الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ١٠
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء العاشر
دار الكتب العلمية
بيروت. لبنان
1

الطبعة الأولى 1417 ه‍ 1997 م
2

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف العين من آباء العبادلة
5115 - عبد الله بن عكيم، أبو معبد الجهني - من جهينة - ابن زيد بن ليث
ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ:
أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن
اليمان. روى عنه زيد بن وهب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والقاسم بن مخيمرة،
وأبو فروة الجهني، وهلال الوراق، وكان ثقة، سكن الكوفة وقدم المدائن في حياة
حذيفة.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، حدثنا بشر بن موسى الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا أبو فروة الجهني قال:
سمعت عبد الله بن عكيم قال: كنا عند حذيفة بالمدائن فاستسقى دهقانا فجاءه بماء
في إناء من فضة، فحذفه به حذيفة - وكان رجلا فيه حدة - فكرهوا أن يكلموه، ثم
التفت إلى القوم فقال: أعتذر إليكم من هذا، إني كنت تقدمت إليه أن لا يسقيني
3

في هذا ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: " لا تشربوا في آنية الفضة والذهب،
ولا تلبسوا الديباج والحرير، فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة ".
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن
حفص بن حمدان قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي، حدثنا سفيان عن موسى الجهني عن ابنة عبد الله بن عكيم قالت: كان عبد
الله بن عكيم يحب عثمان، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يحب عليا، وكانا
متواخيين، قالت: فما سمعتهما يذكران بشئ قط، إلا أني سمعت أبي يقول لعبد
الرحمن بن أبي ليلى: لو أن صاحبك صبر أتاه الناس.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن
سفيان، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا هلال الوزان، حدثنا شيخنا
القديم عبد الله بن عكيم - وكان قد أدرك الجاهلية - أنه أرسل إليه الحجاج بن يوسف
فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أزن قط، ولم أسرق
قط، ولم آكل مال يتيم قط، ولم أقذف محصنة قط، إن كنت صادقا فادرأ عني شره.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق،
حدثنا محمد بن يحيى المروزي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا المسعودي عن الحكم
عن ابن أبي ليلى قال: كان عبد الله بن عكيم إذا أخذ عطاءه أنفق منه ما أنفق، ولا
يربط رأس كيسه، ثم يذهب إلى أهله ويقول سمعت الله يقول: (وجمع فأوعى)
[المعارج 18].
5116 - عبد الله بن عبد الله، يعرف بالرازي:
كان من أهل الكوفة فانتقل عنها إلى الري فنزلها، وتولى القضاء بها، وحدث عن
4

جابر بن سمرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير. روى عنه سليمان
الأعمش، وحجاج بن أرطأة، وفطر بن خليفة، والقاسم بن الوليد الهمداني، وحكى
أبو داود السجستاني عن أحمد بن حنبل أن الأعمش لقيه ببغداد.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا الحسين بن هارون الضبي، أخبرنا محمد
ابن عمر بن سلم الحافظ، حدثنا محمد بن علي بن عثمان، حدثنا أبو داود سليمان
ابن الأشعث - وسألته - عن عبد الله بن عبد الله الرازي فقال: هذا ابن سرية علي.
وروى عنه الأعمش، قال أحمد لقيه ببغداد.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي،
وكان ثقة لا بأس به قاضي الري.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد
الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو معمر الهذلي، حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن
عبد الله بن عبد الله الرازي وكان ثقة، وكان الحكم يأخذ عنه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد - إجازة - وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ،
حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان ومكرم قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد قال:
سألت أبى عن عبد الله بن عبد الله الرازي فقال: ما أعلم إلا خيرا. روى عنه
الأعمش، والحكم، وابن أبي ليلى، وسعيد بن مسروق. وما أعلم إلا خيرا.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: قال أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: عبد الله بن عبد الله رازي، وكان قاضي
الري، وكانت جدته مولاة لعلي - أو جارية - قال أبي: وروى عنه آدم وسعيد بن
مسروق، وكان ثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: وكان عبد الله
ابن عبد الله الرازي كوفيا، وكان قاضيا على الري.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: فأما عبد الله بن عبد الله فهو قاضي الري يعرف بالرازي.
5

روى عن جابر بن سمرة، وسألت علي بن المديني قلت له: ما تقول في عبد الله بن
عبد الله الرازي؟ فقال لي: معروف. روى عنه الأعمش، وابن أبي ليلى، وفطر،
وحجاج.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله أبو مسلم العجلي،
حدثني أبي قال: عبد الله بن عبد الله قاضي الري ثقة.
5117 - عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر، أبو أويس
المديني الأصبحي:
حليف بنى تيم من قريش، وكان زوج أخت مالك بن أنس، وابن عمه لحى،
ومالك بن أنس هو ابن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل
ابن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح - بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة
ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن القحطان بن الهميس بن
تيم بن قيس بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، نسبه أبو بكر بن
أبي أويس هكذا. قدم أبو أويس بغداد وحدث بها عن ابن شهاب الزهري، ومحمد
ابن المنكدر، وأبى الزناد، وهشام بن عروة، والعلاء بن عبد الرحمن الحرقي، وثور بن
زيد الديلمي. روى عنه ابناه أبو بكر وإسماعيل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعيد،
والنضر بن محمد الجرشي، وشبابة بن سوار، ويونس بن محمد المؤدب، والحسين بن
6

محمد المروذي، ومعلى بن منصور الرازي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ومنصور بن
أبي مزاحم، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عثمان - هو ابن أبي شيبة - حدثنا أبو نعيم قال:
قدم علينا أبو أويس هاهنا، وإذا معه جوار يضربن - يعني القيان - قال: فقلت لا والله
لا سمعت منه شيئا.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر له أبو أويس المدني - فقال:
كان ضعيفا.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين - وأنا أسمع - عن أبي
أويس المديني فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسمعته - يعني
يحيى بن معين - يقول: أبو أويس ضعيف الحديث.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبراني، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن
الحسين - هو الزعفراني - حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: أبو أويس صالح، ولكن حديثه ليس بذاك الجائز. وسمعت يحيى بن معين مرة
يقول: أبو أويس المديني ضعيف الحديث. وسئل مرة أخرى فقال: ليس بشئ.
وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول: أبو أويس ثقة.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: وأبو أويس المديني
ليس به بأس.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: أبو أويس ثقة.
7

وقال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: أبو أويس صدوق وليس بحجة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - وهو ابن المديني وسئل عن أبي أويس
المديني - فقال: كان عند أصحابنا ضعيفا.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
حدثنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي
- وذكر أبا أويس عبد الله بن عبد الله - وضعفه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا سليمان بن الأشعث السجزي قال: قلت لأحمد بن حنبل: أبو أويس؟
قال: ليس به بأس - أو قال: ثقة - كان قدم هاهنا فكتبوا عنه، زعموا أن سماع أبي
أويس وسماع مالك كان شيئا واحدا.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله:
أبو أويس - ابن عم مالك بن أنس - صالح.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أبو أويس عبد الله بن عبد الله فيه
ضعف، وهو عندهم من أهل الصدق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: وأبو أويس هو صدوق،
وصالح الحديث، وإلى الضعف ما هو.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن أبي أويس فقال: صالح
الحديث.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر - حدثنا عبد الكريم
ابن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أويس عبد الله بن عبد الله مدني
ليس بالقوي.
8

أخبرني البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أبو أويس صاحب الزهري؟
قال: اسمه عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر، ابن عم مالك بن أنس من أهل
المدينة، سماعه مع ذلك عن الزهري، قلت كيف حديثه عن الزهري؟ قال في بعضها
شئ.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن أبا أويس عبد الله بن عبد الله
مات في سنة تسع وستين ومائة.
5118 - عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي،
عم أبى جعفر المنصور:
ولاه أبو العباس السفاح حرب مروان بن محمد، فسار عبد الله إلى مروان حتى
قتله، واستولى على بلاد الشام، ولم يزل أميرا عليها مدة خلافة السفاح فلما ولى
المنصور خالف عليه ودعا إلى نفسه، فوجه إليه المنصور أبا مسلم صاحب الدولة
فحاربه بنصيبين، فانهزم عبد الله بن علي واختفى، وصار إلى البصرة فأشخصه
سليمان بن علي والي البصرة إلى بغداد، فحبسه أبو جعفر المنصور، ولم يزل في حبسه
ببغداد حتى وقع عليه البيت الذي حبس فيه فقتله.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة،
أخبرني أبو العباس المنصوري عن القمي قال: دخل عبد الله بن علي بن عبد الله على
هشام بن عبد الملك، فأدنى مجلسه حتى أقعده معه، وأكرم لقاءه، وأظهر بره، ثم قال:
ما أقدمك؟ فذكر له حاجته وما أصابه من خلة الزمان، وخرج بني لهشام بن عبد
الملك صغير معه قوس ونشاب وهو يلعب كما تلعب الصبيان، فجعل الصبي يأخذ
السهم فيرمى به عبد الله بن علي، حتى فعل ذلك مرات، قال: وعبد الله بن علي ينظر
إليه، ثم قام عبد الله فخرج، وذلك بعين مسلمة بن عبد الملك، فقال مسلمة يا أمير
المؤمنين أما رأيت ما صنع الصبي؟ والله لا يكون قتله وقتل رجال أهل بيته إلا على
يديه، فقال هشام: لا تقل هذا فإنك لا تزال تأتينا بشئ لا نعرفه، قال: هو والله
ذاك، وما أقول لك، قال: فوالله ما مضت الأيام والليالي، حتى ورد عبد الله واليا على
الشام من قبل أبي العباس، فقتل ثلاثة وثمانين رجلا من بني أمية، فأني بالصبي فيمن
أتى به. فقال: أنت صاحب القوس، فقدم فضربت عنقه.
9

أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه - حدثنا
أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو حسان
الزيادي قال: سنة سبع وأربعين فيها مات عبد الله بن علي الهاشمي، سقط عليه
البيت في الحبس في ليلة مطيرة، وهو ابن اثنتين وخمسين سنة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سنة
سبع وأربعين ومائة فيها مات عبد الله بن علي بمدينة السلام، وقد نيف على الخمسين.
5119 - عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، يعرف
بابن المديني:
من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه محمد بن عبد الله
المستعيني، ومحمد بن عمران بن موسى الصيرفي.
وقال المستعيني: حدثني عبد الله بن أبي سعد الوراق عن محمد بن علي بن
المديني عن أبيه بكتاب المدلسين، ثم قدم علينا عبد الله بن علي فحدثنا بالكتاب عن
أبيه، حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني روى عن أبيه كتاب العلل فقال:
إنما أخذ كتبه، وروى أخباره مناولة، قال: وما سمع كثيرا من أبيه، قلت: لم؟ قال:
لأنه ما كان يمكنه من كتبه. قال: وله ابن آخر يقال له محمد وقد سمع من أبيه،
وروى وهو ثقة.
5120 - عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، أبو
العباس الأموي:
ولي القضاء بمدينة السلام.
فأخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: عبد الله بن علي
ابن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب من سروات الرجال وله قدر وجلالة،
استقضاه المكتفي بالله على مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين
10

ومائتين، وما زال في قضاء المدينة إلى سنة ست وتسعين ومائتين فإن المقتدر نقله إلى
القضاء بالجانب الشرقي.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: وتوفى عبد الله بن علي بن أبي الشوارب بالسكتة سنة ثمان وتسعين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي أن عبد الله بن علي توفي
يوم الثلاثاء لسبع بقين من رجب سنة إحدى وثلاثمائة ودفن بالقرب من مقابر باب
الشام.
5121 - عبد الله أمير المؤمنين المستكفي بالله بن علي المكتفي بالله بن أحمد
المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق، وكنيته أبو القاسم:
استخلف بعد المتقى لله.
فأخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: واستخلف
المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفى بالله في يوم السبت لعشر بقين من صفر
سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقبض عليه في يوم الخميس لسبع بقين من جمادى
الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وخلع نفسه من الخلافة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي قال: المستكفي بالله أبو القاسم عبد
الله بن علي المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بالله، أمه أم ولد يقال لها غصن لم تدرك
خلافته، ومولده في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، ليلة الثلاثاء لأربع عشرة خلت من
صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة فكانت سنة وقت استخلف إحدى وأربعين سنة
كاملة وسبعة أيام ولم يل هذا الأمر بعد المنصور أسن منه، وهو في سن المنصور
وقت ولى.
قلت: يعني من ولى قبل المستكفي فاما بعده فقد ولى الطائع الخلافة وسنه سبع
وأربعون، وولى القادر بالله وسنه خمس وأربعون.
عدنا إلى ذكر عبد الله بن علي بن أحمد المستكفي قال: وتسمى في خلافته بإمام
الحق، فكان يخطب له بلقبين امام الحق المستكفي بالله أمير المؤمنين، وخلع يوم
11

الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فكانت خلافته
سنة وأربعة أشهر، وكانت سنه يوم خلع اثنتين وأربعين سنة وأربعة أشهر وسبعة أيام.
وكان رجلا جميلا، ربعة من الرجال ليس بالطويل، ولا بالقصير. معتدل الجسم
حسن الوجه، أبيض مشربا حمزة أسود الشعر سبطه خفيف العارضين أكحل،
العينين أقنى الأنف، وسملت عيناه في يوم خلعه وحبس بعد ذلك ولم يزل محبوسا
إلى أن توفى ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة، ودفن ليلة السبت وقت عشاء الآخرة وسنه في وقت توفى ست وأربعون
سنة وشهران.
5122 - عبد الله بن علي بن الحسين، أبو بكر الخلال:
حدث عن عباس بن عبد الله الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن
الجهم السمري، وأحمد بن ملاعب المخرمي، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشمي،
وعلي بن إبراهيم الواسطي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وأبي قلابة الرقاشي،
ومحمد بن سليمان الباغندي، وبشر بن موسى، وأبى بكر بن أبي الدنيا. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ومحمد بن عبيد الله بن قفرجل.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي ومحمد بن عبد الملك القرشي قالا: حدثنا عمر بن
أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله بن علي بن الحسين الخلال، حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله الهاشمي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن المنكدر عن محمد عن أبيه
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يحب
الناسك النظيف ".
5123 - عبد الله بن علي بن شبيل:
حدث عن صالح بن عمران الدعا. روى عنه عبد الله بن القاسم بن الصواف
الموصلي.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى الرقي، أخبرنا أبو الحسين عبد
الله بن القاسم بن سهل الفقيه الصواف - بالموصل - حدثنا عبد الله بن علي بن شبيل
12

البغدادي، حدثنا أبو شعيب صالح بن عمران الدعا، حدثنا سعيد بن داود الزبيري،
حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أراد سفرا، أقرع بين نسائه.
5124 - عبد الله بن علي، أبو محمد الآملي، من آمل جيحون:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سوق يحيى في سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة عن محمد بن منصور الشاشي، عن سليمان الشاذكوني.
5125 - عبد الله بن علي بن حمشاذ بن سحتويه بن نصرويه بن مهرويه بن
أحمد بن كثير، أبو محمد النيسابوري:
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه قدم حاجا وحدثه عن أبي طالب محمد بن علي بن معبد
الهروي - شيخ يروى عن الفضل بن عبد الله بن مسعود الهروي -.
5126 - عبد الله بن علي بن هشام بن معن، الفارسي:
حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي،
وأحمد بن عمرو الفطراني، وبكار بن عبد الله البصريين. روى عنه ابنه علي.
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن علي بن هشام، حدثنا أبي، حدثني
أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا
يحيى بن سعيد عن حميد عن نافع أنه سمع زينب بنت أبي سلمة تحدث عن أم سلمة
وأم حبيبة أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أن بنتا لها توفي عنها زوجها،
فاشتكت عينها وهي تريد أن تكحلها، وذكر الحديث بطوله.
5127 - عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله البغدادي الصوفي، كنيته
أبو القاسم، ويعرف بالخشوعي:
سكن سمرقند وكان كثير الحكايات عن أصحاب الجنيد بن محمد، ويوسف بن
الحسين الرازي، مثل جعفر الخلدي، وأبي عمرو بن علوان الرحبي، وغيرهما.
ذكر ذلك أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي فيما حدثناه الحسين بن
محمد بن الحسن المؤدب عنه. وقال أبو سعد: حدثنا بحديث واحد مسند عن الحسن
ابن أحمد بن المبارك الطوسي، ومات بسمرقند سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
13

5128 - عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن حمويه، أبو محمد
الوزان:
روى عن محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي. حدثني عنه أحمد بن محمد
العتيقي.
أخبرني العتيقي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن حمويه
الوزان المؤذن، حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي المعدل، أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن شجاع البلخي قال: سمعت رجلا يسأل ابن علية: حدثكم
عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي أن يتزعفر الرجل؟
قال ابن علية: نعم.
قال لي العتيقي: كان هذا الشيخ يتفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان أبو محمد
الأكفاني يجله، وكان سماعه صحيحا، وكان عنده شئ يسير من الحديث.
5129 - عبد الله بن علي بن أيوب بن أيوب بن المعافى بن العباس بن
محمد، أبو محمد العكبري القاضي:
وهو أخو أحمد بن علي شيخنا، سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن
عمرو الرزاز، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبا عمر الزاهد، وجعفر الخلدي.
حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وذكر أنه سمع منه ببغداد وكان ثقة.
حدثني عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي أن عبد الله بن علي بن أيوب مات
في سنة اثنتين وأربعمائة.
وقال لي أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري: ولد القاضي عبد
الله بن علي بن أيوب في سنة عشرين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة
اثنتين وأربعمائة.
5130 - عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو محمد
الشاهد:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، ومحمد بن الحسن
اليقطيني، ومخلد بن جعفر، ومن بعدهم. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
14

وسمعته يقول: ولدت في يوم الأربعاء الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة
خمس وخمسين وثلاثمائة. ومات في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شوال سنة تسع
وعشرين وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة بباب حرب.
5131 - عبد الله بن علي بن زوران، أبو عمر الكازوروني:
سمع أبا الحسن بن الصلت المجبر، وأبا أحمد الفرضي، ومن بعدهما.
وسكن ببغداد وحدث بها. علقت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا يذهب إلى
الاعتزال.
حدثني عبد الله بن علي بن زوران، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا محمد بن
عبيد الطنافسي، حدثنا جويبر عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه
كربة من كرب يوم القيامة " وذكر بقية الحديث.
مات أبو عمر بن زوران في سنة ست وأربعين وأربعمائة في بعض سواد البصرة،
وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد في طريق الحج.
5132 - عبد الله بن عياش بن عبد الله بن عبد الله بن خير بن سيار بن خير
ابن سيار بن معاوية بن سيف بن الحارث بن مرهبة، أبو الجراح الهمداني الكوفي،
يعرف بالمنتوف:
حدث عن عامر الشعبي. روى عنه الهيثم بن عدي الطائي وكان صاحب رواية
للأخبار، والآداب، وكان في صحابة أبي جعفر المنصور، ونزل بغداد في الموضع
المعروف بدور الصحابة ناحية شط الصراة، ويقال إن دجلة مدت وأحاط الماء بداره،
فركب المنصور ينظر إلى الماء، وابن عياش معه فرأى داره وسط الماء، فقال: لمن هذه
الدار؟ فقال ابن عياش: لوليك يا أمير المؤمنين، فقال المنصور: (وحال بينهما الموج
فكان من المغرقين) [هود 43] فقال له ابن عياش: - وكان جريئا عليه - ما أظن أمير
المؤمنين يحفظ من القرآن آية غيرها!! فضحك منه وأمر له بصلة.
15

أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت ابن مرار
يقول: تكلم عبد الله بن عياش المنتوف بكلام أراد به مساءة عمر بن ذر، فقام عمر
فدخل منزله - وكان ابن عمه - فندم ابن عياش فأتى عمر فقال: أتدخل الظالم؟ فقال:
نعم مغفورا له، والله ما كافأت من عصى الله فيك، بمثل أن تطيع الله فيه.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا ميمون بن هارون، حدثني الوضاح بن حبيب بن بديل التميمي عن
أبيه قال: كنت يوما عند أبي جعفر المنصور، وعبد الله بن عياش الهمداني المنتوف،
وعبد الله بن الربيع الحارثي، وإسماعيل بن خالد بن عبد الله القسري، وكان
أبو جعفر ولى سلم بن قتيبة البصرة، وولى مولى له كور البصرة والأبلة، فورد الكتاب
من مولى أبى جعفر يخبر أن سلما ضربه بالسياط فاستشاط أبو جعفر وضرب إحدى
يديه على الأخرى وقال: أعلى يجترئ سلم، والله لأجعلنه نكالا وعظة، وجعل يقرأ
كتبا بين يديه، قال: فرفع ابن عياش رأسه - وكان أجرأنا عليه - فقال: يا أمير المؤمنين
لم يضرب سلم مولاك بقوته ولا قوة ابنه، ولكنك قلدته سيفك، وأصعدته منبرك،
فأراد مولاك أن يطأطئ من سلم ما رفعت، ويفسد ما صنعت، فلم يحتمل له ذلك،
يا أمير المؤمنين إن غضب العربي في رأسه، فإذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسانه أو
يده، وإن غضب النبطي في استه، فإذا خرى ذهب غضبه، فضحك أبو جعفر وقال:
قبحك الله يا منتوف، وكف عن سلم.
قرأت في كتاب عمر بن محمد بن الحسن البصير عن محمد بن يحيى الصولي
قال: مات عبد الله بن عياش المنتوف الهمداني سنة ثمان وخمسين ومائة.
5133 - عبد الله بن العلاء بن زبر بن عطارد بن عمرو بن حجر بن منقد بن
أسامة بن الجعيد، أبو زبر الربعي الدمشقي:
وقد تقدم ذكر نسبه على الاستقصاء في نسب عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر.
16

حدث عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعن سالم بن عبد الله بن عمر، ونافع
مولاه، وأبي سلام ممطور، وبشر بن عبيد الحضرمي، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم،
وابن شهاب الزهري، ومكحول الشامي، وغيرهم. روى عنه ابنه إبراهيم، ومحمد
ابن شعيب بن سابور، والوليد بن مسلم، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج
الحمصي. قدم أبو زبر بغداد وحدث بها فروى عنه من العراقيين شبابة بن سوار
الفزاري.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا الحسن بن أبي الربيع، حدثنا شبابة، حدثنا أبو زبر عبد الله بن
العلاء، حدثنا القاسم ونافع وسالم عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على
دابته، حيث توجهت به - تطوعا -.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: أبو العباس هشام بن الغازي وعبد الله بن
العلاء. وذكر غيرهما منهم من حمل ومنهم من قدم إلى بغداد، وكتب أصحابنا عنه
ببغداد.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه
سمعه من أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم - وذهب أصله به - ثم أخبرني أحمد
ابن محمد العتيقي - قراءة - أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني الأصم أن
العباس بن محمد حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان هشام بن الغازي،
وأبو زبر، ومحمد بن عبد الله الشعيثي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، كلهم
ببغداد.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين. قلت: فعبد الله بن العلاء بن زبر؟ فقال: ثقة، قال عثمان: وسألت دحيما
الدمشقي عن عبد الله بن العلاء بن زبر فوثقه جدا.
17

أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - أخبرنا سليمان
ابن أحمد الطبراني، حدثنا أبو بكر بن صدقة، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت
يحيى بن معين يقول:
وأخبرنا هبة الله بن الحسن الطبراني، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله
ابن العلاء بن زبر ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن
أبي سهل الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وحديث الشاميين كله
ضعيف، إلا نفرا منهم عبد الله بن العلاء بن زبر.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سألت
عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الله بن العلاء فقال: كان ثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
- بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح قال: عبد الله بن العلاء بن
زبر ثقة، مات قبل سعيد - يعني ابن عبد العزيز - زعم أبو مسهر أنه صلى عليه ببغداد
وكان أكبر من سعيد.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في
كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن
الأشعث عن عبد الله بن العلاء بن زبر فقال: ثقة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمد المروزي، أخبرنا أحمد
ابن محمد بن أبي سعدان، حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي. قال: قال
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء: توفي عبد الله بن العلاء سنة أربع وستين
ومائة.
كتب إلى أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون
عبد الرحمن بن عبد الله البجلي أخبرهم قال: أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثني
عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر قال: ولد
أبي سنة خمس وسبعين، ومات سنة خمس وستين ومائة.
18

5134 - عبد الله بن عقيل، أبو عقيل الثقفي:
حدث عن موسى الجهني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وطلحة بن عمرو
الحضرمي، وعمر بن حمزة العمرى، وأبى فروة يزيد بن سنان الرهاوي، وهشام بن
عروة. روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم، وعاصم بن علي. وكان من أهل الكوفة
فقدم بغداد وحدث بها وسكنها إلى آخر عمره.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
أحمد بن خليل البرجلاني، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو عقيل الثقفي، حدثنا موسى
الجهني قال: سمعت القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن ابن مسعود قال: إذا
نسي أحدكم أن يذكر اسم الله تعالى حين يضع يده في طعامه فليقل إذا ذكر بسم الله
على أوله وآخره، فإنه يستقبل طعامه جديدا، ويتقيأ الخبيث ما كان أصاب من طعامه
قبل ذلك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل قال:
أبو عقيل صاحب أبي النضر هو عبد الله بن عقيل - يعني الثقفي -.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو عقيل قال: أبي - وهو
عبد الله بن عقيل صالح الحديث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو عقيل هذا ثقة، اسمه
عبد الله بن عقيل الثقفي.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي.
19

وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
موسى البابسيري - بواسط - حدثنا أبو أمية الأحوص ابن المفضل الغلابي قال: قال
أبى: قال أبو زكريا وهو يحيى بن معين: أبو عقيل كوفي مات في مدينة أبي جعفر
منكر الحديث.
قلت: روى عثمان بن سعيد الدارمي وأحمد بن أبي خيثمة عن يحيى أنه ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سألت
يحيى بن معين قلت: فأبو عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي كيف هو؟ فقال: ثقة
لا بأس به.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عقيل
الكوفي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن أبي عقيل الثقفي فقال:
عبد الله بن عقيل ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: عبد الله بن عقيل
أبو عقيل أثنى عليه أحمد، يروي عنه أبو النضر كوفي.
5135 - عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد
الرحمن القرشي المدني:
سمع نافعا مولى عبد الله بن عمر، وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب، وأبا الزبير
المكي، والقاسم بن غنام البياضي، وابن شهاب، ووهب بن كيسان، وسعيد المقبري.
روى عنه منصور بن سلمة الخزاعي، ويونس بن محمد المؤدب وقراد أبو نوح، وأبو
نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم. وهو أخو عبيد الله وعاصم وأبى بكر بنى عمر.
وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن علي المنصور، فحبسه المنصور
ببغداد سنين عدة، ثم أطلقه.
20

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
الفقيه، حدثني علي بن يعقوب بن إبراهيم - بدمشق - حدثنا أبو زرعة قال: قيل لابن
حنبل: فكيف حديث عبد الله بن عمر؟ فقال: كان يزيد في الأسانيد، ويخالف وكان
رجلا صالحا.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن يحيى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي
قال: كان - يعني يحيى بن سعيد القطان - لا يحدث عن عبد الله بن عمر، وكان عبد
الرحمن يحدث عنه.
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت
عثمان بن سعيد يقول: قلت - يعني ليحيى بن معين - فعبد الله بن عمر العمري ما
حاله في نافع؟ قال: صالح.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا علي
ابن أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: قال يحيى بن
معين: عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ليس به بأس، يكتب حديثه.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله
المديني قال: وسألته - يعني أباه - عن عبيد الله بن عمر فقال: ثقة، وسألته عن أخيه
عبد الله بن عمر فقال: ضعيف.
21

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: عبد الله بن عمر العمري ثقة
صدوق، في حديثه اضطراب.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن عبد الله بن عمر العمرى
فقال: يلين مختلط الحديث.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا سليمان بن إسحاق
الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: وخرج عبد الله بن عمر
مع محمد بن عبد الله بن حسن، فلم يزل معه حتى انقضى أمره وقتل، واستخفى عبد
الله بن عمر ثم طلب فوجد، فأتى به أبو جعفر المنصور، فأمر بحبسه فحبس في المطبق
سنين، ثم دعا به فقال: ألم أفضلك وأكرمك؟ ثم تخرج علي مع الكذاب؟ قال: يا
أمير المؤمنين وقعنا في أمر لم نعرف له وجها، والفتنة بعد فإن رأى أمير المؤمنين أن
يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل قال: فتركه وخلى سبيله.
وتوفى بالمدينة سنة إحدى - أو اثنتين - وسبعين ومائة في أول خلافة هارون بن
محمد.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد
الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا
خليفة بن خياط قال: ومات عبد الله بن عمر سنة إحدى وسبعين ومائة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الله بن عمر
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب كان يكنى أبا القاسم، فتركها واكتنى أبا
عبد الرحمن، مات سنة إحدى - أو اثنتين - وسبعين ومائة.
5136 - عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الرحمن
ابن زيد بن الخطاب، أبو عمر - وقيل: أبو محمد - الخطابي:
حدث عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلمة بن علقمة، ويزيد بن زريع،
22

ومحمد بن يزيد الواسطي. روى عنه أبو بكر الأثرم، وموسى بن هارون، وعبد الله
ابن محمد البغوي، وغيرهم وكان ثقة.
أنبأنا أحمد بن علي الأصبهاني، حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ قال: أبو محمد عبد الله بن عمر الخطابي سكن بغداد.
قلت: المحفوظ أن الخطابي كان بالبصرة، فالله أعلم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد
العزيز، حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي - بالبصرة - حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح
ابن القاسم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: قاتل الله
فلانا يبيع الخمر، أما والله لقد سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حرمت عليهم الشحوم
أن يأكلوها فباعوها " - يعني اليهود -.
قال عمر: تفرد بهذا الحديث الخطابي، لا أعلم حدث به غيره، واستغربه حجاج
ابن الشاعر وقال: لو تزود رجل ورحل إلى البصرة فسمع هذا الحديث، لقلت ما
ضاعت رحلتك، ولا زادك.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات عبد الله بن عمر
الخطابي - أبو عمر - سنة ست وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي: مات عبد الله بن عمر الخطابي بالبصرة، سنة ست وثلاثين
ومائتين.
5137 - عبد الله بن عمر بن سعيد، أبو محمد الطالقاني القطان:
قدم بغداد وحدث بها عن عمار بن عبد المجيد الطالقاني. روى عنه أبو حفص بن
شاهين.
23

أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله
ابن عمر بن سعيد الطالقاني، حدثنا عمار بن عبد المجيد، حدثنا محمد بن مقاتل
الرازي، عن أبي العباس جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان بن المهدى، عن أنس
ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
5138 - عبد الله بن عمر بن السكن، أبو محمد الطالقاني:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة،
ونزل الحربية وحدثهم عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن إسحاق الهروي، عن خالد بن
الهياج بن بسطام. وأخشى أن يكون شيخ ابن شاهين وهذا واحد، فالله أعلم.
5139 - عبد الله بن عمر بن البازيار:
حدث عن نجيح بن إبراهيم الكوفي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني:
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد الرحمن بن عمر بن البازيار
بغدادي ثقة.
5140 - عبد الله بن عمر بن بيان، يعرف بابن أخت المطوعي:
حدث عن عباس الدوري. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
5141 - عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن حفص بن موسى،
أبو الفرج المقرئ الناقد:
حدث عن علي بن الفضل بن طاهر البلخي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن
جعفر المطيري، وغيرهم. حدثنا عنه علي بن عبد العزيز الطاهري وعبد العزيز بن علي
الأزجي.
حدثني الأزجي، حدثنا عبد الله بن عمر بن أحمد المقرئ، حدثنا علي بن الفضل
ابن طاهر البلخي، حدثنا عبد الصمد بن الفضل أن مكي بن إبراهيم حدثهم عن ابن
جريج عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الإسلام أفضل؟
قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
24

قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الفرج الناقد عبد الله بن عمر يوم الأحد
لست بقين من المحرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
5142 - عبد الله بن عمرو الجمال:
أحسبه من أهل المدينة قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن
محمد بن مسلمة الحارثي. روى عنه محمد بن أبي العوام الرياحي.
أخبرنا البرقاني وبشرى بن عبد الله الرومي قالا: حدثنا محمد بن جعفر بن
الهيثم، أخبرنا ابن أبي العوام، حدثنا عبد الله بن عمرو الجمال - قدم علينا سنة ثلاث
عشرة ومائتين - حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن سريع مولى محمد بن مسلمة
عن محمد بن مسلمة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا، منهم عباد بن بشر
إلى بني أبي بكر بن كلاب، وأمرنا أن نسير الليل ونكمن النهار، وأن نشن عليهم
الغارات.
5143 - عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج - واسمه ميسرة - أبو معمر
المنقري المقعد البصري:
سمع عبد الوارث بن سعيد، وملازم بن عمرو الحنفي، وعبد العزيز بن محمد
الدراوردي. روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، وإبراهيم بن سعيد الجوهري
ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني،
وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري، وجعفر بن أبي عثمان
الطيالسي، ومحمد بن صالح الأنماطي، وإسحاق بن الحسن الحربي. قدم أبو معمر
بغداد وحدث بها.
25

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبنا عنه ببغداد.
أخبرنا محمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري،
أنبأنا أبو بكر بن الأنباري. وأخبرنا علي بن أبي على البصري، حدثنا محمد بن
العباس الخزاز وإسماعيل بن سعيد المعدل قالا: حدثنا ابن الأنباري، حدثنا عبد الله
ابن بيان، أخبرنا أبو معمر صاحب عبد الوارث قال: كان شعبة يحقرني إذا ذكرت [شيئا، فحدثنا عن] ابن عون عن ابن سيرين أن كعب بن مالك قال:
[قضينا من تهامة كل ريب * بخيبر ثم أجممنا السيوفا
نسائلها ولو نطقت لقالت * قواطعهن دوسا أو ثقيفا
فلست لمالك إن لم نزركم * بساحة داركم منا ألوفا
وننتزع العروس عروس وج * وتصبح داركم منكم خلوفا
قال: فقلت له: وأي عروس كانت ثمة يا أبا بسطام؟ قال: فما هي؟ قلت: وننتزع
العروش عروش و ج. من الله تعالى: (خاوية على عروشها) [البقرة 259،
الكهف 42، الحج 45] قال: فكان بعد ذلك يكرمني ويرفع مجلسي].
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري - بالدينور - أخبرنا علي بن أحمد بن
علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: من ذكر
محاسن عمرو بن عبيد ورفعه لا يسئل عنه - يعني أبا معمر - لقد قال: ذاك كان أعلى
من هؤلاء فوضعه ذاك - يعني أنهم أطروا عمرو بن عبيد - قال علي: لا تحدثوا عن
أبي معمر، ولا نعمى عين.
أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: أبو معمر كان ثقة ثبتا
صحيح الكتاب، وكان يقول بالقدر، وكان غالبا على عبد الوارث، قال علي بن المديني:
قد كتبت كتب عبد الوارث عن عبد الصمد، وأنا أشتهي أن أكتبها عن أبي معمر.
26

أخبرني أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد
الواعظ، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: أبو معمر صاحب عبد الوارث ثبت ثقة. واسمه عبد الله بن عمرو.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي، حدثني أبي قال: وأبو معمر بصري ثقة، كان يرى القدر.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم، أخبرنا
محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي
الحجاج، وكان ثبتا ثقة، وكان يقول بالقدر.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو معمر
صاحب عبد الوارث كان صدوقا، وكان قدريا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: أبو معمر أثبت من
عبد الصمد.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو
حسان الزيادي قال: سنة أربع وعشرين ومائتين، فيها مات عبد الله بن عمرو، ويكنى
أبا معمر، راوية عبد الوارث.
5144 - عبد الله بن أبي سعد، أبو محمد الوراق. وهو عبد الله بن عمرو
ابن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الأنصاري:
بلخي الأصل، سكن بغداد، وحدث بها عن الحسين بن محمد المروزي، ومعاوية
ابن عمرو، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وسريج بن النعمان، وهوذة بن
خليفة، وسعيد بن سليمان، وعبد الله بن صالح العجلي، وسليمان بن داود الهاشمي،
وعلي بن الجعد، وعبيد الله بن محمد العيشي، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أبي
27

الدنيا، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبيد الله بن عبد
الرحمن السكري، وأبو مزاحم الخاقاني، ومحمد بن عبد الله المستعيني، والحسين بن
القاسم الكوكبي، والحسين بن إسماعيل المحاملي وجماعة آخرهم أبو عمرو بن
السماك. وكان ثقة صاحب أخبار وآداب وملح.
حدثني الأزهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا أبو مزاحم الخاقاني قال: قال
لي عبد الله بن أبي سعد الوراق: ولدت في سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا العباس بن
العباس الجوهري قال: سألت أبا محمد بن أبي سعد: متى مات الأسود بن عامر؟
فقال: سنة ست ومائتين، وكان لي ذاك الوقت عشر سنين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عبد الله بن أبي سعد الوراق بسامرا سنة أربع وسبعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وأبو محمد عبد الله بن عمرو بن أبي سعد الوراق جاءنا نعيه من
واسط سنة أربع وسبعين - يعني ومائتين - ودفن بالجانب الشرقي من واسط، وقد بلغ
سبعا وسبعين سنة، كان ميلاده سنة سبع وتسعين ومائة، وكان صاحب أخبار.
قلت: ذكر غير ابن المنادي أن وفاته كانت في جمادى الآخرة.
5145 - عبد الله بن عمرو بن الحكم، أبو الطيب:
أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس المعدل - بمكة - حدثنا أبو عبد الله
جعفر بن إدريس القزويني، حدثنا أبو الطيب عبد الله بن عمرو بن الحكم البغدادي،
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثني أبي أحمد بن عامر -
بسر من رأى، في اليوم الذي مات فيه الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى
الرضى - حدثنا أبو الحسن علي بن موسى، حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه
جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن
علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هبط على جبريل وعليه
قباء أسود، وعمامة سوداء، فقلت: ما هذه الصورة التي لم أرك هبطت علي فيها قط
قال: هذه صورة الملوك من ولد العباس عمك، قلت وهم على حق؟ قال جبريل نعم!
28

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للعباس ولولده حيث كانوا، وأين كانوا، قال جبريل
ليأتين على أمتك زمان يعز الله الإسلام بهذا السواد، قلت رئاستهم ممن؟ قال من ولد
العباس، قال قلت وأتباعهم؟ قال من أهل خراسان، قلت وأي شئ يملك ولد
العباس؟ قال يملكون الأصفر، والأخضر والحجر، والمدر، والسرير، والمنبر، والدنيا إلى
المحشر، والملك إلى المنشر ".
5146 - عبد الله بن عمرو بن محمد بن الحسين بن يزيد بن غزوان، أبو
القاسم الكرابيسي البخاري:
روى عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث، وعمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن
عبد الواحد بن رفيد. ذكره محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار في كتاب
" تاريخ بخارى ".
وأخبرني أبو الوليد الدربندي أنه سمعه منه قال لي أبو الوليد، أخبرنا الغنجار قال:
توفي أبو القاسم ببغداد بعد ما انصرف من الحج، في صفر سنة تسع وأربعين
وثلاثمائة.
5147 - عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك بن زيد بن أسامة بن زيد
ابن حارثة الكلبي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. يكنى أبا محمد:
من أهل المدينة سكن بغداد مدة، ثم انتقل إلى بخارى فتوطنها وحدث بها عن
مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وعطاف بن خالد، وأبى الأحوص سلام بن سليم،
وأبي إسحاق الفزاري، وإسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وأبي بكر بن عياش،
وعبد الله بن المبارك. روى عنه محمد بن عثمان بن إسحاق السمسار، وإسحاق بن
محمود الخزاعي البخاريان، وغيرهما.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن بكر الحافظ -
ببخارى - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الأزدي، حدثنا محمود بن
إسحاق بن محمود الخزاعي، حدثني أبي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن
29

عبد الرحمن - من ولد أسامة بن زيد أصله مدني سكن بغداد - حدثنا مالك بن أنس
والعطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد على
الخمرة.
وأخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل
الوراق - ببخارى قال: سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن محمود الخزاعي يقول:
سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل بن سليمان الفارسي يقول: سمعت أبا معشر
حمدويه بن الخطاب يقول: سمعت محمد بن إسماعيل ومحمد بن يوسف بن الحكم
يقولان: لما قدم عبد الله بن عبد الرحمن الأسامي المديني بخارى، كنا نختلف إليه وهو
يحدثنا، فحدثنا يوما بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحتجم يوم السبت، ثم قال: ورأيت
سفيان بن عيينة يحتجم يوم السبت غير مرة، قال محمد بن يوسف فأتينا أبا جعفر
المسندي فذكرنا له ذلك فقال: أقيموني أقيموني، سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما
احتجمت قط إلا مرة واحدة، فغشي علي! قال: فعلمنا حينئذ أنه كذاب. قال أبو
معشر فلذلك كذبوه، كان يأخذ كتاب القعنبي، وكتاب قتيبة، فينظر فيه فيروي لهم
عن الليث بن سعد وغيره - أو كما قال -:
أخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، حدثنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن يوسف الأزدي قال: سمعت أبا محمد أحمد بن أحيد بن فرينام الوراق
يقول: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: عبد الله بن عبد الرحمن الأسامي زعم
أنه من ولد أسامة بن زيد، من أكذب خلق الله، دخل بخارى وحدث بها، وقال:
عامة أحاديثه بواطيل.
قال محمد بن أبي بكر قدم عبد الله بن عبد الرحمن الأسامي بخارى وحدث بها
في سنة خمس وعشرين ومائتين.
5148 - عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد، أبو
محمد السمرقندي الدارمي:
من بنى دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، كان أحد الرحالين في
30

الحديث، والموصوفين بجمعه وحفظه، والاتقان له، مع الثقة والصدق والورع والزهد،
واستقضى على سمرقند فأبى، فألح عليه السلطان حتى تقلده وقضى قضية واحدة،
ثم استعفى فأعفى، وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل، يضرب به المثل في
الديانة، والحلم والرزانة، والاجتهاد والعبادة، والتقلل والزهادة، وصنف المسند
والتفسير والجامع، وحدث عن يزيد بن هارون وعبد الله بن موسى، ومحمد بن
يوسف الفريابي، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون، ويحيى بن حسان التنيسي، وأبي
المغيرة الحمصي، والحكم بن نافع البهراني، وعثمان بن عمر بن فارس، وسعيد بن
عامر، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأشهل بن
حاتم، وأبي بكر الحنفي وزكريا بن عدي، ومحمد بن المبارك الصوري، وأبي صالح
كاتب الليث بن سعد، وغيرهم من أهل العراق، والشام، ومصر. روى عنه بندار بن
بشار، ومحمد بن يحيى الذهلي، ورجاء بن مرجي الحافظ، ومسلم بن الحجاج، وأبو
عيسى الترمذي، وجعفر بن محمد الفريابي. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من
أهلها صالح بن محمد المعروف بجزرة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن
عبدوس بن كامل السراج. وروى عنه أيضا محمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وأراه
سمع منه ببغداد، وبالكوفة.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، حدثنا يحيى بن
يحيى الخراساني - من كتابه - قال عبد الله: قال أبي: وكان ثقة زيادة، وأثنى عليه
خيرا. قال: حدثنا حماد بن زيد عن رزيق بن دريج عن سلمة بن منصور قال:
اشترى أبي غلاما كان للأحنف، فأعتقه فأدركته شيخا فكان يحدثنا أن عامة وصية
الأحنف بالليل وكان يضع المصباح قريبا منه فيضع أصبعه عليه فيقول: حسن يا
أحينف ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يعني كذا وكذا؟ كذا رواه لنا
التميمي، وفي رواية غيره رزيق بن ذريح، وهو الصواب.
31

، أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، حدثنا
يحيى بن حسان قال: حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الإدام الخل ".
أخبرني علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن
محمد السمرقندي الحافظ - في كتابه إلينا - حدثني محمد بن محمد بن صالح بن
شعيب النسفي - بسمرقند - حدثنا محمد بن عثمان بن سالم السمرقندي، حدثنا
العباس بن جعفر الصاغاني، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا محمد بن
بشار قال: كتب إلي محمد بن يحيى قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا
يحيى بن حسان بإسناده نحوه.
وقال ابن سلم: سمعت جدي يقول: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: كان
يقرع على بابي ببغداد، فأقول: من ذا؟ فيقول: يحيى بن حسان نعم الإدام الخل.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، حدثنا أبو يحيى
أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الله
الحافظ، حدثني أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الوراق قال: سمعت أبا محمد عبد
الله بن عبد الرحمن يقول: ولدت في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
النيسابوري قال: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه - ببخارى - قال:
سمعت أبا القاسم عمر بن محمد الأنصاري السمرقندي قال: سمعت أبا الفضل
محمد بن إبراهيم الفقيه السمرقندي قال: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر عبد الله
ابن عبد الرحمن فقال: هو ذاك السيد، ثم قال أحمد: عرض علي الكفر فلم أقبل،
وعرض عليه الدنيا فلم يقبل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن عبد الرحمن بن محمد
الأستراباذي قال: حدثني محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغدي
32

السمرقندي، حدثنا محمد بن صالح الكرابيسي السمرقندي، حدثنا أحمد بن حامد
السمرقندي قال: سمعت إسحاق بن داود السمرقندي يقول: قدم قريب لي من
الشاش فقال: أتيت ابن حنبل فجعلت أصف له ابن المنذر وجعلت أمدحه، فقال: ابن
جنبل: لا أعرف هذا، قد طالت غيبة إخواننا عنا، ولكن أين أنت عن عبد الله بن
عبد الرحمن، عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد، عبد الله بن
عبد الرحمن. وقال أحمد بن حامد: سمعت رجاء بن جابر المرجى يقول: رأيت
ابن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، والشاذكوني، فما رأيت أحفظ من
عبد الله.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، حدثنا أبو يحيى
أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الله الحافظ
قال: سمعت أبا محمد جعفر بن محمد الأدمي يقول: سمعت رجاء الحافظ يقول:
ما أعلم أحدا أعلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن عبد الرحمن.
وأخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمد، حدثنا أبو يحيى، حدثنا محمد، حدثنا أبو
يعقوب إسحاق بن إبراهيم الوراق، أخبرني عبد الصمد - يعني ابن سليمان الأعرج
البلخي - قال: سألت أحمد بن حنبل عن الحماني فقال: تركناه بقول عبد الله بن عبد
الرحمن السمرقندي، لأنه إمام.
قال إسحاق: وسمعت محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي - ببغداد - يقول: يا
أهل خراسان ما دام عبد الله بن عبد الرحمن بين أظهركم فلا تشتغلوا بغيره.
قال إسحاق: وسمعت أبا سعيد الأشج يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمامنا.
قال إسحاق: وسمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: أمر عبد الله بن عبد الرحمن
أعظم من ذاك فيما يقولون، من البصر والحفظ وصيانة النفس، عافاه الله.
وقال أبو يحيى، حدثنا محمد، حدثنا نعيم بن ناعم قال: سمعت محمد بن عبد
الله بن نمير يقول: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا العلاء بن محمد ومحمد بن
أحمد بن الحسن الرازي قالا: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي
يقول: عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي إمام أهل زمانه.
33

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري،
أخبرني سعيد بن محمد الصوفي قال: سمعت أحمد بن إبراهيم الكرجي السمرقندي
يقول: توفى عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي سنة خمسين ومائتين.
[قلت:] هذا القول وهم، والصواب: ما أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا أبو
سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام
المروزي، حدثنا أحمد بن سيار قال: وعبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد كان حسن
المعرفة، قد دون المسند والتفسير، مات في سنة خمس وخمسين يوم التروية بعد العصر،
ودفن يوم عرفة وذلك في يوم الجمعة، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وأخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر، حدثنا أبو علي محمد
ابن محمد بن محمود المعدل قال: سمعت أبا العباس المكي [يقول سمعت]
محمد بن أحمد بن ماهان البلخي الحافظ يقول: مات عبد الله بن عبد الرحمن
السمرقندي يوم عرفة، وذلك يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة سنة خمس وخمسين
ومائتين.
5149 - عبد الله بن عبد الرحمن، المدائني:
حدث عن أبي عثمان المازني. روى عنه قاسم بن محمد الأنباري.
أخبرنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدب، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري، حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن المدائني - بالمدائن - حدثنا أبو عثمان المازني، حدثنا القحذمي قال: صام أبو
السائب المخزومي يوما، فلما صلى المغرب وقدمت مائدته خطر بقلبه بيتا جرير:
إن الذين غدوا بلبك غادروا * وشلا بعينك ما يزال معينا
غيضن من عبراتهن وقلن لي * ماذا لقيت من الهوى ولقينا
فقال: امرأته طالق، وكل مملوك له حر، إن أفطر الليلة إلا على هذين البيتين.
5150 - عبد الله بن عبد الرحمن بن سيف، البخاري:
قدم بغداد وحدث بها.
34

أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن سيف البخاري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حفص،
حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء بحديث ذكره.
5151 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد، أبو العباس البزاز
الفقيه العسكري:
ختن زكريا بن الخطاب، كان يسكن درب الزعفراني. وحدث عن محمد بن
عبيد الله بن المنادي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، وأبى داود السجستاني،
ويحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن سعد
العوفي، وأبى قلابة الرقاشي، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن الحسين الحنيني،
وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وأحمد بن أبي خيثمة. روى عنه محمد
ابن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وجماعة آخرهم محمد
ابن أحمد بن رزقويه.
أخبرنا ابن رزقويه، حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري - إملاء
في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي،
حدثنا علي بن حفص المدائني، حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر أخيه فيقول يا ليتني
مكانه ".
أخبرنا البرقاني قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: عبد الله بن عبد الرحمن بن
أحمد بن حماد العسكري ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع: أن أبا العباس العسكري مات
في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
5152 - عبد الله بن عيسى، الطفاوي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه وعن مسمع بن عاصم، ويوسف بن عطية
الصفار، وعبيد الله بن شميط بن عجلان. روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد،
35

وحاتم بن الليث الجوهري، والعباس بن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم
الدورقي، وأبو بكر بن أبي الدنيا وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبى ببغداد، وروى
عنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي
إملاء - حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي - بسر من رأى - حدثني عبد الله بن
عيسى الطفاوي، حدثنا عبيد الله بن شميط قال: كان أبي شميط بن عجلان يقول:
الناس ثلاثة، فرجل ابتكر الخير في حداثة سنه ثم داوم عليه حتى خرج من الدنيا فهذا
المقرب، ورجل ابتكر عمره بالذنوب وطول الغفلة، ثم رجع بتوبة فهذا صاحب يمين،
ورجل ابتكر الشر في حداثته ثم لم يزل فيه حتى خرج من الدنيا فهذا صاحب
شمال.
5153 - عبد الله بن عون، أبو محمد الهلالي الخراز:
سمع مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن عبد الله العمري،
وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عياش، وعباد بن عباد، وعبدة بن سليمان، وأبا سفيان
المعمري وأبا عبيدة الحداد، وخلف بن خليفة، وأبا إسماعيل المؤدب، ومحمد بن بشر
العبدي. روى عنه الحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومحمد بن عبد الله بن عتاب المربع، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن عبد الله
ابن أيوب المخرمي، وابن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف، حدثنا عمر بن محمد بن
علي الناقد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا عبد الله بن عون
الخراز، حدثنا خلف بن خليفة، حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه - وكان صلى
36

خلف النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان
لا يتمثل بي ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء.
وأخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد قالا: حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سألته - يعني يحيى بن معين - عن عبد الله بن عون
الخراز فقال: كان ثقة.
أخبرني علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سألت يحيى بن معين عن ابن عون الخراز فقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن
عبد الله بن عون الخراز فقال: ما به بأس، أعرفه قديما، وجعل يقول فيه خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني عبد الله بن عون الخراز، وكان من الثقات.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي - إملاء - قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وعبد الله بن الحسن الحراني قالا: حدثنا عبد الله بن
عون - أبو محمد - وكان من الثقات.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
أحمد علي بن محمد الحبيبي - بمرو - قال: وسألته - يعني صالح بن محمد الحافظ -
عن عبد الله بن عون الخراز فقال: ثقة مأمون، كان يقال إنه من الأبدال.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن الخضر بن زكريا الدقاق،
حدثنا عبد الله بن محمد بن منيع، حدثنا عبد الله بن عون الخراز. وكان من خيار
عباد الله.
37

أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص،
حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الله بن عون الخراز، وكان من الأبدال.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عبد الله بن عون الخراز
بغدادي ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات عبد الله بن عون الخراز.
وأخبرنا محمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي.
وأنبأنا أحمد بن محمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا
موسى بن هارون قال: مات عبد الله بن عون الخراز لخمسة أيام مضت من شهر
رمضان سنة اثنتين وثلاثين، زاد موسى يوم الاثنين.
5154 - عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع أبو العباس مولى المنصور،
ويعرف بالربيعي:
شاعر حسن الشعر، كان في عصر المعتصم، وكان أديبا راوية، حسن العلم بالغناء.
روى عنه عون بن محمد الكندي.
5155 - عبد الله بن العباس بن عبيد الله، أبو محمد الطيالسي:
سمع عبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن موسى الحرشي، وبشر بن معاذ
العبدي، والمفضل بن الصباح السمسار، وعبد الرحيم بن محمد السكري، ونصر بن
علي الجهضمي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن حفص بن عبد الله،
ومحمد بن عقيل النيسابوريين. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع،
وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو الحسن بن
لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وغيرهم وكان ثقة.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا محمد
ابن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن العباس، حدثنا محمد بن عقيل، حدثنا حفص
- يعني ابن عبد الله السلمي - حدثني إبراهيم بن طهمان، عن عمر بن سعيد، عن
38

الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري قال: دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى في ثوب واحد متوشحا به.
أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: وعبد الله بن العباس الطيالسي
لا بأس به.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال: وجدت
في كتاب أخي بخطه: مات أبو محمد الطيالسي سلخ ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن
العباس الطيالسي مات في سنة ثمان وثلاثمائة.
قال ابن المنادي: في ذي القعدة، وقال ابن قانع: في ذي الحجة.
5156 - عبد الله بن العباس بن جبريل بن ميخائيل، أبو محمد الوراق،
ويعرف بالشمعي:
حدث عن علي بن حرب الطائي، وحماد بن الحسين الوراق، وأحمد بن
ملاعب، وغيرهم. روى عنه محمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله
ابن العباس بن جبريل الشمعي، حدثنا حماد بن الحسين، حدثنا روح، حدثنا شعبة
عن جابر عن الشعبي عن ابن عباس وابن عمر قالا: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة السفر
ركعتين وهي تمام، والوتر في السفر سنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد الله بن العباس بن جبريل
الشمعي شيخ ثقة كتبنا عنه.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن جبريل الوراق في
أصحاب الشمع، مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
5157 - عبد الله بن عبدويه الصفار:
حدث عن عبد الوهاب بن عطاء. روى عنه ابنه يحيى.
39

5158 - عبد الله بن عمران بن موسى بن عيسى بن قيس، أبو عبد الرحمن
القطان الحراني:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن يزيد الحراني. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
قرأت في كتاب عثمان بن جابر العطار: توفي أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمران
القطان يوم الخميس لتسع بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة.
5159 - عبد الله بن عمران بن موسى، أبو محمد المقرئ النجار:
حدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حماد، وإبراهيم بن
سعيد الجوهري، وصالح بن علي الحلبي. روى عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن
الجعابي، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، وغيرهم.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمران المقرئ النجار -
ببغداد - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار
قال: حدثنا عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - عشية
رجم الأسلمي، عشية جمعة: " عصابة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض، بيت
كسرى، وآل كسرى ". وسمعته يقول: " إذا أنعم الله على عبد نعمة فليبدأ بنفسه،
وأهل بيته " وسمعته يقول: " أنا على الصراط والحوض ".
5160 - عبد الله بن عمران بن موسى بن عيسى، أبو محمد الخشاب:
حدث عن علي بن داود القنطري. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن عمران بن موسى
ابن عيسى الخشاب - أبو محمد البغدادي - قال: حدثني علي بن داود، حدثنا
عبد الله بن صالح، حدثنا عطاف بن خالد عن نافع قال: قال لي عبد الله بن عمر:
40

يا نافع قد تبيغ بي الدم، فائتني بحجام، ولا تجعله صبيا، ولا شيخا كبيرا، فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء ".
5161 - عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن محمد بن حفص، أبو القاسم
المقرئ البزار العسكري:
حدث عن أبي أيوب أحمد بن بشر الطيالسي ومحمد بن إسحاق بن راهويه،
ومحمد بن السري بن سهل القنطري. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وعلي بن
أحمد الرزاز.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عبيد الله بن يحيى
ابن محمد البزار العسكري المقرئ، حدثنا محمد بن السري بن سهل القنطري،
حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن روح، حدثنا حبيب بن مطر السدوسي
قال: حدثني علي بن عبد الله أبو الحسن عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للعباس، ولولد العباس، ولمن أحبهم ".
وأخبرنا ابن رزق، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي القاري،
حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا أحمد بن روح البصري بإسناده مثله سواء.
5162 - عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أبو محمد المؤدب:
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، وكان يسكن بدرب اليهود النافذ إلى قطيعة
عيسى بن علي الهاشمي، وخرجت يوما من مجلس القاضي الحسين بن [إسماعيل]
المحاملي فأرادني أصحاب الحديث على المضي معهم إليه، فلم أفعل لأجل الحر،
وكان يوما صائفا، ولم أرزق السماع منه، وكان ثقة.
توفي يوم السبت الرابع عشر من رجب سنة ثمان وأربعمائة، ودفن من الغد وهو
يوم الأحد في مقبرة باب حرب.
41

وقال لي الأزهري: بلغ أبو محمد بن يحيى سبعا وثمانين سنة.
5163 - عبد الله بن عبيد الله، الكافوري:
حدث عن أحمد بن سلمان النجاد. حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال.
5164 - عبد الله بن عبيد الله بن أحمد، أبو أحمد الدقاق، يعرف بابن
الأعرج:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار. كتبت عنه، وكان ثقة صدوقا.
5165 - عبد الله بن عثمان بن محمد بن علي بن بيان، أبو محمد الصفار:
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد
ابن محمد بن إسماعيل الأدمي المقرئ، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسين بن
إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار، وعبد الله بن الهيثم بن خالد
العسكري، ويوسف بن يعقوب بن أحمد بن البهلول، ومحمد بن عمران بن موسى
الصيرفي، وغيرهم. حدثنا عنه الأزهري، والخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي
ابن محمد بن الحسن المالكي، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي قال: مات أبو محمد عبد الله بن عثمان بن
محمد الصفار في المحرم سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
5166 - عبد الله بن عثمان بن زيدان، أبو القاسم الحصري:
سمع أحمد بن سندي الحداد، وأبا أحمد محمد بن أحمد بن المطلب الهاشمي،
وأبا بكر بن مالك القطيعي، حدثني عنه رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب، وقال
لي: كان يسكن درب الآجر من نهر طابق، وتوفي نحو سنة سنة عشر وأربعمائة، وكان
صدوقا.
5167 - عبد الله بن عتاب بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب، أبو
القاسم العبدي:
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن علي بن إسماعيل الآملي، وعلي
42

ابن عبد الله بن مبشر الواسطي. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي. وأحمد بن
أبي جعفر العتيقي، وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عتاب بن محمد العبدي، حدثنا
محمد بن علي بن إسماعيل الحافظ، حدثنا خنبش بن يزيد الحمصي - بحمص - حدثنا
علي بن عياش الحمصي، حدثنا سعيد بن عمارة، حدثنا الحارث بن النعمان قال:
سمعت الحسن يحدث عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من سود مع قوم فهو منهم،
ومن روع مسلما لرضاء سلطان جيء به يوم القيامة معه ".
أخبرنا العتيقي قال: سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم بن عتاب
الشاهد، حدث بشئ يسير، وانتقى عليه الدارقطني جزءا، وكان ثقة مأمونا.
حدثني أحمد بن علي التوزي وهلال بن المحسن الكاتب قالا: توفي أبو القاسم بن
عتاب العبدي ليلة يوم الخميس التاسع عشر من صفر سنة تسع وثمانين.
قال لنا علي بن المحسن التنوخي: مات أبو القاسم بن عتاب يوم الجمعة العاشر
من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
5168 - عبد الله بن عبد الملك بن محمد بن سعيد، أبو الفتح النحاس:
موصلي الأصل سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، وإسماعيل بن محمد
الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وأحمد بن
سلمان النجاد، ومحمد بن الحسن النقاش. كان عنده عن المحاملي مجلس واحد،
وعن الصفار جزء الحسن بن عرفة. كتب عنه جماعة من أصحابنا ولم يقض لي
السماع منه.
وسألت البرقاني عنه فقال: ثقة.
ومات في صفر من سنة ثمان وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي وراء التوثة.
43

حرف الفاء من آباء العبادلة
5169 - عبد الله بن الفرج، أبو محمد القنطري:
كان أحد العباد، وكان بشر بن الحارث يوده ويزوره. حكى عن فتح الموصلي
وغيره حكايات. روى عنه محمد بن الحسين البرجلاني، وأحمد بن محمد التاحي،
وعلي بن الموفق، وغيرهم.
حدثنا هلال بن المحسن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أحمد بن محمد التاحي قال: سمعت عبد الله بن
الفرج يقول - وكان عبد الله بن الفرج يغشاه بشر بن الحارث لزهده وفضله - قال
أرطاة بن المنذر: احذروا الدنيا لا تسحركم، فهي والله أسحر من هاروت وماروت.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء، حدثنا إبراهيم بن سهل قال: قال عبد الله بن الفرج: سلوا
الله عفوا جميلا، قال: فقلنا يا أبا محمد أي شئ العفو الجميل؟ قال: أن يأمر بك من
الموقف ولا يفتشك.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين
الآجري - بمكة - قال: بلغني أن عبد الله بن الفرج لما مات، لم تعلم زوجته لإخوانه
بموته - وهم جلوس بالباب ينتظرون الدخول عليه في علته - فغسلته وكفنته في كساء
كان له، وأخذت فرد باب من أبواب بيته وجعلته فوقه وشدته بشريط، ثم قالت
لإخوانه: قد مات وقد فرغت من جهازه فدخلوا فاحتملوه إلى قبره، وغلقت الباب
خلفهم.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا العباس بن العباس الجوهري،
حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثنا محمد بن بيان المكي قال: حدثني صاعد قال: لما
مات عبد الله بن الفرج حضرت جنازته، فلما واريته رأيته في الليل في النوم جالسا
على شفير قبره، ومعه صحيفة ينظر فيها، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي
ولكل من شيع جنازتي، قلت: انا كنت معهم، قال: هو ذا اسمك في الصحيفة.
44

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء قال: حدثني عبد الله بن عمرو قال: حدثني صاعد قال:
كنت فيمن حضر جنازة عبد الله بن الفرج القنطري، وذكر نحو الخبر الذي سقناه
آنفا.
5170 - عبد الله بن الفضل بن عبد الملك، أبو بكر الهاشمي:
كان يتولى الصلاة بالناس في دار الخلافة أيام الجمعات، وفي المصلى أيام الأعياد
بعد وفاة محمد بن إسحاق بن عبد الملك الهاشمي، وتقلد ذلك في ذي الحجة من
سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
5171 - عبد الله بن الفضل بن جعفر، أبو محمد الوراق:
وراق عبد الكريم بن الهيثم، وكان من أهل دير العاقول. نزل بغداد وحدث بها
عن علي بن داود القنطري، وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، وأبي عوف
البزوري، والحسين بن محمد بن أبي معشر، وعلي بن سهل بن المغيرة، وعبد الله بن
روح المدائني، ويحيى بن أبي طالب، والحسن بن سلام السواق، وعبد الكريم بن
الهيثم، وغيرهم أحاديث مستقيمة. روى عنه موسى بن عيسى بن عبد الله السراج
وأبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا أحمد بن الفرج بن منصور بن
محمد بن الحجاج الوراق، حدثنا عبد الله بن الفضل وراق عبد الكريم، حدثنا أبو
البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا جعفر بن عون.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أخبرنا جعفر بن عون، حدثني موسى
الجهني عن فاطمة ابنة علي قالت: حدثتني أسماء ابنة عميس أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي " لفظ
حديث أبي البختري.
ذكر ابن الثلاج أنه سمع من هذا الشيخ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في سوق
السلاح.
45

5172 - عبد الله بن الفضل بن العباس بن علي بن عبد الرحمن بن يزيد بن
ازدابنه، أبو الحسن مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان:
وهو ابن بنت هارون الديك المستملي. حدث عن محمد بن جعفر بن الرازي.
روى عنه أبو الفتح بن مسرور، قال: حدثنا ببغداد وكان ثقة.
حرف القاف من آباء العبادلة
5173 - عبد الله بن قريش بن إسحاق بن حميد، أبو أحمد الأسدي:
حدث عن أبي همام الوليد بن شجاع السكوني، وأبي عمار الحسين بن حريث
المروزي، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي، وعن كتاب الفرج بن اليمان الكردلي
- وجادة - روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وعبد الصمد بن
علي الطستي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وغيرهم.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرنا عبد الله بن
قريش بن إسحاق بن حميد أبو أحمد قال: وجدت في سماع الفرج بن اليمان
الكردلي، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يعذب الله عبدا على خطأ ولا استكراه أبدا ".
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن عمر الهمذاني - بها - حدثنا أبو
العباس الفضل بن الفضل الكندي، حدثنا عبد الله بن قريش بن إسحاق البغدادي،
حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقبة، حدثنا حجاج بن محمد
عن أبي معشر قال: رأيت أبا خازم في مجلس عون بن عبد الله وهو يقص في المسجد
ويبكي ويمسح بدموعه وجهه، فقلت له: يا أبا خازم لم تفعل هذا؟ قال: بلغني أن
النار لا تصيب موضعا أصابه الدموع من خشية الله تعالى.
5174 - عبد الله بن قريش، أبو أحمد الصيدلاني:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه أبو الحسين بن المنادي.
46

حرف الكاف من آباء العبادلة
5175 - عبد الله بن كرز، أبو كرز الفهري:
حدث عن نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة. روى عنه
عبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد، وغيرهما. وكان يتولى قضاء الموصل.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز البغوي،
حدثنا علي بن الجعد، أخبرني أبو كرز القرشي عن نافع عن ابن عمر قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيد، خرج معه بحربته. دفع إلى محمد بن أحمد بن
رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدقاق، أخبرنا مكرم قال: حدثني
يزيد بن الهيثم البادا قال: قلت ليحيى بن معين: روى أبو النضر عن أبي كرز؟ قال:
ليس بشئ لا أعرفه، روى حديثا منكرا.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ،
حدثني إسحاق بن موسى بن عيسى قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
يقول: سمعت أحمد بن حنبل - وذكر أبا كرز يحدث عن نافع - فقال: هذا في
أصحابه. قال محمد بن عمر أبو كرز أصله الموصل، وكان ببغداد في جملة الصحابة
الذين أقطعوا الموضع المعروف بدور الصحابة، واسمه عبد الله بن كرز.
أخبرنا البرقاني قال: حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت - يعني لأبي زرعة الرازي - أبو كرز
القرشي؟ قال: ضعيف الحديث، وأمرنا أن نضرب على حديثه.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال قال: قرأت على محمد بن جعفر
الشروطي عن أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال: عبد الله بن كرز أبو كرز
قاضي الموصل متروك.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن عبد الله بن كرز عن نافع
فقال: مجهول.
47

وأخبرنا البرقاني أيضا قال: سألت الدارقطني عن أبي كرز قال: هو قاضي الموصل
عبد الله بن عبد الملك الفهري، قلت: ثقة؟ قال: لا ولا كرامة.
فكأن أبا الحسن كان يذهب إلى أن عبد الله بن كرز ليس بأبي كرز لأنه ذكر أن
عبد الله بن كرز مجهول، وبين حال أبي كرز وسمي أباه عبد الملك ونرى قوله هذا
وهما، والصواب ما ذكرناه من أن أبا كرز هو عبد الله بن كرز لا ابن عبد الملك،
وكذلك رأيت حديثا للمعافى بن سليمان عنه قد نسبه فيه فقال: حدثنا أبو كرز عبد
الله بن كرز عن الزهري.
5176 - عبد الله بن كثير بن وقدان، أبو محمد:
حدث عن محمد بن سليمان لوين. روى عنه الحسن بن أحمد بن محمد بن
إبراهيم الأستراباذي.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا كوشيار بن لبا نيروز الجيلي، حدثنا أبو
الحسن الحسين بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف الفقيه الأستراباذي -
بأستراباذ - حدثنا أبو محمد عبد الله بن كثير بن وقدان البغدادي، حدثنا لوين.
وأخبرنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن أحمد البقال الأصبهاني، أخبرنا أحمد بن
محمد بن المرزبان الأبهري، حدثنا محمد بن إبراهيم الحزوري، حدثنا لوين، حدثنا
عبد الحميد بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثني ثمامة بن أنس عن
أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " قيدوا العلم بالكتاب " واللفظ لحديث ابن وقدان.
حرف اللام من آباء العبادلة
5177 - عبد الله بن الليث، أبو العباس المروزي:
ذكره محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني في كتاب
" الأسماء والكنى " وقال: نزل بغداد حدثنا عنه علي بن محمد بن نصر.
قلت: وحدث القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي عنه عن صالح بن مسمار.
48

حرف الميم من آباء العبادلة
5178 - عبد الله أمير المؤمنين السفاح بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا العباس، ويقال له أيضا: المرتضى، والقائم:
ولد بالشراة وكان مولده على ما:
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن صالح، حدثنا أبو مسعود
عمرو بن عيسى الرياحي، حدثني جدي عبيد الله بن العباس بن محمد قال: ولد
أبو العباس سنة خمس ومائة، واستخلف وهو ابن سبع وعشرين سنة.
قلت: وهو أول خلفاء بنى العباس بويع بالكوفة، وانتقل إلى الأنبار فسكنها حتى
مات بها، وكان أصغر سنا من أخيه أبي جعفر.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا عمر بن
حفص السدوسي، حدثنا محمد بن يزيد قال: واستخلف أبو العباس عبد الله بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم سنة اثنتين وثلاثين
ومائة، لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، ويقال في جمادى، وتوفي سنة ست
وثلاثين ومائة لثلاث عشرة - أو إحدى عشرة - خلت من ذي الحجة يوم الأحد،
فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، وتوفي وله ثلاث وثلاثون سنة، وأمه ريطة
بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديان بن الحارث بن كعب توفي بالأنبار
وصلى عليه عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء قال: أبو العباس المرتضى والقائم، عبد الله بن محمد الإمام بن
علي السجاد بن عبد الله الحبر بن عباس ذي الرأي بن عبد المطلب شيبة الحمد بن
هاشم وهو عمرو بن عبد مناف ولد بالشراة، وبويع بالكوفة يوم الجمعة لأربع عشرة
49

ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وبايع أبو العباس لأخيه أبي
جعفر، ولعيسى بن موسى بن محمد بن علي، ومات بالأنبار لاثنتي عشرة ليلة خلت
من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وكان نقش خاتمه، الله ثقة عبد الله، وكان
عمره ثلاثا وثلاثين سنة، وخلافته أربع سنين، وثمانية أشهر، ويومان.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا ابن أبي
الدنيا، حدثني محمد بن صالح عن محمد بن عباد عن إسحاق بن عيسى أن أبا
العباس توفي وهو بن اثنتين وثلاثين، وكان أبيض أقنى، ذا شعرة جعدة، حسن اللحية
جعدها، مات بالجدري، وصلى عليه عيسى بن علي، ودفن بالأنبار.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلينا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري
يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي
قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ست وثلاثين ومائة، فيها توفي أبو العباس
بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة، وهو ابن إحدى وثلاثين سنة
وأشهر، وكان مولده سنة خمس ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر،
وكان طويلا أبيض أقنى حسن اللحية جعدها، ودفن بالأنبار.
أخبرني الحسين بن عمر القصاب، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أخبرنا علي
ابن طيفور بن غالب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير عن الأعمش.
وأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن
يعقوب، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري، حدثنا إبراهيم بن
سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، حدثني زائدة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد
الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج منا رجل في انقطاع من الزمن، وظهور من الفتن
يسمى السفاح، يكون عطاؤه المال حسيا " لفظ زائدة.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد
الكاتب، حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي - بالكوفة -
حدثنا الحسين بن محمد بن علي الأزدي، أخبرني سلام مولى العباسة بنت المهدى
قال: حدثني محمد بن كعب مولى المهدى قال: سمعت المهدى أمير المؤمنين يقول:
50

حدثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم،
لأدال الله من بنى أمية، ليكونن منا السفاح، والمنصور، والمهدي.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ومحمد بن الحسين بن محمد الجازري
وقال أحمد أنبأنا وقال محمد حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن
يحيى الصولي، حدثنا القاسم بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي
عن أبيه قال: حدثني من حضر مجلس السفاح وهو أحشد ما كان ببني هاشم
والشيعة، ووجوه الناس، فدخل عبد الله بن حسن ومعه مصحف. فقال: يا أمير
المؤمنين أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف، قال: فأشفق الناس من أن
يعجل السفاح بشئ إليه، فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم في وقته، أو يعيى
بجوابه فيكون ذلك نقصا له، وعارا عليه، قال: فأقبل عليه غير مغضب ولا مزعج
فقال: إن جدك عليا - وكان خيرا مني وأعدل - ولى هذا الأمر فأعطى جديك الحسن
والحسين - وكانا خيرا منك - شيئا؟ وكان الواجب أن أعطيك مثله، فإن كنت فعلت
فقد أنصفتك، وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، قال: فما رد عبد الله جوابا
وانصرف، والناس يعجبون من جوابه له.
أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، حدثني
أحمد بن محمد الجوهري، حدثنا الحسن بن عليل العنزي، حدثني عبد الرحمن بن
يعقوب العذري المدني، حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: دخل عمران بن
إبراهيم بن عبد الله بن مطيع العدوي على أبي العباس في أول وفد وفد عليه من
المدينة، فأمروا بتقبيل يده فتبادروها، وعمران واقف، ثم حياه بالخلافة وهنأه وذكر
حسبه ونسبه ثم قال: يا أمير المؤمنين إنها والله لو كانت تزيدك رفعة، وتزيدني من
الوسيلة إليك ما سبقني بها أحد، وإنك لغنى عما لا أجر لنا فيه، وعلينا فيه ضعة،
قال: ثم جلس، فوالله ما نقص عن حظ أصحابه.
أخبرنا الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
المكتفي، حدثنا جحظة قال: قال جعفر بن يحيى: نظر أمير المؤمنين السفاح في المرآة
- وكان من أجمل الناس وجها - فقال: اللهم إني لا أقول كما قال عبد الملك أنا عبد
الملك الشاب، ولكن أقول اللهم عمرني طويلا في طاعتك ممتعا بالعافية. فما استتم
كلامه حتى سمع غلاما يقول لغلام آخر: الأجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام،
51

فتطير من كلامه، وقال: حسبي الله، لا قوة إلا بالله، عليه توكلي وبه أستعين، فما
مضت الأيام حتى أخذته الحمى، فجعل يوم يتصل إلى يوم حتى مات بعد شهرين
وخمسة أيام.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
محمد بن سهل بن الفضيل الكاتب، حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: ذكر محمد بن
عبد الله بن مالك الخزاعي أن الرشيد قال لابنه: كان أبو العباس عيسى بن علي راهبنا
وعالمنا أهل البيت، ولم يزل في خدمة أبي محمد علي بن عبد الله إلى أن توفي، ثم
خدم أبا عبد الله إلى وقت وفاته، ثم إبراهيم الإمام، أبو العباس، والمنصور، فحفظ
جميع أخبارهم، وسيرهم، وأمورهم، وكان قرة عينه في الدنيا إسحاق ابنه، فليس فينا
أهل البيت أحدا أعرف بأمرنا من إسحاق، فاستكثر منه، واحفظ جميع ما يحدثك به،
فإنه ليس دون أبيه في الفضل، وإيثار الصدق، قال: فأعلمته أنى قد سمعت منه شيئا
كثيرا، فسألني: هل سمعت خبر وفاة أبي العباس أمير المؤمنين؟ فأعلمته أني قد
سمعته، فقال قد سمعت هذا الحديث من أبي العباس عيسى بن علي، فحدثني
ما حدثك به إسحاق لأنظر أين هو مما، حدثني به أبوه؟ فقال: حدثني إسحاق بن
عيسى عن أبيه أنه دخل في أول النهار من يوم عرفة على أبى العباس وهو في مدينته
بالأنبار، قال إسحاق: قال أبي: وكنت قد تخلفت عنه أياما لم أركب إليه فيها،
فعاتبني على تخلفي كان عنه، فأعلمته أنى كنت أصوم منذ أول يوم من أيام العشر
فقبل عذري. وقال لي: أنا في يومي هذا صائم، فأقم عندي لتقضيني فيه بمحادثتك
إياي ما فاتني في الأيام التي تخلفت عنى فيها، ثم تختم ذلك بإفطارك عندي، فأعلمته
أنى أفعل ذلك، وأقمت إلى أن تبينت النعاس في عينيه قد غلب عليه، فنهضت عنه
واستمر في النوم، فملت بين القائلة في داره، وبين القائلة في داري، فمالت نفسي إلى
الانصراف إلى منزلي لأقيل في الموضع الذي اعتدت القائلة فيه، فصرت إلى منزلي
وقلت إلى وقت الزوال، ثم ركبت إلى دار أمير المؤمنين فوافيت إلى باب الرحبة
الخارج، فإذا برجل دحداح حسن الوجه مؤتزر بإزار، مترد بآخر، فسلم علي فقال:
هنأ الله أمير المؤمنين هذه النعمة وكل نعمة، البشرى أنا وافد أهل السند، أتيت أمير
المؤمنين بسمعهم وطاعتهم وبيعتهم، فما تمالكت سرورا إلى أن حمدت الله على توفيقه
إلى للانصراف رغبة في أن أبشر أمير المؤمنين بهذه البشرى، فما توسطت الرحبة حتى
وافى رجل في مثل لونه وهيئته، وقريب الصورة من صورته، فسلم على كما سلم
52

على الآخر، وهنأني بمثل تهنئته، وذكر أنه وافد أهل إفريقية أتى أمير المؤمنين بسمعهم
وطاعتهم، فتضاعف سروري، وأكثرت من حمدي على ما وفقني له من الانصراف،
ثم دخلت الدار فسألت عن أمير المؤمنين، فأخبرت أنه في موضع كان يتهيأ فيه
للصلاة، وكان يكون فيه سواكه، وتسريح لحيته، فدخلت إليه وهو يسرح لحيته،
فابتدأت بتهنئته، وأعلمته أنى رأيت ببابه رجلين؟ أحدهما وافد أهل السند فوقع عليه
زمع وقال: الآخر وافد أهل إفريقية بسمعهم وطاعتهم فقلت نعم! فسقط المشط من
يده ثم قال: سبحان الله، كل شئ بائد سواه، نعيت والله نفسي: حدثني إبراهيم
الإمام عن أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه يقدم علي في يوم واحد في مدينتي هذه وافدان وافد السند،
والآخر وافد إفريقية، بسمعهم وطاعتهم وبيعتهم، فلا يمضي بعد ذلك ثلاثة أيام حتى
أموت. وقد أتاني الوافدان، فأعظم الله أجرك يا عم في ابن أخيك، فقلت له: كلا يا
أمير المؤمنين إن شاء الله، فقال: بلى إن شاء الله لئن كانت الدنيا حبيبة إلي، فصحة
الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى منها، والله ما كذبت ولا كذبت، ثم نهض وقال
لي: لا ترم من مكانك حتى أخرج إليك، فما غاب حينا حتى أذنه المؤذنون بصلاة
الظهر، فخرج إلى خادم له فأمرني بالخروج إلى المسجد والصلاة بالناس ففعلت ذلك،
ورجعت إلى موضعي حتى أذنه المؤذنون بصلاة العصر، فخرج إلى الخادم فأمرني
بالصلاة بالناس والرجوع إلى موضعي، ففعلت، ثم أذنه المؤذنون بصلاة المغرب،
فخرج الخادم إلى فأمرني بمثل ما كان أمرني به في صلاة الظهر والعصر ففعلت ذلك،
ثم عدت إلى مكاني، ثم أذنه المؤذنون بصلاة العشاء فخرج إلى الخادم فأمرني بمثل ما
كان يأمرني به ففعلت مثل ما كنت أفعل، ولم أزل مقيما بمكاني إلى أن مر الليل،
ووجبت صلاته، فقمت فتنفلت حتى فرغت من صلاة الليل والوتر، إلا بقية بقيت من
القنوت، فخرج عند ذلك ومعه كتاب فدفعه إلى حين سلمت، فإذا هو معنون مختوم،
من عند عبد الله أمير المؤمنين إلى الرسول والأولياء وجميع المسلمين، وقال: يا عم
اركب في غد فصل بالناس في المصلى، وانحر وأخبر بعلة أمير المؤمنين، وأكثر لزومك
داره، فإذا قضى نحبه فاكتم وفاته حتى يقرأ هذا الكتاب على الناس، وتأخذ عليهم
البيعة للمسمى في هذا الكتاب، فإذا أخذتها واستحلفت الناس عليها بمؤكدات
الأيمان، فانع إليهم أمير المؤمنين، وجهزه وتول الصلاة عليه، ثم انصرف في حفظ الله
وتأهب لركوبك. فقلت: يا أمير المؤمنين، هل وجدت علة؟ قال: يا عم وأي علة هي
53

أقوى وأصدق من الخبر الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!! فأخذت الكتاب ونهضت،
فما مشيت إلا خطى حتى هتف بي فأمرني بالرجوع فرجعت وقال لي: الله قد
ألبسك كمالا أكره أن يحطك الناس فيه، وكتابي الذي في يدك مختوم، وسيقول من
يحسدك على ما جرى على يديك من هذا الأمر الجليل إنك إنما وفيت للمسمى في
هذا الكتاب لأن الكتاب كان مختوما، وقد رأى أمير المؤمنين أن يدفع إليك خاتمه
ليقطع بذلك ألسنة الحسدة عنك، فخذ الخاتم فوالله لتفين للمسمى في هذا الكتاب،
وليلين الخلافة، ما كذبت ولا كذبت، وانصرف وتأهبت للركوب، فركبت وركب
معي الناس، حتى صليت بأهل العسكر، ونحرت وانصرفت إليه. فسألته عن خبره فقال: خبر ما به الموت لا محالة، فقلت يا أمير المؤمنين هل وجدت شيئا؟ فأنكر على
قولي، وكشر في وجهي وقال: يا سبحان الله أقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه
يموت، فتسألني عما أجد! لا تعد لمثل هذا الذي كان منك، ثم دخلت إليه عشية يوم
العيد، وكان من أحسن من عاينته عيناي وجها، فرأيته في تلك العشية وقد حدثت في
وجهه وردية لم أكن أعهدها، فزادت وجهه كمالا، ثم بصرت بإحدى وجنتيه في
الحمرة حبة مثل حبة الخردل بيضاء، فارتبت بها، ثم صوبت بطرفي إلى الوجنة
الأخرى فوجدت فيها حبة أخرى، ثم أعدت نظري إلى الوجنة التي عاينتها بديا
فرأيت الحبة قد صارت اثنتين، ثم لم أزل أرى الحب يزداد حتى رأيت في كل جانب
من وجنتيه مقدار الدينار حبا أبيض صغارا، فانصرفت وهو على هذه الحال، وغلست
غداة اليوم الثاني من أيام التشريق، فوجدته قد هجر وذهبت عنه معرفتي ومعرفة
غيري، فرحت إليه بالعشي فوجدته قد صار مثل الزق المنفوخ، وتوفي في اليوم الثالث
من أيام التشريق، فسجيته كما أمرني وخرجت إلى الناس وقرأت عليهم الكتاب
وكان فيه: من عبد الله أمير المؤمنين إلى الرسول والأولياء وجماعة المسلمين، سلام
عليكم أما بعد، فقد قلد أمير المؤمنين الخلافة عليكم بعد وفاته أخاه، فاسمعوا له
وأطيعوا، وقد قلد الخلافة من بعد، عبد الله بن موسى - إن كان -. قال إسحاق بن
عيسى: قال لي أبي: ما نزلت عن المنبر حتى وقع الاختلاف بين الناس فيما كتب به
أمير المؤمنين في عيسى بن موسى - إن كان - فقال، فقال قوم أراد بقوله، لها موضعا،
وقال آخرون أراد بقوله إن كان هذا لا يكون، ثم أخذت البيعة على الناس وجهزته،
وصليت عليه ودفنته في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة
54

فقال الرشيد: هكذا حدثني أبو العباس، ما غادر إسحاق من حديث أبيه حرفا
واحدا، فاستكثروا من الاستماع منه، فنعم حامل العلم هو.
5179 - عبد الله أمير المؤمنين المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا جعفر:
استخلف بعد أخيه السفاح، وكان المنصور حاجا في وقت وفاة السفاح، فعقد له
البيعة بالأنبار عمه عيسى بن علي، وورد الخبر على المنصور في أربعة عشر يوما،
وكان له من السن إذ ذاك إحدى وأربعون سنة وشهور.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال: سمعت أبا جعفر محمد بن
إبراهيم الكاتب قال: بويع المنصور يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من ذي الحجة وهو
ابن إحدى وأربعين سنة وعشرة أشهر، وأمه سلامة البربرية، وقام ببيعته عمه عيسى
ابن علي، وأتت الخلافة أبا جعفر وهو بطريق مكة بموضع يقال له الصفينة، فقال:
صفا أمرنا إن شاء الله.
وقال أبو بشر: قال أبو موسى هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، حدثني عبد الله بن عيسى الأموي، عن
إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: مولد أبى جعفر المنصور بالحميمة في صفر سنة خمس
وتسعين، وبويع له يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين
ومائة، وهو ابن إحدى وأربعين سنة وعشرة أشهر.
وقال أبو بشر: أخبرني طاهر بن يحيى بن حسن الطالبي، عن علي بن حبيش
المديني، عن علي بن ميسرة الرازي قال: رأيت سنة خمس وعشرين أبا جعفر المنصور
بمكة، فتى أسمر رقيق السمرة، موفر اللمة، خفيف اللحية، رحب الجبهة أقنى الأنف
بين القنى، أعين كأن عينيه لسانان ناطقان تخالطه أبهة الملوك بزي النساك. تقبله
القلوب، وتتبعه العيون، يعرف الشرف في تواضعه، والعتق في صورته، واللب في
مشيته.
55

أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم المازني، حدثنا
الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو سهل بن علي بن نوبخت قال: كان جدنا
نوبخت على دين المجوسية، وكان في علم النجوم نهاية، وكان محبوسا بسجن
الأهواز، فقال: رأيت أبا جعفر المنصور وقد أدخل السجن، فرأيت من هيبته،
وجلالته، وسيماه، وحسن وجهه، وبنائه، ما لم أره لأحد قط، فصرت من موضعي
إليه فقلت: يا سيدي ليس وجهك من وجوه أهل هذه البلاد، فقال أجل يا مجوسي،
قلت: فمن أي بلاد أنت؟ فقال: من أهل المدينة، فقلت: أي مدينة؟ فقال: من مدينة
الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة! قال: لا
ولكني من عرب المدينة قال: فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته فقال:
كنيتي أبو جعفر، فقلت: أبشر فوحق المجوسية لتملكن جميع ما في هذه البلدة، حتى
تملك فارس وخراسان والجبال، فقال لي: وما يدريك يا مجوسي؟ قلت: هو كما
أقول، فاذكر لي هذه البشرى، فقال: إن قضى شئ فسوف يكون، قال: قلت قد
قضاه الله من السماء فطب نفسا، وطلبت دواة فوجدتها، فكتب لي: بسم الله
الرحمن الرحيم، يا نوبخت إذا فتح الله على المسلمين، وكفاهم مؤونة الظالمين، ورد
الحق إلى أهله، لم نغفل ما يجب من حق خدمتك إيانا، وكتب أبو جعفر. قال
نوبخت: فلما ولى الخلافة صرت إليه فأخرجت الكتاب، فقال: أنا له ذاكر، ولك
متوقع، فالحمد لله الذي صدق وعده، وحقق الظن، ورد الأمر إلى أهله، فأسلم
نوبخت وكان منجما لأبي جعفر ومولى.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد، عن عبد الله بن سلم، عن الربيع بن
يونس الحاجب قال: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة، أبو بكر، وعمر، وعثمان
وعلي: والملوك [أربعة] معاوية، وعبد الملك، وهشام، وأنا.
أخبرني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس بن المهدى الخطيب، حدثنا
الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد،
حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم أبو العيناء، حدثنا الأصمعي قال: صعد أبو جعفر
المنصور المنبر فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أن
56

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أذكرك من
أنت في ذكره. فقال أبو جعفر: مرحبا مرحبا، لقد ذكرت جليلا، وخوفت عظيما،
وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، والموعظة منا بدت،
ومن عندنا خرجت، وأنت يا قائلها فأحلف بالله ما الله أردت بها، وإنما أردت أن
يقال قام فقال فعوقب، فصبر، فأهون بها من قائلها واهتبلها لله، ويلك إني غفرتها
وإياكم معشر الناس وأمثالها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فعاد إلى خطبته كأنما
يقرؤها من قرطاس.
أخبرنا محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن أبي
الأزهر البوشنجي قال: حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا مبارك الطبري قال: سمعت
أبا عبيد الله يقول: سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى،
والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو
أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
حدثني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو بكر بن دريد،
حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن يونس قال: كتب زياد بن عبيد الحارثي إلى المنصور
يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه، وأبلغ في كتابه، فوقع المنصور في القصة، إن الغنى
والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه، وأمير المؤمنين يشفق عليك من ذلك، فاكتف
بالبلاغة.
قرأت على علي بن أبي علي البصري عن إبراهيم بن محمد الطبري قال: أخبرنا
إبراهيم بن علي الهجيمي حدثنا أبو العيناء قال: دخل المنصور من باب الذهب،
فإذا بثلاثة قناديل مصطفة، فقال: ما هذا؟ أما واحد من هذا كان كافيا، يقتصر من هذا
على واحد، قال: فلما أصبح أشرف على الناس وهم يتغدون، فرأى الطعام قد خف من
بين أيديهم قبل أن يشبعوا. فقال: يا غلام على بالقهرمان، قال: مالي رأيت الطعام قد خف من
بين أيدي الناس قبل أن يشبعوا؟ قال: يا أمير المؤمنين أريتك قد قدرت الزيت
فقدرت الطعام، قال: فقال وأنت لا تفرق بين زيت يحترق في غير ذات الله، وهذا طعام
إذا فضل فضل وجدت له آكلا، أبطحوه قال: فبطحوه فضربه سبع درر.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الله الشطي،
57

حدثنا أبو إسحاق الهجيمي، حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء قال: قال لي
إسماعيل بن بريهة عن بعض أهله عن الربيع الحاجب قال: لما مات المنصور قال لي
المهدى: يا ربيع قم بنا حتى ندور في خزائن أمير المؤمنين قال: فدرنا فوقفنا على بيت
فيه أربعمائة حب مطينة الرؤوس، قال: قلنا ما هذه؟ قيل هذه فيها أكباد مملحة أعدها
المنصور للحصار.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، وعلي بن محمد بن عبد الواحد
البلدي، ومحمد بن الحسين بن محمد الجازري - قال أحمد: أخبرنا وقالا: حدثنا -
المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن الحسين بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر
عن أبيه قال: دخل رجل على المنصور فقال:
أقول له حين واجهته * عليك السلام أبا جعفر
فقال له المنصور: وعليك السلام، فقال:
فأنت المهذب من هاشم * وفي الفرع منها الذي يذكر
فقال له المنصور: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
فهذي ثيابي قد أخلقت * وقد عضني زمن منكر
فألقى إليه المنصور ثيابه وقال: هذه بدلها.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
دريد الرياشي عن محمد بن سلام قال: رأت جارية المنصور قميصه مرقوعا، فقالت:
أخليفة وقميصه مرفوع؟! فقال: ويحك أما سمعت ما قال ابن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق وجيب قميصه مرقوع
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: دخل أعرابي على
المنصور فكلمه بكلام أعجبه فقال له المنصور: سل حاجتك، قال مالي حاجة يا أمير
المؤمنين فأطال الله عمرك، وأنعم على الرعية بدوام النعمة عليك، قال: ويحك سل
حاجتك فإنه لا يمكنك الدخول علينا كلما أردت، ولا يمكننا أن نأمر لك كلما
دخلت، قال: ولم يا أمير المؤمنين، وأنا لا أستقصر عمرك، ولا أغتنم مالك؟ وإن
العرب لتعلم في مشارق الأرض ومغاربها أن مناجاتك شرف، وما لشريف عنك
58

منحرف، وإن عطاءك لزين، وما مسألتك بنقص ولا شين. فتمثل المنصور بقول
الأعشى:
فجربوه فما زادت تجاربهم * أبا قدامة إلا المجد والقنعا
ثم قال: يا غلام أعطه ألف دينار.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازني، حدثنا الحسين بن القاسم
الكوكبي، حدثنا ابن أبي سعد حدثني أبو زيد، حدثني أيوب بن عمرو بن أبي
عمرو - أبو سلمة العقاري - حدثني قطن بن معاوية الغلابي قال: كنت ممن سارع إلى
إبراهيم واجتهد معه، فلما قتل طلبني أبو جعفر واستخفيت، فقبض أموالي ودوري،
ولحقت بالبادية فجاورت في بنى نصر بن معاوية، ثم في بنى كلاب، ثم في بني فزارة،
ثم في بنى سليم، ثم تنقلت في بلاد قيس أجاورهم حتى ضقت ذرعا بالاستخفاء،
فأزعمت على القدوم على أبي جعفر والاعتراف له، فقدمت البصرة فنزلت في طرف
منها، ثم أرسلت إلى أبي عمرو بن العلاء - وكان لي ودا - فشاورته في الذي أزمعت
عليه، فقيل رأيي، وقال: والله إذا ليقتلنك، وإنك لتعين على نفسك، فلم ألتفت إليه،
وشخصت حتى قدمت بغداد وقد بنى أبو جعفر مدينته ونزلها، وليس من الناس أحد
يركب فيها ما خلا المهدى، فنزلت الخان ثم قلت لغلماني: أنا ذاهب إلى أمير
المؤمنين، فأمهلوا ثلاثا، فإن جئتكم وإلا فانصرفوا، ومضيت حتى دخلت المدينة،
فجئت دار الربيع والناس ينتظرونه، وهو يومئذ داخل المدينة في الشارعة على قصر
الذهب، فلم ألبث أن خرج يمشي، فقام إليه الناس وقمت معهم، فسلمت عليه فرد
علي وقال: من أنت؟ قلت: قطن بن معاوية، قال: انظر ما تقول!! قلت: أنا هو،
فأقبل على مسودة معه فقال احتفظوا بهذا، قال: فلما حرست لحقتني ندامة
وتذكرت رأى أبي عمرو فتأسفت عليه، ودخل الربيع فلم يطل حتى خرج بخصي،
فأخذ بيدي فأدخلني قصر الذهب، ثم أتى بيتا حصينا فأدخلني فيه، ثم أغلق بابه
وانطلق، فاشتدت ندامتي وأيقنت بالبلاء، وخلوت بنفسي ألومها، فلما كانت الظهر
أتاني الخصي بماء فتوضأت وصليت، وأتاني بطعام فأخبرته أني صايم، فلما كانت
المغرب أتاني بماء فتوضأت وصليت، وأرخى علي الليل سدوله فيئست من الحياة،
وسمعت أبواب المدينة تغلق، وأقفالها تشدد، فامتنع مني النوم، فلما ذهب صدر الليل
أتاني الخصي ففتح عني ومضى بي فأدخلني صحن دار، ثم أدناني من ستر مسدول
59

فخرج علينا خادم فأدخلنا، فإذا أبو جعفر وحده، والربيع قائم في ناحية، فأكب
أبو جعفر هنيهة مطرقا، ثم رفع رأسه فقال: هيه؟ قلت: يا أمير المؤمنين أنا قطن بن
معاوية، قد والله جهدت عليك جهدي، فعصيت أمرك وواليت عدوك، وحرصت
على أن أسلبك ملكك، فإن عفوت فأهل ذاك أنت، وإن عاقبت فبأصغر ذنوبي
تقتلني. قال: فسكت هنيهة ثم قال: هيه؟ فأعدت مقالتي، فقال فإن أمير المؤمنين قد
عفا عنك. فقلت: يا أمير المؤمنين إني أصير من وراء بابك فلا أصل إليك وضياعي
ودوري فهي مقبوضة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يردها فعل، فدعا بالدواة ثم أمر
خادما فكتب بإملائه إلى عبد الملك بن أيوب النميري - وهو يومئذ على البصرة - إن
أمير المؤمنين قد رضى عن قطن بن معاوية، ورد عليه ضياعه ودوره وجميع ما قبض له
فاعلم ذلك، وأنفذه له إن شاء الله. قال: ثم ختم الكتاب ودفعه إلى فخرجت من
ساعتي لا أدري أين أذهب، فإذا الحرس بالباب فجلست جانب أحدهم أحدثه فلم
ألبث أن خرج علينا الربيع فقال: أين الرجل الذي خرج آنفا فقمت إليه فقال: انطلق
أيها الرجل، فقد والله سلمت. انطلق بي إلى منزله فعشاني وأفرشني، فلما أصبحت
ودعته وأتيت غلماني فأرسلتهم يكترون لي، فوجدوا صديقا لي من الدهاقين من أهل
ميسان قد اكترى سفينة لنفسه فحملني معه، فقدمت على عبد الملك بن أيوب
بكتاب أبى جعفر فأقعدني عنده فلم أقم حتى رد على جميع ما اصطفى لي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء، حدثني أحمد بن هشام قال: قال الربيع: بينا أنا مع أبي جعفر
المنصور في طريق مكة، تبرز فنزل يقضي حاجة، فإذا الريح قد ألقت إليه رقعة فيها
مكتوب:
أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت * سنوك وأمر الله لا بد واقع
قال: فناداني، يا ربيع، تنعى إلى نفسي في رقعة؟! فقلت: لا والله ما أعرف رقعة،
ولا أدري ما هي، قال: فما رجع من وجهه حتى مات بمكة.
قرأت علي ابن رزق عن عثمان بن أحمد قال: حدثنا ابن البراء قال: حدثني
الحسن بن هشام عن الربيع قال: حججت مع المنصور أبى جعفر، فلما كنا بالقادسية
قال لي: يا ربيع إني مقيم بهذا المنزل ثلاثا، فناد في الناس فناديت، فلما كان الغد قال
لي: يا ربيع أجمت المنزل فناد بالرحيل، فقلت: ناديت أمس إنك مقيم بهذا المنزل
60

ثلاثا، وترحل الساعة؟ قال: أجمت المنزل، فرحل ورحل الناس، وقربت له ناقة
ليركب وجاؤوه بمجمر يتبخر، فقمت بين يديه فقال: ما عندك؟ فقلت: رحل الناس
فأخذ فحمة من المجمر فبلها بريقه، وقام إلى الحائط فجعل يكتب على الحائط بريقه
حتى كتب أربعة أسطر، ثم قال: اركب يا ربيع، فكان في نفسي هم لا أعلم ما كتب
ثم حججنا فكان من أمر وفاته ما كان، ثم رجعت من مكة فبسط لي في الموضع
الذي بسط له فيه بالقادسية، فدخلت وفى نفسي أن أعلم ما كتب على الحائط، فإذا
هو قد كتب على الحائط:
المرء يأمل أن يعيش * وطول عمر قد يضره
تبلى بشاشته ويبقى * بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام حتى * لا يرى شيئا يسره
كم شامت بي أن * هلكت وقائل لله دره
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال:
ومات أبو جعفر ببئر ميمون من مكة وهو محرم، فدفن مكشوف الوجه، لست خلون
من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، ونقش خاتمه، الله ثقة عبد الله وبه يؤمن،
وكان عمره ثلاثا وستين سنة، وخلافته إحدى وعشرون سنة، وأحد عشر شهرا،
وثمانية أيام.
5180 - عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن
عبيد الله، أبو محمد التيمي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولاه هارون الرشيد قضاء المدينة، ومكة ثم عزله
فقدم بغداد، وأقام في ناحية الرشيد، وسافر معه إلى الري فمات بها.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن بن أبي على، أخبرنا
محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأحمد بن عبد الله الدوري قالوا: حدثنا أحمد بن
سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال: عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم
ابن محمد بن طلحة، ولاه أمير المؤمنين الرشيد قضاء المدينة ثم صرفه عن القضاء
وولاه مكة، ثم صرفه عن مكة ورده إلى قضاء المدينة، ثم صرفه عن قضاء المدينة
61

وكان معه حتى هلك بطوس، مخرج أمير المؤمنين الرشيد إلى خراسان الذي هلك فيه
الرشيد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الله بن
محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة، ويكنى أبا محمد، مات بالري سنة
تسع وثمانين ومائة.
5181 - عبد الله بن محمد بن عمارة، أبو محمد الأنصاري، ويعرف بابن
القداح:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب،
وسليمان بن بلال، ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة الحارثي، وإبراهيم بن
إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، وسليمان بن داود بن الحصين، ومخرمة بن عبد الله
ابن بكير، وعبد الرحمن بن أبي الزناد. روى عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي،
ويحيى بن معلى بن منصور، ومحمد بن علي بن المغيرة الأثرم، وعمر بن شبة
النميري، والفضل بن سهل الأعرج. وكان عالما بالنسب، سكن بغداد وله كتاب في
نسب الأنصار خاصة يرويه عنه مصعب بن عبد الله الزبيري، وابن القداح، يقول في
كتابه كان فلان هاهنا - يعني ببغداد - ثم انتقل إلى المدينة.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا فضل الأعرج، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عمارة، حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن زهرة بن معبد عن أبي عبد
الرحمن الحبلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أكل: " الحمد لله الذي
أطعم وسقى، وسوغه وجعل له مخرجا ".
5182 - عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود، أبو بكر البصري ابن أخت
عبد الرحمن بن مهدي:
كان قاضي همذان، ويعرف بابن أبى الأسود، وأبو الأسود هو حميد جده. سمع
مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وبشر بن المفضل،
62

والفضل بن العلاء، ووهب بن جرير، ويزيد بن زريع، وسعيد بن عامر، وأبا داود
الطيالسي. روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وسليمان
ابن توبة النهرواني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن إسحاق الوزان،
وإبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا. وكان حافظا متقنا سكن بغداد، وحدث
بها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا أحمد بن
إسحاق الوزان، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي،
حدثنا غندر عن شعبة عن حبيب بن الزبير عن ابن أبي الهذيل، عن عمرو بن العاص
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الناس تبع لقريش في الخير والشر ".
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد المالكي قالا: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي
يقول: مات أبو عوانة وأنا في الكتاب، وبيني وبين [ابن] أبي الأسود ستة أشهر،
وذهب إلى أن سماعه من أبى عوانة ضعيف لأنه كان صغيرا.
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سألت يحيى بن معين عن أبي بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرحمن
ابن مهدي فقال: ما أرى به بأسا، ولكنه سمع من أبى عوانة وهو صغير، وقد كان
يطلب الحديث.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن
الحسين، حدثنا أحمد بن زهير قال: كان يحيى بن معين سيئ الرأي في أبى بكر بن
أبي الأسود.
63

أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسئل يحيى بن معين وأنا أسمع عن أبي بكر بن أبي الأسود ابن أخت
عبد الرحمن بن مهدي فقال: لا بأس به.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت الجوهري يقول: أبو بكر بن أبي الأسود اسمه عبد الله بن
محمد بن الأسود، رأيته لا يخضب، أبيض الرأس واللحية، ومات ببغداد سنة ثلاث
وعشرين ومائتين، وهو ابن ستين سنة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو
حسان الزيادي قال: سنة ثلاث وعشرين ومائتين، فيها مات عبد الله بن محمد بن
حميد بن الأسود - ويكنى أبا بكر - في جمادى الآخرة وهو ابن ستين سنة.
5183 - عبد الله بن أبي الشيص محمد بن عبد الله بن رزين، الخزاعي
الشاعر:
رثا محمد بن علي بن موسى الرضى، وأبا تمام الطائي. روى عنه بعض شعره
عمرو بن بحر الجاحظ، وعلي بن مهدي الكشوري.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني
علي بن أبي منصور، أخبرنا محمد بن موسى البربري عن دعبل بن علي قال: من
شعراء بغداد عبد الله بن أبي الشيص، واسمه محمد بن عبد الله بن رزين الخزاعي،
وهو القائل:
أظن الدهر قد آلى فبر * بأن لا يكسب الأموال حرا
لقد قعد الزمان بكل حر * ونقص من قواه المستمرا
كأن صفائح الأحرار أردت * أباه فحارب الأحرار طرا
وأمكن من رقاب المال قوما * وملكهم به نفعا وضرا
إذا رفعت بنو الأنساب صوتا * أعادوا الجهر بالأنساب سرا
فأصبح كل ذي شرف ركوبا * لأعناق الدجى بحرا وبرا
يهتك جيب درع الليل عنه * إذا ما جيب درع الليل زرا
64

يراقب للغنى وجها ضحوكا * ووجها للمنية مكفهرا
ليكسب من أقاصي الأفق كسبا * يحل به المحل المشمخرا
ومن جعل الظلام له قعودا * أصاب به الدجى خيرا وشرا
5184 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن
خنيس، أبو جعفر الجعفي البخاري المسندي:
قيل له المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة، ويرغب عن المقاطيع
والمراسيل. وهو مولى محمد بن إسماعيل البخاري من فوق. سمع سفيان بن عيينة،
وفضيل بن عياض وحرمي بن عمارة، وأبا عامر العقدي، ويحيى بن آدم، وهشام بن
يوسف، وعبد الرازق بن همام، وأبا عاصم النبيل وإسحاق الأزرق، وأبا النضر
هاشم بن القاسم، وعبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه البخاري في صحيحه،
وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأحمد بن سيار، ومحمد بن نصر المروزيان، وقدم
بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها حمدون بن عمارة البزاز.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح - النهرواني ببغداد - أخبرنا علي بن عمر بن أحمد
الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا حمدون بن عمارة البزاز أبو جعفر - حدثنا أبو
جعفر عبد الله بن محمد البخاري المسندي، حدثنا هشام بن يوسف، حدثنا معمر عن
عمرو بن مسلم عن عكرمة عن ابن عباس: أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت من
زوجها فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدتها حيضة ونصفا.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا عبد
الباقي بن قانع قال: وعبد الله بن محمد المسندي البخاري الجعفي قدم بغداد.
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - أخبرنا أبو محمد سهل بن عثمان بن سعيد، حدثنا أبو الحسن
65

علي بن محمد بن منصور بن قريش، حدثنا خلف بن عامر: قال محمد بن إسماعيل
البخاري قال لي الحسن بن شجاع: من أين يفوتك الحديث وأنت وقعت على هذا
الكنز؟ يعني المسندي.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي،
حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري قال: عبد الله بن محمد أبو جعفر الجعفي
مات سنة تسع وعشرين ومائتين، لست ليال بقين من ذي القعدة يوم الخميس أول
النهار.
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ ببخارى قال: توفي أبو جعفر عبد الله بن محمد المسندي يوم الخميس لست
بقين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين.
5185 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو بكر العبسي المعروف
بابن أبى شيبة:
من أهل الكوفة. ولد سنة تسع وخمسين ومائة، وسمع شريك بن عبد الله، وأبا
الأحوص سلام بن سليم، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن عبيد، وهشيما، وعبد الله بن
المبارك، وحفص بن غياث، وعباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس وأبا أسامة، وعبد
الله بن نمير، وأبا خالد الأحمر، وحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن بشر العبدي،
وعبد الرحمن المحاربي، ومحمد بن فضيل، ووكيعا، وأبا نعيم، ويحيى بن سعيد
القطان، وعبد الرحمن بن مهدي. روى عنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد،
وعباس بن محمد الدوري، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن عبيد الله بن المنادى،
66

ومحمد بن إبراهيم المربع، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والحسن
ابن علي المعمري، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وموسى بن إسحاق الأنصاري،
ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
وكان متقنا حافظا مكثرا، صنف المسند والأحكام والتفسير، وقدم بغداد وحدث
بها. وهو أخو عثمان والقاسم ابني أبي شيبة.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبى بكر بن مالك - وأنا أسمع - حدثكم عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد - قال عبد الله: وسمعته أنا
من عبد الله بن محمد - قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع قال:
رأيت عبد الله بن عمر استلم الحجر ثم قبل يده. وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يفعله.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: سمعت
عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة بغداد فحدثنا في
المحرم يقبل امرأته وبهذه الأحاديث.
وقرأها علينا أبو عبد الرحمن في كتاب المناسك الصغير المختصر وهي عشرة
أحاديث - قال في كلها أبو عبد الرحمن - حدثني أبو بكر ثم قال في آخرها فعرضتها
على أبى، فقال لي: ألا قلت له إيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فرجعت إلى ابن
أبي شيبة. فقلت له: يا أبا بكر إني عرضت على أبي أحاديثك في المحرم يقبل زوجته،
فقال لي أبى إيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فسكت؟ ثم قال: ما عندي فيه
شئ، فحدثنا عبد الله قال: فحدثته بهذا الحديث. حدثني أبي، حدثنا أبو المغيرة
عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني عطاء بن أبي
رباح قال: على المحرم إذا قبل امرأته شاة، وعلى المحرمة مثل ذلك إذا طاوعته. فقال
ابن أبي شيبة: ما سمعت هذا ولا أعرفه. ثم قال: قدمنا بغداد منذ نحو من أربعين سنة
فما كان أحد يقوم في وجوهنا في الأبواب - أو قال: في حفظ الحديث إلا أبو هذا -
يعني أحمد بن حنبل قال له رجل: فيحيى بن معين كان يحفظ؟ فقال أبو بكر: كان
فيه مؤنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب
67

الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان
ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان، وهما من بنى عبس - وكانا من حفاظ الناس -
فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس
وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في
الرؤية، فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له
منبر واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس. فأخبرني حامد بن العباس أنه كتب
عن عثمان بن أبي شيبة. وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، وكان أشد
تقدما من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا، ومات في هذه السنة أبو بكر
ابن أبي شيبة.
قلت: ذكر وفاة أبى بكر في هذه السنة وهم، لأنه مات في سنة خمس وثلاثين.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد
الشيباني، حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة، حدثني محمد بن إبراهيم المربع الحافظ.
قال: قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة فانقلبت به بغداد، ونصب له المنبر في مسجد
الرصافة فجلس عليه. فقال من حفظه: حدثنا شريك، ثم قال: هي بغداد، وأخاف أن
تزل قدم بعد ثبوتها، يا أبا شيبة هات الكتاب.
قلت: أبو شيبة هو ابنه واسمه إبراهيم.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري قال: قعد أبو بكر بن أبي شيبة في الرصافة
يحدث الناس، فحدث أول المجلس عن ابن الفضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله
ابن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي وأن عم الرجل صنو أبيه "
فزاد في لفظه ما ليس في الحديث ثم أملاه أبو بكر علينا في المجلس الثاني بطوله لم
يستغرق هذا الكلام فيه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا الميموني قال: تذاكرنا يوما شيئا اختلفوا فيه فقال رجل
68

ابن أبي شيبة يقول عن عفان. قال أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - دع ابن أبي
شيبة في ذا. انظر إيش يقول غيره: يريد أبو عبد الله كثرة خطئه.
قلت: وأرى أن أبا عبد الله لم يرد ما ذكره الميموني من أن أبا بكر كثير الخطأ،
وأظن حديث عفان الذي ذكر له عن أبي بكر قد كان عنده فأراد غيره ليعتبر به
الخلاف، والله أعلم.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف - وأنا أسمع - حدثكم جعفر
ابن محمد الفريابي قال: سألت محمد بن عبيد الله بن نمير عن بني أبي شيبة -
ثلاثتهم - فقال فيهم قولا لم أحب أن أذكره.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن العباس العصمي، حدثنا أبو
إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الحافظ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال:
سمعت يحيى الحماني يقول: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند
كل محدث.
قرأت على أحمد بن علي المحتسب عن محمد بن عمران الكاتب قال: حدثني
عمر بن علي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن المربع قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن
سلام يقول: ربانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال والحرام أحمد بن حنبل،
وأحسنهم سياقة وأداء له علي بن المديني، وأحسنهم وضعا لكتاب ابن أبي شيبة،
وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا أحمد بن
محمد بن سعيد، حدثنا عبد الله بن أسامة الكلبي، حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن
أبي عبيد القاسم بن سلام قال: انتهى الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بن أبي شيبة،
وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وعلي بن المديني، فأبو بكر أسردهم له، وأحمد
أفقههم فيه، ويحيى أجمعهم له، وعلي أعلمهم به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب
البندار، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: قال علي بن المديني: قدم علينا
أبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى وعبد الرحمن باقيين، قال فأراد الخائب - يعني سليمان
الشاذكوني - أن يذاكره، فاجتمع الناس في مسجد الجامع قال: فقال لي عبد الرحمن
ابن مهدي: اذهب فامنعهما فإني أخشى أن تقع فتنة يتعصب مع هذا قوم ومع هذا قوم.
69

أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا عبد الله بن عدي قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن سعيد يقول: سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: سمعت أبا زرعة الرازي
يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، فقلت له: يا أبا زرعة! فأصحابنا
البغداديون؟ قال: دع أصحابك إنهم أصحاب مخاريق، ما رأيت أحفظ من أبي
بكر.
وأخبرنا الماليني، حدثنا ابن عدي قال: سمعت عبدان يقول: كان يقعد عند
الأسطوانة، أبو بكر وأخوه، ومشكدانة، وعبد الله بن البراد، وغيرهم وكلهم
سكوت إلا أبو بكر فإنه يهدر. قال ابن عدي: والأسطوانة هي التي يجلس إليها ابن
سعيد. قال لي ابن سعيد: هي أسطوانة ابن مسعود، وجلس إليها بعده علقمة وبعده
إبراهيم، وبعده منصور، وبعده الثوري، وبعده وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة،
وبعده مطين، وبعده ابن سعيد.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس
ابن سعيد قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو زيد الغلفي قال:
قلت لأحمد بن حميد: من أحفظ أهل الكوفة؟ قال: أبو بكر بن أبي شيبة، فذكرت
ذلك لأبي بكر فقال: ما ظننته يقر لي.
قلت: أحمد بن حميد يعرف بدار أم سلمة، وكان من شيوخ الكوفيين ومتقنيهم
وحفاظهم.
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق -
ببخارى - أخبرنا أبو بكر محمد بن حفص بن أسلم، حدثنا أبو الحسن محمد بن
طالب بن علي النسفي قال: سمعت صالح بن محمد يقول: أعلم من أدركت
بالحديث وعلله علي بن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين،
وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
حماد بن سفيان الكوفي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي، حدثنا
محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، حدثنا أحمد بن الخليل قال: سمعت قتيبة بن سعيد
يقول: كتبت عن أبي بكر بن أبي شيبة غير شئ.
70

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: - وذكر يحيى بن معين يوما الكوفة -
فقال: ليس بها أحد خراب. قيل له فعمن نكتب بها؟ قال: عن ابن أبي شيبة قيل له:
أي بني أبي شيبة؟ قال: أبو بكر وعثمان قيل له فقاسم؟ قال: اكتب عنهما.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت
عبد الله محمد بن عمر بن العلاء الجرجاني يقول: سمعت يحيى بن معين - وسألته
عن سماع أبي بكر بن أبي شيبة من شريك - فقال: أبو بكر عندنا صدوق، ولو
ادعى السماع من أجل من شريك لكان مصدقا فيه، وما يحمله أن يقول وجدت في
كتاب أبي بخطه؟! وحدثت عن روح بحديث الدجال. وكنا نظن أنه سمعه من أبي
هشام الرفاعي وكان أبو بكر لا يذكر أبا هشام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: أبو بكر بن أبي شيبة
صدوق.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن أبي بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي، حدثني أبي قال: عبد الله بن محمد بن إبراهيم - وهو ابن أبي شيبة - كوفي
ثقة وكان حافظا للحديث.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
وأبو بكر بن أبي شيبة ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا علي بن أحمد بن النضر قال: مات علي بن المديني في ذي القعدة سنة أربع
وثلاثين، ومات أبو بكر بن أبي شيبة بعده بأربعين يوما بالكوفة.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا عبيد الله بن
محمد بن خلف البزار قال: مات أبو بكر بن أبي شيبة لثمان خلون من المحرم سنة
خمس وثلاثين ومائتين.
71

أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: ومات عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر العبسي وقت عشاء
الآخرة ليلة الخميس لثمان مضت من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكان
لا يخضب.
5186 - عبد الله بن محمد، أبو محمد اليمامي يعرف بابن الرومي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والنضر بن محمد
الجرشي، وعمر بن يونس اليمامي، وعبد الرزاق بن همام، وعبدة بن سليمان، وأبي
أسامة، وأبي معاوية الضرير، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد. روى عنه محمد بن
إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن شيبة، وأبو قلابة الرقاشي، وأحمد بن أبي خيثمة
والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وعمر بن أيوب السقطي.
وأبو حاتم الرازي وقال هو صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصياد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد،
حدثنا الحارث بن محمد التميمي، حدثنا عبد الله بن الرومي، حدثنا عبدة بن
سليمان، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الوصال وتحداهم فقالوا إنك تواصل، قال: " إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي
ويسقيني ".
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري وعلي بن الحسين - صاحب العباسي - قالا:
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن
سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: سئل يحيى بن معين - وأنا أسمع - عن ابن
الرومي فقال: مثل أبى محمد لا يسأل عنه، إنه مرضي.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدل،
72

أخبرنا الحارث بن محمد قال: سنة ست وثلاثين ومائتين، فيها مات عبد الله بن
الرومي المحدث اليمامي.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون
قال: مات عبد الله بن الرومي أبو محمد اليمامي يوم الجمعة في جمادى الآخرة سنة
ست وثلاثين، وكان أبيض الرأس واللحية.
5187 - عبد الله بن محمد بن هانئ، أبو عبد الرحمن النيسابوري:
سمع محمد بن جعفر غندرا، ومحمد بن أبي عدى، وعبد الأعلى بن عبد
الأعلى، ويوسف بن عطية الصفار، ومعلى بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز
العطار، ويحيى بن سعيد القطان، وأمثالهم.
وكان عارفا بعلم الأدب، بصيرا بالنحو، أخذ عن الأخفش وقدم بغداد وحدث
بها. فروى عنه من أهلها أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن ناجية وكان
ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا عبد
الله بن محمد بن ناجية، حدثنا عبد الله بن محمد بن هانئ النيسابوري، حدثنا غندر،
حدثنا شعبة، عن أبي قزعة، عن أنس بن مالك قال: كنت رديف أبى طلحة، فكانت
ركبة أبى طلحة تكاد تصيب ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهل بهما [يعني
بالحج والعمرة].
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج، حدثنا عبد الله بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوي - ببغداد سنة ست وثلاثين
ومائتين -.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري، أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: مات أبو
عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن هانئ في جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين
ومائتين.
73

5188 - عبد الله بن محمد بن أبي يزيد، الخلنجي:
أحد أصحاب الرأي. ولى قضاء الشرقية في أيام الواثق.
فأخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة قال: وفي هذه السنة - يعني سنة ثمان وعشرين ومائتين - عزل الواثق
عبد الرحمن بن إسحاق، وشعيب بن سهل، وولى الحسن بن علي بن الجعد مكان
عبد الرحمن على الغربي، وولى عبد الله بن محمد الخلنجي الشرقية، وكان الخلنجي
من المجردين للقول بخلق القرآن المعلنين به.
حدثنا علي بن المحسن أن طلحة بن محمد بن جعفر قال: عزل الواثق عبد
الرحمن بن إسحاق واستقضى عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي، وكان من
أصحاب أبي عبد الله بن أبي دؤاد، حاذقا بالفقه على مذهب أبي حنيفة واسع العلم
ضابطا، وكان يصحب ابن سماعة، وتقلد المظالم بالجبل، فأخبر ابن أبي دؤاد أنه
مستقل، عالم بالقضاء ووجوهه، فسأل عنه ابن سماعة فشهد له، فكلم ابن أبي دؤاد
المعتصم فولاه قضاء همذان، فأقام نحوا من عشرين سنة لا يشكي، وتلطف له محمد
ابن الجهم في مال عظيم فلم يقبله، ولما ولي الشرقية ظهرت عفته وديانته لأهل بغداد،
وكان فيه كبر شديد، وكتب إليه المعتصم في أن يمتحن الناس، وكان يضبط نفسه
فتقدمت إليه امرأة فقالت: إن زوجي لا يقول بقول أمير المؤمنين في القرآن ففرق بيني
وبينه، فصاح عليها فلما كان في سنة سبع وثلاثين في جمادى عزله المتوكل وأمر أن
يكشف ليفضحه بسبب ما امتحن الناس في خلق القرآن.
فأخبرني الطبري محمد بن جرير قال: أقيم الخلنجي للناس سنة سبع وثلاثين
ومائتين. قال طلحة وأخبرني عمر بن الحسن قال: كشف الخلنجي فما انكشف عليه
أنه أخذ حبة واحدة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة،
حدثنا علي بن محمد بن الفرات قال: لما تولى الخلنجي قضاء الشرقية كثر من يطالبه
بفك الحجر، فدعا بالأمناء فقال لهم: من كان في يده منكم مال ليتيم فليشتر له منه
مرا وزبيلا يكون قبله، وليدفع إليه ماله فإن أتلفه عمل بالمر والزبيل. وقال ابن عرفة:
حدثني داود بن علي قال: سمعت بعض شهود الخلنجي يقول: ما علمت أن القرآن
مخلوق إلا اليوم. فقلت: وكيف علمت؟ أجاءك وحي؟! قال: سمعت القاضي يقول.
74

5189 - عبد الله بن محمد بن إسحاق، أبو عبد الرحمن الأذرمي:
سمع سفيان بن عيينة وغندرا، وعبيدة بن حميد، وأبا خالد الأحمر، وزياد بن عبد
الله البكائي، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، وإسحاق بن يوسف الأزرق،
وقاسم بن يزيد الجرمي، وزيد بن أبي الزرقاء، وعبد العزيز بن عمران. روى عنه أبو
حاتم الرازي وقال: كان ثقة، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وأبو داود السجستاني،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وأحمد بن أبي عوف البزوري،
والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وعمر بن أيوب السقطي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني. وقدم الأذرمي بغداد وحدث بها.
أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبد الله بن محمد بن إسحاق أبو عبد الرحمن
الأذرمي، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، حدثنا سفيان عن أبيه قال: كان الأحنف بن
قيس وأناس يذكرون السلطان، فقال الأحنف: إنكم قد أكثرتم في سلطانكم، فلو
كان معتبكم كان قد أعتبكم، فاختاروا بينه وبين أمر الجاهلية.
أخبرني حمدان بن سلمان الطحان، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق أبو عبد
الرحمن الأذرمي - ببغداد قدم علينا - حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك
عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " أنهاكم عن العضه، وهل تدرون ما العضه؟ النميمة، ونقل الحديث ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر -
قال: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه. قال: سمعت أبي
يقول: عبد الله بن محمد بن إسحاق أذرمي ثقة.
75

قلت: وكان هارون الواثق بالله أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن
أبي دؤاد بحضرته، واستعلى عليه الشيخ بحجته، فأطلقه الواثق ورده إلى وطنه، ويقال
إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.
أخبرنا بقصته محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن سندي الحداد قال: قرئ
على أحمد بن الممتنع - وأنا أسمع - قيل له أخبركم صالح بن علي بن يعقوب بن
المنصور الهاشمي قال: حضرت المهتدى بالله أمير المؤمنين - رحمة الله عليه - وقد
جلس للنظر في أمور المتظلمين في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من
أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها، وينشأ الكتاب عليها، ويحرر ويختم، وتدفع إلى
صاحبها بين يديه، فسرني ذلك واستحسنت ما رأيت منه، فجعلت أنظر إليه، ففطن
ونظر إلى، فغضضت عنه، حتى كان ذلك مني ومنه مرارا ثلاثة، إذا نظر غضضت،
وإذا شغل نظرت، فقال لي: يا صالح! قلت لبيك يا أمير المؤمنين وقمت قائما، فقال
في نفسك مني شئ تريد - أو قال تحب - أن تقوله؟ قلت: نعم يا سيدي، فقال لي:
عد إلى موضعك، فعدت وعاد إلى النظر حتى إذا قام قال للحاجب لا يبرح صالح،
وانصرف الناس ثم أذن لي، وهمتني نفسي فدخلت فدعوت له، فقال لي: اجلس
فجلست، فقال يا صالح تقول لي ما دار في نفسك، أو أقول أنا ما دار في نفسي أنه
دار في نفسك؟ قلت: يا أمير المؤمنين ما تعزم عليه وتأمر به، فقال: أقول أنا إنه دار في
نفسي أنك استحسنت ما رأيت منا فقلت أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول أن
القرآن مخلوق. فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت يا نفس هل تموتين قبل أجلك،
وهل تموتين إلا مرة، وهل يجوز الكذب في جد أو هزل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما
دار في نفسي إلا ما قلت، فأطرق مليا ثم قال: ويحك اسمع مني ما أقول، فوالله
لتسمعن الحق، فسرى عني، وقلت: يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك وأنت خليفة
رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين من الأولين والآخرين، فقال: ما زلت أقول إن
القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق، حتى أقدم أحمد بن أبي دؤاد علينا شيخا من
أهل الشام من أهل أذنة، فأدخل الشيخ على الواثق مقيدا وهو جميل الوجه، تام
القامة حسن الشيبة فرأيت الواثق قد استحيى منه ورق له، فما زال يدنيه ويقربه
حتى قرب منه، فسلم الشيخ فأحسن، ودعا فبلغ وأوجز. فقال له الواثق: اجلس
فجلس، وقال له: يا شيخ ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه، فقال له الشيخ: يا
أمير المؤمنين، ابن أبي دؤاد يصبو ويضعف عن المناظرة، فغضب الواثق وعاد مكان
76

الرقة له غضبا عليه وقال: أبو عبد الله بن أبي دؤاد يصبو ويضعف عن مناظرتك
أنت؟! فقال الشيخ: هون عليك يا أمير المؤمنين ما بك، وإيذن في مناظرته، فقال
الواثق: ما دعوتك إلا للمناظرة، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ على
وعليه ما يقول، قال: أفعل، فقال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة
واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه بما قلت؟ قال: نعم.
قال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله إلى عباده هل ستر
رسول الله شيئا مما أمره الله به في أمر دينهم فقال: لا، فقال الشيخ: فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الأمة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد، فقال الشيخ: تكلم، فسكت،
فالتفت الشيخ إلى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين واحدة، فقال الواثق: واحدة، فقال
الشيخ: يا أحمد أخبرني عن الله عز وجل حين أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
دينا) [المائدة 3] كان الله تعالى الصادق في إكماله دينه، أو أنت الصادق في نقصانه،
حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد، فقال الشيخ: أجب يا أحمد فلم
يجب، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان، فقال الواثق: نعم اثنتان، قال الشيخ: يا
أحمد أخبرني عن مقالتك هذه علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها؟ قال ابن أبي داود:
علمها، قال: فدعا الناس إليها؟ فسكت، قال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث، فقال
الواثق ثلاث فقال الشيخ: يا أحمد فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن علمها وأمسك عنها
كما زعمت، ولم يطالب أمته بها؟ قال: نعم. قال الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق،
وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم؟ قال: ابن أبي دؤاد نعم! فأعرض
الشيخ عنه وأقبل على الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدمت القول أن أحمد يصبو
ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة
ما زعم هذا أنه اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، فلا وسع
الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم - أو قال فلا وسع الله عليك - فقال الواثق: نعم
إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر
وعثمان وعلي، فلا وسع الله علينا، اقطعوا قيد الشيخ، فلما قطع القيد ضرب الشيخ
بيده إلى القيد حتى يأخذه، فجاذبه الحداد عليه، فقال الواثق: دع الشيخ يأخذه،
فأخذه فوضعه في كمه، فقال له الواثق: يا شيخ لم جاذبت الحداد عليه؟ قال لأني
نويت أن أتقدم إلى من أوصى إليه إذا أنا مت أن يجعله بيني وبين كفني، حتى أخاصم
77

به هذا الظالم عند الله يوم القيامة، وأقول يا رب سل عبدك هذا لم قيدني! وروع
أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي، وبكى الشيخ فبكى الواثق، وبكينا،
ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما ناله، فقال له الشيخ: والله يا أمير المؤمنين
لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كنت رجلا من
أهله. فقال الواثق: لي إليك حاجة، فقال الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت، فقال له
الواثق: تقيم قبلنا فننتفع بك وتنتفع بك فتياننا، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين إن ردك
إياي إلى الموضع الذي أخرجني عنه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عليك، وأخبرك
بما في ذلك، أصير إلى أهلي وولدي فأكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك.
فقال له الواثق: فتقبل منا صلة تستعين بها على دهرك؟ قال: يا أمير المؤمنين لا يحل
لي أنا عنها غنى، وذو مرة سوى، فقال: سل حاجة، قال: أو تقضيها يا أمير المؤمنين؟
قال: نعم! قال: تأذن أن يخلي لي السبيل الساعة إلى الثغر، قال: قد أذنت لك، فسلم
عليه وخرج. قال صالح بن علي قال المهتدى بالله: فرجعت عن هذه المقالة، وأظن أن
الواثق قد كان رجع عنها منذ ذلك الوقت.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن حمويه بن أبزك الهمذاني - بها - قال: سمعت أبا بكر
أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ - وحدثنا بحديث الشيخ الأذني ومناظرته مع
ابن أبي دؤاد بحضرة الواثق - فقال: الشيخ هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد
ابن إسحاق الأذرمي.
5190 - عبد الله بن محمد بن المهاجر، أبو محمد، يعرف بفوزان:
أحد أصحاب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، كان أحمد يقدمه ويكرمه، ويأنس إليه
ويستقرض منه، وحدث عن شعيب بن حرب، ووكيع، وأبي معاوية، وإسحاق بن
سليمان الرازي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وروح بن عبادة، وهشام بن سعيد،
وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، أبو
القاسم البغوي، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة ويحيى بن محمد بن صاعد،
وغيرهم.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أحمد بن محمد
ابن شبيب، حدثنا محمد بن منصور، وعبد الله بن محمد فوزان قالا: حدثنا روح بن
عبادة، حدثنا شعبة، حدثنا يونس عن أبي قدامة الحنفي قال: قلت لأنس بن مالك:
78

بأي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل؟ قال: سمعته سبع مرار، بعمرة وحجة، لفظ
فوزان.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: حدثنا أبو بكر الخلال قال: ومن
أصحاب أبي عبد الله الذين كان يقدمهم، ويأنس بهم، ويخلو معهم، ويكرمهم،
ويقبل هداياهم، ويكافئهم، ويستقرض منهم أبو محمد فوزان. ومات أبو عبد الله
وله عنده خمسون دينارا، أوصى أبو عبد الله أن تعطي من غلته، فلم يأخذها فوزان
بعد موته، وأحله منها.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن علي قال: سمعت أبا محمد فوزان قال: كان أبو
عبد الله يكرمني، حتى بعث إلى يوما فقال: قد وهب الله لنا ولدا، إيش ترى أن
نسميه!
أخبرنا البرقاني قال: قال أبو الحسن الدارقطني: فوزان نبيل جليل، كان أحمد
يجله.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا محمد فوزان مات في
سنة ست وخمسين ومائتين.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال جدي
أحمد بن محمد بن شاهين: مات أبو محمد عبد الله بن محمد فوزان في النصف من
رجب سنة ست وخمسين ومائتين.
5191 - عبد الله بن محمد بن سورة بن محمد بن إبراهيم، أبو محمد
البلخي، يعرف بمت:
سكن بغداد وحدث بها عن مكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد الحنظلي،
وعبد الصمد بن حسان المروروذي، وإبراهيم بن شماس السمرقندي، وعصام بن
يوسف القاضي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، ومحمد بن
مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن
محمد بن سورة البلخي، حدثنا علي بن محمد الحنظلي، أخبرنا أبو جعفر الرازي عن
79

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سجدتا السهو في الصلاة،
تجزيان من كل زيادة ونقصان ".
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن مخلد فيما
قرأت عليه: ومات أبو محمد بن سورة صاحب مكي بن إبراهيم في جمادى الآخرة
سنة ثمان وخمسين.
5192 - عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، أبو عبد الرحمن:
سمع جده يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان. روى عنه أحمد بن جعفر التغلبي،
ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن محمد بن
يحيى بن أبي بكير، حدثنا يحيى، حدثنا إبراهيم - يعني ابن طهمان - حدثني عباد بن
إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم إني
أعهد عندك عهدا لن تخلفنيه، فأي المؤمنين شتمته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له كفارة
وقربة تقربه يوم القيامة ".
5193 - عبد الله بن محمد بن حميد بن عبد الله، أبو بكر المعروف بابن
البنا. حدث بمصر:
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الله بن محمد بن حميد بن
عبد الله يكنى أبا بكر، يعرف بابن البنا بغدادي قدم مصر، وحدث بها سنة اثنتين
وستين ومائتين.
5194 - عبد الله بن محمد بن رستم، أبو محمد:
مستملي يعقوب بن السكيت، كان مذكورا بالفضل والعلم، وروى عن يعقوب.
حدثنا عنه قاسم بن محمد الأنباري وكان ثقة.
5195 - عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح، أبو محمد المخرمي:
سمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد،
80

وعلي بن عاصم وعبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، وأبا أسامة، وبكر بن بكار،
وروح بن عبادة. روى عنه ابن حسنويه القطان، ومحمد بن خلف وكيع، ويحيى بن
صاعد ومحمد بن مخلد، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وإسماعيل بن محمد
الصفار.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش
القطان، حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا منيع بن عبد الرحمن، حدثنا حميد
عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لبيك بحجة، وعمرة ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عبد
الله بن أيوب المخرمي، حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل دون ماله فهو
شهيد، ومن ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين ".
حدثنا علي بن أبي علي، حدثنا القاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم
البجلي - من لفظه وحفظه - وقال: حدثني محمد بن محمد بن سليمان الباغندي
قال: كنت بسر من رأى، وكان عبد الله بن أيوب المخرمي يقرب إلى، فخرج توقيع
الخليفة بتقليده القضاء فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دفعت على
عبد الله بن أيوب بابه فخرج إلى، فقلت له: البشرى. فقال: بشرك الله بخير. وما هي؟
قال: قلت خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدين، إما سر من رأى، أو
بغداد - أبو القاسم البجلي يشك فيه - قال: فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار،
وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر لهم فانصرفوا.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن عبد الله بن محمد بن أيوب مات في جمادى الأولى من سنة خمس
وستين ومائتين.
81

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات أبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب يوم الثلاثاء لسبع
بقين من جمادى الأولى سنة خمس وستين، وقد جاز التسعين، كان أكبر من جدي
بسنة واحدة، كان منزله بنهر المعلى قريبا من ربضنا.
5196 - عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري العنبري:
سمع يحيى بن آدم، ومحمد بن بشر العبدي، وأبا أسامة وحماد بن أسامة،
وحسينا الجعفي، وأبا داود الحفري، وجعفر بن عون والوليد بن القاسم الهمذاني.
روى عنه يحيى بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد،
والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ، وأبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل بن
محمد الصفار.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي وهو صدوق.
وقال الدارقطني: هو صدوق ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد
الصفار، حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو أسامة، حدثنا سعيد بن أبي
عروبة، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.
قلت: وكان أبو البختري من أهل الكوفة، فاستوطن بغداد إلى حين وفاته.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا أبو
العباس محمد بن إسحاق السراج قال: أنشدني أبو البختري عبد الله بن محمد بن
شاكر:
يمنعني من عيب غيري الذي * أعرفه عندي من العيب
عيبي لهم بالظن منى لهم * ولست من عيبي في ريب
إن كان عيبي غاب عنهم فقد * أحصى ذنوبي عالم الغيب
فكيف شغلي بسوى مهجتي * أم كيف لا أنظر في جيبي؟
لو أنني أقبل من واعظ * إذا كفاني عظة الشيب
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي لبن المنادي
82

- وأنا أسمع - قال: وتوفي أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري الكوفي
سنة سبعين، وذلك يوم الجمعة قبل يوم التروية بيوم، وكان كبير السن كتبنا عنه في جانبنا
بالرصافة.
5197 - عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب، أبو رفاعة العدوي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن سعد بن شعبة بن الحجاج، والحر بن مالك العنبري،
وإبراهيم بن بشار الرمادي، وعدة من البصريين. روى عنه عبد الله بن محمد بن
ناجية، وحمزة بن الحسين السمسار، ومحمد بن مخلد العطار، وأحمد بن محمد بن
إسماعيل السوطي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وغيرهم. وكان ثقة وولى القضاء
في بعض النواحي.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أحمد بن
محمد بن إسماعيل السوطي قال: أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب بن
محمد بن مجالد بن سليم بن عبد الحارث بن الحارث بن أسيد بن كعب بن الحارث
ابن جندل بن عامر بن مالك بن تميم بن الدول بن جل بن عدي بن عبد مناة بن أد
ابن طابخة بن الياس بن مضر.
أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد
الفارسي وعلي بن أبي على البصري قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري، حدثنا
أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود قال: أبو رفاعة العدوي البصري عبد الله بن
محمد بن عمر بن حبيب مات بشمشاط في سنة إحدى وسبعين ومائتين.
5198 - عبد الله بن أبي عبد الله، أبو محمد المقرئ، وهو: عبد الله بن
محمد بن إسماعيل بن لاحق البزاز:
سمع يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، ويعلى بن عبيد، وداود بن المجبر،
وإسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمد بن
صاعد، وعمر بن محمد بن شعيب الصابوني، وعبد الله بن محمد بن أبي سعيد
البزاز، ومحمد بن جعفر المطيري، والنعمان بن أبي الدلهاث البلدي، وعلي بن
إسحاق المادراني، وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان ثقة.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، حدثنا عبد الله بن أبي عبيد الله المقرئ ومحمد بن عبد الله المنادي والحارث
83

ابن محمد بن أبي أسامة وأحمد بن عبيد الله النرسي واللفظ للمقرئ - قالوا: حدثنا
روح بن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أبي التياح، عن المغيرة بن سبيع، عن
عمرو بن حريث، عن أبي بكر الصديق قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الدجال يخرج
من أرض بالمشرق يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا
النعمان بن أبي الدلهاث، حدثنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل البزاز - ببغداد -
حدثنا عبد الوهاب بن عطاء بحديث ذكره.
حدثنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال: قال أبي: مات عبد الله بن أبي عبد
الله المقرئ في سنة اثنتين ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: مثله. قال غيرهما: مات في
جمادى الآخرة.
5199 - عبد الله بن محمد بن أبي علي الحاجب، يكنى أبا العباس:
كان أبوه حاجب العباس بن محمد الهاشمي، وحدث عن يزيد بن هارون، وعبد
الله بن بكر السهمي وإسحاق بن بشر الكاهلي. روى عنه حمزة بن القاسم بن عبد
العزيز الهاشمي أحاديث مستقيمة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، أخبرنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي - إملاء
في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي علي الحاجب،
حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله في الدنيا
والآخرة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نفس الله كربه يوم القيامة، والله
في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ".
5200 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن رواد
ابن أبي بكرة، أبو محمد البكراوي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن رجاء الغداني ومحمد بن كثير العبدي،
84

وسهل بن بكار، وغيرهم. روى عنه محمد بن محمد أبو أحمد المطرز، ومحمد بن
مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب.
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن عمر بن
بهتة، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن محمد البكراوي، حدثنا عبد
الرحمن بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم
توضأ ثلاثا ثلاثا.
5201 - عبد الله بن محمد بن يزيد، أبو محمد الحنفي المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عبدان بن عثمان، وعبد الله بن معاوية
الجمحي، وإسحاق بن موسى الأنصاري. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن
جعفر المطيري، ومحمد بن العباس بن نجيح، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا
عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي، حدثنا أبي، حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم
عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقيلوا ذوي الهيئة زلاتهم ".
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن
مخلد فذكر مثله.
قال الخلال: قال لنا الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عاصم عن زر عن
عبد الله، تفرد به الحنفي عن أبيه عن أبي بكر بن عياش عنه، ولم نكتبه إلا عن ابن
مخلد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات صاحب عبدان عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي سنة
خمس وسبعين - يعنى ومائتين -.
وكذا ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه، وزاد: لتسع خلون من شهر رمضان.
5202 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم:
حدث عن بشر بن الوليد الكندي. روى عنه أخوه الحسين.
85

قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني، حدثني أبو
عبد الله الحكيمي، حدثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، حدثني أخي
عبد الله، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة قال: قدمت المدينة
فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت
له: أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة! فقال: ويحك كف من حظ، خير من
جراب علم.
5203 - عبد الله بن محمد بن عبيدة، أبو محمد:
حدث عن علي بن المديني، وسليمان الشاذكوني. روى عنه محمد بن مخلد،
وعثمان بن سهل، وأحمد بن سلمان النجاد.
أخبرنا البرقاني قال: قرأنا على أبي الحسن الدارقطني، حدثكم محمد بن مخلد
ابن حفص، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيدة، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي، عن شعبة قال: سمعت أبان بن تغلب يقول لأبي إسحاق: ممن
سمعت حديث عبد الله " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر "؟ فقال: حدثنيه
الأسود وأبو الأحوص وهبيرة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الدارقطني: تفرد به هذا الشيخ عن علي بن المديني، ولم نكتبه إلا عن ابن
مخلد.
5204 - عبد الله بن محمد بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو بكر الأسدي
ابن عم بشر بن موسى:
حدث عن خالد بن خداش، وداود بن عمر، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وهناد
ابن السرى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومحرز بن عون. روى عنه أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عبد الله الأسدي.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه، وكتب عنه أبي، وأبو زرعة ورويا عنه،
وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
86

5205 - عبد الله بن محمد بن فإذا، الختلي:
حدث عن داود بن عمرو الضبي. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد
ابن أحمد بن حامد البزاز، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن محمد بن فإذا
الختلي، حدثنا داود بن عمرو، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مصاد بن عقبة عن
إبراهيم الصائغ عن عطاء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرش على النعلين، قال: ورأيت
سفيان يفعل ذلك كثيرا.
5206 - عبد الله بن محمد بن سنان بن الشماخ، أبو محمد السعدي
البصري، يعرف بالروحي:
ولي قضاء الدينور، وقدم بغداد وحدث بها عن معلى بن أسد العمي، وعبد الله بن
رجاء الغداني، ومحمد بن سنان العوفي، ومسلم بن إبراهيم، وأبى الوليد الطيالسي،
وعمر بن عبد الوهاب الرياحي، ومحمد بن المنهال. روى عنه محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي، وعيسى بن عبد الرحيم القطان، والقاضي المحاملي، ومحمد بن
مخلد الدوري، والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن علي بن الحسن المعروف ببرهان
الدينوري، حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان قال: لحقني ضعف في بصري فرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في منامي فشكوت إليه ضعف بصري. فقال لي: خذ قشر اللوز الحلو
فاحرقه واسحقه مع الأثمد واكتحل به، ففعلت ذلك فرد الله على ضوء بصري. قال
برهان: وهو القشر الغليظ اليابس.
حدثت عن أبي سعد الإدريسي قال: سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ - بجرجان
- يقول: عبد الله بن محمد بن سنان - يقال له الروحي - يحدث بما يستفيده من روح
ابن القاسم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عبد الله بن محمد بن سنان
بصري متروك.
87

أخبرني محمد بن علي الصوري وأبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر
القضاعي - قاضي مصر بمكة في المسجد الحرام - قالا: أخبرنا عبد الغني بن سعيد
الحافظ قال: عبد الله بن محمد بن سنان الروحي متروك الحديث.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: عبد الله بن محمد بن سنان بن سعد البصري أبو
محمد يعرف بالروحي كان يضع الحديث ولقب بالروحي لأنه أكثر الرواية عن روح
ابن القاسم. روى عن روح أكثر من مائة حديث لم يتابع عليها.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: عبد الله بن محمد بن سنان المعروف بالروحي
ليس بثقة.
5207 - عبد الله بن محمد بن مضر، أبو عبد الرحمن الثقفي:
أحسبه من أهل البصرة. سكن بغداد وحدث بها عن أبي عاصم النبيل، ومحمد
ابن عبد الله الأنصاري، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبي زيد سعيد بن أوس،
وعبد الله بن مسلمة القعنبي. روى عنه أبو بكر الشافعي أحاديث مستقيمة.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري، حدثنا أبو بكر محمد
ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن مضر الثقفي، حدثنا أبو
عاصم، حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب: والله ما أدري ما
أصنع في المجوس؟ فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وسئل عنهم - فقال: " سنتهم كسنة أهل الكتاب ".
لم يرو أبو عاصم عن جعفر سوى هذا الحديث. ويقال إنه لم يسمع منه غيره.
5208 - عبد الله بن محمد بن محاضر، يعرف بعبدوس:
رازي الأصل سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وشاذ بن
فياض. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد
ابن محاضر - عبدوس الرازي - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا حبيب بن
الشهيد عن ميمون بن مهران عن أبي عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم.
روى عبد الله بن محمد بن ناجية وأبو بكر الشافعي عن هذا الشيخ إلا أنهما
قالا: حدثنا عبد الله بن محاضر، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.
88

5209 - عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس، أبو بكر القرشي،
مولى بنى أمية المعروف بابن أبي الدنيا:
صاحب الكتب المصنفة في الزهد والرقائق، سمع سعيد بن سليمان الواسطي،
وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش المهلبي، وعلي بن الجعد الجوهري،
وعباد بن موسى الختلي، وخلف بن هشام البزار، ومحرز بن عون، وخالد بن مرداس،
وأحمد بن جميل المروزي، ومحمد بن جعفر الوركاني، وداود بن عمرو الضبي، ومن
في طبقتهم وبعدهم. روى عنه الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن خلف وكيع،
ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبو ذر القاسم
ابن داود الكاتب، وعمر بن سعد القراطيسي، والحسين بن صفوان البرذعي، وأحمد
ابن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو جعفر بن
برية الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وسئل أبي عنه فقال: بغدادي صدوق.
قلت: وكان ابن أبي الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، أخبرنا أبي، حدثنا أبو ذر القاسم بن داود
ابن سليمان قال: حدثني ابن أبي الدنيا قال: دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده،
فقال: مالك لوحك بيدك؟ قال: مات غلامي واستراح من الكتاب، قال: ليس هذا
من كلامك، هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين
وخميس، فعرضت عليه فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال: مات واستراح
من الكتاب، قال: وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب؟! قال: نعم قال: فدع
الكتاب، قال: ثم جئته فقال لي: كيف محبتك لمؤدبك؟ قال: كيف لا أحبه وهو أول
من فتق لساني بذكر الله، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك، وإذا شئت أبكاك، قال:
يا راشد أحضرني هذا، قال: فأحضرت فقربت قريبا من سريره، وابتدأت في أخبار
الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، قال: فجاءني راغب - أو يانس - فقال
89

لي: كم تبكي الأمير! فقال: قطع الله يدك مالك وله يا راشد، تنح عنه. فقال:
وابتدأت فقرأت عليه نوادر الأعراب، قال: فضحك ضحكا كثيرا، ثم قال: شهرتني
شهرتني، وذكر الخبر بطوله.
قال أبو ذر: فقال لأحمد بن محمد بن الفرات: أجر له خمسة عشر دينارا في كل
شهر، قال أبو ذر: فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن
محمد عن ابن أبي الدنيا فقال: صدوق، وكان يختلف معنا، إلا أنه كان يسمع من
إنسان يقال له محمد بن إسحاق بلخي، وكان يضع للكلام إسنادا، وكان كذابا
يروى أحاديث من ذات نفسه مناكير.
حدثني الأزهري قال: بلغني عن القاضي أبي الحسين بن أبي عمر محمد بن
يوسف قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: رحم الله أبا بكر بن أبي الدنيا، كنا نمضي
إلى عفان نسمع منه فنرى ابن أبي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني
خلف شريجة بقال يكتب عنه وتدع عفان؟.
قال القاضي أبو الحسن: وبكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن
أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله القاضي مات ابن أبي الدنيا، فقال: رحم الله أبا بكر،
مات معه علم كثير، يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلي عليه، فحضر يوسف بن
يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها في سنة ثمانين.
قلت: هذا وهم. كانت وفاة ابن أبي الدنيا في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سنة إحدى
وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي مؤدب المعتضد.
وأخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع مثل ذلك.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وأبو بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبى الدنيا مات
90

في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين. صلى عليه يوسف بن يعقوب بن إسماعيل
البصري.
قلت: وبلغني أن مولده كان في سنة ثمان ومائتين.
5210 - عبد الله بن محمد، أبو القاسم المستملي، يعرف بمخول:
حدث عن الحسن بن علي الحلواني، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو
سهل بن زياد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان،
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد مخول المستملي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي، حدثنا ابن علية إسماعيل، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن حصن بن
حوسن عن أبيه قال: كان أبو بكرة لا يعرف أبوه، فإذا عيره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بذلك قال: (فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين) [الأحزاب 5].
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات
أبو القاسم مخول المستملى يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الأولى.
5211 - عبد الله بن محمد بن عزيز، أبو محمد التميمي الموصلي:
سكن بغداد وحدث بها عن غسان بن الربيع. روى عنه إسماعيل بن علي
الخطبي، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد الله بن
محمد بن عزيز الموصلي، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا ثابت بن يزيد عن هشام عن
قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع
قال: " اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شئ
بعد ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن عزيز الموصلي مات في
سنة سبع وثمانين ومائتين.
91

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو
محمد عبد الله بن عزيز الموصلي - جارنا - ليلة السبت، ودفن يوم السبت لأربع
عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين.
5212 - عبد الله بن محمد، أبو العباس، المعروف بابن شرشير الناشئ:
الشاعر المتكلم من أهل الأنبار. أقام ببغداد مدة طويلة ثم خرج إلى مصر فنزلها.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران
المرزباني قال: قال محمد بن داود بن الجراح: عبد الله بن محمد الناشئ من أهل
الأنبار، نزل بغداد وله كتب ينقض بها كتاب " المنطق "، وأشعار في ذلك، وكان
شاعرا وله قصيدة على روي واحد، وقافية واحدة، تكون أربعة آلاف بيت، ذكرها
الناجم وذكر أنه أنشده إياها، وكان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.
قال المرزباني: وكان أبو العباس الناشئ متهوسا شديد الهوس، وشعره كثير وهو
مع كثرته قليل الفائدة، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه، لأنه أخذ
نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه
أقوالا ينقض بها ما هم عليه فسقط ببغداد. فلجأ إلى مصر فشخص إليها وأقام بها بقية
عمره.
أخبرنا الصيمري، حدثنا المرزباني، أخبرني الصولي، وحدثنا علي بن أبي علي
- لفظا - حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا الصولي، حدثني محمد بن خلف بن
المرزبان قال: اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر، والناشئ، ومحمد بن عروس،
فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها قط، فلما شربوا أخذ
الناشئ رقعة وكتب فيها:
فديتك لو أنهم أنصفوك * لردوا النواظر عن ناظريك
تردين أعيننا عن سواك * وهل تنظر العين إلا إليك
وهم جعلوك رقيبا علينا * فمن ذا يكون رقيبا عليك
ألم يقرءوا ويحهم ما يرون * من وحي حسنك في وجنتيك
قال: فشغفنا بالأبيات، فقال ابن أبي طاهر أحسنت والله وأجملت، قد والله
حسدتك على هذه الأبيات، والله لا جلست. وقام وخرج.
92

أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: أنشدنا الناشئ لنفسه
بمصر سنة ثمانين:
ليس شئ أحر في مهجة العاشق * من هذه العيون المراض
والخدود المضرجات اللواتي * شيب جريالها بحسن البياض
ورنو الجفون والغمز بالحاجب * عند الصدود والإعراض
وطروق الحبيب والليل داج * حين هم السمار بالإغماض
بلغني أن أبا العباس الناشئ مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
5213 - عبد الله بن محمد بن علي بن جعفر بن ميمون بن الزبير، أبو علي
البلخي:
سمع قتيبة بن سعيد، وإبراهيم بن يوسف الماكياني، وهدية بن عبد الوهاب،
ويحيى بن موسى خت، وعلي بن حجر، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأقرانهم.
روى عنه أبو حامد بن الشرقي النيسابوري، وغيره من الخراسانيين، وقدم بغداد
وحدث بها. روى عنه من أهلها محمد بن مخلد الدوري، وعبد الباقي بن قانع،
وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر بن الجعابي. وكان أحد أئمة أهل الحديث حفظا
وإثباتا وثقة وإكثارا، وله كتب مصنفة في التواريخ والعلل وغير ذلك.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء وما كتبته إلا عنه - حدثنا محمد بن عمر بن سلم
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن علي البلخي - وما سمعته إلا منه - حدثنا محمد بن
أحمد بن ماهان، حدثنا عبد الصمد بن حسان، حدثنا سفيان الثوري عن إسماعيل
ابن أبي خالد عن قيس عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون
ذاكرين إلا كان معهم، ولا مصلين إلا كان أكثرهم صلاة.
أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ البلخي، حدثنا عصام - يعنى ابن رواد بن الجراح -
أخبرنا أبي، حدثنا مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة، وعن مالك
عن ربيعة عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السفر قطعة من العذاب، يمنع
أحدكم من نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليسرع إلى أهله ".
93

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد البلخي يقول: توفي أبو علي الحافظ سلخ سنة
خمس وتسعين ومائتين.
5214 - عبد الله بن محمد بن إسماعيل، التبان المصري:
قدم بغداد وحدث بها عن عمرو بن مرزوق، وعمرو بن الحصين، ومحمد بن أبي
بكر المقدمي. روى عنه أبو عمرو بن السماك.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن إسماعيل التبان المصري، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا
بشر بن عباد عن بكر بن خنيس قال: حدثني حمزة النصيبي عن يزيد بن يزيد بن
جابر عن أبيه عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا ما شئتم أن تعلموا،
ولن ينفعكم الله حتى تعملوا بما تقولون ".
5215 - عبد الله بن محمد بن مرزوق، العتكي:
حدث عن صفوان بن المغلس. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
5216 - عبد الله بن محمد بن عبيدة، القومسي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيدة القومسي - ببغداد - حدثنا أبي،
حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن مالك بن مغول عن الشعبي عن أبي بردة عن
أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا
جميعا ".
قال سليمان: لم يروه عن الشعبي إلا مالك ولا عن مالك إلا أبو إسحاق، تفرد به
ابن عبيدة.
94

5217 - عبد الله بن المعتز بالله أمير المؤمنين واسمه: محمد بن جعفر المتوكل
علي الله بن أبي إسحاق المعتصم بالله، يكنى أبا العباس:
كان متقدما في الأدب، غزير العلم، بارع الفضل، حسن الشعر، وسمع المبرد
وثعلبا وأبا علي العنزي. روى عنه آدابه أحمد بن سعيد الدمشقي وكان مؤدبه،
وروى عنه شعره محمد بن يحيى الصولي، وغيره.
قرأت في كتاب عبيد الله بن العباس بن الفرات الذي سمعه من العباس بن العباس
ابن المغيرة قال: أخبرني عبد الله بن المعتز أنه ولد لسبع بقين من شعبان سنة سبع
وأربعين - يعني ومائتين -.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا
الجريري، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثني أبو العباس عبد الله بن المعتز قال:
كان أبو العباس محمد بن يزيد النحوي المبرد يجيئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل
القاضي لقرب داره من داري، وكنت لقيت أبا العباس أحمد بن يحيى في المسجد
الجامع وكان يتشوقني ويعتذر من تأخره عني، وكنت قد امتنعت من الركوب إلى
المسجد وغيره فكتبت إليه:
ما وجد صاد في الحبال موثق * بماء مزن بارد مصفق
جادت به أخلاف دجن مطبق * لصخرة إن تر شمسا تبرق
فهو عليها كالزجاج الأزرق * صريح غيث خالص لم يمذق
إلا كوجدي بك لكن أتقي * يا فاتحا لكل علم مغلق
وصيرفيا ناقدا للمنطق * إن قال هذا بهرج لم ينفق
إنا على البعاد والتفرق * لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
فكتب إلى يشكر ويقول: إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب. ويشبه أول أبياتي
بقول جميل:
فما صاديات حمن يوما وليلة * على الماء يغشين العصى حوان
لوائب لم يصددن عنه بوجهه * ولا هن من برد الحياض دوان
يرين حباب الماء والموت دونه * فهن لأصوات السقاة روان
بأبعد منى غل صدر ولوعة * عليك ولكن العدو عداني
95

وأن آخر أبياتي يشبه قول رؤبة:
إني إذا لم ترني فإنني * أراك بالغيب وإن لم ترني
أخبرنا أبو سعيد محمد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي، أخبرنا أبو علي زاهر
ابن أحمد بن أبي بكر السرخسي - بها - أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال:
سمعت عبد الله بن المعتز يوما يشكو الزمان، ثم قال: أنا والله كما قال ابن مفرغ
اليحصبي:
طرب الفؤاد وعادني أحزاني * وذكرت غفلة باطلي وزماني
عالجت أياما أشبن ذوائبي * ورميت دهرا عارما ورماني
وذكر يوما إخوانه فقال أنا فيهم كما فال أبو تمام:
ذو الود مني وذو القربى بمنزلة * وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي * فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت * أبداننا بشآم أو خراسان
ورب نائي المغاني روحه أبدا * لصيق روحي ودان ليس بالداني
حدثنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين العكبري، حدثنا أبو محمد الحسن
ابن محمد بن يحيى المقرئ - بسر من رأى - حدثني عثمان بن عيسى بن هارون
الهاشمي قال: كنت عند ابن المعتز، وكان قد كتب أبو أحمد بن المنجم إلى أخيه أبي
القاسم رقعة يدعوه فيها، فغلط الرسول فجاء فأعطاها لابن المعتز - وأنا عنده - فقرأها
وعلم أنها ليست إليه، فقلبها وكتب:
دعاني الرسول ولم تدعني * ولكن لعلي أبو القاسم
فأخذ الرسول الرقعة ومضى، وعاد عن قرب وإذا فيها مكتوب:
أيا سيدا قد غدا مفخرا * لهاشم إذ هو من هاشم
تفضل وصدق خطأ الرسول * تفضل مولى على خادم
فما إن تطاق إذا ما جددت * وهزلك كالشهد للطاعم
فدى لك من كل ما تتقيه * أبو أحمد وأبو القاسم
قال: فقام فمضى إليه.
96

أنشدنا أبو نعيم الحافظ، أنشدنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري الموصلي
- بالبصرة - قال: أنشدنا عبد الله بن المعتز:
ما عابني إلا الحسود * وتلك من خير المعائب
والخير والحساد مقرونان * إن ذهبوا فذاهب
وإذا ملكت المجد لم * تملك مذمات الأقارب
وإذا فقدت الحاسدين * فقدت في الدنيا الأطايب
وأنشدنا أبو نعيم قال: أنشدنا الجابري قال: أنشدنا عبد الله بن المعتز:
فما تنفع الآداب والعلم والحجى * وصاحبها عند الكمال يموت
كما مات لقمان الحكيم وغيره * فكلهم تحت التراب صموت
أخبرنا علي بن المحسن المعدل، حدثني أبي، أخبرنا أبو بكر الصولي قال: كان
القاسم بن عبيد الله الوزير قد تقدم عند وفاة المعتضد بالله، إلى صاحب الشرطة مؤنس
الخادم أن يوجه إلى عبد الله بن المعتز، وقصي بن المؤيد، وعبد العزيز بن المعتمد،
فيحبسهم في دار، ففعل ذلك، فكانوا محبسين خائفين إلى أن قدم المكتفي بالله بغداد
فعرف خبرهم، فأمر بإطلاقهم، ووصل كل واحد منهم بألف دينار. قال: فحدثنا
عبد الله بن المعتز قال: سهرت ليلة دخل في صبيحتها المكتفى إلى بغداد، فلم أنم خوفا
على نفسي، وقلقا بوروده، فمرت بي في السحر طير فصاحت، فتمنيت أن أكون
مخلى مثلها، لما يجرى علي من النكبات، ثم فكرت في نعم الله علي، وما خاره لي من
الإسلام، والقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أؤمله من البقاء الدائم في الآخرة، فقلت في
الحال:
يا نفس صبرا لعل الخير عقباك * خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سحرا طير، فقلت لها * طوباك يا ليتني إياك، طوباك
لكن هو الدهر فألقيه على حذر * فرب مثلك تنزو بين أشراك
وقيل إن ابن المعتز تمثل في الليلة التي قتل في صبيحتها بهذه الأبيات وضم إليها
أبياتا أخر، ونحن نذكرها في آخر أخباره إن شاء الله. وقد كان جعفر المقتدر بالله
اضطرب عليه عسكره فخلعوه وبايعوا لابن المعتز بالخلافة، ثم عادوا إلى المقتدر
فأذعنوا بطاعته، واستخفى ابن المعتز، ثم ظهر عليه فسلم إلى المقتدر فقتله، ولم يلبث
97

ابن المعتز بعد أن بويع غير يوم واحد حتى تفرق الناس عنه، وكانت هذه القصة في
سنة ست وتسعين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثني
بعض شيوخنا أن بعضهم حدثه أنه لما كان من خلع المقتدر في المرة الأولى ما كان،
وبويع عبد الله بن المعتز بالخلافة، دخل على شيخنا أبى جعفر الطبري فقال: ما الخبر
وكيف تركت الناس - أو نحو هذا من القول - فقال له: قد بويع عبد الله بن المعتز،
قال فمن رشح للوزارة؟ فقال محمد بن داود بن الجراح قال: فمن ذكر للقضاء؟
فقال الحسن بن المثنى، قال: فأطرق قليلا ثم قال: هذا أمر لا يتم ولا ينتظم، قال:
فقلت له: وكيف؟ فقال كل واحد من هؤلاء الذين سميت متقدم في معناه، عالي
الرتبة في أبناء جنسه، والزمان مدبر، والدنيا مولية، وما أرى هذا إلى اضمحلال
وانتقاص، ولا يكون لمدته طول، فكان الأمر كما قال.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: سنة ست وتسعين ومائتين فيها سعى جماعة من الكتاب والقواد بعضهم إلى
بعض عازمين على خلع المقتدر، والبيعة لعبد الله بن المعتز، فناظروه في ذلك فأجابهم
على أن لا يسفك دم، ولا يكون حرب، فأخبروه أن الأمر لا يسلم عفوا، وأن جميع
من وراءهم قد رضوا به، فصاروا إلى دار سليمان بن وهب، ووجهوا إلى عبد الله بن
المعتز فأحضروه، وجاء محمد بن داود بن الجراح، وعلي بن عيسى، ومحمد بن
عبدون، وأحضر أبو عمر محمد بن يوسف، وبويع لعبد الله بن المعتز، وسلم عليه
بالخلافة، وصير محمد بن داود وزيرا، وكان محمد بن سعيد الأزرق، يستحلف
الناس على البيعة، وهذا كله ليلة الأحد - يعني لاثنتين عشرة ليلة خلت من شهر ربيع
الأول - فلما أصبحوا في يوم الأحد خرج جماعة من الخزر من دار المقتدر، فصاعدوا
في الشذى والطيارات فلما بصروا بهم تفرقوا وولوا منهزمين لا يلوون على أحد.
وانتهبت دار العباس بن الحسن، ودار محمد بن داود، ومنازل جماعة، وهرب عبد الله
ابن المعتز ومحمد بن داود، ومن كان معهم في القصة، وصعد ابن المعتز في زورق
وعبر إلى دار ابن الجصاص واستخفى عنده، وسعى خادم لابن الجصاص بابن المعتز،
فأخذ فحدر إلى دار الخليفة، ثم سلم إلى مؤنس الخادم فقتله، ووجه به إلى منزله فدفن
هنالك.
98

أخبرنا الحسين بن محمد - أخو الخلال - أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي
- بجرجان - قال أنشدنا أبو القاسم الكريزي قال: أنشدنا أحمد بن محمد بن عباس
بن مهران لعبد الله بن المعتز أنه قال في الليلة التي قتل فيها في صبيحتها:
يا نفس صبرا لعل الخير عقباك * خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سحرا طير فقلت لها * طوباك - يا ليتني إياك - طوباك
إن كان قصدك شرقا فالسلام على * شاطئ الصراة أبلغي إن كان مسراك
من موثق بالمنايا لا فكاك له * يبكي الدماء على إلف له باكي
فرب آمنة حانت منيتها * ورب مفلتة من بين أشراك
أظنه آخر الأيام من عمري * وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا علان الرزاز
قال: قال أبو الحسن الجاماسبي: حدثني أبو قتيبة قال: لما أن أقاموا عبد الله بن المعتز
إلى الجهة التي تلف فيها، أنشأ قائلا:
وقل للشامتين بنا رويدا * أمامكم المصائب والخطوب
هو الدهر الذي لابد من أن * يكون إليكم منه ذنوب
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: سنة ست
وتسعين ومائتين فيها قتل ابن المعتز، بعد أن خلع المقتدر وأخذت البيعة لابن المعتز
على كثير من القواد، فمكث يوما واختلف القوم على ابن المعتز فاختفى، فأنذر به
المقتدر فأمر بحمله إليه، فحمل وقتل، وذلك في ربيع الأول من سنة ست وتسعين
ومائتين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: مات أبو العباس
عبد الله بن المعتز بالله في محبسه يوم الأربعاء لليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست
وتسعين، وهو ابن ثمان وأربعين سنة وسبعة أشهر وأيام، وحمل إلى داره التي على
الصراة فدفن بها، وكان غزير الأدب، كثير الشعر، وكان يخضب بالسواد، وزعموا
أن مولده في شعبان سنة سبع وأربعين قبل قتل المتوكل بأربعين ليلة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أنشدنا محمد بن العباس
الخزاز قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن خلف المرزبان قال: أنشدت لعلي بن محمد
- يعني ابن بسام - يرثي ابن المعتز:
99

لله درك من ملك بمضيعة * ناهيك في العقل والآداب والحسب
ما فيه لولا ولا ليت فينقصه * وإنما أدركته حرفة الأدب
5218 - عبد الله بن محمد بن حمويه، أبو محمد النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن حفص السلمي. روي عنه محمد بن مخلد.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا محمد بن
مخلد، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حمويه النيسابوري، حدثنا أحمد بن
حفص بن عبد الله، حدثني أبو خالد إبراهيم بن سلم، حدثني عبد الله بن عمران
البصري، عن محمد بن جحادة، عن أبي صادق، عن علي بن أبي طالب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت أنا وأبو بكر الغار، واجتمعت العنكبوت
فنسجت بالباب - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتلوهن ".
5219 - عبد الله بن محمد بن صالح بن مساور، أبو محمد البكري
- ويقال: الباهلي -:
من أهل سمرقند. كان من عنى بطلب الحديث والآثار، ورحل في ذلك، وجالس
الحفاظ، وكتب عنهم، وحدث عن أحمد بن نصر العتكي، وعلي بن إسحاق
الحنظلي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقنديين، ورجاء بن مرجى المروزي،
ويحيى بن حكيم المقوم البصري، ومحمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي وغيرهم.
روى عنه أهل سمرقند، وخراسان، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من
أهلها: محمد بن مخلد الدوري، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأحمد بن محمد
ابن عبد الله الجوهري، ومحمد بن الحسين بن محمد بن حاتم الطويل، وعبد الباقي
ابن قانع القاضي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن طلحة النعالي والحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف
العلاف - قال ابن طلحة: حدثنا وقالا: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي قالا: حدثنا عبد
الله بن محمد بن صالح السمرقندي - زاد ابن طلحة أبو محمد، ثم اتفقوا - قال:
100

حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا العباس بن سفيان عن حرمي بن عمارة عن
شعبة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: ما سمعت عمر قط
يقرؤها إلا " فامضوا إلى ذكر الله ".
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن بطحا المحتسب، أخبرنا محمد بن عبد الله
الشافعي بإسناده مثله، إلا أنه قال: حدثنا العباس بن سفيان وحرمي بن عمارة عن
شعبة، والأول أصح، والله أعلم.
حدثنا محمد بن علي المقرئ، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
ابن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدثنا أبو علي صالح بن محمد،
حدثنا عبيد الله بن واصل قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، حدثنا
العباس بن سفيان عن حرمي بن عمارة عن شعبة بإسناده نحوه. قال أبو علي: هذا
عندي خطأ، إنما هو حرمي عن سفيان بن عيينة.
أنبأنا أبو سعد الماليني قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: سمعت
محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغدي السمرقندي يقول: مات عبد الله بن
محمد بن صالح السمرقندي سنة ثمان وتسعين ومائتين.
5220 - عبد الله بن محمد بن حميد، أبو محمد الخياط المعروف بالإمام:
حدث عن عاصم بن علي وغيره. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني،
ومحمد بن حميد المخرمي، ومخلد بن جعفر الدقاق.
أخبرني أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ، حدثنا مخلد بن
جعفر الدقاق، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن حميد الإمام الخياط، حدثنا
عاصم بن علي، حدثنا شعبة بن الحجاج عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا
ثلاثين ".
أخبرنا هلال بن محمد الحفار، حدثنا محمد بن حميد بن سهيل المخرمي، حدثنا
عبد الله بن محمد الإمام - في سنة تسع وتسعين ومائتين - قال: حدثنا عبد الوهاب
101

الشعراني، حدثنا حميد الطويل - وكان قصيرا - عن أنس بن مالك قال: خرجت مع
النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من شهر رمضان فرأى نيرانا في بيوت الأنصار فقال: " يا أنس ما هذه
النيران؟ " قلت: يا رسول الله إن الأنصار يتسحرون، فقال: " اللهم بارك لأمتي في
بكورها ".
أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو بكر الإسماعيلي قال: عبد الله بن محمد بن حميد
الإمام أبو محمد بغدادي.
5221 - عبد الله بن محمد بن أبي كامل، أبو محمد الفزاري:
كان ينزل سكة عياش الشرابي بمدينة المنصور، وحدث عن هوذة بن خليفة، وداود
ابن رشيد. روى عنه أبو علي بن الصواف، ومحمد بن عمر بن الجعابي، وعيسى بن
حامد بن بنت القنبيطي، وغيرهم.
وقال ابن الصواف: ذكر هذا الشيخ أنه أتت له أربع وتسعون سنة.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاري، حدثنا داود بن رشيد،
حدثنا يوسف بن نافع مولى لبني هاشم بصري - حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
أبيه عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطلب في الدنيا - أو في هذه الدنيا - فعلي
مكافأته إذا لقيني ".
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار، حدثنا عيسى بن حامد بن بشر الرخجي،
حدثنا عبد الله بن محمد الفزاري - أبو الدحوق - قال: حدثنا هوذة بن خليفة
البكراوي، أخبرنا عوف عن الحسن قال: ما كلمت امرأة قط أعقل من
عائشة.
بلغني أن عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاري مات يوم السبت لثمان ليال
بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
102

5222 - عبد الله بن محمد بن ناجية بن نحبة، أبو محمد البربري:
سمع أبا معمر الهذلي، ومجاهد بن موسى، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وسويد
ابن سعيد، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الواحد بن غياث، وعبد الله بن محمد بن
أبان الكوفي، وإسماعيل بن موسى الفزاري، والحسن بن حماد سجادة، وعبد الأعلى
ابن حماد، ومحمد بن ميمون الخياط، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونصر بن [علي]
الجهضمي، ومحمد بن سليمان لوينا. روى عنه أبو بكر بن الأنباري النحوي وأبو
بكر بن مقسم المقرئ، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف والحسن بن أحمد
السبيعي، ومحمد بن عمر بن الجعابي، وأبو القاسم بن النخاس، وأبو حفص بن
الزيات، وإسحاق النعالي، وغيرهم. وكان ثقة ثبتا. سمعت البرقاني يقول: عبد الله
ابن ناجية أجل شيخ لأبي القاسم ولأبي الحسين ابني مظفر.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني عبد الله بن ناجية بن نحبة
- مولى بني هاشم أبو محمد الشيخ الثبت الفاضل - أخبرنا محمد بن عبد الواحد
الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي - وأنا أسمع - قال 6 كان
أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية البربري أحد الثقات المشهورين بالطلب
والمكثرين في تصنيف المسند.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال: كان عبد الله بن ناجية
ممتعا بإحدى عينيه، وغير شيبه بصفرة، وكان من أصحاب الحديث الأكياس المكثرين،
إلا أنه كان مشهورا بصحبة الكرابيسي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
توفي ابن ناجية ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا البرقاني قال لنا أبو حفص بن الزيات: توفي عبد الله بن محمد بن ناجية
ليلة الخميس غرة شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد
القاضي: مات أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية بن نحبة يوم السبت أول يوم
من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
103

وذكر محمد بن مخلد أن وفاته كانت يوم الخميس كما قال ابن الزيات.
5223 - عبد الله بن محمد بن حيان بن فروخ، أبو محمد يعرف بابن مقير
- ويقال: ابن بقير بالباء -:
سمع محمود بن غيلان، وعبد الله بن عمر بن أبان، وهارون بن عبد الله البزاز.
روى عنه محمد بن مخلد، وإسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف، وكان
ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني عبد الله بن محمد
ابن حيان بن مقير أبو محمد بغدادي، حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا النضر، أخبرنا
عوف عن خلاس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبولن أحدكم في الماء الدائم
ثم يتوضأ منه ".
وقال محمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات ابن مقير أبو
محمد ليومين مضيا من شهر رمضان.
5224 - عبد الله بن محمد بن عبد الحميد، أبو بكر القطان:
واسطي الأصل سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن ميمون الخياط المكي،
ويعقوب الدورقي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وزهير بن محمد بن قمير، وزيد بن
أخزم، وأبي موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن محمد بن مرزوق البصري، وأحمد
ابن محمد بن أبي برة المكي، وأبي بكر الأثرم. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو
بكر محمد بن الحسين الآجري، وعمر بن بشران السكري، والحسن بن أحمد بن
صالح السبيعي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدعا. وحدثنا عبد الله
ابن عبد الحميد القطان، حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا عبد الله بن محمد الخطابي،
حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن الحجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي،
عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو واضع شماله على يمينه، فأخذ يمينه فوضعها
على شماله [في الصلاة].
104

5225 - عبد الله بن محمد بن العباس بن بيان، أبو القاسم الكوفي البزاز:
حدثنا أبو عبيد محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن يزداد
النيسابوري، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن العباس
البزاز - ببغداد - حدثنا جبارة - يعني ابن مغلس - حدثنا أبو إسحاق الحميسي، عن
مالك بن دينار، عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر،
وعثمان، وعلي، فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، ويقرأون ملك يوم
الدين.
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ قال: أبو القاسم عبد الله بن محمد بن العباس بن بيان البزاز الكوفي
سكن بغداد، يروي عن مصرف بن عمرو اليامي، وإسماعيل بن بهرام الكوفي،
وهارون بن حاتم المقرئ، فيه نظر.
5226 - عبد الله بن محمد بن ياسين، أبو الحسن الفقيه الدوري:
سمع بسطام بن الفضل، ومحمد بن عبيد الله الزيادي، ومحمد بن يحيى
القطيعي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وإسحاق بن إبراهيم الصواف، ومحمد بن
مكر اليمامي، ومحمد بن بشار بندار، ويوسف بن موسى القطان. روى عنه أبو
بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن اليقطيني، وغيرهما.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: عبد الله بن محمد بن ياسين
ثبت صاحب حديث.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: عبد الله بن محمد بن ياسين ثقة مأمون.
وقال حمزة: سألت الدارقطني عن عبد الله بن محمد بن ياسين فقال: ثقة.
حدثني الأزهري عن طلحة بن محمد بن جعفر أن عبد الله بن محمد بن ياسين
مات في سنة اثنتين وثلاثمائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن ياسين مات في سنة
اثنتين وثلاثمائة.
105

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وعبد الله بن ياسين توفي يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول
سنة ثلاث وثلاثمائة، وهكذا ذكر غير ابن المنادي وهو الصحيح.
5227 - عبد الله بن محمد بن يزداد، أبو بكر الأصبهاني:
حدث عن عيسى بن عبد السلام الأصبهاني. روى عنه القاضي أبو بكر بن
الجعابي، وسمعت أبا نعيم الحافظ يقول: حدث عبد الله بن محمد بن يزداد
الأصبهاني ببغداد.
حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد
ابن يزداد، حدثنا عيسى بن عبد السلام أبو موسى الأصبهاني، حدثنا هشام بن عبيد
الله، حدثنا محمد بن جابر عن مجمع التيمي عن ابن بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن
في نبيذ الجر بعد أن نهى عنه.
5228 - عبد الله بن محمد بن ميمون، الخواص الصوفي:
بغدادي من أصحاب ذي النون المصري من كبار أصحابه روى عنه أخباره
وكلامه.
قال لي إسماعيل بن أحمد الحيري: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي بذلك.
قلت: روى عنه أبو بكر المفيد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن
محمد بن ميمون قال: سألت ذا النون عن الصوفي فقال: من إذا نطق أبان نطقه عن
الحقائق، وإن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق.
5229 - عبد الله بن محمد بن أعين، أبو العباس:
حدث عن أحمد بن إبراهيم بن هاشم. روى عنه أبو الحسين بن المنادي في كتاب
" الملاحم ".
106

5230 - عبد الله بن محمد بن سهل، أبو محمد الوراق الحربي:
حدث عن زياد بن أيوب الطوسي. روى عنه ابن المنادي في كتاب " الملاحم " أيضا.
5231 - عبد الله بن محمد بن علي، أبو القاسم الضخم:
حدث عن عمرو بن علي الفلاس. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن علي الضخم - في مجلس
الباغندي - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم بن قرة عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة، الذين
يضاهون بخلق الله عز وجل ".
5232 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم، أبو محمد المروزي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي داود سليمان بن معبد السنجي، وعلي بن
خشرم. روى عنه محمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم المروزي - قدم علينا حاجا -.
حدثنا سليمان بن معبد، حدثنا عبد العزيز الأويسي، حدثنا سليمان بن بلال عن
عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر ".
5233 - عبد الله بن محمد بن سعيد، الأصبهاني:
ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه حدث ببغداد واستوطنها. يروي عن أسيد بن عاصم
الثقفي. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي.
5234 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، أبو بكر الخزاعي
المقرئ المؤدب المعروف جده بقراد:
حدث عن عبد الله بن هاشم الطوسي، ورزق الله بن موسى الإسكافي، ومحمود
107

ابن خداش، ويوسف بن موسى القطان. روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن
أبي سمرة، ومحمد بن المظفر، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وعلي بن عمر الحربي.
وذكره الدارقطني فقال: متروك يضع هو وأبوه جميعا.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على عبيد الله بن أبي سمرة حدثكم عبد الله بن محمد
ابن عبد الرحمن بن غزوان، حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي، حدثنا أبو أسامة،
حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا ".
قال لنا البرقاني: قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن هاشم عن أبي أسامة عن
شعبة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا علي بن عمر السكري قال:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو بكر بن قراد المؤدب في سنة تسع وثلاثمائة.
5235 - عبد الله بن محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر
المنصور، يكنى أبا جعفر:
كان إمام جامع مدينة المنصور بعد وفاة أبيه، وتوفي يوم الاثنين لخمس خلون من
شهر رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وكان بين موته وموت أبيه تسعة أشهر. أنبأني
إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي بذلك.
5236 - عبد الله بن محمد بن النضر، أبو محمد الجرار البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد. روى عنه محمد بن حميد بن سهيل
المخرمي، وعمر بن محمد بن سبنك، وأبو عمر بن حيويه.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار وبشرى بن عبد الله الرومي قالا: حدثنا
محمد بن حميد بن سهيل المخرمي، حدثنا عبد الله بن محمد الكواز - زاد هلال ولم
يكن عنده غير هذا الحديث الواحد -.
وأخبرنا بشرى بن عبد الله أيضا، حدثنا عمر بن محمد بن سبنك، حدثنا أبو
108

محمد عبد الله بن محمد الكواز، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا الحمادان حماد بن
سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم عن الوضين بن عطاء عن الأوزاعي عن
محمد بن أبي موسى عن القاسم بن مخيمرة عن أبي موسى الأشعري قال: أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر ينش فقال: " اضرب بهذا الحائط، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله
واليوم الآخر " ألفاظهم سواء.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن علي الفقيه، حدثني محمد بن حميد بن
شداد المخرمي، حدثنا عبد الله بن محمد الكواز.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والقاضي أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي قال محمد حدثنا وقال علي أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
عبد الله بن محمد بن النضر البصري الجرار - زاد التنوخي أبو محمد - في منزله باب
البستان درب الخوارزمية بعد انصرافنا من ابن أبي داود يوم الأحد لعشر بقين من ذي
الحجة من سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ثم اتفقوا - قال: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا
حماد بن سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم.
وفي حديث الخزاز قال: حدثنا الحمادان جميعا حماد بن سلمة وحماد بن زيد بن
درهم عن الوضين بن عطاء عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة عن أبي
موسى الأشعري قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر ينش فقال: " اضرب بهذا
الحائط ".
وفي حديث الجرار قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر ينش وقلت: يا رسول الله، ما
تقول في شربه؟ فقال: " اضرب به الحائط هذا شراب ".
وقال المخرمي: " هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ".
5237 - عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد بن عاصم، أبو محمد
الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن حمزة الزبيري، وبحر بن نصر الخولاني،
وأبي يونس محمد بن أحمد بن يزيد المكي، ومحمد بن عصام، وإبراهيم بن عامر،
109

وعبد الله بن محمد بن سلام الأصبهانيين، وغيرهم. روى عنه عبيد الله بن أبي سمرة
البغوي ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن عمر
السكري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن أسيد الأصبهاني، حدثنا بحر بن
نصر الخولاني - بمصر - قال: حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن
ابن شهاب حدثه عن سالم بن عبد الله عن مولى أم سلمة عن أم سلمة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ".
قال عمرو: وحدثني بكير عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بذلك.
5238 - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن
شاهنشاه، أبو القاسم ابن بنت أحمد بن منيع:
بغوي الأصل ولد ببغداد، وسمع علي بن الجعد وخلف بن هشام البزار، ومحمد
ابن عبد الواهب الحارثي، وأبا الأحوص محمد بن حيان البغوي، وعبيد الله بن
محمد بن عائشة التيمي، وأبا نصر التمار، وداود بن عمر الضبي، ويحيى بن عبد
الحميد الحماني، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وحاجب بن الوليد، ومحمد بن
جعفر الوركاني، وبشر بن الوليد القاضي، ومحمد بن حسان السمتي، ومحرز بن
عون، وهارون بن معروف، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وأبا خيثمة زهير بن
حرب، في آخرين من أمثالهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن
إسحاق المادراني، وعبد الباقي بن قانع، وحبيب بن الحسن القزاز، ومحمد بن عمر
ابن الجعابي، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبو حفص
ابن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه وأبو بكر بن شاذان،
والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وخلق سوى هؤلاء لا يحصون.
وكان ثقة ثبتا مكثرا، فهما عارفا.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني - بها - حدثنا أحمد
110

ابن عبد الرحمن الشيرازي قال: سمعت أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الأموي
يقول: سمعت ابن منيع يقول: رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام، إلا أني لم أسمع منه
شيئا، وشهدت جنازته، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال: سمعت أبا بكر بن شاذان
يقول: سمعت ابن منيع يقول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قال ابن شاذان: ومات في ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، عن مائة سنة
وأربع سنين.
قال الداودي: وأخبرنا ابن شاهين - في الإجازة - أنه سمع ابن منيع يذكر مولده في
سنة أربع عشرة ومائتين، قال: وابن شاهين أتقن.
حدثنا علي بن المحسن قال: سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول: سمعت عبد
الله بن محمد البغوي يقول: قرأت بخط جدي أحمد بن منيع: ولد أبو القاسم ابن
بنتي يوم الاثنين في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين، وأول ما كتبت الحديث
سنة خمس وعشرين ومائتين عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني.
حدثني الأزهري، حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قال: أملى علينا أبو
القاسم بن منيع قال: رأيت على كتاب جدي بخط يده: ولد عبد الله بن محمد أبو
القاسم يوم الاثنين أول يوم من شهر رمضان في صدر النهار من سنة أربع عشرة
ومائتين.
قال أبو القاسم: وطلبت الحديث، وأول من كتبت عنه إملاء في شهر ربيع الأول
سنة خمس وعشرين، وأول من كتبت عنه الإملاء إسحاق بن إسماعيل، وكان يحضر
مجلسه المحدثون.
حدثني علي بن أحمد بن علي المؤدب، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي،
حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال: لا يعرف في الإسلام محدث وازى
عبد الله بن محمد البغوي في قدم السماع فإنه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
وسمعناه يقول: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني في سنة خمس وعشرين
ومائتين، ولا يعرف في الإسلام رجل حدث بعد استيفاء مائة سنة إلا أبو إسحاق
الهجيمي البصري.
111

حدثت عن أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري
قال: قال أبو القاسم البغوي: ما خبر شيخكم ذاك؟ قلت: عن أي الشيخين تسأل،
قال: الذي يحدث عن قتيبة - يعني أبا العباس السراج - قلت: خلفته حيا، قال: كم
عنده عن قتيبة، قلت: جملة قال: كم عنده عن إسحاق قلت: كثير، قال: عمن كتب
من مشايخنا، فتفكرت في نفسي قلت إن ذكرت له شيخا كتب عنه يزرى به، قلت
كتب عن محمد بن إسحاق المسيبي، ومحفوظ بن أبي توبة، وعيسى بن المساور
الجوهري قال: أي سنة دخل بغداد؟ قلت: أخلق أنه دخلها سنة أربع وثلاثين، فاهتز
لذلك وكان مستندا إلى المسند، فرفع ظهره عن المسند وقال لي: أمرت أن تثبت
أسامي مشايخي الذين لا يحدث عنهم اليوم أحد سواي، فبلغ عددهم سبعة وثمانين
شيخا. قال أبو أحمد: وكان إذ ذاك ببغداد الباغندي، وأبو الليث الفرائضي،
والحسين بن محمد بن عفير، وعلي بن المبارك المسروري، وغيرهم.
حدثنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق - من حفظه - قال: سألت علي
ابن عمر الدارقطني: هل روى عبد الله بن محمد البغوي عن يحيى بن معين؟ فقال:
لم يرو عنه غير حكاية، سمعت عمر البصري ذكرها، قال: سمعت البغوي يقول: لما
قدم يحيى الحماني بغداد نزل في دور الصحابة، فمضينا إليه لنسمع منه، فكنا على
بابه وقوفا إذ أقبل يحيى بن معين راكبا بغلة، فدخل إليه وأطال عنده الجلوس، ثم
خرج فقمنا إليه وقلنا له: ما تقول في الرجل؟ فقال يحيى بن معين: الثقة وابن الثقة.
قلت: فقد حكى البغوي أنه كتب عن يحيى بن معين جزءا فأخذه منه موسى بن
هارون فرماه في دجلة وقال له أتريد أن تجمع في الرواية بين الثلاثة، أحمد بن حنبل،
ويحيى بن معين، وعلي بن المديني؟.
حدثنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر البزاز
قال: حدثني أبو القاسم ابن بنت منيع قال: كنت أورق فسألت جدي أحمد بن منيع
أن يمضي معي إلى سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي يسأله أن يعطيني الجزء الأول من
المغازي عن أبيه عن ابن إسحاق حتى أورقه عليه، فجاء معي وسأله فأعطاني الجزء
الأول، فأخذته وطفت به فأول ما بدأت بأبي عبد الله بن مغلس وأريته الكتاب
وأعلمته أني أريد أن أقرأ المغازي على سعيد الأموي، فدفع إلى عشرين دينارا وقال:
اكتب لي منه نسخة، ثم طفت بعده بقية يومى فلم أزل آخذ من عشرين دينارا إلى
112

عشرة دنانير وأكثر وأقل إلى أن حصل معي في ذلك اليوم مائتا دينار، فكتبت نسخا
لأصحابها بشئ يسير من ذلك وقرأتها لهم، واستفضلت الباقي.
حدثني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال: سمعت أبا محمد عبدان بن
أحمد الخطيب ابن بنت أحمد بن عبدان الشيرازي يقول: سمعت جدي يقول: اجتاز
أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي بنهر طابق على باب المسجد، قال: فسمع
صوت مستمل فقال: من هذا؟ فقالوا ابن صاعد، فقال: ذاك الصبي؟ قالوا: نعم!
قال: والله لا أبرح من موضعي حتى أملى هاهنا، قال: فصعد الدكة وجلس ورآه
أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد.
ثم قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني - قبل أن يولد المحدثون -
حدثنا طالوت بن عباد - قبل أن يولد المحدثون - حدثنا أبو نصر التمار - قبل أن يولد
المحدثون - فأملى ستة عشر حديثا عن ستة عشرة شيخا، ما كان في الدنيا من يروي
عنهم غيره.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصرى قال: سمعت أبا
زيد الحسين بن الحسن بن عامر الكوفي يقول: قدم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه فقالت الجارية: قد أكل سمكا وشرب فقاعا ونام،
فعجب أبو العباس من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا إليه، فقال: يا أبا العباس
حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بنى حمان، وكان في الموضع طحان، وكان يقول
لغلامه اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يقول اصمد عمر،
فيصمد الآخر. فقال له أبو العباس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأحمد بن حنبل
أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روى " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر،
وبعد أبي بكر عمر " عن علي إلا أهل الكوفة؟ ولكن أهل المدينة رووا أن عليا لم
يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر. فقال له أبو القاسم: يا أبا العباس لا تحملك عصبيتك
لأهل الكوفة على أن تقول على أهل المدينة، ثم بعد ذلك انبسط وأخرج الكتب
وحدثنا.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
113

سمعت أبا الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي يقول: سألت أحمد بن طاهر فقلت:
موسى بن هارون الجمال إيش كان يقول في ابن بنت منيع؟ فقال: إيش كان يقول
ابن بنت منيع في موسى بن هارون؟ قال: فقلت له كيف هذا؟ فقال لأنه كان يرضى
منه رأسا برأس.
قلت: والمحفوظ عن موسى بن هارون توثيق البغوي وثناؤه عليه ومدحه له.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق - لفظا - حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت
المجبر قال: سمعت عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني يقول: سمعت موسى
ابن هارون - وسئل عن أبي القاسم بن منيع وقيل له إنه يروي عن إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني وغيره - فقال له: لو جاز أن يقال لإنسان إنه فوق الثقة لقيل لأبي
القاسم ابن منيع، وقد سمع ولم نسمع.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عمر بن الحسن بن
علي بن مالك قال: سألت موسى بن هارون عن أبي القاسم بن منيع فقال: ثقة
صدوق، لو جاز لإنسان أن يقال له فوق الثقة لقيل له. قلت: يا أبا عمران فإن هؤلاء
يتكلمون فيه، فقال يحسدونه. سمع ابن عائشة ولم نسمع، وذهب به إليه، ولم
يذهب بنا، ابن منيع لا يقول إلا الحق.
حدثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي قال: أخبرنا علي بن بقاء الوراق، أخبرنا
عبد الغني بن سعيد الأزدي قال: سألت أبا بكر محمد بن علي النقاش تحفظ شيئا مما
أخذ علي ابن بنت أحمد بن منيع؟ فقال لي: كان غلط في حديث عن محمد بن عبد
الواهب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن نافع عن ابن عمر، فحدث به
عن محمد بن عبد الواهب وإنما سمعه من إبراهيم بن هانئ عن محمد بن عبد
الوهاب، فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث، وبلغ ذلك أبا
القاسم ابن بنت أحمد بن منيع، فخرج إلينا يوما فعرفنا أنه غلط فيه، وأنه أراد أن
يكتب حدثنا إبراهيم بن هانئ فمرت يده على العادة ورجع عنه، قال أبو بكر:
ورأيت فيه الانكسار والغم، قال أبو بكر: وكان ثقة، رحمه الله.
وقد أخبرنا بحديث الشيباني أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي
- بدمشق - أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو العباس
محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا محمد
114

ابن عبد الواهب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن نافع عن ابن عمر قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتناجى اثنان دون الثالث إذا كانوا جميعا.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا
الحسين محمد بن غسان يقول: سمعت الأردبيلي - وكان من أصحابنا يكتب
الحديث ويفهم - قال: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي يدخل في الصحيح؟
قال: نعم! قال حمزة: سألت أبا بكر بن عبدان عن أبي القاسم عبد الله بن محمد
البغوي فقال: لا شك أنه يدخل في الصحيح.
حدثنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: كان
أبو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في
الساج.
قلت: وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن البغوي فقال: ثقة
جبل، إمام من الأئمة ثبت، أقل المشايخ خطأ، وكان ابن صاعد أكثر حديثا من ابن
منيع إلا أن كلام ابن منيع في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
حدثنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد القاضي:
مات أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي يوم الفطر سنة سبع عشرة
وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن منيع الوراق ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة
ودفن يوم الفطر وقد استكمل مائة سنة، وثلاث سنين، وشهرا واحدا.
قلت: ودفن في مقبرة باب التبن.
5239 - عبد الله بن محمد بن عبدوس أبو القاسم المقرئ العطشى:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وحماد بن الحسن بن عنبسة الوراق،
وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني. روى عنه أبو بكر محمد بن
الحسين الآجري، وابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
115

أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عبدوس، حدثنا علي بن حرب، حدثنا هارون بن عمران، حدثنا
سليمان بن أبي داود، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أم سليم قال: قلت: يا رسول الله
جاء أبو طلحة وابنه بناضحيهما وتركاني، فقال: يا أم سليم عمرة في رمضان تجزيك
من حجة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن شاهين عن أبيه قال: مات أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن عبدوس العطشى في ذي الحجة سنة سبع عشرة [وثلاثمائة].
5240 - عبد الله بن محمد، أبو القاسم المحتسب، يعرف بالطوسي:
حدث عن عبيد الله بن سعد الزهري. روى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد المحتسب الطوسي - في مسجده - حدثنا عبيد الله بن سعد،
حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن
سالم عن أبيه ابن عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون أمام
الجنازة.
5241 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل بن الأشقر، أبو
القاسم:
سمع محمد بن سليمان لوينا، والحسين بن مهدي الأبلي، وزيد بن أخزم الطائي،
والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى، ورجاء بن مرجي، ومحمد بن عبد الله
المخرمي، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وكان عنده
عنه تاريخه الصغير. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن
شاهين، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن القاضي - يعرف بابن الأشقر ببغداد - حدثنا محمد بن سليمان لوين
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: عبد الله بن محمد بن الأشقر أبو القاسم بغدادي
حدث بأصبهان، وكان إليه قضاء الكرخ.
116

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان - حدثنا صالح
ابن أحمد الحافظ قال: عبد الله بن محمد يعرف بابن الأشقر أبو القاسم القاضي،
أدركته ولم يقض لي السماع منه، ويدل حديثه على الصدق.
5242 - عبد الله بن محمد بن الحسن بن علي بن بقيرة:
حدث عن محمد بن سليمان لوين، وأبي سالم المعلى بن مسلمة الرواس. روى
عنه عبد العزيز بن جعفر الحنبلي وأبو الحسين بن البواب المقرئ.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ،
حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن علي بن بقيرة، حدثنا أبو سالم الرواس، حدثنا
علي بن عاصم عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله تعالى جنة
عدن وغرس أشجارها [بيده]، ثم قال لها تكلمي، فقالت قد أفلح
المؤمنون ".
5243 - عبد الله بن محمد بن سعدان، أبو القاسم الإسكافي:
حدث عن أحمد بن هشام بن بهرام المدائني. روى عنه أبو الحسن الدارقطني،
وذكر أنه سمع منه بإسكاف.
5244 - عبد الله بن محمد بن عبد السلام، البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن القاسم بن مجمع. - أراه من أهل بلخ - روى عنه
القاضي أبو بكر بن الجعابي، وأبو الفتح الأزدي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا محمد بن الحسين الأزدي
الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد السلام البلخي - في سوق يحيى وسأله ابن
الختلي - قال: حدثنا القاسم بن مجمع، حدثنا أبو مقاتل السمرقندي عن مالك بن أنس
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤتى
الميت في قبره فيقال له من ربك وما دينك؟ ".
117

رواه الدارقطني عن ابن الجعابي عن البلخي.
5245 - عبد الله بن محمد بن حبان بن نصر بن أيوب، أبو محمد الباهلي:
من أهل سمرقند. قدم بغداد وحدث بها عن أبي سليمان محمد بن منصور،
وعبد الصمد بن الفضل البلخيين. روى عنه ابن البواب المقرئ، والدارقطني.
حدثني الأزهري وأحمد بن عمر بن روح النهرواني - قال الأزهري: حدثنا وقال
أحمد: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن
محمد بن حبان السمرقندي - قدم علينا - حدثنا محمد بن منصور الفقيه، حدثنا
إبراهيم بن سليمان الكاتب، حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدثني عمارة بن غزية عن
شرحبيل عن جابر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعطى عطاء فليجز به فإن لم يجد
فليثن به، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور ".
5246 - عبد الله بن محمد، أبو الفضل الفقيه الطوسي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي العباس أحمد بن بكر البغوي، وإبراهيم بن
إسحاق السراج الثقفي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه يوسف بن عمر
القواس، ومحمد بن جعفر بن العباس النجار. وذكر محمد أنه سمع منه في مجلس
أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي.
أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا
أبو الفضل الطوسي الفقيه - إملاء من لفظه - قال: حدثنا عبد الله بن أحمد - يعني ابن
حنبل مرارا - قال: حدثني أبي، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثني محمد بن
إدريس الشافعي، حدثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي
صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف ركعتين، في كل ركعة ركعتين.
5247 - عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد، أبو محمد المقرئ المعروف
بابن الجمال:
سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعلي بن عمرو الأنصاري، وعمر بن شبة
118

النميري، وأبا حاتم الرازي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن عبد الجبار
العطاردي، ويعقوب بن إسحاق القلوسي، ومحمد بن عمران بن حبيب الهمداني.
روى عنه محمد بن عمر بن الجعابي، وعلي بن الحسن الجراحي، وعبد الله بن موسى
الهاشمي والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس.
أخبرنا محمد بن علي الفتح قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني ذكر أبا محمد
ابن الجمال فقال: كان من الثقات.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع. قالا جميعا: إن عبد الله بن
محمد بن سعيد الجمال مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، زاد ابن قانع: في
شهر رمضان.
5248 - عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون، أبو بكر الفقيه،
مولى أبان بن عثمان بن عفان:
من أهل نيسابور، ورحل في العلم إلى العراق، والشام، ومصر، وسكن بعد ذلك
بغداد، وحدث بها عن محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، وأحمد
ابن الأزهر، وأحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوريين، وعبد الله بن هاشم الطوسي،
ومحمد بن الحسين بن أشكاب، والحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور
الرمادي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويونس بن عبد
الأعلى وأبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وأبي ثور عمرو بن سعد،
وأبي إبراهيم المزني، وبحر بن نصر المصريين، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي،
والعباس بن الوليد البيروتي، ومحمد بن عوف الحمصي، وأبى أمية الطرسوسي،
وأمثال هؤلاء ممن يطول ذكره. روى عنه دعلج بن أحمد، وأبو عمر بن حيويه
ومحمد بن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، ويوسف
القواس، وأبو طاهر المخلص، وغيرهم.
وكان حافظا متقنا عالما بالفقه والحديث معا، موثقا في روايته.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا
119

أبو بكر النيسابوري، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي،
حدثني عمرو بن سعد قال: حدثني زياد النميري، حدثني أنس بن مالك قال: وافق
رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان في سفره فصام، ووافق رمضان في سفره فأفطر.
قال أبو بكر: كتب عني موسى بن هارون هذا الحديث منذ أربعين سنة.
حدثنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ما رأيت أحفظ من أبي
بكر النيسابوري.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن أبي بكر النيسابوري فقال:
لم نر مثله في مشايخنا، لم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون، وكان أفقه المشايخ، جالس
المزني، والربيع، وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث قالوا
حدث، قال: بل سلوا، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها وأملاها، ثم بعد ذلك ابتدأ
يحدث.
حدثني محمد بن علي الصوري - مذاكرة - قال: قال لي عبد الغني بن سعيد
الحافظ: سمعت الدارقطني يقول: كنا ببغداد يوما جلوسا في مجلس اجتمع فيه جماعة
من الحفاظ يتذاكرون.
وذكر الدارقطني أبا طالب الحافظ، وأبا بكر بن الجعابي، وغيرهما، فجاء رجل
من الفقهاء فسأل الجماعة: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " جعلت لي الأرض مسجدا،
وجعلت تربتها لنا طهورا "؟ فقالت الجماعة: روى هذا الحديث فلان وفلان
وسموهم، فقال السائل أريد هذه اللفظة " وجعلت تربتها لنا طهورا " فلم يكن عند
واحد منهم جواب، ثم قالوا ليس لنا غير أبي بكر النيسابوري فقاموا بأجمعهم إلى أبي
بكر فسألوه عن هذه اللفظة فقال: نعم! حدثنا فلان، وساق في الوقت من حفظه
الحديث، واللفظة فيه.
قلت: وهذا الحديث على هذا اللفظ يرويه أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي، عن
ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به أبو
عوانة، وأخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر
النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس
حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله
120

قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، إيش لمن زوجني!! ثم قال في أثر هذا ما أريد إلا
الخير.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، وأخبرنا عبيد الله
ابن عمر الواعظ، عن أبيه.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع قالوا جميعا: إن أبا بكر
النيسابوري مات في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قال عمر:
ودفن في باب الكوفة.
ذكر غيرهم أن وفاته كانت يوم الثلاثاء لأربع خلون من الشهر، ومولده في أول
سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
5249 - عبد الله بن محمد بن الحسين بن الصباح بن الخليل بن عبيد بن
الحارث بن يزيد ذي الكلاع، أبو محمد الحذاء، يعرف بابن عرة:
حدث عن إسحاق بن إبراهيم المعروف بشاذان الفارسي. روى عنه الدارقطني،
والقاضي أبو الحسن الجراحي، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ويوسف القواس،
وهو نسبه.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا علي بن الحسن الجراحي، حدثنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن الصباح الحذاء، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
شاذان، حدثنا عمر بن حبيب، حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال: قالت عائشة
قلت: يا رسول الله أرأيت إن ذهبت الأرض وذهبت السماء أين يكون الناس؟ قال:
" علي الصراط ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: عبد الله بن محمد بن الحسين
ابن الصباح يعرف بابن عرة ثقة لم يكن عنده شئ من الحديث إلا جزء واحد عن
شاذان.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن المعروف بابن عرة الحذاء في
الكرخ، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
121

5250 - عبد الله بن محمد بن سفيان، أبو الحسن الخزاز النحوي:
حدث عن أبي العباس المبرد، وأبي العباس ثعلب، وغيرهما. روي عنه عيسى
ابن علي بن عيسى الوزير، وكان ثقة، وله مصنفات في علوم القرآن غزيرة
الفوائد.
أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الهاشمي، أخبرنا
عيسى بن علي، حدثنا الحسين بن عبد الله بن محمد بن سفيان النحوي الخزاز،
أخبرنا أبو العباس المبرد، حدثنا المغيرة عن الزبير قال: حدثني مصعب بن عبد الله. قال
قال مالك بن أنس: لهؤلاء الشطار ملاحمة كان أحدهم يصلى خلف إنسان فقرأ
الإنسان: (الحمد لله رب العالمين) حتى فرغ منها، ثم أرتج عليه فجعل يقول أعوذ
بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وجعل يردد ذلك فقال الشاطر: ليس
للشيطان ذنب، إلا أنك لا تحسن تقرأ.
بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي قال: توفى أبو الحسين الخزاز
النحوي - صاحب إسماعيل القاضي ووراقه، ومن قرأ على المبرد كتاب سيبويه -
مات يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
5251 - عبد الله بن محمد بن الحسن بن أيوب، أبو الحسين الكاتب
المعروف بالنبيل:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن علي بن المديني.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن
عبد الله الشاهد، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن الحسين بن أيوب الكاتب
النبيل، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، حدثنا حماد بن زيد، عن خالد
الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة.
ذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه: أن هذا الشيخ توفي في شهر ربيع الأول من سنة
ست وعشرين وثلاثمائة.
5252 - عبد الله بن محمد بن الراجيان، أبو محمد:
حدث عن الفتح بن شخرف العابد. روى عنه أبو عبد الله بن بطة العكبري.
122

أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، حدثنا عبيد الله بن
محمد العكبري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الراجيان، حدثنا أبو نصر
الفتح بن شخرف قال: سمعت عبد الله بن خبيق يقول: كتب حكيم إلى حكيم،
يا أخي كيف أصبحت؟ فكتب إليه: أصبحت وبنا من نعم الله ما لا نحصيه، مع كثرة
ما نعصيه، فما ندري أيها نشكر، جميل ما ينشر، أو قبيح ما يستر.
5253 - عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد بن نصر بن مهران، أبو
القاسم المعروف بحامض رأسه.
مروزي الأصل سمع الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأبا يحيى محمد بن سعيد
العطار، وسعدان بن نصر، ويوسف [بن عمر القواس، ويحيى] بن محمد بن
صاعد، وخلف بن محمد الواسطي المعروف بكردوس، وأبا أمية الطرسوسي، وأبا
عوف البزوري. وحدث عن جحدر بن الحارث بحديث واحد وقال: لم أكتب عنه
غيره. روى عنه علي بن عبد العزيز بن مردك البرذعي، وأبو عمر بن حيويه وأبو بكر
الأبهري الفقيه، والدارقطني، وابن شاهين، والمعافى بن زكريا، وأحمد بن الفرج بن
الحجاج.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الأبهري الفقيه، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن إسحاق المروزي حامض رأسه.
قال البرقاني: وسألت الأبهري عنه فقال: ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد.
وأخبرنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا القاسم المعروف بحامض
رأسه في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن قانع: في رمضان.
5254 - عبد الله بن محمد بن خرمان، أبو القاسم الصفار:
حدث عن الهيثم بن سهل التستري، وأيوب بن سليمان الصغدي. روى عنه أبو
زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي، وعبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي
ساكن مصر.
123

أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب، حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي،
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن خرمان الصفار - ببغداد - حدثنا أبو بشر الهيثم
ابن سهل، حدثنا مالك بن سعيد عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأكل في السوق دناءة ".
5255 - عبد الله بن محمد بن الهيثم، يعرف بالبخاري:
حدث عن يعقوب الدورقي، روى عنه ابن شاهين.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن الهيثم البخاري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، أخبرنا
شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا البراء بن عازب: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان ركوعه، وإذا رفع رأسه من الركوع، وسجوده، وما بين السجدتين.
قريبا من السواء.
5256 - عبد الله بن محمد بن يحيى، أبو الطيب البزاز، يعرف بابن أخت
العباسي:
حدث عن إسحاق بن سنين الختلي، وأبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن غالب
التمتام، وأحمد بن بشر المرثدي. روى عنه محمد بن الحسن اليقطيني، والدارقطني،
وابن الثلاج، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو الطيب عبد الله بن محمد
ابن يحيى البزاز ابن أخت العباسي حافظ ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا الطيب ابن أخت
العباسي مات بالموصل في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
5257 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد أبو بكر البزاز:
وهو خال ابن الجعابي، سمع الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ويحيى بن
عياش القطان، ومحمدا، وعليا ابني أشكاب، وعبد الله بن محمد بن أيوب
124

المخرمي، ومحمد بن صالح الأنماطي، ومحمد بن سنان القزاز، وأحمد بن أبي
يحيى الأحول. روى عنه ابن مردك البرذعي، والدارقطني، وابن شاهين، وعبد الله بن
عثمان الصفار، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع. وحدثني ابن أبي الفتح عن
طلحة بن محمد أن أبا بكر بن أبي سعيد البزاز مات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة،
زاد ابن قانع: في ذي القعدة.
5258 - عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن إسحاق بن الفرات بن
دينار بن مسلم بن أسلم الشيعي:
من شيعة المنصور وأصله من أبيورد. وهو جد شيخنا عبد الرحمن بن عبيد الله
الجرمي. حدث عن حمدان بن علي الوراق. روى عنه ابنه عبيد الله حديثا واحدا.
5259 - عبد الله بن محمد بن هارون بن عيسى بن جعفر بن أبي جعفر
المنصور، أبو محمد الهاشمي:
حدث عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ. روى عنه القاضي أبو الحسن
الجراحي.
5260 - عبد الله بن محمد أبو بكر الخطيب:
من أهل سر من رأى. حدث عن أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان. روى عنه
علي بن أحمد بن محمد بن يوسف السامري القاضي.
5261 - عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو القاسم الزجاج:
روى ابن الثلاج عنه عن بشر بن موسى الأسدي.
5262 - عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن الخليل، أبو محمد
الكلاباذي. الفقيه البخاري ويعرف بعبد الله الأستاذ:
صاحب عجائب ومناكير وغرائب، حدث عن أبي الموجه، ويحيى بن ساسويه
المروزيين، وعن محمد بن الفضل البلخي، والفضل بن محمد الشعراني، والحسين
125

ابن الفضل البجلي النيسابوريين، ومحمد بن يزيد الكلاباذي، وعبيد الله بن واصل،
وسهل بن المتوكل، وحمدويه بن الخطاب البخاريين، وعلي بن الحسين بن الجنيد
الرازي، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ، وغيرهم.
ورد بغداد غير مرة وحدث بها وليس بموضع الحجة. روى عنه أبو العباس بن
عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم الكوفيان، وأبو بكر بن الجعابي، وأحمد بن محمد بن
يعقوب الكاغدي البغدادي وعامة أهل بخارى.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن يعقوب الفارسي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن
الحارث البخاري، حدثنا خالد بن تمام الأسدي، حدثنا سليمان الشاذكوني، حدثنا
الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما راع استرعى رعية فلم يحفظها بالأمانة والنصيحة، ضاقت
عليه رحمة الله التي وسعت كل شئ ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا
زرعة أحمد بن الحسين الرازي عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي
البخاري فقال: ضعيف.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
- ببخارى - قال: سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن الحسين يقول: سمعت عبد الله
ابن محمد بن يعقوب قال: قال لي أبي: ولدت ليلة الأربعاء لغرة شهر ربيع الآخر
سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وأخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمد قال: سمعت محمد بن عبد الله بن محمد بن
يعقوب يقول: توفي أبي ليلة الجمعة لخمس مضين من شوال سنة أربعين وثلاثمائة.
5263 - عبد الله بن محمد بن يعقوب بن محمد بن زيد، أبو محمد
البوسنجي:
روى عنه ابن الثلاج عن أحمد بن محمد بن رزين، وذكر أنه قدم بغداد حاجا
وحدثهم في سنة أربعين وثلاثمائة في سوق يحيى.
126

5264 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الهيثم، أبو محمد:
حدث عن يحيى بن محمد بن البختري الحنائي، ومحمد بن الحسن بن هارون بن
بدينا. روى عنه أبو نصر محمد بن بكر الإسماعيلي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه
ببغداد.
5265 - عبد الله بن محمد بن القاسم بن أبي خلاد، أبو بكر الطرائفي:
سكن مصر وحدث بها عن محمد بن يوسف بن التركي، وجعفر الفريابي. روى
عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وأبو محمد بن النحاس المصري بها -.
قرأت بخط ابن مسرور: قال لي أبو بكر بن أبي خلاد: ولدت ببغداد لست خلون
من ربيع الأول سنة ثمانين ومائتين، وتوفي بمصر في ليلة الأربعاء لثمان خلون من ذي
الحجة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
5266 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن شهاب، أبو طالب
العكبري:
سمع محمد بن أحمد بن البراء، والحسن بن علي بن المتوكل، وأبا شعيب
الحراني، وموسى بن هارون، وخلف بن عمرو العكبري، ويوسف بن يعقوب
القاضي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وعلي بن محمد بن خالد المطرز، ومحمد بن
صالح بن ذريح وكان ثقة. قدم بغداد وحدث. فسمع منه بها أبو الفتح القواس، وابن
الثلاج، وإبراهيم بن مخلد. وحدثنا عنه محمود بن عمر العكبري.
أخبرني علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا إبراهيم بن أبي علي الدقاق
قال: سألت أبا طالب عبد الله بن محمد بن شهاب العكبري عن مولده فقال: ولدت
في جمادى الآخرة سنة أربع وستين ومائتين.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله
العكبري بعكبرا يوم الأحد لخمس بقين من ذي القعدة سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة.
127

5267 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن موسى بن يزيد بن
شاذان، أبو الحسين البزاز:
من أهل الجانب الشرقي. حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، والحارث بن أبي
أسامة، ومحمد بن غالب بن حرب، وأبو العباس الكديمي، وإبراهيم بن إسحاق
الحربي، والحسين بن فهم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن
موسى بن حماد البربري، ومحمد بن سهل بن الحسن العطار، وإدريس بن عبد
الكريم الحداد، وخلف بن عمرو العكبري. روى عنه الدارقطني، وعمر الكتاني، وابن
الثلاج. وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر
ابن شاذان البزاز - إملاء - حدثنا محمد بن غالب تمتام، حدثنا أبو الجواب أحوص بن
جواب، حدثنا عمار بن رزيق، حدثنا الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس: أن
النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين.
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي قال: قال لنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ: مات أبو الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان في جمادى الأولى سنة
إحدى وخمسين وثلاثمائة.
5268 - عبد الله بن محمد بن حيان، النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن إسماعيل. روى عنه الدارقطني.
5269 - عبد الله بن محمد بن ورقاء، أبو أحمد الشيباني:
كان من أهل البيوتات، وأسرته كانوا أمراء الثغور. وروى عن أبي العباس ثعلب
بيتين من الشعر أنشدناهما عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعلي بن أيوب القمي.
أنشدنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال: أنشدنا الأمير أبو أحمد عبد الله بن
محمد بن ورقاء - ببغداد - قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب
قال: أنشدني ابن الأعرابي في صفة النساء:
هي الضلع العوجاء لست مقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أيجمعن ضعفا واقتدارا على الفتى * أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
أنشدني علي بن أيوب - من حفظه - قال: أنشدنا أبو أحمد بن ورقاء قال: أنشدنا
ثعلب، هي الضلع وذكر البيتين، ولم يذكر ابن الأعرابي.
128

حدثني هلال بن المحسن الكاتب قال: مات أبو أحمد عبد الله بن محمد بن
ورقاء الشيباني في آخر ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وقد بلغ تسعين سنة.
5270 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عثمان بن المختار، أبو محمد
المزني الواسطي، يعرف بابن السقاء:
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان
الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمود بن محمد الواسطي، ومحمد بن حنيفة
القصبي، وجعفر بن أحمد بن سنان، والفضل بن محمد الجندي، وسهل بن أحمد بن
عثمان الواسطي، وعمر بن أيوب السقطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري،
وموسى بن سهل الجوني، وعلي بن العباس المقانعي، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن
أبي داود، وخلقا كثيرا من الغرباء أمثالهم. وكان فهما حافظا. ورد بغداد وحدث
بها فروى عنه من القدماء: الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس وابن الثلاج، وحدثنا
عنه علي بن أحمد الرزاز، وأبو نعيم الحافظ، والقاضي أبو العلاء الواسطي.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان
الحافظ الواسطي المعروف بابن السقاء، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبدان، حدثنا أبو
موسى الأنصاري، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن أجلس على جمر فيحرق ثوبي، ثم
يحرق جلدي، أحب إلي من أن أجلس على القبر " لم يرفعه عن الأعمش غير أبي
معاوية.
حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال: قال لنا أبو محمد بن السقاء: رأيت
أسلم بن سهل ولم أسمع منه.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: سمعت أبا
محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ يقول: الذين وقع عليهم اسم الخلافة
ثلاثة، قال الله تعالى لآدم: (إني جاعل في الأرض خليفة) قال ابن عباس: فأخرجه
الله من الجنة قبل أن يدخله فيها لأنه خلقه للأرض خليفة فيها، وقوله تعالى لداود:
(إنا جعلناك خليفة في الأرض) وأجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر
129

قالوا له: يا خليفة رسول الله، ولم يسم أحد بعده خليفة، وقيل إنه قبض النبي صلى الله عليه وسلم عن
ثلاثين ألف مسلم كل قال لأبي بكر يا خليفة رسول الله، ورضوا به من بعده، رضي
الله عنهم وإلى حيث انتهينا، قيل لهم أمير المؤمنين.
حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: سمعت أبا محمد بن السقاء يذكر أنه لما
ورد بغداد بأخرة حدثهم مجالسه كلها بحضرة أبي الحسين بن المظفر، وأبي الحسن
الدارقطني من حفظه، قال أبو العلاء ثم سمعت ابن المظفر والدارقطني يقولان: لم نر
مع أبي محمد بن السقاء كتابا، وإنما حدثنا حفظا - أو كما قال -.
وحدثنا أبو العلاء مرة أخرى قال: قال لنا أبو محمد بن السقاء: حدثتهم ببغداد
وما رأوا معي كتابا، قال أبو العلاء: فلما اجتمعت ببغداد مع أبي الحسين بن المظفر
وأبي الحسن الدارقطني ذكرت لهما ذلك. فقالا: صدق، وما أخذنا عليه خطأ في
شئ رواه، غير أنه حدث عن أبي يعلى عن بشر بن الوليد عن أبي يوسف عن أبي
حنيفة عن الأعمش حديث السماسرة، وفي القلب من هذا الحديث شئ. قال أبو
العلاء: فلما عدت إلى واسط أعدت هذا القول على ابن السقاء فأخرج إلى قمطرا من
حديث أبي يعلى الموصلي وأراني الحديث عنه في أصله بخط الصبا، فأوقفت عليه
جماعة من أهل البلد - أو كما قال - وقد أخبرنا بالحديث أبو نعيم الحافظ.
حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي - وما كتبته إلا عنه - حدثنا أبو
يعلى، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة عن سليمان بن مهران
الأعمش، عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا
نسمى السماسرة، وذكر الحديث، ثم سألت القاضي أبا العلاء الواسطي عنه فحدثنيه
من حفظه.
حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ قال: قرئ على أبي يعلى أحمد بن
علي بن المثنى - وأنا أسمع وهو يسمع - عن بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، عن أبي
حنيفة، عن الأعمش عن أبي وائل، عن قيس، عن أبي غرزة قال: خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتبايع في الأسواق، وكنا نسمى السماسرة، فسمانا باسم وهو أحب
إلينا من اسمنا فقال: " يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره الحلف والإيمان، فشوبوه
بالصدقة ".
130

قال لي أبو العلاء: كتبه عن ابن السقاء ببغداد ابن المظفر، والدارقطني، وغيرهما
من الحفاظ، وكتبه عني أبو عبد الله بن بكير، ثم أخرج إلى أبو العلاء كتاب ابن بكير
بخطه وفيه هذا الحديث قد كتبه عن أبي العلاء مع عدة أحاديث.
سألت أبا العلاء عن وفاة ابن السقاء فقال: توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
5271 - عبد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله، أبو محمد الجرجاني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن مأمون المروزي. حدثنا عنه القاضي
أبو العلاء الواسطي.
حدثنا محمد بن علي بن يعقوب، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد
ابن عبيد الله الجرجاني - قدم علينا بغداد للحج - حدثنا محمد بن مأمون بن محمد
المروزي، حدثنا عمرو بن عمران المروزي، حدثنا الحصين بن المثنى المروزي، حدثنا
الفضل بن موسى السناني، أخبرنا الحسن بن ميسرة - مروزي - عن نافع عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من راح إلى الجمعة فليغتسل ".
5272 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو محمد يعرف بابن
الوتد:
حدث عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأشناني. حدثنا عنه محمد بن عمر بن
بكير المقرئ.
5273 - عبد الله بن محمد بن بلال، أبو منصور الدقاق:
من أهل الجانب الشرقي. حدث عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبي
القاسم البغوي، والحسن بن محمد بن شعبة، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد
ابن إبراهيم بن نيروز، وأبي بكر النيسابوري، حدثنا عنه أحمد بن علي بن التوزي،
وقال لنا: سمعت منه في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
أخبرني ابن التوزي، حدثنا أبو منصور عبد الله بن محمد بن بلال الدقاق - جار
محمد بن عبد الله بن أيوب القطان في سوق يحيى وكان ثقة مذكورا بالصلاح -.
حدثنا محمد بن محمد الباغندي، حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي، حدثنا بقية
131

ابن الوليد، حدثنا عيسى بن إبراهيم عن الأسود بن شيبان قال: سمعت أبا العلاء يزيد
ابن عبد الله يحدث عن مطرف أنه سمع أبا ذر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله
يحب الرجل له الجار السوء يؤذيه فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله بحياة أو
بموت ".
5274 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقبة، أبو محمد القاضي:
سمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، حدثنا عنه أبو القاسم
الأزهري، وكان ثقة مأمونا.
حدثني الأزهري، حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقبة،
أخبرنا أبو بكر عبيد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، حدثنا أحمد بن يوسف
السلمي، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن
أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه، وأما في الصبح
فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا.
سمعت البرقاني يقول: أبو محمد بن عقبة القاضي نبيل جليل جدا. حدثني ابن
التوزي قال: توفي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقبة القاضي يوم الجمعة السادس
عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاثمائة.
حدثني الأزهري قال: توفي القاضي أبو محمد بن عقبة يوم الجمعة وقت طلوع
الشمس، وأخرجت جنازته قبل الصلاة، ودفن بحذاء سوق الغنم يوم الجمعة السادس
عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا ذا هيئة.
5275 - عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو بن عامر بن
لاحق بن شهاب، أبو محمد الأنصاري الأصطخري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن
يحيى الساجي، وعبد الله بن أدران الشيرازي وخلق كثير من الغرباء. حدثنا عنه
أحمد بن محمد العتيقي، والقاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي،
وأبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيط، وأبو منصور محمد بن عيسى
132

الهمذاني، وغيرهم. وأكثر مما يروى عنهم مجهولون لا يعرفون، وأحاديثه عن أبي
خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، حدثنا أبو محمد عبد الله
ابن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي - ببغداد - حدثنا زكريا
ابن يحيى الساجي - بالبصرة - حدثنا محمد بن المثنى الغنوي، حدثنا عبد الأعلى،
حدثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي أن أباه حدثه أن عمار بن
ياسر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن التيمم فقال: " ضربة للوجه واليدين ".
سألت الصيمري عن حال هذا الشيخ فقال: أظنهم تكلموا فيه، وقد أخبرنا عن
أبي خليفة بأحاديث كأنها مقلوبة.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب
الأصطخري - في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة - قال: ولدت بالأصطخر سنة إحدى
وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة، وزكريا الساجي، وغيرهما بالبصرة في
سنتي ثلاث وأربع وثلاثمائة، وسمعت بفارس، وكرمان، والأهواز، والكور،
وأرجان، والساحل، والبصرة، وواسط، وبغداد، والشام ومكة، ودخلت مصر
فسمعت بها، وخلفت أكثر كتبي السماعات بمصر مودعة هناك.
قال التنوخي: وسمعنا منه في داره بسوق الدواب، ودرب الغابات من الجانب
الشرقي.
5276 - عبد الله بن محمد بن اليسع بن طالب بن حرب بن عاصم بن
فياض بن بشير، أبو القاسم القاري الأنطاكي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي عروبة الحراني، والحسين بن إبراهيم بن أبي
عجرم، وعبد العزيز بن سليمان الحرملي، وقاسم بن إبراهيم الملطي، والحسن بن
أحمد بن فيل الأنطاكي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن صفوان الإمام، وموسى بن
محمد بن هاشم الديلمي، وأحمد بن محمد بن السندي الحافظ.
حدثنا عنه الأزهري، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي،
وعبد العزيز الأزجي، وأبو محمد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأحمد بن
علي التوزي، وهو نسبه لي.
133

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
اليسع البغدادي القاري - ساكن أنطاكية، قدم علينا بغداد - حدثنا الحسن بن أحمد
ابن إبراهيم بن فيل البالسي، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين، حدثنا سويد
ابن عبد العزيز عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسرى بي إلى
السماء، وانتهيت فرأيت ربي عز وجل بيني وبينه حجاب بارز، فرأيت كل شئ
منه، حتى رأيت تاجا مخوصا من لؤلؤ ".
قال أبو العلاء: حدثنا ابن اليسع بهذا الحديث في جملة أحاديث كثيرة بهذا الإسناد
ثم رجع عن جميع النسخة وقال: وهمت إذ رويتها عن ابن فيل، وإنما حدثني بجميعها
قاسم بن إبراهيم الملطي عن لوين.
قال لنا التنوخي: سألت عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي عن مولده فقال:
ولدت سنة ثلاثمائة.
سألت الأزهري عن ابن اليسع القاري فقال: ليس بحجة، كنت تقعد معه ساعة
فيقول لك: قد ختمت ختمة مذ قعدت، أو كلاما هذا معناه.
حدثني التنوخي قال: توفي أبو القاسم بن اليسع يوم الجمعة ثاني ذي الحجة من
سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وقال لنا أحمد بن محمد العتيقي: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع القاري الأنطاكي، وقد كف بصره، والقول
الأول أصح إن شاء الله. ومثله ذكر غير التنوخي.
5277 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن
مهران بن البحتري، أبو القاسم الشاهد المعروف بابن الثلاج:
وهو حلواني الأصل حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود،
وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وأحمد بن محمد
ابن المغلس، ويحيى بن محمد بن صاعد ومن في طبقتهم وبعدهم.
وكان يذكر أن مولده على ما وجده بخط أبيه مكتوبا لسبع خلون من جمادى
134

الأولى سنة سبع وثلاثمائة، وقال: سمعت الحديث وحضرت المجالس مع أبي في سنة
أربع عشرة وثلاثمائة. حدثنا عنه القضاة الثلاثة، أبو العلاء الواسطي، والصيمري،
والتنوخي، وأحمد بن علي التوزي، والأزهري، والعتيقي.
حدثني التنوخي قال: قال لنا ابن الثلاج: ما باع أحد من أسلافنا ثلجا قط، وإنما
كانوا بحلوان، وكان جدي عبد الله مترفا فكان يجمع في كل سنة ثلجا كثيرا لنفسه
ويشربه، فاجتاز الموفق - أو غيره من الخلفاء - فطلب ثلجا فلم يوجد إلا عند جدي
فأهدى إليه منه فوقع منه موقعا لطيفا، وطلبه منه أياما كثيرة طول مقامه فكان يحمله
إليه فقال: اطلبوا عبد الله الثلاج، واطلبوا ثلجا من عند عبد الله الثلاج، فعرف
بالثلاج وغلب عليه.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: عبد الله بن
محمد المعروف بابن الثلاج البغدادي كان معروفا بالضعف، سمعت أبا الحسن
الدارقطني وجماعة من حفاظ بغداد يتكلمون فيه ويتهمونه بوضع الأحاديث وتركيب
الأسانيد.
حدثني الأزهري قال: سمعت الدارقطني يقول: هاهنا شيوخ قد خرجوا الحديث
ورووه، والله ما حضروا معنا في مجلس ولا رأيناهم عند محدث، يشير بذلك إلى ابن
الثلاج.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن ابن الثلاج فقال: لا تشتغل
به، فوالله ما رأيته في مجلس من مجالس العلم إلا بعد رجوعي من مصر، ولا رأيت له
سماعا في كتاب أحد، ثم لا يقتصر على هذا حتى يضع الأحاديث والأسانيد
ويركب، وقد حدثت بأحاديث، فأخذها وترك اسمي واسم شيخي وحدث بها عن
شيخ شيخي.
حدثني الأزهري قال: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: كان شيوخنا يقولون: لو
روى كتاب يعقوب بن شيبة على باب حمام لوجب أن يكتب، قال الأزهري: فكان
ذلك في نفسي إلى أن بلغني أنه - أو بعضه - عند ابن الثلاج، فمضيت إليه وقرأت
عليه شيئا منه.
ثم ذكرت ذلك لأبي الفتح بن أبي الفوارس فقال: كذب والله، ما سمعه وإنما صار
إليه كتاب لبعض أصحاب الحديث - سماه أبو الفتح - فروى عنه - أو كما قال.
135

سمعت الأزهري يقول: كان ابن الثلاج يضع الحديث على سليمان الملطي وعلى
غيره.
ورأيت الأزهري حرق شيئا من حديث ابن الثلاج، وأخذت بعض أصوله عنه
فسألته أن أقرأه عليه فامتنع أشد الامتناع. وقال: لا أحدث عنه، فلم أزل أسأله حتى
أذن لي فقرأته عليه، ووهب لي أصله ذلك.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: ذكر لي أبو عبد الله بن بكير أن أبا سعد
الإدريسي لما قدم بغداد قال لأصحاب الحديث: إن كان ها هنا شيخ له جموع وفوائد
وتخريج فأفيدوني عنه، فدلوه على أبي القاسم بن الثلاج، فلما اجتمع معه أخرج إليه
جمعه لحديث قبض العلم، وإذا فيه حدثني أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي
حديثا، فقال له الإدريسي أين سمعت من هذا الشيخ؟ فقال هذا شيخ قدم علينا
حاجا فسمعنا منه، فقال: أيها الشيخ أنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي
وهذا حديثي ووالله ما رأيتك ولا اجتمعت معك قبل هذا الوقت! فخجل ابن
الثلاج.
قال العتيقي: ثم اجتمعت مع أبي سعد الإدريسي فحدثني بهذه القصة، كما
حدثني بها ابن بكير عنه.
حدثني الأزهري قال: توفي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الثلاج في
شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وكان مخلطا في الحديث يدعى ما لم
يسمع، ويضع الحديث.
حدثنا التنوخي قال: مات أبو القاسم بن الثلاج يوم الاثنين للنصف من شهر ربيع
الأول سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فيها مات أبو القاسم ابن الثلاج
الشاهد يوم الاثنين الثامن عشر من شهر ربيع الأول فجأة وكان يحفظ، وانتقى عليه
ابن مظفر، وكان كثير التخليط.
5278 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد الراذان، أبو محمد الحربي:
حدث عن أبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأحمد بن
إسحاق بن البهلول القاضي، حدثنا عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري، والحسن بن
غالب المقرئ.
136

أخبرنا الصيمري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن الراذان -
بالحربية - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، حدثنا أبي قال:
حدثنا أبي عن محمد بن مروان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
أن حذيفة بن اليمان كان بالمدائن، فحضره شهر رمضان فاستأذنه رجل من أصحابه
أن يأتي أهله بالكوفة فيصوم عندهم، فقال له حذيفة: آذن لك على أن لا تفطر ولا
تقصر.
قال لي الحسن بن غالب: كان ابن الراذان ينزل في شارع العتابيين، وكان يستعمل
العتابي وسمع معي منه جماعة أحدهم أبو الحسن بن العتيقي.
5279 - عبد الله بن محمد بن عيسى بن حمدان، أبو الطيب القارئ
السكري:
سمع أبا علي محمد بن سعيد الحراني، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
حدثنا عنه الأزهري، والعتيقي.
أخبرنا العتيقي، حدثنا أبو الطيب عبد الله بن محمد بن عيسى بن حمدان
السكري - في جامع المنصور - حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن
إبراهيم البشيري - بالرقة - حدثنا أبو داود سليمان بن سيف، حدثنا سعيد بن بزيع،
حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم بن محمد بن
أبي بكر عن عبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ينبغي
لنبي أن يقول إني أفضل من يونس بن متى ".
سألت الأزهري عن ابن حمدان فقال: كان جارنا وحدثنا عن إسماعيل الصفار
وغيره، وكان أبوه سافر به إلى الرقة فسمع من ابن سعيد الحراني، وكان ثقة.
5280 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو محمد الضرير المقرئ:
من أهل الجانب الشرقي ناحية الرصافة، حدث عن إسماعيل بن محمد الصفار،
ومحمد بن عمرو الرزاز، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وعلي بن
محمد المصري، ومكرم بن أحمد القاضي، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي،
وحمزة بن محمد العقبي. حدثني عنه الأزهري، والعتيقي، والتنوخي.
137

حدثني التنوخي قال: قال لي عبد الله بن محمد أبو محمد الضرير: ولدت بعد
سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، ولست أحق في أي سنة، وسمعت في سنة خمس وثلاثين
وما بعدها.
قال محمد بن أبي الفوارس: مات عبد الله بن محمد الضرير المقرئ في سنة اثنتين
وتسعين وثلاثمائة، وكان فيه تساهل، وكان فيه صلاح، ولم يكن في الحديث
بذاك.
5281 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن قيس، أبو الحسن البزاز:
سمع محمد بن مخلد العطار، وأبا الحسين بن المنادي، وأبا العباس بن عقدة.
حدثنا عنه عبد العزيز الأزجي، ومحمد بن محمد المقدسي، والعتيقي.
وسألت الأزجي عنه فقال: ثقة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن عبد الله بن
محمد بن قيس البزاز في شوال وكان ثقة.
5282 - عبد الله بن محمد، أبو محمد البخاري المعروف بالبافي:
سكن بغداد وكان من أفقه أهل وقته على مذهب الشافعي، وله معرفة بالنحو
والأدب، مع عارضة وفصاحة، وكان حسن المحاضرة، بليغ العبارة، حاضر البديهة،
يقول الشعر المطبوع من غير كلفة، ويعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة من غير
روية.
حدثني البرقاني قال: قصد أبو محمد البافي صديقا له ليزوره فلم يجده في داره،
فاستدعى بياضا ودواة فكتب إليه:
كم حضرنا فليس يقضي التلاقي * نسأل الله خير هذا الفراق
إن أغب لم تغب وإن لم تغب * غبت كأن افتراقنا باتفاق
أنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي قال: أنشدني أبو محمد عبد الله بن محمد
البافى لنفسه:
138

ثلاثة ما اجتمعن في رجل * إلا وأسلمنه إلى الأجل
ذل اغتراب وفاقة وهوى * وكلها سائق على عجل
يا عاذل العاشقين إنك لو * أنصفت رفهتهم عن العذل
فإنهم لو عرفت صورتهم * عن شغل العاذلين في شغل
حدثني القاضي أبو الطيب الطبري قال: كتب أبو محمد البافي إلى صديق له
يستنجزه موعدا:
توسع مطلى والزمان يضيق * وأنت بتقديم الجميل حقيق
فأما نعم يحيى الفؤاد نجاحها * وإما إياس بالغريب رفيق
فإن مرجى البر في الأسر موثق * وإن طليق اليأس منك طليق
حدثني الخلال وابن التوزي قالا: مات عبد الله بن محمد البافي الفقيه في سنة
ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قال ابن التوزي: يوم الثلاثاء الرابع عشر من المحرم.
وقال لي العتيقي: توفي أبو محمد عبد الله بن محمد البافي الشافعي في النصف من
المحرم سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
5283 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال، أبو بكر الضبي، ويعرف
بالحنائي:
نزل دمشق وحدث بها عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان، ويعقوب بن عبد
الرحمن الدعا، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبي الحسين
ابن الأشناني، وأبي عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي. حدثنا عنه أبو
علي الحسين بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي، وأبو القاسم الحنائي وكان ثقة.
أخبرنا أبو علي الأهوازي، وأبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي
- كلاهما بدمشق - قالا: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال
الضبي البغدادي - بدمشق - حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن الدعاء
الجصاص، حدثنا أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، حدثنا مالك بن أنس عن
نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى الجمعة فليغتسل ".
139

قال لي الأهوازي: مات أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله البغدادي الضبي
المعروف بالحنائي سنة إحدى وأربعمائة.
5284 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن
علي بن جعفر بن عامر، أبو محمد الأسدي، المعروف بابن الأكفاني:
حدث عن القاضي المحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، ومحمد بن مخلد،
وابن عياش القطان، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبي العباس بن عقدة، ومحمد
ابن إسماعيل الفارسي، ومحمد بن أحمد بن عمرو البزار، وإسماعيل بن محمد
الصفار، وعمر بن الحسن الشيباني، وغيرهم. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن
طلحة النعالي وعبد العزيز بن علي الأزجي، والتنوخي، وعبد الكريم بن علي السني.
وقال لي التنوخي: قال لي أبو إسحاق الطبري: من قال إن أحدا أنفق على أهل
العلم مائة ألف دينار غير أبي محمد الأكفاني فقد كذب.
وقال لي التنوخي: ولى ابن الأكفاني قضاء مدينة المنصور، ثم ولي قضاء باب
الطاق وضم إليه سوق الثلاثاء ثم جمع له قضاء جميع بغداد في سنة ست وتسعين
وثلاثمائة.
سمعت عبد الواحد بن علي الأسدي ذكر ابن الأكفاني فقال: لم يكن في الحديث
شيئا، لا هو ولا أبوه.
وقد سمعت غير عبد الواحد يثنى عليه في الحديث ثناء حسنا، ويذكره ذكرا
جميلا، فالله أعلم.
حدثني العتيقي قال: سنة خمس وأربعمائة فيها توفي القاضي أبو محمد الأكفاني
في صفر ليلة الجمعة لعشر خلون منه، ومولده يوم السبت السادس من ذي القعدة سنة
ثمان وثلاثمائة.
وهذا القول وهم والصواب في حديثي التنوخي قال: قال لنا ابن الأكفاني: مولدي
لثمان خلون من ذي القعدة من سنة ست عشرة وثلاثمائة.
حدثني الخلال وابن التوزي والتنوخي قالوا: توفي القاضي أبو محمد الأكفاني ليلة
الجمعة لعشر بقين من صفر سنة خمس وأربعمائة. قال الخلال: ودفن في داره بنهر
البزارين.
140

5285 - عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن الفلو، أبو بكر
الكتبي:
سمع أبا بكر النجاد، وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بالوالي - كتبت عنه وكان
سماعه صحيحا - وأبو بكر بن الفلو في سنة ثمان وأربعمائة في أصحاب السقط.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه النجاد - إملاء - في سنة سبع
وأربعين وثلاثمائة - قال: قرئ على الحسن بن مكرم - وأنا إسمع - قال: حدثنا عثمان
ابن عمر، حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الله بن مالك عن أبيه أنه تقاضى
ابن أبي حدرد دينا كان عليه، فارتفعت أصواتهم حتى سمعه النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج حتى
كشف ستر حجرته فقال: يا كعب ضع من دينك هكذا ". فأشار إلى الشطر.
قال نعم، كذا في الأصل عن عبيد الله بن مالك، وإنما هو عبد الله بن كعب بن مالك.
5286 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو القاسم البزاز، يعرف
بالمنيري:
سمع أبا بكر الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وابن مالك القطيعي. كتبت عنه
وكان صدوقا فاضلا فقيها على مذهب الشافعي.
أخبرنا أبو القاسم المنيري - في سنة خمس عشرة وأربعمائة - حدثنا عمر بن جعفر
ابن سلم، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي - بأصبهان - حدثنا عمر
أبو زرعة، حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، أخبرني أبي عن الأوزاعي قال: حدثني
عبد الله بن عامر قال: أعطى داود عليه السلام من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط،
حتى أن كان الطير والوحش لتعكف حوله حتى يموت عطشا وجوعا، وأن الأنهار
لتقف!!
5287 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي عبد الله نصر، أبو محمد
البسطامي. الفقيه الشافعي:
نزيل بلخ، قدم بغداد وسمعنا منه كتاب " الغنية عن الكلام " تأليف أبى الخطاب،
رواه لنا عن أحمد بن محمد بن العباس الفقيه الحنفي عن أبي الخطاب وذلك في سنة
اثنتين وأربعين وأربعمائة، وكان ثقة.
141

5288 - عبد الله بن محمد بن مكي بن عبد الله بن إبراهيم، أبو محمد
السواق المقرئ، يعرف بابن ماردة.
سمع أبا الحسين بن كيسان، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري.
كتبنا عنه، وكان صدوقا دينا يسكن نهر القلايين.
أخبرنا ابن السواق، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، أخبرنا
يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا مسدد، ونصر بن علي قالا: حدثنا عبد الله بن
داود عن هانئ بن عثمان عن حميضة بنت ياسر عن يسيرة أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرهن أن يراعين بالتسبيح والتقديس، والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن
مسؤولات مستنطقات.
مات ابن السواق في يوم الأحد الثالث عشر من ذي القعدة سنة أربع وأربعين
وأربعمائة، ودفن في يوم الاثنين غد ذلك اليوم في مقبرة باب حرب.
5289 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد، أبو القاسم
الأصبهاني، المعروف بالرقاعي:
سمع بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه ونحوه، وبالبصرة القاضي أبا
عمر عبد الواحد الهاشمي، وببغداد جماعة من هذه الطبقة. وأقام ببغداد وحدث بها
شيئا يسيرا، علقت عنه أحاديث وكان لا بأس به.
حدثني أبو القاسم الرقاعي، حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ - بأصبهان -
حدثنا أبو عمرو بن حكيم، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، حدثنا محمد
ابن مصفى، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا هشام بن عبيد الله الرازي.
قال أبو حاتم: وحدثنا هشام بن عبيد الله، حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير
عن أبيه قال: ميراث العلم خير من الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا
يستطاع العلم براحة الجسد.
مات أبو القاسم الرقاعي ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس وأربعين وأربعمائة،
وكنت إذ ذاك في برية السماوة قاصدا دمشق، لما خرجت إلى الحج.
142

5290 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد
ابن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن جشم بن وائل بن
مهامة بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو محمد
الأصبهاني المعروف بابن اللبان:
أحد أوعية العلم، ومن أهل الدين والفضل، سمع بأصبهان أبا بكر بن المقرئ،
وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله، وعلي بن محمد بن أحمد بن ميلة، وغيرهم.
وسمع ببغداد أبا طاهر المخلص، وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس وكان
ثقة.
صحب القاضي أبا بكر الأشعري ودرس عليه أصول الديانات، وأصول الفقه،
ودرس فقه الشافعي على أبى حامد الإسفراييني، وقرأ القرآن بعدة روايات، وولى
قضاء إيذج وحدث ببغداد فسمعنا منه، وله كتب مصنفة، وكان من أحسن
الناس تلاوة للقرآن، ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة، مع تدين جميل، وعبادة
كثيرة، وورع بين، وتقشف ظاهر، وخلق حسن.
وسمعته يقول حفظت القرآن ولي خمس سنين، وأحضرت عند أبي بكر بن
المقرئ، ولي أربع سنين، فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرت قراءته فقال بعضهم إنه
يصغر عن السماع، فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين فقراتها، فقال اقرأ سورة
التكوير فقراتها، فقال لي غيره اقرأ سورة والمرسلات فقرأتها ولم أغلط فيها، فقال
ابن المقرئ: سمعوا له والعهدة على، ثم قال: سمعت أبا صالح صاحب أبى مسعود
يقول: سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول: أتعجب من إنسان يقرأ سورة
المرسلات عن ظهر قلبه ولا يغلط فيها!! وحكى أن أبا مسعود ورد أصبهان، ولم
يكن كتبه معه، فأملى كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه، فلما وصلت الكتب إليه
قوبلت بما أملى فلم يختلف إلا في مواضع يسيرة.
أدرك ابن اللبان شهر رمضان من سنة سبع وعشرين وأربعمائة وهو ببغداد، وكان
يسكن درب الآجر من نهر طابق، فصلى بالناس صلاة التراويح في جميع الشهر،
وكان إذا فرغ من صلاته بالناس في كل ليلة، لا يزال قائما في المسجد يصلي حتى
143

يطلع الفجر، فإذا صلى الفجر دارس أصحابه، وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنوم في
هذا الشهر ليلا ولا نهارا، وكان ورده كل ليلة فيما يصلي لنفسه سبعا من القرآن،
يقرأه بترتيل وتمهل، ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه.
مات أبو محمد بن اللبان بأصبهان في جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين
وأربعمائة.
5291 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه، أبو بكر:
سمع الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وأبا الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن زيد
ابن مروان، وأبا الحسين بن البواب، ومحمد بن المظفر، وأبا الحسن الدارقطني،
وإبراهيم بن محمد الجلي، وأبا العباس البصير الرازي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وكان قد انتقل عن بغداد وسكن قرية يقال لها
طسفونج على دجلة من الجانب الشرقي حذاء النعمانية، وكان يقدم إلى بغداد في
الأحيان وبها سمعت منه.
أخبرني أبو بكر بن رزقويه، حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا زكريا
ابن يحيى الساجي، حدثنا الحسين بن علي بن راشد الواسطي، حدثنا هشيم بن
سيار، عن أبي الحكم بن جبر، عن أبي هريرة قال: وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند،
فإن أنا أدركتها أتعبت فيها نفسي، وقال فإن استشهدت كنت أفضل الشهداء، وإن
رجعت فأنا أبو هريرة.
مات ابن رزقويه بطسفونج في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
5292 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بندار، أبو محمد الحذاء المقرئ،
ويعرف بابن الخفاف:
سمع أبا حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر بن إسماعيل الوراق،
وأبا حفص بن شاهين، ويوسف القواس. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ومسكنه
بدرب على الطويل من نهر الدجاج، وأبوه كان من أهل الكرخ سكن بغداد، وولد
له عبد الله بها.
أخبرنا عبد الله بن محمد الحذاء، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا أبو
بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، حدثنا عمرو بن حفص
144

الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن
أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة؟ قال:
" فيما بين خلق آدم ونفخ الروح فيه ".
وسألته عن مولده، فقال: أظنه في سنة سبع وستين وثلاثمائة. ومات في النصف
من المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
5293 - عبد الله بن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حسكويه، أبو بكر
النيسابوري:
سمع أبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف، ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي،
ومن بعدهما، وقدم علينا في سنة سبع وأربعين وأربعمائة، فحدث ببغداد وكتبنا عنه،
وكان ثقة.
أخبرنا ابن حسكويه، أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الخفاف - بنيسابور - أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر في بيتي
قط.
سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة وخرج إلى خراسان
في سنة ثمان وأربعين، وعاد إلى بغداد في سنة تسع وأربعين وأربعمائة، إلا أنه لم
يحدث في هذه المرة بشئ بتة، ومكث مدة ثم خرج إلى نيسابور.
وبلغني أنه مات في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
5294 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن المجمع بن
مجيب بن معبد بن بحر، أبو محمد الصريفيني المعروف والده بهزارمرد:
ولد ببغداد في ليلة صبيحتها يوم الجمعة لست خلون من صفر سنة أربع وثلاثمائة
- سمعته يذكر ذلك - وسمع أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص الكتاني، وأبا طاهر
المخلص ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، ومحمد بن عمر بن زنبور الوراق، وأبا
القاسم بن الصيدلاني، وأمة السلم بنت أحمد بن كامل، وغير واحد ممن بعدهم.
145

وكان خطيب صريفين، وقدم بغداد دفعات، وحدث بها فكتبت عنه وكان
صدوقا.
ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه موسى
5295 - عبد الله بن موسى بن شيبة، أبو محمد الأنصاري:
روى عن إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت الأنصاري، ومصعب بن عبد الله
النوفلي، وإبراهيم بن صرمة الأنصاري.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هذا شيخ كان بحلوان محله الصدق.
قلت: روى عنه محمد بن غالب التمتام، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبو
القاسم البغوي. وذكر البغوي أنه سمع منه بالنهروان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الفقيه، حدثنا أبو القاسم البندنيجي
بالبندنيجين، حدثنا أبو الحسن علي بن وصيف القطان - بالبصرة - حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا عبد الله بن موسى بن شيبة -
بالنهروان - حدثنا مصعب بن عبد الله النوفلي - من آل نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب - عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح على ناصيته
بيمينه ".
5296 - عبد الله بن موسى بن أبي هارون، أبو محمد البغدادي:
حدث عن أبي الربيع الزهراني. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد. قال
ذلك محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده الأصبهاني في كتاب " الأسماء
والكنى ".
146

5297 - عبد الله بن موسى بن أبي عثمان، أبو محمد الأنماطي الدهقان،
يعرف بابن بلعها:
حدث عن يحيى بن معين، والربيع بن ثعلب، وموسى بن محمد بن حيان وسهل
ابن زنجلة، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله الأرزي،
وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وغيرهم. روى عنه عبد الباقي بن قانع، ودعلج بن
أحمد، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القان، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي قال:
حدثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الدهقان، حدثنا الحسين بن يزيد الطحان،
حدثنا حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب، عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " ما اصطدتموه وهو حي فمات فكلوه، وما ألقى البحر طافيا ميتا فلا
تأكلوه ".
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الدهقان مات في سنة تسع
وثمانين ومائتين.
5298 - عبد الله بن موسى بن رامك، أبو القاسم النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي،
وأحمد بن علي الخراز، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه الحاكم أبو عبد الله
محمد بن عبيد الله الحافظ النيسابوري.
وذكر أنه نزل بغداد وسمع بها منه قال: وتوفي بها في سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة. حدثني بذلك محمد بن علي المقرئ عن الحاكم أبى عبد الله.
5299 - عبد الله بن موسى بن الحسن - وقيل: الحسين - بن إبراهيم بن
كريد، أبو الحسن السلامي:
ذكر الحاكم أبو عبد الله النيسابوري أنه سمع أبا محمد بن صاعد وأقرانه، وقال
أبو سعيد الإدريسي: يروى عن الحسن بن إسماعيل المحاملي، وأحمد بن علي بن
147

العلاء الجوزجاني، ونهشل بن دارم، وحفص بن عمر الحافظ الأردبيلي، وغيرهم من
أهل العراق، وخراسان، وما وراء النهر.
وقال أبو عبد الله الغنجار: روى عن محمد بن هارون الحضرمي، ونفطويه
النحوي، وأبي عبيد المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
حدث السلامي ببلاد خراسان، وبخاري، وسمرقند، فحصل حديثه عند أهل تلك
البلاد، وفى رواياته غرائب ومناكير وعجائب.
حدثني محمد بن علي المقرئ عن محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: عبد
الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم السلامي كان من الرحالة في طلب الحديث،
وتوفي بمرور سنة ست وستين وثلاثمائة.
حدثني الحسين بن محمد - أخو الخلال - عن أبي سعد الإدريسي قال: عبد الله
ابن موسى بن الحسن بن إبراهيم السلامي أبو الحسن البغدادي كان أديبا شاعرا جيد
الشعر كثير الحفظ للحكايات والنوادر والأشعار، صنف كتبا كثيرة في التواريخ،
ونوادر الحكام، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين والثلاثمائة، وخرج من عندنا إلى بلخ
وحدث بها، ثم رجع إلى سمرقند فحدثنا بها بعد الخمسين ثم خرج إلى بخارى،
وأقام بها إلى أن مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة كان صحيح السماعات، ألا أنه
كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا، قال: وكان أبو عبد الله بن
منده الأصبهاني الحافظ سيئ الرأي فيه، وما أراه كان يتعمد الكذب في فضله.
قرأت بخط أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري الحافظ المعروف
بالغنجار: توفي عبد الله بن موسى السلامي البغدادي ببخارى يوم الأحد في غرة
المحرم سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
قلت: وهو الذي حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وجرت لي معه بسببه
القصة التي شرحناها فيما تقدم من الكتاب.
5300 - عبد الله بن موسى بن إسحاق بن حمزة بن عيسى بن علي بن عبد
الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
سمع علي بن سراج المصري، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، والحسن بن
148

محمد بن عنبر الوشاء، والحسن بن الطيب البلخي، والحسين بن محمد بن عفير
الأنصاري، ومحمد بن جرير الطبري ومحمد بن عبدة البصري، وأبا خبيب البرتي،
وإسماعيل بن موسى الحاسب، وشعيب بن محمد الذارع، والحسن بن المخرمي،
ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وخلقا
كثيرا غيرهم. حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي، وأبو محمد الخلال، والقاضيان أبو
العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، والأزهري، والعتيقي، وعبد العزيز الأزجي،
والحسن بن علي الجوهري، وغيرهم.
قال محمد بن أبي الفوارس: كان فيه تساهل شديد. وقال الأزهري: كان عبد الله
ابن موسى الهاشمي يضعف.
وسألت البرقاني عن أبي العباس الهاشمي فقال: ضعيف وجدت له أصولا رديئة.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: توفي أبو العباس الهاشمي في آخر ذي
الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مستورا من أهل القران، وكان عنده
حديث كثير، ومضى على ستر وثقة وأمر جميل.
أخبرنا العتيقي قال: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو العباس عبد الله بن
موسى بن إسحاق الهاشمي يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة، وكان ثقة مستورا
من أهل القرآن، ومن فضلاء المسلمين، رحمه الله.
ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه مروان
5301 - عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العباس،
الأموي:
ذكر أحمد بن محمد بن حميد الجهمي في كتاب " النسب " أن أباه كان جعله
ولى عهده في الخلافة، فلما قتل مروان خرج عبد الله إلى أرض النوبة فأقام بها مدة،
ثم رجع إلى الشام مستخفيا، فأخذ في أيام المهدى وحمل إليه، فحبسه ببغداد حتى
مات في الحبس.
149

5302 - عبد الله بن مروان، أبو شيخ الحراني:
سكن بغداد وحدث بها عن زهير بن معاوية، ومحمد بن سلمة، وموسى بن
أعين، وعيسى بن يونس. روى عنه إبراهيم بن الهيثم البلدي، وروح بن الفرج البزاز،
وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وإسحاق بن
الحسن الحربي، وقال: كتبت عنه في مجلس محمد بن سابق.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب عنه أبي ببغداد سنة ثلاث عشرة، وسمعت
أبي يقول: هو ثقة.
حدثنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، حدثنا جعفر
ابن محمد بن شاكر.
وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا جعفر بن شاكر، حدثنا عبد الله بن
مروان - أبو شيخ الحراني - حدثنا موسى بن أعين، عن حفص بن محمد البصري،
عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين
كبشا، كبشا.
5303 - عبد الله بن مروان، والد هارون بن عبد الله الجمال:
روى عنه عن شعبة ابن الحجاج - إن كان الحديث بذلك محفوظا - وراويه محمد
ابن علي بن العباس النسائي عن هارون عن أبيه، وتفرد النسائي به، وقد ذكرناه فيما
تقدم.
5304 - عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن
حصن بن حذيفة بن بدر، أبو حذيفة الفزاري:
حدث عن أبيه، وعن سفيان بن عيينة وشداد بن عبد الرحمن الأنصاري،
والحسين بن زيد بن علي العلوي، ومحمد بن عمر الواقدي. روى عنه أبو بكر بن
أبي الدنيا، والحسن بن عليل العنزي وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وأبو زيد
ابن طريف الكوفي، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي - أبو أحمد التميمي - أخبرنا ابن منيع،
150

حدثنا أبو حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية - في مجلس أبي خيثمة - حدثنا سفيان
عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: كل سلطان في القرآن فهو حجة.
5305 - عبد الله بن مروان بن أبي عصمة:
حدث عن زيد بن الحريش. روى عنه محمد بن مخلد العطار.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن
مخلد، حدثنا عبد الله بن مروان بن أبي عصمة، حدثنا زيد بن حريش الأهوازي،
حدثنا عمرو بن سفيان قال: حدثني محمد بن ذكوان، حدثني ابن لأبي هريرة أنه
سمع جده أبا هريرة يقول: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم بم تأمرني أن أتجر؟ قال: " عليك
بالبز " ثم سأله بم تأمرني أن أتجر؟ ثلاثا قال: " عليك بالبز، فإن صاحب البز يعجبه أن
يكون الناس بخير وفي خصب ".
وروى ابن جميع الصيداوي عن محمد بن مخلد عن عبد الله بن هارون بن أبي
عصمة - وهو هذا الشيخ - وإحدى الروايتين خطأ، وسنعيد ذكره، ونورد حديث ابن
جميع، إن شاء الله.
ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه المبارك
5306 - عبد الله بن المبارك، أبو عبد الرحمن المروزي مولى بنى حنظلة:
سمع هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وسليمان
التيمي، وحميد الطويل، وعبد الله بن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى
151

ابن عقبة، وسعيد الجريري، ومعمر بن راشد، وابن جريج، وابن أبي ذئب، ومالك بن
أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، والأوزاعي، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد،
وإبراهيم بن سعد، وزهير بن معاوية، وأبا عوانة.
وكان من الربانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ، ومن المذكورين بالزهد.
حدث عنه داود بن عبد الرحمن العطار، وسفيان بن عيينة، وأبو إسحاق الفزاري،
ومعتمر بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن
وهب، ويحيى بن آدم، وعبد الرزاق بن همام، وأبو أسامة، ومكي بن إبراهيم،
وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وعبدان بن عثمان، ويعمر بن بشر، وأبو
النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن الربيع
البوراني، والحسن بن عرفة، ويعقوب الدورقي، وإبراهيم بن مجشر، وغيرهم.
قدم عبد الله بغداد غير مرة وحدث بها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر الباهلي قال: عبد الله بن
المبارك الخراساني مولى بنى عبد شمس، من بنى سعد تميم.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد
ابن فارس، حدثنا البخاري قال: عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن مولى بني
حنظلة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
العباس السياري، حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى قال: حدثنا العباس بن مصعب
قال: كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية، وأبوه تركي، وكان عبدا لرجل من
التجار من همذان من بنى حنظلة، وكان عبد الله إذا قدم همذان يخضع لولده
ويعظمهم.
152

حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن السيبي، حدثنا محمد بن أحمد
ابن حماد بن سفيان الكوفي - بها - حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،
حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال:
سمعت أبي يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: نظر أبو حنيفة إلى أبي فقال:
أدت أمه إليك الأمانة، وكان أشبه الناس بعبد الله.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: ابن المبارك ثمان عشرة - يعني ولد سنة ثمان
عشرة -.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عمرو بن علي قال: ولد عبد الله بن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرني أبو أحمد بن
أبي عبد الله الحمادي قال: سمعت محمد بن موسى بن حاتم الباشاني يقول: سمعت
عبدان بن عثمان يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: ولدت سنة تسع عشرة
ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان
قال: سمعت بشر بن أبي الأزهر قال: قال ابن المبارك: ذكرني عبد الله بن إدريس
السن فقال: ابن كم أنت؟ فقلت: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك، ولكن أذكر
أني لبست السواد وأنا صغير عند ما خرج أبو مسلم. قال: فقال لي: وقد ابتليت
بلبس السواد؟ قلت: إني كنت أصغر من ذلك، كان أبو مسلم أخذ الناس كلهم
بلبس السواد. الصغار، والكبار.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أخبرنا أبو
الطيب محمد بن أحمد بن حمدون الذهلي، حدثني أحمد بن محمد بن الحسين
قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: كان عبد الله بن
المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا الحسين بن
محمد بن عفير، حدثنا أحمد بن سنان قال: بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد
153

في أول الأمر، قال: فنظر إليه فأعجبه نحوه، قال له من أين أنت؟ قال: من أهل
خراسان، قال: من أي خراسان؟ قال: من مرو، قال: تعرف رجلا يقال له عبد الله
ابن المبارك؟ قال: نعم! قال: ما فعل؟ قال: هو الذي تخاطب، قال: فسلم عليه
ورحب به، وحسن الذي بينهم.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي قال: حدثنا إسماعيل بن علي بن
إسماعيل قال: بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حماد بن زيد مسلما عليه فقال
أصحاب الحديث لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل تسأل أبا عبد الرحمن أن يحدثنا؟
فقال: يا أبا عبد الرحمن تحدثهم، فإنهم قد سألوني قال: سبحان الله يا أبا إسماعيل،
أحدث وأنت حاضر! قال: فقال أقسمت لتفعلن - أو نحوه - قال: فقال ابن المبارك
خذوا، حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد، فما حدث بحرف إلا عن حماد بن زيد.
أجاز لي محمد بن أسد الكاتب - وحدثني أبو محمد الخلال عنه - قال: حدثنا
جعفر بن محمد بن نصير، حدثنا أحمد بن مسروق، حدثنا محمد بن حميد قال:
عطس رجل عند ابن المبارك قال: فقال له ابن المبارك: إيش يقول الرجل إذا عطس؟
قال: يقول الحمد لله، قال: فقال له ابن المبارك: يرحمك الله، قال فعجبنا كلنا من
حسن أدبه.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: عبد الله بن المبارك خراساني ثقة، ثبت في الحديث، رجل صالح، وكان يقول
الشعر، وكان جامعا للعلم.
أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي، حدثنا محمد بن عبد الله بن
محمد الحافظ - بنيسابور - أخبرنا أبو العباس السياري، حدثنا عيسى بن محمد بن
عيسى، حدثنا العباس بن مصعب قال: جمع عبد الله بن المبارك، الحديث، والفقه،
والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والتجارة، والسخاء، والمحبة عند الفرق.
وأخبرنا أبو حازم العبدوي، أخبرنا عمر بن أحمد بن محمد بن عمر، أخبرنا
عمرو بن عبد الله الغازي قال: سمعت محمد بن عبد الوهاب الفراء يقول:
ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة، ابن المبارك والنضر بن شميل، ويحيى بن
معين.
154

أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرني محمد بن عبد الله بن الجراح
العدل - بمرو - حدثنا يحيى بن ساسويه، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم
السكري، حدثنا وهب بن زمعة عن فضالة النوسي قال: كنت أجالس أصحاب
الحديث بالكوفة، وكانوا إذا تشاجروا في حديث قالوا مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى
نسأله، يعنون عبد الله بن المبارك.
وقال ابن نعيم: أخبرني أبو النضر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال:
سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت يحيى بن آدم يقول: كنت إذا طلبت الدقيق من
المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك، آيست منه.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا
أحمد بن العباس البغوي، حدثنا علي بن زيد - يعني الفرائضي - حدثني علي بن
صدقة قال: سمعت شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك رجل إلا زين. والمراد
أفضل منه.
وقال علي بن صدقة: سمعت أبا أسامة يقول: ابن المبارك في أصحاب الحديث
مثل أمير المؤمنين في الناس.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي - بساوة - حدثنا عبد الله بن محمد بن
جعفر المعروف بصاحب الخان - بارمية - حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، حدثنا علي
ابن زيد، حدثنا علي بن صدقة قال: سمعت أبا أسامة يقول: كان ابن المبارك في
أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
حدثني يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان - أخبرنا محمد بن أحمد بن
إبراهيم الإسماعيلي - بجرجان - أخبرنا أبو الحسين الرازي عبيد الله بن إبراهيم، حدثنا
محمد بن علي الهمذاني - بهمذان - حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك، حدثنا ابن عبد
الرحمن، حدثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين
الرقة، فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة،
فأشرقت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فلما رأت الناس قالت: ما
هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك، فقالت: هذا
والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.
155

أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا الحسن بن آدم،
حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا محمد بن حسان، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد
الجهضمي قال: قال الأوزاعي: رأيت ابن المبارك؟ قلت: لا، قال: لو رأيته لقرت
عينك.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن هارون
ابن حميد، حدثنا بن أبي رزمة.
وأخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا الحسين بن أحمد بن صدقة، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا محمد بن عبد
العزيز بن أبي رزمة قال: سمعت أبي يقول: قال لي شعبة: عرفت ابن المبارك؟ قلت:
نعم! قال: ما قدم علينا من ناحيتكم مثله، ولم يقل البرقاني علينا.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، أخبرنا إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكي، حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا
عبد المجيد بن إبراهيم، حدثنا وهب بن زمعة، حدثنا معاذ بن خالد قال: تعرفت إلى
إسماعيل بن عياش بعبد الله بن المبارك، قال: فقال إسماعيل بن عياش: ما على وجه
الأرض مثل عبد الله بن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد
جعلها في عبد الله بن المبارك، ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة
فكان يطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم أخبرني محمد بن أحمد بن عمر،
حدثنا محمد بن المنذر، حدثني عمر بن سعيد الطائي، حدثنا عمر بن حفص الصوفي
- بمنبج - قال: خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية فقال لهم:
أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام هات الطست، فألقى على الطست
منديلا ثم قال: يلقي كان رجل منكم تحت المنديل ما معه، قال: فجعل الرجل يلقي
عشرة دراهم والرجل يلقي عشرين، فأنفق عليهم إلى المصيصة، فلما بلغ المصيصة
قال: هذه بلاد نفير، فنقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارا. فيقول: يا أبا
عبد الرحمن إنما أعطيت عشرين درهما، فيقول: وما تنكر أن يبارك الله للغازي في
نفقته!!
156

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال
قالا: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب، حدثنا أحمد بن الحسن المقرئ
قال: سمعت عبد الله بن أحمد الدورقي قال: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن
شقيق قال: سمعت أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع عليه إخوانه
من أهل مرو، فيقولون نصحبك يا أبا عبد الرحمن؟ فيقول لهم: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق فيقفل عليها، ثم يكترى لهم ويخرجهم من مرو
إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام. وأطيب الحلواء ثم يخرجهم
من بغداد بأحسن زي وأجمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صاروا
إلى المدينة قال لكل رجل منهم: ما أمروك عيالك أن تشترى لهم من المدينة من
طرفها؟ فيقول كذا فيشترى لهم ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة وقضوا
حجهم قال لكل واحد منهم ما أمروك عيالك أن تشترى لهم من متاع مكة؟ فيقول
كذا وكذا، فيشترى لهم، ثم يخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا
إلى مرو، فإذا وصل إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع
لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا، دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل
منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه.
قال أبي: أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة فقدم إلى الناس خمسة
وعشرين خوانا فالوذج. قال أبي: وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض: لولاك
وأصحابك ما اتجرت، قال أبي: وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف
درهم.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثنا محمد بن علي النحوي،
حدثنا أحمد بن علي بن رزين، أخبرنا علي بن خشرم قال: حدثني سلمة بن سليمان
قال: جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك فسأله أن يقضي دينا عليه، فكتب له إلى وكيل
له، فلما ورد عليه الكتاب قال له الوكيل - كم الدين الذي سألت فيه عبد الله أن
يقضيه عنك؟ قال: سبعمائة درهم، فكتب إلى عبد الله إن هذا الرجل سألك أن تقضي
عنه سبعمائة درهم، وكتبت له سبعة آلاف درهم، وقد فنيت الغلات، فكتب إليه
عبد الله: إن كانت الغلات قد فنيت فإن العمر أيضا قد فنى، فأجز له ما سبق به
قلمي.
157

وقال ابن نعيم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، حدثنا محمد بن المنذر، حدثني
يعقوب بن إسحاق، حدثني محمد بن عيسى قال: كان عبد الله بن المبارك كثير
الاختلاف إلى طرسوس وكان ينزل الرقة في خان فكان شاب يختلف إليه ويقوم
بحوائجه، ويسمع منه الحديث، قال: فقدم عبد الله: الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب،
وكان مستعجلا فخرج في النفير فلما قفل من غزوته، ورجع الرقة سأل عن الشاب
قال: فقالوا إنه محبوس لدين ركبه، فقال عبد الله وكم مبلغ دينه؟ فقالوا: عشرة آلاف
درهم، فلم يزل يستقصى حتى دل على صاحب المال، فدعا به ليلا ووزن له عشرة
آلاف درهم، وحلفه أن لا يخبر أحدا ما دام عبد الله حيا، وقال إذا أصبحت فأخرج
الرجل من الحبس، وأدلج عبد الله، فأخرج الفتى من الحبس، وقيل له عبد الله بن
المبارك كان هاهنا، وكان يذكرك، وقد خرج. فخرج الفتى في أثره فلحقه على
مرحلتين - أو ثلاث - من الرقة، فقال: يا فتى أين كنت، لم أرك في الخان؟ قال: نعم
يا أبا عبد الرحمن، كنت محبوسا بدين قال: فكيف كان سبب خلاصك؟ قال: جاء
رجل فقضى ديني ولم أعلم له حتى أخرجت من الحبس، فقال له عبد الله: يا فتى
احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك. فلم يخبر ذلك الرجل أحدا إلا بعد موت
عبد الله.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني، حدثنا السراج وهو أبو العباس محمد بن
إسحاق النيسابوري قال: سمعت إبراهيم بن بشار يقول: حدثني علي بن الفضيل
قال: سمعت أبي وهو يقول لابن المبارك: أنت تأمرنا بالزهد، والتقلل، والبلغة، ونراك
تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ فقال ابن المبارك: يا أبا
علي إنما أفعل ذا لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على طاعة ربي، لا
أرى لله حقا إلا سارعت إليه حتى أقوم به. فقال له الفضيل: يا ابن المبارك ما أحسن
ذا، إن تم ذا.
أخبرني أبو القاسم منصور بن عمر الكرخي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن
أحمد المقرئ. وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي قالا: حدثنا عثمان بن
أحمد، حدثنا الفتح بن شخرف قال: حدثني عباس بن يزيد، حدثنا حبان بن موسى
قال: عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان ولا يفعل في أهل بلده، قال: إني
158

أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث، بحاجة
الناس إليهم احتاجوا، فإن تركناهم ضاع عليهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد
صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد،
أخبرنا محمد بن عمر بن يزيد، أخبرنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر، منهم عبد الله بن المبارك.
وأخبرنا هبة الله الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن
أبي حاتم، حدثنا أبي قال: سمعت ابن الطباع يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي
قال: الأئمة أربعة، سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار،
حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن شعيب المدائني - بمصر - حدثنا محمد بن عمر
- وهو ابن نافع المعدل - حدثنا أحمد بن محمد بن شبويه، حدثنا الثقة عن ابن مهدي
قال: ما رأيت رجلا أعلم بالحديث من سفيان الثوري، ولا أحسن عقلا من مالك،
ولا أقشف من شعبة، ولا أنصح لهذه الأمة من عبد الله بن المبارك.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو علي الحسين بن
محمد بن حبش المقرئ - بالدينور - حدثنا الحسن بن علي بن زيد البزاز قال: سمعت
أبا موسى محمد بن المثني يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأت
عيناي مثل أربعة، ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفا من شعبة،
ولا أعقل من مالك بن أنس، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك.
أنبأنا أبو زرعة روح بن محمد الرازي، أخبرنا علي بن محمد بن عمر الفقيه،
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون قال: سمعت
نعيم بن حماد قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي أيهما أفضل عندك ابن المبارك، أو
سفيان الثوري؟ فقال: ابن المبارك، فقلت: إن الناس يخالفونك قال: إن الناس لم
يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا علي بن حمشاذ المعدل، حدثنا
محمد بن أيوب، حدثنا نوح بن حبيب، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني ابن
المبارك - وكان نسيج وحده -.
159

قرأت على أبي بكر البرقاني عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت ابن مهدي يقول: كان ابن المبارك
أعلم من سفيان الثوري.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن إبراهيم بن يوسف المروزي قال: سمعت أبا الوزير محمد بن أعين يقول: سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول - وقدم بغداد في بيع دار له - فاجتمع إليه أصحاب
الحديث فقالوا له جالست سفيان الثوري وسمعت منه، وسمعت من عبد الله، فأيهما
أرجح؟ فقال: ما تقولون! لو أن سفيان جهد جهده على أن يكون يوما مثل عبد الله
لم يقدر.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم البندار، حدثنا ابن أبي العوام
قال: سمعت أبي يقول: سمعت شعيب بن حرب يقول. قال سفيان: إني لأشتهي
من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله ابن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا
ثلاثة أيام.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر،
حدثنا محمد بن المنذر، حدثنا إبراهيم بن بحر الدمشقي، حدثنا عمران بن موسى
الطرطوسي قال: جاء رجل فسأل سفيان الثوري عن مسألة، فقال له: من أين أنت؟
فقال من أهل المشرق، قال: أو ليس عندكم أعلم أهل المشرق! قال: ومن هو يا أبا
عبد الله؟ قال: عبد الله بن المبارك، قال: وهو أعلم أهل المشرق؟ قال: نعم وأهل
المغرب.
وقال: حدثنا محمد بن المنذر، حدثني محمد بن أحمد بن الحسين القرشي،
حدثنا أحمد بن عبدة قال: كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسا في المسجد الحرام،
فطلع ابن المبارك من الثنية، فقال سفيان: هذا رجل من أهل المشرق، فقال فضيل: هذا
رجل أهل المشرق والمغرب وما بينهما.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أحمد بن
العباس البغوي - إملاء - حدثنا علي بن زيد - يعني الفرائضي - حدثني عبد الرحمن
160

ابن أبي حميل قال: كنا حول ابن المبارك بمكة، فقلنا له: يا عالم المشرق حدثنا،
وسفيان قريب منا فسمع، قال: ويحكم عالم المشرق والمغرب وما بينهما.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد
قال: سمعت أبا الوزير يقول: قدمت على سفيان بن عيينة فقالوا له: هذا وصى عبد
الله، فقال: رحم الله عبد الله، ما خلف بخراسان مثله، قال: فقالوا لا يرضون، قال: ما
يقولون قال: يقولون ولا بالعراق، قال: ما أخلق، ما أخلق، ما أخلق، ثلاثا.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
العباس، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا أحمد بن يوسف التغلبي،
حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أبو عصمة قال: شهدت سفيان وفضيل بن
عياض، فقال سفيان لفضيل، يا أبا على أي رجل ذهب - يعني ابن المبارك - فقال له
فضيل: يا أبا محمد وبقى بعد ابن المبارك من يستحيي منه؟!
أخبرني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثني عبد الصمد بن حميد قال: سمعت أبا الحسن عبد الوهاب
ابن عبد الحكم يقول: لما مات ابن المبارك بلغني أن هارون أمير المؤمنين قال: مات
سيد العلماء.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبى حاتم بن أبي الفضل الهروي أخبركم الحسين
ابن إدريس قال: سمعت المسيب بن واضح يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول:
ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم، حدثني أبي، حدثنا المسيب بن واضح قال: سمعت أبا إسحاق
الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين. ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك
قاعدا يسائله.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ،
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الخطيب - بمرو - حدثنا أبو وهب أحمد بن رافع -
وراق سويد بن نصر - قال: سمعت علي بن إسحاق بن إبراهيم يقول: قال ابن
161

عيينة: نظرت في أمر الصحابة، وأمر ابن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا
بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل
الكرابيسي المروزي قال: سمعت عمر بن أحمد الجوهري يقول: سمعت محمود بن
والآن يقول: سمعت عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك ويقول:
إذا سار عبد الله من مرو ليلة * فقد سار منها نورها وجمالها
إذا ذكر الأحبار في كل بلدة * فهم أنجم فيها وأنت هلالها
حدثني مكي بن إبراهيم الشيرازي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي - بمصر -
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الأصبغ، أخبرنا هاشم بن مرثد، حدثنا عثمان بن
طالوت قال: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى العلم إلى رجلين، إلى عبد الله بن
المبارك ثم من بعده إلى يحيى بن معين.
أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري الخطيب - بالدينور - أخبرنا علي بن أحمد بن
علي بن راشد، أخبرنا علي بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: عبد الله
ابن المبارك هو أوسع علما من عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا الحسين بن
أحمد بن صدقة، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا موسى بن إسماعيل قال:
سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن
القاسم بن جعفر الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى
ابن معين - وذكروا عبد الله بن المبارك - فقال رجل: إنه لم يكن حافظا فقال يحيى
ابن معين: كان عبد الله بن المبارك رحمه الله كيسا مستثبتا ثقة، وكان عالما صحيح
الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا - أو واحدا وعشرين ألفا -.
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: سمعت
محمد بن خالد المطوعي البخاري يقول: سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول:
سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يقول: سمعت أبا السرى نصر بن المغيرة
البخاري يقول: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس، وأورع الناس،
162

وأحفظ الناس، فأما أفقه الناس فابن المبارك، وأما أورع الناس ففضيل بن عياض، وأما
أحفظ الناس فوكيع بن الجراح.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وذكر
أصحاب سفيان فذكر ابن المبارك فبدأ به، وقال هم خمسة، ابن المبارك، ووكيع،
ويحيى، وعبد الرحمن، وأبو نعيم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حدثنا جعفر بن أبي عثمان
الطيالسي قال: قلت ليحيى بن معين: إذا اختلف يحيى القطان ووكيع؟ قال: القول
قول يحيى، قلت: إذا اختلف عبد الرحمن ويحيى؟ قال: يحتاج من يفضل بينهما،
قلت: أبو نعيم وعبد الرحمن؟ قال: يحتاج من يفضل بينهما. قلت الأشجعي؟ قال:
مات الأشجعي ومات حديثه معه. قلت: ابن المبارك؟ قال: ذاك أمير المؤمنين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، أخبرنا
أحمد بن محمد بن العباس الخطيب - بمرو - قال: سمعت محمود بن والآن يقول:
سمعت محمد بن موسى يقول: سمعت إبراهيم بن موسى يقول: كنت عند يحيى
ابن معين فجاءه رجل فقال: يا أبا زكريا من كان أثبت في معمر، عبد الرزاق، أو
عبد الله بن المبارك؟ وكان متكئا فاستوى جالسا فقال: كان ابن المبارك خيرا من عبد
الرزاق، ومن أهل قريته، ثم قال: تضم عبد الرزاق إلى عبد الله! قال: وقال يحيى
- وذكر عنده ابن المبارك - فقال: سيد من سادات المسلمين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال: سئل إبراهيم الحربي إذا اختلف
أصحاب معمر فالقول قول من؟ قال: القول قول ابن المبارك.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا
محمد بن النضر بن مساور قال: قال أبي: قلت لعبد الله - يعني ابن المبارك - يا أبا
عبد الرحمن هل تحفظ الحديث؟ قال: فتغير لونه وقال: ما تحفظت حديثا قط، إنما
آخذ الكتاب فأنظر فيه، فما أشتهيه علق بقلبي.
163

أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: قرأت بخط إبراهيم بن علي
الذهلي، حدثني أحمد بن الخليل قال: حدثني الحسين بن عيسى، أخبرني صخر
- صديق ابن المبارك - قال: كنا غلمانا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك ورجل
يخطب، فخطب خطبة طويلة، فلما فرغ قال لي ابن المبارك قد حفظتها، فسمعه رجل
من القوم، فقال هاتها، فأعادها عليهم ابن المبارك، وقد حفظها.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، أخبرني أبو
جعفر محمد بن محمد بن عبيد الله البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح،
حدثنا نعيم بن حماد قال: سمعت عبد الله بن المبارك قال: قال لي أبي: لئن وجدت
كتبك لأحرقنها، قال: فقلت له وما على من ذلك وهو في صدري.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا أبو العباس السياري، حدثنا
عيسى بن محمد، حدثنا العباس بن مصعب قال: قال أبو وهب محمد بن مزاحم:
العجب ممن يسمع الحديث من ابن المبارك عن رجل ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدثه به.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن
محمد بن يزيد الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الله بن المبارك مروزي ثقة.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي قال: سمعت
القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي - بدمشق يقول - سمعت القاسم بن
محمد بن عباد - بالبصرة - قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن
المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، ثم قال: اللهم إن ابن أبي
الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ماء زمزم لما
شرب له " وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري،
أخبرنا بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو محمد محمد بن عبد الوهاب
قال: سمعت الخليل أبا محمد قال: كان ابن المبارك إذا خرج إلى مكة يقول:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني * وبيع نفسي بما ليست له ثمنا
إني وزنت الذي يبقى ليعدله * ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا
164

أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري أخبرني
أحمد بن محمد العنزي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سمعت نعيم بن حماد
يقول: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة
من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه، أو يسأله عن شئ إلا دفعه.
أخبرنا أبو الطيب عبد العزيز بن علي بن محمد القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد
ابن هارون المقرئ، حدثنا محمد بن حمدويه المروزي، حدثنا أحمد بن سعيد بن مسعود
المروزي، حدثنا أبو حاتم الرازي قال: سمعت عبدة بن سليمان - يعني المروزي -
يقول: كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى
الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله،
ثم دعا إلى البراز فخرج إليه فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فكنت
فيمن ازدحم إليه فإذا هو يلثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو
عبد الله بن المبارك فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا!!
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم
السياري، حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى، حدثنا العباس بن مصعب قال: حدثني
بعض أصحابنا قال: سمعت أبا وهب يقول: مر ابن المبارك برجل أعمى، قال: فقال
أسألك أن تدعو الله أن يرد الله علي بصري، قال: فدعا الله فرد عليه بصره وأنا
أنظر.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري - بالري -
أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد بن مجاهد - بالشاش - حدثنا محمد بن جبريل بن
الحارث التونكسي - في مجلس الأرزناني - قال: سمعت أبا حسان البصري عيسى بن
عبد الله يقول: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قال لي ابن المبارك: استعرت قلما
بأرض الشام فذهب على أن أرده إلى صاحبه، فلما قدمت مرو ونظرت فإذا هو معي،
فرجعت يا أبا علي الحسن بن عرفة إلى أرض الشام حتى رددته على صاحبه.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج، حدثنا حاتم الجوهري، حدثنا أسود بن سالم قال: كان ابن المبارك إماما
يقتدى به، كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك بشئ
فاتهمه على الإسلام.
165

أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا علي بن محمد المروزي،
حدثنا محمد بن موسى بن حاتم قال: سمعت عبدان بن عثمان يقول: خرج عبد الله
إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت وعانات لثلاث عشر
خلت من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.
أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري - بالدينور - أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن
راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: وعبد الله بن
المبارك مولى لبني حنظلة، ويكنى أبا عبد الرحمن، مات سنة إحدى وثمانين ومائة
بهيت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله، حدثنا حسن بن الربيع قال: وسألت ابن المبارك قبل أن
يموت قال: أنا ابن ثلاث وستين، ومات سنة إحدى وثمانين. وقال أبو عبد الله:
ذهبت لأسمع منه فلم أدركه، وكان قدم فخرج إلى الثغر فلم أسمع منه، ولم أره.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت الحسن بن الربيع يقول: شهدت موت ابن المبارك، مات سنة إحدى وثمانين
ومائة في رمضان لعشر مضين منه، مات سحرا ودفناه بهيت، وسألت ابن المبارك قبل
أن يموت، قال: أنا ابن ثلاث وستين.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان
البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن علي، حدثنا
إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت محمد بن فضيل بن عياض قال: رأيت عبد الله بن
المبارك في المنام، فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه، قلت
الرباط والجهاد؟ قال: نعم! قلت: وأي شئ صنع بك؟ قال: غفر لي مغفرة ما
بعدها مغفرة، وكلمتني امرأة من أهل الجنة أو امرأة من الحور العين.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن الحسين، حدثني علي بن إسحاق، حدثني
صخر بن راشد قال: رأيت عبد الله بن المبارك في منامي بعد موته، فقلت: أليس قد
مت؟ قال: بلى! قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب،
قلت: فسفيان الثوري؟ قال: بخ بخ ذاك: (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) [النساء 69].
166

أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم أخبرني محمد بن أحمد بن عمر،
حدثنا محمد بن المنذر، حدثني شعيب بن محمد، حدثنا أحمد بن خالد قال:
سمعت الفريابي يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله ما فعل ابن
المبارك؟ فقال: (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا) [النساء 69] قلت: ما فعل وكيع؟ فحرك يديه فقال: أكثر
أكثر - يعني في الحديث -.
5307 - عبد الله بن المبارك، مولى بني هاشم:
حدث عن همام بن يحيى العوذي، وعيسى بن ميمون. روى عنه عمر بن حفص
السدوسي.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص
المعروف بالخلدي - إملاء - حدثنا عمر بن حفص السدوسي، حدثنا عبد الله بن
المبارك البغدادي - مولى العباس سنة تسع عشرة - حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن
أبي الخليل صالح عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه: " اتقوا الله في
الصلاة وما ملكت أيمانكم " وجعل يكررها.
وحدث عن هذا الشيخ أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري فقال: حدثنا عبد
الله بن المبارك الخراساني - ببغداد - في مسجد الجامع حدثنا همام بن يحيى.
5308 - عبد الله بن المبارك، أبو محمد الجوهري:
حدث عن أبي الوليد الطيالسي. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد الله بن
المبارك الجوهري، حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا سليمان بن كثير عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث
القرآن؟ " قالوا ومن يطيق ذاك؟ قال: " اقرؤا قل هو الله أحد فإنها ثلث القرآن ".
167

ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه مسلم
5309 - عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو محمد الكاتب الدينوري - وقيل:
المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد الزيادي، وأبي
الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وأبى حاتم السجستاني. روى عنه ابنه أحمد وعبيد
الله بن عبد الرحمن السكري، وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ، وعبيد الله بن
أحمد بن بكير التميمي، وعبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي.
وكان ثقة دينا فاضلا، وهو صاحب التصانيف المشهورة. والكتب المعروفة، منها:
غريب القرآن، وغريب الحديث، ومشكل القرآن، ومشكل الحديث، وأدب الكتاب،
وعيون الأخبار، وكتاب المعارف، وغير ذلك. سكن ابن قتيبة بغداد وروى فيها كتبه
إلى حين وفاته. وقيل إن أباه مروزي وأما هو فمولده بغداد، وأقام بالدينور مدة
فنسب إليها.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ومات عبد الله
ابن مسلم بن قتيبة الدينوري في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري صاحب التصانيف
فجأة. صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه ومات.
قال ابن المنادي: ثم إن أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ
أخبرني أن ابن قتيبة أكل هريسة فأصاب حرارة، ثم صاح صيحة شديدة، ثم أغمي
عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ: فما زال يتشهد إلى وقت
السحر، ثم مات، وذلك أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين.
5310 - عبد الله بن مسلم القنطري:
كان أحد الصالحين. حكى عنه أحمد بن عطاء الروذباري وغيره.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني
168

- بمكة - حدثني أبو عبد الله أحمد بن عطاء قال: رأيت عبد الله بن مسلم القنطري - وقد
سأله فقير شيئا - فأخرج من كمه كيسا مفتوحا، ثم وضع رأسه على الأرض ورجليه
على الحائط، ثم قال له: لا تأخذه مني إلا وأنا هكذا، شكرا لله على سؤالك إياي.
5311 - عبد الله بن مسلم بن محمد بن يحيى بن مسلم، أبو يعلى الدباس:
روى عن القاضي المحاملي. حدثنا عنه الأزهري، وهبة الله بن الحسن الطبري،
وأحمد بن سليمان بن علي المقرئ وكان ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها مات أبو
يعلى بن مسلم الدباس.
ذكر المفاريد من أسماء آباء العبادلة
5312 - عبد الله بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب، أبو جعفر
الهاشمي:
سكن المدائن وحدث بها عن محمد بن علي بن الحنفية. روى عنه عمرو بن مرة،
وخالد بن أبي كريمة، وغيرهما.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي -
إملاء في صفر من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة - حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا
جعفر بن عون عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر - وهو عبد الله بن المسور رجل
من بني هاشم كان يسكن المدائن - قال: أتت فاطمة أباها صلى الله عليه وسلم تسأله شيئا فقال: " ألا
أدلك على ما هو خير لك مما سألت، تقولين حين تأوين إلى فراشك، اللهم أنت الله
الدائم خلقت كل شئ ولم يخلقه معك خالق، وقدرت كل شئ، وعلمت كل
شئ بغير تعليم، لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي لا يغفر الذنوب إلا أنت ".
169

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا عثمان - هو ابن أبي شيبة - حدثنا
جرير عن رقبة قال: كان أبو جعفر الهاشمي المدائني يضع أحاديث كلام حق عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويها.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا يحيى بن
معين قال: حدثنا جرير عن رقبة: أن عبد الله بن المسور المدائني - رجلا من بني
هاشم - وضع أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلاما هو حق، فاختلط بأحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتمله الناس.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو الجواب، حدثنا
عمار بن رزيق، عن خالد بن أبي كريمة، عن أبي جعفر المدائني قال: أبي واسمه عبد
الله بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب. قال: إني أضرب على حديثه،
وأحاديثه موضوعة، وأبي أن يحدثنا عنه.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن
موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول:
أبو جعفر عبد الله بن المسور الهاشمي كان ينزل المدائن في حديثه بعض الشيء
وضعفه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: شهدت أبا زرعة ذكر أبا جعفر المدائني
عبد الله بن المسور الذي روى عنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة فوهنه جدا.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي،
حدثنا القاضي أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو
الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني قال: حدثنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار
قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: أبو جعفر المدائني أحاديثه موضوعة.
170

أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الله بن مسور المدائني متروك الحديث.
5313 - عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو
بكر الأسدي:
روى عن أبي حازم سلمة بن دينار، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة. حدث
عنه ابنه مصعب، وهشام بن يوسف، وإبراهيم بن خالد الصنعانيان. وكان من أهل
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتصل بالمهدي أمير المؤمنين لما قدم المدينة، وصحبه وصار أحد
خواصه، وقدم بغداد مرات، وولاه الرشيد إمارة المدينة واليمن، وكان محمودا
في ولايته، جميل السيرة، مع جلالة قدره، وعظم شرفه، وتوفي بالرقة في صحبة
الرشيد.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، وأخبرنا علي بن أبي علي،
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، وأحمد بن عبد الله الدوري قالوا: حدثنا
أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن مسلمة
المخزومي قال: كان مالك بن أنس إذا ذكر عبد الله بن مصعب قال: المبارك، يتكلم
في أمر المدينة في العطاء والقسم، وكان في صحابة أمير المؤمنين المهدى، وولاه
اليمامة، فقال له: يا أمير المؤمنين إني أقدم بلدا أنا جاهل بأهله فأعني برجلين من أهل
المدينة لهما فضل وعلم، عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الله بن محمد بن
عجلان، فأعانه بهما، وكتب في إشخاصهما إليه.
قال الزبير: وحدثني عمى مصعب بن عبد الله قال: كان سبب [اتصال]
عبد الله بن مصعب إلى أمير المؤمنين المهدي أن أمير المؤمنين المهدي قدم المدينة سنة
ستين ومائة، فدق المقصورة وجلس للناس في المسجد، فجعلوا يدخلون عليه ويأمر
لهم بالجوائز، ويحضرهم الشفعاء من وزرائه، وكان رجال قد أحسوا بجلوس أمير
المؤمنين المهدى وما يزيد في الناس، وطلبوا الشفاعات، ودخل عليه عبد الله بن مصعب
بغير شفيع، وكان وسيما جميلا، ومفوها فصيحا، وقد عرفت له مروءته وقدره بالبلد
قبل ذلك، فتكلم بين يدي أمير المؤمنين المهدي، وأعجب به، والحق جائزته بأفضل
171

جوائزهم، وكساه كسوة خاصة، وأدخله في صحابته، وخرج به معه إلى بغداد، فقال
عبد الله بن مصعب:
ولما أوجه الشفعاء قوما * على خطبي فجل عن الشفيع
وجاء يدافع الأركان عني * أب لي في ذرى ركن منيع
أب يترنح الأبناء منه * إذا انتسبوا إلى الشرف الرفيع
سعى فحوى المكارم، ثم ألقى * مساعيه إلى غير المضيع
فورثني - على رغم الأعادي * مساعي لا ألف ولا وضيع
فقمت بلا تنحل خارجي * إذا عد الفعال ولا بديع
فإن يك قد تقدمني صنيع * يشرفني فما وفى صنيعي
وكانت له من أمير المؤمنين المهدي، ومن أمير المؤمنين موسى، ومن أمير المؤمنين
هارون الرشيد، خاصة ومنزلة.
قال الزبير: وحدثني عبد الله بن نافع بن ثابت قال: بعث أبو عبد الله إلى عبد الله
ابن مصعب في أول ما صاحب أمير المؤمنين المهدي بألفي دينار فردها، وكتب إليه:
إني لا أقبل صلة إلا من خليفة، أو ولي عهد.
قال الزبير: وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: قال شبيب بن شيبة لأمير
المؤمنين المهدى في عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو يذكره: لا والله ما كان في آبائه
أحد إلا وهو أكمل منه، ولا والله ماله في الناس نظير في كماله.
أخبرنا أبو عمر الحسين بن عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن
الحكم المؤدب، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن أبي
بكر، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال: قال
لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: قلت زنادقة، قال: ما سمعت أحدا قال هذا قبلك، الحديث سبق تخريجه، راجع
الفهرس: قلت هم قوم أرادوا رسول الله بنقص، فلم يجدوا أحدا من الأمة يتابعهم
على ذلك، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قالوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء، وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء.
فقال ما أراه إلا كما قلت:
172

أخبرنا الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن العباس وأحمد بن عبد الله الدوري. قالوا: حدثنا أحمد بن
سليمان الطوسي، حدثنا الزبير، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: كان أبي يكره
الولاية، فعرض عليه أمير المؤمنين هارون الرشيد ولاية المدينة فكرهها، وأبي أن يليها،
وألزمه ذلك أمير المؤمنين الرشيد، فأقام بذلك ثلاث ليال يلزمه ويأبى عليه قبولها، ثم
قال له في الليلة الثالثة: اغد علي بالغداة إن شاء الله، فغدا عليه فدعا أمير المؤمنين بقناة
وعمامة، فعقد اللواء بيده ثم قال: عليك طاعة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فخذ
هذا اللواء فأخذه، وقال له أما إذا ابتليتني يا أمير المؤمنين بعد العافية فلا بد لي من
اشتراط لنفسي، قال له فاشترط لنفسك؟ فاشترط خلالا، منها أن مال الصدقات،
مال قسمة الله بنفسه ولم يكله إلى أحد من خلقه، فلست أستجيز أن أرتزق منه، ولا
أن أرزق المرتزقة، فاحمل معي رزقي ورزق المرتزقة من مال الخراج، قال: قد أجبتك
إلى ذلك، قال: فأنفذ من كتبك ما رأيت، وأقف عما لا أرى، قال: وذلك لك، قال:
فولى المدينة وكان يأمر بمال الصدقات يصير إلى عبد العزيز بن محمد الدراوردي،
وإلى آخر معه وهو يحيى بن أبي غسان الشيخ الصالح من أهل الفضل، فكانا
يقسمانه، ثم ولاه أمير المؤمنين هارون الرشيد اليمن، وزاد معها ولاية عك، وكانت
عك إلى والي مكة، ورزقه ألفي دينار في كل شهر، فقال يحيى بن خالد: يا أمير
المؤمنين كان رزق والي اليمن ألف دينار فجعلت رزق عبد الله بن مصعب ألفي
دينار، فأخاف أن لا يرضى أحد تولية اليمن من قومك من الرزق بأقل مما أعطيت
عبد الله بن مصعب، فلو جعلت رزقه ألف دينار كما كان يكون وأعضته من الألف
الآخر مالا تجيزه به لم يكن عليك حجة لأحد من قومك في الجائزة، فصير رزقه ألف
دينار، وأجازه بعشرين ألف دينار، فاستخلف على اليمن الضحاك بن عثمان بن
الضحاك، وكلم له أمير المؤمنين فأعانه على سفره وبأربعين ألف درهم، فأقام الضحاك
خليفته حتى قدم عليه.
حدثنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وولى
بكار بن عبد الله بن مصعب المدينة وشخص عبد الله بن مصعب أبوه إلى مدينة
السلام فأقام بالباب.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أن حمد بن حميد المخرمي أخبرهم قال: حدثنا علي
ابن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبى بخط يده سألته - يعني يحيى بن
173

معين - عن أبي مصعب الزبيري عبد الله بن مصعب بن ثابت فقال: كان ضعيف
الحديث لم يكن عنده كتاب، إنما كان يحفظ.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا الطوسي، حدثنا الزبير، حدثني
عمي مصعب بن عبد الله قال: مات عبد الله بن مصعب وهو ابن سبعين سنة.
قال الزبيري: وحدثني أبي وكل من سألت من أصحابنا أن عبد الله بن مصعب بن
ثابت مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة بالرقة يوم الأحد لثلاث ليال بقين من شهر
ربيع الأول من سنة أربع وثمانين ومائة.
5314 - عبد الله بن ميمون البغدادي:
حدث عن إسماعيل بن أمية. روى عنه حماد بن المبارك البغدادي. وكلاهما
مجهول. وقد ذكرنا حديثه في باب حماد.
5315 - عبد الله بن أبي مقاتل، ختن نوح بن يزيد المؤدب:
حدث عن إبراهيم بن سعد الزهري. روى عنه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم
الدورقي وغيره.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا عبد الله بن
أحمد الدورقي، حدثنا عبد الله بن أبي مقاتل، حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن
كيسان عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن
مسعود قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش،
فتشهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: " أما بعد يا معشر قريش فإنكم ولاة هذا الأمر ".
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - حدثنا المطهر بن أحمد بن محمد الحنظلي، حدثنا
محمد بن العباس بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أبي مقاتل - ختن نوح المؤدب - حدثنا
إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يدخل الله أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذنهم بينهم فيقول: يا
أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت، كل خالد فيما هو فيه ".
قال لي أبو نعيم: سمع محمد بن العباس من عبد الله بن أبي مقاتل ببغداد.
174

5316 - عبد الله بن مطيع بن راشد، البكري:
سمع إسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن جعفر المدينيين، وهشيم بن بشير، وعبد الله
ابن المبارك. روى عنه محمد بن عبيد الله المنادي، وإسحاق بن الحسن الحربي،
وأحمد بن علي الخزاز وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشر بن مطر،
وعمر بن أيوب السقطي، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وكان
ثقة.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا محمد بن المنادي، حدثنا عبد الله بن مطيع،
حدثنا هشيم، أخبرنا الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قدم عيينة بن
حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل الحسن - أو الحسين - فقال: أتقبله يا رسول الله؟
لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا
يرحم ".
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي مات عبد الله بن مطيع في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين - يعني ومائتين - قال
غيره: لعشر بقين من ذي القعدة.
5317 - عبد الله بن أبي المودة، الأنباري:
حدث عن محمد بن خلاد الباهلي، ويعلى بن عبيد الطنافسي، ووضاح بن
حسان الأنباري. روى عنه أبو أحمد بن عبدوس السراج، ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي، ومحمد بن جعفر بن أبي داود الأنباري.
175

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن أبي المودة
الأنباري مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
5318 - عبد الله بن منصور، أبو العباس المؤذن المعروف بأخي الجعد:
حدث عن أبي سعد أحمد بن داود الحداد، وأسود بن سالم، وغيرهما. روى عنه
محمد بن مخلد العطار.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أخبرنا أحمد بن منصور النوشري،
أخبرنا محمد بن مخلد، حدثني عبد الله بن منصور أبو العباس المؤذن، حدثني أبو
نصر الحربي قال: انصرفت من السوق فاشتريت جلة تمر حديث، ومعها تمر فوقها،
قال: فمررت ببشر - قال: وكان صديقا لي - قال: فقعدت إليه فقال لي: يا أبا نصر
قد جاء الحديث؟ قلت: نعم ما ترى ما أحسنه! قال: فأخذ مني تمرة، قال: فجعل ينظر
إليها ويشمها، فقلت له كلها يا أبا نصر، قال: فقال لي لا، قلت: وإيش يمنعك من
أكلها؟ فقال: أخاف أن آكلها فتدعوني نفسي إلى أن آكل أخرى وأخاف إن أكلت
أخرى دعتني نفسي إلى ثالثة، وأخاف إن أكلت الثالثة أن يشتكي بطني، قال: فردها
ولم يأكلها.
ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه أن عبد الله بن منصور المعروف بأخي
الجعد مات يوم الخميس غرة صفر من سنة سبعين ومائتين.
5319 - عبد الله بن مهران بن الحسن، أبو بكر النحوي:
سمع هوذة بن خليفة، وعفان بن مسلم، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد ومعلى
ابن مهدي. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد
ابن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة سكن سويقة نصر، وكان ضريرا،
وذكر ابن كامل أنه سمع منه في سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو بكر
عبد الله بن مهران النحوي الضرير، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة عن يونس
عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للشهيد عند الله - أو قال في
الجنة - زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهما من وراء سبعين حلة ".
176

قرأت في كتاب عمر بن حيويه - بخطه - حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز،
حدثنا عبد الله بن مهران بن الحسن الضرير - وكان من خيار الناس.
قلت: وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
5320 - عبد الله بن مظاهر، أبو محمد الأصبهاني الحافظ:
سكن بغداد وكان الناس يكتبون بإفادته عن الشيوخ، ولم يكن له سن عالية. سمع
من أبي شعيب الحراني ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبى جعفر المطين، ونحوهم.
سمعت أبا نعيم الحافظ يذكره فقال: فاق الناس بالعراق في الحفظ والمعرفة.
أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن جعفر بن حيان يقول: سمعت
أبا محمد بن مظاهر يقول: أحفظ المسند كله، وقد عزمت على أن أحفظ الأبواب
المقطوعة متاع الشاذكوني.
أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمد بن حيان يقول: وتوفي أبو محمد عبد الله
ابن مظاهر الحافظ الأصبهاني ببغداد سنة أربع وثلاثمائة. قال أبو نعيم: توفي شابا.
5321 - عبد الله بن المهتدي بن يزيد، أبو محمد الحنفي الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن عبد الله القصار الكوفي. روى عنه أحمد بن
جعفر بن الخلال.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي - من أصل كتابه - حدثنا أحمد
ابن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال، حدثنا أبو محمد عبد الله بن المهتدى بن يزيد
الحنفي الهروي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير بن الحارث العبسي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن
عتاب العبدي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار، حدثنا مصعب بن المقدام
الخثعمي عن زائدة بن قدامة قال: قلت لمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصومه أقع في
الأمراء؟ قال: لا، قلت: فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر؟ قال: نعم. لفظهما سواء.
5322 - عبد الله بن معمر بن العمركي، أبو بكر البلخي:
قدم بغداد حاجا في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحدث بها عن عبد الصمد بن
الفضل، وإسماعيل بن بشر البلخيين. روى عنه أبو لؤلؤ الوراق. والدارقطني، وابن
شاهين، ويوسف القواس، وابن الثلاج، وكان لا بأس به.
177

أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أبو بكر عبد الله بن معمر بن العمركي،
حدثنا إسماعيل بن بشر، حدثنا عصام بن يوسف عن سفيان الثوري عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بين العبد وبين الكفر ترك
الصلاة ".
5323 - عبد الله بن مالك، أبو محمد النحوي:
حدث عن الزبير بن بكار الزبيري وعن علي بن عمرو الأنصاري، وحماد بن
إسحاق الموصلي. روى عنه عمر بن أحمد بن يوسف بن أبي نعيم، وأبو عبيد الله
المرزباني، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي:
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو حفص عمر بن يوسف بن أبي نعيم،
حدثنا أبو محمد عبد الله بن مالك مؤدب القاسم بن عبيد الله - حدثنا علي بن عمرو
الأنصاري، حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا قط، وما أتم إلا بيتا واحدا:
تفاءل بما تهوى يكن فلقلما * يقال لشئ كان إلا تحقق
ولم يقل " تحققا " لئلا يعربه فيصير شعرا. غريب جدا لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.
5324 - عبد الله بن مفلح، أبو محمد البغدادي:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا محمد بن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأقرانهم.
وسافر إلى بلاد خراسان، واستوطن نيسابور، وحدث بها، فروى عنه الحاكم أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري، وقال: بقى عندنا سنين، وتوفي بخراسان
قبل سنة خمسين وثلاثمائة.
حرف النون من آباء العبادلة
5325 - عبد الله بن نوح البغدادي:
حدث عن جعفر بن برقان. روى عنه يعقوب بن كعب الأنطاكي.
178

أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن محمد بن اليسع بن طالب الأنطاكي، أخبرنا
أبو محمد عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي - بالحرملية - حدثنا يعقوب
ابن كعب، حدثنا عبد الله بن نوح البغدادي، حدثنا جعفر بن برقان عن الحسن بن
عمارة عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة قال: مررت بنفر من الشيعة يتناولون
أبا بكر وعمر وينتقصونهما بغير الذي هما له من الأمة أهل، فدخلت على علي بن
أبي طالب فقلت: يا أمير المؤمنين مررت بنفر من الشيعة وهم ينتقصون أبا بكر وعمر
بغير الذي هما له من الأمة أهل، ولولا أنهم يرون أنك تضمر لهما على مثل ما أعلنوا
ما اجترأوا على ذلك؟! فقال علي: أعوذ بالله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، أخوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحباه، ووزيراه، وذكر الحديث بطوله.
5326 - عبد الله بن ناصح، أبو محمد البغدادي:
حدث عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش. روى عنه محمد بن عبد الملك
زنجويه، ومحمد بن علي بن ميمون. قال ذلك أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن
محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني في كتاب الأسماء والكنى.
5327 - عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذهلي:
حدث عن محمد بن عباد بن موسى العكلي. روى عنه ابنه أبو العباس أحمد بن
عبد الله القاضي.
حرف الواو من آباء العبادلة
5328 - عبد الله بن الوليد، أبو محمد العكبري:
حدث عن محمد بن موسى الحرشي، وعيسى بن عبد الله العسقلاني، وأحمد بن
منصور زاج. روى عنه عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان، ومحمد
ابن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق. وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن الوليد
179

العكبري - أبو محمد بعكبرا في بيته، وهو عليل إملاء من حفظه - حدثنا عيسى بن
عبد الله بن سليمان العسقلاني، حدثنا ضمرة عن صدقة بن المنتصر عن شعبة بن
الحجاج، عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فسد أهل الشام
فلا خير فيكم ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد الدوري بخطه: سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات
عبد الله بن الوليد العكبري أبو محمد وكان من عباد الله الصالحين.
5329 - عبد الله بن وهبان بن أيوب بن صدقة، أبو محمد البغدادي:
حدث بمصر عن عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، وأبي عقيل يحيى بن
حبيب الجمال الكوفي، وأحمد بن الخليل البرجلاني. روى عنه الحسن بن إبراهيم
ابن زولاق الليثي، ومحمد بن الحسين المعروف باليمني المصريان، وأبو الفضل
الشيباني.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن حفص
اليمنى - بمصر - حدثنا أبو محمد عبد الله بن وهبان البغدادي - إملاء - حدثنا أبو
عقيل الجمال، حدثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " زر غبا تزدد حبا ".
حدثنا محمد بن علي الصوري - لفظا - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي،
حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الله بن
وهبان بن أيوب بن صدقة يكنى أبا محمد بغدادي قدم مصر وأقام بها وحدث،
وتوفي بها في العشر الأواخر من رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وكان ثقة.
180

حرف الهاء من آباء العبادلة
5330 - عبد الله أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن
عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ويكنى
أبا العباس، وقيل: أبا جعفر:
دعي له بالخلافة بخراسان في حياة أخيه الأمين، ثم قدم بغداد بعد قتله، وكان مولد
المأمون على ما:
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا،
حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا عباس - يعني ابن هشام - عن أبيه قال: ولد
المأمون ليلة ملك هارون في شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سنة
سبعين ومائة فيها ولد المأمون ليلة الجمعة للنصف من شهر ربيع الأول، ليلة مات
موسى.
أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدب، حدثنا المعافى بن زكريا
قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا محمد بن موسى الخراساني، أخبرنا
الزبير بن بكار قال: أخبرتني ميمونة - كاتبة إبراهيم بن المهدي - قالت: سمعت
إبراهيم يقول: مات خليفة، وولى خليفة، وولد خليفة، في ليلة واحدة مات موسى،
وولى الرشيد، وولد المأمون في ليلة واحدة.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، أخبرنا محمد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر
محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، أخبرني علي بن الحسن بن علي بن الجعد،
حدثني حاتم بن أبي حاتم الجوهري، حدثنا علي بن الجعد قال: لما قتل محمد بن
زبيدة، أفضت الخلافة إلى المأمون عبد الله بن هارون، وهو يومئذ بخراسان بمرو،
وكان مولده سنة سبعين ومائة، للنصف من ربيع الأول.
قال أبو بشر: وسمعت ابن الأزهر الكاتب يقول: استخلف المأمون يوم الأحد
181

لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وهو ابن سبع وعشرين سنة،
وعشرة أشهر، وعشرة أيام، وبويع له وهو بخراسان.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا عمر بن
حفص السدوسي، حدثنا محمد بن يزيد قال: واستخلف عبد الله بن هارون المأمون
في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وكنيته أبو العباس، وقد سلم عليه بالخلافة
قبل ذلك ببلاد خراسان نحو سنتين، وخلع أهل خراسان وغيرهم محمد بن
هارون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن
أحمد بن البراء قال: المأمون عبد الله بن الرشيد وكنيته أبو جعفر. ولد بالياسرية، ثم
استخلف، وبايع لعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب، وسماه الرضى وطرح السواد وألبس الناس الخضرة، فمات علي بسرخس،
وقدم المأمون بغداد في سنة أربع - يعني ومائتين - في صفر، وطرح الخضرة، وعاد إلى
السواد، وأمر المأمون في آخر عمره أن يكون أبو إسحاق أخوه الخليفة من بعده.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا
ابن أبي الدنيا قال: وكان المأمون أبيض ربعة حسن الوجه، قد وخطه الشيب، تعلوه
صفرة، أعين طويلة اللحية رقيقها، ضيق الجبين، على خده خال، يكنى أبا العباس، أمه
أم ولد يقال له مراجل.
أخبرنا باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن
يحيى قال: حدثني يموت بن المزرع، حدثني عمرو بن بحر الجاحظ قال: كان المأمون
أبيض يعلو لونه صفرة يسيرة، وكان ساقاه من سائر جسده صفراوين حتى كأنهما
طليتا بالزعفران.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: قال أبو محمد اليزيدي: كنت أؤدب المأمون وهو في حجر سعيد الجوهري،
قال: فأتيته يوما وهو داخل، فوجهت إليه بعض خدمه يعلمه بمكاني، فأبطأ علي، ثم
وجهت إليه آخر فأبطأ، فقلت لسعيد إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر؟ قال:
أجل، ومع هذا إنه إذا فارقك يعرم على خدمه، ويلقون منه أذى شديدا، فقومه
182

بالأدب، فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر، قال: فإنه ليدلك عينه من البكاء،
إذ قيل هذا جعفر بن يحيى قد أقبل، فأخذ منديلا فمسح عينيه من البكاء، وجمع ثيابه
وقام إلى فراشه فقعد عليها متربعا ثم قال: ليدخل، فدخل فقمت عن المجلس،
وخفت أن يشكوني إليه، فألقى منه ما أكره، قال: فأقبل عليه بوجهه وحديثه، حتى
أضحكه وضحك إليه، فلما هم بالحركة دعا بدابته وأمر غلمانه فسعوا بين يديه، ثم
سأل عني فجئت، فقال: خذ علي ما بقى من جزئي، فقلت أيها الأمير - أطال الله
بقاءك - لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يحيى، ولو فعلت ذلك لتنكر لي، فقال:
أتراني يا أبا محمد كنت أطلع الرشيد على هذه؟ فكيف بجعفر بن يحيى حتى أطلعه
إني أحتاج إلى أدب؟ إذا يغفر الله لك بعد ظنك ووجيب قلبك، خذ في أمرك فقد
خطر ببالك مالا تراه أبدا، ولو عدت في كل يوم مائة مرة.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن
القاسم الأنباري حدثني أبي قال: قال منصور البرمكي: كانت لهارون الرشيد جارية
غلامية تصب على يده، وتقف رأسه، وكان المأمون يعجب بها وهو أمرد، فبينا
هي تصب على هارون من إبريق معها والمأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه
الجارية، إذ أشار إليها بقبلة، فزبرته بحاجبها، وأبطأت عن الصب في مهلة ما بين
ذلك، فنظر إليها هارون فقال: ما هذا؟ فتلكأت عليه، فقال: ضعي ما معك، علي
كذا إن لم تخبريني لأقتلنك، فقالت: أشار إلى عبد الله بقبلة، فالتفت إليه وإذا هو قد
نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه، فاعتنقه وقال: أتحبها؟ قال: نعم يا أمير
المؤمنين، فقال: قم فادخل بها في تلك القبة. فقام ففعل، فقال له هارون: قل في هذا
شعرا، فأنشأ يقول:
ظبي كنيت بطرفي * عن الضمير إليه
قبلته من بعيد * فاعتل من شفتيه
ورد أخبث رد * بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني * حتى قدرت عليه
أخبرنا أبو محمد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب، أخبرنا إسماعيل
ابن سعيد المعدل، أخبرنا أبو بكر بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر قال: سمعت ابن
أبي دؤاد يقول: أدخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على خلافنا؟
183

قال: آية في كتاب الله تعالى. قال: وما هي؟ قال قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الكافرون) [المائدة 44] فقال له المأمون: ألك علم بأنها منزلة، قال:
نعم، قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الأمة، قال فكما رضيت باجماعهم في التنزيل،
فارض بإجماعهم في التأويل قال: صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا صالح بن
محمد، حدثني أخي صدقة بن محمد قال: قال لي أبو محمد عبد الله بن محمد
الأزهري قال المأمون: غلبة الحجة أحب إلى من غلبة القدرة، لأن غلبة القدرة تزول
بزوالها، وغلبة الحجة لا يزيلها شئ.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا
أبو بكر الكوكبي، حدثنا البحتري الوليد بن عبيد، أخبرني أبو تمام حبيب بن أوس
قال: قال المأمون لأبي حفص عمر بن الأزرق الكرماني: أريدك للوزارة، قال: لا
أصلح لها يا أمير المؤمنين، قال: ترفع نفسك عنها؟ قال ومن رفع نفسه عن الوزارة؟
ولكني قلت هذا رافعا لها، وواضعا لنفسي عنها، قال المأمون: إنا نعرف موضع
الكفاة الثقات المتقدمين من الرجال، ولكن دولتنا منكوسة، إن قومناها بالراجحين
انتقصت، وإن أيدناها بالناقصين استقامت. ولذلك اخترت استعمال الصواب
فيك.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا - إملاء -
حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا أبو سهل
الرازي قال: لما دخل المأمون بغداد تلقاه أهلها، فقال له رجل من الموالي: يا أمير
المؤمنين بارك الله لك في مقدمك، وزاد في نعمك، وشكرك عن رعيتك، فقد فقت
من قبلك وأتعبت من بعدك، وآيست أن يعتاض منك، لأنه لم يكن مثلك، ولا علم
شبهك. أما فيمن مضى فلا يعرفونه، وأما فيمن بقى فلا يرتجونه فهم بين دعاء لك،
وثناء عليك، وتمسك بك، أخصب لهم جنابك، واحلولي لهم ثوابك، وكرمت
مقدرتك، وحسنت أثرتك، ولانت نظرتك، فجبرت الفقير، وفككت الأسير، وأنت
كما قال الشاعر:
ما زلت في البذل والنوال * وإطلاق لعان بجرمه علق
حتى تمنى البراء أنهم * عندك أمسوا في القيد والحلق
184

فقال المأمون: مثلك يعيب من لا يصطنعه، ويعر من يجهل قدره، فاعذرني في
سالفك، فإنك ستجدنا في مستأنفك.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن
الحكم الواسطي، حدثني أحمد بن الحسن الكسائي، حدثنا سليمان بن الفضل
النهرواني، حدثني يحيى بن أكثم قال: بت ليلة عند المأمون فعطشت في جوف الليل،
فقمت لأشرب ماء، فرآني المأمون فقال: مالك ليس تنام يا يحيى؟ قلت: يا أمير
المؤمنين أنا والله عطشان، قال: ارجع إلى موضعك، فقام والله إلى البرادة فجاءني
بكوز ماء، وقام على رأسي فقال اشرب يا يحيى، فقلت: يا أمير المؤمنين فهلا
وصيف أو وصيفة، فقال: إنهم نيام، قلت: فأنا كنت أقوم للشرب، فقال لي: لؤم
بالرجل أن يستخدم ضيفه. ثم قال يا يحيى، فقلت لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ألا
أحدثك، قلت: بلى يا أمير المؤمنين.
قال: حدثني الرشيد قال: حدثني المهدي قال: حدثني المنصور عن أبيه عن عكرمة
عن ابن عباس قال: حدثني جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" سيد القوم خادمهم ".
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد عن يحيى بن أكثم
قال: ما رأيت أكرم من المأمون، بت عنده ليلة فعطش وقد نمنا، فكره أن يصيح
بالغلمان فأنتبه - وكنت منتبها - فرأيته قد قام يمشي قليلا قليلا إلى البرادة، وبينه وبينها
بعيد، حتى شرب ورجع.
قال يحيى: ثم بت عنده ونحن بالشام وما معي أحد فلم يحملني النوم، فأخذ
المأمون سعال فرأيته يسد فاه بكم قميصه كي لا أنتبه، ثم حملني آخر الليل النوم،
وكان له وقت يقوم فيه يستاك، فكره أن ينبهني، فلما ضاق الوقت عليه تحركت
فقال: الله أكبر، يا غلمان نعل أبي محمد.
قال يحيى بن أكثم: وكنت أمشي يوما مع المأمون في بستان موسى في ميدان
البستان، والشمس على وهو في الظل، فلما رجعنا قال لي كن الآن أنت في
185

الظل، فأبيت عليه فقال: أول العدل أن يعدل الملك في بطانته، ثم الذين يلونهم، حتى
يبلغ إلى الطبقة السفلى.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
محمد بن الحسن بن محمد الموصلي، حدثنا عبد الله بن محمود المروزي قال:
سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول: ما رأيت أكمل آلة من المأمون، وجعل يحدث
بأشياء استحسنها من كان في مجلسه، ثم قال: كنت عنده - يعني ليلة - أذاكره
وأحدثه، ثم نام وانتبه فقال: يا يحيى أنظر إيش عند رجلي فنظرت فلم أر شيئا، فقال
شمعة، فتبادر الفراشون فقال انظروا، فنظروا فإذا تحت فراشه حية بطوله فقتلوها،
فقلت قد انضاف إلى كمال أمير المؤمنين علم الغيب، فقال: معاذ الله، ولكني هتف
بي هاتف الساعة وأنا نائم فقال:
يا راقد الليل انتبه * إن الخطوب لها سرى
ثقة الفتى بزمانه * ثقة محللة العرى
قال: فانتبهت فعلمت أن قد حدث أمرا إما قريب، وإما بعيد، فتأملت ما قرب
فكان ما رأيت.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد يقول: سمعت محمد بن عبد
الرحمن السامي يقول: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح يقول: حبسني
الخليفة المأمون ليلة، فكنا نتحدث حتى ذهب من الليل ما ذهب وطفئ السراج، ونام
القيم الذي كان يصلح السراج، فدعاه فلم يجبه - وكان نائما - فقلت: يا أمير المؤمنين
أصلحه؟ فقال لا فأصلحه هو، ثم انتبه الخادم فظننت أنه يعاقبه لأنه كان يناديه وهو
نائم فلا يجيبه، قال: فتعجبت أنا فسمعته يقول: ربما أكون في المتوضأ فيشتموني
- وأظنه قال: ويفترون علي - ولا يدرون أني أسمع، فأعفو عنهم.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا الصولي، حدثنا عون بن
محمد، حدثنا عبد الله بن البواب قال: كان المأمون يحلم حتى يغيظنا في بعض
الأوقات، جلس يستاك على دجلة من بغداد من وراء ستره ونحن قيام بين يديه فمر
ملاح وهو يقول بأعلى صوته: أتظنون أن هذا المأمون ينبل في عيني وقد قتل أخاه؟!
قال: فوالله ما زاد على أن تبسم وقال لنا: ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا
الرجل الجليل!
186

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن جامع، حدثنا أبو عمر الزاهد، حدثنا محمد
ابن يزيد المبرد، حدثني عمارة بن عقيل قال: قال ابن أبي حفصة الشاعر: أعلمت أن
أمير المؤمنين لا يبصر الشعر؟ فقلت ماذا يكون أفرس منه والله إنا لننشد أول البيت
فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه. قال: إني أنشدته بيتا أجدت فيه فلم أره
تحرك له، وهذا هو البيت فاسمعه:
أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا * بالدين والناس بالدنيا مشاغيل
فقلت له: ما زدت على أن جعلته عجوزا في محرابها في يدها سبحة، فمن يقوم بأمر
الدنيا إذا كان مشغولا عنها، وهو المطوق لها؟ ألا قلت كما قال عمك جرير - لعبد
العزيز بن الوليد:
فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه * ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحيم المازني،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو الفضل الربعي قال: لما ولد جعفر بن
المأمون المعروف بابن بخة، دخل المهنئون على المأمون فهنوه بصنوف من التهاني،
وكان فيمن دخل العباس بن الأحنف. فمثل قائما بين يديه ثم أنشأ يقول:
مد لك الله الحياة مدا * حتى يريك ابنك هذا جدا
ثم يفدى مثل ما تفدى * كأنه أنت إذا تبدا
أشبه منك قامة وقدا * مؤزرا بمجده مردى
فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: حكى لي عن ابن عبادة أنه ذكر المأمون يوما فقال: كان والله أحد ملوك
الأرض، وكان يجب له هذا الاسم على الحقيقة.
أخبرني الخلال، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد
الله الوكيل، حدثنا القاسم بن محمد بن عباد قال: سمعت أبي يقول: لم يحفظ
القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان، والمأمون.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
نصير الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا الحسن بن أبي سعيد،
أخبرنا ذو الرياستين - في شوال سنة ثنتين ومائتين - أن المأمون ختم في شهر رمضان
187

ثلاثا وثلاثين ختمة، أما سمعتم في صوته بحوحة؟ إن محمد بن أبي محمد اليزيدي في
أذنه صمم، فكان يرفع صوته ليسمع، وكان يأخذ عليه.
أخبرني الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا محمد بن يحيى النديم،
حدثنا أبو العيناء قال: كان المأمون يقول: كان معاوية بعمره، وعبد الملك بحجاجه،
وأنا بنفسي.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
محمد بن يحيى، حدثنا أبو العيناء قال: سمعت أحمد بن أبي دؤاد يقول: يعجبني
قول المأمون - إذا رفع الطعام من بين يديه -: الحمد لله الذي جعل أرزاقنا أكثر من
أقواتنا، وقوله عند شرب الماء البارد: شرب الماء بالثلج أدعى إلى إخلاص الحمد.
أخبرني الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أبو العباس محمد بن
العباس بن حزام حاجب المقتدر، حدثنا أبو عيسى الهاشمي، حدثني أبي قال: كنت
بحضرة المأمون، فأحضر رجلا فأمر بضرب عنقه، وكان الرجل من ذوي العقول،
فقال ليحيى بن أكثم: إن أمير المؤمنين قد أمر بضرب عنقي، وإن دمي عليه لحرام،
فهل لي في حاجة أسأله إياها، لا تضر بدينه ولا مروءته؟ فإذا فعل ذلك فهو في حل
من دمي. فأظهر المأمون تحرجا، فقال ليحيى بن أكثم سله عنها، فقال الرجل: يضع
يده في يدي إلى الموضع الذي يضرب فيه عنقي، فإذا فعل ذلك فهو في حل من دمي،
فقام المأمون من مجلسه وضرب بيده إلى يد الرجل، فلم يزل يخبره وينشده ويحدثه،
حتى كأنه بعض من آنس به، فلما أن رأى السياف والسيف والموضع الذي يكون فيه
مثل هذه الحال، انعطف فقال لأمير المؤمنين المأمون: بحق هذه الصحبة والمحادثة لما
عفوت؟ فعفا عنه، وأجزل له الجائزة.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع، حدثنا أبو محمد
إبراهيم بن إدريس المؤدب، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: وقف رجل بين
يدي المأمون - قد جنى جناية - فقال له: والله لأقتلنك، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين
تأن علي، فإن الرفق نصف العفو، قال فكيف - وقد حلفت لأقتلنك؟ قال: يا أمير
المؤمنين لأن تلقى الله حانثا، خير لك من أن تلقاه قاتلا، قال: فخلى سبيله.
أخبرنا بأي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن
يحيى قال: حدثني يعقوب بن بيان الكاتب قال: سمعت علي بن الحسين بن عبد
188

الأعلى الإسكافي يقول: عاش المأمون ثمانيا وأربعين سنة، وعاش المعتصم مثلها، وطاهر مثلها، وعبيد الله بن طاهر مثلها، وعاش المتوكل ثلاثا وأربعين سنة، وعاش
الفتح مثلها.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا
ابن أبي العيناء قال: ومات المأمون ليلة الخميس لعشر خلون من رجب بالبذندون،
وهو متوجه يريد الغزو فحمل إلى طرسوس، فدفن بها في دار خاقان الخادم، وصلى
عليه أخوه المعتصم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا عمر بن
حفص السدوسي، أخبرنا محمد بن يزيد قال: كانت خلافة المأمون من قتل محمد
ابن هارون عشرين سنة ونحو أربعة أشهر، وتوفي في ناحية طرسوس في رجب سنة
ثمان عشرة وتوفي وله ثمان وأربعون سنة، وأمه مراجل البادعسية - أم ولد - وصلى
عليه المعتصم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد
ابن البراء قال: ومات المأمون بالبذندون من أرض الروم لثلاث عشرة بقيت من
رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، وحمل إلى طرسوس. قال أبو سعيد المخزومي:
ما رأيت النجوم أغنت عن المأمون * ولا عن ملكه المأسوس
خلفوه بعرصتي طرسوس * مثل ما خلفوا أباه بطوس
قال: وكان عمره سبعا وأربعين سنة، وخلافته من قتل محمد عشرون سنة،
وخمسة أشهر، واثنان وعشرون يوما.
5331 - عبد الله بن هارون بن أبي عصمة، الشيعي:
حدث عن الأهز بن جعفر. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن
أحمد، حدثنا ابن جميع الغساني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد، حدثنا عبد الله
ابن هارون بن أبي عصمة الشيعي، حدثنا الأزهر بن جعفر، أخبرني عبيد الله بن
189

موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي - وطلحة بن
عمرو عن عطاء عن ابن عباس - عن علي قال: دخل أبو بكر وعمر المسجد، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، ما خلا النبيين
والمرسلين، لا تخبرهما بذلك يا علي " قال: فما أخبرتهما حتى ماتا. قال ابن
مخلد: كذا وقع في كتابي.
قلت: رواه غير هذا الشيخ عن عبيد الله بن موسى عن طلحة بن عمرو عن عطاء
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه عليا.
قلت: وقد تقدم القول منا أن هذا الشيخ [هو] عبد الله بن مروان بن أبي
عصمة وسقنا الرواية عنه بذلك، وأحد القولين خطأ والله أعلم.
5332 - عبد الله بن هارون، أبو محمد الصواف:
حدث عن مجاهد بن موسى، وعلي بن مسلم الطوسي، وأحمد بن عبيد الله
العنبري. روى عنه أبو بكر بن الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وعيسى بن حامد
القنبيطي، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن هارون - أبو
محمد الصواف بغدادي - حدثنا علي بن مسلم الطوسي، حدثنا محمد بن كثير عن
السري بن يحيى عن عامر عن مسروق عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله
أي الذنب أعظم؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " وقال يا رسول الله أوصني.
فقال: " دع قيل وقال، وكثرة السؤال ".
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي:
مات عبد الله بن هارون الصواف - أبو محمد - في شهر ذي القعدة سنة خمس
وثلاثمائة.
190

5333 - عبد الله بن هاشم بن حيان، أبو عبد الرحمن الطوسي:
سمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وخالد
ابن الحارث، ووكيعا، وأبا أسامة، ومحمد بن فضيل، وبهز بن أسد، وعبد الله بن
نمير، وأبا معاوية، وأبا داود الحفري. روى عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه، وعامة
النيسابوريين، وقدم بغداد وحدث به. فروي عنه من أهلها قاسم بن زكريا المطرز،
وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، ويحيى بن محمد بن صاعد.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا يحيى بن
محمد بن صاعد، حدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان - أبو عبد الرحمن الطوسي قدم
علينا للحج في سنة إحدى وخمسين ومائتين -.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري:
قال: سمعت أبا عبد الله بن يعقوب الحافظ يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب
يقول: عبد الله بن هاشم مجود في حديث يحيى، وعبد الرحمن.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن أبي الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الهروي،
حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد الأسدي، حدثنا
عبد الله بن هاشم الطوسي ثقة.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول سمعت أحمد بن
سيار يقول: عبد الله بن هاشم الراذكاني - قرية من أعلى طوس، ثم تحول هاشم إلى
طوس، وكان يقال له هاشم الراذكاني - وكان عبد الله رجلا كاتبا، كتب عن وكيع،
ويحيى بن سعيد، وابن مهدي، معروفا بطلب الحديث، رحلوا إليه من البلدان،
191

وكتبوا عنه أحاديث كثيرة، وكان أظهر كلام [أهل] الرأي، ثم إنه ترك ذلك
وأظهر أمر الحديث، مات في أول سنة تسع وخمسين ومائتين، كنيته أبو عبد الرحمن.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم، أخبرنا الحسين بن محمد بن زياد. قال: توفى عبد الله بن
هاشم بن حيان في ذي الحجة من سنة خمس وخمسين ومائتين.
وذكر لنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري: أن عبد الله بن هاشم مات في سنة
ثمان وخمسين ومائتين.
5334 - عبد الله بن هاشم، أبو القاسم السمسار:
حدث عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. روى عنه علي بن عمر
السكري.
أخبرنا محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، وعبد الواحد بن الحسين الحذاء. قالا:
حدثنا علي بن عمر السكري، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن هاشم السمسار - سنة
ثلاث وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن
موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله، ما بين شحمة أذنيه إلى
عاتقه مسيرة خمسمائة عام، - أو سبعمائة عام - ".
5335 - عبد الله بن الهيثم بن عثمان، أبو محمد العبدي:
من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها عن معاذ بن هشام، وأبي عامر العقدي،
وأبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وقريش بن أنس. روى عنه أبو القاسم
البغوي، وأحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن
مخلد، وكان ثقة.
192

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد
ابن مخلد، حدثنا عبد الله - يعني ابن الهيثم العبدي - أخبرنا أبو عامر العقدي، حدثنا
رباح بن أبي معروف، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أخاكم النجاشي توفى فصلوا عليه " قال: فصفنا صفين فصلى عليه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق، أخبرنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، عن أبيه.
ثم حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر - قال: ناولني
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن - وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عبد الله
ابن الهيثم بن عثمان بصري لا بأس به.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد بن عمر النرسي. قالا: حدثنا
محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد
الحراني. قال: عبد الله بن الهيثم العبدي البصري أخو أبي العالية، يكنى أبا محمد
مات بالشام سنة إحدى وستين ومائتين، وقد رأيته وكتبت عنه، وكان يصفر لحيته.
5336 - عبد الله بن الهيثم بن خالد، أبو محمد الخياط يعرف بالطيني:
سمع أبا عتبة أحمد بن الفرج، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، والحسن بن عرفة،
وعبد الله ابن أحمد الدورقي. روى عنه الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وكان
ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الدارقطني، قال: عبد الله بن الهيثم بن خالد الطيني ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن نافع.
وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن الطيني مات في
سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض، أخبرني عبد الله بن الهيثم
الخياط المعروف بالطيني أنه ولد في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين ومائتين،
193

وكانت وفاته في يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين
وثلاثمائة.
5337 - عبد الله بن هبيرة بن الصلت، أبو إسماعيل:
خال أحمد بن يعقوب بن شيبة، سمع يحيى بن معين. روى عنه محمد بن أحمد
ابن يعقوب بن شيبة.
حرف الياء من آباء العبادلة
5338 - عبد الله بن يزيد بن آدم، الشامي الدمشقي:
قرأت على الأزهري عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا الحسن بن
يوسف الصيرفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرني محمد
ابن علي، حدثنا مهنى قال: سألت أحمد - وهو ابن حنبل - عن عبد الله بن يزيد بن
آدم يحدث عن أبي أمامة قال: كان قدم هاهنا أيام أبي جعفر - يعني قدم بغداد - قلت
كيف هو؟ قال: أحاديثه موضوعة، قلت: من أين هو؟ قال: من الشام، فقال الهيثم
ابن خارجة: وهو عند أحمد من أهل دمشق.
5339 - عبد الله بن أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد
الرهاوي، مولى بنى طهية من بنى تميم:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن سعيد بن عبد الرحمن الحراني. روى عنه
محمد بن أحمد بن المتيم، وعلي بن عمر الحربي، وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث
وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر
السكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي فروة [حدثنا] يزيد بن محمد بن سنان
الرهاوي، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن الحراني، حدثنا مخلد بن يزيد
القرشي الحراني - أبو بكر - حدثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن عبد الله بن محمد بن
194

عقيل بن أبي طالب، عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب - رفعه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم ".
5340 - عبد الله بن يزيد بن محمد بن عبد الله بن يزيد، أبو محمد
الدقيقي:
سمع محمد بن عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، وأبا موسى محمد بن المثني،
ومحمد بن سعل بن عسكر، ومهنى بن يحيى الشامي، والقاسم بن عاصم المفلوج -
وأحمد بن منصور المعروف بزاج. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وعبد العزيز
ابن جعفر الحرقي، وأبو القاسم بن النخاس، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد
الحرقي، حدثني أبو محمد عبد الله بن يزيد بن محمد الدقيقي، حدثنا محمد بن
المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن عمران بن
حصين أن غلاما لأناس فقراء قطع أذن غلام لأناس أغنياء، فأتى أهله النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: يا رسول الله إنا أناس فقراء. فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله ولم ير عليه شيئا.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر السكري قال:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو محمد الدقيقي في أول سنة تسع وثلاثمائة.
5341 - عبد الله بن يوسف المدائني:
حدث عن يونس بن عطاء من ولد زياد بن الحارث الصدائي. روى عنه أحمد بن
ياسين بن الحسن المعروف بأبي تراب الرقي.
5342 - عبد الله بن يوسف بن فإذ، يعرف بالختلي:
حدث عن عمر بن سعيد الدمشقي. روى عنه أبو القاسم الطبراني:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا عبد الله بن يوسف بن فإذ الختلي البغدادي، حدثنا عمر بن
سعيد الدمشقي، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن
عثمان: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا. قال سليمان: لم يروه عن يزيد إلا ابنه خالد.
195

5343 - عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه - وقيل: مامويه - الأصبهاني:
ساكن نيسابور، أبو محمد. قدم بغداد حاجا سنة تسعين وثلاثمائة، وحدث بها
عن أبي العباس الأصم، ومحمد بن الحسن بن الخليل النيسابوريين، وأبي سعيد بن
الأعرابي ساكن مكة، وأحمد بن سعيد بن فرضخ الأخميمي، وهارون بن أحمد
الأستراباذي وعبد الرحمن بن يحيى بن هارون الزهري، وجماعة غيرهم من الغرباء.
كتب الناس عنه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس، وحدثنا عنه أبو محمد الخلال
العتيقي وكان ثقة، مات بعد سنة أربعمائة بسنين كثيرة.
5344 - عبد الله بن يوسف الصباغ:
أخبرني الحسن بن غالب المقرئ قال: سمعت عبد الله بن يوسف الصباغ قال:
كنت مع أبي في الدكان يصبغ، فلما كان يوم من الأيام خرجت وبباب الدكان رجل
شيخ جالس، فقلت مازحا: الشيخ قد صلى الظهر؟ قال: نعم والحمد لله قلت: أين
صليت؟ قال: بمكة، فدخلت إلى أبي، فقلت: يا أبت رجل بباب الدكان قال صليت
الظهر بمكة. فخرج أبي فلما رآه رجع وقال: هذا الشبلي.
5345 - عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن نصر، أبو محمد البغدادي:
سكن تنيس وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد العطار -! وكان حيا في
سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وكان أحد الشهود المعدلين.
5346 - عبد الله بن أبي محمد بن المبارك بن المغيرة، أبو عبد الرحمن
العدوي المعروف بابن اليزيدي:
كان أديبا عالما، عارفا بالنحو واللغة، أخذ عن يحيى بن زياد الفراء وغيره،
وصنف كتابا في غريب القرآن، وكتابا في النحو مختصرا، وكتاب " الوقف والابتداء "،
وكتاب " إقامة اللسان على صواب المنطق ". روى عنه ابن أخيه الفضل بن محمد
اليزيدي.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن عمران بن موسى قال: أخبرني
محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثني أحمد بن يحيى النحوي،
قال: ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد اليزيدي - وهو أبو
عبد الرحمن - وخاصة في القرآن ومسائله.
196

5347 - عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، أبو محمد السكري، يعرف بوجه
العجوز:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي،
وأبا بكر الشافعي، وجعفر بن محمد بن الحكم الواسطي، وأحمد بن ثابت بن بقية
الكاتب، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة
الصفار.
سمعت البرقاني يقول: عبد الله بن يحيى السكري شيخ - وحسن أمره - مات
السكري في يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس سلخ صفر من سنة سبع عشرة
وأربعمائة.
ذكر من اسمه عبد الرحمن
5348 - عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عيسى الأنصاري - واسم أبي ليلى:
يسار، ويقال: بلال، ويقال: داود بن بلال - بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن
الحريش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس،
ويقال: ليس لأبي ليلى اسم، ويقال: بلال هو أخو أبي ليلى:
ولد عبد الرحمن في خلافة عمر بن الخطاب وروى عن عثمان بن عفان، وعلي
ابن أبي طالب، وأبي بن كعب، وكعب بن عجرة، والمقداد بن الأسود، وزيد بن
197

أرقم، وأنس بن مالك، وأبيه أبي ليلى، ولأبيه صحبة. روى عنه ابنه عيسى، ومجاهد
ابن جبر، والحكم بن عتيبة، وثابت البناني، وسليمان الأعمش، وابن ابنه عبد الله بن
عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم. وكان يسكن الكوفة، وقدم المدائن في
حياة حذيفة بن اليمان، وقدمها أيضا بعد ذلك في صحبة علي، وشهد حرب الخوارج
بالنهروان.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا عبد الله بن روح المدائني، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا ابن عون عن مجاهد
عن ابن أبي ليلى قال: خرجنا مع حذيفة إلى المدائن، فاستسقى فأتاه دهقان بإناء من
فضة فرمى به وجهه، فقلنا: اسكتوا فإنا إن سألناه لم يخبرنا، فلما كان بعد قال:
تدرون لم رميته؟ قلنا لا، قال: إني كنت نهيته، قال: فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
الشرب في آنية الذهب والفضة، وعن لبس الحرير والديباج. وقال: " هما لهم في الدنيا
ولكم في الآخرة ".
حدثنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي - إملاء بنيسابور - قال: سمعت أحمد بن
الحسين بن علي القاضي الهمذاني يقول: حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد
- بأصبهان - حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: سمعت محمد بن عمران بن أبي
ليلى يقول: اسم أبي ليلى داود، ولقبه أيسر.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أحمد بن أبي الحجاج، حدثنا النضر بن
شميل، حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال: ولدت لست سنين بقيت من
خلافة عمر.
وقال يعقوب: حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا يزيد بن أبي زياد
قال: قال عبد الله بن الحارث: اجمع بيني وبين ابن أبي ليلى، فجمعت بينهما. فقال
عبد الله بن الحارث: ما شعرت أن النساء ولدت مثل هذا.
أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن
علي الأبار، حدثنا أبو هشام، حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن الأعمش قال:
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته، فإذا دخل الداخل اتكأ على فراشه.
198

وقال الأبار: حدثنا إسماعيل بن بهرام، حدثنا خالد بن نافع الأشعري عن عبد الله
ابن عيسى قال: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علويا، وكان عبد الله بن عكيم
عثمانيا، وكانا في مسجد واحد وما رأيت أحدا منهما يكلم صاحبه.
قلت: يعني كلام مخاصمة ومناظرة في عثمان وعلي، والله أعلم.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: عبد الرحمن ابن أبي ليلى تابعي ثقة من أصحاب علي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
إبراهيم بن يوسف الصيرفي، حدثنا عمران بن عيينة عن أبي فروة. قال: فقد عبد
الرحمن بن أبي ليلى ليلة الجماجم على فرس له.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير
يقول: عبد الرحمن بن أبي ليلى قتل بدجيل سنة إحدى وثمانين. وكذا روى يعقوب
ابن شيبة عن ابن نمير.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي، حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم التميمي،
حدثنا الفضل بن عمرو قال: قتل عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو البختري الطائي،
وعبد الله بن شداد، بدجيل سنة إحدى وثمانين. هكذا روى هارون بن حاتم عن
الفضل بن عمرو - وهو أبو نعيم - وخالفه قعنب بن المحرر.
وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر قال: قال أبو نعيم: قتل
عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو البختري، بدير الجماجم سنة ثمان وثمانين.
والمحفوظ عن أبي نعيم ما:
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب. قال: قال أبو نعيم:
عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد أبو البختري، قتلا في الجماجم سنة ثلاث
وثمانين.
199

وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله، أخبرنا أبو نعيم: قال أبو البختري وعبد الرحمن ابن أبي
ليلى قتلا بالجماجم سنة ثلاث وثمانين.
وأخبرني عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي. قال سمعت أبا نعيم يقول: مات
عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة ثلاث وثمانين، وكذلك قال أبو موسى العنزي وشباب
العصفري.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى ابن المثنى. قال: وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن فيروز أبو
البختري الطائي - يعني ماتا في الجماجم - سنة ثلاث وثمانين.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا
خليفة بن خياط قال: وعبد الرحمن بن أبي ليلى يكنى أبا عيسى غرق ليلة دجيل مع
ابن الأشعث سنة ثلاث وثمانين.
5349 - عبد الرحمن بن مل، أبو عثمان النهدي:
وهو عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن
خزيمة - وقيل جذيمة - ابن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن
أسود بن أسلم بن عمرو بن لحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير. أسلم على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يلقه، ولقي عدة من الصحابة، ونزل الكوفة وصار إلى البصرة
200

بعد. حدث عنه أيوب السختياني، وقتادة، وسليمان التيمي، وعاصم الأحول، وخالد
الحذاء، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وأبو السليل ضريب بن نقير، وأبو نعامة السعدي،
وغيرهم. وورد المدائن غازيا بلاد فارس. وروى عنه أنه ورد بغداد في صحبة جرير
ابن عبد الله.
كما أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن
الرازي، حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن
عبد الحميد الحماني، حدثني إسحاق بن منصور الأسدي، حدثنا عمار بن سيف عن
عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: كنا مع جرير في موضع يقال له التلول، فقال لي:
أين دجلة؟ قلت: هذه، قال: فأين الدجيل؟ قال: قلت هذا، قال: وأين قطر بل؟ قال:
قلت هذه، قال: فأين الصراة؟ قلت هذه. قال: النجا النجا، وارتحل بنا، فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبتنى مدينة بين دجلة والدجيل، وقطربل والصراة، يجتمع فيها
- أراه قال - كل جبار عنيد تجبى إليها خزائن الأرض، يعملون فيها بأعمال، فإذا
عملوا ذلك خسف بهم، فلهي أسرع ذهابا في الأرض من المرود الحديد يضرب في
أرض رخوة ".
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: أكبر تابعي الكوفة،
أبو عثمان النهدي.
أخبرنا ابنا بشران علي وعبد الملك قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا ابن البراء،
حدثنا علي بن المديني قال: أبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل، وكان ثقة، وقد
سمع عمر، وغيره، روى عن ابن عباس. وقد قالوا: مل وأصله كوفي صار إلى
البصرة، وقد أدرك الجاهلية، وهاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، ووافق استخلاف
عمر وسمع من عمر، وروى عن علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وسعد، وأبي بن
كعب، وسعيد بن زيد، وأسامة، وأبي بكرة، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر،
وأبي هريرة، وسلمان، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
201

الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي،
حدثنا عفان، حدثنا ثابت بن يزيد، حدثنا عاصم الأحول قال: سألت أبا عثمان، هل
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قلت: رأيت أبا بكر قال: لا، ولكني اتبعت عمر حين قام.
وقد صدقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول قال: سئل أبو عثمان
النهدي - وأنا أسمع - قال: فقال له: هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقال له: نعم،
أسلمت على عهد رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأديت إليه ثلاث صدقات، ولم ألقه، وغزوت
على عهد عمر بن الخطاب، شهدت القادسية، وجلولا، وتستر، ونهاوند، والسروند،
واليرموك، وأذربيجان، ومهران، ورستم، وكنا نأكل السمن ونترك الودك، فسألته
عن الطروف، فقال: لم نكن نسأل عنها - يعني طعام المشركين -.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن
موسى، حدثنا عمرو بن علي، حدثني أبو قتيبة، حدثنا أبو حبيب المريدي واسمه يزيد
ابن أبي صالح قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: حججت في الجاهلية
حجتين.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا يوسف بن
يعقوب النيسابوري، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا
الحجاج بن أبي زينب قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: كنا في الجاهلية نعبد
حجرا، فسمعنا مناديا ينادي، يا أهل الرحال إن ربكم قد هلك فالتمسوا ربا، قال:
فخرجنا على كل صعب وذلول، فبينا نحن كذلك نطلب إذا نحن بمناد ينادي: إنا قد
وجدنا ربكم - أو شبهه - فجئنا فإذا حجر فنحرنا عليه الجزر.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو عثمان
النهدي عبد الرحمن بن مل، رجل من أهل الكوفة، انتقل إلى البصرة ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا الحجاج،
حدثنا حماد عن حميد عن أبي عثمان قال: أتت علي نحو من ثلاثين ومائة سنة، وما
شئ مني إلا قد أنكرته إلا أملى فإني أجده كما هو.
202

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان،
حدثنا جنيد بن حكيم، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا عفان، حدثنا حماد عن حميد
عن أبي عثمان قال: أتت على ثلاثون ومائة سنة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن
موسى، حدثنا عمرو بن علي قال: ومات أبو عثمان النهدي سنة خمس
وتسعين، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة، واسمه عبد الرحمن بن مل، وكان قد أدرك
الجاهلية.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: عمر أبو عثمان، مات بعد سنة مائة،
ويقال بعد خمس وتسعين، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن
الحسين - هو الزعفراني - حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: مات أبو عثمان النهدي سنة مائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات أبو عثمان النهدي سنة مائة.
5350 - عبد الرحمن بن مسعود العبدي:
أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. نزل المدائن وحدث بها عن علي بن
أبي طالب، وعن سلمان الفارسي. روى عنه الحسين بن الرماس العبدي، والهذيل بن
بلال الفزاري. وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب من يسمى بشرا من هذا
الكتاب.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد بن
الفرج، حدثنا يونس بن محمد المؤدب، حدثنا حسين بن الرماس قال: سمعت
عبد الرحمن بن مسعود وسليم بن رباح وزكريا بن إسحاق، يحدثون عن سلمان عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه " كذا قال سليم بن رباح
وزكريا بن إسحاق عن سلمان.
203

5351 - عبد الرحمن بن عبد الله - وقيل: عبد الرحمن بن عمرو - الأصم
الثقفي - وقيل: العبدي، أبو بكر المؤذن:
سمع أنس بن مالك. روى عنه سفيان الثوري، وأبو عوانة، وليث بن أبي سليم.
وكان من أهل البصرة فنزل المدائن.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا محمد بن عبد الله بن أيوب القطان،
حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا أبو عوانة عن عبد
الرحمن بن عمرو الأصم، عن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر بحلة
حرير فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله بعثت بها إلى وقد قلت فيها ما قلت؟
قال: " إني لم أبعث بها إليك لتلبسها إنما بعثت بها إليك لتبيعها وتنتفع بها ".
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
أبو نعيم، حدثنا سفيان عن عبد الرحمن الأصم، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا علي.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: سمعت يحيى - هو ابن
سعيد - يقول: كان عبد الرحمن الأصم صاحب قدر. قلت ليحيى: كان يرى القدر؟
قال: نعم! كان بصريا وكان يكون بالمدائن.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، حدثنا أحمد بن الفرج بن منصور
204

الوراق، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: عبد الرحمن الأصم
مدائني.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال: عبد الرحمن
الأصم يرى القدر، وكان ينزل المدائن.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني
يحيى بن معين - قلت: فعبد الرحمن بن عبد الله بن الأصم كيف هو؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان البصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال: عبد
الرحمن بن الأصم شيخ ثقة.
5352 - عبد الرحمن بن مسلم بن سنفيرون بن إسفنديار، أبو مسلم
المروزي:
صاحب الدولة العباسية. يروى عنه عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي، وثابت
البناني، وإبراهيم وعبد الله ابني محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. وكان فاتكا
شجاعا، ذا رأي وعقل، وتدبير وحزم، وقتله أبو جعفر المنصور بالمدائن.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز، أخبرنا أبو الحسن المظفر بن يحيى
الشرابي، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله المرثدي، حدثنا أبو إسحاق الطلحي،
حدثني أبو مسلم محمد بن عبد المطلب بن فهم بن محرز - وهو من ولد أبي مسلم -
قال: كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة، إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن
جودرن من ولد بزرجمهر وكان يكنى أبا إسحاق، وولد بأصبهان، ونشأ
بالكوفة، وكان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن
سبع سنين. فقال له إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس لما عزم على
توجيهه إلى خراسان: غير اسمك فإنه لا يتم لنا الأمر إلا بتغييرك اسمك على ما وجدته
205

في الكتب، فقال: قد سميت نفسي عبد الرحمن بن مسلم، وتكنى أبا مسلم، ومضى
لشأنه، وله ذؤابة، فمضى على حمار بإكاف، وقال له خذ نفقة من مالي لا أريد أن
تمضي بنفقة من مالك ولا مال عيسى السراج، فمضى على ما أمره، وما عيسى ولا
يعلم أن أبا مسلم هو أبو مسلم إبراهيم بن عثمان، وتوجه أبو مسلم لشأنه، وهو ابن
تسع عشرة سنة، وزوجه إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، بنت
عمران بن إسماعيل الطائي المعروف بأبي النجم على أربعمائة، وهي بخراسان مع
أبيها، زوجه وقت خروجه إلى خراسان، وبنى بها بخراسان، وزوج أبو مسلم ابنته
فاطمة من محرز بن إبراهيم، وابنته الأخرى أسماء من فهم بن محرز، فأعقبت أسماء
ولم تعقب فاطمة، قال: وفاطمة التي تدعو لها الحرمية إلى الساعة.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الله
النيسابوري، أخبرنا علي بن محمد المروزي، أخبرنا محمد بن عبدك، حدثنا مصعب
ابن بشر قال: سمعت أبي يقول: قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال له: ما
هذا السواد الذي أرى عليك؟ فقال: حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة،
يا غلام اضرب عنقه.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن جعفر النجاد، حدثنا أبو أحمد الجلودي،
حدثنا محمد بن زكويه قال: روى لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قال: ارتديت
الصبر، وآثرت الكتمان، وحالفت الأحزان والأشجان، وسامحت المقادير والأحكام،
حتى بلغت غاية همتي، وأدركت نهاية بغيتي، ثم أنشأ يقول:
قد نلت بالحزم والكتمان ما عجزت * عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا
ما زلت أضربهم بالسيف فانتبهوا * من رقدة لم ينمها قبلهم أحد
طفقت أسعى عليهم في ديارهم * والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا
ومن رعى غنما في أرض مسبعة * ونام عنها تولى رعيها الأسد
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا،
حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا المغيرة بن محمد، حدثني محمد بن عبد
الوهاب، حدثني علي بن المعافى قال: كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش
منه: أما بعد فقد كنت اتخذت أخاك إماما، وجعلته على الدين دليلا لقرابته والوصية
206

التي زعم أنها صارت إليه، فأوطأ بي عشوة الضلالة، وأوهقني في ربقة الفتنة، وأمرني
أن آخذ بالظنة، وأقتل على التهمة، ولا أقبل المعذرة، فهتكت بأمره حرمات حتم الله
صونها، وسفكت دماء فرض الله حقنها، وزويت الأمر عن أهله، ووضعته منه في غير
محله، فإن يعف الله عني فبفضل منه، وإن يعاقب فبما كسبت يداي وما الله بظلام
للعبيد، ثم أنسأه الله هذا - يعني أبا مسلم - حتى جاءه فقتله. قال المعافى: أبو مسلم
تعرض لما لا قبل له به، وطمع في الأمر مما الخوف منه أولى فتوجه إلى جبار من الملوك
قد وتره، وأسرف في خطابه الذي كاتبه به، واسترسل في إتيان حضرته، وأضاع
وجه الحزم، واستأسر للخصم، وسلم عدته التي يحمي بها نفسه إلى من أتى عليها،
وفجعه بها، فقتله أفظع قتلة.
وأخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، ومحمد بن الحسين الجازري - واللفظ
للطبري - قالا: حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي،
أخبرنا أبو العباس المنصوري قال: لما قتل المنصور أبا مسلم قال: رحمك الله أبا مسلم
فإنك بايعتنا وبايعناك، وعاهدتنا وعاهدناك، ووفيت لنا ووفينا لك، وأنك بايعتنا على
أنه من خرج علينا قتلناه، وإنك خرجت علينا فقتلناك، وحكمنا عليك حكمك لنا
على نفسك. قال: ولما أراد المنصور قتله دس له رجالا من القواد منهم شبيب بن
داج، وتقدم إليهم فقال: إذا سمعتم تصفيقي فاخرجوا إليه فاضربوه، فلما حضر
حاوره طويلا حتى قال له في بعض قوله: وقتلت وجوه شيعتنا فلانا وفلانا، وقتلت
سليمان ابن كثير، وهو من رؤساء أنصارنا ودولتنا، وقتلت لاهزا، قال: إنهم عصوني
فقتلتهم، وقد كان قبل ذلك قال المنصور له: ما فعل سيفان بلغني أنك أخذتهما من
عبد الله بن علي، قال: هذا أحدهما يا أمير المؤمنين - يعني السيف الذي هو متقلد به
- قال: أرنيه فدفعه إليه فوضعه المنصور تحت مصلاه، وسكنت نفسه، فلما قال ما قال:
قال المنصور: يا للعجب، أتقتلهم حين عصوك، وتعصيني أنت فلا أقتلك! ثم صفق
فخرج القوم وبدرهم إليه شبيب وضربه فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه، فقال له
المنصور: اضربه قطع الله يدك، فقال أبو مسلم: يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك، قال:
وأي عدو أعدى لي منك؟ اضربوه فضربوه، بأسيافهم حتى قطعوه إربا إربا، فقال
المنصور: الحمد لله الذي أراني يومك يا عدو الله. واستؤذن لعيسى بن موسى، فلما
دخل ورأى أبا مسلم على تلك الحال - وقد كان كلم المنصور في أمره لعناية كانت
207

منه به - استرجع، فقال المنصور: احمد الله فإنك إنما هجمت على نعمة ولم تهجم
على مصيبة، وفي ذلك يقول أبو دلامة:
أبا مجرم ما غير الله نعمة * على عبده حتى يغيرها العبد
أبا مجرم خوفتني القتل فانتحى * عليك بما خوفتني الأسد الورد
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا الصولي،
حدثنا [ابن] الغلابي، حدثنا يعقوب بن جعفر عن أبيه قال: خطب الناس المنصور
بعد قتل أبي مسلم فقال: أيها الناس لا تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل بكم
النقمة، ولا تسروا غش الأئمة، فإن أحدا لا يسر منكرا إلا ظهر في فلتات لسانه
وصفحات وجهه، وطوالع نظره، وإنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقنا، ولا ننسى
الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا، ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبيء هذا
الغمد، وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا، وأضمر غشا لنا فقد أباحنا
دمه، ونكث، وغدر، وفجر وكفر. فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، حدثنا عبد الرحمن بن محمد الأستراباذي
- في كتابه - قال: سمعت محمد بن أحمد بن حمد بن موسى البخاري - بها - يقول:
ظهر أبو مسلم لخمس بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة، ثم سار إلى
أمير المؤمنين أبي العباس سنة ست وثلاثين ومائة، وقتل في سنة سبع وثلاثين ومائة،
وبقى أبو مسلم فيما كان فيه ثمانية وسبعين شهرا غير ثلاثة عشر يوما.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو
حسان الزيادي قال: سنة سبع وثلاثين ومائة فيها قتل أبو مسلم لخمس ليال بقين من
شعبان، ويقال لليلتين بقيتا منه.
أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
وقتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة - يعني سنة
سبع وثلاثين ومائة -.
حدثنا على بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا
208

عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وثلاثين ومائة فيها قتل المنصور، أبا مسلم
عبد الرحمن بن مسلم بالمدائن.
أخبرنا الحسين بن محمد المؤدب، أخبرنا أبو سعيد الإدريسي - في كتابه - قال:
سمعت محمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن سهل يقول: قتل أبو مسلم سنة
أربعين ومائة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - قال: قتل أبو مسلم صاحب الدولة ببغداد في سنة أربعين ومائة.
قلت: بالمدائن قتل؟ قال: لا ببغداد.
5353 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، الأزدي الشامي:
من أهل دمشق. وهو أخو يزيد بن يزيد. سمع ابن شهاب الزهري، وإسماعيل بن
عبيد الله بن أبي المهاجر، وسليم بن عامر، ومكحولا الهذلي، وأبا الأشعث الصنعاني،
وزيد بن أرطأة وربيعة بن يزيد، وبسر بن عبيد الله، وأبا طعمة. حدث عنه عبد الله
ابن المبارك، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، وأيوب بن سويد، وغيرهم. وذكر
هشام بن الغازي أن أبا جعفر المنصور كتب إليه وإلى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
فقدما عليه بغداد.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا
الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد بن عبد الملك،
وقدم علينا سليمان بن يسار فدعاه أبي إلى الحمام وصنع له طعاما، قال ابن جابر:
209

وكنت إلى المقاسم في أيام هشام. قال ابن جابر: وصليت بسليمان بن موسى وكنت
أسن منه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، حدثنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قيل لأحمد
ابن حنبل: فعبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: عبد الرحمن ليس به بأس.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو بكر بن أبي مريم، وحريز بن عثمان
الرحبي، هؤلاء ثقات.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن جامع، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، حدثنا محمد بن إسماعيل عن أبي داود قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: وعبد الرحمن بن يزيد
ابن جابر من ثقات الناس.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ضعيف
الحديث، حدث عن مكحول أحاديث مناكير، وهو عندهم من أهل الصدق. روى
عنه أهل الكوفة أحاديث مناكير.
قلت: روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث ولم يكن [غير]
ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر والله
أعلم. حدثت عن دعلج بن أحمد قال: قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان ذاك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظن أنه ابن جابر
وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف.
210

أخبرني الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
عثمان بن أحمد، حدثنا ابن البراء، حدثني محمد بن روح - قاضي رأس العين - قال:
حدثني الجعبي عن الوليد بن مزيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن هشام بن الغازي عن
أبيه قال: قدمت أنا وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر على أبي جعفر المنصور وافدين.
قلت: المحفوظ أن اسم ابن هشام بن الغازي عبد الوهاب، فالله أعلم.
حدثنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سألت
هشام بن عمار عن سن ابن جابر فقال: هو مسن.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: قال يحيى بن بكير: مات - يعني ابن جابر - سنة ثلاث وخمسين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري - في
كتابه من شيراز - أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي،
حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها مات عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر الشامي.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر مات
سنة ثلاث وخمسين ومائة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا ابن
أبي داود، حدثنا محمد بن مصفى قال: سمعت الوليد قال: مات ابن جابر سنة أربع
وخمسين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب قال: حدثني صفوان
ابن صالح قال: سمعت الوليد - وغير واحد من أصحابنا - يقولون: مات ابن جابر
سنة أربع وخمسين ومائة.
قال يعقوب: وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: مات ابن جابر سنة أربع
وخمسين ومائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: قال أبي:
وبلغني أن ابن جابر مات سنة أربع وخمسين.
211

كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد الرحمن بن
عبد الله البجلي أخبرهم قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: قلت لعبد
الله بن يزيد القاري - وقد حدثنا عن ثور وابن جابر - أي سنة مات ثور بن يزيد؟
قال: قيل ابن جابر، قلت: بسنة؟ قال: نحو ذاك، قلت له: فأي سنة مات ابن جابر؟
قال: سنة خمس وخمسين ومائة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح قال: عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر، قال أبو مسهر قد رأيته ومات سنة ست وخمسين، وولي بيت المال أيضا، أبو
مسهر يقوله.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: مات عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر في سنة ست وخمسين ومائة.
5354 - عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، أبو خالد الأفريقي:
سمع أباه، وأبا عبد الرحمن الحبلي، وبكر بن سواد. روى عنه سفيان الثوري،
وبكر بن عمرو، وعبد الله بن لهيعة، وعثمان بن الحكم الحذامي، وعبد الله بن وهب،
وخالد بن حميد، وعبد الله بن إدريس الأودي، وأبو عبد الرحمن المقرئ،
وغيرهم.
212

وذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم بن ذري بن
يحمد بن معدي كرب بن أسلم بن منبه بن النماد بن حويل بن عمرو بن أشواط بن
سعد بن ذي شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو بن معاوية بن قيس
الشعباني، وكان أول مولود ولد بأفريقية في الإسلام، وولى القضاء بأفريقية، ووفد إلى
أبي جعفر المنصور، وقدم عليه وهو ببغداد.
كذلك قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - قال: أخبرني أخي أبو
القاسم عبيد الله بن العباس، أخبرنا أبو الحسن علي بن سراج الحرشي قال: عبد
الرحمن بن زياد بن أنعم قدم علي أبي جعفر بغداد في بيعة أهل أفريقية.
وأنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا محمد بن سلم عمر بن الحافظ،
حدثني إسحاق بن موسى، حدثنا أبو داود - يعني السجستاني - قال: سمعت أحمد
ابن صالح يقول: كان الأفريقي أسيرا في الروم، فخلوا عنه لما رأوا منه، على أن يأخذ
لهم شيئا عند الخليفة، فلذلك أتى أبا جعفر. قلت لأحمد بن صالح: نحتج بحديث
الإفريقي؟ قال: نعم! قلت: صحيح الكتاب؟ قال: نعم.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، حدثنا
محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثني أحمد بن محمد،
حدثني الهيثم بن خارجة، حدثنا إسماعيل بن عياش قال: ظهر بأفريقية جور من
السلطان، فلما قام ولد العباس قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر،
فشكا إليه العمال ببلده فقام ببابه أشهرا، ثم دخل عليه فقال: ما أقدمك؟ قال: ظهر
الجور ببلدنا فجئت لأعلمك، فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر وهم به،
ثم أمر بإخراجه.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة،
أخبرني أبو العباس المنصوري، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن يزيد، عن
ابن إدريس عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي قال: أرسل إلى أبو جعفر
المنصور فقدمت عليه، فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني ثم قال لي: يا عبد
الرحمن كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قال: قلت: رأيت يا أمير
المؤمنين أعمالا سيئة، وظلما فاشيا، ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك
كان الأمر أعظم. قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفعه إلى فقال: كيف لي بالرجال؟
213

قلت: أو ليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما
ينفق فيها، فإن كان برا أتوه ببرهم، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم. قال فأطرق
طويلا فقال لي الربيع - وأومأ إلى أن اخرج، فخرجت وما عدت إليه.
أخبرنا يوسف بن رباح، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدثنا أبو
بشر الدولابي، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال: سمعت المقرئ يقول: قال
عبد الرحمن: أنا أول مولود في الإسلام بعد فتح أفريقية.
قال أبو بشر: وزعم يحيى بن معين عن ابن إدريس أنه قدم على أبي جعفر
بالكوفة، وولي القضاء لمروان بن محمد بن مروان على أفريقية.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي
قال: كان يحيى، وعبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا علي بن عبد الله قال: سمعت يحيى يقول: حديث هشام بن عروة
عن الأفريقي عن ابن عمر في الوضوء؟ قال: هذا مشرقي، وضعف يحيى الأفريقي،
قال: كتبت عنه كتابا بالكوفة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - هو ابن المديني - وسئل عن عبد الرحمن
ابن زياد بن أنعم فقال: - كان أصحابنا يضعفونه، وأنكر أصحابنا عليه أحاديث تفرد
بها لا تعرف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: قيل له - يعني لأبي عبد الله أحمد
ابن حنبل - يروى عن الأفريقي؟ قال: لا، هو منكر الحديث. وقد دخل على أبي
جعفر فتكلم بكلام حسن، فقال له وأحسن ووعظه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سأل محمد بن عبدوس يحيى بن معين
عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؟ فقال: هو ضعيف، ويكتب حديثه. وإنما أنكر عليه
الأحاديث الغرائب التي كان يجيء بها.
214

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن الأفريقي - أعني عبد الرحمن - فقال: ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن
أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن الأفريقي فقال: ضعيف - يعني عبد الرحمن
ابن زياد بن أنعم -.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: عبد
الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ليس به بأس، وفيه ضعف، وهو أحب إلى من أبي
بكر بن أبي مريم الغساني.
أخبرني السكري، أخبرنا الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا
المفضل بن غسان الغلابي قال: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم يضعفونه، ويكتب
حديثه.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - أخبرنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن
عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم غير محمود في الحديث وكان صارما خشنا.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: عبد الرحمن بن زياد
ابن أنعم الأفريقي ضعيف، وهو ثقة صدوق، رجل صالح.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن عبد الرحمن بن زياد فقال:
منكر الحديث، ولكنه كان رجلا صالحا.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن محمد بن
داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الرحمن بن زياد
ابن أنعم الأفريقي متروك.
215

أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الأيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
كان يكون بأفريقية، فيه ضعف، وكان عبد الله بن وهب يطري الأفريقي، وكان
أحمد بن صالح يقول: هو ثقة، وينكر علي من تكلم فيه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، روى عنه الثوري،
ويقال عن المقرئ. مات سنة ست وخمسين ومائة.
5355 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، المسعودي
الهذلي:
سمع القاسم بن عبد الرحمن، وأبا حصن عثمان بن عاصم، وسلمة بن كهيل،
وعاصم بن بهدلة، وإبراهيم السكسكي، وأبا إسحاق الشيباني، وجامع بن شداد،
وموسى الجهني، وأبا عون الثقفي، وعبد الرحمن بن الأسود. روى عنه سفيان
الثوري، وشعبة، وابن عيينة، ووكيع، وأبو نعيم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة،
وأبو عبادة، وأبو داود الطيالسي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعاصم بن علي
وعلي بن الجعد. وكان المسعودي من أهل الكوفة، وقدم بغداد وحدث بها، وبها
كانت وفاته.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
قرأت بخط محمد بن يحيى - يعني الذهلي - قلت لأبي الوليد سمع عبد الرحمن بن
عبد الله المسعودي بمكة شيئا يسيرا؟ قال: نعم! قلت: وأبو داود سمع منه ببغداد؟
قال: نعم! قلت: وكم كان بين قدومه مكة وبغداد؟ قال: أكثر من سنة وسنتين.
216

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل قالا: أخبرنا
محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي
يقول: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديم، وأبو نعيم أيضا، وإنما اختلط
المسعودي ببغداد. ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي الحسين بن مظفر - وأنا أسمع - حدثكم عمر
ابن أحمد بن إبراهيم بن منصور، حدثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم، حدثنا مثنى بن
معاذ العنبري، حدثنا أبي قال: رأيت شعبة ببغداد يسأل عن منزل المسعودي، قلت: يا
أبا بسطام ما تريد منه؟ قال: أريد أن أسأله عن حديث أبي فاختة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز
قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: قرأت في كتاب علي بن المديني: سمعت
معاذ بن معاذ قال: قلت لشعبة: تنهى الناس عن الحسن بن عمارة وتأمرنا بالمسعودي
وقد قدم في البيعة مرتين؟! قال: أنت هاهنا بعد. قال معاذ: وقدم علينا المسعودي
مرتين يملي علينا إملاء، ثم لقيته ببغداد سنة أربع وخمسين وما أنكر منه قليلا ولا
كثيرا، وجعل يملي علي، ثم ذكر بعد ذلك شيئا أنكره على المسعودي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: خرج المسعودي فرأى
جماعة، فقال: أنا أريد أن أحدث هؤلاء كلهم، يجيء واحد واحد فأقرأ عليه. قال أبو
داود: وقد روى شعبة عن المسعودي، وروى عنه سفيان الثوري.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي
قال: سمعت يحيى يقول: رأيت المسعودي سنة رآه عبد الرحمن بن مهدي فلم
أكلمه.
وقال أبو حفص: سمعت معاذ بن معاذ يقول: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين
يطالع الكتاب - يعني أنه قد تغير حفظه -.
217

قال: وسمعت أبا قتيبة يقول: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين، وكتبت عنه
وهو صحيح، ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في أذنه، وأبو داود يكتب عنه،
فقلت له: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي؟!
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان المجاشي، حدثنا هيثم بن
خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود قال: وقع رجل في
المسعودي عند شعبة فقال: اسكت فإنه صدوق.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو
بكر الحميدي، حدثنا سفيان قال: قال مسعر: ليس أحد أعلم بحديث ابن مسعود من
المسعودي.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: وسمعت أبا عبد الله
يسأل عن أبي عميس، والمسعودي عبد الرحمن، أيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما
ثقة، المسعودي عبد الرحمن أكثرهما حديثا. ثم قال: حديث عبد الرحمن كثير،
قلت: هو أخوه؟ فقال: نعم هو أخوه، قلت له: هما من ولد عبد الله بن مسعود أو
من ولد عتبة؟ فقال لي: هما من ولد عبد الله بن مسعود: قال أبو عبد الله: أبو
العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود: قيل لأبي عبد الله: ابن عتبة
ابن مسعود، أو ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود؟ فقال ابن عتبة بن عبد الله بن
مسعود. قال أبو عبد الله: قال إنسان للمسعودي: إنك من ولد عتبة بن مسعود؟
فغضب وقال: لا أنا من ولد عبد الله بن مسعود. قلت: لأبي عبد الله: من حدثك
هذا؟ فقال: سمعته ولا أدري ممن.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا الفضل - يعني
ابن زياد - قال: سئل أحمد بن محمد بن حنبل: المسعودي أحب إليك أو أبو
عميس؟ قال: ما فيهما إلا ثقة، فقال له الهيثم بن خارجة: أيهما أكثر عندك؟ فقال:
كان المسعودي أكثرهما حديثا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا يعقوب بن إسحاق أبو
عوانة الإسفراييني، حدثنا الميموني قال: قال أبو عبد الله: المسعودي صالح الحديث
ومن أخذ عنه أولا فهو صالح الأخذ.
218

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال:
سمعت أبا عبد الله أحمد يقول: سماع عاصم وأبي النضر وهؤلاء من المسعودي بعد
ما اختلط، إلا أنهم احتملوا السماع منه فسمعوا.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: وسألته - يعني
أباه - عن المسعودي فقال: ثقة، وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة
وسلمة ويصحح فيما روى عن القاسم ومعن.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن المسعودي فقال: ثقة يكتب حديثه، قال يحيى: من سمع من
المسعودي في زمان أبي جعفر فهو صحيح السماع، ومن سمع منه في زمان المهدي
فليس سماعه بشئ.
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي أبا سعيد يقول: قلت
ليحيى بن معين، فالمسعودي كيف حديثه؟ فقال: هو ثقة. قلت: هو أحب إليك أو
مسعر؟ فقال: ثقة ثقة. قال أبو سعيد: مسعر أتقن من المسعودي، والمسعودي ثقة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين، ومحمد بن عبدوس يسأله عن
المسعودي فقال: كان ثقة، وكان يغلط فيما كان يحدث عن عاصم بن بهدلة وسلمة،
وكان صحيح الرواية فيما حدث به عن القاسم ومعن.
أخبرني السكري، أخبرنا الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن
الغلابي عن يحيى بن معين قال: المسعودي ثقة، ويغلط في حديث عاصم بن بهدلة
وسلمة بن كهيل، ويصحح ما روى عن القاسم ومعن.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
المسعودي أحاديثه عن الأعمش مقلوبة، وعن عبد الملك بن عمير أيضا، وحديثه عن
219

عون وعن القاسم صحاح، وأما عن أبي حصين وعاصم فليس بشئ، إنما أحاديثه
الصحاح عن القاسم وعن عون.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن المسعودي فقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني، حدثنا ابن خميرويه الهروي، حدثنا الحسين بن إدريس قال: قال
ابن عمار: المسعودي من قبل أن يختلط كان ثبتا، ومن سمع منه ببغداد فسماعه
ضعيف.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وعبد الرحمن المسعودي كوفي ثقة، إلا أنه تغير بأخرة، ومن سمع منه قديما فهو
أصلح.
أخبرنا الأزهري والجوهري قالا: حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
معروف الخشاب، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: المسعودي
اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي، مات ببغداد،
وكان ثقة كثير الحديث إلا أنه اختلط في آخر عمره، زاد الأزهري ورواية المتقدمين
عنه صحيحة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: المسعودي ثقة صدوق، وقد
كان تغير بأخرة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: المسعودي
صدوق اختلط بأخرة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب قال: قال سليمان بن
حرب: ومات المسعودي سنة ستين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثني أبو عبد الله قال:
مات المسعودي سنة ستين ومائة.
220

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال:
مات المسعودي سنة خمس وستين.
5356 - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، الشامي الدمشقي:
سمع أباه، ونافعا مولى عبد الله بن عمر، وعمرو بن دينار، وعبدة بن أبي لبابة،
وعبد الله بن الفضل الهاشمي، وحسان بن عطية، وعمير بن هانئ، ويحيى بن
الحارث، وزيد بن أبي أنيسة. حدث عنه بقية بن الوليد، ويحيى بن حمزة الدمشقي،
والوليد بن مسلم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعلي بن عياش الحمصي، وقدم
بغداد وحدث بها فروى عنه من ساكنيها أبو النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن
صالح بن مسلم العجلي، وعاصم بن علي، وكان ابن ثوبان ممن يذكر بالزهد
والعبادة، والصدق في الرواية.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أحمد بن
خليل البرجلاني، حدثنا أبو النضر، حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير
ابن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمران
بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح
القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال " ثم ضرب بيده على فخذ الذي
حدثه ثم قال: " إن هذا لحق كما أنك هاهنا - أو كما أنك قاعد - " يعني معاذا.
أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول:
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان كان فيه سلامة، وكان مجاب الدعوة، وليس به
221

بأس، وكان أبوه وصى مكحول، وكان عبد الرحمن على المظالم ببغداد، ولاه ابن
أبي جعفر - يعني المهدي -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قدم إلى بغداد، وكتب أصحابنا عنه ببغداد.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن الصيرفي أنه
سمعه من أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم وذهب أصله به.
ثم أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي - قراءة - حدثنا عثمان بن محمد بن أحمد
المخرمي، أخبرني الأصم أن العباس بن محمد حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: ابن ثوبان أصله خراساني نزل الشام، وما ذكره إلا بخير.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي، حدثني عباس قال: سمعت يحيى يقول: عبد الرحمن بن
ثابت بن ثوبان ليس به بأس، وقال: مات ابن ثوبان ببغداد.
أخبرنا أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول:
سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن عبد
الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال: عبد الرحمن ضعيف، وأبوه ثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله قال: عبد الرحمن
ابن ثابت بن ثوبان، قال يحيى بن معين: هو ضعيف. فقلت: يكتب حديثه؟ قال: نعم
على ضعفه، وكان رجلا صالحا، وأبوه ثابت روى عن مكحول ثقة لا بأس به.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن ثوبان
ضعيف كان ها هنا ببغداد.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان رجل شامي اختلف
أصحابنا فيه، فأما يحيى بن معين فكان يضعفه، وأما علي بن المديني فكان حسن
الرأي فيه. وكان ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به، استعمله أبو جعفر والمهدي بعده
على بيت المال، وقد حمل الناس عنه.
222

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وحديث الشاميين كلهم ضعيف إلا
نفرا، منهم الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وذكر قوما.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شامي لا بأس به.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ليس بالقوي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الرحمن
ابن ثابت بن ثوبان دمشقي، روى عنه أبو نعيم. في حديثه لين.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: قلت: لعبد الرحمن بن إبراهيم: فما
تقول في ابن ثوبان؟ قال: ثقة.
قال أبو زرعة: وقال أبو مسهر: نعى إلينا ابن ثوبان بحضرة ابن زبر وسعيد بن عبد
العزيز، فاسترجع سعيد بن عبد العزيز. قال: وسمعت أبا مسهر يقول: مات سعيد بن
عبد العزيز سنة سبع وستين ومائة.
5357 - عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة
الغسيل، الأنصاري المديني:
رأى سهل بن سعد الساعدي، وأنس بن مالك. وسمع عكرمة مولى ابن عباس،
وعاصم بن عمر بن قتادة، وحمزة بن أسيد الساعدي، وسعد بن المنذر. روى عنه أبو
نعيم الفضل بن دكين، وأبو غسان مالك بن إسماعيل، وأبو أحمد الزبيري، والحسين
ابن الوليد النيسابوري، وأبو الوليد الطيالسي، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد فيما
ذكر يحيى بن معين وسكن الكوفة.
223

أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن
الغسيل كان مدينيا، قدم الكوفة، وقدم بغداد.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الخليل الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الرحمن
ابن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب، كان
قد أتى الكوفة وأقام بها وروى عنه الكوفيون.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: عبد الرحمن بن الغسيل ثقة، وقال مرة أخرى: عبد الرحمن بن الغسيل
ليس به بأس.
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت
عثمان بن سعيد يقول: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن عبد الرحمن بن الغسيل
فقال: صويلح.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب
النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن الغسيل ليس بالقوي.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد الرحمن بن سليمان بن
الغسيل ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله الحضرمي قال: مات حبان بن علي العنزي سنة إحدى وسبعين ومائة، ومات
عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل في اليوم الذي مات فيه حبان بن علي.
224

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن سليمان بن
الغسيل مدني مات في سنة إحدى وسبعين ومائة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه - حدثنا
أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو حسان
الزيادي قال: سنة اثنتين وسبعين ومائة، فيها مات عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل
الكوفي.
5358 - عبد الرحمن بن أبي الموال - ويقال: ابن زيد بن أبي الموال -
أبو محمد المدني، مولى علي بن أبي طالب - وقيل: مولى أبي رافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم -.
حدث عن محمد بن كعب القرظي، والحسن بن محمد بن علي، ومحمد بن
المنكدر، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم. روى عنه سفيان الثوري، وعبد الله بن
المبارك، ومعن بن عيسى، وأبو عامر العقدي، وعبد الله بن سلمة القعنبي،
وعبد العزيز الأويسي، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وقتيبة بن سعيد، ومنصور بن أبي
مزاحم.
وكان قد حمل من المدينة إلى بغداد هو ومحمد بن عبد الله الديباج
وبعض الطالبيين ببغداد، وقيل: بل حسبوا بالهاشمية ولم يدخلوا بغداد، فالله
أعلم.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا منصور بن سلمة، حدثنا
عبد الرحمن بن أبي الموالي، أخبرني نافع عن ثابت عن عبد الله بن الزبير قال: كان
225

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء ركع أربع ركعات، وأوتر بسجدة، ثم نام حتى يصلي
بعد صلاته بالليل.
حدثت عن عبيد الله بن عثمان الدقاق قال: أخبرنا الحسن بن يوسف الصيرفي،
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرني حرب بن إسماعيل قال:
قال أحمد: يعني أحمد بن حنبل - كان ابن أبي الموالي عندنا محبوسا في المطبق. ثم
خلى عنه ورجع إلى المدينة.
قال الخلال: وأخبرني زكريا بن يحيى، حدثنا أبو طالب أن أبا عبد الله قال: عبد
الرحمن بن أبي الموالى من أهل المدينة ثقة، كان قد حبس هاهنا من أجل مواليه
العلوية ثم خلى سبيله، رجع كما هو إلى المدينة.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: عبد الرحمن بن أبي الموالي ثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال: ابن أبي
الموالي ثقة مولى بني هاشم.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر -
أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو محمد
عبد الرحمن بن أبي الموالي - وقيل هو ابن زيد بن أبي الموالي - مدني ليس به
بأس.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: أخبرنا
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الرحمن
ابن أبي الموالي مدني صدوق.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن أبي الموالي
مات في سنة ثلاث وسبعين ومائة.
226

5359 - عبد الرحمن بن أبي الزناد، واسم أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان،
مولى آل عثمان بن عفان - ويقال: مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة - ويكنى عبد
الرحمن: أبا محمد:
سمع أباه، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة. روى عنه عبد الملك بن جريج،
والوليد بن مسلم، وعبد الله بن وهب، وسريج بن النعمان، وسليمان بن داود
الهاشمي، وداود بن عمرو الضبي، وغيرهم.
وهو من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل إلى بغداد فسكنها وحدث بها إلى حين
وفاته.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، أخبرني مصعب قال: كان أبو الزناد أحسب أهل
المدينة وابنه وابن ابنه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
محمد بن يحيى، حدثنا ابن أبي مريم عن خاله موسى بن سلمة قال: قدمت المدينة
فأتيت مالك بن أنس فقلت له: إني قدمت لأسمع العلم، وأسمع ممن تأمرني به فقال:
عليك بابن أبي الزناد.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي. وأخبرنا عبد الغفار بن محمد
المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث،
حدثنا أبي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أثبت الناس في هشام بن عروة، عبد
الرحمن بن أبي الزناد.
227

أخبرني السكري، أخبرنا الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن
الغلابي، عن يحيى بن معين قال: ابن أبي الزناد ضعيف.
أخبرنا يوسف بن رباح، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدثنا أبو
بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين، أن عبد الرحمن بن أبي
الزناد ضعيف.
قرأت علي البرقاني عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي الزناد ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث، ليس
بشئ.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - وهو ابن المديني - وذكر له عبد الرحمن
ابن أبي الزناد فقال: كان عند أصحابنا ضعيفا.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، أخبرنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا يعقوب، حدثنا جدي قال: فأما عبد الرحمن بن أبي الزناد ففي
حديثه ضعف.
سمعت علي بن المديني يقول: حديثه بالمدينة حديث مقارب، وما حدث به
بالعراق فهو مضطرب. قال علي: وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود
الهاشمي فرأيتها مقاربة.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول:
ما حدث عبد الرحمن بن أبي الزناد بالمدينة فهو صحيح، وما حدث به ببغداد أفسده
البغداديون. ورأيت عبد الرحمن خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد،
وكان يقول في حديث عن مشيختهم ولقنه البغداديون عن فقهائهم، وعدهم فلان
وفلان وفلان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه
228

ضعف، وما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد، وكان عبد الرحمن - يعني ابن
مهدي - يخط على حديثه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن عبد الرحمن بن أبي الزناد.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد قدم بغداد
في حاجة له فسمع منه البغداديون، وكان كثير الحديث، وكان يضعف لروايته عن
أبيه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران قال: قرأت على أبي الحسين محمد بن أبي طالب بن
علي - فأقر به - قال: سألت أبا علي صالح بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد
فقال: قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره. وتكلم فيه مالك بن أنس بسبب روايته
كتاب السبعة عن أبيه وقال: أين كنا نحن من هذا؟!
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف.
وأخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه
ضعف، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت محمد بن المثني قال: مات سلام بن أبي مطيع وعبد الرحمن بن أبي الزناد
سنة أربع وسبعين ومائة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الرحمن
ابن أبي الزناد مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، ويكنى أبا محمد، وكان يفتي، مات
ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
229

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، أخبرنا محمد بن سعد قال: مات عبد الرحمن بن أبي الزناد ببغداد،
ودفن في مقابر باب التبن.
5360 - عبد الرحمن بن عامر، أبو الأسود مولى بني هاشم:
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن بيان بن بشر الأحمسي، وعاصم بن بهدلة. روى
عنه الهيثم بن خارجة.
حدثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أحمد بن علي
الخراز، حدثنا الهيثم بن خارجة - أبو أحمد - حدثنا عبد الرحمن بن عامر - أبو
الأسود مولى بني هاشم - عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن حذيفة
قال: رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تباشير السرور. فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا اليوم
في وجهك تباشير السرور. فقال: " ومالي لا أسر وقد أتاني جبريل فبشرني أن حسنا
وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما ".
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن خلف وكيع، حدثني
الفضل بن الحسن المصري، حدثني الهيثم بن خارجة، حدثنا أبو الأسود عبد الرحمن
ابن عامر كوفي قدم علينا مع عيسى بن موسى.
5361 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن
الخطاب، أبو القاسم القرشي ثم العدوي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعمه عبيد الله
ابن عمر، وعن سهيل بن أبي صالح. روى عنه سعد بن عبد الحميد بن جعفر،
وأحمد بن حاتم الطويل، وسعد بن زنبور وسريج بن يونس، ومحمد بن الصباح
الجرجرائي، والحسن بن عرفة.
230

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الديباجي وأبو الحسن
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق التاني، وأبو الحسين محمد بن الحسين
ابن محمد بن الفضل القطان، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري،
وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قالوا: أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، أخبرنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله
العمري عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتيت في المنام بعس
مملوء لبنا فشربت منه حتى امتلأت، فرأيته يجري في عروقي، ففضلت فضلة فأخذها
عمر بن الخطاب فشربها، أولوا " قالوا: هذا علم آتاكه الله، حتى إذا امتلأت فضلت
منه فضلة فأخذها عمر بن الخطاب. قال: " أصبتم ".
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز - فيما أجاز لنا - حدثنا محمد بن عمر بن
سلم الحافظ قال: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري، قالوا: كان ينزل سوق
العطش.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال أبو عبد الله
- يعني أحمد بن حنبل -: وأما عبد الرحمن بن عبد الله العمري فليس حديثه بشئ،
هذا قد كنا كتبنا عنه ثم تركناه، ليس هو بشئ.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد - إجازة -.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر
ابن حفص بن عاصم بن عمر كان ولى قضاء المدينة، حرقت حديثه منذ دهر، ليس
بشئ، حديثه أحاديث مناكير، كان كذابا.
231

أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى: القاسم بن عبد الله بن عمر، وأخوه
عبد الرحمن العمري، ضعيفان.
حدثنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم بن
عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ليسا بشئ.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: أيوب بن سيار، والقاسم بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عبد الله
ابن عمر، ليسوا بشئ.
وقال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: عبد الرحمن بن عبد الله العمري
ضعيف، وقد سمعت منه - وكان يجلس في المسجد - يقول: حدثني أبي وعمي عبيد
الله بن عمر، سواء بسواء، ومثلا بمثل، هو الذي يروي عنه أحمد بن حاتم الطويل
حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الطويل.
قلت: والحديث الذي أشار إليه يحيى قد رواه عن عبد الرحمن غير أحمد بن حاتم.
وأخبرناه محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا
محمد بن موسى بن حماد البربري، حدثنا سعد بن زنبور، حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة - المعنى واحد - قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " كلم الله البحر الشامي فقال: يا بحر ألم أخلقك وأحسنت خلقك،
وأكثرت فيك من الماء؟ قال: بلى يا رب، قال: فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادي
يهللوني، ويحمدوني، ويسبحوني، ويكبروني؟ قال: أغرقهم، قال: فإني جاعل بأسك
في نواحيك وحاملهم على يدي، قال: ثم كلم الله البحر الهندي، فقال: يا بحر ألم
أخلقك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء؟ قال: بلى يا رب، قال: فكيف تصنع
إذا حملت فيك عبادي يهللوني، ويسبحوني، ويحمدوني، ويكبروني؟ قال: أهللك
معهم، وأسبحك معهم، وأكبرك معهم، وأحملهم بين ظهري وبطني، قال: فآتاه الله
الحلية والصيد والطيب ".
232

هكذا رواه عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن سهيل، وتابعه أبو عبيد الله أحمد
ابن عبد الرحمن بن وهب فرواه عن عمه عبد الله بن وهب عن عبد العزيز بن محمد
الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب الأحبار
وخالفهما خالد بن عبد الله الواسطي، فرواه عن سهيل عن النعمان بن أبي عياش
الزرقي عن عبد الله بن عمرو موقوفا لم يجاوزه، ورفعه غير ثابت.
أما حديث ابن أخي عبد الله بن وهب: فأنبأناه أبو بشر محمد بن عمر بن إبراهيم
الوكيل، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي، حدثني الدراوردي
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى
كلم البحرين فقال للبحر الذي بالشام: يا بحر إني قد خلقتك وأكثرت فيك من الماء
وحامل فيك عبادي يسبحوني ويحمدوني، ويهللوني ويكبروني، فما أنت صانع بهم؟
قال: أغرقهم، فقال الله: فإني أحملهم على ظهرك وأجعل بأسك في نواحيك، وقال
للبحر الذي باليمن مثل ذلك فما أنت صانع بهم؟ قال: أسبحك وأحمدك وأهللك
معهم، وأكبرك معهم، وأحملهم في بطني وبين أضلاعي، قال الله: فإني أفضلك على
البحر الآخر بالحلية والطيب ".
وأما حديث خالد بن خداش عن الدراوردي: فأخبرناه علي بن محمد بن عبد الله
المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي
الدنيا، حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل
عن أبي صالح عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب الأحبار قال: " إن
الله تعالى أوحى إلى البحر الغربي حين خلقه قد خلقتك فأحسنت خلقك، فأكثرت
فيك من الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، ويسبحوني، ويهللوني،
ويقدسوني، فكيف تفعل بهم؟ قال: أغرقهم، قال الله فإني أحماهم على كفي، وأجعل
بأسك في نواحيك، ثم قال للبحر الشرقي: قد خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت
فيك من الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، ويهللوني، ويسبحوني، فكيف
أنت فاعل بهم؟ قال: أكبرك معهم، وأهللك معهم، وأحمدك معهم، وأحملهم بين
ظهري وبطني، فأعطاه الله الحلية والصيد والطيب ".
233

وأما حديث خالد بن عبد الله الواسطي عن سهيل: فأخبرناه محمد بن الحسين
القطان والحسن بن أبي بكر بن شاذان قالا: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد بن
علي بن زيد الصائغ أن سعيد بن منصور حدثهم قال: حدثنا خالد بن عبد الله عن
سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش الزرقي عن عبد الله بن عمرو قال:
" كلم الله هذا البحر الغربي فقال: يا بحر إني خلقتك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك
من الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، ويحمدوني، ويسبحوني، ويهللوني،
فكيف أنت فاعل بهم؟ قال: أغرقهم، قال: بأسك في نواحيك، وأحملهم على يدي.
وكلم الله هذا البحر الشرقي فقال: يا بحر إني خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت
فيك من الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، ويحمدوني، ويسبحوني،
ويهللوني فكيف أنت فاعل بنهم؟ قال إذا أسبحك معهم، وأهللك معهم، وأحملهم
بين ظهري وبطني، فآتاه الله الحلية والصيد ".
حدثنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن عبد
الرحمن بن عبد الله العمري فقال: لا يكتب حديثه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري متروك
الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري أبو القاسم
ليس بقوي، يتكلمون فيه، مات سنة ست وثمانين.
أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا محمد بن عيسى بن ديزك البروجردي،
حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي قال: قال أبو مصعب: وهلك عبد الرحمن
ابن عبد الله بن عمر في صفر سنة ست وثمانين - يعني ومائة -.
5362 - عبد الرحمن بن مالك بن مغول، أبو زكريا الكوفي:
حدث ببغداد عن أبيه، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر العمري، وعطاء بن
234

عجلان، وسعيد بن سلمة الهمداني، وسليمان الأعمش، وغيرهم. روى عنه داود بن
مهران الدباغ وأبو إبراهيم الترجماني، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن معاوية بن
مالج.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا الحسين بن هارون الضبي، حدثنا محمد
ابن عمر الحافظ قال: عبد الرحمن بن مالك بن مغول قالوا: كان ببغداد، وبها كتبت
عنه هذه الجماعة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن راشد، حدثنا داود بن مهران، أخبرنا عبد الرحمن بن
مالك بن مغول عن أشعث عن ابن سيرين عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين مكة والمدينة ركعتين لا يخاف إلا الله عز وجل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عبد الخالق بن الحسن المعدل - إملاء - قال:
حدثني أبو حفص عمر بن أيوب بن إسماعيل بن مالك السقطي، حدثنا محمد بن
معاوية الأنماطي، حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن، ولا يحبهما
منافق ".
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: أبو زكريا
عبد الرحمن بن مالك بن مغول - وقد رأيته ههنا - ليس هو بشئ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد
الرحمن بن مالك بن مغول قد رأيته وليس بثقة، هو أبو أبي بهز، ومالك بن مغول،
جد أبي بهز.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن مالك بن مغول كذاب.
235

أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى: لم يكن ابن مالك بن مغول ثقة، قد
رأيته.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سألت أبا زرعة - يعني الرازي - قلت:
عبد الرحمن بن مالك بن مغول؟ قال: ليس بالقوي.
قال أبو زرعة: قال أحمد بن حنبل: مزقنا أحاديثه.
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، أخبرنا أبي، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا
حسين بن إدريس قال: قال محمد بن عمار الموصلي: كان عبد الرحمن بن مالك بن
مغول كذابا أفاكا، لا يشك فيه أحد.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى
العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد الرحمن بن مالك بن مغول
ضعيف الأمر جدا.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول فقال: آية من الآيات
كذاب. وسئل عنه مرة أخرى فقال: كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن مالك بن مغول ليس بثقة.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني
قال: عبد الرحمن بن مالك بن مغول متروك.
5363 - عبد الرحمن بن هشام المدائني:
روى عن المهدي أمير المؤمنين حديثا مسندا، حدث به عنه أحمد بن هشام بن
بهرام المدائني.
236

أخبرنا محمد بن الحسين بن حمدون القاضي - ببعقوبا - أخبرنا عبد الله بن أحمد
ابن علي المقرئ، حدثنا محمد بن مخلد بن حفص، حدثنا يحيى بن محمد أبو
القاسم القرشي، حدثنا أحمد بن هشام، حدثنا عبد الرحمن بن هشام - من أهل
المدائن ثقة - قال: سمعت المهدي يخطب قال: حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن أبي
نضرة عن أبي سعيد قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر حفظها من حفظها،
ونسيها من نسيها. فقال: " إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر
كيف تعملون. ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات
شتى، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا " وذكر الحديث.
5364 - عبد الرحمن بن مسهر بن عمرو - وقيل: بن عمير - بن عصم بن
خصبة - ويقال: حصبة، ويقال: حصنة - بن عبد الله بن مرة بن ربيعة بن جارية بن
سمي بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر،
أبو الهيثم الكوفي أخو علي بن مسهر:
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول: كذا نسبه ابن أبي خيثمة فيما حدثونا عنه.
حدث عن هشام بن عروة، وأشعث بن سوار، وعمرو بن شمر. روى عنه يحيى
ابن أيوب العابد، وصرد بن حماد الصيرفي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وعبد الله
ابن أيوب المخرمي، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد وحدث بها.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، حدثنا
محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت الحسين بن أبي زيد يقول: سمعت من عبد
الرحمن بن مسهر - ينتقى - سنة تسعين ومائة عند علي بن عاصم.
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، حدثنا عبد الله بن
محمد بن جعفر، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدثنا
حسان بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن بن مسهر بن عمرو بن شمر عن جابر، وعن
عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر يوم عرفة، [من] صلاة
الغداة إلى صلاة العصر من أيام التشريق.
237

قال يحيى بن أيوب: وحدثني عبد الرحمن بن مسهر بهذا الإسناد نحوه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عبد الرحمن بن مسهر
فقال: هو أخو علي بن مسهر، وهو قاضي جبل الذي قال نعم القاضي قاضي جبل!!
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
الصولي قال: عبد الرحمن بن مسهر أخو علي بن مسهر هو الذي قيل له نعم القاضي
قاضي جبل، وذلك أنه أثنى على نفسه عند هارون.
أخبرني الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا أبو الفرج علي بن
الحسين الأصبهاني أخبرني جعفر بن قدامة، حدثني محمد بن يزيد الضرير، حدثني
عبد الرحمن بن مسهر قال: ولأبي أبو يوسف القاضي القضاء بجبل، وبلغني أن
الرشيد ينحدر إلى البصرة، فسألت أهل جبل أن يثنوا على فوعدوني أن يفعلوا ذلك
إذا انحدر، فلما قرب منا سألتهم الحضور فلم يفعلوا وتفرقوا، فلما آيسوني من
أنفسهم سرحت لحيتي وخرجت فوقفت له فوافى وأبو يوسف معه في الحراقة فقلت
يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل قد عدل فينا وفعل وصنع، وجعلت أثني على
نفسي، ورآني أبو يوسف فطأطأ رأسه وضحك فقال له هارون: مم ضحكت؟ قال:
إن المثنى على القاضي هو القاضي!! فضحك هارون حتى فحص رجليه، وقال هذا
الشيخ سخيف سفلة فأعزله فعزلني فلما رجع جعلت أختلف إليه وأسأله أن يوليني
قضاء ناحية أخرى فلم يفعل. فحدثت الناس عن مجالد عن الشعبي أن كنية الدجال
أبو يوسف وبلغه ذلك فقال: هذه بتلك فحسبك وصر إلى حتى أوليك ناحية أخرى،
ففعل وأمسكت عنه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا بن
أبي خيثمة قال: سمعت يحيى يقول: عبد الرحمن بن مسهر ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو قال: مر أبو زرعة بحديث لعبد الرحمن بن مسهر أخي
علي بن مسهر فأمرنا أن نضرب عليه، وقال: مثل عبد الرحمن يحدث عنه؟!
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن مسهر متروك الحديث.
238

5365 - عبد الرحمن بياع الهروي:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد
ابن سعيد السوسي، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا
عبد الرحمن بياع الهروي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أكل مع القوم كان آخرهم أكلا.
قلت ليحيى: من بياع الهروي؟ فقال: كان ببغداد.
5366 - عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن، أبو سعيد
العنبري. وقيل: مولى الأزد صاحب اللؤلؤ:
سمع الثوري، ومالكا، وشعبة، وعبد العزيز الماجشون، وإسرائيل بن يونس
المسعودي، والحمادين، وهمام بن يحيى، ووهيبا، وأبا عوانة، وزهير بن معاوية،
وزائدة، وعمر بن ذر، وإبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة،
ويزيد بن زريع. روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعلي بن المديني،
وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو عبيد، وإسحاق بن راهويه،
وأبو ثور الكلبي، وعبد الله وعثمان ابنا أبي شيبة، وعبيد الله القواريري، في
آخرين.
وهو بصري قدم بغداد وحدث بها، وكان من الربانيين في العلم، وأحد المذكورين
بالحفظ، وممن برع في معرفة الأثر، وطرق الروايات، وأحوال الشيوخ.
239

حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي قال: ولد عبد الرحمن بن مهدي سنة خمس
وثلاثين ومائة.
قال حنبل: وسمعت أبا عبد الله يقول: ولد عبد الرحمن بن مهدي في سنة خمس
وثلاثين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا محمد بن يونس قال: سمعت أبا عامر العقدي يقول: أنا كنت سبب عبد
الرحمن بن مهدي في الحديث، كان يتبع القصاص، فقلت له لا يحصل في يدك من
هؤلاء شئ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: قدم علينا ابن مهدي بغداد وهو ابن
خمس - أو ست - وأربعين وقد خضب.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم
ابن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال:
سمعت أبا عبد الله يقول: قدم علينا عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمانين، وأبو بكر
ههنا - يعني ابن عياش - وقد خضب وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكنت أراه في
مسجد الجامع، ثم قدم بعد فأتيناه ولزمناه، وكتبت عنه ههنا نحوا من ستمائة
سبعمائة، وكان في سنة ثمانين يختلف إلى أبي بكر بن عياش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن عمر،
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، أخبرني محمود بن آدم - فيما كتب إلي - قال:
سمعت صدقة بن الفضل قال: أتيت يحيى بن سعيد القطان أسأله عن شئ من
الحديث فقال لي: الزم عبد الرحمن بن مهدي، وأفادني عنه أحاديث، فسألت
عبد الرحمن بن مهدي عنها فحدثني بها.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أخبرنا محمد بن
جعفر الراشدي.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله
240

يسأل عن عبد الرحمن بن مهدي أكان كثير الحديث؟ فقال: قد سمع ولم يكن بذاك
الكثير جدا، كان الغالب عليه حديث سفيان، وكان يشتهي أن يسأل عن غيره من
كثرة ما يسأل عنه، فقيل له: ما كان يتفقه؟ قال: كان يتوسع في الفقه، كان أوسع
فيه من يحيى، كان يحيى يميل إلى قول الكوفيين، وكان عبد الرحمن يذهب إلى
بعض مذاهب الحديث، وإلى رأي المدينيين. فذكر لأبي عبد الله عن إنسان أنه يحكى
عنه القدر. قال: ويحل له أن يقول هذا، هو سمع هذا منه؟ ثم قال: يجيء إلى إمام من
أئمة المسلمين يتكلم فيه! وقيل لأبي عبد الله كان عبد الرحمن حافظا؟ فقال:
حافظا، وكان يتوقى كثيرا، كان يحب أن يحدث باللفظ.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: قال أبو عبد الله: ما
رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد، وبعده عبد الرحمن أفقه الرجلين.
أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - بحلوان - أخبرنا محمد الفضل عن
محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري - بها - قال: سمعت أبا العباس محمد بن
إسحاق السراج يقول: سمعت المهنى بن يحيى يقول: سألت أحمد بن حنبل
أيهما أفقه عبد الرحمن بن مهدي، أو يحيى بن سعيد؟ فقال: عبد الرحمن بن
مهدي.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن
- هو ابن أبي حاتم - حدثنا أبي، قال: سمعت أبا الربيع الزهراني يقول: ما رأيت مثل
عبد الرحمن بن مهدي، ووصف عنه بصرا بالحديث.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي - وذكر عبد الرحمن بن مهدي - فقال: قال له رجل أيما أحب إليك،
يغفر الله لك ذنبا، أو تحفظ حديثا؟ فقال: أحفظ حديثا.
أخبرني أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: سمعت أبا الحسن هارون بن سليمان الأصبهاني يقول: سمعت
محمد بن النعمان بن عبد السلام يقول: قال معاذ بن معاذ: ليس بالبصرة أحد يصلح
للقضاء إلا رجل واحد، قلت: من هو؟ قال: عبد الرحمن بن مهدي، وله عيب،
قلت: ما هو قال ليس له عشيرة إن حكم على رجل من الكبار منعوه منه.
241

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني
محمد عبد الرحيم قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: لم يكن من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه، وقاموا بقوله في العفة إلا ثلاثة، زيد، وعبد
الله، وابن عباس، فأعلم الناس بزيد بن ثابت. وقوله! العشرة: سعيد بن المسيب، وأبو
سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير،
وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وأبان بن
عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وذكر آخر فكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم، ابن
شهاب، ثم بعده مالك بن أنس، ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، حدثني خالي أبو بكر محمد بن إسحاق
النعالي، حدثنا علي بن الحسن بن دليل، حدثنا أبو عبد الله المقدمي قال: حدثني أبي
قال: سمعت علي بن المديني يقول: إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن
مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه
أقصدهما، وكان في يحيى تشدد.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
الفقيه قال: سمعت يحيى بن محمد بن صاعد يقول: سمعت الأثرم يقول:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا حدث عبد الرحمن بن مهدي عن رجل فهو
حجة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن
أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: عبد الرحمن بن مهدي أثبت أصحاب حماد بن
زيد، وهو إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، وكان عرض حديثه
على سفيان الثوري.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسن بن
إدريس قال: قال ابن عمار: ابن مهدي، ووكيع، كلاهما عندي ثبت، ابن مهدي
حافظ وهو أبصر، ووكيع أفضل فضلا. قال ابن عمار: كان ابن مهدي أعلم
بالاختلاف من وكيع، وكان وكيع يذهب مذهب أهل الكوفة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: قال أبو عبد الله: إذا
اختلف وكيع وعبد الرحمن فعبد الرحمن أثبت، لأنه أقرب عهدا بالكتاب.
242

أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعا، أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن
سفيان النسوي قال: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن
الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اختلف عبد الرحمن بن مهدي
ووكيع بن الجراح في نحو من خمسين حديثا من حديث الثوري، فنظرنا فإذا عامة
الصواب في يد عبد الرحمن.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
الفضل بن زياد: وسألت أبا عبد الله قلت: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول
من نأخذ؟ قال: عبد الرحمن يوافق أكثر وبخاصة في سفيان، كان معنيا بحديث
سفيان.
أخبرنا ابن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا علي بن عبد الله
المديني قال: ما عندنا أثبت في سفيان بعد يحيى من عبد الرحمن.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن علي بن الهيثم المقرئ، حدثنا يزيد
البادا قال: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: قال لي يحيى بن سعيد: ما سمع
عبد الرحمن بن مهدي من سفيان عن الأعمش أحب إلي مما سمعت أنا من
الأعمش.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري - الخطيب بالدينور - أخبرنا
علي بن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي
ابن المديني: لم ير مثل يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن علي بن الهيثم، حدثنا يزيد البادا،
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: وقال رجل ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد إن فلانا يقول
إن عبد الرحمن كان سيئ الأخذ، كان يسمع من الشيخ والكتاب في كمه، فغضب
يحيى ثم قال: عبد الرحمن يسمع نائما أحب إلي من أن يملي على ذاك.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن،
حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان عبد الرحمن بن
مهدي أعلم الناس، قالها مرارا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، حدثني محمد بن عثمان بن أبي صفوان قال: سمعت علي بن المديني
243

يقول غير مرة: والله لو أخذت لحلفت بين الركن والمقام، لحلفت بالله أني لم أر
أحدا قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا إسماعيل بن إسحاق - هو القاضي - قال: سمعت علي بن المديني يقول: أعلم
الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. قال القاضي: وكان علي شديد التوقي،
فأضرم على عبد الرحمن، وكان عبد الرحمن يعرف حديثه وحديث غيره، قال:
وكان يذكر له الحديث عن الرجل فيقول خطأ، ثم يقول: ينبغي أن يكون أتى هذا
الشيخ من حديث كذا من وجه كذا، فنجده كما قال. قال: وقلت له: قد كتبت
حديث الأعمش - وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها - فقلت ومن يفيدنا عن
الأعمش؟ قال: فقال لي من يفيدك عن الأعمش؟ قلت: نعم! قال: فأطرق ثم ذكر
ثلاثين حديثا ليست عندي، قال: وتتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا
ولم أكتب حديثهم عن رجل، قال القاضي: أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي
الأسود.
أخبرني محمد بن أحمد بن علي الدقاق، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي
بالبصرة - أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، أخبرني أبي أن القاسم بن نصر
المخرمي حدثهم قال: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة فعنيت بحديث
الأعمش فجمعته، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن فسلمت عليه، فقال: هات
يا علي ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا، قال فغضب فقال: هذا
كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟ مثلك يتكلم بهذا؟ أمعك شئ
يكتب فيه؟ قلت نعم! قال أكتب، قلت ذاكرني فلعله عندي، قال أكتب لست أملى
عليك إلا ما ليس عندك، قال فأملى على ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا. ثم قال:
لا تعد، قلت لا أعود. قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب، فقال:
امض بنا إلى عبد الرحمن أفضحه اليوم في المناسك، قال علي: وكان سليمان من أعلم
أصحابنا بالحج، قال: فذهبنا فدخلنا عليه، فسلمنا وجلسنا بين يديه. فقال: هاتا ما
عندكما، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة، قال: نعم ما أحد يفيدنا في الحج شيئا،
فأقبل عليه بمثل ما أقبل علي، ثم قال: يا سليمان ما تقول في رجل قضى المناسك
كلها إلا الطواف بالبيت، فوقع على أهله؟ فاندفع سليمان فروى: يتفرقان حيث
244

اجتمعا، ويجتمعان حيث تفرقا قال: ارو ومتى يجتمعان، ومتى يفترقان؟ قال: فسكت
سليمان، فقال: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة،
في كل مسألة يروي الحديث والحديثين، ويقول سألت مالكا، وسألت سفيان، وعبيد
الله بن الحسن، قال فلما قمت قال: لا تعد ثانيا تقول مثلما قلت، فقمنا وخرجنا،
قال: فأقبل علي سليمان فقال: إيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟! كأنه كان
قاعدا معهم سمعت مالكا وسفيان وعبيد الله.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا علي بن أحمد
ابن النضر قال: قال علي بن المديني: كان يحيى بن سعيد أعلم بالرجال، وكان
عبد الرحمن أعلم بالحديث، قال علي: وما شبهت علم عبد الرحمن بالحديث إلا
كسحر.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، حدثنا ابن
أسيد، حدثنا علي بن أحمد بن النضر قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان علم
عبد الرحمن بن مهدي بالحديث كالسحر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا
دعلج بن أحمد، حدثنا - وفي حديث ابن الفضل أنبأنا - أحمد بن علي الأبار.
وأخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن علي بن سهل الإمام، حدثنا
أحمد بن علي الأبار، حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي، حدثنا نعيم بن حماد قال:
قلت لعبد الرحمن بن مهدي: كيف تعرف صحيح الحديث من غيره، وقال الرزاز من
خطئه؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي - بنيسابور -، حدثنا محمد بن أحمد بن
الغطريف العبدي، حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبد العزيز بن سلام، حدثنا
نعيم بن حماد قال: قيل لعبد الرحمن بن مهدي: كيف تعرف هؤلاء الرجال؟ قال:
كما يعرف الطبيب المجنون.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
عبد الرحمن بن أحمد القاضي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول:
سمعت محمد بن يحيى يقول: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتابا قط،
وكل ما سمعت منه سمعته حفظا.
245

وقال ابن نعيم: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ - وسئل عن سماع قتيبة بن
سعيد عن مالك - فقال: صالح، قيل له أيما أحب إليك، عبد الرحمن بن مهدي عن
مالك، أو روح بن عبادة عن مالك؟ فقال: عبد الرحمن إمام وهو أحب إلي من كل
أحد، فقيل له: إن عبد الرحمن عرض على مالك، وروح بن عبادة سمعه لفظا.
فقال: عرض عبد الرحمن أجل وأحب إلينا من سماع غيره.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي - قاضي مصر بمكة في
المسجد الحرام - حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال البغدادي - بمصر - حدثنا محمد
ابن مخلد، حدثنا محمد بن حسان الأزرق، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي الأزدي،
وكان قرة عين.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، حدثنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا أبو عبد
الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني - الشيخ الصالح - أخبرنا أبو إسحاق
إسماعيل بن الصلت بن أبي مريم - مستملي علي بن المديني جارنا - حدثنا علي بن
المديني قال: كان عبد الرحمن بن مهدي يختم في كل ليلتين، كان ورده في كل ليلة
نصف القرآن.
حدث أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل الأصبهاني - وذكر لي
محمد بن يوسف القطان النيسابوري أنه استجاز منه جميع حديثه.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا هارون بن سليمان قال:
قال أيوب بن المتوكل القاري: كان إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا ذهبنا إلى دار
عبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل قال: قال أبو عبد الله:
وعبد الرحمن سنة ثمان وتسعين - يعني مات -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب قال: قال علي بن
المديني: ومات عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمان وتسعين، وهو ابن ثلاث وستين
سنة، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا الحسين بن
محمد بن عفير، حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت عبد الرحمن سئل عن سنه في
سنة خمس وتسعين فقال: هذه السنة، تتم لي ستين.
246

ومات عبد الرحمن في رجب سنة ثمان وتسعين، وهو ابن ثلاث وستين.
5367 - عبد الرحمن بن أحمد بن عطية، أبو سليمان العنسي الداراني:
من أهل داريا وهي ضيعة إلى جنب دمشق، كان أحد عباد الله الصالحين، ومن
الزهاد المتعبدين، ورد بغداد وأقام بها مدة، ثم عاد إلى الشام فأقام بداريا حتى توفى،
ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه
أحمد بن أبي الحواري الدمشقي.
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد الماليني - قراءة - قال: سمعت أبا العباس أحمد
ابن محمد بن ثابت يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عمر بن الفضل بن غالب
يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عيسى بن فيروز الكلوذاني يقول: سمعت أحمد
ابن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: سمعت علي بن الحسن
ابن أبي الربيع الزاهد يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: سمعت ابن عجلان
يذكر عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أنس. قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " من صلى قبل الظهر أربعا، غفر له ذنوبه يومه ذلك ".
قرأت في كتاب أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي أخبرني محمد بن
يوسف بن بشر الهروي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن أبي المثنى
الموصلي يقول: رأيت أبا سليمان الداراني ببغداد سنة ثلاث ومائتين - أو أربع ومائتين
- مخضوب اللحية - له شعيرة - في مسجد عبد الوهاب الخفاف، فقيل له إن عبد
الوهاب الخفاف يقول بشئ من القدر، فترك الصلاة في مسجده وذهب إلى مسجد
آخر. قال أبو جعفر: وإني أرجو برؤيته خيرا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله
الدقاق، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، حدثنا أحمد بن أبي
الحواري قال: سمعت أبا سليمان قال: سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة.
فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل، وبكائه
على المنبر، قال: فتفكرت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس جلوس يرمقونني
بأبصارهم، فيعرض لي فيأمر بي فأقتل على غير تصحيح، فجلست وسكت.
247

وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به
حتى يسمعه من الأثر، فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد الله حيث وافق ما في قلبه.
وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف.
قال أحمد: فحدثت به سليمان ابنه فقال: إنما معرفة أبي لله تعالى بالشام لطاعته
بالعراق، ولو ازداد بالشام طاعة لازداد بالله معرفة. قال صالح لسليمان: بأي شئ
تنال معرفته؟ قال بطاعته، قال: فبأي شئ تنال طاعته؟ قال: به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب،
أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي موسى، حدثنا أحمد بن أبي الحواري. قال: قال لي
أبو سليمان: لا يفلح قلب رجل معلق بجمع القراريط والدوانيق، يا أحمد حتى متى
تكون وصافا أما تحب أن توصف؟.
وقال أحمد بن محمد بن أبي موسى، حدثنا ابن أبي الحواري قال: سمعت أبا
سليمان يقول: كل ما شغلك عن الله من أهل، أو مال، أو ولد، فهو عليك مشئوم.
قال: فحدثت به مروان بن محمد فقال: صدق والله أبو سليمان.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الحربي قال: حدثنا أحمد بن
سلمان النجاد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري
قال: سمعت أبا سليمان - يعني الداراني - يقول: لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا،
وما أحب البقاء في الدنيا لشق الأنهار، ولا لغرس الأشجار.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، حدثنا
يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان عبد
الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي يقول: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة
الجوع، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله، وإن الله يعطي الدنيا من
يحب ومن لا يحب، إن الجوع عنده في خزائن مدخرة، فلا يعطي إلا لمن أحب خاصة،
ولئن أدع من عشائي لقمة أحب إلي من أن أكلها وأقوم من أول الليل إلى آخره.
أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي - بدمشق - أخبرنا عبد
الرحمن بن عمر بن نصر، حدثنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدثنا جعفر بن أحمد بن
عاصم، حدثنا ابن أبي الحواري. قال: مات أبو سليمان سنة خمس ومائتين، وعاش
ابنه سليمان بعده سنتين وأشهرا.
248

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا محمد بن الحسين بن موسى
النيسابوري. قال: مات أبو سليمان الداراني سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: والشاميون أعرف بهذا من غيرهم، فالله أعلم.
5368 - عبد الرحمن بن قيس، أبو معاوية الضبي الزعفراني:
حدث عن محمد بن عمرو بن علقمة، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وعبد
الله بن عون، والنهاس بن قهم، وعباد بن راشد، وهشام بن حسان. روى عنه
الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومقاتل بن صالح الهاشمي، وأبو النضر
إسماعيل بن بن عبد الله العجلي، وعلي بن شعيب البزاز، ومحمد بن إسحاق الصاغاني،
وعلي سهل بن المغيرة. وهو من أهل البصرة سكن بغداد مدة وحدث بها، ثم انتقل
إلى نيسابور فنزلها.
أخبرني الحسين بن أحمد السلماسي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص،
حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا علي بن شعيب السمسار قال: حدثنا عبد
الرحمن بن قيس، أبو معاوية البصري الزعفراني - حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول
كرامة المؤمن أن يغفر لمشيعيه ".
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ،
أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال:
حدثني محمد بن يحيى قال: سألت عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبي معاوية
الزعفراني عبد الرحمن بن قيس. فقال: كان عبد الرحمن ابن مهدي يكذبه.
249

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن عبد الرحمن بن قيس الزعفراني فقال كان جارا
لحماد بن مسعدة، يحدث عن ابن عون، رأيته بالبصرة وقدم علينا إلى بغداد،
وكان واسطيا ثم خرج إلى نيسابور، حديثه ضعيف، ولم يكن بشئ متروك
الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري. قال: عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية ذهب حديثه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، أخبرنا أحمد بن طاهر ابن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سألت أبا زرعة، قلت: عبد الرحمن بن
قيس؟ قال: كذاب.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو معاوية
عبد الرحمن بن قيس الزعفراني البصري ذاهب الحديث.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث أبي معاوية، عن هلال
ابن عبد الرحمن، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبا بكر وعمر مروا على جرار سعد، فشرب أبو بكر وعمر، وتوضأ النبي
صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو علي: أبو معاوية هذا اسمه عبد الرحمن بن قيس
الزعفراني كان يضع الحديث.
أخبرني البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي قال: حدثنا أبي. قال: عبد الرحمن بن قيس الزعفراني متروك
الحديث، بصري خرج إلى نيسابور.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي،
حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: عبد الرحمن بن قيس الزعفراني جار لحماد بن
مسعدة، ضعيف، كتبت عن حوثرة المنقري عنه، كان قد أكثر عنه.
250

5369 - عبد الرحمن بن غزوان، أبو نوح. مولى عبد الله بن مالك الخزاعي
يعرف بقراد:
سمع شعبة، وعكرمة بن عمار، ويونس بن أبي إسحاق، والليث بن سعد وأبا
مالك النخعي، والسري بن يحيى، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أحمد بن حنبل،
وزهير بن حرب، وحجاج بن الشاعر، ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج وأبو خلاد
سليمان بن خلاد، وعباس بن محمد الدوري، في آخرين.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمد بن موسى
الصيرفي. قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأخبرني أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العكبري، حدثنا أحمد بن عثمان بن
يحيى الأدمي. قالا: حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا قراد أبو نوح، حدثنا
يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى. قال: خرج أبو
طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على
الراهب [بحيرا] هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك
يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى
جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا
بعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من
العقبة لم تبق شجرة ولا حجر إلا خر ساجدا. ولا يسجدون إلا لنبي، وإني أعرف
خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما
أتاهم به - وكان هو في رعية الإبل - فقال أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فقال
أنظروا إليه، عليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم إذا هم قد سبقوه إلى فيء الشجرة،
فلما جاء مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال:
251

فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه
بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم فقال: ما
جاء بكم؟ قالوا: جاءنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه
ناس، وإنا أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا. فقال لهم: هل خلفتم خلفكم أحدا هو
خير منكم؟ قالوا: لا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن
يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، فتابعوه وأقاموا معه. قال: فأتاهم
فقال أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده، وبعث معه
أبو بكر بلالا، وزوده الراهب من الكعك والزيت.
قال الأصم: سمعت العباس يقول: ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد أبي
نوح. وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد.
قلت: ورواه أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن قراد بطوله أيضا.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد قال:
سمعت أبي ذكر أبا نوح قرادا فقال: كان عاقلا من الرجال.
قرأت علي ابن الفضل عن دعلج قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت
مجاهدا - يعني ابن موسى - عن قراد فقال: كان كيسا، ما كتبت عن شيخ كان أحر
رأسا منه، إنما كان يهدر، حدثنا شعبة، حدثنا شعبة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن
قراد أبى نوح فقال: ليس به بأس.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: قراد أبو نوح مولى عبد الله بن مالك
كان ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف - وأنا أسمع - حدثكم جعفر
ابن محمد الفريابي قال وسألته - يعني محمد بن عبد الله بن نمير - عن قراد أبي نوح
فقال: ثقة، إلا أنه لم يكتب عنه كبير أحد.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن جامع، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة.
252

وأخبرني أحمد بن سلمان بن علي المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا جدي قال: قراد أبو نوح هو عبد الرحمن
ابن غزوان مولى آل مالك أبي عبد الله بن مالك الخزاعي، وكان ثقة، وكان شعبة
ينزل عليه.
قال علي بن المديني: قراد أبو نوح مولى آل مالك ثقة. سمعت هبة الله بن الحسن
الطبري يقول: قال ابن جرير: مات قراد سنة سبع ومائتين.
5370 - عبد الرحمن بن علقمة، أبو يزيد السعدي المروزي:
سمع أبا حمزة السكري ونوح بن أبي مريم، وحماد بن زيد، وأبا عوانة، وعبد
الوارث بن سعيد، وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك. وكان من كبار
أصحابه، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وأبو
بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، ورجاء بن الجارود، ويحيى بن أبي طالب،
وحمدان بن علي الوراق وجعفر بن محمد الصائغ.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا جعفر بن
محمد بن شاكر، حدثنا عفان ومالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي وعبد الرحمن
ابن علقمة ويحيى الحماني. قالوا: أخبرنا أبو عوانة، حدثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه،
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو
العباس القاسم بن القاسم السياري - بمرو - حدثنا عيسى بن محمد، حدثنا العباس بن
مصعب، حدثنا عبد الرحمن بن علقمة - وكان من أصحاب محمد بن الحسن -
وكان بصيرا بالحديث والرأي رجلا صالحا، وكان عالما بالحساب والدور، وكان
أكره على قضاء سرخس، أخرج مكرها، فلما خرج إلى سرخس أقام بها أياما ثم
هرب منها، فلم يظهر إلى أن عزل الذي ولاه، أو مات، أو أعفى.
5371 - عبد الرحمن بن إبراهيم، أبو علي الراسبي المخرمي:
حدث عن فرات بن السائب. وروى عن مالك بن أنس حديثا منكرا، رواه عنه
يحيى بن أبي طالب، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشمي.
253

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق وأبو سهل بن
زياد القطان - واللفظ لعثمان بن أحمد - قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم الراسبي.
وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو بكر محمد بن حميد بن محمد بن
الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي،
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، حدثنا أبو علي المخرمي - من أصحاب أبي
يوسف عبد الرحمن بن إبراهيم سنة عشر ومائتين - حدثنا مالك عن نافع عن ابن
عمر قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص - زاد يحيى وهو بالقادسية -
أن سرح - وقال: عبد العزيز أن وجه - نضلة بن معاوية إلى حلوان العراق - لم يقل
يحيى العراق - فليغر على ضواحيها، قال: فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة، فخرجوا
حتى أتوا حلوان العراق فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا، فأقبلوا يسوقون
الغنيمة والسبي حتى أرهقتهم العصر، وكادت الشمس أن تئوب. قال: فألجأ نضلة
الغنيمة والسبي إلى سفح جبل، ثم قام فأذن، فقال الله أكبر الله أكبر، فإذا مجيب من
الجبل يجيبه، كبرت كبيرا يا نضلة، قال أشهد أن لا إله إلا الله، قال: كلمة الإخلاص
يا نضلة، قال أشهد أن محمدا رسول الله، قال: هو النذير وهو الذي بشرنا به عيسى
ابن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة، قال: حي على الصلاة، قال: طوبى إن مشى
إليها وواظب عليها، قال: حي على الفلاح، قال أفلح من أجاب محمدا صلى الله
عليه وسلم وهو البقاء لأمة محمد، فلما قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، قال:
أخلصت الإخلاص كله يا نضلة. فحرم الله بها جسدك على النار، فلما فرغ من أذانه
قمنا فقلنا له من أنت يرحمك الله؟ أملك أنت، أم ساكن من الجن. أم طائف من عباد
الله؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك، فإنا وفد الله، ووفد رسوله صلى الله عليه وسلم
ووفد عمر بن الخطاب، قال: فانفلق الجبل عن هامة كالرحا أبيض الرأس واللحية
عليه طمران من صوف، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قلنا: وعليك السلام ورحمة
الله من أنت يرحمك الله؟ قال أنا ذريب ابن برتملا وصى العبد الصالح عيسى بن مريم
أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير، يكسر
الصليب، ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذا فاتني لقاء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرءوا
عمر مني السلام وقولوا له يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر، وأخبروه بهذه الخصال
التي أخبركم بها، يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم
254

فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وانتسبوا في غير
مناسبهم، وانتموا إلى غير مواليهم، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم، ولم يوقر صغيرهم
كبيرهم، وترك المعروف فلم يؤمر به، وترك المنكر فلم ينه عنه، وتعلم عالمهم العلم
ليجلب به الدنانير والدراهم وكان المطر قيظا، والولد غيظا، وطولوا المنارات،
وفضضوا المصاحف، وزخرفوا المساجد، وأظهروا الرشى، وشيدوا البناء، واتبعوا
الهوى، وباعوا الدين بالدنيا واستخفوا بالدماء، وقطعت الأرحام، وبيع الحلم وأكل
الربا فخرا، وصار الغنى عزا، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه، فسلم
عليه، وركب النساء السروج، ثم غاب عنا. قال: فكتب بذلك نضلة إلى سعد،
فكتب سعد إلى عمر، فكتب عمر إلى سعد: لله أبوك صر أنت ومن معك من
المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل، فإن لقيته فأقرئه مني السلام، فإن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى ابن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق، قال:
فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزل ذلك الجبل، أربعين
يوما ينادي بالأذان في وقت كل صلاة فلا جواب - سياق الحديث لابن رزق.
5372 - عبد الرحمن بن محمد بن علقمة، أبو أمية الفرائضي البصري:
أخبرنا أحمد بن علي اليرذي - في كتابه - أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن
إسحاق الحافظ قال: أبو أمية عبد الرحمن بن محمد بن علقمة الفرائضي سكن
بغداد. وروى عن أبي فضالة مبارك بن فضالة القرشي، وشعبة. روى عنه سوار بن
عبد الله بن سوار العنبري.
حدثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.
وأخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
إسحاق الشاهد، بالأهواز - حدثنا عمر بن أحمد، حدثنا خليفة بن خياط. قال: وأبو
أمية الفرضي مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
5373 - عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر، المدائني يلقب سيبويه:
حدث عن أغلب بن تميم، وعامر بن صالح بن رستم، وعون بن المعمر،
255

وعبد الحكيم بن منصور، وفضيل بن سليمان النميري، وبشر بن المفضل، وسليم بن
أخضر، وغيرهم روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي، وعباس الدوري،
وأحمد بن حرب المعدل، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء وقراءة - حدثنا أبو علي إسماعيل بن
محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا عبد الرحمن بن صادر
المدائني، حدثنا أغلب بن تميم عن غالب القطان عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له ".
5374 - عبد الرحمن بن يونس بن هاشم، أبو مسلم الرومي، مولى أبي
جعفر المنصور وهو المستملي:
كان يستملي على سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون. وحدث عن ابن عيينة،
وحاتم بن إسماعيل، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وحاتم بن الليث الجوهري،
وعباس الدوري، وحنبل بن إسحاق الحربي، وإبراهيم بن إسحاق وأحمد بن
يوسف التغلبي، وأحمد بن بشر المرثدي، ومحمد بن غالب التمتام، وأبو بكر بن أبي
الدنيا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمد بن موسى
الصيرفي - قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن
محمد الدوري، حدثنا أبو مسلم المستملي، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن
طهمان، عن أبي الزبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سرب نساءه ليلة جمع قبل
الزحام.
256

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد حدثني أبي. قال: أبو مسلم
عبد الرحمن بغدادي كان مستملي سفيان بن عيينة.
أخبرنا ابن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي. قال: سألت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم، عن أبي
مسلم فلم يرضه أراد أن يتكلم فيه ثم قال: استغفر [الله] فقلت له: في الحديث؟
قال: نعم وشيئا آخر، ولم يرضه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود - وذكر أبا مسلم
المستملي - فقال: كان يجوز حد المستجيز في الشرب.
قلت: وأحسب أن هذا هو الذي كنى عنه محمد بن عبد الرحيم في قوله: " وشيئا
آخر ".
وقد ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي أن أباه سئل عنه فقال: صدوق.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري. قال: عبد الرحمن بن يونس أبو مسلم المستملي بغدادي مات سنة
خمس وعشرين أو نحوها.
قلت: ذكر غير واحد أن وفاته كانت في سنة أربع وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة أربع وعشرين ومائتين، فيها مات أبو مسلم
عبد الرحمن بن يونس المستملي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا أبو
العباس محمد بن إسحاق السراج الثقفي قال: سمعت حاتم بن الليث الجوهري
يقول: أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، أصله رومي مولى أبي جعفر أمير
المؤمنين، وكان يستملي لسفيان بن عيينة وغيره، وكان لا يخضب، وولد سنة أربع
وستين ومائة ببغداد في رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
257

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: مات أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس
يوم الأربعاء فجأة لعشر ليال خلون من رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
5375 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي، يعرف بابن
عائشة:
من أهل البصرة كان متأدبا شاعرا، وقدم بغداد فاتصل بأحمد بن أبي دؤاد
القاضي، وأقام في ناحيته.
فأخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
الصولي، حدثني أبو علي الحسين بن يحيى الكاتب. قال: كان عبد الرحمن بن عبيد
الله بن محمد بن عائشة شاعرا، وكان متصلا بابن أبي دؤاد فكان يتسخط عليه ولا
يرضي أفعاله، وفي هجائه له:
أنت امرء غث الصنيعة رنها * لا تحسن النعمي إلى أمثالي
نعماك لا تعدوك إلا لامرئ * في مثل مسكك من ذوي الأشكال
فأسلم لغير صنيعة ترجي لها * إلا لسدك خلة الأنذال
قال: وكتب إليه أبوه يسأله عن خبره مع ابن أبي دؤاد، فكتب إليه:
أنا في الخان أؤدي * كل يوم درهمين
نازل فيه كل نفسي * على سحنة عين
وأراني عن قليل * لابسا خفي حنين
ثم مات عبد الرحمن ابن عائشة سنة سبع وعشرين ومائتين، فخرج أبوه إلى
سر من رأى لأخذ ميراثه، فنزل بقرب دار ابن أبي دؤاد، فكان الناس يقصدون ابن
أبي دؤاد ويجدون ابن عائشة قريبا فيدخلون إليه، فكثر امتنانهم عليه بذلك، فقال ابن
عائشة:
سأكشف عن تسليم أهل مودتي * لهم مكشفا لا يستفيد لهم حمدا
ففرق ما بين المحبين أنني * ممر لإخواني وآتيهم قصدا
وأقام مديدة فلم يرض أيضا فعل ابن أبي دؤاد وانصرف إلى البصرة. قال
الصولي: وفي هذه القدمة سمع من ابن عائشة، ابن بنت منيع ونظرائه ببغداد،
وسر من رأى.
258

5376 - عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، الضبي مولاهم:
وكان يتولى القضاء على الرقة، ثم ولى القضاء بمدينة المنصور،
وبالشرقية.
وأخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: عزل إسماعيل
ابن حماد بن أبي حنيفة فاستقضى مكانه عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن
سلمة مولى بني ضبة، وجده من أصحاب الدولة، وكان من أصحاب أبي حنيفة،
حسن الفقه، وتقلد الحكم في أيام المأمون، وما زال إلى آخر أيام المعتصم، ولما عزل
المأمون بشر بن الوليد ضم عمله إلى عبد الرحمن بن إسحاق، وكان على قضاء
الشرقية، فصار على الحكم بالجانب الغربي بأسره.
قلت: قول طلحة، وكان من أصحاب أبي حنيفة يعني به أنه كان ينتحل في الفقه
مذهب أبي حنيفة، ولم ير أبا حنيفة ولا أدركه.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي. قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة، كان على
قضاء مدينة الشرقية، وكان من أصحاب الرأي، وكان مترفا جماعا للمال، وكان قد
ولى قبل ذلك قضاء الرقة، ثم قدم بغداد فولاه المأمون قضاء الجانب الغربي، وكان
عبد الله بن طاهر سبب ولايته، فولى عبد الرحمن وكتب له كتب صحاب الرأي،
وعنى بعد ذلك بحفظ الحديث فحفظ منه شيئا صالحا، إلى أن عزل في صفر سنة ثمان
وعشرين ومائتين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي. قال: سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات عبد الرحمن بن إسحاق بفيد في توجهه إلى مكة في
ذي القعدة ودفن بها.
أخبرني الصيمري، حدثنا الحسين بن هارون الضبي، أخبرنا محمد بن
عمر الحافظ. قال: مات عبد الرحمن بن إسحاق قاضي بغداد سنة اثنتين وثلاثين
ومائتين.
259

5377 - عبد الرحمن بن صالح، أبو محمد الأزدي:
كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد. وحدث عن علي بن مسهر، وشريك
ابن عبد الله، وأسامة بن زيد بن الحكم الكلبي، وعلي بن عابس، وجعفر بن سعد
الكاهلي، وأبي بكر بن عياش ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهشيم بن بشير، وأبي
أسامة. روى عنه عباس الدوري، وأبو قلابة الرقاشي، وعبد الله بن أحمد الدورقي،
وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعمر بن أيوب
السقطي، وعبد الله بن محمد البغوي، وغيرهم.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس أبو عمر، حدثنا محمد بن حفص،
حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبد الرحمن بن صالح - وكان شيعيا - أخبرنا ابن
الفضل، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت أبا أحمد محمد بن موسى يقول:
رأيت يحيى بن معين جالسا في دهليز عبد الرحمن بن صالح غير مرة يخرج إليه
جذاذات يكتب منها عنه.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا الحسين بن فهم قال:
قال خلف بن سالم ليحيى بن معين: تمضي إلى عبد الرحمن بن صالح؟ فقال له يحيى
ابن معين: أغرب لا صلى الله عليك، عنده والله سبعون حديثا ما سمعت منها شيئا.
قال أبو علي الحسين بن فهم: ورأيت يحيى بن معين وحبيش بن مبشر، وابن
الرومي، بين يدي عبد الرحمن بن صالح جلوسا.
أخبرنا أبو حازم العبدوي، أخبرنا محمد بن أحمد بن القاسم الغطريفي قال:
سمعت جعفر بن سهل الدقاق يقول: سمعت سهل بن علي الدوري يقول: سمعت
يحيى بن معين يقول: يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له عبد الرحمن بن
صالح، ثقة صدوق شيعي، لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف
حرف.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
260

مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
وسألت يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن صالح فقال: لا بأس به.
أخبرنا العتيقي، حدثني يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد بن موسى الخلال،
أخبرنا يعقوب بن يوسف المطوعي قال: كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيا،
وكان يغشى أحمد بن حنبل فيقربه ويدنيه، فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن
رافضي، فقال: سبحان الله؟ رجل أحب قوما من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. نقول له:
لا تحبهم؟ هو ثقة.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي
قال: قال لنا أبو القاسم البغوي: سمعت عبد الرحمن بن صالح الأزدي يقول: أفضل
- أو خير - هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر، وعمر.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عبد الرحمن بن صالح
فقال: لم أر أن أكتب عنه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكره
مرة أخرى فقال: كان رجل سوء.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد المروزي قال: وسألته - يعني صالح بن محمد - عن عبد الرحمن بن صالح
الأزدي فقال: صدوق.
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن
عبدوس بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح
ابن محمد عن عبد الرحمن بن صالح فقال: كوفي صالح، إلا أنه كان يقرض عثمان.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون
قال: كان عبد الرحمن بن صالح ثقة في الحديث، وكان يحدث بمثالب أزواج رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عبد الرحمن بن صالح الأزدي سنة خمس وثلاثين في ذي الحجة.
261

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: عبد الرحمن بن صالح يكنى أبا محمد، من أهل الكوفة، نزل بغداد
حتى مات سلخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
5378 - عبد الرحمن بن نافع، أبو زياد المخرمي، مولى المهدي أمير المؤمنين،
يعرف بدرخت:
حدث عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، والمغيرة بن سقلاب، وعلي بن ثابت
الجزري، وأبي الجنيد الضرير. روى عنه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وعبد
الله بن أبي مسعر الوراق، ويعقوب بن إسحاق المخرمي، والحسن بن علي بن الوليد
الفارسي، ومحمد بن الفضل السقطي.
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا محمد
ابن الفضل بن جابر، حدثنا عبد الرحمن بن نافع - أبو زياد - حدثنا الحسين بن خالد
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
أعرض عن صاحب بدعة - بغضا له في الله - ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا، ومن شهر
بصاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة
مائة درجة، ومن سلم على صاحب بدعة، أو لقيه بالبشر، أو استقبله بما يسره، فقد
استخف بما أنزل الله على محمد " صلى الله عليه وسلم.
تفرد برواية هذا الحديث الحسين بن خالد، وهو أبو الجنيد وغيره أوثق منه.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف،
حدثنا علي بن محمد المصري، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا عبد الرحمن
ابن نافع - أبو زياد الدرخت المخرمي - جار خلف وكان ثقة.
5379 - عبد الرحمن بن عفان، أبو بكر الصوفي:
حدث عن أبي بكر بن عياش، وفضيل بن عياض، وعطاء بن مسلم الخفاف، وأبي
إسحاق الفزاري، ويوسف بن أسباط، ومحمد بن مجيب الصائغ. روى عنه أحمد بن
عبد الله الحداد، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ويعقوب بن شيبة، وإبراهيم بن
262

الحارث العبادي، وعلي بن المتوكل - جار المطوعي - وإسحاق بن إبراهيم بن سنين
الختلي، وجعفر بن محمد الفريابي.
أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم الختلي، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عفان الصوفي، حدثنا محمد بن
مجيب الصائغ، حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوبا، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر
الصديق، عمر الفاروق، وعثمان ذو النورين يقتل مظلوما ".
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر أبا بكر بن
عفان ختن مهدي بن حفص - فقال: كذاب يكذب، رأيت له حديثا حدث به عن
أبي إسحاق الفزاري كذبا.
5380 - عبد الرحمن بن واقد، أبو مسلم الواقدي:
سمع شريكا، والربيع بن بدر، ويغنم بن سالم بن قنبر، وإبراهيم بن سعد،
وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبا يوسف القاضي، ومحمد
ابن الحسن الشيباني، والعباس بن الفضل الأنصاري، وضمرة بن ربيعة. روى عنه ابنه
أبو شبيل، ومحمد بن بشر بن مطر، وعمر بن أيوب السقطي، وأحمد بن الحسين
الصوفي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو القاسم عمر بن عبد الله الزيادي،
وغيرهم.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، أخبرنا علي بن محمد بن سعيد
الرزاز، حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، حدثنا أبو مسلم الواقدي - عبد الرحمن بن
263

واقد - حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم، ولا في منشرهم، وكأني بأهل
لا إله إلا الله قد خرجوا من القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون الحمد
لله الذي أذهب عنا الحزن ".
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى
الدقاق، حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن
ابن واقد قال: قال لي عباس الدوري: أرسلني يحيى بن معين في حاجة، فقال لي:
تعال حتى أدلك على شيخ من بابتك، فقضيتها ورجعت إليه، فقال أبو مسلم الذي
ينزل باب الماء بالرصافة.
وقال أبو شبيل: حدثني إبراهيم بن الجنيد - صاحب الرقائق - قال: سمعت يحيى
ابن معين يقول: عبد الرحمن بن واقد الذي ينزل الرصافة، أحفظ لكتاب عباس بن
الفضل في القراءات من أبي موسى الهروي.
5381 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون القرشي، أبو سعيد
الدمشقي، يعرف بدحيم بن اليتيم:
سمع الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن شعيب بن شابور،
وشعيب بن إسحاق، ومروان بن معاوية. روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد
ابن إسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة
الدمشقي. وكان ثقة ولى قضاء الرملة، وكان ينتحل في الفقه مذهب الأوزاعي، وقدم
بغداد قديما وحدث بها فروى عنه من أهلها الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني،
264

وأحمد بن منصور الرمادي، وحنبل بن إسحاق الشيباني، وعباس بن محمد الدوري،
وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
أخبرنا البرقاني، حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم البندار، حدثنا إبراهيم الحربي،
حدثنا دحيم بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن إسماعيل بن
إبراهيم الربعي عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل معروف صدقة ".
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت
عبدان الأهوازي يقول: سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: قدم دحيم بغداد سنة
اثنتي عشرة، فرأيت أبي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، قعودا بين يديه
كالصبيان.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني
أبي قال: عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي أبو سعيد ويعرف بدحيم، ثقة، كان
يختلف إلى بغداد، وسمعوا منه فذكروا أن الفئة الباغية هم أهل الشام، فقال من قال
هذا فهو ابن الفاعلة، فكتب الناس عنه، ثم سمعوا منه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسمعته - يعني أحمد بن حنبل -
يثني على دحيم ويقول: هو عاقل ركين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: دحيم حجة، لم يكن
بدمشق في زمنه مثله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: سئل عبد الله بن محمد بن سيار
الفرهاذاني: من أوثق الشاميين ممن لقيت؟ فقال: أعلاهم دحيم، وكان يحفظ عندي
بعض ما يحدث به.
وقال الإسماعيلي أيضا: حدثنا عبد الله بن محمد بن يسار قال: دحيم أحب إلي
من هشام - يعني ابن عمار - وهشام مسن ودحيم من الأحداث.
265

وقال عبد الله: سمعت موسى بن سهل يقول: روى هشام بن عمار عن ثلاثة
وثلاثين شيخا، روى عنه الوليد بن مسلم، وعمرو بن عثمان أحب إلي من ابن
المصفي، ودحيم عندي أجل من عمرو.
أخبرنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر -
أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو سعيد
عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم دمشقي ثقة.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد الرحمن بن
عبد الله بن راشد البجلي أخبرهم.
وأخبرنا البرقاني - قراءة - أخبرنا محمد بن عثمان بن عبد الله القاضي، حدثنا أبو
الميمون، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم
قال: ولدت سنة سبعين ومائة.
قال أبو زرعة: ومات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد جاز خمسا وسبعين.
حدثنا الصوري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف
بدحيم، يكنى أبا سعيد، دمشقي ثقة ثبت، توفي بالرملة في شهر رمضان سنة خمس
وأربعين ومائتين.
5382 - عبد الرحمن بن زبان بن الحكم، أبو علي الطائي:
وهو عبد الرحمن بن أبي البحتري. حدث عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي
رواد، وعبد الله بن إدريس، وحنظلة بن يونس، وأبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن
ابن محمد المحاربي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا،
ومحمد بن الحسين القنبيطي، ويحيى بن صاعد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني أبو علي عبد الرحمن بن زبان الطائي،
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الواحد بن زيد، حدثني أسلم الكوفي
عن مرة عن زيد بن أرقم قال: كنا مع أبي بكر فدعا بشراب، فأتى بماء وعسل، فلما
أدناه من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه، فسكتوا وما سكت، ثم عاد فبكى، حتى
266

ظنوا أنهم لن يقدروا على مسألته، قال: ثم مسح عينيه فقالوا: يا خليفة رسول الله ما
أبكاك؟ قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يدفع عن نفسه شيئا، ولم أر معه أحدا،
فقلت: يا رسول الله ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال: " هذه الدنيا مثلت لي، فقلت
لها: إليك عني ثم رجعت فقالت إنك إن أفلت مني، فلن يفلت مني من بعدك ".
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق،
حدثنا عبد الرحمن بن زبان الطائي بغدادي.
5383 - عبد الرحمن بن جناح، الكلوذاني:
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حدثنا محمد بن سهل
العطار، حدثنا عمرو بن أحمد بن السرح، أخبرنا عبد الرحمن بن جناح الكلوذاني،
حدثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله الأنصاري المدني، حدثني عمر بن راشد عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال يوما من
الأيام فوقف بالباب سائل، فرده بلال بغير شئ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بلال
رددت السائل وهذا التمر عندك؟ " قال: بلى يا رسول الله كنت صائما فأردت أن
أفطر عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أردت أن تلقى الله وهو عنك راض، فلا تخبئ شيئا
رزقته، ولا تمنع شيئا سئلته ".
3584 - عبد الرحمن بن الأسود، أبو عمرو البغدادي:
نزل البصرة وحدث بها عن محمد بن ربيعة الكلابي، وعبيدة بن حميد الحداد،
ومعمر بن سليمان الرقي. روى عنه أبو عبيد الله محمد بن عبدة القاضي وغيره.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الختلي، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عبدة
القاضي، حدثنا أبو عمرو عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا عبيدة بن حميد عن عبد
العزيز بن رفيع قال: رأيت عبد الله بن الزبير صلى ركعتين بعد العصر. وذكر عن
عائشة أنها حدثته أنه لم يدخل بيتها إلا صلاهما - تعني النبي صلى الله عليه وسلم -.
أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، وعلي بن المحسن القاضي قالا: أخبرنا
267

محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
عرعرة، حدثنا عبد الرحمن بن الأسود - بغدادي كان بالبصرة - حدثنا محمد بن
ربيعة، حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عام الفتح
خمس عشرة [ليلة] يصلي ركعتين.
3585 - عبد الرحمن بن يونس بن محمد، أبو محمد السراج:
من أهل الرقة. قدم بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز
ابن محمد الدراوردي وسفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وعبد
الله بن إدريس، وأبي إسحاق الفزاري، وعيسى بن يونس، ومحمد بن فضيل بن
غزوان، وحجاج بن محمد الأعور. روى عنه محمد بن محمد الباغندي، وأبو
حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عبد الله
ابن غيلان الخزاز، وسعيد بن محمد الخياط، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، والحسين
ابن إسماعيل المحاملي، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا عبد الرحمن بن يونس
السراج، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء، فما أصبحنا حتى دفناه.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو
مزاحم موسى بن عبيد الله قال: قال عمي أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان:
وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن عبد الرحمن بن يونس السراج فقال: ما علمت
منه إلا خيرا.
أخبرني الأزهري قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن عبد الرحمن بن يونس
الرقي فقال: لا بأس به.
268

أخبرنا الأزهري والحسن بن محمد بن عمر النرسي قالا:، أخبرنا أبو أحمد محمد
ابن عبد الله الدهان، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الحراني - حافظ الرقة - قال:
عبد الرحمن بن يونس بن محمد السراج يكنى أبا محمد، مات بعد سنة ست
وأربعين ومائتين.
قلت: ذكر يحيى بن صاعد أنه سمع منه في سنة ثمان وأربعين.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو محمد بن صاعد - إملاء
- حدثنا عبد الرحمن بن يونس الرقي - ببغداد سنة ثمان وأربعين ومائتين - قال:
وحدثنا أبو حامد الحضرمي، حدثنا عبد الرحمن بن يونس السراج، حدثنا بقية بن
الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
أصابه جهد في رمضان، فلم يفطر، فمات " قال ابن صاعد: فذكر له عقوبة وقال
أبو حامد: " فمات دخل النار ".
قال علي بن عمر: غريب من حديث عبيد الله بن عمر، تفرد به بقية عنه، وتفرد
به عبد الرحمن بن يونس عن بقية.
5386 - عبد الرحمن بن عبد الغفار بن داود، أبو القاسم المصري، وهو: ابن
أبي صالح الحراني:
سمع عبد الله بن وهب وطبقته، وانتقل إلى بغداد فسكنها. وحدث عن حفظه في
المذاكرة أحاديث حفظت عنه.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي - قراءة - حدثنا علي بن أبي سعيد
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري، حدثنا أبي قال: عبد
الرحمن بن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني يكنى أبا القاسم، ولد بمصر،
وخرج إلى بغداد فأقام بها، إلى أن مات بها سنة اثنتين وخمسين ومائتين. كتب عن
ابن وهب، وابن عيينة، وأبي معاوية، وطبقة بعدهم. وكان يمتنع من التحديث، وكان
يحفظ. حفظ عنه أخو ميمون أحاديث في المذاكرة.
5387 - عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب، أبو محمد العبدي
النيسابوري:
سمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي،
269

ووكيعا وبشر بن السري، وبهز بن أسد، ومعن بن عيسى، ومالك بن سعير، وأمية
ابن خالد، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق بن همام، وغيرهم. روى عنه البخاري
ومسلم بن الحجاج في صحيحيهما، وأبو داود السجستاني، وأحمد بن علي الأبار،
ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وقدم بغداد وحدث بها
فروى عنه من أهلها إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله
محمد بن ناجية، وعبد الله بن العباس الطيالسي، وعلي بن الحسن بن الجنيد، ومحمد
ابن هارون بن حميد البيع، ويحيى بن محمد بن صاعد.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار، حدثنا أحمد بن سلمان
الفقيه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر
النيسابوري، حدثنا موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن
عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلا سببي
ونسبي ".
أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزاز، حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن
شعيب الصابوني، حدثنا عبد الله بن ناجية، حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم
النيسابوري.
وأخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا طاهر بن محمد بن سهلويه
النيسابوري، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد الشرقي - واللفظ لحديثه - أخبرنا
عبد الرحمن بن بشر، حدثنا مالك بن سعير بن الحمس التميمي، حدثنا الأعمش عن
عبد الملك بن عمير، والمسيب بن رافع عن وراد قال: أملى على المغيرة بن شعبة كتابا
إلى معاوية - وقال مرة كتب به إلى معاوية - إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
قضى الصلاة: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل
270

شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك
الجد ".
قال طاهر: سمعت أبا حامد يقول: سمعت صالحا جزرة يقول: قدمت خراسان
بسبب هذا الحديث - يعني حديث الأعمش عن عبد الملك بن عمير، والمسيب بن
رافع.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول:
سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يقول: حملني بشر بن الحكم على عاتقه في
مجلس سفيان بن عيينة، فقال: يا معشر أصحاب الحديث أنا بشر بن الحكم بن حبيب
النيسابوري، سمع أبي الحكم بن حبيب من سفيان بن عيينة، وقد سمعت أنا منه،
وحدثت عنه بخراسان، وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرني علي بن
محمد الحبيبي - بمرو - قال وسألته - يعني أبا علي صالح بن محمد - عن بشر بن
الحكم النيسابوري فقال: صدوق، وابنه عبد الرحمن صدوق.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل قال: سمعت الحسين بن محمد بن زياد يقول:
توفي عبد الرحمن بن بشر بن الحكم سنة ستين ومائتين.
5388 - عبد الرحمن بن الجارود بن عبد الله بن زاذان، أبو بشر، يعرف
بالأحمري:
سكن مصر وحدث بها عن خلف بن تميم، ومحمد بن الحجاج المصفر، وسعيد
ابن عفير، ويحيى بن عبد الله بن بكير المصريين. روى عنه أبو غسان عبد الله بن
محمد القلزمي، وجماعة من أهل مصر.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو الفضل جعفر بن
أحمد بن يحيى الخولاني، حدثنا أبو البشر عبد الرحمن بن الجارود البغدادي،
271

حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد
الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يكون في أمتي خسف، ومسخ، وقذف " قالوا:
يا رسول الله ومتى يكون ذلك؟ قال: " إذا ظهرت القينات، والمعازف، والخمور ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي - بدمشق - أخبرنا جدي أبو بكر
محمد بن أحمد بن عثمان السلمي، حدثنا محمد بن بشر المعروف بالعكبري، حدثنا
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر الطوسي الشعراني قال: عبد الرحمن بن الجارود
البغدادي كان ثقة.
أخبرنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الرحمن بن الجارود بن عبد
الله بن زاذان الأحمري يكنى أبا بشر، كوفي قدم مصر وحدث بها، توفي بمصر يوم
السبت ليوم بقى من ذي القعدة سنة إحدى وستين ومائتين.
قال ابن مسرور: قال أبو سعيد بن يونس في موضع آخر: إنه من أهل بغداد، والله
أعلم.
5389 - عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن حبيب، أبو سعيد الحارثي
البصري، يلقب كريزان:
سكن سر من رأى وحدث بها، وببغداد عن يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن
هشام، وسالم بن نوح، ومالك بن إسماعيل النهدي، وقريش بن أنس، ووهب بن
جرير. روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو ذر القاسم بن داود،
ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن أحمد الصفار، وحمزة بن القاسم
الهاشمي، ومحمد بن عمرو الرزاز، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي وتكلموا فيه، سئل أبي عنه فقال:
شيخ.
قلت: وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز
الهاشمي - إملاء -.
272

وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار
قالا: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا
سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري قال: أخذ القوم في عقبة، - أو
قال ثنية - كلما علا عليها رجل نادى بأعلى صوته لا إله إلا الله، والله أكبر، قال:
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا " ثم قال: " يا أبا موسى ألا أدلك
على كنز من كنوز الجنة؟ " قال: قلت بلى قال: " لا حول " وفي حديث حمزة قال:
" تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ".
أنبأنا أبو سعد الماليني، حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: عبد الرحمن بن
منصور الحارثي يلقب كريزان، حدث بأشياء لا يتابعه عليها أحد، ويقال إنه آخر من
حدث عن يحيى القطان.
وسمعت إبراهيم بن محمد يقول: كان موسى بن هارون يرضاه، وكان حسن
الرأي فيه.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن محمد بن
منصور كريزان مات في سنة إحدى وسبعين ومائتين.
حدثني عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - أخبرنا مكي بن محمد
ابن الغمر المؤدب، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: قال
ابن الأعرابي: مات عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي يوم الثلاثاء لعشر
خلون من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين ومائتين، ودفن في مقابر باب الكوفة.
5390 - عبد الرحمن بن مرزوق بن عطاء، أبو عوف البزوري:
سمع روح بن عبادة وزكريا بن عدي، وشبابة بن سوار، وكثير بن هشام، ومكي
ابن إبراهيم، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن أبي بكير، وأبا نعيم، وعاصم بن
علي. روى عنه ابنه عبد الله، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن أحمد الحكيمي،
وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأبو
سهل بن زياد، وكان ثقة.
273

وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وأبو عوف البزوري عبد الرحمن بن مرزوق - يعني مات -
يوم الاثنين لتسع خلون من رجب سنة خمس وسبعين، وكان قد بلغ ثلاثا وتسعين
سنة.
5391 - عبد الرحمن بن خلف بن الحصين، أبو محمد الضبي البصري:
وهو ابن بنت فضالة بن المبارك بن فضالة يعرف بأبي رويق. قدم بغداد وحدث
بها عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، وحجاج بن نصير الفساطيطي، ومسلم بن
إبراهيم ومحمد بن كثير، وإبراهيم بن بشار، وعبد الله بن رجاء الغداني، ومحمد بن
عمرو الرومي. روى عنه أبو محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي،
ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وما علمت به بأسا.
أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا عبد الرحمن بن خلف، حدثنا محمد
ابن كثير، أخبرنا سليمان - يعني ابن كثير - حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال:
خرجنا مع عبد الله بن عمر، فلما بلغ ضجنان أذن بالصلاة، حتى إذا قال حي على
الصلاة، نادى أن صلوا في رحالكم، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة
مطيرة نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا عبد الرحمن بن خلف بن الحصين، حدثنا حجاج بن نصير، حدثنا فطر بن
خليفة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل في
الصلاة، رفع يديه حتى حاذى بهما شحمة أذنيه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: ومات أبو رويق عبد الرحمن بن خلف
الضبي سنة تسع وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وجاءنا الخبر بموت أبي الرويق عبد الرحمن بن خلف الضبي
وكنيته أبو محمد لأيام مضت من شعبان سنة تسع وسبعين - يعني ومائتين - بالبصرة.
274

5392 - عبد الرحمن بن سهل بن محمود بن حليمة، أبو محمد بن أبي
السري، مولى العباس بن عبد الله بن مالك:
حدث عن أبيه، وعن لاهز بن جعفر، ويحيى بن معين. روى عنه العباس بن
يوسف الشكلي، ومحمد بن أحمد الحكيمي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وبمدينتنا بالجانب الشرقي منها مات أبو محمد عبد الرحمن بن
أبي السري سهل بن حليمة في ذي القعدة سنة تسع وسبعين ومائتين، كتب عنه
وكان صالحا.
5393 - عبد الرحمن بن أزهر بن خالد، أبو الحسن الأعور:
هروي الأصل كان يسكن في جوار يحيى بن أبي طالب، وحدث عن عبد الله بن
بكر السهمي، وعبيد الله بن موسى، وأبي نعيم، وحجاج بن منهال، وأبي عبد
الرحمن المقرئ. روى عنه محمد بن مخلد، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري،
وإسماعيل بن محمد الصفار، وعلي بن إسحاق المادراني، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن علي بن حبيش الناقد، حدثنا إسماعيل بن
محمد الصفار، حدثنا عبد الرحمن بن أزهر، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثني
هشام عن يحيى عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نرزق تمر الجمع على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبيع الصاعين بالصاع، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا صاعي تمر
بصاع، ولا صاعي حنطة بصاع، ولا درهمين بدرهم ".
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
محمد بن مخلد قال: عبد الرحمن بن الأزهر الهروي ثقة.
قرأت بخط محمد بن مخلد الدوري سنة تسع وسبعين ومائتين، فيها مات عبد
الرحمن بن أزهر بن خالد الهروي أبو الحسن.
5394 - عبد الرحمن الطبيب:
حكى عن أحمد، وبشر بن الحارث. يروي عنه عثمان بن عبدويه الحربي.
275

أخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا الحسن بن الحسين
الفقيه الهمداني، حدثني أبو محمد الحسن بن عثمان بن عبدويه المعروف بابن أبي
عمرو البزاز، حدثنا أبي قال: سمعت عبد الرحمن الطبيب - وهو طبيب أحمد بن
حنبل، وبشر الحافي قال: اعتلا جميعا في مكان واحد فكنت أدخل إلى بشر فأقول له
كيف تجدك يا أبا نصر؟ قال: فيحمد الله ثم يخبرني فيقول أحمد الله إليك أجد كذا
وكذا، وأدخل إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل فأقول كيف تجدك يا أبا عبد الله؟
فيقول بخير، فقلت له يوما إن أخاك بشرا عليل وأسأله عن خبره فيبدأ بحمد الله ثم
يخبرني. فقال سله عمن أخذ هذا؟ فقلت له إني أهاب أن أسأله، فقال: قل له يقول
لك أخوك أبو عبد الله عمن أخذت هذا؟ قال: فدخلت عليه فعرفته ما قال فقال لي:
أبو عبد الله لا يريد الشيء إلا بالإسناد أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين إذا حمد الله
العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى، وإنما أقول لك أجد كذا أعرف قدرة الله في،
قال: فخرجت من عنده فمضيت إلى أبي عبد الله فعرفته ما قال، قال: وكنت بعد
ذلك إذا دخلت إليه يقول أحمد الله إليك، ثم يذكر ما يجده.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: عبد
الرحمن المتطبب كان عنده مسائل حسان عن أبي عبد الله، كان عبد الرحمن هذا
يأنس به أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، ويختلف إليهما.
وقال الخلال: أخبرني الحسين بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن الحارث العبادي قال:
ذكر أبو عبد الله عبد الرحمن المتطبب فأثنى عليه خيرا.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه،
حدثنا الحسن بن علي بن شبيب قال: سمعت محمد بن يوسف يقول: دخل
عبد الرحمن الطبيب على بشر بن الحارث، فاستقبله نصراني قد خرج، فقال له يا أبا
نصر؟ يدخل إليك مثل هذا! أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تستضيئوا بنار
المشركين " قال: فقال: ما علمت هذا؟ فقال بشر: حدثنا عبد الرحمن! تدري أي
شئ قلت؟ قلت: أتداوى لعلي أعافي فأتوب، إن لقاء الله شديد، إن لقاء الله شديد،
حدثنا عبد الرحمن.
276

5395 - عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان بن موسى، أبو علي عم أبي مزاحم
موسى بن عبيد الله:
روى عنه أبو مزاحم عن أحمد بن حنبل مسائل.
أخبرني علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال: سمعت أبا
مزاحم موسى بن عبيد الله يقول: كان عمي عبد الرحمن بن يحيى كثير الجماع،
وكان قد رزق من الولد لصلبه مائة وستة، وكان قد أنحله كثير الجماع.
5396 - عبد الرحمن بن علي بن خشرم بن عبد الرحمن، أبو إسحاق
المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن سويد بن نصر، وأبي الدرداء عبد العزيز بن
منيب المروزي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد
الله الختلي، وإسماعيل الخطبي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا: أخبرنا إسماعيل بن
علي الخطبي، حدثنا عبد الرحمن بن علي بن خشرم، حدثني أبي، حدثنا الفضل بن
موسى، حدثنا عمران بن مسلم، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) [الأحزاب 33] قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وفاطمة، والحسن،
والحسين، ثم أدار عليهم الكساء فقال: " هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا " وأم سلمة على الباب، فقالت: يا رسول الله ألست منهم؟ فقال:
" إنك لعلي خير - أو إلى خير - ".
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا أحمد بن منصور النوشري، حدثنا محمد بن
مخلد قال: سمعت أبا إسحاق عبد الرحمن بن علي بن خشرم - وسألته عن نسبه -
فأملى علينا، عبد الرحمن بن علي بن خشرم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن
ماهان بن عبد الله، وكان عبد الله اسمه يعفور، فأسلم على يدي علي بن أبي طالب
فسماه عبد الله، وبشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء، في القرابة متساويين
بشر بن الحارث وهذا. وكان الحارث وخشرم أخوين من أب وأم، قال أبو إسحاق:
277

ونحن ننتمي إلى سعد، فقلت له في ذلك فقال: لأن ماهان كان مع سعد الأكبر حين
فتح مرو.
5397 - عبد الرحمن بن روح بن حرب، أبو صفوان السمسار:
حدث عن خالد بن خداش، وخالد بن مرداس، ويحيى بن معين، ومحمد بن
المثني صاحب بشر بن الحارث. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، ومحمد بن
عبد الملك التاريخي، وأبو علي الطوماري.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدلال، حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا
أبو صفوان عبد الرحمن بن روح البزاز، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا غندر عن شعبة
عن حبيب بن الشهيد عن ثابت عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر امرأة بعد
ما دفنت.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر الطوماري -
من حفظه - حدثنا أبو صفوان قال: سمعت محمد بن المثني السمسار يقول: كنت
عند بشر بن الحارث فذكر أيوب عليه السلام فقال: معنى قوله: (مسني الضر وأنت
أرحم الراحمين) [الأنبياء 83] أي مسني الضر وأنت لي.
قرأت بخط محمد بن مخلد الدوري: سنة اثنتين وثمانين ومائتين، فيها مات أبو
صفوان عبد الرحمن بن حرب السمسار في شوال.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادى - وأنا أسمع - قال: وفي هذا اليوم - يعني لثلاث بقين من شوال - سنة اثنتين
وثمانين ومائتين مات من الجانب الشرقي أبو صفوان، وكان معروفا، كتب عنه
الحديث بعد الحديث.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن أبا صفوان بن
روح مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
5398 - عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، أبو محمد الحافظ:
مروزي الأصل سمع نصر بن علي الجهضمي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعلي
278

ابن خشرم المروزي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وعمرو بن علي الصيرفي،
وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الله بن عمران العابدي، والفضل بن سهل الأعرج،
ومحمد بن بشار بندارا، وأبا يحيى صاعقة، وأبا التقي هشام بن عبد الملك الحمصي،
وأبا عمير بن النحاس الرملي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا عبيد الله أحمد بن
عبد الرحمن بن وهب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهم.
وكان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق، والشام، ومصر، وخراسان،
وممن يوصف بالحفظ والمعرفة. روى عنه أبو العباس بن عقدة، ومحمد بن محمد بن
داود الكرجي، وأبو سهل بن زياد القطان.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثني عبد الرحمن بن يوسف بن خراش - أبو محمد - حدثنا إسحاق بن إبراهيم
شاذان، حدثنا جدي سعد بن الصلت، أخبرنا مسعر، عن العباس بن ذريح، عن زياد
ابن عبد الله النخعي. قال: حدثنا عمار بن ياسر أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتيت
في الجاهلية من النساء شيئا حراما؟ قال: " لا، وقد كنت على ميعادين، أما أحدهما
فغلبتني عيني، وأما الآخر فشغلني عنه سامر قوم ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
بكر بن محمد بن حمدان المروزي يقول: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
الحافظ يقول: شربت بولي في هذا الشأن - يعني الحديث - خمس مرات!
قلت: أحسبه فعل ذلك في السفر اضطرارا عند عدم الماء، والله أعلم.
أخبرنا عبد الله بن علي القرشي قال: أنشدنا يوسف بن إبراهيم القزاز الجرجاني
قال: أنشدنا عبد الملك بن محمد أبو نعيم قال: أنشدنا عبد الرحمن بن خراش
الحافظ:
وقائل: كيف تهاجرتما؟ * فقلت قولا فيه إنصاف
لم يك من شكلي فتاركته * والناس أشكال وآلاف
أنبأنا أبو سعيد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت عبد الله يقول: أجاز
بندار، ابن خراش بألفي درهم، فبنى بذلك حجرة ببغداد ليحدث بها، فما متع
بها. ومات حين فرغ منها.
279

وقال ابن عدي: سمعت عبد الملك بن محمد أبا نعيم يثني علي ابن خراش
هذا وقال: ما رأيت أحفظ منه، لا يذكر له شئ من الشيوخ والأبواب إلا مر
فيه.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سألت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني عن عبد الرحمن بن خراش فقال:
كان خرج مثالب الشيخين، وكان رافضيا.
أخبرنا أحمد بن علي بن التوزي قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن حجاج
الوراق عن أبي العباس بن سعيد قال: سنة ثلاث وثمانين ومائتين توفي عبد الرحمن
ابن يوسف بن خراش ببغداد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: عبد الرحمن بن يوسف بن خراش كان من المعدودين المذكورين
بالحفظ والفهم، بالحديث والرجال، توفي لخمس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث
وثمانين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن خراش مات
في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، حدثني أبو
سعيد محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الطرسوسي
قال: توفي عبد الرحمن بن خراش بطرسوس سنة أربع وتسعين ومائتين. والأول أصح
في تاريخ موته ببغداد، والله أعلم.
5399 - عبد الرحمن بن محمد، أبو بكر يعرف بالسني:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد
ابن مكرم، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السني، حدثنا إبراهيم بن عبد الله
ابن حاتم الهروي، حدثنا إسماعيل ابن علية، حدثنا عمر كسرى، عن سعيد بن أبي
بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. قال: ألا إنه نزل من السماء أمانان اثنان، أما أحدهما
فقد مضى، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الآخر ففيكم وهو الاستغفار، ثم يقول إن الاستغفار،
إن الاستغفار.
280

عمر يكني أبا حفص كان له علم بأخبار العجم وملوك الأكاسرة، فلقب
كسرى لذلك. وروى عنه الهيثم بن عدي.
5400 - عبد الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة، أبو نعيم الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن سهل الجوزجاني، ومحمود بن أحمد
الجرجاني، وأصرم بن مالك، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن عبيد الله
البغدادي، وعبد العزيز بن منيب المروزي، وجماعة سواهم من الغرباء. روى عنه
محمد بن مخلد، وجعفر الخلدي، وعلي بن محمد المصري، وأبو بكر الخلال
الحنبلي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وغيرهم. وفي حديثه غرائب وإفراد، ولم أسمع فيه
إلا خيرا.
أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي، أخبرنا جعفر
ابن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا عبد الرحمن بن قريش بن خزيمة الهروي، حدثنا
أبو بكر محمد بن سهل الجوزجاني، حدثنا موسى بن أحمد الجوزجاني، حدثنا
عبد الله بن عمرو البصري الواقعي، حدثنا هشام بن سعد، عن جعفر بن عبد الله بن
أسلم، عن أسلم مولى عمر بن الخطاب قال: حدثنا ميسرة بن مسروق العبسي، حدثنا
أبو عبيدة بن الجراح. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا علي بن محمد الواعظ، حدثنا عبد
الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي - ببغداد - حدثنا إدريس بن
موسى الهروي، حدثنا موسى بن نصر السمرقندي، عن الليث بن سعد، عن نافع،
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في
الثناء ".
5401 - عبد الرحمن بن محمد بن يزداد:
حدث عن علي بن المديني. روى عنه ابنه أبو الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن
الكاتب.
281

5402 - عبد الرحمن بن الحسين، أبو واثلة المزني المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، وحدث
أيضا عن علي بن خشرم، والزبير بن بكار، وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد.
وزعم أبو واثلة أن يحيى بن أكثم القاضي كان خال أبيه.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا محمد
ابن مخلد، حدثنا أبو واثلة المروزي قال: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت
وكيع بن الجراح يقول: زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة، تجبر
نقصان الصوم كما يجبر السهو نقصان الصلاة.
5403 - عبد الرحمن بن الصقر، أحد شيوخ الصوفية:
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد ابن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت
أحمد بن حفص الحديثي يقول: سمعت علي بن إبراهيم البصري يقول: سمعت عبد
الرحمن بن الصقر البغدادي يقول: سمعت أبا تراب النخشبي يقول: سألت أبا يزيد
عن الفقير؟ له وصف. فقال: نعم لا يملك شيئا، ولا يملكه شئ.
5404 - عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن
فراس الرؤاسي:
من أهل الكوفة. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه محمد بن عبيد الله بن
أبي الورد القاضي:
قرأت في أصل كتاب أبي الحسن بن رزقويه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله ابن
أبي الورد القاضي، حدثنا عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع - قدم علينا من الكوفة -
حدثني أبي بحديث ذكره.
5405 - عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة بن شعيب، أبو الحسن التميمي،
جار ابن الأكفاني:
حدث عن أبيه، وعن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، وعبد الله بن أحمد بن
شبويه، وأبي كريب محمد بن العلاء. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ،
ومحمد بن عمر الجعابي، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وأبو الحسن بن لؤلؤ الوراق،
وكان صدوقا.
282

أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا عبد
الرحمن بن محمد بن المغيرة - جار ابن الأكفاني - حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه
المروزي، أخبرنا داود بن سليمان المروزي، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن
أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء
كذبة، فمن أدركهم فلا يكونن لهم عريفا، ولا جابيا، ولا خازنا، ولا شرطيا ".
5406 - عبد الرحمن بن عبد الله أبو القاسم القطيعي يعرف بابن الأكفاني:
حدث عن محمد بن عزيز الأيلي روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ
الأصبهاني.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ -
بأصبهان - حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الأكفاني القطيعي - شيخ بغداد
- حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، حدثنا سلامة بن عقيل قال: قال ابن شهاب، حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من
رآني في المنام فسيراني في اليقظة - أو فكأنما رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان
بي ".
5407 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن
عبد الرحمن بن المسيب بن أبي السائب بن عبد الله بن عمر بن مخزوم،
أبو السائب المخزومي:
من أهل شيراز. قدم بغداد وحدث بها عن عبد الحميد بن محمد بن المستام،
وحاجب بن سليمان المنبجي، وأحمد بن سليمان الرهاوي. روى عنه علي بن عمر
السكري، وأحمد بن عبدان الشيرازي.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، وعبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون
283

الهاشمي، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي قالوا: أخبرنا علي بن عمر الحضرمي،
حدثنا أبو السائب عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد
الرحمن بن المسيب بن أبي السائب بن عبد الله بن عمر بن مخزوم - قدم علينا من
شيراز سنة سبع وثلاثمائة - إملاء.
وقال ابن أبي الفتح: ليومين بقين من رجب سنة تسع وثلاثمائة ثم اتفقوا - قال:
حدثنا أحمد بن سليمان أبو الحسين، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان عن ابن
أبي ليلى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد
في: (إذا السماء انشقت) عشر مرات.
هكذا قال: والمحفوظ من ابن أبي ليلى، عن حميد الأزرق، عن أبي سلمة.
5408 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال، أبو محمد
القرشي الشامي المعروف بأبي صخرة الكاتب:
سمع علي بن المديني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي وإسحاق بن إبراهيم
الأنصاري، ومحمد بن سليمان لوينا، ويحيى بن أكثم. روى عنه أبو الحسين بن
البواب المقرئ، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن المظفر، وعبيد الله بن أبي
سمرة البغوي، وطلحة بن محمد بن جعفر، وعلي بن عمر السكري وغيرهم وكان
ثقة.
أخبرني الحسن بن علي التميمي، حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، حدثنا
أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.
وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الرحمن بن
محمد الشامي.
وأخبرنا محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي، حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشامي، حدثنا لوين محمد بن سليمان قال:
حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أحد
ابني علي في القنوت " اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت - زاد الحضرمي
وعافني فيمن عافيت ثم اتفقوا - وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت إنك
284

تقضي ولا يقضي عليك، تباركت ربنا وتعاليت " وفي حديث طلحة وابن المظفر " إنه
لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت ".
كتب هذا الحديث يحيى بن محمد بن صاعد، عن أبي صخرة، عن لوين، وكان
عند ابن صاعد، عن لوين حديث كثير.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار قال: أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع - قالا جميعا: إن أبا صخرة
الكاتب مات في شوال من سنة عشر وثلاثمائة. قال طلحة: بمدينة أبي جعفر.
5409 - عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب، أبو محمد الضرير المعروف
بزنجي الشعيري:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبي سالم الرؤاسي، وإسحاق بن أبي
إسرائيل، وأبي عمار الحسين بن حريث، وأبي هاشم الرفاعي. روى عنه علي بن ابن
محمد بن لؤلؤ، وأبو الحسين بن البواب، وعبيد الله بن أبي سمرة، وأبو حفص بن
شاهين، وغيرهم.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدثنا
عبد الرحمن بن الحسن الشعيري، حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن
سلمة وحماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس. قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال
أفضل؟ قال: " الصلاة لوقتها ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال: ومات عبد الرحمن بن الحسن
المعروف بزنجي الشعيري سنة خمس عشرة - يعني وثلاثمائة.
قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب: مات عبد الرحمن بن الحسن بن
أيوب المعروف بزنجي ليلة جمعة ودفن يوم الجمعة وهو يوم الفطر سنة خمس عشرة
وثلاثمائة.
5410 - عنهما عبد الرحمن بن الحسن بن يوسف، الشونيزي:
حدث عن عمر بن مدرك القاضي. روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
285

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي،
حدثنا عبد الرحمن بن يوسف الشونيزي، حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك، حدثنا
سلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن الجعفي، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " المنتعل راكب ".
5411 - عبد الرحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد، أبو عيسى الرزاز:
حدث عن أحمد بن حنبل حديثا واحدا، رواه عنه أبو محمد السقا الواسطي،
وأبو بكر بن شاذان وأبو القاسم بن الثلاج، وذكر ابن الثلاج أنه سمعه منه في سنة
خمس عشرة وثلاثمائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو عيسى عبد
الرحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد الرزاز - في قطيعة بني جدار - قال: كنت في
المدينة بباب خراسان، وقد صلينا ونحن قعود - وأحمد بن حنبل حاضر - فسمعته
وهو يقول: اللهم من كان على هوى، أو على رأي وهو يظن أنه على الحق، فرده إلى
الحق حتى لا يضل من هذه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به، ولا
تجعلنا في رزقك خولا لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، ولا ترانا حيث
نهيتنا، ولا تفقدنا حيث أمرتنا، أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بالطاعة، ولا تذلنا بالمعاصي.
وجاء إليه رجل فقال له شيئا لم أفهمه، فقال له: اصبر فإن النصر مع الصبر، ثم قال:
سمعت عفان بن مسلم يقول: أخبرنا همام، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: " والنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا، إن مع العسر
يسرا " قال ابن شاذان سألت أبا عيسى: في أي سنة ولدت؟ فقال: ولدت في سنة
إحدى وعشرين ومائتين، وسألته: في أي سنة مات أحمد بن حنبل؟ قال: سنة إحدى
وأربعين ومائتين.
5412 - عبد الرحمن بن عثمان بن مسعر، أبو أحمد المسعري:
حدث عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني.
روى عنه حسينك النيسابوري، ويوسف بن عمر القواس. وذكر يوسف أنه سمع منه
في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي النيسابوري، أخبرنا أبو أحمد
286

عبد الرحمن بن عثمان بن مسعر المسعري - ببغداد - حدثنا الحسن بن أبي الربيع،
أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن
عمر يقول: حج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة.
5413 - عبد الرحمن بن حسنون بن عبد الرحمن بن مرداس، أبو أحمد
العلاف:
حدث عن سعدان بن نصر. روى عنه أبو حفص بن الزيات، وأبو القاسم بن
الثلاج. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة، في سوق الثلاثاء.
5414 - عبد الرحمن بن سعيد بن هارون، أبو صالح الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن عمر رسته، وعقيل بن يحيى
الطهراني، وأبي مسعود الرازي وعباس الدوري. روى عنه علي بن الحسن الجراحي،
وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو العباس بن مكرم الشاهد، وعلي
ابن عمرو الحريري وكان ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، وأخبرنا عبيد الله
ابن عمر الواعظ، عن أبيه. قالا: مات أبو صالح الأصبهاني في سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة. قال عمر: في جمادى، قال غيره: مات في يوم السبت لثلاث بقين من
جمادى الأولى، وببغداد كانت وفاته.
5415 - عبد الرحمن بن محمد بن سعدان، أبو سهل السكري الدلال:
حدث عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام. روى عنه عبد الله بن أحمد بن عبد الله
التمار.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن أحمد التمار، حدثنا أبو سهل عبد الرحمن
ابن محمد بن سعدان السكري الدلال، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا عبيد بن القاسم،
حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير. قال: لما نزلت (وما كان ربك ليهلك القرى
بظلم وأهلها مصلحون) [هود 117] قال: وأهلها ينصف بعضهم بعضا.
287

5416 - عبد الرحمن بن الحسن بن منصور بن شهريار، الذهبي:
حدث عن علي بن الحسين بن أشكاب، وعبد الله بن أيوب المخرمي، وإبراهيم
ابن هانئ النيسابوري. روى عنه عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وأبو حفص بن
شاهين وكان صدوقا.
5417 - عبد الرحمن بن الحسين، أبو سهل العشيري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة ست وعشرين وثلاثمائة عن الحسن
ابن عرفة.
5418 - عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن بيان، أبو محمد العطار:
حدث عن هلال بن العلاء الرقي. روى عنه أبو الفتح بن مسرور وقال: حدثنا في
منزله عند قنطرة الشوك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكان ثقة.
5419 - عبد الرحمن بن عبد الله بن هارون بن هاشم بن شهاب، أبو عيسى
الأنباري:
سكن بغداد في الجانب الشرقي منها بقنطرة البردان، وحدث عن إسحاق بن خالد
ابن يزيد البالسي، وإسحاق بن سيار النصيبي. روى عنه القاضي الجراحي،
والدارقطني، وابن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
وذكر ابن الثلاج أنه توفي في شهر ربيع الأول من سنة ثلاثين وثلاثمائة.
5420 - عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو محمد الزهري:
سمع أبا الأحوص محمد بن الهيثم القاضي وعباس بن محمد الدوري، وجعفر
ابن محمد الصائغ، ومحمد بن غالب التمتام، ونحوهم روى عنه أبو عمر بن حيويه،
وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصفار في آخرين. وكان ثقة.
أخبرني علي بن أبي علي المعدل، حدثنا منصور بن محمد بن منصور الحربي
القزاز قال: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: وقد - دخل إليه أبو محمد الزهري
وخلفه أولاده - أنا أشبه أبا محمد ببعض الصحابة وخلفه أتباعه.
288

حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا محمد
عبد الرحمن بن محمد الزهري مات في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. قال غيره: في
ربيع الآخر. وكان مولده في سنة سبع وخمسين ومائتين.
5421 - عبد الرحمن بن عثمان، أبو الحسن الشهوري:
حدث عن محمد بن الفضل بن جابر السقطي. روى عنه المعافى بن زكريا
الجريري. وما علمت من حاله إلا خيرا.
5422 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن زيد بن عبد الحميد
ابن حيان، أبو عبد الله يعرف بابن الختلي:
سمع أباه، وجعفر بن حمد بن شاكر الصائغ، وأحمد بن محمد بن عبد الحميد
الجعفي، وأبا العباس البرتي، وإسماعيل بن إسحاق القاضيين، وأبا إسماعيل الترمذي،
ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن سليمان الباغندي، وإسحاق بن الحسين
الحربي، وأحمد بن زياد السمسار، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن نصر
الترمذي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي. روى عنه أبو الحسن بن البواب المقرئ، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج.
وكان فهما عارفا، ثقة حافظا، انتقل إلى البصرة فسكنها، وحصل حديثه عند
أهلها. وحدثنا عنه القاضي أبو عمر بن عبد الواحد الرواجني - بالبصرة -.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: أبو عبد الله عبد الرحمن بن
أحمد بن عبد الله بن زيد الختلي، كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ.
أخبرني علي بن المحسن التنوخي، أخبرني أبي. قال: دخل إلينا أبو عبد الله الختلي
إلى البصرة، وهو صاحب حديث جلد، وكان مشهورا بالحفظ، فجاء وليس معه
شئ من كتبه، فحدث شهورا إلى أن لحقته كتبه، فسمعته يقول: حدثت بخمسين
ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي.
5423 - عبد الرحمن بن محمد بن خسرماه، أبو سعيد القزويني:
قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن عبدك، وعلي بن أبي طاهر القزوينيين. روى
عنه محمد بن المظفر، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الثلاج. وذكر ابن الثلاج أنه
سمع منه في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
289

أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن خسرماه القزويني - قدم حاجا علي ابن أبي
طاهر -.
5424 - عبد الرحمن بن نصر. أبو الحسين المصري الشاعر:
نزل بغداد وروى بها عن محمد بن خزيمة البصري، وأبي عمير الأنسي حديثين
حسب، ولم يرو غيرهما، أخبرنا عنه أبو علي بن شاذان.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان، حدثنا أبو الحسين عبد الرحمن بن نصر
المصري الشاعر - في منزل أبي سهل بن زياد إملاء من حفظه، في يوم الثلاثاء
غرة المحرم من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان أطروشا ثقيل السمع
جدا.
قال: حدثنا أبو عمر، ومحمد بن خزيمة البصري - بمصر سنة خمس وسبعين
ومائتين - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي عن ثمامة، عن أنس. قال:
كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم، بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير - يعني ينظر في
أموره.
وأخبرنا الحسن، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا أبو عمير الأنسي - بمصر - حدثنا دينار
مولى أنس. قال: صنع أنس لأصحابه طعاما فلما طعموا قال: يا جارية هاتي المنديل،
فجاءت بمنديل درن، فقال: أسجري التنور واطرحيه فيه، ففعلت فابيض، فسألناه
عنه فقال: إن هذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن النار لا تحرق شيئا مسته أيدي
الأنبياء.
قال ابن شاذان: لم يكن يحفظ غير هذين الحديثين، وكان منزله بسويقة غالب عند
منزل حريش.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال: أنشدنا محمد بن العباس الخزاز
قال: أنشدني أبو الحسين المصري الأطروش لنفسه:
مرت كأن البدر تحت نقابها * وكأن غصن البان تحت ثيابها
وكأن دعص الرمل تحت إزارها * يرتج بين مجيئها وذهابها
فيذلني أن المشيب بلمتي * ويعزها إعجابها بشبابها
290

5425 - عبد الرحمن بن سيما بن عبد الرحمن بن إسماعيل - وقيل: هو
عبد الرحمن بن سيمان بن عبد الله بن سيما -، أبو الحسين المجبر، مولى بني
هاشم:
كان يسكن بسويقة غالب، وحدث عن أبي العباس البرتي، ومحمد بن يونس
الكديمي، وإسماعيل بن محمد النسوي، ومحمد بن عيسى بن أبي قماش، وأحمد بن
علي الاسفذني، ومحمد بن غالب التمتام، وأحمد بن علي الخراز. روى عنه محمد
ابن إسماعيل الوراق، حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وكان
ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي عبد الرحمن بن سيما المجبر في جمادى الأولى
سنة خمسين وثلاثمائة.
5426 - عبد الرحمن بن عبد الله، أبو محمد المقرئ:
حدثنا عنه أبو عبد الله الخالع عن أبي العباس ثعلب أخبارا وأناشيد:
أخبرني الحسين بن محمد بن جعفر الخالع قال: سمعت أبا محمد عبد الرحمن
ابن عبد الله المقرئ يقول: سمعت ثعلبا يقول: سئل بعض الحكماء عن البلاغة فقال:
لمحة دالة. وسأله آخر عن البلاغة ما هي؟ فقال: ما اختصاره فساده.
5427 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن سهل، أبو القاسم الخلال:
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: توفي أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل
ابن سهل الخلال في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، سمعت منه عن
الفريابي. حدث بشئ يسير لم يسمع منه كبير أحد.
5428 - عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد بن عبد الملك،
أبو القاسم الأسدي القاضي:
من أهل همذان حدث عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني، ومحمد بن
أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازيين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها فكتب عن
الشيوخ القدماء، وروى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه
291

بكتاب تفسير ورقاء وغيره. وحدثنا عنه أيضا أبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وأبو
علي بن شاذان، وأحمد بن علي البادا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن
أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي القاضي الهمذاني، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن
ديزيل الكسائي، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، أخبرنا
نافع أن ابن عمر كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس من الدواب لا جناح في
قتلهن الغراب، والحدأة، والكلب العقور، والفأرة، والعقرب ".
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا أبو
الفضل صالح بن أحمد الحافظ قال: عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن
عبيد أبو القاسم الأسدي روى عن يحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد بن أيوب،
وموسى بن إسحاق، وعلي بن الجنيد، وأحمد بن أبي عوف البروزي، ومحمد بن
سليمان الحضرمي. وادعى عن إبراهيم بن الحسين فذهب علمه، وكنت كتبت عنه
أيام السلامة على المجاراة أحاديث ذوات عدد، أحاديث من أحاديث إبراهيم،
و [لو] لم يدع ما ادعاه بأخرة، حكمنا على أن أباه سمعه تلك الأحاديث،
وذلك القدر أيضا. أنكر عليه أبو جعفر بن عمه، والقاسم بن أبي صالح روايته عن
إبراهيم، فسكت عنه حتى ماتوا وتغير أمر البلد فادعى الكتب المصنفات، والتفاسير.
وكنا بلغنا قراءة إبراهيم - يعني كتاب التفسير - قبل السبعين وقال: مولدي سنة
سبعين. وبلغني أن إبراهيم كان إذا مر له الشيء قلما يعيده.
قال صالح: سمعت أبي يحكي عن بعض المشايخ يقول: قدم قوم من أهل الكرخ
سنة نيف وسبعين ومائتين، وسألوا إبراهيم أن يسمعوا منه تفسير ورقاء عن ابن أبي
نجيح روايته عن آدم فلم يجبهم قال فسمعوه من يحيى الكرابيسي عن إبراهيم
وإبراهيم حي، وادعى هذا المسكين سماعا وحمل عنه، ونسأل الله السلامة.
وقال صالح: سمعت القاسم بن أبي صالح نص عليه بالكذب ومع هذا دخوله في
أعمال الظلمة وما يحمله من الأوزار والآثام، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور.
وسألني عنه أبو الحسن الدارقطني ببغداد فقال: رأيت في كتبه تخاليط.
292

وقال أبو يعقوب بن الدخيل - كنت بمكة - لما بلغني قدومه تركت أشغال الموسم
وسمعت التفسير منه، ثم لم يحمدوا أمره.
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ قال: مات أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني القاضي في شعبان من
سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وكان قد خرج من بغداد قافلا إلى همذان فأدركه أجله في الطريق.
5429 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحيم، أبو القاسم الأهوازي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي مسلم الكجي. روى عنه يوسف بن عمر
القواس.
5430 - عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه، أبو القاسم الزاهد
البلخي:
سمع أبا شهاب معمر بن محمد البلخي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد
ابن صالح بن سهل الترمذي، وعبد الله بن محمد بن علي الحافظ، وجماعة من إخوان
هؤلاء.
وقدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاثمائة. وانتخب عليه محمد بن المظفر،
فسمع بانتخابه منه غير واحد من شيوخنا، وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو
الحسن بن الحمامي، وعلي بن أحمد الرزاز، وكان ثقة.
أخبرني الرزاز، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه
البلخي - إملاء - حدثنا أبو شهاب معمر بن محمد العوفي، حدثنا مكي بن إبراهيم
عن مطرف عن ابن معقل عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن عمر بن
الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سب العرب فأولئك هم
المشركون ".
أخبرني محمد بن علي المقرئ عن محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
عبد الرحمن بن محمد الزاهد البلخي محدث بلخ في عصره، قدم نيسابور وأقام مدة
يحدث ثم انصرف، وجاءنا نعيه سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
293

5431 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان، أبو محمد الفقيه
المؤذن:
من أهل بخارى. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن يعقوب،
ومحمد بن أحمد بن مردك البخاريين. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن
أحمد بن سليمان البخاري المؤذن الفقيه الحاجي، حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد
ابن مردك البخاري المردكي، حدثنا أبو صفوان البخاري، حدثنا كعب بن سعيد -
يعني كعبان البخاري الزاهد - عن يحيى بن سليم عن إسماعيل المكي عن الحسن عن
عمران بن حصين. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لقيام رجل في الصف في سبيل الله ساعة،
أفضل من عبادة ستين سنة ".
5432 - عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، أبو القاسم
المعروف بابن الفامي، وهو والد أبي طاهر المخلص:
سمع محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعلي بن محمد بن
أبي الشوارب، وأبا شعيب الحراني، وأبا يزيد أحمد بن داود السجزي، وإسحاق بن
إبراهيم بن سنين الختلي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وعبد الله بن الصقر السكري.
حدثنا عنه ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وعبد الله بن أحمد بن حمدويه،
وابن الحمامي المقرئ، وأبو نعيم الحافظ. وكان قد أصابه طرش في آخر
عمره.
أخبرنا علي بن أحمد المقرئ، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العباس البزار
بانتقاء أبو الحسين بن مظفر، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا
عثمان بن عبد الرحمن عن المثنى بن عبد الله عن ثمامة عن أنس قال: كنت عند النبي
صلى الله عليه وسلم على بساط، فأتاه مجذوم، فأراد أن يدخل عليه، فقال: " يا أنس أثن البساط لا يطأ
عليه بقدمه ".
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: كان عبد الرحمن أطروشا، وهو ثقة.
294

قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو القاسم عبد الرحمن بن العباس والد أبي
طاهر المخلص - وكان شيخا ثقة - يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان
سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وكان أطروشا أصم.
5433 - عبد الرحمن بن الحسن، أبو القاسم السرخسي:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن حمدويه.
حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السرخسي - قدم علينا الحج - قال:
حدثني إسماعيل بن جميع قال: حدثنا مغيث بن أحمد عن فرقد السبخي، حدثني
سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء
الدلهي عن جعفر - يعني ابن سليمان - قال: حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة، وأوساطهم للتجارة،
وقراؤهم للرياء والسمعة، وفقراؤهم للمسألة ".
5434 - عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن الحسن بن هارون بن زياد، أبو
بكر الأنماطي المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن يحيى بن ساسويه،
وعبد الله بن محمود، والساه بن نزال وحماد بن أحمد السلمي المراوزة، وعن
محمد بن حمدويه بن سنجان، وأبي رجاء محمد بن حمدويه السنجيين، ومحمد بن
شاول النيسابوري. سمع منه أبو عمر بن حيويه، وأبو عبد الله بن الأبنوسي،
والقاضي أبو القاسم بن المنذر، وغيرهم وكان ثقة حافظا.
أخبرنا علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق، حدثنا عبد الله بن عثمان
الصفار، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد المروزي الحافظ، حدثنا يحيى بن
ساسويه.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ البخاري
المعروف بغنجار: توفي أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد الأنماطي المروزي
الحافظ بمرو، في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
295

5435 - عبد الرحمن بن أبي العباس الأثرم - واسمه: محمد - ابن أحمد بن
أحمد بن حماد، ويكنى عبد الرحمن أبا محمد الوراق، ويعرف بالصيرفي:
نزل البصرة وحدث بها عن محمد بن جرير الطبري. روى عنه القاضي أبو علي
المحسن بن علي التنوخي.
5436 - عبد الرحمن بن الحارث بن أبي شيخ، أبو أحمد الغنوي:
من أهل الجانب الشرقي حدث عن علي بن الحسين بن حبان، وجعفر بن محمد
الفريابي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن سهل
الأشناني، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبي سعيد العدوي. حدثنا عنه أبو
بكر البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ، وبشر بن عبد الله الرومي.
أخبرنا بشرى، حدثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن الحارث الغنوي - في جامع
الرصافة إملاء - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن حبان الدوري، حدثنا محمد بن
طريف، حدثنا الفضل بن صالح الأسدي عن عمرو بن دينار عن جابر قال: تزودنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الهدي من مكة إلى المدينة.
سألت البرقاني عن أبي أحمد الغنوي فقال: رأيته يفهم، ولم أعلم من حاله إلا
خيرا.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو أحمد عبد الرحمن بن الحارث الغنوي في
ذي الحجة سنة أربع وستين وثلاثمائة وكان فيه بعض التساهل، لم يكن ممن يعتمد
عليه في هذا الشأن، كانت كتبه طرية.
5437 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى بن إسحاق، أبو سهل
البلخي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن نوح بن الحسن بن علي الفارسي، والعباس بن
ظاهر بن ظهير، ومحمد بن حامد الوراق، وأحمد بن محمد بن سهل القاضي،
ومحمد بن محمد بن أحيد البلخيين، وعن محمد بن أحمد بن زنجويه النيسابوري.
كتب عنه أبو الحسن بن رزقويه، وحدثنا عنه أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد
ابن عبد الله بن بكير، وأبو الحسن النعيمي.
296

أخبرني أبو طالب بن بكير، أخبرنا أبو سهل عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن
يحيى بن إسحاق البلخي - أمير الملك في سنة خمس وستين وثلاثمائة ببغداد - حدثنا
محمد بن أحمد بن زنجويه النيسابوري - ببلخ - حدثنا أبو يحيى عبد الصمد بن
الفضل، حدثنا عمر بن حكيم أخو شداد بن حكيم عن محمد بن مسلم عن إبراهيم
ابن ميسرة عن طاوس عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشرط
كلاب أهل النار ".
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن نعيم البصري - من حفظه - قال:
قرئ على أبي سهل عبد الرحمن بن محمد بن محمد البلخي الأمير - ببغداد وأنا
حاضر - حدثكم أبو حرب محمد بن محمد بن أحيد البلخي الحافظ، حدثنا سعيد
ابن ياسين البلخي، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما صيغ من فضة.
5438 - عبد الرحمن بن المظفر بن علي بن عبد الرحمن بن موسى بن
عيسى بن إبراهيم بن شداد بن ماه فرودين بن ماء الفرات:
أنباري الأصل انتقل إلى بلاد خراسان وسكن هراة. وحدث بها عن أبي القاسم
البغوي، ومحمد بن منصور بن أبي الجهم، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي.
حدثنا عنه البرقاني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا عبد الرحمن بن المظفر بن علي البغدادي ثم الأنباري
- بهراة - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الله بن عون، حدثنا عباد بن
عباد، حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بالحج مفردا.
سألت البرقاني عنه فقال: كان ثقة.
5439 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران بن سلمة، أبو مسلم:
الثقة الصالح، الورع العابد. سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم
البغوي، وأبا عمر عبيد الله بن عثمان العثماني، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا يعلى
محمد بن زهير الأيلي، وأقرانهم من العراقيين. ورحل إلى الشام فكتب عن أبي عروبة
297

الحراني وغيره وعاد إلى العراق ثم خرج منها إلى بلاد خراسان، وما وراء النهر.
فكتب عن محدثيها، وجمع أحاديث المشايخ والأبواب، وكان متقنا حافظا، مع ورع
وتدين وزهد وتصون، حدثنا عنه علي بن محمد المقرئ الحذاء، وأبو عبد الله أحمد
ابن محمد الكاتب، والقاضي أبو العلاء الواسطي.
وسمعت أبا العلاء ذكره يوما فرفع من قدره، وأطنب في وصفه، وقال: كان
الدارقطني والشيوخ يعظمونه.
وحكى لنا أبو العلاء أن أبا الحسين البيضاوي حضر عند أبي مسلم يوما وفي رجل
البيضاوي نعل ليست بالجيدة قد أخلقت، فوضع أبو مسلم مكانها نعلا جديدا
وأخذها وذلك بغير علم من البيضاوي، فلما قام لينصرف من طلب نعله فلم يجدها،
ورأى النعل الجديدة مكانها فبقي متحيرا، وسأل عن نعله فقال له أبو مسلم: هذه
نعلك يا أبا الحسن - يعني الجديدة - وأمره بلبسها أو كما قال.
حدثني علي بن محمود الزوزني عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي
قال: سمعت جدي أبا عمرو بن نجيد يقول: ما دخل خراسان أحد فبقى على بكارته
لم يتدنس بشئ من الدنيا إلا أبو مسلم البغدادي.
قلت: أقام أبو مسلم ببغداد بعد عوده من خراسان سنين كثيرة يحدث ثم خرج في
آخر عمره إلى الحجاز، فأقام بمكة مجاورا لبيت الله الحرام إلى أن توفي هناك. فحدثني
القاضي أبو العلاء الواسطي أنه توفي بمكة في النصف من ذي القعدة سنة خمس
وسبعين وثلاثمائة، قال: ودفن بالبطحاء بالقرب من فضيل بن عياض.
وقال محمد بن أبي الفوارس: كان أبو مسلم بن مهران قد صنف المسند، وشعبة،
ومالكا، وأشياء كثيرة، وكان ثقة ثبتا، ما رأينا مثله.
5440 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن المهتدي بالله، أبو بكر
الهاشمي:
حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد. حدثنا عنه بشرى بن عبد الله.
أخبرنا بشرى، أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي
بالله، حدثنا إبراهيم بن موسى من ولد إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن العباس، حدثني عبد الصمد بن موسى عن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن جده
298

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الشهود فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويرفع بهم
الظلم ".
5441 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أبو علي السكري:
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد السكري - ببغداد - حدثنا أحمد
ابن عبد الرحمن بن أحمد الأزدي، حدثنا مسبح بن حاتم بحديث ذكره.
5442 - عبد الرحمن بن محمد، أبو محمد العماني:
ولي القضاء بربع الكرخ وكان فيه جلادة وشهامة.
وحدثني أبو الحسين هلال بن المحسن أنه توفي في يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر
رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
5443 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن سورة بن سعيد، أبو سعيد
الفقيه الشافعي:
من أهل نيسابور. قدم بغداد وحدث بها عن أبي عمرو بن نجيد، وأبي طاهر
محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة. ذكر لي القاضي أبو
القاسم التنوخي أنه سمع منه بعد عوده من الحج في سنة ثمان وثمانين
وثلاثمائة.
وقال لي التنوخي: حدثنا من حفظه قال: حدثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد،
حدثنا أبو عبد الله البوسنجي محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري
عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وقد وهم أبو سعيد في رواية هذا الحديث هكذا
وذلك أن البوسنجي ليس عنده عن الأنصاري شئ ولا أدركه، وهذا الحديث عند
أبي نجيد عن أبي مسلم الكجي عن الأنصاري، وإنما دخل الغلط فيه على أبي سعيد
لأنه رواه من حفظه، والله أعلم.
299

5444 - عبد الرحمن بن محمد، السجزي، أبو القاسم:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن أحمد بن زبرك. حدثني عنه الحسن بن
محمد الخلال.
حدثني الخلال، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن جعفر السجزي -
قدم علينا - حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زبرك، حدثنا عباس بن محمد - يعني
الدوري -.
5445 - عبد الرحمن بن محمد بن يوسف، أبو محمد الرازي، يعرف
بالطرائفي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن عيسى بن محمد الوسقندي، وميسرة
ابن علي القزويني، ومحمد بن هارون الزنجاني، وحامد بن محمد الهروي، وسليمان
ابن أحمد الطبراني، وأحمد بن بندار، وأبي شيخ الأصبهانيين.
حدثني عنه أحمد بن محمد العتيقي وقال: قدم علينا وسمعت منه في سنة إحدى
وتسعين وثلاثمائة.
5446 - عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد، أبو الحسين المعدل
المعروف بابن حمة الخلال:
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان وعبد
الله بن أحمد بن إسحاق المصري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ومحمد بن أحمد
ابن يعقوب بن شيبة، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن إسماعيل الفارسي، ومحمد
ابن أحمد الحكيمي. حدثنا عنه البرقاني، والأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأبو
الفضل بن الكوفي، وأحمد بن سليمان المقرئ الواسطي، وغيرهم، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
الحسين بن حمة ثقة في جمادى الأولى.
حدثني الحسن بن محمد الخلال أن ابن حمة مات في سنة سبع وتسعين
وثلاثمائة.
وقال لي الأزهري: توفي ابن حمة ليلة الأحد ودفن يوم الأحد السادس عشر من
300

جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي، وصلى عليه
أبو حامد الإسفراييني وحضرت الصلاة عليه.
5447 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه، أبو
الحسن النيسابوري بن أبو إسحاق المزكي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عمر بن حفص الزاهد، حدثنا عنه محمد بن
طلحة النعالي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن طلحة النعالي، حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن
محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري، حدثنا محمد بن عمر بن حفص الزاهد،
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا خالد بن يزيد بن جعفر الأنصاري الكوفي، حدثنا
محمد بن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي على أمتي زمان
يحسد الفقهاء بعضهم بعضا، ويغار بعضهم على بعض، كتغاير التيوس بعضها على
بعض ".
سألت محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي عن وفاة عمه عبد الرحمن فقال: في
سنة سبع - أو ثمان - وتسعين وثلاثمائة، شك هو في ذلك.
5448 - عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن مامكة، أبو مسلم البيع:
حدث عن سليمان بن أحمد الطبراني. سمع منه أحمد بن محمد الغزال، وكان
صدوقا.
أخبرنا العتيقي وأحمد بن علي بن التوزي قالا: توفي أبو مسلم بن مامكة يوم
السبت لتسع خلون - وقال ابن التوزي: لتسع بقين - من شوال سنة أربع
وأربعمائة.
قال العتيقي: وحدث بشئ يسير.
5449 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن الحسن
ابن متويه، أبو سعد الحافظ الأستراباذي:
ساكن سمرقند، ويعرف بالإدريسي. كان أبوه من أهل إستراباذ وهو سمرقندي،
301

وكان أحد من رحل في العلم وعني بالحديث، وسمع من أبي العباس الأصم
النيسابوري، ومن بعده، وصنف كتابا في تاريخ سمرقند، قدم بغداد في حياة أبي
الحسن الدارقطني وحدث بها. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم
الأزهري، ومحمد بن عمر بن سبنك، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم
التنوخي، وغيرهم، وكان ثقة.
وقال لي الأزهري: رأيت أبا سعد الإدريسي وقد حمل كتابه الذي صنفه في تاريخ
سمرقند إلى أبي الحسن الدارقطني، فنظر أبو الحسن فيه ثم قال: هذا كتاب حسن.
قال لي عبد العزيز بن محمد النخشبي: مات أبو سعيد الإدريسي بسمرقند في سنة
أربع - أو خمس - وأربعمائة. شك النخشبي في ذلك.
قلت: وكان الإدريسي حيا في سنة خمس، وذلك أني رأيت في كتاب أبي سعد
الماليني تاريخ سماعه منه في سنة خمس وأربعمائة.
5450 - عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم، أبو القاسم الخباز الصوفي:
من أهل قزوين قدم علينا حاجا. وحدث ببغداد عن أبي الحسن القطان، وأحمد
ابن محمد بن رزمة القزوينيين، وعن محمد بن هارون الثقفي الريحاني. كتبنا عنه بعد
صدوره من الحج، وذلك في سنة تسع وأربعمائة.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، حدثنا علي بن إبراهيم بن
سلمة القطان، حدثنا ضرار بن صرد أبو نعيم، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يونس
ابن يوسف عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
الثمار حتى تنجو من العاهة.
حدثني أبو عمرو الزهري الفقيه أن أهل قزوين كانوا يضعفون عبد الرحمن بن
أحمد في روايته عن أبي الحسن القطان قال: ومات في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
5451 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبد
الله بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم، أبو القاسم السمسار،
المعروف بابن الحربي:
من أهل الحربية سمع أحمد بن سلمان النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وعلي
ابن محمد بن الزبير الكوفي، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبا بكر الشافعي،
302

وحبيب بن الحسن القزاز، وعثمان بن محمد بن بشر السقطي، وأبا سعيد ابن أبي
عثمان النيسابوري. كتبنا عنه وكان صدوقا غير أن سماعه في بعض ما رواه عن
النجاد كان مضطربا، وسمعته يذكر أن مولده في جمادى الآخرة في اليوم الرابع عشر
منه سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ومات في يوم السبت السابع من شوال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، ودفن في
مقبرة باب حرب، وكان يذكر أن أسلافه من أهل أبيورد، وكانوا من شيعة المنصور.
5452 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن رزق، أبو
معاذ المزكي السجستاني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي حاتم محمد بن حبان البستي، وعلي بن
الحسن الصبغي، وعلي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي، والقاسم بن محمد
القنطري، وأبي سعيد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأحمد بن محمد
ابن جعفر الكسائي البستي، ومحمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة،
وأحمد بن إبراهيم بن عبدويه النيسابوريين، وغيرهم. كتبنا عنه في سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة بعد صدوره من الحج، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا أبو معاذ السجستاني، أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي
- بسجستان - حدثنا أبو الفضل بن حباب الجمحي - بالبصرة - حدثنا القعنبي عن
شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن مما أدرك الناس من
كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
سألت لا مع بن عبد الرحمن السجستاني في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة عن وفاة
أبي معاذ فقال: مات منذ ست سنين.
303

ذكر من اسمه عبيد الله
5453 - عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
واسم أبي رافع أسلم. سمع أباه، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة. وكان كاتب
علي بن أبي طالب وحضر معه وقعة الخوارج بالنهروان. روى عنه بسر بن سعيد،
وأبو جعفر محمد بن علي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وغيرهم، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز - بالبصرة - حدثنا الحسن بن
محمد بن عثمان النسوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا
ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد
الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن أبي
طالب فقالوا: لا حكم إلا لله، قال علي: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصف لي ناسا، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم، لا يجاوز هذا
منهم - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه، فيهم أسود إحدى يديه [كأنها]
طبي شاة، أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال:
ارجعوا؟ فوالله فوالله ما كذبت، ولا كذبت، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة،
فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم، وقول علي
فيهم.
5454 - عبيد الله بن خليفة، أبو الغريف الهمداني:
سمع علي بن أبي طالب، وصفوان بن عسال. روى عنه أبو روق عطية بن
304

الحارث، وعامر بن السمط. وهو كوفي ورد مسكن في أصحاب الحسن بن علي بن
أبي طالب الذين ساروا لقتال أهل الشام.
كذلك أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا أسود بن عامر.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
العباس بن عبد العظيم، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا أبو روق
الهزاني، حدثنا أبو الغريف قال: كنا مقدمة الحسن بن علي اثنى عشر ألفا بمسكن
مستميتين، تقطر أسيافنا من الجد علي قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمرطي فلما
جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن بن
علي الكوفة قال له رجل منا، يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى - وقال ابن الفضل
سفيان بن الليل -: السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال فقال: لا تقل ذاك يا أبا
عامر، لست بمذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك، واللفظ لحديث
الحكيمي.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قيل له سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
أبو الغريف عبيد الله بن خليفة الهمداني، روى عنه أبو روق، وعامر بن
السمط.
5455 - عبيد الله بن محمد بن صفوان بن عبيد الله بن أبي خلف، الجمحي:
من أهل مكة. ولي قضاء بغداد في أيام المنصور، وقضاء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أيام المهدي.
أخبرنا الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار. قال عبيد الله بن محمد بن صفوان كان قاضيا لأمير المؤمنين
المنصور بالعراق، وولاه أمير المؤمنين المهدى المدينة ومات بها، واستخلف ابنه عبد
الأعلى بن عبيد الله على المدينة.
305

حدثنا علي بن المحسن، حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: عبيد الله بن
محمد بن صفوان الجمحي أقدمه المنصور من مكة فقلده القضاء بمدينة السلام، وكان
عالما أديبا، وما زال على الحكم حتى مات المنصور، فقلده المهدي قضاء مدينة الرسول
صلى الله عليه وسلم القضاء، والحرب، والصلاة وعزله عن قضاء بغداد.
قلت: كان المنصور قد جعل الحسن بن عمارة على المظالم ببغداد، ثم استقضاه
فلم يلبث إلا أياما حتى صرفه وولى مكانه القضاء ابن صفوان.
5456 - عبيد الله بن الحسن بن الحصين، أبي الحر العنبري:
قاضي البصرة سمع داود ابن أبي هند، وخالدا الحذاء، وسعيدا الجريري. روى عنه
عبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن معاذ القاضي، وخالد بن الحارث الهجيمي،
ومحمد بن عبيد الله الأنصاري.
وكان ثقة. قدم بغداد أيام المهدي وكان مولده في سنة مائة، وقيل سنة ست ومائة
وولى القضاء بعد سوار بن عبد الله العنبري.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن
معروف الخشاب، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: عبيد الله بن
الحصين بن مالك الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن
كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم، ولي قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله، وكان
محمودا ثقة، عاقلا من الرجال.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني
أبي قال: لما مات سوار بن عبد الله طلبوا عبيد الله بن الحسن يستقضونه فهرب.
306

فقال له أبوه: يا بني إن كنت هربت طلبا لسلامة دينك فقد أحسنت وإن كنت هربت
لتكون أحرص لهم عليك فقد أحسنت أيضا، فاستقضى بعد سوار.
أخبرني الحسن بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا ابن سلام. قال: قال الوثيق بن
يوسف: وما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر
العنبري.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا عبد الواحد بن محمد
الخصيبي قال: حدثني أبو عيسى بن حمدون، حدثني أبو سهل الرازي. قال: لم يشرك
في القضاء بين أحد قط إلا بين عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبري وبين عمر بن
عامر على قضاء البصرة، وكانا يجتمعان جميعا في المجلس وينظران جميعا بين الناس،
قال فتقدم إليهما قوم في جارية لا تنبت، فقال: فيها عمر بن عامر هذه فضيلة في
الجسم، وقال عبيد الله بن الحسن كل ما خالف ما عليه الخلقة فهو عيب.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن
جعفر بن محمد بن هارون التميمي - بالكوفة - أخبرنا أبو أحمد الجلودي، عن أبي
خليفة، عن محمد بن سلام. قال: أتى رجل عبيد الله بن الحسن فقال كنا عند الأمير
محمد بن سليمان فجرى ذكرك فذكرت بكل جميل، فما استطاع يقبح أمرك،
يذكرك بشئ يعيبك به إلا المزاح. فقال: ويحك والله إني لأمزح وما أقول إلا حقا،
فلو قلت الساعة في داري عيسى بن مريم أكنت تصدقني؟ قلت: هذا من ذاك، فقال
لجصاص في داره: يا جصاص قال: لبيك، قال: ما اسمك؟ قال: عيسى، قال: ما اسم
أمك؟ قال: مريم، قال: ويحك فإذا اتفق لي مثل هذا فما أصنع.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد،
أخبرنا الحسين بن الحسن المروزي - من حفظه - قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير
جلس وجلس الناس حوله، قال فسألته عن مسألة فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله
القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو
أكبر منها، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا
صاغر، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلى من أن أكون رأسا في الباطل.
307

حدثني الخلال - لفظا - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: حدثنا الحسن بن
محمد بن سعدان العرزمي، حدثني سلمان بن يزيد، حدثني أبو علي إسماعيل بن
إبراهيم بن بشر القرشي، حدثنا أصحابنا أن المهدي كتب إلى عبيد الله بن الحسن
- وهو قاضي البصرة - كتابا فقرأه عبيد الله فرده، فحمل عبيد الله إلى المهدي فعاتبه،
فكان فيما عاتبه به أن قال له: رددت كتابي؟ فقال عبيد الله: يا أمير المؤمنين إني لم
أرد كتابك، ولكنه كان ملحونا وكتاب أمير المؤمنين لا يكون ملحونا، فصدق
المهدي مقالته وأجازه ورده إلى عمله.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ،
حدثنا أحمد بن محمد بن سالم المخرمي، حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب، حدثنا
الزبير، حدثني محمد بن سلام الجمحي. قال: وفد عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة
على أمير المؤمنين المهدي فتكلم بين يديه، فبينا شبيب بن شبة يغدي أصحابه. إذ
جاءه رسول عبيد الله بن الحسن يقول له: ائتني الساعة فغسل يديه وقال لأصحابه:
أتموا غداءكم وركب إليه، فقال له إني تكلمت اليوم بين يدي أمير المؤمنين، وأبو
عبيد الله حاضر فأحب أن تأتيه عسى أن يجري لي ذكر، فتنظر هل عجب لكلامي؟
قال شبيب: فجئته فقال لي: قد تكلم اليوم صاحبكم بين يدي أمير المؤمنين، فقلت
له: فما سمعت؟ فقال: رسائل غيلان، ومواعظ الحسن، نسج بين ذلك فملح.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي
ابن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: سمعت أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح العجلي يقول: سمعت أبي أحمد يقول: سمعت أبي عبد الله يقول: كتب
المهدي إلى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة يأمره، انظر إلى الأرض التي يخاصم فيها
فلان التاجر فلان القائد، فاقض بها للقائد. قال: اجمع شهودا فجمع جماعة، فكتب
عليه حكما للتاجر، ثم قال: اذهب الآن فقد طوقتك طوقا لا يفكه عنك خمسون
قينا، قال: فعزله المهدي.
حدثني الأزهري، حدثنا أبو حفص عمر بن زكار بن أحمد بن زكار التمار،
حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إبراهيم بن عبد الملك قال: شتم
رجل عبيد الله بن الحسن العنبري القاضي، فقال عبيد الله - وقبض على لحيته - شيبتي
تمنعني من أن أرد عليك.
308

حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر الصابوني - إملاء - حدثنا عمر بن
جعفر بن محمد بن سلم، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا رافع بن دحية المسلي،
حدثني عبيد الله بن الحسن - قاضي البصرة - قال: كانت عندي جارية عجمية
وضيئة، وكنت بها معجبا، وكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي، فانتبهت فلم أجدها
فالتمستها فلم أجدها، وقلت: سر، فلما وجدتها وجدتها ساجدة. وهي تقول: بحبك
لي اغفر لي، قلت لها لا تقولي هكذا، قولي بحبي لك اغفر لي، فقال: يا بطال حبه
لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وبحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك، قلت: اذهبي
فأنت حرة لوجه الله، قالت: يا مولاي أسأت إلي، كان لي أجران صار لي أجر
واحد.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد الله محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود سليمان بن الأشعث: عبيد الله
ابن الحسن عندك حجة؟ قال: كان فقيها.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: قال لي يحيى بن معين: يقال إن عبيد الله بن
الحسن بن الحصين العنبري ولد سنة مائة، ويقال سنة ست ومائة، وولى القضاء سنة
سبع وخمسين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو
حسان الزيادي قال: سنة ثمان وستين ومائة فيها مات عبيد الله بن الحسن العنبري
قاضي البصرة، في ذي القعدة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبيد الله بن الحسن العنبري
التميمي القاضي مات في ذي القعدة من سنة ثمان وستين ومائة.
5457 - عبيد الله بن عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب،
القرشي العدوي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أقدمه هارون الرشيد بغداد ليوليه قضاء المدينة، فأبى
أن يتولاه، ورجع إلى المدينة.
309

حدثنا بذلك الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان
الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال: ولد عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب، عبيد الله بن عمر، وكان من وجوه قريش وكان يلي صدقة عمر بن
الخطاب، وكان أمير المؤمنين الرشيد قد بعث إليه فقدم عليه بغداد، فولاه قضاء
المدينة، فاستعفاه فلم يعفه، فعرض ليحيى بن خالد فقال: لا والله ما أحسن القضاء
[فإن كنت صادقا] فما يسعكم أن تولوا من لا يحسن، وإن كنت كاذبا فلا يحل
لكم أن تولوا من يكذب، فأعفي من القضاء وكان امرأ صالحا. حدثني بذلك عمي
مصعب بن عبد الله.
5458 - عبيد الله بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
مات ببغداد وله بها عقب.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: فأما عبيد الله بن
المهدي فهو أخو علي لأبيه وأمه، أمهما رائطة بنت أبي العباس، ومولده في سنة أربع
وخمسين ومائة. توفي في شعبان سنة أربع وتسعين، وهو في أربعين سنة، وصلى عليه
محمد الأمين، وكانت وفاته ببغداد في قصره.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن
حمدان أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يوسف الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي
قال: سنة خمس وتسعين ومائة، فيها مات عبيد الله بن المهدي.
5459 - عبيد الله بن عبيد الرحمن - وقيل: ابن عبد الرحمن، أبو عبد
الرحمن الأشجعي:
سمع إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، ومالك بن مغول، وسفيان
الثوري، وشعبة بن الحجاج، وهارون بن عنترة. روى عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى
310

ابن آدم، وقراد أبو نوح، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن
أبي الليث، وأحمد بن حميد ختن عبيد الله بن موسى ويحيى بن الحماني،
وإسماعيل بن بهرام، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو همام
الوليد بن شجاع، وأبو كريب محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي
وغيرهم. وكان من أهل الكوفة فسكن بغداد وحدث بها.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد. وأخبرني الصيمري،
حدثنا علي بن الحسن الرازي - قال: أحمد أخبرنا.
وقال علي حدثنا - محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا
محمد بن عبيد الله بن نمير، حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن بشير بن سليمان قال:
سمعت الأشجعي يقول: سمعت من سفيان الثوري ثلاثين ألف حديث. قال أحمد
ابن زهير: مات الأشجعي ببغداد.
أخبرنا علي بن محمد بن يحيى السلمي - بدمشق - أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن
الكلابي، حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول، أخبرنا
أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي قال: سمعت قبيصة قال: لما مات سفيان
أرادوا الأشجعي على أن يقعد فأبى، حتى كلموا زائدة فقعد - يعني مكان سفيان -.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين قلت: فالأشجعي؟ فقال: صالح ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
عبدان بن أحمد الهمذاني حدثهم قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: سألت يحيى
ابن معين عن الأشجعي، ومهران بن أبي عمر عن سفيان فقال: الأشجعي. كأنه
قدمه، ومهران كانت فيه عجمة.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه الفسوي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم
311

ابن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ما كان بالكوفة أحد أعلم بسفيان من
الأشجعي، كان أعلم به من عبد الرحمن بن مهدي، ومن يحيى بن سعيد، وأبي
أحمد الزبيري، وقبيصة، وأبي حذيفة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي
روى كتب الثوري على وجهها، وروى عنه الجامع، وكان من أهل الكوفة فقدم
بغداد فلم يزل بها حتى مات.
حدثنا البرقاني، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد:
الأشجعي؟ قال: كان يكتب في المجلس، فمن ذاك صح حديثه.
5460 - عبيد الله بن سفيان بن عبيد الله بن رواحة، أبو سفيان الأسدي
- وقيل: الغداني - الصوفي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن عون، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري.
روى عنه أبو بلال الأشعري، وبشر بن الحكم النيسابوري، وابنه عبد الرحمن بن
بشر، ومحمد بن عثمان بن مخلد الواسطي وأبو العباس الكديمي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ومحمد بن عمر النرسي وعثمان بن محمد العلاف
قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا
عبيد الله بن رواحة أبو سفيان الأسدي، حدثنا ابن عون عن محمد عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن الدين معلق بالثريا لتناوله رجال من
الفرس ".
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
ابن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سفيان
الصواف كان كذابا وكان يقال له ابن رواحة، وقد قدم علينا وهو بصري، وكان
يروي عن ابن عون.
312

أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: أبو سفيان الصوفي كان يقال له
ابن رواحة، فروى عن ابن عون، وهو بصري قدم بغداد فحدثهم، ما سمعت أحدا من
مشايخنا بالبصرة حدث عنه.
قال يحيى بن معين: أبو سفيان الصوفي كذاب.
5461 - عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قدم بغداد غير مرة وولاه المأمون القضاء بالحجاز
ثم عزله، وببغداد كانت وفاته.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: وولد الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي
طالب، العباس كان في صحابة أمير المؤمنين هارون ومحمد، لا بقية له. وأمهما أم
ولد، وعبيد الله كان طاهر بن الحسن استعمله على وفد أهل المدينة الذين أوفدهم
العباس بن موسى بن عيسى إلى أمير المؤمنين المأمون بخراسان فزاده فيهم طاهر بن
الحسين واستعمله عليهم، فلما شخص أمير المؤمنين المأمون إلى بغداد ولاه المدينة،
ومكة، وعك وقضاءهن، وكان عليها سنين ثم عزله عنها، فقدم عليه بغداد، فمات
بها في زمن أمير المؤمنين المأمون.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي - حديثا -
قال: سمعت محمد بن يوسف الجعفري يقول: ما رأيت أحدا في مجلس كان أهيب
ولا أهيأ ولا أمرا من عبيد الله بن حسن.
5462 - عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن
معمر، أبو عبد الرحمن التيمي، يعرف بابن عائشة: لأنه من ولد عائشة بنت طلحة
ابن عبيد الله التيمي:
سمع حماد بن سلمة، وكان عنده عنه تسعة آلاف حديث، وسمع أيضا وهيب
ابن خالد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وأبا عوانة، ومهدي بن ميمون،
313

وعبد الواحد بن زياد، وصالح المري، وسفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل،
ومحمد بن الحسين البرجلاني، وعبد الله بن روح المدائني، والحسن بن مكرم وعباس
الدوري، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن هشام بن
أبي الدميك، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبو
القاسم البغوي.
وكان من أهل البصرة، فقدم بغداد وحدث بها، ثم عاد إلى البصرة، وكان فصيحا
أديبا، سخيا، حسن الخلق، غزير العلم، عارفا بأيام الناس.
حدثنا عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الجهبذ،
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص
ابن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي العيشي - ببغداد في الجانب الشرقي
في طريق الأنبار شارع الكوفة سنة تسع عشرة ومائتين - فذكر عنه حديثا.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
الفقيه العكبري، حدثني محمد بن أيوب بن المعافى قال: سمعت إبراهيم الحربي
يقول: قد حدث أحمد بن حنبل عن العيشي - يعني ابن عائشة -.
ثم قال إبراهيم: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، عن
مهدي بن ميمون، عن هشام بن حسان قال: اشترت حفصة جارية - أظنها سندية -
فقيل لها: كيف رأيت مولاتك؟ فذكر إبراهيم كلاما بالفارسية تفسيره، إنها امرأة
صالحة إلا أنها قد أذنبت ذنبا عظيما فهي الليل كله تبكي وتصلي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا مقاتل بن محمد بن بنان العكي
قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزي المعروف بالحربي يقول: ما رأت عيني مثل
ابن عائشة: فقيل له: يا أبا إسحاق، رأيت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
وإسحاق ابن راهويه، تقول ما رأيت مثل ابن عائشة؟! فقال: نعم، بلغ الرشيد سناء
أخلاقه فبعث إليه فأحضره، فعدد عليه جميع ما سمع، يقول بفضل الله ثم فضل أمير
314

المؤمنين، فلما أن صمت الرشيد قال له ابن عائشة: يا أمير المؤمنين وما هو أحسن من
هذا؟ قال: ما هو يا عم؟ قال: المعرفة بقدري، والقصد في أمري، قال: يا عم
أحسنت.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أسد بن الحسن
البصري قال: سأل رجل في المسجد - وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي حاضر
- فلم يعطه أحد شيئا، وكان على العيشي مطرف خز. فقال: خذ هذا المطرف، وقال
فأخذه فلما ولى دعاه فرجع إليه، فقال إن ثمن المطرف أربعون دينارا فانظر لا تخدع
عنه فمضى فباعه، فعرف أنه مطرف العيشي فاشتراه ابن عم له ورده عليه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري،
حدثنا يعقوب بن محمد بن صالح الكريزي.
وأخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال - واللفظ له - أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن
إبراهيم الشطي - بجرجان - حدثنا أبو القاسم الكريزي، حدثنا محمد بن زكريا
الغلابي قال: كنت عند ابن عائشة فجاءه رجل فسأله أن يهب له شيئا، فنزع جبة
سعيدية كانت عليه تساوي ستة دنانير - أو سبعة دنانير - فدفعها إليه، فقال له وكيله:
يا أبا عبد الرحمن ما أخوفني عليك أن تموت فقيرا، قال: وكيف ذلك؟ قال: كانت
لك ست جبات فوهبتها، وبقيت لك هذه وحدها فوهبتها، وهذا الشتاء مقبل. فقال:
إليك عني، فإني أريد أن أكون كما قال الأول:
وفتى خلا من ماله * ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله * وكفاك مكروه السؤال
وإذا رأى لك موعدا * كان الفعال مع المقال
لله درك من فتى * ما فيك من كرم الخصال
حدثنا أبو حازم العبدوي - إملاء - قال: سمعت عبد الله بن محمد بن علي المعدل
يقول: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت محمد بن زكريا يقول:
سمعت ابن عائشة قال له مولى له يقال له بكر نحله: يا عبيد الله، والله لا تموت إلا
فقيرا، كم تعطي؟! قال فضحك ثم قال: أنا والله كما قال الشاعر:
وفتى خلا من ماله * ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله * وكفاك مكروه السؤال
315

أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال: قال جدي: أنفق ابن عائشة على إخوانه أربعمائة ألف دينار في الله، حتى التجأ
إلى أن باع سقف بيته.
أخبرنا الحسين أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي، حدثنا أبو علي
شعبة، حدثنا الحسن بن أبي الحسن النجيرمي، حدثنا الحسن بن كثير قال: قدم رجل
إلى البصرة فسأل عن أجود أهل البصرة فقيل له ابن عائشة. قال: فسأل عنه فقيل له
عليه دين وقد جلس في داره، قال: فجاء إلى حاجبه ومعه رقعة فقال: توصل هذه
الرقعة إلى أبي عبد الرحمن، فأخذها فأوصلها إليه فإذا فيها مكتوب:
إذا كان الجواد له حجاب * فما فضل الجواد على البخيل؟
قال: فقرأها ابن عائشة وكتب تحتها:
إذا كان الجواد عديم مال * ولم يعذر تعلل بالحجاب
أخبرني الأزهري والعتيقي قالا: حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان
ابن إسحاق بن يعقوب الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: خرج العيشي من
البصرة إلى بغداد إلى ابن أبي دؤاد يشكو عيسى بن أبان ليعزله عن البصرة - وكان
قاضيها - فأمر بعزله، فلما بلغ عيسى بن أبان ذلك وجه إلى ابن ابن أبي دؤاد - يعني
أبا الوليد - بثمانين ألفا، فجاء إلى أبيه فقال له: تعزل عيسى بن أبان وهو صديقي،
وهو وهو، قال: فلم يتهيأ له في عزله شئ، فرجع العيشي إلى البصرة، قال فكان كل
من جاء إليه يسلم عليه ويسأله عن خبره ينشده هذا البيت:
فأبنا سالمين كما بدأنا * وما خابت غنيمة سالمينا
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد السمناني، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد
المقرئ، حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا محمد بن زكريا قال: حضرت مجلسا فيه عبيد
الله بن محمد بن عائشة التيمي، وفيه جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان
الهاشمي، فقال لابن عائشة: هاهنا آية نزلت في بني هاشم خصوصا، قال: وما هي؟
قال: قوله: (وإنه لذكر لك ولقومك) [الزخرف 44] فقال له ابن عائشة: قومه
قريش، وهي لنا معكم، قال: بل هي لنا خصوصا، قال: فخذ معها (وكذب به
قومك وهو الحق) [الأنعام 66] قال: فسكت جعفر، فلم يحر جوابا.
316

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت أبا سلمة ذكر
ابن عائشة فقال: سمع علما كثيرا ولكنه أفسد نفسه به.
وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود يقول: كان ابن عائشة طلابة للحديث عالما
بالعربية وأيام الناس، لولا ما أفسد نفسه.
وسمعت أبا داود يقول: كان ابن عائشة صدوقا في الحديث.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، حدثنا
محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عبيد الله بن محمد بن
حفص التيمي وهو ابن عائشة صدوق، توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين، وشهدت
جنازته وأنا صبي، قرف بالقدر وكان بريئا منه، سمعت محمد بن عائشة بن أخي
ابن عائشة يذكر ذلك، وقال إنما كان له خلق جميل، وكان يتحبب إلى الناس، ويحب
المحامد، فكان كل من جاءه لقيه بالبشر، وما كان مذهبه إلا إثبات القدر.
قال أبو يحيى الساجي: وكان سيدا من سادات البصرة غير مدافع عن ذلك،
وكان كريما سخيا.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
عبيد الله بن عائشة صدوق بصري.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله الحضرمي قال: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات عبيد الله بن محمد
العيشي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: ومات عبيد الله بن محمد العيشي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان
وعشرين، بعد انصرافه من العسكر، وكان يخضب رأسه ولحيته، وقد كتبت عنه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبيد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد
317

ابن عبد الرحمن المخزومي قال: رأى رجل ابن عائشة التيمي في النوم بعد ما مات
فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بحبي إياه.
5463 - عبيد الله بن أحمد بن غالب، مولى الربيع الحاجب:
ولى القضاء بعسكر المهدي في أيام الواثق.
أخبرني الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، حدثني أبو بكر أحمد بن
كامل قال: كان أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد على قضاء القضاة في أيام المعتصم،
فاستخلف ابنه أبا الوليد على عمله، وكان سعيد بن شعيب على قضاء بغداد من قبله،
ثم استقضى بعده عبيد الله بن أحمد بن غالب الذي تنسب إليه سويقة غالب، وكان
فيه كبر وتجبر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: وفي هذه السنة - يعني سنة ثمان وعشرين ومائتين - عزل الواثق عبد الرحمن بن
إسحاق، وشعيب بن سهل، وولى الحسن بن علي بن الجعد وكان عبد الرحمن على
الغربي، وولى عبد الله بن محمد الخلنجي الشرقية، وولى الجانب الشرقي عبيد الله بن
أحمد بن غالب مولى الربيع.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: كان عبيد الله بن
أحمد بن غالب فقيها عالما على مذهب أهل العراق، وكان من أصحاب ابن أبي
دؤاد، وهو خال عمر بن غالب، وكان مولده سنة ثمانين ومائة، ولم يحدث بشئ
فيما أعلمه.
قلت: ولم يزل على القضاء إلى أن عزله جعفر المتوكل في سنة أربع وثلاثين
ومائتين، وكان مذموم الولاية، سيئ السيرة، قبيح الطريقة.
حدثني الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: وجدت بخط أبي
بكر الصولي: وثب عبيد الله بن أحمد بن غالب على مسجد يصلي فيه طائفة من
المسلمين فجعله حانوتا يستغله الطفيف، فكتب إليه عتاهية بن أبي العتاهية:
فقدت الذي لم يرع عما ووالدا * وإن كان مفقودا إذا كان شاهدا
جعلت له ذكرا وإن كان خاملا * وألزمته وسما على الدهر خالدا
إذا استغلق المعنى على بسبه * كفتني مخازيه الفضاح القصائدا
متى يتق الله الذي لا يخافه * إذا كان يوما يستغل المساجدا؟
318

قال: وله في ابن غالب:
أبكي وأندب بهجة الإسلام * إذ صرت تقعد مقعد الحكام
إن الحوادث ما علمت كثيرة * وأراك بعض حوادث الأيام
قال وله فيه:
قل لي وسوف تلوكك الأقوال * من أين عندك هذه الأموال
اليوم أنت معظم ومبجل * وغدا بجورك تضرب الأمثال
لم تأت أرملة لتحرز مالها * إلا وأنت لما لها محتال
تقضي وفوك من المدامة ساطع * ويميل رأسك عطفك الميال
آل الربيع بني عبدكم طغى * ما كان يفعل فعله الدجال
قال وله فيه عند عزله:
فضحتك عند الحكم حال تنشر * والحشر أفضح والقيامة أكبر
ما كنت تحسب أن عزلك كائن * إن الشقي لآمن ما يحذر
بلغ الكتاب مداه عند بلوغه * فعرفت ذلك والأمور تؤخر
ليس الأمور إلى العباد وإنها * لمن السماء تكون حين تقدر
نزل البلاء بغالب وبأهله * فهم حديث والحديث يخبر
مكر الزمان عليهم بهوانه * فهوت نجومهم وساء المنظر
5464 - عبيد الله بن عمر بن ميسرة، أبو سعيد الجشمي مولاهم المعروف
بالقواريري:
بصري سكن بغداد وحدث بها عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وعبد الوارث بن
سعيد، ومسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن
سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر، وخالد بن الحارث
روى عنه أبو قدامة السرخسي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو داود
السجستاني، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي
أسامة، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وصالح بن محمد جزرة، وأبو
القاسم البغوي، وغيرهم.
319

أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، أخبرنا محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبيد الله بن عمر
القواريري.
وحدثنا أبو الربيع الزهراني قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة
قال: كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول: كلام
ربي، كلام ربي.
قال القواريري: كتب عني أبو عبد الله أحمد بن حنبل هذا الحديث في الحبس
وحديثا آخر، قال: وكتب عني يحيى بن معين أيضا حديثين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا
القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة
في جماعة فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا
الناس قد صلوا. فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صلاة الجميع تفضل
على صلاة الفذ إحدى [وعشرين] درجة، وروي خمسة وعشرين درجة، وروي
سبعا وعشرين " فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ثم رقدت،
فرأيتني مع قوم راكبي أفراس وأنا راكب فرسا كأفراسهم، ونحن نتجارى وأفراسهم
تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم فقال: لا تجهد فرسك
فلست بلاحقنا، قال: فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
أخبرنا البرقاني قال: في كتابي عن أبي الحسن المحمودي - وأنا شاك في سماعه -
قال: سمعت أبا بكر البسطامي يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: لم أر في جميع
من رأيت مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو.
320

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قال يحيى بن معين:
القواريري ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة.
وأخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني قالا: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن عبيد الله بن عمر
القواريري فقال: ثقة.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: عبيد الله القواريري بصري ثقة، سكن بغداد.
أخبرني الأزهري قال: حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف
الخشاب، حدثنا الحسين بن فهم قال: عبيد الله بن عمر القواريري من أهل البصرة
قدم بغداد فنزلها، وتوفي ببغداد وحضره خلق كثير، ودفن بعسكر المهدي خارج
الثلاثة الأبواب، وهو يوم توفي ابن أربع وثمانين سنة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد الحبيبي - بمرو - قال: وسألته - يعني صالح بن محمد جزرة الحافظ - عن
عبيد الله القواريري فقال: ثقة صدوق.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: القواريري أثبت من
الزهراني وأشهر، وأعلم بحديث البصرة، وما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة منه،
ومن علي بن المديني وإبراهيم بن عرعرة.
وقد سمعت القواريري يقول: ما رأيت أبا الربيع عند حماد بن زيد قط، حدثنا
محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر - حدثنا عبد
الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: عبيد الله بن عمر القواريري ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: ومات القواريري في سنة خمس
وثلاثين.
321

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات أبو سعيد عبيد الله بن عمر القواريري يوم الخميس لاثنتي عشرة يوما
مضين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن الفراء البصري - ببيت المقدس -
حدثنا أحمد بن الحسين بن جعفر العطار - بمصر - حدثنا أبو إسحاق عبد الحميد بن
أحمد الوراق، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد، حدثنا أبو عبد الله إسماعيل بن أبي
اليمان الحارثي قال: سمعت حفص بن عمرو الربالي يقول: رأيت عبيد الله بن عمر
القواريري في المنام، فقلت ما صنع الله بك؟ قال: فقال: غفر لي وعاتبني، وقال: يا
عبيد الله أخذت من هؤلاء القوم؟ وقال: قلت يا رب أنت أحوجتني إليهم، ولو لم
تحوجني لم آخذ، قال: فقال لي: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك، قال: ثم قال لي:
أما ترضى أن كتبتك في أم الكتاب سعيدا!
5465 - عبيد الله بن إدريس النرسي مولى بني ضبة:
سكن بغداد وحدث بها عن نعيم بن ميسرة الرازي، وعبد الله بن المبارك،
وإسماعيل بن عياش، وعباد بن عباد المهلبي. روى عنه ابنه أحمد، وعباس بن محمد
الدوري، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام المقرئ، حدثنا أبو القاسم
عبد العزيز بن جعفر بن محمد الحرقي - إملاء - أخبرنا القاسم بن زكريا المقرئ،
حدثنا عبيد الله النرسي، حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن عبيد الله، وعبد الله عن نافع
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله،
وعبد الرحمن ".
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قالا:
حدثنا مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: عبيد الله بن إدريس
النرسي من ساكني بغداد، توفي بها في سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان ابنه يخبرني
أنه من موالي ضبة.
322

5466 - عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن عوف، أبو الفضل الزهري:
سمع عمه يعقوب، وروح بن عبادة. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في
صحيحه، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد،
وصالح بن أبي مقاتل، وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بن
مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا عبيد الله بن سعد، حدثنا
عمي، حدثنا أبي عن ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى
عائشة أنها حدثته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد العصر وينهي عنها، ويواصل
وينهي عن الوصال، فقيل له: يا رسول الله فإنك تواصل؟ قال: " إني لست في ذلك
مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه.
ثم حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد
الكريم - وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بغدادي لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات عبيد الله بن سعد الزهري في ذي الحجة سنة ستين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد
323

ابن مخلد قال: ومات عبيد الله بن سعد الزهري يوم الجمعة أول يوم من ذي الحجة
سنة ستين - يعني ومائتين -.
5467 - عبيد الله بن محمد بن النعمان:
حدث عن يحيى بن خليف البصري. روى عنه عباس بن الحسن المخرمي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم
العسال، حدثنا العباس بن الحسن المخرمي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن النعمان
بغدادي، حدثنا يحيى بن خليف بن عقبة السعدي، حدثنا عبد الله بن عون عن
محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد ينجيه عمله " قالوا:
ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة ".
5468 - عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد، أبو العباس - وقيل: أبو
الحسن - العتكي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسن القردوسي، ومحمد بن محبوب
البناني، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبي سلمة التبوذكي، ومسدد بن مسرهد،
وأبي عمر الضرير، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن عبد الله بن
مجاشع، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، والقاضي
المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا عبيد الله
ابن جرير بن جبلة، حدثنا الحجاج بن منهال، حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن
عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه المؤذن،
ركع ركعتين خفيفتين قبل الإقامة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: أنشدني عبيد الله بن جرير بن جبلة هذه الأبيات:
ما لا يكون فلا يكون بحيلة * أبدا وما هو كائن سيكون
سيكون ما هو كائن في وقته * وأخو الجهالة متعب محزون
324

أخبرنا الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على محمد بن مخلد
العطار قال: مات ابن جبلة - يعني عبيد الله بن جرير - في سنة اثنتين وستين بواسط.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وبواسط - يعني مات - عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد
وذلك في رجب سنة اثنتين وستين - يعني ومائتين - وكان قد بلغ فيما بلغ أربعا
وستين سنة.
5469 - عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، أبو زرعة الرازي، مولى
عياش بن مطرف القرشي:
سمع خلاد بن يحيى، وأبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد
الطيالسي، وأبا سلمة التبوذكي، والقعنبي، وأبا عمر الحوضي، وإبراهيم بن موسى
الفراء، ويحيى بن بكير المصري.
وكان إماما ربانيا متقنا حافظا، مكثرا صادقا. قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد
ابن حنبل وذاكره وحدث فروى عنه من البغداديين إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد
الله بن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران قال: أخبرني أبو عبد الله عمر بن محمد بن إسحاق
العطار - بالري - حدثنا محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي قال: رأيت أبا زرعة
الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدثه، ورأيته قد مجمج على حديث كان
حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد
جافى بين جنبيه. وقد مجمج عليه أحمد فقال له أبو زرعة أي شئ خبر هذا
325

الحديث؟ فقال: أخاف أن يكون غلطا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن سفيان قد
حدث عن منصور عن إبراهيم أنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال له أبو زرعة:
يا أبا عبد الله، الحديث صحيح، فنظر إليه فقال: أبو زرعة.
حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل، حدثنا رضوان البخاري قال:
حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سالم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
سجد جافى بين جنبيه.
وحدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني، أخبرنا معمر عن
منصور عن سالم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال
أحمد: هات القلم إلى، فكتب صح، صح، صح، ثلاث مرات.
حدثني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد العكبري قال: سمعت أحمد بن
سلمان قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما ورد علينا أبو زرعة نزل
عندنا، فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
العكبري، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء قال: سمعت عبد الله بن أحمد
ابن حنبل يقول: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي
يوما يقول: ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أحمد
ابن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: قلت
لأبي يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد
تفرقوا، قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن
عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذلك السمرقندي، والحسن بن
شجاع ذاك البلخي.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: سمعت أبا زرعة يقول:
كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث،
وعن ابن أبي شيبة عبد الله مائة ألف حديث.
326

أخبرني أبو زرعة روح بن محمد الرازي - إجازة شافهني بها - أخبرنا علي بن
محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: قلت لأبي زرعة: تحزر
ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال: مائة ألف كثير، قلت فخمسين ألفا،
قال نعم، وستين ألفا، وسبعين ألفا. أخبرني من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ
ثمانية عشر ألف حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي، حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه قال: حدثنا صالح بن محمد الأسدي قال: حدثني سلمة
ابن شبيب، حدثني الحسن بن محمد بن أعين، حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثتنا أم
عمرو بنت شمر قالت: سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين) يريد حور عين.
قال: صالح ألقيت هذا على أبي زرعة فبقى متعجبا. وقال: أنا أحفظ في القراءات
عشرة آلاف حديث، قلت فتحفظ هذا؟ قال: لا.
أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، حدثنا أبو علي حمد بن
عبد الله الأصبهاني قال: سمعت أبا عبد الله عمر بن محمد بن إسحاق العطار يقول:
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه
من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني - بمصر -
قال: سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول: كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر
- سنة تسع وعشرين ومائتين - إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد
والشيوخ، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فيملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة.
وقال عبد الله: سمعت يزيد بن عبد الصمد يقول: قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة
ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة
اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.
قال عبد الله: سمعت محمد بن عوف يقول: قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما
يتعجب منه؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع. قال محمد:
قال لي أبو زرعة: ولدت سنة مائتين.
327

أخبرنا أبو زرعة الرازي - إجازة - أخبرنا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبا زرعة يقول: أردت الخروج من مصر،
فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشئ؟ فقال: أخلف الله علينا
بخير.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد
الهمذاني الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان المرزبان قال: قال أبو حاتم الرازي:
إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا
القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد
ابن طاهر بن النجم - بالميانج - يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن عمرو يقول:
سمعت أبا زرعة الرازي يقول: دخلت البصرة فصرت إلى سليمان الشاذكوني يوم
الجمعة وهو يحدث، وهو أول مجلس جلست إليه، فقال: حدثنا يزيد بن زريع عن
محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن قتادة عن محمود بن لبيد عن جابر عن
النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل يموت له ثلاث من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم " فقلت
للمستملي: ليس هذا من حديث عاصم بن عمر، إنما هذا رواه محمد بن إبراهيم،
فقال له: فرجع إلى محمد بن إبراهيم. قال: وذكر في هذا المجلس أيضا فقال: حدثنا
ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن نافع ابن جبير عن أبيه أنه قال: لا
حلف في الإسلام، قال: فقلت هذا وهم، وهم فيه إسحاق بن سليمان، وإنما هو سعد
ابن إبراهيم عن أبيه عن جبير، قال: من يقول هذا؟ قلت: حدثنا إبراهيم بن موسى
الفراء، حدثنا ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جبير، قال
فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت يعيد، قال: من
قال هذا؟ قلت: الشعبي. قال: من عن الشعبي؟ قلت: حدثنا قبيصة عن سفيان عن
جابر عن الشعبي، قال: ومن غير هذا؟ قلت: إبراهيم قال من عن إبراهيم؟ قلت
حدثنا أبو نعيم، حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مغيرة عن إبراهيم قال: أخطأت،
قلت: حدثنا أبو نعيم، حدثنا جعفر الأحمر عن مغيرة عن إبراهيم، قال: أخطأت،
قلت: حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم، قال: أصبت. قال أبو
زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه علي،
328

ثم قال: وأي شئ غير هذا؟ قلت معاذ بن هشام عن أشعث عن الحسن، قال: هذا
سرقته مني - وصدق - كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت
محمد بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت المدينة
فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج إلي شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعسا فحركني
فقال: يا مردريك من أين أنت؟ لأي شئ تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري،
من بعض شاكردي أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! لقيت مالك بن أنس
وغيره، فما رأت عيناي مثله، وقال أيضا: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على
الربيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الري - أصلحك الله - من بعض
شاكردي أبو زرعة فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا
جعل إنسانا آية أبان من شكله حتى لا يكون له ثان.
حدثنا أبو طالب الدسكري، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا عبد الله بن محمد بن
جعفر القزويني - قاضي الرملة بمصر - قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع
وخمسين ومائتين يقول - وذكر أبا زرعة الرازي - فقال: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله
أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.
أخبرني أبو زرعة الرازي - إجازة - أخبرنا علي بن محمد بن عمر، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم قال: حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم، والفضل بن العباس
المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل
الصائغ. فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو. فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى،
فقال محمد بن مسلم: بل الصحيح ما قلت، والخطأ ما قلت، قال فضلك: فأبو زرعة
الحاكم بيننا، فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: إيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو
زرعة ولم يجب، فقال محمد بن مسلم: مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل
فألح عليه محمد بن مسلم، وقال: لا أعرف لسكوتك معنى، إن كنت أنا المخطئ
فأخبر، وإن كان هو المخطئ فأخبر، فقال: هاتوا أبو القاسم ابن أخي، فدعى به،
فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، والقمطر الثاني، والقمطر
329

الثالث، وعد ستة عشر جزءا، وائتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه
إليه، فأخذه أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم،
فقرأه محمد بن مسلم فقال: نعم غلطنا فكان ماذا؟!
وقال عبد الرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت من بعض المشايخ أحاديث
فسألني رجل من أصحاب الحديث، فأعطيته كتابي، فرد علي الكتاب بعد ستة أشهر،
فأنظر في الكتاب فإذا أنه قد غير في سبعة مواضع، قال: أبو زرعة فأخذت الكتاب
وصرت إلى عنده فقلت له، ألا تتقى الله تفعل مثل هذا؟ قال أبو زرعة: فأوقفته على
موضع وأخبرته وقلت له: أما هذا الذي غيرت فإن هذا الذي جعلت ابن أبي فديك
فإنه عن أبي ضمرة مشهور، وليس هذا من حديث ابن أبي فديك، وأما هذا فإنه كذا
وكذا، فإنه لا يجيء عن فلان، وإنما هو كذا، وأما كذا وكذا فلم أزل أخبره حتى
أوقفته على كله، ثم قال: أما إني قد حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على
الشيخ، ولو لم أحفظه لكان لا يخفي علي مثل هذا، فاتق الله يا رجل. فقلت له: من
ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبى أن يسميه.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، أخبرنا أحمد بن محمد بن
سعيد قال: حدثني الحضرمي قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة. وقيل له: من أحفظ
من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي.
كتب إلى أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد بن خاموش الواعظ - من الري
بخطه - قال: سمعت أحمد بن الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن أحمد
ابن جعفر الصيرفي، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سليمان التستري قال:
سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته،
وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو.،
قال: وسمعت أبا زرعة يقول: ما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني
كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع أصبعي في أذني
مخافة أن يعيه قلبي.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي، حدثنا محمد بن عبد
الله بن محمد الحافظ - بنيسابور - قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرئ
الفقيه الواعظ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول: لما انصرف
330

قتيبة بن سعيد إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتنع، وقال: أحدثكم بعد أن حضر
مجالسي أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة،
وأبو خيثمة؟! قالوا له: فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا، قم يا
أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة، فحدثهم قتيبة.
حدثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري - لفظا - أخبرنا محمد بن عبد الله بن
محمد بن حمدويه الحافظ قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الرازي يقول:
سمعت أبا عبد الله محمد بن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم
بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث
سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف.
أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا عبد الله بن عدي قال: سمعت الحسن بن عثمان
التستري يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: سمعت إسحاق بن راهويه
يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.
حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - لفظا بأصبهان - وأبو
طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - قال يحيى: حدثنا، وقال
الآخر: أنبأنا - أبو بكر بن المقرئ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني - بمصر -
قال: سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول - في حديث ذكره من حديث الكوفة
فقال: هذا أفادنيه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، فقال له بعض من حضر: يا أبا
بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ، منهم
الفلاس. فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه
بأبي عبد الله أحمد بن حنبل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا أحمد بن
محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن بحر، حدثنا محمد بن الهيثم بن علي النسوي
قال: لما أن قدم حمدون البرذعي على أبي زرعة لكتابة الحديث، دخل عليه فرأى في
داره أواني وفرشا كثيرا، قال، وكان ذلك لأخيه فهم أن يرجع ولا يكتب عنه، فلما
كان من الليل رأى كأنه على شط بركة، ورأى ظل شخص في الماء، فقال: أنت
الذي زهدت في أبي زرعة؟! أعلمت أن أحمد بن حنبل كان من الأبدال، فلما أن
مات أبدل الله مكانه أبا زرعة.
331

أخبرنا الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان
القطان، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد
القرشي، وما خلف بعده مثله علما وفهما، وصيانة وحذقا، وهذا ما لا يرتاب فيه،
ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا
الأمر بسبيل.
وقال ابن عدي: سمعت عبد الملك بن محمد يقول: سمعت ابن خراش يقول:
كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه فأذاكره، فبكرت فمررت بأبي حاتم
وهو قاعد وحده، فدعاني فأجلسني معه يذاكرني حتى أصبح النهار، فقلت له بيني
وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبون، فقال لي: تأخرت
عن الموعد؟ قلت: بكرت فمررت بهذا المستوحش فدعاني فرحمته لوحدته، وهو
أعلى إسنادا منك، وضربت أنت بالدست. أو كما قال.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا صالح
ابن أحمد بن محمد الحافظ قال: سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: سمعت أبا
حاتم الرازي يقول: أبو زرعة إمام.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم - وكتب
لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة رازي ثقة.
أخبرنا الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: ما
سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته، إلا أبو زرعة الرازي فإن
مشاهدته كانت أعظم من اسمه، [وكان لا يرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ أنه
أعرف منه،] وكان قد جمع حفظ الأبواب، والشيوخ، والتفسير، وغير ذلك،
وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف.
أخبرنا هناد بن هارون النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - أخبرنا أبو الأزهر ناصر بن محمد بن النصر الأسدي - بكرمينية -
332

قال: سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يقول: رحلت إلى البصرة للقاء المشايخ
أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، وسائر المشايخ، فبينا نحن قعود في السفينة إذا أنا
برجل يسأل رجلا فقال: ما تقول - رحمك الله - في رجل حلف بطلاق امرأته ثلاثا
أنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فأطرق رأسه مليا ثم رفع فقال: اذهب يا هذا وأنت بار
في يمينك، ولا تعد إلى مثل هذا، فقلت: من الرجل؟ فقيل لي أبو زرعة الرازي، كان
ينحدر معنا إلى البصرة.
أخبرنا الماليني، حدثنا عبد الله بن عدي قال: سمعت أبي عدي بن عبد الله يقول:
كنت بالري - وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بطلاق امرأته أن أبا زرعة يحفظ
مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب هذا الرجل هل طلقت امرأته أم
لا؟ فذهبت معهم فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل، فقال ما حمله على ذلك؟ فقيل له
قد جرى الآن منه ذلك، فقال أبو زرعة: قل له يمسك امرأته فإنها لم تطلق عليه، أو
كما قال.
حدثني عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - لفظا - قال: سمعت محمد بن
إسحاق بن منده الحافظ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي
يقول: سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف
حديث، هل حنث؟ فقال: لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ
الإنسان قل هو الله أحد، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري
الحافظ - بالري - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي - بنيسابور -
قال: سمعت أبا جعفر التستري يقول: حضرنا أبا زرعة - يعني الرازي - بماشهران
وكان في السوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من
العلماء، فذكروا حديث التلقين وقوله صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " قال:
فاستحيوا من أبي زرعة وهابوه أن يلقنوه. فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال محمد
ابن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح، وجعل
يقول ولم يجاوز، وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن
جعفر عن صالح ولم يجاوز، والباقون سكتوا فقال أبو زرعة - وهو في السوق -:
333

حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب
عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان آخر
كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " وتوفي رحمه الله.
كتب عني هذا الخبر أبو بكر البرقاني، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم
التنوخي، وأحمد بن محمد العتيقي، وغيرهم من الشيوخ.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة
الرازي نسبوه في قريش، وكانت وفاته بالري آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع
وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وبالري - يعني مات - أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم يوم
الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين، كان مولده سنة مائتين،
فمات وقد بلغ أربعا وستين سنة.
كتب إلي أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري - من دمشق - إن أبا
الخير أحمد بن علي الحمصي الحافظ أخبرهم قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد
الجرجاني قال: سمعت حفص بن عبد الله - بأردبيل - يقول: اشتهيت أن أرحل إلى
أبي زرعة الرازي فلم يقدر لي، فدخلت الري بعد موته، فرأيته في النوم يصلي في
سماء الدنيا بالملائكة، فقلت: عبيد الله بن عبد الكريم؟ قال: نعم! قلت: بم نلت
هذا؟ قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث، أقول فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في المنام
فقلت له ما حالك يا أبا زرعة؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها، إني أحضرت
فوقفت بين يدي الله تعالى، فقال لي يا عبيد الله بم تذرعت في القول في عبادي؟
334

قلت: يا رب انهم خاذلوا دينك، فقال صدقت، ثم أتى بطاهر الحلقاني فاستعديت
عليه إلى ربي تعالى فضرب الحد مائة، ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله
بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله، سفيان الثوري، ومالك بن
أنس، وأحمد بن محمد بن حنبل.
أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد بن علوس رفيقي بنيسابور، حدثنا
أحمد بن إبراهيم الهمذاني - بها - حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حدثنا
الحسن بن عثمان، حدثنا أحمد بن محمد - أبو العباس المرادي - قال: رأيت أبا زرعة
في المنام فقلت: يا أبا زرعة ما فعل الله بك؟ فقال: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا
زرعة إني أوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة، فكيف بمن حفظ السنن عن عبادي؟! تبوأ
من الجنة حيث شئت.
5470 - عبيد الله بن إسماعيل البغدادي، والد أبي بكر الفرائضي:
روى عن محمد بن سابق، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعفان، ومعاوية بن عمرو،
وأبي عبيد القاسم بن سلام.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: سمعت منه بالري وهو صدوق.
5471 - عبيد الله بن النعمان، أبو عمرو المنقري الدلال:
أحسبه من أهل البصرة سكن بغداد وحدث بها عن أبي عاصم النبيل، وسعيد بن
سلام العطار. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وعلي بن
إسحاق المادراني.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبيد الله بن
النعمان، حدثنا سعيد بن سلام، حدثنا ابن أبي رواد، حدثني منصور بن عبد الرحمن،
عن أمه صفية بنت شيبة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من نسائه، فنثروا على
رأسه تمر عجوة.
5472 - عبيد الله بن عمران بن خلف، البغدادي:
حدث عن عفان بن مسلم، وعبيد الله القواريري. روى عنه محمد بن يوسف بن
بشر الهروي ساكن دمشق.
335

5473 - عبيد الله بن محمد الصابوني، ويقال الزيات:
حكى عن أبي شعيب صاحب معروف الكرخي. روى عنه محمد بن مخلد.
5474 - عبيد الله بن عبد الله، أبو عبد الرحمن الحداد النيسابوري:
نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن راهويه، وأحمد
ابن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي، وسليمان بن سلمة الخبائري، ويحيى بن عثمان
الحمصي، وأيوب بن محمد الرقي، وأحمد بن صالح، وأبي الطاهر بن سرح
المصريين، وغيرهم. روى عنه أبو حامد بن الشرقي النيسابوري، ومحمد بن عبد الله
ابن أحمد الصفار الأصبهاني.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثنا أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبد الله
النيسابوري - ببغداد - حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا وكيع، عن سعيد بن عبيد
الطائي، ومحمد بن قيس الأسدي، عن علي بن ربيعة. قال: أول من نيح عليه
بالكوفة قرظة بن كعب، فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من
ينح عليه يعذب بما ينح عليه ".
أخبرنا البرقاني قال: قرأنا على أبي محمد بن زياد حدثكم عبد الله بن محمد بن
شيرويه، حدثنا إسحاق، أخبرنا وكيع، حدثنا سعيد بن عبيد الطائي، ومحمد بن
قيس الأسدي مثله.
5475 - عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن مغيرة، وأبو القاسم
العدوي المعروف بابن اليزيدي:
سمع محمد بن منصور الطوسي، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وروى عن
عمه إبراهيم بن يحيى، وأخيه أحمد بن محمد، عن جده أبي محمد اليزيدي، عن
أبي عمرو بن العلاء حروفه في القرآن. حدث عنه ابن أخيه محمد بن العباس
اليزيدي، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وغيرهما وكان ثقة.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار التاجر - بأصبهان -
336

أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أبي محمد
اليزيدي - أبو القاسم البغدادي النحوي - حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا
يونس بن محمد المؤدب، حدثنا حماد بن زيد، عن سفيان الثوري، عن زيد بن
أسلم، عن عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما
إهاب دبغ فقد طهر ".
قال الطبراني: لم يروه عن حماد إلا يونس بن محمد، تفرد به محمد بن منصور.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، حدثنا عبيد
الله بن محمد - أبو القاسم اليزيدي - حدثني إبراهيم بن أبي محمد، حدثني أبي.
قال: كنت عند عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن
علي بن أبي طالب، فسأل عن رجل من أصحابه فقده، فقال لبعض من حضره:
اذهب فاسأل عنه، فرجع فقال: تركته يريد أن يموت، فضحك منه بعض القوم وقال:
في الدنيا إنسان يريد أن يموت؟ فقال إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية، إن يريد في
معنى يكاد، قال الله تعالى: (جدارا يريد أن ينقض) [الكهف 77] أي يكاد، قال
فقال أبو عمرو: لا نزال بخير ما كان فينا مثلك.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى -
وأنا أسمع - قال: عبيد الله بن محمد بن يحيى أبو القاسم كان اليزيدي جده، كتب
عنه الحروف وشئ من اللغة، والنزر من الحديث في أضعاف الكتب.
مات في المحرم سنة أربع وثمانين - يعني ومائتين -.
5476 - عبيد الله بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
كان الإمام في جامع الرصافة، وإليه الحسبة ببغداد، وحدث شيئا يسيرا عن نصر
ابن علي الجهضمي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس - وأنا أسمع - قال: وعبيد
الله بن علي بن الحسن أبو العباس الهاشمي الإمام - كتب عنه الحروف عن نصر بن
علي، وشئ من الحديث، مات لسبع خلون من صفر سنة أربع وثمانين، يعني ومائتين.
337

5477 - عبيد الله بن أحمد بن منصور، أبو محمد الكسائي، مولى بني
هاشم:
من أهل همذان. سمع محمد بن خليد الحنفي، وزكريا بن عمر الدشتي، وعلي
ابن جعفر الأحمر، وعلي بن محمد الطنافسي. وأبا خيثمة زهير بن حرب، ونحوهم.
وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن
سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع القاضي.
حدثنا عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري ومحمد بن الحسين بن الفضل
القطان. قالا: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن منصور
الكسائي، حدثنا حارث بن عبد الله، حدثنا حسان بن إبراهيم، عن سفيان، عن هشام
ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علي وأنا ألعب
باللعب.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا أبو الفضل صالح
ابن أحمد الحافظ - في كتاب طبقات الهمذانيين - قال: عبيد الله بن أحمد بن منصور
الكسائي أبو محمد روى عن أبي خيثمة زهير بن حرب، وأبي هشام الرفاعي،
والفضل بن الصباح، والحارث بن عبد الله، وسلمة بن شبيب، حدثنا عنه أحمد بن
محمد يعني المقرئ محله الصدق.
5478 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، أبو شبيل بن أبي مسلم
الواقدي:
حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن يحيى الأزدي. روى
عنه أبو بكر بن الأنباري النحوي، وأبو عمرو بن السماك. وأحمد بن كامل القاضي،
وأبو طالب بن البهلول التنوخي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفاف، أخبرنا أبو طالب
محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن
الواقدي، حدثنا أبي، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن
338

عبد الله بن شداد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان له إمام
فقراءته له قراءة ".
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا عبد
الباقي بن قانع: أن أبا شبيل بن واقد مات في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
قال غيره: مات يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة.
5479 - عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق، أبو
أحمد الخزاعي:
وهو أخو محمد بن عبد الله بن طاهر، ولي إمارة بغداد وحدث عن أبي الصلت
الهروي، والزبير بن بكار الزبيري. روى عنه محمد بن يحيى الصولي، وعمرو بن
الحسن الأشناني، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهم. وكان فاضلا أدبيا، شاعرا فصيحا.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني - بها - أخبرنا سليمان بن أحمد
ابن أيوب الطبراني، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، حدثنا الزبير بن بكار،
حدثنا يحيى بن أبي قتيلة، حدثنا عبد الخالق بن أبي حازم، حدثني ربيعة بن عثمان
قال: حدثني عبد الوهاب بن بخت عن عمر بن عبد العزيز قال: حدثني أنس بن مالك
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل راع مسؤول عن رعيته ".
قال سليمان: لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به الزبير.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، أخبرنا محمد بن عمران
الكاتب. قال: أنشدني المظفر بن يحيى للبحتري يمدح عبيد الله لما قدم من خراسان
من قصيدة قال:
لقد سرني أن المكارم أصبحت * تحط إلى أرض العراق حمولها
مجيء عبيد الله من شرق أرضه * سرى الديمة الوطفاء هبت قبولها
مسير تلقى الأرض منه ربيعها * وينهج عنه حزنها وسهولها
وأبيض من آل الحسين يرده * إلى المجد أعراق يهدي دليلها
339

أضاءت لنا بغداد بعد ظلامها * فعاد ضحى إمساؤها وأصيلها
مقامات حكم ما يوازن قدرها * وساعات جود ما يطاع عذولها
كأنهم عند استلام ركابه * عصائب عند البيت حان قفولها
يجلون مأمولا مخوفا لنائل * يواليه، أو صولات بأس يصولها
أبا أحمد - والحمد رهن مآثر - * تؤثلها أو عارفات تنيلها
وصلت بك الحاجات جمعا وإنما * بطول جليل القوم يقضي جليلها
أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، حدثنا محمد بن عمران بن موسى
المرزباني أنبأنا محمد بن يحيى. قال: أنشدني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر لنفسه:
حق التنائي - بين أهل الهوى * تكاتب يسخن عين النوى
وفي التداني - لا انقضى عمره - * تزاور يشفى غليل الجوى
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري، حدثنا أحمد بن أبي سهل بن عاصم الحلواني، حدثنا أبو الحسن علي بن
هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور قال: كان أبي نازلا في جوار عبيد الله بن
عبد الله بن طاهر فانتقل عنه إلى دار ابتاعها بنهر المهدي وهي دار إسحاق بن إبراهيم
الموصلي، فكتب إليه عبيد الله متوحشا:
يا من تحول عنا، وهو يألفنا * بعدت جدا فلأيا صرت تلقانا
واعلم بأنك إذا بدلت جيرتنا * بدلت جارا وما بدلت إخوانا
فأجابه هارون بن علي:
بعدت عنكم بداري دون خالصتي * ومحض ودي، وعهدي كالذي كانا
وما تبدلت مذ فارقت قربكم * إلا هموما أعانيها وأحزانا
وهل يسر بسكني داره أحد * وليس أحبابه للدار جيرانا
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن الحسن الهاشمي، حدثنا محمد بن
القاسم بن بشار الأنباري. قال: أنشدني إبراهيم بن عبد الله الوراق لعبيد الله بن عبد
الله بن طاهر:
ألا أيها الدهر الذي قد مللته * لتخليطه، هلا مللت حياتي؟
فقد - وجلال الله - حببت دائبا * إلى - على بغض الوفاة - وفاتي
أخبرنا هلال بن عبد الله بن محمد الطيبي - مؤدبي - حدثنا إسماعيل بن محمد بن
340

زنجي الكاتب. قال: قال لي أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن رشيد الكاتب: حملني أبو
الحسن علي بن محمد بن الفرات في وقت من الأوقات برا واسعا إلى أبي أحمد عبيد
الله بن عبد الله بن طاهر، وأوصلته إليه ووجدته على فاقة شديدة، فقبله وكتب إليه:
أياديك عندي معظمات جلائل * طوال المدى شكري لهن قصير
فإن كنت عن شكري غنيا فإنني * إلى شكر ما أوليتني لفقير
قال فقلت: هذا - أعز الله الأمير - حسن. قال: أحسن منه ما سرقته منه فقلت
وما هو؟ قال: حديثان.
قال: حدثني بهما أبو الصلت الهروي بخراسان، عن أبي الحسن الرضي عن آبائه.
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أسرع الذنوب عقوبة كفران النعم " وبهذا الإسناد عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يؤتي بعبد فيوقف بين يدي الله تعالى فيأمر به إلى النار، فيقول أي
رب لم أمرت بي إلى النار؟ فيقول لأنك لم تشكر نعمتي، فيقول أي رب أنعمت
علي بكذا فشكرت، وكذا، فلا يزال يحصي النعم ويعدد الشكر، فيقول الله تعالى
صدقت عبدي، إلا أنك لم تشكر من أنعمت عليك بها على يديه، وقد آليت على
نفسي ألا أقبل شكر عبد على نعمة أنعمتها عليه أو يشكر من أنعمت بها على يديه ".
قال فانصرفت بالخبر إلى أبي الحسن وهو في مجلس أخيه أبي العباس أحمد بن محمد،
وذكرت ما جرى، فاستحسن أبو العباس ما ذكرته، وردني إلى عبيد الله ببر واسع
أوسع من بر أخيه، فأوصلته إليه فقبله، وكتب إليه:
شكريك معقود بأيماني * حكم في سري وإعلاني
عقد ضمير وفم ناطق * وفعل أعضاء وأركان
قال: فقلت هذا - أعز الله الأمير - أحسن من الأول، فقال: أحسن منه ما سرقته
منه. قلت: وما هو؟
قال: حدثني أبو الصلت الهروي بخراسان، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضي،
عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم، عن الصادق، عن الباقر، عن السجاد، عن
السبط، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان عقد
بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان " قال: فعدت إلى أبي العباس فحدثته
341

بالحديث، وكان في مجلسه ابن راهويه المتفقه. فقال: ما هذا الإسناد؟ قال ابن رشيد
فقلت له: سعوط الشيلشا الذي إذا سعط به المجنون برأ وصح.
قلت: روى غير ابن زنجي هذا الخبر عن ابن رشيد، فذكر في آخره، عن أبي أحمد
ابن طاهر أن إسحاق بن راهويه سأل أبا الصلت، عن إسناد الحديث وذاك أشبه،
ويحتمل أن يكون ابن راهويه الذي ذكر ابن رشيد كونه في مجلس ابن الفرات، محمد
ابن إسحاق بن راهويه، فالله أعلم.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، بن محمد بن عرفة. قال: توفي
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر سنة ثلاثمائة، وكان مولده سنة ثلاث وعشرين
ومائتين.
فقال لي هلال ابن المحسن: مات أبو أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ليلة يوم
السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلاثمائة.
5480 - عبيد الله بن منصور، الصباغ:
نزل دمشق وحدث بها عن محمد بن عباد المكي. روى عنه محمد بن هارون بن
شعيب الأنصاري.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي،
حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، حدثنا عبيد الله بن منصور الصباغ
البغدادي - في سوق أم حكيم - حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا عمران ومحمد
وإبراهيم بنو عيينة قالوا: حدثنا شعبة وسفيان، عن محارب بن دثار، عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الإدام الخل ".
5481 - عبيد الله بن يحيى بن سليم، أبو محمد البزاز:
كان ينزل بالجانب الشرقي في سيب القاضي، وحدث عن الزبير بن بكار،
ومحمد بن حسان الأزرق، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، وإبراهيم بن محشر، وطاهر
ابن خالد بن نزار، وعلي بن الحسين بن أشكاب، وعبد الله بن أيوب المخرمي،
342

وأيوب بن الوليد الضرير، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن سنان القزاز. روى
عنه إبراهيم بن أحمد بن جعفر، وعبد العزيز بن جعفر بن محمد الحرقيان، وغيرهما
أحاديث مستقيمة.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي، أخبرنا عبيد الله بن
سليم البزاز - ببغداد - قال البرقاني: وسألت الحجاجي عنه فقال: صدوق.
5482 - عبيد الله بن محمد بن مسعر، المسعري البغدادي:
حدث عن عباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو زيد الحسين بن الحسن بن
عامر الكوفي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو زيد بن عامر، حدثنا
عبيد الله بن محمد بن مسعر المسعري البغدادي - في سنة سبع وثلاثمائة - حدثنا
عباس بن محمد قال: سمعت عفان - بالبصرة - يقول: ما سمعت من حماد بن سلمة
حديثا إلا أتيته إلى منزله حتى أقرأه عليه.
5483 - عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين، أبو العباس البزاز:
سمع بشر بن الوليد الكندي، وإسحاق بن إسرائيل. وعمرو بن عبد الله الأودي،
وعبد الله بن عمر بن أبان الكوفي، وعبد الله بن عبد ربه الطائي، ومحمد بن
إسحاق الأحمسي، وأبا الأشعث العجلي، والحسن بن عرفة العبدي. روى عنه أبو
الحسين بن المنادى، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وأبو الحسين بن لؤلؤ، ومحمد بن
المظفر، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وغيرهم.
وذكر أبو الحسن الدارقطني أنه لين في الرواية.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي بخطه: مات أبو العباس بن أعين البزاز في يوم الجمعة السادس
عشر من شهر رمضان سنة تسع وثلاثمائة.
5484 - عبيد الله بن الحسين بن موسى بن معاوية، أبو محمد يعرف بابن
الخشاب:
سكن مصر وحدث بها.
343

حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا عبد الواحد
ابن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: عبيد الله بن الحسين بن
موسى بن معاوية يكنى أبا محمد يعرف بابن الخشاب، بغدادي قدم مصر وحدث
بها، عن علي بن مسلم الطوسي، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهما وكان ثقة.
توفي في يوم الاثنين لسبع بقين من رجب سنة عشر وثلاثمائة.
5485 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد، أبو العباس الصيرفي، يعرف بابن
الدمكان:
حدث عن داود بن صغير، وعبد الأعلى بن حماد، وأبي عمار الحسين بن
حريث، ومحمد بن سليمان لوين، وأبي هشام الرفاعي. روى عنه أبو الحسين بن
البواب المقرئ، وعبيد الله بن أبي سمرة، وعلي بن عمر السكري، وغيرهم وكان
صدوقا.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر السراج، أخبرنا علي بن عمر
السكري، أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن عبد الله الصيرفي، حدثنا أبو هشام الرفاعي
قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي - أبو يحيى - عن أبي جعفر الرازي، عن
عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما ألقى
إبراهيم في النار قال اللهم أنت في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك ".
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو العباس الدمكان لتسع عشرة خلت من رجب يوم
الثلاثاء في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
5486 - عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن
علي بن أبي طالب، أبو علي العلوي:
سكن مصر وحدث بها.
حدثنا الصوري، حدثنا الأزدي، حدثنا ابن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس.
قال: عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي
344

طالب يكنى أبا على من أهل بغداد قدم مصر وسكنها وكان يمتنع من التحديث ثم
حدث، وكتبت عنه عن البغداديين، وكانت عنده كتب تسمى الجعفرية، فيها فقه على
مذهب الشيعة يرويها، وعلت سنه، وكان يقال إن عنده عن إبراهيم بن المنذر الحزامي،
ولم نكتب عنه من حديثه شيئا. توفى بمصر في رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
5487 - عبيد الله بن عبد الكريم، أبو يعلى الأنباري:
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع،
حدثني أبو يعلى عبيد الله بن عبد الكريم الأنباري قال: حدثنا محمد بن موهب
البصري، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الواحد بن أيمن. قال: قال عطاء:
لا بأس بنتف لحي الغوغاء.
5488 - عبيد الله بن حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد،
الشيباني:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو بكر أحمد بن هارون الخلال الحنبلي. وقيل: إن ابن
حنبل هذا اسمه عبد الله، وقد ذكرناه فيما تقدم.
5489 - عبيد الله بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن
عمرو بن عثمان بن عفان، أبو عمر العثماني:
سمع عبد الأعلى بن حماد، وعلي بن المديني، وسعيد بن سيف الدينوري،
والحسين بن عبيد الله العجلي، ونصر بن علي الجهضمي. روى عنه أحمد بن جعفر
ابن الخلال المقرئ، وأبو الحسين بن البواب، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه،
وعبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن إسحاق
القطيعي، وكان صدوقا.
حدثنا الحسن بن محمد الخلال - لفظا - حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن
محمد البزاز القطيعي، حدثنا أبو عمر عبيد الله بن عثمان بن محمد العثماني، حدثنا
علي بن عبد الله المديني، حدثنا أبي وعبد العزيز، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن
قيس، عن نافع عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه
كما يكره أن تؤتي معصيته ".
345

حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا عمر عبيد الله
ابن عثمان العثماني الأعور مات في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
قال غيره: مات يوم الأربعاء لعشر بقين من الشهر.
5490 - عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، واسم أبي طاهر: طيفور، وكنية
عبيد الله: أبو الحسين:
مروروذي الأصل روى عن أبيه كتابه المصنف في أخبار بغداد، وذكر ملوكها
وشرح حوادثها. حدث عن علي بن هارون المنجم، وأبو عمر بن حيوية.
حدثنا علي بن أبي علي. قال: قال لنا محمد بن العباس بن حيوية: مات أبو
الحسين بن أبي طاهر في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
5491 - عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو أحمد العلوي النصيبي:
حدثنا أبو المفضل الشيباني عنه، عن جده إبراهيم بن علي، وعن محمد بن علي
ابن حمزة العلوي العباسي، ومحمد بن أحمد بن عيسى بن زيد. وذكر أبو المفضل
أنه سمع منه ببغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عبد الله بن همام - أبو المفضل
الكوفي - حدثنا عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي - ببغداد - حدثني
محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي العلوي، حدثني أبي أحمد بن عيسى
قال: سمعت عمي الحسين بن زيد يقول: سب رجل عبد الله بن حسن بن حسن
فأعرض عنه عبيد الله، فقيل له: لم لا تجيبه؟ قال: لم أعرف مساويه، وكرهت بهته بما
ليس فيه.
أخبرنا يحيى بن محمد بن الحسين المؤدب، حدثنا أبو المفضل الشيباني، حدثنا أبو
أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب النصيبي الشيخ الشريف الصالح ببغداد.
5492 - عبيد الله بن سهل بن بشر، أبو سيار المدائني:
حدث عن إبراهيم بن زرارة البالسي، وأبي كريب محمد بن عبد الله الأيلي،
ومحمد بن محمد بن حيان التمار البصري، وعيسى بن خشنام المدائني المعروف
346

بأترجه. روى عنه عثمان بن عمر بن حفيف الدراج، ومحمد بن زيد بن مروان
الكوفي، وأبو حفص بن شاهين وذكر عثمان الدراج أن أبا سيار كان يسكن ببغداد
في جوار أبي بكر بن أبي داود السجستاني.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الأنصاري - بالكوفة - حدثنا أبو سيار عبيد الله بن سهل بن بشر المدائني - من حفظه
بقصر ابن هبيرة - حدثنا أبو كريب الأيلي - هو محمد بن عبد الله - حدثنا أبو كريب
محمد بن العلاء، حدثنا أبو معاوية - أو غيره - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر
لحكما ".
5493 - عبيد الله بن يحيى بن سليمان، البزاز الأحول:
حدث عن علي بن عبد المؤمن الكوفي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبيد
الله بن يحيى بن سليمان الأحول، حدثنا علي بن عبد المؤمن الكوفي، حدثنا أبو بكر
ابن عياش، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أبردوا بالظهر فان شدة الحر من فيح جهنم ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن نافع: أن عبد الله بن يحيى بن سليمان
الأحول البزاز مات في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، كذا سماه عبد الباقي بن قانع: عبد
الله، والله أعلم.
5494 - عبيد الله بن ثابت بن أحمد بن خازم، أبو الحسن الحريري، مولى
بني تميم.
كوفي الأصل حدث عن أبي سعيد الأشج بكتاب التفسير، وعن عمرو بن عبد الله
الأودي، وعلي بن المنذر الطريفي، ومحمد بن حسان الأزرق. روى عنه أبو
347

العباس بن عقدة، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، ومحمد بن جعفر زوج الحرة،
ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي، أخبرنا محمد بن
المظفر الحافظ، حدثنا عبيد الله بن ثابت الحريري الكوفي، حدثنا محمد بن حسان
الأزرق، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي الرجال، عن أمه، عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نقع البئر. أخبرنيه أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل.
حدثنا أحمد بن الفرج الوراق، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،
أخبرنا عبيد الله بن ثابت الحريري - قراءة - فذكر بإسناده مثله.
أخبرنا أبو الطاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل - في كتابه إلينا من الكوفة -
حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ. قال: سنة تسع عشرة
وثلاثمائة. فيها مات أبو الحسين عبيد الله بن ثابت الحريري البغدادي ببغداد، وكان
قد أقام بالكوفة سنين كثيرة، وكان وكيلا على السواني بطريق مكة، وكان محدثا
كثير الحديث فهما بحديثه، كثير الغرائب، كتب عنه ابن سعيد فأكثر وأفاد عنه
وسمعت منه، وكان خرج من الكوفة في سنة تسع عشرة فلم يلبث إلا قليلا حتى
مات، وكان صاحب مذهب حسن.
5495 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم يعرف بابن القاضي
المؤذن:
حدث عن أبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، وعمر بن مدرك
الرازي. روى عنه ابن شاهين، وابن الثلاج. وذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في سويقة
نصر في سنة عشرين وثلاثمائة.
5496 - عبيد الله بن نصر بن إسماعيل، أبو الحسين العسكري الخياط:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم عن أحمد بن الهيثم المعدل في سنة عشرين وثلاثمائة.
5497 - عبيد الله بن جعفر بن محمد، أبو علي المعروف بابن الرازي جار
أبي بكر بن أبي الثلج:
سمع عباس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن نصر الكندي، والحسن بن علي بن
348

عفان العامري، والحسين بن فهم. روى عنه سعد بن محمد الصيرفي وأبو الحسين بن
البواب، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو العباس بن مكرم، وابن الثلاج، وكان
ثقة.
أخبرنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن نافع: أن أبا علي بن الرازي صاحب
حسين بن فهم مات في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
5498 - عبيد الله بن محمد بن سهل، أبو محمد المقرئ الخضيب
المخرمي:
حدث عن محمد بن سليمان لوين، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وإبراهيم
ابن سعيد الجوهري. روى عنه ابن الثلاج، ومحمد بن الحسين بن سليم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن
سليم البزاز، حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سهل الخضيب المخرمي، حدثنا
لوين، حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك. قال: دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم مكة حين افتتحها وعلى رأسه المغفر، فقيل له: إن ابن خطل متعلق بأستار
الكعبة. فقال: " اقتلوه ".
5499 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى، أبو محمد
السكري:
سمع زكريا بن يحيى المنقري - صاحب الأصمعي - ومحمد بن الجارود القطان،
وإبراهيم بن الوليد الجشاش، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وعبد الله بن مسلم بن
قتيبة. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي، وأبو عمر بن حيويه، وأحمد بن إبراهيم
ابن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص، وأبو حفص
ابن شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن
السكري شيخ نبيل.
349

أخبرنا علي بن المحسن. قال: قال لنا أبو بكر بن شاذان: وفي هذه السنة - يعني
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة - توفي عبيد الله السكري. قال ابن نافع: مات في
رجب. قال ابن الثلاج في ربيع الآخر.
5500 - عبيد الله بن عبد الصمد المهتدي بالله، أبو عبد الله الهاشمي:
حدث عن إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ
المكي، وسيار بن نصر الحلبي، والعباس بن الوليد بن مسهر الدمشقي، وأحمد بن
يحيى بن خالد الرقي، ويحيى بن نافع بن حبيب، وأحمد بن محمد بن الحجاج بن
رشدين المصريين، وبكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن خليد الحلبي. روى عنه عبد
العزيز بن جعفر الحرقي، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ومحمد بن
الخضر بن أبي خزام، وكان ثقة، وكان يتفقه بمذهب الشافعي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا أبو بكر محمد بن
الخضر بن أبي خزام المقرئ، حدثنا أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي،
حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي - بمصر - حدثنا إبراهيم بن خرزاذ،
حدثنا سعيد بن هشيم بن بشير، عن أبيه، عن كوثر - وهو ابن حكيم - عن نافع، عن
ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عز
وجل ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا عبد الله بن المهتدي، وهو
عبيد الله بن عبد الصمد، مات في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة.
5501 - عبيد الله بن يحيى بن محمد بن حفص، وأبو محمد البزار،
المعروف بالعسكري:
حدث عن محمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي.
روى عنه ابن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
وقال ابن الثلاج، توفي في رجب من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
350

5502 - عبيد الله بن موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن
عبد الله بن يزيد، أبو الأسود الأنصاري الخطمي:
وهو أخو أحمد والعباس ابني موسى حدث عن بشر بن فاف، ومحمد بن سعد
العوفي، وجعفر بن سعد بن أبي عبد الله الشيرازي، وإبراهيم بن عبد الله العبسي
الكوفي، وأحمد بن سعيد الجمال روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن
المظفر، وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا الأسود بن موسى بن
إسحاق الأنصاري. مات في رجب من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
5503 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو القاسم التميمي:
سمع محمد بن علي بن قدامة، ويحيى بن أبي طالب، وحمدان بن علي الوراق،
وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبا محمد بن قتيبة المصنف. روى عنه الدارقطني،
ومحمد بن الخضر بن أبي خزام، ومحمد بن عبد الرحيم المازني، وأبو حفص بن
الآجري، وكان ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا القاسم بن
بكير مات في ذي الحجة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
5504 - عبيد الله بن الحسن بن شقير، أبو القاسم:
حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري، روى عنه أبو عبيد الله
المرزباني.
5505 - عبيد الله بن أحمد بن يحيى، أبو محمد يعرف بابن الصواف:
حدث ابن الثلاج عنه، عن إسحاق بن الحسن الحربي.
5506 - عبيد الله بن محمد بن محمد بن عمر بن وهب، أبو أحمد
المروزي:
حدث ابن الثلاج أيضا عنه عن بشر بن موسى، وذكر أنه سمع منه في الرصافة
سنة أربعين وثلاثمائة.
351

5507 - عبيد الله بن الحسين بن دلال بن دلهم، أبو الحسن الفقيه
الكرخي:
من أهل كرخ جدان، سكن بغداد، ودرس بها فقه أبي حنيفة، وحدث عن
إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله بن
سليمان الحضرمي. روى عنه ابن حيويه، وابن شاهين، وابن الثلاج، وأبو محمد بن
الأكفاني القاضي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو
الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا أبو داود
المباركي، حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن سعيد بن مسروق. قال: دعيت أبا
وبكر بن ماعز إلى طعام، فسقينا نبيذ الدن، فأبيت أن أشرب، قال: فنظر إلي نظرا
عرفت أنه قد مقتني.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو طالب عبد العزيز بن أحمد الدمشقي.
قال: قال لي أبو عبد الله الحسن بن علي بن سلمة: أنشدت أبا الحسن عبيد الله بن
الحسين الكرخي:
ما إن ذكرتك في قوم أحدثهم * إلا وجدت فتورا بين أحشائي
فأنشدني لنفسه يريد تضمين هذا البيت:
كم لوعة في الحشا أبقت به سقما * خوفا لهجرك أو خوفا من النائي
لا تهجرني فإني لست ذا جلد * ولا اصطبار على هجر الأخلاء
الله يعلم ما حملت من سقم * وما تضمنته من شدة الداء
لو أن أعضاء صب خاطبت بشرا * لخاطبتك بوجدي كل أعضائي
فارعى حقوق فتى لا يبتغي شططا * إلا السلام بإيحاء وإيماء
هذا على وزن بيت كنت منشده * عار إذا كان من لحن وإقواء
ما إن ذكرتك في قوم أحدثهم * إلا وجدت فتورا بين أحشائي
ولا هممت بشرب الماء من عطش * إلا رأيت خيالا منك في الماء
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو طالب الدنشقي. قال: قال لي أبو عبد الله الحسن بن
علي بن سلمة: أنشدني أبو الحسن الكرخي لنفسه:
352

حسبي سموا في الهوى أن تعلما * أن ليس حق مودتي أن أظلما
ثم امض في ظلمي على علم به * لا مقصرا عنه ولا متلوما
فوحق ما أخذ الهوى من مقلتي * وأذاب من جسمي عليك وأسقما
لجفاك - عن علم - بما ألقي به * أحظى لدي من الرضى متهجما
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري. قال: صار التدريس ببغداد بعد أبي حازم
[عبد الحميد] القاضي، وأبي سعيد البرذعي، إلى أبي الحسن عبيد الله بن الحسين
الكرخي، وإليه انتهت رياسة أصحاب أبي حنيفة، وانتشر أصحابه في البلاد وكان أبو
الحسن مع غزارة علمه وكثرة روايته، عظيم العبادة، كثير الصلاة والصوم صبورا على
الفقر والحاجة، عزوفا عما في أيدي الناس.
وقال الصيمري: حدثني أبو القاسم علي بن محمد بن علان الواسطي. قال: لما
أصاب أبو الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره، حضرته وحضر أصحابه، أبو بكر
الدامغاني، وأبو علي الشاشي وأبو عبد الله البصري - فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى
نفقة وعلاج، وهو مقل ولا نحب أن نبذله للناس، فيجب أن نكتب إلى سيف الدولة
ونطلب منه ما ينفق عليه، ففعلوا ذلك وأحسن أبو الحسن بما هم فيه، فسأل عن ذلك
فأخبر به فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني، فمات قبل أن يحمل
سيف الدولة إليه شيئا، ثم ورد كتاب سيف الدولة ومعه عشرة آلاف درهم، ووعد
أن يمد بأمثاله فتصدق به عنه.
حدثني الأزهري، عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات. قال: توفي أبو
الحسن الكرخي - كرخ جدان المنفقة لأهل العراق - لعشر خلون من شعبان سنة
أربعين وثلاثمائة. قال: وكان مبتدعا رأسا في الاعتزال، مهجورا على قديم
الزمان.
قال لي الصيمري: توفي أبو الحسن الكرخي ليلة النصف من شعبان سنة أربعين
وثلاثمائة. وقيل: إن مولده سنة ستين ومائتين، وصلى عليه القاضي أبو تمام الحسن بن
محمد الهاشمي الزينبي - وكان من أصحابه - ودفن بحذاء مسجده في درب أبي زيد
على نهر الواسطيين.
353

5508 - عبيد الله بن أحمد بن محمد، أبو القاسم يعرف بابن القصباني:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن
صدقة وذكر أنه توفى في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
5509 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الله، أبو القاسم، المعروف بابن البلخي:
سمع أبا إسماعيل الترمذي، وأبا مسلم الكجي، وموسى بن هارون، ومحمد بن
أيوب، والحسن بن العباس بن أبي مهران الرازيين، وإبراهيم بن أبي طالب
النيسابوري. روى عنه الدارقطني وغيره من المتقدمين. وحدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وكان ثقة.
حدثنا ابن رزق - إملاء - حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الله البلخي
نزيل بغداد، حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، حدثنا القعنبي، حدثنا
شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
أخبرني البرقاني قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: عبيد الله بن أحمد البلخي
ثقة. حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، حدثنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ قال: مات عبيد الله بن البلخي في شهر رمضان من سنة ست وأربعين
وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن رزقويه - بخطه - توفي أبو القاسم بن البلخي يوم
الاثنين لإحدى عشرة بقيت من شهر رمضان سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وكان
شيخا صالحا ودفن في آخر شارع المنصور.
5510 - عبيد الله بن أحمد بن كوهي، أبو محمد الكبشي:
حدث عن العباس بن علي النسائي، وأحمد بن محمد بن عبد الخالق، وأحمد بن
354

الحسن المقرئ دبيس، ومحمد بن علي بن الحسين بن حرب القاضي الرقي. روى عنه
أبو الحسن بن رزقويه.
5511 - عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه بن سعد بن نافع بن العرباض
ابن سارية، السلمي:
وللعرباض صحبة، وكنية عبيد الله أبو القاسم ويعرف بالساجي. روى عن عمر
ابن واصل صاحب سهل بن عبد الله التستري، حدثنا عنه عبد العزيز بن محمد بن
جعفر العطار المعروف بابن سبان.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي، أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه
الهمذاني، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن لؤلؤ السلمي - ببغداد - أخبرنا أبو القاسم
عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن لؤلؤ الساجي،
أخبرنا عمر بن واصل - بالبصرة سنة ثلاثمائة - قال: سمعت سهل بن عبد الله - في
سنة مائتين وخمسين بالبصرة يقول: أخبرني محمد بن سوار خالي، حدثنا مالك بن
دينار، أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البصري، عن أنس بن مالك قال: لما حضرت
وفاة أبي بكر الصديق سمعت علي بن أبي طالب يقول: المتفرسون في الناس أربعة،
امرأتان، ورجلان، فأما المرأة الأولة فصفرا بنت شعيب لما تفرست في موسى، قال الله
في قصتها: (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) [القصص 26]
والرجل الأول الملك العزيز على عهد يوسف، والقوم فيه من الزاهدين، قال الله تعالى:
(وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)
[يوسف 21] وأما المرأة الثانية فخديجة ابنة خويلد لما تفرست في النبي صلى الله عليه وسلم وقالت
لعمها: قد تنسمت روحي روح محمد بن عبد الله، إنه نبي لهذه الأمة فزوجني منه،
وأما الرجل الآخر فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة قال لي: إني قد تفرست في أن
أجعل الأمر من بعدي في عمر بن الخطاب، فقلت له: إن تجعلها في غيره لن نرضى به
فقال: سررتني والله لأسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت وما هو؟
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز
من علي بن أبي طالب " فقال علي له: أفلا أسرك في نفسك وفي عمر بما سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هو؟ فقلت قال لي: " يا علي لا تكتب جوازا لمن سب أبا بكر
355

وعمر، فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين " قال أنس: فلما أفضت الخلافة إلى
عمر قال لي علي: يا أنس إني طالعت مجاري القلم من الله تعالى في الكون، فلم يكن
لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفا من أن يكون مني اعتراض
على الله، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا علي خاتم
الأولياء ".
هذا الحديث موضوع من عمل القصاص، وضعه عمر بن واصل - أو وضع عليه -
والله أعلم.
5512 - عبيد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم
الأزدي النحوي:
حدث عن محمد بن الجهم السمري كتاب " معاني القرآن ". وعن مسلم بن
عيسى الصفار، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة. روى عنه
المعافى بن زكريا الجريري، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفرج عبيد
الله بن عمر المصاحفي، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي. وحدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وذكر أنه سمع منه في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
سألت أبا يعلى محمد بن الحسين السراج المقرئ عن أبي القاسم الأزدي فقال:
ضعيف.
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ قال: مات أبو القاسم عبيد الله بن محمد الأزدي في سنة ثمان وأربعين
وثلاثمائة.
5513 - عبيد الله بن أحمد بن محمد، أبو الفتح النحوي يعرف بجخجخ:
سمع أبا القاسم البغوي وطبقته، وأبا بكر بن دريد ومن بعده، وحدث بشئ
يسير. سمع منه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس روى عنه إبراهيم بن
مخلد وكان ثقة صحيح الكتاب.
356

حدثني الأزهري، عن محمد بن العباس بن الفرات. قال: مولد أبي الفتح عبيد الله
ابن أحمد بن محمد النحوي سنة ست وثمانين ومائتين.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الفتح عبيد الله بن أحمد بن محمد النحوي
ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين
وثلاثمائة.
5514 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سمرة، أبو محمد البندار:
بغوي الأصل سمع أحمد بن أبي الأخيل الحمصي، وحامد بن محمد بن شعيب
البلخي، وإسماعيل بن موسى الحاسب، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمد
ابن محمد الباغندي، والحسن بن الطيب الشجاعي، والهيثم بن خلف الدوري
والقاسم بن يحيى بن نصر، والحسن بن صاحب الشاشي، وأبا خبيب [العباس
ابن] البرتي والحسين بن محمد بن عفير، وعيسى بن سليمان القرشي، وعباس بن
يوسف الشكلي، حدثنا عنه البرقاني، والحسين بن شجاع الصوفي، وعلي بن
عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم
الفقيه.
سألت البرقاني عن ابن أبي سمرة فقال: ثقة أمين، له معرفة وحفظ.
حدثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات. قال: كان ابن أبي سمرة البغوي
ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن
أبي سمرة البغوي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان لا بأس به.
5515 - عبيد الله بن علي بن جعفر، أبو الطيب الدقاق:
سمع محمد بن سليمان الباهلي النعماني، وعبد الله بن الحسن الطيني.
حدثنا عنه البرقاني. قال: توفي أبو الطيب عبيد الله بن علي الدقاق ودفن يوم
الجمعة الحادي عشر من شهر ربيع الأول من سنة سبعين وثلاثمائة، قال: وكان شيخا
فاضلا ثقة.
357

وسمعت البرقاني ذكره مرة أخرى فقال: كان مجودا من أصحاب الحديث ثقة.
5516 - عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم بن يونس، أبو أحمد
الشطوي:
سمع محمد بن الفضل بن سلمة الوصيفي، والحسين بن الكميت الموصلي، وعبد
الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن سفيان الحنائي، وأحمد بن الحسين بن عبد الجبار
الصوفي، وإبراهيم بن موسى الجوري. حدثنا عنه علي بن عبد العزيز الطاهري،
والقاضي أبو العلاء الواسطي، وعمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، وأبو على بن دوما
النعالي، وأبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، وأبو بكر محمد بن عمر
ابن بكير النجار.
حدثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات. قال: كان عبيد الله بن العباس
الشطوي ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو أحمد عبيد الله بن العباس الشطوي في
شوال سنة سبعين وثلاثمائة، وكان فيه تساهل.
5517 - عبيد الله بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو القاسم:
وهو أخو أبي الحسن محمد بن العباس، حدث عن محمد بن العباس اليزيدي،
وعلي بن سراج البصري. روى عنه أخوه أبو الحسن، وكان ثقة.
5518 - عبيد الله بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن أبي موسى - واسمه:
هارون - بن إبراهيم بن يزيد بن خالد بن فروة، أبو القاسم يعرف بابن أبي موسى
الحذاء:
من أهل الموصل، استخلفه المحسن بن علي التنوخي على القضاء بالموصل، وقدم
بغداد وحدث بها عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، وأحمد بن الحسين الجرادي،
وزيد بن عبد العزيز بن حيان، وموسى بن محمد الأزدي، وهاشم بن بقية الدقاق
وغيرهم من المواصلة. أخبرنا عنه القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن
الشافعي، وأبو بكر البرقاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وعبد الملك بن عمر بن
خلف الرزاز، وأبو القاسم التنوخي.
وكان البرقاني يسميه عبد الله، وسألته عنه فقال: لا بأس به.
358

أخبرنا البرمكي، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن أبي
موسى القاضي الموصلي - إملاء في ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة - حدثنا أبو
يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا سعيد بن عبد الجبار، حدثنا أبو عبد العزيز
عبد الله بن عبد العزيز الليثي قال: سمعت ابن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد
الليثي، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من غرس غراسا فأثمر كان له من الأجر
بعدد ذلك الثمر ".
سمعت علي بن المحسن التنوخي، ذكر أبا القاسم بن أبي موسى فقال: كان
خليفة أبي على القضاء بالموصل، قال: وذكر ابن أبي موسى أنه من قريش ولم يقم
على سياقة نسبه.
قال التنوخي: وحدثنا أنه ولد في شوال سنة خمس وتسعين ومائتين، وأن أبا يعلى
الموصلي مات في سنة سبع وثلاثمائة.
وحدثنا أبو القاسم أن أول كتابته الحديث في سنة سبع وثلاثمائة. وسمعنا منه في
سنة سبعين وثلاثمائة.
5519 - عبيد الله بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسن القاضي، يعرف
بالبروجردي:
سمع عبيد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، والحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، ومحمد بن عمران بن هارون
الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق الأصبهاني - شيخا يروى عن أبي مسعود
أحمد بن الفرات - حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وعبد الملك بن عمر بن
خلف الرزاز، وأبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني، وكان
صدوقا.
أخبرنا عبد العزيز بن علي، حدثنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن سعيد بن
عبد الله البغدادي - المعروف بالبروجردي إملاء في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
ببغداد - حدثنا الحسين بن محمد بن محمد بن عفير.
359

وأخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، حدثنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن سعيد
ابن عبد الله البروجردي - ببغداد - سمعت منه في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة قال:
حدثنا محمد بن عمران بن هارون الدينوري - إملاء - حدثنا هناد بن السري، حدثنا
جرير بن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي. قال: كان بين الأنصار كون، فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم، ثم رجع وقد أقيمت الصلاة، وأبو بكر يصلي بالناس،
فصلى خلف أبي بكر.
5520 - عبيد الله بن إسماعيل بن عبيد الله بن إسماعيل بن يعقوب بن
عبد الله بن مالك، أبو الفرج الأنباري:
وهو أخو علي بن إسماعيل الذي حدثنا عنه الجوهري وكان عبيد الله الأكبر،
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد الباغندي، والحسين بن محمد بن
عفير، والحسين بن محمد بن شعبة، وعبد الله بن محمد البغوي سمع منه محمد بن
طلحة النعالي، وعلي بن إبراهيم البيضاوي.
وذكر البيضاوي فيما قرأت بخطه - أنه مات في رجب من سنة ثلاث وسبعين
وثلاثمائة.
5521 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحوي بن العوام بن
حوشب، أبو الحسين الشيباني المعروف بالحوشبي:
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، وإسحاق بن الخليل الجلاب، والحسين بن
محمد بن عفير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبا بكر بن أبي داود
السجستاني. حدثنا عنه البرقاني، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن
جعفر، والقاضيان أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
أخبرني أحمد بن علي بن التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس. قال: كان
الحوشبي ثبتا مستورا.
سألت البرقاني عن الحوشبي فقال: ثقة.
أخبرنا التنوخي قال: سمعت عبيد الله بن محمد بن أحمد الحوشبي يقول: ولدت
في سنة أربع وتسعين ومائتين، فسئل: في أي شهر؟ فقال: في أحد شهري ربيع أو
جمادى الأولى.
360

حدثني الأزهري. قال: مات عبيد الله الحوشبي في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي. قال: سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها توفى أبو الحسين عبيد الله
ابن محمد الحوشبي، في ذي القعدة وكان ثقة أمينا.
قرأت بخط عبد الواحد بن محمد بن جعفر: توفى الحوشبي ليلة الأربعاء، ودفن
يوم الأربعاء لأربع عشرة بقين من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
5522 - عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبيد الله، أبو الحسين
المقرئ، يعرف بابن البواب:
سمع الحسن بن الحسين الصواف، ومحمد بن الحسين بن حفص الأشناني،
والحسن بن محمي المخرمي، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وإسماعيل بن
موسى الحاسب، وأبا صخرة الكاتب، ومحمد بن محمد الباغندي. وإسحاق بن بيان
الأنماطي، وأبا القاسم البغوي، والحسين بن محمد بن شعبة وأبا الليث الفرائضي،
وإسحاق بن محمد بن مروان الغزال. حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال.
والأزهري، والعتيقي، والتنوخي، وأبو القاسم الأزجي، وأحمد بن عمر بن روح
النهرواني.
سمعت الأزهري ذكر ابن البواب فقال: ثقة.
أخبرنا الأزهري والعتيقي. قالا: توفي أبو الحسين بن البواب المقرئ في شهر
رمضان من سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: يوم الأحد لأربع بقين من شهر رمضان قال: وكان ثقة مأمونا.
5523 - عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن
مرزوق، أبو محمد الدقاق المخرمي يعرف بابن جغوما:
حدث عن أبيه، وعن جعفر بن محمد الفريابي، والحسين بن محمد بن عفير،
وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وعلي بن الحسن بن العبد. حدثنا عنه أحمد
ابن علي بن عثمان الخطبي، وبشرى بن عبد الله الرومي، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد
الله بن محمد بن عبيد الله النجار، وأبو القاسم التنوخي، وأحاديث مستقيمة. وكان
قد عمي في آخر عمره.
361

أخبرني الأزهري أن ابن فهرويه المخرمي مات في سنة ست وسبعين
وثلاثمائة.
5524 - عبيد الله بن محمد بن عابد بن الحسين بن مهدي، وأبو محمد
الخلال:
سمع أحمد بن محمد بن خالد البراثي، وإبراهيم بن شريك الأسدي، ومحمد بن
صالح بن ذريح العكبري، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد
الباغندي، وأحمد بن الخطاب بن الهيثم. حدثنا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال،
وابن روح النهرواني، وغيرهم - وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح - بالنهروان وببغداد - أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن
محمد بن عابد بن الحسين بن مهدي الخلال، حدثنا أحمد بن محمد البراثي، حدثنا
كامل بن طلحة الجحدري - أبو يحيى - حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري،
عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أراني جبريل
وضوء الصلاة، أخذ كفا من ماء فنضح به فرجه ".
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفى ابن عابد الخلال في شوال سنة سبع
وسبعين وثلاثمائة، ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
5525 - عبيد الله بن علي، أبو أحمد المركب:
حدث عن العباس بن يوسف الشكلي، حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال.
حدثني الخلال، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن علي المركب - في باب الطاق، من
حفظه سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ولم أسمع منه غير هذا الحديث - قال: حدثنا
العباس بن يوسف الشكلي - وكان عم والدتي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار
العطاردي، أخبرنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر " فبكى أبو بكر
وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله.
362

5526 - عبيد الله بن محمد بن حمدويه، أبو الحسن الوزير:
من نواحي الري قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي،
وحفص بن عمر بن ربال الحافظ، والعباس بن أحمد الشافعي البغدادي. حدثنا عنه
الأزهري، وأبو محمد الخلال وأبو محمد الجوهري. وقال لي الخلال: قدم علينا من
نواحي برذعة حاجا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، والحسن بن علي الجوهري. قالا: حدثنا الوزير أبو
الحسن عبيد الله بن محمد بن حمدويه - قدم علينا من ناحية الري في سنة تسع
وسبعين وثلاثمائة، وكتبنا عنه بانتخاب الدارقطني - قال: حدثنا حفص بن عمر بن
ربال الحافظ، حدثني سعيد بن عمرو البرذعي، حدثنا يحيى بن عبدك - من كتابه -
قال حفص: وحدثناه يحيى بن عبدك - قراءة عليه - حدثنا عبد الله بن عبد الحكم
المصري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين
سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة، سوى تكبيرة الافتتاح.
5527 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن مخلد، أبو القاسم
النوري:
حدث عن أبي القاسم البغوي، والقاسم بن بكر بن محمد بن عاصم الطيالسي،
ومحمد بن حمدويه بن سهل المروزي. حدثنا عنه الأزهري، وكان ثقة.
قال لي الأزهري: توفي عبيد الله بن محمد النوري في شهر ربيع الآخر من سنة
ثمانين وثلاثمائة.
5528 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو القاسم
السرخسي التاجر:
سمع محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مزيز،
وعبيد بن محمد السرخسي، وعبد الله بن محمد بن مقاتل، ومحمد بن حمدويه بن
سهل، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري المروزيين، وعبد الله بن محمد بن محمد بن
الحسن الشرقي، وأبا حامد بن بلال النيسابوريين، وعلي بن محمد بن مهرويه
القزويني.
363

وقدم بغداد في حداثته، فسمع بها من القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد
الدوري. ورجع إلى خراسان ثم انتقل إلى بخارى، فسكنها وأقام بها إلى حين وفاته،
وقدم بغداد بأخرة وحدث بها. فسمع منه محمد بن أبي الفوارس، وأبو عبد الله بن
الأبنوسي، ومحمد بن طلحة النعالي، وأبو سعد الماليني، ومحمد بن الفرج البزاز،
وكان ثقة.
أخبرني محمد بن الفرج بن علي، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن
محمد بن أحمد بن إسحاق السرخسي - قراءة عليه في صفر من سنة سبع وسبعين
وثلاثمائة -.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن
جبلة بن أبي رواد العتكي، أخبرنا أبي عن جدي عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد
قال: سمعت حكما الحذاء قال: سمعت ابن عمر - وسئل عن الصلاة في السفر -
فقال: ركعتين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال: سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم -.
قرأت بخط أبي عبد الله الغنجار البخاري: توفي أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله
السرخسي ببخارى عشية يوم الخميس لخمس خلون من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة.
5529 - عبيد الله بن أحمد بن معروف، أبو محمد:
ولى قضاء القضاة ببغداد بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وحدث عن يحيى بن محمد
ابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وأحمد بن سليمان الطوسي، وأبي حامد
محمد بن هارون الحضرمي، وجعفر بن محمد بن المغلس، ومحمد بن حبيش
السراج، ويوسف بن يعقوب، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوريين، والقاضي
المحاملي، ويعقوب بن إبراهيم البزاز، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وسهل بن
يحيى بن سبأ الحداد. حدثنا عنه أبو محمد الخلال، والأزهري، والعتيقي، والتنوخي،
وأحمد بن علي التوزي، وعبد الواحد بن الحسين بن شيطا، وأبو جعفر محمد بن
أحمد بن المسلمة، وغيرهم، وكان ثقة.
حدثنا علي بن المحسن التنوخي قال: قال لي أبو الحسين القاضي بن قاضي القضاة
أبي محمد بن معروف: ولد أبي في سنة ست وثلاثمائة.
قلت: وكان من أجلاء الرجال، وألباء الناس، مع تجربة وحنكة ومعرفة وفطنة،
364

وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ناصبة، ضاربا في الأدب بسهم، وآخذا من علم الكلام بخط،
وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه،
وعفة عن الأموال، ونهوضا بأعباء الأحكام، وهيبة في قلوب الرجال.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: كان الصاحب أبو القاسم بن عباد
يقول: كنت أشتهي أن أدخل بغداد فأشاهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسك
أبي أحمد الموسوي، وظرف أبي محمد بن معروف.
وقال لي التنوخي: بلغني أن أبا محمد بن معروف جلس يوما للحكم في جامع
الرصافة فاستدعى أصحاب القصص إليه فتتبعها ووقع على أكثرها، ثم نظر في بعضها
فإذا فيها ذكر له بالقبيح، وموافقته على وضاعته وسقوط أصله، ثم تنبيهه وتذكيره
لأحوال غير جميلة، وتعديد ذلك عليه، فقلب الرقعة وكتب على ظهرها:
العالم العاقل ابن نفسه * أغناه جنس علمه عن جنسه
كن ابن من شئت وكن كيسا * فإنما المرء بفضل كيسه
كم بين من تكرمه لغيره * وبين من تكرمه لنفسه
من إنما حياته لغيره * فيومه أولى من أمسه
حدثني محمد بن علي الصوري قال: أنشدني القاضي أبو عصمة أحمد بن عبد
الرحمن بن علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم اللخمي - بطرابلس - قال: أنشدنا
قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف لنفسه ببغداد مضمنا للبيت
الأخير:
أشتاقكم كاشتياق الأرض وابلها * والأم واحدها والغائب الوطنا
أبيت أطلب أبيات السلو فما * ظفرت إلا ببيت شفني وعنى
أستودع الله قوما ما ذكرتهم * إلا تحدر من عيني ما خزنا
قلت: وقد أنشدني الصوري الأبيات التي قد ضمن ابن معروف منها شعره البيت
الآخر وهي:
يا صاحبي سلا الأطلال والدمنا * متى يعود إلى عسفان من ظعنا
إن الليالي التي كنا نسر بها * أبدا تذكرها في مهجتي حزنا
أستودع الله قوما ما ذكرتهم * إلا تحدر من عيني ما خزنا
كان الزمان بنا غرا فما برحت * أيدي الحوادث حتى فطنته بنا
365

أنشدني علي بن أبي علي قال: أنشدني أبي: أنشدني قاضي القضاة أبو محمد
عبيد الله بن أحمد بن معروف لنفسه:
يا بؤس للإنسان في * الدنيا وإن نال الأمل
يعيش مكتوم العلل * فيها ومكتوم الأجل
بينا يرى في صحة * مغتبطا قيل اعتلل
وبينما يوجد فيها * ثاويا قيل انتقل
فأوفر الحظ لمن * يتبعه حسن العمل
أخبرنا العتيقي قال: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي قاضي القضاة أبو
محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف يوم السبت لسبع خلون من صفر. وكان مولده
سنة ثلاث وثلاثمائة.
هكذا قال العتيقي وهو خطأ، والصواب أن مولده سنة ست، وقد ذكرنا
ذلك.
قال العتيقي: وكان له في كل سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث، أول يوم من
المحرم، وأول يوم من رجب، ولم يكن له سماع كثير، وكان مجردا في مذهب
الاعتزال، وكان عفيفا نزها في القضاء لم نر مثله في نزاهته وعفته صلى عليه في داره
أبو أحمد الموسوي العلوي، وكبر عليه خمسا، ثم حمل تابوته إلى جامع المنصور
وصلى عليه ابنه وكبر أربعا، وحمل إلى داره على شاطئ دجلة ودفن فيها.
سمعت القاضي أبا العلاء الواسطي يقول: لما مات قاضي القضاة أبو محمد بن
معروف حضر أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير عزاءه، فقال للقاضي أبي
الحسين ابنه:
وعلى مثله يناح ويبكي * وتشق القلوب قبل الجيوب
الحمد لله الذي لم ينقله من داره إلى جواره حتى أخرج من عنصره مثلك.
5530 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن القاسم بن
سعيد بن عثمان بن هلال، أبو الفرج الحضرمي الكاتب، يعرف بابن المنشئ:
حدث عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن خفيف المرثدي.
حدثنا عنه الأزهري وكان ثقة.
366

5531 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم
ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو الفضل الزهري:
سمع جعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأحمد بن محمد
ابن الهيثم الدقاق، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب
المخرمي، وأحمد بن جعفر البلخي الوراق، وأحمد بن عبد الله بن سابور، وأبا
القاسم البغوي، وعبيد الله بن عثمان العثماني، ومحمد بن هارون بن المجدر،
وغيرهم. حدثنا عنه البرقاني، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبو محمد الخلال،
والأزهري، وعبد العزيز الأزجي، والحسين بن جعفر السلماسي، والعتيقي، والقاضيان
أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي، وأحمد بن عمر بن روح، وجماعة
غيرهم. وكان ثقة.
قال لي الأزهري: أبو الفضل مجاب الدعوة. أخبرنا التنوخي والعتيقي قال كل
واحد منهما:
سمعت أبا الفضل الزهري يقول: ولدت في جمادى الآخرة سنة تسع ومائتين.
أخبرنا العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: حضرت مجلس جعفر بن
محمد الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل، فلم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
سمعت الأزجي يقول: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري الشيخ
الثقة الرضى.
وسمعته ذكره مرة أخرى فقال: شيخ ثقة مجاب الدعاء.
قال لي الأزهري: أبو الفضل الزهري ثقة.
أخبرنا التنوخي قال: سأل أبي أبا الحسن الدارقطني - وأنا أسمع - عن أبي الفضل
الزهري فقال: هو ثقة صدوق صاحب كتاب، وليس بينه وبين عبد الرحمن بن
عوف إلا من قد روى عنه الحديث.
سمعت البرقاني سئل عن أبي الفضل الزهري فقال: ثقة.
حدثني الصوري قال: حدثني بعض الشيوخ أنه حضر مجلس القاضي أبي محمد
ابن معروف يوما، فدخل أبو الفضل الزهري قال: وكان أبو الحسين بن المظفر
367

حاضرا، فقام عن مكانه وأجلس أبا الفضل فيه، ولم يكن ابن معروف يعرف أبا
الفضل، فأقبل عليه ابن المظفر وقال: أيها القاضي هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن بن
عوف وهو محدث، وآباؤه كلهم محدثون إلى عبد الرحمن بن عوف، ثم قال ابن
المظفر: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد الزهري والد هذا الشيخ،
وحدثنا فلان عن أبيه محمد بن عبيد الله بن سعد، وحدثنا فلان عن جده عبيد الله بن
سعد، ولم يزل يروي لكل واحد من آباء أبي الفضل حديثا حتى انتهى إلى عبد
الرحمن بن عوف.
حدثنا التنوخي قال: توفي أبو الفضل الزهري في ليلة الخميس، ودفن يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وكذا ذكر ابن الثلاج وفاة الزهري.
وأخبرنا العتيقي قال: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الفضل الزهري
الشيخ الصالح الثقة، يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر، ومولده
سنة تسعين ومائتين.
وكذا ذكر محمد بن أبي الفوارس وفاته في ربيع الآخر.
5532 - عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن منصور بن زياد،
أبو محمد الكاتب، المعروف بابن الجرادي:
مروزي الأصل حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن هارون
الحضرمي، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه، وأبي بكر بن
الأنباري. حدثنا عنه هلال بن عبد الله الطيبي مؤدبي، والقاضي أبو القاسم
التنوخي، ومحمد بن علي بن الفتح، ومحمد بن محمد بن علي الشروطي،
وغيرهم.
أخبرنا العتيقي قال: توفي أبو محمد الجرادي لسبع بقين من رجب سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة، وكان فاضلا صاحب كتب كثيرة.
أخبرنا التنوخي قال: توفي أبو محمد بن الجرادي الكاتب يوم الاثنين لثمان بقين
من شعبان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
368

حدثني الأزهري قال: مات أبو محمد بن الجرادي في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن علي التوزي قال: توفي أبو محمد بن الجرادي في يوم الاثنين
لسبع بقين من رجب سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
5533 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن حامد بن محمود بن جعفر بن عبد
الله، أبو أحمد البزاز، يعرف بابن الحريص:
بغدادي سكن الرملة، وقدم بغداد وحدث بها عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن
زياد النيسابوري، وعبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز، والحسين بن يحيى بن عياش
القطان، ومحمد بن أحمد بن صالح الأزدي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي،
ومحمد بن مخلد الدوري. روى عن محمد بن أحمد بن وردان المصري نسخة بكر
الأعنق. حدثنا عنه أبو علي بن دوما النعالي وقال: سمعنا منه بقراءة أبي عبد الله بن
بكير عليه.
5534 - عبيد الله بن محمد بن حرب بن جابر، أبو الحسين الأنماطي:
حدث عن محمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، وعبد الله بن الهيثم العسكري.
حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون
البزاز، وكان صدوقا.
أخبرنا ابن سعدون، حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن حرب بن جابر
الأنماطي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن الهيثم العسكري الخياط، حدثنا سليمان بن
الربيع - أبو محمد الكادحي، أخبرنا خالد بن مخلد - أبو الهيثم القطواني - حدثنا أبو
سهل عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان الخرساني، حدثنا أيوب وهشام بن حسان
جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لله تعالى تسعة
وتسعون اسما، من أحصاها دخل الجنة " وساق الأسماء إلى آخرها.
5535 - عبيد الله بن جعفر بن حمدان، القصري:
حدث عن محمد بن جعفر بن رميس. حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال وقال
لنا: سمعت منه بالقصر.
369

5536 - عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان، أبو عبد الله العكبري،
المعروف بابن بطة:
كان أحد الفقهاء على مذهب أحمد بن حنبل، وحدث عن عبد الله بن محمد بن
البغوي، وأبي محمد بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، وأبي بكر عبد الله بن
محمد بن زياد النيسابوري، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، والحسن بن علي بن
زيد السامري، وأبي ذر بن الباغندي، ومحمد بن محمود السراج، ومحمد بن مخلد
العطار، ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري، وغيرهم من العراقيين والغرباء. فإنه
سافر الكثير إلى البصرة، والشام، وغيرهما من البلاد. حدثنا عنه محمد بن أبي
الفوارس، وأبو علي بن شهاب العكبري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والعتيقي،
وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو القاسم
الأزهري، وكلهم سمع منه بعكبرا إلا البرمكي فإنه سمع منه ببغداد.
أخبرني الحسن بن شهاب بن الحسن العكبري - بها - حدثنا عبيد الله بن محمد
ابن حمدان بن بطة، حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر بن الخليل - بأردبيل - حدثنا
رجاء بن مرحي - بسمرقند - حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي.
قال ابن بطة: وحدثني أبو بكر أحمد بن عبيد الصفار - بحمص - حدثني أبي،
حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا مروان بن محمد قالا: حدثنا سليمان بن
بلال، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم
الإدام الخل ".
قال ابن بطة: ليس يعرف هذا الحديث من حديث عائشة إلا من هذا الطريق ولا
رواه عن هشام بن عروة غير سليمان بن بلال وهو حديث صحيح طريقه مستقيم،
ولكن الحديث المشهور حديث جابر.
أخبرنا التنوخي قال: حدثنا جماعة من أصدقائنا عن أبي عبد الله بن بطة العكبري
قال: انحدرت لأقرأ على أبي بكر بن مجاهد فوافيت إلى مسجده، فجلست فيه بالقرب
منه، فلما قرأ الجماعة نظرت فإذا سبقي بعيد، فدنوت منه وقلت: يا أستاذ خذ علي،
فقال: ليس السبق لك، فقلت له: أنا غريب وينبغي أن تقدمني، فقال: لعمري من أي
370

بلد أنت؟ فقلت: من بلد يقال له عكبرا، فقال لأصحابه: بلد غريب ما سمعنا عنه
ومسافة شاسعة، ثم ضحك فالتفت إلى فقال لي: لا رد الله غربتك، مع أمك تغديت
وجئت إلى.
حدثني عبد الحميد بن علي العكبري قال: لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا
في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة. حدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمد
الدلوي قال: لما رجع أبو عبد الله بن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير
خارجا منه في سوق، ولا رؤي مفطرا إلا في يوم الأضحى والفطر. وكان أمارا
بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره، أو كما قال.
كتب إلى أبو ذر عبد بن أحمد الهروي - من مكة - يذكر أنه سمع نصرا
الأندلسي قال - وكان يحفظ ويفهم ورحل إلى خراسان - قال: خرجت إلى عكبرا
فكتبت عن شيخ بها عن أبي خليفة وعن أبي بطة، ورجعت إلى بغداد، فقال أبو
الحسن الدارقطني: أين كنت؟ قلت: بعكبرا، فقال: وعمن كتبت؟ فقلت: عن فلان
صاحب أبي خليفة وعن ابن بطة فقال: وإيش كتبت عن ابن بطة؟ قلت كتاب السنن
لرجاء ابن مرجي، حدثني به ابن بطة عن حفص بن عمر الأردبيلي عن رجاء بن
مرجي فقال: هذا محال، دخل رجاء بن مرجي بغداد سنة أربعين، ودخل حفص بن
عمر الأردبيلي سنة سبعين ومائتين، فكيف سمع منه؟!
حدثني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي، حدثني الحسن بن شهاب أن ابن
بطة قدم بغداد، ونزل علي ابن السوسنجردي، فقرأ عليه أبو الحسن بن الفرات كتاب
" السنن " لرجاء بن مرجي الحافظ، وكتبه ابن الفرات عنه عن حفص بن عمر
الأردبيلي الحافظ عن رجاء، فأنكر ذلك أبو الحسن الدارقطني، وزعم أن حفصا ليس
عنده عن رجاء وأنه يصغر عن السماع منه فأبردوا يريدا إلى أردبيل وكان ابن حفص
ابن عمر حيا هناك وكتبوا إليه يستخبرونه عن هذا الكتاب، فعاد جوابه بأن أباه لم
يرو عن رجاء بن مرجئ، ولا رآه قط، وأن مولده كان بعد موته بسنين.
قال أبو القاسم: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه وغير الرواية وجعلها عن ابن
الراجيان عن فتح بن شخرف عن رجاء، ولما مات ابن بطة رأيت نسخته بالسنن وقد
غير أول كل خبر منها وجعله رواية ابن الراجيان عن شخرف عن رجاء.
قال: وقال لي الحسن بن شهاب: سألت أبا عبد الله بن بطة أسمعت من البغوي
حديث علي بن الجعد؟ فقال: لا.
371

قال أبو القاسم: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد
قد حككها وكتب بخطه سماعه فيها. فذكرت ذلك لابن شهاب فعجب منه.
قال أبو القاسم: وروى ابن بطة عن أحمد بن سلمان النجاد عن أحمد بن عبد
الجبار العطاردي نحوا من مائة وخمسين حديثا فأنكر ذلك عليه علي بن محمد بن
نيال وأساء القول فيه. وقال ابن النجاد: لم يسمع من العطاردي شيئا، حتى همت
العامة أن توقع بابن نيال واختفى، قال: وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في
تصانيفه، فتتبعها وضرب على أكثرها وبقي بقيتها على حاله. وقال: وابن نيال
بغدادي نزل عكبرا، وتعلم الخط على كبر السن، وسمع الحديث، ورزقه الله من
المعرفة والفهم به شيئا كثيرا.
حدثني أبو القاسم التنوخي قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا لأسمع من ابن
بطة كتاب معجم الصحابة، تصنيف أبي القاسم البغوي، فجاءه أبو عبد الله بن بكير
وقال له: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمع المعجم من البغوي، وذلك أن البغوي حدث
به دفعتين، الأولى منهما قبل سنة ثلاثمائة في مجلس عام، والأخرى بعد سنة ثلاثمائة
في مجلس خاص لعلي بن عيسى وأولاده ففي أي المرتين سمعه ابن بطة.
قلت: وفي هذا القول نظر، لأن محمد بن عبيد الله بن الشخير قد روى عن
البغوي المعجم، وكان سماعه بعد الثلاثمائة بسنين عدة، ولعل ابن بكير أراد بالمرتين
قبل سنة عشر وثلاثمائة وبعدها، وأحسب البغوي روى المعجم قبل العشر، فسمعه
منه ابن الشخير وغيره، ورواه بعد العشر لعلي بن عيسى وأولاده خاصة، ومما يدل
على ذلك أن أبا حفص بن شاهين كان من المكثرين عن البغوي وكذلك أبو عمر بن
حيويه، وأبو بكر بن شاذان، ولم يكن عند واحد منهم عنه المعجم، فهذا يدل على أن
رواية العامة كانت قبل العشر بسنين عدة، فلم يسمعوا هؤلاء منه المعجم لذلك، والله
أعلم.
حدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في
نسخة كانت لغيره، وقد حكك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قال لي أبو القاسم الأزهري: ابن بطة ضعيف، ضعيف، ليس بحجة، وعندي عنه
معجم البغوي ولا أخرج منه في الصحيح شيئا. قلت له: فكيف كان كتابه بالمعجم؟
فقال: لم نر له أصلا به، وإنما دفع إلينا نسخة طريقة بخط ابن شهاب فنسخنا منها،
372

وقرأنا عليه. شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة بكتاب محمد بن
عزيز في غريب القرآن وعليها سماع ابن السوسنجردي من ابن بطة عن ابن عزيز
فسألت حمزة عن ذلك فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب من ابن عزيز وقال:
ادعى سماعه ورواه.
قلت: وكذلك ادعى سماع كتب أبي محمد بن قتيبة ورواها عن شيخ سماه بن
أبي مريم، وزعم أنه دينوري حدثه عن ابن قتيبة، وابن أبي مريم هذا لا يعرفه أحد من
أهل العلم ولا ذكره سوى ابن بطة، والله أعلم.
حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي قال: قال لي محمد بن أبي الفوارس: روى
ابن بطة عن البغوي عن مصعب بن عبد الله عن مالك عن الزهري عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
قلت: وهذا الحديث باطل من حديث مالك، ومن حديث مصعب عنه، ومن
حديث البغوي عن مصعب، وهو موضوع بهذا الإسناد، والحمل فيه على ابن بطة
والله أعلم.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي - بلفظه من أصل كتابه وكتبه لي بخطه - قال:
حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه - بعكبرا - حدثنا عبد الله بن محمد
البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله لا يقبض
العلم انتزاعا " الحديث.
وهذا الحديث أيضا باطل من رواية البغوي عن مصعب، ولم أره عن مصعب عن
مالك أصلا، فالله أعلم.
أخبرني الأزهري قال: مات ابن بطة في المحرم من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي بعكبرا أبو عبد الله بن
بطة في المحرم، وكان شيخا صالحا مستجاب الدعوة.
373

سألت عبد الواحد بن علي العكبري عن وفاة ابن بطة فقال: ودفناه يوم عاشوراء
من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
5537 - عبيد الله بن عمرو بن محمد بن المنتاب بن قيس بن مهران، أبو
القاسم الهمذاني:
وهو أخو أبو الطيب وكان الأكبر، سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا عمرو
ابن السماك، حدثنا عنه التنوخي، والعتيقي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد
ابن حسنون النرسي.
أخبرنا ابن حسنون، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن محمد بن المنتاب
الهمذاني، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا عبد
الله بن المبارك، حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، من
أبر؟ قال: " أمك " قلت: ثم من؟ قال: " أمك " ثلاثا، قلت: ثم من؟ قال: " ثم أباك، ثم
الأقرب، فالأقرب ".
أخبرنا ابن حسنون والتنوخي قالا: ذكر لنا أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن
المنتاب أنه ولد أول ليلة من صفر سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ثمان وثمانين فيها توفي أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن
المنتاب أخو أبي الطيب في شهر رمضان وكان ثقة حدث عن ابن صاعد بشئ يسير.
5538 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن إسحاق
ابن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم، أبو القاسم الخرقي:
حدث عن أبيه حديثا واحدا رواه عنه ابنه وهو شيخنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
عبيد الله المعروف بابن الخرقي قال: حدثني أبي - من لفظه - قال: حدثني أبي عبد الله
ابن محمد، حدثنا أبو جعفر حمدان بن علي الوراق، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مصعب
ابن سليم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم تمر أو بسر، فرأيته
يأكل مقعيا من الجوع.
قال عبد الرحمن: قال لي أبي: قال لي حمدان بن علي: اكتب هذا الحديث فإنه
حديث أسأل عنه.
374

وقال عبد الرحمن أيضا: قال أبي: كان عند أبي حديث كثير فحدثني بهذا
الحديث واستحييت أن أقول له يزيدني، فلم أسمع منه غير هذا الحديث. قال
عبد الرحمن: وكان عند أبي حديث كثير فلم أسمع منه غير هذا الحديث.
قلت: ولم أسمع من عبد الرحمن هذا الحديث، لكن حدثنيه محمد بن علي
الصوري عنه.
5539 - عبيد الله بن خليفة بن شداد، أبو أحمد البلدي:
سكن بغداد وحدث بها عن هارون بن السكين البلدي. حدثنا عنه الأزهري،
والعتيقي، وكان صدوقا.
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن خليفة بن شداد البلدي - في جامع
المنصور - أخبرنا أبو يزيد هارون بن السكين البلدي - ببغداد - قال: سمعت عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثنا روح بن عبد المؤمن قال: قال سفيان بن عيينة له: أترى
النعم كأنها مغضوب عليها، أم تراها في غير أهلها؟ سألت العتيقي عنه فقال: ثقة.
توفي في الرابع من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
5540 - عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن إبراهيم بن
مروان بن حباب بن تميم، أبو القاسم البزاز:
متوثي الأصل يعرف بابن حبابة، نسبه لي الأزهري وقال: مولده ببغداد في أول
سنة ثلاثمائة، ومخلد جد جده بصري انتقل إلى متوث. سمع عبد الله بن محمد
البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ومن بعدهما. حدثنا عنه الخلال، والأزهري، وعبد
العزيز الأزجي، والعتيقي، ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني، وحمزة بن محمد
ابن طاهر وغيرهم، وكان ثقة يسكن دار كعب.
أخبرنا العتيقي قال: سمعت أبا القاسم بن حبابة يقول: ولدت في سنة تسع
وتسعين ومائتين، وسمعت الحديث في سنة خمس عشرة وثلاثمائة في أولها.
قال العتيقي: وتوفي يوم الخميس، لست بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع
وثمانين وثلاثمائة، وهو ثقة مأمون.
375

قال لي التنوخي: سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فيها مات ابن حبابة يوم الجمعة
الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر، وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: مات أبو القاسم بن حبابة يوم الخميس
ودفن يوم الجمعة لست بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه
أبو حامد الإسفراييني في مسجد الشرقية وفي الجامع أيضا، ودفن في تربة عند جامع
المنصور.
5541 - عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أبو القاسم الدقاق المعروف بابن
جنيقا:
من أهل الجانب الشرقي. ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة على ما بلغني، وسمع
الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي، والقاضي أبا عبد الله المحاملي، ومن بعدهما.
حدثنا عنه الأزهري، والعتيقي، ومحمد بن علي العلاف. وكان صحيح الكتاب،
كثير السماع، ثبت الرواية، وكان أكثر سماعه من أبي الحسن بن الفرات، لأخوة
كانت بينهما.
ذكره محمد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة مأمونا، فاضلا حسن الخلق، ما رأينا
مثله في معناه.
أخبرنا العتيقي قال: توفي أبو القاسم المعروف بابن جنيقا يوم الخميس الثامن
والعشرين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة.
وقال لي التنوخي: مات يوم الجمعة سلخ رجب.
5542 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن أيمن، أبو العباس الكاتب يعرف بالزراري:
روى عن أبي بكر بن الأنباري.
حدثني عنه القاضي أبو القاسم التنوخي قال: وكان أديبا شاعرا، وزعم أن بكير
ابن أعين هو أخو زرارة بن أعين، وحمران بن أعين، قال: وإنما نسبنا إلى زرارة دون
بكير، لأن زرارة جدنا من قبل أمنا فاشتهرنا به.
376

أخبرنا التنوخي قال: أنشدني أبو العباس عبيد الله بن أحمد الزراري قال: أنشدنا
أبو بكر بن الأنباري في سنة سبع وعشرين:
وكم من قائل قد قال دعه * فلم يك وده لك بالسليم
فقلت إذا جزيت الغدر غدرا * فما فضل الكريم على اللئيم
وأين الإلف يعطفني عليه * وأين رعاية الحق القديم؟
وقال التنوخي: أنشدني أبو العباس الزراري لنفسه:
لي صديق قد صيغ من سوء عهد * ورماني الزمان فيه بصد
كان وجدي به فصار عليه * وظريف زوال وجد بوجد
5543 - عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو القاسم
المقرئ، المعروف بابن الصيدلاني:
سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، كان عنده
عنه مجلسان. وسمع أيضا أبا بكر النيسابوري، ويزداد بن عبد الرحمن الكاتب ومن
بعدهما. حدثنا عنه الأزهري، والخلال، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، وهبة الله بن
الحسن الطبري، وجماعة يطول ذكرهم.
أخبرني الأزهري قال: توفي ابن الصيدلاني في رجب سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة،
قال: مولده في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد الصيدلاني الشيخ الصالح في رجب وكان ثقة مأمونا.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي قال: توفي ابن الصيدلاني في يوم السبت لسبع
بقين من رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
حدثني الأزجي قال: سمعت أبا القاسم بن الصيدلاني يقول: ولدت لأربع خلون
من رجب سنة سبع وثلاثمائة. وتوفي ليلة الأحد لست بقين من رجب سنة ثمان
وتسعين وثلاثمائة ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل.
5544 - عبيد الله بن إبراهيم، أبو القاسم القزاز:
سمع جعفر بن محمد بن نصير الخلدي. حدثنا عنه الأزهري، وذكر لنا أنه كان
شيخا صالحا.
377

5545 - عبيد الله بن عثمان بن علي بن محمد، أبو زرعة البنا الصيدلاني:
سمع القاضي المحاملي، وعثمان بن جعفر بن اللبان، ويوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول وأبا القاسم بن داود الكاتب. حدثنا عنه الأزهري، والخلال
والعتيقي، وأبو الفرج الطناجيري، وغيرهم. وكان قد كف بصره بأخرة.
سمعت الأزهري يقول: أبو زرعة البنا ثقة.
أخبرنا العتيقي قال: أبو زرعة البنا ثقة مأمون.
حدثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي قال: ذكر لنا أبو
زرعة البنا أن مولده في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
ذكر لي الأزهري والعتيقي: أن أبا زرعة مات في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
5546 - عبيد الله بن أحمد بن الهذيل بن السري بن شاذ، أبو أحمد الكاتب:
حدث عن أبيه، وعن إسماعيل الصفار، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز.
حدثني عنه الخلال، وكان ثقة.
وقال لي القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله الخطيب:
توفي أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن الهذيل الكاتب في يوم الأربعاء الحادي عشر من
المحرم سنة إحدى وأربعمائة، ودفن وراء الجامع بمدينة المنصور.
5547 - عبيد الله بن محمد بن بدر، أبو سعد البزاز:
كرجي الأصل. حدث عن أبي سهل بن زياد القطان، وأبي جعفر بن برية
الهاشمي، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبي بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف
ابن خلاد. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، والحسين بن محمد أخو الخلال،
وكان ثقة.
5548 - عبيد الله بن عمر بن محمد بن عيسى. أبو الفرج المصاحفي:
سمع عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي، وأحمد بن عثمان بن بويان، وأبا
طاهر بن أبي هاشم المقرئين. حدثني عنه أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي،
وكان ثقة.
378

حدثني الأزهري قال: توفي أبو الفرج المصاحفي في شعبان من سنة إحدى
وأربعمائة.
5549 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن مهران، وأبو أحمد بن
أبي مسلم الفرضي المقرئ:
سمع القاضي المحاملي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومن
بعدهما. وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري. حدثنا عنه الخلال، والأزهري، وجماعة
غيرهما. وكان ثقة صادقا دينا ورعا.
سمعت العتيقي ذكره فقال: ثقة مأمون ما رأينا مثله في معناه.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان إماما من الأئمة.
حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني قال: سمعت علي بن عبد الواحد بن مهدي
يقول: اختلفت إلى أبي أحمد الفرضي ثلاث عشرة سنة لم أره ضحك فيها، غير أنه
قرأ علينا يوما كتاب الانبساط، فأراد أن يضحك فغطى فمه. وقال لي عيسى: كان
أبو أحمد إذا جاء إلى أبي حامد الإسفراييني قام أبو حامد من مجلسه إلى باب مسجده
ومشى حافيا مستقبلا له. وكتب أبو حامد مع رجل خراساني كتابا إلى أحمد يشفع
له أن يأخذ عليه القرآن، فظن أبو أحمد أنها مسألة قد استفتي فيها، فلما قرأ الكتاب
غضب ورماه من يده وقال: أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة - أو كما قال -.
حدثني أبو القاسم منصور بن عمر الفقيه الكرخي قال: لم أر في الشيوخ من يعلم
العلم لله خالصا لا يشوبه بشئ من الدنيا غير أبي أحمد الفرضي، فإنه كان يكره
أدنى سبب حتى المديح لأجل العلم. قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من
علم، وقرآن، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا وغير ذلك من الأسباب التي يداخل
بمثلها السلطان وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، وكان يبتدئ كل يوم
بتدريس القرآن، ويحضر عنده الشيخ الكبير ذو الهيئة، فيقدم عليه الحدث لأجل
سبقه، إذا فرغ من إقراء القرآن تولى قراءة الحديث علينا بنفسه، فلا يزال كذلك
حتى تستنفذ قوته، ويبلغ النهاية من جهده في القراءة، ثم يضع الكتاب من يده،
فحينئذ يقطع المجلس وينصرف. وكنت أجالسه فأطيل القعود معه وهو على حالة
379

واحدة لا يتحرك، ولا يعبث بشئ من أعضائه، ولا يغير شيئا من هيئته، حتى أفارقه.
وبلغني أنه كان يجلس مع أهله على هذا الوصف، ولم أر في الشيوخ مثله.
مات أبو أحمد يوم الثلاثاء للنصف من شوال سنة ست وأربعمائة، ودفن في
مقبرة جامع المدينة، وفاتتني الصلاة على جنازته فصليت على قبره.
قال لي الأزهري: توفي أبو أحمد وقد بلغ اثنين وثمانين سنة.
حدثني أبي رضي الله عنه قال: سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الرقي يقول:
رأيت في منامي أبا أحمد الفرضي بهيئة جميلة أجمل مما كنت أراه في دار الدنيا فقلت
له: يا أبا أحمد كيف رأيت الأمر؟ فقال لي: الفوز، والأمن الذين قالوا: (ربنا الله ثم
استقاموا) [فصلت 30] ثم لقيت الرقي - وكان من أهل الدين والقرآن - فحدثني
بهذه الحكاية من لفظه، كما حدثنيها عنه أبي رحمه الله.
5550 - عبيد الله بن محمد بن زرعان بن صالح بن زرعان، أبو أحمد
الأنماطي:
حدث عن أبيه. حدثني عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الأشناني.
5551 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد، أبو
القاسم القزاز الحربي:
سمع أحمد بن سلمان النجاد، ومحمد بن الفضل بن قديد، وعلي بن محمد بن
سعيد الموصلي. كتبنا عنه وكان ثقة، وكان يقرئ القرآن، ويصوم الدهر، ومات في
شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
5552 - عبيد الله بن عمر بن علي بن محمد بن إسماعيل بن هارون بن
الأشرس، أبو القاسم المقرئ الفقيه الشافعي، يعرف بابن البقال:
من أهل الجانب الشرقي ناحية سوق السلاح، سمع أحمد بن سلمان النجاد،
ومحمد بن عبد الله الشافعي، وأبا علي بن الصواف، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبا
عبد الله بن المحرم، ومحمد بن حميد المخرمي، وأحمد بن شعيب البخاري، ومحمد
ابن إبراهيم الربيعي، وإبراهيم بن أبي حصين الكوفي، وأحمد بن جعفر بن سلم
الختلي، وغيرهم من هذه الطبقة.
380

سمعنا منه بانتقاء محمد بن أبي الفوارس وكان ثقة. مات في صفر من سنة خمس
عشرة وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
5553 - عبيد الله بن عبد الله بن الحسين، أبو القاسم الحفاف، المعروف بابن
النقيب:
رأى أبا بكر الشبلي، وسمع محمد بن عبد الله بن مسلم الصفار، وأبا طالب
محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان شديدا في السنة، وبلغني أنه جلس
للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة، وقال: ما أبالي أي وقت مت بعد أن
شاهدت موت ابن المعلم.
وسمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم علي بن الحسن يذكره وكان ينزل في جواره
ناحية الرصافة فقال: مكث كذا وكذا سنة - ذهب عني حفظ عددها كثرة - يصلي
الفجر على وضوء العشاء، ويحيي الليل بالتهجد.
سألت ابن النقيب عن مولده فقال: ولدت في سنة خمس وثلاثمائة ومات أبو بكر
ابن مجاهد في سنة أربع وعشرين، ولى تسع عشرة سنة وقال: أذكر من الخلفاء
المقتدر، والقاهر، والرضى، والمتقى، والمستكفي، والمطيع، والطائع، والقادر بالله،
والغالب بالله وقد خطب له بولاية العهد.
مات ابن النقيب في يوم الجمعة سلخ شعبان من سنة خمس وأربعمائة. كنت إذ
ذاك مسافرا في رحلتي إلى نيسابور.
5554 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن بيان أبو القاسم
الرزاز، يعرف بابن طيب:
وهو أخو علي بن أحمد، وكان الأصغر، وتقدمت وفاته على وفاة أخيه سمع
ميمون بن الحسن الصواف، وأحمد بن محمد بن جعفر الفامي، وأبا بكر الشافعي.
كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني علي وعبيد الله ابنا أحمد بن محمد بن داود الرزاز قالا: أخبرنا أبو محمد
ميمون بن الحسن بن علي بن سليمان بن ميمون - مولى محمد بن الحنفية، في سنة
إحدى وخمسين وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا أبو بكر بن
381

عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن سويد بن غفلة عن أبي ذر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " قال: قلت يا رسول الله وإن زنى وإن
سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق " قالها ثلاث مرات.
5555 - عبيد الله بن منصور بن علي بن حبيش، أبو القاسم المقرئ المعروف
بالغزال:
من أهل الحربية. سمع أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، كتبت عنه وكان شيخا
صالحا ثقة، ظاهر الخشوع، كثير البكاء عند الذكر، وأقعد في آخر عمره.
أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن منصور، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان - في
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة - حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم الفضل بن
دكين، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الله: " لا تسافر امرأة سفر ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها، أو ابنها، أو أخوها أو ذو
محرم ".
سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. ومات في ليلة
الاثنين التاسع عشر من سفر سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة
باب حرب.
5556 - عبيد الله بن إبراهيم بن عمر بن إسحاق، أبو القاسم الأنصاري
الخزرجي الخياط:
حدث عن ابن مالك القطيعي. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان من
شيوخ الشيعة، ومنزله في درب الزرادين المسلوك فيه من نهر الدجاج إلى نهر
القلائين.
أخبرني عبيد الله بن إبراهيم الأنصاري، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان - إملاء
- حدثنا إسحاق الحربي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن عبد الرحمن عن محمد بن
382

عمار عن سعد المؤذن أنه سمع أبا هريرة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحشر
المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقا بقولهم لا إله إلا الله ".
سمعته يقول: ولدت في سنة خمس وأربعين ثلاثمائة. ومات في شوال من سنة
ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
5557 - عبيد الله بن بكر بن شاذان بن بكر، أبو الفرج الواعظ:
حدث عن أبي حفص بن شاهين، وأبي القاسم بن حبابة. كتبت عنه وكان يسكن
شارع العتابيين.
أخبرنا عبيد الله بن بكر، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي، حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن
ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة بيده يوم النحر.
مات أبو الفرج بن بكر في يوم السبت الخامس من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
5558 - عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر، أبو القاسم البرذعي، يلقب قاسان:
وهو أخو محمد بن عبد العزيز، سمع محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي،
ومحمد بن المظفر، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الفضل الشيباني، وأبا بكر بن أبي موسى
الهاشمي وغيرهم من هذه الطبقة.
كتبت عنه وكان صدوقا، وسألته عن مولده فقال: ولدت بمدينة أبي جعفر في دار
القاضي أبي بكر بن الجعابي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
ومات في يوم الاثنين للنصف من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
5559 - عبيد الله بن أبي الفتح - واسمه: أحمد - بن عثمان بن الفرج بن
الأزهر بن إبراهيم بن قيم بن برانو بن مسكيا بن كيانوا بن الزاذ فروخ،
صاحب كسرى، يكنى أبا القاسم الصيرفي، وهو الأزهري، ويعرف بابن السوادي:
ذكر لي أن جده عثمان من أهل إسكاف قدم بغداد واستوطنها فعرف بالسوادي،
383

وجده لأمه يعرف بالدبثائي. سمع ابن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي،
والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وأبا سعيد الحرقي، وأبا حفص بن الزيات،
وعلي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي،
ومن يطول ذكره من أمثالهم.
وكان أحمد المكثرين من الحديث كتابة وسماعا، ومن المعنيين به، والجامعين له، مع
صدق وأمانة، وصحة واستقامة، وسلامة مذهب، وحسن معتقد ودوام درس للقرآن.
وسمعنا منه المصنفات الكبار، والكتب الطوال، وكان يسكن بدرب الآجر من نهر
طابق.
وسمعته يقول: ولدت يوم السبت التاسع من صفر سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة.
ومات في يوم الثلاثاء التاسع عشر من صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، ودفن
من الغد في تربة كانت له آخر درب الآجر مما يلي نهر عيسى، وحضرت الصلاة
عليه، فكان مدة عمره ثمانين سنة وعشرة أيام.
5560 - عبيد الله بن علي بن أحمد، أبو القاسم الخلال المالكي:
بغدادي سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وأبا حفص بن شاهين. ذكر لي عبد
العزيز أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق، وسكن مصر، وكان يعلم ولد
السلطان بها إلى أن مات بمصر.
5561 - عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب
ابن أزداد بن سراج بن عبد الرحمن، أبو القاسم الواعظ المعروف بابن
شاهين:
سمع أباه، وابن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا بحر محمد بن الحسن
البربهاري، وحسينك النيسابوري، ومحمد بن المظفر. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل
بالجانب الشرقي في المعترض وراء الحطابين، ومات في يوم الخميس رابع شهر ربيع
الأول من سنة أربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب. وقيل إن مولده
كان في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
384

5562 - عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن قرعة، أبو القاسم
البخاري المعروف بابن الدلو:
سمع محمد بن جعفر زوج الحرة وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز، وأبا عبد الله
ابن العسكري، وإسحاق بن سعيد بن الحسن بن سفيان النسوي، وعبيد الله بن
محمد بن سليمان المخرمي، ومحمد بن المظفر، والقاضي أبا الحسن الجراحي. كتبت
عنه وكان صدوقا يسكن وراء نهر عيسى بن علي في مربعة بلاشويه، ومات في
العشر الأواخر من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
5563 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن لؤلؤ، أبو القاسم
السمسار الأمين:
سمع ابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن الخضر بن أبي
خزام وإدريس بن علي المؤدب. كتبت عنه. وكان ثقة يسكن وراء باب الشام
بالقرب من شارع العتابيين.
سألته عن مولده فقال: في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة،
ودفن آخر نهار يوم الثلاثاء في مقبرة باب حرب.
5564 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمد بن مروان، أبو القاسم
الرقي، ويعرف بابن الحراني:
سمع بالموصل من نصر بن أحمد بن الخليل الفقيه، وعبد الله بن القاسم بن سهل
الصواف. وقدم بغداد فدرس فقه الشافعي على أبي حامد الإسفراييني، وسمع من
موسى بن عيسى السراج، والحسين بن أحمد بن محمد الريحاني، وأبي القاسم بن
حبابة، ومحمد بن الحسين بن عبدان، وأبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص،
وأبي نصر الملاحمي. كتبت عنه ببغداد في سنة ست وعشرين وأربعمائة وكان
ثقة.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن الحراني، أخبرنا نصر بن أحمد بن الخليل
ابن المرجي - بالموصل - حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة،
385

حدثنا أحوص أبو الجواب، حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفتك مؤمن، الإيمان قيد الفتك ".
سألته عن مولده فقال: في ربيع سنة أربع وستين وثلاثمائة، قال: وكان دخولي
بغداد في سنة ست وثمانين، وبلغني أنه مات بالرحبة في سنة ثلاث وأربعين
وأربعمائة، وكان قد سكن الرحبة.
5565 - عبيد الله بن الحسين بن نصر بن يعقوب بن هارون، أبو محمد
العطار:
وهو أخو أحمد بن الحسين وكان الأكبر، سمع محمد بن المظفر، وموسى
ابن جعفر بن عرفة، وأبا عمر بن حيويه، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسن
الدارقطني.
كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن بالقرب من الجعافرة، وسألته عن مولده فقال:
ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو نصر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: حدثنا عبد الله بن العباس، حدثنا
بشر بن معاذ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن رواد عن عبد الله بن دينار عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سافروا تصحوا وتغنموا ".
مات في صفر سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
5566 - عبيد الله بن علي بن عبد الله، أبو القاسم الرقي:
سكن بغداد في درب أبي خلف من قطيعة الربيع وكان أحد العلماء بالنحو
والأدب واللغة، عارفا بالفرائض وقسمة المواريث. وحدث شيئا يسيرا عن أبي أحمد
الفرضي. كتبت عنه وكان صدوقا وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة إحدى
وسبعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس الثاني من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربعمائة. ودفن في
يومه في مقبرة باب حرب.
386

5567 - عبيد الله بن أحمد بن علي، أبو الفضل الصيرفي، ويعرف بابن
الكوفي:
سمع أبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص، وعيسى بن علي الوزير. ومحمد بن
عبد الله بن أخي ميمي، وعلي بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، وعبد الرحمن بن
عمر بن حمه الخلال، وأبا الحسن بن الجندي، وأبا الفضل بن المأمون، وأبا القاسم بن
الصيدلاني، وجماعة من أمثالهم.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وكان من حفاظ القرآن ومن العارفين
باختلاف القراءات، ومنزله بدرب الدنانير من نواحي نهر طابق.
وسمعته يذكر أنه ولد في سنة سبعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة من سنة
إحدى وخمسين وأربعمائة.
ذكر من اسمه عبد الملك
5568 - عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف، أبو الوليد:
بويع له بالخلافة عند موت أبيه وهو بالشام، ثم سار إلى العراق فالتقى هو
ومصعب بن الزبير بمسكن على نهر دجيل قريبا من أوانا عند دير الجاثليق، فكانت
الرحب بينهما حتى قتل مصعب، وقتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد الله بن
الزبير بمكة. واجتمع الناس على عبد الملك، وكان منزله بدمشق.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
قال: أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري، حدثني عبد الرحمن بن
إبراهيم عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق قال: ولد يزيد بن معاوية
وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين.
387

أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب
ابن سفيان، حدثني سعيد بن أسد، حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن
نسيى قال: قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ قريش توشكون أن تنقرضوا، فمن
نسأل بعدكم؟ فقال: إن لمروان ابنا فقيها فسلوه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا ابن عمار، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: قدم علينا أبو
الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيب، وأبو
سلمة، وعروة بن الزبير، وعبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن
سيف، حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثنا العباس بن الفرج - هو الرياشي -
حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، حدثنا جرير بن حازم عن نافع قال: أدركت
المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم، من
عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن أبي الدنيا، حدثني علي بن مسلم، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي،
حدثنا بشر أبو نصر: أن عبد الملك بن مروان دخل على معاوية وعنده عمر بن
العاص، فسلم وجلس، ثم لم يلبث أن نهض، فقال معاوية: ما أكمل مروءة هذا
الفتى، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إنه أخذ بأخلاق أربعة، وترك أخلاقا ثلاثة: إنه
أخذ بأحسن البشر إذا لقي، وبأحسن الحديث إذا حدث وبأحسن الاستماع إذا
حدث، وبأيسر المؤونة إذا خولف. وترك مزاح من لا يوثق بعقله ولا دينه، وترك
مجالسة لئام الناس، وترك من الكلام كل ما يعتذر منه.
قرأت على الجوهري عن أبي عبيد المرزباني قال: حدثني محمد بن إبراهيم،
حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: أول من
سمي في الإسلام عبد الملك، عبد الملك بن مروان.
388

قال أبو بكر بن أبي خيثمة: وأول من سمى في الإسلام أحمد، أبو الخليل بن
أحمد العروضي [الفراهيدي].
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا إبراهيم بن
المنذر، حدثني عبد العزيز بن عامر - شيخ من عاملة من أهل تيما - قال: حدثني شيخ
كان يجالس سعيد بن المسيب قال: مر به يوما ابن ذمل العذري - ونحن معه - فحصبه
سعيد، فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا - وأشار نحو الشام، يعني عبد
الملك - قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته، أفتحب أن تسمع القصيدة؟ قال: نعم
اجلس، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
فما عابتك في خلق قريش * بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت، ولكنه لما صار إلى الشام بدل.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي، حدثنا ابن دريد،
حدثنا عبد الأول بن مريد عن ابن عائشة قال: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف
في حجره يقرأ فأطبقه - وقال: هذا آخر العهد بك.
أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد
عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لما سلم على عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في
حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، أخبرني عباس - هو ابن هشام - عن أبيه قال:
بويع عبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس وستين حيث مات أبوه.
قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير: وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ويكنى
أبا الوليد.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري
قال: قرئ على محمد بن بكار - وأنا أسمع - عن أبي معشر قال: كانت الجماعة
على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
389

حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري - المعروف بالدولابي - حدثنا
محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال،
وقال آخرون: للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسين سنة،
ومنهم من قال ابن إحدى وستين سنة، وهذا أثبت عندنا. فكانت خلافته من مقتل
ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة، وأربعة أشهر، وثمانيا وعشرين ليلة،
وصلى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجا بين باب الجابية وباب
الصغير.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا ابن أبي
الدنيا، حدثني أبو عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قال: مات
عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، وهو ابن أربع وستين.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد، أخبرني
أحمد بن القاسم عن منصور بن أبي مزاحم عن الهيثم بن عمران قال: كانت خلافة
عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفا.
قلت: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال أبو بشر: أخبرني الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في
كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون، كان عبد الملك رجلا طويلا أبيض، مقرون
الحاجبين، كبير العينين مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف ولا
البادن أبيض الرأس واللحية.
5569 - عبد الملك بن أبي بشير، البصري:
سكن المدائن وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله بن مساور. روى
عنه ليث بن أبي سليم، وسفيان الثوري.
390

أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب،
حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان الثوري عن
عبد الملك بن أبي بشير عن عبد الله بن مساور - وفي أصل القطان ابن أبي المساور -
قال: سمعت ابن عباس وهو يبخل ابن الزبير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي،
حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير. قال سفيان: وكان شيخ
صدق.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو
نعيم، حدثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير كوفي ثقة.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت أبي يقول: عبد الملك بن أبي
بشير مدائني.
حدثنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: عبد الملك بن أبي بشير المدائني سمع عكرمة، وعبد الله بن
مساور. روى عنه الثوري، وليث بن أبي سليم.
قال يحيى القطان: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: وسمعته - يعني يحيى
ابن سعيد القطان - يقول: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة، وكان أصله
بصريا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل
قال: عبد الملك بن أبي بشير من أهل المدائن، قال سفيان: كان رجل صدق.
391

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال - وذكر أبو عبد الله عبد
الملك بن أبي بشير قلت: هو من أهل المدائن؟ فقال: نعم من أهل المدائن، كان زعموا
شيخا صالحا.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
محمد بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: وعبد الملك بن أبي بشير ثقة، روى عنه سفيان الثوري.
5570 - عبد الملك بن أبي سليمان، أبو سليمان - وقيل: أبو عبد الله - واسم
أبي سليمان ميسرة:
وهو عم محمد بن عبيد الله العرزمي نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها
ويقال إنه مولى لبني فزارة حدث عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن
جبير، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين. روى عنه سفيان الثوري وشعبة بن
الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان،
وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن
هارون، ويعلى بن عبيد.
392

وذكر قعنب بن المحرر أنه قدم بغداد ومات بها، ولا أعلم قال أحد غيره.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: عبد
الملك بن أبي سليمان كنيته أبو سليمان.
أخبرنا ابن الفضل علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري
قال: عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، حدثنا عباد بن أحمد قال: كنيته أبو
عبد الله، واسم أبي سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان مولى
فزارة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي، حدثني أحمد بن داود قال: سمعت عيسى بن يونس - وذكر
عبد الملك بن أبي سليمان - فقال: إنه ليس بعرزمي، ولكنه نزل جبانة عرزم، وهو
مولى لبني فزارة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن
يعقوب، وعلي بن محمد بن عمر قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا عبد
الملك بن أبي عبد الرحمن، حدثنا عبد الرحمن بن الحكم، حدثنا نوفل عن ابن المبارك
عن سفيان قال: حفاظ الناس، إسماعيل بن أبي خالد - فبدأ به - وعبد الملك بن أبي
سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وحفاظ البصريين ثلاثة سليمان
التيمي، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند. وكان عاصم أحفظهم.
أخبرنا أحمد بن أبي عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو
الحسين العباس بن العباس، أخبرنا أبو عقيل الحمال، حدثنا عمي أبو ثابت، حدثنا
جابر بن نوح قال: سمعت سفيان يقول: حفاظ الحديث ستة، الأعمش، ومنصور،
وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، وهشام، وعبيد الله بن عمر.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن
أبي حاتم، حدثنا صالح - يعني ابن أحمد - حدثنا علي قال: سمعت عبد الرحمن بن
مهدي قال: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان -.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد - أحمد بن محمد بن حسنويه - أخبرنا الحسين
ابن إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد: عبد الملك بن
393

أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه
رفع أحاديث عن عطاء.
قلت: ولأجل هذا تكلم شعبة في عبد الملك.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أن محمد بن حميد المخرمي أخبرهم قال: حدثنا
علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أخي - بخط يده - سئل أبو زكريا
يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفعة قال: هو حديث
لم يحدث به أحد إلا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، وقد أنكره عليه الناس
ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يرد على مثله، قلت له: تكلم شعبة فيه؟ قال: نعم،
قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا الحديث لرميت بحديثه.
أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي، والحسن بن أبي بكر قالا: أخبرنا محمد بن
أحمد بن علي بن مخلد الجوهري، حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال: حدثنا
نعيم بن حماد قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت شعبة يقول: لو روى عبد الملك بن
أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة طرحت حديثه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي
- وحدثنا بحديث الشفعة - حديث عبد الملك عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: هذا حديث منكر.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا أبي، حدثنا محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي وعبد الله بن سليمان بن الأشعث قالا: حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي صفوان الثقفي، حدثنا أمية - يعني ابن خالد - قال: قلت لشعبة: مالك لا تحدث
عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه، قلت تحدث: عن محمد بن عبيد
الله العرزمي وتدع عبد الملك، وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها؟ فرزت
لفظ الباغندي وهو أتم.
قلت: قد أساء شعبة في اختياره حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي
وترك التحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان. لأن محمد بن عبيد الله لم تختلف
394

الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه، وسقوط روايته. وأما عبد الملك فثناؤهم عليه
مستفيض، وحسن ذكرهم له مشهور.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو
نعيم، حدثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ثقة متقن فقيه.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
الحسن بن علي، حدثنا محمد بن داود قال: سمعت يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية
يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: حدثني الميزان - وقال بيده هكذا، كأنه يزن -
حدثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري، حدثنا أبو داود، حدثنا نعيم بن قيس قال: سمعت
عبدة بن سليمان يقول: كان سفيان يقول لعبد الملك بن أبي سليمان الميزان.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن صالح يقول: قال سفيان: موازين الكوفة،
فعدهم، منهم عبد الملك بن أبي سليمان.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، حدثنا علي بن محمد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن
أبي حاتم، حدثنا حجاج بن حمزة، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا عبد الله
ابن المبارك قال: سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ذاك ميزان.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي الحسن الكراعي حدثكم عبد الله بن محمود،
حدثنا ابن أبي رزمة، حدثنا علي بن الحسن عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن عبد
الملك بن أبي سليمان فقال: عبد الملك ميزان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن عبد الملك بن أبي سليمان
فقال: ثقة.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمد بن عثمان القاضي، حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن
ابن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي - بدمشق - حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن
عمرو النصري قال: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان
ثقة.
395

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - قلت: عبد الملك بن أبي سليمان أحب إليك، أو ابن جريج؟ فقال:
كلاهما ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا ابن عمار قال: عبد الملك بن أبي سليمان ثقة حجة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: وعبد
الملك بن أبي سليمان العرزمي كوفي ثقة.
وقال مرة أخرى: ثقة ثبت في الحديث. قال: ويقال إن سفيان الثوري كان يسميه
الميزان، وكان راوية عن عطاء بن أبي رباح المكي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: عبد
الملك بن أبي سليمان هو فزاري من أنفسهم ثقة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب قال: قال أبو نعيم: مات عبد
الملك بن أبي سليمان في سنة خمس وأربعين ومائة.
وكذلك أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل
ابن إسحاق، حدثنا أبو نعيم، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا
عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط
قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة، مات سنة خمس وأربعين
ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا ابن نمير قال: مات عبد الملك بن أبي سليمان سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر الباهلي قال: ومات عبد
الملك بن أبي سليمان الفزاري - وهو العرزمي، والعرزم جبانة بالكوفة - وأوصى
إبراهيم النخعي أن لا تدخلوا قبري لبنا عرزميا فإنه يعمل من القذر.
396

مات عبد الملك بن أبي سليمان، وهشام بن عروة ببغداد سنة خمس وأربعين
ومائة، وقبرا بسوق يحيى.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي، أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم التميمي،
حدثنا عبد الله بن نمير قال: مات عبد الملك بن أبي سليمان سنة سبع وأربعين ومائة.
كذا قال، وقول من قال سنة خمس أصح، والله أعلم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا محمد بن أحمد بن
المفيد، حدثنا محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي،
حدثنا الهيثم بن عدي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى بني فزارة توفي
سنة خمس وأربعين ومائة في ذي الحجة.
5571 - عبد الملك بن حكيم:
أخو نعيم بن حكيم العبدي من أهل المدائن. سمع أبا مريم الحنفي. روى عنه
شبابة بن سوار.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سئل يحيى بن معين عن نعيم بن حكيم الذي
يحدث عن أبي مريم عن علي؟ فقال يحيى: كان شبابة وغيره يروي عنه، قيل ليحيى:
كان له أخ يقال له عبد الملك بن حكيم؟ فقال: نعم! وقد روى عبد الملك بن حكيم
هذا عن أبي مريم هذا، قلت له: إنه يحدث بعض أحاديث نعيم عن أبي مريم؟ فقال:
لعله قد سمعها، فلم ينكر ذلك.
5572 - عبد الملك بن مسلم بن سلام، أبو سلام الحنفي:
من أهل المدائن حدث عن عمران بن ظبيان الكوفي، وعيسى بن حطان العائذي.
روى عنه سفيان الثوري ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وشبابة بن سوار،
وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وسلم بن قتيبة، وغيرهم.
397

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا عبد الله بن روح المدائني، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا عبد الملك بن
مسلم عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي قال: جاء رجل من أهل
البادية إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أحدنا يكون بالبادية، ويكون من أحدنا الرويحة، ثم
يكون في الماء قلة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يستحيى من الحق، إذا فسا
أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء من أدبارهن، فإن الله لا يستحيى من الحق ".
أخبرناه الحسن بن علي التميمي والحسن بن علي الجوهري قالا: أخبرنا أحمد بن
جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا وكيع،
حدثنا عبد الملك بن مسلم الحنفي عن أبيه عن علي قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله إنا نكون بالبادية فيخرج من أحدنا الرويحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله لا يستحيى من الحق، إذا فعل ذلك فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن،
وقال مرة في أدبارهن ".
هكذا روى الحديث وكيع بن الجراح عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه، ولم
يسمعه عبد الملك عن أبيه وإنما رواه عن عيسى بن حطان عن أبيه مسلم بن سلام
كما سقناه عن شبابة عنه، وقد وافق شبابة عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة
سلم بن قتيبة، وأحمد بن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي. فرووه كلهم عن
عبد الملك عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام. وعلي الذي أسند هذا الحديث
ليس بابن أبي طالب، وإنما هو علي بن طلق الحنفي، بين نسبه الجماعة الذين سميناهم
في روايتهم هذا الحديث عن عبد الملك، وقد وهم غير واحد من أهل العلم فأخرج
هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا
يحيى بن معين: أبو سلام الحنفي عبد الملك بن مسلم المدائني ثقة.
أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد،
398

حدثنا العباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سلام الحنفي، هو عبد الملك بن
سلام المدائني وهو ثقة، يروي عنه يزيد بن هارون.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عبد الملك بن سلام الحنفي
فقال: مدائني ليس به بأس.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم
الغازي الطرسوسي، حدثنا محمد بن محمد بن داود الكرجي قال: حدثنا عبد
الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الملك بن مسلم بن سلام كوفي لا بأس به من
الشيعة.
5573 - عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، المكي، مولى أمية بن خالد:
ويقال إن جريجا كان عبدا لأم حبيب بنت جبير زوجة عبد العزيز بن عبد الله بن
خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية. فنسب ولاؤه إليه. وله أخ يسمى محمد بن
عبد العزيز، وكان عبد الملك بن جريج يكنى أبا الوليد، وأبا خالد. سمع من طاوس
مسألة واحدة. ومن مجاهد حرفين في القراءات. وسمع الكثير من عطاء بن أبي رباح،
وعمرو بن دينار، وابن أبي مليكة، وأبي الزبير، ومحمد بن المنكدر، ونافع وميمون
ابن مهران، والزهري، وابن طاوس، وهشام بن عروة. روى عنه يحيى بن سعيد
الأنصاري، وثور بن يزيد الحمصي، والأوزاعي، وسفيان الثوري، والليث بن سعد،
399

وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان،
وعبد الله بن المبارك، وابن علية، ووكيع وعبد الله بن إدريس، وحجاج بن الأعور،
ومحمد بن بكر البرساني، وخالد بن الحارث، وأسامة، وأبو عاصم، وروح
ابن عبادة، وعبد الله بن وهب، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق بن همام
وغيرهم.
ويقال: إنه أول من صنف الكتب، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور.
كذلك أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن
محمد الكندي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثني قال: سمعت الأنصاري يقول: قدم
ابن جريج على أبي جعفر ببغداد.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث السجزي قال: سمعت
أحمد بن حنبل قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين. فقال:
جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد، فلم يعطه شيئا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ابن
جريج مولى لأبي خالد بن أسيد، وأصله رومي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
ابن جريج اسمه بعد الملك بن عبد العزيز بن جريج كان صدوقا مكيا.
قال أبو عاصم: كانت له كنيتان، إحداهما أبو الوليد، والأخرى أبو خالد.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع قيل له: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عبد
الملك بن عبد العزيز بن جريج كانت له كنيتان، أبو خالد وأبو الوليد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين الصواف،
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل - إجازة - قال: قلت لأبي: من أول من صنف
الكتب؟ قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة.
400

خبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري - الخطيب بالدينور - حدثنا
علي بن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي
ابن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، فذكرهم - قال: ثم صار علم
هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف، ممن يصنف العلم، منهم من أهل مكة عبد الملك
ابن عبد العزيز بن جريج مولى القرشيين، ويكنى أبا الوليد، لقي ابن شهاب، وعمرو
ابن دينار، وقد رأى الأعمش، ولم يرو عنه.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: قال علي:
- يعني ابن المديني - أخبرنا عبد الوهاب بن همام - أخو عبد الرزاق - عن ابن جريج
قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي
عبد الله بن عبيد: قرأت القرآن؟ قلت لا، قال: فاذهب فاقرأ القرآن ثم اطلب العلم،
قال: فذهبت فعبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت إلى عطاء وعنده عبد الله بن
عبيد. فقال: تعلمت القرآن - أو قرأت كل القرآن - قلت نعم! قال: تعلمت الفريضة
قلت: لا؟ قال: فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم، قال: فطلبت الفريضة ثم جئت فقال
تعلمت الفريضة؟ قلت: نعم! قال: الآن فاطلب العلم، قال: فلزمت عطاء سبع عشرة
سنة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان
الوراق، حدثنا هيثم بن خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد الرزاق
عن ابن جريج قال: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، وكان يبيت في المسجد
عشرين سنة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا
دعلج بن أحمد، حدثنا - وفي رواية ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا
الحسين بن محمد الحريري البلخي، حدثنا حمزة بن بهرام، حدثنا طلحة قال: قلت
لعطاء: من نسأل بعدك يا أبا محمد؟ قال: هذا الفتى إن عاش - يعني ابن جريج -.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني
قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
كان ابن جريج من أوعية العلم.
401

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
الفقيه قال: حدثني علي بن يعقوب بن إبراهيم - بدمشق - حدثنا أبو زرعة عبد
الرحمن بن عمرو قال: قال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن
ست عجائز من عجائز المسجد الحرام وكان صاحب علم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أصحاب
الحديث خمسة، فذكر ابن جريج منهم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثني محمد بن
أبي عمر، حدثنا سفيان قال: سمعت ابن جريج يقول: ما دون العلم تدويني أحد،
وقال جالست عمرو بن دينار بعدما فرغت من عطاء سبع سنين.
وقال يعقوب: قال علي قلت ليحيى: سفيان في عمرو بن دينار أثبت من ابن
جريج؟ فقال: لا. ابن جريج أثبت، فقال علي: فذاكرت سفيان أمر ابن جريج في
عمرو فقال: كان يمر بي فيقول: لقد غلبتنا على وسادة عمرو، قال: ولم أره سأله
عن شئ قط. قد كان فرغ قبلي.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: سمعت العباس بن الوليد بن يزيد يقول: سمعت إسماعيل بن
محمد عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج
لمن طلبتم العلم؟ قال: كلهم يقول لنفسي غير ابن جريج فإنه قال طلبته للناس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان
ابن يحيى الأدمي، حدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال:
قال ابن جريج:
خلت الديار فسدت غير مسود * ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد - إجارة - حدثني منصور بن أبي مزاحم، حدثنا
إسماعيل بن عياش، عن المثنى - وغيره - عن عطاء بن أبي رباح قال: سيد شباب أهل
الحجاز، ابن جريج، وسيد شباب أهل الشام، سليمان بن موسى، وسيد شباب أهل
العراق، حجاج بن أرطاة.
402

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن
عثمان الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم قال: سمعت محمود بن غيلان
يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى الله،
قال: وما رأيت مصليا قط مثله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث السجزي قال: سمعت
أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادى، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق قال:
أهل مكة يقولون أخذ ابن جريج الصلاة عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزبير،
وأخذها ابن الزبير عن أبي بكر، وأخذها أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الرزاق:
وكان ابن جريج حسن الصلاة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا
عبد الله بن أحمد، حدثني أبي عن يحيى بن سعيد قال: رأيت معه - يعني سفيان
الثوري - خرجا عن ابن جريج -.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا أحمد بن
إسحاق بن صالح، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدثنا عبد الرحمن قال: قال
سفيان: أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شئ يجمع فيه المعنى
فحفظته، وتركت ما سوى ذلك.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز،
حدثنا هيثم بن خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد الرزاق قال: قدم
أبو جعفر - يعني الخليفة - مكة، فقال اعرضوا علي حديث ابن جريج، قال: فعرضوا
عليه حديث ابن جريج، فقال: ما أحسنها لولا هذا الحشو الذي فيها - يعني بلغني،
وحدثت -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
محمود بن غيلان قال: سمعت إسماعيل بن داود المخارقي قال: سمعت مالك بن
أنس يقول: كان ابن جريج حاطب ليل.
403

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا
محمد بن المنهال قال: كان يزيد بن زريع يقول: كان ابن جريج صاحب غثاء.
أخبرنا علي بن محمد المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل - إجازة - قال: كتب إلي ابن خلاد - وهو أبو بكر الباهلي -
سمعت يحيى - يعني ابن سعيد القطان - يقول: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب
الأمانة. وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم ينتفع به.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت
أحمد بن صالح المصري يقول: ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا
يعبأ به.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال لي أبو عبد الله:
إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت، جاء بمناكير، فإذا قال أخبرني
وسمعت فحسبك به.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا محمد
ابن نوح الجنديسابوري، حدثنا محمد بن الفضل العتابي قال: كنت عند أبي عبد الله
أحمد بن حنبل - وذكر ابن جريج فقال: إذا قال أخبرني وسمعت فحسبك به.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه،
حدثنا إبراهيم بن علي القطيعي، حدثني الحسن بن الهيثم بن الخلال، حدثنا محمد بن
موسى بن مشيش. قال: قال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج الذي يحدث من كتاب
أصح، وكان في بعض حفظه إذا حدث حفظا سئ.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
محمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: ابن جريج ثقة في كل ما روى عنه من الكتاب.
404

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين الصواف، حدثنا
محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: قال يحيى بن
سعيد: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال علي في موضع آخر قال
يحيى بن سعيد: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: رأيت في كتاب علي بن المديني سألت
يحيى بن سعيد من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب وعبيد الله، ومالك بن أنس،
وابن جريج أثبت من مالك في نافع.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا علي قال: سمعت
يحيى قال:
وحدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،
حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: قال يحيى بن سعيد. قال ابن جريج: طرح إلى
نافع حقيبة فمنها ما قرأت، ومنها ما سألت. قال يحيى: فما قال سألت وقلت فهو مما
سأله، والقراءة، أخبرني نافع ثم قال يحيى: هو أثبت من مالك في نافع.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد - إجازة قال: حدثني ابن خلاد قال سمعت يحيى
- هو ابن سعيد - يقول: كان [عند] عبد الملك بن أبي سليمان أحاديث فيها
شئ يقطع فيوصله ويوصل فيقطعه، وقدم ابن جريج في حديث عطاء.
أخبرنا طلحة بن علي الكتاني، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد
جعفر بن المهلب، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل. قال: قال أبي: كان عبد الملك بن
أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في أشياء. قال وابن جريج أثبت
عندنا منه. قال أبي: عمرو بن دينار، وابن جريج أثبت الناس في عطاء.
أخبرنا البرقاني، حدثنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا الميموني. قال: ما رأينا أحدا أثبت في عطاء من عمرو،
وابن جريج.
405

أخبرنا علي بن محمد المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله
ابن أحمد - إجازة - قال: سمعت أبي يقول أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو
ابن دينار. قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شئ من قول عطاء وكان القول
ما قال ابن جريج.
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول
سمعت عثمان بن سعيد يقول قلت ليحيى بن معين: فابن جريج؟ قال: ليس بشئ في
الزهري.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي. قال: وابن جريج مكي ثقة.
أخبرنا علي بن أحمد البزاز، حدثنا محمد بن أحمد بن المحسن الصواف، حدثنا
بشر بن موسى. قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: مات ابن جريج سنة تسع
وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثني أبو عبد الله قال
سمعت يحيى بن سعيد. قال: مات ابن جريج سنة خمسين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت مكي بن إبراهيم قال:
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، حدثنا أحمد بن علي البار، حدثنا مسلم بن
عبد الرحمن البلخي قال سمعت مكي بن إبراهيم يقول: مات ابن جريج في سنة
خمسين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن
محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي. وأخبرنا محمد بن
الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق، حدثنا عمر
ابن أحمد، حدثنا خليفة بن خياط. قال: وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
يكنى أبا الوليد، مولى لآل أسيد بن أبي العيص بن أمية، مات سنة خمسين
ومائة.
406

أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري - بالدينور - أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن
راشد، حدثنا أحمد بن يحيى بن الجارود. قال: قال علي بن المديني: ومات ابن
جريج سنة إحدى وخمسين ومائة.
5574 - عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام،
الأسدي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعد في سادات قريش، وذوي الفضل منهم،
وقدم بغداد في أيام المهدي.
فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
أخبرنا الزبير بن بكار قال: وعبد الملك بن يحيى كان من أهل الفضل والمروءة، وكان
أمير المؤمنين المهدي قد كتب إلى والي المدينة يأمره أن يشخص إليه رجلا يرضاه أهل
البلد، يقوم بحوائج أهل المدينة عنده، فأجمع أهل المدينة على عبد الملك بن يحيى
وسألوه أن يخرج فخرج في ذلك، ورفع حوائجهم وأقام بالعراق يطالب بها، وكان
رجلا موسرا. وباع من أبي عبيد الله عينا له يقال لها ملح سبابة بعشرة آلاف دينار،
ثم جاءه كتاب أنه ولد له غلام ولم يكن له من قبل ذلك، فاستقال أبا عبيد الله
فأقاله، وانصرف إلى المدينة.
وقال محمد بن عبد الملك الأسدي:
أمدح كريم بني العوام إن له * مناقبا لم ينلها قبله بشر
حاشى النبي وقوم قد مضوا معه * هم الذين إليه دراه هجروا
أعني ابن يحيى بن عباد فإن له * سوابق المجد قد قرت بها مضر
عبد المليك الذي عمت صنائعه * كما يعم البلاد المحلة المطر
قد أحكمته النهي في حسن تجربة * فهو النصير بما يأتي وما يذر
إني وجدت بني يحيى إذا جهدوا * هم البحور بحور المجد والغرر
قال: وقال أيضا يمدحه:
إن الكرام جروا حتى إذا اختلفوا * وجاش كل كريم الجري سباق
وأبصر الناس من يغري ذوي مهل * صاف وعز وأحلام وأعراق
لاح ابن يحيى إمام السابقين كما * لاح الصباح بفجر قبل إشراق
عبد المليك الذي فاضت صنائعه * على القبائل من عرب وإطلاق
407

قال الزبير: وتوفي عبد الملك بن يحيى وهو ابن ثلاث وستين سنة.
5575 - عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أبو
طاهر الأنصاري المدني:
قدم بغداد وحدث بها عن عمه عبد الله بن أبي بكر. روى عنه سريج بن النعمان
الجوهري، وكان ثقة. وولاه هارون الرشيد القضاء بالجانب الشرقي من بغداد بعد
الحسين بن الحسن العوفي، فمكث بعد أن وليه أياما ثم مات.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الملك بن محمد بن أبي بكر
ابن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبيد بن عوف بن مالك
ابن النجار. كان قدم بغداد فأقام بها، واستقضاه هارون الرشيد أمير المؤمنين على
عسكر المهدي، مات وصلى عليه هارون ودفنه في مقبرة العباسة بنت المهدي، وكان
قليل الحديث ويكنى أبا طاهر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد الملك بن
محمد بن أبي بكر بن حزم الأنصاري، ويكنى أبا الطاهر مات ببغداد سنة ست
وسبعين ومائة، وكان قاضيا بها لهارون، وصلى عليه هارون ودفن في مقبرة العباسة.
أخبرنا أبو سعد بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.
ثم أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق
الدقاق، حدثنا عمر بن أحمد، حدثنا خليفة بن خياط قال: وعبد الملك بن محمد بن
أبي بكر بن عمرو بن حزم يكنى أبا الطاهر، مات سنة ست وسبعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو الطاهر
عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن حزم الأنصاري سنة ست وسبعين ومائة ببغداد،
ودفن في مقبرة العباسة.
408

قرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج، حدثنا الجوهري - يعني حاتم بن الليث - حدثنا سريج بن النعمان
قال: عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني الأنصاري
من بني النجار، قدم علينا فأقام بها، وكتبنا عنه المغازي عن عمه عبد الله بن أبي بكر،
وكان هارون ولاه القضاء ببغداد عسكر المهدي، وكان عبد الملك يكنى أبا طاهر،
ومات عبد الملك ببغداد في زمن هارون في سنة سبع وسبعين ومائة. قال سريج:
وحضرت جنازته.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوهري - في كتابه إلينا من
شيراز - حدثنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال:
حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان وسبعين ومائة فيها مات عبد الملك بن أبي
بكر ببغداد.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: استقضى الرشيد
عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أياما ومات، فصلى عليه هارون
الرشيد ودفن في مقابر العباسة بنت المهدي، وذلك في سنة ثمان وسبعين ومائة، وكان
جليلا من أهل بيت العلم والسير والحديث.
5576 - عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، أبو سعيد الأصمعي:
صاحب اللغة، والنحو، والغريب، والأخبار، والملح. سمع عبد الله بن عون،
وشعبة بن الحجاج والحمادين، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، ومسعر بن كدام،
وسليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد. روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله،
409

وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وأحمد بن
محمد اليزيدي، ونصر بن علي الجهضمي، ورجاء بن الجارود، ومحمد بن عبد الملك
ابن زنجويه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وبشر بن
موسى الأسدي، وأبو العباس الكديمي، في آخرين. وكان من أهل البصرة وقدم بغداد
في أيام هارون الرشيد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن سيف
الكاتب، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري، حدثنا أبو حاتم
السجستاني قال: الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن
مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن
معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبيد الله
ابن سعيد العسكري، أخبرنا أبو بكر بن دريد، حدثنا الرياشي عن الأصمعي.
قال أبو أحمد: وأخبرنا الهزاني، عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال لي شعبة:
لو أتفرغ لجئتك قال الأصمعي: وحدث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوي المسواك،
فقال له رجل حضره: إنما هو فذوي، فنظر إلي شعبة، فقلت له: القول ما قلت فزجر
القائل، هذا لفظ أبي بكر. وقال أبو روق فقال لمخالفه: امش من هاهنا، قال: وهي
كلمة من كلام الفتيان. وكان شعبة صاحب شعر قبل الحديث، وكان يحسن.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر بن
محمد بن هارون التميمي - بالكوفة - حدثنا أبو الحسين عبد الرحمن بن حامد
البلخي - المعروف بابن أبي حفص قال: سمعت محمد بن سعد يقول: سمعت عمر
ابن شبة يقول: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي، حدثنا أبو بكر بن
الأنباري، حدثنا محمد بن أحمد المقدمي، حدثنا أبو محمد التميمي، حدثنا محمد
ابن عبد الرحمن - مولى الأنصار - حدثنا الأصمعي قال: بعث إلى محمد الأمين وهو
ولي عهد، فصرت إليه. فقال: إن الفضل بن الربيع كتب عن أمير المؤمنين يأمر
بحملك إليه على ثلاث دواب من دواب البريد، وبين يدي محمد السندي بن
شاهك. فقال له خذه فاحمله وجهزه إلى أمير المؤمنين، فوكل به السندي خليفته
410

عبد الجبار، فجهزني وحملني، فلما دخلت الرقة أوصلت إلى الفضل بن الربيع، فقال
لي: لا تلقين أحدا ولا تكلمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين، وأنزلني منزلا أقمت فيه
يومين - أو ثلاثة - ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير
المؤمنين، فجئته فأدخلني على الرشيد وهو جالس منفردا فسلمت، فاستدناني وأمرني
بالجلوس فجلست. وقال لي: يا عبد الملك وجهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إلي،
وقد أخذتا طرفا من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما وتشير علي فيهما بما هو
الصواب عندك، ثم قال: ليمض إلى عاتكة فيقال لها أحضري الجاريتين، فحضرت
جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لأجلهما: ما اسمك؟ قالت فلانة، قلت: ما
عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله به في كتابه، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار،
والآداب، والأخبار، فسألتها عن حروف من القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من
كتاب، وسألتها عن النحو والعروض والأخبار فما قصرت، فقلت: بارك الله فيك،
فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشعر فأنشدينا
شيئا، فاندفعت في هذا الشعر:
باغياث البلاد في كل محل * ما يريد العباد إلا رضاك
لا - ومن شرف الإمام وأعلى - * ما أطاع الإله عبد عصاك
ومرت في الشعر إلى آخره. فقلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت امرأة في مسك رجل
مثلها، وقالت الأخرى فوجدتها دونها، فقلت ما تبلغ هذه من منزلتها إلا أنها إن ووظب
عليها لحقت، فقال: يا عباسي، فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: ليردا إلى
عاتكة، ويقال لها تصنع هذه التي وصفتها بالكمال لتحمل إلي الليلة. ثم قال لي: يا
عبد الملك أنا ضجر. وقد جلست أحب أن أسمع حديثا أتفرج به، فحدثني بشئ
فقلت: لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟ قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب
الناس وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين صاحب لنا في بدو بني فلان كنت
أغشاه وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست وتسعون سنة أصح الناس ذهنا، وأجودهم
أكلا، وأقواهم بدنا، فغبرت عنه زمانا ثم قصدته فوجدته ناحل البدن، كاسف البال،
متغير الحال، فقلت له: ما شأنك؟ أأصابتك مصيبة؟ قال: لا، قلت: أفمرض عراك؟
قال: لا، قلت: فما سبب هذا التغيير الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في
حي بني فلان فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى
411

قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقع عليه وتنشد هذا
الشعر:
محاسنها سهام للمنايا * مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب المنون لهن سهما * تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتقي * كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبيني عودا أجوفا تحت شنة * تمتع فيها بين نحرك والذقن
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل فرمت به في وجهي، وبادرت إلى الخباء
فدخلت فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي لا تخرج إلى ولا ترجع
إلى جوابا، فقلت أنا معها والله كما قال الشاعر:
فوالله يا سلمى لطال إقامتي * على غير شئ يا سليمى أراقبه
ثم انصرفت سخين العين، قريح القلب، فهذا الذي ترى بي من التغير من عشقي
لها. فضحك الرشيد حتى استلقى. وقال: ويحك يا عبد الملك ابن ست وتسعين سنة
يعشق؟ قلت: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، فقال: يا عباسي، فقال الفضل بن الربيع
لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: أعط عبد الملك مائة ألف درهم ورده إلى مدينة السلام.
فانصرفت فإذا خادم يحمل شيئا، ومعه جارية تحمل شيئا، فقال: أنا رسول بنتك
- يعني الجارية التي وصفتها - وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السلام وتقول: إن أمير
المؤمنين أمر لي بمال وثياب هذا نصيبك منها فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن
نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع الكثير حتى كانت فتنة
محمد، فانقطعت أخبارها عني. وأمر لي الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف
درهم.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال:
قال الأصمعي: دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوما فقال لي: يا أصمعي هل
لك من زوجة؟ قلت: لا، قال فجارية؟ قلت جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك
جارية نظيفة، قلت إني لمحتاج إلى ذلك، فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه، فخرجت
جارية في غاية الحسن والجمال، والهيئة والظرف والمقال، فقال لها: قد وهبتك لهذا،
412

وقال: يا أصمعي خذها، فشكرته وبكت الجارية، وقالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا
الشيخ مع ما أرى من سماجته، وقبح منظره. وجزعت جزعا شديدا. فقال: يا
أصمعي هل لك أن أعوضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك، فأمر لي بألف
دينار، ودخلت الجارية، فقال لي يا أصمعي إني أنكرت من هذه الجارية أمرا، فأردت
عقوبتها بك، ثم رحمتها منك، قلت: أيها الأمير فهلا أعلمتني قبل ذلك، فإني لم
آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفت الخبر لصرت على هيئة
خلقتي، فوالله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تنكره منها أبدا ما بقيت.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني،
أخبرنا محمد بن العباس قال: سمعت محمد بن يزيد النحوي يقول: كان أبو زيد
الأنصاري صاحب لغة، وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو
عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي، بالأنساب، والأيام، والأخبار، وكان الأصمعي
بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو.
قلت: وقد جمع الفضل بن الربيع بن الأصمعي وأبي عبيدة في مجلسه.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو العيناء، أخبرني الدعلجي - غلام أبي
نواس - قال: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد فقال: أما
أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما
الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر
التميمي، حدثنا أبو القاسم السكوني، حدثنا أحمد بن أبي موسى، حدثنا أبو العيناء
قال: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع فقال: يا أصمعي
كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت جلد، قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال: خمسون
جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين، قال: ثم أمر بإحضار فرس فقال: لأبي عبيدة اقرأ
كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع، فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطار،
إنما ذا شئ أخذته وسمعته من العرب وألفته. فقال لي: يا أصمعي قم فضع يدك على
موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت
بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشئ شئ فأقول:
413

هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، قال: فأمر لي بالفرس، فكنت إذا
أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني
أبو العباس أحمد بن يحيى عن أحمد بن عمر بن بكير النحوي قال: لما قدم الحسن
ابن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب، فيخرجون بحضرتي في
ذلك، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثني، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي،
وحضرت معهم فابتدأ الحسن، فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم
ووقع عليها، فكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا فقال: قد
فعلنا خيرا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن فيما
نحتاج إليه، فأفضنا في ذكر الحفاظ فذكرنا الزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة
فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى، وإنما نعتمد في قولنا على حكاية عن
قوم مضوا ونترك ما نحضره، هاهنا من يقول أنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود
فيه، ولا دخل قلبه شئ فخرج عنه، فالتفت الأصمعي فقال: إنما يريدني بهذا القول
أيها الأمير، والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه، قد نظر الأمير فيما نظر
فيه من الرقاع وأنا أعيد ما فيها، وما وقع به الأمير على رقعة رقعة على توالي الرقاع،
قال: فأمر فأحضر الخازن وأحضرت الرقاع، وإذا الخازن قد شكها على توالي نظر
الحسن فيها. فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له
بكذا، والرقعة الثانية والثالثة حتى مر في نيف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي
فقال: يا أيها الرجل اتق على نفسك من العين، فكف الأصمعي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن سيف،
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثنا العباس بن الفرج - يعني الرياشي - قال:
سمعت الأخفش يقول: ما رأيت أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، فقلت له
فأيهما كان أعلم؟ فقال: الأصمعي، لأنه كان معه نحو.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا العباس بن أحمد بن الفضل الهاشمي، حدثنا
إبراهيم بن علي بن عبد الله. وأخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب
البصري، حدثنا محمد بن العلاء الأزدي، حدثنا أبو جزء محمد بن حمدان القشيري
414

قالا: حدثنا أبو العيناء، حدثني كيسان قال: قال لي خلف الأحمر: ويلك الزم
الأصمعي ودع أبا عبيدة، فإنه أفرس الرجلين بالشعر.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال:
سمعت إسحاق الموصلي يقول: لم أر كالأصمعي يدعى شيئا من العلم، فيكون أحد
أعلم به منه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله الثابتي، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى
القرشي، أخبرنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي، حدثنا حماد بن
إسحاق الموصلي عن أبيه إسحاق قال: سأل الرشيد عن بيت الراعي:
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما * ودعا فلم أر مثله مخذولا
ما معنى محرما؟ فقال الكسائي: أحرم بالحج، فقال الأصمعي: والله ما كان أحرم
بالحج، ولا أراد الشاعر أنه أيضا في شهر حرام، فيقال: أحرم إذا دخل فيه كما يقال
أشهر إذا دخل في الشهر، وأعام إذا دخل في العام، فقال الكسائي: ما هو غير هذا؟
وفيم أراد؟ فقال الأصمعي: ما أراد عدي بن زيد بقوله:
قتلوا كسرى بليل محرما * فتولى لم يمتع بكفن
أي إحرام لكسرى؟! فقال الرشيد: فما المعنى؟ قال: كل من لم يأت شيئا يوجب
عليه عقوبة فهو محرم لا يحل شئ منه. فقال الرشيد: ما تطاق في الشعر يا أصمعي. ثم
قال: لا تعرضوا للأصمعي في الشعر.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - وأبو نصر علي بن
الحسين بن أحمد الوراق - بصيدا - قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني
قال: سمعت أحمد بن عبد الله أبا بكر الشيباني يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن
محمد المصري يقول: سمعت أبا الحسن منصورا - يعني ابن إسماعيل الفقيه - يقول:
سمعت الربيع بن سليم يقول: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحد عن العرب
بأحسن من عبارة الأصمعي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، أخبرنا أبو
بكر بن الخياط، حدثنا المبرد، حدثنا الرياشي قال: سمعت عمرو بن مرزوق يقول:
415

رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران. فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه
في الظاهر - يعني الأصمعي -.
أنبأنا الحسين بن محمد الرافقي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني أبو
العباس أحمد بن يحيى قال: قدم الأصمعي بغداد وأقام بها مدة، ثم خرج عنها يوم
خرج وهو أعلم منه حيث قدم بأضعاف مضاعفة.
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو بكر محمد
ابن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا العباس بن الفرج
قال: ركب الأصمعي حمارا دميما فقيل له أبعد براذين الخلفاء تركب هذا؟! فقال
متمثلا:
ولما أبت إلا طرافا بودها * وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدر * وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا - وأملك ديني ونفسي -، أحب إلى من ذلك مع ذهابهما.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حدثنا
نصر بن علي قال: سمعت الأصمعي يقول لعفان - وجعل يعرض عليه شيئا من
الحديث - فقال: اتق الله يا عفان ولا تغير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولي. قال نصر:
وكان الأصمعي يتقى أن يفسر حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يتقى أن يفسر القرآن.
وقال الكرجي: سمعت ابن خراش يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول:
أهديت إلى الأصمعي قدحا من هذه السجزية، فجعل ينظر إليه ويقول ما أحسنه
فقلت له: إنهم يزعمون أنه فيه عرقا من الفضة، فرده على وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى أن يشرب في آنية الفضة.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا
الصولي، حدثنا أبو العيناء قال: قال الجاحظ: كان الأصمعي مانيا. فقال له العباس بن
رستم: لا والله ولكن نذكر حين جلست إليه تسأله، فجعل يأخذ نعله بيده وهي
مخصوفة بحديد، ويقول نعم: قناع القدري نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك
فقمت.
416

أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز - على شك داخلني فيه - أخبرنا
أبو مزاحم موسى بن عبيد الله قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أهل البصرة
أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة، أبو عمرو بن
العلاء، والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب، والأصمعي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني قال: سمعت أبا أمية يقول: سمعت أحمد بن حنبل يثني على
الأصمعي في السنة. قال: وسمعت علي بن المديني يثني عليه.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، أخبرنا أبي، حدثنا أبو عمرو عثمان بن
محمد بن أحمد بن هارون السمرقندي - بتنيس - حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم
ابن مسلم الطرسوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان على
الأصمعي في السنة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثني إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم، حدثنا أبو الحديد عبد الوهاب بن سعد، أخبرنا علي بن الحسين بن خلف،
حدثنا علي بن محمد بن حيون الأنصاري، حدثنا محمد بن أبي ذكير الأسواني قال:
سمعت الشافعي يقول: ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة قالا:
حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الأصمعي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن الأصمعي فقال: صدوق.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: مات الأصمعي سنة ست عشرة ومائتين.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن محمد
ابن عثمان السواق قالوا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن يونس
القرشي قال: سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات الأصمعي.
417

أخبرني أحمد بن محمد بن يعقوب الكاتب، حدثني محمد بن عبيد الله بن
الفضل، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا أبو العيناء قال: كنا في جنازة الأصمعي
سنة خمس عشرة ومائتين، فحدثني أبو قلابة الجرمي الشاعر، وأنشدني لنفسه:
لعن الله أعظما حملوها * نحو دار البلى على خشبات
أعظما تبغض النبي وأهل * البيت والطيبين والطيبات
وجذبني من الجانب الآخر أبو العالية الشامي فأنشدني:
لا در در نبات الأرض إذ فجعت * بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا
عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى * في الناس منه ولا من علمه خلفا
قال: فعجبت من اختلافهما فيه.
حدثني الأزهري - لفظا - حدثنا محمد بن العباس. وأخبرنا أبو طالب عمر بن
إبراهيم الفقيه - قراءة - أخبرنا محمد بن العباس قالا: حدثنا محمد بن خلف بن
المرزبان، حدثني أحمد بن أبي طاهر، حدثني محمد بن أبي العتاهية قال: لما بلغ أبي
موت الأصمعي جزع عليه ورثاه فقال:
لهفي لفقد الأصمعي لقد مضى * حميدا له في كل صالحة سهم
تقضت بشاشات المجالس بعده * وودعنا إذ ودع الأنس والعلم
وقد كان نجم العلم فينا حياته * فلما انقضت أيامه أفل النجم
قلت: وبلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيا وثمانين سنة، وكانت وفاته بالبصرة.
5577 - عبد الملك بن زيد، أبو بشر البزاز المدائني:
حدث عن سفيان الثوري. روى عنه هيذام بن قتيبة المروزي.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن عثمان بن محمد الصفار،
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، حدثنا هيذام بن قتيبة، حدثنا عبد
الملك بن يزيد - أبو بشر البزاز بالمدائن - حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن العلاء بن
الحارث عن مكحول عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أهل المعروف في
الدنيا، أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا، أهل المنكر في الآخرة ".
418

5578 - عبد الملك بن عبد العزيز، أبو نصر التمار:
سمع مالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز، والحمادين، وعبيد الله بن عمرو
الرقي، وكوثر بن حكيم. روى عنه أحمد بن منيع، وأبو قدامة السرخسي، وأبو
حفص عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن إسحاق
الصاغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأحمد
ابن أبي خيثمة، والحسن بن علي المعمري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي،
وعبد الله بن محمد البغوي وكان من أهل نسا، فسكن بغداد إلى حين وفاته، وكان
عابدا زاهدا يعد في الأبدال.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي،
وأحمد بن عيسى بن الهيثم التمار قالا: حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري،
حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز - أبو نصر - وهدبة بن خالد قالا: حدثنا حماد بن
سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
قال حين يصبح - مائة مرة - سبحان الله وبحمده، وحين يمسي سبحان الله وبحمده
مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر ".
قلت: وكان أبو نصر ممن امتحن في أمر القرآن فأجاب.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة - وهو الرازي - يقول:
كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا يحيى بن معين، ولا
أحد ممن امتحن فأجاب.
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
419

الشافعي، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل - يعني أبا داود سليمان
ابن الأشعث - عن أبي نصر التمار فقال: ثقة.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، حدثنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو نصر عبد الملك بن
عبد العزيز التمار ثقة خراساني نزل بغداد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني قال: سمعت الميموني يقول: صح عندي أنه لم يحضر أبا نصر
التمار حين مات - يعني أحمد بن حنبل - فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب
البندار، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر.
وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي،
حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو القاسم
ابن منيع قالوا: ومات أبو نصر التمار في سنة ثمان وعشرين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: ومات أبو نصر التمار ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من سنة ثمان وعشرين،
وكان لا يخضب، وكان قد جاوز التسعين سنة، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو نصر التمار من أبناء أهل خراسان
من أهل نسا، ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر، ونزل بغداد في
ربض أبي العباس الطوسي في درب النسائية، وتجر بها في التمر وغيره، وكان ثقة
فاضلا خيرا ورعا، وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من المحرم سنة ثمان وعشرين
ومائتين، ودفن بباب حرب وهو يومئذ ابن إحدى وتسعين سنة وكان بصره قد
ذهب.
أخبرنا ابن رزق وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل قالا: أخبرنا عثمان بن أحمد
الدقاق، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي، حدثنا إبراهيم بن سهل
420

وأحمد بن محمد بن بلال عن أبي جعفر السقا قال: رأيت بشر بن الحارث في النوم
فقلت له: يا أبا نصر كيف الحال؟ قال: وقفني فرحم شيبتي - وجعل يده تحت ذقنه -
وقال لي: يا بشر لو سجدت لي في الدنيا على الجمر ما أديت شكر ما حشيت قلوب
عبادي عليك، وأباحني نصف الجنة، ووعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي، قلت: فما
فعل أبو نصر التمار؟ قال: ذاك فوق الناس، قلت: وبماذا؟ قال: بصبره على بنياته
والفقر.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن
الجراحي، حدثنا أحمد بن محمد بن الجراح قال: سمعت محمد بن محمد بن أبي
الورد يقول: قال لي مؤذن بشر بن الحارث: رأيت بشر بن الحارث في المنام، فقلت:
ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: فما فعل بأحمد بن حنبل؟ فقال: غفر له،
فقلت: فما فعل بأبي نصر التمار فقال: هيهات ذاك في عليين، فقلت: بماذا نال ما لم
تنالاه؟ فقال: بفقره، وصبره على بنياته.
5579 - عبد الملك بن عبد ربه، أبو إسحاق - وقيل: أبو علي - الطائي:
كان يسكن بغداد في جوار إسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عن موسى بن
عمير، ومعاوية بن عمار الدهني، وسعيد بن سماك بن حرب، وعبثر بن القاسم،
وهشيم بن بشير، وخلف بن خليفة، وأبي المحيا التيمي، ومنصور بن حمزة
الأنصاري. روى عنه ابنه علي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن القاسم البرتي،
ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد،
وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي،
وغيرهم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري، أخبرنا علي بن
عبد الرحمن البكائي - بالكوفة - أخبرنا الحسن بن الطيب الشجاعي، حدثنا عبد
الملك بن عبد ربه البغدادي قال: حدثنا موسى بن عمير عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله تعالى: (إنا لنراك فينا ضعيفا) [هود 91] قال: مكفوف البصر. وفي قوله:
(إنما أنت من المسحرين) [الشعراء 153] من المخلوقين.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا عمر بن محمد الزيات، حدثنا أحمد بن
الحسين الصوفي الصغير، حدثنا أبو علي عبد الملك بن عبد ربه الطائي، حدثنا سعيد
421

ابن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الماء لا
ينجسه شئ ".
5580 - عبد الملك بن عمير، النصيبي:
روى عن عبد الله بن عقبة الضبي، ومحمد بن سلمة الحراني. ذكر ذلك عبد
الرحمن بن أبي حاتم الرازي وقال: سمع أبي منه ببغداد.
5581 - عبد الملك بن هوذة بن خليفة، البكراوي:
حدث عن عمه عمرو بن خليفة وزيد بن الحباب. روى عنه علي بن الحسن بن
سليمان القافلائي القطيعي، وأبو روق الهزاني.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن النجاد - بالبصرة - حدثنا أبو رزق الهزاني،
حدثنا عبد الملك بن هوذة البكراوي، حدثنا زيد بن الحباب - أبو الحسين - حدثنا
علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن
سعيد بن زرارة - كذا قال النجاد - قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " انصرني على من
بغى علي، وأرني ثأري فيمن ظلمني، وعافني في جسدي، ومتعني بسمعي وبصري،
واجعلهما الوارث مني ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمد بن لؤلؤ، أخبرنا أبو الحسن القافلائي،
حدثنا عبد الملك بن هوذة، حدثنا عمرو بن خليفة البكراوي عن ابن عون عن محمد
ابن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده
لهو أشد تفصيا من الإبل النوازع إلى أوطانها ".
5582 - عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن، يلقب حبتر:
وهو بلخي الأصل سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وأبا بدر شجاع بن
الوليد، وحسين بن علي الجعفي، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه الحسين
422

والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد العطار، وأحمد بن محمد بن
إسماعيل السوطي، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد الدوري، حدثنا عبد الملك بن محمد البلخي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر
عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يأكل في معي
واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".
أخبرنا الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: فأما حبتر فهو شيخ بغدادي
اسمه عبد الملك بن محمد البلخي، ولقبه حبتر حدثنا عنه ابنا المحاملي، وأبو عبد الله
ابن مخلد، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عبد الملك بن عبد الرحمن
البلخي لقبه حبتر لا بأس به.
5583 - عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يرغان، يعرف بطرخان:
حدث عن عبد الرزاق بن همام. روى عنه القاضي المحاملي.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي القاضي أبي عبد
الله الحسين بن إسماعيل - بخط يده - حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن
يرغان - يعرف بطرخان - أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن عوف العبدي عن
حيان عن قطن بن قبيصة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " العيافة والطرق والطيرة من
الجبت ".
5584 - عبد الملك بن محمد بن عبد الله، أبو قلابة الرقاشي:
كان يكنى أبا محمد فكني بأبي قلابة، وغلبت عليه، سمع أباه، ويزيد بن
423

هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وأبا داود الطيالسي، وعبد الصمد بن
عبد الوارث، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عامر العقدي، وأشهل
ابن حاتم، وحجاج بن منهال، والقعنبي، ومعلى بن أسد، وأبا نعيم الفضل بن دكين،
وأبا الوليد الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وأبا زيد الهروي، ووهب بن جرير، وأبا
عاصم النبيل، وسعيد بن عامر، ومالك بن إسماعيل النهدي، في آخرين من أمثالهم.
روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي
المحاملي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وإسماعيل بن
محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان
النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان بن الأدمي،
وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وحبشون بن موسى الخلال، وأبو بكر الشافعي،
وغيرهم.
وكان من أهل البصرة فانتقل عنها وسكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته،
وكان مذكورا بالصلاح والخير، وكان سمج الوجه.
وقال الدارقطني: هو صدوق، كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، وكان يحدث من
حفظه، فكثرت الأوهام منه.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو عاصم.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر - واللفظ له - أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
البغوي، حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن أيوب وخالد عن
أبي قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا، وإذا
تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثا " قال الأصم: ثم لقيت أبا قلابة فحدثنا به.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار قال: سمعت أبا قلابة
الرقاشي - عبد الملك بن محمد بالعسكر سنة ستين ومائتين - يقول: ولدت سنة
تسعين ومائة.
424

أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك القطان، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة يقول: سمعت أبا قلابة
يقول: كانت كنيتي أبا محمد. فغلب علي أبو قلابة.
وقال أبو بكر: سمعت الكديمي يقول: سمعت رستم المخنث يقول: أعياني وجه
أبي قلابة أن أخرجه في الحكاية.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي - بخطه - حدثنا القاضي أبو
بكر بن كامل قال: حكى أن أم أبي قلابة قالت لما حملت بأبي قلابة أريت كأني
ولدت هدهدا، فقيل لها إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكثر الصلاة.
قال ابن كامل: أخبرني ذلك أبو حازم القاضي وحكى أنه كان يصلي في اليوم
والليل أربعمائة ركعة، ويقال إن أبا قلابة حدث من حفظه ستين ألف حديث.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت أبا جعفر
محمد بن جرير الطبري يقول: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة. قال ابن كامل: وقيل
مولده كان في سنة تسعين ومائة.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور يقول: حدثنا محمد
ابن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو قلابة - بالبصرة، قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد -.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - وأخبرنا
محمد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي قالا: حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث وذكر أبا
قلابة فقال: رجل صدوق، أمين مأمون، كتبت عنه بالبصرة - يعني عبد الملك بن
محمد -.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: مات أبو قلابة
في شوال يوم السبت، ودفن يوم الأحد بباب خراسان، بجنب القبلة سنة ست
وسبعين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
سمعت أحمد بن محمود بن صبيح قال: مات أبو قلابة الرقاشي سنة ست وسبعين
ومائتين.
425

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: مات أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري
يوم السبت بالعشى - ودفن يوم الأحد لتسع بقين من شوال سنة ست وسبعين، وصلى
عليه في المصلى العتيق، ودفن خارج باب السلامة.
5585 - عبد الملك بن أحمد بن نصر بن سعيد بن عيسى بن عبد الرحمن،
أبو الحسين الخياط - ويقال: الدقاق:
سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن الوليد البسري، وحميد بن الربيع،
ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وزهير بن محمد بن قمير، وأبا هشام الرفاعي،
وسلم بن جنادة، ومحمود بن خداش، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان
المصريين. روى عنه إسماعيل الخطبي، وأبو القاسم بن النخاس، وأبو حفص بن
شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وكان ثقة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال: حدثني إسماعيل بن علي الخطبي قال:
حدثنا عبد الملك بن أحمد، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني
عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
عن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - وصلى على جنازة - يقول:
" اللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه وعافه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء
وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا
من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب
النار ".
قال عوف: فتمنيت أني لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا يوسف القواس، حدثنا أبو الحسين عبد
الملك بن أحمد بن نصر الدقاق. وكان من الثقات، ومات في سنة ثمان عشرة
وثلاثمائة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. أن عبد الملك
الدقاق مات في رجب سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
426

5586 - عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم الفقيه الجرجاني المعروف
بالأستراباذي:
سمع عمار بن رجاء، وإسحاق بن إبراهيم الطلقي، ومحمد بن عيسى الدامغاني،
وعفان بن يسار، وعمر بن شبة البصري، والحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن
منصور الرمادي، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر، وأبا يحيى محمد بن سعيد
القطان، وعلي بن حرب الطائي، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، ومحمد بن
عوف الحمصي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع بن سليمان المصريين،
وأبا يحيى بن أبي ميسرة المكي.
وكان أحد أئمة المسلمين، ومن الحفاظ لشرائع الدين، مع صدق وتورع، وضبط
وتيقظ، سافر الكثير، وكتب بالعراق، والحجاز، والشام، ومصر، وورد بغداد قديما،
وحدث بها فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عثمان بن
ثابت الصيدلاني.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني،
حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي.
وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار التاجر - بأصبهان - أخبرنا
سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا عبد الملك بن محمد - أبو نعيم الجرجاني ببغداد
سنة ثمان وثمانين ومائتين - حدثنا عمار بن رجاء الجرجاني، حدثنا أحمد بن أبي
طيبة عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمتي لن تخزى ما أقاموا صيام رمضان " قيل: يا رسول الله وما
خزيهم في إضاعة شهر رمضان؟ قال: " انتهاك المحارم فيه، من زنى فيه، أو شرب فيه
خمرا، لعنه الله ومن في السماوات إلى مثله من الحول. فان مات فيه قبل أن يدرك
رمضان آخر فليست له عند الله حسنة يتقى بها النار، فاتقوا شهر رمضان، فإن
الحسنات تضاعف فيه ما لا تضاعف فيما سواه، وكذلك السيئات ".
قال سليمان: لم يروه عن الأعمش إلا أبو طيبة، ولا عنه إلا ابنه، ولا يروى عن أم
هانئ بهذا الإسناد. تفرد به عمار بن رجاء.
427

أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان
بعد أبي بكر محمد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة - مثله أو أفضل منه كان يحفظ
الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.
قلت: ومات في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
5587 - عبد الملك بن يحيى بن الحسن بن محمد بن أبان، أبو الحسين
العطار الزعفراني، يعرف بابن أبي زكار:
حدث عن علي بن داود القنطري، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي،
وإبراهيم بن الوليد الجشاش. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن علي بن
الفضل بن نجاح، وأبو القاسم بن الثلاج. وكان ثقة.
وذكر ابن الثلاج - فيما قرأت بخطه - أنه توفي في المحرم من سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة.
5588 - عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي حمزة، أبو العباس
الزيات:
سمع الحسن بن عرفة، وحفص بن عمرو الربالي، والقاسم بن محمد بن عباد
المهلبي، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، ومحمد بن علي بن الفضل بن نجاح، وأبو الفضل محمد
ابن الحسن بن المأمون، وأحمد بن محمد بن العباس الأخباري، وابن الثلاج، وكان
ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الملك بن الزيات - هكذا
في الكتاب - والصواب: أن عبد الملك الزيات مات في جمادى الأولى من سنة ثلاثين
وثلاثمائة. وكذا ذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه.
5589 - عبد الملك بن محمد بن علي، السراج:
حدث عن عبيد بن شريك البزاز، ويوسف بن يعقوب القاضي. روى عنه عبد
العزيز بن جعفر غلام الخلال الحنبلي:
428

5590 - عبد الملك بن الحسن بن يوسف بن الفضل، أبو عمرو المعدل
ويعرف بابن السقطي:
سمع أبا مسلم الكجي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ويوسف بن يعقوب القاضي،
ومحمد بن نصر الصائغ، وأحمد بن أبي عوف البزوري، ويحيى بن محمد بن
البختري، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن الصقر السكري، وزكريا بن يحيى الساجي،
وعبد الله بن محمد البغوي. حدثنا عنه محمد بن أسد الكاتب، وأبو علي بن شاذان،
وأبو نعيم الحافظ، وكان ثقة.
وشهد عند أبي عمر محمد بن يوسف القاضي في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة،
ولم يزل مقبول الشهادة إلى أن مات. وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أسد الكاتب والحسن بن أبي بكر قالا: أخبرنا عبد
الملك بن الحسن بن يوسف السقطي، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا إبراهيم
ابن المنذر، حدثنا عمر بن عثمان عن أبيه عن ابن شهاب قال: أخبرنا عروة بن الزبير
عن عائشة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في الصلاة ويقول: " اللهم
إني أعوذ بك من المأثم، وأعوذ بك من المغرم " فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ من
المغرم! فقال: " إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف ".
سألت أبا نعيم الحافظ عن عبد الملك بن الحسن فقال: ثقة انتخب عليه الدارقطني.
وسمعت أبا نعيم يقول: حدثنا عبد الملك بن الحسن السقطي المعدل - ببغداد -
وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال -: توفي عبد الملك بن الحسن السقطي المعدل في
يوم الأحد لعشرين خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ذكر غيره
أنه بلغ خمسا وثمانين سنة.
5591 - عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أبو القاسم بن
القرمسيني:
سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا ذر بن الباغندي، وعبد الله بن محمد بن
429

زياد النيسابوري، وأحمد بن عيسى بن علي الخواص، وإبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي، وأحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري، وأحمد بن أبي سهل الحلواني، وأبا
عبد الله بن أبي الرجال الصلحي، ونحوهم. حدثنا عنه علي بن الحسن التنوخي، وكان
ثقة يسكن باب الشعير.
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي قال: سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها مات
أبو القاسم بن القرميسيني.
حدثنا التنوخي قال: قال لنا عبد الملك بن إبراهيم القرميسيني: ولدت في صفر سنة
سبع وثلاثمائة ببغداد.
قال التنوخي: ومات في يوم الاثنين الثالث والعشرين من شوال سنة خمس وسبعين
وثلاثمائة.
5592 - عبد الملك بن أحمد بن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو
نعيم القاضي الأستراباذي:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن محمد بن الحسن بن شيرويه القنديلي، وأحمد
ابن الحسن بن ماجة القزويني، وأبي طارق محمد بن عمرو الطبري وغيرهم. حدثني
عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري، وقال لي الأزهري: سمعت
منه في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
5593 - عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء، أبو الفرج القطان
المقرئ:
من أهل النهروان. سمع أحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، وقرأ على
أبوي بكر النقاش، وابن مقسم، وعلي بن طاهر بن أبي هاشم وزيد بن أبي بلال.
وروى عنهم وعمن عاصرهم من المحدثين. وله مصنف في القراءات. قرأ عليه وروى
عنه أحمد بن رضوان الصيدلاني وغيره. وكان ثقة.
وذكر لي عبد السلام بن أحمد بن بكران المغازلي - بالنهروان - أنه مات في يوم
الأربعاء التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربع وأربعمائة.
430

5594 - عبد الملك بن أبي عثمان - واسم أبي عثمان محمد - بن إبراهيم
ويكنى عبد الملك، أبا سعد الواعظ:
من أهل نيسابور. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن يحيى بن منصور القاضي،
وحامد بن محمد الهروي. ومحمد بن الحسن بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن
مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني
النيسابوريين، ومحمد بن عبد الملك بن جبير النسوي، وبشر بن أحمد الإسفراييني،
وعلي بن بندار بن الحسن الصوفي، وأبي إسحاق المزكي، وأبي سهل الصعلوكي.
حدثنا عنه أبو محمد الخلال، والأزهري، والأزجي والتنوخي.
وقال لي التنوخي: قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ببغداد
حاجا في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وخرج إلى مكة وأقام بها مجاورا، وسمعت
منه بعد عوده في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
قلت: وكان ثقة صالحا، ورعا زاهدا، سألت أبا صالح أحمد بن عبد الملك
النيسابوري عن وفاة أبي سعد فقال: في سنة ست وأربعمائة.
5595 - عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن
مهران، أبو القاسم الأموي الحافظ:
وهو أخو أبي الحسين علي وكان الأصغر، سمع أحمد بن سلمان النجاد، وحمزة
ابن محمد الدهقان، وأبا سهل بن زياد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الله بن
محمد بن إسحاق الفاكهي، وعمر بن محمد الجمحي المكيين وأبا بكر الشافعي،
وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، ودعلج بن أحمد، ومحمد بن الحسين
الآجري.
كتبنا عنه وكان صدوقا ثبتا صالحا، وكان يشهد قديما عند الحكام ثم ترك الشهادة
رغبة عنها. وكان مولده في شوال من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. ومات في صبيحة
يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في
مقبرة المالكية إلى جنب أبي طالب المكي وهو كان أوصى بذلك، وصلينا عليه في
جامع الرصافة. وكان الجمع كثيرا جدا يتجاوز الحد ويفوت الإحصاء، وكان يسكن
درب الديوان من الجانب الشرقي بالقرب من جامع المهدي.
431

5596 - عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم، أبو القاسم صاحب أبي
بكر بن هشام:
سمع أبا طاهر المخلص، وأبا الفضل الشيباني. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل نهر
القلائين.
أخبرنا عبد الملك بن عبد القاهر، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن
العباس الذهبي - إملاء - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد،
أخبرنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن كسب الإماء.
سألته عن مولده فقال: ولدت بنصيبين في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. وأنا وأبي
وجدي من أهل نصيبين، ومات في شهر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
ودفن في مقبرة الشونيزي.
5597 - عبد الملك بن عمر بن خلف بن سليمان، أبو الفتح الرزاز:
حدث عن إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، وعبيد الله بن الحسين
ابن جعفر بن أبي موسى الموصلي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وعبيد الله بن سعيد
البروجردي وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، وأبي القاسم بن حبابة،
وأبي عبد الله بن بطة العكبري. كتبنا عنه وكان شيخا صالحا، إلا أنه لم يكن في
الحديث بذاك. رأيت له أصولا محككة وسماعاته فيها ملحقة.
وحدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: كان عندي كتاب أبي الحسن
الدارقطني الذي سماه كتاب " المدبج " وكان في بعض الأجزاء منه سماع أبي الفتح
الرزاز، فاستعار الكتاب مني ثم رده علي وقد سمع لنفسه في الأجزاء التي لم يكن
فيها سماعه.
بلغني أن مولد أبي الفتح الرزاز كان في سنة ستين وثلاثمائة. ومات في يوم الثلاثاء
الحادي عشر من صفر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب
حرب، وحضرت الصلاة على جنازته في جامع المنصور وكان يسكن بمشرعة الروايا
من باب الشعير.
432

5598 - عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان بن جعفر، أبو محمد
العطار:
سمع محمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي، وأبا الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن
المظفر، وعبد العزيز بن أبي صابر الدلال، وأبا بكر الأبهري. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني ابن سلمان العطار، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا عبد الله بن
ريدان، حدثنا محمد بن طريف، حدثنا أحمد بن بشير عن مسعر عن غالب القطان
عن رجل من بني تميم عن أبيه عن جده قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرئه
السلام فقال: " وعليك وعلى أبيك السلام ".
مات ابن سلمان في يوم السبت سابع ذي الحجة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
5599 - عبد الملك بن محمد بن يوسف، أبو منصور، المعروف بالشيخ الأجل:
سمع ابن يحيى البيع، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الحسن بن الصلت الأهوازي،
وجماعة ممن بعدهم. وروى شيئا يسيرا، سمعه منه ابناه، وكان أوحد وقته في فعل
الخير، وافتقاد المستورين بالبر، ودوام الصدقة، والأفضال على أهل العلم، والقيام
بأمورهم والتحمل بمؤنهم، والاهتمام بما عاد من مصالحهم، والنصرة لأهل السنة،
والقمع لأهل البدع، وقيل إن مولده في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، ومات في يوم
الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء التاسع عشر من المحرم سنة ستين وأربعمائة، بمقبرة باب
حرب إلى جنب جده لأمه أبي الحسين ابن السوسنجردي.
ذكر من اسمه عبد العزيز
5600 - عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العدوي
المديني:
سمع محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم. روى عنه عبد العزيز بن الماجشون،
وابن أبي ذئب، وابن المبارك.
433

أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأحمد بن
عبد الله الدوري قالا: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار،
حدثني مصعب بن عثمان ومحمد بن الضحاك الحزامي ومحمد بن الحسن المخزومي
وغيرهم: أن عبد العزيز بن عبد الله كان ممن أسر مع محمد بن عبد الله بن حسن،
فلما قتل محمد حمل عبد العزيز إلى أمير المؤمنين المنصور في حديد، فلما أدخل عليه
قال له: ما رضيت أن خرجت على حتى خرجت معك بثلاثة أسياف من ولدك؟
فقال له عبد العزيز: يا أمير المؤمنين صل رحمي، واعف عني، واحفظ في عمر بن
الخطاب. فقال: أفعل، فعفا عنه، فقال له عبد الله بن الربيع المداني: يا أمير المؤمنين
أضرب عنقه لا يطمع فيك فتيان قريش. فقال له أمير المؤمنين المنصور: إذا قتلت هذا
فعلى من أحب أن أتأمر؟!
قلت: كان عبد العزيز نبيها في آل عمر، وجيها عندهم، وكان من أحسن الناس
صورة وأبرعهم جمالا.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا المخلص محمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد
الله الدوري قالا: حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير، حدثني عبد الرحمن بن عبد
الله بن عبد العزيز الزهري عن أبي هريرة بن جعفر المحرري مولى أبي هريرة أن
الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله
ابن عمر بن الخطاب، خطبا امرأة من قريش، فاختلفا عليها في جمالهما، فجعلت
تسأل وتستبحث إلى أن خرجت تريد صلاة العتمة في المسجد، فرأتهما قائمين في
القمر يتعاتبان في أمرها، ووجه عبد العزيز إليها وظهر محمد إليها، فنظرت إلى بياض
عبد العزيز وطوله، فقالت: ما يسأل عن هذين، وتزوجت عبد العزيز، فجمع الناس
وأولم لدخولها، فبعث إلى محمد بن عبد الله بن عمرو فدعاه فيمن دعا،
فأكرمه وأجلسه في مجلس شريف فلما فرغ الناس برك له محمد وخرج وهو
يقول:
وبينا أرجى أن أكون وليها * رميت بعرق من وليمتها سخن
434

5601 - عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة:
ميمون مولى آل الهدير التيمي، وكنيته عبد العزيز: أبو عبد الله، وقيل: أبو
الأصبغ:
وهو من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمع ابن شهاب، ومحمد بن المنكدر، وعبد
الله بن دينار، وأبا حازم سلمة بن دينار، وسعد بن إبراهيم، ومحمد بن أبي بكر
الثقفي، وحميد الطويل، وعمرو بن أبي عمرو، وصالح بن كيسان، وهشام بن
عروة، وعبد الله بن الفضل، وزيد بن أسلم، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن
القاسم، وسالما أبا النضر، وعمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلان، وعبد الكريم
ابن أبي المخارق، وحميدا الخراط. روى عنه الليث بن سعد، وبشر بن المفضل،
ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبو النضر هاشم بن
القاسم، وحجين بن المثني، ومنصور بن سلمة، وعبد العزيز الأويسي، وأبو غسان
مالك بن إسماعيل، وموسى بن داود الضبي، وسريج بن النعمان، وأبو نعيم الفضل
ابن دكين، وعلي بن الجعد، وبشر بن الوليد. وكان عالما فقيها، قدم بغداد فسكنها
وحدث بها إلى حين وفاته.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي
- إملاء - حدثنا أحمد بن علي الخراز، حدثنا سريج بن النعمان اللآل عن عبد العزيز
ابن سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة قال: كان من تلبية
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لبيك إله الحق ".
435

أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: قلت لأبي زكريا يحيى بن معين:
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، اسم أبي سلمة ميمون؟ قال: نعم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب قال: وسمعته - يعني إبراهيم بن إسحاق
الحربي - يقول: الماجشون فارسي إنما سمى الماجشون لأن وجنتيه كانتا حمراوين،
فسمي بالفارسية المايكون - الخمر - فشبه وجنتيه بالخمر فعربه أهل المدينة فقالوا
الماجشون.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
الماجشون يكنى أبا عبد الله، وكان ثقة كثير الحديث، وأهل العراق روى عنه من أهل
المدينة، وكان قد قدم بغداد فأقام بها إلى أن توفي.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان -
قال: قال لنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي: عبد العزيز الماجشون كنيته أبو
عبد الله - وقيل أبو الأصبغ -.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار.
وأخبرنا العتيقي، حدثنا علي بن محمد بن علي العطار، حدثنا عبد الله بن أبي
داود قالا: حدثنا أبو الطاهر قال: قال ابن وهب - وفي حديث العتيقي قال: حدثنا ابن
وهب - قال: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة. وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا
مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي سلمة.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا يحيى بن
عبد الله العطار، حدثني أبو إبراهيم أحمد بن سعد الزهري قال: سمعت عمر بن
خالد الحراني يقول: حج أبو جعفر المنصور، فشيعه المهدي، فلما أراد الوداع قال: يا
بني استهدني، قال أستهديك رجلا عاقلا، فأهدى له عبد العزيز بن أبي سلمة
الماجشون.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغفاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
نصير الخلدي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثني عبد الله بن
436

هارون بن موسى بن أبي فروة المديني، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن
أبي سلمة عن أبيه قال: سألني المهدي أمير المؤمنين، يا ماجشون، ما قلت حين نفد
أصحابك - يعني الفقهاء -؟ قال: قلت:
أيا باك على أحبابه جزعا * قد كنت أحذر ذا من قبل أن يقعا
إن الزمان رأى إلف السرور بنا * فدب بالهجر فيما بيننا وسعى
ما كان والله شؤم الدهر يتركني * حتى يجرعني من غيظه جرعا
وليصنع الدهر بي ما شاء مجتهدا * فلا زيادة شئ فوق ما صنعا
فقال: والله لأغنينك، فأجازه بعشرة آلاف دينار، فقدم بها إلى المدينة، فأكلها ابنه
في السخاء والكرم.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده لأبي زكريا
- وهو يحيى بن معين - عبد العزيز الماجشون هو مثل ليث وإبراهيم بن سعد؟ فقال:
لا! هو دونهما. إنما كان رجلا يقول بالقدر والكلام ثم تركه، وأقبل إلى السنة، ولم
يكن من شأنه الحديث، فلما قدم بغداد كتبوا عنه فكان بعد يقول: جعلني أهل بغداد
محدثا، وكان صدوقا ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، حدثنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون صدوق.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: حدثنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ويكنى أبا عبد الله، مات ببغداد سنة أربع وستين
ومائة في خلافة المهدي، وصلى عليه ودفنه في مقابر قريش.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو عبد
الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا صالح بن مالك، حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون قال: ومات سنة أربع وستين.
قال أبو عبد الرحمن: ودفن عبد العزيز في هذه المقابر التي يقال لها مقابر قريش،
وجاء المهدي حتى صلى عليه.
437

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي مات أبو عبد الله عبد
العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون أحد فقهاء أهل المدينة سنة أربع وستين
ومائة، وصلى عليه المهدي ببغداد، ودفن في مقابر قريش، وله كتب وكلام مصنفة في
الأحكام، يروي عنه ذلك عبد الله بن وهب، وعبد الله بن صالح، وغيرهما.
5602 - عبد العزيز بن حصين بن الترجمان، أبو سهل - وقيل: أبو الأصبغ
المروزي:
حدث عن ابن شهاب الزهري، وأبو الزبير المكي، وأيوب السختياني، وعبد
الكريم بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي نجيح. روى عنه خالد بن مخلد، وسعد بن
عبد الحميد بن جعفر، وإسماعيل بن عيسى العطار، وعبد الرحمن بن نافع درخت
وأبو إبراهيم الترجماني، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي، وقتيبة بن سعيد، ونعيم بن
الهيصم، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا نعيم بن الهيصم، أخبرنا عبد العزيز
ابن الحصين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
وله أربع غدائر - يعني ذوائب -.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه -
قال: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سألت
أبا مسهر عن الأخذ عن عبد العزيز بن الحصين فقلت له: عبد العزيز ممن يؤخذ عنه؟
فقال: أما أهل الحزم فلا يفعلون.
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن عبد العزيز
ابن الحصين فقال: ليس بشئ، لا يسوى حديثه فلسا، قلت: من أين هو؟ قال: من
أهل خراسان من الترجمان، قد كان هاهنا ببغداد.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد قال: حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان
خراساني ضعيف الحديث.
438

أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين سئل عن عبد العزيز
ابن حصين - يعني الترجماني - فقال: ليس بشئ.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله
المديني قال: سمعت أبي يقول: عبد العزيز بن الترجمان روى عنه معن وغيره، بلاء
من البلاء، وضعفه جدا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن
شعيب قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عبد العزيز بن الحصين بن
الترجمان أبو سهل من أهل مرو، وليس بالقوي عندهم.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قيل له: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو
سهل عبد العزيز بن حصين بن الترجمان - ويقال أبو الأصبغ - ذاهب الحديث؟
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو مسلم بن مهران،
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن عبد
العزيز بن الحسين بن الترجمان فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان أبو سهل
الخراساني مروزي متروك الحديث.
5603 - عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن
عوف الزهري، ويعرف بابن أبي ثابت الأعرج:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم بغداد، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي، وأقام
بها مدة ثم رجع إلى المدينة، وكان ذا سرو مروءة وبر وإفضال، وحدث عن
439

أفلح بن سعيد وغيره روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وإبراهيم بن المنذر
الحزامي، ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، وأبو حذافة السهمي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني،
حدثنا عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد الله عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن
قرة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما تجلى الله تعالى للجبل طارت لعظمته ستة
أجبل، فوقعت ثلاثة بالمدينة، وثلاثة بمكة، وقع بالمدينة أحد، وورقان، ورضوي، ووقع
بمكة ثبير، وحراء، وثور ".
هذا الحديث غريب جدا لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص وأحمد بن عبد
الله الدوري قالا:، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال: عبد
العزيز بن عمران بن عبد العزيز الذي يقال له الأعرج كان يحيى بن خالد بن برمك
قد أصحبه، فقدم عليه ووصله يحيى بأموال كثيرة، وكان رجلا لا يمسك شيئا، ينفق
المال ويتوسع فيه، فلم يدع من ذلك المال كثير شئ حتى هلك، وأمه أمة الرحمن
بنت حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد إسماعيل المهندس
- بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال:
ابن أبي ثابت الأعرج صاحب نسب لم يكن من أصحاب الحديث.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أخي بخط يده قال: أبو
زكريا بن أبي ثابت الأعرج المديني قد رأيته هاهنا ببغداد، كان يشتم الناس، ويطعن
في أحسابهم، ليس حديثه بشئ، اسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز.
440

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فأين أبي ثابت عبد العزيز بن عمران من ولد عبد الرحمن بن عوف ما حاله؟
فقال: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، حدثنا أحمد بن الحسن بن الفضل السكوني قال: سمعت محمد بن يحيى
النيسابوري يقول: علي بدنة إن حدثت عن عبد العزيز بن عمران حديثا. ورأيته
يضعفه جدا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عبد العزيز بن
عمران بن أبي ثابت المدني، منكر الحديث لا يكتب حديثه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد العزيز بن عمران متروك الحديث.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا
عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا
خليفة بن خياط قال: وابن أبي ثابت الأعرج واسمه عبد العزيز بن عمران
ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. مات سنة سبع وتسعين
ومائة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: ابن أبي ثابت
الأعرج واسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن
عوف، توفي بالمدينة سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة سبع وتسعين ومائة فيها مات عبد
العزيز بن عمران.
441

5604 - عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو خالد القرشي:
حدث عن مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة،
وعبد الجبار بن العباس، ومعمر بن أبان بن حمران، وإسرائيل، ويونس بن الحارث
الطائفي، وأبي مريم عبد الغفار بن القاسم، وعمرو بن شمر. روى عنه محمد بن
الحسين بن أشكاب، وإبراهيم بن محمد بن مروان العتيقي، ومحمد بن عبيد الله
المنادي، ومحمد بن الجهم السمري، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة،
ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وكان من أهل الكوفة، فنزل بغداد وحدث بها إلى
حين وفاته.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار. وأخبرنا علي بن
القاسم بن الحسين الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق المادراني قالا: حدثنا
محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدثنا أبو خالد - قال المادراني القرشي، ثم اتفقا -
حدثنا سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن ابن الحنفية عن
علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بلال قم فأرحنا بالصلاة ".
ثم لم يرو هذا الحديث كذا عن الثوري مسندا غير أبي خالد عبد العزيز بن أبان،
والمحفوظ عنه:
ما أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا ابن مبشر، حدثنا أحمد بن
سنان، حدثنا عبد الرحمن بن سفيان عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد
عن محمد بن الحنفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أرحنا يا بلال " من غير ذكر لعلي في
الإسناد.
442

ورواه إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن سالم عن عبد الله بن محمد بن الحنفية
عن صهر لهم في الأنصار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رواه عبد الله بن داود الخريبي عن أبي حمزة الثمالي عن سالم بن أبي
الجعد، وخالفه حفص بن غياث فرواه عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي عن
سالم عن رجل سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفهم الحسين بن علوان فرواه عن أبي حمزة عن سالم عن محمد بن الحنفية
عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن
رجل من خزاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما حديث إسرائيل: فأنبأناه الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر الشافعي،
حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا ابن رجاء - وهو عبد الله بن رجاء الغداني - أخبرنا
إسرائيل عن عثمان عن سالم عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت أنا وأبي
إلى صهر لنا نعوده، فقال لبعض أهله: ائتوني بوضوء لعلي أصلي فأستريح. قال
فأنكروا ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قم يا بلال فأرحنا بالصلاة ".
وأما حديث ابن داود عن أبي حمزة عن سالم مثل هذا القول: فأنبأناه الحسن بن
أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد عبد الله بن زياد القطان، حدثنا عبد
الكريم بن الهيثم، حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن داود عن أبي حمزة عن سالم بن
أبي الجعد عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت مع أبي إلى صهر لنا من
أسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أرحنا بها يا بلال ".
وأما حديث حفص بن غياث عن أبي حمزة الذي خالف فيه ابن داود حيث نقص
ابن الحنفية بإسناده: فأنبأناه علي بن أحمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله
الشافعي، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا حفص بن غياث عن ثابت
الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن رجل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - وحضرت الصلاة -
يقول: " أرحنا بها يا بلال ".
وأما حديث الحسين بن علوان عن أبي حمزة: فأنبأنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا
علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي عبد الله بن أحمد بن ربيعة، حدثنا أحمد بن
عبيد، حدثنا حسين بن علوان، حدثنا أبو حمزة الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن
443

محمد بن علي بن الحنفية - عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أرحنا بها يا بلال "
يعني الصلاة.
وأما حديث مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم: فأخبرناه عثمان بن محمد بن
يوسف العلاف، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. وأخبرنا
أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف
قالا: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة
عن سالم بن أبي الجعد قال: عادوا رجلا من خزاعة، قال: فقال الخزاعي: لقد وددت
أني قد صليت فاسترحت، قال: ثم قال الخزاعي: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها ".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قيل لأبي عبد الله: عبد
العزيز بن أبان - ترى أنه يذكر عن إنسان شيئا؟ فقال: ما أدري.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان قال:
لم أخرج عنه في المسند شيئا، قد أخرجت عنه على غير وجه الحديث، لما حدث
بحديث المواقيت تركته.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سئل أبي عن حديث جرير: " تبنى مدينة " فقال ما
حدث به إنسان ثقة. وذكر له أن عبد العزيز بن أبان رواه عن الثوري فقال: تركته لما
حدث بحديث المواقيت.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن المالكي قالا: حدثنا عبد الله بن
عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي
ابن عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول: عبد العزيز بن أبان ليس بذاك، وليس هو
في شئ من كتبي.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن عبد
العزيز بن أبان - فقال: كذاب خبيث، يضع الحديث.
444

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن
أبي خيثمة قال: سمعت يحيى - وسئل عن عبد العزيز بن أبان - فقال: وضع أحاديث
عن سفيان لم يكن بشئ.
حدثنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد العزيز بن أبان ليس حديثه بشئ، كان
يكذب.
وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول: عبد العزيز بن أبان كان يحدث
بأحاديث موضوعة، وأتوه بحديث أبي داود الطيالسي عن الأسود بن شيبان - حديث
أم معبد - فقرأه عليهم وحدثهم به.
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان
قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: سألت أبا زكريا عن الواقدي قال: كان كذابا،
قلت لأبي زكريا: فعبد العزيز بن أبان مثله؟ قال: لا. ليس هو مثله، ولكنه ضعيف
واه ليس بشئ، قلت له: ما تنقم على عبد العزيز؟ قال: غير شئ، أحاديث كذب
ليس لها أصل منها: حديث سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس:
" يكون من ولدك من يملك كذا، ويفعل كذا " فقال العباس: أفلا أختصي يا رسول
الله؟. ومنها: حديث سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" تخرج رايات من المشرق ".
قال أبو زكريا: هذه أحاديث كذب لم يحدث بها أحد قط إلا سقط حديثه. قلت
له: وقد حدث به السويدي عن محمد بن حمزة عن سفيان، قال أبو زكريا: عنيت
بهذا فسالت عنه بالشام واستقصيت أمره فإذا هو عن رجل عن سفيان حدثني به من
سمعه منه عنده، قالوا: لم يسمعه هو من سفيان، إنما سمعه من رجل عن سفيان،
فقلت له: فهو ذا هذا الرجل يوافق عبد العزيز؟ قال: لعل هذا الرجل هو عبد العزيز.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي - إجازة - أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
ثم أخبرنا الأزهري - قراءة - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب قال: قال جدي: وعبد العزيز بن أبان عند أصحابنا جميعا متروك
كثير الخطأ، كثير الغلط، وقد ذكروه بأكثر من هذا.
445

وسمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: ما رأيت أحدا أبين أمرا منه، وقال: هو
كذاب.
أخبرنا علي بن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن
إبراهيم بن شعيب الغازي قال: سمعت البخاري يقول: عبد العزيز بن أبان أبو خالد
القرشي تركوه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري أن عبدان بن
أحمد بن أبي صالح الهمذاني حدثهم قال: قال أبو حاتم الرازي: عبد العزيز بن أبان
متروك الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد قال: حدثنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد العزيز بن أبان القرشي أبو خالد يروي عن
سفيان الثوري، متروك الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: عبد العزيز بن أبان متروك.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف الخشاب،
أخبرنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عبد العزيز بن أبان القرشي من
ولد سعيد بن العاص، يكنى أبا خالد، وكان قد ولى قضاء واسط ثم عزل، فقدم إلى
بغداد فنزلها، وتوفي بها يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع
ومائتين في خلافة المأمون، كان كثير الرواية عن سفيان، ثم خلط بعد ذلك فامسكوا
عن حديثه.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا أبو
عبد الله نفطويه، حدثنا الحارث قال: كان عبد العزيز - يعني ابن أبان - كثير العيال،
شديد الفقر كثير الحديث، يكنى أبا خالد، ولى قضاء واسط، ومات ببغداد يوم
الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع ومائتين.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: سنة سبع ومائتين فيها مات عبد العزيز بن أبان القرشي في
رجب.
446

5605 - عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب، أبو عبد الرحمن القرشي المديني:
سكن بغداد وحدث به عن إبراهيم بن سعد الزهري وأبي أويس عبد الله بن عبد
الله، ومحمد بن عون مولى أم حكيم. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو
زرعة الرازي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وموسى
ابن هارون الحافظ، ورواياته مستقيمة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري، حدثني إبراهيم بن سعد عن
ابن شهاب عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد رجل خاتما من ذهب
فضرب يده بقضيب كان معه حتى رمى به.
أخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا
موسى بن هارون، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة العمري، حدثني إبراهيم بن سعد
عن الزهري عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل خاتما من ذهب،
فضرب أصبعه بقضيب كان معه حتى رمى به.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب القرشي كان ببغداد، أبو عبد الرحمن.
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل عنه الدارقطني فقال: ليس به بأس.
5606 - عبد العزيز بن بحر، أبو محمد المروروذي:
سكن بغداد وحدث بها عن سليمان بن أرقم، وإسماعيل بن عياش، وعطاف بن
خالد بن زنجلة، وإسماعيل بن جعفر ورشدين بن سعد، وتليد بن سليمان. روى عنه
محمد بن علي السرخسي المعروف بكبشة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وموسى
447

ابن محمد الختلي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن سويد الطحان، وإبراهيم بن
إسماعيل السوطي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا إبراهيم بن
إسماعيل السوطي، حدثنا عبد العزيز بن بحر الخلال، حدثني رشدين بن سعد، حدثنا
موسى بن علي عن أبيه عن بديل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم في تسمية من كان ببغداد من العلماء، عبد العزيز بن بحر المؤدب.
5607 - عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون، الكناني
المكي:
سمع عبد الله بن معاذ الصنعاني، وسليم بن مسلمة المكي، هشام بن سليمان
المخزومي، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. وقدم
بغداد في أيام المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن، وهو صاحب
كتاب الحيدة، وكان من أهل الفضل والعلم، وله مصنفات عدة، وكان ممن تفقه
بالشافعي واشتهر بصحبته.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد نعيم الضبي، أخبرنا أبو
الحسن محمد بن جيكان البزار، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا عبد العزيز بن
يحيى المكي، حدثنا سفيان بن عيينة عن إدريس بن يزيد عن سعيد بن أبي بردة عن
أبيه قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أما بعد، فإن القضاء فريضة
محكمة وسنة متبعة. وذكر الحديث.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو العباس المطلبي عبيد الله
ابن محمد بن أحمد الشافعي - بالرملة - حدثني عبيد الله بن محمد بن جعفر
القاضي، حدثنا أبو علي السمرقندي - وهو الحسين بن شاكر وراق داود - قال:
سمعت داود ابن علي يقول: عبد العزيز المكي ممن له فهم بمعاني القرآن، وكان أحد
أصحاب الشافعي ومن أخذ عنه.
وقال علي بن عمر: قرأت في كتاب داود بن علي الأصبهاني الذي صنفه في
فضائل الشافعي وذكر فيه أصحابه الذي أخذوا عنه، فقال: وقد كان أحد أتباعه،
والمقتبسين عنه، والمعترفين بفضله، عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي، كان قد طالت
448

صحبته للشافعي واتباعه له، وخرج معه إلى اليمن، وآثار الشافعي في كتب عبد العزيز
المكي بينة عند ذكر الخصوص والعموم، والبيان، كل ذلك مأخوذ من كتاب المطلبي
رحمه الله.
حدثنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا أحمد بن عيسى
المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: لما دخل عبد العزيز بن يحيى المكي
على المأمون، وكانت خلقته شنعة جدا، فضحك المعتصم، فأقبل عبد العزيز على
المأمون فقال: يا أمير المؤمنين لم ضحك هذا؟ يصطف الله يوسف لجماله، وإنما
اصطفاه لدينه وبيانه، وقد قص ذلك في كتابه بقوله تعالى: (فلما كلمه قال إنك
اليوم لدينا مكين أمين) [يوسف 54] لم يقل لما رأى جماله، فبياني يا أمير المؤمنين
أحسن من وجه هذا، فضحك المأمون وأعجبه قوله. وقال للمعتصم: إن وجهي
لا يكلمك، وإنما يكلمك لساني.
5608 - عبد العزيز بن منيب بن سلام بن خريش، أبو الدرداء المروزي:
قدم بغداد وحدث عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان، وعبدان بن عثمان، وعلي
ابن الحسين بن واقد، وعثمان بن الهيثم المؤذن، والخليل بن عمر العبدي، وقتيبة بن
سعيد البلخي، وأصبغ بن الفرج المصري، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن محمد بن
ناجية، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني، وأحمد بن محمد بن
أبي شيبة البزاز، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن ناجية، حدثنا عبد العزيز بن منيب - أبو الدرداء - حدثنا موسى بن بحر،
حدثنا زياد البكائي، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن جابر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قام أحدكم من النوم فأراد أن يتوضأ فلا يدخل يده في
وضوئه حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده، ولا علام وضعها ".
449

أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو علي محمد بن الحسين
الجازري قالا: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا الليث بن محمد بن الليث
المروزي قال: سمعت عبد الله بن محمد يقول: نظر علي بن حجر إلى لحية أبي
الدرداء - قال: وهو طويل اللحية - فأنشأ يقول:
ليس بطول اللحى * يستوجبون القضا
إن كان هذا كذا * فالتيس عدل رضا
قال: ومكتوب في التوراة: لا يغرنك طول اللحى فإن التيس له لحية.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه ثم حدثني محمد بن علي
الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم - وكتب لي
بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عبد العزيز بن منيب مروزي ليس به بأس، يكنى أبو
الدرداء، وكنيته الأخرى أبو عمر.
أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: عبد العزيز بن منيب مروزي
ليس به بأس.
5609 - عبد العزيز بن عباد، أبو صالح، وهو أخو حمدون بن عباد المعروف
بالفرغاني:
حدث عن يزيد بن هارون، ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري. روى عنه
محمد بن مخلد الدوري، وعلي بن إسحاق المادراني، وكان صدوقا.
أخبرنا علي بن القاسم الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق المادراني، حدثنا
محمد بن سلمة وعبد العزيز بن عباد - واللفظ لعبد العزيز - حدثنا يعقوب بن محمد
الزهري، حدثنا معن بن عيسى، حدثني سعيد بن بشير عن قتادة عن خلاس بن عمرو
عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إن الشيخ قد
مات. قال: " ادفنه ثم اغتسل ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه سنة تسع وستين ومائتين، فيها مات أبو
صالح عبد العزيز بن عباد أخو حمدون بن عباد الفرغاني - في صفر.
450

5610 - عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو القاسم الهاشمي:
سمع أبا عبد الرحمن المقرئ، وأبا بكر الحميدي، وعبد الله بن جعفر الرقي، وعبد
الله بن إبراهيم الغفاري، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني، والقاضي
المحاملي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن
عثمان الأدمي، ومحمد بن العباس بن نجيح.
وقال الدارقطني: كان ثقة.
حدثنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: إن أول خبر قدم
المدينة أن امرأة كان لها تابع من الجن، فجاء في صورة طائر فسقط على جدارهم،
فقالت له: تنزل تحدثنا ونحدثك؟ فقال: إنه قد ظهر من منع من القرار، وحرم علينا
الزنا.
أخبرنا محمد بن الحسن الأزرق، حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، أخبرنا
عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، حدثنا عبد القدوس بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن
عمر بن كيسان عن خلاد بن جندة عن سعيد بن جبير عن ثوبان قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من أعكف نفسه ما بين المغرب والعشاء في مسجد جماعة لم يتكلم إلا بصلاة
وقرآن، كان حقا على الله أن يبني له قصرا في الجنة ".
حدثنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي في يوم الخميس
لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أبو القاسم
عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب في يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة
خمس وسبعين ومائتين، وبلغ ستا وثمانين سنة، ولم يغير شيبه، وكان جميلا وسيما
بهيا.
451

5611 - عبد العزيز بن معاوية بن عبد الله بن أمية بن خالد بن عبد الرحمن
ابن سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، أبو خالد القرشي الأموي العتابي
البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن أزهر بن سعد السمان، وجعفر بن عون، وفهد بن
حيان النهشلي، ومحمد بن عبيد الله العتبي، وأبي عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله
الأنصاري، ومحمد بن جهضم. روى عنه أبو عبد الله الحكيمي، وإسماعيل بن
محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك.
أخبرنا الحسين بن برهان الغزال، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري - إملاء -
حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي، حدثنا أزهر بن سعد السمان، حدثنا ابن عون
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال العبد في صلاة
ما دام ينتظر الصلاة، تقول الملائكة اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ".
أخبرني أحمد بن علي اليزدي - في كتابه - أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ قال: أبو خالد عبد العزيز بن معاوية العتابي البصري روى عن أبي
عاصم ما لا يتابع عليه.
قلت: وليس بمدفوع عن الصدق. وقد ذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول: ومات
أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي بالبصرة سنة أربع وثمانين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وجاءنا الخبر بموت أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي - من
ولد عتاب بن أسيد - من البصرة سنة أربع وثمانين - يعني ومائتين - ذكر غيرهما أن
وفاته كانت في شهر ربيع الأول.
5612 - عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، أبو القاسم مولى المهدي:
حدث عن أبي كامل الجحدري، وأبي عبد الله العنبري البصري. روى عنه محمد
ابن مخلد، وأبو القاسم الطبراني.
452

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار التاجر - بأصبهان - أخبرنا سليمان بن أحمد
ابن أيوب الطبراني، حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن الفرج البغدادي، حدثنا الفضل بن
الحسين أبو كامل الجحدري، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، حدثنا أيوب
السختياني عن عمرو بن دينار عن طاوس عن حجر العدوي عن زيد بن ثابت عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: العمرى للوارث ".
قال سليمان: لم يروه عن أيوب إلا عثمان، تفرد به أبو كامل.
5613 - عبد العزيز بن إبراهيم، أبو الفضل الحريري:
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد العزيز بن إبراهيم الحريري
يكنى أبا الفضل بغدادي قدم مصر وكتب عنه، توفي بمصر سنة ثلاث وثلاثمائة.
5614 - عبد العزيز بن محمد بن دينار، أبو محمد الفارسي:
سمع داود بن رشيد الخوارزمي، وهاشم بن الوليد الهروي، وعبد الله بن عمر بن
محمد بن أبان الكوفي. روى عنه محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وأبو علي بن
الصواف، ومحمد بن خلف بن حيان الخلال، وكان ثقة مذكورا بالصدق، وموصوفا
بالعبادة والزهد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن
حيان الخلال، حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسي العابد، حدثنا
داود بن رشيد، حدثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في المنام فقد رآني ".
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، حدثنا عبد
العزيز بن محمد بن دينار الفارسي - وكان من عباد الله الصالحين.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن عبد العزيز بن دينار الفارسي مات في سنة أربع وثلاثمائة.
453

5615 - عبد العزيز بن العوام، الصفار المعدل:
حدثنا عن محمد بن إسحاق الصفار المعدل. روى عنه أبو عمرو بن السماك في
أخبار بشر بن الحارث.
5616 - عبد العزيز بن جعفر بن بكر بن إبراهيم، أبو شيبة، يعرف بابن
الخوارزمي:
وهو أخو أبي الحسين محمد بن جعفر، سمع محمد بن مرزوق البصري، وعمرو
ابن علي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، والحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع. روى
عنه سعد بن محمد الصيرفي، والجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن
الثلاج، وكان ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، حدثنا علي بن الحسن الجراحي،
حدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكر الخوارزمي، حدثنا حميد بن الربيع،
حدثنا ابن عيينة وعبدة بن سليمان وابن نمير وحماد بن أسامة، ويعلى ومحمد ابنا
عبيد عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة،
وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
قرأت في كتاب ابن الثلاج - بخطه - توفي أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر في جمادى
الآخرة سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
5617 - عبد العزيز بن موسى بن عيسى، أبو القاسم القاري:
خوارزمي الأصل ويعرف ببدهن. سمع قعنب بن المحرر، وأبا عتبة أحمد بن
الفرج، وسعدان بن يزيد، وعلي بن حرب، وعبد الله بن محمد بن شاكر. روى عنه
محمد بن عبيد الله بن الشخير، والدارقطني، ويوسف القواس، وابن الثلاج، وكان
ثقة أصابه طرش في آخر عمره.
5618 - عبد العزيز بن محمد بن مسلم، أبو عبد الله الطحان:
روى ابن الثلاج عنه عن محمد بن يونس الكديمي، وذكر أنه سمع منه بإسكاف
بني الجنيد.
454

5619 - عبد العزيز بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، أبو أحمد
النيسابوري:
روى ابن الثلاج أيضا عنه عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوسنجي، وذكر أنه
قدم حاجا وحدثهم في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
5620 - عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن أحمد الوراق، أبو الحسن:
سكن مصر وذكره ابن يونس في كتاب " الغرباء ".
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد
ابن أحمد البغدادي الوراق، أصله من خراسان قدم مصر سنة خمس عشرة وثلاثمائة،
وتوفي بها سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان قد رحل وكتب، وكان يفهم
الحديث، وكتب عنه شئ يسير مذاكرة، وكان يورق على جماعة من شيوخ مصر،
وكان رجلا صالحا وله عقب بمصر.
5621 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن سهل، أبو الطيب
اللؤلؤي، يعرف بابن قماشويه:
روى عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق كتاب الحدود، وكتاب
الرضاع، ولم يكن عنده من الحديث سوى ذلك. حدثنا عنه أبو علي بن شاذان ولم
أسمع فيه إلا خيرا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو الطيب عبد العزيز بن محمد بن عبد الله
اللؤلؤي - في درب الصحراء بالقرب من مسجد الشونيزي - حدثنا إسحاق بن
إبراهيم بن عباد - المعروف بالدبري بصنعاء - أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج
عن القعقاع بن حكيم أن أبا صالح حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو
مؤمن ".
قال لنا الحسن بن أبي بكر: توفي عبد العزيز بن محمد بن عبد الله اللؤلؤي
للنصف من شعبان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
455

وحدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ قال: مات أبو الطيب اللؤلؤي المعروف بابن قماشويه ليلة الثلاثاء لثلاث
عشرة ليلة خلت من شعبان سنة إحدى وخمسين.
5622 - عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان بن داود، أبو الحسين، المعروف بابن
حاجب النعمان:
كان أحد الكتاب الحذاق بصنعة الكتابة، وأمور الدواوين، وله كتب مصنفة في
الهزل.
وذكر لي هلال بن المحسن الكاتب أنه مات في يوم الجمعة لسبع بقين من شهر
رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
5623 - عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن مشرفة بن
منيح بن غياث بن طحن، أبو القاسم التيملي:
من تيم الله بن ثعلبة، مولده ببغداد وأقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل إلى مصر
فسكنها إلى آخر عمره، وحدث بها عن محمد بن عيسى بن هارون الحسار وغيره.
روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي. وذكر أنه سمع منه في
سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وقال كان ثقة.
5624 - عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله بن المعتصم بالله بن
الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، أبو محمد
الهاشمي:
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي،
ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن يوسف بن التركي، ومحمد بن موسى
البربري، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن هارون الحافظ، وموسى بن إسحاق
الأنصاري، وجعفر الفريابي، وخلف بن عمرو العكبري، وإبراهيم بن شريك
الأسدي، والحسين بن الكميت الموصلي. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه علي بن
عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، وأبو الحسن بن رزقويه، والحسن بن الحسن بن المنذر
القاضي، وأحمد بن عمر بن عبد العزيز بن الواثق - وهو ابن ابنه - وكان ثقة.
456

أخبرنا أحمد بن محمد بن رزق، حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن الواثق
الهاشمي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النضر، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا
أبو إسحاق الفزاري. وأخبرني غيره عن ابن عون قال: كان رجاء بن حيوة إذا لقي
العدو يقول: اللهم إني أسألك بحق نصر المؤمنين عليك، أن تنصرنا عليهم ثم يقرأ:
(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) [الروم 47].
قرأت في كتاب ابن الثلاج - بخطه - توفي عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الواثق
بالله في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقال غيره: في ذي الحجة.
5625 - عبد العزيز بن محمد بن زياد بن جابر بن زياد بن جابر، المعروف
بابن أبي رافع، أبو القاسم العبدي:
نزل مصر وحدث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وبشر بن موسى
الأسدي، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن شاذان الجوهري. روى عنه المصريون وكان
ثقة.
قرأت في كتاب أبي عمر محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ذكر لي أبو القاسم
عبد العزيز بن محمد بن زياد بن جابر المعروف بابن أبي رافع البغدادي - بمصر - أنه
ولد في سنة تسع وستين ومائتين ببغداد، وكانت وفاته بمصر، سمعنا منه مسند
إسماعيل بن إسحاق القاضي وغيره.
وقرأت بخط أبي الفتح بن مسرور: ولد عبد العزيز بن أبي رافع ببغداد سنة ست
وستين ومائتين.
وهكذا ذكر أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الدمشقي.
قلت: وبلغني أنه مات في يوم الجمعة الخامس من رجب سنة سبع وخمسين
وثلاثمائة.
قال لي محمد بن علي الصوري: أبو القاسم بن أبي رافع بغدادي ثقة مأمون
صالح، سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يثني عليه ثناء حسنا في سمته ووقاره.
وقال: ما أحسب أن ملكيه كانا يصعدان عنه إلى الله تعالى بشئ يسخطه. كان كثير
السكوت، فإذا قرئ عليه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
457

5626 - عبد العزيز بن أحمد بن يحيى، أبو الحصين الخواص:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن يحيى بن عبد الباقي الأذني.
5627 - عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن روزبهان بن الهيثم، أبو القاسم،
يعرف بابن البقال:
حدث عن محمد بن سهل بن الحسن العطار، وعلي بن العباس المقانعي الكوفي،
وأحمد بن عبيد الله بن عمار، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسن بن علي الأدمي.
سمع منه أبو القاسم بن الثلاج، ومحمد بن أبي الفوارس. روى عنه محمد بن
الحسين بن علي بن الشبيه العلوي.
وقال لي أبو القاسم التنوخي: كان ابن البقال هذا أحد المتكلمين من الشيعة، وله
كتب مصنفة على مذهب الزيدية يجمع حديثا كثيرا، وله أخ شاعر مشهور.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر
الزيدي يوم الأربعاء في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وكان له مذهب
خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك. سمعت منه أجزاء فيها أحاديث رديئة.
وذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه أنه توفي لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة
ثلاث وستين قال: وذكر أن مولده في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
5628 - عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف، أبو بكر الفقيه
الحنبلي، المعروف بغلام الخلال:
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، ومحمد بن الفضل
الوصيفي، وسعيد بن عجب الأنباري، وأبي خليفة الفضل بن الحباب البصري، وعلي
ابن طيفور النسوي، وجعفر الفريابي، وأحمد بن محمد بن الجعد، وإبراهيم بن
محمد بن الهيثم القطيعي، ومحمد بن مخلد الباغندي، وقاسم بن زكريا المطرز،
وحامد بن شعيب البلخي، ومحمد بن الحسن بن شهريار، والحسن بن الحسين
الصواف، والحسين بن عبد الله الخرقي، وعبد الله بن ناجية، وأبي بكر بن المجدر،
وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد. حدثنا عنه أحمد بن
علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
458

حدثنا ابن الجنيد الخطبي - لفظا - حدثنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن
يزداد بن معروف المعروف بغلام الخلال، حدثنا علي بن طيفور، حدثنا قتيبة بن
سعيد، حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد
عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن
وعلمه ".
قال لي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء: أبو بكر عبد العزيز بن جعفر - غلام
الخلال - له المصنفات الحسنة. منها المقنع وهو نحو من مائة جزء، وكتاب الشافعي
نحو من ثمانين جزءا، وزاد المسافر قال: وله كتاب " الخلاف مع الشافعي، وكتاب
" القولين "، و " مختصر السنة "، وله غير ذلك في التفسير، والأصول. قال: وتوفي لعشر
بقين من شوال سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وبلغني عنه أنه قال في علته: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فقيل له: يعافيك الله، أو
كلاما هذا معناه، فقال: سمعت أبا بكر الخلال يقول: سمعت أبا بكر المروذي
يقول: عاش أحمد بن حنبل ثمان وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة،
وعاش أبو بكر المروذي ثمان وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة،
وعاش أبو بكر الخلال ثمان وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة، وأنا
عندكم إلى يوم الجمعة ولي ثمان وسبعون سنة، فلما كان يوم الجمعة مات ودفن بعد
الصلاة.
حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي قال: وجدت بخط أبي حدثنا عبد العزيز بن
جعفر - وقد سألته عن مولده - فأخبرنا أنه ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وتوفي يوم
الجمعة بعد الصلاة بنصف ساعة لثلاث وعشرين ليلة خلت من شوال من سنة ثلاث
وستين وثلاثمائة.
سمعت أبا عمر الحسين بن عثمان بن الفلو الواعظ يقول: توفي عبد العزيز غلام
الخلال الحنبلي يوم الجمعة لسبع بقين من شوال سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ودفن
عند دار الفيل.
459

5629 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن الفرج، أبو الفرج المطرز
الرفاء:
كان يسكن بالرصافة في الجانب الشرقي، وحدث عن الحسين بن محمد بن عفير،
وأبي بكر بن أبي داود. روى عنه محمد بن عمر بن بكير النجار وذكر أنه سمع منه
في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
5630 - عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أحمد بن بشار، أبو الحسن بن
العلاف الشاعر:
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، والقاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي.
5631 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن الخطاب بن عمر بن الخطاب بن
زياد بن الحارث بن زيد بن عبد الله، مولى عمر بن الخطاب، ويكنى أبا محمد،
ويعرف بابن الرزاز.:
رأيت نسبه مكتوبا بخط أبي بكر البرقاني. سمع أبا شعيب الحراني. حدثنا عنه
القاضي أبو القاسم الحسين بن بكر، وأحمد بن محمد المؤدب الزعفراني. وكان ثقة
يسكن سويقة غالب.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن بكر بن عبيد الله القاضي، حدثنا أبو محمد عبد
العزيز بن أحمد بن محمد بن الخطاب - يعرف بابن الرزاز - حدثنا أبو شعيب
الحراني، حدثنا سهل بن نصر، حدثنا فضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن
أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس. قال: لو قطرت قطرة من الزقوم
لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، ولو أبرزت النار ما رآها أحد إلا مات.
5632 - عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن
سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله، أبو الحسن التميمي:
أحد الفقهاء الحنابلة. حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
ونفطويه النحوي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، ونحوهم. روى
عنه بشرى بن عبد الله الرومي وابنه أبو الفرج عبد الوهاب.
460

وقال لي يعلى بن الفراء: أبو الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي رجل جليل
القدر، وكان له كلام في مسائل الخلاف. وله تصنيف في الفرائض وفي الأصول.
حدثني أبو القاسم عبد الواحد بن علي العكبري قال: حدثني الحسن بن شهاب،
عن عمر بن المسلم قال: حضرت مع عبد العزيز بن الحارث الحنبلي بعض المجالس،
فسئل عن فتح مكة أكان صلحا أو عنوة؟ فقال: عنوة فقيل: ما الحجة في ذلك؟
فقال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، عن مالك - أو معمر، قال: عبد الواحد أنا
أشك - عن الزهري، عن أنس أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في فتح مكة أكان
صلحا أو عنوة، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " كان عنوة " قال ابن المسلم:
فلما خرجنا من المجلس قلت له: ما هذا الحديث؟ فقال: ليس بشئ، وإنما صنعته في
الحال أدفع به عني حجة الخصم.
حدثني الأزهري قال: قال لي أبو الحسن بن رزقويه: وضع أبو الحسن التميمي في
مسند أحمد بن حنبل حديثين، فأنكر أصحاب الحديث عليه ذلك، وكتبوا محضرا
أثبتوا فيه خطوطهم بشرح حاله.
قال الأزهري: ورأيت المحضر عند ابن رزقويه وفيه خط الدارقطني، وابن شاهين
وغيرهما.
حدثنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي قال: توفي والدي في ذي
القعدة من سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وذكر لي أن مولده كان في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
5633 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن
حماد، أبو طالب الدنقشي:
حدث عن يحيى بن محمد بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري. حدثنا عنه علي بن
المحسن التنوخي.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو طالب عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن الفضل بن
أحمد بن محمد بن حماد الدنقشي قاضي رامهرمز ببغداد في سنة إحدى وسبعين
وثلاثمائة.
461

حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو عبيد الله المخزومي، حدثنا سفيان
عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين وأبي بكرة ومعقل بن يسار
وأبي برزة الأسلمي وأنس بن مالك. قالوا جميعا: ما سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قط قام فينا
خطيبا إلا وهو ينهانا عن المثلة، ويأمرنا بالصدقة. قال لنا التنوخي: قال لنا أبو طالب
الدنقشي: ولدت ببغداد في مدينة المنصور سنة اثنتين وثلاثمائة، قال: وكان حماد
يلقب بدنقش، وهو مولى المنصور وصاحب حرسه، وكان محمد بن حماد أحد
القواد بسر من رأى مع صالح بن وصيف. ثم ولى الشرطة بها للمهتدي بالله. وكان
أبو عيسى أحمد بن محمد أمينا من أمناء القضاة.
5634 - عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد - ويقال: ابن حمدي -
أبو القاسم الخرقي:
سمع القاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك، وأحمد بن
الحسن الصوفي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، والهيثم بن خلف الدوري، وعمر بن
الحسن الحلبي، وبشر بن أنس الموصلي، وشعيب بن محمد الذارع، وأحمد بن مكرم
ابن خالد البرتي، وعبد الله بن يزيد الدقيقي، ومحمد بن الحسن الخواتيمي، ومحمد
ابن هارون الحضرمي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وحدثنا عنه أبو بكر البرقاني،
ومحمد بن الفرج البزاز، وعلي بن أحمد بن عبد السلام المقرئ، ومحمد بن عمر بن
بكير النجار، ومحمد بن عبد الواحد الأكبر، والعتيقي، والتنوخي، والجوهري، في
آخرين.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد
ابن عبد الحميد البزاز شيخ ثقة. أخبرني أحمد بن علي التوزي، أخبرنا محمد بن أبي
الفوارس قال: كان عبد العزيز بن جعفر الخرقي شيخا ثقة، حسن الحديث.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم عبد العزيز
ابن جعفر الخرقي في سكة غزوان، في شهر ربيع الآخر وكان ثقة أمينا.
قلت: وكذا ذكر أبو الحسن بن الفرات، وأبو الفتح بن أبي الفوارس وفاته.
قرأت في كتاب عبد الواحد بن محمد بن جعفر الشاهد - بخطه - توفي عبد العزيز
462

الخرقي في يوم الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الأولى من سنة
خمس وسبعين.
وأخبرنا البرقاني قال: توفي أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي في جمادى
الآخرة - أو الأولى شك البرقاني - من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
5635 - عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم
الداركي الفقيه الشافعي:
نزل نيسابور عدة سنين ودرس بها الفقه، ثم صار إلى بغداد فسكن بها إلى حين
موته، وحدث بها عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي وكان يدرس ببغداد في
مسجد دعلج بن أحمد بدرب ابن خلف من قطيعة الربيع، وله حلقة في جامع المدينة
للفتوى والنظر. حدثنا عنه الحسين بن بكر القاضي، وأبو طالب عمر بن إبراهيم
الفقيه، وأبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وعلي بن محمد بن الحسن
الحربي، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، والتنوخي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله
الداركي الفقيه الشافعي - إملاء بانتقاء الدارقطني - حدثنا جدي أبو علي الحسن بن
محمد، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا حميد الطويل، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا
الله، وأن محمدا رسول الله، ويستقبلوا قبلتنا، ويأكلوا ذبيحتنا، ويصلوا صلاتنا. فإذا
فعلوا ذلك فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ".
حدثنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: سمعت أبا حامد
الإسفراييني يقول: ما رأيت أفقه من الداركي. سمعت عيسى بن أحمد بن عثمان
الهمذاني يقول: كان عبد العزيز بن عبد الله الداركي إذا جاءته مسألة يستفتى فيها،
تفكر طويلا ثم أفتى فيها، وربما كانت فتواه خلاف ومذهب الشافعي وأبي حنيفة
رضي الله وتعالى عنهما، فيقال له في ذلك فيقول: ويحكم حدث فلان عن فلان عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى من الأخذ بقول
الشافعي وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما إذا خالفاه - أو كما قال -.
463

أخبرنا ابن التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان عبد العزيز بن
عبد الله الداركي ثقة في الحديث، وكان يتهم بالاعتزال ولم أسمع منه شيئا لأنه
حدث وأنا غائب، وقدمت وهو يعيش فلم أرزق أن أسمع منه شيئا.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال قال: مات أبو القاسم الداركي الفقيه في شوال
من سنة وخمس وسبعين وثلاثمائة.
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي قال: توفي الداركي في ليلة الجمعة، ودفن يوم
الجمعة لثلاث عشرة خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ودفن في
الشونيزية عند قبر جعفر الخلدي.
حدثني هلال بن المحسن قال: توفي الداركي في يوم الجمعة الثالث عشر من شوال
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، عن نيف وسبعين سنة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم الداركي
شيخ الشافعيين يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال، وكان ثقة أمينا،
وانتهت الرياسة إليه في مذهب الشافعي.
أخبرنا البرقاني قال: توفي أبو القاسم الداركي الفقيه في ذي القعدة سنة خمس
وسبعين وثلاثمائة، والصحيح أنه توفي في شوال.
5636 - عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز، أبو دلف:
حدث عن إبراهيم بن محمد بن بقيرة البزاز، ومحمد بن عبد الله بن عبد الواحد
البقلي، ونصر بن بيرويه الشيرازي، وحمزة بن الحسين السمسار. حدثنا عنه محمد
ابن عمر بن بكير النجار.
أخبرنا أبو دلف عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البزاز - شيخ صالح - حدثنا يحيى بن أكثم القاضي،
حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ثابت عن أنس: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن.
5637 - عبد العزيز بن حسن بن علي بن أبي صابر، أبو محمد الصيرفي الجهبذ:
سمع أبا خبيب البرتي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد. أخبرنا عنه
الأزهري والحسن بن محمد الخلال، والجوهري.
464

حدثني الأزهري قال: توفي عبد العزيز بن أبي صابر الجهبذ في جمادى الآخرة من
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
وهكذا قال محمد بن أبي الفوارس، وذكر أنه توفي في يوم الجمعة الثاني عشر من
جمادى الآخرة.
5638 - عبد العزيز بن أحمد بن يعقوب، أبو القاسم الحربي الواعظ
الحنبلي، ويعرف بغلام الزجاج:
حدث عن محمد بن الحسين الآجري - المقيم كان بمكة - حدثني عنه أبو طالب
عمر بن إبراهيم الفقيه، وأبو محمد الخلال. وذكر لي أبو طالب أنه سمع منه في سنة
ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وسألت عنه الخلال فقال: كان أميا لا يكتب، وكان قد جالس أهل العلم ولقي
الشيوخ فحفظ عنهم.
5639 - عبد العزيز بن أحمد، أبو الحسن الخرزي:
ولى القضاء بالجانب الشرقي من حد المخرم إلى آخر باب الأزج. وكان فاضلا
فقيه النفس، حسن النظر، جيد الكلام، ينتحل مذهب داود بن علي
الظاهري.
وقال لي التنوخي: سمعت أبا بكر بن موسى الخوارزمي يقول: ما رأيت الخرزي
كلم خصما له قط وناظره فانقطع.
حدثني هلال بن المحسن الكاتب قال: توفي القاضي أبو الحسن الخرزي في يوم
الجمعة الخامس من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
5640 - عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق بن أحمد بن سكينة، أبو القاسم
الأنماطي، الفقيه الشافعي:
من أهل الجانب الشرقي ناحية باب الطاق، سمع مكرم بن أحمد القاضي.
حدثني عنه أحمد بن علي بن التوزي. وسألته عن حاله فقال: لا أعلم منه إلا
خيرا.
465

5641 - عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر
ابن خالد بن عمرو بن رزاح بن رياح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن زيد
مناة بن تيم بن مرة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان،
أبو نصر:
أحد الشعراء المحسنين المجودين. كان جزل الكلام، فصيح القول، وله ديوان،
روى لنا أكثره أبو الفتح بن شيطا المقرئ عنه. سمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم علي
ابن الحسن يقول: ما شاهد أبو نصر بن نباتة أشعر منه، وما كان يعاب بشئ إلا
بكبر فيه.
أنشدنا التنوخي قال: أنشدنا أبو نصر بن نباتة لنفسه:
وتأخذ من جوانبنا الليالي * كما أخذ المساء من الصباح
أما في أهلها رجل لبيب * يحس فيشتكي ألم الجراح
أرى التشمير فيها كالتواني * وحرمان العطية كالنجاح
ومن تحت التراب كمن علاه * فلا يغررك أنفاس الرياح
وكيف يكد مهجته حريص * يرى الأرزاق في ضرب القداح؟
أنشدنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال: أنشدنا أبو نصر بن نباتة لنفسه:
وإذا عجزت عن العدو فداره * وامزح له، إن المزاح وفاق
فالنار بالماء الذي هو ضدها * تعطي النضاج، وطبعها الإحراق
أخبرنا التنوخي قال: قال لنا ابن نباتة: ولدت في سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة.
حدثني التنوخي وهلال بن المحسن قالا: وتوفي أبو نصر بن نباتة الشاعر في يوم
الأحد الثالث من شوال سنة خمس وأربعمائة.
5642 - عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن الفضل، أبو الحسن البزاز، يعرف
بالعاقولي:
حدث عن أبي عمرو بن السماك. سمع منه صاحبنا أبو يعلى محمد بن الحسن
الكرخي.
466

5643 - عبد العزيز بن محمد بن نصر بن الفضل بن إدريس، أبو القاسم
الستوري:
حدث عن إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي عمرو بن السماك، وجعفر الخلدي،
وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي بكر الشافعي، وعلي بن أحمد المعروف ببادويه
القزويني، وعمر بن جعفر بن سلم، وأحمد بن عيسى بن محمد الخرقي، وفارس بن
محمد الغوري.
كتبنا عنه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس وكان لا بأس به، مات في ذي القعدة
من سنة ثمان وأربعمائة.
5644 - عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن، أبو القاسم التميمي
العطار، المعروف بابن شبان:
من ساكني باب البصرة. سمع أبا عمرو بن السماك، وأبا بكر النجاد وعبد الباقي
ابن قانع، وعبيد الله بن لؤلؤ السلمي. كتبنا عنه وكان صدوقا.
سمعت التنوخي يقول: ولد ابن شبان في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قلت: مات ابن شبان يوم الخميس السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس
عشرة وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بنيسابور.
5645 - عبد العزيز بن عبد الرزاق بن عيسى، أبو الحسين المعروف بصاحب
التبريزي:
حدث عن ابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، والطيب بن يمن
المعتضدي. كتبت عنه وكان لا بأس به يسكن قطيعة الربيع.
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الرزاق، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي
- إملاء - أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي،
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
خازم عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال: " إنكم
سترون ربكم كما ترون القمر، لا تضامون في رؤيته ".
467

مات أبو الحسين في يوم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
5646 - عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر بن بكران، أبو
القاسم الخياط:
من أهل باب الأزج. سمع علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، وعبد
الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبا عبد الله بن العسكري، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبا
سعيد الخزفي، وأبا حفص بن الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وعبيد الله بن
محمد بن فهرويه المخرمي، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وأبا
بكر المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر، وأبا القاسم الداركي، وأبا بكر الأبهري،
ومحمد بن نصر بن مكرم، وأبا بكر بن شاذان، ومن في طبقتهم وبعدهم. كتبنا عنه
وكان صدوقا كثير الكتاب.
وسألته عن مولده فقال: ولدت يوم الثلاثاء لأحد عشر بقين من شعبان سنة ست
وخمسين وثلاثمائة، ومات في ليلة الأحد مستهل المحرم من سنة أربع وأربعين
وأربعمائة، ودفن من الغد وهو يوم الاثنين في مقبرة باب حرب، وحضرت الصلاة
عليه.
5647 - عبد العزيز بن محمد بن علي بن أحمد، أبو القاسم المطرز المعروف
بابن حريقا:
سمع ابن الصلت المجبر، وسافر به أبوه إلى مصر، فسمع بها من أبي محمد
النحاس وأبي سعد الماليني. كتبت عنه وكان صدوقا يسكن درب الآجر من نهر
طابق. ومات في جمادى الآخرة من سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
5648 - عبد العزيز بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو
الطيب:
وهو أخو أبي محمد عبد الله. سمع محمد بن المظفر، والحسين بن عمر الضراب،
وأبا الفضل الزهري، وأبا عمر بن حيويه، وأبا بكر بن شاذان، وعثمان بن محمد
الأدمي، وأبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وغيرهم من هذه
الطبقة.
468

كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ثمان
وستين وثلاثمائة، ومات يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر سنة خمسين وأربعمائة،
ودفن من الغد في مقبرة باب الدير.
5649 - عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب
ابن يوسف بن سلم، أبو القاسم القطان:
سمع أبا طاهر المخلص، وأبا القاسم بن الصيدلاني. كتبت عنه وكان صدوقا
يسكن دار القطن.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد
الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا فضيل عن
الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا النار ولو
بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة ".
سألت ابن الفضل عن مولده فقال: ولدت يوم الثالث عشر من ذي الحجة سنة
خمس وثمانين وثلاثمائة، ومات في ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء العاشر من شهر
ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
5650 - عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، أبو القاسم
الأنماطي:
حدث عن أبي طاهر المخلص. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، ومنزله بشارع
دار الرقيق.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص،
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو عبد الله أحمد
ابن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني وعبيد الله بن عمر القواريري قالا:
حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي، حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن
469

رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إني شيخ كبير يشق علي القيام، فمرني بليلة لعل
الله يوفقني فيها لليلة القدر. قال: " عليك بالسابعة ".
وهذا لفظ أحمد بن حنبل. قال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم روى هذا الحديث
بهذا الإسناد غير معاذ بن هشام، وهو ابن سنبر أبو بكر الدستوائي.
آخر الجزء العاشر
470