الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٩
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء التاسع
إسماعيل بن عبد الله - أويس بن عامر
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م.
2

ذكر من أسم أبيه عبد الرحمن ممن اسمه إسماعيل "
743 إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد
ابن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد (1)
أبو عثمان الصابوني النيسابوري الحافظ الواعظ المفسر (2)
قدم دمشق حاجا سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وحدث بها وقعد مجلس التذكير
وروى عن أبي طاهر بن خزيمة وأبي علي زاهر بن أحمد السرخسي الفقيه
وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وأبي العباس أحمد بن محمد بن
إسحاق البالوي وأبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي وأبي الحسين أحمد بن
محمد الخفاف وأبي سعيد محمد بن الحسين بن موسى السمسار وأبي بكر محمد بن
عبد الله الجوزقي وأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ وأبي معاذ الشاه بن
أحمد الهروي وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري وأبي محمد عبد الله بن
أحمد بن الرومي وأبي الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي والسيد أبي
الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم
المزكي وأبي منصور محمد بن عبد الله بن حمشاد الواعظ والحاكم أبي عبد الله
الحافظ وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي محمد بن أبي شريح وخلق سواهم
وروى عنه من أهل دمشق أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي

(1) بالأصل عائذ والمثبت والضبط عن م وانظر تبصير المنتبه 3 / 887 " عابد " بالباء والدال.
(2) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1672 والوافي بالوفيات 9 / 143.
وسير أعلام النبلاء 18 / 40 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3

وعلي بن الخضر السلمي وعبد العزيز الكتاني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو
العباس بن قبيس ومحمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء وأبو الحسن علي بن
الحسين صصري ونجا بن أحمد العطار وعبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل
الدمشقيون ومن غيرهم أبو الحسن علي بن عبد الله النيسابوري الواعظ نزيل
أصبهان وأبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي النيسابوري وأبو علي
الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصوري وجماعة كثيرة من أهل نيسابور وغيرهم
وحدثنا عنه (1) أبو عبد الله الفراوي (2)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن
أحمد الصابوني أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي أنا محمد بن
أيوب الرازي أنا مسلم بن إبراهيم أنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي نا قتادة عن
أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان حب المال وطول
العمر [* * * *] رواه البخاري عن مسلم بن إبراهيم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو عثمان الصابوني
النيسابوري الواعظ قدم علينا فذكر حديثا
وأخبرنا أبو عبد الله قال أنشدنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن
أحمد الصابوني لنفسه (3) * مالي أرى الدهر لا يسخو بذي كرم * ولا يجود بمعوان ومفضال
ولا أرى أحدا في الناس مشتريا * حسن الثناء بإنعام وإفضال
ولا أرى أحدا في الناس مكتنزا * ظهور أثنية أو مدح مقوال
صاروا سواسية في لؤمهم شرعا * كأنما نسجوا فيه بمنوال (4)

(1) بغية الطلب 4 / 1682 وبالأصل: وحدثنا عبد الله.
(2) بغية الطلب 4 / 1681 - 1682 نقلا عن ابن عساكر.
(3) الأبيات في بغية الطلب 4 / 1674 والوافي 9 / 143 ومعجم الأدباء 7 / 18 - 19.
(4) المنوال: آلة النسخ.
4

قال أبو عثمان ورأيت في بعض أجزائي مكتوبا (1)
* طيب الزمان لمن خفت مؤونته * ولن يطيب لذي الأثقال والمؤن *
فاستحسنته وأضفت إليه من قبلي
* هذا يزجي بيسر عمره طربا * وذاك ينماث في غم وفي حزن
فاجهد لتزهد في الدنيا وزينتها * إن الحريص على الدنيا لفي محن (2)
قال وكنت قلت في غياب ولدي أبي نصر عبد الله الخطيب رحمة الله ورضوانه
عليه
* غاب وذكراه لم يغب (3) أبدا * وكان مثل السواد في الحدقة
لو رده الله بعد غيبته * جعلت مالي لشكره صدقة *
فلم يرد الله سبحانه وتعالى رده إلي وقضى قبض روحه في بعض ثغور أذربيجان
متوجها إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة
والسلام فصبرا لحكمه ورضا بقضائه وتسليما لأمره " ألا له الخلق والأمر تبارك الله
رب العالمين " (4) وإلى الله جل جلاله الرغبة في التفضل عليه بالمغفرة والرضوان
والجمع بيننا وبينه في رياض الجنان بمنه وكرمه
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر قال ومن ذلك يعني
شعر أبي عثمان المذكور قوله
* إذا لم أصب أموالكم ونوالكم * ولم آمل المعروف منكم ولا البرا
وكنتم عبيدا للذي أنا عبده * فمن أجل ماذا أتعب البدن الحرا * (5)
أخبرني أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ
قال أخبرنا إمام المسلمين حقا وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن

(1) البيت في بغية الطلب 4 / 1674.
(2) البيتان في بغية الطلب 4 / 1675.
(3) في بغية الطلب 4 / 1675: لم يغب.
(4) سورة الأعراف الآية: 54.
(5) البتان في بغية الطلب 4 / 1676.
5

عبد الرحمن الصابوني بحكاية ذكرها
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن السلماسي الواعظ بدمشق
أنا أبي أبو طاهر بن أبي بكر أنا أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه
حدثني أبو الحسين البغدادي قال (1) كان الشيخ الإمام أبو الطيب رضي الله تعالى عنه إذا
حضر محفلا من محامل التهنئة أو التعزية أو سائر ما لم يكن يعقد إلا بحضوره فكان
المفتتح به والمختتم الرئيس بإجماع المخالف والمؤالف المقدم أمر بإلقاء مسألة
وكانت المتفقهة لا يسألون غيره في مجلس حضره فإذا تكلم عليها ووفى حق الكلام
فيها وانتهى إلى آخرها أمر أبا عثمان فترقى الكرسي وتكلم الناس على طريق التفسير
والحقائق ثم يدعو ويقوم أبو الطيب فيتفرق الناس قل وهو يومئذ في أوائل سنه
قال ابن كاكا وحدثني أبو سعد يحيى بن الحسن الهروي الفقيه نزيل نيسابور
عن الإمام أبي علي الحسن بن العباس قال اتفق مشايخنا من أئمة الفريقين وسائر من
ينتهي إلى علم التفسير والتذكير أن أبا عثمان كامل في آلاته مستحق للإمامة بصفاته
لم يترقى الكرسي في زمانه على ظرفه وبيانه وثقته وصدق لسانه
قال ابن كاكا وحدثني أبو طالب الحراني وكان قد أمضى في خدمة العلم طرفا
صالحا من عمره بنيسابور وقرأ على أبي منصور البغدادي وأبي محمد الجويني قال
توسطت مجالس أعيان الوقت أيام السلطان أبي القاسم رحمه الله فصادفتهم مجمعين
على أن أبا عثمان إذا نطق بالتفسير قرطس في غرض الإجادة والإصابة وإذا أخذ في
التذكير والرقائق أجابته القلوب القاسية أحسن الإجابة وإنه في علم الحديث علم بل
عالم وبسائر العلوم متحقق عالم
قال وحدثني الشيخ أبو منصور المقرئ الأسد اباذي (2) وقد جمع في أسفاره
بين بلاد المشرق والمغرب قال كانوا يعدون بخراسان وأفنية العلم رحاب ويد
العدل مجاب والعيش عذب مستطاب في علوم التفسير رجلين أبا جعفر فاخرا
بسجستان والصابوني بخراسان لا يثلثهما فاضل ولا يدخل في حسابهما كامل

(1) الخبر في بغية الطلب 4 / 1677 - 1678.
(2) هذا النسبة إلى أسد اباد مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق (معجم البلدان).
6

قال أبو منصور فأما اليوم فلا مثل لأبي عثمان في الموضعين
قال حدثني أبو عبد الله الخوارزمي شيخ تفقه ببغداد وقع إلينا قال دخلت
نيسابور عند اجتيازي إلى العراق لطلب العلم فرأيت أبا عثمان مائسا في حلة الشباب
ولمته يومئذ كجناح الغداف (1) أو حنك الغراب وشيوخ التفسير إذ ذاك متوافرون
كأبي سعد وأبي القاسم وهو يعد على تقارب سنه صدرا وجيها وشيخا نبيها له ما
شتت من إكرام وإعظام وإجلال وإفضال
قال وحدثني أبو شيبة مولى الهرويين قال وفد أبو عثمان عن السلطان المعظم
إلى الهند فلما صدر منها دخل هراة (2) وعقد المجلس أياما وأبو زكريا يعني يحيى بن
عمار في قيد الحياة قد انتهت إليه رئاسة الحنابلة في جميع الإقليم فكان إذا فرغ من
المجلس جاءه وجلس عنده وأبو زكريا يظهر السرور بمكانه ويصرح أنه ابن حسنات
قرانه
قال وحدثني أبو الفضل محمد بن سعيد النديم قال كان مشايخنا الذين ينظم
بقولهم عقد الإجماع يسلمون لأبي عثمان مقاليد الإمامة في علم التفسير والحديث وما
يتعلق بهما من الفنون أيام السلطان المعظم والمراتب متنافس فيها
قال وحدثني أبو الوفاء وكان حميد الخليقة شديد الطريقة كثير الإقامة
بنيسابور قد سمع بها الكثير وعاشر الصدور قال لقيت المئات من الرواة ومن تبع
من الفقهاء العصر من بعدهم فذكر من أولئك الحيري والطرازي ومن هؤلاء العمري
والجويني وغيرهم من الأئمة الذين هم المعتمدون في أصول الفقه وفروعه المدرسون
لمتفرق الشرع ومجموعه فإذا نطقوا خرست الألسن هيبة وإجلالا وإذا أفتوا همت
الكواعب بأن تخر لتقبيل فتاويهم سراعا عجالا أو نازلوا الخصم في المناظرة وقوة
الكلام صاعا بصاع سجالا فأنزلوا به آجالا مآلا أو حالا
قال وتجاوبهم إلى من يتحقق بعلم التنزيل أو التأويل ويطلع على خبايا التحقيق
والتحصيل فكانت آراؤهم مجمعة على أن أبا عثمان فيهم عين الإكليل وأنه

(1) الغداف: غراب القيظ.
(2) هراة: مدينة عظيمة من أمهات مدن خراسان (معجم البلدان).
7

* يجلو القلوب بوعظه وكلامه * كالثلج بالعسل المشوب لسانه *
قال وحدثني الحسين بن إبراهيم مستملي المالكي قال ما زلنا نسمع بالعراق من
الشيوخ ثم بديار بكر من القاضي أبي عبد الله المالكي أن الصابوني في الحفظ
والتفسير وغيرهما ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال
قال وحدثني محمد بن عبد الله العامري الإسفرايني الفقيه قال أدركت آخر أيام
الأئمة الذين كانوا أئمة الأرض دون خراسان كأبي إسحاق وأبي منصور البغدادي
وأبي بكر القفال إمام الشفعوية في المشرق وأبي زكريا يحيى بن عمار المفسر وكان
الناس يطلقون القول في مجالس (1) النظر المعقودة عندهم أن أبا عثمان لا يدافع في
كماله ولا ينازع في شئ من خصاله
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال (2) إسماعيل بن
عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد الأستاذ الإمام شيخ
الإسلام أبو عثمان الصابوني الخطيب المفسر المحدث الواعظ أوحد وقته في طريقته
وعظ المسلمين في مجالس التذكير سبعين سنة وخطب وصلى في الجامع نحوا من
عشرين سنة وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا وحفظا ونشرا لمسموعاته
وتصنيفا وجمعا وتحريضا على السماع وإقامة لمجالس الحديث
سمع الحديث بنيسابور وذكر بعض شيوخه وبسرخس (3) وبهراة (4) وسمع
بالشام والحجاز (5) وبالجبال وغيرها من البلاد وحدث بخراسان إلى غزنة (6) وبلاد
الهند وبجرجان وآمل (7) وطبرستان والثغور وبالشام وبيت المقدس والحجاز وأكثر
الناس السماع منه

(1) عن م وبغية الطلب 4 / 1679 وبالأصل " مجلس ".
(2) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ترجمة 307 ص 131.
(3) سرخس: مدينة قديمة من نواحي خراسان بين نيسابور ومرو (معجم البلدان).
(4) وذكر في كل منهما أيضا من سمع منه فيهما.
(5) زيد في المنتخب: ودخل معرة النعمان فلقي أبا العلاء أحمد بن سليمان التنوخي المعمري.
(6) غزنة: ولاية واسعة في طرف خراسان، ومدينة عظيمة، وهي الحد بين خراسان والهند (معجم البلدان).
(7) آمل: أكبر مدينة بطبرستان.
8

ورزق العز والجاه في الدين والدنيا وكان جمالا للبلد زينا للمحافل
والمجالس مقبولا عند الموافق والمخالف مجمعا على أنه عديم النظير وسيف السنة
ودامغ أهل البدعة
وكان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور ففتك به لأجل التعصب
والمذهب وقتل وهذا الإمام صبي بعد حول سبع سنين وأقعد بمجلس الوعظ مقام
أبيه وحضر أئمة الوقت مجالسه وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي (1) في تربيته وتهيئة
أسبابه وكان يحضر مجالسه ويثني عليه وكذلك سائر الأئمة كالأستاذ أبي إسحاق
الإسفرايني والأستاذ الإمام أبي بكر بن فورك وسائر الأئمة ويتعجبون من كمال ذكائه
وعقله وحسن إيراده الكلام وحفظه للأحاديث حتى كبر وبلغ مبلغ الرجال ولم يزل
يرتفع شأنه حتى صار إلى ما صار إليه (2) وهو في جميع أوقاته مشتغل بكثرة العبادات
ووظائف الطاعات بالغ في العفاف والسداد وصيانة النفس معروف بحسن الصلاة
وطول القنوت واستشعار الهيبة حتى كان يضرب به المثل وكان محترما للحديث
قرأت من خط الفقيه أبي سعد السكري أنه حكى عن بعض من يوثق بقوله من
الصالحين أنه قال (3) ما رويت خبرا ولا أثرا في المجلس إلا عندي إسناده وما
دخلت بيت الكتب قط إلا على طهارة وما رويت الحديث ولا عقدت المجلس ولا
قعدت للتدريس قط إلا على الطهارة
قال السكري ورأيت كتاب الأستاذ الإمام أبي إسحاق الإسفرايني إليه كتبه
بخطه وخاطبه بالأستاذ الجليل سيف السنة وفي كتاب آخر غيظ أهل الزيغ
وحكى الأستاذ أبو القاسم الصيرفي المتكلم أن الإمام أبا بكر بن فورك رجع عن
مجلسه يوما فقال تعجبت اليوم من كلام هذا الشاب تكلم بكلام عذب بالعربية
والفارسية
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي حدثني الحسن بن سعيد العطار قال

(1) سهل بن محمد الصعلوكي، عن منتخب السياق.
(2) زيد في المنتخب: من الحشمة التامة والجاه العريض.
(3) القائل هو أبو عثمان بن الصابوني، صاحب الترجمة.
9

سمعت من أبي عثمان الصابوني جميع كتاب الموطأ رواية أبي مصعب عن مالك ثم
ورد كتابه إلى دمشق يذكر فيه أن بعضه ليس بسماع (1) له من شيخه فذكرت ذلك للشيخ
الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن أحمد فقال إلي ورد كتابه من نيسابور يذكر فيه أن
كتاب القراض والفرائض من الموطأ غير مسموعين له ووعدني بإخراج الكتاب وذكر
لي بعد ذلك أنه لا يعلم أين تركه ولم يزل يرجئ الأمر رحمة الله إلى أن توفي (2)
وحدثني الشيخ الفقيه الثقة أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الغساني قال
أراني أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الصوفي في نصف جمادى الأول من سنة
تسع وثلاثين وأربعمائة كتاب الإمام أبي عثمان الصابوني إليه يذكر فيه أن كتاب القراض
والفرائض من الموطأ رواية أبي مصعب الزهري غير مسموعين له ولا لشيخه زاهر بن
أحمد وبقية الموطأ سماعه من زاهر فليعلم الجماعة بذلك ليعلموه ولا يرووا عنه من
الموطأ هذين الكتابين فإنهما غير مسموعين له ولا لشيخه زاهر
أنشدنا (3) أو جعفر محمد بن الحسين بن أبي القاسم بن الحسين ومحمد بن الخليل بن
أبي بكر بن أبي جعفر السلال الطبريان بمرو قالا أنشدنا أبو علي
نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي إملاء قال أنشدني والدي لنفسه من قصيدة
أنشأها في مدح شيخ الإسلام ويهنئه بالقدوم من الحج
* من أبر شهر (4) الآن إذ هبت بها * ريح السعادة بكرة وأصيلا
بقدوم من أضحى فريد زمانه * أعني أبا عثمان إسماعيلا
فضلا وعقلا واشتهار صيانة * وعلو شأن في الورى وقبولا
من شاء أن يلقى الكمال بأسره * خدام احتسابا ربه (5) المأمولا
لا زال ركنا للمفاخر والعلى * ما لاح نجم للسراة دليلا *
أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم الباز أنا أبو عبد الله الحسين بن

(1) رسمها ناقص بالأصل، والمثبت عن م وانظر بغية الطلب 4 / 1682.
(2) الخبر في بغية الطلب 4 / 1681 - 1682.
(3) الخبر والأبيات في بغية الطلب 4 / 1683 نقلا عن ابن عساكر.
(4) هي نيسابور (ياقوت).
(5) في بغية الطلب: ربعه المأهولا.
10

محمد الكتبي الحاكم بهراة قال سنة تسع وأربعين وأربعمائة ورد الخبر بوفاة الإمام
شيخ الإسلام إسماعيل الصابوني بنيسابور في المحرم وكان مولده في سنة ثلاث
وسبعين وثلاثمائة وكان أول مجلس عقده بنيسابور بعد قتل والده أبي نصر في سنة
اثنتين وثمانين وثلاثمائة وسمعته يقول هراة وسجستان مجمع الأسرة وبوشنج مقطع
المسرة ونيسابور موضع النصرة
وذكر غير الكتبي أن مولده ببوشنج (1) ليلة الاثنين للنصف من جمادى
الآخرة (2)
أنبأنا أبو الحسن الفارسي قال (3) حكى الأثبات والثقات أنه كان يعقد
المجلس وكان يعظ الناس ويبالغ فيه إذ دفع إليه كتاب ورد من بخارا مشتمل على ذكر
وباء عظيم وقع بها واستدعى فيه أغنياء (4) المسلمين بالدعاء على رؤوس الملأ في
كشف ذلك البلاء عنهم ووصف فيه أن واحدا تقدم إلى خباز يشتري الخبز فدفع
الدراهم إلى صاحب الحانوت فكان يزنها والخباز يخبز والمشتري واقف فمات
الثلاثة في الحال واشتد الأمر على عامة الناس فلما قرأ الكتاب هاله ذلك واستقرأ من
القارئ قوله تعالى " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض " (5) ونظائرها وبالغ في التخويف والتحذير
وأثر ذلك فيه وتغير في الحال وغلبه وجع البطن من ساعته وأنزل من المنبر
وكان يصيح من الوجع وحمل إلى الحمام إلى قريب من الغروب للشمس فكان يتقلب
ظهرا لبطن ويصيح ويئن فلم يسكن ما به فحمل إلى بيته وبقي في سبعة أيام لم ينفعه
علاج فلما كان يوم الخميس سابع مرضه ظهرت آثار سكرة الموت فودع أولاده
وأوصاهم بالخير ونهاهم عن لطم الخدود وشق الجيوب والنياحة ورفع الصوت بالبكاء
ثم دعا بالمقرئ أبي عبد الله خاصته حتى قرأ سورة يس وتغير حاله وطاب وقته
وكان يعالج سكرات الموت إلى أن قرأ إسناد ما روي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من كان

(1) بوشنج بليدة نزهة خصبة في واد مشجر من نواحي هراة.
(2) الخبر في بغية الطلب 4 / 1683 نقلا عن ابن عساكر.
(3) المنتخب من السياق ص 135.
(4) المنتخب: اعتناء.
(5) سورة النحل، الآية: 45.
11

آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة [* * * *]
ثم توفي رحمه الله من ساعته عصر يوم الخميس وحملت جنازته من الغد عصر
يوم الجمعة إلى ميدان الحسين الرابع من المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة
واجتمع من الخلائق ما الله أعلم بعددهم وصلى عليه ابنه أبو بكر ثم أخوه أبو يعلى
ثم نقل إلى مشهد أبيه في سكة حرب وكان مولده في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
وكان وقت وفاته طاعنا في سبع وسبعين
(1) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا القاضي أبو
علي الحسن بن أبي طاهر الختلي قال توفي الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن الصابوني رحمه الله في سنة خمسين وأربعمائة
قال عبد العزيز وكان شيخا ما رأيت في معناه زاهدا وعلما كان يحفظ من كل فن
لا يقعد به شئ وكان يحفظ القرآن وتفسيره من كتب كثيرة وكان من حفاظ الحديث
وكان مقدما في الوعظ والأدب وغير ذلك من العلوم
(2) قال ابن الأكفاني ثم حدثني أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني (3) قدم
علينا قال حضرت وفاة أبي عثمان بنيسابور لأربع ليال مضت من المحرم سنة تسع
وأربعين وأربعمائة وصلى عليه ابنه أبو بكر
قلت وهذا هو الصحيح في وفاته
سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر بجرباذقان (4) قال
سمعت أبا محمد عبد الرشيد بن ناصر الواعظ ببطحاء مكة من لفظه قال سمعت
إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي بنيسابور قال سمعت الأمام أبو المعالي الجويني قال
كنت بمكة أتردد في لمذاهب فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقال عليك باعتقاد ابن
الصابوني

(1) نقل الخبر ابن العديم في بغية الطلب 4 / 1683 - 1684.
(2) بغية الطلب 4 / 1684 - 1685 نقلا عن ابن عساكر.
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى دهستان وهي بلدة مشهورة عند مازندران وجرجان.
(4) بلدة قريبة من همذان بينها وبين الكرج وأصبهان، كبيرة مشهورة (معجم البلدان).
12

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل قال ومن أحسن ما قيل فيه ما كتبته
بهراة للإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي البوشنجي (1)
* ودي الإمام الحبر إسماعيل * لهفي عليه فليس (2) منه بدليل
بكت السماء والأرض يوم وفاته * وبكى عليه الوحي والتنزيل
والشمس والقمر المنير تناوحا * حزنا عليه وللنجوم عويل
والأرض خاشعة تبكي شجوها * ويلي تولول أين إسماعيل
أين الإمام الفرد في آدابه * ما إن له في العالمين عديل
لا تخدعنك مني الحياة فإنها * تلهى وتنسي والمنى تضليل
وتأهبن للموت قبل نزوله * فالموت حتم والبقاء قليل *
قال عبد الغافر وحكى بعض الصالحين أنه رأى أبا بكر بن أبي نصر المفسر
المقرئ الحنيفي جالسا على كرسي وبيده جزء يقرأه فسأله عما فيه فقال إذا احتاج
الملائكة إلى الحج وزيارة بيت الله العتيق جاؤوا إلى زيارة قبر إسماعيل الصابوني
قال وقرأت من خط الفقيه أبي سعد السكري أنه حكى عن السيد أبي إبراهيم بن
أبي الحسن بن ظفر الحسيني أنه قال رأيت في النوم السيد النقيب أبا القاسم زيد بن
الحسن بن محمد بن الحسين رحمة الله وبين يديه طبق من الجواهر ما شاء الله
فسألته فقال أتحفت بهذا مما نثر على روح إسماعيل الصابوني
قال وحكى المقرئ محمد بن عبد الحميد الأبيوردي الرجل الصالح عن الإمام
فخر الإسلام أبي المعالي الجويني (3) أنه رأى في المنام كأنه قيل له عد عقائد أهل الحق
قال فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحق تبارك وتعالى
يقول ألم تقل أن ابن الصابوني رجل مسلم
وقرأت أيضا من خط السكري حكاية رؤيا رآها الشيخ أبو العباس الشقاني رأى

(1) بالأصل " البوسنجي " والمثبت عن بغية الطلب.
والأبيات في سير أعلام النبلاء 18 / 44 ومختصر ابن منظور 4 / 364 وبغية الطلب 4 / 1685.
(2) سير الأعلام: ليس.
(3) عبد الملك أبا عبد الله بن يوسف إمام الحرمين، ترجمته في سير الأعلام 18 / 468.
13

الحق سبحانه وتعالى أنه قال وأما ابن ذلك المظلوم فإن له عندي قربى ونعمى وزلفى
في منام طويل (1)
744 إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد بن نفيع العنسي
روى عن أبيه
روى عنه حماد بن مالك الحرستاني (2)
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا
عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله العبدي حدثني حماد بن مالك الدمشقي
حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن العنسي عن أبيه عبد الله بن عبيد بن نفيع أنه كان في
مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى ويمتع (3) النهار إذ أجفل الناس من ناحية
المسجد فأجفلت فيمن أجفل فإذا برجل عليه إزار له وملاءة وهو يقول أنا عامر بن
سعد بن أبي وقاص سمعت أبي يأثر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أربع من كن فيه فهو
مؤمن ومن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
وأنه مبعوث من بعد الموت وإيمان بالقدر خيره وشره فمن جاء بثلاث وكتم واحدة
فقد كفر [* * * *]
كذا قال إسماعيل سمويه ورواه يزيد بن محمد بن عبد الصمد وأبو عمران
موسى بن محمد بن أبي عوف وأبو زراعة الدمشقي ويزيد بن أحمد السلمي وأبو
عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري عن حماد بن مالك فقالوا عن مصعب بن سعد
بدل عامر وهو الصواب
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم محمد بن علي واللفظ له
قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنا

(1) بغية الطلب 4 / 1686.
(2) بالأصل وم الخرستاني بالخاء المعجمة، والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى حرستا.
(3) أي يرتفع.
14

أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1) إسماعيل بن
عبد الرحمن بن عبيد العبسي أو العنسي الشامي من أهل حرستا (2)
أخبرنا أبو عبد الله (3) الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن
سلمة أنا علي بن محمد الفأفاء قال وأنا ابن مندة أنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (4) إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد بن نفيع العنسي روى
عن أبيه عن مصعب بن سعد روى عنه أبو مالك حماد بن مالك بن بسطام الحرستاني
سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك زاد أبي أنه من أهل الشام من أهل حرستا وزاد أبو
زرعة يعد في الدمشقيين
وقال محمد بن حبان البستي العبسي أو العنسي الشامي من أهل حرستا أورده
في الثقات
745 إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد الله
أبو هشام الخولاني الدمشقي الكتاني
روى عن الوليد بن الوليد القلانسي وعلي بن عياش وإبراهيم بن عبد الله بن
العلاء بن زبر
روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن دحيم وأبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الواحد العبسي وأبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري وأبو علي
أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي وأبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد السلمي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (5) أنا أبو محمد الحسن بن علي
اللباد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا نا

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 362.
(2) بالأصل " حرستان " والمثبت عن البخاري، وانظر معجم البلدان وفيه: حرستا قرية كبيرة عامرة وسط بساتين
دمشق على طريق حمص، بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ.
(3) بالأصل " أبو عبد " والمثبت عن م.
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 185 - 186.
(5) بالأصل " الحسني " والصواب عن م.
15

عبد العزيز بن أحمد بن أحمد أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو سعيد
عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم قراءة عليه نا أبو هاشم
إسماعيل بن عبد الرحمن الكتاني الدمشقي نا الوليد بن الوليد القلانسي نا
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الجنة لتزخرف لشهر رمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من شهر
رمضان هبت ريح من تحت العرش فشققت وقال عبد العزيز فتفيقت عن ورق الجنة
عن الحور العين فقلن اللهم أجعل لنا من أولئك أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم
بنا [* * * *]
ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة عن أبيه
قال أنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال قال عمرو بن دحيم إنه مات بدمشق مستهل
شعبان سنة ست وسبعين ومائتين
746 إسماعيل بن عبد الرحمن
البصري الثمالي المعروف بالمهدي
قدم دمشق في أيام هشام بن عمار وسمع بها الحديث وحدث بها عن
عبيد الله بن موسى
روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي
كتب إلي أبو علي الحداد يخبرني عن أبي نعيم الحافظ عن أبي علي (1) محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا إسحاق بن أبي حسان نا إسماعيل بن
عبد الرحمن الثمال البصري المعروف بالمهدي وكان يكتب معنا الحديث بدمشق قال
سمعت عبيد الله بن موسى نا فطر بن خليفة عن أبي عمر حدثني مولاي أنه كان في
الركب الذين كانوا مع أبي عبد الله الحدلي إلى محمد بن علي قال فإنا لنسير ذات ليلة
إذ عرض لنا عارض وهو يرتجز ويقول
* يا أيها الركب إلى المهدي * على عناجيج (2) من المطي

(1) سقطت من الأصل واستركت على هامشه ترجمته في سير الأعلام 16 / 184.
(2) العناجيج: جياد الخيل والإبل (القاموس).
16

أعناقها كخشب الخطي * لتنصروا عاقبة النبي
محمدا رأس بني علي * سمي كهل أيما سمي *
حتى أصبح فنظر القوم فلم يروا أحدا
747 إسماعيل بن عبد الصمد بن علي
ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي
من أهل دمشق
حدث عن أبيه عبد الصمد بن علي
روى عنه ابن ابنه أبو العباس محمد بن الحسن بن إسماعيل
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم نا أبو العباس محمد بن الحسن بن
إسماعيل بن عبد الصمد الهاشمي قال سمعت جدي إسماعيل بن عبد الصمد قال
حدثني أبي عبد الصمد بن علي حدثني أبي علي بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن
عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للملوك على مولاه ثلاث لا يعجله عن صلاته ولا يقيمه
عن طعامه ويبيعه إذا استباعه [* * * *]
قال أبو يعقوب لم يكن عنده إلا هذا الحديث الواحد يعني أبا العباس وهو
حديث غريب
748 إسماعيل بن عبد العزيز بن سعادة بن حبان
أبو طاهر الأمير
سمع بدمشق صحيح البخاري من أبي الحسن بن السمسار له ذكر ولا أراه
حدث
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي توفي الأمير أبو طاهر إسماعيل بن
عبد العزيز بن سعادة بن حبان يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة سنة ستين سمع
صحيح البخاري بدمشق من ابن السمسار ولم يحدث به ووقفه على دار العلم بالقدس
17

749 - إسماعيل بن عبد الملك
أبو القاسم الطوسي المعروف بالحاكمي الفقيه الشافعي (1)
دمشق سنة تسع وثمانين وأربعمائة عديل الإمام أبي حامد الغزالي
سمع من الفقيه أبي الفتح نصر بن إبراهيم بعض مصنفاته
سمعت جدي أبا المفضل يحيى بن علي القاضي يثني عليه ويذكر أنه كان أعلم
بالأصول من الغزالي إلا أنه كان في لسانه ما يمنعه من الكلام (2)
750 إسماعيل بن عبدة
رأى أبا مسهر
روى عنه ابن فطيس
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا منصور بن الحسين
وأحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ حدثني أبو بكر أحمد بن فطيس
وراق أحمد بن عمير بن جوصا قال سمعت إسماعيل بن عبدة يقول رأيت أبا مسهر
عبد الأعلى بن مسهر وعليه قلنسوة سوداء
751 إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنى
أبو سعد الأستراباذي الواعظ (3)
قدم دمشق وحدث بها وأملى ببيت المقدس وحدث بها عن أبيه وأبي عبد الله
محمد بن عبد الله الحافظ البيع وأبي عبد الرحمن السلمي وعلي بن الحسن بن
حمويه الدامغاني وأبي عبد الله أحمد بن الحسن بن سهل بن الصباح البلدي وأبي
الحسن علي بن محمد الطيبي الأستراباذي وأبي بكر محمد بن إبراهيم السماك

(1) ترجمته في الوافي 9 / 154 وسير أعلام النبلاء 20 / 6 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى
ترجمت له.
(2) زيد في سير الأعلام: سمع أبا صالح المؤذن وأحمد بن الحسن الأزهري، توفي سنة 529 عن سن عالية.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 6 / 315 وبالأصل " الحسن " والمثبت عن تاريخ بغداد ومختصر ابن منظور
4 / 367 وفي م: " الحسن " أيضا.
18

والعلاء بن محمد الروياني وأبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني وأبي
عبد الله أحمد بن محمد المطر في (1)
روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين بن
الرميل المقدسي وأبو القاسم سعد بن أحمد بن محمد النسوي وأبو الحسن علي بن
أحمد بن يوسف الهكاري
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (2) نا أبو سعد من حفظه نا أبي نا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الرملي
ببيت المقدس نا أبو الوليد هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن
سعد (3) عن خالد بن معدان عن شداد بن أوس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بكى شعيب النبي (صلى الله عليه وسلم) من حب الله عز وجل حتى عمي فرد الله إليه بصره وأوحى
إليه يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار قال إلهي وسيدي أنت
تعلم ما أبكي شوقا إلى جنتك ولا خوفا من النار ولكني اعتقدت (4) حبك بقلبي فإذا أنا
نظرت إليك فما أبالي ما الذي صنع بي فأوحى الله إليه عز وجل يا شعيب إن يك ذلك
حقا فهنيئا لك لقائي يا شعيب ولذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي [* * * *]
رواه الواحدي عن أبي الفتح محمد بن علي الكوفي عن علي بن الحسن بن
بندار كما رواه ابنه إسماعيل عنه فقد برئ من عهدته والخطيب إنما ذكره لأنه حمل
فيه على إسماعيل قالا وأنشدنا الخطيب قال أنشدنا أبو سعد قال أنشدني طاهر
الخثعمي قال أنشدني الشبلي لنفسه (5) * مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى * دمعان في الأجفان يزدحمان
ما أنصفتني الحادثات رمينني * بمودعين وليس لي قلبان *

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى مطرف، اسم جد، ذكره السمعاني وترجم له.
(2) تاريخ بغداد 6 / 315.
(3) تاريخ بغداد: سعيد.
(4) تاريخ بغداد: اعتدت.
(5) تاريخ بغداد 6 / 315 - 316.
19

قال الخطيب هذا جميع ما سمعت من أبي سعد ببغداد ولم يكن موثوقا به في
الرواية
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو
سعد إسماعيل بن علي بن الحسين (1) بن بندار بن المثنى الاستراباذي ببيت المقدس
أنا علي بن الحسن بن حمويه الدامغاني أنا زبير بن عبد الواحد أنا محمد بن
محمد بن الأشعث نا الربيع هو ابن سليمان أنشدنا الشافعي * (2)
يا راكبا قف بالمحصب (3) من منى * واهتف بقاطن (4) خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي *
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ بهمذان سمعت حمد
الرهاوي يقول لما ظهر لأصحابنا كذب إسماعيل بن المثنى أحضروا جميع ما كتبوا عنه
وشققوه ورموا به بين يديه وكان يملي ويتكلم على الناس عند باب مهد عيسى عليه
الصلاة والسلام يعني ببيت المقدس وكان حمد هذا إمام قبة الصخرة
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب حدثني أبو الفرج الإسفرايني بلفظه غير
مرة قال كان ابن المثنى يعظ بدمشق فقام إليه رجل فقال أيها الشيخ ما تقول في قول
النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا مدينة العلم وعلي بابها [* * * *]
قال فأطرق لحظة ثم رفع رأسه وقال نعم لا يعرف هذا الحديث على التمام إلا
من كان صدرا في الإسلام إنما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا مدينة العلم وأبي بكر أساسها وعمر
حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها [* * * *] قال فاستحسن الحاضرون ذلك وهو يردده ثم
سألوه أن يخرج لهم إسناده فأنعم ولم يخرجه لهم ثم قال شيخي أبو الفرج
الإسفرايني ثم وجدت هذا الحديث بعد مدة في جزء على ما ذكره ابن المثنى فالله أعلم
أو كما قال

(1) بالأصل وم " الحسن ".
(2) الأبيات في ديوان الإمام الشافعي ص 71 وانظر تخريجها فيه.
(3) المحصب: موضع رمي الحجار من منى.
(4) الديوان: بقاعد.
20

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنى أبو سعد الواعظ
الأستراباذي قدم علينا بغداد حاجا وسمعت منه بها حديثا واحدا سندا منكرا وذلك
في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
قال (2) ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست وأربعين
وأربعمائة فحدثني عن شافع بن محمد بن أبي عوانة الإسفرايني وعن أبي العباس
الرازي الضرير وعلي بن محمد الطيبي وأبى سعد (3) بن أبي بكر الإسماعيلي وأبي
عبد الله بن البيع النيسابوري (4) وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الفضل محمد بن
جعفر الخزاعي وسألته عن مولده فقال ولدت بإسفراين في سنة خمس وسبعين
وثلاثمائة ومات ببيت المقدس على ما بلغني في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
752 إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه
أبو سعد الرازي المعروف بالسمان الحافظ (5)
قدم دمشق طالب علم وكان من المكثرين الجوالين سمع من نحو من أربعة
آلاف شيخ
وسمع بدمشق أبا محمد بن أبي نصر وجماعة سواه وببغداد أبا طاهر
المخلص ومحمد بن بكران بن عمران ومحمد بن عمر بن محمد بن حميد بن
بهتة (6) ومحمد بن علي بن أحمد السقطي وبالري عبد الرحمن بن محمد بن
أحمد بن فضالة وعلي بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه وبمكة أبا
محمد بن النحاس وأحمد بن إبراهيم بن فراس

(1) تاريخ بغداد 6 / 315.
(2) زيادة للإيضاح، والعبارة التالية تتمة كلام أبي بكر الخطيب تاريخ بغداد 6 / 316.
(3) (4) كذا بالأصل ما بين الرقمين، وفي تاريخ بغداد: وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري
وفي م كالأصل.
(5) بغية الطلب لابن العديم 4 / 1706 وسير أعلام النبلاء 18 / 55 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت
له.
(6) ضبطت عن التبصير 1 / 109.
21

روى عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني وجماعة من أهل بلدة منهم ابن
أخيه أبو بكر بن طاهر بن الحسين (1)
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه
ثم أخبرنا أبو محمد بطاوس عنه قال نا أبو سعد إسماعيل بن علي بن
الحسين الحافظ الرازي قدم علينا قال قرأت على أحمد بن محمد بن عمران بن عروة
حدثكم محمد بن زهير بن الفضل أبو يعلى نا محمد بن يحيى بن نافع نا عيسى بن
شعيب عن روح بن القاسم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
علم لا يفاد به ككنز لا ينفق منه [* * * *] الصواب يقال به
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد نا أبو سعد إسماعيل بن
علي بن الحسين بن محمد السمان الرازي قدم علينا نا أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن بن العباس قراءة عليه نا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي نا أبو نصر
عبد الملك بن عبد العزيز (2) التمار نا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن
عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرأ هذه الآية " يوم يقوم الناس لرب العالمين " (3) قال
يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم [* * * *]
سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر بجرباذقان يقول
سمعت أحمد بن محمد بن الفضل وعبد الرحيم بن علي الحاجي يقولان سمعنا
الشيخ أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول سمعت المرتضى أبا الحسن
المطهر بن علي العلوي بالري يقول سمعت أبا سعد السمان إمام المعتزلة
يقول من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام (4)
سألت أبا منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوي الرازي
بالري عن وفاة أبي سعد السمان الرازي فقال توفي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

(1) زيد في سير الأعلام 18 / 56 قال: قلت: وروى عنه أبو علي الحداد.
(2) بياض بالأصل، وما بين معقوفتين زيادة مستدركة عن الأنساب (التمار) وفي م: عبد الملك بن عمر.
(3) سورة المطففون، الآية: 6.
(4) سير أعلام النبلاء 18 / 57.
22

وكان عدلي المذهب يعني معتزليا وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ وصنف كتبا
كثيرة ولم يتأهل قط (1)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال بلغني وفاة
أبي سعد إسماعيل بن علي الحافظ الرازي السمان بالري في شعبان سنة سبع وأربعين
قدم علينا دمشق وسمع بها من شيوخه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيره حدث
عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص البغدادي وغيره وكان من الحفاظ
الكبار وكان فيه زهد وورع وكان يذهب إلى الاعتزال (2)
حدثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبي (3) قال وجدت على ظهر جزء مات
الشيخ الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان وقت العتمة من ليلة الأربعاء
الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة شيخ العدلية (4) وعمالهم
وفقيههم ومتكلمهم ومحدثهم وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث ومعرفة
الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط والمقدورات وكان (5) إماما أيضا
في فقه أبي حنيفة وأصحابه وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي وفي فقه
الزيدية وفي الكلام وكان يذهب مذهب الحسن البصري ومذهب الشيخ أبي
هاشم (6) وكان قد حج بيت الله الحرام وزار القبر ودخل العراق والشامات
والحجاز وبلاد المغرب وشاهد الرجال والشيوخ وقرأ على ثلاثة آلاف رجل من
شيوخ زمانه وقصد أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره وكان يقال في مدحه
وتقريظه إنه ما شاهد مثل نفسه وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا مجتهدا

(1) الخبر في بغية الطلب 4 / 1712 نقلا عن ابن عساكر، وفيه " الحمدوني " بدل " الحمدوي ".
(2) بغية الطلب 4 / 1712 - 1713 وسير الأعلام 18 / 57.
(3) الخبر في بغية الطلب 4 / 1714 وسير الأعلام 18 / 57 - 58.
(4) العدلية: المعتزلة.
(5) إلى هنا ينتهي كلام الكلبي كما في ابن العديم، والقول الثاني نقله ابن العديم عن الحسين بن محمد بن
مردك، قال ابن العديم: وقد خلط ابن عساكر القولين دون أن يشير إلى ابن مردك.
(6) هو شيخ المعتزلة عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي ترجمته في سير الأعلام 15 / 32
(ترجمة).
قال الذهبي: وأما قول القائل: كان يذهب مذهب الحسن، فمردود، قد كان هفوة في ذلك من الحسن
وثبت أنه رجع عنها ولله الحمد.
23

قواما صواما قانعا راضيا لم يتحرم في مدة عمره وقد أتى عليه أربع وسبعون سنة
بطعام واحد ولم يدخل يده في قصعة إنسان ولم يكن لأحد عليه منة ولا يد في حضره
ولا في سفره
مات رحمه الله تعالى ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان كانت أوقاته
موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية والدراية والإرشاد والهداية والوراقة
والقراءة
خلف ما جمعه في طول عمره من الكتب وجعلها وقفا على المسلمين كان رحمه
الله تعالى تاريخ الزمان وشيخ الإسلام وبقية السلف والخلف
مات في مرضه وما فاتته فريضة ولا صلاة وما سال منه لعاب ولا تلوث له
ثياب وما تغير لونه كان مع ما به من الضعف يجدد التوبة ويكثر الاستغفار ودفن
غد ليلته يوم الأربعاء الرابع وعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة بجبل
طبرك (1) بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني بجنب قبر أبي الفتح عبد الرازق
بن مردك
753 إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
أبو الحسن الهاشمي (2)
عم السفاح والمنصور وكان معهم بالحميمة (3) وخرج معهم حين خرجوا لطلب
الخلافة وولي إمرة الموسم سنة سبع وثلاثين ومائة في خلافة المنصور وولي
البصرة
كتب إلي أبو جعفر الهمذاني أنا أبو بكر الصفار أنا أبو بكر بن منجويه أنا
الحاكم أبو أحمد قال أبو الحسن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس أخو
سليمان وداود ومحمد وعيسى وعبد الصمد

(1) قرب مدينة الري على يمين القاصد إلى خراسان (معجم البلدان).
(2) له ذكر في تاريخ الطبري في أكثر من موضع، انظر الجزء السابع 433 و 496 و 514.
(3) الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).
24

أنا الثقفي قال سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان
يقول إسماعيل بن علي يكنى أبا الحسن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا سلمة
قال وقال أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر فحج
إسماعيل بن علي سنة سبع وثلاثين ومائة وفي سنة اثنتين وأربعين ومائة حج بالناس
إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس وعلى مكة الهيثم بن معاوية (1)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (2) وأقام
الحج يعني سنة سبع وثلاثين إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس ولم تك تلك
السنة صائفة
وقال خليفة (3) سنة اثنتين وأربعين أقام الحج إسماعيل بن علي بن عبد الله بن
عباس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد عبيد الله بن
عبد الرحمن السكري نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي قال ثم ولى
يعني المنصور البصرة سوار بن عبد الله الأحداث مع القضاء والصلاة فلما مات
سوار ولى إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس ثم عزله وأقام سفيان بن معاوية ثم
عزله وولى سلم بن قتيبة ثم عزله وذكر غيرهم
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (4) وولى
يعني المنصور عيسى بن عمرو السكسكي سنة ثلاث وأربعين ومائة فكناه أهل البصرة

(1) انظر المعرفة والتاريخ 1 / 119 و 124.
(2) تاريخ خليفة ص 417.
(3) تاريخ خليفة ص 420.
(4) تاريخ خليفة ص 430 - 431 في تسمية عمال أبي جعفر - البصرة. والزيادة عن خليفة.
25

أبا الجمل ثم عزله وولى إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس في هذه السنة أيضا
ثم شخص إسماعيل بن علي واستخلف على البصرة محمد بن سليمان بن علي فعزله أبو
جعفر وولى سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني مبارك
الطبري قال لما قدم إسماعيل بن علي من واسط أنزله أمير المؤمنين المنصور في منزل
في داره وفتح خوخة بينه وبينه ثم جاءه أمير المؤمنين المنصور ونحن معه فسلم
عليه وعرض عليه تقديم أمير المؤمنين المهدي على عيسى بن موسى في ولاية العهد
فأجابه إلى ذلك وبايعه
وذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن إسماعيل بن علي ولد بالسراة سنة ثلاث
ومائة وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة وأمه وأم عبد الصمد كثيرة التي يقول فيها ابن قيس
الرقيات *
عادله (1) من كثيرة الطرب * فعينه بالدموع تنسكب (2) *
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ عن
أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب وأبو محمد
أحمد بن حماد الدولابي أخبرني محمد يعني ابن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن
محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة ست وأربعين ومائة مات إسماعيل بن علي بن
عبد الله بن العباس بالكوفة ودفن بها وكذا ذكر ابن عفير
754 إسماعيل بن علي
أبو محمد بن العين زربي (3)
شاعر محسن
أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنشدنا خالي أحمد بن محمد بن عقيل

(1) بالأصل " عاذلة " والمثبت عن ديوان ص 1.
(2) بالأصل صدر البيت فقط، وزيادة العجز عن الديوان.
(3) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1718 والوافي بالوفيات 9 / 168 وفوات الوفيات 1 / 182.
والعين زربي نسبة إلى عين زربة أو زربى بلد بالثغر من نواحي المصيصة.
26

الشهرزوري لإسماعيل بن العين زربي (1) *
وحقكم لا زرتكم في دجنة * من الليل تخفيني كأني سارق
ولا زرت إلا والسيوف هواتف * إلي وأطراف الرماح لواحق *
وقرأت بخط أخيه حمزة بن علي بن العين زربي لأخيه أبي محمد إسماعيل بن
علي (2) *
أيا راقد الليل حتى (3) يقال * إذا هجع الجفن زار الخيال
فمالي وعهدك عهد به * ولا سر جفني منه اكتحال
أحن إلى ساكنات الحجاز * وقد حجزتني أمور ثقال * *
وأحنو على طيبات (4) هناك * وقد تشتهي النفس ما لا يقال (5)
وجدتك (6) يا قلب عن حبهن * وقلت أما آن منهن آل
وما هن سمر طوال برزن * بلى في الحشي هن سمر طوال
بكيت ففاضت بحور الدموع * كأن (7) لها من جفوني انثيال
وظن العواذل أني قد سلوت * لفقد البكاء وجاءوا فقالوا
حقيق حقيق وجدت السلو * عنها فقلت محال محال (8)
دليل على أنني ما سلوت ذاك * التثني وذاك الدلال
لهيبا ينفث من طرفها * إذا ما بدت له سحر حلال *
وهي أطول من هذا
وقرأت بخط أخيه حمزة له (9)

(1) البيتان في بغية الطلب 4 / 1720 والوافي والفوات.
(2) الأبيات في بغية الطلب 4 / 1719 وبعضها في الوافي والفوات.
(3) بغية الطلب: حق يقال.
(4) بغية الطلب: ظبيات.
(5) بغية الطلب: ما لا تنال.
(6) بغية الطلب: زجرتك.
(7) الوافي وبغية الطلب: وكان لها.
(8) الوافي: فقلت: محال محال محال.
(9) الأبيات في بغية الطلب 4 / 1720.
27

ما علي ما قلت تعويل * كله مطل وتعليل
يا غزالا غير مكتحل * طرفه بالسحر مكحول (1)
كلما حملت من سقم * فعلى الأجفان محمول
رب ليل ظل يجمعنا * كله ضم وتقبيل
أشرقت كاساته وعلت * في أعاليها أكاليل
أشموس لحن مشرقة * أم كؤوس أم قناديل
في يدي بدر يطوف بها * من جنان الخلد منقول
لم يشن أعطافه قصر * فيه بتمجين (2) ولا طول * *
وكأن الحسن صاح بنا * حين وافى نحوه ميلوا
كم أباطيل نعمت بها * حبذا تلك الأباطيل *
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الحلبي أنشدنا أبو
محمد إسماعيل بن العين زربي الكاتب بدمشق لنفسه (3) *
ترك الظاعنون قلبي بلا قل * ب وعيني عينا من الهملان
وإذا لم تفض دما وما سحب أجفاني * على بعدهم فما أجفاني
حل في مقلتي فلو فتشوها * كان ذاك الإنسان في الإنساني *
قرأت بخط وبعض أهل العلم لإسماعيل بن العين زربي الدمشقي الشاعر (4) *
ألا يا حمام الأيك عشك آهل * وغصنك مياس (5) وإلفك حاضر
أتبكي وما امتدت إليك يد النوى * ببين ولم (6) يذعر جنابك ذاعر
لعمر الذي أولادك نعمة محسن * لأنت بما أولى وأنعم كافر *

(1) سقط في بغية الطلب.
(2) بغية الطلب: فيه تهجين.
(3) الأبيات في بغية الطلب 4 / 1719.
(4) الأبيات نقلها في مختصر ابن منظور 4 / 372 والأول والثاني في الوافي، والفوات.
(5) الوافي: مياد.
(6) بالأصل: " ولم يدغر جناحك داغر " والمثبت عن المختصر والوافي.
28

وله (1) *
على الدهر أبكي أم على الدهر أعتب * على كل شئ مذ تعتبت أعتب
سئمت من العيش الذي كان بالي * وعفت من الماء الذي كنت أشرب
فكل حياة مع سواك منية * وكل ضحى في غير أرضك غيهب *
ذكر شيخنا أبو محمد بن الأكفاني أن إسماعيل بن العين زربي مولده بدمشق
وتوفي سنة سبع وستين وأربعمائة (2)
755 إسماعيل بن عمرو الأشدق
ابن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص
أبو محمد القرشي الأموي (3)
روى عن ابن عباس وعبيد الله بن أبي رافع وعثمان بن عبد الله بن الحكم
روى عنه مروان بن عبد الحميد وشريك بن عبد الله بن أبي نمر (4)
ويعقوب بن عبد الرحمن الزهري وخالد بن إلياس القرشي وسليمان بن بلال وأبو
بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
وكان مع أبيه لما غلب على دمشق ثم سيره عبد الملك إلى الحجاز مع أخوته
ثم سكن الأعوص (5) واعتزل أمر السلطان وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلا
للخلافة
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا أنا أبو القاسم بن البسري [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد وأبوا محمد هبة الله بن طاوس
ومحمود بن محمد بن مالك الرحبي المزاحمي وأبو يحيى بشير بن عبد الله

(1) الأبيات نقلها في مختصر ابن منظور 4 / 373.
(2) العبارة بأكملها ما بين معكوفتين سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح. ونقلها عنه
ابن العديم. وذكر وفاته في الوافي 9 / 168 سنة ثمان وستين وأربعمئة.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 203 والوافي بالوفيات 9 / 183 وفي م: عمر بيل عمرو.
(4) ترجمته في سير الأعلام 6 / 159.
(5) الأعوص: موضع قرب المدينة (معجم البلدان).
29

الروساني وأبو إسماعيل محمد بن محمد بن عبد الله الأكاف قالوا أنا أبو محمد
التميمي قالا أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن مخلد نا محمد بن عثمان بن
كرامة نا خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي
نمر عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبن
مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا وله حواريون فيمكث بين أظهرهم ما شاء الله
يعمل فيهم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) فإذا انقرضوا كان من بعدهم أمراء يركبون
رؤوس المنابر يقولون ما تعرفون ويعملون ما تنكرون فإذا رأيتم أولئك فحق على كل
مؤمن يجاهدهم بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك
إسلام [* * * *]
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله الحصيري الفقيه أنا أبو منصور
محمد بن أحمد بن الهيثم المقومي (1) نا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب
القزويني (2) نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان (3) نا أبو عبد الله
محمد بن يزيد بن ماجة نا يعقوب بن حميد بن كاسب نا الغيرة بن عبد الرحمن نا
خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص عن عثمان بن عبد الله بن
الحكم بن الحارث عن عثمان بن عفان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى على عثمان بن مظعون
وكبر عليه أربعا [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي أنا القاسم بن مهدي نا أبو مصعب حدثني مغيرة بن
عبد الرحمن عن خالد بن إلياس نحوه إلا أنه قال أربع تكبيرات (4)
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور
أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى [* * * *]

(1) ترجمته في سير الأعلام 18 / 530 (271).
(2) في سير الأعلام 17 / 271 و 289.
(3) ترجمته في سير الأعلام 15 / 463.
(4) الكامل لابن عدي في ترجمة خالد بن إلياس بن صخر، ترجمته في تهذيب التهذيب.
30

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان
الشروطي أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المحبري أنا أبو القاسم
عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة قالا نا أبو القاسم البغوي حدثني أحمد بن
عباد الفرغاني نا يعقوب بن أحمد الزهري نا المغيرة بن عبد الرحمن زاد ابن
حبابة بن الحارث بن عبد الله بن عباس عن خالد بن إلياس (1)
وقال عيسى نا خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص
عن عثمان بن عبد الله بن الحكم عن عثمان بن عفان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلى على
عثمان بن مظعون فكبر عليه أربع تكبيرات
وأعلى ما رفع إلي من حديثه ما أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد
الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا المؤمل بن الحسن بن عيسى نا عبد الله بن
حمزة الزبيري حدثني عبد الله بن نافع عن ابن إلياس وهو خالد بن إلياس عن
إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص وعن عثمان بن الحكم أنهما حدثاه عن
عبد الله بن مسعود أنه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من
القرآن يقول التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا
عبده ورسوله
[* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي [* * * *] ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (2) حدثني محمد بن مهران نا خالد بن
مخلد نا سليمان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن إسماعيل بن عمرو بن
سعيد بن العاص عن عبيد الله عن ابن مسعود قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما بعث الله نبيا إلا
له حواري [* * * *] فذكر الخلفاء قال البخاري إسماعيل بن عمرو بن سعيد القرشي سمع ابن

(1) بالأصل وم " إلياس " والصواب ما أثبت، انظر ما تقدم.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 368.
31

عباس روى عنه مروان (1) وقال علي حدثنا سفيان أدركنا عما لإسماعيل بن أمية
وأيوب بن موسى يقال له إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن أنا يوسف بن رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا أبو بشر
محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في
تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم إسماعيل بن عمرو بن سعيد
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار في تسمية ولد عمرو بن سعيد (2) إسماعيل ومحمد وأم كلثوم وأمهم أم
حبيب بنت حريث بن سليم من بني عذرة كان إسماعيل بن عمرو يسكن الأعوص في
شرقي المدينة على بضعة عشر ميلا وكان له فضل لم يتلبس بشئ من سلطان بني
أمية
قال الزبير حدثني غير واحد أن عمر بن عبد العزيز قال لو كان لي أن أعهد ما
عدوت أحد رجلين صاحب الأعوص يريد إسماعيل بن عمرو أو أعيمش بني تميم
يريد القاسم بن محمد
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا ابن سعد قال (3): في الطبقة الرابعة إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص صاحب الأعوص ويكنى أبا
محمد وهو الذي قال له عمر بن عبد العزيز لو كان لي من الأمر شئ لوليت
القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص
وقيل له ليالي قدم داود بن علي المدينة لو تغيبت فقال لا والله ولا طرفة عين
وكان خيرا فاضلا

(1) هو مروان بن عبد الحميد.
(2) انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص 182.
(3) لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع.
32

قال وقيل لداود ليس بك حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدعاء فتركه ولم
يعرض له وعرض لإسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى فحبسهما بالمدينة روى عنه
سليمان بن بلال وابن أبي سبرة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن
حيوية أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل نا الحارث بن أبي
أسامة نا محمد بن سعد قال (1) فولد عمرو بن سعيد أمية وسعيدا وإسماعيل
ومحمدا وأم كلثوم وأمهم أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عداء بن
أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضبة (2) بن عبد (3) كبير بن عذرة بن
قضاعة
قال أبو عمر وأخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق نا الحارث نا محمد بن
سعد أنا محمد بن عمر قال كان إسماعيل بن عمرو يكنى أبا محمد وكان ينزل
الأعوص على أحد عشر ميلا من المدينة طريق العراق وكان عابدا ناسكا
وقال عمر بن عبد العزيز لو كان إلي من الأمر شئ يعني أمر الخلافة بعده
لوليتها القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص يعني إسماعيل بن عمرو (4) وعاش
إسماعيل إلى دولة ولد العباس فقيل له ليالي قدم داود بن علي المدينة واليا على
الحرمين لو تغيبت فقال لا والله ولا طرفة عين وكان داود قد هم به فقيل له ليس
بك حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدعاء عليك فتركه ولم يعرض له وعرض
لإسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد فحبسهما
بالمدينة وعاش إسماعيل بن عمرو بعد ذلك يسيرا ثم مات وقد روى عنه سليمان بن
بلال وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيرهما وكان قليل الحديث
قال ونا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة إسماعيل بن
عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمه أم حبيب بنت

(1) طبقات ابن سعد 5 / 237.
(2) ابن سعد: ضنة.
(3) ابن سعد: عبد بن كبير.
(4) انظر ابن سعد 5 / 344 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
33

حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عدا بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن
حرام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة من قضاعة (1)
قال وأنا أبو عمر بن حيوية قراءة عليه أنا سليمان بن إسحاق نا الحارث بن
محمد نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني مسلم بن خالد عن إسماعيل بن
أمية قال قال عمر بن عبد العزيز لو كان إلي من الأمر شئ ما عدوت به القاسم بن
محمد أو (2) صاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف إجازة نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر
حدثني مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية قال قال عمر بن عبد العزيز لو كان إلي
من الأمر شئ ما عدوت به القاسم بن محمد (2) أو صاحب الأعوص إسماعيل بن
عمرو بن سعيد بن العاص قال محمد بن عمر وكان إسماعيل بن عمرو عابدا منقطعا
قد اعتزل فنزل الأعوص
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن
علي بن يعقوب أنا محمد بن أحمد بن محمد بواسط أنا الأحوص بن المفضل بن
غسان نا أبي نا الواقدي قال قال عمر بن عبد العزيز لو كان الأمر إلي لوليت
الأعمش يعني القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص يريد إسماعيل بن عمرو بن
سعيد بن العاص وكان فاضلا خيارا مسلما وكان منزله بالأعوص على بريد من
المدينة (3)
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد [* * * *] قال وأنا ابن مندة أنا أبو علي محمد بن عبد الله إجازة قالا
أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) قال إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي

(1) ضاع قسم كبير من تراجم المدنيين من طبقات ابن سعد، فالمذكور ليس في القسم المطبوع من طبقات ابن
سعد.
(2) ابن سعد 5 / 344: وصاحب.
(3) تهذيب التهذيب 1 / 203.
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 1 / 190.
34

روى عن ابن عباس روى عنه مروان بن عبد الحميد ويعقوب بن عبد الرحمن
الزهري سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك زاد أبو زرعة يعد في الكوفيين (1) وهذا
وهم
وبلغني عن محمد بن عبيد الله العتبي عن أبيه قال قال داود بن علي
لإسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتله من قتل من بني أمية أساءك ما فعلت
بأصحابك فقال كانوا يدا فقطعتها وعضدا فتتها ومرة نفضتها وركنا هدمته وجناحا
نتفته قال فإني خليق أن ألحقك بهم قال إني إذا لسعيد
756 إسماعيل بن عياش بن سليم
أبو عتبة العنسي الحمصي (2)
روى عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ومحمد بن زياد الألهاني وبحير بن
سعد وثور بن يزيد وأبي بكر بن أبي مريم وعمرو بن قيس السكوني وعمرو
ومحمد ابني مهاجر وضمضم بن زرعة والأوزاعي وهشام بن الغاز (3) الشاميين
وعطاء بن عجلان وعمر بن محمد بن زيد العمري وسهيل بن أبي صالح
وعبد الله بن عثمان بن خثيم المكي وابن السمعاني وابن جريج ويحي بن سعيد
الأنصاري وموسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر ومحمد بن عمرو وهشام بن
عروة وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الحجازيين والحجاج بن أرطأة وسفيان
الثوري وروى عن الأعمش
وروى عنه سفيان والليث بن سعد ومحمد بن إسحاق وعبد الله بن
المبارك وعبد الله بن وهب وضمرة بن ربيعة وحجاج بن محمد الأعور
ومعتمر بن سليمان ومروان بن محمد الأسدي والوليد بن مسلم وموسى بن أعين

(1) في الجرح والتعديل: المكين.
(2) تاريخ بغداد 6 / 221 وبغية الطلب لابن العديم 4 / 1722 وسير أعلام النبلاء 8 / 312 وانظر بحاشيتها ثبتا
بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وبالأصل " العبسي " والمثبت " العنسي " عن المصادر، وهذه النسبة إلى عنس من مذحج وترجمته كلها
سقطت من م، مع العلم أن ناسخ الجزء السابع السابق منها كتب في نهايته: يتلوه إن شاء الله في الذي يليه
إسماعيل بن عياش وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
(3) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن بغية الطلب.
35

وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وبقية بن الوليد وأبو داود الطيالسي
وأبو قتيبة سلم بن قتيبة والفرج بن فضالة ويزيد بن هارون ويحيى بن حسان
وضمرة بن ربيعة (1) ويحيى بن معين وعبد الرحمن بن واقد الواقدي وهارون بن
معروف والهيثم بن خارجة والحسن بن عرفة ومنصور بن أبي مزاحم وكثير بن
الوليد والأبيض بن الأغر وأبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي وأبو عبيدة عبيد بن
رزين الألهاني وعبد الوهاب بن الضحاك وإبراهيم بن العلاء وحماد بن حمير
وأبو اليمان وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي وأبو مسهر وأبو معمر القطيعي
وداود بن رشيد وعلي بن عياش وأبو الجماهر وزهير بن عباد وشبابة بن سوار
وأبو عبيد ومحمد بن عيسى بن الطباع وغيرهم
وكان حجاجا وكانت طريقه على دمشق حج بضع عشرة حجة وبعثه أبو جعفر
المنصور إلى دمشق فعدل أرضها الخراجية (2)
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان ثم أخبرنا خالي أبو المكارم
سلطان بن يحيى بن علي القرشي بدمشق وأبو الفرج رستم بن فرج بن عباس بن
شيخان البغدادي التاجر بنيسابور وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السكن
البغدادي بأصبهان وأبو سليمان داود بن محمد الإربلي (3) بدمشق قالوا أنا أبو
القاسم بن بيان أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز
أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن أبي
بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن رشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذه الآية " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من
تحت أرجلكم " (4) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنا إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد [* * * *]
أخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد أنا أبو
بكر محمد بن محمد بن سليمان نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش نا

(1) كذا بالأصل مكررة.
(2) بغية الطلب 4 / 1740 - 1741 نقلا عن ابن عساكر.
(3) الإربلي نسبة إلى إربل وهي قلعة على مرحلة من الموصل (الأنساب).
وفي اللباب: على مرحلتين.
(4) سورة الأنعام، الآية: 65.
36

ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير وكثير بن مرة والمقدام بن
معدي كرب وأبي أمامة الباهلي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة (1) في الناس أفسدهم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد نا إبراهيم بن أبي أمامة قال سمعت
نوح بن حبيب يقول إسماعيل بن عياش يكنى أبا عتبة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا القاضي أبو العلاء
أنا أبو بكر البابسيري نا الأحوص بن المفضل نا أبي عن يحيى بن معين قال
وإسماعيل بن عياش مولى عنس (2)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (3) إسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي أراه
العنسي سمع شرحبيل بن مسلم الخولاني ومحمد بن زياد (4) روى عنه ابن (4) المبارك ما روى عن الشاميين فهو أصح
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا أبو عبد الله بن أبي
الحديد أنا أبو الحسن الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة
قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة إسماعيل بن عياش أبو
عتبة الحمصي عنسي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا
جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة قال في ذكر أهل حمص قال إسماعيل بن
عياش

(1) مختصر ابن منظور: الزينة.
(2) بالأصل " عبس " والمثبت عن بغية الطلب 4 / 1724.
(3) التاريخ الكبير 1 / 1 / 369.
(4) الزيادة في الموضعين عن البخاري.
37

قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيويه
أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وإسماعيل بن عياش
يكنى أبا عتبة حدثنا بذاك الوليد بن شجاع وسمعت أبي يقول كان إسماعيل بن
عياش أحول (1)
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن حمدون
أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عتبة إسماعيل بن عياش
الحمصي عن محمد بن زياد ويحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه ابن المبارك
ويحيى بن يحيى
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا أبو
الفتح سليم بن أيوب أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي نا أبو القاسم
علي بن إبراهيم نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد
المقدمي يقول إسماعيل بن عياش الحمصي الأزرق أبو عتبة
(3) أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن
جعفر أنا أحمد بن محمد بن زنجويه أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري قال وأما عياش
تحت الياء نقطتان والشين منقوطة منهم إسماعيل بن عياش الحمصي مشهور
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال أجاز لنا أبو زكريا عبد الرحيم بن
أحمد البخاري
[* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا إبراهيم بن يونس بن محمد نا أبو زكريا
البخاري
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنا أبو الفرج الإسفرايني أنا رشأ بن
نظيف قالا أنا عبد الغني بن سعيد قال وأما العنسي بعين وسين مهملتين ونون
فعدد منهم إسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسي الحمصي

(1) بغية الطلب 4 / 1725 - 1726.
(2) كتاب الكنى والأسماء للإمام مسلم ص 161.
(3) بغية الطلب 4 / 1726.
38

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري
[* * * *]
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى نا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنا عبد الرحيم البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال عياش بالياء معجمة
باثنتين والشين معجمة
وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال أما عياش
بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها وآخره شين معجمة إسماعيل بن عياش أبو عتبة
قال ابن ماكولا (2) وأما العنسي بالنون فجماعة منهم إسماعيل بن عياش أبو
عتبة العنسي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (3) إسماعيل بن عياش بن سليم أبو عتبة العنسي من أهل حمص
سمع محمد بن زياد الألهاني وشرحبيل بن مسلم وبحير بن سعد وأبا بكر بن عبد الله بن
أبي مريم ويحيى بن سعيد الأنصاري وسهيل بن أبي صالح وعبد الله بن عثمان بن
خثيم روى عنه سليمان الأعمش وفرج بن فضالة وعبد الله بن المبارك ويزيد بن
هارون وأبو داود الطيالسي وعبد الله بن صالح العجلي ومحمد بن بكار بن الريان
وأبو إبراهيم الترجماني وداود بن عمرو الضبي والحسن بن عرفة العبدي وكان
إسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور وولاه خزانة الكسوة وحدث ببغداد
حديثا كثيرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (4) قال سمعت محمد بن عبيد الله بن فضيل يقول سمعت
سعيد بن عمرو ويقول سمعت بقية ويقول ولد يعني إسماعيل بن عياش سنة خمس
ومائة وولدت سنة عشرة ومائة

(1) الإكمال لابن ماكولا 6 / 64.
(2) الإكمال لابن ماكولا 6 / 354.
(3) تاريخ بغداد 6 / 221.
(4) الكامل لابن عدي 1 / 294.
39

قال ونا أبو أحمد (1) نا أحمد بن محمد بن عنبسة نا أبو التقى قال قال لي
بقية مولد إسماعيل بن عياش سنة ثمان ومائة ومولدي سنة اثنتي عشرة ومائة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
أنا محمد بن أحمد رزق أنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف قالا
نا عبد الله بن أحمد قال قال أبي ولد ابن عياش يعني إسماعيل سنة ست ومائة
قال (3) وأنا محمد بن الحسين القطان أنا دعلج بن أحمد نا أحمد بن علي الأبار
قال سألت عمرو بن عثمان عن إسماعيل بن عياش قال قال أبي قال قال لي ابن
عيينة مولد ابن عياش قبل (4) سنة ست قال وكيف ذهب عنه أصحابنا وأنا مولدي
سنة ثمان قال قلت يا أبا محمد وأنت بكرت
قال وأنا الطناجيري أنا عمر بن أحمد الواعظ نا إسحاق بن موسى الرملي
قال سمعت محمد بن عوف يقول سمعت يزيد بن عبد ربه يقول كان مولد
إسماعيل بن عياش سنة اثنتين ومائة ومات سنة إحدى وثمانين ومائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني يزيد بن عبد ربه قال ولد
إسماعيل بن عياش سنة ست ومائة
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا أبو بكر
الخطيب أنا خليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم
أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال نمروان نا
محمد بن مهاجر قال قال لي أخي عمرو بن مهاجر ليس تحسن تسأل لم لا تسألني
مسألة هذا الأزيرق ما سألني أحد أحسن مسألة منه يعني إسماعيل بن عياش قال

(1) الكامل لابن عدي 1 / 294.
(2) تاريخ بغداد 6 / 228.
(3) تاريخ بغداد 6 / 227.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل " قيلي ".
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 227.
40

محمد فقلت له كيف هذا أن أكون أنا مثل وهذا فقيه
(1) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله بن
العالمة وأبو منصور علي بن علي بن سكينة قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو
القاسم بن حبابة نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا عمي نا سليمان بن أحمد
حدثني أبو مسهر حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري قال كان أخي عمرو بن مهاجر
يقول ألا تسألني كما يسألني هذا الأحمر الحمصي يعني إسماعيل بن عياش
قال وحدثني عمي نا سليمان قال سمعت يزيد بن هارون يقول رأيت
شعبة بن الحجاج عند فرج بن فضالة يسأله عن حديث إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2) أخبرني محمد بن الحسين القطان أنا دعلج بن أحمد أنا أحمد بن علي الأبار نا
الحسن بن علي قال سمعت يزيد بن هارون قال شهدت شعبة يسمع من الفرج بن
فضالة عن إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (3) نا ابن حماد نا أبو عمير نا كثير بن الوليد عن
إسماعيل بن عياش قال كنت أمر بهشام بن عروة وعنده ولده وولد ولده فيقول لي يا
حمصي سمعت حديثنا وتمر ولا تسلم علينا قال فأقول أصلحك الله إني لمن أشد
الناس معرفة بحقك
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدثني أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه
أنا رشأ بن نظيف إجازة أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي ونقلته من خطة أنا أبو
بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا عبد الصمد بن سعيد بن عبد الله بن
يعقوب الحمصي قال سمعت محمد بن عوف يقول سمعت أبا اليمان يقول كان
منزل إسماعيل بن عياش إلى جانب منزلي فكان يحيي الليل فكان ربما قرأ ثم قطع ثم
رجع فقرأ من الموضع الذي قطع

(1) بغية الطلب 4 / 173.
(2) تاريخ بغداد 6 / 223.
(3) الكامل لابن عدي 1 / 292.
41

منه فلقيته يوما فقلت يا عم قد رأيت منك شيئا وقد
أحببت أن أسألك عنه إنك تصلي من الليل ثم تقطع ثم تعود إلى الموضع الذي قطعت
فتبتدئ منه فقال يا بني وما سؤالك عن ذلك قلت أريد أن أعلم قال يا بني إني
أصلي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب الذي أخرجتها فأقطع الصلاة فأكتبه فيه
ثم أرجع إلى صلاتي فابتدئ من الموضع الذي قطعت منه
(1) أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد
اللباد أنا أبو القاسم عمار بن محمد بن الحسن بن درستويه أنا خيثمة بن سليمان نا
أبو أيوب البهراني
[* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
(2) الخطيب أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنا عمر بن أحمد
الواعظي [* * * *] قال الخطيب وأنا عبيد الله بن عمر بن أحمد
الواعظ حدثني أبي نا
محمد بن أحمد بن محمويه بالبصرة نا سليمان بن عبد الحميد نا يحيى بن صالح
قال ما رأيت رجلا أكبر وفي حديثه خيثمة كان أكبر نفسا من إسماعيل بن
عياش كما أنه إذا أتيناه إلى مزرعته لا يرضى لنا إلا بالخروف والخبيص وسمعته
يقول ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار (3) فأنفقتها في طلب العلم
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن رشأ بن نظيف أنا أبو أحمد عبيد الله بن
محمد بن أحمد الفرضي أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي نا
عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان عن جعفر بن محمد الرسغني نا عثمان بن صالح
قال كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد يحدثهم بفضل عثمان
فكفوا عن ذلك وكان أهل حمص ينتقصون علي بن أبي طالب حتى نشأ فيهم
إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك (4)

(1) بغية الطلب 4 / 1730 - 1731.
(2) تاريخ بغداد 6 / 222.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(4) بغية الطلب 4 / 1731.
42

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1) أنا محمد بن أحمد بن رزق أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال قال أبو عبد الرحمن
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي لداود بن عمرو الضبي وأنا أسمع منه يا أبا سليمان
كان يحدثكم إسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه قال نعم ما رأيت معه كتابا
قط فقال له لقد كان حافظا كم كان يحفظ قال شيئا كثيرا قال له كان يحفظ عشرة
آلاف قال عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف قال أبي كان بهذا مثل وكيع
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران [* * * *] وأخبرنا
أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب قالا (2) أنا
أحمد بن أبي جعفر أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني نا محمد بن عمرو العقيلي نا
زكريا بن يحيى الحلواني أبو أحمد نا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال سمعت
علي بن عبد الله بن جعفر يقول رجلان هما صاحبا حديث بلدهما
(5) إسماعيل بن عياش وعبد الله بن لهيعة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
[* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (6) قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن
سفيان نا الفضل بن زياد قال قال أحمد بن محمد بن حنبل ليس أحد أروى لحديث
الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم انتهت رواية البيهقي وزادا قال
ونا يعقوب قال كنت أسمع أصحابنا يقولون علم الشام عن إسماعيل بن عياش
والوليد بن مسلم قال وسمعت أبا اليمان يقول كان أصحابنا (7) لهم رغبة في العلم

(1) تاريخ بغداد 6 / 224.
(2) تاريخ بغداد 6 / 222.
(3) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل: " يقولان " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد.
(6) تاريخ بغداد 6 / 222 - 223.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه. وانظر تاريخ بغداد 6 / 224.
43

وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة وكانوا يقولون نجهد في الطب ونتعب
أبداننا ونغيب فإذا جئنا وجدنا كلما كتبنا عند إسماعيل قال يعقوب وتكلم قوم في
إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشام ولا يدفعه دافع وأكثر ما
تكلموا قالوا يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين
أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم أنا المبارك بن عبد الجبار بن
أحمد أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن
شيبة حدثني جدي يعقوب حدثني أحمد بن داود الحراني حدثني عيسى بن يونس
وذكر إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (2) أنا يوسف بن الحجاج نا أبو زرعة الدمشقي قال سمعت
الهيثم بن خارجة يقول سمعت يزيد بن هارون يقول ما رأيت أحفظ من إسماعيل بن
عياش ما أدري ما سفيان الثوري
أخبرنا أبو عبد الله الخلال نا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا
علي بن محمد [* * * *] قال وأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم نا أبي قال سمعت سليمان بن أحمد الواسطي (4) يقول سمعت يزيد بن
هارون يقول ما رأيت شاميا ولا عراقيا (5) أحفظ من إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (6) اخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي أنا أبو علي الحسين بن
محمد الشافعي بالأهواز نا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعته يعني أبا

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل " أعدل ".
(2) الكامل لابن عدي 1 / 295.
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 191.
(4) في الجرح والتعديل: الدمشقي.
(5) بياض بالأصل، والزيادة المستدركة عن الجرح والتعديل.
(6) تاريخ بغداد 6 / 221 - 222.
44

داود السجستاني يقول قال يزيد بن هارون يقول (1) ما رأيت عربيا أحفظ من
إسماعيل بن عياش قال أبو داود قدم إسماعيل قدمتين قدم هو وجرير بن عثمان
الكوفة في مساحة أرض حمص وقدمة قدمها إلى بغداد سمع منه البغداديون وسمع
يزيد بن هارون من إسماعيل بن عياش ببغداد في القدمة الأولى
قال وأنا الحسين بن علي الصيمري أنا علي بن الحسن الرازي نا محمد بن
الحسين الزعفراني نا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول مضيت إلى
إسماعيل بن عياش فرأيته قاعدا عند دار الجوهري على غرفة وما معه إلا رجلين ينظران
في كتابه فرجعت ولم أسمع شيئا وكان يحدثهم بنحو من خمسمائة في اليوم أكثر أو
أقل وهم أسفل (2) وهو فوق فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل قال
وأخبرني الحسن بن محمد الخلال نا يوسف بن عمر القواس قال سمعت أبا طالب
أحمد بن نصر بن طالب الحافظ يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول
سمعت يحيى بن معين يقول قدم علينا إسماعيل بن عياش فنزل شارع عمرو الرومي فقعد على روشن وقرأ على الناس صحيفة ورمى بها إليهم فلم آخذ منها شيئا لأني لم
أكن أنظر فيها
أخبرنا أبو محمد الأكفاني شفاها عن عبد العزيز بن أحمد عن تمام بن
محمد حدثني أبي أبو الحسين حدثني مكحول ببيروت نا جعفر بن نوح الأذني نا
محمد بن عيسى قال سمعت محمد بن كثير يقول قلت للأوزاعي في حال
إسماعيل بن عياش فقال إذا حدثك عن من يعرف فخذ عنه قال وكتب عنه الأعمش
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
نا أبو أحمد بن عدي (3) قال سمعت ابن حماد يقول قال السعدي سألت أبا مسهر
عن إسماعيل بن عياش وبقية فقال كل كان يأخذ عن غير ثقة فإذا أخذت حديثهم عن
الثقات فهو ثقة

(1) كذا، وليست في تاريخ بغداد.
(2) بياض بالأصل والمثبت عن تاريخ بغداد 6 / 222.
(3) الكامل لابن عدي 1 / 294.
45

قال (1) وسمعت ابن حماد يقول إسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين فهو
أصح
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا
عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب أنا
أبو بكر القاسم بن عيسى نا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال سألت أبا
مسهر عن إسماعيل بن عياش وبقية فقال كل كان يأخذ عن غير ثقة فإذا أخذت
حديثهم عن الثقات فهو ثقة قال الجوزجاني أما إسماعيل بن عياش فقلت لأبي
اليمان ما أشبه حديثه بثياب نيسابور يرقم على الثوب المائة ولعل شراءه دون عشرة
قال وكان من أروى الناس عن الكذابين وهو في حديث الثقات من الشاميين أحمد منه
في حديث غيرهم
(2) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة وأبو
منصور علي بن علي بن عبيد الله بن سكينة قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا
عبد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم العربي حدثني عباس يعني ابن
محمد قال سمعت يحي ى يقول إسماعيل بن عياش ثقة قال يحيى وكان إسماعيل
أحب إلى أهل الشام من بقية وقد سمع إسماعيل من شرحبيل قال يحيى
إسماعيل بن عياش أحب إلي من فرج بن فضالة
قال يحيى مضيت إلى إسماعيل بن عياش فرأيته عند دار الجوهري قاعدا على
غرفة وما معه إلا رجلان ينظران في كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل قال يحيى فرجعت ولم
أسمع منه شيئا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن
علي بن محمد بن علي بن السقا أنا أبو العباس
الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول وذكر عنده إسماعيل بن عياش فقال

(1) الكامل لابن عدي 1 / 293.
(2) بغية الطلب 3 / 1734 والزيادة عم ابن العديم.
46

علي كان إسماعيل بن عياش يقعد ومعه ثلاثة أو أربعة فيقرأ كتابا وهم معه والناس
مجتمعين ثم يلقيه إليهم فينسخونه جميعا ولم ينظر في الكتاب إلا أولئك الثلاثة أو
الأربعة
قال وسمعت يحيى يقول شهدت إسماعيل بن عياش وهو يحدث هكذا فلم أكن
آخذ منه شيئا ولكني شهدته يملي إملاء فكتبت عنه
وسمعت يحيى يقول إسماعيل بن عياش ثقة وسمعت يحيى يقول كان
إسماعيل بن عياش أحب إلى أهل الشام من بقية بن الوليد وقد سمع إسماعيل بن
عياش من شرحبيل وسمعت يحيى يقول إسماعيل بن عياش أحب إلي من فرج بن
فضالة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنا سليمان بن
أشعث قال سمعت يحيى بن معين قال إسماعيل بن عياش ثقة
(1) أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود العدل عنه أنا أبو نعيم الحافظ
الأصبهاني نا سليمان بن أحمد الطبراني
[* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا
يوسف بن أحمد بن الدخيل أنا محمد بن عمرو بن موسى قالا نا عبد الله بن
أحمد بن محمد بن حنبل قال سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش قال
إذا حدث عن الشيوخ الثقات مثل محمد بن زياد الألهاني وشرحبيل بن مسلم زاد
العقيلي قلت ليحيى كتبت عن إسماعيل بن عياش قال نعم سمعت منه
(2) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (3) نا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد قال سألت يحيى بن
معين عن إسماعيل بن عياش فقال إذا حدث عن الشيوخ الثقات مثل محمد بن زياد

(1) بغية الطلب 4 / 1730.
(2) سير أعلام النبلاء 8 / 317.
(3) الكامل لابن عدي 292 - 293.
47

الألهاني وشرحبيل بن مسلم زاد العقيلي قلت ليحيى كتبت عن إسماعيل بن عياش
قال نعم سمعت منه شيئا قال عبد الله وقد حدثنا عنه يحيى بن معين
وهارون (1) بن معروف قالا حدثنا (2) إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن
مسلم عن أبي سعيد (3) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الزعيم غارم (4)
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو منصور
علي بن علي قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا عبد الله بن
محمد بن عبد الله حدثني أحمد بن محمد قال سئل يحيى بن معين عن إسماعيل بن
عياش فقال ليس به بأس من أهل الشام وقيل (5) ليحيى أيما أثبت بقية أو
إسماعيل بن عياش فقال كلاهما صالحان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد (6) نا أحمد بن علي بن بحر نا عبد الله بن أحمد الدوري (7)
قال وكتبنا مع يحيى بن معين من (8) الهيثم بن خارجة كتاب الفتن عن إسماعيل بن
عياش
أخبرنا أبو القاسم الواسط وأبو الحسن بن قبيس قالا نا وأبو منصور بن
خيرون أنا أبو بكر الخطيب (9) أنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول
قلت ليحيى بن معين فإسماعيل بن عياش كيف هو عندك قال أرجو أن لا يكون به
بأس (10)

(1) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن ابن عدي 1 / 293، وبالأصل " أنا أحمد بن معروف ".
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي وسير الأعلام 8 / 323.
(3) كذا بالأصل وهو خطأ، والصواب " أبي أمامة " كما في ابن عدي 1 / 293 وسير الأعلام 8 / 323.
(4) الزعيم: الكفيل.
(5) بياض بالأصل، والزيادة عن بغية الطلب 4 / 1730.
(6) الكامل لابن عدي 1 / 293.
(7) ابن عدي: الدورقي.
(8) بالأصل " بن " والمثبت عن ابن عدي.
(9) تاريخ بغداد 6 / 225.
(10) بياض بالأصل والزيادة عن تاريخ بغداد.
48

وأخبرنا أبو الحسن نا وأبو منصور أنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني
الحسين بن علي الطناجيري نا عمر بن أحمد الواعظ نا ابن صدقة قال قال ابن أبي
خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن عياش ثقة (2) والعراقيون يكرهون
حديثه
قال (3) ونا محمد بن أحمد بن رزق أنا هبة الله بن محمد بن جيش (4) الفراء
أنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن معين وذكر عنده
إسماعيل بن عياش فقال كان ثقة فيما روى عن أصحابه أهل الشام فما روى عن
غيرهم فخلط فيها قال وأنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله (5) بن شهريار الأصبهاني
أنا سليمان بن أحمد الطبراني نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن
معين يقول إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين وأما روايته عن أهل
الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم
قال الخطيب وأنا عبد الله بن يحيى السكري أنا محمد بن عبد الله الشافعي
نا جعفر بن محمد بن الأزهر نا ابن الغلابي [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد بن علي بن
يعقوب أنا محمد بن أحمد بن محمد أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي
قال قال يحيى بن معين إسماعيل بن عياش ثقة في أهل الشام وأما ما روى عن غيرهم
ففيه شئ
أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد نا أبو عبد الله أنا علي بن الحسن الربعي نا
أحمد بن عتبة نا الهروي قال حدثني مضرس (6) بن محمد قال سألت يحيى بن
معين عن إسماعيل بن عياش فقال إذا حدث عن الشاميين وذكر الخبر فحديثه مستقيم

(1) تاريخ بغداد 6 / 225.
(2) بياض بالأصل والزيادة عن تاريخ بغداد.
(3) تاريخ بغداد 6 / 226.
(4) تاريخ بغداد: حبش.
(5) تاريخ بغداد 6 / 226 " وأنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن شهريار ".
(6) عن ميزان الاعتدال 1 / 223 وبالأصل " مضر ".
49

وإذا حدث عن الحجازيين (1) والعراقيين خلط ما شئت
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو منصور أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني
أنا الحسين بن علي التميمي نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني حدثنا أبو
بكر المروذي (2) قال سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عياش فحسن روايته عن
الشاميين وقال هو فيهم أحس حالا مما (3) روى عن المدنيين وغيرهم (4)
757 إسماعيل الأسدي من شعراء الدولة الأموية
إن لم يكن إسماعيل بن محمد الأسدي الكوفي فهو غيره
كان له انقطاع إلى مروان الحمار
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوز لي وأبي جعفر بن
المسلمة عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال (5) إسماعيل
الأسدي ولم ينسب كان منقطعا إلى مروان بن محمد فذكر يوما إسماعيل عند
خدينة (6) وهو سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
ومودته لمروان فقال سعيد ومن ذلك الملط (7) فهجاه إسماعيل بقوله * زعمت خدينة أني ملط * ولخدنه المرآة والمشط

(1) في ميزان الاعتدال: المدينيين.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد 6 / 225 ومكان العبارة بياض بالأصل.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد 6 / 225 ومكانه بياض بالأصل.
(4) هنا ينتهي المجلد المخطوط الثاني، ولما تنتهي ترجمة إسماعيل بن عياش بعد.
وبهامش مختصر ابن منظور 4 / 376 وفي أخر ترجمة إسماعيل بن عياش كتب محققه.
يبدو أن خرما أصاب أصل التاريخ الكبير فأسقط منه ما تبقى من ترجمة إسماعيل بن عياش، وطرفا صالحا
من ترجمة إسماعيل بن يسار النسائي (في المخطوط الذي بيدي لم أجد ترجمة لابن يسار النسائي المذكور)
وأسقط ما بينهما من ترجم. وفي اعتقادي أن ما بين عياش ويسار ليس بالقدر اليسير. ومن الغريب أن
المجلدة الثانية من نسخة الظاهرية (س) تنتهي بترجمة إسماعيل بن عياش وتبدأ المجلدة الثالثة بترجمة
إسماعيل الأسدي، ولم يتنبه الشيخ بدران رحمه الله إلي هذا الخلل في تهذيبه. وأما ما تبقى في ترجمة
إسماعيل بن يسار فقد وقفت عليه في نسخة أحمد الثالث.
(5) لم يرد ذكره في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
(6) ضبطت عن جمهرة أنساب العرب ص 109.
(7) الملط بالكسر الخبيث الذي لا يرفع له شئ إلا سرقه واستحله، والملط: المختلط النسب (القاموس).
50

ومجامر ومكاحيل ومعازف * وبخدها من شكلها نقط * *
أفذاك (1) أم زغف مضاعفة * ومهند من شأنه القط
لمفرض ذكر أخي ثقة * لم يعده التأنيث واللقط *
758 أسماء بن خارجة بن حصن (2) بن حذيفة بن بدر
ابن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان
ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان
أبو حسان ويقال أبو محمد الفزاري الكوفي (3)
روى عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود
روى عنه مالك بن أسماء وعلي بن ربيعة الأسدي
وكان قد وفد على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية [* * * *]
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الطيب عثمان بن
عمرو بن محمد قالا أنا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا
عبد الله بن المبارك أنا المسعودي عن مالك بن أسماء بن خارجة قال كنت مع أبي
أسماء إذ جاء رجل إلى أمير من الأمراء فأثنى عليه وأطراه ثم أتى أسماء وهو جالس في
جانب الدار فجرى حديثهما فما برح حتى وقع فيه فقال أسماء سمعت عبد الله بن
مسعود يقول ذو اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (4) نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أبو خليفة نا
أبو الوليد ومحمد بن كثير قالا نا شعبة
قال الطبراني ونا محمد بن حبان المازني نا محمود بن مرزوق أنا شعبة عن أبي

(1) عن مختصر ابن منظور 4 / 379 وبالأصل " أفذا ".
(2) ترجمته عن السير والوافي وغيرها من مصادر ترجمته وبالأصل " حفص " وفي م: حصن.
(3) ترجمته في الوافي بالوفيات 9 / 59 وفوات الوفيات 1 / 168 والأغاني 20 / 363 وسير أعلام النبلاء
3 / 535 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى.
(4) رسمها وإعجامها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت، انظر التبصير.
51

إسحاق عن أبي الأحوص قال فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال أنا ابن الأشياخ
الكرام فقال عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
عز وجل
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري (1) وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا
أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2) أسماء بن خارجة في
الكوفيين سمع منه ابنه مالك (3) قال أخي (4) أبو الوليد حدثنا (3) شعبة عن أبي
إسحاق سمع أبا الأحوص قال قال أسماء بن خارجة أنا ابن الأشياخ الكرام فقال
عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (5) قال في الطبقة الرابعة
خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن حوية بن لوزان بن ثعلبة بن عدي بن
قرادة وهو أبو أسماء بن خارجة
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء أنا أبي أبو يعلى وأخبرنا أبو
السعود بن المجلي (6) نا أبو الحسين بن المهتدي قالا أنا أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن علي المقرئ أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال
قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال أسماء بن
خارجة يكنى أبا حسان
أخبرنا أبو الأعز الأزجي (7) أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري نا أبو

(1) الأصل " الطيروري " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم ثاني / 55.
(3) الزيادة عن البخاري.
(4) في البخاري: حدثنا بدل قال أخي.
(5) لم يد في طبقات ابن سعد المطبوع، فهو في القسم الضائع من طبقات المدنيين.
(6) ضبطت عن التبصير، رسمها وإعجامها غير واضح بالأصل.
(7) بالأصل " الأرجي " والصواب عن م، وهو قراتكين بن الأسعد الأزجي انظر تذكرة الحفاظ 4 / 1275
وفهارس شيوخ ابن عساكر 7 / 437.
52

الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ نا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا عمر بن علي بن بحر قال أسماء بن خارجة أبو حسان وهو رجل من بني فزارة
أخبرنا أبو بكر الشقاني (1) أنا أحمد بن منصور أنا محمد بن عبد الله حمدون
أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو حسان أسماء بن خارجة
الفزاري سمع عليا رضي الله عنه وعلي (2) بن ربيعة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو منصور النخعي نا أبو
القاسم علي بن محمد بن عبيد العامري نا أحمد بن سعيد أنا أحمد بن عبيد بن
إسحاق نا أبي نا يوسف بن عمر عن عبد الملك بن عمر قال وفد أسماء بن خارجة
إلى عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه قال له بأي شئ سدت الناس قال هو من
غيري أحسن منه مني قال عزمت عليك لتخبرني قال ما تقدمت جليسا لي بركبة لي
قط ولا سألني أحد قط إلا رأيت له الفضل علي لمساءلته إياي ولا دعوت أحدا قط إلى
طعام إلا رأيت له بذلك الفضل علي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن
الجندي وأبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن الشرابي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي
(3) الحسين بن حمزة بن الشعيري السلميون قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد قالوا أنا
أبو بكر بن أبي الحديد أنا محمد السامري نا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي نا
عبد المنعم بن إدريس حدثني أبي عن البختري بن هلال قال (4) دخل أسماء بن
خارجة على عبد الملك بن مروان فقال له عبد الملك قد بلغني عنك خصال كريمة
شريفة فأخبرني عنها قال يا أمير المؤمنين هي من غيري أحسن قال فإني أحب أن
أسمعها منك فأخبرني بها قال يا أمير المؤمنين ما أتاني رجل قط في حاجة صغرت أو
كبرت فقضيتها إلا رأيت أن قضاءها ليس يعوض من بذل وجهه إلي ولا جلس إلي رجل قط

(1) بالأصل " الشناني " والصواب عن م، انظر الأنساب.
(2) بالأصل " علي " بدون الواو، خطأ.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 443.
(4) التذكرة الحمدونية 1 / 71.
53

إلا رأيت له الفضل علي حتى يقوم من عندي ولا جلست مع قوم قط ببسط رجلي إعظاما
لهم وإجلالا حتى أقوم عنهم
قال له عبد الملك حق لك أن تكون شريفا سيدا
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني أنا أبو طاهر
عبد الكريم بن الحسن بن رزمة أنا أبو الحسن بن بشران أنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن جعفر الجوزي نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني أبو حذيفة
الفزاري قال سمعت أبي قال قال أسماء بن خارجة ما شتمت أحدا قط لأنه إنما يشتمني
أحد رجلين كريم كانت منه زلة وهفوة فأنا أحق من غفرها واخذ عليه بالفضل فيها وأما
اللئيم فلم أكن أجعل عرضي إليه
قال ونا أبو بكر حدثني القاسم بن هاشم نا المسيب بن واضح عن محمد بن
الوليد أن أسماء بن خارجة قال ذلك وكان يتمثل واغفر عوراء الكريم اصطناعه عن
ذات اللئيم تكرما إلي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل بن
محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا أحمد بن خالد الآجري نا أبو حذيفة عبد الله بن
مروان الفزاري قال سمعت أبي يقول قال أسماء بن خارجة ما شتمت أحدا قط ولا
رددت سائلا قط لأنه إنما يسألني أحد رجلين إما كريم أصابته خصاصة وحاجة فأنا أحق
من سد خلته وأعانه على حاجته وإما لئيم افدي عرضي منه وإنما يشتمني أحد رجلين
كريم كانت منه زلة وهفوة فأنا أحق من غفرها وأخذ بالفضل عليه فيها وإما لئيم فلم
أكن لأجعل عرضي له غرضا وما مددت رجلي بين يدي جليس لي قط فيرى أن ذلك
استطالة مني عليه ولا قضيت لأحد حاجة إلا رأيت له الفضل علي حيث جعلني في موضع
حاجته
قال وأتى الأخطل عبد الملك فسأله (1) حمالات عن قومه فأبى وعرض عليه
نصفها (2) فقدم الكوفة فأتى بشر بن مروان فسأله فعرض عليه مثل ما عرض عليه
عبد الملك ثم اتى أسماء بن خارجة فحملها عنه كلها فقال فيه *

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.
(2) في الوافي 9 / 59 فأبي أن يعطيه شيئا.
54

إذا ما مات خارجة بن حصن * فلا مطرت على الأرض السماء
ولا رجع (1) البشير بغنم جيش * ولا حملت على الطهر (2) النساء
فيوما منك خير من رجال * كثير حولهم نعم وشاء
فبورك في بنيك وفي أبيهم (3) * وإن كثروا ونحن لك الفداء *
فبلغت القصة عبد الملك فقال عرض بنا النصراني الخبيث كذا قال والصواب
إذا مات ابن خارجة بن حصن (4) وقد روي هذا الشعر للقطامي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب السكري القزاز قراءة عليه وإن لم يكن فإجازة أنا أبو الحسن علي بن
عبد العزيز الطاهري قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي
أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحي (5) نا أبو عبد الله محمد بن سلام
الجمحي وقال يعني القطامي يمدح أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر
الفزاري *
إذا مات بن خارجة بن حصن * فلا مطرت على الأرض السماء
ولا رجع البريد بغنم جيش * ولا حملت على الظهر النساء *
وقال فيه أيضا * (6)
فستعلمن أصادر وراده * (7) عنه وأي فتى فتى غطفانا
وعليك أسماء بن خارجة الذي * علا الفعال ورفع البنيانا *
أخبرنا أو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو إسماعيل

(1) عن الوافي 9 / 59 والفوات 1 / 168 وبالأصل " وراجع ".
(2) بالأصل " الظهر " والمثبت عن الوافي.
(3) الوافي: بينهم.
(4) قال في الوافي: كذا رواه الرواة (يعني إذا مات خارجة...) فحذف المضاف وأبقى المضاف إليه، لأنه
أراد أسماء بن خارجة، وماذا عليه لو قال: إذا ما مات أسماء بن حصن؟ فإن نسبته إلى حده أهون من
حذف اسمه وإقامة اسم أبيه مقامه، فإن الإضافة إلى الأجداد أمر مشهور على أنه كان يأتي بنوع من البديع
وهو الجناس من أسماء والسماء في قافية البيت.
(5) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م والضبط عن الاكمال 2 / 141.
(6) ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م وفيها: وقال فيه.
(7) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
55

محمود بن عمر بن جعفر العكبري أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح
العكبري نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن
رجل من فزارة قال قال لي أسماء بن خارجة ما بذل إلي رجل قط وجهه فرأيت شيئا من
الدنيا وإن عظم وجسم عرضا لبذل وجهه إلي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
حدثني الأزهري نا عبيد الله بن أحمد المقرئ أن محمد بن مخلد (2) أخبره أخبرني أبو
طاهر الدمشقي حدثني أبي نا مروان بن معاوية الفزاري قال أتيت الأعمش فقال لي
ممن أنت فقلت أنا مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة
الفزاري فقال لي لقد قسم جدك أسماء قسما فنسي جارا له ثم استحيا أن يعطيه وقد بدأ
بآخر قبله فبعث إليه وصب عليه المال صبا أفتفعل أنت شيئا من ذلك أبو طاهر
الدمشقي هو ابن أحمد بن بشر بن عبد الوهاب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو المعالي الحسين (3) بن حمزة بن
الشعيري قالا أنا أبو (4) الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر
الخرائطي قال سمعت أبا العباس محمد بن يزيد الطبري يقول يروى عن هند بنت محمد بن عتبة عن أبيها قال بلغنا أن أسماء بن خارجة كان جالسا على باب داره فمر به
جوار يلتقطن البعر فقال لمن أنتن فقلن لبني سليم فقال وا سوأتاه جواري بني
سليم يلتقطن البعر على بابي يا غلام انثر عليهن الدراهم فنثر عليهن وجعلن يتلقطن
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى المقتدر نا
أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري قال
قرأت على ابن دريد أنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن أبي الكلبي
قال (5) نزل أسماء بن خارجة ظهر الكوفة في روضة معشبة أعجبته وفيها رجل من بني
عبس فلما رأى قباب أسماء قوض بيته فقال له أسماء ما شأنك قال معي كلب هو أحب

(1) تاريخ بغداد 14 / 150 في ترجمة مروان بن معاوية الفزاري.
(2) عن تاريخ بغداد وبالأصل " خالد " (3) بالأصل وم " الحسن " والصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
(4) زيادة لازمة، وبالأصل أنا يوسف الحسن، والصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 18 / 418.
(5) الخبر في الوافي 9 / 60 - 61.
56

إلي من ولدي وأخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانك
فقال له أقم وأنا ضامن لكلبك فقال أسماء لغلمانه إن رأيتم كلبه يلغ في
قصاعي وقد وري (1) فلا يهجه أحد منكم
فأقاموا على ذلك ثم ارتحل أسماء ونزل الروضة رجل من بني أسد فجاء الكلب
لعادته فنحى له الأسدي بسهم فقتله فقدم العبسي على أسماء فقال له ما فعل الكلب
قال أنت فقتلت قال وكيف قال عودته عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل فأمر له
بمائة ناقة ودية (2) الكلب قال هل قلت في هذا شعرا قال نعم فأنشده *
عوى بعدما شال السماك بزورة * وطاب عهدا بعده قد تنكرا
وشبت له نار من الليل شبهت * له نار أسماء بن حصن (3) فكبرا
فلاقى أبا حيان عارض قومه * على النار لما جاءها متنورا
فما رامها حتى اكتسى من روائه * رداء كلون الأرجواني احمرا
فقال يلوم النفس ما خفت ما أرى * وورد المنايا مدرك من تأخرا *
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن
محمد شبانة الهمذاني بها نا أبو حاتم أحمد بن عبد الله البستي نا إسحاق بن إبراهيم
البستي نا قتيبة (4) نا عبد الله بن بكر السهمي نا أبو بشر أن أسماء بن خارجة الفزاري
لما أراد أن يهدي ابنته إلى زوجها (5) قال لها يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولا
تدني منه فيملك ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه وكوني كما قلت لأمك * (6)
خذي العفو مني تستديمي مودتي * ولا تنطقي فسورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى * إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب *
كذا قال أبو بشر فإنما هو أبو نصر بشر

(1) بالأصل: " وقد رؤي " والمثبت عن الوافي.
(2) كذا، وفي الوافي: بمائة ناقة دية الكلب.
(3) اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل: قبيبة والصواب عن م.
(5) هو الحجاج بن يوسف الثقفي، كما يستفاد من عبارة الأغاني 20 / 363.
(6) البيتان في الأغاني 20 / 370 والوافي 9 / 61.
57

أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنا عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين بن الحسن وغيرهما
قالوا حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثني بشر أبو نصر أن أسماء بن خارجة زوج
ابنته فلما أراد أن يهديها إلى زوجها فقال يا بنية إن النساء أحق بأدبك مني ولا بد لي من
تأديبك (1) كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا لا تدنين منه فتمليه ولا تباعدي عنه فتثقلي
عليه ويثقل عليك وكوني كما قلت لأمك *
خذي العفو (2) مني تستديمي مودتي * ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى * إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب *
وأخبرناها بعلو على الصواب أبو منصور محمد بن زاهر بن عبد المنعم بن
ماشاذة أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس أنا القاضي أبو عمر الهاشمي أنا أبو العباس
محمد بن أحمد الأثرم أنا حميد بن الربيع نا عبد الله بن بكر السهمي نا بشر أبو نصر
أن أسماء بن خارجة زوج ابنته فلما أراد أن يهديها إلى زوجها أتاها فقال يا بنية كان
النساء أحق بتأديبك ولا بد من تأديبك يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولا
تدني منه فتمليه ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه ويثقل عليك كوني كما قلت لأمك *
خذي (3) العفو مني تستديمي مودتي * ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى * إذا اجتمعنا لم يلبث الحب يذهب *
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور بن الجواليقي وأبو الحسن سعد الخير
محمد قالوا أنا أبو ياسر أحمد بن قرار بن إبراهيم أنا أبو الحسن عبد الواحد بن علي بن
إبراهيم بن رزمة أنا أبو العباس عمر بن محمد بن سيف أنا أبو عبد الله محمد بن
العباس اليزيدي الرياشي نا العباس بن الفرج حدثني عنك الفضل بن محمد اليزيدي
قال شرب أسماء بن خارجة فضرب أمه فأنشأ يقول *
لعن الله شربة حملتني * أن أقول الخنا لكم يا صفية
لم تكوني أهلا لذاك ولكن * أسرع الباذق المقذي فيه *

(1) كانت أمها قد هلكت وهي صغيرة، كما يفهم من عبارة الأغاني 20 / 363.
(2) بالأصل: " خذ العفو " والمثبت عن م وانظر الرواية السابقة.
(3) بالأصل: خذ والصواب عن م.
58

أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن بن رشا بن
نظيف ونقلته من خطه أنا أبو أحمد الأسدي نا الرياشي وأنا العتبي عن أبيه
أن أسماء بن خارجة شرب شرابا يقال له الباذق فسكر فلطم أمه فلما صحا قالوا له فاغتم
وقال لأمه *
لعن الله شربة جعلتني * أن أقول الخنا لكم يا صفية
لم تكوني أهلا لذاك ولكن * أسرع الباذق المقدي فيه *
قال الرياشي المقد قرية من قرى حمص (1) وأصل الباذق الباداة بالفارسية
إنما يعرف المقدية وهو حصن بن أصر بالبلقاء (2)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن محمد أنا الحسن بن
محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن أحمد نا عبد الله بن محمد القرشي نا
إبراهيم بن سعد نا مروان بن معاوية عن مالك بن مشجعة قال أتيت أسماء بن خارجة
فدققت الباب دقا شديدا فجمعني البواب فخرج أسماء فزعا
أنبأنا أبو القاسم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف المقرئ أنا
أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي أنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن
أبي هاشم المقرئ نا إسماعيل بن يونس نا أحمد بن الحارث الحرار قال قال
المدائني حدثني إياس بن مجمع العتكي قال قال عبد الملك ذات يوم لجلسائه هل
تعلمون بيتا قيل لحي من العرب لا يحبون أن لهم به مثل ما ملكوا أو قيل فيهم ودوا لو
فدوه بجميع ما ملكوا فقال له أسماء بن خارجة نعم يا أمير المؤمنين نحن قال وما
ذاك قال قول قيس بن الخطيم الأنصاري *
هنينا بالإقامة ثم سرنا * كسير حذيفة الخير من بدر * (3)

(1) استدركت عن م وانظر مختصر ابن منظور 4 / 282 وانظر معجم البلدان وقد نقل عن هذا الحازهي وزيد
فيه: مذكورة بجودة الخمر، وفي موضع آخر: قال: وقيل: مقدية قرية بناحية دمشق من أعمال أذرعات.
(2) في مختصر ابن منظور: " حصن من أرض البلقاء " كذا، وفي معجم البلدان عن الليث: المقدي من الخمر
منسوبة إلى قرية بالشام.
وقال رجاء بن سلمة: المقدي بتشديد الدال الطلاء المنصف مشبه بما قد بنصفين.
(3) ديوانه ص 122.
59

فوالله ما يسرنا بها أن لنا به مثل ما نملك وقول الحارث بن ظالم *
فما قومي بثعلبة بن سعد * ولا بفزار الشعر الرقابا *
والله إني لألبس العمامة الصفيقة فيخيل إلي شعر قفاي قد خرج منها
أنبأنا أبو محمد بن المبارك بن أحمد بن بركة المقدمي أنا عاصم بن الحسن
العاصمي عن أبي الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا
نا أبو جعفر المدني عن شيخ من قريش قال قال أسماء بن خارجة *
إذا طارقات الهم اسهرن الفتى * وأعمل في الفكر (1) والليل زاخر
وباكرني إذ لم يكن ملجأ له * سواي ولا من نكبة الدهر ناصر
فرجت لي همه في مكانه * فزاوله الهم الدخيل المخامر
وكان له من علي بظنه * بي الخير أني للذي ظن شاكر *
أنبأنا أبو علي الحداد وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن رجاء بن
سليم [* * * *] ثم حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل
أنا حمد بن الفضل الخواص قالوا أنا أحمد بن الفضل حدثني عبد الله بن عمر هو ابن الهيثم نا
أحمد بن عبد الله بن العباس نا خلف بن يحيى نا إبراهيم بن مهدي أنشدني الرياشي
قال قال أسماء بن خارجة لامرأته اخضبي لحيتي فقالت إلى كم نرفع منك ما قد خلق
منك وأنشأ يقول * (2)
عيرتني خلقا أبليت (3) جدته * وهل رأيت جديدا لم يعد خلقا
كما لبست جديدي فالبسي خلقي * فلا جديد لمن لا يلبس الخلقا *
ومما وجدت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر الدمشقي من بارع
شعر أسماء بن خارجة *
قل للذي لست أدري من تلونه * أناصح أم على غش يداجيني
إني لأكثر مما سمتني (4) عجبا * يد تشنج وأخرى منك تأسوني

(1) مختصر ابن منظور 4 / 383 التفكير.
(2) البيتان في الوافي 9 / 61 والفوات 1 / 168.
(3) الوافي: أبديت.
(4) الزيادة لازمة للوزن عن مختصر ابن منظور 4 / 384.
60

يغتابني عند أقوام ويمدحني * في آخرين وكل عنك يأتيني
هذان أمران شتى بون بينهما * فاكفف لسانك عن ذمي وتزييني
لو كنت أعرف منك الود هان له * علي بعض الذي أصبحت توليني
أرضى عن المرء ما أصفى مودته * وليس شئ مع البغضاء يرضيني
رب امرئ لي أخفى بي ملاطفة * محض الأخوة في البلوى يواسيني
وملطف بسؤال أو مكاشرة * مغضب على وغر في الصدر مدفون
ليس الصديق بمن تخشى غوائله * وما العدو على حال بمأمون
يلومني الناس فيما لو أخبرهم * بالغدر فيه لما كانوا يلوموني *
أخبرنا أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي بن سهل بن بشر الإسفرايني أنا
محمد بن الحسين بن أحمد بن المقرئ أبو الحسن بن الطفال (1) أنا الحسن بن رشيق
أبو محمد العسكري نا يموت بن المزرع نا محمد بن حميد نا الأصمعي قال بينما
أسماء بن خارجة قد عراه الأرق في ذات ليلة إذ سمع نادبة وتبكي بصوت حزين وهي
تقول *
من للمنابر والخافقات * والجود بعد زمام العرب
ومن للهياج غداة الطعان * ومن يمنع البيض عند الهرب * *
ومن للعفاة وحمل الديات * ومن يفرج الكرب بعد الكرب *
فقال أسماء بن خارجة انظروا من مات في هذه الليلة من الأشراف فاتبعوا هذا
الصوت فانظروا من أين هو فنظروا ورجعوا إليه فقالوا هذه امرأة فلان البقال تبكي أباها
مروان الحايك
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا أبو محمد بن زيد محمد بن يونس بن موسى نا الأصمعي نا المبارك بن سعيد الثوري
قال بينما أسماء بن خارجة الفزاري ذات ليلة جالس في منزله على سطح ومعه نساؤه إذ
سمع في جوف الليل نادبة وهي تقول *

(1) هذا النسبة إلى بيع الطفل، وهو الطين الذي يؤكل، الأنساب، واسمه محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد،
ترجمته في سير الأعلام 17 / 664.
61

ألا فابك على السيد لما تعش نيرانه *
ولما يطل العهد ولما تقل أكفانه
* عظيم القدر والجفنة ما تخمد نيرانه
قال فاستوى أسماء بن خارجة جالسا وقد اشتد جزعه وهو يقول " إنا لله وإنا إليه
راجعون " (1) يا غلام يا غلام فأتاه جماعة من غلمانه فوقفوا قريبا منه حيث يسمعون
كلامه فقال لأحدهم يا فلان إنه قد حدث الليلة في بعض أشرافنا حدث فانطلق إلى
منزل عكرمة بن ربعي التميمي فانظر هل طرقهم شئ فذهب الغلام ثم عاد فقال ما
طرقهم إلا خير قال فاذهب إلى منزل عبد الملك بن عبد التميمي فانظر هل طرقهم
شئ فذهب ثم عاد فقال ما طرقهم إلا خير ثم لم يزل يبعث إلى منازل أشراف الكوفة
رجلا رجلا ممن يقرب جواره فيسأل عنهم إذ قال له بعض جيرانه أصلحك الله ليس الأمر
كما تظن قال فما هذه النادبة قال هذه ابنة فلان البقال توفي أبوها فهي تندبه فقال
أسماء سبحان الله ما رأيت كالليلة قط ثم أقبل على نسائه فقال عزمت على كل واحدة
منكن إن حدث بي حدث أن تندبني نادبة بعد ليلتي هذه أبدا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو (2) عبد الله
أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (3)
وفيها يعني سنه ست وستين مات أسماء بن خارجة بن حصن (4) بن حذيفة بن بدر
الفزاري ذكر أبو حسان الزيادي انه مات وهو ابن تسعين (5) سنة وأنه يكنى أبا محمد
759 أسميفع بن تاكور ذا الكلاع
يأتي في حرف الذال "

(1) سورة البقرة، الآية: 156.
(2) سقطت من الأصل، والزيادة عن م.
(3) تاريخ خليفة ص 264.
(4) بالأصل " حفص " والصواب عن م.
(5) في الوافي 9 / 61 " ثمانين سنة ".
62

ذكر من اسمه اسود "
760 أسود بن اصرم المحاربي (1)
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه حديثا وقدم الشام وسكن داريا (2)
روى عنه سليمان بن حبيب المحاربي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد نا أحمد بن سليمان بن حزام [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بأصبهان أنا شجاع بن علي بن
شجاع أنا أبو عبد الله بن مندة (3) أنا أحمد بن سليمان بن أيوب القاضي بدمشق نا
يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا عبد الله بن يزيد المقرئ نا صدقة بن عبد الله نا
عبد الله بن علي وقال ابن مندة عبيد الله وكذلك قال غيره عبد الكريم عن
عبد الكريم عن عبد العزيز زاد تمام القرشي عن سليمان بن حبيب حدثني
أسود بن أصرم المحاربي قال قلت يا رسول الله أوصني قال أملك وقال ابن مندة
ملكت يدك فقلت وقال ابن مندة قال قلت فماذا أملك إذا لم أملكه بيدي قال
أفتملك وقال ابن مندة تملك لسانك قلت ماذا أملك إذا لم أملك لساني قال
فلا تبسط يدك إلا إلى خير وقال تمام إلا في خير ولا تقل بلسانك إلا
معروفا [* * * *]

(1) ترجمته في أسد الغابة 1 / 99 والإصابة 1 / 41 وانظر تاريخ داريا ص 56.
(2) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة. (معجم البلدان).
(3) بالأصل " مناده " خطأ والصواب عن م وسيرد أثناء الحديث صوابا.
63

رواه أحمد عن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وغيره عن عمرو بن أبي سلمة (1)
عن صدقة بن عبد الله عن عبيد الله بن علي عن سليمان بن حبيب نحوه وقد روي من
وجه آخر عن سليمان
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن الأبنوسي أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله محمد البغوي حدثني محمد بن علي أنا إسماعيل بن
عبيد بن أبي كريمة نا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب عن
سليمان بن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم أن الأسود قال يا رسول الله أوصني
قال لا تقولن بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير [* * * *]
قال ابن منيع لا أعلم له غيره ولم يحدث بهذا الحديث فيما اعلم غير أبي
عبد الرحيم وهو خال محمد بن سلمة الحراني (2) واسمه خالد بن أبي يزيد وكان
ثقة
وأخبرناه بتمامه أبو الحسن الفقيه نا عبد العزيز الكتاني نا أبو بكر محمد بن أبي
عمرو المقرئ وعبد الواحد بن أحمد بن مشماش قالا أنا الحسين بن أحمد بن أبي
ثابت نا أبو عقيل انس بن السلم نا إسماعيل بن أبي كريمة نا محمد عن عبد الرحيم
عن عبد الوهاب عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي قال
سليمان قدم أسود بن أصرم بإبل له سمان المدينة في زمن محل وجدب من الأرض فلما
رآها أهل المدينة عجبوا من سمانتها فذكرت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأرسل إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فأتى بها فخرج إليها فنظر إليها قال لمن جلبت إبلك هذه قال أردت بها خادما فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عنده خادم فقال عثمان بن عفان عندي يا رسول الله قال فائت
بها قال فجاء به (3) عثمان فلما رآها أسود قال مثلها أريد فقال عندك خذها يا
أسود وقبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبله فقال أسود يا رسول الله أوصني قال هل تملك
لسانك قال فماذا أملك إذا لم أملكه قال تملك يدك قال فماذا أملك إذا لم أملك
يدي قال فلا تقول بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير [* * * *] تابعه موسى بن

(1) ضبطت عن التبصير 3 / 935.
(2) بالأصل " البرني " خطأ والصواب عن م ترجمته في سير الأعلام 13 / 47.
(3) تاريخ داريا ص 56.
(4) ترجمته في تاريخ داريا ص 102.
(5) مدينة على بحر الخزر (معجم البلدان) ويقال له أيضا: باب الأبواب.
64

أعين عن أبي عبد الرحيم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد الرازي
أنا جعفر بن محمد بن جعفر الكندي المعروف بابن بنت عدبس (1) نا أبو زرعة قال في
تسمية من نزل الشام من الصحابة أسود بن أصرم المحاربي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن
محمد أنا أحمد بن عفير أجاز له [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عفير قال سمعت أبا الحسن بن
سميع يقول في الطبقة الأولى أسود بن أصرم المحاربي
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو
الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي
أحمد بن علي المدائني أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي (2) قال
ومن بني محارب بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر أسود بن أصرم المحاربي له
حديث
أخبرنا أبو محمد الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق
الطبراني أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني في تاريخ داريا ذكر أسود بن
أصرم المحاربي والدليل على نزوله داريا قطائع له بها لذويه إلى اليوم (3)
أنبأنا أبو علي بن داريا وأبو سعد المطرز قالا قال لنا أبو نعيم الحافظ أسود بن
أصرم المحاربي يعد في الشاميين
761 أسود بن بلال المحاربي الداراني (4)
ولي الباب والأبواب (5)

(1) تاريخ داريا ص 102.
(2) سورة يوسف، الآية: 107.
(3) هو الباب الشرقي من جامع بني أمية بدمشق، ويسمى اليوم بباب النوفرة.
(4) زيادة لازمة.
(5) كلمة غير واضحة في المخطوطة، والمثبت بين معكوفتين عن م.
(6) بالأصل " عائد " بالدال المهملة.
65

حكى عنه محمد بن المهاجر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد الطبراني
أنا عبد الجبار بن محمد الخولاني (1) أنا أحمد الخولاني نا أحمد بن سليمان نا
يزيد بن محمد نا أبو الجماهر قال كنت بالباب والأبواب وعليها الأسود بن بلال
المحاربي فأصاب الناس فزع من عدو فصعد المنبر فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال " أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون " (2)
قال فصعق فخر عن المنبر
قال أبو القاسم قال لي ابن أبي الحواري أحب أن تجئ معي إلى أبي الجماهر
حتى أسمع منه هذا الحديث قال فجئت معه حتى يسمعه منه عند باب الساعات (3)
قال أبو علي والأسود بن بلال من ساكني داريا ذكره عبد الرحمن بن إبراهيم في
الطبقة الخامسة من التابعين كذا قال أبو الجماهر لم يدرك الأسود وإنما يروي هذه
الحكاية عن محمد بن المهاجر عنه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري نا أحمد بن يوسف بن
خالد الثعلبي نا أحمد بن أبي الحواري نا (4) أبو الجماهر نا محمد بن المهاجر قال
كنا مع أبي الأسود المحاربي بالباب والأبواب فأصاب الناس ظلمة أو غيره فصعد الأسود
المنبر يعظهم قال فتلا هذه الآية " أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله " قال فأغمي
عليه فسقط من فوق المنبر إلى أسفل كذا قال والصواب (5) أبو الجماهر قال كنا مع
الأسود
أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم وغيره قالوا نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر نا ابن عائذ (6) نا

(1) مردت الفقرة مضطربة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(2) العبارة مضطربة بالأصل، والمثبت عن م وانظر عبارة مختصر ابن منظور 4 / 387.
(3) كذا بالأصل وفي م: نشبه.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت الزيادة عن م.
(5) بالأصل " اثنين ".
(6) في مختصر ابن منظور: إقريطش، وهي جزيرة كريت.
(7) جزيرة في بحر الروم.
66

الوليد قال عزل هشام بن عبد الملك ابن أبي مريم عن غازية البحر وولى الأسود بن بلال
المحاربي (1)
حدثنا الوليد نا غير واحد أن سبب (2) ولاية هشام بن عبد الملك الأسود بن بلال
غازية البحر أن والي دمشق ولى الأسود بن بلال ولاية مدينة بيروت من ساحل دمشق
لمكان أم الأسود عند سليمان بن حبيب القاضي فأغارت الروم على سفن من التجار
مرسية بنهر بيروت فذهبت بها ومرت بها على باب ميناء بيروت وأهلها ممسوكون
بأيديهم هيبة له فصاح الأسود بهم وركب قوارب فيها لنسيه (3) وقد أفتق بطلبهم حتى
استنفذ تلك المراكب وقتل منهم وكتب إلى هشام فكتب هشام (4) إلى الأسود بولايته
على البحر فلم يزل يحمد حزمة وعزمه وصنع الله له حتى توفي هشام فأقره الوليد بن
يزيد حتى قتل وولي يزيد بن الوليد فعزله وولاه الأردن وولى غازية البحر المغيرة بن
عمير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ابن بكير قال الليث وفيها يعني سنة
عشرين غزا الأسود بن بلال على الجماعة وفي سنة إحدى وعشرين غزا حفص بن
الوليد البحر وكان بالساحل حتى قفل منه والأسود بن بلال على الجماعة فلم يخرجوا
وفي سنه اثنين (5) أهل مصر وعلى
الجماعة أسود بن بلال فضلوا من إسكندرية فأصابوا إقريطية (6) فبلغوا الجمع فهزمهم الله
ووطنوا إقريطية وأصابوا منها رقيقا وفيها يعني سنة خمس وعشرين ومائة غزا
الأسود بن بلال البحر وعلى أهل مصر عياش بن عقبة غزوا إلى قبرس (7) فأجلوها إلى
الشام

(1) وردت الفقرة مضطربة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(2) العبارة مضطربة بالأصل، والمثبت عن م وانظر عبارة مختصر ابن منظور 4 / 387.
(3) كذا بالأصل وفي م: نشبه.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت الزيادة عن م.
(5) بالأصل " اثنين ".
(6) في مختصر ابن منظور: إقريطش، وهي جزيرة كريت.
(7) جزيرة في بحر الروم.
67

قال ابن بكير أمر يعني الوليد بن يزيد على الجيش البحر الأسود بن بلال
المحاربي وأمره أن يسير إلى قبرس فيغيرهم فإن أحبوا ساروا إلى الشام وإن شاءوا
ساروا إلى الروم فاختار طائفة منهم جوار المسلمين فنقلهم الأسود إلى الشام واختار
آخرون أرض الروم فانتقلوا إليها (1)
762 أسود بن قطبة
أبو مفرز التميمي (2)
شاعر مشهور شهد اليرموك والقادسية وغيرها من المشاهد وقال في ذلك أشعارا يعد
بلاءه وبلاء قومه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن يوسف نا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم نا يوسف بن عمر قال وقال الأسود أبو مفزر في يوم اليرموك ثم شهد
القادسية *
قد علمت عمرو وزيد بأننا * نحل إذا خاف العشائر بالسهل
نجوب بلاد الأرض غير أذلة * بها عرض ما بين الفرات إلى الرمل
أقمنا على اليرموك حتى تجمعت * جلابب روم في كتائبها العضل
نرى حين نغشاهم خيولا ومعشرا * وأسلحة ما تستفيق من القتل
شفاني الذي لاقى هرقل فرده * على رغمه بين الكتائب والرجل
قتلناهم حتى شفينا (3) نفوسنا * من القادة الأولى الرؤوس ومن حمل
نعاورهم قتلا بكل مهند * ونطلبهم (4) بالزجل زحلا على زحل *

(1) الخبر في الطبري 7 / 227 والزيادة المستدركة منه.
(2) ترجمته وشعره في كتاب " شعراء إسلاميون " للدكتور نوري حمودي القيسي ص 109 وما بعدها وفي تاريخ
الطبري 3 /.
(3) عن مختصر ابن منظور وبالأصل سقينا
(4) عجزه في المختصر: ونطلبهم باذحل ذحلا على ذحل
والأبيات ليست في شعره في كتاب " شعراء إسلاميون ".
68

وقال أبو مفزر التميمي أيضا * (1)
(1) ألم تعلمي والعلم شاف وكافي * وليس الذي يهدي كآخر لا يهدي
بأنا على اليرموك غير أشابة * عراة هرقل في كتائبه يردي
وأن بني عمرو مطاعين في الوغى * مطاعيم في اللأواء أنصبة الجهد
وكم فيهم من سيد ذي توسع * وحمال أعباء وذي نائل قهد
ومن ماجد لا يدرك الناس فضله * إذا عدت الأحساب كالجبل الشد *
وقال أيضا * (1)
وكم أغرنا غارة بعد غارة * ويوما ويوما قد كشفنا أهاوله
ولولا رجال كان حشو غنيمة * له أما قط رجت عليهم أوائلة
كفيناهم اليرموك لما تضايقت * بمن حل باليرموك منه حمائله
فلا تعد من منا هرقل كتائبا * إذا رامها الذي لا يحاوله *
وقال أبو مفزر (2) يعني في بهرسير * (3)
زعمتم أننا لكم قطين * وقول العجز يخلطه الفجور (4)
كذبتم ليس ذلكم كذاكم * ولكنا رحى بكم تدور
ولو رامت جموعكم بلادي * إذا كرت رحانا تستدير
فللنا حدكم بلوى قديس * ولم يسلم هنالك بهر سير
فتحت البهر سير بإذن ربي * وأعدتني على ذاك الأمور
وقد عضوا الشفاه ليهلكونا * ودون القوم مهواة جرور
فطاروا قضة ولهم زفير * إلى دار وليس بها نصير *
وقال أبو مفزر أيضا * (5)
تولى بنو كسرى وغاب نصيرهم * على بهر سيرا واستهد نصيرها

(1) الأبيات ليست في: " شعراء إسلاميون ".
(2) الأبيات في شعره (شعراء اسلاميون ص 120) وفي غزوات ابن حبيش 2 / 251.
(3) بهر سير: من نواحي بغداد قرب المدائن (معجم البلدان)، وفي غزوات ابن حبيش بهر شير.
(4) شعراء إسلاميون: " الفخر "، ابن حبيش: الفجر.
(5) الأبيات الأول والثاني والثالث في معجم البلدان " بهر سير " ونسبها إلى " أبي قرن " كذا. وما بين معكوفتين
زيادة لازمة.
69

غداة تولت عن ملوك بنصرها * كذا غمرات لا يبل بصيرها
مضى يزدجرد ابن الأكاسر سادما * وأدبر عنه بالمدائن خيرها
فيا بوحة بالأخشبين (1) لأهلها * ويثرب إذ جاء الأمير بشيرها
ويا قرحة ما تبرحن عدونا * إذا جاءهم ما قد أسر خبيرها
فأبلغ أبا حفص هديت وقل له * فأبشر بنصر الله أنت أميرها *
وقال أبو مفزر أيضا * (2)
أبلغ أبا حفص بأني محافظ * على الحرب والأيام فيها فتوقها
أحطت بطورات الكتيبة إنها * أعدت لفخر يوم ساحت عروقها
حططت عليك القوم من رأس شاهق * وقد كان أعيا قبل ذلك نيقها * *
وحيث دفعنا بهر سير بمنطق * من القول لم يعبأ بضاعت حقوقها * *
وقلدت كسرى خيل موت فلم تزل * مرازبه عنه وفيها عقوقها
حللت نظام القوم لما تحمسوا * قطعت نفوس القوم واعتاط ريقها
وأعجبني منهم هنالك أنهم * على فتن منها وقد ضاق ضيقها *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني وأما مفرز أبو مفزر الأسود بن قطبة شهد الفتوح فتح القادسية فما بعدها
له أشعار كثيرة وهو رسول سعد بن أبي وقاص في سبي جلولاء (3) إلى عمر بن الخطاب
وهو شاعر المسلمين في تلك الأيام قال ذلك يوسف بن عمر في الفتوح وقال أيضا عن
عمرو بن محمد قال أقطع عمر أبا مفزر دار الفيل (4) وقال أيضا قال أبو مفزر بعد فتح
الحيرة * (5)
ألا أبلغا عنا الخليفة أننا * غلبنا على نصف السواد الأكاسرا * (6)

(1) الأخشبان: جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى، وهما واحد (معجم البلدان).
(2) زيادة لازمة.
(3) جلولاء: طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
(4) كذا، ولم أجدها.
(5) الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة (معجم البلدان).
(6) البيت في شعره (شعراء إسلاميون ص 121) وغزوات ابن حبيش 2 / 46 من ثلاثة أبيات. وبعدها في ابن
حبيش قطعة من أربعة أبيات قالها بعد فتح الحيرة أولها: ألا أبلغا عني العريب رسالة * فقد قسمت فينا فيوء الأعاجم.
70

في شعر كثير قاله وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه في
فتوحه
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما
مفزر بفاء ثم زاي مشددة مكسورة ثم راء مهملة أبو مفزر الأسود بن قطبة شهد فتح
القادسية وما بعدها وهو رسول سعد إلى عمر بفتح جلولاء وله أشعار كثيرة ذكر يوسف
763 أسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميري
حكى (2) عن عمر بن عبد العزيز
حكى عنه عبد الله بن يزيد بن تميم السلمي
وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق فقال ومن كتاب بني أمية
بدمشق الأسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميري وكان على زمام خراج
الأرض (3) أيام عمر بن عبد العزيز
قرأت على أبي عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن
الحسن الربعي الحافظ أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد حدثني أحمد بن
محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي وأبو الدحداح نا أبو عامر موسى بن عامر بن
عمارة المزني نا الوليد بن مسلم نا عبد الله بن يزيد بن تميم أنه سمع الأسود بن
قبيس بن معدي كرب وكان على زمام خراج الأرض لعمر بن عبد العزيز قال فسألني عن
شئ فقلت برئت من الإسلام إن كنت فعلت فقال عمر إلى أي دين ترجع كدت أن
تغرنا من عملنا الحق بأهلك
764 أسود بن مروان المقدي (4) البلقاوي
حدث عن سليمان بن عبد الرحمن التميمي

(1) الكمال لابن ماكولا 7 / 283.
(2) زيادة لازمة عن م.
(3) اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 4 / 390 وفي م: الأرضين.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى حصن مقدية، وهي من عمل أذرعات من أعمال دمشق ذكره
السمعاني ترجم له ترجمة قصيرة.
وضبطت بالقلم في ياقوت مقدية (بفتح فسكون وتخفيف الياء) وذكره ياقوت وترجم له.
71

روى عنه سليمان الطبراني
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم
وأنبأنا أبو الفتح الحداد نا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمذاني [* * * *]
وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة وحدثني أبو العباس بن الرويدشتي (1) أنا محمد بن الفضل الفزاري وفاطمة بنت عبد الله وحسنة بنت علي قالوا أنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قالوا أنا أبو القاسم بن أحمد الطبراني نا الأسود بن
مروان المقرئ زاد ابن ريدة من أهل حصن بقرية من عمل أذرعات من دمشق
وقالوا قال أنا سليمان بن عبد الرحمن زاد بن ريدة (2) بن بنت شرحبيل الدمشقي
وقالوا قال سعدان بن يحيى عن صدقة بن أبي عمران عن سليمان الكاهلي عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد
الأئمة واغفر للمؤذنين [* * * *]
زاد ابن ريدة عن سليمان قال لم يروه عن صدقة بن أبي عمران إلا سعدان بن يحيى
ولا عنه إلا سليمان تفرد به الأسود بن مروان وكان ثقة وهكذا يقول ابن بنت شرحبيل
سعدان بن يحيى ويقول هشام بن عمار سعيد بن يحيى النخعي وسعيد بن يحيي ولقبه
سعدان والقولان جميعا صحيحان
765 أسود بن المغراء بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود
شهد اليرموك نصرانيا وقاتل بقوم قومه ثم أسلم بعد ذلك بمن معه له ذكر
ذكره أبو بكر بن دريد في كتاب الاشتقاق
766 أسود صاحب عمر بن عبد العزيز
إن لم يكن الأسود بن قبيس الذي تقدم ذكره فهو آخر روى عنه سعد أبو عاصم
مولى بني هاشم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو بكر أحمد بن

(1) ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى رويدشت وهي قرية من قرى أصفهان.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن التبصير، ترجمته في سير الأعلام 17 / 595.
72

محمد بن إسماعيل بن الفرج نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قال قال
محمد بن إسماعيل البخاري نا موسى بن إسماعيل نا سعد أبو عاصم عن الأسود قال
كنت أشتري لعمر بن عبد العزيز حوائجه
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل بن خيرون وأبو
الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل قال (1) قال الأسود كنت أشتري لعمر بن عبد العزيز حوائجه سمع منه سعد
أبو عاصم قال لي موسى بن إسماعيل حديثه عن البصريين
767 أسيد (2) بن الحضير بن سماك بن عتيك بن رافع
ابن امرئ القيس ويقال ابن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو هو النبيت بن مالك بن الأوس
ابن حارثة وهو العنقاء بن عمرو وهو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف
ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ واسمه عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان
أبو يحيى ويقال أبو عتيك ويقال أبو الحضير ويقال أبو عيسى ويقال أبو عمرو
الأنصاري الأوسي الأشهلي النقيب
(3) حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد معه العقبة
روى عنه أبو سعيد الخدري وكعب بن مالك وأنس بن مالك وعائشة
الصديقة وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن إبراهيم بن الحارث وابن شفيع
وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية فيما ذكره محمد بن عمر الواقدي في فتوح
الشام وذكر أن عمر جعله على ربع الأنصار وشهد معه فتح بيت المقدس ثم خرج معه
خرجته الثانية التي رجع فيها من سرغ (2) أميرا على ربع الأنصار
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 450.
(2) ضبطت بالضم عن تهذيب التهذيب 1 / 220 ترجمته.
(3) ترجمته في الإصابة 1 / 49 وأسد الغابة 1 / 111 الاستيعاب 1 / 175 وسير أعلام النبلاء 1 / 340 وانظر
بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمته.
(4) سرغ وهو أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام (معجم البلدان).
73

عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت قتادة
يحدث عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار تخلى برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال ألا تستعملني كما استعملت فلانا قال إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى
تلقوني على الحوض [* * * *]
أخرجه البخاري ومسلم عن محمد بن (2) بشار عن محمد بن جعفر
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو
محمد بن أحمد [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو علي نا وحمويه نا يحيى بن أبي
زائدة نا محمد بن إسحاق عن حفص عن عبد الرحمن عن محمود بن لبيد عن أبن
شفيع وكان طبيبا قال دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النساء فحدثني
بحديثين
قال أتاني أهل بيتين من قومي من أهل بيت من بني ظفر وأهل بيت من بني معاوية
فقالوا كلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقسم لنا أو يعطينا أو نحوا من هذا فكلمته فقال نعم أقاسم
لأهل كل بيت منهم شطرا فإن عاد الله علينا عدنا عليهم قال فقلت جزاك الله خيرا يا
رسول الله قال وأنتم فجزاكم الله خيرا فإنكم وقال ابن المقرئ فإني ما
علمتكم أعفة صبر [* * * *]
قال وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنكم ستلقون أثرة بعدي فلما كان
عمر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إلي منها بحلة فاستصغرتها فأعطيتها ابني
وقال ابن حمدان أنه فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل
يجرها فذكرت قول النبي (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستلقون وقال ابن المقرئ تلقون أثرة بعدي
فقلت صدق الله ورسوله فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء وأنا أصلي فقال صل يا
أسيد فلما قضيت صلاتي قال كيف قلت فأخبرته فقال تلك حلة بعثت بها إلى فلان

(1) مسند أحمد 4 / 352.
(2) سقطت من الأصل والزيادة عن م. صحيح مسلم: كتاب الإمارة (33) باب (11) ح 1845
(ج 3 / 1474).
74

وهو بدري أحدي عقبي فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها فأظننت وقال ابن المقرئ
فظننت أن ذلك يكون في زماني قلت قد وقال ابن المقرئ فقلت والله يا أمير
المؤمنين ظننت أن ذاك لا يكون في زمانك
وقد رويت القصة الأولى منه عن أنس قال جاء أسيد أخبرنا بها أبو محمد بن أبي
القاسم بن أبي بكر القارئ أنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن منصور الزاهدي أنا أبو سعيد
محمد بن الحسين بن موسى السمسار أنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا
علي بن حجر نا عاصم بن سويد حدثني يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال جاء
أسيد بن الحضير الأشهلي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد كان قسم طعاما فذكر له أهل بيته من الأنصار
من بني ظفر فيهم حاجة قال وجل أهل ذلك البيت نسوة قال فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا فإذا سمعت بشئ قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك
البيت قال فجاءه بعد ذلك طعام من خبيز وشعير أو تمر قال فقسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
الناس وقسم في الأنصار فأجزل وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل فقال أسيد بن
الحضير مشكرا جزاك الله أي نبي الله عنا أطيب الجزاء أو قال خيرا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء أو قال خيرا فإنكم ما علمت أعفة
صبر وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل العدوي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد
الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن
كليب الشاشي نا عيسى بن (1) أحمد العسقلاني أنا يزيد أنا محمد بن عمر عن أبيه عن
جده عن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة (2) وكان
غلمان الأنصار يتلقون أهليهم فلقوا أسيد بن خضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي
فقلت غفر الله لك أنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس (3) لك من المسابقة والقدم مالك
وأنت تبكي على امرأة قالت فكشف رأسه وقال صدقت لعمري ليحق أن لا أبكي
على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له

(1) زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 381 (165).
(2) ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة أميال ومنها ميقات أهل المدينة (ياقوت).
(3) كذا.
(4) انظر سيرة ابن هشام 3 / 263 باختلاف.
75

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قال قالت قلت وما قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قال لقد اهتز العرش بوفاة سعد بن معاذ قالت وهو يسير بيني
وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد البغوي نا وهب نا بقية أنا خالد بن
عبد الله عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير عن رجل من
الأنصار قال (1) بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نتحدث وكان فيه مزاح (2) يحدث القوم
ويضحكهم فطعنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في خاصرته فقال أصبرني فقال اصطبر قال
اصطبر قال إنك عليك قميص ولم يكن علي قميص فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قميصه
فاحتضنه (3) وجعل يقبل كشحه ويقول إنما أردت هذا يا رسول الله [* * * *]
أخرجه أبو داود (4) عن عمرو بن عون عن خالد
أخبرنا أبو محمد السلمي أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني يونس بن عبد الأعلى أنا
ابن وهب نا مالك قال كان أسيد بن الحضير أحد النقباء قال وكانت الأنصار بينهم أثنا
عشر نقيبا وكانوا سبعين رجلا قال مالك فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل (صلى الله عليه وسلم) وعلى
جميع الملائكة كان يشير له إلى أن يجعله نقيبا قال مالك بن انس كنت أعجب كيف
جاء من كل قبيلة رجلان ومن قبيلة رجل حتى حدثني هذا الشيخ أن جبريل (صلى الله عليه وسلم) كان يشير
إليهم يوم البيعة يوم العقبة
قال لي مالك عدة النقباء اثنا عشر رجلا تسعة من الخزرج وثلاثة من
الأوس (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن الحسين بن

(1) سير الأعلام 1 / 342 ومختصر ابن منظور 4 / 393.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر سير الأعلام.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
(4) أخرجه ابن داود في كتاب الأدب، باب في قبلة الجسد (ح 5224).
وقوله: أصبرني: أي أقدني، واصطبر: استقد.
(5) انظر في أسماء النقباء الاثني عشر وأنسابهم ابن سعد 3 / 603 وما بعدها.
76

الفضل أنا محمد بن عبد الله بن عتاب نا القاسم بن المغيرة نا إسماعيل بن أبي
أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة في تسمية من شهد
العقبة الثانية من الأوس ثم من بني عبد الأشهل أسيد بن الحضير وهو نقيب (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير أنا محمد بن إسحاق
قال (2) وشهد العقبة من الأوس ابن خارجة بن ثعلبة بن عمر بن عامر أسيد بن
حضير بن سماك بن عبيد (3) بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن
جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن (4) مالك بن (5) الأوس وهو نقيب قد شهد
بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا وهم ويدل عليه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع
السلمي أنا محمد بن عمر الواقدي حدثني ابن أبي سبرة عن عبد الله بن أبي سفيان
قال ولقيه أسيد بن حضير فقال يا رسول الله الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك والله
يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوا ولكني ظننت أنها العير ولو
ظننت أنه عدو ما تخلفت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدقت [* * * *]
وقوله ابن عبيد وهم وإنما هو ابن عتيك
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي عن
ابن إسحاق قال كان نقيب عبد الأشهل يوم العقبة أسيد بن حضير بن سماك سمعت
سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري يقول أسيد بن الحضير بن سماك من الأوس
من النقباء ليلة العقبة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي قالا

(1) انظر في أسماء النقباء الاثني عشر وأنسابهم ابن سعد 3 / 603 وما بعدها.
(2) سيرة ابن هشام 2 / 86 - 87.
(3) في ابن هشام: " عتيك " وسينبه ابن عساكر إلى ذلك.
(4) بالأصل " وابن " والمثبت عن ابن هشام.
(5) بالأصل " من " والمثبت عن ابن هشام.
77

أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو جعفر الأهوازي نا
خليفة بن خياط قال في تسمية أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بني عبد الأشهل وهو ابن
جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت وهو عمر بن مالك بن الأوس بن حادية بن
امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان
أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل يكنى أبا
عتيك نقيب شهد بدرا ومات بعد العشرين قيل قبل عمر كان في الأصل يكنى أبا عتيق
بالقاف في تسمية أبا عتيك بالكاف وهو الصواب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حبيب يقول أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك من بني عبد الأشهل وكنية
أسيد بن حضير صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أبو يحيى
وأخبرني أبو الفضل بن ناصر أنا الحسن بن علي أنا محمد بن المظفر أنا
أحمد بن علي المدائني أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال أسيد بن حضير بن
سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن
الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس شهد العقبة وكان نقيبا فيما قال
ابن إسحاق ويكنى أبا يحيى توفي زمن عمر سنة عشرين جاء عنه أربعة أحاديث (1)
أخبرنا أبو بكر شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا
أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال في الطبقة
الأولى من الأنصار أسيد بن حضير بن السماك بن عتيك حدثني عبد الأشهل
ويكنى أبا يحيى وكان يكنى أيضا أبا الحضير
أخبرنا علي أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (2) أسيد (3) ابن
الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا يحيى

(1) انظر الاستيعاب 1 / 54 و 55 على هامش الإصابة.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 603 - 604.
(3) زيادة عن ابن سعد.
78

وكان يكنى أيضا أبا الحضير وأمه في رواية محمد بن عمر أم أسيد بنت النعمان بن
امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وفي رواية عبد الله بن محمد بن عمارة أم
أسيد بنت سكن بن كرز بن زعورا بن عبد الأشهل وكان لأسيد من الولد يحي وأمه من
كندة توفي وليس له عقب وكان أبوه حضير الكتائب شريفا في الجاهلية وكان رئيس
الأوس يوم بعاث وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت
بينهم وقتل يومئذ حضير الكتائب وكانت هذه الوقعة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة قد تنبى ودعا
إلى الإسلام ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة ولحضير الكتائب يقول خفاف بن
ندبة السلمي *
لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة * لهبن حضيرا يوم غلق واقما
يطوف به حتى إذا الليل جنة * تبوأ منه مقعدا متناعما *
قال وواقم أطم حضير الكتائب وكان في بني الأشهل وكان أسيد بن الحضير
بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية وفي الإسلام يعد من عقلائهم وذوي رأيهم وكان
يكتب بالعربية في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلا وكان يحسن العوم
والرمي وكان يسمى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية الكامل وكانت قد اجتمعت
في أسيد وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمى به كذا قال وأسقط رافعا
من نسبه
وقد أخبرنا أبو غالب بن أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا
أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري أنا محمد بن
الحسين الزعفراني أنا أبو بكر بن أبي خيثمة نا هوذة نا ابن جريج حدثني عكرمة بن

(1) زيادة عن ابن سعد.
(2) بعاث بالضم، موضع من نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية.
(3) البيتان في ابن سعد 3 / 604 ومعجم البلدان (بعاث) وهما في شعره المجموع ضمن كتاب " شعراء
إسلاميون " للدكتور نوري حمودي القيسي ص 488 وانظر تخريجهما فيه.
(4) واقم: أطم من آطام المدينة كأنه سمي بدلك لحصانته (معجم البلدان).
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر ابن سعد.
(6) كذا بالأصل وم.
(7) الزيادة عن م.
(8) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 197.
79

خالد أنه أسيد بن حضير بن سماك وهو سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن
زيد بن عبد الأشهل
قال فأخبرنا الفضل بن غانم قال عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن
الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة
قال ونا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن أبي إسحاق قال
أسيد بن حضير يكنى أبا يحيى
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
وأخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي (2) أنا ثابت بن بندار أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان
الصيرفي أنا عبيد الله بن يعقوب أنا العباس بن العباس بن محمد الجوهري أنا
صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا أبي قال أسيد بن حضير أبو عتيك
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر نا (2) أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا أحمد
الواسطي زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن إسماعيل قال (3) أسيد بن حضير أبو يحيى الأنصاري الأشهلي له صحبة
مديني مات في عهد عمر قاله عبيد الله عن نافع عن ابن عمر وقال لي عبد العزيز بن
عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن (1) إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه
عن عائشة قالت ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا كلهم من بني
عبد الأشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر وقال احمد (4) حدثنا
عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن أبي ليلى أن أسيد بن حضير أبو عتيك
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن حمدون
أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو يحيى أسيد بن حضير
الأنصاري الأشهلي له صحبة

(1) سقطت من الأصل والزيادة عن م.
(2) بالأصل " أن " والصواب عن م.
(3) التاريخ الكبير 1 / قسم الثاني / 47.
(4) بالأصل " بن " والمثبت عن البخاري.
80

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن اللالكائي أنا ابن الفضل أنا
عبد الله بن جعفر أنا يعقوب بن سفيان قال (1) أسيد بن الحضير أبو يحيى
قرأت على أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله
أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال أبو يحيى أسيد بن حضير
وقيل أبو عتيك
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا أحمد بن زهير عن المدائني قال كنية أسيد أبو
يحيى قال ونا عبد الله بن محمد قال أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك يكنى أبا
عتيك ويقال أبا يحيى ويقال أبا حضير
(2). أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنا أبو نصر طاهر بن محمد نا علي بن أحمد الحوري نا
أبو زكريا يزيد بن أحمد قال سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر
المقرئ قال أسيد بن حضير الأنصاري يكنى أبا يحيى
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي أنا أبو القاسم الخليلي أنا أبو القاسم الخزاعي أنا الهيثم بن كليب قال أسيد بن حضير بن سماك بن عبيد بن رافع بن امرئ القيس بن
زيد بن عبد الأشهل كان عقبيا (3). نقيبا
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا محمد بن
إسحاق بن مندة قال أسيد بن حضير أبو يحيى ويقال أبو عتيك الأنصاري الأشهلي
عداده في أهل المدينة توفي في عهد عمر (4) سنة عشرين
قال ابن مندة وأنا عبد الله بن جعفر البغدادي نا يحيى بن أيوب نا ابن بكير حدثني الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن محارب عن أبي سعيد
الخدري عن أسيد بن الحضير أنه قال غدوت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا
يحيى
[* * * *]

(1) المعرفة والتاريخ 3 / 43.
(2) بالأصل " حصير " والصواب عن م.
(3) بالأصل " عقيبا " والصواب ما أثبت عن م.
(4) بالأصل " عمرو " خطأ والصواب عن م.
81

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي أنا أبو
سعيد مسعود بن ناصر السجزي أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش
الكازروني قال قال أبو (1). نصر أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي أسيد بن
حضير بن سماك بن عتيك ويقال أبو الحصير الأنصاري الأشهلي سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى
عنه أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك فضائل القرآن والمناقب والفتوحات في عهد
عمر وذكره البخاري
وقال محمد بن يحيى الذهلي قال يحيى بن بكير مات سنة عشرين وحمله عمر
بين عمودي السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه (2). وقال الواقدي نحو قول ابن بكير
وقال عمرو بن علي مات سنة عشرين وقال ابن بشير مثل عمرو
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني أنا أبو بكر الصفار وأنا أبو بكر
أحمد بن علي الحافظ أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم (3). أنا أبو العباس الثقفي نا
زكريا بن الحارث أبو يحيى القيسي نا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير قال قال قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم) يا أبا
عيسى
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النفور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق
قال (4). وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبيد الله بن المغيرة بن معيقيب قالا
بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوا في العقبة الأولى
وكان عبد الله بن أبي بكر يقول ما أدري ما العقبة الأولى قال ابن إسحاق بلى لعمري
لقد كانت عقبة وعقبة إلى المدينة يفقه أهلها (5). ويقرئهم القرآن وكان منزله على
أسعد بن زرارة وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ فخرج يوما أسعد بن زرارة إلى دار

(1) سقطت من الأصل، والزيادة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 94.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 343.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 370.
(4) انظر سيرة ابن هشام 2 / 76 وما بعدها.
(5) في ابن هشام: وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين.
82

بني عبد الأشهل فدخل حائطا من حوائط بني ظفر وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني
عبد الأشهل وكانا ابن عم يقال لها بئر مرق (1). فسمع بهما سعد بن معاذ وكان ابن خالة
أسعد بن زرارة فقال لأسيد بن حضير ائت أسعد بن زرارة فازجره عنا فليكف عنا
ما نكره فإنه قد بلغني أنه قد جاء بهذا الرجل الغريب معه يسفه سفهاءنا وضعفاءنا فإنه
لولا ما بيني وبينه من القرابة لكفيتك ذلك فأخذ أسيد بن حضير الحربة ثم خرج حتى
أتاهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير هذا والله سيد قومه قد جاءك فأبل
الله فيه بلاء حسنا فقال إن يقعد أكلمه فوقف علينا متشتما فقال يا أسعد ما لنا ولك تأتينا
بهذا الرجل الغريب تسفه به سفهاءنا فقال أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمر قبلته وإن
كرهته كف عنك ما تكره قال قد أنصفتم
ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن
فوالله لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم لتسهله ثم قال ما أحسن هذا وأجمله
فكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين قال تطهر وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق
وتصلي ركعتين ففعل ثم قال لهما إن ورائي رجلا من قومي إن تابعكما (2). لم يخالفكما
أحد بعده ثم خرج حتى أتى سعد بن معاذ فلما رآه سعد بن معاذ (3) مقبلا قال أحلف بالله
لقد رجع عليكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به قال له سعد فماذا صنعت قال
قد ازدجرتهما (4). وقد بلغني أن بني حارثة يريدون أسعد بن زرارة ليقتلوه ليخفروك (5). فيه
لأنه ابن خالته فقام إليه سعد مغضبا فأخذ الحربة من يده وقال والله ما أدراك أغنيت
شيئا فخرج
فلما نظر إليه أسعد بن زرارة قد طلع عليهما قال لمصعب هذا والله سيد من وراءه
من قومه إن هو تابعك لم يخالفك أحد من قومه فاصدق الله فيه فقال مصعب بن عمير
إن يسمع مني كلمة أكلمه
فلما وقف عليهما قال يا أسعد ما دعاك إلى أن تغشاني بما أكره وهو متشتم أما

(1) بئر مرق: بالمدينة، ذكر في الهجرة، ويروى بسكون الراء (معجم البلدان).
(2) ابن هشام 2 / 78: إن اتبعكما.
(3) وكان سعد وقومه في ناديهم ينتظرونه (ابن هشام).
(4) زيد في ابن هشام: فقالا: نفعل ما أحببت.
(5) الإخفاء: نقض العهد والغدر.
83

والله أنه لولا ما بيني وبينك من القرابة ما طمعت في هذا مني فقالا له أو تجلس فتسمع
فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته أعفيت مما تكره قال أنصفتما بي ثم ركز الحربة
وجلس
فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن قال فوالله لعرفنا فيه الإسلام
قبل أن يتكلم لتسهل (1). وجهه ثم قال أحسن هذا وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا
الدين فقالا له تطهر وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين فقام ففعل ثم
أخذ الحربة وانصرف عنهما إلى قومه
فلما رآه رجال بني عبد الأشهل قالوا نقسم بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه
الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل أي رجل تعلمون
فيكم قالوا نعلمك والله خيرنا وأفضلنا أيمننا نقيبه وأفضلنا (2). رأيا قال فإن كلام
نسائكم ورجالكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتصدقوا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في دار بني الشهل رجل ولا امرأة إلا مسلم
ومسلمة
(3). قرأت على أبي الغالب بن (4). البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (5) أنا محمد بن عمر
أخبرنا (6). إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال
كان إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير العبدري (7). في يوم
واحد تقدم أسيد سعدا في الإسلام بساعة وكان مصعب بن عمير قد قدم المدينة قبل
السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلمهم القرآن ويفقههم في

(1) ابن هشام: لإشرقه وتسهيله.
(2) الأصل: " وأفضلنا فينا رأيا " والمثبت يوافق عبارة ابن هشام.
(3) زيادة عن ابن هشام.
(4) بالأصل " إن " خطأ.
(5) طبقات ابن سعد 3 / 604.
(6) عن ابن سعد وبالأصل " بن ".
(7) هو مصعب بن عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، أبو عبد الله، من جلة الصحابة
وفضلائهم (انظر الاستيعاب - الروض الأنف).
84

الدين بأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهد أسيد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار في روايتهم
جميعا وكان أحد النقباء الاثني عشر وآخى (1). رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أسيد بن الحضير
وزيد بن حارثة ولم يشهد أسيد بدرا وتخلف هو وغيره من أكابر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من النقباء وغيرهم عن بدر ولم يظنوا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلقى بها كيدا ولا قتالا وإنما خرج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه يتعرضون لعير قريش حيث رجعت من الشام فيبلغ ذلك أهل العير
فبعثوا إلى مكة من يخبر قريشا بخروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهم وساحلوا بالعير فأفلتت وخرج
نفير قريش من مكة يمنعون غيرهم فالتقوا هم ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه على غير موعد
ببدر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
أبي بكر المقرئ أنا محمد بن الحسين أبو عبد الله الزعفراني أنا أبو بكر بن
أبي خيثمة نا يوسف بن بهلوك نا ابن إدريس عن ابن (2). إسحاق أخبرني عبيد الله بن
المغيرة بن معيقيب وعبد الله بن أبي بكر أن إسلام أسيد بن الحضير إنما كان على يدي
مصعب بن عمير
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو
الفضل عبيد الله بن محمد الفامي
[* * * *]
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعيد بن أحمد الصوفي أنا
عبد الله بن أحمد بن الرومي قالا أنا العباس محمد بن إسحاق الثقفي نا قتيبة بن
سعيد نا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة نعم الرجل أسيد بن
حضير نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل
معاذ بن عمرو بن الجموح (3). أخرجه الترمذي عن قتيبة
[* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (4).

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن ابن سعد.
(2) بالأصل " أبي " الصواب ما أثبت، انظر ابن هشام 2 / 77.
(3) أخرجه الترمذي في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد (ج 3797)، وسير أعلام النبلاء 1 / 341.
(4) العبارة بالأصل ما بين الرقمين: " أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن بن الآبنوسي، وما أثبت قياسا
إلى سند مماثل انظر ابن عساكر 7 / 307 " كالأصل أيضا وفي م.
85

أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد بن زنبور بن أبي حازم عن سهل عن أبيه عن
أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم الرجل أسيد بن حضير
[* * * *]
أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم الهيثمي وأبو القاسم الحسين بن
الزهري وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد الأديب وأبو المحاسن أسعد بن علي بن
الموفق بن زياد قالوا أنا عبد الرحمن بن محمد الداودي أنا عبد الله بن أحمد
الحموي أنا إبراهيم بن خزيم (1). الشاشي نا عبد بن حميد الكشي
[* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي (2). أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران
أنا إسماعيل بن محمد الصفار
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن أحمد الصقلي أنا أبو الفتح المظفر بن
حمزة بن محمد الجرجاني أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه أنا أبو سعيد الشرابي
قال نا أحمد بن منصور الرمادي قال نا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت زاد عبد
البناني عن أنس أن أسيد بن حضير ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال
الرمادي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد عبد ليلة وقالا في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة
وليلة وقال الرمادي في ليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد عبد
بنقلتان وبيد كل واحد منهما عصية فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشى في ضوءها
حتى إذا افترق بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه
(3). رواه حماد بن سلمة (4). عن ثابت فسمى الرجل الآخر عباد بن بشر
أخبرنا أبو علي بن السبط وأبو (5) غالب بن البنا قالا أنا أبو محمد الحسن بن
علي الجوهري أنا أبو (6). القاسم إبراهيم بن جعفر الخرقي نا أبو العباس محمد بن طاهر
المروزي

(1) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 14 / 386.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن م.
(3) دلائل النبوة للبيهقي 6 / 77 - 78 والحاكم في المستدرك 3 / 288 ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى
2 / 80.
(4) أخرجه البخاري في 63 كتاب مناقب الأنصار 13 باب منقبة أسيد بن خضير وعبادة بن بشير (ح 3805) فتح
الباري 7 / 124 - 125.
(5) بالأصل " وابن " خطأ والصواب عن م.
(6) بالأصل " ابن " خطأ والصواب عن م.
86

[* * * *]
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن النقور
وجماعة
وأخبرنا أبو بكر المزرفي وأبو ياسر سليمان بن عبد الله بن سليمان الفرغاني
قالا أنا أبو الحسين بن النقور قالوا أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن
حبابة
[* * * *] وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي بداود بن الجراح
[* * * *]
وأخبرنا أبو العز ابن الكادش أنا أبو طالب العشاري (1). أنا أبو الحسين محمد بن
عبد الله ابن أخي ميمي الدقاق قالوا أنا عبد الله بن محمد البغوي قالا أنا عبيد الله بن
محمد بن حفص العيشي زاد المروزي التميمي نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني
عن انس بن مالك قال كان عباد بن بشر وأسيد (2). زاد بن حبابة بن حضير كانا عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ليلة ظلماء حندس زاد البغوي قال العيشي الحندس الشديد الظلمة
وفي حديث الدقاق قال العيشي يعني شديدة الظلمة فلما خرجا زاد الدقاق من عنده
أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها فلما افترقت لهما الطريق أضاءت عصا الآخر زاد
الدقاق حتى بلغا منازلهما
ورواه عن قتادة عن أنس أن رجلين من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يسمهما
(3). أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم أنا المظفر بن حمزة التاجر أنا عبد الله بن
يوسف الأصبهاني
[* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفرواي أنا أبو بكر البيهقي نا عبد الله بن يوسف
املاء قالا أنا أبو سعيد الأعرابي نا أبو سعيد عبد الرحمن بن منصور الهادي (5). نا
معاذ بن هشام نا أبي عن قتادة نا أنس

(1) اسمه محمد بن علي بن الفتح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 78.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ومما شوه المعنى، والزيادة المستدركة عن دلائل البيهقي 6 / 78.
(3) دلائل البيهقي 6 / 77.
(4) دلائل البيهقي 6 / 77.
(5) دلائل البيهقي: الحارثي.
87

بن مالك وفي حديث أبي غالب عن أنس أن رجلين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرجا من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد الفراوي ذات
ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما فلما افترقا صار مع كل واحد
منهما واحد حتى أتى أهله
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسين ابن
أخي ميمي نا عبد الله بن محمد نا عبيد الله بن عمر القواريري نا (1). يعني معاذ بن
هشام نا أبي عن قتادة عن (2). أنس بن مالك أن رجلين من أصحاب (3). رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خرجا من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ليلة مظلمة فإذا بين أيديهما مثل المصباحين يضيئان بين
أيديهما فلما افترقا صار مع هذا واحد ومع هذا واحد حتى أتى أهله
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو (4). عمرو
الحيري
[* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا زهير نا
عبد الرحمن نا حماد نا ثابت عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة زاد ابن
المقرئ فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) زاد
أبو عمرو يعني وقالا النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنزل الله تعالى " يسألونك عن المحيض (5). " إلى آخر
الآية فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اصنعوا كل شئ إلا النكاح فبلغ ذلك اليهود فقالوا ما يريد
هذا الرجل أن يدع من أمرنا شئ إلا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا يا
رسول الله إن اليهود قالت كذا وكذا أفلا يجامعوهن فتغير وجه وقال ابن حمدان فتغير
وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ظننت أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن زاد
ابن المقرئ إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأرسل في آثارهما وقال ابن حمدان في أثرهما فسقاهما
وقال ابن المقرئ فعرفا أن لم يجد عليهما
[* * * *]
أخرجه مسلم عن زهير

(1) زيادة لازمة عن م.
(2) بالأصل " بن " خطأ والصواب عن م.
(3) زيادة ضرورية، عن م.
(4) زيادة لازمة، وهو أبو عمرو بن حمدان الحيري، راجع الأنساب.
(5) سورة البقرة، من الآية: 222.
88

أخبرتنا به أعلى من هذا أم المجتبى العلوية وأم البهاء بنت البغدادي قالتا أنا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو يعلى الشامي نا حماد بن سلمة عن
ثابت عن أنس نحوه
أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلم الفقيه غير مرة أنا أبو نصر الحسين بن
محمد بن طلاب الخطيب وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد
قالا أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد أنا أبو الحسين محمد بن
علي بن أبي الحديد نا إبراهيم هو ابن مرزوق نا محمد بن كثير أنا سليمان بن
كثير عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من الأنصار حسبته قال
أسيد بن حضير قال بينما هو عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث وهو يضحك القوم أو هوى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هكذا في جنبه إذ قال بسم الله قتلتني يا رسول الله قال اصبر قال إن
عليك قميصا ولم يكن علي قميص فخلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قميصه فاحتضنه فجعل يقبل
كشحه ويقول إنما أردت هذا
[* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعيد الجنزرودي أنا أبو عمرو
بن حمدان أنا أبو يعلى نا مصعب بن عبد الله نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق
عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة قالت ثلاثة من الأنصار كلهم من بني عبد الأشهل
لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن
بشر
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا الحسن بن علي الجوهري أنا أبو
بكر بن إسماعيل وأبي عمر بن حيوية قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن
الحسن المروزي أنا عبد الله بن المبارك أنا يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن
محمد بن عبد الله عن عمر بن عثمان عن أمة فاطمة بنت حسين عن عائشة أنها كانت
تقول كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أني أكون (1) كما أكون على
أحوال ثلاث من أحوالي لكنت حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرا وإذا سمعت خطبه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى (2) ما هو

(1) زيادة عن م.
(2) بالأصل وم " سوى ".
89

مفعول بها وما هي صائرة إليه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ حدثني
محمد بن صالح ومحمد بن المؤمل ومحمد بن القاسم قالوا أنا أبو الفضل محمد
الشعراني نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب وابن لهيعة قالا نا عمارة بن غزية
عن محمد بن عبد الله بن (1). عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين بن علي عن
عائشة أنها قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس فكان يقول لو أني أكون كما أكون
في حال من أحوال ثلاث لكنت من أهل الجنة وما شككت في ذلك حين أقرأ القرآن وحين
أسمعه وإذا سمعت خطبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا شهدت جنازة فما شهدت جنازة قط فحدثت
نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه
ورواه غيره عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب فأدخل بينه وبين
عمارة ابن لهيعة
أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي (2) أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن
زياد بن الأعرابي نا علي بن داود القنطري نا ابن أبي مريم نا يحيى بن أيوب عن ابن
لهيعة نا ابن غزية عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت
الحسين عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أنها قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس
وكان يقول لو أني أكون على أحوال ثلاث لكنت من أهل الجنة فما شككت في ذلك
حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا شهدت جنازة وما
شهدت جنازة قط فحدثت نفسي إلا بما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم القشيري أنا أبو نعيم
عبد الملك بن الحسن الأزهري نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ أنا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنا أبي وشعيب بن الليث عن خالد وهو ابن يزيد عن ابن أبي
هلال يعني سعيدا عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن حبان عن أبي سعيد الخدري
عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال قرأت ليلة سورة البقرة

(1) بالأصل " عن " خطأ، وبالأصل " عمر " والصواب " عمرو " والصواب في الموضعين عن م ترجمته في السير
6 / 224.
(2) ضبطت عن التبصير.
90

وفرس لي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام فجالت الفرس فوقعت
وليس لي هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس فوقعت وليس لي هم إلا ابني ثم قرأت
فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا شئ كهيئة الظلمة في مثل المصابيح مقبل من السماء
فهالني فسكت فلما أصبحت غدوت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته فقال اقرأ أبا يحيى
فقلت قد قرأت فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني فقال اقرأ يا ابن حضير فقلت
قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلمة فيها المصابيح فهالني فقال ذلك الملائكة دنوا
لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم
[* * * *]
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد الموحد أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
محمد أن عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا محمد بن زنبور المكي نا ابن أبي
حازم عن يزيد يعني ابن الهادي عن محمد بن إبراهيم أن أسيد بن حضير بينا هو يقرأ
سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذا جالت الفرس فمكث فسكنت فقرأ فجالت فانصرف
وكان ابنه قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء فإذا هو بمثل الظلة فيها
أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى لا أراها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تدري ما ذاك
قال لا يا رسول الله قال تلك الملائكة أذنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس
إليها لا يواري منهم
[* * * *]
قال يزيد حدثني هذا الحديث أيضا عبد الله بن حباب عن أبي سعيد الخدري
عن أسيد بن حضير
آخر الجزء الثاني بعد المائة
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد بن الحسن
بن البنا قالا أنا أبو يعلى محمد بن الحسين الفقيه
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن النقور قالا أنا
أبو القاسم عيسى بن علي الوزير
[* * * *]
وأخبرنا أبو البركات سعيد (1) بن الحسين بن (1) الحسن بن حسان البزار وأبو
القاسم بن السمرقندي قالا أنا أحمد بن محمد البزاز أنا أبو القاسم عبيد الله بن

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن م، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد الله بن جابر - عبد الله بن
زيد).
91

إسحاق بن حبابة قالا نا عبد الله بن محمد البغوي نا هدبة بن خالد نا حماد بن
سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير أنه قال بينما أنا أقرأ
سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي أطلق وقال ابن حبابة انطلق
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصابيح وقال أبو يعلى الصباح
ملأة بين السماء وبين الأرض وقال ابن حبابة من السماء إلى الأرض ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول اقرأ يا أبا عتيك فقال يا رسول الله ما استطعت أن أمضي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تلك الملائكة نزلت وقال ابن حبابة نزلت لقراءة سورة البقرة أما إنك لو مضيت
لرأيت العجائب
[* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن
العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع البلخي أنا محمد بن عمر
الواقدي قال (1) فحدثني ابن أبي سبرة عن أسيد بن أبي أسيد عن أبي قتادة قال انتهينا
إليهم يعني بني قريظة فلما رأونا أيقنوا بالشر وغرز علي الراية عند أصل الحصن
فاستقبلونا في صياصيهم يشتمون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأزواجه قال أبو قتادة وسكتنا
وقلنا السيف بيننا وبينكم وطلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما رآه علي رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمرني
ألزم اللواء فلزمته وكره أن يسمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أذاهم وشتمهم فسار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهم وتقدمه أسيد بن حضير فقال يا أعداء الله لا نبرح حصنكم حتى تموتوا جوعا إنما
أنتم بمنزلة ثعلب في حجر قالوا يا ابن الحضير نحن مواليك دون الخزرج وخاروا
(2) فقال لا عهد بيني وبينكم ولا إل
(3) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني
عبد الله بن محمد الصيدلاني نا محمد بن أيوب أنا يحيى بن المغيرة السعدي نا
جرير عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال كان أسيد بن حضير
رجلا ضاحكا مليحا قال بينما هو عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث القوم ويضحكهم فطعن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأصبعه في خاصرته فقال أوجعتني قال اقتص قال يا رسول إن عليك

(1) مغازي الواقدي 2 / 499.
(2) غير واضحة بالأصل والمثبت " وخاروا " عن الواقدي، أي خافوا.
(3) الإل بالكسر: العهد والحلف (القاموس).
92

قميصا ولم يكن علي قميص قال فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قميصه فاحتضنه ثم جعل يقبل
كشحه فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني (1) أبي نا يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبيه عن
جده علقمة عن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من
الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي قالت فقلت
له غفر الله لك أنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولك من السابقة والقدم ما لك تبكي على امرأة
فكشف عن رأسه وقال صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد
قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قال قال قلت له ما قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لقد اهتز العرش
لوفاة سعد بن معاذ قالت وهو يسير بيني وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
[* * * *]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو (2) عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا الفضل بن
دكين عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال وأخبرني عبد الله بن
مسلمة (4) بن قعنب وخالد بن مخلد قالا نا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن
بشير بن يسار أن أسيد بن الحضير كان يؤم قومه واشتكى فصلى بهم قاعدا قال سليمان بن
بلال في حديثه فصلوا وراءه قعودا
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكابي أنا القاضي أبو منصور
محمد بن الحسن بن محمد بن يونس أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل
النهاوندي أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل البخاري نا
عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن عبد الله بن سالم أن عبد الله بن عمر حدثه عن
نافع عن ابن عمر أن أسيد بن حضير حين هلك قال عمر لغرمائه (5)

(1) مسند أحمد 4 / 352.
(2) زيادة عن م، قياسا إلى مسند مماثل، واسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا أبو عمر، ترجمته في سير
أعلام النبلاء 16 / 409.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 606.
(4) عن ابن سعد 3 / 606 وبالأصل " سلمة " وانظر ترجمته في سير الأعلام 10 / 257.
(5) بعدها بياض بالأصل، ونقل ابن حجر الخبر عن البخاري في الإصابة: وفيه قال عمر لغرمائه: فذكر قصة
تدل على أنه مات في أيامه. كذا. ويبدو الخبر في م تاما.
93

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
عبد الله بن أحمد بن زبر نا عباس الدوري نا أبو بكر هو بن أبي الأسود نا الأصمعي
أخبرني الغمري قال قال هلك أسيد بن حضير في خلافة عمر فكلم غرماءه وقال قتل
عثمان ولم يبق من أهل بدر من قريش غير ثمانية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو الحسن بن النقور أنا أحمد بن محمد بن
عمران نا عبد الله بن محمد نا عبد الأعلى بن حماد نا حماد بن سلمة عن هشام بن
عروة عن عروة أن أسيد بن حضير مات وعليه دين أربع آلاف درهم (1) فبيعت أرضه
فقال عمر لا أترك بني أخي عالة فرد الأرض وباع ثمرها من الغرماء أربع سنين بأربعة آلاف
كل سنة ألف درهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي بن عيسى
[* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله بن الحطاب في كتابه أنا أبو الفضل محمد بن عيسى السعدي
أنا عبد الله بن بطة قالا أنا أبو القاسم البغوي نا محمد بن عبد الملك الواسطي نا
يزيد أنا يحيى بن سعيد أن أبا بكر بن محمد بن عمرو وأخبره أن أسيد بن حضير توفي
وعليه دين فبيع ماله في دينه فبلغ ذلك عمر فقال لا نبيع (2) مال ابن حضير وقال ابن
بطة بن حضير فباع ثمر ماله سنوات فقضى منه وقال ابن بطة فقضي دينه
أخبرنا أبو عبد الله الخلال وأبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد قالا أنا
أبو الطيب عبد الرازق بن عمر بن موسى أنا أبو بكر بن المقرئ إجازة أنا محمد بن
الحسن بن قتيبة نا محمد بن رمح أنا الليث عن يحيى بن عبد الله بن سالم أن
عبيد الله بن عمر بن حفص حدثه عن نافع عن عمر بن الخطاب حين هلك أسيد ابن
الحضير وقام غرماؤه بماله سأل عمر في كم يؤدي غرماؤه ما عليه من الدين فقيل له في
أربع سنين قال فرضوا بذلك فأقر المال لهم ولم يكن باع ثمار نخل أسيد أربع سنين من
عبد الرحمن بن عوف ولكنه وضعه على يدي عبد الرحمن بن عوف للغرماء

(1) في أسد الغابة: دينار.
(2) بالأصل وم: لا نبع.
94

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (1) أنا خالد بن مخلد
البجلي نا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال هلك أسيد بن الحضير وترك (2)
عليه أربعة آلاف درهم دينا وكان ماله يغل كل عام ألفا فأرادوا بيعه فبلغ ذلك عمر بن
الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا فتستوفونه في أربع سنين
قالوا نعم يا أمير المؤمنين فأخروا ذلك وكانوا يقبضون كل عام ألفا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر الرزاز ثم أخبرنا
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عمر وأنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الفتح
الرزاز أنا عمر بن أحمد بن شاهين نا محمد بن خالد [* * * *]
قال وأنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن العتيقي أنا عثمان بن محمد
المخرمي (3) نا إسماعيل بن محمد الصفار قالا نا عباس بن محمد الدوري نا أبو
بكر عبد الله بن محمد بن حميد بن أبي الأسود نا بشر بن الفضل عن محمد بن
المنكدر قال مات أسيد بن حضير في خلافة عمر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا محمد بن الحسن أبو طاهر بن محمد الدوري نا أبو بكر بن أبي الأسود
أخبرني الأصمعي أنا العمري قال مات أسيد بن حضير في خلافة عمر وكلم غرماءه
قال وأنا ابن مندة أنا أحمد بن الحسن بن عتبة نا عبد الله بن عيسى المدني نا
إبراهيم بن المنذر الحزامي قال وأسيد بن الحضير بن سماك توفي سنة عشرين صلى
عليه عمر ودفن بالبقيع يكنى أبا يحيى من بني عبد الأشهل
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف
أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا محمد بن سعد أنا محمد بن
عمر نا إبراهيم بن إسماعيل (4) ابن أبي حبيبة عن أصحابهم ومحمد بن صالح

(1) طبقات ابن سعد 3 / 606.
(2) عن ابن سعد وبالأصل " وتولى ".
(3) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى المخرم إحدى محال بغداد.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد 3 / 606.
95

وزكريا بن زيد عن عبد الله بن أبي سفيان عن محمود بن لبيد قالوا توفي أسيد سنة
عشرين وحمله عمر بين العمودين حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه وهو من بني
عبد الأشهل وكان عقبيا بدريا (1) وليس له عقب وقتل أبو حضير للكتائب يوم بعاث وكان
آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج قبل قدوم النبي (صلى الله عليه وسلم) بست سنين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (2)
أنا عمر بن علي بن بحر وابن نمير قال ومات أسيد بن حضير سنة عشرين وصلى عليه
عمر وكان يكنى أبا يحيى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قال أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي
بكر أحمد بن عبيد بن بيري الواسطي أنا محمد بن الحسين الزعفراني أنا أبو بكر بن
أبي خيثمة أنا المدائني قال توفي أسيد بن حضير سنة عشرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن فهد
قالا أنا أبو الحسين المقرئ أنا الحسن بن محمد السكوني نا محمد بن عبد الله
الخضري نا ابن نمير قال مات أسيد بن حضير سنة عشرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن البسري أنا المخلص إجازة أنا
عبد الله بن عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة عن
أبيه أنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة عشرين فيها توفي أسيد بن الحضير
أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم حدثني نعمة الله بن محمد نا أحمد بن محمد
البجلي نا محمد بن أحمد بن سليمان نا سفيان بن محمد بن سفيان حدثني عمي
الحسن بن سفيان نا أبو عبد الله محمد بن علي عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا
عمر الضرير يقول توفي أسيد بن حضير سنة عشرين ودفن بالبقيع هذا هو الصحيح في
وفاته
فأما ما أخبرنا به إبراهيم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر

(1) كذا، ولم في ابن سعد أنه شهد بدرا وفيه خبر اعتذار أسيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من بدر عن عدم
حضوره وتخلفه.
(2) بالأصل " شهير " وفي م: شهربار والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
96

نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنا ابن جريج أخبرني عكرمة بن خالد عن أسيد بن
حضير الأنصاري ثم أحد بني حارثة أنه أخبره أنه كان عاملا على اليمامة (1) وأن مروان
كتب إليه أن معاوية كتب إليه أيما رجل سرق منه سرقة فهو أحق بها بالثمن حيث وجدها
قال وكتب إلي مروان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قصد به أنه إذا كان الذي ابتاعها من الذي سرقها
غير متهم خير سيده فإن شاء أخر الذي سرق منه بالثمن وإن شاء اتبع سارقه قال وقضى
بذلك أبو بكر وعمر وعثمان فهذا وهم إنما صاحب هذا الحديث أسيد بن ظهير بن
رافع بن خديج وهو من بني حارثة فأما أسيد بن حضير فمن بني عبد الأشهل وذكر
هارون بن عبد الله الحمال عن أحمد بن حنبل قال هو في كتاب ابن جريج أسيد بن
ظهير ولكن هكذا حدثهم بالبصرة وكذلك رواه عبد الرازق عن ابن جريج (2)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الرزاق أنا ابن جريج قال سألت عطاء فذكر
مثله قال سمعنا إنه يقال خذ مالك حيث وجدته ولقد أخبرني عكرمة بن خالد عن
أسيد بن ظهير الأنصاري ثم حدثني حارثة أخبره أنه كان عاملا على اليمامة فذكر معناه
وهذا هو الصحيح فقد جاء من غير وجه أنه مات في خلافة عمر
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني عن عبد الله المنيني
أنا محمد بن إبراهيم بن مروان أنا أبو عبد الملك القرشي نا سليمان بن عبد الرحمن
نا علي بن عبد الله التميمي قال أسيد بن حضير يكنى أبا يحيى مات سنة عشرين وصلى
عليه عمر بالبقيع
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو الزنباع
روح بن الفرج نا يحيى بن بكير قال توفي أسيد بن حضير ويكنى أبا يحيى سنة عشرين
وحمله عمر بن الخطاب بين عمودي السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد الكتاني أنا مكي بن
محمد بن الغمر أن أبو سليمان بن زبر قال قال الواقدي وعمر بن علي بن بحر وابن
نمير مات أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك أبو يحيى سنة عشرين وصلى عليه عمر

(1) اليمامة: انظر معجم البلدان 5 / 441 - 442.
(2) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 220.
97

بالبقيع وقيل أنه يكنى أبا الحضير ثم قال سنة إحدى وعشرين قال المدائني فيها مات
أسيد بن حضير
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق بن
خربان النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني نا موسى بن زكريا التستري
نا خليفة بن خياط قال (1) سنة إحدى وعشرين فيها مات أسيد بن حضير
فمن يموت في خلافة عمر كيف يبقى إلى أيام معاوية حتى يلي اليمامة ويكتب إليه
مروان أمير المدينة من قبل معاوية فهذا مما لا يخفى بطلانه والله أعلم
768 أسيد ويقال أسيد
شيخ من بني كلاب من أصحاب مكحول
حدث بدمشق في مجلس عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطية بن قيس
والعلاء بن الزبير الكلابيين
روى عنه الوليد بن مسلم
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن الطيري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني صفوان بن صالح (2) نا الوليد بن مسلم نا
أسيد الكلابي أنه سمع العلاء بن الزبير الكلابي يحدث عن أبيه قال رأيت غلبة فارس
الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم كل ذلك في خمس
عشرة سنة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا أبو نصر محمد (3) بن أحمد بن هارون وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب
قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب قال قرئ على أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم
البسري القرشي أنا أبو عبد الله محمد بن عائذ قال قال الوليد فأخبرني أسيد (4)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 149.
(2) ترجمته في سير الأعلام 11 / 471. (3) بالأصل وم " أبو نصير " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 400.
(4) بالأصل " أبو " والصواب عن م، فهو صاحب الترجمة.
98

الكلابي عن العلاء بن الزبير الكلابي عن أبيه قال رأيت غلبة فارس ثم رأيت غلبة
المسلمين فارس والروم وظهورهم بالشام والعراق وكل ذلك في خمس (1) عشرة سنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا
عبد الله بن جعفر بن محمد أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية أصحاب مكحول أسيد
الكلابي
في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
طاهر بن سلمة أنا علي بن علي محمد [* * * *] وأنا ابن مندة أنا حمد بن عبد الله إجازة
قالا أنا محمد بن أبي حاتم (2) قال أسيد الكلابي قال سمعت مكحولا روى عنه الوليد بن مسلم
769 أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني (3)
روى عن فروة بن مجاهد وصالح بن جبير ويقال صالح بن محمد وخالد بن
دريك والعلاء بن زياد وحكى عن رجاء بن حياة
روى عنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش والمغيرة بن المغيرة الرملي
وعبد الله بن حسان
واجتاز بناحية دمشق في مضيه إلى دابق (4)
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق وأبو بكر
أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قالوا أنا أبو الحسن
الداودي أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه أنا أبو عمران عيسى بن عمر قال أخبرنا (5) عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي نا أبو المغيرة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا

(1) بالأصل: خمسة عشرة.
(2) الجرح والتعديل 1 / 311.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 219 وبغية الطلب 4 / 1859 ورواه بعضهم بالشك أسيد وأسيد.
(4) دابق: قرية من قرى حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ (معجم البلدان).
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل استدرك عن بغية الطلب 4 / 1859 وانظر ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن
الدارمي في سير الأعلام 12 / 224 وانظر م باختلاف.
99

سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن عبد الوهاب نا أبو المغيرة نا الأوزعي
حدثني وقال الدارمي نا أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن ابن عزيز
قال قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة حدثنا حديثا (1) سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال وقال أحمد وقال نعم أحدثك حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو
عبيدة فقال يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا زاد أحمد معك وقالا وجاهدنا
معك قال نعم قوم يكونون من بعدي وقال الدارمي بعدكم يؤمنون بي ولم
يروني [* * * *]
(2) أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن بشران أنا
دعلج بن أحمد نا أبو شعب يعني الجوابي حدثني يحيى هو ابن عبد الله
البابلتي (3) نا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن
عبد العزيز قال قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال نعم
أحدثكم حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا
رسول الله أحد خير منا آمنا بك وجاهدنا قال نعم قوم يجيئون من بعدكم يؤمنون بي ولم
يروني [* * * *]
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنا أبو العباس أحمد بن منصور الفقيه أنا محمد بن أبي نصر أنا خيثمة أنا العباس بن
الوليد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن حدثني
خالد بن دريك عن أبن محيريز قال قلت لأبي جمعة فذكر مثله رواه سعيد بن عثمان
ومحمد بن عوف عن أبي المغيرة ورواه عقبة بن علقمة عن الأوزاعي فقصر فيه
أخبرناه أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد أنا أبو بكر بن خلف أنا
الشريف أبو طلحة محمد بن محمد الزبيري أنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا
العباس بن (4) الوليد بن مزيد (5) البيروتي أنا عقبة بن علقمة أخبرني الأوزاعي [* * * *]

(1) عن المعالي ومختصر ابن منظور 4 / 399 وكتب في م بين السطرين
(2) الحديث في بغية الطلب 4 / 1859
(3) ضبطت عن الأنساب، ترجمته في سير الاعلام 10 / 318 هذه النسبة إلى بابلت قرية بالجزيرة بين حران
والرقة (معجم البلدان)
(4) زيادة لازمة عن م
(5) بالأصل: (يزيد) والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 471.
100

وأخبرنا أبو (1) المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطبسي أنا أبو
الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي (2) أنا عبد الرحمن السلمي أنا أبو
العباس الأصم نا سعيد بن عثمان ومحمد بن عوف قالا نا أبو المغيرة عبد القدوس
نا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن قال قال رجل لأبي جمعة حدثنا حديثا
سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أحدثكم بحديث جيد تغدينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعنا أبو
عبيدة بن الجراح فقال أبو عبيدة بن الجراح يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا وجاهدنا
معك وآمنا قال نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني [* * * *] لفظهما
سواء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد البغوي نا داود بن عمرو نا إسماعيل بن عياش حدثني أسيد بن
عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد النخعي عن عقبة بن عامر الجمحي قال
لقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عن من
ظلمك [* * * *]
قال ثم لقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سورا ما أنزل الله في
التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في (3) الفرقان مثلهن لا يأتي عليك ليلة إلا
قرأتهن فيها " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس "
قال عقبة فما أتت علي ليلة منذ أمرني بهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا قرأتهن وحق لي أن
لا أدعهن وقد أمرني بهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا جعفر أبو محمد الجوهري أنا الحسن بن جعفر بن
محمد نا أبو شعيب الحراني (4) حدثني يحيى بن عبد الله نا الأوزاعي حدثي
أسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني عن العلاء بن زياد قال إنكم في زمان أقلكم الذي

(1) زيادة عن م، ترجمته في الأنساب، (الطبرسي) وهذه النسبة إلى طبس بلدة في برية، وهي بين نيسابور
وأصبهان وكرمان.
(2) ترجمته في الأنساب (الطبسي).
(3) زيادة عن مختصر ابن منظور 4 / 399.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب عن م، واسمه عبد الله بن الحسن بن أحمد، ترجمته في سير
الأعلام 13 / 536.
101

ذهب عشر دينه وسيأتي زمان أقلكم الذي يبقى عشر دينه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة نا محمد بن أبي أسامة نا ضمرة حدثني
عبد الله بن حسان عن أسيد بن عبد الرحمن قال رأيت مكحولا يسلم على رجاء بن
حياة بدابق راجلا ورجاء راكب وهو يقول يا أبا المقدام (1) عليك السلام فما يرد
عليه (2)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم عبد الله بن عتاب بن محمد نا أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت (3) أبا الحسن
محمد بن إبراهيم بن سبيع يقول في الطبقة الخامسة أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا احمد الواسطي
زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنا أبو بكر أحمد بن عبدان (4)
أنا أبو الحسين محمد بن سهل نا أبو عبد الله البخاري قال (5) أسيد بن عبد الرحمن
الفلسطيني عن فروة بن مجاهد وابن محيريز روى عنه الأوزاعي
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه أنا أحمد بن
أبي بكر العدل قال أخبرنا (6) أبو أحمد العسكري قال وأما أسيد السين مكسورة
والياء ساكنة فمنهم أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني روى عن ابن محيريز
وفروة بن مجاهد روى عنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش

(1) بالأصل: (المقدمات) والمثبت عن م، وانظر بغية الطلب 4 / 1860.
(2) لم يرد الخبر في تاريخ أبي مزرعة المطبوع، نقل الخبر ابن العديم عن أبي زرعة.
(3) الأصل: (قال: سمعت رسول الله أنا أبو الحسن) والسند مضطرب، والصواب عن م، وبغية الطلب
4 / 1860.
(4) بالأصل: (أحمد بن عبد الله البخاري) والمثبت قياسا إلى سند مماثل، وبغية الطلب 4 / 1860.
(5) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 14 - 15.
(6) ما بين معكوفتين سقط الأصل واستدرك عن بغية الطلب 4 / 1862.
102

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
أبي الحسن الدارقطني [* * * *]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي أنا
أبو الحسن الدارقطني في باب أسيد بفتح الألف أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن
فروة بن مجاهد وابن محيريز روى عنه الأوزاعي
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي نا ناصر بن إبراهيم
أنا أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال أسيد (1) بن عبد الرحمن الخثعمي
عن فروة بن مجاهد وابن محيريز
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب قال قال أبو الحسن وأبو
محمد (2) جميعا: أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد وابن (3)
محيريز وروى عنه الأوزاعي
قال الخطيب وهذا الكلام ذكره البخاري في تاريخه نقلا له إلى كتابيهما وهو خطأ
وذلك أن أسيد لا يروي ابن محيريز وإنما يروي عن خالد بن دريك عنه روى عن
الأوزاعي عنه حديثه كذلك غير واحد (4)
قرأت على أبي محمد بن السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) وأسيد بن
عبد الرحمن الخثعمي روى عن فروة بن مجاهد وخالد بن دريك عن ابن محيريز عن

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن م.
(2) يعني الدارقطني وعبد الغني بن سعيد.
(3) الزيادة عن بغية الطلب 4 / 1861.
(4) عقب ابن العديم في بغية الطلب 4 / 1861 على كلام الخطيب بقوله: وهذا القول من أبي بكر الخطيب
تحكم على البخاري مع كونه إمام أهل الحديث وأكثرهم تنقيبا على رجاله وكشفا لأحوالهم ومواقع الصواب
والخطأ منهم، وكذلك على هذين الحافظين أبي الدارقطني وأبي محمد عبد الغني بن سعد وهما
هما في هذا الفن، وإطلاقه الخطأ عليهم في أسيدا لا يروي عن ابن محيريز هذا عن خالد بن
دريك عنه الحديث الذي أوردناه غير مسلم له، فإن رواية أسيد عن خالد عن ابن محيريز هذا الحديث لا
ينفي روايته عن ابن محيريز وغيره. في كلام طويل.
(5) الإكمال لابن ماكولا 1 / 55.
103

أبي جمعة حديثا يختلف فيه روى عن أبي واقد القيسي (1) صالح بن محمد وعن
العلاء بن زياد روى عنه الأوزاعي وهو قليل الحديث
وقول ابن ماكولا إنه روى على أبي واقد القيسي وهم أخذه عن الخطيب وإنما
يروي عن صالح بن حسين الفلسطيني وإنما قيل في نسبه ابن محمد خطأ أخطأ فيه
الأوزاعي والله أعلم (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطيوري أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (3) قال وروى يعني للأوزاعي عن شيخ يقال له
أسيد بن عبد الرحمن شامي ثقة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني (4) نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في السن
عمروا أسيد بن عبد الرحمن (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون بن راشد نا أبو زرعة (6) نا محمد بن أبي أسامة نا ضمرة قال توفي
أسيد بن عبد الرحمن بالرملة سنة أربع وأربعين ومائة قال ورأيته يصفر لحيته وقال في
موضع آخر (7) نا ضمرة قال رأيت أسيد قال وتوفي أسيد بن عبد الرحمن من أهل
الرملة سنة أربع وأربعين ومائة

(1) الاكمال: الليثي.
(2) عقب ابن العديم على كلام ابن عساكر في بغية الطلب 4 / 1863 بقوله: تخطئة الحافظ أبي القاسم:
الأوزاعي والخطيب تحكم أيضا، والأوزاعي أقدم زمانا، وأعرف بنسب شيخ شيخه وأدرى به.
(3) المعرفة والتاريخ 2 / 473.
(4) رسمها مضطرب بالأصل والصواب عن م.
(5) بغية الطلب 4 / 1864.
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 2 / 700.
(7) تاريخ أبي زرعة 1 / 258.
104

770 أشجع بن عمرو
أبو الوليد وقيل أبو عمرو السلمي (1)
شاعر من ولد الشريد بن مطرود مشهور ولد باليمامة ونشأ بالبصرة وتأدب بها
وقال الشعر ثم قصد الرشيد بالرقة وامتدحه ومدح البرامكة واختص بجعفر بن يحيى
وخرج معه إلى دمشق حين ندبه الرشيد للإصلاح بين أهله
حكى عن المهدي وسنان بن يرحم (2)
روى عنه أسد بن جديلة السلمي وأحمد بن سيار الجرجاني الشاعر وسعيد بن
سلم (3) الباهلي وعلي بن عثمان وأبو دعامة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (4) أشجع بن عمرو أبو الوليد وقيل أبو عمرو السلمي الشاعر من أهل الرقة
قدم البصرة فتأدب بها ثم ورد بغداد فنزلها واتصل بالبرامكة وغلب من بينهم على
جعفر بن يحيى فحباه واصطفاه وآثره (5) وأدناه وكان أشجع حلوا ظريفا سائر الشعر
وله كلام جزل ومدح رصين فمدح جعفر بقصائد كثيرة ووصله بهارون الرشيد فمدحه
وهو بالرقة بقصيدة تمكنت بها حاله عند الرشيد وأولها
* قصر عليه تحية وسلام * نشرت عليه جمالها الأيام *
قيل أنه لما أنشد هذه القصيدة أعطاه هارون مائة ألف درهم
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (6) أخبرني علي بن صالح
حدثني أحمد بن أبي فنن (7) حدثني داود بن مهلهل قال لما خرج جعفر بن يحيى

(1) أخباره في تاريخ بغداد 7 / 45 الأغاني 18 / 212 وأخبار الشعراء المحدثين للصولي ص 78 الوافي
بالوفيات 9 / 265 وبغية الطلب 4 / 1866.
(2) الاسم غير واضح بالأصل والمثبت: " وسنان بن يرحم " عن بغية الطلب 4 / 1867 وفي م: وهان بن
مرجع.
(3) بالأصل وم: " سالم " والمثبت عن بغية الطلب.
(4) تاريخ بغداد 7 / 45.
(5) بالأصل: " فجاه... واتوه " والصواب عن تاريخ بغداد.
(6) الأغاني 18 / 219.
(7) عن الأغاني وبالأصل " قيس " وفي م: فتن.
105

ليصلح أمر الشام فنزل في مضربه وأمر بإطعام الناس فقام أشجع فأنشده
* فئتان طاغية وباغية * جلت أمورهما عن الخطب
قد جاءكم بالخيل شازبة (1) * ينقلن نحوكم رحى الحرب
لم يبق إلا أن تدور بكم * قد قام هاديها على القطب *
قال فأمر له بصلة ليست بالسنية وقال له دائم القليل خير من قطع الكثير فقال
له ونزر الوزير أكثر من جزيل غيره فأمر له بمثلها قال وكان جعفر يجري عليه في كل
جمعة مائة دينار مدة مقامه ببابه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2) نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (3) أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنا المعافى بن
زكريا أنا أحمد بن إبراهيم الطبري حدثني علي بن محمد بن أبي عمر (4) البكري من
بكر بن وائل حدثني علي بن عثمان حدثني أشجع السلمي قال أذن لنا المهدي
والشعراء في الدخول عليه فدخلنا فأمرنا بالجلوس (5) فاتفق أن جلس جنبي بشار
وسكت المهدي وسكت الناس فسمع بشار حسا فقال يا أشجع من هذا فقلت أبو
العتاهية قال فقال لي أتراه ينشد في هذا المحفل فقلت أحسب سيفعل قال فأمره
المهدي أن ينشد فأنشد
* ألا لسيد مالكها (6)
قال فنخسني بمرفقه فقال ويحك رأيت أجسر من هذا ينشد مثل هذا الشعر في
هذا الموضع حتى بلغ إلى هذا الموضع (7) * أتته الخلافة منقادة * إليه تجرر (8) أذيالها

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأغاني، والمعنى: ضامرة ويابسة.
(2) بالأصل " قيس " والمثبت عن م.
(3) تاريخ بغداد 6 / 257 في ترجمة أبي العتاهية.
(4) في تاريخ بغداد: عمرو.
(5) بالأصل " الجلوس " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) كذا بالأصل: وتمام البيت في ديوانه: 375:
ألا ما لسيدتي مالها؟ * أدلت فأجمل إدلالها
(7) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد، والأبيات في ديوان أبي العتاهية ص 375 - 376.
(8) عن الديوان وبالأصل " تجر ".
106

فلم تك تصلح إلا له * ولم يكن يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره * لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات (1) النفوس * لما قبل الله أعمالها *
قال فقال بشار أنظر ويحك يا أشجع هل طار الخليفة عن فرشه قال لا والله ما
انصرف أحد من هذا المجلس بجائزة غير أبي العتاهية
أخبرنا أبو علي محمد بن سعد بن نبهان (2)
حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو الحسن محمد بن
إسحاق بن إبراهيم بن خالد البندار وأبو علي بن نبهان [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا
أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب نا
عمر (3) بن شبة نا أحمد بن سيار الجرجاني وكان شاعرا راوية مداحا ليزيد بن مزيد (4)
قال دخلت أنا وأبو محمد التميمي (5) وأشجع بن عمرو وابن رزين (6)
الخزاعي (7) على الرشيد بالقصر الأبيض بالرقة وكان قد ضرب أعناق قوم في تلك
الساعة فتخللنا (8) الدم حتى وصلنا إليه فتقدم التميمي (5) فأنشده أرجوزة يذكر نقفور
ووقعه الرشيد بالروم فنثر عليه الدر من جودة شعره وأنشده أشجع
* قصر عليه تحية وسلام * ألقت عليه جمالها الأيام
قصر سقوف المزن دون سقوفه * فيه لأعلام الهدى أعلام
يثني على أيامك الإسلام * والشاهدان الحل والإحرام

(1) الديوان: بنات القلوب.
(2) بالأصل: نبهان.
(3) بالأصل " عمرو " والمثبت عن الأغاني 18 / 213.
(4) عن الأغاني بالأصل " يزيد ".
(5) في الأغاني " التيمي ".
(6) عن الأغاني وبالأصل " زين ".
(7) في الأغاني: " الخراساني ".
(8) بالأصل " فتخلفنا " والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور، وفي الأغاني: فجعلنا نتخلل الدماء.
(9) صدره في الأغاني: تثني على أيامك الأيام.
107

وعلى عدوك يا ابن عم محمد * رصدان ضوء الصبح والإظلام
فإذا تنبه رعته وإذا هدى * سلت عليه سيوفك الأحلام *
القصيدة قال وأنشدته
* زمن بأعلى الرقتين قصير *
لا تبعد الأيام إذ ورق والصبا * خضل وإذ غض الشباب قصير (1) *
قال فأعجب بها وبعث إلي الفضل بن الربيع ليلا قال إني أشتهي أن أنشد
قصيدتك الجواري فابعث بها إلي فبعثت بها إليه (2)
قال أبو العباس (3) وركب الرشيد يوما في قبة وسعيد بن سالم عديله فدعا محمد
الراوية يعرف بالبيدق (4) لقصره وكان إنشاده أشد طربا من الغناء فقال له أنشدني
قصيدة الجرجاني التي مدحني بها فأنشده فقال الرشيد الشعر في ربيعة سائر اليوم فقال
له سعيد بن سالم يا أمير المؤمنين استنشده قصيدة أشجع التي مدحك بها فقال الشعر
في ربيعة سائر اليوم فلم يزل به سعيد حتى استنشده (5) فأنشده فلما بلغ قوله
* وعلى عدوك يا ابن عم محمد * رصدان (6) ضوء الصبح والإظلام
فإذا تنبه رعته وإذا هدى * سلت عليه سيوفك الأحلام *
فقال له سعيد والله لو خرس يا أمير المؤمنين بعد هذين البيتين كان أشعر الناس
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن مسلم عن أبي الحسن
رشأ بن نظيف ونقله من خط رشأ أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي أنا أبو
بكر محمد بن يحيى الصولي (7) قال من أجمع ما في هذا المعنى وأحسنه ما قاله أشجع

(1) الأغاني وبغية الطلب: نضير.
(2) عن بغية الطلب 4 / 1870 وبالأصل " فيبعث ".
(3) الخبر والأبيات في الأغاني 18 / 215 وبغية الطلب 4 / 1870.
(4) عن الأغاني وبالأصل " بالبيزق ".
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن م والأغاني.
(6) بالأصل " رضوان " والمثبت عن الأغاني وبغية الطلب وم.
(7) لم يرد الخبر والأبيات في شعر أشجع عند الصولي في أخبار الشعراء المحدثين والخبر في بغية الطلب
4 / 1871.
108

السلمي لعثمان بن نهيك (1) حدثني به يحيى بن البحتري عن أبيه في خبر لأبيه مع الفتح
* كم تغضبت بالجهالة مني * بعد ملك الرضى على عثمان
ملك ناعم الخليفة تطر * يه بكل المديح كل إنسان
وإذا جئته تبين لك الإكرام * منه في أوجه الغلمان
فامتحنت الأيام جهدي حتى * ردني صاغرا إليه امتحاني
وأراني زماني الغض من جدواه * ادعاء السرور خير زمان
فتلقى بالفضل سئ فعلى * وذنوبي بالعفو والإحسان *
قال رشأ وحدثنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي نا محمد بن
يحيى الصولي (2) نا أحمد بن الحارث نا مساور بن لاحق وكان أحد الكتاب الحذاق
قال اعتل يحيى بن خالد فدخل عليه أشجع السلمي فأنشده * لقد قرعت شكاة أبي علي * صفاة (3) معاشر كانوا صحاحا
فإن يدفع لنا الرحمن عنه * صروف الدهر والأجل المتاحا
فقد أمسى صلاح أبي علي * لأهل (4) الأرض كلهم صلاحا
إذا ما الموت أخطأه فلسنا * نبالي الموت حيث غدا وراحا *
قال ونا الصولي أظنه قال حدثني حسين بن فهم عن أبيه قال كتب
أشجع بن عمرو السلمي إلى الرشيد في عيد (5) *
لا زلت تنشر أعيادا وتطويها * تمضي بها لك أيام وتثنيها
مستقبلا جدة الدنيا وبهجتها * أيامها لك نظم في لياليها
والعيد والعيد والأيام بينهما * موصولة لك لا تفنى وتفنيها
ولا تقضت بك الدنيا ولا برحت * يطوي لك الدهر أياما وتطويها (6) *

(1) عن الصولي ص 84 وبالأصل " هيك ".
(2) أخبار الشعراء للصولي ص 80 والأغاني 8 / 250.
(3) الصولي: قلوب.
(4) الصولي: الدين.
(5) كذا بالأصل وبغية الطلب 4 / 1872.
(6) بالأصل " تطوى لك الدهر أيام وتطويها ".
والأبيات في أخبار الشعراء ص 80 - 81 والأغاني 18 / 246.
109

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي نا أبو الحسين بن
المهتدي أنا النسيب أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون نا أبو بكر
محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال قرأت على أبي لأشجع بن عمرو السلمي يمدح
جعفر بن خالد البرمكي (1) * أتصبر يا قلب أم تجزع * قال فإن الديار غدا بلقع
غدا يتفرق أهل الهوى * ويكثر باك ويسترجع (2)
وتختلف الدار بالظاعن * ين فخذ ما شئت ولا تجمع
وتمضي الطلول ويبقى الهوى * ويصنع ذو الشوق ما يصنع
فها أنت تبكي وهم جيرة * فكيف يكون إذا ودعوا
وراحت بهم أو غدت أينق * تخب على الأين أو توضع
أتطمع في العيش بعد الفرا * ق محب لعمرك ما يطمع (3)
هناك تقطع من تشتهي * الوصال ويوصل من يقطع
لعمري لقد قلت يوم الفراق * فأسمعت صوتك من يسمع (4)
فما عرجوا حين ناديتهم * وقد قتلوك (5) وما ودعوا
فإن تصبح الأرض عريانة * تهب بها الشمال الزعزع
فقد كان ساكنها ناعما * له محضر وله مربع
ومغترب ينقض ليله * قنوتا ومقلته تهمع
يؤرقه ما به في الفؤاد * فما يستقر به مضجع
ألا إن بالغور له حاجة * تؤرق عيني فما تهجع
إذا الليل ألبسني ثوبه * تقلب فيه فتى موجع

(1) انظر أخبار الشعراء المحدثين للصولي ص 82 - 83 و 102 - 103 والأغاني 18 / 224 - 225 وبغية
الطلب لابن العديم 4 / 1873.
(2) في المصادر: ومسترجع.
(3) الصولي: لبئس لعمرك ما تطمع.
(4) البيت في الصولي: لعمي لقد قلت يوم الوداع * وأعلنت قولك لو يسمع
(5) الصولي: ولا آذنوك.
110

يجاذبه بالحجاز (1) الهوى * إذا اشتملت فوقه الأضلع
ولا يستطيع الفتى سترة * إذا جعلت عينه تدمع
لقد زادني طربا بالعراق * بوارق عودية تلمع
إذا قلت قد هدأت عارضت * بأبيض ذي رونق يسطع
ودوية (2) بين أقطارها * مفاوز أرضين لا تقطع
تضل القطا بين أرجائها * إذا ما سرى الفتى المصقع
تخطيتها (3) بين عيرانة * من الريح مرها أسرع
إلى جعفر نزعت همتي * فأي فتى نحوه ينزع
إذا وضعت رجلها عنده * تضمنها البلد الممرع
وما لامرئ دونه مطلب (4) * وما لامرئ دونه مقنع
رأيت الملوك تغض الجفون * وإذا ما بدا الملك الأتلع
يفوت الرجال بحسن القوام * ويقصر عن شأوه المسرع
إذا رفعت كفة كفه * أبى الفضل والعز أن يوضعوا
فما يرفع الناس من حطه * ولا يضع (5) الناس من يرفع
يريد الملوك مدى جعفر * وهم يجمعون ولا يجمع (6)
وكيف ينالون غاياته * وما يصنعون كما يصنع
وليس بأوسعهم في الغنى * ولكن معروفه أوسع
هو الملك المرتجى الذي * يضيق بأمثالها الأذرع

(1) بالأصل: " يحاذ الحجاز الهوى " والمثبت عن بغية الطلب.
(2) بالأصل " ودية " والمثبت عن الصولي والأغاني.
(3) البيت في المصدرين: تجاوزت هل فوق عيرانة * من الريح في سيرها أسرع
والعيرانة: الناقة النشيطة (القاموس).
(4) صدره في المصدرين: فما دونه لامرئ مطمع
(5) عجزه في المصدرين: ولا يضعون الذي يرفع
(6) في الصولي هذا العجز للبيت الذي يليه، وقد عجز البيت التالي إلى هذا البيت ومثله في الأغاني، والبيت
التالي ليس في الأغاني.
111

يلوذ الملوك بأركانه (1) * إذا نابها الحدث المفظع
بديهته مثل تفكيره (2) * إذا رمته فهو مستجمع
إذا هم بالأمر لم يثنه * هجوع ولا شادن أفرع
فللجود في كفه مطلب * وللسر في صدره موضع
شديد العقاب على عفوه * إذا السوء ضمنه الأخدع
وكم قائل إذا رأى همتي (3) * وما في فضول الغنى أصنع
غدا في ظلال ندى جعفر * يجر ثياب الغنى أشجع
كأن أبا الفضل يدر الدجى * لعشر خلت بعدها أربع
لفرقته التأمت بابل * وأشرق إذ أمه المطلع
فقل لخراسان تغش الطري * ق فقد جاءها الحكم المقنع (4)
ولا تركب الميل عند امرئ * فتصرف عن غب ما تصنع
فقد جزت يا بن يحيى البلاد * وكل إلى ملكه أنزع *
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن
إبراهيم أنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي (5) نا أبو الفرج المعافى
ابن زكريا بن يحيى الجريري قال أنشدنا محمد بن يحيى الصولي قال أنشدنا
محمد بن يزيد لأشجع (6) * أنت في غمرة (7) الإمارة أعمى * فإذا ما انجلت فأنت بصير
لا تقولن للفتى قدم * ت جميلا وقد طوتك الأمور *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش

(1) في المصدرين: بآرائه إذا نالها الحدث الأفظع.
(2) المصدران: تدبيره.
(3) المصدران: ثروتي.
(4) في المصدرين: فقل لخراسان تحيا فقد * أتاها ابن يحيى الفتى الأروع
(5) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما.
(6) البيتان في أخبار الشعراء المحدثين للصولي ص 118 من أبيات قالها لعامر بن شقيق يعاتبه ويوبخه في تغيره
له عند ولاية وليها.
(7) الصولي: سكرة.
112

المقرئ نا أبو الحسن عبد الرحمن بن معاذ حدثني أبو عبد الله محمود بن علي
القزويني حدثني محمد بن الحسين نا أحمد بن عبد الله لأشجع بن عمرو السلمي
* هي الشمس التي تطل * ع بين الثغر والعقد
كأن الشمس لما طل * عت في ثوبها الوردي
تباهي الغرة البيضاء * تحت الشعر الجعد (1)

(1) الخبر والأبيات في ابن العديم 4 / 1872.
113

" ذكر من اسمه أشعث "
771 أشعث بن عمرو ويقال ابن عمر
ويقال ابن عثمان التميمي الحنظلي البصري (1)
وفد على عمر بن عبد العزيز وروى عنه قوله
روى عنه عنبس بن بيهس
أخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قراءة وأبو
الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد لفظا قالا أنا أبو الحسن بن عوف نا محمد بن موسى
بن الحسين أنا أبو بكر بن خريم نا حميد بن زنجويه نا يحيى بن يحيى أنا
عنبس بن بيهس (2) عن رجل من بني تميم يقال له الأشعث بن عمرو أنه أتى عمر بن عبد
العزيز بالشام حين استخلف قال فكلمته قلت اسقني سقاك الله قال أين (3) قلت بالخرنق قال وما الخرنق (4) قلت غائط بالشجي لا يطأه طريق قال لك
الويل ما تصنع بغائط لا يطأه طريق قلت أنا رجل صاحب سائمة أريد الفلاة قال أبنى
بالغائط أحد قبلك أثرا قلت نعم حفر عبد الله بن عامر بها ركية قال كم صوبها
قلت خمسون ذراعا أو خمسون قامة قال كم هي من البصرة قلت مسيرة ثلاث ليال
فكتب إلى عدي بن أرطأة أتاني رجل من بني تميم فاستحفرني بالخرنق (5) وزعم

(1) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1887 والجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 276.
(2) بالأصل " نهبس " وقد تقدم في م: بهس.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن م.
(4) الخرنق موضع بين مكة والبصرة (معجم البلدان).
(5) بالأصل: " الخرنق " والمثبت عن م.
114

أنها منك مسيرة ثلاث ليال فإذا أتاك فأحفره وأحفر من جاءك من أسود وأبيض واشترط
أظنه قال الشك من يحيى بن السبيل أول ريان وأن حريمها طول رشائها
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أن أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن
سهل أنا البخاري (1) قال أشعث بن عمر التميمي الحبطي البصري سمع
ابن عبد العزيز كتب إلي عدي أن احفر وابن السبيل أول ريان وأن حريمها طول رشائها
قاله لنا قتيبة عن عبيس بن بيهس وقال لنا موسى إسماعيل نا عبيس (2) سمع
أشعث بن عمرو
رواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن عبد الصمد بن عبد الوارث نا إياس بن
بيهس عن أشعث بن عمرو مختصرا وخالفهما في اسم عنبس ووهم في ذلك
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر (3) عن أبيه أنا
حمدان بن علي نا معلى بن أسد نا عنبس بن بيهس قال زعم الأشعث بن عمرو
رجل من بني تميم أحد بني حنظلة سمعته يحدث أنه أتى عمر بن عبد العزيز حين
استخلف فكلمه فذكر نحوها
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو طاهر بن
سلمة أنا علي بن محمد
[* * * *]
قال وأنا ابن منده أنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم
قال أشعث بن عمر الحبطي سمع عمر بن عبد العزيز ما كتب إلى عدي بن
أرطأة روى عنه عنبس بن بيهس سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك وزاد أبو زرعة

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 432.
(2) عن التاريخ الكبير وبالأصل " عنبس ".
(3) بالأصل " زيد " خطأ والصواب ما أثبت، وفي م: ربر انظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 440.
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 276.
(5) عن الجرح، والأصل " الحنطي " وفي م: الحمطي.
(6) الزيادة عن الجرح والتعديل.
115

يعد في البصريين قال أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل أبي ويحيى بن معين
عن أشعث بن عمر التميمي فقالا لا نعرفه وكذا قالا الحنطي والله أعلم
772 أشعث بن قيس
أبو محمد الكندي
(1) له صحبة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث يسيرة
روى عنه قيس بن أبي حازم والشعبي وأبو وائل شقيق بن سلمة
وعبد الرحمن بن عدي ومسلم بن هيصم وإبراهيم النخعي
وشهد اليرموك وأصيبت عينه به وسكن الكوفة وشهد الحكمين بدومة (2) الجندل (3)
أخبرنا أبو المظفر القشيري وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالا
أنا سعيد بن محمد بن أحمد [* * * *]
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعيد بن أحمد العيار قالا أنا
الحسن بن أحمد المخلدي أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم نا قتيبة نا جرير عن
منصور عن أبي وائل قال قال عبد الله من حلف (4) على يمين يستحق بها مالا وهو فيها
فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ثم أنزل الله عز وجل تصديق ذلك " إن الذين يشترون بعهد
الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم
القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " (5) فقال الأشعث بن قيس في نزلت كان بيني
وبين رجل خصومه في بئر فاختصمنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال شاهداك أو يمينه

(1) الإصابة 1 / 51 بغية الطلب 4 / 1889 وسير أعلام النبلاء 2 / 37 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى
ترجمته.
(2) الزيادة عن م.
(3) الزيادة عن أسد الغابة 1 / 118. ودومة الجندل: حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طي (معجم
البلدان).
(4) بالأصل: " عبد الله بن خلف على ابن " وعلى هامشه: لعله: " يحف على يمين " وهو ما أثبتناه وهو يوافق
عبارة مختصر ابن منظور 4 / 406 وبغية الطلب 4 / 1890.
(5) سورة آل عمران، الآية: 77.
116

فقلت إنه يحلف ولا يبالي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) من حلف على يمين يستحق بها
مالا هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ثم قرأ هذه الآية " إن
الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " إلى آخر الآية ح
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
الآبنوسي أنا عيسى بن علي بن عيسى أنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن
سليمان لوين نا صالح بن عمر [* * * *]
قال وحدثه هارون أنا أبو أسامة عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حلف على يمين فهو فيها فاجر ليقطع بها مالا لقي الله وهو عليه
غضبان [* * * *] فأنزل الله عز وجل (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا " الآية [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى
الباقلاني وأنا حاضر نا أبو بكر بن مالك إملاء نا أحمد بن محمد بن منصور
الحاسب نا عبد الرحمن بن صالح نا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن
عبد الله قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حلف على يمين ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي
الله وهو عليه غضبان فقال الأشعث بن قيس ففي كان ذلك كان بيني وبين رجل من
اليهود أرض فحجزني فقدمته إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لي ألك بينة قلت لا فقال لليهود
أتحلف فقلت يا رسول الله إذا والله يذهب بمالي (2) فأنزل الله عز وجل " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (3) أنا
سليمان بن أحمد نا أحمد بن عبد الله البزار التستري نا محمد بن يزيد الأسفاطي نا
صفوان بن هبيرة نا عيسى بن المسيب البجلي القاضي عن الأشعث بن قيس لقد
اشتريت يميني مرة بتسعين ألفا وذلك أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من اقتطع من
مسلم يمينه لقي الله وهو عليه غضبان

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(2) الحديث في أسد الغابة 1 / 118 - 119 وسير الأعلام 2 / 38 ومن طرق أخرجه البخاري في التفسير 8 / 159
وفي الأعيان 11 / 485 - 488 ومسلم في الإيمان (138) والطبراني في الكبير، وأحمد 5 / 211 و 212.
(3) بالأصل: " زيدة " والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.
117

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن أحمد المجلي نا أبو الحسين
بن المهتدي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن
علي الصيدلاني أنا محمد بن خالد قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم
الهيثم بن عدي قال الأشعث بن قيس ذهبت عينه يوم اليرموك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور بن الكيلي (1) قالا أنا
أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن خياط
قال (2) ومن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد ثم من كندة وهم ولد ثور بن
عفير الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن
معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع (3) بن ثور وهو كندة بن عفير أمه كبشة
بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو بن معاوية يكنى أبا محمد مات في آخر سنة أربعين
بعد قتل علي عليه السلام قليلا
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف
أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن
سعد قال (4) فيمن نزل الكوفة الأشعث بن قيس الكندي أحد بني الحارث بن معاوية
ويكنى أبا محمد ابتنى بها (5) دارا ومات بها والحسن بن علي بن أبي طالب يومئذ
بالكوفة حين صالح معاوية وهو صلى عليه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا عمرو بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من
كندة وهو كندي واسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن
يشجب بن عريب كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأشعث بن قيس وهو

(1) رسمها غير واضح والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد الله بن جابر - عبد الله بن
زيد ص 673 وفي م: بن المبارك.
(2) طبقات خليفة 1 / 162 وبغية الطلب 4 / 1892.
(3) عن م والمصدرين وبالأصل: مرتك.
(4) انظر طبقات ابن سعد 6 / 22.
(5) عن م وابن سعد وبالأصل " بهذا ".
118

الأشج بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن
معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة وهو ثور بن عفير وأمه كبشة بنت يزيد بن شرحبيل بن
يزيد بن امرئ القيس بن عمر المقصور بن حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية بن
الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة وإنما سمي كندة لأنه كند
أباه النعمة كفره وكان اسم الأشعث معد كرب وكان أبدا أشعت الرأس فسمي
الأشعث ووفد الأشعث بن قيس على النبي (صلى الله عليه وسلم) في سبعين رجلا من كندة وكل اسم في
كندة وفد بوفادته إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الأشعث بن قيس وقد كتبنا كل من قدرنا عليه منهم هذا
كله في رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن
ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن
علي بن الحسن بن شعيب أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي (1) قال
ومن كندة واسم كندة ثور بن مرتع بن عفير بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن
أدد بن زيد بن الهميسع بن عمر بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الأشعث بن قيس بن
معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن
ثور بن مرتع يكنى أبا محمد وكان أعور أصيبت عينه يوم اليرموك وتوفي سنة أربعين قبل
قتل علي (2) بيسير
له أحاديث يسيرة
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن خالد
أنا أبو الحسين علي بن محمد بن (3) خزفة (4) أنا محمد بن الحسين بن محمد أنا أبو
بكر خيثمة قال سمعت أبي يقول الأشعث بن قيس الكندي أبو محمد قال أبو
بكر وهو الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن
معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر

(1) بالأصل " البوني " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 13 / 47.
(2) كذا بالأصل، وعلى هامشه: لعله الحسين بن علي " وفي ابن العديم: كذا قال: قبل قتل علي، والصواب
بعد قتل علي، والله أعلم، وتعقيب ابن العديم أقرب إلى الصواب انظر بغية الطلب 4 / 1893 - 1894.
(3) لفظة " بن " سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل وم، والمثبت والضبط " خزفة " عن التبصير 1 / 429.
119

الخطيب (1) الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن
معاوية بن الحارث بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن
سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وأمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو
كنية (2) الأشعث أبو محمد قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وفد كندة
ويعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة وله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) رواية وقد
شهد مع سعد ين أبي وقاص قتال الفرس بالعراق
وكان على راية كندة يوم صفين مع علي بن أبي طالب وحضر قتال الخوارج بالنهروان
وورد المدائن ثم عاد إلى الكوفة فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه الحسن بن
علي معاوية بن أبي سفيان وصلى عليه الحسن
قرأت على أبي بكر السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) وأما مرتع بضم الميم
وسكون الراء وكسر التاء المعجمة باثنتين من فوقها وتخفيفها فهو مرتع بن معاوية بن
ثور الأكبر وهو كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد وسمي مرتعا لأنه كان
يقال له ارتعنا في أرضك فيقول ارتعت مكان كذا وكذا
وقال ابن الكلبي إنما سمي عمرو بن معاوية بن ثور مرتعا وقيل فيه مرتع بفتح
الراء وتشديد التاء وكسرها
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له زاد ابن خيرون
ومحمد بن أحمد الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد
بن إسماعيل قال (4) أشعث بن قيس الكندي سكن الكوفة وله صحبة
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن عمر
المقرئ قال قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان أنا الهيثم بن خلف بن محمد نا
محمود بن غيلان المروزي قال سمعت وكيعا وأبو نعيم قالا
[* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو

(1) ليس للأشعث ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع. والخبر في بغية الطلب نقلا عن الخطيب 4 / 1896.
(2) بالأصل " كنيته ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 7 / 235.
(4) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 434.
120

الحسين بن بشران أنا عثمان بن عبد الله نا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا نعيم
قال كنية الأشعث بن قيس أبو محمد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال قال عمي
أبو بكر الأشعث بن قيس أبو محمد
أخبرنا أبو بكر الشقاني نا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن حمدون
أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول (1) أبو محمد الأشعث بن قيس
الكندي له صحبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أنا موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي قال سمعت أبي يقول
أبو محمد الأشعث بن قيس
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نضر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب أنا
طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا أبو زكريا بن أبي محمد بن
إياس قال سمعت محمد بن أحمد بن المقدمي قال الأشعث بن قيس الكندي أبو
محمد
أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي إذنا أنا أبو العز أحمد بن عبيد الله
العكبري أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا
الجريري نا يزداد بن عبد الرحمن نا أبو موسى يعني تينة نا القحذمي قال تزوج
قيس بن معدي كرب بنت الحارث بن عمرو آكل المرار فولدت له الأشعث بن قيس فقال
أبو هانئ الكندي
* بنات الحارث الملك ابن عمرو * تخبرها (3) فتنكح في ذراها
لها الويلات إذ أنكحتموها * ألا طعنت بمديتها حشاها

(1) الكنى والأسماء لا إمام مسلم ص 171.
(2) الخبر والأبيات في الجليس الصالح الكافي ط بيروت 3 / 361 ونقله عن الجريري ابن العديم في بغية
الطلب 4 / 1898 - 1899.
(3) بالأصل " يجرها " والمثبت عن الجليس الصالح.
121

وقد نبئتها ولدت غلاما * فلا عاش الغلام ولا هناها *
فأجابه أبو قساس الكندي
* ألا أبلغ لديك أباهني * ألا تنهى لسانك عن رداها
فقد طالبت هذا قبل قيس * لتنكحها فلم تك من هواها
فطافت (1) في المناهل تبتغيها * فلاقت منهلا عذبا شفاها
شديد الساعدين أخا حروب * إذا ما سيل منقصة أباها
وما حثت (2) مطيته إليها * ولا من فوق ذروتها أتاها *
قال عيسى قال القحذمي وآل الأشعث ينشدون هذا الشعر ولا ينكرونه قال
والأشراف لا يبالون أن يكون أخوالهم أشرف من أعمامهم
قال القاضي (3) قوله في هذا الشعر
* ألا تنهى لسانك عن رداها
أنت اللسان وذكر أهل العلم بالعربية أن العرب (4) تذكر اللسان وتؤنثه وقيل من
أنثه أراد به اللغة والرسالة كقول الشاعر *
(5) إذا أتتني لسان لا أسر بها * من علو لا صخب فيها ولا سحر
(6) *
أخبرنا (7) أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو (8) محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (9) أنا
محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الرحمن (10) عن (11) الزهري قال قدم

(1) بالأصل " فطابت " والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) بالأصل " أحيت " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) يعني المعافى بن زكريا الجريري.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الجليس الصالح.
(5) هو أعشى باهلة كما عن الأصمعيات ص 88 وانظر اللسان " لسن ".
(6) روايته في الأصمعيات: قد جاء من عل أبناء أنبؤها * إلي لا عجب منها ولا سخر
(7) زيادة لازمة.
(8) زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل.
(9) طبقات ابن سعد 1 / 328 وبغية الطلب 4 / 1891 - 1892.
(10) الأصل وابن العديم، في ابن سعد: عبد الله.
(11) زيادة عن ابن سعد.
122

الأشعث بن قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
في بضعة عشر راكبا من كندة فدخلوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسجده وقد رجلوا جممهم واكتحلوا وعليهم جباب الحيرة وقد كفوها بالحرير
وعليهم الديباج ظاهر مخوص (1) بالذهب فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألم تسلموا
قالوا بلى قال فما بال هذا عليكم فألقوه فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم
أجازهم (2) بعشرة أواق عشرة (3) أواق وأعطى الأشعث بن قيس اثنتي عشرة أوقية
رواه ابن سعد في موضع آخر أتم من هذا عن الواقدي عن معمر عن الزهري
[* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن محمد أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا عبد الرحمن بن حماد نا هشيم بن بشير نا
مجالد بن سعيد نا الشعبي عن الأشعث قال قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وفد كندة
فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم) هل لك من ولد فقلت غلام ولد مخرجي إليك من ابنة فلان
ولو وددت أن أشبع القوم مكانه فقال لا تقولن ذا فإن فيهم قرة عين وأجرا إذا قبضوا ثم
قال إنهم لمجبنة محزنة (4) قال هشيم وأما منصور فحدثنا مجبنة مبخلة
محزنة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو حامد أحمد بن
سهل بن إبراهيم بن سهل الأنصاري نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني
الحافظ نا محمد بن شبويه نا يعلى يعني أبن عبيد نا سفيان الثوري عن الأعمش عن
خيثمة قال بشر الأشعث بن قيس بغلام وهو عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أما والله لو وددت أن
لكم به قصعة من خبز ولحم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأن قلت ذاك إنها لمحزنة مجبنة وإنها
لثمرة القلوب وقرة العين
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنا أبو نصر عبد الرحمن بن
علي بن محمد بن الحسين بن موسى أنا أبو زكريا يحيى بن
إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن الشرقي نا أبو

(1) بالأصل " حرص " والمثبت عن ابن سعد، مخوص أي منسوج بالذهب (النهاية).
(2) زيادة عن ابن سعد.
(3) كذا، والصواب: " بعشر " في الموضعين.
(4) انظر سير الأعلام 2 / 38 - 19 والحاشية رقم 1 صفحة 39 فيها.
123

عبد الرحمن عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي العبدي نا وكيع نا أبو حباب عن
القاسم بن عبد الرحمن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للأشعث بن قيس هل لك من بنت
جمد من ولد قال نعم لي منها غلام وددت أن لي به جفنة من طعام أطعمها من معي
من بني جبلة قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأن قلت ذاك إنهم لهم قلوب وقرة الأعين وإنهم مع
ذلك لمجبنة مبخلة محزنة ح
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد نا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد قال أبو محمد الأشعث بن قيس الكندي سكن الكوفة ومات بها
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد نا شجاع
بن علي بن شجاع أنا عبد الله بن مندة قال أشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة
بن عدي بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي يكنى أبا محمد وكان قد ارتد ثم
راجع للإسلام في خلافة أبي بكر وزوجه أخته أم فروة شهد القادسية ومدائن
وجلولاء (1) ونهاوند (2) والحكمين على عهد علي وفيه نزلت " إن الذين يشترون
بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " الآية توفي بالكوفة سنة اثنتين (3) وأربعين وصلى عليه الحسين (4) بن علي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا رضوان بن أحمد نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال وكان من
حديث كندة حين ارتدت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان بعث إليهم رجلا من الأنصار يقال له
زياد بن لبيد وكان عقبيا بدريا أميرا على حضرموت فكان فيهم حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يطيعونه
ويؤدون إليه صدقاتهم لا ينازعونه فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبلغهم انتقاض من انتقض
من العرب ارتدوا وانتقضوا بزياد بن لبيد
وكان سبب انتقاضهم به أن زيادا أخذ فيما يأخذ من الصدقة قلوصا لغلام من كندة
وكانت كوماء خيار إبله فلما أخذها زياد فعقلها في إبل الصدقة ووسمها جزع الغلام من

(1) جلولاء: طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها وين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
(2) نهاوند مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام (معجم البلدان).
(3) بالأصل: " اثنين ".
(4) كذا، وتقدم في رواية: " الحسن ".
124

ذلك فخرج يصيح إلى حارثة بن سراقة بن معدي كرب فقال أخذت الفلانية في إبل
الصدقة فأنشدك الله والرحم فإنها أكرم إبلي علي بعيرا وأباعر فخرج معه حارثة حتى أتى
زيادا فتكلم إليه أن يردها علي ويأخذ مكانها بعيرا فأبى عليه زياد وكان رجلا صلبا
مسلما وخشي أن يروا ذلك منه ضعفا وخورا للحديث الذي كان فقال ما (1) كنت
لأردها وقد وسمتها في إبل الصدقة ووقع عليها حق الله عز وجل فراجعه حارثة فأبى
فلما رأى ذلك حارثة قام إلى القلوص فحل عقالها ثم ضرب وجهها وقال دونك وقلوصك
لصاحبها وهو يرتجز ويقول (2) * يضعها شيخ بخديه الشيب * قد لمع الوجه كتلميع الثوب
اليوم لا أخلط بالعلم الريب * وليس في منعي حريمي من عيب *
وقال حارثة بن سراقة الكندي (3) * أطعنا رسول الله ما دام وسطنا * فيال عباد الله ما لأبي بكر
أيأخذها قسرا ولا عهد عنده * يملكه فينا وفيكم عرى الأمر
فلم يك يهديها إليه بلا هدى * وقد مات مولاها النبي ولا عذر
فنحن بأن نختارها وفصالها * أحق وأولى بالامارة في الدهر
إذا لم يكن من ربنا أو نبينا * فذو الوفد أولى بالقضية في الوفر
أيجري على أموالنا الناس حكمهم * بغير رضى إلا التسنم بالقسر *
بغير رضى منا ونحن جماعة * شهودا كأنا غائبين عن الأمر
فتلك إذا كانت من الله زلفة * ومن غيره إحدى القواصم للظهر (3) *
فأجابه زياد بن لبيد
* سيعلم أقوام أطاعوا نبيهم * بأن عوي القوم ليس بذي قدر *
* أذاعت عن القوم الأصاغر لعنة * قلوب رجال في الحلوق من الصدر *
* ودنوا لعقباه إذا هي صرمت * هواديه الأولى على حين لا عذر

(1) الزيادة للإيضاح عن م وانظر مختصر ابن منظور وبغية الطلب.
(2) الشطران الأول والثاني في تاريخ الطبري 3 / 332 والشطور في بغية الطلب 24 / 1901.
(3) الأبيات منسوبة للحطيئة باختلاف انظر ديوانه ط بيروت ص 142 وتخريجها فيه، وانظر الكامل للمبرد
2 / 508 و 509.
125

فإن عصا الإسلام قد رضيت به * جماعته الأولى برأي أبي بكر
فإن كنتم منهم فطوعا لأمره * وإلا فأنتم من مخافته صعر
فنحن لكم حتى نقيم صعوركم (1) * بأسيافنا الأولى وبالذبل السمر
رويدكم إن السيوف التي بها * ضربناكم فدا بأيماننا تبري
أبعد التي بالأمس كنتم غويتم * لها يبغون الغير من فرط الصغر
وكان لهم في غي أسود عبرة * وناهية عن مثلها آخر الدهر
تلعب فيكم بالنساء ابن عبه * وبالقوم حتى نالهن بلا مهر
فإن تسلموا فالسلم خير بقية * وإن تكفروا تستوبلوا غبة الكفر *
وتفرق الناس عند ذلك طائفتين فصارت طائفة مع حارثة بن سراقة قد ارتدوا عن
الإسلام وطائفة مع زياد بن لبيد فلما رأى ذلك زياد قال لهم نقضتم العهد وكفرتم
فأحللتم بأنفسكم واغتنمتم أولاها بعد عقباها فقال حارثة أما عهد بيننا وبين صاحبك
هذا لأحدث فقد نقضناها وإن أبيت إلا الأخرى أصبتنا على رجل فاقض ما أنت قاضيها
فتنحى زياد فيمن اتبعه من كندة وغيرهم قريبا وكتب إلى المهاجر (2) أن يمده
وأخبره خبر القوم فخرج المهاجر إليه وسمع الأشعث بن قيس صارخا من أعلى حصنهم
في شطر من الليل
* عشيرة تملك بالعشيرة * في حائط يجمعها كالصيرة
والمسلمون كالليوث الزيرة * قبائل أقلها كثيرة
فيها أمير من بني المغيرة
فلما سمع الأشعث الصارخ إلى ما قد رأى من اختلاف أصحابه بادرهم فخرج من
تحت ليله حتى أتى المهاجر وزيادا فسألهما أن يؤمناه على دمه وماله حتى يبلغاه أبا بكر
فيرى فيه رأيه ويفتح (3) لهم باب الحصن ففعلا ويفتح لهم باب الحصن فيدخل
المسلمون على أهل الحصن فاستنزلوهم فضربوا أعناقهم واستاقوا أموالهم واستبوا
نساءهم وكتبوا إلى أبي بكر بذلك واستوثقوا من الأشعث حتى بعثوا به إلى أبي بكر في

(1) الأصعر: المعرض بوجهه كبرا.
(2) يريد: المهاجر بن أبي أمية وقد كان أبو بكر أمره على قتال من ارتد ما بين نجران أي أقصى اليمن.
(3) كذا بالأصل.
126

الحديد موثقا فقال له أبو بكر كيف ترى صنيع الله بمن نقض عهده فقال الأشعث أرى
أنه قد أخطأ حظه ونفس (1) جده فقال له أبو بكر فما تأمرني فيك قال آمرك أن تمن
علي فتفكني من الحديد وتزوجني أختك أم فروة ابنة أبي قحافة ففعل أبو بكر فقال
الأشعث حين زوجه أبو بكر (2)
لعمري وما عمري علي بهين * لقد كنت بالأخوان جد ضنين
أحاذر أن تضرب هناك رؤوسهم * وما الدهر عندي بعدها بأمين
فليت جنون الناس تحت جنونهم * ولم ترم (3) أنثى بعدهم بجنين *
وكنت كذات البو أنحت وأقبلت * عليه بقلب واله وحنين (4) *
فأجابه مسلم بن صبيح السكوني
* جزا الأشعث الكندي بالغدر ربه * جزاء مليم في الأمور ظنين
أخا فجرة لا تستقال وغدره * لها أخوات مثلها ستكون
فلا تأمنوه بعد غدرته بكم * على مثلها فالمرء غير أمين
وليس امرؤ باع الحياة بقومه * أخا ثقة أن يرتجى ويكون
هدمت الذي قد كان قيس يشيده * ويرضى من الأفعال ما هو دون
وألبستنا ثوب المسبة بعدها * فلا زلت عبوسا بمنزل هون
أرى الأشعث الكندي أصبح بعدها * هجينا بها من دون كل هجين
سيهلك مذموما ويورث سبه * يبيت بها في الناس ذات قرون *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر
حدثني خالد بن القاسم عن زرعة بن عبد الله بن لبيد قال (5) كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد

(1) بغية الطلب: وتعس جده.
(2) الأبيات في تاريخ الطبري 3 / 314 منسوبة للأشعث بن مئناس السكوني يبكي أهل النجير.
(3) في الطبري: فليت جنون الناس تحت جنوبهم ولم تعش.
(4) في الطبري: وكنت كذات البور ريعت فأقبلت * على بوها إذ طربت بحنين
(5) الخبر في غزوات ابن حنيش 1 / 131 نقلا عن الواقدي، ونقله ابن العديم في بغية الطلب 4 / 1904 وما
بعدها.
127

استعمل زياد بن لبيد على حضرموت وقال له سر مع هؤلاء القوم يعنى وفد كندة فقد
استعملك عليهم فسار زياد معهم عاملا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حضرموت على
صدقاتها الثمار والخف والماشية والكراع والعشور وكتب له كتابا فكان لا يعدوه إلى
غيره ولا يقبض دونه فلما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) واستخلف أبو بكر كتب إلى زياد يقره على
عمله ويأمره أن يبايع من قبله ومن أبى وطئه بالسيف ويستعين بمن أقبل على من
أدبر (1)
وبعث بكتابه إليه مع أبي هند البياضي فلما أصبح زياد غدا بنعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى
الناس وأخذهم بالبيعة لأبي بكر وبالصدقة فامتنع قوم من أن يعطوا الصدقة وقال
الأشعث بن قيس إذا اجتمع الناس فما أنا إلا كأحدهم ونكص عن التقدم إلى البيعة
فقال له امرؤ القيس بن عابس الكندي أنشدك الله يا أبا أشعث ووفادتك على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وإسلامك أن تنقضه اليوم والله ليقومن بهذا الأمر من بعده من يقتل من خالفه فإياك إياك
وابق على بنفسك فإنك إن تقدمت تقدم الناس معك وإن تأخرت افترقوا فأبى الأشعث
وقال قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد ونحن أقصى العرب دارا من أبي بكر
أيبعث أبو بكر إلينا الجيوش فقال امرؤ القيس أي والله وأخرى لا يدعك عامل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ترجع إلى الكفر فقال الأشعث من قال زياد بن لبيد فيتضاحك
الأشعث وقال أما يرضى زياد أن أجيره فقال امرؤ القيس سترى
ثم قام الأشعث فخرج من المسجد إلى منزله وقد أظهر ما أظهر من الكلام القبيح
من غير أن ينطق بالردة ووقف يتربص وقال نقف أموالنا بأيدينا ولا ندفعها ونكون من
آخر الناس
قال وبايع زياد لأبي بكر بعد الظهر إلى أن قامت صلاة العصر فصلى بالناس
العصر ثم انصرف إلى بيته ثم غدا على الصدقة من الغد كما كان يفعل قبل ذلك وهو
أقوى ما كان نفسا وأشده لسانا فمنعه حارثة بن سراقة بن معدي كرب العبدي أن يصدق
غلاما منهم وقام يحل عقال البكرة التي أخذت في الصدقة وجعل يقول * يمنعها شيخ بخديه الشيب * ملمع كما يلمع الثوب
ماض على الريب إذا كان الريب

(1) انظر نص كتاب أبي بكر إلى زياد بن لبيد في غزوات ابن حبيش 1 / 131.
128

فنهض زياد بن لبيد وصاح بأصحابه المسلمين ودعاهم إلى النصرة لله ولكتابه
فانحازت طائفة من المسلمين إلى زياد وجعل من ارتد ينحاز إلى حارثة فكان زياد يقاتلهم
النهار إلى الليل فقاتلهم أياما كثيرة وضوى إلى الأشعث بن قيس بن بشر كثير فتحصن
بمن معه ممن هو على مثل رأيه في النجير فحاصرهم زياد بن لبيد وقذف الله الرعب
في أفئدتهم وجهدهم (1) الحصار فقال الأشعث بن قيس إلى متى هم في هذا
الحصن قد غرثنا (2) فيه وغرث عيالنا وهذه البعوث تقدم عليكم ما لا قبل لنا به والله
للموت بالسيف أحسن من الموت بالجوع ويؤخذ برقبة الرجل كما يصنع بالذرية قالوا
وهل لنا قوة بالقوم أرتأ لنا فأنت سيدنا قال أنزل وآخذ لكم أمانا تأمنون به قبل أن
تدخل عليكم هذه الأمداد ما لا قبل لنا به ولا يدان
قال فجعل أهل الحصن يقولون للأشعث افعل فخذ لنا الأمان فإنه ليس أحد
أجدى (3) أن يقدر على ما قبل زياد منك فأرسل الأشعث إلى زياد انزل فأكلمك وأنا
آمن قال زياد نعم فنزل الأشعث من (4) النجير فخلا بزياد فقال يا ابن عم قد كان
هذا الأمر ولم يبارك لنا فيه ولي قرابة ورحم وإن وكلتني إلى صاحبك قتلني يعني
المهاجر بن أبي أمية إن أبا بكر يكره قتل مثلي وقد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل
الملوك من كندة فأنا أحدهم وإنما أطلب منك الأمان على أهلي ومالي فقال زياد بن
لبيد لا أؤمنك أبدا على دمك وأنت كنت رأس الردة والذي نقض علينا كندة فقال أيها
الرجل دع عنك ما مضى واستقبل الأمور إذا أقبلت عليك فتؤمني على دمي وأهلي ومالي
حتى أقدم على أبي بكر فيرى في رأيه فقال زيد وماذا قال وأفتح لك النجير
فأمنه زياد على أهله ودمه وماله وعلى أن يقدم به على أبي بكر فيرى فيه رأيه ويفتح
له النجير
قال محمد بن عمر وهذا أثبت عند أصحابنا من غيره

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدراكه ضروري عن م وعن بغية الطلب 4 / 1905 وغزوات ابن حبيش
1 / 135 ومختصر ابن منظور 4 / 413 وفيه أيديهم بدل أفئدتهم.
(2) غرثنا: جعنا وجاعت عيالنا (النهاية).
(3) كذا وفي غزوات ابن حبيش: أجرأ.
(4) الزيادة عن ابن حبيش.
129

وقد حدثني صدقة بن عتيبة (1) عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده أبي
مغيث قال كنت فيمن حضر أهل النجير فصالح الأشعث زيادا على أن يؤمن من أهل
النجير سبعين رجلا ففعل فنزل سبعون ونزل معهم الأشعث فكانوا أحدا وسبعين فقال
له زياد أقتلك لم يكن لك أمان فقال الأشعث تؤمنني على أن أقدم على أبي بكر فيرى
في رأيه فأمنه على ذلك وقيل أن السبعين نزلوا واحدا واحدا فلما بقي هو قام إليه رجل
واحد فقال أنا معك قال إن الشرط سبعون ولكن كن فيهم وأنا أتخلف فآثر بالحياة
وتخلف هو فيمن تخلف أسيرا فالله أعلم (2)
قال وأنا محمد بن عمر حدثني الزبير بن موسى بن عبد الله بن أبي أمية عن
عمه مصعب بن عبد الله بن أبي أمية قال أمن زياد بن لبيد الأشعث بن قيس على أن
يبعث به وبأهله وماله إلى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى وفتح له النجير فأخرجوا المقاتلة
وهم كثير فعمد زياد إلى أشرافهم سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد ولام
القوم الأشعث فقالوا لزياد غدر بنا الأشعث وأخذ الأمان لنفسه وماله وأهله ولم يأخذه
لنا جميعا فنزلنا ونحن آمنون فقتلنا فقال زياد ما أمنتكم قالوا صدقت خدعنا
الأشعث
قال وأنا محمد بن عمر نا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن
الحصين قال بعث زياد بن لبيد بالسبي مع نهيك بن أوس بن حزمة (3) الأشهلي إلى أبي
بكر وبعث معه بثمانين من بني قتيرة وبعث بالأشعث معهم في وثاق
قال وحدثني خالد بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن بن الحويرث بن نقيد
قال
رأيت الأشعث بن قيس يوم قدم به المدينة في حديد مجموعة يداه إلى عنقه بعث به
زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي (4) أمية إلى أبي بكر وكتبا إليه إنا لم نؤمنه إلا على
حكمك وقد بعثنا به في وثاق وبأهله وماله الذي خف حمله معه فيرى في ذلك رأيك

(1) بغية الطلب: عتبة.
(2) قال الواقدي: والقول الأول أثبت، (ابن حبيش 1 / 138).
(2) في غزوات ابن حبيش: " خزيمة " وفي بغية الطلب: حرمة.
(4) سقطت من الأصل ومن م.
130

قال ونزل نهيك بن أوس بالسبي في دار رملة بنت الحارث ومعهم الأشعث بن
قيس فجعل يقول يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كفرت بعد إسلامي ولكن شححت على
مالي فقال أبو بكر ألست الذي تقول قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد وأبو
بكر يبعث إلينا الجيوش ونحن أقصى العرب دارا فرد عليك من هو خير منك فقال لك لا
يدعك عامله ترجع إلى الكفر فقلت من فقال زياد بن لبيد فتضاحكت فكيف
وجدت زيادا اذكرت به أمه فقال الأشعث نعم كل الأذكار ثم قال الأشعث أيها
الرجل أطلق إساري واستبقني لحربك وزوجني أختك أم فروة بنت أبي قحافة فإني قد
تبت مما صنعت ورجعت إلى ما خرجت منه من منعني الصدقة
فزوجه أبو بكر أم فروة بنت أبي قحافة فكان بالمدينة مقيما حتى كانت ولاية عمر بن
الخطاب وندب الناس إلى فتح العراق فخرج الأشعث بن قيس مع سعد بن أبي وقاص
فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند واختط بالكوفة حين اختط المسلمون وبنى
بها دارا في بني كندة ونزلها إلى أن مات بها وولده بها إلى اليوم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أبو بكر بن يوسف أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي عن
سهل بن يوسف عن أبيه عن كثير بن الصلت قال (1) ولما رأى أهل النجير (2)
المواد لا تنقطع عن المسلمين وأيقنوا أنهم غير منصرفين عنهم خشعت أنفسهم وخافوا
القتل على أنفسهم ولو صبروا حتى يجئ المغيرة (3) لكانت لهم في الثالثة الصلح عن
الجلاء نجاة فعجل الأشعث فخرج إلى عكرمة (4) بأمان وكان لا يأمن غيره وذلك
أنه كانت تحته أسماء بنت النعمان بن الجون يخطبها وهو يومئذ ينتظر المهاجر فأهداها
إليه أبوها قبل أن يبادوا وكان تزوجها على خميصة فابتنى بها ثم غدا بها فأبلغه عكرمة
المهاجر واستأمنه له لنفسه ونفر معه تسعة على أن يؤمنهم وأهليهم على أن يفتحوا لهم
الباب فأجابه إلى ذلك وقال انطلق واستوثق لنفسك ثم هلم كتابك أختمه

(1) تاريخ الطبري 3 / 337.
(2) زيادة عن الطبري.
(3) هو المغيرة بن شعبة، وكان أبو بكر كتب إلى المهاجر بن أبي أمية كتابا وأرسله مع المغيرة بن شعبة يتعلق
بشأن أهل النجير، الطبري 3 / 337.
(4) هو عكرمة بن أبي جهل انظر الطبري 3 / 337.
131

قال (1) ونا سيف عن أبي إسحاق الشيبابي عن سعيد بن أبي بردة عن عامر أنه
دخل عليه فاستأمنه على أهله وماله وتسعة ممن أحب وعلى أن يفتح لهم الباب فيدخلون
على قومه فقال لهم المهاجر اكتب ما شئت واعجل فكتب أمانة وأمانهم وفيهم أخوة
وبنو عمه وأهلوهم ونسي نفسه عجل ودهش ثم جاء بالكتاب فختمه ورجع فسرب
الذين في الكتاب
وقال الأجلح والمجالد لما لم يبق إلا أن يكتب نفسه وثب عليه جحدم بشفرة
وقال نفسك أو تكتبني فكتبه وترك نفسه
قال أبو (3) إسحاق فلما فتح الباب اقتحمه المسلمون فلم يدعوا فيه مقاتلا إلا
قتلوه وضربوا أعناقهم صبرا وأحصى ألف امرأة ممن في النجير والخندق من بين سليب
أو متبع ووضع على السبي والفيؤ الأحراس وشاركهم كثير
وقال كثير بن الصلت (4) لما فتح الباب وفرغ ممن في النجير وأحصي ما أفاء الله
عليهم دعا الأشعث بأولئك النفر ودعا بكتابه فعرضهم فأجاز (5) من في الكتاب فإذا
الأشعث ليس فيه وإذا هو قد نسي نفسه فقال المهاجر الحمد لله الذي أخطأك نوءك (6)
يا أشعث يا عدو الله قد كنت أشتهي أن يخزيك الله فشده وثاقا وهم بقتله فقالوا له
أخره وأبلغه أبا بكر فهو أعلم بالحكم في هذا وإن كان رجلا نسي اسمه أن يكتبه وهو
ولي المخاطبة أفذاك الله يبطل ذاك فقال المهاجر أمره بين ولكني أتبع المشورة
وأؤثرها (7) وأخره وبعث به إلى أبي بكر مع السبي وكان معهم يلعنه المسلمون ويلعنه
سبايا قومه وسماه نساء قومه عرف النار كلام يماني يسمون به الغادر وقد كان المغيرة
تحير ليله للذي أراد الله عز وجل فجاء والقوم في دمائهم (8) والسبي على ظهر

(1) الطبري 3 / 337 - 338.
(2) الطبري 3 / 338.
(3) بالأصل " ابن " والمثبت عن الطبري.
(4) الطبري 3 / 338.
(5) في الكامل لابن الأثير: فأجار.
(6) قوله: " أخطأك نوءك " عن الطبري ومكانها بالأصل: " خطأ نفسه فولى " كذا.
(7) بالأصل: " وأورثها وأجيره " والمثبت عن الطبري.
(8) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن الطبري.
132

وسارت (1) السبايا والأسرى فقدم القوم على أبي بكر بالفتح (1) والسبايا بالأسرى
فدعا بالأشعث وقال استزلك بنو وليعة ولم يكن لتستزلهم ولا يرونك كذلك أهلا
وأهلكوا وأهلكوك أما تخشى أن تكون دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد وصل إليك منها طرف ما
تراني صانعا بك قال إني لا علم لي برأيك وأنت أعلم برأيك قال فإني أرى قتلك
قال فإني أنا الذي راوضت القوم في عشرة فما يحل دمي قال أفوضوا القوم إليك
قال نعم قال ثم أتيتهم بما فوضوه إليك يختموه لك قال نعم قال فإذا وجب
الصلح بعد ختم الصحيفة على من في الصحيفة وإنما كنت قبل ذلك مراوضا فلما خشي
أن يوقع به قال أو تحتسب في خيرا فيطلق أساري ويقيلني عثرتي ويقبل إسلامي وتفعل
بي مثل ما فعلت بأمثالي وترد علي زوجتي وكان قد خطب أم فروة بنت أبي
قحافة إلى أبي قحافة مقدمة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزوجه وأخرها إلى أن يقدم الثانية فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وفعل الشعث ما فعل فخشي أن لا ترد عليه تجدني خير أهل بلادي لدين الله فتجافى له
عن دمه وقبل منه ورد عليه أهله وقال انطلق فليبلغني عنك خير (1) وخلا النفر فذهبوا
وقسم أبو بكر السبي فباعه في الناس وترك الخمس فاقتسم الجيش أربعة أخماس
أنبأنا أبو علي نبهان (2)
ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني قالا أنا
أبو علي بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي [* * * *]
قال الأنماطي وأنا طراد أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا (3) أنا حامد بن
محمد بن عبد الله الهروي قالا أنا علي بن عبد العزيز نا أبو عبيد نا شريك عن
إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم النخعي قال ارتد الأشعث بن قيس في ناس من كندة
فحوصر فأخذ الأمان لسبعين رجلا منهم ولم يأخذ لنفسه فأتي به أبو بكر فقال إنا قاتلوك
لا أمان لك فقال تمن علي وأسلم فقال ففعل وزوجه أخته
أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عاصم بن الحسن أنا أبو

(1) زيادة عن الطبري.
(2) بالأصل " نهبان " والصواب عن م.
(3) كذا بالأصل، وفي التبصير 1 / 56 البادي، قال وأخطأ من قال البادا، وهو قول العامة، وانظر الاكمال
1 / 408 وفي م: " الباذا ".
133

عمر بن مهدي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقبة نا أحمد بن يحيى الصوفي
نا عبد الرحمن بن شريك نا أبي نا إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم قال ارتد
الأشعث بن قيس وناس من العرب لما مات نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا نصلي ولا نؤدي الزكاة
فأبى عليهم أبو بكر ذلك قال لا أحل عقدة عقد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أعقد عقدة حلها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أنقصكم شيئا مما أخذ منكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولأجاهدنكم ولو منعوني
عقالا مما أخذ منكم نبي الله (صلى الله عليه وسلم) لجاهدتكم عليه ثم قرأ " وما محمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل " (1) الآية فتحصن الأشعث بن قيس هو وناس من قومه في حصن
فقال الأشعث اجعلوا لسبعين (2) منا أمانا فجعل لهم فنزل بعد سبعين ولم يدخل نفسه
فيهم فقال أبو بكر إنه لا أمان لك إنا قاتلوك قال أفلا أدلك على خير من ذلك تستعين
بي على عدوك وتزوجني أختك ففعل
أنبأنا أبو سعيد بن المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم [* * * *]
وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (3) قالا أنا
سليمان بن أحمد نا عبد الرحمن بن مسلم نا عبد المؤمن بن علي نا عبد السلام بن
حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال لما قدم بالأشعث بن
قيس أسيرا على أبي بكر الصديق أطلق وثاقه وزوجه أخته واخترط سيفه ودخل سوق
الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه وصاح الناس كفر الأشعث فلما فرغ طرح
سيفه وقال إني والله ما كفرت ولكن زوجتي هذا الرجل أخته ولو كنا في بلادنا لكانت
لنا وليمة غير هذه يا أهل المدينة نحروا وكلوا ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا
شرواها (4)
وقد قيل إن الذي زوجه أم فروة أبو قحافة فلعل قوله زوجني أختك أدخلها علي أو
لأن النكاح انفسخ بردته فأراد تجديده والله أعلم
آخر الجزء الثالث بعد المائة

(1) سورة آل عمران، الآية: 144.
(2) بالأصل " السبعين ".
(3) بالأصل " زيدة " والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.
(4) بغية الطلب 4 / 1910 - 1911.
134

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النفور وأنا أبو طاهر
المخلص أنا أبو بكر بن سيف السجستاني نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم
نا سيف بن عمر عن موسى بن عقبة عن أبيه وسعيد عن عبد الله النخعي عن
عبد الله بن أبي مليكة والوليد بن عبد الله عن أبي الطفيل قالوا تزوج الأشعث مقدمه
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم إلى أبي قحافة أم فروة وهو ثالث أزواجها والأوسط منهم تميم
وأزمع بالهجرة والمقام فلما قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخبره الذي أراد أيسه من الهجرة إلى
المدينة بعد الفتح فرجع وأراد الانطلاق بأم فروة فأبى عليه أبو قحافة وقال إنا لا نغترب
إلا في مغترب إلينا فرجع إلى اليمن وفعل الذي فعل فلما أتي به أبو بكر تجافى له عن دمه
ورد عليه أهله بالنكاح الأول كما فعل بغيره (1)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا خيثمة بن سليمان نا إسحاق بن يسار نا حامد بن يحيى نا سفيان عن
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال شهدت جنازة فيها الأشعث بن قيس
وجرير قال فقدم الأشعث جريرا وقال إن هذا لم يرتد عن الإسلام وكنت قد ارتدت
أخبرناه عاليا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد بن المقرئ نا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال (2) شهدت الأشعث وجرير بن عبد الله في جنازة فقدمه يعني الأشعث قدم جريرا ثم التفت
فقال إني ارتددت (3) وهذا لم يرتد
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4) أخبرني أبو القاسم الأزهري نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن نا أبو أحمد محمد بن أحمد
الحرار نا أحمد بن الحارث الخزاز أنا أبو الحسن المدائني عن شيوخه الذين روى
عنهم خبر النهروان قال وأمر علي (5) بالرحيل يعني بعد فراغه من قتال الحرورية وقال
لأصحابه قد أعزكم الله وأذهب ما كنتم تخافون فامضوا من وجهكم هذا إلى الشام فقال

(1) الخبر في بغية الطلب 4 / 1910 وبهامشها أن أول أزواجها أبو أمية رجل من بني الصقب.
(2) الخبر في بغية الطلب 4 / 1911.
(3) عن بغية الطلب، وبالأصل " ارتدت ".
(4) الخبر في بغية الطلب 4 / 1911 نقلا عن الخطيب.
(5) الزيادة عن ابن العديم.
135

الأشعث يا أمير المؤمنين نفذت نبالنا وكلت سيوفنا ونصلت أسنة رماحنا فلو أتينا مصرنا
حتى نستعد ثم نسير إلى عدونا فركن الناس إلى ذلك فسار علي يريد الكوفة فأخذ على
المدائن حتى انتهى إلى (1) النخيلة (2) فنزلها وساق بقية الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان يفي أسامي من غزا مع علي بن أبي طالب يوم
صفين الأشعث بن قيس الكندي
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله النهاودي أنا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (3) وقال أبو عبيدة كان
على الميمنة يعني من أصحاب علي يوم صفين الأشعث بن قيس الكندي
قال ونا خليفة نا علي بن محمد عن سلمة (4) بن محارب عن حرب بن
خالد بن يزيد بن معاوية قال فصل معاوية في تسعين (5) ألفا ثم سبق معاوية فنزل
الفرات وجاء علي وأصحابه فمنعهم معاوية الماء فبعث علي الأشعث بن قيس في ألفين
وعلى الماء لمعاوية أبو الأعور السلمي في خمسة آلاف فاقتتلوا قتالا شديدا وغلب
الأشعث على الماء
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن (6) البن
بقراءتي عليه غير مرة أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر المدائني أنا أبو محمد عبد الله بن
عبد الغفار بن محمد بن أحمد بن إسحاق قدم علينا أنا أبو علي بن حيدرة
نا العباس بن الوليد بن مزيد (7) قال سبق أصحاب معاوية إلى الماء بصفين قبل وعلى
أصحاب معاوية رجلان أحدهما أبو الأعور السلمي والآخر بسر بن أبي أرطأة فلما قدم

(1) الزيادة عن ابن العديم.
(2) النخيلة: تصغير نخلة، موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم البلدان).
(3) تاريخ خليفة ص 193.
(4) تاريخ خليفة: مسلمة.
(5) في تاريخ خليفة: سبعين.
(6) ضبطت عن الاكمال 1 / 265.
(7) بالأصل " زيد " خطأ، والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 471.
136

أصحاب علي منعهم الماء واحتازوه دونهم فأرسل علي إلى معاوية أن يطلق الماء لعسكره
فلو كان أصحابي سبقوا إليه ما منعوك
قال فاستشار عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي سرح وكان أخا عثمان لأمه
فقال عمرو أرى أن تطلق لهم الماء وقال ابن أبي سرح لا تطلق لهم الماء حتى يموتوا
عطشا كما قتلوا أمير المؤمنين عطشا يعني بذلك عثمان فمال معاوية إلى قوله وترك
قول عمرو فلما أضر بأصحاب علي ذلك أصبح على باب حجرة علي اثنا (1) عشرة ألفا
من أصحاب البرانس وقالوا يا أمير المؤمنين أنهلك ونحن ننظر إلى الماء قال فمن له
قال الأشعث بن قيس أنا قال فشأنك قال فتقدم بهم قال فجعل يلقي رمحه
ويسمي بطوله وهو راجل وهو يقول
* ميعادنا اليوم بياض الصبح * هل يصلح المر بغير نصح
لالاولا الزاد بغير ملح * ادنوا إلى القوم يطعن كدح
حسبي من الإقدام قاب رمحي
قال فحملوا عليهم فأزالوهم عن الماء وقعدوا عليه قال فقال عمرو لمعاوية
شمت بك أتراك تضاربه على الماء كما ضربوك بالأمس قال معاوية هم خير من ذلك
وأرسل علي إلى الأشعث أن خل بينه وبين الماء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي عن أبي القاسم يوسف بن محمد بن
المهرواني (2) أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ أنا أبو صالح
القاسم بن القاسم بن سالم الإخباري أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد
بن حنبل حدثني أبي أملاه علي إملاء نا أبو المغيرة نا صفوان حدثني أبو
الصلت سليم الحضرمي قال شهدنا صفين فإنا لعلى صفوفنا وقد حلنا بين أهل العراق
وبين الماء فأتانا فارس على برذون مقنعا بالحديد فقال السلام عليكم فقلنا
وعليك قال فأين معاوية قلنا هو ذا فأقبل حتى وقف ثم حسر عن رأسه فإذا هو
أشعث بن قيس الكندي رجل أصلع ليس في رأسه (3) إلا شعرات فقال الله الله يا معاوية في

(1) بالأصل " اثني ".
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى مهروان، ناحية مشتملة على قرى بهمذان.
(3) عن م وبغية الطلب والمختصر، وبالأصل " شعره ".
137

أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) هبوا أنكم قتلتم أهل العراق فمن للبعوث والذراري أم هبو أنا قتلنا أهل
الشام فمن للبعوث والذراري الله الله فإن الله يقول " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا
فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله " (1)
فقال له معاوية فما الذي تريد قال نريد أن تخلوا بيننا وبين الماء فوالله لتخلن بيننا
وبين الماء أو لنضعن أسيافنا على عواتقنا ثم نمضي حتى نرد الماء ونموت دونه فقال
معاوية لأبي الأعور وعمرو بن سفيان يا أبا عبد الله معاوية لأبي الأعور وعمرو بن سفيان يا أبا عبد الله خل بين إخواننا وبين الماء فقال أبو
الأعور لمعاوية كلا والله يا أم (2) عبد الله لا تخل بينهم وبين الماء يا أهل الشام دونكم
عقيدة الله فإن الله قد أمكنكم منهم فعزم عليه معاوية حتى خلى بينهم وبين الماء فلم
يلبثوا بعد ذلك إلا قليلا حتى كان الصلح بينهم ثم انصرف معاوية إلى الشام بأهل الشام
وعلي إلى العراق بأهل العراق
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي
ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن
عبد الجبار وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن
خيرون وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (3) نا عبد الله بن عمر نا حفص بن غياث عن الأعمش عن حيان
أبي سعيد التميمي (4) قال حذر الأشعث بن قيس الفتن فقيل له أخرجت مع علي قال
ومن لك إمام (5) مثل علي
أخبرنا أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء أنا
إسماعيل بن سعيد بن سويد نا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو علي الحسن بن
عليل نا العمري عن الهيثم بن عدي عن أبي عياش قال خطب أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام على الحسن ابنه أم عمران بنت سعيد بن قيس الهمداني فقال
138

فوقي (1) أمير أوامره يعني أمها فقال قم فوامرها فخرج من عنده فلقيه الأشعث بن
قيس بالباب فأخبره فقال ما تريد إلى الحسن يفخر عليها ولا ينصفها (2) ويسئ إليها
فيقول ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وابن أمير المؤمنين ولكن هل لك في ابن عمها فهي له وهو
لها قال ومن ذاك قال محمد بن الأشعث قال قد زوجته ودخل الأشعث على أمير
المؤمنين علي عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين خطب الحسن ابنة سعيد قال نعم
قال فهل لك في أشرف منها بيتا وأكرم منها حسبا وأتم جمالا وأكثر مالا قال ومن هي
قال جعدة بنت الأشعث بن قيس قال قد قاولنا رجلا ليس إلى ذلك الذي قاولته سبيل
قال إنه فارقه ليؤامر أمها (3) قال فزوجها من محمد بن الأشعث قال متى قال
الساعة بالباب قال فزوج (4) الحسن جعدة فلما لقي سعيد الأشعث قال يا أعور
خدعتني قال أنت أعور حيث تستشيرني في ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألست أحمق ثم جاء
الأشعث إلى الحسن فقال يا أبا محمد ألا تزور أهلك فلما أراد ذلك قال لا تمشي والله
إلى على أردية قومي فقامت له كندة سماطين وجعلت له أرديتها بسطا من بابه إلى باب
الأشعث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد بن عبيد الله بن
عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى المقرئ نا الأصمعي نا سفيان قال عزى علي بن
أبي طالب الأشعث بن قيس على ابنه فقال إن تحزن فقد استخفت منك الرحم وإن تصبر
ففي الله خلف من ابنك إنك إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور وإن جزعت
جرى عليك وأنت مأثوم
أخبرنا أبو طالب بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن أنا عبد الرحمن بن
عمر بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي أنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن
حبيب العدوي نا إبراهيم بن بشار نا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال دخل
الأشعث بن قيس على علي في شئ فتهدده بالموت فقال علي بالموت فتهددني ما

(1) سورة الحجرات الآية: 9.
(2) كذا بالأصل وبغية الطلب.
(3) التاريخ الكبير، ج 2 / قسم 1 / 59 في ترجمة حيان أبو سعيد ونقله ابن العديم في بغية الطلب 4 / 1912
وسير الأعلام 2 / 40.
(4) عند البخاري: التيمي.
(5) سقطت من البخاري.
(1) بالأصل " قومي " والمثبت عن ابن العديم 4 / 1916 وفي م: " مومى ".
(2) بدون نقطة بالأصل، والمثبت عن م.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت: " ليؤامر أمها " عن ابن العديم.
(4) بالأصل " فخرج " والمثبت عن م.
139

أبالي سقط علي أو سقطت عليه هاتوا له جامعة وقيدا ثم أومأ إلى أصحابه فطلبوا إليه فيه
قال فتركه (1)
قال سفيان فحدثني ابن جعفر بن محمد عن أبي قال فسمعوا لصوت رجليه
حفيفا قال علي فرقناه ففرق
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ما محمد بن سعد نا الفضل بن دكين نا
محمد بن إسماعيل بن رجاء بن الزبير قال سمعت الشيباني يذكر عن قيس بن
محمد بن الأشعث وأن الأشعث كان عاملا على أذربيجان استعمله عثمان وأنه أتاه رجل
من قومه فأعطاه ألفين فشكاه فلما قدم الأشعث أرسل إليه فقال إنما استودعتك المال
قال إنما أعطيتنيه صلة فحمي الأشعث فحلف فكفر عن يمينه بخمسة عشر ألفا (2)
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا
محمد بن محمد الباغندي نا علي بن المديني نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني
إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال كان الأشعث بن قيس حلف على يمين فأخذ بها
مالا قال فصلى الغداة وقد وضع المال في ناحية المسجد فقال قبحك الله من مال أما
والله ما حلفت إلا على حق ولكنه رد على صاحبه وهو ثلاثون ألفا صدقة مقامي الذي
قمته (3)
قال ونا محمد بن محمد الباغندي نا علي بن حكيم عن يزيد عن شريك
قال سمعت أبا إسحاق يقول صليت بالأشاعثة صلاة بليل الفجر فلما سلم الإمام إذا
بين يدي كيس وحذاء نعل فنظرت فإذا بين يدي كل رجل كيس وحذاء نعل فقلت ما
هذا قالوا قدم الأشعث بن قيس الليلة فقال انظروا فكل من صلى الغداة في مسجدنا
فاجعلوا بين يديه كيسا وحذاء نعل
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي الحسن محمد بن

(1) بغية الطلب 4 / 1914 وسير أعلام النبلاء 2 / 40 - 41.
(2) بغية الطلب 4 / 1915 وسير أعلام النبلاء 2 / 41 والزيادة عن ابن العديم.
(3) بغية الطلب 4 / 1915 - 1916.
140

محمد بن خالد (1) أنا علي بن محمد بن خزفة ح (2). وقرأنا على أبي عبد الله عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن عبيد
بن الفضل بن بيري (3) قالا أنا محمد بن الحسين بن محمد نا ابن أبي خيثمة نا
محمد بن أبي يزيد نا عبيد الله بن موسى عن شيخ قد سماه عن أبي إسحاق قال
صليت الفجر في مسجد الأشعث أطلب غريما لي فلما صلى الإمام وضع رجل بين يدي
حلة ونعلا فقلت إني لست من أهل هذا المسجد فقال يعني ابن قيس قدم البارحة
من مكة فأمر لكل من صلى في المسجد بحلة ونعل
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن محمد نا الحسن بن
محمد بن يوه أنا أحمد بن محمد بن عمر نا عبد الله بن محمد بن عبيد نا هارون بن
سفيان نا أبو نعيم نا أبو إسرائيل الملائي عن أبي إسحاق قال كان لرجل على رجل من
آل الأشعت بن قيس حق فأتاه يتقاضاه فقال صل معي الغداة قال فذهب فصلى معه
فقال الأشعث بن قيس لا يخرج أحد من المسجد
قال فبعثنا لكل رجل بحلة ونعلين قال فأخذ حلة ونعلين وأخر حقه (4)
قال ونا عبد الله قال كتب إلي أبو سعيد يعني الأشج (5) حدثني الهزيل بن
عمر عن يحيى بن زكريا عن خالد عن عامر قال أرسل معاوية بن حديج
السكوني (6) إلى الأشعث بن قيس بخمسمائة فرس معلمة محذفة (7) فقسمها الشعث في
قومه وكتب إليه أعهدتني نخاسا قال أبو سعيد فحدثت به شيخا من ولد الأشعث فقال
قد كان بعث إلي بثمنها

(1) بغية الطلب 4 / 1916 مخلد.
(2) بالأصل " حذيفة " والمثبت عن بغية الطلب.
(3) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، والزيادة عن م، وانظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 197.
(4) بغية الطلب 4 / 1914 وسير الأعلام 2 / 42.
(5) بالأصل " الأشجعي " وفي بغية الطلب: " الأشبح " والصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 182.
(6) بالأصل: " معاوية بن حريج السكري " والمثبت عن بغية الطلب وفي م: خديج.
(7) أي معروفة.
141

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن (1) أحمد بن العباس أنا علي بن
عمر بن الحسن بن القزويني أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان أنا أبو القاسم
البغوي أنا أحمد بن حنبل أنا علي بن ثابت نا أبو المهاجر عن ميمون بن مهران
قال أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا ابن (2) سعد أنا كثير بن هشام نا فرات بن
سلمان نا ميمون بن مهران [* * * *]
قال وأنا عبد الله بن جعفر حدثنا (3) أبو المليح عن ميمون بن مهران قال
أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس وكان المهاجرون إذا رأوا الدهقان
راكبا والرجال يمشون قالوا قاتله الله جبارا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الإيامي نا أبو
حاتم سهل بن (4) محمد السجستاني قال سمعت الأصمعي يقول أول من دفن في
منزله وصلى عليه الحسن بن علي وكانت ابنة الأشعث تحته قال وأول من مشي بين
يديه وخلفه بالأعمدة الأشعث بن قيس
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (5) نا سليمان
الطبراني نا أحمد بن عبد العزيز الجوهري نا عمر بن شبة حدثني محمد بن عقبة
حدثني محمد بن حرب الهلالي عن عيسى بن يزيد قال استأذن الأشعث على معاوية
بالكوفة فحجبه مليا وعنده ابن عباس والحسن بن علي فقال أعن هذين حجبتني يا أمير
المؤمنين تعلم أن صاحبهما يعني ولينا فملأنا كذبا يعني عليا فقال ابن عباس
أتراني أسبك بابن أبي طالب قال تأست عربني خير مني فقال ابن عباس والله عبد

(1) زيادة عن م.
(2) بالأصل " أبو " خطأ، والصواب عن م.
(3) الزيادة عن بغية الطلب 4 / 1917.
(4) بالأصل " أبو " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 268.
(5) بالأصل " زيدة " والصواب: " ريذة " عن م.
142

مهرة (1) قتل جدك وطعن في است أبيك فقال ألا تسمع ما يقول لي يا أمير المؤمنين
قالت قال أنت بدأت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا محمد بن الحسين أنا
عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا الحميدي نا سفيان نا إسماعيل عن حكيم بن جابر
قال لما مات الأشعث بن قيس أتاهم الحسن بن علي فأمرهم ان يوضؤه بالكافور
وضوءا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال أخبرنا أبو محمد (2) الصيريفيني (3) أنا
أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شريك عن
إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال لما توفي الأشعث قال الحسن بن
علي لا تعجلوا فلما فرغ من غسله وضأه بحنوطه وضوءا
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري فيما أذن لنا أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد أنا وكيع بن
الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال لما توفي الأشعث بن
قيس وكانت ابنته تحت الحسن بن علي قال الحسن إذا غسلتوه فلا تهيجوه حتى
تؤذنوني فأذنوه فجاء فوضأه بالحنوط وضوءا
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهيثم بن عدي وأبو موسى بن الثنى والمدائني
وفي سنة أربعين مات أبو رافع وحسان بن ثابت والأشعث بن قيس وذكر غيرهم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب أنا
أبو سعيد بن حسنويه أنا عبد الله بن محمد بن حسنون نا عمر بن أحمد بن إسحاق
الأهوازي نا خليفة بن خياط قال (4) الأشعث بن قيس يكنى أبا محمد مات في آخر سنة
أربعين بعد علي قليلا

(1) على هامش الأصل: هي قبيلة.
(2) ما بين معكوفتين سقي من الأصل قياسا إلى سند مماثل، وبغية الطلب 4 / 1917 وم.
(3) بالأصل " الصيرفيني " خطأ، وهذه النسبة إلى صيرفين. انظر ياقوت وفي م: الصريعيني.
(4) طبقات خليفة 1 / 162.
143

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله النهاوندي
نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (1) وفيها يعني سنة
أربعين مات الأشعث بن قيس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
المخلص إجازة أنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أنا عبد الرحمن بن
محمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة أربعين
فيها مات الأشعث بن قيس الكندي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق قال وبلغني أنه مات
الأشعث بن قيس في سنة أربعين بعد قتل علي بن أبي طالب وكنيته أبو محمد وكان
الحسن بن علي تزوج ابنته (2)
أخبرنا أبو الحسين بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن جعفر قال سمعت هارون بن عبد الله يقول الأشعث بن قيس
الكندي كنيته أبو محمد توفي بالكوفة حيث صالح الحسن بن علي معاوية وصلى عليه
الحسن بن علي قال عبد الله بلغني عن بعض ولد الأشعث أن الأشعث توفي بعد مقتل
علي عليه السلام بأربعين ليلة ودفن في داره
(3) أخبرنا الحسن علي بن أحمد نا وأبو منصور بن خيرون نا أبو بكر الخطيب نا
ومحمد بن أحمد بن رزق نا إبراهيم بن يحيى المزكي النيسابوري نا محمد بن
إسحاق الثقفي السراج قال رأيت في كتاب أبي (4) حسان الزيادي الأشعث بن قيس
يكنى أبا محمد مات بعد قتل ابن أبي طالب بأربعين ليلة فيما أخبر عن ولده وتوفي وهو
ابن ثلاث وستين
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب [* * * *]

(1) تاريخ خليفة ص 199.
(2) بغية الطلب 4 / 1919.
(3) بغية الطلب 4 / 1918 - 1919. والزيادة في الموضعين عن ابن العديم.
(4) بالأصل " ابن " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 11 / 496.
144

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسن
محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال سمعت موسى بن
عبد الرحمن بن مسروق الكندي قال مات الأشعث بن قيس في زمن معاوية وفي آخرة
أمره (1) وكان يكنى أبا محمد وكانت ابنته تحت الحسن بن علي قال أبو يوسف زعموا
أنها هي التي سمته
قوله في آخر أمره وهم إنما هو في أول أمره قبل أن يبايعه الحسن وقد تقدم
773 أشعث بن محمد بن الأشعث
أبو النعمان الفارسي ويعرف بابن أبي صرة
حدث بأطرابلس عن موسى بن عيسى بن المنذر وأحمد بن زيد بن هارون
المكي القزاز
روى عنه أبو عبد الله بن أبي كامل وأبو القاسم عبد الصمد بن أحمد خقفش
الحمصي وأبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو القاسم عبيد الله بن عبيد الله بن
هشام بن سوار أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي
المعروف بابن أبي كامل قدم علينا أنا أبو النعمان الأشعث بن محمد بن الأشعث
الفارسي نا موسى بن عيسى بن المنذر نا أبي نا يحيى بن سعيد حدثني الحسن بن
دنير عن حميد بن هلال العدوي عن عبيد الله بن الصامت قال سألت أبا ذر ما يقطع
الصلاة قال المرأة والحمار والكلب الأسود قلت ما بال السود من الأبيض من
الأصفر قال يا ابن أخ سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان
مرتين [* * * *]
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن البعلبكي أنا أبو عبد الله بن أبي كامل
إجازة أنا أبو النعمان الأشعث بن محمد بن الأشعث بطرابلس نا موسى بن عيسى بن
المنذر بحديث ذكره

(1) كذا بالأصل وسيعقب ابن عساكر عليها، وفي بغية الطلب: " وفي آخر إمرة " وعقب ابن العديم بقوله: هكذا
وقع في النسخة: وفي آخر إمرة، وأظنه سقط من الكتاب " الحسن " والصحيح: وفي آخر إمرة الحسن، وقد
سبق القول بأنه مات الوقت الذي فيه الحسن بن علي معاوية.
145

774 أشعث بن يزيد
من أهل دمشق
حدث بالكوفة عن أبي سلام الأسود
روى عنه وكيع والقاسم بن مالك
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد بن موسى زاد أحمد ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1) الأشعث (2)
الشامي عن أبي سلام الأعرج عن علي قال " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون
علوا (3) قاله وكيع لا يتابع (4) عليه وقال محمد حدثنا النفيلي نا القاسم بن مالك
المزني أنا أشعث بن يزيد الدمشقي حدثني أبو سلام الحبشي سمع عليا بهذا
في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أحمد بن عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا ابن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن
محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (5) أشعث بن يزيد الدمشقي روى عن أبي
سلام الأعرج الحبشي (6) روى عنه وكيع والقاسم بن مالك المزني سمعت أبي وأبا
زرعة يقولان ذلك

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 1 / 430.
(2) عند البخاري: أشعث بدون ألف ولام.
(3) سورة القصص الآية: 83.
(4) عن البخاري وبالأصل " لا نعارج " (5) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 277.
(6) زيادة عن الجرح والتعديل.
146

775 أشعب بن جبير (1) ويعرف بابن أم حميدة (2)
أبو العلاء ويقال أبو إسحاق المدني (3)
مولى عثمان بن عفان ويقال مولى سعيد بن العاص ويقال مولى فاطمة بنت
الحسين ويقال مولى عبد الله بن الزبير
حدث عن عبد الله بن جعفر وأبان بن عثمان وسالم بن عبد الله بن عمرو
وعكرمة مولى ابن عباس
روى عنه عتاب بن إبراهيم ومعدي بن سليمان وأبو لبابة عثمان بن فائد
القرشي
ووفد على الوليد بن يزيد
أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي بدمشق أنا أبو
القاسم بن أبي الكلام [* * * *]
وأخبرنا أبو نصر بن غالب بن أحمد بن المسلم أنا أحمد بن عبد المنعم بن
أحمد بن بندار قالوا أنا أبو الحسن بن السمسار أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
مروان أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا سليمان بن عبد الرحمن نا عثمان بن
فائد نا أشعب مولى عثمان بن عفان عن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين قال رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتختم في يمينه مرة أو مرتين [* * * *]
(4) أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرني أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن
محمد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي أنا عبد الرحمن بن
عثمان التميمي أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا يزيد بن محمد بن
عبد الصمد نا سليمان بن عبد الرحمن نا أبو لبابة القرشي نا أشعب مولى عثمان [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو محمد بن طاوس المقرئ وأبو

(1) بالأصل " جفير " والمثبت عن م وانظر سير الأعلام ومختصر ابن منظور.
(2) يقال حميدة بضم الحاء وفتحها تاريخ بغداد 7 / 39.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 39 وسير أعلام النبلاء 7 / 66 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى
ترجمته.
(4) سير أعلام النبلاء 7 / 66 وانظر تخريجه فيها.
147

القاسم بن عبدان قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو
علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثني أبو عامر محمد بن إبراهيم بن كامل
السلمي الصوري نا أبو أيوب سلمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل نا أبو كنانة
عثمان بن فائد القرشي نا أشعب مولى عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول المحرم لا ينكح ولا ينكح [* * * *]
زاد النسيب عنده هذه الزيادة تصحيف ولعله أراد غيره
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أنا محمد بن أحمد بن رزق [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه
نا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي نا محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي نا
سندولا نا أبي عباد بن موسى نا غياث بن إبراهيم حدثني أشعب ابن أم حميدة الذي
يقال له الطامع قال غياث وإنما حملنا هذا الحديث على أشعب أنه كان عليه قال
أتيت سالم بن عبد الله أسأله فأشرف علي من خوخة قال لي ويلك يا أشعب لا تسأل
فإن أبي حدثني عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ليجيئن أقوام يوم القيامة ليس في وجوههم
مزعة (2)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3) أنا
علي بن أحمد بن عمر المقرئ نا محمد بن عمر الحافظ القاضي حدثني محمد بن
سهل بن الحسن حدثني مضارب بن يزيد (4) حدثنا (5) سليمان بن عبد الرحمن
حدثنا عثمان بن فائدة عن أشعب الطمع عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لبى
حتى رمى جمرة العقبة [* * * *]
قال محمد بن عمر القاضي أشعب الطمع اسمه شعيب ويكنى أبا العلاء وكانت

(1) تاريخ بغداد 7 / 38 - 39.
(2) المزعة بضم الميم وكسرها القطعة من اللحم.
(3) تاريخ بغداد 7 / 38.
(4) كذا، وفي تاريخ بغداد: " نديل " وفي ميزان الاعتدال 1 / 259 نزيل.
(5) الزيادة في الموضعين عن تاريخ بغداد.
148

بنت عثمان ربته وكفلته وكفلت ابن أبي الزناد معه وكان يقول حدثني سالم بن
عبد الله وكان يبغضني في الله عز وجل فيقال دع هذا عنك فيقول ليس للحق مترك
أخبرني بجميع هذا أبو محمد الجريري (1) عن أحمد بن الحارث قال الخطيب كذا قال
لنا المقرئ والصواب أبو أحمد الجريري (2)
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو طاهر أحمد بن
علي بن سرار قالا أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري نا أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن السري الدارمي نا أبو عبد الله عبد الملك بن بدر بن الهيثم قراءة عليه نا
أحمد بن هارون بن روح البرديجي (3) قال في الطبقة الثانية من الأسماء المفردة وهم
التابعون أشعب مولى عثمان وهو أشعب الطامع يروي عن عبد الله بن جعفر مديني
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم التنوخي أنا
إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال قولهم
هو أطمع من أشعب حدثني أبي قال هو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير من أهل
المدينة كان يكنى أبا العلاء
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال أشعب رجلان أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان وهو ابن أم حميدة
والثاني (4) أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير يضرب بملحه المثل كذا قال وهما
واحد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي نا أبو القاسم نصر بن
إبراهيم أنا أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال وأشعب واحد وهو ابن أم
حميدة الطمع روى عن عبد الله بن جعفر وسالم بن عبد الله حدث عنه عثمان بن فائد
وغيره

(1) بالأصل وم: " الحريري " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) بالأصل " الحرير " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) بالأصل: " الرديجي " والصواب ما أثبت عن الأنساب، وهذه الترجمة إلى برديج وهي بليدة بأقصى أذربيجان
بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخا. ذكره السمعاني وترجم له وفي م: الردعي.
(4) رسمها غير واضح بالأصل وفي م: " فقال " والصواب ما أثبت.
149

أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال قال لنا أبو بكر الخطيب قال أبو الحسن أشعب
رجلان أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان وهو ابن أم حميدة كذا قال بضم الحاء وفتح
الميم وقال أبو محمد هو ابن أم حميدة بفتح الحاء وكسر الميم قال الخطيب
والقولان جميعا يقالان فيه وقد ينسب أشعب أيضا إلى ولاء سعيد بن العاص وقيل إنه
مولى عبد الله بن الزبير وقيل مولى فاطمة بنت الحسين كل ذلك قيل فيه وقيل أيضا إن أمه
جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق وأسند الحديث عنه معدي بن سليمان وغيره
وذكر أبو الحسن بعده أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير وقال يضرب بملحه
المثل قال الخطيب وهذا هو أشعب الطامع ليس بغيره
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) أشعب الطامع يقال أن اسمه شعيب وكنيته أبو العلاء وقيل أبو إسحاق
مولى عثمان بن عفان وقيل مولى سعيد بن العاص وقيل مولى عبد الله بن الزبير
وقيل مولى فاطمة بنت الحسين وهو أشعب بن أم حميدة وقيل أم حميدة بضم الحاء
وفتح هو قيل إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق عمر دهرا طويلا وأدرك
زمن عثمان بن عفان وروى عن عبد الله بن جعفر ن أبي طالب والقاسم بن محمد بن
أبي بكر وسالم بن عبد الله بن (2) عمر وأبان بن عثمان وعكرمة مولى ابن عباس
وروى عنه عثمان بن فائد وغياث (3) بن إبراهيم ومعدي بن سليمان وله نوادر مأثورة
وأخبار مستطرفة وكان من أهل مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو خال محمد بن عمر الواقدي
وزعم أبو عثمان الجاحظ انه قدم بغداد في أيام المهدي وقال الأصمعي حدثني جعفر بن
سليمان قال قدم الأشعب (4) أيام أبي جعفر بغداد فطاف به فتيان بني هاشم فغناهم فإذا
ألحانه طربة وحلقه على حاله وقال أخذت الغناء عن معبد وكنت آخذ عنه
اللحن فإذا سئل عنه قال عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له مني وقيل أن اسم أبيه
جبير ويقال أشعب بن جبير آخر ليس هو أشعب الطامع والذي عندي أنهما واحد والله
أعلم

(1) تاريخ بغداد 7 / 37 - 38.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن تاريخ بغداد.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل " وعمار " وفي م: وعاب.
(4) عن م وتاريخ بغداد وبالأصل " الأشعث ".
150

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) قال أبو الحسن
يعني الدارقطني أشعب رجلان أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان وهو ابن أم حميدة
قاله بضم الحاء ثم قال أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير وقال يضرب بملحه
المثل قال ابن ماكولا وهذا وهم وهما واحد
وقال في موضع آخر أشعب بالباء المعجمة بواحدة والملحي (2) بضم الميم
وفتح اللام فهو أشعب بن جبير الطامع أبو العلاء ويعرف بابن أم حميدة ويقال
حميدة ويقال أمه أم جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر واختلف في ولائه فقيل
لعثمان بن عفان وقيل لعبد الله بن الزبير وقيل لفاطمة بنت الحسين بن علي
وقيل لسعيد بن العاص وكان صاحب نوادر وملح وروى الحديث عن عبد الله بن
جعفر وأبان بن عثمان وسالم بن عبد الله بن عمر روى عنه غياث بن إبراهيم
ومعدي بن سليمان وعثمان بن فائد وغيرهم وليس في هذا الباب غيره
وقال في موضع آخر وقيل في أمه أم حميدة بفتح الحاء وقيل اسمها جعدة مولاة
أسماء بنت أبي بكر الصديق واختلف في ولائه وقد ذكرنا ذلك في كتاب الإكمال وبالله
التوفيق
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3)
أنا محمد بن الحسين (4) القطان أنا أبو بكر الشافعي نا محمد بن الحسن (5) بن سماعة
حدثني عبد الله بن سوادة نا أحمد بن شجاع الخزاعي حدثني أبو العباس نسيم الكاتب
قديم قال قيل لأشعب طلبت العلم وجالست الناس ثم تركت وأفضيت إلى
المسألة فلو جلست لنا وجلسنا إليك فسمعنا منك فقال لهم نعم فوعدهم فجلس لهم
فقالوا له حدثنا فقال (6) سمعت عكرمة يقول سمعت
ابن عباس يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول خلتان لا يجتمعان في مؤمن [* * * *] ثم سكت فقالوا له ما الخلتان

(1) الاكمال لابن ماكولا 1 / 90.
(2) الاكمال 7 / 246.
(3) تاريخ بغداد 7 / 39.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل وم " الحسن ".
(5) كذا بالأصل وم " الحسن " وفي تاريخ بغداد " الحسين " خطأ، ترجمته في سير الأعلام 13 / 568.
(6) بالأصل " ما " والمثبت عن تاريخ بغداد.
151

فقال نسي عكرمة الواحدة ونسيت أنا الأخرى [* * * *]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري نا أبو عمر بن حيوية نا
محمد بن مخلد (1) نا محمد بن أبي يعقوب حدثني روح بن محمد السكري بحمص
نا محمد بن عبد الرحمن بن راشد الرحبي قال قيل لأشعب قد أدركت الناس فما معك
من العلم قال حدثني عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لله على عبده
نعمتان ثم سكت أشعب فقيل له وما النعمتان قال نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا
الأخرى رواها الخطيب (2) عن الجوهري [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا جدي أبو محمد نا أبو
علي الأهوازي نا أبو الفتح عمر بن أحمد بن سعيد بن قديدة بمصر نا أبو بكر
محمد بن عثمان بن معبد الصيداوي نا أبو الحسن محمد بن حمزة بن عبد الله بن أبي (3)
كريمة الطرسوسي نا (4) أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي نا ابن أبي عاصم النبيل
عن أبيه قال قلت لأشعب الطامع أدركت الناس فما كتبت عن أحد منهم شيئا فقال
حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال إن لله على عبده نعمتين ثم سكت فقلت اذكرهما
فقال الواحدة نسيها عكرمة والأخرى نسيتها أنا (5)
قال ونا الأهوازي نا مكي بن محمد نا أبو الخير أحمد بن علي الحمصي أنا
عبد الله بن محمد المقيمي نا عبد الله بن قحطبة نا نصر بن علي الحمصي نا
الأصمعي قال قال أشعب أنا أشأم الناس ولدت يوم قتل عثمان وختنت يوم قتل
الحسين
قال وقال الشعبي لقيت طويس الشؤم فقلت ما بلغ من شؤمك قال بلغ من
شؤمي أني ولدت يوم قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما فطمت (6) مات أبو بكر فلما راهقت قتل عمر
فلما دخلت الكتاب قتل عثمان فلما تعلمت القرآن قتل علي فلما أن تعلمت الشعر قتل

(1) بالأصل " خالد " والمثبت عن تاريخ بغداد 7 / 39 وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 256.
(2) تاريخ بغداد 7 / 39.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(4) زيادة لازمة.
(5) سير أعلام النبلاء 7 / 66.
(7) بالأصل " فطبت " والمثبت عن م.
152

الحسين فقلت ما أظن بقي من شؤمك شئ قال بلى بقي من شؤمي حتى أدفنك قال
الشعبي وأنا دفنته بحمد الله ومنه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أنا أبو بكر الخطيب (1) أنا محمد بن أحمد بن
رزق أنا المظفر بن يحيى الشرابي نا أحمد بن محمد المرثدي عن أبي إسحاق
الطلحي نا أحمد بن معاوية حدثني المدنيون وخبروني أن أشعب المديني كان خال
الأصمعي
أنبأنا أبو بكر الفرضي وأبو منصور بن خيرون وغيرهما عن أبي محمد الجوهري
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني نا الحارث هو ابن أبي
أسامة قال وقال المدائني كان أشعب يروي حديثا عن ابن عمر فأتاهم قوم فسألوه
عن الحديث فقال حدثني عبد الله بن عمر وكان يبغضني في الله فقيل له في ذلك
فقال ما قلت إلا حقا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون نا أبو بكر الخطيب (3) أنا محمد بن أحمد بن رزق أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا ابن ياسين نا
سوار نا معدي بن سليمان حدثني أشعب يعني الطامع قال دخلت على القاسم بن
محمد في حائط له قال وكان يبغضني في الله وأحبه فيه فقال ما أدخلك علي فأخرج
عني قلت أسألك بوجه الله عز وجل لما جددت (4) لي عذقا قال يا غلام جدله عذقا
فإنه سأل بمسألة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
أبو محمد بن زبر نا الحسن بن عليل نا العباس بن الفرج الرياشي نا الأصمعي عن
أشعب قال كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو حاج فنزلنا (5) منزلا فإذا
قام بقصر قد اجتمع الناس عليه قال أشعب فأخذت في قصيدة من الرفيق فتفرق الناس

(1) تاريخ بغداد 7 / 38 وسير أعلام النبلاء 7 / 67.
(2) بالأصل: يرى والصواب عن م.
(3) تاريخ بغداد 7 / 38.
(4) بالأصل: " حددت... حد له عذقا " والمثبت عن وم.
(5) بالأصل " فقلنا " والصواب عن م.
153

عنه قال فشكاني إلى سالم فقال سالم ما أردت منه المسكين يعرف ذنوبه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ وأبو الدر
ياقوت بن عبد الله مولى البخاري قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو طاهر
محمد بن عبد الرحمن المخلص أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار الزبيري حدثني غير واحد من أصحابنا أن سالم بن عبد الله بن عمر كان يستخلي
أشعب ويضحك منه
قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال كان
أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير يجلس مع سالم بن عبد الله بن عمر في مجلسه
وكان سالم يستخفه ويذهب به معه إلى الغابة قال فقال لي أشعب كان سالم يذهب معه
بابنين لأخيه عبيد الله غلامين وكان معه سكينان فقال لأحدهما الوحا والآخر العجلة
فكان الشيخ إذا غفل وقعنا بذينك السكينين في الأفنان فقطعناها بها أو حتى قطع خلقه
الله
قالا وقال لي يوما ويحك أي أشعب غننا فقلت كيف أصنع بالشيخ أخاف منه
قالا انصت فإنه لا يبالي ففعلت فلم يقل لي شيئا ثم قال لي أحدهما يوما آخر غنني
صوت كذا لصوت لي ولك إزاري هذا فقلت له تفعل قال نعم وحلف لي فغنيته
بغناء أرق من ذلك فصاح بي سالم هنا حييت هنا حييت فسكت
أخبرنا أبو المعالي الحسن بن حمزة بن الشعيري نا أبو بكر الخطيب أنا علي بن
أبي علي أنا إسماعيل بن أبي سعيد المعدل نا أبو بكر بن الأنباري قال قال مصعب
الزبيري (1) خرج سالم بن عبد الله متنزها إلى ناحية من نواحي المدينة هو
وحرمه وجواريه وبلغ أشعب الخبر فوافى الموضع الذي هم به يريد التطفيل فصادف الباب
مغلقا فتسور الحائط فقال له سالم ويحك يا أشعب معي بناتي وحرمي فقال " لقد
علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد (2) فوجه إليه سالم من الطعام ما
أكل وحمل إلى منزله
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3)

(1) الخبر في الأغاني 19 / 165.
(2) سورة هود الآية: 79 وقوله " ما نريد " طمس بالأصل واستدرك الأغاني ونص الآية في القرآن الكريم.
(3) تاريخ بغداد 7 / 41 - 42 والخبر في الأغاني 19 / 161 - 162.
154

أنا علي بن أبي علي البصري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق نا أبو بكر
عبد الله بن سليمان بن الأشعث أنا أبو داود السنجي (1) قال الأصمعي عن أشعب
الطمع قال دخلت على سالم بن عبد الله فقال لي يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة
وأنا صائم فاقعد فكل قال فحملت على نفسي فقال لا تحمل على نفسك ما يبقى
تحمل معك قال فلما رجعت إلى منزلي قالت امرأتي يمشؤوم بعث عبد الله بن
عمرو بن عثمان يطلبك ولو ذهبت إليه لحباك قال فما قلت له قالت قلت له إنك
مريض قال أحسنت فأخذت (2) قارورة دهن وشيئا من صفرة فدخلت الحمام ثم
تمرخت به ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة وأخذت قصبة واتكأت عليها فأتيته وهو في
بيت مظلم فقال لي أشعب فقلت نعم جعلني الله فداك ما رفعت جنبي من الأرض
منذ شهرين قال وسالم في البيت وأنا لا أعلم فقال لي سالم ويحك يا أشعب قال
فقلت لسالم نعم جعلني الله فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض قال فقال سالم
ويحك يا أشعب قال فقلت نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت قال
فغضب سالم وخرج فقال لي عبد الله بن عمرو (3) ويحك يا أشعب ما غضب خالي إلا
من شئ قال قلت نعم جعلت فداك غضب من أني أكلت اليوم جفنة من هريسة قال
فضحك عبد الله وجلساؤه وأعطاني ووهب لي قال فخرجت فإذا سالم بالباب فلما رآني
قال ويحك يا أشعب ألم تأكل عندي قال قلت بلى جعلت فداك قال فقال سالم
والله لقد شككتني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النقور [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدرياقوت بن
عبد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن
سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان
قال (4) قال أشعب كان عبد الله بن عمرو بن عثمان ينفعني ويستخفني ويدعوني فأحدثه
وألهيه فمرض ولهوت في بعض خرباتي أياما ثم جئت منزلي فقالت لي زوجتي بنت

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سنج بكسر السين، قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
(2) الزيادة " عمر " والمثبت عن الأغاني وسير الأعلام 7 / 67.
(4) الأغاني 19 / 161 - 162.
155

وردان ويحك أين كنت عبد الله بن عمرو يطلبك كان ينفعك مرض وهو يقلق بالنهار
ويسهر بالليل أرسل إليك تلهيه وتعلله فلم يجدك قلت أبالله ثم فكرت ساعة ثم قلت
لها هات لي قارورة دهن خلقة ومنديل الحمام ففعلت فخرجت أريد الحمام فأمر
بسالم بن عبد الله بن عمر (1) فقال لي يا أشعب هل لك في هريس أهديت لي قال
قلت نعم جعلني الله فداك قال فدعا بها فأتي بصفحة كبيرة فأكلت حتى شبعت
فجعلت أتكاره عليها فقال لي ويحك لا تقتل نفسك فإن ما فضل منك يبعث به إلى
بيتك قال فقلت وتفعل ما أردت إلا ذاك فكففت بها فبعث بها إلي بيتي وخرجت
فدخلت الحمام وأطليت ثم صببت علي دهن الحلو فيه ثم سكبت علي ماء وخرجت
وعلي صفرة الدهن لم أستفق منه فقد صار لوني أصفر كأنه الزعفران فلبست أطمارا لي
وعصبت رأسي وأخذت معي عصا ثم خرجت أمشي عليها حتى جئت باب عبد الله بن
عمرو بن عثمان فلما رآني حاجبه قال ويحك يا أشعب ظلمناك وغضبنا عليك وأنت قد
بلغت ما أرى من العلة ما أصابك قال قلت أدخلني على سيدي أخبره فأدخلني عليه
فإذا عنده سالم بن عبد الله فقال لي عبد الله بن عمرو ويحك يا أشعب ظلمناك وغضبنا
عليك وأنت قد بلغت ما أرى من العلة ما أمرك قال فتضاعفت فقلت أي سيدي كنت عند
بعض من أغشاه فأصابني قئ وبطن فما حملت إلى منزلي جنازة فبلغتني علتك
فخرجت أدب إليك قال فنظر إلي سالم ثم قال لي يا أشعب قال قلت أشعب
قال ألم تكن عندي آنفا قال قلت وأين أكون عندك جعلني الله فداك وأنا أموت فجعل
يمسح عينيه ثم يقول ألم تأكل الهريس آنفا عند يقال فأقول وهل بي أكل جعلني الله
فداك وأنا أموت فجعل فداك مع العلة فقال فقال لا حول ولا قوة إلا بالله إني لأرى الشيطان يتمثل على
صورتك وما أرى مجالستك تحل ووثب وفطن بي عبد الله بن عمرو فقال أشعب
تخدع خالي أصدقني خبرك قال قلت بالأمان قال بالأمان فحدثته حديثي فضحك
ضحكا شديدا
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر محمد بن علي بن
عبد الله بن هشام بن معن الفارسي أنا أبي حدثني يموت بن المزرع نا أبو مسلم
عبد الله بن مسلم المكي حدثني أبي عن أبيه قال أتيت عبد العزيز بن المطلب أسأله

(1) بالأصل " عمرو " والصواب ما أثبت عن م، وقد تقدم.
156

عن بيعة الجن جاء (صلى الله عليه وسلم) في مسجد الأحزاب ما كان بدؤها فوجدته مستلقيا قد يعني
رفع إحدى رجليه راد بين إصبعيه على صدره وهو يترنم بهذه الأبيات
* فما روضة بالحزن طيبة الثرى * يمج الثرى حثاثها وعرارها
بأطيب من أردان عزة موهنا * وقد وقدت بالمندل الرطب نارها
من الخفرات البيض لم تلق شقوة * وبالحسب المكنون صاف نجارها
فإن برزت كانت لعينك قرة * وإن تخف يوما لم يعممك عارها *
فقلت له أمثلك أعزك الله في شرفك وسنك تتغنى فقال فوالله ما أكثرت وعاود
يتغنى * فما ظبية أدماء خفاقة الحشي * تجوب بطيتها بطون الخمائل
بأحسن منها إذ تقول تدللا * وأدمعها تذرين حشو المكاحل
تمتع يد الليل القصير فإنه * رهين بأيام الشهور الأطاول *
فندمت على قولي الأول ثم قلت له أصلحك الله أتحدثني من هذا بشئ قال
نعم حدثني أبي قال دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه بهذا الشعر
* مغيرية كالبدر سنة وجهها * مطهرة الأثواب والدين وافر
لها حسب ذاك وعرض مهذب * وعن كل مكروه من الأمر زاجر
من الخفرات البيض لم تلق ريبة * ولم يستملها عن تقى الله شاعر *
فقال سالم زدني فغناه
* ألمت بنا والليل داج كأنه * جناح غراب عنه قد نفض القطرا
فقلت أعطار ثوبي في رحالنا * وما حملت ليلى سوى ريحها عطرا *
فقال سالم أحسنت أما والله لولا أن تداوله الرواة لأجزلت لك الجائزة وإنك من
هذا الأمر بمكان رواها الخرائطي عن يموت فخالفه في إسنادها
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه وحدثني أبو المعمر
الأنصاري عنه [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو جعفر بن المسلمة وأبو الحسن بن
157

العلاف قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي نا (1) أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي حدثني يموت بن المزرع نا محمد بن حميد
شحن (2) نا محمد بن سلمة حدثني أبي قال أتيت عبد العزيز بن (3) المطلب ليلة
أسألك عن بيعة الجن للنبي (صلى الله عليه وسلم) بمسجد الأحزاب ما كان بدؤها فوجدته مستلقيا وقد دخل
رجليه يرادف بأصبعه على صدره وهو يتغنى
* فما روضة بالحزن طيبة الثرى * يمج الثرى حثاثها وعرارها
بأطيب من أردان عزة موهنا * وقد وقدت بالمندل الرطب نارها
من الخفرات البيض لم يلق سفرة * وبالحسب المكنون صاف نجارها
فإن بردت كانت لعينيك قرة * وإن غبت عنها لم يعممك عارها *
فقلت له أتغني أصلحك الله وأنت في جلالك وشرفك اما والله لأحدون بها ركنان
نجد قال فوالله ما أكثرت وعاد يتغنى
* فما ظبية أدماء خفافة الحشي * بطلقتها متون الحمائل *
* بأحسن منها إذ تقول تذللا * وأدمعها تذرين حشو المكاحل
تمتع بذا اليوم القصير فإنه * رهين بأيام الشهور الأطاول *
قال فقدمت على قولي له فقلت أصلحك أتحدثني في هذا بشئ فقال نعم
حدثني أبي قال دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه
* معيوية كالبدر سنة وجهها * مطهرة الأثواب والعرض وافر
لها حسب ذاك وعرض مهذب * وعن كل مكروه من الأمر زاجر
من الخفرات البيض لم يلق ريبة * ولم يستملها عن تقى الله شاعر *
فقال له سالم زدني فغناه
* ألمت بنا والليل داج كأنه * جناح غراب عنه قد نفض القطرا
فقلت أعطار ثوبي في رحالنا * ما احتملت ليلى سوى طيبها عطرا *

(1) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
(2) كذا وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب " محمد بن حميد اليشكري " وليس في عامود نسبه هذه اللفظة
ولعلها مقحمة وفي م: شجن.
(3) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
158

فقال سالم والله لولا أن تداوله الرواة لأجزلت جائزتك فإنك من هذا الأمر
بمكان
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب (1) أخبرني
الحسن بن علي حدثني ابن مهرويه حدثني أبي سعد حدثني القطراني المغني عن
محمد بن جبر عن إبراهيم بن (2) المهدي حدثني ابن شعيب عن أبيه قال دعي ذات
يوم بالمغنين للوليد (3) بن يزيد وكنت نازلا معهم فقلت للرسول خذني فيهم فقال لم
يؤمر بذلك إنما أمرت بإحضار المغنين وأنت بطال لا تدخل في جملتهم فقلت له أنا
والله أحسن غناء منهم ثم اندفعت فغنيت فقال لقد سمعت حسنا ولكني أخاف فقلت
لا خوف عليك ولك مع هذا شرط قال ما هو قال كلما أصبته فلك شطره فقال
للجماعة اشهدوا لي عليه فشهدوا ومضينا فدخلنا على الوليد وهو آسن (4) النفس
فغناه المغنون في كل فن من ثقيل وخفيف فلم يتحرك ولا نشط فقام الأبجر إلى
الخلاء وكان خبيثا داهيا فسأل الخادم عن خبره وبأي سبب هو خاثر فقال (5) بينه
وبين امرأته شر لأنه عشق أختها فغضبت عليه وهو إلى أختها أميل وقد عزم على طلاقها
وحلف لها ألا يذكرها أبدا بمراسلة ولا مخاطبة وخرج على هذه الحال من عندها فعاد
الأبجر إليها وجلس فما استقر به مجلسه حتى اندفع فغنى
* فبيني بأني لا أبالي وأيقني * أصعد باقي حبكم أم تصوبا
ألم تعلمي أني عزوف عن الهوى * إذا صاحبي من غير شئ تغضبا *
فطرب الوليد وارتاح وقال أصبت والله يا عبيد ما في نفسي وأمر له بعشرة آلاف
درهم ولم يحظ أحد سوى الأبجر بشئ فلما أيقنت فانقضى المجلس وقفت فقلت
إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تأمر من يضربني مائة الساعة بحضرتك فضحك ثم قال
قبحك الله وما السبب في ذلك فأخبرته بقصتي مع الرسول وقلت له إنه بدأني من

(1) الأغاني 3 / 348 أخبار الأبجر ونسبه.
(2) زيادة عن الأغاني.
(3) بالأصل " الوليد " والمثبت عن الأغاني.
(4) في الأغاني: " لقس النفس ".
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركها عن م والأغاني.
159

المكروه في أول يومه بما اتصل علي إلى آخره فأريد أن أضرب مائة سوط ويضرب بعدي
مثلها فقال لقد لطفت بل أعطوه مائة دينار وأعطوا الرسول خمسين دينارا من مالنا
عوضا من الخمسين التي أراد أن يأخذها من أشعب فقبضتها وما حظي أحد بشئ غيري
وغير الأبجر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالا أنا أبو عبد الله جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني
صالح يقول تولع الصبيان بأشعب فقال لهم لينفرهم عنه إن في منزل فلان يقسمون
الجوز فنزلوه وأقبلوا يمرون إلى منزل فلان قال فأقبل أشعب يمر خلفهم وهو يقول لعله
حق
قال وأنا ابن حمكان حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن سعيد بن
نهرامان (2) التستري بتستر نا أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن زياد المدائني
الطبراني بمصر نا إسماعيل بن يحيى المدني قال سمعت الشافعي يقول مر أشعب
فولع به الصبيان فأراد أن يفرقهم عنه فقال في منزل فلان الساعة يقسم الجوز فأسرع
الصبيان إلى المنزل الذي قال لهم فلما رآهم مسرعين أسرع معهم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3)
أنا علي بن أبي علي أنا علي بن محمد بن لؤلؤ نا عبد الله بن سليمان نا أبو داود
السنجي نا الأصمعي قال مر أشعب فجعل الصبيان يلعبون به حتى آذوه قال فقال
لهم ويحكم سالم بن عبد الله يقسم تمرا من صدقة عمر (4) قال فمر الناس يعدون إلى
دار سالم قال فعدا أشعب معهم وقال ما يدريني الله لعله حق
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو سليمان
الخطابي أخبرني أحمد بن عفو الله نا عبد الله بن سليمان نا يحيى بن عبد الرحيم
الأعشى نا أبو عاصم قال أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب الطماع فقال يا

(1) زيادة لازمة، قياسا إلى سند مماثل وفي م: أنا.
(2) كذا رسمها بالأصل وفي م: مهرامان.
(3) تاريخ بعداد 7 / 42.
(4) قوله: " من صدقة عمر " ليس في تاريخ بغداد.
160

ابن أخي ما بلغ من طمعك قال بلغ من طمعي أنه ما زفت بالمدينة امرأة إلا كنست بيتي
رجاء أن تهدي إلي (1)
قال الخطابي يقول أخبر ابن أخي مجاهدا بذلك غير مساتر ومن هذا قول ذي
الرمة (2)
* أحب المكان القفر من أجل أنني * به أتغنى باسمها غير معجم *
أي اجهر بالصوت بذكرها لا أكني عنها حذار كاسح أو خوفا من رقيب وعلى هذا
تأول بعض العلماء قوله (صلى الله عليه وسلم) ليس منا من لم يتغن بالقرآن أي يجهر به [* * * *]
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3) أخبرني هلال بن
محمد بن جعفر الحفار أنا عمر بن أحمد الواعظ نا محمد بن مخلد نا إبراهيم بن
راشد قال قال أبو عاصم النبيل قيل لأشعب ما بلغ من طمعك قال لم تزف عروس
بالمدينة إلى زوجها إلا قلت يجيئون بها إلي قبله
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب أنا
علي بن أبي علي نا علي بن محمد بن لؤلؤ نا عبد الله بن سليمان نا يحيى بن
عبد الرحمن الأعشى نا أبو عاصم قال أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب الطامع
فقال له حدثه ما بلغ من طمعك قال بلغ من طمعي أنه ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست
بيتي رجاء أن تهدى إلي
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنا أبو محمد الحسن بن
أحمد السمرقندي بنيسابور أنا أبو بكر بن أبي زكريا ببلخ نا أبو إسحاق إبراهيم بن
أحمد المستملي (4) نا عبد الملك بن محمد بن عباس الفارسي نا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم نا سعد بن عبد الله الرازي قال سمعت الهيثم بن عدي يقول مر
أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه

(1) سير الأعلام 7 / 68 وميزان الاعتدال 1 / 261 وفيه: وقلت: إلا قلت يجيئون بها إلي.
(2) ديوانه ص 628.
(3) تاريخ بغداد 7 / 43.
(4) ترجمته في سير الأعلام 16 / 492.
161

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها أنا أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي أنا أبو العباس أحمد بن سعيد الفقيه المعداني نا عبد الله بن محمود نا
محمد بن إبراهيم نا سعيد بن عنبسة نا الهيثم بن عدي قال مر أشعب الطماع برجل
وهو يتخذ طبقا فقال أجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه
أخبرنا أبو العز ابن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا أبو
عبد الله محمد بن مخلد نا محمد بن أبي يعقوب نا الفضل بن صعصعة نا عمر بن
الضحاك عن أبيه قال مر أشعب بقوم يعملون قفه فقال لهم أوسعوها فقالوا ولم
يا أشعب قال لعل يهدي إلي إنسان فيها شيئا ما
ونا أبو (3) عبد الله بن مخلد نا محمد بن أبي يعقوب نا عبد الله بن أبي حرب
بسلمية (4) نا عمر بن الضحاك بن مخلد عن أبيه قال كنت يوما أريد منزلي فالتفت
فإذا أشعب قد أتى فقلت له مالك يا أشعب فقال يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت
فتبعتك قلت لعلها تسقي فأخذها قال إي فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه
وقلت له انصرف
قال (5) ونا ابن مخلد نا محمد بن أبي يعقوب الدينوري حدثني ابن أبي
عبد الرحمن المقرئ عن أبيه قال قال أشعب الطماع ما خرجت في جنازة قط فرأيت
اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشئ رواهن الخطيب عن الجوهري
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال في سنة أربع وخمسين ومائة مات
أشعب بن جبير الطامع على ما أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي عن عمر بن شبة
أخبرني الفضل بن الربيع قال كان أشعب عندي سنة أربع وخمسين ومائة وهو
أشعب بن جبير وكان أبوه مولى آل الزبير فخرج مع المختار فقتله مصعب صبرا مع من
قتل

(1) تاريخ بغداد 7 / 42. (2) بالأصل " يعلمون " (3) زيادة عن تاريخ بغداد 7 / 43.
(4) بلدية في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، وأهل الشام يشددون الياء (معجم البلدان).
(5) تاريخ بغداد 7 / 43.
162

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1) قيل أن أشعب توفي سنة أربع وخمسين ومائة
776 أشناس التركي (2) ولي إمرة دمشق في خلافة الواثق فيما ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق
في أيام بني العباس
777 أشهب بن ثور بن حارثة
ابن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم
التميمي الحنظلي الدارمي النهشلي البصري (3)
شاعر مشهور إسلامي ويعرف بابن رميلة وهي أمه وكانت أمة لخالد بن (4) مالك بن ربعي بن سلمى بن مدرك بن نهشل بن دارم وفد على الوليد بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب بن السكري البزاز أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال قرئ
على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختلي وأنا أسمع أنا أبو
خليفة الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب الجمحي أنا أبو عبد الله محمد بن
سلام بن عبيد الله بن زياد الجمحي قال الطبقة الرابعة من الإسلاميين نهشل بن
حري بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن
زيد مناة بن تميم وحميد بن ثور والأشهب بن رميلة واسم أبيه ثور أحد بني نهشل بن
دارم بن مالك بن حنظلة وعمر بن لجأ التميمي بن تيم الرباب
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن سعد القطربلي قال روي أن الفرزدق وجرير
والأخطل وابن رميلة والبعيث قدموا على الوليد بن عبد الملك فدخلوا عليه جميعا غير

(1) تاريخ بغداد 7 / 44.
(2) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1919 وسقطت من مختصر ابن منظور.
(3) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور: أخباره في الأغاني 9 / 269 وشعره مجموع في الكتاب: " شعراء "
أمويون " د. نوري حمودي القيسي.
(4) زيادة عن الأغاني 9 / 269.
163

البعيث فأنشدوه ثم دخل عليه البعيث بعدهم فقال فقال يا أمير المؤمنين وفدنا عليك
جميعا فأدخلت هؤلاء وتركتني أهم أشعر مني قال الوليد أو ما تعلم أنهم أشعر منك
قال لا والله قال فأنشد فإنهم قد أنشدوا قال حتى أعيب قولهم قال الوليد فهات
فقال أما الفرزدق فهذا الذي يقول
* بأبي رشايا جرير وبارع * تذكيت في حومات تلك القماقم *
فقد أقر بالهوان والدخول عليه قهرا
وأما جرير فهو الذي يقول
(1) * لقومي أحمي للحقيقة منكم * واضرب للجماء (2) والنقع ساطع
وأوثق عند المردفات عشية * لحاقا إذا ما جرد السيف لامع *
فأقر بما استردف من نسائه وبالذل وليس مصدوقا في دعواه (3)
وأما الأخطل فهو الذي يقول * لقد أوقع (4) الجحاف بالبشر وقعة * إلى الله منها المشتكى والمعول *
فقد جعل قومه لا شئ
وأما ابن رميلة فهو الذي يقول (5) * لما رأيت القوم ضمت رحالهم * زبابا وقى شري وما كان وانيا
* فما داوى سره عند استراحته فمتى يتوب قال الوليد فأنشدنا فقد لعمري عبت
قولهم فأنشده
* إذا أنت تأخذ من الدهر عصمة * تشد بها في راحتيك الأصابع
وجدت الهوى للنفس ليس بمكرم * ولا صائن فاستبعدتك المطامع *
قال ففضله الوليد عليهم وأعطاه ألفين وأعطاهم ألفا ألفا

(1) البيتان في الأغاني 8 / 18 في أخبار جرير.
(2) الأغاني: للجبار.
(3) ديوانه ص 230.
(4) بالأصل " وقع " والمثبت عن الديوان.
والجحاف هو أبي حكيم السلمي، وقد جرت وقعه البشر بين قومه وبين بيني تغلب، وقد قتل من بني تغلب.
مقتله عظيمة.
(5) البيت عظيمة في شعره في شعراء أمويون ص 245 وفيه: صمت حبالهم.
164

778 أشيم بن سفيان بن ثور السدوسي ثم الذهلي (1)
وفد على يزيد بن معاوية وعلى عبد الملك بن مروان
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنا عبد الله
الميداني أنا أبو سليمان بن زبر (2) أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني أنا أبو
جعفر الطبري قال (3) حدثت عن أبي عبيدة حدثني زهير بن هنيد عن عمرو بن عيسى
قال كان منزل مالك بن مسمع الجحدري في الباطنة عند باب عبد الله الأصبهاني في
خطة بني جحدر عند مسجد الجامع فكان مالك يحضر المسجد فبينا هو قاعد فيه
وذلك بعد يسير من أمر (4) ببة وفي الحلقة رجل من ولد عبد الله بن عامر بن كريز
القرشي إذ (5) أتته وقعة عبد الله بن خازم (5) بربيعة وكثرتهم بهراة فتنازعوا فأغلظ القرشي
لمالك فلطم رجل من بني بكر بن وائل القرشي فتهايج من ثم من مضر وربيعة الذين في
الحلقة فنادى رجل يا آل تميم فسمعت الدعوى عصبة من بني ضبة بن أد كانوا عند
القاضي فأخذوا رماح حرس المسجد وترستهم ثم شدوا على الربعيين فهزموهم (6) فبلغ
ذلك شقيق بن ثور السدوسي وهو يومئذ رئيس بكر بن وائل فأقبل إلى المسجد فقال
لا تجدون مضريا إلا قتلتموه فبلغ ذلك مالك بن مسمع فأقبل متفضلا فسكن الناس
وكف بعضهم عن بعض فمكث الناس شهرا أو أقل وكان رجل من بني يشكر يجالس
رجلا من بني ضبة في المسجد فتذاكروا لطمة البكري القرشي ففخر بها اليشكري وقال
ذهبت طلقا (7) فأحفظ الضبي فوجأ عنقه فوقذه والناس في الجمعة فحمل اليشكري
ميتا إلى أهله فثارت بكر إلى رأسهم أشيم بن (8) شقيق فقالوا سر بنا قال بل أبعث إليهم

(1) بالأصل " الدهر لي " والصواب عن م، وهذه النسبة إلى ذهل بن ثعلبة بن عكاية بن صعب، ومن ولده
سدوس بن شيبان بن ذهل جمهرة أنساب العرب ص 375.
(2) بالأصل " زبير " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16 / 440 وفي م: زيد.
(3) تاريخ الطبري 4 / 514 - 515 - في حوادث سنة 64.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الطبري.
(5) بالأصل " حازم " والمثبت عن الطبري، والعبارة بين الرقمين في الطبري: يريد ببة، ومعه رسالة من
عبد الله بن خازم، وبيعته بهراة، فتتنازعوا... وهذا أوضح.
(6) عن الطبري، بالأصل " فهزمهم ".
(7) كذا بالأصل وإحدى نسخ الطبري، وفي الطبري المطبوع: " ظلفا " وهو الصواب يقال ذهبت ظلفا أي من
غير فائدة.
(8) بالأصل " في " والمثبت عن الطبري.
165

رسولا فإن سيبوا لنا حقنا وإلا سرنا إليهم فأبت ذلك بكر فأتوا مالك بن مسمع وقد كان
قبل ذلك ملك (1) غلب أشيم على الرئاسة حتى شخص أشيم إلى يزيد بن معاوية فكتب
له إلى عبيد الله بن زياد أن أردد الرئاسة إلى أشيم فأبت للهازم وهم بنو قيس بن
ثعلبة وتحلفت وحلفاؤها عنيزة وتيم اللات وحلفاؤهم عجل حتى تواقعوهم (2) وآل
ذهل بن (3) شيبان وحلفاؤها يشكر وذهل بن ربيعة وحلفاؤها ضبيعة بن ربيعة بن نزار أربع
قبائل وكان هؤلاء الحلفاء في أهل الوبر في الجاهلية وكانت حنيفة بقيت من قبائل بكر
لم تكن دخلت في الجاهلية في هذا الحلف لأنهم أهل مدر فدخلوا في الإسلام مع أخيهم
عجل فصاروا لهزمة ثم تراضوا بحكم عمر ان بن عاصم العنزي أحد بني هميم فردها إلى
أشيم فلما كانت هذه الفتنة استخف بكر مالك بن مسمع فحف وجمع وأعد وطلب إلى
الأزد أن يجدد الحلف الذي كان بينهم فسد ذلك في الجماعة على يزيد بن معاوية فقال
حارثة بن بدر في ذلك
* نزعنا وأمرنا وبكر بن وائل * تجر خصاها تبتغي من تحالف
وما بات بكر من الدهر ليلة * فيصبح ألا وهو للذل عارف *
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم أنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران
حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال فقدم شقيق بن ثور
السدوسي على الحجاج فأخبره يعني بمخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
فحمله من ساعته إلى عبد الملك فأمره بالتشمير والجد حتى تأتيه الجنود "

(1) في الطبري: مملكا عليهم قبل أشيم.
(2) الطبري: توافوهم
(3) (وآل ذهل بن) غير واضحة بالأصل وم، والمثبت عن تاريخ الطبري.
166

ذكر من اسمه أصبغ "
779 أصبغ بن الأشعث بن قيس الكندي (1)
ذكر أنه كان أميرا على كندة وغسان في جيش مسلمة بن عبد الملك الذي خرج
بهم غازيا من دمشق للقسطنطينية ذكر ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمذاني
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالا
أنا أبو الحسن طاهر بن أحمد القايني زاد الأكفاني وأبو بكر الخطيب [* * * *]
وحدثنا أبو القاسم وهب بن سلمان السلمي أنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو
الحسين طاهر القايني (2) وأبو بكر الخطيب قالا أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد الدقاق (3) أنا أبو علي الحسن بن سلام السواق نا الصباح بن بيان
البغدادي نا يزيد بن أوس الحمصي عن عامر بن شرحبيل عن عبد الله بن سعيد بن
قيس الهمذاني في حديث طويل في جزء أخبرنا بإسناده أبو النجم بدر بن عبد الله أنا وأبو
الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه فذكره بإسناده ولم يسق
الحديث بتمامه
قال فلما قدم الناس من جميع الآفاق قام يعني عبد الملك فيهم خطيبا فحمد الله
وأنثى عليه ثم قال أيها الناس إن العدو قد كلب عليكم وقد طمع فيكم وهنتم عليه
لترككم الغزو لهم واستخفافكم بحق الله وتشاغلكم عن الجهاد في سبيل الله (4) وقد

(1) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1922 - 1923.
(2) بغية الطلب 4 / 1922 - 1923.
(3) زيادة لازمة سقطت من الأصل وم.
(4) الزيادة عن م.
167

علمتم ما وعد ربكم في الجهاد لعدوه وقد أردت أن أغزيكم غزاة كريمة شريفة إلى
صاحب الروم إليون والله مهلكهم ومبدد شملهم ولا قوة إلا بالله العظيم وقد جمعتكم يا
معشر المسلمين وأنتم ذوو البأس والنجدة والشجاعة وإن من حق الله تعالى أن تقوموا لله
سبحانه بحقه ولنبيه (صلى الله عليه وسلم) بنصرته وقد أمرت عليكم مسلمة بن عبد الملك فاسمعوا له
وأطيعوا أمره ترشدوا وتوفقوا فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن خالد بن الوليد
المخزومي فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن عبد العزيز وقد وليت الغنائم
رجاء بن حياة وصيرته أمينا على مسلمة وعليكم وقد وليت على تميم محمد بن
الأحنف وعلى همدان عبد الله بن قيس فقلت يا أمير المؤمنين ول غيري فإني قد آليت
أن لا أكون أميرا أبدا فولى همدان صدقة ابن اليمان الهمداني وعلى ربيعة
عبد الرحمن بن صعصعة وعلى طئ ولخم وجذام عبد الله بن عدي بن حاتم الطائي
وولى على قيس الضحاك بن مزاحم الأسدي وولى على بني أمية وجماعة قريش
محمد بن مروان بن الحكم وولى على كندة وغسان الأصبغ بن الأشعث الكندي وولى
على رؤساء أهل الحجاز عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وولى على رؤساء
أهل الجزيرة والشام البطال وولى على رؤساء أهل مصر يزيد بن مرة القبطي (1) وولى
على رؤساء أهل الكوفة الهيثم بن الأسود النخعي وولى على أهل البصرة سليمان بن أبي
موسى الأشعري وولى على رؤساء أهل اليمن جابر بن قيس المذحجي وولى على
رؤساء أهل الجبال عبد الله بن جرير بن عبد الله البجلي
ثم أقبل على مسلمة بن عبد الملك فقال يا بني إني قد وليتك على هذا الجيش فسر
بهم وأقدم على عدو الله إليون كلب الروم وكن للمسلمين أبا رحيما أرفق بهم
وتعاهدهم وإياك أن تكون جبارا عنيدا مختالا فخورا
ثم عرض الناس فانتخب منهم ثلاثين ألفا من أهل البأس والنجدة واتخذ من الخيل
والفرسان ثلاثين ألفا وقال يا بني صير على مقدمتك محمد بن الأحنف بن قيس وعلى
ميمنتك محمد بن مروان وصير على ميسرتك عبد الرحمن بن صعصعة وصير على
ساقتك محمد بن عبد العزيز وكن أنت في القلب وصير على طلائعك البطال وأمره
فليعس بالليل العسكر فإنه أمين ثقة مقدام شجاع وذكر باقي وصيته قال فخرج مسلمة

(1) بدون نقط بالأصل وم، والمثبت عن بغية الطلب.
168

يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وذلك أول يوم من رجب وخرجنا معه وخرج عبد الملك
معنا يشيعنا حتى بلغ إلى باب دمشق ثم خرج معنا مسلمة وعسكرنا على رأس أربع فراسخ
من دمشق وذكر القصة بطولها
780 أصبغ بن ذؤالة
أبو ذؤالة الكلبي (1)
له ذكر في أهل دمشق
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب
الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن
جرير (2) حدثني أحمد بن زهير نا علي بن محمد عن يزيد بن مصاد الكلبي عن
عمر (3) بن شراحيل قال أجمع على قتل الوليد يعني ابن يزيد قوم من قضاعة واليمانية
من أهل دمشق خاصة فأتى حريث وشبيب بن أبي مالك الغساني ومنصور بن جمهور
ويعقوب بن عبد الرحمن وحبال بن عمرو ابن عم منصور وحميد بن نصر اللخمي
والأصبغ بن ذؤالة وطفيل بن حارثة والسري بن زياد بن علاقة خالد بن عبد الله
فدعوهم إلى أمرهم فلم يجبهم فسألوه أن يكتم عليهم قال لا أسمي أحدا منكم وأراد
الوليد الحج فخاف خالد أن يفتكوا به في الطريق فأتاه فقال يا أمير المؤمنين أخر (4)
الحج العام قال ولم فلم يخبره فأمر بحبسه وأن يستأدى ما عليه من أموال العراق
781 أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص
أبو ريان الأموي
وهو أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى وأمه أم ولد
حكى عن عبد الله بن عتبة بن مسعود
حكى عنه عون بن عبد الله بن عتبة المسعودي وأبو خيرة عباد بن عبد الله
المعافري

(1) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1924.
(2) تاريخ الطبري 7 / 233.
(3) في الطبري: عمرو.
(4) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م وانظر الطبري.
169

وسكن الأصبغ مصر مع أبيه حتى مات بها قبل أبيه بعشرين يوما وكان قد تزوج
سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وكان له عقب كان له ابنان ديكة حية
والمصعب ابنا الأصبغ وابن أمه دحية بن المصعب بن الأصبغ الذي قام في أعمال مصر
أيام المهدي
فقيل كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل محمد بن
الحسن بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أحمد بن الفضل بن محمد
الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أبو سعيد بن يونس حدثني أحمد بن محمد بن
سلامة حدثنا محمد بن عمرو السوسي عن أبيه مات يعني به لأن يحظى في العقوبة
أخبرنا أبو غالب بمصر وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة
أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سلميان الطوسي نا الزبير بن بكار قال في تسمية
ولد عبد العزيز والأصبغ بن عبد العزيز وجري بن عبد العزيز وربان بن عبد العزيز
لأمهات أولاد
أنشدني سلمان بن داود المجمعي لعمر بن أبي الحديد العجلاني يرثي
عبد العزيز بن مروان وأبا ريان الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان (1) * أبعدك يا عبد العزيز لجاجة * وبعد أبي ريان يستعتم الدهر
فلما صلحت مصر لحى سواكما * ولا سقيت بالنيل بعدكما مصر *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا
سليمان بن أيوب الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد قال (2) فولد
عبد العزيز بن مروان الأصبغ بن عبد العزيز وبه كان يكنى وأم محمد وأم عثمان لأم
ولد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير فيها يعني سنة خمس وسبعين
خرج عبد العزيز إلى الشام وأمر الأصبغ بن عبد العزيز

(1) البيتان من عدة أبيات في ولاة مصر للكندي ص 78.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 236.
170

قال ونا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث توفي الأصبغ ليلة الخميس
لسبع (1) ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أحمد بن الفضل أنا أبو عبد الله بن مندة نا
أبو سعيد بن يونس قال أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم يكنى أبا ريان
حكى عنه أبو خيرة عباد بن عبد الله المعافري وعون بن عبد الله وغيره توفي ليلة
الجمعة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست وثمانين قبل أبيه
782 أصبغ بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر وأعقب عقبا (2)
783 أصبغ بن عمر
ويقال ابن عمرو ويقال ابن ثعلبة بن حصن
ابن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل الكلبي (3)
من أهل دومة الجندل من أطراف أعمال دمشق
أسلم على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) على يد عبد الرحمن بن عوف لما وجهه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى
دومة وتزوج عبد الرحمن بن عوف ابنه تماضر بنت الأصبغ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو سعد
إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي (4) أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
محمد الخباز أنا أبو عامر عمر بن تميم أنا أبو سليمان الجوزجاني موسى بن سليمان نا
محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة عن سعيد بن مسلم بن بابك (5) عن عطاء بن
أبي رباح عن ابن عمر قال (6) دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن بن عوف فقال تجهز

(1) في ولاة مصر للكندي ص 76: لتسع.
(2) ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 4 / 1926. وفيه: أنه كان بخناصرة مع أبيه شهد وفاته بدير سمعان.
(3) الإصابة 1 / 108.
(4) عن الأنساب، وبالأصل " الأشهيل " (5) في الإصابة: فاتك.
(6) انظر مغازي الواقدي 2 / 560 وما بعدها.
171

فإني باعثك في سرية من يومك هذا أو من الغد إن شاء الله قال ابن عمر فسمعت ذلك
فقلت لأدخلن ولأصلين مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الغداة ولأسمعن وصية عبد الرحمن قال
فقعدت (1) فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عبد الرحمن بن عوف
وإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعبد الرحمن ما خلفك عن أصحابك قال ابن عمر وقد مضى
أصحابه من سحر وهم مغتدون (2) بالجرف (3) وكانوا سبعمائة رجل قال أحببت يا
رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري قال وعلى عبد الرحمن عمامة قد
لفها على رأسه فقال ابن عمر فدعاه نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فأقعده بين يديه فنفض عمامته بيده ثم
عممه (4) بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال هكذا يا ابن عوف يعني فاعتم
وعلى ابن عوف السيف متوشحه ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أغز بسم الله وفي سبيل الله قاتل
من كفر بالله لا تغلل (5) ولا تغدر ولا تقتل وليدا قال فخرج عبد الرحمن بن عوف حتى
لقي أصحابه فصار حتى قدم دومة الجندل فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام فمكث ثلاثة أيام
يدعوهم إلى الإسلام وقد كانوا أبوا أول ما قدم أن يعطوه إلا السيف فلما كان اليوم
الثالث أسلم أصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان رأسهم وكتب عبد الرحمن إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بذلك وبعث رجلا (6) من جهينة يقال له رافع بن مكيث فكتب إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه أراد أن يتزوج فيهم فكتب إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يتزوج ابنة الأصبغ تماضر
فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن [* * * *]
قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن
عمر وهو غريب من حديث سعيد بن مسلم بن بابك (7) والمدني عنه تفرد به عنه
محمد بن الحسن الشيباني ولم يروه عنه غير أبي سليمان الجوزجاني كذا قال الدارقطني

(1) الواقدي: فغدوت.
(2) الواقدي: معسكرون.
(3) الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان).
(4) بالأصل " عممها " والمثبت عن الواقدي.
(5) الواقدي: لا تغل.
(6) بالأصل " رحل " والمثبت عن الواقدي.
(7) الإصابة 1 / 108 فاتك.
172

وقد رواه عن سعيد بن مسلم بن قماد بن محمد بن عمر الواقدي ووقع لي عاليا من حديثه
وقد ذكرته في باب سرايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الشام وغزاته الأوائل
784 أصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة السكسكي
حكى عن أبيه
حكى عن ابنه أوس بن الأصبغ
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد إجازة إن لم يكن قراءة قال حدثني أبي والحسن بن غويت (1) من أهل قرية
بيت قوفا (2) قال أنا أبو المستضئ معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمد (3) بن
محمد بن لهيعة السكسكي من أهل بيت قوفا حدثني أبي عن أبيه عن جده أن الوليد بن
عبد الملك حين بنى مسجد دمشق مر برجل ممن يعمل في المسجد فرآه الوليد وهو
يبكي فقال له ما قصتك قال يا أمير المؤمنين كنت رجلا جمالا فلقيني يوما رجل فقال
لي تحملني إلى مكان كذا وكذا فذكر موضعا في البرية قلت نعم فلما حملته وسرنا
بعض الطريق التفت إلي فقال لي إن بلغت الموضع الذي ذكرته لك وأنا حي أغنيتك وإن
مت قبل بلوغي إليه فاحمل جثتي (4) إلى الموضع الذي أصف لك فإن ثم قصرا خرابا
فإذا بلغته فامكث إلى ضحوة النهار ثم عد سبع شرافات من الضوء واحفر تحت ظل
السابع منها على قدر قامة فإنه سيظهر لك بلاطة فاقلعها فإنك سترى تحتها مغارة
فأدخلها فإنك ترى في لمغارة سريرين (5) على أحدهما رجل ميت فاجعلني على أحد
السريرين (5) ومدني عليه وحمل جمالك هذه وحمارتك مالا من المغارة وارجع إلى
بلدك قال فمات في الطريق ففعلت ما أمرني به وكان معي أربعة أجمال وحمارة
فأوسقتها كلها مالا من المغارة وسرت بعض الطريق وكانت معي مخلاة فنسيت إملاءها من
ذلك المال وداخلني الشره فقلت لو رجعت فملأت هذه المخلاة أيضا من المال
فرجعت وتركت الجمال والحمارة في الطريق فلم أجد المكان الذي أخذت منه المال

(1) في معجم البلدان (بيت قوفا): غريب.
(2) قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).
(3) لفظة " محمد " لم تكرر في ترجمته في معجم البلدان " بيت قوفا ".
(4) عن مختصر ابن منظور 5 / 10 وبالأصل " جنبي ".
(5) وبالأصل " سرير " والصواب ما أثبت عن م.
(1) زيادة عن م.
(2) في م: مرزوق.
(3) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1930.
(4) زيد في بغية الطلب: إلى الرقة.
173

فدرت فلم أعرف فلما أيست رجعت إلى الجمال والحمارة فلم أجدها وجعلت أدور في
البرية أياما فلم أجد لها أثرا فلما يئست رجعت إلى دمشق وقد ذهبت الجمال والحمارة ولم
أحصل على شئ واضطرني الأمر إلى ما ترى يا أمير المؤمنين هوذا أعمل كل يوم في
التراب بدرهم فلما ذكرت تلك الأموال والجمال والحمارة التي فرت مني لم (1) أملك
نفسي أن أبكي هذا البكاء الذي ترى فقال له الوليد بن عبد الملك لم يقسم الله لك من تلك الأموال شيئا وإلي صارت فبنيت بها هذا المسجد
785 أصبغ بن محمد بن مروان (2) القرشي البعلبكي
والد عبد الملك بن الأصبغ حكى عن أبيه عن الربيع حاجب المنصور
روى عنه ابنه عبد الملك بن الأصبغ
786 أصبغ بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي
له ذكر
787 أصبغ (3)
حكى عن أبي مسهر الدمشقي وكان قد خرج معه من دمشق (4) يخدمه عند امتحان
المأمون إياه
حكى عنه أبو محمد التميمي
788 أصرم
ولي إمرة دمشق في أيام المعتز بالله ويقال في أيام المهتدي بالله من قبل صالح بن
وصيف
قرأت بخط أبي الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق من قبل المعتز بالله أصرم من
قبل صالح بن وصيف
آخر الجزء الرابع بعد المائة

(1) زيادة عن م.
(2) في م: مرزوق.
(3) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1930.
(4) زيد في بغية الطلب: إلى الرقة.
174

789 أصطفانوس أصطفانون ويقال نسطاس
أبو الزبير
مولى مروان بن الحكم ولي (1) لهشام بن عبد الملك خزائن الخاصة (2)
له ذكر وإليه تنسب الطاحونة الزبيرية التي في شام مقبرة باب الفراديس
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي دار أبي (3) الربيع مع الطاحونة المعروفة
بالزبيرية عند مقابر باب الفراديس والطاحونة لزيقها عند دار جبير الذي كان يلي الحسبة
كانت لأبي الزبير مولى هشام بن عبد الملك بن مروان واسمه نسطاس وكان هشام غطسه
في البركة حتى أسلم والطاحونة التي عند مسجد القاضي
790 أعنس بن عثمان الهمداني شاعر
ذكره المرزباني في معجم الشعراء (4)
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري وأبي جعفر بن
المسلمة قالا أنا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى الكاتب إجازة قال موسى
الأعنس بن عثمان الهمداني شاعر من أهل دمشق محدث يقول في عمرو بن أبي بكر قاضي
دمشق يهجوه
* قل لعمرو قاضي دمشق أبي بكر * فكن في طلاب غير القضاء
عملا يستقيم فيه لك * الجور وتخفى مصالح الأبناء
كم قضايا قد (5) بعتها بارتشاء * ثم أبطلتها بفضل ارتشاء * * ما تبالي إذا أصبت مزيدا * أي حكميك راج بالغماء
اتخذ مربطا تغني عليه * رث حبل الصفاء من أسماء *
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) وأما الأعنس

(1) زيادة لازمة.
(2) في تاريخ خليفة ص 362 في تسمية عمال هشام كان على: الخاتم الصغير والخاصة: إصطخر أبو الزبير
مولاه.
(3) كلمة غير واضحة في المخطوط رسمها " ذاراي " والثبت عن م.
(4) لم يرد له ترجمة في معجم الشعراء المطبوع، وسقطت ترجمته عن مختصر ابن منظور.
(5) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(6) الاكمال لابن ماكولا 1 / 100.
175

مثل الذي قبله إلا أنه بالنون فهو الأعنس بن عثمان الهمداني شاعر من أهل دمشق
ذكره المرزباني
791 أعور الكلبي
هو حكيم بن عباس يأتي ذكره في حرف الحاء
792 أغيبر مولى هشام بن عبد الملك (1)
حكى عن الزهري
روى عنه رشدين بن سعد
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الله بن السمرقندي قالا حدثنا
عبد العزيز الكتاني أنا العلاء بن أبي المغيرة قال أخبرنا (2) علي بن بقاء الوراق أنا
أبو (2) محمد عبد الغني بن سعيد حدثني الحسين بن عبد الله أبو القاسم حدثنا
محمد بن محمد الباهلي حدثنا محمد بن الوزير حدثنا مروان حدثني رشدين بن
سعد حدثني أغيبر مولى هشام بن عبد الملك قال سمعت ابن شهاب الزهري يقول
ثلاثة ليس من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) الجعدي والمناني والقدري (3)
قال بعض أصحابنا هم أصحاب ماني الزنديق كذا قيده عبد العزيز "

(1) ترجمته في بغية الطلب 4 / 1943 ومختصر ابن منظور.
(2) ما بين معكوفتين سقي من الأصل واستدرك عن بغية الطلب وفي م: نا.
(3) الجعدي: نسبة إلى الجعد بن درهم، الجعدية وهم الذين قالوا بالجبرية.
والمناني نسبة إلى ماني، وهم المنانية.
والقدري نسبة إلى القدر، وهم القدرية.
انظر " الملل والنحل للشهرستاني - والفرق بين الفرق للبغدادي ".
(4) بالأصل وم: مان.
176

ذكر من اسمه أفلح "
793 أفلح أبو كبير (1)
ويقال أبو عبد الرحمن مولى أبي أيوب الأنصاري أدرك زمان عمر ورأى عثمان
وعبد الله بن سلام
وحدث عن مولاه أبي أيوب
روى عنه محمد بن سيرين وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وأبو الوليد
عبد الله بن الحارث نسيب ابن سيرين وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ وأبو الورد بن
أبي بردة وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد وكان مع مولاه أبي أيوب في مغازيه (2)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر بن
حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم
حدثنا ثابت يعني ابن يزيد (4) حدثنا عاصم عن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب
عن أبي أيوب (5) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل عليه فنزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسفل وأبو أيوب في
العلو فانتبه أبو أيوب ذات ليلة فقال نمشي فوق رأس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتحول فباتوا في

(1) كذا بالأصل " أبو كبير " وفي مصادر ترجمته في بغية الطلب 4 / 1944 والبخاري 2 / 1 / 52 والجرح
والتعديل 1 / 1 / 323 وابن سعد 5 / 86 والإصابة وتقريب التهذيب: " أبو كثير " بالثاء المثلثة وفي م: أبو كبير.
(2) بغية الطلب 4 / 1948.
(3) مسند الإمام أحمد 5 / 415.
(4) مسند أحمد: " يعني أبا زيد " ويكنى أبا زيد وفي بغية الطلب: " ابن زيد " خطأ انظر ترجمته في سير الأعلام
7 / 305.
(5) الزيادة عن مسند أحمد.
177

جانب فلما أصبح ذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أسفل أرفق بي فقال أبو أيوب
لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول أبو أيوب في السفلى والنبي (صلى الله عليه وسلم) في العلو فكان يضع
طعام النبي (صلى الله عليه وسلم) فيبعث إليه فإذا رد إليه سأل عن موضع أصابع
النبي (صلى الله عليه وسلم) فتبع أصابع النبي (صلى الله عليه وسلم) فيأكل من حيث أثر أصابع النبي (صلى الله عليه وسلم) فصنع ذات يوم طعاما فيه ثوم فأرسل به
إليه فسأل عن موضع أصابع النبي (صلى الله عليه وسلم) فقيل لم يأكل فصعد إليه فقال أحرام فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) أكرهه قال فإني أكره ما تكره أو قال ما كرهته وكان النبي (صلى الله عليه وسلم)
يؤتى [* * * *]
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد الدقاق وحدثنا محمد بن أحمد حدثنا النصر
حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال
حلف مسلمة بن خالد لا يركب معه في البحر أعجمي فقال له رجل ما أراك إلا قد
حرمت خير الجند قال من هو قال أبو أيوب لا أركب مركبا ليس معي فيه أفلح قال
ما كنت أرى بعيني أفلح ودوني أفلح فلقي أبا أيوب فقال إني كنت حلفت ألا يركب
معي في البحر أعجمي فهذه مراكب الجند فاختر أيها شئت فاجعل في أفلح واركب أنت
معي فقال لا حسد عليك ولا على سفينتك ما كنت لأركب مركبا ليس معي فيه أفلح فلما
رأى ذلك أعتق رقبة وقال لأفلح اركب معنا (1)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ وأنا أبو الطيب محمد بن جعفر القزاز أنا أبو الفضل عبيد الله بن
سعيد الزهري حدثنا عمي عن أبيه عن أبي إسحاق حدثني صالح بن كيسان أن
خالد بن الوليد سار حتى نزل (2) على عين التمر (3) فقتل وسبى وكان في السبي (4) أبو
عمرة مولى بني شيبان وهو أبو عبد الأعلى بن أبي عمرة وعبيد مولى بلقين من
الأنصار ثم من بني زريق وحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان وأفلح مولى أبي

(1) بغية الطلب 4 / 1947 وليس لأفلح ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.
(2) بالأصل " تولى " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 12.
(3) عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة. افتتحت على يد خالد بن الوليد سنة 12.
(4) زيادة مقتبسة عن المختصر وفي م: فكان في تلك السبايا.
178

أيوب الأنصاري ثم أحد بني مالك بن النجار ويسار مولى قيس بن مخرمة بن (1) المطلب بن عبد مناف وهو جد محمد بن إسحاق
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري قالا أنا
محمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا عمار بن الحسن عن
سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق قال ثم سار خالد حتى نزل (2) على عين التمر وأغار
على أهلها فأصاب منهم ورابط حصنا بها في مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه وسبى من
عين التمر فكان من تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أحد بني مالك بن
النجار
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
بكر بن بيري إجازة حدثنا أبو عبد الله الزعفراني حدثنا ابن أبي خيثمة أنا
مصعب بن عبد الله قال أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري يكنى أبا كثير وهو من سبي
عين التمر وابنه كثير بن أفلح وأخوه عبد الرحمن بن أفلح وأخوه محمد بن أفلح روي
عنهم (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد بن علي الواسطي أنا
محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل الغلابي نا أبي قال قال أبو زكريا
أفلح مولى أبي أيوب كان يكنى أبا كثير (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر محمد بن أحمد حماد حدثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم أفلح
مولى أبي أيوب الأنصاري (5)

(1) بالأصل " عزمة " والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص 73.
(2) بالأصل وم " تولى " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 12.
(3) بالأصل " عن " والصواب عن جمهرة ابن حزم.
(4) بغية الطلب 4 / 1945.
(5) بغية الطلب 4 / 1946.
179

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن الكرخي
زاد الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن الأصبهاني
أنا محمد بن أحمد الأهوازي أنا عمر بن أحمد الأهوازي نا خليفة بن خياط قال (1) في
الطبقة الثانية من أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب يكنى أبا
عبد الرحمن قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد عمر أنا ابن أبي الدنيا أنا محمد بن سعد قال في الطبقة
الأولى من تابعي أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ويكنى أبا عبد الرحمن وهو
من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد وله دار بالمدينة وقتل يوم الحرة سنة
ثلاث وستين
أخبرنا أبو غالب بن البنا حدثنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد قال (2) في الطبقة الأولى
من تابعي أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ويكنى أبا كثير قال محمد بن
عمر وكان أفلح من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق
وبعث بهم إلى المدينة وقد سمعت من يذكر أن أفلح كان يكنى أبا عبد الرحمن وسمع
من (3) عمر وله دار بالمدينة وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة
يزيد بن معاوية وكان ثقة قليل الحديث
(4) أخبرنا محمد بن ناصر قال أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن
الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الواسطي زاد
ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (5) قال أفلح أبو (6) كثير مولى أبي أيوب الأنصاري يعد في أهل

(1) طبقات خليفة 2 / 685.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 86 - 87.
(3) عن ابن سعد وبالأصل " ابن ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك قياسا لسند مماثل، وانظر بغية الطلب 4 / 1945 ومكان
السقط بالأصل " أنبأنا ". (5) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 52.
(6) بالأصل " ابن " والمثبت عن البخاري.
180

المدينة رأى عثمان وعبد الله بن سلام وأبا أيوب سمع منه محمد بن سيرين وأبو
بكر بن عمرو بن حزم وعبد الله بن الحارث أبو الوليد وقال موسى عن جرير
سمعت محمدا أخبرني أفلح مولى أبي أيوب قال لي معاذ بن عفراء في زمن عمر بع هذه
الحلة كناه يزيد بن هارون
أخبرنا أبو القاسم النسيب وغيره عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي أنا أبو محمد
عبد الله بن يحيى السكري أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أنا جعفر بن
محمد الأزهر أنا الفضل بن غسان الغلابي قال أفلح مولى أبي أيوب يكنى أبا كثير
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا أبو عبد الله السلماسي [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن
العتيقي قالا أنا أبو الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد حدثنا صالح بن أحمد حدثني أبي
قال (1) أفلح مولى أبي أيوب مدني تابعي ثقة من كبار التابعين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم الفقيه أنا محمد بن سعد (2) أنا يزيد بن
هارون أنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن أبا أيوب كاتب أفلح على أربعين
ألفا فجعل الناس يهنئونه ويقولون يهنئك العتق أبا كثير فلما رجع أبو أيوب (3) إلى
أهله ندم على مكاتبته فأرسل إليه فقال إني أحب أن ترد الكتاب إلي وأن ترجع كما كنت
فقال له ولده وأهله لم ترجع رقيقا وقد أعتقك الله فقال أفلح والله لا يسألني شيئا إلا
أعطيته إياه فجاء بمكاتبته فكسرها ثم مكث ما شاء الله ثم أرسل إليه أبو (4) أيوب فقال
أنت حر وما كان لك من مال فهو لك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أبنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
أحمد بن عبيد بن بيري نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا عبيد الله بن عمر

(1) تاريخ الثقات ص 71.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 86.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر ابن سعد.
(4) بالأصل " أبا " خطأ والصواب عن م.
181

حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد أن أبا أيوب أعتق أفلح وقال مالك
لك (1)
قال وقال موسى بن إسماعيل حدثنا سلام بن أبي مطيع حدثنا عبد العزيز بن
قرير أن محمد بن سيرين حدثه قال كان لأفلح مولى أبي أيوب برذون فباعه فقال له
أبو أيوب يا أفلح ما جعل فلانا أحق بحمالة منك (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن
وعلي بن أحمد بن محمد بن حميد قالا أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن
أحمد بن السماك أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء أنا علي بن المديني قال
ومات أفلح مولى أبي أيوب سنة ثلاث وستين قبل يوم الحرة
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر قال أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني (2) زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (3) قال لي إبراهيم بن موسى عن
هشام بن يوسف عن معمر (4) قال ابن سيرين قتل كثير بن أفلح وأبوه وكانا موليين لأبي
أيوب الأنصاري يوم الحرة فلقيته في المنام فقلت أشهداء أنتم قال لا
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو الحسين بن
بشران أنا الحسين بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين
حدثنا سعيد بن عامر حدثنا هشام بن حسان قال قال محمد بن سيرين (5) بينا أنا ذات
ليلة نائم إذ رأيت أفلح أو قال كثير بن أفلح شك أبو محمد يعني سعيدا وكان قتل يوم
الحرة فعرفت أنه ميت وأني نائم رؤيا رأيتها فقلت ألست قد قتلت قال بلى
قلت فما صنعت قال خيرا قال أشهداء أنتم قال لا إن المسلمين إذا اقتتلوا فقتل

(1) الخبران في بغية الطلب 4 / 1948.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب عن م قياسا إلى سند مماثل، وبغية الطلب 4 / 1949 والأنساب.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 52.
(4) بالأصل " يعمر " والمثبت عن م والبخاري.
(5) الخبر في طبقات ابن سعد 5 / 298 - 299 في ترجمة كثير بن أفلح، وبغية الطلب 4 / 1949 - 1950.
182

بينهم قتلى فليسوا بشهداء قال سعيد قال هشام كلمة خفيت علي فقلت لبعض جلسائه
ماذا قال قال (1) وكنا ندباء (2)
794 أفلح
حكى عن عمر بن عبد العزيز ووفد عليه
حكى عنه حماد بن سلمة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفنصر بن إبراهيم
المقدسي أنا أبو محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد عبد الله بن يونس أنا
بقي بن مخلد حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا محمد بن كثير عن حماد بن سلمة
عن أفلح قال بعثني الأشرس إلى عمر بن عبد العزيز فقال عمر ما اسمك قلت فزعة
قال بل أنت أفلح
795 أفلح الأندلسي مولى العتقيين (3)
سمع بدمشق أبا الطيب بن عبادل والقاضي أبا يحيى البلخي وأبا علي بن حبيب
الحصائري وبالرقة من أبي علي القشيري الحافظ وببغداد من أبي الحسن بن العبد
ذكره القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الفرضي الأندلسي في كتاب
تاريخ علماء الأندلس قال (4) أفلح مولى محمد بن هارون العتقي رأيت له كتبا مما (5)
أسمعته بالمشرق سنة سبع وعشرين وثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد من المحاملي ومن
أبي الحسن علي بن الحسن بن العبد وبالرقة من أبي علي محمد بن (6) سعيد بن
عبد الرحمن الحراني وبحلب من أبي بكر بن شمرد الفارسي وابن رويط العدل
وبدمشق من أبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب يعرف بابن عبادل وأبي
يحيى زكريا بن يحيى بن موسى بن القاضي البلخي وأبي علي الحسن بن

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(2) بدون نقط بالأصل والمثبت عن ابن سعد. وندباء جمع ندب وهو من يوجه لأمر عظيم.
وفي بغية الطلب " بدنا " جمع بدنة وهي الأضحية من الإبل والبقر.
(3) بغية الطلب 4 / 1950 وتاريخ علماء الأندلس للفرضي ص 83.
(4) ترجمة 261 صفحة 83. (5) عن الفرضي وبالأصل: من.
(6) الزيادة عن الفرضي.
183

حبيب بن عبد الملك وبالرملة من أبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر وبقنسرين من أبي
البهي محمد بن عبد الصمد القرشي وببالس من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن
بكر المعروف بابن حمدون ولم أقف لأفلح هذا على خبر إلا ما حكيته عن كتبه
796 أفلح الزاجر
اسمه سلامة بن اليعبوب يأتي بعد وهو بالجيم
797 أقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان
ابن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة
ابن مالك بن زيد مناة بن تميم ثم المجاشعي
(1) له صحبة وكان من المؤلفة قلوبهم وكان سيد قومه
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن
واسم الأقرع فراس وإنما لقب الأقرع لقرع كان برأسه وقدم دومة الجندل (2) من أطراف أعمال دمشق في خلافة أبي بكر الصديق
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن
عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
وراء الحجرات فقال يا محمد إن حمدي زين وإن ذمي لشين
فقال ذاكم الله عز وجل
* * * *]
كما حدث أبو سلمة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ونا عبد الله بن أحمد (4) نا عبد الأعلى بن حماد نا وهيب عن موسى بن

(1) ترجمته في الاستيعاب رقم 69 والإصابة 1 / 58، وأسد الغابة 1 / 128 وسيرة ابن هشام في أكثر من موضع،
والوافي بالوفيات 9 / 307.
(2) انظر معجم البلدان.
(3) مسند الإمام أحمد 6 / 393 - 394.
(4) مسند الإمام أحمد 6 / 394.
184

عقبة عن أبي سلمة عن الأقرع وقال مرة إن الأقرع فذكر مثله
أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن علي
الآبنوسي أنا عيسى بن علي أنا أبو القاسم البغوي حدثنا عبد الأعلى بن حماد نا
وهيب نا موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث أن الأقرع بن
حابس نادى من وراء الحجرات فلم يجبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال وأنا عبد الله نا هارون بن عبد الله ومحمد بن علي وابن هانئ قالوا أنا
عفان نا وهيب نا موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن الأقرع أنه نادى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
وراء الحجرات فقال يا محمد فلم يجبه فقال يا محمد والله إن حمدي لزين وإن ذمي
لشين فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبحان الله ذاكم الله عز وجل
[* * * *]
قال ابن منيع ولا أعلم رواه الأقرع مسندا غير هذا وكذا أن سماه عمر بن أبي سلمة
عن أبيه (1)
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا أبو بكر محمد بن
هارون الروياني حدثنا خالد بن يوسف بن خالد السمتي أبو الربيع حدثنا أبو عوانة
عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال نادى الأقرع بن حابس التميمي يا محمد ثلاث
مرات فلم يجبه فقال في الرابعة يعلم أن حمدي زين وان ذمي شين فأجابه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك الله عز وجل
[* * * *]
وقد روى هذه القصة أبو هريرة والبراء بن عازب عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
فأما رواية أبي هريرة
فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن نصر بن بحير نا حاجب بن الوليد بن
سليمان نا أنس هو ابن عياض نا يزيد هو ابن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ناداه رجل فلما استجاب له قال ألم تعلم أن مدحي زين وأن ذمي شين
وأما رواية البراء

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبه كلمة صح.
185

فأخبرتنا بها أم البهاء فاطمة بنت البغدادي قالت أنا سعيد بن أحمد العيار أنا أبو
الحسين الخفاف أنا أبو حامد بن الشرقي نا أبو صالح أحمد بن منصور ح
وأخبرنا أبو البقاء محمود بن ظفر بن إبراهيم بن زفر بن عبد الرحمن المديني
الدلال بأصبهان أنا أبو عمرو بن مندة حدثنا ابن أبي عبد الله حدثنا القاسم بن
القاسم السياري (1) بمرو نا محمد بن موسى بن حاتم قالا نا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسن بن
واقد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب في قوله عز وجل "
إن الذين ينادونك من وراء الحجرات " (2) قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي رواية
أبي البقاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال ذاك
الله عز وجل [* * * *] قال ابن حامد بن الشرقلم يروه عن أبي إسحاق إلا الحسين بن
واقد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي قالا أنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن
الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن خياط
قال ومن بني تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ثم من بني مجاشع بن
دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر الأقرع بن حابس بن
عقال (3) بن محمد بن سفيان بن مجاشع أمه فطيمة بنت حوي بن سفيان بن مجاشع بن
دارم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (4) في الطبقة الرابعة
الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن
مالك بن زيد مناة بن تميم وكان في وفد تميم الذين قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأعطاه

(1) ترجمته في سير الأعلام 15 / 500 وبالأصل " السيرباري " والصواب ما أثبت.
(2) سورة الحجرات الآية: 4.
(3) بالأصل " عفان ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، والخبر في القسم الضائع من طبقات المدنيين من كتاب
طبقات ابن سعد.
186

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين مائة من الإبل وهو الذي قال فيه عباس بن مرداس يومئذ
حين قصر به في العطية * (1) أتجعل نهبي ونهب العبيد * بين عيينة والأقرع
وما كان بدر ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون أمري منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع *
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه
وأخبرني أبو الفضل بن عبد الله بن محمد بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري
أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني حدثنا أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم قال ومن بني دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
الأقرع بن حابس بن عفان بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن
مالك بن زيد مناة بن تميم جاء عنه حديث يعني الأول
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموحد أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي الوزير أنا أبو القاسم البغوي قال الأقرع بن حابس بن عقال من ولد زيد
مناة بن تميم وكان ممن وفد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سكن المدينة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي بن شجاع أنا أبو
عبد الله بن مندة قال أقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن
دارم بن مالك بن جندلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم نسبه محمد بن إسماعيل
البخاري وفد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة روى عنه جابر وأبو هريرة وغيرهم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أما الأقرع
بالقاف فالأقرع بن حابس التميمي وغيره
أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي نا أبو عبد الله بن
مندة أنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي بتنيس نا أمية محمد بن إبراهيم نا
المعلى بن عبد الرحمن الأنصاري حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن

(1) الأبيات في سيرة ابن هشام 2 / 493 وتاريخ الطبري 3 / 91 - وديوانه ص 111 - 112 وانظر تخريجها فيه.
(2) الاكمال لابن ماكولا 1 / 104.
187

الحكم بن ثوبان عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال جاء بنو تميم إلى رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) بشاعرهم وخطيبهم فنادوا على الباب اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين قال
فسمعهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج إليهم وهو يقول إنما ذاكم الله الذي مدحه زين وشتمه
شين فماذا تريدون فقالوا ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك
ونفاخرك فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت ولكن هاتوا فقال
الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم يا فلان (1) قفا ذكر فضلك وفضل قومك فقال إن الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وأتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن خير أهل الأرض
أكثرهم مالا وأكثرهم عدة وأكثرهم سلاحا فمن أبى علينا قولنا فليأتنا بقول هو أفضل
من قولنا وفضل أفضل من فضلنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثابت بن
قيس قم يا ثابت بن قيس فأجبهم فقال للحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله دعا المهاجرين من بني عمه
أحسن الناس وجوه وأعظم الناس أحلاما فأجابوه الحمد لله الذي جعلنا أنصاره
ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قاله منع
منا ماله ونفسه ومن أبى قاتلناه وكان رغمه علينا في الله هينا أقول قولي هذا وأستغفر الله
لي وللمؤمنين والمؤمنات فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم قم يا فلان فقل أبياتا
تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال * (2) نحن الكرام فلا حي يعادلنا * محن الرؤوس وفينا يقسم الربع (3)
ونطعم الناس عند القحط كلهم * من السويق إذا لم يؤنس القزع (4)

(1) هو عطارد بن حاجب، انظر سيرة ابن هشام 4 / 207.
(2) في سيرة ابن هشام 4 / 208 والطبري 3 / 116 فقام الزبرقان بن بدر فقال، وذكر الأبيات، وفي الروض
الأنف 4 / 222: وإن بعض الناس ينكر الشعر له، وذكر أن الشعر لقيس بن عاصم.
(3) الربع يعني ربع الغنيمة، وكان لعملك ربع الغنيمة في الجاهلية يأخذ هل دون أصحابه. وعجزه في الطبري
وابن هشام: منا الملوك وفينا تنصب البيع
والبيع جمع بيعة بالكسر وهي مواضع الصلوات والعبادة.
(4) القزع: السحاب. وفي أسد الغابة: " السديف وفي ابن هشام الطبري: " الشواء " بدل " السويق ". وصدره
في ابن هشام والطبري: ونحن نصعم عند القحط مطعمنا
188

إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر نرتفع *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بحسان بن ثابت فاتاه الرسول فقال له وما يريد مني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنما كنت عنده آنفا قال جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم
خطيبهم فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثابت بن قيس بن شماس فأجابه وتكلم شاعرهم فبعث إليك
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتجيبه فقال حسان قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود (2) فجاء حسان
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حسان أجبه فقال يا رسول الله مره فليسمعني ما قال قال
أسمعه ما قلت فأسمعه فقال حسان بن ثابت * (2)
نصرنا رسول الله والدين عنو * على رغم عاب من معد وحاضر (3)
بضرب كإبزاغ المخاض مشاشه * وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدا يوم استقلت شعابه * (4) وضرب لنا مثل الليوث الحواذر
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى * إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدراعين وننتمي * إلى حسب في جذم غسان قاهر
فلولا حياء الله قلنا تكرما * على الناس بالخيفين هل من منافر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا * وأمواتنا من خير أهل المقابر *
فقام الأقرع بن حابس فقال يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء به هؤلاء وقد قلت شيئا
فاسمعه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هات فقال *
أتيناك كي ما يعرف الناس فضلنا * إذا خالفونا عند ذكر المكارم
وإنا رؤوس الناس من كل معشر * وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وآن لنا المرباع في كل غارة * تكون بنجد أو بأرض التهائم *

(1) العود: الجمل المسن، يعني به الرجل المدرب.
(2) الأبيات في أسد الغابة 1 / 129 منسوبة لحسان بن ثابت، وليست في ديوانه، والذي فيه قصيدة ميمية
مطلعها ص 229: هل المجد إلا السود العود والندى * وجاه الملوك واحتمال العظائم
باختلاف بعض الألفاظ بالأصل.
(3) في الديوان: " من معد وراغم " القصيدة ميمية. وانظر ابن هشام 4 / 209 والطبري 3 / 117.
(4) بالأصل: " أحد ".
189

فقال (1)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحسان قم فأجبه فقال * بني دارم لا تفخروا إن فخركم * يعود وبالا عند ذكر المكارم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول من بين ظئر وخادم *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أخا بني دارم لقد كنت غنيا أن يذكر منك ما كنت ظننت
أن الناس قد نسوه فكان قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشد عليهم من قول حسان إذ يقول *
هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول من بين ظئر وخادم *
ثم رجع إلى قول حسان *
وأفضل ما نلتم من الفضل والعلى * ردافتنا من بعد ذكر الأكرم (2)
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم * وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ند وأسلموا * ولا تفخروا عند النبي بدارم
(3) وإلا ورب البيت مالت أكفنا * على رؤوسكم بالمرهفات الصوارم * (4)
فقام الأقرع بن حابس فقال لأصحابه يا هؤلاء أدري ما هذا قد تكلم خطيبهم فكان خطيبهم
أحسن قولا وأعلى صوتا وتكلم شاعرهم فكان شاعرهم أحسن قولا وأعلى
صوتا ثم دنا إلى رسول الله فقال يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله إنك
رسول الله وآمن هو وأصحابه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يضرك ما كان قبل هذا
اليوم
[* * * *]
قال ابن مندة هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه تفرد به المعلى
(5) أخبرنا أبو بكر المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى بن علي
حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا عبد الجبار بن الورد عن

(1) ديوانه ص 229.
(2) في الديوان: عند اختضار المراسم.
(3) في الديوان وابن هشام:
ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم
(4) روايته في الديوان وابن هشام:
ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا * على دينه، بالمرفهات الصوارم
(5) هو المعلى بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطي، كما في أسد الغابة 1 / 130.
190

ابن أبي مليكة قال لما قدم وفد بني تميم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أبو بكر يا رسول الله
استعمل عليهم القعقاع بن زرارة فإنه سيد القوم وأفضلهم فقال عمر يا رسول الله
استعمل عليهم الأقرع بن حابس فإنه سيد القوم وأفضلهم فقال أبو بكر والله ما أردت
بهذا إلا خلافي قال ما أردت خلافك ولكني رأيت ذلك قال فتماريا في ذلك حتى
ارتفعت أصواتهما فأنزل الله تعالى هاتين الآيتين " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي
الله ورسوله " إلى قوله " لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " الآية كلها (1) قال فكانا
لا يحدثانه حديثا إلا استفهمه مرارا كذا رواه عبد الجبار ومرسلا ورواه ابن جريج ونافع
عن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير
فأما حديث ابن جريج
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور نا عيسى بن
علي نا عبد الله بن محمد حدثنا الحسين بن محمد بن الصباح نا حجاج بن محمد
أنا أبن جريج حدثني ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من تميم
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد فقال عمر بل أمر الأقرع بن
حابس فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي فقال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى
ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " إلى
قوله " ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم " أخرجه البخاري عن الحسن بن محمد بن
الصباح
وأما حديث نافع
فأخبرناه أبو عبد الله الفراري أنا أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي واللفظ
له وأبو سهل محمد بن أحمد قالا أنا محمد المكي
[* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا محمد بن عمر بن
محمد
[* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى
قالا أنا أبو الحسن الداوودي أنا عبد الله بن أحمد
[* * * *]

(1) سورة الحجرات، الآيتان: 1 و 2.
191

وأخبرنا أبو بكر خلف بن طاء بن أبي عاصم الهروي النجار أنا أبو عمر
عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم اللخمي وأنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم
النعيمي قالوا أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر حدثنا محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم البخاري (1) حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا نافع بن عمر (2)
عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران (3) يهلكا أبو (4) بكر وعمر رفعا أصواتهما عند
النبي (صلى الله عليه وسلم) حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني
مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت
إلا خلافي قال ما أردت خلافك (5) فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى " يا
أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " الآية قال ابن الزبير فما كان عمر
يسمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا أبو القاسم بن محمد بن البغوي حدثنا داود بن عمرو المسيبي حدثنا مبارك بن
سعيد بن مسروق أخو سفيان الثوري نا سعيد بن مسروق عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد
الخدري قال بعث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) من اليمن ذهبة (6) وفيها تربتها فقسمها بين أربعة بين
الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن حصن الفزاري وبين
علقمة بن علاثة وبين زيد الخيل الطائي فقال قريش والأنصار أيقاسم بني صناديد أهل
نجد ويدعنا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) إنما أتألفهم إذ أقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين
ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال يا محمد اتق الله فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من يطيع الله
إذا عصيته قال فسأله رجل من القوم قتله قال حسبته خالد بن الوليد فولى الرجل
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون
أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن

(1) صحيح البخاري كتاب التفسير، سورة الحجرات 6 / 171.
(2) عن البخاري وبالأصل " عمير ".
(3) كذا وفي البخاري 6 كاد الخيران أن يهلكها.
(4) في البخاري " أبا " وعلى هامشه عن نسخة " أبو " كالأصل.
(5) الزيادة عن البخاري.
(6) في النهاية لابن الأثير 6 بذهيبة.
192

أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
[* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة نا عبد الله بن محمد بن الحارث حدثنا القاسم بن عباد حدثنا صالح بن
عبد الله الترمذي حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن
عباس قال كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلا منهم أبو سفيان بن حرب
والأقرع بن حابس المجاشعي وعيينة بن حصن الفزاري وسهيل بن عمرو من بني
عمرو بن (1) لؤي والحارث بن هشام المخزومي وحويطب بن عبد العزى من بني
عامر بن لؤي وسهيل بن عمرو الجهني وأبو السنابل بن بعكك وحكيم بن حزام من
بني أسد بن عبد العزى ومالك بن عوف النصري وصفوان بن أمية عبد الرحمن بن
يربوع من بني مالك وجد بن قيس السهمي وعمرو بن مرداس السلمي والعلاء بن
الحارث الثقفي أعطى كل رجل منهم سهما مائة من الإبل وأعطى ابن يربوع وحويطب
خمسين من الإبل في حديث طويل
إنما هو عدي بن قيس السهمي وسهيل عامري الجهني والعلاء بن حارثة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا
معمر عن يحيى بن أبي كثير في قوله تبارك وتعالى " والمؤلفة قلوبهم (2) قال من بني
هاشم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ومن بني أمية أبو فيان بن حرب ومن
بني مخزوم ابن هشام وعبد الرحمن بن يربوع ومن بني جمح صفوان بن أمية ومن
بني عامر بن لؤي سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومن بني أسد ابن
عبد العزى حكيم بن حزام ومن بني سهم عدي بن قيس ومن بني فزارة عيينة بن
حصن بن بدو من بني تميم الأقرع ابن حابس ومن بني نصر مالك بن عوف ومن
بني سليم العباس بن مرداس ومن ثقيف العلاء بن حارثة أعطى النبي (صلى الله عليه وسلم) كل رجل
منهم مائة ناقة إلا عبد الرحمن بن يربوع وحويطب بن عبد العزى أعطى كل واحد منهم
خمسين

(1) بالأصل: " وابن " خطأ، حذفنا الواو.
(2) سورة التوبة، الآية: 60.
(3) بالأصل: " عمر ".
193

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عيسى بن علي الوزير أنا أبو القاسم البغوي حدثني ابن زنجويه حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير قال المؤلفة قلوبهم فعدد رجالا قال من بني تميم
الأقرع بن حابس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين (1) بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن
بكير نا محمد بن إسحاق قال وكان الأقرع بن حابس وعيينة شهدا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حنينا والفتح والطائف قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره
قالوا كان من (2) عطاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم الأقرع بن
حابس مائة من الإبل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا عبد بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي قال وأعطى
يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين في العرب الأقرع بن حابس التميمي مائة من الإبل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص حدثنا أبو بكر بن يوسف حدثنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم
حدثنا يوسف بن عمر عن الصعب عن عطية بن بلال عن أبيه وعن سهم بن منجاب
قالا وخرج الأقرع والزبرقان إلى أبي بكر فقالا اجعل لنا خراج البحرين (4) ونضمن
لك أن لا يرجع من قومنا أحد ففعل وكتب الكتاب وكان الذي يختلف بينهم طلحة بن
عبيد الله وأشهدوا شهودا منهم عمر فلما أتي عمر بالكتاب نظر فيه ولم يشهد ثم قال لا
ولا كرامة ثم مزق الكتاب ومحاه فغضب طلحة وأتى أبا بكر فقال أنت الأمير أم
عمر فقال عمر غير أن الطاعة لي فسكت وشهدا مع خالد المشاهد حتى اليمامة ثم
مضى الأقرع ومعه شرحبيل إلى دومة يعني شرحبيل بن حسنة

(1) بالأصل " أبو الحسن " والمثبت عن م.
(2) بالأصل " ابن ".
(3) بالأصل: والزبير قان.
(4) عن مختصر ابن منضور وبالأصل " التمرين " خطأ.
194

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب نا أبو منصور محمد بن الحسن أنا
أبو العباس أنا أحمد بن الحسين أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن حدثنا
محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا محمد بن العلاء حدثنا عبد الرحمن بن محمد
المحاربي عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني
أن عيينة (1) بن بدر والأقرع بن حابس استقطعا أبا بكر أرضا فقال عمر إنما كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
يتألفكما على الإسلام فأما الآن فاجهدا جهدكما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري أنا محمد بن
الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا هارون بن
إسحاق الهمداني (2) حدثنا المحاربي عن الحجاج بن دينار الواسطي عن ابن سيرين
عن عبيدة قال جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقالا يا خليفة
رسول الله إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها نخلا ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا
نحرثها ونزرعها فلعل الله ينفع بها بعد اليوم قال فأقطعهم إياها وكتب لهما كتابا
وأشهد وعمر ليس في القوم فانطلقا إلى عمر ليشهداه فوجداه (3) يصلح بعيرا له
فقالا إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب أفنقرأ عليك (4) أو تقرأ قال أنا على
الحال التي ترياني فإن شئتما فاقرئا وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ قالا بل نقرأه
فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل فيه فمحاه فتذمراه وقالا مقاله
شتم فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل وأن الله عز وجل قد
أعز الإسلام فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما قال فأقبلا إلى أبي

(1) كذا نسبة هنا إلى أحد أجداده وهو: عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر انضر ابن هشام 4 / 138.
(2) رسمها بالأصل " الهداني " والمثبت عن م.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(4) رسمها بالأصل: " فوجداه فإنهما بغير اله " كذا والمثبت عن تهذيب أب عساكر، وبهامش مختصر ابن منظور 5 / 18 كتب محققه
بعد إشارته إلى غموض الأصل لديه وغموض العبارة في نسخ مخطوط ابن عساكر: " ولعل الصواب فوجداه قائما
يهنأ بعيرا له " ونراه أقرب، وهي عبارة يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 3 / 294 وفي م كالأصل.
(5) بالأصل " أتقرأ " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(6) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(7) المعرفة والتاريخ: مقالة سيئة.
195

بكر وهما يتذمران فقالا (1) والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر فقال بل هو لو كان شيئا
قال فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر فقال أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها
هذين الرجلين أرض لك خاصة أم هي بين المسلمين عامة قال فما حملك على أن تخص
هذين بها دون جماعة المسلمين قال استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك
قال فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى قال فقال
أبو بكر قد كنت قلت لك إنك أقوى على هذا الأمر مني ولكنك غلبتني
قال (2) ونا يعقوب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم عن نافع أن
أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس والزبرقان (3) قطيعة وكتب لهما كتابا فقال لهما عثمان
أشهدا عمر فهو (4) حرزكما وهو الخليفة بعده قال فأتيا عمر فقال لهما من كتب لكما
هذا الكتاب قالا أبو بكر قال لا والله ولا كرامة والله ليفلقن (5) وجوه المسلمين
بالسيوف والحجارة ثم تكون لكما هذا قال فتفل فيفمحاه فأتيا أبا بكر فقالا ما ندري
أنت الخليفة أم عمر قال ثم أخبراه فقال فإنا لا نجيز إلا ما أجازه عمر
بلغني أن ابن عامر (6) استعمل (7) الأقرع بن حابس على جيش فأصيب هو
والجيش بالجوزجان
(8) 798 أقيبل القيني
(9) شاعر كان في أيام يزيد بن معاوية
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري وأبي جعفر بن

(1) بالأصل " فقال " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(2) المعرفة والتاريخ 3 / 294.
(3) المعرفة والتاريخ وبالأصل " الزبيرقان ".
(4) عن المعرفة والتاريخ: فهو أحرز لأمركما.
(5) المعرفة والتاريخ: ليعقلن.
(6) بالأصل وم " ابن عمرو " والصواب عن الإصابة 1 / 59.
(7) مكانها بياض بالأصل، والزيادة عن م وانظر مختصر ابن منظور الإصابة.
(8) الجوزجان: كورة واسعة من كور بلخ بخراسان (معجم البلدان).
(9) ترجم له في المؤتلف والمختلف للآمدي ص 23 - 24 واسمه: الأقيبل القيني بن نبهان بن خنف إسلامي كان في زمن الحجاج.
196

المسلمة عن أبي عبيد الله عمر بن عمران بن موسى المرزباني (1) قال الأقيبل القيني
وكان أسود وهو شامي أتهم بقتيل فقدم إلى يزيد بن معاوية لضرب عنقه فقال له يزيد يا
أقيبل أنشدني قصيدتك التي وصفت الخمر فأنشده إياها وفيها *
كنت إذا صحت وفي الكأس وردة * لها في عظام الشاربين دبيب
تريك القذى من دونها وهي دونه * لوجهك منها في الإناء قطوب *
فجرت بينهما في ذلك محاورة ثم أنشده *
فما القيد أبكاني ولا القتل شفني * ولا أنني من خشية الموت أجزع
سوى أن قوما كنت أخشى عليهم * إذا مت أن يعطوا الذي كنت أمنع *
فأطلقه ثم جنى جناية فحبسه الحجاج فهرب من الحبس ولحق بعبد الملك
معتاذا بقبر مروان وقال *
إني أعوذ بقبر لست مخفره * ولن أعوذ بقبر بعد مروان *
فأمنه عبد الملك وقال له لابد من الرجوع إلى الحجاج فانطلق إليه (2) وقال *
لقد علمت لو أن العلم ينفعني * (3) أن انطلاقي إلى الحجاج تغرير
مستخفيا صحقا تدمى طوابعها * وفي الصحائف حياة مداكير
لئن حدي بي إلى الحجاج يقتلني * ما كنت أول (4) من تحدى به العير *

(1) لم يرد له ترجمته في معجم الشعراء للمرزباني.
(وقد كتب عبد الملك كتابا إلى الحجاج وطلب إليه ألا يعرض للأقيبل، قال الآمدي: فقال له قومه: إنك إن
أتيت الحجاج قتلك، فطرح الكتاب وهرب، وقال الأبيات.
(3) صدره في الآمدي ص 24.
(4) الآمدي: " إني لأحمق من ".
197

799 أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن
ابن أعني بن الحارث بن معاوية بن حلاوة
ابن أمامة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس
ابن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث الكندي (1)
صاحب دومة الجندل (2) أتي به إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلم ويقال بقي على نصرانيته
وكتب له النبي (صلى الله عليه وسلم) كتابا ويقال أسلم ثم ارتد إلى النصرانية
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا
أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري نا عبد الرحمن بن مهدي عن عمران
القطان عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلى كسرى وقيصر وأكيدر
دومة يدعوهم إلى الله عز وجل
[* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
السلمي أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو يعلى نا جعفر بن حميد حدثنا عبيد الله بن زياد
عن أبيه عن قيس بن النعمان قال كان صار إلى ضم القرآن على عهد عمر بن الخطاب
قال خرجت خيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فسمع بها أكيدر دومة الجندل فأنطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله بلغني أن خيلك انطلقت وإني خفت على أرضي ومالي فاكتب لي
كتابا لا تعرض لشئ هو لي فإني مقر بالذي علي من الحق فكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم
أن أكيدر أخرج قباء منسوجا بالذهب مما كان كسرى يكسوهم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ارجع
بقبائك فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه في الآخرة فرجع به الرجل حتى إذا أتى
منزله وجد في نفسه أن يرد عليه هديته فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إنا أهل
بيت يشق علينا أن ترد هديتنا فاقبل مني هديتي فقال له أنطلق فادفعه إلى عمر وقد كان
عمر سمع ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه فبكى ودمعت عيناه وظن أنه قد لحقه شقاء فانطلق
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أحدث في أمر قلت في هذا القباء ما سمعت ثم بعثت به إلي

(1) الإصابة 1 / 125 أسد الغابة 1 / 135 الوافي بالوافيات 9 / 349 وجمهرة ابن حزم ص 429 وقارن نسبه فيها
مع الأصل.
(2) انظر معجم البلدان.
198

فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى وضع يده على فيه ثم قال ما بعثت به إليك لتلبسه ولكن
تبيعه فتستعين بثمنه (1)
[* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة حدثنا إسماعيل بن عمرو السمرقندي قال حدثني محمد بن حامد بن حميد نا
علي بن إسحاق حدثنا رزق بن رزق (2) بن صدقة بن المهدي بن حريث (3) بن أكيدر بن
عبد الملك حدثنا أشياخنا يعني آباءهم النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج بالناس غازيا إلى تبوك ثم
ذكره بطوله
قال ابن مندة قال أحمد أكيدر (4) هذا هو أكيدر دومة ورواه غيره فقال عن
آبائه عن جداده إلى أكيدر قال وأنا ابن مندة أنا الحسن بن مروان بقيسارية نا
إبراهيم بن أبي سفيان حدثنا الفريابي نا يوسف بن صهيب حدثنا موسى بن المختار
عن بلال بن يحيى عن حذيفة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث بعثا إلى دومة الجندل فقال إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا ثم ذكر حديث إسلامه
[* * * *]
وقد روى سعد (5) بن أوس عن بلال بن يحيى شيئا من ذكر أكيدر
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (6) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
العباس الأصم حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن سعد (7) بن أوس
العبسي عن بلال بن يحيى قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر رضي الله عنه على
المهاجرين إلى دومة الجندل وبعث خالد بن الوليد على الأعراب معه وقال انطلقوا
فإنكم ستجدون أكيدر دومة يقتنص الوحش فخذوه أخذا فابعثوا به إلي ولا تقتلوه
وحاصروا أهلها قال فانطلقوا فوجدوا أكيدر دومة كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذوه
فبعثوا به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحاصروهم فقال لهم أبو بكر تجدون ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) الإصابة 1 / 126.
(2) الإصابة: بن أبي رزق.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الإصابة.
(4) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الإصابة 1 / 126 مكانها بياض بالأصل وم.
(5) بالأصل وم " سعيد " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 274.
(6) دلائل البيهقي 5 / 253.
(7) بالأصل " سعيد " والصواب عن البيهقي، وانظر ما تقدم بشأنه.
199

في الإنجيل قالوا ما نجد جد له ذكرا قال بلى والذي نفسي بيده إنه لفي الإنجيل مكتوب
كهيئة قرست (1) لست بقريس فانظروا فنظروا فقالوا نجد الشيطان حظر حظرة بقلم
لا ندري ما هي فقال له رجل من الأنصار أو المهاجرين أكفر هؤلاء يا أبا بكر فقال
نعم وأنتم ستكفرون فلما كان يوم مسيلمة قال ذلك الرجل لأبي بكر هذا الذي قلت لنا
يوم دومة الجندل إنا من كفر فقال لا ولكن أخرياتكم
(2) قال (3) وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي وحدثنا أبو علاثة حدثنا
أبي حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة قال ولما توجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قافلا إلى
المدينة بعث خالد بن الوليد في أربعمائة وعشرين فارسا إلى أكيدر دومة الجندل فلما عهد
إليه عهده قال خالد يا رسول الله كيف بدومة الجندل وفيها أكيدر وإنا نأتيها في عصابة من
المسلمين فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعل الله يكفيك (4) أكيدر أحسب قال
يقتنص
فيقبض المفتاح فتأخذه فيفتح الله لك دومة
(5) [* * * *]
فسار خالد بن الوليد حتى إذا دنا منها نزل في أدبارها لذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلك
تلقاه يصطاد قال فبينما خالد وأصحابه في منزلهم ليلا إذ أقبلت البقر حتى جعلت
تحتك (6) بباب الحصن وأكيدر يشرب ويتغنى في حصنه بين امرأتيه فاطلعت إحدى
امرأتيه فرأت البقر تحتك بالباب وبالحائط فقالت امرأته لم أر كالليلة في اللحم قال وما
ذاك قالت هذه البقر تحتك بالباب وبالحائط فلما رأى ذلك أكيدر ثار فركب على فرس
معدة له وركب غلمانه وأهله فطلبها حتى مر بخالد وأصحابه فأخذوه ومن كان معه
فأوثقهم وذكر خالد قول النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال خالد لأكيدر أرأيتك أن أجرتك تفتح لي باب
دومة قال نعم
فانطلق حتى دنا منها فعاد أهلها وأرادوا أن يفتحوا له فأبى عليهم أخوه فلما رأى
ذلك قال لخالد أيها الرجل خلني فلك الله أن أفتحها لك إن أخي لا يفتحها ما علم أني

(1) في دلائل البيهقي: قرشت وليست بقرشت.
(2) مهملة بالأصل، والمثبت عن دلائل البيهقي.
(3) دلائل النبوة للبيهقي: 5 / 251.
(4) دلائل البيهقي: يلقيك.
(5) دلائل البيهقي: فتقتنص.
(6) عن البيهقي وبالأصل " تحت ".
200

في وثاقك فأرسله خالد ففتحها له فلما دخل أوثق أخاه وفتحها لخالد ثم قال اصنع
ما شئت فدخل خالد (1) وأصحابه فذكر خالد قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي أمر فقال
أكيدر والله ما رأيتها قط جاءتنا إلا البارحة يريد البقر ولقد كنت أضمر (2) لها إذا أردت
أخذها فأركب بها اليوم واليومين ولكن هذا القدر ثم قال يا خالد إن شئت حكمتك
وإن شئت حكمتني فقال خالد بل يقبل منك ما أعطيت فأعطاهم ثمان مائة من السبي
وألف بعير وأربعمائة درع وأربعمائة رمح وأقبل خالد بأكيدر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقبل معه
يحنة (3) بن روما عظيم (4) أيلة فقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واتفق أن يبعث إليه كما بعث إلى
أكيدر فاجتمعا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقاضاهما على قضيته على دومة الجندل وعلى تبوك
وعلى أيلة وعلى تيماء وكتب لهما كتابا [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو بكر البيهقي (5) أنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا حدثنا أحمد بن
عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن
أبي بكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من
كندة (6) كان ملكا على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنك ستجده يصيد
البقر فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين وفي ليلة مقمرة صافية وهو على
سطح ومعه امرأته فأتت البقر تحك بقرنها باب القصر فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا
قط قال لا والله فمن يترك هذا فقال لا أحد فنزل بفرسه فأسرج وركب معه نفر من
أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان فخرجوا معهم بمطاردهم (7) فبلغهم (8) خيل

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن دلائل النبوة للبيهقي.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن البيهقي.
(3) عن دلائل البيهقي وبالأصل مخلد.
(4) رسمها مضطرب بالأصل والمثبت " عظيم أيله " عن البيهقي.
(5) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 250.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن البيهقي.
(7) المطارد واحدها مطرد كمنبر، رمح قصير يطعن به (لسان).
(8) البيهقي: فتلقتهم.
201

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذ به وقتلوا أخاه حسان وكان عليه قباء ديباج مخرص بالذهب فاستلبه
إياه خالد فبعث به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل قدومه عليه ثم أن خالدا قدم بالأكيدر على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحقن لدمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى قريته انتهى
حديث الشحامي وزاد فقال رجل من طئ يقال له بجير بن بجرة فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لخالد إنك ستجده يصيد البقر وما كانت صنعة البقرة (1) تلك الليلة حتى
استخرجته لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) *
تبارك سائق البقرات إني * رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يكن حائدا عن ذي تبرك * (2) فإنا قد أمرنا بالجهاد *
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو بكر الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
عبد الوهاب بن أبي حيوية أنا محمد بن شجاع الثلجي أنا محمد بن عمر الواقدي
حدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس (3)
ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ومعاذ بن محمد عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة وإسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عقبة فكل قد حدثني من هذا
الحديث بطائفة وعماده حديث ابن أبي حبيبة (4) قالوا بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خالد بن
الوليد من تبوك في أربعمائة وعشرين فارسا إلى أكيدر بن عبد الملك في دومة الجندل
وكان أكيدر من كندة قد ملكهم وكان نصرانيا فقال خالد يا رسول الله كيف لي به وسط
بلاد كلب وإنما أنا في أناس يسير فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستجده يصيد البقر فتأخذه
قال فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بنظر العين وفي ليلة مقمرة صائفة على سطح له
ومعه امرأته الرباب بنت أنيف بن عامر من كندة وصعد على ظهر الحصن من الحر وقينته
تغنيه ثم دعا بشراب فشرب فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن فأقبلت امرأته
الرباب فأشرفت على الحصن فرأت البقر فقالت ما رأيت كالليلة في اللحم هل رأيت
مثل هذا قط قال لا ثم قالت من يترك هذا قال لا أحد قال يقول أكيدر والله ما

(1) بالأصل: " صمت للكفرة، كذا، والمثبت عن البيهقي وفي م: صنعت البقر.
(2) البيهقي: تبوك وفي م: تبوك أيضا.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
(4) مغازي الواقدي 3 / 1025.
202

رأيت جاءتنا بقر ليلا غير تلك الليلة ولقد كنت أضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهرا أو
أكثر ثم أركب بالرجال وبالآلة
[* * * *]
قال فنزل فأمر (1) بفرسه فأسرج وأمر بخيل فأسرجت وركبت معه نفر من أهل بيته
معه أخوه حسان ومملوكان له فخرجوا من حصنهم بمطاردهم فلما فصلوا من الحصن
وخيل خالد ننتظرهم لا يصهل منها فرس ولا يتحرك فساعة فصل أخذته الخيل فاستأسر
أكيدر وامتنع حسان فقاتل حتى قتل وهرب المملوكان ومن كان معه من أهل بيته فدخلوا
الحصن وكان على حسان قباء ديباج مخوص بالذهب واستلبه خالد فبعث به إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع عمرو بن أمية الضمري حين قدم عليهم فأخبرهم بأخذهم أكيدر
(2) قال أنس بن مالك وجابر بن عبد الله رأينا قباء حسان أخي كيدر حين قدم به إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعجبون من هذا والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا وقد
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لخالد بن الوليد إن ظفرت بأكيدر فلا تقتله وائت به إلي وإن أبى
فاقتلوه فطاوعهم فقال فجير بن بجرة من طئ ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لخالد إنك تجده
يصيد البقر [* * * *] وما صنع البقر تلك الليلة بباب الحصن تصديق قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) *
تبارك الله سائق البقرات * إني رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يك عائدا عن ذي تبوك * فإنا قد أمرنا بالجهاد *
وقال خالد بن الوليد لأكيدر هل لك أن أجيرك من القتل حتى آتي بك
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أن تفتح لي دومة قال نعم ذلك لك فلما صالح خالد أكيدر وأكيدر
في وثاق وانطلق به خالد حتى أدناه من باب الحصن نادى أكيدر أهله افتحوا باب الحصن
فأرادوا ذلك فأبى عليهم مصاد أخو أكيدر (3) فقال أكيدر لخالد (3) يعلم والله والله لا
يفتحون لي ما رأوني في وثاقك فخل عني فلك الله والأمانة أن أفتح لك الحصن إن كنت
صالحتني على أهله قال خالد فإني أصالحك فقال أكيدر إن شئت حكمتك وإن شئت
حكمتني قال خالد بل نقبل منك ما أعطيت فصالحه على ألفي بعير وثمان مائة رأس

(1) بالأصل 6 قاتل: فتولي يأمر، والمثبت عن الواقدي.
(2) عن الواقدي بالأصل " عمر ".
(3) بالأصل في الموضعين: أكيد.
203

وأربعمائة درع وأربعمائة رمح على أن ينطلق به وأخيه إلى رسول الله فيحكم فيهما
حكمه فلما قاضاه خالد على ذلك خلى سبيله ففتح الحصن فدخله خالد وأوثق
مصاد (1) أخا أكيدر وأخذ ما صالح عليه من الإبل والرقيق والسلاح ثم خرج قافلا إلى
المدينة ومعه أكيدر ومصاد فلما قدم بأكيدر على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صالحه على الجزية وحقن
دمه ودم أخيه وخلى سبيلهما وكتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتابا فيه أمانهم وصالحهم وختمه
يومئذ بظفره
وذكر غيره أنه أسلم وقد تقدم
وذكر أحمد بن يحيى البلاذري حدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن
جده قال وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد إلى أكيدر فقدم به عليه فأسلم وكتب له
كتابا فلما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) منع الصدقة ونقض العهد وخرج من دومة الجندل فلحق
بالحيرة وابتنى بها بناء سماه دومه بدومة الجندل
قال العباس (3) وأخبرني أبي عن عوانة بن الحكم أن أبا بكر كتب إلى خالد بن
الوليد وهو بعين التمر يأمره أن يسير إلى أكيدر فسار إليه فقتله وفتح دومه وقد كان خرج
منها بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم عاد إليها فلما قتله خالد مضى خالد إلى الشام قال ولعله
أن يكون قتله بدومة الجندل عند الحيرة فهي تقرب من عين التمر والله أعلم
800 ألب رسلان بن رضوان بن تتش بن ألب رسلان التركي (4)
ولي إمرة حلب بعد موت أبيه رضوان في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة وهو
صبي عمره ست عشرة سنة وتولى تدبير أمره خادم لأبيه اسمه لؤلؤ البابا ورفع عن أهل
حلب بعض (5) ما كان جدد عليهم من الكلف وقتل أخويه ملك شاه وأميركاد (6) قتل
جماعة من الباطنية وكانت دعوتهم قد ظهرت في حلب في أيام أبيه ثم كاتب طغتكين

(1) في الواقدي: " مضاد " بالضاد المعجمة أينما وقع في الخبر.
(2) فتوح البلدان (فتح دومة الجندل) ص 69.
(3) فتوح البلدان ص 70.
(4) بغية الطلب 4 / 1984 والوافي بالوفيات 9 / 350 ووفيات الأعيان 1 / 295 فيها وفي ابن العديم " أرسلان ".
(5) بالأصل " بعد " والمثبت عن ابن العديم.
(6) في بغية الطلب: " ومريجا " وفي الكامل لابن الأثير 10 / 499 مباركشاه وفي م: واسركا.
204

أمير دمشق ورغب في استعطافه فأجابه طغتكين إلى ذلك ودعي له على منبر دمشق في
شهر رمضان من هذه السنة ثم قدم ألب رسلان في هذا الشهر دمشق وتلقاه طغتكين وأهل
دمشق في أحسن زي وأنزله في قلعة دمشق وبالغ في إكرامه فأقام بها أياما ثم عاد إلى
حلب في أول شوال وصحبه طغتكين فلما وصل إلى حلب لم ير منه طغتكين ما يحب
ففارقه وعاد إلى دمشق
وساءت سيرة ألب رسلان بحلب وانهمك في المعاصي واغتصاب الحرم وخافه
لؤلؤ البابا فقتله بقلعة حلب في الثاني من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وخمسمائة ونصب
أخا له طفلا (1) عمره ست سنين وبقي لؤلؤ بحلب إلى أن قتل في آخر سنة عشر وخمس
مائة ببالس
801 ألفتكين
هو هفتكين التركي الأمير يأتي ذكره في حرف الهاء
802 إلياس بن نميس (2) بن العازر بن هارون
ويقال إلياس بن شبر ويقال إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن
هارون ويقال إلياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
أرسله الله إلى أهل بعلبك من أعمال دمشق وقيل إنه اختفى من الكفار في المغارة
التي بجبل قاسيون بدمشق عشر سنين
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي أنا علي بن أحمد بن زهير حدثنا
علي بن محمد بن شجاع أنا عبد الرحمن بن عمر أنا أبو يعقوب الأذرعي حدثنا
يزيد بن عبد الصمد عن هشام بن عمار قال وسمعت من يذكر عن كعب أنه قال إن
إلياس اختبأ من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله الملك
ووليهم غيره فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه خلق عظيم غير
عشرة آلاف منهم فأمر بهم فقتلهم عن آخرهم

(1) هو سلطان شاه بن رضوان، نقله ابن العديم في بغية الطلب 4 / 1987.
(2) في مختصر ابن منظور " تشبين " وفي م: امسن.
205

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو السهل
محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود العكبري أنا أبو الحسن علي بن
الفرج بن علي بن أبي روح العكبري حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني أبو محمد القاسم بن
هشام حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي نا سعيد بن عبد العزيز عن بعض مشايخه دمشق
قال أقام إلياس (صلى الله عليه وسلم) هاربا من قومه في كهف جبل عشرين ليلة أو قال أربعين تأتيه
الغربان برزقه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية (1) أنا أحمد بن معروف حدثنا حارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (2) أنا
هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم
إبراهيم ثم إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم
شعيب ثم موسى وهارون ابنا عمران ثم إلياس بن نميس (3) بن العازر بن هارون بن
عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب
أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك وغيره عن أبي بكر الخطيب أنا محمد بن
أحمد بن محمد بن رزقويه أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد حدثنا
الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن أبي إلياس عن
وهب أن حزقيل قام في بني إسرائيل بأمر الله عز وجل وطاعته وكان فيما أعطاه الله عز
وجل عزة لبني إسرائيل حتى قبضه الله عز وجل إليه فعظمت الأحداث في بني إسرائيل
وخالطوا عبدة الأوثان فنصبت الأوثان طوائف منهم وطائفة متمسكين بالعهد فكانوا
يقتلون الأنبياء وأبناء الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس وأحبوا الملك حتى بعث
الله جل وعز إليهم إلياس بن العازر بن هارون نبيا وإنما كانت الأنبياء تبعث في بني
إسرائيل بعد موسى لتجديد ما نسوا من التوراة وكانت لا تنزل عليهم الكتب إنما كانوا
يعملون بما في التوراة ويجددون لهم ما نسوا من التوراة وكان إلياس عليه السلام مع
ملك من ملوك بني إسرائيل (4) يقوم بأمره وينتهي الملك إلى رأيه وكان سائر ملوك بني

(1) بالأصل " حمويه " خطأ والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 409.
(2) طبقات ابن سعد 1 / 54.
(3) في ابن سعد: " تشبين " وبالأصل " نميس " خطأ.
(4) يقال له أحاب، انظر الطبري 1 / 461.
206

إسرائيل اتخذوا الأصنام وكان له صنم يقال له بعل وأنا إسحاق عن جرير عن الضحاك
عن ابن عباس قال البعل الرب سموا الصنم ربا وهو بلغة اليمن البعل الرب
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي وأبو محمد عبد الله بن أحمد وهبة الله بن
أحمد قالوا أنا أحمد بن عبد الواحد [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبي أبو الحسن أنا
أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو علي عبد السلام بن أحمد بن القرشي أنا أبو حصين
محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهدي
حدثنا علي بن عاصم عن برد بن مكحول عن كعب قال أربعة أنبياء اليوم اثنان في
الدنيا واثنان في السماء فأما اللذان في الدنيا فإلياس والخضر وأما اللذان في السماء
فعيسى وإدريس عليهما السلام
أخبرني أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي الحافظ [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر قالا أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو
عبد الله نا أبو كامل [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي نا
يحيى بن آدم قالا نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيدة بن ربيعة قال قال
عبد الله بن مسعود إن إسرائيل هو يعقوب عليه السلام وإن إلياس هو إدريس في رواية
ابن أبي شيبة عن عبد الله قال إدريس هو إلياس ويعقوب هو إسرائيل
وأخبرني أبو المظفر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن
أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن
حنبل يقول وجدت في كتاب أبي بخط يده سمعنا أن ستة من الأنبياء لهم في القرآن اسمان

(1) رسمها غير واضح بالأصل وم والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد الله بن جابر -
عبد الله بن زيد ص 680) واسمه محمد بن الحسين بن محمد الحنائي وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
19 / 436.
207

اسمان محمد وأحمد وإبراهيم وأبراهام ويعقوب وإسمايل (1) ويونس ذو النون
وإلياس الياسين وعيسى المسيح عليهم السلام
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي الأهوازي
حدثنا أبو شجاع فاتك بن عبد الله البراجمي بصور حدثنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن هاشم المؤدب بصور حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمذاني (2)
بصور حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثية حدثنا عبد الرحمن حدثنا محمد بن
المتوكل حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال الخضر من ولد فارس
وإلياس من بني إسرائيل فيلتقيان كل عام بالموسم
أنبأنا أبو (3) الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين
قالا نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سندي حدثنا
الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر القرشي عن جرير عن
الضحاك ابن عباس ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قول الله عز وجل " وإن
إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله
ربكم ورب آبائكم الأولين " (4) قال وإنما سمي بعلبك لعبادتهم البعل وكان موضعهم يقال
له بك فسمي بعل بك يقول الله عز وجل " وتذرون أحسن الخالقين الله "
قال وأنا إسحاق عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال إن الله عز وجل بعث
الناس إلى بعل بك وكانوا قوما يعبدون الأصنام وكانت ملوك بني إسرائيل متفرقة عن
العامة كل ملك على ناحية يأكلها وكان الملك الذي كان إلياس معه يقوم له أمره
ويقتدي برأيه وهو على هدى من بين أصحابه حتى وقع إليهم قوم من عبدة الأصنام
فقالوا ما يدعوك إلا إلى الضلال والباطل وجعلوا يقولون له اعبد هذه الأوثان التي يعبد
الملوك ودع ما أنت عليه فقال الملك لإلياس يا إلياس والله ما تدعو إلا إلى الباطل وإني
أرى ملوك بني إسرائيل كلهم قد عبدوا الأوثان التي تفيد الملوك وهم على ما نحن عليه

(1) كذا بالأصل وفي مختصر ابن منظور 5 / 24 وإسرائيل وفي م: واسرايل. (2) رسمها بالأصل " المهذابي " وفي م: الهمداني.
(3) زيادة لازمة عن م.
(4) سورة الصافات، الآيات 123 - 126.
208

يأكلون ويشربون وهم في ملكهم يتقلبون وما تنقص دنياهم من أمرهم الذي تزعم أنه
باطل وما لنا عليهم من فضل فاسترجع الناس وقام شعر رأسه وجلده فخرج عليه
إلياس
قال وأنا إسحاق عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال إن الذي زين لذلك
الملك امرأته (1) وكانت قبله تحت ملك جبار وكان من الكنعانيين من طول وجسم
وحسن فمات زوجها الأول فاتخذت تمثالا على صورة بعلها من الذهب وجعلت له
حدقتين من ياقوت وتوجته بتاج مكلل بالدر والجوهر ثم أقعدته على سرير تدخل عليه
فتدخنه وتطيبه وتسجد له ثم تخرج عنه فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان إلياس
معه وكانت فاجرة قد قهرت زوجها فكانت هي التي جمعت هؤلاء السبعين الذين زعموا
أنهم أنبياء وبنت بيت الأصنام ووضعت البعل فدعاهم إلياس إلى الله فلم يزدهم ذلك إلا
بعدا فقال إلياس اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا (2) الكفر بك وعبادة غيرك فغير ما
بهم من نعمتك قال الحسن إن الله أوحى إلى إلياس إني قد جعلت أرزاقهم بيدك حتى
تكون أنت الذي تأذن لهم فقال إلياس اللهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين فأمسك الله
عنهم وأرسل إلياس الملك فتاه وكان تلميذه يقال له اليسع بن حطوب (3) وليس باليسع
الذي يقال له الخضر وذلك ابن عاميا وكان هذا غلام يتيم من بني إسرائيل أوت أمه
إلياس أخفت أمره وكان اليسع به ضر فدعا الله فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس
وآمن به وصدقه ولزمه فذهب حيث ما ذهب فلما أمسك الله عنهم القطر أرسل إلياس
اليسع إلى الملك فقال قل له إن إلياس يقول لك إنك اخترت عبادة البعل على عبادة الله
واتبعت عتاة قومك هؤلاء الكذبة الذين يزعمون أنهم أنبياء واتبعت هوى امرأتك الخبيثة
التي خانتك وأهلكتك فاستعد للعذاب والبلاء
قال وأمسك الله عنهم القطر حتى هلكت الماشية والدواب والهوام وجهد الناس
جهدا شديدا وخرج إلياس شفقا على نفسه حين دعا عليهم فانطلق اليسع فبلغ رسالته
الملك فعصمه الله من شرك الملك ولحق بإلياس فانطلق إلياس حتى أتى ذروة جبل

(1) واسمها أزبل، انظر الطبري 1 / 461.
(2) زيادة عن الطبري 1 / 462.
(3) في الطبري: أخطوب.
209

فكان الله يأتيه برزقه وفجر له عينا معينا لشرابه وطهوره حتى أصاب الناس الجهد فأكلوا
الكلاب والجيف والعظام فأرسل الملك إلى السبعين فقال لهم سلوا البعل أن يفرج ما بنا
قال فأخرجوا أصنامهم فقربوا لها الذبائح وعكفوا عليها وجعلوا يدعون حتى طال ذلك
عليهم فقال لهم الملك إن إله إلياس كان أسرع إجابة من هؤلاء قال فبعثوا في طلب
إلياس ليدعو لهم فلم يجبهم فغارموه فقال يا رب غار مائي فأوحى الله إليه أني قد أهلكت
خلفا كثيرا لم أرد هلاكهم بخطايا بني إسرائيل فقال أتحبون أن تعلموا أن الله عليكم ساخط
وإنما حبس عنكم المطر للذي أنتم عليه فأخرجوا أوثانكم التي تعبدونها وتزعمون أنها
خير مما أدعوكم إليه فادعوها هل تستجيب لكم وإلا دعوت ربي يفرج عنكم فقالوا
أنفعل (1) فأخرجوا أوثانهم فجعلت الكذبة تدعو وتتضرع ويدعو إلياس معهم فلا
يستجاب لهم فقالوا إلياس ادع لنا ربك قال فدعا إلياس ربه أن يفرج عنهم
فارتفعت سحابة مثل الترس وهم ينظرون حتى ركزت عليهم ثم أدحيت (2) ثم أرسل الله
عليهم المطر فأغاثهم فقال الحسن فتابوا وراجعوا
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن مسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئان في
كتابهما قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن محمد أنا
أحمد بن سندي الحداد حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل العطار أنا إسحاق بن
بشر قال وقال أبو إلياس عن وهب تمادوا بعد ذلك فلما رأى ذلك إلياس دعا ربه أن
يريحه منهم فقيل له انظر يوم كذا وكذا فإذا رأيت دابة لونها مثل النار فاركبها فجعل
يتوقع ذلك اليوم فإذا هو بشئ قد أقبل على صورة فرس لونه كلون النار حتى وقف بين
يديه فوثب عليه فانطلق به وناداه اليسع يا إلياس بماذا تأمرني فكان آخر العهد به
فكساه الله عز وجل الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فصار في
الملائكة فقال كان إنسيا (3) ملكيا سمائيا
وقال الحسن هو موكل بالفيافي والخضر بالبحار وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى
الصيحة الأولى فإنهما يجتمعان في كل عام بالموسم

(1) الطبري: أنصفت.
(2) الطبري: أدجنت.
(3) بالأصل: " أنيسا مليكا " والمثبت عن الطبري 1 / 464.
210

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين إذنا حدثنا أبو بكر
أحمد بن علي الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه أنا أحمد بن سندي
حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر
حدثنا زكريا يعني ابن عمرو وإدريس يعني ابن بنت وهب عن وهب فيما ذكر من قول
جرجس الشهيد لدابة الجبار ملك الموصل فقال وإني سائلا عن شئ هل تستطيع أن
تجعل طرملسا (1) وما مال من ولايتك فإنه عظيم قومك مثل إلياس وما بال بولاية الله
تعالى قال ومن إلياس وما بال بولاية الله تعالى قال فإن إلياس كان عبدا من عباد الله
أطاعه وكان بدؤه أدميا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويعيش عيش الناس ويستظل
بظلهم فلم يزل تتراقى به كرامة الله عز وجل حتى انبت له الريش وألبسه النور فصار
إنسيا (2) ملكيا سمائيا أرضيا يطير مع الملائكة قد كسي ريشهم وألبس نورهم وأعطي قوتهم
وصبرهم فأين نجعل هذا وما بال من ولاية من مطر (3) ملينا وما بال بولايتك
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي إملاء قال قرئ على أبي الحسن علي بن
إبراهيم بن عيسى الباقلاني وأنا حاضر حدثنا أبو بكر بن مالك إملاء نا علي بن
الحسن القطيعي حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن زيد أنا عمرو بن عاصم حدثنا
الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال ولا أعلمه
إلا مرفوعا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يلتقي الخضر وإلياس عليهما السلام في كل عام من الموسم
بمنى فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات سبحان الله ما شاء
الله لا يسوق الخير إلا الله ما شاء الله لا يصلح السوء إلا الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله
قال قال ابن عباس من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات أمنه الله من
الغرق والسرق قال وأحسبه ومن الشيطان والسلطان والحية والعقرب (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وعلي بن الحسن بن الحسين الموازيني
قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر

(1) كذا بالأصل وفي م: طرقلبنا.
(1) بالأصل: " أنيسا مليكا " والمثبت عن م وانظر الصبري 1 / 464.
(3) كذا بالأصل وفي م: طرمليتا.
(4) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 388 بتحقيقي. وفيه: محمد بن أحمد بن يزيد بدل زيد.
211

بشر الهروي أنا محمد بن حماد الطهراني (1) أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله
تبارك وتعالى " وتركنا عليه في الآخرين " (2) قال ترك الله تبارك وتعالى عليه ثناء حسنا في الآخرة
أخبرنا أبو عبد الله الفرواي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني (4) ببخارا أنا عبد الله بن محمود نا
عبدان بن سنان حدثني أحمد بن عبد الله البرقي (5) حدثنا يزيد بن يزيد البلوي (6)
حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك قال كنا مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر فنزلنا منزلا فإذا رجل في الوادي يقول اللهم اجعلني من أمة محمد
المرحومة المغفورة المثاب لها قال فأشرفت على الوادي يقول فإذا رجل طوله أكثر من
ثلاثمائة ذراع فقال لي من أنت قلت أنا أنس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فأين
هو قلت هو ذا يسمع كلامك قال فائته فاقرئه السلام وقل له أخوك إلياس يقرئك
السلام قال فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم ثم قعدا (7) يتحدثان
فقال له يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني ما آكل في سنة إلا يوما وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت قال
فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبر وحوت وكرفس فأكلا وأطعماني وصلينا العصر
ثم ودعه فرأيته مر في السحاب نحو السماء
قال البيهقي إسناد هذا الحديث ضعيف بمرة وقد روي هذا الحديث من وجه آخر
طول من هذا
أنبأناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهروزي أنا عمي أبو
البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الشهرزوي سنة سبع وستين وأربعمائة أنا

(1) ضبطت عن الأنساب وهذه المسبة إلى طهران قرية كبيرة على باب أصفهان وأخرى قرية بالري، والمذكور
ينتسب إلى الأخيرة، ذكره السمعاني وترجم له.
(2) سورة الصافات، الآية: 129.
(3) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 421 باب ما روي في التقاء النبي صلى الله عليه وسلم بإلياس عليه السلام، ونقله عنه ابن كثير في
البداية والنهاية 1 / 394.
(4) الأصل وابن كثير، وفي البيهقي: البغدادي.
(5) البيهقي: الرقي.
(6) البيهقي: يزيد العلوي.
(7) عن البيهقي وبالأصل " قعد ".
212

عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير
الحراني بمصر حدثنا أبو الطاهر خبر ابن عوفة الأنصاري حدثنا هانئ بن الحسن
حدثنا بقية عن الأوزاعي عن مكحول قال سمعت واثلة بن الأسقع قال غزونا مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوة تبوك حتى إذا كنا في بلاد جذام (1) في أرض لهم يقال لها الحوزة (2)
وقد كان أصابنا عطش شديد فإذا بين أيدينا آثار غيث فسرنا مليا فإذا بغدير وإذا فيه
جيفتان وإذا السباع قد وردت المساء فأكلت من الجيفتين وشربت من الماء قال فقلت يا
رسول الله هذه جيفتان وآثار السباع قد أكلت منها فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم هما طهوران
اجتمعا من السماء والأرض لا ينجسهما شئ وللسباع (3) ما شربت في بطنها ولنا ما
بقي [* * * *] حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمنادي ينادي بصوت حزين اللهم اجعلني من أمة
محمد المرحومة المغفور لها المستجاب لها المبارك عليها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حذيفة
ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب فانظر ما هذا الصوت قال فدخلنا فإذا نحن برجل عليه
ثياب بياض أشد بياضا من الثلج وإذا وجهه ولحيته كذلك ما أدري أيهما أشد ضوءا ثيابه أو
وجهه فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة قال فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال
مرحبا أنتما رسولا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالا فقلنا نعم قالا فقلنا من أنت رحمك الله
قال أنا إلياس النبي خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم فقال لي جند من الملائكة على
مقدمتهم جبريل وعلى ساقتهم ميكائيل هذا أخوك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسلم عليه وألقه ارجعا
فاقرئاه السلام وقولا له لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلا أني أتخوف أن تذعر الإبل
ويفزع المسلمون من طولي فإن خلقي ليس كخلقكم قولا له (صلى الله عليه وسلم) يأتيني قال حذيفة
وأنس فصافحناه فقال لأنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) من هذا قال حذيفة بن اليمان صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فرحب به ثم قال والله إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض يسميه
أهل السماء صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال حذيفة هل تلقى الملائكة قال ما من يوم إلا وأنا
ألقاهم ويسلمون علي واسلم عليهم قال فأتينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) معنا حتى أتينا
الشعب وهو يتلألأ وجهه نورا وإذا ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس قال

(1) بالأصل " جذال " والمثبت عن م.
(2) الحوزة: واد بالحجاز (معجم البلدان).
(3) الزيادة عن م.
213

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على رسلكم قال فتقدمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) قدر خمسين ذراعا وعانقه مليا ثم
قعدا [* * * *]
قالا فرأينا شيئا كهيئة الطير العظام بمنزلة الإبل قد أحدقت به وهي بيض وقد
نثرت أجنحتها فحالت بيننا وبينهم ثم صرخ بنا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا حذيفة ويا أنس تقدما
فتقدمنا فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها قد غلب خضرتها لبياضها
فتقدمنا فإذا بين أيديهم مائدة خضراء وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب
وبقل ما خلا الكراث قال ثم قال النبي (صلى الله عليه وسلم) كلوا بسم الله
قال فقلنا يا رسول الله أمن طعام الدنيا هذا قال لا هذا رزقي ولي في كل أربعين يوما وأربعين ليلة
أكلة تأتيني بها الملائكة وهذا تمام الأربعين يوما والليالي وهو شئ يقول الله عز وجل له
كن فيكون قال فقلنا من أين وجهك قال وجهي من خلف رومية كنت في جيش من
الملائكة من جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار قال فقلنا فكم يسار من ذلك
الموضع الذي كنت فيه قال أربعة أشهر وفارقته أنا منذ عشرة أيام وانا أريد إلى مكة
أشرب بها في كل سنة شربة وهي ريي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل قال فقلت
فأي المواطن أكبر معارك قال الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن وليس في مسجد
من مساجد محمد (صلى الله عليه وسلم) إلا وأنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا قال الخضر متى عهدك به
قال منذ سنة كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم وقد كان قال (1) إنك ستلقى
محمد (صلى الله عليه وسلم) قبلي فاقرئه مني السلام وعانقه وبكى
قال ثم صافحناه وعانقناه وبكى وبكينا فنظرنا إليه حتى هوى في السماء كأنه يحمل حملا فقلنا يا رسول الله لقد رأينا
عجبا إذا هوى إلى السماء فقال إنه يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث
أراد [* * * *]
هذا حديث منكر وإسناده ليس بالقوي (2)
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي أنا أبو عمر عثمان بن أحمد السماك حدثنا أبو
القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي حدثنا

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(2) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 395.
214

علي بن إبراهيم المصيصي عن عبد الحميد بن بحر عن سلام الطويل عن داود بن
يحيى مولى عون الطفاوي (1) عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس وبعسقلان قال بينا
أنا أسير في وادي الأردن إذا أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي فإذا سحابة تظله من
الشمس فوقع في قلبي انه إلياس النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتيته فسلمت عليه فانفتل من صلاته فرد علي
السلام فقلت له من أنت يرحمك الله فلم يرد علي شيئا فأعدت القول مرتين فقال أنا
إلياس النبي فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب فقلت له إن رأيت
رحمك الله أن تدعو لي أن يذهب الله عني ما أجد حتى أفهم حديثك فدعا لي بثمان
دعوات فقال يا بر يا رحيم يحي يا قيوم يا حنان يا منان يا هيا شراهيا فذهب عني ما
كنت أجد فقلت له إلى من بعثك قال إلى أهل بعلبك قال فهل يوحى إليك اليوم
قال منذ بعث محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين فلا قلت فكم من الأنبياء في الحياة قال أربعة
أنا والخضر في الأرض وإدريس وعيسى في السماء قلت فهل تلتقي أنت والخضر
قال نعم في كل عام بعرفات وبمنى قلت فما حديثكما قال يأخذ من شعري وآخذ من
شعره قلت فكم الأبدال قال هم ستون رجلا خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ
الفرات ورجلان بالمصيصة ورجل بأنطاكية وسبعة في سائر أمصار العرب هم بهم
يسقون الغيث وبه ينتصرون على العدو بهم وبهم يقيم الله بهم أمر الدنيا حتى إذا أراد
الله أن يهلك كلهم أماتهم جميعا رواه أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن محمد بن الفضل
عن عطية عن داود بن يحيى عن زيد مولى عون الطفاوي نحوه فالله أعلم
آخر الجزء الخامس بعد المائة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا محمد بن عمر بن الحسن
أنا الفضل بن محمد بن سعيد أنا أبو محمد بن حيان حدثنا عبد الله بن عبد الكريم
حدثنا المنذر بن شاذان حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي حدثنا أبي عن الخليل بن مرة
قال بينا رجل يبيع سلعة له وهو يكثر الكلام فيها إذا أتى عليه آت فقال يا عبد الله إن
كثرة الكلام لا تزيد في رزقك شيئا وإن قلة الكلام لا تنقص من رزقك شيئا قال عليك

(1) ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى طفاوة، قال ابن الأثير في اللباب: لم يذكر طفاوة من أي العرب هي،
وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس عيلان، قيل في أسمائهم غير ذلك،
وأمهم طفاوة بنت جرم بن ريان نسبوا إليها، ولا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم.
215

شأنك يا عبد الله قال هذا شأني ثم ولى الرجل فلحقه فقال يا عبد الله قلت لي
قولا فأحب أن تفسره لي قال إن من الإيمان أن تؤثر الصدق على الكذب وإن ضرك
وأن (1) تدع الكذب وإن نفعك وأن لا يكون لقولك فضل على عملك قال يا
عبد الله إني أحب أن تكتب لي هذا فإني أخاف أن أنساه قال فبينما أكلمه إذ (2) غاب
عني فلم أره فلقيت رجلا من آل عمر رضي الله عنه فأخبرته فقال هذا من قول إلياس
عليه السلام
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا
أحمد بن سليمان الفقيه حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا
الحجاج بن فرافصة أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر
الحلف فبينما هو كذلك إذ مر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف منهما
يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ولا ينقص من رزقك
إن لم تحلف قال امض لما يغنيك قال إن ذا مما يغنيني قالها ثلاث مرات ورد عليه
قوله فلما أراد أن ينصرف عنهما قال اعلم أن من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك
على الكذب حيث ينفعك ولا يكن في قولك فضل على فعلك ثم انصرف فقال
عبد الله بن عمر الحلفة فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقال يا عبد الله اكتبني هذه
الكلمات يرحمك الله فقال الرجل ما يقدر الله تعالى من أمر يكن فأعادهن عليه حتى
حفظه ثم مشى معه حتى وضع إحدى رجليه في المسجد فما أرى أرض لحسته أم سماء
قال كأنهم كانوا يرونه الخضر وإلياس عليهما السلام
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وأبو محمد (3) عبد الكريم بن
حمزة السلمي قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا محمد بن موسى بن
الفضل أنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثي
بشر بن معاذ حدثنا أحمد بن واقد عن ثابت قال كنا مع مصعب بن الزبير بسواد
الكوفة فدخلت حائطا أصلي ركعتين وافتتحت " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز "

(1) الزيادة عن م.
(2) بالأصل " إذا " والمثبت عن م.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
216

العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول " (1) فإذا رجل من خلفي على
بغلة شهباء عليه مقطعات (2) يمنة فقال لي إذا قلت " غافر الذنب " اغفر ذنبي فقل يا
غافر الذنب اغفر لي ذنبي وإذا قلت " قابل التوب " فقل يا قابل التوب تقبل توبتي
فإذا قلت " شديد العقاب " فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني (3) وإذا قلت " ذي
الطول " (3) فقل يا ذي الطول طل علي منك برحمة فالتفت فإذا لا أجده خرجت
فسألت بربكم رجل على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنة فقال ما مر بنا أحد فكانوا لا
يرون إلا أنه إلياس (4)
803 إمام بن أقوم النميري
شاعر حبسه أبان بن مروان بن الحكم الأموي بالبلقاء فهرب من حبسه وقال في
ذلك شعرا
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ حدثنا أبو
طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم حدثنا إسماعيل بن يونس حدثنا أبو القاسم
أحمد بن يزيد من المسجديين حتى جعفر بن يزيد قال قال عوانة كان أبان بن مروان
على البقاء والحجاج بن يوسف على شرطته فأخذ إمام بن أقوم النميري فحبسه فتكلم
في أمره يزيد بن هبيرة المحاربي وابن أبي شريف الفزاري والحجاج بن يوسف الثقفي
وابن أبي كثير السلولي فلم يشفعهم وأبى أن يخرجه واحتال إمام حتى خرج من السجن
فنجا وقال في ذلك
* ولما أن برزت إلى سلاحي * ودرعي قلت ما أنا بالأسير
طليق الله أن يمنن عليه * أبو داود وابن أبي كثير
وأجري ولا ابن أبي شريف * ولا أهل الأمير ولا الأمير
ولا الحجاج عينا بنت ما * تقلب طرفها حذر الصقور *

(1) سورة غافر، الآيات: 1 - 3.
(2) المقطعات: برود عليها وشئ مقطع، وفي البداية والنهاية مقطعات يمنية.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر مختصر ابن منظور 5 / 30 والبداية والنهاية
1 / 395.
(4) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 395 - 396 وفيه: حماد بن واقد بدل أحمد بن واقد.
217

قال فبينا إمام في قصر بني نمير بواسط وقد أمطرت السماء وقد خرج الحجاج
يسير وعليه منظر يجعل يأمر بإصلاح الطريق حتى انتهى إلى قصر بني نمير فرأى إمام
فعرفه فالتفت إلى عنبسة بن سعيد فقال أعيناي أشبه بعيني بنت إمام عينا هذا قال بل
غير هذا أصلحك الله قال فذهب إمام يعتذر فقال له الحجاج لا بأس عليك وكف عنه
وزاده في عطائه وقال أنشدني قولك في أبان وأنشده
* تركت أبان نائما وتمطرت * بسرحي سول كالعقاب ذنوب
وما كنت جثاما إذا الأمر ثابني * خشوعا لريب الدهر حين ينوب
ولا ضاق ذرعي يا أبان بسخطكم * ولكنني في الحادثات صليب
نزوط لدار الضيم والخسف مجهز * يصير بفعل المكرمات طبيب
إذا سامني السلطان حسا أتيته * ولم أعط ضيما ما أقام عسيب
وعندي عتاد الحادثات طمرة * وأبيض من ماء الحديد سنيب
وموضونة دعف دلاص كأنها * غدير زهته شمال وجنوب
وماء جعير من سلاحهم صبعة * وملق هتوف ما نوال نخوب
وأسمر عراص كأن نشابه * شهاب جلت عنه دجى وعيوب
وقلب حمي في الحروب مصنع * إذا رجعت حوب الحروب قلوب
وعلم بأن الموت للناس غاية * يصير إليها صارم وهيوب
وإن امرأ يخشى الردى ليس * ناجيا ولا مفلتا مما يزيد شعوب *
804 أما جور (1)
ويقال أياجور ولي إمرة دمشق في أيام المعتمد على الله
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المزني
قال سمعت القاسم بن أحمد المعروف بابن كراد يقول ولي أما جور دمشق سنة ست
وخمسين ومائتين ومات سنة أربع وستين ومائتين
قال أبو الحسين وحدثني أبو الميمون (2) عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد
الدمشقي المحدث قال رأيت أما جور وكان أميرا مهابا ضابطا لعمله حشما شجاعا لا يقطع

(1) ترجمته في الوافيات بالوافيات 9 / 375.
(2) زيادة عن م.
218

في جميع أعماله الطريق فوجه مرة فارسا إلى أذرعات (1) في رسالة فلما رجع الفارس من
أذرعات نزل اليرموك فصادف في القرية رجلا من الأعراب فلما رأى الأعرابي الجندي مد
يده فنتف من سبال الجندي خصلتين من شعر فلما أن رجع الفارس إلى دمشق اتصل الخبر
بأماجور ما فعل الأعرابي بالفارس فدعاه أماجو فسأله عن القصة فأخبره فأمر بالفارس
فحبس ثم قال لكتابه (2) اطلبوا معلما يعلم الصبيان فجاؤوا بمعلم فقال أماجو للمعلم
هوذا أعطيك نفقة واسعة وتخرج إلى اليرموك وأعطيك طيورا تكون معك فإذا دخلت
القرية تقول لهم إني معلم جئت أطلب المعاش وأعلم صبيانكم فإذا تمكنت من القرية
فارصد لي الأعرابي الذي نتف سبال الفارس (3) وخذ خبره واسمه ولا تبرح من القرية
وإن بقيت بها مدة طويلة حتى يوافي هذا الأعرابي القرية فإذا رأيته قد وافى خذ هذا
الكتاب الذي أعطيتك وادفعه إلى أهل القرية حتى يقرأوه ثم أرسل الطيور إلي (4) بخبرك
طيرا خلف طير ففعل المعلم ذلك وافى اليرموك وأقام بها ستة أشهر حتى
وافى الأعرابي القرية فلما أن رآه المعلم أخرج كتاب أما جور إلى القرية الله الله في أنفسكم
أشغلوا الأعرابي إلى ما أوافيكم فإن جئت ولم أوافه (5) خربت القرية وقتلت الرجال
وأطلق (6) المعلم الطيور إلى دمشق بخبر الأعرابي وموافاته القرية فلما أن وصل الخبر إلى
أما جور ضرب بالبوق وخرج من وقته حتى وافى اليرموك في أسرع (7) وقت وأحدقوا
بالقرية فأصاب الأعرابي في وسط القرية فأخذه وأردفه خلف بعض غلمانه ووافى به
دمشق فلما أصبح أما جور دعا بالأعرابي فقال له ما حملك على أن رأيت رجلا من أولياء
السلطان في قرية لم يؤذك ولم يعارضك نتفت خصلتين من سباله فقال الأعرابي كنت
سكرانا أيها الأمير لم أعقل ما فعلت فقال أما جور ادعو لي بحجام فأتي بحجام فقال
لا تدع في وجه الأعرابي ولا في رأسه ولا على بدنه شعرة إلا نتفتها فبدأ بأشفار عينيه ثم
حاجبيه ثم بلحيته ثم بشاربه ثم برأسه ثم بقرنه فما ترك عليه شعرة إلا نتفها ثم قال هاتوا

(1) أذرعات: بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء وعمان (معجم البلدان).
(2) وبالأصل " لكتابته " وفي م: " لكاتبه " ولعل الصواب ما أثبت انظر تهذيب ابن عساكر.
(3) بالأصل " الفاس " والمثبت عن م.
(4) بالأصل " الذي يخبرك " والمثبت عن م.
(5) بالأصل وم " أوافيه خربة " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) عن الوافي وبالأصل " وجاء ".
(7) في الوافي: في يوم واحد.
219

الجلادين فأتي بالجلادين فضربه أربع مائة (1) سوط ثم أمر بحبسه فلما كان الغد دعا به
فضربه أربع مائة سوط آخر ثم قطع يده فلما أن كان في اليوم الثالث قطع رجليه فلما أن
كان في اليوم الرابع قطع عنقه وصلبه ثم دعا بذلك الجندي من الحبس فضربه مائة عصاة
وأسقط اسمه وقال أنت ليس فيك خير لنفسك حيث رأيت أعرابيا واحدا ليس معه أحد
ولا غلمان ولا أصحاب استخذيت له وخضعت له حتى فعل بسبالك ما فعل كيف يكون لي
فيك خير إذا احتجت إليك وطرده
قرأت بخط أبي أحمد بن علي بن جعفر الواصلي الحلبي سمعت أبا يعقوب
الأذرعي يقول لما بنى مأجور (2) الفندق الذي في الخواصين بدمشق كتب على بابه مائة
سنة وسنة قال الشيخ فما عاش بعد أن كتب ذلك إلا مائة يوم ويوم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر (3) قال وفيها يعني سنة أربع وستين ومائتين مات أما جور
أمير دمشق
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدثني أبو البركات الفقيه عنه أنا رشأ بن
نظيف المقرئ إجازة أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنا أبو بكر
محمد بن سليمان بن يوسف الربعي حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي حدثنا
أبو الحسن بن قريش أبو علي المحاملي الحراني بدمشق قال أرأيت أما جور الأمير في
النوم فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي قال قلت لماذا فقال بضبطي طريق
المسلمين وطريق الحجاج
805 أمد بن أبد الحضرمي اليماني
أحد المعمرين استقدمه معاوية بن أبي سفيان
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا
أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الكاتب أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد

(1) في الوافي: ألف سوط.
(2) كذا بالأصل وم هنا بدون ألف.
(3) بالأصل " زبير " خطأ، والصواب عن م، وقد تقدم.
220

الحرفي حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد
السجستاني قال قالوا وقال أبو عامر رجل من أهل المدينة عن رجل من أهل البصرة
قال أبو حاتم وحدث به أبو الجنيد الضرير عن أشياخه قال قال معاوية إني لأحب (1)
أن ألقى رجلا قد أتت عليه سن وقد رأى الناس يخبرنا عن ما رأى فقال بعض جلسائه
ذلك رجل بحضرموت فأرسل إليه فأتي به فقال له ما اسمك قال أمد قال ابن
من قال ابن أبد قال ما أتى عليك من السن قال ستون وثلاثمائة قال كذبت
قال (2) ثم أن معاوية تشاغل عنه ثم أقبل عليه فقال ما اسمك قال أمد قال ابن من
قال ابن أبد قال كم أتى عليك من السن قال ثلاثمائة وستون سنة قال فأخبرنا عن
ما رأيت من الأزمان أين زماننا هذا من ذاك قال وكيف تسأل من يكذب قال إني ما
كذبتك ولكني أحببت أن أعلم كيف عقلك قال قال يوم شبيه بيوم وليلة شبيهة
بليلة يموت ميت ويولد مولود فلولا من يموت لم تسعهم الأرض ولولا من يولد لم
يبق أحد على وجه الأرض قال فأخبرني هل رأيت هاشما قال نعم رايته رجلا طوالا
حسن الوجه فقال إن بين عينيه بركة أو غرة بركة قال فهل رأيت أمية قال نعم رأيته
رجلا قصيرا أعمى يقال إن في وجهه لشرا أو شؤما قال فهل رأيت محمدا قال من
محمد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ويحك قال ألا فخمته كما فخمه الله فقلت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فأخبرني ما كانت صناعتك قال كنت رجلا تاجرا قال فما بلغت
تجارتك قال كنت لا أشتري عيبا ولا أرد ربحا قال (3) له معاوية سلني قال أسألك
أن تدخلني الجنة قال ليس ذاك بيدي ولا أقدر عليه قال أسألك أن ترد علي شبابي
قال ليس ذاك بيدي ولا أقدر عليه قال لا أرى بيديك شيئا من أمر الدنيا ولا من أمر
الآخرة قال فردني حيث جئت قال أما هذا فنعم ثم (4) أقبل معاوية على أصحابه
فقال لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون
كذا جاء اسمه والله أعلم هل هو اسمه الذي سمي به أو هو اسم سمى به نفسه عند
طول عمره "

(1) بالأصل " لا أحب " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 31 والمعمرون لأبي حاتم ص 108 وفي م: ان لا
حب.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن " المعمرون " وم.
(3) بالأصل: قاله معاوية والصواب عن م.
(4) الزيادة عن م.
221

ذكر من اسمه امرؤ القيس "
806 امرؤ القيس بن حارثة الكلبي ثم الماذري
أخو الطفيل بن حارثة كان مع الوليد بن يزيد جيش إزاء عسكر يزيد بن الوليد
وولاه إحدى المجنبتين فلم ينصح له لأن أخاه الطفيل كان في عسكر يزيد بن الوليد له
ذكر
807 امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو
ابن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث
ابن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة
أبو يزيد ويقال أبو وهب ويقال أبو الحارث (1)
كان بأعمال دمشق وقد ذكر مواضع من أعمالها في شعره فمن ذلك قوله (2) * قفا نبك من ذكرك حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها * لما نسجتها من جنوب وشمأل *
وكل هذه مواضع معروفة بحوران ونواحيها ومن ذلك قوله في قصيدته التي
أولها (3) * سمالك شوق بعدما كان أقصرا * وحلت سليمى بطن قوفعر عرا *
يقول فيها

(1) وفي بغية الطلب 4 / 1991 وقيل " أبو كبشة " وقيل " أبو عمرو " وفي خزانة الآداب 1 / 330 " يكنى أبا زيد ".
(2) البيتان من معلقته، الأول والثاني، ديوانه ط بيروت ص 29 - 30.
(3) ديوانه ط بيروت ص 91.
222

* ولما (1) بدا حوران والآل دونه * نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا *
ثم قال بعد أبيات منها
* لقد أنكرتني بعل بك وأهلها * ولابن جريج كان (2) في حمص أنكرا *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب بن السكري البزاز إجازة أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري
قراءة عليه أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختلي أنا أبو خليفة
الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن سلام بن عبيد الله بن زياد الجمحي في
كتاب طبقات الشعراء الجاهليين في الطبقة الأولى امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن
عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن
معاوية بن كندة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن (3) المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال قال ابن الكلبي إنما سمي حجر بن عمرو بن معاوية الأكبر بن آكل
المرار لأن امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الأكرمين لما أغار عليه
ابن الهيولة السليحي (4) فأخذها فقال لها كيف ترين الآن حجرا فقالت أراه والله حثيث
الطلب شديد الكلب كأنه بعير آكل مرارا والمرار نبت حار يأكله البعير فيتقلص منه
مشفره وكان حجر أفوه خارج الأسنان فشبهته به فسمي آكل المرار بذلك (5)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو
محمد عبد الله بن زبر حدثنا الحسن بن عليل العنزي حدثنا مسعود بن بشر قال
سمعت الأصمعي يقول امرؤ القيس بن حجر يكنى أبا يزيد وأبا وهب (6)
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبو القاسم غانم (7) بن محمد بن عبيد الله

(1) في الديوان: فلما بدت حوران في الآل دونها.
(2) في الديوان ص 96: ولابن جريح في قرى حمص.
(3) بالأصل " عن " والمثبت عن بغية الطلب.
(4) عن بغية الطلب 4 / 2005 ومختصر ابن منظور 5 / 33 وبالأصل " السلمي ".
(5) الخبر في بغية الطلب 4 / 2005.
(6) بغية الطلب 4 / 2006.
(7) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 320 (203).
223

البرجي عن أبي علي بن شاذان أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني
بردويه حدثني محمد بن (1) الحسن الأعرج عن البرقي عن ابن الكلبي أن قوما أتوا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسألوه عن أشعر الناس فقال ائتوا ابن الفريعة حيعني حسان فأتوه
فقال ذو القروح يعني امرأ القيس فرجعوا فأخبروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال صدق رفيع
في الدنيا خامل في الآخرة شريف في الدنيا وضيع في الآخرة هو قائد الشعراء إلى النار
أو كما قال [* * * *]
وأنا أبو جعفر حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثنا الزبير بن بكار حدثني
محمد بن الحسن المخزومي قال قيل لحسان بن ثابت من أشعر الناس قال أبو أمامة
يعني النابغة الذبياني قيل ثم من قال حسبك بن مناضلا أو منافحا قيل فأين أنت
عن امرئ القيس قال إنما كنت في ذكر الإنس
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي
وأبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النسوي الصوفي قالا أنا أبو محمد عبد الرحمن بن
عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال فحدثني
علي بن بكر حدثنا أحمد بن الخليل أنا أبو زيد بن عبيدة حدثني علي بن الصباح
حدثنا هاشم بن محمد عن (2) فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده
قال قدم قوم من اليمن على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا محمد أحيانا الله ببيتين من شعر
امرئ القيس بن حجر قال وكيف ذلك قال قالوا أقبلنا نريدك فضللنا فبقينا ثلاثا
بغير ماء فاستظللنا بالطلح والسمر فأقبل راكب متلثم بعمامة وتمثل رجل منا
ببيتين (3)
* ولما رأيت أن الشريعة ههنا (4) * وأن البياض من فرائصها دامي

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن بغية الطلب.
(2) بالأصل " بن " والمثبت عن بغية الطلب 4 / 2004 وفيه " هشام " بدل " هاشم ".
(3) البيتان في ديوانه ص 168.
(4) الديوان: همها.
والشريعة: مورد الماء. همها أي هم الحمر، أي طلبها. والفرائص جمع فريصة وهي اللحم بين الكتف
والصدر ترعد عند الخوف.
224

تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الطلح عرمضها طامي (1)
فقال الراكب من يقول هذا الشعر قال امرؤ القيس بن حجر قال فلا والله ما
كذب هذا ضارج عندكم فحبونا على الركب إلى ماء كما ذكر عليه العرمض يفي عليه
الطلح فشربنا رينا وحملنا ما بلغنا الطريق فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ذاك رجل مذكور في الدنيا
شريف فيها منسي في الآخرة خامل فيها يجئ يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار [* * * *]
ويقال إن لبيدا قدم المدينة قبيل إسلامه فقال نفر من قريش لرجل منهم انهض إلى
لبيد فاسأله أن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أشعر الناس فنهض إليه فسأله قال إن شئت
أخبرتك من أعلمهم قال بل أشعرهم قال يا حسان أعلمه فقال حسان الذي يقول
* كأن قلوب الطير رطبا ويابسا * لدى وكرها العناب والحشف البالي (2) *
قال هذا امرؤ القيس فمن الثاني قال يا حسان أعلمه قال الذي يقول
* كأن تشوفه بالضحى * تشرق أزرق ذي مخلب (3)
إذا سل عنه جلال له * يقال سليب ولم يسلب *
قال لبيد وهذا له أيضا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو أدركته لنفعته ثم قال معه
لواء الشعراء يوم القيامة حتى يتدهدى (4) بهم في النار [* * * *]
فقال لبيد ليت هذه المقالة قيلت لي وإنني أدهدى في النار ثم أسلم بعد فحسن
إسلامه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الحسين عبد الغفار بن محمد الفارسي قال
قال أبو سليمان الخطابي في حديث عمر أنه ذكر امرأ القيس (5) فقال خسف لهم عين
الشعر وافتقر عن معان عور أصح بصرا (6) فسره ابن قتيبة في كتابه فقال خسف من

(1) الديوان: الظل بدل الطلح.
وضارج: موضع ببلاد عبس، العرمض: الطحلب.
(2) البيت لامرئ القيس، ديوانه ط بيروت ص 145 الحشف: أردأ التمر.
(3) ليس في ديوانه ط بيروت.
(4) دهديت الحجر فتدهدى إذا دحرجته فتدحرج.
(5) الخبر في الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 52 وبغية الطلب 4 / 2010.
(6) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وبغية الطلب: بصر.
225

الخسيف وهو البير يحفر في حجارة فيستخرج منها ماء كثير وافتقر فتح وهو من
الفقير والفقير فم القناة وقوله عن معان عور يريد أن امرأ القيس من اليمن وليست
لهم فصاحة
قال أبو سليمان هذا لا وجه له ولا موضع لاستعماله فيمن لا فصاحة له وإنما أريد
بالعور ها هنا غموض المعاني فيها من قولك عورت الركية إذا دفنتها (1) وركية عوراء
قال الشاعر
* ومنهل أعور إحدى العينين * بصيرة الأخرى أصم الأذنين (2) *
جعل العين التي تنبع بالماء بصيرة وجعل المندفنة عوراء فالمعاني العور على هذا
هي الباطنة الخفية كقولك هذا كلام معمي أي غامض غير واضح
أراد عمر أنه قد غاص على معان خفية على الناس فكشفها لهم وضرب العور مثلا
لغموضها وجفائها وصحة البصر مثلا في ظهورها وبيانها وذلك كما أجمعت عليه الرواة
من سبقه إلى معان كثيرة لم يحتذ فيها إلى مثال متقدم كابتدائه في القصيدة بالتشبيب
والبكاء في الأطلال والتشبيهات المصيبة والمعاني المقتضبة التي تفرد بها فتبعه
الشعراء وامتثلوا رسمه فيها
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب السكري أنا علي بن عبد العزيز الطاهري قراءة عليه أنا أبو بكر أحمد بن
جعفر أنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام الجمحي أخبرني يونس بن
حبيب أن علماء البصرة كانوا يقدمون امرأ القيس بن حجر وأن أهل الكوفة كانوا يقدمون
الأعشى وأن أهل الحجاز والبادية يقدمون زهيرا والنابغة (3)
قال ابن سلام (4)
وأخبرني أبان بن عثمان البجلي قال مر لبيد بالكوفة في بني نهد فأتبعوه رسولا

(1) في بغية الطلب: دققتها.
(2) الرجز في اللسان (عور) باختلاف ألفاظه.
(3) بغية الطلب 4 / 2009 نقلا عن ابن سلام، وطبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ص 41 (الطبقة
الأولى).
(4) طبقات الشعراء ص 42 وبغية الطلب 4 / 2009.
226

سؤولا فسأله من أشعر الناس قال الملك الضليل فأعادوه إليه قال ثم من قال
الغلام القتيل وقال غير أبان ابن العشرين يعني طرفة قال ثم من قال الشيخ أبو
عقيل يعني نفسه
في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد
عبد الوهاب بن علي السكري إجازة أنا علي بن عبد العزيز قراءة أنا أحمد بن
جعفر أنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام (1) أخبرني شعيب بن صخر عن
هارون بن إبراهيم قال سمعت قائلا يقول للفرزدق من أشعر الناس يا أبا فراس قال
ذو القروح يعني امرأ القيس قال حين يقول قال ماذا قال حين يقول
* وقاهم جدهم ببني أبيهم * وبالأشقين ما كان العقاب (2) *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي عن عبد الوهاب بن علي أنا علي بن
عبد العزيز أنا أحمد بن جعفر حدثنا خليفة قال قال ابن سلام (3) واحتج لامرئ
القيس من يقدمه وليس أنه قال ما لم يقولوا ولكنه سبق العرب إلى أشياء ابتدعها
استحسنتها العرب وابتعته فيها الشعراء منه استيقاف صحبه والبكاء في الديار ورقة
النسيب وقرب المأخذ وتشبيه النساء بالظباء والبيض وتشبيه الخيل بالعقبان
والعصي وقيد الأوابد وأجاد في التشبيه وفصل بين التشبب وبين المعنى وكان أحسن
طبقته تشبيها وأحسن الإسلاميين تشبيها ذو الرمة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو محمد
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري
حدثنا الأصمعي قال سألت بشار الأعمى من أشعر الناس فقال اختلف الناس (4) في
ذلك فأجمع أهل البصرة على امرئ القيس وطرفة بن العبد
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو يعلى بن الفراء أنا القاسم إسماعيل بن

(1) طبقات الشعراء ص 41 والشعر والشعراء ص 41 وبغية الطلب 2009 - 2010.
(2) ديوانه ط بيروت ص 78 وطبقات الشعراء لابن سلام، والشعر والشعراء. يعني ببني أبيهم: ببني كنانة.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر بغية الطلب 4 / 2011.
227

سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد حدثنا أبو علي الحسين (1) بن القاسم بن جعفر
الكوكبي حدثنا الغنوي أنا دماد قال قال أبو عبيدة ذهبت إلى اليمن بجد الشعر وهزله
فجده امرؤ القيس وهزله أبو نواس
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي حدثنا أبو طاهر
عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ (2) حدثنا إسماعيل بن يونس حدثنا
محمد بن الجهم قال (3) سئل الفراء يحيى بن زياد القيسي النحوي عن أشعر العرب
فأبى أن يقول فقيل له إنك لهذا موضع فقل فقال كان زهير بن أبي سلمى واضح
الكلام مكتفية بيوته البيت منها بنفسه كاف وكان جيد المقاطع وكان النابغة جزل
الكلام حسن الابتداء والمقطع تعرف في شعره قدرته على الشعر لم يخالطه ضعف
الحداثة وكان امرؤ القيس شاعرهم الذي علم الناس الشعر والمديح والهجاء بسبقه
إياهم وإنه كان خارجا من حد الشعر يعرفهم وكان لطرفة شئ ليس بالكثير وليس
(4) وليس كما يذهب إليه بعض الناس لحداثته وكان لو متع بسن حتى يكثر معه شعره كان خليقا أن
يبلغ المبالغ وكان الأعشى يضع لسانه من الشعر
حيث شاء وكان الحطيئة نقي الشعر قليل السقط حسن الكلام مستويه وكان لبيد وابن مقبل يجريان مجرى واحدا في خشونة
الكلام وصعوبته وليس ذلك محمود عند أهل الشعر وأهل العربية يشتهونه لكثرة غريبه
وليس يجود الشعر عند أهله حتى يكون صاحبه يقدر على تسهيله وإيضاحه فإذا نزلت عن
هؤلاء فجرير والفرزدق فهما اللذان فتقا الشعر وعلما الناس وكادا يكونان خاتمي
(5) الشعر وكان ذو الرمة مليح الشعر يشبه فيجيد ويحسن ولم يكن هجاء ولا مداحا وليس
الشعر إلا من هجا فوضع أو مدح فرفع كالحطيئة والأعشى فإنهما كانا يرفعان
ويضعان ثم قال الفراء والله الرافع الواضع
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن الفضل المغازلي وأبو القاسم إسماعيل بن

(1) عن بغية الطلب 4 / 2011 وبالأصل " الحسن " وفي م: الحسين.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 21 (8).
(3) الخبر في بغية الطلب 4 / 2011 - 2012.
(4) كذا العبارة بالأصل: " من حد الشعر يعرفهم " وفي ابن العديم: من جيد الشعراء يفوقهم وفي م: من حد
الشعراء يفرقهم.
(5) عن بغية الطلب وبالأصل " وعلم ".
228

علي بن الحسين الحمامي قالا أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم
الوركانية قالت حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حسن المعدل إملاء حدثنا عمر بن
عثمان البري حدثنا جنيد بن حكيم حدثنا محمد بن عباد حدثني هشام بن محمد
الكلبي حدثنا فروة بن سعيد بن عفيف بن (1) عدي كرب عن أبيه عن جد قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرؤ القيس بن حجر قائد الشعراء إلي النار يوم القيامة وهو رجل
مذكور في الدنيا منسي في الآخرة
[* * * *] أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان أنا محمد بن موسى بن حماد حدثنا محمد بن سهل
الأزدي عن هشام بن محمد عن أبيه قال أقبل قوم من اليمن يريدون النبي (صلى الله عليه وسلم) فأضلوا
الطريق وفقدوا الماء فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء فجعل الرجل منهم يستذري بفئ
السمرة أو الطلح آيسا من الحياة حتى خفت كلامهم من العطش فبينما هم كذلك أقبل
راكب وهو ينشد بيتين لامرئ القيس *
ولما رأت أن الشريعة ههنا * وأن البياض من فرائضها دامي
تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامي *
فقال الراكب من يقول هذا قالوا امرؤ القيس فقالوا فابن ضارج (2) قال
هوذا خلفكم فانحرفوا إليه فإذا ماء غدق وإذا عليه العرمض والظل يفئ عليه فشربوا منه
وحملوا حتى بلغوا الماء فأتوا النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبروه وقالوا أحيانا بيتين (3) من شعر
امرئ القيس وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسي في الآخرة
خامل فيها يجئ يوم القيامة معه لواء الشعر إلى النار رواه غيره عن هشام ابن الكلبي
[* * * *] (4) وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5) أنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أحمد بن كامل القاضي نا إبراهيم الحربي نا محمد بن

(1) بالأصل " عن " في الموضعين، خطأ.
(2) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل وم وقد استدرك بيت الشعر وما بعده عن بغية الطلب 4 / 2003.
(3) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل وم والعبارة المستدركة عن بغية الطلب 4 / 2003.
(5) تاريخ بغداد 2 / 373 ترجمة محمد بن عباد بن موسى العكلي.
(6) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم، والزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
229

عباد بن موسى عن هشام بن الكلبي عن فروة (1) بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب
عن أبيه عن جده (2) قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاءه وفد من أهل اليمن فقالوا يا رسول الله
لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس قال وما ذاك قالوا أقبلنا نريدك
حتى إذا كنا بموضع كذا وكذا أخطأنا الماء فمكثنا لا نقدر عليه فانتهينا إلى موضع طلح وشجر
فانطلق كل رجل منا إلى أصل شجرة ليموت في ظلها فبينا نحن في آخر رمق إذا راكب قد
أقبل فلما معتم رآه بعضنا تمثل *
لما رأت أن الشريعة ههنا * وأن البياض من فرائضها دامي
تيممت العين للتي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامي *
فقال الراكب من يقول هذا الشعر فقال يعني بعضنا (2) امرؤ القيس قال
هذه والله ضارج أمامكم وقد رأى ما بنا من الجهد فرجعنا إليها فإذا بيننا وبينها نحو من
خمسين ذراعا فإذا هي كما وصفها امرؤ القيس عليها العرمض يفئ عليها الظل فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا رجل (3) مشهور في الدنيا خال في الآخرة مذكور في الدنيا منسي في
الآخرة يجيئ يوم القيامة ومعه (2) لواء الشعراء يقودهم إلى النار
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى (4) بن علي أنا عبد الله نا إبراهيم بن هاني نا عوف بن المنذر أبو غسان الداودي البصري نا
هشام بن محمد حدثني سعيد بن فروة بن (5) عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده
قال بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا يا رسول الله لقد أحيانا
الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر قال وما ذاك قالوا أقبلنا نريده حتى أنا ضللنا
الماء (6) ببعض الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه يعني الماء فتفرقنا إلى أطول طلح
وشجر ليموت كل رجل منا تحت شجرة فبينما نحن في آخر رمق إذ أقبل راكب معتم
فسمع رجلا منا وهو ينشد بيتين من شعر امرئ القيس فيهما ذكر ضارج فقال من يقول

(1) في تاريخ بغداد " قرن ".
(2) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم، والزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
(3) في تاريخ بغداد: ذاك مشهور.
(4) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم، والزيادة قياسا إلى سند مماثل.
(5) بالأصل " عن " خطأ، وقد مر.
(6) هذه الزيادة وما بعدها في الخبر، مكانها بياض بالأصل وم، وما استدرك عن الروايات السابقة للحديث.
230

هذا الشعر قلنا امرؤ القيس قال صدق والله إن ذاك لضارج أمامكم فنظرنا فإذا بيننا
وبين الماء نحو من خمسين ذراعا فحبونا إليه على الركب فشربنا واستقينا فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا رجل مذكور في الدنيا خامل منسي في الآخرة يجئ يوم القيامة ومعه
لواء الشعراء يقودهم إلى النار
[* * * *]
وفد (1) من اليمن فقالوا يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس
قال حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر
عليه ليموت كل رجمنا في ظل شجرة فبينما نحن بعضنا (2) قال
والراكب يسمع *
لما رأت أن الشريعة همها * وأن البياض من فرائضها دامي
تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامي *
(3) فقال الراكب من يقول هذا الشعر وقد رأى ما بنا من الجهد قال قلنا امرئ
القيس بن حجر قال ما كذب (4) وإن هذا لضارج أو ضارج عندكم فنظرنا فإذا بيننا وبين
الماء نحو من خمسين ذراعا فحبونا إليه على الركب فإذا هو كما قال امرؤ القيس
العرمض يفئ عليه الظل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في
الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة بيده لو الشعراء يقودهم إلى النار
[* * * *]
قال (5) وأنا المعافى (6) قال وحدثنا أحمد بن عيسى (7) بن السكين البلدي
حدثني أبو داود سليمان بن سيف الحراني حدثنا حيان بن (8) هلا أبو عبد الله
البصري جار أبي عاصم حدثنا محمد بن عبد الله بن السائب حدثنا فروة بن عفيف أو

(1) كذا بالأصل وم وثمة سقط في الكلام انظر الروايات السابقة للخبر. وانظر بغية الطلب 4 / 2001.
(2) كذا بياض بالأصل وم تركناه، انظر ما سبق من رواية.
(3) تقدم البيتان مرارا.
(4) بالأصل: قال: ماذا وبياض بالأصل وم مقدار كلمة، ولعل الصواب ما أثبت، انظر بغية الطلب 4 / 2001.
(5) القائل هو أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري، كما يفهم من عبارة بغية الطلب 4 / 2001 في
الخبر المتقدم.
(6) هو القاضي المعافي بن زكريا بن يحيى النهرواني الجريري، انظر الخبر في الجليس الصالح الكافي
1 / 348.
(7) في الجليس الصالح: علي.
(8) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم والزيادة المستدركة عن الجليس الصالح.
231

قال عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال كنت عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتاه قوم من
الأعراب حفاة عراة فقالوا يا رسول الله أنجانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر
قال وكيف ذاك قال يا رسول الله أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أضللنا ثلاثا لا
نقدر عليه فبينما نحن كذلك عمد كل رجل منا إلى ظل شجرة أو سمرة يموت تحتها فإذا
راكب على بعير له يوضع فلما رآه بعضنا قال والراكب يسمع *
لما رأت أن الشريعة همها * وأن البياض من فرائضها دامي
تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامي *
قال فقال الراكب يا عبد الله من يقول هذا الشعر قال امرؤ القيس بن حجر
قال والله ما كذب وان عنده الآن لضارجا عليه العرمض (1) يفئ عليه الظل قال فنظرنا
فإذا ليس (2) بيننا وبينه إلا قدر عشرين ذراعا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ذاك رجل مذكور في
الدنيا منسي في الآخرة بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار (3)
[* * * *]
وقال القاضي أبو الفرج قوله في هذا الشعر وإن البياض من فرائضها جمع مريضة
وهو الموضع الذي يترعد (4) بن الدابة قال النابغة الذبياني *
شك الفريصة بالمدرى فأنفذها * شك المبيطر إذ يشفى من العضد *
ومن هاهنا أخذ قولهم فلان ترعد فرائصه إذا وصف بشدة الخوف ومن ذاك الخبر
المروي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى بأصحابه ورأى رجلين ترعد فرائصهما
وأما قوله تيممت العين فمعناه قصدت وتعمدت يقال يممت كذا وكذا إذ
قصدته ومن ذلك قول الله عز وجل " فتيمموا صعيدا طيبا " النساء 43 يعني اقصدوا
وذكر أنها في قراءة عبد الله بن مسعود
فأقول والمعنى واحد
(5) أممت وتيممت مثل عمدت وتعمدت ويقال أممت قال الله تعالى " ولا آمين "

(1) بياض بالأصل وم والمستدرك عن الجليس الصالح.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن الجليس الصالح.
(3) بياض بالأصل وم والمستدرك عن الجليس الصالح.
(4) بياض بالأصل وم، والزيادة عن الجليس الصالح 1 / 351.
(5) هذه الفقرة ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل واستدرك عن الجليس الصالح 1 / 352 وهي مضطربة
جدا في م.
232

البيت الحرام " (1) يعني قاصدين وعامدين قال عز ذكره " ولا تيمموا الخبيث منه
تنفقون " (2) وقرأ مسلم بن جندب ولا تيموا أي توجهوا ومن هذا الباب قول الشاعر *
إني كذاك إذا ما ساءني بلد * يممت صدر بعيري غيره بلدا
ويروى أممت قال الأعشى
(تيممت قيسا وكم دونه * من الأرض من مهمة ذي شزن
* وقال آخر *
تيممت همدان الذين هم هم * إذا ناب خطب جنتني وسهامي *
وقال خفاف بن ندبة *
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها * فعمدا على عيني تيممت مالكا * (3)
ومن هذا قولهم أمر أمم أي قصد قال الأعشى *
أتانا عن بني الأحر * قول لم يكن أمما *
(4) وقال ابن قيس الرقيات *
كوفية نازح محلتها * لا أمم دارها ولا صقب
* الأمم القصد والصقب القرب ومنه الجار حتى بصقبه وقال الشاعر *
ولو نار ليلى بالعذيب بدت لنا * لحنت إليها (6) دار من لم نصاقب *
وقال الأعشى * فما أنس لأشياء لا أنس قولها * لعل النوى بعد التفرق تصقب *
(7) وهذا باب يكثر ويتسع جدا وفيما ذكرنا منه ها هنا بل في بعض كفاية

(1) سورة المائدة الآية: 2.
(2) سورة البقرة الآية: 267.
(3) الأبيات ما بيت معكوفتين بياض بالأصل، والمستدرك عن الجليس الصالح 1 / 352 - 353. وم.
(4) ديوانه ط بيروت ص 193 ويني ببني الأحرار: الفرس.
(5) حديث كما في اللسان صقب.
(6) عن اللسان " صقب " للوزن، وفي الجليس الصالح: لحبت إلينا وفي م: " لحنت إلينا ".
(7) ديوانه ط بيروت ص 11 والجليس الصالح 1 / 354.
233

ومعنى قوله يفئ على الظل معنى يفئ يرجع فقال يقال فاء الظل أي رجع
قبل الزوال قالا ولا يقال له حينئذ فئ (1) وإنما يقال له فئ بعد الزوال لرجوعه
وكلا الوجهين ظل قال حميد بن ثور الهلالي * (2)
فما الظل من برد الضحى تستطيعه * ولا الفئ من برد العشي تذوق *
ومن هذا سمي ما رد الله على المؤمنين من مال المشركين فيئا وقال الله تعالى " وما
أفاء الله على رسوله منهم " وقال " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى (4) " وقال ت
قدس اسمه " فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله " (5) وقال " فإن فاؤوا " (6) أي
رجعوا إلى غيشان من آلو من نسائهم
وهذا الباب أيضا واسع بين
وقول امرئ القيس عرمضها طامي العرمض الطحلب الذي يكون في الماء
يقال له عرمض وعلفق وثور وقوله طام عين أنه عال يقال طمى الوادي إذا امتلأ وعلا
ماؤه وقال الأعشى * (7) فاجعل الجد الظنون الذي * جنب صوب العجب الماطر * * (8) مثل الفرات إذا ما طمى * يقذف بالبوصي والماهر (9) *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمر
وعبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي حدثنا أحمد بن علي
المدائني حدثنا محمد بن عمرو بن نافع حدثنا عبد الغفار بن داود الخريبي حدثنا
عبد الرزاق بن عمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) عن الجليس الصالح 1 / 354.
(2) البيت في ديوانه ص 40 واللسان: فيأ.
(3) سورة الحشر الآية: 6.
(4) سورة الحشر الآية: 7.
(5) سورة الحجرات الآية: 9.
(7) سورة البقرة الآية: 226.
(7) ديوانه ط بيروت ص 93.
(8) الديوان: اللجب الزاخر.
(9) البوصي: الملاح، والماهر: السابح.
234

امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار [* * * *]
هذا حديث غريب والمحفوظ حديث أبي الجهم
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل (1) أنا علي بن الحسن بن طاوس
العاقولي أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع (2) نا يحيى بن
أكثم نا عبد الله بن هارون (3) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرؤ القيس سائق الشعراء إلى
النار كذا روي عن المأمون [* * * *]
وروي هشيم بلفظ أخبرناه أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكرماني أنا أبو
مسلم محمد بن علي بن محمد الحسين بن مهرابزد النحوي قال أخبرنا أبو بكر (4)
بن المقرئ حدثنا أبو عروبة (5) الحسين بن محمد بن مودود (6) الحراني حدثني
محمد بن يحيى (7) بن كثير حدثنا الخضر بن محمد بن شجاع حدثنا هشيم عن أبي
الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) امرؤ القيس
قاد (8) الشعراء إلى النار لأنه أول من أحكم قوافيها [* * * *]
أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسن بن الحسين الموازيني أنا أبو الهيثم بن أبي
نصر أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي أنا أبو يعلى أحمد بن علي الشعبي
الموصلي حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشيم
قال وأنا الميانجي قال ونا أبو بكار الفابلائي في قطيعة عيسى حدثنا
محمد بن حميد حدثنا هشيم عن أبي الجهم الواسطي عن الزهري (9) عن أبي سلمة

(1) بياض بالأصل والزيادة المستدركة عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد الله بن جابر - عبد الله بن
زيد ص 695).
(2) بياض بالأصل وم وما بين معكوفتين زيادة مستدركة، انظر ترجمة أبي القاسم بن بشران في سير الأعلام
17 / 450 وترجمة أبي الحسين عبد الباقي بن قانع في السير 15 / 526.
(3) يعني المأمون الخليفة العباسي.
(4) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم والزيادة مستدرك ء عن بغية الطلب 4 / 2000.
(5) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م.
(6) بالأصل " مردود " والصواب عن م.
(7) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 605.
(8) في بغية الطلب: قائد.
(9) بالأصل: " عن أبي هريرة " خطأ والصواب عن م وانظر بغية الطلب 4 / 1999.
235

عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار
قال القاضي يوسف بن القاسم الحديث حديث يحيى بن معين ولا معنى لرواية محمد بن
حميد فإنه وهم منه والله أعلم [* * * *]
أخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان نا
محمد بن عبد الله بن يوسف الدويري (1) نا بشر بن الحكم أنا هشيم [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هشيم
وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس وأبو القاسم زاهر بن طاهر
قالا أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو (2) بن حمدان أنا أبو يعلى نا يحيى يعني
ابن معين حدثنا هشيم
وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو منصور ومحمد بن
زكريا بن الحسن الأديب وأبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد وأبو بكر محمد بن
أحمد بن علي السمسار وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان
وأخبرنا أبوا غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الجرجاني بمنى انا أبو بكر
السمسار وأبو إسحاق الطيان قالوا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد قوله
أنا أبو محمد الحسن بن الربيع الأنماطي [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو محمد بن طاوس وأبو نصر
يحيى بن علي بن محمد بن الأخضر الأنباري البزاز وأبو الفضل محمد بن ناصر وأبو
علي بن الحسين بن محمد وأبو البركات أحمد بن علي بن الأبرادي وأبو الفضل نصر
الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدسكري ببغداد قالوا أنا أبو الحسن
علي بن محمد بن محمد الأنباري [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن نصر بن أحمد وأبو القاسم محمود بن الفضل بن

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى دويرة، قرية على فرسخين من نيسابور.
(2) بالأصل " أبو عمر " خطأ والصواب مل أثبت، انظر ترجمته في الأنساب (الحيري).
236

أبي نصر وأبو محمد محمود بن أحمد الصيرفي وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان
وأبو سعيد بندار (1) بن محمد بن علي وأبو همام عبد الله بن أحمد الدلال قراءة [* * * *]
وحدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء وقراءة قالوا أنا أبو
محمد التميمي قالا حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا
أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار [* * * *]
وأخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنا أبو بكر أحمد بن
الفضل بن محمد الباطرقاني أنا (2) أحمد بن علي بن أحمد بن عمران الشيباني [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النفور أنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح بن جندي [* * * *]
وأخبرنا أبو المعالي تغلب بن جعفر السراج أنا الحسين بن محمد الحنائي
أنا أبو يوسف بن يعقوب بن أحمد الجصاص الدعاء قالوا أنا حميد بن الربيع أنا (3) محمد بن
عبد الله بن محمد الصرام أنا أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي أنا أبو بكر أحمد بن
عبد الرحمن بن الجارود الرقي أنا الحسين بن عرفة أنا هشيم أنا أبو الجهم وفي
حديث تميم عن أبي الجهم الواسطي وفي حديث الشيباني والجصاص عن أبي
الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرؤ
القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار وفي حديث بشر بن الحكم وحديث ابن الجندي
عن أبي روق ((قائد الشعراء إلي النار)) [* * * *]
وأبو الجهم الإيادي لا يعرف له اسم
وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثنا أحمد بن محمد بن حرب أبو الحسن الملحمي (5)

(1) بياض بالأصل وم.
(2) زيادة لازمة عن م وفيها: إملاء - نا.
(3) بياض بالأصل وم مقدار سطر.
(4) الكامل لابن عدي 1 / 201 ترجمة الملحمي.
(5) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى الملحم وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما. وبالأصل
" المحلمي " خطأ وفي م: المحلي.
237

حدثنا أبو داود لمروزي نا الأصمعي عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار قال ابن
عد هذا الحديث بهذا الإسناد (1) باطل [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن نصر بن أحمد بن سلم وأبو القاسم محمود بن
الفضل بن أبي نصر وأبو محمد محمود بن أحمد بن أبي الحسن الصيرفي وأبو عمر
عثمان بن أحمد بن عثمان وأبو سعيد بندار بن محمد بن علي وأبو همام عبد الله بن
أحمد الدلال قراءة ح
وحدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد إملاء قالوا أنا أبو محمد رزق اله بن
عبد الوهاب التميمي [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو نصر يحيى بن علي بن محمد بن محمد وأبو الفضل محمد بن
محمد وأبو الفضل محمد بن علي بن ناصر وأبو محمد بن طاوس المقرئ وأبو
عبد الله البلخي وأبو البركات أحمد بن علي بن
الإبرادي وأبو الفضل نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدسكري قالوا
انا أبو الحسن علي بن محمد بن الأنباري قالا أنا أبو عمر (2)
عبد الواحد بن محمد
قال (3) حدثنا أبو عبد الله الخصيب الدوري (4) حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم
الأودي (5) أنا أو هفان (6) الشاعر حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد (7) عن (8)
أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال امرؤ القيس بن حجر قائد لواء الشعراء إلى النار يوم
القيامة [* * * *]

(1) الزيادة عن ابن عدي.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن بغية الطلب 4 / 1998 وانظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 221 وفي م:
أنا عبد الواحد.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمة والمثبت عن بغية الطلب.
(4) في بغية الطلب: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد.
(5) بغية الطلب: الأزدي.
(6) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن بغية الطلب 4 / 1998 وفي م: هدان.
(7) يعني ابن سيرين.
(8) بالأصل " بن " خطأ والصواب عن م.
238

أخبرنا أبو النجم (1) بدر بن عبد الله حدثنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن
أحمد بن رزق أنا مكرم بن أحمد القاضي حدثنا جنيد بن حكيم بن جنيد الدقاق نا أبو
هفان الشاعر نا الأصمعي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار أبو هفان اسمه عبد الله بن أحمد بن
حرب المهزمي الشاعر [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر (2) حدثنا
أحمد بن منصور أبو العباس اليشكري حدثنا ابن دريد حدثنا أبو عمر السكن بن سعيد
عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي قال لما أقبل امرؤ القيس بن حجر يريد بني أسد ثائرا
بأبيه وكان مرثد بن علس بن ذي جدن ملك جهينة قد أمده بخمسمائة رجل من حمير رماة
فسار حتى مر بتبالة (3) وبها ذو الخلصة وكانت العرب كلها تعظمه فدخل امرؤ القيس
عليه وعنده قداح ثلاثة الآمر والناهي والمتربص يستقسم في قتال بني أسد فخرج
الناهي فأعاد فخرج الناهي فكسر الأقداح وضرب به وجه ذي الخلصة وقال عضضت
بأير أبيك لو كان أبوك المقتول لما عرفتني (4) ثم أغار على بني أسد قتلهم قتلا ذريعا
فلم يستقم عند ذي الخلصة حتى جاء الله بالإسلام
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين بن بشران أنا
الحسن بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو عدنان البصري حدثني
الصامت بن المحبل اليشكري سنة إحدى وتسعين ومائة وأخبرنيه أبو عبيدة عن أبي
عمرو بن العلاء (5) قال أقبل امرؤ القيس حتى لقي الحارث التوأم اليشكري وكان
الحارث يكنى أبا شريح فقال امرؤ القيس
* أحار تري بريقا لم يغمض (6)

(1) بالأصل " أبو الجهم " خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 621.
(3) تبالة موضع ببلاد اليمن، بينها وبين مكة 52 فرسخا (معجم البلدان).
(4) كذا وفي المختصر: عوقتني.
(5) بالأصل " أبي عبيدة " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 38.
(6) في الديوان ط بيروت ص 107:
أحار ترى بريقا هب وهنا؟
239

فقال الحارث
* كنا مجوس تستعر استعارا
فقال امرؤ القيس (1)
* أرقت له وأنام أبو شريح
فقال الحارث * إذا ما قلت قد هدأ استطارا
فقال امرؤ القيس
* كأن (2) حنينه والذعر فيه
فقال الحارث
* عشار وله لاقت عشارا (3)
فقال امرؤ القيس
* فلم يترك ببطن (4) الجو ظبيا
فقال الحارث
* فلم يترك بعرصتها (5) حمارا
فقال امرؤ القيس
* فلما إذ (6) علا بقفا أضاح
فقال الحارث
* وعت أعجاز ريقه فحارا

(1) الزيادة للإيضاح عن الديوان.
(2) الديوان: كأن هزيزه بوراء غيب.
(3) العشار: النوق ينتج بعضها، وبعضها ينتظر نتاجه.
(4) الديوان: بذات السر.
(5) الديوان: بجهلتها.
(6) الديوان:
فلما أن دنا لقفا أضاح
240

فقال امرؤ القيس لا بغيت أحدا بعدك بالشعر
أخبرنا أبو الحسن بن الفراء وأبو غالب (1) وأبو عبد الله ابنا الحسن (2) قالوا
أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا
الزبير بن بكار قال وقال امرؤ القيس بن حجر (3) * ولقد رحلت العيس ثم زجرتها * وهنا وقلت عليك خير معد (4)
فعليك سعد بن الضباب فأسرعي * سيرا إلى سعد عليك بسعد
قوم تفرد من إياد بيته * بين النبيت الأكرمين وسرد *
قال وأخبرني عمي عن جدي عبد الله بن مصعب وعن الضحاك بن عثمان
ومحمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه وعمر بن أبي بكر المؤملي (5) عن أبي عبيدة بن
عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر أن امرأ القيس بن حجر قال (6)
* ألم تريا وريب الدهر هن * بتفريق المعاشر والسوام
صبرنا على عشيرتنا فباتوا * كما صبرت خزيمة كن جذام *
إلا أن المؤملي قال بتفريق العشائر يعني أن جذاما بن عمرو بن أسدة بن خزيمة بن
مدركة فانتسب جذام بعد في اليمن فقالوا جذام بن عدي بن الحارث بن أدد بن زيد بن
يشجب بن عريب بن مالك بن زيد بن كهلان واسم جذام عامر
قال وأنشدني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب بن
الضحاك بن عثمان الحزامي وأنشدنيه محمد بن الضحاك عن عثمان الحزامي عن أبيه
لامرئ القيس بن حجر (7)
أبعد الحارث الخير (8) ابن عمرو * له ملك العراق إلى عمان

(1) بالأصل " غلاب " خطأ. والصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 19 / 603.
(2) بالأصل " أنبأنا الحسين " خطأ والصواب ما أثبت.
(3) ديوانه ط بيروت ص 89.
(4) العيس: النياق التي يميل لونها إلى الحمرة، والوهن: الليل.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت.
(6) البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت.
(7) الأبيات في ديوانه ي بيروت ص 176.
(8) الديوان: الملك.
241

مجاورة بني سمجا (1) بن حزم * هوانا ما أتيح من الهوان
وينجيها بنو شعجا (1) بن حزم * معيزهم حنانك ذا الحنان *
قالا قال امرؤ القيس وهو مجاور في وطي
في نسخة ما أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي أنا عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب إجازة أنا علي بن عبد العزيز قراءة أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد
أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام قال
واستحسن الناس بن تشيبه امرئ القيس (3)
* كأن قلوب الطير ويابسا * لدى وكرها العناب والحشف البالي *
وقوله (4)
* نظرت إليها والنجوم كأنها * قناديل (5) رهبان تشب لقفالي *
وقوله يصف فرسا
* عظيم طويل مطمئن كأنه * بأسفل ذي ماوان سرحه مرقب
له أيطلا ظبي وساقا نعامة * وصهوة عير قائم فوق مرحب
له جؤجؤ رحب كأن لجامه * يعالي به في رأس جذع مشذب (6)
وعينان كالماويتين ومحجرا * في سند مثل الزناح المصنب
إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه * يقول هزيز الريح مرت بأثأب
كأن دماء الهاديات بنحره * عصارة حناء بشيب مخضب (6) *
وذكر ابن سلام أبياتا غير هذه
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو القاسم عبد الرحمن وأبو عمرو عبد الوهاب
أنا محمد بن إسحاق بن مندة وأبو منصور بن شكرويه قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن

(1) الديوان: شمجى بن جرم.
(2) عن الديوان بالأصل: معبرهم.
(3) ديوانه ص 145 وبغية الطلب 4 / 2014.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وزيادتها لازة عن م والبيت في ديوانه ص 141.
(5) في الديوان: مصابيح.
(6) بياض بالأصل وما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب 4 / 2015 وانظر ديوانه ص 64 و 73.
والأبيات موجودة في م وفيها بياض في الصدر أو في العجز.
242

محمد بن خرشيد قوله أنا أبو بكر النيسابوري الربيع قال قال الشافعي قال امرؤ
القيس (1)
* ألا زعمت بسباسة اليوم أنني * كبرت وأن لا يحسن الشر (2) أمثالي
كذبت لقد أصبي على المرء عرسه * وأمنع عرسي أن يزن بها الخالي *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان قال وأنشد لا مرئ القيس
* فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة * كفاني ولم أطلب قليل من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثل * وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي (3) *
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله
الشيحي أنا أبو بكر أحمد بن علي سمعت أبا القاسم عبد الرحمن المطرف (5)
الأنباري يقول سمعت أبا القاسم بن أبي حية يقول سمعت خالد بن يزيد الكاتب (6)
يقول بينا أنا مار بباب الطاق وإذا براكب خلفي على بغلة فلما لحقني نخسي بسوطه
فقال أنت القائل يا خويلد
* وليل المحب بلا آخر
قلت نعم قال الله أبرك (8) وصف امرؤ القيس الليل الطويل في ثلاثة أبيات
ووصفه النابغة في ثلاثة أبيات ووصفه بشار بن برد في ثلاثة أبيات وبرزت عليهم بشطر
كلمة فلله أبوك قلت وبم وصفه امرؤ القيس فقال بقوله (9)
* وليل كموج البحر أرخى سدوله * علي بأنواع الهموم ليبتلي

(1) ديوانه ص 140.
(2) الديوان: اللهو.
(3) ديوانه ص 145 والخبر والبيتان في بغية الطلب 4 / 2014.
(4) تاريخ بغداد 8 / 311 في ترجمة خالد بن يزيد الكاتب: الخبر والشعر.
(5) تاريخ بغداد: المظفر.
(6) عن تاريخ بغداد وبالأصل " الكلبي ".
(7) محلة كبيرة ببغداد، بالجانب الشرقي (معجم البلدان).
(8) تاريخ بغداد: لله أبوك.
(9) ديوانه ص 48 وتاريخ بغداد.
243

فقلت له لما تمطى بجوزه (1) * وأردف أعجازا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي * بصبح وما الإصباح فيك (2) بأمثل *
قلت وبم وصفه النابغة فقال بقوله (3) * كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب
وصدر أراح الليل عازب همه * تضاعف فيه الهم من كل جانب * * تقاعس حتى قلت ليس بمنقض * وليس الذي يهدي النجوم بآيب *
قلت له بم وصفه بشار فقال بقوله (4) * خليلي ما بال الدجى لا تزحزح * وما بال ضوء الصبح لا يتوضح
أظن الدجى طالت وما طالت الدجى ولكن أطال الليل سقم مبرح *
أضل النهار المستنير طريقه * أم الدهر ليل ليس فيه مبرح *
قلت يا مولاي هل لك في شعر قلته لم أسبق إليه قال نعم فقلت * (5) كلما اشتد خضوعي * لجوى بين ضلوعي * *
ركضت في حلبتي خد * ي خيل من دموعي *
قال فثنى رجله عن نعليه (6) وقال هاكها فاركبها فأنت أحق بها مني فلما مضى
سألت عنه فقيل هو أبو تمام (7) حبيب بن أوس الطائي
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيدي المحتاجي الخطيب وأبو محمد
مسعود ويسمى أيضا هبة الله بن سعد بن أسعد الميهنيان بها قالا أنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الفارسي أنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن

(1) تاريخ بغداد: بصلبه.
(2) الديوان وتاريخ بغداد: منك.
(3) ديوانه ط بيروت ص 9 وتاريخ بغداد.
(4) ديوانه ص 104 وتاريخ بغداد.
(5) البيتان في تاريخ بغداد 8 / 312.
(6) تاريخ بغداد: بغلته.
(7) سقطت من الأصل وم والزيادة عن تاريخ بغداد.
244

الفرا بالمسجد الأقصى أنا أبو الحسن بن جهضم قال وقال امرؤ القيس بن حجر
الكندي * (1)
إذا قلت هذا صاحب قد رضيته * وقرت به العينان بدلت آخرا
وذلك أني لم أثق بصاحب * (2) من الناس إلا خانني وتغيرا *
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل حدثنا
أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن صالح حدثنا الزيادي قال لما أحتضر امرؤ القيس
بأنقرة نظر إلى قبر فسأل عنه فقالوا قبر امرأة غريبة فقال * (3)
أجارتنا إن المزار قريب * وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان ها هنا * وكل غريب للغريب نسيب *
قال وعسيب جبل كان القبر في سنده
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي
الأهوازي حدثنا أبو الحسن مكي بن (4) محمد بن الغمري أنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن هارون البردعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن وديع القاضي بطبرية حدثنا
إبراهيم بن محمد الأهوازي حدثنا الفضل بن جعفر حدثني محمد بن بكر بن زكريا
عن شيخ من بني هاشم يكنى أبا جعفر (5) قال وجد على قبر امرئ القيس مكتوبا *
أجارتنا إن الخطوب تنوب * وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبا هاهنا * وكل غريب للغريب نسيب *

(1) ديوانه ص 97.
(2) كذا، وروايته في الديوان:
كذلك جدي ما أصاحب صاحبا * من الناس إلا خانني وتغيرا
(3) ديوانه ص 79 وبغية الطلب 4 / 2020.
(4) الزيادة عن بغية الطلب 4 / 2021.
(5) الخبر والبيتان في بغية الطلب 4 / 2021، وفي مختصر ابن منظور 5 / 41 وجدا على قبر أبي نواس.
245

808 امرؤ القيس بن عابس بن المندر بن امرئ القيس
ابن عمر بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع
ابن معاوية بن كندة وهو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة
ابن أدد بن يزيد بن يشجب بن غريب بن كهلان
ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الكندي
(1) وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلم ورجع إلى بلاد قومه وثبت على إسلامه فلم يرتد مع من
ارتد من كندة ثم خرج إلى الشام مجاهدا وشهد اليرموك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر وأبو القاسم تمام بن محمد وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن
القطان وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالوا أنا أبو
القاسم بن أبي العقب حدثنا أبو زرعة حدثني سعيد يعني أبن كثير بن عفير حدثني
محمد بن مسروق الكندي حدثني جرير بن حازم عن عدي بن عدي عن أبيه قال جرير
وحدثني رجاء بن حياة عن عدي بن عدي عن العرس بن عميرة الكندي قال
اختصم امرؤ القيس بن عابس الكندي ورجل من حضرموت فسأل الحضرمي البينة فلم
يكن عنده بينة فقضى على امرئ القيس باليمين فقال له الحضرمي يا رسول الله قضيت
عليه ذهبت أرضي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حلف على يمين ليقتطع بها حق امرئ مسلم
لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان فقال امرئ القيس ما لمن ترك ذلك يا رسول الله قال
الحنة قال فأشهد أن الأرض أرضه (2) [* * * *]
فلما ارتدت كندة ثبت على الإسلام فلم يرتد
قال محمد وكان امرؤ القيس بن عابس نازلا بيسان (3) من الشام فلما وقع طاعون
عمواس أسرع في كندة فقال امرؤ القيس *
حرق مثل الهلال (4) وبيضا * لعوب بالجزع من عمواس
قد لقوا الله غير باغ عليهم * فأحلوا بغير دار أساس

(1) الاستيعاب 1 / 105 على هامش الإصابة، الإصابة 1 / 63 أسد الغابة 1 / 137 الوافي بالوفيات 9 / 381.
(2) الحديث في الاستيعاب والإصابة وأسد الغابة.
(3) بيسان مدينة بالأردن بالغور وهي بين حوران وفلسطين (معجم البلدان).
(4) في الوافي 9 / 381 رب خود مثل الهلال.
246

وصبرنا حقا كما وعد الله * وكنا في الصبر قوما تأسي *
كذا رواه محمد بن مسروق وقد قلب إسناده ووهم فيه إنما رواه عدي عن
رجاء والعرس بن عميرة وهو عدي بن عميرة ومنهم من نقص عديا من إسناده فأما حديث
من ذكر عديا فيه
فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن جرير بن حازم
حدثنا عدي بن عدي اخبرني رجاء بن حياة والعرس بن عميرة عن أبيه عدي قال
خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجلا من حضرموت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في أرض فقضى على الحضرمي بالبينة فلم تكن له بينة فقضى على امرئ القيس باليمين
فقال الحضرمي أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت والله أو رب الكعبة أرضي
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي الله وهو عليه
غضبان قال رجاء وتلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا
قليلا " فقال امرؤ القيس ماذا لمن تركها يا رسول الله قال الجنة قال فأشهد أني
قد تركتها له كلها [* * * *]
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن مندة أنا محمد بن محمد الخياش نا مالك بن يحيى [* * * *]
قال وأنا ابن مندة أنا إسماعيل بن محمد البغدادي وأحمد بن محمد بن زياد
قالا حدثنا يزيد بن هارون حدثنا جرير بن حازم قال سمعت عدي بن عدي يحدث
عن رجاء بن حياة والعرس بن عميرة أنهما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة قال كان بين
امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة فارتفعا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال للحضرمي
بينتك وإلا فيمينه فقال يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من حلف على يمين كاذبة يقتطع (3) بها حق أخيه لقي الله وهو عليه غضبان فقال امرؤ

(1) مسند الإمام أحمد 4 / 191 - 192.
(2) سورة آل عمران الآية: 77.
(3) بالأصل " ينقطع ".
247

القيس يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنه محق قال الجنة قال فإني أشهدك
أني قد تركتها [* * * *]
قال جرير وكنت مع أيوب السختياني حين سمعنا هذا الحديث (1) من عدي بن
عدي قال فقال أيوب في حديث العرس فنزلت في هذه الآية " إن الذين يشترون بعهد
الله وأيمانهم ثمنا قليلا " الآية قال جرير ولم أحفظه منه
وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور أنا
عيسى بن
علي الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني هارون بن عبد الله حدثنا وهب بن
جرير حدثنا أبي قال سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حياة والعرس بن
عميرة عن جدي قال عديا قال اختصم امرؤ القيس ورجل من حضرموت إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) في أرض فذكر الحديث قوله عن جدي وهم وإنما عن عدي يعني ابن عميرة
والد عدي بن عدي وأما حديث من نقص عديا من إسناده
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد حدثنا شيبان حدثنا جرير بن (2) حازم قال سمعت
عدي بن عدي يقول حدثنا رجاء بن حياة وعرس بن عميرة ان رجلا من حضرموت
يسمى (3) امرؤ القيس بن عابس كان بينه وبين آخر خصومه في أرض له فأتوا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحضرمي البينة فلم يكن له بينة فقضى على امرئ
القيس باليمين فقال الحضرمي يا رسول الله أمكنته من اليمين ذهبت والله أرضي فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها يعني مال امرئ مسلم لقي الله
يوم القيامة وهو عليه غضبان قال فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأ القيس فتلا عليه هذه الآية " إن
الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " إلى آخر الآية قال امرؤ القيس ماذا لمن
تركها قال الجنة قال فإني أشهدك أني قد تركتها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر

(1) العبارة مضطربة بالأصل: " سمعنا هذا الحديث من فقال عدي أيوب بن عدي قال في حديث " كذا، ولعل
الصواب ما أثبتناه.
(2) زيادة لازمة عن م.
(3) سقطت من الأصل، فاضطرب المعنى، ولعل الصواب ما زدناه وفي م: " من حضرموت " بدون ويسمى.
248

المخلص أنا أبو بكر بن يوسف بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن
عمر قال وكان امرؤ القيس على كردوس يعني يوم اليرموك (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال (2) في الطبقة
الرابعة امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر بن معاوية بن الحارث
الأكبر وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم وكان فيمن ثبت على الإسلام ولم يرتد وكان امرؤ
القيس بن عابس شاعرا وقال للأشعث بن قيس أنشدك الله يا أشعث (3) ووفادتك على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإسلامك أن تنقضه اليوم والله ليقومن بهذا الأمر من بعده ثم نقل من
خالفه فإياك إياك ابق على نفسك فإنك إن تقدمت تقدم الناس معك وإن تأخرت افترقوا
واختلفوا فأبى الأشعث وقال قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد فقال امرؤ
القيس سترى وأخرى لا يدعك عامل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ترجع إلى الكفر يعني زياد بن لبيد فيما
قدم بالأشعث على أبي بكر قال له ألست الذي تقول قد رجعت العرب إلى ما كانت تعبد
وتكلمت بما تكلمت فرد عليك من هو خير منك يعني امرأ القيس بن عابس فقال لك
لا يدعك (4) عامله ترجع إلى الكفر
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي أنا
أبو بكر الحافظ حدثني العلاء بن أبي المغيرة بن حزم الأندلسي قال قرأت في كتاب
عبد السلام بن الحسين البصري عن أبي علي (5) الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي
قال (6) امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو (7) بن
معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي جاهلي وأدرك الإسلام ووفد إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يرتد في أيام أبي بكر وأقام على الإسلام وكان له غناء (8) في الردة وهو
القائل *

(1) تاريخ الطبري 3 / 396 حوادث سنة 13.
(2) ليس في القسم المطبوع من طبقات ابن سعد.
(3) بالأصل في الموضعين " أشعب " بالباء، والصواب ما أثبت.
(4) بالأصل " بعدك " والصواب ما أثبت.
(5) كذا، وهو أبو القاسم، راجع ترجمته في معجم الأدباء 8 / 75.
(6) انظر المؤتلف والمختلف ص 9 - 10 الخبر والأبيات.
(7) عن المؤتلف للآمدي وبالأصل " عمر ".
(8) الآمدي: عناء.
249

ألا أبلغ أبا بكر رسولا * وخص بها جميع المسلمينا
فلست مجاورا أبدا (1) قبيلا * بما قال الرسول مكذبينا *
دعوت عشيرتي للسلم حتى * رأيتهم أغاروا مفسدينا
فلست مبدلا بالله ربا * ولا متبدلا بالسلم دينا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد قال امرؤ القيس بن عابس قال أبو القاسم في
كتاب محمد بن إسماعيل البخاري في تسمية من (2) روى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرؤ
القيس بن عابس سكن الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم) حديثا ولم يذكر الحديث
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر بن معاوية بن
الحارث الأكبر وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان فيمن ثبت على الإسلام ولم يرتد وكان شاعرا
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما عباس بباء
معجمة بواحدة وسين مهملة امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن (4) السمط بن امرئ
القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي أسلم
وخاصم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص حدثنا أبو بكر بن سيف حدثنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم
حدثنا سيف بن عمر قال ولما نزلت كندة بالرياض ومرض امرؤ القيس بن عابس وخاف
أن يموت قبل أن يتخذ الحمى بكندة فقال امرؤ القيس في ذلك *
ألا ليت شعري هل أرى الورد مرة * مطالب سربا موكلا بعرار
أمام رعيل أم روضة منضح * يغادر سريا رعيل صبار
وهل أشربن كأسا بلذة شارب * مشعشة أو من صرع عقار

(1) عن الآمدي وبالأصل مجاوزا.
(2) زيادة لازمة.
(3) الاكمال لابن ماكولا 6 / 16 و 17.
(4) زيادة عن الكمال.
250

إذا ما جرت في العظم خلت دبيبها * دبيب بنات النحل وهي سواري *
وروضة منضح لبني وليعة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن
إسحاق قال وقال امرؤ القيس الكندي *
دعوت عشيرتي للسلم لما * رأيتهم تولوا مدبرينا
فقلت لهم أنيبوا يا لقومي * إلى ما قد أناب المسلمونا
فقد ولوا أبا بكر جميعا * أمورهم هزيلا أو سمينا * *
وما عدلوا به أحدا ولولا * أبو بكر لقد أضحوا عزينا
وكونوا منهم أنى اهتديتم * وإلا فاقتفوا بالذل فينا
فإني آخذ عنكم شمالا * برجلي إن ضللتم أو يمينا
فلما أن عصوني لم أطعهم * ولم أطمعتهم متحزبينا
أخذت الفضل إذا جاروا وحسبي * بأخذ الفضل دينا مستبينا
فلست بعادل بالله ربا * ولا مستبدلا بالدين دينا
شأمتم قومكم وشأمتمونا * وغابركم سيشأم غابرينا
وكان الأشعث الكندي رأسا * فقد أضحى بها علقا مدينا
أيجمع غدرتين معا جميعا * أفي شهرين منكوبين فينا
فلا للمسلمين وفيت صبرا * وقد صبروا ولا للمشركينا
وصحت بني معاوية ولما * تنال بذاك حجرا والسكونا
وكنت بها أخا إفك وكرب * ولم تك في فعالك مستبينا *
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أنا أبو علي بن المسلمة أنا جدي أبو الفرج أحمد بن
محمد بن عمر بن الحسن بن السلمة العدل أنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن
المرزبان (1) السيرافي أنشدنا المازني أنشدنا الأصمعي على أبي عمرو (2) يعني ابن

(1) بالأصل " المزبان " خطأ.
(2) بالأصل " عمر " خطأ.
251

العلاء لرجل من اليمن وقد سماه غيره فقال امرؤ القيس بن عابس * (1)
يا تملك يا تملي * ذريتي وذري عذلي
ذريني وسلاحي ثم * شدي الكف بالعزل
ونبلي ووفقا هاك * عرا قب قطا طحل
وثوبا جديدان * وأرخي شرك النعل
ومني نظرة خلفي * (2) ومني نظرة قبلي
فأما مت يا تمل * فموتي حرة مثلي *
قال أبو عمرو وزادني فيها الجمحي *
وقد أسبى للقد * ما بالناقة والرحل
وقد اختلس الطعن * ة لا يدمي لها نصلي
كجيب الدفنس الورها * ريعت وهي تستفلي *
قوله أسبى اشترى الخمر وقوله وقد اختلس الطعنة لا يدمى لها نصلي
يقول تخرج منها الدم ما يمنع الرجل من الطريق وأراد باختلاسها يعني السرعة والحذق
وقوله كجيب الدفنس الورهاء ريعت وهي تستفلى والدفنس المرأة الحمقاء وأراد
بجيبها يعني سعة الطعنة
(3) ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أحمد بن الفضل بن مطر
حدثني الحارث بن منيب العبدي أنا أبو دجانة عامر بن الصلت السكوني عن أبيه
الصلت بن مطرف قال كان امرؤ القيس بن عابس الكندي مغرما بأيام عثمان بامرأة من
پجند وكانت لا تباكيه فيما يظهر له فلما حضرته الوفاة جاءته مسلمة في نسائها فقال *
أريتك إن مرت عليك جنازتي * تلح بها أيدي طوال وترجع
أما تتبعين الناس حتى تسلمي * على رمس قبري كل ميت مودع

(1) الأبيات في الشعر والشعراء بدون نسبة ص 22.
(2) الشعر والشعراء: بعدي.
(3) العبارة بالأصل مضطربة فيها تقديم وتأخير، من بداية الشعر: وقد اختلس الطعنة..... إلى هنا " والزيادة في
الفقرة للإيضاح وهي مضطربة في م أيضا كالأصل.
(4) بالأصل: " مت " وفي م: موت.
252

فبكت ودنت منه فقال *
دنت وظلال الموت بيني وبينها * وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل
ألا لا يضر المرء طالت ديونه * إذا وجبت حوباؤه الخلف والمطل *
فلما حشرج بكت عليه وأظهرت جزعا مجاوزا فقال *
ألمت فحيتنا وعاجت فسلمت * على غصة بين الحيازم والنحر
خليلي إن حانت وفاتي فاحفرا * برابية بين المحاضر والقفر
لا لما يقول العبد إيه كلما * جد لي أسعيت بأقبر من قبر *
ومات فاكبت عليه باكية شاهقة ثم ماتت مكانها "
253

ذكر من اسمه أمية "
809 أمية بن أبان بن عبد العزيز
بن أبان بن مروان بن الحكم الأموي
ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية وامرأته
أم القاسم ابنة أبان بن حرب بن عبد الرحمن بن الحكم وابنيه عبد الله بن أمية بن أبان
ابن أربع سنين والحكم بن أمية رضيع وابنته فاختة بنت أمية بنت خمس سنين وذكر أنه كان يسكن القوينصة
(1) 810 أمية بن خالد بن أسيد بن خالد
ابن عبد الله بن خالد بن أسيد القرشي
كان يسكن محلة الراهب خارج باب الجابية وامرأته عثامة ابنة عبد العزيز بن
إبراهيم بن عبد الله بن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ذكرهما أبو الحسن أحمد بن
حميد بن أبي العجائز وذكر ابنة لهما اسمها أم كلثوم
روى أمية هذا عن يونس بن عبيد
روى عنه محمد بن وهب بن عطية الدمشقي
في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال إذنا أنا أبو طاهر الرحمن بن مندة أنا
حمد بن عبد الله إجازة ح قال وأنا ابن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن

(1) قرية من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان) ونقل ياقوت عن ابن أبي العجائز أنه سكنها وله بها عقب.
(2) محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك (غوطة دمشق - محمد كرد علي ص 170).
254

محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) أمية بن خالد بن أسيد القرشي روى
عن يونس بن (2) عبيد روى عنه محمد بن وهب بن عطية
811 أمية بن أبي (3) الصلت عبد الله بن أبي ربيعة
بن عون بن عقدة بن غيرة (4) بن عوف
ابن ثقيف وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن
أبو عثمان ويقال أبو الحكم الثقفي
(5) شاعر جاهلي قدم دمشق قبل الإسلام وقيل إنه كان نبيا وأنه كان أول أمره على
الإيمان ثم زاغ عنه وأنه هو الذي أراد الله تعالى بقوله " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا
فانسلخ منها "
(6) أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا
الزبير بن بكار قال رقية بنت عبد شمس يعني ابن عبد مناف ولدت رقية بنت
عبد شمس أمية الشاعر ابن أبي الصلت ربيعة بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن ثقيف
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن عبد الوهاب بن علي بن عبد العزيز
الطاهري أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم أنا أبو خليفة الجمحي حدثنا أبو
عبد الله محمد بن سلام بن عبد الله الجمحي قال ومن شعراء الطائف أبو الصلت بن
أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن غبرة بن عوف بن ثقيف وابنه أمية بن أبي الصلت
وهو أشعرهم
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي أنا أبو

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 303.
(2) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(3) الزيادة عن م. انظر مصادر ترجمته.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن جمهرة ابن حزم ص 267 والشعر والشعراء ص 279 وفي م:
عفرة.
(5) الشعر والشعراء ص 279 وانظر الأغاني 4 / 120 و 17 / 301 وفحول الشعراء 1 / 262.
(6) سورة الأعراف الآية: 135.
(7) كذا في كتاب النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام ص 266، وهي غير واضحة بالأصل، وقد تقدم " غيرة " غن
ابن حزم والاكمال 6 / 301.
255

الحسن علي بن محمد بن علي وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه
قالا حدثنا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري قال سمعت
يحيى بن معين يقول كنية أمية بن أبي الصلت أبو الحكم
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا عمر بن محمد بن سليمان بمصر ومحمد بن العطار عبد الله بن إبراهيم
البغدادي قالا حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام حدثنا أبي حدثنا سليمان بن
الحكم حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده عن
مروان بن الحكم عن معاوية بن أبي سفيان حدثني أبو سفيان بن حرب قال
خرجت أنا وأمية بن أبي الصلت الثقفي إلى الشام فمررنا بقرية من قرى الشام فيها نصراني
فلما رأى أمية بن أبي الصلت أعظموه وأكرموه وأرادوه أن ينطلق (1) معه فقال لي أمية يا
أبا (2) سفيان انطلق معي فإنك تمضي إلى رجل قد انتهى علم النصرانية إليه فقلت لست
انطلق معك قال ولم قلت إني أخاف أن تحدثني فتفسد علي قلبي ثم ذكره لم يزد
عليه
أخبرناه أتم من هذا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا القاضي أبو
بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن
أحمد بن أبي العوام الرياحي حدثنا أبي حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة نا أبي
حدثنا إسماعيل بن الطريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده عن مروان بن
الحكم عن معاوية بن أبي سفيان قال حدثني أبو سفيان بن حرب قال خرجت أنا
وأمية بن أبي الصلت الثقفي إلى الشام فمررنا بقرية من قرى الشام فيها نصارى فلما رأوا
أمية أعظموه وأكرموه وأرادوه أن ينطلق معهم فقال لي أمية يا أبا سفيان انطلق معي
فإنك تمضي إلى رجل قد انتهى إليه علم النصرانية فقلت لست انطلق معك قال
ولم قلت إني أخاف أن تحدثني بشئ فيفسد علي قلبي فذهب معهم ثم عاد فرمى

(1) بالأصل " انطلق ".
(2) زيادة لازمة.
(3) الخبر في دلائل البيهقي 2 / 116 - 117.
(4) في البيهقي: " الحميري " انظر ترجمته في " الأنساب ": الحيري " وسير الأعلام 17 / 356.
(5) عن البيهقي وبالأصل " تقضي ".
256

بثوبه ولبس ثوبين أسودين وانطلق فوالله ما جاءني حتى ذهب هدأة من الليل فجاء فانجدل
على فراشه فما نام حتى أصبح فقال ألا ترحل بنا فقلت وهل فيك من رحيل قال
نعم فارتحلنا قال ألا تجاوز بنا الركاب قلت بلى فجاوزنا الركاب فقال لي يا
صخر قلت قل يا أبا عثمان قال أي أهل مكة أشرف قلت عتبة بن ربيعة قال أي
أهل مكة أكثر مالا وأكبرهم سنا قلت عتبة بن ربيعة قال إن الشرف والمال أزرى به
قلت لا والله ولكن زاده شرفا قال تكتم (1) علي ما أحدثك به قلت نعم (2) قال
حدثني هذا الرجل الذي انتهى إليه علم الكتاب أن نبيا مبعوثا (3) فظننت أني أنا هو فقال
ليس منكم هو من أهل مكة قلت ما نسبه قال هو وسط من قومه فالذي رأيت من الهم
ما صرف عني قال وقال لي آية ذلك أن الشام قد رجفت بعد عيسى بن مريم ثمانين
رجفة وبقيت رجفة يدخل (4) على الشام منها شر ومصيبة فلما صرنا قريبا من ثنية إذا
راكب قلنا من أين قال من الشام (5) قال هل كان من حدث قال نعم رجف رجفة
دخل على أهل الشام شر ومصيبة وهذا أيضا مختصر
أخبرنا بتمامه أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن
أحمد حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن شبيب الربعي حدثنا محمد بن
سلمة بن هشام المخزومي حدثنا إسماعيل بن الطريح بن إسماعيل الثقفي حدثني أبي
عن أبيه عن مروان بن الحكم عن معاوية بن أبي سفيان عن أبيه قال خرجت
وأمية بن أبي الصلت الثقفي تجارا إلى الشام فكلما نزلت منزلا أخذ أمية سفرا له يقرأوها
علينا فكنا كذلك حتى نزلنا قرية من قرى النصارى فجاؤه وأهدوا له وأكرموه وذهب
معهم إلى بيوتهم ثم رجع في وسط النهار فطرح ثوبيه وأخذ ثوبين له أسودين فلبسهما
وقال لي يا أبا سفيان هل لك في عالم من علماء النصارى إليه يتناهى علم الكتاب نسأله
قلت لا أرب لي فيه والله لئن حدثني بما أحب لا أثق به ولئن (6) حدثني بما أكره

(1) عن البيهقي وبالأصل " تكلم ".
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن البيهقي.
(3) بالأصل " مبعوث ".
(4) عن البيهقي وبالأصل: فدخل.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن دلائل البيهقي 2 / 117.
(6) عن مختصر ابن منظور 5 / 43 واللفظة غير واضحة بالأصل وفي م: لين.
257

لأوجلن منه قال فذهب وخالفه شيخ من النصارى فدخل علي فقال ما يمنعك أن تذهب
إلى هذا الشيخ قلت لست على دينه قال وإن فإنك تسمع منه عجبا وتراه ثم قال
لي أثقفي أنت قلت لا ولكني قرشي قال فما يمنعك من الشيخ فوالله إنه ليحبكم
ويوصي بكم قال فخرج من عندنا ومكث أمية حتى جاءنا بعد هدأة من الليل فطرح ثوبيه
ثم انجدل على فراشه فوالله ما نام ولا قام حتى أصبح كئيبا حزينا ساقطا غبوقه على
صبوحه ما يكلمنا ولا نكلمه ثم قال ألا ترحل قلت وهل بك من رحيل قال نعم
قال فرحلنا فسرنا بذلك ليلتين من هبة ثم قال في الليلة الثالثة ألا تحدث يا أبا سفيان
قلت وهل بك من حديث قال والله ما رأيت مثل الذي رجعت به من عند صاحبك قال
أما إن ذلك لشئ لست فيه إنما ذلك شئ وجلت به من منقلبي قال قلت وهل لك من
منقلب قال أي والله لأموتن ثم لأحيين قال قلت هل أنت قابل أمانتي قال على
ماذا قلت على انك لا تبعث ولا تحاسب قال فضحك ثم قال بلى والله يا أبا (1)
سفيان لنبعثن ثم لنحاسبن وليدخلن فريق الجنة وفريق النار فقلت ففي أيهما أنت أخبرك
صاحبك قال لا علم لصاحبي بذلك في ولا في نفسه قال فكنا في ذلك ليلتين يعجب
مني وأضحك منه حتى قدمنا غوطة دمشق فبعنا متاعنا فأقمنا بها شهرين فارتحلنا حتى
نزلنا قرية من قرى النصارى فلما رأوه جاءوه وأهدوا له وذهب معهم إلى (1) بيعتهم
حتى جاء بعد ما انتصف النهار فلبس ثوبيه وذهب إليهم حتى بعد هدأة من الليل فطرح
ثوبيه ورمى بنفسه على فراشه فوالله ما نام ولا قام وأصبح حزينا كئيبا لا يكلمنا ولا نكلمه
ثم قال ألا ترحل قلت بلى إن شئت فرحلنا كذلك من بثه وحزنه ليالي ثم قال يا أبا
سفيان هل لك في المسير نتقدم أصحابنا قلت هل لك فيه قال فسر فسرنا حتى برزنا
من أصحابنا ساعة ثم قال هيا صخر قلت ما تشاء قال حدثني عن عتبة بن ربيعة
أيجتنب المظالم والمحارم قلت أي والله قال ويصل الرحم ويأمر بصلتها قلت أي
والله قال وكريم الطرفين وسيط في العشيرة قلت نعم قال فهل تعلم قرشيا أشرف
منه قلت لا والله ما أعلمه قال أمحوج هو قلت لا بل هو ذو مال كثير قال وكم أتى
عليه من السن قلت قد زاد على المائة قال فالشرف والسن والمال أزرين به قلت ولم
ذاك يزري به لا والله بل يزيده خيرا قال هو ذاك هل لك في المبيت قلت هل بي
(1) زيادة لازمة.
258

فيه قال فاضطجعنا
حتى مر الثقل قال فسرنا حتى نزلنا في المنزل وبتنا به ثم رحلنا منه
فلما كان الليل قال لي يا أبا سفيان قلت ما تشاء قال هل لك في مثل البارحة قلت
هل لي فيه قال فسرنا على ناقتين بختيتين حتى إذا برزنا قال هيا صخر هيه عن عتبة بن
ربيعة قلت هيها فيه قال يجتنب المظالم والمحارم ويصل الرحم ويأمر بصلتها قلت
أي والله إنه ليفعل قال وذو مال قلت وذو مال قال أتعلم قرشيا أسود منه قلت لا
والله ما اعلمه قال كم له من السن قلت قد زاد على المائة قال فإن السن والشرف
والمال أزرين به قلت كلا والله ما أزرى به ذاك وأنت قائل شيئا فقله قال لا تذكر حديثي
حتى يأتي منه ما هو آت ثم قال فإن الذي رأيت أصابني أن جئت هذا العالم فسألته عن
أشياء ثم قلت أخبرني عن هذا النبي الذي ينتظر قال هو رجل من العرب قلت قد
علمت أنه من العرب فمن أي العرب هو قال من أهل بيت يحجه العرب قلت وفينا
بيت يحجه العرب قال هو من إخوانكم من قريش قال أصابني والله شئ ما أصابني
مثله قط وخرج من يدي فوز الدنيا والآخرة وكنت أرجو أن أكون إياه فقلت فإذا
كان ما كان فصفه لي قال رجل شاب حتى دخل في الكهولة بدو أمره يجتنب المظالم
والمحارم ويصل الرحم ويأمر بصلتها وهو محوج كريم الطرفين متوسط في العشيرة أكثر
من جنده الملائكة قلت وما آية ذلك قال قد رجفت الشام منذ هلك عيسى بن مريم عليه
السلام ثلاثين (1) رجفة كلها مصيبة وبقيت رجفة عامة فيها مصائب قال أبو سفيان قلت
هذا والله الباطل لئن بعث الله رسولا لا يأخذه إلا مسنا شريفا قال أمية والذي حلفت به إن
هذا لهكذا يا أبا (2) سفيان تقول إن قول النصراني حق هل لك في المبيت قلت هل لي
فيه قال فبتنا حتى جاءنا الثقل (3) ثم خرجنا حتى إذا كنا بيننا وبين مكة ليلتان (4) أدركنا
راكب من خلفنا فسألناه فإذا هو يقول أصابت الشام بعدكم رجفة دمر أهلها وأصابتهم فيها
مصائب عظيمة قال أبو سفيان فأقبل علي أمية فقال كيف ترى قول النصراني يا أبا
سفيان قلت أرى والله وأظن أن ما حدثك صاحبك حق قال فقدمنا مكة فقضيت ما كان
معي ثم انطلقت حتى جئت اليمن تاجرا فكنت بها خمسة أشهر ثم قدمت مكة فبينا أنا في
منزلي جاءني الناس يسلمون علي ويسألون عن بضائعهم حتى جاءني محمد بن عبد الله
(1) الأصل ومختصر ابن منظور، وفي البداية والنهاية بتحقيقي 2 / 282 ثمانين.
(2) زيادة لازمة.
(3) الثقل محركة المتاع والحشم.
(4) البداية والنهاية: مرحلتان ليلتان.
259

وهند عندي تلاعب صبيانها فسلم علي ورحب بي وسألني عن سفري ومقامي ولم
يسألني عن بضاعته ثم قام فقلت لهند والله إن هذا يعجبني ما من أحد من قريش له معي
بضاعة إلا قد سألني عنها وما سألني هذا عن بضاعته فقالت لي هند وما علمت شأنه
قلت وفزعت ما شأنه قالت يزعم أنه رسول الله فوقذتني وذكرت قول النصراني
فرجفت حتى قالت هند ما لك فانتبهت (1) فقلت إن هذا لهو الباطل لهو أعقل من
أن يقول هذا قالت بلى والله إنه ليقولن ذاك ويواتى (2) عليه وإن له لصحابة على دينه
قلت هذا الباطل قال وخرجت فبينا أنا أطوف بالبيت لقيته فقلت إن بضاعتك قد
بلغت كذا وكذا وكان فيها خير فأرسل فخذها ولست آخذ منك فيها ما آخذ من قومي
فأبى علي وقال إذا لا آخذها فأرسلت فأرسل فخذها وأنا آخذ منك ما آخذ من قومي
فأرسل إلى بضاعته فأخذها وأخذت منه ما كنت آخذ من غيره ولم أنشب أن خرجت إلى
اليمن فقدمت الطائف فنزلت على أمية بن أبي الصلت فقلت له يا أبا عثمان قال ما تشاء
هل تذكر حديث النصراني قال أذكره فقلت فقد كان قال ومن قلت محمد بن
عبد الله قال ابن عبة المطلب قلت ابن عبد المطلب ثم قصصت عليه خبر هند
قال فالله فالله يعلم لتصبب عرقا ثم قال والله يا أبا سفيان لعله أن صفته لهي وإن ظهر
وأنا حي لأتلين إلى (3) الله عز وجل في نصره عذرا قال ومضيت إلى اليمن فلم أنشب
أن جاءني هنالك استهلاله وأقبلت حتى نزلت على أمية بن أبي الصلت بالطائف فقلت
أبا عثمان قد كان من أمر الرجل ما قد بلغك وسمعت قال قد كان لعمري قلت فأين
أنت منه يا أبا عثمان قال والله ما كنت لأؤمن برسول (4) من غير ثقيف أبدا قال أبو
سفيان وأقبلت إلى مكة فوالله ما أنا ببعيد حتى جئت مكة فوجدت أصحابه يضربون
ويحقرون قال أبو سفيان فجعلت أقول فأين جنده من الملائكة قال فدخلني ما
يدخل الناس من النفاسة (5)
آخر الجزء السادس بعد المائة

(1) عن البداية والنهاية وبالأصل " فانتبهت ".
(2) البداية والنهاية: ويدعو إليه.
(3) بياض بالأصل والزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور وفي البداية والنهاية: لأطلبن من الله... وفي.
م: " لأبلس الله ".
(4) عن م والبداية والنهاية وبالأصل: يا رسول الله.
(5) نقله ابن كثير عن الطبراني في البداية والنهاية 2 / 218 - 283.
260

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفضل
أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا
عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن
زبر أنا أبي أنا أحمد بن محمد بن نصر حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأزهري حدثنا
يعقوب بن عبد الله السلمي حدثني محمد بن مسلمة عن إسماعيل بن الطريح
بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده عن مروان بن الحكم حدثني معاوية بن أبي سفيان عن أبي
سفيان بن حرب قال خرجت أنا وأمية بن أبي الصلت وطليق بن أمية
تجارا (1) إلى الشام فكلما نزلنا منزلا أخرج أمية سفرا فقرأها علينا قال فكنا كذلك حتى
نزلنا قرية من قرى النصارى قال فجاءوه وأكرموه وذهب معهم إلى بيعتهم ثم رجع وسط
النهار فطرح ثوبيه وأخذ ثوبين له أسودين فلبسهما وقال يا أبا سفيان هل لك في عالم من
علماء النصارى إليه يتناهى علم الكتاب تسأله عما بدا لك قال قلت لا أرب لي فيه والله
لئن حدثني ما أحب لا أثق به ولأن حدثني بما أكره لأوجلن منه قال فذهب ويخالفه شيخ
من النصارى فدخل علينا فقال ما منعكما أن تذهبا (2) إلى هذا الشيخ قال قلنا لسنا
على دينه قال فإنكما تسمعان عجبا وتريانه قال أثقفيان أنتما قلنا لا ولكن
قرشيان قال فما يمنعكما من الشيخ فوالله إنه ليحبكم ويوصي لكم قال وخرج من
عندنا ومكث أمية حتى جاءنا بعد هدأة من الليل فطرح ثوبيه ثم انجدل على فراشه فوالله
ما نام ولا قام فأصبح كئيبا حزينا ساقطا غبوقه على صبوحه ما يكلمنا ولا نكلمه ثم قال
ألا ترحلان قلنا وهل بك من رحيل قال نعم فارحلا فترحلنا فسرنا بذلك ليلتين من
همه ثم قال لي ليلة ألا تحدث يا أبا سفيان فقلت وهل بك من رحيل والله ما رأيت مثل
رأيك الذي رجعت به من عند صاحبك قال أما إن ذاك شئ لست فيه إنما ذلك شئ
وكلت به من منقلبي قال فقلت له هل لك من منقلب قال أي والله لأموتن ثم لأحيين
قال فقلت له هل أنت قابل أمانتي قال على ماذا قال قلت على أنك لا تبعث ولا
تحاسب قال فضحك ثم قال بلى يا أبا سفيان لنبعثن ثم لنحاسبن وليدخلن فريق الجنة
وفريق النار قال قلت ففي أيهما أنت أخبرك صاحبك قال لا علم لصاحبي بذلك ثم

(1) بالأصل " تجار ".
(2) بالأصل: " تذهب ".
261

في ولا في نفسه قال فكنا في ذلك ليلتين تعجب منا ونضحك منه حتى قبلنا غويطة دمشق
وإياها كنا نعمد فبعنا متاعنا وأقمنا بها شهرين ثم ارتحلنا حتى نزلنا قرية من قرى
النصارى فلمرأوه جاءوه وأهدوا له وذهب معهم إلى بيعتهم حتى جاءنا بعد هذا فطرح
ثوبيه ثم رمى بنفسه عن فراشه فوالله ما نام ولا قام حتى أصبح فأصبح كئيبا حزينا لا
يكلمنا ولا نكلمه فقال ألا ترحلان قال قلنا بلى إن شئت قال فارحلا قال
فرحلنا ثم سرنا كذلك من بثه وحزنه ليالي ثم قال ليلة يا أبا سفيان هل لك في المسير
وتخلف هذا الغلام يأنس بأصحابنا ويأنسون به قال قلت كما شئت قال فسرنا حتى
برزنا من أصحابنا ساعة ثم قال هيا يا صخر قال قلت فما تشاء قال حدثني عن
عتبة بن ربيعة أيجتنب المحارم والمظالم قال قلت أي والله قال ويصل الرحم ويأمر
بصلتها وكريم الطرفين وسيط في العشيرة قال قلت وكريم الطرفين وسيط في
العشيرة قال فهل تعلم قرشيا أشرف منه قال قلت لا والله ما أعلمه قال أمحوج (1)
قال قلت بل ذو مال كثير قال كم أتى له من السن قال قلت قد زاد على كذا وذكر
سنين كثيرة قال فالسن والشرف والمال زرين (2) به قال قلت وما ذاك يزري به لا والله
بل يزيده خيرا قال هو ذاك هل لك في المبيت قال قلت هل لي فيه قال
فاضطجعنا حتى مر الثقل فسرنا حتى نزلنا في المنزل وبتنا به ثم رحلنا منه فلما كان الليل
قال يا أبا سفيان قال قلت لبيك قال هل لك في مثل البارحة قال قلت هل
لي قال فسرنا على ناقتين بختيتين حتى إذا برزنا قال يا صخر أخبرني عن عتبة قال
قلت إنه عنه قال يجتنب المحارم ويصل الرحم ويأمر بصلتها قال قلت أي والله إنه
ليفعل قال وذو مال قلت نعم قال أتعلم قرشيا أسود منه قال قلت والله ما
أعلمه قال كم أتى له من السن قال قلت يذكر مثل كلمة الأولى قال فإن السن
والشرف والمال أزرين به قال قلت لا والله ما أزرين به وأنت قائل شيئا فقل قال
بالله لا تذكر حديثي حتى يأتي منه ما هو آت قال والله لا أذكره حتى يأتي منه ما هو آت
قال فإن الذي رأيت أصابني إن جئت هذا العالم فسألته عن أشياء ثم قلت أخبرني عن
هذا النبي الذي ينتظر قال هرجل من العرب قال قد علمت أنه من العرب فمن أي
(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن الرواية السابقة.
(2) غير واضحة بالأصل وفي م: أزرين والمثبت عن الرواية السابقة.
262

العرب هو قال هو من أهل بيت تحجه العرب قال وفينا بيت يحجه العرب قال هو
من إخوانكم وجيرانكم قريش فأصابني والله شئ ما أصابني مثله قط وخرج من يدي فوز
الدنيا والآخرة فكنت أرجو أن أكون إياه فقلت له فإذا كان ما كان فصفه لي قال رجل
شاب حين دخل في الكهولة بدو أمره أنه يجتنب المظالم والمحارم ويصل الرحم ويأمر
بصلتها وهو محوج (1) ليس ببارع الشرف كريم الطرفين متوسط في العشيرة أكثر جنده
الملائكة قال قلت له وما آية ذلك قال قد رجفت الشام مذ هلك عيسى ثمانين رجفة
كلها فيها مصيبة بقيت رجفة عامة فيها مصائب تخرج أحداث وبينها قال أبو سفيان فقلت
له هذا والله الباطل لئن بعث الله رسولا لا نأخذه إلا مسنا شريفا قال أمية والذي حلفت
به إن هذا لهكذا يا أبا سفيان هل لك في المبيت قال فبتنا حتى جاءنا الثقل قال ثم
خرجنا حتى كنا بيننا وبين مكة ليلتان أدركنا راكب من خلفنا فسألناه فإذا هو يقول
أصابت الشام رجفة دمر أهلها وأصابتهم فيها مصائب عظيمة قال أبو سفيان فأقبل علي
أمية فقال كيف ترى يا أبا سفيان قال قلت أرى والله وأظن أن ما حدثك صاحبك حق
قال وقدمنا مكة وقضيت ما كان معي ثم انطلقت حتى جئت اليمن تاجرا فقمت بها خمسة
أشهر فبينا أنا في منزلي جاءني الناس يسلمون علي ويسألوني عن بضائعهم ثم جاءني
محمد بن عبد الله في آخرهم وهند عندي جالسة تلاعب صبيانها فسلم علي ورحب
بي وسألني عن سفري ومقدمي ولم يسألني عن بضاعته قال فقلت لهند والله إن هذا
الفتى ليعجبني ما أحد من قريش له معي بضاعة إلا وقد سألني عنها وما بلغت له وله
والله معي بضاعة وما هو بأغناهم عنها وما سألني عنها قال فقالت لي هند وما علمت
شأنه قال فقلت وفزعت وما شأنه قال فقالت إنه ليزعم انه رسول الله فوقذتني
وذكرت قول النصارى ووجمت حتى قالت لي هند ما لك فانتبهت فقلت إن هذا والله
لهو الباطل لهو أعقل من أن يقول هذا قالت بلى والله إنه ليقوله ويؤاتى (2) عليه وإن له
لصحابة (3) معه على أمره قال قلت هذا باطل قال وخرجت فبينا أنا أطوف بالبيت
إذ لقيته فقلت إن بضاعتك قد بلغت كذا وكان فيها خير فأرسل إليها فخذها ولست آخذ
منك فيها ما آخذ من قومي قال وأنا غير آخذها حتى تأخذ منها ما تأخذ من غيري من

(1) بالأصل " عوج " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " ويؤتي " والمثبت عن الرواية السابقة.
(3) بالأصل " لصاحبك " والمثبت عن الرواية السابقة
263

قومي قال قلت ما أنا بفاعل قال فوالله إذا لا آخذها قال قلت أرسل إليها فخذها
وأنا آخذ منك ما آخذ من قومي قال فأرسل إلى بضاعته فأخذها وأخذت منها ما كنت آخذ
من غيره ولم أنشب أن خرجت تاجرا إلى اليمن فقدمت الطائف فنزلت على أمية بن أبي
الصلت فتغديت معه ثم قلت يا أبا عثمان هل تذكر حديث النصارى قال أذكره قال
قلت فقد كان قال ومن هو قال قلت محمد بن عبد الله قال ابن عبد المطلب قلت ابن عبد المطلب
قصصت عليه القصة خبر هند فالله يعلم أنه تصبب عرقا ثم قال
والله يا أبا سفيان لعله إن صفته لهي ولئن ظهر وأنا حي ولا تلين إلى الله في نصرته عذرا
قال ومضيت إلى اليمن فلم أنشب أن جاءني هناك استهلاله وأقبلت حتى نزلت على أمية
بالطائف فقلت يا أبا عثمان قد كان من أمر هذا الرجل ما قد بلغك وسمعت قال
لعمري قد كان قال فقلت وأين أنت منه يا أبا عثمان قال والله ما كنت لأؤمن برسول من
غير ثقيف أبدا قال أبو سفيان وأقبلت حتى أتى مكة فوالله ما أنا منه ببعيد حتى جئت مكة
فوجدت أصحابه يضربون ويقهرون قال فجعلت أقول فأين جنده من الملائكة قال
ودخلني ما يدخل الناس من النفاسة
أنبأنا أبو سعد المطرز حدثنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن
أحمد بن عقيل (1) حدثنا عبد الله بن شبيب حدثنا (2) يعقوب بن محمد الزهري
حدثنا مجاشع (3) بن عمر الأسدي حدثنا ليث بن سعد عن أبي الأسود محمد بن
عبد الرحمن عن عروة بن الزبير عن معاوية بن أبي سفيان (4) هل لك أن تتقدم على
الرقعة فنتحدث قلت نعم قال ففعلنا فقال لي يا أبا سفيان إيه عن عتبة بن ربيعة
قلت إيه عن عتبة بن ربيعة قال كريم الطرفين ويجتنب المحارم والمظالم قلت
نعم قال وشريف مسن قلت وشريف مسن قال السن والشرف أزريا به فقلت له
كذبت ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا قال يا أبا سفيان إنها كلمة ما سمعت أحدا يقولها لي منذ
تنصرت (5) فلا تعجل علي حتى أخبرك قال قلت هات قال إني كنت أجد في كتبي

(1) البداية والنهاية 2 / 283 نفيل
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية وفى م: نا
(3) البداية والنهاية: مجامع بن عمرو الأسدي
(4) كذا وفي الاسناد نقص تمامه في البداية والنهاية وم عن أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان
بغزة أو فلما قفلنا قال لي أمية يا أبا سفيان....
(5) كذا بالأصل وم وفي البداية والنهاية: " تبصرت ".
264

نبيا يبعث من حرتنا هذه فكنت أظن بل كنت لا أشك أني هو فلما دارست أهل العلم إذا
هو من بني عبد مناف فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير
عتبة بن ربيعة فلما أخبرتني بسنه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين فلم يوح إليه قال
أبو سفيان فضرب الدهر من ضربه فأوحي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخرجت في ركب من قريش
أريد اليمن في تجارة فمررت بأمية فقلت له كالمستهزئ به يا أمية قد خرج النبي الذي
كنت تنعته قال أما أنه حق فاتبعه قلت ما يمنعك من اتباعه قال ما يمنعني إلا
الاستحياء من نسيات ثقيف إني كنت أحدثهن أني هو ثم يرينني تابع الغلام من بني
عبد مناف ثم قال أمية وكأني بك يا أبا سفيان أنك (1) خالفته ثم (2) قربطت كما يربط
الجدي حتى يؤتى بك إليه فيحكم بك فيما يريد
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا عمر بن
محمد بن علي حدثنا قاسم بن زكريا حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثني خالد بن
مخلد حدثنا سعيد بن السائب حدثنا غطيف بن أبي سفيان الثقفي
حدثنا يعقوب ونافع ابنا عاصم بن عروة قالا سألنا عبد الله بن عمر قلنا من
هذا الذي ذكر في القرآن أنه أوتي الآيات فانسلخ منها قال ذاك صاحبكم ابن أبي الصلت
يعني أمية بن أبي الصلت رواه يحيى بن معين عن حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن
سعيد بن السائب نحوه
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنا
أبو بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا مسدد أنا أبو
عوانة عن عبد الملك هو ابن عمير عن نافع بن عاصم بن مسعود قال إني لفي حلقة
فيها عبد الله بن عمرو فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف " واتل عليهم نبأ الذي
آتيناه فانسلخ منها " (3) قال هل تدرون من هو قال بعضهم هو صيفي (4) بن
الراهب وقال آخر بل هو بلعم رجل من بني إسرائيل قال لا قالوا فمن هو قال هو
أمية بن أبي الصلت (5)

(1) بالأصل: " إني " والصواب ما أثبت وفي م: ان.
(2) غير واضحة بالأضل، والمثبت عن البداية والنهاية وسقطت اللفظة من م.
(3) سورة الأعراف الآية: 175.
(4) بالأصل " من " والصواب عن البداية والنهاية.
(5) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 280 - 281.
265

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي
أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال قرئ على محمد بن حماد
الطهراني أنا عبد الرزاق قال قال الثوري وأخبرني حبيب بن أبي ثابت أن
عبد الله بن عمرو بن العاص قال هو أمية بن أبي الصلت (1)
قال وأنا عبد الرازق أنا معمر عن الكلبي في قوله " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا
فانسلخ منها " قال هو أمية بن أبي الصلت
قال معمر وقال قتادة نختلف فيه قال بعضهم بلعم وبعضهم يقول أمية بن
أبي الصلت
أخبرنا أبو علي الحسن بن المطرف بن السبط أنا أبو سعد المظفر بن الحسن أنا
أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس بمكة أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن
عبد الله الديبلي حدثنا أبو عبد الله شعبة بن عبد الرحمن حدثنا سفيان عن (2) الكلبي
عن أبي صالح في (3) قوله تعالى " آتيناه آياتنا فانسلخ منها " هو أمية بن أبي الصلت
قال سفيان لا أدري (4) عن ابن عباس أم لا
أخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
محمد بن يوسف بن بشر قال قرئ على محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا معمر عن
الكلبي قال بينا أمية راقد ومعه ابنتان له إذ فزعت إحداهما فصاحت عليه فقال ما
شأنك قالت رأيت نسرين كشطا سقف البيت فنزل أحدهما إليك فشق بطنك والآخر
واقف على ظهر البيت فناداه فقال أوعى قال نعم قال أزكا قال لا فقال ذاك
خير أريد بأبيكما فلم يفعله (5)
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا أبو الحسن بن مكي أنا أبو الحسن
أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق حدثنا أبو (6) محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن

(1) البداية والنهاية 2 / 280.
(2) بالأصل " بن " والصواب عن م.
(3) زيادة لازمة.
(4) غير واضحة بالأصل والصواب عن م.
(5) نقله ابن كثير في البدلية والنهاية 2 / 284 وفي مختصر ابن منظور 5 / 46 فلم يقبله.
(6) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها لفظة صح.
266

محمد بن عبد لله بن يزيد المقرئ بمكة حدثني جدي يعني محمد بن عبد الله
حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أن الشريد قال
أردفني النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت قلت نعم فأنشدته
فقال هيه فلم يزل يقول هيه حتى أنشدته مائة بيت [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو
عثمان بن عبد الله البصري حدثنا إسماعيل بن قتيبة حدثنا يحيى بن يحيى أنا
المعتمر بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو (1) بن الشريد عن
أبيه قال استنشدني نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال هل تروي من شعر أمية شيئا قلت نعم
قال فأنشدته حتى أنشدته مائة بيت فقال إنه كاد ليسلم [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبي أبو العباس أحمد بن منصور وعبد العزيز
الكتاني والحسين بن علي بن محمد بن أبي الرضا وغنائم بن أحمد بن عبيد الله وأبو
القاسم بن أبي العلاء ح
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني
وأبو القاسم بن العلاء وأبو نصر بن طلاب وغنائم بن أحمد بن عبيد الله وعلي بن
الخضر بن عبدان ح
وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الحسن بن علي بن عبد الواحد أنا عمي
عبد الواحد بن علي بن الغزي ح وأبو القاسم بن السوسي وأبو محمد بن الخليل بن
فارس وأبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي (2) قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء
قالوا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت حدثنا
علي بن داود القنطري (3) حدثنا عمر بن خالد حدثني عيسى بن يونس عن أبي العلاء
أنشدت النبي (صلى الله عليه وسلم) مائة قافية من شعر أمية بن أبي الصلت فقال عند كل قافية إيه ثم قال
إن كاد ليسلم [* * * *]

(1) بالأصل " عمر " والمثبت عن البداية 2 / 287 ومختصر ابن منظور 5 / 46.
(2) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 357 (247).
(3) بالأصل القمطري، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 13 / 143 (74).
267

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن عن عمرو (1) بن الشريد عن أبيه قال أنشدني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته مائة بيت قال إيه قد كاد أن يسلم [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس الشامي أنا أبو لبيد بن إدريس
الشامي حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن التيمي عن
عمرو بن الشريد عن أبيه قال استنشدني النبي (صلى الله عليه وسلم) مائة قافية من شعر أمية بن أبي
الصلت قال لقد كاد أن يسلم في شعره [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمران نا أبو الحسن محمد بن
عبد الواحد بن محمد بن جعفر أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا يحيى بن
محمد صاعد حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري أنا أبو أسامة حدثنا حاتم بن أبي
صغيرة (3) عن سماك بن حرب عن عمر بن نافع عن الشريد الهمذاني (4) وأخواله
ثقيف وهو ابن شريد قال خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع فبينا أنا أمشي ذات
يوم إذا وقع ناقة خلفي فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال الشريد قلت نعم قال
ألا أحملك قلت بلى وما بي من عناء ولا لغوب ولكن أردت البركة في ركوبي مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأناخ فحملني فقال أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت قلت
نعم قال هات فأنشدته قال أظنه قال مائة بيت فقال عند الله علم أمية بن أبي
الصلت عند الله علم أمية بن أبي الصلت قال ابن صاعد وهذا حديث غريب ما
سمعناه إلا من إبراهيم [* * *] (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن

(1) بالأصل " عمر " والمثبت عن البداية والنهاية 2 / 287 ومختصر ابن منظور 5 / 46 وم.
(2) رسمها بالأصل " بالفاء " وفي البداية والنهاية: " صفرة " والصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
16 / 253.
(3) البداية والنهاية وم: عمرو.
(4) بالأصل " المهدابي " تحريف والصواب عن م.
(5) البداية والنهاية 2 / 287.
268

البسري وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن العطار قالوا أنا أبو طاهر المخلص
حدثنا يحيى بن محمد حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا
حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن عمر بن نافع عن الشريد الهمذاني
وأخواله ثقيف قال خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع فبينا أنا أمشي ذات يوم إذا
وقع ناقة خلفي فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الشريد فقلت نعم قال ألا
أحملك قلت بلى وما بي من أعياء ولا لغوب ولكني أردت البركة في ركوبي مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأناخ فحملني فقال أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت قلت نعم
فقال عند الله علم أمية بن أبي الصلت [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون
قالا أنا عبد الله بن محمد الصريفيني أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن (1)
كامل القاضي قالت حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار
حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا سفيان وهو الثوري عن عبد الملك بن عمير حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أصدق (2) كلمة قالها شاعر كلمة لبيد
* ألا كل شئ ما خلا الله باطل
وكاد ابن أبي الصلت أن يسلم [* * * *] (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن
إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس قال أنشد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من قول أمية بن أبي الصلت
* رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدق وأنشد قوله

(1) سقطت من الأصل.
(2) عن البداية والنهاية وبالأصل " الصدقة ".
(3) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 287.
269

* والشمس تطلع كل آخر ليلة * صفراء يصبح لونها يتورد *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدق وأنشد قوله *
تأبى فما تطلع لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد (1) *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدق
[* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن محمد وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبدة بن سليمان عن
محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة (2) عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صدق
أمية في شئ من شعر فقال *
رجل وثوق تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد (3) *
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صدق وقال * والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء (4) يصبح لونها يتورد
تأبى فما (5) تطلع لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد *
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صدق [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرنا أبو منصور محمد بن حمد بن منصور والحسين بن طلحة بن الحسين
وأم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالوا أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ابن حمدان
وعبد الله بن عمر (6) بن أبان وقال ابن المقرئ والحسن بن حماد الوراق بدلا منه

(1) الأبيات في ديوانه ص 365 والأغاني 4 / 128 و 130 والبداية والنهاية 2 / 288 باختلاف الألفاظ
وبالأصل: " آخر كل ليلة ".
(2) بالأصل " عتيبة " والصواب ما أثبت عن م.
(3) بالأصل: " وليس مصدر ".
(4) الأغاني 4 / 130 حمراء مطلع لونها متورد.
(5) الأغاني: فلا تبدو.
(6) زيادة عن م وبالأصل: " عمر بان " وسيأتي صوابا في آخر الخبر.
270

قالا حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة
عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صدق أمية بن أبي الصلت في بيتين من شعره وفي حديث ابن
المقرئ في بيتين أو قال في شئ من شعره قال *
رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد *
زاد ابن حمدان فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صدق وقال وقالا *
والشمس تطلع آخر كل ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد
تأبى فما تطلع لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد *
قال وقال ابن المقرئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صدق وفي حديثه عند آخر بدل
كل قال وأنا ابن المقرئ في موضع آخر قال وأنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن
عمر بن أبان حدثنا عبدة بسليمان فذكر مثله وقال في بيتين من شعره وقال عند
آخر ليلة ولم يذكر تصديق النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا بعد ذكر الأبيات [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل الفضيلي وأبو بكر خلف بن
عطاء بن أبي عاصم النجار وأبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى بن عبد الواحد قالوا
أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي الهروي بها أنا أبو الحسين
الخفاف حدثنا أبو العباس السراج إملاء حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن منيع
صدوق ثقة حدثنا ابن عيينة عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال قال ابن
عباس إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة تطلع كل يوم في كوة لا ترجع
إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام القابل ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول رب لا
تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك يعملون بمعاصيك فقال أو لم تسمعوا إلى ما
قال أمية بن أبي الصلت حتى تجبر وتجلد قلت يا مولاي أو تجلد الشمس فقال
عضضت على هن أبيك إنما اضطر الروي إلى الجلد
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر أنا أبو القاسم بن أبي العلاء حدثنا
أبو بكر الخطيب
وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وغيره عن أبي بكر الخطيب أنا أبو
طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن
القاسم بن محمد بن بشار حدثني أبي نا أبو مسلم عبد الرحمن بن حمزة بن عفيف
271

البلخي حدثنا محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشيباني صاحب اللغة والرواية عن
العرب عن أبي عمرو الشيباني عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال قال قلت لابن
عباس أرأيت ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه فقال
هو حق فما أنكرتم من ذلك قلت أنكرنا قوله *
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد *
ما بال الشمس تجلد فقال والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها
سبعون ألف ملك فيقولون لها اطلعي فتقول لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله
فيأتيها ملك فيستقل الضياء بني آدم (1) فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع
بين قرنيه فيحرقه الله تحتها وذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما طلعت إلا بين قرني شيطان
وما غربت الشمس قط إلا خرت لله ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود
فتغرب بين قرنيه
فيحرقه الله تحتها وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا غربت بين قرني
شيطان (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان قال سمعت ابن أبي الدنيا يقول لله تبارك وتعالى من
العلوم ما لا يحصى يعطي كل واحد من ذلك ما لا يعطي غيره لقد حدثنا أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن سعيد الطائي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن أبيه أن قوما كانوا
في سفر فكان فيهم رجل يمر الطائر فيقول تدرون ما يقول هذا فيقولون لا فيقول
يقول كذا وكذا فيحيلنا عن شئ لا ندري أصادق هو أم كاذب إلى أن مروا على غنم
ومنها شاة قد تخلفت على سخلة لها فجعلت تحنو عنقها إليها وتثغوا فقال أتدرون ما
تقول هذه الشاة قلنا لا قال تقول للسخلة الحقيني لا يأكلك الذيب كما أكل أخاك عام
أول في هذا المكان قال فانتهينا إلى الراعي فقلنا له ولدت هذه الشاة قبل عامك هذا
قال نعم ولدت سخلة عام أول فأكلها الذئب بهذا المكان ثم أتينا على قوم فيهم ظعينة

(1) في الأغاني 4 / 130 " فيأتيها حتى تستقبل الضياء يريد أن يصدها. " وفي البداية والنهاية 2 / 288 فإذا
همت بالطلوع أتاها شيطان يريد أن يثبطها.
(2) الخبر في البداية والنهاية 2 / 288 والأغاني 4 / 130 - 131.
272

على جمل لها وهو يرغو ويحنو عنقه إليها فقال أتدرون ما يقول هذا البعير فقلنا لا
قال فإنه يلعن راكبته ويزعم أنها رحلته على مخيط فهو مزنر في سنامه قال فانتهينا
إليهم فقلنا يا هؤلاء إن صاحبنا هذا يزعم أن هذا البعير يلعن راكبته وتزعم أنها رحلته
على مخيط وأنه في سنامه قال فأناخوا البعير فحطوا عنه فإذا هو كما قال
روى الزبير بن بكار عن عبد الرحمن بن أبي حماد المنقري قال كان أمية جالسا
ومعه قوم فمرت به غنم فذكر معي قصة الشاة ولم يذكر الطائر ولا الجمل (1)
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ بمصر أنا أبو العباس
أحمد بن محمد البغوي نا أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى بن الإعرابي النحوي
المعروف بابن الوشا قال الأصمعي كل شعر قيل في السخاء غلب عليه حاتم وكل
شعر قيل في الشجاعة غلب عليه عنترة وكل شعر قيل في الغزل غلب عليه ابن أبي ربيعة
وكل ما قيل في الزهد غلب عليه أمية بن أبي الصلت (2)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو سليمان
الخطابي حدثني أحمد بن المظفر حدثنا محمد بن صالح الكيلاني حدثنا الحسين بن
الحسن المروزي قال سألت سفيان بن عيينة عن هذا (3) فقلت له هذا ثناء وليس
بدعاء فقال أما بلغك حديث منصور عن مالك بن الحارث يقول الله تعالى إذا شغل
عبدي ثناؤه علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين فقلت حدثني
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن منصور
وحدثني أنت عن منصور عن مالك بن الحارث فقال هذا تفسيره ثم قال أما
بلغك ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب فضله ونائله فقال (4) *
أأطلب حاجتي أم قد كفاني * حياك إن شيمتك الحياء

(1) انظر البداية والنهاية 2 / 286 - 287 وخبر الشاة نقلها في الأغاني 4 / 124 - 125 عن الزبير.
(2) انظر قوله باختلاف في الأغاني 4 / 125 ولم يذكر حاتم.
(3) كذا بالأصل وم وثمة نقص ظاهر في الكلام، انظر التالية للخبر.
(4) البيتان في ديوانه ص 333 وفي البداية والنهاية 2 / 288 من شعر أمية يمدح عبد الله بن جدعان وبينهما عدة
أبيات. والأغاني 8 / 328 أيضا من عدة أبيات.
273

إذا أثنى عليك المرء يوما * كفاه من تعرضه الثناء *
ثم قال يا حسين هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألته فكيف بالخالق عز
وجل
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا
الحسن بن محمد القسري حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا الحسين بن الحسن
المروزي وكان جاور بمكة حتى مات بها قال سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول
النبي (صلى الله عليه وسلم) أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير وإنما هو ذكر ليس فيه دعاء قال سفيان سمعت
حديث منصور عن مالك بن الحارث قلت نعم قال ذلك تفسير هذا ثم قال أتدري
ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله ومعروفه قلت لا قال لما
أتاه قال (1) *
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك إن شيمتك الحياء * *
إذا أثنى عليك المرء يوما * كفاه من تعرضك الثناء *
قال سفيان هذا مخلوق حين ينسب إلى الجود قيل يكفينا من تعرضك الثناء
عليك حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد
حدثنا أحمد بن مروان المالكي حدثنا إبراهيم بن دازيل الهمذاني ثنا الحميدي حدثنا
سفيان بن عيينة يوما بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) إنه أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة لا
إله إلا الله وحده لا شريك له قيل لسفيان بن عيينة تشتغل الإنس هذه عن المسألة فقال
نعم وحدثنا منصور عن مالك بن الحارث قال قال الله تبارك وتعالى من شغله الثناء
علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ثم التفت إلينا سفيان بن عيينة فقال أما
سمعتم قول أمية بن أبي الصلت حين أتى بن جدعان بطلب نائله فقال *
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما * كفاه من تعرضك الثناء

(1) الخبر في الأغاني 8 / 330 - 331 والبيتان، في ترجمة عبد الله بن جدعان.
(2) بالأصل " إذا " والصواب عن الأغاني والبداية والنهاية والديوان.
274

كريم لا يغيره صباح * عن الخلق الجميل (1) ولا مساء
يباري الريح مكرمة وجودا * إذا ما الضب (2) أجحره الشتاء
فأرضك (3) كل مكرمة بناها * بنو تيم وأنت لها سماء *
فأعطاه ووصله فهذا مخلوق اكتفى بالثناء عليه عن المسألة فكيف الخالق عز
وجل الذي ليس كمثله شئ
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن بن سعيد حدثنا أبو بكر
الخطيب (4) أنا محمد بن علي بن مخلد الوراق حدثنا أحمد بن محمد بن عمران
حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا محمد بن يزيد المبرد ومحمد بن العباس
الرياشي قالا حدثنا العباس بن لفرج الرياشي حدثنا أبو عاصم قال اشترى أخ لشعبة
من طعام السلطان فحبس (5) هو وشركاؤه فحبس بستة آلاف دينار بحصته فخرج شعبة
إلى المهدي ليكلمه فيه فلما دخل عليه قال له يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك بن
حرب لأمية بن أبي الصلت بقوله لعبد الله بن جدعان *
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح * عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها * بنو تيم وأنت لها سماء *
فقال يا أبا بسطام لا تذكرها قد عرفناها وقضيناها لك ادفعوا إليه أخاه لا تلزموه
شيئا
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي الفضل عبيد الله
بن أحمد بن علي الكوفي ح
وأنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار نا أبو

(1) الأغاني 8 / 328 السني.
(2) الأغاني والبداية والنهاية: الكلب.
(3) البداية والنهاية:
وأرضك أرض مكرمة بيتها
(4) تاريخ بغداد 9 / 256 في ترجمة شعبة بن الحجاج.
(5) تاريخ بغداد: فخسر.
275

الفضل الكوفي حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى الصولي
حدثنا المبرد حدثنا الرياشي عن أبي عاصم قال قدم شعبة على المهدي وكلمه في أخيه
أن يهب له ما عليه وكان عليه ستة آلاف دينار فقال شعبة يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة
لأمية بن أبي الصلت *
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يغيره صباح * عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك كل مكرمة بنتها * بنو تيم وأنت لهم سماء *
قال المهدي قد عرفنا حاجتك وقد قضيناها لك ادفعوا إليه أخاه لا تلزموه شيئا
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار
وقال ولعبد الله بن جدعان يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي *
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق (1) وأنت فرع (2) * لك الحسب المهذب والثناء
كريم لا يغيره صباح * عن الخلق الجزيل ولا مساء
تباري الريح مكرمة وجودا * إذا ما الكلب أجحره الشتاء
وأرضك أرض مكرمة بنتها * بنو تميم وأنت لها سماء
إذا أثنى عليك المرء يوما * كفاه من تعرضه الثناء *
وله يقول أيضا أمية بن أبي الصلت (3) *
علم ابن جدعان بن عمرو * أنه يوما مدابر
ومسافر سفرا بعيدا * لا يرى (4) منه المسافر
فقدره (5) بفنائه * للضيف مترعة زواجر

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن البداية والنهاية 2 / 288 وفي الأغاني 8 / 328 بالأمور.
في الأغاني: " قرم ".
(3) الأبيات في الأغاني 8 / 331 قالها أمية بن أبي الصلت وقد دخل على عبد الله وهو يجود بنفسه فقال له:
كيف تجدك أبا زهير؟ فقال: إني لمدابر (أي ذاهب). وشعراء النصرانية القسم الأول ص 222.
(4) الأغاني: لا يؤوب به.
(5) الأغاني وشعراء النصرانية: فقدروه.
276

زبدا وغرغرة كقرقرة * الفخول إذا تخاطر
فكأنهن إذا حمين * بما سخفن (1) به ضرائر
وكأنما يدعى عرينه * في طوائفها وهاجر
بذ المعاشر كلهم * بالفضل يعرفه (2) المعاشر
وعلا علو الشمس حتى * ما يفاخره مفاخر
آباؤك الشم المراجيح * المساميح الأخاير
وإذا تشام بروقهم * جارت أكفهم المواطر
لا يحمونهم جانب * المحل ولا تجاور
قومهم حصونهم الأسنة * والأعنة والحوافر
نزلوا البطاح ففضلت * بهم البواطن والظواهر *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن يونس قال أنشدنا الأصمعي لأمية
الملائك بن أبي الصلت في ذكر العرش *
مجدوا الله فهو للمجد أهل * ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس * وسرى فوق السماء سريرا
شريفا ما يناله بصر العي * ن ترى دونه الملائك صورا *
قال الأصمعي الملائك جمع ملك وصور المائل العنق وهم حملة العرش (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص حدثنا
أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن حدثنا
أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى المنقري حدثنا الأصمعي حدثني محمد بن
إسماعيل بن طريح الثقفي عن أبيه عن جده قال أنشدت لأمية بن أبي الصلت
الثقفي *

(1) الأغاني وشعراء النصرانية: شحن.
(2) الأغاني وشعراء النصرانية: قد علم.
(3) الأبيات في البداية والنهاية 2 / 288.
277

لا ينكشون (1) الأرض عند سؤالهم * لتطلب (2) العلات بالعيدان
بل يسفرون (3) وجوههم فترى لها * عند السؤال كأحسن الألوان
وإذا المقل أقام وسط رحالهم (4) * ردوه رب صواهل وقيان
وإذا دعوتهم لكل ملمة * سدوا شعاع الشمس بالفرسان (5) *
ويروى (6) ويوم ليوم كريهة (7)
أخبرنا أبو الحسن بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
يعني (8) ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن
بكار قال قال أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الصلت الثقفي وهو يحرض بني
عبد مناة بن كنانة على نصر قريش ومؤازرتهم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (9) *
لله در بني علي * أيم منهم وناكح
إن لم تغيروا غارة * شعواء تجحر (10) كل نابح
بزهاء ألف (11) أو بأل * ف بين ذي بدن ورامح
مردا (12) على جرد إلى * أسد مكالبة كوالح *
نسبهم إلى علي لأن أمهم تزوجت علي بن مسعود بن ذئب الغساني فضم ولدها

(1) البداية والنهاية 2 / 288 وشعراء النصرانية ص 237 " لا ينكثون " وفي الأغاني 4 / 120 " ينكتون " وفي الشعر
والشعراء ص 282 ينقرون.
(2) الأغاني وشعراء النصرانية: لتلمس..
(3) الشعر والشعراء: بل يبسطون.
(4) صدره في الأغاني والشعر والشعراء والشعراء النصرانية:
قوم إذا نزل الغريب بدارهم
ابن قتيبة: الحرب بدل الغريب. والأصل كالبداية والنهاية.
(5) الشعر والشعراء: بالخرصان.
(6) بالأصل " ويوم " والصواب ما أثبت.
(7) وهي رواية الشعر. الشعراء ص 282.
(8) بالأصل " ويروى " وهي مقحمة والمثبت " يعني " للتوضيح.
(9) شعراء النصرانية 224 وسيرة ابن هشام 3 / 31 من قصيدة طويلة قالها يرثي من أصيب من قريش يوم بدر
(10) عن ابن هشام، وبالأصل " بحجر ".
(11) ابن هشام: " ثم ألف " والبدن: الدرع.
(12) عن ابن هشام، وبالأصل: " مرد ".
278

بكرا وعامرا ومرة بني عبد مناف فنسبوا إليها (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد بن العباس أنا أبو
الحسن علي بن عبد الواحد بن الحسن القزويني أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو محمد
عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
قال سألت عن جهنم هل وجدت لها ذكرا في الشعر القديم وهذا يحتاج إلى تتبع وطلب
وقد تذكرت فلم أذكر إلا شيئا وجدته في شعر أمية بن أبي الصلت قال *
فلا تدنو جهنم من برئ * ولا عدن يطالعها الأثيم
وهم يطفون كالأقذاء فيها * لئن لم يغفر البر الرحيم
إذا شبت جهنم ثم وارت * وأعرض عن قوانسها الجحيم *
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنشدني أبو ذر الفقيه يعني عبد الله بن محمد بن أحمد بن حبيب أنشدني أبو عبد الله
الكندي الكوفي لأمية بن أبي الصلت (2) *
عطاؤك زين لامرئ إن حبوته * بخير (3) وما كل العطاء يزين
وليس بشين لامرئ بذل وجهه * إليك كما بعض السؤال يشين *
أخبرنا (4) أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب
حدثنا القاسم بن موسى الأشيب حدثني السري بن عاصم قال قال أمية بن أبي
الصلت (5) *
فمن حامل إحدى قوائم عرشه * ولولا إله الخلق كلوا وأبلدوا (6)

(1) في جمهرة ابن حزم ص 180 كان علي أخا عبد مناة بن كنانه لأمة، وهي امرأة من بلي، فحضن علي بني
عبد مناة بعد موته، فنسبوا إليه، ولم يشر ابن حزم إلى زواج علي من امرأة أخيه عبد مناة.
(2) الأغاني 8 / 328 وشعراء النصرانية ص 221 وطبقات الشعراء لابن سلام ص 102.
(3) كذا بالأصل وابن سلام، وفي الأغاني وشعراء النصرانية: ببذل.
(4) زيادة لازمة.
(5) البيتان في البداية والنهاية 2 / 288 " في حملة العرش " وشعراء النصرانية ص 227 من قصيدة في كمالات
الحضرة العلوية.
(6) عن البداية والنهاية، وبالأصل " وبدلوا " وروايته في شعراء النصرانية:
ملائكة أقدامهم تحت عرشه * بكفيه لولا الله كلوا وأبلدوا
279

قيام على الأقدام عانون تحته * فرائصهم من شدة الخوف ترعد *
أخبرنا (1) أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثني
محمد بن الحكم عن عوانة بن الحكم قال قال أمية بن أبي الصلت وهو جاهلي (2) *
إن آيات ربنا قائمات (3) * ما يماري فيهن إلا الكفور *
حبس الفيل بالمغمس (4) حتى * ظل يحبو كأنه معقور *
قال وأنا أحمد بن مروان حدثنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة حدثنا عبدة الصفار
حدثنا العلاء بن الفضل عن محمد بن إسماعيل عن أبيه عن جده عن جد أبيه قال سمعت
أمية بن أبي الصلت عند وفاته وأغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه إلى سقف
البيت فقال لبيكما ها أنذا لديكما لا عشيرتي تحييني ولا مالي يعديني ثم أغمي عليه
طويلا ثم أفاق فقال (5) *
كأن عيشي وإن تطاول دهرا * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في رؤوس الجبال أرعى الوعولا *
ثم فاضت نفسه
أخبرنا أبو الحسن الفقيه أنا أبو القاسم بن أبي العلاء نا أبو علي أحمد بن
عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله الربعي
أنا أبي حدثنا محمد بن صالح أبو بكر البزار حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن
أبي سويد حدثنا محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن طريح الثقفي عن أبيه
عن جد أبيه قال حضرت أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه ثم أفاق فرفع

(1) زيادة لازمة.
(2) شعراء النصرانية ص 229، ونسبها ابن إسحاق لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في شأن الفيل، ويذكر
الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام.
قال ابن هشام: تروى لأمية (سيرة ابن هشام 1 / 62) ومعجم البلدان " المغمس ".
(3) ابن هشام: " ثاقبات " وبهامشها عن نسخة: باقيات. وفي معجم البلدان: ظاهرات.
(4) موضع قرب مكة في طريق الطائف.
(5) الخبر والبيتان في الأغاني 4 / 128 - و 132 وطبقات ابن سلام ص 103 والشعر والشعراء ص 281 والبداية
والنهاية 2 / 285.
280

رأسه إلى باب البيت فقال لبيكما لبيكم ها أنذا لديكما لا مال ينجيني ولا عشيرتي
ولا قوي فانتصر ولا براءة لي عذر (1) ثم أغمي عليه ثم رفع رأسه فقال *
كل عيش وإن تطاول دهره * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في رؤوس الجبال أرعى الوعولا *
ثم فاضت نفسه
قال وحدثنا محمد بن جعفر السامري حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق
القلوسي حدثنا العلاء بن الفضل حدثنا محمد بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن
جده عن جد أبيه قال حضرت ابن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه طويلا
ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا قوي
فانتصر ولا عذر فاعتذر ثم أغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال
لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا عشيرتي تحميني ولا مال يعديني (2) ثم أغمي عليه ثم
أفاق فقال *
كل عيش وإن تطاول دهرا * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت ما قد بدا لي * في رؤوس الجبال أرعى الوعولا *
ثم فاضت نفسه
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النفور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري حدثنا العلاء بن الفضل حدثنا ابن إسماعيل بن
طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده عن جد أبيه قال شهدت أمية بن أبي
الصلت عند موته وأغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه إلى باب البيت فقال لبيكما لبيكما
ها أنذا لديكما لا عشيرتي تحميني ولا مال يعديني ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع
رأسه نحو الباب باب البيت فقال لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا قوي فانتصر ولا براءة
لي ولا عذر ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فقال *

(1) كذا، وفي الأغاني 4 / 127 و 132 لا برئ فاعتذر.
(2) الأغاني: " يغنيني " وفي موضع 4 / 132 يفديني.
281

كل عيش وإن تطاول دهرا * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت ما قد بدا لي في رؤوس الجبال أرعى الوعولا *
ثم فاضت نفسه
أخبرنا أبو تراب حيدرة (1) بن أحمد حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو
الحسن بن رزقويه (2) حدثنا أحمد بن السندي حدثنا الحسن بن علي حدثنا
إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر القرشي عن محمد بن إسحاق عن الزهري
عن سعيد بن المسيب وعثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن سعيد بن المسيب
قال قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت (3) على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد فتح مكة وكانت
ذات لب وعقل وجمال وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بها معجبا فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات
يوم بفارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا فقالت نعم وأعجب منه ما قد رأيت
قالت كان أخي في سفر فلما انصرف بدأ بي فدخل علي فرقد على السرير وأنا أحلق أديما
في يدي إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين فوقع على الكوة أحدهما ودخل
الآخر فوقع عليه فشق الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه
فوضعه في كفه ثم شمه فقال له الطائر الأعلى أوعى (4) قال وعا قال أزكا قال
أبى ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين ثم ذهبا فلما رأيت ذلك
دنوت منه فحركته فقلت هل تجد شيئا قال لا إلا توصيبا (5) في جسدي وقد كنت
ارتعت مما رأيت فقال (6) لي ما لي أراك مرتاعة قالت فأخبرته الخبر فقال خيرا
أريد بي ثم أصرف عني فأنشأ يقول (7) *
بانت همومي تسري طوارقها * ألف عيني والدمع سابقها
مما أتاني من اليقين ولم * أوت براة بعض ناطقها

(1) بالأصل " حيدرة " والصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 415.
(2) بالأصل " رقويه " والمثبت عن م.
(3) بالأصل " عن " والصواب عن البداية والنهاية 2 / 284 وم.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن البداية والنهاية، والأغاني 4 / 127 وطبقات ابن سلام ص 102.
(5) في البداية والنهاية: توهينا.
(6) زيادة عن البداية والنهاية وم.
(7) الأبيات في ديوانه ص 419 والبداية والنهاية 2 / 284.
282

أم من تلظى عليه واقدة * النار محيط بهم سرادقها
أم أسكن الجنة التي وعد * الأبرار مصفوفة نمارقها
لا يستوي المنزلان ولا * الأعمال لا تستوي طرائقها
هما فريقان فرقة تدخل * الجنة حفت بهم حدائقها
وفرقة منهم قد أدخلت * النار فساءتهم مرافقها
تعاهدت هذه القلوب إذا * همت بخير عاقب عواقبها
إن لم يمت عبطة (1) تمت هرما * للموت كأس والمرء ذائقها
وصدها للشقاء عن طلب * الجنة دنيا الله ماحقها
عبد دعا نفسه فعاتبها * يعلم أن الصبر (2) رامقها
يوشك من فر من منيته * يوما على غرة يوافقها *
قالت ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلا يسيرا حتى طعن في جنازته فأتاني الخبر
فانطلقت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه فدنوت منه فشهق شهقة وشق بصره ونظر
نحو السقف ورفع صوته وقال (3) لبيكما ها أنذا لديكما لا ذو مال فيفديني وذو أهل
تحميني ثم أغمي عليه إذ (4) شهق شهقة قلت قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف
ورفع صوته فقال لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو عشيرة
فأنتصر ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة ونظر نحو السقف فقال لبيكما لبيكما ها أنذا
(5) ديكما *
إن تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك لا ألما *
ثم أغمي عليه وشهق شهقة فقال لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما *
كل عيش وإن تطاول دهرا * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في قلال الجبال أرعى الوعولا *

(1) مات عبطة أي شابا صحيحا، واعتبطه الموت وأعبطه (القاموس).
(2) البداية والنهاية: البصير.
(3) زيادة عن البداية والنهاية.
(4) بالأصل: " إذا " والمثبت عن ابن كثير.
(5) البيت في الأغاني 4 / 128 و 132 وطبقات ابن سلام 103 والبداية والنهاية 2 / 285.
283

ثم مات فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا فارعة فإن مثل أخيك كمثل الذي أتاه الله آياته فانسلخ
منها إلى آخر الآية (1)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الحسين الفارسي أنا أبو سليمان الخطابي
قال في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) إن فارعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أمية
فقالت قدم أخي من سفر فأتاني فوثب على سريري فأقبل طائران فسقط أحدهما على
صدره فشق ما بين صدره إلى ثيبته فأيقظته فقلت يا أخي هل تجد شيئا قال لا والله إلا
توصيبا (2) وذكرت القصة في موته
حدثنيه بعض أصحابنا عن الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا عبد الله بن
شبيب حدثني إبراهيم بن يحيى بن هانئ حدثني أبي عن محمد بن إسحاق عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قولها وثب على سرير معناه اتكأ
عليه ونام أو نحو ذلك وهي لغة حميرية يقال (3) وثب الرجل إذا قعد واستقر على
المكان والوثاب الفراش في لغتهم والثيبة العانة ويقال هي ما بين السرة والعانة
والتوصيب كالتوصيم فتور وتكسر يجده الإنسان في نفسه قال لبيد *
وإذا رمت رحيلا فارتحل * واعص ما تأمر توصيكم الكسل (4) *
وأخبرني أبو رجاء الغنوي أخبرني محمد بن يحيى المقرئ حدثنا سلمة عن
الفراء قال قيل لأعرابي كيف تجدك فقال *
صداع وتوصيم العظام وفترة * وغثي مع الإشراق في الجوف لابث *
وقد تبدل الميم باء لقرب مخارجها كقولهم سمد وسبده وأمر لازم
ولازب
وقد روي في وفاته غير هذا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر

(1) سورة الأعراف الآية: 175 - 177.
(2) أي فتورا.
(3) بالأصل " فقال ".
(4) ديوانه ط بيروت ص 141 واللسان " وصم ".
284

الخطيب (1) أخبرني الحسن بن محمد الخلال أنا أحمد بن محمد بن عمران حدثني
خالي إبراهيم بن أحمد يعني ابن إسحاق بن إبراهيم المخزومي (2) حدثنا أحمد بن
فرج المقرئ حدثني يعقوب بن السكيت قال كان أمية بن أبي الصلت بسرف (3) قال
فجاء غراب فنعب نعبة فقال له أمية
بفيك التراب ثم نعب نعبة أخرى فقال (4) بفيك التراب ثم اقبل على أصحابه
فقال ما تدرون ما قال هذا الغراب يزعم أني أشرب هذا الكأس ثم أتكئ فأموت ثم
نعب نعبة أخرى فقال وآية ذلك أني أقع على هذه المزبلة فابتلع عظما ثم أقع فأموت
قال فوق الغراب على المزبلة فابتلع عظما فمات فقال أمية أما هذا قد صدقني
عن نفسه ولكن لأنظرن أيصدقني عن نفسي قال فشرب الكأس ثم اتكأ فمات
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا أبو الفضل أحمد بن
علي بن الفرات أنا رشأ بن نظيف أنا عبد الوهاب بن جعفر أنا أبو سليمان بن
زبر (5) أنا أبي أنا أحمد بن محمد بن نصر حدثني يحيى بن
خالد بن يحيى ين أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة عن أبيه عن الأعرج الزهري عن
عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب قال قال أمية بن أبي الصلت *
ألا رسول لنا منا يخبرنا * ما بعد غايتنا من رأس مجرانا (6) *
قال ثم خرج أمية إلى البحرين ونبئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقام أمية بالبحرين
ثماني سنين ثم قدم الطائف فقال لهم ما يقول محمد بن عبد الله قالوا يزعم أنه نبي فهو
الذي كنت تتمنى قال فخرج حتى قدم عليه بمكة قال فلقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ابن
عبد المطلب ما هذا الذي تقول قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أقول إني رسول الله وأن الله

(1) تاريخ بغداد 6 / 16 في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
(2) كذا بالأصل وفي تاريخ بغداد: المخرمي.
(3) كذا بالأصل، وفي تاريخ بغداد: " يشرب "!؟ وسرف: بفتح أوله وكسر ثانيه موضع على ستة أميال من مكة.
(4) زيادة عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل " زيد " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 440.
(6) ديوانه ص 516 والبداية والنهاية 2 / 285 والأغاني 4 / 129 برواية:
ألا نبي لنا منا فيخبرنا * مل بعد غايتنا من رأس محيانا
285

إله (1) إلا هو قال فإني أريد أن أكلمك تعدني غدا قال فموعدك غدا قال (1)
فتحب أآتيك وحدي أو في جماعة من أصحابي وتأتي وحدك أو في جماعة من
أصحابك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي ذلك شئت قال فإني آتيك في
جماعة فأت في جماعة قال فلما كان الغد غدا أمية في جماعة من قريش قال وغدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معه
نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظل البيت قال فبدأ أمية فخطب ثم سجع ثم أنشد الشعر
حتى إذا فرغ قال أجبني يا ابن عبد المطلب قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " بسم الله الرحمن
الرحيم يس والقرآن الحكيم " حتى إذا فرغ منها وثب أمية يجرر رجليه قال فتبعته قريش
تقول ما يقول يا أمية قال أشهد أنه على حق قالوا فهل تتبعه قال حتى أنظر في
أمره قال ثم خرج أمية إلى الشام حتى نزل بدرا قال ثم ترحل يريد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال فقال قائل يا أبا الصلت ما تريد قال أريد محمدا (2) قال وما تصنع قال أؤمن
به وألقي إليه مقاليد هذا الأمر وقال تدري من في القليب قال لا قال فيه عتبة بن
ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما ابنا خالك وأمه رقيقة (2) بنت عبد شمس قال فجدع
أنف (3) ناقته وقطع ذنبها ثم وقف على القليب يقول
* ماذا ببدر فالعقن * قل من مرازبة جحاجح (4) *
قال فرجع إلى مكة وترك الإسلام فخرج حتى قدم الطائف فقدم على أخته
فوجدها تجلي أدما لها قال فقال دعيني حتى أنام قال فوضع رأسه قالت أخته إلى أن
شقت ناحية من سقف البيت فإذا طائران أبيضان فوقع أحدهما على الشق ووقع أحدهما
على بطن أمية فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه ثم شق قلبه فقال له الطائر الأعلى أوعى
قال وعا قال قبل قال أبى قال ثم رد قلبه وطار قال فأتبعهما بصره فقال
لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا مال يعنيني ولا عشيرة تحميني قال فأقبل الطير حتى
وقع على بطنه فنقر صدره فأخرج قلبه صم شق عليه فقال الطائر الأعلى أوعى قال وعا
قال قبل قال أبى فرده صم طار فأتبعهما أمية بصره فقال لبيكما لبيكما ها أنا

(1) عن الديوان 451 والأغاني وبالأصل " الدهر ".
(2) البداية والنهاية: ظفرها.
(3) الوافي بالوفيات 9 / 400 والأغاني 20 / 115 شرح أشعار الهذليين السكري 2 / 487.
(4) يعني إلى مصر.
(5) القصيدة في شرح أشعار الهذليين 2 / 515 من واحد وخمسين بيتا.
286

ذا لديكما لا برئ فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر قال فأقبل الطائر فوقع على صدره فنقر
صدره نقرة شقه فأخرج قلبه فشقه قال فقال له الطائر الأعلى أوعى قال وعا قال
قبل قال أبى قال فدره ثم طار فأتبعهما أمية طرفه فقال لبيكما لبيكما هاأنا ذا لديكما
محفود بالنعم مخصود بالدم قال فاقبل الطير فوقع على بطنه قال فنقر صدره نقرة شقه ثم
أخرج قلبه فشقه قال فقال الطائر الأعلى أوعى قال وعا قال فأقبل قال فأبى
قال فرده ثم طار فأتبعهما أمية بصره فقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما
* إن تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك إلا ألما *
فاستوى السقف واستوى أمية جالسا فقالت أخته يا أخي هل تجد شيئا قال لا إلا
حرا في صدري قال وجعل يمسح بيده صدره وأنشأ يقول
* ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في قنان الجبال أرعى الوعولا
فاجعل الموت نصب عينيك واحذر * غولة الدهر إن للدهر (1) غولا
نائلا طرفها (2) القساور والصد * عان والطفل في المنار الشكيلا
وبغاث النياف اليعفر النافر * والعوهج التوأم الضئيلا *
قال ثم خرج من عندها حتى إذا كان بين بيتها وبين بيته أدركه الموت قال ففيه
أنزل الله عز وجل " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها "
القساور الأسد الواحد قسورة والصدعان ثيران الوحش الواحد صدع
والطفل الشكيل من الشكلة وهي حمرة في العين والبغاث الرخم واحدها بغاثة
والنياف الجبال واليعفر الظبي والعوهج ولد النعامة [* * * *]
812 أمية بن أبي عائذ العمري ثم الهذلي (3)
من أهل الحجاز شاعر من مداحي بني أمية له في عبد الملك وعبد العزيز (4) ابني
مروان مدائح ووفد على عبد العزيز وله فيه قصيدة حسنة أولها (5)

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م وشرح أشعار الهذليين.
(2) أشعار الهذليين: أمونا.
(3) عجزه في أشعار الهذليين:.
يبلغنه ظلعا قد حفينا
(4) الوافي بالوفيات 9 / 406 وسير الأعلام النبلاء 4 / 272 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) ترجمته في سير الأعلام 10 / 512 كنيته " أبو زكريا " ولفظه " أبو " سقطت من الأصل واستدرك عن السير.
287

* ألا إن قلبي الظاعنينا * حزين فمن ذا يعزى الحزينا
فيالك من روعة (1) يوم بان من * كنت أحسب ألا يبينا *
يقول فيه
* إلى سيد الناس عبد العزيز * أعملت للسير حرفا أبونا (2)
إلى معدن الخير عبد العزيز * تبلغنا طلعا قد خفينا (3) *
813 أمية بن عبد الله بن خالد
ابن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس
ابن عبد مناف القرشي الأموي (4)
أصله من مكة
روى عن أبن عمر
روى عنه عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي
والمهلب بن أبي صفرة وأبو إسحاق السبيعي وعطية بن قيس
وولاه عبد الملك بن مروان خراسان وقدم على عبد الملك وكانت داره بدمشق
في الراهب قبل المصلى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر
الفارسي قالا أنا أبو عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر أنا أبو سهل بشر بن أحمد بن
بشر بن محمود الإسفرايني أنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي حدثنا
أبو زكريا يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري أنا الليث بن
سعد ح
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا سعيد بن أحمد العيار، أنا أبو

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م وشرح أشعار الهذليين.
(2) أشعار الهذليين: أمونا.
(3) عجزة في أشعار الهذليين: يبلغنه ظلعا قد حفينا
(4) الوافي بالوفيات 9 / 406 وسير أعلام النبلاء 4 / 272 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) ترجمته في سير الاعلام 10 / 512 كنيته " أبو زكريا " ولفظه " أبو " سقطت من الأصل واستدركت عن السير.
288

محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الرومي الصيرفي حدثنا أبو العباس السراج حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا الليث
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال وأبو القاسم غانم بن خالد قالا أنا أبو الطيب
عبد الرزاق بن عمر بن موسى (1) أنا أبو بكر بن المقرئ إجازة حدثنا أبو العباس بن قتيبة
حدثنا أبو خالد حدثني الليث قال وثنا محمد بن ريان حدثنا محمد بن
رمح أنا الليث عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن
عبد الله بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في
القرآن ولا نجد صلاة السفر في القرآن فقال زاد قتيبة بن عمر (2) قال يا بن أخي
إن الله بعث إلينا محمدا (صلى الله عليه وسلم) ولا نعلم شيئا وإنما نفعل وفي حديث ابن شهبة يقول كما
رأينا محمدا (صلى الله عليه وسلم) يفعل قال قال ابن المقرئ لفظهما سواء
تابعه ابن خالد (3) ومحمد بن راشد عن الزهري ورواه يونس عن الزهري
فاختلف عنه فيه فرواه عنبسة بن سعيد الأيلي كما رواه الليث ومن تابعه ورواه ابن وهب
عن يونس فقال عن عبد الملك بدل عبد الملك
فأما حديث عنبسة فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني
أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زبير الوراق حدثنا أبو بكر عبد الله بن
سليمان بن الأشعث السجستاني حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عتبة حدثنا يونس
عن ابن شهاب أن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن أخبره أن أمية بن عبد الله بن
خالد بن أسيد أخبره أنه سأل (4) ابن عمر فقال يا عبد الرحمن إنا نجد صلاة الحضر
وصلاة الخوف فأخبرني عن صلاة السفر فإنا لا نجد في القرآن فقال ابن عمر يا ابن أخي
إن الله جل ثناؤه بعث إلينا محمدا (صلى الله عليه وسلم) ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يفعل
وأما حديث ابن وهب فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد

(1) ترجمته في سير الأعلام 18 / 149.
(2) بالأصل وم " عمرو ".
(3) في م: تابعه عقيل بن خالد ومعمر بن راشد.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
289

طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة
أنا ابن وهب ح
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو بكر بن
زنبور حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني
يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن (1) أمية بن
عبد الله بن خالد بن أسيد
وفي حديث حرملة أمية بن خالد عن عبد الله بن أسيد أنه سأل عبد الله بن عمر
قال قلت له أرأيت قصر الصلاة في السفر إنا لا نجدها في كتاب الله إنما نجد ذكر صلاة
الحضر قال أمية قال عبد الله بن عمر يا ابن أخي إن الله أرسل إلينا محمدا (صلى الله عليه وسلم) ولا
نعلم شيئا وإنما نعمل (2) ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفعل وقصر الصلاة في السفر سنة سنها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال أحمد القول قول عنبسة ورواه مالك عن الزهري فأفسده أسقط عبد الله
ولم يسم أمية
أخبرناه أبو (3) عبد الله الفراوي وأبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم قالا أنا
عبد الغافر بن محمد أنا بشر بن أحمد أنا داود بن الحسين حدثنا يحيى بن يحيى
قال قرأت على مالك ح
وأخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا
إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك (4) عن ابن شهاب عن رجل من
آل خالد بن أسيد أنه سأل عبد الله بن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن إنا نجد صلاة الخوف
وصلاة الحضر في القرآن ولا نجد صلاة السفر فقال ابن عمر وفي رواية أبي مصعب
فقال عبد الله يا ابن أخي إن الله عز وجل بعث إلينا محمدا (صلى الله عليه وسلم) ولا نعلم شيئا فإنا (5) نفعل
كما رأيناه يفعل

(1) بالأصل " بن خطا.
(2) بالأصل " نعلم " والصواب عن م.
(3) زيادة عن م، انظر فهارس شيوخ أين عساكر (المطبوعة: عبد الله بن جابر - عبد الله بن زيد ص 682.
واسمه محمد بن الفضل بن أحمد، الفقيه.
(4) موطأ مالك: قصر صلاة السفر حديث رقم 331.
(5) في مالك: فإنما.
290

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثنا عبيد الله بن عمر
القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد ح
قال وحدثني هارون بن عبد الله حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق
عن أمية بن خالد قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستفتح بصعاليك المهاجرين ح قال وكيع في
حديثه يستفتح العدو [* * * *]
قال البغوي ولا أرى لأمية بن خالد صحبة غير أن القواريري وابن أبي شيبة
أخرجا هذا الحديث في المسند ولا أعلم روى غير هذا الحديث ولا رواه عنه غير أبي
إسحاق أصاب البغوي في بعض قوله وأخطأ في بعض أما قوله لا أرى لأمية صحبة
صحيح وقوله لا أعلم روى غيره وهم فقد سقنا روايته عن أبي عمر وقوله ولا رواه
عنه غير أبي إسحاق وهم فقد روي عن المهلب بن أبي صفرة عن أمية وقصر في شيئين
نسب أمية وهو أمية بن عبد الله بن خالد فنسب في حديث سفيان الذي ساقه البغوي إلى
جده وقد رواه ابن مهدي عن سفيان وقد نسب إلي أنه قلبه فقال أمية بن خالد بن
عبد الله بن أسيد وصواب القول في نسبه ما قدمناه في ترجمته فأما الحديث المهلب عن
أبيه
فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا محمد بن الحسن أبو طاهر النيسابوري حدثنا قطن بن إبراهيم حدثنا طلق بن
غنام حدثنا قيس ح
قال وأنا خيثمة حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الجنين حدثنا أبو غسان عن
قيس عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عن أمية بن خالد بن (2) أسيد قال
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يستفتح (3) بصعاليك المهاجرين [* * * *]
وقد كان لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد عم أسمه أمية بن خالد فيجعل أن يكون
الحديث الثاني له غير أن البخاري ذكره في ترجمة أمية بن عبد الله وحكى قول أبي عبيد
فيه فالله أعلم

(1) زيادة لازمة.
(2) بالأصل " عن ".
(3) يستفتح بهم أي يستنصر بهم، ويقصد بالصعاليك هنا: الفقراء.
291

أخبرنا أبو القاسم الشحامي نا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا
أبو محمد بن حيان حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا أبو عامر حدثنا الوليد
عن سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن أبي إدريس الخولاني قال يرجع
فيبني على ما قد صلى يعني في الرعاف قال عطية وكتب ابن عمر وأبو سلمة بن
عبد الرحمن إلى أمية بن خالد بن أسيد فقرأ علينا كتابهما بذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا أبو محمد
يوسف بن رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة
أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمر بن مندة أن الحسن بن محمد بن يوسف
أنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ح
وأنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي (1) محمد الجوهري
عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم قالا
حدثنا محمد بن سعد (2) قال في الطبقة الثالثة من أهل مكة أمية بن عبد الله بن خالد بن
أسيد بن أبي العيص زاد ابن الفهم ابن أمية بن عبد شمس وأمه أم حجير بنت شيبة بن
عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي كان قليل الحديث
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل ابن
خيرون وأبو الحسن بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو
أحمد الغندجاني زاد بن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري (3) قال أمية بن عبد الله بن
خالد بن أسيد أخو خالد سمع ابن عمر روى عنه عبد الله بن أبي بكر بن
عبد الرحمن وقال ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد بن

(1) بالأصل: " ابن أبي محمد " خطأ والصواب عن م.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 478.
(3) التاريخ الكبير 1 / قسم ثاني / 7.
(4) عن م والبخاري وبالأصل " أبو ".
292

عبد الله بن أسيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال أبو عبيد هو عندي (1) أمية بن عبد الله بن خالد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسن بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالوا
أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد بن صالح العجلي حدثنا
أبي قال (2) أمية بن عبد الله (3) بن خالد مدني تابعي ثقة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال (4) وفي سنة
ثلاث وسبعين بعث خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد وهو والي البصرة أخاه أمية بن
عبد الله إلى البحرين إلى أبي فديك في جمع كثير فالتقوا فانهزم أمية وأهل البصرة
وقال (5) سنة أربع وسبعين فيها بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله بن
معمر التميمي إلى أبي فديك
وكتب عبد الملك إلى بكير (6) إن قتلت ابن خازم أو أخرجته من خراسان فأنت
الأمير قتل بكير بن خازم وأقام واليا حتى قدم أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد فعزله
وولى أمية يعني خراسان ثم عزله وولى المهلب بن أبي صفرة في سنة تسع وسبعين
وسجستان ولاها عبد الملك عبد الله (7) بن علي بن عدي ثم عزله وضمها مع
خراسان إلى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد وذلك سنة ثلاث وسبعين فولى أمية ابنه
عبد الله نحوا من ثلاث سنين فعزله عبد الملك وولى محمد بن موسى بن طلحة بن
عبيد الله فقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أن يصل إليها وذلك سنة سبع وسبعين ثم

(1) عن البخاري وبالأصل " عند ".
(2) تاريخ ثقات العجلي ص 73.
(3) عن ثقات العجلي وبالأصل " عبد الرحمن ".
(4) راجع تاريخ خليفة ص 276 سنة 73 لم يرد خبره فيها.
(5) راجع تاريخ خليفة ص 270 حوادث سنة 74 لم يرد خبره فيها.
(6) هو بكير بن وشاح الصريمي، انظر تاريخ خليفة ص 294 - 295 في تسمية ولاة عبد الملك.
(7) سقطت من الأصل واستدرك عن م وانظر تاريخ خليفة ص 295.
293

عزل أمية فضمت إلى الحجاج
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر بن المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال استعمل عبد الملك بن مروان أمية بن عبد الله بن خالد على خراسان ومدحه نهار
ابن توسعة فقال (1)
* أمية يعطيك الله ما سألته * وإن أنت لم تسأل أمية أضعفا
ويعطيك ما أعطاك جذلان ضاحكا * إذا عبس الكز (2) اليدين وقفقفا
هنيئا مريئا جود كف ابن خالد * إذا الممسك الرعديد أعطا تكلفا *
وقال الشاعر
* أمسى أمية يعطي المال سائله * عفوا إذا ضن بالمال المباخيل
لا يتبع المن من أعطاه منفسة * إذا اللئيم زهاه القال والقيل
بحر إن بحر نمير فاز وارده * إذا البحور مباريح صلاصيل *
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر (3) حدثنا أبو
العباس أحمد بن منصور اليشكري قال قرأت على أبي بكر بن دريد وقلت له أخبركم أبو
حاتم حدثنا القتيبي عن أبيه قال كان رجل يصحب أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد
فاشتكى فلم يعده أمية وكان أمية عظيم الكبر فقال لو كنا نعود أحدا لعدناك فقال
الرجل
* إن من يرتجي أمية بعدي * لكمن يرتجي هوى السراب
كنت أرجوه (4) والرجاء كذوب * فإذا عهده كعهد الغراب *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري (5) قالا أنا أبو طاهر المخلص حدثنا أحمد بن نصر بن بجير حدثنا علي بن
عثمان بن نفيل حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال دعا عبد الملك.

(1) الأبيات في الوافي بالوفيات 9 / 406 بدون نسبة.
(2) الوافي: الخدل.
(3) بالأصل " المقدر " والمثبت عن م.
(4) بالأصل " أجوه " والمثبت عن م.
(5) الأصل وم: " السري " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 18 / 402.
294

بغدائه فقال ادع خالد بن يزيد بن معاوية قال مات يا أمير المؤمنين قال ادع ابن أسيد
قال مات يا أمير المؤمنين قال ادع روح بن زنباع قال مات يا أمير المؤمنين قال
ارفع ارفع قال أبو مسهر فحدثني رجل قال فلما ركب تمثل بهذين البيتين *
ذهبت لما بي وانقضت آجالهم * وغبرت بعدهم ولست بغابر
وغبرت بعدهم فأسكن مرة * بطن العقيق ومرة بالظاهر *
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال وفي ولاية
عبد الملك مات أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بلغني أن أمية بن خالد وخالد بن
يزيد بن معاوية وروح بن زنباع ماتوا بالصنبرة (1) في عام واحد بلغني من وجه آخر أن
روحا مات في سنة أربع وثمانين
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ عن
رشأ بن نظيف أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن
المصريان قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو بشر الدولابي حدثني أحمد بن محمد بن
القاسم حدثني أبي حدثني أبو الحسن المدائني قال سنة سبع وثمانين فيها مات
أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد
814 أمية بن عبد الله بن عمرو (2) بن عثمان
ابن عفان (3) بن أبي العاص بن أمية
أبو عثمان القرشي الأموي (4)
روى عن أبيه وعكرمة مولى ابن عباس وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه
روى عنه محمد بن إسحاق ويحيى بن سليم الطائفي ومحمد بن مروان بن
أبان بن عثمان

(1) الصنبرة موضع بالأردن بينه وبين طبرية ثلاثة أميال (معجم البلدان).
(2) بالأصل " عمر " خطأ والمثبت عن م.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن م وانظر مصادر ترجمته.
(4) ترجمته في أسد الغابة 1 / 141 والإصابة 1 / 131 ومختصر ابن منظور 5 / 55.
295

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي أنا أبو (1) عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قالا نا أبو العباس محمد بن
يعقوب حدثنا محمد الصغاني حدثنا صدقة أبو عمرو المقعد وهو ابن سابق
قال قرأت على محمد بن إسحاق حدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه
قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث مروان بن الحكم وهو أمير المدينة قال
خلق الله عز وجل الملائكة لعبادته أصنافا وإن منهم لملائكة قياما صافين من يوم خلقهم
إلى يوم القيامة وملائكة ركوعا فخشوعا (2) من يوم خلقهم إلى يوم القيامة وملائكة
سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة تجلى لهم تبارك وتعالى
ونظروا (3) إلى وجهه الكريم قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن النجار حدثنا نصر بن إبراهيم أنا أبو
محمد عبد الله بن الوليد أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي قال أخبرني
جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد عبد الله بن يونس أبا
بقبن مخلد حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا منصور بن بشر حدثنا
شعيب بن يحيى وهو ابن صفوان عن محمد بن مروان بن أبان عن أمية بن
عبد الله بن عمرو (4) بن عثمان بن عفان قال قدمت الصائفة غازيا فدخلت على عمر بن
عبد العزيز فرحب بي وقال أين يا أبا عثمان قلت غازيا إن شاء الله قال صنعت الذي
يشهد (5) وما كان عليه أولوك وخيار سلفك إن ها هنا شيئا قد أمرنا به لمثل من كان في
وجهك قال قبلت ذلك وكان خمسين دينارا فلما رجعت مررت عليه فقال لي مثل
مقالته الأولى فقلت يا أمير المؤمنين ما يقع مني هذا موقعا قال ما يزيد على هذا أحد
ولو وجدت سبيلا إلى أن أعطيك غيره من بيت مال المسلمين لفعلت فقلت إن لي ولدا
قال هذا حق نكتب لك إلى عاملك (6) من كان منهم يطيق معاملة المسلمين في مغازيهم

(1) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
(2) كذا بالأصل، وفي م: ركوعا خشوعا.
(3) عن مختصر ابن منظور 5 / 55 وبالأصل " نظر ".
(4) بالأصل " عمر ".
(5) المختصر: يشبهك.
(6) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
296

فرض له في عيال المسلمين قلت فإن علي دينا فاقضه عني قال هذا حق نكتب لك إلى
عاملك فيبيع مالك فيقضي دينك فما فضل عليك قضاه من بيت مال المسلمين فقلت
له والله ما جئتك لتفلسني وتبيع مالي قال والله ما هو غيره
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان أنا الحسن بن
الحسن بن علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
محمد بن عباد بن موسى العكلي (1) حدثنا يحيى بن سليم بن أمية بن عبد الله بن
عمرو (2) بن عثمان قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فقال رجل لرجل تحت إبطك فقال
عمر وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه قالوا وما ذاك قال لو قال تحت
يدك كان أجمل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب حدثنا الحارث بن أبي
أسامة حدثنا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة أمية بن
عبد الله بن عمرو (2) بن عثمان بن عفان وأمه أم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد
بن أسيد بن أبي العيص بن أمية وقد روي عنه وأمية بن عبد الله هو الذي لقيته طئ يوم
المنتهب (4) فهزموه
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن
الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الواسطي زاد ابن خيرون وأبو
الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا (5) البخاري
قال (6) أمية بن عبد الله بن عمرو عن عكرمة قال لي أحمد بن عاصم نا
عبد الله بن هارون حدثني أبي حدثني ابن إسحاق حدثني أمية بن عبد الله بن

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م والضبط عن الأنساب.
(2) بالأصل " عمر " والمثبت عن م.
(3) في القسم الضائع من طبقات أهل المدينة من طبقات ابن سعد.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن معجم البلدان وفيه: المنتهب قرية في طرف سلمى أحد جبلي
طيئ، ويوم المنتهب من أيام طيئ المذكورة ورسمها في م: السبف.
(5) زيادة لازمة.
(6) التاريخ الكبير 1 / قسم ثاني / 8.
297

عمرو بن عثمان عن أبيه (1) عبد الله بن عمرو قال سمعت عبد الله بن عمرو بن
العاص يحدث مروان وهو أمير المدينة قال خلق الله الملائكة لعبادته أصنافا (2) وقال
لي حسين بن حريث حدثنا يحيى بن سليم سمها أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
سمع (3) عمر بن عبد العزيز قوله حديث آخر وهو أخو محمد بن عبد الله القرشي
الأموي حجازي
في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها أنا أبو القاسم بن مندة أنا
حمد بن عبد الله إجازة قال وأنا ابن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن
محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4) سئل أبي عنه فقال ما بحديثه بأس
(5) أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا
الزبير بن بكار قال في تسمية ولد عبد الله بن عمرو بن عثمان (6) أمية وعبد العزيز وأم
عبد الله وخليدة وعثيمية (7) بني (8) عبد الله لأم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن
أسيد بن أبي العيص بن أمية وأمية الذي كان غزا طيئا يوم المنتهب فهزمته أيام مروان بن
محمد وكان عبد الواحد بن سليمان استعمله على أسيد وطئ فجاءه سبعون رجلا من
فزارة فسألوه أن يخرج بهم معه ليغيروا على طئ لثأر لهم فخرج بهم وتجمع إليه ناس من
أهل المعادن طلبا للغنائم فلقيه معدان بن رأس الطائي بالمنتهب في جماعة من طئ
فهزموه وفي ذلك يقول معدان بن رأس يعتذر إلى عبد الواحد بن سليمان وإلى أهل
المدينة ويذكر عرضهم على أمية أن يرد فزارة ويأتي بمن أحب فيأخذ صدقة أموالهم
فقال معدان بن رأس *
ألا أهل أتى أهل المدينة عرضنا * خضالا من المعروف بعرف حالها

(1) بالأصل " عن أبيه عن عبد الله بن عمر " ولفظة " عن " بعد أبيه غير موجودة عند البخاري فحذفناها.
(2) زيادة عن البخاري.
(3) عن البخاري وبالأصل " حارث ".
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 302.
(5) سقطت من الأصل، زيادة عن م والجرح والتعديل.
(6) نسب قريش لمصعب بن عبد الله ص 114 و 116.
(7) نسب قريش وم: وعثيمة.
(8) نسب قريش: بنتي.
298

على عاملين والسيوف مصانة * بأعنادها ما زايلتها نصالها
أتينا إلى برتاح سمعا وطاعة * نؤدي زكاة حين كان عقالها
ومن قبل ما جئنا وجاءت وفودنا * إلى فيد حتى ما تعذر حالها
فقالوا أعن بالناس تعطيك طئ * إذا وطئتها الخيل واجتيح مالها
ودون الذي منوا أمية أعنته * من الضرب لا يخلي بخيل ظلالها
دعوا بنزار فاعترتنا لطئ * أسود الفضاء أقدامها وقزالها
دعوا بنزار فاعترتنا لطئ * هنالك زلت من نزار نعالها *
وقد انقرض ولد أمية
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن
خياط (1) حدثني إسماعيل بن إبراهيم حدثني غسان بن عبد الحميد قال خرج
أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان مقنعا يوم قديد لا يلتفت إلى أحد ولا يكلم أحد
مقبلا على بثه حتى قتل قال خليفة وقتل يومئذ يعني يوم قديد (3) سنة ثلاثين
ومائة وأمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
815 أمية بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم
ابن أبي العاص الأموي له ذكر
816 أمية بن عثمان
من أهل دمشق
حكى عنه محمد بن عكاشة الكرماني أصول السنة على ما قيل
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أخبرني جدي لأمي أبو طالب عبد
الوهاب بن عبد الله الهاشمي أنا جدي لأبي أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي حدثنا أبو
عبد الرحمن محمد بن العباس بن الدرفس الغساني قال قال أبو جعفر محمد بن

(1) تاريخ خليفة ص 392 حوادث سنة 130 ه‍.
(2) زيادة عن تاريخ خليفة.
(3) قديد موضع قرب مكة.
299

سليمان البصري قدم علينا محمد بن عكاشة الكرماني البصرة سنة خمس وعشرين
ومائتين فسمعته يقول هذا ما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة ممن رأيت وسمعت من أهل
العلم منهم سفيان بن عيينة فذكر جماعة ثم قال وأمية بن عثمان الدمشقي وأحمد بن
خالد الدمشقي فذكر ما عليه أهل السنة
وذلك فيما أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم أنا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن محمد بن أيمن قراءة أنا علي بن موسى بن الحسين بن السمسار
إجازة نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (1) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد البرودي بالبصرة سنة إحدى وثلاثمائة حدثنا محمد بن عكاشة الكرماني ح
ابن السمسار وأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر حدثنا أبو علي الحسن بن
غطفان أنا أبو جعفر محمد بن سليمان قال قدم علينا محمد بن عكاشة الكرماني
البصرة سنة خمس وعشرين ومائتين وسياق الحديث لابن غطفان قال فسمعته يقول هذا ما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة ممن رأيت وسمعت من أهل العلم منهم سفيان بن (2)
عيينة ووكيع بن الجراح ومحمد بن يوسف الفريابي وشعيب بن حرب وعلي بن
عاصم وعبد الوهاب بن عطاء وعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون وكثير بن
هشام ومحمد بن عمر الواقدي وداود بن المخب وشبابة بن سوار وعبد العزيز بن
أبان وأبو نعيم الفضل بن دكين ويعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسي وعبد الله بن داود
وقبيصة وسعيد بن عامر وزهير بن نعيم وأزهر بن سعد السمان وأبو عبد الرحمن
المقرئ والنضر بن شميل وأمية بن عثمان الدمشقي وأحمد بن خالد الدمشقي والوليد
بن مسلم ومحمد بن عبد الله بن الحارث الدمشقي وعامر أصحاب ابن المفرط وإسحاق
بن زاهرية ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبو عمر
الضرير وغيرهم من أهل السنة على الرضا بفضل الله عز وجل والتسليم لأمره والصبر
على حكمه والأخذ بما أمر الله عز وجل والنهي عما نهى الله عنه وإخلاص العمل لله
والإيمان بالقدر خيره وشره وترك المراء والخصومات والجدل في الدين والمسح على
الخفين والجهاد مع الخليفة وإن عمل أي عمل وصلاة الجمعة خلف كل بر وفاجر

(1) ترجمة في سير الأعلام 16 / 361 (258).
(2) بالأصل: " وعيينة " والصواب ما أثبت عن م.
300

والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة والإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن
كلام الله والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور وأن لا يخرج على
الأمراء بالسيف وإن جاروا ولا ينزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا ولا يكفر أحدا وإن
عمل بالكبائر والكف عن مساوئ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأفضل الناس بعد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رحمة الله عليهم وبركاته
وقال محمد بن عكاشة وقد كان حدثنا محمود بن معاوية بن حماد الكرماني حديثا
عن الزهري قال من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرأ فيهما " قل هو الله أحد " ألف
مرة رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) في منامه
قال محمد بن عكاشة قدمت عليه نحوا من سنتين اغتسل كل ليلة جمعة وأصلي
ركعتين أقرأ فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة طمعا أن أرى النبي (صلى الله عليه وسلم) فصليت ركعتين
قرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة فلما أخذت مضجعي أصابني حلم ففقت الثانية
فاغتسلت ثم صليت ركعتين قرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة فلما فرغت منهما كان
قريبا من السحر فاستندت إلى الحائط ووجهي إلى القبلة فجاءني النوم فدخل علي
النبي (صلى الله عليه وسلم) على النعت والصفة وعليه بردان من هذه البرود اليمانية قد تأزر بإزار وارتدى
بآخر فجثا مستوفزا (1) على رجله اليسرى وأقام اليمنى قال محمد بن عكاشة أردت (2)
أن أقول حياك الله يا رسول الله فبدأني فقال حياك الله قال وكنت أحب أن أرى
رباعيته المكسورة فتبسم فرأيت رباعيته المكسورة فقلت يا رسول الله الفقهاء قد
خلطوا علي في الاختلاف وعندي أصيلات من السنة أعرضها عليك قال نعم قلت
الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والصبر على حكمه والأمر بما أمر الله والنهي عما
نهى الله وإخلاص العمل والإيمان بالقدر خيره وشره وترك المراء والجدل
والخصومات في الدين والمسح على الخفين والجهاد مع كل خليفة والصلاة يوم
الجمعة مع كل بر وفاجر والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة والإيمان قول وعمل
يزيد وينقص والقرآن كلام الله والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منهم من عدل أو
جور ولا يخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا ولا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا

(1) عن مختصر ابن منظور 5 / 57 وبالأصل " مسترقدا " وفي م: مستوقرا.
(2) زيادة مقتبسة عن م، وفيها فأردت.
301

نارا ولا يكفر أحدا من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر والكف عن مساوئ أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
قال محمد بن عكاشة فوقفت على علي وعثمان كأني هبت النبي (صلى الله عليه وسلم) أن أفضل
عثمان على علي فقلت في نفسي علي ابن عمه وختنه فتبسم النبي (صلى الله عليه وسلم) كأنه قد علم فقال
عثمان ثم علي ثم قال هذه السنة فتمسك بها وضم أصابعه وعقد على ثلاثة
وتسعين وحول الإبهام وعطفها على أصابعه
قال محمد بن عكاشة فعرضت هذه الأصول عليه ثلاث ليال كل ليلة أقف على
عثمان وعلي فتبسم (صلى الله عليه وسلم) عند قولي كأنه قد علم ثم يقول عثمان ثم علي فكنت أعرض
عليه هذه الأصول وعيناه تهطلان قال فلما قلت والكف عن مساوئ أصحابك انتحب
حتى علا صوته قال ابن عكاشة ووجدت حلاوة في فمي (1) وقلبي فمكثت ثمانية أيام
لا آكل طعاما حتى ضعفت عن صلاة الفريضة فلما أكلت ذهبت عني تلك الحلاوة ولم
يقع إلي ذكر أمية هذا إلا من طريق ابن عكاشة من هذين الوجهين
ورواه أحمد بن إسحاق السكري عن ابن عكاشة فقال منبه بن عثمان بدل أمية
وهذا الصواب
آخر الجزء السابع بعد المائة
817 أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص
ابن سعيد بن العاص بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
والد إسماعيل بن أمية كان بالشام عند قتل أبيه (2) وبعد ذلك وكان عند عمر بن
عبد العزيز وسكن مكة
وحدث عن أبيه
روى عنه ابنه إسماعيل
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي حدثنا أبو علي الأهوازي سنة خمس وأربعين

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(2) يريد عمرو بن سعيد الأشدق، وقد قتله عبد الملك بن مروان بدمشق سنة 70.
302

وأربعمائة حدثنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم
الأذرعي أنا أبو عمرو مقدام بن داود بمصر حدثنا أسد بن موسى حدثنا أبو معشر
عن محمد بن كعب القرظي قال كنا بخناصرة وثم أمية بن عمرو بن سعيد وعراك بن
مالك وعمر بن عبد العزيز فقال عمر بن عبد العزيز ما أحد أكرم على الله من كريم بني
آدم وهذا مختصر من حكاية أطول من هذا
أخبرنا بها أبو عبد الله بن البنا إجازة إن لم أكن سمعتها منه أنا أبو الفرج
أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (1) قراءة عليه وأنا أسمع أنا أبو
القاسم بن حبابة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا محمد بن
بكار بن ريان أبو عبد الله قراءة من كتابه أنا أبو معشر عن محمد بن كعب قال كنا
بخناصرة في مجلس فيه أمية بن عمرو بن سعيد وعراك بن مالك وعمر بن عبد العزيز
فقال عمر بن عبد العزيز ما أحد أكرم على الله عز وجل " إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات أولئك هم خير البرية " (2) وقال أمية بن عمرو مثل قول عمر بن عبد العزيز
فقال عراك بن مالك ما أحد أكرم على الله من ملائكته هم خدمة داريه ورسله إلى أنبيائه
وما خدع إبليس آدم إلا أنه قال " ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو
تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما من الناصحين " (3) قال فقال عمر بن عبد العزيز
ما رأيك يا أبا حمزة يعني محمد بن كعب فيما امترينا فيه قال قلت قد أكرم الله آدم
خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة أن يسجدوا له وجعل من ذريته من تزوره
الملائكة وجعل من ذريته الأنبياء والرسل وأما قوله " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية " فهذا للخلائق كلهم قال الله تعالى " الذين يحملون العرش ومن
حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة "
"

(1) بالأصل " المخبري " والصواب عن الأنساب، وهذه النسبة بفتح الميم والباء وسكون الخاء نسبة إلى
المخبز، وهو موضع يخبز فيه الرغفان، وإلى الساعة موضع ببغداد داخل دار الخليفة يقال له المخبز، ترجم
له ولأخيه عبد الوهاب (السمعاني).
(2) سورة البينة الآية: 7.
(3) سورة الأعراف الآية: 20 - 21.
303

وعلما " (1) الآية فهؤلاء من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم ذكر الجن فقال " إنهم
قالوا وإنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا وإنا ومنا
المسلمون " (2) فهؤلاء من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم جمع الخلائق كلهم وقال " إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " هؤلاء من الملائكة والإنس والجن
ليس خاصة ببني آدم
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان أنا الزبير بن بكار قال
ومن ولد عمرو بن سعيد أمية به كان يكنى وابنه سعيد بن أمية
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا
أبو سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب حدثنا حارث بن أبي أسامة قال
وحدثنا محمد بن سعد (3) قال فولد عمرو بن سعيد أمية وسعيدا وإسماعيل ومحمدا
وأم كلثوم وأمهم أم حبيب بنت حريث (4) بن سليم بن عش بن لبيد بن عداء (6) بن أمية بن
عبد الله بن رزاح (5) بن ربيعة بن حزام (6) بن (7) ضبة بن عبد بن كثير (8) بن عذرة بن
قضاعة
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبا الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (9) أمية بن عمرو بن سعيد بن
العاص القرشي الأموي أخو موسى وسعيد ومحمد

(1) سورة غافر الآية: 7.
(2) سورة الجن الآية: 13 و 14.
(3) طبقات ابن سعد 5 / 237.
(4) عن م وابن سعد وبالأصل: حريش.
(5) عن م وابن سعد وبالأصل: رواح.
(6) في ابن سعد: حرام.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن م سعد، واللفظة التالية في ابن سعد: ضنة بالنون.
(8) في م وابن سعد: كبير.
(9) التاريخ الكبير 1 / قسم ثاني / 11.
304

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار حدثني عمر بن
أبي بكر المؤملي عن زكريا بن عيسى عن ابن شهاب ان (1) مروان بن الحكم خطب إلى
أبي جهم بن حذيفة ابنته سعدى على ابن يحيى بن الحكم بإعانة خالتيه مليكة وسعدى
وسائر بنات عوف فكلمن أبا جهم فيه وقلن انكح ابن أخينا فأبى وعمرو بن سعيد بن
العاص أمير المدينة فأرسل إلى ابن قطن مولى أبي جهم فدعاه فسأله فقال يا ابن قطن
أترى أبا جهم منكحا ابني إن خطبنا إليه أم نخشى أن يردنا كما رد يحيى بن الحكم قال
سأنظر لك في ذلك فذهب إلى أبي جهم فقال إن عمرو بن سعيد دعاني فذكر لي الخطبة
إليك على ابنه أمية بن عمرو وسألني كم كان مروان عرض عليكم لأخته من الصداق
وأخبرته بالذي عرض مروان فقال لي إن كان أبو جهم يريد ردي فاخف ذلك فقال له أبو
جهم سأنظر في ذلك ودعا حميد فقال يا حميد بن أبي أحيحة أحب إليك أن أنكحه أم ابن
خالتك يحيى بن الحكم قال أنت أعلم وأبصر فلم يزل الرسل بينهم حتى وعدهم
فأرسل أبو جهم إلى عبد الله بن عمر وعبد الله بن مطيع في رجال من بني عدي وجاء
عمرو (2) بن سعيد في رجال من آل سعيد وبني أمية فجلس مع أبي الجهم على السرير ثم
قال هل تنتظرون من أحد قال أبو جهم ينتظر محمد بن أبي جهم اذهب يا غلام فادع لنا
محمدا فذهب الغلام يدعوه فقال محمد لا والله لا أشهد نكاحها وعبد الله بن مطيع
عند رجليه وصخر بن أبي جهم عند رأسه فرجع الرسول إلى محمد إني أعزم عليك
لتأتينه فأقبل يمشي حتى قام بين الناس فقال أنكح أيها الرجل ابنتك فإني لا والله لا أدخل
في شئ من ذلك ولا أشهد نكاحها ثم انصرف وذلك لبعض الأمر كان بينه وبين
عمرو بن سعيد ثم تكلم عمرو بن سعيد فذكر ما كان بين أبي جهم وبين آل سعيد بن
العاص وعظم من بيت أبي جهم وشرفه بما يحق تعظيمه ثم إن أبا جهم تكلم فذكر منهم ما
كانوا له أهلا حتى قال أنتم بيت قومكم وكان شبهكم فيها شبه الأدحية ثم نشرها فأخذ
عبد الله بن مطيع برجليه فقال حسبك يرحمك الله تجاوز يرحمك الله فقال دعني يا
عبد الله فإني والله ما أنا من الذين ينفسون على العشيرة ولا يتشوفون بهم فلم يزل ذلك

(1) بالأصل " بن " والصواب عن م.
(2) بالأصل: " عمر ".
305

من ابن مطيع حتى روى عن بعض ما يقول لهم فجعل عمرو (1) بن سعيد ينظر إلى
صخر بن أبي جهم ويقول يا صخر انظر إلى هذا وما يصنع ثم أنكحهم
818 أمية بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
قتله مروان بن محمد صبرا له ذكر
819 أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد الله
بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي
روى عن أبي المصبح المقرائي (2) ومكحول وسليمان بن عطاء بن يزيد
الليثي وعمر بن عبد العزيز
روى عنه ابن لهيعة ورشدين بن سعد وابن المبارك وبقية بن الوليد
وأيوب بن سويد ومحمد بن شعيب بن شابور وأيوب بن حسان الحرشي وأبو
إسحاق الفزاري وعتبة بن علقمة ومروان أبو عبد الله بن مروان الحمصي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري قالا أنا أبو طاهر المخلص ح
وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري أنا محمد بن أبي
مسعود بن محمد ح
وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح قالا حدثنا يحيى بن
محمد بن صاعد حدثنا الربيع بن سليمان ح
وأخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد وأبو علي الحسن بن
أحمد بن محمد البغدادي وأبو زيد شكر بن أحمد بن محمد الأبهري المؤدب
وتقية بنت المفضل بن عبد الخالق أبي منصور بن عبد الوهاب قالوا أنا أبو عبد الله
القاسم بن الفضل بن أحمد حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بنيسابور

(1) بالأصل: " عمر " والمثبت عن م.
(2) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى مقرى قرية بدمشق. ويقال بفتح الميم.
306

حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أيوب بن سويد
الرملي حدثني أمية بن يزيد عن أبي مصبح الحمصي عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رأس الدين النصيحة قلنا يا رسول الله لمن قال لله
ولدينه وقال محمد بن يعقوب ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين
عامة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
محمد بن يوسف الهروي حدثنا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي حدثنا أيوب بن
سويد حدثنا أمية بن يزيد عن أبي المصبح (1) الحمصي عن ثوبان قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا
رسول الله قال لله ولكتاب ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
[* * * *]
وأخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان (2) النسوي (3)
أنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام (4) أنا القاضي الإمام أبو عمر
محمد (5) بن الحسين بن محمد البسطامي أنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود بن
هارون الرقي أنا يونس بن عبد الأعلى أنا أيوب بن سويد حدثنا أمية بن يزيد بن
عبد الله بن أسيد حدثنا أبو المصبح عن ثوبان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
رأس الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولدينه ولأئمة المسلمين
وللمسلمين عامة
[* * * *]
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن
المبارك أنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنا أبو علي بن شاذان حدثنا عبد الله بن
إسحاق بن إبراهيم البغوي ح

(1) بالأصل " الصبح " والصواب ما أثبت وقد تقدم في أول الترجمة وفي م هنا: الصبح وانظر ترجمته في تقريب
التهذيب.
(2) بالأصل وم " حبان " والصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن م وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 422).
(4) ترجمته في سير الأعلام 18 / 483.
والصرام بفتح الصاد المهملة وتشديد الراء هذه النسبة إلى بيع الصرم وهو الجلد الذي ينعل به الخفاف
(الأنساب).
(5) زيادة عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 320 (193) وفيها روى عنه الصرام، وسمع أحمد بن
الجارود الرقي.
307

وأخبرنا أبو البركات أنا طراد بن محمد أنا أحمد بن علي حدثنا حامد بن
محمد قالا أنا علي بن عبد العزيز البغوي حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا
محمد بن كثير عن أمية بن يزيد قال سألت عمر بن عبد العزيز أن يفرض لابن لي
فقال لو كنت أفرض لابن لي مثله فرضت لهذا
أخبرنا أبو الحسن الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي وعبد الله بن
عبد الرزاق بن فضل قراءة قالا أنا أبو الحسن بن عوف أنا أبو الحسن بن منير
حدثنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام حدثنا أيوب بن حسان حدثنا أمية بن يزيد
القرشي قال كان عمر بن عبد العزيز إذا أملى على كتابه قال اللهم إني أعوذ بك من شر
لساني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية أصحاب
مكحول أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي
أخبرنا أبو غالب بن البنا (1) أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب بن محمد أنا أحمد إجازة ح
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت محمود بن
إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي زاد
الكلابي الحمصي
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد
سليم ح
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن
مندة ح
وحدثنا أبو بكر اللفتواني قال وأنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه أبي عبد الله
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد

(1) زيادة لازمة.
308

أخو عثمان وخالد بن يزيد أبي عثمان حدث عنه عبد الله بن لهيعة ورشدين بن سعد
ذكر أنه من أهل مصر ولم أكن عرفته وهو عندي شامي سكن مصر والله أعلم
وقال ابن يونس في تاريخ الغرباء الذي كتب به إلي أبو زكريا يحيى بن
عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي
عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس أمية بن يزيد بن عبد الرحمن
الأموي دمشقي قدم إلى مصر وروى عنه ابن لهيعة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد أخو عثمان وخالد ابني
يزيد بن (2) أبي عثمان حدث عنه ابن لهيعة ورشدين بن سعد ذكر أنه من أهل مصر
ولم أكن عرفته وهو عندي شامي سكن مصر والله أعلم قال ذلك ابن يونس قال ابن
ماكولا ولست أدري هل هو من ولد أسيد بن هدية أم أسيد آخر
هو أسيد آخر من قريش وهو والد عتاب بن أسيد ولست أدري كيف خفي هذا
على أبي نصر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد قال قال أبو زرعة ونسب أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال أبو زرعة سمعت أبا مسهر يذكر عن عقبة عن
أمية بن يزيد أنه لقي مكحولا وصلى خلفه
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد
أخبرني أبي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس حدثنا الحسن بن محمد بن
البكار بن بلال حدثني محمد بن شعيب بن شابور (3) قال قلت لأمية بن يزيد بن أبي
عثمان الأموي وكان من كبراء من أدركنا وذكر عنه حكاية في مدح الأوزاعي
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن
الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن
خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن

(1) الكمال لابن 1 / 61.
(2) زيادة عن الاكمال.
(3) بالأصل " سابور " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 376.
309

إسماعيل البخاري قال (1) وقال يحيى بن حسان هو أمية بن أبي عثمان وذكر من
فضله قتله صالح بن علي أو عبد الله بن علي يوم نهر أبي فطرس (2) وكان نهر أبي
فطرس (2) سنة اثنتين وثلاثين ومائة
820 أمية بن يزيد ين معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي
من أهل عذراء من إقليم حران
وذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وبغوطتها من بني
أمية
821 أمية بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي
له ذكر
822 انتصار بن يحيى بن المصمودي
المعروف برزين الدولة
(3) غلب على دمشق في المحرم سنة ثمان وستين وأربعمائة حين هرب عنه معلى بن
حيدرة بن منزو فاجتمعت المصامدة (4) إلى انتصار هذا وكان زمامهم والمقدم عليهم
وقروا (5) نفسه على الأمر فرضي أكثر الناس بذلك لسداده وحميد سيرته فاستقر أمره يوم
الأحد مستهل المحرم وأقام واليا بها إلى أن دخلها أتسز في ذي القعدة من هذه السنة
فعوضه على دمشق بانياس ويافا من الساحل
(6) قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي
ولي دمشق بعد هرب ابن منزو في يوم الأحد مستهل المحرم من سنة ثمان وستين
وأربعمائة ولم يزل واليا على دمشق إلى أن نزل الملك أتسز بن الخوارزمي على دمشق "

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم ثاني / 10.
(2) بالأصل " فرطس " والمثبت عن م والبخاري ومعجم البلدان، وفيه: مخرج هذا النهر من أعين في الجبل
المتصل بنابلس، وينصب في البحر الملح، وهو موضع قرب الرملة من أرض فلسطين، فيه كانت وقعة
عبد الله بن علي مع بني أمية (معجم البلدان).
(3) الوافي بالوفيات 9 / 409 وفيه " زين الدولة ".
(4) بالأصل " المصادمة " والمثبت عن م، والمختصر 5 / 60 وينتسبون إلى قبيلة مصمودة، وهي من قبائل البربر
بالمغرب.
(5) في المختصر: وقووا.
(6) يافا: مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية وعكا (معجم البلدان).
310

ذكر من اسمه أنس "
823 أنس بن أحمد الخويي (1) قاضي آذربيجان
(2) حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري بأطرابلس
روى عنه أبو بكر أحمد بن الخطاب
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال خلف بن القاسم بن خلف بن سليمان اللخمي القيرواني حدثنا أحمد بن الخطاب أبو بكر حدثني أنس بن أحمد الخويي
قاضي أذربيجان بأطرابلس حدثنا أبو بكر الأنباري ببغداد بحكاية ذكرها
824 أنس بن أنيس
(2) ويقال ابن أبي أنيس العذري ويقال الكندي من حملة القرآن
روى عن عبد الرحمن بن خشخاش
روى عنه صدقة بن خالد والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن محمد أنا أحمد بن عمير إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا علي بن
الحسن الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة أنس بن أنيس العذري

(1) مهملة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى خوي وهي إحدى بلاد أذربيجان (الأنساب) وفي
م: الخوي.
(2) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
311

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن
أصر أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسن بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو محمد حمد بن
محمد زاد ابن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1) أنس بن أنيس العذري سمع
عبد الرحمن بن خشيش (2) أو خشاش سمع فضالة بن عبيد قوله قاله يحيى بن حسان
حدثنا صدقة بن خالد حدثنا أنس كذا قال والقولان جميعا خطأ وإنما هو
عبد الرحمن بن خشخاش وقد ذكره في ترجمته على الصواب (3) في حرف الخاء من أسماء
آباء عبيد الرحمن
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال بأصبهان أنا عبد الرحمن بن مندة
أنا حمد بن عبد الله إجازة ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا
أبو محمد بن أبي حاتم (4) قال انس بن أنيس العذري الدمشقي روى عن عبد الرحمن بن
خشخاش روى عنه صدقة بن خالد ومحمد بن شعيب ومسلم بن الوليد غير أن الوليد
قال ابن أبي أنيس سمعت أبي يقول ذلك
825 أنس بن السلم
بن الحسن بن السلم أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي
(5) حدث بدمشق سنة تسع وثمانين ومائتين عن عيسى بن سليمان الشيزري
(6) ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرماني (7) المعروف بابن مطاعن إمام

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 33.
(2) في البخاري: خشاس.
(3) كذا، وقد ورد في البخاري: خشاس أو خشاش، وفي البخاري في ترجمته 3 / 1 / 279 عبد الرحمن بن
خشخاش سمع منه أنيس بن أبي أنيس.
(4) الجرح والتعديل 1 / 1 / 288.
(5) الأنطرطوسي: هذه النسبة إلى أنطرطوس، بلد من سواحل بحر الشام، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد
الساحلية وأول أعمال حمص. (معجم البلدان).
ذكره ياقوت وترجم له وفيه: أنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام.
(6) هذه النسبة إلى شيزر - بتقديم الزاي - مدينة وقلعة حصينة بالشام قريبة من حمص، وفي معجم البلدان:
الشيرازي.
(7) في معجم البلدان: الرصافي.
312

سليمة (1) ومغيرة بن عبد الرحمن بن عون الحراني وعبيد بن رزين وإبراهيم بن
هشام الغساني وأحمد بن حرب الموصلي وأحمد بن أبي الحواري الزاهد ودحيم
ومعلل بن نفيل وأبي أحمد عبد الملك بن مسرح ومحمد بن رجاء الشحشاني (2)
وأبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي وإسماعيل بن أبي كريمة وعمر بن هشام الحرانيين
وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وهشام بن عمار والمؤمل بن إهابة وأبي بشر بكر بن
خلف وأبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى وأبي وهب الوليد بن عبد الملك الحرانيين
وعمر بن الضحاك
روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب ويحيى بن عبد الله بن الحارث الزجاج
وأبو علي بن شعيب ومحمد بن منصور بن نصر بن إبراهيم وأبو عبد الله بن مروان
وأبو الحسن بن جوصا وإبراهيم بن أحمد بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن
أحمد بن أبي ثابت وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو علي بن حبيب الحصائري وأبو
أحمد بن عدي وأبو بكر أحمد بن إسحاق اللخمي بن الأعرابي وأبو عثمان سعيد بن
محمد بن حرب وأبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطرسوسي القاضي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب أنا أبو عقيل أنس بن السلم الأنطرطوسي
حدثنا عيسى بن سليمان الشيزري (3) حدثنا إسماعيل بن جعفر عن موسى بن عقبة عن أم
خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ من عذاب
القبر
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه أنا
أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم
الخولاني حدثنا عمر بن هشام الحراني نا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي حدثنا ابن

(1) بالأصل " سلمة " والمثبت عن م ومعجم البلدان وهي بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة
يومين، وكانت تعد من أعمال حمص.
وذكره ياقوت في " سليمة " أيوب بن سلمان السلمي القرشي كان إمام مسجدها.
(2) كذا بالأصل وفي م: السجستاني.
(3) بالأصل " الشيموري " والصواب عن م.
313

ثوبان عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو كنت متخذا
خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا [* * * *]
826 أنس بن سيرين (1)
وكنية سيرين أبو عمرة أخو محمد بن سيرين أبو حمزة ويقال أبو موسى ويقال
أبو عبد الله
من أهل البصرة قدم دمشق مع أنس بن مالك
روى عن ابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وجندب بن عبد الله وأنس بن
مالك وأخيه معبد بن سيرين وأبي عبيدة بن حذيفة وعبد الملك بن المنهال وشريح
القاضي ومسروق بن الأجدع والقاسم بن محمد
روى عنه قتادة ويونس بن عبيد وهشام بن حسان وعبد الملك بن أبي
سليمان بن عوف وشعبة والحمادان ابن يزيد وابن سلمة وأيوب بن خالد وحميد
الطويل وحزيم بن عبيد الله أخي خلاد
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو إسحاق بن عمر البرمكي أنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت (2) الدقاق حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن
موسى بن إبراهيم بن محمد الذراع حدثنا حماد بن زيد حدثنا أنس بن سيرين قال
سألت ابن عمر عن الركعتين قبل الغداة أطيل فيهما القراءة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي
مثنى مثنى ويوتر بركعة قال قلت ليس غير هذا أسألك قال إنك لضخم ألا تدعني
استقرئ لك الحديث كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة
ويصلي ركعتين الغداة وكان الأذان بأذنه قال حماد يعني بسرعته [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة حدثنا أبو
القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد أنا شعبة عن أنس بن سيرين قال سمعت

(1) الوافي بالوفيات 9 / 416 وتهذيب التهذيب 1 / 237 سير أعلام النبلاء 4 / 622 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر
أخرى.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 68.
314

أنس بن مالك قال قال رجل من الأنصار وكان ضخما للنبي (صلى الله عليه وسلم) إني لا أستطيع الصلاة
معك فصنع الرجل له طعاما فدعاه إلى بيته ونضح له طرف حصير لهم فصلى عليه
ركعتين قال فقال فلان بن فلان بن الجارود لأنس أكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي الضحى
قال ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم
أخبرنا الفقيه أبو الحسن السلمي أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو
بكر أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي حدثنا أحمد بن
عبد الواحد بن عبود (1) حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال حدثت أن أنس بن
سيرين صام يوم عرفة فجهده الصوم فسأل ابن عمر وابن عباس وأبا سعيد الخدري
وأنس بن مالك فأمروه أن يفطر ويقضي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يزيد بن هارون أنا همام عن أنس بن
سيرين قال تلقينا أنس بن مالك حيث قدم من الشام فلقيناه بعين التمر وهو يصلي على
دابته لغير القبلة فقلنا له إنك تصلي إلى غير القبلة فقال لولا أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يفعل ذلك ما فعلت
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن طلحت
بن النحاس التنيسي قدم علينا أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قامون حدثنا
الحسين بن محمد بن داود القيسي بمصر أنا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد الله بن
سلمة بن دينار الرازي حدثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة البكراوي حدثنا سعيد بن عامر
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن سيرين قال أقبلت مع أنس بن مالك
من الشام فكان يصلي على حماره أين ما توجه به تطوعا حتى أتينا أطط (2) وأصبحت
الأرض غدائر فاستخار ربه واستقبل القبلة وصلى على حماره
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد (3)

(1) بالأصل " عمود " والمثبت عن سير الأعلام 12 / 248.
(2) ويقال أطلد بفتحتين. بين الكوفة والبصرة، قرب الكوفة (معجم البلدان).
(3) سقط من الأصل، وأضيفت عن م. ترجمته في سير الأعلام 18 / 68 واسمه الحسن ين علي بن محمد بن
الحسن أبو محمد الشيرازي البغدادي المقنعي.
315

الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا
ابن سعد (1) أنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال ولد
محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان ولدت أنا لسنة بقيت من خلافته
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر (2) قال سنة أربع وثلاثين فيها ولد أبو عبد الله أنس بن
سيرين أخو محمد
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس عن أنس بن
سيرين أبو حمزة
قال وأنا أبو حفص الفلاس قال حدثنا سعيد بن عامر حدثنا أسماء بن عبيد
عن أنس بن سيرين قال لما ولدت ذهب أبي إلى أنس بن مالك فسماني أنسا وكناني أبو
حمزة قال الفلاس وكانوا ستة خمسة أخوة وأختهم حفصة وكان أكبرهم معبد بن
سيرين ويحيى بن سيرين ومحمد بن سيرين يعني وخالد بن سيرين وأنس بن
سيرين وكان أصغرهم وحفصة بنت سيرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
قالا أنا أبو محمد الصريفيني أخبرنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي
حدثنا محمد بن (3) إسحاق قال سمعت علي بن المديني يقول محمد ومعبد وأنس
ويحيى بنو سيرين أخوة ولم يرو عن يحيى أحد إلا أخوه محمد ولم يرو عن معبد (4)
إلا أخوه أنس وحفصة بنت سيرين وفي غير حديث علي بن المديني وكريمة بنت
سيرين أختهم
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله قال
سمعت علي بن حمشاد العدل يقول سمعت محمد بن عيسى بن السكن الواسطي يقول
سمعت أبا زكريا يحيى بن معين يقول (5) ولد سيرين ستة أثبتهم محمد وأنس بن سيرين

(1) طبقات ابن سعد 7 / 193 في ترجمة محمد بن سيرين.
(2) بالأصل " زيد " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16 / 440 (326).
(3) زيادة لازمة عن م.
(4) مكانها بالأصل غير واضح، والمثبت عن م.
(5) زيادة لازمة.
316

دونه ولا بأس به (1) ومعبد بن سيرين يعرف وتنكر ويحيى بن سيرين ضعيف الحديث
وكريمة بنت سيرين كذلك وحفصة بنت سيرين أثبت منها
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن
أنا علي بن محمد بن علي بن السقا حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا عباس بن محمد
الدوري قال سمعت يحيى يقول أنس بن سيرين أكبر من محمد بن سيرين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة أنس بن
سيرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب قال من روى عنه أنس بن سيرين ابن عباس وابن عمر وأنس بن مالك
وزيد بن ثابت ومعبد بن سيرين وعبد الملك بن المنهال وأبو عبيدة بن حذيفة وأبو
عبيدة بن عبد الله وشريح ومسروق والقاسم بن محمد
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف
أنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال في
الطبقة الثانية من أهل البصرة أنس بن سيرين ويكنى أبا حمزة سمي باسم أنس بن
مالك وكني بكنيته لأنه مولاه مات بعد محمد
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنا أبو محمد الجوهري عن
أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا ابن سعد (2)
قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة أنس بن سيرين ويكنى أبا حمزة وفي بعض حديث
حماد بن زيد أنه يكنى أبا موسى وكان ثقة قليل الحديث قالوا وتوفي أنس بن سيرين
بعد محمد بن سيرين

(1) تهذيب التهذيب 1 / 237.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 207.
317

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثه أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالا أنا
أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1) أنس بن سيرين هو أخو
محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاري (2) خزرجي أبو حمزة سمع ابن عمر
وابن عباس وأنسا وروى عنه ابن عون وأيوب وحماد بن زيد وقال لي بيان عن
يزيد بن هارون حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن سيرين دخلنا على
زيد بن ثابت
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو (3) حمزة أنس بن سيرين أخو
محمد سمع ابن عمر وأنس بن مالك روى عنه ابن عون وحماد بن زيد
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي
حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي
أخبرني أبي قال أبو حمزة أنس بن سيرين
أنبأ (4) معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال أنس بن سيرين بصري ثقة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا
سليم بن أيوب الرازي أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن
إبراهيم بن أحمد حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد
المقدمي يقول ولد سيرين ستة الذين روي عنهم خاصة يحيى بن سيرين ومحمد بن
سيرين وأنس بن سيرين ومعبد بن سيرين وذكر أخالهم آخر يقال له خالد ولم يخرج له
حديث وحفصة بنت سيرين وكريمة بنت سيرين وأنس بن سيرين أبو حمزة وأبو
موسى جميعا

(1) التاريخ الكبير 1 قسم 2 / 32.
(2) بالأصل " الأنصار " والمثبت عن البخاري.
(3) بالأصل " ابن " والصواب ما أثبت، (الكنى والأسماء للإمام مسلم).
(4) كذا ورد الخبر بالأصل وم مبتور الإسناد.
318

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي أحمد بن المبارك
الفراء أنا رشأ بن نظيف أنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي أنا محمد بن محمد بن
داود وحدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1) قال محمد بن
سيرين ويحيى بن سيرين ومعبد بن سيرين وأنس بن سيرين وحفصة بنت
سيرين هؤلاء إخوة كلهم ثقات وحفصة من الثقات
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي أنا
مسعود بن ناصر السجزي أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش حدثنا محمد بن
أحمد بن علي الكلاباذي قال أنس بن سيرين أخو محمد ويحيى ومعبد وخالد
وحفصة مولى أنس بن مالك الأنصاري سمع من (2) محمد وأنس بن مالك روى عنه
ابن عون وخالد الحذاء وثابت وهمام وحماد بن زيد وقال كاتب الواقدي (3) مات
بعد أخيه محمد بن سيرين وقد مات محمد بن سيرين سنة عشر ومائة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون ح
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار قالا أنا أبو القاسم بن عثمان
الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن العباس بن محمد بن
عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قال أبي
أنس بن سيرين يكنى أبا موسى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام قالا أنا أبو محمد
الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي قال وكان أنس بن
سيرين يكنى أبا موسى حدثنا بذلك صالح بن أحمد عن أبيه وقد قيل إنه يكنى أبو
حمزة وإنه سمي حين ولد باسم أنس بن مالك وكنى بكنيته وروى حماد بن زيد عن
أنس بن سيرين قال ولدت لسنة بقيت من خلافة عثمان بلغني من ذلك عن حماد بن
زيد قال وحدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو سلمة حدثنا جرير بن عبد الله أخو خلاد
الأعمى يعني لأمه قال قلت لأنس بن سيرين يا أبا عبد الله كذا قال جرير بن

(1) رسمها غير واضح بالأصل وفي م: حراش والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 13 / 508.
(253).
(2) بالأصل " بن والصواب ما أثبت يعني أخاه محمد وفي م: سمع ابن عمر.
(3) يعني ابن سعد، انظر طبقات ابن سعد 7 / 206 و 207.
319

عبد الله وقال غير ابن عبيد الله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب
البزاز أنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن
إسماعيل البزاز قال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون قلت له أخبرك
إبراهيم بن الجنيد حدثني سنيد (1) بن داود قال سمعت حماد بن زيد يقول قلت
لأنس بن سيرين يا أبا موسى حدثنا قال فقال لي اتقوا هذه الأحاديث المحدثة ومن
يحدثها قال حماد وذلك من ستين سنة
قال ونا إبراهيم حدثنا الصلت بن مسعود (2) حدثنا حماد بن زيد قال قلنا لابن
سيرين حدثنا بحديث عسى الله أن ينفعنا به قال اتقوا الله واتقوا أحاديث أحدثت لا
نعرفها
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمود المطرز وأبو الفضل جعفر بن
عبد الواحد بن محمد الثقفي وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء إجازة أنا منصور بن
الحسين وأحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا عبد الله بن محمد بن
إسحاق المروزي حدثنا الدقيقي حدثنا محمد بن إسماعيل السكري الكوفي حدثنا
حماد بن زيد قال دخلنا على أنس بن سيرين قال اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا
هذه الأحاديث عمن تأخذونها فإنها من دينكم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسن بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي ح
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالوا أنا
الوليد بن بكر بن مخلد حدثنا علي بن أحمد بن زكريا حدثنا صالح بن أحمد بن
صالح حدثني أبي قال (3) أنس بن سيرين بصري تابعي ثقة
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا حمد بن

(1) أبو علي حسين بن داود، ولقبه سنيد، ترجمته في تهذيب التهذيب وسير الأعلام 10 / 627 (217).
(2) في سير الأعلام 11 / 153 و 464.
(3) تاريخ الثقات للعجلي ص 73.
320

عبد الله إجازة قال ابن مندة وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد بن أبي حاتم
قال (1) ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال أنس بن سيرين ثقة
وسمعت أبي يقول أنس بن سيرين ثقة
أخبرني أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
الكتاني أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وأبو القاسم تمام بن محمد
الرازي قالا أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي حدثنا
أبو هاشم وريزة (2) بن محمد بن وريزة (2) الغساني حدثنا عمر بن عثمان حدثنا
الوليد بن مسلم عن سالم الخياط قال رأيت على أنس بن سيرين خزا (3) أصفر كساه
إياه ابن عمر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا محمد بن أبان حدثنا
جرير بن حازم عن أنس بن سيرين قال استعمل أنس بن مالك على أعمال (4)
فاستعملني على الأبلة (5) فقلت تستعملني على المكس من شر عملك فقال أما ترضى
أن تأخذ منهم ما كان عمر يأخذ أمرني أن آخذ صدقات المسلمين من كل أربعين درهما
درهما ومن أهل العهد (6) من كل عشرين درهما ومن أهل الحرب من كل عشرة الدراهم
درهما
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الكرماني بفيد وأبو بكر محمد بن
أحمد بن مهران وأبو جعفر أبو بكر محمد بن ظفر بن عبد الواحد بن أحمد بن
عبد الرحيم الخطيب وأم الشمس خجستة (7) بنت إبراهيم بن عبد الوهاب بن مندة

(1) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 288.
(2) إعجام اللفظتين بالأصل اختلف في الموضعين وكلاهما خطأ، والصواب ما أثبت والضبط عن التبصير
4 / 1471 ذمره وقيده بالتصغير وفي م كالأصل.
(3) بالأصل وم: " عماله ". (5) الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة (معجم
البلدان).
(6) مختصر ابن منظور: أهل الذمة.
(7) ضبطت عن التبصير 2 / 526.
321

بأصبهان قالوا أنا أبو عمر وابن مندة قالت خجسته وأنا حاضرة أنا أبي أبو
عبد الله ابنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني حدثنا يحيى بن بحر الكرماني
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن أنس بن سيرين قال ولي أنس بن مالك
أعمالا من أعمال البصرة فاستعملني على الأبلة قال فقلت تستعملني على المكس من
بين عملك فقال وما عليك أن تأخذ بكتاب عمر قال قلت وما كتاب عمر قال
قلت أن آخذ من المسلمين من كل أربعين درهما درهما (1) ومن أهل الذمة من كل عشرين
درهما درهما وممن لا ذمة له من كل عشرة يعني درهما فقلت ومن لا ذمة له قال
الروم كانوا يجيئون بتجارات لهم إلى المدينة فيؤخذ منهم العشر
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن بن بشران
ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا معاذ بن معاذ
عن ابن عون عن أنس بن سيرين قال أرسل إلي أنس بن مالك فأبطأت عليه ثم أرسل
إلي فأتيته فقال إن كنت لأرى أن لو أمرتك أن تقضي على حجر كذا وكذا أتبغى مرضاتي
لفعلت اخترت لك خير عمل فكرهته إني أكتب له سنة عمر فقلت فاكتب سنة عمر
قال فكتب من المسلمين مكل أربعين درهما درهما (1) ومن أهل الذمة من كل
عشرين درهما درهما (1) وممن لا ذمة له من كل عشرة دراهم درهما (1) قال قلت ومن لا
ذمة قال الروم كانوا يقدمون من الشام
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم أنا (2) ابن سعد (3) أنا
عمر (4) بن عاصم حدثنا أبو العوام حدثنا قتادة قال استعمل ابن الزبير أنس بن
مالك على البصرة قال فأرسل إلى مولاه أنس بن سيرين فاستعمله على الأبلة فقال
أنس بن سيرين أتريد أن تجعلني عاشرا أتريد أن تجعلني عاشرا فقال له أما ترضى
بكتاب عمر بن الخطاب فأخرج فإذا فيه أن يأخذ من تجار المسلمين من كل أربعين

(1) بالأصل وم: درهم.
(2) زيادة لازمة عن م.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 207.
(4) في م وابن سعد: عمرو.
322

درهما درهما (1) ومن تجار أهل الذمة من كل عشرين درهما درهما ومن تجار أهل الحرب
من كل عشرة دراهم درهما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري (2) حدثنا نصر بن علي
حدثني أبي حدثنا حماد بن زيد قال أتينا أنس بن سيرين فلما رآنا قال قد جاء اللغاطون
يعني أصحاب الحديث
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا محمد بن علي بن أحمد السيرافي أنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن
خياط قال وأنس بن سيرين في وسط من ولاية خالد وذكر خليفة (3) أن خالد بن
عبد الله القسري (4) ولي العراق ست (5) ستة ومائة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور بن الكيلي (6) قالا أنا
أبو طاهر الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن
الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص
الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط في الخامسة من البصرة من قال أنس بن سيرين مولى
أنس بن مالك يكنى أبا حمزة مات سنة عشر (7)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام قالا أنا أبو محمد
الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة أنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن علي
الجوزجاني قال سمعت أحمد بن حنبل يقول مات أنس بن سيرين سنة مائة (8) وعشرين

(1) بالأصل: درهم والصواب عن م.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 362.
(3) تاريخ خليفة ص 337.
(4) بالأصل " القرشي " والمثبت عن تاريخ خليفة.
(5) بالأصل: " ستة ".
(6) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد الله بن جابر - عبد الله بن
زيد ص 683) وفي م: المبارك.
(7) بالأصل " عشرة ".
(8) سقطت من الأصل وم والزيادة مقتبسة عن تهذيب التهذيب.
323

827 أنس بن عباس بن عامر بن حتى (1) بن رعل بن مالك
ابن عوف بن امرئ القيس بن نهبة (2) بن سليم ين منصور السلمي
ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد عليه وكان من الجيش الذي أمد بهم عمر بن الخطاب
أهل القادسية ممن شهد اليرموك
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (3) أنا
علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب وعن أبي
بكر الهذلي عن الشعبي وعن علي بن مجاهد وعن محمد بن إسحاق عن الزهري
وعكرمة بن خالد وعاصم بن عمر بن قتادة وعن يزيد بن عياض بن جعدبة عن
عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعن مسلمة بن علقمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة في
رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا وقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجل من بني سليم يقال له قيس بن
نسبة (4) فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله ودعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى
الإسلام فأسلم ورجع إلى قومه بني سليم فقال قد سمعت ترجمة الروم وهينمة فارس
وأشعار العرب وكهانة الكاهن وكلام مقاول حمير فما يشبه كلام محمد شيئا من
كلامهم فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلقوه بقديد وهم سبع (5) مائة رجل ويقال كانوا ألفا وفيهم العباس بن
مرادس وأنس بن عباس (6) بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا وقالوا اجعلنا في
مقدمتك واجعل لواءنا أحمر وشعارنا مقدم ففعل (7) ذلك بهم فشهدوا معه الفتح
والطائف وحنينا وأعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) راشد بن عبد ربه رهاطا (8) وفيها عين يقال لها

(1) في جمهرة ابن حزم ص 262 " جبير " وفي مختصر ابن منظور 5 / 62 والإصابة ومعجم المرزباني " حي ".
(2) في الإصابة 1 / 70 ومعجم الشعراء للمرزباني في ترجمة أبيه ص 263 " بهثة ".
(3) طبقات ابن سعد 1 / 305 والزيادة في الموضعين عنه و 1 / 307.
(4) ابن سعد 1 / 307 " نسيبة " وفي الإصابة: نشبة.
(5) في ابن سعد: تسعمائة.
(6) ابن سعد: عياض.
(7) بالأصل " فعل " والمثبت عن ابن سعد.
(8) موضع على ثلاث ليال من مكة (معجم البلدان).
324

عين الرسول وكان راشد يسدن صنما لبني سليم فرأى يوما ثعلبين يبولان عليه فقال
* أرب (1) يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب *
ثم شد عليه فكسره ثم أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما اسمك قال غاوي بن
عبد العزى قال أنت راشد بن عبد ربه فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح مع النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير قرى عربية خيبر وخير بني سليم راشد وعقد له على
قومه [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (2)
قال وقال أنس بن عباس السلمي وكان خال طعيمة بن عدي وكان طعيمة يكنى أبا الريان
خرج يوم بين معونة يحرض قومه يطلب بدم ابن أخيه حتى قتل نافع بن بديل بن ورقاء
فقال
* تركت ابن ورقاء الخزاعي ثاويا * بمعترك بسفيان (3) عليه الأعاصر
ذكرت أبا ريان لما عرفته * وأيقنت أني يوم ذلك ثائر (4) *
سمعت أصحابنا يثبتونها (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص حدثنا أبو بكر بن سيف حدثنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم
حدثنا سيف بن عمر قال (6) لما قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بصرف أهل العراق
وأصحاب خالد ولم يذكر خالدا ضنا بخالد فحسبه وسرح الجيش خمسة آلاف من ربيعة
ومضر وألف من أفناء اليمن من أهل الحجاز وأمر عليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص
وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو فعجله (7) أمامه وجعل على مجنبته (8) قيس بن هبيرة بن

(1) بالأصل: " رب " بدون ألف. والمثبت عن ابن سعد.
(2) مغازي الواقدي 1 / 353 الخبر والبيتان.
(3) الواقدي: تسفي.
(4) ثائر بمعنى آخذ الثأر.
(5) مهملة بالأصل، والمثبت عن الواقدي.
(6) تاريخ الطبري 3 / 542 - 543.
(7) في الطبري: " فجعله " وبهامشه عن نسخة: فجعله كالأصل.
(8) الطبري: على إحدى مجنبتيه.
325

عبد يغوث (1) المرادي ولم يكن شهد الأيام أتاهم باليرموك حين صرف أهل العراق أو
صرف (2) معهم وعلى المجنبة الأخرى الهزهاز بن عدي (3) العجلي وعلى الساقة
أنس بن عباس فانجذب القعقاع وطوى فعجل فقدم على الناس صبيحة يوم أغواث (4)
الحديث
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبي صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه
أنا أحمد بن أبي بكر العدل (5) أنا الحسن بن عبد الله العسكري قال وفي فوارس
بني سليم أنس بن عباس الرعلي وهو الذي عنى حسان (6) وعباس بن عامر بن حي بن
رعل السلمي طاهر ابن نوفل بن عبد مناف
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر أنا أحمد بن سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار
قال ولد عدي بن نوفل مطعم بن عدي وطعيمة بن عدي (7) قتل يوم بدر كافرا وهو
الأعرج وأمهما فاختة (8) بنت عباس بن عامر بن حي بن رعل بن عوف بن امرئ
القيس بن بهثة (9) بن سليم بن منصور وإنما أنجدت بنو رعل وذكوان وهم حلفاء بني
رعل وبنو ذكوان (10) من بني سليم وأنجدوا عامر بن الطفيل عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الذين قتلوا ببئر معونة من أجل طعيمة (11) وكان الذي أنجد (12) عامر أنس بن عباس وهو

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الطبري.
(2) الطبري: وصرف.
(3) الطبري: عمرو.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الطبري.
(5) كلمة غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.
(6) كذا بالأصل، ولعله يريد بيته في رثاء أصحاب بئر معونة: أصابهم الفناء بحبل قوم * تخون عقد حبلهم بغدر
انظر سيرة ابن هشام 3 / 189.
(7) الزيادة لازمة عن نسب قريش لمصعب الزبيري ص 198.
(8) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن نسب قريش لمصعب الزبيري ص 198.
(9) بالأصل " بهية " والمثبت عن نسب قريش.
(10) بالأصل " ابن ".
(11) انظر خبر بئر معونة في سيرة ابن هشام 3 / 195.
(12) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن نسب قريش ص 199.
326

الأصم فبقي (1) مع عامر بنو رعل وبنو ذكوان وبنو عصية وهؤلاء كلهم من بني سليم (2)
فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو على رعل وفالج وذكوان وعصية وهؤلاء كلهم من بني سليم
ولما قتل أصحاب بئر معونة دعا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعين ليلة حتى نزل عليه " ليس
لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " (3) فأمسك عنهم
828 أنس بن عياض
أبو ضمرة الليثي المدني (4)
حدث عن هشام بن عروة (5) وربيعة الرأي وأبي حازم الأعرج وشيبة بن نصاح
وجعفر بن محمد وصالح بن كيسان وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وعبيد الله بن
عمر بن حفص العمري وموسى بن عقبة ويونس بن يزيد الأيلي
روى عنه بقية بن الوليد ومات قبله وأبو بكر الحميدي ويحيى بن بكير
وإبراهيم بن المنذر ومحمد بن عبد الله بن نصير وأحمد بن حنبل وسليمان بن
عبد الرحمن وعلي بن المديني وقتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم
وأبو بكر عبد الله بن حميد بن أبي الأسود ومحمد بن الوليد الزبيدي المديني
وقدم دمشق
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي الشيروي ح
وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب وأبو منصور عثمان بن
عبد الله عنه أنا أبو سعد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي حدثنا أبو
العباس محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا أنس بن
عياض عن هشام بن عروة عن أبيه يحدث عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا وضع
العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء [* * * *]

(1) في نسب قريش: " فنفر " وهي أقرب.
(2) العبارة بالأصل وفيها تقديم وتأخير وزيادة وتكرار فاضطرب المعنى، وما أثبتناه يوافق عبارة نسب قريش
ص 199.
(3) سورة آل عمران الآية: 128.
(4) تهذيب التهذيب 1 / 237 - 238 سير أعلام النبلاء 9 / 86 وبهامشها ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
(5) بالأصل " عورة " والصواب عن سير الأعلام.
327

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة (1) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال
سمعت أنس بن عياض يقول ولدت سنة أربع ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا عبد الله بن جعفر
قال قال يعقوب بن سفيان (2) سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال سمعت أبا
ضمرة يقول ولدت سنة أربع ومائة وقال لي من أين أنت قلت من دمشق قال
أعرفها والله وقد دخلتها أيام هشام قال عبد الرحمن وقال إنسان لأبي ضمرة قرأت
حديث المغفر (3) عليه كما قرأت قال ما لي ولك قراءة عليه جاز لنا ثم قال حدثنا
صالح بن كيسان البصري قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول ما يكذب الكذاب
إلا من مهانة نفسه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد
أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط
في تاسعة أهل المدينة
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد (4)
قال في الطبقة الثامنة من أهل المدينة أبو ضمرة أنس بن عياض ليثي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب حدثنا الحارث بن أبي أسامة أنا
محمد بن سعد قال (5) في الطبقة السابعة من أهل المدينة أبو ضمرة واسمه أنس ين عياض
الليثي من أنفسهم وكان ثقة كثير الحديث

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 277.
(2) المعرفة والتاريخ للفسوي 1 / 190.
(3) المعرفة والتاريخ: حديث جعفر.
(4) الخبر ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
(5) طبقات ابن سعد 5 / 436.
328

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون
وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له زاد ابن خيرون وأبو الحسين
الأصبهاني أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري
وقال (1) أنس بن عياض أبو ضمرة المديني الليثي (2) سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن وشريك بن أبي نمر قال لي عبد الرحمن مات أنس سنة مائتين
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا (3) أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو ضمرة (4) أنس بن عياض
القيسي سمع أبا حازم وربيعة الرأي وجعفر بن محمد
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي
أنا الخصيب (5) بن عبد الله أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي قال أخبرني
أبي قال أبو ضمرة أنس بن عياض
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي أنا
مسعود بن ناصر السجزي أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش أنا أحمد بن محمد بن
علي الكلاباذي قال أنس بن عياض أبو ضمرة القيسي المدني وكان قد قدم بلخ في
ولاية نصر بن سيار سمع شريك بن عبد الله بن أبي نمر وموسى بن عقبة وهشام بن
عروة وعبيد الله بن عمر روى عنه بن علي المديني وقتيبة وإبراهيم بن المنذر
وعبد الله بن أبي الأسود في الوضوء وغير موضع مات سنة مائتين قاله البخاري عن
عبد الرحمن بن شيبة وقال أبو عيسى مثله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني
أنا يوسف بن رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن

(1) التاريخ الكبير 1 / قسم ثاني / 33.
(2) عن البخاري وبالأصل " القيسي ".
(3) سقطت من الأصل.
(4) بالأصل: أبو ضمرة بن أنس.
(5) بالأصل " الحصيب " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 349.
329

حماد أنا معاوية بن (1) صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل
المدينة ومحدثيهم
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري حدثنا الأحوص بن المفضل (2) حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال
أنس بن عياض ثقة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن أنا أبو
الحسن علي بن محمد السقا وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن بالويه قالا حدثنا
أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
يقول أبو ضمرة أنس بن عياض ثقة
قرأت على أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن محمد بن
محمد بن مخلد أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (3) أنا أبو عبد الله محمد بن
الحسين بن محمد بن سعيد حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سعت يحيى بن معين
يقول أنس بن عياض أبو ضمرة ثقة
أخبرنا أبو القاسم الواسطي حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن
محمد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد
الدارمي يقول سمعت يحيى بن معين قلت فأنس بن عياض ما حاله فقال ليس به
بأس
في نسخة ما شافهني به أبن عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا ابن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا
أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4) ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن
معين أنه قال أبو ضمرة المديني صويلح وسئل أبو زرعة عن أبي ضمرة أنس بن عياض
فقال لا بأس به

(1) زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 13 / 23 (14).
(2) بالأصل " الفضل " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام 14 / 92.
(3) المثبت والضبط عن التبصير، إعجامها غير واضح بالأصل.
(4) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 289 والعبارة من هنا إلى قوله: صويلح ليس فيه. ووردت في تهذيب
التهذيب 1 / 238.
330

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان (1) حدثنا الفضل بن زياد قال وسئل
أحمد بن محمد بن حنبل عن ابن أبي فديك فقال لا بأس به فقيل له فهو أحب إليك
أو أبو ضمرة قال لا أدري
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا
حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال أبو ضمرة ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه (2) حدثنا الحسن بن إدريس قال سمعت ابن عمار
يقول سمعت أنس بن عياض يقول جميع ما سمعت من الحديث ثمانية أحاديث فلما
سمعتها قال الزم الطريق فليس عندي غير ذا
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي
أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بالحكيمي الوراق أنا الشريف أبو
القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة
الطحاوي قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول ما رأيت أحدا ممن لقينا أحسن خلقا
ولا أسمح (3) بعلمه من أنس بن عياض ولقد قال لنا مرة والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل
ما عندي في مجلس واحد لحدثتكموه (4)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي (5) أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة قال قال لنا أنس بن عياض أنا
أسير الله في أرضه يعني أنه بلغ تسعين سنة

(1) المعرفة والتاريخ للفسوي 2 / 165.
(2) بالأصل بالحاء المهملة، والصواب: " خميرويه " انظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 311 (219).
(3) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن م وانظر سير الأعلام 9 / 87.
(4) سير الأعلام: " لفعلت " بدل " لحدثتكموه ".
(5) إعجامها مضطرب بالأصل وم والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
331

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم قال مات أبو ضمرة أنس بن عياض سنة تسع وتسعين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم ح
وأخبرنا أبو القاسم بن المرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال قال عبد الرحمن بن
إبراهيم ومات يعني أبا ضمرة سنة مائتين وكذا ذكر الزبير بن بكار في وفاته (1)
829 أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد
ابن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
أبو حمزة ويقال أبو ثمامة (2) الأنصاري النجاري
خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه (3)
قدم دمشق أيام الوليد بن عبد الملك
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن مسعود
حذيفة بن اليمان وأبي ذر ومعاذ بن جبل وعبادة بن الصامت (4) وأبي الدرداء
وغيرهم
روى عنه قتادة وثابت البناني (5) وعبد العزيز بن صهيب وحميد الطويل وأبو
قلابة الجرمي والحسن البصري ومحمد بن سيرين وجماعة كثيرة من أهل البصرة
وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ومحمد بن شهاب الزهري ومحمد المنكدر
وعبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة في جماعة من أهل المدينة وعبد الرحمن بن أبي

(1) انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 277 والمعرفة والتاريخ 1 / 190.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت " أبو ثمامة " عن م.
(3) ترجمته في: الاستيعاب 1 / 71 هامش الإصابة 1 / 71 أسد الغابة 1 / 151 الوافي بالوفيات
9 / 4342 سير أعلام النبلاء 3 / 395 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) بالأصل " الصلت " تحريف، والصواب عن م وهو زوج خالته أم حرام، انظر سير الأعلام 3 / 396.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن م، وعن سير أعلام النبلاء، وأسد الغابة.
332

ليلى وعامر الشعبي وأبو مالك الأشجعي وغيرهم من أهل الكوفة وإسماعيل بن
عبيد الله بن أبي المهاجر ومكحول الفقيه وسعيد بن خالد بن طويل الشاميون
وجماعة سواهم
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي
حدثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق بن (1) إسماعيل بن حماد بن زيد حدثنا محمد بن
عبد الله الأنصاري حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان ابن لأم سليم
يقال له أبو عمير كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يمازحه إذا دخل على أم سليم فدخل يوما فوجده حزينا
فقال ما لأبي عمير حزينا فقال يا رسول الله مات نغيرة (2) الذي كان يلعب به فجعل
يقول أبا عمير ما فعل النغير [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو إسحاق بن عمر البرمكي قراءة عليه
وأنا حاضر أنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن
عبد الله بن مسلم الكجي البصري حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا سليمان
التميمي عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام أو
قال ثلاث ليال [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي حدثنا علي بن عياش حدثنا محمد بن مهاجر
عن عروة بن رويم قال أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بدمشق قال
فدخل عليه فقال له معاوية حدثني بحديث سمعته من النبي (صلى الله عليه وسلم) ليس بينك وبينه فيه أحد
قال أنس سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الإيمان يمان هكذا إلى لخم وجذام [* * * *] كذا قال
معاوية والمحفوظ على عبد الله (4) وعلى الوليد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد حسنون النرسي أنا أبو
القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا

(1) سقطت من الأصل، وزيادتها لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 13 / 339.
(2) نغير تصغير نغر، طائر يشبه العصفور.
(3) مسند الإمام أحمد 3 / 224.
(4) كذا وفي م ومختصر ابن منظور 5 / 65 عبد الملك.
333

أحمد بن عمر بن السرح أبو الطاهر حدثنا بشر بن بكر (1) عن الأوزاعي عن
إسماعيل بن عبيد الله قال قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فقال له
الوليد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر به الساعة فحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
لست من الدنيا وليست مني إني بعثت والساعة نستبق [* * * *] قال ابن أبي داود ولم يرو هذا
الحديث عن الأوزاعي إلا بشر بن (2) بكر
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا أبو
عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان حدثنا أبو بكر أحمد بن المعلى حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد عن مكحول قال رأيت
أنس بن مالك يمشي في هذا المسجد (3) فقمت إليه فقلت كيف ترى في الوضوء من
الجنازة فقال أليس إنما كنا في صلاة ورجعنا إلى صلاة لا وضوء
أخبرناه أعلى من هذا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن بشر
قالا أنا أبو الحسين بن مكي أنا أبو الحسن أحمد بن حميد بن رزيق حدثنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا
مروان يعني ابن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال مر بنا أنس بن
مالك فلم أقم إليه ثم رجع فقلت رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لو قمت إليه وكان أهل
المسجد قد اختلفوا في الوضوء من الجنازة فسألته عن ذلك فقال كنا في صلاة ورجعنا
إلى الصلاة
أخبرنا عاليا أبو بكر بن المزرقي أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم بن
حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو نصر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن
مكحول قال رأيت أنس يمشي في هذا المسجد فقمت إليه فقلت ما ترى من الوضوء
من الجنازة قال أليس إنما كنا في صلاة ورجعنا إلى صلاة لا وضوء
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4) وعلي بن المسلم الفقيهان قالا أنا أبو العباس

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب وسير الأعلام 9 / 507.
(2) بالأصل: بن أبط بكر، والصواب ما أثبت عن م انظر الحاشية السابقة.
(3) يعنط مسجد دمشق، أفاده بهامش مختصر ابن منظور نقلا عن هامش أصله.
(4) بالأصل وم " قيس " تحريف والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
334

أحمد بن منصور المالكي أنا أبو محمد بن أبي نصر حدثنا خيثمة بن سليمان [* * * *]
وأخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطبسي (1) أنا أبو الفضل
محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا أبو العباس
الأصم قالا أنا العباس بن الوليد بن مزيد أنا أبي حدثنا الأوزاعي حدثني
إسماعيل بن عبيد الله قال قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فقال له الوليد
ماذا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر به الساعة فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنتم
والساعة كهاتين كتين [* * * *]
وأخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد أنا أبو الفضل محمد بن أحمد أنا
أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا بحر بن نصر حدثنا بشر بن
بكر أخبرني الأوزاعي حدثني إسماعيل بن عبيد الله (2) قال قال قدم أنس بن مالك
على الوليد بن عبد الملك فذكر مثله سواء
وأخبرناه أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله الخوارزمي بدمشق
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن إملاء أنا أبو نصر أحمد بن
علي الزاهد حدثنا أبو العباس الأصم أنا سعيد بن عثمان التنوخي حدثنا أبو المغيرة
حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله (2) قال قدم أنس بن مالك على الوليد بن
عبد الملك فسأله ماذا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر به الساعة (3) قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنتم والساعة كهاتين [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد
أنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا محمد بن بكر
البرساني (4) حدثنا عثمان بن أبي داود قال سمعت الزهري يقول دخلت على
أنس بن مالك بدمشق وهو وحده فسألته وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال ما أعرف
شيئا مما أدركنا إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت

(1) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى طبس بلدة بين نيسابور وأصبهان وكرمان، في البرية.
(2) بالأصل وم " عبد الله " والصواب ما أثبت، عن الروايات السابقة للحديث.
(3) سقطت من الأصل وم والزيادة عن الرواية السابقة للحديث.
(4) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بني برسان وهو بطن من الأزد. ذكره السمعاني وترجم له ترجمة
قصيرة.
335

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر
الإسفرايني أنا الخليل بن هبة الله أنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو الجهم
المشغرائي (1) حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو مسهر قال قدم أنس بن مالك على
الوليد بن عبد الملك حين استخلف (2) في سنة ست وثمانين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة (3) حدثنا محمد بن المبارك الصوري
حدثنا عبد الرزاق بن عمر عن إسماعيل بن عبيد الله أنه حضر أنس بن مالك عند
الوليد بن عبد الملك سنة اثنتين وتسعين
قال وحدثنا أبو مسهر حدثني إسماعيل بن عبد الله بن (4) سماعة عن
الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله قال قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك
قال وحدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال رأيت
أنس بن مالك في هذا المسجد يعني مسجد دمشق
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر
الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين بن أحمد أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن
مالك بن النجار أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حزام بن جندب بن عامر بن
غنم بن مالك بن النجار يكنى أبا حمزة مات بالبصرة سنة ثلاث وتسعين له بالبصرة
أربع (5) دور دار حضرة المسجد الجامع ودار من سكة اصطفانوس ودار من ناحية
الزاوية على فرسخين من البصرة (6)

(1) بالأصل: " الشغراي " خطأ، والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى مشغرى وهي قرية من قرى دمشق من ناحية
البقاع (الأنساب - معجم البلدان) وفي م: " الشعرى ".
(2) بالأصل: " اختلف " خطأ والمثبت عن م.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 240 و 241.
(4) الزيادة عن تاريخ أبي زرعة، انظر ترجمته تهذيب التهذيب 1 / 309.
(5) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
(6) كذا بالأصل وذكر ثلاث دور، وزيد في تهذيب ابن عساكر: ودار غيرهن.
336

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أبو الحسين البناني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال
في الطبقة الثانية أنس بن مالك بن النضر أحد بني عدي بن النجار يكنى أبا حمزة أنا
محمد بن عمر (1) حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي قال حضرته مات بالبصرة سنة
اثنتين وتسعين قال محمد بن (2) عمر وهذا آخر من مات بالبصرة من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد روى عن أبي بكر وعمر وعثمان (2) وعبد الله بن مسعود قال
وكان يوم مات ابن تسع وتسعين سنة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (3) قال في
الطبقة الثالثة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام (4) بن جندب بن
عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن
جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي إجازة وأخبرني أبو الفضل بن ناصر
عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي بن
الحسن حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال ومن بني النجار أنس بن
المالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن
النجار أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن
مالك بن النجار
أخبرني أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عثمان الصابوني أنا
أبو محمد محمد بن أحمد الهويري حدثنا أبو بكر الجنيد حدثنا عبد (5) الله بن
أحمد بن حنبل قال أملى علي أبي إملاء من كنية أبو حمزة فقال أنس بن مالك أبو
حمزة

(1) طبقات ابن سعد 7 / 25.
(2) زيد عن ابن سعد 7 / 26.
(3) انظر طبقات ابن سعد 7 / 17 تحت عنون: تسمية من نزل البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم...
(4) بالأصل " حزام " والمثبت عن م وابن سعد.
(5) بالأصل: أبو عبد الله وفي م: أبو عبد الرحمن عبد الله.
337

أخبرنا أبو بكر السلماسي إجازة حدثني نعمة الله بن محمد المهدي أنا أبو
مسعود البجلي أنا أبو نصر الشر مغولي (1) أنا سفيان بن محمد بن سفيان الصفار
حدثني عمي الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن علي عن محمد بن إسحاق قال
سمعت أبا عمر الضرير يقول أنس بن مالك أبو حمزة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الخياط أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حبيب القومسي يقول كنية أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن
حرام بن جندب أبو حمزة
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن
الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد بن محمد زاد ابن خيرون وأبو
الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
البخاري قال (2) أنس بن مالك أبو حمزة النجاري الخزرجي الأنصاري خادم النبي (صلى الله عليه وسلم)
سكن البصرة قال لي نصر بن علي أنا نوح بن قيس عن خالد بن قيس (3) عن قتادة
لما مات أنس بن مالك قال مورق (4) ذهب اليوم نصف العلم قيل كيف ذاك يا أبا
المعتمر قال كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا تعال إلى من سمعه
من النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مكي بن الحجاج يقول أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري
النجاري خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن
علي بن محمد بن لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس قال
وأنس بن مالك الأنصاري ويكنى أبا حمزة

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى شر مغول: قرية فيها قلعة حصينة بنسا على أربعة فراسخ منها.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 28.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري.
(4) عن البخاري وبالأصل: مروان.
338

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال أجاز لنا أبو الفضل بن الحكاك المكي أنا أبو
نصر الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله بن الخصيب أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن
قال أخبرني أبي قال أبو حمزة أنس بن مالك
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد البغوي قال أنس بن مالك بن
النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار خادم
النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل المدينة وتحول إلى البصرة وكان يأتي الشام ومات بالبصرة وأمه أم سليم
بنت ملحان وقال علي بن المديني اسمها مليكة بنت ملحان الرميط
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نصر بن إبراهيم الفقيه أنا سليم بن
إبراهيم الرازي أنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا
يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد بن محمد يقول أنس بن مالك
الأنصاري يكنى أبا حمزة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال انس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري يكنى أبا حمزة
خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمه مليكة أم سليم بنت ملحان تعرف بالرميط (1) قدم النبي (صلى الله عليه وسلم)
المدينة وهو ابن عشر سنين اختلف في وفاته فقيل سنة إحدى وتسعين وقيل سنة اثنتين
وقيل ثلاث
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (2) في باب حرام بحاء
مهملة وراء أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
غنم بن مالك بن النجار
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن
إبراهيم وأبو الوحش سميع بن المسلم عنه أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرطوسي
حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن رزيق حدثنا الوليد بن مروان حدثنا

(1) المختصر: بالرميصاء.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 411 و 413.
339

جنادة بن مروان حدثنا الحارث بن النعمان قال سألت أنسا قال قلت يا أبا ثمامة
وكان يدعى أبا ثمامة وأبا حمزة وكان ثمامة أكبر ولده إنما كان يكنيه أبا ثمامة من لم
يعرف كنيته التي كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم) لأن ثمامة أكبر ولده
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد (1) الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا عمر بن حصين حدثنا المعتمر حدثني سفيان
الثوري عن جابر بن يزيد عن أبي نصر عن أنس قال كناني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببقلة (2) اجتنيتها وقال ابن حمدان ببقلة كنت أجتنيها وقالا يعني حمزة
أبو نصر هذا هو خيثمة البصري
أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي
وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قالا أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا داود بن عمر وحدثنا شريك عن جابر عن
خيثمة البصري عن أنس بن مالك قال كناني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببقلة كنت أجتنيها
وأخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو بكر بن الآبنوسي حدثنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا غسان بن مضر حدثنا
أبو سلمة يعني سعيد بن يزيد أن أبا نصرة قال لأنس يا أبا حمزة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم
عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي الخرقي (3) حدثنا أبو العباس أحمد بن
عمر بن زنجويه (4) حدثنا هشام هو ابن عمار حدثنا سفيان بن عيينة نا الزهري عن

(1) بالأصل: " أبو سعيد " خطأ والصواب عن م.
(2) سقطت من الأصل، والزيادة استدركت عن أسد الغابة 1 / 151.
قال في النهاية: البقلة التي خباها أنس كان في طعمها لذع فسميت حمزة بفعلها، يقال: رمانة حامزة، أي
فيها حموضة.
(3) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى بيع الخرق.
(4) غير واضحة بالأصل، والصواب عن م، وانظر سير الأعلام، ترجمته 14 / 246 وتاريخ بغداد 4 / 287.
340

أنس قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن عشر سنين وتوفي وأنا ابن عشرين سنة
وكن أمهاتي يحثثني على خدمته فدخل علينا دارنا فاستقينا من بئرنا وحلبنا له من شاة لنا
داجن فناولته فشرب وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي
وقال الأيمن فالأيمن [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد قالا حدثنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو
القاسم بن محمد السكوني حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا
الحسن بن حماد الضبي حدثنا محمد بن الحسن عن عباد المنقري عن علي بن
زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أنس بن مالك قال قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا
ابن ثمان أو تسع وهذا مختصر (1)
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي (2) أنا أبو
عمرو بن حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية وأم البهاء بنت البغدادي قالتا أنا إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي حدثنا يحيى بن أيوب
حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمذاني حدثنا عباد المنقري عن علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب عن أنس بن مالك قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن ثمان
سنين فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله إنه لم يبق
رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد أتحفتك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني
هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك فخدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فما ضربني زاد ابن
حمدان ضربة وقالا ولا سبني سبة ولا انتهرني ولا عبس في وجهي فكان أول ما
أوصى لي به أن قال يا بني اكتم سري تك مؤمنا وكانت أمي وأزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)
يسألني (3) عن سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلا أخبرهم به وما أنا بمخبر بسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحدا
أبدا وقال يا بني عليك بإسباغ الوضوء يحبك حافظاك ويزد في عمرك وتأتني وقال

(1) انظر سير الأعلام 3 / 398.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 20 / 101 (61).
(3) كذا، وفي المختصر: يسألنني.
341

ابن حمدان ويا أنس بالغ في الاغتسال من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك
ذنب ولا خطيئة قال قلت كيف المبالغة يا رسول الله قال تبل وقال ابن المقرئ
تبلغ أصل الشعر وتنقي البشرة ويا بني إن استطعت أن لا تزال أبدا على وضوء فإنه من
يأته الموت وهو على وضوء يعطي الشهادة ويا بني إن استطعت أن لا تزال تصلي فإن
الملائكة تصلي عليك ما دمت مصليا ويا بني وقال ابن حمدان ما دمت تصلي ويا أنس
إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج وقال ابن المقرئ وأفرج بين أصابعك
وارفع مرفقيك على جنبيك ويا بني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك
موضعه فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ويا بني فإذا
سجدت فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض ولا تنقر نقر الديك ولا تقع إقعاء الكلب أو
قال الثعلب وإياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان ولا بد ففي
النافلة لا في الفريضة ويا بني إذا خرجت من بيتك فلا تقعن عينيك على أحد من أهل القبلة
إلا سلمت عليه فإنك ترجع مغفورا لك ويا بني إذا دخلت منزلك فسلم على نفسك وعلى
أهلك ويا بني إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك شئ لأحد فإنه أهون عليك
في الحساب ويا بني إن اتبعت وصيتي فلا يكن شئ أحب إليك من الموت ح
وقد روى عبد الله بن المثنى بن ثمامة بن أنس الأنصاري هذا الحديث عن علي بن
زيد (1) حدثناه أبو عبد الله بن البنا لفظا وأبو القاسم بن السمرقندي قراءة قالا
أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق (2) أنا
يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا مسلم بن خالد أبو حاتم الأنصاري حدثنا محمد بن
عبد الله الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال أنس
قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن ثمان سنين فذهبت بي أمي إليه فقالت يا رسول الله إن
رجال الأنصار ونساءهم (3) قد أتحفوك غيري وإني لا أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فاقبله
مني يخدمك ما بدا لك قال فخدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين لم يضربني ضربة ولا
سبني ولم يعبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني أسبغ الوضوء يزيد في

(1) بالأصل: " يزيد " والصواب عن م، انظر ما تقدم.
(2) انظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 564 (416).
(3) بالأصل: ونساؤهم، خطأ.
342

عمرك ويحبك حافظاك ثم قال لي يا بني إن استطعت ألا تزال على وضوء فإنه من أتاه
الموت وهو على وضوء أعطي الشهادة ثم قال يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن
الالتفات في الصلاة هلكة وإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة ثم قال يا بني إن
استطعت أن لا تزال تصلي فإن الملائكة تصلي عليك ما بقيت تصلي ثم قال يا بني إن
قدرت أن تكون من صلاتك في بيتك مثنى فافعل يا بني إذا ركعت فضع كفيك على
ركبتيك وأفرج بين أصابعك وارفع يديك عن جنبيك فإذا رفعت رأسك من الركوع فمكن
كل عضو موضعه فإن الله عز وجل لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه ثم قال يا بني
إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك ولا تقع كما يقعى الثعلب ولا تفرش ذراعيك الأرض
افتراش السبع أو قال الثعلب وافرش ظهر قدميك الأرض وضع أليتيك على عقبيك فإن
ذلك لأيسر عليك يوم القيامة ثم قال لي بالغ في الغسل من الجنابة تخرج من مغتسلك
ليس عليك ذنب ولا خطيئة قال بأبي وأمي وما المبالغة قال تبل أصول الشعر وتنقي
البشرة ثم قال يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ثم
قال يا بني إذا خرجت من أهلك فيقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا ظننت أن له
الفضل عليك ثم قال لي يا بني وذلك من سنتي ومن أحب سنتي فقد أحبني ومن أحبني
كان معي في الجنة قال لي يا بني إن حفظت وصيتي لم يكن شئ أحب إليك من
الموت [* * * *]
كذا كان في الأصل ابن خالد وإنما هو ابن أبي حاتم أخرجه الترمذي (1) وقد
روى حميد الطويل عن أنس شيئا منه
أخبرنا به أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا علي بن
محمد بن عبد الله المعدل أنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا ابن محمد بن حاتم
حدثنا حماد بن محمد بن عبد الله بن مجيب بن حرمي بن أيوب الفزاري الكوفي
حدثني محمد بن طلحة بن مصرف (2) عن حميد عن أنس أنه قال أتحفت الأنصار
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يكن لأمي ما تتحف به فأخذت بيدي فأتت بي النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا

(1) انظر سنن الترمذي في أكثر من موضع حديث 589 و 2678 و 2698.
(2) رسمها غير واضح والصواب ما أثبت " مصرف " بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الراء المشددة، ترجمته في
تهذيب التهذيب 5 / 154 وفي م: مصرب.
343

رسول الله أتحفك الأنصار ولم يكن عندي ما أتحفك به فها ابني يخدمك ما أردت فأدناني
النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسح يده على رأسي فقال يا أنس اكتم سري تكن مؤمنا وبالغ في الغسل من
الجنابة قال أنس يا رسول الله كيف التبليغ في الغسل من الجنابة قال بل الشعر وأنق
البشرة وإن استطعت أن لا تكون إلا على وضوء فافعل يحبك حافظاك ويزيد في عمرك
وإن مت على هذا مت شهيدا [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو أحمد محمد بن
محمد أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق حدثنا
نصر بن علي الجهضمي أخبرني عويد بن أبي عمران الحربي عن أبيه عن أنس بن
مالك أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي فقال يا أنس ارحم الصغير ووقر الكبير وصل صلاة
الضحى فإنها صلاة الأوابين تكن رفيقي في الجنة [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي (1) أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا منصور بن مزاحم حدثنا عمر بن أبي
خليفة عن ضرار بن مسلم قال سمعته ذكره عن أنس زاد ابن المقرئ ابن مالك
قال أوصاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
يا أنس وأسبغ الوضوء يزيد في عمرك يا أنس صل صلاة الضحى فإنها صلاة
الأوابين من قبلك يا أنس سلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك يا أنس سلم على من لقيت
من أمتي تكثر حسناتك يا أنس أكثر الصلاة بالليل والنهار يحفظك حفظتك يا أنس بت
وأنت طاهر فإن مت مت شهيدا يا أنس وقر الكبير وراجع الصغير [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي
تغلب بن جعفر السراج قالوا أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي ح
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسون ح
وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن سعيد أنا أبو القاسم

(1) رسمها غير واضح بالأصل وفي م: " أبو سعيد الجنررودي " تحريف والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
344

السميساطي قالوا أنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي حدثنا
أبو نعيم عبيد بن هشام حدثنا سليمان بن حيان (1) عن أبي همام قال قال أنس
خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا ابن ثمان وقبض وأنا ابن ثمان عشرة فما قال لي لشئ صنعته
لم صنعته ولا قال لي لشئ لم أصنعه وقال ابن الأكفاني في شئ لم أصنعه لم لم
تصنعه وقال لي في مرضه إني أوصيك بوصية فاحفظها أكثر الوضوء يزيد في عمرك
ولا تزل طاهرا ولا تبيتن إلا على طهر فإن مت مت شهيدا وأكثر صلاة الليل والنهار تحبك
الحفظة وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين وإذا خرجت من بيتك فسلم على من
لقيت من المسلمين يزيد في حسناتك وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم يزد في بركاتك
ووقر كبير المؤمنين وارحم صغيرهم تكن معي وضم بين أصابعه [* * * *]
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن
إبراهيم الحنائي حدثنا عبيد الله بن الحسن بن أحمد الوراق ح
وأخبرنا أبو الحسن الفقيه حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
وتمام بن محمد الرازي وعقيل بن عبيد الله بن عبدان ح
وأخبرنا أبو الحسن الفقيه أيضا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر
قالوا أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم حدثنا بكار بن قتيبة حدثنا
عمر بن يونس اليمامي (2) حدثنا عكرمة بن عمار (3) حدثني إسحاق يعني ابن
عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال جاءت بي (4) أم سليم إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أزرتني بنصف خمارها وردتني ببعضه فقالت يا رسول الله هذا أنيس
ابني أتيك به يخدمك فادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده قال أنس فوالله إن مالي
لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم (5) [* * * *]

(1) ترجمته في سير الأعلام 9 / 9.
(2) ترجمته في سير الأعلام 9 / 422.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 7 / 134 وترجمة عمر بن يونس
اليمامي. وسير أعلام النبلاء 3 / 398.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 5 / 67 وسير أعلام النبلاء 3 / 398.
(5) أخرجه مسلم في صحيحه: فضائل الصحابة: باب في فضائل أنس بن مالك ح (2481) وسير أعلام النبلاء
3 / 398.
345

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي وأبو القاسم الحسين بن
علي بن الحسين الزهري وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر وأبو
المحاسن أسعد بن علي بن الموفق قالوا أنا أبو الحسن الداودي (1) أنا عبد الله بن
أحمد بن حموية (2) أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي (3) حدثنا عبد بن حميد الكشي أنا
عبد الرزاق أنا جعفر بن سليمان الضبعي (4) عن ثابت عن أنس جاءت بي أم سليم
إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا غلام فقالت يا رسول الله أنيس ادع له فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم أكثر
ماله وولده وأدخله الجنة قال فلقد رأيت اثنتين (5) وأنا أرجو الثالثة [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن
يزداد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو القاسم البغوي
حدثنا قطن يعني ابن نسير (6) حدثنا جعفر هو ابن سليمان حدثنا الجعد أبو نعيم
اليشكري عن أنس قال سمعت أمي أم سليم كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت بأبي أنت وأمي
يا رسول الله أنس ادع الله له قال أنس فدعا لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث دعوات قد رأيت
اثنتين في الدنيا وأرجو أن أرى الثالثة في الآخرة كذا قال الصواب أبو عثمان
أخبرناه أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد حدثنا قطن بن نسير (6) أبو عباد الذارع حدثنا جعفر بن
سليمان حدثنا الجعد أبو عثمان اليشكري عن أنس بن مالك قال سمعت أمي أم سليم
كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله انس لو دعوت
الله له دعوات قال أنس فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت اثنتين في الدنيا وأرجو أن أرى الثالثة
أخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح (7)

(1) اسمه عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد، أبو الحسن البوشنجي، ترجمته في سير 18 / 222.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 492.
(3) ترجمته في السير 14 / 486.
والشاشي إلى الشاش، مدينة بن مدن الترك، وانظر معجم البلدان.
(4) ضبطت عن الأنساب.
(5) بالأصل: اثنين.
(6) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب والاكمال 1 / 302.
(7) بالأصل " عمدان " خطا. والصواب ما أثبت انظر الأنساب: الحيري.
346

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا قطن بن نسير (1) الغبري (2) حدثنا جعفر زاد
ابن المقرئ ابن سليمان حدثنا الجعد أبو عثمان اليشكري عن أنس بن مالك قال
سمعت أم سليم كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله أنيس لو
دعوت الله له دعوات قال أنس فدعا لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث دعوات قد رأيت اثنتين في
الدنيا وأرجو أن أرى الثالثة في الآخرة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (3) حدثنا أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحجاج
حدثني شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عن أم سليم أنها قالت يا
رسول الله أنس خادمك ادع الله له قال فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما
أعطيته قال حجاج في حديثه قال فقال أنس أخبرني بعض ولدي أنه قد دفن من
ولدي (4) وولد ولدي أكثر من مائة [* * * *]
آخر الجزء الثامن بعد المائة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر وفاطمة بنت محمد قالتا أنا إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله هو القواريري
حدثنا حرمي هو ابن عمارة حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال قالت أمي يا
نبي الله خادمك فادع الله له قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته [* * * *]
قالا وأنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا حجاج حدثني شعبة
قال سمعت قتادة عن أنس عن أم سليم أنها قالت يا رسول الله أنس خادمك ادع الله
له فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته قال أنس أخبرني بعض ولدي أنه

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب والإكمال 1 / 302.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن الإكمال 1 / 302.
(3) مسند الإمام أحمد 6 / 430.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مسند أحمد
347

قد دفن من ولدي (1) وولد ولدي أكثر من مائة [* * * *]
قال وحدثنا شعبة قال سمعت هشام بن زيد يحدث عن أنس بن مالك بمثل
ذلك
أنبأنا أبو علي الحداد ثم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن قالا أنا أبو نعيم
الحافظ ح
وأخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
بكر بن فورك قالا حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو
داود ح
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي
أنا عبد العزيز بن محمد بن مسلم حدثنا محمد بن غالب حدثنا عمرو بن مرزوق
قال حدثنا شعبة ح
وأخبرنا أبو سعد (2) بن البغدادي أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد
وعبد الرحمن بن مندة وأبو منصور بن شكرويه قالوا أنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن
إبراهيم (3) سلة ح
وأخبرنا أبي مطيع عبد الجليل بن محمد بن أحمد وأبو بكر محمد بن الفضل بن
محمد الدوغي (4) وأم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد اللبنانية وأم الضياء لامعة بنت
الحسن بن أحمد الدقاق قالوا أنا أبو الطيب بن سلة قالوا أنا أبو علي الحسن بن
علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي حدثنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن الحسن بن
الحارث بن مرداس التميمي الهمداني حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق
المروزي قال سمعت أبي حدثنا الحسين بن واقد عن ثابت

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
(2) رسمها غير واضح بين سعد وسعيد، والصواب عن م وقياسا إلى سند مماثل وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر
(المطبوعة 7 / 422) واسمه: ناصر بن سهل بن أحمد الطرسوسط.
(3) ضبطت عن التبصير 4 / 1408.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الدوغ، وهو اللبن الحامض نزع منه السمن.
348

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد أنا أحمد بن منصور بن راشد
حدثنا علي بن الحسن حدثنا الحسين بن واقد حدثني ثابت عن أنس بن مالك قال
دعا لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته فأكثر الله عز وجل حتى أن
كرما لي يحمل زاد ابن زياد في السنة وقالوا مرتين وولد لصلبي مائة وستة أولاد
ولم يقل ابن زياد أولاد [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي أنا
محمد بن مخلد حدثنا حمزة بن العباس أنا علي بن الحسن أنا الحسين بن واقد عن
ثابت عن أنس قال دعا لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم أكثر ماله وولده وأطل
حياته [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب
أنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون حدثنا عبد الله بن محمد بن
زياد ح
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر السمسار ح
وأخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني بهراة أنا أبو منصور بن
شكرويه قالا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل قالا حدثنا أحمد بن منصور حدثنا علي بن الحسن أنا
الحسين بن واقد حدثني ثابت ح
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا يعقوب بن أحمد بن محمد الصريفيني (1) حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن
يحيى بن بلال البزاز حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا
الحسين بن واقد حدثنا ثابت زاد وجيه البناني عن أنس زاد وجيه بن مالك
قال دعا لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم أكثر ماله وولده زاد أحمد بن منصور وأطل
حياته فأكثر الله مالي حتى أن كرما لي يحمل في السنة مرتين وولد لصلبي مائة
وستة [* * * *]

(1) بالأصل " الصرفيني " والصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى صيرفين.
349

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم وأبو القاسم الحسين بن علي بن
الحسين القرشيان وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر وأبو المحاسن
أسعد بن علي الموفق قالوا أنا أبو الحسن الداوودي أنا عبد الله بن أحمد بن حيوية
أنا إبراهيم بن خزيم أنا عبد بن حميد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن
المغيرة عن ثابت عن أنس قال دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) علينا وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام
خالتي قال قوموا فلأصلي بكم في غير وقت صلاة فصلى بنا فقال رجل لثابت أين
جعل أنسا منه قال جعله عن يمينه ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة
فقالت أمي يا رسول خويدمك ادع الله له قال فدعا لي بكل خير فكان في آخر ما دعا به لي
أن قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد بن عبد الرحمن أنا أبو
عمرو (1) بن حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية وفاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي قالتا أنا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا هدبة حدثنا
سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال أتى وقال ابن المقرئ أتانا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما هو إلا أنا وأمي وخالتي أم حرام فقال قوموا فلأصل بكم وذلك في
غير وقت صلاة فقال رجل لثابت فأين جعل أنسا قال عن يمينه قالا فدعا لنا أهل
البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة فقالت أمي يا رسول خويدمك أنس الله له
فدعا لي بكل خير فكان آخر ما دعا زاد ابن المقرئ لي وقال اللهم أكثر ماله وولده
وبارك له فيه [* * * *]
قال وأنا أبو يعلى حدثنا زهير حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس
قال دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم سليم فأتته بسمن وتمر فقال أعيدي سمنكم في سقاية
وتمركم في وعاية فإني صائم ح ثم قال فصلى صلاة غير مكتوبة وصلينا فدعا لأم سليم
ولأهل بيتها فقالت أم سليم إن لي خويصة قال وما هي قالت خادمكم أنس قال
فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه قال فإني لمن
أكثر الأنصار ولدا وأخبرتني زاد ابن المقرئ بنتي وقالا أمينة إنه دفن من صلبه إلى

(1) بالأصل " عمر " والصواب عن م وقد تقدم.
350

مقدم الحجاج البصرة بضعا (1) وعشرين ومائة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (2) حدثنا عبيدة (3) بن حميد
عن حميد عن أنس قال جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أم سليم فقربت إليه سمنا وتمرا فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) أعيدوا سمنكم فسقائكم وتمركم في وعائكم فإني صائم ثم قام فصلى في
ناحية البيت فصلينا بصلاته ثم دعا لأم سليم وأهلها ثم قالت أم سليم يا رسول الله إن
لي خويصة قال وما هي قالت أنس قال فما ترك يومئذ من خير آخرة ولا دنيا إلا دعا به
من قوله اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيهم قال فقال أنس حدثتني ابنتي أنه دفن من
صلبي عشرين ومائة ونيف وإني لمن أكثر الأنصار مالا [* * * *]
قال (4) وحدثني أبي حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن (5) أنس قال دخل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم سليم فأتته بتمر وسمن فكان صائما فقال أعيدوا تمركم في وعائه
وسمنكم في سقائه ثم قام إلى ناحية البيت فصلى ركعتين وصلينا معه ثم دعا لأم سليم
ولأهلها بخير فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي قالت
خادمك أنس قال فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به وقال اللهم ارزقه مالا وولدا
وبارك له فيه قال فما من الأنصار إنسان أكثر مالا مني وذكر أنه لا يملك ذهبا ولا فضة غير
خاتمه قال وذكر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته أنه دفن من صلبه إلى مقدم الحجاج نيف
على عشرين ومائة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو
العباس (6) الدغولي (7) حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم العبدي حدثنا

(1) كذا بالأصل وم والأصل: " بضعة " وفي سير الأعلام 3 / 399 تسعة.
(2) مسند الإمام أحمد 3 / 188.
(3) بالأصل وم " عبدة " والمثبت عن مسند الإمام أحمد.
(4) مسند أحمد 3 / 108.
(5) بالأصل " قال " والمثبت عن مسند أحمد.
(6) اللفظة غير واضحة بالأصل، واستدركت على هامشه.
(7) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م، انظر الأنساب، " الدغولي " وهذه النسبة إلى دغول، يقال للخبز
الذي لا يكون رقيقا بسرخس شبه الجرادق الغلاظ، دغول، ولعله بعض أجداد المنتسب إليه كان يخبز
ذلك.
351

عبد الله بن بكر حدثنا أنيس ح
قال وأنا أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور حدثنا أبو حاتم محمد بن
إدريس الرازي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني حميد الطويل عن أنس بن
مالك قال دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في
سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ثم قام يصلي صلاة غير مكتوبة وصلينا معه فدعا
لأم سليم ولأهل بيتها فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي يا أم
سليم قالت خادمك أنس قال فدعا لي خيرا الآخرة والدنيا وقال اللهم ارزقه مالا
وولدا وبارك له قال فإني لمن أكثر الأنصار مالا وأخبرتني ابنتي أمينة أنه قد دفن من
صلبه إلى مقدم الحجاج البصرة بضع (1) وعشرين ومائة [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصمد بن محمد بن
تميم وعبد الرزاق بن عبد الله بن فضيل قالا أنا أبو بكر الحنائي حدثنا إسحاق بن
عبدوس حدثنا الحارث حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس قال دخل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في
سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ثم قال فصلى صلاة غير مكتوبة فصلينا معه ودعا لأم سليم ولأهل بيتها
فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي يا أم سليم قالت خادمك
فدعا بخير الدنيا والآخرة وقال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه قال فإني لأكثر
الأنصار ولدا قال أنس وأخبرتني ابنتي أمينة أنه قد رزق من صلبي إلى مقدم الحجاج
بضعة وعشرين ومائة [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو طاهر الفقيه أنا
عبدوس بن الحسين ين منصور حدثنا (3) أبو حاتم الرازي حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قالت أم سليم يا رسول الله إن
لي خويصة قال وما هي قالت خادمك أنس قال فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا
دعا لي به ثم قال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه فإني لمن أكثر الأنصار

(1) الصواب: بضعة.
(2) دلائل النبوة للبيهقي 6 / 195.
(3) سقطت من الأصل، زيادتها لازمة، عن دلائل البيهقي.
352

مالا قال أنس وحدثتني أمينة أنه قد دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعة
وعشرين ومائة [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا
نا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن سنان بن
ربيعة عن أنس بن مالك قال انطلقت بي أمي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله
خويدمك فادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر له قال فكثر مالي
حتى صار يطعم في السنة مرتين وكثر ولدي حتى قد دفنت من صلبي أكثر من مائة وطال
عمري حتى قد استحيت من أهلي واشتقت لقاء ربي وأما الرابعة يعني المغفرة رواه
سليمان بن حرب عن حماد فقال وأنا أرجو الرابعة [* * * *]
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي ببغداد أنا أبو بكر
أحمد بن علي الخطيب أخبرني أبو القاسم الأزهري أنا أبو علي بن عمر الحافظ حدثنا
محمد بن مخلد حدثنا أبو بكر حفص بن عمر السياري (1) حدثنا أبو عبد الله
الأنصاري حدثني أبي عن (2) ثمامة عن أنس قال دعا لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم
أكثر ماله وولده وأطل عمره قال وقال أنس حدثتني ابنتي أنه خرج من صلبي إلى مخرج
الحجاج ثلاثة وعشرون ومائة ولد وقد بلغت من السن مائة سنة وسبع سنين وما بها
أنصاري أكثر مالا مني وأنا انتظر الرابعة من ربي عز وجل [* * * *]
أخبرنا أبو المظفر أنا أبو سعد أنا أبو عمرو ح
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنا أبو يعلى ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر

(1) رسمها غير واضح بالأصل وم، والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى سيار أسم جد، ذكره
السمعاني وترجم له.
(3) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
353

المخلص أنا عبد الله بن محمد بن منيع قالا حدثنا شيبان زاد عبد الله بن فروخ
حدثنا سلام بن مسكين حدثني عبد العزيز بن أبي جميلة عن أنس بن مالك قال
إني لأعرف دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يبارك في مالي وولدي وفي حديث ابن حمدان
والبغوي لي في مالي وولدي
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا محمود بن جعفر أنا أبو علي بن البغدادي
حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن يزيد بن عبد الرحمن الهمداني حدثنا
عبد الله بن هشام القواس أبو محمد حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا
عبد الحكم عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يبارك الله عز وجل في مالي
وولدي فكان من بركة دعائه أن العنب كانت لي تحمل في السنة مرتين وولد من صلبي مائة
وعشرون ذكرا وأنثى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي قال (1) وأنا علي بن أحمد بن
عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا محمد بن بشر أخو خطاب حدثنا سعيد بن
مهران الهدادي حدثنا نوح بن قيس حدثني ثمامة بن أنس عن أنس بن مالك قال
قالت أم سليم يا رسول الله أنس خادمك ادع الله له قال اللهم عمره وأكثر ماله
واغفر له [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر (2) بن المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا سعيد بن عبد الرحمن
الجمحي حدثنا عبد بن أبي طلحة عن أنس بن مالك عن أم سليم بنت ملحان قالت
دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا لي حتى ما أبالي إلا يزيد فقلت يا رسول الله إن من
أهلي من له خاصة عندي فادع له فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ما أبالي إلا يزيد وكان فيما دعا
يومئذ أن قال اللهم وائته مالا وولدا قال فما أعلم أحدا أصاب من لين العيش أفضل مما
أصبت ولقد دفنت بكفي هاتين من ولدي أكثر من مائة لا أقول لكم فيه ولد (3) ولا
سقط [* * * *].

(1) دلائل النبوة 6 / 196.
(2) زيادة لازمة عن م. (3) بالأصل وم وكرر لفظ " ولد " مرتين.
354

رواه سعدويه عن سعيد مختصرا ولم يذكر أم سليم في إسناده
قرأناه على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن أبي عمير
بن حمويه أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة
حدثنا سعدويه نا سعيد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة أن
أنس بن مالك قال دفنت بكفي هذه أكثر من مائة ما فيهم ولد ولا سقط
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر ين حيوية حدثنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد أنا عبد الله بن ضرار
حدثني أبي عن أبان عن أنس بن مالك قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن ثمان
حجج فلم يبق أهل بيت من بيوت المدينة إلا تحفوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غير أمي فأخذت بيدي
حتى أتته بي فقالت يا نبي الله أتحفك أهل المدينة أجمعون أكتعون إلا ما كان مني وهذا
ابني خذه فليخدمك ما بدا لك فخدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر حجج ما ضربني ضربة قط
ولا سبني سبة ولا انتهرني انتهارة قط ولا عبس في وجهي قط وما قدمت وما أخرت
وما قال لي ألا استفعلت ألا فعلت وما فعلت ثم قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنا
فكانت أمي تسألني عن رسول الله فما أخبرها وكانت نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) تسألني (1) عن
سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما أخبرهن (2) وكان ما عبر بسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحدا (3) أبدا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أحمد بن علي المقرئ أنا أبو عيسى الترمذي حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو
داود عن أبي خلدة (5) قال قلت يا أبي العالية سمع أنس من النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خدمه
عشر سنين ودعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين وكان فيها
ريحان يجئ منه ريح المسك
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر

(1) كان بالأصل وم.
(2) بالأصل وم " أخبرها ".
(3) انظر في كنز العمال رقم 43575. (4) دلائل النبوة للبيهقي 6 / 195 وهو في سنن الترمذي ح 3833 في كتاب المناقب، باب مناقب أنس بن مالك.
وسير أعلام النبلاء 3 / 400.
(5) في البيهقي: " أبي العالية " خطا.
355

حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا زكريا بن
أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك قال خدمت النبي (صلى الله عليه وسلم) تسع سنين فما
أعلمه قال لي قط هلا فعلت كذا وكذا ولا عاب علي شيئا قط
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثنا شيبان حدثنا سلام بن
مسكين عن ثابت عن أنس قال خدمت النبي (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا أبو عروبة حدثنا محمد بن مصفى حدثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن
أنس قال خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة (1) حدثني الحكم بن نافع (2) حدثنا
شعيب بن أبي حمزة (3) عن الزهري قال وكان قد سمع (4) النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحبه وخدمه
يعني أنس بن مالك
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنا عمر بن أحمد بن
محمد بن عمر بن مسرور أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن
عبيد الله البالوي حدثنا أبو قريش الحافظ يعني محمد بن جمعة حدثنا محمد بن
حميد الرازي حدثنا زافر بن سليمان عن مالك (5) بن أنس عن بحير بن سعيد الأنصاري
عن أنس بن مالك قال لما كان صبيحة اليوم الذي احتلمت فيه أخبرت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال لا تدخل على النساء إلا بإذن قال فما أتى علي يوم كان أشد علي منه [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر
بن المقرى حدثني ابن أخي أبي زرعة يعني عبد الله بن محمد بن عبد الكريم حدثنا أبو

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 152.
(2) أبو اليمان الحمصي، ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 441. (3) ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 441.
(4) عند أبي زرعة: تبع.
(5) بالأصل: محمد.
356

يوسف القلوسي (1) حدثنا أبو همام الخاركي (2) حدثنا هزيل بن عقيل أبو صخر قال
سمعت ثابتا البناني يقول قلت لأنس بن مالك أحب أن أقبل منك ما رأيت به
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمكنه من عينيه
قال وأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي بمكة
حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر حدثنا سفيان قال زيد بن جدعان حدثنا قال سمعت
ثابتا يقول لأنس مسست رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدك قال نعم قال فأعطني يدك فأعطاه
فقبلها
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو سعد محمد بن
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن أبي علاثة أنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن
محمد بن صاعد حدثنا محمد بن زياد بن الربيع الزيادي بالبصرة حدثنا سفيان بن
عيينة عن ابن (3) جدعان قال سمعت ثابتا يقول لأنس يا أنس هل مسست بيدك
هذه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال هات حتى أقبلها
قال وحدثنا يحيى حدثنا عبد الله بن محمد بن المسور الزهري بالبصرة
حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان قال أنس قال قال ثابت يا أنس هل مسست
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدك قال نعم قال فأعطينيها حتى أقبلها
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هاشم حدثنا سليمان حدثنا ثابت قال
قلت يا أبا حمزة ألست كأنك تنظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكأنك تسمع إلى نغمته فقال بلى
والله إني لأرجو أن ألقاه يوم القيامة فأقول يا رسول الله خويدمك قال خدمته عشر سنين
بالمدينة وأنا غلام ليس كل امرئ كما يشتهي صاحبي أن يكون ما قال لي فيها أف وما
قال لي لم فعلت هذا أو ألا فعلت هذا

(1) ضبطت عن الأنساب، واسمه يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، المعروف بالقلوسي ترجمته في سير
الأعلام 12 / 631.
(2) هذه النسبة إلى خارك بليدة في جزيرة في البحر قريبة من عمان، واسمه: أبو همام الصلت بن محمد بن
عبد الرحمن بن أبي المغيرة الخاركي (الأنساب).
(3) بالأصل " أبي ".
357

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (1) أنا
الفضل بن دكين حدثنا يونس بن أبي إسحاق حدثنا المنهال بن عمرو قال كان أنس
صاحب نعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإداوته
قال وأنا محمد بن سعد (2) أنا مسلم بن إبراهيم حدثنا المثنى بن سعيد الذارع
قال سمعت أنس بن مالك يقول ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ثم يبكي
قال وأنا محمد بن سعد أنا إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة أنا ثابت بن أنس بن
مالك دفع إلى أبي العالية الرياحي تفاحة فجعلها في كفه وجعل يشمها ويقبلها ويمسحها
بوجهه ثم قال تفاحة مستها كف مست كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي أنا
أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الإعرابي حدثنا محمد بن سنان الفزاري حدثنا
بكار بن عدي حدثنا الفضل بن العباس أبو العباس حدثنا ثابت البناني قال دخلت
على أنس بن مالك فقلت رأت عيناك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أظنه قال نعم قال فقبلتهما (3) ثم
قلت فصببت الماء بيديك على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال فقبلتهما (3) قال ثم قال
لي يا ثابت صببت الماء بيدي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لوضوئه فقال لي يا غلام أسبغ
الوضوء يزد (4) في عمرك وأفش السلام تكثر حسناتك وأكثر من قراءة القرآن تجئ يوم
القيامة معي كهاتين وقال بإصبعيه هكذا وأرانا أبو الحسن السبابة والوسطى كذا قال
وصوابه وأرانا أبو الحسن وهو محمد بن سنان [* * * *]
أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم وأبو القاسم الحسين بن علي بن
الحسين القرشيان وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر وأبو المحاسن
أسعد بن علي بن الموفق بن زياد قالوا أنا أبو الحسن الداوودي أنا عبد الله بن
أحمد أنا إبراهيم هو ابن خزيم أنا عبد بن حميد حدثني هاشم بن القاسم حدثني

(1) طبقات ابن سعد 1 / 482.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 20.
(3) بالأصل في الموضعين " فقبلتها " والمثبت عن م.
(4) بالأصل وم: " يزيد ".
358

سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (1) عندنا
فعرق فجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أم
سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب من
ريح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ثابت قال أنس بن مالك ما شممت عنبرا قط ولا مسكا
أطيب ولا مسست شيئا قط ديباجا ولا خزا ولا حريرا ألين مسا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
ثابت فقلت يا أبا حمزة ألست كأنك تنظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكأنك تسمع إلى نغمته
قال بلى إني والله إني لأرجو أن ألقاه يوم القيامة فأقول يا رسول الله خويدمك
قال خدمته عشر سنين بالمدينة وأنا غلام ليس كل أمري كما يشتهي صاحبي أن يكون ما
قال لي فيها أف وما قال لي لم فعلت هذا أو ألا فعلت هذا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ على إبراهيم بن عمر البرمكي وأنا حاضر
قيل له أخبركم عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثنا أبو مسلم
إبراهيم بن عبد الله الكجي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبي عن جميلة
مولاة أنس قالت كان ثابت إذا جاء إلى أنس قال يا جميلة ناوليني طيبا أمس به يدي فإن
ابن أبي ثابت لا يرضى حتى يقبل (2) يدي يقول يد مست رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي ح
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو القاسم بن البسري قالوا أنا أبو طاهر
المخلص حدثنا عبد الله بن محمد بن محمد بن غيلان حدثنا أبو داود الحكم بن
عطية عن ثابت عن أنس قال إني لأرجو أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقول يا رسول الله
خويدمك
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله بن شبيب
إملاء حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد
بن محمد بن علي الأسواري حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا حرمي بن
حفص بن ميمون الأنصاري حدثنا النصر بن أنس حدثنا أنس بن مالك أنه سأل

(1) فقال: من القيلولة.
(2) الأصل: في يدي.
359

النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال خويدمك أنس اشفع له يوم القيامة قال أنا فاعل قال فأين أطلبك
قال اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط فإن وجدتني وإلا فأنا عند الميزان فإن وجدتني
وإلا فأنا عند حوضي لا أخطى هذه الثلاثة المواضع [* * * *]
أخبرناه أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي وأبو القاسم عبد الصمد بن
محمد بن عبد الله بن مندوبة وأبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر وأبو غالب
الحسن بن محمد بن عالي بن علوكة قالوا أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر بن
محمد بن إبراهيم أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب أنا أبو علي الحسن بن
محمد بن دكة المعدل حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا بدل بن المحبر (1)
حدثنا حرب بن ميمون حدثنا النضر بن أنس بن مالك عن أنس (2) قال سألت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يشفع لي يوم القيامة قال أنا فاعل قلت فأين أطلبك يا رسول الله
قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراط قلت فإن لم ألقك على الصراط قال اطلبني
عند الميزان قلت فإن لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض لا أخطي هذه
الثلاث (3) المواضع [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يونس حدثنا حرب بن ميمون ح
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء أنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن ماهيز الأصبهاني حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا
محمد بن عبيد الله حدثنا يونس بن محمد حدثنا حرب بن ميمون ح
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر بن شكرويه ومحمد بن أحمد بن
علي السمسار ح
وأخبرنا أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم الأديب أنا أبو منصور بن
شكرويه قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد حدثنا الحسين بن إسماعيل
المحاملي حدثنا فضل الأعرج حدثنا يونس حدثنا حرب عن النضر بن أنس عن

(1) ضبطت عن التبصير 4 / 1253.
(2) زيادة لازمة وفي م: النضر بن أنس بن مالك.
(3) كذا بالأصل وم والصواب " الثلاثة ".
360

أنس قال (1) سألت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أن يشفع لي يوم القيامة قال أنا فاعل قال فأين أطلبك
يوم القيامة زاد ابن حنبل يا نبي الله وقالوا قال اطلبني أول ما تطلبني عنده وقال
ابن حنبل على الصراط قلت فإذا لم ألقك عليه قال فأنا عند الميزان قال فإن لم
ألقك عند الميزان قال فأنا عند الحوض لا أخطى هذه الثلاثة المواضع (2) يوم
القيامة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة النميري حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري عن أبيه عن ثمامة بن أنس قال قيل لأنس أشهدت بدرا قال وأين أغيب
عن بدر لا أم لك لم يوافق أصحاب المغازي على هذا القول (3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أنا
محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبي عن مولى (4) لأنس بن مالك أنه قال لأنس
شهدت بدرا قال لا أم لك وأين أغيب عن بدر قال محمد بن عبد الله الأنصاري
خرج أنس بن مالك مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين توجه إلى بدر وهو غلام يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) (5)
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنا أبو القاسم عبد الرحمن وأبو
عمرو وعبد الوهاب أنا محمد بن إسحاق أبو منصور محمد بن أحمد وأم العلاء هي
بنت أحمد بن الحسن بن سهلويه قالوا أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله حدثنا
الحسين بن إسماعيل حدثنا سعيد بن بحر هو القراطيسي نا ريحان بن سعيد حدثنا
عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال شهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنينا وخيبر
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو

(1) مسند الإمام أحمد 3 / 178.
(2) مسند الإمام أحمد: الثلاث مواطن.
(3) يعني أنهم لم يعتبروه في البدريين لكونه حضرها صبيا ما قاتل، بل بقي في رجال الجيش. انظر سير الأعلام
3 / 397 - 398.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م وانظر أسد الغابة 1 / 151 والاستيعاب 1 / 72.
(5) أسد الغابة 1 / 151 سير أعلام النبلاء 3 / 397 والاستيعاب 1 / 72.
361

بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن جعفر أبو الطيب الزراد (1) بمنبج حدثنا
عبيد الله بن سعد حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا أبو
يعقوب يعني إسحاق بن عثمان قال سألت موسى بن أنس كم غزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال سبع وعشرون غزوة ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر وتسع عشرة (2) يغيب فيها
الأيام قال قلت كم غزا أنس بن مالك قال ثمان غزوات
أخبرنا أبو الحسن الفقيه حدثنا عبد العزيز الكتاني وأبو القاسم بن أبي العلاء
قراءة قالا أنا محمد بن محمد بن محمد بن خالد حدثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي نا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد أنا ثابت
أنا أبو (3) هريرة قال ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ابن أم سليم أنس بن
مالك
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن محمد بن عبد السيد بن
محمد بن الصباغ وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحشمي وأبو
النجم بدر بن عبد الله الشيحي (4) قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن
حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد أنا شعبة عن ثابت قال قال
أبو هريرة ما رأيت أحد أشبه صلاة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ابن أم سليم يعني أنسا
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن علي (5) بن المذهب أنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا أبو داود نا شعبة عن أنس بن
سيرين قال كان أنس أحسن الناس صلاة في السفر والحضر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم أنا محمد بن سعد أنا محمد بن

(1) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن م، انظر الأنساب " الزراد ".
(2) بالأصل: وتسعة عشر.
(3) بالأصل: " أبا " خطأ.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى شيحة من قرى حلب.
(5) كذا، وهو الحسن بن علي بن محمد بن علي، أبو علي التميمي البغدادي، انظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 640.
362

عبد الله الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة بن عبد الله قال كان أنس يصلي فيطيل القيام
حتى تقطر قدماه دما
قال وأنا محمد بن سعد أنا عفان حدثنا خالد بن أبي عثمان القرشي حدثنا
ثمامة بن عبد الله بن أنس قال كان لأنس ثوبان على المشجب كل يوم فإذا صلى ا
لمغرب لبسهما فلم يقدر عليه ما بين المغرب والعشاء قائما يصلي
أخبرنا أبو سعد البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر السمسار قالا أنا
إبراهيم بن عبد الله الوراق حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا يعقوب هو الدورقي
حدثنا أبو عاصم عن ميمون بن أبان حدثنا ثابت قال قال لي أنس بن مالك يا أبا
محمد خذ عني فإني أحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربه عز وجل
أخبرتنا أم البهاء البغدادي قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله
حدثنا محمد بن هارون الروياني حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن حباب حدثني ميمون
أبو عبد الله حدثنا ثابت قال قال أنس يا أبا محمد خذ عني فإني أحدث عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربه ولن تأخذ عن أحد أوثق مني قال ثم صلى
بي العشاء ثم صلى ست ركعات يسلم بين الركعتين ثم أوتر بثلاث يسلم في آخرهن
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي وأبو القاسم عبد الصمد بن
محمد بن عبد الله بن مندوية وأبو المطهر شاكر بن نصر بن ظاهر وأبو غالب
الحسن بن محمد بن عالي بن علوكة الأسدي قالوا أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر
الصيرفي أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب أنا أبو علي الحسن بن
محمد بن دكة المعدل حدثنا عمرو بن علي حدثنا بدل بن المحبر (1) حدثنا حرب بن
ميمون الأنصاري حدثنا النضر بن أنس بن مالك قال ما أورثتني (2) أم سليم إلا برد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقدحه الذي كان يشرب فيه وعمود فسطاطه وصلاية (3) كانت تعجن عليها
أم سليم الرامك (4) بعرق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون في بيت أم سليم فينزل

(1) المثبت والضبط عن التبصير، وبالأصل " المخبر ".
(2) بالأصل " أورثني " والمثبت عن م.
(3) الصلابة كل حجر عريض يدق عليه عطر أو طيب.
(4) الرامك شئ أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل طيبا.
363

عليه الوحي وهو على فراشها فيجدل كما يجدل المحموم فيعرق فكانت أم سليم تعجن
الرامك بعرقه
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا معتمر حدثنا أبي قال
سمعت أنسا يقول ما بقي أحد صلى القبلتين غيري
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا أبو نعيم يعني عبيد بن هشام
الحلبي حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال سمعت أنس بن مالك يقول ما بقي
أحد ممن صلى القبلتين غيري قال أبو نعيم والقبلتان (1) بالمدينة بطرف الحرة قبلة إلى
بيت المقدس وقبلة إلى الكعبة (2)
أخبرنا أبو بكر أيضا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن
معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (3) أنا محمد بن عبد الله
الأنصاري حدثنا أبي عن ثمامة بن عبد الله قال جاء أنسا أكار بستانه في الصيف فشكا
العطش فدعا بماء فتوضأ وصلى ثم قال هل ترى شيئا فقال ما أرى شيئا قال فدخل
فصلى ثم قال في الثالثة أو الرابعة انظر قال أرى مثل جناح الطير من السحاب قال
فجعل يصلي ويدعو حتى دخل عليه القيم فقال قد استوت السماء ومطرت فقال اركب
الفرس الذي بعث به بشر بن شغاف فانظر أين بلغ المطر قال فركبه فنظر فإذا المطر لم
يجاوز قصور المسيرين (4) ولا قصر الغضبان (5)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد الزينبي أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا بشار بن موسى الخفاف

(1) بالأصل وم: والقبلتين.
(2) أخرجه البخاري في تفسير سورة البقرة 8 / 131 باب قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء)، وابن
سعد 7 / 20 وسير أعلام النبلاء 3 / 403.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 21.
(4) عن ابن سعد وبالأصل " المسر " وفي م: المسربي.
(5) مهملة بالأصل وفي م: العصبان والمثبت عن ابن سعد.
364

حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال كنت مع أنس فجاء قهرمانه (1) فقال يا أبا حمزة
عطشت أرضنا قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية فصلى ركعتين ثم دعا فرأيت
السحاب يلتئم قال ثم مطرت حتى ملأت كل شئ فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله
فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه ألا يسيرا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو عبد الرحمن السلمي
أنا أبو أحمد الحافظ حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الرازي (3) نا ابن أبي الشوارب
حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت البناني قال جاء قيم أنس بن مالك في أرضه
فقال يا أبا حمزة عطشت أرضك قال فردني (4) ثم خرج إلى البرية ثم صلى ما قضي له
ثم دعا فثارت سحابة فجاءت وغشيت أرضه ومطرت حتى ملأت صهريجه (5) وذلك في
الصيف فأرسل بعض أهله فقال انظروا أين بلغت فإذا هي لم تعد أرضه
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (6) أنا عمرو (7) بن
عاصم حدثنا همام بن يحيى قال حدثني من صحب أنس بن مالك فلما أحرم لم أقدر
أكلمه حتى حل من شدة إتقانه على إحرامه
قال وأنا محمد بن سعد أنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن صالح بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف قال دخل علينا أنس بن مالك يوم الجمعة والإمام يخطب
ونحن في بعض أبيات أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) نتحدث فقال مه فلما أقيمت الصلاة قال إني
أخاف أن أكون قد أبطلت جمعتي لقولي (8) لكم مه

(1) القهرمان، فارسي معرب، وهو الخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده، والقائم بإدارة أمور الرجل.
(2) دلائل النبوة 6 / 148.
(3) في البيهقي: الفزاري.
(4) بالأصل " فتردني " وفي البيهقي: " فتردا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 72.
(5) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن البيهقي.
(6) طبقات ابن سعد 7 / 22.
(7) عن ابن سعد وبالأصل " عمر ".
(8) بالأصل " لقول ".
365

قال وأنا محمد بن سعد (1) أنا عفان بن مسلم (2) حدثني شيخ لنا يكنى أبا
حباب قال سمعت الجريري يقول أحرم أنس بن مالك من ذات عرق (3) قال فما
سمعناه متكلما إلا يذكر الله عز وجل حتى أحل (4) قال فقال لي يا ابن أخي هكذا
الإحرام
قال وأنا محمد بن سعد أنا المعلى بن أسد حدثنا حفص بن أبي الصهباء
العدوي قال سمعت أبا غالب يقول لم أر أحدا كان أضن بكلامه من أنس بن مالك
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الخياط حدثنا أبو الحسن بن أحمد
الواقفي حدثنا العباس بن الفضل البغدادي حدثنا محمد بن حاتم أبو جعفر
المصيصي حدثنا بشر بن الحارث الزاهد حدثنا معاوية عن العوام بن جويرية عن
الحسن عن أنس بن مالك قال أربع خصال لا تضيق إلا لعجب الصمت وهو أول
العبادة والتواضع وقلة الشئ وذكر الله عز وجل
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي (5) أنا أبو عمرو بن
حمدان أنا أبو يعلى الموصلي حدثنا موسى بن حيان حدثنا عبد الرحمن حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال كان أنس قليل الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وكان إذا حدث قال أو كما قال موسى هو ابن محمد بن حيان نسبه إلى جده
وعبد الرحمن هو ابن مهدي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا ابن جعفر حدثنا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا معاذ يعني ابن معاذ حدثنا ابن عوف عن
محمد قال كان أنس بن مالك إذا حدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا فرغ منه قال أو كما
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) طبقات ابن سعد 7 / 22.
(2) في ابن سعد: محمد بن عبد الله الأنصاري.
(3) ذات عرق مهل أهل العراق، وهو الحد بين تهامة ونجد.
(4) ابن سعد: حل.
(5) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
366

قال وحدثني أبي حدثنا أبو قطن حدثنا ابن عون عن محمد قال كان أنس إذا
حدث حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففرغ منه قال أو كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
الحسن علي بن محمد الغزي أنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا يوسف بن
يعقوب حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد بن
سيرين قال كان أنس بن مالك قليل الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان إذا حدث أو قل
ما يحدث إلا قال حين يفرغ أو كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي
أنا أبو القاسم البغوي حدثنا سوار بن عبد الملك القاضي حدثنا عبد الملك بن موسى
أبو بشر قال كان أنس بن مالك إذا أراد أن يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تغير لونه ثم قال أو
كما قال
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم إبراهيم بن
أحمد بن جعفر الحرفي حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا إبراهيم بن الحجاج
الشامي حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك حدث بحديث عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رجل أنت سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فغضب غضبا شديدا وقال
والله ما كل ما نحدثكم (1) سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن كان يحدث بعضنا بعضا ولا
نتهم بعضنا ورواه أبو شهاب عن حميد
أخبرناه أبو المعالي (2) الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن
محمد المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا أبو الربيع
حدثنا أبو شهاب عن حميد الطويل قال كنا مع أنس بن مالك في بستان له وهو على
دكان وهو يومئذ طيب النفس فحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له بعضنا أسمعت هذا
من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فغضب غضبا شديدا ثم قال إنه والله ما كل ما نحدثكم (1) به عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعناه منه ولكن لا يكذب بعضنا بعضا

(1) بالأصل وم " يحدثكم " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) رسمها بالأصل غير واضح، عن م قياسا إلى سند مماثل، تقدم قريبا، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر
(المطبوعة ج 7).
367

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر (1) بن حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين (2) بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أنا
عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال بعث إلى
أنس بن مالك بشئ من الغنائم فرده وقال لا حتى يقسم
قال وأنا محمد بن سعد أنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون عن
محمد بن سيرين أن أميرا من الأمراء أعطى أنس بن مالك شيئا من الفئ قال أنس أخمس لا فقال فلم يقبله
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا الحسين بن علي بن بكر حدثنا أبو عيسى محمد بن عبد الله بن العباس
المافروخي (3) حدثنا جعفر بن موسى بن مرزوق حدثني النضر (4) بن شداد عن أبيه
شداد قال (5) اعتل أنس بن مالك فعدناه فقلنا له ندعو لك الطبيب قال الطبيب
أمرضني
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف حدثنا حسين بن الفهم أنا محمد بن سعد أنا خالد بن
مخلد حدثني يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي حدثنا يزيد بن خصيفة قال
تنخع أنس بن مالك في المسجد ونسي أن يدفنها ثم خرج حتى جاء إلى أهله فذكرها
فجاء بن سعفة من نار فطلبها حتى وجدها ثم حفر لها فأعمق فدفنها
قال وأنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبيد الله بن أبي بكر أن
زيادا النميري جاء مع القراء إلى أنس بن مالك قال فقيل له اقرأ فرفع صوته وكان رفيع
الصوت فكشف أنس عن وجهه الخرقة وكان على وجهه خرقة سوداء فقال ما هذا ما هذا ما

(1) بالأصل " عمرو " خطأ والصواب عن م.
(2) بالأصل " الحسن " والمثبت عن م.
(3) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى مافروخ وهو اسم لبعض الموالي من العجم، واسمه ماه فروخ
فخفف.
(4) بالأصل " النصر " بالصاد المهملة، والصواب عن م، انظر مختصر ابن منظور 5 / 73.
(5) قوله: قال: 2 اعتل " اللفظتان غير واضحتين بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
368

هذا ما هكذا كانوا يفعلون قال وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن
وجهه
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنا أبو عمرو
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا والدي أبو عبد الله أنا حاجب بن أحمد
الطوسي حدثنا عبد الرحيم بن منيب المروزي حدثنا النضر بن شميل (1) حدثنا
صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب قال دخلت على أنس بن مالك بالهاجرة فذكرت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر وعمر وعثمان فبكى فقلت ما يبكيك يا أبا حمزة فقال ما أخرت
له فقلت له لا تبك إني لأرجو أن تكون أخرت لخير صحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر
وعمر وعثمان وما أخرت إلى الآن إلا أن تكون شهيدا على هؤلاء فقال والله ما أنتم على
شئ مما كانوا عليه إلا الصلاة وإنما هي المؤخرة
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (2) أنا علي بن
عبد الحميد المعني حدثنا عمران بن خالد عن ثابت البناني قال كنا عند أنس بن
مالك وجماعة من أصحابه فالتفت إلينا فقال والله لأنتم أحب إلي من عدتكم من ولد
أنس إلا أن يكونوا في الخير أمثالكم
قال وأنا محمد بن سعد أنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبو عون عن
موسى بن أنس أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه إلى البحرين على
السعاية قال فدخل عليه عمر فقال له أبو بكر إني أردت أن أبعث هذا إلى البحرين وهو
فتى شاب قال فقال له عمر ابعثه فإنه لبيب كاتب فلما قبض أبو بكر قدم على عمر
فقال له عمر هات هات يا أنس ما جئت به قال قال يا أمير المؤمنين البيعة أولا قال
فقال نعم قال فبسط يده قال قال علي السمع والطاعة قال ابن عون فما أدري
قال ما استطعت وقال أنس ما استطعت قال فأخبرته ما جئت به قال فقال أما ما
كان من كذا وكذا فاقبضوه وما كان من المال فهو لك قال فأتيت على زيد بن ثابت وهو
جالس على الباب فقال ألق عليه ما أعطاك أمير المؤمنين قال فألقيت عليه فحسب

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 9 / 328.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 22.
369

قال ابن عون فلا أدري أقصر على بني النجار أو قال أنت أكثر خزرجي فيها مالا
قال وأنا محمد بن سعد أنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد وعارم بن الفضل
قالوا حدثنا حماد بن سلمة أنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك قال استعلمني
أبو بكر على الصدقة فقدمت وقد مات أبو بكر فقال عمر يا أنس أجئتنا بظهر قال
قلت نعم قال فقال جئنا بالظهر والمال لك قال قلت هو أكبر من ذلك قال
وإن كان هو لك قال وكان المال أربعة آلاف (1)
قال عفان وعارم في حديثهما قال مكث أكثر أهل المدينة مالا وقال يحيى بن عباد
في حديثه قال أجئتنا بظهر قال قلت البيعة ثم الخبر فقال عمر وقفت فبايعته
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني حدثنا موسى بن زكريا التستري
حدثنا خليفة بن خياط قال تراضى الناس يعني بعد موت يزيد بن معاوية بالبصرة
بعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ويلقب به وقعت الفتنة فأقره
ابن الزبير أشهرا (2) ثم عزله وكتب إلى أنس بن مالك فصلى بالناس أربعين يوما ثم كتب
إلى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي بولايته
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون
النرسي حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق إملاء حدثنا أبو عبد الله أحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا أبي عن
شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال صحبت جرير بن
عبد الله فكان يخدمني وقال إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله (صلى الله عليه وسلم شيئا لا أرى
أحدا منهم إلا أكرمته (3)
أخبرنا أبو القاسم بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ وابن
السمرقندي وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر الباحمشي وأبو النجم
بدر بن عبد الله الشيحي قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 401.
(2) في تاريخ خليفة ص 256 أربعين يوما.
(3) كذا وفي سير أعلام النبلاء " خدمته ".
370

أبو القاسم البغوي حدثنا شجاع بن مخلد حدثنا سعيد بن واصل البصري ح
قال وحدثني إبراهيم بن هانئ حدثنا محمد بن عرعرة جميعا قالا حدثنا
شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت عن أنس قال كان جرير معي في سفر فكان
يخدمني فقال رأيت الأنصار تصنع برسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا فلا أرى أحدا منهم إلا خدمته
وهذا لفظ شجاع
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري (1) أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو الحسن
أحمد بن الفرج بن منصور الكاتب الرماني حدثنا علي بن محمد بن يحيى بن مهران
السواق حدثنا محمد بن سنان القزاز حدثنا سعيد بن واصل ح
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حاد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي
أنا جدي أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن نصر بن زياد حدثنا
العباس بن محمد حدثنا محمد بن عرعرة وسعيد بن واصل الجرمي جميعا قالا
حدثنا شعبة ح
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن الفلوي حدثنا
أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ حدثنا محمد بن يحيى بن خالد الذهلي
حدثنا سعيد بن واصل الطفاوي عن شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن
أنس بن مالك قال صحبني جرير بن عبد الله ولم ينسبه الشحامي فجعل يخدمني
وقال إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا لا أرى أحدا منهم إلا خدمته
وفي حديث وجيه فكان يخدمني وفيه يصنع بدلا من يصنعون
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر المقرئ
أنا أحمد بن يحيى بن (2) زهير التستري حدثنا أبو كريب هو محمد بن العلاء حدثنا
أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال شكونا الحجاج بن يوسف قال فكتب أنس إلى

(1) سقطت من الأصل، واسمه سعيد بن محمد ين أحمد بن محمد بن جعفر، أبو عثمان، ترجمته في سير
أعلام النبلاء 18 / 103.
(2) سقطت من الأصل، وزيادتها عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 362.
371

عبد الملك إني خدمت النبي (صلى الله عليه وسلم) تسع سنين والله لو أن اليهود والنصارى أدركوا رجلا خدم
نبيهم لأكرموه (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران العدل أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك حدثنا
حنبل بن إسحاق حدثنا أبو عبد الله الرقاشي يعني محمد بن عبد الله حدثنا
جعفر بن سليمان حدثنا علي بن زيد قال كنت في القصر مع (2) الحجاج وهو يعرض
الناس ليالي ابن الأشعث فجاء أنس بن مالك فقال الحجاج (3) هي يا خبيث جوال في
الفتن مرة (4) مع علي بن أبي طالب ومرة مع ابن الزبير ومرة مع ابن الأشعث أما
والذي نفس الحجاج بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة ولأجردنك كما يجرد
الضب قال يقول أنس من يعني الأمير قال إياك أعني أصم الله سمعك قال
فاسترجع أنس وشغل الحجاج وخرج أنس فتبعناه إلى الرحبة فقال لولا أني ذكرت
ولدي وخشيته عليهم بعدي لكلمته بكلام في مقامي لا يستحييني بعده أبدا (5)
رواه محمد بن سعد عن محمد بن كثير وشهاب بن عباد العبدي عن جعفر بن
سليمان وقال لأسمعته في مقامي هذا ما لا يستحي لأحد بعدي
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي حدثنا عبيد الله بن سعد
الزهري حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا عبد الله بن سالم الأشعري عن أزهر بن
عبد الله قال كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك وكان فيمن يؤلب على الحجاج
وكان مع عبد الرحمن بن الأشعث فأتوا به الحجاج فوسم في يده عتيق الحجاج (6)
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري أنا محمد بن

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 402.
(2) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م مختصر ابن منظور 5 / 74 وفي سير أعلام النبلاء
3 / 402 كنت بالقصر، والحجاج يعرض الناس.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م، وانظر سير أعلام النبلاء.
(4) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، واللفظتان استدركتا عن م، وانظر سير الأعلام.
(5) سير أعلام النبلاء 3 / 402.
(6) سير أعلام النبلاء 3 / 404.
372

عبد العزيز بن محمد الفارسي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح حدثنا ابن صاعد حدثنا
زياد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن عياش حدثنا الأعمش قال كتب أنس بن مالك إلى
عبد الملك بن مروان يا أمير المؤمنين إني قد خدمت محمدا (صلى الله عليه وسلم) تسع سنين وأن
الحجاج يعرض بي حوكة البصرة فقال اكتب إليه (1) يا غلام ويلك قد خشيت أن لا
يصلح على يدي أحد (2) فإن جاءك كتابي هذا فقم إليه حتى تعتذر إليه قال الرسول فلما
جئته قرأ الكتاب ثم قال أأمير المؤمنين كتب بما ها هنا قلت أي والله وما كان في
وجهه أشد من هذا قال سمعا (3) وطاعة فأراد أن ينهض إليه قال قلت إن شئت
أعلمته فأتيت أنسا فقلت ألا ترى قد خافك وأراد أن يقوم إليك فنظرت لك فقم إليه
فأقبل يمشي حتى دنا منه فقال يا أبا حمزة غضبت قال أغضب تعرضني بحوكة البصرة
قال يا أبا حمزة إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال إياك أعني واسمعي يا جارة (4)
أردت أن لا يكون لأحد علي منطق (5)
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر
الفقيه ح
وأخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو الحسن المبارك بن
أحمد الجبار أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن
قالا أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا أنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن
محمد السكري حدثنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري قال في حديث
الحجاج أنه قال لأنس بن مالك والله لأقلعنك قلع الصمغة ولأجررنك جر الضرب
ولأعصبنك عصب السلمة فقال أنس من يعني الأمير فقال إياك أعني أصم الله
صداك
فكتب أنس بذلك إلى عبد الملك بن مروان (6)

(1) يعني إلى الحجاج.
(2) بالأصل " أحدا " خطأ.
(3) بالأصل: سمع.
(4) بالأصل: " يا جابرة " والصواب عن السير.
(5) الخبر في سير أعلام النبلاء 3 / 404 ومختصرا في المستدرك 3 / 574.
(6) انظر كتاب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان في الأخبار الطوال ص 323.
373

فكتب عبد الملك إلى الحجاج يا ابن المستغرمة بحب الزبيب لقد هممت أن
أركلك ركلة تهوي بها إلى نار جهنم قاتلك الله أخفش العينين أصك الرجلين أسود
الجاعرتين (1)
قوله لأقلعنك قلع الصمغة يريد لأستأصلنك والصمغ إذا قلع انقلع كله ولم يبق
له أثر وكذلك يقال تركتهم على مثل مقلع الصمغة ومفرق الصمغة إذا لم يبق لهم شئ إلا
نهب ومثله تركتهم على مثل ليلة الصدر يراد إذا نفر من الناس من حجهم وتركتهم على
أنقى من الراحة هذا كله واحد
وقوله لأجرنك جر (2) الضرب والضرب العسل الأبيض الغليظ يقال قد
استضرب العسل إذا غلظ وذكر الزيادي عن الأصمعي أنه قال حدثني رجل من قريش
بالطائف أن العسل يستضرب إذا جرست (3) نحله البر وإذا غلظ العسل سهل على الجازر
أخذه واستقط شوره وإذا دق سال
وقوله أصم الله صداك والصدى هو ما يسمعه من الجبل إذا أنت صوت فأجابك
يريد بذلك أهلكك (4) الله لأن الصدى يجيب الحي فإذا هلك الرجل صم صداه كأنه لا
يسمع شيئا فيجيب عنه قال وحدثنا أبو محمد حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال
يقال صمي ابنة الجبل عند الأمر يستفظع ويزعمون أنهم يريدون بابنة الجبل الصدى
وقال امرؤ القيس (5)
* ندلت من وائل وكندة عد * وأن وفهما صمي ابنة الجبل *
يقال ابنة الجبل الحية ويقال لها صمي صمام أن لا تخشى الرقي ولذلك يقال
للداهية صمام تشبيها بالحية الصماء وقال أبو عبيدة ابنة الجبل هي الحصاة يقال
صمت حصاة بدم وذلك إذا اشتدت الحرب وتفاقم الأمر كأنه كثر (6) الدم وإذا وقعت فيه
حصاة لم يسمع لها صوتا قال الكميت

(1) انظر نصا آخر مختلف فيه زيادة لكتاب عبد الملك إلى الحجاج في الأخبار الطوال ص 324.
(2) سقطت من الأصل، الزيادة لازمة، عن الرواية المتقدمة وفي م: جرز.
(3) بالأصل " خرست " والصواب عن م، انظر اللسان " جرس ".
(4) بالأصل " أهلك ".
(5) ديوانه ط بيروت ص 157 من بيتين قالهما حين نزل في بني عدوان بعد وقتل أبيه، واللسان: صمم.
(6) عن اللسان وبالأصل وم " كبر ".
374

* وإياكم إياكم وسلمة يقول * لها الكانون صمي ابنة الجبل *
والكانون الذين يكنون عنها
وقال ابن أحمر
* وردوا ما لديكم من ركابي * وطاما بكم صمي صمام *
يعني الداهية
وقول عبد الملك يا بن المستفرمة بحب الزبيب يريد أنها تعالج به فرجها ليضيق
ويستحصف ولست أعلم من أي شئ أخذ هذا الحرف إلا أنه يقال استفرمت البغي إذا
فعلت ذلك قال أبو محمد وقال امرؤ القيس
* وآثر بالملحاة آل مجاشع * رقاب إماء يقتنين المفارما (1) *
يقتنين أي يتخذن ونهيني والمفارم قالوا ما يتضيقن به والخفش في العين
صغرها وضعف البصر والصكك أن تصطك الركبتان ومنه قيل للنعامة صكاء قال أبو
عمرو الصكك في الرجلين هو أن يصطكا والجاعرتان موضع الرقمتين من است
الحمار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو
الحسن العتيقي ح.
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا (2) أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا
الحسين بن جعفر قالا أنا الوليد بن بكر بن مخلد الغمري أنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن زكريا بن الخصيب أنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن صالح العجلي حدثني
أبي أحمد قال لم يبتل (3) أحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا رجلين معيقيب كان به هذا الداء
الجذام وأنس بن مالك كان به وضح

(1) ديوانه ط بيروت ص 165 وبالأصل: " وأتو " بدل " وآثر "، " الفارما " بدل " المفارما " والمثبت عن الديوان.
(2) سقطت من الأصل.
(3) بالأصل: يبتلي، خطأ.
(4) الجذام من الأمراض المعدية، كانت العرب تتطير منه وتتجنبه (اللسان) وفي القاموس: علة تحدث من
انتشار السواد في البدن كله، فيفسد مزاج الأعضاء وهيأتها وربما انتهى إلى تأكل الأعضاء وسقوطها من
تقرح والوضح: البرص (القاموس).
375

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن بن الصواف حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن حرب المكي نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار عن أبي جعفر قال رأيت أنس بن مالك يأكل فرأيته يلقم لقما عظاما ورأيت به
وضحا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا
سفيان حدثنا عمرو عن أبي جعفر محمد بن علي قال رأيت أنس بن مالك أبرص وبه
وضح شديد ورأيته يأكل فيلقم لقما كبارا
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكاني أنا أبو منصور
النهاوندي حدثنا أحمد بن الحسين أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن بن الخليل القاضي المعروف بابن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل
البخاري حدثنا عبد الله بن صالح [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا ابن بكير ومحمد بن رمح
قالوا حدثنا الليث بن سعد حدثني وفي حديث يعقوب عن يحيى بن سعيد عن
أمه أنها رأت امرأة وفي حديث المشكاني أنس بن مالك كانت تحت ابنه نضرة
فتزوجها بعد أبيه زاد المشكاني أنس بن مالك وقالا فنظرت إلى أنس متخلفا
بالخلوق وكان به في حديث المشكاني وبه برص فقلت زاد ابن السمرقندي لها

(1) بالأصل " سليمان " والصواب عن م.
(2) بالأصل " عمر " والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام الجزء الخامس.
(3) سير أعلام النبلاء 3 / 405.
(4) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى مشكان، قرية من أعمال روذراور قريبة منها، من نواحي همذان.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 303.
(6) ترجمته في سير الأعلام 11 / 498.
376

وقال لهذا أجلد من سهل بن سعد وهو أكبر من سهل فسمعني فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
دعا لي
أخبرناه عاليا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد أنا عبد الرزاق بن عمر بن
موسى عن أبي بكر بن المقرئ أنا محمد بن زبان حدثنا محمد بن رمح أنا
الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال أخبرتني أمي أنها رأت امرأة كانت تحت ابنه نضرة لها
فتزوجت بعد ابنه أنس بن مالك فنظرت إلى أنس بن مالك متخلقا بالخلوق وكان به
برص قالت فقلت لها لهذا أجلد من سهل بن سعد وهو أكبر من سهل بن سعد قال
فسمع فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا لي
آخر الجزء الثامن بعد المئة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران الأشناني حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن
خياط قال قال أبو اليقظان مات لأنس بن مالك في الجارف ثمانون ابنا ويقال
سبعون يعني سنة تسع وستين
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد بن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن معاذ زاد ابن حمدان بن معاذ
العنبري حدثنا أبي حدثنا عمران عن أيوب بن أبي تميمة قال ضعف أنس عن
الصوم فصنع جفنة من ثريد ودعا بثلاثين مسكينا وقال ابن المقرئ وثلاثين مسكينا
فأطعمهم

(1) ترجمته في سير الأعلام 14 / 519.
(2) الذي في تاريخ خليفة ص 265 حوادث سنة 69: قال خليفة: فيها كان طاعون الجارف مات فيه أولاد
لأنس بن مالك كثير عددهم.
(3) ما بين معكوفتين غير واضح بالأصل، والمثبت عن م.
(4) بالأصل " بن " خطأ، انظر ترجمة أيوب ابن أبي تميمة في سير الأعلام 6 / 15.
(5) الخبر في سير أعلام النبلاء 3 / 405 وانظر خبرا بنحوه في البخاري 8 / 135.
377

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وحدثنا أبو المحاسن
عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر عنه أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ح
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي حدثنا محمد بن عبد الله
الحافظ قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد بن
عتبة بن عبد الرحمن الكندي حدثنا مخول بن إبراهيم حدثنا إسرائيل عن عاصم عن
محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أنه كان عنده عصية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمات فدفنت معه
بين جيبة وبين قميصه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي أنا أبو الحسن بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد هو ابن
الحسين البرجلاني حدثنا فهد بن حيان حدثنا حفص بن عبد الملك قال سمعت
أنس بن سيرين يقول شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول لقنوني لا إله
إلا الله فلم يزل يقولها حتى قبض
أخبرنا أبن الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني عمر بن شبة قال سمعت الأنصاري يقول مات
أنس وهو ابن مائة وسبع سنين قال وحدثنا البغوي حدثنا شيبان حدثنا أبو هلال
حدثنا قتادة قال كان آخر من مات من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالبصرة أنس بن مالك
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن مندة أنا محمد بن أبي حامد البخاري بها حدثنا إسماعيل بن
إسحاق حدثنا علي بن المديني قال آخر من بقي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) بالبصرة
أنس بن مالك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي قال كان آخر من مات من
الصحابة أنس بن مالك بالبصرة

(1) زيادة لازمة في الموضعين عن م.
(2) بالأصل " الفضل " خطأ والصواب عن م، وانظر الأنساب (الغلابي).
378

أخبرنا أبو بكر الأنصاري نا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد أنا علي بن محمد عن
شعبة عن محمد السنبلاني قال أتيت أنس بن مالك فقلت أنت آخر من بقي من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قد قوم من الأعراب فأما من أصحابه فأنا آخر من
بقي
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد أنا الواقدي أخبرني
خليد بن دعلج عن قتادة عن الحسن قال أنس بن مالك آخر من مات من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) بالبصرة قال محمد بن عمر الواقدي وقد روى عن أبي بكر وعمر
وعثمان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد قالا أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو القاسم
الحسن بن محمد حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي ح
وأخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد ح
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال وأبو المظهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب قالا
أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا حامد بن شعيب قالوا أنا أحمد بن
إبراهيم الموصلي حدثنا حماد بن زيد عن جرير بن حازم قال قلت لشعيب بن
الحبحاب متى مات أنس قال سنة تسعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن
علي بن يعقوب أنا محمد بن أحمد أنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي حدثنا
وهب بن جرير عن أبيه قال مات أنس بن مالك سنة تسعين وأنا ابن خمس سنين
أخبرنا أبو بكر بن اللفتواني أنا أبو عمر بن مندة أنا الحسن بن محمد بن

(1) طبقات ابن سعد 7 / 26.
(2) بالأصل " الفضل " خطأ، والصواب عن م، وقد مر قريبا.
379

يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد
قال أنس بن مالك الأنصاري ويكنى أبا حمزة قال الهيثم بن عدي توفي سنة إحدى
وتسعين بالبصرة قال أبو نعيم مات سنة ثلاث وتسعين
وأخبرنا أبن القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد أنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى
السكري أخبرني أبن الحسن عبد الرحمن بن محمد المغيرة أخبرني أبي محمد بن
المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة إحدى وتسعين فيها مات أنس بن
مالك بالطائف
كتب إلي أبو بكر الشيروي ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد
السمعاني عنه أنا أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا إبراهيم بن سليمان
حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا ابن سواء حدثنا همام عن قتادة قال مات
سعيد بن المسيب سنة تسع وثمانين ومات أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين قال همام
قال أبان سنة ثلاث وتسعين
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري حدثنا
أحمد بن حنبل حدثني يحيى بن سعيد ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد هو ابن حنبل
قال قال يحيى بن سعيد ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا أبو عبد الله
عن يحيى بن سعيد قال مات أنس سنة إحدى أو اثنتين وتسعين

(1) كذا بالأصل وفي م: بالطف وقد تقدم أنه مات بالبصرة انظر الاستيعاب 1 / 73 وأسد الغابة 1 / 152. (2) بالأصل " اثنين ".
380

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أنا محمد بن
عمر أخبرني عبد الله بن يزيد الهذلي قال حضرت أنسا مات بالبصرة سنة اثنتين
وتسعين قال محمد بن عمر وذكر لنا أنه كان يوم مات ابن تسع وتسعين سنة وهو آخر
من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد روى عن أبي بكر وعمر وعثمان
وعبد الله بن مسعود
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله
بن مندة أنا عبد الله بن إسحاق الجوهري بمصر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج
حدثنا حامد بن يحيى حدثنا معن بن عيسى حدثني ابن لأنس بن مالك قال توفي
أنس بن مالك سنة ثنتين وتسعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو طاهر
أحمد بن الحسين البقلانيان أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا يعقوب ح
وأخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي حدثنا أبو العباس
النهاوندي حدثنا عبد الله بن محمد بن الخليل حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا
إبراهيم بن المنذر قالا حدثنا معن ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا حامد بن يحيى ويوسف بن محمد
قالا حدثنا معن حدثني ابن لأنس بن مالك قال توفي أنس بن مالك سنة ثنتين
وتسعين

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والزيادة عن م وقياسا إلى سند مماثل، وانظر ترجمته ابن حيوية في سير
أعلام النبلاء 16 / 409 (296).
(2) طبقات ابن سعد 7 / 25 - 26.
(3) بالأصل " اثنين ".
(4) زيادة ابن سعد.
(5) الخبر في سير أعلام النبلاء 3 / 406.
(6) بالأصل وم " الحسن ".
(7) بالأصل " عن " خطا والصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 21.
381

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي محمد التميمي
أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الواقدي مات أنس بن
مالك بن النضر في سنة اثنتين وتسعين ويكنى أبا حمزة وهو ابن سبع وتسعين سنة
قال وأنا أبي حدثنا الحسين بن إسحاق حدثنا النضر قال سمعت أبا نعيم
يقول مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وذكر أبو سليمان بن زبر أن أباه أخبره عن
إبراهيم بن عبد الله البغدادي عن محمد بن سعد عن الواقدي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني أنا أبو
محمد يوسف بن رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا
معاوية بن صالح قال حدثت عن المعتمر عن حميد أن انس بن مالك توفي سنة ثلاث
وتسعين بالبصرة قال غير حميد اثنتين وتسعين
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود
المغربي عنه أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا يحيى بن عثمان بن
صالح حدثنا حسان بن غالب حدثنا السري بن يحيى قال مات أنس بن مالك سنة
ثلاث وتسعين
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين
بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثني عقبة عن سعيد بن عامر
قال مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين
أخبرنا أبو الحسين الطيب أنا أبو منصور محمد بن الحسن القاضي حدثنا أحمد بن
الحسين حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري
حدثني أحمد بن سليمان عن ابن علية قال هلك أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين

(1) بالأصل " النصر " بالصاد المهملة، خطا والصواب عن م.
(2) بعدها بالأصل: " قال غير محمد: ثنتين وتسعين " كذا وهي مقحمة، وقد تقدمت في آخر الخبر السابق،
فحذفناها.
(3) بالأصل: " عن سعد عن عمر " خطا والصواب عن م وانظر سير الأعلام 3 / 406.
(4) في م: الخطيب.
(5) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 28.
382

وقال أبو نعيم مات جابر بن زيد وأنس سنة ثلاث وتسعين يوم الجمعة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن عمران
حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط قال وفي سنة ثلاث وتسعين مات
أنس بن مالك قال أبو اليقظان صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي وبلغ أنس مائة سنة
وثلاث سنين
أخبرنا أبو الفتح الأكفاني أنا شجاع بن علي أنا محمد بن إسحاق الأصبهاني
أنا جعفر بن أحمد الخصاف بمكة حدثنا أحمد بن الهيثم حدثنا أبو نعيم قال مات
أنس بن مالك وجابر بن زيد سنة ثلاث وتسعين
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
الهمذاني قالا أنا أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله
الصفار أنا أبو إسماعيل السلمي حدثنا أبو نعيم ح
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة قال وقال أبو نعيم ح
وأخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال سمعت أبا
نعيم ح
وأخبرني أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
حدثنا أبو بكر بن المؤمل حدثنا الفضل بن محمد أنا أحمد بن حنبل
قال وأنا أبو بكر البيهقي ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله قالا أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله
حدثنا أبو نعيم ح
وأنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد

(1) تاريخ خليفة ص 306.
383

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد أنا أبو علي الحداد قالوا أنا أبو نعيم
حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبو نعيم
قال مات (1) أنس بن مالك وجابر بن زيد زاد بعضهم في جمعة واحدة وقالوا سنة
ثلاث وتسعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص (2) بن المفضل بن غسان الغلابي أنا أبي أنا أبو نعيم
قال وجابر بن زيد وأنس بن مالك في جمعة سنة ثلاث وتسعين
وحدثنا أحمد بن حنبل قال مات أنس بن مالك وإبراهيم وجابر بن زيد في
جمعة في سنة ثلاث وتسعين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد بن علي أنا أبو الحسين بن
لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس قال وآخر من مات
بالبصرة (3) أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين ويكنى أبا حمزة
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
محمد بن علي بن يعقوب أنا علي بن الحسن بن علي الجراحي قال أحمد وأنا
الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما أنا جدي لأمي إسحاق بن محمد النعالي قالا
أنا عبد الله بن إسحاق المدائني حدثنا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي قال ومات
أنس بن مالك بالبصرة وجابر بن زيد سنة ثلاث وتسعين وفي جمعة واحدة
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي أنا أبو عامر محمود بن
القاسم وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنا أبو
عبد الجبار بن محمد أنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي قال ومات
أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا (4) أحمد بن جعفر

(1) رسمها غير واضحة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبتناه. وفي م: قال: وأنس.
(2) بالأصل " أبو الأحوص " والصواب عن م.
(3) كذا، يعني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(4) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
384

حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو
الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو
عبد الله ح
وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد ح
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا
أبو بكر محمد المؤمل حدثنا الفضل بن محمد حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا
معتمر بن سليمان عن حميد أن أنسا عمر مائة سنة إلا وقال ابن الحصين غير
سنة ومات سنة إحدى وتسعين ولم يذكر ابن الحصين التاريخ
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا محمد بن أحمد وسليمان بن إبراهيم قالا أنا
عثمان بن أحمد أنا محمد بن عمر بن حفص أنا إسحاق بن الفيض حدثنا المضاء بن
أبي الجارود حدثنا عبد العزيز بن زياد أن أنس بن مالك هلك وهو ابن ست وتسعين
سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن فهد
قالا أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو القاسم السكري أنا أبو جعفر الحضرمي حدثنا
المقدمي حدثنا نوح بن قيس حدثنا أبو ثمامة الأنصاري عن أنس قال عاش أنس مائة
سنة وست سنين
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (1) قال سألت
محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي ابن كم كان (2) أنس بن مالك يوم مات فقال ابن
مائة وسبع سنين
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن

(1) طبقات ابن سعد 7 / 25.
(2) عن ابن سعد، وبالأصل " مات ".
385

محمد حدثنا ابن أبي عاصم حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري
قال اختلف علينا مشيختنا في سن أنس فقال بعضهم بلغ مائة وثلاث سنين وقال
بعضهم بلغ مائة وسبعا (1)
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد حدثنا ناصر بن علي حدثنا نوح بن قيس عن أخيه
خالد بن قيس عن قتادة قال لما مات أنس بن مالك قال مورق العجلي ذهب اليوم
نصف العلم قيل له وكيف ذاك يا أبا المعتمر قال كان الرجل من أهل الأهواء أي إذا
خالفونا في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلنا تعال إلى من سمعه منه
830 أنس الجهني
له صحبة على ما قيل في بعض الروايات نزل الشام وكان بدمشق عند مرض أبي
الدرداء روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا وعن أبي الدرداء حديثا
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا (2) أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ
حدثنا محمد بن الحسن عن قتيبة حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى
حدثنا سعيد بن عبد العزيز حدثنا (3) يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس
الجهني عن أبيه عن جده قال دخلت على أبي الدرداء أعوده في مرضه فقلت يا أبا
الدرداء إنا نحب أن تصح فلا تمرض فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن المليلة (4)
والصداع يولعان بالمؤمن وإن ذنبه مثل جبل أحد حتى لا يدعا عليه من ذنبه (5) مثقال
حبة من خردل كذا وقع في هذه الرواية وهو سهل بن معاذ بن أنس
أخبرناه على الصواب أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 406.
قال ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 152): فعندي فيه نظر، لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر
سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين، وأما على قول من يقول إنه كان له
في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصا بينا والله أعلم.
(2) سقطت من الأصل.
(3) زيادة لازمة.
(4) المليلة: حمى تكون في العظم.
(5) بالأصل في الموضعين " دينه " والمثبت عن م.
386

تمام بن محمد الرازي أنا أبو عبد الله بن مروان حدثنا أبو بكر بن المعلى حدثنا
صفوان حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سهل بن معاذ بن
أنس الجهني عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثل حديث قلبه
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن زنجويه حدثنا هاشم بن القاسم ح
قال وحدثنا محمد بن علي الجوزجاني حدثنا أبو الوليد ح
قال وحدثني عباس حدثنا يونس بن محمد قالوا حدثنا الليث بن سعد عن
يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن أنس عن أنس زاد بن يونس في حديثه وكان من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اركبوا هذه الدواب سالمة وابتدعوها
سالمة ولا تتخذوها كراسي (1) * * *]
قال وحدثنا عباس حدثنا يونس حدثنا ليث بن سعد عن زبان (2) بن فائد عن
معاذ بن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله
قال البغوي هكذا حدثنا ابن زنجويه وغيره بهذا الحديث عن معاذ بن أنس عن
أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد روى يزيد بن أبي حبيب وزبان (2) بن فائد عن سهل بن معاذ بن
أنس عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) جماعة أحاديث مسندة عن معاذ بن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا
أعلم فيما روى يزيد وزبان حديثا عن معاذ بن أنس يعني عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) غير هذا
الحديث الواحد قد رواه غير هؤلاء عن الليث على الصواب إلا أنه أسقط منه يزيد بن أبي
حبيب
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي (4) حدثنا ليث بن سعد عن سهل بن معاذ عن
أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اركبوا هذه الدواب سالمة وابتدعوها سالمة ولا تتخذوها
كراسي [* * * *] ورواه عبد الله بن وهب عن الليث قال فيه حدثني سهل بن معاذ

(1) سقطت من الأصل واستدرك على هامشه.
(2) بالأصل " وانتجعلو لها " والصواب ما أثبت وفي م: وانتجعوها.
(3) مسند الإمام أحمد 3 / 439.
387

أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو طالب أحمد بن علي بن الفتح
الحربي حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل حدثنا أبو بكر عبد الله بن
سليمان بن الأشعث إملاء حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب
قال سمعت الليث يقول حدثني سهل بن معاذ الجهني عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
اركبوا هذه الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي [* * * *] كذا قالا وقد أسقط منه يزيد بن أبي (1)
حبيب فإن الليث لا يروي عن سهل ولكن يروي عن يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد
عنه
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يونس بن محمد حدثنا
ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سهل بن معاذ عن أبيه وكان أبوه من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه ذكر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اركبوا هذه الدواب سالمة وانتجعوا (2) لها ولا تتخذوها كراسي [* * * *]
قال وأنا أبو يعلى حدثنا زهير حدثنا يونس حدثنا ليث عن زبان بن فائد عن
سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل ذلك وكذا رواه عبد الله بن لهيعة عن زبان بن
فائد
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان عن
سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم
ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في
الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله عز وجل منه [* * * *] وهذا هو
الصواب وحديث البغوي مبهم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن الأصبهاني أنا

(1) سقطت من الأصل واستدرك على هامشه.
(2) بالأصل " " وانتجعلو لها " والصواب ما أثبت وفي م: وانتجعوها.
(3) مسند الإمام أحمد 3 / 439.
388

محمد بن أحمد الأهوازي أنا عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط في تسمية الصحابة الذين نزلوا الشام أنس الجهني روى اركبوا هذه الدواب وذكر قبله
معاذ بن أنس
كذلك ذكر البخاري فيما أخبرنا به أبو الغنائم بن النرسي إجازة ثم حدثني أبو
الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم بن
النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين
الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أما محمد بن إسماعيل
البخاري (1) وقال أيضا سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه روى عنه الليث
ويزيد (2) بن أبي حبيب وزبان وفروة بن مجاهد قال ابن لهيعة هو من أهل الشام
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن
محمد أنا أحمد بن عمير إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسين أنا أحمد بن عمير (3) قراءة قال قال لنا أبو
الحسن بن سميع في تسمية من نزل الشام من الصحابة معاذ بن أنس الجهني بفلسطين
مات بالشام قاله أبو سعيد يعني دحيما
831 أنوجور بن محمد بن طغج بن جف
أبو القاسم الفرغاني المعروف بالإخشيد بن الإخشيد أبي بكر
ولي دمشق ومصر بعد موت أبيه أبي بكر وكان القيم بأمر كافور الإخشيدي وقدم
دمشق سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة لقتال سيف الدولة بن حمدان حين استولى على دمشق
بعد أبيه أبي بكر الإخشيد فانترح سيف الدولة عنها إلى حلب فتبعه إلى حلب فهرب منه
إلى الرقة وحصل ابن الإخشيد بحلب ثم استقر الأمر بينهما بعد ذلك ورجع إلى مصر
ومات بها

(1) التاريخ الكبير 2 / قسم 2 / 98.
(2) عن البخاري وبالأصل: " وزيد " خطا. (3) بالأصل " عمر خطا والصواب عن م.
389

832 - أنوجور أبو منصور الختني (1)
ولد بختن من بلاد الترك وقدم به دمشق سنة أربعمائة وهو مولى دزير (2) أو نيم
الديلمي المعروف بأمير الجيوش (3) الدزيري ولي دمشق من قبل الملقب بالظاهر بعد أبي
المطاع بن حمدان سنة تسع عشرة وأربعمائة ولم يزل واليا بها إلى أن وقع بينه وبين أهلها
والجند بها فخرج عنها هاربا سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة إلى حلب فأقام بها ثلاثة أشهر
ومات وكان سبب هربه أن الوزير أبا القاسم علي بن أحمد الجرجرائي بلغه عنه أنه قال
قد خرف الوزير فكاتب الجرجرائي أهل دمشق حتى أفسد الحال بينهم وبينه وكان عادلا
صارما حسن السيرة وامتدت ولايته وبلغني أنه مات بحلب ليلة الأحد لأربع عشرة ليلة
خلت من جماد الأول سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة من فالج أصابه بعد هربه من دمشق
ويقال لأربع وعشرين
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي مما علقه من تاريخ الممدودي أنه مات
في السادس عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين
قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني أمير الديوش المظفر أبو شتكين التركي
الدرموي خرج إلى الشام في سنة تسع عشرة وأربعمائة وخرج أمير الديوش من دمشق هاربا
بعد فقال جرى بينه وبين أهلها والعسكرية بعد صلاة الظهر من يوم السبت الخامس
والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وقصد إلى حلب وأقام بها
وورد الخبر بوفاته بحلب ليلة الكسوف من جماد الأول من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة
آخر الجزء التاسع بعد المائة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال أنشدنا الأمير أبو الفتيان محمد بن
سلطان بن حيوس الغنوي يهنئ أمير الجيوش بمولد محمود ابنه
* ليهن العلى فرع غدوت له أصلا * وغرس نعته تربه ينبت تربه ينبت الفضلا

(1) الختني ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ختن: بلده وراء يوزكند من بلاد الترك دون كاشغر.
وترجمته في الوافي بالوفيات 9 / 425 باسم " أنوشتكين أبو منصور التركي الختني " وانظر بحاشيته ثبتا
بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 71 تزبر أونيم.
(3) بالأصل " الديوس " والمثبت عن الوافي وابن القلانسي.
390

ونعمى بشهر الصوم مد ظلالها * سيشكرها من صام فيه ومن صلا
ويوم به أضحى المهيمن شائدا * له لدين الهدى عزا يزيد العدى ذلا
لقد رآهم ليث الشرى وهو وحده * فكيف إذا لاقوه مستصحبا شبلا
لعمري لقد أهدى البشير بشارة * فرد على الشيب الشباب الذي ولا
بأسعد مولود أتى فتضمنت * سعادته أن يطرد الخوف والمحلا
سيفرغ قبل الفطام محلة ترى * رجلا فيها لأخمصه نعلا
ويبلغ من قبل البلوغ إلى مدى * تعذر أدناه على غيره كهلا
فعشت له حتى يرى جد أسرة * يبينون عن من المشتري أعلا
ويلقى له عزم كعزمك واللظى * تصلى ونار الحرب تذهب أن تصلا
وهمة مسعود كهمتك التي * بنت شرفا يبلى الزمان وما تبلا
وذاك شهاب مصطفى الملك زنده * وبالغصن قدما يعرف الرائد الحملا
بعدة مولانا الإمام وبسيفه * جلى الله من ريب النوائب ما جلا
وحل عقودا لو تيممها الورى * بأجمعهم لم يستطيعوا لها حلا
فكم ملك حلاه في الناس مثلة * ولولاه لم تذهب طريقته المثلا
أصائن حمدي عن معاشر أصبحوا * بصدر العلى غلا وفي نحرها فلا
رويدك كم جففت عني بمنة * فحملتني من شكر آلائها ثقلا
ومن أين يعدو النجح فيك وسائلي * وما نزلت إلا بأوفى الورى إلا
فلا زال عني ظل مجدك إنه * عتاد لمن أكدى وهاد لمن ضلا
ولا زلت مسموع التهاني بحضرة * عرائس أفكاري بها أبدا تجلا *
قال وأنشدنا أبو الفتيان يمدح أمير الجيوش
* كذا في طلاب المجد فليسع من سعى * بلغت المدى فليعط فخرك ما ادعا
مدى لو تجاريك الأنام (1) تامة * لخلفها التقصير حسرى وطلعا
فلست ترى طرفا إلى المجد طامحا * سلي الناس عما لم تدع فيه مطمعا
إذا ما ملوك الأرض تيها (2) ترفعوا * كفاك علو القدر أن تترفعا

(1) زيادة لاستقامة الوزن.
(2) بالأصل " تهيا " خطأ.
391

وإنك إن عمت غمارا (1) من الردى * ولا وردهم ما لم تر العار مشرعا
وامنعهم حربا إذا استجر الفتى * وانداهم تربا إذا الغيث أقلعا
وحاشاك أن يغشاك عجر إناثهم * مدى الليل عن ساري همومك منجعا
تبيت العتاق ألقت تحت سروجها * لترسلها في غرة الصبح مزعا
وتمنع ما يحوي ليعطيه ندي * وغيرك ما ينفك يعطي ليمنعا *
وهي طويلة نحو سبعين بيتا
833 أنيف العذري
شاعر قال في يوم المرج مرج راهط (2) * سائل بني مروان كيف بلاؤنا * إذا هيج الحرب الدفين مثيرها
ألسنا بفرسان الوغا يوم راهط * إذا الحرب تغلي بالمنايا فشى غديرها *
834 أوسط بن عمرو يقال ابن عامر ويقال ابن إسماعيل
أبو إسماعيل ويقال أبو محمد ويقال أبو عمرو البجلي (3)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره وروى عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب
روى عنه سليم بن عامر الخبائري (4) ولقمان بن عامر الوصابي (5) وحبيب بن عبيد
وسكن دمشق وحمص وكان له بدمشق دار عند الباب الشرقي
أخبرنا أبو الوفا عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالا
أنا أبو طاهر محمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا
حرملة حدثنا ابن وهب حدثني معاوية عن أبي يحيى وهو سليم بن عامر عن
أوسط بن عمرو البجلي قال قدمنا المدينة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعام فلقيت أبا بكر على

(1) بالأصل " عماد " (2) موضع بالغوطة من دمشق في شرقية بعد مرج عذراء.
(3) الاستيعاب 1 / 123 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 178 الإصابة 1 / 115 وتهذيب التهذيب 1 / 243.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن الاستيعاب.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب.
392

منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب الناس قال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الأول
هذا الأول فاغرورقت عيناه فما استطاع أن يتكلم من العبرة ثم قال يا أيها الناس سلوا الله العافية
فإنه لن يؤتى أحد بعد يقين خير من معافاة وإياكم والكفر (1) فإنه لن أجد أشد من ريبة
بعد كفر وعليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور
وهما في النار
رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سليم
أخبرناه أبو سعد بن البغدادي أنا ابن محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن
عبد الله بن خرشيد قوله حدثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري حدثنا الربيع بن سليمان
حدثنا بشر بن بكر حدثني ابن جابر أنا (2) سليم بن عامر قال سمعت أوسط البجلي
على منبر حمص يقول سمعت أبا بكر الصديق يقول قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام أول
بأبي هو وأمي فخنقته العبرة فبكى فقال سلوا الله المعافاة فإنه ما أتى أحد بعد يقين خير
من معافاة
قال ونا أبو بكر حدثنا العباس بن الوليد حدثني أبي حدثني ابن جابر عن
سليم بن عامر قال سمعت أوسط البجلي على منبر حمص يقول سمعت أبا بكر
الصديق يقول قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام أول بأبي هو وأمي ثم ذكر مثله ورواه
يزيد بن حمير الحمصي عن سليم
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو يعلى بن الفراح
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام قالا أنا أبو
محمد الصريفيني قالا أنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا البغوي حدثنا علي بن الجعد
نا شعبة عن يزيد بن حمير قال سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط البجلي بن
إسماعيل بن أوسط أنه سمع أبا بكر الصديق بعدما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) بسنة قال قام
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام أول مقامي هذا ثم بكى أبو بكر ثم قال عليكم بالصدق فإنه مع البر
وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار وسلوا الله عز وجل

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 5 / 77 وهي فيه مستدركة أيضا وقد سقطت من الأصل وم.
(2) زيادة لازمة منا، وفي م: حدثني.
393

المعافاة فإنه لم يؤت أحد شيئا بعد اليقين خير من المعافاة ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا
تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا
ورواه حبيب بن عبيد أيضا عن أوسط
أخبرناه أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
عبد الله عبد الكريم بن علي السيبي القصري ح
وأخبرناه أبو الحسن محمد بن هبة الله بن إبراهيم بن القطان الوكيل أنا أبو نصر
الزينبي قالا أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن زنبور ح
وحدثنا ابن صاعد حدثنا سليمان بن يوسف الحراني حدثنا عبد الله بن واقد
الحراني أبو قتادة عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب عن عبيد عن أوسط البجلي
عن أبي بكر الصديق أنه قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ألا إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قام فينا عام أول فقال عليكم بالصدق فإنه من البر وإياكم والكذب فإنه من الفجور ألا
ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله عز وجل
وسلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد خير من العافية
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا نصر بن أحمد
الهمداني أنا الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا الحسن بن محمد بن درستويه حدثنا
أبو الدحداح حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا أبو النصر حدثنا شعبة
أخبرني يزيد بن حمير قال سمعت سليم بن عامر رجلا من حمير يحدث عن
أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي يحدث عن أبي بكر الصديق
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن رباح
أنا أحمد بن محمد حدثنا محمد بن أحمد حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة أوسط البجلي روى عن أبي بكر ثم قال في
أهل الشام أوسط بن عمرو البجلي روى عن أبي بكر وكان أميرا على حمص
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي قالا أنا أبو طاهر
الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسن محمد بن
الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن
394

خياط قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات أوسط بن عمرو (1) البجلي روى عن أبي بكر
وعمر رضي الله عنهما حمصي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (2) قال في الطبقة
الأولى من تابعي أهل الشام أوسط بن عمرو البجلي وهو ابن (3) إسماعيل بن أوسط لقي
أبا بكر روى عنه وكان قليل الحديث
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف
أنا أحمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال أوسط بن
عمر البجلي لقي أبا بكر وروى عنه وقال ابن سعد أيضا في الطبقة الأولى من بعد
أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من أهل الكوفة ممن روى عن أبي بكر الصديق أوسط أبو إسماعيل بن
أوسط البجلي لا أعرف أن أوسط سكن الكوفة بل هو شامي والذي سكن الكوفة ابنه
إسماعيل بن أوسط وقد ذكره ابن سعد في موضعه من الشاميين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن
محمد الرازي أنا جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا أوسط البجلي قال أبو زرعة في رواية أخرى
له دمشقي داراني
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل (4) حدثنا أبي قال أوسط البجلي بن عمرو
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عمار أنا
أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا علي بن
الحسن الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة أنا أبو

(1) بالأصل: " عمر " والصواب عن م.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 441.
(3) كذا، وفي م وابن سعد: " أبو إسماعيل ".
(4) بالأصل " الفضل " والمثبت عن م وانظر الأنساب " الغلابي ".
395

الحسن بن سميع قال أوسط بن عمرو البجلي كان أميرا على حمص مات عندهم وله
دار بدمشق داخل الباب الشرقي قال ابن جوصا حدثني أبو بشر رجل من ولده قال أبو
عمر (1) أوسط بن عمرو
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن
ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسن بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن أحمد الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (2) قال أوسط بن عمرو (3) أبو إسماعيل
البجلي وقال سويد بن جبلة (4) عن أوسط بن عامر سمع أبا بكر الصديق سمع منه
سليم بن عامر ويقال أوسط بن إسماعيل
أخبرنا (5) أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر المغربي أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان حدثنا مسلم بن الحجاج قال أبو إسماعيل أوسط بن عمرو البجلي سمع
أبا بكر الصديق روى عنه سليم بن عامر ويقال أوسط بن عامر ويقال ابن إسماعيل
قرأت على أبي الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى في كتابه أنا أبو
نصر عبيد الله بن سعيد أنا المصعب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال أبو إسماعيل أوسط بن عمرو وقيل ابن
إسماعيل بن أوسط البجلي
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي في كتابه أنا أبو القاسم علي بن
المحسن أنا محمد بن المظفر أنا بكر بن أحمد بن حفص
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم أوسط بن عمرو (6) البجلي لقي أبا بكر الصديق وأسند عنه

(1) كذا بالأصل هنا، والصواب: " أبو عمر " انظر تهذيب التهذيب.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 64.
(3) عن البخاري وبالأصل " عمر ".
(4) عن البخاري وبالأصل " جمله ".
(5) زيادة لازمة عن م.
(6) بالأصل " عمر " والصواب عن م، وهو صاحب الترجمة.
396

واستعمله على حمص يزيد بن معاوية يكنى أبا محمد بلغني أن وفاته سنة تسع وسبعين
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي بن شجاع أنا أبو
عبد الله بن مندة قال أوسط بن عمرو البجلي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره قدم المدينة بعد
وفاته بعام يكنى أبا إسماعيل وقيل ابن عامر
أنبأنا أبو سعيد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا أبو نعيم الحافظ أوسط
عمرو البجلي أدرك عمر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأيامه ولم يره يكنى أبا إسماعيل وقيل ابن
إسماعيل وقيل ابن عامر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البجلي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن
الحسن قالا أنا أبو الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا حدثنا صالح بن
أحمد حدثني أبي قال (1) أوسط البجلي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين " (2)

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 74.
(2) زيادة عن تاريخ الثقات.
397

ذكر من اسمه أوس "
835 أوس بن الأصبغ بن محمد بن أبي لهيعة السكسكي
حكى عن أبيه
حكى عنه ابنه أبو المستضئ معاوية بن أوس
836 أوس بن أوس ويقال ابن أبي أوس الثقفي (1)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل دمشق وقبره بها روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثين
روى عنه أبو الأشعث الصنعاني وعبادة بن نسي وعبد الله بن محيريز والحسن
السعدي
ودار أوس بن أوس في درب القبلي مما يلي سوق الدقيق
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي حدثنا
أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ح
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر قالا أنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو جناب عن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن الحارث
عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أبي أوس الثقفي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
غسل يوم الجمعة واغتسل ودنا واستمع وأنصت كان له (2) بكل خطوة يخطوها من

(1) الاستيعاب 1 / 79 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 164 الإصابة 1 / 79 تهذيب التهذيب 1 / 241.
(2) زيادة عن أسد الغابة 1 / 164.
398

حين يخرج من بيته إلى حين يأتي المسجد أجرها كصيام سنة وقيامها [* * * *] واتفقا في اللفظ
هكذا قال عبد العزيز عن أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي
ورواه الثوري عن عبد الله بن عيسى وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى
ووكيع بن الجراح عن أبي جناب فقال أوس بن أوس وكذلك قال جماعة عن يحيى بن
الحارث منهم محمد بن شعيب وسعيد بن عبد العزيز وكذلك رواه حسان بن عطية
والعلاء بن الحارث وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسليمان بن موسى وغيرهم عن
أبي الأشعث
فأما حديث سفيان
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي بن شجاع أنا أبو
عبد الله بن مندة أنا محمد بن سعيد نا أحمد بن عصام حدثنا أبو أحمد
الزبيري ح قال وحدثنا خيثمة حدثنا السري بن يحيى نا قبيصة قالا حدثنا سفيان
عن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن
أوس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غسل واغتسل وغدا وابتكر وجلس من الإمام قريبا
وأنصت كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها [* * * *]
وأما حديث وكيع فأخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي (1) أنا
أحمد بن سهل الأنصاري حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني حدثنا
أبو كريب حدثنا وكيع عن أبي جناب وسفيان عن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن
الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من اغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا وأنصت واستمع كان له بكل
خطوة يخطوها (2) أجر سنة صيامها (3) وقيامها [* * * *]
وأما حديث ابن شعيب
فأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا

(1) بالأصل (الجزرودي) وفي م: الجنررة ودي والصواب ما أ ثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) بالأصل (يخطيها) والمثبت عن مختصر ابن منظور 5 / 77.
(3) عن م وأسد الغابة وبالأصل (صياما).
399

تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر قالا أنا خيثمة بن سليمان زاد تمام
والحسن بن حبيب قالا أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة عليه أنا
محمد بن شعيب حدثني أبو عمرو يحيى بن الحارث الذماري (1) عن أبي الأشعث
الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال في يوم الجمعة من
غسل وأغتسل ثم ابتكر أو غدا ثم دنا من الإمام وأنصت ولم يلغ حتى يفرغ الإمام كانت له
كل خطوة يخطوها كأجر سنة صيامها وقيامها [* * * *]
وفي حديث ابن أبي نصر ثم غدا وابتكر
وأما حديث سعيد فأخبرتنا به أم الخير فاطمة بنت علي بن لمظفر بن الحسن
البغدادية بنيسابور قالت أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر التاجر
أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري (2) أنا أبو العباس الحسن بن سفيان
حدثنا عباس بن الوليد حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يحيى بن
الحارث الذماري (3) عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من غسل واغتسل واغتدا وابتكر ودنا من الإمام ولم يلغ كان له بكل
خطوة عمل سنة صيامها وقيامها [* * * *]
وأما حديث حسان والعلاء
فأخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4) أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
محمد بن بركة بن إبراهيم بن (5) المعروف ببرداغس (6) حدثنا يوسف بن
مسلم حدثنا هيثم بن جميل حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية
والعلاء بن الحارث سمعا أبا الأشعث الصنعاني يحدث عن أوس بن أوس الثقفي قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غسل واغتسل وغدا واقترب وأنصت ولم يلغ حتى يخرج الإمام كان له

(1) رسمها غير واضح بالآصال والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام النبلاء 6 / 189 وفي م:
الدماري.
(2) هذه النسبة إلى حيرة نيسابور (أنظر الأنساب: الحيري).
(3) بالأصل (الرمادي) والصواب ما أثبت، تقدم قريبا وفي م أيضا: الدماري.
(4) بالأصل (قيس) والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(5) ما بين كلمة غير واضحة بالأصل تركناها بياضا، وانظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 81 ورسمها في
م: (الفرداح) كذا.
(6) في م وسير الاعلام برداعس بالعين المهملة.
400

بكل خطوة صيام سنة وقيامها [* * * *]
وأما حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا عبد العزيز بن
جعفر بن محمد الخرقي (1) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا يوسف بن سعيد
حدثنا عمارة بن بشر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر نا أبو الأشعث الصنعاني عن
أوس بن أوس الثقفي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غسل يوم الجمعة واغتسل وغدا
واقترب وسعى ولم يركب وأنصت ولم يلغ كتب الله عز وجل له بكل خطوة عبادة سنة
صيامها وقيامها
وأما حديث سليمان بن موسى
فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا خيثمة بن سليمان حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد (2) حدثنا محمد بن
شعيب بن شابور حدثنا النعمان بن المنذر عن سليمان بن موسى عن أبي الأشعث
عن أوس بن أوس عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أدركته الجمعة فغسل واغتسل ثم دنا وابتكر
ثم دنا من الإمام كان له بكل خطوة كعمل سنة وصيامها وقيامها [* * * *]
ورواه ثور بن يزيد عن عثمان الشامي عن أبي الأشعث عن أوس عن
عبد الله بن عمرو بن العاص
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) نا روح هو ابن عبادة حدثنا ثور بن يزيد عن
عثمان الشامي أنه سمع أبا الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن عبد الله بن
عمرو بن العاص عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا فاقترب (4)
واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر (5) قيام سنة وصيامها [* * * *] تابعه
المعافى بن عمران الموصلي عن ثور وخالفهما أبو عاصم الضحاك بن مخلد قراءة عن

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأنساب وفي م: الحرفي.
(2) بالأصل " يزيد " خطأ، والصواب ما أثبت، تقدم، ترجمته في سير الأعلام ج 12.
(3) مسند الإمام أحمد 2 / 209.
(4) عن الإمام أحمد وبالأصل " فأقرب ".
(5) زيادة عن الإمام أحمد.
401

ثور ولم يذكر عبد الله بن عمرو
(1) أخبرناه أبو الحسن بن قبيس أنا أبي أبو العباس أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
خيثمة بن سليمان حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النصيبي حدثنا أبو عاصم عن
ثور عن عثمان أبي خالد عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا فاقترب وسمع فأنصت كان له
بكل خطوة صيام سنة وقيامها [* * * *]
وأما الحديث الثاني الذي رواه أوس
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الجنزرودي أنا محمد بن
الفضل بن إسحاق حدثنا جدي حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا حسين
يعني ابن علي الجعفي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن أبي الأشعث (2) الصنعاني
عن أوس بن أوس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق
الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم
معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن الله عز
وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء [* * * *]
قال وحدثنا جدي محمد حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين بن علي عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد مثله وقال يعنون قد بليت
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده عن حسين الجعفي وخلط ترجمة أوس بن أوس
بترجمة أوس بن أبي أوس وهو ابن حذيفة وكلاهما ثقفي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن
محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في ذكر من نزل الشام من الصحابة أوس بن أوس
الثقفي

(1) بالأصل " عمر " والصواب عن م.
(2) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.
(3) على هامش الأصل: لعله وقدمت.
(4) بالأصل " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم " والمثبت: إن الله عز وجل " عن مسند الإمام أحمد 4 / 8.
402

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة أنا أبو الحسن بن سميع
في الأول من الطبقات قال أوس الثقفي صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه
أنا (1) أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي بن
الحسن أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي (2) قال أوس بن أوس
ويقال أوس بن أبي أوس الثقفي له سبعة أحاديث هذا القول يدل على أنه جعلهما (3)
واحدا ولذلك عد أحاديثه سبعة وهما اثنان أحدهما هذا الذي نزل الشام وله حديثان
والآخر من أهل الطائف وهو ابن أبي أوس وله أحاديث (4)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله
محمد بن إسحاق قال أوس بن أوس وقيل ابن أبي أوس عداده في أهل الشام روى عنه
أبو الأشعث الصنعاني وعبد الله بن محيريز
837 أوس بن بشر ويقال ابن بشير
المعافري المصري (5)
حدث عن عقبة بن عامر وعن رجل من جيشان له صحبة
روى عنه عامر بن يحيى المعافري (6) وواهب بن عبد الله وأبو قبيل حي ابن

(1) زيادة لازمة عن م.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن م عن الأنساب، وهذه النسبة إلى برقة وهي بلدة تقارب تروجة من
أعمال المغرب.
(3) رسمها غير واضح بالأصل وم ولعل الصواب ما أثبت.
(4) راجع أسد الغابة 1 / 165 الإصابة 1 / 79 - 80.
(5) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. ترجمته في الاستيعاب 1 / 79 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 165
والإصابة 1 / 133.
(6) الاستيعاب: الجيشاني وفي م كالأصل.
403

يونس والليث بن سعد والحلاج مولى عبد العزيز بن مروان وأبو صالح التميمي أو
التيمي
وقدم دمشق ببيعة أهل مصر ليزيد بن الوليد
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر في كتابه أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن
الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالوا أنا أبو أحمد بن الغندجاني أنا (1)
عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأهوازي قالا أنا
أحمد بن عبدان الشيرازي أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل البخاري
قال (2) أوس بن بشر المعافري يعد في المصريين صحب أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه
عامر بن يحيى وواهب بن عبد الله سمع عقبة بن عامر
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك في كتابه أنا عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد الفأفاء [* * * *] قال وأنا
أحمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال (3)
أوس بن بشر (4) رجل من أهل اليمن يقال إنه من جيشان أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) روى
الليث بن سعد عن عامر بن يحيى عنه
أنبأنا أبو بكر اللفتواني أنا حمزة بن العباس العلوي وأحمد بن محمد بن سليم
قالا أبا أبو بكر الباطرقاني أنا عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
أوس بن بشر المعافري عريف بني أنعم كان يقرأ التوراة والإنجيل وكان يوازي
عبد الله بن عمرو في العلم حدث عنه أبو قبيل وواهب بن عبد الله وليث بن سعد
والجلاح مولى عبد العزيز بن مروان وأبو صالح التميمي ويقال التيمي (5) وهو رجل
معروف من أهل مصر وذكره أبو عمر الكندي المصري في بعض مصنفاته فقال أوس
بن بشير بزيادة ياء

(1) الزيادة في الموضعين عن م.
(2) التاريخ الكبير 1 / قسم 2 / 19.
(3) الجرح والتعديل 1 / قسم 1 / 304.
(4) بالأصل: " عن رجل " مقحمة ليست في الجرح والتعديل فحذفناها، انظر أسد الغابة 1 / 165.
(5) بالأصل " التميمي " خطأ والصواب عن م، وقد مر في أثناء الترجمة.
404

838 أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث (1)
بن أوس بن وديعة بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة التيمي تيم الرباب
نسبه أبو القاسم الزجاجي عن أبي بكر بن دريد
قيل إن له صحبة قدم على معاوية بن أبي سفيان ثم بعثه مسلم بن زياد إلى يزيد بن
معاوية يحتال له في ولاية العراق وكان شاعرا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر فيما أرى أنا أبو المظفر موسى بن عمران
الأنصاري أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن عبد العزيز يعني الجرجاني أنا
أحمد بن عمرو بن فضالة حدثنا العباس بن مصعب أخبرني محمد الروادي عن
سليمان بن صالح حدثني يزيد بن عمر بن عباد أخو تميم بن عمر الليثي أن أوس بن
ثعلبة التميمي ورد مع سعيد بن عثمان بن عفان خراسان فنزل أبرشهر (2) ثم وجهه
سعيد بن عثمان إلى معاوية
قال الحاكم أبو عبد الله أوس بن ثعلبة التيمي من الصحابة وذكر أبو محمد
الحسن بن محمد الكاتب أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد أنا أبو حاتم أنا أبو
عبيدة عن يونس قال كان أوس بن ثعلبة وهو صاحب قصر أوس بالبصرة وقع بينه وبين
طلحة الطلحات معارضة بخراسان وسعيد بن عثمان يومئذ أمير خراسان فشكاه طلحة إلى
سعيد وحمله عليه فخافه فخرج أوس واستصحب رجلا يقال له عبدك بن يسار (3) فأخذ
مفازة قاسان وخرج هاربا إلى معاوية فكتب فيه سعيد إلى معاوية فلما قدم الشام استأذن
على معاوية فدخل فأخبره بما كان فأمنه وكان عبدك قد أظهر عجزا عند ركوبه المفازة
فقال أوس (4) * بكى عبدك لما رأى البيد أعرضت * وقال هلكنا والضعيف ضعيف
فقلت له لا تبك عينيك إنها * قوي (5) غربة بالصالحين قذوف

(1) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
ترجمته في أسد الغابة 1 / 166 الإصابة 1 / 81 والوافي بالوفيات 9 / 443.
(2) بياض بالأصل، والمثبت عن م وانظر الإصابة والوافي بالوفيات.
(3) في الوافي: عبدل بن خالد الليثي وفي م: عبدل بن يسار.
(4) الأول والثاني والسادس في الوافي 9 / 444.
(5) الوافي: نوى غربة.
405

سأرمي بها الموماة خوضا كأنها * قطا قارب يسقى الفراخ مصيف
فهان على أم الظباء بما أرى * إذا كان باب دونها وسجوف
تبكي على أم الظباء ودونها * مصاريع أبواب لهن صريف
لعمرك أني من شريط مطرد * وخاس لمدلاج الظلام عسوف *
* تشكي بصحراء الفرس بغلتي * كما تشتكي عود بساق نهيف
فقلت لها لا تجزعي إن ليلة * سراك بها في حاجتي لطفيف
وباتوا يظنون الظنون وبغلتي * لقاسان فيها ناكف وزحوف
إذا ما علت حرفا ذمت حدودها * وأعرض مغبر العجاج مخوف *
فلما دخل سأله عن شعره في نفسه وشقيق بن ثور حاضر فقال شقيق لا والله إني
تبعت فزارة إذا ألقى فقال معاوية كيف قلت قال أنا الذي أقول *
وحادثة لا يستطيع احتمالها * من القوم إلا الشرمجي المصمم
تفردت وحدي فاطلعت بأولها * ولم يستطعها المأنف المتهكم
ويوم ترى أبطاله بكآبة * شهدت وآدابي حسام مصمم
وقلب كمي حين يلقى عدوه * وأجرد كالسرحان نهد عثمثم *
فقال معاوية أحسنت لو تابعك شقيق فقال ما قول شقيق وهتف الريح إلا سواء
وما يعتد شقيق في بكر بن وائل أكبر من مرق سدوس ونوكه وكيف يعتبني شقيق وفيه
يقول الشاعر *
أحاط شقيق بالفواكه والخفا * وبالجهل إن الحلم خير من الجهل
فما في سدوس خصلة تستحبها * ولا رزقت شيئا سدوس من العقل
عظام الحبارب اللحا لا تراهم * يدا الدهر إلا يغلبون على الفضل * *
هم القوم لا يخشى العدو عقابهم * ولم يدركوا يوما بثأر ولا بتل *
قال معاوية أقسم عليك أمير المؤمنين إلا كففت من يقول هذا الشعر قال أنا
قلته الساعة
وذكر أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني القاسم بن إسماعيل حدثنا
محمد بن سلام قال دخل أوس بن ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة وكان شريفا
على الحكم بن المنذر بن الجارود فلم ير منه ما يحب فقال *
406

ندمت على تركي خراسان بعدما * رأيت لعبد القيس فردا معصبا
فلو بالفتى منصور بكر بن وائل * نزلنا على علاته قال مرحبا *
ومنصور هذا من بني يشكر بن بكر فأوصى منصور أهله وحشمه ألا يلقوا أوس بن
ثعلبة إلا بمرحبا فلقوه بذلك فلما سلم عليه قال له ابن له صغير أنت مرحبا قال
نعم
839 أوس بن حارثة بن لأم (1)
وإليه البيت في طيئ بن عمرو بن طريف بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن
رومان بن حرب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الطائي
شاعر قدم دمشق في الجاهلية خاطبا لماوية بنت حجر بن النعمان
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد التميمي قال وجدت بخط أبي
الحسن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي قال وجدت في غير هذه الرواية أن ماوية هذه
هي بنت حجر الغساني عمه أبي شمر بن الحارث بن حجر بن النعمان الغساني فكان
مقامها بدمشق وكانت تخطب في سائر العرب من يمني أو مضري فلا يكلمها أحد في
التزويج مصرحا إلا أن يكون في الشعر وأن أوس بن سعدي الطائي وزيد الخيل التيهاني
الطائي وحاتما أبا عدي الطائي ساروا إليها يخطبونها فلما دخلوا عليها سألتهم من أكبرهم
سنا فقالوا أوس بن سعدي أكبرنا قالت من يليه قالوا زيد الخيل ثم حاتم الأصغر
وذكر قصة
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين
الجازري أنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن القاسم الأنباري أنا أبو العباس
أحمد بن يحيى عن محمد بن سلام قال قيل لأوس بن حارثة وهو أوس بن سعدي
الطائي أنت أسود أم حاتم وكان أوس يحتبي في ثلاثين من ولده فقال لو أني وولدي

(1) انظر في نسبه جمهرة ابن حزم ص 399 باختلاف بعض الأسماء ونقص وزيادة، وذكره باسم: السيد
المشهور.
407

لحاتم لانتهبنا في غداة وقيل لحاتم أنت أسود أم أوس فقال بعض بني أوس أسود
مني
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله أخبرني أبو
بكر محمد بن عبد الله بن الجراح حدثنا يحيى بن ساسوية حدثنا عبد الكريم
السكري حدثنا وهب بن زمعة أخبرني فضالة بن إبراهيم النرسي قال قال عبد الله
يعني ابن المبارك سأل النعمان حاتم طيئ من سيدكم قال حارثة بن أوس قال فأين
أنت منه قال ما أصلح أن أكون مملوكا له قال وسأل حارثة بن أوس قال من
سيدكم قال حاتم طيئ قال فأين أنت منه قال ما أصلح أن أكون مملوكا له فقال
النعمان هذا السؤدد قال عبد الله فأين قراؤنا وعلماؤنا عن هذا كذا في هذه الرواية
وصوابه أوس بن حارثة
840 أويس بن عامر بن مالك بن عمرو بن سعد (1)
أويس بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحامر بن مالك بن
أدد بن مذحج ويقال أويس بن عمرو بن حمدان بن عصوان ويقال ابن سعد بن
عصوان ويقال أوس بن عامر بن الخليص ويقال أويس بن عبد الله أبو عمر
المرادي القرني
من تابعي أهل اليمن أدرك حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره ووفد على عمر بن الخطاب
وروى عنه وعن علي إن صحت الرواية عنه
روى عنه يسير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو عبد ربه الدمشقي
الزاهد وموسى بن يزيد
وسكن الكوفة ويقال إنه مات بدمشق وأن قبره في مقابر باب الجابية
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن سيار بن محمد بن أبي القاسم التاجر
الهروي أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي (2) أنا أبو علي

(1) حلية الأولياء 2 / 79 الوافي بالوفيات 9 / 456 وسير أعلام النبلاء 4 / 19 (5) وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء
مصادر أخرى ترجمت له.
(2) ترجمته في سير الأعلام 19 / 36.
408

منصور بن عبد الله بن خالد بن حماد الذهلي الخالدي (1) حدثني محمد بن عبيد الله
المروزي حدثنا أحمد بن الخضر أبو العباس المروزي حدثنا أحمد بن تميم حدثنا
أحمد بن عبيدة النافقاني أبو عبد الله حدثنا أبو علي عبد الله بن عبيد الله العاموري
حدثنا سورة بن شداد عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن
أويس القرني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لله عز
وجل تسعة وتسعين اسما مائة غير واحدة إنه وتر يحب الوتر وما من عبد يدعو بها إلا
وجبت له الجنة [* * * *] وذكر الأسامي كلها كذا في الأصل ورواه غيره عن سفيان الثوري زاد
في إسناده عمر بن الخطاب
أخبرتنا به أعلى من هذا أم البهاء حسنة بنت أبي الوفاء بن عمر بن ماجة قالت أنا
شجاع بن علي بن شجاع (3) أنا أبو عبد الله بن مندة حدثنا القاسم بن القاسم حدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا عمران بن موسى أبن نعيم حدثنا الثوري عن
إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي عن (4) عمر قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة [* * * *] وقد
روي عن إبراهيم عن موسى عن أويس عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
حديث آخر
أخبرناه أبو غالب محمد بن إبراهيم الضبعي (5) أنا أبو عمر عبد الوهاب بن مندة
أنا أبي أبو عبد الله أنا إبراهيم بن محمد رجاء الوراق حدثنا إبراهيم بن محمد بن
يزيد بن خالد المروذي حدثنا محمد بن موسى السلمي حدثنا أحمد بن عبد الله
النيسابوري عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن
أويس القرني عن عمر بن الخطاب وعلي (6) بن أبي طالب أنهما قالا قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) انظر عامود نسبه، ترجمته في سير الأعلام 17 / 114.
(2) مهملة بالأصل وم، والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى نافقان من قرى مرو على ستة فراسخ
منها.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(4) بالأصل وم " بن ".
(5) في م: الصيقلي.
(6) في حلية الأولياء 8 / 55 في ترجمة إبراهيم بن أدهم: عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
409

مدعا بهذه الأسماء استجاب الله له اللهم أنت حي لا تموت وخالق لا تغلب
وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك وصادق لا تكذب وقاهر لا تغلب وندى لا تنفذ
وقريب لا تبعد وغافر لا تظلم وصمد لا تطعم وقيوم لا تنام ومجيب لا تسأم وجبار لا
تقهر وعظيم لا ترام وعالم لا تعلم وقوي لا تضعف وعلم لا توصف ووفي لا
تخلف وعدل لا تحيف وغني لا تفتقر وحليم لا تجور ومنيع لا تقهر ومعروف لا
تنكر ووكيل لا تخفر وغالب لا تغلب وقدير لا تستأمر وفرد لا تستشير ووهاب لا
تمل وسريع لا تذهل وجواد لا تبخل وعزيز لا تزال وحافظ لا تغفل وقائم لا تنام
ومحتجب لا ترى ودائم لا تفنى وباق لا تبلى وواحد لا تشبه ومقتدر لا تنازع [* * * *]
قال (صلى الله عليه وسلم) والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد
لذابت ولو دعا بها على (1) ماء حار لسكن ومن أبلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه
أطعمه الله وسقاه ولو أن بينه وبين موضع يريد جبلا (2) لا نشعب (3) له الجبل حتى يسلكه
إلى الموضع ولو دعا بها على امرأة قد عسر عليها ولدها، لهون
عليها ولدها، ولو دعا والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق منزله ولو دعا بها
أربعين ليلة من ليالي الجمعة (4) غفر الله له كل ذنب بينه وبين الله عز وجل ولو أنه دخل على
سلطان جاء ثم دعا بها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلصه الله من شره ومن (5) دعا بها عند
منامه بعث الله بكل حرف منها سبع مائة (6) ألف من الروحانيين وجوههم أحسن من
الشمس والقمر يسبحون له ويستغفرون له ويدعون ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه
السيئات ويرفعون له الدرجات [* * * *]
فقال سلمان يا رسول الله أيعطي الله هذه الأسماء كل هذا الخير فقال لا تخبر به
الناس حتى أخبرك بأعظم منها فإني أخشى أن يدعوا العمل أو يقتصروا على هذا ثم قال
من نام ودعا فإن مات مات شهيدا وإن عمه الكبائر وغفر لأهل بيته ومن دعا بها قضى الله

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء 8 / 56.
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور، وهي مستدركة فيه.
(3) عن المختصر وبالأصل " لا تسعت ".
(4) بالأصل: " من ليال غفر الله " والمثبت والزيادة عن حلية الأولياء 8 / 56.
(5) زيادة عن الحلية.
(6) في الحلية: سبعين ألف ملك.
410

له ألف ألف حاجة [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة (1) حدثني محمد بن أبي أسامة حدثنا
ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال قال لي رجل من قومه تدري أويس بن من قال قلت لا (2) قال أويس بن عامر بن الخليص
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحطاب في كتابه أنا القاضي
أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن
عمر اليماني أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري حدثنا الحسين بن
نصر بن البغدادي قال سمعت أحمد بن صالح المصري يقول قال أبو نعيم وأويس
القرني المرادي أويس بن عمر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (3) حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر حدثنا عباس قال سمعت
يحيى بن معين يقول أويس القرني أويس بن عمرو وقال ابن عدي أويس القرني هو
أويس بن عامر ويقال ابن عمر بن عبيد الله
(4) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق قال قال يحيى بن معين أويس
القرني أويس بن عمر
(5) أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا القاضي أبو العلاء أنا
أبو بكر أنا أبو أمية حدثنا أبي قال قال أبو (6) أويس القرني أويس بن عمرو أو
عامر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنا أبو القاسم بن

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 660.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة.
(3) الكامل في الضعفاء لابن عدي 1 / 227.
(4) كذا بالأصل، والذي في الكامل لابن عدي وم: ويقال: ابن عمرو، وأصله من اليمن مرادي، يعد في
الكوفيين.
(5) كذا بالأصل وفي م: " عمرو " والزيادة السابقة عن م.
(6) بياض بالأصل مقدار كلمة واللفظة غير مقروءة في م ورسمها: " البركويا ".
411

بشران أنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن
محمد عن الهيثم بن عدي عن ابن عباس قال في (1) أسماء أهل الكوفة سلمان بن
ربيعة الباهلي وهو أول من قضى بالكوفة وأويس بن عروة المرادي وهو القرني وذكر
غيرهما كذا حكى عن الهيثم بن عروة وفي تاريخ الهيثم أويس بن عمرو وهو
الصواب
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن
عبيد بن الفضل قراءة وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن خصية أنا علي بن
محمد بن خزفة قالا أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني حدثنا أبو بكر بن أبي
خيثمة حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا يحيى بن سعيد العطار حدثنا
يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد (2) قال أويس بن أنيس القرني
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال (3) في الطبقة
الأولى من أهل الكوفة القرني بن مراد وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن
عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر بن مالك بن
أدد بن مذحج وكان أويس ثقة وليس له حديث عن أحد
(4) أخبرنا أبو بكر اللفتواني (5) أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أبو الحسن البناني أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال في
الطبقة الأولى من أهل الكوفة أويس القرني وهو بطن من مراد توفي في خلافة عمر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا
حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي قال (6) سمعت ابن حماد يقول قال البخاري

(1) زيادة لازمة.
(2) بالأصل " مدثر " والصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 5 / 206.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 165.
(4) بالأصل " أحمد " والمثبت عن م، وانظر ابن سعد.
(5) بالأصل: أبو الفتواني، والمثبت عن م وقياسا إلى سند مماثل، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة
المجلدة السابعة).
(6) الكامل في الضعفاء لابن عدي 1 / 412.
412

أويس القرني أصله من اليمن مرادي في إسناده نظر فيما يرويه
قال ابن عدي (1) وليس لأويس من الرواية شئ وإنما لحكايات ونتف وأخبار
في زهده وقد شك قوم فيه إلا أنه من شهرته في نفسه وشهرة أخباره لا يجوز أن يشك فيه
وليس (2) له من الأحاديث إلا القليل فلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف بل هو صدوق ثقة
مقدار ما يروي عنه ومالك ينكره ويقول لم يكن
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال وأما قرن بفتحتين فهو فيما ذكر ابن حبيب قال في مراد قرن بن
ردمان بن ناجية بن مراد قوم أويس بن عمر (3) القرني الزاهد قال الدارقطني وأما
القرني فهو أويس بن عمرو ويقال ابن عامر الزاهد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال من
خير التابعين أويس [* * * *] حديثه مشهور
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال أويس بن أنيس وقيل ابن عامر ويقال أويس القرني أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم
يره
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قال: أجاز لنا أبو زكريا عبد الرحيم بن
أحمد ح.
وأخبرنا القاسم بن السوسي، أنا إبراهيم بن السوسي، أنا إبراهيم بن سونس
الخطيب، أنا أبو زكريا البخاري
[* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن بن سلامة بن يحيى أنا سهل بن بشر أنا رشأ بن نظيف
قالا حدثنا عبد الغني بن سعيد قال فأما القرني بالقاف والراء غير معجمة والنون
فأويس القرني بطن من مراد أخبر به النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل وجوده وشهد مع علي صفين وكان من
خيار المسلمين
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال

(1) الكامل 1 / 413.
(2) الزيادة عن ابن عدي.
(3) كذا.
413

أويس بن عامر القرني وقيل أويس بن أنس بن عامر أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره عداده
في تابعي أهل الكوفة من اليمن من مراد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما قرن بفتح
القاف والراء ففي مراد قرن بن ردمان بن (2) ناجية بن (3) مراد منهم أويس بن عمرو
القرني الزاهد وغيره ويقال ابن عامر أحد الزهاد الثمانية سمع عمر بن الخطاب
وشهد مع علي صفين ومراد آخره دال القبيلة التي ينسب إليها وهو يحامر بمالك بن
أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
قال ابن الكلبي قال ابن إسحاق مراد بن مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن
كهلان بن سبأ
أخبرنا أبو السعود بن المجلي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي ح
وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا أبو عبد الله بن
أحمد بن علي الصيدلاني أنا محمد بن مخلد قال
قرأت على علي بن عمر الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال ابن عباس
أويس القرني يكنى أبا عمر
حدثني أبو بكر السلماسي حدثني نعمة الله بن محمد أنا مسعود البجلي أنا
أبو النضر الشر مغولي انا حنين أنا عمي الحسن بن سفيان الصفار حدثنا محمد بن
علي عن محمد بن إسحاق البصري قال سمعت أبا عمر الضرير يقول أويس القرني
أبو عمرو
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران
أنا أبو علي بن الصواف أنا عثمان (4) بن أبي شيبة قال أويس القرني أبو عمرو
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن أبي حازم

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 88.
(2) عن الكمال وبالأصل " من ".
(3) زيادة عن الاكمال.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 11 / 151 وفي م: أنا أبو
جعفر بن أبي شيبة.
414

محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن أنا
علي بن أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن مروان الرملي حدثنا الوليد بن طلحة حدثنا
ضمرة بن ربيعة عن أصبغ بن يزيد قال أسلم أويس القرني على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكن
منعه من القدوم بره بأمه
وأخبرنا أبو النجم عباد بن حمد بن طاهر بن عبد الله الحسناباذي (1) ببغداد أنا
أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ح
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي بأصبهان أنا أبو المظفر محمود بن جعفر وأبو
الطيب محمد بن أحمد بن إبراهيم سلة قالوا أنا أبو علي أحمد بن (2) الحسن بن
أحمد بن البغدادي حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن يزيد الهمذاني حدثنا
محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن
سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن من خير وقال أبو سعدان خير التابعين رجل من قرن يقال
له أويس القرني [* * * *]
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
أبو يعلى حدثنا زهير حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي
نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن
خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر وله والدة وكان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه
عنه إلا موضع الدرهم في سرته [* * * *]
قال وحدثنا زهير حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثني
سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر وفيهم
رجل ممن كان يسخر بأويس فقال (3) ها هنا أحد من القرنيين فجاء ذلك الرجل
فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير
أم له وقد كان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه

(1) هذه النسبة إلى حسناباذ، من قرى أصبهان.
(2) زيادة لازمة.
(3) القائل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كما يفهم من سياق عبارة مسلم.
415

منكم فمروه فليستغفر لكم [* * * *] أخرجه مسلم عن زهير
(1) أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أيضا أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن
يعقوب نا محمد بن هارون الروياني حدثنا عمر بن علي حدثنا معاذ بن هشام حدثني
أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبيه عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب
إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال له
أنت أويس بن عامر قال نعم قال من مراد ثم من قرن قال نعم قال كان بك برص
فبرأت منه إلا موضع درهم قال نعم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يأتي عليك
أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع
درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فسأله
عمر أين تريد قال الكوفة ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك قال لا ولكن
أكون في غبرات (2) الناس أحب إلي
فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافى عمر فسأله عن أويس وكيف
تركته قال تركته رث البيت قليل المتاع فقال عمر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يأتي
عليك أويس القرني مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع
درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل [* * * *]
فلما قدم الرجل إلى الكوفة أتى أويسا فقال له استغفر لي فقال لقيت عمر قال نعم (3) قال
فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه فقال أسير بن جابر وكسوته بردا فكان إذا
رآه عليه إنسان قال من أين لأويس هذا البرد
(4) أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر المقرئ أنا أبو يعلى حدثني عبيد الله هو ابن عمر نا معاذ بن هشام [* * * *]
وأخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنا أبو عثمان البحيري أنا أحمد بن محمد بن

(1) صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني (ح: 2542) وبالأصل " أخرجها ".
(2) غبرات الناس مفردها غبر، والغبرات: البقايا، عن أبي عبيدة، وفي أسد الغابة 1 / 180 ومسلم 4 / 1969
" غبراء " وغبراء الناس: ضعاف والصعاليك والأخلاط الذي لا يؤبه بهم ولهم.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن مسلم وأسد الغابة وسير الأعلام.
(4) نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 20 - 21 وابن عدي في كامله 1 / 413 أيضا.
416

عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الأنباري المعروف بابن الدهان حدثنا
الحسن بن إسماعيل حدثنا المخرمي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن
زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتت علي أمداد أهل
اليمن سألهم أفيكم وفي حديث ابن سعدويه هل فيكم أويس بن عامر حتى أتى على
أويس فقال زاد ابن القشيري له وقالا أنت أويس بن عامر قال نعم قال من
مراد قال نعم قال ثم من قرن قال نعم قال لك والدة قال نعم وفي حديث
ابن القشيري قال ألك والدة أنت بها بر قال قال نعم كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم وفي حديث ابن سعدويه موضع الدرهم قال نعم قال عمر (1) سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يأتي أويس بن عامر مع أمداد (2) أهل اليمن من (3) مراد ثم من قرن
كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة وهو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن
استطعت أن يستغفر لك فافعل [* * * *] فاستغفر لي فاستغفر له قال أين تريد قال ابن
سعدويه فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي
بك قال لا أكون وفي حديث ابن سعدويه لأن أكون في غبرات وقال ابن سعدويه
غبر الناس أحب إلي فلما كان في العام وقال ابن القشيري من عام المقبل حج رجل
من أشرافهم موافق عمر فسأله أويس كيف تركته وفي حديث ابن القشيري قال فقال له
عمر كيف تركت أويس وقالا تركته رث البيت ورث المتاع وقال ابن القشيري قليل
المتاع
قال (4) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يأتي عليك وقال ابن سعدويه عليكم
أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم قرن به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو
بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل [* * * *] فلما قدم زاد القشيري
الرجل وقالا الكوفة أتى أويسا فقال استغفر لي قال أنت أحدث عهدا بسفر صالح
فاستغفر زاد ابن سعدويه لي قال استغفر لي قالت أنت أحدث عهدا بسفر صالح
فاستغفر لي ثم اتفقا وقالا لقد لقيت عمر قال نعم فاستغفر له ففطن له الناس

(1) زيادة لازمة مقتبسة من روايات المصادر السابقة سقطت من الأصل وم.
(2) أمداد أهل اليمن هم الجماعة الغزاة الذين يمدون جيوش الإسلام في الغزو.
(3) زيادة عن أسد الغابة وسير الأعلام.
(4) القائل عمر بن الخطاب.
417

فانطلق وقال ابن القشيري فخرج وقالا على وجهه زاد القشيري حتى أتى الجزيرة
فمات بها وقالا قال أسير فكسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال من أين لأويس هذا
البرد
وهذه الأحاديث مختصرة من حديث أخبرناه بطوله أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر
البيهقي أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع بن الحسن بن موسى البزاز الصوفي ببغداد
قراءة عليه في جامع المنصور أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الأنباري حدثنا أحمد بن
الخليل البرجلاني (1) حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن سعيد الجريري
عن أبي نضرة عن أسير بن جابر (2) قال كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ من
حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لم أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأتيته
ففقدته فقلت لأصحابي هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا فقال رجل من القوم
أنا أعرفه ذاك أويس القرني قلت أفتعرف منزله قال نعم فانطلقت معه حتى جئت
حجرته فخرج إلي فقلت يا أخي ما حبسك عنا قال العري قال وكان أصحابه
يسخرون به ويؤذونه قال قلت خذ هذا البرد فالبسه قال لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا
رأوه قال فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع عن برده هذا قال
فجاء فوضعه قال أترى قال فأتيت المجلس فقلت ما تريدون من هذا الرجل قد
آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة قال فأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال فقضي
أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب فوفد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر ما ها
هنا أحد من القرنيين قال فجاء ذلك الرجل فقال عمر إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رجلا
يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله عز وجل
فأذهب عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فأمروه (3) أن يستغفر لكم [* * * *] قال
يعني عمر فقدم علينا قال قلت من أين قال من اليمن قلت ما اسمك قال
أويس قال قلت فمن تركت باليمن قال أم لي قال قلت أكان بك بياض فدعوت الله عز وجل فأذهبه عنك قال نعم قال قلت استغفر لي قال أو يستغفر مثلي

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن حلية الأولياء 2 / 79 وفي م: المرجلاني.
(2) الخبر في حلية الأولياء 2 / 79 وطبقات ابن سعد 6 / 161 وسير أعلام النبلاء 4 / 23 - 24.
(3) ابن سعد والحلية: فمروه.
418

لمثلك يا أمير المؤمنين قال فاستغفر لي قال قلت أنت أخي لا تفارقني قال
فانملس (1) مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال فجعل ذلك الذي يسخر به يحقره
قال يقول ما هذا منا ولا نعرفه قال عمر بلى إنه رجل كذا قال كأنه يضع شأنه فينا يا
أمير المؤمنين رجل يقال له أويس قال أدرك ولا أراك تدرك قال فأقبل ذلك الرجل
حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه بعادتك فما بدا لك قال سمعت
عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس قال لا أفعل حتى تجعل عليك أن لا تسخر بي
فيما بعد وأن لا تذكر ما سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له قال أسير فما لبثنا أن فشا
أمره بالكوفة قال فدخلت عليه فقلت له يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال
ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال فانملس مني
فذهب
رواه مسلم في الصحيح
عن زهير بن حرب عن هاشم بن القاسم مختصرا
(2)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد قال أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات وهذا
الحديث منها وهذا يسميه أهل البصرة يسير بن جابر ويسميه أهل الكوفة يسير بن عمرو
وله صحبة
(3) أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان حدثنا سعد بن الصلت
حدثنا المبارك بن فضالة عن مروان الأصفر عن صعصعة بن معاوية قال كان عمر بن
الخطاب يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه يعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا
وكان أويس رجلا يلزم المسجد بالكوفة فلا يكاد يفارقه وله ابن عم يغشى السلطان ويؤذي
أويسا فإذا رآه منع الفقراء قال يخدعهم وإن رأوه مع الأغنياء قال يستأكلهم حتى إن كان
أويس يراه فيعرض عنه مما يؤذيه قال فوفد ابن عمه ذلك عمر فيمن وفد من أهل الكوفة

(1) ابن سعد: " فاملس " يعني فأفلت.
(2) صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة (55) باب من فضائل أويس القرني الحديث ص 1968
برقم 2542.
(3) سير أعلام النبلاء 4 / 22.
419

فقال عمر أتعرفون أويس بن عامر القرني فقال ابن عمه ذلك يا أمير المؤمنين أن أويسا
لم يبلغ أن تعرفه أنت أنت إنما هو إنسان دون وهو ابن عمي فقال له عمر ويحك
هلكت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدثنا أنه سيكون من التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني
فمن أدركه منكم واستطاع أن يستغفر له فليفعل فإذا رأيته فاقرئه مني السلام ومره أن يفد إلي
فجاء ابن عمه فلم يضع ثيابه ولم يأت منزله حتى أتى أويسا فقال استغفر لي يا ابن عم
فقال غفر الله لك فقال إن عمر يقرئك السلام ويأمرك أن تفد إليه قال وإني عرفني عمر
قال قد أمرك أن تفد إليه فوفد إليه فلما دخل عليه قال أنت أويس بن عامر القرني أنت
الذي خرج بك بوضح من برص فدعوت الله عز وجل أن يذهبه عنك فأذهبه فقلت اللهم بابن لي منه في جسدي ما أذكر به نعمتك قال وإني دريت يا أمير المؤمنين فوالله إن
كلمت على هذا بشرا قال أخبرني به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه سيكون من التابعين رجل يقال له
أويس بن عامر القرني يخرج به وضح من برص فيدعوا الله أن يذهبه عنه فيفعل فيقول اللهم
اترك في جسدي ما أذكر به نعمتك فيفعل فمن أدركه فاستطاع أيستغفر له فليفعل
فاستغفر لي يا أويس قال غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال ولك فغفر الله يا أويس بن
عامر فقال الناس استغفر لنا يا أويس قال فراح فما رؤي حتى الساعة
قال ابن مندة هذا حديث غريب من حديث مروان الأصفر وقال علي سعد في
حديثه عن مبارك عن أبي الأصفر عن صعصعة ورواه هدبة بن خالد عن مبارك بن
فضالة فقال عن أبي الأصفر بدلا من مروان بن الأصفر
أخبرناه أبو المظفر بن القشيري (1) انا أبو سعد الجنزرودي (2) أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى حدثنا هدب بن خالد أبو خالد حدثنا مبارك بن فضالة حدثني أبو
الأصفر عن صعصعة بن معاوية (3) قال كان أويس بن عامر رجلا من قرن وكان من أهل
الكوفة قال وكان من التابعين فخرج به وضح فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه فقال اللهم

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن م.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبن، قياسا إلى سند مماثل، وفي سير الأعلام: الكنجروذي وفي
م: أبو سعيد الخبرودي.
(3) الخبر بطوله نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 25 - 26 وابن حبان في المجروحين والضعفاء 3 / 151.
420

دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك (1) فترك له ما وقال ابن حمدان منه ما يذكر نعمه
عليه وكان رجلا يلزم المسجد في ناس من أصحابه وكان ابن عم له يلزم السلطان يولع به
وقال ابن المقرئ مولع به فإن رآه مع قوم أغنياء قال ما هو إلا يستأكلهم وإن رآه مع
قوم فقراء قال ما هو إن يخدعهم وأويس لا يقول في ابن وقال ابن سعدويه لابن
عمه إلا خيرا غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سببه
وكان عمر بن الخطاب يسأل الوفود وقال ابن حمدان الوفد إذا قدموا عليه من
أهل الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم
ابن عمه ذاك فقال زاد ابن المقرئ عمرو قال هل تعرفون أويس بن عامر
القرني قال ابن عمه يا أمير المؤمنين هو ابن عمي وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ أن
تعرفه أنت يا أمير المؤمنين فقال له عمر ويلك هلكت ويلك هلكت فإذا أتيته فاقرئه
مني السلام ومره فليفد إلي فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد قال
فرأى أويسا فلم به وقال استغفر لي يا ابن عمي فقال غفر الله لك يا ابن عم قال
وأنت فغفر الله لك يا أويس بن عامر أمير المؤمنين يقرئك السلام قال ومن ذكرني
لأمير المؤمنين قال هو ذكرك وأمرني أأبلغك أن تفد إليه قال سمعا (2) وطاعة لأمير
المؤمنين فوفد إليه حتى دخل على عمر فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال أنت
الذي خرج بك وقال ابن سعدويه به وصف دعوت الله عز وجل أن يذهبه عنك فأذهبه
فقلت اللهم دع لي في جسدي زاد ابن حمدان منه وقالا لما أذكر به نعمك علي فترك
لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك قال وما أدراك وقال ابن المقرئ ما أبدا لك يا
أمير المؤمنين فوالله ما اطلع على هذا بشر قال أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه سيكون في
التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه عنه
فيذهبه فيقول اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمك
وقال ابن المقرئ نعمتك وقالا علي فيدع له منه ما يذكر به نعمه عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له
فليستغفر له فاستغفر لي يا أويس بن عامر فقال غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال
وأنت فيغفر الله لك يا أويس بن عامر قال فلما سمعوا عمر قال عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال رجل

(1) في السير: نعمك علي.
(2) بالأصل " سمع ".
421

استغفر لي يا أويس فقال آخر استغفر لي يا أويس فلما أكثروا عليه انساب فذهب فما
رؤي حتى الساعة [* * * *]
كتب إلي أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي أنا محمد بن علي بن الحسين
الحسني حدثنا يزيد بن جعفر بن حاجب حدثنا أبو العباس بن هارون قال شيخنا أبو
عامر العبدري هو محمد بن الحسين بن هارون حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم
القماط (1) حدثنا يحي حدثنا ليث بن خالد البلخي حدثنا أبو العلاء بن
عبد الحكم البصري عن نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال
مكث عمر يسأل عن أويس القرني عشر سنين فذكر أنه قال يا أهل اليمن ما كان من مراد
فليقم قال فقام من كان من مراد وقعد آخرون فقال أفيكم أويس فقال رجل يا أمير
المؤمنين لا يعرف أويسا ولكن ابن أخ لي يقال له أويس هو أضعف (2) وأمهن من أن يسأل
مثلك عن مثله يا أمير المؤمنين قال أبحر منا هو قال نعم هو بالأراك بعرفة يرعى إبل
القوم فركب عمر وعلي (3) رضي الله عنهما حمارين ثم انطلقا حتى أتيا الأراك فإذا هو
قائم يصلي يصرف ببصره نحو مسجده قد دخل بعضه في بعض فلما رأياه قال أحدهما
لصاحبه إن يك أحد الذي نطلب فهذا هو فلما سمع حسهما خفف وانصرف فسلما عليه
فرد عليهما وعليكما السلام ورحمة الله قالا له ما اسمك رحمك الله قال أنا راعي
هذه الإبل قالا (4) أخبرنا باسمك قال أنا أجير القوم قالا (4) ما اسمك قال أنا
عبد الله قال له علي قد علمنا أن من في السماوات والأرض عبيد الله فأنشدك برب هذه
الكعبة ورب هذا الحرم ما اسمك الذي سمتك به أمك قال وما تريد إلى ذلك أنا
أوس بن بدار فقالا له أكشف لنا عن شقك الأيسر فكشف لهما فإذا لمعه بيضاء قدر (5)
الدرهم من غير سوء فابتدرا يقبلان الموضع ثم قالا له إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرنا أن نقرئك
السلام وأن نسألك أن تدعو لنا قال إن دعائي في شرقي الأرض ومغربها لجميع
المؤمنين والمؤمنات فقالا ادع لنا فدعا لهما وللمؤمنين والمؤمنات فقال له عمر

(1) كلمة غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م.
(2) في الحلية 2 / 82: خو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك.
(3) زيادة عن الحلية وم.
(4) بالأصل " قال ".
(5) بالأصل " قد ".
422

أعطيك شيئا من رزقي أو من عطائي تستعين به فقال ثوباي جديدان ونعلاي مخصوفتان
ومعي أربعة دراهم ولي فضلة عند القوم فمتى أفي هذا إنه من أمل جمعة أمل شهرا ومن
أمل شهرا أمل سنة ثم رد على القوم إبلهم ثم فارقهم فلم ير بعد ذلك
وروي هذا الحديث من وجه آخر عن الضحاك عن أبي هريرة بدلا من ابن عباس
أخبرناه أبو إسماعيل سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله حدثنا محمد بن هارون الروياني حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا الوليد بن إسماعيل الحراني حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد حدثنا مخلد (1) بن يزيد عن
نوفل بن عبد الله عن الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة قال
(2)
بينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حلقة من أصحابه إذ قال ليصلين معكم غدا رجل من أهل
الجنة قال أبو هريرة فطمعت أن أكون أنا ذلك فغدوت وصليت خلف (4) رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأقمت في المسجد حتى أنصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينما نحن كذلك إذ أقبل
رجل اسود متزر بخرقة مرتد بقباطي (4) حتى وضع يده في يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قال يا
نبي الله ادع الله لي فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشهادة وإنا لنجمنه ريح المسك الآذقر
فقلت يا رسول الله أهو هو قال نعم وإنه لمملوك بني فلا فقلت ألا تشتريه فتعتقه
يا نبي الله قال وأرى ذلك (5) أن كان الله يريد أن يجعله مملوك أهل الجنة يا أبا هريرة
إن لأهل الجنة ملوكا وسادة وإن هذا الأسود أصبح من ملوك أهل الجنة وسادتهم يا أبا
هريرة إن الله يحب من خلقه الأصفياء الأتقياء الشعثة رؤوسهم المغبرة وجوههم الخمصة
بطونهم من كسب الحلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا
المتنعمات لم ينكحوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا وإن طلعوا لم يفرح
بطلعتهم وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل

(1) حلية الأولياء 2 / 81 " مجالد بن يزيد " تحريف والصواب عن م انظر ترجمة مخلد في سير الأعلام 9 / 237
(66).
(2) الخبر في حلية الأولياء 2 / 81 - 82 وانظر سير الأعلام 4 / 27.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن م، وانظر حلية الأولياء، موضعها مطموس بالأصل.
(4) بالأصل " بقفاطي " والصواب ما أثبت، والقباطي جمع قبطية، نسبة إلى القبط، وهي ثياب كتان بيض رقاق
تعمل بمصر، وهي منسوبة إلى القبط (اللسان).
(5) في الحلية: وأنى لي ذلك.
423

منهم قال ذاك أويس القرني قالوا (1) وما أويس القرني قال أشهل ذو صهوبة
بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام ببصره
موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلوا القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه
له متزر بإزار صوف ورداء تحت منكبه لمعه بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل
للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف لتشفع فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر يا
عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله لكما [* * * *]
قال فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر سنة قبض فيها عمر
في ذلك العام صعد على أبي قبيس (2) فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن
أفيكم أويس القرني فقال شيخ طويل كبير طويل اللحية فقال إنا لا ندري ما أويس ولكن
ابن أخ لي يقال له (3) أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا فينا نرفعه إليك وإنه
ليرعى إبلنا حقيرا بين أظهرنا فعمى (4) عليه عمر كأنه لا يريده فقال ابن أخيك هذا بحرمنا
هو قال نعم قال وأين يصاب قال بأراك عرفات قال فركب عمر وعلي سراعا
إلى (3) عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والإبل حوله ترعى فشدا حماريهما ثم أقبلا
إليه فقالا السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال السلام عليكما
ورحمة الله وبركاته قالا من الرجل قال راعي إبل وأجير لقوم قالا لسنا نسألك عن
الرعاية ولا عن الإجارة قالا ما اسمك قال عبد الله قالا قد علمنا أن أهل
السماوات (5) والله كلهم عبيد الله فما اسمك الذي سمتك أمك قال يا هذان ما تريدان إلى
هذا قالا وصف لنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أويس القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة وأخبرنا أن
تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كانت بك فأنت هو فأوضح منكبة فإذا
اللمعة فابتدراه يقبلانه وقالا نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك قال ما
أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحر في المؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات يا هذان قد شهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن

(1) زيادة عن الحلية.
(2) أبو قبيس: جبل مشرف على مسجد مكة (معجم البلدان).
(3) زيادة عن الحلية.
(4) عن الحلية، وبالأصل " فنعم ".
(5) الحلية: أهل السماوات والأرض.
424

أنتما فقال علي أنا علي بن أبي طالب وهذا عمر أمير المؤمنين فاستوى أويس قائما
فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فجزاكم الله عن هذه الأمة خيرا
وقالا وأنت فجزاك الله عن نفسك خير الجزاء فقال له (1) عمر مكانك (2) حتى
أدخل (3) مكة فأتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي هذا المكان ميعاد بيني
وبينك قال يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك ولا أعرفك بعد اليوم ما أصنع
بالنفقة ما أصنع بالكسوة أما ترى علي إزار من صوف ورداء من صوف متى تراني
أخرقهما أما ترى أن نعلي مخصوفتان متى ترى أبليهما أما تراني أنقد أخذت من
رعايتي أربعة دراهم متى تراني آكلها يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤودا لا
يجاوزها إلا ضامر مخفف مهزول فأخف عني رحمك الله فلما سمع ذلك عمر من كلامه
ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت أن عمر لم تلد أمه يا ليتها كانت عاقرا
لم تعالج حمله ألا من يأخذها بما فيها ولها قال أويس من جدع الله أنفه ثم قال يا أمير
المؤمنين خذ أنت ها هنا وآخذ أنا ها هنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى
القوم إبلهم وخلى عن الرعي وأقبل على العبادة حتى لحق بالله فهذا ما أتانا عن أويس
القرني سيد التابعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن
الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى
العطار حدثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر نا (4) ورقاء بن خالد عن خليد بن حسان
عن الحسن وعن يزيد بن أبي حصين أن عمر بن الخطاب وافى الناس بالموسم في
خلافته فلما كان بمنى خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) ووعظ
الناس ونهى وأمر بما شاء الله عز وجل ثم نادى أهل فيكم من قرن فقال ابن عم لأويس
القرني أنا أحدهم يا أمير المؤمنين قال هل تعرف خليلي فيهم قال ومن خليك يا أمير
المؤمنين ليت أني أعرفه فقال عمر لو كنت منهم لعرفته فقال سمه لي يا أمير
المؤمنين وصفه فسماه ووصفه على ما كان سمع من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال والله إنه لابن

(1) زيادة عن م وانظر حلية الأولياء.
(2) عن الحلية وفي م: وحمدك.
(3) عن الحلية وفي م: تدخل.
(4) زيادة عن م.
425

عمي فقال فأحضرنيه إن كنت تريد منا مثوبة قال وكان أويس رجلا دميما قصيرا أدم
أثعل كث اللحية كريه المنظر وكان ابن عمه هذا مولعا به يؤذيه ويهزأ به وكان أويس
يقرئ الناس القرآن في مسجد الجماعة في الكوفة تعرى في حال من حالاته فلزم بيته
فاشترى له بعض خلطائه قميصا سنبلانيا بثلاثة دراهم أو أربعة دراهم وأخرجوه إلى
المسجد ومجلسه فولع به ابن عمه هذا يهزأ ويضحك ويقول له إن تثبت على تعليمك
الناس (1) القرآن فلما رأى ذلك منه وتأذى به رد عليهم القميص ولزم بيته وأمرهم أن
يأتوه في بيته فيقرئهم حتى يرزقه الله ما يكتسي به فقدم ابن عمه من مكة ليس له هم إلا أن
يرضي أويسا واستذلال ما في صدره والانتصاح مما كان يأتي إليه فأتاه فضرب عليه
الباب فقال من أنت قال أنا ابن عمك فلان اخرج إلي يا أويس وكان قدمها ليلا فبدأ
به قبل منزله فظن أويس أنه إنما جاءه ليؤذيه كما كان يفعل فيما خلا فقال أي ابن
عم ارجع إلى بيتك فإنه الليل وأنت حاج ولا يحل لك أذاي ويأبى أن يفتح الباب فجعل ابن
عمه يتضرع إليه ويسأله بالله وبالرحم فخرج إليه أويس فتعلق ابن عمه بغرمة يقبلها وهو
يقول يا أويس استغفر الله لي وأويس يستغفر له فقال ويه ابن عم أنا ابن عمك وما
استفدت بعدك سلطانا ولا مالا فاستغفر له عن أمره وأمر عمر وما سأل من قدومه عليه
فطلب له أويس أن يعفيه من ذلك وأن لا يشهره فأبى عليه ابن عمه حتى سلس له بالمسير
إلى عمر فجهزه ابن عمه وحمله على راحلته حتى قدم به المدينة وقد أقام له عمر المناظر
ليأتوه بالخبر شوقا إليه وشفقة من يقربه دعوته ورؤيته فلما خبر أنه قد أظله ركب عمر
بالناس يتلقاه فلما أبصره عرفه عمر بالوصف الذي وصف له نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فنزل عن حماره
وأمر الناس بالكف ونزل أويس عن راحلته ومشى كل منهما إلى صاحبه فلما التقيا قال له
عمر اكشف عن سرتك فكشف عن سرته فلما أبصر عمر اللمعة بحيال سرته ألصق
فاه بها تقبيلا وهو يقول يا أويس استغفر الله لي وأويس يبكي ويستغفر له فقال له
عمر هل تقدم المدينة فقال يا أمير المؤمنين جعلتني شهرة للناس وإني أسألك أن
تأذن لي فألحق بأي أرض شئت فكره عمر أن يأتي أن أمرا فيما بينه وبينه لا يوافقه فأذن له
فرجع من مكانه ذلك فأخذ نحو سواحل البحر مرابطا فما رؤي له بعد ذلك عين
قال وأنا أبو حذيفة قال قال يعقوب عن عبد الله بن سليمان عن الضحاك

(1) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
426

الجرمي عن هرم بن حيان قال (1) قدمت الكوفة فلم بكن لي هم (2) إلا أويس القرني أطلبه وأسأل عنه حتى سقطت علي نصف النهار على شاطئ الفرات يتوضأ أو يغسل
ثوبه قال فعرفته بالنعت الذي لي نعت لي فإذا رجل لحيم آدم أشعر محلوق الرأس كث
اللحية مغبرا كريه (3) المنظر والوجه عليه إزار من صوف ورداء من صوف فسلمت عليه
فقلت حياك الله من رجل كيف أنت رحمك الله وغفر لك يا أويس فقال وأنت فحياك
الله يا هرم بن حيان كيف أنت قال وخنقتني العبرة حين رأيت من حاله ما رأيت قال
فمددت يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني قال وعجبت حين عرفني وعرف اسم أبي ما
كنت رأيته قبل ذلك ولا رآني قال قلت رحمك الله من أين عرفتني وعرفت اسم أبي ولم أكن رأيتك قط قال نبأني العليم الخبير وعرفت روحي روحك حين كلمت نفسي
نفسك إن الأرواح لها أنفس (4) كأنفس الأجساد يتحابون بروح الله وإن لم يتلاقوا ولم
يتعارفوا وتفرقت بهم المنازل قال فقلت حدثني بحديث من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحفظ عنك
فقال إني لم أدرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي رسول الله وأمي ولم تكن لي معه صحبة ولكن
أدرك رجالا رأوه فحدثوني عنه نحو ما حدثوك ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي
أن أكون محدثا (5) قاصا أو مفتيا في نفسي شغل عن الناس يا هرم بن حيان قال قلت
اقرأ علي آيات من كتاب الله أسمعها منك وادع لي بدعوات أحفظها عنك فإني أحبك حبا
شديدا فقال " سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا " (6) فأخذ بيدي فمشى بي على
شاطئ الفرات ثم قال أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
بسم الله الرحمن الرحيم " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينها لاعبين " إلى قوله " إنه
هو العزيز الرحيم " (7) قال فنظرت إليه
وأنا أحسب أنه قد غشي عليه قال ثم نظر إلي فقال يا هرم بن حيان مات أبوك فإما إلى الجنة وإما إلى النار ويوشك أن تموت ومات
آدم وماتت حواء ومات إبراهيم خليل الله وموسى نجي الله ومات داود خليفة الله

(1) حلية الأولياء 2 / 84 - 85 وسير أعلام النبلاء 4 / 28 - 29.
(2) عن الحلية والسير، وبالأصل " عم ".
(3) الحلية والسير: مهيب المنظر.
(4) السير: لها أنس كأنس الأجساد.
(5) الحلية: قاضيا.
(6) سورة الإسراء الآية: 108.
(7) سورة الدخان من الآية 38 إلى 42.
427

ومات محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين ومات أبو بكر خليفة المسلمين
ومات خليلي وصفيي عمر بن الخطاب وقال وا عمراه وا عمراه وعمر يومئذ حي وذلك
عند آخر خلافته قال فقلت له إن عمر لم يمت فقال بلى قد نعاه إلي ربي إن كنت
تفهم وعقلت ما قلت وأنا وأنت غدا في الموتى وكان قد صلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم دعا
بدعوات خفاف ثم قال عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين وإياك أن تفارق
الجماعة فيتفرق دينك وأنت لا تعلم فتدخل النار ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني
فيك وزارني فيك اللهم أدخله علي زائرا في دارك دار السلام وضم عليه ضيعته
وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من الدنيا فاجعله لما تعطيه من نعمتك من الشاكرين
ثم قال لا أراك فيما بعد اليوم فإني كثير الهم شديد الغم ما دمت مع هؤلاء
الناس حيا وأكره الشهرة والوحدة أحب إلي فلا تطلبني خذ هكذا قال فجهدت أن
أمشي معه ساعة فأبى علي فدخل في بعض أزقة الكوفة قال فجعلت التفت إليه وأنا أبكي
ويبكي حتى توارى عني فسألت عنه وطلبته فلم أجد أحدا يخبر عنه بشئ قال فما أتت
علي جمعة إلا وأنا أراه في مناهي مرة أو مرتين أو كما قال
قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو بكر بن
بيري (2) قراءة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أبو بكر بن أبي
خيثمة حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة بن ربيعة قال عثمان بن عطاء الله
حدثنا عن أبيه قال كان أوس القرني كذا قال عطاء الخراساني يجالس رجلا من فقهاء
الكوفة يقال له يسير قال ففقده فلم يزل يسأل عنه حتى انتهى إلى منزله فإذا هو في خص
له وإذا هو قد جلس في بيته من العري لم يستطع يخرج من العري قال فكساه حلة إزار
ورداء فخرج فيهما قال وقد كان وكان قد تم النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال
عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين وإياك أن تفارق الجماعة فيتفرق دينك وأنت
لا تعلم فتدخل النار ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني فيك اللهم
أدخله علي زائرا في دارك دار السلام وضم عليه ضيعته وأرضه من الدنيا باليسير وما
أعطيته من الدنيا فاجعله مما تعطيه من نعمتك من الشاكرين ثم قال لا أراك فيما بعد اليوم

(1) السير: خفية.
(2) رسمها غير واضح بالأصل وم، والصواب ما أثبت وقد مر التعريف به.
428

فإني كثير الهم شديد الغم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا وأكره الشهرة والوحدة أحب
إلي فلا تطلبني خذ هكذا قال فجهدت أن أمشي معه ساعة فأبى علي فدخل في بعض
أزقة الكوفة قال فجعلت التفت إليه وأنا أبكي ويبكي حتى توارى عني فسألت عنه
وطلبته فلم أجد أحدا يخبر عنه بشئ قال فما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة
أو مرتين أو كما قال
قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو بكر بن
بيري (1) قراءة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أبو بكر بن أبي
خيثمة حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة بن ربيعة قال عثمان بن عطاء حدثنا
عن أبيه قال كان أويس القرني كذا قال عطاء الخراساني يجالس رجلا من فقهاء الكوفة
يقال له يسير قال ففقده فلم يزل يسأل عنه حتى انتهى إلى منزله فإذا هو في خص (2) له
وإذا هو يجلس في بيته من العري فلم يستطع أن (3) يخرج من العري قال فكساه حلة
إزار ورداء فخرج فيهما قال وقد كان فتى من حية يولع به إذا رآه يمشي مشية لص قال
فلما رأى عليه تلك الحلة جعل يقول من طرف أوس سرق حلته قال فلما سمع ذلك
جاء إلى يسير فقال خذ ثوبيك لا حاجة لي بهما قال ما لك قال إن رجلا من قومي
يولع بي ويقول انظر من طرف أوس سرق حلته فقام يسير وقام معه أناس من إخوانه حتى
أتوا حيه فأعلمهم أنه هو الذي كساه تلك الحلة فأوصاهم به قال ثم انصرف قال فذكر
يسير يوما الحج فحض عليه فقال أويس لو كان عندي زاد وراحلة لحججت قال فقال
رجل عندي راحلة وقال آخر عندي زاد قال فحج فمر بالمدينة قال وكان عمر بن
الخطاب مما يبرز من المدينة هو وأصحابه قال فمر أوس قريبا من مجلس عمر فسقط
زمام راحلته فقال عمر ألا أحد يناول هذا الرجل زمام راحلته فتناول القوم قال فقام
عمر بن الخطاب حتى أخذ الخطام فناوله فلما رفع أوس يده رأى به العلامة فقال له عمر
من أنت قال أنا أوس قال من من قال من مذحج قال ثم من من قال ثم من
مراد قال ثم من من قال من قرن قال استغفر لي قال يغفر الله لك يا أمير

(1) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت وقد مر قريبا.
(2) الخص بالضم البيت من قصب، أو البيت يسقف بخشبة كالأزج (القاموس).
(3) زيادة لازمة سقطت اللفظة من الأصل وم.
429

المؤمنين أنا أستغفر لك وأنت عمر بن الخطاب وأنت أمير المؤمنين وأنت من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول خير التابعين أوس
القرني ومن علامته أن يكون به بياض فيدعو الله فيذهبه عنه إلا مثل موضع الدرهم بكشحه
تركه الله تذكرة له فإذا لقيته فسله يستغفر لك يا عمر [* * * *] قال فدعا الله لعمر واستغفر له ثم
مضى لوجهه
فلما كان العام المقبل حج عمر بن الخطاب قال وحج ذلك الفتى الذي كان يؤذيه
فنادى عمر من ها هنا من أهل الكوفة من ها هنا من مراد من ها هنا من قرن فقال
الفتى أنا أمير المؤمنين قال تعرف خليلي أتعرف أخي قال من هو يا أمير
المؤمنين قال أويس القرني قال ثم حدث الناس بحديثه فلما انصرف الفتى لم يكن
له همه حين وضع رحله إلى أن أتى أوسا فخر عليه يبكي ويسأله يدعو الله له فقال مالك
ما قصتك ما دعاك إلى هذا فأخبره بقول عمر بن الخطاب قال يغفر الله لأمير
المؤمنين
قال فغزا غزوة أذربيجان فمات قال فتنافس أصحابه في حفر قبره قال فحفروا
فإذا بصخرة محفورة ملحودة قال وتنافسوا في كفته قال فنظروا فإذا في عيبته ثياب ليس
مما ينسج بنو آدم قال فكفنوه في تلك الثياب ودفنوه في ذلك القبر
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنا عبيد الله بن
أحمد بن علي الصيدلاني حدثنا محمد بن مخلد بن حفص (1) حدثنا إبراهيم بن
راشد حدثنا الحسن بن عمرو السدوسي حدثنا عبد الرحمن بن بديل عن يحيى بن
سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا عمر يكون في أمتي رجل
يقال له أويس [* * * *] هذا مختصر
وقد أخبرناه بتمامه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد حدثنا الهيثم بن خلف حدثنا إبراهيم بن راشد
حدثني الحسن بن عمرو السدوسي حدثنا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة (2) العقيلي

(1) ترجمته في سير الأعلام 15 / 256.
(2) بالأصل " مسيرة " خطأ والصواب عن م.
430

عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال قال لي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم يا عمر فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله فظننت (1) أنه
يبعثني في حاجة قال يا عمر يكون في أمتي في آخر الناس رجل يقال له أويس القرني
يصيبه بلاء في جسده فيدعو الله عز وجل فيذهب به إلا لمعة في جنبه إذا رآها ذكر الله عز
وجل فإذا رأيته فاقرئه مني السلام وأمره أن يدعو لك فإنه كريم على ربه بار بوالدته لو
يقسم على الله لأبره يشفع لمثل ربيعة ومضر [* * * *] فطلبته حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم أقدر عليه
فطلبته خلافة أبي بكر فلم (2) أقدر عليه وطلبته شطرا من إمارتي فبينا أنا أتقرأ الرفاق
وأقول فيكم أحد من مراد فيكم أحد من قرن فيكم أويس القرني فقال شيخ من القوم
هو ابن أخي هل تسأل عن رجل وضيع الشأن ليس مثلك يسأل عنه يا أمير المؤمنين
قلت أراك فيه من الهالكين فرد الكلام الأول قال فبينا أنا كذلك إذ رفقت إلى راحله
رثة الحال عليها رجل رث الحال فوقع في خلدي أنه أويس قلت يا عبد الله أنت أويس
القرني قال نعم قلت فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ عليك السلام فقال على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السلام وعليك يا أمير المؤمنين قلت ويأمرك أن تدعو لي فكنت ألقاه في
كل عام أو قال في كل موسم فأخبره بذات نفسي ويخبرني بذات نفسه
وأخبرنيه أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن علي
الجوهري أنا عبد العزيز بن جعفر فذكر مثله قال الخطيب هذا حديث غريب جدا من
رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب بن حزن القرشي عن عمر بن
الخطاب لم أكتبه إلا من هذا الوجه
آخر الجزء العاشر بعد المائة من الفرع نقله محمد بن يوسف بن أبي يداس البرزالي
الإشبيلي لنفسه بخط يده الفانية والله يغفر لك بدمشق بدار الحديث منها في شهر
() (3) سنة اثنتي عشرة وستمائة والحمد لله على نعمة وصلاته وسلامه على نبيه
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن
إبراهيم الحنائي قال كتب إلي أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن

(1) جزء من اللفظة مطموس بالأصل، والصواب عن م.
(2) سقطت من الأصل، زيادة لازمة عن م.
(3) كذا بياض بالأصل والفقرة من قوله: آخر الجزء إلى: وسلامه على نبيه سقطت من م.
(4) ترجمته في سير الأعلام 17 / 181 (103).
431

أحمد بن فراس من مكة يخبر أن أبا التريك محمد بن الحسن الأطرابلسي حدثهم بمكة
أنا أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان المؤذن الكندي الحجازي (1) حدثنا يحيى بن
سعيد العطار حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي عن علقمة بن مرثد الحضرمي قال انتهى
الزهد إلى ثمانية نفر من التابعين عامر بن عبد الله القيسي وأويس القرني وهرم بن
حيان العبدي والربيع بن خثيم (2) الثوري وأبي مسلم الخولاني والأسود بن يزيد
ومسروق بن الأجدع والحسن بن أبي الحسن البصري (3) فذكر الحديث وقال فيه فأما
أويس القرني فإن أهله ظنوا أنه مجنون فبنوا له بيتا على باب دارهم فكان يأتي عليه السنة
والسنتان لا يرون له وجها كان طعامه مما يلقط من النوى فإذا أمسى باعه لإفطاره وإن
أصاب حشفة خبأها لإفطاره
قال فلما ولي عمر بن الخطاب قال يا أيها الناس قوموا بالموسم فقال ألا
اجلسوا إلا من كان من أهل اليمن فجلسوا فقال ألا اجلسوا إلا من كان من أهل الكوفة
فجلسوا فقال ألا اجلسوا إلا من كان من مراد فجلسوا فقال ألا اجلسوا إلا من كان
من قرن فجلسوا إلا رجل وكان عم أويس بن أنس فقال عمر له أقرني أنت قال نعم
قال أتعرف أويس قال وما تسأل عن ذلك يا أمير المؤمنين فوالله ما فينا أحمق منه ولا
أجن منه ولا أحوج منه قال فبكى عمر قال أبكي (4) لأنه سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة ومضر [* * * *] فقال هرم بن حيان العبدي فلما بلغني
ذلك قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا طلبه (5) حتى سقطت عليه جالسا على شاطئ
الفرات نصف النهار يتوضأ للصلاة فعرفته بالنعت الذي نعت لي فإذا رجل لحيم آدم
شديد الأدمة أشعث محلوق الرأس مهيب المنظر وزاد غيره كان رجل أشهل أصهب
عريض ما بين المنكبين وفي كتفه اليسرى وضح ضارب بلحيته على صدره ناصب بعده
موضع السجود فلما سلمت عليه فرد علي السلام ونظر إلي ومددت يدي إليه لأصافحه فأبى
أن يصافحني فقلت يرحمك الله يا أويس وغفر لك كيف أنت رحمك الله وخنقتني

(1) ترجمته في سير الأعلام 12 / 584 (221).
(2) بالأصل وم: " خيثم " والمثبت عن ميزان الاعتدال والتقريب وسير الأعلام.
(3) إلى هنا ينتهي الخبر في سير أعلام النبلاء 4 / 28 وحلية الأولياء 2 / 87 في ترجمة عامر بن عبد قيس.
(4) رسمها غير واضح بالأصل وفي م: بك ولعل الصواب ما أثبت.
(5) بالأصل وم " إلى طلبه ".
432

العبرة من حبي إياه ورقتي عليه لما رأيت من حاله حتى بكيت وبكى قال وأنت فحياك
الله يا هرم بن حيان كيف أنت يا أخي من دلك علي قلت الله قال لا إله إلا الله سبحان
ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا فقلت له فمن أين عرفت اسمي واسم أبي وما رأيتك قبل
اليوم ولا رأيتني قال أنبأني بذلك العليم الخبير عرفت روحي روحك حيث كلمت
نفسي نفسك إن الأرواح لها أنفسا كأنفاس الأجساد وأن المؤمنين ليعرف بعضهم بعضا
ويتحابون بروح الله وإن لم يلتقوا ويتعارفوا وإن نأت بهم الديار وتفرقت بهم المنازل
قلت رحمك رحمك الله عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني لم أدرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يكن له
معه صحبة بأبي وأمي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني قد رأيت رجالا رأوه ولست أحب أن أفتح
هذا الباب على نفسي أن أكون محدثا أو قاصا أو مفتيا في نفسي شغل عن الناس قلت
أي أخي اقرأ علي آيات من كتاب الله أسمعها منك وأوصني بوصية أحفظها فإني أحبك في
الله قال فأخذ بيدي ثم قال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم قال ربي وأحق
القول قول ربي وأصدق الحديث حديث ربي فقرأ " وما خلقنا السماوات والأرض وما
بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق " إلى قوله " إنه هو العزيز الرحيم " (1) فشهق شهقة
فنظرت إليه وأنا أحسبه قد غشي عليه ثم قال يا هرم بن حيان مات أبوك حيان ويوشك
أن تموت أنت فأما إلى الجنة وإما إلى النار ومات أبوك آدم ويوشك أن تموت وماتت
أمك حواء يا ابن حيان ومات نوح نبي الله ومات إبراهيم خليل الله ومات موسى
نجي الرحمن ومات داود خليفة الرحمن ومات محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم
أجمعين ومات أبو بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومات أخي وصديقي عمر بن الخطاب
فقلت له إن عمر لم يمت قال بلى قد نعاه إلي ربي ونعا إلي ربي وأنا وأنت من
الموتى ثم صلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعا بدعوات خفاف ثم هذه وصيتي إياك كتاب الله
ونعى المرسلين ونعى صالح المؤمنين وعليك بذكر الموت ولا يفارق قلبك طرفة عين
ما بقيت فانذر بها قومك إذا رجعت إليهم وانصح الأمة جميعا وإياك أن تفارق الجماعة
فتفارق دينك وأنت لا تعلم فتدخل النار وادع لي ولنفسك ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه
يحبني فيك وزارني من أجلك فعرفني وجهه في الجنة وادخله علي في دارك دار
السلام واحفظه ما دام في الدنيا حيا وأرضه باليسير واجعله لما أعطيته من

(1) سورة الدخان، من الآية: 38 إلى 42.
433

نعمتك من الشاكرين واجزه عني خيرا ثم قال السلام عليك ورحمة الله وبركاته لا أراك بعد اليوم
يرحمك الله وإني أكره الشهرة والوحدة أعجب إلي لأني كثير الغم ما دمت مع هؤلاء
الناس حيا ولا تسأل عني ولا تطلبني واعلم أنك مني على بال وإن لم أرك وتراني فادع
لي فإني سأدعو لك وأذكرك إن شاء الله انطلق أنت ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا فحرصت أن
أمشي معه ساعة فأبى علي ففارقته وأنا أبكي وبكى فجعلت أنظر في قفاه حتى دخل
بعض السكك ثم سألت عنه بعد ذلك وطلبته فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشئ رحمه الله
وغفر له وما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي في كتابهما عن أبي عثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيبة المفسر
قال وجدت في كتاب جدي الحسن بن جعفر أن السري بن خزيمة السويدي حدثهم
حدثنا إبراهيم بن طارق الكوراني حدثنا الفضيل (1) بن عياض
قال وأنا أبو القاسم الحسن بن محمد أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
الصديق وحدثنا الحسين بن مصعب السنجي (2) حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن
شقيق حدثنا الفضيل بن عياض أنا أبو قرة السدوسي (3) عن سعيد بن المسيب قال
نادى عمر بن الخطاب وهو على المنبر بمنى يا أهل قرن فقام مشايخ فقالوا نحن يا أمير
المؤمنين قال أفي قرن من اسمه أويس فقال شيخ يا أمير المؤمنين ليس فينا من اسمه
أويس إلا مجنون يسكن القفار والرمال لا يألف ولا يؤلف فقال ذاك الذي أعنيه إذا عدتم
إلى قرن فاطلبوه وبلغوه سلامي وقولوا له إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشرني بك وأمرني أن
أقرأ عليك سلامه قال فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في الرمال فأبلغوه سلام عمر
وسلام النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي السلام على رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ثم عاد في أيام
علي فقاتل بين يديه فاستشهد في صفين أمامه فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة من

(1) بالأصل " الفضل " خطأ والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 8 / 421.
(2) ترجمته في سير الأعلام 11 / 413 والسنجي: ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى سنج - بكسر السين -
قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها.
(3) لن نجده، ولعله أبو قرة الأسدي الذي يروي عن سعيد بن المسيب.
434

طعنة وضربة ورمية (1)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد نا تمام
بن محمد نا جمح بن القاسم (2) أنا أبو قصي إسماعيل بن محمد حدثنا زهير بن عباد
حدثنا محمد بن أيوب يعني الرقي عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال
بينما النبي (صلى الله عليه وسلم) بفناء الكعبة إذ نزل عليه جبريل عليه السلام في صورة لم ينزل عليه مثلها
قط فقال السلام عليك يا محمد فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) وعليك السلام ورحمة الله
وبركاته فقال يا محمد إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع فيشفعه الله في عدد ربيعة
ومضر فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك فقال أي حبيبي جبريل ما اسمه وما صفاته
قال أما اسمه فأويس وأما صفته وقبيلته فمن اليمن من مراد وهو رجل أصهب مقرون
الحاجبين أدعج العينين بكفه اليسرى وضح أبيض قال فلم يزل النبي (صلى الله عليه وسلم) يطلبه فلم
يقدر عليه فلما أحتضر النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصى أبا بكر وأخبره بما قال له جبريل في أويس
القرني فإن أنت أدركته فسله الشفاعة لك ولأمتي فلم يزل أبو بكر يطلبه فلم
يقدر عليه فلما أحتضر أبو بكر الصديق أوصى به عمر بن الخطاب وأخبره بما قال له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال يا عمر إن أنت أدركته فسله الشفاعة لي ولك ولأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) فلم
يزل عمر يطلب حتى كان آخر حجة حجها عمر وعلي بن أبي طالب فأتيا رفاق اليمن
فنادى عمر بأعلى صوته يا معشر الناس هل فيكم أويس القرني أعاد مرتين فقام شيخ
من أقصى الرفاق فقال يا أمير المؤمنين نعم هو ابن أخ لي هو أخمل أمرا وأهون ذكرا
من أن يسأل مثلك فأطرق عمر طويلا حتى أن الشيخ ظن أنه ليس من شأنه ابن أخيه
قال عمر أيها الشيخ ابن أخيك في حرمنا هذا قال الشيخ هو في وادي أراك عرفات
قال فركب عمر وعلي على حماريهما حتى أتيا وادي أراك عرفات فإذا هما
برجل كما وصفه جبريل للنبي (صلى الله عليه وسلم) أصهب مقرون الحاجبين أدعج العينين رام بذقنه على
صدره شاخص ببصره نحو موضع سجوده قائم يصلي وهو يتلو القرآن فدنيا منه فقالا
له لما فرغ السلام عليك ورحمة الله فقال لهما وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته
فقال له عمر من أنت يا عبد الله قال أنا عبد الله بن عبد الله فقال له علي قد علمنا
أن أهل السماوات والأرض كلهم عبيد الله قال أنا راعي الإبل وأجير القوم فقال له

(1) الخبر نقله في سير أعلام النبلاء 4 / 32.
(2) زيادة لازمة عن م.
(3) زيادة عن م.
435

علي لسنا عن هذا سألناك من رعيتك وإجارتك إنا نسألك بحق حرمنا هذا إلا أخبرتنا
باسمك الذي سماك به أبوك قال أنا أويس القرني فقال له يا أويس إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر أن بكفك اليسرى وضحا أبيض فأوضح لنا فيه فأراهما يده فأقبل علي وعمر
يقبلانه فقال علي يا أويس إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر أنك سيد التابعين وأنك تشفع
فيشفعك الله في عدد ربيعة ومضر فقال لهما أويس فعسى أن يكون ذلك غيري قال له
علي قد أيقنا أنك أنت هو حقا يقينا قال فرفع أويس يده إلى (1) السماء ثم قال إن
هذين ابنا عمي يحباني فيك فاغفر لهما وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات ثم إن عمر قال له أين الميعاد بيني وبينك إني أراك رث الحال
حتى آتيك بكسوة ونفقة من رزقي فقال له أويس هيهات هيهات إن بيني وبينك عقبة
كؤودا لا يجاوزها إلا كل ضامر عطشان مهزول ما ترى يا عمر إن علي طمرين من صوف
ونعلين مخصوفتين ولي نفقة ولي على القوم حساب قال متى آكل هذا وإلى متى يبلى
هذا فأخرج عمر الدرة من كمه ثم نادى يا معشر الناس من يأخذ الخلافة بما فيها فقال له
أويس من جدع الله أنفه يا أمير المؤمنين فقال له عمر والله ما بكيت مصرا ولا كلمت به
ذميا ولا أكلت بها حمى أرض قال أويس جزاك الله خيرا عن هذه الأمة وأنت يا علي
فجزاك الله خيرا عن هذه الأمة تعيشان حميدين وتموتان فقيدين فقالا له أوصنا بحياتك
يرحمك الله فقال لهما أويس أوصيكما بتقوى الله والعمل بطاعته والصبر على ما
أصابكما فإن ذلك من عزم الأمور وأوصيكما أن تلقيا هرم بن حيان فتقرئاه مني السلام
وخبراه أني أرجو أن يكون رفيقي في الجنة قال فودعاه ولم يزل (2) عمر وعلي رضي الله
عنهما (3) يطلبان هرم بن حيان فبينما هما ماران (4) في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا هما بهرم بن
حيان قائم يصلي فانتظراه فلما انصرف سلما عليه فرد عليهما السلام ثم قال لهما من
أين جئتما قالا جئنا من عند أويس القرني وهو يقرئك السلام وهو يقول لك إني أرجو
أن تكون رفيقي في الجنة
قال فلم يزل هرم بن حيان في طلب أويس فبينما هو بالكوفة مار على شاطئ

(1) زيادة لازمة عن م.
(2) بالأصل: ولم يزال وفي م: ولم يزالا.
(3) بالأصل وم: عنه.
(4) بالأصل وم: مارين.
436

الفرات إذ هو برجل أصهب مقرون الحاجبين أدعج العينين يغسل طمرين له من صوف
فدنا منه هرم بن حيان فقال السلام عليك ورحمة الله يا أويس فأجابه بمثل ذلك من
السلام وقال له يا هرم بن حيان قال له هرم كيف الزمان عليك قال له أويس كيف
الزمان على رجل إذا أصبح يقول لا أمسي ويمسي يقول لا أصبح يا أخا مراد إن الموت
وذكره لم يترك للمؤمنين فرحا وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يترك للمؤمن
صديقا فقال له هرم يا أويس أما معرفتك أن عمر وعليا وصفاك لي فعرفتك بصفتهما
فأنت فمن أين عرفتني قال له أويس إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله
ائتلف وما تناكر في الله اختلف قال له أويس يا هرم أتل علي (1) آيات من كتاب الله عز
وجل فتلا عليه هذه الآية " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين " (2) قال فخر
أويس مغشيا عليه فلما أفاق قال له هرم إني أريد أن أصحبك وأكون معك فقال له
أويس لا يا هرم ولكن إذا مت فكفنني وتدفنني ثم إنهما افترقا ولم يزل هرم بن حيان
في طلب أويس حتى دخل مدينة من مدائن الشام يقال لها دمشق فإذا هو برجل ملفوف
في عباءة له ملقى في صحن المسجد فدنا منه فكشف منه العباءة عن وجهه فإذا هو بأويس
قد توفي فوضع يده على أم رأسه ثم قال وآخاه هذا أويس القرني مات ضائعا فقالوا له
من أنت يا عبد الله ومن هذا فقال أما أنا فهرم بن حيان المرادي وأما هذا فأويس
القرني ولي الله قالوا فإنا قد جمعنا له ثوبين نكفنه فيهما فقال لهم هرم ما له بثمن
ثويبكم حاجة ولكن يكفنه هرم بن حيان من ماله قال فضرب هرم بيده إلى مزود أويس
فإذا هو بثوبين لم يكن له بهما عهد عند رأس أويس على أحدهما مكتوب بسم الله
الرحمن الرحيم براءة من الله الرحمن الرحيم لأويس القرني من النار وعلى الآخر
مكتوب هذا كفن لأويس القرني من الجنة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد حدثنا أبو الوليد
الحراني يعني وهب بن حفص حدثنا عمر بن الحفص بن عمر حدثنا الحكم بن

(1) بالأصل: عليهم والمثبت عن م.
(2) سورة الدخان، الآية: 38.
(3) زيادة لازمة عن م.
437

أبان عن عثمان بن حاضر عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سيكون في أمتي رجل
يقال له أويس بن عبد القرني وإن شفاعته في أمتي مثل ربيعة ومضر [* * * *]
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو المظفر محمود بن جعفر وأبو الطيب
محمد بن أحمد بن إبراهيم قالا أنا أبو علي بن البغدادي حدثنا عمي أبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن سليمان حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الطنافسي
حدثنا مقاتل بن محمد حدثنا سهل بن سليمان حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
عن أبيه عن جده أسلم عن ابن الخطاب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يدخل الجنة بشفاعة
رجل من أمتي يقال له أويس فئام من الناس [* * * *]
أنبأنا أبو القاسم النسيب حدثنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو صالح أحمد بن
عبد الملك المؤذن النيسابوري وأنبأنيه أبو سعد بن أبي صالح عن أبيه أنا عبد الله بن
يوسف بن محمد بن أحمد بن مخلد المروزي بمكة حدثنا عمران بن موسى القرشي
بمصر حدثنا زهير بن عباد حدثني محمد بن أيوب الرقي عن مالك بن أنس عن
نافع عن ابن عمر قال بينا النبي (صلى الله عليه وسلم) بفناء (1) الكعبة إذا نزل عليه جبريل في صورة لم ينزل
عليه في مثلها قط فقال السلام عليك يا محمد فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) وعليك السلام ورحمة
الله وبركاته فقال يا محمد سيخرج من أمتك رجل يشفع فيشفعه الله عز وجل في عدد
ربيعة ومضر فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك قال النبي (صلى الله عليه وسلم) حدثني يا جبريل ما اسمه
وما صفته قال أما اسمه أويس القرني وأما صفته ونسبه فمن اليمن من مراد لم نكتبه
إلا من هذا الوجه [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس أحمد بن زياد الفقيه بالدامغان (2) حدثنا محمد بن أيوب أنا أحمد بن
عبد الله بن يونس حدثنا أبو بكر بن (3) عياش عن هشام عن الحسن قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر قال هشام

(1) بالأصل " بنفا " والصواب ما أثبت.
(2) الدامغان: بلد كبير بين الري ونيسابور، وهو قصبة قومس (معجم البلدان).
(3) بالأصل " عن " خطأ والمثبت عن م.
438

أخبرني حوشب عن الحسن أنه أويس القرني قال أبو بكر بن عياش (1) فقلت لرجل
من قومه أويس بأي شئ بلغ هذا قال بفضل الله يؤتيه من يشاء
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو يعلى بن الفراء أنا ابن عبد الله الدقاق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور حدثنا أبو طاهر
المخلص قالا أنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن زياد أبو روح البندي حدثنا أبو
شهاب عن يونس بن عبيد عن الحسن قال يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر
من ربيعة ومضر قال أبو روح وحدث أبو شهاب عن فضيل عن هشام عن الحسن
قال أويس في حديث ابن الفراء قال هو أويس القرني
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا
أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري نا محمد بن عبد السلام حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أنا عبد الوهاب (3) الثقفي حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن
أبي (4) الجدعاء أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي
أكثر (5) من بني تميم [* * * *]
قال الثقفي قال هشام بن حسان كان الحسن يقول إنه أويس القرني رواه غيره
عن الثقفي ولم يذكر أويسا
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي حدثنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد (6) بن زريع [* * * *]
قال وحدثني سويد بن سعيد حدثنا عبد الوهاب الثقفي جميعا عن خالد عن
عبد الله بن شقيق قال جلست إلى رهط أنا رابعهم فإذا رجل يحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليدخلن الجنة رجل من أمتي أكثر من بني تميم [* * * *] قلنا يا رسول الله

(1) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م. (2) دلائل النبوة للبيهقي 2 / 378.
(3) عن البيهقي وبالأصل " عبد الله " وفي م: عبد الوهاب.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن البيهقي.
(5)
(6) زريع بتقديم الزاي، وإعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
انظر ترجمته في سير الأعلام 8 / 296.
439

سواك قلنا أنت سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال فسألت عنه بعدما قام
فقالوا هذا ابن أبي الجدعاء اللفظ لابن زريع [* * * *] (1)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (2) بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال جلست إلى رهط
أنا رابعهم بإيلياء فقال أحدهم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ليدخلن الجنة بشفاعة
رجل من أمتي أكثر من بني تميم قلنا سواك يا رسول الله قال سواي قلت أنت
سمعته قال نعم (3) قلت أنت سمعته قال نعم فلما قام قلت من هذا قالوا ابن
أبي الجدعاء [* * * *]
أخبرنا أبو بكر صديق بن عثمان بن إبراهيم الديباجي التبريزي أنا أبو الخطاب
نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر (4) أنا أبو الحسن (5) محمد بن أحمد بن رزقويه
أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن سنان بن يزيد القزاز حدثنا
عبد الله بن تمام أبو عاصم حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن ابن أبي
الجدعاء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني
تميم قال رجل يا رسول الله سواك قال سواي [* * * *] كذا قال والصواب عبيد الله بن
تمام بزيادة ياء
أخبرنا أبو عبد الله (7) الخلال أنا أبو طاهر بن (6) محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أحمد بن الحسين الجوادي الموصلي حدثنا سعيد بن المغيرة الموصلي
حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان الثوري عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن

(1) زريع بتقديم الزاي، وإعجامها غير واضح بالأصل.
انظر ترجمته في سير الأعلام 8 / 296.
(2) مسند الإمام أحمد ج 3 / 469 - 470.
(3) كذا وردت مكررة بالأصل، وذكرت مرة واحدة في مسند أحمد.
(4) ترجمته في سير الأعلام 19 / 46 (29) وبالأصل " ابن النظر " والصواب ابن البطر وفي م: ابن البظر.
(5) ترجمته في سير الأعلام 17 / 258 وبالأصل " وأبو الحسين بن محمد " خطأ والصواب ما أثبت، انظر
ترجمة ابن البطر وفي م: " أبو الحسين محمد ".
(6) زيادة لازمة.
(7) سقط لفظ الجلالة من الأصل وأضيف عن م.
440

سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل الجنة من أمتي أكثر من
بني تميم [* * * *]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا
الحسين بن الحسن أنا يزيد بن زريع أنا داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس عن
الحارث بن قيس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من مسلمين يموت لهما أربعة إلا أدخلهما
الله الجنة بفضل رحمته قال يا رسول الله والثلاثة قال والثلاثة قالوا يا رسول الله
واثنان قال واثنان قال وإن من أمتي من يعظم النار حتى يكون أحد زواياها وإن من
أمتي لمن يدخل الله عز وجل بشفاعته أكثر من مضر [* * * *]
أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد بن ينال الترك أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن
إبراهيم حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن الهيثم المذكر أنا أبو بكر محمد بن
علي بن الجارود حدثنا أبو سيار محمد بن عبد الله بن المستور حدثنا الحسن بن
بشر حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أبي المليح عن وائلة بن الأسقع
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل الجنة بشفاعة رجل أكثر من بني تميم [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا أبو علي أحمد بن إبراهيم الموصلي نا أبو اليمان عن
جرير عن عبد الرحمن قال سمعت أبا أمامة يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليدخلن
الجنة بشفاعة رجل وليس بنبي الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر قال قائل يا
نبي الله ما ربيعة من مضر فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا أقول ما أقول [* * * *]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني أنا منصور بن الحسين بن علي
وأحمد بن محمود بن أحمد قالا أنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أحمد بن إبراهيم بن
أبي يحيى المدني حدثنا عمر بن علي أبو حفص حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد
حدثنا خالد عن عبد الله بن أبي الجدعاء أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ليدخلن الجنة
بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قالوا يا رسول الله سواك قال سواي
وهذه الأحاديث تقوي ما تقدم من إثبات شفاعة أويس القرني [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
441

حدثنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي حدثنا أبو نعيم حدثنا شريك عن يزيد بن أبي
زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم
أويس القرني قالوا نعم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن من خير التابعين أويس
القرني [* * * *]
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب
حدثنا العباس بن محمد حدثنا أبو نعيم حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لما كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية
أصحاب علي فيكم أويس القرني قالوا نعم فضرب دابته حتى دخل معهم وقال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول خير التابعين أويس القرني [* * * *]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (3) أنا مسلم بن إبراهيم
حدثنا سلام بن مسكين حدثني رجل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خليلي من هذه الأمة
أويس القرني [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنا عبد الله بن محمد بن
الحسن حدثنا عبد الله بن هشام حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال
كان (4) عمر بن الخطاب إذا لقي رجلا من التابعين أن يأمره أن يستغفر له
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية حدثنا

(1) حلية الأولياء 2 / 86 ومسند الإمام أحمد 3 / 480 واللفظ لأحمد، وفيه " أويسا " بدل " أويس ".
(2) دلائل النبوة للبيهقي 2 / 378.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 163.
(4) بالأصل وم " أبو " ولعل الصواب ما أثبت.
442

يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين أنا عبد الله بن المبارك انا جعفر بن حيان
أنا أبو نضرة العبدي عن أسير بن جابر قال كنا نجلس في مجلس في تلك المجالس
ويجلس معنا أويس فاحسب جعفرا ذكر من صفته فإذا حدث هو أصاب حديثه من قلوبنا ما
لا يصيب من حديث غيره قال فسأل عنه عمر بن الخطاب وقد أقدموا عليه هل سقط
إليكم رجل من قرن من أمره فقال رجل لأويس ذكرك أمير المؤمنين فلم يذكر لنا ذلك
فقال ما كان في ذكره ما أتبلغ به إليكم قال فأخذ عليكم عهدا أو ميثاقا إلا تحدث به غيره
قال وأنا عبد الله بن المبارك أنا عيسى بن عمر حدثنا عمر بن مرة قال لما
لقيه عمر وظهر عليه هرب فما رؤي حتى مات قال أبو محمد بن صاعد أسانيد أحاديث
أويس صحاح رواها الثقات عن الثقات وهذا الحديث منهما وهذا تسميه أهل البصرة
يسير بن جابر ويسميه أهل الكوفة يسير بن عمرو وله صحبة (1)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني
أنا أحمد بن علي بن العطار أنا علي بن أحمد بن عمرو حدثنا محمد بن منصور حدثنا
عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار حدثنا جعفر بن سليمان عن إبراهيم بن عيسى
اليشكري قال قال أويس القرني لأعبدن الله في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء
قال فكان إذا استقبل الليل قال يا نفس الليلة القيام فيصف قدميه حتى يصبح ثم
يستقبل الليلة الثانية فيقول يا نفس الليلة الركوع فلا يزال راكعا حتى يصبح ويستقبل
الليلة الثالثة (2) فيقول يا نفس الليلة السجود فلا يزال ساجدا حتى يصبح
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي وغيرهما في كتبهم عن أبي
عثمان الصابوني أنا أبو القاسم بن حبيب المفسر أنا أبو القاسم منصور بن العباس
حدثنا محمد بن إبراهيم بن خالد حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عبد الرحمن بن
صالح الأزدي حدثنا سعيد بن عبد العزيز الربيع عن يسير بن ذعلوق عن بكر بن
ماعز عن الربيع بن خثيم قال أتيت أويس القرني فوجدته جالسا يصلي الفجر فقلت
لا أشغله عن التسبيح فمكث مكانه ثم قام إلى الصلاة حتى صلى الظهر ثم قام إلى الصلاة
فقلت لا أشغله عن العصر فصلى العصر ثم صلى المغرب فقلت لا بد له من أن يرجع

(1) انظر الخلاف حول اسمه ترجمته في تهذيب التهذيب 11 / 378.
(2) عن مختصر ابن منظور 5 / 89 وبالأصل وم " القبلة ".
443

فيفطر فثبت مكانه حتى صلوا العشاء الآخرة فقلت لعله يفطر بعد العشاء الآخرة
فثبت مكانه حتى صلى الفجر ثم جلس فغلبته عيناه فانتبه وقال اللهم إني أعوذ بك من
عين نوامة ومن بطن لا يشبع فقلت حسبي ما عاينت منه فرجعت
وكان أويس يقول هذه ليلة الركوع فيحيي الليل كله في ركعة ويقول هذه ليلة
السجود فيحيي الليل كله في سجدة
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد
حدثنا الحسن بن محمد حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم حدثنا سعيد بن أسد بن
موسى حدثنا ضمرة بن ربيعة عن أصبغ بن زيد قال كان أويس القرني إذا أمسى
يقول هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود
فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب (2) ثم
يقول اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي أنا عبد الكريم بن
عبد الرزاق الحسناباذي أنا منصور بن الحسين بن علي الكاتب أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت رافع بن حفص الهذلي
يقول كان أويس القرني إذا جنه الليل يقول اللهم إني أبرأ إليك من كل كبد جائعة ومن
كل بدن عار (3) اللهم إني لا أملك إلا ما ترى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
العباس السياري حدثنا عبد الله بن علي الغزال حدثنا علي بن الحسن بن سفيان
حدثنا عبد الله بن المبارك أنا يزيد بن يزيد البكري قال قال أويس القرني كن في أمر
الله كأنك فقدت (4) الناس كلهم
قال وأنا عبد الله بن المبارك أنا سفيان الثوري قال كان لأويس القرني رداء إذا
جلس مس الأرض وكان يقول اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة وجسد عار (3)

(1) حلية الأولياء 2 / 87 وسير أعلام النبلاء 4 / 30.
(2) السير: والشراب.
(3) بالأصل " فقلت " وفي م: " قتلت " ولعل الصواب ما أثبت.
(4) بالأصل وم: عاري.
444

وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم
وعبد الله بن محمد أبو طاهر الكيال قالا أنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي حدثنا
محمد بن يعقوب بن يوسف حدثنا محمد بن سفيان حدثنا أبو عاصم النبيل عن
النجم بن فرقد قال قال أويس القرني اللهم إني أبرأ إليك من كل كبد جائعة فإنه ليس
لي إلا ما في بطني (1) اللهم إني أبرأ إليك من كل جنب عار فإنه ليس لي إلا ما على جنبي
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي أنا يحيى بن
إسماعيل أنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع حدثنا سفيان
حدثني قيس بن يسير بن عمرو عن أبيه أن أويس القرني عري مرة فكساه أبي فقيل قال
وكان أويس يقول اللهم لا تؤاخذني بكل كبد جائعة أو جسد عار
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا
أحمد بن زياد الفقيه بالدامغان حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن يونس حدثنا
أبو الأحوص حدثني صاحب لنا قال (2) جاء رجل من مراد إلى أويس القرني فقال
السلام عليكم قال وعليكم قال كيف أنتم يا أويس قال فحمد الله قال كيف
الزمان عليكم قال لا تسأل رجلا (3) إذا أمسى لم ير أنه يصبح وإذا أصبح لم ير أنه
يمسي يا أخا مراد إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا يا أخا مراد إن عرفان المؤمن بحقوق الله
لم يبق له فضة ولا ذهبا يا أخا مراد إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا والله إنا
لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداء ويجدون على ذلك من
الفاسقين أعوانا حتى والله لقد يقذفون بالعظائم (4) وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقول (5)
بالحق هذا الرجل الذي لم يسم في هذه الرواية اسمه وهيب
أخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر انا أبو

(1) بالأصل " بطن ".
(2) انظر طبقات ابن سعد 6 / 164 - 165.
(3) بالأصل وم: " رجل ".
(4) عن ابن سعد، رسمها بالأصل غير واضح وفي م: بالعظايم.
(5) ابن سعد: أن أقول لله بالحق.
445

عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف العلاف أنا الحسين بن صفوان البردعي حدثنا أبو
بكر بن أبي الدنيا حدثنا وهب بن منصور الوراق حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم
عن وهيب قال جاء رجل إلى أويس القرني فقال السلام عليكم فقال وعليكم قال
كيف أنتم يا أويس قال فحمد الله قال كيف الزمان عليكم قال ما دنيا رجل إذا أصبح
لم ير انه يمسي وإذا أمسى (1) لم ير أنه يصبح قال فيبشر بجنة أو بنار يا أخا مراد إن
الموت لم يبق فرحا يا أخا مراد قيام المؤمن بحقوق الله لم يبق له ذهبا ولا فضة يا أخا
مراد قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن
المنكر فيأمرنا (2) بالعظائم ويتخذونا أعداء ويجدون على ذلك أعوانا وأيم الله لا يمنعني
ذلك أن نقوم لله عز وجل بحق
وقد روي عن أويس من وجه آخر أخبرناه أبو عبد الله الخلال حدثنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن شبيب بن عبد الله بن شبيب الضبي إمام جامع أصبهان إملاء
حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن الهيثم الواعظ حدثنا أبو عيسى المافروخي واسمه
محمد بن عبد الله بن عيسى بن العباس حدثنا أبو خالد القرشي حدثنا أبو عاصم
حدثنا النجم بن فرقد عن عبادة بن المغيرة قال جاء رجل من مراد إلى أويس القرني
فقال السلام عليكم يا أويس كيف أنت قال وكيف على رجل إن أصبح ظن أن لن
يمسي وإن أمسى ظن أن لن يصبح مبشرا بجنة أم بنار يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يدع
لمؤمن في الدنيا فرحا وإن علم المؤمن بالله لم يدع لمؤمن ذهبا ولا فضة وإن قيام
المؤمن في الناس بالحق لم يدع له فيهم صديقا وأيم الله ما يمنعنا ذلك من أن نأمرهم
بالمعروف وننهاهم عن المنكر ويشتمون أعراضنا ويجدون على ذلك من الفاسقين
أعوانا
أنبأنا أبو علي الحداد وأنا أبو نعيم الحافظ (3) حدثنا محمد (4) بن جعفر حدثنا محمد بن جرير حدثنا محمد
بن حميد حدثنا زافر بن سليمان عن شريك عن جابر

(1) زيادة عن الرواية السابقة.
(2) في مختصر ابن منظور 5 / 90 فيرمونا.
(3) حلية الأولياء 2 / 83 وسير أعلام النبلاء 4 / 30.
(4) بالأصل وم " مخلد " والمثبت عن الحلية.
446

عن الشعبي قال مر رجل من مراد على أويس القرني فقال كيف أصبحت قال
أصبحت أحمد الله قال كيف الزمان عليك قال كيف الزمان على رجل أن أصبح ظن
أنه لا يمسي وإن أمسى ظن أنه لا يصبح فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار يا أخا مراد إن
الموت وذكره لم يترك (1) لمؤمن فرحا وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا
وإن قيامه لله بالحق لم يترك له صديقا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
عمر بن السماك حدثنا الحسن بن عمر وقال سمعت بشر بن الحارث يقول قال
أويس لا يقال (2) هذا الأمر حتى تكون كأنك قتلت الناس أجمعين
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (3) أنا أحمد بن محمد بن
أحمد بن عمر بن الحسن بن النفور وأبو علي محمد بن وشاح [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور قالوا أنا عيسى بن
علي حدثنا القاضي أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب حدثنا أبو السكين زكريا بن
يحيى بن عمر الطائي حدثني شريح يعني ابن مسلم العابد الضرير وجعفر بن حميد
زنبقة مولى أم سلمة قالا جميعا حدثنا أبو سلامة وهيب بن أبي الشعثاء قال قدم هرم بن
حيان الكوفة فسأل عن أويس فقيل له هو يألف موضعا من الفرات يقال له العريض بين
الجسر والعاقول ومن صفته كذا فمضى هرم حتى وقف عليه فإذا هو جالس ينظر إلى
الماء ويفكر وكانت عبادة أويس الفكرة فقال هرم السلام عليك يا أويس القرني قال
وعليك السلام يا هرم بن حيان العبدي قال له هرم رحمك الله أنت وصفت لي فعرفتك
بصفتك وأنت كيف عرفتني قال عرفت روحي روحك ثم ذكر له الحديث الذي جاء
إن الأرواح أجناد مجندة فقال له هرم يا أويس أوصني فقرأ عليه آيات من آخر حم
الدخان من قوله " إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين " (4) حتى ختمها ثم قال له يا هرم احذر
ليلة صبيحتها القيامة ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك ما زاده عليه

(1) الحلية: " لم يدع " والأصل كالسير.
(2) في المختصر: لا ينال.
(3) بالأصل " المحلي " والمثبت والضبط عن التبصير.
(4) سورة الدخان، الآية 40.
447

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
أحمد بن يوة (1) أبو الحسن اللبناني (2) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد هو
ابن الحسين بن أبي جعفر حدثنا بقية بن الوليد حدثني سعيد بن علي القرشي حدثني
شيخ من أهل مكة يكنى أبا عبد الله عن هرم بن حيان العبدي أنه أتى أويس بن عامر
القرني فوجده يغسل ثيابه بالطين على شاطئ الفرات قال فعرف كل واحد منهما صاحبه
بالنعت فوعظه يومئذ موعظة فكان فيما قال يا هرم بن حيان توسد الموت إذا نمت
واجعله أمامك إذا قمت ولا تنظر في صغر ذنبك ولكن أنظر من عصيت فإن صغرت
ذنبك فقد صغرت الله وإن عظمت ذنبك فقد عظمت
قال وحدثنا وهب بن منصور حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم بن سليم عن
وهيب قال قال أويس القرني إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (3) أنا الفضل بن
دكين حدثنا سيف بن هارون البرجمي عن منصور (4) بن مسلم بن شابور حدثني شيخ
من بني حرام عن هرم بن حيان العبدي قال قدمت من البصرة فلقيت أويس (5) القرني
على شط الفرات بغير حذاء فقلت كيف أنت يا أخي كيف أنت يا أويس فقال لي كيف أنت
يا أخي فقلت حدثني قال إني أكره أن أفتح هذا الباب يعني على نفسي أن أكون
محدثا أو قاصا أو مفتيا ثم أخذ بيدي فبكى قال فقلت فاقرأ علي قال أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين "
انه هو السميع العليم (6) قال فغشي عليه ثم أفاق قال الوحدة أحب إلي
أخبرنا القاسم بن السوسي أنا سهل بن بشر انا طرفة بن أحمد الحرستاني (7)

(1) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن م والضبي عن التبصير.
(2) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن التبصير 4 / 1501 وفي م: النسائي.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 165.
(4) ابن سعد: منصور عن مسلم بن سابور.
(5) ابن سعد: أويسا.
(6) سورة الدخان، من الآية الأولى إلى الآية 6.
(7) هذه النسبة إلى حرستا، قرية على باب دمشق قريبة منها.
448

أنا (1) عبد الوهاب بن الحسن انا أبو الجهم حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال
سمعت أبا عبد الله النباجي (2) قال قال هرم بن حيان لأويس القرني صلنا بالزيارة
فقال له أويس قد وصلتك بما هو خير من الزيارة واللقاء بالدعاء بظهر الغيب إن الزيارة
واللقاء يعني ينقطعان والدعاء يبقى ثوابه أو كما قال
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر انا الفضل بن يحيى أنا أبو محمد بن أبي
شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر حدثنا محمد بن نصر حدثني محمد بن يحيى
الأزدي حدثني محمد بن إبراهيم حدثني شعيب بن حرب قال قال رجل لأويس
القرني أصبحك أستأنس بك فقال سبحان الله ما كنت أرى أحدا يعبد الله أو قال يعرف
الله يستوحش مع الله قال فإن تأمرني أن أنزل فأومأ بيده نحو الشام قال فكيف
بالمعيشة فقال أويس أيخالط هذه القلوب شك ما تنتفع معه موعظة
قال وحدثنا محمد بن نصر حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن
قيس بن يسير (3) بن عمرو عن أبيه قال كسوت أويس القرني ثوبين من العري
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه ومحمد بن أحمد بن علي السمسار
قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد حدثنا الحسين بن إسماعيل
المحاملي حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان بن
أسير بن عمرو عن أبيه قال كسوت أويسا القرني ثوبين من العري كذا قال سفيان بن
أسير والصواب سفيان عن قيس بن يسير كما تقدم
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي
أنا أحمد بن محمد بن عبيد قراءة [* * * *] وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد أنا أبو
الحسن علي بن محمد بن خزفة (4) قالا أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني
حدثنا أبو بكر بن أبي الخيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد أنا الجريري

(1) زيادة لازمة.
(2) اسمه سعيد بن بريد النباجي أحد عباد الله الصالحين، وهذه النسبة النباجي إلى نباج قرية في بادية البصرة
على النصف من طريق مكة (الأنساب).
(3) في الحلية 2 / 84: " بشير " والأصل مثل ابن سعد 6 / 164.
(5) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م والضبط عن التبصير 1 / 429.
449

عن أبي نضرة عن أسير بن جابر أنا أويس القرني كان إذا حدث يقع حديثه من قلوبنا
موقعا حديث غيره
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي أنا علي بن أحمد بن
محمد الواحدي أنا أبو القاسم بن عبدان حدثنا محمد بن عبد الضبي أخبرني
الحسن بن حليم المروزي حدثنا أبو الموجه أنا عبدان أنا ابن المبارك حدثنا
جعفر بن سليمان عن أبي نضرة العبدي عن أسير بن جابر عن أويس القرني قال لم
يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضاء من الله الذي قضى " شفاء
ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن
عبد الله بن أبي صادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه
الشيرازي (2) حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا
أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول لما حج أويس القرني دخل
المدينة فلما وقف على باب المسجد قيل له هذا قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فغشي عليه فلما أفاق
قال أخرجوني فليس ببلدي بلدة محمد (صلى الله عليه وسلم) فيها مدفون
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن الحسين حدثنا
عبيد بن إسحاق الضبي حدثنا العلاء بن ميمون عن الحكم بن عتيبة قال قرأ (3) أويس
القرني على قصار في يوم شديد البرد فرحمه أويس وجعل يبكي فنظر إليه القصار فقال
له يا أويس ليت تلك الشجرة لم تخلق قال فما سمع جواب أسرع منه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن
العتيقي
أخبرنا أبو علي البجلي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالا أنا
الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي

(1) سورة الأسراء، الآية: 82.
(2) ترجمته في سير الأعلام 17 / 544 (363).
03) في مختصر ابن منظور 5 / 90 " مر ".
450

حدثني أبي أحمد (1) قال أويس كوفي تابعي من خيار التابعين وعبادهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا محمد بن علي بن
محمد بن علي بن محمد الخشاب أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي أنا
محمد بن عبد الرحمن الدغولي (2) قال سمعت محمد بن عبد الله بن قهذان يقول
حدثنا وهب بن زمعه عن سفيان بن عبد الملك قال قال عبد الله هو ابن المبارك
أصبت حديث أويس القرني وهرم بن حيان وأنا إسناده عن أسلم أبي مرية فطمعت فيه فقلت
لإنسان أكتبه فكتبه فسألته عنه فما وجدت له أصلا كذا قال والصواب عن أسلم عن أبي
مرية واسمه عبد الله بن عمرو العجلي وأسلم الراوي عنه عجلي أيضا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا العباس محمد الدوري حدثنا قراد
أبو نوح حدثنا [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل أنا أبي نا أبو نوح أنا شعبة
قال سألت عمرو بن مرة وأبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أبو الحسن
العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي حدثنا
محمد بن علي بن زيد حدثنا الحسن يعني ابن علي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا
شعبة قال سألت عمرو بن مرة (3) عن أويس القرني فلم يعرفه قال زيد وكان أويس
من عشيرته
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا الحسين بن
أحمد بن فهد أنا أبو يعلى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال سألت عمرو بن مرة
قلت أخبرني عن أويس القرني تعرفونه فيكم قال لا إن لم يعرفه عمرو بن مرة فقد عرفه
غيره وأمر أويس مشهور فلا معنى لهذا القول

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 74.
(2) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى دغول، اسم رجل.
(3) سقطت من الأصل، وأضيفت عن م.
451

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1) وابن (2) المهتدي ح
وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن
علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم
الهيثم بن عدي قال أويس بن عمرو المرادي وهو القرني في زمن عمر بن الخطاب
يعني مات
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا خيثمة بن سليمان حدثنا إسحاق بن سيار (3) حدثنا الكوفي عن شريك عن
يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى قال نادى مناد يوم صفين أفي القوم أويس قال
فوجد في قتلى علي
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن
عبد الحميد حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
نادى مناد يوم صفين أفي القوم أويس القرني فوجد في قتلى علي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن (4) عدي حدثنا محمود بن محمد الواسطي حدثنا زحمويه (5
حدثنا
سنان بن هارون عن حمزة الزيات حدثني يسير (6) قال سمعت زيد بن علي يقول قتل
أويس القرني يوم صفين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنا

(1) بالأصل " المحلي " والصواب ما أثبت وضبط، عن التبصير.
(2) بالأصل " بن " بدون " واو " خطا وفي م: أنا أبو الحسين بن المهتدي.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، ترجمته في سير الأعلام 13 / 194 وفيها: حدث عنه... وخيثمة بن سليمان.
(4) الكامل في الضعفاء 1 / 412.
(5) اسمه زكريا بن يحيى بن صبيح بن راشد الواسطي انظر لسان الميزان 2 / 484 والاكمال لابن ماكولا 4 / 179.
وسير الأعلام 11 / 446 و 498.
(6) في ابن عدي: بشر وفي م: سير.
452

محمد بن عبد الله بن خميروية (1) حدثنا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن
عمار قال ذكر عند المعافى بن عمران وأنا حاضر أن أويس قتل في الرجالة مع علي
بصفين فقال معافى ما حدث بهذا الأمر أعرج فقال له عبد ربه الواسطي يا أبا مسعود
حدثني به شريك بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
فسكت
حدثنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار عن عثمان لفظا وأبو الحسن
علي بن سهل بن محمد بهراة وأبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن عمر قراءة
بأرجان (2) قالوا أنا نجيب بن ميمون بن سهل حدثنا منصور بن عبد الله بن خالد
قال سمعت أحمد بن هشام بن حميد يقول سمعت أحمد بن عبد الجبار يقول سمعت
أبا بكر بن عياش يقول مات أويس القرني بسجستان فوجد معه أكفان لم يكن معه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو
القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن الصواف حدثنا (3)
عثمان بن أبي شيبة قال الذي سمعنا في الحديث أن أويسا شهد مع علي صفين وبها
قتل
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن الخلعي (4) أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي قال سمعت
محمد بن زكريا الغلابي يقول سمعت رجلا يقول لابن عائشة تزعمون أن أويسا (5) لم يكن مع علي فقال ابن عائشة فإنما خير
أويس أو علي وقد روي في موته خلاف ذلك
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي في كتابيهما عن أبي عثمان
الصابوني أنا أبو القاسم بن حبيب حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن المأمون بن أحمد
بهراة حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا يحيى بن الحجاج المنقري عن

(1) بالأصل بالحاء المهملة خطا.
(2) ضبطت عن ياقوت، والعجم يسمونها أرغان، مدينة كبيرة كثيرة الخير، بينها وبين شيراز ستون فرسخا، وبينها وبين سوق الأهواز ستون فرسخا.
(3) سقطت من الأصل وفي م: نا.
(4) ضبطت عن الانسان والتبصير (5) بالأصل وم " أويس ".
453

هشام عن قتادة عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل بشفاعة رجل من أمتي
الجنة أكثر من ربيعة ومضر ما اسمى لكم ذلك الرجل قالوا بلى قال ذاك أويس
القرني ثم قال يا عمر إن أدركته فاقرئه مني السلام وقل له حتى يدعو لك وأعلم أنه كان به
وضح فدعا الله عز وجل فرفع عنه ثم دعاه فرئي عليه بعضه [* * * *]
فلما كان في خلافة عمر وهو بالموسم قال ليجلس كل رجل منكم إلا من كان من
قرن فجلسوا إلا رجلا فدعاه فقال هل تعرف فيكم رجلا اسمه أويس قال وما تريد منه فإنه
رجل لا يعرف يأوي الخربات لا يخالط الناس فقال اقرئه مني السلام وقل له حتى
يلقاني فأبلغه الرجل رسالة عمر فقدم عليه فقال له عمر أنت أويس فقال نعم يا أمير
المؤمنين فقال صدق الله ورسوله هل كان بك وضح فدعوت الله فرفعه عنك ثم دعوته
فرد عليك بعضه فقال نعم من أخبرك به فوالله ما أطلع عليه غير الله عز وجل قال أخبرني
به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمرني أن أسألك حتى تدعو إلي وقال يدخل الجنة بشفاعة رجل من
أمتي أكثر من ربيعة ومضر ثم سماك قال فدعا لعمر ثم قال له حاجتي إليك يا أمير
المؤمنين أن تكتمها علي وتأذن لي في الانصراف ففعل فلم يزل مستخفيا من الناس حتى
قتل يوم نهاوند فيمن استشهد وقد روي في موته خلاف ذلك [* * * *]
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد
الكتاني حدثنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن أبي الخطاب فيما قرأت عليه حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل
الأديب حدثنا المعافى بن مدرك حدثنا داود بن الجراح حدثنا عثمان بن عطا عن
أبيه قال خرج أويس القرني عاريا راجلا إلى ثغر أرمينية فأصابه البطن فالتجأ إلى أهل
خيمة فمات عندهم ومعه جراب وقعب (1) فقالوا لرجلين منهم اذهبا فاحفرا له قبرا
قالوا فنظرنا في جرابه فإذا فيه ثوبان ليسا من ثياب الدنيا وجاء الرجلان فقالا قد أصبنا
قبرا محفورا في صخرة كأنما رفعت الأيدي (2) عنه الساعة فكفنوه ودفنوه ثم التفتوا فلم
يروا شيئا

(1) العقب: القدح الغليظ، يروط الرجلين والثلاثة.
(2) رسمها غير واضح بالصل، والمثبت عن م.
454

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه (2) حدثنا الهيثم بن عدي
حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان
زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرني فلما رجعنا يعني مرض علينا فحملناه فلم
يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه
وصلينا عليه ودفناه فقال بعضنا لبعض لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا فإذا لا قبر (3) ولا
أثر
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علية بن الحسن الحسني حدثنا القاضي محمد بن
عبد الله الجعفي حدثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق نا الحسن بن علي بن بزيع
حدثنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا عبد الله بن أذينة البصري عن
أبان بن أبي عياش عن سليمان بن قيس العامري قال رأيت أويسا القرني بصفين صريعا
بين عمار وخزيمة بن ثابت
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالا أنا أبو
الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
محمد بن الحسين حدثني زيد الحمري حدثني أبو يعقوب القارئ زاد ابن طاوس
الدقيقي قالا قال رأيت في منامي رجلا أدم طوالا والناس يتبعونه قال قلت من
هذا قالوا أويس القرني فاتبعته فقلت أوصني رحمك الله زاد ابن طاوس فصاح
في وجهي وقالا فقلت مسترشد فأرشدني أرشدك الله فأقبل علي وقالا فقال اتبع
رحمة ربك وقال الشحامي رحمة الله عند محبته واحذر نقمته عند معصيته ولا تقطع
رجاءك عنه وقال ابن طاوس منه في خلال ذلك ثم ولاه وكنى
"

(1) حلية الأولياء 2 / 83.
(2) بالأصل وم " رحمويه " والصواب ما أثبت بالزاي، انظر تبصير 2 / 592 وهو لقبه، وقد تقدم قريبا.
(3) الحلية: لا قبور.
455