للدعى إلى صبر * وهب ادعيت فمن صبر
قرد بكلب يفتخر * بين القرود إذا افتخر
وكلاهما هذا على * هذا له عار وعر
فإذا تفاصح أو تبالغ * جاءنا بأبي العبر
وإذا تطلس للقضاء * فمرحبا بأبي العرر
وإذا دنا منه الخصوم * عموا برائحة البخر
فتصالحوا قبل الخصومة * هاربين من الخطر
فقضاؤه شر القضا * ء إذا قضى عمى البصر
ذكر هلال بن المحسن أن ابن أبا صبر مات في يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي
الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة. قال: وكان مولده في سنة عشرين وثلاثمائة.
1125 - محمد بن عبد الرحمن بن حنشام، أبو الحسن البيع:
سمع محمد بن عبد الله بن غيلان الخراز، ومحمد بن حمدويه المروزي، وأبا عبيد
ابن المحاملي، وغيرهم.
وكان سافر إلى الشام فكيف عن شيوخها. حدثنا عنه أبو
بكر البرقاني. وأبو القاسم الأزهري.
وقال لنا البرقاني: كان ثقة.
123

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: أبو الحسن بن حنشام ثقة. توفي سنة اثنتين
وتسعين وثلاثمائة.
قرأت بخط أبي الفضل بن دودان الهاشمي: توفي أبو الحسن بن حنشام يوم الاثنين
العشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ودفن في داره بدرب
الزعفراني.
1126 - محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، أبو
طاهر المخلص:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد،
وأحمد بن سليمان الطوسي، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، ورضوان بن أحمد
الصيدلاني، وجماعة من أمثالهم. حدثنا عنه البرقاني، والأزهري، وأبو محمد
الخلال، وهبة الله بن الحسن الطبري، والقاضي أبو القاسم التنوخي، في آخرين
وكان ثقة.
حدثني علي بن الحسن قال: قال لي أبو طاهر المخلص: ولدت طلوع الفجر
الأول من ليلة الاثنين لسبع ليال خلون من شوال سنة خمس وثلاثمائة، وأول سماعي
في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة من ابن بنت منيع، وبعده من أبي بكر بن أبي
داود، وابن صاعد، وغيرهم.
حدثني الحسن بن أبي طالب وأحمد بن محمد العتيقي قالا: مات أبو طاهر
المخلص في شهر رمضان من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قال الحسن: وله ثمان
وثمانون سنة.
وقال العتيقي: شيخ صالح ثقة.
1127 - محمد بن عبد الرحمن بن جعفر بن عمر، أبو بكر الصوفي:
حكى عنه أبي بكر الشبلي. حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي.
أخبرنا العتيقي، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمر الصوفي البغدادي
قال: كنت في مجلس أبي بكر الشبلي، إذ وقف إليه رجل كبير أبيض الرأس
124

واللحية. فقال له: أيا أبا بكر قد ابيض رأسي ولحيتي وفنى عمري، وقد عرفت ما أنا
فيه من سوء صنيعتي، فهل لي من حيلة؟ فبكى الشيخ وبكى من حوله. ثم قال: نعم!
قال الله تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) [الأنفال 38].
أخبرنا العتيقي قال: أنشدنا محمد قال: أنشدنا أبو بكر الشبلي:
هب اني قد أسأت وما أسأت * وبالهجران قبلكم بدأت
فأين الفضل منك فدتك نفسي * على إذا أسأت كما أسأت
سألت العتيقي عن هذا الشيخ فقال: هذا العذر [هو] جميع ما سمعت منه.
وكان شيخا صالحا صحبني قديما في طريق مكة، وكان يحج ماشيا.
1128 - محمد بن عبد الرحمن بن جعفر، أبو الحسن الدقاق:
سمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وإبراهيم بن حماد القاضي،
والحسين بن إسماعيل المحاملي. حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وكان ثقة
ينزل صف الطحانين بباب الطاق.
1129 - محمد بن عبد الرحمن بن سهل، أبو الحسن النفيلي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن معاوية بن حرب الطائي، وإسماعيل بن
إبراهيم بن المفرح البلدي ومحمد بن الفرج الأنباري، ومحمد بن الحسن بن زياد
النقاش، وعبد الله بن عبد الرحمن الدقاق. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن
محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي. كان هذا الشيخ جارنا [من] طبقة
الربيع.
1130 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو الفضل النيسابوري، يعرف
بالحريضي:
وهو ابن أخت أبي منصور بكر بن محمد بن خير. سمع أبا الحسين أحمد بن
محمد بن عمر الخفاف، ومحمد بن أحمد بن عمر بن المزكى، ومحمد بن الحسن
125

ابن داود العلوي، وعبد الله بن يوسف بن مامويه الأصبهاني، وأبا طاهر الزيادي، وأبا
عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن الحسن بن فورك. قدم بغداد وحدث بها فكتبنا
عنه، وكان صدوقا خيرا صالحا.
أخبرنا أبو الفضل الحريضي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف
بنيسابور، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا محمد بن بشار بندار، حدثنا
يحيى بن سعيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمار عن القاسم عن عائشة. عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة الرجل في الجمع تفضل على صلاته وحده خمسا وعشرين
درجة ".
عبد الرحمن بن عمار - وهو ابن أبي زينب - مدني عزيز غريب الحديث.
سألت الحريضي عن مولده. فقال: ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. وكان
أقام ببغداد مدة ثم خرج متوجها إلى نيسابور، فبلغنا أنه مات بهمذان في إحدى
الجمادين من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبيد الله
1131 - محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي
سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبا عبد الرحمن العتبي:
من أهل البصرة. كان صاحب أخبار ورواية للآداب، وكان من أفصح الناس،
وحدث عن أبيه، وعن سفيان بن عيينة، وأبي مخنف لوط بن يحيى الكوفي. روى عنه
أبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وإسحاق بن محمد النخعي، وعبد
العزيز بن معاوية القرشي، وأبو العباس الكديمي، وغيرهم.
وقدم بغداد وحدث بها فأخذ عنه غير واحد من أهلها.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن إبراهيم الشافعي، حدثني عنه عمر
126

ابن الهيضم، حدثنا أبو يحيى وزاد بن أبي جسر، حدثني أحمد بن عبد الصمد.
قال: دخلنا على العتبي في داره ببغداد لنسمع منه، فحفظنا عنه هذه الأبيات:
لا خير في عدة إن كنت ماطلها * وللوفاء على الإخلاف تفضيل
الخير أنفعه للناس أعجله * وليس ينفع خير فيه تطويل
الزاهد: أخبرني البشاري عن الرياشي. قال: كتب القيني إلى العتبي، وكان القيني
والعتبي بالبصرة:
لو كان قلبي له جناح * لطار شوقا إليك قلبي
وبعت مستيقنا بربح * وحشة نأى بأنس قربي
ولم أكن مواطنا بلادا * ليس بها أسرتي وصحبي
والبصرة احتلها فؤادي * لديك والجسم حل حبي
عتبة أشباك ذو المعالي * من بعد صخر وبعد حرب
ورب عم لكم وخال * كان نجيبا سليل نجب
كانوا ملوك الورى وكانوا * ليوث حرب غيوث جدب
راسوا وساسوا ولم يساسوا * في كل شرق وكل غرب
فأجابه العتبي:
الناس عمن سواك يسلى * وفيك يدعو الهوى ويصبي
وكلما ازددت منك بعدا * ازداد قربا إليك قلبي
فليس وجد ترى كوجدي * بل ليس حب ترى كحبي
إن كان جسمي ثوى غريبا * فإن روحي ثوى بحبي
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، حدثنا يعقوب بن
محمد بن صالح، حدثنا سليمان بن جعفر، حدثني أبي. قال: مات للعتبي [ولد]
لم يبلغ فرثاه فقال:
أبعد الملك والنعمة * قد صرت إلى قبر
وأخرجت من الدور * إلى جبانة قفر
تهادى تربها الأرواح * من ساف إلى مذر
فقد تدفئ من قر * وما تستر من حر
127

ولا يشهدك الأهلون * الفطر وفي النحر
وقد كنت وقد كانوا * لك في الألطاف والبر
فما تنزل من صدر * ولا توضع من حجر
فلما وقع اليأس * تناسوك على ذكر
وفي الأحشاء من فقد * ك ما جل عن الصبر
بلغني أن العتبي مات في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
1132 - محمد بن أبي داود، واسم أبي داود: عبيد الله بن يزيد، أبو جعفر
ابن المنادي:
سمع أبا بدر شجاع بن الوليد، وحفص بن غياث، وأبا أسامة، ويزيد بن
هارون، وإسحاق بن يوسف الأزرق، ويونس بن محمد المؤدب، وروح بن عبادة،
وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن بكر السهمي، ومكي بن إبراهيم،
وعفان بن مسلم، ومن في طبقتهم. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو
داود السجستاني، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو
الحسن بن المنادي، وهو ابن ابنه، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو
الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأبو سهل بن زياد القطان، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي. وسئل أبي عنه. فقال: صدوق.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، حدثنا أحمد بن محمد بن موسى
القرشي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي، حدثني
جدي، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثني رجل عن عمر بن ذر الهمداني أنه
كان يقول: اللهم إنا أطعناك في أحب الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلا أنت، ولم
نعصك في أبغض الأشياء إليك: الشرك، فاغفر لنا ما بينهما.
128

قال أبو الحسن: قال لي جدي: حضرت جنازة فذكرت هذا الحديث لقوم معي،
فحدثني رجل من خلفي، فالتفت وإذا هو يحيى بن معين، فسلمت عليه. فقال لي:
يا أبا جعفر حدثني هذا عن أبي النضر، فإني ما كتبته عنه. فامتنعت من ذلك إجلالا
لأبي زكريا، فما تركني حتى أجلسني في ناحية من الطريق وكتبه عني في ألواح
كانت معه.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
بالأهواز، أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن
الأشعث ينكر حديث أبي داود بن المنادى عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر.
وحدثنا عنه بحديث كثير. قلت: والحديث الذي أنكره أبو داود.
أخبرناه عبد العزيز بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا محمد بن الحسين الأزدي،
حدثني نعمان بن أبي الدلهاب وجماعة قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن المنادي.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا
أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو جعفر، حدثنا
أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على
مريض يعوده، فألقيت له وسادة، فلم يجلس عليها.
لفظ عبد الغفار وهو غريب من حديث عبيد الله بن عمر بن حفص، لم يروه عنه
إلا أبو أسامة، وتفرد بروايته عن أبي أسامة ابن المنادي، وقد تابعه محمد بن عبيد الله
ابن المبارك المخرمي إن كان الناقد ضبط الحديث.
أخبرناه أبو بكر البرقاني، أخبرنا عمر بن نوح البجلي، حدثنا أحمد بن عبد العزيز
ابن حماد أبو بكر المصري، حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، حدثنا أبو أسامة،
حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخل على
مريض يعوده، فوضعت له وسادة فلم يجلس عليها حتى قام.
وقد كان محمد بن عبيد الله بن المنادي يسكن المخرم، فأخشى أن يكون هذا
الحديث عنه روى وأسقط ناقلة حرف الياء من عبيد، والله أعلم.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق،
حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود، حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرئك القرآن
129

وأقرأ عليك القرآن ". قال أبي: وسماني لك؟ قال: " نعم " قال: وقد ذكرت عند رب
العالمين؟ قال: " نعم " فذرفت عيناه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني محمد بن أحمد بن القاسم،
حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو جعفر ابن المنادي، حدثنا روح بنحوه.
روى البخاري هذا الحديث في صحيحه عن ابن المنادي إلا أنه سماه أحمد.
سمعت هبة الله بن الحسين الطبري يقول: إنه اشتبه على البخاري فجعل محمدا
أحمد، وقيل كان لمحمد أخ بمصر اسمه أحمد. وهذا القول الأخير عندنا باطل ليس
لأبي جعفر أخ فيما نعلم ولعله اشتبه على البخاري كما قيل. أو كان يرى أن محمدا
وأحمد شئ واحد.
كما حدثنا أبو حازم عمر بن أحمد إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: سمعت أبا
بكر الإسماعيلي يقول: كان عبد الله بن ناجية يملي علينا فيقول: حدثنا أحمد بن
الوليد البسري فقيل له إنما هو محمد فقال محمد وأحمد واحد.
أخبرنا علي بن المحسن قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن
سعيد قال: محمد بن عبيد الله بن أبي داود المخرمي أبو جعفر بن المنادي سألت عنه
عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس فقالا: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وتوفي أبو [جعفر] محمد بن عبيد الله بن أبي داود
المنادي ليلة الثلاثاء في السحر، ودفن يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان سنة
اثنتين وسبعين ومائتين، وصام فيها قال لنا اثنين وتسعين رمضانا واثنى عشر يوما من
الشهر الذي مات فيه، وله حينئذ مائة سنة وسنة واحدة وأربعة أشهر واثنا عشر يوما
وليلة، لأنه ولد فيما قال لنا: للنصف من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين
ومائة.
قال: وكان أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل أكبر مني بسبع سنين، وكان
يحيى بن معين أكبر من ابن حنبل بسبع سنين.
130

1133 - محمد بن عبيد الله بن مرزوق بن دينار، أبو بكر الخصيب القاضي،
يعرف بالخلال:
حدث عن عفان بن مسلم. روى عنه ابن بنته، وعمر بن محمد بن حاتم،
وإسماعيل بن علي الخطبي، ومحمد بن محرز بن مساور الأدمي، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وعلي بن أحمد بن عمر المعربي، والحسن بن
أبي بكر قالوا: أخبرنا إسماعيل بن علي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن
مرزوق الخلال حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثنا الحجاج عن ابن عون عن
محمد..... بن أبي هريرة. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قتل دون
ماله فهو شهيد ".
واللفظ لابن رزق هذا غريب من حديث شعبة عن بن عون تفرد بروايته بن مرزوق عن عفان ولم
يكتبه إلا من حديث إسماعيل الخطبي ولابن مرزوق هذا عن عفان أحاديث كثيرة
وعامتها مستقيمة غير حديث واحد منكر.
أخبرناه بشرى بن عبد الله الرومي، حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد عبد الله بن
حاتم الترمذي، حدثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق بن دينار الخلال، حدثنا
عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرني [ثابت] عن أنس. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بي جبريل رأيت في السماء خيلا موقفة مسرجة ملجمة لا تروث ولا
تبول ولا تعرق رؤوسها من الياقوت الأحمر وحوافرها من الزمرد الأخضر وأبدانها من
العقيان الأصفر ذوات أجنحة. فقلت: لمن هذا؟ فقال جبريل: هي لمحبي أبي بكر
وعمر يزورون الله عليها يوم القيامة ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة خمس وتسعين ومائتين فيها مات أبو
بكر بن الخلال المذكور يوم الأحد سلخ جمادى الأولى.
131

1134 - محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف، أبو عبد الله الزهري:
سمع يحيى بن معين والفضل بن سهل الأعرج. روى أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري، وهو ابن ابنه عن وجوده في كتابه.
1135 - محمد بن عبيد الله البغدادي:
حدث عن موسى بن عثمان العثماني. روى عنه أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش
الهروي.
أنا أبو نعيم بمكة حدثنا محمد بن عبيد الله البغدادي، حدثنا موسى بن عثمان
العثماني، حدثنا جرير عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة بن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤتى بالرجل من أمتي يوم القيامة وماله من حسنة ترجى له الجنة
فيقول الرب تعالى أدخلوه الجنة فإنه كان يرحم عياله ".
1136 - محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو بكر الخطيب:
كان يتولى حسبة بغداد والصلاة في مسجد جامع الرصافة من سنة أربع وثمانين
ومائتين إلى حين وفاته، وتوفي في صفر لإحدى عشرة ليلة خلت منه سنة ثلاثمائة.
ذكر ذلك إسماعيل الخطبي فيما أنبأني إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
1137 - محمد بن عبيد الله، أبو جعفر، يعرف بأخي كاجوا:
وهو ختن أبي الآذان عمر بن إبراهيم الحافظ. وأصله من خوارزم. حدث عن
عثمان بن خرداذ الأنطاكي وأبي زرعة الدمشقي، وإبراهيم بن أبي شعبان القيسراني،
ومحمد بن عثمان الشطي، وغيرهم. روى عنه أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر بن
الجعابي، وعبد الله بن عدي الجرجاني.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي قال: أبو جعفر المعروف بختن أبي الآذان، ويعرف أيضا بأخي كاجوا، كان
من المشهورين بالطلب والحذق بالحديث، وقد كتب الناس عنه.
132

حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن محمد بن عبيد الله الخوارزمي أبي جعفر ختن أبي الآذان فقال إنه
كان من الآيات كان مخلطا.
1138 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن العلاء، أبو جعفر الكاتب
الأطروش:
سمع أحمد بن بديل اليامي، وعلي بن حرب الطائي، وعلي بن داود القنطري،
وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه
القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، آخرهم إسماعيل بن الحسن بن
هشام الصرصري.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
وسألت الدارقطني عن أبي جعفر محمد بن عبيد الله الكاتب الأطروش فقال: ثقة
مأمون.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: توفي محمد بن عبيد الله بن العلاء
الكاتب في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
1139 - محمد بن عبيد الله بن حريث، أبو عبد الله الكاتب:
سمع القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، ومحمد بن خلف المرزباني. روى عنه
أبو عمر بن حيويه.
1140 - محمد بن عبيد الله بن رشيد، أبو عبد الله الكاتب:
روى عنه إسماعيل بن محمد بن زنجي خبرا سنورده عند ذكر عبيد الله بن عبد
الله بن طاهر إن شاء الله.
1141 - محمد بن عبيد الله بن زياد، أبو أحمد المعروف بابن زبورا:
سمع محمد بن غالب التمتام، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن محمد بن
133

كزال، وعلي بن خليد الدمشقي، وأحمد بن موسى النجار. روى عنه أبو عمرو ابن
السماك، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وأبو الحسن الدارقطني.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا أحمد زبورا
مات في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قال غيره: في يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرة.
1142 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي الورد، أبو بكر القاضي:
سمع الحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وأبا سالم الكجي، وخلف بن
عمرو العكبري، والحسن بن الكميت الموصلي، وجعفر الفريابي. كتب عنه أبو
الحسن بن زرقويه في محلته المعروفة بسويقة أبي الورد في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وحدثنا عنه بحديث واحد، ورأيت في كتابه عنه أحاديث عدة وكان ثقة.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق من حفظه إملاء حدثنا ابن أبي الورد، حدثنا
الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق،
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل ".
قال لنا ابن رزق: لم يسمع ابن أبي الورد من الحارث غير هذا الحديث.
1143 - محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل، أبو بكر الكيال:
سمع جعفر بن محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون بن المجدر، وطبقتهم. حدثنا عنه
ابن بنته أحمد بن محمد بن الفرج البزار، وأبو القاسم الأزهري، وغيرهم وكان
صدوقا.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان أعمى القلب.
حدثني أبو عبد الله بن بكير عنه أنه خرج حديث الثوري وكان عنده نسخة لابن
عيينة بنزول، فأخرجها كلها في حديث الثوري.
حدث الحسن بن أبي طالب قال: مات ابن قفرجل في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
134

1144 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن الفتح بن عبيد الله بن عبد الله بن
الشخير بن عوف بن واقد بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أبو
بكر الصيرفي:
سمع عبد الله بن إسحاق المدايني، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسن بن
محمد بن عنبر الوشاء، وعلي بن الحسن بن المغيرة الدقاق، وأبا القاسم البغوي، وأبا
بكر بن أبي داود، وعبد الوهاب بن أبي حية، والحسن بن محمد بن شعبة، حدثنا
عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي،
والحسن بن علي الجوهري، وكان صدوقا.
سمعت أبا بكر البرقاني سئل عن ابن الشخير. فقال: حذرنيه بعض أصحابنا، إلا
اني رأيت أبا الفتح بن أبي الفوارس قد روى عنه في الصحيح.
حدثني الأزهري قال: توفي أبو بكر بن الشخير في رجب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: توفي أبو بكر بن الشخير يوم الأحد، ودفن
يوم الاثنين الرابع عشر من رجب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة أمينا.
قلت: وبلغني عنه أنه قال: ولدت في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
1145 - محمد بن عبيد الله بن محمد، أبو الحسن النصيبي المؤدب:
صاحب أخبار، ورواية للشعر والأدب، نزل بغداد وحدث بها عن أبي عمر
الزاهد صاحب ثعلب وغيره.
حدثني عنه علي بن المحسن التنوخي. وقال لي: كان مؤدبي، وكان مولده على
ما أخبرني في سنة أربع عشرة وثلاثمائة بنصيبين، وتوفي ببغداد سنة أربع وثمانين
وثلاثمائة. قال: كان يقول: إنه من الأزد. 1146 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن الحسين، أبو بكر
الكاتب الكرخي:
سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن محمد
135

الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، ويوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول، وأحمد بن سلمان النجاد، والحسن بن محمد بن عثمان
الفسوي، وأبا بكر بن داسة البصري. روى عنه أبو حفص بن شاهين خبرا في فضائل
أحمد بن حنبل. وحدثنا عنه الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو عبد الله
محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن عبيد الله بن محمد
الكرخي، حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي، قال:
سمعت علي بن المديني قال: سمعت وهب بن جرير يروي عن أبيه. قال: رأيت أبا
الطفيل بمكة. فقلت له: ما منعك أن تسمع مني؟ قال: كان طوافا واحد يأتي أحب
إلى من ذاك.
قال الكرخي: قال لي علي بن عمر - يعنى الدارقطني - هذا حديث غريب فيه دليل
على أن جرير بن حازم من التابعين، لان أبا الطفيل قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه.
سمعت أبا بكر البرقاني ذكر محمد بن عبيد الله الكرخي - يعنى أبا منصور بن
الصيرفي قال: وكان ذا قرابة من الدارقطني، وخرج له الدارقطني فوائد وكان شابا
في لحيته بياض. فقلت: أكان ثقة؟ قال: ثقة ثقة ثقة.
قرأت في كتاب أبي بكر أحمد بن عمر بن البقال بخطه: توفي محمد بن عبيد الله
الكاتب الكرخي ليلة السبت لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
1147 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن عبد الله بن
مرزوق، أبو بكر العلاف، يعرف بابن جعدما:
حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، والحسن بن إسماعيل
المحاملي. حدثني عنه عبد العزيز الأزجي. وما علمت من حاله إلا خيرا.
1148 - محمد بن عبيد الله. أبو الحسن، وقيل: أبو الفرج، يعرف بابن أبي
الآذان:
حدث عن أبي القاسم البغوي حديثا واحدا رواه لنا عنه أحمد بن محمد العتيقي
ومحمد بن علي بن الفتح الحرقي.
136

أخبرنا العتيقي من أصله، حدثنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله المعروف بابن أبي
الآذان وليس عندي عنه غير هذا الحديث.
وأخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله المعروف
بابن أبي الأذان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا علي بن
الجعد، أخبرنا شعبة وشيبان عن قتادة، عن أنس. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا
بكر وعمر يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.
قال لي العتيقي وابن الفتح: ذهبت كتب هذا الشيخ وكان يحفظ هكذا الحديث
الواحد. قال العتيقي: وكان ينزل سارسوك العباس.
1149 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن يحيى بن حليس بن عبد
الله بن يحيى بن الحارث بن عبد الله بن عمر بن مخزون بن يقظة بن مرة بن كعب
ابن لؤي بن غالب، أبو الحسن المعروف بالسلامي الشاعر:
كان حسن الشعر جيده. روى لنا مقطعات من شعره أبو الفرج عبد الوهاب بن
عبد العزيز التميمي، وعلي بن عبد المحسن التنوخي، قال: أنشدني أبو الحسن محمد
ابن عبيد الله السلامي لنفسه:
ظبي إذا لاح في عشيرته * يطرق بالهم قلب من طرقه
سهام ألحاظه مفوقة * وكل من رام وصله رشقه
بدائع الحسن فيه مفترقة * وأنفس العاشقين [فيه] متفقة
قد كتب الحسن فوق عارضه * هذا مليح وحق من خلقه
حدثني أحمد بن علي بن التوزي قال: توفي أبو الحسن السلامي الشاعر يوم
الخميس رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
1150 - محمد بن عبيد الله، أبو الفرج الشاعر، المعروف بالبارد:
روى عن أبي بكر الشبلي حكايات، حدثنا عنه أحمد بن علي بن التوزي.
137

1151 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن قرعة، أبو بكر المقرئ النجار،
يلقب بالدلو:
سمع علي بن محمد المصري، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وأبا عمر بن
السماك، وأبا جعفر بن بريه الهاشمي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وأبا بكر
الشافعي، حدثني عنه عبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، ومحمد بن
علي السماك. وكان حيا في سنة أربعمائة، وكان ثقة وكف بصره في آخر عمره.
1152 - محمد بن عبيد الله بن أحمد، أبو الحسن الفامي:
من أهل المزرقة. حدث عن محمد بن جعفر الأدمي القارئ. حدثني عنه الحسن
ابن غالب المقرئ. وقال لي: خرجت مع أبي الحسن بن السوسنجردي وحمزة بن
محمد بن طاهر إليه حتى سمعنا منه بالمزرقة.
1153 - محمد بن عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن حمدان، أبو الحسين:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وإسماعيل بن علي الخطبي، وحامد بن محمد
الهروي.
حدثني عنه أبو بكر البرقاني وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق فذكره
ذكرا جميلا، وأثنى عليه ثناء حسنا.
وقال لي الحسن بن علي الخلال: مات أبو الحسن بن حمدان في جمادى الآخرة
من سنة اثنتين وأربعمائة.
1154 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحجاج، أبو الحسن الجبائي:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار. ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبا عمرو بن
السماك، وأبا الحسن بن الزبير، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، وعبد
الصمد بن علي الطستي، وعبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان، والشافعي،
وغيرهم.
138

كتبنا عنه وكان ثقة مأمونا زاهدا لبيته. وحكى عنه خرزاذ الوراق - وكان جاره
بدرب الدرج - أنه قال ما لمس كفي كف امرأة قط إلا والدتي.
وكانت وفاته في شهر رمضان من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وقد بلغ خمسا
وثمانين سنة.
1155 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن
خرجوش بن عطية بن معن بن بكر بن شيبان بن منيع، أبو الفرج الشيرازي،
المعروف بالخرجوشي:
سكن بغداد. وحدث بها عن أبي العباس الحسن بن سعيد المطوعي، وأبي عبد الله
محمد بن حفيف، وإسحاق بن محمد الفاني، وغيرهما. كتبا عنه بانتقاء محمد بن أبي
الفوارس وكان شيخا صالحا دينا فاضلا ثقة، يسكن قطيعة الربيع.
حدثنا أبو الفرج الخرجوشي لفظا، حدثنا أبو العباس الحسن بن سعيد المطوعي
بشيراز، حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي بالفسطاط سنة خمس
وتسعين ومائتين، حدثنا محمد بن علي بن أبي الشوارب، حدثنا يزيد بن زريع،
حدثنا داود عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أن ماعز بن مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال:
إني أصبت فاحشة. فردده مرارا فسأل قومه أن به بأسا؟ قيل: ما به بأس. فأمرنا
فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد فلم نحفر ولم نوثقه، فرميناه بخزف وجندل فسعى،
وابتدرنا خلفه فأتى الحرة فانتصب لنا، فرميناه بجلاميد حتى سكت.
مات أبو الفرج الخرجوشي ببغداد في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة.
1156 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبيد بن عبد الرحمن بن حبيب،
أبو الفتح الصيرفي، يعرف بابن الأخوة:
سمع علي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، وأبا الحسن بن البواب المقرئ، وأبا
بكر بن شاذان، وعلي بن عمر السكري، ونحوهم.
139

وكان صدوقا مستورا من أهل القرآن والسنة، ولم يحدث إلا بشئ يسير.
كتبت عنه وسألته عن مولده. فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الجمعة ثاني ذي الحجة في سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن في
صبيحة تلك الليلة بباب حرب.
1157 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن
إبراهيم بن مروان بن حباب بن تميم، أبو الحسن المعروف بابن حبابة البزاز:
متوثي الأصل يسكن دار كعب. وحدث عن أبيه، وعن أبي محمد بن ماسي.
وسمعته يذكر أن عنده عن أبي بحر بن كوثر البربهاري.
أخبرنا يوسف بن عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار، أخبرنا يوسف
ابن يعقوب القاضي، حدثنا أبو الربيع، حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا العلاء بن
عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك
ما لا ولم يوص فهل يكفر عنه إذا تصدقت عنه؟ قال: " نعم ".
رأيت في أصل أبي محمد بن ماسي سماع أبي الحسن بن حبابة مع أبيه بالخط
العتيق؟ ونظرت في بعض أصول أبيه أبي القاسم بن حبابة فرأيته قد ألحق لنفسه فيها
السماع منه بخط طري، ورأيت أيضا أصلا لأبيه عن أبي بكر بن أبي داود وعلى وجه
الكتاب سماع لعبيد الله بن محمد بن حبابة وقد ألحق ابنه بخط طري، ولأبيه
محمد.
وكنت يوما مع أبي القاسم بن بزهان نمشي في سوق الكرخ، فلقينا ابن حبابة
فسلم علينا وذهب. فقال لي ابن بزهان: إن هذا الشيخ كذاب. يقول لي سماعاتك
في أصول أبي فلم يكتبها. قال ابن بزهان: وما سمعت من أبيه ولا رأيته
قط.
سألنا ابن حبابة عن مولده فقال: في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
ودفن من يومه في مقبرة جامع المدينة إلى جنب أبيه.
140

1158 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبد الملك، أبو عبد الله الزنجفري:
شاعر صالح القول علقنا عنه مقطعات من شعره، في مجلس أبى القاسم التنوخي
من ذلك ما أنشدنا لنفسه:
قم يا نسيم إلى النسيم * وتحربي بفنا الحريم
لله در كريمة * يفتضها طرف النسيم
في ليلة خلع الهوى * خلع [السرور] على النديم
وعناق دجلة والفرات * عناق مشتاق حميم
نعم علينا للهوى * روين من ماء النعيم
واها لما جلب الهوى * سقما من الطرف السقيم
وكأنما اللحظات منه * إذا رنا لحظات ريم
مات الزنجفري بعد سنة أربعين وأربعمائة.
1159 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن بيان،
أبو طالب الرزاز:
سمع الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، وعلي بن عمر السكري، وأحمد بن
عبد الله بن حلس الدوري. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا مع عمه علي بن أحمد
الرزاز.
أخبرنا أبو طالب محمد بن عبيد الله بن أحمد الرزاز، أخبرنا علي بن عمر
الختلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد الأصبهاني قال: حدثنا عبد الله
ابن محمد بن سلام، حدثنا داود بن إبراهيم الواسطي قاضي قزوين، حدثنا محمد بن
جابر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال: قرأ معاذ على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهمز، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اقرأ يا معاذ ولا تهمز ".
سألت أبا طالب عن مولده. فقال: ولدت في المحرم من سنة تسع وستين
141

وثلاثمائة. ومات في ذي الحجة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وكان يسكن
بالكرخ في مربعة مبارك.
1160 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس، أبو الفضل
البزار:
كان أحد الفقهاء على مذهب مالك، وكان أيضا من حفاظ القرآن ومدرسيه.
سمع أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص بن شاهين، وأبا طاهر المخلص، وأبا القاسم
ابن الصيدلاني.
كتبت عنه وكانت دينا ثقة مستورا، وإليه انتهت الفتوى في الفقه على مذهب مالك
ببغداد، وقبل قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني شهادته، وكان يسكن بباب الشام.
أخبرنا أبو الفضل بن عمروس من أصل كتابه في حلقته بجامع المدينة، حدثنا أبو
حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ - إملاء - حدثنا الحسين بن محمد بن محمد
ابن عفر، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي يزيد الهمداني، عن
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عير
أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ".
سألت أبا الفضل عن مولده. فقال: في رجب سنة اثنتين [وسبعين وثلاثمائة،
وبلغنا ونحن بدمشق أنه مات في أول المحرم من سنة اثنتين] وخمسين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الملك
1161 - محمد بن عبد الملك، أبو عبد الله الأنصاري الضرير المدني:
روى عنه محمد بن المنكدر، وعطاء، ونافع. حدث عن يحيى بن سعيد الحمصي،
وسالم بن سالم البلخي، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن الصلت الأسدي،
وموسى بن داود الضبي، ويزيد بن مروان الخلال.
142

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن محمد بن عبد الملك الأنصاري.
فقال: كان يكون ببغداد ذاهب الحديث جدا، كذاب، كان يضع الحديث.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار النيسابوري بالبصرة، حدثنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد
الأنطاكي، حدثنا موسى بن داود، حدثنا محمد بن عبد الملك عن محمد بن المنكدر،
عن جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على إبل أكلت نواء، فبينا نحن بمسيرنا
إذا نحن براكب مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إخال الرجل يريدكم ". قال: فوقف
ووقفنا فإذا بأعرابي على قعود له قال: فقلنا: من أين أقبل الرجل؟ قال: أقبلت من
أهلي ومالي أريد محمدا. قال: فقلنا: هذا رسول الله. فقال: يا رسول الله اعرض
على الإسلام قال: " تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ". قال: أقررت. قال:
" وتؤمن بالجنة والنار والبعث والحساب ". قال: أقررت. قال: فجعل لا يعرض شيئا من
شرائع الإسلام إلا قال: أقررت. قال: فبينا نحن كذلك إذ وقعت يد بعيره في سكة،
فإذا البعير لجنبه، وإذا الرجل لرأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أدركوا صاحبكم ". قال:
فابتدرناه فسبق إليه عمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان فإذا الرجل قد مات. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغسلوا صاحبكم ". قال: فغسلناه ورسول الله صلى الله عليه وسلم معرض عنه
وكفناه وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودفناه فلما فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا الذي تعب
قليلا ونعم طويلا، هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ". قال: فقلنا: يا
رسول الله رأيناك أعرضت عنه ونحن نغسله؟ قال: " إني أحسب أن صاحبكم مات
جائعا، إني رأيت زوجتيه من الحور العين وهما يدسان في فيه من ثمار الجنة ".
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد إجازة.
وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكة، حدثنا
محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال: سألت
أبي عن شيخ - زاد ابن الصواف روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي ثم اتفقا -. يقال
له: محمد بن عبد الملك الأنصاري. قال: حدثنا عطاء عن ابن عباس قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والأس. قال: " إنهما يسقيان عرق الجذام ".
143

فقال: إني قد رأيت محمد بن عبد الملك وكان أعمى وكان يضع الحديث ويكذب.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس
ابن سعيد قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن محمد بن عبد
الملك الأنصاري فقال: كان ينزل شارع دار رقيق كذاب، خرقنا حديثه منذ حين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول.
وأخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال: سمعت أبا بكر الجوزقي يقول:
أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
وأخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد وكيل دعلج، حدثنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن عبد الملك يروى
عن ابن المنكدر، منكر الحديث.
1162 - محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة، أبو جعفر، المعروف
بابن الزيات:
كان قد اتصل بأمير المؤمنين المعتصم بالله وخص به، فرفع من قدره ووسمه
بالوزارة، وكذلك الواثق بالله استوزره، وكان ابن الزيات أديبا فاضلا عالما بالنحو
واللغة.
ذكر ميمون بن هارون الكاتب أن أبا عثمان المازني لما قدم بغداد في أيام المعتصم
كان أصحابه وجلساؤه يخوضون بين يديه في علم النحو، فإذا اختلفوا فيما يقع فيه
شك يقول لهم المازني: ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب - يعني محمد بن عبد الملك -
واسألوه واعرفوا جوابه. فيفعلون فيصدر الجواب من قبله بالصواب الذي يرتضيه
المازني ويقفهم عليه.
وقد ذكره دعبل بن علي في كتاب " طبقات الشعراء " وأورد له شعرا يرثي به أبا
تمام الطائي.
144

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، أخبرنا محمد بن عمران
المرزباني حدثنا، أبو الحسن علي بن هارون، أخبرني أبي قال: من بارع مديح
البحتري قوله يصف بلاغة محمد بن عبد الملك:
في نظام من البلاغة ما شك * امرؤ أنه نظام فريد
ومعان لو فضلتها القوافي * هجنت شعر جرول ولبيد
حزن مستعمل الكلام اختيارا * وتجنبن ظلمة التعقيد
وركبن اللفظ القريب فأدركن * به غاية المراد البعيد
وأرى الخلق مجمعين على فضلك * من بين سيد ومسود
عرف العالمون فضلك بالعلوم * وقال الجهال بالتقليد
صارم العزم حاضر الحزم ساري * الفكر ثبت المقام صلب العود
دق فهما وجل حلما فأرضى الله * فينا والواثق بن الرشيد
لا يميل الهوى به حيث يمضي * الأمر بين المقل والمجدود
سؤدد يصطفى ونيل يرجى * وثناء يحيى ومال يودى
قد تلقيت كل يوم جديد * يا أبا جعفر بمجد جديد
فإذا استطرفت سيادة قوم * بنت بالسؤدد الطريف التليد
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عثمان بن عمرو المقرئ، حدثنا جعفر بن
محمد الخواص، حدثني أحمد بن محمد الطوسي، حدثني محمد بن علي الربيعي
قال: سمعت صالح بن سليمان العبدي يقول: كان محمد بن عبد الملك الزيات
يعشق جارية من جواري القيان، فبيعت من رجل من أهل خراسان، فأخرجها. قال:
فذهل محمد بن عبد الملك الزيات حتى غشي عليه ثم أنشأ يقول:
يا طول ساعات ليل العاشق الدنف * وطول رعيته للنجم في السدف
ماذا توارى ثيابي من أخي حرق * كأنما الجسم منه دقة الألف
ما قال يا أسفي يعقوب من كمد * إلا لطول الذي لاقى من الأسف
من سره أن يرى ميت الهوى دنفا * فليستدل على الزيات وليقف
قلت: كان بين محمد بن عبد الملك، وبين أحمد بن أبي داود، عداوة شديدة،
فلما ولى المتوكل دار ابن أبي داود على محمد وأغرى به المتوكل حتى قبض عليه
وطالبه بالأموال، وقد كان محمد صنع تنورا من الحديد فيه مسامير إلى داخله ليعذب
145

به من كان في حبسه من المطالبين، فأدخله المتوكل فيه وعذب إلى أن مات وذلك في
سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن
عبد الرحيم المازني، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: سمعت القاسم بن ثابت
الكاتب يقول: حدثني أبي قال: قال لي أحمد الأحول: لما قبض على محمد بن عبد
الملك، تلطفت في أن وصلت إليه فرأيته في حديد ثقيل. فقلت: يعزز على ما رأى
فقال:
سل ديار الحي ما غيرها * وعفاها ومحا منظرها
وهي الدنيا إذا ما انقلبت * صيرت معروفها منكرها
إنما الدنيا كظل زائل * نحمد الله كذا قدرها
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرني أبي، حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن
حميد بن الربيع اللخمي، حدثني قال: حدثني بعض أصحابنا قال: لما جعل ابن
الزيات في التنور الذي مات فيه، كتب هذه الأبيات بفحمة:
من له عهد بنوم * يرشد الصب إليه
رحم الله رحيما * دل عيني عليه
سهرت عيني ونامت * عين من هنت عليه
1163 - محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب بن محمد بن عبد الله،
وقيل: إن أبا الشوارب هو محمد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الله البصري:
سمع عبد العزيز بن المختار، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد. روى عنه أبو
146

إسماعيل الترمذي، والحسن بن علي المعمري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن
جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي. وزار ابن أبي
الشوارب بغداد وحدث بها لما شخصه المتوكل إلى سر من رأى.
قرأت في كتاب محمد بن عمر بن الحسن البصير، عن محمد بن يحيى الصولي
قال: في سنة أربع وثلاثين ومائتين، نهى المتوكل عن الكلام في القرآن وأشخص
الفقهاء والمحدثين إلى سر من رأى، منهم القاضي التيمي البصري، ومحمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب، وابنا أبي شيبة، ومصعب الزبيري، فأمرهم أن يحدثوا بسر
من رأى، ووصلهم.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الواحد بن علي قال: قال أبو صالح
عبد الرحمن بن سعيد بن هارون الأصبهاني قال: أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل،
سمعت محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. يقول: استأذنت المتوكل أن أرجع إلى
البصرة، ولوددت أني لم أكن استأذنته. كنت أكون في جواره. قلت: وكيف؟ قال:
اشهد على اني جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل، وذلك أن صاحبنا عمر بن
عبد العزيز جاء الله به برد المظالم، وجاء الله بالمتوكل برد الدين.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله قال: قال لي عمي أبو علي عبد الرحمن بن خاقان: أمر المتوكل
بمساءلة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء فذكر الحديث وقال فيه: وسألته عن ابن
أبي الشوارب قاضي فارس فقال: إن كان الشيخ فما بلغني عنه إلا خيرا، وإن كان
ابن الشيخ أو غيره فلا أعرفه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
أحمد علي بن محمد الحسني بمرو، وقال: سألت أبا على صالح بن محمد جزرة
الحافظ عن أبي الشوارب. فقال: شيخ جليل صدوق.
أخبرنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمداني، أخبرنا عبد
الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: محمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب بصري لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب بالبصرة سنة أربع وأربعين.
147

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن أبي الشوارب مات
بالبصرة في جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين ومائتين.
قال غيره عن ابن قانع: مات لعشر بقين من جمادى الأولى.
1164 - محمد بن عبد الملك بن زنجويه، أبو بكر:
سمع عبد الرزاق بن همام، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، وزيد بن الحباب،
ومحمد بن موسى الأشيب، وأبا المغيرة الحمصي، وعثمان بن صالح المصري،
ومحمد بن يوسف الفريابي، وأسد بن موسى، وفضيل بن عبد الوهاب، روى عنه
إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والحسين والقاسم
المحامليان. وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وسمعت منه وهو صدوق.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا أبو بكر بن زنجويه، حدثنا
أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا ابن زنجويه، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا سعيد بن الحسن، عن
عبد الله بن الحسن، عن عكرمة، عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يزل يلبي حتى رمى
جمرة العقبة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرني علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق،
148

حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الملك النسائي، عن أبيه، ثم حدثني محمد بن علي
الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال:
سمعت أبي يقول: محمد بن عبد الملك ابن زنجويه بغدادي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال البغوي: مات أبو
بكر بن زنجويه في جمادى سنة ثمان وخمسين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال
محمد بن مخلد فيما قرأت عليه: مات محمد بن عبد الملك بن زنجويه في شهر
رمضان من سنة سبع وخمسين ومائتين. والأول أصح، والله أعلم.
1165 - محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو جعفر الدقيقي
الواسطي:
أخو يوسف بن عبد الملك. سمع يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وأبا عاصم
النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وأبا أحمد الزبيري، والخليل بن عمر العبدي. روى عنه
إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد،
ونفطويه النحوي، والقاضي المحاملي، والحسين بن يحيى بن عباس، وإسماعيل بن
محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وغيرهم.
وكان قد سكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي بواسط، وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان، حدثنا
محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن الحكم بن
149

مجاهد قال: قال عبد الله بن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ادعى إلى غير أبيه لم
يرح رائحة الجنة؟ وإن ريحها من قدر سبعين عاما، أو مسيرة سبعين عاما ".
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن سلمان بن أيوب العباداني،
حدثنا محمد بن عبد الملك أبو جعفر الدقيقي الواسطي - إملاء سنة خمس وستين
ومائتين ببغداد في قطيعة بنى حدار - حدثنا خليل بن عمر بن إبراهيم حدثني أبي
عمر بن إبراهيم العبدي، حدثني قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا
التراب، ثم يتوب الله على من تاب ". قال قائل: يا رسول الله، الغنى كثرة العرض؟
قال: " بل الغنى غنى النفس ".
أخبرني محمد بن أبي على الآجري قال: ذكر أبو داود سليمان بن الأشعث
الدقيقي - يعني محمد بن عبد الملك - فقال: لم يكن بمحكم العقل.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن عبد الملك الدقيقي سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي يقول: كان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: محمد بن عبد
الملك الدقيقي ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا
عبيد بن محمد بن خلف البزاز قال: مات محمد بن عبد الملك الدقيقي سنة ست
وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع. قال: مات أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي
الواسطي يوم الثلاثاء بعد العصر، لست بقين من شوال سنة ست وستين ومائتين.
قال: ودفن يوم الأربعاء من الغد بالكناس وله إحدى وثمانون سنة.
150

1166 - محمد بن عبد الملك، أبو بكر السراج، ويعرف بالتاريخي:
حدث عن الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي، وعبد الله بن
شيبة البصري، وأحمد بن الحليل المعروف بحور، وأبي بكر بن أبي خيثمة، وعباس
الدوري، وعبد الله بن أبي سعد، وزكريا بن يحيى المقرئ، وأبي العيناء محمد بن
القاسم، وأحمد بن يحيى ثعلب، وغيرهم.
وكان فاضلا أديبا حسن الأخبار، مليح الروايات، روى عنه أبو طاهر محمد بن
أحمد القاضي الذهلي، ولقب التاريخي لأنه كان يعنى بالتواريخ وجمعها.
1167 - محمد بن عبد الملك بن يزيد، الصوفي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي في كتاب " تاريخ الصوفية ". قال: محمد بن عبد الملك بن يزيد البغدادي.
كان كتب الحديث الكثير وتعلم من علوم الظاهر، وقف يوما على حلقة أبي حمزة -
يعني محمد بن إبراهيم الصوفي - وهو يتكلم في شئ من علوم الحقائق، فأخذ منه
كلامه، وتخلف عن مجالس الحديث، ولزم أبا حمزة إلى أن مات وصار من جلة
أصحابه. وأبوه عبد الملك بن يزيد من مشايخ الحديث عن حفص بن غياث وغيره.
1168 - محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن
بشر بن مهران بن عبد الله، أبو بكر القرشي، ثم الأموي:
سمع محمد بن المظفر الحافظ، وأبا عمر بن حيويه، ومحمد بن إبراهيم بن مطر،
والحسين بن عمر بن عمران الضراب، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسن الدارقطني،
وأبا حفص بن شاهين، وأبا الفضل الزهري، وخلقا من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان صدوقا. وسألته عن مولده. فقال: في جمادى الآخرة من سنة
ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ومات في ليلة الجمعة، ودفن في مقبرة باب حرب يوم
الجمعة التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وصليت
عليه في جامع المدينة.
* * *
151

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد العزيز
1169 - محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، الزهري:
من أهل مدينة رسول الله صلى ا لله عليه وسلم. كان على قضاء المدينة، وعلى بيت مالها في زمن
أبي جعفر المنصور، وحدث عن ابن شهاب الزهري وغيره. روى عنه ابنه إبراهيم
وورد بغداد غيره مرة، وكان من أهل الفضل موصوفا بالسخاء والبذل.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي. وأحمد بن عبد
الله الدوري قالا: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال:
حدثني عمى مصعب بن عبد الله، أخبرني معاوية بن بكر الباهلي. قال: سرت يوما
بالعسكر بين محمد بن عبد العزيز وبين عيسى بن يزيد بن داب. ومحمد بن عبد
العزيز يحدثان بلسان كأنه روح لا لحم فيه من رقته. قال عمي: وقلت لمعاوية بن بكر:
فهل حدثكم ابن داب شيئا؟ فقال: معاذ الله. وهل كان يقدر أن يتحدث مع محمد
ابن عبد العزيز!
وأخبرنا علي قال: حدثنا الذهبي والدوري. قالا: حدثنا الطوسي، حدثنا الزبير بن
بكار، حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز الزهري، حدثني أخي إبراهيم بن محمد
أن أباه محمد بن عبد العزيز لما عزل عن قضاء المدينة وقف عليه داود بن سالم فقال:
وأمس كنت تحكم حين كنتا * تريد الله جهدك ما استطعتا
يذكرنا لأمس أراك بخ بخ * غداة له يقول الناس أنتا
فإن تعزل فليس بسوء شؤم * أتاك اليوم منه ما أردتا
فقال محمد بن عبد العزيز لكاتبه محرز بن جعفر مولى أبي هريرة: يا محرز أعطه
خمسين دينارا فإنه والله! علمي فيه إذا مدح نصح وإذا ذم شرح. فقال داود بن سالم:
والله لقول محمد في شعري كان أعظم قدرا عندي من عطيته.
قال الزبير: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز الزهري قال: ورد المدينة رجل من
بني كلاب يستعين في حمالة. فأتى رجلا له نسب فدعى له بشربة سويق. وأتى محمد
ابن عبد العزيز الزهري فأعطاه ثلاثين دينارا وحمله وكساه. فقال في ذلك:
152

فديت ابن عبد العزيز الردى * وإن كنت أبيض ضخما سمينا
يمسح بطنا له حياة * بطيب ويدهن رأسا دهينا
فليت ابن عبد العزيز أتينا * وكنت ابن قوم سعوا آخرينا
فأظن ابن عبد العزيز امرؤ * أمين وكان أبوه أمينا
وقال الزبير: حدثني محمد بن يحيى، حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز
قال: خرجت لأبي جائزة فأمرني أن اكتب ناسا من خاصته وأهل بيته ففعلت. فقال
لي: تذكر هل بقي أحد أغفلناه؟ قلت: لا! قال: بلى! رجل لقيني فسلم على سلاما
جميلا صفته كذا، اكتب له عشرة دنانير
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف
الزهري، عن أبي الزناد وابنه وابن شهاب منكر الحديث.
1170 - محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، مولى بني يشكر - واسم أبي
رزمة عزوان، ويكنى: أبا محمد - وأبو عمرو المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة أربعين ومائتين وحدث بها عن أبيه، وعن سهل بن
مزاحم، والفضل بن موسى الشيباني، والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، والنضر
ابن شميل. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبد الله المنادي،
وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والحسن بن علي المعمري، وموسى بن هارون، وعبد الله
ابن أحمد بن حنبل، ومحمد بن هارون بن المجدر، وعبد الله بن إسحاق المدائني،
وغيرهم.
أخبرني أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أخبرنا أبو بكر
الشافعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي
رزمة أبو عمرو من أهل مرو، حدثنا الفضل بن موسى، عن سفيان الثوري، عن
سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
رأيت الهلال. فقال: " " تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ ". فقال:
نعم! فنادى النبي صلى الله عليه وسلم: " أن صوموا ".
153

رواه وكيع عن سفيان عن سماك عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر ابن عباس ولا عكرمة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه. ثم حدثني الصوري، أخبرنا
الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم وكتب له بخطه قال: سمعت أبي يقول:
محمد بن عبد العزيز بن عزوان بن أبي رزمة مروزي ثقة.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمد بن عبد العزيز
ابن أبي رزمة ثقة.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران قال: قرأت على أبي جعفر محمد بن أحمد بن السنجي
قال: سمعت أبا رجاء محمد بن حمدويه بن موسى يقول: قال أبو علي بن حمزة:
محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ثقة.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران قال: قرأت علي بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن السنجي
قال: سمعت أبا رجاء محمد بن حمدويه بن موسى يقول: قال أبو علي بن حمزة:
محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أبو عمرو سمع من ابن المبارك أحاديث. مات سنة
إحدى وأربعين ومائتين.
1171 - محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء، أبو بكر التيمي:
حدث عن عفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وقبيصة بن عقبة. روى عنه محمد
ابن مخلد وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني. فقال: ضعيف.
أخبرني محمد بن عمر النرسي وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف. قالا:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء،
حدثنا عفان، حدثنا شعبة عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل ".
154

كذا رواه ابن أبي رجاء عن عفان عن شعبة، وخالفه الناس فرووه عن عفان عن
همام عن قتادة.
1172 - محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة، أبو مليل الكلابي
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن أبي كريب محمد بن العلاء. روى عنه عبد
الصمد بن علي الطستي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن إبراهيم بن
حماد القاضي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا أبو مليل
محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي ببغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي، حدثنا أبو مليل محمد بن عبد العزيز بن محمد الكلابي، حدثنا أبي، حدثنا
مصعب بن المقدام، حدثنا حسن - يعني ابن صالح - حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس
قال: رأيته يعنى النبي صلى الله عليه وسلم - يذبحهما بيده، واضعا على صفاحهما قدميه وهو يسمي
ويكبر، كبشين أملحين أقرنين.
غريب من حديث شعبة من رواية الحسن بن صالح عنه، لم يكتبه إلا من حديث
أبي مليل.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني: عن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي أبي مليل الكوفي؟
فقال: ثقة
1173 - محمد بن عبد العزيز، أبو الفتح المقرئ:
أخبرنا علي بن الحسين بن أحمد الثعالبي - بدمشق - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر
ابن نصر قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن عبد العزيز المقرئ البغدادي قال: أنشدني
جحظة البرمكي النديم قال: أنشدني ابن المعتز لنفسه:
وما زلت مذ شدت يدي عقد مئزري * غنائي لغيري وافتقاري على نفسي
ودل على الحمد جودي وعفتي * كما دل إشراق الصباح على الشمس
155

1174 - محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أنس، أبو الحسن
الصيدلاني:
حدث عن دعلج بن أحمد، وعبد الخالق بن الحسن بن دليل البزار.
حدثني عنه أحمد بن علي التوزي وسألته عنه. فقال: كان صالحا ثقة يسكن باب
الشام.
وسمع منه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدى الهاشمي. وقال: مات في
سنة تسع وأربعمائة، وقيل إنه عاش مائة سنة.
1175 - محمد بن عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن الحسن، يعرف بمكي
البرذعي:
سمع علي بن قرقر الدقاق، ومحمد بن عبد الله بن الشخير الصيرفي، وعلي بن
إبراهيم بن أبي غرة العطار، وأبا بكر الأبهري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا المفضل
الشيباني، وأحمد بن محمد الحيري.
كتبت عنه وكان فيه نظر، مع أنه لم يخرج عنه من الحديث كبير شئ.
وحدثني أخوه عبيد الله بن عبد العزيز قال: ولد أخي ببرذعة في سنة ثمان
وخمسين وثلاثمائة، وجئ به إلى بغداد وله سنتان.
توفي محمد بن عبد العزيز البرذعي في ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة الحادي
والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وصليت على جنازته في
جامع المدينة
1176 - محمد بن عبد العزيز بن صالح، أبو منصور البزاز، المعروف بابن
المغازلي:
كان أحد التجار المياسير من أهل قطيعة الربيع، وسمع بمصر من أبي مسلم
الكاتب. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن صالح، أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب
156

بمصر، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الواحد بن غياث
بالبصرة سنة خمس وثلاثين وعبد الأعلى بن حماد. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن
قتادة عن الحسن، عن سمرة بن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الحيوان
نسيئة.
مات أبو منصور بن المغازلي في يوم السبت لأربع بقين من ذي الحجة سنة أربع
وثلاثين وأربعمائة.
1177 - محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل، أبو الحسن الكاتب، يعرف بابن
البككي:
من أهل الأزج. سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق،
وأبا العباس بن مكرم المعدل. كتبت عنه وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز البككي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان،
أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عامر بن طلبة بن قيس بن
عاصم المنقري البصري بالبصرة يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسعين
ومائتين، وأنا سألته قال: حدثنا عثمان بن الهيثم بن جهم المؤذن، حدثنا عوف
الأعرابي، عن الحسن، عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة إضحيان
وعليه حلة حمراء، فكنت انظر إليه وإلى القمر فكان في عيني أزين من القمر، صلى الله عليه وسلم.
سألته عن مولده فقال: في شهر ربيع الآخر في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة،
ومات في آخر الربيعين من سنة أربعين وأربعمائة.
1178 - محمد بن عبد العزيز بن العباس بن محمد بن عبد الله بن أحمد
ابن محمد بن عبيد الله بن المهدى بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي:
كان خطيب جامع الحربية، وسمع الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، وأبا
الحسين بن سمعون، وأبا القاسم الصيدلاني، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشمي،
وإدريس بن علي المؤدب، وابن الصلت المجبر ومن بعدهم.
157

كتبت عنه وكان صدوقا خيرا فاضلا وكان أحد الشهود المعدلين.
أخبرني أبو الفضل بن المهدي، حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون
الواعظ، حدثنا أحمد بن محمد بن سلام، حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عثمان بن
صالح، حدثنا ابن لهيعة عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا ".
سألت أبا الفضل عن مولده فقال: ولدت للنصف من شهر رمضان سنة ثمانين
وثلاثمائة.
ومات في ليلة الجمعة لسبع وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة أربع وأربعين
وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة في داره بباب الشام.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الواحد
1179 - محمد بن عبد الواحد بن زياد بن مسلم، الصيرفي:
حدث عن علي بن عاصم وعبد الرزاق بن همام. روى عنه محمد بن مخلد
الدوري:
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد بن مخلد
العطار، حدثنا محمد بن عبد الواحد بن زياد بن مسلم الصيرفي، حدثنا علي بن
عاصم، عن منصور الغداني، عن شعبة، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر ".
1180 - محمد بن عبد الواحد، أبو عيسى الناقد:
حدث عن أبي عمار الحسين بن حريث المروزي. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببغداد.
158

1181 - محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر البغوي الزاهد،
المعروف بغلام ثعلب:
سمع أحمد بن عبيد النرسي، وموسى بن سهل الوشاء، وأحمد بن عبيد الجمال،
وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبا العباس الكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، ونحوهم.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، والقاضي أبو القاسم بن المنذر، وأبو الحسين بن
بشران، وعبد العزيز بن محمد الشروي، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو علي بن
شاذان، آخر من حدثنا عنه.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا الحسن بن الحسين الهمداني الفقيه
قال: سمعت أبا الحسن بن المرزبان يقول: كان ابن ماسي من دار كعب ينفذ إلى أبي
عمر غلام ثعلب وقتا بعد وقت كفايته لما ينفق على نفسه، فقطع ذلك عنه مدة لعذر،
ثم أنفذ إليه بعد ذلك جملة ما كان في رسمه، وكتب إليه رقعة يعتذر إليه من تأخير
ذلك عنه. فرده وامر من بين يديه أن يكتب على ظهر رقعته: أكرمتنا فملكتنا، ثم
أعرضت عنا فأرحتنا. لا أشك أن ابن ماسي هو إبراهيم بن أيوب والد أبي محمد،
والله أعلم.
حدثني علي بن المحسن، حدثنا أبو علي محمد بن الحسن الحاتمي أنه اعتل فتأخر
عن مجلس أبي عمر الزاهد قال: فسأل عني لما تراخت الأيام. فقيل له: أنه كان عليلا،
فجاءني من الغد يعودني، فاتفق أن كنت قد خرجت من داري إلى الحمام فكتب
بخطه على بأبي بإسفيداج:
وأعجب شئ سمعنا به * عليل يعاد فلا يوجد!!
وهو له أ
أخبرني عباس بن محمد الكلوذاني قال: سمعت أبا عمر بن محمد بن عبد الواحد
غلام ثعلب يقول: ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة، وفي قضاء حقوقهم رفعة،
فاحمدوا الله على ذلك، وسارعوا في قضاء حوائجهم ومسارهم، تكافأوا عليه.
159

سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر الزاهد: أن الأشراف والكتاب وأهل الأدب
كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه، كتب ثعلب وغيرها. وكان له جزء قد جمع فيه
الأحاديث التي تروى في فضائل معاوية، فكان لا يترك واحدا منهم يقرأ عليه شيئا
حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء، ثم يقرأ عليه بعده ما قصد له، وكان جماعة من أهل
الأدب يطعنون على أبي عمر ولا يوثقونه في علم اللغة.
حتى قال لي عبيد الله بن أبي الفتح: يقال إن أبا عمر لو كان طار طائر لقال
حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي ويذكر في معنى ذلك شيئا، فأما الحديث فرأينا جميع
شيوخنا يوثقونه فيه ويصدقونه.
حدثنا علي بن أبي علي عن أبيه قال: ومن الرواة الذين لم نر قط أحفظ منهم،
أبو عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب أملي من حفظه ثلاثين ألف ورقة
لغة فيما بلغني، وجميع كتبه التي في أيدي الناس إنما أملاها بغير تصنيف، ولسعة
حفظه اتهم بالكذب. وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه قد وضعه
فيجيب عنه، ثم يسأله غيره عنه بعد سنة على مواطأة فيجيب بذلك الجواب بعينه.
أخبرني بعض أهل بغداد. قال: كنا نجتاز على قنطرة الصراة نمضي إليه مع جماعة
فتذاكروا كذبه. فقال بعضهم: أنا أصحف له القنطرة وأسأله عنها فإنه يجيب بشئ
آخر، فلما صرنا بين يديه قال له: أيها الشيخ ما القنطرة عند العرب؟ فقال: كذا
وذكر شيئا قد أنسينا ما قال، فتضاحكنا وأتممنا المجلس وانصرفنا، فلما كان بعد
شهور ذكرنا الحديث فوضعنا رجلا غير ذلك فسأله فقال: ما القنطرة؟ فقال: أليس
قد سئلت عن هذه المسألة منذ كذا وكذا شهرا فقلت: هي كذا. قال: فما درينا في
أي الامرين نعجب، في ذكائه إن كان علما فهو اتساع طريق، أو كان كذبا عمله في
الحال ثم قد حفظه، فلما سئل عنه ذكر الوقت والمسألة فأجاب بذلك الجواب فهو
أظرف.
قال أبي: وكان معز الدولة قد قلد شرطة بغداد غلاما مملوكا تركيا يعرف بخواجا،
فبلغ أبا عمر الخبر وكان يملي كتاب الياقوتة، فلما جاءوه قال: اكتبوا ياقوتة خواجا،
الخواج في أصل لغة العرب الجوع ثم فرع على هذا بابا وأملاه، فاستعظم الناس ذلك
من كذبه وتتبعوه.
فقال لي أبو علي الحاتمي وهو من بعض أصحابه، أخرجنا في " أمالي الحامض "
عن ثعلب عن ابن الأعرابي، الخواج الجوع، وهو أخبرني هذا الخبر.
160

حكى لي رئيس الرؤساء، شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن عمن حدثه أن
أبا عمر الزاهد كان يؤدب ولد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، فأملى يوما على
الغلام نحوا من ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها، وختمها ببيتين من الشعر،
وحضر أبو بكر بن دريد، وأبو بكر بن الأنباري، وأبو بكر بن مقسم عن أبي عمر
القاضي. فعرض عليهم تلك المسائل فما عرفوا منها شيئا وأنكروا الشعر. فقال لهم
القاضي: ما تقولون فيها؟ فقال له ابن الأنباري: أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن
ولست أقول شيئا. وقال ابن مقسم في ذلك: واحتج باشتغاله بالقراءات وقال ابن
دريد: هذه المسائل من موضوعات أبي عمر ولا أصل لشئ منها في اللغة. وانصرفوا،
وبلغ أبا عمر ذلك فاجتمع مع القاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء
الشعراء عينهم له ففتح القاضي خزائنه وأخرج له تلك الدواوين، فلم يزل أبو عمر
يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدا من بعض تلك الدواوين ويعرضه على القاضي
حتى استوفي جميعا. ثم قال: وهذان البيتان أنشدناهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما
القاضي بخطه على ظهر الكتاب الفلاني، فأحضر القاضي الكتاب فوجد البيتين على
ظهره بخطه كما ذكر أبو عمر، فانتهت القصة إلى ابن دريد، فلم يذكر أبا عمر
بلفظه حتى مات. قال رئيس الرؤساء: أشياء كثيرة مما استنكر على أبي عمر ونسب
إلى الكذب فيها مدونة في كتب أئمة أهل العلم، وخاصة في غريب المصنف لأبي
عبيد، أو كما قال.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي يقول: لم يتكلم في علم
اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد. قال: وله كتاب في
غريب الحديث، صنفه على مسند أحمد بن حنبل وجعل يستحسنه جدا.
بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي قال: أنشدنا أبو العباس اليشكري
في محاسن أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي يمدحه:
أبو عمر أوفى من العلم مرتقى * يذل مسامية ويردي مطاوله
فلو أنني أقسمت ما كنت كاذبا * بأن لم ير الراءون حبرا يعادله
هو السحب جسما والفضائل جمة * فأعجب بمهزول سمين فضائله
تضمن من دون الحناجر زاخرا * تغيب على من لج فيه سواحله
إذا قلت شارفنا أواخر علمه * تفجر حتى قلت هذى أوائله
161

حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات: أن مولد أبي عمر الزاهد في سنة إحدى
وستين ومائتين.
سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق يقول: توفي أبو عمر الزاهد في سنة
أربع وأربعين وثلاثمائة، وهذا القول وهم.
والصواب ما حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان إملاء. قال:
توفي أبو عمر الزاهد في يوم الأحد ودفن في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من
ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
قلت: ودفن في الصفة التي دفن فيها بعده أبو بكر الأدمي القارئ، وهو مقابلة قبر
معروف الكرخي، بينهما عرض الطريق.
1182 - محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن عبيد
الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو بكر
الهاشمي:
سمع محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن سليمان النعماني، ومحمد بن زهير
ابن الفضل الأبلي، ومحمد بن أحمد بن هارون العسكري. وحكى عن يونس بن أبي
بكر الشبلي. روى عنه أبو سعد الماليني. وحدثنا عنه أبو بكر البرقاني.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على محمد بن عبد الواحد الهاشمي ببغداد وأنا أسمع:
أخبركم محمد بن سليمان الباهلي، حدثنا عبد الله بن عبد الصمد، حدثنا عيسى بن
يونس عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماء
الله مساجد الله ".
سألت البرقاني عنه. فقال: ثقة فاضل وكان زاهدا.
1183 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا، أبو حاتم الخزاعي
اللبان، من أهل الري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي الحسن البرذعي المعروف بابن حرارة نسخة
162

بشر بن عمرو بن سام الكابلي. وروى أيضا عن بكر بن عبد الله بن الحبال، وعتاب
ابن محمد، وميسرة بن علي القزويني، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وحامد بن
محمد الهروي، حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، والحسن بن محمد الخلال،
والحسن بن علي الجوهري، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر.
وغيرهم. وكان صدوقا.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أبو حاتم محمد بن عبد
الواحد بن محمد بن زكريا الخزاعي في قطيعة الربيع، حدثنا أبو الحسن محمد بن
أحمد بن علي الأسدي البرذعي، حدثنا الحسين بن مأمون، حدثنا بشر بن عمرو بن
سام حدثني أبي قال: حدثني سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس
في سبيل الله عز وجل ".
ذكر لي أبو يعلى أنه سمعه منه في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وتسعين
وثلاثمائة بعد رجوعه من الحج.
1184 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن
الحسن بن وهب، أبو عبد الله البزار، يعرف بابن زوج الحرة:
وهو جده محمد بن جعفر سمع أبا حفص بن الزيات، والحسن بن لؤلؤ
الوراق، والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد
ابن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وأبا بكر بن شاذان، وأبا علي الفارسي النحوي،
وعبد الله بن موسى الهاشمي، وأبا الفضل الزهري، وخلقا من هذه الطبقة.
وكان كثير السماع إلا أنه باع كتبه قديما واشترينا بعضها فسمعناه منه. وهو أكبر
إخوته، وكان يسكن بدرب المجوس من نهر طابق.
وسمعته يقول: ولدت في ليلة الجمعة لعشر بقين من رجب سنة تسع وستين
وثلاثمائة، وولد أخي أبو الحسن بعدي بسنة ونصف.
وكانت وفاته يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين
وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير، وكان ثقة.
163

1185 - محمد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة، أبو الحسين
البزاز:
وكان ينزل بالجانب الشرقي بناحية الرصافة. وحدث عن أحمد بن يوسف بن
خلاد، وأبي بكر بن سالم الختلي، وعمر بن محمد بن يوسف، وأبي سعيد السيرافي.
كتبت عنه وكان كثير السماع. وسمعته يقول: ولدت لعشر بقين من ذي الحجة
سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الأربعاء للنصف من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة،
ودفن من الغد في مقبرة الخيزران.
1186 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن
الحسن بن وهب، أبو الحسن المعروف بابن زوج الحرة:
أخو أبي عبد الله محمد، وأبي يعلى أحمد، وكان الأوسط، سمع هو وأخوه أبو
عبد الله معا من الشيوخ الذين سميتهم في ترجمة أخيه، وكتبنا عنه وكان صدوقا.
وسمعته يقول: ولدت في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الأحد للنصف من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة،
ودفن يوم الأحد في مقبرة باب الدير.
1187 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عمر بن الميمون، أبو الفرج
المعروف بالدارمي الفقيه على مذهب الشافعي:
كان أحد الفقهاء، موصوفا بالذكاء والفطنة يحسن الفقه والحساب، ويتكلم في
دقائق المسائل. ويقول الشعر، وانتقل عن بغداد إلى الرحبة فسكنها مدة، ثم تحول إلى
دمشق فاستوطنها.
ولقيته بها في سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وقال لي: كتبت عن أبي محمد بن
ماسي، وأبي بكر بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن المظفر، وأبي عمر بن حيويه،
164

وأبي بكر بن شاذان، والدارقطني، وغيرهم. وسألته عن مولده. فقال: ولدت في نهار
يوم السبت الخامس والعشرين من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
حدثني أبو الفرج الدارمي قال: سمعت أبا عمر محمد بن العباس بن حيويه
يقول: سمعت أبا العباس بن شريح - وقد سئل عن القرد - فقال: هو طاهر، هو
طاهر، هو طاهر.
لم يرو ابن حيويه عن ابن شريح غير هذه المسألة، بلغني أن أبا الفرج الدارمي
مات بدمشق في يوم الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
1188 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو طاهر
البيع، المعروف بابن الصباغ:
سمع أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن حبابة، وموسى السراج، وعلي بن عبد
العزيز بن مدرك، وأبا الطيب بن المنتاب، وعدة من هذه الطبقة.
كتبنا عنه. وكان ثقة فاضلا. درس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفرائيني،
وكان له حلقة الفتوى في جامع المدينة. وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله
الدامغاني، وكان ينزل في جوارنا بدرب يونس.
أخبرني أبو طاهر محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن
مدرك البرذعي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا سعد بن عبد الله بن
عبد الحكم المصري، حدثنا يحيى بن حسان البستي قال: حدثنا يحيى بن حمزة،
حدثني يحيى بن حارث الذماري، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام
سنة " - يعني رمضان وستة أيام بعده -.
لا يحفظ حديث روى عن يحيى عن يحيى عن يحيى غير هذا.
سألت أبا طاهر بن الصباغ عن مولده فقال: في شهر رمضان من سنة ست وستين
وثلاثمائة.
ومات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة، ودفن من يومه في مقبرة باب الدير.
* * *
165

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الرحيم
1189 - محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير، أبو يحيى البزاز، مولى آل عمر
ابن الخطاب، يعرف بصاعقة:
وأصله فارسي. سمع عبد الوهاب بن عطاء، وعبيد الله بن موسى، وأسود بن
عامر، وروح بن عبادة، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر، وأحمد بن يونس. وقبيصة بن
عقبة، وسعيد بن سليمان سعدويه، ونحوهم.
وكان متقنا ضابطا عالما حافظا، حدث عنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن
إسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأحمد بن علي الأبار،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، والقاضي المحاملي، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: وجدت في كتاب
جدي بخط يده أخبرني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر،
حدثنا ورقاء عن سعيد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط ولا بول، شرقوا أو غربوا ".
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: حدث أبو
عبيد الله المحاملي عن صاعقة؟ قال: حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر - وذكر هذا
الحديث - هل سمعته منه؟ قال: حدثناه المحاملي مرارا ولم يحدث به فيما أعلم إلا
صاعقة. أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا
166

محمد بن محمد بن داود الكرخي - وذكر أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم - فقال:
سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازا.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمداني، أخبرنا
عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: محمد بن
عبد الرحيم صاعقة بغدادي ثقة.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البغدادي يعرف بصاعقة.
سمعت نصر بن أحمد بن نصر الكندي الحافظ يقول: كان من أصحاب الحديث
المأمونين.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة ثقة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا يحيى
ابن محمد بن صاعد - إملاء - حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب
الساري الثقة الأمين.
قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا أبو العباس
محمد بن إسحاق السراج قال: أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز أصله فارسي
مولي آل عمر بن الخطاب ثقة.
قال لي أبو يحيى: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة.
قال أبو العباس: ومات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وله سبعون سنة
وكان لا يخضب.
1190 - محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب بن يزيد بن خالد بن
عبد الله بن زاذان بن فروخ، أبو بكر المقرئ الأصبهاني:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله محمد بن عيسى المقرئ، وسليمان بن
داود بن أبي طيبة، وعبد الرحمن بن محمد بن سنان الروحي. روى عنه القاضيان أبو
بكر أحمد بن كامل، وأبو الحسن الجراحي، ويحيى بن محمد بن يحيى القصباني.
167

1191 - محمد بن عبد الرحيم بن سعيد بن بشر بن حماد بن ماهان، أبو
الحسين الدينوري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن سنان الروحي.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور وأبو
نصر علي بن الحسين بن أبي سلمة بصيدا. قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع
الغساني، حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن سعيد بن بشر بن حماد بن ماهان أبو
الحسن الدينوري ببغداد، حدثنا عبد الله بن سنان بن مالك بن عطية السعدي، حدثنا
سليمان بن حرب الواشجي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه. وقد اجتمع أصحابه، فما تسقط من شعرة إلا
بيد رجل.
أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله الكاتب بأصبهان، حدثنا أبو جعفر
أحمد بن جعفر بن معبد السمسار، حدثنا أبو بكر بن النعمان، حدثنا سعيد بن
سليمان البغدادي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك بنحوه.
1192 - محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد بن
مازن بن عمرو، أبو بكر الأزدي المازني الكاتب:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن
محمد بن صاعد، وأحمد بن سليمان الطوسي، وإسماعيل بن العباس الوزان، وعبيد
الله بن أحمد بن بكر التميمي، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. حدثنا عنه
ابنه علي، والحسن بن محمد الخلال، وعمر بن إبراهيم الفقيه، وعلي بن المحسن
التنوخي.
وقال لي الخلال: مات أبو بكر المازني في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: توفي أبو بكر المازني مستهل شهر ربيع الآخر
من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
168

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبيد
1193 - محمد بن عبيد بن أبي أمية عبد الرحمن، ويكنى محمد: أبا عبد
الله الإيادي الطنافسي الكوفي الأحدب، مولى بني حنيفة:
وهو أخو عمر، ويعلى، وإبراهيم. ولد سنة سبع وعشرين ومائة. وسمع
هشام بن عروة، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن
عمر، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام. حدث عنه أخوه يعلى، وأحمد بن
حنبل، ويحيى بن معين، وهارون بن عبد الله البزار، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر
وعثمان ابنا أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمود بن خداش، وعباس
الدوري، وغيرهم.
وكان قد سكن بغداد مدة وحدث بها ثم رجع إلى الكوفة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ قال: حدثنا القاضي أبو عبد
الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا محمود بن خداش، حدثنا محمد
ابن عبيد الطنافسي، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله
: واصل في شهر رمضان ونهاهم. فقيل له: إنك تواصل؟ فقال: " إني لست
مثلكم، إني أطعم وأسقى ".
169

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا عباس بن محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن
عمرو، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قدمت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم المدينة في فداء أهل بدر، فقام فصلى بالناس صلاة المغرب، فقرأ بالطور.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن إبراهيم
ابن عبد المجيد، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى - يعني ابن معين - يقول:
أتيت محمد بن عبيد الطنافسي - يعني حين قدم بغداد - وقد كنت أبطأت عنه فلما
أتيته وقد كان الناس كثروا، قال يحيى أبو زكريا:
أنشأت تطلب وصلنا * في الصيف ضيعت اللبن
قال يحيى: قال بعضهم: في هذا الصيف ضحيت وهو الصواب!!
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين قال: أتينا محمد بن
عبيد الطنافسي وهو لا يجترئ على قراءة كتابه حتى نعينه عليه أو نحو هذا من الكلام.
قال يحيى: وما ذكره [أحد] إلا بخير.
حدثني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا عثمان بن محمد
السمرقندي بتنيس، أخبرنا أبو أمية محمد بن إبراهيم قال: سمعت يعلى بن عبيد
يقول: أنا أكبر من أخي محمد بن عبيد بتسع سنين، ولدت سنة ثمان عشرة ومائة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:
يعلى، ومحمد، وعمر، وإدريس، وإبراهيم بنو عبيد الطنافسيون كلهم ثقات، وأبوهم
عبيد بن أبي أمية ثقة حدث أيضا، وكان أبو طالب - يعني الحافظ - يقول: هو عبيد
ابن أبي أمية. قاله أبو الحسن، وأرى أصحاب الحديث يقولون ابن أبي أمية.
ولا أحفظ عن أحد أنه ذكر إدريس بن عبيد غير أبي الحسن الدارقطني.
أنبأنا أحمد بن محمد بن رزق، حدثنا أبو إسحاق المزكي، أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: سمعت عباس بن أبي طالب قال: أخبرنا بعض أصحابنا قال:
170

رأيت يعلى في المنام فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. فقلت: محمد بن عبيد
أخوك؟ قال: ذاك أرفع مني. قلت: بم؟ قال: لأنه كان يفضل عثمان على علي.
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري وأبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قالا: حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العباس الدوري يقول: سمعت
محمد بن عبيد الطنافسي يقول: خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان
ويقول: لا يسخر بكم هؤلاء الكوفيون، اتقوا لا يخدعكم هؤلاء الكوفيون.
أخبرنا عبيد الله بن علي الصيرفي، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقري، حدثنا حبشون
ابن موسى بن أيوب الخلال، حدثنا عبد الله بن أيوب قال: قال رجل عند محمد بن
عبيد: أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان. فقال له: ويلك من [لم] يقل أبو بكر،
وعمر، وعلي، وعثمان. فقال له: ويلك من [لم] يقل أبو بكر،
وعمر، وعثمان، وعلي فقد أزرى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أحمد بن عمر بن نوح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا أبو علي العنزي الحسن بن عليل، حدثنا علي بن
الحسن الدرهمي قال: كنا عند محمد بن عبيد الطنافسي فقال: قرأت على حائط
بالحيرة منذ أربعين سنة:
إن البلية أن تحب * ولا يحبك من تحبه
ويصد عنك بوجهه * وتلح أنت فلا تغبه
أقلل زيارتك الصديق * يراك كالثوب استجده
إن الصديق يمله * أن لا يزال يراك عنده
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن
عمر بن عبيد، ومحمد بن عبيد، ويعلى بن عبيد، فوثقهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين، وسئل عن ولد
عبيد الطنافسي: عمر، ومحمد ويعلى، فقال: كانوا ثقات وأثبتهم يعلى بن عبيد.
171

أخبرني عبد الله بن عبيد، أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا أبو بكر
الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا:
عمر، ويعلى، ومحمد بنو عبيد الطنافسيون ثقات.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري،
حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن محمد
ابن عبيد الطنافسي فقال: ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي حدثنا محمد بن الحسن - هو
الموصلي - حدثنا حسين بن إدريس قال: سألت محمد بن عبد الله بن عمار عن ولد
عبيد أيهم أثبت؟ قال: كلهم ثبت. قال: أحفظهم يعلى بن عبيد، وأبصرهم بالحديث
محمد بن عبيد الأحدب، وعمر بن عبيد شيخهم، وكان محمد يروي عن عمر أخيه
هذا وهو بين يديه، ولا يعلم أحد أنه عمر إلا أصحاب الحديث، يقول: حدثني
أخي، وكان الأخ الرابع لا يحسن قليلا ولا كثيرا.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
معروف، أخبرنا الحسن بن الفهم، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن عبيد بن أبي
أمية الطنافسي كان قد نزل بغداد دهرا، ثم رجع إلى الكوفة، فمات بها قبل يعلى في
سنة أربع ومائتين في خلافة المأمون، وكان ثقة كثير الحديث، وكان صاحب سنة
وجماعة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا
جدي قال: محمد بن عبيد يكنى أبا عبد الله مولى لإياد، انتقل من الكوفة، فنزل
بغداد، فمكث بها دهرا، ثم رجع إلى الكوفة، فمات بها قبل أخيه يعلى بن عبيد في
سنة أربع ومائتين في خلافة المأمون، وكان من الكوفيين ممن يقدم عثمان على علي،
وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين، عامتهم تقدم عليا على عثمان أو يقف عن
عثمان وعلي، قال جدي: سمعت علي بن المديني وذكر محمد بن عبيد، فقال: كان
كيسا.
172

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثنا أبي قال: محمد بن عبيد الطنافسي يكنى أبا عبد الله، وكان أحدب، كوفي
ثقة، وكان عثمانيا، وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو عبد الله محمد بن عبيد الطنافسي
ثقة.
وقد ذكرنا قول محمد بن سعد ويعقوب بن شيبة، أنه توفي في سنة أربع ومائتين.
وأخبر علي بن علي الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
حدثني أحمد بن عبد الحميد قال: مات محمد بن عبيد الله الطنافسي سنة خمس
ومائتين.
أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن
جعفر، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: مات محمد بن
عبيد الأحدب سنة خمس ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: ومات محمد بن عبيد سنة خمس ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عبيد الطنافسي
مات سنة خمس ومائتين. ويقال: سنة ثلاث.
1194 - محمد بن عبيد بن سفيان، مولى بني أمية، والد أبي بكر بن أبي
الدنيا المصنف:
حدث عن هشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر
ابن عياش، وهشام بن محمد الكلبي، ومحمد بن جعفر المراني. روى عنه ابنه أبو
بكر أحاديث مستقيمة.
173

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر
الجوزي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني أبي وعبيد الله بن
عمر الجشمي. قالا: حدثنا هشيم بن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان عن أبيه
قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا نسأل عنه أحدا بعدك؟ قال:
" قل آمنت بالله ثم استقم ". قلت: فما أتقى أ فأومأ بيده إلى لسانه.
1195 - محمد بن عبيد بن أبي الأسد، أبو بكر:
مروزي الأصل. سمع إسحاق بن إبراهيم الجندي، وشريح بن النعمان، وعمرو بن
مرزوق، وسعيد بن منصور، وأبا بكر الحميدي. روى عنه محمد بن عمرو الرزاز،
وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة. وكف بصره في آخر عمره.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عبيد بن [أبي]
الأسد توفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وكذلك [قال]: محمد بن مخلد،
وزاد في المحرم.
1196 - محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد بن أبان، أبو الحسين الدقاق،
والد أبي عبد الله بن العسكري:
حدث عن زكريا بن يحيى، وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر. روى
عنه ابنه الحسين، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد
العسكري يقول: كان أبي يشهد عند القضاة، وإنما سافر جدي إلى سر من رأى فلما
عاد سمي العسكري. قال: وأول ما شهد أبي عند إسماعيل القاضي، وكان عمي.
يشهد، وأول ما شهد عند عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أحمد بن عبيد العسكري
الدقاق مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
174

كذا أسماه ابن قانع أحمد، فإما أن يكون وهم أو لعله رجل آخر، وليس بوالد
عبد الله بن العسكري، والله أعلم.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عباد
1197 - محمد بن عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة، الأزدي
البصري، واسم أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي
ابن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد بن عمران بن عمرو، المعروف بمزيقيا:
كان محمد يتولى الصلاة والإمارة بالبصرة، وقدم بغداد وحدث بها عن أبيه،
وعن صالح المري، وهشيم بن بشير. روى عنه ابن القاسم، إبراهيم الحربي، وأبو
العباس الكديمي، وأبو العباس محمد بن القاسم، وأبو قلابة الرقاشي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أبو
أيوب سليمان ابن إسحاق بن الخليل الجلاب. قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن
إسحاق الحربي: قدم علينا محمد بن عباد المهلبي فذهبنا إليه يوما فسمعنا منه كل
شئ نريد، ولم يكن بصيرا بالحديث، حدثنا بحديث فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بهرة
وغلط. إنما التزقت الباء بالقاف ولم يكن بصيرا بالحديث. وحدث بحديث عن عبد
الرحمن بن جابر. فقال: عبد الرحمن بن حدير. فقيل له: هذا عبد الرحمن بن
جابر. فكان يقول عن ابن جدير، وإنما كان ألف الذي في جابر قصيرة كأنها دال
فقال جدير.
قلت: وكان محمد بن عباد سخيا كريما.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي
الحسين بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا يزيد بن محمد بن المهلب
قال: سمعت أبي يقول: كتب منصور بن المهدى إلى محمد بن عباد يشكو دينا،
وضيق ذات يد، وجفوة سلطانه، فبعث إليه بعشرة آلاف دينار.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: قال المأمون
175

لمحمد بن عباد: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال. فقال محمد: منع
الموجود، سوء ظن بالمعبود. فقال له المأمون: لو شئت أبقيت على نفسك، فإن هذا
المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه إليك. قال: يا أمير المؤمنين موله مولى غنى لا يفتقر.
قال: فاستحسن المأمون ذلك منه وقال للناس: من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي
محمد بن عباد. فجاءت الأموال إليه من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم
واحد. وقال: إن الكريم لا تحنكه التجارب.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا أبو بكر
ابن الأنباري، حدثني أبي عن المغيرة بن محمد وغيره. قال: قال المأمون لمحمد بن
عباد المهلبي: أبا محمد بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة لا أدخل دار ضيافتك قبل أن
يتصرف في حاجاته، فكيف تسع هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين منع الموجود سوء ظن
بالمعبود. فاستحسنه منه وأوصل إليه المأمون ما مبلغه ستة آلاف ألف درهم. ومات
وعليه خمسون ألف دينار دينا، قال: وقال المأمون لمحمد: يا محمد ما أكثر الطاعنين
على أبي المهلب! فقال له: يا أمير المؤمنين هم كما قال الشاعر:
إن الغرانيق تلقاها محسدة * ولا ترى للئام الناس حسادا
قال أبي: قال المغيرة: وهذا البيت من شعر مدح به عمر بن لحاء يزيد بن المهلب
وأوله:
إن المهلب قوم إن نسبتهم * كانوا الأكارم آباء وأجدادا
كم حاسد لهم بغيا لفضلهم * وما دنا من مساعيهم ولا كادا
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد أبى الدنيا، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن. قال: لما
احتضر محمد بن عباد دخل عليه نفر من قومه كانوا يحسدونه، فلما خرجوا قال
متمثلا:
تمنى رجال أن أموت فإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فما عيش من يبغي خلافي بضائري * وما موت من يمضي أمامي بمخلدى
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
أخبرنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: قيل للعتبي:
176

مات محمد بن عباد المهلبي بالبصرة. [فقال: نحن متنا بفقده، وهو حي بمجده. مات
بالبصرة سنة أربع عشرة ومائتين].
1198 - محمد بن عباد بن موسى بن راشد، العكلي، يلقب سندولا:
وهو كوفي سكن بغداد وكان صاحب أخبار وحفظ لأيام الناس، وحدث عن
أبيه، وعن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ويحيى بن سليم الطائفي، وعبد السلام
ابن حرب، وحفص بن غياث، وأسباط بن محمد، وزيد بن الحباب، وهشام بن
محمد الكلبي، والوليد بن صالح النحاس. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو
بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وعبد الله بن محمد بن ناجية،
وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا إبراهيم
الحربي، حدثنا محمد بن عباد بن موسى، عن هشام بن الكلبي، عن قرن بن سعيد
ابن عفيف بن معدى كرب، عن أبيه، عن جده قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء وفد
من أهل اليمن فقالوا: يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس. قال:
" وما ذاك؟ " قالوا: أقبلنا نريدك حتى إذا كنا بموضع كذا وكذا أخطأنا الماء، فمكثنا لا
نقدر عليه، فانتهينا إلى موضع طلح وممر فانطلق كل منا إلى أصل شجرة ليموت في
ظلها، فبينما نحن في آخر رمق إذا راكب قد أقبل معتم، فلما رآه بعضنا تمثل:
ولما رأت أن الشريعة همها * وأن بياضا في فرائصها كامى
تيممت العين التي عند ضارج * يفيء علينا الظل عرمضها طامى
فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ فقال بعضنا: امرؤ القيس. قال: هذه والله
ضارج أمامكم. وقد رأى ما بنا من الجهد، فرجعنا إليها فإذا بيننا وبينها نحو من
خمسين ذراعا، فإذا هي كما وصف امرؤ القيس عليها العرمض يفيء عليها الظل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك مشهور في الدنيا، خامل في الآخرة، مذكور في الدنيا،
منسي في الآخرة، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء، يقودهم إلى النار ".
177

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سألت يحيى بن معين: عن محمد
ابن عباد بن موسى فلم يحمده. قلت: أيما أكتب عنه؟ سمر وعربية؟ فرخص لي
فيه.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسن بن هارون عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن عباد بن موسى العكلي الكوفي نزل بغداد في أمره نظر.
1199 - محمد بن عباد بن الزبرقان، أبو عبد الله المكي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وسفيان بن عيينة،
وحاتم بن إسماعيل، وأنس بن عياض. روى عنه البخاري، ومسلم بن الحجاج في
الصحيحين، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي
الأبار، ومعاذ بن المثنى، وعبد الله بن محمد البغوي.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا محمد بن عباد المكي،
حدثنا سفيان، عن عمرو قال: ذكروا القدرية عند ابن عباس بعد ما ذهب بصره.
قال: هل في البيت أحد منهم؟ فأروني أخذ برأسه. وقال ابن عباس: إنه منظوم
بالتوحيد، إنه حين جاءه جبريل في الصورة التي لم يكن يراه فيها وهو لا يعرفه،
فسأله عن الإيمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو كذا وكذا، والإيمان بالقدر خيره
وشره ". قال: وقال غيره: أخذ برأسه فأنصبه.
178

قال أبو عمران موسى: لا نعلم في الأرض أحدا روى حديث ابن عباس عن النبي
صلى الله عليه وسلم غير محمد بن عباد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي
بنيسابور، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن حسنويه المقرئ، حدثنا أبو الحسين
مسلم بن الحجاج، حدثنا محمد بن عباد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
دينار، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى
إلى اليمن، فقال: " بشرا ويسرا ولا تنفرا " وأراه قال: " تطاوعا فلما ولي أبو موسى،
قال: يا رسول الله إن لهم شرابا من العسل يطبخ حتى يعقد، والمزر من الشعير. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أسكر عن الصلاة فهو حرام ". فلما قدما اليمن نزلا بيتين
فتناظرا قيام الليل، فقال أبو موسى: أنا أقوم أول الليل وأنام أخره، فقال معاذ: وأنا
أنام أول الليل وأقوم أخره، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. قال: وجاء معاذ
وعند أبي موسى رجل. فقال: هذا كان كافرا فأسلم ثم ارتد. فقال معاذ: لا أنزل -
أو لا أجلس - حتى يقتل. قال: فقتل.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال: سمعت
أبي وقلت له شيئا رواه ابن عباد عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن أبي
بردة، عن أبيه، عن موسى: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجه أبا موسى إلى اليمن؟ قال:
كذب وباطل، إنما روى هذا الشيباني عن سعيد بن أبي بردة. قال: ولم يرو عمرو بن
دينار عن أبي بردة، ولا سعيد بن أبي بردة شيئا، وأنكره جدا. قلت لأبي:
وسفيان عن عمرو بن دينار؟ قال: ذكروا عند ابن عباس القدرية فقال ابن عباس:
لو أن ههنا منهم أحد لفعلت به؟ قال: هذا سمعته من سفيان، فقلت: ففيه كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي سأله فقال: " أن يؤمن بالقدر خيره وشره ". أو شئ مرفوع.
قال: لا! وأنكره.
179

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري. قال: محمد بن عباد المكي سكن بغداد.
أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل. قال: سألت أبي عن محمد بن عباد المكي. فقال لي: حديثه حديث
الصدق، فأرجو أن لا يكون به بأس.
وسمعته مرة أخرى ذكره. فقال: يقع في قلبي أنه صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا علي
ابن محمد الحنيني قال: سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ، عن محمد
ابن عباد المكي. فقال: لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: أخبرنا عبد الله بن
محمد البغوي قال: محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن
الهيثم التمار، حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزاز. قال: مات محمد بن عباد
المكي غرة المحرم في سنة خمس وثلاثين ومائتين.
قلت: ذكر موسى بن هارون أن وفاته كانت يوم الخميس وببغداد توفي.
1200 - محمد بن عباد، أبو عبد الله البغدادي:
كان بحمص وحدث عن محمد بن سليمان الحراني، روى عنه عمرو بن إسحاق
ابن يزيد الحمصي، ذكر ذلك محمد ابن إسحاق بن مندة الأصبهاني.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الصمد
1201 - محمد بن عبد الصمد، أبو بكر اليماني:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الزبيبي.
1202 - محمد بن عبد الصمد بن الحسن الناقد:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
180

1203 - محمد بن عبد الصمد، أبو الطيب الدقاق، يعرف بالبغوي:
وكان ابن خالة عبد الله بن محمد البغوي. وروى عن أبي عبيد الله حماد بن
الحسن بن عنبسة، وأحمد بن عبد الله المكتب، ومحمد بن شداد المسمعي. حدث
عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن عبد الله بن
أخي ميمي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان، حدثنا أبو بكر محمد بن المقرئ
بأصبهان حدثنا أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق البغدادي، حدثنا أحمد بن
عبد الله أبو جعفر المكتب، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان عن عبد الله بن عثمان
ابن خيثم، عن عبد الرحمن بن بهمان قال: سمعت جابر بن عبد الله. قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول: " هذا أمير البررة، وقاتل
الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله - يمد بها صوته - أنا مدينة العلم وعلى
بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب ".
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا الطيب
محمد بن عبد الصمد مات في سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وقال غيره: في جمادى الأولى.
1204 - محمد بن عبد الصمد بن أحمد بن يحيى، أبو عبد الله
الخواص الشيرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الله بن شيرويه الفسوي. كتب عنه أبو
عبد الله بن بكير.
1205 - محمد بن عبد الصمد بن بنان بن عبد الله بن إبراهيم، أبو بكر
الفقيه الداودي:
كان ينزل في صف الثوري. وحدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وجعفر
الخلدي، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبي بكر الشافعي.
حدثني عنه أحمد بن علي بن التوزي. وقال لي: كان ثقة.
* * *
181

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبدة
1206 - محمد بن عبدة بن الهيثم، الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية. يروى عنه
الحسين النيسابوري، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن محمد بن سعدون الموصلي، أخبرنا أحمد
ابن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، حدثنا محمد بن
عبدة، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا الكوفيين أبان بن ثعلب وغيره عن الحكم، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يحنوا أحدنا
ظهره حتى نراه قد سجد.
قرأت في سماع محمد بن أبي الفوارس: عن أبي عبد الله العصمي عن أحمد بن
محمد بن ياسين. قال: أخبرنا حسين بن الحسن النيسابوري، حدثنا محمد بن عبدة
ابن الهيثم الهروي ببغداد.
حدثنا سفيان بن عيينة: بلغني أن محمد بن عبدة الهروي مات في سنة ثمان
وأربعين ومائتين.
1207 - محمد بن عبدة، جار يعقوب بن إبراهيم الدورقي:
حدث عن ريحان بن سعيد، ومسلم بن سالم. روى عنه الحسين بن إسماعيل
المحاملي، وعبد الله بن إبراهيم القصري، وأحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي.
قال:
وجدت في كتاب جدي بخط يده. حدثنا محمد بن عبدة جار يعقوب الدورقي،
حدثنا ريحان بن سعيد، حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة أنه سمع
النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا نام أحدكم وفي نفسه أن يصلى من
الليل فليضع عنده قبضة من تراب، فإذا انتبه فليقبض بيمينه ثم ليحصب
عن شماله ".
182

1208 - محمد بن عبدة بن حرب، أبو عبد الله القاضي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن الحجاج الشامي، وعلي بن المديني، وعبد
الأعلى بن حماد النرسي، وهدبة بن خالد،... ابن طلحة، ومحمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب ومحمد بن الحسن بن تسنيم، وغيرهم. روى عنه أبو جعفر
اليقطيني، وعبد العزيز بن جعفر الحربي، وأبو حفص بن الزيات، وأحمد بن جعفر بن
سالم، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وإبراهيم بن أحمد بن جعفر الجرمي، وعلي بن
أحمد السكري.
أخبرني محمد بن علي بن يعقوب المعدل، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
النيسابوري قال: سمعت أبا علي حامد بن محمد الهروي يقول: كان أبو عبد الله
القاضي ببغداد منصرفا من قضاء مصر، وكان بمصر يعرف بأبي عبيد بن حرنويه،
كان أولا يحدث عن أبي الأشعث، وعمر بن شبة، وطبقتهما. ثم ارتقى إلى بندار
وأبي موسى، وطبقتهما. فلما كان بعد انصرافه من مصر إلى العراق حدث عن
إبراهيم بن الحجاج الشامي وأبي الربيع الزهراني، وطبقتهما. وكان إبراهيم بن محمد
ابن حمزة الأصبهاني يختص به، فقال لي إبراهيم يوما: يا أبا على أن أبا عبيد الله
قال لي: عزمت أن أحدث عن أبي الوليد الطيالسي، والخوصي، ومسدد. قال ابن
حمزة فقلت: الله الله!! فإنا نرحم أيها القاضي. قلت: وصاحب هذه القصة أبو عبد
الله بن عبدة لا ابن حرنويه. فإن أبا عبيد بن حرنويه كان أحد الأمناء الأتقياء
الصالحين الصادقين، ولم يرو عن إبراهيم بن الحجاج، وأبي الربيع شيئا، ولا عن
بندار وأبي موسى، وإنما روايته عن أبي الأشعث وطبقته. ولعل إبراهيم بن حمزة
حكى بما حكى لأبي علي الهروي عن أبي عبيد مطلقا، غير مسمى ولا منسوب،
فظن أبو علي أنه أبو عبيد بن حرنويه.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني عن محمد بن عبدة بن حرب القاضي. فقال: لا شئ.
وقال الدارقطني: سمعت السبيعي يقول: كان يظهر جزءا من سماعه ويحدث به -
يعني محمد بن عبدة بن حرب - ثم بعد ذلك أخذ كتب الناس وحدث بها، ولم
يكن له سماع، ثم انكشف أمره.
183

سمعت أبا بكر البرقاني يقول: محمد بن عبدة القاضي عند أصحاب الحديث
من المتروكين. فقلت: من تركه؟ فقال: أبو منصور بن الكرخي. وكان ابن أبي سعد
أيضا لا يكتب حديثه.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي بخط يده: ما أبو عبد الله بن عبدة القاضي سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة بواسط، وجاءوا به إلى بغداد.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبدوس
1209 - محمد بن عبدوس السراج:
روى عنه أحمد بن سلمة النيسابوري حكاية لأبي مرجوم القاص. وذكر أحمد
ابن سلمة أنه سمع منه على باب قتيبة بن سعيد البغلاني.
أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحافظ
النيسابوري، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا أحمد بن سلمة،
حدثنا محمد بن عبدوس السراج البغدادي على باب قتيبة بن سعيد قال: قام أبو
مرجوم القاص بالبصرة ليقص على الناس فأبكى. فلما فرغ من قصصه قال: من
يطعمنا أرزة في الله؟ فقام شاب من المجلس فقال: أنا. فقال: اجلس رحمك الله فقد
عرفنا موضعك. فقام الثانية فقال أبو مرجوم لأصحابه: قوموا بنا إليه فقاموا معه فأتوا
منزله قال: فأتينا بقدر من باقلاء فأكلناه بلا ملح. ثم قال أبو مرجوم: على بخوان
خماسي وخمس مكاكي أرز، وخمس أمنان سمن وعشرة أمنان سكر. وخمسة أمنان
صنوبر وخمسة أمنان فستق، فجيء بها كلها. فقال أبو مرجوم لأصحابه: يا إخوان
كيف أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرقة لونها، مبيضة شمسها. قال: اجروا فيها
أنهارها. قال: فأتى بذلك السمن فأجرى فيها. ثم أقبل أبو مرجوم على أصحابه
فقال: يا إخوان كيف أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرقة لونها مبيضة شمسها مجرية فيها
أنهارها وقد غرس فيها أشجارها وقد تدلى لنا ثمارها. قال: يا إخوان ارموا الدنيا
بحجارتها. قال: فأتى بذلك السكر فألقى فيها ثم أقبل أبو مرجوم على أصحابه. قال:
184

يا إخوان كيف أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرقة لونها مبيضة شمسها قد أجرى فيها
أنهارها وقد غرس فيها أشجارها وقد تدلى ثمارها. فقال: يا إخوان ما لنا وللدنيا
اضربوا فيها براحتها قال: فجعل الرجل يضرب فيها براحته ويدفعه بالخمس.
قال أبو الفضل أحمد بن سلمة: ذكرت لأبي حاتم الرازي فقال: أمله على:
فأمليته عليه فقال: هذا شأن الصوفية.
1210 - محمد بن عبدوس، قاضي المداين:
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج، عن
أبي العباس بن سعيد. قال: توفي محمد بن عبدوس قاضي المداين ببغداد في المحرم
سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
1211 - محمد بن عبدوس، أبو عبد الله البزاز:
ذكره أبو الحسين المنادي فقال: فيما أخبرناه محمد بن عبد الواحد، حدثنا
محمد ابن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع. قال: ومات أبو عبد الله
محمد بن عبدوس البزاز، وكان في إحدى رجليه خمع، وذلك يوم الأحد لخمس
خلون من صفر سنة سبع وثمانين ومائتين، وكان من عقلاء الناس وأفاضلهم كتب
الناس عنه قبل أن يموت بقليل.
1212 - محمد بن عبدوس بن كامل، أبو أحمد السلمي السراج:
يقال إن اسم أبيه عبد الجبار، ولقبه عبدوس. سمع علي بن الجعد، وداود بن
عمرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهذلي، وعاصم بن عمر المقدمي،
وأحمد بن حباب المصيصي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع،
وحجاج بن الشاعر.
وكان من أهل العلم والمعرفة والفضل. روى عنه عبد الله بن أحمد البغوي،
وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، ودعلج بن أحمد، وأبو محمد بن ماسي
وغيرهم.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن
185

مهران، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الدقاق، حدثنا محمد بن عبد الجبار
السلمي - وهو ابن كامل - أبو أحمد وعبدوس لقبه.
أخبرنا محمد بن أحمد أبو نعيم الحافظ الأصبهاني قال: سمعت أبا محمد عبد
الله بن محمد بن جعفر بن حباب يقول: سنة ثلاث وتسعين فيها مات أبو أحمد بن
عبدوس البغدادي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات ابن
عبدوس في رجب سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وتوفي أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل إما في آخر
رجب، وإما في أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وكان من المعدودين في
الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وكان كالأخ لعبد الله
ابن أحمد بن حنبل.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: توفي أبو أحمد
ابن عبدوس السراج في ليلة الأربعاء، ودفن في يوم الأربعاء غرة شعبان سنة ثلاث
وتسعين ومائتين، وكان حسن الحديث كثيرة، ثبتا لا أعلمه غير شيبة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الوهاب
1213 - محمد بن عبد الوهاب بن أبي ذر، أبو عمر القاضي البغدادي:
انتقل إلى الشام وحدث بدمشق عن جعفر الفريابي، وإبراهيم بن شريك الكوفي،
وغيرهما. وكان قد كف بصره، روى عنه تمام بن محمد الرازي.
1214 - محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن أيوب بن مطر، أبو
عبد الله الدلال:
وكنية أبيه عبد الوهاب أبو العلاء. حدث عن أبي بكر بن مالك القطيعي. كتبنا
عنه وكان يسكن باب البصرة.
186

أخبرنا محمد بن أبي العلاء الدلال، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي
قراءة عليه، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن خالد،
حدثنا رباح، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي
هريرة. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل خطوة يخطوها إلى الصلاة يكتب له بها حسنة،
ويمحى عنه بها سيئة ".
سألت محمد بن أبي العلاء عن مولده. فقال: ولدت أول يوم من رجب سنة
خمسين وثلاثمائة.
وسمعت من أبي علي ابن الصواف، ومخلد بن جعفر، ومحمد بن المظفر،
والدارقطني، وابن شاهين، وكان سماعه لمسند أبي هريرة من ابن مالك عن عبد الله
عن أبيه صحيحا، ومن عداه قد ألحق التسميع فيه بخطه خط طري.
وبلغني أن بعض كتبة الحديث قرأ عليه عن ابن الصواف شيئا، ولم يذكر له بذلك
كتاب صحيح.
ومات في يوم الثلاثاء الثالث من صفر سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
1215 - محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن علي المتوكل بن
عمر أبي طاهر، الكاتب المعروف بابن الشاطر:
سمع علي بن عمر السكري، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الطيب بن المنتاب، وأبا
أحمد بن جامع الدهان. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن في سكة النعيمية بباب
البصرة.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب الكاتب، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي،
حدثنا حاتم بن الحسن الشاسي، حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر بن همام أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصوم المرأة وبعلها
شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير أمره فله نصف أجره ".
187

سألت ابن الشاطر عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة خمس وسبعين وثلاثمائة،
ومات في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
* * *
ذكر مثاني الأسماء على التعبيد
1216 - محمد بن عبدك بن سالم، القزاز:
سمع حجاج بن محمد الأعور، وعبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة،
وهوذة بن خليفة، ويونس بن محمد المؤدب. روى عنه محمد بن عمرو الرزاز، وأبو
عمرو بن السماك، وعبد الله بن سليمان الفامي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا عثمان بن أحمد
الدقاق - إملاء - حدثنا محمد بن عبدك القزاز، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عن علي
ابن زيد، عن أم محمد، عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يرسل على الكافر
حيتان، واحدة من قبل رأسه والأخرى من قبل رجليه، يقرضانه قرضا كلما فرغتا إلى
يوم القيامة ".
أخبرنا علي بن أبي علي قال: حدثني الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب،
حدثنا عبد الله بن سليمان الفامي، حدثنا محمد بن عبدك القزاز وغيره. قال:
اجتمعت مع زهير السامي وتحدثنا فلما أردت مفارقته. قلت: متى نلتقي؟ فقال:
إن نعش نلتقي وإلا فما * أشغل من مات عن جميع الأنام
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قال: مات محمد بن عبدك
القزاز في شوال سنة ست وسبعين ومائتين.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع. قال: ومات محمد بن عبدك القزاز لثمان خلون من شوال سنة
ست وسبعين ومائتين. كان ينزل بالكرخ.
188

1217 - محمد بن عبدك بن سليم:
حدثنا عن الحسن بن عرفة. روى عنه محمد بن عبيد الله بن الشخير الصوفي.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي والحسن بن علي بن محمد
الجوهري. قالا: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي، حدثنا محمد بن
عبدك بن سليم، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان بن أبي إسحاق،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة. قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم الدائم وإن قل.
1218 - محمد بن عبد المؤمن البغدادي:
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار النيسابوري بالبصرة، حدثنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن بشر بن
حبيب بن يزيد التميمي الصوري بصور، حدثني أحمد بن علي المكي، حدثنا محمد
ابن عبد المؤمن البغدادي، حدثنا عبد الغنى بن عمرو عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي
زهير عبد الرحمن بن معمر التونسي قال: حدثنا ماعز بن عبد الملك بن عمير، عن
جده قال: استأذن ابن عباس على معاوية بن أبي سفيان فأذن له فلما رآه من بعيد قال
لسعيد بن العاص: لأسألن ابن عباس عن مسائل يعيى بجوابها، وقد تحفلت عنده
بطون قريش وكبار العرب. فقال سعيد: ليس مثل ابن عباس - يعيى بمسائله. فلما
جلس قال له معاوية: يا ابن عباس ما تقول في أبي بكر الصديق؟ فقال ابن عباس:
يرحم الله أبا بكر، كان والله للقرآن تاليا، وللشر قاليا، وذكر الحديث بطوله.
1219 - محمد بن عبد المؤمن بن أحمد، أبو إسحاق الإسكافي:
كان خطيب إسكاف في الجنيد وقاضيها، وحدث عن الحسين بن محمد بن عبيد
العسكري، ومحمد بن المظفر، وأبي بكر الأبهري.
كتب أصحابنا عنه بإسكاف وببغداد، وكان ثقة يتفقه على مذهب مالك، ومات
بإسكاف في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وكان مولده في النصف من رجب سنة
ستين وثلاثمائة.
189

1220 - محمد بن عبد بن خالد بن فريان بن فرقد، أبو بكر النخعي
البخلي:
قدم بغداد وحدث بها عن قتيبة بن سعيد، ويحيى بن موسى خت. روى عنه
مكرم ابن أحمد القاضي، وعلي بن المفضل بن طاهر البلخي، والقاضي أبو طاهر
محمد بن أحمد بن عبد الله السدوسي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا أبو بكر محمد
ابن عبد بن خالد البلخي النخعي من ورقة أبي عبد الله بن أبي خيثمة، حدثنا يحيى
ابن موسى خت، حدثنا عمر بن هارون، عن يونس بن يزيد، ومالك، عن الزهري،
عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمر، أنه خطب فقال في خطبته: إن الله بعث
محمدا بالحق، فكان فيما قرأنا وعلمنا: " الشيخ والشيخة [إذا زينا] فارجموهما
ألبتة ". وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجم أبو بكر، ورجمنا بعده.
حدثني العلاء بن حزم الأندلسي، حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري بمصر،
أخبرنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي. قال: محمد بن عبد بن
خالد بن فريان البلخي، شيخ ثقة.
1221 - محمد بن عبد بن عامر بن مرداس بن هارون بن موسى، أبو بكر
السغدي التميمي السمرقندي:
قدم بغداد وحدث بها وبغيرها عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وعبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي، وقتيبة بن سعيد، وعصام وإبراهيم ابني يوسف البلخيين، ومحمد
ابن سلام البيكندي، وحنان بن موسى المروزي، وإسحاق بن راهويه، أحاديث
منكره وباطلة، روى عنه أحمد بن عثمان بن الأدمي، وإسماعيل بن علي الخطبي،
وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
190

[أخبرنا محمد] بن أحمد بن رزق، أخبرنا [محمد بن يوسف بن حمدان
الهمداني] حدثنا محمد بن عبد بن عامر بن مرداس السغدي السمرقندي - قدم
علينا - حدثنا عصام بن يوسف، حدثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن أنس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة،: وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع
رأسه من الركوع.
تفرد بروايته محمد بن عبد بن عامر عن عصام، ورواه مسلم بن أبي مسلم
الحرمي عن وكيع عن الثوري.
وقد روى عبد الوهاب الثقفي عن حميد، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا،
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان،
ومعاذ بن معاذ العنبري، ويزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس موقوفا.
وأما حديث يحيى بن سعيد عن أنس فغريب من حديث الثوري تفرد بروايته
مسلم الحرمي عن وكيع عنه، ويروى أن محمد بن عبد سرقه فألزقه على عصام بن
يوسف، والله أعلم.
وقد حدث به شعبة بن الحجاج عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار، عن
النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا أحمد بن عمر بن العباس
القزويني قدم علينا، حدثنا محمد بن عبد بن عامر، حدثنا قتيبة، حدثنا مالك بن أنس،
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دع ما يريبك إلى مالا يريبك،
فإنك لن تجد فقد شئ تركته لله عز وجل ".
وهذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك، وإنما يحفظ عن عبد الله بن أبي رومان
الإسكندراني عن ابن وهب، عن مالك، تفرد واشتهر به ابن أبي رومان وكان
ضعيفا.
والصواب عن مالك من قوله قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من ابن أبي
رومان، فرواه كما ذكرنا.
191

خبرنا أبو منصور عبد الله بن عيسى بن إبراهيم المحتسب بهمذان، حدثنا أبو
الطيب أحمد بن محمد بن العباس بن هاشم النهاوندي، حدثنا محمد بن عبد بن
عامر بن مرداس السمرقندي، حدثنا عصام بن يوسف، حدثنا شعبة، عن حميد
الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سورة ياسين تدعى في التوراة
المعمة ". قيل: يا رسول الله وما المعمة؟ قال: " تعم صاحبها بخيري الدنيا والآخرة
وتكابد عنه بلوى الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة، وتدعى القاضية الدافعة، تدفع عن
صاحبها كل سوء، وتقضي له كل حاجة، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن
سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفة ألف
نور، وألف يقين، وألف بركة، وألف رحمة، ونزحت منه كل غل وداء ".
وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل أيضا، وإنما يحفظ من حديث محمد بن عبد
الرحمن الجذعاني عن سليمان بن مرفاع، عن هلال، عن الصلت، عن أبي بكر
الصديق، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنيه أبو بكر عبد الله بن منصور الصايغ، حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثني
محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجذعاني، ثم ذكر الإسناد، والذي ذكرته والمتن
الذي أورده محمد بن عبد سواء، غير أن في الألفاظ خلافا يسيرا، ولا أعلم يروى
هذا الحديث إلا من طريق الجذعاني وفي إسناده غير واحد من المجهولين، وقد سرق
متنه محمد بن عبد ووضع الإسناد الذي قدمناه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أحمد بن عمر بن العباس القزويني، حدثنا محمد بن
عبد بن عامر السمرقندي بقزوين، حدثنا عصام بن يوسف، حدثنا شعبة، عن سليمان
التيمي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفشوا في الكلام - يعني
القدر - فإنه سر الله، ولا تجادلوا أهل البدع فإن الشيطان يريد بكم الغي والله يريد
بكم الخير ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن يوسف بن حمدان الهمداني،
حدثنا محمد بن عبد بن عامر، أخبرنا عبد بن حميد الكشي، حدثنا عبد الرزاق،
أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار، أخذ أبو بكر
192

بغرزه فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجهه. فقال: " يا أبا بكر ألا أبشرك؟ ". قال: بلى! فداك
أبي وأمي. قال: " إن الله يتجلى يوم القيامة للخلائق عامة، ويتجلي لك يا أبا بكر
خاصة ".
وهذان الحديثان لا أصل لهما عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعهما
محمد بن عبد إسنادا ومتنا، وله أحاديث كثيرة تشابه ما ذكرناه، وكلها تدل على
سوء حاله وسقوط رواياته.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سمعت أبا الحسين يعقوب بن موسى الفقيه ببغداد يقول: لقيت جماعة يحدثون عن
محمد بن عبد السمرقندي أحاديث موضوعة قد حدث بها في بلدان شتى، فسألت
جعفر بن [محمد بن] الحجاج المعروف ببكار الموصلي بها عنه. قال: قدم علينا
الموصل وحدث بأحاديث مناكير، فاجتمع جماعة من الشيوخ وسرنا لننكر عليه، فإذا
هو جالس في مسجد يعرف بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وله مجلس، وعنده خلق من كتبة
الحديث ومن العامة. قال: فلما بصرنا من بعيد علم أنا قد اجتمعنا للإنكار عليه. فقال
قبل أن نصل إليه: حدثنا قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن جابر بن عبد الله أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم. قال: " القرآن كلام الله غير مخلوق ". قال: فوقفنا ولم نجسر أن نقدم عليه
خوفا من العامة، قال: فرجعنا ولم نجسر أن نكلمه.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني، حدثنا
أبو نصر محمد بن هارون النهرواني، حدثنا محمد بن عبد بن عامر السمرقندي،
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال القرآن مخلوق فقد كفر ".
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسروق، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمد بن عبد
ابن عامر بن مرداس بن هارون بن موسى السغدي يكنى أبا بكر من أهل سمرقند. لم
يكن بالمحمود في الحديث. وقال لنا: ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
193

حدثت عن أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد
ابن عمر الجعابي. قال: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي كانوا يذمونه في سماعه.
قرأت في كتاب أبي بكر البرقاني بخطه. قال علي بن عمر الدارقطني: محمد بن
عبد بن عامر السمرقندي لم يكن مرضيا في الحديث.
وقال محمد بن أبي الفوارس: قرأت على أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن
عبد بن عامر السمرقندي يكذب ويضع.
حدثني الحسين بن محمد أخو الخلال، عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال، محمد بن عبد بن عامر بن مرداس بن هارون أبو بكر السمرقندي
يقال إنه من سغد سمرقند، وقد قيل إنه بلخي، والأصح أنه سمرقندي حدث
بالعراق، وخراسان، ولم أر لأهل بلده عنه شيئا، يحدث المناكير على الثقات، يتهم
بالكذب، وكأنه كان يسرق الأحاديث والإفرادات يحدث بها ويتابع الضعفاء
والكذابين في رواياتهم عن الثقات بالأباطيل
* * *
ذكر مفاريد الأسماء على التعبيد
1222 - محمد بن عبد الوهاب بن الزبير بن زنباع، أبو جعفر الحارثي:
كوفي الأصل رأى سفيان الثوري؟ وسمع محمد بن مسلم الطائفي، ومحمد بن
أبان الجعفي، ويعقوب العمى، وأبا شهاب الحناط، وسوار بن مصعب، ويحيى بن
سلمة بن كهيل. روى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ومحمد بن عبد الله المنادي،
وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن علي الخزاز، وجعفر بن محمد بن كزال،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وموسى بن هارون.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرناه أبو القاسم سليمان بن محمد بن أحمد بن
أيوب الشاهد، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عبد الوهاب
الحارثي، حدثنا أبو شهاب، عن عوف الأعرابي، عن أبي نصر * عن أبي سعيد قال:
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء فأخر المغرب وعجل
العشاء وصلاهما جميعا.
194

قال ابن منيع: سمعت إبراهيم بن أرمة الأصبهاني - وذكر هذا الحديث - قال: ما
بالعراق حديث أغرب أو أحسن منه.
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم،
حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدثنا محمد بن عبد الوهاب،
وأخبرنا أبو علي الحسن بن شهاب الحنبلي بعكبرا، أخبرنا أحمد بن يوسف بن
خلاد العطار، حدثنا موسى بن هارون.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عبد الله
بن محمد البغوي. قالا: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي، حدثنا محمد بن
مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع
الرجل رجليه إحداهما على الأخرى وهو متكئ.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران الحافظ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسائي، أخبرنا أبو علي صالح بن
محمد - يعنى جزرة - حدثنا محمد بن عبد الوهاب، عن محمد بن مسلم بهذين
الحديثين. فقال أبو علي صالح بن محمد: محمد بن عبد الوهاب حدثنا ثقة، وألقى
هذان الحديثان على يحيى بن معين. فقال: كلاهما باطل. قال أبو علي: هذا مشهور
من حديث أبي الزبير عن جابر، فأما عن عمرو.
أخبرنا الحسين بن علي بن محمد بن يعقوب بالري، حدثنا محمد بن الحسن بن
الفتح الصفار القزويني، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمد بن عبد الوهاب
الحارثي سنة تسع وعشرين وفيها مات. قال: رأيت سفيان الثوري وقد أردف ابن
أخيه خلفه على حمار.
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي. قال: رأيت
سفيان الثوري في زمن أبي جعفر بالكوفة ولم اكتب عنه شيئا، رأيته عليه قباء محشو
أبيض، وقلنسوة بيضاء، وكساء نيلي وركب حمارا وحمل ابن أخته وراءه، وكان
أبيض الرأس واللحية.
حدثني محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني
محمد بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن
195

غالب، أخبرنا موسى بن هارون قال: وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا عبد الله بن
محمد البغوي: مات محمد بن عبد الوهاب سنة سبع وعشرين وكان لا يخضب.
قال البغوي: وقد كتب عنه وهذا خطأ.
والصواب ما أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الحلبي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي. قال: مات محمد بن عبد الوهاب ببغداد سنة تسع وعشرين
ومائتين.
1223 - محمد بن عبد المجيد، أبو جعفر التميمي:
حدث عن حماد بن زيد، وعبيد الله بن عمرو الذهبي، والمعلى بن زياد، وسفيان
ابن عيينة، وبقية بن الوليد، ويحيى ابن يمان. وروى عنه القاسم بن محمد بن الحارث
المروزي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن علي الخزاز، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، وغيرهم.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر الخصاص، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد،
حدثنا أحمد بن علي الخزاز، حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي، حدثنا عبيد بن
عمر، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن قيس النخعي، عن أبي الحكم البجلي.
قال: دخلت على أبي هريرة وهو يحتجم. فقال: أتحتجم يا أبا الحكم؟ قلت: ما
احتجمت قط.
قال: أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام أخبره أن الحجامة أنفع ما
تداوي به الناس.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد
قال: سمعت محمد بن غالب يقول: كان محمد بن عبد المجيد آية منكرا. قلت: إنه
ضعيف.
1224 - محمد بن عبد المنعم بن إدريس بن سنان:
حدث عن هشام بن محمد الكلبي. روى عنه أبو موسى بن حماد البربري،
وكان عبد المنعم من بنت وهب بن منبه.
196

1225 - محمد بن عبد النور، أبو عبد الله المقرئ الخزاز:
من أهل الكوفة. نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن آدم، وجعفر بن عون،
وقبيصة بن عقبة، وطبقتهم. وكان أحد من يقرئ القرآن ببغداد. روى عنه أبو علي
المقرئ المعروف بدميس، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو الحسين بن المنادي،
وغيرهم.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن الفقيه، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز،
حدثنا ابن المنادي، حدثنا محمد بن عبد النور أبو عبد الله الخزاز المقرئ الكوفي بمدينة
السلام، حدثنا جعفر بن عون، أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن
العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وفى هذا الشهر - يعني جمادى
الآخرة - من سنة اثنتين وسبعين ومائتين توفي أبو عبد الله محمد بن عبد النور الخزاز
المقرئ الكوفي. نزل بجانبنا لضيق درب الأعراب، كتب الناس عنه وكتبنا عنه وقرأت
عليه فاتحة الكتاب وآيات من سورة البقرة، وأخبرنا أنه قرأ على خالد بن يزيد
الطبيب، وكان يروى عنه وعن جعفر بن عون، ويحيى بن آدم، وأبي نعيم، وأبي
يوسف الأعشي.
1226 - محمد بن عبد الحميد الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حرب النسائي. روى عنه أبو محمد بن
السقا الواسطي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن محمد بن
عثمان المزني الحافظ قال: قرئ على محمد بن عبد الحميد الواسطي ببغداد وأنا حاضر
حدثكم محمد بن حرب النسائي وهو الواسطي، حدثنا حفص بن عمر النجار
الواسطي، حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان، عن الحكم بن مقسم، عن ابن عباس.
أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب.
قال حفص بن عمر: فلقيت غندرا فقلت له: هذا عند شعبة؟ فقال غندر: وحدثنيه
شعبة قال: حدثني أبو شيبة قاضي واسط.
197

1227 - محمد بن عبد الكريم بن الهيثم، أبو بكر الدير عاقولي:
حدث عن أبيه، وعن زهير بن محمد بن قمير، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه،
وأبي يحيى محمد بن سعيد العطار، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، ومحمد
ابن عبد الملك الدقيقي، وموسى بن إسحاق بن القواس الكتاني. روى عنه محمد بن
إبراهيم بن بيطرا العاقولي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
وذكر ابن المظفر: أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثمائة وكان ثقة.
1228 - محمد بن عبد الحكم البغدادي:
حدث بأنطاكية عن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي.
روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المصيصي.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن يعقوب
الهاشمي، حدثنا محمد بن عبد الحكم البغدادي بأنطاكية، حدثنا عبد الله بن عبد
الصمد بن أبي خداش الموصلي، حدثنا الفتح بن الحكم، عن هشام بن سعد، عن زيد
ابن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسب امرئ
من الشر أن يحقر أخاه المسلم ".
1229 - محمد بن عبد السلام بن سهل، أبو بكر المعدل:
حدث عن يحيى بن أبي طالب، وأحمد بن الوليد الفحام. روى عنه أبو بكر
أحمد بن إبراهيم قال: توفي أبو بكر بن عبد السلام المعدل يوم الثلاثاء لإحدى عشرة
ليلة بقيت من رجب من سنة ست عشرة وثلاثمائة.
1230 - محمد بن عبدون بن عيسى، أبو بكر القطان:
حدث عن بشرة بن موسى الأسدي وإسحاق بن [عباد بن موسى أبو]
يعقوب الختلي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
198

1231 - محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن إسماعيل بن فهم، أبو بكر
الأنصاري:
من ولد سعد بن عبادة الخزرجي. حدث عن أبي الحسن بن الجندي، وكان يذكر
أنه سمع من ابن شاهين.
كتبت عنه وكان صدوقا ينزل قطيعة الصفار.
أخبرني محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى، حدثنا سوار بن مصعب، عن
عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل عليين ليراهم
من هو أسفل منهم كما ترون النجم أو الكوكب في السماء، وإن منهم لأبا بكر
وعمر وأنعما ". قال: قلت لأبي سعيد: ما أنعما؟ قال: أهل ذاك هما.
سألت الأنصاري عن مولده. فقال: ولدت في ليلة الاثنين الثالث عشر من رجب
سنة سبع وستين وثلاثمائة، ومات في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عيسى
1232 - محمد بن عيسى بن الطباع، أبو جعفر:
وهو أخو إسحاق ويوسف انتقل إلى أدنة فسكنها وحدث بها عن مالك بن أنس،
199

وحماد بن زيد، وسلام بن أبي مطيع، وجويرية بن أسماء، وقزعة بن سويد،
ومجمع بن يعقوب، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وشريك، وهشيم. روى عنه ابن
أخيه محمد بن يوسف، وأبو حاتم الرازي، وأبو الوليد بن برد الأنطاكي،
وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه
إلينا حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت أبا
خيثمة - وذكر ابن الطباع - فقال: خرج من عندنا قبل أن يطلب الإسناد.
وقال أبو داود سمعت محمد بن داود يقول: قلت لابن عيسى: كيف عرفت
أحمد بن حنبل؟ قال: لم يكن قعد في حلقتنا أصغر منه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم. قال: قال أبو عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل - إن ابن الطباع لثبت كيس - يعنى محمد بن عيسى -.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: وسمعت أبا عبد الله ذكر
حديث هشيم عن ابن شبرمة عن الشعبي في الذي يصوم في كفارة ثم يوسر فيسرد.
فقال: لا أراه سمعه من ابن شبرمة. قيل لأبي عبد الله عن أبي جعفر محمد بن عيسى
إنه يقول فيه: قال أخبرنا ابن شبرمة عليه قلت لأبي عبد الله إنهم يغلطون فكأنه
تعجب، ثم قال: هذا قال لي إنسان إنه لم يسمعه وإنه عن رجل عن ابن شبرمة.
ويقولون في كثير من حديثه، وقلت له: ألا إن أبا جعفر عالم بهذا؟ قال: نعم، أبو
جعفر كيس فهم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري - وذكر محمد بن عيسى الطباع - فقال: سمعت عليا قال: سمعت
عبد الرحمن ويحيى يسألانه عن حديث هشيم، وما أعلم أحدا أعلم به منه.
200

قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا
محمد بن إسحاق الثقفي. قال: حدثني محمد بن إدريس الحنظلي قال: سمعت
محمد بن عيسى يقول: اختلف عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود في حديث هشيم
فقال أحدهما: كان يدلسه. وقال الآخر: بل هو سماع، فتراضيا بي، فأخبرتهما بما
عندي فاقتصرا عليه.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد
ابن علي قال: سئل أبو داود عن محمد بن عيسى بن الطباع فقال: سمعت محمد
ابن بكار بن الريان يقول: محمد بن عيسى أفضل من إسحاق بن عيسى.
وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود يقول: كان محمد بن عيسى بن الطباع يتفقه،
وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث، وكان ربما دلس.
حدثني محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر،
أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال:
أبو جعفر محمد بن عيسى بن الطباع ثقة.
أنبأنا محمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد النيسابوري، أخبرنا أبو العباس
محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت أبا بكر بن يوسف يقول: مات محمد بن
عيسى سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان يكنى بأبي جعفر، وكان أصغر من إسحاق
بعشر سنين.
قلت: وكان مولد أخيه إسحاق بن عيسى في سنة أربعين ومائة.
1233 - محمد بن عيسى الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن شريك بن عبد الله النخعي. روى عنه محمد بن
إسحاق الصنعاني.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد
201

ابن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا محمد بن عيسى -
قدم من الكوفة - قال: زعم شريك. قال: حدثتني مولاة له ثقة يقال لها: أم منارة،
أنها كانت تجلس خمس عشرة. قال شريك: لو أن بكرا رأت الدم يوما كان حيضا.
1234 - محمد بن عيسى بن أبي موسى، أبو جعفر الأبواهي العطار الأبرش:
سمع يزيد بن هارون، ونصر بن حماد الوراق، وإسحاق بن منصور السلولي،
وعبد الله بن عمرو بن أبي أمية البصري، وأبا عاصم النبيل، ويحيى بن أبي بكير،
وعبد العزيز بن أبان، وكثير بن هشام. روى عنه محمد بن عمار العطار.
حدثنا محمد بن عيسى بن أبي موسى العطار، حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي
أمية، حدثنا قيس عن الأعمش عن إبراهيم بن علقمة عن مرقع الضبي عن سلمان.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما سميت الجمعة لأن آدم جمع فيه خلقه ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار - إملاء -
حدثنا محمد بن عيسى العطار، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا سليمان بن أبي داود،
حدثنا أبو زهير، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا كان
أحدكم في الصلاة فلا يبزقن بين يديه، ولا عن يمينه، وليبزقن عن يساره، أو تحت
قدمه ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ثمان وستين ومائتين فيها مات
محمد بن عيسى أبو جعفر المعروف بابن أبي موسى العطار.
1235 - محمد بن عيسى بن عبد الله الأدمي:
حدث عن أحمد بن عمر الوكيعي. روى عنه أبو العباس بن عقدة الكوفي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن حسنويه بن علي اللباد، حدثنا أحمد بن
محمد بن سعد، حدثنا محمد بن عيسى بن عبد الله الأدمي البغدادي، حدثنا أحمد
ابن عمر الوكيعي، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.
قال: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى الله ورسوله.
202

تابعه أحمد بن عاصم الطبراني عن وكيع، ورواه إسحاق بن راهويه عن وكيع،
فلم يجاوز به عكرمة.
وكذلك رواه يحيى القطان عن الثوري لم يذكر فيه ابن عباس.
1236 - محمد بن عيسى بن حيان، أبو عبد الله المدائني:
حدث بالمدائن وببغداد عن سفيان بن عيينة، ومحمد بن الفضيل بن عطية، وشعيب
ابن [حرب المدائني]، ويزيد بن هارون، والحسن بن قتيبة، وعلي بن عاصم،
وعثمان بن عمر بن فارس. روى عنه الحسن بن علي المعمري، وأبو بكر بن أبي
داود، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، والحسن بن إسماعيل المحاملي، وإسماعيل بن
محمد الصفار، ومحمد بن عمر الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وحمزة بن محمد
الدهقان، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرمي، أخبرنا حمزة بن محمد
الدهقان، حدثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني، حدثنا سفيان ابن عيينة، عن
الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يفتتح الصلاة يرفع يديه
حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعد ما يرفع من الركوع، ولا يرفع بين
السجدتين.
أخبرنا علي بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن
عيسى المدائني، حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي
إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة. فقال: " خذ معك إداوة ماء " قال: ثم انطلق وأنا معه، قال حتى: خط على
خطا ثم قال لي: " لا تخرج من هذا الخط " ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت لغطا
شديدا، قال: فخفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أحفظ لرسوله مني، فإذا هم وفد الجن.
قال: فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت لغطا شديدا، قال: فأتاني فقلت: يا رسول الله
سمعت لغطا شديدا. فقال: " هذا وفد نصيبين من الجن أتوني، فلما انصرفت تبعوني
يسألوني الرزق. فأمرهم بالعظام والروث ". ثم قال: برز ثم جاء وقال: " ناولني ثلاثة
أحجار " فناولته حجرين وروثة، قال: فرمى بالروثة، قال: " هذا ركس أو
203

رجس ". قال: فلما أفرغت عليه من الإداوة فإذا هو نبيذ. فقلت: يا رسول الله
أخطأت بالنبيذ. فقال: " ثمرة حلوة وماء عذب ".
تفرد برواية هذا الحديث الحسن بن قتيبة المدائني عن يونس بن أبي إسحاق، ولم
يكتبه إلا من حديث ابن حيان عنه.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال أبو الحسن الدارقطني: الحسن
ابن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان.
أنبأنا أحمد بن علي البردي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ قال: أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدايني حدث عن
مشايخه بما لم يتابع عليه.
سمعت من يحكي أنه كان مغفلا لم يكن يدري ما الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: ابن حيان المدائني
ضعيف. سمعت البرقاني يقول: محمد بن عيسى بن حيان المدائني ثقة.
وسألت البرقاني عنه مرة أخرى. فقال: لا بأس به.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري سئل عن ابن حيان فقال: ضعيف.
وسألت هبة الله الطبري عنه مرة أخرى. فقال: صالح ليس يدفع عن السماع لكن
كان الغالب عليه إقراء القرآن.
1237 - محمد بن عيسى بن موسى الأصبهاني:
حدث ببغداد عن محمد بن معاوية النيسابوري. روى عنه إسحاق بن محمد
الكيساني.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا عمر بن عبد الله زاذان القروي، أخبرنا
إسحاق بن محمد بن إسحاق الكيساني، حدثنا محمد بن عيسى بن موسى
الأصبهاني ببغداد.
وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن
أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن علي الصايغ المكي قال: حدثنا محمد بن معاوية
204

النيسابوري، حدثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب
الشياطين، سفاكين للدماء، لا يرعون عن قبيح، إن بايعتهم أربوك، وإن ائتمنتهم
خانوك، صبيهم عارم، وشابهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهي عن منكر،
السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة، وذو الأمر منهم غاو فعند ذلك يسلط الله عليهم
شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم ". هذا لفظ حديث الكيساني والآخر
بنحوه
1238 - محمد بن عيسى بن هارون، أبو بكر الدري:
حدث عن أبي الوليد الطيالسي، وعلي بن بحر بن بري، والحسن بن موسى،
وسليمان الشاذكوني. روى عنه أبو سعيد أحمد بن زياد الأعرابي.
وذكر أبو عبد الله بن مندة الأصبهاني أن محمد بن عيسى هذا بغدادي نزل
المصيصة، حدث عن مسلم بن إبراهيم.
وروى عنه أبو بكر الشافعي فقال: حدثنا محمد بن هارون بن عيسى وأنا أعيد
ذكره إن شاء الله.
1239 - محمد بن عيسى بن السكن * أبو بكر الواسطي، يعرف بابن أبي
قماش:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي منصور الحارث بن منصور، ومسلم بن إبراهيم،
وعمرو بن عون، ومحمد بن إسنويه الواسطي، وعاصم بن علي. روى عنه القاضي
المحاملي، ومحمد بن عمرو الوراق، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن فضل بن
خزيمة، وأحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج
الموصلي.
وأخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن سلمان بن
الحسن النجاد. قالا: حدثنا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي، حدثنا مسلم بن
205

إبراهيم، حدثنا قرة بن خالد، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الرحمن لا تسل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن
أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها،
فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك ".
رواه إسحاق بن الحسن الحربي وأبو خليفة الجمحي عن مسلم بن إبراهيم بإسناده
عن الحسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن سمرة مرسلا، ولا يعلم رواه عن
مسلم موصولا غير ابن أبي قماش، والله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات
محمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي في منصرفه من بغداد إلى واسط في الطريق
وذلك في شهر جمادى الأولى سنة سبع وثمانين [ومائتين] ومضوا به إلى واسط
فدفن هناك.
1240 - محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو علي الهاشمي المعروف
بالبياضي:
روى عنه محمد بن يحيى القطيعي كتاب القراءات. حدث عنه أبو بكر بن
الأنباري النحوي، ومحمد بن الحسن بن مقسم وكان ثقة.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يسأل بعض ولد البياضي عن سبب هذه
التسمية. فقال: إن جدي حضر مع جماعة من العباسيين يوما فجلس الخليفة، وكانوا
كلهم قد لبسوا السواد غير جدي، فان لباسه كان بياضا، فلما رآها الخليفة. قال:
من ذلك البياضي؟ فثبت ذلك الاسم عليه، فلم يعرف بعد إلا به.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا علي محمد بن عيسى
البياضي الهاشمي قتله القرامطة في سنة أربع وتسعين ومائتين.
206

وكذلك ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه. وقال: قتل في المحرم في طريق مكة
منصرفا من الحج.
1241 - محمد بن عيسى بن هارون، أبو جعفر الحسار:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه أبو القاسم بن ترثال التيملي.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي، حدثنا أبو
القاسم عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ترثال التيملي، حدثنا أبو
جعفر محمد بن عيسى بن هارون الرشاش رشاش الخمر ببغداد وكان ثقة، حدثنا
عبد الأعلى بن حماد النرسي أيام الموسم قال: حدثنا الحمادان جميعا: حماد بن
سلمة، وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس قلت: يا رسول الله؟ ما أفضل الأعمال؟
قال: " الصلاة لوقتها ". قلت فخير ما أعطى الإنسان؟ قال: " حسن الخلق ألا وإن
حسن الخلق من أخلاق الله عز وجل ".
قال: لم يكن عند الرشاش غير هذا الحديث.
قلت: روى أحمد بن جعفر بن محمد الخلال عن هذا الشيخ الرشاش إلا أنه
سماه أحمد وسنذكره بعد في موضعه من كتابنا، إن شاء الله.
1242 - محمد بن عيسى المروزي:
أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق ببخارى، حدثنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن يزداد، حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى المروزي ببغداد،
حدثنا عبد العزيز بن حاتم المعدل، حدثنا خلف بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن محمد عن
صفوان بن سليم بن يسار عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شئ
دعامة، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ".
1243 - محمد بن عيسى بن موسى بن بليل، أبو بكر السمسار:
سمع أبا موسى محمد بن المثنى، وزيد بن أخرم، والحسن بن عرفة. روى عنه
207

أبو الفضل الزهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص بن شاهين، وكان
ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه. قال: مات أبو بكر بن بليل السمسار في
آخر سنة عشر وثلاثمائة.
1244 - محمد بن عيسى بن الوليد بن قيس، أبو نصر التاجر العكبري:
حدث عن محمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن علي المعروف بخسروا، وعصام
ابن الحكم العكبري. روى عنه محمد بن المظفر، ومحمد بن أيوب العكبري.
1245 - محمد بن عيسى بن الفضل، أبو جعفر العاقولي:
حدث عن عبيد الله بن سعد الزهري، وأبي يحيى محمد بن سعيد العطار. روى
[عنه] محمد بن إبراهيم بن حمدان بن نيطرا العاقولي.
1246 - محمد بن عيسى، أبو عبد الله الصفار:
حدث عن محمد بن سعيد العوفي. روى عنه عبد الله بن عثمان الصفار.
1247 - محمد بن عيسى الزيات:
حدث عن حسين بن بشار الخياط. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1248 - محمد بن عيسى، أبو عبد الله، يعرف بابن أبي موسى الفقيه. على
مذهب العراقيين:
وولاه القضاء ببغداد أمير المؤمنين المتقي لله ثم عزله، وأعاده المستكفي بالله أمير
المؤمنين.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: أبو عبد الله
محمد بن عيسى المعروف بابن أبي موسى من أهل العلم بمذهب أهل العراق، وأبوه
كان أحد المتقدمين في هذا المذهب، وتلاه أبو عبد الله في التمسك به، والذب
208

عنه، والكلام للمخالفين له، وكان له سمت وحسن وقار تام، وكان ثقة عند الناس
مشهورا بالصدق والفقر، حافظا لنفسه، لا مطعن عليه يتولاه، وينظر فيه. ولم أسمع منه حديثا لكن حدثني عبد الباقي - يعنى ابن قانع - عنه عن أبي حازم
وهو القاضي عن شعيب الصريفيني، عن شعيب بن حرب، عن محمد بن الفرات،
عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " شاهد الزور لا تزول
قدماه حتى يبشر بالنار ".
أخبرنا علي بن القاسم الشاهد بالبصرة، حدثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدثنا
أبو قلابة الرقاشي، حدثنا يحيى بن إسماعيل الخواص، حدثنا محمد بن فرات، عن
محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شاهد الزور لا تزول قدماه
حتى يوجب الله له النار ".
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي. قال: قلد محمد بن عيسى
المعروف بابن أبي موسى الضرير قضاء الجانب الشرقي من مدينة السلام، وقلد محمد
ابن الحسن بن عبد الله بن علي بن أبي الشوارب قضاء الجانب الغربي من مدينة
السلام، كله الشرقية فيه والمدينة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
فذكر طلحة بن محمد بن جعفر فيما أخبرناه علي بن المحسن أن ابن أبي موسى
ولى الجانب الشرقي من بغداد والكرخ من الجانب الغربي في جمادى الآخرة من سنة
تسع وعشرين، وإن المتقى لله صرفه.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال: أبو عبد الله بن أبي موسى الضرير
اسمه محمد بن عيسى، كان يدرس وولى الحكم في الجانب الشرقي ثم وجد مقتولا
في داره، وكانت وفاته قبل وفاة أبى الحسن الكرخي في سنى نيف وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن روح النهرواني، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن هارون
المقرئ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى القاضي الضرير، حدثنا أبو جعفر محمد
ابن إبراهيم بن هاشم، حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: قال بشر بن الحارث في الرجل
تصيبه الجنابة وليس معه ماء إلا قدر ما يتوضأ به. قال: يتيمم وهو طاهر ولا يتوضأ.
قال إبراهيم: قلت لبشر: وإن أحدث بعد ما تيمم؟ قال: يتيمم أيضا ولا يتوضأ.
209

أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد. قال: استخلف المستكفي بالله في
صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقلد الجانب الشرقي أبا عبد الله محمد بن عيسى
المعروف بأبي موسى، فلم يزل واليا على الجانب الشرقي إلى ليلة السبت لثلاث بقين
من شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فإن اللصوص كبسوه في داره فقتلوه
وأخذوا جميع ما كان له في منزله ولعياله، وقدروا أن عنده شيئا له قدر، فوجدوه
فقيرا، ودفن في يوم السبت.
1249 - محمد بن أبي موسى، عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن
إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الله الهاشمي:
سمع جعفر بن محمد الفريابي. روى عنه ابنه أحمد، وكان ثقة، وإليه انتهت
رئاسة العباسيين في وقته.
حدثنا علي بن أبي علي، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري. قال:
رأيت ثلاثة يتقدمون ثلاثة أصناف من أبناء جنسهم فلا يزاحمهم أحد، أبو عبد الله
الحسين بن أحد الموسوي يتقدم الطالبيين فلا يزاحمه أحد، وأبو عبد الله محمد بن أبي
موسى يتقدم العباسيين فلا يزاحمه أحد، وأبو بكر الأكفاني يتقدم الشهود فلا
يزاحمه أحد.
1250 - محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق، أبو عبد الله التميمي
البغدادي:
حدث بحلب وبمصر عن أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن سليمان
الباغندي، وأبي العباس الكديمي، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، وعن الحارث
ابن أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن شاذان الجوهري وعلي بن
الحسين بن بيان الباقلاني، وعلي بن محمد بن أبي الشوارب، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل. روى عنه عبد الغنى بن سعيد، وأبو محمد بن النحاس المصريان، وغيرهما.
وقال لي محمد بن علي الصوري: قدم محمد بن عيسى العلاف البغدادي مصر
وحدث بها مجلسا واحدا يوم الجمعة، ومات في أثر ذلك فجأة يوم الاثنين لثمان
عشرة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
210

ذكر ذلك لنا ابن النحاس وغيره، وصلى عليه بعد العصر في مصلى بني مسكين بمصر.
1251 - محمد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش بن الطباخ بن مطر، أبو
بكر التميمي الطرسوسي:
قدم بغداد في سنة ست وأربعين وثلاثمائة. وحدث عن علي بن عبد الله بن
السندي أخبارا مجموعة في فضائل طرسوس. سمع محمد بن أحمد بن رزقويه.
وذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثه عن عمرو بن سعيد بن سنان المنبجي.
1252 - محمد بن عيسى بن ديزك، أبو عبد الله البروجردي:
سكن بغداد وحدث بها عن عمير بن مرداس الدورقي، ومحمد بن إبراهيم بن
زياد الرازي. كتب الناس عنه بانتخاب محمد بن المظفر. وحدثنا عنه سلامة بن عمر
النصيبي، وأبو نعيم الأصبهاني.
أخبرنا أبو الحسن سلامة بن عمر، أخبرنا محمد بن عيسى بن ديزك البروجردي،
حدثنا عمير بن مرداس، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار،
عن ابن عمر. أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن اليهود إذا سلموا عليكم، إنما أحدهم
يقول السام عليكم، فقولوا وعليك ".
سألت أبا نعيم الحافظ عن محمد بن عيسى بن ديزك. فقال: ثقة، سمعت منه
ببغداد، وكان معلما لابن الخليفة ويقال: إن أبا سعيد السيرافي درس عليه الأدب.
حدثت عن أبي العباس بن الفرات. قال: توفي أبو عبد الله محمد بن عيسى بن
ديزك البروجردي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة تسع
وخمسين وثلاثمائة. وكان ثقة مستورا من أهل القرآن، جميل المذاهب.
وذكر لي أنه كان يتلو القرآن إلى أن خرجت نفسه.
وقال لي محمد بن أبي الفوارس: توفي محمد بن عيسى بن ديزك يوم الخميس
لليلة بقيت من جمادى الآخرة لسنة تسع وخمسين، وكان ثقة مستورا إلا أنه كان
يغلط في نسخة علوية، أظنه سقط عليه اسم شيخ شيخه.
211

1253 - محمد بن عيسى، أبو عبد الله، يعرف بالعماني:
كان من أهل الأدب. وروى عن أبي إسحاق الزجاج. حدثنا عنه علي بن محمد
ابن الحسن بن قشيش المالكي عن الزجاج بكتاب فعلت وأفعلت.
1254 - محمد بن عيسى بن عبد العزيز الصباح، أبو منصور البزاز، يعرف
بابن يزيدان:
من أهل همذان. سمع علي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري، والحسين بن
علي التميمي النيسابوري، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن المظفر الحافظ،
وعلي بن عمر السكري، وصالح بن أحمد الهمذاني الحافظ، وجماعة من أمثالهم.
وكان صدوقا. قدم بغداد وخرج له محمد بن أبي الفوارس عدة من الأجزاء.
فحدثني محمد بن علي القارئ أنه كتب عنه ببغداد مجلسا أملاه، وكتبت أنا عنه
بهمذان في رحلتي جميعا إلى خراسان وإلى أصبهان، وحدثني عيسى بن أحمد
الهمذاني ان الغز قتلوه لما دخلوا همذان في شعبان من سنة ثلاثين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عمر
1255 - محمد بن عمر بن واقد، أبو عبد الله الواقدي المدني:
سمع: ابن أبي ذئب، وعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عبد الله بن
212

أخي الزهري، ومحمد بن عجلان، وربيعة بن عثمان، وابن جريج، وأسامة بن
زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وسفيان الثوري، وأبا معشر، وجماعة سوى هؤلاء.
روى عنه: كاتبه محمد بن سعد، وأبو حسان الزيادي، ومحمد بن إسحاق
الصغاني، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وأحمد بن
عبيد بن ناصح، ومحمد بن شجاع الثلجي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قدم الواقدي بغداد، وولي قضاء الجانب الشرقي فيها، وهو ممن طبق شرق الأرض
وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه
في فنون العلم من المغازي والسير، والطبقات وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، والأحداث التي
كانت في وقته، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه، واختلاف الناس في الحديث، وغير
ذلك، وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أحمد بن
معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا العباس
ابن العباس بن المغيرة، حدثنا الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد - ولفظ الحديث
لابن فهم - قال: محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي، كان من
أهل المدينة، وقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها، وخرج إلى
الشام والرقة، ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان، فولاه
القضاء بعسكر المهدى، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء، ودفن يوم
الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة
في آخر خلافة مروان بن محمد، وكان عالما بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.
أخبرنا الحسين بن أحمد بن عمر بن روح النهرواني، والقاضي أبو الطيب طاهر
ابن عبد الله بن طاهر الطبري. قالا: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب. قالا:
أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي،
213

حدثنا أبو عكرمة الضبي، حدثنا يحيى بن محمد العنبري. وفي حديث المعافى:
محمد بن يحيى العنبري. قال: قال الواقدي: كنت حناطا بالمدينة في يدي مائة ألف
درهم للناس أضارب بها، فتلفت الدراهم، فشخصت إلى العراق، فقصدت يحيى بن
خالد فجلست في دهليزه، وآنست الخدم والحجاب وسألتهم أن يوصلوني إليه.
فقالوا: إذا قدم الطعام إليه لم يحجب عنه أحد، ونحن ندخلك عليه ذلك الوقت، فلما
حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: من أنت وما قصتك؟
فأخبرته فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز من ذلك، فلما
صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار. فقال:
الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك: استعن بها على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذته
وانصرفت وعدت في اليوم الثاني فجلست معه على المائدة، وأنشأ يسألني كما سألني
في اليوم الأول، فلما رفع الطعام دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز منه، فلما صرت إلى
الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ
عليك السلام ويقول استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذته وانصرفت
وعدت في اليوم الثالث: فأعطيت مثلما أعطيت في اليوم الأول والثاني، فلما كان في
اليوم الرابع أعطيت الكيس كما أعطيت قبل ذلك، وتركني بعد ذلك أقبل رأسه.
وقال: إنما منعتك ذلك لأنه لم يكن وصل إليك من معروفي ما يوجب هذا، فالآن قد
لحقك بعض النفع مني، يا غلام أعطه الدار الفلانية، يا غلام افرشها الفرش الفلاني،
يا غلام أعطه مائتي ألف درهم، يقضي دينه بمائة ألف، ويصلح شانه بمائة ألف، ثم
قال لي: الزمني وكن في داري. فقلت: أعز الله الوزير، لو أذنت لي بالشخوص إلى
المدينة لأقضي للناس أموالهم ثم أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي. فقال: قد
فعلت. وأمر بتجهيزي فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني ثم رجعت إليه، فلم أزل
في ناحيته - واللفظ لحديث علي بن عمر -.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو الحسين
العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري، حدثني أبو جعفر الضبعي، حدثني محمد بن
خلاد قال: سمعت محمد بن سلام الجمحي، يقول: محمد بن عمر الواقدي عالم
دهره.
214

أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
ابن الجليل قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: الواقدي أمين الناس على أهل
الإسلام.
وقال أبو أيوب: حدثني أبو محمد الطوسي قال: سمعت إبراهيم بن سعيد يقول:
سمعت المأمون يقول: ما قدمت بغداد إلا لأكتب كتب الواقدي.
قال أبو أيوب: وسمعت إبراهيم الحربي يقول: كان الواقدي أعلم الناس بأمر
الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئا.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: سمعت أبي يقول: لما انتقل الواقدي
من جانب الغربي إلى ههنا يقال إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.
حدثني الأزهري، حدثني عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا أبو علي حامد بن
محمد الهروي قال: سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت يحيى بن أحمد
ابن عبد الله بن حبلة يحكى عن أبي حذافة. قال: كان للواقدي ستمائة قمطر كتب.
أنبأنا محمد بن جعفر الوراق وأحمد بن محمد الكاتب. قالا: أخبرنا مجالد بن
جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: قال ابن سعد: كان للواقدي يقول: ما
من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو الحسين بن
المغيرة، حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي قال: حدثني إسماعيل بن مجمع -
وهو الكلبي - قال: سمعت أبا عبد الله الواقدي. يقول: ما أدركت رجلا من أبناء
الصحابة، وأبناء الشهداء، ولا مولى لهم إلا وسألته، هل سمعت أحدا من أهلك
يخبرك عن مشهده وأين قتل؟ فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعاينه، ولقد مضيت
إلى المريسيع فنظرت إليها، وما علمت غزاة إلا مضيت إلى الموضع حتى أعاينه، أو نحو
هذا الكلام.
215

قال: فحدثني ابن منيع قال: سمعت هارون القروي يقول: رأيت الواقدي بمكة "
ومعه ركوة، فقلت: أين تريد؟ فقال، أريد أن أمضى إلى حنين حتى أرى الموضع
والوقعة.
قال العباس: وحدثني من أثق به وهو أبو أيوب بن أبي يعقوب قال: سألت
إبراهيم الحربي. قلت: أريد أكتب مسائل مالك، فأيما أعجب مسائل ابن وهب، أو
ابن القاسم؟ فقال لي: اكتب مسائل الواقدي، في الدنيا أحد يقول سألت الثوري
وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق بن الجليل. قال: وسألت إبراهيم بن الحربي. قلت: أريد أكتب
مسائل مالك فأي مسائل مالك ترى أن أكتب؟ قال: مسائل الواقدي. قلت له: أو
ابن وهب؟ قال: لا الا الواقدي. في الدنيا ثم ابن وهب في الدنيا إنسان يقول سألت
مالكا والثوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره؟
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: سمعت السمتي يقول: رأينا الواقدي يوما
جالسا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يدرس. فقلنا له: أي شئ تدرس؟ فقال:
جزء من المغازي.
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب قال: سمعت
إبراهيم الحربي يقول.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن
حمدان العكبري، حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى قال: قال إبراهيم الحربي.
وسمعت السمتي يقول: قلنا للواقدي: هذا الذي يجمع الرجال يقول: حدثنا فلان
وفلان وحيث [لا] يميز واحد له، حدثنا بحديث كل رجل على حدة. قال:
يطول. فقلنا له: قد رضينا. قال: فغاب عنا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد عشرين جلدا.
وفي حديث البرمكي مائة جلد. فقلنا له: ردنا إلى الأمر الأول، معنى اللفظين
متقارب. وكان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ
القرآن!.
216

أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل
قال: حدثني محمد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي
الجمعة غدا بالناس. قال: فامتنع. قال: لابد من ذلك. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين،
ما أحفظ سورة الجمعة. قال: فأنا أحفظك، قال: فأفعل. فجعل المأمون يلقنه سورة
الجمعة حتى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظ النصف
الثاني نسي الأول، فأتعب المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح: يا علي حفظه أنت.
قال على: ففعلت ونام المأمون، فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته
النصف الثاني نسى الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسى الثاني، وإذا حفظته الثاني
نسي الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته. فقال: هذا رجل يحفظ
التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت.
أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدى بالله الهاشمي، أخبرنا
محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري،
حدثني محمد بن المرزبان، حدثنا أبو بكر القرشي، حدثنا المفضل بن غسان، عن أبيه
قال: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: (إن هذا لفي الصحف الأولى
صحف إبراهيم وموسى) [الأعلى 18، 19].
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: ربما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة
فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شئ؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن
الضحاك بن عثمان، فذكروا أن مالكا قنع به. قال جدي: وما أدري ممن سمعت
هذا غير أني قد سمعته.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا ابن المغيرة، حدثنا
الحارث بن محمد قال: حدثني رجل من أصحابنا قال: حدثنا محمد بن العباس،
حدثنا الحارث - أو سمعته أنا من محمد بن صالح - قال: سئل مالك بن أنس عن المرأة
التي سمت النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم.
فقال: فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال:
الذي عندنا أنه قتلها. فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
217

قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن يوسف بن إبراهيم السهمي
قال: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن
إسحاق الصغاني يقول: قال يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند محمد بن الحسن،
فذكروا الواقدي محمد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشئ فقال محمد بن
الحسن: لقد رأيت أبحاث سفيان الثوري ولو كتب لا يقول هذا فيه.
قال أبو بكر الصغاني: لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه
من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره، وحسن أحاديثه، ثم قال أبو
بكر: أما أنا فلا أحتشم، أن أروى عنه.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ، أخبرنا
محمد بن أحمد [الذهلي وذكر] الواقدي. فقال: والله لولا أنه عندي ثقة
ما حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة
ورجلا آخر.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا الساجي، حدثنا أحمد بن محمد الدقيقي، حدثني إبراهيم بن
يعيش قال: سمعت عمر الناقد قال: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي؟ قال:
تسألني عن الواقدي! سل الواقدي عني.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، حدثنا عبيد بن أبي الفرج قال: حدثني يعقوب
مولى أبي عبيد الله قال: سمعت الدراوردي - وذكر الواقدي - فقال: ذاك أمير
المؤمنين في الحديث.
قال: وحدثنا جدي قال: حدثني بعض أصحابنا ثقة، قال: سمعت أبا عامر
العقدي يسأل عن الواقدي فقال: نحن نسأل عن الواقدي؟! إنما يسأل الواقدي
عنا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلا الواقدي.
218

وقال جدي: حدثني مفضل، قال: قال الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتي
بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد.
أخبرنا الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد
الذهلي، حدثنا موسى بن هارون قال: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي فقال:
والله ما رأينا مثله قط. قال مصعب: وحدثني من سمع عبد الله - يعني ابن المبارك -
يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا العباس بن
العباس بن المغيرة، حدثني القاضي أبو عبد الله المقدمي، حدثنا أبو موسى - أظنه
الزمن - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن غالب
ابن عباد، عن قيس بن جبير النهشلي، عن عمر: في العمة والخالة. قال أبو موسى:
فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه، ثم
قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري فحدثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه
وقلنا له: إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وقال: نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس
ابن جبير، قال المقدمي: فسمعت الرمادي يقول: لما حدث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا
عبد الرحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمد بن عمر الواقدي فقالوا: نسأله
عنه لعله قد سمعه من الثوري فإنه حافظ، فقالوا: سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له حديث
رواه الثوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة:
أتعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني
أتذكره لكم، فاستلقى على قفاه ثم قال: هو عن قيس. فقالوا: نعم قيس ابن من؟
ففكر طويلا فقال: قيس بن حبتر لا شك فيه.
حدثني الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد
ابن عبد الله بن نصر، حدثني إبراهيم بن جابر. قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قال الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم
يروه إلا ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي فحدثني إلى أن بلغ الحديث. قال:
فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك
219

ابن أنس فلم أكتبه ثم حدثني به. فقال إبراهيم بن جابر: حدثني علي بن المبارك قال:
قال علي بن المديني: ابن مهدي - يعنى عن مالك - لحديث لم يحدث به غيره عنه
فكتبت ورقة من حديث الواقدي وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم
أتيت الواقدي بها فقرأ على حتى بلغ إلى الحديث، قال: فنظر إلى ثم نظر إلى الحديث
ثم قام فدخل ثم خرج فحدثني بالحديث ثم قال: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا
عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه. أي فلما رأيته في كتابك الساعة قمت وكتبته
وحدثتك به.
فقرأت على محمد بن الحسين القطان، عن دعلج بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن
علي الأبار قال: سألت مجاهدا - يعني ابن موسى - عن الواقدي، فقال: ما كتبت
عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب، يسأله: عن
الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما فجعل يقول: حدثنا فلان عن فلان يصلي قاعدا،
يصلي على جنبه، يصلي بحاجبيه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا! قال:
وبلغني عن الشاذكوني أنه قال: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون أكذب
الناس! وذلك أنه كتب عنه، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير
حرفا، وكان يعرف رأي سفيان ومالك، ما رأيت مثله.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا سليمان بن أحمد بن الخليل
قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت مصعبا الزبيري وسئل عن الواقدي، فقال:
ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال:
أسأل أنا عن الواقدي! يسأل الواقدي عني. وسئل عنه أبو يحيى الزهري فقال:
ثقة مأمون.
قال: وسمعت إبراهيم يقول: سألت ابن نمير عن الواقدي فقال: أما حديثه
هنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به.
220

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو عيسى
جبير بن محمد الواسطي، حدثنا جابر بن كردي قال: سمعت يزيد بن هارون يقول:
محمد بن عمر الواقدي ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو بكر
النيسابوري قال سمعت الصاغاني غير مرة يقول سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول
وأخبرني عبيد الله بن أحمد الصيرفي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن
محمد بن جعفر، حدثني أبو بكر الصاغاني، حدثني إبراهيم بن أرمة قال: سمعت
عباسا العنبري يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق.
حدثت عن محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني مكرم بن أحمد قال: قال
إبراهيم الحربي، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: الواقدي ثقة. قال إبراهيم:
وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقدي، الاختلاف والإجماع كان
عنده.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الجليل الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
من قال إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي، فلا
يصدق، لأنه يقول: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت إسحاق بن
أبي إسرائيل قال: كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة،
فقال أبو بكر: يا أبا عبد الرحمن في هذا حديث عن ابن عباس والمسور بن مخرمة.
فقال عمن فقال ابن واقد. قال: فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه. أو قال: نصت.
ولم يقل شيئا.
وقال جدي: حدثني من سأل يحيى بن معين عن الواقدي، وأبي البختري فقال
الواقدي أجودهما حديثا.
221

وقال جدي: حدثني عبد الرحمن بن محمد قال: قال لي علي بن المديني: قال لي
أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قال: قلت: وما تصنع به؟ قال:
انظر فيها اعتبرها، قال: ففتحها ثم قال: اقرأها علي. قال: قلت وما تصنع به؟ قال:
انظر فيها. قال: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قال لي: وما عليك أنا أريد
أن أعرفها وأعتبر بها. قال: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد
رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم، وما كان عند علي شئ يحتج
به في الواقدي غير هذا وقد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده شئ أكثر
من هذا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن
عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: سمعت أبي يقول:
عند الواقدي عشرون ألف حديث لم يسمع بها.
قال: وسمعت أبي يقول: محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى
عنه، وضعفه.
حديث الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا أبو علي الهروي قال:
سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: قال يحيى بن معين:
أغرب الواقدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ألف حديث.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عليا - يعنى ابن المديني - يقول: إبراهيم بن أبي
يحيى كذاب.
فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
وأخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت
أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه.
قال: وسمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم
أحدثه.
قال: وسمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
وسمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبد المطلب، وعن
حمزة بن عبد المطلب من مركب.
222

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت
يحيى بن معين يقول: والواقدي ليس بشئ.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
بمصر، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح: أبو عبد الله الواقدي
ضعيف. قلت ليحيى بن معين: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قال:
أستحيي من ابنه هو لي صديق. قلت: فماذا تقول فيه؟ قال: كان يقلب أحاديث
يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة.
قال أبو عبيد الله: وقال لي أحمد بن حنبل هو كذاب.
قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر: محمد بن عمر بن واقد ليس بشئ.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى. قال: قال لي الشافعي: كتب
الواقدي كذب.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي شريح قال: سمعت محمد
ابن إدريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين - يعني لا يوصلان -.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري
الوراق، حدثنا محمد بن عبد الله المستعيني، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني،
حدثني أبي. قال: جعل إنسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي. فقال: صرنا إلى بحر
الواقدي.
حدثنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو
عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرائيني، حدثنا أبو بكر المروزي قال: سمعته - يعنى
أحمد بن حنبل - يسئل عن الواقدي، فقيل له: قال ابن المبارك: دعونا من بحر
223

الواقدي. فقال: شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين. فقال: لو
كنت عند الواقدي لحدثك.
هكذا قرأت على محمد بن علي المعدل، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال:
أخبرنا نعيم بن عدي قال: سمعت إسحاق بن أبي عمران قال: سمعت بندار بن
بشار يقول: ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان قال: سمعت ابن نمير - وذكر حديثا -
فقلت له: يا أبا عبد الرحمن تملى هذا؟ قال: هو عن الواقدي ولست أحب أن أحدث
عنه. فقلت: نحن نعرفه. فقال: أكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه علي.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرنا محمد بن
إبراهيم بن شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: محمد
ابن عمر الواقدي قاضي بغداد، متروك الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن
طاهر بن النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: وسئل أبو زرعة - يعني
الرازي - عن الواقدي فقال: ترك الناس حديثه.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد - وكيل دعلج - حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن عمر الواقدي متروك
الحديث.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن
عيسى القصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: الواقدي لم يكن مقنعا.
ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب
منذ حين. أو قال: منذ زمان.
224

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه،
حدثنا أبو عبيدة محمد بن علي الآجري. قال: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن
الواقدي. فقال: لا أكتب حديثه ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقدي
في كتاب إلا يبين فيه أمره، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري
ليست من حديث الزهري. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.
حدثني الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد
ابن عبد الله بن نصر، حدثني إبراهيم بن جابر، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل.
قال: كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد ثلاثة قماطر فقلت له: كان ينظر فيها قال:
كان ربما نظر فيها، وكان أكثر نظره في كتب الواقدي.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا العباس بن
العباس بن المغيرة، أخبرني بعض مشايخنا قال: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره
أحمد بن حنبل عن الواقدي، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئة بالمتن
واحدا. قال إبراهيم الحربي: وليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزهري وابن إسحاق، قال
إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى
محمد بن سعد كاتب الواقدي، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقدي فينظر
فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
العكبري، حدثنا محمد بن أيوب المعافى قال: قال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد -
وذكر الواقدي - فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئة بمتن واحد على
سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا. قال إبراهيم: ولم؟ وقد فعل هذا ابن
إسحاق، كان يقول حدثنا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان.
والزهري أيضا قد فعل هذا.
قال: وسمعت إبراهيم يقول: قال بور [بن أصرم]: رآني الواقدي أمشي
225

مع أحمد بن حنبل. قال: ثم لقيني بعد فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في
الناس. قيل لإبراهيم لعله بلغه عنه شئ؟ قال: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه
الرجال والأسانيد في متن واحد. قال إبراهيم: وهذا قد كان يفعله حماد بن سلمة،
وابن إسحاق، ومحمد بن شهاب الزهري.
حدثت عن دعلج بن أحمد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن علي بن الجارود
يقول: سمعت إسحاق الكوسج يقول: قال أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمد بن
عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أخي الزهري، وما لابن أخي
الزهري لمعمر. قال إسحاق بن راهويه: كان عندي ممن يضع.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أحمد
ابن ملاعب، حدثني محمد بن علي المديني قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد
ابن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، عن
علي بن أبي داود، حدثنا زكريا الساجي قال: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي
قاضي بغداد متهم، حدثني أحمد بن محمد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم
نزل نراجع أمر الواقدي حتى روى: عن معمر، عن الزهري، عن نبهان، عن أم
سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أفعمياوان أنتما ". فجاء بشئ لا حيلة فيه، والحديث
حديث يونس لم يروه غيره.
أخبرنا بحديث يونس محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا: أخبرنا
أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن
العلاء، أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال: حدثني نبهان مولى أم سلمة
عن أم سلمة. قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك
بعد أن أمر بالحجاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احتجبا منه " فقلنا: يا رسول الله أليس
أعمى ولا يبصرنا ولا يعرفنا؟ قال: " أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه ".
226

حدثني الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد
الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا عبد الله بن المبارك،
عن يونس بن يزيد، عن الزهري بنحوه ورواه الواقدي عن معمر بن راشد ومحمد
ابن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزهري كذلك.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
معروف الخشاب، حدثنا الحسن بن فهم، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن
عمر، حدثنا معمر ومحمد بن عبد الله، عن الزهري، عن نبهان، عن أم سلمة أنها
كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم هي وميمونة. قالت: فبينا نحن عنده إذ أقبل ابن أم مكتوم فدخل
عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " احتجبا منه ". فقلنا: يا رسول الله
هو أعمى لا يبصر. قال: " أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟ ".
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يقول في
حديث نبهان هذا قوله: " أفعمياوان أنتما " قال: هذا حديث يونس لم يروه غيره. قال
أبو عبد الله: وكان الواقدي رواه عن معمر وتبسم، أي ليس من حديث معمر.
حدثنا عبد الرزاق عن ابن المبارك عن يونس.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني بمصر، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال:
قدم علينا علي بن المديني بغداد سنة سبع أو ثمان ومائتين، قال: الواقدي قاض
علينا. قال الرمادي: وكنت أطوف مع علي على الشيوخ الذين يسمع منهم، فقلت:
تريد أن تسمع من الواقدي وكان مرويا في السماع منه، ثم قلت له بعد ذلك. قال:
فقد أردت أن أسمع منه، فكتبت إلي أحمد بن حنبل فذكر الواقدي وقال: كيف
يستحل أن تكتب عن رجل روى عن معمر حديث نبهان مكاتب أم سلمة، وهذا
حديث يونس تفرد به، قال الرمادي: وذكر حديثا آخر عن معمر منقطعا مما أنكره
أحمد على الواقدي.
227

قال الرمادي: فقدمت مصر بعد منصرفي وكان ابن أبي مريم يحدثنا بحديث نافع
ابن يزيد. قال أحمد بن منصور: حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع، بن يزيد، عن
عقيل، عن ابن شهاب، عن نبهان مولى أم سلمة: أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة، قالت: فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل علينا، وذاك
بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احتجبا منه ". قلنا: يا رسول الله، أليس
هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفعمياوان أنتما ألستما
تبصرانه؟ ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان قال: حدثني سعيد بن أبي مريم بحديث نافع بن يزيد، عن عقيل -
نحو رواية الرمادي.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد
ابن جعفر قال: قال الرمادي: فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت،
فقال: مم تضحك؟ فأخبرته بما قال علي. وكتب إليه أحمد يقول: هذا حديث تفرد
به يونس بن يزيد، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد، عن عقيل وهو أعلى من
يونس. قال لي ابن أبي مريم: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزهري.
حدثني الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر القاضي، حدثني
إبراهيم بن جابر قال: سمعت الرمادي وحدث بحديث: عقيل عن ابن شهاب. قال:
هذا مما ظلم فيه الواقدي.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزاز، حدثنا أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد المصري، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر،
حدثنا هارون بن عبد الله الزهري - كان قاضي مصر - قال: كتب الواقدي رقعة إلى
المأمون، يذكر فيها غلبة الدين وغمة بذلك، فوقع المأمون على ظهرها: فيك خلتان:
السخاء، والحياء؟ فأما السخاء فهو الذي أطلق ما ملكت، وأما الحياء فهو الذي منعك
من إطلاعنا ما أنت عليه، وقد أمرنا بكذا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في
228

بسط يدك فإن خزائن الله مفتوحة. وأنت كنت حدثتني وأنت على قضاء الرشيد عن
محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير: " يا
زبير إن باب الرزق مفتوح بباب العرش؟ ينزل الله على العباد أرزاقهم على قدر
نفقاتهم فمن قلل قلل له، ومن كثر كثر له " قال الواقدي: وكنت قد أنسيت هذا
الحديث فكان تذكرته إياي أحب إلي من جائزته.
قال هارون بن عبد الله القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم،
فكان الحديث أحب إليه من المائة ألف.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني والقاضي أبو الطيب الطبري. قالا:
أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب. قالا:
أخبرنا علي بن عمر الحافظ واللفظ لحديثه قال: حدثنا محمد بن القاسم بن بشار
الأنباري، حدثني أبي، حدثنا أبو عكرمة الضبي، حدثنا سليمان بن أبي شيخ، حدثنا
أبو عبد الله الواقدي القاضي. قال: أضقت مرة من المرار وأنا مع يحيى بن خالد
البرمكي، وحضر عيد فجاءتني جارية فقالت: قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة
شئ. فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض، فأخرج إلى
كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم، فأخذته وانصرفت إلى منزلي، فما استقررت فيه
حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكى إلي تأخر علته وحاجته إلى القرض، فدخلت
إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت: على أي شئ عزمت؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم، وجاءك رجل له
من رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم ماسة تعطيه نصف ما أعطاك السوقة، ما هذا شيئا، أعطه
الكيس كله، فأخرجت الكيس كله. فدفعته إليه، ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي
وكان له صديقا فسأله القرض، فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمه عرفه،
وانصرف إلى فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي
عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين، فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس. فقال: يا غلام
هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال: خذ ألفي دينار لك، وألفين
لصديقك، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم.
229

أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا عبد الله بن بطة الأصبهاني يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول:
سمعت الحسن بن شاذان يقول: قال الواقدي: صار إلي من السلطان ستمائة ألف
درهم ما وجبت على فيها الزكاة!.
حدثني الصوري، أخبرنا أبو الحسين بن جميع، أخبرنا محمد بن مخلد قال:
سمعت عباسا الدوري يقول: مات الواقدي وهو على القضاء وليس له كفن فبعث
المأمون بأكفانه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن عمر
ابن واقد، ويكنى أبا عبد الله مولى لبني سهم بطن من أسلم، توفي في ذي الحجة سنة
سبع ومائتين.
أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: سنة تسع ومائتين.
فيها مات محمد بن عمر الواقدي، والأول أصح.
1256 - محمد بن عمر بن حفص القصبي:
سمع عبد الوارث بن سعيد التنوري، والمفضل بن محمد الضبي. روى عنه
محمد بن إسحاق الصاغاني، والعباس بن أبي طالب، وعباس بن محمد الدوري،
وأحمد بن الهيثم بن خالد البزار، وصالح بن محمد الرازي، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا العباس بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عمر القصبي، حدثنا
المفضل بن محمد النحوي، حدثنا إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن
عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد وسره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل
فليقرأه على قراءة بن أم عبد ".
230

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين، حدثنا أحمد بن زهير. قال: محمد بن عمر القصبي كان يكون عندنا
ببغداد. سمعت أبا معمر يقول ليحيى بن معين: محمد بن عمر القصبي سمع حديث
القسامة مني فقبل ذلك منه يحيى بن معين.
قال أحمد بن زهير: وكتب عنه أبي، ويحيى بن معين، وكان يقول هو ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القصبي صدوق
- يعني محمد بن عمر - قال عباس: كان ينزل بغداد وكتبنا عنه. قلت ليحيى: إن أبا
معمر قال: إنما سمع القصبي مني حديث القسامة فقال: ليس بشئ القصبي
ثقة.
أخبرنا بحديث القسامة الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا صالح بن محمد الرازي، حدثنا محمد بن عمر القصبي، حدثنا عبد الوارث،
حدثنا قطن أبو الهيثم، حدثني أبو زيد المدني، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال: أقل
قسامة كانت في الجاهلية لقسامة بني هاشم: خرج رجل من بني هاشم مع رجل من
قريش من فخذ آخر في إبله، فنزلوا منزلا، وذكر الحديث بطوله، ولا نعلم رواه عن
عبد الوارث غير أبي معمر المقعد والقصبي.
1257 - محمد بن عمر، أبو عبد الله المعيطي:
سمع شريك بن عبد الله، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وهشيما، وسفيان بن
عيينة، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن المبارك، وبقية بن الوليد. روى عنه محمد بن
الحسين البرجلاني، وجعفر بن محمد بن شاكر الصايغ، وزكريا أبو يحيى الناقد،
وأحمد بن علي الخراز، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي،
وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو عبد الله المعيطي، حدثنا ابن عيينة، عن
عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبيه. عن النبي صلى الله عليه وسلم: " حمى البقيع وليس بالبقيع
نخيلة ".
231

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي، أخبرنا يحيى بن وصيف الخواص، حدثنا
أحمد بن علي الخراز، حدثنا المعيطي وغير واحد قالوا: حدثنا محمد بن فضيل عن
ليث بن مجاهد في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) [الإسراء 79]
قال: يقعده معه على العرش.
حدثت عن محمد بن عمران بن موسى قال: حدثني عبد الباقي بن قانع: أن
محمد بن عمر المعيطي ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين
ابن فهم قال: محمد بن أبي حفص المعيطي مولى لهم، ويكنى أبا عبد الله، واسم أبي
حفص عمر، وكان ثقة صاحب حديث، وكان من أهل بغداد، وصلى الجمعة وانصرف
إلى منزله وآوى إلى فراشه ليلة السبت، فطرقه الفالج فعاش بقية ليلته ويوم السبت إلى
العصر. ثم توفي فدفن في مقابر الخيزران يوم الأحد لست ليال خلون من شعبان سنة
اثنتين وعشرين ومائتين، وصلى عليه خارج الطاقات الثلاثة، وشهده قوم كثير.
1258 - محمد بن عمر، أبو جعفر البزاز، يعرف بحمدان الحميري:
روى عنه يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصاص، فسماه محمدا. وسماه
غيره أحمد، ونحن نذكره في باب أحمد، إن شاء الله.
1259 - محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور، أبو جعفر:
سمع روح بن عبادة، ويحي بن المتوكل، وحربي بن عمارة، ووهب بن جرير،
وأبا عامر العقدي. روى عنه وكيع القاضي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي،
ومحمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا ابن أبي مذعور، حدثنا
يحيى بن المتوكل، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: إنما
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأن يعير أحدكم أخاه أرضه خير له من أن يأخذ عليها كذا وكذا
الشيء المعلوم ".
232

حدثني الحسن بن أبي طالب، عن الحسن الدارقطني: أن محمد بن عمر بن أبي
مذعور ثقة، وكنيته أبو جعفر.
حدثني محمد بن علي الصوري قال: سمعت أبا الحسين بن جميع يقول: روى
الحسين بن إسماعيل المحاملي عن محمد بن عمر بن أبي مذعور، وروى محمد بن
مخلد عن محمد بن عمر بن أبي مذعور وهما ابنا عم، ولم يرو المحاملي عن شيخ
ابن مخلد [ولا ابن مخلد] عن شيخ المحاملي.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قال: مات أبو جعفر محمد بن
عمر بن أبي مذعور في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائتين.
1260 - محمد بن عمر بن الحارث، أبو عمر الترمذي:
قدم بغداد وحدث بها عن قريش بن مرزوق الترمذي، عن سعيد بن سالم القداح.
روى عنه محمد بن مخلد.
1261 - محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن زكريا بن ميمون، أبو
جعفر الأزدي الكوفي الأطروش:
نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن سعيد الأموي، وغيره روى عنه محمد بن
المظفر.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا
محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن زكريا بن ميمون أبو جعفر الأزدي ببغداد
قال: وجدت في كتاب جدي عبد العزيز بن محمد: حدثنا عمرو بن ثابت عن عبد
الله بن عيسى عن جده عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: قال لنا علي: بعثت فاطمة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فلما جاء أمرها أن تسبح عند منامها ثلاثا وثلاثين،
وتكبر أربعا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، فوالله ما تركتها بعد. فقال له رجل: يا
أمير المؤمنين ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.
233

1262 - محمد بن عمر بن حفص بن الحكم، أبو بكر الثغري، يعرف:
بالقبلي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك، وهلال بن العلاء
والحسن بن عصام بن بسطام، وجعفر بن محمد بن الحجاج الرقي، وغيرهم. روى
عنه أبو بكر الشافعي، وعمر بن محمد بن الزيات، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير،
وأبو الفتح الأزدي الموصلي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، والمعافى
ابن زكريا.
أخبرني عبد الله بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن محمد بن
الفتح الصيرفي، حدثنا محمد بن عمر بن حفص أبو بكر القبلي، حدثنا محمد بن
عبد العزيز بن المبارك قال: حدثنا حكامة بنت أخي مالك بن دينار، عن أبيها عن
مالك بن دينار، عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زوج الله التواني
بالكسل فولد بينهما الفاقة ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قال لنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ: القبلي
محمد بن عمر ضعيف جدا.
1263 - محمد بن عمر بن حفص السدوسي:
حدث عن أبيه، ومحمد بن هشام عن [أبي] البختري. روى عنه المعافى بن
زكريا الجريري.
1264 - محمد بن عمر بن السكن، أبو جعفر العسكري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن أنس بن مسلم الكجي.
234

1265 - محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى، أبو الحسن الطلحي:
حدث عن أبيه. حدثني عنه أبو علي بن شاذان. وكان يسكن قطيعة الربيع.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى
ابن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة أربع
وأربعين وثلاثمائة.
قال: حدثني أبي عمر بن معاوية، حدثني أبي معاوية بن إسحاق، حدثني أبي
إسحاق بن طلحة قال: حدثني أبي طلحة بن عبيد الله. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
وبإسناده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أعمال العباد لتعرض على الله في
يوم اثنين وخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله، إلا عبدا بينه وبين أخيه
شحناء ".
وبإسناده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاتا
العشاء والفجر، ولو علموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ".
قال لي الحسن: لم يكن عند هذا الشيخ غير هذه الثلاثة الأحاديث.
1266 - محمد بن عمر بن علي بن عمر الفياض بن الضحاك، أبو بكر:
نزل مصر وحدث بها عن أبي سعيد العدوي، ونحوه. وروى عنه أبو محمد بن
النخاس. وبلغني أنه مات بعد سنة خمسين وثلاثمائة بقريب.
1267 - محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل،
أبو جعفر المعروف بابن المسلمة:
سمع محمد بن جرير الطبري، والقاضي أبا عمر محمد بن يوسف، وأبا عبد الله
الحكيمي. حدثنا عنه أبو الفرج وكان ثقة.
235

حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدل - إملاء - حدثني أبي، حدثنا
محمد بن أحمد الكاتب، حدثنا سفيان بن زياد، حدثنا بدل بن المحبر، حدثنا شعبة،
أخبرني الحكم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، مائة مرة
إذا أصبح، وإذا أمسى، لم يجئ أحد بعمل أفضل من عمله إلا من عمل أفضل من
ذلك ".
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو جعفر بن المسلمة في جمادى الآخرة سنة
اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وقد حدث بشئ يسير.
1268 - محمد بن عمر بن علي بن إسحاق، أبو عبد الله الصيدلاني
البغدادي:
روى عنه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه نسخة علي بن موسى الرضا.
حدث بها عنه إبراهيم بن محمد بن الصباح الطرسوسي، وأبو الفتح محمد بن
إبراهيم البصري، وذكرا جميعا أنهما سمعا منه بطرسوس.
1269 - محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار، أبو
بكر التميمي، قاضي الموصل، يعرف بابن الجعابي:
حدث عن عبد الله بن محمد بن البختري الحنائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة
الحضرمي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي خليفة
الفضل بن الحباب، ومحمد بن جعفر القتات، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي،
ومحمد بن إسماعيل العطار، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن علي المعمري، والهيثم بن
خلف الدوري، ومحمد بن سهل العطار، ومحمود بن محمد الواسطي، وعبد الله بن
محمد بن وهب الدينوري، وأحمد بن الحسن الصوفي، وخلق كثير من أمثالهم.
وكان أحد الحفاظ الموجودين. صحب أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله
تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ ومعرفة الإخوة والأخوات، وتواريخ.
236

الأمصار. وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف، وكان يسكن بعض
سكك باب البصرة.
روى عنه الدارقطني، وابن شاهين. وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن
الفضل القطان، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمد بن
طلحة الثعالبي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، وغيرهم.
حدثنا الحسين بن علي الصيمري قال: سمعت أبا عبد الله بن الأبنوسي يقول:
سمعت القاضي أبا بكر الجعابي يقول: مولدي في صفر سنة أربع وثمانين، لست أو
سبع بقين منه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
النيسابوري قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت في المشايخ أحفظ من
عبدان، ولا رأيت أحفظ لحديث أهل الكوفة من أبي العباس بن عقدة، ولا رأيت في
أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وذاك أني حسبت أبا بكر من البغداديين
الذين يحفظون شيخا واحدا، أو ترجمة واحدة أو بابا واحدا، فقال لي أبو إسحاق بن
حمزة يوما: يا أبا علي لا تغلط في أبي بكر بن الجعابي، فإنه يحفظ حديثا كثيرا،
فخرجنا يوما من عند أبي محمد بن صاعد وهو يسايرني وقد توجهنا إلى طريق بعيد
فقلنا له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمر في الترجمة، فقلت له: إيش
عند أيوب السختياني عن الحسن؟ فمر فيه، فما زلت أجره من حديث مصر، إلى
الشام، إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين، وهو يجيب. فقلت له: إيش روى الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يسرد هذه الترجمة حتى
ذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه.
قال محمد بن عبد الله: فسمعت أبا بكر بن الجعابي عند منصرفه من حلب وأنا
ببغداد يذكر فضل أبي علي وحفظه فحكيت له هذه الحكاية. فقال: يقول هذا
القول وهو أستاذي على الحقيقة. قلت: حسب ابن الجعابي شهادة أبي علي له أنه لم
ير في البغداديين أحفظ منه. وقد رأى يحيى بن صاعد، وأبا طالب أحمد بن نصر،
وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وعامة أهل ذلك العصر. وكان أبو
علي قد انتهى إليه الحفظ عن الخراسانيين، مع اشتهاره بالورع والديانة، والصدق
والأمانة، وأما أبو إسحاق بن حمزة فمحله عند الأصبهانيين يفوق على كل من
عاصره.
237

ولقد حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان قال:
سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أحفظ من إبراهيم
ابن حمزة.
حدثني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي من أصل كتابه قال: سمعت محمد
ابن الحسين بن الفضل القطان يقول: سمعت أبا بكر بن الجعابي يقول: دخلت الرقة
فكان لي ثم قمطران كتبا. فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده،
فرجع الغلام مغموما فقال: ضاعت الكتب. فقلت: يا بنى لا تغتم فإن فيها مائتي ألف
حديث لا يشكل علي منها حديث، لا إسنادا ولا متنا.
حدثنا علي بن أبي علي المعدل، عن أبيه. قال: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن
الجعابي. وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، إلا أنه
كان يفضل الحفاظ، فإنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسامحون في
ذلك وإن أثبتوا المتن، وإلا ذكروا لفظة منه أو طرفا، وقالوا: وذكر الحديث. وكان
يزيد عليهم بحفظه المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار، ولعله كان يحفظ من هذا
قريبا مما يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفاظ بحفظه. وكان إماما في المعرفة
بعلل الحديث، وثقات الرجال من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم، وكناهم
ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يطعن به على كل واحد، وما يوصف
به من السداد، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه. حتى لم يبق في زمانه من
يتقدمه فيه في الدنيا.
حدثني رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب قال: سمعت أبا الحسن بن رزقويه
يقول: كان ابن الجعابي يملي مجلسه فتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره
ابن مظفر، والدارقطني، ولم يكن الجعابي يملي الأحاديث كلها بطرقها إلا من حفظه.
حدثني الحسن بن محمد الأشقر البلخي قال: سمعت القاضي أبا عمر القاسم بن
جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت الجعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث،
وأذاكر بستمائة ألف حديث.
238

أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
النيسابوري - وذكر ابن الجعابي - فقال: سمعت أبا على الحافظ يقول: ما رأيت من
البغداديين أحفظ منه. وقال أيضا: سمعت أبا على يقول: ما رأينا من أصحابنا
أحرص على العلم من أبي بكر الجعابي، ذاكرته بأحاديث لعبد الله بن محمد
الدينوري. فقال: يا أبا علي صاحبك ما انتخبت عليه من حديثه؟ قلت: نعم
فاستعارها مني فأعرته إياها، فتخلف عن المجلس أياما فسألت عنه فقالوا: قد خرج
فما كان إلا بعد أيام حتى جاء فسئل عن غيبته فقال: إن أبا على ذكر لي عن
عبد الله بن وهب الدينوري أحاديث لم أصبر عنها فخرجت إلى الدينور وسمعتها
وانصرفت.
ثم قال أبو علي: الذي كان انتخبه أبو بكر بن الجعابي لنفسه عليه كان أحسن من
الذي أخذه مني. فسمعت أبا علي يقول: قلت لأبي بكر بن الجعابي: لو دخلت
خراسان بعد أن دخلت إلى الدينور؟ فقال: يا أبا علي لقد حدثتني نفسي بهذا
وهممت به: فقلت أذهب إلى العجم فلا يفهمون عني ولا أفهم عنهم فهذا الذي
ردني.
حدثني أبو القاسم الأزهري، أخبرني أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب
الحديث. قال الأزهري وأظنه ابن دران قال: وعد ابن الجعابي أصحاب الحديث يوما
يملي فيه، فتعمد ابن مظفر الإملاء في ذلك اليوم وألزمني الحضور عنده ففعلت. ثم
انصرفت من المجلس [فلقيني ابن الجعابي وقال لي ذهبت إلى ابن المظفر]
وتنكبت الطريق التي تؤديك إلى للاستحياء مني؟ فقلت: قد كان ذاك. فقال: كم
عدد الأحاديث التي أملاها؟ فقلت: كذا وكذا. فقال: أيما أحب إليك؟ تذكر إسناد
كل حديث، وأذكر لك متنه، أو تذكر لي متنه وأذكر لك إسناده. فقلت: بل أذكر
المتون. فقال: أفعل ذاك. فجعلت أقول له روى حديثا متنه كذا، فيقول: هو عنده عن
فلان عن فلان. وأقول أملى حديثا متنه كذا، فيقول حدثكم: به عن فلان عن فلان
حتى ذكرت له متون جميع الأحاديث وأخبرني بأسانيدها كلها. فلم يخطئ في شئ
منها. أو كما قال.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني
239

يقول: الحسن وعلي ابنا صالح بن صالح بن حي وهما أخوان لا ثالث لهما. ثم قال:
وقد غلط ابن الجعابي، فقال: صالح بن صالح هو أخوهما فوافقته، فتبين له أنه أخطأ.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم
يحمد في ولايته.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عبد الرحمن بن محمد الأستراباذي قال:
سمعت القاضي أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري بأستراباذ يقول: كنا بأرجان مع
الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد في مجلس شرابه ومعنا أبو بكر بن الجعابي
الحافظ البغدادي يشرب فأتى بكأس بعد ما ثمل قليلا فقال: لا أطيق شربه. فقال
الأستاذ الرئيس: ولم ذاك؟ فقال: لما أقوله قال: فقل. فقال:
يا خليلي جنباني الرحيقا * إنني لست للرحيق مطيقا
فقال الأستاذ، ولم وهي تجلب الفرح وتنفي الترح؟ فقال:
غير أني وجدت للكأس نارا * تلهب الجسم والمزاج الرقيقا
فإذا ما جمعتها ومزاجي * حرقته بناره تحريقا
أنشدني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي لأبي الحسن محمد بن عبد الله
ابن سكرة الهاشمي في ابن الجعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا * محمودة منه مستطابة
رأى الريا والنفاق خطا * في ذي العصابة وذي العصابة
يعطي الإمام ما اشتهاه * ويثبت الأمر في القرابة
حتى إذا غاب عنه * يبيت الأمر في الصحابة
وإن خلا الشيخ بالنصارى * رأيت سمعان أو مرابه
قد فطن الشيخ للمعاني * فالغر من لامه وعابه
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الجعابي فقال: حدثنا عنه الدارقطني وكان صاحب
غرائب، ومذهبه معروف في التشيع. قلت: قد طعن عليه في حديثه وسماعة؟ فقال:
ما سمعت فيه إلا خيرا
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن ابن الجعابي: هل
تكلم فيه إلا بسبب المذهب؟ فقال: خلط.
240

وهكذا ذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع إنه ذكر الدارقطني يذكر وقال أيضا عن
أبي الحسن قال لي الثقة من أصحابنا ممن كان يعاشره: إنه كان نائما فكتبت على
رجله كتابة، قال: فكنت أراه إلى ثمانية أيام لم يمسه الماء.
حدثني أبو نعيم الأصبهاني. فقال: مات أبو بكر الجعابي ببغداد في سنة خمس
وخمسين وثلاثمائة.
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي قال: قال لنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ: مات أبو بكر بن الجعابي الحافظ يوم في نصف رجب سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة، ودفن من غد.
حدثني الأزهري: أن ابن الجعابي لما مات صلى عليه في جامع المنصور، وحمل إلى
مقابر قريش فدفن بها. قال: وكانت سكينة نائحة الرافضة تنوح على جنازته، وكان
أوصى بأن تحرق كتبه فأحرق جميعها، وأحرق معها كتب للناس كانت عنده.
قال الأزهري: فحدثني أبو الحسين ابن البواب قال: كان لي عند ابن الجعابي مائة
وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما أحرق.
1270 - محمد بن عمر بن عفان بن عثمان بن حمدان بن زريق الدوري،
أبو الحسن البغدادي:
حدث بمصر عن محمد بن جرير الطبري، وحامد بن شعيب البلخي، ومحمد بن
حريم الدمشقي، وأبي نعيم محمد بن جعفر نزيل الرملة، وغيرهم. روى عنه أبو عبد
الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري.
وذكر أنه سمع منه في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان ثقة.
1271 - محمد بن عمر بن الفضل بن غالب بن سلمة بن سالم، الجعفي:
وإلى غالب بن سلمة تنسب سويقة غالب. ويكنى محمد: أبا عبد الله. حدث
241

عن أبي شعيب الحراني، ومحمد بن عبد الله القرمطي، وموسى بن هارون الحافظ،
وأحمد بن موسى بن مسروق الطوسي، وأبي القاسم البغوي، وغيرهم. سمع منه أبو
الحسن بن رزقويه. وحدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن عمر بن غالب ببغداد، حدثنا محمد بن
الحسن الأموي، حدثنا سعيد بن عتاب، حدثنا عبد الوراث عن ابن شبرمة، عن
مسعر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قصة
بريرة: " الولاء لمن أعتق ".
كذا رواه لنا أبو نعيم وسألته عن ابن غالب. فقال: كان ذا حفظ ومعرفة، وكان
مكفوفا، كتبنا عنه من فروع قد خرجها. قال: وكان الدارقطني يسيء القول فيه.
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير: محمد بن عمر بن غالب ليس
بموثوق به في الحديث، ولا حجة فيما يأتي به.
قال محمد بن أبي الحسين بن أبي الفوارس: مات محمد بن عمر بن غالب في
ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكان كذابا.
1272 - محمد بن عمر بن الحسين بن الخطاب بن الريان بن حبيب، الفقيه
الحنفي، أبو العباس الزندوردي:
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو القاسم علي بن الحسين العدرمي
المقرئ بالكوفة، حدثنا أبو العباس محمد بن عمر بن الحسين بن الخطاب البغدادي،
حدثنا جعفر بن علي القاضي البغدادي، حدثنا أحمد بن محمد الحماني، حدثنا
محمد بن سماعه القاضي، حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة. قال: حججت مع أبي
سنة ست وتسعين، فرأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن جزء
الزبيدي، فسمعته يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من تفقه في دين الله رزقه الله من
حيث لم يحتسب، وكفاه همه ".
242

وأنشد أبو حنيفة من قوله:
من طلب العلم للمعاد * فاز بفضل من الرشاد
ونال خسران من أتاه * لنيل فضل من العباد
أحمد بن محمد الحماني قرابة جبارة بن مغلس وكان ثقة.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي محمد بن عمر بن الحسين بن الخطاب
الزندوردي بمصر في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
1273 - محمد بن عمر بن محمد بن شعيب، أبو الطيب الصابوني:
حدث عن عبد الله بن محمد بن ناجية. حدثنا محمد بن الفرج بن علي البزار
أحاديث مستقيمة.
أخبرنا محمد بن الفرج، أخبرنا أبو الطيب محمد بن عمر بن محمد بن شعيب
الصابوني سنة خمس وستين وثلاثمائة، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم المروزي قال: حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير - ولو رأيته
قرت عينك برؤيته - عن أبيه قال: حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " رؤيا العبد المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ".
1274 - محمد بن عمر بن حرز، أبو بكر الهمذاني:
ورد بغداد قديما، وحدث بها عن إبراهيم بن محمد بن قبرة الطيان، عن الحسين
ابن محمد الزاهد عن إسماعيل بن أبي زياد كتاب التفسير، كتبه عنه ببغداد أبو
حفص بن شاهين. وسمع منه أيضا ببغداد عبد الله بن عثمان الصفار، وأبو القاسم بن
الثلاج فيما زعم. وروى عنه محمد بن أبي الفوارس وكان سماعه منه بهمذان.
1275 - محمد بن عمر بن الحسين، أبو العباس القاضي:
حدث عن أحمد بن مسعود الزبيري المصري. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن
جعفر.
243

1276 - محمد بن عمر بن زياد بن غيلان، أبو بكر السمسار:
روى عنه أبا القاسم البغوي. حدثنا عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري، ومحمد
ابن علي بن الفتح الحربي.
وسألت عنه الصيمري فقال: لم أسمع فيه إلا خيرا.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ومحمد بن علي بن الفتح. قالا: حدثنا أبو بكر
محمد بن عمر بن محمد بن زياد بن غيلان السمسار، أخبرنا عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز البغوي، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن
الأعرج، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يبعث
دجالون كذابون نحوا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه نبي، ولا تقوم الساعة حتى يمر
الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه ".
1277 - محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن العلوي:
من أهل الكوفة. سكن بغداد، وكان المقدم على الطالبيين في وقته والمنفرد في علو
محله، مع المال واليسار، وكثرة الضياع والعقار، ولد في سنة خمس عشرة وثلاثمائة،
وسمع هناد بن السري بن يحيى التميمي، وأبا العباس بن عقدة. حدثنا عنه القاضي
أبو العلاء الواسطي والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن عبد الواحد بن محمد
الوكيل.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن
يحيى العلوي بانتخاب الدارقطني، حدثنا أبو السري هناد بن السري، حدثنا أبو
سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن شعبة، عن
عاصم، عن زر، عن علي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي سل الله الهدى
والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم ".
244

قال أبو سعيد: أخطأ أبو خالد، وإنما هو عن عاصم بن كليب عن أبي بردة بن أبي
موسى.
حدثني الحسن بن أبي طالب. أن محمد بن عمر العلوي توفي لعشر خلون من
شهر ربيع الأول سنة تسعين وثلاثمائة ببغداد، ثم حمل بعد ذلك لسنة أو أقل إلى
الكوفة فدفن فيها.
1278 - محمد بن عمر بن محمد بن حميد، البزاز، ويعرف بابن بهتة:
من أهل باب الطاق. سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والحسن بن محمد
ابن سعيد المطيعي، والقاضي المحاملي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول
التنوخي، ومحمد بن مخلد الدوري. حدثنا عنه حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق،
وأبو بكر البرقاني، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، وأبو بكر بن الطيب،
وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي.
سألت البرقاني عن ابن بهتة. فقال: لا بأس به إلا أنه كان يذكر أن في مذهبه
شيئا. ويقولون: هو طالبي. قلت للبرقاني: يعنى بذلك أنه شيعي؟ فقال: نعم!
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
الحسن محمد بن عمر بن بهته في رجب، ثقة.
1279 - محمد بن عمر بن يعقوب، أبو الحسن الأنباري:
شاعر مقل رثا الوزير أبا طاهر بن بقية حين صلب بقصيدته التي أولها:
علو في الحياة وفي الممات * لحق تلك إحدى المعجزات
وهي مستحسنة معروفة.
فأنشدناها القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، وأبو الحسن أحمد بن
عمر بن علي القاضي بآذربيجان، عن أبي الحسن الأنباري.
وقال لي الصيمري: أنشدناها بمحضر من أبي إسحاق الطبري.
245

وأنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: أنشدنا أبو الحسن محمد بن عمر
الأنباري لنفسه في صفة الباقلاء الأخضر:
فصوص زمرد في غلف در * بأقماع حكت تقليم ظفر
وقد خلع الربيع لها ثيابا * لها لونان من بيض وخضر
1280 - محمد بن عمر بن علي بن خلف بن محمد بن زنبور بن عمرو بن
تميم، أبو بكر الوراق:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد
الدوري. حدثني دجى الأسود مولى الطائع لله وأبو القاسم الأزهري وأبو محمد
الخلال ومحمد بن علي بن أحمد بن الحارث، وغيرهم: كان ضعيفا جدا.
سألت الأزهري عن ابن زنبور. فقال: ضعيف في روايته عن ابن منيع. وذكر أن
سماعه من الدوري صحيح.
قال لي العتيقي: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو بكر محمد بن عمر بن
خلف يعرف بابن زنبور الوراق في صفر، وكان فيه تساهل.
حدثني عبد العزيز بن علي. قال: توفي ابن زنبور في صفر سنة ست وتسعين
وثلاثمائة.
1281 - محمد بن عمر بن جعفر بن بحر، أبو بكر الوكيل، يعرف بصاحب
بكروية:
كان يسكن درب زعفران. وحدث عن محمد بن جعفر المطيري، وعلي بن
محمد المصري. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، ومحمد بن علي بن أحمد
ابن الحارث التانئ.
أخبرنا العتيقي. قال: توفي أبو بكر بن بحر يوم الجمعة الثالث من صفر سنة ست
وتسعين وثلاثمائة، ودفن بباب الجامع، وكان ثقة مأمونا.
1282 - محمد بن عمر بن محمد، أبو بكر الأنباري:
حدث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن حنبل، شيخ يروى عن جعفر بن محمد
ابن عاصم الدمشقي، وسعيد بن عجب الأنباري.
246

حدثني عنه أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري. وقال لي: سمعت منه بالأنبار.
1283 - محمد عمر بن عيسى بن يحيى، أبو الحسن البلدي، يعرف
بالحطراني:
سكن بغداد وصاهر أبا الحسين بن بشران على ابنته، وحدث عن أبي العباس
أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي صاحب علي بن حرب، وعن محمد بن العباس بن
الفضل الخياط الموصلي، وغيرهما. كتبت عنه وكان شيخا صدوقا، فاضلا كثير
الدرس للقرآن.
بلغني أنه كان له في كل يوم ختمة وتوفي يوم الثلاث، لأربع خلون من جمادى
الآخرة سنة عشر وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
1284 - محمد بن عمر، أبو بكر العنبري الشاعر:
كان ظريفا أديبا، حسن العشرة، صلف النفس، مليح الشعر، ومن شعره ما:
أنشدنيه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال: أنشدني أبو
بكر العنبري لنفسه:
ما أبالي إذا حملت على الإخوان * ثقلي ودنت بالتخفيف
ورفضت الكثير من كل شئ * وتقنعت بالقليل اللطيف
ورآني الأنام طرا بعيني * زاهد في وضيعهم والشريف
أنا عبد الصديق ما صدق الود * وبعض الأنام عبد الرغيف
قال: وأنشدني أبو بكر العنبري أيضا لنفسه:
إني نظرت إلى الزمان * وأهله نظرا كفاني
فعرفته وعرفتهم * وعرفت عزي من هواني
فلذاك أطرح الصديق * فلا أراه ولا يراني
وزهدت فيما في يديه * ودونه نيل الأماني
فتعجبوا لمقالة * وهب الأقاصي للأداني
وانسل من بين الزحام * فما له في الخلق ثاني
247

مات ابن العنبري في يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة.
1285 - محمد بن عمر بن القاسم بن بشر بن عاصم بن أحمد، أبو بكر
النرسي، يعرف بابن عدسية:
وهو أخو أحمد بن عمر وكان الأصغر. سمع أبا بكر الشافعي. كتبنا عنه وكان
شيخا صالحا صدوقا من أهل السنة، معروفا بالخير، يسكن ببركة زلزل.
وحدثني ابنه الحسن أن مولده كان في سنة أربعين وثلاثمائة. ومات في غداة يوم
الجمعة الرابع من شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة، ودفن من يومه بباب حرب.
1286 - عنهما محمد بن عمر بن يونس، أبو الفرج، المعروف بابن الجصاص:
من أهل الجانب الشرقي. سمع أبا علي بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد،
وأحمد بن جعفر بن سلام.
كتبنا عنه وكان دينا ثقة. وذكر أن مولده في يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة
تسع وأربعين وثلاثمائة، ومات في يوم الأربعاء التاسع والعشرين من المحرم سنة سبع
وعشرين وأربعمائة، ودفن من يومه.
1287 - محمد بن عمر بن زكار بن أحمد بن زكار بن يحيى بن ميمون بن
عبد الله بن دينار، أبو الحسن:
كان يسكن بدرب الفرس من ناحية نهر طابق. وحدث عن عبد الله بن أحمد
الوراق المعروف بابن العطار. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن عمر بن زكار قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الوراق، أخبرنا عبد
الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني أبو محمد، حدثنا
ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله، قبل أن يحال بينكم وبينها، ولقنوها موتاكم ".
248

قال لي الصوري: سمعت أبا الحسن بن زكار يقول: ولدت في المحرم سنة تسع
وأربعين وثلاثمائة، ومات في ليلة الأحد التاسع والعشرين من المحرم سنة ثمان
وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة الليلة في مقبرة باب الدير.
1288 - محمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل بن عبيد الله، أبو بكر
القاضي الداودي، يعرف بابن الأخضر:
سمع علي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن عبد الله بن
الشخير، ومحمد بن عبد الله بن أيوب القطان، وأبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص
ابن شاهين.
كتبت عنه وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي ناحية الحطابين. وسألته عن مولده
فقال: ولدت في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الخميس السابع من شوال سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ودفن من
الغد.
1289 - محمد بن عمر بن جعفر بن حامد، أبو بكر الحرقي، يعرف بابن
درهم:
سمع أبا بكر بن خلاد النصيبي، وعمر بن محمد الترمذي، ومحمد بن حميد
المخرمي، وأبا بكر بن سلم الختلي، وأبا بكر بن مالك القطيعي. كتبنا عنه وكان
صدوقا يسكن بالجانب الشرقي.
أخبرنا محمد بن عمر بن درهم، أخبرنا أبو بكر محمد بن حميد بن سهل
المخرمي، حدثنا أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا خالد بن مرداس، حدثنا عبد
الله بن المبارك، عن معمر ويونس ومالك بن أنس والأوزاعي عن الزهري، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدرك من الصلاة ركعة فقد
أدركها ".
249

قال معمر: قال الزهري: فنرى أن الجمعة من الصلاة.
سألت ابن درهم عن مولده فقال: لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث
وأربعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة.
1290 - محمد بن عمر بن بكر بن ود بن وداد، أبو بكر النجار:
جار أبي القاسم بن بشران في الجانب الشرقي بدرب الديوان. سمع أبا بكر بن
خلاد النصيبي، وأبا بحر بن كوثر البربهاري، وأبا إسحاق المزكى، وأحمد بن جعفر
ابن سلم وأبا بكر بن مالك القطيعي، والحسن بن أحمد الشماخي الهروي، ومحمد
ابن يوسف بن يعقوب الصواف، وأبا الحسن بن مقسم، وجماعة نحوهم.
كتبت عنه وكان شيخا مستورا ثقة من أهل القرآن. قرأ على البزوردي
صاحب أحمد بن فرج، وسمعته يقول: ولدت لثمان خلون من شوال سنة ست
وأربعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
ودفن من الغد في مقبرة الخيزران.
1291 - محمد بن أبي السكري، واسم أبي السكري: عمر بن محمد بن
إبراهيم بن غياث، وكنيته محمد: أبو بشير الوكيل بين يدي القضاة:
وأصله من سر من رأى. سمع أبا الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وأبا عبيد
الله المرزباني، وابن شاهين. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان فيما ذكر لنا
عنه يذهب إلى الاعتزال.
أخبرني أبو بشير الوكيل، أخبرنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا محمد بن
الحسين بن مكرم البغدادي بالبصرة، حدثنا محمد - يعنى ابن بكار - حدثنا قيس بن
الربيع عن الأعمش، عن سفيان، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تباشر
المرأة المرأة وتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ".
250

مات أبو بشير الوكيل في يوم الاثنين الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان
وثلاثين وأربعمائة. وكان يسكن نهر البزازين، ودفن في مقبرة باب الشام. وسمعته
يقول: ولدت في ليلة الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
1292 - محمد بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن العباس، أبو علي
الهمداني، أخو بني غانم الشيرازي:
سمع أبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطني، وأبا القاسم بن حبابة، وأبا
حفص بن شاهين، كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني أبو علي محمد بن عمر في المسجد المعلق بباب الشعير باب درج الديزج،
أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا
محمد بن بكار، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن واصل، عن أمي عن الشعبي عن
كعب بن عجرة. قال: قلت: يا رسول الله الشفاعة؟ قال: " الشفاعة في أهل الكبائر
من أمتي ".
قال علي بن عمر: هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب بن عجرة،
تفرد به أمي بن ربيعة الصيرفي عنه، وتفرد به واصل بن حيان عن أمي ولا يعلم
حدث به عنه غير عنبسة بن عبد الواحد.
قال لي أبو علي محمد بن عمر: ولدت بشيراز، وقدم بي بغداد وأنا صغير.
ومات في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عثمان
1293 - محمد بن عثمان بن كرامة، أبو جعفر العجلي الكوفي، وراق عبيد
الله بن موسى:
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبي أسامة، والحسين بن علي الجعفي، وخالد بن
251

مخلد، ويعلى، ومحمد ابني عبيد، وجعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، وعمر بن
حفص بن غياث. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو حاتم
الرازي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن
ياسين، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعمر بن أحمد الدورقي، والحسين بن
إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا أبو أسامة، عن جرير بن
حازم، عن حميد، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب مع الخربز - يعني
البطيخ - يجمع بينهما.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: محمد بن عثمان بن كرامة العجلي مولاهم، سمعت محمد بن عبد الله بن
سليمان، وداود بن يحيى يقولان: كان صدوقا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن عثمان بن كرامة،
مات بالكوفة في سنة أربع وخمسين ومائتين.
وهذا وهم، والصواب: ما أخبرنا محمد بن الحسين بن القطان، أخبرنا جعفر
الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات محمد بن عثمان
ابن كرامة سنة ست وخمسين ومائتين ببغداد.
ذكر غيره أن وفاته كانت يوم السبت لتسع أو لعشر بقين من رجب.
1294 - محمد بن عثمان، أبو الحسن الزيات:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
252

المنادي وأنا أسمع. قال: ومات في ربضنا رجل يعرف بأبي الحسن محمد بن عثمان
الزيات في صفر سنة ثلاث وتسعين - يعني ومائتين - كتب الناس عنه.
1295 - محمد بن عثمان بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، أبو جعفر مولى
بني عبس:
من أهل الكوفة. سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعمية أبي بكر، والقاسم،
وعن أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن
عمران بن أبي ليلى، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى الحماني، ويحيى بن معين،
وعلي بن المديني، ونحوهم.
وكان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير.
روى عنه محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي
المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمر بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأحمد بن
كامل، وإسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف - ولم
أكتبه إلا عنه - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عمي أبو بكر، حدثنا
وكيع، عن مسعر، عن يونس بن عبيد، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك. قال:
نهينا أن يبيع حاضر لباد، وإن كان أخاه لأبيه وأمه.
قال لنا أبو نعيم: يقال تفرد به محمد بن عثمان موصولا مجودا.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال:
سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة وقد قال له قوم غرباء من أصحاب هذا
الحديث: يا أبا جعفر نحن قوم غرباء. فزدنا. فقال: لكم حق ولجيراني حقوق، هؤلاء
- يعني من حوله من أهل بغداد - إن مرضت عادوني وإن مت حضروني، وإن مروا
بقبري ترحموا علي، وأنتم تفارقوني ولا أعلم ما يكون منكم.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
ابن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال: وسئل أبو علي صالح بن
محمد: عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة. فقال: ثقة.
253

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أنزك الهمذاني بها، أخبرنا أبو بكر
أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أخبرنا أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الأموي
قال: سئل عبدان: عن ابن عثمان بن أبي شيبة فقال: ما علمنا إلا خيرا، كتبنا عن أبيه
المسند بخط ابنه، الكتاب الذي يقرأ علينا.
قرأت في أصل كتاب محمد بن أبي الفوارس بخط يده الذي سمعه من محمد بن
عمران الطلقي بجرجان قال: حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي قال:
خرجت إلى الكوفة من بغداد في طلب الحديث حين رجعت من مصر، وأقمت ببغداد
مدة وذلك في سنة إحدى وسبعين ومائتين ومحمد بن عثمان حينئذ مقيم بالكوفة لم
ينتقل عنها، وإنما انتقل عنها بعد ذلك بسنتين إلى بغداد، فوقع بينه وبين محمد بن
عبد الله بن سليمان مطين الحضرمي كلام حتى خرج كل واحد منهما إلى الخشونة
والوقيعة في صاحبه، فأجريت بعض ما بينهما فقلت لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة
بعد أن سمعت المكروه من كل واحد منهما في صاحبه: ما هذا الاختلاف الذي وقع
بينكما؟
قال: روى مطين عن عبيد بن يعيش عن مصعب بن سلام، عن أبي سعد، عن
عكرمة، عن ابن عباس. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تناصحوا في العلم وإن خيانة أحدكم
في علمه أشد من خيانته في ماله، والله مسائلكم عنه ". فقال: غلط فيه مطين، وإنما
هو عن مصعب بن سلام، عن أبي سعيد وليس هو أبا سعد، قال: وإنما رواه مطين
فقال: عن أبي سعد يريد البقال ورويت أنا وقلت: عن أبي سعيد عبد القدوس بن
حبيب. فقلت له: عمن رويت؟
فقال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا مصعب بن سلام قال: حدثنا عبد
القدوس بن حبيب الدمشقي أبو سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله ".
قال أبو نعيم: إلى وهمي إن هذا الغلط قد يكون من عبيد بن يعيش، إذ كانت
رواية محمد بن عثمان هي عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ثم ذكر فيها حدثنا
254

عمار بن رجاء قال: حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن سلام، عن أبي سعيد،
عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث. وحدثنا
مطين، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن سلام عن أبي سعيد عن عكرمة
فذكر مثله.
قال أبو نعيم: وقلت إن الصواب فيما رواه محمد بن عثمان، وأنه لم يغلط فيما
رد على مطين من روايته عن عبيد بن يعيش.
قال أبو نعيم: وهذا سماعي قديما، ثم سمعت من مطين الحضرمي هذا الحديث
بعد ذلك بعشرين سنة في فوائد الحاج قال: حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن
سلام، عن أبي سعد قال أبو جعفر الحضرمي - يعني عبد القدوس بن حبيب الدمشقي
- عن عكرمة، عن ابن عباس. كان الحضرمي ينبه بذلك وقال - يعنى عبد القدوس -
ولم يقل عن أبي سعيد. وقال: عن أبي سعد فاقر سعدا على حاله ولم يقر الاسم.
قال لي محمد بن عثمان: وقد غلط أيضا في حديث آخر ثم قال: حدثنا أبي،
حدثنا جرير عن مغيرة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب في ليلة القدر ليلة سبع
وعشرين.
قال محمد بن عثمان وإنما هو موقوف، وقد حدث به مطين مرفوعا، ولم يحدث
به أبي إلا موقوفا.
ثم قال محمد بن عثمان: حدثنا يحيى الحماني، حدثنا يحيى بن اليمان، عن
شريك، عن عثمان أبي اليقظان، عن أنس: (ولدينا مزيد) [ق 35] قال: يظهر
الرب تعالى يوم القيامة.
قال محمد بن عثمان، وحدث به مطين عن يحيى الحماني قال: حدثنا يحيى
قال: حدثنا شريك ولم يذكر يحيى بن اليمان فيما بينهما.
قال أبو نعيم: ثم لقيت محمد بن عثمان ببغداد سنة تسع وثمانين وسنة تسعين
وإحدى وهو يذكر مطينا بسوء، وبلغني أن مطينا يذكره أيضا بسوء، وإن تلك
المقالات والمراسلات باقية بعد إلى تلك الغاية.
قال أبو نعيم: وسالت الحضرمي بالكوفة سنة تسعين عن محمد بن عثمان
ومحمد بن عثمان حينئذ مقيم ببغداد فقال: حدثنا عبيد الله، حدثنا ابن مهدي، عن
255

حماد بن زيد قال: سألت أيوب عن رجل فقال: لم يكن مستقيم اللسان فرأيته
يذكره بالطعن عليه، فقيل له: إن محمد بن عثمان يروى عن محمد بن عمران بن
أبي ليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن فضيل في التشهد. فقال: موضوع.
قال أبو نعيم: والذي يعرف بهذا الإسناد حديث ابن أبي ليلى عن فضيل بن عمرو
عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه كان إذا استخار
في الأمر يريد أن يصنعه يقول: " اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك
بقدرتك ". فذكر الحديث، قال مطين: ومن أين لقي محمد بن عمران؟ فعلمت أنه
يحمل عليه من غير توقف. فقلت لمطين: ومتى مات محمد بن عمران؟ فقال: سنة
أربع وعشرين. فقلت لابني اكتب هذا التاريخ. فرأيته قد ندم على ذلك. فقال: مات
محمد بن عمران بعد هذا فذكر موته بعد ذلك بسنين، وذكر منجابا فقال: مات بعد
ثلاثين ثم قال: مات إسماعيل بن الخليل سنة أربع وعشرين وشهاب بن عباد سنة
أربع وعشرين. فرأيته قد غلط في موت محمد بن عمران فضمه إلى إسماعيل بن
الخليل، وشهاب بن عباد، ورأيته قد أنكر عليه أيضا أحاديث، وذكرت لمحمد بن
عثمان شيئا من ذكر مطين فذكر أحاديث عن مطين مما ينكر عليه، وقد كنت وقفت
على تعصب وقع بينهما بالكوفة سنة سبعين، وعلى أحاديث ينكر كل واحد منهما
على صاحبه، ثم ظهر أن الصواب الإمساك عن القبول عن كل واحد منهما في
صاحبه.
قال أبو نعيم: ورأيت موسى بن إسحاق الأنصاري يميل إلى مطين في هذا المعنى
حين ذكر عنده، ولا يطعن على محمد بن عثمان ويثني على مطين ثناء حسنا.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن
أبي العباس بن سعيد قال: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول: محمد بن عثمان
كذاب أخذ كتب ابن عبدوس الرازي ما زلنا نعرفه بالكذب.
وقال ابن سعيد: سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول: محمد بن عثمان
كذاب ويسرق حديث الناس ويحيل على أقوام بأشياء ليست من حديثهم.
قال: سمعت داود بن يحيى يقول: محمد بن عثمان كذاب وقد وضع أشياء
كثيرة يحيل على أقوام أشياء ما حدثوا بها قط.
256

وقال: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: محمد بن عثمان كذاب
بين الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث.
وقال: سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي يقول: محمد بن عثمان كذاب ما زلنا
نعرفه بالكذب مذ هو صبي.
وقال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: محمد بن عثمان كذاب بين
الأمر يقلب هذا على هذا، ويعجب ممن يكتب عنه.
وقال: سمعت جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي يقول: ابن عثمان هذا
كذاب يجيء عن قوم بأحاديث ما حدثوا بها قط، متى سمع؟ أنا عارف به جدا.
وقال: سمعت عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة يقول: ابن عثمان أخذ كتب ابن
عبدوس وادعاها ما زلنا نعرفه بالتزيد.
وقال: سمعت محمد بن أحمد العدوي يقول: محمد بن عثمان كذاب مذ كان
متى سمع هذه الأشياء التي يدعيها؟ وذكر كلاما غير هذا في بدئه.
وقال: حدثني محمد بن عبيد بن حماد قال: سمعت جعفر بن هذيل يقول:
محمد بن عثمان كذاب - إلى ههنا عن ابن سعيد -.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
وسألت الدارقطني عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة فقال: كان يقال أخذ كتب أبي
أنس وكتب غير محدث سألت البرقاني عن ابن أبي شيبة فقال: لم أزل أسمع الشيوخ
يذكرون أنه مقدوح فيه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع. قال: أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة أكثر الناس عنه على
اضطراب فيه. وذكر ابن المنادى وفاته ثم قال: كنا نسمع شيوخ أهل الحديث
وكهولهم يقولون: مات حديث الكوفة بموت موسى بن إسحاق ومحمد بن عثمان،
وأبي جعفر الحضرمي، وعبيد بن غنام. قلت: وكانت وفاة هؤلاء الأربعة في سنة
واحدة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات أبو
جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ودفن في يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة خلت من
شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين. قلت: وببغداد كانت وفاته.
257

1296 - محمد بن عثمان بن مسبح، أبو بكر الشيباني، نحوي يعرف
بالجعد:
كان من علماء الناس وأفاضلهم، وصنف كتابا في ناسخ القرآن ومنسوخه، حدث
به أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم عنه وهو من أحسن الكتب وأجودها.
وسألت أبا طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ عن محمد بن عثمان الجعد
فقال: هو بغدادي وله كتاب صنفه في غريب القرآن. وكان لما فرغ من عمله أخذ
نفسه بحفظه، فلم يمكث إلا يسيرا حتى توفي ولم يخرج الكتاب عنه.
وذكر غيره: أن الجعد صنف كتبا عدة منها " كتاب القراءات " و " كتاب
الهجاء "، و " المقصور والممدود "، و " المذكر والمؤنث "، و " العروض "، و " خلق
الإنسان "، و " الفرق "، و " مختصر النحو ".
1297 - محمد بن عثمان بن خالد، أبو بكر العسكري النجار:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه محمد بن جعفر بن العباس النجار، وأبو
زرعة محمد بن محمد بن عبد الوهاب العكبري.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أخبرنا محمد بن جعفر بن العباس النجار، حدثنا
محمد بن عثمان بن خالد العسكري، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبيدة بن حميد،
عن سهل بن أبي صالح، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن
جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى
يصلي ركعتين ".
وهكذا روى هذا الحديث خارجة بن مصعب عن سهل وهو وهم، خالف سهيل
الناس في روايته، وقد رواه مالك بن أنس، وزياد بن سعد، وربيعة بن عثمان، وعثمان
ابن أبي سليمان، وعمر بن عبد الله بن عروة، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن
عمرو بن سليم، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب.
258

1298 - محمد بن عثمان بن عبد الجليل بن نضر بن محمد، أبو بكر
الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن عثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إسحاق
الحنظلي، وعبد الله بن أحمد بن أبي دارة المروزي. روى عنه علي بن عمر بن محمد
السكري.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا علي بن عمر الختلي، حدثنا أبو بكر
محمد بن عثمان بن عبد الجليل بن نضر بن محمد الهروي - في سوق يحيى - حدثنا
محمد بن إسحاق الحنظلي، حدثنا النضر بن إسماعيل بمكة، حدثنا محمد بن عبيد
الله التيمي، حدثنا زنفل العرفي عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر الصديق.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلى الصبح: " مرحبا بالنهار الجديد، والكاتب
والشهيد، اكتبا بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا
رسول الله، وأشهد أن الدين كما وصف، والكتاب كما أنزل، وأشهد أن الساعة آتية
لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور ".
1299 - محمد بن عثمان بن ثابت بن إسماعيل بن أبان، أبو بكر
الصيدلاني:
سمع محمد بن ربح البزاز، وعبيد بن شريك البزاز. حدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل القطان، وأبو نصر بن حسنون النرسي، وكان ثقة.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، حدثنا محمد بن ربح البزاز، حدثنا يزيد بن
هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب:
أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فقرأ بالتين والزيتون.
فقال لي ابن حسنون: توفي محمد بن عثمان الصيدلاني في سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة.
259

وقال لي محمد بن الحسين بن الفضل: توفي محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني
في يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. ودفن في
هذا اليوم في مقبرة على نهر عيسى.
وقال لي ابن الفضل مرة أخرى: دفن في حجرة بين قنطرة الشوك وقنطرة الأشنان،
وصلى عليه أبو بكر النقاش في بطن نهر عيسى، والنهر جاف.
1300 - محمد بن عثمان بن عبد الكريم، أبو بكر يعرف بابن أخي سوس
الحافظ:
حدث عن علي بن محمد بن خالد المطرز. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء
الواسطي.
1301 - محمد بن عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد، الدقاق، المعروف
والده بأبي عمر بن السماك، يكنى: أبا الحسين:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبا حامد محمد بن هارون
الحضرمي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن زياد النيسابوري، وأبا العباس بن
عقدة. حدثني عنه أبو القاسم الأزهري وكان ثقة.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عمرو بن
السماك، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا شريح بن يونس أبو
الحارث، حدثنا فرج بن فضالة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. قالت: لقد
رأيتني أغلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية وهو محرم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: توفي محمد بن عثمان بن أحمد الدقاق أبو
الحسين في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
1302 - محمد بن عثمان، أبو بكر الآمدي:
حدث عن عثمان بن الخطاب المعروف بأبي الدنيا. حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي.
260

حدثنا عبد العزيز بن علي، حدثنا محمد بن عثمان أبو بكر الآمدي، حدثني أبو
الدنيا - رأيته بين المسجدين مكة والمدينة - قال: سمعت مولاي علي بن أبي طالب
يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " طوبى لمن رآني، ومن رأى من رآني، ومن رأى من
رأى من رآني ".
قال لي عبد العزيز: سمعت من هذا الشيخ في سوق الجلود ولم يكن عنده سوى
هذا الحديث.
1303 - محمد بن عثمان بن علي بن إبراهيم، أبو الحسين الحرقي،
الملقب والده طبرة:
حدث عن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري. حدثني عنه عبد العزيز
الأزجي أيضا.
1304 - محمد بن عثمان بن عبيد بن الخطاب، أبو الطيب الصيدلاني:
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني. حدثنا عنه
أحمد بن محمد العتيقي وذكر أنه كتب عنه بانتقاء الدارقطني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا أبو الطيب محمد بن عثمان بن عبيد بن الخطاب العطار،
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني، أخبرنا
شريك، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
قال لنا العتيقي: سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فيها توفى أبو الطيب محمد بن عثمان
ابن عبيد بن الخطاب الصيدلاني، في يوم السبت لخمس بقين من شهر ربيع الأول،
ثقة مأمون وله أصول حسنة، مضى على سداد وأمر جميل.
261

1305 - محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن شهاب، أبو الحسن
المعروف بالبغوي:
سمع أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن منصور بن أبي الجهم
الشيعي، وسعيد بن محمد أخا زبير الحافظ، ومحمد بن نوح الجنديسابوري،
والحسين بن محمد بن زنجي الدباغ، وعبد الملك بن يحيى الزعفراني، والحسين
والقاسم ابنا إسماعيل المحامليين، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. حدثنا عنه
القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو
الفرج الطناجيري.
وقال لي الأزهري: كان ثقة.
حدثني الحسن بن علي الطناجيري قال: سألت أبا الحسن محمد بن عثمان بن
محمد البغوي عن مولده فقال: في رجب سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكتبت
الحديث في سنة تسع عشرة وما بعدها.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد. قال: توفي أبو الحسن محمد بن عثمان
البغوي في شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فيها توفي أبو
الحسن محمد بن عثمان البغوي يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر رمضان، ثقة.
مأمون.
1306 - محمد بن عثمان بن حراز، أبو الحسن:
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأبا جعفر بن بريه الهاشمي، وطبقتهما. حدثني
الحسن بن محمد الخلال - وسألته عنه - فقال: ثقة.
1307 - محمد بن عثمان بن علي بن إبراهيم بن صالح، أبو الحسن البزاز:
حدث عن الحسين بن إسماعيل المحاملي. حدثني عنه أبو الحسين محمد بن
محمد بن علي الشروطي، وذكر لي أنه سمع منه في صف البدري في سنة ست
وتسعين وثلاثمائة.
262

1308 - محمد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله، أبو الحسن القاضي
النصيبي:
سكن بغداد وروى بها عن أبي الميمون، عن عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي
البجلي صاحب أبي زرعة الدمشقي، وعن غيره من شيوخ الشام. وحدث أيضا عن
أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وجماعة من
البغداديين. حدثنا عنه القاضي أبو الطيب الطبري وغيره.
جئت أبا بكر البرقاني فاستأذنته في أن أقرا عليه. فقال: ما تريد أن تقرأ، قلت:
شيئا علقته من تاريخ أبي زرعة وفيه سماعك من القاضي النصيبي. فعبس وجهه.
وقال: كنت عزمت على ألا أحدث ولكني أسامحك أنت خاصة في بابه. وأذن لي
فقرأت عليه.
سمعت أبا الحسن أحمد بن علي البادا ذكر القاضي النصيبي فقال: كنت أحدث
عنه حتى نهاني جماعة من أصحاب الحديث عن الرواية عنه فلم أحدث عنه بعد،
وضعف البادا أمره جدا.
حدثني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: سمعت من القاضي النصيبي تاريخ
أبي زرعة وكان سماعه إياه صحيحا من أبي ميمون البجلي عن أبي زرعة، وكان أمر
النصيبي في وقت سماعنا هذا الكتاب منه مستقيما، ثم فسد بعد ذلك لأنه كان
يخلف القاضي أبي عبد الله الضبي على بعض عمله بالكرخ، فروي للشيعة المناكير،
ووضع لهم أيضا أحاديث، وروى عن أبي الحسين بن المنادي، وإسماعيل الصفار.
وكان قدوم النصيبي بغداد بعد موت الصفار بعدة سنين.
سألت أبا القاسم الأزهري عن النصيبي فقال: كذاب، أخرج إلينا كتب ابن
المنادي وقد كتب عليها سماعه بخطه. فقلت له: متى سمعت هذا الكتاب؟ فقال: في
سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. فقلت: إنما قدمت بغداد بعد الأربعين، فكيف هذا؟ فما
رد علي شيئا.
قال الأزهري: وكان أمره في الابتداء مستقيما، وحدث عن الشاميين من سماع
صحيح، أو كما قال.
263

سمعت أبا الفتح محمد بن أحمد بن محمد المصري يقول: لم أكتب ببغداد عن
شيخ أطلق عليه الكذب غير أربعة: أحدهم النصيبي.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري. قال: كان أبو الحسن النصيبي ضعيفا في
الرواية عدلا في الشهادة، لم يتعلق عليه فيها بشئ.
قال لي الحسن بن أبي طالب: مات القاضي أبو الحسن النصيبي في شهر رمضان
سنة ست وأربعمائة، ودفن في داره بالكرخ.
أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي. قال: مات أبو الحسن النصيبي يوم الأربعاء
الثالث من شهر رمضان سنة ست وأربعمائة.
1309 - محمد بن عثمان بن أحمد بن سمعان، أبو الحسن الزراد:
أدركته ولم يقض لي السماع منه. وكتب عنه أصحابنا وكان صدوقا.
1310 - محمد بن عثمان بن عبيد، أبو بكر القطان:
حدث عن أحمد بن سلمان النجاد. كتبت عنه وكان ينزل بدار القطن، ولم أر
له أصلا أرضاه.
أخبرنا محمد بن عثمان بن عبيد، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا الحارث بن أبي
أسامة التميمي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن مسافع
أن مصعب بن شبة أخبره عن عقبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن محمد بن
جعفر. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من شك في صلاته فليسجد سجدتين ". وقد سمعت
منه في صفر من سنة تسع وأربعمائة.
1311 - محمد بن عثمان بن محمد، أبو بكر البنا المعروف بابن السقا
الأطروش:
حدث عن محمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن الحسن بن جعفر بن حفص
الكاتب.
264

ذكر لي أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنه سمع منه وقال لي: مات في سنة
ثلاثين وأربعمائة: وكان ينزل في درب الدواب بالجانب الشرقي، وكان رجلا صالحا.
1312 - محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن سمويه، أبو بكر المقرئ
البصري، يعرف بالحبري:
وهو أصبهاني الأصل. سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن محمد بن
العباس الأسفاطي البصري. وعلي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري. وكان
سماعه صحيحا. كتبت عنه شيئا يسيرا.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان البصري، أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد
الدينوري بها، حدثنا عبد الله بن حمدان بن وهب الحافظ، حدثنا عبد الله بن أيوب
المخرمي، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم،
عن أخيه، عن أبيه، عن جبير بن مطعم. قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أهل بدر،
فسمعته يقرأ في المغرب بالطور، فكأنما تصدع قلبي حين سمعت القرآن.
تابعة غندر وغيره عن شعبة. ورواه أبو عمر الحوضي عن شعبة عن سعد بن
إبراهيم عن بعض إخوته عن جبير بن مطعم، وخالفه أبو الوليد الطيالسي فرواه عن
شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جبير بن مطعم، وحديث يعقوب الحضرمي
ومن تابعه الصواب.
كان الجندي يذكر أنه ولد لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الاثنين الرابع من صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه علي
1313 - محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب، أبو جعفر بن الرضا:
قدم من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد وافدا على أبي إسحاق المعتصم ومعه امرأته
265

أم الفضل بنت المأمون، فتوفي في بغداد، ودفن في مقابر قريش عند جده موسى بن
جعفر، وحملت امرأته أم الفضل بنت المأمون إلى قصر المعتصم، فجعلت مع الحرم.
وقد أسند محمد بن علي الحديث عن أبيه.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني، حدثنا محمد بن
صالح بن الفيض بن فياض، حدثنا أبي، حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني، حدثنا
أبو جعفر محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي، عن أبيه موسى، عن آبائه، عن
علي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال لي وهو يوصيني: " يا علي، ما خاب من
استخار، ولا ندم من استشار، يا علي، عليك بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل ما لا
تطوي بالنهار، يا علي، اغد بسم الله فإن الله بارك لأمتي في بكورها ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن نائلة، حدثنا
جعفر بن محمد بن يزيد قال: كنت ببغداد فقال لي محمد بن منذر بن مهزبر: هل
لك أن أدخلك علي ابن الرضا؟ قلت: نعم. قال: فأدخلني، فسلمنا عليه وجلسنا.
فقال له: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها لي النار ".؟
قال: خاص للحسن والحسين.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي،
حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القمي، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك
الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن بن أبي عران، عن الحسن بن علي بن جعفر
القمي، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن، عن
266

محمد بن زيد الشبيه قال: سمعت ابن الرضا محمد بن علي بن موسى يقول: من
استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة
أخبرني علي بن أبي علي، حدثنا الحسن بن الحسين الثعالبي، أخبرنا أحمد بن عبد
الله الذارع، حدثنا حرب بن محمد المؤدب، حدثنا الحسن بن محمد العمي البصري،
حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: مضى أبو جعفر
محمد بن علي وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما، وكان
مولده سنة مائة وخمس وتسعين من الهجرة، وقبض في يوم الثلاثاء لست ليال خلون
من ذي الحجة سنة مائتين وعشرين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، أخبرنا الحارث بن
محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: سنة عشرين ومائتين فيها توفى محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي ببغداد، وكان قدمها على أبي إسحاق من المدينة،
فتوفي فيها يوم الثلاثاء لخمس ليال خلون من ذي الحجة، وركب هارون بن أبي
إسحاق فصلى عليه عند منزله في رحبة أسوار بن ميمون ناحية قنطرة البردان، ثم حمل
ودفن في مقابر قريش.
1314 - محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن محمد بن دينار بن
شعيب، أبو عبد الله العبدي المروزي:
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبيه، وعن النضر بن شميل، وأبي أسامة حماد بن
أسامة، ويزيد بن هارون، وإبراهيم بن الأشعث. روى عنه: محمد بن إسماعيل
البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومحمد
ابن عبدوس بن كامل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن علي الأبار، ويحيى بن
محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
267

الأهوازي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا أبي، حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك -
عن شقيق، عن طارق بن عبد الرحمن، عن زاذان، عن أبي هريرة قال: أمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم بنوم على وتر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الفجر.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الطرجي، حدثنا أبو خراش، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن
شقيق نفسه ببغداد، أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون،
عن أبي العباس بن سعيد قال: سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان، وداود بن
يحيى يقولان: محمد بن علي بن حسن الشقيقي ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي
بخطه قال: سمعت أبي يقول: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق مروزي ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن علي بن الحسن بن
شقيق مات في سنة خمسين ومائتين. قال غير ابن قانع: مات سنة إحدى
وخمسين.
1315 - محمد بن علي بن ظبيان، القاضي:
حكى عن بشر المريسي حكاية نوردها في أخباره إن شاء الله.
1316 - محمد بن علي بن معبد بن شداد، أبو جعفر العبدي:
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور. وحدثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمد بن علي
ابن معبد بن شداد العبدي يكنى أبا جعفر من ساكني بغداد قدم مصر وبها توفي يوم الأحد
لخمس خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
268

1317 - محمد بن علي بن أبي أمية، أبو حشيشة الشاعر:
كان أديبا ظريفا حسن المعرفة بصنعة الغناء، خدم غير واحد من الخلفاء والأكابر، وله
أخبار يرويها عنه جعفر بن قدامة، وميمون بن هارون الكاتب، وغيرهما.
1318 - محمد بن علي بن خلف، أبو عبد الله العطار الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن كثير الكوفي، وعمرو بن عبد الغفار،
ويحيى بن حاتم السمسار، ومحمد بن علي بن صالح، والحسين بن الحسن الأشقر.
روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الثلج، وأبو ذر بن الباغندي، وأبو عبيد محمد بن
أحمد بن المؤمل الناقد، ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا محمد بن علي
ابن خلف، حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن حسن بن حي وسفيان الثوري عن سعد
ابن سعيد عن عمرو بن أبي أيوب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان
وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
أخبرنا محمد بن علي الدقاق قال: قرأنا على الحسن بن هارون، عن أبي سعيد
قال: محمد بن علي بن خلف العطار الكوفي. سكن بغداد. سمعت محمد بن
منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأمونا حسن العقل.
1319 - محمد بن علي بن حسان، أبو جعفر الطائي:
حدث بمصر والمغرب، كذلك حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن
الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسروق، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال:
محمد بن علي بن حسان الطائي يكنى أبا جعفر قدم إلى مصر وكتب عنه، وخرج
إلى المغرب فتوفي بها سنة ستين ومائتين.
1320 - محمد بن علي بن قدامة:
روى عن أبيه حديث الألوية في القيامة. حدث عنه عبيد الله بن أحمد بن بكير
التميمي.
269

1321 - محمد بن علي بن محرز، أبو عبد الله:
سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ويحيى بن آدام، وأبا أحمد الزبيري، وحسين
ابن محمد المروزي، وإسحاق بن إسماعيل. ونزل مصر وحدث بها فكتب عنه
أهلها.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن علي بن محمد البغدادي نزيل مصر،
كان صديقا لأحمد بن حنبل وجاره فيما ذكر لأبي، كتب أبى عنه بمصر وسألته عنه
فقال: ثقة.
أخبرنا علي بن أحمد الوزان، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدثنا
محمد بن إسحاق بن خزيمة. حدثنا محمد بن علي بن محرز بخبر غريب، حدثنا أبو
أحمد الزبيري، حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " الفجر فجران، فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه
الصلاة ويحل فيه الطعام ".
وهكذا رواه عمرو بن محمد الناقد عن أبي أحمد الزبيري ولم يرفعه عن الثوري
غيره، والله أعلم.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا ابن مسرور، حدثنا أبو
سعيد بن يونس قال: محمد بن علي بن محرز البغدادي يكنى أبا عبد الله. قدم مصر
وكان فهما بالحديث وكان في أخلاقه وعارة، حدث بمصر عن أهل الكوفة، وأهل
بغداد، وكان ثقة. توفي بمصر يوم الخميس ليومين خلوا من شهر ربيع الآخر سنة
إحدى وستين ومائتين.
1322 - محمد بن علي بن بسام، أبو جعفر، يعرف بمعدان:
سمع قبيصة بن عقبة، وسعيد بن سليمان الواسطي، وعبد الصمد بن النعمان.
روى عنه محمد بن عبد الله الحضرمي مطين، ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهما.
وكان ثقة.
270

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا محمد بن علي
معدان، حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا ورقاء عن منصور عن سالم عن أبي
فليح عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مامن امرأة تنزع ثيابها في غير
بيتها إلا هتك ما بينها وبين الله تعالى ".
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد.
قال: محمد بن علي معدان البغدادي: سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يقول:
كان من الحفاظ.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة اثنتين وستين ومائتين، فيها مات أبو
جعفر محمد بن بسام المعروف بمعدان في ذي القعدة.
1323 - محمد بن علي بن المغيرة الأثرم، يكنى أبا بكر:
حدث عنه عبد الله بن محمد بن القداح، روى عنه عبد الله بن أبي سعيد الوراق،
والحسن بن عليل العنبري.
1324 - محمد بن علي بن الحسن، التمار:
حدث عن عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري. روى عنه محمد بن سليمان بن
محبوب المعروف بالسجل الحافظ. وذكر أنه سمع منه ببغداد.
1325 - محمد بن علي داود، أبو بكر الحافظ، يعرف بابن أخت غزال:
نزل بمصر. وحدث بها عن سعيد بن داود الديري، ومحمد بن عبد الله
البينوني، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين. روى عنه إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو جعفر الطحاوي، وعلان
الصيقل، وغيرهم.
271

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا محمد بن المظفر
الحافظ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو جعفر أحمد بن محمد
ابن سلامة بحمص. قالا: حدثنا محمد بن علي بن داود، حدثنا سعيد بن داود
الزبيري، حدثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من نفقة بعد صلة الرحم أعظم عند الله من هراقة دم ".
غريب لم أكتبه من حديث مالك إلا بهذا الإسناد.
حدثنا الصوري، أخبرنا الأزدي، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن علي
ابن داود، يعرف بابن أخت غزال، يكنى أبا بكر بغدادي كان يحفظ الحديث ويفهم،
قدم مصر وحدث وخرج إلى قرية من أسفل أرض مصر فتوفي بها في شهر ربيع الأول
سنة أربع وستين ومائتين، وكان ثقة حسن الحديث.
1326 - محمد بن علي بن عبد الرحمن بن الجنيد، أبو عبد الله
السرخسي، يلقب كبشة:
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن عاصم، وخلف بن تميم، وعبد الوهاب بن
عطاء، وريحان بن سعيد، ويزيد بن هارون، وأسود بن عامر، وبكر بن خداش. روى
عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، ويحيى بن صاعد، وصالح بن أبي، وإسماعيل بن
العباس الوراق، ومحمد بن الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن علي
السرخسي، حدثنا خلف بن تميم، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عباس
ابن يوسف عن أبي بردة. أن أبا موسى قال: قد كان فيكم أمانان قوله: (وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) [الأنفال 33] أحسبه
قال: أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى لسبيله، وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسن بن هارون عن ابن سعيد
272

قال: محمد بن علي السرخسي نزل بغداد يعرف بكبشة، حدثنا عنه عبد الله بن
أحمد وغيره وأثنى عليه عبد الله.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن علي السرخسي
مات في جمادى الآخرة من سنة خمس وستين [ومائتين].
1327 - محمد بن علي بن مروان:
حدث عن الحسن بن قتيبة المدايني. روى عنه عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن
الحجاج بن رشدين المصري.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب القاضي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
الجرجاني قراءة، حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المقرئ بمصر، حدثنا محمد
ابن علي بن مروان البغدادي، حدثنا الحسن بن قتيبة المدايني، حدثنا سفيان الثوري،
عن محارب بن دثار، عن جابر قال: " نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تطلب عثرات النساء ".
1328 - محمد بن علي بن زياد، أبو جعفر القطان:
حدث عن أبي أسامة حماد بن أسامة. روى عنه أبو الحسين بن المنادي،
وإسماعيل بن محمد الصفار. وذكر ابن المنادي: أنه سمع منه على باب جده أبي
جعفر بن المنادي.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الجعابي وأبو الحسين علي بن
محمد بن عبد الله المعدل قال محمد: حدثنا وقال علي: أخبرنا إسماعيل بن محمد
الصفار، حدثنا محمد بن علي القطان، حدثنا أبو أسامة، أخبرنا هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا
كنت علي غضبي " قالت: قلت: من أين ذلك يا رسول الله؟ قال: " إذا كنت عني
راضية قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت على غضبي قلت: لا ورب
إبراهيم ".
273

1329 - محمد بن علي بن عبد الله بن مهران، أبو جعفر الوراق، يعرف
بحمدان:
سمع عبيد الله بن موسى، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأبا نعيم، ومعلى بن
أسد، وعبد الله بن رجاء، ومعاوية بن عمرو، وقبيصة بن عقبة، وأبا سلمة التبوذكي،
روى عنه عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن
مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن عثمان بن
ثوبان المقرئ وغيرهم. وكان فاضلا حافظا عارفا ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا حمدان بن
علي، حدثنا هانئ بن يحيى، حدثنا الحسين بن عجلان، حدثنا ليث عن عمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مكة: لا تباع ولا تكرى
بيوتها.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدثني
أبي، حدثنا محمد بن علي بن عبد الله الوراق صاحب أحمد بن حنبل وكان من
نبلاء أصحاب أحمد.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس قالا: أخبرنا أبو
الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي. قال: وحمدان بن علي الجوزجاني المعروف
بالوراق مشهور له بالصلاح والفضل، بلغنا أنه قال وهو في علة الموت: ما لصق
جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قط.
حدثني الحسن بن الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن علي أبو
جعفر الوراق ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي المنذر
وأنا أسمع: أن حمدان الوراق توفي يوم الثلاثاء لتسع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة
اثنتين وسبعين ومائتين.
274

1330 - محمد بن علي، أبو جعفر القصاب الصوفي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي قال: محمد بن علي القصاب بغدادي كان أستاذ الجنيد، كان يقول: الناس
ينسبوني إلى سرى وكان أستاذي محمد القصاب.
حدثنا عبد العزيز بن الحسن القرميسيني، حدثنا علي بن عبد الله الهمداني بمكة
قال: سمعت محمد بن سعيد يقول: سمعت جنيدا يقول: قال أستاذنا أبو جعفر
القصاب: - وسئل ما بال أصحابك محرومين من الناس - قال: لثلاث خصال: إحداها
أن الله لا يرضى لهم ما في أيديهم، ولو رضي لهم مالهم لترك ما لأنفسهم عليهم
والثانية أن الله تعالى لا يرضى أن يجعل حسناتهم في صحائفهم ولو رضي لهم لخلطهم
بهم، الثالثة أنهم قوم لم يسيروا إلا إلى الله تعالى، فمنعهم كل شئ سواه وأفردهم به.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا جعفر القصاب مات في
سنة خمس وسبعين ومائتين.
1331 - محمد بن علي بن بطحا بن علي بن مشعلة، أبو بكر التميمي:
حدث عن هوذة بن خليفة، وعفان بن مسلم. روى عنه إسماعيل بن علي
الخطبي، وأحمد بن محمد بن الصباح الكسي، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي، حدثنا محمد بن علي بن
بطحا أبو بكر، حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس. قال: وقع في سهم
دحية جارية فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات
محمد بن علي بن بطحا في ذي القعدة سنة ست وثمانين ومائتين.
1332 - محمد بن علي بن حمزة بن الحسين بن عبد الله بن العباس بن علي
ابن أبي طالب، أبو عبد الله العلوي:
كان أحد الأدباء الشعراء العلماء برواية الأخبار.
275

وحدث عن: أبيه، وعن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، والحسن بن داود بن
عبد الله الجعفري، وأبي عثمان المازني، والعباس بن الفرج الرياشي، وعمر بن شبة
النميري. روى عنه: محمد بن عبد الملك التاريخي، ووكيع القاضي، ومحمد بن
مخلد.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت منه، وهو صدوق.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدل إملاء، أخبرنا أبو جعفر أحمد
ابن علي الكاتب، حدثنا محمد بن خالد وكيع، حدثنا محمد بن علي بن حمزة،
حدثني عبد الصمد بن موسى، حدثني عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم، حدثني
عبد الصمد بن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس قال: " إذا أسف الله على خلق
من خلقه فلم يعجل لهم النقمة بمثل ما أهلك به الأمم من الريح وغيرها، خلق لهم
خلقا يعذبهم لا يعرفون الله عز وجل ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ست وثمانين ومائتين فيها مات أبو
عبد الله العلوي محمد بن علي حمزة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن علي بن حمزة
مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
1333 - محمد بن علي بن محمد بن إسحاق:
شيخ مجهول. حدث عن موسى بن محمد القرشي أحاديث منكرة. روى عنه
أحمد بن علي المصيصي وراق دراق.
أخبرنا علي بن أحمد البزاز، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن علي بن إسحاق
البغدادي، حدثنا [موسى] بن محمد القرشي، حدثنا الحسن بن شبل، عن أصرم
ابن حوشب، عن نهشل بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس
276

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للمعلمين - ثلاثا - وأطل أعمارهم، وبارك لهم
في كسبهم ".
1334 - محمد بن علي بن الصباح:
حدث عن هانئ بن المتوكل الإسكندارني. روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا محمد بن علي بن الصباح البغدادي، حدثنا هانئ
ابن المتوكل الإسكندراني، حدثنا حيوة بن شريح، عن محمد بن عجلان، عن رجاء
ابن حياة وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي صالح
ذكوان السمان عن أبي هريرة. قال: أتى فقراء المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا
رسول الله ذهب ذوو الأموال بالدرجات، يصلون كما نصلي، ويحجون كما نجح،
ويصومون كما نصوم. ولهم فضول أموال يتصدقون منها، وليس لنا ما نتصدق.
فقال: " ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم، ولم يلحقكم من خلفكم،
إلا من عمل بمثل ما عملتم به؟ تسبحون الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدونه
ثلاثا وثلاثين، وتكبرونه أربعا وثلاثين ". فبلغ ذلك الأغنياء، فقالوا مثل ما قالوا، فأتوا
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه. فقال: " تلك فضل الله يؤتيه من يشاء ".
قال سليمان: لم يروه عن رجاء بن حياة إلا ابن عجلان.
1335 - محمد بن علي بن الفضل، أبو العباس، يلقب فستقة:
كان أحد من يحفظهم الحديث ويحفظه. حدث عن خلف بن هشام البزاز، وقتيبة
ابن سعيد، وعلي بن المديني، وشريح بن يونس، وعبد الرحمن بن صالح. روى عنه
عبد الباقي بن قانع، وغيره. وكان ثقة.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا
محمد بن علي فستقة، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا يونس بن بكير، عن
محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ".
277

قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة تسع وثمانين فيها مات أبو العباس
الملقب فستقة في شهر ربيع الأول.
1336 - محمد بن علي بن عتاب، أبو بكر الإيادي القماط:
سمع عبيد الله بن محمد بن، عائشة وأبا الربيع الزهراني، والربيع بن ثعلب،
ومحمد بن حميد الرازي، وداود بن عمرو الضبي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي،
وإسماعيل بن علي الخطبي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
محمد بن علي بن عتاب أبو بكر، حدثنا عبيد الله بن محمد التميمي قال: سمعت
حماد بن سلمة يحدث عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في سبعة أثواب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وأبو بكر محمد بن علي بن عتاب الإيادي القماط، توفي يوم
الخميس لسبع خلون من رجب سنة تسع وثمانين [ومائتين] كتب أهل الحديث
عنه. كان كثير الكتاب أحد الأثبات.
1337 - محمد بن علي بن الروهان:
حدث عن أبي نصر التمار. روى عنه محمد بن عبيد الله بن أبي الورد القاضي،
وذكر أنه كتب عنه في جامع الرصافة.
1338 - محمد بن علي، أبو عبد الله الحافظ، يعرف بقرطمة:
بغدادي كبير، حافظ مقدم في العلم. سمع محمد بن حميد الرازي، وأبا سعيد
الأشج، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي.
ورحل إلى خراسان فكتب عن محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور، وعن غيره. وله
أيضا رحلة إلى الشام، والحجاز، ومصر، وأحسبه سكن الكوفة وحدث بها. روى
عنه أبو بكر بن أبي دارم الكوفي، وغيره.
278

حدثت عن أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري
قال: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: داود بن يحيى بن يمان، يقول الناس
فيقولون: أبو زرعة، وأبو حاتم في الحفظ! والله ما رأيت أحفظ من قرطمة، دخلت
عليه غرفته وبين يديه كتب وكيع سماعه من عمرو الأزدي مصبوبة. فقال: ترى هذه
الكتب المصبوبة؟ أيما أحب إليك أن أذكر من أول الباب إلى أخره، أو من آخر الباب
إلى أوله؟ فقال: خذ أي كتاب شئت. فقلت: كتاب الأشربة - وكان من أشق كتبه -
فجعل يذكر من آخر الباب إلى أوله حتى أتى على الكتاب كله. بلغني أن قرطمة هذا
توفي بمكة في سنة تسعين ومائتين.
1339 - محمد بن علي بن شعيب بن عدي بن همام، أبو بكر السمسار:
سمع عاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وأبا بكر بن أبي الأسود، والحكم بن
موسى، والحسن بن بشر بن سلم، وخالد بن خداش، روى عنه إسماعيل الخطبي.
أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم،
حدثني أبو بكر محمد بن علي بن شعيب، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود بن أخت
عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا نوح بن قيس، حدثنا عبد الله بن عمران، عن عاصم
الأحول، عن عبد الله بن سرجس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " التؤدة والاقتصاد والسمت
الحسن جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن علي بن شعيب
السمسار مات في سنة تسعين ومائتين.
1340 - محمد بن علي بن سالم بن علك، الهمداني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي ميسرة أحمد بن عبد الله النهاوندي. روى عنه
محمد بن مخلد الدوري.
1341 - محمد بن علي بن بحر، أبو بكر البزاز:
حدث عن أبي حفص عمر بن أخت بشر بن الحارث. روى عنه محمد بن
مخلد، وأبو عمرو بن السماك في أخبار بشر.
279

وذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه: أنه توفي في شهر ربيع الأول من سنة تسع
وتسعين ومائتين.
1342 - محمد بن علي بن خلف، أخو داود بن علي الأصبهاني الفقيه:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي معمر الهذلي. روى عنه عمر بن الحسن بن
الأشناني.
أخبرني الحسن، أنبأنا محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا
القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن الأشناني الكوفي، أخبرني محمد بن علي بن
خلف - أخو داود بن علي الأصبهاني - ومحمد بن بشر بن مطر وعبد الله بن أحمد
ابن حنبل. قالوا: حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي قال: قال أبو بكر بن
عياش: زعموا أن أبا حنيفة ضربوه على القضاء، كذبوا إنما أرادوه أن يكون عريفا
على الحاكة.
1343 - محمد بن علي بن يزيغ، البزاز:
حدث عن أبي همام الوليد بن شجاع، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بن عبد الله
المخرمي، وحبيش بن مبشر الفقيه. روى عنه أحمد بن كامل القاضي.
أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق، أخبرنا أحمد بن كامل،
حدثني محمد بن علي بن بزيع حدثنا، أبو هشام الرفاعي، حدثنا يحيى بن يمان عن
ابن أبي ذئب عن [النواس] بن سمعان، عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا افتتح الصلاة رفع يديه وفتح أصابعه.
1344 - محمد بن علي بن عبد الله بن عبد العزيز بن زاد مرك، أبو عبد الله
القروي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد الرازي، وحفص بن عمر المهرقاني،
ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل البصري، روى عنه محمد بن مخلد، وعبد
الباقي بن قانع، وغيرهما.
280

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
محمد بن علي القروي ببغداد، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني، حدثنا القاسم بن
الحكم العربي، عن عبد الله بن عمرو بن مرة، عن محمد بن سوقة عن محمد بن
المنكدر عن أبيه. قال: أخر النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء الآخرة هنيهة، فخرج
علينا فقال: " ما تنتظرون؟ " قالوا: الصلاة. قال: " أما أنكم لن تزالوا فيها ما
انتظرتموها ". ثم رفع بصره إلى السماء فقال: " النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت
النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأصحابي أمان لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى
أمتي ما يوعدون، أقم يا بلال! ".
قال سليمان: لم يروه عن ابن سوقة إلا عبد الله بن عمرو بن مرة. تفرد به القاسم
ابن الحكم.
1345 - محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الحافظ المروزي:
سمع علي بن خشرم [المروزي]، ومحمد بن يحيى القطيعي، وإسحاق بن
منصور الكوسج، ومحمد بن عبد الله بن مهران، ومحمد بن معمر البحراني. روى
عنه المراوزة. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها محمد بن مخلد الدوري،
ومن الكوفيين أبو بكر بن أبي دارم، وكان ثقة.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن علي
المروزي الحافظ ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن دينار الصايغ، حدثنا أبو إسحاق
الهمداني، حدثنا سليمان عن الأعمش، عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال: كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فعزب الماء، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء، فوضع يده. فلقد
رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال سليمان: لم يروه عن ابن إسحاق إلا عبد الكريم بن دينار، ولا عنه إلا يحيى
ابن إسحاق.
281

1346 - محمد بن علي بن الحسن، أبو بكر المقرئ:
حدث عن محمود بن خداش، ومحمد بن عمرو، وابن أبي مذعور. روى عنه
أحمد بن كامل القاضي. ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
أخبرنا ابن أبي جعفر القطيعي، حدثنا أبو علي محمد بن يحيى العطشي، حدثنا
أبو حرب محمد بن علي بن الحسن المقرئ، حدثنا محمد بن سليمان أبو عبد الله بن
أبي مذعور، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت حميدا ذكر عن أنس بن مالك.
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم قال: " سلام عليكم ".
قال أحمد: قال لنا العطشي: توفي أبو حرب هذا في شوال سنة ثلاثمائة.
1347 - محمد بن علي بن العباس بن واضح بن سوار بن عبد الرحمن بن
عبيد الله بن أحمد بن الوليد، أبو بكر الفقيه النسائي:
وهو أخو عباس بن علي. سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمر
القواريري، وهناد بن السري، وشريح بن يونس، والحسن بن حماد سجادة، ومحمد
ابن قدامة الجوهري، وهارون بن عبد الله البزاز، والحسن بن علي بن الأسود العجلي،
ويوسف بن موسى القطان. روى عنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل بن الخطبي، وأبو
بكر بن الجعابي، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي، ومحمد بن الحسن اليقطيني،
وعيسى بن حامد الرخجي، وغيرهم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا أبو الحسين عيسى بن حامد بن بشر
القاضي، حدثنا محمد بن علي بن العباس النسائي، حدثنا هارون بن عبد الله
الحمال، حدثنا أبي، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ".
هذا حديث غريب جدا من رواية شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة، إن كان محفوظا. تفرد بروايته النسائي عن هارون بن عبد الله، عن أبيه، ورواه
غيره عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذاك المحفوظ
الصحيح، ولم نكتب لعبد الله بن مروان والد هارون حديثا غير هذا.
282

أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن المؤدب، أخبرنا محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي بجرجان، حدثنا محمد بن أحمد الصفار، حدثنا أبو بكر محمد بن علي
ابن العباس النسائي وكان من الثقات.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى العطشي. قال:
توفي حمد بن علي بن العباس النسائي سلخ المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال: قال لنا عيسى بن حامد القاضي:
ومات أبو بكر محمد بن علي بن العباس النسائي الفقيه يوم النصف من شهر ربيع
الأول سنة إحدى وثلاثمائة، ودفن في مقبرة خزاعة.
1348 - محمد بن علي بن عمرو، أبو بكر الحفار الضرير:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وداود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة،
وأبي همام السكوني، ومحمد بن سليمان لوين، وأبي هشام الرفاعي. روى عنه علي
ابن محمد بن سعيد الرزاز، وأبو حفص بن الزيات، وعلي بن عمر السكري. وذكر
ابن الزيات أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا عمر بن محمد الزيات، حدثنا محمد بن علي
الحفار، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثني الوليد - يعنى ابن مسلم - عن
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ قال: " بين خلق آدم ونفخ الروح فيه ".
1349 - محمد بن علي بن إسماعيل، أبو علي الأعرج السكري:
من أهل مرو. قدم بغداد وحدث بها عن خارجة بن معصب المروزي وغيره.
روى عنه أبو بكر الشافعي، وعلي بن عمر السكري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل السكري، حدثنا خارجة بن مصعب بن خارجة،
283

حدثنا المغيث بن بديل، حدثنا المؤمل بن خارجة، عن شعبة، عن أيوب، عن محمد
ابن سيرين، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت بعد الركوع في صلاة
الصبح.
1350 - محمد بن علي، أبو بكر الصباغ القنطري:
حدث عن أحمد بن منيع البغوي. روى عنه إبراهيم بن أحمد الخرقي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي،
حدثني أبو بكر محمد بن علي الصباغ القنطري، حدثنا ابن منيع، حدثنا عباد بن
عباد المهلبي، عن عبد الواحد بن راشد، عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا بلغ
العبد أربعين سنة أمنة الله من البلايا الثلاث: الجنون، والجذام، والبرص: فإذا بلغ
الخمسين سنة خفف عنه الحساب، فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه لما يحب،
فإذا بلغ سبعين سنة أحبه الله [وأحبه] أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبت الله
حسناته ومحا سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
وشفع في أهل بيته، وناداه مناد من السماء هذا أسير الله في أرضه ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن الصباغ بقنطرة البردان
مات في سنة ست وثلاثمائة.
1351 - محمد بن علي بن الحسن، أبو بكر السجستاني
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبد الله بن محمد القزاز. وروى عنه ابن لؤلؤ
الوراق.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ
الوراق، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن السجزي - قدم علينا حاجا - حدثنا
عبد الله بن محمد الفراء، حدثنا حفص بن عبد الله السلمي، حدثنا إبراهيم بن
طهمان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن فاطمة ابنة قيس. أنها قالت:
طلقها زوجها ثلاثا، فبلغ ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجعل لها سكنى ولا نفقة،
284

وأمرها أن تعتد عند ابن أم مكتوم الأعمى. قال: فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب،
فقال عمر: لا ندع كتاب الله بقول امرأة لعلها نسيت.
1352 - محمد بن علي بن إسماعيل، يعرف بالتوزي:
حدث عن أبي زيد عمر بن شبة النمري. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ.
1353 - محمد بن علي بن سعيد، البغدادي:
ذكر أبو بكر محمد بن حميد المفيد أنه حدثه بمصر عن أبي قلابة الرقاشي.
1354 - محمد بن علي بن سهيل، العطار الحصيب:
حدث عن عبيد الله بن عمر القواريري الحافظ.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي،
حدثنا محمد بن علي بن سهيل الحصيب، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثنا
مصعب بن سلام عن شعبة عن الحجاج عن ابن عقيل عن جابر. قال: لما طلق حفص
ابن المغيرة امرأته قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " متعها ولو بصاع ".
قال الأزدي: لم يكن هذا الشيخ مرضيا. سرقه، هو عند علي بن أحمد بن النضر
وأصله عن شعبة باطل، إنما هو عن الحسن بن عمارة.
1355 - محمد بن علي بن الحسن بن حرب، أبو الفضل القاضي:
من أهل الرقة. قدم بغداد وحدث بها عن سليمان بن عمر بن خالد الأقطع، وأبي
أمية عمرو بن همام الحراني، وجعفر بن محمد بن الفضيل الرسعني، وعلي بن جميل
الرقي، وأبي حفص بن الزيات، وأبي الحسن بن لؤلؤ، وغيرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني: عن محمد بن علي بن الحسن بن حرب الرقي فقال: ثقة.
285

أخبرني أبو القاسم الأزهري والحسن بن محمد بن عمر النرسي. قالا: أخبرنا
محمد بن عبد الله بن القاسم الدهان، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الحراني. قال:
محمد بن علي بن الحسن بن حرب يكنى أبا الفضل ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
ومات سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
1356 - محمد بن علي، أبو عبد الله الختلي:
من أهل المصيصة. قدم بغداد وحدث بها عن يوسف بن سعيد بن مسلم. روى
عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وعلي بن عمر السكري.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، حدثنا علي بن الحسن القاضي
الجراحي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الختلي المصيصي سنة اثنتي عشرة
وثلاثمائة.
حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ليث بن سعد،
حدثني عقيل عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قدم
العشاء فابدأوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم ".
1357 - محمد بن علي بن غزال، أبو بكر الصفار:
حدث عن عبد الله بن هاشم الطوسي. روى عنه أبو الحسن بن البواب المقرئ.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدثنا
أبو بكر محمد بن علي بن غزال الصفار، حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي، حدثنا
يحيى بن سعيد القطان، حدثنا قرة - يعني ابن خالد - حدثنا سيار عن أبي بردة عن
أبيه. قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن لأهل اليمن شرابين أو أشربة، هذا البتع من العسل،
والمزر من الذرة والشعير، فما تأمرني فيها؟ فقال: " أنهاكم عن كل مسكر ".
1358 - محمد بن علي بن محمد، أبو سهل الزعفراني الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن عمار بن خالد، ومحمد بن ورد، ومحمد بن حرب،
286

وأحمد بن سنان الواسطي، وعن شعيب بن أيوب الصريفيني، وأحمد بن رشد
الهلالي الكوفي. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن
شاهين وغيرهم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على الحسين بن علي التميمي وأنا أسمع:
أخبركم أبو سهل محمد بن علي بن محمد الزعفراني الواسطي يقطينا وأبو بكر
أحمد بن عبد الله بن محمد النحاس. قالا: حدثنا عمار بن خالد، حدثنا علي بن
غراب، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. قال: تلقفت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يلبي " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك
لا شريك لك ". لفظ الزعفراني.
1359 - محمد بن علي بن الفرج، أبو بكر السراج:
حدث عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأبي حاتم الرازي. روى عنه
علي بن عمر السكري.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا علي بن عمر بن محمد الحربي، حدثنا
أبو بكر محمد بن علي بن الفرج السراج، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه،: حدثنا
يعقوب بن سفيان. قالا: حدثنا أبو صالح كاتب الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد،
عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله
لا يقبض العلم انتزاعا ". الحديث.
1360 - محمد بن علي بن سختويه. أبو سهل المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الليث البلخي. روى عنه أبو المفضل
الشيباني.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد
الشيباني، حدثنا أبو سهل محمد بن علي بن سختويه المروزي قراءة عليه في ميدان
287

الأشنان سنة تسع عشرة قال: حدثنا محمد بن الليث أبو نصر البلخي السمسار بمرو،
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الأسامي الكلبي - قدم علينا - حدثنا عبيد الله بن عمرو
أبو وهب الحروني، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقولن أحدكم لأخيه قبح الله وجهك، ووجه من يشبه وجهه وجهك،
فإن الله خلق آدم على صورته ".
1361 - محمد بن علي بن جعفر، أبو بكر الكتاني:
أحد مشايخ الصوفية. سكن مكة وكان فاضلا نبيلا حسن الشارة. حكى عن أبي
سعيد الخراز، وجنيد بن محمد وغيرهما.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن
السلمي قال: محمد بن علي بن جعفر الكتاني أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، أصله
بغدادي أقام بمكة ومات بها. وكان أحد الأئمة والسادة، حكى عن المرتعش أنه كان
يقول: الكتاني سراج الحرم.
قال أبو عبد الرحمن: وسمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: كان يقال إن
الكتاني ختم في الطواف اثنى عشر ألف ختمة.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار بهمذان، حدثنا أبو
الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني، حدثنا أبو بكر محمد بن
داود. قال: كنت عند محمد بن علي الكتاني أبو بكر فسئل: إيش الفائدة في مذاكرة
الحكايات؟ فقال: الحكايات جند من جنود الله، يقوى بها أبدان المريدين، فقيل له:
هل لهذا من شاهد؟ قال: نعم! قال الله تعالى: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل
ما نثبت به فؤادك) [هود 120].
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال:
سمعت الحسين بن أحمد الرازي يقول: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول:
التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف.
وقال أبو عبد الرحمن أيضا: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت
محمد بن علي الكتاني يقول: من طلب الراحة بالراحة عدم الراحة.
288

أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن فضالة النيسابوري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
شاذان المذكر قال: سمعت محمد بن علي الكتاني - وسئل عن التوبة - فقال: العبد
عن المذمومات كلها، إلى الممدوحات كلها، ثم المكابدات، ثم المجاهدات، ثم
الثبات، ثم الرشاد، ثم يدرك من الله الولاية وحسن المعونة.
وأخبرنا ابن فضالة، أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان قال: سمعت أبا بكر
الكتاني يقول: سألت ابن الفرجي فقلت: إن لله صفوة، وإن لله خيرة. فمتى يعرف
العبد إنه من صفوة الله، ومن خيرة الله؟ فقال: كيف وقعت بهذا؟ قلت: جرى على
لساني. قال: إذا خلع الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة،
وصار المدح والذم عنده سواء.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: سمعت أبا
بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول: لولا أن
ذكره علي فرض ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة.
أخبرنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم
الهمذاني بمكة، حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي قال: سمعت الكتاني يقول: النقباء
ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث
واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام،
والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا
عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار،
ثم العمد، ثم أجيبوا وإلا ابتهل الغوث، فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته.
وحدثنا عبد العزيز، حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أحمد بن فارس، حدثني أبو
بكر الكتاني قال: كنت أنا وأبو سعيد الخراز وعباس بن المهتدى وآخر - لم يذكره -
نسير بالشام على ساحل البحر، إذا شاب يمشي معه محبرة ظننا أنه من أصحاب
الحديث، فتثاقلنا به. فقال له أبو سعيد: يا فتى على أي طريق تسير؟ فقال: ليس
أعرف إلا طريقين، طريق الخاصة وطريق العامة، فأما طريق العامة فهذا الذي أنتم
عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله، وتقدم إلى البحر ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل
نراه حتى غاب عن أبصارنا.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: كان الكتاني صاحب
289

أبي سعيد الخراز. وعباس بن المهتدي، وعمر المكي، وغيرهم. ومات سنة اثنتين
وعشرين وثلاثمائة.
1362 - محمد بن علي بن الحكم، أبو جعفر المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن الفضل بن عمير بن عثمان المروزي صاحب إسماعيل
ابن أبي أويس. يروى عنه علي بن عمر بن محمد السكري.
1363 - محمد بن علي بن جعفر بن الماكياني، الأزدي يعرف بالسرخسي:
حدث عن أبي بكر بن أبي الدنيا، روى عنه جعفر بن محمد بن علي الطاهري،
وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
1364 - محمد بن علي بن محمد بن عمر، أبو جعفر المكتب:
حدث عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني. روى عنه القاضي أبو الحسن
الجراحي.
1365 - محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر الأنباري الطحان:
حدث عن محمد بن أحمد بن خلف بن الفرخان، وجعفر بن محمد بن شاكر
الصايغ. روى عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن النحاس المقرئ.
1366 - محمد بن علي بن الحسن، أبو العباس الدقاق:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه الحسين بن أحمد بن دينار المعدل.
1367 - محمد بن علي بن حمزة بن صالح، أبو بكر الأنطاكي، ويعرف
بأبي هريرة:
سكن بغداد، وحدث بها عن: أبي أمية الطرسوسي، ويزيد بن عبد الصمد
290

الدمشقي، ومحمد بن إبراهيم الصوري، وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي، وغيرهم.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين،
والمعافى بن زكريا الجريري، وكان ثقة.
حدثني أبو القاسم الأزهري، وعلي بن أبي علي البصري. قالا: حدثنا أحمد بن
إبراهيم بن شاذان أن أبا هريرة الأنطاكي توفي في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وذكر غيره أن وفاته كانت في يوم السبت لإحدى عشرة بقين من شهر رمضان.
1368 - محمد بن علي بن الحسن بن حبان بن عمار، أبو بكر:
حدث عن إبراهيم بن شريك الكوفي، وعن وجوده في كتاب جده الحسين بن
حبان. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي.
1369 - محمد بن علي بن إبراهيم بن عبد المجيد، الواسطي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
1370 - محمد بن علي بن إسماعيل بن الفضل، أبو عبد الله الأيلي
الحافظ:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن روح المدائني، ويحيى بن نافع بن خالد،
ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيوب العلاف، وأزهر بن زفر الحضرمي
المصريين، وبكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن إبراهيم البسري. روى عنه ابن عمر
ابن حيويه، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين،
وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا عبد الله الأيلي مات في
شوال من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. قال غيره: مات لثمان بقين من الشهر.
1371 - محمد بن علي بن العباس بن سام، أبو بكر:
حدث عن محمد بن سعد العوفي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي. روى عنه
أحمد بن الفرج بن الحجاج.
291

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن سام مات في سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة.
1372 - محمد بن علي بن الحسين، أبو عيسى البزاز، يعرف بالتخاري.
بالتاء المعجمة من فوقها ثالث الحروف:
حدث عن أحمد بن حازم بن أبي عذرة الكوفي، وأبي قلابة الرقاشي، ونحوهما.
روى عنه الدارقطني، وأحمد بن الفرج الحجاج.
أخبرنا عبيد الله بن الفتح، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: محمد بن علي بن
الحسين البزاز التخاري، شيخ كتبنا عنه بباب الطاق - يكنى أبا عيسى - عنده عن أبي
قلابة وابن دبوقا وابن ملاعب وابن حيان المدائني وغيرهم.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثني
أبو عيسى التخاري البزاز، حدثنا أبو يحيى جعفر بن هاشم، حدثنا العباس بن بكار،
حدثنا محمد بن الجعد القرشي، عن الزهري وعلي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن
المسيب عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جاءه أجله وهو يطلب العلم
ليحيى به الإسلام لم يفضله النبيون إلا بدرجة ".
1373 محمد بن أبي روبة، واسم أبي روبة علي بن محمد بن نصر:
حدث عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعلي بن محمد بن علوية الجوهري،
وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن أبي روبة مات في سنة
اثنتين وثلاثمائة.
1374 - محمد بن علي بن محمد، أبو بكر، المعروف ببكير بن علان الزاهد:
ذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الثلاج: أنه حدثه عن الحسن بن سلام
السواق. وقال أيضا: توفي في سنة أربعين وثلاثمائة.
292

1375 - محمد بن علي بن حنش، أبو بكر المتطبب:
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه سمع منه في سوق العطش، وحدثه عن الحارث بن
محمد بن أبي أسامة.
1376 - محمد بن علي بن الحسين بن أبي صابر، أبو جعفر الدلال:
حدث عن أبي شعيب الحراني، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي - مطين
- روى عنه عبد الله بن عثمان الصفار.
1377 - محمد بن علي بن الحسن بن وهب بن واقد بن هرثمة، أبو بكر
العطوفي:
حدث بالشام ومصر عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن نصر بن
منصور الصايغ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يحيى بن
سليمان المروزي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. روى عنه محمد بن
إسحاق بن منده الأصبهاني، وتمام بن محمد بن عبد الله الرازي ساكن دمشق، وأبو
محمد بن النحاس المصري، وذكر ابن النحاس: أنه سمع منه في سنة ثلاث وأربعين
وثلاثمائة، وكان صدوقا.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي -
بها - حدث أبو بكر محمد بن علي العطوي البغدادي.
1378 - محمد بن علي بن أحمد بن رستم، أبو بكر الماذرائي الكاتب، نزيل
مصر:
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن علي الماذرائي
الكاتب، وزير أبي الحسن خمارويه بن أحمد بن طولون، ولد بالعراق وقدم مصر هو
293

وأخوه أحمد بن علي، فكانا بمصر مع أبيهما علي بن أحمد، وكان أبوهما يلي خراج
مصر لأبي الحسن خمارويه بن أحمد، وكان محمد بن علي قد كتب الحديث ببغداد
عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي وطبقة نحوه، وكان مولده سنة سبع وخمسين
ومائتين، واحترقت كتبه في إحراق داره، وبقى له منها شئ عند بعض الكتاب ممن
سمع منه جزءا وجزءين عن العطاردي وغيره فسمع ذلك منه ولده وأهله وقوم من
الكتاب، وتوفي بمصر في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري بصور،
أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي بن الحسين الكاتب البغدادي بمصر، حدثنا
أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الماذرائي، حدثنا أبو عمر العطاردي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد
العزيز بن رفيع عن سويد بن غفلة عن أبي ذر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات لا
يشرك بالله شيئا دخل الجنة ". قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: " وإن زنا وإن
سرق ". ثلاث مرات.
أخبرنا علي بن المحسن قال: حدثني أبو محمد الصالحي قال: حدثني أبو بكر
محمد بن علي الماذرائي بمصر - وكان شيخا جليلا عظيم الحال والشأن والجاه
والمحل، قديم الولاية لكبار الأعمال، قد وزر لخمارويه بن أحمد بن طولون، وعاش
نيفا وتسعين سنة - قال: كتبت لخمارويه بن أحمد بن طولون وأنا حدث، قد
ركبتني الأشغال، وقطعني ترادف الأعمال عن تصفح أحوال المتعطلين وتفقدهم.
وكان ببابي شيخ من مشيخة الكتاب قد طالت عطلته وأغفلت أمره، فرأيت في منامي
ذات ليلة أبي، وكأنه يقول: ويحك يا بني، أما تستحي من الله أن تتشاغل بلذاتك،
وعمالك يلتفون ببابك ضرا وهزلا. هذا فلان من شيوخ الكتاب قد أفضى أمره إلى
أن تقطع سراويله، فما يمكنه أن يشتري بدله، وهو كالميت جوعا وأنت لا تنظر في
أمره. أحب أن [لا] تغفل أمره أكثر من هذا؟ قال: فانتبهت مذعورا واعتقدت
الإحسان إلى الشيخ، ونمت وأصبحت وقد أنسيت أمر الشيخ، فركبت إلى دار
294

خمارويه. فأنا والله أسير إذ تراءى لي الرجل على دويبة له ضعيف، ثم أومأ إلى
الترجل فانكشف فخذه فإذا هو لابس خفا بلا سراويل، فحين وقعت عيني على ذلك
ذكرت المنام وقامت قيامتي، فوقفت في موضعي واستدعيته وقلت: يا هذا ما حل لك
أن تركت إذكاري بأمرك؟ أما كان في الدنيا من يوصل إلى رقعة أو يخاطبني فيك.
الآن قد قلدتك الناحية الفلانية، وأجريت لك رزقا في كل شهر وهو مائتا دينار،
وأطلقت لك من خزانتي ألف دينار صلة ومعونة على الخروج إليها، وأمرت لك من
الثياب والحملان بكذا وكذا، فاقبض ذلك واخرج وإن حسن أثرك في تصرفك زدتك
وفعلت بك وصنعت. قال: وضممت إليه غلاما يتنجز له ذلك كله، ثم سرت فما
انقضى اليوم حتى فعل به جميع ما أمرت به.
أخبرنا الحسين بن محمد المؤدب، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المالكي، حدثنا أبو
بكر محمد بن علي بن سيف العبري قال: سمعت أبا عبد الله الحسين بن أحمد
المنجم النديم قال: سمعت محمد بن علي الماذرائي. قال: كنت أجتاز بتربة أحمد بن
طولون فأرى شيخا عند قبره يقرأ ملازما للقبر، ثم إني لم أره مدة، ثم رأيته بعد
ذلك. فقلت له: ألست الذي كنت أراك عند قبر أحمد بن طولون وأنت تقرأ عليه؟
فقال: بلى! كان قد ولينا رياسة في هذا البلد، وكان له علينا بعض العدل إن لم
يكن الكل، فأحببت أن أقرأ عنده وأصله بالقرآن. قلت له: لم انقطعت عنه؟ فقال
لي: رايته في النوم وهو يقول لي: أحب ألا تقرأ عندي. فكأني أقول له لأي سبب؟
فقال: ما تمر بي آية إلا قرعت بها وقيل لي: ما سمعت هذه؟
1379 - محمد بن علي بن الحسن، أبو بكر الصوفي، يعرف بالشيلماني:
حدث عن أبي مسلم الكجي، ومحمد بن نصر بن منصور الصايغ، وعمر بن
حفص السدوسي، وموسى بن هارون الحافظ. حدث عنه أبو عبد الله الحسين بن
أحمد بن عبد الله بن بكير وغيره أحاديث مستقيمة.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا محمد بن أبي بكر الجرجاني، حدثنا
محمد بن علي بن الحسن أبو بكر الشيلماني الصوفي ببغداد، حدثنا محمد بن نصر
ابن منصور الصايغ. بلغني أن هذا الشيخ مات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
295

1380 - محمد بن علي بن الحسن بن علي، أبو بكر الدينوري، يعرف
ببرهان:
كان أحد الصالحين صاحب كرامات. وقدم بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وحدث بها عن إبراهيم بن زهير الحلواني، وأبي مسلم الكجي، ونحوهما. حدثنا عنه
أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن علي الدينوري - برهان -
الشيخ الصالح، حدثنا عمير بن مرداس، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم السلمي
البصري، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد، عن سنان بن سعد، عن أنس بن مالك. عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إله إلا الله،
ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ".
أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري بالدينور قال: سمعت أبا نصر المعروف ببصران
ابن حسين يقول: سمعت برهان يقول: إني لأطعم لقيمات من طعام عند محب لهذه
الطائفة فأرى على قلبي سوادها لما لا أتعرف أمره وأدخل على السلامة، وإني سمعت
اللؤلؤي يقول: يحكى أن بشرا دعاه رجل إلى طعام، فدخل فرأى حاله مستوية، فقال
لصاحبة: من أين مالك؟ قال: أشهد الله من حاله ما ظلمت ولا غصبت ولا أربيت.
قال: ففيم تتجر؟ قال: في الطعام. فخرج عنه. وقال: هذا مال جمع من دم المسلمين.
أخبرنا محمد بن عيسى الهمداني، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ. قال: محمد بن
علي بن الحسن أبو بكر ويعرف ببرهان الدينوري روى عن أبي شعيب الحراني، وأبي
جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبدوس بن كامل، والحسن بن علي
الفارسي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن صالح بن ذريح
العكبري، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن سنان البصري، وأبي مسلم الكجي،
وعمير بن مرداس بن المرزبان الدونقي، وجعفر بن محمد المستفاض الفريابي،
ويوسف بن يعقوب القاضي. رأيته وذاكرته وكان شيخا فاضلا ثقة ورعا، ولم يقض
لي السماع منه، وكتب عنه القاسم بن محمد السراج، وعبد الله بن عمر بن محمد
296

وأحمد بن محمد بن البنا، وطاهر بن عبد الله بن عمر، ورووا عنه. وكان يشبه
أهل العلم بالله صدوقا رحمنا الله وإياه.
1381 - محمد بن علي بن الهيثم، أبو بكر البزاز المقرئ، يعرف بابن
علون:
سمع الحارث بن أبي أمامة، ومحمد بن أحمد بن البراء، ومحمد بن غالب
التمتام، وأحمد بن علي الحراز، والعمساس بن محمد المعروف بديس المعدل،
وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعلي بن محمد بن أبي
الشوارب، وأبا العباس الكديمي. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وإبراهيم بن مخلد
أبو جعفر، والقاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أبي عمرو، وعلي بن
أحمد بن عمر المقرئ، وأحمد بن علي البادا، وأبو علي ابن شاذان.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن الهيثم المقرئ إملاء،
حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، حدثنا معافى بن سليمان، حدثنا زهير، حدثنا أبو
إسحاق، حدثني مجاهد قال: سمعت أبا هريرة يقول: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننتبذ
في المزفت والدباء. قال أبو إسحاق: وهو القرع.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات: أن مولد أبي بكر بن علون في المحرم من سنة
ستين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر. قال: توفي أبو بكر بن علون المقرئ في سنة خمسين
وثلاثمائة، وكان شيخا صالحا ثقة.
ذكر ابن أبي الفوارس: أن وفاته كانت في يوم الأحد لعشر بقين من جمادى الأولى.
1382 - محمد بن علي بن أبي داود بن أحمد بن أبي داود، أبو بكر
الإيادي البصري.
سمع زكريا بن يحيى الساجي، وخالد بن النضر القرشي، ومحمد بن الحسين بن
مكرم، ويعقوب بن إسحاق القزاز، والزبير بن أحمد الزبيري، وعلي بن أحمد بن
297

بسطام الأبلي، ومحمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم
السلاماني. وكان ثقة كثير الحديث، عارفا بالفقه على مذهب الشافعي. سكن بغداد
إلى حين وفاته وحدث بها فروى عنه أبو الحسن الدارقطني، وطلحة بن محمد بن
جعفر المعدل، ومحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي.
سألت أبا بكر البرقاني، عن أبي بكر بن أبي داود فقال: كان الدارقطني يثنى عليه
ويذكره بالفضل.
1383 - محمد بن علي بن الحسن بن سليمان، أبو بكر المعروف بابن
الرماني:
حدث بدمشق وبمصر عن يوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن يحيى بن
سليمان المروزي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، أحاديث مستقيمة. روى عنه تمام بن
محمد الرازي، وأبو محمد بن النحاس المصري، وغيرهما.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: وجدت بخط تمام بن محمد الرازي:
توفي أبو بكر محمد بن علي الرماني البغدادي في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وذكره أبو الفتح بن مسرور البلخي وقال: كان فيه بعض اللين.
1384 - محمد بن علي بن إبراهيم بن حمى، أبو بكر:
سمع محمد بن شاذان الجوهري، وأحمد بن يحيى الحلواني. حدثنا عنه ابن
رزقويه وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن
حمى وجعفر بن محمد ابن بنت حاتم. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله - يعني
ابن عمر - عن أبيه، وعن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا
افتتح الصلاة بدأ ببسم الله الرحمن الرحيم.
298

1385 - محمد بن علي بن رزق، أبو بكر الخلال:
حدث عن إبراهيم بن شريك الكوفي. حدثنا عنه هلال بن محمد بن جعفر
الحفار.
أخبرنا هلال الحفار قال: قرئ على أبي بكر محمد بن علي بن رزق الخلال وأنا
أسمع: في رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف. قالا: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك بن الفضل بن خالد
البزاز، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، حدثنا سلام بن سليم
المدائني، حدثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي
ابن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبي، إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك
القرآن، وهو يقرأ عليك السلام " وذكر الحديث بطوله.
1386 - محمد بن علي بن محمد بن سهل بن سليمان بن سالم بن نوح،
أبو بكر الضبي المحاملي، يعرف بابن الإمام:
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي المعمري، وأحمد بن
علي الأبار، وأحمد بن النضر بن بحر، وجعفر الفريابي، وأحمد بن يوسف بن
الضحاك المخرمي، وأحمد بن عبد الله بن عمار. روى عنه الدارقطني والمعافى بن
زكريا. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو نعيم الأصبهاني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن سهل بن
الإمام المعدل، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا علي بن عثمان، حدثنا حماد بن
سملة، حدثنا حميد عن أنس، أن الهرمزان مر بعمر بن الخطاب وهو مضطجع في
المسجد. فقال: هذا والله الملك الخفي.
حدثت عن الحسن بن الفرات قال: أخبرني محمد بن سهل بن علي الإمام أن
مولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن سهل
299

الإمام ليلة الجمعة، ودفن في مقابر المالكية يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة سبع
وخمسين وثلاثمائة، وكان فيه تساهل، ولم يكن بذلك.
1387 - محمد بن علي بن حبيش بن أحمد بن عيسى بن خاقان، أبو
الحسين الناقد:
سمع أبا شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأحمد بن القاسم بن
مساور الجوهري، وإسماعيل بن إسحاق السراج، ومحمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي وعبد الله بن صالح البخاري، وهشيم بن خلفة الدوري. حدثنا عنه ابن
رزقويه وعبد الله بن يحيى السكري، والقاضي أبو الفرج بن سميكة، وأبو نعيم
الأصبهاني وأبو علي بن شاذان.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن
حبيش في آخرين. قالوا: حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، حدثنا عفان
ابن مسلم، حدثنا همام عن ثابت عن أنس. قال: قال أبو بكر الصديق في الغار، يا
رسول الله: لو أبصر أحدهم تحت قدميه لرآنا تحت قدميه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا
بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ".
سألت أبا نعيم الحافظ عن أبي الحسن بن حبيش فقال: ثقة.
وذكر أبو بكر البرقاني وأنا حاضر كتاب السنن لمحمد بن الصباح الدولابي
فقلت له: قد سمعته من أبي نعيم. قال: عمن حدثك؟ فقلت: عن ابن الصواف وابن
حبيش. فقال: أوه، جبلان. - يعني في الثقة والتثبت -
قال ابن أبي الفوارس: توفي أبو الحسين بن حبيش في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وكان شيخا ثقة صالحا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر: أن ابن حبيش توفي يوم الجمعة النصف من جمادى
الأولى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
1388 - محمد بن علي بن محمد بن أحمد، أبو جعفر الورزناني الكاتب:
وهو ابن بنت إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي. حدث عن الحسين بن عمر
300

ابن أبي الأحوص الكوفي. سمع منه. وكتب عنه محمد بن أحمد بن هاشم، ومحمد
ابن أحمد بن الفتح المنصوري.
1389 - محمد بن علي بن جعفر بن محمد بن جابر، أبو بكر العطار المكتب:
سمع محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، وأحمد بن محمد بن الحسن بن سفيان،
ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وعبد الرحمن بن عبد الله بن هارون الأنباري. روى
عنه الدارقطني، وحدثنا عنه محمد بن جعفر بن علان الوراق.
وذكر ابن أبي الفوارس أنه كان ينزل في جوار أبي بكر بن سلم، وكان عنده
كتاب المغازي عن ابن سفيان. قال: وكتب عنه شئ يسير، وكان صالح الأمر إن
شاء الله، توفي في ليلة السبت لليلتين بقيتا من المحرم سنة سبع وستين وثلاثمائة.
1390 - محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق بن علي، القاضي الجرجاني،
يعرف بالورذولي:
سكن بغداد وحدث بها عن عمران بن موسى بن مجاشع، وأبي عروبة الحراني،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي، وغيرهم. روى
عنه أحمد بن علي البادا، وأبو سعيد الماليني.
وذكر ابن البادا أنه سمع منه في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
حدثني عبد العزيز بن محمد بن علي المطرز، حدثنا أبو سعيد الماليني، إملاء بمصر
- أخبرنا أبو علي محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق الورذولي ببغداد، حدثنا
عمران بن موسى بن مجاشع السجستاني.
1391 - محمد بن علي بن عيسى، الخراز، يعرف بالمالكي:
سمع أبا مسلم الكجي وأحمد بن عبد الله الأقطع الرازي، وحامد بن محمد بن
شعيب البلخي. حدثنا عنه علي بن عبد العزيز الطاهري ومحمد بن الفرج بن علي
البزاز. وكان ثقة.
أخبرنا الطاهري ومحمد بن الفرج. قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن عيسى
الخراز المعروف بالمالكي، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا عبد الله
301

ابن رجاء، حدثنا مسلم بن خالد، عن زيد بن أسلم عن سمى، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من
طعامه فليأكل ولا يسأله عنه، وإن سقاه من شرابه فليشرب من شرابه ولا يسأل
عنه ".
1392 - محمد بن علي بن عبد الله بن يعقوب بن إسماعيل بن إبراهيم بن.
الحسين بن يزيد بن عتبة بن فرقد، أبو الحسن السلمي، ويعرف بالحبري:
حدث عن محمد بن جعفر القتات، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي،
ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي،
ومحمد بن إسماعيل بن عمر بن سبيك.
حدثني عبد العزيز بن علي ومحمد بن إسماعيل بن عمر البجلي. قالا: حدثنا
محمد بن علي بن عبد الله السلمي الحبري، حدثنا محمد بن جعفر القتات، حدثنا
أحمد بن يونس، حدثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرحمن،
عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقوم الرجل من مجلسه إلا لبني
هاشم ".
سألت عبد العزيز بن علي عن هذا الشيخ؟ فقال: بغدادي ثقة، كان يبيع الحبر
بباب الشام.
1393 - محمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن سويد بن مالك بن معاوية
ابن الحشماش، أبو بكر العنبري المكتب:
حدث عن محمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن سهل الأشناني وأبي القاسم
البغوي، وعبد الله بن أبي داود، وأبي عروبة الحراني، وأبي جابر زيد بن عبد العزيز
الموصلي، وأحمد بن يعقوب بن سراج النصيبي، ومحمد بن حصن الألوسي،
ومحمد بن أحمد الرسعني، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وغيرهم. وكان سافر
الكثير وكتب عن الغرباء. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن علي بن مخلد،
والقاضي أبو القاسم التنوخي، وأبو القاسم الأزهري، وهو نسبه لي.
302

سألت أبا بكر البرقاني عن ابن سويد المعلم فقال: ثقة.
وسألت الأزهري عنه فقال: صدوق. وقد تكلموا فيه لسبب روايته عن الأشناني
كتاب قراءة عاصم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو
بكر بن سويد المؤدب يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر
رمضان، وكان مستأصلا في الحديث.
1394 - محمد بن علي بن الحسين بن بأبويه، أبو جعفر العمي:
نزل بغداد وحدث بها عن أبيه، وكان من شيوخ الشيعة، ومشهوري الرافضة.
حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي.
أخبرنا محمد بن طلحة بن محمد، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
بابويه العمي إملاء، حدثني أبي، حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن
يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عد غدا من أجله فقد أساء صحبة الموت ". من دون
جعفر بن محمد كلهم مجهولون.
1395 - محمد بن علي بن عطية، أبو طالب المعروف بالمكي:
صنف كتابا سماه " قوت القلوب " على لسان الصوفية، ذكر فيه أشياء منكرة
مستشنعة في الصفات، وحدث عن علي بن أحمد المصيصي، وأبي بكر المفيد،
وغيرهما.
حدثني عنه محمد بن المظفر الخياط، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وقال لي أبو
طاهر محمد بن علي بن العلاف: كان أبو طالب المكي من أهل الجبل، ونشأ بمكة،
ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتمى إلى مقالته، وقدم بغداد فاجتمع
الناس عليه في مجلس الوعظ، فخلط في كلامه. وحفظ عنه أنه قال: ليس على
المخلوقين أضر من الخالق. فبدعه الناس وهجروه، وامتنع المكي [من الوعظ] في
جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
303

قال العتيقي: وكان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، وله مصنفات في التوحيد.
1396 - محمد بن علي بن يحيى بن عبد الله، أبو بكر البزاز، يعرف
بالعريف:
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وبدر بن الهيثم، ويحيى
ابن صاعد، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي. حدثنا عنه أحمد بن محمد
العتيقي، ويوسف بن رباح البصري، ومحمد بن علي بن الفتح العشاري.
أخبرنا ابن الفتح، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن يحيى البزاز العريف، حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا لوين محمد بن سليمان، حدثنا ابن زكريا، عن
محمد بن عون الخراساني، عن محمد بن زيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهلكات ثلاث: إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع،
وهوى مضل، فاتقوا الله ".
سألت العتيقي عن أبي بكر العريف فقال: ثقة. كان يسكن الكرخ بين السورين.
1397 - محمد بن علي بن إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن
حسان، أبو الخطاب التنوخي:
حدث عن عم أبيه يوسف بن يعقوب. كتب عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
علي الآبنوسي. وذكر أنه سمع منه في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
1398 - محمد بن أبي إسماعيل العلوي، واسم أبي إسماعيل: علي بن
الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن علي بن أبي
طالب، يكنى أبا الحسن:
ولد بهمذان. ونشأ ببغداد، ودرس فقه الشافعي على أبي علي عن أبي هريرة،
وسافر إلى الشام وصحب الصوفية. وصار كبيرا فيهم، وحج مرات على الوحدة
وجاور بمكة، وكتب الحديث ببغداد عن أحمد بن سليمان العباداني، وجعفر
304

الخلدي، وكتب بغير بغداد عن أحمد بن محمد بن أوس، والقاسم بن أبي صالح
وعبد الرحمن بن حمدان الهمذانيين، وعن علي بن محمد بن عامر النهاوندي،
وسليمان بن يحيى الملطي، وأحمد بن علي بن مهدي الرملي، والزبير بن عبد
الواحد الأسد اباذي. وخرج إلى خراسان فسمع بنيسابور من أبي العباس الأصم،
وأبي علي الحافظ. ونحوهما. واستوطن بخراسان إلى أن مات ببلخ. وقد حدث
ببغداد. وكذلك أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ النيسابوري، حدثنا أبو الحسن محمد
ابن علي بن الحسن العلوي ببغداد، حدثني أبي أبو إسماعيل علي بن الحسين، حدثني
أبي الحسين بن الحسن قال: حدثني جدي محمد بن القاسم، عن أبيه، عن زيد بن
الحسن، عن أبيه عن علي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سميتم الولد محمدا
فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها ".
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور، حدثنا
محمد بن علي بن الحسين بن الحسن الحسنى قال: سمعت الحسين بن سليمان يقول:
سمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: إن قال لي
ربي ما غرك بي. أقول: يا رب برك بي.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري
قال: سمعت أبا الحسن محمد بن علي الحسنى ببخارى يقول: سمعت أيوب بن
محمد الزاهد يقول: الدنيا معبر فاتخذوها معتبرا.
ذكر شيخنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي أن محمد بن إسماعيل العلوي توفي
ببلخ في المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي فيما قرأت بخطه: مات محمد بن
علي بن الحسن العلوي سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وكان يحكى عنه أنه كان يجازف
في الرواية في آخر عمره.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن
سليمان الحافظ ببخارى. قال: توفي أبو الحسن محمد بن إسماعيل العلوي في المحرم
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
305

1399 - محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن الجراح، أبو الحسن الخزاز:
حدث عن أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، ومحمد بن مخلد الدوري.
حدثنا عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري، وعبد العزيز بن علي الأزجي وكان يسكن
بدرب الزعفراني.
أخبرنا أبو الحسين بن الجراح الخزاز وهو ابن عم أبي بكر بن الجراح، حدثنا أحمد
ابن علي بن العلاء الجوزجاني، حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، حدثنا أبو أسامة عن
مجالد بن سعيد عن الشعبي، عن ابن عباس قال: قال لي العباس: يا بنى * إني أرى
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدنيك، ويقربك، ويختصك، ويشاورك دون ناس من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظ عني ثلاثا: ألا تفشي له سرا، ولا يجربن عليك كذبا، ولا
تغتابن عنده أحدا. قال الشعبي فقلت: يا أبا العباس، كل واحدة من هذه خير من
ألف، قال: نعم، ومن عشرة آلاف.
1400 - محمد بن علي بن القاسم، أبو بكر الكرخي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عمرو بن البختري الرزاز والحسين بن
صفوان البرذعي، وأحمد بن سلمان النجاد.
حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي، وسألت عنه فقال: كان ثقة صالحا، وكان
هراسا في الرصافة.
1401 - محمد بن علي بن عبد الله بن خفيف، أبو بكر الدقاق:
حدث عن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي. حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي، وذكر لي أنه كان ينزل دار إسحاق.
1402 - محمد بن علي بن النضر، أبو بكر الديباجي
سمع علي بن عبد الله بن مبشر، وأحمد بن محمد بن سعدان، وأحمد بن عمر
ابن عثمان الواسطيين، ومحمد بن خمرويه المروزي. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وهبة
الله بن الحسن الطبري، وأبو القاسم الأزهري، وغيرهم.
306

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة، فيها توفي أبو
بكر محمد بن علي بن النضر الديباجي، ثقة مأمون، مات يوم الجمعة العاشر من
صفر.
1403 - محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن بسيل بن فروة بن واقد، أبو
بكر التميمي، جد أبي علي بن المذهب:
حدث عن عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. حدثني عنه أبو علي بن
المذهب.
حدثني الحسن بن علي بن محمد بن علي الواعظ، حدثني جدي، حدثنا أبو بكر
النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن
لهيعة ويحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن أبيه، عن
حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ". قال لي
الحسن: كان جدي قد سمع من أبي بكر بن أبي داود ويحيى بن أبي صاعد
وغيرهما، وتوفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة.
1404 - محمد بن علي بن إسحاق، ويعرف إسحاق بالمهلوس بن العباس
ابن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي
طالب، ويكنى محمد: أبا طالب:
كان أحد الزهاد، وكان أمير المؤمنين القادر بالله يعظمه لدينه وحسن طريقته،
وحكى عن أبي بكر الشبلي. حدثني عنه الحسن بن غالب المقرئ.
أخبرنا الحسن بن غالب قال: سمعت أبا طالب محمد بن أحمد بن المهلوس
العلوي الزاهد، كذا قال ابن غالب محمد بن أحمد - وإنما هو محمد بن علي - قال:
سمعت الشبلي وقد سئل عن قوله الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
[النور 30] قال: أبصار الرؤوس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز
وجل.
307

سمعت علي بن الحسن يقول: مات أبو طالب محمد بن علي بن المهلوس
العلوي في يوم الأربعاء لست بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة،
وكان مولده سنة ست عشرة وثلاثمائة.
1405 - محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي بن سهل بن الفضل، أبو طاهر
الأنباري:
سمع بمصر ونواحيها من أبي طاهر أحمد بن محمد بن عمرو الخامي، وعلي بن
عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، وأبي حفص بن الحداد. حدثني عنه أبو الفرج
الطناجيري وكان ثقة.
قال لي الطناجيري: كتبت عنه بالأنبار، ثم قدم علينا بغداد في سنة سبع وتسعين
وثلاثمائة، وسمعت بها منه أيضا. سمعت ابن عسكر الأنباري بها يقول: مات محمد
ابن علي بن عبد الله بن مهدي في سنة اثنتين وأربعمائة.
1406 - محمد بن علي بن إسحاق بن يوسف، أبو منصور الكاتب، خازن
دار العلم:
حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وأبي بكر الشافعي، وأبي
علي الصواف، ومحمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي. وروى عن أحمد بن
بشر المخرمي عن أبي روق الهزاني كتاب " المعمرين " لأبي حاتم السجستاني. كتبنا
عنه، وكان سماعه صحيحا، ولم ينتشر عنه كثير شئ من الحديث.
أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق، حدثنا محمد بن الحسن بن مقسم
المقرئ، حدثنا محمد بن عثمان العبسي، حدثنا عبادة بن زياد، حدثنا الفضل بن أبي
قرة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده. أن عليا كان يقول: القريب من قربته
المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من بعدته العداوة وإن قرب نسبه.
مات أبو منصور في ليلة الأحد ودفن من الغد يوم الأحد للنصف من جمادى
الآخرة سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
308

1407 - محمد بن علي بن محمد، أبو الحسن المعدل، المعروف بابن
الطبيب.
جار أبي الفرج بن المسلمة في درب سليم من الجانب الشرقي. حدث عن أبي
الفضل الزهري. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن الطبيب الجوهري. أخبرنا أبو الفضل عبيد الله
ابن عبد الرحمن الزهري، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا أبو قدامة عبيد الله
ابن سعيد، حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة. قالا جميعا: حدثنا منصور
وسليمان وحماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الدباء والمزفت.
سمعت أبا الحسن بن الطبيب يقول: ولدت في يوم الأحد لست خلون من صفر
سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ومات في ليلة الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة
اثنتين وعشرين وأربعمائة. وكنت وقت وفاته بأصبهان.
1408 - محمد بن علي بن محمد بن مخلد بن خداش بن عجلان، أبو
الحسين الوراق:
كان يذكر أن مخلدا جد أبيه أخو خالد بن خداش المهلبي. سمع أبا بكر بن
مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان
النحوي، وأبا حفص بن الزيات، وأبا سعيد الحرقي، ومحمد بن عبيد الله الأبهري،
وعلي بن عمر الختلي، ونحوهم.
وكان صدوقا كثير الكتاب، ولم يحدث إلا بشئ يسير. كتبت عنه.
وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو الحسين بن مخلد ثقة. مات ابن مخلد
وأنا غائب عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان، وذلك في سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة.
309

1409 - محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن العباس بن محمد بن عبد
الله بن المغيرة، أبو بكر السقطي:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، كتبت عنه، وكان صدوقا مستورا، يسكن درب
الآجر في جوار أبي القاسم الأزهري.
أخبرنا أبو بكر بن المغيرة، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان إملاء، حدثنا أبو
علي بشر بن موسى الأسدي، حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة
وحماد بن سلمة عن أبي الزبير أن محمد بن علي أخبره أن عمارا. قال: مررت
بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه فرد علي.
سألت ابن المغيرة عن مولده فقال: ولدت في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
ومات في عشية يوم الجمعة التاسع عشر من ذي الحجة سنة تسع وعشرين
وأربعمائة.
1410 - محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان، أبو العلاء
الواسطي:
أصله من فم الصلح، ونشأ بواسط، وحفظ بها القرآن، وقرأ على شيوخها في
وقته، وكتب بها أيضا الحديث من أبي محمد السقا وغيره.
ثم قدم بغداد فسمع من ابن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي القاسم
الأبندوني، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وطبقتهم.
ورحل إلى الكوفة فسمع من أبي الحسن بن السري، وغيره من أصحاب مطين.
ورحل إلى الدينور، فكتب عن أبي علي بن حبش، وقرأ عليه القرآن بقراءات
جماعة.
ثم رجع إلى بغداد فاستوطنها، وقبلت شهادته عند الحكام، ورد إليه القضاء
بالحريم من شرقي بغداد، وبالكوفة. وبغيرها من سقى الفرات.
310

وكان قد جمع الكثير من الحديث، وخرج أبوابا وتراجم وشيوخا، كتبت عنه
منتخبا. وكان من أهل العلم بالقراءات، ورأيت لأبي العلاء أصولا عتقا سماعه فيها
صحيح، وأصولا مضطربة، وسمعته يذكر أن عنده تاريخ شباب العصفري، فسألته
إخراج أصله لأقرأه عليه فوعدني بذلك. ثم اجتمعت مع أبي عبد الله الصوري
فتجارينا ذكره، فقال لي: لا ترد أصله بتاريخ شباب فإنه لا يصلح لك. قلت: وكيف
ذاك؟ فذكر أن أبا العلاء أخرج إليه الكتاب فرآه قد سمع فيه لنفسه تسميعا طريا،
مشاهدته تدل على فساده.
وذاكرت أبا العلاء يوما بحديث كتبته عن أبي نعيم الحافظ عن أبي محمد بن
السقا فقال: قد سمعت هذا الحديث من ابن السقا وكتبه عني عبد الله بن بكير،
وكتاب ابن بكير عندي، فسألته إخراجه إلي، فوعدني بذلك، ثم أخرجه إلى بعد
أيام، وإذا جزء كبير بخط ابن بكير قد كتب فيه عن جماعة من الشيوخ، وقد علق
عن أبي العلاء فيه الحديث، ونظرت في الجزء فإذا ضرب طري على تسميع من بعض
أولئك الشيوخ، ظننت أن أبا العلاء كان قد ألحق ذلك التسميع لنفسه، ثم لما
أراد إخراج الجزء إلى خشى أن أستنكر التسميع لطراوته فضرب عليه، ورأيت له
أشياء سماعه فيها مفسود، إما محكوك بالسكين، أو مصلح بالقلم، ثم قرأت عليه
حديثا من المسلسلات فقال: هذا الحديث عندي يعلو من طريق غير هذا. فسألته
إخراجه فأخرجه إلي في رقعة بخطه، وقرأه علي من لفظه فقال: نا أبو محمد عبد الله
ابن محمد بن عثمان المزني الحافظ - وهو آخذ بيدي - نبأنا أبو يعلى أحمد بن علي
الموصلي - وهو آخذ بيدي - نبأنا أبو الربيع الزهراني - وهو أخذ بيدي - قال: حدثني
مالك - وهو آخذ بيدي - قال: حدثني نافع - وهو آخذ بيدي: " قال: حدثني ابن
عباس - وهو آخذ بيدي. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي: " من أخذ بيد
مكروب أخذ الله بيده ". فلما قرأه علي استنكرته، وأظهرت التعجب منه، قلت
له: هذا الحديث من هذا الطريق غريب جدا، وأراه باطلا. فذكر أن له به أصلا نقله
منه إلى الرفعة، وأن الأصل قريب إليه لا يتعذر إخراجه عليه، واعتل بأن له شغلا يمنعه
عن إخراجه في ذلك الوقت، فسألته أن يخرجه بعد فراغه من شغله. فأجاب إلى أنه
311

يفعل ذلك، وانصرفت من عنده فالتقيت ببعض من كان يختص به، فذكرت له القصة
وقلت: هذا حديث موضوع على أبي يعلى الموصلي، وكنت قد سمعته من غير أبي
العلاء بنزول، وقلت: ما أظن القاضي إلا قد وقع إليه نازلا من الطريق الموضوع،
فركبه وألزقه في روايته فحدث به عن عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن
السقاء، فلما كان بعد أسبوع اجتمعت معه فقال لي: قد طلبت أصل كتابي بالحديث
وتعبت في طلبه فلم أجده وهو مختلط بين كتبي، فسألته أن يعيد طلبه إياه. فقال: أنا
أفعل، ومكثت مدة أقتضيه به وهو يحتج بأنه ليس يجده، ثم قال لي: إيش قدر هذا
الحديث؟ وكم عندي مثله يروى عني؟ فما سمعني غيره. وسئل أبو العلاء بعد إنكاره
عليه أن يحدث به فامتنع ولم يروه أحد بعدي. والله أعلم.
حدثني القاضي أبو العلاء بعد هذه القصة التي شرحتها بمدة طويلة من أصل كتابه
وهو آخذ بيدي قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الجعفري وهو
آخذ بيدي - قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن الحسين الفقيه الشافعي الصوفي وهو
آخذ بيدي - حدثنا أبو بكر محمد بن عاصم المعروف بابن المقرئ بأصبهان - وهو
آخذ بيدي - حدثنا أبو يعلى الموصلي - وهو آخذ بيدي - حدثنا أبو الربيع الزهراني -
وهو آخذ بيدي - قال: حدثني مالك - وهو آخذ بيدي - قال: حدثني نافع - وهو
آخذ بيدي - قال: حدثني ابن عباس - وهو آخذ بيدي - قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو آخذ بيدي -: " من أخذ بيد مكروب أخذ الله بيده ".
فلما حدثني أبو العلاء بهذا الحديث قال لي: كنت سمعت من أبي محمد بن
السقاء حديث أبي يعلى الموصلي عن أبي الربيع الزهراني كله، ثم كتبت هذا الحديث
عن الجعفري فظننته في جملة ما سمعته من ابن السقاء عن أبي يعلى فرويته عنه
فأعلمت أبا العلاء أنه حديث موضوع لا أصل له. فقال: لا يروى عني غير حديث
الجعفري هذا.
ورأيت في كتاب أبي العلاء عن بعض الشيوخ المعروفين حديثا استنكرته، وكان
متنه طويلا موضوعا مركبا على إسناد واضح صحيح عن رجال ثقات أئمة في
الحديث، فذاكرت به أبا عبد الله الصوري فقال لي: رأيت هذا الحديث في كتاب أبي
العلاء واستنكرته فعرضته على حمزة بن محمد بن طاهر فقال لي: اطلب من
312

القاضي أصلا به فإنه لا يقدر على ذلك. وكانت مذاكرتي به الصوري بعد مدة من
وفاة حمزة، رحمه الله.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي من كتابه في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، نبأنا
عبد الله بن موسى السلامي الشاعر - بفائدة ابن بكير - قال: حدثني أبو علي مفضل
ابن الفضل الشاعر قال: حدثني خالد بن يزيد الشاعر، حدثني أبو تمام حبيب بن أوس
الشاعر، حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر، حدثني الفرزدق الشاعر، حدثني
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر. قال: حدثني أبي حسان بن ثابت الشاعر.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهج المشركين وجبريل معك " وقال لي: " إن من الشعر
حكمة ".
أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين والغرباء مع
تعجبي! فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وطرائف، وكان موطنه
وراء نهر جيحون، وحدث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي، ولم ألق بخراسان من
سمع منه، ولا علمت أنه قدم بغداد. فلما حدثني عنه أبو العلاء جوزت أن يكون
ورد إلينا حاجا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع معه أبو العلاء منه، ولم يتسع له
المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه ويظهر عندنا رواياته.
فلما كان في سنة تسع وعشرين وأربعمائة وقع إلى جزء بخط أبي عبد الله بن بكير
وكان قد جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه، فوجدت في
جملتها بخط ابن بكير:
حدثني الحسن بن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي قال: أخبرني عبد الله بن موسى
السلامي الشاعر مشافهة قال: حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر بالحديث
الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه. وكان في الجزء حديث
آخر عن ابن طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي ذكر ابن الطاهر أن السلامي أخبرهم
به مناولة فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا وشرحت هذه
القصة لأبي القاسم التنوخي، فاجتمع مع أبي العلاء وقال له: أيها القاضي، لا ترو عن
عبد الله بن موسى السلامي، فإن هذا الشيخ حدث بنواحي بخاري ولم يرد بغداد.
فقال أبو العلاء: ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه.
313

مات أبو العلاء في ليلة الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى
وثلاثين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء في داره وصليت عليه.
وحدثني من سمعه يقول: ولدت لعشر خلون من صفر سنة تسع وأربعين
وثلاثمائة.
1411 - محمد بن علي بن أحمد بن الحسين، أبو بكر المطرز، يلقب حريقا:
سمع علي بن محمد بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن البواب، وأبا العباس بن مكرم،
وأبا الحسين بن سمعون.
وكانت سماعاته قد ذهبت إلا شيئا يسيرا عن ابن سمعون. كتبت عنه، وكان
صدوقا يسكن درب الآجر في جوار الأزهري.
نبأنا أبو بكر محمد بن علي المطرز، نبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
إسماعيل الواعظ، نبأنا أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي - بدمشق -
نبأنا الوليد بن مروان، نبأنا جنادة - يعني ابن مروان - نبأنا الحارث بن النعمان الليثي
ابن أخت سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " لو أقسمت لبررت: أن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر - يعني
المؤذنين - وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم ".
سألت المطرز عن مولده فقال: في سنة أربع أو خمس وخمسين وثلاثمائة. الشك منه
- ومات في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
1412 - محمد بن علي بن الطيب، أبو الحسين المتكلم:
صاحب التصانيف على مذاهب المعتزلة. بصري سكن بغداد ودرس بها الكلام إلى
حين وفاته، وكان يروي حديثا واحدا سألته عنه فحدثنيه من حفظه قال:
قرئ على هلال بن محمد بن أخي هلال الرأي بالبصرة - وأنا أسمع - قيل له:
حدثكم أبو مسلم الكجي وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والغلابي والمازني
والزريقي. قالوا: نبأنا القعنبي عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود
314

البدري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم
تستح فاصنع ما شئت ". الغلابي هو محمد بن زكريا، والمازني محمد بن حيان
والزريقي هو أبو علي محمد بن أحمد بن خالد البصري. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني هذا الحديث، وذكر لي أبو الحسين البصري أنه سمع من طاهر بن لبؤة
وغيره.
ومات ببغداد في يوم الثلاثاء الخامس من شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين
وأربعمائة، وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري ودفن في مقبرة الشونيزي.
1413 - محمد بن علي بن عبد الله بن علي بن هشام بن معن بن عبد
الرحمن بن موسى بن أبي بكر المجهر:
سمع أباه علي بن عبد الله: كتبنا عنه، وكان صدوقا يسكن درب الزعفراني.
وسألته: هل سمعت من غير أبيك فقال: نعم كتبت عن ابن مالك القطيعي. لكن
ذهبت كتبي، قلت: فهل تعرف في نسبك ما وراء موسى؟ فقال: أسماء فارسية لا
أحفظها.
أخبرنا محمد بن علي بن هشام، نبأنا أبي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة سبع
وخمسين وثلاثمائة قال: حدثني يموت بن المزرع حدثني نصر بن علي قال: أردت
الخروج إلى مكة فودعت أبي فلما كنت بالمنجشانية سمعت سحيج بغلنا فعرفته،
فتشوفت فإذا أبي، فوثبت إليه فقال: يا بني أردت إذكارك إذا دخلت مكة سالما إن
شاء الله فلقيت ابن عيينة فاسأله عن حديث زياد بن بن سعد عن هلال بن أبي
ميمونة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير غلاما بين أبيه وأمه.
واسأله عن حديث عمرو عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحرب خدعة ".
ذكره بفتح الخاء، فلقيت سفيان وتعرفت إليه فأكرمني إلى أن قال يوما من أيامه: من
مشايخ البصرة اليوم؟ قلت: يحيى بن سعيد. وعبد الرحمن بن مهدي اللؤلؤي. قال:
فما فعل عبد الله بن داود الخريبي؟ قلت: حي يرزق. قال: ذاك شيخنا القديم. قال لنا
315

أبو بكر بن هشام: ولدت في الحادي والعشرين من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الأربعاء عشر من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
1414 - محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الخطاب الشاعر،
المعروف بالجبلي:
كان من أهل الأدب، حسن الشعر، فصيح القول، مليح النظم، سافر في حداثته
إلى الشام فسمع بدمشق من أبي الحسين المعروف بأخي تبوك، ثم عاد إلى بغداد وقد
كف بصره، فأقام بها إلى حين وفاته، سمعت منه الحديث وعلقت عنه مقطعات من
شعره وقيل: إنه كان رافضيا شديد الترفض.
قال لي أبو القاسم الأزهري: كان أبو الخطاب الجبلي معي في المكتب، فكان
أحسن الناس عينين، كأنها نرجستان ثم سافر وعاد إلينا وقد عمى.
أخبرني أبو الخطاب الجبلي، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد
الكلابي - بدمشق - أخبرنا طاهر بن محمد بن الحكم التميمي، أخبرنا هشام بن
عمار، نبأنا الوليد - نبأنا الأوزاعي - حدثني يحيى بن أبي كثير - عن محمد بن إبراهيم
قال: حدثني عيسى بن طلحة قال: حدثتني عائشة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو
يعلم الناس ما في صلاة الغداة والعتمة لأتوهما ولو حبوا ".
أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أنشدنا أبو العلاء أحمد
ابن عبد الله بن سليمان المقرئ، لنفسه - يجيب أبا الخطاب الجبلي عن أبيات كان
مدحه بها عند وروده معرة النعمان:
أشفقت من عبء البقاء وعابه * ومللت من أري الزمان وصابه
ووجدت أحداث الليالي أولعت * بأخي الندى تثنيه عن آرابه
وأرى أبا الخطاب نال من الحجى * حظا رواه الدهر عن خطابه
لا تطلبن كلامه متشبها * فالدر ممتنع على طلابه
أثنى وخاف من ارتجال ثنائه * عني فقيد لفظه بكتابه
كلم كنظم العقد يحسن تحته * معناه حسن الماء تحت حبابه
316

فتشوقت شوقا إلى نغماته * أفهامنا ورنت إلى آدابه
والنخل ما عكفت عليه طيوره * إلا لما علمته من إرطابه
ردت لطافته وحدة ذهنه * وحش اللغات أوانسا بخطابه
والنحل يجني المر من نور الربا * فتصير شهدا في طريق رضابه
عجب الأنام لطول همة ماجد * أوفى به قصر وما أزرى به
سهم الفتى أقصى مدى من سيفه * والرمح يوم طعانه وضرابه
هجر العراق تطربا وتغربا * ليفوز من سمط العلا بغرابه
والسمهرية ليس يشرف قدرها * حتى يسافر لدنها عن غابه
والعضب لا يشفي امرءا من ثاره * إلا بعقد نجاده وقرابه
والله يرعى سرح كل فضيلة * حتى يروحه إلى أربابه
يا من له قلم حكى في فعله * أيم الغضا لولا سواد لعابه
عرفت جدودك إذ نطقت وطالما * لفظ القطا فأبان عن أنسابه
وهززت أعطاف الملوك بمنطق * رد المسن إلى اقتبال شبابه
ألبستني حلل القريض ووشيه * متفضلا فرفلت في أثوابه
وظلمت شعرك إذ حبوت رياضه * رجلا سواه من الورى أولى به
فأجاب عنه مقصرا عن شأوه * إذ كان يعجز عن بلوغ ثوابه
مات أبو الخطاب في ليلة الاثنين ودفن في يوم الاثنين التاسع والعشرين من ذي
القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
1415 - محمد بن علي بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله الصوري:
قدم علينا في سنة ثمان عشرة وأربعمائة، فسمع من أبي الحسن بن مخلد، ومن
بعده. وأقام ببغداد يكتب الحديث، وكان من أحرص الناس عليه، وأكثرهم كتبا له،
وأحسنهم معرفة به، ولم يقدم علينا من الغرباء الذين لقيتهم أفهم منه بعلم الحديث.
وكان دقيق الخط، صحيح النقل.
وحدثني إنه كان يكتب في وجه ورقة من أثمان الكاغد الخراساني ثمانين سطرا.
كان مع كثرة طلبه وكتبه صعب المذهب فيما يسمعه ربما كرر قراءة الحديث
317

الواحد على شيخة مرات، وكان يسرد الصوم ولا يفطر إلا يومي العيدين، وأيام
التشريق.
وحدثني أنه لم يكن سمع الحديث في صغره، وإنما طلبه بنفسه على حال الكبر.
وكتب عن أبي الحسين بن جميع بصيدا، وهو أسند شيوخه، ثم صحب عبد الغني
ابن سعيد المصري فكتب عنه وعمن بعده من المصريين وغيرهم.
وذكر لي أيضا أن عبد الغنى بن سعيد كتب عنه أشياء في تصانيفه وصرح باسمه
في بعضها وقال في بعضها حدثني الورد بن علي كناية عنه وكان صدوقا. كتبت عنه
وكتب عني شيئا كثيرا.
ولم يزل في بغداد حتى توفي بها. في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى
الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة جامع المدينة،
وحضرت الصلاة عليه، وكان قد نيف عن الستين سنة.
1416 - محمد بن علي بن محمد بن يوسف، أبو طاهر الواعظ، يعرف بابن
العلاف:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ومخلد بن جعفر،
وأبا عبد الله الشماخي، ومحمد بن أحمد بن المتيم. كتبت عنه وكان صدوقا
مستورا. ظاهر الوقار، حسن السمت، جميل المذهب، ينزل بدرب الديوان في جوار
أبي القاسم بن بشران، وله مجلس وعظ في جامع المهدي، ثم اتخذ حلقة في جامع
المنصور.
ومات في عشية يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين
وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة الخيزران.
1417 - محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن حبان،
أبو نصر الرزاز:
سمع أبا القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا
الحسن بن الجندي. كتبت عنه. وكان صدوقا.
318

أخبرني أبو نصر محمد بن علي الرزاز، نبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز،
نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، نبأنا يحيى بن عبد الحميد، نبأنا عبد العزيز بن
محمد عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن سعيد بن الصلت، عن
عبد الله بن أنيس، عن سهيل بن البيضا. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات يشهد
أن لا إله إلا الله دخل الجنة ".
روى هذا الحديث مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد العزيز فلم يذكر عبد الله
ابن أنيس في إسناده، بل قال: عن سعيد بن الصلت عن سهيل بن البيضا.
سألت أبا نصر الرزاز عن مولده فقال: في صفر من سنة ثمانين وثلاثمائة.
ومات في ذي القعدة من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
1418 - محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد، أبو طالب بن أبي الحسين
البيضاوي:
ولد ببغداد، وبكر به أبوه في سماع الحديث من محمد بن المظفر، وأبي عمر بن
حيويه وسليمان بن محمد بن أبي أيوب الشاهد، وموسى بن جعفر بن محمد بن
عرفة، وغيرهم من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة
الربيع.
أخبرني أبو طالب بن البيضاوي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا علي بن أحمد بن
سليمان المعروف بعلان المصري، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السراج، حدثنا
ابن وهب، حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا، إلا بيع الخيار ".
سألت أبا طالب عن مولده فقال: أظنه سنة نيف وسبعين وثلاثمائة.
ومات في عشية يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ست وأربعين
وأربعمائة، ودفن صبيحة يوم السبت في مقبرة الشونيزي.
319

1419 - محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر، أبو طاهر الواعظ،
يعرف بابن الأنباري:
كان يسكن بدرب الموالي، وحدث عن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن
حماد الموصلي، والحسن بن العباس بن الفضل الشيرازي، وغيرهما. كتبت عنه
حديثا واحدا.
أخبرني أبو طاهر محمد بن علي الأنباري، أنبأنا القاضي أبو الحسن محمد بن
عبد الله بن محمد بن أحمد بن حماد الموصلي، حدثنا الحسن بن هشام بن عمرو،
حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عباس بن بكار.
وأنبأنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، حدثنا أحمد بن نصر الدارع
بالنهروان، حدثنا صدقة بن موسى، حدثنا العباس بن بكار، حدثنا عبد الله بن المثنى
عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك. قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في
المسجد قد أطاف به أصحابه إذ دخل علي بن أبي طالب فوقف وسلم ونظر إلى
مكان يجلس فيه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه أيهم يوسع له؟ وكان أبو
بكر جالسا عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزحزح له عن مجلسه، وقال: ههنا يا أبا الحسن.
فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر. قال أنس بن مالك، فرأيت السرور في وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أقبل على أبي بكر فقال: " يا أبا بكر، إنما يعرف الفضل لأهل
الفضل ذوو الفضل ". واللفظ لحديث الغلابي.
سألت ابن الأنباري عن مولده فقال: في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. قال: وقد
سمعت من الدارقطني وابن شاهين لكن ذهبت كتبي.
ومات في يوم الأربعاء العاشر من شعبان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
1420 - محمد بن علي بن محمد بن علي بن يعقوب، أبو الحسين الإيادي:
سمع أبا القاسم بن حبابة، وأبا الحسن الدارقطني، وعلي بن عمر السكري، وأبا
طاهر المخلص، وأمة السلام بنت أحمد بن كامل. كتبت عنه وكان صدوقا.
320

أخبرني محمد بن علي الإيادي، حدثنا علي بن عمر الحضرمي، حدثنا محمد بن
عبدة، حدثنا هدبة بن أبي خالد، حدثنا وهب بن خالد، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي
قلابة، عن أنس بن مالك. قال: ذكروا الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نوروا نارا،
أو اضربوا ناقوسا ". فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
سألت أبا الحسن عن مولده فقال: ولدت يوم الأحد للنصف من شهر ربيع الأول
سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. ومات في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة.
1421 - محمد بن علي بن إبراهيم، أبو بكر القارئ الدينوري:
سكن بغداد وحدث بها عن المظفر بن أحمد خطيب الدينور، وأبي بكر بن لآل
الهمذاني، وغيرهما.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان رجلا صالحا ورعا، كتب معنا الحديث من أبي
عمر بن مهدي ومن بعده، وكتب قبلنا عن ابن الصلت المجبر.
وسألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الأحد لتسع بقين من شوال سنة تسع وأربعين وأربعمائة، ودفن في
مقبرة باب حرب عند القبور المعروفة بقبور الشهداء.
1422 - محمد بن علي بن محمد عبد الله، أبو طاهر بيع السمك:
سمع أبا الفضل محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي، وأبا القاسم الصيدلاني،
والحسن بن الحسين النوبختي، ومحمد بن بكران الرازي، وابن الصلت المجبر، ومن.
في طبقتهم وبعدهم.
كتبت عنه وكان صدوقا، وسألته عن مولده فقال: في صفر من سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس سلخ شهر ربيع الآخر من سنة خمسين وأربعمائة ودفن في
مقبرة الشونيزي.
321

1423 - محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي، أبو طالب الحربي
المعروف بابن العشاري:
سمع علي بن عمر السكري، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الدارقطني،
ويوسف بن عمر القواس، وأبا الهيثم بن حبابة. وخلقا من هذه الطبقة.
كتبت عنه، وكان ثقة دينا صالحا، وسألته عن مولده فقال: ولدت في المحرم من
سنة ست وستين وثلاثمائة. قال: وكان جدي طويلا فقيل له العشاري لذلك.
ومات ابن العشاري في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى من سنة
إحدى وخمسين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بدمشق.
1424 - محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أبو طاهر الكاتب، المعروف
بابن الهماني:
حدث عن قاضي القضاة أبي محمد معروف. كتب عنه بعض أصحابنا، وسئل
عن مولده فقال: ولدت سنة سبعين أو إحدى وسبعين [وثلاثمائة].
1425 - محمد بن علي بن محمد بن أحمد، أبو بكر الحربي:
سمع أبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن علي بن عيسى، وأبا طاهر المخلص،
ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحربي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن
ابن العباس المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الفضل بن
أبي عون سنة ست وعشرين ومائتين، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: جئنا إلى جابر بن
عبد الله وهو يتوضأ؟ قال: قلنا: أرنا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتوضأ، قال فلم أر
شيئا أنكره، إلا أنه لما بلغ المرفقين أدار بيده عليهما.
مات أبو بكر الحربي في أول سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
322

1426 - محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الحارث، أبو الحسين
الثاتي:
سمع محمد بن عمر بن زنبور الوراق، وأبا الحسن الجندي، وأبا الفضل بن
المأمون، وعبيد الله بن أحمد بن الصيدلاني، وأبا زرعة البناء، ومحمد بن محمد بن
سلمان العطار. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني أبو الحسين بن الحارث، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الوراق،
حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن سعيد
القطان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس عن جارية بن قدامة أن
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قل لي شيئا ينفعني وأقلل لعلي أعقله. قال: " لا تغضب "
: قال فقال ذلك مرارا، كل ذلك يقول له: " لا تغضب ".
سمعت ابن الحارث يقول: ولدت في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
ومات في جمادى الأولى من سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وكان خرج إلى البصرة
لأخذ ميراث كان له بها، فأدركه أجله بالبصرة.
1427 - محمد بن علي بن الحسن، أبو الغنائم، المعروف بابن الدجاجي:
كان يسكن ناحية باب الطاق. وحدث عن علي بن عمر السكري، وعلي بن
معروف البزاز، وإسماعيل بن سعيد بن سويد، ومحمد بن عمر بن بهتة. كتب عنه
أصحابنا ولم أسمع منه شيئا، وكان سماعه صحيحا.
ومات في يوم الخميس سلخ شعبان من سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
1428 - محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي
بالله، أبو الحسين الهاشمي الخطيب، المعروف بابن الغريق:
سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وعلي بن عمر السكري،
323

ومحمد بن يوسف بن دوست، وابن حبابة، ويوسف القواس، وعيسى بن علي بن
عيسى، وأبا طاهر المخلص، وغيرهم.
كتبت عنه، وكان فاضلا نبيلا، ثقة صدوقا، وولى القضاء بمدينة المنصور وما اتصل
بها، وهو ممن اشتهر ذكره، وشاع أمره بالصلاح والعبادة، حتى كان يقال له راهب
بني هاشم، وولد في أول يوم من ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة، سمعته يقول
ذلك.
1429 - محمد بن علي بن محمد، أبو عبد الله الدامغاني:
سكن بغداد ودرس بها فقه أبي حنيفة على أبي الحسين القدوري، وعلى القاضي
أبي عبد الله الصيمري وبرع في العلم ودرس وأفتى، وقبل قاضي القضاة أبو عبد الله
ابن ماكولا شهادته، ثم ولى قضاء القضاة بعد موت ابن ماكولا، وذلك في ذي
القعدة من سنة سبع وأربعين وأربعمائة [وكان عفيفا] وانتهت إليه الرياسة في
مذهب العراقيين، وكان وافر العقل، كامل الفضل، مكرما لأهل العلم، عارفا بمقادير
الناس، سديد الرأي، وجرت أموره في حكمه على السداد، وكان مولده في سنة
ثمان وتسعين وثلاثمائة بدامغان.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه العباس
1430 - محمد بن العباس، أبو عبد الله مولى بني هاشم، يعرف بصاحب
الشامة:
حدث عن محمد بن ربيعة الكلابي، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وسالم بن نوح
العطار، وشعيب بن حرب المدائني، ومحمد بن بشر العبدي، ومنصور بن سفيان
وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعمر بن حفص السدوسي، وموسى بن
324

هارون الحافظ، وأحمد بن محمد بن مسروق، وعبد الله بن محمد بن ناجية،
والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي. وكان ثقة.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، حدثنا أبو بكر الإسماعيلي عن ابن ناجية قال:
حدثنا محمد بن العباس أبو عبد الله صاحب الشامة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا
عبيد الله بن عمر عن ابن شهاب عن عمر بن أبي سلمة بن أسد قال: رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه على عاتقيه.
رواه غيره عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن ابن شهاب عن عمر بن أبي سلمة
ابن أسد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عبد الحميد بن سليمان بن عبيد الله عن ابن شهاب عن عمر بن أبي سلمة
وهشام بن عروة عن عمر بن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه حوثرة بن محمد المنقري، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن ابن شهاب،
عن ابن المسيب، عن عمر بن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث أبي أسامة أقرب إلى
الصواب.
أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا موسى بن
هارون، حدثنا العباس بن الحسين القنطري ومحمد بن العباس صاحب الشامة -
رجلان صالحان -.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن العباس صاحب الشامة سنة تسع وثلاثين يعني ومائتين.
وكتبت عنه. قال غيره: مات في جمادى الأولى.
1431 - محمد بن العباس بن الوليد، أبو العباس النسائي:
صاحب أبي ثور الفقيه. سكن سر من رأى، وحدث بها عن هوذة بن خليفة،
وأحمد بن يونس، وعفان بن مسلم، وأحمد بن حنبل، روى عنه محمد بن الفتح
القلانسي، وأبو الحسن المصري، ومحمد بن جعفر الأدمي القارئ، وعبد الله بن
إسحاق البغوي، وكان ثقة.
حدثنا هلال بن محمد الحفار، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد
325

المصري حدثنا محمد بن العباس النسائي الفقيه صاحب أبي ثور أبو العباس -
أنبأنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد الخدري. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تخرج ضبارة من النار كانوا فحما فيقال بثوهم في الجنة ورشوا
عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ".
قال أبو العباس: الحبة الزرع الذي يكون في الظل تصيبه الشمس فهو أصفر
ضعيف قال رجل: يا رسول الله، كأنه كنت من أهل البادية!
حدثنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي، أنبأنا أبو العباس
محمد بن العباس بن الوليد النسائي الفقيه بسر من رأى، حدثنا أحمد بن يونس.
1432 - محمد بن العباس، أبو العباس البغدادي:
نزل بخاري وحدث بها عن عفان بن مسلم، وسلم بن إبراهيم، والعلاء بن
الفضل بن أبي سوية، وسليمان بن عبد الجبار. روى عنه إسحاق بن أحمد بن خلف،
ومحمد بن حريث البخاريان.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
ببخارى، حدثنا خلف بن محمد، حدثنا أبو بكر محمد بن حريث الأنصاري، حدثنا
محمد بن العباس البغدادي ببخارى، حدثنا سليمان بن عبد الجبار، حدثنا نايل بن
نجيح.
وأنبأنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا هارون بن سفيان المستملي، حدثنا نايل بن
نجيح، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " تسحروا فإن في السحور بركة ". تفرد بروايته نايل بن نجيح عن الثوري.
1433 - محمد بن العباس بن الحسن بن ماهان، أبو عبد الله المروزي،
يعرف بالكابلي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعاصم بن علي،
326

وإبراهيم بن موسى الفراء. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد،
وأبو عبد الله الحكيمي. وأبو عمرو بن السماك، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني
وأحمد بن كامل القاضي. وذكره الدارقطني فقال: ثقة.
حدثنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أحمد بن كامل، حدثنا محمد بن العباس
الكابلي، حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا عن ابن
إسحاق عن محمد بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قتال المسلم
كفر، وسبابه فسوق ".
حدثنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع: أن أبا عبد الله الكابلي مات ببغداد في سنة سبع وسبعين ومائتين: قال:
وكان له أدنى حفظ. ولم يكن عند الناس بالمحمود في مذهبه ولا في روايته.
حدثنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن العباس الكابلي
مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد. وذكر أن وفاته كانت في رجب.
1434 - محمد بن العباس، أبو عبد الله المؤدب، مولى بني هاشم، يعرف
بلحية الليف:
سمع هوذة بن خليفة، وشريح بن النعمان، وعفان بن مسلم، وإبراهيم بن أبي
الليث. روى عنه أحمد بن سلمان النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعبد الباقي بن قانع
وإسماعيل بن علي الخطبي، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن قانع القاضي.. عفان [بن مسلم حدثنا] أبو
عوانة عن فراس، عن عامر الشعبي، عن مسروق عن عائشة. قالت: اجتمع نساء
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله، أينا أسرع بك لحوقا؟ قال:
" أطولكن يدا ". فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما
327

كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة.
[حدثنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع] قال: مات أبو عبد الله المؤدب مولى
بني هاشم يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من شهر ربيع الأول سنة تسعين ومائتين.
1435 - محمد بن العباس بن محمد بن عبيد الله بن زياد بن عبد الرحمن
ابن شبيب، أبو جعفر المعروف والده بدبيس:
حدث عن منصور بن أبي مزاحم، وأبي همام الوليد بن شجاع، وإبراهيم بن
سعيد الجوهري، وعبدة بن عبد الله الصفار. روى عنه أبو القاسم علي بن يعقوب بن
أبي العقب الدمشقي، وذكر أنه حدثهم بدمشق في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
1436 - محمد بن العباس بن أحمد، أبو بكر النسائي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن يحيى بن أبي سمينة. روى عنه محمد بن
أحمد بن يحيى العطشي.
.... حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن أحمد النسائي، حدثنا محمد بن
أبي سمينة، حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم
يهوديا ويهودية. هكذا في أصل أبي الفرج الطناجيري، ومحمد بن أحمد بن
يحيى العطشي، يروى عن محمد بن علي بن العباس النسائي، فالله أعلم.
1437 - محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك، أبو
عبد الله اليزيدي:
حدث عن عمه عبيد الله، وعن أبي الفضل الرياشي، وأبي العباس ثعلب،
وغيرهم. وكان رواية للأخبار والآداب، مصدقا في حديثه. روى عنه أبو بكر
الصولي، وأبو طاهر بن أبي هاشم، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وأبو عبد
الله بن العسكري، وعمر بن محمد بن سيف. في آخرين.
328

حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا عبد الله
اليزيدي مات في شوال من سنة عشر وثلاثمائة.
وأنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز قال: قال لنا أبو القاسم
عمر بن محمد بن سيف بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الكاتب: مات أبو عبد الله
اليزيدي ليلة الأحد أول الليل لاثنتي عشرة ليلة بقين من جمادى الآخرة سنة عشر
وثلاثمائة. وكان قد بلغ اثنتين وثمانين سنة وثلاثة أشهر. وصليت عليه في مسجده
بحضرة حوض داود في درب النقيب بباب داره.
1438 - محمد بن العباس بن سهيل، أبو الحسن الخصيب الضرير:
حدث عن محمد بن سليمان لوين، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بن عبد الملك
ابن زنجويه، ومحمد بن مسلم بن وارة. روى عنه أبو القاسم بن دينار الدقاق،
ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان غير ثقة. وذكر ابن
الثلاج أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا الحسين بن أحمد بن دينار المعدل، أنبأنا
محمد بن العباس بن سهيل البزار، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو أسامة عن
بريد عن أبي بردة عن أبي موسى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلب المؤمن حلو يحب
الحلاوة ".
حدثني عبد العزيز بن علي، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار
الدقاق، حدثنا محمد بن العباس بن سهيل، نبأنا أبو بكر بن زنجويه، عن عبد الله بن
بكر السهمي، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو اغتسل اللوطي بماء
البحار لم يجئ يوم القيامة إلا جنبا ".
الرجال المذكورون في إسناد هذين الحديثين المذكورين كلهم ثقات غير ابن
سهيل. وهو الذي وضعهما وركبهما على الإسنادين اللذين أوردهما.
329

1439 - محمد بن العباس بن عبدة بن زياد بن يزيد بن المهلب، أبو بكر
الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب، وعبد الله بن محمد بن سنان
الروحي، ومحمد بن يحيى بن منده، وغيرهم. روى عنه عمر بن بشران، ومحمد بن
المظفر، والقاضي أبو الحسن الجراحي.
حدثنا أبو نعيم الأصبهاني، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو بكر محمد بن
العباس بن عبد الله بن زياد الأصبهاني، أنبأنا الحسين بن الحسن الأصبهاني، حدثنا
إبراهيم بن أيوب، حدثنا النعمان بن عبد السلام عن سفيان عن جابر عن عدي عن
عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت. قال: اجتمع المهاجرون والأنصار في بيت، فقال
طائفة، لو برز لنا المنافقون لقاتلناهم. وكره ذلك طائفة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" اكتب يا زيد: فما لكم في المنافقين فئتين ".
أنبأنا أبو بكر البرقاني، حدثنا عمر بن بشران قال: محمد بن العباس بن عبدة
الأصبهاني أبو بكر ثقة يفهم.
1440 - محمد بن العباس بن حرب، البزاز:
حدث عن سعيد بن عمرو الحمصي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
أنبأنا محمد بن عبد الملك القرشي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن
العباس بن حرب البزاز، حدثنا سعيد بن عمرو الحمصي، حدثنا بقية بن متوكل بن
يحيى القنسريني عن حميد بن العلاء عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قضى لأخيه المسلم حاجة كان بمنزلة من خدم الله عمره ".
1441 - محمد بن العباس بن الفضل بن العباس، أبو جعفر، يعرف بالمروزي:
حدث عن عباس بن محمد الدوري، ويعقوب بن إسحاق القلوسي. روى عنه
علي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين.
330

1442 - محمد بن العباس بن الفضل المؤدب، وليس بالمروزي:
حدث عن الحسن بن مكرم البزاز. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1443 - محمد بن العباس بن بنان، المنادي:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه ابن شاهين أيضا.
1444 - محمد بن العباس بن أحمد بن شجاع، أبو مقاتل، يعرف
بالمروزي:
حدث عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، والقاسم بن منبه الحربي وأبي بكر بن
أبي الدنيا. روى عنه أحمد بن محمد بن الحسن بن مقسم، ويوسف بن عمر القواس
وعبد الله بن عثمان الصفار، وكان ثقة.
حدثنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا مقاتل بن شجاع مات في
جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
قال غيره عن ابن قانع: مات لعشر ليال بقين من الشهر.
1445 - محمد بن العباس بن عبد الله بن كلثوم، يعرف بالسرخسي:
حدث عن عيسى بن جعفر الوراق. روى عنه ابن شاهين.
1446: محمد بن العباس بن الوليد بن مهدي، أبو بكر الصائغ:
سمع العباس بن محمد الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأبا العباس الكديمي.
روى عنه عبد الله بن عثمان الصفار، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي، وكان ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا
محمد بن العباس بن الوليد بن مهدي الصايغ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة. قال:
سمعت يزيد بن هارون يقول: إذا جاء الرجل وقد انقضى المجلس، فادفعوا إليه
المنديل يمسح وجهه.
331

1447 - محمد بن العباس بن مهران، أبو عبد الله المستملي:
حدث عن محمد بن عيسى بن حيان المدائني، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين.
أنبأنا السمسار، حدثنا الصفار، أنبأنا ابن قانع: أن أبا عبد الله بن مهران
المستملي. مات في شعبان من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
1448 - محمد بن العباس بن الفضيل، وقيل: محمد بن العباس بن
الفضل بن الفضيل، أبو بكر البزاز:
نزل حلب وحدث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن عثمان بن
أبي شيبة، ومحمد بن جعفر بن أعين، وعلي بن عبد الصمد الطيالسي، ومحمد بن
إسحاق بن موسى المروزي، وغيرهم - أحاديث مستقيمة. حدث عنه أبو الحسن بن
يزيد القاضي، وغير واحد من الغرباء. وكانت وفاته بعد سنة أربعين
وثلاثمائة.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن
المثنى العنبري - بأستراباذ - أنبأنا أبو بكر محمد بن العباس بن الفضيل البغدادي -
بحلب - حدثنا عبد الصمد الطيالسي.
وأنبأنا إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن الحباب الدلال، حدثنا محمد بن عبد
الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا علي بن عبد الصمد، حدثنا مسروق بن المرزبان،
حدثنا حفص بن غياث، حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن
عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مع كل فرحة ترحة ". واللفظ لحديث محمد
ابن العباس.
1449 - محمد بن العباس، بن مهرويه الصوفي:
سمع يوسف بن الحسين الرازي. روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الوهاب السمرقندي، شيخ لأبي سعد الإدريسي وذكر أنه سمع منه ببغداد.
332

1450 - محمد بن العباس بن الوليد، أبو الحسين، المعروف بابن النحوي
الفقيه:
حدث عن أبيه، وعن عباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وأبي العباس
ثعلب، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه أبو
حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهما. وفي رواياته نكرة.
أخبرني العباس بن عمر الكلوذاني، حدثنا أبو الحسين محمد بن العباس المعروف
بابن النحوي قاضينا بكلوذان في سنة أربعين وثلاثمائة.
حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة،
حدثنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي قال: حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن
جبير عن الحسن بن سعد عن أبيه مولى علي بن أبي طالب، عن علي بن أبي طالب
قال: إن الجنة لتساق إلى من سعى لأخيه المؤمن في قضاء حوائجه ليصلح شأنه على
يديه، فاستبقوا النعم بذلك، فإن الله الكريم يسأل الرجل عن جاهه وما بذله، كما
يسأله عن ماله فيم أنفقه؟
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا أبو الحسين محمد بن
العباس الفقيه، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبي وعمي أبو بكر، عن
أبي عبيدة الحداد عن ابن عون، عن ابن سيرين والحسن. قالا: لا عشنا إلى زمن
[لا] يعشق فيه، قال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " المؤمن مألفة ولا خير
فيمن لا يألف ولا يؤلف ".
قال أبو الحسين بن النحوي: سألت أحمد بن يحيى عن حديث أبي الدرداء عن
النبي صلى الله عليه وسلم: " حبك الشيء يعمي ويصم ". فقال: يعمي العين عن النظر إلى مساويه،
ويصم الآذان عن استماع العدل فيه، وأنشأ يقول:
وكذبت طرفي فيك والطرف صادق * وأسمعت أذني منك ما ليس تسمع
333

حدثني مسعود بن ناصر السجزي، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد القاضي
ببست، حدثنا أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، أخبرني المطهر بن
عبد الله، حدثني أبو الحسين محمد بن العباس النحوي قال: كتبت إلي ابن لمحة
يستزيرني فكتبت إليه:
آنست نفسي بنفسي * فهي في الوحدة أنسي
وإذا آنست غيري * فأحق الناس نفسي
فسد الناس فأضحي * جنسهم من شر جنس
فلزمت البيت إلا * عند تأذيني لخمس
وقال: وكان مؤذن مسجده.
بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي قال: إن أبا الحسين بن النحوي
الفقيه مات في شوال سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
1451 - محمد بن العباس بن نجيح، أبو بكر البزاز:
كان ينزل بالجانب الشرقي من مربعة الحرسي. وحدث عن يحيى بن أبي طالب،
ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن سعيد الحمال،
وأبي قلابة الرقاشي، والحارث بن أبي أسامة، وأبي الوليد بن برد، وعيسى بن عبد الله
الطيالسي، وجعفر بن محمد الصايغ، وأبي العيناء الضرير، وغيرهم.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه - وذكر لنا أنه كان حافظا - وأبو الحسين بن
الفضل، وأبو علي بن شاذان.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح الحافظ،
حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق عن
نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يكن نبي إلا وقد وصف الدجال
لأمته، ولأصفنه صفة لم يصفها من كان قبلي، إنه أعور والله ليس بأعور، عينه اليمنى
كأنها عنبة طافية ".
حدثني عبد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. قال: كان محمد بن
العباس بن نجيح ثقة.
334

حدثنا الحسن بن أبي بكر قال: سئل أبو بكر بن نجيح وأنا أسمع، في أي سنة
ولدت فقال: في رجب من سنة ثلاث وستين ومائتين.
قال الحسن: ومات ابن نجيح يوم السبت، ودفن يوم الأحد بالغداة لثلاث بقين
من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
1452 - محمد بن العباس بن حمدون بن يزداد بن مهران، أبو العباس
الكرابيسي، ويعرف بالمهراني:
من أهل نيسابور. قدم بغداد في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن جعفر بن
أحمد بن نصر الحصيري، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، روى عنه أبو الحسن بن
رزقويه.
1453 - محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الحارث، أبو زرعة
الصيرفي:
سمع أبا القاسم البغوي، حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، القاضي أبو العلاء
الواسطي.
حدثنا البرقاني قال: حدثني أبو زرعة محمد بن العباس بن محمد بن أحمد بن
محمد بن الحارث الصيرفي - من أصل كتابه في جامع المدينة - حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز - سنة ست وثلاثمائة - حدثنا صالح بن حاتم بن وردان قال:
حدثنا المعتمر بن سليمان قال: حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عامر بن
سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أعطيت فلانا وفلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن
بالله. قال: " أو مسلم "؟.
1454 - محمد بن العباس بن أحمد بن عصم، أبو عبد الله بن أبي ذهل
الضبي، ويعرف بالعصمي:
من أهل هراة. سمع محمد بن عبد الله المخلدي الهروي، ومحمد بن معاذ
335

الماليني، وحاتم بن محبوب الشامي، ونحوهم. وكان أول سماعه في سنة تسع
وثلاثمائة بهراة، ثم ورد نيسابور. فسمع من مكي بن عبدان، وأبي عمرو الحيري،
ونحوهما. وسمع بالري من أحمد بن خالد الحزوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم
[الرازي]. وسمع ببغداد من يحيى بن صاعد، وأبي عمر [محمد بن يوسف بن
يعقوب] القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. وكان أول دخوله
بغداد في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأبو القاسم البغوي عليل، فلم يسمع منه شيئا،
ووردها بعد ذلك دفعات، وحدث بها فسمع منه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو
الحسن الدارقطني، وأبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس. وحدثنا عنه ابن
رزقويه، وأبو بكر البرقاني، وكان البرقاني سمع منه بهراة.
وكان العصمي ثبتا ثقة نبيلا رئيسا جليلا، من ذوي الأقدار العالية، وله إفضال بين
على الصالحين والفقهاء والمستورين، وبلغني أنه كان يضرب له دنانير، وزن كل
دينار منها مثقال ونصف، وأكثر من ذلك! فيتصدق بها ثم يقول: إن الفقير يفرح
إذا ناولته كاغدا فيتوهم أن فيه فضة، ثم يفتحه فيفرح إذا رأى صفرة الدينار، ثم يزنه
فيفرح إذا زاد عن المثقال.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن أبي
ذهل العصمي الهروي، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن منصور، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا داود بن عبد الجبار، حدثنا أبو
شراعة قال: كنا عند ابن عباس في البيت فقال: هل فيكم غريب؟ قالوا: لا. قال: إذا
خرجت الرايات السود فاستوصوا بالفرس خيرا. فإن دولتنا معهم. فقال أبو هريرة:
ألا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإنك هاهنا؟ هات. قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق فإن أولها فتنة
وأوسطها هرج، وآخرها ضلالة ".
أبو شراعة مجهول وداود بن عبد الجبار متروك.
336

حدثني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله قال: وجدت بخط محمد بن عبد
الله بن القاسم الحرمي - وكان ضابطا فهما - نسب العصمي محمد بن العباس بن
أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم بن العباس بن شعبة بن المحش بن عامر
ابن حسل بن بجادة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن
إلياس بن مضر.
حدثت عن أبي عبد الله العصمي. قال: ولدت سنة أربع وتسعين ومائتين، وكتب
عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاء، وقد توفي جماعة من أئمة العلم حدثوا عني
وأودعوها مصنفاتهم.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: حدثنا الرئيس أبو عبد الله محمد بن العباس
العصمي - وكان تليق به الرياسة لأن ملك هراة كان تحت أمره لأبوته وقدره -.
حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله
النيسابوري الحافظ قال: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق غير مرة - إذا ذكر
الرياسة - يقول: بخراسان رئيسان ونصف أبو بكر بن أبي الحسن بنيسابور، وأبو عبد
الله بن أبي ذهل بهراة، ويشير بالنصف إلى أبي الفضل بن أبي النضر.
قال أبو عبد الله: استشهد أبو عبد الله بن أبي ذهل برستاق خواف من نيسابور
لسبع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وأوصى أن يحمل تابوته إلى هراة،
فنقل إليها ودفن بها.
1455 - محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ، أبو عمر
الخزاز، المعروف بابن حيويه:
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي،
ومحمد بن خلف بن المرزبان، وإبراهيم بن محمد الخنازيري، وأبا القاسم البغوي،
وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وخلقا يطول ذكرهم.
وكان ثقة. سمع الكثير وكتب طول عمره، وروى المصنفات الكبار. مثل طبقات
محمد بن سعد، ومغازي الواقدي، ومصنفات أبي بكر بن الأنباري، ومغازي سعيد
الأموي، وتاريخ بن أبي خيثمة، وغير ذلك.
337

حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن أبي الفوارس، والحسن بن محمد الخلال،
والأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي
الجوهري، وجماعة غيرهم.
قال لنا البرقاني: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: ولدت في سنة خمس وتسعين
ومائتين.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي وعلي بن المحسن التنوخي. قالا: قال لنا ابن حيويه:
ولدت لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين. زاد العتيقي، بالليل.
حدثني الأزهري قال: كان أبو عمر بن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح ربما أراد أن
يقرأ شيئا ولا يقرب أصله منه فيقرأه من كتاب أبي الحسن بن الرزاز لثقته بذلك
الكتاب وإن لم يكن فيه سماعه، وكان مع ذلك ثقة.
سمعت العتيقي ذكر ابن حيويه فأثنى عليه ثناء حسنا، وذكره ذكرا جميلا، وبالغ
في ذلك. وقال: كان ثقة صالحا دينا ذا مروءة. وقال: سمعت ابن حيويه يقول:
كنت أحضر مجلس ابن صاعد في مدينة المنصور، فربما أخذني البول فأنصرف من
المجلس وأرجع إلى منزلنا بقطيعة الربيع، حتى أبول وأتوضأ ثم أعود إلى المجلس ولا
أحل سراويلي في غير منزلنا! أو كما قال.
سألت البرقاني عن ابن حيويه فقال: ثقة ثبت حجة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال. قال: مات ابن حيويه في سنة اثنتين وثمانين
وثلاثمائة.
حدثنا العتيقي قال: سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي أبو عمر بن حيويه -
جارنا - لعشر بقين من ربيع الآخر - وكان ثقة متيقظا.
1456 - محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو الحسن:
سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وعلي بن محمد بن
عبيد الحافظ، وحمزة بن القاسم الهاشمي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأبا الحسن
المصري، ومن بعدهم.
وكان ثقة. كتب الكثير، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته، وبلغني أنه كان عنده
338

عن علي بن محمد المصري وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير. ومائة تاريخ،
ولم يخرج عنه إلا شئ يسير.
حدثني عنه أحمد بن علي البادا، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو الحسن محمد بن
عبد الواحد.
أخبرني أحمد بن علي البادا، أنبأنا أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن
محمد الفرات، حدثنا عبد الله بن محمد بن شاذان، حدثنا أسامة بن أحمد التجيبي،
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا إسحاق بن أبي فروة، حدثنا عبد الله بن عمر، عن
أخيه عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت: إذا مست المرأة فرجها
بيدها فعليها الوضوء.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال: خلف ابن الفرات ثمانية عشر صندوقا مملوءة
كتبا أكثرها بخطه سوى ما سرق من كتبه. وكانت له أيضا سماعات كثيرة مع غيره
لم ينسخها. قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل. وجودة الضبط. وكان مولده في
سنة بضع عشرة وثلاثمائة. ومكث يكتب الحديث من قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى أن
مات. وكان عنده عن ابن عبيد الحافظ وطبقته. قال: ولم يكن لابن الفرات بالنهار
وقت يتسع للنسخ. لأن مجالسه التي كان يقرأ فيها على الشيوخ كانت متصلة في كل
يوم غدوة وعشية، وكان يحضر كتابه الذي قد نسخه من أصل الشيخ بعد الفراغ من
تصحيحه ومقابلته. وذلك أن جارية له كانت تعارضه بما يكتبه فلا يحتاج أن يغير
كتابه وقت قراءته على الشيخ. أو كما قال الأزهري. قال: ومات في شوال من سنة
أربع وثمانين وثلاثمائة.
حدثني التنوخي قال: مات ابن الفرات في ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شوال
سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
حدثنا العتيقي قال: سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن بن الفرات
لأربع بقين من شوال. ثقة مأمون، وما رأيت ولا سمعت أحسن قراءة منه للحديث،
حدث بشئ يسير وكان يسمع معنا الحديث إلى أن توفي.
1457 - محمد بن العباس بن الحسين، أبو بكر القاص:
كان شيخا فقيرا يقص في جامع المنصور، وفي الطرقات والأسواق.
339

وسمعته يقول: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد، حدثنا الحسن بن علي بن
زيد، حدثنا حاجب بن سليمان، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا سفيان بن سعيد
الثوري قال: حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله. قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: " يطلع عليكم رجل لم يخلق الله بعدي أحدا هو خير منه
ولا أفضل، وله شفاعة مثل شفاعة النبيين ".
فما برحنا حتى طلع أبو بكر الصديق، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقبله والتزمه.
سمعت منه هذا الحديث في سنة تسع وأربعمائة.
وحدثنا أيضا عن أبي بكر بن مالك القطيعي بحكاية عن العباس بن يوسف
الشكلي، وكانت وفاته في أول سنة ثلاثين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عمرو
1458 - محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة بن رافع، أبو سهل الأنصاري
الواقفي:
حدث عن أبيه، وعن الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأيوب السختياني.
روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وزيد بن الحباب، وشريح بن
النعمان، وعلي بن الجعد، وكامل بن طلحة الجحدري، وبشر بن الوليد القاضي.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، أنبأنا محمد بن عمر الحافظ، حدثنا محمد
ابن عبيد الله العسكري، حدثنا أحمد بن علي الخراز. قال: قلت لبشر بن الوليد: أين
كتبت عن محمد بن عمرو الأنصاري؟ قال: ببغداد في جامع الشرقي.
حدثنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، حدثني عبد الله بن عثمان الصفار، أنبأنا
محمد بن عمران بن موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني
قال: سمعت أبي يقول: سألت يحيى - يعني ابن سعيد القطان - عن محمد بن عمرو
الأنصاري قلت: روى عن حفصة؟ فضعفه الشيخ جدا، قلت له: ما له؟ قال: روى
340

عن القاسم عن عائشة في الكبش الأقرن، وعن القاسم عن عائشة في الصلاة الوسطى،
وروى عن الحسن أو أبده.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر. حدثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين. قال: أبو سهل
محمد بن عمرو الأنصاري ضعيف الأمر.
أنبأنا محمد بن عبد الواحد، أنبأنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد بن
مرابة الخزاز، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سهل
محمد بن عمرو الأنصاري ضعيف.
حدثنا ابن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثنا أبو نعيم الضبي، حدثنا أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري وهو ضعيف.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر قال: حدثنا محمد بن عدي البصري من كتابه، أنبأنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمد
ابن عمرو الأنصاري قال: كان يحيى بن سعيد يضعفه.
أنبأنا العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: محمد بن عمرو الأنصاري
كان ينزل بالبصرة وعبادان، وكان يحيى بن سعيد يضعفه جدا.
1459 - محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء بن ريسان، وقيل: ابن عطاء بن
ياسر، وقيل: هو محمد بن عمرو بن عطاء بن زيان، أبو عبد الله مولي أبي بكر
الصديق، وقيل: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن حماد، ويعرف بالجماز:
من أهل البصرة. شاعر أديب، وكان ماجنا خبيث اللسان، وكان يقول إنه أكبر
سنا من أبي نواس. دخل بغداد في أيام هارون الرشيد، وفي أيام جعفر المتوكل، وكان
المتوكل قد كتب في حملة إليه، فلما دخل عليه أنشده:
ليس لي ذنب إلى الشايعة * إلا خلتين
حب عثمان بن عفان * وحب العمرين
341

أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حدثني جدي محمد بن
عبيد الله بن الفضل بن قفرجل، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا يموت بن
المزرع قال: جلس الجماز يأكل على مائدة بين يدي جعفر بن القاسم وجعفر يأكل
على مائدة أخرى مع قوم، فكانت الصحفة ترفع من بين يدي جعفر وتوضع بين يدي
الجماز ومن معه، فربما جاء قليل، وربما لم يجئ شئ. فقال الجماز: أصلح الله
الأمير، ما نحن اليوم إلا عصبة ربما فضل لنا بعض المال، وربما أخذه أهل السهام فلا
يبقى لنا شئ. وقال: حدثنا يموت قال: كان أبي والجماز يمشيان وأنا خلفهما
بالعشى، فمررنا بإمام وهو ينتظر من يمر عليه فيصلي معه، فلما رآنا أقام الصلاة
مبادرا، فقال له الجماز: دع عنك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يتلقى الجلب.
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني الصولي،
حدثنا عون بن محمد الكندي الكاتب. حدثنا عافية بن شبيب التميمي الحليس. قال:
كنا نكثر الحديث للمتوكل عن الجماز وهو محمد بن عمرو بن حماد مولى بني
تميم، وسلم الخاسر، خاله، فأحب أن يراه فكتب في حمله، فلما دخل عليه لم يقع
الموقع الذي أردناه، فتعصبنا كلنا له، فقال له المتوكل: تكلم فإني أريد أن استبرئك،
فقال الجماز: بحيضة أو حيضتين؟ فضحك الجماعة منه، فقال له الفتح: قد كلمت
أمير المؤمنين فيك حتى ولاك جزيرة القرود، فقال الجماز: أفلست في السمع والطاعة
أصلحك الله؟ فحصر الفتح وسكت، فأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم، فأخذها
وانحدر فمات فرحا بها.
1460 - محمد بن عمرو بن مهاجر، أبو عبد الله،
حدث عن إسماعيل بن علية. روى عنه أبو لبيد محمد بن إدريس السرخسي.
أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي بمكة قالت: أنبأنا زاهر بن أحمد
الفقيه بسرخس، حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس السرخسي، حدثنا أبو عبد الله
محمد بن عمرو بن مهاجر البغدادي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا الجريري،
عن أبي الورد بن ثمامة، عن اللجلاج [بن عمرو] عن معاذ بن جبل. قال: كنت
مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر برجل يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال له
342

النبي صلى الله عليه وسلم: " سألت البلاء فاسأل الله العافية ". ومر برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك
تمام النعمة. فقال: " ابن آدم، هل تدرى ما تمام النعمة؟ الفوز من النار، ودخول
الجنة ". ومر برجل وهو يدعو: يا ذا الجلال والإكرام. فقال له: " قد استجيب لك
فسل ".
1461 - محمد بن عمرو بن العباس، أبو بكر الباهلي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة
أنس بن عياض، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، وغيرهم. روى عنه
عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وجماعة آخرهم القاضي المحاملي.
أنبأنا أبو بكر البرقاني، حدثنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو قريش محمد
ابن جمعة بن خلف، حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي البصري ببغداد،
حدثنا ابن أبي عدى عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ".
أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن داود الواعظ، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا محمد بن عمرو الباهلي،
حدثنا سفيان قال: حدثوني عن ربيعة عن أنس. قال: إنما كان في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم
شعيرات بيض، لو عدها عاد أحصاها.
يقال: لم يروه عن سفيان بن عيينة إلا محمد بن عمرو الباهلي.
أنبأنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي
العباس بن سعيد. قال: محمد بن عمرو بن العباس الباهلي سمعت عبد الرحمن بن
يوسف يقول: كان ثقة.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي.
343

وقرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي.
قال: مات محمد بن عمرو بن العباس الباهلي سنة تسع وأربعين ومائتين. قال
البغوي: بالبصرة، قال الثقفي: في شهر المحرم.
1462 - محمد بن عمرو بن الحكم، يعرف بابن عمرويه، أبو عبد الله
الهروي:
سكن بغداد وحدث بها عن الجارود بن يزيد، وأبي رجاء عبد الله بن واقد، ووكيع
ابن الجراح، ومكي بن إبراهيم، وغسان بن سليمان. روى عنه الحسين بن محمد بن
حاتم المعروف بعبيد العجل، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وإبراهيم بن محمد بن
موسى الجوزي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي. وكان ثقة.
أنبأنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل
بخط يده: حدثنا محمد بن عمرو بن الحكم أبو عبد الله الهروي يعرف بابن عمرويه،
حدثنا غسان بن سليمان، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن مظاهر، عن
محمد بن سعيد، عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليدخل بالسهم
الواحد ثلاثة الجنة، صانعه محتسبا به، والمعين به، والرامي به في سبيل الله ".
أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان، حدثنا الحسين بن محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن عمرويه
الهروي، حدثنا الجارود بن يزيد عن عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي سعيد وأبي
هريرة. قالا: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة، وتحف بهم
الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الرب تعالى على عرشه ".
1463 - محمد بن عمرو بن حنان، أبو عبد الله الكلبي:
من أهل حمص، قدم بغداد، وحدث بها عن: بقية بن الوليد. روى عنه: أبو جعفر
344

محمد بن عبد الله الكوفي مطين، وأبو العباس السراج النيسابوري، والقاضي
المحاملي، وأخوه أبو عبيد، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي،
وغيرهم. وكان ثقة.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، حدثنا
بقية قال: حدثنا الفرج بن فضالة، حدثني سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن
المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لقلب بن آدم أسرع انقلابا من
القدر إذا استجمعت غليانا ".
حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول إملاء، حدثنا محمد بن عمرو بن حنان
الحمصي، حدثنا بقية قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن المغيرة الضبي، عن عبد
العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اجتمع في
يومكم هذا عيدان، فمن شاء منكم أجزأه من الجمعة، فإنا مجمعون إن شاء الله ".
حدثنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على محمد بن إسماعيل الوراق، حدثكم
يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو بكر الأثرم أحمد بن محمد بن هانئ قال: قال
أبو عبد الله أحمد بن حنبل: بلغني أن بقية روى عنه شعبة عن مغيرة عن عبد العزيز
ابن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة في العيدين يجتمعان في يوم، من أين جاء بقية
بهذا؟ كأنه يعجب منه.
ثم قال أبو عبد الله: قد كتبت عن يزيد بن عبد ربه عن بقية عن شعبة حديثين
ليس هذا فيهما، وإنما رواه الناس عن عبد العزيز عن أبي صالح مرسلا.
قال البرقاني: وقال لنا الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث مغيرة، ولم يروه
عنه غير شعبة، وهو أيضا غريب عن شعبة لم يروه عنه غير بقية، وقد رواه زياد
البكائي وصالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع متصلا. وروى عن
345

الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو
غريب عنه. ورواه جماعة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
لم يذكروا أبي هريرة.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال: سمعت محمد بن عمرو بن حنان أبا عبد الله الحمصي يقول: آخر يوم من
جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وأنا ابن اثنتين وثمانين سنة. كأنه ولد
في سنة إحدى وسبعين ومائة، قال: ومات سنة سبع وخمسين ومائتين. ذكر غير
الثقفي: أنه مات في سنة سبع وخمسين.
1464 - محمد بن عمرو بن سليمان، أبو عبد الله، يعرف بابن أبي مذعور:
سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعمر بن أبي
خليفة العبدي، ومعاذ بن معاذ العنبري، والوليد بن مسلم الدمشقي، ويزيد بن زريع
ونحوهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل
المحاملي.
حدثنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: حدثنا محمد
ابن عمرو بن أبي مذعور، حدثنا عبد العزيز بن محمد، حدثنا هشام بن عروة، عن
أبيه عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يستقى له الماء العذب من بئر
السقيا.
حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن سعيد القاضي بالكرخ، حدثنا القاسم بن الحسن
ابن القاسم الهمداني، حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، حدثنا عبد الله
ابن منصور قال: نبأنا محمد بن إسحاق البلخي قال: سمعت عبد العزيز بن محمد
الدراوردي يقول: سألني عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث، فلما حدثته قام فقبل
رأسي.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمد بن عمرو بن
أبي مذعور ثقة. كنيته أبو عبد الله.
346

1465 - محمد بن عمرو بن عون بن أوس بن الجعد، أبو عون الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن محمد بن أبان بن عمران الواسطي، وأبي
الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان، وزكريا بن يحيى بن صبيح، والقاسم بن عيسى،
والمثنى بن معاذ العنبري، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي. روى عنه محمد بن
محمد الباغندي، ومحمد بن مخلد الدوري.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي بواسط وهو ثقة صدوق.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري. قال: ما سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث ذكر أبا
عون قط إلا استغفر له ودعا وأثنى.
1466 - محمد بن عمرو بن مكرم، أبو بكر الصفار:
حدث عن عمرو بن علي، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام، وعلي بن حرب
الموصلي، وعن عمه محمد بن مكرم. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو مزاحم
الخاقاني، وكان ثقة.
بلغني عن أبي مزاحم قال: توفي ابن مكرم في ذي القعدة من سنة سبع وسبعين
ومائتين.
1467 - محمد بن عمرو بن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله، أبو بكر
البزاز، المعروف بابن عمرويه النيسابوري:
سمع إسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد بن رافع القشيري، ومحمد بن يحيى
الذهلي، ومن بعدهم. وكان تاجرا كثير الورود إلى بغداد والإقامة بها. حدث عنه أبو
العباس بن عقدة، وأبو علي الحافظ النيسابوري، وغيرهما.
حدثت عن أبي الحسن الدارقطني قال: حدثنا أبو العباس بن عقدة، حدثنا محمد
ابن عمرو بن سليمان النيسابوري ببغداد، حدثنا أبو الطاهر أسباط بن اليسع
[الذهلي] حدثنا الوليد بن محمد أبو سعيد السلمي. وأنبأنا الحسن بن محمد
347

الخلال، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي، حدثنا الحسين بن
إسماعيل بن داود الفارسي ببخارى، حدثنا أبو أحمد عيسى بن ميمون البخاري،
أنبأنا الوليد بن محمد البصري، حدثنا شعبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعيد،
عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره
قال: " اللهم بنعمتك تتم الصالحات " وإذا أتاه أمر يكرهه. قال: " الحمد لله على كل
حال ".
لفظهما سواء. غير أن الخلال قال: عبد الرحمن بن سعيد. والصواب ما ذكرناه،
وهو غريب من حديث شعبة لا أعلم له وجها غير هذا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا محمد عبد الله بن محمد بن علي المعدل يقول: سألت محمد بن إسحاق بن
خزيمة عن محمد بن عمرويه وروايته للعلل عن محمد بن يحيى فوثقه وأحالنا في
سماعها عليه.
وقال ابن نعيم: سمعت أبا سعيد المقرئ يقول: توفي محمد بن عمرويه المولقاباذي
سنة أربع وثلاثمائة.
1468 - محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك بن أبي سليمان، أبو جعفر
الرزاز:
نسبه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير، وبلغني أنه ولد في سنة إحدى
وخمسين ومائتين، وسمع سعدان بن نصر البزاز، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد
ابن عبد الملك الدقيقي، وأبا البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، ومحمد
ابن عبيد الله بن المنادي، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، ومن في طبقتهم
وبعدهم.
وكان ثقة ثبتا. كتب الناس عنه بانتخاب عمر البصري.
وروى عنه أبو حفص بن شاهين، وجماعة من المتقدمين. وحدثنا عنه أبو الحسن
348

ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، والحسين بن عمر بن برهان العزال، وأحمد بن
محمد بن حسنون النرسي، ومحمد بن عبيد الله الحناني، وهلال بن محمد الحفار،
وغيرهم.
سمعت محمد بن أحمد بن رزق يقول: مات أبو جعفر الرزاز في سنة تسع
وثلاثين وثلاثمائة.
وحدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: توفي محمد بن عمرو الرزاز فجأة ليلة
الثلاثاء لست بقين من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الثلاثاء.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عمران
1469 - محمد بن عمران، أبو عبد الله الأخنسي:
من أهل الكوفة، نزل بغداد. وقد قيل اسمه أحمد بن عمران، وذلك أشهر عندنا
ونحن نذكره في باب أحمد إن شاء الله.
1470 - محمد بن عمران بن زياد بن كثير، أبو جعفر الضبي النحوي
الكوفي:
سكن بغداد، وكان مؤدب عبد الله بن المعتز بالله. وحدث عن محمد بن كناسة
الأسدي وأبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي غسان النهري، والحسن بن الربيع،
ومحمد بن سماعة القاضي، وعلي بن حكيم الأودي، والصلت بن مسعود، وأبي
بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وهشام بن عمار، وغيرهم. وكان الغالب عليه
الأخبار وما يتعلق بالأدب.
روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأبو العباس ن مسروق الطوسي،
وغيرهما.
حدثنا محمد بن علي بن يعقوب القاضي أنبأنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة
349

حدثنا أحمد بن السرى أبو بكر قال قال لي ابن عرابة المؤدب. حكى لي محمد بن
عمران الضبي أنه حفظ ابن المعتز وهو يؤدبه النازعات، وقال: إذا سألك أبوك في أي
شئ أنت فقل له: إنا في السورة التي تلي عبس، ولا تقل إنا في النازعات. قال فسأله
أبوه في أي شئ أنت؟ قال: في السورة التي تلي عبس. فقال له: من علمك هذا؟
قال مؤدبي. فأمر له بعشرة آلاف درهم.
حدثنا علي بن المحسن القاضي حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري الوراق حدثنا
أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة. قال: كان محمد بن عمران الضبي على
اختيار القضاة للمعتز، فاجتمع إليه القضاة والفقهاء، الخصاف ونظراؤه من الفقهاء.
وكان الضبي قبل ذلك معلما فنعس، ثم رفع رأسه فقال: تهجوا.
قال أبو بكر بن عبد العزيز الجوهري: وكان شيخا طوالا يحفظ حديثا عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثقة. وكان يحفظ الأخبار والملح.
حدثنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي حدثنا علي بن عمر الحافظ. قال:
محمد بن عمران بن زياد الضبي أبو جعفر الكوفي الإخباري - ثقة.
1471 - محمد بن عمران بن الحكم، أبو عاصم الأنصاري:
نزل سر من رأى وحدث بها عن مسلم بن قتيبة، وحماد بن مسعدة، وأبو بكر
الحنفي.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: سمع أبي منه بسامرا، وروى عنه. وقال
أيضا. سئل أبي عنه فقال: صدوق.
1472 - محمد بن عمران بن موسى بن إسماعيل بن عبد الله بن مرداس،
أبو بكر الهمداني الخزاز:
ساكن الكوفة. قدم بغداد وحدث بها عن علي بن إبراهيم الواسطي، وجعفر بن أبي
عثمان الطيالسي. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، يقول حدثنا محمد بن
عمران بن موسى بن إسماعيل أبو بكر الخزاز الكوفي السوسي الهمداني ببغداد، حدثنا
علي بن إبراهيم بن عبد المجيد الواسطي حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي
350

إسحاق عن البراء. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر
خليلا ".
قال ابن غالب قال لنا أبو الحسن الدارقطني: تفرد به علي بن إبراهيم عن وهب
ابن جرير عن شعبة. والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن
عبد الله.
كتب إلى أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل من الكوفة يذكر أن أبا
الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ حدثهم. قال: سنة إحدى وعشرين.
وثلاثمائة فيها مات أبو بكر محمد بن عمران بن موسى بن إسماعيل بن عبد الله بن
مرداس الهمداني - من أنفسهم - البغدادي الخزاز ويعرف بابن السوسي، وكان
شيخا نبيلا حسن الهيئة ثقة، كتب عنه ابن سعيد - يعنى أبا العباس بن عقدة -
وأفاد عنه وكان يكرمه إكراما شديدا، وكان قد صحب الحفاظ في طلبه للحديث،
وكان يتولى شيئا من الوقوف، وأقام بالكوفة من سنة خمس وتسعين إلى سنة عشرين
وثلاثمائة، ثم خرج فمات ببغداد سنة إحدى وعشرين، وكان صاحب مذهب حسن،
وكان ابن سعيد يحضنا عليه.
1473 - محمد بن عمران بن موسى بن ماهان، أبو أحمد الصيرفي،
المعروف بابن مهيار:
سمع حميد بن الربيع اللخمي، وعبد الله بن علي بن المديني، والحسن بن عليل
العنزي. روى عنه أبو عمر بن حيويه، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهما.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت أبا الحسن علي بن عمر بن مهدي الحافظ عن أبي أحمد محمد بن عمران بن
موسى الصيرفي فقال: ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن ابن مهيار مات في
سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. قال غيره: في رجب.
351

1474 - محمد بن عمران بن موسى بن عبد الله، أبو الحسن السماك:
حدث عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزاز، ومحمد بن شاذان الجوهري،
وأبي الربيع الحسين بن الهيثم الكثائي الرازي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني،
والقاضي أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي أحاديث مستقيمة.
1475 - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله الكاتب المعروف
بالمرزباني:
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأحمد
ابن سليمان الطوسي، وأبي بكر بن دريد، وأبي عبد الله نفطويه، وأبي بكر بن
الأنباري، ومن في طبقتهم وبعدهم.
حدثنا عنه القاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي، وعلي بن أيوب
القمي، والحسن بن علي الجوهري، ومحمد بن المظفر الدقاق، وغيرهم.
وكان صاحب أخبار ورواية للآداب، وصنف كتبا كثيرة في أخبار الشعراء
المتقدمين والمحدثين على طبقاتهم، وكتبا في الغزل والنوادر، وغير ذلك. وكان حسن
الترتيب لما يجمعه غير أن أكثر كتبه لم تكن سماعا له، وكان يرويها إجازة، ويقول
في الإجازة: أخبرنا، ولا يبينها، قال لي علي بن أيوب القمي: يقال إن أبا عبيد الله
أحسن تصنيفا من الجاحظ.
وحدثني ابن أيوب. قال: دخلت يوما على أبي علي الفارسي النحوي فقال: من
أين أقبلت؟ قلت من عند أبي عبيد الله المرزباني. فقال: أبو عبيد الله من محاسن الدنيا.
قال لي علي بن أيوب: وكان عضد الدولة يجتاز على بابه، فيقف ببابه حتى يخرج إليه
أبو عبيد الله فيسلم عليه ويسأله عن حاله.
قال ابن أيوب: وسمعت أبا عبيد الله يقول: سودت عشرة آلاف ورقة، فصح لي
منها مبيضا ثلاثة آلاف ورقة.
حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال: سمعت أبا عبيد الله
352

المرزباني يقول: كان في داري خمسون، ما بين لحاف ودواج معدة لأهل العلم الذين
يبيتون عندي.
قال الصيمري: وأكثر أهل الأدب الذين روى عنهم سمع منهم في داره.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال كان أبو عبيد الله يضع محبرته بين يديه وقنينة فيها
نبيذ، فلا يزال يكتب ويشرب، قال: وسأله مرة عضد الدولة عن حالة، فقال: كيف
حال من هو بين قارورتين؟ يعنى المحبرة وقدح النبيذ.
وقال لي الأزهري: كان أبو عبيد الله معتزليا، وصنف كتابا جمع فيه أخبار المعتزلة،
ولم أسمع منه شيئا لكن أخذت لي إجازته بجميع حديثه، وما كان ثقة.
وحدثني الأزهري أيضا. قال: كان أبو عبيد الله بن الكاتب يذكر أبا عبيد الله
المرزباني ذكرا قبيحا ويقول: أشرفت منه على أمر عرفت به أنه كذاب، قلت: ليس
حال أبي عبيد الله عندنا الكذب وأكثر ما عيب به المذهب، وروايته عن إجازات
الشيوخ له من غير تبيين الإجازة، فالله أعلم.
وقد ذكره محمد بن أبي الفوارس فقال: كان يقول بالإجازات، وكان فيه اعتزال
وتشيع.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي وهلال بن المحسن. قالا: سنة أربع وثمانين
وثلاثمائة فيها توفي أبو عبيد الله المرزباني. قال هلال: ليلة الجمعة وقال العتيقي: في يوم
الجمعة من شوال. قال هلال: وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين. وقال العتيقي:
وكان مذهبه التشيع والاعتزال، وكان ثقة في الحديث.
حدثني التنوخي. قال: مات المرزباني في ليلة الجمعة لليلتين خلتا من شوال سنة
أربع وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو بكر الخوارزمي الفقيه، وحضرت الصلاة عليه،
ودفن في داره بشارع عمرو الرومي في الجانب الشرقي.
1476 - محمد بن عمران، القطيعي:
حدث عن محمد بن خالد الدوري. روى عنه أبو حاتم بن حاموش الرازي.
353

ذكر مفاريد الأسماء من حرف العين
1477 - محمد بن عروة بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو خالد المديني:
كان أحد صحابة أمير المؤمنين المهدى والرشيد، وانتقل إلى بغداد فنزلها، وحدث
عن جده هشام بن عروة. روى عنه داود بن المحبر.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا أحمد بن
سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عثمان قال: كان محمد بن
عروة شيخا، وكان مع أمير المؤمنين المهدي في عسكره وله دار ضيافة، وكان قد ولي
قبل مصيره مع أمير المؤمنين المهدي للحسن بن زيد غير مرة، وكان له مكرما، كان
يأتيه الخصمان فإذا تخوف من النظر في أمرهما أمر بهما فصيرا إليه ثقة منه به، ثم
أدرك ولاية أمير المؤمنين هارون الرشيد فاستعمله على الزنادقة قال وله يقول الشاعر:
يا أيها السائر من منزل * بالعرف قدما شاده الشائد
يمم أبا خالد لا تعده * يليك قرم سيد ماجد
ينقص هذا الدهر من أهله * وهو على أحداثه زائد
كان محمد بن عروة يكنى أبا خالد.
1478 - محمد بن عطية، أبو عبد الرحمن الشاعر، المعروف بالعطوي،
وقيل: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن عطية:
وهو بصري يتولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وكان يعد في متكلمي
المعتزلة، ويذهب مذهب الحسين بن النجار في خلق الأفعال، قدم بغداد أيام أحمد بن
أبي دؤاد فاتصل به، وأقام بسر من رأى مدة، وشعره يستحسن، وللمبرد منه
اختيارات. وقد روى عنه بعض شعره أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي
وغيره.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران
المرزباني حدثني بعض أصحابنا عن أبي العباس المبرد: قال كان العطوي لا ينطق
354

بالشعر معنا بالبصرة، ثم ورد علينا شعره لما صار إلى سر من رأى، وكنا نتهاداه،
وكان مقترا عليه، ظاهر الدمامة والوسخ، منهوما بالنبيذ، وله فيه وفي الصبوح وذكر
الندامي والمجالس أحسن قول، وليس له شئ يسقط، ومن ذلك قوله:
يأمل المرء أبعد الآمال * وهو رهن بأقرب الآجال
لو رأى المرء رأى عينيه يوما * كيف صول الآجال بالآمال
لتناهي وأقصر الخطو في اللهو * ولم يغترر بدار الزوال
نحن نلهو ونحن يحصى علينا * حركات الإدبار والإقبال
فإذا ساعة المنية حمت * لم يكن غير عاثر بمقال
أي شئ تركت يا عارفا بالله * للممترين والجهال؟
تركب الأمر ليس فيه سوى أنك * تهواه فعل أهل الضلال
أنت ضيف؟ وكل ضيف وإن * طالت لياليه مؤذن بارتحال
أيها الجامع الذي ليس يدري * كيف حوز الأهلين للأموال
يستوي في الممات والبعث والموقف * أهل الإكثار والإقلال
ثم لا يقسمون للنار والجنة * إلا بسالف الأعمال
1479 - محمد بن عاصم:
حدث عن جرير بن عثمان وغيره. روى عنه أحمد بن منصور الرمادي، وأحمد
ابن علي الخزاز. وكان عاصم ببغداد منسوبا إلى أبيه.
أخبرنا أحمد بن علي البادا أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار حدثنا أحمد
ابن علي الخزاز حدثنا أبو جعفر محمد بن عاصم صاحب الخانات حدثنا الوليد أبو
همام الكندي عن إسماعيل بن أمية المكي عن نافع عن ابن عمر. قال: دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم المسجد بين أبي بكر وعمر وهو معتمد عليهما، فقال: " هكذا ندخل الجنة
جميعا ".
أخبرني ابن أبي طالب حدثنا أحمد بن محمد بن عمران الكاتب حدثنا عبد الله
ابن جعفر بن خشيش، وعثمان بن بكر السكري. قالا: حدثنا أحمد بن منصور
الرمادي حدثنا محمد بن عاصم صاحب خان عاصم قال حدثنا جرير بن عثمان.
355

1480 - محمد بن العوام بن إسماعيل، القنطري الخباز:
حدث عن منصور بن أبي مزاحم، وشريح بن يونس، وأبي عمار الحسين بن
حريث، وسلم بن جنادة. روى عنه أبو عبد الله الحكيمي، وأحمد بن كامل القاضي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم [أبو عبد الله الحكيمي] حدثنا محمد بن
العوام القنطري الخباز أنبأنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو سعيد المؤدب عن
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم. قال قال عمر بن الخطاب: لو كنت
أطيق الأذان مع الخليفي لأذنت.
1481 - محمد بن عنبسة بن لقيط، الضبي:
خراساني. ورد بغداد حاجا. وحدث بها عن سويد بن نصر المروزي. روى عنه
عبد الباقي بن قانع.
حدثنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا محمد بن عنبسة
ابن لقيط الضبي - قدم علينا للحج - حدثنا سويد بن نصر حدثنا ابن المبارك عن
إبراهيم بن محمد عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر: أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ناداه: " أي فلان، إنما حملني على الرد عليك مخافة أن تذهب إلى قومك فتقول: إني
سلمت على النبي فلم يرد علي، فإذا رأيتني على هذه الحال فلا تسلم علي، فإنك إن
سلمت علي لم أرد عليك ".
1482 - محمد بن عنبس بن إسماعيل، أبو عبد الله القزاز:
حدث عن أبيه، وعن عبيد الله بن عمر القواريري. روى عنه ابن قانع أيضا،
وإسماعيل الخطبي.
356

أنبأنا إبراهيم بن مخلد حدثني إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا محمد بن عنبس
القزاز أبو عبد الله - إملاء - سنة ست وثمانين ومائتين، أنبأنا عبيد الله القواريري
حدثنا حماد بن زيد حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال
لمعاذ بن جبل: " يا معاذ، بشر الناس أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ".
1483 - محمد بن العلاء، السمسار:
من أهل الحربية. حدث عن محمد بن حميد الرازي. روى عنه محمد بن إبراهيم
الربيعي.
حدثنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الربيعي
حدثنا محمد بن العلاء السمسار الحربي حدثنا محمد بن حميد حدثنا مهران - يعني
ابن أبي عمر - حدثنا عيسى بن يزيد عن أبي إسحاق عن البراء أن رجلا جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: " ما اسمك؟ " قال: نعم. قال: " أنت عبد الله ".
1484 - محمد بن عامر بن عمار بن العلاء، الأزدي الكلوذاني:
حدثنا محمد بن علي الصوري حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن عامر بن
عمار بن العلاء الأزدي بغدادي سكن كلوذان. قدم مصر وحدث بها.
1485 - محمد بن عائذ بن الحسين بن مهدي الخلال:
حدث عن علي بن داود القنطري روى عنه ابنه عبيد الله.
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل البزاز حدثنا أبو محمد عبيد الله بن
محمد بن عائذ الخلال حدثنا أبي محمد بن عائذ حدثنا علي بن داود القنطري حدثنا
عبد الله بن صالح حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرظي
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث الله الأنبياء على الدواب، ويبعث
357

صالحا على ناقته، كما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر، ويبعث بابني فاطمة:
الحسن والحسين على ناقتين، وعلي بن أبي طالب على ناقتي، وأنا على البراق،
ويبعث بلالا على ناقة ينادي بالأذان وشاهده حقا حقا، حتى إذا بلغ أشهد أن محمد
رسول الله شهدتها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت
منه ".
1486 - محمد بن عقيل:
حدثنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت أبا بكر بن المقرئ يقول سمعت محمد بن
عقيل البغدادي يقول قال إبراهيم بن هانئ: رأيت أبا داود يقع في يحيى بن معين.
فقلت: يقع في مثل يحيى بن معين؟ فقال: من جر ذيول الناس جروا ذيوله.
1487 - محمد بن عمار بن فروخ بن شبيب، أبو عبد الله البغدادي:
حدث بحلب عن الحسن بن عرفة. روى عنه أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد
القاضي الحلبي.
1488 - محمد بن علان بن شعيب، أبو بكر الجواليقي، يعرف بهريسة:
حدث عن موسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن يونس الكديمي، ويحيى بن
عبد الباقي الأدمي.
حدثنا عنه أبو القاسم عبد الله بن عمر الفقيه المعروف بابن البقال حدثنا عبيد الله
ابن عمر بن علي الفقيه حدثني أبو بكر محمد بن علان الجواليقي - يعرف بهريسة
- أنبأنا موسى بن إسحاق الخطمي حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن
يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن حثمة: أن عمر بعثه على خرص
الثمار فقال: إذا أتيت على أرض قد حضرها أنس أهلها فدع لهم قدر ما يأكلون. قال
وقد كان سهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
358

حرف الغين [من آباء المحمدين]
1489 - محمد بن أبي غالب، أبو عبد الله:
سمع هشيم بن بشير. روى عنه: أبو بكر بن أبي خيثمة، ومحمد بن إبراهيم بن
جناد، وإبراهيم بن إسماعيل الواسطي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي،
وغيرهم، وكان ثقة.
أنبأنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت الصيرفي، حدثنا
الحسن بن علي الكرابيسي. وأنبأنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أنبأنا محمد بن
أحمد بن الحسن، حدثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد
- يعنى ابن أبي غالب - وفي الكتاب ابن غالب - حدثنا هشيم، أنبأنا العوام بن
حوشب، عن لهب بن الخندق قال: كان عوف بن النعمان الشيباني يقول: لأن
أموت قائما عطشا، أحب إلى من أكون خلافا لموعد.
أنبأنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا محمد بن أبي غالب حدثنا هشيم أنبأنا العوام
عن لهب بن خندق بن عمر قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول: الرؤيا
جزء من سبعين جزءا من النبوة.
قال محمد بن أبي غالب: وكان في كتابي لهب بن الخندق عن ابن عمر، وهو
وهم من الكاتب، وهو في الأصل لهب بن خندق بن عمر.
قال أحمد بن زهير: أبو غالب - يعني والد محمد - اسمه سرحب.
أنبأنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور
قال: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن ابن أبي غالب، فقال: ما أراه يكذب
المسكين.
359

ذكر روح بن محمد الرازي: أن إبراهيم بن محمد بن بشر أجاز له. قال: أنبأنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم قال: محمد بن أبي غالب صاحب هشيم مات سنة أربع
وعشرين ومائتين، أدركه أبي، وكان مريضا فلم يكتب عنه.
1490 - محمد بن أبي غالب، أبو عبد الله القومسي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: عمرو بن طلحة القناد، وعبد الرحمن بن شريك
ابن عبد الله، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة
البصري. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وأحمد بن أبي
خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وكان له ولد يعرف بأبي بكر بن أبي غالب من حفاظ
البغداديين.
وقال ابن أبي حاتم: محمد بن أبي غالب سمع منه أبي ببغداد.
أنبأنا الحسن بن علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن أبي غالب، حدثنا عمرو بن طلحة، حدثنا أسباط
عن سماك، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم [أنه]: صلى خلفه يوم عيد بغير
أذان ولا إقامة، وزعم سماك أنه صلى خلف النعمان بن بشير بغير أذان.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: محمد بن أبي غالب قومسي، سكن بغداد، قيل:
توفي سنة خمسين ومائتين.
1491 - محمد بن غالب، أبو جعفر المقرئ:
حدثت عن محمد بن العباس قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي
360

قال: وكان بمدينة السلام ممن يقرئ بقراءة أبي عمر وجماعة: منهم أبو جعفر محمد
ابن غالب صاحب شجاع بن أبي نصر وقرأ عليه بها جماعة: منهم الحسن بن الحباب
ابن مخلد الدقاق، ونصر بن القاسم الفارضي، ومحمد بن هارون الأنصاري، في
خلق كثير.
بلغني عن أبي بكر بن محمد بن الحسن بن زياد النقاش. قال: كان محمد بن
غالب رجلا صالحا ورعا، ينادي فيكسب في اليوم القيراط أو الأكثر، قال: فبلغني أن
بعض أصحابه جاءه في يوم وحل وطين فقال له: متى أشكر هاتين الرجلين اللتين تعبتا
إلى في مثل هذا اليوم لتكسباني الثواب؟ ثم قام بنفسه فاستقى له الماء وغسل رجليه.
1492 - محمد بن غالب بن حرب، أبو جعفر الضبي التمار، المعروف
بالتمتام:
من أهل البصرة. ولد في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسكن بغداد وحدث بها عن
عفان بن مسلم، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ومسلم بن إبراهيم، وأبي حذيفة
النهدي، وأبي سلمة التبوذكي، وأبي معمر المعقد، وعبد الصمد بن النعمان، وقبيصة
ابن عقبة، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي غسان النهدي. وغيرهم من البغداديين،
والبصريين، والكوفيين. وكان كثير الحديث صدوقا حافظا.
روى عنه موسى بن هارون، ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك،
وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وخلق سواهم.
حدثنا محمد بن الحسين القطان وعلي بن أحمد الرزاز. قالا: حدثنا أبو بكر
أحمد بن سلمان النجاد حدثنا محمد بن غالب حدثنا عمر بن موسى.
وأنبأنا الرزاز أنبأنا أحمد بن سلمان حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال:
كتب إلى محمد بن غالب التمتام قال حدثني عمر بن موسى حدثنا حماد بن سلمة
عن حجاج - يعني ابن أرطاة - عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن
سخبرة عن أبي بكر الصديق. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفر بالله ادعاء نسب لا
يعرف، وكفر بالله انتفاء من نسب وإن دق ".
361

وهكذا روى هذا الحديث عبد الله بن أيوب بن زاذان القربي عن عمر بن موسى
وهو غريب جدا، تفرد برفعه حجاج بن أرطاة عن الأعمش. وتفرد به عمر بن موسى
عن حماد بن سلمة عن حجاج. ورواه شعبة عن الأعمش فوقفه كذلك.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا إبراهيم بن
عبد الله بن محمد الزينبي حدثنا خالد - يعنى ابن الحارث - حدثنا شعبة عن سليمان
قال سمعت عبد الله بن مرة يحدث عن أبي معمر عن أبي بكر. قال: " كفر بالله تبرؤ
من نسب وإن دق، وكفر بالله ادعاء نسب لا يعرف ".
أنبأنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع. قال: ومحمد بن غالب بن حرب التمار. المعروف بالتمتام كتب
الناس عنه، ثم رغب أكثرهم عنه لخصال شنيعة في الحديث وغيره.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول -
وسئل الدارقطني عن محمد بن غالب تمتام - فقال: ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ،
وكان وهم في أحاديث، منها أنه حدث عن محمد بن جفر الوركاني عن حماد بن
يحيى الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
" شيبتني هود وأخواتها ". فأنكر هذا الحديث عليه موسى بن هارون وغيره، فجاء
بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع
الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرك. فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي.
قال حمزة: وسمعت أبا الحسن الدارقطني يقول كان: يتقي لسان تمتام.
قال أبو الحسن: والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين
أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " وحدث على أثره عن
حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " شيبتني هود "
362

فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم
يتنبه إليه، وأما لزوم تمتام كتابه وتثبته فلا ينكر، ولا ينكر طلبه وحرصه على الكتابة.
وسمعت أبا الحسن يقول: جاء رجل من أهل خراسان إلى تمتام فأخرج إليه جزءا
من الحديث في أوله: هوذة عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم، وبعده مراسيل، فأخذه الخراساني وكتب كلماته، و [كتب] عن ابن عون
عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، - وترك المسند - فقال تمتام: أحسنت بارك الله فيك.
أخبرنا بحديث تمتام عن الوركاني. الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله
الشافعي، حدثنا محمد بن غالب حدثنا محمد بن جعفر الوركاني قال حدثنا حماد
ابن يحيى الأبح عن ابن عوف عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين عن النبي
صلى الله عليه وسلم. قال: " شيبتني هود وأخواتها " حدثت عن دعلج بن أحمد قال سمعت
موسى بن هارون - وذكر حديثا - فقال: كتبت هذا من تمتام.
حدثنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي قال أخبرنا أبو الحسن الدارقطني.
قال: محمد بن غالب بن حرب الضبي أبو جعفر التمتام البغدادي مكثر مجود.
حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن غالب
ابن حرب تمتام ثقة.
أخبرني أبو نصر أحمد بن الحسين القاضي بالدينور قال سمعت أبا بكر أحمد بن
محمد بن إسحاق السني الحافظ يقول: سمعت عباس بن كراع يقول: جاء صبيان
إلى محمد بن غالب التمتام فقالوا: يا أبا جعفر أخرج لنا شيئا من الحديث، فأخرج
جزءا فقالوا: يا أبا جعفر اخرج لنا شيئا من الحديث، فأخرج جزءا فقالوا: يا أبا
جعفر أخرج القماطر، فنحن بنادرة الحديث. فقال اكتبوا - لا خيركم الله. فأخرجوا
كاغدا رثا، فقال لهم التمتام: يا بني، الكاغد رخيص ببغداد، فلو كتبتموه في كاغد
أجود من هذا؟ فقالوا: يا أبا جعفر إنما نكتب في الكواغد على قدر الشيوخ. فقال:
قوموا لا رعاكم الله.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان. وقرأت على
الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدقاق. قالا: مات محمد بن غالب تمتام في
363

شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين. وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد
الدوري، وذكر أن وفاته كانت في يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقين من شهر
رمضان.
1493 - محمد بن غالب بن أبي قيس، أبو الحسن:
حدث عن أحمد بن عيسى المصري، وهشام بن يونس الكوفي، ويحيى بن أكثم
القاضي. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن
مخلد حدثني محمد بن غالب أبو الحسن - وكان جده من قبل أمه شرقي بن
قطامي - قال سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول سمعت يحيى بن آدم يقول
سمعت الكسائي يقول قال لي أمير المؤمنين الرشيد: من أقرأ من رأيت أو أدركت؟
قلت: عبد الله بن إدريس.
قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة تسع وثمانين ومائتين، فيها مات أبو الحسن
محمد بن غالب بن أبي قيس يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة.
1494 - محمد بن غزال، أبو بكر الصفار:
حدث عن محمد بن الحسن بن دريد. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر. قال
ابن أبي الفوارس: توفي أبو بكر محمد بن غزال الصفار جارنا لسبع خلون من جمادى
الأولي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
1495 - محمد بن غريب بن عبد الله، أبو بكر البزاز، صاحب أبى بكر بن
مجاهد:
سمع جعفر الفريابي، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وعلي بن حماد
الخشاب. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وعمر بن
إبراهيم بن سعيد الفقيه.
حدثنا محمد بن علي بن يعقوب القاضي أنبأنا أبو بكر محمد بن غريب بن عبد
الله البزاز - صاحب ابن مجاهد - حدثنا جعفر الفريابي حدثنا عثمان بن أبي شيبة
364

حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشوص
فاه بالسواك إذا قام من الليل.
وقال جعفر: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هشيم بن بشير حدثنا حصين عن
أبي وائل عن حذيفة مثله.
سألت البرقاني عن محمد بن غريب. فقال: ثقة.
* * *
حرف الباء [من آباء المحمدين]
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الفضل
1496 - محمد بن الفضل بن عطية بن عمر بن خالد، أبو عبد الله مولى بني
عبس:
كوفي، ويقال: مروزي الأصل. سكن بخارى وحدث بها مناكير وأحاديث معضلة
عن: أبي إسحاق السبيعي، وزياد بن علاقة، وزيد بن أسلم، وعمرو بن دينار، ومحمد
ابن سوقة، ومنصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وابن جريج، وغيرهم. وقدم بغداد
وحدث بها. فروى عنه: من العراقيين محمد بن بكار بن الريان، وعبد الله بن عون
الخراز، وجندل بن والق، وعون بن سلام، ومحمد بن عيسى بن حنان المدائني.
365

حدثنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن
عيسى بن حنان، حدثنا محمد بن الفضل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن
ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر استقبلناه بوجوهنا.
ليس هذا الحديث عند الكوفيين عن منصور بن المعتمر، ولا نعلم رواه عنه غير
محمد بن الفضل، والله أعلم.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا محمد بن عمر الحافظ، حدثنا أبو
بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري، حدثنا محمد بن بكار، قال: سمعنا من قيس بن
الربيع، ومحمد بن الفضل بن عطية ببغداد قديما.
وقال محمد بن عمر: حدثني محمد بن سليمان بن محبوب أبو عبد الله قال:
قالوا لمحمد بن عيسى المدائني: أين كتبت عن محمد بن الفضل؟ فقال: قدم علينا
المدائن فسمعنا منه.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الوراق
ببخارى، حدثنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا بكر محمد بن سعيد بن بنت
السراج يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن رفيد يقول: قال المسيب بن إسحاق:
حج محمد بن الفضل ستا وثلاثين أو سبعا وثلاثين حجة.
قال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى
الفقهاء.
وقال أبو عبد الله: سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول: سمعت عيسى بن
موسى يقول: دخلت على محمد بن الفضل بن عطية، فرأيت عليه خريقة، فعاتبته في
الحرص. فقال لي: يا أبا أحمد لا تقل هذا، والله لأن أموت وأترك عشرة آلاف درهم
يأكله أعدى خلق الله، أحب لي من أحتاج إلى مثل هذه الخريقة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أنبأنا محمد بن
عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: وسألت
أبي عن محمد بن الفضل بن عطية روى عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله
366

قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الناس يكثرون وأصحابي يقلون فلا تسبوهم، لعن الله
من سبهم "؟ فقال: محمد بن الفضل بن عطية روى عجائب. وضعفه.
قلت: وهكذا هذا الحديث يختلف فيه على محمد بن الفضل بن عطية، فرواه عنه
أسد بن موسى المصري، عن عمرو بن دينار، عن جابر، كما ذكر عبد الله بن علي
ابن المديني. ورواه عبد الله بن عون الخزاز، وعباد بن يعقوب الكوفي، عن محمد بن
الفضل عن أبيه، عن عمرو نفسه، عن ابن عمر - بدلا من جابر - عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما حديث أسد بن موسى: فأنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن يحيى
العطار - بأصبهان - حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني إملاء، حدثنا أبو
يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، حدثنا
عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي،
لعن الله من سبهم ".
وأما حديث عبد الله بن عون وعباد بن يعقوب: فأنبأنا أبو الحسن محمد بن
محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز - إملاء - حدثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد، حدثنا عبد الله بن عون،
حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، حدثني أبي.
وأنبأناه أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني - واللفظ له - حدثنا محمد بن
العباس الخاز، حدثنا عبد الله بن سليمان الأزدي، حدثنا عباد بن يعقوب أبو سعيد
الأسدي، حدثنا محمد بن الفضل، عن، أبيه عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد
الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون، فلا تسبوهم، فمن
سبهم فعليه لعنة الله ".
وأما حديث محمد بن القاسم: فأنبأناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ،
حدثنا محمد بن العباس بن الفضل بالموصل، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى،
حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، حدثني محمد بن الفضل الخراساني، عن عمرو بن
دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون،
ولا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي ".
أنبأنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان -
367

يعنى ابن عيسى الوراق - حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: محمد بن الفضل
ابن عطية، ليس بشئ، حديثه حديث أهل الكذب.
أنبأنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي
ببغداد، حدثنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت، أنبأنا أبو
الجهم المشعراني. وحدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني بدمشق، حدثنا عبد
الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم
ابن عيسى العصار قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: محمد بن الفضل
ابن عطية كان كذابا. سألت ابن حنبل عنه فقال: ذاك عجب، يجيئك بالطامات،
وهو صاحب حديث ناقة ثمود، وبلال المؤذن.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثني هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: وقلت ليحيى بن معين: إن عون ابن
سلام يحدث بأحاديث عن محمد بن الفضل الخراساني فقال: كان محمد بن الفضل
كذابا.
أنبأنا أبو بشر الدولابي، أنبأنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: محمد بن
الفضل ضعيف. أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، حدثنا محمد بن المظفر،
حدثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال:
وسألته - يعنى يحيى بن معين - عن محمد بن الفضل الخراساني؟ فقال: ليس
بشئ، ولا يكتب حديثه.
حدثنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الفضل
ابن عطية ثقة، وهو أبو محمد بن الفضل، ولم يكن محمد ثقة، كان كذابا.
حدثنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد
368

السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن
الفضل بن عطية ليس بشئ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن
أحمد الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: محمد بن الفضل بن عطية
الخراساني كذاب.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا جعفر بن
محمد الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: محمد بن الفضل الخراساني ليس بثقة.
حدثنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة - يعني الرازي -: محمد
ابن الفضل بن عطية؟ قال: ضعيف الحديث، وأبوه لا بأس به.
أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي قال: سمعت أبا بكر الجوزقي
يقول: حدثنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو عبد الله محمد بن
الفضل بن عطية البخاري متروك الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أنبأنا أبو مسلم بن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد البغدادي، عن محمد بن الفضل
ابن عطية فقال: محمد بن الفضل كان يضع الحديث.
حدثنا علي بن طلحة المقرئ، أنبأنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، حدثنا محمد
ابن محمد بن داود الكرخي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمد
ابن الفضل بن عطية متروك الحديث. وقال مرة أخرى: كذاب.
حدثنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن الفضل بن عطية بخاري متروك الحديث.
369

وأخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: محمد بن الفضل بن عطية الخراساني؟
فقال: متروك الحديث.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
ببخارى قال: توفى محمد بن الفضل بن عطية ببخارى في سنة ثمانين ومائة.
1497 - محمد بن الفضل بن صالح بن شيخ بن عميرة، الأسدي:
حدث عن يزيد بن هارون، ويحيى بن يحيى النيسابوري. روى عنه ابن بنته
أحمد بن محمد بن عبد الله أبو الحسن الأسدي.
1498 - محمد بن الفضل، أبو بكر النسائي:
سكن بغداد وتوفى بالسوس. ذكره أبو الحسين بن المنادى. فقال: أنبأنا محمد بن
عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال:
وبالسوس - يعنى - توفى أبو بكر محمد بن الفضل النسائي، وكان من مدينة
السلام، ولكنه خرج إلى هنالك ومات ثم سنة خمس وستين - يعنى - ومائتين.
1499 - محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة بن خالد بن يزيد بن زياد بن
ميمون، أبو بكر الرازي القسطاني، مولى علي بن أبي طالب:
وقسطانة: قرية من قرى الري - قدم بغداد وحدث بها عن شيبان بن فروخ،
وهدبة بن خالد، وطالوت بن عباد، والخليل بن سالم، وعلي بن إسحاق السمرقندي،
وصالح بن عبد الله الترمذي. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن مخلد،
وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه وهو صدوق.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة
ابن زياد قال: حدثنا الخليل بن سالم حدثنا عبد الوارث عن بكر بن عبد الله قال قلت:
370

لأنس بن مالك: كيف صنعتم في حجكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نقول لبيك
عمرة وحجا. قال: فحججت فلقيت ابن عمر فقلت له وأخبرته. فقال: أهللنا بالحج.
فأخبرته بقول أنس، فقال: رحمه الله! فرجعت فأخبرت أنس بن مالك بقول ابن
عمر، فغضب وقال: كأنا صبيان.
1500 - محمد بن الفضل بن جابر بن شاذان، أبو جعفر السقطي:
سمع سعيد بن سليمان الواسطي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وفضيل بن عبد
الوهاب، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وحامد بن يحيى البلخي. روى عنه ابن
إسحاق، ومحمد بن مخلد، وأبو سهل بن زياد القطان، ومحمد بن الحسن بن زياد
النقاش، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وكان ثقة.
وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
أنبأنا محمد بن الحسين الأزرق حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد قال نا
محمد بن الفضل بن جابر حدثنا حامد بن يحيى حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش
عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة. قالت: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند
أبي شحمة اليهودي.
حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وجاءنا الخبر بموت أبي جعفر محمد بن الفضل بن جابر السقطي في
شهر رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين.
قلت: يدل هذا القول على أنه مات بغير بغداد.
1501 - محمد بن الفضل بن سلمة، أبو عمر الوصفي:
سمع إبراهيم بن أبي الليث، وأحمد بن يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، وسعيد
ابن منصور، وسنيد بن داود، ويحيى الحماني، وحبان بن موسى. روى عنه عبد الله
ابن محمد بن جعفر بن شاذان، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر النقاش، وإسماعيل بن علي
الخطبي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وعبيد الله بن العباس الشطوي. وكان ثقة.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا محمد بن
371

الفضل بن سلمة حدثنا إبراهيم بن نصر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عطاء بن
السائب عن حرب بن عبيد الله الثقفي عن خالد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما
العشور على اليهود والنصارى، ليس على المسلمين عشور ".
رواه وكيع عن سفيان عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه عبد
الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خالد عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وأبو عمر بن الفضل بن سلمة كتب الناس عنه ثم مرضوه
فيما لم يتفق الناس عليه لأنه كان مستورا معروفا بالخير.
أنبأنا ابن رزق حدثنا إسماعيل بن علي. قال: ومات أبو عمر محمد بن الفضل
ابن سلمة يوم الثلاثاء في رجب سنة إحدى وتسعين ومائتين.
ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه: أن وفاته كانت لثلاث عشرة ليلة بقين من
رجب.
1502 - محمد بن الفضل بن إسحاق، أبو بكر البغدادي:
حدث عن دعلج بن أحمد. قال: نبأنا أبو بكر محمد بن الفضل بن إسحاق
البغدادي حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا موسى بن مسعود حدثنا سفيان عن
الأعرج عن وهب بن منبه. قال: في حكمة عن آل داود، حق على العاقل أن لا
يشتغل عن أربع ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة
يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلو بين
نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد، فإن هذه الساعة عون على تلك
الساعات.
كذا قال عن الأعرج عن وهب وروي هذا الحديث غير واحد عن سفيان عن أبي
الأغر عن وهب بن منبه، فالله أعلم.
372

1503 - محمد بن الفضل بن العباس، أبو جعفر البغدادي:
نزل حلب وحدث بها عن حمدان ابن عمر الحميري، وأحمد بن عيسى الخشاب
التنيسي، وعبيد الله بن سعيد بن عفير المصري، روى عنه أبو محمد الحسن بن أحمد
السبيعي، وأبو جعفر اليقطيني.
حدثنا عبد الله بن علي القرشي أنا محمد بن الحسن اليقطيني قال: حدثنا أبو جعفر
محمد بن الفضل البغدادي بحلب حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن الجزري عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن
أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما يخشى الذي يرفع رأسه والإمام ساجد أن
يحول الله رأسه رأس حمار ".
وباسناده عن أبي هريرة. قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى جالسا.
قلت: ما أصابك يا رسول الله؟ قال: " الجوع " فبكيت. قال: " لا تبك يا أبي هريرة فإن
شدة الجوع لا تصيب الجائع إذا احتسب في الدار الدنيا ".
1504 - محمد بن الفضل. أبو جعفر البزاز الحربي:
حدث عن محمد بن علي بن مهران المعروف بحمدان الوراق. روى عنه على بن
عمر السكري.
حدثنا أحمد بن الحسين بن علي بن عمر أبو منصور حدثنا جدي حدثنا أبو جعفر
ابن محمد بن سعيد بن الأصبهاني.
وأنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - أنبأنا أبو روق
الهزاني حدثنا الكديمي محمد بن يونس حدثنا محمد بن سعيد [بن] الأصبهاني
- كوفي - حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي حدثنا الأعمش عن أنس. قال: بعثني
النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهودي يبيع البز فقال: " قل له يعطينا ثوبين حتى يجيئنا شئ فنقضيه "
373

فجعل يتشاغل عنى ويبايع الناس، ثم التفت إلى فقال لي: والله ما لمحمد زرع ولا
ضرع فمن أين يقضيني؟ فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: " كذب عدو الله لو
أعطاني لقضيته وكنت خيرا له منهم " ثم قال " لأن يلبس الرجل ثوبا معلما - يعنى
مرقوعا - خير له من أن يأكل في أمانته " لفظ الحربي.
1505 - محمد بن الفضل بن عيسى، أبو عبد الله الهمذاني النحوي:
نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن مزيد التميمي، كتب عنه محمد بن عبد الله
ابن بخيت وذكر أنه سمع منه في جامع الرصافة.
1506 - محمد بن الفضل بن ميمون، أبو عبد الله الفامي الشاهد:
حدث عن أحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن روح المدائني. روى عنه ابنه على،
وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ينزل سوق العطش من الجانب الشرقي.
وذكر ابن الثلاج: أنه مات في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
1507 - محمد بن الفضل بن مالك، أبو نصر البلخي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن جعفر الكرابيسي البلخي، وأحمد بن
الخضر المروزي. وروى عنه محمد بن إسحاق القطيعي وسمع منه محمد بن أحمد
ابن رزقويه.
1509 - محمد بن الفضل بن قريد، أبو بكر البزاز:
حدث عن أحمد بن الصلت بن المغلس الحماني، وبكر بن أحمد العبادي، وعبد
الله بن أحمد بن سعيد الجصاص. حدثنا عنه القاضي أبو الفرج بن سميكة، وعبيد الله
ابن أحمد بن محمد الحربي، وأبو نعيم الحافظ.
374

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القاضي قال حدثني أبو بكر محمد بن الفضل
ابن قريد البزاز - في منزله إملاء - أنبأنا أبو الحسن بكر بن أحمد العباداني -
بكازرون - حدثنا عبد الواحد بن غياث سنة أربعة ومائتين حدثنا عبد العزيز بن
مسلم القسملي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن
للفرج، ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء ".
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل بن قريد البغدادي بها قال
حدثنا أحمد بن الصلت قال سمعت بشر بن الحارث، يقول: من أراد أن يكون عزيزا
في الدنيا، سليما في الآخرة، فلا يحدث، ولا يشهد، ولا يؤم قوما، ولا يأكل لأحد
طعاما.
1510 - محمد بن الفضل بن علي بن العباس بن الوليد بن بهزازان بن
جعفر، أبو الحسن الناقد الحربي:
كان ينزل ساباط الخرق، وحدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن
محمد بن صاعد. حدثني عنه أبو القاسم الأزهري ونسبه لي وسألته عنه. فقال: ثقة.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي: أن محمد بن الفضل الحربي مات لأربع بقين من
شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. قال: وكان ثقة مأمونا انتقى عليه
الدارقطني.
1511 - محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن يحيى بن سعيد بن بشر،
أبو بكر القرشي العباداني:
وهو من ولد عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد
شمس بن عبد مناف. سكن البصرة. وكان أبوه شيخ الصوفية في وقته، وله بالبصرة
رباط ينسب إليه بالقرب من مسجد الجامع. وأما أبو بكر فكان أحد المذكورين
بالصلاح والخير، وورد بغداد سنة أربعمائة، وحدث بها عن يوسف بن يعقوب
النجيرمي، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، وطبقتهما.
375

حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال وعبد العزيز على الأزجي. وكان صدوقا،
وتوفى بالبصرة في يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس عشرة
وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الفرج
1512 - محمد بن الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم، أبو عبد الله التنوخي:
شامي الأصل بغدادي الدار. حدث عن أبيه. روى عنه بشر بن موسى الأسدي.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا: حدثنا عبد الله بن
إسحاق البغوي. وأخبرني هلال بن محمد الحفار حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف. قالا: حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الله محمد بن الفرج بن
فضالة عن أبيه الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن
علي بن أبي طالب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل
بها البلاء " قيل يا رسول الله: وما هي؟ قال: " إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما،
والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه، وأكرم الرجل
مخافة شره، وكان زعيم القوم أرذلهم، وارتفعت الأصوات في المساجد، وشرب الخمر،
ولبس الحرير، واتخذوا القيان، واتخذوا المعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فترقبوا عند
ذلك ثلاثا: ريحا حمراء، وخسفا، ومسخا " واللفظ لحديث ابن الصواف.
1513 - محمد بن الفرج بن عبد الوارث، مولى بني هاشم، يكنى أبا جعفر،
وقيل: أبا عبد الله، وهو ابن أخت محمد بن الزبرقان:
[حدث عن: محمد بن الزبرقان]، وإسماعيل بن علية، وهشيم بن بشير،
376

وحجاج بن محمد الأعور، وعبد الوهاب بن عطاء، وزيد بن الحباب. روى عنه:
أبو داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس بن كامل،
وأبو جعفر المطين، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وأبو أحمد البربري، وأحمد
ابن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد البغوي.
أنبأنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني،
حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري، حدثنا محمد بن الفرج - جار أحمد بن
حنبل - حدثنا أبو همام محمد بن الزبرقان، حدثنا هدبة ابن المنهال، عن الأعمش،
عن سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك
الصلاة ".
قال سليمان: لم يروه عن هدبة إلا أبو همام، تفرد به محمد بن الفرج البغدادي.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: سألت يحيى بن معين عن محمد بن الفرج فقال: شيخ في دار
الرقيق، وقال: ليس به بأس. ثم قال: هذا الذي يحدث عن محمد بن الزبرقان؟ قلت:
نعم! قال: ليس به بأس.
أنبأنا أبو بكر البرقاني، حدثنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو العباس السراج
قال: محمد بن الفرج بغدادي ثقة.
كتب إلى محمد بن أحمد بن عبد الله التميمي من الكوفة يذكر أن إبراهيم بن
أبي حصين حدثهم قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا محمد
ابن فرج البغدادي في شارع دار الرقيق، وكان من الثقات.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن الفرج سنة ست وثلاثين ومائتين.
1514 - محمد بن الفرج بن محمود، أبو بكر الأزرق:
حدث عن حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن عمر الواقدي، ومحمد بن عبد الله
377

ابن كنانة، وأبي النضر هاشم بن القاسم، والحسن بن موسى الأشيب، وأسود بن
عامر، وعبيد الله بن موسى، وعثمان بن الهيثم. روى عنه محمد بن العباس بن
نجيح، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي،
وغيرهم.
حدثنا محمد بن الحسين الأزرق حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان حدثنا أبو بكر الأزرق محمد بن الفرج حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأنا
طلحة بن يحيى عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذه
الأمة أمة مرحومة عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل منهم رجل
من أهل الشرك فقيل له هذا فداؤك من النار ".
سئل أبو بكر البرقاني وأنا أسمع: محمد بن الفرج الأزرق، فقال لي الدارقطني:
هو ضعيف.
قلت: أما أحاديثه فصحاح ورواياته مستقيمة، لا أعلم فيها شيئا يستنكر ولم أسمع
أحدا من شيوخنا يذكره إلا بجميل، سوى ما ذكرته عن البرقاني آنفا، فالله أعلم.
وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سمع الدارقطني يقول: محمد بن الفرج
الأزرق لا بأس به من أصحاب الكرابيسي يطعن عليه في اعتقاده.
حدثنا علي بن محمد السمسار أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا عبد الباقي
ابن قانع: أن محمد بن الفرج الأزرق مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
حدثنا أحمد بن علي المحتسب. قال: قرأنا على أحمد بن الفرج الوراق عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: توفى أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق ببغداد
في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ورأسه لا تخضب.
1515 - محمد بن الفرج، أبو بكر المقرئ المعروف بالخرابي:
لأنه كان ينزل في خراب المعتصم بالجانب الشرقي، حدث عن محمد بن إسحاق
المسيبي، ومحمد بن الفرج الرقيقي. روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وأبو
الحسين بن المنادى.
378

1516 - محمد بن الفرج، أبو عبد الله الدباغ البغدادي:
حدث عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني.
وذكر أنه سمع منه بمصر.
1517 - محمد بن الفرج، المعروف بابن الطباخ:
من أهل سر من رأي. حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه علي بن أحمد بن
محمد بن يوسف السامري.
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي قال حدثني جدي لأبي
القاضي أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن يوسف من أهل سر من رأى حدثنا
محمد بن الفرج المعروف بابن الطباخ السامري قال أنبأنا الحسن بن عرفة.
1518 - محمد بن الفرج بن علي، أبو بكر البزاز، يعرف بابن عتيق:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأحمد بن جعفر بن
مسلم، وأبا الحسين الزينبي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وأبا حفص بن الزيات،
وجماعة نحوهم.
كتبنا عنه وكان صدوقا ثقة، يعرف شيئا من الكلام على مذهب الأشعري.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه فارس
1519 - محمد بن فارس بن حمدان بن عبد الرحمن بن محمد بن صبيح
ابن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن معبد، أبو بكر العطشي، ويعرف
بالمعبدي:
كان يذكر أنه من ولد أم معبد الخزاعية. وحدث عن جعفر بن محمد القلانسي
379

الرملي، والحسن بن علي المعمري، ومخلد بن محمد الماحوزي، وسلامة بن محمد
ابن ناهض المقدسي، وخطاب بن عبد الدائم الأرسوفي، وغيرهم. روى عنه
الدارقطني. وحدثنا عنه علي بن أحمد الرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم
الأصبهاني.
وسألت أبا نعيم عنه. فقال: كان رافضيا غاليا في الرفض، وكان أيضا ضعيفا في
الحديث.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن فارس المعبدي ببغداد حدثني أبي
فارس بن حمدان بن عبد الرحمن قال حدثني جدي عن شريك عن ليث عن مجاهد
عن طاوس عن ابن عباس. قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله للنار جواز. قال: " نعم "
قلت: وما هو؟ قال: " حب علي بن أبي طالب ".
وأنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن فارس قال حدثني خطاب بن عبد الدائم
الأرسوفي بها حدثنا يحيى بن المبارك عن شريك عن منصور عن ليث عن مجاهد عن
ابن عباس. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " شفعت في هؤلاء النفر، في أبي، وعمي أبي
طالب، وأخي من الرضاعة - يعني ابن السعدية - ليكونوا من بعد البعث هباء ".
هذان الحديثان باطلان ولم أكتبهما إلا بهذين الإسنادين.
فأما الأول: فرواه المعبدي عن أبيه عن جده وليس يعرف في أهل العلم واحد منهما.
وأما الثاني: فرواه عن خطاب بن عبد الدائم وهو ضعيف يعرف برواية المناكير
عن يحيى بن المبارك الشامي الصنعاني وهو مجهول. وقال فيه: عن منصور عن ليث
ومنصور بن المعتمر لا يروى عن ليث بن أبي سليم، والله أعلم.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات. قال: توفي أبو بكر محمد
ابن فارس بن حمدان المعبدي في ذي الحجة سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكان غير
ثقة، ولا محمود المذهب.
وكذلك قال محمد بن أبي الفوارس وذكر: أن وفاته كانت يوم الأربعاء لست
عشرة ليلة خلت من ذي الحجة.
380

1520 - محمد بن فارس بن محمد بن محمود بن عيسى، أبو الفرج
المعروف بابن الغوري:
سمع أبا الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، وعلي بن محمد
المصري، وحمزة بن محمد الدهقان، وأحمد بن سلمان النجاد، وغيرهم. وروي عن
محمد بن مخلد إجازة. وكان يسكن بالجانب الشرقي ويملي في جامع المهدي.
كتبت عنه مجلسا واحدا وكان صدوقا صالحا دينا.
حدثنا محمد بن فارس الغوري إملاء في شوال من سنة ثمان وأربعمائة حدثنا أبو
الحسن علي بن محمد المصري حدثنا محمد بن عمرو بن نافع أبو جعفر المعدل
حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن
المسيب عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار أصحابي على
العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر وعمر وعثمان
وعليا، فجعلهم خير أصحابي - وفي أصحابي كلهم خير - واختار أمتي على سائر
الأمم ".
هذا حديث غريب من حديث ابن المسيب عن جابر، ومن حديث زهرة بن معبد
عن سعيد تفرد بروايته نافع بن يزيد عنه، وقد تابع عبد الله بن صالح على روايته
سعيد بن أبي مريم فرواه عن نافع هكذا.
أخبرنا البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي. قال قلت - يعني - لأبي زرعة الرازي: رأيت
بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار
وعطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. منها " لا تكرم أخاك بما يشق عليه " فقال: لم
يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح وكان
خالد إذا سمعوا من الشيخ أملي عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به، وقد بلى به أبو صالح
أيضا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر ليس له أصل. وإنما هو
عن خالد بن نجيح.
381

بلغني أن أبا الفرج بن الغوري ولد في ليلة الأحد لأحد عشرة خلون من شوال سنة
عشرين وثلاثمائة، ومات يوم الجمعة لعشر بقين من شعبان سنة تسع وأربعمائة،
وصلى عليه في جامع المهدى ثم رد إلى داره فدفن فيها.
* * *
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
1521 - محمد بن الفرات، أبو علي التميمي الكوفي:
حدث عن: محارب بن دثار، والحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، وسعيد بن
لقمان. روى عنه: شعيب بن حرب، ويونس بن محمد المؤدب، وجبارة بن مغلس،
وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن إسماعيل الخواص، وسريج بن يونس. وكان قدم بغداد
وحدث بها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا أحمد بن
الخليل، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا محمد بن الفرات. وأخبرنا الحسن بن أبي
بكر أيضا، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني، حدثنا محمد بن صالح،
وموسى بن هارون قالا: حدثنا جبارة، حدثنا محمد بن الفرات، حدثنا سعيد بن
لقمان، عن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأكل
في السوق دناءة ". لفظ حديث جبارة.
382

أنبأنا أبو بكر البرقاني، حدثنا محمد بن عبد الله بن حمرويه الهروي، أنبأنا الحسين
ابن إدريس، حدثنا ابن عمار، حدثنا رجل سماه عن محمد بن الفرات قال ابن
عمار: [محمد بن الفرات] شيخ ببغداد، كوفي، وهو لا شئ، كذاب.
حدثنا محمد بن عبد الواحد، أنبأنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن سعيد
السوسي قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ومحمد بن
الفرات ليس بشئ.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا محمد بن عمران
الصيرفي، أنبأنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: محمد بن
الفرات، كوفي روى عن حبيب بن أبي ثابت مناكير وضعفه.
أنبأنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم
الغازي قال: سمعت البخاري يقول: محمد بن الفرات الكوفي منكر الحديث.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري سألت: أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمد بن
الفرات، فقال: روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة. قلت: عن محارب بن
دثار، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في شاهد الزور؟ فقال: هو هذا.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن الفرات الكوفي متروك الحديث.
حدثني أحمد بن محمد المستملي، أنبأنا محمد بن جعفر الوراق، حدثنا محمد
ابن الحسين أبو الفتح الحافظ قال: محمد بن الفرات الكوفي متروك الحديث.
1522 - محمد بن الفضل، الخراساني:
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وأبى داود الحفري. روى عنه عباس
ابن محمد الدوري، ومحمد بن إسماعيل الصائغ نزيل مكة.
383

حدثنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام وأبو الفرج عبد الواحد بن محمد
ابن عبد الله البراثي جميعا بأصبهان. قالا: حدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار المديني
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ حدثنا محمد بن فضيل البغدادي عن الحفري عن
عاصم بن النعمان عن سفيان عن الأسود بن قيس عن عمرو بن شقيق عن علي: مثل
حديث قبلة، أنه خطب فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا في الإمارة عهدا، ولكنه
رأى رأيناه فاستخلف أبو بكر فقام واستقام.
وذكر الحديث كذا روياه لنا. فقالا: عن عمرو بن شقيق وإنما هو عمرو بن
سفيان، وقالا عصام بن النعمان وإنما هو عاصم بن النعمان بن أبي خالد بن أخي
إسماعيل بن أبي خالد رواه عن سفيان الثوري هكذا، وخالفه أبو عاصم الضحاك
ابن مخلد فرواه عن الثوري عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو بن سفيان عن
أبيه، ورواه يحيى بن يمان عن الثوري عن الأسود عن سفيان بن عمرو أو عمرو بن
سفيان، ورواه عبد الصمد بن حسان فلم يقم إسناده وقال عن سفيان عن رجل عن
الأسود بن قيس عن علي، ورواه أبو يحيى الحماني وعبد الرزاق وقبيصة عن الثوري
عن الأسود بن قيس عن شيخ غير مسمي! عن علي، وكذلك رواه شريك عن
الأسود بن قيس، ورواه عبثر بن القاسم عن الثوري عن سوار عن الأسود بن قيس
عن أبيه عن علي، وكان الثوري يضطرب فيه ولا يثبت إسناده.
1523 - محمد بن فرخ - بالخاء المعجمة - يكنى أبا جعفر:
حدث بقزوين عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري. روى عنه عبد الرحيم بن
عبد الله السمناني.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى
ابن جعفر الملاحمي البخاري - بانتخاب الدارقطني.
حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب حدثنا عبد الرحيم بن عبد الله بن إسحاق
السمناني حدثنا محمد بن الفرخ البغدادي أبو جعفر بقزوين. حدثنا إسحاق بن بشر
القرشي حدثنا أبو حنيفة عن حماد عن أنس. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر
لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم.
محمد بن فرخ عندنا مجهول، لم تقع إلينا الرواية عنه إلا من هذا الوجه.
384

1524 - محمد بن فرح الغساني - بالحاء المهملة - ويكنى أبا جعفر:
كان أحد العلماء بنحو الكوفيين. وحدث عن سلمة بن عاصم صاحب الفراء، وعبد الله
ابن أحمد بن شبويه المروزي. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو
الحسين بن المنادي. وكان ثقة.
1525 - محمد بن فيروز، أبو جعفر:
نزل تنيس. وحدث بها عن عاصم بن علي، وأبى غزية محمد بن يحيى الزهري،
وغيرهما. روى عنه محمد بن إسماعيل الفارسي وأبو الحسن المصري. وكان ثقة.
أخبرني الأزهري حدثنا علي بن عمر الحافظ حدثني أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل بن إسحاق بن بحر الفقيه حدثنا أبو الأصبغ سهل بن سوار الغافقي ومحمد
ابن فيروز البغدادي بتنيس. قالا: حدثنا أبو غزية محمد بن يحيى الزهري حدثنا أبو
القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد
المصري حدثنا محمد بن فيروز أبو جعفر حدثنا عاصم - يعنى ابن علي - حدثنا ابن
أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن
جبير بن مطعم. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " للقرشي مثلا قوة الرجل من غير قريش ".
قال الزهري: وما يريد إلا نبل الرأي.
1526 - محمد بن فروخ، البغدادي:
حدثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي حدثنا أبو العباس أحمد بن موسى
ابن الحسين المستملي - بجرجان - حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني حدثنا
يوسف بن حمدان القزويني حدثنا محمد بن فروخ البغدادي حدثنا إبراهيم بن نصر
النيسابوري حدثنا ابن أبي حية عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب من يحب التمر ".
385

1527 - محمد بن فروة، أبو بكر المستملي:
حدث عن عمر بن مدرك الرازي روى عنه أبو الحسن بن لؤلؤ.
حدثنا محمد بن محمد بن العتيقي حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق حدثنا أبو
بكر محمد بن فروة المستملي حدثنا عمر بن مدرك حدثنا مكي بن إبراهيم وأنبأنا أبو
الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي
حدثنا أبو يعلى محمد بن شداد حدثنا مكي حدثنا أبو حنيفة عن نافع عن ابن عمر.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل " لفظ حديث العتيقي.
1528 - محمد بن الفتح، أبو بكر القلانسي:
حدث عن عباس بن عبد الله الترقفي، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور
الحارثي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وموسى بن هارون الطوسي، ومحمد بن خلف
ابن عبد السلام المروزي، وغيرهم. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأحمد بن الفرج بن حجاج، وكان ثقة.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: توفى أبو بكر محمد بن الفتح
القلانسي في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
1529 - محمد بن الفرخان بن روزبه، أبو الطيب الدوري:
من دور سر من رأى ويعرف بالفرخان. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن أبي
خليفة الفضل بن الحباب، وغيرهما أحاديث منكرة. وروى عن الجنيد بن محمد،
وأبي العباس ابن مسروق، حكايات في التصوف. روى عنه يوسف بن عمر القواس،
وأبو القاسم بن السوطي، وكان غير ثقة.
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا أبو الحسين أحمد بن
386

علي بن أيوب بن المعافي بن العباس المعدل العكبري - بها - وأبو القاسم الحسين بن
محمد بن إسحاق المعروف بالسوطي ببغداد. قالا: حدثنا أبو الطيب محمد بن
الفرخان بن روزبه الدوري.
وحدثني ابن إبراهيم النسفي بلفظه حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن موسى
القافلاني بتكريت نبأنا محمد بن الفرخان بن روزبه الدوري حدثنا زيد بن محمد
الطحان الكوفي حدثنا زيد بن أخرم الطائي حدثنا زيد بن الحباب العكلي حدثنا
العكلي حدثنا زيد بن محمد بن ثوبان حدثنا زيد بن ثور بن يزيد وفى حديث هناد
حدثنا زيد بن الحباب العكلي حدثنا زيد بن ثور بن يزيد حدثني زيد بن محمد بن
ثوبان حدثنا زيد بن أسامة بن زيد عن جده زيد بن حارثة عن زيد بن أرقم. قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي وهو شاد عليه ردنه - أو قال عباءه - فقال: أيكم محمد؟
فقالوا: صاحب الوجه الأزهر. فقال: إن يكن نبيا فما معي؟ قال: " إن أخبرتك فهل
تقر بالشهادة "؟ وقال أبو العلا: " فهل أنت مؤمن ". قال: نعم! قال: " إنك مررت
بوادي آل فلان - أو قال شعب آل فلان - وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان
لها، وإنك أخذت الفرخين من وكرها، وأن الحمامة أتت إلى وكرها فلم تر فرخيها
فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك، ففتحت لها ردنك. أو قال عباءك.
فانقضت فيه، فها هي ناشرة جناحيها، مقبلة على فرخيها " ففتح الأعرابي ردنه - أو
قال عباءه - فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فعجب أصحاب رسول منها وإقبالها على
فرخيها. فقال: " أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها؟ فالله أشد فرحا وأشد إقبالا على
عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها ". ثم قال: " الفروخ في أسر الله ما لم تطير
فإذا طيرت وفرت فانصب لها فخك أو حيلتك " سياق الحديث لأبي العلاء.
وقال: قال أبو الحسين - يعني ابن أيوب - قال ابن صاعد: هذا زيد بن ثور بن
يزيد المكي، وهو قليل الحديث، قليل الشهرة.
قلت: وهذا الحديث منكر جدا، عجيب الإسناد لم أكتبه إلا من هذا الوجه، وما
أبعد أن يكون من وضع ابن الفرخان. والحكاية فيه عن ابن صاعد مستحيلة.
وقد ذكر لي بعض أصحابنا: أنه رأى لمحمد بن الفرخان أحاديث كثيرة منكرة
بأسانيد واضحة عن شيوخ ثقات.
387

وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي - فيما بلغني عنه - محمد
ابن الفرخان فقال: كان يسكن دور عربان، ولقيته بها، وكان شيخا ظريفا، وكان
يتعاهد الصوفية وأصحاب الحديث، وقد لقي جماعة من الصوفية مثل الجنيد وابن
عطاء والجريري، وكان يحكي عنهم.
كتبت عنه في سنة تسع وخمسين - يعني وثلاثمائة - ومات بعدها بقليل.
* * *
حرف القاف [من آباء المحمدين]
1530 - محمد بن القاسم، أبو الحسن المعروف بمانى الموسوس:
من أهل مصر. سكن بغداد في أيام المتوكل على الله، وله شعر رقيق في الغزل،
روى عنه بعض أخباره وشعره أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي، وأحمد بن القاسم
أخو أبي الليث الفرائضي، وغيرهما.
أخبرني أبو الحسن علي بن عبيد الله اللغوي قال: أنشدنا محمد بن الحسن بن
المأمون، قال أنشدنا أبو بكر الأنباري قال: أنشدني محمد بن المرزباني لماني المسوس:
مدنف عاد في النحو * ل إلى مثل دقة الألف
يشرك الطير في النحيب * ولا يشركه في القصف
قال أبو بكر: هكذا روى لنا ابن المرزباني هذين البيتين، والصواب:
ومدنف عاد في النحول إلى * مثل خيال كدقة الألف
* فيشرك الطير *
أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري حدثنا حمزة بن علي الأستروشني
قال حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب المذكر، قال أنشدني عبد العزيز بن محمد بن
النضر الفهري، لماني:
زعموا أن من تشاغل باللذات * عن من يحبه يتسلى
كذبوا والذي تساق له البدن * ومن عاذ بالطواف وصلى
إن نار الهوى أحر من الجمر * على قلب عاشق يتقلى
388

وقال ابن حبيب أنشدنا أبو عرابة يحيى بن المتمم الدوسي، لماني:
شادن وجهه من البدر أوضا * بعضه في الجمال يعشق بعضا
بأبي من يزرفن الصدغ بالعنبر * في خده المورد عرضا؟
أين للورد مثل ورد بخديك * إذا ما قطفته صار غضا
ليس يعطيك ذاك منه سوى الشم * وهذا يعطيك شما وعضا
أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع قال أنشدنا أبو سهل أحمد
ابن محمد بن عبد لله بن زياد القطان لماني:
هيف الخصور قواصد النبل * قتلننا بالأعين النجل
كحل الجمال جفون أعينها * فغنين عن كحل بلا كحل
وكأنهن إذا أردن خطى * يقلعن أرجلهن من وحل
1531 - محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر بن سليمان، أبو عبد الله
الضرير، مولى أبي جعفر المنصور، ويعرف بأبي العيناء:
أصله من اليمامة، ومولده بالأهواز، ومنشؤه بالبصرة، وبها كتب الحديث وطلب
الأدب، وسمع من أبي عبيدة معمر بن المثني، وأبي سعيد الأصمعي، وأبي عاصم
النبيل، وأبي زيد الأنصاري ومحمد بن عبيد الله العتبي، وغيرهم. وكان من أحفظ
الناس وأفصحهم لسانا، وأسرعهم جوابا، وأحضرهم نادرة. وقيل: إن بصرة كف وقد
بلغ أربعين سنة وانتقل من البصرة إلى بغداد، فسكنها وكتب عنه أهلها. وروى عنه
أحمد بن محمد بن عيسى المكي، وأبو عبد الله الحكيمي، ومحمد بن يحيى الصولي،
ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الأدمي القارئ، وأحمد بن كامل القاضي،
وغيرهم، ولم يسند من الحديث إلا القليل والغالب على رواياته الأخبار والحكايات.
أخبرني علي بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني علي بن
يحيى أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه عن محمد بن صالح بن
النطاح مولى بني هاشم قال: حدثني أبي. قال: طلب المنصور رجالا ليكونوا بوابين
له. فقيل إنه لا يضبط هذا إلا قوم لئام الأصول، أنذال النفوس، صلاب الوجوه،
ولا تجدهم إلا في رقيق اليمامة. فكتب إلى السري بن عبد الله الهاشمي، وكان واليه
389

على اليمامة، فاشترى له مائتي غلام من اليمامة، فاختار بعضهم فصيرهم بوابين،
وبقى الباقون فكان ممن بقى خلاد جد أبي العيناء، وحسان جد إبراهيم بن عطاء،
وجد أحمد بن الحارث الخزاز راوية المدائني.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب حدثني جدي محمد بن عبيد الله
ابن قفرجل حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء.
قال: دعا المنصور جدي خلادا وكان مولاه فقال له: أريدك لأمر قد همني، وقد
اخترتك له، وأنت عندي كما قال أبو ذؤيب الهذلي:
ألكنى إليها وخير الرسول * أعلمهم بنواحي الخبر
فقال: أرجو أن أبلغ رضى أمير المؤمنين، فقال: صر إلى المدينة على أنك من شيعة
عبد الله بن حسن، وابذل له الأموال واكتب إلى بأنفاسه وأخبار ولده فأرضاه. ثم
علم عبد الله بن حسن أنه أتى من قبله، فدعا عليه وعلى نسله بالعمى. قال: فنحن
نتوارث ذاك إلى الساعة.
أنبأنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح حدثنا محمد
ابن القاسم النحوي أبو عبد الله حدثنا أبو عاصم عن أبي الهندي عن أنس. قال: أتي
النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: " اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي " فجاء علي، فحجبته
مرتين، فجاء في الثالثة فأذنت له. فقال: " يا علي ما حسبك؟ " قال: هذه ثلاث مرات
قد جئتها فحجبني أنس. قال: " لم يا أنس؟ " قال: سمعت دعوتك يا رسول الله
فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الرجل يحب قومه ".
غريب بإسناده لم نكتبه إلا من حديث أبي العيناء محمد بن القاسم عن أبي
عاصم، وأبو الهندي مجهول واسمه لا يعرف.
أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل المالكي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: أبو
العيناء ليس بقوي في الحديث.
حدثنا علي بن الحسين صاحب العباسي أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن
علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت، ويعرف بالنوبختي حدثنا أبو
390

الحسين محمد بن سليمان الجوهري البصري المعروف بجوذاب. قال: قدم أبو العيناء
واسمه محمد بن القاسم بن خلاد أبو عبد الله اليمامي - بالبصرة في سنة ثمانين
ومائة فنزل دار الحريثي في سكة ابن سمرة فكنا نصير إليه نجالسه ونسمع كلامه،
ونكتب ما يجري في المجلس من أخباره: فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الله كيف
كنيت أبا العيناء؟ قال قلت لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري يا أبا زيد كيف
تصغر عينا؟ فقال عيينا يا أبا العيناء فلحقت بي منذ ذاك.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو الفرج أحمد بن عمر المعدل وأبو
العلاء محمد بن الحسن الوراق قالوا أنبأنا أحمد بن كامل القاضي نبأنا أبو العيناء
محمد بن القاسم. قال: أتيت عبد الله بن داود الخريبي فقال: ما جاء بك؟ قلت:
الحديث، قال اذهب فتحفظ القرآن. قال قلت: قد حفظت القرآن قال اقرأ: (واتل
عليهم نبا نوح) [يونس 71] فقال: فقرأت العشر حتى أنفدته، قال فقال لي:
اذهب الآن فتعلم الفرائض، قال قلت قد تعلمت الصلب والجد والكبر قال فأيما
أقرب إليك؟ ابن أخيك أو ابن عمك؟ قال قلت ابن أخي. قال: ولم؟ قال قلت لأن
أخي من أبي وعمي من جدي. قال اذهب الآن فتعلم العربية، قال قلت علمتها قبل
هذين. قال فلم قال عمر بن الخطاب - يعني حين طعن - يال الله يال المسلمين، لم
فتح تلك وكسر هذه؟ قال قلت: فتح تلك اللام على الدعاء وكسر هذه على
الاستغاثة والاستنصار قال فقال: لو حدثت أحدا حدثتك. واللفظ لأبي الفرج.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب
حدثني علي بن محمد الوراق قال حدثني علي بن سليمان الأخفش قال سمعت أبا
العيناء يقول: كنت في أيام الواثق مقيما بالبصرة فكنت يوما في الوراقين بها إذ رأيت
مناديا مغفلا في يده مصحف مخلق الأداة، فقلت له: ناد عليه بالبراءة مما فيه - وأنا أعني
به أداته - فأقبل المنادي ينادي بذلك فاجتمع أهل السوق والمارة على المنادي وقالوا له:
يا عدو الله تنادي على مصحف بالبراءة مما فيه؟ قال: وأوقعوا به، فقال لهم: ذلك
الرجل القاعد أمرني بذلك قال فتركوا المنادي وأقبلوا إلى وتجمعوا علي ورفعوني إلى
الوالي وعملوا على محضرا وكتب في أمري إلى السلطان، فأمر بحملي فحملت مستوثقا
مني، قال واتصل خبري بأبي عبد الله بن أبي دؤاد، فتكفل بأمري والفحص
391

عما قرفت به، وأخذني إليه، ففك وثاقي، قال: وتجمعت العامة وبالغوا في التشنيع
علي ومتابعة رفع القصص في أمري، فقلت لابن أبي دؤاد. قد كثر تجمع هؤلاء الهمج
على وهم كثير، فقال: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) [البقرة 249].
فقلت: قد بالغوا في التشنيع على، فقال: (ولا يحيق المكر السيئ إلا باهله)
[فاطر 43]. قلت: فإني على غاية الخوف من كيدهم، ولن يخرج أمري عن يدك
فقال: (لا تحزن إن الله معنا) [التوبة 40]. فقلت: القاضي - أعزه الله - كما قال
الصموت الكلابي:
لله درك - أي جنة خائف * ومتاع دنيا - أنت للحدثان
متخمط يطأ الرجال بنعله * وطء الفنيق دوارج القردان
ويكبهم حتى كأن رؤوسهم * مأمومة تنحط للغربان
ويفرج الباب الشديد رتاجه * حتى يصير كأنه بابان
قال: يا غلام الدواة والقرطاس، اكتب هذه الأبيات عن أبي عبد الله. قال: فكتبت
له، ولم يزل يتلطف في أمري حتى خلصني.
حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: قال أبو العيناء قال لي ابن أبي دؤاد: ما أشد
ما أصابك في ذهاب بصرك؟ قلت: خلتان، يبدؤني قومي بالسلام، وكنت أحب أن
ابتدئهم، وإني ربما حدثت المعرض عنى وكنت أحب أن أعرف ذاك فأقطع عنه
حديثي. قال: أما من ابتدأك بالسلام فقد كافأته بحسن النية، وأما من أعرض عن
حديثك فما أكسب نفسه من سوء الأدب أكثر مما وصل إليك من سوء اجتماعه.
أخبرني علي بن أيوب بن محمد بن عمران المرزباني أخبرني محمد بن يحيى
حدثنا أبو العيناء قال قال لي المتوكل: قد أردتك لمجالستي. فقلت: لا أطيق ذاك، وما
أقول جهلا بمالي في هذا المجلس من الشرف، ولكني رجل محجوب، والمحجوب
تختلف إشارته ويخفى عليه إيماؤه، ويجوز على أن أتكلم بكلام غضبان ووجهك راض،
وبكلام راض ووجهك غضبان، ومتى لم أميز هذين هلكت. فقال: صدقت ولكن
تلزمنا فقلت: لزوم الفرض الواجب. فوصلني بعشرة آلاف درهم.
قال وروى أن المتوكل قال: أشتهي أن أنادم أبا العيناء لولا أنه ضرير. فقال أبو
العيناء: إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الأهلة، ونقش الخواتيم، فإني أصلح.
392

حدثنا علي بن الحسين صاحب العباسي حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل حدثنا
أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه في أبي
العيناء محمد بن القاسم:
كنا نخاف من الزما * ن عليك إذ عمى البصر
لم ندر أنك بالعمى * تغنى ويفتقر البشر
أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري حدثنا المعافي بن زكريا
الجريري حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني محمد بن المرزباني قال قال لي أبو
العيناء الضرير: مدحني أبو العالية:
كتبت لابن قاسم مأثرات * فهو للخير صاحب وقرين
أحول العين والمودة زين * لا احولال بها ولا تلوين
ليس للمرء شائنا حول العين * إذا كان فعله لا يشين
قال أبو بكر قال لي محمد بن المرزباني فقلت لأبي العيناء: يا أبا عبد الله وكنت
قبل أن يذهب بصرك أحول؟ من حول إلى عمى؟ من سقم إلى بلا؟ فقال لي: ما
صعد إلى السماء اليوم أشنع من هذا. ابن المرزباني يتنادر على أبي العيناء!.
أخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمران الكاتب حدثني محمد بن أبي الأزهر
حدثني أبو العيناء محمد بن القاسم. قال: كان لي صديق فجاءني يوما فقال لي أريد
الخروج إلى فلان العامل وأحببت أن يكون معي إليه وسيلة وقد سألت من صديقة؟
فقيل لي أبو عثمان الجاحظ - وهو صديقك - فأحب أن تأخذ لي كتابه إليه
بالعناية، قال فصرت إلى الجاحظ فقال لي: في شئ جاء أبو عبد الله؟ فقلت: مسلما
وقاضيا للحق وفي حاجة لبعض أصدقائي وهي كذا وكذا، فقال: لا تشغلنا الساعة
عن المحادثة وتعرف أخبارنا، إذا كان في غد وجهت إليك بهذا الكتاب، فلما كان
من الغد وجه إلى بالكتاب، فقلت لابني وجه بهذا الكتاب إلى فلان ففيه حاجته، فقال
لي: إن أبا عثمان بعيد الغور فينبغي أن نفضه وننظر ما فيه، ففعل فإذا فيه: كتابي
إليك مع من لا أعرفه، فقد كلمني فيه من لا أوجب حقه، فإن قضيت حاجته لم
أحمدك، وإن رددته لم أذمك. فلما قرأت الكتاب مضيت إلى الجاحظ من فوري،
فقال: يا أبا عبد الله قد علمت أنك أنكرت ما في الكتاب؟ فقلت: أو ليس موضع
نكرة؟ فقال: لا هذه علامة بيني وبين الرجل فيمن أعتني به. فقلت: لا إله إلا الله، ما
393

رأيت أحدا أعلم بطبعك ولا بما جبلت عليه من هذا الرجل، علمت أنه لما قرأ الكتاب
قال،: أم الجاحظ عشرة آلاف في عشرة آلاف، وأم من يسأله حاجة. فقلت: يا هذا
تشتم صديقنا؟ فقال: هذه علامتي فيمن أشكره.
وأخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمران حدثني عبد الواحد بن محمد
الخصيبي حدثني أبو يوسف عبد الرحمن بن محمد الكاتب قال: كان الجاحظ يتقلد
في خلافة إبراهيم بن العباس على ديوان الرسائل، فلما جاء إلى الديوان جاءه أبو
العيناء، فلما أراد أن يخرج من عنده تقدم إلى من يحجبه أن لا يدعه يخرج ولا يدعه
يرجع إليه إن أراد الرجوع، فنادى أبو العيناء بأعلى صوته: يا أبا عثمان قد أريتنا
قدرتك فأرنا عفوك.
أخبرني أبو بكر البرقاني حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن عيسى المكي. قال: كتب أبو العيناء إلى صديق له ولي ولاية: أما بعد، فإني
لا أعظك بموعظة الله لأنك عنها غني، ولا أخوفك إياه لأنك أعلم به مني، ولكني
أقول كما قال الأول:
أحار ابن بدر قد وليت ولاية * فكن جرذا منها تخون وتسرق
وكاثر تميما بالغنى إنما الغنى * لسان به المرء الهيوبة ينطق
واعلم أن الخيانة فطنة، والأمانة حرفة، والجمع كيس، والمنع صرامة، وليس كل
يوم ولاية، فاذكر أيام العطلة، ولا تحقرن صغيرا، فإن من الدور إلى الدور، وإبلاء
الولاية رقدة فتنبه قبل أن تنبه، وأخو السلطان أعمى عن قليل سوف يبصر، وما هذه
الوصية التي أوصى بها يعقوب بنيه، ولكن رأيت الحزم في أخذ العاجل، وترك
الآجل.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي البصري
قال سمعت أبا عبد الله محمد بن القاسم المعروف بأبي العيناء يعزي جدي أبا بكر
ابن أبي عدي على زوجته فاطمة بنت الحسن بن عمران بن ميسرة فقال: إذا كان
سيدنا - أدام الله عزه - البقية، ودفعت عنه الرزية، كانت التعزية تهنئة، والمصيبة
نعمة. ثم جلس وأنشد:
نحن ومن في الأرض نفديكا * لا زلت تبقى ونعزيكا
أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد بن
394

محمد بن عيسى المكي قال: أنشدنا محمد بن القاسم أبو العيناء:
لعمرك ما حق امرئ لا يعد لي * على نفسه حقا على بواجب
وما أنا للنائي على بوده * بودي وصافي خلتي بمقارب
ولكنه إن مال يوما بجانب * من الصد والهجران ملت بجانبي
أخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمران حدثني علي بن محمد الوراق. قال
قال ابن وثاب لأبي العيناء: أنا والله أحبك بكليتي. فقال: إلا عضوا واحدا؟ فبلغ
ذلك ابن أبي داود فقال: لقد وفق في التحديد عليه
أخبرني علي بن أيوب حدثنا المرزباني حدثني محمد بن أحمد الكاتب أنبأنا أبو
العيناء. قال قال لي المنتصر يوما: ما أحسن الجواب؟ فقلت: ما أسكت المبطل، وحير
المحق. فقال: أحسنت والله.
حدثنا أبو القاسم الأزهري وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا: أنبأنا محمد بن
جعفر التميمي أنبأنا أبو بكر الصولي عن أبي العيناء. قال: كان سبب خروجي من
البصرة وانتقالي عنها، أني مررت بسوق النخاسين يوما، فرأيت غلاما ينادى عليه -
وقد بلغ ثلاثين دينارا - وهو يساوي ثلاثمائة دينار فاشتريته وكنت أبني دارا، فدفعت
إليه عشرين دينارا على أن ينفقها على الصناع، فجاءني بعد أيام يسيرة فقال: قد
نفذت النفقة. فقلت: هات حسابك، فرفع حسابا بعشرة دنانير. قلت: فأين الباقي؟
قال اشتريت به ثوبا مصمتا وقطعته، قلت ومن أمرك؟ قال يا مولاي لا تعجل، فإن
أهل المروءات والأقدار لا يعيبون على غلمانهم إذا فعلوا فعلا يعود بالدين على
مواليهم، فقلت في نفسي: أنا اشتريت الأصمعي ولم أعلم. قال: وكانت في نفسي
امرأة أردت أن أتزوجها سرا من ابنة عمي، فقلت له يوما: أفيك خير؟ قال: إي
لعمري. فأطلعته على الخبر فقال: أنا نعم العون لك. فتزوجت المرأة ودفعت إليه
دينار فقلت له: اشتر لنا كذا وكذا ويكون فيما تشتريه سمك هازبي. فمضى
ورجع وقد اشترى ما أردت، إلا أنه اشترى سمك مارماهي، فغاظني فقلت له: أليس
أمرتك أن تشترى هازبي، قال: بلى ولكني رأيت بقراط يقول: أن الهازبي يولد
السوداء، ويصف المارماهي وقول إنه أقل غائلة. فقلت له: يا ابن الفاعلة أنا لم أعلم
أني اشتريت جالينوس، وقمت إليه فضربته عشر مقارع، فلما فرغت من ضربه
395

أخذني وأخذ المقرعة فضربني سبع مقارع. وقال: يا مولاي الأدب ثلاث، والسبع
فضل وذلك قصاص، فضربتك هذه السبع المقارع خوفا عليك من القصاص يوم
القيامة. قال فغاظني جدا فرميته فشججته، فمضى من وقته إلى ابنة عمي فقال لها: يا
مولاتي إن الدين النصيحة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من غشنا فليس منا " وأنا أعلمك يا
مولاتي أن مولاي قد تزوج واستكتمني، فلما قلت له لابد من تعريف مولاتي الخبر
ضربني بالمقارع وشجني، فمنعتني بنت عمي من دخول الدار، وحالت بيني وبين ما
فيها ووقعنا في تخليط، فلم أر الأمر يصلح إلا بأن طلقت المرأة التي تزوجتها، وصلح
أمري مع ابنة عمي، وسمت الغلام الناصح، فلم يكن يتهيأ لي أن أكلمه. فقلت:
أعتقه وأستريح فلعله أن يمضي عني إلى النار، فلما أعتقته لزمني وقال: الآن وجب
حقك علي، ثم إنه أراد الحج فجهزته وزودته وخرج، فغاب عني عشرين يوما
ورجع. فقلت له: لم رجعت؟ قال قطع الطريق وفكرت فإذا الله تعالى يقول: (ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا). فكنت غير مستطيع، وفكرت فإذا
حقك أوجب فرجعت. ثم أراد الغزو فجهزته أيضا لذلك وشخص. فلما غاب عني
بعت كل ما أملكه بالبصرة من عقار وغيره، وخرجت عنها خوفا من أن يرجع.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: مات أبو عبد
الله بن القاسم بن خلاد بن ياسر بن سليمان المعروف بأبي العيناء في جمادى الآخرة
سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وحمل في تابوت إلى البصرة. وكان مولده بالأهواز في
سنة إحدى وتسعين ومائة ومنشؤه بالبصرة، وولاؤه للمنصور، وكان ضريرا يخضب
بالحمرة خضابا ليس بالمشبع، وكان فصيحا سريع الجواب.
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني: مات أبو العيناء الضرير سنة اثنتين وثمانين
ومائتين وكان خرج من بغداد يريد البصري في سفينة فيها ثمانون نفسا، فغرقت فما
سلم منها غيره، فلما صار إلى البصرة مات!!
1532 - محمد بن القاسم بن إسحاق بن إسماعيل بن الصلت، أبو سعيد
السمسار البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن المهتدي، ومحمد بن تميم الفريابي،
وهارون بن حاتم الكوفي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
396

1533 - محمد بن القاسم بن محمد المدائني:
حدث عن مجاهد بن موسى. روى عنه أبو العباس بن عقدة.
حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد حدثنا أحمد بن الفرج بن محمد الوراق
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثني محمد بن القاسم بن محمد المدائني حدثنا
مجاهد بن موسى حدثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن
جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ماء زمزم لما شرب له ". قال قبيصة: وسمعته من عبد
الله بن المؤمل.
1534 - محمد بن القاسم بن حاتم، أبو بكر السمناني:
قدم بغداد وحدث بها عن الخليل بن خالد السمناني. روى عنه أبو بكر
الإسماعيلي الجرجاني.
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبأنا أبو بكر محمد
ابن القاسم بن حاتم السمناني على باب الفريابي ببغداد إملاء حفظا قال حدثنا الخليل
ابن خالد بن خليد الثقفي السمناني حدثنا عيسى بن جعفر قاضي الري حدثنا ابن أبي
حازم قال كنت عند جعفر بن محمد إذ جاء آذنه. فقال: سفيان الثوري بالباب.
قال: ائذن له، فدخل فقال جعفر: يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان، وأنا أتقى
السلطان قم فاخرج غير مطرود. فقال سفيان: حدثني حتى أسمع وأقوم. فقال جعفر
حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله،
ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن حزبه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله ".
فلما قام سفيان قال جعفر: خذها يا سفيان ثلاث وأي ثلاث.
1535 - محمد بن القاسم بن هاشم بن سعيد بن سعد بن عبد الله بن سيف
ابن حبيب: أبو بكر السمسار:
حدث عن أبيه، وعن محمود بن غيلان المروزي، ومحمد بن سليمان لوين، وبشر
397

ابن الوليد. روى عنه أبو بكر الشافعي، وعلي بن عمر السكري، وغيرهما. وكان
ثقة.
حدثنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن [إبراهيم الشافعي]
حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن هاشم بن سعيد البزاز البغدادي إملاء حدثنا أبي
القاسم بن هاشم حدثنا يونس بن عطاء حدثنا سليمان الثوري عن أبيه عن جده عن
زياد بن الحارث الصدائي. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من طلب العلم تكفل
الله برزقه ".
غريب من حديث الثوري عن أبيه عن جده لا أعلم رواه إلا يونس بن عطاء غير
أن أحمد بن يحيى بن زكير المصري قد حدث به عن إسحاق بن إبراهيم بن موسى
عن أبي زفر سعيد بن يزيد - قرابة حجاج الأعور - عن أبي ناشزة عن الثوري.
ولعل أبا ناشرة هو يونس بن عطاء، فالله أعلم.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي. أنه سأل الدارقطني عن محمد بن القاسم بن
هاشم السمسار وعن أبيه فقال: لا بأس بهما.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن محمد بن
القاسم بن هاشم السمسار مات في سنة خمس وثلاثمائة. قال غيره: في جمادى الأولى.
1536 - محمد بن القاسم بن عبد الرحمن:
حدث عن عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي. روى عنه عبد الله بن إبراهيم
الأبندوني.
1537 - محمد بن القاسم بن جعفر بن محمد بن خالد بن بشر، أبو الطيب
المعروف بالكوكبي:
وهو أخو أبي علي الحسين بن القاسم. حدث عن قعنب بن المحرر بن قعنب،
وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعمر بن شبة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق،
والحسين بن الحكم الحيري الكوفي. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو
398

عمر بن حيويه، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن عبد الرحمن
المخلص، وكان ثقة.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي قال سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي. يقول:
مات أبو الطيب الكوكبي سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
(1538) محمد بن القاسم بن محمود، المقرئ:
ذكر أبو الفضل الشيباني أنه حدث بسر من رأى عن الحسين بن علي بن الأسود
العجلي.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني حدثنا
محمد بن القاسم بن محمود المقرئ بسر من رأى حدثنا الحسن بن علي بن الأسود
العجلي حدثنا المحاربي عن مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه، وإن
كانت مثل زبد البحر ".
1539 - محمد بن القاسم بن طهمان، النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبد الرحمن بن عبد الله المروزي. روى عنه أبو
حفص بن شاهين.
1540 - محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعه
ابن فروة بن قطن بن دعامة، أبو بكر بن الأنباري النحوي:
كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظا، ولد في يوم الأحد لإحدى
عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. حدثت بذلك عن إسماعيل
ابن سعيد بن سويد عنه. وسمع إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن الهيثم بن
خالد البزاز ومحمد بن يونس الكديمي، وأبا العباس ثعلبا، ومحمد بن أحمد بن
النضر، وغيرهم من هذه الطبقة.
399

وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة، وصنف كتبا كثيرة في علوم
القرآن، وغريب الحديث، والمشكل، والوقف، والابتداء، والرد على من خالف
مصحف العامة.
روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسين بن البواب، وأبو الحسن الدارقطني،
وأبو الفضل بن المأمون، وأحمد بن محمد بن الجراح، ومحمد بن عبد الله بن أخي
ميمي، وغيرهم. وبلغني أنه كتب عنه وأبوه حي، وكان يملي في ناحية من المسجد
وأبوه في ناحية أخرى.
وقال أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي: كان أبو بكر بن الأنباري يحفظ فيما
ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن.
حدثني علي بن أبي علي البصري عن أبيه قال أخبرني غير واحد ممن شاهد أبا
بكر محمد بن القاسم بن الأنباري يملي من حفظه لا من كتاب وإن عادته في كل ما
كتب عنه من العلم كانت هكذا، ما أملى قط من دفتر.
سمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: كان أبو بكر بن الأنباري يملي
كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار، والتفاسير والأشعار، كل ذلك
من حفظه.
قال حمزة وحدثني أبي عن جدي أن أبا بكر بن الأنباري مرض، فدخل عليه
أصحابه يعودونه، فرأوا من انزعاج أبيه وقلقه عليه أمرا عظيما فطيبوا نفسه ورجوا
[له] عافيه أبو بكر، فقال لهم: كيف لا أقلق وأنزعج لعلة من يحفظ جميع
ما ترون - وأشار لهم إلى حيري مملوء كتبا - قال حمزة: وكان مع حفظه زاهدا
متواضعا، حكى أبو الحسن الدارقطني أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف
اسما أورده في إسناد حديث، إما كان حبان، فقال حيان، أو حيان فقال حبان. قال
أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم وهبته أن أوقفه على
ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب
القول فيه، وانصرفت، ثم حرضت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر للمستملي: عرف
جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية،
400

ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى
الأصل فوجدناه كما قال.
أخبرني على بن المحسن القاضي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المعدل قال
سمعت أبا جعفر محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المقرئ يقول: قال لي أحمد
ابن محمد بن يوسف الأصبهاني - وهو ابن أختي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت:
يا رسول الله! عمن آخذ علم القرآن؟ فقال: " عن أبي بكر بن الأنباري " قلت:
فالفقه؟ قال: " عن أبي إسحاق المروزي ".
أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال قال محمد بن
جعفر التميمي النحوي: فاما أبو بكر محمد بن القاسم [بن] الأنباري فما رأينا
أحفظ منه ولا أغزر بحرا من علمه، وحدثني عنه أبو الحسن العروضي. قال:
اجتمعت أنا وهو عند الراضي على الطعام - وكان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر
فكان يسوى له قلية يابسة. قال: فأكلنا نحن من ألوان الطعام وأطيابه وهو يعالج تلك
القلية، ثم فرغنا وأتينا بحلواء فلم يأكل منها وقام وقمنا إلى الخيش فنام بين الخيشين،
ونمنا نحن في خيش ينافس فيه، ولم يشرب ماء إلى العصر، فلما كان مع العصر قال
لغلام: الوظيفة. فجاءه بماء من الحب، وترك الماء المزمل بالثلج، فغاظني أمره فصحت
بصيحة، فأمر أمير المؤمنين بإحضاري. وقال: ما قصتك؟ فأخبرته، وقلت: هذا يا أمير
المؤمنين يحتاج إلى أن يحال بينه وبين تدبير نفسه، لأنه يقتلها، ولا يحسن عشرتها.
قال: فضحك وقال له: في هذا لذة، وقد جرت به العادة، وصار إلفا فلن يضره. ثم
قلت: يا أبا بكر! لم تفعل هذا بنفسك؟ قال أبقى على حفظي. قلت له: قد أكثر
الناس في حفظك! فكم تحفظ؟ قال: أحفظ ثلاثة عشرة صندوقا.
قال محمد بن جعفر: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله ولا بعده، وكان أحفظ الناس
للغة، ونحو، وشعر، وتفسير قرآن.
فحدثت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.
وقال لنا أبو العباس بن يونس: كان آية من آيات الله في الحفظ.
وقال لنا أبو الحسن العروضي: كان يتردد ابن الأنباري إلى أولاد الراضي، فكان
401

يوما من الأيام قد سألته جارية عن شئ من تفسير الرؤيا، فقال: أنا حاقن ثم مضى،
فلما كان من غد: عاد وقد صار معبرا للرؤيا، وذاك أنه مضى من يومه فدرس كتاب
الكرماني وجاء. قال: وكان يأخذ الرطب يشمه ويقول: أما إنك لطيب، ولكن
أطيب منك حفظ ما وهب الله لي من العلم.
قال محمد بن جعفر: ومات ابن الأنباري فلم نجد من تصنيفه إلا شيئا يسيرا،
وذاك أنه إنما كان يملي من حفظه، وقد أملى كتاب غريب الحديث، قيل إنه خمس
وأربعون ألف ورقة، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الهاءات، نحو
ألف ورقة، وكتاب الأضداد - وما رأيت أكبر منه - وكتاب المشكل أملاه وبلغ إلى
(طه) وما أتمه وقد أملاه سنين كثيرة، والجاهليات، سبعمائة ورقة، والمذكر والمؤنث
ما عمل أحد أتم منه، وعمل رسالة المشكل ردا على ابن قتيبة وأبي حاتم ونقضا
لقولهما، وحدثت عنه أنه مضى يوما في النخاسين وجارية تعرض حسنة كاملة
الوصف، قال: فوقعت في قلبي ثم مضيت إلى أمير المؤمنين الراضي فقال لي: أين
كنت إلى الساعة؟ فعرفته، فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلي،
فجئت فوجدتها، فعلمت الأمر كيف جرى فقلت لها: كوني فوق إلى أن أستبرئك،
وكنت أطلب مسألة قد أحيلت على فاشتغل قلبي، فقلت للخادم: خذها وامض بها
إلى النخاس فليس قدرها أن تشغل قلبي عن علمي، فأخذها الغلام، فقالت: دعني
أكلمه بحرفين! فقالت: أنت رجل لك محل وعقل، وإذا أخرجتني ولم تعين لي ذنبي
لم آمن أن يظن الناس في ظنا قبيحا، فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت لها: مالك عندي
عيب غير أنك شغلتني عن علمي! فقالت: هذا أسهل عندي. قال فبلغ الراضي أمره
فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. ولما وقع
في علة الموت أكل كل شئ كان يشتهى، وقال: هي علة الموت.
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النحوي المؤدب - مذاكرة من حفظه
- قال حدثني أبي قال سمعت أبا بكر بن الأنباري يقول: دخلت البيمارستان بباب
المحول فسمعت صوت رجل في بعض البيوت يقرأ: (أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق
ثم يعيده) [العنكبوت 19] فقال: أنا لا أقف إلا على قوله: (كيف يبدئ الخلق)
فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلق، وابتدئ
بقوله: (ثم يعيده) فيكون خبرا، وأما ما قرأه علي بن أبي طالب: (وادكر بعد
402

أمة) [يوسف 45] فهو وجه حسن، الأمة النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو
إمام في القراءة، وأما ما قرأه الحمق - يعني ابن شنبوذ - (إن تعذبهم فإنهم عبادك
وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) [المائدة 118] فخطأ، لأن الله تعالى قد قطع
لهم بالعذاب في قوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) [النساء 48] قال: فقلت
لصاحب البيمارستان: من هذا الرجل؟ فقال: هذا إبراهيم بن الموسوس محبوس،
فقلت: ويحك هذا أبي بن كعب! افتح الباب عنه، ففتح الباب فإذا أنا برجل منغمس
في النجاسة، والأدهم في قدميه، فقلت: السلام عليكم. فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما
منعك من رد السلام على؟ فقال: السلام أمان وإني أريد أن أمتحنك، ألست تذكر
اجتماعنا عند أبي العباس - يعني ثعلبا - يوم كذا في شهر كذا وعرفني ما
ذكرته فعرفته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم. فقال لي: هذا الذي تراني منغمسا
فيه ما هو؟ فقلت الخرء يا هذا. فقال: وما جمعه؟ فقلت خروء. فقال لي صدقت.
وأنشد:
* كأن خروء الطير فوق رؤوسهم *
ثم قال لي: والله لو لم تجبني بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذي
أنجاني منك. وتركته وانصرفت.
حدثني علي بن أبي على حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: ولد أبو بكر بن
الأنباري سنة إحدى وسبعين ومائتين. وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة من سنة ثمان
وعشرين وثلاثمائة.
1541 - محمد بن القاسم بن محمد، أبو عبد الله الأزدي، يعرف بابن بنت
كعب البزاز:
حدث عن حميد بن الربيع، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب. وإبراهيم بن
محمد العتيق. والهيثم بن سهل، وعلي بن الحسن الأنصاري. روى عنه القاضي
أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وأبو
الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة صالحا دينا.
403

أنبأنا أبو بكر البرقاني حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو عبد الله
محمد بن القاسم بن محمد الأزدي ابن بنت كعب حدثنا علي بن الحسن الأنصاري
- من ولد أبي أيوب. حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق
عن الحارث بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " أربعة من كنز الجنة: إخفاء الصدقة،
وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله "
قال البرقاني قال لنا أبو الحسن: لمن نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفى أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد
ابن بنت كعب البزاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
1542 - محمد بن القاسم بن حمدون، أبو عبد الله العطار:
سامري الأصل ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان جده أبا أمه، وأنه حدثه عن
محمد بن أبي العوام الرياحي ومحمد بن يونس الكديمي. وقال: غرق ببغداد بين
الجسرين في المحرم من سنة ثلاثين وثلاثمائة. وذكر في موضع آخر أنه غرق في سنة
تسع وعشرين وثلاثمائة.
1543 - محمد بن القاسم الصابوني:
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عمي حدثنا محمد
ابن القاسم الصابوني البغدادي حدثنا محمد بن الحسن بن سماعة حدثنا نهشل بن
كثير عن أبيه. قال: أدخل الشافعي يوما إلى بعض حجر هارون الرشيد يستأذن على
أمير المؤمنين - ومعه سراج الخادم، فأقعده عند أبي عبد الصمد مؤدب أولاد الرشيد،
فقال سراج للشافعي: يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين وهذا مؤدبهم، فلو
أوصيته بهم. فأقبل على أبي عبد الصمد فقال له: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح
أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك، فإن أعنتهم معقودة بفيك، فالحسن عندهم ما
تستحسنه، والقبيح عندهم ما تركته، علمهم كتاب الله، ولا تكربهم عليه، فيملوا،
ولا تتركهم فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجنهم
من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للسمع.
404

1544 - محمد بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم بن مخلد بن محمد
ابن خالد أبو بكر المؤدب، يعرف بابن أخي سوس:
حدث عن أحمد بن إبراهيم بن ملحان، والحسين بن عبد الله الإبزاري، ويحيى
ابن إسماعيل بن إبراهيم الجريري، وأحمد بن المغلس الحماني، وغيرهم. روى عنه
يوسف بن عمر القواس، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وعبد الله بن إبراهيم القاضي.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول
سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر محمد بن القاسم بن سليمان فقال: ما كان
بشئ.
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه: توفي محمد بن القاسم بن سليمان المؤدب في
سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
1545 - محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد، أبو بكر المؤدب:
من أهل دير العاقول حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود،
ومحمد بن عيسى بن الفضل، ومحمد بن عبد الكريم بن الهيثم العاقوليين. حدثني
عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.
أخبرني عبد العزيز بن علي حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد
المؤدب بدير العاقول في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، حدثنا عبد الله بن سليمان بن
الأشعث السجستاني حدثنا سلمة بن شبيب أبو عبد الرحمن النيسابوري عن الجارود
ابن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أترعوون عن
ذكر الفاجر؟ [اذكروه] حتى يعرفه الناس ".
1546 - محمد بن القاسم بن مهدي بن هارون، أبو بكر المؤدب، ويعرف
بالناقد:
حدث عن الحسين بن صفوان البرذعي، وأحمد بن جعفر بن محمويه الجوزي،
405

روى عنه علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي، ولا أعلم روى عنه غيره وأحاديثه
مستقيمة.
1547 - محمد بن قدامة بن أعين بن المسور، أبو جعفر الجوهري:
من أهل المصيصة، قدم بغداد وحدث بها عن: سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد
الحميد، ووكيع بن الجراح، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وأبي عبيدة الحداد. روى
عنه: يحيى بن أبي طالب، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن مسروق
الطوسي، وأبو القاسم البغوي.
حدثنا الحسن بن نصر الحنبلي، حدثنا محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو جعفر محمد بن قدامة - في الجامع سنة ثمان
وعشرين ومائتين إملاء من حفظه - حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام عن ابن سيرين
قال: جلب رجل سكرا إلى المدينة فكسر عليه، فذكر ذلك لعبد الله بن جعفر، فأمر
قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس.
حدثنا أبو بكر البرقاني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدثنا محمد
ابن إسحاق الثقفي قال: أنشدني عبد الله بن محمد قال: أنشدني محمد بن قدامة
الجوهري:
يا من يموت ولم تحزنه ميتته * ومن يموت فما أولاه بالحزن
لمن أثمر أموالي وأجمعها * لمن أروح لمن أغدو لمن لمن؟
لمن سيدفع في لحدي ويتركني * تحت الثرى ترب الخدين والذقن
406

أنبأنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا أبو الفضل جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن
القاسم بن محرز قال: سألت يحيى بن معين عن محمد بن قدامة الجوهري فقال:
ليس بشئ.
حدثنا محمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن
محمد بن قدامة الجوهري فقال: ضعيف، لم أكتب عنه شيئا قط.
أخبرني محمد بن أبي الحسن الساحلي، حدثنا عبيد الله بن القاسم الهمداني، حدثنا
أبو عيسى العروضي، حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال محمد بن قدامة، صالح.
حدثنا البرقاني، حدثنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه. ثم حدثني الصوري، حدثنا
الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قال: سمعت أبي
يقول: محمد بن قدامة مصيصي لا بأس به.
وأنبأنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: محمد بن قدامة ثقة؟ قال: نعم.
بلغني أن محمد بن قدامة الجوهري مات ببغداد في سنة سبع وثلاثين ومائتين.
1548 - محمد بن قدامة الطوسي، قدم بغداد، وحدث بها عن: جرير بن
عبد الحميد. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري:
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا محمد بن
407

مخلد العطار، حدثنا محمد بن قدامة الطوسي، حدثنا جرير عن مغيرة، عن أبي
عون، عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: حرمت الخمرة بعينها، القليل منها
والكثير، والمسكر من كل شراب.
تفرد بروايته عن جرير عن مغيرة محمد بن قدامة، وهو وهم، إنما رواه جرير عن
مسعر، عن أبي عون.
أنبأنا هلال بن محمد الحفار، حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان، حدثنا
يحيى بن السري، حدثنا جرير، عن مسعر، عن أبي عون، عن عبد الله بن شداد قال:
قال ابن عباس: حرمت الخمرة بعينها، قليلها وكثيرها، والمسكر من كل شراب.
وهذا هو الصواب.
1549 - محمد بن قيس البغدادي:
حدث عن: محمد بن عبيد الطنافسي. روى عنه: عبد العزيز بن سليمان الحرملي.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري قالا: حدثنا عبد الله بن
محمد بن اليسع الأنطاكي، حدثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملي، حدثنا محمد بن
قيس البغدادي، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا مسعر، عن أشعث، عن أبي البقاء، عن
رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصابتكم فتنة الضراء
فصبرتم، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء، من قبل النساء إذا تسورن الذهب،
ولبسن ريط الشام، وعصب اليمن؟ وأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يجد ".
* * *
حرف الكاف [من آباء المحمدين]
1550 - محمد بن كثير، أبو إسحاق القرشي الكوفي:
سكن بغداد، وحدث بها عن ليث بن أبي سليم، والحارث بن حصيرة، وإسماعيل
ابن أبي خالد، وعمرو بن قيس الملائي، وسليمان الأعمش. روى عنه موسى بن داود
الضبي، وسعيد بن سليمان الواسطي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وقتيبة بن
سعيد، والحسن بن عرفة العبدي، ومحمد بن منصور الطوسي.
408

حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة حدثنا
محمد بن محمويه العسكري حدثنا محمد بن أحمد بن برد حدثنا موسى بن داود
حدثنا محمد بن كثير عن عمر بن قيس عن عطية عن أبي سعيد. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل ".
حدثني أبو القاسم الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا محمد بن الحسين
ابن حميد حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي حدثنا موسى بن زياد حدثنا محمد
ابن كثير عن سفيان عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
في قوله: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) [الحجر 75] قال: " للمتفرسين ".
كذا قال في هذا الحديث عن محمد بن كثير عن سفيان عن عمرو بن قيس،
والأول المحفوظ، وهو غريب من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد، لا نعلم رواه
عنه غير عمرو بن قيس الملائي، وتفرد به محمد بن كثير عن عمرو وهو وهم،
والصواب ما رواه سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال: كان يقال: اتقوا فراسة
المؤمن - وساق الحديث كذلك.
أنبأنا محمد بن أحمد العتيقي قال نبأنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني -
بمكة - حدثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح
قال نبأنا حرملة بن يحيى. حدثنا ابن وهب حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائي
قال: كان يقال اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
حدثنا عبيد الله بن أبي الفتح وعلي بن أبي على. قالا: حدثنا محمد بن المظفر
الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر الثعلبي. قال على: أبو القاسم: ثم اتفقا. قالا: حدثنا
محمد بن منصور الطوسي حدثنا محمد بن كثير الكوفي حدثنا الأعمش عن عدي
ابن ثابت عن زر عن عبد الله عن علي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يقل على
خير الناس فقد كفر ".
حدثنا الحسن بن علي الجوهري قراءة عن محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن
409

القاسم الكوكبي أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال قلت ليحيى بن معين: محمد
ابن كثير كوفي؟ قال: ما كان به بأس. قدم فنزل ثم عند نهر كرخايا. قلت: إنه روي
أحاديث منكرات؟ قال: ما هي؟ قلت عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن
النعمان بن بشير يرفعه " نضر الله امرءا سمع مقالتي فبلغها " وبهذا الإسناد
مرفوعا: " اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرؤه ". فقال: من روي هذا
عنه؟ فقلت: رجل من أصحابنا. فقال! عيسى هذا سمعه من السندي بن شاهك،
وإن كان الشيخ روي هذا فهو كذاب! وإلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيما.
أنبأنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن سعيد
السوسي حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن كثير
الكوفي يحدث عن ليث - وهو شيعي ولم يكن به بأس، قد حدث عنه سعدويه.
قال يحيى وقد سمعت منه أنا.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: محمد بن كثير الذي يحدث
عن ليث؟ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس به بأس. وسمعت أحمد بن حنبل
يقول: مزقنا حديثه.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز حدثنا محمد بن عمر الحافظ حدثني إسحاق
ابن موسى حدثنا أبو داود قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: محمد بن كثير -
الذي كان يكون ببغداد ويحدث عن ليث - أحاديثه عن ليث كلها مقلوبة.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن المالكي. قالا: حدثنا عبد الله بن
عثمان الصفار حدثنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد لله بن علي بن
عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول: محمد بن كثير كتبنا عنه عن ليث عجائب،
وخططت على حديثه، وضعفه جدا.
أنا حمزة بن محمد بن طاهر [حدثنا] الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي
ابن أحمد بن زكريا الهاشمي أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي
حدثني أبي. قال: ومحمد بن كثير ضعيف الحديث.
410

حدثنا ابن الفضل حدثنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس
حدثنا البخاري. قال: محمد بن كثير القرشي أبو إسحاق عن ليث هو الكوفي ويقال
مولى بني هاشم عن ابن أبي خالد منكر الحديث.
1551 - محمد بن كثير بن مروان بن محمد بن سويد الفهري:
شامي. سكن بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، والليث بن
سعد، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد. روى عنه محمد بن هشام
ابن أبي الدميك، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن محمد بن
شعيب البلخي، وغيرهم.
حدثنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - حدثنا
سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي حدثنا
محمد بن كثير الفهري حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة. قال: رأيت عبد الله بن أم حرام.
وأخبرني أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين.
أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا أبو حفص بن الزيات - لفظا - حدثنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن كثير بن مروان الفهري. قال: رأيت
الأوزاعي في صحن بيت المقدس وقد أتى جبا من جبابة، فاستقى دلوا من ماء،
فوضعه وجلس يتوضأ منه، فقال له بعض المارة: يا شيخ أما تخاف الله، تتوضأ في
المسجد؟ فقال له الأوزاعي: تفقه في الدين ثم أفت.
حدثنا علي بن حمزة المؤذن بالبصرة قال حدثنا أحمد بن علي الكرابيسي حدثنا
حامد بن محمد حدثنا محمد بن كثير بن مروان الفهري حدثني عبد الله بن لهيعة
المصري عن إبراهيم بن نجدة عن عمار بن نشيط. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختضبوا
فإن الله وملائكته وأنبياءه ورسله، وكل ما ذرأ وبرأ حتى الحيتان في بحارها، والطير في
أوكارها، يصلون على صاحب الخضاب حتى ينصل خضابه ".
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال
411

قال أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم وسألته - يعني يحيى بن معين - عن الفهري
فقال: إذا مررت به فارجمه، ذاك الذي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يترك المصلوب على
الخشبة أكثر من ثلاثة أيام ".
حدثني أحمد بن محمد المستملي حدثنا محمد بن جعفر الوراق حدثنا أبو الفتح
محمد بن الحسين الحافظ قال: محمد بن كثير بن مروان الشامي سكن بغداد متروك
الحديث.
ذكر عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي أنه سمع من محمد بن كثير في سنة
ثلاثين ومائتين.
1552 - محمد بن كثير بن سهل، الرازي:
سكن بغداد وحدث بها عن عمه شعيب بن سهل بن كثير المعروف بشعبويه
القاضي أحاديث غرائب. روى عنه عبد الباقي بن قانع القاضي:
حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ
حدثنا محمد بن كثير بن سهل بن كثير الرازي بن أخي شعيب بن سهل نا عمي أبو
صالح شعيب بن سهل حدثنا الصباح بن محارب عن سفيان الثوري عن ابن عون عن
حميد الأزرق عن أنس بن مالك. قال: ما كان في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون
[شعرة] بيضاء.
حدثنا علي بن محمد السمسار حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن قانع:
أن محمد بن كثير بن سهل بن أخي شعيب القاضي مات في سنة سبع وثمانين
ومائتين.
قلت: وكان شعيب قاضي المأمون، وهو صاحب شبيب القاضي.
1553 - محمد بن كليب بن يزيد بن سنان، أبو عبد الله:
بصري الأصل. سكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن عياش، وحماد بن زيد،
وأبي إسماعيل المؤدب. ومعتمر بن سليمان. روى عنه نصر بن داود بن طوق، وأبو
القاسم البغوي، وكان ثقة.
412

حدثنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي حدثنا أحمد بن إبراهيم بن
الحسن حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عبد الله محمد بن
كليب البصري - إملاء من كتابه في مدينة أبي جعفر سنة ثمان وعشرين ومائتين -
حدثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الدرجات العلا - أو قال عليين - يراهم من تحتهم كما ترون
الكوكب الدري في أفق السماء، وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ".
حدثنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي. قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن كليب أبو عبد الله بغدادي.
1554 - محمد بن كيسان، أبو العباس البغدادي:
حدث عن عمرو بن جرير البجلي الكوفي. ذكر ذلك أبو عبد الله محمد بن
إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني في كتاب " الأسماء ".
1555 - محمد بن كردي، أبو نصر:
حدث عن أبي بكر المروزي صاحب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل. روى
عنه أبو بكر الآجري.
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين
الآجري - بمكة - حدثنا أبو نصر محمد بن كردي حدثنا أبو بكر المروزي. قال:
كان أبو عبد الله ربما قرأ في المصحف وهو على غير طهارة فلا يمسه، ولكن يأخذ
بيده عودا أو شيئا يصفح به الورقة.
* * *
حرف اللام [من اباء المحمدين]
1556 - محمد بن الليث بن محمد بن يزيد، أبو بكر الجوهري:
سمع جبارة بن مغلس، ويحيى بن طلحة اليربوعي، وعمر بن محمد بن الحسن
413

الأسدي. روى عنه أبو بكر بن مقسم المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، وأبو علي بن
الصواف، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وكان ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف حدثنا محمد بن الليث حدثنا يحيى بن طلحة قال حدثنا فضيل بن عياض
عن هشام عن محمد بن سيرين عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد
القيس: " إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناءة ".
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدقاق. وأنبأنا محمد بن عبد
الواحد أنبأنا محمد بن العباس. قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع. قالا: مات
محمد بن الليث الجوهري في شهر رمضان. قال عثمان: سنة سبع. وقال ابن
المنادي: سنة تسع وتسعين ومائتين.
* * *
حرف الميم [من آباء المحمدين]
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه محمد
1557 - محمد بن الواقدي، أبي عبد الله محمد بن عمر بن واقد، مولى
أسلم، ويكني أبا عبد الله:
حدث عن أبيه في كتاب التاريخ وغيره، وحدث أيضا عن موسى ابن داود. روى
عنه عباس بن عبد الله الترقفي، وإسماعيل بن إسحاق المعمري وغيرهما.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا أحمد بن
كثير بن الصلت حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الواقدي حدثنا موسى
ابن داود عن أبي بلال عن خزيمة بن خازم عن الفضل بن الربيع عن المهدي عن
المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان الصيف خرج
من البيت ليلة الجمعة، وإذا كان الشتاء نزل ودخل البيت ليلة الجمعة.
غريب جدا من حديث المهدى عن آبائه، وعجيب من رواية الفضل بن الربيع بن
414

يونس الحاجب عن المهدي، وعزيز من حديث خزيمة بن خازم القائد عن الفضل، لم
أكتبه إلا بهذا الإسناد.
حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني
- إملاء - حدثنا إسماعيل بن إسحاق المعمري حدثنا محمد بن محمد بن عمر
الواقدي حدثنا أبي عن الفضل بن الربيع عن أبي جعفر المنصور عن مبارك بن فضالة
عن الحسن عن أبي بكرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمسح يدك بثوب من لا
تكسو ".
1558 - محمد بن الشافعي أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس
المطلبي، يكني أبا عثمان:
سمع سفيان بن عيينة، وأباه. وذكر لي الحسن بن أبي طالب أنه ولى القضاء
ببغداد، وحدث عن عبد الرزاق. وهذا القول عندي غير صحيح، إنما ولى القضاء
بالجزيرة وأعمالها، وهناك أيضا حدث، وللجزريين عنه رواية.
فمنها ما حدثني به محمد بن يوسف النيسابوري حدثنا يحيى بن علي الصواف
- بمصر من لفظه - حدثنا أبو بكر محمد بن علي النقاش حدثنا لقمان بن مدرك
الرسعني حدثنا أبو عثمان محمد بن محمد بن إدريس الشافعي - إملاء برأس العين
- حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال: سمعت محمد بن علي بن شافع - عمي -
يحدث عن عبد الله بن علي بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح عن خزيمة
ابن ثابت قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن، فلما ولى دعاه
- أو أمر فدعى له - فقال: " كيف قلت؟ في أي الخرزتين أو الخربتين، أمن دبرها في
قبلها، أم من دبرها في دبرها؟ قال: إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في
أدبارهن ".
وقد اجتمع أبو عثمان بن الشافعي مع أحمد بن حنبل ببغداد، وحكى عنه القول
الذي.
415

حدثنيه الحسن بن محمد الخلال حدثنا علي بن الحسن الجراحي حدثنا عبد الله بن
محمد بن زياد حدثنا الميموني قال: قال محمد بن محمد بن إدريس الشافعي
القاضي قال لي أحمد بن حنبل، أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم في السحر.
وأنبأنا على بن طلحة المقرئ حدثنا محمد بن العباس حدثني جعفر بن محمد
الصندلي حدثنا خطاب بن بشر قال: جعلت أسأل أبا عبد الله أحمد بن حنبل
فيجيبني، ويلتفت إلى ابن الشافعي فيقول: هذا مما علمنا أبو عبد الله - يعنى الشافعي
- قال خطاب: وسمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يذاكر أبا عثمان أمر
أبيه، فقال أحمد: يرحم الله أبا عبد الله، ما أصلي صلاة إلا دعوت فيها لخمسة، هو
أحدهم، وما يتقدمه منهم أحد.
ولمحمد بن إدريس الشافعي ولد آخر يسمى محمدا أيضا.
ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه قدم مصر مع أبيه وهو صغير، فتوفى بمصر
سنة أحد وثلاثين ومائتين، في شعبان.
وأما أبو عثمان، فإنه توفى بالجزيرة بعد سنة أربعين ومائتين.
حدثنا الصوري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا ابن يونس بمعنى ما ذكرته آنفا.
1559 - محمد بن أبي عون، واسم أبي عون: محمد بن عون، ويكنى أبا
بكر:
سمع معاذ بن معاذ، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبا قطن عمرو بن
الهيثم، وعمر بن يونس، وشعيب بن حرب، وإسحاق بن سليمان، ويعقوب
الحضرمي. روى عنه أبو بكر المروزي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعباس بن بشر
الرخجي، والقاضي المحاملي، وغيرهم.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا الحسين بن
إسماعيل القاضي حدثنا محمد. قال القواس: ابن أبي عون. وقال ابن مهدي: ابن
416

أبي مذعور - ثم اتفقا. قالا: حدثنا عمر بن يونس حدثنا عيسى بن عون بن حفص
ابن فرافضة الحنفي حدثنا عبد الملك بن زرارة عن أنس بن مالك. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل ومال وولد، فيقول ما شاء الله لا حول
ولا قوة إلا بالله، فيرى فيه آفة دون الموت، وكأنه يستقبل نعمة ".
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثني العباس بن بشر
الرخجي حدثنا أبو بكر محمد بن أبي عون حدثنا نعيم عن سفيان عن أبي حصين
عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الولد الخالة.
تفرد برفعه ابن أبي عون. ورواه غيره موقوفا.
وأنبأنا البرقاني حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أبو بكر بن أبي عون من
الثقات.
حدثنا ابن الفضل حدثنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس
حدثنا البخاري. وأنبأنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي
يقول حدثنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج. قال: أبو بكر بن أبي
عون بغدادي، واسم أبي عون محمد.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن أبي عون سنة تسع وأربعين - يعنى ومائتين - ذكر غيره أن
وفاته كانت في يوم الاثنين لتسع خلون من شعبان.
1560 - محمد بن مرزوق، أبو عبد الله الباهلي البصري:
قدم بغداد، وحدث بها عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي عامر العقدي،
417

وأبي سعيد الأصمعي، وهانئ بن يحيى المجاشعي. روى عنه: عبد الله بن محمد بن
ياسين، ومحمد بن جرير الطبري، وعلي بن الحسن القافلائي، والحسين بن إسماعيل
المحاملي، وأخوه أبو عبيد، وغيرهم. وكان ثقة.
أنبأنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي
الحسين بن إسماعيل بخط يده: حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق
الباهلي.
وأنبأنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو عبيد القاسم
ابن إسماعيل، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق البصري، حدثنا هانئ بن يحيى بن
هاشم بن سليمان المجاشعي، حدثنا صالح المري، عن عباد المنقري، عن ميمون بن
سياه، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: (وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها
ناظرة) [القيامة 22، 23] قال: " والله ما نسخها منذ أنزلها، يزورون ربهم فيطعمون
ويسقون ويطيبون ويحلون، وترفع الحجب بينه وبينهم ينظرون إليه وينظر إليهم،
وذلك قوله: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) [مريم 62] ".
حدثنا محمد بن الفرج البزاز حدثنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي حدثنا علي بن
الحسن القافلائي حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري حدثنا أبي عن ثمامة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس
المخبر كالمعاين ".
لا أعلم رواه عن الأنصاري إلا ابن مرزوق. وحدث بن الحسن بن سفيان
النسوي، عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن ابن مرزوق.
أنبأنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري، حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا
الحسن بن سفيان النسوي - سنة تسع وتسعين ومائة - حدثنا محمد بن إسحاق بن
خزيمة، حدثنا محمد بن مرزوق الباهلي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري،
حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس المعاين
كالمخبر ".
418

1561 - محمد بن محمد بن شاكر:
خال أبي عبد الله أحمد بن الحسن الصوفي. حدث عن يحيى بن سليم الطائفي.
روى عنه ابن أخته أبو عبد الله.
حدثنا علي بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام المقرئ حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان - إملاء - حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثني خالي محمد بن
محمد حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك ".
1562 - محمد بن محمد، أبو الحسن، المعروف بحبشي بن أبي الورد
الزاهد. وهو: محمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أبي
الورد، مولى سعيد بن العاص - عتاقة -:
أنبأنا علي بن محمد السمسار حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن قانع
بنسبه هذا.
وقال ابن قانع: أخبرني ابن أبي الورد - يعنى أبا بكر - قال إنما سمى حبشيا
لسمرته.
قلت: وجده عيسى هو المعروف بأبي الورد، وكان من صحابة المنصور، وإليه
نسبت سويقة أبي الورد.
ولمحمد أخ اسمه: أحمد ويكنى أبا الحسن أيضا وهو أصغر الأخوين سنا،
وأقدمهما موتا، حكى عنه: أبو العباس بن مسروق.
فأما محمد: فإنه صحب بشر بن الحارث وغيره من الزهاد، وكان حسن الطريقة
مشهورا بالفضل، معروفا بالعبادة، وأسند أحاديث قليلة عن أبي النضر هاشم بن
القاسم وغيره. حدث عنه: عبد الله بن محمد البغوي ومن بعده.
حدثنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا على بن عمر الحافظ قال: حبشي بن أبي الورد
419

بغدادي اسمه محمد، يعد في الزهاد، له أحاديث وحكايات. حدث عنه: علي بن
عبد الحميد الغضائري، وأبو عبد الله بن الجراح الضراب، وغيرهما.
حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن القاسم العبدي، حدثنا أبو
إسحاق بن برية الهاشمي، حدثنا محمد بن محمد بن أبي الورد قال: سمعت بشر
ابن الحارث يقول: رحلت إلى عيسى بن يونس ماشيا على قدمي، فأكرمني وأدناني
فقال: معك شئ تسأل عنه؟ قلت: نعم، حديث الحسن عن عائشة. فقال: نعم حدثنا
عمرو بن عبيد - المحدث المذموم - عن الحسن، عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله
هل على النساء جهاد؟ قال: " نعم، جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ".
حدثنا عبد الله بن علي القرشي، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني،
حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري، حدثنا محمد بن محمد بن أبي الورد قال:
حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن
الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوحى الله تعالى إلى نبي
من الأنبياء أن قل لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك، وأما
انقطاعك إلى فتعززت بي، فماذا عملت فيما لي عليك؟ قال: يا رب وما ذا لك علي؟
قال: هل عاديت في عدوا؟ أو هل واليت في وليا ".
أخبرني أبو محمد الحسن بن أحمد الحربي حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان أن
أبا الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثهم قال سمعت أبا الحسن محمد بن
محمد بن أبي الورد يقول: إن لله عبادا لم يكونوا عرفوه، فلما عرفوه جدوا، فلما
جدوا كدوا، فلما كدوا كلفوا، فلما كلفوا دنفوا، فلما دنفوا تلفوا.
حدثنا أبو عمرو الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا العباس بن يوسف الشكلي قال سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول: من لم
يتخط عقله الدنيا، خيفت الدنيا على عقله.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو الحسين بن
المنادي قال: وأبو الحسن محمد بن محمد المعروف بحبشي بن أبي الورد، ما زال
مشهورا بالورع والزهد والفضل، والانكماش في العبادة حتى فارق الدنيا.
420

حدثنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن حبشي بن أبي الورد مات في
سنة ثلاث وستين ومائتين في رجب.
وقال في موضع آخر: قال لي أبو بكر: ابن أبي الورد مات سنة اثنتين وستين
ومائتين.
1563 - محمد بن محمد بن عثمان، أبو جعفر البغدادي يعرف بابن أبي
حنيفة:
سكن خوارزم ومات بها، وحدث ببخارى عن عبيد الله بن موسى، وأبي نعيم،
وأبى غسان مالك بن إسماعيل، ومعاوية بن عمرو، وعفان بن مسلم. روى عنه
محمد بن حريث الأنصاري، وعلي بن أحمد الحسن بن الوصي، وسهل بن
شاذويه البخاريون.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ ببخارى حدثنا أبو صالح خلف بن محمد حدثنا أبو هارون سهل
ابن شاذويه حدثنا محمد بن محمد بن عثمان البغدادي - شيخ قدم بخاري - حدثنا
معاوية بن عمرو حدثنا زائدة بن قدامة عن الأعمش عن شعبة عن قتادة عن أنس بن
مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ".
قال سهل بن شاذويه: فذكرته لأبي علي صالح بن محمد فأنكره وقال: زائدة
ليس من بابه ذا، ولعل دخل للشيخ حديث في حديث.
1564 - محمد بن محمد بن عمر بن الحكم، أبو الحسن، يعرف بابن
العطار:
سمع مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي،
ومعمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وسنيد بن داود، وأحمد بن شبويه
المروزي، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون،
ومحمد بن عبد الملك التاريخي، ومحمد بن مخلد العطار.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا محمد بن
421

مخلد حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عمر بن الحكم بن العطار حدثنا ابن
قعنب عن مالك بن أنس عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب
بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان - وهي أخت أبي سعيد الخدري
- أخبرته: أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى بيتها في بني خدرة فإن
زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا، حتى إذا كانوا بطرق القدوم لحقهم فقتلوه،
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع إلى أهلها فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه
ولا نفقة. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم " قالت فخرجت حتى إذا كنت في
الحجرة، أو في المسجد، دعاني أو أمر بي فدعيت له. فقال: " كيف قلت؟ " فرددت
عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي. قالت: فقال: " امكثي في بيتك حتى يبلغ
الكتاب أجله ". قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا، فلما كان عثمان بن
عفان أرسل إلي فسألني عن تلك فأخبرته، فاتبعه وقضى به.
حدثت عن دعلج بن أحمد قال حدثنا موسى بن هارون حدثنا أبو الحسن بن
العطار - شيخ لنا ثقة - حدثنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا علي الحسين بن
هارون عن أبي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل وسألته
قلت: شيخ كتبت عنه بالكوفة حاجا، ومحمد بن محمد بن العطار؟ فقال: كان ثقة
أمينا.
وحدثنا عنه عبد الله بن أحمد في كتاب " الرد على الجهمية "، حدثنا محمد بن
عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع في ذكر
من مات سنة ثمان وستين ومائتين. قال: فمنهم بمدينتنا محمد بن محمد بن العطار،
يوم الأحد لأربع خلون من صفر، مات فجأة، كان عنده التفسير عن سنيد بن داود.
وكتاب أحمد بن شبويه عن ابن المبارك في الأخبار.
1565 - محمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن عزوان، أبو سعيد
الجوهري الهروي:
قدم بغداد، وحدث بها عن خالد بن الهياج بن بسطام. روى عنه محمد بن
مخلد ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو بكر الشافعي. وقال الدارقطني: لا بأس به.
422

حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا مكرم بن أحمد القاضي حدثنا محمد بن محمد
أبو سعيد الجوهري - شيخ قدم علينا من خراسان - في شوال سنة ثمان وسبعين
ومائتين قال: حدثنا خالد بن الهياج حدثنا أبي عن الحسن بن دينار عن عاصم بن
بهذلة عن أبي وائل عن ابن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الأعمال إلى الله
الصلاة لوقتها ".
1566 - محمد بن محمد بن الصديق، أبو حامد البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن قتيبة بن سعيد، وأحمد بن محمد بن القاسم بن أبي
بزة. روى عنه أبو بكر بن خلاد العطار.
حدثنا الأزهري حدثنا علي بن عمر الحافظ. قال: محمد بن محمد بن الصديق
البلخي قدم بغداد وحدث بها بعد الثمانين والمائتين.
حدثنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا
محمد بن محمد بن صديق أبو حامد البلخي حدثنا أحمد بن [محمد بن]
القاسم بن أبي بزة حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري عن سماك عن
عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا تبعا
فإنه قد أسلم ".
1567 - محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد، أبو عبد الله الأنصاري
القاضي، المعروف بالجذوعي:
بصري سكن بغداد وحدث بها عن مسدد بن مسرهد، وعلي بن المديني، وصالح
ابن حاتم بن وردان، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الله بن نمير.
روى عنه أبو عمرو بن السماك، وإسماعيل بن علي الخطبي، ومحمد بن علي بن
الهيثم المقرئ وكان ثقة.
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
محمد الجذوعي حدثنا مسدد حدثنا يحيى القطان عن سفيان قال: حدثني حكيم بن
423

جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل وله ما يغنيه كانت خدوشا، أو كدوحا في وجهه يوم القيامة "
فقال رجل: يا رسول الله، ماذا غناه؟ قال: " خمسون درهما، أو قيمتها ذهبا ".
قال يحيى: فسألت شعبة عن هذا الحديث فقال قد سمعته من حكيم إني أخاف
الله أن أحدثه.
أخبرني علي بن المحسن القاضي أخبرني أبي قال: قال أبو الحسين محمد بن علي
ابن الخلال البصري. حدثني أبي وسمعته من غيره أن القضاة والشهود بمدينة السلام
أدخلوا على المعتمد على الله للشهادة عليه في دين كان اقترضه عند الإضاقة بالإنفاق
على صاحب الزنج، فلما مثلوا بين يديه قرأ عليهم إسماعيل بن بلبل الكتاب. ثم
قال: إن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يأمركم أن تشهدوا عليه بما في هذا الكتاب،
فشهد القوم حتى بلغ الكتاب إلى الجذوعي القاضي، فأخذه بيده وتقدم إلى السرير.
فقال: يا أمير المؤمنين أشهد عليك بما في هذا الكتاب؟ فقال: اشهد. فقال: إنه لا
يجوز أن أشهد أو تقول: نعم! فأشهد عليك؟ قال: نعم! فشهد في الكتاب ثم
خرج. فقال المعتمد: من هذا؟ فقيل له: الجذوعي البصري. فقال: وما إليه؟ فقالوا:
ليس إليه شئ. فقال: مثل هذا لا ينبغي أن يكون مصروفا، فقلدوه واسطا، فقلده
إسماعيل وانحدر. فاحتاج الموفق يوما إلى مشاورة الحاكم فيما يشاور في مثله، فقال:
استدعوا القاضي فحضر وكان قصيرا له دبية طويلة فدخل في بعض الممرات ومعه
غلام له، فلقيه غلام كان للموفق وكان شديد التقدم عنده وكان مخمورا أو سكران،
فصادفه في مكان خال من الممر فوضع يده في دبيته حتى غاص رأسه فيها وتركه
ومضى، فجلس الجذوعي في مكانه وأقبل غلامه حتى فتقها وأخرج رأسه منها، وثنى
رداءه على رأسه، وعاد إلى داره. وأحضر الشهود، فأمرهم بتسلم الديوان ورسل
الموفق يترددون وقد سترت الحال عنه حتى قال بعض الشهود لبعض الرسل الخبر،
فعاد إلى الموفق فأخبره بذلك. فأحضر صاحب الشرطة وأمره بتجريد الغلام وحمله إلى
باب دار القاضي وضربه هناك ألف سوط، وكان والد هذا الغلام من جلة القواد
ومحله محل من لوهم بالعصيان لإطاعة أكثر الجيش، فلم يقل شيئا وترجل القواد
424

وصاروا إليه وقالوا مرنا بأمرك. فقال: إن الأمير الموفق أشفق عليه مني. فمشى القواد
بأسرهم مع الغلام إلى باب الجذوعي فدخلوا إليه وضرعوا له فأدخل صاحب الشرطة
والغلام. فقال: لا تضربه. فقال: لا أقدم على خلاف الموفق. فقال: إني أركب إليه
وأزيل ذلك عنه، فركب فشفع له وصفح عنه.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات أبو
عبد الله محمد بن محمد الجذوعي القاضي في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين
ومائتين.
وذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه: أن وفاته كانت يوم السبت لتسع خلون
من جمادى الآخرة ببغداد.
1568 - محمد بن محمد بن عصمة بن شيبان، أبو العباس البلخي، ابن
بنت حم بن نوح:
قدم بغداد وحدث بها عن حم بن نوح. روى عنه أبو بكر الشافعي.
حدثنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
حدثنا أبو العباس محمد بن محمد بن عصمة بن شيبان البلخي ابن بنت حم بن نوح
حدثنا جدي حدثنا سلم بن سالم عن محمد بن عبيد الله الرزمي عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده. قال: دخلت امرأتان على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن وفي
أيديهما سواران من ذهب. فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: " أيسركما أن يسوركما الله بهن في
نار جهنم "؟ قالتا: لا يا رسول الله. قال: " فأديا حق ما فيهما " - يعني الزكاة - قال:
فنفضتا أيديهما وقالتا: يا رسول الله، اجعلهما صدقة حيث أراك الله عز وجل.
1569 - محمد بن محمد، أبو الحسن الصوفي، المعروف بالنوري:
كذا ورد اسمه في حديث أخبرنيه أبو سعد الماليني قراءة. أنبأنا أبو أحمد عبد الله
ابن بكر حدثنا أحمد بن محمد بن أبي معشر حدثنا أحمد بن محمد بن أبي شيخ
قال سمعت أبا الحسين محمد بن محمد النوري يقول حدثنا مجاهد بن موسى
حدثنا سفيان عن الزهري في قوله تعالى: (وألقيت عليك محبة مني) [طه 39].
قال: غنج في عينيه.
425

والمحفوظ أن اسم النوري: أحمد بن محمد، ونحن نذكره ونورد أخباره في باب
أحمد إن شاء الله.
1570 - محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران، أبو أحمد المطرز:
سمع داود بن رشيد، وقعنب بن المحرر، وأحمد بن هشام بن بهرام المدائني،
والحسين بن علي بن الأسود العجلي، والعباس بن يزيد البحراني، والحسن بن عبد
العزيز الجربى ويعقوب بن عبيد النهرتيري، ومحمد بن مرداس البصري. روى عنه
عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوي وكان يحفظ.
1571 - محمد بن محمد بن داود. أبو أحمد الشطوي:
سمع الفضل بن غانم القاضي، وأحمد بن صبيح الأسدي، ومحمد بن يحيى بن
عبد الكريم الأزدي، ويوسف بن موسى القطان، وعبد الله بن أيوب المخرمي. روى
عنه أبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
1572 - محمد بن محمد بن يحيى بن سليمان، أبو بكر الأزدي المقرئ:
بصري الأصل يعرف بابن وزير الرشيد. حدث عن بسطام بن الفضل أخي عارم،
ومحمد بن معمر النجراني. روى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرنا علي بن يعقوب القاضي حدثنا علي بن عمر بن محمد السكري حدثنا
محمد بن محمد بن يحيى الأزدي المقرئ حدثنا محمد بن معمر النجراني حدثنا
حميد بن حماد بن خوار حدثنا مسعر بن كدام عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ قال: " من إذا قرأ رأيت أنه
يخشى الله عز وجل ".
تفرد بروايته ابن خوار وخالفه إسماعيل بن عمر عن مسعر عن عبد الكريم عن
طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
426

1573 - محمد بن محمد بن يوسف بن الحكم، العدوي، أبو ذر القاضي:
من أهل بخاري. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن أبي زكريا يحيى بن سهيل
البخاري. روى عنه عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله الختلي، وأبو العباس أحمد بن
محمد الأنماطي النيسابوري، ومحمد بن المظفر، وإسحاق بن سعيد بن الحسن بن
سفيان.
حدثنا علي بن محمد بن الحسن المالكي ومحمد بن عبد الملك القرشي - قال
على: حدثنا، وقال محمد: أنبأنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا أبو ذر محمد بن
عمر بن يوسف البخاري القاضي، زاد علي: [في] مجلس أبي محمد بن صاعد،
ثم اتفقنا قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن سهيل، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان،
وابن جريج، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر.
كذا سمي ابن المظفر أباه: عمر، وسماه الختلي وإسحاق: ابن سعد، والأنماطي:
محمدا، وهو الصواب.
حدثنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان
الثوري وأنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد
ابن إسحاق الأنماطي بنيسابور. قالا: حدثنا أبو ذر محمد بن محمد بن يوسف
القاضي أنبأنا أبو زكريا يحيى بن سهيل السلمي حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد
عن جريج والثوري عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم: صلى على
قبر بعد ما دفن.
قال أبو ذر: سمعت أبا محمد نصر بن أحمد البغدادي يقول: لم أكتب بخراسان
حديثا أغرب من حديث ابن جريج هذا.
1574 - محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن، أبو بكر
الأزدي الواسطي، المعروف بابن الباغندي:
سمع محمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيين،
427

وشيبان بن فروخ الأيلي، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب،
وسويد بن سعيد الحدثاني، ودحيما الدمشقي، وهشام بن عمار، والحارث بن
مسكين، وغيرهم. من أهل الشام، ومصر، والكوفة وبغداد، والبصرة.
وكان كثير الحديث. رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة،
وأخذ عن الحفاظ والأئمة، وسكن بغداد وحدث بها فروى عنه الحسين بن إسماعيل
المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وأبو
علي بن الصواف، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين،
وخلق يطول ذكرهم.
وكان فهما حافظا عارفا. وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من
حفظه.
حدثنا أبو عمر بن مهدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي حدثنا
محمد بن سماعه قال حدثنا مهدي بن إبراهيم قال كنت أرى مالك بن أنس يغير
ثيابه يوم الجمعة حتى نعله.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني - بحضرة الدارقطني - حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأنا
عمرو بن سواد السرحي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني جرير بن حازم عن سليمان
الأعمش عن عمرو بن مرة عن شتير بن شكل عن علي بن أبي طالب. قال: شغلنا
المشركون عن صلاة العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ملأ الله
قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة حتى غربت الشمس ".
قال أبو بكر الباغندي: قلت لعمرو بن سواد: هذا يذكر عن الأعمش عن أبي
الضحى عن شتير بن شكل فأخرج إلي أصل كتابة فإذا فيه كما حدثناه.
ثم حدث من بعد مجلسه بالحديث وأنا حاضر فلما ذكره. قال: وأخبرني بعض
أصحابنا ممن نرجع إلى معرفته من أهل العراق أن هذا الحديث يذكر عندهم عن
الأعمش عن أبي الضحى عن شتير بن شكل عن علي.
قال الباغندي: فكتبت كلامه، وإنما حدث به عنى.
428

حدثني أحمد بن علي البادا من حفظه في المذاكرة قال سمعت أبا بكر الأبهري
يقول سمعت أبا بكر بن الباغندي يقول: أنا أجيب عن ثلاثمائة ألف مسألة في حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الأبهري: وسمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت.
قال ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري فقال:
صدق. أنا سمعت هذا القول منها جميعا.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر: أن الباغندي كان يسرد الحديث من
حفظه ويهذه مثل تلاوة القرآن للسريع القراءة. قال:، وكان يقول: حدثنا فلان قال
حدثنا فلان وحدثنا فلان - وهو يحرك رأسه - حتى تسقط عمامته.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول: قام
أبو بكر الباغندي ليصلي، فكبر ثم قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين! فسبحنا به.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور وأبو
نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا. قالا: حدثنا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني حدثنا أحمد بن محمد بن شجاع أبو بكر بالأهواز قال كنا
عند إبراهيم بن موسى الحوزي ببغداد وكان عنده أبو بكر الباغندي ينتقي عليه، فقال
له إبراهيم بن موسى: هو ذا تسخر بي، أنت أكثر حديثا مني وأعرف وأحفظ
للحديث. فقال له: قد حبب إلى هذا الحديث، بحسبك أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم
فلم أقل له ادع الله لي. وقلت له: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو
الأعمش، فقال لي: " منصور منصور ".
حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري. قال سمعت
عبدان الأهوازي وذكر أبا بكر الباغندي. فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا
عند هشام بن عمار ودحيم.
سمعت أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس يقول: كان محمد بن محمد
الباغندي مدلسا.
429

حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي. يقول:
سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي
فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، ثم دخلت مصر وسألت الوزير أبا
الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا وحكيت له ما كنت سمعت من
الدارقطني فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن
خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي - يعني أباه -
حجرتان، إحداهما للباغندي يجيئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي.
قال أبو الفضل سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي
كتب أبى بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من
حديث أبي بكر ابن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع، والباقي محكوم، فرجع
الباغندي ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه، وسألته فقال: إيش هذا مربع، فغير ذلك
ولم أفطن له لأني أول ما كنت دخلت في كتب الحديث، ثم سألت عنه فإذا الكتاب
لمحمد بن إبراهيم مربع. سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم
وبقى مربع، فبرد على قلبي ولم أخرج عنه شيئا. قال حمزة: وسألت أبا بكر بن
عبدان عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي هل يدخل في الصحيح. فقال: لو
خرجت الصحيح لم أدخله فيه، قيل له: لم؟ قال: لأنه كان يخلط ويدلس. قال:
وليس ممن كتبت عنه أثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره. قال: والباغندي
أحفظ من ابن أبي داود.
قال حمزة: وسألت الدارقطني عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. قال:
كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق. وقال: أشد ما سمعت فيه، من
الوزير ابن حنزابة.
وقال حمزة: سمعت أبا بكر بن عبدان يقول سمعت أبا عمرو الراسبي يقول
دخلت على الباغندي أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منها ما كتبنا، ثم
أخرج إلينا تخريجه، ثم قال له ابن مظاهر: يا أبا بكر أقبل نصيحتي ادفع إلى تخريجك
هذا أعرفه وأخرج لك [ما] تصير به أبو بكر بن أبي شيبة، قال ابن الراسبي قال
لي ابن مظاهر. هذا رجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حدثنا ووجدت
في كتبه مواضع، ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم يقول أخبرنا.
430

حدثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبي حدثنا عمر بن الحسن بن
علي بن مالك قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن أبي خيثمة - وذكر عنده
أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي - فقال: ثقة كثير الحديث
لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه منطرح إليكم ولا تريدونه.
حدثنا البرقاني. قال: سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغندي أبي بكر محمد
ابن محمد. فقال: لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا.
أو قال كثير التصحيف ثم قال: حكى لي عن سويد أنه كان يدلس.
قال الإسماعيلي كأنه تعلم من سويد التدليس. قلت لم يثبت من أمر ابن الباغندي
ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في
الصحيح.
أخبرني أبو الفصل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال: قال لنا أحمد بن
محمد بن عمران: مات محمد بن محمد بن سليمان الباغندي سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة وهذا وهم.
والصواب ما حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأنبأنا
السمسار أنبأنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر الباغندي مات في سنة اثنتي عشرة
[وثلاثمائة] قال ابن قانع: لأيام بقين [من ذي الحجة. وحدثنا عبيد الله] بن عمر
الواعظ عن أبيه قال [توفي محمد بن محمد] بن سليمان الباغندي يوم السبت
لعشرة بقين من [ذي الحجة سنة اثنتي عشرة] وثلاثمائة.
1575 - محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن، أبو عبد
الله الأزدي:
وهو أخو أبي بكر بن الباغندي. حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني، روى
عنه محمد بن المظفر شيئا يسيرا، وذكر أنه سمع منه بالموصل.
قرأت على أبي بكر البرقاني عن محمد بن المظفر قال حدثنا أبو عبد الله محمد
431

ابن محمد بن سليمان أخو الباغندي حدثنا شعيب بن أيوب حدثنا محمد بن بشر
أنبأنا شعبة وسفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا
اشترى أحدكم طعاما فلا يبيعه حتى يقبضه ".
1576 - محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر، أبو الحسن
الباهلي:
سامري الأصل. سمع أبا عمر حفص بن عمر الدوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل،
وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وسافر إلى الشام فكتب عن شيوخها، ودخل مصر
فاستوطنها وحدث بها، فحديثه عند أهلها.
حدثنا محمد بن علي الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول
سمعت حمزة بن محمد يقول سمعت محمد بن الباهلي يقول: بضاعتي قليلة والله
يجعل فيها البركة.
حدثنا أبو بكر البرقاني حدثنا محمد بن إسحاق الصفار حدثنا أبو الحسن محمد
ابن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر الباهلي قال لنا البرقاني: وسألت محمد بن
إسحاق عن ابن النفاح فأثنى عليه، وقال: سمعت منه بمصر وكان من
سامرا.
وقال لنا البرقاني أيضا: سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول أنبأنا أبو العباس محمد
ابن محمد الباهلي البغدادي بمصر لا بأس به.
حدثنا الصوري حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي أنبأنا ابن مسرور حدثنا أبو
سعيد بن يونس. قال: محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر الباهلي يكنى
أبا الحسن، بغدادي قدم مصر قديما، وكتب بها نحو سنة خمسين ومائتين، وحدث عن
إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبي عمر الدوري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، ونحوهم
عن أهل مصر عن أبي الربيع ابن أخي رشدين، ونحوه، وكان صاحب حديث ثقة ثبتا
متقللا من أهل الصيانة.
وتوفى بمصر يوم الثلاثاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
432

1577 - محمد بن محمد بن عمرو بن محمد بن حبيب بن سليمان بن
المنذر بن الجارود، أبو الحسن الجارودي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي، ونصر
بن علي الجهضمي. روى عنه محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، وعلي
ابن الحسن الجراحي، وأبو حفص بن شاهين وغيرهم أحاديث مستقيمة.
أنبأنا عبد الله بن علي القرشي حدثنا علي بن الحسن بن مطرف القاضي حدثنا
محمد بن محمد بن عمرو بن محمد بن حبيب بن سليمان بن المنذر بن الجارود
حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين
من المسلمين عظيمتين " - يعني الحسن بن علي بن أبي طالب.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدثني أبي حدثنا أبو الحسن محمد بن
محمد بن عمرو بن محمد بن حبيب بن سليمان بن المنذر الجارودي - شيخ خضيب
أزرق قدم علينا من البصرة - في رجب من سنة عشرين وثلاثمائة، ومولده في سنة
ثماني عشرة ومائتين. قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي.
1578 - محمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، أبو الطيب
الحنظلي المعروف جده بابن راهويه:
مروزي الأصل سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن المغيرة السكري الهمذاني.
روى عنه أبو الفضل الشيباني.
وكان ثقة عالما بمذهب مالك بن أنس، ولما انحدر القاضي أبو الحسين عمر بن أبي
عمر بن يوسف الأزدي إلى واسط بسبب البريدي، استخلف على القضاة
بالجانب الشرقي من بغداد أبا الطيب بن راهويه، وجعله على النظر إلى وقت
433

رجوعه، وكانت غيبته عن بغداد مدة يسيرة، ثم عاد، وذلك في سنة ست وعشرين
وثلاثمائة.
حدثنا علي بن المحسن حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر بذلك.
وبلغني أنه مات بالرملة في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
1579 - محمد بن محمد بن يزيد، المقرئ النهرواني:
حدث عن أحمد بن ملاعب المخرمي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري،
وبكران بن عبد الله القطان النهروانيان.
1580 - محمد بن محمد بن عمار، أبو الفضل الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي يحيى زكريا بن داود الخفاف النيسابوري، وعلى
ابن أبي على المصري. روى عنه محمد بن موسى المثنى الداودي النهرواني.
1581 - محمد بن محمد بن زكريا بن يحيى، أبو جعفر الأزدي الشاشي:
ذكر أبو القاسم ابن الثلاج: أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن الهيثم بن كليب
الشاشي في سنة أربعين وثلاثمائة بسوق يحيى.
1582 - محمد بن محمد بن علي، أبو عبد الله الماهاني:
حدث عن أحمد بن سعيد الجمال، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، ومحمد بن أبي
العوام الرياحي، وبشر بن موسى الأسدي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1583 - محمد بن محمد بن الأزهر بن زهير بن سعيد بن أبي بردة بن أبي
موسى، الأشعري:
من أهل الأنبار. سكن جوزجانان وحدث ببخارى عن الحارث بن أبي أسامة،
ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب التمتام، وعبد الله بن أحمد بن
434

حنبل، ومحمد بن يونس الكديمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وإسحاق بن إبراهيم
الدبري. وتوفى بجوزجانان في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
حدثني أبو الوليد الحسن بن محمد بن الدربندي حدثنا محمد بن أحمد بن
محمد بن سليمان البخاري الحافظ بذلك.
1584 - محمد بن محمد بن معروف بن معبد، أبو بكر الشاشي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة،
وحدثهم بها عن عمر بن محمد بن بجير السمرقندي.
1585 - محمد بن محمد بن الحسين بن منصور بن إبراهيم بن عبد الله، أبو
عمرو النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها في قطيعة الربيع عن الحسين بن محمد بن زياد القباني،
وأحمد بن سلمة النيسابوريين. وروى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو أحمد
الفرضي.
وذكر أبو أحمد أنه سمع منه في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
1586 - محمد بن محمد بن سعد بن أيوب، أبو الحسين النيسابوري:
ذكر ابن الثلاج: أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم بها عن أبي نعيم عبد الملك بن
محمد بن عدي الجرجاني.
1587 - محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل، أبو جعفر
البغدادي:
ساكن سمرقند وحدث بها عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وجعفر بن محمد بن
شاكر الصايغ، وطبقتهما من البغداديين والغرباء. وكان ثبتا صحيح السماع، حسن
الأصول، سافر الكثير وكتب بالشام، ومصر، والحجاز، واليمن، وليس للبغداديين
435

عنه رواية، لأنه خرج عن بغداد قديما وحصل حديثه عند الخراسانيين، وأهل ما وراء
النهر.
حدثني الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي.
قال: محمد بن محمد بن عبد الله بن جميل أبو جعفر البغدادي سكن سمرقند
وحدث بها عن أبي بكر بن أبي الدنيا، وأبي بكر بن أبي العوام الرياحي وجعفر بن
محمد بن شاكر الصايغ، وعبد الكريم بن الهيثم، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعبيد
ابن محمد الكشوري، وعلي بن المبارك الصنعانيين، وأبي علاثة محمد بن عمرو بن
خالد، ويحيى بن عثمان بن صالح، وهاشم بن يونس العصار المصريين، وبكر بن
سهل الدمياطي، وأبي زرعة الدمشقي، وأحمد بن خليد الحلبي، وغيرهم من أهل
مصر، والشام، والعراق. كتبنا عنه بسمرقند. كان ثقة في الحديث فاضلا، انتخب
عليه أبو علي الحافظ النيسابوري، وكتب عنه الحافظ. مات في سنة خمس وأربعين
وثلاثمائة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ
النيسابوري، قال: توفى أبو جعفر البغدادي بسمرقند في ذي الحجة من سنة ست
وأربعين وثلاثمائة في السنة التي مات فيها أبو العباس الأصم، وهكذا ذكر محمد بن
عبد الله وفاته.
1588 - محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن إسماعيل بن خالد، أبو
نصر الترمذي الزاهد:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن حبال الصغاني، حدثنا عنه أبو الحسن
ابن رزقويه، وأبو الحسن بن الحماني المقرئ، وكان ثقة.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو نصر محمد بن محمد بن حامد بن
محمد بن إسماعيل الترمذي - قدم علينا للحج - حدثنا محمد بن حبال أنبأنا خالد
ابن يزيد عن سفيان عن ابن مغول عن عمير بن سعيد: أن علي بن أبي طالب أدخل
يزيد بن المكفف في قبره مما يلي القبلة، وحثا عليه ثلاث حثيات من التراب.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله الحافظ. قال: محمد
436

ابن محمد بن حامد الترمذي أبو نصر الزاهد قدم نيسابور سنة ثلاث وأربعين
وثلاثمائة متوجها إلى الحج، فأقام عندنا مدة ثم حج وانصرف إلى الترمذ، وجاءنا نعيه
سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
1589 - محمد بن محمد بن أحيد بن مجاهد، أبو بكر الفقيه البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي شهاب معمر بن محمد العوفي، ومحمد بن علي
الطرخاني، وإسحاق بن الهياج. روى عنه المعافي بن زكريا الجريري، وعلي بن عمر
التمار.
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن رزقويه - وكان ثقة - حدثني الحسن بن أبي
طالب حدثنا علي بن عمر التمار حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحيد الفقيه
البلخي - قدم علينا - أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله
الحافظ. قال: أبو بكر محمد بن محمد بن أحيد القطان البلخي كان من الصالحين،
وفيما بلغنا أنه توفي ببلخ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
1590 - محمد بن محمد بن سليمان بن قريش، أبو بكر النسفي النخشبي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حامد أحمد بن العباس الكشي، وصالح بن أبي
رميح الترمذي وعبد الله بن نصر القرقوبي النخشبي. روى عنه يوسف بن عمر
القواس، وأحمد بن الحسن الأزجي، وأبو الحسن بن رزقويه.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر حدثنا محمد بن محمد بن
سليمان بن قريش - قدم علينا - أخبرني محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن
محمد بن قريش قال سمعت صالح بن أبي رميح يقول: سمعت محمد بن مكتوم. قال:
مر إبراهيم بن أدهم بسفيان الثوري وهو قاعد مع أصحابه، قال سفيان لأصحابه: ألا
سألتموه ما هذه الثلاث؟ ثم قام سفيان وتبعه أصحابه حتى لحق إبراهيم فقال له، إنك
قلت إني مشغول بثلاث عن طلب العلم، فما هذه الثلاث؟ قال: إني مشغول بالشكر
لما أنعم علي، وبالاستغفار لما سلف من ذنوبي، وبالاستعداد للموت. قال سفيان:
ثلاث وأي ثلاث!!
437

1591 - محمد بن محمد بن محمد بن إسحاق، أبو سهل الباوردي:
ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا، وحدثهم بسوق يحيى عن محمد بن عبد
الرحمن الدغولي في سنة خمسين وثلاثمائة.
1592 - محمد بن محمد بن أحمد بن مالك، أبو بكر الإسكافي:
سمع موسى بن سهل الوشاء، وجعفر بن محمد الصائغ، والحارث بن أبي أسامة،
وأبا قلابة الرقاشي. وأبا الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، وعبيد بن شريك البزاز،
وكان ثقة. حدث ببغداد، فكتب عنه الدارقطني وطبقته. وأنبأنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، وغيرهم.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب حدثنا محمد بن أبي الفوارس. قال قدم ابن
مالك الإسكافي بغداد ونزل على أبي بكر بن إسماعيل صهر ابن ميمون المعدل،
وحدث، وكان ثقة ولم أسمع منه شيئا.
سمعت أبا بكر البرقاني ذكر ابن مالك الإسكافي فأثنى عليه وأمرنا بكتب
حديثه.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال: مات أبو بكر بن مالك الإسكافي
بإسكاف في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وكان ثقة.
1593 - محمد بن محمد بن داود، السجستاني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حامد الشرقي النيسابوري، ومحمد بن محمد بن
عبد الله البغدادي ساكن سمرقند. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن
رزقويه.
1594 - محمد بن محمد بن ماسن، أبو العباس الهروي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الحسن بن عثمان التستري، والحسين بن عبد الله
القطان الرقي، ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفي، ساكن مصر. حدثنا عنه هلال بن محمد
الحفار، وأحمد بن علي البادا، وكان ثقة.
438

حدثنا أحمد بن علي البادا حدثنا محمد بن محمد بن ماسن الهروي - قدم علينا
- حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد حدثنا الفتح بن سلومة قال حدثنا حجاج عن
شعبة عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصلي يوم
الجمعة في منزله ركعتين.
فقال: تفرد بروايته الفتح عن حجاج بن محمد.
1595 - محمد بن محمد بن جعفر، أبو الطيب الباقرحي:
حدث عن أحمد بن العباس بن منصور البغوي. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن
جعفر.
1596 - محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بن محمد بن علي بن
هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، أبو العباس الهاشمي:
حدث ببخارى وسمرقند حدثني الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعيد
الإدريسي. قال: محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بن محمد بن علي بن
هارون الرشيد الرشيدي، كنيته أبو العباس بغدادي كان يحفظ ويعلم، كتب الكثير،
ودخل الشام وكتب بها عن مشايخها أبي عروبة الحراني، ومحمد بن عيسى الحلبي،
وبالعراق عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز البغوي، ومحمد بن جرير الطبري، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة
غيرهم من أقرانهم، قدم علينا سمرقند - يعني سنة نيف وخمسين وثلاثمائة - فحدثنا
بها وخرج من سمرقند إلى بلاد الترك، ومات بها فيما أظن قبل الستين وثلاثمائة،
وكان قد جمع [له] داود بن أبي هند شيئا من الأبواب يقع في أحاديثه من متابعة
الإفرادات للضعفاء والمجهولين ما لا يطيب به القلب.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن
سليمان البخاري المعروف بغنجار قال: توفي أبو العباس الهاشمي البغدادي بفرغانة
في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
439

1597 - محمد بن محمد بن أحمد، أبو جعفر المقرئ:
سكن البصرة وحدث بها عن أبي شعيب الحراني، والحسن بن علي المعمري،
والحسين بن الكميت الموصلي وخلف بن عمرو العكبري، والأحوص بن المفضل
الغلابي. حدثنا عنه الحسين بن علي النيسابوري، ومحمد بن علي بن حبيب المتوثي،
وعيسى بن غسان، ثلاثتهم بالبصرة، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان ثقة.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرئ البغدادي
بالبصرة حدثنا أبو شعيب الحراني قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا عبد العزيز
ابن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سعيد بن الصلت عن
عبد الله بن أنيس عن سهيل بن البيضاء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات يشهد
أن لا إله إلا الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله دخل الجنة ".
1598 - محمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو عمرو الفامي
النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن شاذان الهاشمي، ومحمد بن
إسحاق بن خزيمة، وأبي قريش محمد بن جمعة الحافظ - ومحمد بن المسيب
الأرغياني، وأحمد بن محمد الأزهري. حدثنا عنه بشري بن عبد الله
الرومي.
حدثنا بشري بن عبد الله قال حدثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن أحمد بن
إسماعيل الفامي النيسابوري - قدم علينا حاجا في سنة ستين وثلاثمائة - أنبأنا أبو
العباس محمد بن شاذان بن علي الهاشمي سنة إحدى وثلاثمائة حدثنا أبو مروان
محمد بن عثمان بن خالد العثماني ابن أبي حازم عن العلاء عن أبيه عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المستبان ما قالا فعلى البادي، ما لم يعتد
المظلوم ".
440

1599 - محمد بن محمد بن مكي بن يوسف، أبو أحمد القاضي
الجرجاني:
قدم بغداد وروى بها عن محمد بن يوسف الفربري، كتاب " الصحيح " للبخاري،
ولم يحدثنا عنه أحد من شيوخنا البغداديين، لكن حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني،
ومحمد بن الحسن الأهوازي.
حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي بن يوسف الجرجاني
حدثنا علي بن محمد الصائغ - بجرجان - حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن
الحارث الكسائي حدثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس. قال: جاء علي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ومعه ناقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذه الناقة؟ " قال: حملني عليها عثمان.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي اتق الدنيا، فإن من كثر شيئه كثر شغله، ومن كثر شغله
اشتد حرصه، ومن اشتد حرصه كثر همه ونسي ربه، فما ظنك يا علي بمن نسي
ربه؟ ".
هذا حديث منكر بإسناده تفرد بروايته الصائغ وهو ضعيف جدا، عن الكسائي
وهو مجهول.
قال لي أبو نعيم سمعت عن محمد بن محمد بن مكي بأصبهان بعض كتاب
الصحيح، وسمعت منه بقيته ببغداد، وقد تكلموا فيه وضعفوه.
أنشدني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: أنشدني القاضي أبو أحمد
محمد بن مكي الجرجاني لنفسه:
إذا المرء لم يحسن مع الناس عشرة * وكان بجهل منه - بالمال معجبا
ولم تره يقضي الحقوق فإنه * حقيق بأن يقلى وأن يتجنبا
وأنشدني الأهوازي قال أنشدني القاضي أبو أحمد أيضا لنفسه:
مضى زمن وكان الناس فيه * كراما لا يخالطهم خسيس
فقد دفع الكرام إلى زمان * أخس رجالهم فيه رئيس
تعطلت المكارم يا خليلي * وصار الناس ليس لهم نفوس
441

1600 - محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح،
أبو الحسين النيسابوري المعروف بالحجاجي:
كان أحد قراء القرآن، قرأ على أبي بكر بن مجاهد وسمع أبا بكر بن خزيمة،
ومحمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس الماسرجسي، ومحمد بن المسيب
الأرغياني، وأحمد بن محمد الأزهري، وأقرانهم من أهل نيسابور وسمع بالري من
أحمد بن جعفر بن نصر، ومحمد بن صالح السروي. وسمع ببغداد من محمد بن
جرير الطبري، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وطبقتهم.
وسمع بالكوفة من علي بن العباس المقانعي، ونظرائه. وسمع بمكة من محمد بن
جعفر الديبلي. وسمع بمصر من علي بن أحمد بن سليمان المعروف بعلان، وأشباهه.
وسمع بالشام من أحمد بن عمير بن جوصا، وأبي الجهم بن طلاب المشعراني.
وسمع بالجزيرة من أبي عروبة الحراني وغيره.
وكان عبدا صالحا. ثبتا حافظا، صنف العلل والشيوخ والأبواب، وحدث ببغداد
قديما في أيام أبي بكر بن أبي داود.
فحدثني محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الضبي حدثني محمد
ابن محمد بن يعقوب - يعني أبا الحسين الحجاجي - حدثنا أبو العباس محمد بن
إسحاق حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن يحيى بن سعيد عن نافع عن
ابن عمر. قال: خطب عمر بالمدينة فقال: إياكم أن تهلكوا الناس يمينا وشمالا، أن
تضلوا عن آية الرجم، فيقول قائل حدان في كتاب الله؟ فقد رأيتم رسول الله رجم
ورجمنا بعده، الحديث.
قال أبو نعيم: سمعت أبا الحسين يقول: لم نكتبه إلا عن أبي العباس. كتبه عني
زبير الحافظ في مجلس ابن أبي داود.
وقال أبو نعيم: سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا
أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقبه بعفان لثقته. حدثنا عن الحجاجي أبو حازم
العبدوي، وأبو بكر البرقاني.
وسمعت البرقاني يقول: توفي أبو الحسين بن محمد الحجاجي في سنة ثمان وستين.
وثلاثمائة.
442

حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله الحافظ. قال: توفي أبو
الحسين الحجاجي في ليلة الخميس الخامس من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة
وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
1601 - محمد بن محمد بن معاذ بن مأمون، أبو بكر المقرئ، يعرف بابن
شاذان:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وإسماعيل بن العباس الوراق، وأحمد بن
إسحاق بن البهلول. حدثنا عنه القاضيان أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين
الاسترآبادي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأزجي،
وكان ثقة.
1602 - محمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن حيان بن سورة بن
سمرة بن جندب، أبو منصور الواعظ، المعروف بابن البياع:
من أهل نيسابور. قدم بغداد وحدث بها عن أبي حامد بن بلال. حدثنا عنه
القاضي أبو العلاء الواسطي.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد القاضي أبو العلاء حدثنا أبو منصور محمد بن
محمد بن عبد الله بن إسماعيل البياع - قدم علينا من نيسابور - حدثنا أبو حامد
أحمد بن محمد بن بلال حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر حدثنا عبد الله بن نمير
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي
بالناس في مرضه، فكان يصلى بهم. قال عروة: فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة من نفسه
فخرج، فإذا أبو بكر يؤم الناس، فلما رآه أبو بكر استأخر، فأشار إليه رسول الله، أي
كما أنت، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يمين أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي بصلاة
رسول الله، والناس يصلون بصلاة أبي بكر.
قال لي القاضي أبو العلاء: بلغني أن أبا منصور بن البياع توفى بنيسابور للنصف
من رجب سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وكان يذكر أنه
سمع من مكي بن عبدان، وأبي حامد الشرقي. ثم فقد سماعه.
443

1603 - محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد، أبو بكر المقرئ،
بغدادي، يعرف بالطرازي:
سكن نيسابور وحدث بها عن أبي القاسم البغوي، وأبى بكر بن أبي داود، وأبى
سعيد العدوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبى بكر بن دريد، وأحمد بن موسى
ابن مجاهد، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. وكان فيما بلغني يظهر
التقشف، وحسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل. حدثنا عنه ابنه علي، وأبو
عبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري، وغيرهما.
حدثنا أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي بنيسابور حدثنا أبي.
وأنبأنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر ببغداد أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن
أحمد بن عثمان الطرازي حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا حدثنا خراش بن
عبد الله الطحان حدثنا مولاي أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى
الوجه الحسن يجلو البصر، والنظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح ".
هذا الحديث لم يروه أبو سعيد العدوي عن خراش عن أنس، وإنما رواه بإسناد آخر.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو الطيب الحسن بن عبد الواحد العابد بالكوفة
حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي. وحدثناه أبو طالب يحيى بن علي الدسكري بحلوان
حدثنا محمد بن أحمد بن القاسم العبدي إملاء حدثنا الحسن بن علي بن زكريا
البصري حدثنا بشر بن معاذ حدثنا بشر بن المفضل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن
عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر، والنظر إلى
الوجه القبيح يورث الكلح ".
وبهذا الإسناد رواه عن أبي سعيد وجماعة، وهو المحفوظ عنه. وقد كنت أرى
أن السهو دخل على الطرازي في روايته إياه، وأقول لعله سمعه من أبي سعيد عن
بشر بن معاذ بالإسناد المذكور فتوهمه في نسخة خراش لاشتهار العدوي بها، حتى
رأيت له أحاديث جماعة سلك فيها السهولة، واتبع في روايتها المحزة، وكان
يحدث كثيرا من حفظه.
444

حدثنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد
الطرازي حدثنا أبو سعيد العدوي حدثنا خراش حدثنا مولاي أنس بن مالك
الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التمسوا الخير عند الحسان
الوجوه ".
قال وحدثنا خراش بن عبد الله حدثنا مولاي أنس بن مالك. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ما حسن الله خلق امرئ ولا خلقه فأطعمه النار ".
قال وحدثنا خراش حدثنا أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ضاق مجلس
بمتحابين ".
وجميع نسخة أبي سعيد العدوي التي رواها عن خراش أربعة عشرة حديثا، وليس
فيها شئ من هذه الأحاديث.
وقد رأيت للطرازي أشياء مستنكره غير ما أوردته تدل على وهي حالة وذهاب
حديثه.
وكانت وفاته بنيسابور على ما أخبرنيه محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد
ابن عبد الله الحافظ في ذي الحجة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وقد بلغ خمسا
وثمانين سنة.
1604 - محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن عصام بن الحكم بن عيسى بن
زياد بن عبد الرحمن، أبو زرعة القاضي، المعروف بابن أبي عصمة:
من أهل عكبرا. وهو أخو أبي الأزهر عبد السميع بن محمد. حدث عن أبي
القاسم البغوي، ومحمد بن عثمان العسكري وجعفر بن محمد بن العباس البزار،
ومحمد بن مخلد الدوري حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وعبيد الله بن
محمد بن عبيد الله النجار.
445

حدثنا عبيد الله بن محمد النجار حدثنا أبو زرعة محمد بن محمد بن عبد
الوهاب بن أبي عصمة العكبري ببغداد حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان العسكري
قال: سمعت عباس بن يزيد البحراني يقول: سمعت ابن عيينة يقول: أصحاب
الحديث ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
1605 - محمد بن محمد بن إسحاق، أبو الحسن الحربي:
حدث عن أبي ذر القاسم بن داود الكاتب، حدثنا عنه أبو حازم العبدوي.
حدثنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بنيسابور حدثنا أبو الحسن محمد بن
محمد بن إسحاق الحربي حدثنا أبو ذر القاسم بن داود حدثنا عبد الله بن محمد
القرشي حدثنا رباح بن الجراح العبدي. قال: جاء فتح الموصلي إلى منزل صديق له يقال
له عيسى التمار، فلم يجده في المنزل فقال للخادم: أخرجي إلى كيس أخي. فأخرجته
ففتحه فأخذ منه درهمين، وجاء عيسى إلى منزله فأخبرته الخادم بمجئ فتح وأخذه
الدرهمين، فقال: إن كنت صادقة فأنت حرة لوجه الله، فنظر فإذا هي صادقة فعتقت.
1606 - محمد بن محمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل، أبو نصر
النيسابوري القاضي:
كان إمام أهل الرأي بخراسان في عصره، وأحسنهم سيرة في القضاء. سمع أبا
حامد أحمد بن محمد بن بلال، وأحمد بن محمد بن الحسين الخداشي، ومحمد بن
الحسين القطان، وأبا العباس الأصم، وغيرهم.
وكان يدرس الفقه ويفتى بنيسابور في شبيبته إلى حين وفاته، ولم يزل ينسب إلى
الزهد والورع، وقدم بغداد وحدث بها، فحدثنا عنه ممن سمع منه بها القاضيان أبو
عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي.
قال لي التنوخي: قدم علينا القاضي المختار أبو نصر محمد بن محمد بن سهل
حاجا وسمعت منه في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وأخبرني أنه ولد في سنة ثماني
عشرة وثلاثمائة.
بلغني أن القاضي أبا نصر مات بنيسابور في يوم السبت ودفن في يوم الأحد سلخ
جمادى الأولى من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
446

1607 - محمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن خشيش، أبو أحمد:
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري حدثنا محمد بن محمد بن عمر بن
أحمد بن خشيش البغدادي - قدم علينا الري - حدثنا يزداد بن عبد الرحمن الكاتب
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
قال: ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب فجعل - يعنى فصه - مما يلي كفه،
فاتخذ الناس خواتيم فطرحه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: " لا ألبسه ".
وحدثنا أحمد بن محمد العتيقي عن أبي أحمد بن خشيش هذا عن الحسين بن
محمد بن سعيد المطبقي، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وأبى علي محمد بن سعيد
الحراني، ومحمد بن بكار السكسكي، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
قال العتيقي: كان هذا شيخا مجهزا كثير الأسفار. فسألته عن حاله فقال: ثقة
ثقة.
1608 - محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عزرة بن المغيرة بن صالح،
أبو بكر الكرخي، من أهل كرخ جدان:
وأصله من البصرة ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وسكن بغداد وحدث بها عن أحمد
ابن محمد بن إسماعيل السوطي. حدثني عنه الحسين بن علي الطناجيري. وكان ثقة.
1609 - محمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي، أبو نصر البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي عمرو ومحمد بن إسحاق بن عامر العصفري
السمرقندي. حدثني عنه الطناجيري أيضا، وقال لي: قدم علينا.
1610 - محمد بن محمد بن جعفر، أبو بكر الفقيه الشافعي القاضي،
المعروف بابن الدقاق صاحب الأصول:
روى حديثا واحدا مسندا، أنبأناه القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري.
447

حدثنا أبو محمد بن محمد المعروف بابن الدقاق القاضي حدثنا أبو جعفر أحمد
ابن إسحاق بن البهلول حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني حدثنا عبد الله بن
إدريس حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. قال: جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وغرب، وجلد أبو بكر وغرب، وجلد عمر وغرب، وجلد عثمان وغرب.
قال لي الصيمري: لم يكن عند ابن الدقاق غير هذا الحديث، وذاك أن كتبه
أحرقت، وكان يذكر هذا الحديث من حفظه. وبلغني أنه لم يكن عند ابن البهلول
عن أبي كريب غير هذا الحديث.
حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال سمعت القاضي أبا بكر
ابن الدقاق يقول: ناظرت أبا الحسين بن أبي عمر القاضي المالكي في وجوب المتعة
للمطلقة المفوضة قبل الدخول. قال فاستدل بقوله تعالى: وللمطلقات (متاعا
بالمعروف حقا على المحسنين) [البقرة 236] قال: والإحسان ليس بواجب. قال
فقلت له: فقد قال في الآية الأخرى: (حقا على المتقين) [البقرة 241] والتقوى
واجب. قال: من التقوى ما هو واجب، ومنه ما ليس بواجب. فقلت له: ومن
الإحسان ما هو واجب، ومنه ما ليس بواجب. فانقطع.
حدثني علي بن أبي علي قال: قال لي القاضي أبو بكر بن الدقاق: مولدي في سنة
ست وثلاثمائة لعشر خلون من جمادى الآخرة، وتوفى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
قال أخبرني [أحمد بن] محمد العتيقي قال: [سنة اثنتين وتسعين] وثلاثمائة
فيها توفى القاضي أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر الدقاق الشافعي يلقب خباط
وكان فاضلا عالما بعلوم كثيرة، وله كتاب الأصول على مذهب الشافعي، وكانت
فيه دعابة.
حدثني علي بن طلحة المقرئ قال: توفى أبو بكر بن الدقاق القاضي في يوم
الأربعاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
1611 - محمد بن محمد بن عمر بن أحمد، أبو الفتح يعرف بابن أبي
عمصير:
حدث عن حبشون بن موسى الخلال، وعمر بن أحمد بن محمد بن هارون
العسكري، وحمزة بن القاسم الهاشمي، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز.
448

حدثني عنه أحمد بن محمدة العتيقي. وقال لي: كان شيخا ثقة صالحا يسكن
التوثة.
1612 - محمد بن محمد بن سلمان بن جعفر، أبو الحسن العبدي العطار:
سمع عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأحمد بن محمد بن أبي الرجال
الصلحي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى، والحسين والقاسم ابني إسماعيل
المحاملي. حدثنا عنه أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، وأبو
الحسين محمد بن علي بن أحمد بن الحارث الثاني.
حدثنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها توفى أبو
الحسن محمد بن محمد بن سلمان العطار في صفر، ثقة مأمون.
وذكر لي أبو بكر الواسطي المقرئ: أن ابن سلمان مات في آخر نهار يوم الجمعة
ودفن يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبع وتسعين.
1613 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي الطين، أبو الفضل الواسطي:
روى عن أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي. حدثني عنه أحمد بن علي التوزي
وقال لي: سمعت منه ببغداد.
1614 - محمد بن محمد بن علي بن حبيش بن أحمد بن عيسى بن خاقان.
أبو عمر التمار الأعور:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن جعفر الأدمى القارئ كتبنا عنه
وكان صدوقا. ذكر أن مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة لثلاث خلون من شهر رمضان،
وكانت وفاته ببلد البطيحة في سنة عشر وأربعمائة على ما بلغنا.
1615 - محمد بن محمد بن النعمان، أبو عبد الله المعروف بابن العلم:
شيخ الرافضة، والمتعلم على مذاهبهم، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم، والذب
عن اعتقاداتهم ومقالاتهم، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين.
449

وعامة الفقهاء المجتهدين، وكان أحد الأئمة الضلال. هلك به خلق من الناس إلى أن
أراح الله المسلمين منه، ومات في يوم الخميس ثاني شهر رمضان من سنة ثلاث
عشرة وأربعمائة.
1616 - محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أشليها، أبو علي
الأنماطي:
حدث عن محمد بن عبد الله المغفلي الهروي، وكان صدوقا. سمع منه عبيد الله
ابن أحمد بن السمعي، والحسن بن علي الوخشي في سنة ست عشرة وأربعمائة.
1617 - محمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان، أبو الحسن:
كان ينزل في درب الآجر ناحية نهر طابق، وحدث عن علي بن الفضل
السامري، وأبى عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر بن محمد
الخلدي. كتبت عنه وكان صدوقا.
سمعت محمد بن علي الصوري يقول: كان هبة الله بن الحسن الطبري يثنى علي
ابن الروزبهان إذا ذكره. وتوفى يوم الأحد السادس من رجب سنة ثمان عشرة
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب الدير بالقرب من قبر معروف الكرخي.
1618 - محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد، أبو الحسن البزار:
ولد في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وسمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد
ابن عمرو الرزاز، وعمر ابن الحسن الشيباني. وهو آخر من حدث عنه. وأنبأنا
[عنه] عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر بن محمد الخلدي،
وأبا بكر الشافعي. كتبنا عنه وكان صدوقا.
حدثني الصوري. قال: كان هبة الله الطبري يقول: ابن مخلد في الصفار أحب
إلى من ابن الفضل فيه. يشير إلى أن ابن مخلد لما سمع الصفار كان أكبر سنا من
ابن الفضل، وكان ابن مخلد سديد المذهب، جميل الطريقة، له أنسه بالعلم، ومعرفة
بشئ من الفقه، على مذهب أهل العراق.
450

وسمعت من حكى عنه أنه أريد للشهادة فامتنع من ذلك، ومات في يوم الأربعاء
الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة وأربعمائة، ودفن من الغد في
مقبرة باب حرب.
وبلغني أنه لما مات لم يكن له كفن فبعث الخليفة القادر بالله بأكفانه من عنده.
1619 - محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن إبراهيم بن حسان بن علي
ابن محمد، أبو عبد الله الصيرفي، يعرف بالقديسي:
سمع أبا القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص ومحمد بن عبد الله بن أخي
ميمي، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، وعبد الله بن محمد بن قيس البزاز.
وكان جميل الأمر، محبا لأهل الخير. كتبت عنه حديثا واحدا.
أخبرني أبو عبد الله القديسي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن قيس أبو
الحسن البزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن
سراج الكندي حدثنا عبد الملك بن بديل حدثنا مالك عن الزهري عن أنس. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام.
كان مولد القديسي في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، ومات بالبادية في طريق مكة
وهو ماض إلى الحج. وكانت وفاته لخمس خلون من ذي القعدة سنة إحدى وعشرين
وأربعمائة.
1620 - محمد بن أبي عمرو محمد بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن علي
ابن عاصم، أبو عبد الله النيسابوري:
قدم بغداد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وحدث بها عن الحسن بن أحمد
المخلدي، وأبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وأحمد بن محمد بن إبراهيم
المعدل، ويحيى بن إسماعيل المزكي، كتبت عنه وما علمت من حاله إلا خيرا
حدثنا محمد بن أبي عمرو بن يحيى بلفظه حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن
451

إبراهيم المعدل قال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد الصيدلاني حدثنا سهل بن
عمار حدثني جدي عبد الله بن محمد. قال: كان همام بن وابص إذا دخل الكورة
سلم على كل من يمر به من رجل أو امرأة أو صبي ويقول: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نفشي
السلام.
قال سهل: فحدثت به يحيى بن يحيى فجاء إلى الحسين بن الوليد وجاء معه بشر
ابن القاسم فذاكروا جدي بهذا الحديث حتى سمعوا منه. فقال يحيى وبشر: أبو
محمد دخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن رآني أو رأى من رآني ".
1621 - محمد بن محمد بن أبي الموفق النيسابوري:
قدم بغداد بعد سنة تسعين وثلاثمائة، فكتب عنه جماعة من شيوخها. ثم خرج إلى
الشام فسمع بدمشق من أخي تبوك، وكتب بصيدا عن أبي الحسين بن جميع، وبمصر
عن عبد الغنى بن سعيد، وأبى محمد بن النحاس، وغيرهما. ورجع إلى بغداد فأقام
بها مدة وحدث وعلقت عنه شيئا يسيرا، وخرج من بغداد إلى نيسابور في سنة
إحدى وعشرين وأربعمائة.
وحدثني أبو القاسم الأزهري عنه أنه لما قدم بغداد في الابتداء ادعى أنه هاشمي
النسب. فطلبه النقيب فهرب خوفا منه، ولم يعد إلى البلد إلا بعد سنين كثيرة. بلغنا
خبر وفاة أبي الموفق في سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
1622 - محمد بن أبي نصر، واسم أبي نصر محمد بن علي بن محمد بن
أحمد بن عبد الله بن يزداد، أبو عبيد النيسابوري:
قدم بغداد حاجا سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وحدث عن أبي عمرو بن
حمدان، والحسين بن علي التميمي، وأبى أحمد الحافظ ومحمد بن علي الماسرجسي،
ومحمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبى الحسن أحمد بن إبراهيم
العبدوي، وشافع بن أحمد الأسفراييني، وأبى بكر الطرازي.
كتبنا عنه، وكان ثقة. وسمعته يقول: ولدت بنيسابور في شهر ربيع الأول من
سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال: وكان أبي فارسيا ولد بفسا، ثم سكن نيسابور.
452

حدثني أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكى النيسابوري. قال: مات أبو
عبيد محمد بن أبي نصر في سنة ثلاثين وأربعمائة.
وقال لي أبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري: مات أبو عبيد بعد سنة ثلاثين
وأربعمائة.
1623 - محمد بن محمد بن علي بن محمد، أبو بكر يعرف بابن الطيب:
سمع أبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن علي الوزير، وأبا طاهر المخلص، وعمر بن
إبراهيم الكتاني، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي.
كتبت عنه وكان صدوقا. يسكن بالجانب الشرقي ناحية الرصافة.
مات أبو بكر بن الطبيب في ليلة الجمعة ودفن صبيحة يوم الجمعة الثاني عشر من
ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة في مقبرة باب حرب.
1624 - محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار، أبو
طاهر بن أبي الفرج المعروف بابن سميكة:
سمع محمد بن المظفر، وأبا الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري. كتبت عنه
بعد أن كف بصره، وكان صدوقا يسكن باب الأزج.
حدثنا محمد بن أبي الفرج ابن سميكة حدثنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا القاسم بن غضن
عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المضمضة
والاستنشاق سنة، والأذنان من الرأس ".
ولد أبو طاهر ابن سميكة سنة سبع وستين وثلاثمائة، ومات في آخر يوم من
شوال سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
1625 - محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان بن
حكيم بن غيلان، أبو طاهر البزاز الهمداني:
وهو أخو غيلان بن محمد. سمع أبا بكر الشافعي، وأبا إسحاق إبراهيم بن
محمد المزكى.
453

كتبت عنه وكان صدوقا دينا صالحا، وسمعته يقول: ولدت في أول سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة.
ثم سمعته بعد ذلك يقول: كنت أغلط في ذكر مولدي فأقول ولدت في سنة
ثمان وأربعين، حتى وجدت بخط جدي إبراهيم بن غيلان أنى ولدت في المحرم من
سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الاثنين السادس من شوال سنة أربعين وأربعمائة ودفن من الغد في
داره بدرب عبدة وصليت على جنازته في قطيعة الربيع، بباب مسجد ابن المبارك.
وأمنا في الصلاة عليه القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن عبيد الله بن المهتدى بالله
الخطيب.
1626 - محمد بن محمد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن أحمد
ابن حامد، أبو منصور البندار، يعرف بابن السواق:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأحمد بن محمد بن
صالح البروجردي، ومخلد بن جعفر، وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وعلي بن محمد
ابن لؤلؤ الوراق. كتبت عنه وكان ثقة.
سألت ابن السواق عن مولده فقال: ولدت لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة
إحدى وستين وثلاثمائة.
ومات عشية يوم الأحد سلخ ذي الحجة من سنة أربعين وأربعمائة، ودفن في
مقبرة باب حرب يوم الاثنين مستهل المحرم من سنة إحدى وأربعين، وكان يسكن
ناحية الرصافة.
1627 - محمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو بكر الطاهري:
كان من أهل القرآن مشهورا بالستر والصلاح، كثير السفر إلى مكة. سمعت من
يذكر أنه حج على قدميه أربعين حجة، وكان يصحب الفقراء. وحدث عن أبي
حفص بن شاهين وأبى طاهر المخلص، وأبى الحسين بن سمعون. كتبت عنه، وكان
ثقة.
454

حدثنا أبو بكر الطاهري حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ إملاء قال حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا خالد بن الحارث
حدثنا جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حيى كريم يستحى من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما إليه
صفرا ".
سألت الطاهري عن مولده فقال: ولدت ليلة تسع عشرة من شعبان سنة ثلاث
وستين وثلاثمائة.
ومات عشية يوم الأربعاء الثامن من شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. ودفن
من الغد في مقبرة باب حرب وحضرت الصلاة عليه في جامع المنصور.
1628 - محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف، أبو الحسن الشاعر
البصروي:
من أهل بصري وهي قرية دون عكبرا. سكن بغداد ومدح بها الأكابر. وعلقت
عنه مقطعات من شعره.
أنشدنا أبو الحسن البصروي لنفسه:
نرى الدنيا وزهرتها فنصبو * وما يخلو من الشهوات قلب
ولكن في خلائقنا نفار * ومطلبها بغير الحظ صعب
كثيرا ما نلوم الدهر فيما * يمر بنا، وما للدهر ذنب
ويعتب بعضنا بعضا ولولا * تعذر حاجة ما كان عتب
فضول العيش أكثرها هموم * وأكثر ما يضرك ما تحب
فلا يغررك زخرف ما تراه * وعيش لين الأعطاف رطب
فتحت ثياب قوم - أنت فيهم * صحيح الرأي - داء لا يطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا * فخذها فالغني مرعى وشرب
إذا اتفق القليل، وفيه سلم * فلا ترد الكثير وفيه حرب
455

مات البصروي في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
1629 - محمد بن محمد بن المظفر بن عبد الله، أبو الحسين الدقاق، يعرف
بابن السراج:
من أهل سوق السلاح بالجانب الشرقي. سمع موسى بن جعفر بن عرفة
السمسار، وأبا الفضل الزهري، وعلي بن عمر الحربي، وأبا القاسم بن حبابة، وأبا
عبد الله بن المرزباني.
كتبت عنه وكان صدوقا، وسمعته يقول: ولدت في ليلة الجمعة الخامس عشر من
صفر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة.
1630 - محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الله
الهاشمي:
حدث عن القاسم بن حبابة، كتبت عنه، وكان صدوقا ينزل ناحية الرصافة.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الهاشمي - في جامع
المهدى - حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة البزاز حدثنا ابن
منيع حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " خير الكفن الحلة، وخير الضحايا الكبش ".
سألته عن مولده فقال: في سنة ست وستين وثلاثمائة. وغاب عنى خبره في سنة
خمسين وأربعمائة.
1631 - محمد بن محمد بن عبد الله بن المؤمل، أبو طاهر البزاز الأنباري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وعن أحمد بن
محمد بن يحيى الدوسي الأنباري. كتبت عنه، وكان صدوقا صالحا دينا.
456

حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبيد الله الأنباري حدثنا أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن
الحسن المروزي قال حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي بن
أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر.
سألت أبا طاهر عن مولده. فقال: ولدت بالأنبار في يوم عرفة من سنة ست
وستين وثلاثمائة.
ومات ببغداد في جمادى الأولى من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
1632 - محمد بن محمد بن علي بن أبي تمام، أبو منصور الهاشمي الزينبي:
واسم أبي تمام الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان
ابن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب.
سمع عيسى بن علي بن عيسى الوزير. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
حدثنا أبو منصور محمد بن محمد بن علي الزينبي حدثنا عيسى بن علي بن
عيسى الوزير - إملاء - قال قرئ على القاضي أبي القاسم بدر بن الهيثم - وأنا
أسمع - قيل له حدثكم أبو بكر إبراهيم بن محمد البصري الشيباني حدثنا سعيد بن
سلام البصري حدثنا عبد الله بن عمر [العمرى] عن نافع عن ابن عمر. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
قال لي أبو منصور: ولدت في صفر من سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
بلغني أن أبا منصور بن أبي تمام مات بواسط في ذي الحجة من سنة إحدى
وخمسين وأربعمائة.
1633 - محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن
الحسن بن العباس، أبو الحسين الشروطي:
حدث عن أبي القاسم بن حبابة، وعيسى بن علي الوزير والمعافى بن زكريا
457

الجريري، وأبى الحسين بن أخي ميمي، وعبد الرحمن بن حمزة الخلال، وغيرهم.
وادعى السماع عن أبي عمر بن حيويه ولم يثبت ذلك.
كتبنا عنه ولم يكن في دينه بذاك، وكان يترفض. ومسكنه بالجانب الشرقي ناحية
الرصافة ثم انتقل بآخرة فسكن بالكرخ.
وسألته عن مولده فقال: في شعبان من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الثلاثاء لست بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
1634 - محمد بن محمد بن علي بن أبي تمام، أبو نصر الزينبي الهاشمي:
سمع المخلص وابن زنبور.
أخبرني أبو نصر حدثنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق حدثنا عبد الله بن
سليمان الأشعث حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن
عقبة عن أم خالد بنت خالد. قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر.
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان: هذه أم خالد بن خالد بن سعيد بن العاص،
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين: هذا، وآخر.
1635 - محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو منصور
العكبري:
سمع القاضي أبا عبد الله بن الهرواني، وأبا الحسن بن النجار النحوي الكوفيين
ومن بعدهما. كتبت عنه، وكان صدوقا.
أنبأنا أبو منصور حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي بالكوفة
حدثنا أبو السري هناد بن السري حدثنا عاصم عن أبي المتوكل عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتى أحدكم أهله، ثم أراد أن يعود فليتوضأ
وضوءه للصلاة، ثم ليعد ".
سألته عن مولده فقال: في رجب سنة اثنتين، وثمانين [وأربعمائة].
458

1636 - محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسن بن
القاضي أبي عبد الله البيضاوي:
حدث عن أبي الحسن بن الجندي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري. كتبت عنه
وكان صدوقا. وهو ختن القاضي أبو الطيب الطبري على ابنته، وولى القضاء بربع
الكرخ، وكان فقيها على مذهب الشافعي.
أخبرني بن البيضاوي حدثنا أحمد بن محمد بن عمران الكاتب حدثنا عبد
الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا محمد بن
سليمان بن مشمول حدثنا عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا توضع النواصي إلا في حج أو في عمرة ".
سألته عن مولده فقال: في شعبان سنة اثنتين وتسعين [وثلاثمائة] وذكر لي أن
أبي سماه لما ولد أحمد، ثم سماه إدريس، سم سماه محمدا، وثبت على محمد.
آخر الجزء الثالث
459