الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٣
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الثالث
السيرة النبوية - القسم الأول
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

1415 ه‍ 1995 م
2

حرف الألف
ذكر من اسمه أحمد
ومحمد والحاشر والمقفى والعاقب
ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
أبو القاسم المصطفى والرسول المجتبى وخيرة رب العالمين وخاتم
النبيين وإمام المتقين وسيد المرسلين هادي الأمة ونبي الله (صلى الله عليه وسلم) وأزلفه
لديه
قدم بصرى من نواحي دمشق قبل أن يوحى إليه وهو صغير مع عمه أبي
طالب ومرة أخرى في تجارة لخديجة مع ميسرة غلام خديجة

(1) الحاشر من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يحشر الناس خلقه وعلى ملته دون ملة غيره، اللسان عن ابن الأثير،
(2) المقفي: نحو العاقب، وهو المولى الذاهب، يقال: قفا عليه أي ذهب، وكأن المعنى أنه آخر الأنبياء المتبع
لهم، فإذا قفى فلا نبي بعده (اللسان: قفا).
(3) قال أبو عبيدة العاقب آخر الأنبياء، والعاقب، الذي يخلف من كان قبله في الخير. (اللسان: عقب).
(4) بصري: بالشام من أعمام دمشق، وهي قصبة كورة حوران.
(5) الزيادة عن خع.
3

" باب
ذكر قدوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصرى
ومعرفة وصوله إليها مرة أولى (1) وعوده إليها كرة أخرى "
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن
أحمد بن إسماعيل الصابوني قال وحدثنا الأستاذ أبو منصور محمد بن عبد الله بن
حمشاد إملاء نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا قراد
أبو نوح (2) أنا يونس عن أبي بكر بن (3) موسى عن أبي موسى قال خرج أبو طالب
إلى الشام وخرج معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب
هبطوا وحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون ولا يخرج إليهم ولا
يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين
فقال له أشياخ من قريش وما علمك قال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر
ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني لأعرف خاتم النبوة أسفل من
غضروف كتفه مثل التفاحة فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وهو في رعية الإبل فقال
أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم سبقوا إلى فئ
الشجرة فلما جلس مال فئ الشجرة عليه فقال انظروا إلى فئ الشجرة مال عليه
قال فبينا هو قائم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه

(1) بالأصل وخع: أوفي " والمثبت عن المطبوعة السيرة النبوية ص 1 قسم أول.
(2) اسمه عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، أبو نوح المعروف بقراد (انظر تهذيب التهذيب).
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: بن أبي موسى، وانظر دلائل النبوة للبيهقي 2 / 24 وسيأتي صوابا، في
آخر الحديث:.
4

عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة (1) نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال
ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا وبعث إليه
ناس وإنا أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك قال هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم
قالوا لا إنما أخبرنا خبره بطريقك قال أفرأيتم إن أراد الله أمرا أن يمضيه (2) هل
يستطيع أحد أن يرده قالوا لا قال فبايعوه (3) وأقاموا معه قال فأتاهم فقال
أنشدكم الله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر
بلالا وزوده الراهب (4) من الكعك والزيت
قال الأستاذ أبو منصور قال أبو العباس قال العباس ليس في الدنيا مخلوق يحدث
به غير قراد أبي نوح وسمع هذا الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين من قراد
وقالا (5) وإنما سمعناه من قراد لأنه من الغرائب والافراد التي نقر بروايتها عن يونس بن
أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه
وأخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي ثنا والدي الحاكم
أبو الفتح (6) نصر بن علي بن أحمد الطوسي نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن نا
أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا قراد أبو نوح أنبأنا
يونس عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبي موسى قال خرج أبو طالب إلى الشام
وخرج معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا
رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت
قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم (7) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا
سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ

(1) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور 2 / 6 في رواية، وفي رواية أخرى في دلائل البيهقي 2 / 25 بتسعة
نفر.
(2) في البيهقي ومختصر ابن منظور: إن يقتضيه هل يستطيع أحد من الناس يرده (في المختصر: رده).
(3) عن البيهقي والمختصر: فتابعوه.
(4) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن البيهقي.
(5) بالأصل " وقال ".
(6) سقط من الأصلين وخع.
(7) بالأصل وخع يتحللهم " والمثبت عن دلائل البيهقي 2 / 24.
5

من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلا خر
ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل
التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان في رعية الإبل فقال أرسلوا
إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فقال انظروا إليه عليه غمامة تظله فلما دنا من القوم
وجدهم قد سبقوا إلى فئ الشجرة فلما جلس مال فئ الشجرة عليه فقال انظروا
إلى فئ الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليه وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى
الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من
الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا أن (1) هذا النبي خارج في هذا
الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا فقال
لهم هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم قالوا لا إنما أخبرنا خبره بطريقك
هذا (2) قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا
قال فتابعوه وأقاموا معه قال فأتاهم فقال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو
طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك
والزيت
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه وأبو الفرج غيث بن
علي بن عبد السلام الخطيب وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالوا
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنبأ جدي أبو
بكر أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري (3) الخرائطي نا عباس بن محمد
الدوري نا قراد أبو نوح نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن
أبيه قال خرج أبو طالب إلى الشام فخرج معه النبي (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا
على الراهب يعني بحيرا هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكان قبل
ذلك يمرون فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إليهم قال فنزل وهم يحلون رحالهم فجعل

(1) كذا بالأصل وخع ومختصرا ابن منظور، وفي دلائل البيهقي: جئنا إلى هذا النبي.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدركت عن دلائل النبوة للبيهقي 2 / 25 ومختصر ابن منظور
2 / 6.
(3) بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضا، هذه النسبة إلى بلدة فوق بغداد على الدجلة يقال لها سر
من رأي. (الأنساب).
6

يتخللهم (1) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا سيد العالمين فقال له أشياخ
من قريش وما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلا
خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه
ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه
فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم قال انظروا إليه عليه غمامة فلما دنا من
القوم وجدهم قد سبقوه إلى فئ الشجر فلما جلس مال فئ الشجر عليه قال انظروا
إلى فئ الشجر مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألا (2) يذهبوا به إلى
الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من
الروم قال فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا أن (3) هذا النبي خارج في هذا
الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره بعثنا (4) إلى طريقك هذا فقال
هل خلفتم أحدا هو خير منكم قالوا لا إنما أخبرنا خبرة من خبره (5) قال أفرأيتم
أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فتابعوه وأقاموا
عنده قال فقال الراهب أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده
حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي
بأصبهان قالت أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيار (6) نا
أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف نا أبو حامد بن الشرقي (7) نا
العباس بن محمد نا قراد أبو نوح نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي

(1) بالأصل وخع: يتخللهم، والمثبت عما سبق.
(2) بالأصل " أن يذهبوا " والصواب مما سبق.
(3) كذا بالأصل وخع.
(4) سقطت من الأصلين هنا.
(5) كذا بالأصل وخع: " خبرة م ن خبره " وفي المطبوعة: خبره من خبره.
(6) بالأصل " العبار " وفي خع: " العبار " والتصويب عن اللباب لابن الأثير 1 / 66 (الاشكابي) والعيار لقب له،
وهو راوية كتاب صحيح البخاري.
(7) بالأصل وخع " الشرفي " والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة: قال السمعاني: لا أدري أهذه النسبة إلى
موضع بها (نيسابور) أو إلي غيره، وظني أنه كان يسكن الجانب الشرقي بنيسابور فنسب إليه (الأنساب:
الشرقي
7

موسى عن أبي موسى قال خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب
وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون فجعل
يتخللهم (1) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا سيد العالمين هذا
رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش وما
علمك بذلك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا
ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه خاتم النبوة أسفل من غضروف (2) كتفه مثل
التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رعية الإبل
فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة فقال انظروا إليه عليه غمامة تظله فلما دنا من
القوم وجدهم قد سبقوه إلى فئ الشجرة فلما جلس مال فئ الشجرة عليه فقال
انظروا إلى فئ الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا
به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد
أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا أن هذا النبي خارج في هذا
الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه (3) ناس فإنا أخبرنا خبره بعثنا طريقك هذا قال
لهم هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم قالوا إنما أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك
هذا (4) قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا
قال فتابعوه وأقاموا معه قال فأتاهم الراهب فقال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا
أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك
والزيت
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حياة أنا أبو الحسن أحمد بن معروف نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا
أبو عبد الله محمد بن سعد (5) أنا خالد بن خداش نا معتمر بن سليمان سمعت أبي

(1) بالأصل وخع: " يتحللهم ".
(2) بالأصل: " خضروف ".
(3) سقطت من الأصلين هنا.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع. (5) الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 120.
8

يحدث عن أبي (1) مجلز أن عبد المطلب أو أبا طالب شك خالد قال لما مات
عبد الله عطف على محمد قال فكان لا يسافر سفرا إلا كان معه فيه وإنه توجه نحو
الشام فنزل منزلا (2) فأتاه فيه راهب فقال إن فيكم رجلا صالحا فقال إن فينا من
يقري الضيف ويفك الأسير ويفعل المعروف أو نحوا من هذا ثم قال إن فيكم رجلا
صالحا ثم قال أين أبو هذا الغلام قال فقال هذا (3) وليه أو قيل (4) هذا أخو (5)
وليه قال احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام إن اليهود حسد وإني أخشاهم
عليه قال ما أنت تقول ذاك ولكن الله يقوله فرده قال اللهم إني أستودعك محمدا
ثم إنه مات
قال وأنا محمد بن سعد (6) أنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح
وعبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا
لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثنتي عشرة سنة خرج به عمه أبو طالب إلى الشام في العير
التي خرج فيها للتجارة ونزلوا بالراهب بحيرا فقال لأبي طالب في السر ما قال
وأمره أن يحتفظ به فرده أبو طالب معه إلى مكة وشب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أبي طالب
يكلاؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريده من كرامته
وهو على دين قومه حتى بلغ أن رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم
مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم من

(1) ضبطت نصا في تقريب التهذيب، واسمه لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، أبو مجلز، مشهور
بكنيته، ثقة، مات سنة 106 وقيل سنة 109.
(2) في ابن سعد: فنزل منزله.
(3) في ابن سعد: ها أنذا وليه.
(4) بالأصل: " أو فيك " والمثبت عن الطبقات.
(5) سقطت من طبقات والأصل واستدركت عن هامشه، والعبارة من: " أو قيل هذا أخو وليه " ساقطة من خع.
(6) الطبقات 1 / 120 - 121.
(7) سقطت اللفظة من ابن سعد، وفي خع " معه " بدل " عمه ".
(8) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد: " في النبي صلى الله عليه وسلم ".
عن ابن سعد، وبالأصل وخع: ومعانيها.
(10) في ابن سعد: لما يريد به من كرامته.
(11) بالأصل وخع " جوادا " بالدال، والمثبت عن ابن سعد.
9

الفحش والأذى ما رآه ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع
الله من الأمور الصالحة فيه فلقد كان الغالب عليه بمكة الأمين وكان أبو طالب
يحفظه ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور
أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس
قال نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير الشيباني قال قال ابن
إسحاق وكان أبو طالب هو الذي إليه أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جده فكان إليه
ومعه ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير
هب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذ بزمام ناقته وقال يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أم
لي [* * * *] فرق له أبو طالب وقال والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا أو
كما قال قال فخرج به معه فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب
يقال له بحيرا في صومعة له وكان أعلم أهل النصرانية ولم يزل في تلك
الصومعة قط راهب إليه يصير علمهم من كتاب فيهم فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن
كابر فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا وكانوا كثيرا مما يمرون به قبل ذلك لا
يكلمهم ولا يعرض لهم حتى إذا كان ذلك العام نزلوا به قريبا من صومعته فصنع لهم
طعاما كثيرا وذلك فيما يزعمون عن شئ رآه وهو في صومعته يزعمون أنه رأى

(1) في ابن سعد: ما رئي.
(2) بالأصل وخع: " وقال " خطأ، والصواب عن سيرة ابن هشام 1 / 190 ودلائل البيهقي 2 / 27، والخبر فيهما
نقلا عن ابن إسحاق.
(3) في ابن هشام: " يلي " ومثلها في البيهقي.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي سيرة ابن هشام: " صب به " وصب به: مال إليه، وفي دلائل البيهقي: ضب به،
بالضاد المعجمة، بمعنى تعلق بن وامتسك، وتروى أيضا: ضبت به بمعنى لزمه، وكله جائز
(5) بالأصل: المركب، والمثبت عن خع وابن هشام والبيهقي.
(6) بالأصل وخع: " وتهيأ " والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي.
(7)
بحيرا، بالفتح ثم كسر الحاء المهملة آخره راء مقصورا، وقيل ممدودا.
(8) بالأصل وخع ": كانوا عن كائن " والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي.
(9) كذا بالأصل وخع والبيهقي، وفي ابن هشام: " ما ".
10

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في صومعته (1) في الركب حين أقبلوا وغمامة تظله من بين القوم
ثم أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبا منه فنظر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة
وتهصرت (2) أغصان الشجرة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى استظل تحتها فلما رأى ذلك
بحيرا نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع ثم أرسل إليهم فقال إني قد
صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم
وحركم وعبدكم فقال له رجل منهم يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا
فيما مضى وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم فقال له بحيرا صدقت قد كان ما
تقول ولكنكم ضيف وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون (3) منه كلكم
فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بين القوم لحداثة سنة في رحال (4) القوم تحت
الشجرة فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده قال يا معشر
قريش لا يتخلف أحد منكم عن طعامي هذا قالوا له يا بحيرا ما تخلف عنك أحد ينبغي
له أن يأتيك إلا غلام هو أحدث القوم سنا تخلف في رحالهم قال فلا تفعلوا ادعوه
فليحضر هذا الطعام معكم فقال رجل من قريش مع القوم واللات والعزى إن هذا
للؤم (5) بنا يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا ثم قام إليه
فاحتضنه ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا
وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته حتى إذا فرغ القوم من الطعام
وتفرقوا قام بحيرا فقال له يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه
وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما فزعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال له
لا تسألني باللات والعزى شيئا فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط فقال له بحيرا
فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فقال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من

(1) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل وخع والبيهقي واستدركت عن سيرة ابن هشام 1 / 192.
(2) تهصرت: مالت وتدلت، (قاموس: هصر) وفي دلائل: شمرت وبحاشيته عن إحدى نسخة:
وتهصرت.
(3) كذا بالأصول.
(4) بالأصل وخع " رجال " تحريف والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " اللوم " والمثبت عن دلائل البيهقي، وفي ابن هشام: إن كان للؤم
(6) عن ابن هشام، وبالأصل وخع " لا تسألن " وفي البيهقي: لا تسلني.
11

حاله من نومه (1) وهيئته وأموره فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا
من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي
عنده
فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال له ما هذا الغلام منك فقال ابني
فقال له بحيرا ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فإنه ابن
أخي قال فما فعل أبوه قال مات وأمه حبلى به قال صدقت قال ارجع بابن
أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا (2) منه ما عرفت ليبغنه شرا
فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن فأسرع به إلى بلاده
فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام
فزعموا فيما يتحدث (3) الناس أن زبيرا (4) وتماما (5) ودريسا وهم نفر من أهل الكتاب قد
كانوا رأوا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب أشياء
فأرادوه فردهم عنه بحيرا وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته
وإنهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا إليه حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما
قال قال فتركوه وانصرفوا
وقال أبو طالب في ذلك من الشعر يذكر مسيره برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما أراد منه أولئك
النفر وما قال لهم فيه بحيرا *
إن ابن آمنة النبي محمدا * عندي بمثل منازل الأولاد
لما تعلق بالزمام رحمته * والعيس (6) قد قلصن (7) بالأزواد (8)

(1) عن ابن هشام والبيهقي، وبالأصل وخع: " يومه ".
(2) الواو سقطات من الأصول، والمثبت عن ابن هشام.
(3) في ابن هشام: فيما روى الناس.
(4) الأصل وخع، والبيهقي، وفي ابن هشام: زريرا.
(5) في البيهقي: وثماما.
(6) بالأصل وخع " والعيش " والمثبت عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 9.
(7) قلصن: يقال: قلصت الإبل فش سيرها: شمرت، وقلصت الإبل تقليصا إذا استمرت في مضيها. (اللسان:
قلص).
(8) الأزواد: طعام السفر والحضر جميعا (اللسان: زود).
12

فارفض من عيني دمع ذارف * مثل الجمان مفرق الأفراد
راعيت منه قرابة موصولة * وحفظت فيه وصية الأجداد
وأمرته بالسير بين عمومة * بيض الوجوه مصالت أنجاد
ساروا لأبعد طية معلومة * فلقد تباعد طية المرتاد
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لاقوا على شرك من المرصاد
خبرا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورد معاشر الحساد
* قوما يهودا قد رأوا ما قد رأى * ظل الغمام وعز (1) ذي الأكباد
ساروا لقتل محمد فنهاهم * عنه وأجهد أحسن الإجهاد *
فثنا زبيرا بحيرا فانثنى * في القوم بعد تجاول وبعاد
ونهى دريسا فانتهى عن قوله * حبرا يوافق أمره برشاد *
وقال أبو طالب أيضا:
* ألم ترني من بعد هم هممته * بفرقة حر لوالدين كرام
بأحمد لما أن شددت مطيتي * رحلوا (2) وقد ودعته بسلام
بكا حزنا والعيس قد فصلت بنا * وأخذت (3) بالكفين فضل زمام
ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة * تجود من العينين ذات سجام (4)
فقلت يروح راشدا في عمومة * مواسير في البأساء غير لئام
فرحنا مع العير التي راح أهلها * شآم الهوى والأصل غير شآم (5)
فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا * لنا فوق دور ينظرون جسام (5)
فجاء بحيرا عند ذلك حاشدا * لنا بشراب طيب وطعام
فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا * فقلنا جمعنا القوم غير غلام

(1) في خع: " وعن " ورسمها بالأصل غير واضح تماما، الحرف الأخير فيها بين الزاي، والنون، وأثبتنا ما وافق
سيرة ابن إسحاق ص 56.
(2) كذا بالأصل وخع وفي سيرة ابن إسحاق 56: برحلي، وفي الروض الأنف 1 / 208 " لترحل إذ ".
(3) في الروض الأنف 1 / 208 " لترحل إذ ".
(3) في الروض الأنف،: وأمسكت.
(4 ة) بالأصل وخع: " سحام " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56 والروض 1 / 208.
(6) بالأصل وخع: " حسام " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56 والروض 1 / 208.
13

يتيما فقال ادعوه إن طعامنا * كثير عليه اليوم غير (1) حرام
فلما رآه مقبلا نحو داره * يوقيه حر الشمس ظل غمام
حنى رأسه شبه السجود وضمه * إلى نحره والصدر أي ضمام
وأقبل ركب يطلبون الذي رأى * بحيرا من الأعلام وسط خيام
فثار إليهم خشية (2) لعرامهم * وكانوا ذوي دهى (3) معا وعرام (4)
دريسا وتماما وقد كان فيهم * (5) زبيرا وكل القوم غير نيام
فجاؤوا وقد هموا بقتل محمد * فردهم عنه بحسن خصام
بتأويله التوراة حتى تفرقوا * فقال لهم ما أنتم بطغام (6)
فذلك من أعلامه وبيانه * وليس نهار واضح كظلام *
وقد (7) ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد الوراق أنه قدم مع أبي طالب لعشر ليال
خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من الفيل وقدم الشام مع ميسرة لأربع عشرة
ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وعشرين من الفيل وكان الراهب الذي أخبر به في
هذه القدمة اسمه نسطور الراهب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف بن بشار الخشاب نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا
محمد بن سعد (8) أنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي نا موسى بن شيبة عن عميرة بنت
عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية أخت
يعلى بن منية قالت (9) لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمسا وعشرين سنة قال له أبو طالب أنا

(1) عن خع وبالأصل " عير ".
(2) بالأصل وخع " خشبة " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56.
(3) عن سيرة ابن إسحاق وبالأصل وخع: ذهوا.
(4) العارم: بالضم الشدة والقوة (اللسان: عرم).
(5) بالأصل وخع: " زبير " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56.
(6) في خع: " بطعام ".
(7) في خع: وذكر.
(8) انظر الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 129 - 130.
(9) عن خ ع وابن سعد، وبالأصل " قال ".
14

رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير (1) قومك قد حضر خروجها
وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها (2) فلو جئتها فعرضت نفسك
عليها لأسرعت إليك وبلغ خديجة ما كان من محاورة (3) عمه له فأرسلت إليه في
ذلك وقالت (4) له أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك
قال أبو طالب هذا رزق قد ساقه الله إليك فخرج مع غلامها ميسرة وجعل
عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام فنزلا في ظل شجرة فقال
نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال لميسرة أفي عينيه (5)
حمرة قال نعم لا تفارقه قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ثم باع سلعته فوقع بينه
وبين رجل تلاح فقال له احلف باللات والعزى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما حلفت بهما
قط وإني لأمر فأعرض عنهما فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة هذا والله
نبي تجده أحبارنا مبعوثا (6) في كتبهم وكان لميسرة (7) إذا كانت الهاجرة واشتد الحر
يرى ملكين يظلان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الشمس فوعى ذلك كله وكان الله قد ألقى المحبة
من ميسرة فكان كأنه عبد له وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون فلما
رجعوا وكانوا بمر الظهران (8) قال ميسرة يا محمد انطلق إلى خديجة فأخبرها بما
صنع الله لها على وجهك فإنها تعرف ذلك لك فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى دخل مكة
في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها فرأت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على بعيره وملكان
يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخبرها بما ربحوا
في وجههم فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت فقال ميسرة قد
رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال الراهب نسطور وبما قال الآخر

(1) عن خع وابن سعد وبالأصل " غير ".
(2) عيرات جمع عير، يريد الإبل والدوابم (اللسان).
(3) بالأصل وخع " مجاورة " والمثبت عن ابن سعد.
(4) بالأصل: " وقال " والمثبت: " وقالت له " عن ابن سعد.
(5) عن ابن سعد 1 / 130 وبالأصل وخع " عينه ".
(6) في ابن سعد: منعوتا.
(7) في ابن سعد: ميسرة.
(8) موضع على مرحلة من مكة. قال عرام: مر: القرية، والظهران: الوادي.
15

الذي خالفه في البيع وقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح
وأضعفت له ضعف ما سمت له
وأعاده محمد بن سعد (1) في موضع آخر بهذا الإسناد فزاد فيه ونقص منه ألفاظا
والمعنى قريب

(1) انظر طبقات ابن سعد 1 / 155 - 157.
16

" باب
معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه "
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبو المواهب أحمد بن
محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمد الوراق قالا أنا القاضي أبو
الطيب طاهر بن عبد الله نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف نا أبو خليفة نا
عبد الله بن أسماء عن جويرية (1) عن مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن
مطعم عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي (2) خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا
الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا
العاقب [512]
تفرد برفعه عن مالك عن (3) جويرية (1) بن أسماء
ورواه عبد الله بن وهب وبشر بن عمر الزهراني ويحيى بن عبد الله بن بكير
المصري عن مالك مرسلا لم يذكروا فيه جبيرا ورفعه صحيح عن الزهري فقد
وصله عنه يونس بن يزيد (4) وشعيب بن أبي حمزة الحمصي وسفيان بن عيينة
فأما حديث يونس فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد الشرابي أنا أبو
طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنبأ أبو بكبر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة أنا
ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن

(1) عن خع وبالأصل: جويرة.
(2) انظر دلائل النبوة للبيهقي 1 / 152 وما بعدها.
(3) بالأصل وخع " بن " تحريف.
(4) بالأصل وخع: " بدير والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 154.
17

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به
الكفر وأنا (1) الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي (2) ليس بعده
أحد [513]
وقد سماه (3) الله رؤوفا رحيما (4)
وأما حديث شعيب
فأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن محمد السمناني (5) وأبو الفضل محمد بن
إسماعيل بن الفضيل وأبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد وأبو بكر أحمد بن
يحيى بن الحسن الأذربجاني (6) وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب
بهراة قالوا أنا أبو الحسن الداوودي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
حموية (7) أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي أنا أبو محمد
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنبأ الحكم بن نافع
وأخبرناه (8) أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه الأصولي أنا
أبو منصور بن شكرويه نا أحمد بن موسى بن مردويه نا أحمد بن محمد بن
زياد نا عبد الكريم بن الهيثم نا أبو اليمان أنا شعيب بن أبي حمزة عن
الزهري أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر

(1) عن خع وبالأصل " فأنا ".
(2) عقب البيهقي بعد ذكره الحديث 1 / 154: ويحتمل أن يكون تفسير العاقب، من قول الزهري كما بينه
معمر، وقد جاء عنده قبل هذا الحديث عن معمر عن الزهري حديثا وبعد ما ذكره، قال معمر قلت للزهري:
وما العاقب؟ قال: الذي ليس بعده نبي.
(3) قال البيهقي 1 / 154 وقوله: وقد سماه الله رؤوفا رحيما من قول الزهري والله أعلم.
(4) يشير إلى قوله تعالى في سورة التوبة الآية 128 (بالمؤمنين رؤوف رحيم).
(5) في خع: " السماني " تحريف، والسمناني بكسر السين وفتح الميم والنون هذه النسبة إلى سمنان وهما
قريتان: بلدة من بلاد قومس، والأخرى من قرى نسا، ولعله ينتسب إلى هذه القرية.
(6) بالأصل: " الادربحاني " وفي خع: " الادريحاني " والمثبت عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 13.
(7) مطموسة بالأصل والمثبت عن خع، والضبط عن تبصير 2 / 515.
(8) بالأصل: فأخبرناه والمثبت عن خع.
18

وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب [514] والعاقب الذي ليس بعده
أحد (1)
وأما حديث ابن عيينة
فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي (2) وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم القشيري قالا أنا محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا محمد بن
أحمد بن حمدان
وأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة
وإسحاق يعني ابن أبي إسرائيل جميعا زاد ابن المقرئ واللفظ لأبي خيثمة قالا
نا سفيان عن الزهري سمع محمد بن جبير زاد ابن حمدان بن مطعم عن أبيه أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحى به الكفر وأنا الحاشر
الذي يحشر الناس على عقبي وأنا العاقب [515] زاد ابن المقرئ والعاقب الذي
ليس بعده نبي
وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا الحسن (3) بن علي التميمي أنا
أحمد بن جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن أحمد حدثني أبي نا
سفيان [ح] (4)
وأخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد
المقرئ أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون الروياني
وأخبرناه أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني ببغداد أنا أبو
الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي أنا أحمد بن علي بن لآل نا أبو سعيد

(1) انظر البخاري 61 كتاب المناقب (17) باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ف تح الفتح 6 / 554، وانظر
الدارمي 2 / 317.
الرقاق باب في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) الأصل وخع: الفزاري، والمثبت عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 13.
(3) عن المطبوعة، وبالأصل وخع: " الحشري ".
(4) الزيادة عن خع.
19

أحمد بن زياد بن الأعرابي
وأخبرناه خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي قاضي دمشق أنا أبو
الحسن علي بن الحسن بن الحسين أنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس نا أبو
سعيد بن الأعرابي ح
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الماهاني (1) أنا أبو
منصور شجاع بن علي المصقلي (2) أنا أبو عبد الله (3) محمد بن إسحاق بن مندة
أنا أحمد بن محمد بن زياد
قالا نا الحسن بن محمد زاد ابن مندة بن الصباح ثنا سفيان بن عيينة
وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا أحمد بن إبراهيم بن
فراس نا محمد بن إبراهيم الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وفي
حديث ابن مندة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا
الماحي الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا
العاقب العاقب الذي ليس بعده نبي [516]
وفي حديث المخزومي عن محمد قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) سقط منه عن أبيه
وأخبرناه أبو الفتح محمد بن الحسين بن حمزة العلوي وأبو المعالي
طاهر بن الفضل بن محمد القرشي وأبو الفتح محمد بن الموفق بن نيازك (4)
الوكيل وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأدربجاني (5) المعدل وأبو محمد
عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ وأبو غزوان محمد بن عبد الله بن
عبيد الله المهلبي الشروطي بهراة قالوا أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل

(1) بفتح الميم والهاء، هذه النسبة إلى ماهان اسم جد.
(2) هذه النسبة - بفتح الميم والقاف - إلى مصقلة بن هبيرة.
(3) بالأصل " أبو علي " والمثبت " أبو عبد الله " عن خع.
(4) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: يبارك.
(5) كذا بالأصل وخع: وفي المطبوعة: الاذرنجاني.
20

الفضيلي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري نا محمد بن
عقيل (1) يعني ابن الأزهر البلخي نا علي بن حشرم نا سفيان عن الزهري عن
محمد بن جبير عن أبيه قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي
الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر (2) الناس على قدمي وأنا العاقب الذي
لا نبي بعدي [517]
وأخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم المرئي (3) أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن المقرئ أنا جعفر بن عبد الله بن فناكي نا أبو بكر محمد بن
هارون الروياني نا أبو الربيع نا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي
يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي (4) قدمي وأنا العاقب الذي
ليس بعده أحد [518]
وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم بن محمد
الفقيهان قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي
أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل
التميمي نا أبو عبد الله عبد الوهاب بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب الأشجعي
الدمشقي من قرية جوبر (5) نا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي
الذي يمحو الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب [519]
قال سفيان والعاقب الذي ليس بعده أحد وقال غير سفيان الذي ليس بعده
نبي
وأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا القاضي أبو عبد الله محمد بن

(1) عن خع وبالأصل " عقيلي ".
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(3) كذا بالأصل، وفي خع: " المرني " وصوبها محقق المطبوعة: المزكي.
(4) سقطت من خع.
(5) جوبر، بالراء، قرية بالغوطة من دمشق. (ياقوت).
21

أحمد بن شاذة الأصبهاني ببغداد أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن أبي عمرو
العكبري (1)
وأخبرناه أبو القاسم علي بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن الهاشمي
العباسي الوزير ببغداد نا والدي أبو الفوارس إملاء
وأخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن المؤمل الواسطي المعروف
بابن كراز الفقيه وأبو بكر أحمد بن أبي منصور (2) مقرب بن الحسين بن الحسن
المقرئ وأبو القاسم طاهر بن أبي غالب أحمد بن محمد المساميري ببغداد وأبو
محمد بن طاوس بدمشق قالوا أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي
الزينبي (3) أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز (4) قالا أنا أبو جعفر
محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي نا علي بن حرب وهو جد أبيه نا
سفيان بن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير زاد ابن كراز وابن مقرب
وطاهر بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني أنا محمد وأنا أحمد وأنا
الماحي الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي أحشر الناس زاد ابن كرار يوم
القيامة وقالوا وانا العاقب الذي ليس بعده نبي وقال ابن البناء وابن طراد
بعده (5) نبي [520]
وأخبرناه أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد البزار المعروف
بالحلواني (6) أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي
الأديب نزيل نيسابور بها أنا الحاكم الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا
أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر (7) نا عتيق بن محمد الحرشي (8) نا

(1) الأصل وخع، وفي المطبوعة: الطبري.
(2) قوله: " أبي منصور " سقط من المطبوعة.
(3) بالأصل " المرني " وفي خع " الرني " والصواب عن الأنساب (الزينبي)، وهذه النسبة إلى زينب بن
سليمان بن علي.
(4) عن تاريخ بغداد 1 / 351 وبالأصول: " البزار ".
(5) الأصل وخع، وفي المطبوعة: بعدي نبي.
(6) بعدها في المطبوعة: بمرو.
(7) عن خع، وبالأصل " المذكورة ".
(8) هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس (الأنساب).
22

سفيان بن عيينة نا الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت
النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إن لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو
الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدمي وأنا العاقب [521]
قال الزهري والعاقب الذي ليس بعده نبي أخرجه مسلم في صحيحه (1) عن أبي
خيثمة زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه ومحمد بن يحيى بن أبي
عمر وأخرجه الترمذي (2) عن سعيد بن عبد الرحمن عن ابن عيينة ورواه نافع بن
جبير بن مطعم أخو محمد أيضا عن أبيه (3) (4)
أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري وأبو رشيد علي بن
عثمان بن الهيضم وأبو الحسن علي بن أبي طالب بن محمد بن فضالة (5) بن عوانة
وأبو صالح ((6) ذكوان بن شيبان (7) بن محمد الدهان وأبو بكر خلف بن الموفق بن خلف
الطواف (8) قالوا أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي أنبأنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو غالب (9) أحمد بن علي بن الحسين (10)
النهاوندي الجكي (11) قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن
الحسين نا يحيى بن محمد بن صاعد نا سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي

(1) صحيح مسلم - كتاب الفضائل باب أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث رقم 124 (4 / 1828).
(2) صحيح الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم 5 / 135.
(3) الزيادة عن خع.
(4) بعدها في خع: آخر الجزء الثالث عشر ويتلوه إن شاء الله في لرابع عشر.
(5) قوله: " بن فضالة " سقطت من المطبوعة.
(6) في الأصل وخع: وأبو صالح بن ذكوان.
(7) الأصل وخع، وصوبه في المطبوعة: سيار.
(8) بعدها في المطبوعة: بهراة.
(9) بالأصل وخع: وأبو غالب عبد الرحمن أحمد.
(10) بالأصل وخع: " الحسن " والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 1 / 20.
(11) بالأصل وخع " الجلي " والمثبت عن التبصير 1 / 342 وفيه: أحمد علي الجكي الخياط المشهدي.
23

أنبأنا ابن جريج عن أبي الحارث (1) عن (2) نافع بن جبير بن مطعم قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد والعاقب (2) والماحي والحاشر
وقال وأنا العاقب ولم يذكر بعده [522]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور محمد بن
الحسن النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل (3) أنبأنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (4)
أنبأنا عبد الله بن صالح
وأخبرنا (5) أبو محمد عبد (6) الكريم بن حمزة السلمي أنبأنا أبو بكر
الخطيب (7)
وأخبرنا أبو القاسم بن (8) السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي قالوا أنبأنا
أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا أبو
صالح عبد الله بن صالح حدثنا الليث حدثنا خالد وقال البخاري حدثني الليث
عن خالد قالا ابن زيد عن سعيد بن هلال عن عقبة بن مسلم وقال البخاري
عتبة بن مسلم عن نافع بن (9) جبير أنه دخل على (10) عبد الملك بن مروان فقال له
أتحصى (11) أسماء النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي كان جبير يعدها وقال يعقوب أسماء

(1) كذا بالأصلين، وصححها في المطبوعة: أبو الحويرت.
(2) عن خع وبالأصل " عن ".
(3) بالأصل وخع: " لي خمسة أسماء، أنبأنا محمد بن محمد العاقب " والصواب ما أثبتناه يوافق الروايات
السابقة.
(5) الصواب: أحمد بن الحسين بن زنبيل، أثبتناه عن التبصير 2 / 593 وبالأصل وخع: " أحمد بن الحسين، وأحمد بن تونيل "
ت حريف، وهو راوي تاريم البخاري الصغير عن أبي القاسم بن الأشقر عنه.
(6) الخبر في لتاريخ الصغير للبخاري 1 / 10.
(7) بالأصل " عبيد " تحريف.
(8) ما بين الرقمين سقط من خع.
(9) سقطت من الأصلين.
(10) بالأصل وخع " عن " خطأ. والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 11.
(11) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(12) رسمها غير واضح بالأصل، وخع، والمثبت عن مختصر ابن منظور والمطبوعة.
24

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي كان جبير بن مطعم يعدها قال نعم هي ستة أحمد ومحمد
وحاشر وخاتم والعاقب والماحي وقال يعقوب وعاقب (1) وأما حاشر فبعث
مع الساعة بين يدي عذاب شديد والعاقب عاقب الأنبياء وماح محا (2) الله به
سيئات من اتبعه
وأخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو الحسين
محمد بن علي بن المهتدي أنبأنا أبو جعفر بن شاهين
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن (3) الحسين بن
هبة الله المعروف بابن الغانمة (4) وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله قالوا أخبرنا
أبو محمد الصيرفيني (5) قالوا أنبأنا أبو القاسم بن حبابة قالوا أنبأنا أبو القاسم
البغوي أنبأنا علي بن البغدادي (6) أنبأنا علي بن الجعد أخبرني حماد بن سلمة
عن جبير (8) بن إياس عن نافع بن جبير زاد ابن حبابة بن مطعم عن أبيه قال
سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة ونبي
الملحمة [523]
رواه ابن مهدي عن حماد
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعد (9)
الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو (10) بن حمدان

(1) بعدها في المطبوعة: وماء، وفي مختصر ابن منظور: وقيل: وعاقب وماح.
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(3) زيادة عن خع.
(4) كذاب بالأصل وخع وفي المطبوعة: العالمة.
(5) في خع: " الصيرفي " وفي المطبوعة: الصريفيني " وقوله: " قالوا " سقطت من المطبوعة.
(6) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة، ونبه محققها إلى أن العبارة محقحمة ولا لزوم لها، وفي مثبتة بالأصل
وخع.
(7) الأصل وخع: وفي المطبوعة: جعفر، وانظر تقريب التهذيب ترجمته.
(8) الأصل وخع: " أبو سعيد " خطأ وقد تقدم كثيرا.
(9) بالأصل وخع: " أبو عمر " خطأ وقد تقدم كثيرا.
25

أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم (1) بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر المقرئ
المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عثمان بن أبي شيبة أنبأنا جرير عن
الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال
ابن حمدان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يسمي لنا نفسه (2) أسماء فقال أنا محمد وأحمد
والمقفى (3) والحاشر ونبي الرحمة ونبي الملحمة [524]
أخبرنا أبو القاسم أحمد بن هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن
المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4) أنبأنا وكيع
عن المسعودي ويزيد قال أنبأنا المسعودي (5) عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة
عن أبي موسى قال سمى لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه (6) أسماء منها ما حفظنا فقال أنا
محمد وأحمد والمفقي (7) والحاشر ونبي الرحمة والملحمة (8) قال يزيد ونبي التوبة
ونبي الملحمة [525]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا يونس بن بكير
عن عبد (9) الرحمن بن عبد الله عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى
قال سمى لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفسه أسماء منها ما حفظنا قال أنا محمد وأحمد
والمقفي (10) والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة [526]

(1) بالأصل وخع: " أبو إبراهيم " خطأ.
(2) بالأصل وخع: تسعة.
(3) سقطت من الأصل، وسقطت الواو أيضا بين أحمد ومحمد.
(4) مسند أحمد 4 / 395، 407.
(5) الزيادة عن مسند أحمد 4 / 395.
(6) بالأصل وخع: والمتقي، والمثبت عن مسند أحمد.
(7) اللفظة ليست في مسند أحمد.
(8) بالأصل وخع: عبيد.
(9) بالأصل وخع: تسعة، وأثبتنا ما ورد في الرواية السابقة.
(10) بالأصل وخع: والمتقي.
(11) الأصل وخع، وفي المطبوعة: ونبي التوبة والملحمة.
26

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي 1 أنبأنا أبو الغنائم بن
المأمون أنبأنا أبو الحسن 2 الدارقطني أنبأنا أحمد بن علي المقرئ بن العلاء
وعبد الله بن جعفر بن حشيش قالا أنبأنا يوسف بن موسى أنبأنا جرير عن
الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يسمي لنا نفسه أسماء فقال أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة
ونبي الملحمة [527]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) أنبأنا روح وعفان
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد (4) بن يوسف بن العلاف إجازة
وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو عنه أنبأنا أبو الحسن
الحمامي نا أبو عمرو أحمد بن عثمان (5) بن أحمد بن عبد الله الدقاق أنبأنا
محمد بن البزار أنا علي بن الجعد قال أنبأنا حماد بن سلمة (6) عن عاصم بن
بهدلة عن زر (7) بن حبيش قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال أحمد بن حنبل
النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول في سكة من سكك المدينة أنا محمد (8) وأحمد والحاشر والمقفي ونبي
الرحمة ونبي (10) الملحمة [528]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا أسود بن عامر أنبأنا أبو

(1) بالأصل وخع " المرزوقي " والمثبت عن الأنساب وفيه أنه سمع أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون.
وهذه النسبة إلى المزرفة قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.
(2) بالأصل " الحسين ".
(3) مسند أحمد 5 / 405.
(4) الأصل وخع وفي المطبوعة: محمد.
(5) الأصل وخع وفي المطبوعة: أبو عمرو عثمان.
(6)
بالأصل وخع: " حمزة بن حماد " والمثبت " حماد بن سلمة عن مسند أحمد.
(7) بالأصل وخع: زرين " والمثبت يوافق مسند أحمد.
(8)
في مسند أحمد: " وأنا أحمد ".
(9)
عن مسند أحمد وبالأصل وخع: والمتقي.
(10) قوله: " ونبي الملحمة " لم ترد في المسند
27

بكر بن عاصم عن أبي وائل قال قال حذيفة بينما أنا أمشي في طريق المدينة إذا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمشي قال سمعته يقول أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة
والحاشر والمقفي (1) ونبي الملحمة ونبي (2) الرحمة [529]
وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن الصوري أنبأنا علي بن الحسين أبو
يعلى (3) أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الشاهد أنبأنا أبو سعيد بن (4) الأعرابي
أنبأنا محمد بن أحمد التستري (5) أنبأنا محمد بن طريقة (6) أنبأنا أبو بكر عن
عاصم عن أبي وائل عن حذيفة قال لقد لقيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في بعض طريق المدينة
فقال أنا محمد وأنا أحمد وأنا نبي الرحمة ونبي التوبة والمقفي (7) وأنا
الحاشر ونبي الملحمة [530]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة الجرجاني (8)
أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي (9) أنبأنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أنبأنا عبد الله بن عمر أنبأنا أبو يحيى التيمي
أنبأنا سيف بن وهب عن أبي الطفيل قال (10) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لي عند ربي
عشرة أسماء
قال أبو الطفيل قد حفظت منها ثمانية محمد وأحمد وأبو القاسم والفاتح
والخاتم والماحي فالعاقب والحاشر

(1) عن مختصر ابن منظور 2 / 11 وبالأصل وخع: والمتقي.
(2) في مختصر ابن منظور: " ونبي الملاحم " مكان: " ونبي الملحمة ونبي الرحمة ".
(3) كذا بالأصل وخع:.
(4) بالأصل وخع " بن الأعمش بن الأعرابي ".
(5) بضم التاء الأول وفتح الثانية، وسكون السين، هذه النسبة إلى تستر بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان.
(6) كذا بالأصل وخع، وصوبت في المطبوعة: " محمد بن طريف ".
(7) بالأصل وخع: " والمتقي " والمثبت عما سبق من روايات.
(8) بالأصل وخع " الحاقاني " تحريف.
(9) الخبر في الكامل للضعفاء لابن عدي 3 / 437 ط دار الفكر - بيروت.
(10) الزيادة عن ابن عدي.
28

قال أبو يحيى وزعم سيف أن أبا جعفر قال له إن الاسمين الباقيين يس
وطه [531]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه من مصر ثم
أخبرنا (1) أبو محمد (2) عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر
الإسفرايني قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد الطفال بمصر أنبأنا
محمد بن (3) عبد الله بن عمر نا إسماعيل بن إبراهيم التيمي أبو يحيى نا سيف بن
وهب عن أبي الطفيل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لي عند ربي عز وجل عشرة
أسماء [532]
قال أبو الطفيل حفظت منها ثمانية محمد وأحمد وأبو القاسم والفاتح
والخاتم والعاقب والماحي والحاشر
قال (4) سيف وزعم جعفر (4) قال له الاسمان الباقيان يس وطه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه أخبرنا أبو منصور
محمد بن عبد الملك قال أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن عبد الله بن
شهريار (5) أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن محمد بن مهران
السوطي (6) البغدادي أنبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين أنبأنا سليمان (7) أنبأنا سلمة بن
نبيط (8) عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أنا أحمد
ومحمد والحاشر والمقفي (9) والخاتم [533]

(1) بعدها في الأصل وخع: أخبرنا.
(2) بالأصل: " أبو محمد هبة بن عبد الرحمن " وفي خع " هبة الله، والمثبت يوافق مشيخة المصنف 1 / 213.
(3) في المطبوعة: محمد بن عبدوس، حدثنا عبد الله بن عمر.
(4) كذا وردت العبارة هنا، وتقدم في الخبر السابق: قال أبو يحيى: وزعم سيف: أن أبا جعفر قال له:
(5) عن خع وبالأصل: شهرباز.
(6)
بالأصل وخع: " السيوطي " تحريف، والصواب عن تاريخ بغداد 5 / 99 (ترجمته) وهذه النسبة إلى السوط
وعمله (الأنساب والضبط بفتح السين وسكون الواو عنها).
(7) كذا بالأصل وخع، " أنبأنا سليمان " ولم ترد في تاريخ بغداد.
(8) عن تاريخ بغداد، وبدون نقط في الأصل وخع.
(9) عن تاريخ بغداد وبالأصل " والمتقي ".
29

قال الخطيب (1) وأنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان الطبراني أنا أحمد بن
محمد بن يحيى السوطي (2) بإسناده مثله قال الخطيب اختلف في اسم جده (3)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (4) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا
أحمد بن عبد الجبار (5) نا وكيع عن إسماعيل الأزرق عن ابن عمر عن محمد بن
الحنفية قال ياسين قال يا محمد
وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا (6) أنبأنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا ابن فضيل عن الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " (7) يا رجل " ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى " وكان يقوم الليل على رجليه فهي لغة لعك (8) إن قلت
لعكي (9) يا رجل لم يلتفت وإذا قلت يا طه التفت إليك
قال (10) وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري
يقول قال الخليل بن أحمد خمسة من الأنبياء ذوو اسمين محمد وأحمد نبينا
الصلاة والسلام وعيسى والمسيح وإسرائيل ويعقوب ويونس وذو النون وإلياس
وذو الكفل
قال أبو زكريا ولنبينا (صلى الله عليه وسلم) وعليهم أجمعين خمسة أسماء في القرآن أحمد

(1) العبارة من هنا إلى " اسم جده " مكررة بالأصل.
(2) بالأصل وخع: " السيوطي " تحريف، والصواب عن تاريخ بغداد 5 / 99 (ترجمته) وهذه النسبة إلى السوط
وعمله (الأنساب والضبط بفتح السين وسكون الواو عنها).
(3) كذا بالأصل ولم ترد العبارة الأخيرة بتاريخ بغداد، انظر ترجمته تاريخ بغداد 5 / 99.
(4) دلائل النبوة للبيهقي ط بيروت 1 / 158 -
(5) ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي ومكان العبارة بالأصل وخع: " أحمد وعبد الله بن الجبار " كذا.
(6) بالأصل وخع: " قال " والصواب عن دلائل البيهقي 1 / 158.
(7) سورة طه، الآية: 1 و 2.
(8) عن دلائل البيهقي وبالأصل: " لعلك ".
(9) عن البيهقي وبالأصل وخع: لعلي.
(10) انظر دلائل النبوة للبيهقي 1 / 159.
30

ومحمد وعبد الله وطه ويس قال الله تعالى في ذكر محمد (صلى الله عليه وسلم) " محمد
رسول الله " (1) قال " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " (2) وقال الله تعالى
في ذكر عبد الله " وأنه لما قام عبد الله " (3) يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلة الجن " وكادوا
يكونون عليه لبدا " (4) وإنما كانوا يقعون بعضهم على بعض كما أن اللبد يتخذ من
الصوف فيضع بعضه على بعض فيصير لبدا قال الله تبارك وتعالى " طه ما أنزلنا عليك
القرآن لتشقى " والقرآن إنما أنزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دون غيره
وقال الله تبارك وتعالى " يس " (5) يعني يايس (6) والإنسان ها هنا العاقل وهو
محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إنك لمن المرسلين " (7)
قال البيهقي (8) وزاد غيره من أهل العلم فقال سماه الله تعالى في القرآن
رسولا نبيا أميا وسماه شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا
منيرا وسماه رؤوفا رحيما وسماه نذيرا مبينا وسماه مذكرا وجعله رحمة
ونعمة وهاديا وسماه عبدا الله (9) (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله تسليما كثيرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
أبو (10) القاسم حمزة بن يوسف أنبأنا أبو (11) أحمد بن عدي (12) أنبأنا الخضر بن
أحمد بن أمية الحراني حدثنا محمد بن الفرح بن السكن أنبأنا إسحاق بن (13) بشر

(1) سورة الفتح، الآية: 29 وبالأصل: ورسول الله.
(2) سورة الصف، الآية: 19.
(3) سورة الجن، الآية: 19.
(4) الآية الأولى من سورة ياسين.
(5) في الدلائل: يا إنسان.
(6) سورة ياسين، الآية: 3.
(7) النبوة للبيهقي 1 / 160.
(8) عن البيهقي، وبالأصل وخع: من.
(9) عن البيهقي، وبالأصل وخع: من.
(9) عن البيهقي وخع، وبالأصل: عبيدا.
(10) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن الأنساب (الجرجاني).
(11) قطت من الأصل وخع واستدركت عن الأنساب (الجرجاني).
(12) الكامل في الضعفاء 1 / 337 ترجمته إسحاق بن بشر.
(13) بالأصل: بن أبي بشر، والصواب ما أثبتناه عن ابن عدي، وانظر لسان الميزان 1 / 354.
31

الخراساني حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيد
بني دارا واتخذ مأدبة وبعث (1) داعيا فالسيد الجبار (1) والمأدبة القرآن والدار
الجنة فالداعي أنا فأنا اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد وفي التوراة
أحيد وإنما سميت أحيد لأني أحيد عن أمتي نار جهنم فأحبوا العرب بكل
قلوبكم [534]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد
البحيري (2) فيما قرئ عليه وأنا حاضر أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين
العلوي أنبأنا محمد بن محمد بن علي حدثنا بكير بن محمد بن عبد الله بن
إبراهيم البخاري نا أبي نا بحير بن نصر نا عيسى بن موسى غنجار (3) عن
خارجة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال لما ولد النبي (صلى الله عليه وسلم)
عق (4) عنه عبد المطلب بكبش وسماه محمدا فقيل له يا أبا الحارث ما حملك على أن
تسميه محمدا ولم تسمه باسم آبائه قال أردت أن يحمد الله عز وجل في السماء
ويحمده الناس في الأرض
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وحدثنا أبو الحسن علي بن (5)
المسلم الفقيه إملاء قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا
أبو الدحداح أنبأنا عبد الوهاب بن (6) عبد الرحيم الأشجعي أنبأنا سفيان بن
عيينة عن علي بن زيد بن جدعان قال تذاكروا ما قيل من الشعر قال فقال رجل
ما سمعنا شيئا أحسن من بيت أبي طالب
* وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد *
وأخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم أنبأنا أبو علي

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن ابن عدي.
(2) بالأصل وخع: " البخاري " والصواب عن الأنساب (البحيري) وهذه النسبة إلى بحير، أحد أجداده.
(3) بالأصل وخع عنجار بالعين المهملة، والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.
(4) عق عن ابنه: حلق عقيقته أو ذبح عنه شاة (اللسان: عقق).
(5) سقطت من الأصل وخع، واستدركت مما سبق من إسناد.
(6) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن تقريب التهذيب (ترجمته).
32

الحسن بن عمر بن يونس أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأنا أبو العباس
محمد بن أحمد الأثرم أنبأنا حميد بن الربيع حدثنا سفيان قال سمعت علي بن
زيد بن جدعان يقول تذاكروا أي بيت من الشعر أحسن فقال رجل ما سمعنا بيتا
أحسن من قول أبي طالب
* وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري (1) فيما ناولني وقال
اروه عني أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (2) أنبأنا أبو الفرح المعافا بن
زكريا القاضي من اسمه يروى على وجهين على همزة مقطوعة لإقامة الوزن وقد جاء مثله
في الشعر كما قال الشاعر
* بأبي امرؤ الشام بيني وبينه * أتتني ببشرى برده ورسائله *
وقال آخر
* ألا لا أرى اثنين أكرم شيمة * على حدثان الدهر مني ومن جمل *
وقال آخر
* إذا جاوز الاثنين سر كأنه * ببث وتكثير الوشاة قمين (3) *
ويروى
* ألا كل سر جاوز اثنين أنه
فعلى هذه الرواية لا شاهد فيه والوجه الثاني في رواية البيت *

(1) بالأصل وخع: " العكري " والصواب عن الأنساب (الجازري)، وهذه نسبة إلى عكبرا بلدة على الدجلة
فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي. (الأنساب العكبري).
(2) بالأصل وخع " الحازري " والصواب بالجيم، كما في الأنساب وهذه النسبة إلى جازرة وهي قرية من أعمال
نهروان بالعراق.
وذكر السمعاني ممن انتسب إليها أبو علي محمد بن الحسين... روى كتاب الجليس والأنيس عن القاضي
المعافي بن زكريا، وبالأصل وخع: " أحمد " وصوبناه عن الأنساب " محمد ".
(3) كرر البيع بالأصل وخع، وهو لقيس بن الخطيم ديوانه ط بيروت ص 162 وفيه: " فإنه بنشر " وقمين أي
حري خليق.
33

وشق له من اسمه
على الوصل وترك القطع إقرار له على أصله في إخراجه على قياسه فإذا روي
هكذا فهو على الزحاف وفي زحافه حذف خامس جزئه الثاني هو الذي مفاعي لن
فيصير مفاعلن وسمي هذا الزحاف القبض وقد يقع الزحاف في هذا الجزء بإسقاط
سابعه وهو نون مفاعيل لن ويسمى الكف والقبض في هذا أحسن الزحافين
والكف أحسنهما عند الأخفش وهذان الزحافان يتعاقبان ولا يجتمعان
34

" باب
ذكر معرفة كنيته
ونهيه أن يجمع بينها (1) وبين اسمه أحد من أمته "
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2) أنبأنا أبو
عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسن
السلمي إملاء
وأخبرنا أبو بكر في كتابه أخبرنا محمد بن عبد الله بن حبيب وأبو محمد بن
طاوس وغيرهما عنه
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الخطيب أنبأنا أبو الفضل محمد بن
علي بن الحسن
أخبرنا أبو الفضل محسن بن منصور بن محسن البسطامي أنبأنا سعيد بن
محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا القاضي أبو العلاء (3) أبو بكر الحيري قال أنبأنا أبو
العباس محمد بن يعقوب أنبأنا أبو (4) يحيى أنبأنا سفيان (5) بن عيينة (6) عن أيوب
عن محمد بن سيرين قال سمعت أبا هريرة (7) يقول قال أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) تسموا

(1) الأصل وخع: " بينهمها " والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 14.
(2) عن خع وبالأصل " الحسن " وهو أحمد بن الحسين البيهقي صاحب دلائل النبوة، انظر كتابه الدلائل.
1 / 162.
(3) كذا بالأصل وخع " أبو العلاء.
والمناسب حذفها.
(4) الزيادة عن دلائل البيهقي، وهو زكريا بن يحيى بن أسد.
(5) بالأصل وخع: " سعيد " والصواب عن البيهقي.
(6) في خع: عتيبة تحريف.
(7) بالأصل وخع: " الهروي " والمثبت عن دلائل البيهقي.
35

باسمي ولا تكنوا (1) بكنيتي [535]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا إبراهيم بن الحجاج
أنبأنا حماد عن حميد (2) عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان بالبقيع (3) فنادى رجل يا
أبا القاسم فالتفت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال الرجل لست إياك أعني فقال زاد ابن
المقرئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سموا 4 باسمي ولا تكنوا بكنيتي [536]
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن الحسين في كتابه وأخبرنا عنه أبو (5)
محمد بن طاوس أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي (6) أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
وأبو سعيد بن أبي عمر قالا أنبأنا (7) أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا
محمد بن هشام بن ملاس النميري أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري أنبأنا حميد
قال قال أنس نادى رجل بالبقيع (8) يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا
رسول الله لم أعنك إنما عنيت فلانا فقال سموا باسمي ولا تكنوا (9) بكنيتي [537]
أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أبو بكر القطيعي أنبأنا

(1) في دلائل البيهق ي: تكتنوا.
(2) بالأصل وخع: " حماد بن حميدة " والصواب عن المطبوعة قسم 1 / 27.
(3) البقيع، مقبرة أهل المدينة.
(4) في خع: تسموا.
(5) سقطت من الأصل وخع.
(6) في خع: " السجامي ".
(7) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو القاسم أبو العباس " حذفنا " أبو العباس ".
(8) بالأصل وخع: " بالبقيع، أنبأنا أبو القاسم قال سمعت إليه رسول الله " والعبارة مضطربة، والمثبت عن
مختصر ابن منظور 2 / 14 والمطبوعة قسم 1 / 28.
(9) كررت بالأصل وخع.
36

عبد الله (1) بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا (2) هشيم عن حصين
عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال ولد لرجل منا (3) غلام فسماه القاسم
فقلنا لا تكنيك به حتى نسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) وذكرنا له فقال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما
بعثت قاسما بينكم (4) [538]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن
حمدان
أخبرتنا فاطمة بنت ناصر أنبأنا إبراهيم بن منصور قراءة وأنا حاضرة أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى نا زهير نا جرير عن منصور عن سالم بن أبي
الجعد عن جابر قال ولد لرجل (5) منا غلام فسماه محمدا فقال له (6) قومه لا
ندعك تسميه باسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانطلق بابنه حامله على ظهره فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال يا رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي (7) لا ندعك تسمي
باسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سم باسمي ولا تكن (8) بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم
بينكم [539]
رواه (9) الأعمش عن سالم بن أبي الجعد

(1) بالأصل: " أبو عبد الله أحمد... " والمثبت يوافق مسند أحمد بن حنبل 3 / 303.
(2) الزيادة عن مسند أحمد، وبالأصل وخع: وهشيم.
(3) الزيادة عن مسند أحمد.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 14، ولفظة " ولد " موجودة
على هامش الأصل.
(5) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(6) بالأصل وخع: " قال لي قومك " ولا مثبت عن مختصر ابن منظور.
(7) بالأصل وخع: " سمى.. ت كنى " والصواب ما أثبت، وفي مختصر ابن منظور: " تسموا... تكنوا.
(8) كذا، وقد جاء هذا التعقيب في المطبوعة بعد حديث آخر وبسند آخر عن جابر بن عبد الله، وقد سقط من الأصل وخع وتمامه:
أخبرنا أبو القاسم بن القشيري أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا جدي أبو الحسين، أنبأنا محمد بن إسحاق
الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال:
ولد لرجل منا غلام فسماه محمدا فقال قومه: لا ندعك تسميه باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بابنه حامله على
ظهره فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، لود لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي: لا ندعك
تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم.
37

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد
وأخبرناه أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا القطان (1) وأبو القاسم بن
السمرقندي والمبارك بن أحمد بن علي القصار الوكيل بقراءتي (2) عليهما قالوا
أخبرنا أبو الحسين (3) بن النقور
وأخبرناه أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس
قالا أنبأنا أبو عثمان البحيري
قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن هارون أنبأنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد البغوي قراءة عليه وأنا أسمع حدثنا داود بن رشيد أبو
الفضل الخوارزمي أنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني أنا
أبو القاسم أقسم بينكم [* * * *] وفي حديث البحيري ولا تكتنوا (4) [540]
أخبرنا أبو القاسم الكاتب أنبأنا أبو علي الواعظ أنبأنا أحمد بن جعفر بن
حمدان حدثنا (5) عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أبو معاوية ثنا (6)
الأعمش عن سالم عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسموا (7) باسمي
ولا تكنوا بكنيتي فإني جعلت قاسما أقسم بينكم [541]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى أنا أبو خيثمة نا يحيى بن سعيد عن ابن (8) عجلان عن

(1) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: " لفظا ".
(2) عن المطبوعة وبالأصل: تدلني.
(3) بالأصل " أبو الحسن " وفي خع: أبو الحسن بن القبور.
(4) الزيادة عن المطبوعة وقد سقطت من الأصل وخع.
(5) الزيادة عن المطبوعة، وبالأصل وخع: " بن أحمد بن عبد الله ".
(6) سقطت من الأصلين واستدركت عن مسند أحمد 3 / 313.
(7) عن مسند أحمد وبالأصل " سموا ".
(8) عن دلائل البيهقي 1 / 163 وبالأصل " أبي " ومثله في خع.
38

أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي الله المعطي وأنا
أقسم [542]
وأخبرنا أبو القاسم بن أبي سعيد بن أبي العباس نا أبو سعد (1) محمد بن
عبد الرحمن (2) الجنزرودي أنبأنا (3) أبو سعيد أنبأنا أبو محمد بن سعيد بن
سيرين بن العباس التميمي الكرابيسي (4) أنبأنا أبو الفضل محمد بن إدريس الشامي
السرخسي نا يحيى بن داود أنبأنا أبو زكريا الواسطي أنبأنا إسحاق بن يوسف
الأزرق عن سفيان عن محمد بن الخلال عن أبيه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تجمعوا بين كنيتي (5) واسمي أو بين كنيتي واسمي أنا أبو القاسم
الله يعطي وأنا أقسم [543]
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأنا أبو سعد (6) الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن
حمدان
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرأ على إبراهيم بن منصور العلوي السلمي
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال أنبأنا أبو يعلى نا زهير أنبأنا محمد هو ابن
خازم (7) حدثنا الأعمش عن أبي (8) سفيان عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي [544]
وأما نهيه عن الجمع بينهما
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن

(1) بالأصل وخع " أبو سعيد ".
(2) بالأصل وخع " عبد الله " والصواب عن معجم البلدان " جنزروذ " بالذال المعجمة وهي قرية من قرى
نيسابور.
كذا الذي بين الرقمين بالأصل وخع، وصوب الاسم في المطبوعة عن سير أعلام النبلاء: أخبرنا أبو سعيد
محمد بن بشر بن العباس بن محمد النيسابوري الكرابيسي.
(4) كذا بالأصل وخع، والمناسب: بين اسمي وكنيتي، كما في مختصر ابن منظور 2 / 14 4.
(5) بالأصل وخع " أبو سعد ".
(6) بالأصول: " حازم " بالحاء المهملة تحريف.
(7) ورد بالأصلين عن أبي سفيان والصواب حذف أبي فهو سفيان بن عيينة.
39

منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نا زكريا بن يحيى نا شريك عن
مسلم عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تسمى باسمي فلا
يكنى (1) بكنيتي [545]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي (2) بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (3) أنبأنا وكيع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسين المقرئ إبراهيم بن منصور
وأبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي ببغداد قالا أنبأنا أبو
عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني أخبرتنا أم الفتح أمة السلام (4) بنت
أحمد بن كامل بن خلف قالت حدثنا محمد (5) بن إسماعيل البندار أنبأنا
أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف نا عبد الرحمن بن مهدي قالا نا
سفيان بن عبد الكريم الجزري (6) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تجمعوا بين (7) كنيتي واسمي [546]
فاختلف في ذلك فقيل إنما نهى عنه في حال حياته لما دعي غيره فظن أنه هو
المدعى كما في الحديث الأول والثاني وقيل إنما نهى عنه أن يجمع بين اسمه وكنيته
كما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو
بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد (8) حدثني أبي ثنا (9) إسماعيل يعني بن علية
أنبأنا هشام [* * * *] (10) وعبد الصمد أنبأنا هشام [* * * *] (11) وكثير بن هشام ثنا هشام (12)

(1) في خع: يتكنى " وفي مختصر ابن منظور 2 / 14 يكنني.
(2) بالأصل وخع: " يعلي " تحريف، وقد مر كثيرا في أسانيد سابقة.
(3) مسند أحمد 3 / 350.
(4) بالأصل " أم اللام " وفي خع " أم السلام " والمثبت عن تاريخ بغداد 14 / 443.
(5) بالأصل وخع: " أحمد " والمثبت عن الأنساب " البصلاني ".
(6) بالأصلين " الحزري " والمثبت عن مسند أحمد.
(7) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور 2 / 14 ونصه في مسند أحمد 3 / 450 لا تجمعوا اسمي وكنيتي.
(8) بالأصل وخع: " مالك بن عبد الله أحمد " والذي أثبتناه يتوافق مع مسند أحمد 3 / 313.
(9) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مسند أحمد 3 / 313.
(10) مكانها بالأصل " بن " والمثبت عن مسند أحمد 3 / 313.
(11) ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد 3 / 313.
40

عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي ومن تكنى
بكنيتي فلا يتسمى باسمي (1) [547]
وأخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو زكريا أنبأنا أبو
بكر بن فورك أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يونس بن حبيب أنبأنا أبو داود
الطيالسي عن هشام
قال البيهقي وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا
إسماعيل بن إسحاق وأبو مسلم أنبأنا مسلم بن إبراهيم نا هشام أنبأنا أبو (2)
الزبير عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ومن كني
بكنيتي فلا يسمى باسمي [548]
وقد روي أنه (صلى الله عليه وسلم) أرخص في الجمع بينهما لولد علي بن أبي طالب
كما أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو أحمد الجوهري أنبأنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي أنبأنا أبو الحسن علي بن
الحسين بن معدان نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأنا وكيع أنبأنا فطر بن خليفة
عن منذر الثوري عن ابن (3) الحنفي أن عليا قال يا رسول الله إن ولد لي بعدك ولد
أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك فقال نعم [549] وكانت رخصة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي
أخبرنا أبو الأعز (4) بن الأسعد قال أخبرنا الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (5) نا عمرو بن علي الفلاس
(6)

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن مسند أحمد 3 / 313.
(2) بالأصل وخع " بن " والصواب مما سبق من إسناد.
(3) الأصل وخع: " أبي " خطأ، وهو محمد بن الحنفية، الحنفية: أمه، وهو محمد بن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه.
(4) بالأصل وخع: " أبو بكر " والصواب ما أثبت، انظر تذكرة الحفاظ 4 / 125 قراتكين بن الأسعد، أبو
الأعز.
(5) بالأصل وخع: " أبو بكر بن محمد... شهر باز " وكما أثبتناه في أسانيد متقدمة.
(6) عن خع وبالأصل " العلاس ".
41

نا يحيى بن سعيد نا فطر بن خليفة حدثني منذر الثوري عن محمد بن الحنفية
قال قال علي يا رسول الله إن ولد لي بعدك أسميه باسمك وأكنته بكنيتك قال
نعم [* * * *] فسماني محمدا وكناني بأبي القاسم وكانت رخصة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي بن
أبي طالب [550]
وروي عنه ما يدل على إباحة الجمع بينهما مطلقا
فيما أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي وأبو القاسم عبد الملك بن
عبد الله بن داود المغربي قالا أنا أبو علي بن أحمد التستري أنبأنا أبو عمر
الهاشمي أنبأنا أبو علي محمد (1) بن أحمد اللؤلؤي حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو بكر بن البيهقي أنبأنا أبو علي
الروذباري (2) أنا محمد بن بكر قالا أنبأنا أبو داود حدثنا النفيلي نبأني محمد بن
عمران الحجبي عن جدته صفية بنت شيبة عن عائشة قالت جاءت امرأة إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم فذكر
لي أنك تكره ذلك فقال ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي أو (3) الذي حرم كنيتي
وأحل اسمي [551]
أخبرناه أبو القاسم الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4) نا وكيع حدثني محمد بن عمران الحجبي
قال سمعت (5) صفية بنت شيبة عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما (6) حل
اسمي وحرم كنيتي وما حرم كنيتي وأحل اسمي (7) [552]

(1) بالأصل وخع: " أحمد " والصواب عن الأنساب (اللؤلؤي).
(2) بالأصل وخع: " الروزراي " والصواب من أسانيد متقدمة، والأنساب وقد ذكره فيمن انتسب إلى روذبار
موضع على باب الطابران بطوس، وهو ممن روى عنهم أبو بكر البيهقي.
(3) العبارة بالأصل وخع: " وأما الذي حرم أحل كنيتي وحرم اسمي " وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور.
1 / 15.
(4) مسند أحمد 6 / 135 - 136.
(5) ما بين معكوفتين عن مسند أحمد وبالأصل وخع: سمعه من.
(6) في المسند: ما أحمد.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، وزيادة عن المسند.
42

وأخبرناه أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو منصور المقرئ ببغداد بن
شكرويه وأبو بكر بن المسمار قالا أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله (1)
أنبأ الحسين (2) بن إسماعيل المحاملي (3) نا فضل (4) الأعرج أبو عاصم عن محمد بن
عمران قال حدثتني جدتي صفية بنت شيبة قالت ولد لي غلام فسميته محمدا وكنيته
أبا (5) القاسم فزعموا (6) أن ذلك يكره فقالت عائشة جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا
رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أحل
اسمي وحرم كنيتي وأحل (7) كنيتي وحرم اسمي [553]
فذهب مالك إلى الأخذ بهذا
فيما أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي قال قال حميد بن
زنجويه في كتاب الأدب سألت (8) ابن أبي أويس ما كان مالك يقول في الرجل يجمع اسم
النبي (صلى الله عليه وسلم) وكنيته فأشار إلى شيخ جالس معنا فقال هذا محمد بن مالك سماه محمدا
وكناه أبا القاسم وكان يقول إنما نهي عن ذلك في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) كراهية أن يدعى أحد
باسمه أو كنيته فيلتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأما اليوم فلا بأس بذلك (9)
وذهب الشافعي إلى أن ذلك لا يجوز
كذلك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي (10) أنا أبو

(1) الزيادة عن المطبوعة.
(2) بالأصل وخع " الحسن " تحريف،. والصواب " الحسين " انظر ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 19 والأنساب
المحاملي).
(3) هذه النسبة - بفتح الميم والحاء - إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة، (الأنساب،
وذكر السمعاني فيمن انتسب إليها القاسم وأبا عبد الله الحسين ابني إسماعيل...).
(4) بالأصل وخع " فضيل " تحريف، والمثبت عن تقريب التهذيب، وهو فضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج
البغدادي.
(5) عن خع وبالأصل " أبو.
(6) بالأصل وخع: " وعمروا " والمثبت عن المطبوعة.
(7) كذا وردت العبارة في الأصل وخع، وفي المطبوعة: وما حرم كنيتي وأحل اسمي.
(8) بالأصل وخع: فسألته من أبي أويس " والمثبت عن نختصر ابن منظور 2 / 15.
(9) السنن الكبري للبيهقي 9 / 310.
(10) السنن الكبرى للبيهقي 9 / 309.
43

عبد الله الحافظ قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب
يقول (1) سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول لا يحل لأحد أن يكنى بكنيتي بأبي القاسم كان اسمه
محمدا أو غيره وكناه جبريل عليه السلام أبا إبراهيم (2)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو طاهر (4) الفقيه
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد (5) بن عبدوس الطرائفي نا عثمان بن سعيد
الدارمي نا عمرو (6) بن خالد الحراني قال
وأنبأنا أبو بكر البيهقي قال وأنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني
وأبو بكر أحمد بن محمد بن (7) الحسن القاضي قالا أنبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب أنا محمد بن إسحاق الصنعاني (8) نا عثمان بن صالح قال أنبأنا ابن لهيعة
عن يزيد بن أبي (9) حبيب وعقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أنه لما ولد
إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وسلم) من مارية جاريته كان يقع في نفس النبي (صلى الله عليه وسلم) منه
حتى أتاه جبريل
عليه السلام فقال السلام عليك أبا إبراهيم (10) وفي رواية الفقيه يا أبا إبراهيم
أخبرنا عاليا أبو الغنائم (11) القاسم بن الحصين أنبأنا أبو الطيب بن غيلان أنبأنا
أبو بكر الشافعي نا أحمد بن إبراهيم بن ملحان نا عمرو بن خالد الحراني نا
عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل عن الزهري عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال لما ولد إبراهيم أتاه جبريل فقال له السلام عليك يا إبراهيم [* * * *]

(1) الزيادة عن السنن الكبري للبيهقي.
(2) ما بين معكوفتين سقط من السنن الكبري.
(3) دلائل النبوة 1 / 163.
(4) في الدلائل: أبو الطاهر.
(5) عن الدلائل وبالأصل وخع: حمدون.
(6) عن الدلائل وبالأصل وخع: " عمر ".
(7) سقطت من الأصلين، وفي الدلائل، أحمد بن الحسن.
(8) في خع والدلائل: الصغاني.
(9) سقطت من لأصلين واستدركت عن الدلائل.
(10) عن الدلائل، وبالأصل: يا إبراهيم.
(11) كذا بالأصل، ولم ترد في خع.
44

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن بن
(1) محمد الفارسي أنبأنا (2) أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (3) نا الفضل بن
عبد الله بن مخلد نا صخر (4) بن عبد الله الكوفي نا ابن لهيعة عن ابن فضيل (5)
عن عبد الله بن عمرو (6) قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهبط عليه جبريل فقال يا أبا
إبراهيم الله يقرئك السلام فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم أنا أبو إبراهيم وإبراهيم جدنا وبه
عرفنا وقد قال الله تعالى في محكم كتابه " ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم
المسلمين (7) (8) [555] "
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد العلاف أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن العلاف وأبو علي بن
المسلمة قالا (9) أنبأنا عبد الملك بن محمد بن بشران نا أحمد بن إبراهيم الكندي
أنا أحمد (10) بن جعفر الخرايطي أنا علي بن داود القنطري (11) نا عبد الله بن صالح نا
ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة المهري عن
عبد الله بن عمرو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل على أم إبراهيم مارية القبطية وهي حامل منه
بإبراهيم عندها نسيب (12) لها كان قدم معها من مصر وأسلم وحسن إسلامه وكان كثير

(1) بالأصل " ومحمد ".
(2) بالأصل " أبو أحمد بن عبد الله بن علي ".
(3) انظر الكامل في الضعفاء لابن عدي 4 / 92 ترجمته صخر بن عبد الله.
(4) بالأصل: ضمرة " والمثبت عن ابن عدي.
(5) في ابن عدي وبالأصل " عمر ".
(7) سورة الحج، الآية: 78.
(8) بعده في المطبوعة: صخر هذا يعرف بالحاجبي ويعرف بالمظالمي سكن مرو وحدث بالبواطيل
قلت سمي بالمظالمي لأنه كان على المظالم بجرجان.
والحاجبي هذه النسبة إلى حاجب، أحد أجداد المنتسب إليه (انظر الأنساب).
وقد سقط الحديث بتمامه من خع.
(9) بالأصل وخع: قال.
(10) الأصل وخع، وفي الأنساب " محمد " الخرائطي).
(11) الأصل وخع، وفي الأنساب " محمد " الخرائطي).
(11) هذه النسبة إلى قفطرة بردان، محله ببغداد (الأنساب).
(12) كذا بالأصل وخع، وكتب فوقها بالأصل: قريب.
45

ما (1) يدخل على أم إبراهيم وأنه جب نفسه بقطع ما بين رجليه حتى لم يبق قليلا ولا
كثيرا (2) فدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما على أم إبراهيم فوجد عندها قريبها فوجد في نفسه
من ذلك شيئا كما يقع في نفس الناس فرجع متغير اللون فلقيه عمر بن الخطاب رضي
الله عنه فعرف ذلك في وجهه فقال يا رسول الله ما لي أراك متغير اللون فأخبره بما وقع
في نفسه من قريب مارية فمضى بسيفه فاقبل يسعى حتى دخل على مارية فوجد عندها
قريبها ذلك فأهوى بالسيف ليقتله فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسه فلما رآه عمر
رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره فقال إن جبريل أتاني فأخبرني أن الله تبارك وتعالى قد
برأها وقريبها مما (3) وقع في نفسي وبشرني أن في بطنها مني غلاما وأنه أشبه الخلق بي
وأمرني أن أسميه إبراهيم وكناني به إذ (4) كناني بأبي إبراهيم ولولا أني أكره أن أحول
كنيتي التي عرفت بها لاكتنيت بأبي إبراهيم كما كناني به جبريل عليه السلام [556]

(1) بالأصل وخع: مما.
(2) بالأصل وخع: " كثير ".
(3) عن خع، وبالأصل " بما ".
(4) في خع: أي. وقوله: " به إذا كناني " سقط من المطبوعة.
46

" باب
ذكر معرفة نسبه
وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به "
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (1) أنبأنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن عمر (2) بن حفص المقرئ ببغداد أنبأنا أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن سعيد إملاء سنة ستة وتسعين ومائتين نا أبو
جعفر محمد بن أبان (3) القلانسي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة
القدامي أنبأنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك وعن أبي بكر بن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالا (4) بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) أن رجالا (5) من كندة
يزعمون أنه منهم فقال إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما
المدينة ليأمنا (6) بذلك وأنه لن ينتفي (7) من آبائنا ونحن (8) من بني كنانة [557]
قال وخطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار وما افترق
الناس فرقتين إلا جعلني الله تبارك وتعالى في خيرهما فأخرجت من بين أبوين فلم

(1) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 174.
(2) كذا بالأصلين والمطبوعة، وفي الدلائل: محمد.
(3) عن الدلائل، وبالأصل وخع: حبان.
(4) بالأصل وخع: " قال: والمثبت عن الدلائل.
(5) عن الدلائل: " رجالا " وبالأصل وخع " رجلا " خطأ بدليل ما سيأتي.
(6) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن الدلائل.
(7) في الدلائل: ننتفي.
(8) في الدلائل: نحن بنو النضر بن كنانة.
47

يصبني شئ من عهر (1) الجاهلية وأخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن
آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا [557] صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو (2) عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا نا أبو بكر أحمد بن علي (3) الحافظ أنبأنا أحمد أنبأنا محمد بن
سعيد بن خلف قالا أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي العسقلاني أنبأنا صالح بن علي نا
عبد الله بن محمد بن ربيعة نا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك قال
بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) أن رجالا (4) من كندة يزعمون أنه منهم فقال إنما كان يقول (5) ذلك
العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما اليمن ليأمنا بذلك وإنا لا ننتفي من آبائنا نحن بنو
النضر بن كنانة [559]
قال وخطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار وما افترق
الناس فرقتين إلا جعلني الله تعالى في الخير منهما حتى خرجت من نكاح ولم أخرج من
سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبو أمي فأنا خيركم نسبا وخيركم أبا صلى الله عليه
وسلم [560]
قال (6) أنبأنا أبو بكر البيهقي تفرد به أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة

(1) بالأصل وخع: " عهد " والمثبت عن الدلائل.
(2) بالأصل: أبو الغالب أبو عبد الله.
(3) - (3) كذا بالأصل وخع بين الرقمين، وقد حذفت العبارة كلها من المطبوعة وفيها: أخبرنا أبو بكر
أحمد بن علي بن خلف.
(4) بالأصلين: " رجلا " وما أثبتناه يوافق ما سبق، وانظر ما سيأتي.
(5) سقطت من الأصل.
(6) القائل هو أبو عبد الله الفراوي، كما يفهم من بداية السند في الرواية الأولى.
48

القدامي هذا وله (1) عن (2) مالك وغيره (3) أفراد لم يتابع عليها والله تعالى أعلم
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو الفضل
أحمد بن الحسن بن خيرون (4) الباقلاني
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي (5) أنبأنا أبو طاهر
الباقلاني قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن
عمران الأصبهاني قال أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد
الأصبهاني أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي نا شاب خليفة بن خياط
العصفري حدثني حاتم بن مسلم عن أبي معشر عن محمد (6) بن قيس قاص عمر بن
عبد العزيز وإسماعيل بن رافع قال قالا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انسبوني ثم قال أنا
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن
إلياس بمضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد [561]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين (7) بن النقور أنبأنا
عيسى بن علي الوزير أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا الحسن بن إسرائيل الهروتي (9)
نا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود وغيره محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن

(1) عن الدلائل وبالأصل " أوله ".
(2) بالأصل " على " والمثبت عن الدلائل للبيهقي 1 / 175.
(3) عن الدلائل وبالأصل " وعنده ".
(4) بالأصل " حيرون " وفي خع " جيرون " وكلاهما تحريف، والصواب خيرون، انظر تذكرة الحفاظ
3 / 1207.
(5) بالأصل وخع: الكلبي تحريف، والصواب " الكليلي " عن تبصير المنتبه 3 / 1230 والضبط عنه.
(6) بالأصل وخع: " محمد عن أبي قيس بن عبد العزيز " انظر تقريب التهذيب والكاشف وفيه: محمد بن قيس
المدني قاص عمر بن عبد العزيز، وهو أثبتناه بما يوافق المطبوعة أيضا، وهو شيخ أبي معشر كما في
تقريب التهذيب.
(7) بالأصل وخع: " أبو الحسن " وقدم تقدم كثيرا.
(8) كذا بالأصل، وفي خع: " النهرونتي " وكلاهما تحريف والصواب: النهرتيري وهذه النسبة إلى: " النهر
تيري " قرية بنواحي البصرة كما في الأنساب، وما أثبتناه وافق المطبوعة.
49

فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن خندف بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد (1)
كذا قال بل خندف وإنما هو إلياس وأمه (2) خندف
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أنبأنا عيسى نا
عبد الله بن محمد نا (3) عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي نا
محمد بن إدريس الشافعي قال اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم واسم هاشم
عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف المغيرة بن قصي واسم قصي زيد بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن (4) مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضر (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (6)
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد أنبأنا أبو (7) زرعة نا
عبد الأعلى بن مسهر بنسبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأملاها علينا محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف واسم هاشم عمرو واسم عبد مناف مغيرة بن
قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن
كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد
قال أحمد بن حنبل عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم فسمعت أبا مسهر يقول
وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف وعبد مناف اسمه المغيرة بن قصي وقصي اسمه
زيد بن كلاب
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب

(1) بالأصل وخع: " معدن بن بن عدنان بن أزد " تحريف.
(2) أي أم مدركة.
(3) بالأصل وخع " بن " تحريف.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وفي خع: " بن غالب بن غالب: تحريف، انظر ما سبق.
(5) بالأصل وخع: " نصر " تحريف، انظر ما سبق.
(6)
بالأصل وخع: " نا محمد بن عبيد العزيز بن الكتاني " تحريف، وقد صوبنا من أسانيد متقدمة، فقد ورد.
كثيرا.
(7) عن هامش الأصل.
50

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو (1) الفضل محمد بن أحمد بن
المحاملي الفقيه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون قالوا (2) أخبرنا أبو علي بن شاذان (3)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي نا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبو محمد
رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قالا أنا أبو بكر بن وصيف الصياد قالا أنبأنا أبو
بكر الشافعي أنبأنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يزيد
قال نسب النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدرك (4) بن إلياس بن مضر بن نزار وأم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
(5) وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو (6) الحسن
علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أحمد بن عبد الله (7)
أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنا عمرو بن الحسن بن علي بن مالك قالا حدثنا أبو
بكر بن أبي الدنيا حدثنا أبي ومحمد بن سعد (8) عن هشام بن محمد عن أبيه
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني (9) أنبأنا أبو عمر (10) عبد الوهاب بن محمد بن

(1) بالأصل وخع: ابن ".
(2) بالأصل وخع " قال ".
(3) بالأصل " مشاذان " وخع: شاذان " والصواب ما أثبت وقد مر كثيرا.
(4) كذا بالأصل وخع، والصواب: " مدركة: كما في الروايات السابقة.
(5) عن المطبوعة.
(6) بالأصل " أبو علي بن الحسن... " تحريف والصواب ما أثبتناه عن الأنساب (الحمام) وهذه النسبة إلى
الحمام الذي يغتسل فيه الناس ويتنظفون وممن ينتسب إليه " أبو الحسن علي... " وذكره
(7) كذا بالأصل وخع، ومكان ما بين الرقمين في المطبوعة: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيم.
(8) طبقات ابن سعد 1 / 56.
(9) بالأصل وخع: " أبو بكر الطبراني الفتواني " كذا، وما أثبتناه يوافق عبارة الأنساب (الحمام) وهذه النسبة إلى
الحمام الذي يغتسل فيه الناس وينتظفون وممن ينتسب إليه " أبو الحسن على... " وذكره.
(7) كذا بالأصل وخع، ومكان ما بين الرقمين في المطبوعة: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
(8) طبقات ابن سعد 1 / 56.
(9) بالأصل وخع، ومكان ما بين الرقمين في مطبوعة: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
(8) طبقات ابن سعد 1 / 56.
(9) بالأصل وخع: " أبو بكر الطبراني الفتواني " كذا، وما أثبتناه يوافق عبارة الأنساب (اللفتواني: بفتح اللام
وسكون الفاء وضم التاء - هذه النسبة إلى لفتوان إحدى قرى أصبهان وممن ينتسب إليها أبو بكر محمد بن
شجاع بن أبي بكر... سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده.
(10) بالأصل وخع " أبا عمر " والصواب ما أثبتنا، انظر الحاشية السابقة.
51

مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا ابن أبي
الدنيا أنا محمد بن سعد أنا هشام الكلبي أخبرني أبي (1) عن أبي صالح عن ابن
عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك وقال كذب
النسابون [562] قال الله تبارك وتعالى " وقرونا بين ذلك كثيرا " (2)
قال ابن عباس لو شاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلمه في حديث اللفتواني أن يعلمه
لعلمه
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد (3) أنبأنا أبو
الحسين (4) بن النقور أنبأنا عيسى بن علي الوزير نا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا
أبو محمد الحسن بن إسماعيل النهرتيري أنا عبد الله يعني ابن وهب عن ابن لهيعة عن
أبي الأسود عن عروة أنه كان يقول ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان
وعن ابن لهيعة وعن أبي الأسود عن أبي بكر بن سليمان قال ما سمعنا في
علم عالم ولا شعر شاعر أحدا وراء معد بن عدنان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني
أنبأنا أبو الحسين (5) محمد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين
محمد بن أحمد الشاهد أنا أبو حفص بن عمر (6) أحمد الأهوازي أنا شباب (7)
خليفة بن خياط حدثني أبو محمد البغوي عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن
عروة بن (8) الزبير وسليمان بن أبي خيثمة قال ما وجدنا في شعر شاعر ولا في علم

(1) زيادة عن ابن سعد 1 / 56.
(2) سورة الفرقان، الآية: 38.
(3) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
(4) بالأصل وخع: " أبو الحسن " خطأ، ومر كثيرا.
(5) بالأصل وخع: " أبو الحسن أحمد بن الحسن " والصواب ما أثبتناه عن إسناد مماثل تقدم قريبا.
(6) زيادة عن خع.
(7) بالأصل " أنا شيبان نا خليفة " وفي خع: " أنا شيبان خليفة " وكلاهما تحريف والصواب ما أثبتناه.
(8) بالأصل: " عن أبي عروة الزبير ".
52

عالم أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان بحق لأن الله تبارك وتعالى يقول " وقرونا بين
ذلك كثيرا " وقد اختلفوا فيما بعد عدنان اختلافا كثيرا
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو
عبد الله يحيى ابنا (1) الحسن بن البنا قالوا أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن
عمر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر بن المخلص نا أبو عبد الله أحمد بن سليمان
الطوسي أنا أبو عبد الله الزبير بن بكار حدثني يحيى بن مقداد الدمشقي (3)
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا محمد بن جعفر الكوسج أنبأنا عم أبي
الحسين بن أحمد بن جعفر نا إبراهيم بن السندي أنبأنا الزبير بن بكار أنبأنا
يحيى بن مقداد عن عمه موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة (4) عن عمة له
وقال الطوسي عن عمته عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت النبي
(صلى الله عليه وسلم) يقول معد بن عدنان زاد الطوسي بن أدد وقالا ابن (5) زيد (6)
بن يرا بن أعراق الثرى [562]
قالت أم سلمة زيد بن الهميسع ويرى هو نبت وأعراق إسماعيل وفي حديث الطوسي وأعراق الثرى هو إسماعيل عليه الصلاة والسلام
وقيل أعراق الثرى هو إبراهيم عليه السلام
كتب إلي أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي ثم أخبرني عنه أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري حينئذ
وأخبرنا أبو السعود بن المجلي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الجوهري قالا أنبأنا محمد بن المظفر نبأنا أحمد بن علي بن

(1) بالأصل " أنبأنا أبو عبد الله بن الحسن " تحريف والصواب ما أثبت من أسانيد مماثلة.
(2) كذا بالأصل، وفي خع: " يحيى بن مقدار الدمشقي " وفي المطبوعة: " يحيى بن مقداد الزمعي " وفي
الأنساب: يحيى بن المقدام الزمعي.
(3) الاسناد بالأصل وخع مضطرب كثيرا وما أثبتناه يوافق ما ورد في المطبوعة.
(4) بالأصل وخع: " ربيعة " والمثبت عن الأنساب " الزمعي). ودلائل البيهقي 1 / 179.
(5) بالأصل: " وقال: زيد ".
(6) في دلائل البيهقي 1 / 178 " زند " قال الدارقطني: لا نعرف زندا إلا في هذا الحديث.
53

شعيب المدائني أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال قال عبد الملك بن هشام (1)
حدثني خلاد (2) بن قرة (3) بن خالد السدوسي (4) عن شيبان (5) بن زهير (6)
بن شقيق بن (7) ثور عن زهير بن قتادة بن دعامة (8) قال إسماعيل بن إبراهيم خليل
الله (9) ابن تارح وهو آزر بن ناخوخ (10) بن اترع (11) بن ارغوا بن فالح بن عائد (12)
قال أبو بكر بن البرقي غابر (13) بلغني أنه هود النبي (صلى الله عليه وسلم)
بن شالخ بن أرفخشذ (14) بن سام بن نوح بن لامق (15) بن متوشلح بن أهنوخ (16)
بن يزيد (17) بن مهلابيل (18) قاين بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام انتهى
أخبرنا أبو الحسين (19) بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا (20)
أخبرنا أبو جعفر أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي أنبأنا الزبير
بن بكار حدثني عمر (21) بن أبي بكر يعني المؤملي عن زكريا بن عيسى عن ابن شهاب

(1) سيرة ابن هشام 1 / 4.
(2) في الأصل وخع: " الخلاد " والصواب عن ابن هشام.
(3) في الأصل وخع: " مرة " والصواب عن ابن هشام.
(4) عن ابن هشام، والأصل وخع: السدويني ".
(5) عن ابن هشام، والأصل وخع: سفيان تحريف.
(6) الزيادة عن ابن هشام، وقد جاءت بالأصل بعد " ثور ".
(7) عن ابن هشام، وبالأصل " مرة " خطأ. وقوله " شقيق بن ثور " سقط من خع.
(8) بالأصل وخع: " عامة " والصواب عن ابن هشام.
(9) في الأصل وخع: " عامة " والصواب عن ابن هشام.
(9) في الأصل وخع: " خير الله ز والمثبت عن ابن هشام.
(10)
في ابن هشام: " ناحور " وخع كالأصل.
(11) في خع: " أسرع " وفي ابن هشام: أسرغ.
(12) الأصل وخع، ابن هشام: عابر.
(13) في ابن هشام: عابر،
(14) بياض بالأصل وخع مقدار كلمة، والمثبت عن ابن هشام.
(15) ابن هشام: لمك.
(16) ابن هشام: " أخنوخ " خع كالأصل.
(17) ابن هشام: " برد " خع كالأصل.
(18) ابن هشام: ملائيل.
(19) الأصل وخع: " أبو الحسن " والمثبت عن المطبوعة.
(20) الأصل وخع: " قال " تحريف.
(21) بالأصل وخع: " حدثني أبي عمرو ".
54

قالا معد بن عدنان أدد يقال ابن أدد بن الهميسع بن أشخب بن ليث (1) بن قيدار
قال الزبير ويقولون أشخب بن ثابت (2) بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله بن آزر
بن التأخر بن الشارع بن الراع بن القاسم الذي قسم الأرض بين أهلها بن (3) يعلوا
ابن الساع بن الراقد (4) وهو سام بن نوح نبي الله عليه السلام بن ملكان بن مثوب بن إدريس نبي
الله عليه الصلاة والسلام بن الرائد بن مهلهل بن قنان بن الطاهر بن هبة الله وهو شيث بن آدم أبا البشر عليهما السلام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور (5) أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن (6) جالينوس أنبأنا أحمد بن عبد الجبار
نبأنا يونس بن بكير أنبأنا محمد بن إسحاق بن سار (8)
ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر البزاز (9) بمنبج نبأنا أبو
الفضل عبيد الله بن سعد الزهري نبأنا عمي يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن ابن إسحاق
قال ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن
كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدي بن أدد
وليس في رواية يونس عن ابن إسحاق بن أدد قال ابن عدنان بن أدد زاد
يونس عن ابن إسحاق بعد أدد ابن المقوم بن ناخور (10) بن ثارح بن يعرب بن

(1) الأصل وخع.
(2) الأصل وخع، وفي ابن هشام 1 / 2 نابت وبحاشيته، ويقال له نبت.
(3) في المطبوعة: بن يعبر.
(4) في المطبوعة: بن الرامد بن السائم.
(5) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو الحسن بن قروي " والمثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(6) بالأصل وخع: عن.
(7) بالأصل وخع: " يوسف بن بكر " تحريف والمثبت وافق دلائل البيهقي 1 / 179.
(8) كذا بالأصل وخع " سار " والصواب " يسار ".
(9) كذا بالأصل، وفي خع: " البزار " وكلاهما تحريف، والصواب " الزراد " كما في الأنساب، وهذه النسبة إلى صنعة الدروع والسلاح.
(10) في دلائل البيهقي عن ابن إسحاق: ناحور بن تارح بن يعرب بن يشجب بن نابت.
55

يشخب بن ثابت (1) بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر هو في التوراة تارخ بن
ناحور بن (2) أرغو (3) بن شارح بن فالح بن عامر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن
نوح بن المك بن متوشلح بن يخنوخ بن يرد بن مهلابيل بن قمعان (4) بن قوش (5) بن
شيث بن آدم أبي البشر صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب (6) أنبأنا أبو
محمد حارث بن أبي أسامة أنبأنا أبو عبد الله محمد (7) بن سعد أنبأنا هشام بن
محمد بن سائب بن بشر الكلبي قال علمني أبي وأنا غلام نسب النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد
الطيب المبارك بن عبد الله بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه
عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن
لؤي بن غالب بن فهر وإلى فهر جماع قريش وما كان فوق فهر فليس له يقال له قرشي
ويقال له كناني وهو فهر بن مالك بن النضر واسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة واسمه عمرو بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
قال (8) وأنبأنا هشام بن محمد عن أبيه قال بين معد (9) وإسماعيل نيف وثلاثون
ألفا (10) وكان لا يسميهم ولا ينفذهم ولعله ترك ذلك حيث سمع حديث أبي صالح عن
ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان إذا بلغ معد بن عدنان أمسك
قال هشام أخبرني مخبر عن أبي ولم أسمعه منه أنه كان ينسب معد بن

(1) في دلائل البيهقي عن ابن إسحاق: ناحور بن يعرب بن يشجب بن تابت.
(2) الزيادة عن دلائل البيهقي 1 / 179 وفي خع: تاروخ.
(3) في الدلائل: أرغوي.
(4) في الدلائل: مهائيل بن قينان.
(5) عن خع وبالأصل " قومش " وفي الدلائل: أنوش.
(6) بالأصل " الخشان " وفي خع " الحسان " والصواب " الخشاب " من أسانيد مماثلة سابقة.
(7) بالأصل وخع: " أحمد " خطأ، انظر طبقات ابن سعد 1 / 55.
(8) القائل ابن سعد انظر الطبقات 1 / 56.
(9) بالأصل وخع: " بني سعد " والمثبت عن ابن سعد.
(10) في ابن سعد: أبا.
56

عدنان بن أدد بن الهميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال (1) بن أبي بن (2) العوام
بن شاشد (3) بن حز بن بلداسن (4) بن تدلان (5) بن طايح بن جاحم (6) بن
ناحش بن ماحي (7) بن عيفي بن (8) عنقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن
عيسى (9) بن يثربي بن ملحن (10) بن برعوي (11) بن عيفا بن ديشار (12) بن
عيصر (13) بن أقناد بن أبهام بن مقصي بن تاخت (14) بن زارح بن سمي بن
مروي (15) بن عوص بن عرام بن قيدام (16) بن إسماعيل بن إبراهيم
قال وأنا هشام بن محمد وكان رجل من أهل تدمر (17) يكنى أبا يعقوب بن مسلمة
من بني إسرائيل قد قرأ من كتبهم وعلمهم علما كثيرا فذكر أن يورخ بن ناريا كاتب
أرميا أثبت نسب معد بن عدنان بن (18) عبدة وكتبه في كتبه وأنه معروف عند أحبار
أهل الكتاب وعلمائهم ومثبت في أسفارهم وهو مقارب لهذه الأسماء ولعل خلاف
ما بينهم من قبل اللغة لأن هذه الأسماء ترجمت من العبرانية

(1) بالأصل " توال " وفي خع: " تموال " والمثبت عن ابن سعد.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن ابن سعد.
(3) في ابن سعد: ناشد.
(4) في ابن سعد وخع: " بلداس ".
(5) في ابن سعد: تدلاف.
(6) بالأصل وخع: حاجم والمثبت عن ابن سعد.
(7) في خع: " ناجي " وفي ابن سعد: ماخي.
(8) في ابن: عبقي بن عبقر.
(9) في خع: " سبني " وفي ابن سعد: سنبر.
(10) في ابن سعد: يثري بن نحزن بن يلحن.
(11) ابن سعد: أرعوي.
(12) ابن سعد: ديشان.
(13) الأصل وخع: ابن سعد: عيسر.
(14) خع وابن سعد: ناحث.
(15) الأصل وخع، ابن سعد: مزي.
(16) الأصل وخع، ابن سعد قبذر.
(17) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: بدر.
(18) كذا بالأصل وخع " بن عبده " وفي ابن سعد: عنده.
57

قال (1) وأنا هشام بن محمد قال سمعت من يقول كان معد على عهد عيسى بن
مريم وهو معد بن عدنان بن أدد بن زيد بن يقدر (2) بن أمين بن منحر بن صابوح بن
الهميسع بن يشجب بن يعرب بن العوام بن نبت بن سلمان بن حمل بن قيدر (3) بن
إسماعيل بن إبراهيم
قال وقدم بعضهم العوام في بعض النسب على الهميسع فصيره من ولده
قال ابن سعد وأنا رؤيم (4) بن يزيد المقرئ عن هارون بن أبي عيسى
الشآمي (5) عن محمد بن إسحاق أنه كان ينسب معد بن عدنان على غير هذا النسب في
بعض روايته يقول معد بن عدنان بن مقوم بن ناخور (6) بن تيرح (7) بن يعرب بن
يشجب بن ثابت (8) بن إسماعيل ويقول أيضا في رواية له أخرى معد بن عدنان بن
أدد بن يشخب (9) بن أيوب بن قيدر ابن إسماعيل
قال محمد بن سعد ولم أر بينهم اختلافا أن معدا من (10) ولد قيدر بن
إسماعيل وهذا الاختلاف في (11) نسبته تدل إنه لم يحفظ وإنما أخذ ذلك من أهل
الكتاب وترجموه لهم فاختلفوا فيه ولو صح ذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلم الناس به
فالأمر عندنا على الانتهاء إلى معد بن عدنان ثم الإمساك على ما وراء ذلك إلى
إسماعيل بن إبراهيم
أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر بن أبي بكر (12) اللفتواني أنبأنا عبد الوهاب بن

(1) يعنى ابن سعد، انظر الطبقات 1 / 57.
(2) الأصل وخع، وفي ابن سعد: يقدر بن يقدم بن أمين.
(3) في ابن سعد: قيذر.
(4) بالأصل وخع: " أريم " والمثبت عن ابن سعد 1 / 57.
(5) عن ابن سعد وبالأصل: الشام.
(6) الأصل وخع، وفي ابن سعد: ناحور.
(7) بالأصل وخع: " تيرخ ز والمثبت عن ابن سعد.
(8) في ابن سعد: نابت.
(9) الأصل وخع: وفي ابن سعد: أيتحب.
(10) بالأصل وخع: " أن معد ولد قيدر " وما أثبتناه يوافق عبارة ابن سعد 1 / 57.
(11) الزيادة عن ابن سعد.
(12) سقطت من الأصل واستدركت عن خع والأنساب (اللفتواني).
58

محمد بن مندة أنبأنا الحسين بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر
حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا محمد بن سعد نا هشام بن محمد السائب بن بشر
الكلبي قال علمني أبي وأنا غلام نسب النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد المبارك الطيب بن عبد الله بن
عبد المطلب وهو شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو وهو أول من ثرد الثريد فقال
عبد الله بن الزبعري في ذلك
عمرو العلا هشم (1) الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون (2) عجاف *
ابن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد وبه سميت قريش قريشا لأنه
جمعهم وأنزلهم مكة وأقطعهم شعابها فدعي مجمعا ففي ذلك يقول حذافة (3) بن غانم
العدوي لأبي لهب (4)
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر 5 *
والتقرش (6) التجمع وكان يقال لقريش بن النضر قبل أن يجمعهم قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وإلى فهر جماع قريش وما كان فوق
فهر فليس يقال له قرشي بن مالك بن النضر واسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة واسمه عمرو بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن زيد من
بني إسماعيل بن إبراهيم وبين (7) معد وإسماعيل نيف وثلاثون أبا (8) وكان لا يسميهم
ولا ينفذهم
قال وأنبأنا هشام الكلبي أخبرني أبي عن أبي (8) صالح عن ابن عباس أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك وقال كذب النسابون قال الله

(1) بالأصل " عمر العلا هاشم " والمثبت عن اللسان " سنت ".
(2) أسنتوا فهم مسنتون. أصابتهم سنة وقحط، وأجدبوا (اللسان، ثم ذكر البيت الشاهد).
(3) بالأصل وخع " حدانة والمثبت عن ابن سعد 1 / 71.
(4) الأصل وخع " لأبي لعيعة " والمثبت عن ابن سعد.
(5) الأصل وخع وابن سعد 1 / 71 ورد البيت بدون نسبة في سيرة ابن هشام 1 / 132 برواية.
قصي لعمري كان يدعي مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر
(6) بالأصل وخع: " والنقوش " تحريف وما أثبت يوافق المطبوعة.
(7) بالأصل: " ومعد " والمثبت عن ابن سعد 1 / 56.
(8) عن ابن سعد.
59

تعالى " وقرونا بين ذلك كثيرا " (1) [563]
قال ابن عباس ولو شاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يعلمه لعلمه
قال هشام بن الكلبي فأما النسابون فيقولون هو معد بن عدنان بن أدد بن
زيد بن يقدر بن يقدم بن الهميسع بن نبت بن قيذر (2) بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما
الصلاة والسلام
وأم رسول الله عليه الصلاة والسلام آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن
كلاب
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأ أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن سعد
أنبأنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (3) قال قلت لعبد الله بن عمر بن عمران أمل النسب
إلى آدم فأملى علي محمد رسول الله بن عبد الله بن (4) عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بلؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن
أد بن أدد بن بارخ بن ياجور بن شاورح بن داعو (5) بصالح وهو صالح النبي بن
هود النبي عليهما السلام بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن عش وهو إدريس
النبي بن قين بن مهليل بن قينان بن شيت بن آدم عليهما السلام
قال إبراهيم بن المنذر فذكرت هذا النسب لمحمد بن طلحة الطويل التيمي
فقال يعرف هذا وقد حدثني عبد الحكم بن سفيان بن أبي نمر عن شريك (6) بن
عبد الله بن أبي نمر عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن

(1) سورة الفرقان، الآية: 38.
(2) بالأصل: " بن نبت قند " والصواب مما سلف من روايات.
(3) بالأصل " الحراني " وفي خع " الحرامي " والمثبت الحزامي بكسر الحاء (عن تقريب التهذيب) وهذه النسبة
إلى حزام بن خويلد، جده الاعلى.
(4) عن هامش الأصل.
(5) في خع: راعو.
(6) بالأصل " شوئل " وفي خع: " شويل " والصواب عن تقريب التهذيب.
60

أدد بن الهميسع بن ثابت (1) بن إسماعيل بن إبراهيم بن خليل الرحمن صلى الله عليه
وسلم ابن آزر [564]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي وأبو سعد محمد بن
علي بن محمد بن جعفر الرستمي (2) قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا
عبد الله بن جعفر بن درستويه أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا إبراهيم بن المنذر قال
قلت لعبد العزيز بن عمران (1) أمل علي النسب إلى آدم عليه الصلاة والسلام فأملى علي
محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بنزار بن معد
قال عبد العزيز وحدثني موسى بن يعقوب بن الزمعي (4) من (5) أسد بن
عبد العزى أخبرني عمي (6) أبو الحويرث عن أبيه عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
قالت (7) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (8) يقول معد بن عدنان بن أدد بن زيد بن
أعراق الثرى [565] قالت أم سلمة (10) فمعد معد وعدنان عدنان وادد أدد
وزيد هميسع ويرى نبت وإسماعيل بن إبراهيم أعراق الثرى (11)

(1) الأصل وخع، وتقدم في روايات " نابت ".
(2) عن المطبوعة وبالأصل: الدريسي " وأقحم بعدها: أبو القاسم بن السمرقندي. وسقطت العبارة من أولها
من خع.
(3) بالأصل وخع: " عمر " والصواب عن دلائل البيهقي 1 / 177.
(4) بالأصل " الربعي " والمثبت عن خع والدلائل للبيهقي.
(5) الأصل وخع " بن " والمثبت عن البيهقي.
(6) الأصل وخع: " عمر بن " والصواب عن الدلائل.
(7) بالأصل وخع " قال ".
(8) الزيادة عن الدلائل.
(9) في الدلائل: زند
(10) بالأصل: " بن أبي أعراق " والمثبت عن الدلائل.
(11) العبارة بالأصل: " فعمد بن معد، وعدنان وأدد وعدنان وأدد، وزيد بن هميسع وإسماعيل وإبراهيم أعراق
الثرى " وصححت العبارة وحذف منها وزيد فيها بما يوافق عبارة دلائل النبوة للبيهقي 1 / 178.
61

وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو الفتح نصر بن أحمد السمنجاني (1) الخطيب أنبأ (2)
أبو الحسن أنبأنا أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الله الجواليقي التميمي (3)
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن
الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن (4) سوار المقرئ قالا أنبأنا أبو
الفرج أحمد (5) بن الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قالا أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري الأبزاري أنبأنا أبو جعفر محمد بن عقبة
الشيباني (6) أنبأنا أبو بشر هارون بن حاتم قال أملا علينا محمد بن فضيل بن
غزوان (7) أن نسبة النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
النضر بن مالك (8) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بنزار بن معد بن
عدنان (6) بن أدد بن أشحب ابن صالح بن صالوح بن الهميسع بن نبت بن قيذار بن
إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ (9) بن ياخور بن شاروخ (11) بن ارعو بن بالغ بن
عاببا شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح لمك (12) بن متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهايل
بن قثان بن أنوش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم

(1) غير مقروءة بالأصل، وفي خع " السنجماني " والمثبت عن الأنساب: السمنجاني، هذه السنبة إلى سمنجان
بكسر الميم والسين، بليدة بين بلخ وبلاغن، من طخارستان، وذكر أبا الفتح من المنتسبين إليها.
(2) - (2) كذا بالأصل وخع ما بين الرقمين، والعبارة مضطربة، وفي الأنساب
(الجواليقي): أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي الكوفي، ويوافقه عبارة المطبوعة.
والجواليقي هذه النسبة إلى جواليق وهي جمع جوالق.
وهو مولى بني تميم من أهل الكوفة.
(3) الزيادة عن معرفة القراء للذهبي ترجمة 387، وبالأصل مكانها: " بن طاهر أحمد بن علي بن " تحريف.
(4) سقطت من المطبوعة.
(5) بالأصل وخع: " محمد بن محمد بن عتبة بن عقبة " والمثبت عن تهذيب التهذيب 5 / 222.
(6) بالأصل وخع: " عروان " والصواب عن تهذيب التهذيب 5 / 259.
(7) كذا بالأصل وخع بتكرير: " مالك " والصواب حذفها.
(8) بالأصل وخع: " عدنان نزار " كذا، وحذفنا " نزار ".
(9) في خع: تارج.
(10) سقطت من الأصل وخع.
(11) في المطبوعة: ناحور بن ساروح.
(12) بالأصل وخع: لملك.
62

قال (1) ابن متوشلح هو إدريس النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال واسم أم النبي (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن
مرة واسم أم آمنة برة ابنة عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب اسم
أم عبد الله أبي النبي (صلى الله عليه وسلم) فاطمة بنت عمرو (2) بن عايذ بن عمران بن مخزوم بن
يقظة بن مرة بن كعب وأم عبد المطلب جد النبي (صلى الله عليه وسلم) سلمى بنت عدي بن زيد بني
النجار
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا
أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن
عبيد بن الفضل بن بيري الواسطي إجازة أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد بن
سعيد الزعفراني أنبأنا ابن أبي خيثمة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال فقال بعضهم
معد بن عدنان بن أدد بن أمين بن شاحب بن ثعلبة بن عنير (3) بن بريح (4) بن
محكم (5) بن العوام بن المحتلم بن ذايمة بن العينان بن علة بن سحدد بن الضرب بن
عنقر بن إبراهيم بن إسماعيل بن يزن بن أعوج بن المطعم بن الطمح بن النسور بن
عتود بن دعدع بن محمود بن الزايد بن يدوان (6) بن أيامة بن دوس بن حصين بن
النزال بن القمر بن المحشر بن المقد (7) بن صيفي بن نبت بن قيدر بن إسماعيل ذبيح
الله بن إبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام
وأجمع أهل النسب لا اختلاف بينهم أن إبراهيم بن آزر التاجر بن الشاعر بن
الداع بن القاسم الذي قسم الأرض بين أهلها ابن يعبر بن السائح (8) بن الواقد بن
السائم وهو السام بن نوح نبي الله بن ملكان بن مثوب بن إدريس نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ابن

(1) بالأصل وخع: " قال: ابن " ولفظة " ابن " مقحمة.
(2) الأصل وخع " عمر " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 17.
(3) في خع: " عبد " وفي المطبوعة: " عثر ".
(4) خع: بريخ.
(5) الأصل وخع، المطبوعة: محلم.
(6) خع: نداون.
(7) المطبوعة: المجشر بن معذر.
(8) عن خع، وبالأصل: الشاع.
63

الزايد بن مهلهل بن قنان بن الطاهر بن هبة الله بن شيث بن آدم أبي البشر عليه الصلاة
والسلام غير أنهم نفر يحرفون الأسماء ويأتون بالعدد سواء
قال مصعب وقال نوح بن لامك
قال مصعب ويقال إبراهيم بن يارخ بن ياخور بن أسرع بن أرعو بن بالغ بن
عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلح بن أخنوخ وهو إدريس
عليه السلام بن يارد بن مهليل بن قبيس (1) بن أشرش (2) شاث بن آدم عليه السلام
كتب إلي أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني قال قال أبو بكر
أحمد عبد الله بن (3) بن عبد الرحيم بن البرقي (4) فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب واسم عبد المطلب شيبة بن هاشم واسم (5) هاشم
عمرو بن عبد منا ف واسم عبد مناف (6) المغيرة بن قصي قال أبو بكر (7) واسم
قصي زيد فيما بلغني ابن كلاب بمرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن مالك (8) بن خزيمة بمدركة واسم مدركة عامر (9) بن
إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد ويقال (10) أدد (11) بن مقوم بن

(1) في المطبوعة: قنان.
(2) في خع: أنش بن شاث.
(3) زيادة عن الأنساب البرقي.
(4) بالأصل وخع: الرقي " تحريف والصواب ما أثبتناه " البرقي " هذه النسبة إلى برقة بلدة تقارب تروجة من
أعمال المغرب ومما انتسب إليها.. وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن أبي زرعة.
البرقي مولى بني زهرة.
(5) بالأصل وخع: " وابن " تحريف، والصواب عن سيرة ابن هشام 1 / 1.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن ابن هشام.
(7) قوله: قال أبو بكر، سقط من المطبوعة.
(8) كذا بالأصل وخع، والصواب " كنانة " وقد مرت في روايات سابقة، وانظر سيرة ابن هشام.
(9) هذا قول ابن إسحاق، والجمهور على أن اسمه عمرو.
(10) الزيادة عن سيرة ابن هشام.
(11) يذهب بعضهم إلى أن أد هو ابن أدد وليسا شخصا واحدا، وفي المعارف: أد هو ابن يجثوم بن مقوم، يعني
أن مقوما جد أد وليس بأبيه.
64

ماخور بن يبرح (1) بن يعرب بن يشجب بن ثابت (2) بن إسماعيل بن إبراهيم خليل
الرحمن عليه الصلاة والسلام بن تارح (3) وهو آزر بن ياخور بن شاروخ بن
راعو بن فالج بن عيبر (4) بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن
متوشلح بن خنوخ (5) وهو (6) إدريس عليه الصلاة والسلام فيما يزعمون والله
تعالى أعلم وكان أول (7) نبي أعطي النبوة وخط بالقلم ابن يرد بن مهليل (8) بن
قينن (9) بن يانش (10) بن شيث بن آدم عليه الصلاة والسلام
حدثنا بهذا النسب عبد الملك بن هشام (11) قال حدثنا زياد بن عبد الله
البكائي (12) عن محمد بن إسحاق

(1) في ابن هشام: ناحو ربن تيرح
(2) في ابن هشام: نابت.
(3) بالأصل وخع: " ياخر " والصواب عن ابن هشام.
(4) عن ابن هشام وبالأصل " عمرو بن عمير.
(5) عن خع، الأصل: " حتوح وفي بان هشام: أخنوخ.
(6) بالأصل: " خموخ بن هود بن إدريس النبي " والمثبت عن ابن هشام.
(7) الأصل وخع: " آزر " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 17.
(8) عن خع، بالأصل " مهلهل ".
(9) بالأصل وخع " قبيسي " وفي مختصر ابن منظور: " قتين " والمثبت عن ابن هشام، وفي الطبري ومروج
الذهب " قينان ".
(10) عن خع، وبالأصل " مايش ".
(11) سيرة ابن هشام 1 / 1 - 3.
(12) بالأصل وخع: النكاحي، والمثبت عن ابن هشام.
65

" باب
ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام
ومعرفة من كفله وما كان من أمره
قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة "
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب أنبأنا إبراهيم بن منصور
السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا محمد بن منهال أنبأنا
يزيد بن زريع أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن غيلان بن جرير عن
عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال قال عمر يا رسول الله إني رأيت رجلا
يصوم يوم الاثنين قال قال يوم (1) ولدت فيه يوم أنزل علي [566] في حديث
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنبأنا محمد بن هارون الروياني
أنبأنا أبو (2) سعيد الأشج قال سمعت وكيعا يقول حدثنا مهدي بن ميمون عن
غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة أن رجلا سأل النبي (صلى الله عليه وسلم)
عن صوم يوم الاثنين قال فيه ولدت وفيه أوحي إلي [567]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم
عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل
الخطبي (3) أنبأنا محمد بن عثمان أنبأنا عقبة بن مكرم أنبأنا المسيب بن شريك
عن شعيب بن شعيب عن أبيه عن جده قال حمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عاشوراء
المحرم وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من
غزوة أصحاب الفيل

(1) في مختصر ابن منظور 2 / 33: ذاك يوم.
(2) زيادة عن تقريب التهذيب، واسمه عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، أبو سعيد الأشجع الكوفي.
(3) هذه السنبة إلى الخطب وإنشائها، كما في الأنساب والضبط عنه.
66

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (1) أنبأنا أبو علي
الروذباري (2) بطوس أنبأنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف أنبأنا
عثمان (3) بن سعيد الدارمي أنبأنا سعيد بن عفير حدثني ابن لهيعة عن خالد بن أبي
عمرو عن حنش عن ابن عباس قال ولد نبيكم عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين
ونبي يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين وفتح مكة يوم الاثنين ونزلت سورة
المائدة يوم الاثنين " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " (4) وتوفي يوم
الاثنين
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي وأبو سعد محمد بن
علي بن جعفر الرستمي
قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن
سفيان أنبأنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة عن خالد عن
حنش عن ابن عباس قال ولد نبيكم (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين (5)
ودخل المدينة يوم الاثنين ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين " اليوم أكملت لكم
دينكم " ورفع الركن يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو (6) علي بن المذهب أنبأنا أبو
بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (7) أنبأنا موسى بن داود أنبأنا
ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال ولد
النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين واستنبئ يوم الاثنين وخرج مهاجرا (8) من مكة يوم الاثنين

(1) دلائل النبوة للبيهقي 7 / 233.
(2) عن الدلائل، وبالأصل وخع: " الروزيادي ".
(3) عن الدلائل وبالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف.
(4) سورة المائدة، الآية: 3.
(5) الزيادة عن خع.
(6) سقطت من الأصل وخع.
(7) مسند أحمد 1 / 277.
(8) الزيادة عن مسند أحمد.
67

وقدم المدينة يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود (1) يوم الاثنين
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن لؤلؤ حدثنا (2) عبد الله بن العباس الطيالسي أنبأنا سالم (3) بن جنادة أنبأنا
أبي أنبأنا عبيد الله بن عمر عن كريب عن ابن عباس قال ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم
الاثنين ومات يوم الاثنين ودفن ليلة الثلاثاء
أخبرنا أبو العباس
أحمد بن الفضل بن أحمد سمكويه الخياط أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد بن الناظر قاني (4) أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا خيثمة بن
سليمان (5) أنبأنا خلف بن محمد كردوس الواسطي أنا المعلى بن عبد الرحمن أنبأنا
عبد الحميد بن جعفر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال
ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين في
ربيع الأول (6) وأنزلت عليه النبوة يوم الاثنين في أول شهر
ربيع الأول وأنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول وهاجر إلى المدينة في
ربيع الأول وتوفي يوم الاثنين في ربيع الأول
قال وأنبأنا الناظر قاني (4) أنبأنا محمد بن الحسن بن يوسف الإمام أنبأنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك (7) بن عبد الكريم الرازي أنبأنا
الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي أنبأنا موسى بن داود عن ابن لهيعة عن
خالد بن أبي عمران عن حنش عن ابن عباس قال ولد نبيكم (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين
ونبئ يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وكان فتح

(1) قوله: وتوفي يوم الاثنين، سقطت من مسند أحمد.
(2) بالأصل وخع: " حدثنا أبو عبد الله ".
(3) كذا بالأصل وخع، والصواب: سلم (بفتح أوله وسكون اللام) كما في تقريب التهذيب، وجنادة بكسر
الجيم، واسم مسلم كما في المغني، أبو السائب الكوفي السوائي.
(4) كذا بالأصل، وفي خع،: الناظر قابي " وكلاهما تحريف، والصواب كما في الأنساب (الباطرقاني): وهذه
النسبة إلى باطرقان إحدى قرى أصبهان، وممن انتسب إليها أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقاني.
(5) بالأصل وخع: سالم خطأ، والصواب عن تذكرة الحفاظ 3 / 858.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 33.
(7) قوله: عبد الملك، سقط من المطبوعة.
68

بدر يوم الاثنين وأنزلت المائدة يوم الاثنين " اليوم أكملت لكم دينكم " ورفع الركن
يوم الاثنين وقبض النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين
المحفوظ أن نزول (1) " اليوم أكملت لكم دينكم " ووقعة بدر كانا (2) في يوم
جمعة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا أبو محمد الأزهري (3)
الجوهري أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي (4) أنبأنا جعفر بن
محمد الفريابي أنبأنا قتيبة بن سعيد أنبأنا عبد الوهاب يعني الثقفي عن برد عن
مكحول أنه كان يصوم يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين ورفع يوم الاثنين وكان يصوم
يوم الخميس وكان يقول ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين وتوفي
يوم الاثنين وترفع أعمال بني آدم يوم الخميس
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو (5) غالب أحمد وأبو (5)
عبد الله يحيى ابنا (6) الحسن بن البناء قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا
أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن
بكار حدثني محمد بن حسن (7) عن حاتم بن إسماعيل عن مصعب بن ثابت عن عطاء بن دينار
عن يزيد بن أبي حبيب قال في يوم الاثنين ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وفيه
بعث وفيه قبض وهو يوم الفرقان وأنزلت هذه الآية " اليوم أكملت لكم دينكم "
قال وأنبأنا الزبير بن بكار قال وحدثني أيضا محمد بن حسن (7) عن

(1) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 33 - 34 ودلائل البيهقي
7 / 234 والمطبوعة السيرة قسم 1 / 56 وعنها المثبت.
(2) عن مختصر ابن منظور وبالأصل: كانت.
(3) كذا بالأصل، وليس في عامود نسبه هذه النسبة، انظر الأنساب " الجوهري " وفي خع " الأزدي ".
(4) عن خع، وبالأصل " الحرقي ".
(5) بالأصل وخع: " بن... وابن " تحريف والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة، وقد مرت كثيرا.
(6) بالأصل وخع " أنبأنا ".
(7) بالأصل وخع ": حنش تحريف، والصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب والكاشف للذهبي: وهو محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني.
69

عبد السلام بن عبد الله عن معروف بن خربوذ (1) وغيره من أهل العلم قالوا ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل وسميت قريش آل الله وعظمت في العرب ولد لاثنتي عشرة
ليلة مضت من شهر ربيع الأول ويقال ولد في رمضان في اثنتي عشرة منه يوم الاثنين
حين طلع الفجر
قال وكان إبليس يخترق السماوات السبع فلما ولد عيسى حجب من ثلاث
سماوات فكان (2) يصل إلى أربع سماوات فلما ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) حجب من السماوات (3)
ورميت الشياطين من النجوم فقالت قريش هذا قيام الساعة فقال رجل من قريش
يقال له عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف انظروا انظروا إلى العيوق (4) فإن
كان قد رمي به فهو قيام الساعة في حديث طويل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف بشر أنبأنا حارث بن أبي أسامة أنبأنا
محمد (5) بن سعد أنبأنا محمد (6) بن عمر
قال كان أبو معشر نجيح المدني يقول ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين لليلتين
خلتا من شهر (7) ربيع الأول
أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد المري بدمشق وأبو القاسم بن السمرقندي
ببغداد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي أنبأنا
أحمد بن الحسين بن عبد الجبار نا يحيى بن معين
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه أنبأنا أبو حفص عمر بن

(1) بالأصل وخع: " جيرود " والصواب عن تقريب التهذيب، كان إخباريا علامة.
(2) خع: وكان.
(3) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 2 / 34: السبع.
(4) الأصل وخع: العيون، والمثبت عن مختصر ابن منظور، والعيوق: نجم أحمر مضئ في طرف المجرة
الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمه (اللسان: عوق).
(5) بالأصل " أحمد " خطأ، وانظر طبقات ابن سعد 1 / 101.
(6) بالأصل وخع " أحمد " والصواب " محمد " عن ابن سعد.
(7) الزيادة عن ابن سعد.
70

أحمد بن منصور (1) الزاهد أنبأنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر (2) الإسفرايني أنبأنا
أبو أحمد بن ناجية بن نجية من بغداد قال أخبرنا حسين بن منصور أبو علوية
وأخبرنا أبو العز بن كادش (3) أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الكرخي أنبأنا يوسف بن
مسلم أنبأنا (4) حجاج بن محمد نا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه وفي حديث
يحيى عن أبي إسحاق عن أبيه عن ابن عباس قال ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الفيل
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه أنبأنا أبو الحسن بن أبي
الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد (5) بن بركة أنبأنا يوسف (6) بن مسلم نا
حجاج بن محمد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه وفي حديث يحيى عن أبي
إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الفيل (7)
قال وأنبأنا محمد بن بركة أنبأنا أبو حميد عبد الله بن محمد بن تميم أنبأنا
حجاج بن محمد أنبأنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن (8) سعيد بن جبير
عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولد يوم (9) الفيل
قال وحدثنا الزراد (10) بمنبج أنبأنا عباس الدوري أنبأنا يحيى بن معين أنبأنا
حجاج بن محمد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق فذكر (11) مثله
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنا شجاع بن علي المصقلي

(1) الأصل وخع، وفي المطبوعة " مسرور " وفي تذكرة الحفاظ 4 / 1315 " منصور ".
(2) بالأصل وخع (منير " والمثبت " بشر " الصواب، انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 10 / 404.
(3) بالأصل وخع " كادوش " تحريف.
(4) الزيادة عن خع.
(5) في خع: جدي أبو محمد بن بركة تحريف.
(6) بالأصل " أبو سعد بن مسلم " والصواب عن خع.
(7) كرر الحديث بالأصل وخع.
(8) بالأصل وخع " وسعيد " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 75.
(9) كذا بالأصل، وفي خع: " يوم الاثنين " وفي الدلائل: عام الفيل.
(10) بالأصل وخع " الزاد " والصواب ما أثبتناه وهو أبو الطيب محمد جعفر بن إسحاق الزراد.
(11) الأصل وخع: ذكر.
71

أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا (1) عبد الله بن جعفر البغدادي بمصر أنبأنا
عبيد الله بن عبد الرحيم بن البرقي أنبأنا عبد الملك بن هشام أنبأنا زياد بن عبد الله
البكائي عن محمد بن إسحاق حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن
جده قال ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل وبين الفجار والفيل عشرون سنة (2)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور حدثنا
عيسى بن علي أنبأنا عبد (3) الله بن محمد.
قال وأنبأنا ابن (4) النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن
جالينوس قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (5)
أخبرنا أبو الفتح يوسف (6) الماهاني أنبأنا شجاع المصقلي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن عمر بن حفص أنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان نا
وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن المطلب
وأخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن منصور أنبأنا أبو الحسن (7) بن أبي الحديد
أنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر بن داعيس (8) نا سليمان بن سيف نا سعيد بن بزيع
عن ابن إسحاق
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر (9) الزراد المنبجي أنبأنا أبو

(1) بالأصل وخع: " بن " تحريف.
(2) لم أجد الرواية في سيرة ابن هشام، وفيها في روايتين منفصلتين، الأولى عن قيس بن مخرمة قال ولدت أنا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، فنحن لدان 1 / 167) وفي السيرة عن ابن إسحاق 1 / 198 هاجت حرب الفجار
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة.
وستأتي الرواية قريبا.
(3) بالأصل وخع: " أبو عبد الله " تحريف، وهو عبد الله بن محمد البغوي.
(4) بالأصل وخع: " أبو " تحريف.
(5) بالأصل وخع: " أبو بكير بن إسحاق " صوبنا العبارة عن المطبوعة.
(6) بالأصل وخع: " أبو يوسف " تحريف، وهو أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني.
(7) بالأصل وخع " أبو الحسين " ت حريف، وقد تقدم قريبا على الصواب.
(8) في المطبوعة: أبو بكر برداعس.
(9) عن الأنساب (الزراد)، وبدون نقط بالأصل.
72

الفضل عبيد الله بن سعد الزهري نا عمي يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن ابن
إسحاق (1) حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن جده زاد البغوي وابن
المقرئ قيس بن مخرمة قال ولدت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل فنحن لدتان (2)
قال يونس كنا لدين
وقال (3) كنا لدان
وفي حديث ابن المقرئ قال ابن إسحاق ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل يوم
الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول (4)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم
عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل
الخطبي (5) أنبأنا عبد الله يعني أحمد بن حنبل حدثني جعفر بن مهران أبو النضر
بالبصرة نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثني محمد بن إسحاق (6)
عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة قال ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل وبين الفجار وبين الفيل عشرون سنة
قال سموا فجار لأنهم فجروا وأحلوا أشياء (7) كانوا يحرمونها وكان بين
الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة (8) سنة وبين بناء الكعبة وبين مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم)
خمس سنين قال فبعث نبينا عليه الصلاة والسلام وهو ابن أربعين سنة
كذا جاءت هذه التواريخ مدرجة في الحديث وأراها من قول ابن إسحاق
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي

(1) بالأصل وخع: " أبي إسحاق " تحريف.
(2 ة سيرة ابن هشام 1 / 167 وفيها " فنحن لدان "، ولدان مثنى لدة، واللدة: الترب.
(3) في المطبوعة: وقال جرير: لدان.
(4) سيرة ابن هشام 1 / 167 وفيه " خلت بدن مضت.
(5) بالأصل " الحنطي " وفي خع الخطي " والمثبت عن الأنساب.
(6) بالأصل والصواب عن خع.
(7) بالأصل وخع: شيئا.
(8) بالأصل وخع: " عشر ".
73

وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري وأبو سعد محمد بن
علي الرستمي (1) قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا
يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر نا عبد العزيز بن أبي ثابت حدثني
عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان النوفلي عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم
قال (2) ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل وكانت عكاظ (3) بعد الفيل بخمس عشرة (4)
سنة وبني البيت (5) على رأس (6) خمس وعشرين من الفيل وتنبئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على (21) رأس أربعين من الفيل
قال (7) ونبأنا يعقوب ونبأنا إبراهيم بن المنذر نا (8) مليح بن فضيل عن
موسى عن فضيل بن عقبة عن ابن شهاب (9) قال بعث الله تعالى محمدا (10) على
رأس خمس عشرة سنة من بنيان (11) الكعبة و (12) كان بين مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) وبين أصحاب
الفيل سبعون سنة
قال أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر هذا وهم والذي (13) لا يشك فيه أحدا من
علمائنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولد عام الفيل وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية

(1) بالأصل وخع: " الرسم " والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى رستم، أحد الأجداد.
(2) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 78.
(3) عن البيهقي وبالأصل وخع " عطاط ".
(4) بالأصل وخع: عشر ".
(5) عن البيهقي وبالأصل وخع: الثلث.
(6) الزيادة عن البيهقي.
(7) القائل عبد الله بن جعفر، كما يفهم من عبارة البيهقي، انظر الدلائل 1 / 78.
(8) - (9) كذا ورد الاسناد بالأصل وخع وفيه اضطراب واضح، والذي في دلائل البيهقي - وهو الصواب -:
قال: حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب.
(10) بالأصل محمد.
(11) بالأصل: " رأس كل خمس عشرة سنة مبنيان الكعبة " وصححنا العبارة عن خع ودلائل البيهقي.
(12) سقطت من الأصل، عن البيهقي.
(13) الزيادة عن دلائل البيهقي، اقتضاها السياق.
74

أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا حارث بن (1) أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد (2) أنبأنا
محمد بن عمر بن واقد الأسلمي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة (3)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد بن
عبد العزيز أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا القاضي أبو الحسين علي بن الحسن بن
علي بن مالك الأشناني (4)
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الدقاق (5) قالا نبأنا ابن أبي
الدنيا أخبرني محمد بن صالح القرشي أنبأنا محمد بن عمر حدثنا ابن أبي سبرة عن
أبي (6) جعفر محمد بن علي قال ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين لعشر خلون من (7)
ربيع الأول وكان قد قدم (8) الفيل للنصف من المحرم فبين الفيل وبين مولد النبي (صلى الله عليه وسلم)
خمس وخمسون ليلة هذا لفظ محمد بن صالح وزاد وكان بين الفيل والفجار عشرون
سنة وكان بين بنيان الكعبة والفجار خمس عشرة سنة فبنيت الكعبة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ابن خمس وثلاثون سنة
قال قال عمر وعلي حدثنا ابن أبي الدنيا قال فأخبرني وقال ابن الأكفاني
حدثنا الحسن بن عثمان أخبرني ابن أبي زائدة عن مجالد عن عامر قال ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام الفيل يوم الاثنين لعشر خلون من ربيع الأول

(1) عن خع، بالأصل " عن " تحريف.
(2) انظر طبقات ابن سعد 1 / 100 - 101.
(3) الزيادة عن ابن سعد.
(4) الأشناني هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه كما في الأنساب للسمعاني، وذكر ممن انتسب إليها: أبو
الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك بن أشرس، المعروف بابن الأشناني، ولم يذكر في أولاد الحسن
من اسم " علي ".
(5) كذا بالأصل والصواب " الرفاء " كما صوبه في المطبوعة عن الأنساب.
(6) بالأصل " عن ابن أبي جعفر " والصواب عن ابن سعد 1 / 100.
(7) ابن سعد: لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول.
(8) ابن سعد. قدوم أصحاب الفيل.
75

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا الحسن (1) أنبأنا أبو بكر البيهقي (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمر قالا أنبأنا
أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله أنبأنا حنبل بن إسحاق
أنبأنا أبو الربيع الزهراني أنبأنا يعقوب القمي نا جعفر بن أبي المغيرة عن ابن (3)
أبزى قال كان بين الفيل وبين مولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنبأنا أبو
عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا
خليفة بن خياط (4) حدثني شعيب بن حيان (5) عن عبد الواحد بن أبي عمرو (6)
عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين (8) قبل
الفيل بخمس عشرة (7) سنة
قال خليفة وقال علي بن محمد (9) عن موسى بن عقبة قال ولد بعد الفيل
بثلاثين عاما
وقال أبو زكريا العجلاني بعد الفيل بأربعين عاما
قال خليفة والمجمع (10) عليه عام الفيل
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنبأنا الحارث نا (11) محمد بن سعد (12) أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي

(1) كذا بالأصل وخع " أنبأنا الحسن " والعبارة مقحمة والصواب حذفها باعتبار ما مر من أسانيد مماثلة.
(2) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 79.
(3) عن دلائل البيهقي.
(4) تاريخ خليفة ص 53.
(5) عن خليفة وبالأصل وخع: حبان.
(6) بالأصل وخع: " بن أبي عمران موسى " والمثبت عن تاريخ خليفة.
(7) الزيادة عن تاريخ خليفة.
(8) عن خليفة.
(9) تاريخ خليفة ص 52، وهو أبو الحسن علي بن محمد المدائني.
(10) في تاريخ خليفة: والمجتمع.
(11) بالأصل وخع " بن " تحريف.
(12) طبقات ابن سعد 1 / 99.
76

أنبأنا موسى بن عبيدة الربذي (1) عن محمد بن كعب قال وأخبرنا
سعيد بن أبي زيد عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (2) قالا خرج
عبد الله بن عبد المطلب إلى الشام إلى غزة (3) في عير من عيرات (4) قريش يحملون
تجارات ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا فمروا بالمدينة وعبد الله بن
عبد (5) المطلب يومئذ مريض فقال أتخلف عند (6) أخوالي (7) بني عدي بن النجار
فأقام عندهم مريضا شهرا ومضى أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن
عبد الله فقالوا خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار وهو مريض فبعث إليه
عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن (8) في دار النابغة وهو رجل من
بني عدي بن النجار في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك وأخبره أخواله
بمرضه وبقيامهم عليه وما ولوا من أمره وأنهم قبروه فرجع إلى أبيه فأخبره فوجد
عليه عبد المطلب وأخوته وأخواته وجدا شديدا ورسوله الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ حمل
ولعبد الله يوم توفي خمس وعشرون سنة
قال الواقدي هذا هو أثبت الأقاويل والروايات (9) في وفاة عبد الله بن
عبد المطلب وسنه عندنا
قال وأنبأنا محمد بن عمر (10) حدثني معمر عن الزهري قال وبعث
عبد المطلب عبد الله إلى المدينة يمتار (11) له تمرا فمات
قال محمد بن عمر والأول أثبت

(1) عن ابن سعد وبالأصل وخع: الزبيري.
(2) بالأصل: " مصعصر " وفي خع: " مصعبه ".
(3) عن ابن سعد وبالأصل وخع: غزوة. (4) بالأصل وخع: في عشر من عشرات. والصواب عن ابن سعد.
(5) سقطت من الأصل وخع.
(6) بالأصل " عن " والمثبت " عند " عن هامش الأصل وبجانبها لفظة صح.
(7) عن ابن سعد وبالأصل " إخوتي ".
(8) عن خع وابن سعد، وبالأصل: ووقف.
(9) في ابن سعد: والرواية.
(10) ابن سعد 1 / 99.
(11) الميرة: بالكسر جلب الطعام، ما رعيا له يمير ميرا وأمارهم، وامتار لهم (القاموس).
77

قال ابن سعد (1) وقد روي لنا في وفاته وجه آخر أنبأنا هشام بن محمد بن السائب
الكلبي عن أبيه وعن عوانة بن الحكم قالا توفي عبد الله بن عبد المطلب بعدما أتى
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثمانية وعشرون شهرا ويقال سبعة أشهر
قال محمد بن سعد الأول أثبت أنه توفي ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حمل
أخبرنا أبو الحسن (2) محمد بن محمد الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله
يحيى ابنا (3) البنا قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص
أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن حسن عن
عبد السلام عن ابن خربوذ (4) قال توفي عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) من شهر (5) وماتت أمه وهو ابن أربع سنين ومات جده عبد المطلب
وهو ابن ثمان سنين فأوصى به إلى أبي طالب
قال وأنبأنا الزبير قال وحدثني محمد بن حسن عن عبد الله بن وهب عن
يونس عن ابن شهاب قال بعث عبد المطلب عبد الله بن عبد المطلب يمتار له تمرا
من يثرب فتوفي بها
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله
الحافظ أنبأنا محمد بن إسماعيل أنبأنا محمد بن إسحاق قال أنبأنا أبو بشر
مبشر (6) بن الحسن أنبأنا يعقوب بن محمد الزهري أنبأنا عبد العزيز بن عمران (7)
أنبأنا عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن أبيه عن ابن (8) أبي
سويد الثقفي عن عثمان بن أبي (8) العاص قال أخبرني أبي إنها

(1) ابن سعد 1 / 100.
(2) الأصل: " أبو الحسين " تحريف.
(4) بالأصل وخع: " جرمود " والصواب ما أثبت، وهو معروف بن خربوذ، وقد تقدم هذا الاسناد قريبا.
(5) كذا، وفي خع: " بن شهر " وفي المطبوعة: ابن شهرين.
(6) عن دلائل البيهقي وبالأصل " ميسر ".
(7) بعدها في الأصل: أنبأنا عبد الله الحافظ. أنبأنا محمد بن إسماعيل أنبأنا محمد بن إسحاق، وقد حذفنا
العبارة بما وافق دلائل النبوة للبيهقي 1 / 111.
(8) الزيادة عن الدلائل.
78

شهادة (1) ولادة آمنة بنت وهب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة ولدته قالت فما شئ أنظر إليه في
البيت إلا نور وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول (2) لتقعن علي
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن سعد (3) أنبأنا محمد بن عمر نبأنا محمد بن (4) عبد الله بن مسلم عن
الزهري حدثنا موسى بن عبيدة عن أخيه ومحمد بن كعب القرظي قال وأنبأنا
عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم (5) بكر بنت المسور عن أبيها قال وأنبأنا
عبد الرحمن بن إبراهيم المقرئ (6) وزياد بن حشرج عن أبي وجزة قال وأنبأنا
معمر عن ابن (8) أبي نجيح عن مجاهد قال وأنبأنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن
ابن عباس دخل حديث بعضهم في حديث بعض أن آمنة (9) ابنة وهب قالت لقد
علقت به يعني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما وجدت له مشقة حتى وضعته فلما فصل مني خرج
معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع إلى الأرض (10) جاثيا على ركبتيه
وخرج معه نورا أضاءت له قصور الشام وأسواقها (11) حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى
رافعا رأسه إلى السماء
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (12) أنبأنا أبو عبد الله

(1) ما بين معكوفتين كذا بالأصل وخع، والعبارة، وعبارة الدلائل أوضح وفيها: حدثتني أمي أنها
شهدته ولادة.
(2) عن خع والدلائل وبالأصل " أقول ".
(3) انظر طبقات ابن سعد 1 / 101.
(4) الزيادة عن ابن سعد.
(5) الأصل وخع: " بنت " والصواب " أم " عن بن سعد.
(6) الأصل وخع: وفي ابن سعد: المدني، وفي المطبوعة: المري.
(7) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: دجر.
(8) الزيادة عن ابن سعد وخع.
(9) الزيادة عن خع وابن سعد.
(10) بعدها في ابن سعد: " معتمدا على يديه ثم أخذ قبضة من تراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء، وقال
بعضهما: وقع جائيا..
(11) الأصل وخع: " وأشرافها " والمثبت عن ابن سعد
(12) دلائل النبوة 1 / 114.
79

المجاهد (1) أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الداربجردي (2) بمرو أنبأنا
عبد الله البوشنجي (3) أنبأنا أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري (4) أنبأنا يونس بن
عطاء عن (5) عثمان بن ربيعة بن زياد بن الحارث الصيدلاني (6) بمصر أنبأنا
الحكم (7) بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مختونا مسرورا
قال فأعجب جده عبد المطلب وحظي عنده وقال ليكونن لابني هذا شأن
فكان له شأن
قال وأنبأنا أبو (8) عبد الله الحافظ قال أنبأنا أحمد بن كامل القاضي شفاها
أنبأنا أن محمد بن إسماعيل حدثه يعني السلمي أنبأنا أبو صالح عبد الله بن
صالح حدثني معاوية بن صالح عن أبي الحكم التنوخي قال كان المولود إذا ولد
في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح فيكفئان عليه برمة فلما ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدفعه عبد المطلب إلى نسوة يكفئان عليه برمة فلما أصبحن أتين
فوجدن (9) البرمة قد انفلقت عنه باثنتين (10) فوجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره
إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودا مثله وجدناه قد انفلقت عنه
البرمة ووجدناه مفتوحا عينيه شاخصا ببصره إلى السماء فقال احفظنه فإني أرجو
أن يصيب خيرا فلما كان يوم السابع ذبح عنه (11) ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا يا

(1) بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: الحافظ.
(2) بالأصل وخع: " الدابردي " والمثبت عن الدلائل، وهذه النسبة إلى داربجرد، ولاية بفارس، ودارابجرد:
قرية من كورة إصطخر، ودرابجرد: موضع بنيسابور (ياقوت).
(3) عن الدلائل، وبالأصل: " البسونجي " وهذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة من نواحي هراة. بينهما
عشرة فراسخ (ياقوت).
(4) عن الدلائل، وبالأصل: " الجبائري " هذه النسبة إلى خبائر بطن من كلاع (الأنساب للسمعاني).
(5) بالأصل " بن " والمثبت عن الدلائل.
(6) في الدلائل: " الصدائي وبهامشه عن إحدى النسخ: " الصيداني " ومثلها في.
(7) بالأصل وخع " الحاكم " والمثبت عن الدلائل.
(8) عن الدلائل البيهقي 1 / 113.
(9) بالأصل وخع " الحاكم " والمثبت عن الدلائل.
(10) عن الدلائل، وبالأصل وخع: بابين.
(11) عن الدلائل وبالأصل " عنده ".
80

عبد المطلب رأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا على وجهه ما سميته قال سميته محمدا
قالوا فلما (1) رغبت به عن أسماء أهل بيته قال أردت أن يحمده الله تعالى في السماء
وخلقه في الأرض
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي بمنبج أنبأنا أبو
الفضل عبيد الله بن سعد الزهري نا عمي يعقوب بن إبراهيم أنبأنا أبي عن ابن (2)
إسحاق قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) مع جده فهلكت أمه وهو ابن ست سنين بعد الفيل
بثمان (3) سنين قال وكان مع جده عبد المطلب (4) بن هاشم ثم هلك
عبد المطلب (5) بعد الفيل بثمان سنين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن ثمان سنين فكان يوصي به
فيما يزعمون أبا طالب يعني أن أبا طالب هو الذي يلي أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جده عبد
المطلب فكان الله معه
قال ابن إسحاق وهلك عبد الله بن عبد المطلب وأم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت
وهب حامل
قال ابن (6) إسحاق فحدثني عبد الله (7) بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم أن أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب قدمت برسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة على أخواله من
بني عامر (8) النجار ثم صدرت به راجعة إلى مكة فتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن ست سنين
قال ابن إسحاق فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس عن ثقة من

(1) عن الدلائل وبالأصل وخع والمطبوعة: " فما ".
(2) بالأصل وخع " أبي ".
(3) كذا بالأصل وخع، وهو خطأ والصواب " بست سنين ".
(4) بالأصل: " فكان يوصي بن هشام بن هلك " كذا، وفي خع: " بن هشام بن هلك ".
(5) بالأصل وخع: " يعني بكار أبو ".
(6) عن سيرة ابن هشام 1 / 177.
(7) عن سيرة ابن هشام 1 / 177.
(7) بالأصل: " عبد الله بن عبد المطلب بن أبي بكر " والمثبت عن ابن هشام 1 / 177.
(8) في ابن هشام: من بني عدي بن النجار.
81

أهله أن (1) عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توفي ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن
ثمان (2) سنين
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (3) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو العباس أحمد بن يعقوب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس
قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي (4) حدثنا يونس (5) بن بكير عن
محمد بن إسحاق قال قلت فكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحدث أنها
أتيت حين (6) حملت محمدا (7) (صلى الله عليه وسلم) وقال البيهقي بمحمد (صلى الله عليه وسلم) قيل لها إنك قد
حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي
* أعيذه بالواحد * من شر كل حاسد
في كل بر عامد (8) * وكل عبد (9) رائد
نزول (10) غير زائد * فإنه عبد المجيد (11) الحامد
حتى أراه قد أتى المشاهد

(1) عن ابن هشام 1 / 178.
(2) بالأصلين " ست " والمثبت عن ابن هشام 1 / 178.
(3) دلائل البيهقي 1 / 82.
(4) بالأصل وخع: العطار، والصواب ما أثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى عطارد، اسم أحد أجداده.
وذكره فيمن انتسب إليه.
(5) بالأصل وخع: " ابن أبي يونس بن بكر " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 82 وسيرة ابن إسحاق ص 22.
(6) عن دلائل البيهقي وسيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام 1 / 166 وبالأصل " حتى ".
(7) بالأصل " بمحمد " وهذه رواية البيهقي وسترد، وأما رواية ابن إسحاق في سيرته: " محمدا صلى الله عليه وسلم " وفي ابن
هشام: برسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(8) هذه رواية سيرة ابن إسحاق، وفي دلائل البيهقي: من كل بر عاهد.
(9) غير واضحة بالأصل، واستدركت عن هامشه والسيرة والدلائل.
(10) كذا بالأصل وقد ورد نثرا - وبعد هذه اللفظة فيه: وقال البيهقي: يزور، والذي في الدلائل: يرود غير رائد وفي بعض نسخة: يزود.
(11) في ابن إسحاق والدلائل: عبد الحميد.
82

قال آية (1) ذلك أن يخرج معه نورا يملأ قصور كسرى من أرض الشام إذا وقع
فسميه محمدا فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه
في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه في الفرقان محمد فسميته
بذلك زاد رضوان فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها وقد هلك أبوه عبد الله
وهي حبلى ويقال إن عبد الله هلك والنبي (صلى الله عليه وسلم) ابن ثمانية وعشرين شهرا والله تعالى
أعلم أي ذلك كان
فقالت قد ولد الليلة لك (2) غلام فانظر إليه فلما جاءها أخبرته (11) وحدثته
بما رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما أمرت أن تسميه فأخذه عبد المطلب فأدخله
على هبل في جوف الكعبة فقام عبد المطلب يدعو الله تعالى ويشكر الله عز وجل الذي
أعطاه إياه فقال (4)
* الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان (5)
قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالله (6) ذي الأركان
حتى يكون بلغة الفتان * حتى أراه بالغ في البنيان (7)
أعيذه من كل ذي شنآن * من حاسد مضطرب العنان (8)
ذي همة ليس له عينان * حتى أراه رافع البنيان (9)
أنت الذي سميت في القرآن (10) * في كتب ثابتة المثان (11)
أحمد مكتوب على اللسان * أحمد مكتوب على اللسان (12) *

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن الدلائل، وفي ابن إسحاق: فإن آية.
(2) الزيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 22.
(3) عن ابن إسحاق وبالأصل: خبرته.
(4) الرجز في سيرة ابن إسحاق ص 22 والروض الانف للسهيلي 1 / 184 ودلائل البيهقي 1 / 112.
(5) الأردان جمع ردن، وهو مقدم كم القميص، وقيل: أسفله، وقيل: الكم كله (اللسان: ردن).
(6) الأصل وابن إسحاق، وفي الروض والبيهقي: بالبيت.
(7) في الروض والبيهقي: بالغ البنيان " وفي ابن إسحاق: بالغ البنان ".
(8) في البيهقي: الجنان.
(9) ابن إسحاق والبيهقي والروض: اللسان.
(10) الأصل والروض وخع: وفي البيهقي وابن إسحاق: الفرقان.
(11) الأصل وخع وابن إسحاق والروض، وفي البيهقي: المباني.
(12) كذا وقع مكرر بالأصل وخع، وفي الروض: البيان.
83

أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن
مسلم الأسدي أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (1)
أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن حبابة أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز
الأنماطي أنبأنا الحسن بن عرفة أنبأنا علي بن ثابت عن طلحة بن عمرو قال
سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت ابن عباس يقول كان بنوا أبي طالب يصبحون
غمصا رمصا (2) ويصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صقيلا دهينا
قال ونبأنا الحسن بن عرفة أنبأنا علي بن ثابت (3) عن طلحة بن عمرو
قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت ابن عباس يقول كان أبو طالب
يقرب إلى الصبيان بصفحتهم (4) أول البكرة فيجلسون وينتهبون ويكف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يده لا ينتهب معهم فلما رأى ذلك عمه عزل له طعامه على حدة
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمرو بن حيوية أنبأنا
أبو الحسن أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد (5) أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي حدثني محمد بن عبد الله عن
الزهري قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله قال
وأنبأنا هاشم بن عاصم الأسلمي عن المنذر بن جهم قال ونا معمر عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد وقال عبد الرحمن بن عبد العزيز عن أبي الحويرث (6) قال
وأنبأنا ابن أبي سبرة عن سليمان بن سحيم (7) عن نافع بن جبير دخل حديث

(1) رسمها بالأصل " المخيري " وفي خع الخيري " والمثبت عن الأنساب للسمعاني، وهذه النسبة إلى المخبز.
وهو موضع يخبز فيه الرغفان، وإلى موضع ببغداد داخل دار الخليفة يقال له المخبز.
(2) الغمص في العين كالرمص، وفي النهاية: البياض الذي تقطعه العين، ويجتمع في زوايا الأجفان.
فالرمص: ما رطب منه، والغمص: ما يبس منه.
(3) بالأصل وخع: " بن أبي عمرو " والصواب عن المطبوعة.
(4) كذا بالأصل وخع: " بن أبي عمرو " والصواب عن المطبوعة.
(4) كذا بالأصل و خ ع، وفي مختصر ابن منظور 2 / 38 " بصحيفتهم " والصواب: " بصحفتهم، ففي اللسان:
الصحة: كالقصعة مسلنطحة عريضة وهي تشبع الخمسة.
(5) انظر طبقات ابن سعد 1 / 118.
(6) عن ابن سعد وبالأصل وخع: الجوير.
(7) عن ابن سعد وبالأصل وخع: شجيم.
84

بعضهم في حديث بعض قالوا (1) كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون مع أمه آمنة بنت وهب
فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب وضمه ورق عليه أرقة لم يرقها على ولده وكان
يقربه منه ويدنيه ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام كان يجلس على فراشه فيقول
عبد المطلب إذا رأى ذلك دعوا ابني إنه (2) ليؤنس ملكا
وقال قوم من بني مدلج لعبد المطلب احتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم
التي في المقام منه فقال عبد المطلب لأبي طالب اسمع ما يقول (3) هؤلاء فكان أبو
طالب يحتفظ به (4) فقال عبد المطلب لأم أيمن وكانت تحضن (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا
بركة لا تغفلي عن ابن فإنني وجدته مع غلمان قريبا (6) من السدرة وإن أهل الكتاب
يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلا قال
علي (7) يا بني فيؤتى به إليه فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحياطته ولما نزل بعبد المطلب الوفاة (8) قال لبناته أبكينني وأنا أسمع
فبكته كل واحدة منهن بشعر فلما سمع قول أميمة وقد أمسك لسانه جعل يحرك
رأسه أي قد صدقت وقد كنت كذلك (9) وهو قولها
* أعيني جودي (10) بدمع درر * على ماجد الخيم (11) والمعتصر
على ما جد الجد وراي الزناد * جميل المحيا عظيم الخطر
على شيبة الحمد (12) ذي المكرمات * وذي المجد والعز والمفتخر

(1) عن ابن سعد وبالأصل وخع: قال:.
(2) عن ابن سعد.
(3) عن ابن سعد وبالأصل وخع: أقول.
(4) كررت العبارة بالأصل وخع، فحذفنا، وما أثبتناه يوافق عبارة الطبقات.
(5) بالأصل وخع: " وكان تحض " والصواب عن ابن سعد.
(6) بالأصل وخع: قريب.
(7) الزيادة عن ابن سعد.
(8) عن ابن سعد وبالأصل " الرقا ".
(9) بالأصل " وقد كتبت ذلك " والمثبت عن ابن سعد.
(10) في خع وابن سعد 1 / 118 جودا.
(11) الأصل وخع، وفي ابن سعد: على طيب الخيم.
(12) بالأصل " الحد " والمثبت عن ابن سعد.
85

وذي الحلم والفضل في النائبات * كثير المفاخر (1) جم الفخر
له فضل مجد على قومه * مبين يلوح كضوء القمر
أتته المنايا فلم تشوه * لصرف (2) الليالي وريب (3) القدر *
قال ومات عبد المطلب فدفن بالحجون (4)
قال (5) وأنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أنبأنا معمر عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد قال وأنبأنا معاذ بن محمد الأنصاري عن عطاء عن ابن عباس قال و
أنبأنا محمد بن صالح وعبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة دخل
حديث بعضهم في بعض قالوا لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فكان يكون معه وكان أبو طالب لا مال له وكان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده وكان
لا ينام حتى ينام (6) وكان لا ينام إلا إلى جنبه ويخرج فيخرج معه وصب به أبو
طالب صبابة ولم يصب مثلها شئ قط وكان يخصه بالطعام وكان إذا أكل عيال أبي
طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا وإذا أكل معهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شبعوا فكان إذا أراد
أن يغذيهم قال كما أنتم حتى يحضر ابني فيأتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيأكل معهم فكانوا
يفضلون من طعامهم وإن لم يكن معهم لم يشبعوا فيقول أبو طالب إنك
المبارك (7) وكان الصبيان يصبحون رمصا شعثا ويصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دهينا كحيلا
قال وأنبأنا محمد بن سعد (8) أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أنبأنا
زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي عن أبيه قال قدم مكة عشرة نسوة من بني سعد بن
بكر يطلبن الرضاع فأصبن الرضاع كلهن إلا حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن

(1) في ابن سعد: كثير المكارم.
(2) في الطبقات: بصر.
(3) عن ابن سع وبالأصل وخع: ورويث.
(4) الحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها (ياقوت).
(5) انظر الطبقات 1 / 119، والقائل ابن سعد.
(6) سقطت من الطبقات والمطبوعة.
(7) ابن سعد: إنك لمبارك.
(8) الطبقات 1 / 110.
86

شجنة (1) بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فيضة (2) بن (3) سعد بن بكر بن هوازن بن
منصور بن عكرمة بن خصفة (4) بن قيس بن عيلان بن مضر وكان معها زوجها
الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فضية بن سعد بن بكر بن
هوازن ويكنى أبا ذؤيب وولدها منه عبد الله بن الحارث فكانت ترضعه وأنيسة
بنت الحارث وجذامة (5) بنت الحارث وهي الشيماء (6) كانت هي التي تحضن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أمها وتوركه فعرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعلت تقول يتيم لا مال
له وما عست أمه أن تفعل (7) فخرج النسوة وخلفتها فقالت حليمة لزوجها ما ترى
قد خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع إلا هذا الغلام اليتيم فلو أنا أخذناه فإني
أكره أن نرجع (8) إلى بلادنا ولم نأخذ (9) شيئا فقال لها زوجها خذيه عسى الله أن يجعل
لنا فيه خيرا فجاءت إلى أمه فأخذته منها فوضعته في حجرها فأقبل عليه ثديها (10)
حتى انقطرا (11) لبنا فشرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى روي وشرب أخوه ولقد كان أخوه لا
ينام (12) من الغرث وقالت له أمه ظئر سلي عن ابنك فإنه سيكون له شأن وأخبرتها
بما رأت وما قيل لها فيه حين ولدته وقالت قيل لي (13) ثلاث ليال استرضعي
ابنك (14) في بني سعد بن بكر في آل أبي ذؤيب قالت (15) حليمة فإن أبا هذا الغلام الذي

(1) عن خع وابن سعد، وبالأصل: مشجنة.
(2) في خع وابن سد: فصية.
(3) في ابن سعد: " بن نصر بن سعد ".
(4) بياض بالأصل مقدار كلمة، والزيادة عن ابن سعد.
(5) في خع: " وخدامة " وفي الطبقات: وجد أمة.
(6) عن ابن سعد، وبالأصل " الثمان " وفي خع: الشماء.
(7) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: يفعل.
(8) عن ابن سعد وبالأصل " يرجع ".
(9) عن ابن سعد وبالأصل " يأخذ ".
(10) الأصل وخع، وفي الطبقات: ثدياها.
(11) في خع: " تقصرا " وي الطبقات: يقطرا.
(12) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، والزيادة عن ابن سعد.
(13) عن ابن سعد وبالأصل وخع: لها.
(14) عن ابن سعد، وبالأصل " قال " والمثبت عن ابن سعد.
87

في حجري أبو ذؤيب وهو زوجي فطابت نفس حليمة وسرت (1) بكل ما سمعت ثم
خرجت به إلى منزلها فحدجوا (2) أتانهم فركبتها حليمة وحملت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين
يديها وركب الحارث شارفهم فطلعا على صواحبهما بوادي السرر (3) وهن مرتعات
وهما (4) يتواهقان فقلن يا حليمة ما صنعت فقالت أخذت والله خير مولود رأيته
قط وأعظمهم بركة قال النسوة أهو ابن عبد المطلب قالت نعم قالت قلت
فما روحنا (5) منزلنا حتى رأيت الحسن (6) من بعد نسائنا
أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على
إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ (7) أنبأنا أبو يعلى حدثنا
مسروق بن المرزبان الكوفي أبو سعيد والحسن (8) بن حماد ونسخته من حديث
مسروق قالا أنبأنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي
جهم عن عبد الله بن جعفر عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
السعدية التي أرضعته قالت (9) خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس
الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء (10) قد أذنت (11) بالركب فخرجت فرجنا في سنة
شهباء لم تبق شيئا ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى قالت ومعنا شارف (12) لنا

(1) عن ابن سعد، وبالأصل " وبشرت ".
(2) بالأصل: " محرجوا بأنهم " والمثبت عن ابن سعد.
(3) السرر: واد بين مكة ومنى (ياقوت).
(4) بالأصل: " وهم بين إهقان " والمثبت عن ابن سعد.
(5) في ابن سعد: فما رحلنا من منزلنا.
(6) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد: الحسد من بعض نسائنا.
(7) سقطت من الأصل وأثبتت عن هامشه.
(8) بالأصل: " الكوفي بن سعيد الحسن " والصواب عن المطبوعة.
(9) بالأصل " قال " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 26.
(10) قمراء: القمرة بالضم لون إلى الخضرة، أو بياض فيه كدرة.
(11) كذا بالأصل، وفي خع وابن إسحاق " إذ مت " وفي سيرة ابن هشام: أدمت.
وفي الروض: أذممت، قال: تريد أنها حبستهم، ويروي: أذمت أي أذمت الأتان، أي جاءت بما تذم
عليه.
(12) الشارف: الناقة المسنة.
88

والله إن تبض (1) علينا فقطرة من لبن ومعي صبي لن (2) ينام ليلنا مع بكائه ما في ثديه
ما يغنيه وما في شارفنا من لبن يغذو إلا أنا نرجو فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة
إلا عرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتأباه وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود
وكان يتيما فكنا نقول يتيم ما عسى أن تصنع أمه حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا
أخذت صبيا غيري فكرهت أن أرجع لم آخذ شيئا وقد أخذ صواحبي فقلت لزوجي (3)
والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه قلت فأتيته فأخذته فرجعت إلى رحلي فقال
زوجي قد أخذته فقلت نعم والله ذاك إني (4) لم أجد غيره فقال قد أصبت
فعسى الله أن يجعل فيه خيرا قالت فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري فأقبل عليه
(5) ثديي بما شاء الله من اللبن قالت فشرب حتى روي وشرب أخوه يعني ابنها
حتى روي وقام (6) زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا فيه حافلا فحلب لنا ما شئنا فشرب
حتى روي قالت وشربت حتى رويت فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعا رواء وقد نام
صبياننا قالت يقول أبوه يعني زوجها والله يا حليمة ما أراك إلا (7) قد أصبت
نسمة (8) مباركة قد نام صبينا وروي قالت ثم خرجنا فوالله لو خرجت حتى أتى أمام
الركب قد قطعتهن حتى ميتعلق بأحد (9) حتى أنهم ليقولون ويحك يا بنت الحارث
كفا علينا أليست هذه أتانك (10) التي خرجت عليها فأقول بلى والله قد قدمنا وهي قدامنا
حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر فقدمنا على أجدب أرض الله فوالذي
نفس حليمة بيده إن كانوا يسرحون أغنامهم إذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح
غنمي بطانا لبنا حفلا وتروح أغنامهم جياعا هالكة ما لها من لبن قالت فنشرب ما

(1) تبض: ترشح، تقصر (لسان).
(2) كذا، وفي سيرة ابن إسحاق: والله ما ننام ليلنا.
(3) عن خع وبالأصل " زوجي ".
(4) عن سيرة ابن إسحاق ص 26 وبالأصل وخع " إن "
(5) في سيرة ابن إسحاق: ثدياي.
(6) عن ابن إسحاق وبالأصل: وأقام.
(7) زيادة اقتضاها السياق.
(8) بالأصل " تسمية " والمثبت عن ابن إسحاق.
(9) العبارة في ابن إسحاق: فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار.
(10) غير مقرورة بالأصل، والمثبت " هذه أتانك " عن ابن إسحاق ص 26.
89

شئنا من اللبن ما من الحاضر أحد يطلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعاتهم ويلكم
ألا تسرحون (1) حيث يسرح راعي حليمة فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه
راعينا فتروح أغنامهم جياعا ما لها من لبن وتروح غنمي لبنا حفلا قالت
وكان (صلى الله عليه وسلم) يشب في اليوم شباب الصبي في شهر (2) ويشب في شهر شباب الصبي في
سنة فبلغ سنة (3) وهو غلام (4) جفر قال ت فقدمنا على أمه قلت لها وقال لها أبوه
ردي علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه أوباء مكة قالت ونحن أضن شئ به
فما رأينا من بركته قالت فلم يزل بها حتى قالت ارجعا به فرجعنا به فمكث عندنا
شهرين قالت فبينما هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان (5) بهما لنا إذ جاءنا
أخوه يشتد فقال لي ولأبيه أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه
فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائم وهو (6) منتقلونه فاعتنقه أبوه (7)
واعتنقته ثم قال ما لك أي بني قال أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني
ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا قالت فاحتملناه فرجعنا به قالت يقول أبوه
والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر ما
نتخوف عليه قالت فرجعنا به إليها قالت ما ردكما وقد كنتما حريصين عليه
قالت فقلت لا والله إلا أنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه ثم تخوفنا
الأحداث عليه فقلنا يكون في أهله
قالت فقالت آمنة والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره فوالله ما زالت
بنا حتى أخبرنا خبره قالت فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا شأنا ألا أخبركما

(1) عن خع، وبالأصل: " وإبلكم لا يسرحون " وفي ابن إسحاق: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم أبي ذؤيب
فاسرحوا معهم.
(2) بالأصل وخع: " وكان صلى الله عليه وسلم شب اليوم في شباب الغني في شهر " وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور
2 / 40 والعبارة في ابن إسحاق ص 27 وابن هشام 1 / 173 وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي ابن إسحاق: سنتيه.
(4) بالأصل وخع: " حفر " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام والجفر: الغليظ الشديد، يقال:
استجفر الصبي إذا قوي على الاكل (النهاية: جفر).
(5) البهم: واحدتها بهمة، الصغار من الغنم.
(6) أي متغير.
(7) عن خع وسيرة ابن إسحاق، وبالأصل " أبو بكر ".
90

عنه إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا
كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع
كما يقع الصبيان وقع واضعا يده بالأرض رافعا رأسه إلى السماء دعاه والحقا
بآلكما (1)
كذا قال ابن أبي زائدة ولم يذكر بين جهم وابن جعفر أحدا وكذا رواه أبو
عصمة نوح بن أبي مريم عن ابن (2) إسحاق ورواه يونس بن بكير (3) عن ابن إسحاق
فقال حدثني من سمع عبد الله بن جعفر
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أنبأنا أحمد بن عبد الجبار
العطاردي أنبأنا يونس بن بكير عن ابن (4) إسحاق قال حدثني جهم بن أبي
جهم (5) مولى لامرأة من بني تميم كانت عند الحارث بن حاطب وكان يقال
(6) مولى الحارث بن حاطب قال حدثني من سمع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
يقول حدثت (7) عن حليمة ابنة الحارث أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي أرضعته أنها قالت
قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس لها الرضعاء وفي سنة شهباء (8)
فقدمت على أتان لي قمراء كانت أدمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا ما تبض بقطرة
وما ننام ليلتنا ذلك أجمع مع (9) صبينا ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا فشارفنا ما
يغذيه

(1) في سيرة ابن هشام: " دعية عنك وانطلقي راشدة " وفي مختصر ابن منظور: " دعاه والحقا بشأنكما " واللفظة
الأخيرة غير واضحة بالأصل، فأثبتنا ما ورد في المطبوعة.
(2) بالأصل " أبي " تحريف.
(3) بالأصل وخع: " بكر " والصواب عن سيرة ابن إسحاق.
(4) عن سيرة ابن إسحاق ص 26 ودلائل البيهقي 1 / 132 وبالأصل " أبي ".
(5) الزيادة عن المصدرين السابقين.
(6) بالأصل وخع: مولاة، والمثبت عن المصادر السابقة.
(8) بالأصل وخع: " شهاب " والصواب عما سبق.
(9) الزيادة عن ابن إسحاق.
91

فقدمنا مكة فوالله ما علمت (1) منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا
قيل إنه يتيم تركناه وقلنا ماذا عسى أن تصنع (2) إلينا أمه إنما نرجو المعروف من أبي
الوليد فأما أمه فما عسى أن تصنع إلينا فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت
رضيعا غيري فلما لم آخذ غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى والله إني
لأكره (3) أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم لآخذنه
فقال لا عليك فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا إني لم آخذ غيره فما هو إلا أن
أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثديي (4) بما شاء من لبن فشرب حتى روي
وشرب أخوه حتى روي وقام صاحبي إلى شارفنا تلك فإذا بها لحافل (5) فحلب ما
شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير (6) ليلة فقال صاحبي يا حليمة والله إني لأراك
وقد (7) أخذت نسمة مباركة ألم تري إلى ما بتنمن الخير والبركة حتى أخذناه فلم
يزل الله تبارك وتعالى يرينا خيرا ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني
بالركب حتى ما يتعلق بها حمار حتى أصواحباتي ليقلن (8) ويلك يا حليمة بنت أبي
ذؤيب أهذه أتانك التي خرجت عليها معنا فقالت نعم والله إنها لهي فيقلن والله
إن لها لشأنا (9) حتى قدمنا أرض بني سعد وما أعلم أرضنا من أرض الله تعالى أجدب (10)
منها فإن كانت غنمي تسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا وما حولنا أحد تبض له
شاة تقطر لبنا وإن أغنامهم لتروح جياعا حتى أنهم ليقولون لرعيانهم ويحكم انظروا

(1) عن خع وابن إسحاق، وبالأصل " عملت " تحريف.
(2) عن ابن إسحاق، وبالأصل وخع: " يضع ".
(3) بالأصل وخع: " لا أكره " والمثبت عن دلائل البيهقي ".
(4) في ابن إسحاق والدلائل للبيهقي: " ثدياي " وعقب السهيلي في الروض 1 / 187 فقال: وذكر غير ابن
إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان لا يقبل إلا على ثديها الواحد، وكانت تعرض عليه الثدي الاخر فيأباه كأنه
قد أشعر عليه السلام أن معه شريكا في لبانها، وكان مفطورا على العدل مجبولا على المشاركة والفضل.
(5) بالأصل وخع: الحافل، والمثبت عن ابن إسحاق والبيهقي.
والحافل: الممتلئة الضرع من اللبن.
(6) قوله: فبتنا بخير ليلة " غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(7) عن دلائل البيهقي وبالأصل " إني ".
(8) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(9) بالأصل: " إنها لشأن " والصواب عن سيرة ابن إسحاق والبيهقي.
(10) عن سيرة ابن إسحاق والدلائل، بالأصل وخع: أخذت.
92

حيث يسرح غنم حليمة بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث
تسرح (1) فيريحون أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن ويروح غنمي شباعا لبنا يحلب ما شئنا
فلم يزل الله تبارك وتعالى يرينا البركة ويتعرفها حتى بلغ سنتيه (2) فكان يشب شبابا لا
يشبه الغلمان فوالله ما بلغ السنتين (3) حتى كان غلاما يجفر فقدمنا به على أمه
ونحن (4) أضن شئ به مما رأينا فيه من البركة فلما رأته أمه قلنا لها يا ظئر دعينا نرجع
ببنينا هذه السنة الأخرى فإننا (5) فوالله ما زلنا بها حتى قالت نعم فسرحته معنا فقمنا
فأقمنا شهرين أو ثلاثا فبينما هو خلف بيوتنا هو وأخ له من الرضاعة في بهم لنا فجاءنا
أخوه يشتد فقال ذاك أخي القرشي قال جاءه رجلان عليهما (6) وأضجعاه (7) فشقا
بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد (8) نحوه فنجده قائما منتقعا لونه فاعتنقه أبوه فقال أي
بني ما شأنك
قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا منه
شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان [568] فرجعنا به معنا فقال أبوه يا حليمة لقد خشيت
أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر ما نتخوف به
قالت فاحتملناه (9) فلم ترع أمه إلا أنه قد قدمنا به عليها فقالت ما ردكما وقد
كنتما عليه حريصين فقلنا لا والله يا ظئر إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا وقلنا
نخشا الاتلاف (10) والأحداث نرده على أهله فقالت ما ذاك بكما فأصدقاني
شأنكما فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره فقالت أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما
للشيطان عليه سبيل وإنه لكائن لابني هذا شأن ألا أخبر كما خبره قلنا بلى قالت

(1) زيادة عن ابن إسحاق والبيهقي.
(2) عن ابن إسحاق والدلائل، وبالأصل، سنيه.
(3) عن ابن إسحاق والدلائل وبالأصل: السنين.
(4) عن ابن إسحاق والدلائل.
(5) بعدها في ابن إسحاق: " نخشى عليه أوباء مكة " وقد بقي مكان العبارة بياضا بالأصل.
(6) بعدها في ابن إسحاق والدلائل: ثياب بياض.
(7) الدلائل وابن إسحاق: فأضجعاه.
(8) بالأصل " يشتد " والمثبت عن الدلائل وابن إسحاق.
(9) بالأصل: " فاحتملنا " والمثبت عن ابن إسحاق.
(10) زيادة عن الدلائل وابن إسحاق.
93

حملت به فما حملت حملا قط أخف وأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني
نور أضاءت له قصور الشام ثم وقع حين ولدته وقوعا (1) ما يقعه المولود معتمدا عليه
على يديه رافعا رأسه إلى السماء فدعاه عنكما
ورواه بكر بن سليمان أبو يحيى الأسواري البصري عن ابن إسحاق فقال عن ابن
جعفر أو عمن حدثه عنه بالشك وقد ذكرته في الأربعين الطوال من روايته إلا أنه قال
أخبرت عن حليمة والله أعلم " (2)

(1) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن ابن إسحاق والدلائل.
(2) العبارة بالأصل وخع مضطربة ونصها: ورواه بكر بن سليمان في الأربعين الطوال إلا أنه قال: أخبرت عن
حليمة عن أبي إسحاق فقال: عن ابن جعفر عن من حدثه عنه بالشك، وقد ذكرته في الأربعين الطوال إلا أنه
قال: أخبرت عن حليمة، والله أعلم.
وقد صوبنا العبارة وأثبتنا ما ورد في المطبوعة: السيرة النبوية قسم 1 / 80.
94

باب
معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته "
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن
أبي العلاء قال قرئ على أبي بكر محمد بن عمر بن سليمان النصيبي (1) بها قيل له
حدثكم أبو بكر أحمد (2) بن يوسف بن خلاد وأنبأنا الحارث بن محمد أنبأنا
محمد بن كناسة أنبأنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى *
" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين
رؤوف رحيم " (3)
قال ليس في العرب قبيلة إلا وقد ولدت النبي (صلى الله عليه وسلم) مضريها وربعيها ويمانيها
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن أحمد بن
أبي قيس الرفاء (4)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو منصور بن عبد العزيز
العكبري أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو الحسين عمر بن الحسن (5) بن علي
الأشناني (6)

(1) النصيبي هذه النسبة إلى نصيبين، وينسب إليها نصيبيني، وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة
القوافل من الموصل إلى الشام.
(2) بالأصل وخع " محمد " والصواب " أحمد " عن تاريخ بغداد 5 / 220.
(3) سورة التوبة، الآية: 128.
(4) رسمها بالأصل " الريا " وفي خع " الرما " بدون نقط والصواب ما أثبت عن الأنساب، وهذه النسبة للذي يرفو
الثياب وقد تقدم هذا السند قريبا.
(5) بالأصل وخع " الحسين " خطأ، والصواب عن الأنساب " الأشناني) وقد تقدم قريبا.
في خع: " الانشابي " تحريف.
95

قالا (1) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا وقال الأشناني حدثني
الحسن بن الصباح أنبأنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أنبأنا عبد الرحمن بن
ميمون (2) عن أبيه قال
قلت لزيد بن أرقم ما كان اسم أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (3) آمنة بنت وهب بن
عبد مناف بن زهرة
قالا (4)
وأنبأنا ابن أبي الدنيا أنبأنا عبيد الله (5) وقال الأشناني
عبد الله (6) بن سعد عن عمه يعقوب زاد الأشناني ابن إبراهيم بن سعد قال
أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها برة بنت
عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمها أم حبيب بنت عبد العزى بن قصي
قالا (7) وأنبأنا ابن أبي الدنيا أنبأنا وقال الأشناني قال أخبرني الحسين بن
عثمان
أن أم عبد الله بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا الحجاج بن
أبي منيع أنبأنا جدي عن الزهري قال (8)
أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي ولدته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب
وأمها برى بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة وأمها أم

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة.
(2) قوله: " عن عبد الرحمن عن أبيه " موجود بالأصل وخع وسقطت العبارة من المطبوعة.
(3) سقطت من الأصل.
(4) بالأصل " قال " وانظر ما تقدم في أول السند.
(5) بالأصل " أبي عبيد الله " تحريف.
(6) انظر ترجمة عبيد الله في الكاشف 2 / 198 وتقريب التهذيب وترجمة عبد الله أخيه في تقريب التهذيب.
وهما ابنا سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
والمراد هنا عبيد الله، فقد ورد في ترجمته في تهذيب التهذيب أن ابن أبي الدنيا ممن روى عنه.
(7) بالأصل وخع: " قال " انظر ما تقدم.
(8) انظر الدلائل للبيهقي 1 / 183.
96

سفيان بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة (1) وأمها برة بنت
عوف بن (2) عبيد بن عويج (3) بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وأمها قلابة
بنت الحارث بن صعصعة من بني عائذة (4) بن لحيان (5) بن هذيل وأمها بنت
مالك بن غنم من بني لحيان (6)
وأم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي (7) أرضعته حتى شب حليمة بنت الحارث
بن شجنة (8) السعدية من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس
عيلان (9) بن مضر وزوج حليمة الحارث بن عبد العزى ففي هؤلاء شب (10)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد أرضعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أيضا ثويبة مولاة أبي لهب واسم أبي لهب
عبد العزى (11)

(1) ما بي معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الدلائل.
(2) بالأصل " بنت " والمثبت عن البيهقي.
(3) بالأصل وخع: " عولج " والمثبت عن البيهقي والروض الانف 1 / 179.
(4) في البيهقي: عائذ.
(5) بالأصل وخع: الجيار والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل وخع: " بن أبي الحنان " وفي خع " لحيان " والمثبت عن البيهقي.
(7) بالأصل " الذي ".
(8) كذا بالأصلين والبيهقي وابن هشام، وفي السيرة الشامية 1 / 461 سجنة بسين مهملة وجيم ساكنة ونون
مفتوحة.
(9) بالأصل " غيلان " وفي خع: " كلام ".
(10) الأصل وخع، وفي البيهقي " نسب ".
(11) فيمن أرضعنه صلى الله عليه وسلم وعددهم وأسمائهم أقوال، قيل هن عشر نسوة وقيل غير ذلك، وأما اللواتي ذكر أنهم.
أرضعته صلى الله عليه وسلم فهن:
1 - أمه آمنة رضي الله عنها أرضعته سبعة أيام.
2 - ثويبة مولاة أبي لهب، بلبن ابن لها يقال له مسروح (انظر ابن سعد 1 / 109) أرضعته أياما قبل قدوم.
حليمة.
3 - أم حمزة أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة في بني سعد، وكان حمزة مسترضعا له عند.
قوم من بني سعد (انظر ابن سعد 1 / 109).
4 - خولة بنت المنذر، أم بردة الأنصارية، وقيل أنها أرضعت ابنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
5 - أم أيمن بركة، المشهور أنها حاضنة له وليس بمرضع.
6 - قال القرطبي أنه مر به على ثلاث نسوة من بني سليم فرضع منهم. (دلائل البيهقي 1 / 131 الحاشية).
7 - أم فروة، امرأة ذكرها المستغفري أنها أرضعته صلى الله عليه وسلم.
8 - الأخيرة حليمة السعدية.
97

وجدة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم أبيه عبد الله بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو (1) بن
عائذ بن عمران (2) بن مخزوم وأمها صخرة بنت عبد (4) بن عمران بن مخزوم وأمها
تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة وأمها سلمى بنت عامر بن عميرة بن
وديعة بن الحارث بن فهر وأمها أخت بني واثلة بن عدوان بن قيس
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا (4) البناء قالوا أنبأنا
أبو (5) جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي
أنبأنا الزبير بن بكار قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها برة
بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمها أم حبيب (6) بنت أسد بن
عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن
عويج (7) بن عدي بن كعب وأمها أميمة بنت مالك بن غنم (8) بن حنش (9) بن
عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة من بني لحيان بن هذيل وأمها قلابة بنت
الحارث وهو أبو قلابة الشاعر وهو أقدم من قال الشعر في هذيل وهو الذي يقول (10) *
إن الرشاد وإن الغي في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان (11)

(1) بالأصل وخع " عمر " والصواب عن دلائل البيهقي.
(2) عن الدلائل، سقطت من الأصل وخع.
(3) في البيهقي: عبدة.
(4) الأصل وخع: " أنبأنا " تحريف، والصواب مما تقدم من أسانيد مماثلة.
(5) بالأصل وخع " بن " والصواب ما أثبت.
(6) بالأصل وخع " ابنة حبيبة " والصواب ما أثبت، ويقال: أم حبيب ويقال أم سفيان.
انظر الدلائل للبيهقي 1 / 183 و 184.
(7) بالأصل وخع: " عولج " والصواب مما سبق.
(8) بالأصل " عثمان " والصواب عن نسب قريش.
(9) عن نسب قريش وبالأصل وخع: حبش.
(10) البيتان في شرح أشعار الهذليين، شعر أبي قلابة 2 / 713.
(11) القرن الحبل الذي يقرن به ما بين الجمل الصعب والجمل الذلول حتى يذل، والجديدان: الليل والنهار.
يقول يبينان لك الخير والشر.
98

لا تأمنن وإن أصبحت في حرم * إن المنايا بجنبي (1) كل إنسان (14) *
واسم أبي قلابة الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة (2) بن لحيان بن
هذيل وأمها دبة (3) بنت الحارث بن (4) تميم بن سعد بن هذيل أخت عمرو
وكاهل (6) ابني الحارث بن تميم وأمها لبني بنت الحارث بن النمر (5) بن
جرأة (7) بن أسيد بن عمرو بن تميم بن مر بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمود (8) أنبأنا أبو بكر المقرئ (9) حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد (10)
حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري عن عمه يعقوب بن إبراهيم قال
أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها برة بنت
عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمها أم حبيب (11) بنت عبد العزى (12) بن
قصيب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أخبرنا أبو محمد الجوهري

(1) غير مقروءة بالأصل وخع: والمثبت عن شرح أشعار الهذليين.
وفي الديوان: " ولو أصبحت " قال السكري: ويروي: وإن أصبحت.
وقوله: حرم: أي منعة، إي لو كنت في حرم.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(3) في مختصر ابن منظور 2 / 18 " دب ".
(4) بالأصل وخع " بنت ".
(5) غير مقروءة بالأصل وخع وفيهما: وكا يل " كذا بياض، بن الحارث، والصواب " وكاهل ابني الحارث "
يوافق ما جاء في المطبوعة.
(6) غير مقروءة بالأصلين، والمثبت عن نسب قريش 21.
(7) بالأصل " حرده " وفي خع " جروة " والمثبت عن سب قريش.
(8) كذا بالأصل وخع، وسقطت من المطبوعة.
(9) في المطبوعة: أبو بكرى المقرئ.
(10) بدون نقط بالأصل وخع، والمثبت " الزراد " عن الأنساب، وقد تقدم هذا السند تكرارا.
(11) كذا بالأصل وخع، وقد سقطت لفظة " برة من المطبوعة، وفي مختصر ابن منظور: أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى.
(12) قوله " بن عثمان بن عبد الدار " سقط من المطبوعة.
99

أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أبو الحسن أحمد بن معروف أنبأنا أبو محمد حارث بن
أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد (1) أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه
قال
أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمها
برة بنت عبد العزى بن عثمان (2) بن عبد الدار بن قصي بن كلاب وأمها أم حبيب
بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب (3) وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن
عويج بن عدي بن كعب بن لؤي وأمها قلابة بنت الحارث بن مالك بن حباشة بن
غنم بن لحيان بن عادية (4) بن صعصعة بن كعب بن هند (5) بن طابخة بن لحيان بن
هذيل بن مدرك بن إلياس بن مضر وأمها أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن
عادية بن صعصعة وأمها دب بنت ثعلبة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن
مدركة (6) وأمها عاتكة بنت غاضرة بن (7) حطيط بن جشم بن ثقيف وهو قسي بن
منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان (8) واسمه
إلياس بن مضر وأمها ليلى بنت عوف بن قسي وهو ثقيف وأم وهب بن عبد مناف بن
زهرة جد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قيلة ويقال هند بنت أبي قيلة وهو وجز (9) بن غالب بن
الحارث بن عمرو بن ملكان بن أفصى (10) بن حارثة من (11) خزاعة وأمها سلمى بنت
لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمها ماوية (12) بنت كعب بن القين

(1) انظر طبقات ابن سعد 1 / 59.
(2) الزيادة عن ابن سعد.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد.
(4) بالأصل وخع: " عاد " والمثبت عن ابن سعد.
(5) عن ابن سعد، سقطت من الأصل وخع.
(6) ما بين معكوفتين سقط من أصل وخع واستدرك عن ابن سعد.
(7) بالأصل " بنت " تحريف.
(8) بالأصل وخع " غيلان " والمثبت عن ابن سعد.
(9) بالأصل " دخر " وفي خع: " دجر " والمثبت عن ابن سعد.
(10) في الأصل " أقصى " وفي خع: " قصى " والمثبت عن ابن سعد.
(11) عن ابن سعد، بالأصل، " بن ".
(12) الأصل " ثاوية " والمثبت عن ابن سعد وخع.
100

من (1) قضاعة وأم وجز (2) بن غالب السلافة بنت واهب (4) بن البكير بن
مجدعة بن عمرو (5) من بني عمرو بن عوف من الأوس وأمها ابنة قيس بن ربيعة من
بني مازن بن بوي (6) بن ملكان (7) بن أفصى أخي أسلم بن أفصى (8) وأمها
النجعة (9) بنت عبيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج وأم عبد مناف بن زهرة
جمل بنت مالك بن فصية بن سعد (10) بن مليح بن عمرو من (11) خزاعة وأم زهرة بن
كلاب أم قصي وهي فاطمة بنت سعد بن سيل وهو خير بن حمالة بن عوف بن عامر بن
الجادر (12) من الأزد وأم عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
وقد ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هضيبة (13) بنت عمرو بن عتواره بن عائش بن ظرب بن
الحارث بن فهر وأمها ليلى بنت هلال بن وهيب (14) بن ضبة بن الحارث بن فهر
وأمها سلمى بنت محارب بن فهر وأمها عاتكة بنت يخلد (15) بن النضر بن كنانة وأم ع
مرو بن عتوارة بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر عاتكة بنت عمرو (16) بن
سعد بن عوف بن قسي (17) وأمها فاطمة بنت بلال بن عمرو بن ثمالة (18) من الأزد

(1) الأصل وخع " بن والمثبت عن ابن سعد.
(2) الأصل " زجر " والمثبت عن خع.
(3) بعدها بالأصل وخع " بن " تحريف والصواب ما أثبت عن ابن سعد.
(4) بالأصل " وهب " والمثبت عن ابن سعد.
(5) عن ابن سعد، وبالأصل " عمر ".
(6) بالأصل " ثوى " وفي خع: ثومي " والمثبت عن ابن سعد.
(7) الأصل وخع " ملك " والمثبت عن ابن سعد.
(8) بالأصل وخع: " أقصى.. أقصى " والصواب عن ابن سعد.
(9) الأصل وخع " النخعة " والمثبت عن ابن سعد.
(10) بالأصل وخع: قصية بن أسعد " والمثبت عن ابن سعد.
(11) بالأصل وخع: " بن " والمثبت عن ابن سعد.
(12) بالأصل " الحازر " وفي خع " الحارث " والمثبت عن ابن سعد.
(13) عن خع وبالأصل هضبيت.
(14) عن ابن سعد 1 / 61 وبالأصل " وهب ".
(15) بالأصل " مخلد " والمثبت عن خع وابن سعد.
(16) بالأصل وخع " عمر " والمثبت عن ابن سعد 1 / 61.
(17) عن ابن سعد، وبالأصل وخع " قصي ".
(18) بالأصل: عمر بن تمامة " والمثبت عن ابن سعد.
101

وأم أسد بن عبد العزى بن قصي
وقد ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) الحظيا وهي ريطة بنت كعب (1) بن سعد بن تيم بن مرة
وأم كعب بن سعد بن تيم نعم بنت ثعلبة بن وائلة بن عمرو (2) بن شيبان بن
محارب (3) بن فهر وأمها ناهية بنت الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص (4) بن
عامر بن لؤي وأمها سلمى بنت ربيعة بن وهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن
معيص بن عامر بن لؤي (5) وأمها خديجة بنت سعد بن سهم وأمها عاتكة بنت
عبدة بن ذكوان بن غاضرة بن صعصعة وأم ضباب بن حجير بن عبد بن معيص فاطمة
بنت عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وأم عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وقد
ولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) مخشية (6) بنت عمرو بن سلول بن كعب بن عمرو من (7) خزاعة
وأمها الربعة (8) بنت حبشية بن كعب بن عمرو وأمها عاتكة (9) بنت مدلج بن مرة بن
عبد مناة بن كنانة فهؤلاء من قبل أمه
وأم عبد الله بن عبد (10) المطلب بن هاشم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن
عمران بن مخزوم وهي أقرب الفواطم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمها صخرة بنت عبد بن
عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي وأمها سلمى بنت عامرة (11) بن
عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وأمها (12) عاتكة بنت عبد الله بن وائلة بن
ظرب بن عياذة بن عمرو بن بكر بن يشكر بن الحارث وهو عدوان بن عمرو بن قيس

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن خع وابن سعد، وفي خع: ربطة بدل رية.
(2) بالأصل وخع: " ع مر " والمثبت عن ابن سع 1 / 62.
(3) بالأصل وخع: محاده " والمثبت عن ابن سعد 1 / 62.
(4) بالأصل وخع " مقبض " والمثبت عن ابن سعد.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد، والعبارة، والعبارة في الأصل: وأمها خديجة بنت سعد بن
وهيب بن ضيان بن حجير بن معيص بن عامر بن لؤي.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد 1 / 62.
(7) بالأصل " بن " والمثبت عن ابن سعد.
(8) بالأصل: " الرتعة " والمثبت عن ابن سعد.
(9) بالأصل " عائلة " والمثبت عن ابن سعد.
(10) سقطت من أصل وخع، والمثبت عن ابن سعد.
(11) بالأصل وخع: " عامر " والمثبت عن ابن سعد.
(12) بالأصل " فهر بن عائلة " وفي خع: " عاتكة " والمثبت " وأمها " عن ابن سعد.
102

ويقال عبد الله بن حرب بن وائلة وأم عبد الله بن وائلة بن ظرب فاطمة بنت
عامر بن ظرب بن عياذة (1) وأم عمران بن مخزوم سعدى بنت وهب بن تيم بن
غالب وأمها عاتكة (2) بنت هلال بن وهيب بن ضبة وأم هاشم بن عبد مناف بن
قصي عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (3) بن سليم بن
منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان (4) وهي أقرب العواتك إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأم هلال بن فالج بن ذكوان فاطمة بنت بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة وأم
كلاب بن ربيعة (5) مجد (6) بنت تيم الأدرم بن غالب وأمها فاطمة بنت معاوية بن
بكر بن هوازن وأم مرة بنت هلال بن فالج عاتكة بنت عدي بن سهم (7) من (8) أسلم
وهم إخوة خزاعة وأم وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر عاتكة بنت غالب بن فهر
وأم عمرو (9) بن عائذ (10) بن عمران بن مخزوم فاطمة بنت ربيعة بن عبد العزى بن
رزام (11) بن جحوش (12) بن معاوية بن بكر بن هوازن وأم معاوية بن بكر بن هوازن
عاتكة بنت سعد بن هذيل بن مدركة وأم قصي بن كلاب فاطمة بنت سعد بن سيل
من (13) الجدرة من (14) الأزد وأم عبد مناف بن قصي حبى (15) بنت حليل (16) بن

(1) بالأصل وخع: " عباد والمثبت عن ابن سعد.
(2) الأصل: " عاثلة " والمثبت عن خع وابن سعد.
(3) في الأصل وخع: " بهتة " والمثبت عن ابن سعد.
(4) بالأصل وخع " غيلان " والمثبت عن ابن سعد ومختصر ابن منظور 2 / 20.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، والزيادة عن ابن سعد.
(6) الأصل وخع: " نجد " والمثبت عن ابن سعد.
(7) الأصل وخع: " سهر " والمثبت عن ابن سعد.
(8) الأصل وخع: " بن " المثبت عن بن سعد.
(9) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: عمر.
(10) في خع: عابد.
(11) الأصل " ردام "، خع " زرام " المثبت عن بن سعد 1 / 63.
(12) عن خع وابن سعد، الأصل: مجوش.
(13) الأصل: " بن الحدرة " خع: " من الحدرة " المثبت عن ابن سعد.
(14) الأصل وخع " بن " المثبت عن ابن سعد.
(15) غير مقروءة بالأصل، وفي خع: " حير " والمثبت عن ابن سعد.
(6) الأصل وخع: " خليد " المثبت عن ابن سعد.
103

حبشية الخزاعي وأمها فاطمة بنت نصر بن عوف بن عمرو بن لحي من (1) خزاعة
وأم كعب بن لؤي ماوية بنت كعب بن القين وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن
أسد بن وبرة بن تغلب (2) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأمها عاتكة بنت
كاهل بن عذرة وأم لؤي بن غالب عاتكة بنت (3) يخلد بن النضر بن كنانة وأم
غالب بن فهر بن مالك ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر وأمها
سلمى بنت طابخة (4) بن إلياس بن مضر وأمها عاتكة بنت الأسد بن الغوث
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن غير أبيه (5)
أن عاتكة بنت عامر بن الظرب من أمهات النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال
أم برة بنت عوف بن عبيد بن عويج (6) بن عدي بن كعب أميمة بنت مالك بن
غنم (7) بن سويد بن حبشي بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان وأمها
قلابة بنت الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان وأمها دب (8) بنت
الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وأمها لبني بنت الحارث بن نمير (9) بن أسيد بن
عمرو بن تميم وأمها فاطمة بنت عبد الله بن حرب (10) بن وائلة (11) وأمها زينب بنت
مالك بن ناضرة بن غاضرة (12) بن حطيط بن جشم بن ثقيف وأمها عاتكة بنت عامر بن (13)

(1) عن ابن سعد وبالأصل " بن ".
(2) بالأصل " ثعلب " والمثبت عن ابن سعد.
(3) سقطت من الأصل وخع.
(4) بالأصل وخع طلحة، والمثبت عن ابن سعد.
(5) انظر طبقات ابن سعد 1 / 63 - 64.
(6) الأصل وخع: عولج والمثبت عن ابن سعد.
(7) الأصل وخع: عثمان، المثبت عن ابن سعد.
(8) كذا بالأصل وابن سعد هنا، وتقدم: دبة.
(9) في نسب قريش ص 21 النمر.
(10) عن خع وابن سعد، وبالأصل " حريب ".
(11) بالأصل: " دايلة وفي خع: " وايلة " والمثبت عن ابن سعد.
(12) بالأصل " عاصرة " وفي خع: " عامرة " المثبت عن ابن سعد.
(13) الأصل وخع " بنت " المثبت عن ابن سعد.
104

ظرب وأمها شقيقة بنت معن (1) بن مالك من (2) باهلة وأمها سودة بنت أسيد بن
عمرو بن تميم
فهؤلاء العواتك وهن ثلاث عشرة والفواطم وهن عشر
قال ابن سعد
والعاتكة في كلام العرب الطاهرة (3)
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الآبنوسي وأخبرنا أبو (4) الفضل
محمد بن ناصر الحافظ عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر
أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي (5)
قال
وجدة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم أبيه فيما حدثني ابن هشام (6) فاطمة بنت عمرو بن
عائذ بن عمران (7) بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر
وأمها صخرة بنت عبد (8) بن عمران بن مخزوم (9) بن يقظة بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب وأم صخرة تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب (10) وأم عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سلمى

(1) الأصل وخع: معمر، المثبت عن ابن سعد.
(2) بالأصل " بن " وفي خع " بن ماهلة " والمثبت عن ابن سعد.
(3) العاتكة: المرأة المحمرة من الطيب (القاموس، وفيه: والعواتك في جدات النبي صلى الله عليه وسمل تسع) وذكرهن.
(في اللسان سميت المرأة عاتكة لصفائها وحرمتها (عتك).
(4) بالأصل وخع " ابن " تحريف.
(5) بالأصل وخع " الرقي " والصواب " البرقي " عن أسانيد مماثلة متقدمة. (6) انظر سيرة ابن هشام 1 / 122 و 113 - 114 الروض 1 / 130 - 131.
(7) عن خع وابن هشام والروض، وبالأصل " مروان ".
(8) الأصل وخع: " ع بد مناف " والمثبت عن ابن هشام والروض.
(9) عن خع وابن هشام والروض، بالأصل: مخرم.
(10) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن ابن هشام والروض.
105

بنت عمرو (1) بن زيد بن لبيد (2) بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
واسم النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو (3) بن الخزرج بن حارثة بن عمرو بن عامر
وأمها عميرة بنت صخر (4) بن الحارث بن ثعلبة بن مازن (5) بن النجار
وأم عميرة سلمى بنت عبد الأشهل النجارية
وأم هاشم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (6) بن
سليم بن منصور بن عكرمة حدثنا بذلك كله ابن هشام
قال ابن هشام (7)
وأم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة (8) بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
وأمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
وأم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي و
أم أم حبيب برة بنت عوف بن عبيد (9) بن عويج بن عدي بن كعب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا عبد (10) الله بن محمد بن منيع نا ليث بن حماد الصفار أنبأنا أبو
عوانة عن قتادة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال في بعض مغازيه

(1) ويقال هي سلمي بن زيد بن عمرو.
(2) في الطبري: بن لبيد بن حرام بن خداش.
(3) الأصل وخع " عمر " والمثبت عن ابن هشام والروض.
(4) بالأصل وخع: " صخرة " والمثبت عن ابن هشام والروض.
(5) عن ابن هشام وبالأصل وخع: مالك.
(6) عن مختصر ابن منظور 2 / 20 بالأصل.
وخع: سلمة.
(7) سيرة ابن هشام 1 / 115 والروض 1 / 133.
(8) قال السهيلي في الروض 1 / 133 معقبا: وفي المعارف لابن قتيبة: أن زهرة اسم امرأة عرف بها بنو زهرة.
وهذا منكر غير معروف، وإنما هو اسم جدهم، كما قال ابن إسحاق.
(9) عن ابن هشام والروض، وبالأصل " حبيب ".
(10) بالأصل وخع: " أبو عبد الله " تحريف.
106

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا ابن العواتك [569]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ
أنبأنا الحسن بن إسماعيل بن محمد أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا (1) إبراهيم الحربي
وعبد الله بن مسلم بن قتيبة قالا
قول النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا ابن العواتك من سليم [570]
العواتك ثلاث نسوة من سليم تسمى كل واحدة منهن عاتكة إحداهن عاتكة
بنت هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم عبد مناف بن قصي والثانية عاتكة بنت
مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم هاشم بن عبد مناف والثالثة عاتكة بنت
الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم (2) وهب أبي (3) آمنة أم
النبي (صلى الله عليه وسلم)
فالأولى من العواتك عمة الوسطى والوسطى عمة الأخرى
وبنو سليم تفخر بأشياء منها أن لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم هذه الولادات ومنها أنها
ألفت (4) معه يوم فتح مكة وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدم (5) لواءهم على الألوية يومئذ وكان
أحمر ومنها أن عمر بن الخطاب كتب إلى أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل مصر (6)
وأهل الشام وأهل العراق وأهل اليمن (7) أن ابعثوا إلي من كل بلد بأفضله رجلا فبعث
أهل الكوفة عتبة بن فرقد (8) السلمي وبعث أهل البصرة مجاشع (9) بن مسعود السلمي

(1) بالأصل وخع " بن " ت حريف والصواب ما أثبت.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن مختصر ابن منظور 2 / 20.
(3) بالأصل " بن " تحريف والصواب عن مختصر ابن منظور.
(4) ألفت أي اشترك بالقتال منهم ألف.
(5) عن ابن منظور وبالأصل وخع: قدما.
(6) الزيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 20 وسيرد بعد أسطر رد أهل مصر على طلب عمر بن الخطاب بإرسالهم
رجلا إليه.
(7) ما بين معكوفتين سقط من مختصر ابن منظور والمطبوعة.
(8) بالأصل " زيد " وفي خع " دريد " والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 20 وانظر ترجمته في أسد الغابة
وتقريب التهذيب.
(9) بالأصل وخع: " ابن مجاشع " حذفنا " ابن ".
107

وبعث أهل مصر معن بن يزيد بن الأخنس (1) السلمي وبعث أهل الشام أبا الأعور
السلمي فصار الفضل في هذه الأمصار (2) كلها لسليم (3)
أنبأنا أبو محمد (4) عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا (5) (6) أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أخبرنا (7) أبو بكر بن البرقي قال
حدثني بعض الطالبيين قال
روي (8) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال يوم أحد
أنا ابن الفواطم [571]
فأولاهن فاطمة بنت عمرو بن عائذ (9) بن عمران بن مخزوم قال أبو بكر
وهي أم عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فيما أخبرنا ابن هشام (10)
قال الطالبي والثانية فاطمة (11) بنت عبد الله بن (12) رزام بن جحوش من بني
نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وهي أم عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم (13)
والثالثة فاطمة بنت عبد الله بن الحارث بن وائلة بن عمرو بن عائذ بن يشكر بن

(1) بالأصل وخع: " الأحبش " والثواب عن تقريب التهذيب.
له ولأبيه ولجده صحبة، قتل بمرج راهط سنة 64.
(2) عن خع وبالأصل " الأنصار " ولم يرد في هذه الرواية من أرسل أهل العراق وأهل اليمن.
(3) الزيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 20.
(4) بالأصل وخع: " أبو محمد بن عبد الله " تحريف.
(5) الزيادة اقتضاها السياق.
(6) بالأصل " هو " والمثبت عن خع.
(7) الزيادة اقتضاها السياق.
(8) عن مختصر ابن منظور 2 / 21 وبالأصل " تدنوا " تحريف.
(9) في خع: عابد.
(10) سيرة ابن هشام 1 / 115.
(11) بالأصل: وفاطمة.
(12) العبارة في الأصل وخع: " بن الحارث بن واثلة بن عمر بن عائذ بن يشكر بن عبد الله بن رزام بن جحوش
من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وهي عمر بن عايذ بن مخزوم ".
(13) أثبتنا ما وافق عبارة مختصر ابن منظور 2 / 21 وابن سعد 1 / 61 - 62 والمطبوعة، والمثبت عنها.
108

عبد القيس بن عدوان وهي أم سلمى بنت عامر (1) بن عميرة بن وديعة (2) بن
الحارث بن فهر وسلمى أم عمر (3) بن عبد بن قصي وتخمر أم صخرة بنت
عائذ بن عمران بن مخزوم قال أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب (5) فيما أخبرنا
ابن هشام
قال الرابعة فاطمة بنت عوف بن عدي بن حارثة البارقي بارق الأزد وهي أم
مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب
والخامسة فاطمة بنت سعد بن سيل أحد بني (6) الجدرة من جعثمة (7) الأسد
حلفاء في بني الدئل (8) بن بكر بن عبد مناة بن كنانة قال أحمد بن عبد الله وهي أم
قصي (9) بن كلاب وزهرة بن كلاب فيما أخبرنا ابن هشام (10)
قال الطالبي والسادسة فاطمة بنت عامر بن نصر بن عوف بن عمرو بن
ربيعة بن حارثة الخزاعي وهي أم حبى بنت حليل (11) بن سلول الخزاعي قال أحمد
قال ابن هشام حبى بنت حليل أم عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى
وعبد قصي (12) وتخمر بنت قصي وبرة بنت قصي بن كلاب (13)

(1) الزيادة عن خع.
(2) بالأصل وخع: " زريعة " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 21.
(3) الأصل وخع وفي المطبوعة: " عمرو ".
(4) بالأصل وخع: " عمر " والصواب ما أثبت، وهو أبو بكر بن البرقي، أحمد بن عبد الله، انظر بداية الخبر.
(5) عن خع وبالأصل " عبد الملك ".
(6) الزيادة عن ابن هشام 1 / 109.
(7) بالأصول " خثعمة " تحريف والصواب عن الطبري والاشتقاق لابن دريد.
(8) بالأصل وخع: الديل بغير همز والجمهور على همزها، بضم الدال وكسر الهمزة.
(9) اسمه زيد، وقد سمي قصيا لان أمه - وبعد موت أبيه - تزوجت برجل آخر ورحلت معه بعيدا عن قومها
وأخذت معها زيدا، فسمي قصيا لبعده عن ديار أهله وقومه (راجع الطبري).
(10) انظر سيرة ابن هشام 1 / 109.
(11) بالأصل وخع: " هي أم دجي خليل بن سلول " كذا، والصواب الذي أثبتناه عن سيرة ابن هشام 1 / 110
ومختصر ابن منظور 2 / 21 وفيه: " جليل ".
(12) زيادة عن ابن هشام 1 / 110.
(13) ما بين معكوفتين عن سيرة ابن هشام 1 / 110 ومكانه بالأصل: " وبرة بن قصي بن كلاب " وفي خع:
" وبرة بني قصي.. قصى.. " وفي مختصر ابن منظور: وتخم وبرة بني قصي كلاب.
109

قال أحمد والذي ثبت لنا خمس من الفواطم
وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال يوم حنين
أنا ابن العواتك [572]
وقد ذكر بعض (1) أهل العلم أنه قال العواتك من (2) سليم فأولاهن عاتكة
بنت مرة بن هلال (3) بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (4) بن سليم بن منصور بن
عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان (5) وهي أم هاشم (6) بن عبد مناف و
وعبد شمس بن عبد مناف والمطلب بن عبد مناف فيما حدثنا ابن هشام (7)
قال الطالبي والثانية عاتكة بنت جابر بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ
القيس بن بهثة بن سليم بن منصور وهي أم هلال بن فالج بن ذكوان
والثالثة عاتكة بنت الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور وهي أم فالج بن
ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور (8)
والرابعة عاتكة بنت الأوقص (9) بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة وهي
أم (10) وهب بن عبد مناف بن زهرة جد النبي (صلى الله عليه وسلم) أبي أمه آمنة بنت وهب بن
عبد مناف بن زهرة
قال الطالبي قال أبو عبد الله (11) العدوي

(1) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن المطبوعة.
(2) بالأصل وخع: " ابن.
(3) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد 1 / 62.
(4) عن ابن سعد وبالأصل " بهت " وفي خع: " نهت ".
(5) بالأصل وخع: " غيلان " والمثبت عن ابن سعد.
(6) الأصل وخع: " هشام " المثبت عن ابن سعد. وابن هشام 1 / 111.
(7) انظر سيرة ابن هشام 1 / 111.
(8) بالأصل وخع " ذكوان " والمثبت عن ابن سعد.
(9) بالأصل وخع: " الأقوص " تحريف.
(10) بالأصل وخع " من ".
(11) بالأصل وخع أقحم بعدها " الطالبي " والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 2 / 21.
110

العواتك أربع عشرة ثلاث قرشيات وأربع سلميات وعدوانيتان (1) وهذلية (13)
وقحطانية وقضاعية وثقفية وأسدية أسد خزيمة
فالقرشيات من قبل أمه آمنة بنت وهب وأمها ريطة (3) بنت عبد العزى بن
عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمها أم حبيب وهي عاتكة بنت أسد بن
عبد العزى بن قصي وأمها ريطة (4) بنت كعب بن سعد (5) بن تيم (6) بن مرة بن
كعب (7) وكانت ريطة (8) أول امرأة من قريش ضربت قباب الأدم بذي المجاز (9)
وأمها قلابة (10) بنت حذافة بن جمح (11) الخطيا ويقال الحظيا وكان داود بن مسور (12)
المخزومي يقول الخطبا من طريق الكلام وغيره يقول الحظيا من طريق الحظوة (13)
وأمها آمنة بنت عامر الجان (14) بن ملكان بن أفصى (15) بن حارثة من (16) خزاعة ويقال
لعامر الجان هو عامر بن غبشان من خزاعة وأمه عاتكة بنت هلال بن أهيب بن
ضبة بن الحارث بن فهر وأم أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر مخشية بنت
الحارث بن فهر وأمها عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة وهي الثالثة
وأما السلميات فولدته من قبل هاشم بن عبد مناف بن قصي ومن قبل وهب بن

(1) بالأصل وخع: " وعدوا اثنان " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) بالأصل وخع: هذيلة، بسقوط الواو.
(3) في ابن هشام 1 / 165 وابن سعد 1 / 59 برة. والأصل وخع مثل مختصر ابن منظور 2 / 21.
(4) الأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي ابن هشام وابن سعد: برة وفيهما: برة بنت عوف بن عبيد الله بن
عويج بن عدي بن كعب بن لؤي... وفي ابن سعد في موضع آخر كالأصل.
(5) زيادة عن ابن سعد.
(6) في خع: تميم.
(7) الزيادة عن المطبوعة.
(8) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(9) ذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب على يمين الامام على فرسخ من عرفة.
(10) الأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي ابن سعد: ناهية، وفي المحبر: قيلة.
(11) بالأصل وخع: " بنت حجمة حمح الخطاب " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(12) بالأصل وخع " سابور " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(13) في مختصر ابن منظور: الحظيا من طريق الكلام... والخطيا من طريق الخطوة.
(14) في الأصل وخع: الجوازي، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(15) بالأصل وخع " قصي " والمثبت عن ابن سعد 1 / 60.
(16) بالأصل وخع " بن " والمثبت عن ابن سعد 1 / 60.
111

عبد مناف بن زهرة أم هاشم بن عبد مناف عاتكة (1) بنت مرة بن هلال بن فالج بن
ذكوان (2) وأم مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان عاتكة بنت مرة بن عدي بن
أسلم (3) بن أفصى (4) من خزاعة ويقال إن أم (5) مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان
هي عاتكة بنت جابر بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس من سليم وهي
الثانية (6) وأم هلال بن فالج بن ذكوان (7) عاتكة بنت الحارث بن بهثة بن سليم بن
منصور وأم وهب بن عبد مناف بن زهرة عاتكة بنت الأوقص بن هلال بن فالج بن
ذكوان فهؤلاء العواتك السلميات
وأما العدوانيتان (8) فولدتاه من قبل أبيه ومن قبل مالك بن النضر فأما التي
ولدته من قبل أبيه عبد الله بن عبد المطلب وهي السابعة من أمهاته ويقال إنها
الخامسة فهي عاتكة بنت عبد الله بن ظرب بن الحارث بن وائلة العدواني ومن قال
إنها السابعة فهي عاتكة بنت عامر (9) بن ظرب بن عمرو (10) بن عائذ (11) بن يشكر (12)
العدواني وهي أم هند بنت مالك بن كنانة الفهمي من قيس عيلان (13) وهند بنت مالك
هي أم فاطمة بن عبد الله بن ظرب بن الحارث بن وائلة العدواني وفاطمة أم سلمى
بنت عامرة بن عميرة وسلمى أم تخمر بنت عبد بن قصي وتخمر أم صخرة بنت
عبد الله (14) بن عمران وصخرة أم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم

(1) بالأصل: وعاتكة، بزيادة واو.
(2) انظر سيرة ابن هشام 1 / 111 ومختصر ابن منظور 2 / 22.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 22 وابن سعد 1 / 63 وفيه: عدي بن سهم من أسلم.
(4) الأصل " قصي " وسقطت من خع وابن سعد، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(5) عن ابن منظور، سقطت من الأصلين.
(6) الأصل وخع: الثالثة، والصواب عن مختصر ابن منظور.
(7) في ابن سعد 1 / 62 فاطمة بنت بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة.
(8) بالأصل وخع: " وأما العدوا اثنتان " والصواب عن مختصر ابن منظور.
(9) عن خع وبالأصل " عاير ".
(10) الأصل وخع " عمر " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 22 وابن سعد 1 / 62.
(11) بالأصل وخع " عبد " والمثبت عن مختصر ابن منظور، وفي ابن سعد: عباذة.
(12) بالأصل وخع " شكر " والمثبت عن ابن سعد.
(13) بالأصل وخع: غيلان ".
(14) في ابن سعد 1 / 62 " عبد ".
112

وفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله بن عبد المطلب ومن
قبل مالك بن النضر بن كنانة وأم (1) مالك بن النضر عاتكة بنت عمرو بن عدوان بن
عمرو بن قيس بن عيلان (2)
وأما الهذلية فولدته من قبل هاشم بن عبد مناف أم هاشم عاتكة بنت مرة بن
هلال بن فالج وأمها ماوية بنت حوزة (3) بن عمرو (4) بن صعصعة بن معاوية (5) بن
بكر بن هوازن وأم معاوية بن بكر بن هوازن (6) عاتكة بنت سعد بن هذيل بن فهر
الهذلية
وأما الأسدية فولدته من قبل كلاب بن مرة وهي الثالثة (7) من أمهاته وهي عاتكة
بنت دودان (8) بن أسد بن خزيمة
وأما الثقفية وهي عاتكة بنت عمرو بن سعد بن أسلم بن عوف الثقفي وهي أم
عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
وأما القحطانية فولدته من قبل غالب بن فهر وأم غالب بن فهر ليلى بنت
سعد بن هذيل وأمها (9) سلمى بنت طابخة (10) وأم سلمى عاتكة بنت الأزد بن
الغوث وعاتكة أيضا هي الثالثة من أمهات النضر (11)
وأما القضاعية فولدته من قبل كعب بن لؤي وهي الثالثة من أمهاته وهي عاتكة

(1) بالأصل " فأما " وفي مختصر ابن منظور: فأم.
(2) بالأصل وخع: " غيلان " والصواب عن مختصر ابن منصور.
(3) عن ابن سعد وبالأصل وخع: موزة " وفي مختصر ابن منظور: " حوره ".
(4) عن ابن سعد والمختصر، وبالأصل وخع " عمر ".
(5) سقطت من الأصلين والمختصر، واستدركت عن ابن سعد.
(6) بالأصل وخع: هوازن بن عاتكة، تحريف والصواب حذف " بن " وهو يوافق عبارة المختصر.
(7) في المطبوعة: الثانية.
(8) بالأصل وخع: " داود " والصواب عن ابن سعد 1 / 65 والمختصر.
(9) عن خع والمختصر، وبالأصل " وأما ".
(10) الأصل وخع: " طلحة " والمثبت عن المختصر.
(11) بالأصل وخع والمطبوعة: " البصرة " والمثبت عن المختصر.
113

بنت راشد (1) بن قيس بن جهينة بن زيد بن أسود (2) بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة
قال أحمد
أخبرني بذلك كله بعض الصالحين بعض الطالبيين (3) ورواه لي عن أبي عبد الله
العدوي
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر بن محمود
الثقفي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي
أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن سعد الزهري نا عمي يعقوب بن إبراهيم نا أبي قال قال
ابن إسحاق
وكان بنو عبد المطلب يوم مات عشرة وكان الحارث قد مات قبل أبيه فثلاثة
منهم لأم أبو طالب وعبد الله والزبير (4) لفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران (5) بن
مخزوم وحمزة وحجل (6) والمقوم لهالة بنت أهيب (7) بن عبد مناف بن زهرة
وعباس وضرار لنتيلة (8) بنت جناب بن كليب وأبو لهب واسمه عبد العزى (9) للبنى
بنت (10) هاجر (11) الخزاعية والغيداق (13) لامرأة من خزاعة وهو أخو

(1) الأصل وخع، وفي المختصر: رشدان.
(2) الزيادة عن المختصر.
(3) بالأصل وخع: " الطالبين " تحريف.
(4) عن ابن هشام 1 / 114 وبالأصل " ابن الزبير " وفي خع: " بن الزبير " وكلاهما تحريف.
(5) بالأصل وخع: " بنت عمر بن عايد بن عمرو بن عابر بن عابد " والمثبت عن ابن هشام 1 / 114 وابن سعد.
1 / 64.
(6) في الروض 1 / 131 جحل بتقديم الجيم على الحاء، وقال الدارقطني حجل بتقديم الحاء، ولقب بالغيداق،
لكثرة خيره، ونقل السهيلي عن القتبي أن أمه اسمها ممنعة بنت عمرو الخزاعية وهذا خلاف قول ابن
إسحاق، وانظر ابن سعد 1 / 93.
(7) في ابن هشام 1 / 114 " وهيب ".
(8) بالأصل وخع: " لعبلة أثيب بن كليب " والمثبت عن ابن هشام 1 / 114 والروض 1 / 131 والمختصر، وفي
المعارف: نتيلة بن كليب بن مالك بن جناب.
(9) عن خع وبالأصل " عبد العزى ".
(10) " للبني بنت " مكانها بياض بالأصل وخع واستدركت الزيادة عن ابن هشام 1 / 115 والروض 1 / 133.
(11) عن ابن هشام وبالأصل وخع " مهاجر ".
(12) كذا بالأصل وخع، وقد فرق ابن سعد بين الغيداق واسمه مصعب، وحجل واسمه المغيرة وجعلهما اثنين
وكل منهما من أم فأم حجل من بني زهرة بن كلاب، وأم الغيداق خزاعية.
وفي ابن هشام أن حجل لقبه الغيداق، وهو ما ذهب إليه السهيلي في الروض.
114

عوف (1) لأمه قتل الغيداق يوم الفجار (2)
قال ابن إسحاق وحدثني محمد بن سعيد بن المسيب بن عبد المطلب
كن بناته ست نسوة صفية وبرة وعاتكة وأم حكيم (3) وأميمة (4) وأروى
كذا قال ابن إسحاق وفيه مواضع ليست بصحيحة
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر (5) بن
حيوية أنبأنا أبو الحسن بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد (6) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال
ولد عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اثني (7) عشر رجلا وست نسوة
الحارث وهو أكبر ولده وبه كان يكنى مات في حياة أبيه وأمه صفية (8) بنت
جندب (9) بن حجير (10) بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة وعبد الله أبا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والزبير وكان شاعرا شريفا وإليه أفضى (11) عبد المطلب وأبا طالب
واسمه عبد مناف وعبد الكعبة (12) مات ولم يعقب وأم حكيم (13) وهي البيضاء
وعاتكة وبرة وأميمة وأروى وأمهم فاطمة بنت عمرو (14) بن عائذ بن عمران بن
مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي وحمزة وهو أسد الله وأسد رسوله شهد

(1) يعني عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، أبو عبد الرحمن بن عوف (ابن سعد 1 / 93).
(2) بالأصل وخع: " قبل الغيداق يوم الفخار " والصواب عن المطبوعة.
(3) في خع: " حليم " تحريف.
(4) في الأصل وخع " وآمنه " ت حريف والصواب عن ابن هشام 1 / 113.
(5) بالأصل وخع " أبو عيسى " والصواب مما تقدم من أسانيد مماثلة.
(6) انظر طبقات ابن سعد 1 / 92.
(7) الأصل وابن سعد، وفي ابن هشام 1 / 113 عشرة نفر.
(8) الأصل وخع وابن سعد، وفي ابن هشام 1 / 114 سمراء.
(9) ابن سعد: جنيدب، الأصل وخع وابن هشام: جندب.
(10) ابن سعد: " حجير بن زياب بن حبيب " ابن هشام: حجير بن رئاب بن حبيب.
(11) ابن سعد: " أوصي ".
(12) لم يذكره ابن هشام.
(13) بالأصل وخع: " أم حليمة والصواب عن ابن سعد وابن هشام.
(14) بالأصل وخع " عمر " والمثبت عن ابن سعد.
115

بدرا واستشهد يوم أحد والمقوم وحجلا واسمه المغيرة وصفية وأمهم هالة بنت
وهب (1) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها العيلة (2) بنت المطلب بن
عبد مناف بن قصي والعباس وكان شريفا عاقلا مهيبا وضرارا وكان من فتيان قريش
جمالا وسخاء ومات أيام أوحي (3) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) و
لا عقب له وقثم بن عبد المطلب لا عقب له وأمهم نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن
عامر بن زيد مناة بن عامر وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله (4) بن النمر بن قاسط بن هنب بن
أفصى (5) بن دعمي بن جديلة (6) بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وأبا
لهب بن عبد المطلب واسمه عبد العزى ويكنى أبا عتبة كناه عبد المطلب أبا لهب لحسنه
وماله (7) وكان جوادا وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر (8) بن حبشية بن
سلول بن كعب بن عمرو (9) بن (10) خزاعة وأمها هند بنت عمرو بن كعب بن سعد بن
تيم بن مرة وأمها السوداء بنت زهرة بن كلاب والغيداق (11) بن عبد المطلب واسمه
مصعب وأمه ممنعة (12) بنت عمرو بن مالك بن مؤمل (13) بن سويد بن أسعد (14) بن
عبد بن حبتر (15) بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة وأخوه لأمه عوف بن
عبد عوف بن عبد (16) بن الحارث بن زهرة أبو (17) عبد الرحمن بن عوف

(1) ابن سعد وابن هشام: وهيب. (2) ضبطت عن ابن سعد.
(3) في ابن سعد: أوحى الله.
(4) الأصل وخع وابن سعد، وفى ابن هشام: تيم اللات. وقتم لم يذكره ابن هشام.
(5) بالأصل: " وأقصى بن وعمر " والصواب عن ابن هشام وابن سعد.
(6) بالأصل " حديلة " والمثبت عن ابن هشام وابن سعد.
(7) في ابن سعد: وجماله.
(8) بالأصل: طاهر بن ميمشيه.
(9) عن ابن سعد، بالأصل وخع " عمر ".
(10) في ابن سعد " من ".
(11) انظر ما لاحظناه قريبا حول الغيداق وحجل.
(12) عن ابن سعد وبالأصل " منعمة " وخع: " مسعدة ".
(13) عن ابن سعد وبالأصل " سوسل " وخع: " شومل ".
(14) في ابن سعد: أسعد بن مشنوء بن عبد.
(15) بالأصل وخع: " جبير " والمثبت عن ابن سعد.
(16) ابن سعد: عبد الحارث.
(17) بالأصل وخع: " ابن " تحريف والمثبت عن ابن سعد.
116

قال الكلبي فلم يكن في العرب بنو أب مثل بني عبد المطلب أشرف منهم ولا
أجسم شم العرانين تشرب أنوفهم قبل شفاههم وقال فيهم قرة بن حجل بن
عبد المطلب
اعدد ضرارا (1) إن عددت فتى ندى * والليث حمزة واعدد العباسا (2)
واعدد زبيرا والمقوم بعده * والصنم حجلا والفتى الرأآسا
وأبا عتيبة فاعددنه ثامنا * والقرم عبد مناف والجساسا (3)
والقرم غيداقا (4) تعد جحاجحا * سادوا على رغم العدو الناسا
والحارث الفياض ولى ماجدا * أيام نازعه الهمام الكاسا
ما في الأنام عمومة كعمومتي * خيرا ولا كأناسنا أناسا * (5)
قال والعقب من بني (6) عبد المطلب للعباس وأبي طالب والحارث (7) وأبي
لهب وقد كان لحمزة والمقوم والزبير وحجل بني (8) عبد المطلب أولاد
لأصلابهم فهلكوا والباقون لم يعقبوا وكان العدد من بني هاشم في بني الحارث ثم
تحول إلى بني أبي طالب ثم صار في بني العباس
أخبرنا أبو الحسين (9) محمد بن محمد بن الفراء (10) وأبو غالب أحمد وأبو
عبد الله يحيى ابنا (11) الحسن بن البناء قالوا أخبرنا أبو (12) جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار قال

(1) قوله: اعدد ضرارا " عن ابن سعد 1 / 94 وهو غير مقروء بالأصل وخع.
(2) عن ابن سعد، وفي الأصل وخع " العناسا ".
(3) بالأصل وخع: " الخساسا " والمثبت " والجساسا " عن ابن سعد
(4) الأصل وخع: " عبدافا " والمثبت عن ابن سعد.
(6) الزيادة عن ابن سعد.
(7) بالأصل وخع " الحارث " بدو واو، والصواب عن ابن سعد.
(8) عن ابن سعد وبالأصل وخع " بن ".
(9) الأصل وخع " أبو الحسن " تحريف، وقد تقدم مرارا.
(10) عن خع وبالأصل " العز ".
(11) بالأصل وخع " أنبأنا " تحريف.
(12) بالأصل وخع " ابن " تحريف.
117

فولد عبد المطلب بن هاشم (1) عبد الله أبا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا طالب واسمه
عبد مناف وفي حجره كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جده عبد المطلب وكان عليه رفيقا
شفيقا يمنعه من مرد (2) قريش وإلى أبي طالب أوصى عبد المطلب برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
والزبير بن (3) عبد المطلب وكان من أشراف قريش ووجوهها وعبد الكعبة وأم
حكيم (4) أيضا وهي توءمة أبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعاتكة وهي صاحبة بالرؤيا في بدر
وبرة وأميمة وأروى (5) بنات عبد المطلب وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن
عمران بن مخزوم (6) وأمها صخرة بنت عبد (7) بن عمران بن مخزوم وأمها
تخمر بنت عبد بن قصي وأمها سلمى بنت عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن
فهر وأمها فاطمة (8) بنت عبد الله بن الحارث بن مالك بن عدوان وهم حلفاء هذيل
وحمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله من المهاجرين الأولين شهد بدرا وكان
أسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأربع سنين واستشهد يوم أحد والمقوم وحجلا واسمه المغيرة وصفية هؤلاء الأربعة لأم
وصفية أسلمت وهاجرت وأمها هاجرت وأمها هالة بنت
أهيب (9) بن عبد مناف بن زهرة والعباس بن عبد المطلب كان أسن من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بثلاث سنين وضرار بن عبد المطلب وأم العباس وضرار ابني
عبد المطلب نتيلة (10) بنت جناب (11) بن كليب بن مالك بن عمرو (12) بن عامر بن زيد مناة
وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر (13) بن قاسط بن ربيعة بن نزار

(1) بعدها بالأصل وخع " بن " والصواب حذفها.
(2) بالأصل " نرد " وفي خع " ترد " وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت والمرد: التطاول بالكبر والمعاصي (تاج
العروس: مرد) وفي مختصر ابن منظور 2 / 23 " من مشركي قريش ".
(3) الزيادة عن المختصر.
(4) بالأصل وخع: " حليمة " تحريف، والمثبت عن المختصر، وما سبق من رواية.
(5) بالأصل وخع: وأومي " والصواب عن المختصر.
(6) الأصل وخع: " هارون " والصواب عن المختصر.
(7) بالأصل وخع: عبدي.
(8) انظر اسمها وعامود نسبها في ابن سعد 1 / 63.
(9) تقدم: وهيب. وانظر نسب قيش ص 17.
(10) بالأصل " نتيله وفي خع " بتيله " والصواب ما أثبت وقد تقدمت.
(11) بالأصل " خباب " وفي خع: حباب " والصواب ما أثبت وقد تقدم.
(12) بالأصل وخع: " عمر " والصواب ما أثبت وقد تقدم.
(13) بالأصل وخع " النمير " والصواب عن ابن هشام ص 1 / 114.
118

من بني القرية والقرية أم بني عمرو بن عامر (1) والحارث بن عبد المطلب وهو أكبر
ولدوبه كان يكنى وحفر مع أبيه بئر زمزم (2) وقثم هلك صغيرا وبه أسمى العباس ابنه
قثم وأمهما صفية بنت جندب بن حجير (3) بن رئاب بن حبيب (4) بن سواءة بن
عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وأبا لهب كناه عبد المطلب أبا لهب من
حسنه واسمه (5) عبد العزى وأمه لبنى (6) بنت هاجر بنت عبد مناف بن ضاطر (7) بن
حبشية بن سلول من خزاعة والغيداق بن (9) عبد المطلب قال عمي مصعب بن
عبد الله (8) اسمه مصعب وقال غيره اسمه نوفل وإنما سمي الغيداق أنه كان أجود
قريش وأكثرهم طعاما ومالا وأمه ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل من (10) خزاعة
وأخوه لأمه عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب
ثم ذكر الزبير أزواج عماته وأولادهن وذكر لكل أحد من أعمامه وعماته أخبارا
اختصرتها لئلا يطول بها الكتاب
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (11) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن

(1) زيد في المختصر بعدها: وكان ضرار من فتيان قريش جمالا وسخاء، ومات أيام أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا
عقب له.
(2) بالأصل وخع: " بن مريم " والصواب عن المختصر وابن هشام.
(3) بالأصل وخع والمختصر " جحش " وما أثبت عما سبق من رواية وفي ابن هشام: سمراء بنت جندب بن حجير.
(4) الأصل: " جندب " والصواب عن خع وابن هشام.
(5) بالأصل وخع: " وأبيه " تحريف، عن ابن هشام.
(6) الأصل وخع: " ليلى " والصواب عن نسب قريش ص 18.
(7) الأصل: " ماطر " وخع " ناظر " الصواب عن ابن هشام.
(8) بالأصل: بن عبد الملك بن عبد الملك.
(9) انظر نسب قريش ص 18.
(10) بالأصل وخع " بن " والمثبت عن ابن سعد 1 / 93.
(11) دلائل النبوة 1 / 185.
119

عبد الواحد الحسناباذي (1) أنبأنا إبراهيم (2) بن جعفر
قالا أنبأنا محمد بن يعقوب قال سمعت محمد بن الحسين بن أبي الحسن (3)
يقول سمعت أبا غسان (4) يقول سمعت ابن عيينة يقول
عمات النبي (صلى الله عليه وسلم) بنات عبد المطلب عاتكة وأم حكيم (5) وهي البيضاء وهي
توءم (6) عبد الله وصفية وهي أم لزبير وبرة وأميمة زاد ابن طاوس وأم محمد وأم
حمزة أختان
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (7) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو العباس (8) أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا يونس بن بكير عن (9)
ابن إسحاق قال
لما حضرت عبد المطلب الوفاة قال لبناته ابكين علي حتى أسمع (10) وكن ست
نسوة وهن أميمة وأم حكيم وبرة وعاتكة وصفية وأروى عمات النبي (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الحسن بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن
سعد (11) قال
ذكر عمات رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) هذه النسبة إلى حسن آباد وهي قرية من قرى أصبهان (الأنساب) وفي خع: " الحساداري " تحريف.
(2) كذا بالأصل وخع، والذي في الأنساب (الحسنابادي) أن أبا الفتح المتقدم يروي عن محمد بن إبراهيم بن
جعفر الجرجاني، يعني " ابن " إبراهيم المذكور.
(3) الأصل وخع: " الحيلي " والصواب عن دلائل البيهقي.
(4) عن خع والدلائل، وبالأصل " أبا حسن ".
(5) بالأصل وخع: " حليم " الصواب عن الدلائل.
(6) عن خع والدلائل وبالأصل " أم ".
(7) دلائل النبوة 1 / 186.
(8) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا محمد " وليست في الدلائل.
(9) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(10) بعدها في ابن هشام 1 / 179 " ما تقلن قبل أن أموت " ولم ترد العبارة عند البيهقي.
(11) ابن سعد: الطبقات 8 / 41.
120

صفية بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة بنت
وهيب (1) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي أخت حمزة بن عبد المطلب لأمه كان
تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
فولدت له صفيا رجلا (2) ثم خلف عليها العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن
قصي فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة وأسلمت صفية وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وهاجرت إلى المدينة وأطعمها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعين وسقا بخيبر وقبر صفية بنت
عبد المطلب بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة (1) عند الوضوء (2) وتوفيت صفية في
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وقد روت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي (5) وأمها فاطمة بنت
عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن
عبد مناف بن قصي (6) فولدت له طليبا ثم خلف عليها أرطأة بن (7) عبد شرحبيل بن
هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة ثم أسلمت أروى بنت
عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أخبرنا أبو عبد الله
القاضي النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران (8) أخبرنا موسى بن زكريا التستري حدثنا
خليفة بن خياط قال
وفيها يعني سنة عشرين ماتت صفية بنت عبد المطلب (9)

(1) عن خع وابن سعد وبالأصل " وهب ".
(2) بالأصل وخع " رجل " والمثبت عن ابن سعد.
(3) بالأصل وخع والمختصر 2 / 25 " سعيد " وفي والمطبوعة: شعية " والمثبت عن ابن سعد 8 / 42.
(4) كذا، ويقصد - والله أعلم - مكان الوضوء.
(5) انظر خبرها في طبقات ابن سعد 8 / 42 والمختصر لابن منظور نقلا عن ابن سعد 2 / 25.
(6) بالأصل " عبد قصي " وفي المطبوعة " عبد بن قصي " والمثبت عن خع وابن سعد 8 / 42.
(7) الأصل وخع، وفي ابن سعد: بن شر حبيل.
(8) بعدها بالأصل وخع: " بن موسى " حذفنا الزيادة بما يوافق أسانيد مماثلة متقدمة.
(9) تاريخ خليفة ص 147.
121

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد (1) الخطيب أخبرنا أبو منصور (2)
محمد بن الحسن القاضي حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين حدثنا (3) عبد الله بن
محمد المعروف بابن الإسفراييني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا
محمد بن حرب (4) حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام بن عروة
قال
وكان للنبي (صلى الله عليه وسلم) ست عمات لم يسلم منهن غير صفية
قال محمد
وتوفيت في إمارة عثمان
كذا قال وقد ذكر محمد بن سعد (5) أن عاتكة أسلمت أيضا وذلك فيما
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي (6) محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر (7) بن
حيوية أنبأنا أبو الحسن بن معروف الخشاب أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن
سعد (8) قال
عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت
عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية أبو أمية بن المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له عبد الله وزهيرا (9) وقريبة ثم أسلمت
عاتكة بنت عبد المطلب (10) بمكة وهاجرت إلى المدينة وكانت قد رأت رؤيا

(1) بعدها في الأصل وخع: " بن عبد الخطيب " كذا، حذفنا " بن عبد ".
(2) بالأصل وخع: " أبو منصور بن محمد " كذا، تحريف.
(3) بالأصل وخع: " أبو عبد الله " تحريف.
(4) بالأصل وخع: " الحارث " والصواب ما أثبت وهو محمد بن حرب الواسطي النشائي، يروي عنه البخاري.
(ترجمته في الكاشف وتهذيب التهذيب).
(5) طبقات ابن سعد 8 / 43.
(6) بالأصل وخع: أبو.
(7) بالأصل وخع: أبو عمرو.
(8) طبقات ابن سعد 8 / 43.
(9) في خع: وزهير وقرنية.
(10) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل واستدركت عن خع وابن سعد 8 / 43.
122

فذكروا (1) رؤياها في مصاب أهل بدر
قال (2) وكانت من عمات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ممن لم تدرك (3) الإسلام
أم حكيم (4) وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم كان تزوجها في الجاهلية
كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له عامرا
وأروى وطلحة وأم طلحة فتزوج أروى بنت كريز عفان بن أبي العاص بن أمية بن
عبد شمس فولدت له عثمان بن عفان ثم خلف عليها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد
وخالدا وأم كلثوم بني عقبة
وبرة (5) بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت
عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عبد الأسد بن هلال بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم (6) فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد شهد بدرا وهو زوج
أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم خلف على برة بعد
عبد الأسد بن هلال أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن
مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم شهد بدرا
وأميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي (7) وأمها فاطمة بنت
عمرو (8) بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية جحش بن رئاب (9) بن
يعمر بن صبرة (10) بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن

(1) بالأصل: فذكروها " وفي خع: " فذكر ".
(2) طبقات ابن سعد 8 / 44.
(3) عن ابن سعد وبالأصل " يدرك ".
(4) طبقات ابن سعد 8 / 45.
(5) بالأصل وخع: " ويسرة " ولا صواب عن ابن سعد 8 / 45.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد.
(7) خبرها في طبقات ابن سعد 8 / 45 - 4 ذ.
(8) عن ابن سعد وبالأصل " عمر ".
(9) سقطت من الأصل واستدركت خع وابن سعد.
(10) بالأصل وخع: حبيرة والمثبت عن ابن سعد.
123

أمية بن عبد شمس فولدت له عبد الله شهد بدرا وعبيد الله (1) وعبدا وهو أبو
أحمد وزينب بنت جحش زوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحمنة (2) بنت جحش وأطعم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر (4)
إن صح هذا (7) فقد أسلمت أميمة
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو المعالي ثابت بن
بندار بن إبراهيم أنبأنا محمد بن يعقوب الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد
البابسيري (6) أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي حدثنا أحمد بن
حنبل (7) أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا ابن أبي عدي (8) عن عطاء وعمرو بن دينار قالا
ما علمنا ولدت للنبي (صلى الله عليه وسلم) من أزواجه إلا خديجة
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنبأنا أبو الحسين محمد بن
مكي (9) بن عثمان الأزدي أنبأنا أبو علي أحمد بن عمر بن خرشيد (10) أنبأنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق الحامض (11) نا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا
يونس بن بكير عن إبراهيم بن عثمان بن الحكم عن مقسم عن ابن عباس (12) قال
ولدت خديجة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلامين (13) وأربع نسوة القاسم وعبد الله
وفاطمة وأم كلثوم ورقية وزينب " (14)

(1) بعدها بالاص " وعبد الله " وقد تقدم فحذفناها.
(2) بالأصل وخع " وحمية " والمثبت عن ابن سعد.
(3) في خع: أمية: تحريف والمثبت يوافق ابن سعد.
(4) بياض بالأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد 8 / 46 ومختصر ابن منظور 2 / 26.
(5) كذا بالأصل وخع وفي المختصر: قال: الصحيح هذا، قد أسلمت أميمة.
(6) بالأصل وخع: " أنبأنا حسري " كذا والصواب ما أثبت، انظر الأنساب للسمعاني، وهذا النسبة إلى قرية من
كور الأهواز، وقيل من قرى واسط وهي بالبسير ولا منتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن ممد بن موسى
البابسيري حدث عن أبي أمية الأحوص بن المفضل....
(7) ما بين معكوفتين عن المطبوعة، ومكانها بالأصل وخع: بن أحمد.
(8) بالأصل وخع: " أبو عدي بن عطاء بن دينار " وأثبتنا عبارة المطبوعة.
(9) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.
(10) غير واضحة بالأصل والصواب عن المطبوعة نقلا عن سير أعلام النبلاء.
(11) غير واضحة بالأصل والصواب عن المطبوعة نقلا عن سير أعلام النبلاء.
(11) بياض بالأصل، والزيادة عن المطبوعة.
(12) عن دلائل البيهقي 2 / 70 وبالأصل " ابن عامر " تحريف.
(13) الزيادة عن دلائل البيهقي 2 / 70.
(14) في الدلائل: وزينب ورقية.
124

باب
ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه "
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو الحسن أحمد (1) بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن
سعد (2) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس
قال
كان أول من ولد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3) بمكة قبل النبوة القاسم وبه (4) كان يكنى
ثم ولد له زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم (5) كلثوم ثم ولد له في الإسلام عبد الله
فسمي الطيب والطاهر وأمهم جميعا خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن
قصي وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم (6) بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص (7) بن
عامر بن لؤي فكان أول من مات من ولده القاسم ثم مات عبد الله بمكة فقال
العاص بن وائل السهمي قد انقطع ولده فهو أبتر فأنزل الله عز وجل " إن شانئك هو
الأبتر " (8)

(1) بالأصل وخع: " أنبأنا الحسن بن محمد بن مروف " والصواب ما أثبتناه عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(2) انظر طبقات ابن سعد 1 / 133.
(3) بعدها بالأصل: خديجة، ولم ترد اللفظة في خع ولا في ابن سعد 1 / 133 فحذفناها انسجاما مع سياق
عبارتهما.
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن ابن سعد.
(5) سقطت اللفظة من الأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد.
(6) بعدها في ابن سعد: بن هرم.
(7) عن ابن سعد وبالأصل وخع: مقيض.
(8) سورة الكوثر، الآية: 3.
125

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن محمد اللفتواني أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد بن إسحاق بن منده أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أخبرنا أحمد بن
محمد بن عمر اللبناني (1) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا
هشام بن الكلبي أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال
كان أكبر ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم
فاطمة ثم رقية فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثم مات عبد الله فقال
العاص بن وائل السهمي قد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل الله عز وجل " إن شانئك هو
الأبتر "
ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات ابن
ثمانية عشر شهرا
قال هشام بن الكلبي
فتزوج (2) زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن
عبد شمس بن عبد مناف فولدت له عليا وأمامة وكان يقال لأبي العاص جرو البطحاء
يعني أنه كان متلدا (3) بها وخرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره (4) إلى الشام
فقال فيما أنشدنا هشام بن (5) الكلبي عن معروف بن الخربوذ (6) المكي (7)
ذكرت زينب لما وركت (8) إرما * فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

(1) الزيادة عن المطبوعة.
(2) عن خع وبالأصل " قد تزوج ".
(3) بالأصل وخع: " متلد " وبهامش المطبوعة: " وربما كانت اللفظة مصحفة عن مبلد من قولهم: أبلد: أي
لصق بالأرض.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(5) لفظة " بن " سقطت من الأصل وخع.
(6) بالأصل وخع " الحربود " والمثبت عن ابن سعد 8 32.
(7) بالأصل " الملي " وفي خع: " الملحي " والمثبت عن ابن سعد 8 / 32 والبيتان في طبقات ابن سعد 8 / 32
ترجمة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(8) الأصل وخع: " أدركت " والمثبت عن ابن سعد.
126

بنت الأمين جزاها الله صالحة * وكل بعل سيثني (1) بالذي علما *
وتوفيت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما أخبرني به محمد بن عمر عن يحيى بن
عبد الله بن أبي قتادة عن عبد الله بن أبي بكر بن (2) حزم سنة ثمان من الهجرة
وتزوج رقية (3) بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عتبة (1) بن أبي لهب
وتزوج أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عتيبة بن أبي لهب فلم ينئيا بهما حتى بعث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما نزل الله تبارك وتعالى " تبت يدا أبي لهب " (5) قال لهما أبوهما
رأسي من رأسكما حرام أن تطلقا ابنتيه ففارقهما ولم يكونا دخلا بهما فتزوج عثمان بن
عفان رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فولدت له عبد الله بن عثمان الذي تكنا به وبلغ
ست (6) سنين فنقره ديك على عينه (7) فمات وتوفيت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببدر فقدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وسلم)
ببدر فجاء حين سوي التراب على رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وكانت بدر صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان من السنة
الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد (8) عن
أبيه
وزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عثمان أيضا ابنته (9) أم كلثوم فماتت عنده في شعبان سنة
تسع من الهجرة ولم تلد له شيئا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو كانت عندي ثالثة لزوجتها
عثمان [573]

(1) الأصل وخع " سيبني " والمثبت عن ابن سعد.
(2) بالأصل وخع: " عن " تحريف.
(3) بالأصل وخع: برقية.
(4) عن ابن سعد 8 / 36 وبالأصل وخع " عتيبة ".
(5) سورة المسد، الآية الأولى.
(6) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد 8 / 36 وبلغ سنه سنتين.
(7) في المطبوعة: عينيه " وفي سعد: فنقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات.
(8) بالأصل وخع " الزياد " تحريف.
(9) بالأصل وخع " بنته ".
127

وتزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثلاث بقين من شهر صفر
في السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن أبي بكر بن أبي سبرة عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب بني
علي وتوفيت فاطمة فيما أخبرني به محمد بن عمر أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة (1) أن فاطمة توفيت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) بستة أشهر
قال محمد بن عمر (2) هذا أثبت الأقاويل عندنا وصلى عليها العباس بن
عبد المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العباس
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش فيما ناولني إياه وقال اروه عني
أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) أنبأنا أبو الفرج المعافا بن زكريا نا
عبد الباقي بن قانع أنبأنا محمد بن زكريا أنبأنا العباس بن بكار حدثني محمد بن
زياد والفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال ولدت خديجة
من النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن محمد ثم أبطأ عليهما (4) الولد من بعده فبينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكلم رجلا والعاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل من هذا قال هذا الأبتر يعني
النبي (صلى الله عليه وسلم) وكانت قريش إذا ولد للرجل ولد (5) ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا
الأبتر فأنزل الله تبارك وتعالى " إن شانئك هو الأبتر " (6) أي مبغضك هو الأبتر
الذي بتر من كل خير ثم ولدت له زينب ثم ولدت له رقية ثم ولدت له القاسم ثم
ولدت الطاهر ثم ولدت المطهر ثم ولدت الطيب ثم ولدت المطيب ثم ولدت أم
كلثوم ثم ولدت فاطمة وكانت أصغرهم وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن
يرضعه فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحد غيرها
أخبرنا أبو العز بن كادش قراءة عليه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن

(1) بعدها بالأصل وخع: " عن فاطمة " حذفناها لتوافق عبارة ابن سعد 8 / 28.
(2) بالأصل وخع: عروة تحريف، والصواب عن ابن سعد 8 / 28.
(3) بالأصل " المحادري " وفي خع: " الحارزي " والصواب ما أثبتناه وقد تقدم هذا السند مرارا، وانظر الأنساب
(الجازري).
(4) في خع: " عليها " وفي المطبوعة: عليه.
(5) بالأصل وخع: " ولدا ".
(6) سورة الكوثر، الآية: 3.
128

محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة أنبأنا يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن
إبراهيم بن عبد الله بن سلمة الكوفي البزار أنبأنا إسحاق العلاف أنبأنا الهيثم بن
عدي أنبأنا هشام بن عروة عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال للنبي (1) (صلى الله عليه وسلم) ابنان
طاهر والطيب وكان يسمي أحدهما عبد شمس والآخر عبد العزى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة
الإسماعيلي أنبأنا أبو عمرو عبد الله بن محمد (2) الفارسي أنبأنا ابن عدي الحافظ
أنبأنا معاوية بن العباس الحمصي أنبأنا إسماعيل بن عبد الله بن يعقوب الكندي أنبأنا
أبو أسلم شيخ من بني التطيز بحمص نا سليم بن نعيم بن سالم بن قنبر (3) عن أنس
قال كان للنبي (4) (صلى الله عليه وسلم) من ذكورة الولد طاهر ومطهر والقاسم وإبراهيم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل (5) أخبرنا أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أنبأنا محمد بن الحسن النهاوندي أنبأنا ابن
زنبيل (6) أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أنبأنا محمد بن إسماعيل
البخاري أنبأنا إسماعيل يعني ابن أبي أويس حدثني أبي عن سليمان هو ابن بلال عن
هشام بن عروة قال ولد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خديجة بمكة عبد الله والقاسم فماتا قبل
الإسلام (7)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن
أبي (8) العلاء أنبأنا أبو محمد بن الفرح (9)

(1) عن خع وبالأصل: النبي.
(2) كذا بالأصل وخع: عبد الله بن محمد، وفي المطبوعة: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) مكانها بياض بالأصل وخع، والزيادة عن المطبوعة (السيرة النبوية قسم 1 / 106).
(4) بالأصل وخع: " النبي " تحريف.
(5) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة: وموجود بالأصل وخع.
(6) بالأصل " زنبيل " ومثلها في خع، غير مقروءة والصواب ما أثبت، وفي المطبوعة: أحمد بن الحسين بن
زنبيل.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن خع.
(8) سقطت من الأصل وخع.
(9) كذا بالأصل وخع، وصوبها في المطبوعة: نصر.
129

وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحصين بن عبدان أنبأنا أبو القاسم بن أبي
العلاء أنبأنا ابن أبي نصر الجندي (1) قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو
عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري (2) أنبأنا ابن (3) عائذ
أخبرنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز (4) أنها ولدت له يعني
خديجة القاسم والطيب والطاهر والمطهر وزينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء (5) وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا
الحسن بن البنا (6) قالوا أنبأنا أبو (7) جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص
أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار أخبرني عمي مصعب بن (8)
عبد الله (9) قال ولدت خديجة بنت خويلد للنبي (صلى الله عليه وسلم) الطاهر والقاسم وكان يقال له
الطيب (10) ولد الطاهر بعد النبومات صغيرا واسمه عبد الله وفاطمة وزينب ورقية
وأم كلثوم
قال وحدثني إبراهيم بن حمزة قال ولدت خديجة بنت خويلد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
القاسم والطاهر (11)
قال ويقولون عبد الله والطيب وفاطمة (12) وزينب وفاطمة وأم كلثوم
قال وحدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد الله بن وهب المصري عن ابن لهيعة عن

(1) كذا بالأصل وخع، وصوبها في المطبوعة: أنبأنا ابن أبي نصر، وأبو نصر ابن الجندي.
(2) بالأصل وخع: " السيري " تحريف، والصواب " البصري " انظر الأنساب.
(3) عن خع وبالأصل: " أبو " تحريف.
(4) بالأصل وخع: " عبد العزي " تحريف.
(5) بالأصل وخع: " أبو الحسن بن الفراوي " والمثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(6) سقطت من الأصل واستدركناها للايضاح.
(7) سقطت من الأصل وخع.
(8) بالأصل " أبو " ت حريف، والصواب عن خع.
(9) نسب قريش ص 231.
(10) كذا، وفي المطبوعة قدم " القاسم على الطاهر " وفي ابن سعد 1 / 133 ولد له في الاسلام عبد الله فسمي
الطيب، والطاهر، كذا جعلهما اثنين.
(11) في خع: القيم والظاهر.
(12) الأصل وخع: وعلى هامش: " لعل " رقية. " والصواب: رقية.
130

أبي الأسود محمد بن عبد الله (1) بن عبد الرحمن أن خديجة ولدت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
القاسم والطاهر والطيب وعبد الله وزينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم
قال وحدثني محمد بن فضالة قال سمعت أن خديجة بنت خويلد ولدت
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة (2) رجال وأربع نسوة عبد الله والقاسم والطاهر وزينب
وفاطمة وأم كلثوم ورقية
قال وحدثني محمد بن فضالة عن بعض (3) من أدرك من المشيخة قال ولدت
خديجة بنت خويلد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم وعبد الله فأما القاسم فعاش حتى مشي
وأما عبد الله فمات وهو صغير
قال وأنبأنا الزبير بن بكار قال فولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم وهو أكبر ولده ثم
زينب ثم عبد الله يقال له الطيب ويقال له الطاهر وولد بعد النبوة ومات صغيرا ثم
أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هم هكذا الأول فالأول ثم مات القاسم بمكة وهو أول
ميت من ولده مات بمكة ثم مات عبد الله ثم ولدت له مارية بنت شمعون إبراهيم
وهي القبطية التي أهداها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المقوقس صاحب الإسكندرية وأهدي معها
أختها سيرين (4) وخصيا يقال له مأبور فوهب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيرين لحسان بن ثابت
الشاعر ولدت له (5) عبد الرحمن بن حسان وقد انقرض ولد حسان بن ثابت
وأم بني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غير إبراهيم خديجة وكانت تدعى في الجاهلية
الطاهرة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها فاطمة بنت زائدة بن
جندب وهو الأصم بن هروة (6) بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن
عامر بن لؤي

(1) كذا والصواب: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي يتيم عروة، أبو الأسود المدني (انظر تقريب
التهذيب).
(2) بالأصل وخع: ثلاث.
(3) بالأصل وخع " يعقوب " والمثبت عن المطبوعة.
(4) بالأصل " سرمز " وفي خع: سرمر " والصواب ما أثبت، وسترد صوابا.
(5) سقطت من الأصلين واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 264.
(6) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 2 / 264: " هرم ".
131

كتب (1) إلي أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي وأخبرني أبو
الفضل بن ناصر أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو
علي أحمد بن علي المدائني أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال ويقال (2) إن الطاهر هو
الطيب وهو عبد الله والله تعالى أعلم ويقال إن الطيب والمطيب ولدا في بطن
والطاهر والمطهر في بطن
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي البقال أنبأنا أبو العلاء
الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري (3) وأنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان
الغلابي (4) أنا أبي أنبأنا أحمد بن حنبل نا عبد الرزاق (5) أنبأنا ابن جريج عن
مجاهد قال كان مكث القاسم بن النبي (صلى الله عليه وسلم) سبع ليال ثم مات
قال المفضل وهذا خطأ والصواب أنه عاش سبعة عشر (6) شهرا ثم توفي
قال وأنبأنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحسن بن أحمد
الحداد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال القاسم بن (7) رسول الله بكر ولده وبه
كان (8) يكنى أبا القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة
قال مجاهد مات وله سبعة أيام
قال الزهري وهو ابن سنتين قال قتادة عاش حتى مشى
أخبرنا جعفر بن محمد بن عبد العزى والعباس المكي بالمدينة في مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن

(1) عن خع وبالأصل " أخبرنا ".
(2) بالأصل وخع: " وقال " والصواب ما أثبت.
(3) سقطت من الأصلين واستدركت للايضاح، (انظر الأنساب: البابسيري).
(4) بالأصل وخع: " العلاني " تحريف، والصواب عن الأنساب: الغلابي، وهذه النسبة إلى غلاب، والد
خالد بن غلاب البصري.
(5) بالأصل وخع: " عبد الوراق " انظر تهذيب التهذيب ترجمة أحمد بن حنبل فعبد الرزاق ممن روى عنهم ابن
حنبل.
(6) الأصل وخع: " سبع عشرة " خطأ.
(7) بالأصل: " يا " تحريف.
(8) زيادة اقتضاها السياق.
132

أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا أبو جعفر الديبلي كذا قال لنا أبو جعفر ورواه
لغيرنا فقال أنبأنا العباس بن محمد بن الحسين بن قتيبة أنبأنا عمرو بن عاصم
والصواب أنبأنا ابن لهيعة عن عقيل عن إبراهيم عن الزهري عن أنس بن مالك قال
ولد للنبي (صلى الله عليه وسلم) ابنه إبراهيم قال وقع في نفسه منه شئ فأتاه جبريل عليه السلام وقال
السلام عليك يا أبا (1) إبراهيم
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي المصقلي (2)
قال وأنبأنا أبو عمر وأحمد بن محمد أنبأنا أبو معين الحسين بن الحسن أنبأنا
عمرو بن خالد قالا نا عبد الله بن لهيعة نا يزيد بن أبي بكر وعقيل عن ابن
سطرب (3) عن أنس بن مالك قال لما ولد إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وسلم) من مارية جاريته كان
يقع في نفس النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتاه جبريل فقال له السلام عليك يا أبا (4) إبراهيم
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا
أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز (5) أنبأنا أبو الحسين (6) علي بن
محمد بن أحمد المصري (7) أنبأنا أحمد بن مطير الخرامي (8) المحمراوي أنبأنا أبي
زكير (9) بن يحيى بن عبد الله حدثني خالد بن نجيح عن ابن لهيعة ورشدين عن
عبد الرحمن بن زياد قال لما حبل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإبراهيم عليه السلام أتى جبريل
فقال السلام عليك يا أبا (10) إبراهيم إن الله تعالى وهب لك غلاما من أم ولدك مارية

(1) الزيادة عن خع.
(2) بالأصل وخع: " المصعبي " تحريف، والصواب عن الأنساب (المصقلي) وهذه النسبة إلى مصقلة بن
هبيرة.
(3) كذا، ولم أصل إليه.
(4) الزيادة عن خع، وفي مختصر ابن منظور: أبا إبراهيم.
(5) بالأصل وخع: " البراز " والصواب عن تاريخ بغداد 12 / 76 والاكمال 4 / 90.
(6) الأصل وخع وفي تاريخ بغداد 12 / 75 " أبو الحسن " ومثله في الاكمال 4 / 90.
(7) هو بغدادي، أقام بمصر مدة طويلة ثم رجع إلى بغداد فعرف بالمصري، (تاريخ بغداد)، وفي خع:
" المقري " تحريف.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي الاكمال: " أحمد بن زكير الحمراوي " ولم يرد اسمه فيمن روي عنهم المصري.
المتقدم.
(9) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو بكر بن يحيى " والصواب عن الاكمال 4 / 90.
(10) الزيادة عن الاكمال 4 / 90 ومختصر ابن منظور 2 / 265.
133

وأمرك أن تسميه إبراهيم فبارك الله (1) لك في إبراهيم وجعله قرة عين لك في الدنيا
والآخرة وأشبههم به
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية (2) أنبأنا أبو الحسن الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد (3) قال قال محمد بن عمر الواقدي وولدته يعني إبراهيم في ذي الحجة من
سنة ثمان من الهجرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن
محمد بن إبراهيم
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد القصاري أنبأنا أبي
قالا أنا إسماعيل بن الحسن أخبرنا أبو الحسن محمد (4) بن أحمد بن
عبد الجبار بن توبة الأسدي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا (5) أنبأنا أبو
الحسين (6) بن النقور أنبأنا أبو الحسن (7) بن عبد العزى بن عبد العزيز بن مدرك
البزار (8) قالا أنبأنا أبو عبد الله بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن محمد بن
يحيى بن سعيد حدثنا عمرو زاد ابن مردك (9) بن محمد وقالا العنقزي
حدثنا أسباط (10) يعني ابن نصر عن السدي قال سألت أنس بن مالك قال
قلت كم كان (11) بلغ إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان ملأ مهده ولو بقي لكان

(1) الزيادة عن الأكمام ومختصر ابن منظور.
(2) بعدها في الأصل وخع أقحمت عبارة: " أنبأنا أبو الحسن بن حيوية " فحذفناها بما يوافق أسانيد مماثلة
متقدمة.
(3) انظر طبقات ابن سعد 1 / 135.
(4) بالأصل كررت لفظة " محمد " حذفناها بما وافق عبارة خع.
(5) بالأصل وخع: " قال " تحريف.
(6) بالأصل وخع: الحسن.
(7) الأصل وخع، وفي المطبوعة: أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البزاز.
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.
(9) مكانها بالأصل وخع " باسباط " والمعنى مضطرب، فالزيادة والمثبت عن المطبوعة.
(10) الزيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 265، سقطت اللفظة من الأصل وخع.
(11) عن خع وبالأصل " كان ".
134

نبيا ولكن لم يكن (1) ليبقى لأن نبيكم (صلى الله عليه وسلم) آخر الأنبياء
قال الدارقطني لم يحدث به إلا السدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن
أخبرنا يوسف أخبرنا شجاع أنبأنا ابن مندة أنبأنا محمد بن سعد (2)
ومحمد بن إبراهيم قالا أنبأنا محمد بن عثمان القاسم أنبأنا منجاب أنبأنا أبو عامر
الأسدي أنبأنا سعد (3) عن السدي عن أنس بن مالك قال توفي إبراهيم بن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ستة عشر شهرا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ادفنوه بالبقيع فإن له مرضعا
يتم رضاعه في الجنة [574]
أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ (4) على إبراهيم بن
منصور السلمي وأنا حاضرة وأنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي
أنبأنا زكريا بن يحيى الواسطي أنبأنا هشيم عن إسماعيل قال سألت ابن أبي
أوفى (5) أو سمعته يسأل عن إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال مات وهو صغيرا ولو
قضي أن يكون بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) نبي لعاش
أخبرنا يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد أنبأنا الحسن بن الخليل (6) الأنطاكي أنبأنا
عبيدة بن (7) جنادة أنبأنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد
قال سألت ابن أبي أوفى (8) هل رأيت إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم كان أشبه
الناس به مات وهو صغير (9) ولو قضي أن يكون (10) نبي لعاش إبراهيم

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 265، سقطت من الأصل وخع.
(2) انظر طبقات في ابن سعد 1 / 141.
(3) في ابن سعد: سفيان.
(4) بالأصل وخع: قرأ.
(5) الزيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 265.
(6) في خع: الخليد.
(7) في المطبوعة: عبيد بن جناد.
(8) بالأصل وخع: " الوفا " تحريف.
(9) بالأصل وخع: صغيرا.
(10) الزيادة عن المطبوعة اقتضاها المعنى.
135

أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا نا
أحمد بن عبد الجبار أنبأنا يونس بن مالك (1) عن إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن
مقسم عن ابن عباس قال لما ولدت مارية القبطية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبراهيم قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن له مرضعا في الجنة ولو بقي لكان صديقا [575]
أخبرنا أبو المظفر ابن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3) أنبأنا أبو
عمرو بن حمدان
أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا
حاضرة قالت وأنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال (4) أنبأنا أبو يعلى الموصلي أنبأنا أبو
خيثمة أنبأنا إسماعيل زاد ابن المقرئ بن إبراهيم عن أيوب عن عمرو (5) بن
سعيد عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إبراهيم مسترضعا له (6) في عوالي (7) المدينة فكان ينطلق
ونحن (8) معه فيدخل إلى البيت وإنه ليدخر وكان ظئره قينا (9) فيأخذه ويقبله ثم يرجع
قال عمرو (10) وتوفي إبراهيم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن إبراهيم ابني وإنه مات
في الثدي وإن له ظئرين وقال ابن حمدان لظئرين تكملان رضاعه في الجنة [576]
أخبرنا أبو سهل (11) بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن

(1) الأصل وخع، وفي المطبوعة: بكير.
(2) عن خع وبالأصل " موضعا.
(3) بالأصل وخع: " الجيرودي " تحريف، والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
(4) في المطبوعة: " قالا ".
(5) عن ابن سعد 1 / 136 وبالأصل وخع: " عمر: تحريف.
(6) زيادة عن ابن سعد 1 / 136.
(7) هي قري بظاهر المدينة (قاموس) وفي اللسان: أماكن بأعلى أراضي المدينة.
(8) في ابن سعد: فكان يأتيه ونجئ معه.
(9) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: وكان طبرقينا.
(10) كذا بالأصل وفي خع " توفي " والخبر في ابن سعد 1 / 139 وفيه " فما توفي " وهو الصواب، باعتبار ما
سيأتي.
(11) عن خع وبالأصل " أبو إسماعيل ".
136

عبد الله بن يعقوب فتذاكرنا (1) محمد بن هارون الروياني أنبأنا محمد بن بشار
أنبأنا يحيى بن حماد أنبأنا أبو عوانة عن الأعمش عن مسلم عن البراء قال
توفي إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لستة أشهر فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ادفنوه في البقيع فإن
له مرضعا (2) في الجنة [577]
قال وكان من جارية قبطية كذا قال والصواب ستة عشر شهرا
أخبرناه عاليا على الصواب أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن
وأبو عمر (3) عبد الوهاب أنبأنا محمد بن إسحاق وأبو منصور محمد بن أحمد بن
علي بن شكرويه (4) وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار وأم العلاء بنت
أحمد بن محمد بن الحسن بن حيوية قالوا أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي (5) أنبأنا يوسف بن موسى
نا (6) جرير عن الأعمش عن أبي الصخر عن أبي البراء قال توفي إبراهيم بن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ستة عشر شهرا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ادفنوه في البقيع فإن له مرضعا
في الجنة [578]
أخبرنا أبو المظفر أنبأنا أبو سعد الحسني وأنبأنا أبو عمرو أحمد السلمي
وأخبرتنا فاطمة قالت أنبأنا أبو طاهر إبراهيم (7) بن منصور أنبأنا أبو عزيز (8)
المقرئ
قالا وأنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا معاوية بن هشام أنبأنا
سفيان عن فراس عن الشعبي عن البراء قال توفي إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن

(1) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: حدثنا.
(2) بالأصل وخع: " موضعا " والصواب " مرضعا " عما سبق من روايات.
(3) بالأصل وخع: " أبو عمرو " خطأ.
(4) بالأصل وخع: " أبو منصور محمد بن محمد بن علي بن سرومة " والصواب عن المطبوعة.
(5) بالأصل وخع " المكاملي " والصواب عن الأنساب (المحاملي).
(6) سقط من الأصل وخع، واستدركت لاستقامة السند.
(7) قوله: " أبو طاهر " سقطت من المطبوعة.
(8) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: أبو بكر.
137

ستة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا فدفنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالبقيع وقال إن له في (1)
الجنة مرضعا تتم بقية رضاعه [579]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسن (2) محمد بن
النرسي (3) أنبأنا موسى بن عيسى بن البراء (4) بن عبد الله السراج أنبأنا محمد بن
محمد بن سليمان أنبأنا عبد الله بن عمرو (5) أنبأنا معاوية بن هشام أنبأنا سفيان
عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال توفي إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ستة
عشر شهرا
قال وأنبأنا عبد الله بن عمر بن حيوية (6) بن هشام أنبأنا سفيان عن فراس عن
الشعبي عن البراء بن عازب قال توفي إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ستة عشر شهرا
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ادفنوه في البقيع فإن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة [580]
أخبرنا أبي محمد هبة الله بن عمر السيدي الفقيه (7) أنبأنا أبو عثمان البحيري (8)
أنبأنا أبو عمرو (9) بن حمدان أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ بالكوفة أنبأنا
عبيد بن إبراهيم النخعي أنبأنا الحسن بن أبي عبد الله الفراء أنبأنا مصعب بن سلام
عن أبي حمزة الثماني (10) عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله

(1) نص الحديث في المطبوعة: " إن له مرضعا: " إن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة " وفي خع كالأصل، وفيه: " موضعا " بدل
" مرضعا ".
(2) بالأصل وخع: " أبو الحسن بن محمد.
(3) بفتح النون وسكون الراء، هذه النسبة إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدة قرى ينتسب إليها
جماعة من مشاهير المحدثين بالكوفة.
(4) قوله " بن البراء " سقط من المطبوعة.
(5) الأصل وخع، وفي المطبوعة " عمر ".
(6) كذا ورد بالأصل وخع هنا، وتقدم السند، والصواب: " عبد الله بن عمر، ثنا معاوية بن هشام، وهو
المثبت في المطبوعة أيضا.
(7) بعدها في المطبوعة - وقد سقطت من الأصلين - وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا.
(8) بالأصل وخع: البختري تحريف، والصواب عن الأنساب: وهو أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد.
البحيري. سمع أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري.
(9) بالأصل وخع " عمر " تحريف، انظر ما تقدم.
(10) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة " اليماني " وكله تحريف والصواب " الثمالي " وهو ثابت بن أبي صفية.
الأزدي الكوفي وهو ممن يروي عن أبي جعفر الباقر (ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 330).
138

قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو عاش إبراهيم لكان نبيا [581]
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين أخبرنا (1) أبو علي أحمد وأبو الحسين
محمد ابنا (2) عبد الرحمن بن عثمان (3) أنبأنا يوسف بن القاسم الميانجي (4) أنبأنا
أبو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الكوفي بالكوفة أنبأنا محمد بن إسماعيل بن
سمرة أنبأنا محمد بن الحسن الأسدي أنبأنا أبو شيبة عن أنس بن مالك قال لما
مات إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تدرجوه في أكفانه حتى
أنظر إليه [* * * *] فجاء
وانكب عليه وبكى حتى اضطرب [582]
وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (5) بن البنا أنبأنا أبو محمد بن علي
الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن البنا (6) عن أسماء بنت يزيد أنها
حدثت أنه لما توفي إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر وعمر
أنت أحق من علم الله حقه فقال تدمع العين ويحزن (7) القلب ولا نقول ما (8) يسخط
الرب ولولا أنه وعد (9) صادق وموعود جامع (10) لوجدنا (11) عليك يا إبراهيم وجدا
أشد مما وجدنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون [583]
أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور

(1) الزيادة لاستقامة السند.
(2) بالأصل وخع: أنبأنا.
(3) بالأصل وخع " عبدان " والصواب من أسانيد مماثلة متقدمة.
(4) بالأصل وخع: " المنائحي " تحريف والصواب ما أثبت عن الأنساب وهذه النسبة بفتح الميم والياء والنون.
- إلى ميانج موضع بالشام. ومنها: أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي.
(5) بالأصل وخع " الحسين " تحريف، وتقدم مرارا.
(6) كذا ورد اسمه بالأصل وخع، وفي الأنساب (الزيات): أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد الصيرفي،
يعرف بابن الزيات.
وبعده ترك بالأصل أكثر من سطر بياضا، لكن لا يبدو أن في الكلام سقطا فالمعني تام، والنظر خع فالكلام
فيها متصل بدون فراغ أو بياض.
(7) بالأصل " ولا يحزن " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 266 وسياق ابن سعد 1 / 138 و 139.
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور، وفي ابن سعد: ولن نقول ما يسخط...
(9) بالأصل وخع: " بوعد " والمثبت عن المصدرين السابقين.
(10) بعدها في مختصر ابن منظور: وأن الاخر منا يتبع الأول.
(11) في ابن سعد: " لاشتد وجدنا عليك " وفي رواية أخرى فيه: لحزنا عليك حزنا.
139

أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى (1) أنبأنا عبيد (2) بن القاسم أنبأنا
إسماعيل بن أبي خالد قال لما توفي ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلى عليه أبوه (3) وصليت
خلفه وكبر عليه أربعا
حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي (4) أنبأنا أحمد بن علي بن
خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين (5) بن النقور أنبأنا أبو
طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا
يونس (6) بن بكير عن إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
قال ولدت خديجة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلامين وأربع نسوة القاسم وعبد الله زاد
الحاكم وفاطمة وأم كلثوم ورقية وزينب
أخبرنا أبو عبيد الله الخلال أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيار (7)
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن الاستراباذي الهمذاني
باستراباذ (8) أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ببغداد حدثنا محمد بن
يونس نا أبو زيد، أنبأنا الشعبة، عن الحكم، عن المقسم، عن ابن عباس قال: ولدت
خديجة لرسول الله صلى الله عليه وآله غلامين، وأربع نسوة: فاطمة وزينب، ورقية، وأم كلثوم،
والقاسم وعبد الله
أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني أنبأنا شجاع بن علي المصقلي أنبأنا أبو

(1) بعدها فراغ بالأصل مقدار كلمة.
(2) بالأصل وخع عبد، والصواب " عبيد " راجع تهذيب التهذيب.
(3) في خع: " على أبيه " بدل " صلى عليه أبوه ".
(4) في خع: " السبتي " تحريف.
(5) بالأصل وخع: أبو الحسن.
(6) بالأصل وخع: " أنبأنا يوسف بن يونس.. " حذفنا " يوسف " كونها مقحمة بما يوافق أسانيد مماثلة
متقدمة، والنظر دلائل البيهقي 2 / 70.
(7) بالأصل وخع: " العبار " والصواب ما أثبت، وقد تقدم.
(8) ضبطها السمعاني في الأنساب بكسر الهمزة، وياقوت بفتحها، وهي بلدة كبيرة مشهورة من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان.
140

عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن أحمد بن أحمد (1) بن إسحاق المدائني أنبأنا ابن
رستة أنبأنا موسى بن مساور أنبأنا عبد الله بن معاذ الصنعاني (2) أنبأنا معمر عن
الزهري قال ولبث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع خديجة حتى ولدت له بعض بناته وكان له منها
القاسم وقد زعم بعض العلماء أنها ولدت غلاما يسمى الطاهر وغلاما يسمى
الطيب (3) وقال بعضهم ما نعلمها ولدت غلاما إلا القاسم وولدت له بناته الأربع
زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر بن محمود
الثقفي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا عبيد الله أنبأنا
حسين بن محمد أنبأنا شيبان قال قال قتادة ولد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكور القاسم
وإبراهيم والطاهر والطيب
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي
قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن
سفيان أنبأنا الحجاج (4) أنبأنا جدي عن الزهري قال تزوجها (5) في الجاهلية
وأنكحه إياها أبوها خويلد بن أسد وولدت (6) لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم به كان يكنى
والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين
فأما زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد قيس (7) بن

(1) كذا بالأصل وخع، ولم تنكر اللفظة في المطبوعة.
(2) بالأصل وخع: " الصنعاني " والمثبت عن تقريب التهذيب.
(3) لم ترد في المطبوعة، وردت كالأصل في خع.
(4) الحجاج بن أبي منيع. والخبر في دلائل النبوة للبيهقي 2 / 69.
(5) قبلها في دلائل البيهقي 2 / 69: قال: " أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، خديجة بنت خويلد بن أسد
عبد العزى بن قصي. تزوجها...
(6) في البيهقي فولدت.
(7) في ابن سعد 8 / 31 عبد الشمس.
141

عبد مناف في الجاهلية فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة فتزوجها علي بن أبي
طالب بعدما توفيت بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقتل (1) علي وعنده أمامة فخلف على أمامة بعد
علي المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فتوفيت عنده وأم أبي (2)
العاص بن (3) الربيع هالة بنت خويلد بن أسد وخديجة خالته أخت أمه
وأما رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية فولدت له
عبد الله بن عثمان وبه (4) كان يكنى عثمان أول مرة حتى كني بعد ذلك بعمرو بن
عثمان وبكل قد كان يكنى ثم توفيت رقية زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها فذلك
منعه أن يشهد بدرا وقد كان عثمان هاجر إلى أرض الحبشة وهاجر معه برقية بنت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتوفيت رقية بنت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم قدم زيد بن (5) حارثة مولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشيرا بفتح بدر
أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر الثقفي أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا محمد (6) بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد الزهري نا
عمي أنبأنا أبي عن ابن إسحاق قال ولدت خديجة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب ورقية وفاطمة
وأم كلثوم والقاسم وعبد الله قال وكان يكنى أبا الطاهر والطيب فأما القاسم
والطيب فهلكوا في الجاهلية أما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمهن وهاجرن مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة حين هاجر وهلك أبو طالب وخديجة بنت خويلد في عام
واحد قبل مهاجر (7) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة بثلاث سنين
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن رضوان وأبو علي الحسن (8) بن
المظفر بن السبط وأبو غالب بن البنا قالوا أنبأنا أبو (9) محمد بن الجوهري أنبأنا

(1) عن خع وبالأصل " قتل ".
(2) الزيادة عن ابن سعد 8 / 31.
(3) بالأصل وخع " أبو " والصواب عن ابن سعد.
(4) الزيادة عن ابن سعد 8 / 36.
(5) بالأصل وخع: " يوم بدر ثم حارثة " والزيادة مقتبسة عن ابن سعد 8 / 36. والمطبوعة.
(6) بالأصل وخع: " أبو محمد " تحريف، انظر الأنساب (الزراد).
(7) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
(8) بالأصل وخع " أبو الحسين " خطأ.
(9) سقطت من الأصل وخع.
142

أبو بكر بن مالك حدثنا إبراهيم بن عبد الله النصري أنبأنا عمرو بن مرزوق أنبأنا
شعبة عن جابر الجعفي عن الشعبي عن البراء قال لما مات ابنه إبراهيم قال
إن (1) له مرضعا في الجنة [584]
أخبرنا أبو بكر وجيه (2) بن طاهر الشحامي (3) أنبأنا أحمد بن الحسن بن
محمد أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم
أنبأنا عبد الله بن عيشون (4) أنبأنا محمد بن سليمان بن أبي داود وحدثنا أبي عن
الحكم بن عتيبة عن عامر الشعبي عن البراء (5) بن عازب قال قبض إبراهيم بن
النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو مرضع قبل أن يكمل رضاعه فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن لإبراهيم ظئرا في الجنة تتم رضاعه [585]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن عمر الفقيه أنبأنا أبو عثمان البحيري (6)
وأخبرنا أبو محمد وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو سعد الأديب
قالا أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا محمد بن عبد الله بن يوسف
الدويري (8) أنبأنا يحيى بن موسى خت (9) البلخي أنبأنا عتاب بن محمد بن
شوذب أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال مات إبراهيم بن
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يرضع بقية رضاعه في الجنة [586]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن

(1) زيادة اقتضاها السياق باعتبار ما سيأتي، وانظر المطبوعة.
(2) عن خع وبالأصل دحية.
(3) بالأصل " الشجاني " وفي خع: " الشجامي " وكلاهما تحريف، والصواب ما أثبتناه، وقد تقدم مرارا.
(4) عن خع، بالأصل: عيثور.
(5) بالأصل وخع: " البزار " تحريف، الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
(6) بالأصل وخع: البختري، والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا.
(7) بالأصل وخع: البخري، والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا.
(7) بالأصل " أبو عمر بن حمدون " وفي خع " أبو عمر بن حمدان " والصواب ما أثبتناه، وقد تقدم مرارا هذا
السند، وانظر الأنساب (البحيري).
(8) هذه النسبة - بفتح الدال وكسر الواو وسكون الياء - إلى دويرة قوية على فرسخين من نيسابور.
(9) بالأصل: " ابن أخت " تحريف، والصواب " خ ت " وهو لقب يحيى بن موسى، انظر تقريب التهذيب.
143

مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) أنبأنا أسود بن عامر قال أنبأنا
إسرائيل عن جابر عن عامر عن البراء (2) بن عازب قال صلى (3) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ابنه
إبراهيم ومات وهو ابن ستة عشر شهرا وقال إن له في الجنة من يتم رضاعه وهو
صديق [587]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (4) أنبأنا علي بن أحمد بن
عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار أنبأنا محمد بن يونس أنبأنا سعد بن أوس أبو زيد
الأنصاري أنبأنا شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال (5) لما مات إبراهيم ابن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن له مرضعا في الجنة يتم (6) رضاعه ولو عاش
لكان صديقا نبيا ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط [588]
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه (7) أنبأنا طاهر بن محمد الشحامي وأبو
الفتوح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذيالي (8) قالوا أخبرنا أبو حامد (9)
أحمد بن الحسن بن محمد أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو
محمد الحسين بن محمد بن جابر وكيل (10) أبي عمرو (11) الخفاف أنبأنا إبراهيم بن
الحسين الهمذاني أنبأنا إسحاق بن محمد الفروي أنبأنا عيسى بن عبد الله عن أبيه
عن جده عن أبي جده عن علي بن أبي طالب قال لما توفي إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب إلى أمه مارية القبطية وهي بالمشربة فحمله علي

(1) الزيادة عن مسند أحمد 4 / 283 وانظر الحديث فيه.
(2) ما بين معكوفتين سقط من لا أصل وخع واستدركت عن مسند.
(4) دلائل النبوة 7 / 289.
(5) الزيادة عن الدلائل.
(6) عن الدلائل وبالأصل " تتم ".
(7) بالأصل وخع: " دحية " والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة. تقدمت.
(8) كذا، وفي خع: " الشاذياكي " وفيهما ترحيف، والصواب: الشاذياخي كما في الأنساب للسمعاني، وهذه
النسبة إلى شاذياح قرية على باب نيسابور متصلة بالبلد، بها دار سلطان، وذكره من المنتسبين إليها، راجع
ما ذكره عنه.
(9) بالأصل وخع أبو أحمد، والصواب عن نساب (الشاذياخي).
(10) عن خع وبالأصل " وقيل ".
(11) بالأصل وخع: " أبي عمر " تحريف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء.
144

في سفط وجعله بين يديه على الفرس قال ثم جاء به إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فغسله وكفنه وخرج
به وخرج الناس معه فدفنه في الزقاق الذي يلي دار محمد بن زيد فدخل علي بن أبي
طالب في قبره حتى سوى عليه التراب ودفنه ثم خرج ورش على قبره وأدخل على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده في قبره فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما والله إنه لنبي ابن نبي [* * * *] وبكى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واشتد البكاء وبكى المسلمون حتى ارتفع الصوت ثم قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يغضب الرب وإنا عليك يا
إبراهيم لمحزونون [589]
عيسى هو ابن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ليس بالقوي
أخبرتنا فاطمة بنت محمد البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد (1) بن
محمد بن محمود الثقفي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر الزراد نا
عبيد الله بن سعد أنبأنا عمي أنبأنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر
عن عمرة عن عائشة قالت توفي ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمانية (2) عشر شهرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق قال حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال مات إبراهيم بن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه
قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة مثله (3)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الأصم أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا
محمد بن سعد (4) حدثني الواقدي أن إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مات يوم الثلاثاء
لعشر ليال خلون من شهر ربيع (5) الأول سنة عشر ودفن بالبقيع وكانت وفاته في

(1) كذا ورد هنا بالأصل وخع، وقد تقدم كثيرا بإسقاط لفظة " محمد ".
(2) الأصل وخع، وفي المطبوعة " سنة ".
(3) عن خع، سقطت من الأصل.
(4) طبقات ابن سعد 1 / 143 - 144.
(5) الزيادة عن خع وابن سعد.
145

بني مازن عند أم برزة (1) بنت المنذر من بني النجار ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرا
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا أنبأنا خليفة بن خياط
قال وقال المدائني ولد إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذي الحجة سنة ثمان
قال خليفة وفيها يعني سنة عشر مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (2)
الحسن بن البنا قال أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا
أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي مصعب بن عبد الله
قال (3) كان مولد إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ومات وهو ابن ثمانية
عشر شهرا
أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن (5) محمد الخطيب بمشكان أنبأنا القاضي أبو
منصور محمد بن الحسن النهاوندي أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين أنبأنا
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل البخاري (6) وحدثني ابن أبي مريم أنبأنا يحيى بن أيوب حدثني يزيد بن
الهاد حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج
النبي (صلى الله عليه وسلم) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما قدم المدينة خرجت ابنته مع كنانة أو ابن كنانة فلما خرجوا
في إثرها أدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما
في بطنها وأهريقت دما فاشتجر (7) فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو أمية نحن أحق

(1) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد: إم بردة.
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا " ت حريف، والصواب ما أثبتنا عن أسانيد مماثلة.
(3) نسب قريش ص 22.
(4) بالأصل وخع " أبو الحسين " ت حريف والصواب عن الأنساب (المشكاني).
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع والأنساب للسمعاني (المشكاني).
(6) بالأصل وخع: " النجار " تحريف، انظر التاريخ الصغير للبخاري 1 / 7.
(7) عن البخاري 1 / 7 ومختصر ابن منظور 2 / 267 وبالأصل وخع: فاستحر.
146

بها (1) وقالت بنو هاشم (2) وكانت (3) تحت ابن (4) عمهم أبي العاص وكانت عند
محمد بن ربيعة وكانت تقول لها هند هذا في سبب أبيك فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لزيد بن
حارثة ألا تجيئني بزينب [* * * *] قال بلى قال فخذ خاتمي فأعطها [* * * *] فلم يزل يتلطف حتى
لقي راعيا قال لمن ترعى فقال لأبي العاص قال فلمن هذا الغنم قال له
لزينب (5) بنت محمد فأعطاه الخاتم حتى كان الليل خرجت (7) إليه فركب وركبت
وراءه حتى أتت وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لها هي أفضل (7) بناتي أصبت في [590]
كذا قال محمد بن ربيعة وهو خطأ وإنما الصواب (8) عن عتبة بن ربيعة
حدثنيه على الصواب أنبأنا أبو القاسم محمود بن عبد (9) الرحمن البستي
أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر بن علي بن عمر بن خلف الشيرازي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو الحسين (10) عبيد الله بن محمد بن البلخي ببغداد من أصل كتابه
أنبأنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي أنبأنا سعيد بن أبي مريم أنبأنا
يحيى بن أيوب أنبأنا ابن الهاد حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن
عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (11) لما قدم المدينة
خرجت ابنته زينب من مكة معهم كنانة أو ابن كنانة فراحوا (12) في إثرها فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها وأهريقت

(1) بالأصل " اخوتها " وفي خع: " أخربها " والصواب عن مختصر ابن منظور.
(2) كذا بالأصل وخع، وما بين معكوفتين سقط من المختصر والمطبوعة.
(3) بالأصل: " وتحت " وكتبت " كانت فوق السطر، وهي مثبتة في خع.
(4) بالأصل " بني " وفي خع: " بنو ".
(5) عن المختصر وبالأصل وخع: بنت زيد.
(6) عن خع وبالأصل " خرجنا ".
(7) عن خع وبالأصل: " أفيضل ".
(8) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: على هند بنت عتبة بن ربيعة.
(9) بالأصل وخع: " عبيد " تحريف.
(10) بالأصل وخع: " أبو الحسين بن عبيد الله محمد ".
(11) الزيادة عن دلائل البيهقي 3 / 156.
(12) غير واضحة بالأصل وخع، وفي الدلائل والمختصر: فخرجوا.
147

دما فحملت فاشتجر (1) فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو أمية نحن أحق بها (2)
وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص فكانت عند (3) هند بنت ربيعة وكانت تقول (4) لها
هند هذا في سبب أبيك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لزيد بن حارثة ألا تنطلق فتجئ
بزينب [* * * *] قال بلى يا رسول الله قال خذ خاتمي فأعطها إياه [* * * *] فانطلق مرة فبرك بعيره
فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا يرعى غنما فقال لمن ترعى قال لأبي العاص قال
فلمن هذا الغنم قال لزينب بنت محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسار معه شيئا ثم قال له هل
لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد قال نعم فأعطاه الخاتم فانطلق
الراعي وأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت (5) من أعطاك هذا قال رجل
قالت وأين تركته قال بمكان كذا وكذا قال فسكت حتى إذا كان الليل خرجت
إليه فلما جاءته قال لها اركبي بين يديه على بعيره قالت لا ولكن اركب أنت بين يدي
فركب وركبت وراءه حتى أتت فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول هي أفضل بناتي أصيبت
في [591] فبلغ ذلك علي بن الحسين فانطلق إلى عروة فقال ما حديث بلغني عنك
تحدث به تنتقض فيه حق فاطمة وقال مرة تنتقص فيه فاطمة قال فقال عروة والله
إني لأحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقا لها وأما بعد ذلك
فلك أن لا أحدث به أبدا
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وجماعة قالوا أخبرنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (6) أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا محمد بن
معاذ الحلبي أنبأنا موسى بن إسماعيل أنبأنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن
أبيه أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلحقاه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه
عليها فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وأهريقت دما فذهبوا بها إلى أبي سفيان
فجاءته نساء بني هاشم فدفعها إليهم ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة فلم تزل وجعة حتى

(1) بالأصل وخع: " فاستحر " والصواب عن دلائل عن البيهقي. (2) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(3) الدلائل: هند بنت عتبة بن ربيعة.
(4) بالأصل وخع: " وكان يقول " والصواب عن الدلائل.
(5) بالأصل وخع: " فقال " والصواب عن الدلائل.
(6) بالأصل وخع: " زيدة " والصواب ما أثبت، وقد تقدمت، انظر التبصير.
148

ماتت من ذلك الوجع فكانوا يرون أنها شهيدة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا خيثمة بن سليمان أنبأنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق
عن ابن جريج قال قال لي غير واحد كانت زينب أكبر بنات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت
فاطمة أصغرهن وأحبهن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو الحسن بن معروف أنبأنا الحسين (1) بن الفهم أنبأنا ابن سعد (2) أنبأنا أبو
محمد بن عمر حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن عبد الله بن أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم قال توفيت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أول سنة ثمان من
الهجرة (3)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو عبد الله
أحمد (4) بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا أنبأنا خليفة بن خياط قال وفيها يعني سنة
ثمان توفيت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (5)
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (6) الحسن بن البنا قالا أنبأنا
أبو الحسين (7) بن الآبنوسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري إجازة أنبأنا
محمد بن الحسين الزعفراني أنبأنا ابن أبي خيثمة قال في هذه السنة يعني سنة ثمان
توفيت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما بلغني
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان أنبأنا شجاع أنبأنا أبو

(1) بالأصل: " أبو الحسين " والصواب عن خع.
(2) بالأصل وخع: " أبو سعيد " تحريف، والصواب عن أسانيد مماثلة تقدمت.
(3) الخبر في طبقات ابن سعد 8 / 34.
(4) كذا ورد الاسناد هنا وفيه نقص، وقدم تقدم قريبا مسند مثله أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران...
(5) تاريخ خليفة ص 92.
(6) بالأصل وخع " أنبأنا " تحريف، والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
(7) بالأصل وخع " أبو الحسن " تحريف، والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
149

عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا أحمد بن سليمان أنبأنا عبد الله بن الحسين
المصيصي (1) أنبأنا عبد الله بن عمر الخطابي أنبأنا إسماعيل بن يعلى أنبأنا
عبد الله بن عمرو وهو أخو الوليد بن أبي هشام عن هشام بن عروة عن أبيه عن
أسماء بنت أبي بكر قالت كنت أحمل الطعام إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي (2) وهما في
الغار قالت فجاء عثمان إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إني أسمع من
المشركين من الأذى فيك ما لا صبر لي عليه فوجهني وجها أتوجهه ولأهجرنهم في
ذات الله فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أزمعت بذاك يا عثمان [* * * *] قال نعم قال فليكن وجهك
إلى هذا الرجل بالحبشة يعني النجاشي فإنه ذو وفاء واحمل معك رقية فلا تخلفها
ومن رأى معك من المسلمين مثل رأيك فليتوجهوا هناك وليحملوا معهم نساءهم ولا
تخلفوهم (3) قال فودع عثمان النبي (صلى الله عليه وسلم) وقبل يديه قال فبلغ عثمان المسلمين
رسالة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال لهم إني خارج من تحت ليلتي بجدة لكم بجدة ليلة أو
ليلتين فإن أبطأتم فوجهي إلى باخع (4) جزيرة في البحر قالت فحملت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي ما فعل عثمان ورقية فقلت قد سارا (5) فذهبا قالت
فقال لي قد سارا فذهبا [* * * *] قلت نعم فالتفت إلى أبي بكر فقال زعمت أسماء أن
عثمان ورقية قد سارا فذهبا والذي نفسي بيده إنه لأول من هاجر بعد إبراهيم ولوط عليهما
الصلاة والسلام [592]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أحمد بن عبد الله بن ذكوان الدمشقي بدمشق أنبأنا أبو عبد الله بن
ذكوان حدثني عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري عن عثمان بن
عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال لما عزي (6) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بابنته رقية

(1) بالأصل وخع: " المصيطي " وأثبتناه عبارة المطبوعة.
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(3) بالأصل " تخالفوهم " والمثبت عن خع.
(4) كذا بالأصل وخع وهو تحريف، والصواب: باضع، بالضاد المعجمة، وهي جزيرة في بحر اليمن.
(ياقوت)
(5) في خع: ساروا.
(6) عن مختصر ابن منظور 2 / 268 وبالأصل وخع: غزا.
150

امرأة عثمان قال الحمد لله دفن البنات من المكرمات [593]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا ابن سعد (1) قال رقية
بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كان
تزوجها عتبة بن (2) أبي لهب ابن عبد المطلب قبل النبوة فلما بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأنزل الله تعالى " تبت يدا أبي لهب " (3) قال له أبوه أبو (4) لهب رأسي من رأسك
حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة
بنت خويلد وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي وأخواتها حين بايعت (5) النساء وتزوجها
عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إنهما لأول من هاجر إلى الله تعالى بعد لوط [593] وكانت في الهجرة الأولى قد
أسقطت من عثمان سقطا ثم ولدت له بعد ذلك ابنا فسماه عبد الله وكان عثمان يكنى
به (6) في الإسلام وبلغ ستة (7) سنين فنقره ديك في وجهه فطم وجهه فمات ولم تلد له
بعد ذلك شيئا وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ومرضت ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتجهز إلى بدر فخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليها عثمان بن عفان
فتوفيت ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا فدخل المدينة حين سوي التراب على
رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا محمد بن
إسحاق بن مندة أنبأنا أحمد بن إسحاق أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب أنبأنا
عبد الله بن أبي أسامة الحلبي أنبأنا الحجاج بن أبي منيع أنبأنا جدي عن الزهري

(1) انظر ابن سعد 8 / 36.
(2) بالأصل وخع " عند أبو لهب " والمثبت والزيادة عن ابن سعد.
(3) سورة المسد، الآية: 1.
(4) الزيادة عن ابن سعد.
(5)
في ابن سعد: بايعه.
(6) بالأصل وخع: " بها " والصواب عن ابن سعد.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد: وبلغ سنه سنتين.
151

قال توفيت رقية يوم جاء زيد بن حارثة ببشرى بدر وكان عثمان تخلف عن بدر لمرض
رقية
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن (1) السيرافي أنبأنا أحمد (2) بن
إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى (3) أنبأنا موسى بن زكريا نا
خليفة بن خياط قال وفيها يعني سنة اثنين ماتت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4)
وفيها (5) يعني سنة أربع مات عبد الله بن عثمان بن عفان وأمه رقية بنت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور (6)
عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو
محمد (7) عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أنبأنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري
أنبأنا الأصمعي أنا ابن أبي الزناد (8) عن أبيه عن عمرو (9) بن عثمان قال مات
عبد الله بن عثمان الذي من رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سنة أربع من الهجرة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا (10) عبد الرحمن بن يحيى بن مندة أنبأنا إبراهيم بن فهد
أنبأنا محمد بن عثمان بن خالد بن عمر (11) بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان

(1) بالأصل وخع: " أبو الحسين " تحريف، وقد تقدم صوابا قريبا.
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا الحسن، نا الحسن بن إسحاق " والصواب ما أثبت، وفقا لأسانيد مماثلة متقدمة.
(3) قوله: " بن موسى " سقطت من المطبوعة.
(4) تاريخ خليفة ص 65.
(5) هذه العبارة ليست في تاريخ خليفة.
(6) بالأصل: وأبو الحسين منصور " خطأ، والصواب عن خع.
(7) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عثمان بن عفان أنبأنا أبو عبيد الله بن عبد الرحمن... "
والصواب ما أثبتنا يوافق ما جاء في المطبوعة، وقد نبه محققها إلى هذا الاضطراب في هذه النسخة وانظر
تذكرة الحفاظ 3 / 804.
(8) بالأصل وخع: " الزياد " تحريف. انظر الكاشف 2 / 290 ترجمة عمرو بن عثمان: وعنه... أبو الزناد.
(9) بالأصل وخع " ع مر " تحريف. انظر تهذيب التهذيب 5 / 203 والكاشف 2 / 290.
(10) قبلها بالأصل وخع: " أنبأنا عبد الله " وهي مقحمة لا لزوم لها، فحذفناها.
(11) بالأصل وخع: " عمرو " خطأ والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب 9 / 336.
152

أنبأنا أبي عن ابن أبي الزناد (1) عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتاني جبريل فقال إن الله تعالى يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على
مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها [594]
قال وأنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا سهل بن السري أنبأنا عبد الله بن
المبارك (2) عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر (3) عن علي بن يزيد عن
القاسم عن أبي أمامة قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في القبر
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " (4) ثم
قال بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فطفق (5) يطرح إليهم (6) الجيوب
ويقول سدوا خلال اللبن [* * * *] (7) ثم قال ألا إن هذا ليس بشئ ولكن يطيب بنفس
الحي [595]
أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأته عليه عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن
سعد (8) قال أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن
عبد العزى بن قصي تزوجها عتيبة (9) بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما
بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنزل " تبت يدا أبي لهب " (10) قال له أبوه أبو (11) لهب رأسي من

(1) بالأصل وخع: أبي الزياد، والصواب ما أثبت، والزياد اقتضاها السياق، فالذي يروي عن الأعرج أبو
الزناد (انظر الكاشف 2 / 75 ترجمة عبد الله بن ذكوان، أبو عبد الرحمن، أبو الزناد).
(2) العبارة بالأصل وخع: " أنبأنا أبو عبد الله بن عبيد الله بن شريح، أنبأنا أبي عن عبدان بن عثمان عن أبي
المبارك عن يحيى بن أيوب... ".
وصوبنا العبارة والسند بما يوافق عبارة المطبوعة، وانظر الحديث في مسند أحمد 5 / 254.
(3) بالأصل وخع: " زجر " والصواب عن مسند أحمد 5 / 254.
(4) سورة طه، الآية: 55.
(5) في مسند أحمد: فلما بني عليها لحدها طفق.
(6) في المسند: لهم.
(7) الزيادة عن المسند.
(8) طبقات ابن سعد 8 / 37.
(9) عن خع وبالأصل: عيينة.
(10) سورة المسد، الآية الأولى.
(11) الزيادة عن ابن سعد.
153

رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها فلم تزل بمكة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأسلمت حين
أسلمت أمها وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أخواتها حين بايعه النساء و
هاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخرجت مع عيال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى
المدينة فلم تزل بها فلما توفيت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) خلف عثمان بن عفان
على أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت بكرا وذلك في شهر (2) ربيع الأول سنة
ثلاث من الهجرة وأدخلت عليه في هذه السنة من جمادى الآخرة (3) فلم تزل عنده إلى
أن ماتت ولم تلد شيئا وماتت في شعبان سنة تسع من الهجرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو
كن عشرا لزوجتهن عثمان [596]
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (4) الحسين بن البنا أنبأنا أبو
الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن بيري إجازة أنبأنا أبو
عبد الله محمد (5) بن الحسين الزعفراني أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وفي هذه
السنة يعني سنة ثلاث تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما بلغني
وقيل قال وفي هذه السنة يعني سنة تسع ماتت أم كلثوم ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى أنبأنا موسى بن زكريا أنبأنا خليفة بن
خياط (6) قال وفيها يعني سنة تسع ماتت أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن رضوان وأبو غالب أحمد بن
الحسن (7) بن البنا وأبو (8) محمد عبد الله بن محمد بن نجا (9) بن شاتيل الدباس

(1) الزيادة عن ابن سعد وخع.
(2) الزيادة عن ابن سعد. وفي خع: وذلك في الأول.
(3) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: جماد الاخر.
(4) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف، والصواب عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(5) بالأصل: " أبو عبد الله أحمد بن محمد... " والصواب عن خع والأنساب " الزعفراني ".
(6) تاريخ خليفة ص 93.
(7) عن خع وبالأصل " الحسين ".
(8) بالأصل " وابن " تحريف. وانظر المشيخة 1 / 188.
(9) عن المشيخة 1 / 188 وبالأصل وخع: " نخاس ".
154

قالوا أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري (1) أنبأنا إبراهيم بن عبد الله
الكجي أنبأنا سهل بن بكار أنبأنا أبو معاوية (2) عن فراس عن عامر عن مسروق عن
عائشة قالت اجتمع نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يغادر منهن امرأة
فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية أبيها صلوات الله وسلامه عليه فقال
مرحبا بابنتي [* * * *] فأقعدها عن يمينه أو عن (3) شماله فسارها بشئ فبكت فسارها بشئ
فضحكت فقلت لها خصك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بيننا بالسرار فتبكين فلما قام فقلت
لها أخبريني بما سارك فقالت ما كنت لأفشي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سره
فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت لها أسألك بما لي عليك من حق (4) لما أخبرتيني
بما سارك (5) فقالت أما الآن فنعم فقالت سارني أن جبريل عليه الصلاة والسلام
كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أرى ذلك إلا عند
اقتراب الأجل فاتقي الله واصبري فنعم السلف أبا لك (6) فبكيت ثم سارني فقال
أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو قال سيدة هذه الأمة [597] انتهى
رواه مسلم عن أبي كامل فضيل بن حسين الجعدري (7) عن أبي عوانة (8)
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسين نا أبو
الحسين (9) محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي أنبأنا أبو حفص عمر بن
أحمد بن عثمان أنبأنا عبد الله بن محمد (10) البغوي (11) أنبأنا أبو معمر الهذلي أنبأنا

(1) بعدها في المطبوعة: أنبأنا أبو بكر بن مالك.
(2) في دلائل البيهقي 7 / 164، وانظر الحديث فيها.
(3) بالأصل وخع: " وعن " والمثبت: " أو عن " عن الدلائل.
(4) في البيهقي: من الحق.
(5) زيادة للايضاح عن البيهقي.
(6) في البيهقي: أنا لك.
(7) صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة (15) باب فضائل فاطمة، حديث 99 ص 1905.
وانظر مسند أحمد 6 / 282 وابن سعد 2 / 247.
(8) بالأصل وخع المجدري " والصواب عن صحيح مسلم، انظر ما سيأتي.
(9) زيادة اقتضاها السياق، عن المطبوعة.
(10) بالأصل وخع: " أحمد " والصواب عن الأنساب، والبغوي هذه النسبة إلى بلدة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو.
وهراة يقال لها بغ ويغشور. (انظر تذكرة الحفاظ 2 / 737).
(11) بعدها: " أنبأنا عمر ".
155

ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة (1) عن المسور بن مخرمة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها ويغضبني ما أغضبها [598] انتهى
رواه مسلم في صحيحه عن أبي معمر (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد الله بن إبراهيم الحسيني أنبأنا أبو الحسين
محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنبأنا القاضي أبو بكر يوسف بن (3) القاسم
الميانجي (4)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه أنبأنا أبو عثمان (5) سعيد بن
محمد العدل أنبأنا أبو عمرو محمد (6) بن أحمد الحيري
قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي أنبأنا عبد الله بن محمد بن سالم زاد الحيري
المفلوج كوفي نا حسين بن زيد عن علي بن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة يا فاطمة إن
الله تبارك وتعالى ليغضب وقال الحيري يغضب لغضبك ويرضى لرضاك [599]
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه ثم حدثني أبو
مسعود الشروطي عنه قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا (7) أحمد بن محمد بن
سليمان الهروي في كتاب الدلائل حدثنا إبراهيم بن أحمد الخطابي حدثنا عبد الله بن
شبيب عن إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الله بن
المؤمل عن أبيه قال ولدت فاطمة قبل النبوة بأربع سنين

(1) كذا بالأصل، وشطبت وعلى هامشه: بليلة وكتب بجانبها علامة صح وفي خع: " بليلة ".
(2) صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة، (15) باب فضائل فاطمة، ص 1093.
(3) بالأصل " أبو أ تحريف، والصواب ما أثبت، انظر ما سيأتي.
(4) بالأصل وخع: " المنائحي " والصواب " الميانجي " انظر الأنساب، وقد تقدم تحقيقه قريبا.
(5) بالأصل وخع " أبو عمر " تحريف، انظر الأنساب (البحيري).
(6) بالأصل " أحمد " تحريف، الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البحيري. في ترجمة أبي عثمان البحيري
يروي عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري).
(7) كذا العبارة بالأصل وخع، وفي المطبوعة نقلا عن إحدى النسخ: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن سليمان.
156

قرأت على أبي غالب ابن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر (1) بن
حيوية أنبأنا أبو الحسن بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن
سعد (17) أنبأنا محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يحيى بن
شبل (3) عن أبي جعفر قال دخل العباس على علي (4) بن أبي طالب وفاطمة وهي
تقول أنا أسن منك فقال العباس أما أنت يا فاطمة فولدت (5) وقريش تبني الكعبة
والنبي (صلى الله عليه وسلم) ابن خمس وثلاثين سنة وأما أنت يا علي فولدت قبل ذلك بسنوات
قال (6) وأخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن محمد بن عمر (7) بن علي
عن أبيه قال تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رجب بعد مقدم
النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة بخمسة أشهر وبنا بها مرجعه من بدر وفاطمة يوم بنا بها علي بنت
ثمان عشرة (8) سنة
حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن بن خلف أنبأنا أبو بكر أحمد بن
خلف أنبأنا الحاكم أبو (9) عبد الله الحافظ قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن
يحيى المزكي (10) يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول سمعت
عبد الله بن (11) محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول سمعت أبي
يقول ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وماتت فاطمة وهي ابنة
إحدى وعشرين سنة

(1) بالأصل وخع: " عمرو " تحريف والصواب ما أثبت، وقد تقدم مرارا.
(2) طبقات ابن سعد 8 / 26.
(3) عن ابن سعد وبالأصل وخع " سيل ".
(4) الزيادة عن خع، واللفظتان سقطتا من الأصل.
(5) بالأصل وخع: ولدت " والمثبت عن بن سعد.
(6) انظر ابن سعد 8 / 22.
(7) عن ابن سعد وبالأصل " عمرو ".
(8) عن ابن سعد وبالأصل " عمرو ".
(8) بالأصل وخع: " ثمان عشر " والصواب عن ابن سعد.
(9) بالأصل وخع " بن " تحريف. انظر ما سيأتي.
(10) بالأصل " المرجي " وفي خع " المرجعي " وفيهما تحريف، والصواب المزكي عن الأنساب، ذكره: شيخ
نيسابور، ذكره الحفاظ أبو عبد الله الحاكم.
(11) بالأصل وخع: " يقول " والمثبت يوافق.
157

أخبرنا أبو الفضل بن (1) ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا القاضي أبو
العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا القاضي أبو الحسين (2) علي بن
الحسين بن علي الجراحي
أخبرنا (3) أبو الفضل ناصر أنبأنا أبو الفضل خيرون أنبأنا القاضي أبو العلاء
محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن
دوما النعالي أنبأنا جدي لأبي (4) إسحاق بن محمد النعالي قالا أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن إسحاق المدائني أنبأنا أبو عمرو قعنب (5) بن المحرر أبو عمرو (6) الباهلي
أنبأنا أبو نعيم عن حسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه قال كانت كنية
فاطمة عليها السلام أم أبيها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمرو (7) بن عبد الله بن عمر أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله أنبأنا حنبل حدثني أبو
عبد الله أنبأنا موسى بن داود أنبأنا عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال لفاطمة أنت أول أهلي تلحق بي [* * * *] فلم تمكث بعده إلا شهرين [600]
قال وحدثني أبو عبد الله أنا موسى (8) أنبأنا عبد الله بن المؤمل عن أبي
أيوب عن ابن (9) أبي مليكة عن عائشة قالت كان بين النبي (صلى الله عليه وسلم) وبين فاطمة
شهران

(1) الأصل وخع: " أبو " تحريف، وقد تقدم هذا السند كثيرا.
(2) كذا بالأصل وخع، وصححت في المطبوعة: أبو الحسن.
(3) كذا وردت العبارة بالأصل، وفي خع: قال: وأنبأنا ابن خيرون أنبأنا أبو علي..
(4) كذا بالأصل وخع، ويفهم من عبارة الأنساب (النعالي) أنه جده لامه وليس لأبيه.
(5) بالأصل وخع: " قعيب بن المحريز " والصواب والضبط عن تبصير المنتبه 4 / 1262.
(6) بالأصل: " بن عمر " تحريف.
(7) كذا بالأصل وخع وصوب الاسم في المطبوعة: عمر بن عبيد الله بن عمر انظر مطبوعة ابن عساكر (عاصم عائذ 794.
(8) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا عبد الله أنبأنا موسى " مكررة فحذفناها.
(9) سقطت من الأصل وخع، وفيهما: " مليلمة " والصواب ما أثبت، فابن أبي مليكة من الرواة عن عائشة (انظر
الكاشف 3 / 430).
158

قال أبو عبد الله أنبأنا سفيان قال قال عمرو عن الزهري ماتت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)
بثلاثة أشهر يعني فاطمة
قال وحدثني أبو عبد الله أنبأنا سفيان عن أبي جعفر قال ماتت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)
بستة أشهر
قيل لسفيان عمرو عن أبي جعفر قال نعم
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى أنبأنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن
خياط أنبأنا أبو وهب السهمي أنبأنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو (1) بن دينار
قال توفيت يعني فاطمة بعد أبيها بثمانية أشهر قال وحدثنا خليفة حدثنا (2) أبو
عاصم عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة (3) قال عاشت سبعين من (4) يوم
وليلة بعد أبيها (صلى الله عليه وسلم)
قال وحدثنا خليفة أنبأنا محمد بن معاوية عن سفيان عن عمرو بن دينار
عن محمد بن (5) علي قال لبثت بعد أبيها ستة أشهر وقال ابن شهاب لبثت بعده
ثلاثة أشهر ولبثت (6) بعده ستة أشهر (6)
قال وحدثنا خليفة أنبأنا أحمد بن علي عن جرير عن يزيد بن أبي زياد عن
عبد الله بن الحارث قال توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر (7)
قال وحدثنا خليفة وقال المدائني ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون (8) من شهر

(1) بالأصل وخع: " عمر " ت حريف، انظر الكاشف وتاريخ خليفة ص 96.
(2) زيادة عن تاريخ خليفة ص 96.
(3) عن خليفة وبالأصل وخع: " أبي بريدة " وبعدها بالأصل: " عن محمد بن علي " وقد أقحمت هنا وهي في
السند التالي فحذفناها بما يوافق عبارة خليفة.
(4) الزيادة عن تاريخ خليفة.
(5) بالأصل وخع: " محمد بن عمرو بن علي " والمثبت عن تاريخ خليفة ص 96.
(6) (6) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، ولم ترد في تاريخ خليفة ص 96.
(7) الزيادة عن تاريخ خليفة ص 96، والخبر كله سقط من خع.
(8) بالأصل وخع: " لثلاثين خلت " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 270.
159

رمضان سنة إحدى عشرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة ولدت قبل النبوة بخمس سنين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور (1)
عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو
محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري (2) أنبأنا زكريا بن يحيى المنقري أنبأنا
الأصمعي أنبأنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن شهاب قال ماتت فاطمة بنت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بثلاثة أشهر
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي المزرفي (3) أنبأنا أبو بكر الخطيب
أنبأنا ابن رزقويه أخبرنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق أنبأنا سعيد بن
سليمان أنبأنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار قال بقيت فاطمة بعد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة أشهر
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري (4) أنبأنا أبو
الحسين (5) بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان (6) أنبأنا
عبد الله بن عثمان أنبأنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال
عاشت فاطمة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) ثمانية أشهر
قال يعقوب أنبأنا أبو بكر الحميدي أنبأنا سفيان أنبأنا عمرو عن (8) ابن
شهاب قال مكثت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) (8) ثلاثة أشهر
قال وحدثنا عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال مكثت بعده ستة أشهر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو

(1) بالأصل وخع: " أبو منصور بن عبد الباقي ".
(2) بالأصل وخع: " السدي " والصواب ما أثبت، وقد تقدم هذا الاسناد قريبا.
(3) غير مقروءة بالأصل، وفي خع: المرزقي " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى المزرفة، بلدة، وقد تقدم
تحقيقه، انظر الأنساب (المزرفي).
(4) بالأصل وخع: " الخطيري " تحريف، والمثبت الصواب من أسناد مماثل.
(5) بالأصل وخع " الحسن " ت حريف، والصواب ما أثبت من إسناد مماثل.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة.
(7) بالأصل وخع: " ابن أبي بكير " تحريف، والصواب عن المطبوعة.
(8) سقطت من الأصل وخع، والزيادة للايضاح واستقامة السند.
160

عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب وإبراهيم بن صالح قالا أنبأنا أبو
زرعة الدمشقي أنبأنا أبو اليمان (1) أنبأنا شعيب عن الزهري عن عروة عن عائشة
قالت توفيت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لستة أشهر (2) ودفنت ليلا
أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبيد الله (3) بن عبد الرحمن البستي أنبأنا أبو
بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي
أنبأنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي حدثني أبي أنبأنا عبد الله بن لهيعة عن
عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بستة أشهر
وهي بنت ثمان وعشرين سنة وكان مولدها وقريش تبني الكعبة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن
خمس وثلاثين سنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني (4) أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد أنبأنا أبو زرعة حدثني الحكم بن نافع (5)
أنبأنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال توفيت يعني فاطمة بعد (1)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بستة أشهر فدفنها علي بن أبي طالب ليلا
قرأت على أبي غالب (7) بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية (8) أنبأنا أبو الحسن بن معروف أنبأنا الحسين (9) بن فهم أنبأنا

(1) بالأصل وخع: " أبو التمار " تحريف والصواب " أبو اليمان " واسمه الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
(انظر الكاشف - تقريب التهذيب.
(2) الأصل وخع، وفي المطبوعة: توفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بستة أشهر.
(3) كذا بالأصل وخع، وقط سقط " بن عبيد الله " في المشيخة 2 / 227 والبستي هذه النسبة إلى بست بلد كبير
من بلاد الغور بطرف خراسان.
(4) في خع: " الكتابي " تحريف.
(5) في الأصل: " الحاكم بن ماقع " وفي خع " الحاكم بن نافع " وكله تحريف والصواب: الحكم بن نافع (أبو
اليمان) وقد تقدم السند قريبا انظر ما حققناه.
(6) بالأصل وخع: " بنت " والصواب ما أثبت باعتبار سياق المعنى، ويوافق ما أثبتناه عبارة المطبوعة أيضا.
(7) بالأصل وخع: " علي " والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(8) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا أبو معمر " وبالمقارنة مع إسناد مماثل رأيناها مقحمة فحذفناها.
(9) بالأصل وخع: " الحسن " تحريف، والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
161

محمد بن (1) سعد قال حدثنا محمد بن عمر أنبأنا معمر عن الزهري عن
عروة (2) عن عائشة
قال وأنبأنا ابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة توفيت بعد
النبي (صلى الله عليه وسلم) بستة أشهر (3)
قال محمد بن عمر وهو أثبت (4) عندنا وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من
شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت تسع وعشرين سنة أو نحوها
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر
الإسفرايني أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد أنبأنا أبو الطاهر الذهلي
أنبأنا محمد بن عبدوس أنبأنا ابن أبي عمر أنبأنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء
عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قبض عن تسع وكان يقسم لثمان
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو (5) الحسين أحمد بن
محمد بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سيف
حدثنا السري بن يحيى (6) أنبأنا شعيب بن إبراهيم أنبأنا سيف بن عمر (7)
التميمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك وابن عباس قالا (8) تزوج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عدة من نساء فوافق ذلك تخيير النبي (صلى الله عليه وسلم) نساءه وقصره الله تعالى على
أزواجه اللاتي خيرهن وآتاهن أجورهن وكان اللاتي حرم منهن حراما بينا ودخل بهن

(1) انظر طبقا ابن سعد 8 / 28.
(2) زيادة عن ابن سعد.
(3) كذا ورد الخبران في الأصل وخع نقلا عن ابن سعد، وثمة اضطراب واختلاف بين النصين وللأهمية نثبت
النص في ابن سعد 8 / 28:
أخبرنا محمد بن عمر حدثني ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: توفيت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
بثلاثة أشهر.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
(4) في ابن سعد: وهو الثبت عندنا.
(5) سقطت من الأصل وخع.
(6) بالأصل وخع: " أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يوسف التستري بن يحيى " والصواب عن المطبوعة.
(7) بالأصل وخع: " عمرو " والصواب " عمر " انظر الكاشف للذهبي 1 / 333.
(8) بالأصل: " قال ".
162

دخولا بائنا خمس عشرة دخل بثلاث عشرة واجتمع عنده إحدى عشرة وتوفي عن
تسع
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ابن مندة أنبأنا محمد بن علي الواسطي
أنبأنا أبو بكر (1) أنبأنا الأحوص بن المفضل (2) أنبأنا (3) أبي عمر عن عثمان بن
مقسم (3) عن قتادة قال تزوج نبي الله (صلى الله عليه وسلم) خمس عشرة (4) فدخل بثلاث عشرة
وجمع بين إحدى عشرة ومات عن تسع
هذا موقوف (5)
أخبرنا (6) أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أنبأنا أبو طاهر أنبأنا
أحمد بن التستري (6) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عمر (7) بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي وأبو نصر عبد الرحمن بن (8) علي بن
محمد البنا قالا أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى أنبأنا أبو حاتم مكي بن
عبدان أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عمر بن سهل أنبأنا يحيى بن كثير (9) عن قتادة عن
أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج خمس عشرة امرأة ودخل منهن بإحدى عشرة ومات
عن تسع الأول أصح
أخبرنا سيف عن سعيد بن عبد الله عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة مثل
ذلك
فأما اللتان كملتا النسوة خمس عشرة فهما عمرة والشنباء

(1) بعدها بياض بالأصل وخع مقدار كلمة.
(2) بالأصل وخع: " الفضل: " والصواب ما أثبت، انظر الأنساب الغلابي.
(3) كذا ورد بالأصل وخع والاضطراب واضح فيه، ولم أحله.
(4) بالأصل وخع " خمسة عشر " خطأ.
(5) الخبر بتمامه سقط من المطبوعة.
(6) ما بين الرقمين 6 سقط من المطبوعة.
(7) كذا بالأصل وخع، وسقطت من عامود نسبه في سير أعلام النبلاء.
(8) سقطت من الأصل وخع.
(9) بالأصل: " ابن أبي الحرير ".
163

فأما عمرة بنت يزيد الغفارية فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما (1) أدخلت عليه وجردها للباه رأى
بها وضحا فردها وقد أوجب لها المهر وحرمت على من بعده وصارت سنة (2) فيمن
أدخلت عليه امرأة فأغلق بابا أو أرخى سترا أو جرد ثوبا أو خلا للباه أفضى أو لم
يفض فأوجب الصداق عليه
وأما الشنباء فإنها لما أدخلت عليه لم يكن بالمسيرة (3) لما أدخلت فانتظر بها
اليسير ومات إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على فتنة (4) ذلك قالت لو كان نبيا ما مات
أحب الناس إليه وأعزها عليه فطلقها ووجب لها المهر وحرمت على الأزواج
وأما الثلاث عشرة التي بنى بهن
فخديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى وكانت قبله عند أبي هالة بن (5)
زرارة بن النباش (6) بن زرارة بن حبيب أحد بني (7) أسيد بن عمرة بن تميم وقبله
عند عتيق بن عائد
وسودة (8) بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن
حسل (9) بن عامر بن لؤي وكانت قبله تحت السكران بن عمرو بن عبد شمس ابن
عمها
وعائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمر بن كعب بن أسد بن
تميم بن (10) مرة لم يتزوج بكرا غيرها

(1) بالأصل وخع " ليزيد " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 270.
(2) سقطت من أصل وخع واستدركت عن المختصر.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: باليسيرة، وفي المختصر: بالمسيرة وبهامشه: لعله أراد الصواب: " لم
تكن باليسرة " أي لم تكن لينة الانقياد.
(4) في خع والمختصر: " تفئة " يعني على إثر ذلك.
(5) سقطت من الأصل، واسم أبي هالة هند بن زرارة.
(6) بالأصل وخع: " البنا " تحريف.
(7) بالأصل وخع: " حدثني " والمثبت " أحد بني " عن المختصر.
(8) بالأصل وخع " وسويدة " تحريف، والصواب عن ابن سعد 8 / 52 ودلائل البيهقي 7 / 284.
(9) عن البيهقي وبالأصل وخع: حنبل.
(10) انظر عامود نسبها: ابن سعد 8 / 58 ودلائل البيهقي 7 / 284.
164

وحفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن
قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وكانت قبله تحت حنيش (1) بن حداية بن قيس بن
عدي بن سعد بن سهم
وأم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وكانت قبله (2) عند أبي سلمة عبد الله بن عبد (3) الأسد بن هلال بن عبد الله بن
عمر بن (4) مخزوم
وأم حبيبة واسمها رملة (5) بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش بن رئاب بن معمر (6) بن ضمرة بن مرة بن
كبير بن غنم بن دودان بن أسيد (7) بن خزيمة
وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن مالك بن المصطلق بن
سعد بن عمرو الخزاعي وكانت قبله تحت مالك بن نصر بن صفوان بن أبي سرح بن
مالك بن المصطلق
وزينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن
دودان بن أسد بن خزيمة كانت قبله تحت زيد بن حارثة بن شراحيل
زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن
عامر بن صعصعة وهي أم المساكين وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث بن
المطلب بن عبد مناف (8)

(1) كذا بالأصل وخع، وفي جمهرة الأنساب ص 165 " خنيس بن حذافة " وفي دلائل البيهقي 7 / 284 ابن
حزاقة.
(2) بالأصل وخع: قتيلة " تحريف. والمثبت عن دلائل البيهقي 7 / 284.
(3) بالأصل: " عبد الأسود بن عبد هلال " والمثبت عن البيهقي.
(4) الأصل وخع: " أم " ت حريف، والمثبت عن البيهقي
(5) بالأصل " أرملة " ت حريف، والصواب عن خع والبيهقي 1 / 285 وابن سعد 8 / 96.
(6) الأصل وخع، وفي ابن سعد: يعمر بن صبرة.
(7) في ابن سعد: " أسد " والأصل وخع والبيهقي: أسيد.
(8) في البيهقي: كانت قبله تحت عبد الله بن جحش بن رئاب، قتل يوم أحد.
165

وصفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن
أبي حبيب بن النضير وكانت قبله عند سلام (1) بن الحكم بن حارثة بن الخزرج (2) بن
أبي حبيب (3)
ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير (4) بن الهزم بن عبد الله (5) بن رؤيبة بن
هلال بن عامر بن صعصعة وكانت قبله تحت (6) عمير بن عمرو (7) أحد بني عقدة من
ثقيف
وأم شريك بنت جابر بن حكيم أحد بني عويض (8) بن عمر بن عامر (9) بن لؤي
وكانت قبله تحت أبي العكبر (10) الأزدي وكان بنو (11) عليم حلفاء في الأزد ثم انقرضوا
فلم يبق منهم أحد والشاعة (12) بنت رفاعة وبنو رفاعة هؤلاء من بني كلاب بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة وكانوا حلفاء في (13) بني قريظة في بني رفيعة من بني قريظة

(1) في ابن سعد 8 / 120 والمختصر 2 / 272 سلام بن مشكم بن الحكم.
(2) بعدها في مختصر ابن منظور: بن كعب بن الخزرج.
(3) بالأصل وخع: " حيف " والصوب عن المختصر.
وفي ابن سعد 8 / 120 ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خير.
وفي دلائل البيهقي أنها سبيت يوم خيبر وهي عروس بكنانة.
(4) كذا بالأصل وخع والبيهقي، وفي ابن سعد " بجير ".
(5) كذا بالأصل وخع والمختصر، وفى الدلائل وابن سعد: رويبة بن عبد الله.
(6) بالأصل وخع: " وكانت تحته قبل " تحريف والصواب ما أثبت.
(7) عن المختصر وبالأصل، وخع " عمر " وفي ابن سعد 8 / 132 مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي.
وفي البيهقي 7 / 286: تزوجت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين: الأول منهما: ابن عبد يليل بن عمرو الثقفي
مات عنها، ثم خلف أبو دهم (رهم) بن عبد العزي بن أبي قيس.
(8) الأصل وخع، وفي المختصر: " عويص " وفي ابن سعد 8 / 154: " معيص ".
(9) كذا بالأصل وخع، وسقط من عامود نسبها من ابن سعد والمختصر.
(10) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر " العكير " وفي ابن سعد 8 / 155 العكر.
(11) بالأصل وخع " أبو " تحريف.
(12) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " الشاه " وفي الطبري 3 / 166: " نشاة " وفي ابن سعد 8 / 149: " سبا "، ويقال " سنا "
ونسبها فقال: بنت الصلت من بني حرام، ثم من بني سليم.
(13) الأصل وخع " من " والصواب عن المختصر.
(14) في الطبري 3 / 166 والمختصر: رفاعة.
166

فأصيبوا معهم يوم أصيبوا فانقرضوا
فأما خديجة بنت خويلد فماتت قبل أن تجامع أحدا من نساء النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأما الشاة (1) حين خير نساءه بين الدنيا والآخرة فاختارت أن تزوج بعده فطلقها
وأما المجتمعات عنده فسودة وعائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وجويرية
وصفية وزينب بنت جحش وزينب بنت خزيمة وميمونة وأم شريك
أما اللواتي توفي عنهن
فعائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وجويرية وصفية وزينب الصواب سودة
وميمونة
وكانت له (صلى الله عليه وسلم) سريتان يقسم لهما مع أزواجه مارية القبطية (2) أم إبراهيم
والحارثة (3) بنت شمعون الخنافية إحدى بني النضير (4)
قال ابن أبي مليكة فسألت (5) عائشة عن قسمة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأمي ولده فقالت
كان يقسم لهما مرة ويدعهما مرة فإذا قسم أضعف قسمنا فلإحداهن يوما ولنا يومان
وعلى ذلك قسم للمرأة المملوكة النصف مما (6) قسم للحرة وأجمع عمر والمسلمون
أن أم الولد كالمدبرة (7) إنها مملوكة حياة مواليها ثم هي حرة بعد مولاها حفظا للفروج
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط وأبو (8) عبد الله الحسين بن
محمد بن عبد الوهاب البارع وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين (9) قالوا

(1) كذا ورد اسمها هنا، انظر الحاشية رقم 3.
(2) بالأصل وخع: " مارية وقبطية " والصواب ما أثبت. انظر المختصر.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر والمطبوعة: ريحانة.
(4) بالأصل وخع: " النضر " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(5) كذا بالأصل وخع والمختصر.. وابن أبي مليكة من الرواة عن عائشة، وفي المطبوعة: " فسئلت ".
(6) عن خع وبالأصل " بما ".
(7) في اللسان: دبر، يقال: دبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك، وهو التدبير.
(8) بالأصل وخع " وابن " تحريف والصواب عن معجم الأدباء 10 / 147.
(9) بياض بالأصل وخع مقدار كلمة. وفي المطبوعة " بن جدا ".
167

أنبأنا (1) محمد بن علي بن علي بن الحسن أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن
محمد الحربي أنبأنا قاسم (2) بن زكريا المطرز أنبأنا محمد بن الصباح أنبأنا
علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن (3) جابر بن
عبد الله قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قريش خديجة سيدة نسائه ابنة خويلد وعائشة
بنت أبي بكر وحفصة ابنة عمر وأم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت
زمعة وهي أخت حكيم (4) بن حزام هؤلاء قريش
ومن القبائل (5)
ميمونة الهلالية وصفية بنت حيي بن أخطب وزينب بنت جحش الأسدية
الخثعمية من غنم بن دودان وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية وزينب
الأخرى رضي الله تعالى عنهن أجمعين
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة إجازة قالوا أخبرنا أبو بكر بن ريذة (6) أنبأنا
أبو القاسم سليمان بن أحمد (7) بن الطبراني أنبأنا القاسم بن عبد الله بن
مهدي الأخميمي المصري حدثني عمي محمد بن مهدي أنبأنا عنبسة (8) أنبأنا
يونس عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال تزوج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة خديجة بنت خويلد وكانت قبله تحت عتيق بن عابد المخزومي
ثم تزوج بمكة عائشة لم يتزوج بكرا غيرها

(1) بالأصل وخع: " لنا ".
(2) عن خع وبالأصل " قايم ".
(3) عن خع وبالأصل " بن " تحريف.
(4) بالأصل وخع: " حليم " تحريف، انظر تهذيب التهذيب.
(5) بالأصل وخع: " وأم الهنايل " كذا، غير واضحة فيهما، والصواب عن المطبوعة.
(6) بالأصل وخع: " زيدة " تحريف والصواب ما أثبت، وقد تقدم تحقيقه.
(7) بالأصل " الطبراني " والصواب المثبت معجم البلدان " طبرية " وفيه: سليمان بن أحمد بن أيوب بن سطير،
أبو القاسم الطبراني أحد الأئمة المعروفين.
(8) تقرأ بالأصل وخع: " عنسة " والصواب ما أثبت، وهو عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي، الأموي مولاهم.
وبعده " أنبأنا يوسف " مقحمة حذفناها، ففي ترجمته في الكاشف يروي عن عمه يونس، وانظر تقريب
التهذيب وتهذيب التهذيب.
168

ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر وكانت قبله تحت خنيس (1) بن حذافة
السهمي
ثم تزوج سودة بنت زمعة وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخو بني
عامر بن لؤي
ثم تزوج أم حبيب بنت أبي سفيان وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش (2)
الأسدي أسد خزيمة
ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية وكان اسمها هند وكانت قبله تحت أبي سلمة بن
عبد الأسد بن عبد العزى
ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت قبله تحت زيد بن حارثة
ثم تزوج ميمونة بنت الحارث
وسبى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق من (3) خزاعة في
غزوته التي هدم (4) فيها مناة غزوة المريسيع وسبى (5) صفية بنت حيي بن أخطب من
بني النصير وكانتا (6) مما أفاء الله عليه فقسم (7) لهما
واستسر ريحانة من بني قريظة ثم أعتقها فلحقت بأهلها واحتجبت وهي عند
أهلها وطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العالية بنت ظبيان وفارق أخت (8) بني عمرو بن كلاب
وفارق أخت (9) بني الحون الكندية من أجل بياض كان (10) بها وتوفيت زينب بنت

(1) بالأصل وخع " حبيش " وقد تقدم.
(2) بالأصل وخع " حجيش " والصواب ما أثبتناه، وقد تقدم.
(3) بالأصل وخع " بن " والمثبت عن دلائل البيهقي 7 / 286 (4) عن خع وبالأصل " هزم ".
(5) سقطت من الأصل وخع، واستدركت للايضاح عن دلائل البيهقي 7 / 286.
(6) بالأصل وخع: وكانت.
(7) بالأصل وخع: " عليها " تحريف.
(8) عن خع وبالأصل: قسم.
(9) الزيادة عن خع.
(10) كذا بالأصل وفي دلائل البيهقي أن التي طلقها من أجل بياض بها هي أخت بني عمرو بن كلاب، طلقها ولم
يدخل بها، وأما أخت بني الجون، فقد طلقها لأنها استعاذت منه. فقال لها: لقد عذت بعظيم، الحقي
بأهلك فطلقها (الدلائل 7 / 286 - 287.
169

خزيمة الهلالية ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حي
وبلغنا أن العالية بنت ظبيان تزوجت قبل أن يحرم الله تعالى نساءه فنكحت ابن
عم لها من قومها وولدت فيهم (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن
خيرون (2) أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن بن الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنبأنا المنجاب بن
الحارث أنبأنا أبو عامر العقدي (3) أنبأنا زمعة بن أبي صالح عن ابن شهاب عن
سعيد بن المسيب قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة خديجة وهي أم ولده
وعائشة بنت أبي بكر
وتزوج بالمدينة حفصة بنت عمر
وسودة (4) بنت زمعة بن قيس بن عامر بن لؤي
وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حارث
وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية
وزينب بنت جحش
وزينب بنت خزيمة الهلالية
وميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية
والعالية بنت ظبيان من بني أبي بكر بن كلاب وامرأة من بني عمرو بن كلاب
وامرأة من بني الجون من كندة وسبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جويرية بنت الحارث بن (5) أبي

(1) بالأصل وخع: " فيهما ".
(2) بالأصل وخع: " الجيرون " والصواب ما أثبت عن سند مما ثل.
(3) بالأصل وخع: الأسدي، والمثبت " العقدي " عن تهذيب التهذب والكاشف للذهبي وقبله بالأصل وخع:
" أنبأنا أبو العالي بن الحسن " عبارة مقحمة حذفناها، ففي ترجمة أبي عامر العقدي في التهذيب: حدث عنه
المنجاب بن الحارث، وفي ترجمة المنجاب في التهذيب أنه روى عن أبي عامر العقدي.
(4) بالأصل وخع: " وسويد " تحريف.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة وما سبق من روايات.
170

ضرار من خزاعة من بني المصطلق
وسبى صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير فكانتا مما أفاء الله على
رسوله فحجبهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقسم لهما وهما من أزواجه
واستسر جاريته القبطية وهي أم إبراهيم
قال وأنبأنا ابن أبي شيبة نبأنا المنجاب بن الحارث أنبأنا سعيد بن سالم بن
أبي الهيفاء الأسدي عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي وعبد الله بن
عبيدة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج ثلاث عشرة (1) امرأة خديجة بنت خويلد وسودة بنت
زمعة وعائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر وأم (2) سلمة بنت أبي أمية وأم
حبيبة بنت أبي سفيان وزينب بنت جحش وزينب بنت خزيمة أحد بني عبد مناة
وميمونة بنت الحارث أحد بني زرعة بن هلال وصفية بنت حيي وجويرية بنت
الحارث وصفية وجويرية مما أفاء الله على النبي (صلى الله عليه وسلم) وامرأة من بني الجون وهي التي
استعاذت منه فردها إلى أهلها
أخبرنا أبو القاسم وهو ابن طاهر الحشامي أنا الشريف أبو بكر محمد بن
عبد الله بن عمر العمري (3) الهروي
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المضري الواعظ وأبو نصر
عبيد الله بن أبي عاصم بن أبي الفضل الصوفيان (4) وأنبأنا أبو محمد الحسن بن أبي
بكر بن أبي الرضا الفامي 18 وأبو علي عبد الحميد بن إسماعيل المكبر وأنبأ أبو
القاسم منصور بن ثابت البالكي (6) وأبو معصوم (7) مسعود بن صاعد بن

(1) عن خع وبالأصل: " عشر ".
(2) بالأصل وخع: " أم " بدون " واو ".
(3) بالأصل " عمرو العدوي " وخع: " عمرو العروي " والصواب المثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى:
عمر بن الخطاب.
(4) بالأصل وخع: " الصير فاني " والمثبت عن المشيخة 1 / 192.
(5) عن خع وبالأصل " العاني ".
(6) عن خع وبالأصل " المالكي " وهذه النسبة إلى بالك: من قرى هراة كما ظن السمعاني (انظر معجم البلدان -
الأنساب).
(7) بعدها في الأصل وخع: " وأبو مسعود " بإقحام " وأبو " حذفناه انظر المشيخة 2 / 241.
171

محمد بن عبد الله بن سعيد الأنصاري وأبو المظفر عبد الوهاب بن عبد الملك بن
محمد الفارسي بهراة (1) وأبو محمد خالد بن محمد بن عبد الرحمن المدني قالوا
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مسعود بن عبد العزيز بن محمد الفارسي الفقيه قالا
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يحيى الأنصاري أنبأنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا العلاء بن محمد بن موسى
أنبأنا الهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن الطائي أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن سعيد بن المسيب قال وحدثنا ببعضه محمد بن إسحاق عن الزهري قال وحدثنا
ببعضه عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة الغسيل ومجالد بن سعيد عن الشعبي
وصلت الحديث عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة
بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت قبله عند عتيق بن عابد بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم (2) ثم خلف عليها أبو هالة من بني تميم حليف بني نوفل
ثم تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فحدثني هشام بن عروة عن أبيه قال فولدت له عبد العزى وعبد مناف والقاسم
قال قلت لهشام فأين الطيب والطاهر فقال هذا ما وضعتم أنتم يا أهل العراق فأما
أشياخنا فقالوا عبد العزى وعبد مناف والقاسم وولدت له من النساء رقية وأم كلثوم
وفاطمة فهلكت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين فأتت خولة بنت حكيم بن الأوقص
السلمية امرأة عثمان بن مظعون (3) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله إني أراك قد
دخلتك (4) خلة (5) لفقد خديجة فقال أجل أم العيال وربة البيت فقالت ألا أخطب
عليك قال بلى أما إنكن يا معشر النساء أرفق بذلك [601] فخطبت عليه سودة بنت
زمعة من بني عامر بن لؤي وخطبت عليه عائشة ابنة أبي بكر رضي الله عنهما فبنى

(1) بالأصل وخع: " بن هراة " تحريف.
(2) بالأصل: " عبد الله بن عمر بن عايد بن عمر بن مخزوم " كذا ومثلها في خع، والمثبت عن دلائل البيهقي
7 / 283 وابن سعد 8 / 15.
(3) بالأصل وخع: مطعوم، تحريف، والصواب عن ابن سعد 8 / 158 ترجمة خولة.
(4) بالأصل " دخلت " وفي خع: " رحلت " والمثبت عن ابن سعد 8 / 57.
(5) خلة: ذكر صاحب اللسان (خلل): يقال للرجال إذا مات له ميت: اللهم اخلف على أهله بخير واسدد دخلته:
يريد الفرجة التي ترك بعده من الخلل الذي أبقاه في أموره.
172

سودة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها حيث قدم المدينة
وتزوج أم سلمة بنت (1) هشام بن المغيرة وكانت من أجمل الناس وهي هند
بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت عند أبي سلمة بن
عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وتزوج أم حبيبة وهي رملة بنت أبي سفيان وكانت قبله عند عبيد الله بن
جحش (2) بن رئاب الأسدي فهاجرت معه إلى الحبشة (3) فتنصر هناك وأقامت على
إسلامها فزوجها (4) النجاشي من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصدق عنه أربعمائة دينار فقدمت
على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسيره (5) إلى خيبر
وتزوج (6) حفصة بنت عمر بن الخطاب بعد الهجرة بثلاث سنين وكانت عند
خنيس (7) بن حذافة السهمي فبعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى كسرى فمات بالمدائن
وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب حيث افتتح خيبر وكانت قبله عند كنانة بن
أبي الحقيق
وتزوج جويرية بنت الحارث بن أبي (8) ضرار المصطلقي يوم المريسيع وكانت
قبله عند ابن عمها صفوان بن أبي الصفر (9) وكانوا حلفاء لأبي سفيان على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت خزاعة حلفاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فذلك قول حسان بن ثابت

(1) بالأصل وخع " بن " تحريف.
(2) بالأصل وخع: " جحش بن الأرياب الأسد بها حرب معه إلى الحبشية " كذا، والصواب ما أثبتناه انظر
طبقات ابن سعد 8 / 97 ودلائل البيهقي 7 / 285.
(3) وقد توفي زوجها عبيد الله مرتدا بالحبشة، وثبت هي علي إسلامها انظر خبرها في ابن سعد.
(4) بالأصل وخع: فتزوجها، والصواب عن ابن سعد 8 / 98.
(5) عن عخ، وبالأصل: مسير.
(6) بالأصل وخع: " وزوج ".
(7) بالأصل وخع: حنيش " تحريف، وقد تقدم.
(8) سقطت من الأصل وخع، زيادة عن دلائل البيهقي 7 / 284 وابن سعد 8 / 116.
(9) كذا بالأصل وفي خع: " ابن أبي الصقر " وفي ابن سعد 8 / 116: " مسافر بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن
مالك بن حذيفة " وفي المطبوعة: صفوان بن أبي الشفر.
173

وحلف الحارث بن أبي ضرار * وحلف قريظة فيكم سواء (1) *
فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعل صداقها عتق جماعة من قومها
وتزوج زينب بنت جحش بن رئاب الأسدي بعد الهجرة بثلاث سنين وكانت عند
زيد بن حارثة الذي أنعم الله عليه ورسوله فيها وفيها نزلت هذه الآية لأنها وقعت في
نفسه فقالت عائشة وقال لها ناس من أهل العراق إنه يقال إن عندكم شيئا من كتاب الله
تبارك وتعالى لم تظهروه فقالت لو كتم محمدا (صلى الله عليه وسلم) شيئا مما أنزل الله تبارك وتعالى عليه
لكتم هذه الآية " وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه " (2) إلى آخر الآية
وتزوج ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بخير (3) الهلالي حيث قدم مكة في
العمرة الوسطى خطبها عليه العباس بن عبد المطلب وبنى بها بسرف (4) يعني منزل
عورض (5)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنبأنا شجاع بن علي بن شجاع
المصقلي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن حليم المروزي
أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه المقرئ الفزاري أنبأنا عبد الله بن
عثمان أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال
تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة وكانت قبله تحت عتيق بن عابد
المخزومي ثم تزوج بمكة عائشة بنت أبي بكر ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر
وكانت قبله تحت أبي سلمة خنيس (6) بن حذافة السهمي ثم تزوج سودة بنت زمعة
وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي بني عامر بن لؤي ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي

(1) ديوانه ط بيروت ص 9 برواية:
وحلف قريظة منا براء
والبيت من قصيدة يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة ويهجو أبا سفيان، ومطلها:
عفت ذات الأصابع فالجواء * إلى عذراء، مما سبق من روايات.
(4) سرف: موضع على ستة أميال من مكة (ياقوت).
(5) كذا بالأصل وخع.
(6) بالأصل وخع: " حنش " والصواب ما أثبت، وقد تقدم.
174

سفيان وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش الأسدي أسد (1) خزيمة ثم تزوج أم
سلمة بنت أبي أمية وكانت اسمها هند وكانت قبله تحت أبي سلمة وكان اسمه
عبد الله بن عبد الأسد بن عبد العزى ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت قبله تحت
زيد بن حارثة (2) وتزوج ميمونة بنت الحارث ثم تزوج زينب بنت خزيمة (3) الهلالية
وتزوج العالية ابنة ظبيان من بني بكر بن عمرو بن كلاب وتزوج امرأة من بني (5)
الجون من كندة وسبى جويرية في الغزوة التي هدم فيها مناة غزوة المريسيع ابنة
الحارث بن أبي ضرار بن بني المصطلق من خزاعة وسبا صفية بنت حيي بن أخطب
من بني النضير (6) وكانتا مما (7) أفاء الله عليه فقسم لهما واستسر جاريته القبطية فولدت
له إبراهيم واستسر ريحانة من بني قريظة (8) ثم أعتقها فلحقت بأهلها واحتجبت وهي
عند أهلها وطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العالية بنت ظبيان وفارق أخت بني عمرو بن
كلاب وفارق أخت بني الجون الكندية من أجل بياض (9) كان بها وتوفيت زينب بنت
خزيمة الهلالية ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حي وبلغنا أن العالية بنت ظبيان التي طلقت تزوجت
قبل أن يحرم الله النساء فنكحت ابن عم لها من قومها وولدت فيهم
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر بن
محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا عبيد الله بن سعد
حدثنا حسين بن محمد أنبأنا شيبان عن قتادة قال كان (10) تحته يومئذ يعني يوم مات
تسع نسوة خمس من قريش عائشة (11) وحفصة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة

(1) زيادة اقتضاها السياق مقتبسة عن ابن سعد والبيهقي
(2) عن خع، وبالأصل " حارث ".
(3) بالأصل وخع: " الخزمية " والصواب ما أثبت مما سبق.
(4) بالأصل وخع: " عمر " تحريف، والصواب عن البيهقي 8 / 286.
(5) زيادة عن البيهقي وابن سعد، وقد تقدمت.
(6) بالأصل وخع: " النصر " تحريف، وقد تقدمت.
(7) عن خع، وبالأصل: " بما ".
(8) في دلائل البيهقي 7 / 287 ريحانة بنت شمعون.. من بني خناقة، وهم بطن من بني قريظة.
(9) تقدم في رواية أنه فارقها لسبب آخر، أنها استعاذت منه، انظر ما تقدم.
(10) عن خع، وبالأصل " كانت " والزيادة اقتضاها السياق للايضاح.
(11) بالأصل وخع: " وعائشة " مع الواو، والواو مقحمة، حذفناها.
175

بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية وكانت تحته صفية بنت حيي الخيبرية وميمونة
بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث الخزاعية
من بني المصطلق
قال وحدثنا عبيد الله بن سعد أنبأنا عمي نبأنا أبي عن ابن (1) إسحاق قال
اسم أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة
كتب إلي أبو بكر عبد (2) الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي حدثني أبو
المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو بكر الحيري
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (3) أنبأنا أبو محمد (4)
عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري قالا أنبأنا أبو العباس بن (5) الأصم
أنبأنا يحيى بن أبي طالب أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد بن (6) قتادة أن
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج خمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشرة (7) واجتمع عنده منهن
إحدى عشرة وقبض عن تسع فأما اثنتان (8) منهما فأفسدهما النساء فطلقهما وذلك
لأن النساء قالت لإحداهن إذا دنا منك فتمنعي فتمنعت فطلقها وأما الأخرى فلما مات
ابنه إبراهيم قالت لو كان نبيا ما مات ابنه فطلقها منهن خمس من قريش عائشة بنت
أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وأم سلمة بنت أبي أمية وسودة بنت
زمعة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وميمونة بنت الحارث الهلالية وجويرية بنت
الحارث الخزاعية وزينب بنت جحش الأسدية وصفية بنت حيي بن أخطب
الخيبرية
قبض عن هؤلاء

(1) بالأصل وخع: " أبي " تحريف.
(2) بالأصل وخع: " أبو عبد الله الغفار " والصواب ما أثبت عن المشيخة 1 / 131.
(3) دلائل النبوة للبيهقي 7 / 288 - 289.
(4) بالأصل وخع: " أبو محمد بن عبيد " والصواب عن البيهقي.
(5) كذا وفي خع: " أبو العباس الأصم " وفي الدلائل: أبو العباس محمد بن يعقوب.
(6) بالأصل وخع " عن " والصواب عن البيهقي.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن دلائل البيهقي.
(8) عن خع والبيهقي وبالأصل " اثنان ".
176

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري قالا أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان
حدثني الحجاج بن أبي منيع أنبأنا جدي وهو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي (1) الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي (19)
أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا أبو أسامة الحلبي
أنبأنا حجاج أنبأ حجاج بن أبي منيع الرصافي
أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا أبو محمد بن أيوب بن حبيب الرقي أنبأنا هلال بن العلاء
أنبأنا حجاج بن أبي منيع أنبأنا جدي عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري
قال أول امرأة تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد بن أسد بن
عبد العزى بن قصي تزوجها في الجاهلية وأنكحه إياها وقال ابن مندة وأنكحها
إياه أبوها خويلد بن أسد فولدت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم به وقال (3) ابن مندة وبه
كان يكنى والطاهر (4) زاد ابن مندة والطيب وقالا وزينب ورقية وأم كلثوم
وفاطمة
فأما زينب (5) بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن (6)
عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية فولدت لأبي العاص جارية اسمها
أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد ما توفيت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقتل وقال (7)

(1) كذا بالأصل وخع.
(2) دلائل البيهقي 7 / 282 و 2 / 68 - 69.
(3) عن خع وبالأصل " فقال ".
(4) بعدها بالأصل وخع: " والطيب "، وهو خطأ حذفناها بما يتفق مع عبارة الدلائل 2 / 69 وإسقاط يبرر
استدراك ابن مندة التالي.
(5) دلائل البيهقي 7 / 282.
(6) بالأصل " وعبد العزى " تحريف، والصواب " بن عبد العزى " انظر البيهقي 7 / 282.
(7) عن خع وبالأصل: فقال.
177

الشحامي فتوفي علي بن أبي طالب وعنده (1) أمامة فخلف علي أمامة بعده (7)
المغيرة وقال ابن مندة وخلف علي أمامة بعد (3) علي بن أبي طالب المغيرة بن
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام فتوفيت وقال ابن مندة وتوفيت عنده
وأم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد بن أسد وخديجة خالته أخت أمه
وأما رقية (4) بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية (5)
فولدت له عبد الله زاد يعقوب ابن عثمان وقالا به كان يكنى عثمان وقال ابن
منده وبه كان يكنى عثمان أول مرة حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان وبكل قد كني
وقال ابن منده وبه كان يكنى وقالا ثم توفيت رقية زمن بدر (6) فتخلف عثمان على
دفنها فذلك منعه أن يشهد بدرا وقد كان ابن منده وكان عثمان وزاد يعقوب ابن
عفان هاجر إلى الأرض الحبشة وهاجر معه برقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتوفيت رقية
بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم قدم زيد بن حارثة مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشيرا بفتح بدر
وأما أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها زاد يعقوب أيضا وقالا
عثمان بن عفان بعد أختها رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد يعقوب ثم توفيت عنده (8)
ولم تلد شيئا وقالا
وأما فاطمة زاد يعقوب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالا (9) فتزوجها علي بن أبي
طالب فولدت له حسنا (10) وقال ابن منده الحسن وقالا ابن علي الأكبر
وحسين بن علي وقال ابن منده والحسين بن علي وقالا وهو المقتول بالعراق

(1) سقطت من الأصل وخع، واستدرك عن الدلائل.
(2) عن الدلائل، وبالأصل وخع " بعد ".
(3) زيادة عن الدلائل.
(4) الدلائل للبيهقي 8 / 282 - 283.
(5) من هنا يبدأ نقص في خع.
(6) بالأصل: " ومن ندر " والصواب عن الدلائل.
(7) بعدها أقحم بالأصل - " فتزوج يعقوب " حذفناها، انظر الدلائل.
(8) عن الدلائل وبالأصل " عبدة.
(9) بالأصل: " قالا " بدون واو، زدناها للايضاح.
(10) بالأصل " حسين " تحريف، والصواب ما أثبت.
178

بالطف وزينب وأم كلثوم فهذا ما ولدت فاطمة من علي (1)
وأما زينب فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت وقال ابن منده وماتت عنده
وقد ولدت له علي بن عبد (2) الله زاد ابن منده وجعفر وقالا وأخا له آخر يقال له
عون (3)
وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر ضرب ليالي
قتال بن مطيع ضربا لم يزل ينهم منه وقال الشحامي له حتى توفي ثم خلف على أم
كلثوم بعد عمر عون بن جعفر فلم تلد له شيئا حتى مات ثم خلف على أم كلثوم بعد
عون بن جعفر محمد فولدت له جارية يقال لها بثينة (4) وقال هؤلاء نعشت (5) من
مكة إلى المدينة على سرير فلما قدمت وقال ابن منده أن قدمت المدينة توفيت ثم
خلف على أم كلثوم بعد عمر بن الخطاب وعون بن جعفر ومحمد (6) بن جعفر (7)
عبد الله بن جعفر فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده
وتزوجت خديجة زاد يعقوب بنت خويلد قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلين الأول
منهما عتيق بن عابد (8) ابن مخزوم فولدت له جارية فهي أم محمد بن (9)
صيفي ثم خلف على خديجة زاد يعقوب بنت (10) خويلد وقالا بعد عتيق بن عابد
أبو هالة التميمي وقال يعقوب من ابني أسيد بن عمرو بن تميم فولدت له هند بن هند
وقال الشحامي هندا وتوفيت خديجة بمكة قبل خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة
وقبل أن تفرض الصلاة وكانت أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من النساء فزعموا والله

(1) بالأصل: " بن علي " والصواب " من علي " عن الدلائل.
(2) بالأصل، " ولدت عنده علي بن أبي عبد الله " والصواب عن الدلائل.
(3) في الدلائل: " عوف ".
(4) عن الدلائل، وفي المطبوعة: بثنة... وبعدها: وقال هلال: بثينة.
(5) في الدلائل: بعثت.
(6) بالأصل " محمد " بدون واو، والصواب عن الدلائل.
(7) بعدها بالأصل أقحمت: " فولدت له " مما حرف المعنى وشوه العبارة، حذفناها انسجاما مع سياق الدلائل
للبيهقي.
(8) بالأصل: " عبيد، وقالا " وفي الدلائل: " عائذ " والمثبت عن ابن سعد.
(9) الزيادة عن الدلائل.
(10) بالأصل: بن.
179

تعالى أعلم أنه سئل عنها فقال لها بيت (1) من قصب اللؤلؤ وقال الشحامي من
قصب قصب اللؤلؤ لا صخب فيه ولا نصب (2) [602]
ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عائشة بعد خديجة وقال ابن منده بعد خديجة عائشة
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أري في النوم مرتين يقال له (3) هي امرأتك وعائشة يومئذ ابنة
ست سنين فنكحها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة وهي بنت ست سنين وقال ابن منده بنت
سبع سنين زاد يعقوب أن (4) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنى بعائشة بعدما قدم المدينة وعائشة
يوم بنى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنة تسع سنين وقالا وهي عائشة بنت أبي بكر بن أبي
قحافة بن عامر بن (5) عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب (6) بن لؤي بن
غالب بن فهر فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكرا وقال ابن منده وهي بكر (7) واسم أبي
بكر عتيق واسم أبي (8) قحافة عثمان
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن
رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن (9) غالب بن فهر
وكانت قبله تحت ابن حذافة (10) وفي حديث هلال (11) عن طس (12) كذا قال
حجاج وإنما هو خنيس (13) ابن قيس بن عدي بن حذافة بن سهم زاد هلال بن سعد

(1) بالأصل: " بنت " والمثبت عن الدلائل.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الدلائل. ومكانها بياض بالأصل.
(3) بالأصل: فقال " والمثبت " يقال له " عن الدلائل.
(4) الزيادة عن المطبوعة.
(5) بالأصل " بن عمرو " وفي الدلائل " بن عامر " وسقط منها " بن عمرو " والزيادة وضبط النسب عن ابن سعد.
8 / 58 والدلائل 7 / 284.
(6) سقطت من الدلائل، وأثبت وفقا لرواية ابن سعد.
(7) ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة للايضاح.
(8) ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي.
(9) ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي.
(9) ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي.
(9) ما بين معكوفتين زيادة عن الدلائل وابن سعد 8 / 81.
(10) في الدلائل: " ابن حزاقة " تحريف، وقد تقدم.
(11) بالأصل:، وفي المطبوعة: " عند كليس "!؟.
(13) بالأصل: " حبيش بن كذا " والاضطراب واضح، والمثبت مما سبق من روايات.
180

قالا بن فهم بن سهم بن عمرو بن هصيص (1) بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهمات
عنها مؤمنا (2)
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت قال (3) ابن مندة كانت قبله تحت أبي سلمة بن
عبد الأسد بن عبد الله قال يعقوب واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت لأبي سلمة سلمة (4) بن أبي سلمة زاد يعقوب
ولد وقالا بأرض الحبشة وزينب بنت أبي سلمة وكان أبو سلمة وأم سلمة ممن هاجر
إلى أرض الحبشة وكانت أم سلمة وقال يعقوب هي آخر أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفاة
بعده (5) ودرة (6) بن أبي سلمة
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن
نصر بن مالك بن حسل (7) بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر وكانت قبله تحت
السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وائل بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤي بن غالب بن فهر (8)
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر كانت قبل
وقال ابن منده وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش بن رياب من بني أسيد (9) بن
خزيمة مات بأرض الحبشة نصرانيا وكانت معه بأرض الحبشة فولدت أم حبيبة

(1) عن الدلائل وبالأصل: " هضهض ".
(2) بالأصل: " مات عنها ابن عدي بن حذافة موتا وقالا " والمثبت عن الدلائل، وانظر ابن سعد 8 / 81 وفيه: أنه
مات بعد الهجرة مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر.
(3) بالأصل: " قبل " تحريف.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن الدلائل.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن الدلائل، ومكانها بياض بالأصل مقدار كلمة.
(6) بالأصل: " زرة " والمثبت عن الدلائل للبيهقي.
(7) بالأصل: " حنبل " والصواب عن الدلائل.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الدلائل 7 / 284 - 285.
(9) مكانها بالأصل " بن أبي أسد " وما بين معكوفتين عن الدلائل.
181

لعبيد الله وقال ابن منده من عبيد الله زاد يعقوب بن جحش جارية يقال لهم (1) حبيبة
واسم أم حبيبة رملة أنكح وقال ابن منده وأنكح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة
عثمان بن عفان من أجل أن (2) أم حبيبة أمها صفية بنت أبي العاص وصفية عمة
عثمان بن عفان ولم يقل ابن منده ابن عفان وقالا أخت عفان لأبيه وأمه وقال ابن
منده ولأمه وقالا وقدم بأم حبيبة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شرحبيل بن حسنة
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة وأمها
أميمة (3) بنت عبد المطلب بن هاشم وقال الشحامي أسماء وهو وهم عمة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت قبله تحت زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي ذكر الله
عز وجل في القرآن اسمه وشأنه وشأن زوجه وقال ابن منده الذي ذكر في القرآن في
شأنه وشأن زوجته وقالا (4) وهي أول نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفاة بعده وهي أول امرأة
جعل عليه النعش جعلته لها أسماء بنت (5) عميس الخثعمية وهي أم عبد الله بن جعفر
كانت وقال ابن منده وكانت بأرض الحبشة فرأتهم يصنعون النعش فصنعته لزينب
يوم توفيت
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين وهي من بني
عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة كانت قبله تحت عبيد الله (6) بن جحش بن
رئاب قتل يوم أحد (7) فتوفيت وقال ابن مندة توفيت ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حي لم تلبث
معه قال ابن منده لم يلبث بعدها وقالا إلا يسيرا
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن (8) الهرم بن

(1) بالأصل " بن حيينة " والصواب عن الدلائل.
(2) الزيادة عن الدلائل.
(3) بالأصل: " أمية " والصواب " أميمة " عن الدلائل 7 / 285.
(4) إلى هنا ينتهي النقص في خع.
(5) بالأصل وخع: " بن " والصواب عن الدلائل.
(6) في الدلائل: عبد الله.
(7) بالأصل: " قيل بواحد توفيت " والمثبت عن الدلائل.
(8) زيادة عن الدلائل، وتقدم: بجير.
182

ربيعة بن عبد الله وقال ابن منده بنت الحارث (2) (1) بن حزن من بني عبد الله قالا
ابن هلال بن عامر (3) بن صعصعة وهي التي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجت قبل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلين الأول منهما ابن عبد يا ليل بن عمرو الثقفي مات عنها ثم خلف
عليها أبو رهم (4) وقال ابن منده أبو زيد (5) بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن
نصر بن مالك (6) بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر
وسبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار (7) بن عايذ بن مالك بن
المصطلق من (8) خزاعة والمصطلق اسمه خزيمة (9) يوم واقع بني المصطلق وقال ابن
منده اسمه خزيمة وقال اسمه خزيم وكان واقع بني المصطلق وقالا بالمريسيع
وسبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير زاد يعقوب
يوم خيبر قال وهي عروس بكنانة من أبي الحقيق
فهذه إحدى عشرة (10) امرأة دخل (11) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهن وقسم عمر بن الخطاب
في خلافته لنساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثني عشر ألف درهم لكل امرأة وقسم لجويرية وصفية
ستة آلاف لأنهما كانتا سبيا وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن منده النبي عليه الصلاة
والسلام قسم لهما وحجبهما وقال ابن منده وحج بهما
وقال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العالية بنت ظبيان بن عمرو بن أبي كلاب وقال
يعقوب من بني أبي بكر بن كلاب فدخل بها وطلقها وفي رواية الحلبي ولم يدخل

(1) في الدلائل: رويبة.
(2) بالأصل: " بنت الحران بن حرر " وفي خع: " الحرز بن حرر ".
(3) في خع: " عمر " تحريف.
(4) الأصل وخع، وفي الدلائل: " دهم " تحريف.
(5) في خع: رهين.
(6) الأصل وخع: " حنبل " والمثبت عن الدلائل.
(7) الأصل وخع: " نصر " والمثبت عن الدلائل.
(8) بالأصل وخع: " بن " والمثبت عن الدلائل.
(9) الأصل وخع، وفي ابن سعد 8 / 116 جذيمة.
(10) بالأصل وخع: " عشر " والصواب عن الدلائل.
(11) بالأصل وخع: " رحل " والصواب عن الدلائل.
183

بها فطلقها وينتهي حديث يعقوب والحلبي وقد زاد الحلبي كلما زاده يعقوب زاد ابن
منده في حديثه
وقال الزهري تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) بخديجة وهو ابن إحدى وعشرين سنة وقيل
وهو ابن خمس وعشرين سنة زمان بناء الكعبة
وقال ابن جريج تزوجها وهو ابن سبع وثلاثين سنة وهي أول من آمنت بالنبي (صلى الله عليه وسلم)
ولم يتزوج عليها حتى ماتت وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين
وقال في حديث البيهقي كذا في كتابي وفي رواية غيره ولم يدخل بها فطلقها
قال قال يعقوب قال حجاج (1) حدثني جدي أنبأنا محمد بن مسلم يعني
الزهري (2) أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت (3)
فدل (4) الضحاك بن سفيان من بني أبي بكر بن كلاب (5) عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال وبيني وبينهم الحجاب يا رسول الله هل لك في أخت أم شبيب امرأة الضحاك
وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأة من بني عمرو بن كلاب أخي أبي بكر بن كلاب وهم
رهط زفر بن الحارث فأنبئ بها أن بها بياضا فطلقها ولم يدخل بها
قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخت بني الجون الكندي وهم حلفاء في بني فزارة
فاستعاذت منه فقال لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك فطلقها ولم يدخل بها
وكانت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) سرية يقال لها مارية فولدت له غلاما اسمه إبراهيم فتوفي
وقد ملأ المهد
وكانت له وليدة يقال لها ريحانة بنت شمعون من أهل الكتاب من بني خنافة وهم

(1) الزيادة عن الدلائل 7 / 286.
(2) زيادة عن الدلائل.
(3) الأصل وخع: " قال " والصواب عن الدلائل.
(4) الأصل وخع " قال " والصواب " فدل " عن الدلائل.
(5) بالأصل " بن فلان " والمثبت عن خع والدلائل.
(6) مكانها بالأصل بياض، والزيادة المستدركة عن دلائل البيهقي.
(7) الأصل وخع: " أبي " والصواب عن الدلائل.
184

بطن من بني قريظة أعتقها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويزعمون أنها قد احتجبت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي أنبأنا
يونس بن بكير أنبأنا محمد بن إسحاق (1) قال فماتت خديجة بنت خويلد قبل أن
يهاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث سنين لم يتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليها امرأة حتى ماتت هي وأبو
طالب في سنة ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد خديجة سودة ابنة زمعة وكانت قبله عند
السكران بن عمرو أخي سهل (2) بن عمرو وكان ابن عمها تزوجها وهي بكر فهاجر
إلى أرض الحبشة ثم قدما مكة فمات عنها مسلما بمكة فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم
يصب منها ولدا حتى مات
قال (3) ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد سودة بنت زمعة عائشة ابنة أبي بكر وهي
بكر (4) لم يتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكرا غيرها فلم يصب منها ولدا حتى مات
قال (5) ثم تزوج رسول اله (صلى الله عليه وسلم) بعد عائشة حفصة بنت عمر وكانت قبله تحت
خنيس (6) بن حذافة أحد بني سهم فمات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يصب منها ولدا
قال (7) ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد حفصة زينب ابنة خزيمة الهلالية أم المساكين
وكانت (9) قبله عند الحصين بن الحارث (8) بن المطلب بن عبد مناف فماتت بالمدينة
أول نسائه موتا لم يصب رسول الله منها ولدا
قال (10) ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد زينب أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت قبله

(1) سيرة ابن إسحاق ص 238 برقم 359.
(2) الأصل وخع، وفي سيرة ابن إسحاق: سهيل.
(3) سيرة ابن إسحاق ص 239 رقم 362.
(4) زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
(5) سيرة ابن إسحاق ص 240 رقم 368.
(6) بالأصل وخع: " حنش " والصواب عن سيرة بن إسحاق.
(7) سيرة ابن إسحاق ص 241 رقم 371.
(8) الزيادة عن خع وسيرة ابن إسحاق.
(9) بعدها في سيرة ابن إسحاق: أو عند أخيه الطفيل.
(10) سيرة ابن إسحاق ص 241 برقم 372.
185

عند عبيد الله (1) بن جحش بن رئاب أخي عبد الله بن جحش أحد بني أسد (7) كان
تزوجها وهي بكرا وكانت له منها (2) بيبة ابنة عبيد الله فمات عنها بأرض الحبشة وقد
تنصر بعد إسلامه وكانت مهاجرة معه بأرض الحبشة فلم يصب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منها
ولدا
قال (3) ابن إسحاق حدثني أبو جعفر قال بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن أمية الضمري
إلى النجاشي فزوجه أم حبيبة ابنة أبي سفيان وساق عنه أربعمائة دينار
قال ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أم حبيبة أم سلمة هند بنت أبي أمية وكانت
قبله عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن مخزوم (4) هاجرا
جميعا إلى أرض الحبشة ثم قدما (5) المدينة فأصابته جراحة بأحد فمات من
جراحته تزوجها وهي بكر فولدت له سلمة وعمر وزينب ودرة ولم يصب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منها ولدا
قال (6) ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أم سلمة زينب بنت جحش أخت عبد الله بن
جحش أحد نساء بني أسد بن خزيمة وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة زوجه الله
تبارك وتعالى إياها فمات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يصب منها ولدا وهي أم الحكم
قال تزوج (رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد زينب بنت جحش جويرية بنت الحارث بن
أبي ضرار (8) وكانت قبله عند ابن عم لها يقال له ابن أبي الشقر (9) فمات

(1) بالأصل وخع: " عبيد " وفي سيرة ابن إسحاق " عبد الله " والمثبت عن ابن سعد 8 / 96 وبالأصل:
جحش بن رئاب أخي أبي عبد الله بن أحمد بن جحش أخي بني أسد.
وصواب العبارة عن سيرة ابن إسحاق، وانظر ابن سعد.
(2) بالأصل وخع: " انها " والصواب " له منها " عن سيرة ابن إسحاق.
(3) سيرة ابن إسحاق ص 242 برقم 374.
(4) بالأصل وخع: " عند أبي أمية سلمة بن عبد الله... مخزوم بن " والصواب عن ابن إسحاق.
(5) عن خع وابن إسحاق وبالأصل " قدم ".
(6) سيرة ابن إسحاق ص 244 برقم 381.
(7) الزيادة خع والخبر في ابن إسحاق ص 245 رقم 382.
(8) في سيرة ابن إسحاق: " صفوان " والأصل وخع مثل ابن سعد 8 / 116.
(9) كذا بالأصل وخع، وفي سيرة ابن إسحاق: " ابن ذي الشفر " وفي سعد 8 / 116 تزوجها مسافع بن
صفوان ذي الشفر بن سرح.
186

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يصب منها ولدا
قال (1) ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جويرية صفية ابنة حيي وكانت قبله عند
كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق فمات عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يصب منها ولدا
قال (2) ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد صفية ميمونة ابنة الحارث الهلالية وكانت
قبله عند أبي رهم (3) بن أبي قيس (4) أحد بني مالك بن حسل (5) من بني عامر بن لؤي
فمات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يصب منها ولدا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أحمد بن
محمد العتيقي وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار بن إبراهيم أنبأنا
الحسين بن جعفر بن محمد السلماني (6) قالا أنبأنا الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي
زياد الغمري (7) أنبأنا أبو الحسين علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب الهاشمي
أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي حدثني أبي أحمد قال
مات النبي (صلى الله عليه وسلم) عن تسع نسوة عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن
الخطاب وزينب بنت جحش وأم سلمة بنت أبي أمية وأم حبيبة بنت أبي سفيان
وسودة بنت زمعة وميمونة بنت الحارث وهي خالة ابن عباس وصفية بنت حيي
وجويرية وتزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة عشر (8) نسوة وأول من تزوج وهي خديجة وهي أول
من آمن به

(1) سيرة ابن إسحاق ص 246 برقم 386.
(2) سيرة ابن إسحاق ص 247 برقم 391.
(3) بالأصل: " دهم " وفي خع: " وهم " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(4) بالأصل وخع: قبيس " والصواب عن ابن إسحاق.
(5) عن ابن إسحاق وبالأصل وخع " حنبل ".
(6) كذا بالأصل وخع، والصواب " السلماسي " كما في الأنساب، وهذه النسبة إلى سلماس وهي من بلاد
أذربيجان على مرحلة من خوي.
(7) عن الأنساب وبالأصل وخع " العمري " والغمري نسبة إلى غمر بطن من غافق، وذكره باسم: أبي العباس
الوليد بن بكر بن محمد بن أبي زياد الأندلسي الغمري.
(8) كذا بالأصل وخع: والصواب: ثلاث عشرة امرأة.
187

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي (1) أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2) أنبأنا أبو
بكر بن اللالكائي (3) قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن
جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمر بن أبي بكر
المؤملي (4) حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن
مقسم (5) أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل (6) أن عبد الله بن الحارث
حدثه أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خديجة وما يكثرون فيه يقول أنا أعلم الناس بتزويجه إياها أنا كنت له إلفا (7) وإني
خرجت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة (8) أجزنا على أخت خديجة
وهي جالسة على أدم تبيعها فنادتني فانصرفت إليها ووقف لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقالت أما لصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة قال عمار فرجعت إليه
فأخبرته فقال بلى لعمري فذكرت لها قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت اغدو علينا إذا
أصبحنا فغدونا عليهم قال فوجدناهم قد ذبحوا بقرة وألبسوا أبا خديجة حلة
وصفرت (9) لحيته وكلمت أخاها فكلم (10) أباه وقد سقي خمرا فذكر له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومكانه (11) وسأله أن يزوجه فزوجه خديجة وصنعوا من البقرة طعاما

(1) الأصل وخع: " الهراوي " والصواب ما أثبت وهو الرواة عن البيهقي.
(2) بعدها في الأصل وخع: " أبو الهيثم بن السمرقندي " تحريف، بعدها في المطبوعة: " وأخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي " وهو من الرواة عن اللالكائي (انظر الأنساب: اللالكائي).
(3) هذه النسبة إلى اللوالك، وهي التي تلبس في الأرجل، والمشهور بهذه النسبة... وأبو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي.
(4) الأصل وخع، وفي الدلائل للبيهقي 2 / 71 " الموصلي ".
(5) بعدها بالأصل وخع " عن " خطأ، والمثبت يوافق عبارة البيهقي.
(6) عن خع ودلائل البيهقي، وبالأصل: " مؤمل " ترحيف.
(7) في الدلائل: إني كنت له تربا، وكنت له إلفا وخذنا.
(8) بالأصل وخع: " بالحرورة " والمثبت عن الدلائل.
والحزورة: كانت سوق مكة، ودخلت في المسجد لما زيد، والعامة تقول: باب عزورة بالعين، وهو باب
الحزورة، أحد أبواب المسجد الحرام.
(9) رسمت بالأصل وخع وفي المطبوعة: وصغرت بالغين المعجمة، وهو تحريف، والصواب ما أثبت عن
الدلائل.
(10) بياض بالأصل وخع مقدار كلمتين، والزيادة عن الدلائل.
(11) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
188

فأكلنا منه ونام أبوها ثم استيقظ صاحيا فقال ما هذه الحلة وهذه النقيعة (1) وهذا
الطعام فقالت له ابنته التي كانت كلمت عمارا هذه حلة كساكها محمد بن عبد الله
ختنك (2) وبقرة أهداها لك زاد البيهقي فذبحناها (3) وقالوا حين زوجه خديجة
فأنكر أن يكون زوجه وخرج يصيح حتى جاءوه وقال البيهقي فجاؤه فكلموه فقال
أين صاحبكم الذي تزعمون أني زوجته فبرز له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما نظر إليه قال إن كنت
زوجته فسبيل ذلك وإن لم أكن فعلت فقد زوجته قال الموصلي (4) والمجتمع أن
عمها عمرو عمرو بن أسد الذي زوجها
قال البيهقي وفيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج بها وهو ابن
خمس وعشرين سنة
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن علي الفرخان وأبو
عمر (5) محمد بن محمد بن القاسم القرشي وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن
المنتصر (6) البوسنجي (7) وأبو المحاسن أسد بن علي بن المؤمن بن زياد بهراة
وأبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي وأبو بكر مجاهد بن أحمد بن
محمد المجاهدي (8) الطيب ببوشنج قالوا أنبأنا أبو الحسن (9) عبد الرحمن بن محمد
المظفر الداودي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه (10) السرخسي أنبأنا أبو

(1) بالأصل وخع: " المقنعة " والمثبت عن الدلائل، والنقيعة هي الجزور الذي جزرتها للضيافة (اللسان -
نقع).
(2) عن الدلائل، وسقطت من الأصل وخع.
(3) بالأصل وخع: " قد كناها: كذا، والصواب عن البيهقي.
(4) كذا بالأصل وخع والبيهقي، وفي المطبوعة: " المؤملي " وقد تقدم في بداية السند " المؤملي " بالأصل
وخع، وفي الميزان 3 / 184 " الموصلي ".
(5) بالأصل وخع: " أبو عمر بن محمد " تحريف.
(6) في معجم البلدان " بوشنج ": المنتضي.
(7) كذا بالأصل وخع بالسين المهملة، والصواب بالشين المعجمة، وهذه النسبة إلى بوشنج بليدة نزهة من
نواحي هراة، بينهما عشرة فراسخ (معجم البلدان - الأنساب).
(8) بالأصل وخع " أبو الحسين " والصواب عن معجم البلدان " بوشنج " والمشيخة 2 / 240.
(9) بالأصل " المحامدي " والمثبت عن خع، والزيادة السابقة عن المطبوعة.
(10) عن خع وبالأصل " حيوية ".
189

إسحاق إبراهيم بن خزيم (1) أنبأنا أبو محمد عبد بن أبي حميد (2) أنبأنا عبد الرزاق
أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال لم يتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على
خديجة حتى ماتت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أبو الحسين رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي
أنبأنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (3) قال كان أول امرأة تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وتزوج خديجة قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وهي بكر عتيق بن عايذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له (4) امرأة ثم
هلك عنها فتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة أحد بني عمرو بن تميم حليف بني
عبد الدار فولدت له رجلا وامرأة ثم هلك عنها فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فولدت له بناته
الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة (5) وولدت له بعد البنات القاسم والطاهر
والطيب فذهب الغلمة جميعا وهم يرضعون
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا (5) الثابت بن بندار أنبأنا أحمد بن علي
الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل الغلابي أنبأنا
أبي أنبأنا محمد بن عمر الواقدي قال أجمع أصحابنا أن أول امرأة تزوجت النبي (صلى الله عليه وسلم)
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ ابن خمس وعشرين
سنة وهي يومئذ بنت أربع وأربعين سنة وكانت قبل تحت عتيق بن عايد المخزومي
وكان له منها ابنة تزوجها (6) مالك بن زرارة أبو هالة (7) الأسدي وكان حليف لبني
عبد مناف (8) فولدت له هند بن أبي هالة

(1) عن خع وبالأصل: حرب.
(2) كذا بالأصل وخع: " ابن أبي حميد " خطأ، وفي تقريب التهذيب: " بن حميد " وقيل اسمه عبد الحميد.
وبذلك جزم ابن حبان وغير واحد.
(3) انظر سيرة ابن إسحاق ص 228 رقم 336 والذي بالأصل وخع " أبي إسحاق " تحريف.
(4) الزيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 229.
(5) بالأصل وخع: " الثابت البنا " كذا والزيادة ضرورية للايضاح، وحذفنا " البنا " لأنها مقحمة.
(6) بالأصل وخع: " زوجها " تحريف.
(7) بالأصل وخع " أبوها " تحريف.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد 8 / 14: حالف: حالف بني عبد الدار بن قصي.
190

وكان الواقدي يزعم أن عمها عمرو بن أسد زوجها وأن أباها مات قبل الفجار
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الفراوي وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله
يحيى ابنا (1) الحسن بن البنا قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن
حسن عن محمد بن فليح عن يزيد بن عياض عن ابن شهاب قال كانت خديجة
بنت خويلد عند النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أن ينزل عليه القرآن ثم نزل عليه القرآن وهي عنده وهي
أول من صدق النبي (صلى الله عليه وسلم) وآمن به ثم توفيت بمكة قبل أن يخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث سنين
قال وأنبأنا الزبير بن بكار قال وحدثني (2) محمد بن الحسن عن أبي ضمرة عن
أبي بكر بن عثمان وغيره من أهل العلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج خديجة بنت
خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول امرأة تزوجها وهي (3) يومئذ ابنة
ثلاثين سنة وكانت قبله عند عتيق بن عابد بن (4) عمر بن مخزوم فولدت له جارية
يقال لها أم محمد تزوجها ابن عم لها يقال له صيفي بن أبي رفاعة بن عايد بن
عبد الله وهلك عتيق عن خديجة فتزوجها أبو هالة بن مالك أحد بني عمرو بن
تميم ثم أحد بني أسيد (5) وبعض الناس يقول أبو هالة قبل عتيق فولدت لأبي هالة
هالة وهندا (6) وولدت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم والطاهر والطيب وزينب ورقية وأم
كلثوم وفاطمة وأما الذكور فماتوا بمكة وأما البنات فتزوجهن كلهن وولدن فكانت
زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس
فولدت له عليا وأمامة رضي الله تعالى عنهم أجمعين وأوصى أبو العاص بن الربيع (7)

(1) بالأصل وخع " بنت " والصواب عن ابن سعد 8 / 15.
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا " والصواب ما أثبت، عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(3) كذا بالأصل وخع، وتقدم في رواية أنها ابنة خمس وأربعين، وفي رواية انها ابنة أربع وأربعين، وقيل ابنة
أربعين، وروي عن ابن عباس أنها ابنة ثمان وعشرين، والعبارة في المطبوعة: " وهو يومئذ ابن ثلاثية
سنة ".
(4) بالأصل " عمر " والصواب عن خع، وانظر ابن سعد 8 / 16.
(5) بالأصل وخع: " السيد " والمثبت عن ابن سعد.
(6) بالأصل وخع: " وهند " خطأ.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
191

إلى (1) أبي الزبير بن العوام فتزوج علي بن أبي طالب أمامة بنت أبي العاص بعد فاطمة
بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زوجه إياها الزبير بن العوام
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو (2) عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم أنا محمد بن سعد (3) أنبأنا
هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال هي
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن
لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمها فاطمة بنت زائدة بن
الأصم بن هرم (4) بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص (5) بن عامر بن لؤي بن
غالب بن فهر بن مالك وأمها هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن
معيص (6) بن عامر بن لؤي وأمها العرقة وهي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمر بن
هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب وأمها عاتكة ابنة عبد العزى بن قصي بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي وأمها الحظية وهي ريطة بنت (7) كعب بن سعد بن تيم بن
مرة بن كعب بن لؤي وأمها نائلة (8) بنت حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن
كعب بن لؤي بن غالب (9) بن فهر بن مالك (18)
قال وكانت خديجة بنت أسد (18) قبل أن يتزوجها أحد قد ذكرت (12) لورقة بن
نفيل (13) بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي فلم يقض بينهما نكاح فتزوجها أبو

(1) بالأصل وخع: أبي " تحريف.
(2) بالأصل وخع: " ابن " تحريف والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 14.
(4) عن ابن سعد: الهرم.
(5) عن ابن سعد، وبالأصل " قبيص ".
(6) عن ابن سعد وبالأصل: هضيم.
(7) بالأصل " بن " والصواب عن ابن سعد.
(8) عن ابن سعد وبالأصل " قايلة ".
(9) زيادة عن ابن سعد.
(10) ما بين معكوفتين من: بن النضر بن كنانة إلى هنا سقط من خع، والمثبت يوافق رواية ابن سعد 8 / 14.
(11) كذا وردت بالأصل هنا منسوبة إلى جدها، وفي خع: بنت خويلد بن أسد، وفي ابن سعد: بنت خويلد.
(12) بالأصل " فذكرت " والمثبت عن خع وابن سعد.
(13) كذا بالأصل وخع بزيادة " بن نفيل " وسقطت اللفظة من ابن سعد.
192

هالة واسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن
جروة (1) بن أسيد بن عمرو (2) بن تميم وكان (3) أبو هالة ذا شرف (4) في قومه
ونزل مكة فحالف بها بني عبد الدار بن قصي وكانت قريش تزوج (5) حليفهم
فولدت (6) خديجة لأبي هالة رجلا يقال له هند وهالة رجلا أيضا ثم خلف عليها أبي
هالة عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية يقال لها هند
فتزوجها صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن (7) مخزوم وهو ابن عمها
فولدت له محمدا (8) ويقال لبني محمد هذا بنو الطاهرة لمكان خديجة وكانت له بقية (9)
بالمدينة وعقب فانقرضوا وكانت خديجة تدعا أم هند
قال وأنبأنا محمد بن عمر حدثنا (10) عبد الرحمن بن أبي الزناد (5) عن أبيه
عن عروة عن عائشة أن خديجة كانت تكنى أم هند
قال (6) وأنبأنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس
قال كانت خديجة يوم تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنة ثمان (13) وعشرين سنة ومهرها ثنتي
عشرة أوقية وكذلك كانت مهور نسائه
قال وأنبأنا محمد بن عمر أنبأنا المنذر بن عبد الله الخزامي (14) عن

(1) بالأصل وخع: " جيرويه " والمثبت عن ابن سعد.
(2) عن ابن سعد، وبالأصل وخع " عمر ".
(3) بالأصل وخع: " وقال " تحريف والصواب عن ابن سعد. وفي ابن سعد: " أبوها " بدل " أبو هالة ".
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن خع وابن سعد.
(5) عن ابن سعد وبالأصل وخع: تتزوج.
(6) بعدها بالأصل وخع " له " ولا ضرورة لها، فحذفناها بما يوافق عبارة ابن سعد.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن ابن سعد في الموضعين.
(8) بالأصل وخع " محمد " خطأ.
(9) سقطت من أصل وخع واستدركت عن ابن سعد.
(10) بالأصل وخع " بن " تحريف، والصواب عن ابن سعد.
(11) بالأصل وخع: " الزياد " والصواب " الزناد " عن ابن سعد ت.
(12) انظر الخبر في طبقات ابن سعد 8 / 17.
(13) بالأصل ز وخع " ثمانية " خطأ، والصواب ما أثبت.
(14) بالأصل وخع: " الخزامي " تحريف والصواب ما أثبت. انظر ابن سعد 8 / 17.
193

موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال سمعت حكيم بن حزام يقول
تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة وهي ابنة أربعين سنة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن خمس وعشرين
سنة وكانت (1) أسن مني بسنتين ولدت قبل الفيل بخمس عشرة (2) سنة وولدت أنا قبل
الفيل بثلاث عشرة سنة
وتوفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة وهي يومئذ ابنة
خمس وستين سنة فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون ونزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
حفرتها ولم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها (3) قيل ومتى ذلك يا أبا خالد قال
قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها وبعد خروج بني هاشم من الشعب بسنتين (4)
قال وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأولاده كلهم منها غير إبراهيم بن
مارية وكانت تكنى أم هند بولدها من زوجها أبي هالة التميمي
قال وأنبأنا محمد بن عمر عن محمد (5) بن صالح وعبد الرحمن بن
عبد العزيز (6) قال وتوفيت خديجة لعشر خلون من شهر رمضان وذلك قبل الهجرة
بثلاث سنين وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة
أخبرنا أبو الحسن علي (7) بن المسلم الفقيه الفرضي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن
أحمد السلمي أنبأنا جدي أبي بكر أنبأنا أبو
الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي أنبأنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم
الأشجعي من قرية جوبر أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري عن وائل بن داود عن
عبد الله البهي (9) قال

(1) بالأصل وخع: " وكان " تحريف والصواب عن ابن سعد.
(2) بالأصل وخع: " عشرة " خطأ.
(3) عن خع وسقطت من الأصل.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد 8 / 18 ومختصر ابن منظور 2 / 275 بيسير.
(5) سقطت من الأصل وخع واستدركت الزيادة عن ابن سعد. 8 / 18.
(6) بالأصل وخع " عبد العزى " تحريف والصواب ما أثبت عن ابن سعد، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن خع، ووردت كنيته فيها " أبو الحسين " تحريف.
(8) في خع " عبد النهي " والصواب " البهي " عن تقريب التهذيب مولى مصعب بن الزبير، ويقال اسم أبيه يسار، وفي الأصل: " عبد الله بن الهني ".
194

قالت عائشة كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من الثناء عليها
واستغفار فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله من كبيرة السن
قالت (1) فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضب غضبا أسقطت في خلدي وقلت في نفسي
اللهم إنك إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت فلما رأى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لقيت قال كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس وآوتني إذ
رفضني الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت مني الولد إذ حرمتموه مني
قالت فغدا وراح علي بها شهرا [603]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (2) ثنا محمد بن بشر (3) أنبأنا محمد بن عمرو
أنبأنا أبو سلمة ويحيى (4) بن (عبد الرحمن بن حاطب قالا (5)
لما هلكت خديجة جاءت خولة ابنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت يا رسول الله
ألا تزوج (6) قال من قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال فمن البكر
قالت ابنة أحب خلق الله إليك عائشة ابنة أبي بكر قال ومن الثيب قالت سودة
ابنة زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول قال فاذهبي فاذكريهما علي فدخلت
بيت أبي بكر فقالت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكما من الخير والبركة قالت وما
ذاك قالت أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخطب عليه عائشة قالت انتظري أبا بكر حتى
يأتي فجاء أبا بكر قالت يا أبا بكر ماذا أدخل الله تعالى عليكما من الخير والبركة
قال وماذا قالت أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخطب عائشة وقال هل تصلح له إنما هي
بنت أخيه فرجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكرت ذلك له فقال ارجعي إليه فقولي له
أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي فرجعت فذكرت ذلك لأبي بكر
قال انتظري وخرج قالت أم رومان إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على (7) ابنه

(1) بالأصل " قال " تحريف.
(2) الحديث في مسند أحمد 6 / 210.
(3) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل وخع والزيادة عن المسند.
(4) بالأصل وخع بعدها: " بن معين بن عبد الرحمن " تحريف، وفي المسند: أبو سلمة ويحيى.
(5) بالأصل وخع: " قال " " والصواب عن المسند.
(6) بالأصل وخع: " أتزوج " والصواب عن المسند.
(7) الزيادة عن المسند وخع.
195

فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده
امرأته أم الفتى فقالت يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا فمدخله في دينك الذي
أنت عليه إن تزوج إليك قال أبو بكر للمطعم بن عدي أقول هذه تقول قال إنها
تقول (1) ذلك فخرج من عنده وقد اذهب الله تعالى ما كان في نفسه من عدته التي
وعده (2) فرجع فقال لخولة ادعي لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ
بنت ست سنين ثم خرجت فدخلت على سودة ابنة زمعة فقالت ماذا أدخل الله عليك
من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخطبك عليه
قالت وددت أدخلي (3) إلى أبي فاذكري ذلك (4) له وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن
قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحييته تحية الجاهلية فقال من هذه قالت خولة
ابنة حكيم قال فما شأنك قالت أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة
قال كفي كريم ما (5) تقول صاحبتك قالت تحب ذاك قال ادعيها لي فدعتها
قال أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك
قالت (6) وهو كفي كريم أتحبين أن أزوجك (7) قالت نعم قال ادعيه لي فجاء
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليه فزوجها إياه فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في
رأسه التراب فقال بعد أن أسلم لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سودة ابنة زمعة
قالت عائشة فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السنح (8)
قالت فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء فجاءت
إلي أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين يرجح بي فأنزلتني من الأرجوحة ولي

(1) الزيادة عن المسند وخع.
(2) عن خع وبالأصل " وعد ".
(3) عن المسند، وبالأصل وخع " ادخل ".
(4) عن مسند وبالأصل وخع " ذلك ".
(5) في خع: " ماذا تقول.
(6) كذا بالأصل وخع، وهذه اللقطة سقطت من المسند، والقول التالي من كلام والدها وليس من كلام سودة.
(7) في المسند: أزواجك به.
(8) السنح: من محال المدينة، كان فهيا منزل أبي بكر (ياقوت).
196

جميمة (1) فرفتها ومسحت وجهي بشئ من ماء ثم وجعلت تقربني (2) حتى وقفت بي
عند الباب وإني لأنهج حتى سكن من نفسي ثم دخلت بي فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس
على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار فأجلستني في حجره ثم قالت
هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك فوثبت الرجال والنساء فخرجوا وبنى
بي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيتنا ما نحرت علي صدور ولا ذبحت علي شاة حتى أرسل إلينا
سعد بن عبادة بجفنة كان يرسلها لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ ابنة تسع
سنين
قال أبو داود أخرج بعض هذا الحديث عن عبيدة (3) بن معاذ عن أبيه عن
محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن وحده عن عائشة وكذلك رواه سعد بن
يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن محمد بن عمرو بطوله
أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا زهير عن جرير (4) عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقسم لعائشة يومين
يومين يومها ويوم سودة (5)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا محمد بن سعد (6) أنبأنا
محمد بن عمر حدثني مخرمة بن بكير عن أبيه قال قدم السكران بن عمرو مكة من

(1) بالأصل: " حشمة " وفي خع " حمشة " والمثبت عن المسند الجميمة تصغير الجمة وهي مجتمع شعر الرأس
وهي أكثر من الوفرة (اللسان).
(2) في المسند: ثم أقبلت تقدودني.
(3) بالأصل وخع " عبيدة " وفي سنن أبي داود: " عبيد الله " وانظر الكاشف للذهبي 2 / 204.
(4) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو يعلى حدثنا جرير بن زهير بن جرير " والصواب ما أثبت انظر الشكاف ترجمة
زهير بن حرب وفى يروي عن جرير... وعنه أبو يعلى.
(5) كذا ورد الخبر بالأصل وخع، وذكر في المختصر 2 / 277 عن عائشة قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن
أكون في مسلاخها... وبقية الحديث كالأصل.
(6) طبقات ابن سعد 8 / 53.
197

أرض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعة فتوفي عنها بمكة فلما حلت أرسل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليها فخطبها فقالت أمري إليك يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
مري (1) رجلا من قومك يزوجك فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود
فزوجها وكانت (2) أول امرأة تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد خديجة [605]
قال وأنبأنا ابن عمر (3) حدثنا (4) محمد بن عبد الله بن مسلم قال
سمعت أبي يقول تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سودة في رمضان سنة عشر من النبوة بعد وفاة
خديجة وقبل تزويج عائشة ودخل بها مكة وهاجر بها إلى المدينة
وعن أبيه (5) أن سودة توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة في خلافة
معاوية بن أبي سفيان قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان أنبأنا القاضي أبو
منصور محمد بن الحسين النهاوندي أنبأنا القاضي (6) أبو العباس أحمد بن
الحسين بن زنبيل أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن
الأشقر أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أنبأنا يحيى بن سليمان أنبأنا
ابن وهب عن عمرو عن سعيد بن أبي هلال قال توفيت سودة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) في
زمن عمر
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه أنبأنا أبو عثمان البحيري أنبأنا
أبو (8) عمرو بن حمدان أنبأنا الحسن (9) بن سفيان أنبأنا هشام بن عمار نا ابن

(1) بالأصل وخع: " أمري " والمثبت عن ابن سعد 8 / 53.
(2) بالأصل وخع: " وكان " والمثبت عن ابن سعد.
(3) عن ابن سعد 8 / 53 وهو محمد بن عمر الواقدي.
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن ابن سعد.
(5) يعنى عن عبد الله بن مسلم، والد محمد، انظر ابن سعد 8 / 57.
(6) بالأصل وخع: " القاضي أبو العلاء أبو العباس " وكنيته: أبو العباس " ولفظة أبو العلاء مقحمة، انظر
التبصير 2 / 593 وضبطت زنبيل بفتح الزاي عنه.
(7) بالأصل وخع: " محمد " تحريف، انظر الكاشف 3 / 226 وتهذيب التهذيب ترجمة يحيى بن سليمان
فيهما.
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت من إسناد مماثل متقدم وانظر الأنساب (البحيري).
(9) بالأصل وخع: " الحسين " تحريف، والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
198

عياش عن (1) هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد
خديجة بثلاث سنين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (2) الأزجي أنبأنا أبو محمد الحسن بن
علي الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن أبان السراج أنبأنا بشار بن موسى الخفاف أنبأنا خالد بن
عبد الله أنبأنا خالد الحذاء
قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول كان عمرو بن العاص جالسا يحدث الناس
عن جيش السلاسل
قال قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال
قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب قلت ثم من قال
فعد لي رجالا [606]
رواه البخاري عن إسحاق بن شاهين الواسطي رواه مسلم عن يحيى بن يحيى
النيسابوري جميعا عن خالد بن عبد الله
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا القاضي أبو
عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى أنبأنا
موسى بن زكريا أنبأنا (3) أبو عمرو خليفة بن خياط أنبأنا علي بن محمد (4)
عن أبي زكريا العجلاني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال ابتنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بعائشة بعد رجوعه من بدر
قال خليفة فيها يعني سنة اثنتين (5) ابتنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعائشة

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة.
(2) بالأصل وخع " الأسد " والمثبت عن تذكرة الحفاظ 4 / 1275.
والأزجي هذه النسبة إلى باب الأزج محلة بيرة ببغداد.
(3) بالأصل وخع: " أنبأنا عمرو بن حيوية وخليفة بن خياط " والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(4) بالأصل وخع: " أحمد " تحريف والصواب عن تاريخ خليفة ص 65.
(5) بالأصل وخع: " اثنين " تحريف.
199

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن
أبي شيبة أنبأنا هاشم بن محمد أنبأنا الهيثم بن عدي أخبرنا أبو الحسين (1)
محمد بن محمد الفراء أنبأنا أبي أبو يعلى
وأخبرنا أبو السعود أحمد بن المجلي (2) أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي قالا
أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني المقرئ أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن (3) مخلد بن حفص العطار قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم
الهيثم بن عدي قال توفيت عائشة سنة ست وخمسين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله أنبأنا حنبل بن إسحاق حدثني
أبو عبد الله أحمد قال بلغني ماتت عائشة سنة سبع وخمسين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال أنبأنا عبد العزيز الكتاني حدثنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو الميمون قال أنبأنا أبو زرعة أخبرني محمد بن أبي عمر عن ابن
عيينة (4) عن هشام بن عروة قال توفيت عائشة سنة سبع وخمسين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن (5) السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمر الأشناني أنبأنا موسى بن زكريا التستري أنبأنا
خليفة بن خياط (6) العصفري شباب قال وفيها يعني سنة سبع وخمسين ماتت
عائشة (7) أم المؤمنين وأبو هريرة

(1) بالأصل وخع " أبو الحسن " تحريف والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
(2) بالأصل وخع: " أبو السعود بن أحمد المحلي " والصواب عن تبصير المنتبه 4 / 1344 وفيه: أبو السعود.
أحمد بن علي بن المجلي من شيوخ ابن الجوزي.
(3) بالأصل وخع: " محمد بن مخلد المخلص بن مخلد بن حفص العطار " والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة
تقدمت، وانظر مطبوعة ابن عساكر (عاصم - عائذ ص 70 - 71).
(4) بالأصول وخع " ابن عتيبة " ت حريف، والصواب ما أثبت عن المطبوعة.
(5) بالأصل وخع " أبو الحسين " تحريف والصواب ما أثبت عن أسامي مماثلة متقدمة.
(6) انظر تاريخ خليفة ص 225 حوادث سنة 57.
(7) سقط بالأصل وخع من هنا، يستمر عدة صفحات، نستدركه في المتن ضمن معكوفتين عن المطبوعة.
200

قال خليفة روى ذلك ابن عيينة عن هشام بن عروة قال
توفيت عائشة سنة سبع وخمسين [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر البغدادي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا
القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أخبرنا القاضي أبو الحسن
علي بن الحسن الجراحي [* * * *]
قال وأخبرنا ابن خيرون أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن
دوما النعالي (1) أخبرنا جدي لأمي إسحاق بن محمد النعالي
قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني حدثنا أبو عمرو قعنب بن
المحرر (2) بن قعنب الباهلي حدثنا أبو عاصم أو غيره قال
ماتت عائشة سنة ثمان وخمسين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا
عبد الملك بن بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
قال أبي وعمي أبو بكر
وماتت عائشة سنة ثمان وخمسين انتهى
أخبرنا [* * * *] أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار أخبرنا أبو العلاء
أخبرنا أبو بكر أخبرنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي قال
وماتت عائشة سنة ثمان وخمسين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن
البسري (3) أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن

(1) النعالي: بكسر النون وفتح العين المهملة.
هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها كما في الأنساب للسمعاني ومن المنتسبين إليها أبو على الحسن بن
الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي.
(2) ضبطت اللفظتان عن التبصير 4 / 1262.
(3) هذه النسبة - بالضم ثم سكون السين المهملة - إلى بسر بن أرطاة، وقيل: ابن أبي أرطأة.
201

عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن خلف السكري حدثهم قال رفع إلي أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي كتابة وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي
عبيد القاسم بن سلام الثقة وأنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة وأن أباه قرأه على أبي
عبيد قال أبو محمد فنسخته وقرأته عليه قال حدثني أبي قال حدثني أبو عبيد قال
سنة ثمان وخمسين فيها توفيت عائشة أم المؤمنين في شهر رمضان وصلى عليها
أبو هريرة بالمدينة وكان استخلفه الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم عليها
أخبرنا [* * * *] أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال حدثنا أبو بكر أحمد بن
علي الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر بن الطبري
قالا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب
قال
وفيها يعني سنة ثمان وخمسين ماتت عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقد قال أبو نعيم
توفيت في سنة ثمان وخمسين هي والحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن
سعد (1) أنا محمد بن عمر حدثنا ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن سالم (2)
سبلان قال
ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر وأمرت (3) أن تدفن في

(1) طبقات ابن سعد 8 / 86 ترجمة عائشة.
(2) هو سالم بن عبد الله النصري، أبو عبد الله المدني، وسبلان بفتح المهملة الموحدة، مات سنة عشر ومائة، انظر تقريب التهذيب.
(3) في بن سعد: فأمرت أن تدفن من ليلتها " وانظر مختصر ابن منظور 2 / 278.
202

ليلتها فاجتمع الناس وحضروا فلم نر ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي (1)
ودفنت (2) بالبقيع (3)
قال وحدثنا محمد بن سعد (4) حدثنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عروة (5) عن
عثمان بن عروة عن أبيه قال
توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان
وخمسين وصلى عليها أبو هريرة
قال محمد بن عمر (6)
توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين
ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهي يومئذ ابنة ست وستين سنة
أخبرنا [* * * *] أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أخبرنا أبو عبد الله
النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط
قال
وفيها يعني سنة ثلاث تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) حفصة بنت عمر في شعبان
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن
سعد (7) أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن
عمر قال

(1) العوالي: أماكن بأعلى أراضي المدينة وأدنها من المدينة على أربعة أميال، وأبعدها من جهة نجد ثمانية
(اللسان: علا).
(2) ابن سعد ومختصر ابن منظور: فدفنت.
(3) البقيع: مقبرة أهل المدينة (اللسان).
(4) طبقات ابن سعد 8 / 80.
(5) في ابن سعد: " عبيد الله " وفي تقريب التهذيب: عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو بكر الأسدي،
بقي إلى أواخر دولة بني أمية. وانظر الكاشف 2 / 98.
(6) ابن سعد 8 / 78.
(7) ابن سعد 8 / 81 ومختصر ابن منظور 2 / 278.
203

ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بخمس سنين
قال وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سرة عن حسين بن أبي حسين قال (1)
تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا قبل أحد
أخبرنا ج أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا أنبأنا
أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا المدائني أنه تزوجها يعني
حفصة سنة ثلاث من الهجرة وأما الأثرم فزعم عن أبي عبيدة أنه تزوجها سنة اثنتين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة
الجرجاني الحافظ حدثنا محمد بن موسى الحلواني حدثنا المنذر بن الوليد
الجارودي حدثنا أبي حدثنا الحسين بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عمار بن
ياسر
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أراد أن يطلق حفصة فجاءه جبريل فقال لا تطلقها فإنها صوامة قوامة
وهي زوجتك في الجنة (2)
أخبرنا أبو البركات أخبرنا ثابت بن بندار وأخبرنا أبو العلاء أخبرنا أبو بكر
أخبرنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي قال
ماتت حفصة سنة ثمان وعشرين لا أدري هذا محفوظ أم لا
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني
أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو الحسين محمد بن
المظفر أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن زياد المدائني أنبأنا أبو
بكر أحمد بن عبد الله بن البرقي قال
وتوفيت حفصة عام فتحت إفريقية فيما ذكر ابن وهب عن مالك وزعم يزيد بن
أبي حبيب أن فتح إفريقية سنة سبع وعشرين وفتحت إفريقية أيضا سنة خمس وثلاثين

(1) الخبر في ابن سعد 8 / 83 ومختصر ابن منظور 2 / 278.
(2) الخبر في طبقات ابن سعد 8 / 84 و 85 برواية مختلفة وبأسانيد مختلفة، وعن عمار في مختصر ابن منظور
2 / 279.
204

وفتحت إفريقية أيضا سنة ثلاث وخمسين ويقال إنها توفيت سنة خمس وأربعين
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا ابن سعد (1) قال قال
محمد بن عمر
توفيت حفصة في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
وهي يومئذ ابنة ستين سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم بن البسري (2) أخبرنا أبو
طاهر المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال رفع إلي أبو
الحسن عبد الرحمن بن محمد الصيرفي كتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد
القاسم بن سلام وأنه سمعه من أبيه وأن أباه قرأه بخط أبي عبيد وقرأته عليه وقال
حدثني أبي حدثني أبو عبيد قال
سنة خمس وأربعين فيها توفيت حفصة بنت عمر زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقال سنة
سبع
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأخبرنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو
الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة قال حدثني الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن
مالك بن أنس قال
توفيت حفصة عام فتحت إفريقية
قال أبو زرعة
فنرى والله أعلم أن وجه قول مالك بن أنس توفيت حفصة عام فتحت
إفريقية أنه سنة خمسين في إمارة مروان على المدينة (3)

(1) ابن سعد 8 / 86.
(2) هذه النسبة بالضم ثم سكون السين المهملة - إلى بيع البسر وشرائه كما ظن السمعاني ومنهم أبو القاسم
واسمه: علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار، يروي عن أبي طاهر المخلص.
(3) قال خليفة أن معاوية عزل مروان عن المدينة سنة 48 ثم وليها سنة 54 (انظر تاريخ خليفة ص 208 و 228)
وانظر أسد الغابة 4 / 369 وفيه: أن معاوية عزل مروان عن المدينة سنة 48 واستعمل عليها سعيد بن أبي
العاص، وبقي عليها أميرا إلى سنة أربع وخمسين.
205

أخبرنا أبو غالب الماوردي أخبرنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا أبو عمرو خليفة بن خياط (1)
قال
وفي هذه السنة يعني سنة ثلاث تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت خزيمة من بني
عامر بن صعصعة وهي أم المساكين في رمضان فعاشت عنده شهرين أو ثلاثة
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعد (2)
أخبرنا محمد بن عمر وحدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال
وحدثنا محمد بن قدامة عن أبيه قالا
خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين (3) فجعلت أمرها
إليه فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأشهد وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا (4) وكان
تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة فمكثت عنده
ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا وصلى
عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودفنها بالبقيع
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال (5)
سألت عبد الله بن جعفر من نزل في حفرتها فقال إخوة لها ثلاثة قلت كم
كان سنها يوم ماتت قال ثلاثين سنة أو نحوها

(1) انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 66.
(2) انظر ابن سعد 8 / 115.
(3) سميت بأم المساكين لكثرة إطعامها المساكين وصدقتها عليهم، (انظر أسد الغابة 6 / 129.
(4) النش: النصف من كل شئ، عن ابن الأعرابي، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصدق امرأة من نسائه أكثر
من ثنتي عشرة أوقية ونشا.
قال أبو عبيد قال مجاهد: - الأوقية أربعون، والنش عشرون (يعني درهما) وقالت عائشة: والنش نصف.
أوقية. (تهذيب اللغة للأزهري).
(5) طبقات ابن سعد 8 / 116.
206

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد (2) وأبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب الخطيب
قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن
أبي الحديد المصري حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا عبد الله بن سنان الخراساني (3)
حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر الزهري عن عروة عن أم حبيبة
أنها كانت تحت عبد (4) الله بن جحش وكان دخل (5) إلى النجاشي فمات وأن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم حبيبة وإنها لبأرض (6) الحبشة زوجها إياه النجاشي ومهرها
أربعة آلاف ثم جهزها من عنده وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وجهازها كله من عند النجاشي ولم يرسل إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا (7) وكان مهر
أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) أربعمائة درهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة
الجرجاني أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي أخبرنا عبد الله بن عدي (8) الجرجاني
حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا شبابة
حدثنا خارجة بن مصعب عن ابن السائب وهو الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في
هذه الآية
" عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة " (9)
قال وكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي (صلى الله عليه وسلم) بأم حبيبة بنت أبي

(1) الخبر في تاريخ ابن عسارك: مطبوعة تراجم النساء ص 79.
(2) في مطبوعة تراجم النساء 79 أبو الحسن محمد بن عثمان بن أبي الحديد المصري.
(3) في مطبوعة تراجم النساء " الخرساني " تحريف.
(4) في المطبوعة / السيرة النبوية قسم 1 / 171 " عبد الله " تحريف والصواب " عبيد الله " كما أثبتناه عن تراجم
النساء لابن عساكر، وأسد الغابة 6 / 115 ونسب قريش 123 وابن سعد 8 / 68 أما عبد الله بن جحش فهو
زوج زينب بنت خزيمة، قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توفي عنها يوم أحد.
(5) في مطبوعة السيرة " دخل " والمثبت يوافق مطبوعة ابن عساكر تراجم النساء 79.
(6) في مسند أحمد 6 / 427 وإنها بأرض.
(7) في مطبوعة تراجم النساء: بشئ.
(8) انظر الكامل في الضعفاء لابن عدي 6 / 116 ترجمة محمد بن السائب الكلبي.
(9) سورة الممتحنة، الآية: 7.
207

سفيان فصارت أم المؤمنين وصار معاوية خال المؤمنين
اسم أبي صالح باذام المكي واسم الكلبي محمد بن السائب (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (2)
قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة
قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا
كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن
عبد شمس وذلك سنة سبع من الهجرة وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون
سنة
قال محمد بن عمر (3)
وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا أخبرنا
أبو الحسين بن الآبنوسي أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري أخبرنا أبو عبد الله
محمد بن الحسين الزعفراني أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وقال غير ابن إسحاق
في هذه السنة يعني سنة أربع في شوال تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أم سلمة بنت أبي أمية
قال ابن أبي خيثمة وخالفه أبو عبيدة معمر بن المثنى أخبرنا الأثرم عنه
أنه تزوجها بعد وقعة بدر من سنة اثنتين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أخبرنا أبو الحسن السيرافي حدثنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن
خياط (4) قال

(1) هذه العبارة سقطت من نهاية الخبر في مطبوعة تراجم النساء.
(2) طبقات ابن سعد 8 / 99.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 100.
(4) كذا بالأصل ومختصر ابن منظور 2 / 280 ولم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة، ولا أي خبر يختص بأم
سلمة.
208

وفي هذه السنة وهي سنة أربع تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم سلمة بنت أبي أمية في
شوال
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو عثمان سعيد بن
أحمد بن محمد الصوفي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي أخبرنا أبو
العباس محمد بن إسحاق البيهقي (1) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن
عمرو بن شعيب
أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدثته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان عند أم سلمة
فجعل الحسن من شق والحسين من شق وفاطمة في حجره فقال " رحمة الله
وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " (2) وأنا وأم سلمة جالستان فبكت أم
سلمة فنظر إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ما يبكيك فقالت خصصتهم وتركتني وابنتي
فقال أنت وابنتك من أهل البيت [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار أخبرنا محمد بن علي
أخبرنا محمد بن أحمد أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال
حدثني الواقدي عن ابن نافع عن أبيه قال
دخل عليها يعني أم سلمة أبو هريرة ومروان يومئذ فماتت وابن عمر لا ينكر
ذلك والصلاة في البقيع وهو مع الناس
قال أبي وقال مصعب
صلى عليها ابن أختها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية الذي يحدث عنه سعيد بن
المسيب
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية حدثنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (3)

(1) كذا بالأصل، وبهامش المطبوعة: " والمعروف محمد بن إسحاق أبو العباس السراج روى عن قتيبة بن
سعيد وعنه أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي، ولم يعرف في نسب السراج أنه بيهقي ".
(2) سورة هود، الآية: 73.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 96.
209

أخبرنا محمد بن عمر عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله عن عمر بن أبي سلمة قال
نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية
وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي وكان لها يوم ماتت أربع وثمانون سنة
أخبرنا ج أبو محمد بن الآبنوسي إجازة وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه
أخبرنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر أخبرنا أبو علي
أحمد بن علي المدائني أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي
قال
ويقال إنها يعني أم سلمة توفيت في شوال سنة تسع وخمسين (1) وفي
الحديث ما يدل على أنها توفيت بعد الستين (2)
أخبرنا ج أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب

(1) وهو قول الواقدي، نقله في الإصابة 4 / 459.
(2) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة (52)، (2) باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت.
ح 2882، ص 4 / 2208 ونصه:
" حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا.
وقال الآخران: حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن القبطية قال: دخل الحارث بن أبي
ربيعة وعبد الله بن صفوان، وأنا معهما، على أم سلمة، أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يخسف به
وكان ذلك في أيام ابن الزبير. فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم،
فقلت يا رسول الله: فكيف بمن كان كارها؟ قال: يخسف به معهم. ولكنه يبعث
يوم القيامة على نيته ".
قال القاضي عياض: قال أبو ليد الكتاني، هذه ليس بصحيح، لان أم سلمة توفيت في خلافة معاوية قبل
موته بسنين، سنة تسع وخمسين، ولم تدرك ابن الزبير.
قال القاضي: قد قيل إنها توفيت أيام يزيد في أولها. فعلى هذا يستقيم ذكرها، لان ابن الزبيد نازع يزيد أول
ما بلغته بيعته عند وفاة معاوية.
وممن ذكر وفاة أم سلمة أيام يزيد، أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب (الذي في الاستيعاب 4 / 422 هامش
الإصابة أنها توفيت أول خلافة يزيد سنة ستين).
قال الدارقطني: هي عائشة (يعنى التي روت الحديث)، وقال: والحديث محفوظ عن أم سلمة وهو أيضا
محفوظة عن حفصة.
وممن ذكر أن أم سلمة توفيت أيام يزيد أيضا، أبو بكر بن أبي حيثمة.
210

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو بكر بن اللالكائي
قالا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن
سفيان قال سنة تسع وخمسين يقال فيها ماتت أم سلمة وأبو هريرة
أخبرنا ج أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا أبو
طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثهم قال
رفع إلي أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الصيرفي كتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط
أبي عبيد القاسم بن سلام وأنه سمعه من أبيه وأن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو
محمد فنسخته وقرأته عليه قال حدثني أبو عبيد قال
سنة تسع وخمسين فيها توفيت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقال توفيت سنة إحدى
وستين
أخبرتنا ج أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أخبرنا أبو طاهر بن محمود أخبرنا
محمد بن إبراهيم بن المقرئ حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبيد الله بن سعد
حدثنا عمي وقرأته أنا بخطه
ماتت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) سنة إحدى وستين حين جاء نعي الحسين
وهذا هو الصحيح
أخبرنا ج أبو غالب الماوردي أخبرنا أبو الحسن السيرافي حدثنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا أنبأنا خليفة بن
خياط (1) قال وفيها يعني سنة ثلاث تزوج يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت جحش
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء أخبرنا أبو
الحسين بن الآبنوسي عن أحمد بن عبيد بن الفضل حدثنا محمد بن الحسين حدثنا ابن

(1) كذا بالأصل، ولم أعثر عليه في تاريخ خليفة، والذي فيه في حوادث سنة ثلاث ص 66 ذكر زواجه صلى الله عليه وسلم
بزينب بن خزيمة وحفصة بنت عمر.
211

أبي خيثمة أنبأنا الأثرم عن أبي عبيدة (1)
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجها يعني زينب بنت جحش في ثلاث من الهجرة
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (2)
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال
تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت جحش لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة
وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة [608]
قال وحدثنا محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن
عثمان بن عبد الله بن جحش عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة قالت سمعت أمي أم
سلمة تقول
وذكرت زينب بنت جحش فرحمت عليها وذكرت بعض ما كان يكون بينها وبين
عائشة فقالت زينب إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنهن زوجن
بالمهور وزوجهن الأولياء وزوجني الله رسوله وأنزل في الكتاب يقرأ به
المسلمون لا يبدل ولا يغير " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه " (4) الآية
قالت أم سلمة وكانت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) معجبة وكان يستكثر منها وكانت امرأة
صالحة صوامة قوامة صناعا (5) تصدق (6) بذلك كله على المساكين

(1) قول أبي عبيدة نقله ابن عبد البر في الاستيعاب 4 / 314 هامش الإصابة، وابن الأثير في أسد الغابة
6 / 125.
(2) طبقات ابن سعد ظ / 114.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 103.
(4) سورة الأحزاب، الآية: 37.
(5) كذا بالأصل وابن سعد ومختصر ابن منظور 2 / 281 " صنعا " وهو خطأ، يقال للمرأة الحاذفة الماهرة بعمل
اليدين: " صناع "، وفي الإصابة 4 / 314 وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز... وانظر
اللسان " صنع ".
(6) في ابن سعد والإصابة: تتصدق.
212

قال وحدثنا محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر (1) حدثنا موسى بن
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن أمه عمرة عن
عائشة قالت
يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه
شرف إن الله زوجها نبيه في الدنيا ونطق به القرآن وإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا ونحن
حوله أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا (2) فبشرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسرعة لحوقها به
وهي زوجته في الجنة [609]
قال وحدثنا محمد بن سعد حدثنا محمد بن عمر (3) حدثنا عمر بن عثمان
الجحشي (4) عن إبراهيم بن عبد الله بن محمد عن أبيه قال
سئلت أم عكاشة بن محصن كم بلغت زينب بنت جحش يوم توفيت فقالت
قدمنا المدينة للهجرة وهي ابنة بضع وثلاثين سنة وتوفيت سنة عشرين
قال عمر بن عثمان كان أبي يقول
توفيت زينب بنت جحش وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أخبرنا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو
محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال
سمعت أبا نعيم يحدث عن سفيان عن محمد بن المنكدر
أن زينب بنت جحش يوم توفيت قالت قدمنا المدينة للهجرة في خلافة عمر
رضي الله عنه
أخبرنا ج أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي البقال أخبرنا محمد بن علي

(1) طبقات ابن سعد 8 / 108.
(2) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الزكاة (فتح الباري 3 / 286 - 288 ومسلم في فضائل الصحابة (44)
(17) باب من فضائل زينب ح (101) ص 1907 والبيهقي في الدلائل 3 / 371 و 374 ومسند أحمد
3 / 121.
(3) انظر طبقات ابن سعد 8 / 114 ومختصر ابن منظور 2 / 281.
(4) في الإصابة 4 / 314 " الحجبي ".
213

الواسطي أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري (1) أخبرنا الأحوص بن المفضل حدثنا
أبي حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي حدثنا القاسم قال
لما توفيت زينب بنت جحش وكانت أول نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) لحاقا به وقال أبي
وماتت زينب سنة عشرين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي
أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا أبو
طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن حدثهم قال دفع إلي
أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي كتابه وأخبرني عن أبيه أنه
قرأ بخط أبي عبيد وأنه سمعه من أبيه ابن المغيرة وأن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو
محمد فنسخته وقرأته عليه حدثني أبي حدثني أبو عبيد قال
سنة عشرين فيها ماتت زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة وهي زوج
النبي (صلى الله عليه وسلم)
ح أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر اللالكائي
قالا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن
سفيان قال وفيها يعني سنة عشرين ماتت زينب بنت جحش
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه
أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر أخبرنا أبو علي
أحمد بن علي بن الحسين بن شعيب حدثنا أبو بكر بن البرقي قال
توفيت يعني زينب بنت جحش في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أخبرنا أبو الحسن السيرافي حدثنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن
خياط (2) قال

(1) هذه النسبة إلى بايسير، قرية من قرى واسط وقيل من قرى الأهواز.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 149 حوادث سنة 21.
214

وفيها يعني سنة إحدى وعشرين ماتت زينب بنت جحش زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري أخبرنا القاضي أبو
الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري أخبرنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
ح وأخبرنا أبو المظفر بن أبي القاسم أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الجنزروذي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرتنا (1) أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت قرئ (2) على إبراهيم بن
منصور السلمي وأنا حاضرة أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا حدثنا أبو يعلى
الموصلي حدثنا عبد الله بن عمر زاد أبو يعلى ابن أبان زاد ابن المقرئ بن
صالح أنبأنا ابن أبي زائدة وسماه أبو يعلى يحيى بن زكريا عن محمد بن إسحاق
عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة زاد أبو يعلى ابن الزبير (3) عن عائشة قالت
جاءت جويرية إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن حمدان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت إني وقعت في
السهم لثابت بن قيس زاد أبو يعلى بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي
فجئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أستعينه على كتابتي فقال هل لك (4) في خير من ذلك أقضي
كتابتك وفي حديث ابن كادش عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم قال (5) قد
فعلت
كذا رواه ابن أبي زائدة مختصرا وقد رواه يونس بن بكير بتمامه (6)
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا محمد بن العباس بن

(1) إلى هنا ينتهى السقط من الأصل وخع.
(2) عن خع وبالأصل قرأ.
(3) العبارة بالأصل وخع: " أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بن صالح، أنبأنا ابن أبي زائدة وسماه أبو يعلى يحيى بن
زكريا عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة زاد أبو يعلى ابن أبان زاد أبو يعلى ابن الزبير... والصواب ما أثبت ويوافق ضبط السندي في المطبوعة.
(4) زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(5) كذا بالأصل وخع، وسقطت اللفظة من المطبوعة، وتغير المعني تماما، والصواب إثباتها فقوله: " قد
فعلت " من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
(6) انظر سيرة ابن إسحاق ص 245 برقم 384.
215

حيوية أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب ابن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع الثلجي أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي (1) قال غزوة المريسيع (2) في سنة خمس خرج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان وقدم المدينة لهلال رمضان وغاب
شهرا إلا ليلتين
فحدثني (3) عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن ابن ثوبان (4) عن عائشة
قال كانت جويرية جارية حلوة لا يكاد يراها أحد إلا ذهبت بنفسه فبينا النبي (صلى الله عليه وسلم)
عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها قالت عائشة فوالله ما
هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت
فقالت يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأنا
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بنت سيد قومه أصابنا من الأمر ما قد علمت
ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس وابن عم له فخلصني (5) من ابن عمه
بنخلات له بالمدينة فكاتبني ثابت على ما لا طاقة لي به عليه ولا يدان وما أكرهني
على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أو خير من ذلك قالت وما هو يا رسول الله قال أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك
قالت نعم يا رسول الله قد فعلت فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى
ثابت فطلبها منه فقال ثابت هي لك يا رسول الله بأبي وأمي فأدى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان
عليها من كتابتها
وأعتقها وتزوجها [610]
وخرج الخبر إلى الناس ورجال بمصطلق (6) قد اقتسموا وملكوا ووطئ نساؤهم
فقالوا أصهار النبي (صلى الله عليه وسلم) فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي قالت عائشة فأعتق مائة
أهل بيت بتزويج (7) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياها فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها

(1) مغازي الواقدي 1 / 404.
(2) المريسيع: ماء لخزاعة بينه وبين الفرع نحو يوم.
(3) القائل هو الواقدي، انظر مغازيه 1 / 411 تتمة خبر غزوة المريسيع.
(4) بالأصل وخع: " شربان " والصواب عن الواقدي، وفيه: عن " ثوبان: بحذف " ابن ".
(5) في مغازي الواقدي: فتخلصني.
(6) في مغازي الواقدي: بني المصطلق.
(7) في المطبوعة: بتزوج.
216

قال (1) وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن جدته وهي مولاة جويرية وكان عالما
بحديثهم قالت (2) سمعت جويرية تقول افتداني أبي من ثابت (3) ابن قيس بن شماس بما
افتدي به امرأة من السبي ثم خطبني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي (4) فأنكحني
قال ابن واقد وأثبت من (5) هذا عندنا بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى عنها كتابتها وأعتقها وتزوجها
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بقراءتي عليه
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء
حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب
أنبأنا أبو عبد الملك (6) أحمد بن إبراهيم أنبأنا ابن عايذ قال وأخبرني محمد بن شعيب
عن عبد الله بن زياد قال وأفاء الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم) عام (7) المريسيع في غزوة بني
المصطلق جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار وهي كعيبة (8) من بني المصطلق
فسباها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما أفاء الله عليه عامئذ فلما كانت بذي الحشر (9)
والحشير (11) من المدينة على بريد (11) أمر رجلا من الأنصار بحفظها كالوديعة عنده
حتى يسأله عنها (12) فقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار

(1) مغازي الواقدي 1 / 412.
(2) عن الواقدي، وبالأصل وخع والمطبوعة: " قال ".
(3) عن الواقدي، وفي الأصل وخع " ثلاث " تحريف.
(4) الزيادة عن الواقدي، سقطت من الأصل وخع.
(5) زيادة عن الواقدي.
(6) بالأصل وخع: " أبو القاسم بن عبد الملك " تحريف والصواب ما أثبت، ففي الكاشف للذهبي: أحمد بن
إبراهيم، أبو عبد الملك البسري، عن.. ومحمد بن عائذ... وعنه: ابن أبي العقب.
وقد تقدم هذا الاسناد كثيرا.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 282.
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المختصر.
(9) في ياقوت: حشر بالفتح ثم السكون والراء، جبيل من ديار بني سليم عند الظربين اللذين يقال لهما.
الأشفيان.
(10) كذا ورد هنا بالأصل وخع، انظر الحاشية السابقة. وفي المختصر في الموضعين: " الجشير ".
(11) البريد: فرسخان أو اثنا عشر ميلا أو ما بين المنزلين (قاموس).
(12) بالأصل وخع: عنده، والصواب عن المختصر.
217

وكان من أشراف قومه يفدي ابنته فلما قدم فكان بالعقيق (1) نظر إلى إبله التي تفدي بها
ابنته فرغب في بعيرين منها كانا (2) من أفضلها فغيبهما (3) في شعب من أشعاب
العقيق ثم أقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بساير الإبل
فقال يا محمد أصبتم ابنتي فهذا فداؤها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق بشعب كذا وكذا [* * * *] فقال
الحارث أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ولقد كان ذلك مني في
البعيرين وما اطلع على ذلك إلا الله تعالى فأسلم الحارث بن أبي ضرار (4) إلى
البعيرين فأتي بهما فدفع الإبل كلها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودفع إليه ابنته فأسلمت جويرية
مع أبيها وأخويها (5) وحسن إسلامها وخطبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما بلغنا فنكحها وكانت
جويرية قبل عند ابن عم لها يقال له عبد الله ذو الشقرة (6)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي البقال أنبأنا محمد (7) بن
علي أنا محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن الفضل بن غسان الغلابي أنبأنا أبي
حدثنا الواقدي قال حدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال لما سباهم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) افتدوا وسبيت جويرية فافتداها أبوها يومئذ ثم (8) خطبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إلى أبيها فنكحها
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (9) بن البنا عن أبي محمد الجوهري
أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا

(1) انظر معجم البلدان 4 / 138.
(2) عن خع وبالأصل " كانت ".
(3) عن خع وبالأصل " فبينما ".
(4) كذا العبارة بالأصل وخع والاضطراب واضح وثمة سقط نستدركه عن المختصر 2 / 283 حتى يكتمل المعني:
مكانه، وأسلم معه ابنان له وأناس من قومه. وأرسل الحارث بن أبي ضرار إلى البعرين.
(5) الأصل وخع، وفي المختصر 2 / 283 والمطبوعة: واخوتها.
(6) كذا وردت اسمه هنا، وقد تقدم، انظر ما لاحظنا بشأنه: في اسمه واسم أبيه.
(7) بالأصل وخع: " أبو محمد " تحريف والصواب ما أثبت: وهو أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن
يعقوب الواسطي المقرئ. (انظر الأنساب: البابسيري).
(8) بالأصل وخع: " في " تحريف.
(9) بالأصل وخع " الحسين " تحريف، والصواب عن سند مماثل متقدم.
218

محمد بن سعد (1) أنبأنا عبد الله بن جعفر الرقي أنبأنا عبيد الله بن عمرو عن
أيوب عن أبي قلابة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سبى جويرية بنت الحارث فجاء أبوها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال إن ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذلك فخل سبيلها قال أرأيت إن خيرناها
أليس قد أحسنا قال نعم وأديت ما عليك قال (2) فأتاها أبوها فقال إن هذا
الرجل قد خيرك فلا تفضحينا قالت فإني قد اخترت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قد والله
فضحتنا
قال (3) محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال توفيت
جويرية بنت الحارث زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) في شهر ربيع الأول سنة ست (4) وخمسين في خلافة
معاوية بن أبي سفيان وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة
قال وأنبأنا محمد بن عمر أخبرني (5) محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة
جويرية بنت الحارث عن جويرية قالت تزوجني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا بنت عشرين سنة
قالت وتوفيت جويرية سنة ستين (6) وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها
مروان بن الحكم
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (7) الحسين بن البنا قالوا
أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي بكر بن عبيد بن بيري أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن الحسين الزعفراني أنبأنا ابن أبي (8) خيثمة قال وفي هذه السنة يعني سنة
ست (9) تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) جويرية بنت الحارث
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي

(1) انظر طبقات ابن سعد 8 / 118.
(2) زيادة عن خع وأين سعد، واللفظة من الأصل.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 120.
(4) بالأصل وخع: سنة.
(5) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن أين سعد 8 / 120، وانظر الخبر فيه.
(6) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور 2 / 284 وعند ابن سعد: خمسين.
(7) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف والصواب ما أثبتنا وفقا لأسانيد مماثلة.
(8) سقطت من الأصل وخع.
(9) بالأصل وخع: " ستة " خطأ.
219

أنبأنا أحمد بن عمران (1) أنبأنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط (8) قال وفيها
يعني سنة ست (3) وخمسين ماتت جويرية بنت الحارث زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري (4) أنبأنا أبو
طاهر المخلص إجازة أنبأنا عبيد الله بن عبيد الرحمن السكري أنبأنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أنبأنا أبي أنبأنا أبو عبيد (5) القاسم بن سلام قال
سنة خمس وستين (6) فيها توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وصلى عليها
مروان
أخبرنا أبو محمد السلمي قال (7) أنبأنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري قالا أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد (8) الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان قال
وفيها يعني سنة ست وخمسين ماتت جويرية بنت الحارث زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) فصلى عليها
مروان وأمير المدينة عامئذ (9) مروان بن الحكم
أخبرنا أبو محمد الأنصاري ابن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن
ناصر عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر أنبأنا
أحمد بن علي المدائني أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال ويقال

(1) بالأصل وخع: " إسحاق " تحريف والصواب ما أثبتنا عن سند مماثل.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 224.
(3) بالأصل وخع " ستة " تحريف.
(4) بالأصل " التستري " وفي خع: " السمرقندي " وفي كل تحريف، والصواب ما أثبتنا عن الأنساب (البسري -
قال السمعاني: وجماعة من أهل العراق إلى بيع البسر شرائه، ومنهم أبو القاسم علي بن أحمد بن
محمد البسري البندار سمع أبا طاهر المخلص.. ".
وأنكر ابن نقطة نسبته وقال: عندي... أنها إلى البسرية على فرسخين من بغداد (راجع التعليق على الاكمال
1 / 486 - 487).
(5) بالأصل وخع: " عبد " والصواب ما 1 ثبتنا، وانظر ترجمة أبي عبيد في الكاشف للذهبي، والتهذيب.
(6) كذا ورد وبالأصل وخع، وفي المطبوعة: ست وخمسين.
(7) بالأصل وخع: " قالا ".
(8) بالأصل وخع: " عبيد الله " تحريف والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
(9) بالأصل وخع بياض، واللفظة مستدركة عن المطبوعة.
220

إنها يعني جويرية توفيت في شهر ربيع الأول سنة ست (1) وخمسين
قرأت على أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني (2) الحسن بن البنا عن
أبي الحسين بن الآبنوسي عن أبي بكر أحمد بن عبيد أنبأنا أبو (3) عبد الله محمد بن
الحسين الزعفراني أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وفي هذه السنة يعني سنة سبع
تزوج صفية بنت حيي (4) في شوال أخبرنا ذاك الأثرم عن أبي عبيدة
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا محمد (5) بن العباس
الخزاز أنبأنا عبد الوهاب (6) بن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع البلخي (7) أنبأنا
محمد بن عمر الواقدي (8) قال وحدثني ابن أبي سبرة عن أبي حرملة عن أخته أم
عبد الله عن ابنة أبي القين (9) قالت كنت آلف صفية من بين أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)
وكانت تحدثني عن قومها وما كانت تسمع منهن (25) قالت أخرجنا من المدينة حيث
أجلانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقمنا بخيبر فتزوجني كنانة بن أبي الحقيق فأعرس بي قبل قدوم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأيام وذبح جزرا ودعا يهود وحولني في حصنه بسلالم فرأيت في
النوم كأن قمرا قد أقبل من يثرب يسير حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لكنانة زوجي
فلطم عيني فاخضرت فنظر إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين دخلت عليه فسألني فأخبرته
قالت (11) فجعلت يهود ذراريها في الكتيبة وجردوا حصون النطاة للمقاتلة فلما نزل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيبر وافتح حصون النطاة دخل علي كنانة فقال قد فرغ محمد من أهل

(1) بالأصل وخع: ستة.
(2) بالأصل " بن " والصواب " ابني " عن خع.
(3) عن خع، سقطت من الأصل.
(4) بالأصل وخع: " وصفية حي " ذا، والمثبت عن الاستيعاب والإصابة.
(5) بالأصل وخع مكانها " أبو أحمد " والصواب عن سند مماثل. (6) بالأصل وخع: " عبد الله " تحريف والصواب عن سند مماثل. وانظر الأنساب " الثلجي ".
(7) بالأصل وخع، وفي الأنساب (الثلجي): المعروف بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن شجاع يعرف بابن
الثلجي، وهو بغدادي (انظر تقريب التهذيب).
(8) مغازي الواقدي 2 / 674.
(9) بالأصل وخع: " عن أبيه أبي العين " والصواب عن مغازي الواقدي.
(10) في الواقدي: منهم.
(11) بالأصل وخع: " قال " الصواب عن الواقدي.
221

النطاة وليس هاهنا (1) أحد يقاتل قد قتلت يهود حيث قتل أهل نطاة وكذبتنا
الأعراب (2) فحولني إلى حصن النزار بالشق (3) قالت وهو أحصن ما عندنا فخرج
حتى أدخلني وابنة عمي ونسيات معنا فسار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلينا (4) قبل الكتيبة فسبيت في
النزار قبل أن ينتهي النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الكتيبة فأرسل بي إلى رحله ثم جاءنا حين أمسى
فدعاني فجئت وأنا متقنعة (5) حيية فجلست بين يديه فقال إن أقمت على دينك لم
أكرهك وإن اخترت الإسلام واخترت الله ورسوله فهو خير لك قالت اختار الله ورسوله
والإسلام فأعتقني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتزوجني وجعل عتقي مهري فلما أراد أن يخرج إلى
المدينة قال أصحابه اليوم نعلم أزواجه أم سرية فإن كانت امرأته فسيحجبها وإلا
فسرية فلما خرج أمر يستر فسترت به فعرفوا أني زوجته ثم قدم إلي البعير وقدم فخذه
لأضع رجلي عليها فأعظمت ذلك ووضعت فخذي على فخذه ثم ركبت فكنت ألقى
من أزواجه يفخرن علي بقولهن يا بنت اليهودي وكنت أرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتلطف بي
ويكرمني فدخل علي يوما وأنا أبكي فقلت أزواجك يفخرن علي ويقلن بنت
اليهودي قالت فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضب ثم قال إذا قالوا لك أو فاخروك فقولي
أبي هارون وعمي موسى [613]
أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي وأبو القاسم الحسين بن
علي (6) بن الحسين الزهري وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجي (7) وأبو
المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد قالوا أخبرنا عبد الرحمن بن محمد

(1) بالأصل وخع: " أحدا " والصواب عن الواقدي.
(2) في الواقدي: العرب.
(3) اللفظتان غير مقروئتين بالأصل وخع، والمثبت عن الواقدي، وفي المطبوعة: " النزاز " وفي ياقوت: الشق
بالكسر من حصون خيبر.
(4) عن خع والواقدي، وفي الأصل: إليها.
(5) في الواقدي: مقنعة.
(6) بالأصل: " وأبو الحسين علي " وفي خع " وأبو الحسين بن علي " والمثبت والزيادة عن سند مماثل، وانظر
المطبوعة.
(7) الأصل وخع: البوسنجي، بالسين المهملة، والصواب المثبت، انظر معجم البلدان " بوشنج " والأنساب
" البوشنجي ".
(8) بالأصل وخع: قال.
222

الداودي قالوا أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن خزيم الشاشي
أنبأنا عبد بن حميد الكشي أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت البناني عن
أنس بن مالك قال بلغ صفية عن حفصة قالت قال يا بنت يهودي فبكت فدخل
عليها النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي تبكي فقال ما يبكيك فقالت قالت لي حفصة يا بنت يهودي
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إنك لبنت نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ثم
قال اتق الله يا حفصة [614]
رواه الترمذي عن عبد (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أخبرنا أحمد (2) بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن (3) سعد قال
قال محمد بن عمر وماتت صفية بنت حيي سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي
سفيان
قال (4) وأنبأنا محمد بن عمر حدثنا محمد (5) بن موسى عن عمارة بنت
المهاجر (6) عن أمية بنت أبي قيس الغفارية قالت أنا أحد النساء اللاتي زففن
صفية (7) إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال وتوفيت صفية سنة اثنتين (8) وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
وقبرت بالبقيع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري (9) أنبأنا أبو

(1) انظر سنن الترمذي 9 / 398 وبالأصل وخع " عبدة ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 128.
(4) انظر طبقات ابن سعد 8 / 129.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واسترك عن ابن سعد.
(6) بالأصل وخع: " المهاجرة " والمثبت عن ابن سعد.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن ابن سعد.
(8) بالأصل وخع: " اثنين ".
(9) بالأصل " التستري " وفي خع " السمرقندي " والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا.
223

طاهر المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا (1)
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أنبأنا أبي حدثنا أبو عبيد (2) قال سنة خمسين
توفيت فيها صفية بنت حيي زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو (3)
محمد الجوهري أنبأنا محمد (4) ابن المظفر أنبأنا علي (5) بن أحمد المدائني أنبأنا
أبو بكر بن البرقي قال توفيت صفية سنة خمسين فيما يقال ويقال توفيت في خلافة
عمر وصلى عليها عمر
قال ابن البرقي وحدثني عمرو بن أبي سلمة عن زهير عن ابن جريج عن
عطاء قال كانت صفية آخر من مات بالمدينة
أخبرنا أبو الحسين (6) محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو غالب
أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (7) الحسين بن البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر محمد بن
أحمد المعدل أنبأنا أبو (8) طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأنا أحمد بن
سليمان بن داود الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم بن حمزة الزبيري
عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة أخي موسى بن عقبة عن
كريب مولى عبد الله بن العباس عن عبد الله بن العباس (9) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الأخوات الأربع ميمونة وأم الفضل وسلمى وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن
مؤمنات [615]
قال ويستثني بعض أصحابنا من الحديث مؤمنات

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع والصواب والزيادة عن سند مماثل تقدم قريبا.
(2) بالأصل وخع: " أبي عبيد الله " تحريف والصواب ما أثبت وقد تقدم هذا السند قبل صفحات.
(3) سقطت من الأصل وخع وهو الحسن بن علي الجوهري (انظر الأنساب: الجوهري).
(4) بالأصل وخع " أبو محمد " تحريف.
(5) كذا بالأصل وخع وهو خطا والصواب أحمد بن علي المدائني.
(6) بالأصل وخع: " أبو الحسن " والصواب ما أثبت. تقدم هذا السند كثيرا.
(7) بالأصل وخع " أنبأنا " والصواب ما أثبت عن اسناد مماثل.
(8) سقطت من الأصل وخع (انظر الأنساب: البابسيري).
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد 8 / 138 والحديث فيه باختلاف عباراته.
224

رواه النسائي عن عمرو (1) بن منصور النسائي عن عبد الله بن عبد الوهاب
الحجبي (2) عن الدراوردي
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن (3) السيرافي أنبأنا القاضي أبو
عبد الله النهاوندي حدثنا (4) أحمد بن عمران الأشناني أنبأنا موسى بن زكريا
أنبأنا خليفة بن خياط (5) العصفري قال وفيها يعني سنة إحدى وخمسين ماتت
ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أنبأنا عبد الرحمن بن
عبد الرحمن بن محمد (6) المغيرة حدثنا أبي (7) أنبأنا أبو عبيد قال سنة
اثنتين (8) وستين فيها توفيت ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أنبأنا
أبو بكر البابسيري (9) أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي (10) نا أبي قال
وماتت ميمونة سنة ثلاث وستين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا محمد بن العباس
الخزاز أنبأنا أحمد بن (11) المعروف الخشاب أنبأنا الحسين بن محمد بن الفهم
أنبأنا محمد بن (12) سعد أنبأنا محمد بن عمر أنبأنا محمد بن المحرر عن يزيد بن

(1) بالأصل وخع: " عمر " والصواب عن التهذيب (ترجمة عبد الله بن عبد الوهاب).
(2) عن تهذيب التهذيب والكاشف وبالأصل وضع " الحجاب " وهذه النسبة إلى حجابة الكعبة المشرفة.
(3) بالأصل وخع والصواب أبو الحسن كما أثبتناه عن سند مماثل.
(4) سقطت من الأصل وخع.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 218.
(6) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن سند مماثل متقدم.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن سند مماثل.
(8) بالأصل وخع: " سنة اثنين وخمسين وستين " أثبتنا ما وافق عبارة المختصر 2 / 286 والمطبوعة.
(9) بالأصل وخع " البابسيري " والمثبت عن سند مماثل والأنساب (البابسيري).
(10) بالأصل وخع: " الأحوص والفضيل بن غسان العالي " والصواب ما أثبت انظر الأنساب الغلابي.
(11) بالأصل وخع: " أبو محمد " والصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
(12) انظر طبقات ابن سعد 8 / 140.
225

الأصم قال حضرت قبر ميمونة فنزل فيه ابن عباس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد
وأنا (1) وأبو عبد الله الخولاني وصلى عليها ابن عباس قال وأنبأنا محمد بن عمر
قال توفيت سنة إحدى وستين في خلافة يزيد بن معاوية وهي آخر من مات من أزواج
النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان له يوم توفيت ثمانون أو إحدى (2) وثمانون سنة وكانت جلدة (3)
وفي هذه التواريخ نظر
فإن في الحديث الصحيح الذي يرويه كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن
يزيد بن الأصم الذي يأتي في ذكر يزيد بن الأصم أن عائشة قالت له ذهبت (4) والله
ميمونة ورمي برسنك على غاربك وذلك يدل على أن ميمونة توفيت قبل عائشة
وكانت وفاة عائشة سنة سبع وخمسين
وقوله في حديث الواقدي إن عبد الرحمن بن خالد نزل في قبرها فيه نظر أيضا
فإن عبد الرحمن بن خالد مات سنة ست (5) وأربعين في خلافة معاوية إلا أن يكون
لخالد ابن (6) آخر يسمى عبد الرحمن
فهذه أسماء أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) اللاتي دخل بهن وقد تزوج بغيرهن ولم يبن
عليهن منهن
قتيلة (7) بنت قس أخت الأشعث
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو المظفر بن القشيري
وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالوا أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو
طاهر بن خزيمة أنبأنا جدي نا نصر (8) بن علي أنبأنا عبد الأعلى حدثنا داود بن
أبي هند

(1) عن ابن سعد وبالأصل وخع: " وأنبأنا ".
(2) عن ابن سعد وبالأصل وخع: " أحد ".
(3) زيادة عن ابن سعد بياض بالأصل مقدار أربع كلمات.
(4) عن مختصر ابن منظور 2 / 286 وخع وبالأصل زينب.
(5) بالأصل وخع ستة.
(6) ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 2 / 286 وبالأصل وخع: " في المدائن " محرفة.
(8) عن تقريب التهذيب والكاشف للذهبي وبالأصل " ناصر ".
226

أخبرنا أبو العز بن كادش العكبري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم الكوفي أنبأنا
إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا عبد الأعلى عن داود (1) بن أبي هند
وأخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد الوهاب (2) بن
عبد القاهر بن أسد بن مسلم الأسدي أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن
جعفر المخبزي (3) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز
الأنماطي أنبأنا محمد بن المثنى أنبأنا عبد الأعلى أنبأنا داود عن عكرمة عن
ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج قتيلة أخت (4) الأشعث بن قيس فمات قبل أن يخيرها
فبرأها الله تعالى منه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر (5) البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل (6) أنبأنا حماد بن سلمة عن
داود بن أبي هند (7) عن الشعبي أن (8) عكرمة بن أبي جهل تزوج قتيلة بنت قيس
فأراد أبو بكر الصديق أن يضرب عنقه فقال له عمر بن الخطاب إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم
يعرض لها ولم يدخل بها وارتدت مع أخيها فبرئت من الله ورسوله فلم يزل به حتى
كف عنه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
227

حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا محمد بن سعد (1)
أنبأنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد (2) عن هشام بن عروة
عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله هل تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أخت
الأشعث بن قيس قتيلة قال ما تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قط ولا تزوج كندية إلا أخت
بني الجون فملكها فلما أتي بها وقدمت المدينة نظر إليها فطلقها ولم يبن بها
ويقال إنها فاطمة بنت الضحاك
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد (3)
أخبرنا محمد بن عمر (4) أنبأنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال هي فاطمة
بنت الضحاك بن سفيان فاستعاذت منه فطلقها فكانت تلقط البعر وتقول أنا الشقية
وتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذي القعدة سنة ثمان من الهجرة وتوفيت سنة ستين
ومنهن أسماء بنت كعب الجونية وعمرة بنت يزيد الكلابية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أنبأنا أحمد بن عبد الجبار
العطاردي أنبأنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال (5) كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج
أسماء بنت كعب الجونية فلم يدخل بها حتى طلقها وتزوج عمرة ابنة يزيد
إحدى (6) نساء بني كلاب ثم من بين الوحيد وكانت قبله عند الفضل بن
العباس (7) بن عبد المطلب فطلقها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يدخل بها ويقال إنها
أسماء بنت النعمان (8)
228

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (1) البنا أنبأنا أبو الحسن بن
الآبنوسي عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
الحسين الزعفراني أنبأنا أحمد بن المقدام أنبأنا زهير بن العلاء حدثنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أهل اليمن أسماء ابنة النعمان من
بني الجون فلما دخل بها دعاها فقالت تعال أنت فطلقها [616]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد بن الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد (2)
أنبأنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عمرو بن صالح عن سعيد بن
عبد الرحمن بن أبزى قال الجونية استعاذت (3) من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقيل لها (4) هو
أحظى لك عنده ولم تستعذ منه امرأة غيرها وإنما خدعت لما رئي (5) من جمالها
وهيئتها وقد ذكر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حملها على ما قالت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنهن صواحب يوسف وكيدهن عظيم (6) قال وهي أسماء بنت
النعمان بن أبي الجون [617]
قال وحدثني عبد الله بن جعفر قال هي أمية بنت النعمان بن أبي
الجون (7)
قال وحدثني عبد الله بن جعفر عن ابن (8) أبي عون قال تزوج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكندية في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة
قال (9) وأنبأنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن
229

عباس قال لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج والغضب يعرف في
وجهه فقال له الأشعث بن قيس لا يسوءك الله يا رسول الله ألا أزوجك من ليس
دونها في الجمال والحسن (1) فقال من فقال أختي قتيلة قال قد تزوجتها قال
فانصرف الأشعث إلى حضرموت ثم حملها حتى إذا فصل من اليمن بلغه وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)
فردها إلى بلاده وارتد وارتدت معه فيمن ارتد فلذلك تزوجت لفساد النكاح
بالارتداد (2) وكان تزوجها قيس بن مكشوح المرادي [618]
ومنهن سبا (3) بنت أسماء بنت الصلت
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنبأنا شجاع بن عمر بن
علي بن شجاع أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا سهل بن السري أنبأنا سهل بن
شاذونة أبو هارون أنبأنا مسلم الباهلي عن سليمان بن صالح عن عبد الأحد بن
عبد الله المحاربي عن حفص بن النضر عن قتادة قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبا بنت
أسماء بنت الصلت بن السلمية هي عمة عبد الله بن خازم بن أسماء بنت الصلت
وأخواتها (4) عروة وأسماء لها (4) صحبة قاله هشام
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا محمد بن
العباس بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن
سعد (5) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني رجل من رهط
عبد الله بن خازم (6) السلمي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج سبا (7) بنت الصلت بن حبيب
230

السلمي فماتت قبل أن يصل إليها [619]
قال ابن سعد (1) سبا ويقال سنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن
حرام (2) بن سماك بن عوف السلمي
قال وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي حدثنا
العرزمي عن نافع عن ابن عمر قال كان في نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنا (4) بنت
سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب
وقال ابن عمر إن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بني
عامر يقال لها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن (5) كلاب فتزوجها فبلغه أن
بها بياضا فطلقها
ومنهن مليكة بنت كعب الليثي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم (6) أنبأنا محمد بن
سعد (7) أنبأنا محمد (8) بن عمر حدثنا معشر قال تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) مليكة (9) بنت
كعب وكانت تذكر بجمال بارع فدخلت عليها عائشة فقالت أما تستحيين أن تنكحي
قاتل أبيك فاستعاذت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فطلقها فجاء قومها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا
رسول الله إنها صغيرة وإنها لا رأي لها وإنها خدعت فارتجعها فأبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
231

فاستأذنوه أن يتزوجها قريب لها من بني عذرة (1) فأذن لهم فتزوجها (2) العذري وكان
أبوها قتل يوم فتح مكة قتله خالد بن الوليد بالخندمة (3)
قال (4) أنبأنا محمد بن عمر قال (5) مما يضعف هذا الحديث ذكره عائشة أنها
قالت ألا تستحيين وعائشة لم تكن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك السفر
قال (6) وأنبأنا محمد بن عمر حدثني عبد العزيز الجندعي (7) عن أبيه عن
عطاء بن يزيد الجندعي (7) قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مليكة بنت كعب الليثي في شهر
رمضان سنة ثمان ودخل بها فماتت عنده
قال محمد بن عمر وأصحابنا ينكرون ذلك ويقولون لم يتزوج كنانية قط
قال وحدثني محمد بن عبيد الله (9) عن الزهري مثل ذلك
ومنهن العالية بنت ظبيان
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (10) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن بري إجازة أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني
أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا الوليد بن شجاع حدثني شعيب بن الليث عن
الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) العالية امرأة من بني أبي
بكر بن كلاب فجمعها ثم فارقها
قال أبو بكر بن أبي خيثمة وهي العالية ابنة ظبيان بن عمرو بن عوف بن
232

كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب فيما بلغني
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمرو بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن
سعد (1) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب قال (2) حدثني رجل من بني (3)
أبي بكر بن كلاب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن
كعب (4) بن عبد بن أبي بكر بن كلاب فمكثت عنده دهرا ثم طلقها (5)
ومنهن خولة بنت الهذيل الثعلبية (6) أو بنت فضالة الكلابية
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ابن بندار أنبأنا محمد بن علي أنبأنا
محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن المفضل (7) أنبأنا أبي أنبأنا علي بن صالح
عن علي بن مجاهد قال نكح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خولة ابنة الهذيل بن هبة بن (8) مرة
الثعلبي وأمها خرنق (9) بنت خليفة أخت دحية بنت كعب فحملت إليه من الشام فماتت
في الطريق فنكح خالتها شراقة (10) بنت فضالة (11) بن خليفة فحملت إليه من الشام
فماتت بالطريق
233

ومنهن امرأة من بني غفار
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن منصور بن النقور أنبأنا أبو
الطاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس أنبأنا أحمد بن عبد الجبار
العطاردي أنبأنا يونس بن بكير (1) عن أبي يحيى عن حميل (2) بن زيد الطائي
عن سعد (3) بن زيد الأنصاري قال تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأة من غفار فدخل بها
فأمرها فترعت ثوبها فرأى (4) بها بياضا من برص عند ثديها فانماز (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال خذي ثوبك وأصبح فقال الحقي بأهلك فأكمل لها صداقها (6) [620]
وأما سراريه
فمنهن مارية أم إبراهيم ابنه عليه السلام
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم وأبو القاسم وهو ابن طاهر
الشحامي بنيسابور قالا (7) أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خالد القيرواني أنبأنا
أبو طاهر محمد بن الفضل (8) بن محمد بن إسحاق بن خزيمة
قال أنبأنا جدي محمد بن إسحاق أنبأنا محمد بن زياد بن عبيد الله (9) أنبأنا
سفيان بن عيينة عن بشير (10) بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة بن الخصيب عن أبيه
قال أهدى أمير القبط إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاريتين (11) أختين وبغلة فكان يركب
234

البغلة (1) بالمدينة وأخذ إحدى الجاريتين فولدت له إبراهيم ابنه وذهبت (2) الأخرى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن (3) السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني أنبأنا موسى بن زكريا حدثنا
خليفة بن خياط (4)
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (5) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي
أنبأنا (6) أحمد بن عبيد إجازة أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة
قال وفيها يعني سنة سبع قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس (7) بمارية أم
إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبغلته دلدل (8) وحماره يعفور (9)
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد (10) أنبأنا
محمد بن عمر أخبرني أبو سعيد رجل من أهل العلم قال (11) كانت مارية من
حفن (12) من كورة أنصنا (13)
235

قال وأنبأنا (1) محمد بن عمر أنبأنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (2) قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعجب بمارية
القبطية وكانت بيضاء جعدة جميلة فأنزلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأختها على أم سليم بنت
ملحان فدخل عليهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا هناك فوطئ مارية
بالملك وحولها إلى مال له بالعالية من أموال بني النضير فكانت فيه في الصيف وفي
طرفة النخل فكان يأتيها هناك وكانت حسنة الدين ووهب أختها سيرين لحسان بن
ثابت الشاعر فولدت له عبد الرحمن وولدت مارية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلاما فسماه
إبراهيم وعق (3) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشاة يوم سابعه وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة
على المساكين وأمر بشعره فدفن في الأرض وسماه إبراهيم وكانت قابلتها سلمى
مولاة النبي (صلى الله عليه وسلم) فخرجت إلى (4) زوجها أبي رافع فأخبرته بأنها قد ولدت غلاما فجاء
أبو رافع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبشره فوهب له عبدا وغار نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واشتد
عليهن حين رزق منها الولد
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن بن بندار أنبأنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي (5) أنبأنا محمد بن
هارون الروياني أنبأنا أبو كريب أنبأنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق (6) عن
إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال
أكثر (7) على مارية أم إبراهيم في قبطي ابن عم لها يزورها ويختلف إليها فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخذ (8) هذا السيف فانطلق فإن وجدته عندها فاقتله قال قلت يا
رسول الله أكون في أمرك إن أرسلتني كالسكة (9) المحماة لا يثنيني شئ حتى أمضي لما
236

أمرتني به أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشاهد يرى مالا
يرى الغائب فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت (1) السيف فلما رآني
عرف أني أريده فأتى نخلا فرقي فيها ثم رمى بنفسه على قفاه ثم سال برجليه فإذا به
أجب أمسح (2) ما له مما للرجال (3) قليل ولا كثير فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته
فقال الحمد لله الذي صرف عنا أهل البيت [621]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ أنبأنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأنا
العقيقي (4) أنبأنا أبو بكر بن أبي سبرة القرشي عن حسين بن عبد الله بن
عبيد الله بن (5) عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأم
إبراهيم حين ولدت أعتقها ولدها [622]
قال وأنبأنا أبو بكر بن حرب الأصبهاني أنبأنا (6) ابن عمر الحافظ أنبأنا أبو
عبيد (7) القاسم بن إسماعيل أنبأنا زياد بن أيوب أنبأنا سعيد بن زكريا المدائني
عن (8) ابن أبي سارة عن ابن أبي حسين عن عكرمة عن ابن عباس قال لما ولدت
مارية قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعتقها ولدها [623]
قال علي تفرد بحديث بن أبي الحسين زياد بن أيوب وزياد ثقة (9)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي

(1) اخترط السيف: سله من غمده (اللسان).
(2) بالأصل وخع: " مسح " والصواب عن سيرة ابن إسحاق.
(3) بالأصل وخع " مسا " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(4) في سنن البيهقي 10 / 346 " القعنبي " وفي خع: العتيقي.
(5) الزيادة عن السنن الكبرى للبقعني 10 / 346 سقطت من الأصل وخع.
(6) الزيادة عن خع.
(7) بالأصل وخع: " أبو عبيد بن القاسم " تحريف، والصواب عن الانسان (المحاملي) وهو أخو القاضي أبي
عبد الله المحاملي. سمع عمرو بن علي.
(8) الزيادة عن سنن البيهقي الكبرى 10 / 346.
(9) العبارة بالأصل وخع غير مقروءة والمثبت: " زياد بن أيوب، وزياد ثقة " عن سنن البيهقي الكبرى. وبعد
لفظة: ثقة " بياض بالأصل وخع مقدار عدة كلمات ثم عبارة: " عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة: " كذا، وحذفناها لأنها مقحمة ولا معنى لوجودها.
237

أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل أنا أبي قال ماتت مارية سنة
خمس عشرة
قرأت على أبي غالب البنا عن أبي (1) محمد بن الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا محمد بن سعد (2) قال
قال محمد بن عمر فتوفيت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المحرم سنة ست
عشرة من الهجرة فرئي (3) عمر بن الخطاب يحشر الناس لشهودها وصلى عليها وقبرها
بالبقيع
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن (4) السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني أنبأنا موسى بن زكريا أنبأنا
خليفة بن خياط قال وفي هذه السنة يعني سنة ست (5) عشرة ماتت مارية أم إبراهيم ابن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري (7) أنبأنا
أبو (8) طاهر المخلص إجازة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أنبأنا أبو
الحسن (9) عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أنبأنا أبي أنبأنا أبو عبيد قال سنة
ست (10) عشرة فيها توفيت مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد (11) عبد الكريم أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو بكر

(1) سقطت من الأصل وخع.
(2) طبقات ابن سعد 8 / 218.
(3) عن ابن سعد وبالأصل وخع: فرأى.
(4) بالأصل وخع " أبو الحسين " تحريف، والصواب ما أثبت عن إسناد مماثل.
(5) بالأصل وخع: " ستة عشر " خطأ.
(6) تاريخ خليفة ص 135.
(7) بالأصل وخع: " بن الأبنوسي بن التستري " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(8) سقطت من الأصل.
(9) بعدها بالأصل " عن " وفي وفي خع: " أبو الحسين عن عبد الرحمن " وفي كل تحريف.
(10) بالأصل وخع: ستة.
(11) بعدها بالأصل وخع " بن " خطأ.
238

القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل
أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان قال وماتت مارية أم ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة ست (1) عشرة
ومنهن ريحانة بنت زيد
أخبرنا أبو بكر محمد بن (2) عبد الباقي الفرضي أنبأنا أبو محمد بن الحسن بن
علي الجوهري أنبأنا محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية
أنبأنا محمد بن شجاع أنبأنا محمد بن عمر (3) الواقدي قالوا وكانت ريحانة بنت
زيد من بني النضير متزوجة في (4) بني قريظة وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أخذها لنفسه
صفيا وكانت جميلة فعرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تسلم فأبت إلا اليهودية فعزلها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووجد في نفسه فأرسل إلى ابن سعية فذكر له ذلك فقال ابن سعية فداك
أبي وأمي هي تسلم فخرج حتى جاءها فجعل يقول لها لا تتبعي قومك فقد رأيت ما
أدخل عليهم حيي بن أخطب فأسلمي يصطفيك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنفسه فبينا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أصحابه إذ سمع وقع نعلين فقال إن هاتين لنعلا ابن سعية يبشرني
بإسلام ريحانة فجاءه فقال يا رسول الله قد أسلمت ريحانة فبشر (5) بذلك
قال (6) فحدثني عبد الملك بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة عن أيوب بن بشر المعاوي (7) قال أرسل بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت سلمى
بنت (8) قيس بنت المنذر وكانت عندها حتى حاضت حيضة ثم طهرت من حيضها

(1) بالأصل وخع: ستة.
(2) بالأصل وخع: " بن عبد الله بن عبد الباقي " تحريف والصواب ما أثبت قياسا إلى إسناد مماثل.
(3) انظر الخبر في مغازي الواقدي 2 / 520 وانظر إسناده 2 / 518.
(4) بالأصل وخع: " بن أبي النضر " والمثبت عن الواقدي وابن سعد 8 / 129 وفي الاستيعاب 4 / 310 من بني
قريظة وقيل من بني النضير، والأكثر أنها من بني قريظة.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي المغازي: فسر بذلك.
(6) مغازي الواقدي 2 / 520.
(7) بالأصل وخع: " المادي " والمثبت عن المغازي. وهذه النسبة إلى بني معاوية بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف، بطن من الأوس (الأنساب: المعافري).
(8) عن الواقدي وبالأصل وخع: " سملة أم ".
239

فجاءت أم المنذر فأخبرت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
منزل أم المنذر فقال
لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت وإن أحببت أن تكوني في
ملكي أطأك بالملك فعلت فقالت يا رسول الله (1) إنه أخف عليك وعلي أن
أكون في ملكك فكانت في ملك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يطأها حتى ماتت عنده [* * * *]
قال (2) وحدثني ابن أبي ذئب قال سألت الزهري عن ريحانة فقال كانت أمة
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعتقها وتزوجها فكانت تحتجب في أهلها فتقول لا يراني أحد (3) بعد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال الواقدي فهذا أثبت الحديثين عندنا وكان زوج ريحانة قبل النبي (صلى الله عليه وسلم)
الحكم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد (4) أنبأنا
محمد بن عمر أنبأنا عاصم بن عبد الله بن الحكم عن عمر قال أعتق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة (5) وكانت عند زوج لها محبا لها مكرما فقالت لا
استخلف بعده أبدا وكانت ذات جمال فلما سبيت بنو قريظة عرض (6) السبي على
النبي (صلى الله عليه وسلم) فكنت فيمن عرض عليه فأمرني فعزلت وكان (7) يكون له صفي في كل
غنيمة فلما عزلت خار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى
قتل الأسرى وفرق السبي ثم دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتنحيت منه حياء فدعاني
فأجلسني بين يديه فقال إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنفسه
فقلت إني أختار الله ورسوله فلما أسلمت أعتقني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتزوجني وأصدقني

(1) بالأصل وخع: " إن أحق " والمثبت عن الواقدي.
(2) مغازي الواقدي 2 / 521.
(3) بالأصل وخع " أحدا " خطأ.
(4) انظر طبقات ابن سعد 8 / 129.
(5) عن ابن سعد وبالأصل وخع: " عمر " وفي أسد الغابة 6 / 120 عن ابن إسحاق: عمرو.
(6) الزيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل وخع.
(7) بالأصل وخع: " يقول لي صيفي " والعبارة بين معكوفتين أثبتت مكان عبارة الأصل عن ابن سعد.
240

اثنتي (1) عشرة أوقية ونشا كما كان يصدق نساءه وأعرس بي في بيت أم المنذر وكان
يقسم لي كما كان يقسم لنسائه وضرب علي الحجاب وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معجبا بها
وكانت لا تسأله إلا أعطاها ذلك وقد قيل لها لو كنت سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بني قريظة
لأعتقهم وكانت تقول لم (2) يخل بي حتى فرق السبي ولقد كان يخلو بها
ويستكثر (3) منها فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع [* * * *]
وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست (4) من الهجرة
قال (5) وأنبأنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن الهاد
عن ثعلبة بن أبي مالك قال كانت ريحانة بنت زيد بن عمرو (6) بن خنافة من بني النضير
متزوجة رجلا (7) منهم يعني من بني قريظة يقال له الحكم فلما وقع السبي على بني
قريظة سباها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعتقها وتزوجها وماتت عنده
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (8) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري إجازة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
الحسين الزعفراني أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا الوليد بن شجاع حدثني ابن
وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال واستسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ريحانة من
بني قريظة ثم أعتقها فلحقت بأهلها
قال وأنبأنا ابن (9) أبي خيثمة أنبأنا علي بن المغيرة الأثرم قال قال أبو
عبيدة وكانت له ريحانة ابنة زيد بن شمعون من بني النضير وقال بعضهم من بني
قريظة فكانت تكون في نخل تحت نخل الصدقة وكان يقيل عندها صلى الله عليه وسلم

(1) بالأصل وخع: " اثني ".
(2) عن ابن سعد وبالأصل وخع: لمن.
(3) عن ابن سعد وبالأصل وخع: وليكثر.
(4) بالأصل وخع: " ستة ".
(5) الخبر في طبقات ابن سعد 8 / 129.
(6) عن ابن سعد وبالأصل وخع: " عمر " وفي أسد الغابة 6 / 120 عن إسحاق: عمرو.
(7) بالأصل وخع " منهن " تحريف والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(8) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف، والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(9) سقطت من الأصل وخع، والصواب ما أثبت، انظر ما سبق.
241

أحيانا وكان صلى الله عليه وسلم سباها في شوال سنة أربع من التاريخ
قال ابن أبي خيثمة أنبأنا أحمد بن المقدام أنبأنا زهير بن العلاء أنبأنا سعيد
عن قتادة قال وكانت ربيحة (1) القبطية (2) وقال بعضهم ريحانة وكانت تكون في
نخل بالعالية وكان يقيل عندها أحيانا إذا أتى النخل وزعم بعضهم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ابتدأه
أول وجعه الذي توفي عندهم
قال ابن أبي خيثمة أنبأنا أحمد بن المقدام أنبأنا زهير أنبأنا سعيد عن قتادة
قال وكانت له (صلى الله عليه وسلم) وليدتان مارية القبطية وربيحة أو ريحانة وهي ريحانة ابنة شمعون
ابن زيد بن خنافة (3) من بني قريظة كانت عند ابن عم لها يقال له عبد الحكم فيما
بلغني ماتت قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)
فأما أبو عبيدة فذكر أنه كان له أربع ولائد مارية القبطية وريحانة من بني
قريظة وكانت له جارية أخرى جميلة أصابها في السبي فكادها نساؤه وخفن أن تغلبهن
عليه وكانت له جارية نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش وكان هجرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة والمحرم وصفر فلما كان شهر ربيع الأول الذي
قبض فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) رضي عن زينب ودخل عليها فقالت ما أدري ما أحزنك (4)
فوهبتها له (صلى الله عليه وسلم)
فأما اللاتي خطبهن عليه الصلاة والسلام ولم يتزوجهن
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل (5) الفقيه السيدي أنبأنا أبو عثمان
البحيري (6) أنبأنا أبو عمرو (7) بن حدارا أنبأنا أبو العباس حامد بن محمد بن شعيب

(1) نص في الإصابة على ضبطها بالتصغير.
(2) كذا بالأصل، وفي خع " القريظية " ولعل الصواب: " القريظية ".
(3) كذا وفي الاستيعاب: قسامة، وفي أسد الغابة: قشامة، وفي الإصابة قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة،
كله قيل وذكر.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 2 / 293، " ماذا أجزيك " وهي مناسبة أكثر.
(5) بالأصل وخع: " علي " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(6) بالأصل وخع: " البختري " والصواب ما أثبت عن الأنساب (البحيري) واسمه: سعيد بن محمد بن أحمد
البحيري.
(7) بالأصل وخع " عمر " والصواب " أبو عمرو " عن الأنساب (البحيري).
242

البلخي أنبأنا محمد بن البكار بن الريان أنبأنا إبراهيم بن سليمان المؤدب عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت خطبني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله ما بي رغبة عنك وما أحب أن أتزوج وبني صغار
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على طفل صغير وأرعاه
على بعل في ذات يده [626]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا محمد بن
العباس بن حيوية أنبأنا أحمد (1) بن معروف بن بشر أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا
محمد بن سعد (2) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن
عباس قال خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي طالب (3) ابنته أم هانئ في الجاهلية وخطبها
هبيرة بن أبي وهب بن عمرو (4) بن عايذ بن عمران بن مخزوم فتزوجها هبيرة فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) يا عم زوجت هبيرة وتركتني فقال يا بن (5) أخي إنا قد صاهرنا إليهم
والكريم يكافئ الكريم ثم أسلمت ففرق الإسلام بينها وبين هبيرة فخطبها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى نفسها فقالت والله لكنت (6) أحبك في الجاهلية فكيف في الإسلام
ولكني امرأة مصبية وأكره أن يؤذوك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير نساء
ركبن المطايا نساء (7) قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده []
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه الأصولي أنبأنا الفقيه
أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد قراءة عليه أنبأنا أبو الفتح سليمان (8) بن أيوب
الرازي أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان بن يوسف الموصلي بالموصل
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي أنبأنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن

(1) بالأصل: " محمد بن حروف بن بشر " وفي خع: " محمد بن هارون بن بشر " والصواب ما أثبت عن سند
مماثل.
(2) انظر طبقات ابن سعد 8 / 151.
(3) العبارة في الأصل وخع فيها تقديم وتأخير بالألفاظ، أثبتنا عبارة ابن سعد.
(4) بالأصل وخع: " عمر " والصواب " عمرو " عن ابن سعد.
(5) بالأصل: " ابن ".
(6) في ابن سعد: إن كنت لأحبك.
(7) الزيادة عن ابن سعد وخع. سقطت اللفظة في الموضعين من الأصل.
(8) كذا بالأصل وخع، صوب في المطبوعة: " سليم ".
243

إياس قال سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي قال أم
هانئ بنت أبي طالب اسمها فاختة
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد الجوهري أنبأنا
محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا
محمد بن سعد (1) أنبأنا هشام (2) بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي
صالح عن ابن عباس قال أقبلت (3) ليلى بنت الخطيم (4) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو مول
ظهره الشمس فضربت على منكبيه (5) فقال من هذا أكله (6) الأسود وكان كثيرا ما
يقولها فقالت أنا بنت مطعم الطير ومباري الريح أنا ليلى بنت الخطيم جئتك لأعرض
عليك نفسي تزوجني قال قد فعلت فرجعت إلى قومها فقالت قد تزوجني
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غيري والنبي (صلى الله عليه وسلم) صاحب نساء تغارين فيدعو
الله عليك فاستقيليه نفسك فرجعت فقالت يا رسول الله أقلني قال قد أقلتك قال
فتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر فولدت له فبينما هي في حائط من حيطان
المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) فأكل بعضها وأدركت فماتت [627]
وبه (7) عن ابن عباس قال كانت ضباعة (8) بنت عامر يعني ابن قرط بن سلمة بن
قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عند هوذة (9) بن علي الحنفي فهلك عنها
فورثته مالا كثيرا فتزوجها عبد الله (10) بن جدعان التيمي وكان لا يولد له فسألته الطلاق
فطلقها فتزوجها هشام بن المغيرة فولدت له سلمة فكان من خيار المسلمين فتوفي عنها
هشام وكانت من أجمل نساء العرب وأعظمه خلقا وكانت إذا جلست أخذت من

(1) بالأصل وخع: " أحمد بن سعد " خطأ، والخبر في طبقات ابن سعد 8 / 150.
(2) بالأصل وخع: " هاشم " والصواب عن ابن سعد.
(3) الزيادة عن ابن سعد 8 / 150 سقطت اللفظة من الأصل وخع.
(4) بالأصل وخع: " الخطيب " والصواب عن ابن سعد.
(5) في خع وابن سعد: منكبه.
(6) ابن سعد: " أكله الأسد " وفي خع كالأصل.
(7) طبقات ابن سعد 8 / 153.
(8) في خع: " صناعة " والمثبت يوافق عبارة ابن سعد وأسد الغابة 6 / 178.
(9) بالأصل " هودة " وفي خع: " هورة ".
(10) بالأصل وخع: " عبيد الله " والصواب عن ابن سعد والإصابة 4 / 353.
244

الأرض شيئا كثيرا وكانت تغطي جسدها بشعرها فذكر جمالها عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فخطبها
إلى ابنها (1) سلمة بن هشام بن المغيرة فقال حتى أستأمرها وقيل للنبي (صلى الله عليه وسلم) إنها قد
كبرت فأتاها ابنها فقال لها إن النبي (صلى الله عليه وسلم) خطبك إلي فقالت ما قلت له قال قلت
حتى أستأمرها (2) فقالت وفي النبي (صلى الله عليه وسلم) يستأمر ارجع فزوجني فرجع إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فسكت عنه
وله عن (3) ابن عباس قال خطب النبي (صلى الله عليه وسلم) صفية بنت بشامة بن نضلة العنبري
وكان أصابها سباء فخيرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن شئت أنا وإن شئت زوجك
فقالت بل زوجي فأرسلها فلعنتها بنو تميم [268]
قال وأنبأنا محمد بن سعد (4) أنبأنا محمد بن عمر أنبأنا موسى بن محمد بن
إبراهيم التيمي عن أبيه قال كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية (5)
وإنها وهبت نفسها للنبي (6) فلم يقبلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم تتزوج حتى ماتت
قال وأنبأنا محمد بن سعد (7) أنبأنا محمد بن عمر أنبأنا وكيع بن الجراح عن
زكريا بن أبي زائدة عن عامر في قوله " ترجئ من تشاء منهن وتؤي إليك من
تشاء " (8) قال كان نساء وهبن أنفسهن للنبي (صلى الله عليه وسلم) فدخل ببعضهن وأرجأ بعضا فلم
ينكحن بعده منهن أم شريك
قال (9) وأنبأنا محمد أنبأنا وكيع بن الجراح عن شريك عن جابر عن
الحكم عن علي بن الحسين (10) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم شريك الدوسية

(1) بالأصل وخع: " أبيها " وفي الاستيعاب على هامش الإصابة 4 / 353: " أبيها " والصواب ما أثبت، وهو
يوافق عبارة ابن سعد.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، واستدرك عن ابن سعد.
(3) طبقات ابن سعد 8 / 154.
(4) طبقات ابن سعد 8 / 154.
(5) بالأصل " معيفة " والمثبت عن ابن سعد.
(6) في ابن سعد: لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(7) طبقات ابن سعد 8 / 154.
(8) سورة الأحزاب، الآية: 51.
(9) الخبر في طبقات ابن سعد 8 / 155.
(10) بالأصل وخع: " الحسن " والصواب ما أثبت عن ابن سعد.
245

قال محمد بن عمر (1) الثبت عندنا أنها امرأة من دوس من الأزد إلا في رواية
موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه (2)
قال محمد بن سعد اسمها غزية بنت جابر بن الحكم (3) بن حكيم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء
محمد بن علي الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري (6)
بواسط أنبأنا أمية الأحوص (4) بن المفضل (5) بن غسان الغلابي قال أبي
سمعت الواقدي يقول المرأة التي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وسلم) غزية (7) بنت جابر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن
عبد الله الخياط قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني (8).
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا الشريف أبو النصر محمد بن محمد بن
محمد بن علي الزينبي قالا أنبأنا محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور أنبأنا
عبد الله بن أبي داود أنبأنا عيسى بن حماد أنبأنا الليث عن هشام عن أبيه أنه قال
كنا نتحدث أن أم شريك كانت وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وسلم) وكانت امرأة صالحة

(1) انظر طبقات ابن سعد 8 / 156.
(2) تقدمت روايته: أنها من بني عامر بن لؤي معيصية.
(3) كذا بالأصل وخع، وسقطت اللفظة من الطبقات 8 / 154.
(4) بياض بالأصل وخع، والزيادة هنا عن الأنساب (البابسيري)، الزيادة الأولى اقتضاها السياق عن الأنساب.
أيضا (البابسيري).
(5) الزيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(6) بالأصل وخع " الفضل " تحريف والصواب ما أثبت عن سند مماثل، وانظر الأنساب (البابسيري -
والغلابي).
(7) بالأصل وخع هنا: " عبة " تحريف، والصواب " غزية " عن الاستيعاب 4 / 464 والإصابة 4 / 466 وابن سعد
8 / 154.
(8) بالأصل وخع: " الصيرفيني " تحريف والصواب: الصريفيني، وهذه النسبة إلى صريفين، إحدى قرى
بغداد، وهناك صريفين قرية من أعمال واسط.
246

" باب
صفة خلقه ومعرفة خلقه "
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه السيدي وأبو القاسم تميم بن
أبي سعيد (1) الجرجاني قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب أنبأنا
أبو أحمد الحاكم أنبأنا محمد (2) بن مروان بدمشق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي
قالا أنبأنا عبد الدائم بن الحسن القطان أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن قالا أنبأنا
محمد (3) بن خريم (4) قالا أنبأنا هشام أنبأنا سعيد أنبأنا حماد وهو ابن سلمة
عن عبيد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضخم الرأس عظيم العنق (5) مشرب العينين من حمرة هدب
الأشفار (6) كث اللحية شثن الكفين والقدمين (7) أزهر (8) اللون إذا مشى (9) تكفأ
كأنما يمشى في صعد وإذا (10) التفت التفت جميعا [629]

(1) بالأصل وخع " سعد " والصواب " سعيد " عن سند مماثل، وانظر المطبوعة (السيرة 1 / 213).
(2) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن سند مماثل.
(3) بالأصل وخع: أبو محمد " تحريف.
(4) في خع: " خزيم " تحريف. (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب).
(5) كذا بالأصل وخع، ومختصر ابن منظور 2 / 65، وفي دلائل البيهقي 1 / 212 عظيم العينين.
(6) حدب الأشفار يعني طويلهما.
(7) يعني أنهما إلى الغلظ (دلائل البيهقي 1 / 271).
(8) الأزهر: الأبيض النير البياض، الذي لا يخالط بياضه حمرة (البيهقي الدلائل 1 / 272).
(9) تكفا يعني تمايل إلى قدام (اللسان).
(10) بالأصل وخع: " زاد " خطأ، والمثبت عن دلائل البيهقي ومختصر ابن منظور.
247

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب (1)
وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (2) أنبأنا
عفان وحسن (3) بن موسى قالا أنبأنا حماد عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل
عن محمد (4) بن علي عن أبيه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضخم الرأس عظيم العينين
هدب الأشفار قال حسن الشفار مشرب العينين بحمرة كث اللحية أزهر اللون
شثن الكفين والقدمين إذا مشى كأنما يمشي في صعد قال حسن تكفيا فإذا التفت
التفت جميعا [630]
رواه سالم المكي عن ابن الحنفية
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزروذي (5) أنبأنا أبو
عمرو (6) بن حمدان وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأنا
إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا زكريا بن يحيى الواسطي أنبأنا عباد بن العوام أنبأنا
الحجاج عن سالم المكي عن ابن الحنفية عن علي أنه سئل عن صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال
كان لا قصيرا ولا طويلا حسن الشعر رجله (7) مشربا زاد ابن حمدان وجهه
حمرة وقالا ضخم الكراديس (8) شثن الكفين زاد ابن حمدان والقدمين عظيم
الرأس طويل المسربة (9) لم أر قبله ولا بعده مثله إذا مشى تكفأ كأنما وقال ابن

(1) بالأصل وخع: " الحصين " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(2) الحديث في مسند أحمد 1 / 101.
(3) عن مسند أحمد وبالأصل وخع: " وخنيس ".
(4) الزيادة عن مسند أحمد، سقطت اللفظتان من الأصل وخع.
(5) بالأصل: " أبو يزيد الجيروردي " وفي خع: أبو سعيد الجيروردي " والصواب المثبت قياسا لسند مماثل.
(6) بالأصل وخع: " عمر " تحريف والصواب ما أثبت قياسا لسند مماثل.
(7) رجل الشعر: لا شديد الجعودة ولا شديد السبوطة، بل بينهما.
(8) الكراديس: رؤوس العظام كالمنكبين والركبتين والوركين.
(9) المسربة: الشعر الرقيق المستدق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة وقيل من اللبة إلى السرة (دلائل
البيهقي 1 / 272 و 273).
248

حمدان كما ينزل من صبب (1)
ورواه عمر بن علي عن أبيه
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي
أسامة أنبأنا محمد بن سعد (2) أنبأنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني عبد الله بن
محمد بن عمر بن (3) علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال قال بعثني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن فإني لأخطب يوما على الناس وحبر من أحبار اليهود واقف
في يده سفر ينظر (4) فيه فنادى إلي (5) فقال صف لنا أبا القاسم فقال علي (6)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالقصير ولا بالطويل البائن وليس بالجعد القطط ولا بالسبط (8)
هو رجل الشعر أسوده (7) ضخم الرأس مشرب لونه حمرة عظيم العينين شثن
الكفين والقدمين طويل المسربة وهو الشعر الذي يكون في النحر إلى السرة أهدب
الأشفار مقرون الحاجبين صلت الجبين بعيد ما بين المنكبين إذا مشى يتكفأ
كأنما (10) ينزل من صبب لم أر قبله مثله ولم أر بعده مثله قال علي ثم سكت فقال
لي الحبر وماذا قال علي هذا ما يحضرني قال الحبر في عينيه حمرة حسن اللحية حسن
اللحية حسن الفم تام الأذنين يقبل جميعا ويدبر جميعا فقال علي هذه والله
صفته قال الحبر وشئ آخر قال علي وما هو قال الحبر وفيه جنأ (11) قال علي
هو الذي قلت لك كأنما ينزل من صبب قال الحبر فإني أجد هذه الصفة في سفر

(1) الصبب: الحدور، تقول: انحدرنا في صبوب وصبب.
(2) انظر طبقات ابن سعد 1 / 412.
(3) زيادة عن ابن سعد.
(4) عن خع وابن سعد وبالأصل " فنظر ".
(5) بياض بالأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد.
(7) القطط: الشديد الجعودة مثل أشعار الحبش، والسبط: الذي ليس فيه تكسر. يقول: فهو جعد رجل.
والرجل: الذي في شعره حجونة أي تثن قليلا.
(8) بالأصل وخع: " أسود " والمثبت عن ابن سعد.
(9) صلت الجبين: واضحه (اللسان)، والمثبت عن ابن سعد، وبالأصل " ملت اللحيين ".
(10) بالأصل وخع: " كأن والمثبت عن ابن سعد.
(11) الجنأ: ميل في الظهر، وقيل في العنق (اللسان).
249

آبائي ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع بيته ثم يهاجر إلى حرم يحرمه هو ويكون
له حرمة كحرمة (1) الحرم الذي حرم الله ونجد أنصاره الذين هاجروا إليهم قوما من ولد
عمرو بن عامر أهل نجد (2) وأهل الأرض قبلهم يهود [632]
قال قال علي هو هو (3) وهو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال الحبر فإني أشهد أنه نبي
وأنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنه أرسل إلى الناس كافة فعلى ذلك أحيا وعليه أموت وعليه
أبعث إن شاء الله فقال كان يأتي عليا فيعلمه القرآن ويخبره بشرائع الإسلام ثم خرج
علي والحبر هناك (4) حتى مات في خلافة أبي بكر وهو مؤمن برسول الله (صلى الله عليه وسلم) مصدق به
وروي عن عبد الله بن عمر بعضه
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن
سرويه (5) أنبأنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (6) أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الله الشافعي ومعاذ بن المثنى (8) (9) أنبأنا خالد بن عبد الله أنبأنا
عبيد الله بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال قالوا أنبأنا أبو الحسن (10) أنعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أبيض مشرب بياضه حمرة أهدب الأشفار أسود الحدقة لا
قصير ولا طويل وهو إلى الطويل أقرب من رآه جهره (11) لا جعد ولا قطط في

(1) بالأصل: " حرمله " والصواب ما أثبت عن ابن سعد.
(2) في ابن سعد: نخل.
(3) بالأصل وخع: " هود " والصواب عن ابن سعد.
(4) في ابن سعد: هنالك.
(5) انظر الحاشية التالية.
(6) عن تذكرة الحفاظ 4 / 1050 وبالأصل وخع: " مروان " تحريف، وفي التذكرة يروي عنه أبو منصور
محمد بن شكرويه (انظر فيما تقدم: سرويه، كذا بالأصل وخع والمطبوعة؟!).
(7) بالأصل وخع: " عبد " والصواب ما أثبت.
(8) بالأصل وخع: " المتقي " والمثبت عن المطبوعة (السيرة 1 / 251).
(9) بياض بالأصل وخع، وفي المطبوعة: حدثنا مسدد بن مسرهد.
(10) كذا وردت العبارة بالأصل وخع. وفي المطبوعة (السيرة 1 / 216) قالوا: يا أبا الحسن انعت لنا
رسول الله. ولعل الصواب. " نعت ".
(11) عن خع وبالأصل " حمرة " وجهره بمعنى عظم في عينه، لحسن منظره ووضاءة وجهه (انظر اللسان:
جهر).
(12) بياض بالأصل وخع، وفي المطبوعة: عظيم المناكب.
250

صدره مسربة شثن الكفين والقدمين كأن عرفه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ كأنه يمشي في
صعد لم أر قبله ولا بعده مثله عليه الصلاة والسلام
وروي عن عمر بن علي مختصرا في ذكر العين
[633] أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي مختصرا في ذكر العين
أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الفضل أنبأنا أبو بكر
أحمد (1) بن الحسين البيهقي
وأخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب قالوا أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب أنبأنا سعيد يعني ابن منصور قال
حدثنا (2) خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
عن أبيه عن جده قال قيل لعلي انعت لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كان أسود
الحدقة [634]
ورواه نافع بن جبير عن علي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسين السلمي الفقيه قالا وأنا عبد العزيز
الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد أنبأنا أبو زرعة
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي بن
شجاع أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن سليمان وإبراهيم بن محمد بن
ناصر بن صالح قالا حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو أنبأنا أبو نعيم حدثنا
المسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي قال لم يكن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالطويل (3) ولا بالقصير شثن الكفين والقدمين ضخم الرأس
واللحية مشر بحمرة ضخم الكراديس طويل المسربة إذا مشى تكفأ تكفيا كأنما
ينحط من صبب لم أقبله ولا بعده مثله [634] ولم يقل الأكفاني تكفئا

(1) بالأصل وخع: " محمد " خطأ، والخبر في دلائل النبوة للبيهقي 1 / 212.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي، سقطت من الأصل وخع.
(3) بالأصل: " لا بالطويل " والمثبت عن خع.
251

كذا قال أبو نعيم الفضل بن دكين (1) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي
عثمان بن مسلم بن هرمز وخالفه غيره فقال عثمان بن عبد الله بن هرمز وهو
الصواب
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
وأخبرنا أبو علي الحسين بن المظفر بن السبط أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (2) حدثني
أبي (3) وأنبأنا أبو بكر أنبأنا وكيع أنبأنا المسعودي
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين (4) بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار
أنبأنا الفلاس (5) أنبأنا محمد بن أبي عدي (6) عن المسعودي
وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني أنبأنا أبو بكر بن
خلف أنبأنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن محمد الرمادي أخبرنا أبو بكر (7)
محمد بن الحسين القطان (8) أنبأنا علي بن الحسن الهلالي أنبأنا عمار بن (9)
عبد الجبار أنبأنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن وفي حديث
قراتكين حدثني نافع بن جبير زاد أحمد بن مطعم عن علي بن أبي طالب قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس واللحية شثن الكفين
والقدمين ضخم الكراديس (10) مشربا زاد أحمد بن عبد الله وجهه حمرة

(1) بالأصل وخع " زكين " تحريف.
(2) انظر مسند أحمد 1 / 96.
(3) بعدها بالأصل: " وأنبأنا أبو بكر " ولا مكان لها هنا والمثبت يوافق السند كما ورد في مسند أحمد.
(4) بياض بالأصل، وما أثبت عن سند مماثل، وانظر تذكرة الحفاظ 4 / 1275.
(5) الفلاس اسمه عمر وبن علي بن بحر، أبو حفص الفلاس.
(6) مكانها بالأصل " أنبأنا علي " كذا، والمثبت عن المطبوعة (السيرة 1 / 218).
(7) الزيادة عن المطبوعة كذا، ولعله الزيادي كما في الأنساب (الزيادي - القطان) روي عن أبي بكر القطان،
روى عنه أحمد بن خلف وفيه:.
(8) بالأصل " القطاني " تحريف. والصواب عن الأنساب (القطان).
(9) سقطت من الأصل، استدركت عن المطبوعة.
(10) عن مسند أحمد 1 / 96.
252

طويل المسربة إذا مشى تكفأ كأنما يتحدر من صبب ولم أر قبله ولا بعده مثله [636]
ولم يذكر الحلواني وعبد الكريم بن هرمز وليس في حديث عبد الكريم
والقدمين وقال مستثن كذا رواه مسعر بن كدام الهلالي عن عثمان
أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري (1)
أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن (2) الحسن القزويني الزاهد إملاء
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات أنبأنا عبد الله بن محمد بن
ناجية (3) أنبأنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن أنبأنا وكيع بن الجراح
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن النرسي
أنبأنا موسى بن عيسى بن عبد الله السراج أنبأنا عبد الله بن سليمان أنبأنا
الأحمسي يعني محمد (4) بن إسماعيل أنبأنا وكيع عن مسعود عن عثمان بن
عبد الله بن هرمز وقال الدينوري موهب عن نافع بن جبير عن علي قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شثن الكفين ضخم الكراديس [637]
قوله ابن موهب وهم وإنما هو ابن هرمز
ورواه حجاج بن أرطأة النخعي القاضي عن عثمان فلم ينسبه وأدخل عليه بينه
وبين نافع أنبأنا عبد الله المكي
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
وأخبرنا أبو علي بن السبط أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (5) حدثنا أبو

(1) سقط الحديث كله من بدايته إلى هنا من خع.
(2) سقطت من الأصل وخع.
(3) بالأصل " الأعمى " وفي خع: " الا خمس " والصواب ما أثبت. " الأحمسي " انظر الحاشية التالية.
(4) بالأصل وخع " أحمد " تحريف، والصواب ما أثبت " انظر ترجمته في تهذيب التهذيب والكاشف،
والأحمسي: هذه النسبة إلى أحمس طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة.
(5) انظر مسند أحمد 1 / 117.
253

الشعثاء علي بن الحسين (1) بن سليمان أنبأنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان عن
حجاج عن عثمان عن أبي عبد الله المكي عن نافع بن جبير بن مطعم قال سئل
علي عن صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لا قصير ولا طويل مشربا لونه حمرة حسن الشعر رجله
ضخم الكراديس شثن الكفين ضخم الهامة
طويل المسربة إذا مشى تكفأ كأنما
ينحدر (2) من (3) صبب لم أر مثله ولا قبله مثله (صلى الله عليه وسلم) [638]. ورواه عن عبد الملك بن عمير قاضي الكوفة عن نافع
وأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب أنبأنا أبو
الحسين بن أبي نصر أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (4) أنبأنا أبو يعلى
أحمد بن علي بن المثنى الموصلي أنبأنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر
أنبأنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن علي أنه كان إذا وصف
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة عظيم اللحية طويل المسربة
شثن الكفين إذا مشى كأنما يمشي في صبب لم أر مثله قبله ولا بعده (صلى الله عليه وسلم)
وأخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5) أنبأنا أبو
عمرو (6) بن حمدان حينئذ وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أخبرنا (7) ابن
سعدويه أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر المقرئ قالا أنبأنا أبو
يعلى أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن
جبير بن مطعم عن علي أنه وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كان عظيم الهامة أبيض مشربا
حمرة عظيم اللحية ضخم الكراديس شثن الكفين والقدمين طويل المسربة كثير

(1) كذا بالأصل وخع ومسند أحمد، وفي الكاشف 2 / 245 وتهذيب التهذيب " الحسن ".
(2) بالأصل وخع: " يتحدر " والمثبت عن مسند أحمد.
(3) بالأصل وخع " في " والمثبت عن مسند أحمد.
(4) بالأصل وخع: " المنايحي " والمثبت هو الصواب " الميانجي " انظر الأنساب، وهذه النسبة إلى ميانج موضع
بالشام.
(5) بالأصل وخع: " الجيرورودي " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(6) بالأصل وخع " عمر " تحريف والصواب: " عمرو " عن سند مماثل.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والصواب ما أثبت عن سند مماثل (انظر مطبوعة تاريخ دمشق عاصم -
عائد / 254.
254

شعر الرأس زاد ابن حمدان رجلا وقالا يتكفأ في مشيه وقال ابن المقرئ
مشيته كأنما ينحدر (1) من صبب لا طويل ولا قصير لم أر مثله ولا قبله ولا بعده
عليه الصلاة والسلام [640]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
وأخبرنا أبو علي بن السبط قال أنبأنا أبو محمد الجوهري قالا أنبأنا أبو
بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني علي بن حكيم وأبو بكر بن أبي
شيبة وإسماعيل بن موسى (3) الأسدي قالوا أنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن
نافع بن جبير بن مطعم عن علي بن أبي طالب أنه وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كان (4)
عظيم الهامة أبيض مشربا (5) حمرة عظيم اللحية ضخم الكراديس شثن الكفين
والقدمين طويل المسربة كثير شعر الرأس رجله (6) يتكفأ في مشيته كأنما يتحدر (6) في
صبب لا طويل ولا قصير (8) لم أر مثله قبله ولا بعده
رواه غيرهم عن شريك فقال عن نافع عن أبيه
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب
وأخبرنا أبو علي بن السبط أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (9) حدثني أبي
أنبأنا الأسود (10) بن عامر أنبأنا شريك عن ابن عمير قال شريك قلت له عن من يا أبا

(1) بالأصل وخع: " يتحدر " والصواب ما أثبت عن رواية سابقة.
(2) الخبر في مسند أحمد 1 / 116.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي مسند أحمد: ابن بنت السدي.
(4) عن المسند، سقطت من الأصل وخع.
(5) بالأصل وخع: " مشرب " والصواب: مشربا عن المسند.
(6) بالأصل وخع: " رجل " وفي المسند: " راجله " والصواب ما أثبناه.
(7) في المسند " ينحدر ".
(8) عن المسند وبالأصل وخع: القصير.
(9) انظر الخبر في مسند أحمد 1 / 134.
(10) في المسند: أسود، بالأصل وخع: الأسود.
255

عمير عن من حدثه قال عن نافع بن جبير عن أبيه عن علي قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) ضخم
الهامة مشربا (1) حمرة شثن الكفين والقدمين ضخم اللحية طويل المسربة ضخم
الكراديس يمشي في صبب يتكفأ (2) في المشية لا طويل ولا قصير (3) لم أر قبله
مثله ولا بعده [642]
رواه قيس بن الربيع الأسدي عن عبد الملك وزاد فيه جبيرا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي حدثنا محمد بن محمد الباغندي
حدثنا (4) أحمد بن مرزوق حينئذ
وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعد أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنبأنا أبو
بكر (5) محمد بن هارون الروياني أنبأنا أبو معمر قالا أنبأنا أبو داود (6) أنبأنا
قيس عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه (7) قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس واللحية ضخم الكراديس
مشربا حمرة إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد حسن الشعر وقال الروياني
الثغر لم أر قبله مثله وقال ابن مرزوق لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وسلم) [643]
وليس ذكر جبير فيه محفوظا فقد رواه إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي عن
عبد الملك بن عمير فلم يذكره وكذلك رواه صالح بن سعيد (8) عن نافع
وأما حديث إسماعيل

(1) بالأصل وخع: " مشرب " والصواب: مشربا عن المسند.
(2) بالأصل: " متكفيا " والمثبت عن خع والمسند.
(3) في المسند: لا قصير ولا طويل.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(5) بالأصل وخع: " أبو بكر بن " خطأ.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(7) الملاحظ أنه لم يقل " عن علي " والسند مماثل في خع.
(8) سعيد، في التقريب بفتح السين، ويقال بضمها، وهو أرجح.
256

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد (1) الجوهري أنبأنا أبو
القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي أنبأنا محمد (2) بن هارون الختلي أنبأنا مسروق بن المرزبان (3) أنبأنا
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن
عمير عن نافع بن جبير بن مطعم قال وأنبأنا يحيى بن أبي زائدة حدثني إسماعيل بن
أبي خالد عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن مطعم قال وأنبأنا
يحيى بن أبي زائدة قال أخبرني داود بن عبد الرحمن العطار عن ابن جريج عن
صالح بن سعيد عن نافع بن جبير بن مطعم (4) مطعم عن علي (5) يزيد أحدهما
على الآخر في صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم) لا قصيرا (6) ولا طويلا عظيم الرأس
رجله عظيم اللحية مشربا لونه أو قال الوجه حمرة طويل المسربة عظيم
الكراديس شثن الكفين والقدمين يتكفأ إذا مشى تكفيا (7) كأنما يهبط من صبب (8) لم أر
قبله ولا بعده مثله [644]
وأما حديث صالح فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب وأخبرنا أبو
علي بن السبط أنبأنا أبو محمد بن الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني
شريح (10) بن يونس أنبأنا يحيى بن سعد الأموي عن ابن جريج عن صالح بن سعيد
أو سعيد (11) حينئذ

(1) عن خع وبالأصل " أبو بكر " تحريف، وهو أبو محمد الحسن بن علي الجوهري.
(2) بالأصل وخع: " أبو محمد " تحريف.
(3) سقطت من الأصل " المرزباني ".
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(5) بالأصل وخع: " علي بن يزيد " تحريف، والمثبت لاستقامة المعنى والعبارة.
(6) بالأصل وخع: لا قصير ولا طويل.
(7) بالأصل: " إن " والمثبت إذا عن خع.
(8) بالأصل وخع: حديث، والصواب عما سبق من رواية.
(9) مسند أحمد 1 / 116.
(10) الأصل وخع، وفي المسند: " سريج " وهو سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي (انظر تقريب التهذيب).
(11) انظر ما لاحظناه قريبا بشأنه.
257

وأخبرناه أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن
محمد الخفاف أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات قالا أنبأنا
يحيى بن محمد بن صاعد أنبأنا سعيد بن يحيى الأموي حدثني (1) أبي حدثني
ابن جريج عن صالح بن سعيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي رضي الله
تعالى عنه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا قصير ولا طويل عظيم الرأس رجله عظيم
اللحية مشرب حمرة وفي حديث سعيد مشرب في وجهه حمرة طويل المسربة
عظيم الكراديس شثن الكفين والقدمين إذا مشى تكفأ كأنما يهبط من (2) صبب لم أر
قبله ولا بعده مثله
انتهى حديث شريح (3)
قال ابن جريج عن عبد الله بن خالد عن ابن عمر قال تضرب أشفاره وجناته
هذا حديث تميم
وفي حديث الفرضي قال عبد الملك يعني ابن جريج وقال أبو هريرة كان
منشرح الصدر وزاد قال قال عمر قال أبو محمد يعني ابن صاعد هذا غريب من
حديث ابن جريج عن عبد الله بن خالد عن ابن عمر
وروي عن عبد الملك عن ربعي عن علي
أخبرناه أبو علي الحسن علي بن المسلمة السلمي أنبأنا عبد العزيز بن (4)
أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي
دجانة أنبأنا أبو العلاء أحمد بن صالح التميمي أنبأنا محمد بن حميد أنبأنا
إبراهيم بن المختار أنبأنا عنبسة بن الأزهر عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن
علي قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) ضخم الرأس حسن الشعر رجله أبيض الوجه مشرب

(1) بالأصل: " حدثني ابن جريج " والصواب ما أثبت. انظر ترجمة يحيى بن سعيد بن أبان الأموي في
تهذيب التهذيب.
(2) في المسند: " في ".
(3) بالأصل وخع، وفي المسند: " سريج " وهو سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي (انظر تقريب التهذيب).
(4) بالأصل وخع: " أنبأنا " والصواب " ابنا ".
258

وجهه ضخم الكردوس طويل المسربة شثن القدمين والكفين يتكفأ في مشيته كأنما
يهبط من صبب لا قصير ولا طويل لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وسلم) [646]
ورواه عبد الله بن عمران الأنصاري عن علي (1) حينئذ
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
وأخبرنا أبو علي بن السبط أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي (3) أنبأنا
وكيع حدثني مجمع بن يحيى عن عبد الله بن عمران الأنصاري عن علي
والمسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالقصير ولا بالطويل ضخم الراء س واللحية شثن الكف
والقدمين ضخم الكراديس مشربا (4) وجهه حمرة طويل المسربة إذا مشى تكفأ
تكفيا كأنما ينقلع من صخر ولم أر قبله ولا بعده مثله [647]
ورواه عبد الله بن داود الخريبي (5) عن مجمع وأدخل بين ابن (6) عمران وبين
علي رجلا غير مسمى
أخبرناه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو الحسن بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (7) أنبأنا عمرو (8) بن
علي الفلاس أنبأنا عبد الله بن داود أنبأنا مجمع بن يحيى الأنصاري عن

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(2) انظر مسند أحمد 1 / 127.
(3) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المسند.
(4) عن المسند وبالأصل وخع: مشرب.
(5) بالأصل: " الحريني " وفي خع: " الحريني " بدون نقط، والصواب " الخريبي " كما في الأنساب وهذه النسبة
إلى الخريبة وهي محلة مشهورة بالبصرة، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود.
الخبريبي، وهو كوفي نزلها فنسب إليها.
(6) في خع: " أبي ".
(7) عن خع وبالأصل: شهرباز.
(8) بالأصل وخع " عمر " تحريف. انظر تذكرة الحفاظ 2 / 487 والأنساب (الفلاس) وهذه النسبة إلى بيع
الفلوس، ورسمها بالأصل: الغلاس بالغين المعجمة تحريف.
259

عبد الله بن عمران عن رجل من الأنصاري قال سألت علي بن أبي طالب وهو
محتب (1) بحمالة سيفه في مسجد الكوفة عن نعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض اللون مشربا حمرة أدعج (2) العينين سبط (3) الشعر رقيق
المسربة سهل (4) الخدكث اللحية ذا وفرة (5) كأن عنقه إبريق فضة له شعر
يجري من لبته إلى سرته كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره شثن الكفين
والقدمين إذا مشى كأنما يتحدر (6) من صبب وإذا مشى كأنما ينقلع (7) من صخر
وإذا التفت التفت جميعا ليس بالطويل ولا بالقصير ولا الفاجر ولا اللئيم (8) كأن عرقه
في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر (9) لم أر مثله قبله ولا بعده
رواه مسدد (10) بن مسرهد عن الخريبي فقال (11) عن عبد الله بن عمر أو عمران
بالشك ورواه يوسف بن مازن البصري عن علي أو عن رجل عنه
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب
وأخبرنا أبو علي بن السبط أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد (12) حدثني نصر بن علي
أنبأنا نوح بن قيس أنبأنا خالد بن خالد عن يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا
فقال يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي صفلنا فقال كان ليس بالذاهب
طولا وفوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض شديد الوضح ضخم الهامة أغر

(1) بالأصل وخع: " محتبي "، يقال احتبى الرجل إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته (اللسان: حبا).
(2) أدعج العينين: أي شديد سواد العين.
(3) السبط الذي ليس فيه تكسر.
(4) أي سائل الخد، غير مرتفع الوجنتين (اللسان: سهل).
(5) الوفرة: شعر الرأس إلى وصل إلى شحمة الأذن: (اللسان: وفر).
(6) في مختصر ابن منظور 2 / 66 ينحدر.
(7) التقلع الذي يمشي بقوة (دلائل البيهقي 1 / 272).
(8) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي المطبوعة: " ولا العاجز ولا اللسم ".
(9) المسك الأذفر: الذكي الريح.
(10) بالأصل: " مسد عن " كذا، والصواب ما أثبت.
(11) بالأصل: " فقال: عن أبي عبد الله بن عمرو وعمران " والصواب ما أثبت عما سبق، وانظر المطبوعة.
(12) مسند أحمد 2 / 342.
260

أبلج هدب الأشفار شثن الكفين والقدمين إذا مشى يتقلع كأنما يتحدر (1) في صبب
كأن العرق في وجهه اللؤلؤ [649] لم أر قبله ولا بعده مثله بأبي وأمي
قال وحدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي أنبأنا نوح بن قيس
أنبأنا خالد بن خالد عن يوسف بن مازن عن رجل عن علي أنه قيل له انعت لنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كان ليس بالذاهب طولا فذكر مثله سواء
ورواه إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أخبرنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن
المقتدر حدثني أبو الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن يزداد كاتب أبي
حدثني أبي حدثنا علي بن عبد الله بن المدائني (2) حدثني عيسى بن يونس
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم السلمي قالا أنبأنا
عبد الدائم بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنبأنا أبو بكر محمد بن
خريم البزار حدثنا هشام بن عمار عن عيسى بن يونس عن عمرو في حديث هشام
أنبأنا عمر بن عبد الله وقالا مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد (3) قال كان علي
عليه السلام إذا نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (4) لم يكن بالطويل القطط (5) ولا القصير
المتردد (6) وكان ربعة ولم يكن بالجعد زاد هشام من ولد علي أنه حدثه وقالا ولا
السبط كان جعدا رجلا (7) ولم يكن بالمطهم (8) ولا المكلثم (9) كان في الوجه

(1) تقدم في رواية: ينقلع... ينحدر ".
(2) في تذكرة الحفاظ 2 / 427 المديني. وانظر تهذيب التهذيب ترجمة عيسى بن يونس.
(3) زيد في دلائل البيهقي 1 / 269: من ولد علي.
(4) عن خع، سقطت من الأصل.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي 1 / 269: " الممغط " وهو الطويل ليس بالبائن الطول، وقيل هو
الطويل مطلقا كأنه مد مدا في طوله (اللسان - دلائل البيهقي). إ (6) في الأصل وخع: " المترد " والصواب ما أثبت عن البيهقي.
وهو الذي تردد خلقه بعضه على بعض فهو
مجتمع. ليس بسبط الخلق.
(7) زيادة عن البيهقي.
(8) المطهم: البادن الكثير اللحم. وقال الأصمعي: التام كل شئ منه على حدته، فهو بارع الجمال. (1 / 271
البيهقي، اللسان).
(9) المكثلم: المدور الوجه، يقول: فليس كذلك، ولكنه مسنون. (دلائل البيهقي 1 / 271.
261

تدوير أبيض مشربا حمرة أدعج العينين وقال هشام العين أهدب الأشفار جليل
المشاس (1) والكتد (2) ذا (3) مسربة زاد هشام أجرد (4) أجود الناس كفا شثن
الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت (5) جميعا
بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أرحب (6) الناس صدرا وأصدق الناس
لهجة وأوفاهم (7) بذمة وألينهم عريكة (7) من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة
أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله (9) [651]
ورواه زيد بن علي بن الحسين بن علي جد أبيه علي بن أبي طالب وهو منقطع
وإن زيدا لم يدرك عليا
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم السلمي أنبأنا أبو الحسين بن مكي (11) أنبأنا
أبو الحسين (10) عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي جدار الصواف أنبأنا أبو
القاسم الحسين بن محمد بن داود مأمون أنبأنا محمد بن هشام بن أبي خيرة
السدوسي (12) أنبأنا الحسن (13) بن حبيب أنبأنا عمرو (14) بن خالد عن زيد بن علي
قال لما كان علي (15) بين أظهركم بالكوفة وكان جالسا في صحن (16) المسجد حوله ناس

(1) الجليل المشاش: العظيم رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين. (دلائل البيهقي 1 / 271).
(2) الكتد: هو الكاهل وما يليه من الجسد.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن البيهقي.
(4) عن البيهقي والعبارة بالأصل غير واضحة.
(5) عن البيهقي وخع، سقطت من الأصل.
(6) في دلائل البيهقي والمختصر 2 / 67: أجرأ.
(7) في البيهقي: وأوفى الناس بذمة.
(8) بعدها في البيهقي: وأكرمهم عشرة.
(9) رواه البيهقي في الدلائل 1 / 269 - 270 والترمذي في صحيحه 5 / 599.
(10) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(11) في خع: أبو الحسن.
(12) في خع: " السدرمي " تحريف.
(13) عن خع، وبالأصل " الحسين ".
(14) بالأصل وخع: " عمر " تحريف، انظر الكاشف للذهبي 2 / 283 وتقريب التهذيب.
(15) بالأصل وخع: " عليا " تحريف.
(16) بالأصل وخع " صحة " تحريف، والصواب ما أثبت.
262

من أصحاب (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا (2) صف لنا صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنما ننظر
إليها فإنك أحفظنا لذلك وإنا إلى ذلك مشتاقون فرق لذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وغرغرت (3) عيناه ونكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض
اللون مشربا حمرة أدعج العينين سبط الشعر سهل الخدين دقيق (4) العرنين رقيق
المسربة كث (5) اللحية كأنما شعره مع شحمة أذنيه إذا طال كأنما عنقه إبريق فضة
شعرات من لبته إلى سرته يجري كالقضيب شثن الكفين والقدمين إذا مشى كأنما
يتقلع من صخر إذا مشى كأنما يتحدر من صبب وإذا التفت التفت جميعا لم يكن
بالطويل ولا بالقصير ولا بالفاجر ولا باللئيم (6) كأنما عرق في وجهه اللؤلؤ لريح
عرقه أطيب من ريح المسك فلم أر قبله ولا بعده مثله
أخبرنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر وأبو بكر محمد بن هبة الله بن أحمد
بورمرد (7) وأبو الموفق محمد بن أبي بكر بن عبد الرحيم القاضي (8) وأبو سعد
ناصر بن سهل بن (9) أحمد البغدادي أنبأنا البرقاني (10) قالوا حدثنا القاضي أبو
سعيد محمد بسعيد بن محمد الفرخزاذي (11) أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين

(1) سقطت من الأصل وخع. استدركت عن المطبوعة (السيرة 1 / 227).
(2) بالأصل وخع: قال.
(3) بالأصل وخع: وغرغرتا عيناه.
(4) بالأصل وخع: رفيق، واللفظة الثانية واضحة فيهما: والعرنين أول الانف حيث يكون فيه الشمم،
اللسان وفيه: وفي صفته صلى الله عليه وآله وسلم: أقنى العرنين أي الانف، وقيل: رأس الانف.
(5) بالأصل وخع: " أكث ".
(6) وفي رواية: " اللسم " والسم هو السكوت حياء لا عقلا (اللسان).
(7) مكانها بياض بالأصل وخع وما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة (السيرة 1 / 227) وفي المطبوعة أيضا:
" محمد " بدل " أحمد " كما بالأصل وخع.
(8) بياض بالأصل وخع، وفي المطبوعة: " بطابران ".
(9) عن المطبوعة (السيرة 1 / 227) وبالأصل وخع " أنبأنا ".
(10) كذا بالأصل وخع " أنبأنا البرقاني " والمعنى مضطرب، وفي المطبوعة (السيرة 1 / 227) بالنوقان. وطابران
ونوقان: هما بلدتا طوس. أو مدينتاها.
(11) بالأصل وخع: " أبو سعيد بن محمد بن سعد بن محمد الفرحرادي " والمثبت عن المطبوعة (السيرة
1 / 227 عن مشيخة المصنف 2 / 318).
263

البسطامي (1) أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا المقدام بن داود (2)
الرعيني أنبأنا حبيب كانت مالك أنبأنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم
عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بكر الصديق قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واضح الخد [653]
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو
الفضل بن ناصر أنبأنا عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر
أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني أنبأنا أبو بكر بن البرقي أنبأنا أبو محمد بن
أبي السري أنبأنا يحيى بن سعيد (3) الحمصي أنبأنا ابن بشير العبدي عن أبيه أن
ناسا أتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا يا أمير المؤمنين صف لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كأنا نراه فإنا إليه مشتاقون قال كان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض اللون مشربا حمرة أدعج
العينين كث اللحية ذو وفرة رقيق المسربة كأن عنقه إبريق فضة كأنما يجري له
شعر من لبته إلى سرته يجري كالقضيب لم يكن في بطنه ولا في جسده شعر غيره
شثن الأصابع شثن الكفين والقدمين إذا التفت التفت جميعا وإذا مشى كأنما يتقلع
عن صخر وإذا مشى كأنما ينحط (4) في صبب إذا جاء مع القوم غمرهم كأن ريح
عرقه ريح المسك [654] بأبي وأمي لم أر قبله ولا بعده مثله
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر (5) بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث أنبأنا محمد بن سعد (6) أنبأنا

(1) ضبطت بالقلم بالأصل وخع بالضم، وبالنص في الأنساب: بفتح الباء المنوطة بواحدة. وهذه النسبة إلى
بسطام: بلدة بقومس. وفي ياقوت واللباب ضبطت بالكسر. وجزم في اللباب بأن الصواب في البسطامي
بالكسر مطلقا سواء كان بالنسبة إلى البلد أو إلى الجد، والزيادة السابقة عن الأنساب.
(2) بالأصل وخع: " ادد " تحريف.
(3) بالأصل: " أبو يحيى بن أبي سعيد " خطأ والصواب ما أثبتناه انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، كنيته " أبو
زكريا " روى عنه محمد بن أبي السري، والزيادة في الاسم السابق عن تهذيب التهذيب ترجمة يحيى
المذكور.
وفي خع: محمد بن السري، أنبأنا يحيى بن أبي سعيد.
(4) عن خع وبالأصل يتخط.
(5) بالأصل وخع: " أبو الحسن " تحريف والصواب ما أثبت قياسا لسند مماثل.
(6) طبقات ابن سعد 1 / 418.
264

محمد بن عمر الأسلمي حدثني بكير بن مسمار (1) عن زياد مولى سعد قال سألت
سعد بن أبي وقاص هل خضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لا ولا هم به قال كان شيبه في
عنفقته وناصيته لو شاء أعدها لعددتها (2) قلت فما صفته قال كان رجلا ليس
بالطويل ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق (3) ولا بالآدم ولا بالسبط ولا بالقطط
وكانت لحيته حسنة وجبينه صلتا مشربا بحمرة شثن الأصابع شديد سواد الرأس
واللحية [655]
كتب إلي أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن
عبيد الله ثم حدثني أبو أحمد عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي قال
أنبأنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي قال أنبأنا
جدي لأمي أبو القاسم غانم بن محمد وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم أنبأنا أبو
محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أنبأنا يحيى بن حاتم العسكري أنبأنا
بشر بن مهران أنبأنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن
عبد الله بن مسعود قال أول شئ علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدمت مكة في عمومة
لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم (4)
فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة
جعدة إلى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين وكث اللحية
رقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي
على يمينه غلام أبيض (5) حسن الوجه مراهق أو محتلم تقوده (6) امرأة قد سترت
محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم
طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه قلنا يا أبا الفضل إن هذا الدين لم

(1) بالأصل: " شمشار " وفي خع: " سمسار " والمثبت عن ابن سعد.
(2) بالأصل " لاعدها أعدها لعدتها " والصواب عن ابن سعد.
(3) الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شئ من الحمرة، وليس بنير ولكن كلون الجص أو نحوه،
يقول فليس هو كذلك (دلائل البيهقي 1 / 272).
(4) غير واضحة بالأصل وخع، والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 67.
(5) في خع والمختصر: " أمرد " وفي المطبوعة (السيرة 1 / 229): أجرد.
(6) في خع والمختصر: تقفوه.
265

نكن نعرفه فيكم أو شئ حدث قال هذا ابن (1) أخي محمد بن عبد الله والغلام
علي بن أبي طالب والمرأة امرأته خديجة ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا
الدين إلا هؤلاء الثلاثة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
الحسن بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (2) أنبأنا النضر بن طاهر
أنبأنا حفص عن (3) الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال كنت
إذا رأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت كأنه دينار هرقلي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي (5) أنبأنا محمد (6) بن جعفر أنبأنا
عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم زمن ابن عباس
قال وكان يزيد يكتب المصاحف قال فقلت لابن عباس إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
النوم قال ابن عباس فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه
بي فمن رآني في النوم فقد رآني [656] فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي
رأيت قال قلت نعم رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض
حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه
حتى كادت تملأ نحره [* * * *]
قال عوف لا أدري ما كان مع هذا من النعت قال فقال ابن عباس لو رأيته في
اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد أنبأنا الحسين بن الحسن بن حرب (7) أنبأنا

(1) سقطت من الأصل وخع، والزيادة عن المختصر 2 / 68.
(2) بالأصل وخع: " شهرباز " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(3) بالأصل وخع: " بن " تحريف.
(4) مسند أحمد 1 / 361.
(5) الزيادة عن خع والمسند.
(6) بالأصل وخع " أحمد " والمثبت عن المسند.
(7) بالأصل وخع: " الحارث " تحريف والصواب عن تهذيب التهذيب، ترجمته، وانظر الكاشف ترجمته ولم
يذكر في نسبه: " حرب ".
266

عبد الله بن المبارك أنبأنا راشد بن سعد حدثني عمرو بن الحارث عن أبي يونس
مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأن
الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأن
الأرض تطوى له وإنا لنجتهد وإنه لغير مكترث (1)
أخبرناه أعلى من هذا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي (2) أنبأنا أبو
طاهر أحمد بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا ابن قتيبة انا حرملة (3)
أنبأنا ابن وهب أخبرني عمران أنبأنا أبو (4) يونس مولى أبي هريرة حدثه أنه سمعه
يقول ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنما الشمس تجري في وجهه وما
رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنما الأرض تطوى له إنا لنجهد (5)
أنفسنا وإنه غير مكترث (6)
أخبرتنا عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا سعيد بن أحمد بن
محمد بن نعيم العيار أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الرومي أنبأنا أبو
العباس السراج أنبأنا قتيبة بن سعيد أنبأنا ابن لهيعة (7) عن أبي يونس عن أبي
هريرة قال ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأن الشمس تجري في وجهه وما
رأيت أحدا أسرع في مشيته (8) من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنما الأرض تطوى له إنا لنجهد (9)
أنفسنا وإنه لغير مكترث

(1) بدون نقط بالأصل، وفي خع: " مكرد " والمثبت عن المختصر 2 / 68.
(2) في الأصل وخع: " أخبرنا أبو علي بن أحمد الوفا عبد الواحد بن أحمد الشيرازي " والمثبت عن المطبوعة
السيرة 1 / 230.
(3) هو حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي رواية ابن وهب، ويروي عنه ابن قتيبة، وورد
بالأصل وخع: " ابن أبي قتيبة " حذفنا " أبي " لتوافق عبارة الكاشف والتهذيب (ترجمة حرملة فيهما).
(4) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن الرواية السابقة.
(5) بالأصل وخع: " بالتجهد " والصواب عن المختصر.
(6) عن المختصر، وبالأصل وخع: " مكرب ".
(7) بالأصل: " ابن أبي لهيعة " والصواب عن خع.
(8) سقطت من الأصل وخع، والزيادة عما سبق من روايات.
(9) بالأصل وخع: " بالتجهد " والصواب عما سبق أيضا.
267

أخبرنا أبو سعد أحمد بن (1) محمد بن أحمد البغدادي أنبأنا محمود (2) بن
جعفر ومحمد بن أحمد بن إبراهيم قالا أنبأنا الحسن بن علي بن أحمد بن
البغدادي أنبأنا أبو عبد الله بن بلبل الهمذاني (3) أنبأنا العباس الدوري أنبأنا
الحسين بن محمد المروزي أنبأنا ابن أبي ذئب
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن أبي الحديد وأبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب
قالا أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي
علي بن أبي الحديد المصري أنبأنا إبراهيم بن مرزوق أنبأنا عثمان بن عمر أنبأنا ابن
ذئب (4) عن صالح مولى التوأمة قال كان أبو هريرة ينعت لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فيقول كان شبح (5) الذراعين بعيد ما بين المنكبين أهدب أشفار العينين يقبل جميعا
ويدبر جميعا بأبي وأمي لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا بالأسواق وقال ابن
البغدادي في الأسواق [657]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (6) حدثني أبي ثنا أبو النضر (7) أنبأنا ابن
أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة (8) عن أبي هريرة أنه كان ينعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شبح (9) الذراعين أهدب أشفار العينين بعيد ما بين المنكبين يقبل جميعا ويدبر

(1) الزيادة عن المطبوعة السيرة 1 / 231 سقطت من الأصل وخع.
(2) عن المطبوعة وبالأصل " أحمد ".
(3) بالأصل وخع: " أبو عبد الله بن أبي ليلى بن أبي بلبل الهمذاني " والصواب ما أثبت، راجع سير أعلام
النبلاء ترجمته 15 / 234 (91).
(4) بالأصل وخع: " حبيب " والصواب ما أثبت.
(5) أي طويلهما وقيل عريضهما (اللسان).
(6) مسند أحمد 2 / 328.
(7) بالأصل وخع: " حدثني أبي بن أبي ناصر أبو النصر، أنبأنا، أنبأنا ابن أبي ذئب " والصواب عن مسند
أحمد.
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المسند.
(9) بالأصل وخع: " أشح " والمثبت عن المسند.
268

جميعا بأبي وأمي لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق [658]
أخبرنا أبو بكر (2) وجيه بن طاهر الشحامي
أنبأنا أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا أحمد بن الحسن المخلدي أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى
أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمدون أنبأنا أبو حامد قالا أنبأنا
محمد بن يحيى الذهلي حدثنا إسحاق بن إبراهيم يعني الزبيدي حدثني عمرو بن
الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي زاد أبو حامد محمد بن الوليد بن
عامر أخبرني وقال المؤمل عن محمد بن مسلم (3) حينئذ
وأخبرنا في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن حمد أنبأنا أبو علي
الحداد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني (4) أنبأنا
عمرو بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبي نا عمرو بن الحارث (4) أنبأنا عبد الله بن
سالم عن الزبيدي أخبرني محمد بن مسلم (6) الزهري عن سعيد بن المسيب
أنه سمع أبا هريرة رضي الله تعالى عنه يصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كان رجلا ربعة وهو
إلى الطول أقرب شديد البياض زاد الذهلي أسود اللحية حسن الشعر أهدب
أشفار العينين بعيد ما بين المنكبين مفاض الجبين (7) يطأ بقدميه جميعا ليس لها
أخمص وقال الذهلي يقبل جميعا ويدبر جميعا لم أر مثله قبل ولا بعد [659]
رواه معمر عن الزهري ولم يذكر سعيدا
أخبرناه أبو بكر الشحامي أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد بن

(1) عن المسند، وبالأصل وخع: " صخبا " وفي اللسان: رجل صخاب وصخب: شديد الصخب.
(2) بالأصل وخع: دحيية، تحريف والصواب ما أثبت.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة السيرة 1 / 232.
(4) العبارة بالأصل وخع: " أنبأنا عبد، أنبأنا عمرو أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عمرو بن الحارث " والصواب
عن المعجم الصغير للطبراني 1 / 259 والدلائل للبيهقي 1 / 217.
(5) بالأصل وخع: " الزبيري " خطأ والصواب الزبيدي، يعني إسحاق بن إبراهيم زبريق. عن دلائل البيهقي
1 / 217.
(6) بالأصل وخع: " سالم " والصواب ما أثبت (البيهقي 1 / 217).
(7) أي واسع الجبين.
269

حمدون أنبأنا أبو (1) حامد أحمد بن محمد أنبأنا محمد بن يحيى الذهلي أنبأنا
عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري قال سئل أبو (2) هريرة عن صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال (3) أحسن الصفة وأجملها (4) كان ربعة إلى الطول أقرب (5) ما هو بعيد ما بين
المنكبين أسيل الخدين شديد سواد الشعر أكحل العينين أهدب الأشفار إذا
وطئ بقدمه وطئ بكلها ليس لها أخمص إذا وضع رداءه على منكبيه كأنه سبيكة
فضة وإذا ضحك كان يتلألأ في الجدر لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وسلم) (6) [660]
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد (7) أنبأنا محمد بن عمر حدثني عبد الملك عن سعيد بن عبيد السباق عن أبي
هريرة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شثن الكفين (8) والقدمين ضخم الساقين عظيم
الساعد (9) ضخم العضدين ضخم المنكبين بعيد ما بين المنكبين رحب الصدر
رجل الرأس أهدب العينين حسن الفم حسن اللحية تام الاذنين ربعة من القوم
لا طويلا ولا قصيرا (10) أحسن الناس لونا يقبل معا ويدبر معا لم أر مثله ولم أسمع
بمثله [661]
أخبرنا سعد بن البغدادي أنبأنا أبو منصور محمد (11) بن أحمد بن شكرويه وأبو
المظفر محمود بن جعفر الكوسج وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد القفال قراءة وأبو

(1) سقطت من الأصل وخع.
(2) بالأصل وخع: " أبي " خطأ.
(3) الخبر في دلائل البيهقي 1 / 275.
(4) بالأصل وأجمله: والصواب عن خع والبيهقي.
(5) لفظة " أقرب " سقطت من البيهقي.
(6) الزيادة عن البيهقي، و " مثله " موجودة في خع.
(7) طبقات ابن سعد 1 / 415.
(8) في ابن سعد: القدمين والكفين.
(9) في ابن سعد: الساعدين.
(10) بالأصل وخع: لا طويل ولا قصير.
(11) بالأصل وخع: " أخبرنا سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو النصر، أنبأنا أبو منصور أنبأنا محمد " والصواب ما
أثبت.
270

بكر محمود وأبو القاسم علي ابنا (1) أحمد بن علي السمسار حضورا قالوا أخبرنا
إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله أنبأنا عبد الله بن محمد بن زياد أنبأنا
أحمد بن (2) سعيد بن صخر أنبأنا النضر (3) بن شميل أنبأنا صالح بن أبي الأخضر
عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنما صيغ من
فضة رجل الشعر مفاض البطن عظيم مشاش المنكبين يطأ بقدميه جميعا إذا أقبل
أقبل جميعا وإذا أدبر أدبر جميعا
رواه محمد بن يحيى الذهلي عن إسحاق بن راهويه عن النضر [662]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل
وإسماعيل بن عبد الله بن محمد بن أبي القاسم القاري وفاطمة بنت علي بن الحسن
قالوا أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد الباقر أخبرنا أبو العباس بن إسماعيل بن
عبد الله بن محمد (4) بن ميكال أنبأنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال أنبأنا زاهر بن
نوح أنبأنا عيسى (5) بن الوليد قال سمعت صالحا يقول عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض كأنما صيغ من فضة عظيم ما بين المنكبين
مفاض البطن رجل الشعر إذا ولى ولى جميعا وإذا أقبل أقبل جميعا
أخبرنا أبو محمد الآبنوسي إجازة وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أخبرنا (6) أحمد بن علي بن الحسن
أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي أنبأنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا
عبد الله فروخ (7) أخبرني أسامة بن زيد أخبرني موسى بن مسلم (8) مولى لبني

(1) بالأصل وخع " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل وخع " أنبأنا " والصواب " بن " وهو من الرواة عن النضر بن شميل، انظر الحاشية التالية.
(3) بالأصل وخع: " نصر " والصواب: " النضر بن شميل " انظر ترجمته في تهذيب التهذيب والكاشف للذهبي.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع والزيادة عن المطبوعة 1 / 234 نقلا عن سير أعلام النبلاء.
(5) كذا بالأصل وخع، وصححه في المطبوعة: عمرو.
(6) سقطت من الأصل وخع.
(7) مكانها بياض بالأصل وخع واستدركت عن تهذيب التهذيب (ترجمته وفيه: عبد الله بن فروخ
الخراساني.. روي عن أسامة بن زيد... وعنه سعيد بن أبي مريم).
(8) بالأصل وخع: " أسلم " تحريف، والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب، وفيه أنه مولى بنت قارظ.
271

قارظ قال كان أبو هريرة إذا حدثنا يقول أبيض الكشحين (1) أهدب الشفر إذا أقبل
أقبل جميعا وإذا أدبر أدبر جميعا لم تر عيني قبله مثله ولا بعده
رواه ابن (2) المبارك عن أسامة فقال أخبرني أبو موسى بن مسلم (3) مولى
ابنة قارظ [663]
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري وأبو سعد
محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالوا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل
أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا عبد الله بن عثمان أنبأنا
عبد الله بن المبارك أنبأنا أسامة بن زيد أخبرني موسى بن مسلم مولى بنت قارظ
عن أبي هريرة أنه ربما كان حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيقول أحدثي أهدب الشفرين أبيض
الكشحين إذا أقبل أقبل جميعا وإذا أدبر أدبر جميعا لم تر عيني مثله ولن تراه [664]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الشروطي عنه قال
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد اللخمي أنبأنا أبو زرعة أنبأنا
يحيى بن صالح الوحاظي قال وأنبأنا عبد الله بن الحصين المصيصي أنبأنا محمد بن
بكار وقالا أنبأنا سعيد بن بشير عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي
هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ضخم الكفين ضخم القدمين حمرة
الوجه حسن الوجه لم أر مثله قبله ولا بعده ما مشى مع أحد إلا طاله [665]
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد (4)
وعبد الرحمن بن مندة وأبو منصور بن شكرويه وأبو الطيب محمد بن أحمد بن
إبراهيم سلة

(1) الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن (اللسان: كشح).
(2) سقطت من الأصل وخع.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المطبوعة السيرة 1 / 235.
(4) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو بكر المظفر أنبأنا محمود بن جعفر بن محمود " والصواب عن سير أعلام النبلاء
18 / 449 (233).
(5) كذا بالأصل وخع.
272

ح وأخبرتنا أم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد اللبنانية بأصبهان قالت أخبرنا
أبو الطيب سلمة قالوا أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي أنبأنا
أبي (1) أنبأنا أبو حاتم الرازي أنبأنا رجاء ابن السدي حدثني حمزة بن الحارث بن
عمير حدثني أبي عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي
هريرة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه متكئا فجاء رجل من أهل البادية فقال أيكم
ابن عبد المطلب فقالوا هذا الأمعز (2) المرتفق (3) قال فدنا منه وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
مشربا حمرة [666]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنبأنا أبو طاهر بن محمود
ومنصور بن الحسين قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد
النيسابوري الأعرج على باب أبي يعلى الموصلي أنبأنا إسحاق بن عبد الله النيسابوري
الخشك
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن
علي بن محمد وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي
قالا أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنبأنا أبو حاتم
مكي بن عبدان أنبأنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين قالوا أنبأنا أبو حفص بن
عبد الله عن مسعر بن كدام عن ربيعة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ربعة من القوم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وكان أزهر ليس بالأبيض الأمهق ولا
بالآدم وكان رجل الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعث وهو ابن أربعين فأقام
بمكة عشرا وبالمدينة عشرا ومات وهو ابن ستين وليس في رأسه ولا لحيته عشرون
شعرة بيضاء
وتقاربا في اللفظ [667]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو محمد

(1) بالأصل: " أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو حاتم " والعبارات المثبتة توافق عبارة خع.
(2) في اللسان " معز " الرجل المعز: الجاد في أمره. قال الأزهري: والرجل الماعز: الرجل الشهم.
(3) المرتفق: أي المتكئ على المرفقة وهي الوسادة.
273

بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد أنبأنا أبو زرعة (1) أنبأنا يحيى بن
صالح أنبأنا سليمان بن بلال أنبأنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن (2) أنه سمع أنس بن
مالك ينعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنعته ما شاء الله تعالى ان ينعته ثم قال أنس كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالقصير ولا بالطويل أزهر ليس بالآدم ولا أبيض أمهق رجل
الشعر ليس بالسبط ولا الجعد القطط ليس بالسبط ولا بالجعد ولا القطط مكرر (3)
انتهى [668]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبراني (4) أنبأنا أبو طالب
محمد بن علي بن الفتح العشاري (5) أنبأنا محمد بن أحمد بن شمعون أنبأنا محمد بن
جعفر بن أحمد بن يزيد أبو بكر أنبأنا حماد بن الحسن بن عنبسة أنبأنا أبو عامر (6)
أنبأنا إبراهيم بن طهمان عن ربيعة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربعة من
القوم ليس بالبائن الطويل ولا بالقصير ولا بالسبط نزل عليه وهو ابن أربعين فأقام
بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفي وهو ابن ستين سنة ليس في رأسه ولحيته عشرون
شعرة بيضاء [669]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالوا
أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
جميع أنبأنا محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصلحي (7) أنبأنا إبراهيم بن أحمد

(1) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو صالح، أنبأنا سليمان، أنبأنا ابن أبي بلال، نبأنا ابن أبي ربيعة... ".
والصواب ما أثبتنا انظر التهذيب ترجمة أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، يروي عن يحيى بن صالح.
وترجمة يحيى بن صالح وفيه: يروي عن سليمان بن بلال. ويروي عنه أبو زرعة الدمشقي.
وترجمة سليمان بن بلال: وفيه يروي عن ربيعة.
(2) كذا ورد بالأصل وخع، والعبارة مكررة.
(3) الحديث كله مكرر بالأصل وخع والسند فيهما مضطرب مشوش، والصواب ما أثبتناه انظر الحاشية قبل
السابقة.
(4) كذا، وفي سير أعلام النبلاء 19 / 593 (343) ابن الطبر، أبو القاسم البغدادي الحريري.
(5) العشاري بضم العين، هذه النسبة لأبي طالب...، هذا لقب جده، لأنه كان طويلا فقيل له العشاري
لذلك. (الأنساب).
(6) هو أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو.
(7) الصلحي بكسر الصاد والحاء المهملتين بينهما اللام ساكنة، هذه النسبة إلى فم الصلح، وهي بلدة على
دجلة بأعلى واسط، بينهما خمسة فراسخ.
274

الحراني أنبأنا محمد بن سليمان بن أبي داود القرشي أنبأنا سابق البربري عن ربيعة بن
أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام كان ربعة من القوم
ليس بالطويل البائن ولا بالقصير كان رجل الشعر ليس بالسبط ولا بالجعد القطط
كان أزهر ليس بالأحمر ولا بالأبيض الأمهق بعث على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا
وبالمدينة عشرا وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة
بيضاء [670]
هذا حديث غريب من حديث سابق الرقي الشاعر المعروف بالبربري (1) عن
ربيعة وهو صحيح من حديث ربيعة رواه عن مالك وإسماعيل بن جعفر ووقع إلي
عاليا من حديثهما
فأما حديث مالك
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا
أنبأنا عبد الدائم القطان
أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أبو بكر بن خريم أنبأنا هشام بن عمار
قال قالا وقال لي مالك بن أنس وحدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق ولا
بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله تبارك وتعالى على رأس أربعين سنة
وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء
وهذا مما لم يسمعه هشام بن عمار من (2) مالك وإنما هو له إجازة منه [671]
قال بعثه الله تبارك وتعالى على رأس أربعين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون
شعرة بيضاء وهذا مما لم يسمعه هشام بن عمار بن مالك وإنما هو له إجازة منه
مكرر (3)

(1) غير مقروءة بالأصل وخع، والصواب عن السند السابق، في الخبر.
(2) بالأصل وخع " بن " تحريف.
(3) كذا بالأصل وخع مكرر.
275

وأخبرناه أبو محمد السيدي الفقيه أنبأنا أبو عثمان البحيري (1) أنبأنا زاهر بن
أحمد السرخسي أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد أنبأنا أبو مصعب أنبأنا مالك عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس
بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم وليس بالجعد القطط
ولا بالسبط بعثه الله تعالى على رأسه أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر
سنين وتوفاه الله صلوات الله ورضوانه ورحمته عليه على رأس ستين سنة وليس في
رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء [672]
وأما حديث إسماعيل
فأخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (2) أنبأنا أبو طاهر
محمد بن الفضل بن خزيمة أخبرنا أبو (3) الأعز قراتكين بن الأسعد البغدادي أنبأنا
أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص بن شاهين قراءة عليه قالا حدثنا علي بن
عبد الله بن مبشر الواسطي أنبأنا عبد الحميد بن بيان السكري
قال وأنبأنا عمرو أبو جعفر بن حمدان الموصلي نا ما شاء الله بن دينار
قالا (4) أنبأنا خالد بن عبد الله عن حميد عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أسمر اللون
لم يقل ابن مبشر في حديثه اللون
قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث خالد الطحان
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري (5) أنبأنا أبو سعد (6) الجنزرودي (7) أنبأنا أبو
عمرو بن حمدان

(1) بالأصل وخع: " البختري " والصواب ما أثبتناه عن الأنساب (البحيري) وهو أبو عثمان سعيد بن محمد بن
أحمد البحيري.
(2) بالأصل وخع " الحيززودي " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى جنزروذ، بذال معجمة، قرية من قرى
نيسابور، منها محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي الأديب (أبو سعة " (ياقوت: معجم البلدان).
(3) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن تذكرة الحفاظ.
(4) بالأصل وخع: " قال ".
(5) عن خع وبالأصل: اليشيري.
(6) بالأصل وخع: " سعيد " تحريف، انظر ما سبق.
(7) بالأصل وخع: " الجيرزوردي " تحريف. والصواب عما سبق.
276

وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت ناصر قالت
أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو موسى محمد بن المثنى
وأخبرنا أبو نصر منصور بن أحمد بن منصور الطوسي الخطيبي وأنبأنا أبو
القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو الحسن علي (1) بن محمد بن جعفر الطوسي (2)
أنبأنا (3) أبو معاذ شاه (4) بن عبد الرحمن ومحمد بن ما هو الهرمي (5) أنبأنا أبو
الحسين علي بن عبد الله بن دينار بن مبشر الواسطي أنبأنا أبو موسى أنبأنا
عبد الوهاب أنبأنا حميد عن أنس قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربعة حسن الجسم وقال
الشحامي الوجه ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وكان شعره عليه الصلاة والسلام
ليس بجعد ولا سبط أسمر اللون إذا مشى يتوكأ [674]
أخبرنا أبو المظفر أنبأنا أبو سعد أنبأنا عمرو
وأخبرتنا فاطمة قالت أنبأنا إبراهيم أنبأنا أبو بكر
قالا وأنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو وهب (6) بن بقية أنبأنا خالد عن حميد عن
أنس قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا بالطويل ولا بالقصير شعره إلى شحمة أذنيه ليس
بالجعد ولا بالسبط إذا مشى كأنه يتوكأ كان لون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسمر إنما كانت
السمرة تعتري وجهه (صلى الله عليه وسلم) لكثرة مقابلته للشمس [675]
وفي حديث ربيعة الصحيح الذي تقدم ذكره أنه كان أبيض
وفي حديث آخر كان أنور المتجرد أي أبيض الجسم هنا (7) موضع حديثين
الأسقامي (8)

(1) الزيادة عن سير أعلام النبلاء 18 / 238 (114) وفيها أبو الحسن بدل " أبو الحسين " كما في الأصل وخع.
(2) في سير أعلام النبلاء " الطريثيثي " وفي خع: الطوسي، كالأصل.
(3) قبلها الأصل وخع، وبعد لفظة الطوسي: " أنبأنا الحسين " كذا حذفناها بما يوافق عبارة سير أعلام النبلاء
في ترجمة الطريثيثي السابق وفيها: حدث عن أبي معاذ الشاه.
(4) الزيادة عن سير أعلام النبلاء 18 / 238 ترجمة الطريثيثي المتقدم. ومكانها بالأصل وخع بياض مقدار
كلمة.
(5) كذا بالأصل وخع، ولم أحله.
(6) بالأصل وخع: " أبو وهبة " تحريف، والصواب عن الكاشف وتهذيب التهذيب ومطبوعة تاريخ ابن عساكر
(عاصم - عائذ / 864).
(7) (8) كذا وردت هذه العبارة هنا بالأصل وخع، وسقطت من المطبوعة والمختصر.
277

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري وأخبرنا أبو محمد
عبد العزيز بن الحسن علي بن أبي صابر الناقد أنبأنا أبو حبيب العباس بن أحمد بن
محمد البرقي أنبأنا عبد الأعلى أنبأنا معتمر عن حميد عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) قال كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أحسن الناس قواما وأحسن
الناس وجها وأحسن الناس لونا وأطيب الناس ريحا وألين الناس كفا ما شممت
رائحة قط مسكة ولا عنبرة أطيب رائحة منه ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كفه
عليه الصلاة والسلام وكان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ولا
الجعد ولا السبط (2) إذا مشا أظنه قال تكفأ [676]
أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه وأخبرني أبو
المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني عنه أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن
الحسن بن جرير الدشتي (3) أنبأنا أبو بكر أحمد بن هشام بن حميد الحصري
بالبصرة أنبأنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب أنبأنا علي بن عاصم أنبأنا
حميد الطويل سمعت أنس بن مالك يقول ما شممت ريحة مسكة ولا عنبرة أطيب قط
منه من ريح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان له جمة إلى شحمة أذنيه وكانت لحيته قد ملأت من
هاهنا إلى هاهنا وأرانا علي بن عاصم وأمر بيديه على عارضيه كان إذا مشى كأنه
يتكئ أو قال كأنه يتكفأ وكان ربعة لا بالطويل ولا بالقصير وكان أبيض بياضه إلى
السمرة أو قال بياضا إلى السمرة [677]
أخبرنا أبو القاسم الحسيني الخطيب أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
يحيى بن سلوان وأخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر أنبأنا محمد بن عبد الله
الجوهري أنبأنا محمد بن هشام بن ملاس أنبأنا مروان بن معاوية أنبأنا حميد

(1) هنا بياض بالأصل مقدار نصف سطر - عدة كلمات. ونفس العبارة في خع ولم يترك بياضا، ولعل قوله:
" قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " مزيدة والأفضل حذفها فالعبارة التالية بعد تابعة لقوله: عن أنس قال، انظر
المختصر 2 / 70 والمطبوعة السيرة 1 / 239.
(2) كذا وردت العبارة بين معكوفتين مكررة بالأصل وخع.
(3) الدشتي بفتح الدال المهملة وسكون الشين، هذه النسبة إلى قرية يقال لها دشتى من قرى أصبهان.
(الأنساب) وفي ياقوت: الدشت بفتح أوله وسكون ثانيه.
278

الطويل عن أنس بن مالك قال ما شممت رائحة قط مسك ولا عنبر أطيب من رائحة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا مسست شيئا قط خزة ولا حريرة ألين ولا أحسن من كف
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل وأبو الحسن علي بن
محمد بن الحسين البوشنجيان (1) وأبو القاسم عبد الجبار بن محمد بن أبي القاسم
القاسمي بهراة قالوا أنبأنا أبو المظفر (2) موسى بن عمران بن محمد الأنصاري
أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي العلوي أنبأنا أبو حامد أحمد بن
محمد بن يحيى بن بلال البزاز (4) أنبأنا أحمد بن حفص بن عبد الله (5) حدثني
أبي (6) حدثني إبراهيم بن طهمان عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال لم يكن
النبي (صلى الله عليه وسلم) بالآدم ولا الأبيض شديد البياض فوق الربعة ودون الطويل كان من أحسن
من (7) رأيت من خلق الله تبارك وتعالى وأطيبه ريحا وألينه كفا ليس بالجعد الشديد أو
قال بالجعد شديد الجعودة وكان عليه الصلاة والسلام يرسل شعره إلى أنصاف أذنيه
وكان يتوكأ إذا مشى [678]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصمد بن
محمد بن تميم وأبو القاسم عبد الرزاق بن عبد الله بن الفضل
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم السلمي أنبأنا الحسين بن محمد الحنائي (8)

(1) بالأصل وخع " أبو سيحنان " والصواب ما أثبت، وفي المطبوعة: " البوسنجيان " بالسين المهملة.
(2) بالأصل وخع: " أبو المظفر بن موسى " تحريف، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
18 / 530 (270) وهو موسى بن عمران بن محمد بن إسحاق بن يزيد، أبو المظفر الأنصاري النيسابوري.
(3) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا أبو الحسين " كذا ولا محل للعبارة، حذفناها ففي ترجمة أبي المظفر السابق في
سير أعلام النبلاء يروي عن أبي الحسن محمد بن داود العلوي.
(4) في خع: البزار.
(5) بالأصل وخع: " حفص بن أحمد بن عبد الله " خطأ والصواب عن تهذيب التهذيب انظر فيه ترجمة أبي
حامد البزار، وأحمد بن حفص بن عبد الله.
(6) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل والسياق اقتضى استدراكها، فإبراهيم بن طهمان يروي عن حفص بن
عبد الله، والد أحمد، وأحمد يروي عن أبيه انظر ترجمة حفص بن عبد الله في تهذيب التهذيب 1 / 560،
وترجمة إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني تهذيب التهذيب 1 / 85.
(7) عن خع وبالأصل " ما " تحريف.
(8) الحنائي بالكسر، هذه النسبة إلى الحناء: تصنيعه وشراؤه وبيعه.
279

قالوا أنبأنا أبو بكر الحنائي أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد (1) الجصاص أنبأنا
يعقوب بن عبيد الله (2) أنبأنا يزيد أنبأنا حميد (3) عن أنس قال ما شممت ريحا
قط مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا مسست حرة ولا حريرة ألين من
كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصمد بن
محمد وأبو القاسم عبد الرزاق بن عبد الله قالا أنبأنا أبو بكر الحنائي أنبأنا
يعقوب بن حمدان (4) بن أحمد أنبأنا إسحاق بن عبدوس أنبأنا الحارث أنبأنا
عبد الله بن بكير أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال أخذت أم سليم بيدي مقدم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فقالت يا رسول الله هذا أنس غلام كاتب (5) يخدمك قال
فخدمته تسع سنين فما قال لشئ صنعت أسأت ولا بئس ما صنعت ولا مسست
شيئا قط خزا ولا حريرا ألين من كفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا شممت رائحة قط مسكا ولا
عنبرا أطيب من رائحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي (6) الأستاذ أبو القاسم أنبأنا أبو
الحسين أحمد بن محمد الخفاف
وأخبرنا أبو العباس السراج أنبأنا
عبد الجبار بن العلاء وزياد بن أيوب واللفظ لعبد الجبار بن العلاء قالا أنبأنا سفيان عن الزهري عن أنس قال آخر نظرة نظرها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين كشف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الستارة والناس صفوف خلف أبي
بكر فأشار إليهم أن امكثوا وألقى السجف وهلك من آخر يومه فرأيت وجهه كأنه
ورقة مصحف

(1) بالأصل وخع: " يوسف بن يعقوب بن أحمد " والصواب عن ميزان الاعتدال 4 / 453 وسير أعلام النبلاء
15 / 296 وفيه أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد والجصاص: هذه النسبة إلى العمل بالجص
وتبييض الجدران.
(2) كذا بالأصل وخع وفي الأنساب (النهر تيري): عبيد: حدث عنه يزيد بن هارون.
(3) عن خع، سقطت من الأصل.
(4) كذا بالأصل وخع، وهو يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد كما في سير أعلام النبلاء وقد تقدم.
(5) بالأصل: " كانت تخدمك " والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 70.
(6) بالأصل وخع: " أبو " الصواب ما أثبت.
280

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي أنبأنا عبد العزيز الكتاني (1)
أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الرازي (2) الداراني قراءة قالا أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا خيثمة إملاء
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا
أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة قراءة عليه أنبأنا هلال بن العلاء (3) أنبأنا
حسين بن عياش أنبأنا فرات عن (4) الفروي يعني إسحاق بن عبد الله عن
يزيد بن (5) عبد الله بن أسامة عن أنس بن مالك عن صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الوجه
أبيض كث اللحية ضخم الهامة أحمر المآقي (6) هدب الأشفار شثن الكفين
والقدمين ضخم الساقين لطيف المسربة ليس بالقصير ولا بالطويل وهو إلى الطول
أقرب منه إلى القصر كثير العرق إذا مشى يتقلع كأنه يمشي في صعد لم أر قبله ولا
بعده مثله فداء له أبي وأمي وذكر أنه مات النبي عليه الصلاة والسلام وما في رأسه
ولحيته عشرون شعرة بيضاء [679]
وفي حديث ابن أبي العلاء بعد قوله في صعد لم أر مثله قبله ولا بعده (صلى الله عليه وسلم) وما
في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن (7)
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن

(1) بعدها بالأصل وخع: " أبو القاسم القطان، عبارة مقحمة حذفناها، كنية عبد العزيز " أبو محمد ".
(2) كذا بالأصل وخع ورد " الرازي " في عامود نسبه، وسقطت من نسبه في تاريخ داريا للخولاني ص 118
وفيه: أبو الحسين عبيد الله بن هشام بن سوار العنسي الداراني ابناه: أبو القاسم عبيد الله وأبو
الفضل،... كتب عنهما عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر.
(3) بالأصل وخع: " هلال أنبأنا ابن أبي العلاء " والصواب ما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء ترجمة هلال
13 / 309 (143).
(4) بالأصل وخع: " قرأت على " والصواب ما أثبت.
(5) بالأصل وخع: " أبو " تحريف.
(6) بالأصل وخع: " الأماقي " تحريف.
(7) عن خع، سقطت من الأصل.
281

محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (1) نا عمرو بن
علي أنبأنا أحمد
وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا عبد الرحمن (2) بن أحمد الرازي أنبأنا
جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنبأنا محمد بن هارون الروياني أنبأنا محمد بن بشار
وقالوا أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق قال سمعت
البراء بن أبي إسحاق وفي حديث الروياني بن عازب قال كان وفي حديث البراء
يقول كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا مربوعا بعيد ما بين منكبيه عظيم الجمة إلى شحمته
وفي حديث الروياني وجمته إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط
أحسن منه (3)
رواه مسلم عن أبي زاهر عن بندار (4)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد (5) الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن
المظفر أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان أنبأنا علي بن الحسين الدرهمي أنبأنا
أمية بن خالد أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا
مربوعا عظيم عريض ما بين المنكبين كث اللحية تعلوه حمرة جمته إلى شحمة
أذنيه في حلة ما رأيت قبله ولا بعده أحسن منه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر بن خلف المغربي أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله الجوزقي قال أنبأنا [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر وأبو بكر وجيه ابنا (6) طاهر بن محمد
قالا أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد أنبأنا أبو زكريا يحيى بن

(1) اللفظة محرفة بالأصل وخع، والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(2) بالأصل وخع: عبد الرحيم.
(3) دلائل البيهقي 1 / 222.
(4) مسلم 43 كتاب الفضائل باب صفة النبي صفحة (1818) عن أبي موسى، وبندار كلاهما عن غندر، ثلاثتهم
عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء.
(5) بالأصل " أبو محمد " تحريف، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(6) بالأصل وخع " دحية " تحريف.
282

إسماعيل بن يحيى الحربي (1) ح قال حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن أنبأنا
عبد الله بن هاشم أنبأنا وكيع أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق ج قال سمعت البراء
يقول انتهى حينئذ
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) أنبأنا وكيع قال أنبأنا سفيان عن
أبي إسحاق عن البراء قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين ليس بالقصير وليس (3)
بالطويل وقال أحمد بن حنبل والجوزقي ولا بالطويل [680]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا وكيع
أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد الله عبد الرحمن الهندي (4) مولى القاضي (5)
أبي منصور محمد بن إسماعيل اليعقوبي ببوشنج (6) أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن
علي بن خلف بن شعبة الحافظ بالبصرة أنبأنا القاضي أبو القاسم بن جعفر بن
عبد الواحد الهاشمي أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حماد الأثرم المقرئ أنبأنا
علي (7) بن حرب الطائي أنبأنا وكيع أنبأنا سفيان أنبأنا وكيع أنبأنا سفيان
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو عمرو (8) بن مندة وإبراهيم بن
محمد بن إبراهيم قالا أنبأنا إبراهيم بن عبد الله أنبأنا أبو بكر النيسابوري أنبأنا

(1) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف والصواب ما أثبتنا. باعتبار ما سيأتي " قالا ".
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو زكريا، أنبأنا يحيى بن محمد بن إسماعيل بن يحيى الحرقي " تحريف والصواب
ما أثبتناه انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 543 (397).
(2) مسند أحمد 4 / 290.
(3) عن خع وبالأصل: " ولا " وما سيأتي عن ابن حنبل يؤكد صحة ما أثبتناه عن خع.
(4) بالأصل وخع: " أخبرنا أبو عبد الله الفراري الحسين بختيار بن عبد الله بن عبد الرحمن السهمي
عبد الرحمن الهندي " والصواب أثبتناه عن الأنساب (الهندي).
(5) بالأصل وخع: " مولى القاضي أنبأنا أبي " والصواب عن الأنساب أيضا، وفيه عتيق بدل مولى.
(6) بالأصل وخع: " ببوسنج " والصواب عن ياقوت معجم البلدان.
(7) بالأصل وخع: " عمرو " تحريف والصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(8) عن خع وبالأصل " عمر ".
283

حاجب بن سليمان أنبأنا وكيع عن الثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب
قال ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له شعر يضرب
منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن (1) بالقصير ولا بالطويل انتهى (2)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن
محمد العيار أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر الخفاف أنبأنا أبو حامد أحمد بن
محمد بن الحسن أنبأنا ابن الأزهر أنبأنا إسحاق بن منصور الذي يقال له السلولي
أنبأنا إبراهيم بن (3) يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت
البراء بن عازب يقول قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس وجها (4) وأحسنهم خلقا ليس
بالطويل ولا بالقصير (صلى الله عليه وسلم) [681]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو بكر
الجوزقي أنبأنا أبو حامد بن الشرقي أنبأنا أبو الأزهر أنبأنا إسحاق بن منصور الذي
يقال له السلولي أنبأنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق
قال سمعت البراء بن عازب قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس وجها وأحسنهم
خلقا (5) ليس بالطويل ولا بالقصير (صلى الله عليه وسلم) [682]
أخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ (6) على إبراهيم بن منصور
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نا (7) محمد يعني أبا كريب أنبأنا
إسحاق بن منصور قال (8) قرئ على إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق
قال سمعت البراء يقول كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا (9) أو

(1) كذا بالأصل وخع. والصواب " لم يك ".
(2) راجع مسند أحمد 4 / 290.
(3) بالأصل وخع: " إبراهيم بن يونس بن يوسف بن أبي إسحاق " والصواب عن الكاشف للذهبي، وانظر
تهذيب التهذيب (ترجمته فيهما).
(4) في خع: " رحما " تحريف.
(5) في خع: " خلقا وخلقا " وفي المطبوعة السيرة 1 / 245 " خلقا أو خلقا ".
(6) بالأصل وخع: " قرأ " تحريف.
(7) سقطت من الأصل وخع.
(8) بالأصل وخع: " قالت: قرأ " والصواب ما أثبت.
(9) في خع: خلقا وخلقا.
284

خلقا ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير
مكرر (1) [683]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي أنبأنا أسود (3) بن عامر أنبأنا
إسرائيل أنبأنا أبو (4) إسحاق
قال وأنبأنا يحيى بن أبي بكير (5) أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء يقول ما رأيت أحدا من خلق الله تبارك وتعالى أحسن من حلة حمراء من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأن جمته لتقرب إلى منكبيه
قال ابن أبي بكير (6) لتضرب قريبا من منكبيه وقد سمعته يحدث به مرارا ما
حدث به قط إلا ضحك
قال أنبأنا أحمد (7) وأنبأنا يعلى أنبأنا الأحلج عن أبي إسحاق عن البراء بن
عازب قال ما رأيت رجلا قط أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حلة حمراء
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل بن أحمد الرازي أنبأنا جعفر بن
عبد الله بن يعقوب أنبأنا محمد بن هارون الروياني أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا
يحيى بن أبي بكير (8) أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال
سمعته يقول ما رأيت أحدا من خلق الله تبارك وتعالى أحسن في حلة حمراء من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن شعره ليضرب قريبا من منكبيه قال وسمعته يحدث به مرارا ما
حدث به قط إلا ضحك

(1) كذا بالأصل وخع مكرر.
(2) مسند أحمد 4 / 295.
(3) الأصل وخع: " سويد " والمثبت عن المسند.
(4) الزيادة عن المسند.
(5) عن المسند، بالأصل وخع: " بكسر " تحريف، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(6) بالأصل وخع: " قال: أنبأنا ابن أبي بكر " تحريف، والمثبت عن المسند..
(7) يعني أحمد بن حنبل، انظر المسند 4 / 303.
(8) الأصل وخع: " بكر " والصواب ما أثبت عما سبق من رواية.
285

أخبرنا أبو بكر الفرضي وأبو الأعز قراتكين بن الأسعد قالا أنبأنا أبو محمد
الجوهري
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو القاسم التنوخي
قالا أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي (1) الخرقي (2)
أنبأنا قاسم بن زكريا المطرز أنبأنا معاذ بن شعبة أنبأنا الجراح بن مليح أبو وكيع
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو القاسم (3) التنوخي أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن محمد الأبهري الفقيه أنبأنا يوسف بن يعقوب أنبأنا زكريا بن
يحيى أنبأنا وكيع (4) عن أبي إسحاق عن البراء قال ما رأيت ذا لمة في حلة حمراء
أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا أن في حديث قراتكين معاذ بن سعيد وهو وهم
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5) أنبأنا أبو
عمرو بن حمدان
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت (6) قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا
حاضرة (7) قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا زكريا بن (8) يحيى أنبأنا وكيع (9) عن أبي إسحاق
عن البراء قال ما رأيت ذا لمة في حلة أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو سعد بن (10) البغدادي أنبأنا محمود بن جعفر ومحمد بن

(1) بالأصل وخع: " أحمد " تحريف، انظر الحاشية التالية.
(2) بالأصل " الحرقي " وفي خع: " الخرفي " والصواب ما أثبت عن الأنساب (الخرقي) وهذه النسبة بكسر الخاء
وفتح الراء، إلى بيع الثياب والخرق منهم جماعة ببغداد وبأصبهان، منهم أبو القاسم عبد العزيز بن
جعفر بن محمد بن عبد الحميد الخرقي المعروف بابن حمدي، من أهل بغداد.
(3) سقطت من الأصل وخع.
(4) كذا بالأصل وخع والصواب " أبو وكيع " راجع ترجمته (الجراح بن مليح) في تهذيب التهذيب.
(5) بالأصل وخع " " أبو سعيد الجيروردي " تحريف والصواب ما أثبت، وقد تقدم مرارا.
(6) بالأصل وخع: " قال: قرأ " والصواب ما أثبت.
(7) بالأصل وخع: " إجازة " ولعل الصواب ما أثبتنا.
(8) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف والصواب ما أثبتنا.
(9) الزيادة عن خع، وبالأصل " سعيد " تحريف والصواب عن خع.
286

أحمد بن إبراهيم سلمة قالا أنبأنا أبو علي الحسين (1) بن علي بن البغدادي
أنبأنا أبي أنبأنا أبو حاتم الرازي أنبأنا عمرو بن نافع (2) بن رافع بن الفرات أنبأنا
عبد الوهاب بن معاوية عن زيد العمي عن أبي عن إسحاق الهمذاني عن البراء بن
عازب قال خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حلة حمراء أحسن الناس وجها أشد (3)
بياضا له لمة (4) من حلة تضرب منكبيه ليس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالطويل الذاهب ولا
بالقصير معتدل الخلق عريض ما بين المنكبين [684]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد الصريفيني (5) أنبأنا أبو
القاسم بن حبابة أنبأنا أبو القاسم البغوي
وأخبرنا ابن المظفر بن القشيري أنبأنا أبو عثمان البحيري أنبأنا أبو علي
زاهر بن أحمد (6) أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا محرز وأبو بكر بن أبي شيبة قالا
أنبأنا شريك
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي (7) أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي
أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا داود بن عمرو أنبأنا شريك بن
عبد الله النخعي عن أبي إسحاق حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي بن أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري (8) وأبو نصر محمد بن محمد الزينبي

(1) بالأصل وخع " الحسن " صححت عن سير أعلام النبلاء ترجمة محمود بن جعفر 18 / 449 (233).
(2) في خع: " رافع ".
(3) بالأصل " شديد " والصواب عن هامش خع.
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة السيرة 1 / 247.
(5) بالأصل وخع: الصيرفيني " تحريف والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان -
الأنساب).
(6) بالأصل وخع: " أبو علي بن زاهر أحمد ".
(7) الأصل وخع: " المرزقي " تحريف، والصواب ما أثبتناه وهذه النسبة إلى المزرفة (انظر معجم البلدان -
الأنساب).
(8) بالأصل وخع: " التستري " تحريف والصواب ما أثبتناه عما سبق قياسا لسند مماثل.
287

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن بنت
الشكري حينئذ
وأخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الملك بن رضوان أنبأنا أبو القاسم البسري (1)
قالوا (2) أنبأنا أبو طاهر المخلص
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن
الرويح (3) قالا أنبأنا أبو (4) الحسين بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن أخي
ميمي قالا أنبأنا أبو القاسم البغوي
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن
حمدان
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا
حاضرة أنبأنا أبو بكر المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى قال حدثنا (5) محرز (6) بن عون
أنبأنا شريك عن أبي (7) إسحاق عن البراء قال ما رأيت زاد ابن أخي ميمي أحدا
وقالوا أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مترجلا في حرة حمراء وفي حديث أبي يعلى ما
رأيت أحدا في حلة حمراء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مترجلا وكان له شعر قريب من أذنيه أو
قال منكبيه الشك من أبي الفضل محرز
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (8) أنبأنا أبو (9)
القاسم التنوخي أنبأنا

(1) بالأصل وخع: " التستري " والصواب ما أثبتناه عما سبق.
(2) بالأصل وخع: " قال ".
(3) بالأصل وخع: " أبو المعالي أنبأنا أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن أخي ميمي "
والمثبت عن المطبوعة.
(4) سقطت من الأصل وخع.
(5) سقطت من الأصل وخع، انظر الحاشية التالية.
(6) بالأصل وخع: " عمرو " خطأ. والصواب عن تهذيب التهذيب (ترجمة محرز)، وفي المطبوعة السيرة
1 / 248 " عوف " تحريف والصواب ما أثبت راجع التهذيب.
(7) سقطت من الأصل وخع، والزيادة عما سبق.
(8) بالأصل وخع " الحسين " تحريف والصواب ما أثبتناه عن سند مماثل سابق.
(9) سقطت من الأصل وخع.
288

محمد بن عبد الله بن محمد الأبهري الفقيه أنبأنا يوسف بن يعقوب بواسط أنبأنا
زكريا بن يحيى بن (1) حمويه
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الأديب أنبأنا أبو عمرو بن
حمدان
وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت (2) قرئ على إبراهيم أنبأنا ابن (3)
المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا زكريا وفي حديث ابن المقرئ أنبأنا ابن حمويه
أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال ما رأيت أحدا في حلة حمراء مترجلا أجمل
من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان له شعر قريب من منكبيه
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأناه أبو الحسن
علي بن عمرو (4) بن سهل بن حبيب بن كلاب بن حماد بن إبراهيم نزار بن حاتم
السلمي المعروف بالحريري (5) قراءة عليه (6) وأنا أسمع أنبأنا محمد (7) بن رياح
الكوفي أنبأنا أبو جعفر أنبأنا عباد بن يعقوب أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن
البراء قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حلة حمراء مترجلا فما رأيت أحدا كان أجمل
منه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أبو القاسم بن
البسري (8) وأبو نصر محمد بن محمد الهاشمي الزينبي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين
الأنماطي

(1) بالأصل وخع: " بن " بدون واو، تحريف، انظر ما يأتي في السند التالي.
(2) بالأصل وخع: " قالت: قرأت، قالت: قرئ " كذا، والصواب ما أثبت.
(3) بالأصل وخع " أبو " تحريف، والمثبت عن إسناد مماثل.
(4) بالأصل وخع: " عمر " تحريف والصواب عن تاريخ بغداد 12 / 21 ترجمة علي أبي الحسن.
(5) بالأصل وخع: " المعروف أنبأنا الجريري " والصواب ما أثبت، عن ترجمته بتاريخ بغداد.
(6) بعدها بالأصل وخع: " وأنبأنا إسماعيل " تحريف، أثبتنا ما وافق عبارة المطبوعة السيرة 1 / 248.
(7) بالأصل وخع: " أحمد " والصواب " محمد " عن المطبوعة.
(8) بالأصل وخع " البستري " والصواب ما أثبت وقد تقدم، قياسا لسند مماثل.
289

وأخبرنا أبو المظفر محمد بن محمد بن زريق أنبأنا أبو نصر محمد بن
محمد (1) بن علي بن العباسي قالوا أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن
محمد أنبأنا أبو منصور بن أبي مسافر التركي أنبأنا روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن
البراء قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شديد البياض كثير الشعر يضرب شعره (2)
منكبيه [686]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (3) أنبأنا
عمرو بن علي الفلاس أنبأنا أبو داود حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال قال رجل
للبراء كان وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديدا مثل السيف فقال البراء لا بل كان مثل
القمر
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الفضل
عبيد الله (4) بن عبد الرحمن بن محمد الزهري أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك
الكوفي سنة ثلاثمائة أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس (5) اليربوعي (6) أنبأنا زهير بن
معاوية أنبأنا أبو إسحاق قال قال رجل للبراء كان وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديدا مثل
السيف فقال لا ولكنه كان مثل القمر
أخبرنا أبو القاسم عبد الله وأبو الحسن علي (7) ابنا
حمزة بن إسماعيل بن حمزة بن حمزة الموسويان وأبو النصر (8) عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان

(1) بالأصل وخع " أحمد " والصواب عن الأنساب (الزيني) وتاريخ بغداد 3 / 238.
(2) بالأصل وخع: " شعر " والمثبت عن المطبوعة السيرة 1 / 249.
(3) بالأصل وخع: " شهرباز " تحريف، والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(4) بالأصل وخع: " عبد الله " تحريف والصواب عن الأنساب (الزهري).
(5) عن خع وبالأصل " مونس " تحريف، انظر ترجمته في الأنساب (اليربوعي).
(6) اليربوعي بفتح الياء وسكون الراء وضم الباء هذه النسبة إلى بني يربوع، وهو بطن من بني ميم (الأنساب:
اليربوعي).
(7) بالا وخع " أنبأنا " تحريف والصواب ما أثبتناه انظر ترجمة علي سير الاعلام 20 / 394 (268).
(8) بالأصل وخع: " وأبو النصر عبد الله عبد الرحمن " والصواب عن سير أعلام النبلاء 20 / 298 (202) وفيها
أبو النضر بالضاد المعجمة.
290

القاضي (1) وأنبأنا أبو الفتح محمد بن الموفق بن محمد الجرجاني المعدلان (2) وأبو
نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العباس الأشكيدباني وأبو جعفر محمد بن
علي بن الطبري المشاط الفقيهان وأنبأنا أبو المظفر عبد الناظر (3) بن عبد الرحيم بن
عبد الله بن أبي بكر السقطي المقرئ وأبو عبد الله عبد الرفيع بن عبد الله بن أبي
اليسر الضراب الصيرفي بهراة قالوا أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل (4)
الواسطي أنبأنا أبو علي (5) منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي أنبأنا أبو
الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن مكرم بن حسان البغدادي
أنبأنا أحمد بن محمد بن داود السكري أنبأنا محمد بن خالد بن خليد الحنفي أنبأنا
خلف بن ياسين الزيات عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ما رأيت
أحسن شعرا ولا أحسن بشرا في ثوبين أحمرين من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (6) حدثني شجاع بن مخلد (7) أنبأنا أبو الفضل
أنبأنا عباد بن العوام عن الحجاج عن سماك هو ابن حرب (8)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري (9) وأحمد بن
أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القصاري أنبأنا أبي
قالوا أنبأنا إسماعيل بن الحسن الصرصري حينئذ

(1) في سير الاعلام "، الفامي " ولم يرد في ترجمته فيها أنه كان قاضيا (وانظر الأنساب الفامي أيضا) فلعله
تحرفت من الفامي إلى القاضي.
(2) بالأصل وخع: المعدل المعدلان.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة السيرة 1 / 250 " الفاطر ".
(4) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة نقلا عن المشيخة: سهل.
(5) بالأصل: " أبو بكر علي بن منصور " والصواب عن خع.
(6) مسند أحمد 5 / 97.
(7) بالأصل: " مخلد أنبأنا أبو الفضل " والصواب عن خع.
(8) زيادة عن المسند.
(9) بالأصل وخع: " التستري " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
291

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا عاصم بن أحمد بن الحسن أنبأنا أبو
عمر بن (1) مهدي قالوا أنبأنا أبو عبد الله المحاملي أنبأنا علي بن مسلم أنبأنا
عباد بن العوام أنبأنا حجاج بن أرطأة عن سماك بن حرب
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعد
الجنزرودي (2) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
وأخبرتنا فاطمة (3) أم المحتبي بن ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور السلمي (4) وأنا حاضرة أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا عباد بن العوام عن حجاج
عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان في ساقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حموشة (5) وكان لا
يضحك إلا متبسما وكنت وقال ابن حمدان وكان إذا نظرت إليه قلت أكحل
العينين وليس بأكحل [688]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأنا أبو سعد
الجنزرودي (6) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور قراءة وأنا حاضرة
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي أنبأنا عبد الرحيم زاد
ابن (7) المقرئ بن سليمان أنبأنا حجاج بن أرطأة عن سماك زاد ابن
حمدان بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) حمش الساقين إذا رأيته قلت

(1) سقطت من الأصل وخع.
(2) بالأصل وخع: " الجيرودي " تحريف، والصواب ما أثبتناه عن سند مماثل.
(3) بالأصل وخع: " فاطمة أم البهاء المجتبى " والصواب ما أثبت، وقد مرت كثيرا.
(4) بالأصل وخع: " الكيمي " تحريف. والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 73.
(5) حموشة: الدقة. حمش الساقين أي دقيقهما (اللسان).
(6) بالأصل وخع: " أبو سعيد الجيروردي " تحريف والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
292

أكحل وليس بأكحل لا يضحك إلا متبسما (1) (2) [689]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا محمد بن علي بن محمد الخشاب أنبأنا
الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي أنبأنا أبو بكر بن حمدون أنبأنا إسماعيل بن
حمدوية البيكندي (3) أنبأنا عبد الله بن عثمان بن جبلة (4) أنبأنا أبي (5) عن شعبة عن
سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضليع الفم أشكل العين
منهوش العقب قلت لسماك ما أشكل العين قال النادام حتيم (6)
أخبرنا عاليا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (7) حدثني أبو عمرو العنبري (8) عبيد الله بن معاذ
أنبأنا أبي أنا شعبة عن سماك قال سألت جابر بن سمرة عن صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كان
أشكل العين ضليع الفم منهوش (9) العقب (10)
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (11) حدثني أبي أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا شعبة عن
سماك عن جابر بن سمرة
وأخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن

(1) في المطبوعة: تبسما.
(2) الحديث في دلائل البيهقي 1 / 212 وأخرجه الترمذي في المناقب ح: 3645).
(3) البيكندي بفتح فسكون ففتح نسبة إلى بيكند بلدة بين بخاري وجيحون على مرحلة من بخاري (الأنساب).
(4) بالأصل وخع: " حنبلة " والصواب ما أثبت. انظر الكاشف للذهبي.
(5) بالأصل وخع: " أنبأنا أبي عمرو ".
(6) بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي 1 / 211: " بادأم جثم " وفي المستدرك 2 / 602 " بادحيثم " قال في
(7) مسند أحمد 5 / 97.
(8) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا عبيد الله " والصواب عن المسند.
(9) كذا بالأصل وخع، وفي المسند: " منهوس ".
(10) بعدها بياض بالأصل مقدار سطرين، ومقدار خمسة أسطر في خع. ولم يظهر ذلك في المطبوعة ولم يشر
محققها إلى نقص ما بالأصول التي اعتمدها، فالكلام متصل فيها.
(11) مسند أحمد 5 / 103.
293

محمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر بن شهريار (1) أنبأنا عمرو بن علي الفلاس أنبأنا محمد
يعني ابن جعفر أنبأنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضليع الفم أشكل العين وفي حديث الجوهري العينين منهوش
العقبين وفي حديث الجوهري العقب
قلت لسماك ما ضليع الفم قال عظيم الفم قلت ما أشكل العين قال طويل
شفر (2) وقال الجوهري شق العين (3) قلت ما منهوش العقب قال قليل لحم
العقب
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو منصور وأبو نصر أحمد بن رضوان وأبو
علي الحسين (4) بن المظفر بن السبط وأبو غالب بن البنا قالوا أخبرنا أبو محمد
الجوهري أنبأنا أبو بكر المالكي أنبأنا أبو علي (5) بشر بن موسى الأسدي أنبأنا
خلف بن الوليد البصري بمكة عن إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة
يقول كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد شمط مقدم رأسه ولحيته فإذا أدهن (6) وامتشط وإذا
شعث رأيته مبينا وكان كثير شعر الرأس واللحية فقال رجل وجهه مثل السيف قال
لا وجهه مثل القمر قال لا وجهه مثل الشمس زاد ابن السبط وابن البنا والقمر
مستديرا ورأيت خاتمه (7) عند غضروف (8) كتفه (9) مثل بيض (10) الحمامة

(1) بالأصل وخع: " شهرباز " والصواب ما أثبت وقد مر كثيرا.
(2) بالأصل " شقر " وفي خع: " شعر " والمثبت عن المسند.
(3) زيادة عن المطبوعة، وفي خع: شق العينين.
قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء، وغلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء، ونقله أبو
عبيد وجميع أصحاب الغريب: الشكلة في العين حمزة في بياض العينين وهو محمود.
(4) بالأصل وخع: " الحسين " والصواب ما أثبت.
(5) بالأصل: " أنبأنا أبو عالم علي بن بشر " والصواب عن تذكرة الحفاظ 2 / 611.
(6) بالأصل وخع: " أزهر وأسقط " كذا، والصواب المثبت عن المسند 5 / 104 ودلائل البيهقي 1 / 235 وفيهما
" ومشطه "، و " امتشط " عن المطبوعة.
وزيد في الدلائل: " لم يستبن ".
(7) زيادة عن دلائل البيهقي 1 / 235.
(8) غير واضحة بالأصل وخع، والصواب عن المطبوعة.
(9) في الدلائل: كتفيه.
(10) في الدلائل: بيضة.
294

يشبه (1) جسده صلى الله عليه وآله وسلم [692]
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي أنبأنا أبو علي وأبو الحسين ابنا
أبي نصر (2) أنبأنا يوسف بن القاسم الميانجي (3) أنبأنا أبو محمد القاسم بن
جعفر بن أحمد بن عمران الشيباني
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أخبرنا (4) أبو بكر البيهقي وأبو يعلى إسحاق بن
عبد الرحمن الصابوني
وأخبرنا أبو حفص (5) عمر بن محمد الفرغولي (6) وأبو سعيد عبد الله بن
مسعود بن محمد بن منصور بن عميد (7) خراسان [* * * *]
قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي قالوا أنبأنا أبو طاهر
محمد بن محمد بن محمش (8) الفقيه أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن
بلال البزاز
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا محمود (9) بن جعفر الكوسج ومحمد بن
أحمد بن إبراهيم قالا أنبأنا أبو علي (10) الحسن بن علي أحمد أنبأنا أبو أسيد وهو

(1) عن الدلائل وبالأصل وخع: يثب.
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو علي والحسين أنبأنا أبي نصر " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة
1 / 253.
(3) بالأصل وخع: " المنائحي " والصواب عن الأنساب (الميانجي) هذه النسبة إلى ميانج موضع بالشام.
(4) سقطت من الأصل.
(5) بالأصل وخع: " جعفر " تحريف والصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
(6) بالأصل وخع " الفروعي " تحريف، والصواب: " الفرغولي " كما في الأنساب، وهذه النسبة إلى فرغول قال
السمعاني: وظني أنها قرية من قرى دهستان والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن بن محمد بن الحسن بن
علي بن إبراهيم الفرغولي.
(7) بالأصل وخع " عبد " والصواب عن المطبوعة نقلا عن المشيخة.
(8) سقطت من الأصل واستدركت عن سير أعلام النبلاء 17 / 276 وضبطت اللفظة عن التبصير 4 / 1265.
(9) بالأصل وخع " أبو " محمد بن جعفر " تحريف والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 449.
(10) بالأصل وخع: " أبو بكر بن علي بن الحسن بن لعي... " والصواب ما أثبت، انظر تذكرة الحفاظ 3 / 1029.
وتاريخ أصبهان 1 / 274.
295

أحمد بن محمد بن أسيد المديني قالوا أنبأنا محمد بن إسماعيل بن سمرة وفي
حديث ابن أسيد الأحمسي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور (1) الدقاق أنبأنا
سفيان أنبأنا وكيع قالا أنبأنا المحاربي أنبأنا وفي حديث ابن الحنائي أنبأنا
عبد الرحمن بن محمد عن (2) أشعث عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال رأيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث ابن الحنائي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ليلة إضحيان (3) وعليه حلة
حمراء وفي حديث سفيان بن وكيع رأيت على النبي (صلى الله عليه وسلم) حلة حمراء في (4) ليلة
إضحيان فجعلت أنظر إليه وإلى القمر فهو كان في عيني أحسن من القمر (5)
ولم يقل سفيان والصابوني كان قالا (6) فلهو أحسن
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأنا أبو سعد
الجنزرودي (7) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
وأخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا الحسن بن حماد زاد ابن
المقرئ الكوفي حدثنا المحاربي قال سمعت وفي حديث ابن حمدان حدثنا
أشعث بن سوار يذكر عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء فكنت أنظر إليه وإلى القمر فهو كان في عيني أحسن
من القمر وقال ابن حمدان أزين من القمر (8)

(1) بالأصل وخع: " سيار " والصواب ما أثبت راجع تاريخ بغداد 4 / 225 وشذرات الذهب 2 / 266.
(2) بالأصل وخع " بن " تحريف والصواب عن دلائل البيهقي 1 / 196.
(3) يعني مقمرة، ويوم إضحيان يعني مضئ لا غيم فيه (اللسان: ضحا).
(4) بالأصل: " حلة حمراء ليلة إضحيان " حذفنا " في " من أول العبارة وأضفناها ليستقيم المعنى.
(5) الحديث في دلائل البيهقي 1 / 196 وأخرجه الترمذي في كتاب الأدب ح 2811 ج 5 / 118.
(6) زيادة اقتضاها السياق.
(7) بالأصل وخع: " الجيروردي " والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(8) الزيادة عن خع.
296

أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب قال
سعيد (1) حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي (2) أنبأنا القاسم بن غصن عن الأشعث
عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ليلة إضحيان وعليه
حلة حمراء فجعلت أماثل بينه وبين القمر فكان في عيني أحسن من القمر (3)
تفرد به أشعث بن سوار الكندي الكوفي المعروف بالأثرم وبالأفرق عن أبي إسحاق عمرو بن
إسحاق السبيعي عن جابر بن سمرة والمحفوظ حديث أبي إسحاق
عن البراء وقد تقدم
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو نصر بن رضوان وأبو علي بن (4) السبط
وأبو غالب بن البنا قالوا أخبرنا الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا أحمد بن
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عاصم وقال بعضهم عاصم بن قيس بن عاصم
المقرئ (5) البصري أنبأنا عثمان بن الهيثم بن جهم المؤذن أنبأنا عوف الأعرابي (6)
عن الحسن عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة إضحيان وعليه حلة
حمراء فكنت أنظر إليه وإلى القمر فكان في عيني أزين من القمر
كذا قال ورواه غيره عن عثمان بن الهيثم فقال عن سمرة بن جندب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم عبد (7) الرحمن بن

(1) كذا بالأصل وخع والمطبوعة، وفي الدلائل: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني محمد بن عبد العزيز
بإسقاط سعيد بين يعقوب ومحمد.
(2) غير مقروءة بالأصل وخع، والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 196.
(3) قوله: فكان... إلى هنا سقط من دلائل البيهقي.
(4) سقطت من الأصل وخع.
(5) الأصل وخع، وفي المطبوعة: المنقري.
(6) بالأصل وخع: " عوف بن الأعرابي " وهو عوف بن أبي جميلة العبدي، المعروف بالأعرابي (تهذيب
التهذيب).
(7) بالأصل وخع: " وعبد " خطأ والصواب عن الأنساب (الزجاجي ".
297

أحمد (1) بن علي بن عبد الله بن منصور الزجاجي الطبري أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن
محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن خلف بن أيوب
البزار المعروف بالسابح (2) أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله المنقري القيسي (3)
البصري أنبأنا عثمان بن الهيثم المؤذن عن عوف عن الحسن عن سمرة بن (4)
جندب قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء فكنت أنظر إليه وإلى
القمر فلهو في عيني أزين (5) من القمر
وهو وهم وإنما المحفوظ حديث ابن سمرة
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري
أخبرنا أبو عبد الله محمد وأبو منصور أحمد ابنا (6) محمد بن أحمد السلال
قالا أنبأنا محمد بن وشاح
قالا أنبأنا عمر بن محمد بن عثمان أنبأنا عبد الله بن سليمان أنبأنا أبو عمير
عيسى بن محمد بن النحاس أنبأنا أيوب بن سويد أنبأنا سفيان عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله قال ما رأيت أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حلة حمراء
قال ابن شاهين تفرد به أيوب بن سويد
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمرو بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد (7) أنبأنا
محمد بن عمر حدثني فروة بن زبيد (8) عن بشير مولى المازنيين (9) عن جابر بن

(1) بالأصل وخع: " حمدان " والصواب ما أثبت، انظر ما سبق.
(2) بالأصل وخع: " السايح " والصواب ما أثبت عن الأنساب (السابح) وهذه النسبة إلى السباحة في الماء.
(3) بالأصل " العيني " والمثبت عن خع.
(4) بالأصل وخع: " عن " خطأ.
(5) بالأصل " أزهي " والمثبت عن خع.
(6) بالأصل " أنبأنا " ومثله في خع، والصواب ما أثبتنا، وبالأصل: " أحمد بن محمد " والصواب محمد بن
أحمد، انظر سير أعلام النبلاء 20 / 75 (46).
(7) طبقات ابن سعد 1 / 418.
(8) بالأصل وخع: " زيد " والمثبت عن ابن سعد.
(9) في ابن سعد: المأربيين.
298

عبد الله قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أبيض مشربا بحمرة شثن الكفين والقدمين (1) ليس بالطويل
ولا بالقصير ولا بالسبط ولا بالجعد إذا مشى هرول الناس وراءه لا يرى مثله أبدا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي أنبأنا علي بن أحمد بن
محمد الواحدي أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل أنبأنا أحمد بن سلمان
الحربي (2) أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا وكيع عن
شعبة عن محارب بن دثار (3) عن جابر (4) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال هبط علي جبريل
فقال يا محمد الله يقرئك (5) السلام ويقول لك حبيبي إني كسوت حسن (6) يوسف
من نور الكرسي وكسوت حسن وجهك من نور عرشي [* * * *]
محمد بن عبد الله بن إبراهيم مجهول والحديث منكر [693]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (7) أنبأنا عبد الله بن
محمد بن عبد الله قال أنبأنا أبو عمرو (8) محمد بن أحمد بن حمدان قال عن ابن
شيرويه (9) أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأنا وهب بن جرير قال سمعت أبي
يحدث عن قتادة عن أنس بن مالك قال (10) كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضخم الكفين
والقدمين كثير العرق ولم أر بعده مثله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا أنبأنا

(1) في ابن سعد: ششن الأصابع.
(2) عن خع وبالأصل: الحراني.
(3) بالأصل وخع: " دينار " تحريف، والصواب ما أثبت، محارب بضم الميم، ودثار بكسر الدال، يروي عن
جابر، يروي عنه شعبة (الكاشف - تهذيب التهذيب).
(4) بالأصل وخع: " خالد " تحريف انظر الحاشية السابقة.
(5) في مختصر ابن منظور 2 / 71: إن الله يقرأ عليك السلام.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(7) بالأصل وخع: " الجيرودي " والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(8) بالأصل وخع: " أبو عمرو بن محمد " تحريف، والصواب ما أثبت.
(9) كذا بالأصل وخع: " أبو عمرو بن محمد " تحريف، والصواب ما أثبت.
في الأنساب وانظر ترجمته أيضا في سير أعلام النبلاء 14 / 166 (69).
(10) بعدها بالأصل وخع: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ".
299

أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن حدثنا (1) أبو بكر
محمد بن خريم أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا محمد بن شعيب أخبرني عثمان بن أبي
العاتكة عن علي بن يزيد الهلالي أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحيم (2) عن أبي
أمامة الباهلي قال جاءني أعرابي فقال حل (3) لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانعته لي قلت إنه
رجل أبيض يخالطه حمرة جعد أدعج سائل (4) الأطراف ذو مناكب إذا التفت
التفت جميعا كثير شعر الذراعين والمنكبين على منكبه الأيمن خاتم النبوة وإن من
الرجال لمن هو أطول منه وإن من الرجال لمن هو أقصر منه إذا مشا تكفأ شديدا
تشمر الإزار إزاره أسفل من ركبته بثلاث أو أربع أصابع عليه برد من هذه اليمانية (5)
الغلاظ يقال له السحولي (6) متأبطه من صغره
قال وأنبأنا هشام أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن
أبيه عن رجل من الأنصار أن رجلا من بني عامر بن صعصعة قال لأبي أمامة الباهلي
صف لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض تعلوه حمرة (7) أدعج
العينين أهدب الأشفار شثن الأطراف ذا مسربة عظيم الهامة كثير الشعر كأن
شعره اللؤلؤ أعنق (8) الناس أديم وجه ولم أر مثله قبله ولا بعده في الرجال من هو
أطول منه وفي الرجال من هو أقصر منه إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد وإذا
التفت التفت جميعا منفتق (9) الخاصرة لا أخمص له يطأ على قدميه (10) جميعا

(1) بالأصل وخع: " بن أبي بكر بن محمد بن حزام بن هشام " والصواب المثبت عن المطبوعة السيرة
1 / 257.
(2) كذا بالأصل وخع وفي تهذيب التهذيب: عبد الرحمن.
(3) يعني صفه لي، وصف حليته، والحلية: الصفة.
(4) بالأصل وخع: " ساير " تحريف والصواب ما أثبت (عن اللسان سيل).
(5) بالأصل وخع: " الثمانية العلانية " كذا. والمثبت يوافق المطبوعة.
(6) السحولي هذه النسبة إلى سحول وهي قرية - قال السمعاني: فيما أظن باليمن. وإليها الثياب
السحولية، يعني البيض. (انظر الأنساب - ومعجم البلدان: سحول).
(7) عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(8) أي طويل العنق، غليظه) اللسان).
(9) أي متسع الحاضرة، وهذا محمود في الرجال، مذموم في النساء (اللسان).
(10) في مختصر ابن منظور 2 / 72 يطأ على قدمه كلها.
300

عليه سحوليتان (1) إزاره تحت ركبتيه بأربع أصابع (2) ورداءه إذا تعطف به لم يحط
به فهو واضعه تحت إبطه بين كتفيه خاتم النبوة وهو أقرب إلى كتفه الأيمن
قال (3) قال فبينا أنا أستقرئ الرجال إذا أنا بموكب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا هو
قائم وفي يده سوط طويل فأخذت بخطام راحلته فاستيقظ (4) فضربني بالسوط
ضربة ونزل العباس فقلت والذي بعثك بالحق ما جئت أبغيك سوءا قال آلله
فقلت آلله فقرع راحلته فبركت ثم نزل فوضع رداءه بين شعبي (5) الرحل ثم
أعطاني السوط وقال اقتد قلت منك لا والذي بعثك بالحق ما جئت إلا أسألك
أي عمل يدخل الله تعالى به العبد الجنة قال تقول العدل وتعطي الفضل قلت لا
أطيق ذلك قال فأفش (6) السلام وأطب (7) الكلام قلت لا هذا أطيق فقال هل
لك من ذود قلت نعم قلت لي ثلاثة ذود (8) قال فخذ بعيرا منها فاسق عليه
أهل بيت لا يشربون الماء إلا غبا (9) قال فلعلك لا تنضي بعيرك ولا يتخرق
سقاؤك (10) حتى يدخلك الله تعالى الجنة [694] انتهى [* * * *]
وقد روي ذلك عن أبي أمامة من وجه آخر
أخبرناه أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري
أنبأنا أبو عمرو بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن

(1) انظر ما لاحظناه قريبا، وقد تكون هذه النسبة إلى السحول بالفتح وهو القصار لأنه يسحلها ويغسلها - يعني
الثياب -.
(2) بالأصل وخع: " صعد " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) في المختصر: قال: فقدمت عرفات، قال: فبينما.
(4) كذا بالأصل وخع والمختصر، لعله عنى: فانتبه، أو أنه كان نائما (وقد تقدم: وإذا هو قائم، لعل
الصواب: نائم بدل قائم) فيزول التساؤل.
(5) في المختصر: شعبتي الرحل.
(6) بالأصل وخع: " فأفشي " تحريف والصواب ما أثبت.
(7) عن خع، وبالأصل " وأطيب " خطأ.
(8) بالأصل وخع: " دود " بالدال المهملة في الموضعين، والصواب ما أثبت. والذود: القطيع من الإبل
الثلاث إلى التسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشر. (اللسان).
(9) الغب: ورد يوم وظم ء يوم آخر، وقيل هو ليوم وليلتين (اللسان: غبب).
(10) بالأصل وخع " شقاؤك خطأ، والسقاء: القربة.
301

سعد أنبأنا قدامة بن محمد المدني حدثتني أم فاطمة بنت مضرح
وأخبرنا عاليا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد
الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب حدثنا محمد بن هارون
الروياني حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأنا قدامة قال وحدثتني فاطمة
عن جدها خشرم بن يسار أن رجلا من بني عامر أتى أبا أمامة الباهلي فقال يا أبا أمامة
إنك رجل عربي إذا وصفت شيئا شفيت منه فصف لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى كأني أراه
فقال أبو أمامة كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض تعلوه حمرة أدعج العينين أهدب الأشفار
ضخم المناكب أشعر الذراعين والصدر شثن الأطراف ذا مسربة في الرجال أطول
منه وفي الرجال أقصر منه عليه سحوليتان إزاره تحت ركبتيه بثلاث أصابع أو أربع
أصابع إذا تعطف بردائه لم يحط به فهو متأبطه تحت إبطيه إذا مشى تكفأ يمشي في
صعود وإذا التفت التفت جميعا بين كتفيه خاتم النبوة
قال العامري قد وصفت صفة لو كان في جميع الناس لعرفته
فانطلق الرجل يستقرئ المواكب حتى طلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعرفه وهو نائم وفي
يد بلال حريرة معقود فيها ثوب يستره من الشمس فلما رآه الرجل دخل في موكبه
فسأل رجلا من أصحابه فقال يا عبد الله من هذا الرجل فابتهره ونهره فقال هل
تعرفه فقال لا والله إنما أنا رجل بدوي ما قدمت هذه البلاد قط فقال هذا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعجل الرجل فأقبل يعدو حتى أخذ بزمام ناقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ففزع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضربة بسوطه فقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت
لأبغيك بشؤم فقرع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) راحلته فبركت ثم نزل عنها قال قدامة حدثني من

(1) طبقات ابن سعد 1 / 415.
(2) بالأصل: " أنبأنا جعفر بن الفضل عبد الرحمن وأحمد الرازي، وسقط الاسم من خع، والصواب عن
المطبوعة السيرة 1 / 258.
(3) الزيادة عن عن المطبوعة السيرة 1 / 259.
(4) في ابن سعد 1 / 415 " بشار ".
(5) بالأصل وخع: " بن أبي أمامة " تحريف والمثبت عن ابن سعد.
(6) إلى هنا انتهت عبارة ابن سعد.
(7) بالأصل: " فعجل فقال الرجل " والمثبت عن خع.
302

ها هنا غير واحد غير (1) أمي عن حشرم عن (2) العامري عن أبي أمامة والبقية
سمعته من أمي ووضع رداءه وأعطاه السوط فقال استقد فقال أعوذ بالله من ذلك يا
رسول الله ما كنت لأفعل ولو فعلت أكثر من ذلك إنما جئت لأسألك عن عمل أدخل
به الجنة قال قل العدل وأعط الفضل قال لا أستطيع يا رسول الله قال فأطب
الكلام وأفش السلام قال لا أستطيع يا رسول الله فقال هل لك من إبل قال نعم
ثلاث ركائب أظعن عليهن أهلي وأنقلب عليهن قال فاعمد إلى إبل من بعيرك أو
قال فاعمد إلى بعير من إبلك ثم اعمد إلى أهل بيت يشربون الماء غبا فأروهم فإن
بعيرك لا ينفق وسقاؤك لا ينشق حتى يوجب الله تعالى لك الجنة فانطلق الرجل
يقول والذي بعثك بالحق لأفعلن فبلغني أن الرجل فعل ذلك ثم قتل شهيدا في
سبيل الله عز وجل [695]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا عيسى
أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا محرز بن عون أنبأنا خالد بن عبد الله عن الجريري
عن أبي الطفيل قال قلت له رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم كان أبيض
مليحا
قال وأنبأنا عبيد الله بن عمر القواريري (3) ونصر بن علي قالا أنبأنا
عبد الأعلى بن عبد الأعلى الجريري أنبأنا أبو الطفيل قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ولم يبق على الأرض أحد رآه غيري قال قلت كيف رأيته قال رأيته أبيض مليحا
مقصدا (4) إذا مشى كأنه يهوي في صبب [697]
قال وأنبأنا زيد بن أخزم (5) الطائي أنبأنا عبد الله بن داود عن إسرائيل عن
جابر عن أبي الطفيل قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الرجال من هو أطول منه وفي
الرجال من هو أقصر منه

(1) بالأصل وخع " عن " والمثبت عن المطبوعة (السيرة 1 / 259).
(2) سقطت من الأصل وخع، استدركت لتقويم المعنى وضبط السند.
(3) بالأصل وخع: " النواريزي " والصواب ما أثبت " القواريري " عن الأنساب، وهذه النسبة إلى القوارير، وهي
عمل القارورة وبيعها.
(4) أراد أنه ربعة (انظر اللسان: قصد).
(5) بالأصل وخع: " أخرم " بالراء. والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 12 / 260.
303

أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن محمد أنبأنا محمد بن سعد (1) أنبأنا
محمد بن عمر حدثنا شيبان عن جابر عن أبي الطفيل قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يوم فتح مكة فما أنسى شدة بياض (2) وجهه وشدة سواد شعره إن من الرجال
لأطول (3) منه ومنهم من هو أقصر منه ويمشي ويمشون خلفه قلت لأني من هذا
قالت هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت ما كانت ثيابه قالت ما أحفظ ذلك الآن
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا عبيد الله بن
عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن عبد الله بن شابور (4) أبو العباس الدقاق أنبأنا
سفيان عن وكيع أنبأنا بن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال
أتينا (5) النبي (صلى الله عليه وسلم) فأمر لنا باثنتي (6) عشرة قلوصا فذهبنا لنأخذها فأتتنا وفاته
قلت لأبي جحيفة صفه لي قال كان أبيض أشمط
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو (7) محمد الجوهري أنبأنا أبو
الحسن (7) علي بن محمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو بكر محمد (7) بن الحسين بن شهريار
أنبأنا عمرو بن علي الفلاس أنبأنا محمد بن الفضيل بن غزوان أنبأنا إسماعيل بن أبي
خالد قال سمعت أبا جحيفة يقول سمعت أبا جحيفة يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان
الحسن بن علي يشبهه قال وأمر لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بثلاث عشرة (8) قلوصا وقبض
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن نقبضها (9) فأبوا أن يعطونا شيئا فأتينا أبا بكر فأعطاناها

(1) طبقات ابن سعد 1 / 419.
(2) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد.
(3) في ابن سعد: إن من الرجال لمن هو أطول منه.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي سير أعلام النبلاء 14 / 462 " سابور "، وبعدها بالأصل: " أنبأنا أبو العباس "
تحريف والصواب ما أثبتنا، راجع ترجمته في سير الاعلام.
(5) بالأصل وخع: " بينا " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 1 / 261.
(6) بالأصل وخع: " بإنني " خطأ.
(7) سقطت من الأصل وخع، واستدركت الألفاظ الثلاث عن سند مماثل.
(8) بالأصل وخع: " بثلاثة عشر " والصواب ما أثبت.
(9) بالأصل وخع: " يقبضها " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 73.
304

قال إسماعيل قلت لأبي جحيفة صفة لي يريد النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان أبيض قد
شمط [698]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا أنبأنا
أحمد بن عبد الجبار أنبأنا يونس بن بكير عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن
جامع بن شداد عن طارق قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرتين فذكر الحديث إلى أن قال
فقالت الظعينة لا تتلاوموا (1) [699] فلقد رأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يغدر بكم ما
رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه وذكره
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب أنبأنا أبو الحسن
عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن مسكين الفقيه سنة أربعين وأربعمائة أنبأنا أبو
بكر (2) أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس أنبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن عثمان بن شبيب الرازي أنبأنا أبو زرعة الرازي أنبأنا محمد بن أمية أنبأنا
عيسى بن موسى (3) البخاري عن الريان بن جعد (4) من أهل فلسطين عن علي بن أبي
أمية مولى أبي قرصافة عن أبي قرصافة (5) أنه ذكر من نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال كان
حسن الجسم ولم يكن بالفارع الجسيم وكان جعد الشعر مفروش القدم يعني
مستويه (صلى الله عليه وسلم) [700]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد (6) حدثني أبي أنبأنا أبو
النضر (7) أنبأنا شيبان عن أشعث قال حدثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال

(1) عن خع، وبالأصل: " لا نتلا وتوا ".
(2) بالأصل وخع: " أبو بكر بن أحمد " والصواب ما أثبتناه انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 16 / 462 (334).
(3) عن خع وبالأصل " ثوى ".
(4) بالأصل وخع: " الزياد بن جعيد " والصواب عن تبصير المنتبه 2 / 614.
(5) الزيادة عن خع، سقطت من الأصل، وفي التبصير أن ريان بن الجعد يروي عن أبي قرصافة.
(6) مسند أحمد 4 / 63.
(7) بالأصل وخع: " أبو النصر " والمثبت عن المسند.
305

رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسوق ذي المجاز (1) يتخللها يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا
الله تفلحوا [701] قال وأبو جهل يحثو عليه التراب ويقول يا أيها الناس لا يغرنكم
هذا عن دينكم فإنما يريد لتتركوا آلهتكم ولتتركوا اللات والعزى قال وما يلتفت إليه
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قلنا انعت لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بين بردين أحمرين مربوع كثر اللحم
حسن الوجه شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض سابغ الشعر [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا خيثمة أنبأنا السري بن يحيى حدثني عبيد الله بن موسى
أنبأنا شيبان عن أشعث حدثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسوق ذي المجاز يتخللها وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله
تفلحوا [702] قال وأبو جهل خلفه يحثي (3) عليه التراب وهو يقول يا أيها الناس لا
يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد أن تتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى قال فلما
نعت (4) إذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين (5) بردين أحمرين مربوع كثير اللحم حسن الوجه
شديد سواد الشعر أبيض سابغ الشعر [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا أبو محمد
الحسن بن إسماعيل المصري أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري أنبأنا
أحمد بن عمار بن خالد التمار الواسطي أنبأنا قيس بن حفص أنبأنا سليمان بن
الحارث قال سمعت جهضم يقول مررنا بالرجيج (7) فرأيت شيخا فقيل لي هذا
العداء (8) بن خالد فقلت رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال نعم قلت صفه لي فقال

(1) ذو المجاز: موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب على يمين الامام على فرسخ من عرفة كانت تقوم في
الجاهلية ثمانية أيام (ياقوت) وبالأصل: لسوق ذي المجاز.
(2) بالأصل وخع: " يتحللها " والمثبت عن المسند.
(3) كذا، وتقدمت في الرواية السابقة: " يحثو " ففي اللسان: حثا في وجهه التراب يحثو ويحثي حثوا وحثيا:
رماه.
(4) بالأصل وخع " بعث " والصواب عن المطبوعة السيرة 1 / 263.
(5) سقطت من الأصل وخع، والزيادة لاستقامة المعنى.
(6) بالأصل وخع " سليم).
(7) الرجيج بدون ألف ولام، موضع في بلاد العرب (ياقوت).
(8) بالأصل وخع: " العد " والمثبت عن الكاشف للذهبي 2 / 226 والإصابة لابن حجر.
306

كان حسن السبلة وكانت العرب أهل الجاهلية يسمون اللحية السبلة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله (1) بن محمود بن عبد القوي الفقيه أنبأنا أبو نصر
أحمد (2) بن علي أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ أنبأنا إبراهيم بن أحمد
الهمذاني أنبأنا أوس بن أحمد بن أوس نا (3) داود بن سليمان بن خزيمة أنبأنا أبو
عبيدة معمر بن المثنى من تيم قريش أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخصف نعله وكنت أغزل فنظرت (4) إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعل جبينه
يعرق وجعل عرقه يتولد نورا قالت فبهت فيه فنظرت إلى (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
ما لك بهت فقلت يا رسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك
يتولد نورا فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال وما يقول يا عائشة أبو
كبير (6) الهذلي فقالت يقول (7)
وميزا من كل عير حيضة (8) * وفساد مرضعة وداء مغيل (9)
فإذا (10) نظرت إلى أسرة وجهه * برقت كبرق العارض المتهلل *

(1) بالأصل وخع: " نصر " والصواب عن سير أعلام النبلاء 20 / 118.
(2) كذا بالأصل وخع، وهو خطأ، والصواب: أبو منصور محمد بن علي بن شكرويه يروي عنه نصر الله
المتقدم كما في ترجمة نصر الله في سير أعلام النبلاء.
(3) بالأصل وخع " بن " تحريف والصواب عن المطبوعة السيرة 1 / 263.
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة السيرة 1 / 264.
(5) كذا بالأصل وخع: " أبو كثير " تحريف، 2 / 73 فنظر إلى.
(6) البيتان في شرح ديوان الهذليين 3 / 1073 من قصيدة لأبي كبير الهذلي - واسمه عامر بن الحليس، أحد بني
سعد بن الهذليين، مطلعها:
أزهير هل عن شيبة من معدل * أم لا سبيل إلى الشباب الأول
(8) صدره في شرح ديوان الهذليين:
ومبرأ من كل غبر حيضة
وفي خع كالأصل.
(9) بالأصل وخع: وذا مغيل والمثبت عن شرح أشعار الهذليين.
قال السكري: الغبر: البقية. وقوله فساد مرضعة: يقول لم تحمل عليه فتسقيه الغيل، وليس به داء شديد قد
أعضل.
(10) في شرح أشعار الهذليين: وإذا.
307

كذا (1) قال وقد أسقط البخاري وشيخه من إسناده
أخبرناه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون (2) وأبو الحسن
علي بن الحسن قال أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن
إبراهيم العبدوي بنيسابور أخبرني أحمد بن علي بن عبد العزيز الجرجاني حدثني
داود بن سليمان بن خزيمة البخاري أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري أنبأنا عمرو بن
محمد أنبأنا أبو (4) عبيدة معمر بن المثنى التيمي (5) أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كنت قاعدة أغزل والنبي (صلى الله عليه وسلم) يخصف نعله فجعل جبينه يعرق
وجعل عرقه يتولد نورا فبهت فنظر إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ما لك يا عائشة بهت
قلت جعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نورا ولو رآك أبو كبير (6) الهذلي لعلم
أنك أحق بشعره قال وما يقول أبو كبير الهذلي قالت قلت يقول [* *]
ومبرأ من كل غبر حيضة * وفساد مرضعة وداء مغيل (7)
فإذا نظرت (8) إلى أسرة وجهه * برقت كبرق العارض المتهلل *
قالت فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) وقبل بين عيني وقال جزاك الله يا عائشة عني خيرا
ما سررت مني كسروري منك الصواب لشئ [703]
وقد روي عن البخاري من وجه آخر
أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ أنبأنا أبو حفص
عمر بن أحمد بن محمد بن مسرور الزاهد

(1) من هنا إلى نهاية الحديث سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(2) في خع: جيرون والصواب عما سبق من أسانيد.
(3) الخبر في تاريخ بغداد 13 / 252 - 253 في ترجمة أبي عبيدة معمر بن المثني.
(4) سقطت من خع واستدركت عن تاريخ بغداد.
(5) عن تاريخ بغداد وفي خع: الميمي.
(6) في خع: " أبو كثير " تحريف.
(7) في خع: " وميزان من كل عير حيضة... وذا مغيل " وما أثبت عن شرح أشعار الهذليين وتاريخ بغداد، وقد
مر البيت.
(8) في خع: " نظرة " والصواب عن شرح أشعار الهذليين.
308

وأخبرنا أبو القاسم الشحامي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي
قالا أنبأنا أبو يعلى الصابوني
قالا أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البالوي أنبأنا أبو ذر محمد بن
يوسف القاضي حدثنا أبي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل أنبأنا عمرو (1) بن
محمد بن جعفر أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى حدثني هشام بن عروة (2) حدثني
أبي حدثتني عائشة قالت دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقعد يخصف نعلا وأنا
قاعدة أغزل فرفعت بصري إليه فإذا سالفته ذات عرق (3) وهو يتولد في عيني نورا
فبهت فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأسه فقال إلى ما تنظرين يا عائشة قد بهت فقلت والله
ما أنظر إلى شئ من وجهك إلا تولد في عيني نورا وقالت أما والله لو رآك أبو كبير (4)
الهذلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) وما قال أبو كبير (5) فقلت
قال
ومبرأ من كل غبر حيضة * وفساد مرضعة وداء مغيل (6)
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه * برقت (7) كبرق العارض المتهلل *
قالت فوضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان في يده وقام إلي وقبل ما بين عيني وقال
جزاك الله خيرا يا عائشة فما أعلم أني سررت بشئ كسروري بكلامك [704]
قال أبو العباس قال أبو ذر (8) سألني أبو علي صالح بن محمد البغدادي عن
حديث أبي عبيدة معمر بن المثنى هذا فحدثته (9) وقال الصابوني الذي مضى أن

(1) بالأصل " أبو حفص عن أحمد " والصواب عن سير أعلام النبلاء 18 / 10.
(2) بالأصل وخع: " أبو عمر بن محمد " والصواب ما أثبت، انظر تاريخ بغداد 13 / 253.
(3) بالأصل وخع: " عرفة " تحريف، والصواب ما أثبت.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة السيرة 1 / 265: قد عرقت.
(5) بالأصل " أبو كثير " تحريف، والصواب عن خع.
(6) بالأصل وخع:
وميزان من كل غير حيضة... وذا مغيل
والمثبت مما سبق ومن شرح أشعار الهذليين.
(7) بالأصل وخع: " برق " والمثبت عن شرح أشعار الهذليين.
(8) عن تاريخ بغداد 13 / 253 وبالأصل وخع " قال ثور ".
(9) بالأصل وخع: " فحدثه.
309

أحدثه به وقالا فحدثته به فقال لو سمعت هذا وقال الصابوني بهذا عن غير
أبيك عن محمد زاد ابن مسرور بن إسماعيل البخاري وقالا لأنكرنه أشد
الإنكار لأني لم أعلم قط أن أبا عبيدة حدث عن هشام بن عروة شيئا لكنه حسن (1)
عندي خيرا صار مخرجه عن محمد بن إسماعيل
أخبرنا أبو حفص (2) عمر بن علي بن أحمد الفاضل النوقاني بها أنبأنا أبو
محمد (3) الحسن بن أحمد السمرقندي أنبأنا الحسن الحافظ قراءة أنبأنا أبو
إبراهيم بن إسماعيل بن عيسى بن عبد الله التاجر السمرقندي (4) بها أنبأنا أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد بن يحيى بن الفضل بن عبد الله الفارسي أنبأنا أبو
الحسن بن علي بن الحسين الجرجاني الحافظ السمرقندي أنبأنا مسعدة بن بكر
الفرغاني بمرو وأنا سألته فأملي علي بعد جهد أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي عون
أنبأنا عمار بن الحسن أنبأنا سلمة بن الفضل بن عبد الله (5) عن محمد بن
إسحاق بن يسار عن يزيد بن رومان وصالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة
قالت استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها (6) ثوب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فسقطت مني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتبينت الإبرة من شعاع
نور وجهه فضحكت فقال يا حميراء لم ضحكت قلت كان كيت وكيت فنادى
بأعلى صوته يا عائشة الويل ثم الويل ثلاثا لمن حرم النظر إلى هذا الوجه ما من
مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي [705]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن لؤلؤ أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن
سلمة الكوفي أنبأنا أحمد بن مطهر المصيصي أنبأنا شبابة بن سوار أنبأنا شعبة

(1) بالأصل وخع: " مسدد " والصواب ما أثبت، وقد مر في بداية السند.
(2) بالأصل وخع: أحسن " والمثبت عن تاريخ بغداد 13 / 253.
(3) بالأصل وخع: " عمرو بن " والصواب ما أثبت عن المشيخة 2 / 312.
(4) بالأصل وخع: " أبو محمد بن الحسن " والمثبت عن سير أعلام النبلاء 19 / 205 (125).
(5) بعدها بالأصل: " عن محمد بن الفضل بن عبد الله ".
(6) بالأصل وخع: " لها " تحريف والصواب ما أثبت باعتبار المعنى بعدها.
310

عن قتادة عن مطرف عن عائشة قالت أهدي للنبي (صلى الله عليه وسلم) سمكة (1) سوداء فلبسها
وقال كيف ترينها علي يا عائشة قلت ما أحسنها عليك يا رسول الله يشوب
سوادها بياضك وبياضك سوادها قال فخرج فيها إلى الناس (2) [706]
أخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنبأنا الفضيل بن يحيى أنبأنا ابن
أبي شريح أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر حدثنا الصوفي يعني أحمد بن
يحيى (3) أنبأنا زيد هو ابن حباب حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن
هلال العدوي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لبس بردة من صوف ائتزر بها فقال يا عائشة كيف
ترينها فقالت ما أحسنها عليك (4) بياضك سوادها وسوادها
بياضك [707]
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن
عبد الله بن فناكي (5) أنبأنا محمد بن هارون الروياني أنبأنا أبو كريب أنبأنا
معاوية بن هشام عن شيبان بن عبد الرحمن عن جابر عن أبي صالح عن أم (6)
هانئ قالت (7) ما رأيت بطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا ذكرت القراطيس المثني بعضها على
بعض
أخبرناه أبو محمد طاهر أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا ابن مهدي أنا
محمد بن مخلد أنبأنا حماد بن الحسن بن عنبسة (8) أنبأنا أبو داود أنبأنا شيبان
عن جابر عن أبي صالح عن أم هانئ قالت ما رأيت بطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا

(1) كذا بالأصل وخع وهو تحريف، والصواب " شملة " باعتبار ما سيأتي بعدها.
(2) بعدها في خع: وقد جاء هذا من وجه آخر مرسلا.
(3) سقط بالأصل وخع: " أنبأنا ابن شريح " يعني عبد الرحمن، وهي مثبتة في المطبوعة السيرة 1 / 267.
(4) بياض بالأصل قدر كلمة، وفي المطبوعة: " يشف " وسقطت من خع أيضا.
(5) بالأصل وخع: " قتالي " والصواب ما أثبت.
(6) بالأصل " أبي " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور 2 / 74.
(7) بالأصل وخع: " قال " والمثبت عن المختصر.
(8) بالأصل وخع " عتيبة " تحريف، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في تقريب والتهذيب والكاشف وتهذيب
التهذيب.
311

ذكرت القراطيس (1) يثنى بعضها على (2) بعض
أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنبأنا أبو القاسم أحمد بن
محمد بن إسماعيل الفضيلي أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا
أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي (3) أنبأنا الهيثم بن كليب
أنا أحمد بن يونس البصري أنبأنا سليمان بن داود أنبأنا شيبان أبو معاوية (4) عن
جابر عن أبي صالح عن أم هانئ قالت كنت إذا نظرت إلى بطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظرت
إليه كأنه القراطيس المدرجة
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المضري بحويان (5) أنبأنا
عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي (6) أنبأنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن
محمد بن يحيى أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن إسماعيل
البخاري أنبأنا إبراهيم بن المنذر حدثني (7) عبد الله بن موسى عن أسامة بن
زيد مولى الليثيين (8) عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قلت
للربيع بنت معوذ بن عفراء (9) صفي لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت يا بني لو رأيته لرأيت
الشمس طالعة

(1) ما ين معكوفتين زيادة عن خع.
(2) في خع: " بعضها بعضا " دل " بعضها على بعض ".
(3) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، والذي في ترجمة أبو القاسم الخزاعي في سير أعلام النبلاء 17 / 200
آخر أصحابه موتا أحمد بن محمد الخليلي، ونبه محقق المطبوعة السيرة 1 / 267 إلى ما جاء هنا وصوب
عبارته نقلا عن مطبوعة ابن عساكر (عاصم - غائذ): أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي أنبأنا أبو
القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي.
(4) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو شيبان أنبأنا معاوية " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة شيبان بن عبد الرحمن
النحوي أبو معاوية التميمي البصري في سير أعلام النبلاء 7 / 406.
(5) لم أعثر عليها.
(6) في الأصل " الحمحي " وفي خع: " الحمحم " والمثبت عن سير أعلام النبلاء (ترجمته 18 / 579).
(7) الزيادة عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
(8) بالأصل وخع: اللتين. والصواب ما أثبت.
(9) بالأصل وخع: " لربيع بن مسعود بن عفر " والصواب عن تقريب التهذيب وفيه: الربيع بالتصغير والتثقيل.
بنت معوذ بن عفراء الأنصارية النجارية من صغار الصحابة.
312

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني
إملاء أنبأنا أبو بكر أحمد بن طلحة (1) بن هارون الواعظ أنبأنا محمد بن عبد الله
الشافعي أنبأنا محمد بن يونس بن موسى أنبأنا يعقوب بن محمد الزهري أنبأنا
عبد الله بن موسى أنبأنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر
قال قلت للربيع بنت معوذ صفي لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت يا بني كنت إذا رأيته
رأيت الشمس طالعة (2)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (3)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي وأبو سعد
محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالوا أخبرنا محمد بن الحسين بن
محمد بن الفضل القطان أنبأنا (4) عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا
سعيد هو ابن منصور أنبأنا يونس بن أبي يعفور (5) العبدي عن أبي إسحاق
الهمداني (6) عن امرأة من همدان سماها قالت حججت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) فرأيته (7) على
بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن (8) عليه بردان أحمران يكاد يمس منكبيه (9) إذا مر
بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه إليه فيقبله فقال أبو إسحاق فقلت لها شبهيه
قالت كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وسلم)

(1) بالأصل وخع " صالح " تحريف والصواب عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 477.
(2) دلائل البيهقي 1 / 200 ومجمع الزوائد 8 / 280 وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط.
(3) دلائل البيهقي 1 / 199.
(4) بالأصل وخع: " أبو عبد الله ". الصواب عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع " يعقوب " والمثبت عن البيهقي، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(6) كذا بالأصل وخع ودلائل البيهقي، وفي المطبوعة: الهمذاني، عن امرأة من همذان.
(7) الأصل وخع، وفي البيهقي: مرات.
(8) عن البيهقي وبالأصل وخع: " محجب " والمحجن والمحجنة: العصا المعوجة.
(9) في البيهقي: " منكبه " والأصل وخع " منكبيه ".
313

وقد جاء في صفة النبي عليه الصلاة والسلام
من الأحاديث الطوال ما يشتمل على أكثر من هذه الأحاديث القصار
وفي بعضها زيادات على ما في هذه الروايات
ومنها حديث أبي سليط
ومنها حديث أبي (1) معبد الخزاعي
ومنها حديث حبيش بن خالد الخزاعي
وحديث هند بن أبي هالة
وحديث عائشة (2)
وأما حديث أبي (1) سليط
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن
إبراهيم بن غيلان أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا
محمد بن يونس القرشي أنبأنا عبد العزيز بن يحيى مولى العباس بن عبد المطلب
أنبأنا محمد بن سليمان بن سليط حدثني أبي عن أبيه عن جده أبي سليط (3) وكان
بدريا قال (4) لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الهجرة ومعه أبو بكر الصديق وعامر بن
فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق مروا بأم معبد الخزاعية وهي لا
تعرفه فقال لها يا أم معبد هل عندك من لبن قالت لا والله وإن الغنم لعازبة (5) [* * * *]

(1) سقطت من الأصل وخع.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن خع، سقط من الأصل، وموجودة على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة السيرة 1 / 269.
(4) بالأصل وخع: " وكان " والصواب ما أثبت.
(5) الغازبة: أي أن الغنم بعيدة المرعي، ولا تأوي إلى المنزل إلا ليلا (اللسان: عزب).
314

قال فما هذه الشاة التي أراها في فناء البيت قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال
أتأذنين في حلابها قالت لا والله ما ضربها فحل قط فشأنك بها فدعا بها فمسح
ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض (1) الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه عللا
بعد نهل ثم حلب فيه آخر فغادره عندها وارتحل فلما جاءها زوجها عند المساء قال
يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازبة قلت لا والله إلا أنه مر بنا
رجل ظاهر الوضاءة (2) متبلج الوجه في أشفاره وطف (3) وفي عينيه دعج وفي
صوته صهل (4) غصن بين غصنين لا يشان (5) من طول ولا يقتحم (6) من قصر لم
تعله (7) نخلة ولم تزر به صعلة (8) كأن عنقه إبريق فضة إذا صمت فعليه البهاء وإذا
نطق فعليه وقار له كلام كخرزات النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها (صلى الله عليه وسلم)
أصحابه يحفون به إذا أمر ابتدروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهايته قال هذه والله
صفة صاحب قريش ولا (9) رأيته لأنعته ولا جهول إذا فعل (9) قال فلم يعلموا بمكة
أين توجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر حتى سمعوا هاتفا على رأس أبي قبيس وهو يقول *
جزا الله خيرا والجزاء يكفه (10) * رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما رحلا بالحق وانتزلا به * قد أفلح من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبر وأوفى ذمة من محمد

(1) أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا، والرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة (دلائل البيهقي 1 / 272).
(2) الوطف كثرة شعر الحاجبين والعينين والأشفار مع استرخاء وطول. (اللسان) وفي رواية غطف وقيل عطف،
وهو أن تطول الأشفار ثم تنعطف.
(3) يعني ظاهر الجمال، وأبلج الوجه يعني مشرق الوجه مضيئة.
(4) في صوته صهل، ويروي صحل، أي كالبحة، وهو أن لا يكون حادا (دلائل البيهقي 1 / 283).
(5) كذا بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: " تعبه نخلة " والنحل: الدقة والضمر.
(6) يحتمل أن يكون معناه أنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته (دلائل البيهقي).
(7) وفي رواية: لا تقتحمه عين من قصر، أي لا تحتقره ولا تزودريه (دلائل البيهقي).
(8) الصعلة: صغر الرأس. (البيهقي)، ويقال هي الدقة والنحول في البدن (اللسان) وتروي: الصقلة بالقاف،
قال أبو ذر في شرح السيرة: الصقلة جلد الخاصرة، ويعني أنه ناعم الجسم ضامر الخاصرة.
(9) كذا بالأصل وخع والمعنى مضطرب، وفي المطبوعة (السيرة 1 / 270): ولو رأيته لاتبعته ولا جهدن أن
أفعل ذلك.
(10) في دلائل البيهقي:
جزى الله رب الناس خير جزائه
قالا:: من القيلولة منتصف النهار.
315

واكسا لبرد الحال (1) قبل ابتذاله * وأعطى لرأس السابح المتجرد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم * مقعدها للمؤمنين بمرصد *
وأما حديث أبي معبد
فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان أنبأنا أبو منصور بن
شجاع بن علي الصوفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا أحمد بن
محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا أنبأنا عباس بن محمد الدوري أنبأنا
بشر بن محمد أبو أحمد السكري (2) أنبأنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن
الحر بن الصياح النخعي (3) عن أبي معبد الخزاعي
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن
فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمتي أم معبد
الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي وتجلس بفناء الخيمة وتطعم وتسقي فسألوها
لحما أو تمرا فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وإن (4) القوم مرملون (5) فقالت لو
كان عندنا شيئا ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر خيمتها فقال
ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل لها من لبن
قالت هي أجهد من ذلك فقال أتأذنين أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي إن
رأيت لها حلبا احلبها فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشاة فجاءت فمسح على ظهرها وضرعها
وذكر اسم الله تعالى فقال اللهم بارك في شاتها فتفاجت (6) ودرت (7) واجترت فدعا
بإناء لها يربض الرهط فحلب فيها ثجا (8) حتى علاه البهاء (9) فسقاها فشربت حتى

(1) كذا بالأصل وخع بالحاء المهملة، وفي المطبوعة بالخاء المعجمة.
(2) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا عبد الله الحافظ. " والصواب ما أثبتنا، انظر ترجمة بشر في لسان الميزان
2 / 32 وفيه أنه يروي عن عبد الملك بن وهب المذحجي.
(3) بالأصل وخع: الحرير المصبحي بن الصباح النخعي، والمثبت عن الكاشف للذهبي والتاريخ الكبير
للبخاري 3 / 81 وفي التهذيب: الصباح بالباء.
(4) في خع: وإذا.
(5) مرملون أي نفد زادهم.
(6) التفاج المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، وهو من الفج: الطريق.
(7) عن خع، وبالأصل وزادت.
(8) الثج: السيلان. وفي النهاية: فحلب فيه ثجا أي لبنا سائلا كثيرا.
(9) البهاء: يريد علا الاناء بهاء اللبن، وهو وبيص رغوته. يريد أنه ملأها.
316

رويت ثم حلب وأسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب آخرهم وقال ساقي
القوم آخرهم (1) فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا (2) ثم حلب فيها ثانيا عودا
على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها فقل ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق
غنمه (3) أعنزا عجافا هزلا مخهن قليل لا نقي بهن فلما رأى اللبن قال من أين لكم
اللبن هذا والشاء عازبة قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت
وكيت قال والله إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب صفيه لي يا أم معبد قالت (4)
رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به
صقلة (5) وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته ضحكة (6)
أحور أكحل أزج أقرن رجل في عنقه سطع (7) وفي لحيته كثافة إذا صمت فعليه
الوقار وإذا تكلم سما (8) وعلاه البهاء كأن منطقه خرزات نظم (9) ينحدرن فصل لا
نزر (10) ولا هذر أزهر اللون يعني أجهر الناس وأجمل الناس من بعيد وأحلاه
وأحسنه من قريب ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين
غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال استمعوا
لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود (11) لا عابس (12) ولا قابح (13) ولا
متنح [709]

(1) يريد شربوا حتى رووا فنقعوا بالري.
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 75 سقطت من الأصل وخع.
(3) كذا بالأصل " غنمه أعنزا " وفي خع: " عنزا " وفي المختصر: " أعنزا " وفي الدلائل للبيهقي: " أعنزا ".
(4) بالأصل وخع: قال.
(5) تقدمت في الرواية السابقة: صعلة، وصقلة بالقاف إحدى الروايات، وقد تقدم شرحها، والثجلة: عظم
البطن واسترخاء أسفله.
(6) كذا بالأصل وخع.
(7) سطع: أي طول.
(8) تريد علا برأسه أو بيده.
(9) بالأصل وخع: " عظم " والمثبت عن الدلائل والمختصر.
(10) تريد أنه وسط ليس بكثير ولا بقليل.
(11) محفود أي مخدوم. محشود هو من قولك حشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له وجمعت.
وقال غيره: المحشود: المحفوف. وحشده أصحابه: أطافوا به.
(12) تريد لا عابس الوجه.
(13) كذا بالأصل، وفي المختصر: ولا " مقبح " وفي خع: " لا قابح ولا مقبح " وفي الدلائل: " لا عابس ولا
مفند " وبهامشه عن نسخة " معتد " وفي المطبوعة لا متيح ولا نفيح.
317

قال هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولو كنت وافقته
لالتمست أن أصحبه ولأفعلنه إن وجدت إلى ذلك سبيلا [* * * *]
وأصبح صوت بمكة بين السماء والأرض يسمعونه ولا يدرون من يقوله (1) وهو
يقول *
جزا الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به * فأفلح (2) من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجارى وسؤدد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حايل فتحلبت * له بصريح (3) ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب * بدرتها في مصدر ثم مورد (4) *
فأصبح الناس قد فقدوا نبيهم (صلى الله عليه وسلم) فأخذوا (5) على خيمتي (6) أم معبد حتى
لحق (7) النبي (صلى الله عليه وسلم) فأجابه حسان فقال (8) *
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت (9) عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمى وهداة يهتدون بمهتدي
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مشهد

(1) بالأصل وخع: " ما يقول " والمثبت عن المختصر، وفي الدلائل: من صاحبه.
(2) في المطبوعة: قد أفلح، وخع والمختصر كالأصل.
(3) عن المختصر، وبالأصل وخع غير ومقروءتين.
(4) في خع: بجرتها في صدر ثم مورد.
(5) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المختصر.
(6) عن خع وبالأصل: جبهتي.
(7) في المختصر: " لحقوا " خع كالأصل.
(8) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 52.
(9) الأصل وخع والمختصر والمطبوع، وفي الديوان: فضلت.
318

وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد (1)
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد (2) *
وقال غيره مثله أيضا
قال عبد الملك بلغني أن أم معبد أسلمت وهاجرت
فأخبرناه أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الشروطي
بنيسابور أنبأنا أبو القاسم (3) الفضل بن أبي حرب الجرجاني قراءة عليه
أخبرتنا أم المؤيد نازتين المعروفة بجمعة بنت (4) أبي حرب محمد بن أبي
القاسم بن أبي حرب النيسابورية بنيسابور قالت أنبأنا جدي (5) أبو القاسم الفضل
أنبأنا القاضي الجليل أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي أنبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم أنبأنا الحسن بن مكرم بن (6) حسان البزار أبو علي ببغداد حدثني أبو
أحمد بشر بن محمد السكري حدثني عبد الملك بن وهب المذحجي حدثني
الحر بن الصياح عن أبي (8) معبد الخزاعي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج ليلة هاجر هو
وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي فمروا
بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت أم معبد امرأة برزة جلدة تحتبي وتجلس بفناء
الخيمة فتطعم وتسقي وسألوها هل معها لحم أو لبن يشتروه منها فلم يجدوا عندها
شيئا من ذلك وقالت لو كان عندنا شئ ما أعوزناكم القرى وإذا القوم مرملون
فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر خيمتها فقال ما هذه الشاة يا أم معبد فقالت

(1) عجزة في ديوانه: فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
(2) البيت في الديوان في الأبيات التي ذكر أنها للهاتف الذي لم يعلم من هو. ص 52.
(3) بالأصل وخع: " أبو القاسم بن الفضل " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
19 / 40.
(4) بالأصل وخع: " بن " تحريف.
(5) بالأصل وخع: " أحمد " والمثبت عن المطبوعة السيرة 1 / 273.
(6) بالأصل وخع: " أنبأنا حسان... " والصواب " بن " انظر تاريخ بغداد 7 / 432.
(7) بالأصل وخع: " الجرير " والصواب ما أثبت.
(8) سقطت من الأصل وخع.
319

شاة خلفها الجهد عن الغنم قال فهل لها من لبن قالت بأبي وأمي هي أجهد من
ذاك قال تأذنين لي أن أحلبها قالت إن كان بها حلب فاحلب قال فدعا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشاة فمسحها وذكر اسم الله تعالى ومسح ضرعها فذكر اسم الله
تعالى ودعا بإناء لها يربض الرهط فتفاجت ودرت واجترت فحلب فيه ثجا حتى علته
الثمال (1) فسقاها أي النهل فسقاها وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا عللا بعد نهل
حتى أراضوا وشرب آخرهم وقال ساقي القوم آخرهم [710] ثم حلب فيه ثانيا عودا
على بدئ فغادره عندها ثم ارتحلوا قال فقل ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق
أعنز حيلا عجافا يتساوكن (2) هزلا لا نقي بهن مخهن قليل
قال أبو علي قلت لأبي الحسن الأثرم وما لا نقي بهن قال الشحم واللحم
وهو النقي
فلما رأى اللبن عجب وقال من هذا اللبن يا أم معبد ولا حلوبة في البيت والشاء
عازبة فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت فقال
صفيه لي يا أم معبد فوالله إني أراه صاحب قريش الذي تطلب فقالت رأيت رجلا ظاهر
الوضاءة حسن الخلق متبلج الوجه لم تعله (3) نخلة ولم تزر به صعلة
قال أبو علي فسر لنا أبو عبيد الله (4) بن بكر البيهقي كأني برجل من الحبشة
أصعل أصمع حمش الساقين قال فقال أصعل صغير الرأس أصمع صغير
الأذنين
قال أبو الحسن الأثرم ثجلة قال الرأس الكبير الذي يجاوز (5) الحد وسيم

(1) الثمال جمع ثمالة: الرغوة. وفي رواية: البهاء، وقد تقدمت.
(2) بالأصل وخع: " فأما أساوك " والمثبت عن الدلائل للبيهقي 1 / 278، وفي المطبوعة: ما تساوك هزالا.
والتساك: السير الضعيف، قيل رداءة المشئ من إبطاء أو عجف. يريد هنا عمهن الهزال فليس فيهن منقية
ولا ذات طرق، (انظر دلائل البيهقي 1 / 282).
(3) كذا وردت هنا بالأصل وخع، وتقدمت برواية: " تعبه نحلة " وبرواية: " تعبه ثجلة " ومر شرح اللفظتين.
(4) في خع: عبد الله. وفي المطبوعة: عبد الله بن بكر السهمي.
(5) بالأصل وخع: " تحادر الحدق " كذا، والمثبت عن المطبوعة السيرة 1 / 275، وقد تقدم أن الثجلة: عظم
البطن واسترخاء أسفله (انظر الدلائل للبيهقي 1 / 283).
320

قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته ضحك (1) أحور أكحل أزج
أقرن في عنقه سطع وفي لحيته كثافة إذا صمت علاه الوقار وإذا تكلم وسما علاه
البهاء حلو المنطق فصل (2) لا هذر ولا نزر ولا هذر كان منطقه خرزات نظم
يتحدرن (3) فأجهر الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ربعة لا يشنؤه
من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين (4) فهو أبيض (5) الثلاثة منظرا
وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره
محفود محشود لا عابس ولا معتد (6) قال هذا والله صاحب قريش الذي تطلب ولو
صادفته لالتمست أن أصحبه ولأجهدن إن وجدت إلى ذلك سبيلا
قال وأصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والأرض يسمعونه ولا يدرون ما
يقول (7) وهو يقول *
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به * فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى وسؤدد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب * بدرتها في مصدر ثم مورد *
قال فأصبح الناس قد فقدوا نبيهم فأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا
برسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن هامش الأصل. وقد تقدمت رواية: " في صوته صهل " وفي رواة: " في
صوته صحل ".
(2) عن خع، سقطت من الأصل.
(3) بالأصل وخع: " يتحدر " والصواب عما سبق من رواية.
(4) عن خع وبالأصل وخع، وفي البيهقي: أنضر.
(6) كذا هنا بهذه الرواية، من العداء وهو الظلم (دلائل البيهقي 1 / 284).
(7) كذا، وفي خع: " من يقول " والصواب: " من يقوله " أو " من صاحبه ".
321

قال وأجابه (1) حسان بن ثابت (2) *
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم * وحل على قوم بنور مجددي
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمي وهداة يهتدون بمهتدي
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد
ويهن بني كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصدي *
قال فبلغني أن أبا معبد أسلم وهاجر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
هكذا رواه الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وزهير بن محمد بن قمير
المروزي عن بشر بن محمد بن أبان السكري الواسطي وقالا فيه إن أم معبد أسلمت
وهاجرت
كما قال عباس (3) الدوري ورواه أبو محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي عن
محمد بن المثنى (4) البزار (5) وغيره عن محمد بن بشير قلب اسمه واسم أبيه وأخطأ
في ذلك أو من رواه عنه فإن الصواب بشر بن محمد
أخبرنا بحديث الزعفراني أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس أنبأنا أبو (6) محمد بن صاعد
أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد أنبأنا بشر بن محمد بن أبان حدثنا

(1) عن خع، وهي غير مقروءة بالأصل - مطموسة -.
(2) تقدمت الأبيات، وانظر ديوانه ط بيروت ص 42.
(3) بالأصل وخع " عياش " خطأ، والصواب ما أثبت ترجمته في الكاشف للذهبي، وتهذيب التهذيب.
(4) بالأصل وخع: " المفتي " تحريف والصواب ما أثبت، انظر ابن سعد 1 / 230.
(5) في طبقات ابن سعد: 1 / 230 " البزاز ".
(6) سقطت من الأصل وخع، واسمه يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، أبو محمد الهاشمي البغدادي انظر
ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 501.
322

عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصياح (1) النخعي عن أبي معبد
الخزاعي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكر الحديث بطوله
قال وأنبأنا أبو عمر محمد (2) بن العباس قال وأنبأنا أبو بكر بن غيلان أنبأنا
عبد الرحمن بن عيسى السوسي أنبأنا أبو (3) أحمد السكري بشر حدثنا
عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصياح (4) النخعي عن أبي معبد الخزاعي
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكر الحديث بطوله
اختصرهما أبو عمر بن حيوية الخزاز (5) ولم يسقهما بطولهما
وأما حديث حبيش
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن
غيلان أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا بشر بن أنس أبو
الخير (6) أنبأنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن
زيد بن ثابت بن يسار (7) الكعبي الربعي الخزاعي حدثني عمي أيوب بن الحكم
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر (8)
الشافعي وحدثني أحمد بن يوسف بن تميم النضري (9) أنبأنا أبو هشام محمد بن
سليمان بقديد (10) حدثني عمي أيوب بن الحكم عن (11) حزام (12) بن هشام عن أبيه

(1) بالأصل وخع: " الحربي عن الصياح " والصواب ما أثبت وقد مر في الروايات السابقة.
(2) بالأصل وخع: " وأنبأنا محمد بن عبد الله أبو عمر بن العباس " والصواب ما أثبت عن سند مماثل، وانظر
المطبوعة السيرة 1 / 276 ومطبوعة ابن عساكر أيضا (عاصم - عائذ).
(3) بالأصل وخع: " أنبأنا أحمد السكري بن بشر " والصواب ما أثبت، وقد مر في ما سبق من روايات.
(4) عن خع وبالأصل: الحارث بن الصباح.
(5) عن خع وبالأصل " الخزار ".
(6) كذا رسمها في الأصل وخع، وفي المطبوعة السيرة 1 / 277 " أبو الحسين ".
(7) بالأصل وخع: " سيار " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 277.
(8) بالأصل وخع: " أبو بكر بن بشر الشافعي " والمثبت عما سبق من رواية.
(9) كذا بالأصل، وفي خع: " النصري " وفي المطبوعة السير 1 / 277 والبصري.
(10) موضع قرب مكة (معجم البلدان).
(11) بالأصل وخع " بن " والصواب عن دلائل البيهقي 1 / 277.
(12) بالأصل وخع: " خزام " والصواب عن البيهقي.
323

هشام عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور التركي الأزجي ببغداد أنبأنا
أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن
عثمان بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شاهين (1) أنبأنا (2) محمد بن هارون بن
حميد بن المجدر ويحيى بن محمد بن صاعد إملاء سنة عشر وثلاثمائة في الدلائل
وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي واللفظ لمحمد بن هارون قالوا
حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار (3) الخزاعي بقديد
إمام مسجد أهل قديد إملاء من حفظه قال حدثنا أخي أيوب بن الحكم عن
حزام (4) بن هشام صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) (5) حين خرج وفي حديث قراتكين أخرج من مكة خرج منها
مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر (6) ومولى أبي بكر وقالا عامر بن فهيرة ودليلهما
الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة (7) جلدة
تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا
عندها من ذلك شيئا وكان القوم مرملين مسنتين (8) فقالت والله لو كان عندنا شئ
ما أعوزناكم نحرها (9) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة
يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها من لبن قالت هي
أجهد من ذلك قال أتأذنين زاد قراتكين لي وقالا أن أحلبها قالت زاد

(1) بالأصل وخع: " المعروف أنبأنا ابن شاهين " والصواب ما أثبت.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(3) بالأصل وخع " سيار " والصواب عن البيهقي الدلائل 1 / 277.
(4) بالأصل وخع " خزام " تحريف والصواب ما أثبت عن الدلائل للبيهقي 1 / 278.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وخع، واستدرك عن دلائل البيهقي 1 / 277.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن دلائل البيهقي 1 / 277 والمطبوعة السيرة 1 / 277.
(7) عن دلائل البيهقي 1 / 278 وخع، وبالأصل " بردة ".
(8) عن دلائل البيهقي وخع، وبالأصل " مشتين " فعلى هذه الرواية يعني أنهم دخلوا في الشتاء، وقد نفد
زادهم. ومسنتين يعني أنهم دخلوا في السنة، في الجدب والمجاعة، وقد نفذ زادهم.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع والمطبوعة السيرة 1 / 277 واستدركت الزيادة عن دلائل البيهقي
1 / 278.
324

ابن الحصين نعم وقالا بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمسح بيديه ضرعها وسمى الله تبارك وتعالى ودعا لها في شاتها
فتفاجت عليه فدرت ودعا وفي حديث ابن الحصين ودرت واجترت ودعا بإناء
يربض الرهط فحلب زاد قراتكين فيه (1) وقالا (2) ثجا حتى علاه البهاء فسقاها حتى
رويت وسقى وقال ابن الحصين ثم سقى أصحابه حتى رووا وشرب وقال ابن
الحصين ثم شرب آخرهم وزاد قراتكين ثم أراضوا وقالا ثم حلب ثانيا بعد بدئ
حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها وبايعها وقال قراتكين ثم بايعها وارتحلوا عنها فقل
ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن وقال ابن الحصين
تساوكن هزلا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا يا أم
معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت لبن قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل
مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد قالت رجل ظاهر الوضاءة وقال
قراتكين قالت رأيت رجلا ظاهرا الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة
ولم تزر به صعلة وقال قراتكين صقلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف
وقال قراتكين غطف وفي صوته ضحك وفي عنقه سطع وفي لحيته كثافة أزج
أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من
بعيد وأحسنه وأحلاه وقال قراتكين وأجمله من قريب حلو المنطق فصل لا نزر
ولا هذر كأن وقال قرتكين كأنما منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لا يأس (3) من
طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم
قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود
محشود لا عابس ولا معتد
قال أبو معبد فهذا وقال قراتكين هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من
أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا فأصبح

(1) الزيادة عن خع.
(2) بالأصل وخع: " وقال " والصواب ما أثبت.
(3) بالأصل وخع: " يأمن " والمثبت عن البيهقي، وفيه في موضع تفسير ألفاظ الحديث 1 / 284 يحتمل أن
يكون معناه: إنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته، ويحتمل أن يكون تصحيفا، وأحسبه: لا
بائن من طول.
325

صوت بمكة عال وقال قراتكين عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو
يقول *
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى (1) وسؤدد
ليهن بني كعب مكان (2) فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * عليه (3) صريحا ضرة الشاة مزبد * *
فغادرها رهنا لديها لحالب (4) * بدرتها في مصدر ثم مورد *
فلما سمع ذلك حسان بن ثابت وقالا الأنصاري أخذ (5) يجاوب الهاتف
فقال *
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت (6) عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمي وهداة يهتدون بمهتدي (7)
وقد نزلت منه على آل يثرب * ركاب هدي حلت عليهم بأسعد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو ضحوة الغد (8)
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد

(1) الأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: تجاري.
(2) الأصل وخع، وعند البيهقي: مقام.
(3) الأصل وخع، وعند البيهقي: له بصريح.
(4) الأصل وخع، وعند البيهقي: بحالب.
(5) في البيهقي: شبب.
(6) البيهقي: فضلت.
(7) في خع: عمى يهم هادية كل مهتدي.
(8) في خع والبيهقي: أو في ضحوة الغد.
326

ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد *
وأخبرنا (1) أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
حفص بن شاهين حدثنا محمد بن هارون بن حميد (2) بن المجدر ويحيى بن محمد بن
محمد بن صاعد قالا أنبأنا مكرم بن محرز بن المهدي (3) * قال حدثني
أبي محرز بن المهدي (4) عن حزام (5) بن هشام عن حبيش (6) بن خالد عن أبيه عن
جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر
ومولى أبو بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم
معبد الخزاعية وذكر الحديث المتقدم بطوله
وقال لنا ابن محمد بن صاعد رأيت عبد الوهاب الوراق يحدث بهذا الحديث
عن مكرم بن محرز وذكره بتمامه
أخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ (7) على إبراهيم بن
منصور وأنا حاضرة قال أخبرنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو
هشام محمد بن سليمان بن أيوب بن ثابت بن يسار (8) الكعبي الربعي حدثني عمي
أيوب بن الحكم بن أيوب عن حزام (5) بن هشام عن أبيه عن جده حبيش بن
خالد صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر
ومولى (9) أبي (10) بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله بن الأريقط مروا على

(1) في خع: فأخبرنا.
(2) بالأصل وخع: " حميد بن هارون المحدود " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 14 / 436.
(3) بالأصل: " أبو مكرم بن محرز بن الهدي " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 281.
(4) الزيادة عن الدلائل.
(5) بالأصل وخع " خزام " تحريف والصواب ما أثبت، وقد مر.
(6) بالأصل: " بن بشر " والمثبت عن الدلائل، وفي خع: " بن حبيش ".
(7) بالأصل وخع: " قرأ " والصواب ما أثبت.
(8) الأصل وخع " سيار " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(9) في خع: موالي.
(10) عن خع وبالأصل " أبو ".
327

خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة (1) جلدة تحتبي بفناء القبة (2) ثم تسقي
وتطعم فسألوها تمرا أو لحما ليشتروا منها فلم يصيبوا من ذلك شيئا وكان القوم
مرملين مسنتين (3) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا
أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها لبن قالت هي أجهد
من ذلك قال أتأذنين لي أن أحلبها قالت بأبي وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها
فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءت فمسح بيده ضرعها وسمى الله تبارك وتعالى ودعا لها في
شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثم حلب ثجا
حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم
ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها فبايعها وارتحلوا
عنها فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا مخهن (4)
قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء
عازب حيال ولا حلوب في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله
كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه
حسن الخلق لم تعبه نخلة ولم تزر به صعلة (5) وسيم قسيم في عينيه دعج وفي
أشفاره غطف (6) وفي صوته صحل (7) وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة (8) أزج
أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من
بعيد وأحسنه (9) وأحلاه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن

(1) في خع: " بزرة جدرة ".
(2) بياض بالأصل مقدار كلمتين، والمثبت بين معكوفتين عن الروايات السابقة.
(3) بياض بالأصل قدر كلمة، والمثبت عما سبق من رواية. وفي رواية: مشتين.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عما سبق من روايات، وفي خع: شحمهما.
(5) في خع: صقله.
(6) في خع: " عطف ".
قال القتيبي: سألت عنه الرياشي، فقال: لا أعرف العطف، وأحسبه غطف بالغين المعجمة، وهو أن تطول
الأشفار ثم ثم تنعطف.
(7) الأصل وخع، وفي المطبوعة: صحل.
(8) الأصل وخع وفي المطبوعة: " كثاثة " وقد مر في رواية: كث اللحية.
(9) عن المطبوعة، وبالأصل وخع: وأحسنهم.
(10) الأصل وخع: " لا نذر " والصواب ما أثبت عما سبق من رواية.
328

منطقه خرزات نظم (1) يتحدرن ربعة لا يأس (2) من طول ولا تقتحمه عين من قصر
غصن بين غصنين وهو أنضر (3) الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء (4) يحفون به
إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا معتد
قال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد
هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبح صوت بمكة عاليا
يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول *
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حالا (5) خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى (6) وسؤدد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها (7) للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حبائل فتحلبت * عليه صريحا ضرة الشاة مزبد (8) (
فغادرها رهنا لديها لحالب * يرددتها (9) في مصدر ثم مورد *
فلما سمع بذلك حسان بن ثابت الأنصاري شاعر (10) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شبب (11)
يجاوب الهاتف وهو يقول *
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليه ويغتدي (12)

(1) في الأصل وخع: " نظيم " والصواب مما سبق من رواية.
(2) عن خع، وبالأصل " بائن " مر تحقيق اللفظتين.
(3) الأصل وخع، وفي المطبوعة: " أنضر ".
(4) عن خع، وبالأصل: رفقة.
(5) في خع: " خلا " تحريف.
(6) الأصل وخع وفي المطبوعة: يجازي.
(7) في خع: " ومقعد ".
(8) في خع: مزيد.
(9) في خع: " يردرها " تحريف.
(10) في الأصل وخع: الشاعر، شاعر.
(11) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عما سبق من روايات، وانظر المطبوعة (السيرة 1 / 282).
(12) في خع: ويعتدي.
329

ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وأرشدهم من يتبع (1) الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمايتهم (2) هاد به كل مهتد
وقد نزلت منه على آل يثرب * ركاب هدي حلت عليهم بأسعد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو ضحوة الغد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد *
وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل (3)
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنبأنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنبأنا محمد بن
هارون إملاء حدثنا مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن
خليف بن منقذ (4) بن ربيعة (5) بن حزام (6) بن حبيش بن كعب الخزاعي بقديد
وكان يسكن قرب خيمتي أم معبد قال أخبرني أبي (7) أنه سمع من حزام (8) بن
هشام (9) بن حبيش وحبيش أخو أم معبد قتيل البطحاء يوم الفتح ببطن مكة أنه سمع من
أبيه هشام بن حبيش
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما خرج مهاجرا من مكة خرج هو وأبو بكر ومولى (10) أبي بكر

(1) في الأصل: " تبع " وفي خع " بيع " والمثبت عما سبق من رواية وديوان حسان.
(2) بالأصل:
عمى بهم هادي به كل مهتدي
وفي خع:
عمايتهم هادية كل مهتد
وأثبتنا عبارة المطبوعة.
(3) بالأصل وخع: " أبو الفضل بن عبد الرحمن " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 135.
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الاستيعاب.
(5) عن الاستيعاب وبالأصل وخع " زمعة ".
(6) بالأصل وخع: " خزام " والصواب ما أثبت.
(7) زيادة اقتضاها السياق عن المطبوعة.
(8) زيادة اقتضاها السياق.
(9) بالأصل وخع تقديم وتأخير، والصواب ما أثبت عما سبق من رواية.
(10) عن خع وبالأصل وموالي.
330

عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد (1) الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد وكانت
برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها
فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم أو الحي شك مكرم مرملين
مسنتين (2) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم
معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل لها من لبن قالت هي أجهد
من ذلك قال لها أتأذنين أن أحلبها [713] قالت بأبي وأمي إن رأيت بها حلبا
فاحلبها قال فدعاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمسح بيده ضرعها وسمى بالله ودعا لها في
شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعاء بإناء يربض (3) الرهط فحلب فيه ثجا حتى
علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم
أراضوا ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء فغادره عندها وارتحلوا عنها فبايعها
فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تشاركن (4) هزلا ضحا مخهن
قليل فلما رأى اللبن عجب (5) وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب
حيال ولا حلوب في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل من حاله كذا وكذا قال
صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق لم
تعبه ثجلة ولم تزر به صقلعة وسيما قسيما في عينيه دعج وفي أشفاره غطف (6)
وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة (7) أزج أقرن إن صمت فعليه
الوقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من
قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن (8)
ربعة لا يأس (9) من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر

(1) بالأصل وخع: " وعبد الله " بإثبات واو العطف.
(2) بياض بالأصل، وسقطت اللفظة من خع، والمثبت " مسنتين " عما سبق من رواية.
(3) غير واضحة بالأصل، وفي خع " يرض " والمثبت عن رواية سابقة.
(4) في الأصل: " فإن شاوكن " وفي خع: " فإن تشاركن " وتشاركن إحدى الروايات، معناها عمهن الهزال،
فليس فيهن منقية ولا ذات طرف، وهو من الاشتراك (دلائل البيهقي 1 / 282).
(5) في خع: " عطف ".
(6) الأصل وخع " ضحك " والمثبت عن رواية سابقة.
(7) في خع: كثافة.
(8) بالأصل وخع: يتحدر " والمثبت عن رواية سابقة.
(9) عن خع، وبالأصل " بائن ".
331

الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر
تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا معتد
قال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولقد هممت أن
أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا فأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون
الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول *
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به * فقد فاز من أمسى (1) رفيق محمد
فيا / لقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى (2) وسؤدد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * له (3) بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها (4) بحالب (5) * يرددها في مصدر ثم مورد
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد *
قال مكرم إملاء علينا
إن أم معبد اسمها (6) عاتكة بنت خالد بن خليف أخو خويلد (7)
وحدثنا بذلك سليمان بن الحكم العلاف بقديد (8) قال حدثني أخي أيوب بن
الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خالد بمثله

(1) عن خع، وفي الأصل: أضحى.
(2) الأصل وخع: " يجارى " والمثبت عن رواية سابقة.
(3) في خع:
له فصريح صرة الشاة مزيد
(4) في الأصل وفي خع: " يديها " والمثبت عن رواية سابقة.
(5) في الأصل " حالب " وفي خع: " تحلب " والمثبت عن رواية سابقة.
(6) بالأصل وخع: " ابنة " والصواب ما أثبت.
(7) انظر في نسبها أسد الغابة 6 / 182 وجمهرة ابن حزم ص 238.
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.
332

وحدثنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن
يسار (1) الكعبي الخزاعي قال حدثني عمي أيوب بن الحكم عن حزام عن أبيه هشام عن
جده حبيش بن خالد بمثل حديث مكرم وأبيه
ثم قال فلما سمع حسان (2) بن ثابت الأنصاري شبب يجاوب (3) الهاتف وهو
يقول *
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم * ورحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمايتهم هاد به (4) كل مهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى (5) حلت عليهم بأسعد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد *
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد *
وقال غير مكرم أيضا هذه الأبيات *
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويعبد
ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمايتهم هادبه (6) كل مهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد

(1) بالأصل وخع " سيار " تحريف والصواب عما سبق من رواية.
(2) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عما سبق من رواية، وانظر ديوانه ص 52.
(3) بالأصل وخع: " فجاوب " والمثبت عن رواية سابقة والمطبوعة.
(4) في خع: " هاديه ".
(5) في خع: " هلب ".
(6) في خع: " هادية ".
333

نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن (1) أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد *
ليهن (1) بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد *
قال وسمعت جعفرا يقول
سألت (2) أبا بكر محمد بن هارون عن بعض تفسير ما وقع في هذا الحديث من
الغريب فأخبرني عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة أنه أخبره بهذا الحديث بإسناده وذكره
وفسره فقال
قوله
مرملين يريد قد نفد زادهم
مشتين (3) داخلين في الشتاء
كسر الخيمة جانب منها
قوله
فتفاجت يريد فتحت ما بين رجليها (4)
يربض الرهط أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا (5)
فحلبت فيه ثجا والثج السيلان قال الله تعالى " وأنزلنا من المعصرات ماء
ثجاجا " (6) أي سيالا
علاه البهاء يريد علا الإناء بهاء اللبن وهو وبيص (7) رغوته يريد أنه أملأه

(1) في خع: " ليهنا ".
(2) بالأصل وخع: " سمعت " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 1 / 285.
(3) وفي رواية: مسنتين أي داخلين في السنة، وهي الجدب والمجاعة، دلائل البيهقي 1 / 282 نقلا عن أبي
محمد القتيبي.
(4) زيد في البيهقي: للحلب.
(5) بالأصل وخع: فربضوا، والمثبت عن البيهقي، وزيد بعدها فيه: والرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة.
(6) سورة النبأ، الآية: 14.
(7) بالأصل وخع " بيض " والصواب عن الدلائل للبيهقي.
334

ثم أراضوا أي رووا وانتقعوا بالري
قوله تشاوكن (1) هزلا أي عمهن الهزال فليس فيهن منقية (2)
شاة (3) عازب أي تبعد في المرعى يقال عزب إذا بعد
أبلج الوجه مشرق الوجه مضيئه
والحيال التي لم تحمل
لم تعبه نحلة الرقة (4) والضمر
ولم تزر به صقلة والصقل الكشح يعني الخاصرة (5)
الوسيم الحسن الوضئ (6) والقسيم مثله
والدعج السواد في العين
قولها في أشفاره عطف أو غطف بالغين هو أن تطول الأشفار ثم تنعطف
وكذلك العطف (7) انعطاف الأشفار
في صوته ضحك (8) يريد في صوته كالبحة (9)
وفي عنقه سطع (10) أي طول

(1) كذا بالأصل وخع، وقد مرت برواية " تساوكن " ومرت برواية: تشاركن وهي الموجودة هنا في الدلائل.
والشرح الموجود بالأصل وخع للفظة " تشاركن ".
(2) في المطبوعة: " مثغية " وبعدها في الدلائل: " ولا ذات طرق، وهو من الاشتراك " أما تساوكن، فهي من
التساوك، وقد تقدم شرحها.
(3) بالأصل وخع: أي شاة، وكأنها تفسير لما قبلها.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: الدقة.
(5) بعدها في الدلائل: تريد أنه ضرب ليس بمنتفخ ولا ناحل.
(6) الزيادة عن الدلائل، سقط ما بين معكوفتين من الأصل وخع.
(7) انظر ما حققناه بشأنها عن الرياشي قريبا.
(8) كذا بالأصل وخع، والذي في الدلائل هنا: " في صوته صهل ويروي صحل ".
(9) بعدها في الدلائل: وهو أن لا يكون حادا.
(10) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
335

وقولها إن تكلم سما (1) تريد علا برأسه أو يده
وقولها فصل لا نزر (2) ولا هذر يريد أنه وسط ليس بالطويل ولا بالقصير ولا
قليل ولا كثير
وقولها لا يأس من طول أي ليس بالقصير ولا بالطويل البائن
ولا تقتحمه عين من قصر أي لا تحتقره ولا تزدريه
محفود أي مخدوم
محشود يقال عند فلان حشد من الناس أي جماعة من الناس (3)
وقولها لا عابس تريد لا عابس الوجه ولا معتد من العداوة (4) والظلم
وقوله فأصبح صوت ببكة عاليا والثلاثة (5) اسم لبطن مكة لأنهم شاكون (6) فيه
ويزدحمون ويقال مكة هو موضع المسجد وما حوله بكة
وقول (7) الهاتف فتحلبت له بصريح والصريح الخالص والضرة لحم
الضرع
وقوله فغادرها رهنا لديها
يريد (8) أنه خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر
وأما حديث هند
فأخبرناه عاليا أبو محمد عبد الكريم السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(2) بالأصل " لا تذر " وفي خع " لا تزر " والمثبت عن البيهقي.
(3) في الدلائل: هو من قولك حشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له وجمعت.
(4) في الدلائل: من العداء وهو الظلم.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: والبكة
(6) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة: يتباكون.
(7) عن خع وبالأصل " وقوله ".
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
336

بكر الخطيب حينئذ مكرر (1)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي وأبو سعد
محمد بن علي بن محمد بن جعفر السلمي (2) قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل
أنبأنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب نبأنا يونس أنبأنا أبو بشر بن قعنب حدثني
إسحاق بن صالح المخزومي عن يعقوب التميمي عن عبد الله بن عباس أنه قال
لهند بن أبي هالة التميمي (3) وكان صادقا وكان وصافا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) صف لنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلعلك أن تكون نسابا (4) معرفة قال كان بأبي هو وأمي طويل الصمت
دائم الفكر متواتر الأحزان إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم لا فصل ولا قصير إذا
تحدث أعاد وإذا وعظ جد وماد (5) وإذا خولف أعرض فأشاح يتروح إلى حديث
أصحابه يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم ذواقا (6) ويبسم عن مثل حب الغمام
هذا حديث غريب من حديث ابن عباس عن هند وهو مختصر وقد روي من وجه
آخر غريب أيضا عن هند
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (7) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ لفظا وقراءة حينئذ
وأخبرناه أبو طاهر محمد بن محمد السنجي (8) وأبو محمد بختيار (9) بن
عبد الله الهندي واللفظ لحديثهما قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن
عبد القاهر الأسدي أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قالا

(1) كذا وردت العبارة بالأصل وخع مكررة.
(2) الأصل وخع وفي المطبوعة: " الرستمي ".
(3) كذا بالأصل وخع ودلائل البيهقي 1 / 286 وفي المطبوعة السيرة 1 / 287 التيمي.
(4) الأصل وخع، وفي المطبوعة (السيرة 1 / 286): تكون أثبتنا به معرفة.
(5) أي زاد.
(6) بالأصل وخع: " ذووقا " والصواب ما أثبت.
(7) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 285 وما بعدها.
(8) بالأصل وخع: الشيحي خطأ، والصواب عن الأنساب (السنجي " وهذه النسبة بكسر السين، وسكون النون
إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
(9) سقطت من الأصل، ومكانها بياض في خع. واستدركت اللفظة عن الأسباب (الهندي) وقد مر.
337

أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال أبو عبد الله الثقفي (1)
صاحب كتاب النسب وقال ابن شاذان المعروف بابن أخي طاهر العلوي أنبأنا
إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (2) بن
علي بن أبي طالب زاد أبو عبد الله أبو محمد بالمدينة سنة ثلاث وستين ومائتين
حدثني علي بن جعفر بن محمد زاد ابن شاذان بن علي بن الحسين عن أخيه
موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن
الحسين (2) قال قال الحسن بن علي عليه السلام قال سألت خالي هند بن أبي
هالة عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان وصافا وأنا أرجو أن يصف لي منه شيئا أتعلق به
قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر أطول
من المربوع وأقصر من المشذب (3) عظيم (4) الهامة رجل الشعر إن افترقت (6)
عنفقته (6) وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج
الحواجب سوابغ في غير فرق (7) بينهما عرق تدره الغضب (8) أقنى العرنين (9) له
نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية أدعج سهل الخدين ضليع الفم
أشنب مفلج الأسنان رقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل
الخلق بادن متماسك سراء البطن والصدر فسيح الصدر بعيد ما بين المنكبين
ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري (10) كالخط

(1) كذا بالأصل وخع وفي دلائل البيهقي: العقيقي، انظر تاريخ بغداد 7 / 421 وأعيان الشيعة 23 / 257
وإيضاح المكنون 2 / 317.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن خع والدلائل للبيهقي.
(3) بالأصل وخع: " المشرب " والمثبت عن دلائل البيهقي.
(4) عن خع وبالأصل " عظم ".
(5) الأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: " إن انفرقت عقيقته ".
(6) بالأصل وخع تقديم وتأخير، صوبنا العبارة عن دلائل البيهقي.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: قرن.
(8) بدون نقط بالأصل وخع، والمثبت عن البيهقي.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي.
(10) الأصل: " شعر تجري " وفي خع: " شعره عجزي " والمثبت عن دلائل البيهقي.
338

عاري الثديين (1) مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي (27) الصدر طويل
الزندين رحب الراحة شثن الكفين والقدمين سائل (3) الأطراف سبط القصب
خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال تقلعا ويخطو
تكفأ ويمشي هونا (4) ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط (5) من صبب وإذا التفت
التفت جميعا وإذا أقبل أقبل جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره
إلى السماء جل (6) نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقي بالسلام
قلت صف لي منطقه
قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متواصل الأحزان دائم الفكرة (7) ليست له راحة ولا
يتكلم في غير حاجة طويل السكوت (8) يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم
بجوامع الكلم (9) فصلا لا فضول فيه ولا تقصير دمثا (10) وليس بالجافي ولا المهين
يعظم النعمة وإذا (11) دقت لا يذم منها شيئا لم يكن يذم ذواقا (12) ولا يمدحه ولا
يقوم ولا يقام لغضبه (13) إذا تعرض للحق (14) بشئ حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا
ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أفضل (15) لها

(1) غير مقروءة بالأصل وخع، والمثبت عن الدلائل، وزيد فيها: والبطن.
(2) بالأصل: " وعالي " والمثبت عن الدلائل.
(3) بالأصل وخع: " سليل " والمثبت عن الدلائل.
(4) بالأصل: " هو ازرع " والصواب عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " يتخصى " والمثبت عن البيهقي.
(6) عن البيهقي، وبالأصل وخع: " حل ".
(7) كذا بالأصل والبيهقي، وفي خع: الفكر.
(8) وفي رواية: الكلام (انظر البيهقي 1 / 287).
(9) وفي رواية: الكلام (انظر البيهقي).
(10) بياض بالأصل وخع، والزيادة المثبتة عن البيهقي، وفيه دمث، وما أثبتناه دمثا، باعتبار السياق السابق.
(11) في الدلائل: " إن دقت " وفي خع: " وإذا رقت ".
(12) بالأصل وخع: " دوفا " والمثبت عن الدلائل.
(13) في البيهقي: لا يقوم لغضبه.
(14) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: " الحق شئ " وفي الدلائل رواية أخرى: فإذا تعوطي الحق لم يعرفه
أحد، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له.
(15) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: اتصل بها.
339

فضرب بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض
طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام
قال فكتمتها الحسين بن علي زمانا ثم حدثته بها فوجدته قد سبقني إليه
وسأل (1) أباه عن مدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا
قال الحسين سألت أبي عليه السلام عن (2) دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (3)
كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة
أجزاء جزأ لله تبارك وتعالى وجزأ لنفسه وجزأ لأهله ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس
فيرد ذلك على العامة بالخاصة لا يدخر (4) عنهم شيئا
فكان من سيرته من جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في
الدين منهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج يتشاغل بهم
ويشغلهم فيما أصلحهم (5) والأمة من مسألته عنهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب (6)
وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته ممن فاته من أبلغ سلطانا (7) حاجة
من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله تعالى قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا
يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون (8) أدلة يعني
فقهاء
قلت أخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخزن لسانه إلا مما يعنيهم (9) ويؤلفهم ولا يفرقهم يكرم

(1) بالأصل وخع: " وأسأل ".
(2) بالأصل وخع " على " والصواب عن الدلائل 1 / 288.
(3) بالأصل وخع: " قال " والمثبت عن الدلائل.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي رواية: " لا يذخر عنهم " وفي رواية: ولا يذخره.
(5) في الأصل: " أضلهم " وفي خع: " أضعهم " والمثبت عن الدلائل والمختصر.
(6) من حديث أخرجه البخاري في كتاب العلم فتح الباري 1 / 159 ومسلم في كتاب الحج (ح: 446).
(7) بالأصل " سلطان " والصواب عن خع.
(8) بالأصل وخع: " ولا يخرجون أنالة " والصواب عن البيهقي.
(9) بالأصل: " يعيهم " وفي خع: " يغنيهم " والمثبت عن الدلائل.
340

كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من (1) غير أن يطوي عن
أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن
ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه (2) معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا
أو يملوا لكل حال عنده (3) عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوز إلى غيره الذين يلونه من
الناس خيارهم وأفضلهم عنده (4) أعمهم لنصحه (5) وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم
مواساة ومؤازرة
فسألته عن مجلسه عما كان يصنع فيه قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يجلس (4) ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهى
عن إيطانها وإذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل
جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه لحاجة
صاوبه (6) حتى يكون هو المنصرف عنه من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من
القول قد وسع الناس بسطه (7) وخلقه فصار لهم أبا وصاروا له عنده في الحق
متقاربين يتفاصلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير
ويرفدون ذا (8) الحاجة ويرحمون الغريب
فسألته عن سيرته في جلسائه فقال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ
ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح (9) ولا يتغافل عما لا يشتهي ولا

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: " ويوهيه " وبهامشها عن نسخة: ويوهنه.
(3) زيادة عن الدلائل، وفي خع: عندهم.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: نصيحة.
(5) بالأصل وخع " لا يلبس " تحريف، والمثبت عن الدلائل.
(6) الأصل وخع، وفي الدلائل: صابره.
(7) عن خع والدلائل، وبالأصل " سبطه ".
(8) بالأصل وخع: " ذو " والمثبت عن الدلائل.
(9) الأصل وخع، وفي الدلائل: بمزاج.
341

يؤيس (1) منه قد ترك نفسه من ثلاث (2) كان لا يذم (3) أحدا ولا يعيره ولا يطلب
عورته ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم
الطير وإذا تكلم سكتوا وإذا سكت تكلموا لا يسارعون عنده الحديث من تكلم
نصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث إليهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب
مما يتعجبون (4) منه ويصبر الغريب على الجفوة في المنطق ويقول إذا رأيتم
صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه ولا يقبل الثناء إلا من يكافئ ولا يقطع على أحد
حديثه حتى يجوزه (5) فيقطعه بانتهاء أو قيام
قلت فكيف كان سكوته عليه الصلاة والسلام قال
كان سكوته عليه الصلاة والسلام على أربع على الحكم (6) والحذر
والتقدير (7) والتفكر (8)
فأما التقدير (7) ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس
وأما تفكره ففيما يفنى ويبقى وجمع له (صلى الله عليه وسلم) الحلم والصبر (9) فكان لا يغصبه
شئ ولا يستفزه وجمع له في الحذر أربع أخذ بالحسن ليقتدي به وتركه القبيح
لينتهي عنه واجتهاد الرأي فيما أصلح أمته والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا
والآخرة [714]
قال أنبأنا إسماعيل بن محمد حين فرغنا من سماع هذا الحديث منه حدثنا به

(1) بالأصل وخع: " يونس " والمثبت في الدلائل، وبعدها في البيهقي: ولا يحبب فيه.
(2) كذا بالأصل وخع وفي دلائل البيهقي 1 / 291 بعدها: المراء والاكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من
ثلاث: كان لا يذم...
(3) بالأصل وخع: " أحد ".
(4) الأصل وخع " يعجبون " والمثبت عن الدلائل.
(5) بالأصل وخع: يحوزه.
(6) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل البيهقي: " الحلم ".
(7) عن الدلائل، وبالأصل وخع " التقرير ".
(8) عن الدلائل، وبالأصل وخع: " والتلقن " وفي رواية أخرى في الدلائل " " والتفكير " وفي المطبوعة السيرة
1 / 291 " والفكر ".
(9) ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي، ومكانها بالأصل: الحكم الصلاة والسلام.
342

علي بن جعفر سنة تسع ومائتين قيل من حفظه قال نعم قيل له متى مات
علي بن جعفر قال سنة عشر ومائتين بعدما حدثنا بسنه
وهذا الحديث إنما يحفظ بإسناد غير هذين
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر النيسابوري بها وأبو الفتح محمد بن
علي بن عبد الله البصري (1) وأبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب
الحسيني (2) وأبو عبدان (3) عبيد الله بن محمد بن الحارث قالوا أخبرنا أبو عطاء
عبد الرحمن بن محمد بن عبد (4) الرحمن الأزدي الجوهري الهروي بها أنبأنا أبو
عبيد الله محمد بن محمد بن جعفر بن محمود بن حسان الماليني بقراءة أبي ذر
عبد الرحمن بن أحمد الماليني الهروي عليه من أصله بمالين في ذي القعدة سنة
ست (5) وتسعين وثلاثمائة أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين
الباساني أنبأنا سفيان بن وكيع أنبأنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن أبو جعفر العجلي
أملاه علينا من كتابه أنبأنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا
عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي قال
سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنما
أشتهي أن يصف لي شيئا أتعلق به فقال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخما مفخما يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع
وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إذا تفرقت عقيصته (6) فرق وإلا فلا
يجاوز (7) شعره أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ
في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله

(1) الأصل وخع، وفي المطبوعة: المضري.
(2) الأصل وخع، وفي المطبوعة: الحببي.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة: " وأبو عدنان "، وانظر المشيخة 1 / 97.
(4) بالأصل وخع " عبيد " تحريف والصواب ما أثبت عن المشيخة 1 / 97.
(5) بالأصل " ستة ".
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(8) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عما سبق من رواية.
343

أشم أكث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان رقيق (1)
المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء
البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد
موصول (2) ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن (3) مما
سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة
شثن الكفين والقدمين شائل أو سائل (4) الأطراف خمصان الأخمصين مسيح
القدمين ينبو (5) عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفئا ويمشي كأنما ينحط من
صبب وإذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى
السماء جل (6) نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقي بالسلام
قال قلت صف لي منطقه قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة طويل السكات
لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام بأشداقه ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم
فصل لا فضول ولا تقصير دمث ليس بالجافي ولا بالمهين يعظم النعمة وإن
دقت (7) لا يذم شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه لا تغضبه الدنيا وما كان
لها فإذا ولم يكن يقم لغضب (9) له شئ حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا
ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فضرب (10)

(1) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة " دقيق ".
(2) في خع: " موسول ".
(3) في خع: " والنظر " خطأ.
(4) في خع: " سايل وساين " وفي المطبوعة: سائل أو سائن، سائل الأطراف: ممتدها، ورواه بعضهم بالنون
(اللسان).
(5) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عما سبق من رواية.
(6) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن رواية سابقة.
(7) في خع: رقت.
(8) بعدها بياض بالأصل وخع قدر كلمة، ويبدو أن في العبارة سقطا، والعبارة في دلائل البيهقي 1 / 288:
فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد.
(9) في دلائل البيهقي: " لغضبه شئ " وفي خع كالأصل.
(10) في خع: " فضربها 2 وفي دلائل البيهقي: " يضرب " وفي رواية: " فيضرب " بدون " بها ".
344

بها براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض
طرفه جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام
قال الحسن فكتمتها الحسين (1) زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله
عما سالف (2) عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا
قال الحسين فسألت أبي عن دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
كان دخوله لنفسه مأذون له فيه فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء
جزء لله تبارك وتعالى وجزأ لنفسه وجزأ لأهله ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد
ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر (3) عنهم شيئا فكان من سيرته عليه الصلاة
والسلام في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم
ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما
أصلحهم والأمة من مسألتهم (4) عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ
الشاهد الغائب وأبلغوا (5) حاجة من لا يستطيع إبلاغها فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من
لا يستطيع إبلاغها ثبت الله تعالى قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده (6) إلا ذلك ولا يقبل
من أحد غيره يدخلون روادا (7) ولا يفترقون (8) إلا عن ذواق ويخرجون أدلة يعني على
الخير (9)
قال وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخزن لسانه إلا مما يعنيه (10) ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم

(1) يعني الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أخاه.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: " سألته " وفي المطبوعة: سلف.
(3) كذا بالأصل وخع بالدال المهملة، وفي رواية: " يذخر " بالذال المعجمة انظر الدلائل للبيهقي 1 / 288.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: مسألته.
(5) كذا وردت بهذه الرواية هنا بالأصل وخع، ومرت برواية: وأبلغوني.
(6) عن خع وبالأصل: هذه.
(7) بالأصل وخع: " زواد " والمثبت عن رواية سابقة.
(8) في خع: يفترون.
(9) بعدها بالأصل وخع: وسألته.
(10) في خع: يغنيه.
345

كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد
بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن
ويقويه (1) ويقبح (2) القبيح ويوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل (3) مخافة
أن يغفلوا ويملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الذين يلونه من
الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده أحسنهم مواساة وموازرة
قال وسألته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه فقال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن
إيطانها (4) وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي المجلس ويأمر بذلك يعطي كل
جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا (5) أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه
لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف (6) ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو
بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه (7) وخلقه فصار لهم أبا فصاروا عنده في
الحق سواء مجلسه مجلس حكم (8) وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا
توبن فيه الحرم ولا تنثى فلتأته متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين ويوقرون
فيه الكبير ويرحمون الصغير ويرفدون ذا الحاجة ويحفظون (9) الغريب
قال وسألته عن سيرته في جلسائه فقال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ
ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه ولا
يحب (10) فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من

(1) الزيادة عن البيهقي.
(2) في خع: ويفتح.
(3) بالأصل: " يقيل " وفي خع: " يعقل " والمثبت عن البيهقي.
(4) بالأصل وخع: " إطانها " والمثبت عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " أحد ".
(6) في خع: المتصرف.
(7) بالأصل وخع: بسطة وخلقة.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي رواية: " حلم " (البيهقي).
(9) كذا بالأصل وخع والبيهقي والمختصر، وفي رواية: " يحيطون " وفي أخرى: " ويرحمون ".
(10) كذا بالأصل وخع وفي البيهقي: يحبب.
346

ثلاث كان لا يذم (1) أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا
ثوابه وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا ولا
يتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث
أوليتهم (2) يضحك مما يضحكون ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على
الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقولون إذا رأيتم
صاحب حاجة يطلبها فأرفدوه ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ ولا يقطع على أحد
حديثه حتى يجوز فيقطعه (3) بنهي (4) أو قيام
قال وسألته كيف
كان سكوته عليه الصلاة والسلام فقال كان سكوت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أربع على الحلم (5) والحذر والتقدير والتفكر
فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين (6) الناس
وأما تفكره (7) ففيما يبقى ويفنى
وجمع له الحلم (5) والصبر وكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه أحد وجمع له
الحذر في أربع أخذه بالحسن (8) ليقتدى به وتركه القبيح لينهى (9) عنه واجتهاده
الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة [715]
وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر (10) بن
عبد الله بن يعقوب أنبأنا محمد بن هارون الروياني (10) أنبأنا سفيان بن وكيع

(1) بالأصل وخع كلمة غير واضحة بين " لا " و " يذم " حذفنا ها لاقتضاء السياق ويوافق ما أثبتناه عبارة البيهقي.
(2) بالأصل وخع: " حديث أوايتهم " والمثبت عن البيهقي، وفي رواية: أولهم.
(3) بياض بالأصل وخع، واللفظة استدركت عن البيهقي.
(4) كذا بالأصل والمصادر، وفي رواية: بانتهاء، انظر دلائل البيهقي.
(5) بالأصل وخع: الحكم، والمثبت عن البيهقي.
(6) عن خع، وبالأصل " لين ".
(7) كذا بالأصل وخع والبيهقي، وفي رواية: " تذكره " وفي رواية: " تفكيره "
(8) بالأصل وخع: " بالحسين " والمثبت عن البيهقي، وفي رواية: الحسني.
(9) الأصل وخع، وفي البيهقي: لينتهي.
(10) بالأصل وخع: أنبأنا أبو جعفر أبو يعقوب، أنبأنا أبو محمد أبو هارون الروياني، والصواب المثبت عن
سند مماثل متقدم.
347

أنبأنا جميع بن علي بن عمر العجلي عن رجل من بني تميم من ولد أبي هالة سماه عن
عمرو بن يزيد بن عمر عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال سألت هند بن
أبي هند (1) وكان وصافا يعني للنبي (صلى الله عليه وسلم) يعني عن حلية النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا أشتهي أن
يصف لي منها شيئا لعلي أن أتعلق به قال كان عليه الصلاة والسلام فخما مفخما
يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم
الهامة رجل الشعر إذا (2) تفرقت عنفقته تفرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو
وفره أزهر العين (3) واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق
يدره (4) الغضب أقنا العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث
اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق (6) المسربة كأن عنقه
جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن يتماسك (7) سواء البطن والصدر
عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين
السرة واللبة بشعر يجري كالخط عاري البطن والثديين مما سوى ذلك أشعر الذراعين
والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفين والقدمين
سائل (8) الأطراف أو سبط القصب خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما
الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما
ينحط (9) في صبب إذا التفت التفت جميعا وإذا أقبل أقبل جميعا وإذا أدر أدبر
جميعا خافض الطرف ناظر نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره
الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقيه من السلام

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة 1 / 295 والذي في دلائل البيهقي
1 / 286 جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي، قال: حدثني رجل بمكة، عن ابن لأبي هالة التميمي، عن
الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي.
(2) في خع: إن انفرقت.
(3) في خع: اللون.
(4) بالأصل وخع " بدرة " تحريف والصواب عن البيهقي 1 / 287.
(5) بياض بالأصل وخع، واللفظة مستدركة عن البيهقي 1 / 287.
(6) في خع: رقيق.
(7) في خع: " بادن متماسك " وفي المطبوعة: بادنا متماسكا.
(8) بالأصل وخع: " سائر " والمثبت عن البيهقي 1 / 287.
(9) عن خع وبالأصل " يتخطى ".
348

قال قلت صف لي منطق رسول الله عليه الصلاة والسلام قال
كان متواصل الأحزان دائم الفكر ليست له راحة طويل السكت لا يتكلم في غير
حاجة يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا يقصر
ليس بالجافي (1) ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت لا يذم فيها شيئا غير أنه لم يكن
ذواقا ولا تغضبه الدنيا وما كان منها (2) فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه
شئ حتى ينتصر له إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها
يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى فإذا غضب أعرض وأشاح فإذا فرح غض
طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن حب مثل الغمام
قال الحسن فحدثت به الحسين فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته فوجدته
قد سأل أباه رضي الله تعالى عنهما عن مدخل النبي (صلى الله عليه وسلم) ومخرجه وشكله ومجلسه أو
قال وسكته ولم يدع منها شيئا
قال الحسين فسألته عن دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك وكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة
أجزاء جزأ لله تعالى وجزأ لنفسه وجزأ لأهله ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فرد
ذلك عن العامة بالخاصة ولا يدخر عنهم (3) شيئا فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار
أهل (4) الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم
ذو الحاجتين (5) ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة
من مسألتهم وإجرائهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب أبلغوني حاجة
من لا يستطيع إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر إبلاغها أثبت الله
قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد قبله غيره يدخلون روادا (6)

(1) عن خع وبالأصل " الخافض ".
(2) في خع: لها.
(3) عن البيهقي، وبالأصل " منهن " وفي خع: " عنهن ".
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي. وبالأصل وخع: " اثنان " والمثبت " إيثار " عن البيهقي.
أيضا.
(5) الزيادة عن البيهقي، سقطت من الأصل وخع.
(6) بالأصل وخع: " رواد " والصواب عن البيهقي.
349

ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة (1)
قال وسألته عن مخرجه كيف
كان يصنع عليه الصلاة والسلام قال كان يخزن لسانه إلا مما يعنيه وكان يؤلفهم ولا ينفرهم يكرم كريم كل قوم
ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه
يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه (2) ويقبح القبيح
ويوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لا يقصر عن
الحق ولا يجوزه (3) الذين يلونه (4) من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم
نصيحة (5) وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة
فسألته عن مجلسه فقال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله تبارك وتعالى لا يوطن
الأماكن وينهى عن إيطانها (6) فإذا انتهى إلى قوم جلس به حيث انتهى به إلى المجلس
ويأمر بذلك يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب أحد جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه
جالسه أو قادمه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجته لم يرجع
إلا بها أو بميسور (7) من القول قد وسع الناس منه خلقهم (8) فصار لهم أبا وصاروا
عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حكم وصبر وأمانة لا يرفع فيه الأصوات ولا تؤبن
فيه الحرم ولا تنثى فلتأته متعادلين يتواصون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه
الكبير ويرحمون الصغير ويحفظون القريب ويؤثرون ذا (9) الحاجة

(1) عن خع، وبالأصل " أذلة " تحريف، وبعدها فيه: فسألته.
(2) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عما سبق من روايات.
(3) بالأصل وخع " يحوزه " والمثبت عما سبق، وفي رواية: يجاوزه.
(4) بالأصل وخع: " يكون " والمثبت عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " بصحبته " والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل وخع: إطانها " والمثبت عن البيهقي.
(7) بالأصل وخع " بميسر " والمثبت عن البيهقي.
(8) الأصل وخع، وفي البيهقي: بسطه وخلقه.
(9) بالأصل وخع " ذو " خطأ، والصواب " ذا " انظر دلائل البيهقي.
350

قال قلت كيف كانت سيرته عليه الصلاة والسلام قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ
ولا سخاب ولا فحاش ولا فخما (1) ولا مفخما ولا عياب لا مداح يتغافل عما
لا يشتهي ولا يؤيس منه ولا يحب (3) فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء
والإكثار ومما لا يعنيه وترك الناس كان لا يذم أحدا قط ولا يعير ولا يطلب
عثراته وعوراته ولا عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما
على رؤوسهم الطير فإذا سكت تكلموا وإذا تكلم سكتوا ولا يتنازعون الحديث
عنده من تكلم أنصتوا حتى يفرغ من حديثه حديثهم (4) عنده حديث أوليتهم
يضحك مما يضحكون ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في
منطقه ومسألته (5) حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم (6) ويقول إذا رأيتم طالب
حاجة فارفدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز
فيقطعه بنهي أو قيام
قال فكيف كان سكوته عليه الصلاة والسلام قال
كان سكوت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أربع على الحلم (7) والحذر والتقدير
والتفكر (8)
فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين (9) الناس

(1) قوله " لا قحما ولا مقحما " كذا بالأصل وخع ولم ترد في دلائل البيهقي 1 291 والمطبوعة السيرة
1 / 298.
(2) عن خع، سقطت من الأصل.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: ولا يحبب.
(4) زيادة عن البيهقي، سقطت من الأصل وخع.
(5) عن خع وبالأصل " فسألته ".
(6) عن خع وبالأصل " ليتجلبونهم ".
(7) بالأصل وخع " الحكم " والمثبت عن البيهقي.
(8) كذا بالأصل وخع والبيهقي. وفي رواية: " والتذكر " وفي رواية: " والتفكير ".
(9) عن البيهقي، وبالأصل وخع " من ".
351

وأما تفكره ففيما يفنى ويبقى وجمع له الحكم (1) في الصدر فكان لا يغضبه
شئ ولا يستفزه
وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينهى عنه
واجتهاده الرأي في إصلاح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة
تفسير غريبه
فخما مفخما عظيما معظما
المشذب الطويل البائن (2) يريد أنه ليس بمفرط الطول ولكنه (3) بين
الربعة (4) وبين المشذب
أصل العقيقة شعر الصبي قبل أن يحلق فإذا حلق (5) ونبت ثانيا زال عنه اسم
العقيقة يريد أنه (6) كان لا يفرق شعره إلا أن يتفرق (7) هو وكان هذا في صدر
الإسلام ثم فرق (8)
أزهر يريد أبيض اللون مشرقه
أزج الحواجب والزجج طول الحاجبين ودقتهما وسبوغهما إلى مؤخر العينين
والقرن أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما
والبلج أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيا

(1) كذا بالأصل وخع هنا، وفي الدلائل: جمع له صلى الله عليه وآله وسلم الحلم والصبر.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن خع ودلائل البيهقي 1 / 292.
(3) غير مقروءة بالأصل وخع، والمثبت عن البيهقي.
(4) بالأصل وخع: " الربيعة " المثبت عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " يخلق... خلق " والمثبت عن البيهقي.
(6) الأصل وخع: " له " والمثبت عن البيهقي.
(7) عند البيهقي: " يفترق ".
(8) قال البيهقي: وقال غير القتيبي (مفسر غريب الحديث) في رواية من روى: " عقيصته " قال: العقيصة الشعر
المعقوص. وهو: نحو من المضفور.
352

العرنين المعطس (1) والقني فيه طول ودقة أرنبته وحدب في وسطه
والشمم (2) ارتفاع القصبة وحسنها
ضليع الفم أي عظيمه كانت العرب تحمد ذلك وتذم صغير الفم (3)
وقوله يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه وذلك لرحب شدقيه
أشنب من الشنب في الأسنان وهو (4) تحدر في أطرافها
المسربة الشعر المستدق ما بين اللبة إلى السرة
والجيد العنق والدمية الصورة
البادن الضخم المتماسك اللحم أي ليس بمسترخيه
سواء الصدر والبطن يريد أن بطنه ليس مستفيضا (5) فهو مساو لصدره وإن
صدره عريض فهو مساو لبطنه الكراديس الأعضاء
المتجرد ما جرد عنه الثوب من بدنه وأنور من النور يريد شدة بياضه
والزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم (6)
رحب الراحة يريد واسع الراحة وكانت العرب (7) تحمد ذاك وتمدحه (8) به
وتذم صغر الكف وضيق الراحة

(1) غير مقروءة بالأصل وخع، والمثبت عن البيهقي، وزيد فيه: وهو المرسن.
(2) كذا بالأصل وخع والدلائل، وفي المطبوعة السيرة 1 / 299: " الشحم ".
وفي الدلائل: وقوله: يحسبه من لم يتأمله أشم: فالشمم: ارتفاع القصبة وحسنها، واستواء أعلاها،
وإشراف الأرنبة قليلا. يقول: هو لحسن قناء أنفه واعتدال ذلك بحسب التأمل أشم.
(3) وقال بعضهم: الضليع: المهزول الذابل، وهو في صفة فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما.
(4) بالأصل وخع " وفي " والصواب عن الدلائل البيهقي.
(5) بالأصل: " مستفيض " وفي الدلائل: غير مستفيض.
(6) بعدها في البيهقي: وللزند رأسان: الكوع والكرسوع، فالكوع رأس الزند الذي يلي الابهام، والكرسوع:
رأس الزند الذي يلي الخضر.
(7) الزيادة عن الدلائل، سقطت من الأصل وخع.
(8) بالأصل وخع: وتمدحه، والمثبت عن الدلائل.
353

شثن الكفين والقدمين تريد أنهما إلى الغلظ والقصر
سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمتعقده (1)
خمصان الأخمصين والأخمص في القدم من تحتها وهو ما ارتفع عن الأرض في
وسطها (2) يريد أنه ليس بالذي يستوي باطن قدميه حتى يمس (3) جميعه الأرض (4)
مسيح القدمين يعني أنه ممسوح ظاهر القدمين فالماء إذا صب عليهما مر
عليهما مرا سريعا لاستوائهما واملاسهما
إذا زال زال قلعا هو بمنزلة قول علي رضي الله عنه في وصفه عليه الصلاة
والسلام إذا مشى تقلع
قوله يخطي تكفيا ويمشي هونا يريد أنه يميد إذا مشا وخطا ويمشي في رفق (5)
غير مختال لا يضرب غطفا والهون بفتح الهاء الرفق فإذا ضمت الهاء فهو من
الهوان
ذريع المشية يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية
والصبب الانحدار
يسوق أصحابه أي إذا مشى مع أصحابه قدمهم بين يديه
والدمث من الرجال السهل اللين ليس بالجافي لا يجفو الناس ولا المهين
يريد لا يجفو الناس ولا يهينهم
ولا يذم ذواقا ولا يمدحه يريد أنه كان لا يصف الطعام بطيب ولا بفساد وإن كان
فيه (6)

(1) زيد في الدلال: ولا متغصنة.
(2) عن الدلائل، وبالأصل وخع: " فبسطها " تحريف.
(3) بالأصل وخع: " يمشي " والمثبت عن الدلائل.
(4) قال البيهقي: وهذا بخلاف ما روينا عن أبي هريرة وفي وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يطأ بقدميه جميعا ليس له
أخمص. انظر الدلائل 1 / 245.
(5) عن الدلائل وبالأصل وخع " رقيق ".
(6) بالأصل وخع: " ولا يفسدان كانا فيه " والمثبت عن دلائل البيهقي.
354

أشاح إذا عدل بوجهه
يفتر يتبسم (1) وحب الغمام البرد شبه ثغره به والغمام السحاب
في دخوله جزء جزؤه بينه وبين الناس يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله
في هذا الوقت ولكنه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه
فتوصله إلى العامة
وقوله يدخلون روادا جمع رائد وهو الذي يبعث به القوم يطلب الكلأ لهم
فضرب لهم مثلا لما يلتمسون عنده من العلم والنفع في دينهم ودنياهم
ولا يتفرقون إلا عن ذواق أصله الطعم ضربه مثلا لما ينالون عنده (2) من
الخير
أدلة أي يخرجون من عنده بما قد علموه فيدلون الناس عليه وينبؤنهم به وهو
جمع دليل
لا تؤبن أي لا تقترف (3) فيه ولا تنثى فلتأته أي لا يتحدث بهفوة أو زلة إن
كانت في مجلسه يقول نثوت الحديث إذا أذعته والفلتات جمع فلتة وهي الزلة
على رؤوسهم الطير يريدون أنهم يسكنون فلا يتحركون ويغضون أبصارهم
فالطير لا يسقط إلا على ساكن
ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ أي إذا ابتدئ بمدح كره ذلك فإذا اصطنع
معروفا فأثنى عليه مثن وشكره قبل ثناءه
وهذا الإسناد على جهالة بعض نقلته هو المحفوظ لهذا الحديث أخرج
الترمذي منه مواضع مقطعة في كتاب الشمائل عن سفيان بن وكيع وقد رواه أبو غسان
مالك بن إسماعيل عن جميع فقال حدثني رجل بمكة عن ابن أبي هالة [716]
وأما حديث عائشة

(1) في المطبوعة: أشاح: عدل بوجهه بغير تبسم. تحريف، والمثبت يوافق عبارة الدلائل.
(2) بالأصل وخع: " عنه " والمثبت عن الدلائل.
(3) بالأصل وخع: لا تؤبن ولا تفرق فيه.
355

رضي الله تعالى عنهما آمين فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر
البيهقي (1) أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف المؤذن
أنبأنا محمد بن عمران النسوي (2) أنبأنا أحمد بن زهير أنبأنا صبيح بن عبد الله
الفرغاني أنبأنا عبد العزيز بن عبد الصمد أنبأنا جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت كانت من صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قامته أنه لم يكن
بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد ولا (3) المشذب الذاهب والمشذب الطول
نفسه إلا أنه المخفف ولم يكن (صلى الله عليه وسلم) بالقصير المتردد وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى
وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد (4) من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله
رسول الله عليه الصلاة والسلام ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه
نسب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الربعة ويقول نسب الخير كله إلى الربعة
(5) [717] وكان لونه ليس بالأبيض الأمهق والأمهق (6) الشديد البياض (7) الذي
يضرب بياضه الشهبة
ولم يكن بالآدم وكان أزهر اللون والأزهر (8) الأبيض الناصح البياض الذي
لا يشوبه حمرة ولا صفرة ولا شئ من الألوان وكان ابن عمر كثيرا ما ينشد في مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعت (9) عمه أبي طالب إياه في لونه (10) حيث يقول
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل *
ويقول كل من سمعه هكذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم

(1) انظر دلائل البيهقي 1 / 298 وما بعدها.
(2) عن الدلائل وبالأصل وخع: التونسي.
(3) عن الدلائل، سقطت من الأصل وخع.
(4) بالأصل وخع: " أحدا ".
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) زيادة عن الدلائل وخع. سقطت من الأصل.
(7) أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه، ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى 1 / 68.
(8) سقطت من الأصل، واستدركت عن خع ودلائل البيهقي.
(9) عن الدلائل وبالأصل وخع: نعمت.
(10) الزيادة عن الدلائل.
356

وقد نعته بعض من نعته بأنه كان مشربا بحمرة وقد صدق من نعته بذلك ولكن
إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس (1) والرياح فقد كان بياضه من ذلك قد
أشرب حمرة وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك (2) فيه أحد ممن (3) وصفه
بأنه أبيض أزهر فعنى ما تحت الثياب فقد أصاب
ومن نعت ما ضحى الشمس والرياح بأنه أزهر مشرب بحمرة فقد أصاب ولونه
الذي لا يشك فيه أحد الأبيض الأزهر وإنما الحمرة من قبل الشمس والرياح
وكان عرقه في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر وكان رجل الشعر حسنا
ليس بالسبط ولا بالجعد القطط كان إذا مشطه بالمشط كأنه حبك (4) الرمل أو كأنه
المتون التي تكون (5) في الغدران (6) إذا سفتها الرياح فإذا مكث لم يرجل أخذ (7)
بعضه بعضا وتحلق حتى يكون متحلقا بالخواتيم كان أول أمره قد سدل ناصيته (8)
بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالفرق
ففرق
فكان شعره عليه الصلاة والسلام فرق حاجبيه ومنهم من قال كان يضرب شعره
منكبيه وأكثر من ذلك إذا كان إلى شحمة أذنه (9)
وكان عليه الصلاة والسلام ربما جعله غدائر أربع تخرج الأذن اليمنى من بين
غديرتين يكتنفانها وتخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها وتخرج الأذنان
ببياضها من بين تلك الغدائر كأنهما توقد الكواكب الدرية بين سواد شعره (10) وكان

(1) بالأصل: " ما ضحر الشمس " وفي خع: " ما ضحى الشمس " والمثبت عن الدلائل.
(2) عن الدلائل وبالأصل " لا يشاب ".
(3) بالأصل " فمن " والمثبت عن الدلائل.
(4) حبك الرمل: حروفه وأسناده، واحدها حباك.
(5) عن الدلائل، وبالأصل " كان ".
(6) بالأصل وخع " العداو " وفي الدلائل: " الغدر " والذي أثبتناه عن المطبوعة السيرة 1 / 302.
(7) بالأصل وخع: " فإذا نلته بالمرحيل أحد " والمثبت عن الدلائل.
(8) بالأصل وخع: " قد سال ناصية... كما تستدل " والمثبت عن الدلائل.
(9) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: أذنيه.
(10) الزيادة عن خع، سقطت من الأصل.
357

أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه
والفودان حرفا الفرق وكان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن وكان شيبه كأنه
خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه فإذا مس ذلك الشيب الصفرة
وكان كثيرا ما يفعل صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه
وكان أحسن الناس وجها وأنورهم لونا لم يصفه واصف قط بلغتنا صفته إلا
شبه وجهه كالقمر ليلة البدر ولقد كان يقول من كان منهم يقول لربما (1) نظرنا إلى
القمر ليلة البدر فيقول هو أحسن في أعيننا من القمر أزهر اللون نير الوجه يتلألأ
تلألؤ القمر ليلة البدر
يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه كان إذا رضي أو سر فكأن وجهه المرآة
كأنما الجدر (2) تلاحك وجهه وإذا غضب يكون (3) وجهه ذا حمرة واحمرت عيناه
وقالوا وكانوا يقولون هو (صلى الله عليه وسلم) كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله
تعالى عنه *
أمين مصطفى للخير يدعو * كضوء البدر زايله الظلام *
يقولون كذلك كان (4)
وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (22) يقول كثيرا ما ينشد قول زهير بن
أبي سلمى حيث يقول لهرم بن سنان *
لو كنت من شئ سوى بشر * كنت المضئ لليلة البدر * (6)
فيقول عمر ومن سمع ذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) كذلك ولم يكن كذلك غيره

(1) عن الدلائل 1 / 300 وبالأصل " له ما ".
(2) عن الدلائل 1 / 301 وبالأصل وخع " الدر " والملاحكة: شدة الملاءمة. (اللسان).
وفي النهاية: أي يرى شخص الجدر في وجهه.
(3) الأصل وخع، وفي الدلائل: تلون.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي 1 / 301.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن خع ودلائل البيهقي 1 / 301.
(6) ديوان زهير ص 95، وبالأصل وخع: ليلة البدر، والصواب عن الديوان ودلائل البيهقي.
358

وكذلك قالت عمته عاتكة بنت عبد المطلب بعدما سار من مكة مهاجرا فجزعت
عليه بنو هاشم فانبعثت تقول *
عيني جودا بالدموع السواجم * على المرتضى كالبدر من آل هاشم
على المرتضى والبر (1) والعدل والتقى * والدين (2) والدنيا بهيم المعالم
على الصادق الميمون ذو (3) الحلم والبهى (4) * وذو (5) الفضل والداعي بخير (6) التراحم *
وأنشدت ثانيا تقول حين هاجر من مكة *
عيني جودا بالدموع السواجم * على المرتضى كالبدر من آل هاشم
على المرتضى البر والعدل والتقى * والدين والدنيا بهيم المعالم
على الصادق الميمون ذو الحلم والنهى * وذو الفضل والداعي بخير التراحم * (7)
شبهته بالبدر ونعتته بهذا النعت ووقعت في النفوس كما ألقى الله تبارك وتعالى
منه في الصدور
ولقد نعتته (8) وأنها لعلى دين قومها
وكان (صلى الله عليه وسلم) أجلى الجبين إذا طلع جبينه من بين الشعر إذا طلع في فلق الصبح أو
عند طفل الليل أو طلع بوجهه على الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد قد
يتلألأ
وكانوا يقولون هو (صلى الله عليه وسلم) كما (9) قال شاعره حسان بن ثابت *

(1) الأصل وخع وفي البيهقي: " للبر ".
(2) الأصل وخع، وفي البيهقي: وللدين.
(3) الأصل وخع، وفي هامشه عن نسخة: " والبها ".
(4) الأصل وخع، وفي الدلائل: " ذي " في الموضعين، أصح، وفي خع: الحكم بدل الحلم.
(5) في دلائل البيهقي: " لخير ".
(6) كذا وردت الأبيات الثلاثة مكررة بالأصل وخع.
(7) زيادة عن الدلائل وخع، سقطت من الأصل.
(8) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن الدلائل.
(9) عن الدلائل وبالأصل وخع " لما ".
359

متى يبد في الداجي البهيم جبينه * يلح مثل مصباح الدجى المتوقد (1) (2)
فمن كان أو من قد يكون كأحمد * نظام لحق أو نكال لملحد *
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما (3)
والأزج الحاجبين هما الحاجبان المتوسطان اللذان لا تعدو الشعرة منهما شعرة
في النبات والاستواء من بين (4) فرق بينهما وكان أبلج ما بين الحاجبين حتى كأن ما
بينهما الفضة المخلصة (5)
بينهما عرق يدره الغضب لا يرى ذلك العرق إلا أن يدره الغضب
والأبلج النقي ما بين الحاجبين من الشعر
وكانت عيناه (صلى الله عليه وسلم) نجلاوان أدعجهما والعين النجلاء الواسعة الحسنة
والدعج شدة سواد الحدقة (6) وكان في عينيه تمزج من حمرة وكان أهدب الأشفار
حتى تكاد تبين (7) من كثرتهما
أقنى العرنين والعرنين المستوي الأنف من أوله إلى آخره وهو الأشم
وكان أفلج (8) الأسنان أشنبهما والشنب أن تكون الأسنان متفرقة فيها طرائق
مثل تقرص (9) المشط إلا أنها حديدة (10) الأطراف وهو الأشر (11) الذي يكون أسفل
الأسنان كأنه ماء يقطر في تفتحه ذلك وطرائقه وكان يتبسم عن مثل البرد المنحدر (12)
من متون الغمام فإذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سناء البرق إذا تلألأ وكان أحسن

(1) انظر ديوان حسان ط بيروت ص 60.
(2) سقط من الأصل واستدرك عن خع والدلائل 1 / 302 والديوان ص 60.
(3) عن خع والدلائل وبالأصل " سابقهما ".
(4) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: من غير قرن.
(5) عن الدلائل، وبالأصل وخع: المخلطة.
(6) بعدها في الدلائل: لا يكون الدعج في شئ إلا في سواد الحدق.
(7) الأصل وخع، وفي البيهقي: تلتبس من كثرتها.
(8) عن خع والدلائل، وبالأصل: أبلج.
(9) كذا، وفي خع: " تفرض " وفي الدلائل: تعرض.
(10) في خع: جدية.
(11) الأشر: حدة ورقة في أطراف الأسنان (اللسان).
(12) في الأصل: " المتحدر " وفي خع: " البر بالمتحدر " والمثبت عن الدلائل.
360

عباد الله تعالى شفتين وألطفه ختم فم سهل الخدين صلتهما قال والصلت الخد
الأسيل (1) والسهل الخد المستوي الذي لا يقرب بعض لحمه بعضا
ليس بالطويل الوجه ولا بالمكلثم كث اللحية والكث الكثير منابت الشعر
الملتفها فكانت عنفقته بارزة
فنيكاه حول العنفقة كأنها بياض اللؤلؤ وفي أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع
انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها والفنيكان هما موضع الطعام حول
العنفقة من جانبيها (2) جميعا
وكان أحسن عباد الله عنقا لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ما ظهر من عنقه
للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب (3) ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة
الذهب وما غيبت الثياب من عنقه ما تحتها فكأنه (4) البدر
وكان عريض الصدر ممسوحه كأنه المرايا في شدتها واستوائها ولا يعدو بعض
لحمه بعضا على بياض القمر ليلة البدر موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد
كالقضيب لم يكن في صدره ولا بطنه شعرة (5) غيره
وكانت له عليه الصلاة والسلام نكتة (6) يغطي الإزار منها واحدة وتظهر اثنتان ومنهم من قال يغطي الإزار
منها اثنتين وتظهر واحدة كل تلك العكن أبيض من
القباطي المطواة وألين مسا
وكان عظيم المنكبين أشعرهما ضخم الكراديس والكراديس عظام المنكبين
والمرفقين والركبتين والوركين

(1) بالأصل وخع: الأسفل، والصواب عن الدلائل.
(2) عن الدلائل وبالأصل وخع " جانبها ".
(3) في خع: " يشرب " تحريف. والمثبت كالدلائل.
(4) الأصل وخع، وفي البيهقي: فكأنه القمر ليلة البدر.
(5) الأصل وخع، وفي البيهقي: شعر.
(6) كذا بالأصل وخع وهو خطأ والصواب: " عكن " كما في الدلائل وفيها: " عكن ثلاث " وما يأتي يؤكد خطأ
ما ورد بالأصل وخع.
والعكن الاطواء في البطن من السمن.
361

وكان جليل الكتد قال والكتد مجتمع (1) الكتفين والظهر واسع الظهر بين
كتفيه خاتم النبوة وهو مما يلي (2) منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلى
الصفرة حولها شعرات متواليات كأنها من عرف فرس ومنهم من قال كانت شامة
النبوة بأسفل كتفه خضراء منحفرة في اللحم قليلا
وكان طويل مسربة الظهر والمسربة الفقار الذي في الظهر من أعلاه إلى أسفله
وكان عبل (3) العضدين والذراعين طويل الزندين الزندان العظمان اللذان في
ظاهر الساعدين
وكان فعم (4) الأوصال ضبط القصب شثن الكف رحب الراحة سائل
الأطراف كأن أصابعه قضبان الفضة كفه اللين من الحرير (5) وكان كفه عطار طيبا
مستها بطيب أو لم تمسها فصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس
الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه
وكان عبل (6) ما تحت الإزار من الفخذين والساق شثن الكفين والقدمين
غليظهما ليس لهما (7) خمص منهم من قال كان في قدمه شئ من خمص
يطأ الأرض بجميع قدميه معتدل الخلق بدن (8) في آخر زمانه وكان بذلك
البدن متماسكا وكاد (9) يكون على الخلق الأول لم تضره السن وكان فخما مفخما في
جسده كله إذا التفت التفت جميعا وإذا أدبر أدبر جميعا وإذا أقبل أقبل جميعا

(1) عن الدلائل وبالأصل وخع: مجمع.
(2) سقطت من الأصل وخع واستدركت الزيادة عن الدلائل.
(3) الأصل وخع: " عيل " تحريف والصواب ما أثبت عن البيهقي.
(4) بالأصل وخع: " نغم " والصواب ما أثبت عن الدلائل واللسان وفيه: الفعم والأفعم الممتلئ. وفي
صفته صلى الله عليه وآله وسلم: كان فعم الأوصال أي ممتلئ الأعضاء.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: الخز.
(6) بالأصل " عيك " وفي خع " عنك " والصواب ما أثبت عن الدلائل.
(7) عن خع والدلائل، وبالأصل " لها " تحريف.
(8) بالأصل وخع: " يزن " والصواب عن البيهقي.
(9) بالأصل وخع: " وكان " والمثبت عن البيهقي.
362

وكان فيه (صلى الله عليه وسلم) شئ من صور والصور الرجل الذي كأنه يلمح (1) الشئ (2)
ببعض وجهه
وإذا مشى مشا فكأنما يتقلع في صخر ويتحدر في صبب يخطو تكفيا ويمشي
الهوينا بغير عشر والهوينا تقارب الخطى والمشي على الهينة يبدر القوم إذا سارع
إلى خير أو مشى إليه ويسوقهم إذا لم يسارع إلى شئ (3) مشية الهوينا وترفعه (4)
فيها
وكان يقول عليه الصلاة والسلام أنا أشبه الناس بأبي آدم عليه السلام وكان
أبي (5) إبراهيم خليل الرحمن أشبه الناس بي خلقا وخلقا (صلى الله عليه وسلم) وعلى جميع أنبياء الله
والمرسلين [718]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (6) أنبأناه عاليا
القاضي أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي أنبأنا سليمان بن أحمد بن
أيوب أنبأنا محمد بن عبدة المصيصي من كتابه أنبأنا صبيح بن عبد الله القرشي أبو
محمد أنبأنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان من صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه لم يكن بالطويل
البائن ولا بالقصير الجعد (7) ولا المشذب الذاهب قال وساق الحديث في صفته
(صلى الله عليه وسلم) بهذا (8)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصمد بن
محمد بن تميم وأبو القاسم عبد الرزاق بن عبد الله بن فضيل قالا أنبأنا أبو بكر
الحنائي أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش حدثنا الحسن الزعفراني أنبأنا

(1) بالأصل وخع: " يطمح " خطأ والصواب عن الدلائل.
(2) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(3) عن خع، سقطت من الأصل.
(4) بالأصل وخع: " ويرفعه " والصواب عن الدلائل.
(5) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(6) دلائل البيهقي 1 / 306.
(7) قوله " ولا بالقصير الجعد " كذا بالأصل وخع، وسقطت العبارة من البيهقي.
(8) عن دلائل البيهقي، ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع.
363

إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال لما قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) فقال يا رسول الله أنس
غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في السفر والحضر فوالله ما قال لي لشئ قط أصنعه
ألا صنعته هذا كذا ولا لشئ لم أصنعه لم لم تصنع هذا كذا (2) [719]
قال وحدثنا الحسن نبأنا يزيد بن هارون أنبأنا حميد أن أنسا قال أخدت أم
سليم بيدي مقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فأتت بي للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله هذا
أنس وهو غلام كاتب قال أنس فخدمته تسع سنين فما قال لي لشئ (3) قط صنعته
أسأت أو بئس ما صنعت
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن محمويه (4) أنبأنا
أبو الفضل بن المأمون
(5) وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أخبرنا أبو
عثمان البحيري (6) أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن حامد الأنباري
ببغداد
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد (7) المصيصي وأبو منصور محمود بن
أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذه قالا أخبرنا أبو منصور بن شكرويه أنبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله قالوا أخبرنا الحسين (8) بن إسماعيل
المحاملي

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(2) الحديث في دلائل البيهقي 1 / 312 باختلاف الرواية، وأخرجه مسلم في (43) كتاب الفضائل (13) باب
كان صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الناس خلقا ح (51) ج 4 / 1804 من حديث سعيد بن منصور والربيع كلاهما عن حماد بن
زيد.
(3) بالأصل وخع " شئ " والصواب عن الرواية السابقة.
(4) بالأصل وخع " محمود " والمثبت " محمويه " عن الأنساب (انظر الحنائي - المحموبي " وورد اسمه فيه:
جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه.
(5) من هنا سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(6) في خع البختري تحريف والصواب " البحيري " وقد تقدم كثيرا (انظر الأنساب - البحيري).
(7) ما بين هلالين - قوسين سقط من خع واستدرك عن المطبوعة السيرة 1 / 308.
(8) في خع " أبو الحسين " خطأ، انظر الأنساب (المحاملي).
364

وأخبرنا أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد الصوفي أنبأنا أبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا
يحيى بن محمد بن صالح
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري الفقيه وأبو القاسم
الشحامي قالا
أخبرنا أبو بكر البيهقي (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن السري وأبو علي بن
المسلمة وعمر بن عبيد الله البقال وطاهر بن الحسين القواس وعاصم بن الحسن
وهبة الله بن عبد الرزاق وطراد بن محمد الزينبي
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا والدي (2) أبو علي الحسن بن أحمد
الحنبلي
أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد وأبو
الحسن علي بن محمد بن يحيى وشهدة بنت أحمد بن الفرج وحدثني أبو محمد
هبة الله بن محمد بن الحسن الكاتب قالوا أخبرنا طراد بن محمد الزينبي حينئذ
أخبرنا أبو علي الحسين بن سليمان بن عبد الله الفقيه وأبو الفتح إسماعيل بن
محمد بن أبي الفتح الطرطوسي وأبو نصر زاهر بن محمد بن أبي القاسم المغازلي وأبو
عمرو عبد الرزاق بن أبي طاهر الأبهري المؤذن وأبو إبراهيم عبد الكريم بن عمر بن
أحمد الحميد (3) وأبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن أبي
العباس اللباد وأبو سعيد عبد الجبار بن محمد بن علي الصالحاني وأم البهاء جمعة
بنت بشار بن أحمد بن محمد قالوا أخبرنا القاسم بن الفضل بن أحمد
قالوا أنبأنا هلال بن محمد (4)

(1) دلائل النبوة 1 / 362.
(2) قوله " أخبرنا والدي " مكانها في خع: " أنبأنا أحمد الفروي " أبو علي، كذا والمثبت عن المطبوعة السيرة
1 / 308.
(3) في المطبوعة: الجهبذ.
(4) إلى هنا ينتهي السقط من الأصل.
365

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا عاصم بن الحسن (1) أنبأنا أبو عمر بن
مهيل (2) بن مهدي قال أنبأنا أبو الحسين بن يحيى بن عياش القطان قالوا أنبأنا
أحمد (3) بن المقدام العجلي قال القطان أبو الأشعث أنبأنا حماد بن زيد عن
ثابت عن أنس قال لقد خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فوالله ما
قال لي أف قط ولا قال وفي حديث ابن صاعد ولم يقل لشئ فعلته لم فعلت كذا ولا لشئ لم أفعله
ألا فعلت كذا
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين
محمد بن المظفر أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأنا شيبان أنبأنا
عمارة بن زاذان أنبأنا ثابت عن أنس قال ما مسكت بكفي ألين من كف
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حريرة ولا غيرها وأشياء ذكرها لا أحفظها ولا وجدت
رائحة أطيب من رائحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبته عشر سنين فما قال لي لشئ فعلته لم صنعت كذا وكذا
ولا لشئ لم أصنعه لم صنعت كذا وكذا
أخبرنا أبو المظفر بن (4) القشيري أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن
محمد الماوردي المقرئ وأبو سعد عبد الرحمن بن منصور بن راش قالا أخبرنا
عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه أخبرنا أبو سعيد (5) بن الأعرابي أنبأنا أبو
بكر حفص بن عمر السياري أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عن (6)
علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال أنس قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا
يومئذ ابن ثمان سنين فذهبت بي أمي إليه قالت يا رسول الله إن رجال الأنصار
ونساءهم قد أتحفوك غيري وإني لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فتقبل مني
يخدمك قال فخدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين لم يضربني مرة قط ولم يسبني
ولم يعبس في وجهي

(1) في خع: الحسين.
(2) كذا بالأصل وخع.
(3) بالأصل وخع: " محمد " تحريف والصواب عن تقريب التهذيب.
(4) سقطت من الأصل وخع.
(5) ما بين معكوفتين سقط من لأصل وخع، واستدرك عن المطبوعة السيرة 1 / 309.
(6) بالأصل: " عن رجل علي " كذا، والذي أثبتناه يوافق عبارة خع.
366

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) أنبأنا أبو عامر أنبأنا فليح عن
هلال بن علي عن أنس بن مالك قال لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبابا ولا لعانا ولا
فحاشا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة ماله ترب (2) جبينه [720]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن الخزرجي (3) أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز وأبو بكر محمد بن إسماعيل
الوراق قالا أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد أنبأنا الحسين (4) بن الحسن بن حرب
أنبأنا ابن المبارك أنبأنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك قال
لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبابا ولا لعانا ولا فحاشا وقال ابن حيوية فاحشا كان يقول
لأحدنا عند المعاتبة ماله ترب جبينه [721]
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف بن بشير الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد (5) أنبأنا خلف بن الوليد أنبأنا أبو جعفر الرازي عن أبي درهم عن يونس بن
عبيد عن مولى لأنس بن مالك قد سماه لي فنسيته عن أنس بن مالك قال
صحبت (6) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من
نكهته عليه الصلاة والسلام (7) وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا لقيه أحد من
أصحابه فقام معه فلم ينصرف حتى يكون الجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد
من أصحابه فتناول يده ناولها إياه فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده
منه وإذا لقي رجلا أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياه ثم لم ينزعها عنه حتى
يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه (8) انتهى

(1) مسند أحمد 3 / 126 ودلائل البيهقي 1 / 314 والبخاري في كتاب الأدب، فتح الباري 10 / 464.
(2) بالأصل " ترتيب " وفي خع: " يترتب " والصواب عن مسند أحمد. وفي دلائل البيهقي: " تربت ".
(3) كذا بالأصل، وفي خع: " الحزري " وفي المطبوعة السيرة 1 / 310 عن المشيخة: الحريري.
(4) بالأصل وخع: " أبو الحسين " والصواب عن سند مماثل وانظر مطبوعة ابن عساكر (عاصم - عائذ / 718).
(5) بالأصل وخع " سعيد " تحريف، انظر طبقات ابن سعد 1 / 378.
(6) بالأصل وخع: " صحبة " والصواب عن ابن سعد.
(7) في ابن سعد: أطيب من نكهة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع وابن سعد.
367

أبو (1) درهم شعيب بن درهم ويقال أبو زياد مولى لقريش بصري
أخبرنا أبو بكر الفرضي وأبو غالب بن البنا قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري
أنبأنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد الوضاح السمسار أنبأنا أبو شعيب
عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني حدثني يحيى بن عبد الله البابلتي (2)
أنبأنا (3) عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي حدثنا إسحاق (4) بن عبد الله بن أبي
طلحة قال سمعت أنس بن مالك يقول دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسجد وعليه
ثوب نجراني غليظ الصنفة (5) فأتاه أعرابي من خلفه وأخذ بجانب ردائه فاجتذه (6)
حتى أثرت الصنفة في صفح عنق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد أعطنا من مال الله تبارك
وتعالى الذي عندك فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني فتبسم وأمر له
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن علي الخلعي (7) أنبأنا أبو محمد (8) عبد الرحمن بن النحاس
أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي حدثنا الزعفراني (9) أنبأنا أبو قطن
عمرو (10) بن الهيثم أنبأنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال ما رأيت رجلا
قط التقم أذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينحي رأسه حتى يكون هو الذي ينحي رأسه يعني

(1) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف والصواب ما أثبت، انظر ما سبق، والمطبوعة السيرة 1 / 310.
(2) عن خع وسير أعلام النبلاء 10 / 318 وبالأصل " البابلي " وانظر سير أعلام النبلاء 7 / 108 ترجمة
الأوزاعي.
(3) بالأصل وخع: " أنبأنا عمرو بن أحمد بن عبد الرحمن " والصواب ما أثبت، فالبابلتي المتقدم يروي عن
زوج أمه أبي عمرو الأوزاعي.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والزيادة مقتبسة عن سير أعلام النبلاء 7 / 108 ترجمة الأوزاعي.
(5) عن خع وبالأصل: المضغة.
(6) في الأصل: " فاجترت " وفي خع: 2 فأمرت " والصواب عن المطبوعة السيرة 1 / 311.
(7) ضبطت عن تبصير المنتبه 2 / 550 وضبطت بضم الخاء وفتح اللام في المطبوعة خطأ.
(8) بالأصل وخع: " أبو محمد بن عبد الرحمن " تحريف والصواب عن سير أعلام النبلاء 17 / 313 وانظر فيها
بقية عامود نسبه.
(9) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن تهذيب التهذيب ترجمة عمرو بن الهيثم أبي قطن وفيه أنه يروي
عنه الحسن بن محمد الزعفراني، وعن سير أعلام النبلاء 15 / 408 ترجمة ابن الأعرابي وفيها أنها سمع
الحسن بن محمد الصباح الزعفراني. وانظر دلائل النبوة للبيهقي 1 / 320.
(10) بالأصل وخع " عمر " تحريف والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
368

الرجل وما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بيد رجل فيترك يده حتى يكون هو الذي (1)
يدع يده (2)
أخبرتنا فاطمة أم البهاء بنت محمد قالت أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا
جعفر بن عبد الله بن فناكي أنبأنا محمد بن هارون الروياني أنبأنا أبو كريب أنبأنا
ابن (3) المبارك عن عمران بن زيد (4) العمي عن أنس بن مالك قال كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزعها ولم
يعرض بوجهه عنه ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليسه [722]
أخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ (6) على إبراهيم بن
منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أحمد بن الدورقي
أنبأنا أبو عبد الرحمن نا ليث بن سعد حدثني أبو (7) عثمان الوليد بن أبي الوليد
أن سليمان بن خارجة بن زيد حدثه عن خارجة بن زيد قال دخل نفر (9) على
زيد بن ثابت فقالوا حدثنا أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ماذا أحدثكم كنت جاره
فكان إذا نزل عليه الوحي أرسل إلي فكتبت (10) له وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا
وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا وكل هذا أحدثكم عنه
قال أنبأنا أبو يعلى نا زهير أنبأنا عبد الله بن يزيد المقرئ أنبأنا ليث بن
سعد حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة بن زيد بن ثابت

(1) بالأصل وخع: " الذي ينزعها يدع يده " والذي أثبتناه يوافق عبارة البيهقي.
(2) دلائل البيهقي 1 / 320 - 321 من طريقين. وأخرجه أبو داود في الأدب باب في حسن العشرة 2 / 251 -
252 (ح: 4794).
(3) بالأصل وخع: " أبو " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(4) بالأصل وخع: " يزيد " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 320.
(5) انظر روايته في دلائل البيهقي 1 / 320 وأخرجه الترمذي في الزهد، وابن ماجة في الأدب.
(6) بالأصل وخع: " قرأ ".
(7) بالأصل وخع " بن عثمان " والصواب ما أثبت، انظر السند التالي.
(8) بالأصل وخع " أنبأنا " والصواب ما أثبت، انظر السند التالي.
(9) سقطت من الأصل وخع والزيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 80.
(10) بالأصل " فكتمت " والصواب عن خع والمختصر.
369

حدثه عن خارجة بن زيد بن ثابت قال وفد نفر على أبي فقالوا (1) حدثنا بعض حديث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبي زيد بن ثابت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزل الوحي أرسل إلي (2)
فأكتب الوحي فقال إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإذا
ذكرنا الطعام ذكره معنا وكل هذا أحدثكم عنه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (3) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله
أنبأنا محمد بن هارون
قالوا أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا أبو عبد الرحمن المقرئ أنبأنا الليث بن
سعد عن الوليد بن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة أخبره عن خارجة بن زيد
أن نفرا (4) أدخلوا على أبيه زيد بن ثابت فقالوا (5) حدثنا عن بعض أخلاق
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
كنت جاره فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فأكتب الوحي فآتيه فأكتب
الوحي وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا
الطعام ذكره معنا فكل هذا يحدثكم عنه
وفي حديث البيهقي أنبأنا الوليد وهو وهم (6) زاد البيهقي وإذا ذكرنا الآخرة
ذكرها معنا (7)
أخبرنا أبو القاسم بن (8) الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر

(1) بالأصل وخع: " فقال ".
(2) زيادة عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
(3) دلائل البيهقي 1 / 324.
(4) عن خع والبيهقي وبالأصل " يقرأ " وفي الدلائل: " دخلوا " بدل " أدخلوا ".
(5) عن البيهقي وبالأصل وخع " فقال ".
(6) كذا، والذي في الدلائل: الوليد بن أبي الوليد.
(7) كذا، وقد وردت العبارة في متن الحديث بالأصل وخع.
(8) بالأصل وخع " أنبأنا " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
370

الشافعي أنبأنا محمد بن الأزهر أنبأنا أبو الوليد أنبأنا حماد عن ثابت عن أنس
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر بغلمان وأنا غلام فسلم علينا
ولهذا الحديث طرق كثيرة اختصرنا على هذا الطريق لعلوه
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر (1) أنبأنا أبو جعفر المسلمة أنبأنا
أبو طاهر المخلص أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد (2) زياد أنبأنا
عبد الوارث أنبأنا أبو التياح عن أنس قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس
خلقا [723]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد عبد الجبار بن محمد بن البيهقي قالا
أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعد محمد بن موسى قالا
أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا العباس بن محمد الدوري أنبأنا خالد بن مخلد
القطواني أنبأنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة قال كنا نقعد مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسجد بالغدوات فإذا قام إلى بيته لم يزل قياما حتى يدخل بيته فقام
يوما فلما دخل وسط المسجد أدركه أعرابي فقال يا محمد احمل لي على بعيري
هاذين فإنك لا تحمل من مالك ولا من مال أبيك وجبذه بردائه حتى أدركه فحمر
رقبته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا (3) وأستغفر الله (4) لا أحملك (5) حتى تقيدني قالها
ثلاث مرات ثم دعا رجلا فقال أحمل له على بعيريه على بعير شعير وعلى بعير
تمر [724]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد الصريفيني (6) أنبأنا أبو

(1) بياض بالأصل وخع قدر كلمة، ولعلها: " ابن الزاغواني " أو " البغدادي " فاسمه: علي بن عبيد الله بن
نصر بن عبيد الله بن سهل بن الزاغواني، أبو الحسن البغدادي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
19 / 605.
(2) الزيادة عن المطبوعة السيرة 1 / 312.
(3) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 80.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن خع والمختصر.
(5) كذا بالأصل وخع وفي المختصر والمطبوعة (السيرة 1 / 313): لا أحمل لك.
(6) بالأصل وخع: الصيرفيني، والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين قرية من قرى بغداد (الأنساب).
371

القاسم بن حباية أنبأنا عبد (1) الله بن محمد البغوي نبأنا جدي حدثنا حسين قال
ابن أبي ذئب عن أبي (2) صالح عن أبي هريرة (3) قال لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاحشا
ولا متفحشا ولا سبابا ولا لعانا ولا سخابا في الأسواق
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد العيار أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن زكريا الشيباني أنبأنا عمر بن الحسن (4) بن علي بن مالك
القاضي الشيباني أنبأنا أحمد بن الحسين الخزاز أنبأنا أبي أنبأنا حصين بن مخارق
أنبأنا علي أنا جدي (5) عن جده عن حبيش بن جنادة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفكه
الناس خلقه [725]
أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد (6) بن القاسم والحسين بن علي بن الحسين
القرشيان وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد وأبو بكر المجاهد بن محمد بن
محمد وأبو المحاسن (7) أسعد بن علي بن زياد الهروي قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن
محمد الداودي (8) أنبأنا عبد الله بن أحمد الحموي أنبأنا إبراهيم بن خزيم
الشاشي أنبأنا عبد بن حميد الكشي أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة قالت ما ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خادما قط ولا امرأة ولا شيئا إلا
أن جاهد في سبيل الله ولا انتقم لنفسه من شئ (9) حتى تنتهك محارم الله تبارك
وتعالى فيكون هو ينتقم (10) لله عز وجل ولا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما حتى

(1) بالأصل وخع: " أبو عبد الله " والصواب ما أثبت عن الأنساب.
(2) سقطت من الأصل وخع.
(3) عن خع وبالأصل " أبي مريم ".
(4) بالأصل وخع " الحسين " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 406.
(5) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، ولم ترد في المطبوعة ومكانها: " حدثنا أبي ".
(6) كذا بالأصل وخع، وفي المشيخة: محمد.
(7) بالأصل: " والمحاسبي سعد " خطأ والمثبت عن الأنساب (الداودي " فيمن روى عن عبد الرحمن بن محمد
الداودي، انظر الحاشية التالية.
(8) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو عبد الرحمن " خطأ والصواب المثبت عن الأنساب (الداودي) يروي عن أبي
محمد الحمودي، روى عنه أبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي...
(9) بياض بالأصل وخع، واستدركت في المطبوعة السيرة 1 / 314 يؤتي إليه.
(10) بالأصل وخع: " ينقم الله " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 312.
372

يكون إثما فإذا كان إثما (1) كان أبعد الناس من الأمر
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم
الشحامي قال أنبأنا أبو سعد
الجنزرودي (2) أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان أنبأنا أبو يعلى الموصلي
أنبأنا عبد الأعلى يعني ابن حماد النرسي قال قرأت على مالك بن أنس
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه وأبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم
الشحامي قالوا أنبأنا عثمان بن (3) سعد بن محمد أنبأنا زاهر (4) بن أحمد
السرخسي أنبأنا أبو محمد بن عبد الصمد الهاشمي أنبأنا مصعب أنبأنا مالك بن
أنس
وأخبرنا أبو القاسم (5) إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد
البسري وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبو محمد أحمد بن علي بن أبي
عثمان قالوا أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت
القرشي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي قراءة عليه أنبأنا
أبو (6) مصعب عن مالك عن ابن شهاب عن عروة زاد أبو مصعب بن الزبير
عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث السرخسي أم المؤمنين أنها قالت ما خير
زاد أبو مصعب رسول الله عليه الصلاة والسلام وقالا بين أمرين إلا اختار أيسرهما
ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وفي حديث عبد الأعلى عنه وما
انتقم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى وقال ابن الصلت حرمة الله
تعالى (7) فينتقم لله (8) تعالى بها

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن دلائل البيهقي 1 / 310.
(2) بالأصل وخع: " الجيزوردي " والصواب ما أثبت عن سند مماثل، وقد مر كثيرا.
(3) كذا بالأصل وخع وهو خطأ، والصواب: " أبو عثمان سعيد... " وهو البحيري انظر الأنساب (البحيري،
وقد مر السند كثيرا).
(4) بالأصل وخع: " زهير " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(5) بالأصل وخع: " أبو القاسم محمد " خطأ، والصواب ما أثبت.
(6) سقطت من الأصل وخع، واستدركت لتقويم السند، انظر ما يلي.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(8) بالأصل وخع: " الله " والصواب ما أثبت عن دلائل البيهقي 1 / 310 - 311.
373

أخرجه البخاري (1) عن ابن يوسف وعن القعنبي وأخرجه مسلم عن
يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأخرجه أبو داود عن القعنبي وأخرجه النسائي في حديث
مالك عن قتيبة وعن إسحاق بن منصور عن ابن مهدي وعن هارون وعن معن سهم (2)
عن مالك
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس
أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس بن محمد التميمي أنبأنا أبو لبيد (3) محمد بن
إدريس السامي أنبأنا سويد أنبأنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت ما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين إلا اختار أيسرهما [726]
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي وأبو محمد إسماعيل بن أبي
القاسم بن أبي بكر القارئ وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالوا أنبأنا
عمر بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السلمي أنبأنا
محمد بن أيوب بن يحيى بن حريس الرازي أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس أنبأنا
إسرائيل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين
أمرين قط إلا اختار أيسرهما [727]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر المغربي أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الله الجوزقي أنبأنا مكي بن عبد الله بن عبدان وعبد الله بن محمد بن الحسن
قالا حدثنا عبد الله بن هاشم أنبأنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة حدثني أبي
عن عائشة

(1) الحديث أخرجه البخاري في كتاب المناقب فتح الباري 6 / 566 وفي كتاب الأدب فتح الباري 10 / 524
وفي كتاب الحدود فتح الباري 12 / 86.
وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل حديث 77 (ج 1813).
وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، والترمذي في المناقب ومالك في الموطأ كتاب حسن الخلق (1 - باب -
ح 2) ص 902.
وأخرجه أحمد في مسند 6 / 85 و 113 وفي مواضع أخرى من هذا الجزء.
(2) كذا بالأصل، وفي خع " شهم " ولم أحلها. وفي المطبوعة السيرة 1 / 315: " بشبهه " وقال محققه
بالحاشية: " ولعل الصواب ما أثبت ".
(3) بالأصل وخع: " أبو أسد محمد بن إدريس الشامي " والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 14 / 464.
374

قال وأنبأنا مكي بن عبدان (1) أنبأنا أبو الأزهر أنبأنا عبد الله بن نمير عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين قط
أحدهما أيسر من الآخر إلا أخذ الأيسر منهما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد
المقرئ قالا أخبرنا أبو محمد الصريفيني (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي
قالا أنبأنا محمد بن عمر بن علي أنبأنا عبد الله بن أبي داود أنبأنا عيسى بن حماد
أنبأنا الليث عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت ما ضرب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأة من نسائه قط وما ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خادما له قط ولا ضرب
يتيما قط إلا أن يجاهد في سبيل الله وما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين قط إلا أخذ
أيسرهما فقال الزينبي أحب
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال أنبأنا أبو سعيد الجنزرودي (3) أنبأنا أبو
عمرو بن حمدان قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا العباس بن الوليد (4) النرسي أنبأنا
فضيل بن عياض عن منصور عن محمد بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ما
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتصر على ظلامة ظلمها قط إلا أن ينتهك من محارم الله تعالى شئ
فإذا انتهك من محارم الله شئ كان أشدهم في ذلك ما خير بين أمرين قط إلا اختار
أيسرهما [728]
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد أنبأنا عبد الرزاق بن عمر بن
موسى أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن زيان (5) وإسماعيل بن داود بن
وردان قالا أنبأنا زكريا بن يحيى كاتب العمري قال ابن زيان حدثني مفضل وقال

(1) بعدها بالأصل وخع: " وعبد الله ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة السيرة 1 / 316.
(3) بالأصل: " أبو سعيد الجيروردي " والصواب ما أثبت عن سند مماثل. وقد مر كثيرا.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(5) بالأصل " ريان " والصواب عن خع، وستأتي صوابا. وبالأصل وخع: " أبو محمد " خطأ والصواب عن
375

إسماعيل أنبأنا المفضل عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما خير بين
أمرين إلا اختار أيسرهما [729]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري حينئذ
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البارع (1) أنبأنا الحسن بن غالب بن
علي الحربي قالا أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الجوهري (2) أنبأنا
جعفر بن محمد الفريابي (3) أنبأنا مزاحم بن سعيد أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا
هشام بن عروة
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد وأبو الدر ياقوت (4) بن عبد الله
مولى بن البخاري قالوا أنبأنا أبو محمد الصريفيني
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي أنبأنا أبو علي محمد بن
إسماعيل بن محمد العراقي (5) قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص إملاء أنبأنا أبو
محمد (6) يحيى بن محمد بن صاعد أنبأنا الحسين بن الحسن المروزي أنبأنا
عبد الله بن المبارك أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ضرب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد المروزي بيده وقالا أحدا (7) من نسائه قط ولا ضرب خادما
زاد المروزي بيده قط قال المروزي بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله عز
وجل وما نيل منه شئ قط فانتقم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله تبارك وتعالى فينتقم

(1) عن خع وبالأصل: السباع.
(2) كذا بالأصل وخع وهو خطأ، والصواب " الزهري " كما في الأنساب، وهذه النسبة إلى زهرة بن كلاب...
وذكره من المنتسبين إليها، سمع جعفر بن محمد الفريابي.
(3) بالأصل وخع: " الفرباوي " تحريف والصواب ما أثبت انظر الحاشية السابقة.
(4) بالأصل وخع: أبو الزبير أقور " والصواب ما أثبت " أبو الدر ياقوت " انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
20 / 179 (145).
(5) بالأصل وخع " القرافي " والصواب عن المشيخة 1 / 49.
(6) بالأصل وخع: " أبو محمد بن يحيى " تحريف والصواب ما أثبت انظر تذكرة الحفاظ 2 / 776.
(7) بالأصل وخع: " وقال: أحد " والصواب ما أثبت، حسب مقتضى السياق وانظر المطبوعة السيرة 1 / 318.
376

لها وما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون إثما فإن كان
إثما كان أبعد الناس منه [730]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا
جدي أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي أنبأنا علي بن حرب (1) أنبأنا
هشام (2) بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب بيده خادما قط
ولا امرأة من نسائه قط ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا سل منه
شئ قط فانتقم منه إلا أن يكون الله تبارك وتعالى فإذا كان لله انتقم منه [731]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا أنبأنا
عبد الدائم بن الحسن الهلالي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أبو العباس
عبد الله بن عتاب بن الزفتي (3) أنبأنا أحمد بن أبي الحواري أنبأنا أبو معاوية أنبأنا
هشام عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضرب خادما له ولا امرأة له قط ولا ضرب بيده شيئا
قط إلا أن يجاهد في سبيل الله تبارك وتعالى ولا نيل منه
شئ قط فينتقم من صاحبه إلا أن يكون لله تبارك وتعالى فإن كان له (4) انتقم ولا
عرض عليه أمران إلا أخذ الذي هو أيسر حتى يكون إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس
منه (5) [732]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك
أنبأنا عبد الله بن أحمد (6) حدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أنبأنا
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
ما ضرب رسول الله خادما له قط ولا امرأة له قط ولا ضرب بيده إلا أن يجاهد

(1) بالأصل وخع: " الحارث " تحريف، والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 1 / 318.
(2) بالأصل وخع " وأبو هشام " تحريف، والصواب ما أثبت.
(3) بالأصل وخع " الرقي " تحريف. والصواب عن الأنساب (الزفتي " وقد مر هذا السند كثيرا.
(4) في الدلائل للبيهقي 1 / 313 " لله ".
(5) أخرجه مسلم في كتاب الفضائل ج 4 / 1814 والبيهقي في الدلائل 1 / 312.
مسند أحمد 6 / 32.
377

في سبيل الله وما نيل منه شئ فانتقمه (1) من صاحبه إلا أن تنتهك (2) محارم الله تعالى
فينتقم لله وما عرض عليه أمران أحدهما أيسر من الآخر إلا أخذ بأيسرهما إلا أن يكون مأثما فإن كان
مأثما كان أبعد الناس منه
أخبرنا أبو محمد السيدي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3) أنبأنا الحاكم أبو
أحمد محمد بن محمد أنبأنا محمد بن خريم (4) أنبأنا هشام أنبأنا سعيد أنبأنا
هشام بن (5) عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده شيئا قط
ولا ضرب خادما له قط ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله تبارك
وتعالى ولا نيل منه شئ قط فانتقم من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فينتقم
لله عز وجل ولا عرض عليه أمران قط أحدهما أيسر من الآخر إلا أخذ الذي هو أيسر حتى
يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه [733]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو سعيد محمد بن
علي بن محمد الخشاب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي (6) أنبأنا أبو
العباس الدغولي أنبأنا عبد الله بن هاشم قراءة أن وكيعا حدثهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر المغربي أنبأنا محمد (7) بن
عبد الله بن محمد الجوزقي أنبأنا أبو العباس الدغولي أنبأنا عبد الله بن هاشم أنبأنا
وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل
قال وأنبأنا مكي بن عبدان أنبأنا عبد الله (8) بن هاشم أنبأنا أبو معاوية

(1) بالأصل " فانتقم " والمثبت عن خع ومسند أحمد.
(2) بالأصل وخع: ينتهك من محارم الله.
(3) بالأصل وخع: " الجيروردي " والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(4) بالأصل وخع: " خزيم " والصواب ما أثبت، انظر تبصير المنتبه. وقد مر.
(5) بالأصل وخع: " أنبأنا " تحريف والصواب ما أثبت. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(6) بالأصل وخع: " الخرقي " والصواب عن الأنساب (الوزقي " وترجم له السمعاني: وفيه أنه صاحب كتاب
المتفق، الإمام الزاهد الورع العالم أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحوزقي.
وهذه النسبة إلى جوزق نيسابور.
(7) بالأصل وخع: " محمد بن محمد بن عبد الله... " والصواب ما أثبت، انظر السابقة.
(8) بالأصل وخع: " أنبأنا عبد الله الفراوي، أنبأنا أبو بكر بن هاشم " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في
تهذيب التهذيب.
378

وعبد الله بن نمير عن الأعمش عن شقيق
وأخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا (1) طاهر بن محمد الشحامي
قالا أنبأنا أبو نصر (2) عبد الرحمن بن علي بن موسى أنبأنا يحيى بن إسماعيل بن
يحيى أنبأنا عبد الله بن محمد التستري أنبأنا عبد الله بن هاشم أنبأنا وكيع أنبأنا
الأعمش عن أبي وائل عن مسروق
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي أنبأنا أبو معاوية أنبأنا الأعمش
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي (4) القاسم بن أبي بكر القارئ أنبأنا
عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا إسحاق بن
إبراهيم بن الحسن بن المهلب إملاء سنة إحدى وثلاثمائة أنبأنا محمد بن سليمان بن
هشام ابن بنت مطر (5) أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن
عبد الله بن عمرو قال لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاحشا لا متفحشا وكان يقول من
خياركم أحاسنكم أخلاقا (6) وفي حديث الخشاب أحسنكم أخلاقا وفي حديث
أحمد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يك (7) [734]
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو (8) عبد الله يحيى ابنا (9) البنا قالا أنبأنا أبو
الحسين بن الآبنوسي أنبأنا الخطيب أنبأنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن

(1) بالأصل وخع: " أبو القاسم دحية، أنبأنا طاهر بن محمد... " والصواب ما أثبت مع زيادة عن المطبوعة
السيرة 1 / 319.
(2) بالأصل وخع: " أبو عبد الله أبو عبد الرحمن.. " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام
النبلاء 18 / 355.
(3) انظر مسند أحمد 2 / 161.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
(6) بالأصل " بن تطير " وفي خع " بن مطير " والصواب فيما أثبت والزيادة عن تهذيب التهذيب، وهو ابن بنت
سعيدة مطر الوراق.
(7) بالأصل وخع: " لم يكن " والصواب عن مسند أحمد.
(8) بالأصل وخع: " أبو " بدون واو العطف.
(9) بالأصل وخع " أنبأنا " والصواب ما أثبت عن مسند مماثل.
379

المنتاب أنبأنا (1) يحيى بن صاعد أنبأنا الحسين بن الحسين المروزي أنبأنا ابن
المبارك أنبأنا المبارك بن فضالة أنبأنا الحسن (2) عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة
ما كان خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت قال الله تعالى " إنك لعلى خلق عظيم " فخلقه
القرآن [735]
قال وأنبأنا ابن المبارك أنبأنا إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي المتوكل
الناجي (4) أن عائشة سئلت عن خلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت كان خلق نبي الله
القرآن
قال وأنبأنا ابن المبارك أنبأنا الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي في قول الله
تبارك وتعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " قال أدب القرآن (5)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن عبيد (6) الدقاق أنبأنا أحمد بن محمد بن مسروق أنبأنا
محمد بن الحسين البرجلاني أنبأنا يزيد بن هارون أنبأنا زكريا (7) بن أبي زائدة عن
أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال قلت لعائشة كيف كان خلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في أهله قالت كان أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في
الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح [736]
رواه شعبة عن أبي إسحاق

(1) بالأصل وخع " أبو يحيى " خطأ، والصواب ما أثبت وهو أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد.
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا الحسين بن محمد بن هشام " والصواب ما أثبت، انظر دلائل البيهقي 1 / 308
وتهذيب التهذيب ترجمة المبارك بن فضالة، وترجمة سعد بن هشام.
(3) سورة القلم، الآية: 4.
(4) بالأصل وخع: " الباقي " والصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب، واسمه علي بن داود، ويقال: ابن
دؤاد.
(5) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 310.
(6) بالأصل وخع " عبد الدقيق " تحريف والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (العسكري " وفيه ترجمته، ويعرف
الدقاق بابن العسكري.
(7) بالأصل وخع: " أبو بكر " والصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب، والكاشف للذهبي.
380

أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا سعيد (1)
محمد بن علي بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد أنبأنا محمد بن
عبد الرحمن بن محمد الدغولي (2) أنبأنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل أنبأنا روح
أنبأنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول رأيت سألت أم
المؤمنين عن خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق
ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح [737]
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي (4) أنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا
شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي عن عائشة أنها قالت لم يكن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي
بالسيئة (5) السيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح [738]
قال وحدثني أبي (6) أنبأنا يزيد أنبأنا زكريا أنبأنا أبو إسحاق (7) حدثني
أبو (8) عبد الله الجدلي قال قلت لعائشة كيف كان خلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أهله
قالت كان أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في (9) الأسواق
ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكنه يعفو ويصفح [739]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم
يوسف بن الحسن الركابي (10) الزنجاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله

(1) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو إسماعيل، نا روح، أنبأنا شعبة، أنبأنا أبو إسحاق بن علي بن محمد " وصححنا
السند عن سند مماثل، والمطبوعة السيرة 1 / 321 وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (الجوزقي).
(2) في بالأصل وخع " الدعولي " بالعين المهملة، والصواب، ما أثبت، انظر الأنساب (الدغولي: والجوزقي).
(3) مسند أحمد 6 / 174 وبالأصل " أبو عبد الله ".
(4) بالأصل وخع " أبو أحمد " والصواب عن المسند.
(5) سقطت من المسند وخع، وموجودة على هامشها بخط مغاير.
(6) مسند أحمد 6 / 236.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي المسند: أنبأنا زكريا عن أبي إسحاق.
(8) بالأصل وخع " أبي ".
(9) في المسند: بالأسواق.
(10) كذا بالأصل وخع، وسقطت اللفظة من المطبوعة (السيرة 1 / 322) وفي سير أعلام النبلاء 18 / 551
التفكري، وصحفت في البداية والنهاية 12 / 122 إلى العسكري.
والزنجاني نسبة إلى زنجان: بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل.
381

الحافظ أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر أنبأنا يونس بن حبيب أنبأنا أبو داود
أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول سألت عائشة عن
خلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا
يجزي بالسيئة السيئة ولكنه يعفو ويصفح [740] أو قالت يعفو ويغفر (1) شك أبو داود
أخبرنا أبو بكر وجيه (2) بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن
محمد الأزهري أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي
أنبأنا أبو بكر بن محمود بن حمدون أنبأنا يزيد بن عبد الصمد أنبأنا سليمان بن (3)
عبد الرحمن أنبأنا الحسن (4) بن يحيى أنبأنا يزيد بن واقد عن بسر (5) بن
عبيد الله عن عائذ الله عن أبي الدرداء قال سألت عائشة عن خلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقالت خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخطه السخط [741]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القاسم قالا أنبأنا أبو سعد
محمد بن علي الصوفي أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي أخبرنا أبو العباس
محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال سمعت محمد بن يحيى يحكي (6) عن
عبد الله بن عثمان عن عبد الله يعني ابن المقرئ قال أنبأنا الفضيل (7) بن
مرزوق عن عطية في قوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " قال أدب القرآن

(1) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن المطبوعة (السيرة 1 / 322).
(2) في خع: دحية.
(3) بالأصل وخع " أنبأنا " تحريف، والصواب " بن " انظر ترجمة سليمان في تهذيب التهذيب.
(4) بالأصل وخع " الحسين " تحريف، انظر ترجمة زيد بن واقد في تهذيب التهذيب. وذكر فيمن روى عنه:
الحسن بن يحيى الخشني.
(5) بالأصل وخع: " بشر بن عبد الله " خطأ والصواب ما أثبتناه: " بسر بن عبيد الله " انظر ترجمته في تهذيب
التهذيب، وقد ورد في تهذيب التهذيب في ترجمة زيد بن واقد: " بشر بن عبيد الله ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، واستدرك عن سند مماثل سابق مر قريبا، والمطبوعة السيرة
1 / 322.
(7) بالأصل وخع: " أبو الفضيل " والصواب عن دلائل البيهقي 1 / 310.
382

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي (1) بن المسلم
وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي الحسين بن حمزة السلميون قالوا
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد أخبرنا
جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو بكر محمد بن (2) جعفر بن
محمد بن سهل السامري أنبأنا محمد بن خليل المخرمي أنبأنا أبو بدر حارثة بن
محمد عن عمرة قالت سألت عائشة كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا خلا بنسائه قالت (3)
كان كرجل من رجالكم إلا أنه كان أكرم الناس وأحسن الناس (4) خلقا كان ضحاكا
بساما
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ أنبأنا الحسين بن
إسماعيل بن محمد أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا يحيى بن
أبي بكير أنبأنا موسى بن أبو عمر (5) الأنصاري عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة
عن عائشة قالت سألناها كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا خلا مع نسائه قالت كان
كرجل من رجالكم كان أحسن الناس خلقا وأكرمهم خلقا ضحاكا بساما [742]
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الحركردي (6) بهراة
أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف بنيسابور أنبأنا أبو طاهر محمد بن
محمد بن محمش الزيادي أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال أنبأنا أبو
طاهر أنبأنا أبو الأزهر أنبأنا أسامة عن حارثة بن محمد الأنصاري عن عمرة بنت
عبد الرحمن (7) قالت قلت لعائشة كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أهله قالت كان ألين

(1) وبالأصل وخع: " وأبو المسلم علي بن الحسين " خطأ والصواب عن المشيخة 2 / 305.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة (السيرة 1 / 323).
(3) بالأصل وخع: " قال ".
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(5) كذا ورد اسمه بالأصل، وفي المطبوعة السيرة 1 / 323 موسى أبو عمرو الأنصاري وفي خع: موسى أبو
عمر الأنصاري.
(6) كذا بالأصل وخع، والصواب: " الخرجردي " كما في الأنساب، وهذه النسبة إلى خرجرد وهي بلدة من
بلاد فوشنج هراة، وذكره السمعاني فيمن نسب إلى هذه البلدة.
(7) عن تقريب التهذيب، وبالأصل وخع: " عمرة كتب عبد الرحمن ".
383

الناس وأكرم الناس وكان ضحاكا بساما [743]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا (1) أنبأنا أبو سعيد
محمد بن علي بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد أنبأنا محمد بن
عبد الرحمن بن محمد الدغولي أنبأنا محمد بن الليث أنبأنا عثمان بن (2) عبدان
أنبأنا عبد الله (3) أنبأنا معمر عن الزهري عن بعض آل عمر بن الخطاب رضي الله
تعالى عنه أن عمر بن الخطاب لما كان (4) يوم الفتح ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة أرسل إلى
صفوان بن أمية بن خلف وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال
عمر (5) قد أمكن الله منهم أعرفهم بما صنعوا حتى قال (6) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثلي
ومثلكم كما قال يوسف لأخوته " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم
الراحمين " (7) قال عمر فانتضحت حياء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كراهية أن يكون بدر مني
ولقد قال لهم رسول الله ما قال [744]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن (8) مسعدة أنبأنا
أبو القاسم حمزة بن يوسف (9) أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن (10) عدي أنبأنا علي بن
العباس ثنا (11) عباد بن يعقوب أنبأنا موسى بن عمير عن أبي جعفر محمد بن
علي عن أبيه عن جده قال كان (12) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن (13) من خلق الله خلقا

(1) بالأصل وخع: " قال ".
(2) كذا بالأصل وخع وهو تحريف، والصواب: عبدان بن عثمان انظر تهذيب التهذيب.
(3) الزيادة عن خع، سقطت من الأصل، وهو عبد الله بن معاذ بن نشيط.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 2 / 82.
(5) عن خع والمختصر، وبالأصل " عثمان ".
(6) زيادة عن خع والمختصر.
(7) سورة يوسف، الآية: 92.
(8) عن خع، سقطت من الأصل.
(9) بالأصل وخع: " أبو القاسم بن أبي سعد بن يوسف " والصواب ما أثبت عن إسناد مماثل.
(10) بالأصل وخع: " أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عثمان بن علي الجوهري " والصواب ما أثبت انظر الكامل لابن
عدي 6 / 341.
(11) بالأصل وخع " بن " والصواب عن ابن عدي 6 / 341.
(12) بالأصل وخع: " قال " والصواب عن ابن عدي.
(13) بالأصل وخع " الحسن " والصواب " أحسن " عن ابن عدي.
384

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا (1) أبو سعد
الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو (2) بن حمدان
أخبرتنا (3) أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ (4) على إبراهيم بن
منصور أنبأنا أبو بكر (5) بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي أنبأنا إبراهيم أنبأنا أبو هشام (6) محمد بن
يزيد بن رفاعة أنبأنا يونس بن بكير عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع حدثني
عثمان بن كعب عن رجل يقال له ربيع عن صفية بنت حيي قالت أردفني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على عجز ناقته ليلا قالت فجعلت أنفس (7) فيمسسني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بيده ويقول يا هذه يا بنت حيي وجعل يقول يا صفية إني أعتذر إليك مما صنعت
بقومك إنهم قالوا لي كذا [745]
وأخبرنا أبو يعلى أنبأنا محمد بن عبد الله بن نمير أنبأنا يونس بن بكير أنبأنا
إبراهيم بن إسماعيل حدثني عثمان بن كعب حدثني ربيع (8) حدثني رجل من بني
النضير وكان في حجر صفية عن صفية بنت حيي قالت ما رأيت قط أحسن خلقا من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد رأيته ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فيضرب
رأسي مؤخرة الرحل ويمسكني وقال ابن المقرئ فيمسسني بيده ويقول يا هذه
مهلا يا صفية بنت حيي حتى إذا جاء (9) الصهباء (10) قال أما إني أعتذر إليك يا
صفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وكذا [746]

(1) بالأصل وخع " له " والصواب " أنبأنا ".
(2) بالأصل وخع: " عمر " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(3) عن خع وبالأصل " أخبرنا ".
(4) بالأصل وخع: " قرأ " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(5) بالأصل وخع: " أبو يزيد " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(6) بالأصل وخع " أبو هاشم " والصواب ما أثبت انظر الكاشف الذهبي.
(7) في المطبوعة السيرة 1 / 325 " أنعس ".
(8) كذا بالأصل، وفي خع: سقط " حدثني بيع " وفي المطبوعة السيرة 1 / 325 " حدثني ربيع رجل من بني
النضير ".
(9) بالأصل وخع غير مقروءة رسمت: " كما " والصواب " جاء " يوافق عبارة المطبوعة (السيرة 1 / 325).
(10) السهباء: موضع بينه وبين خيبر روجة (معجم البلدان).
385

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت أبي الفرج سهل (1) بن بشر بن أحمد بن
الإسفراييني (2) بدمشق قالت أنبأنا أبو الفرج أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
أحمد بن نصر الحكيمي (3) بمصر أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل
المهندس أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي إملاء أنبأنا أحمد بن
محمد أنبأنا عبد العزيز أنبأنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال قرأت في
واحد وسبعين كتابا فوجدت في جميعها أن محمدا (4) (صلى الله عليه وسلم) أرجح الناس عقلا وأفضلهم
رأيا

(1) زيادة للايضاح، انظر سير أعلام النبلاء ترجمة سهل بن بشر 19 / 162.
(2) بالأصل وخع: " الاسكرامي " تحريف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 162.
(3) بالأصل وخع " الحكيم " والصواب عن الأنساب للسمعاني.
(4) عن خع وبالأصل " محمد ".
386

" باب
ما جاء في الكتب من نعته وصفته
وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام "
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم السلمي قالا (1) أنبأنا
عبد الكريم بن الحسن بن عبد الله القطان (2) أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا
محمد بن خريم (3) نا هشام بن عمار أنبأنا ابن الوليد بن مسلم أنبأنا محمد بن
حمزة بن عبد الله بن سلام عن جده عبد الله بن سلام أنه سمع بمخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) فلقيه
فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنت ابن سلام عالم أهل يثرب قال نعم قال بالله الذي أنزل التوراة على
موسى بطور سيناء هل تجد صفتي في كتاب الله تعالى الذي أنزل على موسى قال
عبد الله بن سلام انسب ربك يا محمد فارتج النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له جبريل " قل هو الله
أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " (4) فقال ابن سلام أشهد
لك أنك رسول الله وأن الله مظهرك ومظهر دينك على الأديان وإني لأجد صفتك في
كتاب الله تعالى " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " (5) أنت عبدي
ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا تجزي
بالسيئة مثلها ولكن تعفو وتصفح ولن يقبضه الله تعالى حتى تستقيم به الملة المعوجة
حتى يقولوا لا إله إلا الله ويفتحوا أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا [747] (6)

(1) بالأصل وخع: قال.
(2) كذا ورد اسمه بالأصل وخع، وفي سير أعلام النبلاء 10 / 185 عبد الدائم بن الحسن الهلالي يروي عن
عبد الوهاب الكلابي، وفي المطبوعة: عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله القطان.
(3) عن خع، والضبط عن تبصير المنتبه، وبالأصل " حريم ".
(4) سورة الاخلاص.
(5) سورة الاخلاص.
(6) دلائل البيهقي 1 / 374 - 375 وبحاشيته ثبت بمصادر تخريجه.
387

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم (1) بن البسري وأحمد بن
علي بن الحسن بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن (2) القصاري أخبرني
أبي (3) أبو طاهر قالوا أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس وعاصم بن الحسن (4) أنبأنا أبو عمر بن
المهدي أنبأنا الحسين (5) بن إسماعيل المحاملي أنبأنا علي بن أحمد الجواربي (6)
أنبأنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن سلام
قال صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التوراة إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (7) ليس بفظ
ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة لكن يعفو ويصفح (8)
ولن (9) توفاه حتى أقيم (10) به الملة المعوجة فأفتح به آذانا صما وأعينا عميا وقلوبا
غلفا أن يقولوا لا إله إلا الله [748]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد بن (11) جالينوس أنبأنا أحمد بن عبد الجبار
العطاردي أنبأنا يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن العيزار بن حريث (12)
عائشة قالت إن (13) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكتوب في الإنجيل لا فظ ولا غليظ ولا سخاب

(1) سقطت من الأصل وخع والزيادة عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 326.
(2) مكانها بالأصل خع: " علي بن الحسن بن أبي عثمان " تحريف. والصواب ما أثبت.
(3) الزيادة عن المطبوعة السيرة 1 / 326.
(4) بالأصل وخع " الحسين " والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 18 / 598.
(5) بالأصل وخع " أبو الحسين " والمثبت عن خع.
(6) بالأصل وخع " الحوارني " والمثبت " الجواربي " عن الأنساب، وهذه النسبة إلى الجوارب وعملها.
(7) بعدها في دلائل البيهقي 1 / 376 وحرزا للأميين.
(8) في البيهقي: ويغفر.
(9) بالأصل وخع: " ولو " والمثبت عن البيهقي.
(10) عن خع وبالأصل " تقيم ".
(11) بالأصل وخع: " أنبأنا " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(12) بالأصل وخع: " الجزاز بن حديث " والصواب ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي 1 / 377.
(13) بالأصل " قال " والصواب عن خع والبيهقي.
388

بالأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح (1) [749]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي ثنا روح وعفان المعني (3) قالا
أنبأنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال
عفان عن أبيه (4) ابن مسعود قال إن الله تبارك وتعالى ابتعث (5) نبيه عليه الصلاة
والسلام لإدخال رجل الجنة فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود فيها فإذا (6) هو بيهودي
يقرأ التوراة فلما أتوا على صفة
النبي (صلى الله عليه وسلم) أمسكوا وفي جانبها (7) رجل مريض فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما لكم أمسكتم قال
المريض أتوا على صفة نبي وأمسكوا ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ (8) حتى أتى على صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمته فقال
هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله صلى الله عليك
وسلم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه لوا أخاكم [750]
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن
سعد (9) أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المديني عن موسى بن يعقوب
الزمعي عن سهل مولى غنيمة (10) أنه كان نصرانيا من أهل مريس وأنه كان يتيما في
حجر أمه وعمه وأنه كان يقرأ التوراة والإنجيل (11) وأنه كان يقرأ الإنجيل قال
فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة أنكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها

(1) الحديث في دلائل البيهقي 1 / 377 - 378 ونقله ابن كثير في البداية والنهاية 6 / 61.
(2) مسند أحمد 1 / 416.
(3) بالأصل وخع " حدثني ابن أبي رباح وعثمان المفتي " والصواب عن مسند أحمد.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن مسند حمد.
(5) عن مسند أحمد وبالأصل وخع: بعث.
(6) عن مسند أحمد سقطت من الأصل وخع وفيهما: " فهو ".
(7) في المسند: وفي ناحيتها.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المسند.
(9) طبقات ابن سعد 1 / 363.
(10) في ابن سعد: " عتيبة ". وفي المختصر 2 / 41 عثمة.
(11) ما بين الرقمين بالأصل وخع، ولم ترد العبارة في ابن سعد.
389

بيدي قال فنظرت فإذا أصول الورقة ملصوقة (1) بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت
محمد عليه الصلاة والسلام أنه لا قصير ولا طويل أبيض ذو صفرة من بين كتفيه
خاتم يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة
ويلبس قميصا مرقوعا من فعل ذلك فقد برئ من الكبر وهو يفعل ذلك وهو من
ذرية إسماعيل اسمه أحمد [751]
قال سهل فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد (صلى الله عليه وسلم) جاء عمي فلما رأى الورقة
ضربني وقال ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها فقلت فيها نعت النبي (صلى الله عليه وسلم) أحمد
فقال إنه لم يأت بعد
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا
ابن أبي نصر حينئذ
أخبرنا أبو القاسم حصين بن عبدان أنبأنا أبو القاسم أبو العلاء أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي (2) قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب
أنبأنا أبو (3) عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري أنبأنا محمد بن عائذ (4) أنبأنا
الوليد بن مسلم أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله بن عمر (5) أنه
سمع (6) بحديث قال بينا رجلان يحدث أحدهما صاحبه وكعب خلفهما يسمع لا
يعلمان بمكانه إذ قال أحدهما لصاحبه رأيت الليلة أو قال رأيت البارحة كل نبي
في الأرض مع كل نبي منهم أربعة مصابيح مصباح من بين يديه ومصباح من خلفه ومصباح عن يمينه
ومصباح عن يساره ومع كل رجل ممن معه مصباح مصباح إذ
قام رجل منهم فأضاءت الأرض (8) في كل شعرة في رأسه مصباح قلت من هذا

(1) الأصل وخع، وفي ابن سعد: ملصق.
(2) عن خع، وبالأصل " الحيدي ".
(3) سقطت من الأصل وخع، والزيادة عن تذكرة الحفاظ 2 / 650.
(4) في الأصل وخع: " عايد " والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب (ترجمته).
(5) بالأصل وخع: " عمرو " والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 42.
(6) كذا بالأصل وخع، والمعنى مشوش، وفي المطبوعة السيرة 1 / 328 أنه سمعه يحدث قال.
(7) عن مختصر ابن منظور 2 / 42 وبالأصل وخع: " إذا ".
(8) الزيادة عن خع، وزيد في المختصر بعد: " الأرض " له.
390

قالوا محمد رسول الله فقال كعب للمحدث يا عبد الله عمن تحدث قال عن رؤيا
رأيتها البارحة فقال كعب والله لكنك (1) نشرت التوراة فقرأت هذا فيها
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم إملاء
أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن بكران من ديار القدس قراءة بالقدس
أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري
أنبأنا الحسن بن رشيق العسكري أنبأنا أبو العباس أحمد المدني أنبأنا
عبد الله بن أحمد بن عمير أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عمر (2) أنبأنا حماد عن
مقاتل عن عطاء عن أبي هريرة قال توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة
خلت من شهر ربيع الأول وقد استكمل (3) عشر سنين من هجرته قال فلما كان
صبيحة الخميس فإذا نحن بشيخ أبيض الرأس واللحية متلثم بعمامة على قعود له حتى
جاء فنزل فعقل بعيره بباب (4) المسجد وأنشأ يقول وينادي
السلام عليكم ورحمة الله هل فيكم محمد رسول الله
قال علي أيها السائل عن محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما تريد من محمد قال أنا
حبر من أحبار بيت المقدس (6) قال قرأت التوراة ثمانين سنة وتدبرتها أربعين
صباحا فوجدت فيها ذكر محمد (صلى الله عليه وسلم) وإن الله تبارك وتعالى يقول في التوراة ليس
بكذاب ولا بقوال (7) للكذب وقد جئت أطلب الإسلام بيده (8) فقال علي أيها
السائل عن أبي القاسم عليه الصلاة والسلام قد أصبح أبو القاسم عليه الصلاة والسلام

(1) الأصل وخع، وفي المختصر: لكأنك.
(2) بالأصل وخع " عمرو " والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب وفيه: عبيد الله بن محمد بن حفص بن
عمر.
(3) عن خع وبالأصل: استعمل.
(4) بالأصل وخع: " وبباب " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 42.
(5) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن المختصر.
(6) مطموسة بالأصل والمثبت عن خع.
(7) بالمختصر وخع: قوال.
(8) الأصل وخع، وفي المختصر: على يديه.
391

بين أطباق الثرى فوضع الحبر يديه على رأسه ونادى (1) وانقطاع (2) ظهراه بأبي
وأمي لم أشهده ولم أره يا محمد المصطفى يا خير من ولدت النساء ثم قال يا الله
هل فيكم قرابة محمد (صلى الله عليه وسلم) قال علي يا بلال انطلق بهذا الرجل إلى منزل فاطمة عليها
السلام فانطلق به فقال لها الحبر يا ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنا حبر من أحبار بيت
المقدس (3) إن والدي قد (4) مات فنادى الحبر وانقطاع (5) ظهراه بأبي وأمي من
لم أره ولم أشاهده بالله هل يا ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما عندك ثوب من ثياب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت فاطمة للحسين هات الثوب الذي نشف (6) فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فجاء به فأخذه الحبر وألقاه على وجهه وجعل ينشق ريحه ويقول بأبي وأمي من
جسد نشف فيه هذا الثوب ثم رفع رأسه فقال يا علي صف لي صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأني
أنظر إليه فبكى علي بكاء شديدا وقال والله لأن كنت مشتاقا إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) فأنا أشوق
إلى حبيبي منك ثم قال
بأبي وأمي لم يكن بالطويل الذاهب ولا بالقصير كان ربعة من الرجال أبيض
مشربا (7) بحمرة جعد المفرق شعره إلى شحمة أذنيه صلت الجبين واضح
الخدين (8) مقرون الحاجبين أدعج العينين سبط الأشفار أقنى الأنف دقيق
المسربة مبلج الثنايا كث اللحية كأن عنقه إبريق فضة كأن الذهب يجري في
تراقيه كان عرقه في وجهه كاللؤلؤ شثن الكفين والقدمين له شعرات ما بين لبته
وصدره تجري كالقضيب لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها يفوح منه
ريح المسك إذا قام غمر الناس وإذا مشى فكأنما (9) يتقلع من صخرة إذا التفت التفت

(1) الزيادة عن المختصر، سقطت اللفظة من الأصل وخع.
(2) بالأصل وخع: " وانقطاع " والمثبت عن المختصر.
(3) بعدها في المختصر: إني جئت أطلب الاسلام على يدي والدك صلى الله عليه وآله وسلم، قالت فاطمة: يا حبر بيت المقدس.
(4) بالأصل وخع: " الذي قد مات ".
(5) بالأصل وخع: " وانقطاع " والمثبت عن المختصر.
(6) عن خع والمختصر وبالأصل: نشرف.
(7) بالأصل وخع: " مشرب " والصواب ما أثبت.
(8) الزيادة مستدركة عن خع، سقطت من الأصل.
(9) الأصل وخع: " كان " والمثبت عن المختصر 2 / 43.
392

جميعا وإذا يتحدر (1) كأنما يتحدر في صبب أطهر الناس خلقا وأشجع الناس قلبا
وأسخى الناس كفا لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبدا
قال الحبر يا علي إني أصبت في التوراة هذه الصفة أيقنت أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن حبان (2) بن بيان الرزاز أنبأنا أبو القاسم بن
بشران
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن
عثمان بن أبي شيبة (3) أنبأنا محمد بن عمران بن أبي ليلى أنبأنا بشر بن عمارة عن
الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان (4) عن عبد الرحمن بن غنم عن
عبادة بن الصامت قال قيل يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال نعم أنا دعوة أبي
إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام [752]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن (6) المؤمل بن أبان بن تمام قراءة عليه وهو ينظر في
أصلة أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف الحراني أنبأنا هارون بن معروف أنبأنا ابن
المبارك عن عيسى بن عمر عن عمرو (7) بن مرة عن مرة قال وأنبأنا أبو عبيد
قال وأنبأنا محمد بن خلف وأبانا نصر بن حميد أنبأنا هشيم عن العوام عن
عمرو بن مرة عن مرة عن عبد الله قال صاحبكم (صلى الله عليه وسلم) خامس خمسة مبشر بهم قبل أن

(1) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " وإذا انحدر " أقرب.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي سير أعلام النبلاء 19 / 257 " محمد ".
(3) بالأصل وخع: " أبو جعفر عثمان بن محمد بن عثمان... " والمثبت عن تذكرة الحفاظ 2 / 661.
(4) بالأصل وخع: " سعد " والصواب ما أثبت، انظر الكاشف للذهبي ترجمة أحوص بن حكيم وفيه: سمع
خالد بن معدان.
(5) بالأصل وخع: " قيل قال " والصواب ما أثبت.
(6) عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
(7) بالأصل وخع: " عمر " والصواب ما أثبت وستأتي صوابا.
393

يكونوا إسحاق ويعقوب قول الله تعالى " فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق
يعقوب " (1)
ويحيى قوله تعالى " إن الله يبشرك بيحيى مصدقا " (2)
وعيسى بن مريم " إن الله يبشرك بكلمة منه " (3)
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) قول عيسى عليه السلام " يأتي من بعدي اسمه أحمد " (4) فهؤلاء
أخبر بهم من قبل أن يكونوا
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (5) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان (6) بن أحمد بن جالينوس
قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (7)
حدثني محمد بن ثابت بن شرحبيل عن أم الدرداء قالت قلت لكعب الحبر كيف
تجدون صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التوراة قال نجده محمد رسول الله اسمه
المتوكل ليس بفظ ولا غليظ (8) ولا سخاب في (10) الأسواق وأعطي المفاتيح ليبصر
الله به أعينا عورا ويسمع به آذانا وقرا ويقيم به ألسنا معوجة حتى يشهدوا (12) أن لا إله

(1) سورة هود، الآية: 71.
(2) سورة آل عمران، الآية: 39.
(3) سورة آل عمران، الآية: 45.
(4) سورة الصف، الآية: 6.
(5) دلائل البيهقي 1 / 376 - 377.
(6) بالأصل " أبو رضوان " والمثبت عن خع.
(7) سيرة ابن إسحاق ص 123 برقم 182.
(8) بالأصل وخع " قال " والصواب عن ابن إسحاق ودلائل البيهقي 1 / 376.
(9) الأصل وخع والبيهقي، وفي ابن إسحاق: غليظ القلب.
(10) الأصل وخع وابن إسحاق، وفي البيهقي: بالأسواق.
(11) في ابن إسحاق: " فيبصر " وخع والبيهقي كالأصل.
(12) في ابن إسحاق: " تشهد " وفي البيهقي: " يشهد ".
394

إلا الله وأن محمدا رسول الله أو قال حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
يعين المظلوم ويمنعه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (1) أنبأنا أبو ذر بن أبي
الحسين بن أبي القاسم المذكور (2) وأبو الحسن علي بن محمد المقرئ قالا أنبأنا
الحسن (3) بن محمد بن إسحاق الإسفرايني أنبأنا محمد بن أحمد بن البراء أنبأنا
عبد المنعم بن إدريس عن أبيه قال ذكر وهب بن منبه أن الله تبارك وتعالى لما قرب
موسى نجيا
قال رب إني أجد في التوراة أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر (4) فاجعلهم أمتي قال تلك أمة محمد
قال رب إني أجد في التوراة أمة هم الآخرون من الأمم السابقون يوم القيامة
فاجعلهم أمتي قال تلك أمة محمد
قال يا رب إني أجد في التوراة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونها وكان من
قبلهم يقرؤون كتبهم نظرا ولا يحفظونها فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد
قال رب إني أجد في التوراة أمة يؤمنون بالكتاب الأول والآخر ويقاتلون
رؤوس الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد
قال رب (5) إني أجد في التوراة أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم وكان من
قبلهم إذا أخرج صدقة بعث الله تعالى عليها نارا فأكلتها فإن لم تقبل لم تقربها
النار فاجعلهم أمتي قال تلك أمة محمد
قال رب إني أجد في التوراة أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه فإذا (6)

(1) دلائل البيهقي 1 / 379 ونقله ابن كثير في البداية والنهاية 6 / 61.
(2) في البيهقي: المذكر.
(3) بالأصل وخع " أبو الحسن " والصواب ما أثبت عن البيهقي وفيه: الحسن بن إسحاق الأسفرايني.
(4) بعدها في البيهقي: ويؤمنون بالله.
(5) الزيادة عن البيهقي، لم ترد بالأصل وخع.
(6) في البيهقي " فإن ".
395

عملها كتبت عليه سيئة واحدة وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة
واحدة (1) فإذا (2) عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فاجعلهم أمتي
قال تلك أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)
قال رب إني أجد في التوراة أمة هم المستجيبون والمستجاب لهم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد
قال (3) ذكر وهب بن منبه في قصة داود النبي (صلى الله عليه وسلم) وما أوحي إليه في الزبور
يا داود إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد صادقا سيدا لا أغضب
عليه أبدا ولا يغضبني (4) أبدا وقد غفرت له قبل أن يعصيني (5) ما تقدم من ذنبه وما
تأخر وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء وافترضت عليهم
الفرائض الذي افترضت (6) على الأنبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل
نور (7) الأنبياء وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة كما افترضت
على الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم
بالجهاد (8) كما أمرت الأنبياء قبلهم
يا داود إني فضلت محمدا وأمته على الأمم كلها أعطيتهم ستة خصال لم أعطها
غيرهم من الأمم (9) لا آخذهم بالخطأ والنسيان وكل ذنب ركبوه على غير عمد
أن (10) يستغفروني منه غفرت لهم وما قدموا لآخرتهم من شئ طيبة به أنفسهم عجلته

(1) سقطت من البيهقي.
(2) في البيهقي: فإن عملها كتبت له عشر حسنات إلى مئة ضعف.
(3) انظر البيهقي 1 / 380 - 381 والبداية والنهاية 6 / 62.
(4) في المطبوعة السيرة 1 / 333 " يعصيني " والمثبت بالأصل وخع يوافق عبارة البيهقي.
(5) عن البيهقي، وبالأصل " يغضبني ".
(6) عن البيهقي، وبالأصل " افرضت " وفي خع: " امرضت " كذا.
(7) سقطت من الأصل وخع وزيدت عن البيهقي.
(8) كذا كررت العبارة بالأصل وخع.
(9) زيادة عن خع والبيهقي. سقطت من الأصل.
(10) في البيهقي: إذا استغفروني منه غفرته لهم.
396

لهم أضعافا مضاعفة ولهم في المدخور عندي (1) أضعافا مضاعفة وأفضل من ذلك
وأعطيتهم على المصائب في البلايا إن صبروا وقالوا إن لله وإنا إليه راجعون والصلاة
والرحمة والهدى إلى جنات النعيم فإن دعوني استجبت لهم فإما أن يروه عاجلا
وإما أن أصرف عنهم سوءا وإما أن أؤخر (2) لهم في الآخرة
يا داود من تعيني من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي
صادقا بها فهو معي في جنتي وكرامتي ومن لقيني وقد كذب محمدا وكذب بما جاء
به واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبا وضربت الملائكة وجهه ودبره
عند نشره (3) من قبره ثم أدخله النار أو قال في الدرك الأسفل من النار
أخبرنا أبو محمد (4) عبد الكريم السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر اللالكائي وأبو سعد
الرستمي قالوا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا
يعقوب أنبأنا فيض البجلي أنبأنا سلام بن (5) مسكين عن مقاتل بن حيان (6)
قال (7) أوحى الله تبارك وتعالى إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام جد في أمري
ولا تهزل واسمع وأطع يا ابن الطاهر البكر البتول (8) إني خلقتك من غير فحل فجعلتك
آية للعالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل فسر لأهل سوران (9) بالسريانية بلغ من بين
يديك إني أنا الله الحي القيوم الذي لا أزول صدقوا النبي الأمي العربي صاحب
الجمل والمدرعة والعمامة وهي التاج والنعلين والهراوة وهي القضيب الجعد

(1) في الأصل " عني " وفي خع " حتى " والصواب عن البيهقي.
(2) في البيهقي: أدخره.
(3) في البيهقي: منشرة.
(4) بالأصل وخع: " أبو محمد الحسن بن عبد الكريم " والمثبت عن سند مماثل.
(5) بالأصل وخع: " سلام بن سكين " والمثبت عن دلائل البيهقي 1 / 378 وانظر الكاشف للذهبي.
(6) بالأصل وخع " حبان " تحريف والصواب ما أثبت، انظر الكاشف للذهبي - تقريب التهذيب.
(7) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 378 مختصر ابن منظور 2 / 45.
(8) بالأصل وخع: " البتور " والصواب عن البيهقي.
(9) كذا بالأصل وخع والبيهقي والمختصر، وعند ياقوت: سورانية بالضم: جزيرة كبيرة في بحر الروم.
397

الرأس الصلت الجبين المقرون (1) الحاجبين الأنجل العينين الأهدب الأشفار ا
لأدعج العينين الأقنى الأنف الواضح الخدين (2) الكث اللحية عرقه في وجهه
كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه كأن عنقه إبريق فضة وكأن الذهب يجري في تراقيه
له شعرات من لبته إلى سرته تجري كالقضيب ليس على صدره ولا على بطنه شعر
غيره (3) شثن الكفين (4) والقدم إذا جامع الناس غمرهم وإذا مشى كأنما يتقلع من
صخر ويتحدر (5) في صبب ذو السيل (6) القليل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنبأنا الحارث بن أبي
أسامة أنبأنا محمد بن سعد (7) أنبأنا هشام بن محمد حدثني عمرو بن مهاجر
الكندي قال كانت امرأة من حضرموت ثم من تنعة (8) يقال لها تهناة (9) بنت كليب
صنعت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كسوة ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت انطلق بهذه
الكسوة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتاه بها وأسلم فدعا له فقال (10) رجل من ولده يعرض
بأناس من قومه *
لقد مسح الرسول أبا أبينا * ولم يمسح وجوه بني بحير (11)
شبابهم وشيبهم سواء * فهم في اللؤم أسنان الحمير *
وقال كليب (12) جئت إلى النبي عليه الصلاة والسلام *

(1) في البيهقي: " المفروق ".
(2) البيهقي: الواضح الجبين.
(3) بالأصل وخع: " غير أنه " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(4) الأصل وخع، وفي البيهقي: الكف والقدم.
(5) البيهقي: ينحدر.
(6) كذا، وفي خع: " السبل " وفي المختصر والبيهقي: " النسل " وهذا مناسب.
(7) طبقات ابن سعد 1 / 350.
(8) ضبطت عن ياقوت، قرية بحضرموت عند وادي برهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار.
(9) عن ابن سعد، وبالأصل " نهتاة " وفي خع: " يهناه ".
(10) عن خع وبالأصل " وقال ".
(11) بالأصل وخع " جبير " والمثبت عن ابن سعد.
(12) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد: حين أتي.
398

من وشز برهوت (1) تهوي في (2) عذافرة * إليك يا خير من يحفى وينتعل (3)
تجوب بي صفصفا غبرا مناهله * يزداد عفوا إذا ما كلت الإبل
شهرين أعملها نصا (4) على وجل * أرجو بذاك ثواب الله يا رجل
أنت النبي الذي كنا نخبره * وبشرتنا بك التوراة والرسل * "

(1) برهوت واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل بئر بحضرموت ماؤها أسود منتن (معجم البلدان).
وضبطت اللفظة عن ياقوت.
(2) بالأصل وخع: " تهدي بي " والمثبت عن ابن سعد. والعذافرة: الناقة الشديدة (لسان).
(3) بالأصل وخع: " ويشتغل " والمثبت عن ابن سعد.
(4) النص والنصيص: السير الشديد والحث. يريد أنه عمل على استخراج أقصى سرعة لدي الناقة في سيرها
(اللسان).
399

باب
ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده "
أخبرنا أبو بكر محمد بن (1) عبد الباقي الفرضي
أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب أنبأنا أبو محمد
حارث بن أبي أسامة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعد (2) أنبأنا محمد (3) بن عمر
السلمي أنبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل (4) عن
عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرجت من لدن آدم من نكاح غير
سفاح [753]
أخبرنا أبو القاسم بن الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو نصر بن قتادة
أنبأنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا محمد بن أبي
نعيم أنبأنا هشيم حدثنا المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية ما ولدني إلا نكاح كنكاح
الإسلام
[754]
أخبرنا أبو الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العدوي العمري وأبو النضر (5)
عبد الرحمن بن عبد الجبار بن أبي سعيد القاضي المعدل وأبو المعالي فضل الله بن

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، واستدرك عن سند مماثل، مر قبل أسطر.
(2) بالأصل وخع: " أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعد " وانظر طبقات ابن سعد 1 / 61.
(3) بالأصل وخع: " أنبأنا أبو محمد " تحريف، والصواب ما أثبت.
(4) عن ابن سعد وبالأصل وخع " سهل ".
(5) بالأصل وخع " النصر " والمثبت عن سير أعلام النبلاء 20 / 297.
400

محمد بن أبي (1) سعد الجنيد الحنفي الفقيه الشافعي وفتاة (2) شارتكين بن عبد الله
الهندي بهراة قالوا أنبأنا قاضي القضاة أبو العلاء صاعد بن سيار بن يحيى بن
محمد بن إدريس الكناني أنبأنا أبو سعيد (3) محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان
الصيرفي بنيسابور أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب أنبأنا سهل بن عمار
العتكي أنبأنا أبو معاوية أنبأنا سعد بن محمد بن وله بن عبد الرحمن بن عوف عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ولدتني بغي قط مذ خرجت من صلب أبي آدم ولم تزل تنازعني
الأمم كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين من العرب هاشم وزهرة [755]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه أنبأنا أبي أبو العباس الفقيه
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة أنبأنا إسحاق بن سيار النصيبي أنبأنا أبو
عامر أنبأنا أبو عاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس " وتقلبك في
الساجدين " (4) قال من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا ابن حيوية أنبأنا
أحمد بن معروف أنبأنا الحارث أنبأنا محمد بن سعد (5) أنبأنا محمد بن عمر
حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم عن عمه الزهري عن عروة عن عائشة قالت
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرجت من نكاح غير سفاح [756]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أخبرنا أبو بكر الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي
أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن إسحاق
الصغاني أنبأنا يحيى بن أبي بكير (6) أنبأنا عبد الغفار أنبأنا أبو القاسم عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله عز وجل أخرجني من النكاح
ولم يخرجني من السفاح [757]

(1) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة السيرة 1 / 202 نقلا عن المشيخة " سعيد ".
(2) بالأصل وخع: " وقناة " والصواب عن مطبوعة السيرة 1 / 202.
(3) بالأصل وخع: " أبو سعد " الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 17 / 350.
(4) سورة الشعراء، الآية: 219.
(5) طبقات ابن سعد 1 / 61.
(6) بالأصل وخع: " بكر " والصواب " بكير ".
401

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو بكر بن الإسماعيلي أنبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن عبدة العمري المصيصي أنبأنا عبد بن يحيى بن عمر العدني أنبأنا
محمد بن جعفر العلوي قال أشهد على أبي يحدثني عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن (1) ولدني أبي
وأمي ما أصابني (2) من سفاح الجاهلية [758] العدني الكحي [* * * *]
أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ (3) أنبأنا أحمد بن حفص أنبأنا
محمد بن أبي عمر العدني الكجي أنبأنا محمد بن جعفر بن علي بن الحسين قال أشهد
على أبي حدثني عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال خرجت
من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدتني أمي وأبي [* * * *] (4) [759]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أخبرنا عاصم بن الحسن أنبأنا ابن مهدي أنبأنا
الحسن بن يحيى بن عياش القطان أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن أيوب
المخزومي (5) أنبأنا الحسن بن بشر أنبأنا سعدان (6) بن الوليد تباع السامري عن
عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى " وتقلبك في الساجدين " قال ما زال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر
الهروي أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن
أبيه في قوله تعالى وتبارك " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " (7) قال لم يصبه شئ
من ولادة (8) الجاهلية

(1) بياض بالأصل قدر كلمة، وفي خع قدر كلمتين. والمستدرك عن مختصر ابن منظور 2 / 27.
(2) عن مختصر ابن منظور 2 / 27 وبالأصل وخع: إلى الوالدين.
(3) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا حفص " خطأ.
(4) الأحاديث الثلاثة الأخيرة سقطت من مطبوعة السيرة 1 / 303.
(5) كذا بالأصل وخع وفي سير أعلام النبلاء 12 / 359 عبد الله بن محمد بن أيوب ".
(6) بالأصل وخع " سعيد " والمثبت عن مطبوعة السيرة 1 / 203.
(7) سورة التوبة، الآية: 129.
(8) بالأصل وخع: " أولاد " والمثبت عن المختصر.
402

قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح [* * * *] [760]
هذا موقوف وقد رجع ابن أحمد حفظه هذا موضع المخرج عن الشحامي والذي
يليه
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث أنبأنا محمد بن سعد (1) أنبأنا هشام بن
محمد الكلبي عن أبيه قال كتبت للنبي (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا
شيئا مما كان من أمر الجاهلية
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (2) (3) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا عبد الباقي بن قانع أنبأنا عبد الوارث بن إبراهيم بن العسكري (4)
حدثنا مسدد (5) أنبأنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن
عباس قال كانت امرأة من خثعم تعرض (6) نفسها في مواسم الحج وكانت ذات
جمال وكان معها أدم تطوف بها كأنها تبيعها فأتت بها على عبد الله بن عبد المطلب
فأظن أنه أعجبها فقالت إني والله ما أطوف بهذا الأدم وما لي بها وإلى ثمنها حاجة
وإنما أتوسم الرجل هل أجد كفؤا فإن كانت لك إلي حاجة فقم فقال لها مكانك
حتى (7) أرجع إليك فانطلق إلى رحله فبدأ فواقع أهله فحملت بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فلما رجع
إليها قال ألا أراك ها هنا قالت ومن أنت قال الذي واعدتك قالت لا ما أنت
هو وإن كنت هو لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن (8)
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر (9) بن حيوية

(1) الطبقات لابن سعد 1 / 60.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(3) الخبر في دلائل البيهقي 1 / 107 - 108.
(4) بالأصل وخع: " العدي " والمثبت عن دلائل البيهقي.
(5) سقطت من الأصل واستدركت عن خع والبيهقي.
(6) عن خع والبيهقي وبالأصل: بعض.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي.
(8) الخبر نقله السيوطي في خصائص الكبرى 1 / 41 ودلائل أبي نعيم ص 90.
(9) بالأصل وخع: " عمرو " تحريف والصواب ما أثبت عن سند مماثل، وقد مر كثيرا.
403

أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث أنبأنا محمد بن سعد (1) أنبأنا وهب بن
جرير بن حازم أنبأنا أبي (2) سمعت أبا يزيد المديني (3) قال نبئت (4) أن عبد الله أبا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتى على امرأة من خثعم فرأت النور بين عينيه نورا ساطعا إلى السماء
فقالت هل لك في قال نعم حتى أرمي الجمرة فانطلق فرمى (5) الجمرة ثم أتى
امرأته آمنة بنت وهب ثم ذكر يعني الخثعمية فأتاها فقالت هل أتيت امرأة بعدي
قال نعم امرأتي آمنة بنت وهب قالت (6) فلا حاجة لي فيك إنك مررت وبين عينيك
نور ساطع إلى السماء فلما وقعت عليها ذهب فأخبرها أنها قد حملت بخير أهل
الأرض
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وعلي (7) بن المسلم
الفقيهان وأبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام التنوخي الصوري الخطيب قدم
علينا وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالوا أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
عبد الواحد بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن
سهل الخرائطي أنبأنا علي بن حرب أنبأنا محمد بن علي عمارة القرشي حدثنا
وقال الغساني حدثني مسلم بن خالد الزنجي نبأنا ابن جريج عن عطاء عن ابن
عباس قال لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مر به على كاهنة من أهل
تبالة (8) متهودة قد قرأت الكتب يقال لها فاطمة ابنة مر الخثعمية فرأت نور النبوة في
وجه عبد الله فقالت يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل فقال
عبد الله * أما الحرام فالممات دونه *

(1) طبقات ابن سعد 1 / 97.
(2) بعدها في الأصل وخع: " أنبأنا سعد " والمثبت يوافق عبارة ابن سعد.
(3) في ابن سعد: المدني.
(4) بالأصل وخع " ثبت " والصواب عن ابن سعد.
(5) عن ابن سعد وبالأصل وخع " فأتى ".
(6) بالأصل وخع: " قال " والصواب عن ابن سعد.
(7) بالأصل وخع " عن " والصواب عن ابن سعد.
(8) عن مختصر ابن منظور 2 / 28 وبالأصل وخع: " بعاله " وفي المطبوعة: " من أهل له ".
404

والحل لا حل فأستبنيه *
فكيف بالأمر الذي تبغينه (1)
ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة (2) فأقام عندها
ثلاثا (3) ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة فأتاها فقالت يا فتى ما صنعت
بعدي فأخبرها فقالت (4) والله ما أنا بصاحبة ريبة ولكني رأيت في وجهك نورا
فأردت أن يكون في وأبى الله أن يصيره إلا حيث أراد وقال ابن المسلم (5) والتنوخي
إلا أن يجعله ثم أنشأت فاطمة تقول *
إني رأيت مخيلة لمعت * ثم تلألأت بحناتم القطري
فأصابها نورا يضئ به * ما حوله فأضاءت البدري (6)
فرجوتها فخرا أبوء به * ما كل قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبت * ثوبيك (7) ما سلبت (8) وما تدري *
وقالت فاطمة أيضا *
بني هاشم قد غادرت من أخيكم * أمينة إذ للباه يعتلجان
(9) كما غادر المصباح عند خموده (10) * فتائل قد ميثت بغير دهان (11)
وما كل ما يحوي الفتى من تلاده * بحرص (12) ولا ما فاته لتوان

(1) في ابن سعد 1 / 96 تنوينه.
(2) بالأصل وخع: " زهير " تحريف والصواب ما أثبت عن ابن سعد 1 / 95.
(3) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 28.
(4) بالأصل وخع: فقال، والصواب ما أثبتناه عن مختصر ابن 2 / 29 وابن سعد 1 / 97.
(5) بالأصل وخع: " وقال المسلمة " والصواب ما أثبت، وهو علي ابن المسلم، وانظر أول الحديث.
(6) البيت في ابن سعد 1 / 97:
فلمائها نور يضئ له * ما حوله كإضاءة الفجر
(7) بدون نقط بالأصل وخع، والمثبت عن ابن سعد.
(8) في ابن سعد: استلبت.
(9) بالأصل وخع: " بغير كان " والمثبت عن ابن سعد 1 / 97 وفي مطبوعة السيرة 1 / 205 يعتركان.
(10) كذا بالأصل وخع والمطبوعة، وفي ابن سعد: بعد خبوه.
(11) الأصل وخع، وفي ابن سعد: له بدهان.
(12) الأصل وخع، وفي ابن سعد: بحزم.
405

فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه * سيكفيكه جدان (1) يعتلجان (2)
ستكفيكه إما يد مقفعلة * وإما يد مبسوطة ببيان (3)
ولما حوت منه أمينة ما حوت * حوت منه فخرا ما له من ثان (4)
ورواه هشام بن محمد الكلبي عن أبي الفياض الخثعمي نحوه (5)
وقيل إنها امرأة من بني أسد بن عبد العزى من قريش
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا ابن سعد (6) أنبأنا
هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس أن المرأة التي
عرضت على عبد الله بن عبد المطلب ما عرضت امرأة من بني أسد بن عبد العزى
وهي أخت ورقة بن نوفل
قال وأنبأنا محمد بن سعد (7) أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي حدثني
محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن الزهري عن عروة
قال وأنبأنا عبيد الله بن محمد بن صفوان عن أبيه قال وأنبأنا إسحاق بن
عبد الله (8) عن سعيد بن محمد بن (9) جبير بن مطعم قالوا جميعا هي قتيلة ابنة نوفل
أخت ورقة وكانت تنظر وتعتاذ (10) فمر بها عبد الله بن عبد المطلب فدعته يستمتع (11)

(1) عن ابن سعد، وبالأصل وخع: حدان.
(2) في ابن سعد: " يصطرعان " وخع كالأصل.
(3) في خع: " ببنيان " وفي ابن سعد: ببنان.
(4) البيت في ابن سعد:
ولما قضت منه أمينة ما قضت * نبا بصري عنه وكل لساني
وبعده بالأصل وخع كررت الأبيات الأربعة: " إني رأيت مخيلة... " حذفناها.
(5) انظر طبقات ابن سعد 1 / 96 - 97.
(6) زيادة اقتضاها السياق، سقطت من الأصل وخع، انظر طبقات ابن سعد 1 / 96.
(7) طبقات ابن سعد 1 / 95.
(8) في ابن سعد: عبيد الله.
(9) عن ابن سعد وبالأصل " عن " تحريف.
(10) الأصل وخع، وفي ابن سعد: وتعتاف.
(11) الأصل وخع، وفي ابن سعد: يستبضع منها.
406

منها ولزمت طرف ثوبه فأبى وقال حتى آتيك وخرج سريعا حتى دخل على آمنة بنت
وهب فوقع عليها فحملت برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم رجع عبد الله بن عبد المطلب إلى المرأة
فيجدها (1) تنتظره فقال هل لك في الذي عرضت علي فقالت لا مررت وفي
وجهك نور ساطع ثم رجعت وليس فيه ذلك النور وقال بعضهم قالت مررت وبين
عينيك غرة مثل غرة الفرس ورجعت وليست (2) هي في وجهك وقد ورد (3) أن التي
عرضت عليه نفسها لم تك بغيا وإنما كانت زوجه (4) كذلك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأنبأنا أبو
طاهر بن المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا
يونس بن بكير أنبأنا أحمد بن إسحاق (5) حدثني والدي إسحاق بن يسار قال
حدثت أنه كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة ابنة وهب بن عبد مناف فمر
بامرأته تلك وقد أصابه أثر من طين عمل به فدعاها إلى نفسه فأبطئت عليه لما رأت به
من أثر الطين فدخل فغسل عنه أثر الطين ثم دخل عامدا إلى آمنة ثم دعته صاحبته التي
كان أراد إلى نفسها فأبى للذي صنعت به أول مرة فدخل على آمنة فأصابها ثم خرج
فدعاها إلى نفسه فقالت لا حاجة لي بك مررت بي وبين عينيك نور ساطع فدعوت أن
أجيبها منك فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك
قال (6) ونبأنا يونس عن ابن (7) إسحاق قال فحدثت امرأته تلك كانت
تقول مر بي وأن بين عينيه لنورا مثل الغرة فدعوته رجاء أن يكون بي فدخل على آمنة
فأصابها فحملت برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد الخطيب أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا

(1) الأصل وخع، وفي ابن سعد: فوجدها تنظره.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن ابن سعد 1 / 96.
(3) في خع: روي.
(4) في خع: زوجته.
(5) سيرة ابن إسحاق ص 21 برقم 26.
(6) سيرة ابن إسحاق ص 21 برقم 27.
(7) بالأصل وخع: " أبي " والصواب عن سيرة ابن إسحاق ص 21.
407

أبي وأنبأنا أبو طاهر بن الحنائي وأبو محمد هبة الله بن الألهاني (1) وأبو
عبد الله بن أحمد السمرقندي
قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا أبو محمد بن أبي (2) نصر
أنبأنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي أنبأنا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن
محمد التميمي أنبأنا محمد بن عبد الله الزاهد الخراساني حدثني إسحاق بن
إبراهيم بن بنان أنبأنا سلام بن سليمان أبو العباس المكفوف المدائني أنبأنا ورقاء ابن
عمر عن ابن أبي نجيح عن عطاء ومجاهد (3) عن ابن عباس قال سألت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت فداك أبي وأمي أين كنت وآدم في الجنة قال فتبسم حتى بدت
ثناياه (4) ثم قال كنت في صلبه وركب بي السفينة في صلب أبي نوح وقذف بي
في صلب إبراهيم لم يلتق أبواي قط على سفاح لم يزل الله تعالى ينقلني من الأصلاب
الحسنة إلى الأرحام الطاهرة صفتي مهدي لا يتشعب شعبان إلا كنت في خيرهما قد أخذ
الله تبارك وتعالى بالنبوة ميثاقي وبالإسلام عهدي وبشر في التوراة والإنجيل ذكري
وبين كل نبي صفتي تشرق الأرض بنوري والغمام لوجهي وعلمني كتابه وروى (5)
بي سحابه وشق لي اسما من أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد ووعدني يحبوني
بالحوض والكوثر وأن يجعلني أول شافع وأول مشفع ثم أخرجني من خير قرن
لأمتي وهم الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [* * * *]
قال ابن عباس فقال لي حسان بن ثابت (6) في النبي (صلى الله عليه وسلم) *
من (7) قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع يوم يخصف الورق
ثم سكنت (8) البلاد لا بشر * أنت ولا نطفة ولا علق

(1) في خع: " الا هاني " وفي مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 207 الأكفاني.
(2) عن خع، سقطت من الأصل.
(3) بالأصل وخع، " عن عطاء عن أبي مجاهد " والمثبت يوافق عبارة مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 207.
(4) الأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 2 / 29 نواجذ.
(5) بالأصل: " في سحابة " والمثبت والزيادة عن مختصر ابن منظور.
(6) الأبيات في مجمع الزوائد 8 / 217 ومختصر ابن منظور 2 / 30 وسقطت من ديوانه ط بيروت.
(7) زيادة عن اللسان لاستقامة الوزن، وسقطت اللفظة من الأصل وخع ومجمع الزوائد. ونسب البيت صاحب
اللسان إلى العباس يمدح النبي صلى الله وعليه وآله وسلم.
(8) في مجمع الزوائد: ثم هبطت.
408

مطهر تركب السفين وقد * ألجم أهل الضلالة الغرق
تنقل من أصلب (1) إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق *
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يرحم الله حسان [* * * *]
فقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وجبت الجنة لحسان ورب
الكعبة
هذا حديث غريب جدا المحفوظ أن هذه الأبيات للعباس رضي الله تعالى عنه
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر
الشافعي حدثني أبو شيخ محمد بن الحصين (2) الأصبهاني وعبد الله بن محمد قالا
أنبأنا زكريا بن يحيى بن عمر بن حصين (3) بن حميد بن منهب بن حارث (4) بن
خريم بن أوس بن حارثة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو يعلى بن الفراء
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي أنبأنا أبو الحسين بن
النقور (5)
قالوا أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح أنبأنا
القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى أنبأنا ابن (6) السكن وهو
زكريا بن يحيى حدثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال قال
خريم بن زاد أوس (7) أبو عبيد جدي قال هاجرت إلى رسول الله عليه الصلاة

(1) في خع: " صلب " وفي مجمع الزوائد 8 / 217: صالب.
(2) كذا بالأصل وخع وفي تاريخ بغداد 2 / 227 " الحسين ".
(3) كذا بالأصل وخع، وفي ترجمته في تهذيب التهذيب: " حصن ".
(4) كذا بالأصل وخع وفي تهذيب التهذيب: حارثة.
(5) بعدها في مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 209: وأبو علي محمد بن وشاح ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور.
(6) كذا بالأصل: " ابن السكن " وفي خع " أبو السكن " وفي كل تحريف، والصواب " أبو السكين " انظر الكاشف
للذهبي وفيه: زكريا بن يحيى أبو السكين الطائي حدث عن عم أبيه زحر بن حصن.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
409

والسلام فقدمت عليه منصرفه (1) من تبوك فألمت فسمعت العباس زاد أبو عبيد بن
عبد المطلب يقول يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قل لا يفضض الله فاك [761] قال فأنشأ يقول (2) *
من (3) قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع حيث يخصف الورق * *
ثم هبطت البلاد لا بشر * أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقل من أصلب (4) إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف (5) عليا (6) يحسها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق *
فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد تخترق
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا
القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي أنبأنا جعفر بن محمد بن
نصير (7) الخلدي أنبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان حدثنا (8) عبد الرحمن بن
عتيبة البصري أنبأنا علي بن محمد المديني السلمي أنبأنا سلمة (9) بن محارب بن
سلم بن زياد عن أبيه عن أبي بكرة أن جبريل عليه السلام ختن النبي عليه الصلاة
والسلام حين طهر قلبه
كذا في هذه الرواية وقد جاء من وجه آخر
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولد مختونا

(1) بالأصل وخع " مصرفه " والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 30.
(2) سقطت من الأصل وخع ومجمع الزوائد 8 / 217 - 218.
(3) سقطت من الأصل وخع ومجمع الزوائد واستدركت عن مختصر ابن منظور.
(4) الأصل، وفي خع: " أصلاب " وفي مجمع الزوائد والمختصر: صالب.
(5) في خع: صدف.
(6) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " علياء تحتها " وفي مجمع الزوائد: " علياء لحتها ".
(7) بالأصل وخع " نصر " والصواب عن سير أعلام النبلاء 15 / 558.
(8) بالأصل وخع " بن " تحريف والصواب ما أثبت.
(9) كذا بالأصل وخع، وفي مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 209 " مسلمة ".
410

أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن
السمرقندي قال أنبأنا أبو نصر الحسين بن (1) محمد بن طلاب أنبأنا أبو
الحسين (2) بن جميع أنبأنا أبو حفص عمر (3) عن ابن موسى بن هارون بن المقتفدر (4)
بالمصيصة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف السهمي أنبأنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني (5) أنبأنا عبد الله بن يحيى بن
موسى السرخسي قالا أنبأنا جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا صفوان بن هبيرة
ومحمد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسرورا مختونا
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا
موسى بن عطاء المكي أنبأنا الحكم بن أبان العبدي نبأنا عكرمة عن ابن عباس عن
أبيه العباس بن عبد المطلب قال ولد النبي عليه الصلاة والسلام مختونا مسرورا قال
وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده وقال ليكونن لابني هذا شأن فكان له شأن
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن
عبد الوهاب وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا
(6) قالوا (7) أنبأنا محمد بن علي بن محمد الفارسي وقال ابن السبط الفارسي
أنبأنا محمد بن كثير الكوفي أنبأنا إسماعيل بن مسلم قالوا أنبأنا محمد بن علي بن
الدجاجي (7)

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن سير أعلام النبلاء 18 / 423.
(2) عن مطبوعة السيرة، وبالأصل وخع " عن ".
(3) بالأصل وخع: " أبو الحسن " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 17 / 152.
(4) كذا بالأصل، وفي خع: " القندر " وفي المطبوعة: " القنفدر ".
(5) الكامل لابن عدي 2 / 155.
(6) بالأصل وخع: " خدا " والصواب ما أثبت سند مماثل.
(7) كذا وردت العبارة بالأصل وخع - بين الرقمين - وسيرد السند نفسه فيما سيلي.
411

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن الوكيل الصابوني وأبو
الفرج قوام بن زيد بن عيسى المري وأبو القاسم بن السمرقندي قالوا أنبأنا أبو
الحسين بن النقور قالا أنبأنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي أنبأنا
أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي أنبأنا علي بن محمد الفارسي قال ابن السبط
الفارسي أنبأنا محمد بن كثير الكوفي أنبأنا إسماعيل بن المسلم عن الحسن عن
أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولد مختونا انتهى
وروي عن الحسن عن أنس
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني أنبأنا أبو الحسين بن
أبي نصر أنبأنا محمد بن يوسف بن يعقوب الكوفي الرقي أنبأنا الحسين بن عبد الله
العوفي بالبصرة أنبأنا محمد بن أحمد (1) الكرخي أنبأنا سفيان بن محمد
المصيصي أنبأنا هشام عن يونس عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من كرامتي على الله تبارك وتعالى أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد [762]
وروي عن سفيان بن محمد من وجه آخر (2)
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسين بن علي القاضي الحداد (3)
أنبأنا الأديب أبو (4) الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني (5)
بأصبهان (6) أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أنبأنا محمد بن
عمر بن مسلم أنبأنا محمد بن الفر البغدادي

(1) سقطت من الأصل وخع والزيادة عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 211.
(2) سقطت اللفظة من الأصل واستدركت عن خع.
(3) بياض بالأصل قدر كلمة، وسقطت اللفظة أيضا من خع، وفي اللفظة أيضا من خع، وفي المطبوعة السيرة 1 / 211 " بتبريز " وفيها:
" الحسن... الحدادي " بدل " الحسين... الحداد " نقلا عن المشيخة.
(4) بالأصل وخع: " الأديب ابن أبي الفتح " والصواب: " أبو " عن سير أعلام النبلاء 19 / 193.
(5) هذه النسبة - بضم السين وفتح الذال المعجمة - إلى سوذرجان من قرى أصبهان.
(6) عن خع وبالأصل: بأصبهاني.
412

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن
منصور
قالوا أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون (1) أنبأنا
أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله حسنويه الكاتب
بأصبهان أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ حدثني أبو بكر
محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة (3) أنبأنا سفيان بن محمد المصيصي أنبأنا
هشيم (4) عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
كرامتي على الله تبارك وتعالى أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد [763]
قال الخطيب لم يروه فيما يقال (5) عن يونس غير (6) هشيم وتفرد به سفيان بن
محمد
وروي عن هشيم من وجه آخر
أخبرناه أبو النضر (7) عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المعدل وأبو
عبد الله محمد بن علي بن محمد (8) الطبيب حفيد العميري (9) بهراة قالا أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن علي بن محمد العمير ي أنبأنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماج
الفقيه أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الأنماطي (10) إملاء من حفظه أنبأنا أبو الفضل
محمد بن (11) عبد الله المرجاني (12) ونوح بن محمد بن نوح قالا أنبأنا

(1) بالأصل خع: " جيرون " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(2) انظر تاريخ بغداد 1 / 329 في ترجمة محمد بن أحمد بن الفرج.
(3) بالأصل وخع: " بالأيلة " والمثبت " بالأبلة " عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل وخع: " بالأيلة " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل وخع: " قيما وقال " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) عن تاريخ بغداد، وبالأصل وخع " عن " تحريف.
(7) بالأصل وخع " أبو النصر " والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 20 / 297.
(8) الزيادة عن سير أعلام النبلاء، وبالأصل وخع " العميري ".
(10) في خع: الأسفاطي.
(11) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(12) في خع: البرجاني، وفي المطبوعة: " البرهاني " والر.
413

الحسن (1) بن عرفة العبدي (2) أنبأنا هشيم (3) عن يونس عن الحسن عن أنس
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كرامتي على ربي تبارك وتعالى أني ولدت مختونا لم ير
أحد سوأتي [764]
وهذا إسناد فيه بعض من يجهل حاله وقد سرقه ابن الجارود وهو كذاب فرواه
عن الحسن بن عرفة
أخبرناه أبو سعد عبد الله بن إسماعيل (4) بن أحمد بن محمد بن حيان
النسوي أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام أنبأنا القاضي أبو عمر
محمد بن الحسين البسطامي أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي
أنبأنا الحسن بن عرفة أنبأنا هشيم بن بشير (5) عن (6) الحسن عن أنس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كرامتي على ربي تبارك وتعالى أني ولدت مختونا لم ير سوأتي
أحد [765]
أخبرنا أبو مسعود المعدل في كتابه قال أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم
الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب الملحمي أنبأنا
محمد بن محمد بن سليمان أنبأنا عبد الرحمن بن أيوب الحمصي أنبأنا
موسى بن أبي موسى المقدسي حدثني خالد بن سلمة عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولدت مختونا مسرورا " [766]

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(2) بالأصل " الجندي " والصواب " العبدي " عن خع. انظر الكاشف للذهبي.
(3) بالأصل وخع " هشام " خطأ. والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب ترجمة الحسن بن عرفة العبدي وفيه
وممن روى عنه الحسن: هشيم.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي المشيخة: أسعد. وقد صوب في المطبوعة " أسعد ".
(5) بالأصل وخع والمطبوعة " كثير " والمثبت عن تهذيب التهذيب والكاشف للذهبي (ترجمته).
(6) قبلها في المطبوعة: " عن يونس " بين " بشير " و " عن الحسن ".
414

باب
إخبار الأحبار بنبوته والرهبان
وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان "
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي الوزير أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا عبد الواحد بن غياث أبو بحر أنبأنا
عبد العزيز بن مسلم أنبأنا عاصم بن كليب عن أبيه عن الفلتان (1) بن عاصم وذكر
أنه خاله قال (2) كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ شخص بصره إلى رجل فدعاه (3) فإذا
يهودي عليه قميص وسراويل ونعلان قال فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يكلمه وهو يقول يا
رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتشهد أني رسول الله قال لا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أتقرأ التوراة قال نعم قال أتقرأ الإنجيل قال نعم قال والقرآن ولو تشاء
قرأته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيم تقرأ التوراة والإنجيل أتجدني نبيا قال إنا نجد نعتك
ومخرجك فلما خرجت رجونا أن تكون فينا فلما رأيناك عرفنا أنك لست به قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يا يهودي قال إنا نجده مكتوبا أنه يدخل من أمته سبعون ألفا
بغير حساب ولا نرى معك إلا نفرا يسيرا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أمتي لأكثر من
سبعين ألفا وسبعين (4) ألفا [767]
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز أنبأنا أبو القاسم
عبد الملك بن محمد بن بشران

(1) كذا بالأصل وخع ودلائل البيهقي 6 / 273 وفي البداية والنهاية من تحقيقنا (الغلبان) وقد نبهنا إلى عبارة
البيهقي هناك 6 / 210.
(2) الحديث في دلائل البيهقي 6 / 273 ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية 6 / 201 ومختصر ابن منظور
2 / 46 باختلاف بعض الألفاظ في هذه المصادر.
(3) الزيادة عن البيهقي وابن كثير.
(4) بالأصل وخع: " سبعين ألفاظ سبعين ألفا " والمثبت عن البيهقي وابن كثير.
415

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون (1)
أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد (2) بن الحسن الصواف أنبأنا
محمد بن (3) عثمان بن محمد بن أبي شيبة نبأنا المنجاب بن الحارث أنبأنا محمد بن
سليمان الأصبهاني عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال (4) بلغني أن
بني إسرائيل لما أصابهم من ظهور بخت نصر عليهم وفرقتهم وذلتهم تفرقوا وكانوا
يجدون محمدا (صلى الله عليه وسلم) منعوتا في كتابهم وأنه يظهر في بعض هذه القرى العربية في تربة
ذات نخل فلما خرجوا من أرض الشام جعلوا يقترون (5) كل قرية من تلك القرى العربية
بين الشام واليمن يجدون نعتها نعت يثرب فنزل (6) بها طائفة منهم ويرجون أن يلقوا
محمدا فيتبعوه حتى نزل من بني هارون ممن حمل التوراة بيثرب منهم طائفة فمات
أولئك الآباء وهم يؤمنون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) أنه جاء ويحثون أبناءهم على اتباعه إذا جاء فأدركه
من أدركه من أبنائهم فكفروا به وهم يعرفونه
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو (7) محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا أبو محمد (8) حارث بن أبي أسامة أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن سعد (9) أنبأنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن
عمر بن قتادة (10) عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال كانت يهود بني قريظة
يدرسون ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كتبهم ويعلمونه للولدان (11) بصفته واسمه

(1) بالأصل وخع: " جيرون " والصواب ما أثبت عن سد مماثل، وقد مر كثيرا.
(2) بالأصل وخع: " أبو علي أحمد بن بن الحسن " والمثبت عن الأنساب (الصواف).
(3) بالأصل: " محمد بن أحمد بن بن عثمان " وفي خع: " محمد بن محمد بن عثمان " والمثبت عن الأنساب
(الصواف).
(4) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 2 / 47 والخصائص الكبرى للسيوطي 1 / 44.
(6) الأصل، وفي خع والسيوطي: " فينزل " وفي المختصر: فتنزل.
(7) بالأصل وخع: " أبو بكر محمد " خطأ.
(8) بالأصل وخع: " أبو محمد بن حارث " والصواب حذف " بن ".
(9) طبقات ابن سعد 1 / 160 والخصائص الكبرى للسيوطي 1 / 46.
(10) عن ابن سعد وبالأصل وخع: دينار.
(11) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد والخصائص الكبرى: الولدان.
416

ومهاجرته (1) إلينا فلما ظهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حسدوه وبغوا عليه وقالوا ليس هو (2)
قال أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن أبي عبيدة بن
عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت (3) سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات فلما كانت ليلة ولد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال في مجلس من مجالس قريش هل كان فيكم من مولود هذه الليلة
قالوا لا نعلمه قال أخطأت والله حيث كنت أكره انظروا يا معشر قريش واحصوا ما
أقول لكم ولد الليلة نبي هذه الأمة (4) أحمد الآخر فإن أخطأكم فبفلسطين به شامة
بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات فتصدع القوم من مجالسهم وهم
يتعجبون (5) من حديثه فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم فقيل لبعضهم ولد
لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمدا فالتقوا بعضهم (6) بعد من يومهم
فأتوا اليهودي في منزله فقالوا أعلمت أنه ولد فينا مولود قال أبعد خبري (7) أم قبله
قالوا قبله واسمه أحمد قال فاذهبوا بنا إليه فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه
فأخرجته (8) إليهم فرأى الشامة في ظهره فغشي على اليهودي ثم أفاق فقالوا ويلك
ما لك قال ذهبت النبوة من بني إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم وهذا مكتوب
بقتلهم (9) وسوء أخبارهم فازت العرب بالنبوة أفرحتم يا معشر قريش أما والله
ليسطون بكم سطوة يخرج بناؤها (10) من المشرب إلى المغرب
قال (11) وأنبأنا علي بن محمد بن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق

(1) في ابن سعد والخصائص: ومهاجره.
(2) في الخصائص الكبرى: وبغوا وأنكروا.
(3) الخبر في ابن سعد 1 / 162 ومختصر ابن منظور 2 / 47.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن خع وابن سعد.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي ابن سعد: يعجبون.
(6) سقطت اللفظة من ابن سعد.
(7) بالأصل وخع: " خبره " والمثبت عن ابن سعد.
(8) بالأصل " فأخرجت " والصواب عن خع وابن سعد.
(9) في ابن سعد: يقتلهم ويبز أخبارهم.
(10) في ابن سعد: نبؤها.
(11) انظر ابن سعد 1 / 164 ومختصر ابن منظور 2 / 48.
417

عن سالم مولى عبد الله بن مطيع عن أبي هريرة قال أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيت
المدراس (1) فقال أخرجوا (2) إلي أعلمكم فقالوا عبد الله بن صوريا فخلا به
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فناشده بدينه وما وما أنعم الله تعالى به عليهم وأطعمهم من المن
والسلوى وظللهم به من الغمام أتعلمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم نعم قال
فإن القوم ليعرفون ما أعرف وأن صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكنهم حسدوك قال فما يمنعك أنت قال أكره خلاف قومي وعسى أن يتبعوك ويسلموا
فأسلم (3) [768]
أخبرنا أبو طالب عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن
أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا القاضي أبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن
الفضل بن المأمون أنبأنا الحسين (5) بن إسماعيل المحاملي إملاء أنبأنا
عبد الله بن شبيب حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن
عبد الرحمن بن عوف قال وجدت في كتاب أبي عن أبيه عن عبد الرحمن بن
حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه حميد بن عبد الرحمن بن (6) عوف
أن عبد المطلب حين خرج إلى اليمن فلقيه رجل من اليهود له علم فنظر إلى
عبد المطلب فقال أرني منك شيئين فقال عبد المطلب وإني أريك ما لم يكن عورة
معي فقال (7) لا أريد العورة أريد أن أنظر إلى أنفك وإلى كفيك فقال انظر فقال
له ابسط كفيك فبسطهما فقال أما في أحد كفيك ملك (8) وأما أنفك فإن فيه

(1) بالأصل وخع " المدارس " والصواب عن ابن سعد ومختصر ابن منظور، وانظر اللسان " درس ".
(2) بالأصل وخع: " إني " والصواب عن ابن سعد والمختصر.
(3) بالأصل وخع: " أسلم " والصواب عن ابن سعد والمختصر.
(4) أقحم قبلها بالأصل وخع: " أخبرنا أبو طالب عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن "
وستأتي العبارة في أول سند الحديث التالي، فحذفناها.
(5) بالأصل وخع " الحسن " والصواب ما أثبت، انظر الأنساب " المحاملي ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 338.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.
(8) بالأصل وخع: فملك.
418

النبوة ولا يتم ذلك إلا في بني (1) زهرة هل لك في شاعة قال لا قال فتزوج في بني
زهرة قال فلما رجع عبد المطلب تزوج هالة بنت وهيب (2) وتزوج (3) عبد الله آمنة
بنت وهب فقالت قريش فلج (4) عبد الله على أبيه
هذا حديث غريب والمحفوظ حديث المسور بن مخرمة الذي أخبرناه أبو طالب
علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (5)
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن النحاس أنبأنا أبو سعيد (6) أحمد بن محمد بن
زياد بن الأعرابي أنبأنا حفص بن عمر بن سيار (7) نبأنا يعقوب بن محمد بن
عيسى أنبأنا عبد العزيز بن عمران أنبأنا عبد الله بن جعفر الزهري عن
عبد الواحد بن أبي عون عن المسور بن مخرمة (8) عن ابن عباس عن
العباس بن عبد المطلب عن عبد المطلب بن هاشم قال خرجت إلى اليمن (9) في رحلة
الشتاء فنزلت على حبر ممن يقرأ الزبور فقال لي يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى
بعضك قال قلت نعم ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر
في الآخر فقال إني أجد في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى نبوة وإنا نجد ذلك في
بني زهرة فأنى (10) هذا ثم قال هل لك من شاعة (11) قال قلت وما الشاعة (11)
قال زوجة قلت لا قال (12) فإذا قدمت فتزوج فيهم قال فقدم عبد المطلب

(1) بالأصل وخع: " بشئ " والصواب عن ابن سعد 1 / 86.
(2) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل وخع، والزيادة المستدركة عن طبقات ابن سعد 1 / 86.
(3) بالأصل وخع: وخرج " تحريف، والصواب ما أثبت انظر ابن سعد 1 / 86.
(4) بالأصل وخع " فلح " والصواب ما أثبت، وفلج: فاز " اللسان ".
(5) بالأصل وخع: " أنبأنا الحسين بن علي بن الحسين الخلعي " والصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه.
(6) بالأصل وخع: " أبو سعد " تحريف والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 15 / 407.
(7) كذا بالأصل، وفي خع: " يسار " وفي كل منهما تحريف، والصواب: السياري كما في الأنساب، وهذه
النسبة إلى " سيار " جد.
(8) بالأصل وخع: " المسرور بن أبي مخرمة " والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 48.
(9) بالأصل وخع: " الشام " والصواب ما أثبت انظر ابن سعد 1 / 86 والمختصر 2 / 48.
(10) بالأصل وخع رسمت: " فاما " وفي المختصر: " فكيف ذلك؟ " والمثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة
1 / 339.
(11) بالأصل وخع - في الموضعين - بالسين المهملة، والمثبت عن المختصر، وفي اللسان: وشاعة الرجل:
امرأته، وإن حملتها على معنى المشايعة واللزوم فألفها ياء (اللسان: شوع).
(12) زيادة اقتضاها السياق عن المختصر.
419

فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت حمزة وصفية وزوج عبد الله
آمنة بنت وهب فقال الناس فلج (1) عبد الله على أبيه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (2) أنبأنا أبو الحسن
محمد (3) بن الحسين بن داود العلوي أنبأنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل (4)
الأزدي أنبأنا محمد بن يونس القرشي أنبأنا يعقوب بن محمد الزهري
قال وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن
عبد الله البغدادي أنبأنا هاشم بن مرثد (5) الطبراني أنبأنا يعقوب بن محمد
الزهري أنبأنا عبد العزيز بن عمران أنبأنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن
المسور بن مخرمة عن ابن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب (6) قدمت اليمن
في رحلة الشتاء فنزلت على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا
عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى يديك (7) يعني فقلت انظر ما لم يكن عورة قال
ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر (8) فقال أشهد أن في إحدى يديك
ملكا وفي الأخرى نبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري
قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة (9) قال (10) زوجة قلت أما اليوم
فلا قال فإذا قدمت فتزوج فيهم ورجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت
وهيب (11) بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب

(1) بالأصل وخع: " فلح " والصواب ما أثبت، وفي المختصر: " ولج ".
(2) دلائل البيهقي 1 / 106.
(3) بالأصل وخع: " علي " والصواب عن دلائل البيهقي، وانظر سير أعلام النبلاء 17 / 98.
(4) بالأصل وخع: حميل والصواب " جميل " عن دلائل البيهقي 1 / 106.
(5) عن البيهقي وبالأصل وخع: يزيد.
(6) الخبر في دلائل البيهقي 1 / 106 - 107 والخصائص الكبرى 1 / 68، ومختصر ابن منظور 2 / 48.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " بدنك بعيني " وفي البيهقي: " بدنك " بدون اللفظة التالية، وفي
الخائص: " إلى بعضك ".
(8) الزيادة عن البيهقي، وفي خع: ثم نظر في أخرى.
(9) بالأصل الشاغة بالغين المعجمة في الموضعين، تصحيف والصواب ما أثبت، وقد مرت قريبا.
(10) بالأصل قلت، خطأ.
(11) في البيهقي " وهب " وفي إحدى نسخه: " وهيب " وصوب محققها " وهب ".
420

آمنة ابنة وهب فولدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة أفلح (1)
عبد الله على أبيه
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين عن (2) أبي طالب محمد بن محمد بن
غيلان أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن (3) إبراهيم الشافعي أنبأنا محمد بن
يونس أنبأنا يعقوب بن محمد الزهري أنبأنا عبد العزيز بن عمران أنبأنا أبو
جعفر (4) عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال قال أبي
عبد المطلب بن هاشم خرجت إلى اليمن في رحلة الشتاء
والصيف فنزلت على رجل من اليهود يقرأ الزبور فقال يا عبد المطلب بن هاشم
أتأذن لي أن أنظر إلى شئ من جسدك قال نعم ما لم تكن عورة قال فنظر في
منخري فقال إني أجد في إحدى منخريك ملكا وفي الأخرى نبوة فهل لك في
شاعة (5) قال قلت وما الشاعة قال زوجة قال قلت أما اليوم فلا قال فإذا
قدمت مكة فتزوج قال فقدم عبد المطلب مكة فتزوج هالة بنت وهيب بن زهرة
فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله آمنة بنت وهب فولدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت
قريش تقول فلج عبد الله على أبيه انتهى
وروي من وجه آخر عن المسور من غير ذكر ابن عباس وعباس
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة (6) أنبأنا محمد بن سعد (7) أنبأنا
هشام بن محمد بن السائب حدثني محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن جعفر بن

(1) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي والخصائص والمختصر: " فلج " بمعنى فاز وظفر.
(2) بالأصل وخع " بن " والصواب ما أثبت انظر ترجمة أبي طالب في سير أعلام النبلاء 17 / 598.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع والزيادة عن سير أعلام النبلاء 17 / 598 ترجمة أبي طالب،
و 16 / 39 ترجمة أبي بكر الشافعي.
(4) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة السيرة 1 / 340 عبد الله بن جعفر.
(5) في خع - وفي الموضعين - وساعة، بالسين المهملة، والثانية وردت بالأصل بالغين المعجمة، والصواب ما
أثبت عما سبق من رواية.
(6) بعدها بالأصل " بن محمد " والمثبت يوافق عبارة خع.
(7) طبقات ابن سعد 1 / 86.
421

عبد الرحمن بن (1) المسور بن مخرمة الزهري عن أبيه عن جده قال كان
عبد المطلب إذا ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير فنزل عليه مرة من المرار
فوجد عنده رجلا من أهل اليمن قد أمهل له في العمر وقد قرأ الكتب فقال له يا
عبد المطلب أتأذن لي أن أفتش (2) مكانا منك قال ليس كل مكان مني آذن لك فيه في
تفتيشه قال إنما هو منخراك قال فدونك فنظر إلى حار وهو (3) الشعر في
منخريه فقال أرى نبوة وأرى ملكا وأرى أحدهما في بني زهرة فرجع عبد المطلب
فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن
عبد مناف بن زهرة فولدت محمدا (صلى الله عليه وسلم) فجعل الله تعالى في بني عبد المطلب النبوة
والخلافة والله تعالى أعلم حيث وضع ذلك
أخبرنا أبو طالب علي بن (4) عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن علي بن
الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي أنبأنا
الحسن بن علي بن عفان أنبأنا الحسن بن عطية بن يحيى القرشي أنبأنا يحيى بن
سلمة بن كهيل عن أبيه عن قيس بن زمانة عن يوسف بن عبد الله بن سلام وكان
قيس يكرم ولد يوسف إذا نزلوا فقال له يوسف إني محدثك (5) حديثا أن رجلا من
أهل الشام نزل بيهودي من أهل يثرب فأنزله وأكرمه فقال الشامي إني لا أرى (6) ما
أجازيك بما صنعت إلي إلا أني أكرمك بحديث أحدثك به فاحفظه مني إنه (7) خارج
بأرض العرب بأرض تيماء يعني نبي فإن أدركته فاتبعه فإن أنت لم تفعل فليكن
بينك وبينه ولث (8) وعهد قال فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاء اليهودي إلى

(1) سقطت اللفظة من الأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد.
(2) عن ابن سعد وبالأصل وخع: أقيس.
(3) غير واضحة بالأصل وخع، وفي المختصر " نار " وفي ابن سعد: " يار " ولعل الصواب ما أثبت عن تاج
العروس وفيه " حرر: الحار " شعر المنخرين لما فيه من الشدة والحرارة ".
(4) بالأصل وخع: " أبو طالب علي بن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل " والمثبت عما سبق من سند مماثل،
وقد مر قريبا.
(5) بالأصل: " أبي يحدثك " والصواب عن خع.
(6) في خع: لا أدري.
(7) بالأصل وخع: " إني " ولعل الصواب ما أثبت.
(8) الولث: عقد العهد بين القوم، ويقال: ولث من عهد أي شئ قليل (اللسان: ولث).
422

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إنك رسول الله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاتبعني [769] فقال له
اليهودي لا أدع ديني ولكن لي ألف نخلة فلك منها مائة وسق أؤديه كل عام إليك
وأنا آمن على أهلي ومالي فاكتب لي بذلك فكتب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يوسف فهو
ذا ما يؤخذ منه غيره حتى الساعة مائة وسق ما يزاد عليه
وذكر حديثا في قتل عثمان رضي الله تعالى عنه
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة (1) وأبو الحسن علي بن المسلم
الفقيه وأبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب قالوا أنبأنا أبو الحسن بن
أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن
سهل الخرائطي أنبأنا عبد الله بن محمد البلوي بمصر أنبأنا عمارة بن زيد حدثني
عبيد الله بن العلاء حدثني يحيى بن عروة عن أبيه أن نفرا من قريش منهم ورقة بن
نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وزيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله (2)
وعبيد الله بن جحش بن رئاب (3) وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم يجتمعون (4)
إليه قد اتخذوا ذلك اليوم كل سنة عيدا وكانوا يعظمونه وينحرون له الجزر ثم
يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه
فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فأخذوه فردوه
إلى حاله وانقلب الثالثة فلما رأوا ذلك منه اغتموا له وأعظموا ذلك فقال عثمان بن
الحويرث ما له قد أكثر التنكس إن هذا الأمر (5) قد حدث وذلك في الليلة التي ولد
فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعل عثمان يقول (6) *
أيا صنم العيد الذي صف حوله * صناديد وفد من بعيد ومن قرب
تكوست (7) مغلوبا فما ذاك قل لنا * أذاك سفيه لم تكوست للعتب (8)

(1) الزيادة للايضاح، عن سند مماثل سابق.
(2) كذا بالأصل وخع، ولم ترد اللفظة في مختصر ابن منظور 2 / 49 ولا في الخصائص الكبرى 1 / 88.
(3) بالأصل وخع: " وثاب " والصواب ما أثبت.
(4) بالأصل " لم يجتمعوا " والمثبت عن المختصر والخصائص الكبرى.
(5) في المختصر والخصائص الكبرى: إن هذا لأمر.
(6) الأبيات في مختصر ابن منظور 2 / 49 والخصائص الكبرى 1 / 88.
(7) تكوس: انقلب، وفي الخصائص الكبرى: تنكس مقلوبا.
(8) عجزه في الخصائص الكبرى: أأذاك شئ أم تنكس للعب.
423

فإن كان من ذنب أتينا فإننا * نبوء بإقرار ونلوي عن الرتب (1)
وإن كنت مغلوبا تكوست (2) صاغرا * فما أنت في الأوثان بالسيد الرب *
قال فأخذوا الصنم فردوه إلى حاله التي كان عليها (3) فلما استوى هتف
هاتف بهم من الصنم بصوت جهير وهو يقول (4) *
تردى لمولود أضاءت لنوره (5) * جميع فجاج الأرض بالشرق والغرب
وخرت له الأوثان طرا وأرعدت * قلوب ملوك الأرض طرا من الرعب
ونار جميع الفرس بأخت وأظلمت * وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب
وصدت عن الكهان بالغيب جنها * فلا مخبر منهم بحق ولا كذب
فيا آل قصي ارجعوا عن ضلالكم * وهبوا إلى الإسلام والمنزل الرحب *
فلما سمعوا ذلك خلصوا (6) نجيا (7) فقال بعضهم لبعض تصادقوا وليكتم
بعضكم على بعض فقالوا أجل فقال لهم ورقة بن نوفل أتعلمون والله ما قومكم على
دين ولقد أخطأوا الحجة وتركوا دين إبراهيم ما حجر تطيفون به لا يسمع ولا يبصر
ولا ينفع ولا يضر يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين قال فخرجوا عند ذلك يضربون
على (8) الأرض ويسألون عن الحنيفية دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام
فأما ورقة فتنصر وقرأ الكتب حتى علم علما
وأما عثمان بن الحويرث فصار إلى قيصر فتنصر وحسنت منزلته عنده
وأما زيد بن عمرو بن نفيل فأراد الخروج فحبس ثم إنه خرج بعد ذلك فضرب
في الأرض حتى بلغ الرقة من أرض الجزيرة فلقي بها راهبا عالما فأخبره بالذي يطلب

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور وفيه وفي خع: " الذنب ".
(2) في الخصائص الكبرى: تنكست.
(3) ما بين معكوفتين بالأصل وخع، وسقطت من المختصر والخصائص الكبرى.
(4) الأبيات في مختصر ابن منظور 2 / 49 والخصائص الكبرى 1 / 98.
(5) في خع والمختصر والخصائص: بنوره.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن خع والمختصر.
(7) إشارة إلى قوله تعالى (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) يعني أنهم اعتزلوا متناجين، (انظر اللسان: نجا).
(8) في المختصر " في الأرض ".
424

فقال له الراهب إنك لتطلب دينا ما تجد من يحملك عليه ولكن قد أحلك (1) زمان
نبي يخرج من بلدك يبعث بدين الحنيفية فلما قال له ذلك رجع يريد مكة فعادت عليه
لخم فقتلوه
وأما (2) عبيد الله بن جحش فأقام بمكة حتى بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم خرج مع من
خرج إلى أرض الحبشة فلما صار بها تنصر وفارق الإسلام فكان بها حتى هلك هنالك
نصرانيا
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو الحسن بن معروف أنبأنا (3) الحارث أنبأنا محمد بن سعد (4) أنبأنا
عبد الله بن جعفر الرقي أنبأنا أبو المليح عن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن
عقيل قال أراد أبو طالب المسير إلى الشام فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أي عم إلى من تخلفني
ها هنا فما لي أم تكفلني ولا أحد يؤويني قال فرق له ثم أردفه خلفه فخرج به فنزلوا
على صاحب دير فقال صاحب الدير ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو
بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي قال ولم قال لأن وجهه وجه نبي وعينه
عين نبي قال وما النبي قال الذي يوحى إليه من السماء فينبئ به أهل الأرض
قال الله (5) أجل مما تقول قال فاتق عليه اليهود قال ثم خرج حتى نزل براهب
أيضا صاحب دير فقال ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو ابنك (6) وما ينبغي
أن يكون له أب حي قال ولم ذاك قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي قال
سبحان الله الله أجل مما تقول وقال يا ابن أخي ألا تسمع ما يقول قال أي عم لا
تنكر لله قدره [770]
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز

(1) في المختصر: قد أظلك.
(2) لم يرد هنا ذكر " عبد الله " فقد ورد في بداية الخبر أنه من النفر من قريش.
(3) بالأصل وخع " بن " والصواب ما أثبت، عن سند مماثل وقد مر كثيرا.
(4) طبقات ابن سعد 1 / 153 ومختصر ابن منظور 2 / 50.
(5) زيادة عن ابن سعد وخع، ولم ترد بالأصل.
(6) في ابن سعد: بابنك.
425

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون (1)
أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا محمد بن (2)
عثمان بن أبي شيبة أنبأنا عقبة بن مكرم أنبأنا المسيب بن شريك أنبأنا محمد بن
شريك (3) عن شعيب بن شعيب عن أبيه عن جده قال (4)
كان بمر الظهران راهب من الرهبان يدعى عيضا (5) من أهل الشام وكان متحفرا
بالعاص بن وائل وكان الله تعالى قد أتاه علما كثيرا وجعل فيه منافع كثيرا لأهل مكة
من طب ورفق وعلم
وكان يكرم (6) صومعة له ويدخل مكة في كل سنة فيلقى الناس ويقول إنه
يوشك أن يولد فيكم مولود يا أهل مكة يدين له العرب ويملك العجم هذا زمانه ومن
أدركه وتبعه أصاب خيرا كثيرا أو قال أصاب حاجته ومن أدركه وخالفه (7) فقد أخطأ
حاجته وتالله ما نزلت أرض الخمير والخمير والأمن ولا حللت أرض البؤس والجوع والخوف إلا في طلبه
وكان لا يولد بمكة مولود إلا سئل عنه فيقول ما جاء بعد فيقال صفه
فيقول (9) لا ويكتم ذلك الذي قد علم أنه لاقي من قومه مخافة على نفسه أن يكون
ذلك داعية إلى أدنى ما يفضي (10) إليه من الأذى يوما
فلما كان صبيحة اليوم الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج (11) عبد الله بن

(1) بالأصل وخع " جيرون " خطأ، والصواب: " خيرون " وقد سبق سند مماثل.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، والزيادة ضرورية عن سند مماثل سابق، وقد مر قريبا.
(3) ما بين معكوفتين موجود بالأصل وخع والخصائص الكبرى 1 / 85، وسقطت العبارة من المطبوعة السيرة
1 / 244.
(4) الخبر في مختصر ابن منظور 2 / 51 والخصائص الكبرى 1 / 85.
(5) في الخصائص: عيصى.
(6) في الخصائص ومختصر ابن منظور: يلزم.
(7) عن المختصر والخصائص، وبالأصل وخع: وخلافه.
(8) عن المختصر والخصائص وخع: " فقال ".
(9) عن المختصر، بالأصل وخع " فقال ".
(10) بالأصل وخع: " إلى أذن ما يعطي " والمثبت: " أدنى ما يفضي " عن المختصر.
(11) في الخصائص: خرج عبد المطلب.
426

عبد المطلب حتى أتى غيضا (1) فوقف في أصل صومعته ثم نادى يا غيضا (1) فناداه
من هذا فقال أنا عبد (2) الله فأشرف عليه فقال كن أباه (3) فقد ولد ذلك المولود
الذي كنت أحدثكم (4) به يوم الاثنين ويبعث يوم الاثنين
قال فإنه قد ولد لي مع الصبح مولود قال فما سميته قال محمدا قال
والله لقد كنت أشتهي أن يكون هذا المولود فيكم أهل البيت لثلاث خصال بها نعرفه
فقد أتى عليهن منها أن نجمه طلع البارحة وأنه ولد اليوم وأن اسمه محمد انطلق
إليه (5) فإنه الذي كنت أحدثكم عنه ابنك قال فما يدريك أنه ابني ولعله أن يولد
يومنا هذا مولودون عدة قال قد وافق ابنك الاسم ولم يكن لله عز وجل ليشبه علمه
على العلماء لأن حجة وآية ذلك أنه (6) الآن وجع (7) فيشتكي أياما ثلاثة ثم يعافى
فاحفظ لسانك فإنه لم يحسد حسده أحد قط ولم يبغ على أحد كما يبغي عليه وأن
يعين عليه حتى يبدو معالمه ثم يدعو يظهر لك من قومك مالا يحتمله إلا على صبر
على ذلك فاحفظ لسانك (8) قال فما عمره قال إن طال عمره أو قصر لم يبلغ
السبعين يموت في وتر دونها من الستين أو في إحدى وستين أو ثلاث وستين
الستون (9) أعمار جل (10) أمته
قال وحمل برسول الله في عاشوراء المحرم وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت
من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل

(1)؟؟؟؟
(2) في الخصائص: عبد المطلب.
(3) بالأصل وخع: " أبوه " خطأ والصواب ما أثبت، وانظر الخصائص.
(4) الأصل وخع والخصائص، وفي المختصر: عنه.
(5) هذه اللفظة سقطت من الأصل وخع، وزيدت عن المختصر.
(6) زيادة عن المختصر.
(7) زيادة عن المختصر.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: وإن تعش.
(9) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر، ومكانها بالأصل " وبين الستين " وفي خع " وبين الستون " وفي
الخصائص: " ثلاث وستين " وسقطت " الستون " منها.
(10) عن المختصر والخصائص، وفي الأصل وخع: أجل.
427

أخبرنا أبو عبد الله (1) محمد بن الفضل الفراوي الفقيه أنبأنا الأستاذ أبو عثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي
البيهقي (2)
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الحافظ أنبأنا والدي أبو (3) صالح
أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري المؤذن
قالوا أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن الحسن (4) السلمي أنبأنا
أبو العباس الوليد بن سعيد بن الخالد بن حاتم بن عيسى البسطامي (5) بمكة زاد
البيهقي وأبو صالح من حفظه قالوا وزعم (6) أن له خمسا (7) وتسعين سنة في ذي
الحجة سنة ست (8) وستين وثلاثمائة على باب إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال أنبأنا
محمد بن عيسى بن محمد (9) الأخباري أنبأنا أبي عيسى بن محمد بن سعيد
القرشي أنبأنا علي بن سليمان عن سليمان بن علي عن علي بن عبد الله وسقط
من حديث الصابوني عن علي بن عبد الله عن عبد الله (10) بن عباس قال قدم
الجارود بن عبد الله وكان سيدا في قومه مطاعا عظيما في عشيرته مطاع الأمر رفيع
القدر عظيم الخطر ظاهر الأدب شامخ الحسب بديع الجمال حسن الفعال ذا
منعة ومال في وفد عبد القيس من ذوي الاخطار والأقدار والفضل والإحسان
والفصاحة والرهبان كان رجل منهم (11) كالنخلة السحوق (12) على ناقة (13) كالفحل العتيق

(1) بالأصل وخع: " أبو عبد الله بن محمد " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 29 / 615.
(2) دلائل النبوة 2 / 104 وما بعدها.
(3) بالأصل وخع " أبي " خطأ.
(4) في البيهقي: " أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي. " وهو الصواب انظر ترجمته
في سير أعلام النبلاء 17 / 247 (152).
(5) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: الفسطاطي.
(6) بالأصل وخع بعدها: " أبو عمر " والمثبت يوافق عبارة البيهقي.
(7) بالأصل وخع: " خمسمائة " والمثبت عن البيهقي.
(8) بالأصل وخع " ستة " والصواب ما أثبت.
(9) الزيادة عن البيهقي.
(10) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي ومختصر ابن منظور 2 / 52.
(11) بعدها بالأصل وخع: " كل الرحلة منهم "، كذا، والمثبت يوافق عبارة البيهقي ومختصر ابن منظور.
(12) السحوق الطويلة. (13) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: الفنيق.
428

قد جنبوا الجياد وأعدوا للجلاد مجدين في مسيرهم حازمين في أمرهم يسيرون
ذميلا يقطعون ميلا فميلا حتى أناخوا عند مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل الجارود على قومه
والمشايخ من بني عمه فقال يا قوم هذا محمد الأغر سيد العرب وخير ولد عبد
المطلب فإذا دخلتم عليه ووقفتم بين يديه فأحسنوا عنده السلام وأقلوا عنده
الكلام فقالوا بأجمعهم أيها الملك الهمام والأسد الضرغام لن نتكلم إذا حضرت
ولن نجاوز ما (1) أمرت فقل ما شئت فإنا سامعون اعمل ما شئت فإنا تابعون (2)
وقال الصابوني مبايعون فنظر الجارود في كل كمي صنديد قد دوموا العمائم
وتزوا (3) بالصوارم (4) يجرون (5) أسيافهم ويستحبون أذيالهم يتناشدون الأشعار
ويتذاكرون مناقب الأخيار لا يتكلمون طويلا ولا يسكتون عيا إن أمرهم ائتمروا وإن
زجرهم ازدجروا وقال الصابوني انزجروا كأنهم أسد (6) يقدمها ذو لبدة مهول حتى
مثلوا بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما دخل القوم المسجد وأبصرهم أهل المشهد دلف الجارود
أمام النبي (صلى الله عليه وسلم) وحسر لثامه (7) وأحسن سلامه ثم أنشأ يقول *
يا نبي الهدى أتتك رجال * قطعت فدفدا وآلا فآلا *
وقال البيهقي مهمها (8) *
وطوت (9) نحوك الصحاصح طرا * لا تخال الكلال قبل (10) كلالا
كل دهماء يقصر الطرف عنها * أرقلتها قلاصنا إرقالا
وطوتها الجياد تحمحم (11) فيها * بكماة كأنجم تتلألأ

(1) في البيهقي: " إذا " ومثله في المختصر، وفي خع كالأصل.
(2) الأصل وخع: " بائعون " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر والبيهقي: " وتردوا " يعني جعلوها أردية.
(4) الأصل وخع والمختصر، وفي البيهقي: " بالصمائم " وعلى هامشه عن نسخة: بالصوارم.
(5) اللفظتان غير واضحتين بالأصل وخع، ورسمت الثانية: " أسنانهم " والمثبت عن المختصر والبيهقي.
(6) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي والمختصر: أسد غيل.
(7) عن خع والبيهقي، وبالأصل " وحوله أمه ".
(8) كذا والذي في الدلائل: فدفدا كالأصل.
(9) قبلها بالأصل وخع وبعد قوله: وقال البيهقي - كرر البيت الأول، فحذفناه.
(10) الأصل وخع، وفي البيهقي والمختصر: فيك.
(11) الأصل وخع، وفي البيهقي والمختصر: تجمح.
429

تبتغي دفع (1) بأس يوم عبوس * أوجل القلب ذكره ثم هالا *
فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام فرح فرحا شديدا وقربه وأدناه ورفع مجلسه
وحياه وأكرمه وقال يا جارود لقد تأخر بك وبقومك الموعد وطال بكم الأمد قال
والله يا رسول الله لقد أخطأ من أخطأك قصده وعدم رشده وتلك أيم الله أكبر خيبة
وأعظم حوية والرائد لا يكذب أهله ولا يغش نفسه لقد جئت بالحق ونطقت
بالصدق والذي بعثك بالحق نبيا واختارك للمؤمنين وليا لقد وجدت وصفك في
الإنجيل ولقد بشر بك ابن البتول فطول التحية لك والشكر لمن أكرمك وأرسلك
لا أثر (2) بعد عين ولا شك بعد يقين (3) مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك
محمد رسول الله [* * * *]
قال فآمن الجارود وآمن من قومه كل سيد فسر النبي (صلى الله عليه وسلم) سرورا وابتهج حبورا
وقال يا جارود هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسا قال كلنا نعرفه يا
رسول الله وأنا من بين قومي كنت أقفو أثره وأطلب خبره كان قس (4) سبطا من
أسباط العرب صحيح النسب فصيحا إذا خطب ذا شيبة حسنة عمر سبعمائة سنة
يتقفر القفار لا تكنه دار ولا يقره قرار يتحسى في تقفره بيض النعام ويأنس
بالوحش والهوام يلبس المسوح ويتبع السياح على منهاج المسيح لا يفتر من
الرهبانية يقر لله تعالى بالوحدانية يضرب بحكمته الأمثال ويكشف به الأهوال وتتبعه
الأبدال أدرك رأس الحواريين سمعان فهو أول من تأله من العرب وأعبد من تعبد في
الحقب (5) وأيقن بالبعث والحساب وحذر سوء المنقلب والمآب (6) ووعظ بذكر
الموت وأمر بالعمل قبل الفوت الحسن الألفاظ الخاطب بسوق عكاظ العالم
بشرق وغرب ويابس ورطب أجاج وعذب كأني أنظر إليه والعرب بين يديه يقسم
بالرب الذي هو له ليبلغن الكتاب أجله وليوفين كل عامل عمله وأنشأ يقول *

(1) عن خع والبيهقي والمختصر، سقطت من الأصل.
(2) عن البيهقي، وبالأصل وخع: " لا أرى ".
(3) عن البيهقي وخع، وبالأصل: بين.
(4) بالأصل وخع: " قال قس " والمثبت عن البيهقي.
(5) عن البيهقي والمختصر، وبالأصل وخع: العقب.
(6) عن البيهقي والمختصر، وبالأصل وخع: والممات.
430

هاج (1) للقلب من جواه ادكار * وليال خلالهن نهار
ونجوم يحثها قمر الليل * وشمس في كل يوم تدار
ضوءها يطمس العيون وارعاد * شديد في الخافقين مطار
وغلام وأشمط ورضيع * كلهم في التراب يوما يزار
وقصور مشيدة حوت الخير * وأخرى خلت لهن (2) قفار
وكثير (3) مما يقصر عنه * جوسة الناظر الذي لا يحار
والذي قد ذكرت دل على الله * نفوسا لها هدا واعتبار *
فقال النبي عليه الصلاة والسلام على رسلك يا جارود فلست أنساه بسوق
عكاظ على جمل له أورق وهو يتكلم بكلام موثق ما أظن أني أحفظه فهل فيكم يا
معشر المهاجرين والأنصار من يحفظ لنا منه شيئا وقال الصابوني يحفظه فوثب أبو
بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قائما فقال يا رسول الله إني أحفظه وكنت حاضرا
ذلك اليوم بسوق عكاظ حين خطب فأطنب ورغب ورهب وحذر وأنذر وقال في
خطبته [* * * *]
أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم (4) فانتفعوا إنه من عاش مات ومن مات
فات وكلما هو آت آت نبات ومطر (5) وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء
وأموات جميع وأشتات وآيات بعد آيات إن في السماء لخبرا (6) وإن في الأرض
لعبرا ليل داج وسماء ذات أبراج وأرض ذات ارتياج (7) وبحار ذات أمواج ما لي
أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا أقسم

(1) صدره بالأصل وخع::
هاج القلب من حواه ان كان
والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: " فهن " وفي المختصر: " فهي ".
(3) عن البيهقي والمختصر، وبالأصل وخع " كبير ".
(4) بالأصل وخع: دعيتم، والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(5) كذا بالأصل وخع: وفي المصدرين السابقين: مطر ونبات.
(6) بالأصل وخع: " لخيرا " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: رتاج.
431

قسما حقا (1) لا حانثا فيه ولا آثما إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه
ونبيا قد حان حينه وأظلكم زمانه (2) وأدرككم إبانه فطوبى لمن آمن به فهداه فويل
لمن خالفه وعصاه
ثم قال تبا لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية يا معشر إياد
من (3) الأب والأجداد من (4) المريض والعواد وأين الفراعنة الشداد أين من بنا
وشيد وزخرف (5) وجدد وغره المال والولد أين من طغى وبغى وجمع فأوعى
وقال أنا ربكم الأعلى ألم يكونوا أكثر منكم أموالا وأبعد منكم آمالا وأطول منكم
آجالا طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم بتطاوله فبلت (6) عظامهم بالية وبيوتهم
خالية (7) وعمرتها الذياب العادية (8) وقال أبو صالح العاوية كلا بل هو الله
الواحد المعبود ليس بوالد ولا مولود ثم أنشأ يقول * في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها * تمضي الأصاغر الأكابر
لا يرجع الماضي إلي * ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة * حيث يصير (9) القوم صائر *
قال فجلس (10) ثم قام (11) رجل زاد أبو عبد الله من الأنصار بعده كأنه

(1) بالأصل وخع: " قيسا جعا " والصواب عن البيهقي والمختصر.
(2) في البيهقي والمختصر: أوانه.
(3) كذا بالأصل وخع وفي البيهقي والمختصر: أين الاباء.
(4) في البيهقي والمختصر: " وأين ".
(5) الأصل وخع، وفي البيهقي والمختصر: ونجد.
(6) في البيهقي والمختصر: فتلك.
(7) الأصل وخع والبيهقي، وفي المختصر: خاوية.
(8) بالأصل: " العالية " وعلى هامشه: العادية وجانبها كلمة صح، وفي خع " العادية " وهو ما أثبتناه، وفي
البيهقي والمختصر: العاوية.
(9) في خع: حيث يصبر القوم صابر.
وفي البيهقي والمختصر: " صار ".
(10) في البيهقي والمختصر: " ثم جلس " وفي وفي خع كالأصل.
(11) في البيهقي والمختصر: " فقام " وفي خع كالأصل.
432

قطعة جبل ثم اتفقا فقالا ذو هامة عظيمة وقامة جسيمة قد دوم عمامته وأرخى
ذؤابته منيف أنوف (1) أشدق (2) حسن (3) الصوت فقال يا سيد المرسلين وصفوة
رب العالمين لقد رأيت من قس (4) عجبا وشهدت منه مرغبا فقال وما الذي رأيته منه
وحفظته عنه فقال خرجت في الجاهلية أطلب بعيرا لي شرد مني أقفو أثره وأطلب
خبره في تنائف (5) وقال الصابوني وإسماعيل في فيافي وقالا حقائف ذات دعادع
وزعازع (6) وليس بها الركب وقال إسماعيل ليس للركب فيها مقيل ولا لغير الجن
سبيل وإذا بموئل مهول (7) في طود عظيم ليس به إلا البوم وأدركني الليل فولجته
مذعورا لا آمن فيه حتفي ولا أركن إلى غير سيفي فبت بليل طويل كأنه بليل موصول
أرقب الكوكب وأرمق الغيهب حتى إذا عسعس الليل وكان (8) الصبح أن يتنفس هتف
بي هاتف يقول *
يا أيها الراقد في الليل الأحم (9) *
قد بعث الله نبيا في الحرم *
من هاشم أهل الوفاء والكرم *
يجلو دجنات الدياجي والبهم
قال فأدرت طرفي فما رأيت له (10) شخصا ولا سمعت له فحصا فأنشأت أقول *
يا أيها الهاتف في داجي الظلم *
أهلا وسهلا بك من طيف ألم *

(1) عن البيهقي وبالأصل " منوف ".
(2) الأصل وخع والمختصر، وفي البيهقي: أحدق.
(3) الأصل وخع والمختصر، وفي البيهقي: أجش.
(4) بالأصل وخع: " قيس " والصواب عن الدلائل والمختصر.
(5) عن المختصر 2 / 55 وبالأصل " نفائف " وفي خع: " تفائف " وفي الدلائل: " نتائف ".
(6) عن البيهقي وبالأصل وخع: دعادع.
(7) بالأصل وخع: " هول " والمثبت " مهول " عن البيهقي والمختصر.
(8) بالأصل وخع: وكان " والصواب عن البيهقي والمختصر.
(9) بالأصل وخع: " الأجم " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(10) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن البيهقي والمختصر.
433

بين هداك الله في لحن الكلم *
ماذا الذي تدعوا إليه يغتنم
قال فإذا أنا بنحنحة وقائل يقول
ظهر النور وبطل الزور وبعث الله تبارك وتعالى محمدا (صلى الله عليه وسلم) بالخير (1) صاحب
النجيب الأحمر والتاج والمغفر والوجه (2) الأزهر والحاجب الأقمر والطرف
الأحور صاحب قول شهادة أن لا إله إلا الله فذلك محمد المبعوث إلى الأسود
والأبيض أهل المدر والوبر ثم أنشأ يقول *
الحمد لله الذي لم يخلق الخلق عبث *
لم يخلنا حينا (3) سدى من بعد عيسى واكترث (4) *
أرسل فينا محمدا (5) خير نبي قد بعث *
صلى عليه الله ما حج له ركب وحث
قال فذهلت عن البعير وألبسني (6) السرور ولاح الصباح واتسع الإيضاح
فتركت المور (7) وأخذت الجبل فإذا أنا بالعتيق (8) يشقشق (9) إلى النوق
فأخذت (10) بخطامه وعلوت سنامه فمرح (11) طاعة وهززته ساعة حتى إذا لغب (12)

(1) كذا بالأصل وخع وفي البيهقي والمختصر: بالحبور.
(2) في البيهقي: " ذو الوجه " وخع والمختصر كالأصل.
(3) سقطت من الأصل وخع والمختصر، واستدركت عن البيهقي 2 / 110 وفي المطبوعة السيرة 1 / 351
" يوما ".
(4) كذا بالأصل وخع وفي البيهقي والمختصر: أحمدا.
(5) عن البيهقي وبالأصل وخع: والمرث.
(6) كذا بالأصل: " وألبسني السروح " وفي خع: " وألبسني السرور " وفي البيهقي والمختصر: واكتنفني
السرور.
(7) في البيهقي: " الموراء " وفي بقية المصادر: المور كالأصل.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " بالغسق " وفي البيهقي: بالفنيق.
(9) في البيهقي: يستنشق النوق.
(10) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: فملكت خطامه.
(11) وفي رواية: فمرج، وفي أخرى: فخرج (دلائل البيهقي).
(12) بالأصل وخع: " لعب " والمثبت عن البيهقي.
434

وذل منه ما صعب وحميت الوسادة وبردت المزادة فإذا الزاد قد هش له الفؤاد
بركته (1) فبرك وأذنت له فترك (2) في روضة خضرة نضرة عطرة ذات حوذان وقربان
وعنقران وعبيثران زاد إسماعيل نعنع وشيح وقالا وحلي وأقاح وجثجاث وبرار
وشقائق وبهار (3) كأنما قد مات الجو بها مطيرا أو باكرها المزن بكورا فخلا لها
شجر وقرارها نهر فجعل يرتع أبا وأصيد ضبا حتى إذا أكل وأكلت ونهلت ونهل
وعللت وعل (4) وحللت عقاله وعلوت (5) جلاله وأوسعت مجاله (6) فاغتنم الحملة
ومر كالنبلة يسبق الريح ويقطع عرض الفسيح حتى أشرف بي على واد وشجر من
شجر عاد مورقة مونقة قد تهدل أغصانها كأنها بريرها حب فلفل فدنوت فإذا أنا
بقس بن ساعدة في ظل شجرة بيده قضيب من أراك ينكت به الأرض وهو يترنم ويشعر
زاد البيهقي وأبو صالح وهو يقول * (7)
يا ناعي الموت والملحود في جدث * علمهم من بقايا بزهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح لهم (8) * فهم إذا انتبهوا من يومهم فرق (9)
حتى يعودوا بحال (10) غير حالهم * خلقا جديدا كما من قبله خلق

(1) في البيهقي: تركته فترك.
(2) في البيهقي: فبرك.
(3) بالأصل وخع والبيهقي: ونهار، والمثبت عن المختصر 2 / 56.
والبهار: نبت طيب الريح ينبت أيام الربيع (اللسان - بهر).
وحوذان: نبت له ورق وقصب ونور أبيض.
وقربان مجرى الماء في الروض.
عبيثران: نبت طيب الرائحة من نبات البادية.
الشيخ: نبات له رائحة طيبة وطعم مر.
الجثجاث شجر أصفر مر طيب الرائحة.
(4) عن البيهقي وبالأصل وخع: وعلل.
(5) بالأصل وخع: " وغلوت خلاله " والصواب عن البيهقي.
(6) غير واضحة بالأصل وخع والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(7) عبارة البيهقي في الدلائل: " وهو يترنم بشعر وهو "
(8) كذا بالأصل وخع وفي وفي البيهقي والمختصر: بهم.
(9) عجزه في البيهقي::
فهم إذا أنبهوا من نومهم فرقوا
(10) في البيهقي والمختصر: " لحال ".
435

منهم عراة ومنهم في ثيابهم * منها الجديد ومنها المنهج الخلق *
قال فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام وإذا أنا بعين خرارة في الأرض
خوارة ومسجد بين قبرين وأسدين عظيمين يلوذان به ويتمسحان بأبوابه (1) وإذا
أحدهما سبق الآخر إلى الماء فتبعه الآخر يطلب الماء فضربه بالقضيب الذي في يده
وقال ارجع ثكلتك أمك حتى يشرب الذي ورد قبلك على الماء (2) قال فرجع ثم
ورد بعده فقلت له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوين لي كانا يعبدان الله تبارك
وتعالى في هذا المكان لا يشركان بالله تبارك وتعالى شيئا فأدركهما الموت فقبرتهما
وها أنا بين قبريهما (3) حق ألحق بهما ثم نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدموع وانكب
عليهما وجعل يقول *
ألم تريا أني بسمعان (4) مفرد * وما لي فيها من خليل سواكما (5)
خليلي هبا طال ما قد رقدتما * أجدكما لا تقضيان كراكما
ألم تريا أني بشمعان (4) مفرد * وما لي فيها من خليل سواكما (5)
مقيم على قبريكما لست بارحا * طوال الليالي أو يجيب صداكما
أبكيكما طول الحياة وما الذي * يرد على ذي (6) عولة إن بكاكما
كأنكما والموت أقرب غائب (7) * بروحي في قبريكما قد أتاكما
أمن طول نوم (8) لا تجيبان داعيا * كأن الذي يسقي العقار سقاكما
فلو جعلت نفس لنفس وقاية * لجدت بنفسي أن تكون فداكما *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحم الله قسا إني أرجو أن يبعثه الله عز وجل أمة
وحده (9) [771]

(1) في البيهقي: بأثوابه.
(2) قوله: " على الماء " سقطت من البيهقي والمختصر.
(3) عن البيهقي وبالأصل وخع: قبرهما.
(4) كذا بالأصل وخع وفي وفي البيهقي والمختصر: بسمعان.
(5) كذا ورد البيت وسيتكرر بعد البيت الثاني، بالأصل وخع.
(6) بالأصل وخع: " ذو ".
(7) في البيهقي: " غاية " وفي باقي المظان كالأصل.
(8) عن البيهقي وبالأصل: " يوم ".
(9) عن البيهقي وبالأصل: " واحدة " وفي خع والمختصر " وحده " أيضا.
436

هذا حديث غريب لم أكتبه بطوله هكذا إلا (1) من حديث الفسطاسي بإسناده
هذا
وقوله السحوق الطويلة
والعتيق (2) هو الفحل من الإبل
والذميل ضرب من السير وهو أعلى من العنق
والضرغام من أسماء الأسد
ودوموا من تدوير العمامة وهو من الدوامة التي تستدم (3)
وتردوا بالصوارم أي جعلوا السيوف بمنزلة الأردية فتقلدوها
والغيل الشجر الملتف
وذو لبدة التي تكاتف وبره على منكبيه
ومهول من الهول
ومثلوا انتصفوا (4)
ودلف مشى بسرعة مع تقارب الخطأ
وحسر كشف
والفدفد الأرض الغليظة المرتفعة ذات الحصا
والآل السراب
والضحاضح جمع ضحضح وهو الفضاء الواسع
ويخال يظن
والكلال التعب

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(2) كذا عبارة الأصل وخع، وفي رواية: الفنيق.
(3) في المطبوعة: تدوم.
(4) كذا بالأصل وخع وهو خطأ، ففي اللسان: يقال: مثل الرجل يمثل مثولا إذا انتصب قائما. (اللسان:
مثل).
437

ودهماء برية سوداء
وأرقلتها من الإرقال وهو ضرب من السير
وقلاصنا جمع قلوص وهي الناقة والجياد الخيل
وتجمح من جمح الفرس إذا اعتن فارسه على رأسه حين عثر به
والكماة جمع كمي وهو الفارس الذي عليه آلة الحرب
والحوبة واحدة الحوب وهو الإثم
والرائد الذي يرسله القوم ليكشف لهم مواضع العشب والماء
والبتول التي قطعت عن الأزواج
وأقفو اتبع وأطلب
والسبط ها هنا الأمة وفي غير هذا الموضع ولد الولد
وتقفر تقفرا والقفار الأرض الخالية من الأنيس
ويكنه يغطيه ويتحسى يحسو
وبيض النعام كانوا يدفنون الماء في بيض النعام في الأرض لا التي لا ماء فيها فإذا احتيج إلى الماء استخرج بيض النعام وحسي ما فيه
وتأله تعبد
والحقب جمع حقبة وهي السنة
وجواه طول مرضه والخافقان قطرا هواء الجو
ومطار أي قد استطار وعلا وأشمط شائب الشعر
وجوسة من جست أو طلبت الشئ باستقصاء في طلبه (1)
ويحار يرجع
والأورق البعير الذي في لونه رمدة
والمونق المعجب

(1) العبارة بالأصل وخع غير واضحة ومضطربة المعنى: " من خشي أي طوايب الشئ بأشنعها في ظله "
والمثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 355.
438

والأشتات المتفرقون
الداجي الأسود
ورتاج باب
وإبانه وقته
وكلكله صدره وغابر ماضي
منيف مشرف لطوله
وأشدق واسع الشدقين
وشرد هرب
والفيافي البراري وكذلك النفائف (1) سميت بذلك لكثرة الهواء بها والتنائف جمع تنوفة وهي القفر من الأرض وكذلك الفيافي أيضا
وحقائفا جمع حقف وهو ما انعطف من الأرض الرمل
والدعادع من دعدعت الريح الشجر إذا حركته تحريكا شديدا
وزعازع شدائد
وموئل المكان الذي يلجأ إليه
ومهول مخوف وطود جبل والغيهب الظلمة
وعسعس اشتدت (2) ظلمته وقيل إدبار الليل والأحم الأسود ودجنات جمع دجنة وهي الظلمة وكذلك الدياجي والبهم واكترث أي كانت له بنا عناية واهتمام
والمور الطريق السهلة المستوية (3)
ويشقشق يهدر ولغب تعب
وهش أي أعجب به

(1) كذا وردت بالأصل هنا وفي الحديث، وقد مر أنها: التنائف.
(2) بالأصل: " شدت " والمثبت عن خع.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن خع، وفيها " المستوي ".
439

وخوذان وما بعده أنواع من النبت
والأب المرعى
ونهلت شربت وعللت شربت أيضا شربة ثانية بعد أوله
وتهدل تدلى واسترخى
والبرير ثمر الأراك
والملحود الذي في اللحد
والجدث القبر
وفرقوا خافوا
والمنهج البالي
وخوارة رخوة
وتغرغرت تردد فيها الدمع
وهبا انتبها
وأجدكما أي من جدكما وهو ضد الهزل وكراكما نومكما
وصداكما ما يسمع عند كلام من جبل أو غيره ولا يكون الصدا إلا للحي المصوت أو للصوت
وعولة من العويل وهو البكاء ولوعة المرار لوجد
والعقار الخمر والوقاية ما توقي به الشئ
والفداء ممدود ولكنه قصره لضرورة الشعر والقصر لغة
والأمة الجماعة والأمة المعلم للخير والأمة الواحد في الخير والله تعالى أعلم
أخبرنا أبو الفرج عيث بن علي بن عبد السلام بن الأرمنازي (1) وأبو الحسن
علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالوا (1) أخبرنا

(1) هذه النسبة إلى أرمناز: قرية من قرى بلدة صورة (الأنساب) وفي ياقوت أنها بليدة قديمة من نواحي حلب.
440

أبو الحسن علي بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن جعفر بن سهل
الخرائطي حدثنا علي بن حرب نبأنا ابن عثمان بن حكيم أنبأنا عمر بن بكر عن
أحمد بن القاسم عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن عبد الله بن
عباس قال لما ظهر سيف بن ذي يزن (1) قال ابن المنذر اسمه النعمان بن قيس
على الحبشة وذلك بعد مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) بسنتين أتته وفود العرب وشعراؤها تهنئه
وتمتدحه وتذكر (2) ما كان من حسن بلائه (3) وأتاه فيمن أتاه وفد قريش فيهم (4)
عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وخويلد (5) بن
أسد في ناس من وجوه قريش فقدموا عليه صنعاء فإذا هو في رأس غمدان الذي ذكره
أمية بن أبي الصلت *
اشرب هنيا عليك التاج مرتفعا (6) * في رأس غمدان دارا منك مخلالا (7)
فدخل عليه الآذن فأخبره بمكانهم فاذن لهم فدنا عبد المطلب واستأذنه في
الكلام فقال له إن كنت ممن تتكلم بين يدي الملوك فقد اذنا لك فقال عبد المطلب
إن الله أجلك (8) أيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا باذخا (9) وأنبتك منبتا

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن المختصر لابن منظور 2 / 57 ودلائل البيهقي 2 / 9.
(2) عن دلائل البيهقي وبالأصل وخع: " وقد كن ".
(3) غير واضحة بالأصل وخع، والصواب عن البيهقي، وبعدها فيه: وطلبه بثأر قومه.
(4) في البيهقي: منهم.
(5) كذا بالأصل وخع، ولم يرد خويلد في الدلائل البيهقي ولا في المختصر لابن منظور، ومكانه فيهما:
وأسد بن عبد العزي، ووهب بن عبد مناف، وقصي بن عبد الدار.
(6) في البيهقي 2 / 58 مرتفقا.
(7) في البيهقي والمختصر: " اشرب هنيئا... محلا لا " والبيت من قصيدة في سيرة ابن هشام 1 / 67 نسبها ابن
إسحاق لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي، وقال ابن هشام وتروي لأمية بن أبي الصلت. ومطلعها:
ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن * ريم في البحر للأعداء أحوالا
والبيت فيها برواية: فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا... محلالا.
وغمدان بضم أوله وسكون ثانيه: قصر بناه يشرح بن يحصب على أربعة أوجه: وجه أبيض ووجه أحمر
ووجه أصفر ووجه أخضر وبنى في داخله قصرا على سبعة سقوف بين كل سقفين منها أربعون ذراعا.
وقيل إن الذي بناه سليمان، وقيل بناه يعرب. وقد هدم في عهد عثمان (رضي الله عنه).
وقوله مرتفقا يعني متكئا.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي والمختصر: " أحلك ".
(9) الزيادة عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
441

طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه في (1) أكرم موطن وأطيب
معدن فأنت أبيت اللعن ملك العرب وربيعها الذي تخصب به البلاد (2) ورأس
العرب الذي له تنقاد وعمودها الذي عليه العماد ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد
سلفك خير سلف وأنت لنا منهم خير خلف فلن يخمل (3) من أنت (4) سلفه ولن
يهلك من أنت خلفه نحن أيها الملك أهل حرم الله تعالى وسدنة بيته أشخصنا إليك
الذي أبهجنا (5) من كشفك الكرب الذي فدحنا فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة
قال وأيهم أنت أيها المتكلم قال أنا عبد المطلب بن هاشم قال ابن أختنا
قال نعم قال أدن فأدناه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال مرحبا وأهلا وناقة
ورحلا ومستناخا سهلا وملكا ربحلا (7) يعطي عطاء جزلا قد سمع الملك
مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فأنتم أهل الليل والنهار ولكم الكرامة ما
أقمتم والحباء إذا ظعنتم
ثم أنهضوا إلى دار الضيافة والوفود والإقامة فأقاموا شهرا لا يصلون إليه ولا يأذن
لهم بالانصراف ثم انتبه لهم انتباهة فأرسل إلى عبد المطلب فأدنى مجلسه وأخلاه ثم
قال يا عبد المطلب إني مفض (8) إليك من سر علمي ما أن لم يكن غيرك لم أبح به
إليه ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك طلعه (9) فلتكن عندك مطوبا حتى يأذن الله
تعالى فإن الله تعالى بالغ أمره إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي
اخترناه لأنفسنا واحتجبناه دون غيرنا خيرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة
وفضيلة الوفاة للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة

(1) في البيهقي: في أطيب موضع وأكرم معدن.
(2) ما بين معكوفتين سقط من البيهقي والمختصر.
(3) بالأصل وخع " يحمل " والمثبت عن البيهقي.
(4) في الأصل وخع: منهم، والمثبت عن البيهقي.
(5) عن البيهقي والمختصر، وبالأصل وخع: انتهجنا.
(6) زيد في البيهقي: وأرسلها مثلا، وكان أول من تكلم بها.
(7) الرتجل - بكسر الراء - وفتح الباء - الكثير العطاء.
(8) بالأصل وخع " مفوض " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(9) بالأصل: " طليعة " والمثبت عن البيهقي.
442

قال عبد المطلب أيها الملك مثلك سر وبر فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر
قال إذا ولد مولود بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به الرعاية (1)
إلى يوم القيامة
قال عبد المطلب أبيت اللعن لقد أبت بخير ما آب به وفد ولولا هيبة الملك
وإجلاله وإعظامه لسألته من ساره (2) إياي ما أزداد به سرورا
قال ابن ذي يزن هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد واسمه محمد يموت
أبوه وأمه ويكفله جده وعمه ولدناه مرارا والله باعثه جهارا إذ (3) جاعل له منا
أنصارا يعز بهم أولياءه ويذل بهم (4) أعداءه يضرب بهم الناس عن عرض ويستفتح
بهم كرائم الأرض يكسر الأوثان ويخمد النيران ويعبد الرحمن ويزجر (5) الشيطان
قوله فصل وحكمة وعدل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف
ويفعله وينهى عن المنكر ويبطله
قال عبد المطلب أيها الملك عز جدك وعلا كعبك (6) ودام ملكك وطال
عمرك (7) فهل الملك سارني بإفصاح وقد وضح لي بعض الإيضاح
فقال ابن ذي يزن والبيت ذو الحجب والعلامات على النقب (8) إنك يا
عبد المطلب لجده غير كذب
فخر عبد المطلب ساجدا فقال ارفع رأسك ثلج صدرك وعلا أمرك (9) فهل
أحسنت شيئا مما ذكرت لك

(1) كذا بالأصل، وفي خع والبيهقي والمختصر: الزعامة.
(2) في البيهقي: سراره.
(3) في البيهقي: " وجاعل ".
(4) عن البيهقي والمختصر، وبالأصل وخع: لهم.
(5) في البيهقي والمختصر: ويدحر.
(6) عن البيهقي والمختصر، وبالأصل " كنفك " وفي خع: " كفنك ".
(7) قوله " وطال عمرك " لم يرد في البيهقي والمختصر.
(8) في المختصر: النصب.
(9) في البيهقي والمختصر: كعبك.
443

قال أيها الملك كان لي ابن كنت به معجبا وعليه رفيقا وزوجته كريمة من
كرائم قومه آمنة بنت وهب فجاءت بغلام سميته محمدا فمات أبوه وأمه فكفلته أنا
وعمه
قال ابن ذي يزن إن الذي قلت لك كما قلت فاحتفظ بابنك واحذر عليه
اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء
الرهط الذين معك فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة
فيبطلون (1) له الغوائل وينصبون له الحبائل وهم فاعلون ذلك أو أبناؤهم غير
شك (2) ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير
يثرب دار ملكي فإني أجد في (3) الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب (4)
استحكام (5) أمره وأهل نصرته وبموضع قبره ولولا أني أقيه الآفات وأحذر عليه
العاهات لأعلنت على حداثة سنه أمره ولأوطأت أسنان العرب عقبه ولكني صارف
ذلك إليك عن غير تقصير بمن معك
ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد وعشرة إماء ومائة من الإبل وحلتين من
البرود وبخمسة أرطال ذهب وعشرة أرطال فضة وكرش مملوء عنبرا وأمر
لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك وقال إذا جاءك الحول فأتني بخبره وما يكون من
أمره (6)
فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول فكان عبد المطلب كثيرا مما يقول لا
يغبطني (7) رجل منكم بجزيل عطاء الملك فإنه إلى نفاذ لكنه ليغبطني (8) بما يبقى لي

(1) في البيهقي: ويبغون.
(2) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وخع، واستدركت العبارة عن البيهقي 2 / 13.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن البيهقي.
(4) بياض بالأصل وخع، والمستدرك عن البيهقي، وفي المختصر " بيثرب ".
(5) بالأصل وخع: استخدام والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(6) زيادة عن البيهقي والمختصر.
(7) بالأصل وخع: " يعطيني " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(8) بالأصل وخع: " ليعطيني " والمثبت عن البيهقي والمختصر.
444

ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه فإذا قيل له ومتى ذلك قال سيعلم ولو بعد
حين
وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس *
جلبنا النصح نحقبه المطايا * على ألوان أجمال ونوق (1)
معلقة (2) مراتعها تعالى * إلى صنعاء من فج عميق
يؤم بنا ابن ذي يزن ويفري * ذوات بطونها ذم الطريق
وترعى من مخالبه (3) عروقا * مواصلة الوميض (4) إلى بروق * *
فلما واقعت صنعاء حلت * بدار الملك والحسب العتيق *
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (6) أنبأنا أبو سهل محمد بن
نصرويه (7) بن أحمد المروزي بنيسابور حدثنا أبو عبد الله محمد بن صالح
المعافري أنبأنا أبو يزن (8) الحميري (9) إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز بن عفير (10) بن زرعة بن سيف بن ذي يزن قال حدثني عمي أحمد بن
حنيس (11) بن عبد العزيز حدثني أبي حدثني أبي عبد العزيز حدثني أبي عفير
حدثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن قال
لما ظهر سيف (12) بن ذي يزن على الحبشة وذلك بعد مولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسنتين

(1) بالأصل وخع: وتعقبني.
(2) في اللسان (غلل ":
(3) عن خع وبالأصل: " أحمال وموق ".
(4) الأصل وخع، وفي المطبوعة السيرة 1 / 360 مخايله بروقا.
(5) بالأصل وخع: " الرميض " والمثبت عن المطبوعة.
(6) دلائل البيهقي 2 / 9 وما بعدها.
(7) في المطبوعة: " نضرويه " والمثبت يوافق عبارة البيهقي.
(8) بالأصل " مرن " وفي خع " مروان " والمثبت عن البيهقي.
(9) بعدها بالأصل وخع " أنبأنا " وهو خطأ والمثبت عن البيهقي.
(10) بعدها في البيهقي: عن عبد العزيز بن عفير...
(11) في البيهقي وخع: " حبيش ".
(12) بالأصل وخع: ابن سيف.
445

أتوه (1) وفود العرب وأشرافها وشعراؤها لتهنئه وتذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه
وأتاه وفد قريش منهم عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله بن
جدعان وأسد بن عبد العزى ووهب بن عبد مناف وقصي بن عبد الدار فدخل
عليه آذنه وهو في رأس قصر يقال له غمدان (2) وهو الذي يقول فيه أمية بن أبي الصلت
الثقفي *
اشرب هنيا (4) عليك التاج مرتفقا (4) * في رأس غمدان (2) دار منك محلالا
واشرب هنيا (4) فقد شالت (5) نعامتهم * وأسبل اليوم في برديك إسبالا (6)
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (7) (8)
قال والملك متضمخ بالعبير (9) يلصف (10) وبيص المسك في مفرق رأسه
وعليه بردان أخضران مرتديا بأحدهما متزرا بالآخر سيفه بين يديه وعن يمينه وشماله
الملوك والمقاول (11) فأخبر بمكانهم فأذن لهم فدخلوا عليه ودنا منه عبد المطلب
فاستأذنه في الكلام فقال إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك

(1) كذا بالأصل والبيهقي، وفي دلائل أبي نعيم: أتته.
(2) بالأصل وخع " عمدان " والصواب عن البيهقي.
(3) بالأصل وخع: " من يقفا " والمثبت عن البيهقي، وقد سبقت الرواية.
(4) في ابن هشام: هنيئا.
(5) في البيهقي وابن هشام وخع " شالت " وبالأصل " شاكت ".
شالت نعامتهم أي أهلكوا، والنعامة: باطن القدم، يقال: شالت نعامة الرجل إذا مات. وشالت: ارتفعت،
فالذي يهلك ترتفع رجلاه وينتكس رأسه، فتظهر نعامة قدمه.
(6) الاسبال: إرخاء الثوب، وهو فعل المختال المعجب بنفسه.
(7) القعبان تثنية قعب، وهو قدح يحلب فيه. وشيبا: خلطا ومزجا.
(8) قال ابن هشام السيرة 1 / 68 - 69 بعد ذكره الأبيات: " هذا ما صح له مما روي ابن إسحاق منها إلا آخرها بيتا
قوله: تلك المكارم... فإنه للنابغة الجعدي واسمه حبان بن عبد الله بن قيس، أحد بني جعدة ".
ومن جعله للنابغة فقد رواه في قصيدته يهجو بها رجلا من قشير يقال له (ابن الحيا) ومطلعها:
أما ترى ظلل الأيام قد حسرت * عني وشمرت ذيالا كان ذيالا
انظر الأغاني ط دار الكتب 5 / 13 - 15.
(9) بالأصل وخع: " متضخم العنبر " والمثبت عن الدلائل.
(10) عن البيهقي، وبالأصل وخع: يلصك يلوح.
(11) المقاول جمع مقول، المقول ويقال القيل: الملك من ملوك حمير (اللسان: قول).
446

فقال إن الله عز وجل أحلك أيها الملك محلا رفيعا شامخا باذخا منيعا وأنبتك
نباتا حسنا (1) طابت أرومته وعظمته جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه في أطيب
موضع وأكرم معدن وأنت أبيت اللعن ملك العرب الذي له تنقاد وعمودها الذي
عليه العماد ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد سلفك خير سلف وأنت لنا منهم خير
خلف فلن يهلك ذكر من أنت خلفه ولن تخمد (2) ذكر من أنت سلفه نحن أهل حرم
الله تعالى وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي ابتهجنا (3) من كشفك الكرب الذي فدحنا
نحن وفد التهنئة لا وفد التعزية (4)
قال الملك من أنت أيها المتكلم قال أنا عبد المطلب بن هاشم قال ابن
أختنا قال نعم قال ادنه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال مرحبا وأهلا فأرسلها (5)
مثلا وكان أول من تكلم بها وناقة ورحلا (6) ومستناخا سهلا وملكا ربحلا (7)
يعطي عطاء جزلا قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فإنكم
أهل الليل والنهار ولكم الكرامة ما أقمتم والحباء (8) إذا ظعنتم
ثم أنهضوا إلى دار الضيافة والوفود وأجرى عليهم الإنزال وأقاموا بذلك شهرا لا
يصلون إليه ولا يؤذن لهم في الانصراف ثم انتبه لهم انتباهة فأرسل إلى عبد المطلب
فأدناه ثم قال له يا عبد المطلب إني مفض إليك سر علمي أمرا لو غيرك يكون لم
أبح له به ولكن رأيتك معدنه فأطلعتك طلعه فليكن عندك مخبيا حتى يأذن الله تعالى
فيه إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي ادخرناه لأنفسنا واحتجبناه
من دون غيرنا (9) خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفضيلة العلم

(1) سقطت من البيهقي.
(2) كذا بالأصل، وفي خع والبيهقي: يخمل.
(3) في البيهقي: أبهجنا.
(4) في البيهقي: المرزئة.
(5) بالأصل وخع: " فإن مثلها " والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل: " دوحلا " والمثبت عن البيهقي، وفي خع: " ونجلا ".
(8) بالأصل " والحب " والمثبت " والحياء " عن خع والبيهقي.
(9) " دون غيرنا " أثبتت عن البيهقي، واللفظتان غير مقروءتين بالأصل وخع.
(10) كذا بالأصل وخع، وسقطت اللفظة من البيهقي من البيهقي والمختصر.
447

والوفاة للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة
فقال له عبد المطلب مثلك أيها الملك من سر وبر فما هو فداك أهل الوبر زمرا
بعد زمر
قال إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به (1)
الزعامة إلى يوم القيامة
قال عبد المطلب أيها الملك لقد (2) أبت بخير ما أب بمثله وفد قوم ولولا هيبة
الملك وإجلاله وإعظامه لسألته من ساره (3) إياي ما (4) زادني إلا سرورا شديدا
قال له الملك هذا حينة الذي يولد فيه أو قد ولد (5) اسمه محمد (6) يموت
أبوه وأمه ويكفله جده وعمه قد ولدناه مرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا
يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه ويضرب بهم الناس عن عرض ويستبيح (7) بهم
كرائم الأرض (8) يعبد الرحمن ويدحض (9) الشيطان ويخمد النيران ويكسر
الأوثان قوله فصل وحكمه عدل ويأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر
ويتركه (10)
قال له عبد المطلب عز جدك ودام ملكك وعلا كعبك فهل الملك سارني
بإفصاح فقد وضح لي بعض الإيضاح
قال له سيف بن ذي يزن والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب (11) إنك

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي.
(2) بالأصل: " لم آت بخير ما آت بمثله " والصواب عن خع والبيهقي.
(3) في البيهقي: " سراره " وبهامشه عن سنخ: ساروه.
(4) في البيهقي: وما ازداد سرورا.
(5) بالأصل وخع: " أو قال ولدا " والمثبت عن " أوقد ولد " عن البيهقي.
(6) بالأصل وخع: " محمدا " والصواب عن البيهقي.
(7) في البيهقي: " ويستفتح. " وخع والمختصر والمطبوعة كالأصل.
(8) في البيهقي: " أهل الأرض " وخع والمطبوعة والمختصر كالأصل.
(9) في البيهقي: ويدحض أو يدحر الشيطان.
(10) في البيهقي: ويبطله.
(11) في البيهقي النقب.
448

لجده يا عبد المطلب غير كذب
قال فخر عبد المطلب ساجدا فقال له ابن ذي يزن ارفع رأسك (1) ثلج
صدرك وعلا كعبك فهل أحسست بشئ مما ذكرت لك
قال نعم أيها الملك إنه كان لي ابن وكنت به معجبا وبه رفيقا وإني زوجته
كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فجاءت بغلام فسميته
محمدا مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه
فقال له ابن ذي يزن الذي قلت لك كما قلت فاحتفظ (2) على ابنك من اليهود
فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط
الذين معك فإني لست آمن أن تتداخلهم (3) النفاسة من أن تكون لكم الرياسة فينصبون
له الحبائل ويبغون له الغوائل وهم فاعلون ذلك أو أتباعهم (4) غير شك ولولا أني
أعلم أن (5) الموت مجتاحي قبل مبعثه لصرت بخيلي ورجلي حتى أصير إلى يثرب دار
ملكي فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب استحكام أمره وأهل
نصرته وموضع قبره ولولا أني أقيه الآفات وأحذر عليه العاهات لأعلنت على
حداثة سنه أمره ولأوطأت على أسنان العرب كعبه ولكني سأصرف ذلك إليك عن غير
تقصير بمن معك
ثم دعا بالقوم فأمر لكل واحد (7) منهم بعشرة أعبد سود وعشرة إماء سود
وحلتين من حلل البرود وخمسة أرطال ذهب وعشرة أرطال فضة ومائة من الإبل
وكرش مملوء (8) عنبرا وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك وقال له إذا جاءك (9)

(1) بالأصل " ورفع رأسه " وفي خع " ورفع رأسك " والمثبت عن البيهقي.
(2) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، وفي البيهقي: فاحفظه، واحذر عليه من اليهود.
(3) بالأصل وخع: " أتتداخلهم " والمثبت عن البيهقي.
(4) في البيهقي: " أو أبناؤهم " وفي المختصر: " أو أبناء عمهم ".
(5) بالأصل وخع: " أنت " والصواب عن البيهقي 2 / 13.
(6) في البيهقي: حتى أصير يثرب دار ملكي.
(7) في البيهقي: رجل.
(8) سقطت اللفظة من الأصل وخع واستدركت عن دلائل البيهقي.
(9) في الدلائل: حال.
449

الحول فائتني بخيره وما يكون من أمره
قال فمات سيف بن ذي يزن قبل أن يحول عليه الحول قال وكان كثيرا ما
يقول عبد المطلب يا معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك وإن
كثر فإنه إلى نفاذ ولكن يغبطني ما يبقى لي ولعقبي ذكره وفخره فإذا قيل وما هو
قال سيعلم ما يقول أو قال ستعلم ما أقول ولو بعد حين
وقال أمية بن عبد شمس في مسيرهم إلى سيف بن ذي يزن أبياتا ذكرها
قال البيهقي وقد روي هذا الحديث أيضا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس (1) وهو في تاريخ اليمن من طريقه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي الفقيه الفرضي وأبو الفرج
غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر
الوكيل قالوا أنبأنا (2) أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن
جعفر بن سهل الخرائطي أنبأنا عبد الله بن محمد البلوي (3) حدثنا عمارة بن زيد
حدثنا إسحاق بن بشر وسلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال حدثني شيخ من
الأنصار يقال له عبد الله بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال
بلغني أن رجالا (4) من خثعم كانوا يقولون إن مما دعانا إلى الإسلام أنا كنا قوما
نعبد الأوثان فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا إذ (5) أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون
الفرج من عنده لشئ شجر بينهم إذ هتف بهم هاتف من الصنم فجعل يقول *
يا أيها الناس ذوي الأجسام * من بين أشياخ إلى غلام
ما أنتم وطائش الأحكام * ومسند الحكم إلى الأصنام

(1) انظر دلائل النبوة لأبي نعيم ص 52 وما بعدها، والبداية والنهاية 2 / 330 وما بعدها.
(2) بالأصل وخع: الحسين، والصواب ما أثبت عن سند مماثل، وقد مر كثيرا.
(3) بالأصل وخع - هنا - أنبأنا أبو محمد عبد الله الجلوي " تحريف والصواب ما أثبت وسيرد صوابا في
الحديث التالي وانظر البداية والنهاية لابن كثير من تحقيقنا 2 / 418 وسيرة ابن كثير 1 / 360.
(4) بالأصل وخع: " رجلا " والصواب عن ابن كثير.
(5) عن خع وابن كثير: البداية والنهاية والسيرة وبالأصل " إذا ".
450

أكلكم في حيرة النيام (1) * أم لا ترون ما (2) أرى أمام
من ساطع يجلو دجى الظلام * قد لاح للناظر من تهام
ذاك نبي سيد الأنام * قد جاء بعد الكفر بالإسلام
أكرمه الرحمن من إمام * ومن رسول صادق الكلام
أعدل ذي حكم من الأحكام (3) * يأمر بالصلاة والصيام * * والبر والصلاة للأرحام * ويزجر الناس عن الآثام *
والرجس والأوثان والحرام * من هاشم في ذروة السنام
مستعلنا في البلد الحرام * أزكى الصلاة عليه والسلام (4) *
قال فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه وأتينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلمنا (5)
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو الفرج الخطيب وأبو محمد الوكيل قالوا أنبأنا
أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر
قال وأنبأنا الخرائطي أنبأنا عبد الله بن محمد البلوي بمصر حدثنا عمارة بن
زيد حدثنا عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان عن من حدثه عن مرداس بن
قيس الدوسي (6) قال حضرت النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد ذكرت عنده الكهانة وما كان من
تغييرها (7) عند مخرجه فقلت يا رسول الله قد كان عندنا من ذلك شئ أخبرك أن

(1) في ابن كثير: البداية والنهاية: حيرة نيام.
(2) في ابن كثير: البداية والسيرة: ما الذي ما أمامي.
(3) كذا بالأصل والبداية والسيرة ابن كثير، وفي الاكتفاء:
أعدل في الحكم من الحكام
(4) الشطر الأخير سقط من البداية والنهاية والسيرة لابن كثير، ومطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 364 وروايته في
خع:
عليه من ربه الصلاة والسلام
(5) الخبر نقله أبو نعيم أيضا في الدلائل ص 33 عن رجل من خثعم مختصرا. وبعضه نقله السيوطي في
الخصائص الكبرى 1 / 178.
(6) كذا بالأصل وخع وخصائص السيوطي 1 / 185 وفي البداية والنهاية من تحقيقنا 2 / 413 وسيرة ابن كثير
1 / 353 " السدوسي ".
(7) بالأصل: " بعيرها " والمثبت عن سيرة ابن كثير، والبداية والنهاية وخصائص السيوطي.
451

جارية منا يقال لها خلصة (1) لم نعلم عليها إلا خيرا إذ جاءتنا فقالت يا معشر قريش (2)
العجب العجب لما أصابني هل علمتم إلا خيرا قلنا وما ذاك قالت إني لفي غنمي
إذ غشيتني ظلمة ووجدت كحس الرجل مع المرأة وقد خشيت أن أكون قد حبلت حتى
إذا دنت ولادتها وضعت غلاما أغضف (3) له أذنان كأذني كلب فمكث فينا حتى إنه
ليلعب مع الغلمان إذ وثب وثبة (4) وألقى إزاره وصاح بأعلا صوته وجعل يقول
يا ويلة يا ويلة يا عولة يا عولة يا غنم يا ويل غنم يا ويل فهم من قايس النار (5) الخيل والله
وراء العقبة فيهن فتيان حسان نجبة قال فركبنه فأخذنا الأداة (6) وقلنا يا ويلك ما
ترى قال هل من جارية طامث قلنا من لنا بها فقال شيخ ما هي والله عندي عفيفة
الأم فقلنا فعجلها فأتى بالجارية وطلع الجبل وقال للجارية اطرحي ثوبك
واخرجي في وجوههم وقال للقوم اتبعوا أثرها ثم صاح وقال العقبة وصاح برجل
منا يقال له أحمر بن حابس (7) فقال يا أحمر بن حابس عليك أول فارس فحمل
أحمر فطعن أول فارس فصرعه وانهزموا وغنمناهم قالوا فابتنينا عليه بيتا وسميناه
ذا الخلصة وكان لا يقول لنا شيئا إلا كان كما يقول حتى إذا كان مبعثك يا رسول الله
قال لنا يوما يا معشر دوس نزلت بنو الحارث بن كعب فاركبوا فركبنا فقال لنا
أكدسوا (8) الخيل كدسا واخشوا القوم رميتنا (9) القوهم غدية واشربوا الخمر
عشية قال فلقيناهم فهزمونا وفضحونا فرجعنا إليه فقلنا ما بالك (10) وما الذي
صنعت بنا فنظرنا (11) إليه وقد احمرت عيناه وابيضت (12) أذناه وأضرم غيضا

(1) في ابن كثير: البداية والنهاية، والسيرة: الخلصة.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي المصادر السابقة: دوس.
(3) الأغضف: المتثني والمسترخي الاذنين.
(4) سقطت اللفظة من الأصل وخع واستدركت عن ابن كثير: البداية والسيرة.
(5) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(6) كذا بالأصل وخع، وفي ابن كثير: البداية والسيرة: " للأداة " وهي المناسبة.
(7) في الأصل: " خانس " والمثبت عن ابن كثير، وفي كتابيه: أحمد بن حابس.
(8) بالأصل " " كدسوا " وفي خع: " كرشوا " والمثبت عن ابن كثير: السيرة والبداية والنهاية.
(9) في ابن كثير: البداية والسيرة: واحشوا القوم رمسا.
(10) الأصل وخع وفي ابن كثير: سيرة وبداية ونهاية: ما حلك.
(11) بالأصل " فنظر " عن خع.
(12) في ابن كثير: السيرة والبداية: وانتصبت. (13) في ابن كثير: وانبرم.
452

حتى كاد (1) أن ينفطر وأقمنا فقام فركبنا واغتفرنا هذه له ومكثنا بعد ذلك حينا ثم
دعانا فقال هل لكم في غزوة تهب لكم عزا وتجعل لكم حرزا يكون في أيديكم كنزا
قلنا ما أحوجنا إلى ذلك فقال اركبوا فركبنا وقلنا ما تقول قال بنو الحارث
بنو مسلمة ثم قال قفوا فوقفنا ثم قال عليكم بفهم ثم قال ليس لكم فيهم دم
عليكم بمضر هم أرباب خيل ونعم ثم قال لا رهط دريد بن الصمة قليل العدد
وفي الذمة ثم قال لا ولكن عليكم بكعب بن ربيعة واشكروها (2) صنيعة
عامر بن صعصعة فليكن بهم الوقيعة قال فلقيناهم فهزمونا وفضحونا فرجعنا
وقلنا ويلك ماذا تصنع بنا قال ما أدري كذبني الذي كان يصدقني اسجنوني في
بيتي ثلاثا ثم ائتوني ففعلنا به ذلك ثم أتيناه بعد ثالثة ففتحنا عنه فإذا هو كأنه جمرة (3)
نار فقال يا معشر دوس حرست السماء وخرج خير الأنبياء قلنا أين قال بمكة
وأنا ميت فادفنوني في رأس جبل فإني سوف اضطرم نارا وإن تركتموني كنت عليكم
عارا فإذا رأيتم اضطرامي وتلهبي فاقذفوني بثلاثة أحجار ثم قولوا مع كل حجر
باسمك اللهم فإني أهدأ وأطفأ قال وإنه مات واشتغل نارا ففعلنا به ما أمر وقذفناه
بثلاثة أحجار نقول مع كل حجر باسمك اللهم فخمد وطفئ وأقمنا حتى قدم علينا
الحاج فأخبرونا بمبعثك يا رسول الله
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون (أنبأنا أبو
القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي الصواف (5) أنبأنا محمد بن عثمان بن محمد بن
أبي شيبة أنبأنا المنجاب بن الحارث أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان أنبأنا إسرائيل
عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن قريشا أتوا امرأة كاهنة فقالوا لها أخبرينا يا

(1) عن خع والمصادر، وفي الأصل " كان ".
(2) في ابن كثير: سيرة والبداية والنهاية: واسكنوها ضيعة.
(3) في ابن كثير: حجرة نار.
(4) بالأصل وخع: " جيرون " والصواب ما أثبت، عن سند مماثل، وقد مر كثيرا.
(5) بالأصل وخع: " أبو محمد بن عثمان أبو محمد بن أبي شيبة " والصواب ما أثبت عن سند مماثل، انظر سير
أعلام النبلاء 14 / 21.
453

شهنا بصاحب المقام يعنون إبراهيم فقالت إن أنتم جزرتم (1) كبيشا على هذه
السهلة ثم مشيتم عليها (2) أنبأتكم قال فجزروا ثم مشى الناس عليها فأبصرت أثر
محمد (صلى الله عليه وسلم) فقالت هذه أقربكم إليه شبها قال فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ما شاء الله
ثم بعث الله محمدا (صلى الله عليه وسلم)
قال وأنبأنا المنجاب بن الحارث أنبأنا أبو العامر الأسدي عن ابن خربوذ (3)
المكي عن رجل من خثعم قال (4) كانت العرب لا تحرم حلالا ولا تحلل (5) حراما
وكانوا يعبدون الأوثان ويتحاكمون إليها قال فبينا نحن ذات ليلة عند وثن لنا جلوس
وقد تقاضينا إليه في شئ وقع بيننا أن يفرق بيننا إذ هتف هاتف يقول *
يا أيها الناس ذوو (6) الأجسام * ما أنتم وطائش الأحكام (7)
ومسند الحكم إلى الحكام (8) * هذا نبي سيد الأنام
أعدل ذي حكم من الأحكام * يصدع بالنور وبالإسلام
ويزجر (9) الناس عن الآثام * مستعلن في البلا لحرام *
قال ففزعنا وتفرقنا من عنده وصار ذلك الشعر حديثا حتى بلغنا أ النبي (صلى الله عليه وسلم)
خرج بمكة ثم قدم المدينة فجئت فأسلمت
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عثمان سعيد بن
محمد بن محمد بن عثمان النيسابوري أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل أنبأنا

(1) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " جزرتم كبشا " وفي مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 366 " حررتم
كثيبا ".
(2) سقطت اللفظة من الأصل واستدركت عن خع والمختصر.
(3) عن الخصائص الكبرى 1 / 178.
(4) الخبر في الخصائص الكبرى للسيوطي 1 / 178.
(6) عن الخصائص الكبرى وبالأصل وخع: ذو.
(7) في الخصائص: الأحلام.
(8) في الخصائص:
ومسند والحكم إلى الأصنام.
(9) في الخصائص: " ويردع " وفي المطبوعة: ويزع.
454

جعفر بن محمد بن سوار أخبرنا أحمد (1) بن يعقوب الأنطاكي عن عبد الله بن
محمد البلوي أنبأنا البراء بن سعيد بن سماعة بن محمد بن عبد الله بن البراء بن
مالك الأنصاري عن أبيه أن قدامة بن عقيل الغطفاني أخبره عن جمعة أو (2) قال
جميعة بنت زائل بن طفيل بن عمرو بن عمرو عن أبيها نائل بن طفيل بن عمرو
الدوسي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قعد في مسجده منصرفه من الأباطل فقدم عليه خفاف بن
نضلة بن عمر بن بهدلة الثقفي فأنشد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) *
كم قد تحطمت القلوص في الدجى * في (3) مهمة قفر من الفلوات
قل من التوديس (4) ليس بقاعه * نبت من الإسنات والأزمات
إني أتاني في المنام مساعد * من جن وجرة (5) كان لي وموات
يدعو إليكم لياليا ولياليا * ثم (6) احزأل وقال لست بآت
فركبت ناجية أضر بنيها (7) * جمر (8) تحث به على الأكمات
حتى وردت إلى المدينة جاهدا * كيما ليال فتفرج اللذات (10)
قال فاستحسنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال إن من البيان لسحرا وإن من الشعر
كالحكم [772]
أنبأنا أبو القاسم بن بيان الرزاز حدثنا أبو الفضل بن خيرون (11) قالا أنبأنا

(1) بالأصل " أبو أحمد " والصواب عن خع.
(2) بالأصل وخع: " وقال " ولعل الصواب ما أثبت.
(3) الزيادة عن المطبوعة لاستقامة الوزن.
(4) تودست الأرض تغطت بالنبات وكثر نباتها، والوادس من النبات: ما قد غطي وجه الأرض (اللسان:
ودس).
(5) بالأصل: " من جز وجزه " والصواب عن خع.
(6) بالأصل وخع: " ثم قال أحزأل " والمثبت يوافق عبارة المطبوعة السيرة 1 / 378.
(7) الني: الشحم، يقال: نوت الناقة إذا سمنت (اللسان: نوي).
(8) عن الإصابة ترجمة خفاف / وبالأصل وخع: جمرة.
(9) عجزه في مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 368 والإصابة 1 / 453:
كيما أراك فتفرج الكربات
(10) بياض بالأصل وخع واستدركت اللفظة عن الإصابة 1 / 453.
(11) بالأصل وخع: " أبو البركات الفضل بن جيرون " والصواب ما أثبت عن سند مماثل، وقد مر كثيرا. وبعده
بالأصل وخع: أنبأنا أبو القاسم السمرقندي، والعبارة مقحمة حذفناها قياسا لأسانيد مماثلة أيضا.
455

أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة أنبأنا عبد الله بن براد أبو عامر الأشعري أنبأنا عبد الله بن إدريس عن
حريش بن أبي حريش عن طلحة قال وجد في البيت كتاب في حجر منقور في
الهدمة الأولى فدعي رجل فقرأه فإذا فيه عبدي المنتخب المتمكن المنيب المختار
مولده بمكة ومهاجرة طيبة لا يذهب حتى يقيم (1) السنة العوجاء ويشهد أن لا إله
إلا الله أمته الحمادون (2) يحمدون الله تبارك وتعالى بكل أكمة يأتزرون على
أوساطهم ويطهرون أطرافهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو الفرج غيث بن علي بن
عبد السلام وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد
أنبأنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان أنبأنا محمد بن جعفر بن سهل
الخرائطي (3) أنبأنا عبد الله بن أبي سعد (4) أنبأنا حازم بن عقال (5) بن
حبيب بن المنذر بن أبي (6) الحصين بن السموأل بن عاديا قال حدثنا
جامع بن (7) حيران بن جميع بن عثمان بن سماك (8) بن أبي الحصين بن
السموأل بن عاديا قال لما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر
الوفاة اجتمع إليه قومه من غسان فقالوا إنه قد حضر من أمر الله تعالى ما ترى وقد كنا
نأمرك بالتزويج في شبابك فتأبى وهذا أخوك الخزرج له خمسة (9) بنين وليس لك ولد
غير مالك قال لن يهلك هالك ترك مثل مالك إن الذي يخرج النار من الوثيمة (10)
قادر أن يجعل لمالك نسلا ورجالا بسلا وكل إلى الموت (11) ثم أقبل على مالك فقال

(1) بالأصل وخع: " يقوم " والمثبت عن مختصر ابن منظور 2 / 63.
(2) عن المختصر، وبالأصل وخع: الحامدون.
(3) الخبر في البداية والنهاية - من تحقيقنا - 2 / 404 - 405 وسيرة ابن كثير 1 / 339 - 340.
(4) بالأصل وخع " جعفر " والمثبت عن المصدرين السابقين.
(5) في البداية والنهاية وسيرة ابن كثير: عقال بن الزهر بن حبيب.
(6) عن خع والمصادر، وسقطت من الأصل.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي البداية والنهاية وسيرة ابن كثير: " جابر بن جدان ".
(8) بالأصل وخع: " شمال " والمثبت عن كتابي ابن كثير المتقدمين.
(9) بالأصل وخع: خمس.
(10) الوثيمة: الحجارة. (11) بالأصل وخع: " إلى موت " والمثبت عن كتابي ابن كثير.
456

أي بني المنية ولا الدنية والعقاب ولا العتاب التجلد ولا التلدد القبر خير من الفقر
إنه من قل ذل ومن كرم الكريم الدفع عن الحريم (1) والدهر يومان فيوم لك ويوم
عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصطبر وكلاهما سينحسر ليس ينفلت
منهما (2) فيها الملك المتوج ولا اللئيم المعلهج (3) سلم ليومك حيال ربك ثم أنشأ
يقول *
شهدت السبايا يوم آل محرق * وأدرك عمري (4) صيحة الله في الحجر
فلم أر ذا ملك من الناس واحدا * ولا سوقة إلا إلى الموت والقبر
فعل الذي أردى ثمودا وجرهما * سيعقب ربي نسلا آخر الدهر (5)
تقربهم من آل عمرو بن عامر * عيون لذي (6) الداعي إلى طلب الوتر
فإن تكن الأيام أبلين جسدي (7) * وشيبن رأسي والمشيب مع العمر
فإن لنا ربا علا فوق عرشه * عليما بما يأتي من الخير والشر
ألم يأت قومي أن لله دعوة * يفوز بها أهل السعادة والبر
إذا بعث المبعوث من آل غالب * بمكة فيما بين زمزم (8) والحجر
هناك فابغوا نصره ببلادكم * بني عامر إن السعادة في النصر *
قال ثم قضى من ساعته

(1) بياض بالأصل وخع، وما بين معكوفتين استدرك عن كتابي أين كثير ومختصر ابن منظور 2 / 64.
(2) بالأصل وخع: " ينقلب فيها " والمثبت عن مختصر ابن منظور وفيه " منها " وفي كتابي ابن كثير: " ليس يثبت
منهما " وفي المطبوعة: " يتفلت منهما ".
(3) بالأصل وخع: " المعلج " والمثبت عن مختصر ابن منظور وكتابي ابن كثير. وفي المطبوعة: العلج.
والمعلج: اللئيم، وقيل: الرجل الأحمق الهذر اللئيم (اللسان).
(4) في كتابي ابن كثير: أمري.
(5) في البداية والنهاية وسيرة ابن كثير:
سيعقب لي نسلا على آخر الدهر
(6) في ابن كثير: البداية والسيرة: لدي الداعي.
فإن لم تك الأيام أبلين جدتي
(8) في كتابي ابن كثير: مكة.
457

" باب
تطهير قلبه من الغل وإنقاء (1) جوفه بالشق والغسل "
أخبرنا أبو بكر وجيه (2) بن طاهر الشحامي أنبأنا أحمد بن الحسن بن
محمد (3) أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي (4) أنبأنا أبو العباس السراج
أنبأنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي أنبأنا عثمان بن عمر أنبأنا حماد بن سلمة عن
ثابت البناني عن أنس بن مالك أن جبريل أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يلعب مع الصبيان
فصرعه فشق بطنه ثم استخرج قلبه فشقه فاستخرج منه علقة قال هذا حظ الشيطان
منه ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم ثم أعاده مكانه ولأمه ثم خاطه فقال
أنس فكنت أرى أثر المخيط على بطنه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وأبو القاسم الشحامي قالوا
أخبرنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
وأخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ قالوا أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ أنبأنا عمر بن
أحمد بن عمر وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي قالا

(1) بالأصل وخع: وانقاح " والمثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 370.
(2) في خع: " دحية " تحريف.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة. وإسناد مماثل وانظر ترجمته في سير
أعلام النبلاء 18 / 252 وفيها: سمع من أبي محمد المخلدي... حدث عنه زاهر ووجيه ابنا طاهر.
(4) بالأصل وخع: " الخلدي " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 10.
458

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسماعيل (1) بن إسحاق بن خزيمة
أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي قال أنبأنا شيبان (2) بن
فروخ أنبأنا حماد يعني ابن سلمة أنبأنا ثابت بن سنان عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتاه
جبريل وهو يلعب مع الصبيان فأخذه فصرعه فشق قلبه قال الماسرجسي عن
قلبه فاستخرج منه (3) علقة قال هذا حظ الشيطان منك وفي حديث الماسرجسي
فاستخرج القلب منه فاستخرج علقة قال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من
ذهب من ماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده (4) في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني
ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون
أخبرنا أبو الربيع أبو ياسر سليمان بن عبد الله بن سليمان بن الفرج وأبو بكر
محمد بن الحسين المزرفي (5) قالوا أنبأنا أبو الحسين بن النقور
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو يعلى الفراء وأنبأنا أبو الحسين بن النقور في
جماعة قالوا أنبأنا الفقيه بن حبابة أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا عبيد الله بن
محمد بن حفص العيشي أنبأنا حماد عن ثابت عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتاه جبريل
صلوات الله وسلامه عليه وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه وشق عن قلبه
فاستخرج القلب فشق القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم
غسله في طشت من ذهب من (6) ماء زمزم ثم لأمه فأعاده في مكانه وجاء الغلمان
يسعون إلى أمه قال العيشي يعني ظئره (7) قالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه
فرأوه منتقع اللون
قال أنس فقد كنت أرى أثر المخيط في صدره عليه الصلاة والسلام
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن حسنون أنبأنا موسى بن

(1) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 490.
(2) عن سير أعلام النبلاء 11 / 101 وبالأصل وخع: سنان.
(3) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 371.
(4) بالأصل وخع: " عاده " والصواب ما أثبت.
(5) بالأصل وخع " المرزوقي " خطأ والصواب ما أثبت قياسا لسند مماثل، وانظر الأنساب (المزرقي).
(6) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 2 / 83 " بماء " بدل " من ماء ".
(7) بالأصل وخع: " الطيرة " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
459

عيسى بن عبد الله السراج أنبأنا أبو عبد الله بن أبي داود أنبأنا أبو الربيع سليمان بن
داود أنبأنا ابن وهب وأخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (1) الأصبهاني أنبأنا
أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا ابن قتيبة أنبأنا حرملة أنبأنا
ابن وهب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الأنباري أنبأنا أبو طاهر
أحمد بن محمد بن عمرو المديني أنبأنا يونس بن عبد الأعلى (2) أنبأنا ابن وهب
أنبأنا عمرو زاد ابن البنا وابن السمرقندي ابن (3) الحارث أن (4) عبد ربه بن سعيد
حدثه أن البناني حدثه عن أنس بن مالك (5) أن الصلاة فرضت بمكة وأن ملكين أتيا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذهبا به إلى زمزم فشقا بطنه فأخرجا حشوته في طشت من ذهب
فغسلاه بماء زمزم ثم كبسا (6) جوفه حكمة وعلما
في حديث أبي الربيع عن أنس بن مالك إن الصلاة فرضت وفيه ثم حشا
جوفه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الله بن الحسن (7) بن محمد بن
الخلال أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله وأبو محمد بن أبي عثمان قالا أنبأنا أبو علي
الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء الخلال أنبأنا أبو بكر أحمد (8) بن
عبد الله بن محمد صاحب أبي (9) صخرة قال قال علي بن مسلم الطوسي أنبأنا أبو

(1) بالأصل وخع: " أحمد " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(2) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا أبو طاهر " حذفناها، فابن وهب من الذين يروي عنهم يونس بن عبد الاعلى،
انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، وهو يروي عن عمرو بن الحارث.
(3) بالأصل وخع: " إن خطأ، والصواب " ابن " انظر الحاشية السابقة.
(4) عن خع، وبالأصل " ابن " خطأ.
(5) الحديث في البداية والنهاية 2 / 337 من تحقيقنا، وسيرة ابن كثير 1 / 233.
(6) الأصل وخع ومختصر ابن منظور 2 / 83 وفي البداية والنهاية وسيرة ابن كثير: لبسا.
(7) في خع: " الحسن " خطأ والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 368.
(8) بالأصل وخع: " أبو بكر بن عبد الله " والزيادة عن تاريخ بغداد 7 / 405.
(9) بالأصل وخع: " بن صاحب ابن صخرة " والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد 7 / 405.
460

داود الطيالسي أنبأنا جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي أخبرني عمر بن عروة بن
الزبير قال سمعت عروة بن الزبير يحدث عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله
كيف علمت أنك نبي حين علمت ذلك واستيقنت أنك نبي قال يا أبا ذر أتاني
ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء
والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال هو هو قال فزنه برجل قال فوزنت
برجل فرجحته ثم قال زنه بعشرة فوزناني بعشرة فوزنتهم ثم قال زنه بمائة
فرجحتهم ثم قال زنه بألف فوزناني فرجحتهم فجعلوا ينتشرون (1) علي من كفة
الميزان [* * * *]
قال فقال أحدهما للآخر لو وزنته بأمته رجحها ثم قال أحدهما لصاحبه أخرج
قلبه أو قال شق قلبه فشق قلبي فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فطرحهما ثم
قال أحدهما لصاحبه اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء (2) ودعا
بالسكينة كأنها درهرهة (3) بيضاء فأدخلت قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه خط بطنه
فخاطا بطني وجعلا الخاتم بين كتفي فما هو إلا أن وليا عني فكأنما أعاين الأمر
معاينة [773]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد القفال أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الوراق أنبأنا أبو بكر بن زياد أنبأنا يونس (4)
هو ابن عبد الأعلى أنبأنا ابن وهب حدثني يعقوب وهو ابن عبد الرحمن
الزهري عن أبيه عنه أيضا يعني عبد الرحمن بن هاشم بن (5) عتبة بن أبي وقاص عن
أنس بن مالك قال (6) أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث ليال قال خذوا خيرهم وسيدهم

(1) رسمها بالأصل وخع: " ينتشرون " ولعل الصواب ما أثبت، وانظر مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 373.
(2) الملاء: جمع ملاءة وهي الإزار والريطة (اللسان).
(3) بالأصل: " دره هره " وفي خع: " درهرهره " ولعل الصواب ما أثبت، ففي القاموس: الدرهرهة: الكوكبة
الوقادة (قاموس: دره).
(4) بالأصل: " أبو يونس " والصواب عن خع.
(5) بالأصل " عن " والمثبت عن خع.
(6) انظر الخبر في سيرة ابن كثير 1 / 231 والبداية والنهاية 2 / 337.
461

فأخذوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعمد به إلى زمزم فشق جوفه ثم أتي بتور (1) من ذهب فغسل
جوفه ثم ملئ حكما (2) وإيمانا
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن
مالك نبأنا عبد الله بن أحمد ثنا محمد (3) بن عباد المكي أنبأنا أبو ضمرة عن
يونس عن الزهري عن أنس قال كان أبي يحدث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فرج سقف
بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلوات الله وسلامه عليه ففرج صدري فغسل من ماء
زمزم ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانا فأفرغهما في صدري وأطبقه (4) [774]
انتهى
رواه غيره عن يونس فلم يذكر أبيا في إسناده
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (5) أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي
أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي (6) السكري أنبأنا أحمد بن الحسن بن
عبد الجبار أنبأنا محمد بن عباد أنبأنا أبو صفوان يعني الأموي واسمه عبد الله بن
سعيد بن عبد الملك بن مروان عن يونس عن الزهري أن أنسا كان يحدث أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري
ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وعلما فأفرغها في صدري
ثم أطبقه [775]
رواه أبو ضمرة عن يونس فزاد في الإسناد أبي بن كعب
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم محمد بن
علي بن الحسن (7) بن أبي عثمان أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى حدثنا

(1) من الأواني.
(2) الأصل وخع، وفي سيرة ابن كثير: حكمة.
(3) سقطت من الأصل وخع، والزيادة عن مسند أحمد 5 / 122.
(4) في مسند أحمد: " ثم أطبقه " وفي خع كالأصل.
(5) في خع " المرزقي " والصواب ما أثبت انظر الأنساب.
(6) بالأصل وخع: " الحسين " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 589.
462

الحسين بن (1) إسماعيل المحاملي أنبأنا محمد بن إدريس الرازي أنبأنا محمد بن
عيسى بن الطباع أنبأنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب حدثني أبي عن
جدي عن أبي قال سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) ما أول ما أبكرت من أمر النبوة
قال لقد سألت قال إني لفي صحراء وكلام فوقي يهوي إلي أسمعه فإذا رجل يقول للآخر أهو هو
قال نعم فاستقبلاني بوجوه لم أر على بياضها قط وعليهما ثياب لم أر مثل حسنها
قط ولهما أرواح لم أجد ريحا من أحد قط مثله قال فأخذ أحدهما بضبعي (2) وأخذ
الآخر بضبعي الآخر لا أحد يمسهما مسا فقال أحدهما للآخر اضجعه قال
فأضجعاني بلا هصر ولا قصر فقال لصاحبه افلق صدره ففلق صدري فيما أرى بلا
وجع ولا ألم ولا دم فقال أخرج منه الغل والحسد وأدخل فيه الرأفة والرحمة قال
فأخرج علقة فرمى بها ثم استخرج شيئا مثل الفضة فأدخله فيه وقال هذه الرأفة
والرحمة ثم قال بإبهامه اليمنى على صدري ثم قال ثم عد وأسلم قال ثم قمت ثم
جئت يعني ما غدوت به من رحمتي الصغير ورأفتي على الكبير [776]
أخبرناه أبو القاسم (3) بن السمرقندي النيسابوري (3) (4) أنبأنا أبو بكر
القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (5) حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو
يحيى البزاز أنبأنا يونس بن محمد أنبأنا معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن
كعب حدثني أبي محمد بن معاذ عن معاذ عن محمد عن أبي بن كعب أن أبا هريرة
كان جريئا (6) على أن يسأل (7) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أشياء لا يسأله (8) عنها غيره فقال

(1) بالأصل وخع: " عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن عثمان بن إسماعيل المحاملي " والصواب ما أثبت انظر
الأنساب (المحاملي) وترجمة عبد الله بن عبيد الله بن يحيى في سير أعلام النبلاء 17 / 221 وفيها: حدث
عن القاضي أبي عبد الله المحاملي.
(2) الضبغ: وسط العضد، وقيل: العضد كله. (اللسان).
(3) في المطبوعة السيرة 1 / 375 " أخبرنا أبو علي التميمي " مكان المثبت بالأصل
وخع بين الرقمين.
(4) بياض بالأصل، انظر الحاشية السابقة، ومكان البياض استدرك فيها: " أخبرنا أبو علي التميمي "
(5) مسند أحمد بن حنبل 5 / 139.
(6) بياض بالأصل، واللفظة المستدركة عن مسند أحمد 5 / 139.
(7) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مسند أحمد.
(8) عن المسند وبالأصل وخع: يسأل.
463

يا رسول الله ما (1) أول ما رأيت من أمر النبوة فاستوى (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالسا (3)
وقال لقد سألت أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشر سنين وشهرا إذا أنا بكلام فوق
رأسي وإذا رجل يقول لرجل هو هو قالا نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لأحد (4)
قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان
حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسا فقال أحدهما لصاحبه اضجعه
فأضجعاني بلا قصر ولا هصر (5) فقال (6) أحدهما لصاحبه افلق صدره فهوى
أحدهما إلى صدري ففلقها (8) فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له أخرج الغل
والحسد (9) فأخرج شيئا كهيئة العلقة فطرحها فقال له أدخل الرأفة والرحمة فإذا
مثل (10) الزج يشبه الفضة ثم هز إبهام (11) رجلي اليمنى فقال أعد (12) وأسلم
فرجعت بها أغدو به رقة إلى الصغير ورحمة للكبير [777]
هذا الإسناد أوفى بالإيصال من الذي قبله
أخبرتنا الشريفة أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ (13) على إبراهيم بن
منصور السلمي وأنا حاضرة قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي
أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم أنبأنا أبو محمد بقية بن الوليد الحمصي عن

(1) زيادة عن المسند، سقطت الفظة من الأصل وخع.
(2) بالأصل وخع: " ثم استوى " والمثبت عن المسند.
(3) عن خع والمسند، سقطت من الأصل.
(4) في المسند: " لخلق " وفي خع كالأصل.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند، ومكان العبارة بياض بالأصل وخع.
(6) في المسند: وقال.
(7) بالأصل وخع: " فحقر " كذا، والمثبت عن المسند.
(8) بالأصل وخع: " صدر قفلها " والمثبت عن المسند.
(9) بالأصل وخع: فأخرج الغل والحسد فأخرج شيئا...
(10) كذا بالأصل وخع، وفي المسند: فإذا مثل الذي أخرج.
(11) ما بين معكوفتين من المسند، ومكان العبارة بالأصل وخع: " ثم هوى بها من ".
(12) في المسند وخع: أغد.
(13) بالأصل وخع: " قرأ " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
464

بحير (1) بن سعد عن خالد بن معدان عن ابن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد (2)
حدثهم (3) أن رجلا سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف كان أول شأنك يا رسول الله قال
كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا
زادا فقلت يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل
إلي طيران أبيضان كأنهما نسران (4) فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال (5) نعم
فأقبلا يبتدراني فأخرجاني (6) فبطحاني للقفا فشقا بطني فاستخرجا (7) قلبي فشقاه
فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه ائتني بماء (8) وثلج فغسلا به
جوفي ثم قال ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال ائتني بالسكينة فذرها في قلبي ثم
قال أحدهما لصاحبه حصه (9) فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة [* * * *]
وقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة (10) فإذا أنا
لأنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يحز علي بعضهم فقال لو أن أمته وزنت به لمال بهم
ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت
فأشفقت أن يكون قد التبس بي فقالت أعيذك (11) بالله فرحلت بعيرا لها وجعلتني
على الرحل وركبت خلفي حتى بلغتني إلى أمي فقالت أديت أمانتي وذمتي (12)

(1) بالأصل وخع " بحري " تحريف والصواب ما أثبت عن الكاشف للذهبي، وورد في التهذيب والخلاصة:
" ابن سعيد ".
(2) بالأصل " عن عبده " وفي خع " عن عبده بن عبده " وفي كل تحريف، والصواب ما أثبت عن عتبة بن عبد.
انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، والكاشف للذهبي، وأسد الغابة.
(3) الحديث في دلائل النبوة للبيهقي 2 / 7 - 8 وأخرجه الحاكم في مستدركه 2 / 616 - 617 وقال: " هذا
حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 184.
(4) عن المصادر السابقة، وبالأصل وخع: " بشران ".
(5) عن البيهقي وبالأصل وخع: قالا.
(6) في البيهقي: ثم استخرجا.
(7) في البيهقي: ثم استخرجا.
(8) في المصادر: بماء ثلج.
(9) بالأصل وخع: " خصه فخصه " والمثبت عن البيهقي، وزيد يحصه: يخيطه. وفي اللسان: حاص
الثوب يحوصه حوصا وحياصة خاطه.
(10) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي.
(11) بالأصل وخع: " أعندك " والصواب عن المصادر.
(12) عن خع ومصادر الحديث، وبالأصل: وذريتي.
465

وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك قالت إني رأيت خرج مني نور (1) أضاءت منه
قصور الشام [778]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن
الحسين بن عبدان قراءة قالا (2) أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم أنبأنا
محمد بن عايذ أخبرني الوليد بن مسلم قال حدثنا صاحب لنا عن عبد الله بن
مسلم أنه حدثه قال حدثني عبادة بن نسي قال سمعت أبا العجفاء يقول حدثني
شداد بن أوس قال أقبل رجل من بني عامر شيخ كبير يتوكأ على عصاه (3) حتى مثل
بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد إنك تفوه بأمر عظيم تزعم أنك رسول الله
أرسلت إلى الناس كما أرسل موسى بن عمران وعيسى بن مريم والنبيون من
قبلهم وإنما أنت رجل من العرب (4) ممن يعبد هذه الحجارة والتماثيل فما لك
والنبوة وإنما النبوة من بيتين من بيت خلافة وبيت نبوة ولست من هذا ولا هذا
ولكن لكل قول حقيقة ولكل بدو شأن فحدثني بحقيقة قولك وبدو شأنك قال
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حليما لا يجهل فقال له يا أخا بني عامر إن الأمر (5) الذي
سألتني عنه قصصا ونبأ فاجلس حتى أنبئك (6) بحقيقة قولي وبدو شأني قال فجلس
العامري وتهافت العرب حذوا (7) بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم [* * * *]
إن والدي لما بنى بأمي حملت رأت فيما يرى النائم (8) أن (9) نورا خرج من
جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السماوات والأرض نورا فقصت ذلك على

(1) بالأصل وخع: " نورا ".
(2) بالأصل وخع: قالوا.
(3) عن خع وبالأصل " حصاة ".
(4) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور: العريب.
(5) في مختصر ابن منظور 2 / 83 " إن للامر "، وفي الطبري 2 / 161 " إن لهذا الحديث ".
(6) بالأصل وخع: " حتى أنبئك عنه فحقيقة " والمثبت عن المختصر.
(7) الحذو: الإزاء والمقابل (اللسان).
(8) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المختصر.
(9) بالأصل وخع: نور.
466

حكيمة (1) من أهلها فقالت لها والله لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو
ذكره بين السماء والأرض وكان هذا الحي من بني سعد بن هوازن ينتابون نساء أهل مكة
فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم وإن أمي ولدتني في العام الذي قدموا فيه
وهلك (2) والدي فكنت يتيما في حجر عمي أبي طالب فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن
ضرع صغير لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خيره وكانت فيهن امرأة يقال لها أم
كبشة ابنه الحارث فقالت والله لا أنصرف عامي هذا خائبة فأخذتني وألقتني على
صدرها فدر لبنها فحضنتني فلما بلغ ذلك عمي أبا طالب أقطعها إبلا ومقطعات من
الثياب ولم يبق عم من عمومتي إلا أقطعها وكساها فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن إليها
فقلن والله يا أم كبشة لو علمنا بركة تكون هكذا ما سبقتنا إليه
قال ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت إلي أصنام قريش والعرب فلا أقربها ولا
آتيها حتى إذا كان بعد زمين حتى خرجت بين أتراب لي من العرب نتقاذف بالأجلة قال
أبو عبد الملك يعني البعر (3) فإذا بثلاثة نفر مقبلين معهم طشت من ذهب مملوءا
ثلجا فقبضوا علي من بين الغلمان فلما رأى ذلك الغلمان انطلقوا هرابا ثم رجعوا
فقالوا يا معشر النفر إن هذا الغلام ليس منا ولا من العرب وإنه لابن سيد القريش
وبيضة المجد وما من حي من أحياء العرب إلا لا يلته (4) في رقابهم نعمة مجللة ولا
يصنعوا بقتل هذا الغلام شيئا فإن كنتم لا بد قاتليه فخذوا أحدنا فاقتلوه مكانه قال
فأبوا أن يأخذوا مني فدية (5) فانطلقوا وأسلموني في أيديهم فأخذني أحدهم فأضجعني
إضجاعا رفيقا فشق ما بين صدري (6) فصدعه فاستخرج منه مضغة سوداء منتنة فقذفها ثم
غسله في تلك الطشت بذلك الثلج ثم رده ثم أقبل الثاني فوضع يده على صدري إلى
عانتي فالتأم ذلك كله ثم أقبل الثالث وفي يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفي وثديي

(1) بالأصل وخع: " حليمة " والمثبت عن المختصر.
(2) عن المختصر وبالأصل وخع: أهلك.
(3) كذا بالأصل وخع والمختصر " الأجلة " وفي اللسان (جلل ": الجلة والجلة: البعر.
(4) في المختصر: لابائه.
(5) بياض بالأصل وخع قدر كلمة، واستدركت اللفظة عن المختصر.
(6) ثمة سقط في الكلام بالأصل وخع، والعبارة في المختصر: ما بين صدري إلى عانتي (في الطبري: إلى
منتهى عانتي). ثم استخرج قلبي فصدعه.
467

فلبث (1) زمانا من دهري وأنا أجد برد ذلك الخاتم ثم انطلقوا وأقبل الحي بحذافيرهم
وأقبلت معهم أمي التي أرضعتني فلما رأت ما بي أكرمتني وقالت يا محمد قتلت
لوحدتك (2) وليتمك وأقبل الحي يقبلون ما بين عيني إلى مفرق رأسي ويقولون يا
محمد قتلت لوحدتك (2) وليتمك احملوه إلى أهله لا يموت عندنا فحملت إلى
أهلي فلما رآني عمي أبو طالب قال والذي نفسي بيده لا يموت (3) ابن أخي حتى
تسود به قريش جميع العرب احملوه إلى الكاهن فلما حملت إليه فلما رآني قال يا
محمد حدثني ما رأيت وما صنع بك فأنشأت أقص عليه القصص فلما سمعه
وثب (4) علي فالتزمني (5) وقال يا للعرب (6) اقتلوه فوالذي نفسي بيده لئن بقي حتى
يبلغ (7) مبالغ الرجال ليشتمن موتاكم وليسفهن رأيكم وليأتينكم بدين ما سمعتم بمثله
قط قال فوثبت عليه أمي التي أرضعتني فقالت إن كانت نفسك قد عمتك (8) فالتمس
لها من يقتلها فإنا غير قاتلي هذا الغلام فهذا بدو شأني وحقيقة قولي [* * * *]
قال فقال العامري فما تأمرني يا محمد قال آمرك أن تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله وتصلي الخمس لوقتهن وتصوم شهر رمضان وتحج البيت
إن استطعت إليه سبيلا وتؤدي زكاة مالك قال فما لي إن فعلت ذلك قال " جنات
عدن تجري من تحتها الأنهار وذلك جزاء من تزكى " (9)
فقال يا محمد فأي المسمعات أسمع قال جوف الليل الدامس إذا هدأت
العيون فإن الله تعالى حي قيوم يقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر
له ذنبه هل من سائل فأعطيه سؤله

(1) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر: " فقد لبثت ".
(2) بالأصل وخع: " لو جدتك " والمثبت عن المختصر.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن خع والمختصر.
(4) بالأصل وخع " ثبت " والمثبت عن المختصر، وفي الطبري: " وثب إلي ".
(5) بياض بالأصل وخع واللفظة استدركت عن المختصر، وفي الطبري: فضمني إلى صدره.
(6) عن خع، بالأصل " للعرب " بدون " يا ".
(7) بالأصل وخع " بلغ " والمثبت عن المختصر.
(8) بالأصل وخع " تمهلت " والمثبت عن المختصر.
(9) طه الآية: 76 وفيها: (من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك جزاء من تزكي).
468

قال فوثب العامري فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله انتهى
هذا حديث غريب وفيه من يجهل وقد روي عن شداد من وجه آخر فيه
انقطاع [779]
أخبرناه أبو عبد الله الحسين (1) بن عبد الملك الأديب الخلال وأم المجتبا
فاطمة بنت ناصر العلوية قالا (2) أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي أنبأنا يحيى بن حجي بن النعمان الشامي أنبأنا
محمد بن يعلى الكوفي أنبأ وقالت فاطمة حدثنا عمر بن صبح (3) عن ثور بن يزيد
عن مكحول عن شداد بن أوس قال (4) بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أتاه
رجل من بني عامر هو سيد قومه وكبيرهم ومدرهم يتوكأ على عصاه فقام (5) بين يدي
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ونسب النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى جده فقال يا ابن عبد المطلب إني نبئت أنك
تزعم (6) أنك رسول الله إلى الناس أرسلك بما أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى (7)
وغيرهم من الأنبياء ألا وإنك (8) فلقد تفوهت بعظيم إنما كانت الأنبياء والملوك من
بيتين بيت من بني إسرائيل بيت نبوة وبيت ملك فلا أنت من هؤلاء ولا من هؤلاء
إنما أنت رجل من العرب ممن يعبد الحجارة والأوثان فما لك والنبوة ولكن لكل
وقالت فاطمة ولكل أمر حقيقة فائتني بحقيقة قولك وبدو شأنك
قال فأعجب النبي (صلى الله عليه وسلم) مسألته وقالت فاطمة بمسئلته ثم قال يا أخا بني
عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلسا فاجلس فثنى رجله وبرك كما يبرك
البعير فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدو شأني دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي

(1) بالأصل وخع: " الحسن " خطأ، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 620 (364).
(2) بالأصل وخع: " قال ".
(3) في الطبري: " صبيح " تحريف، وفي تهذيب التهذيب: " الصبح " وفي ميزان الاعتدال: صبح بضم أوله.
(4) الحديث في الطبري 2 / 160 وما بعدها.
(5) في الطبري: فمثل.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدركت عن الطبري.
(7) عن خع، سقطت من الأصل.
(8) رسمت بالأصل وخع: " الأوائل " والمثبت عن الطبري.
469

عيسى بن مريم وإني (1) كنت بكر أمي وأنها حملتني كأثقل ما يحمل الناس وقالت
فاطمة النساء حتى جعلت تشكو إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إن أمي رأت في المنام
أن الذي في بطنها نور قالت فجعلت أتبع بصري النور والنور (2) يسبق بصري حتى
أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها ثم إنها ولدتني فلما نشأت بغضت إلي الأصنام (3)
وبغض إلي الشعر واسترضع إلي في بني جشم بن بكر فبينما أنا ذات يوم في بطن
واد (4) مع أتراب لي من الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طشت من ذهب ملآن من ثلج
فأخذوني من بين أصحابي وانطلق أصحابي هرابا حتى انتهوا وقالت فاطمة إذا
انتهوا إلى شفير الوادي ثم أقبلوا على الرهط فقالوا مالكم ولهذا الغلام إنه غلام
ليس منا وهو ابن سيد قريش وهو مسترضع فينا من غلام يتيم ليس له أب فماذا يرد
عليكم قتله ولكن إن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فاقتلوه مكانه
ودعوا هذا الغلام فلم يجيبوهم فلما رأوا الصبيان أن القوم لا يجيبوهم انطلقوا هرابا
مسرعين إلى الحي يؤذونهم بهم ويستصرخوهم (5) على القوم فعمدوا إلى آخرهم
فأضجعني إلى الأرض إضجاعا لطيفا ثم شق ما بين صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر
فلم أجد لذلك مسا ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله ثم أعادها
مكانها وقالت فاطمة في مكانها [* * * *]
ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا أنظر
فصدعه فأخرج منه مضغة سوداء فرمى بها ثم قال بيده يمنة منها منه كأنه يتناول شيئا
فإذا أنا بالخاتم وقالت فاطمة بخاتم في يده من نور يخطف (6) أبصار الناظرين
دونه فختم قلبي فامتلأ نورا وحكمة وقال الخلال نور النبوة والحكمة ثم أعاده
مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا [* * * *]
ثم قام الثالث فنحا صاحبيه فأمر يده بين ثديي وقال الخلال صدري ومنتهى

(1) بالأصل وخع: " وإن " والمثبت عن الطبري.
(2) زيادة اقتضاها السياق، سقطت من الأصل وخع، عن الطبري.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي الطبري: أوثان قريش.
(4) بالأصل وخع: " وادي ".
(5) الطبري: ويستصرخونهم.
(6) الطبري: يحار الناظرون دونه.
470

عانتي فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى ثم أخذ يدي (1) فأنهضني من مكاني إنهاضا
لطيفا فقال الأول للذي شق بطني زنوه بعشرة من أمته فوزنوني فرجحتهم ثم قال
زنوه بمائة من أمته فوزنوني فرجحتهم ثم قال زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم
قال دعوه وقالت فاطمة زنوه فلو وزنتموه بأمته جميعا لرجح بهم ثم قاموا زادت
فاطمة إلي وقالا فضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ثم قال
وقال الخلال قالوا يا حبيب لم ترع إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت
عينك قال فبينما نحن (2) كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم وإذا أمي وهي
ظئري (3) أمام الحي تهتف بأعلا صوتها وهي تقول يا ضعيفاه قال فأقبلوا علي
يقبلوني ويقولون يا حبذا أنت (4) من وحيد ما أنت بوحيد إن الله معك وملائكته
والمؤمنون من أهل الأرض ثم قالت يا يتيماه استضعفت من بين أصحابك فقتلت
لضعفك فأكبوا علي وضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا يا حبذا أنت من
يتيم ما أكرمك (5) على الله لو تعلم ماذا يراد بك من الخير قال فوصلوا إلى شفير
الوادي فلما بصرت في ظئري قالت يا بني ألا (6) أراك حيا بعد فجاءت حتى أكبت
علي فضمتني إلى صدرها فوالذي نفسي بيده إني لفي حجرها فضمتني إليها وإن يدي
لفي يد بعضهم وظننت أن القوم يبصرونهم فإذا هم لا يبصرونهم فجاء بعض الحي (7)
فقال هذا غلام أصابه لمم أو طائف من الجن فانطلقوا بنا وقالت فاطمة به (8)
إلى الكاهن ينظر إليه ويداويه فقلت لهم وقالت فاطمة له (9) يا هذا ليس في
شئ مما تذكرون أرى نفسي وقال الخلال إن لي (10) نفس سليمة وفؤادي صحيحا

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، واستدرك عن الطبري.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدركت اللفظة عن الطبري.
(3) ما بين معكوفتين عن الطبري ومكان العبارة بالأصل وخع: " زاد الطبري "
(4) بعدها في خع: من ضعيف، ثم قالت: يا وحيداه، قال: فأكبوا علي وضموني إلى صدورهم وقالوا يا
حبذا أنت.
(5) بالأصل وخع: " كرمك " والمثبت عن الطبري.
(6) بالأصل وخع: " لا " والمثبت عن الطبري.
(7) في الطبري: بعض القوم.
(8) سقطت من الأصل وخع والزيادة عن الطبري.
(9) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(10) عن خع وبالأصل: في.
471

وليس بي قلبة (1) فقال أبي وهو زوج ظئري ألا (2) ترون كلامه صحيحا وقالت
فاطمة ألا ترون بني كلامه كلام صحيح إني لأرجو أن لا يكون بابني بأس (3) فاتفق
القوم على أن يذهبوا بي إلى الكاهن فاحتملوني حتى ذهبوا إليه فقصوا عليه قصتي
فقال اسكتوا حتى أسمع من الغلام فإنه أعلم بأمره فقصصت عليه أمري أوله وآخره
وقالت فاطمة من أوله إلى آخره فلما سمع مقالتي ضمني إلى صدره ونادى بأعلا
صوته قال يا آل (4) العرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه فواللات والعزى لئن
تركتموه (5) ليبدلن دينكم وليسفهن أحلامكم وأحلام آبائكم وليخالفن أمركم
وليأتين بدين لم تسمعوا بمثله قال فانتزعني ظئري من يده قالت وقال الخلال
قال لأنت أعته منه وأجن ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به ثم
احتملوني وردوني إلى أهلي فأصبحت مغموما وقالت فاطمة مغمرا (7) بما فعل بي
وأصبح أثر الشق ما بين صدري إلى منتهى عانتي كأنه شراك (9) فذلك وقالت
فاطمة ذاك حقيقة قولي وبدو شأني [* * * *]
فقال العامري أشهد أن لا إله إلا الله وأن أمرك حق فائتني (10) بأشياء أسألك
عنها قال سل عنك وكان يقول للسائلين قبل ذلك مثل عما بدا لك فقال يومئذ
للعامري سل عنك فإنها لغة بني عامر فكلمه بما يعرف فقال العامري أخبرني يا
ابن عبد المطلب ماذا يزيد (11) في الشر قال التمادي قال فهل ينفع البر بعد
الفجور قال النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم إن التوبة تغسل الحوبة والحسنات وقالت فاطمة وإن

(1) أي ليس به شئ، وأصله من القلاب، وهو داء يأخذ الإبل في رؤوسها فيقلبها إلى فوق، وفي اللسان: " ولا
يستعمل إلا في النفي ".
(2) بالأصل وخع: " لا " والصواب ما أثبت عن الطبري.
(3) بالأصل: " يا بني ما تين " وفي خع: بابني مأتين " والمثبت عن الطبري.
(4) زيادة اقتضاها السياق. وفي خع كالأصل، وفي الطبري: يا للعرب.
(5) بعدها بالأصل: " بي " والمثبت يوافق عبارة خع.
(6) عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
(7) كذا بالأصل وخع، وفي المطبوعة " معرا " يعني متغيرا وجهه وعليه صفرة (قاموس).
(8) عن الطبري وبالأصل وخع: بيراك.
(9) في الطبري: فأنبئني.
(10) بالأصل وخع: " ماذا تريد في الشئ " والصواب عن الطبري.
472

الحسنات يذهبن السيئات وإذا ذكر العبد ربه زادت فاطمة في الرجاء وقالا أغاثه
عند البلاء [* * * *]
قال العامري وكيف ذلك يا ابن عبد المطلب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك بأن الله
تعالى يقول لا أجمع لعبدي أبدا أمنين ولا أجمع له خوفين إن هو أمنني (1) في الدنيا
خوف (2) يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس (3) فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن
أمحق فقال وقالت فاطمة قال العامري يا ابن عبد المطلب إلى ما تدعوا
قال ادعوا إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وأن تخلع الأنداد وتكفر باللات
والعزى وتقر (4) بما جاء من (5) الله من كتاب ورسوله وتصلي الصلوات الخمس
بحقائقهم وتصوم شهرا من السنة وتؤدي زكاة مالك فيطهرك الله تعالى به ويطيب لك
مالك وتحج البيت إذا وجدت إليه سبيلا وتغسل من الجنابة وتقر بالبعث بعد الموت
وبالجنة والنار [* * * *]
قال يا ابن عبد المطلب إن فعلت هذا فما لي قال النبي " جنات عدن
تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى " (6)
قال يا ابن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شئ فإنه تعجبنا الوطاءة من
العيش فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم النصر والتمكين في البلاد [* * * *]
قال فأجاب العامري وأناب (7) [780]
مكحول لم يدرك شداد
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (8) أنبأنا أبو عبد الله

(1) عن خع وبالأصل " فايتني ".
(2) في الطبري: إن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع.
(3) الطبري: الفردوس.
(4) بالأصل وخع: " وتقرأ " والمثبت عن الطبري.
(5) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عن الطبري.
(6) سورة طه، الآية: 76.
(7) بالأصل: " وأبا " والمثبت عن خع.
(8) الحديث في دلائل البيهقي 1 / 139 وما بعدها.
473

الحافظ (1) محمد (2) بن عبد الله الحافظ أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف
العماني أنبأنا محمد بن زكريا الغلابي أنبأنا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن
علي بن عبد الله بن عباس (3) قال حدثني أبي عن أبيه سليمان بن علي عن أبيه
علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس قال كانت حليمة بنت أبي
ذؤيب التي وضعت النبي (صلى الله عليه وسلم) تحدث أنها لما فطمت رسول الله تكلم قالت سمعته يقول
كلاما عجيبا سمعته يقول الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
فلما ترعرع كان يخرج فينظر إلى الصبيان يلعبون فيتجنبهم فقال لي يوما من الأيام يا
أماه ما لي لا أرى اخوتي بالنهار قلت فدتك نفسي يرعون غنما لنا فيروحون من ليل
إلى ليل فأسبل عينيه وبكى وقال يا أماه فما أصنع ها هنا وحدي ابعثيني معهم
قلت وتحب (4) ذلك قال نعم قالت فلما أصبح دهنته وكحلته وقمصته وعمدت
إلى خرزة جزع (5) يمانية فعلقته في عنقه من العين وأخذ عصا وخرج مع أخوته فكان
يخرج مسرورا ويرجع مسرورا (6) فلما كان يوما من ذلك خرجوا يرعون بهما لنا حول
بيوتنا فلما انتصف النهار إذا أنا بابني ضمرة يعدو فزعا وجبينه يرشح قد علاه البهر
باكيا ينادي يا أبة يا أمة الحقا أخي محمدا فما تلحقاه إلا ميتا قلت وما قصته قالا
بينا نحن قيام (7) نترامى ونلعب إذ أتاه رجل فاختطفه من أوساطنا وعلا به ذروه
الجبل ونحن ننظر إليه حتى شق من صق صدره إلى عانته ولا أرى ما فعل به ولا أظنكما
تلحقاه أبدا إلا ميتا قالت فأقبلت أنا وأبوه يعني زوجها نسعى سعيا فإذا نحن به
قاعدا على ذروة الجبل شاخصا ببصره إلى السماء يتبسم ويضحك وأكببت عليه
وقبلت ما بين عينيه وقلت فدتك نفسي ما الذي دهاك قال خيرا يا أماه بينا أنا
الساعة قائم (8) على إخوتي إذ أتاني رهط ثلاثة بيد أحدهم إبريق فضة وبيد الثاني

(1) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا أبو بكر " وهي مقحمة، حذفناها ليوافق السند في دلائل البيهقي.
(2) بالأصل وخع " أنبأنا " تحريف والصواب عن البيهقي.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن البيهقي.
(4) في البيهقي: " أو تحب " وفي خع كالأصل.
(5) ضرب من الخرز، فيه بياض وسواد تشبه بن الأعين (اللسان).
(6) الزيادة عن البيهقي، سقطت من الأصل وخع.
(7) بالأصل وخع: " قياما).
(8) بالأصل وخع: " قائما " والمثبت عن البيهقي.
474

طشت من زمردة خضراء (1) ملأها ثلجا فأخذوني فانطلقوني إلى ذروة الجبل
فأضجعوني على الجبل إضجاعا لطيفا ثم شق من صدري إلى عانتي وأنا أنظر إليه فلم
أجد لذلك حسا ولا ألما ثم أدخل يده في جوفي فأخرج أحشاء بطني فغسلها بذلك
الثلج فأنعم غسلها ثم أعادها وقام الثاني فقال للأول تنح فقد أنجزت ما أمرك الله
تعالى به فدنا مني فأدخل يده في جوفي فانتزع قلبي وشقه فأخرج منه نكتة سوداء مملوءة
بالدم فرمى بها فقال هذا حظ الشيطان منك يا حبيب الله ثم حشاه بشئ كان معه وذره
مكانه ثم ختمه بخاتم من نور فأنا الساعة أجد برد الخاتم في عروقي ومفاصلي وقام (2)
الثالث فقال للثاني تنح فقد أنجزنا ما أمرنا الله تعالى فيه ثم دنا الثالث مني فمر يده في
مفرق صدري إلى منتهى عانتي قال الملك زنه بعشرة من أمته فوزنوني فرجحتهم
فقال دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجح بهم ثم أخذ بيدي فأنهضني إنهاضا لطيفا
فأكبوا علي وقبلوا رأسي وما بين عيني وقالوا (3) يا حبيب الله إنك لن تراع (4) ولو
تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك وتركوني قاعدا في مكاني هذا ثم جعلوا يطيرون
حتى دخلوا حيال السماء وأنا أنظر إليهم ولو شئت لأريتك موضع مكانهم (5)
محولهما [* * * *]
قالت فاحتملته فأتيت به منازل بني سعد بن بكر فقال الناس اذهبوا به إلى
الكاهن حتى ينظر إليه ويداويه فقال ما بي شئ مما تذكرون إني أرى نفسي سليمة
وفؤادي صحيح بحمد الله فقال قال لي الناس أصابه لمم أو طائف من الجن
فقال فغلبوني على رأيي فانطلقت به إلى الكاهن فقصصت عليه القصة قال دعيني
أنا أسمع منه فإن الغلام أبصر بأمره منكم تكلم يا غلام قالت حليمة فقص ابني
محمد قصته من (6) أولها إلى آخرها فوثب الكاهن قائما على قدميه فضمه إلى صدره
ونادى بأعلا صوته يا آل العرب يا آل العرب من شر قد اقترب اقتلوا هذا الغلام

(1) عن خع والبيهقي، وبالأصل " صفراء ".
(2) عن البيهقي وبالأصل وخع: فأقام.
(3) عن البيهقي، بالأصل وخع: وقال.
(4) بالأصل وخع: " ترع " والمثبت عن البيهقي.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: موضع دخولهما.
(6) في الدلائل: ما بين أولها.
475

واقتلوني معه فإنكم إن تركتموه وأدرك مدرك الرجال ليسفهن أحلامكم ولينكدن
أديانكم وليدعونكم إلى رب لا تعرفونه وإلى (1) دين تنكرونه [781]
قالت فلما سمعت مقالته انتزعته من يده وقلت لأنت أعته منه وأجن ولو
علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به أطلب لنفسك من يقتلك فإنا لا نقتل
محمدا فاحتملته فأتيت به منزلي فما أتيت يعلم الله منزلا من منازل بني سعد بن
بكر إلا وقد شممنا منه ريح المسك الأذفر وكان في كل يوم ينزل عليه رجلان أبيضان
فيغيبان في ثيابه ولا يظهران فقال الناس رديه يا حليمة إلى (2) جده عبد المطلب
وأخرجيه من أمانتك قالت فعزمت على ذلك فسمعت مناديا ينادي هنيئا لك يا
بطحاء مكة اليوم يرد عليك النور (3) والدين والبهاء والكمال فقد أمنت أن
تخذلين أو تحزنين (4) أبد الآبدين ودهر الداهرين قالت فركبت أتاني وحملت
النبي (صلى الله عليه وسلم) بين يدي أسير حتى أتيت الباب الأعظم من أبواب مكة وعليه جماعة
فوضعته لأقضي حاجة وأصلح شأني سمعت هدة (5) شديدة فالتفت فلم أره (6)
فقلت معاشر الناس أين الصبي قالوا أي الصبيان قلت محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب الذي (7) نضر الله تعالى به وجهي وأغنى عيلتي وأشبع جوعتي ربيته
حتى إذا أدركت به سروري وأملي أتيت به أرده وأخرج من أمانتي فاختلس من يدي
من غير أن يمس قدميه الأرض واللات والعزى لئن لم أره لأرمين بنفسي من شاهق
الجبل ولأتقطعن إربا إربا فقال الناس إنا لنراك غائبة عن الركبان ما معك
محمد (8) قالت قلت الساعة كان بين أيديكم قالوا ما رأينا شيئا فلما آيسوني
وضعت يدي على رأسي فقلت وا محمداه وا ولداه أبكيت الجواري الأبكار

(1) البيهقي: ودين.
(2) البيهقي: على.
(3) عن خع والبيهقي غير واضحة بالأصل.
(4) ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي، ومكان العبارة بياض بالأصل، وسقطت العبارة من خع.
(5) بالأصل وخع: " جدة " والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل " فلم أر " بعدها بياض قدر كلمة، وفي خع: " فلم أر شيئا " والمثبت " فلم أره " عن الدلائل.
(7) بياض بالأصل، والمستدرك عن خع والدلائل.
(8) بالأصل وخع: " محمدا " والمثبت عن الدلائل.
476

لبكائي وصاح (1) الناس معي بالبكاء حرقة لي فإذا أنا بشيخ كبير (2) كالفاني متوكئا
على عكازة له قالت فقال لي مالي لا أراك (3) تبكين وتصيحين (4) قالت فقلت
فقدت ابني محمدا قال لا تبكي أنا أدلك على من يعلم علمه وإن شاء أن يرده
عليك فعل قالت (5) قلت دلني عليه قال الصنم الأعظم قالت ثكلتك أمك
كأنك لم تر ما نزل باللات والعزى في الليلة التي ولد فيها محمدا (صلى الله عليه وسلم) قال إنك
لتهذين (6) ولا تدرين ما تقولين أنا أدخل عليه فأسأله أن يرده عليه قالت حليمة
فدخل وأنا أنظر فطاف بهبل أسبوعا وقبل رأسه ونادى يا سيدي لم تزل منعما على
قريش وهذه السعدية تزعم أن محمدا قد ضل قال فانكب هبل على وجهه فتساقطت
الأصنام بعضها على بعض ونطقت أو نطق منها فقالت إليك عنا أيها الشيخ إنما
هلاكنا على يدي محمدا قالت فأقبل الشيخ لأسنانه اصتكاك (7) ولركبتيه ارتعادا
وقد ألقى عكازته من بين (8) يديه وهو يبكي ويقول يا حليمة لا تبكي فإن لابنك
ربا (9) لا يضيعه فاطلبيه على مهل فقالت فخفت أن يبلغ الخبر عبد المطلب قبلي (10)
فقصدت قصده فلما نظر إلي قال أسعد نزل بك أم نحوس قالت قلت بل نحس
الأكبر ففهمها مني وقال لعل ابنك قد ضل منك قالت قلت نعم بعض قريش
اغتاله فقتله فسأل عبد المطلب سيفه وغضب وكان إذا غضب لم يلتفت (11) له أحد
من شدة غضبه فنادى بأعلا صوته يا سبيل (12) وكانت دعوتهم في الجاهلية فأجابته
قريش بأجمعهم فقالت ما قصتك يا أبا الحارث فقال فقد ابني محمد فقالت

(1) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: وضج.
(2) سقطت اللفظة من الدلائل.
(3) بعدها في الدلائل: أيها السعدية.
(4) في الدلائل: وتضجين.
(5) عن الدلائل: وبالأصل " قال ".
(6) الأصل وخع: " لا تهدين " والمثبت عن الدلائل.
(7) بالأصل وخع: " إسكاكا " والمثبت عن الدلائل.
(8) في الدلائل: من يده.
(9) بالأصل وخع: " دينا " والمثبت عن البيهقي.
(10) بالأصل وخع: " فبكي " تحريف، والمثبت عن الدلائل.
(11) في البيهقي: لم يثبت.
(12) في البيهقي: يا يسيل.
477

قريش اركب نركب معك فإن شققت (1) جبلا شققنا معك وإن خضت بحرا خضنا
معك قال فركب فركبت معه قريش جميعا فأخذ على أعلا مكة وانحدر على أسفلها
فلما أن لم ير شيئا ترك الناس واتشح بثوب وارتدى بآخر وأقبل إلى البيت الحرام
فطاف أسبوعا ثم أنشأ يقول *
يا رب إن محمدا لم يوجد * فجميع قومي كلها (2) متردد *
فسمعت مناديا ينادي من جو الهواء (3) معاشر القوم لا تضجوا (4) فإن
لمحمد ربا لا يخذله ولا يضيعه فقال عبد المطلب يا أيها الهاتف من لنا به قالوا
بوادي تهامة عند شجرة اليمنى فأقبل عبد المطلب راكبا فلما صار في بعض الطريق
تلقاه ورقة بن نوفل فصارا جميعا يسيران فبينما هم كذلك إذا النبي (صلى الله عليه وسلم) قائم تحت
شجرة يجذب أغصانها ويعبث بالورق فقال عبد المطلب من أنت يا غلام فقال أنا
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قال عبد المطلب فدتك نفسي وأنا جدك
عبد المطلب ثم احتمله على عاتقه (5) ولثمه وضمه إلى صدره وجعل يبكي ثم
حمله على قربوس (6) سرجه ورده إلى مكة فاطمأنت قريش فلما اطمأن الناس نحر
عبد المطلب عشرين (7) بعيرا وذبح أكبشا (8) والبقر وحمل طعاما وأطعم أهل مكة
قالت حليمة ثم جهزني عبد المطلب بأحسن الجهاز وصرفني وانصرفت إلى
منزلي وإذا بكل خير دنيا لا أحسن وصف كنه خيري وصار محمد عند جده
قالت حليمة وحدثت عبد المطلب بحديثه كله فضمه إلى صدره وبكى وقال
يا حليمة إن لابني شأنا وددت أني أدرك ذلك الزمان

(1) في الدلائل: فإن سبقت خيلا سبقنا معك.
(2) في البيهقي: كلهم.
(3) بالأصل وخع: " من حواليهم " والمثبت عن البيهقي.
(4) في البيهقي: لا تصيحوا.
(5) بعدها في البيهقي: وعانقه.
(6) القربوس: حنو السرج (اللسان).
(7) في الدلائل: جزورا.
(8) في الدلائل: الشاء.
478

هذا حديث غريب جدا وفيه (1) ألفاظ ركيكة لا تشبه الصواب (2) ويعقوب بن
جعفر غير مشهور في الرواية والمحفوظ من حديث حليمة ما تقدم قبل من رواية
عبد الله بن جعفر
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي (3) وأبو المحاسن سعد بن
علي بن الموفق بن زياد وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأرزنجاني (4) وأبو
الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهرويون قالوا أخبرنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
أحمد بن حمويه أنبأنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي أنبأنا عبد الله بن صالح حدثني
معاوية عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن ابن غنم قال نزل جبريل على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشق بطنه ثم قال جبريل قلب وكيع فيه أذنان سمعيتان (5) وعينان
يبصران (6) محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المقفي الحاشر قلبك قيم ولسانك صادق ونفسك
مطمئنة (7)

(1) بالأصل وخع: وفيها.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع، والزيادة عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 388.
(3) عن خع وبالأصل: الفضيل.
(4) هذه النسبة إلى أرزنجان، من بلاد أرمينيا. وفي خع: " الاذرنجاني ".
(5) عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 1 / 389 وبالأصل وخع: سمعيان.
(6) الأصل وخع، وفي المطبوعة: بصيرتان.
(7) إلى هنا تنتهي المطبوعة ابن عساكر السيرة.
479

" باب
ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء "
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي القاضي البيهقي وأبو
القاسم بن طاهر الشحامي قالا أنبأنا أبو بكر بن خلف المقرئ
وأخبرنا أبو بكر وجيه (1) بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن
الحسن بن محمد الأزهري أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنبأنا أبو
العباس السراج أنبأنا عبد الرحمن أنبأنا عبد الله بن سعيد أبو قدامة أنبأنا معاذ بن
هشام عن أبيه عن قتادة أنبأنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة (2) أن
نبي الله عليه الصلاة والسلام قال بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان أتيت بطشت من
ذهب ممتلئ (3) إيمانا وحكمة فشق (4) من النحر إلى مراق (5) البطن وأخرج القلب
فغسل بماء زمزم ثم ملئ إيمانا وحكمة وأتيت وقال المغربي فأوتيت بدابة أبيض
دون البغل وفوق الحمار يقال له البراق فانطلقت أنا وجبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل
من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قيل وقد أرسل إليه قال
نعم قالوا مرحبا به ونعم المجئ جاء فأتيت على آدم فسلمت عليه فقال مرحبا بك
من ابن (6) ونبي [* * * *]

(1) بالأصل وخع: " دحية " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(2) انظر دلائل البيهقي 2 / 377 ومسلم في الصحيح كتاب الايمان ح (265) ج 1 / 151.
(3) بالأصل وخع " ملا " والمثبت عن البيهقي.
(4) عن البيهقي وبالأصل وخع: يشق.
(5) مراق البطن: ما سفل من البطن ورق من جلده.
(6) في البيهقي 2 / 374 والمختصر 2 / 114 مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
480

فأتينا السماء الثانية قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل وقال
المغربي قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قيل وقال المغربي فقال وقد أرسل إليه قال
نعم (1) قالوا مرحبا به ونعم المجئ جاء فأتيت على يحيى وعيسى عليهما السلام
فسلمت عليهما فقالا مرحبا بك من أخ ونبي [* * * *]
فأتينا السماء الثالثة قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال
محمد (صلى الله عليه وسلم) قيل وقد أرسل إليه قال نعم قالوا (2) مرحبا به نعم المجئ جاء زاد
المغربي فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي [* * * *]
فأتينا السماء الرابعة قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل
محمدا قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قالوا (3) مرحبا به ونعم المجئ جاء
فأتيت على إدريس عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك (4) من أخ ونبي [* * * *]
فأتينا السماء الخامسة قيل من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قال
محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قالوا (5) مرحبا به نعم المجئ جاء
فأتيت على هارون فسلمت عليه فقال مرحبا بك (6) من أخ ونبي [* * * *]
فأتينا السماء السادسة قيل من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قال
محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قالوا (7) مرحبا به نعم المجئ جاء
فأتيت على موسى فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي فلما جاوزت (8) بكى
قيل وما أبكاك قال رأيت هذا الغلام الذي بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما
يدخل من أمتي [* * * *]

(1) زيادة عن الدلائل والمختصر سقط من الأصل وخع.
(2) زيادة عن الدلائل، سقط من الأصل وخع.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع.
(4) زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(5) سقطت العبارة من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل 2 / 475.
(6) زيادة اقتضاها السياق. وفي الدلائل والمختصر: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
(7) زيادة عن الدلائل.
(8) في الدلائل: " جازوته " وفي المختصر: جاوزبه ".
481

فأتيت وقال المغربي فأتينا السماء السابعة قيل من هذا قال جبريل قيل
ومن معك قيل محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قالوا (1) مرحبا به ونعم
المجئ جاء فأتيت على إبراهيم عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من ابن
ونبي فرفع إلي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه
كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه آخر ما عليهم ورفعت لي (2) سدرة المنتهى
فرأيت نبقها (3) كأنه قلال (4) هجر وورقها كأنه آذان الفيلة ورأيت في أصلها أربعة أنهار
نهران ظاهران ونهران باطنان فسألت جبريل فقال أما هذان الباطنان فمن الجنة وأما
هذان الظاهران فالنيل والفرات وفرضت علي خمسون صلاة فأقبلت حتى أتيت على
موسى فقال ما صنعت قلت فرضت علي خمسون صلاة قال إني أعلم بالناس منك
وقد عالجت بني إسرائيل أشد (5) المعالجة وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف عنك فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف وقال المغربي تخففها عني
فجعلتها أربعين صلاة فأقبلت حتى أتيت على موسى فقلت ما صنعت قلت جعلها
أربعين صلاة قال إني أعلم بالناس منك وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة
وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فكلمه أن يخفف عنك فرجعت عليه فسألته أن
يخفف عني فجعلها ثلاثين صلاة فأقبلت حتى أتيت على موسى قال ما صنعت
قلت جعلها ثلاثين صلاة قال إني أعلم بالناس منك قد عالجت بني إسرائيل أشد
المعالجة وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك فرجعت
إلى ربي فسألته التخفيف عني فجعلنا عشرين صلاة إلى ها هنا حدثنا معاذ بن هشام
إملاء من حفظه وقطع الحديث من ولم يقل المغربي من وقالا هاهنا حدثنا
عبيد الله بن سعيد قال فحدثنا يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن أبي (6) عبد الله
أنبأنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحو من هذا غير

(1) زيادة عن الدلائل.
(2) في البيهقي " لنا ".
(3) النبق جمع نبقة وهو حمل السدر.
(4) القلال: الجرار، يريد أنها كبيرة.
وهجر: بلد قرب المدينة.
(5) عن الدلائل، وبالأصل: أشر.
(6) في خع: هشام بن عبد الله.
482

أن يحيى لم يقل أبيض وربما اختصر بعض الكلام من ها هنا ما زاد يحيى ولم أسمعه من
معاذ قال وسألته أن يخفف عني ثم عشرين ثم عشرا ثم خمسا فأتيت على موسى
فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فقلت إني أستحيي من ربي من كم أرجع فنودي أن
قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزئ بالحسنة عشر أمثالها سقط من
رواية المخلدي ذكر يوسف وذكره المغربي في السماء الثالثة وكذلك سقط من رواية
المخلدي ذكر السماء الرابعة وفيه مواضع ملحوقة ذكرناها على ما في رواية
المغربي [782]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
الوزير أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا العباس بن الوليد النرسي أنبأنا يزيد بن
زريع أنبأنا سعيد بن أبي عروبة قال وحدثنا زياد بن أيوب الطوسي أنبأنا عبدة بن
سليمان بن سعيد بن أبي عروبة قال قال البغوي حدثني عبيد الله بن عمر
القواريري أنبأنا معاذ بن هشام حدثني أبي جميعا عن قتادة وهذا لفظ حديث عباس
الزينبي عن يزيد بن زريع أنبأنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن مالك بن
صعصعة وكان من قومه عن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال أتيت وأنا عند البيت وأنا بين النائم
واليقظان فسمعت يقال أحد الثلاثة بين الرجلين فانطلق بي فانشرخ (1) ما بين صدري
إلى كذا وكذا قال (2) قتادة فقلت للذي معي ما يعني يقول قال يقول إلى أسفل
بطنه أشار أنس بيده إلى أسفل بطنه فاستخرج قلبي ثم أتيت بطشت من ذهب فيها من
ماء زمزم فغسل ثم أعيد مكانه قال (3) وحشي وكنز (4) إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة
أبيض فوق الحمار ودون البغل يقال له البراق يقع خطوه عند أقصا طرفه فحملت
عليه ثم انطلقت ومعي (5) جبريل عليه السلام حتى أتيت إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل
فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قال أوقد أرسل إليه
قال نعم ففتح لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء قال فأتيت على آدم عليه

(1) في المختصر: " فشرح "، وخع كالأصل.
(2) زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(3) زيادة عن البيهقي 2 / 374.
(4) في المختصر: أو كنز.
(5) عن المختصر، وبالأصل وخع: ومع.
483

السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال مرحبا
بالابن الصالح والنبي الصالح [* * * *]
ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل (1) من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا أوقد بعث إليه قال نعم ففتح لنا
وقالوا مرحبا ولنعم المجئ جاء قالت فأتيت على عيسى ويحيى ابني الخالة عليهما
السلام فقلت يا جبريل من هذان قال عيسى ويحيى فسلمت عليهما فقالوا
مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح [* * * *]
قال ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقالوا من هذا قال
هذا جبريل قالوا (2) ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم
ففتحوا لنا وقالوا مرحبا ولنعم المجئ جاء قال فأتيت على يوسف عليه السلام
فقلت يا جبريل من هذا قال أخوك يوسف أو هذا يوسف قال فسلمت عليه
فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح [* * * *]
قال ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم ففتحوا
وقالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء قال فأتيت على إدريس عليه السلام فقلت يا
جبريل من هذا قال هذا إدريس فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي
الصالح [* * * *]
قال ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقالوا (3) من هذا
قال جبريل قالوا (4) ومن معك قال محمد قالوا (4) وقد بعث إليه قال نعم
قالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتيت على هارون عليه السلام فقلت يا جبريل

(1) في المختصر والبيهقي: فقيل.
(2) في المختصر والبيهقي: قيل.
(3) في الدلائل: فقيل. والمختصر كالأصل.
(4) في الدلائل: " قيل " والمختصر وخع كالأصل.
484

من هذا قال هذا هارون (1) فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي
الصالح [* * * *]
قال ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا (2) أوقد بعث إليه قال نعم قال ففتح
لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتيت على موسى عليه السلام فقلت يا جبريل
من هذا قال هذا موسى أو أخوك موسى فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ
الصالح قال فلما جاوزته بكى قال فنودي ما يبكيك قال رب هذا غلام بعثته
بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي [* * * *]
قال ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا (2) أوقد بعث إليه قال نعم ففتح (3)
لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء قال فأتيت على إبراهيم عليه السلام
فقلت يا جبريل من هذا قال أبوك (4) إبراهيم أو قال إبراهيم فسلمت عليه فقال
مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح [* * * *]
قال ثم رفعت لنا السدرة المنتهى فحدث نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أن نبقها مثل قلال هجر
وورقها مثل آذان الفيلة وحدث نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أو قال رأيت أربعة أنهار يخرجن من أصلها
قلت يا جبريل ما هذه الأنهار (5) قال أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما
النهران الظاهران فالنيل والفرات قال وأتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن
فعرضا علي فاخترت اللبن فقال أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة وأمرت
بخمسين صلاة كل يوم أو فرضت علي خمسون صلاة كل يوم فأقبلت حتى أتيت
موسى فقال بما أمرت قال أمرت بخمسين صلاة قال فقال إني قد بلوت الناس

(1) الأصل وخع والمختصر، وفي الدلائل: هذا أخوك هارون.
(2) الدلائل: قيل.
(3) عبارة: " ففتح لنا " سقطت من الدلائل.
(4) بالأصل وخع: " أخيك " والصواب عن الدلائل والمختصر.
(5) عن الدلائل والمختصر، وبالأصل وخع: النهرات.
485

قبلك (1) وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق (2) ذلك فارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال فرجعت إلى ربي عز وجل فحط عني خمسا فأقبلت
حتى أتيت على موسى قال بم أمرت قلت بخمس وأربعين صلاة كل يوم قال فقال
إني قد بلوت الناس قبلت وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك
فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فما زلت اختلف بين ربي وبين موسى يحط عني
خمسا خمسا حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم فأتيت على موسى قال بم أمرت
قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم فقال إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني
إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك
قال فقلت لقد رجعت إلى ربي تبارك وتعالى حتى لقد استحييت (3) منه ولكن أرضى
وأسلم قال فنوديت أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت كل حسنة
عشر (4) أمثالها [783]
قال فانتهى حديث أنس بن مالك إلى هذا
أخبرناه مختصرا (5) أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أنبأنا
أبو (6) عثمان سعيد بن محمد البحيري (7) أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن أبي الحسين البزار أنبأنا
عيسى بن علي قالا أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال وفاطمة بنت ناصر العلوية
قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي

(1) عن خع والدلائل والمختصر، سقطت الفظة من الأصل.
(2) في الدلائل: لا يطيقون.
(3) عن الدلائل والمختصر، وبالأصل: " عشرة " والمثبت عن الدلائل.
(5) بالأصل وخع: بعدها: يعلي، انظر سير أعلام النبلاء 19 / 639.
(6) سقطت من الأصل وخع والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 103.
(7) بالأصل وخع: " البختري " تحريف، والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 18 / 103 والأنساب
(البحيري).
486

قالا حدثنا هدبة (1) بن خالد أنبأنا همام زاد زاهر بن يحيى حدثنا وقالا عيسى
عن قتادة عن أنس بن مالك ولم يقل عيسى بن مالك عن مالك (2) بن صعصعة
عن النبي عليه الصلاة والسلام وقال ذكر حديث الإسراء بطوله قال عيسى قال
البغوي قال هدبة لم يزدنا على هذا وفي حديث زاهر وابن المقرئ أن نبي الله عليه
الصلاة والسلام حدثهم عن ليلة الإسراء قال بينما أنا في الحطيم (3) وربما قال في
الحجر مضطجعا إذ أتاني آت قال فأتاني وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه وذكر
الحديث بطوله كتبته في حديث هدبة هذا قول ابن المقرئ [784]
وأخبرنا من هذين وهو مختصر أيضا أبو القاسم بن الحصين وأبو نصر أحمد بن
عبد الله بن رضوان وأبو علي الحسن بن أبي سعد السبط وأبو غالب بن أبي علي البنا
قالوا أخبرنا الحسن أبو علي الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك القطيعي أنبأنا
أحمد بن علي الأبار (4) أنبأنا علي بن عثمان اللاحقي أنبأنا أبو عوانة عن قتادة عن
أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة قال وأنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا أحمد بن
علي الأبار (5) أنبأنا هدبة بن خالد أنبأنا همام عن قتادة عن أنس عن مالك بن
صعصعة والحديث حديث علي بن عثمان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بينما أنا عند البيت
بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين فانطلق بي فشرح
صدري إلى كذا وكذا وقال قتادة قلت لرجل ما يعني قال إلى أسفل بطنه قال
وأتيت بماء زمزم في طشت من ذهب فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه
وحشي إيمانا وحكمة ثم أوتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يقع
خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل
فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد عليه الصلاة والسلام قيل
أوقد بعث إليه قال نعم ففتح لنا فقالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتينا على آدم

(1) بالأصل وخع: " هدية " والصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
(2) عن خع، سقطت من الأصل، وانظر ما سبق من إسناد في الرواية السابقة للحديث.
(3) انظر معجم البلدان 2 / 273.
(4) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا أبو علي بن الابار " والصواب ما أثبت انظر ترجمة أحمد في سير أعلام النبلاء
13 / 443 وفيها: حدث عن علي بن عثمان اللاحقي... حدث عنه أبو بكر القطيعي.
(5) بالأصل وخع: " الاحمى " والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
487

عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال مرحبا
بالابن الصالح والنبي الصالح [* * * *]
قال ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد عليه الصلاة والسلام قال وقد بعث إليه قال
نعم ففتح لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتينا على يحيى وعيسى عليهما
السلام فسلمنا عليهما فردا علينا فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح [* * * *]
ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل
قيل ومن معك قال محمد قال أوقد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا فقالوا
مرحبا ولنعم المجئ جاء فأتينا على يوسف فقلت يا جبريل من هذا قال هذا
يوسف فسلمت عليه فرد عليه وقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح [* * * *]
قال فانطلقنا ثم أتينا السماء الخامسة (1) فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قال أوقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به
ولنعم المجئ جاء [* * * *]
وذكر الحديث بطوله كذا في كتاب ابن مالك
هذا حديث متفق على صحته أخرجه البخاري عن هدبة هذا (2) وقد اختلف فيه
على أنس بن مالك على وجوه فرواه عنه قتادة هكذا ورواه محمد بن مسلم الزهري
عن أنس بن مالك فاختلف عنه فيه فروي عنه عن أنس عن أبي ذر وروي عنه عن أنس
عن أبي بن كعب ورواه ثابت بن مسلم وشريك بن عبد الله بن أبي نمر
وعبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعبد العزيز بن صهيب وأبو عمران
عبد الملك بن حبيب بن جون عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام
نفسه لم يذكروا بينهما أحدا إلا أن حديث الجوني مختصرا
فأما حديث الزهري الذي قال فيه عن أبي ذر

(1) كذا بالأصل وخع. ولعل الصواب: الرابعة.
(2) البخاري في 63 كتاب مناقب الأنصار 42 باب المعراج حديث 3887 فتح الباري 7 / 301.
488

فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمدون بن عبد الواحد الشيرازي أنبأنا أبو
طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن
الحسن (1) بن قتيبة أنبأنا حرملة ويزيد بن موهب (2) جميعا قالا أنبأنا ابن وهب
حديث المعراج قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال (3) كان
أبو ذر يحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فرج عن (4) سقف بيتي وأنا بمكة فنزل
جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطشت من ذهب ممتلئ حكمة
وإيمانا فأفرغها (5) في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا قال
جبريل لخازن سماء الدنيا افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال هل معك من
أحد قال نعم معي محمد قال أفأرسل إليه قال نعم ففتح لنا قال فلما علونا
السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر عن يمينه ضحك
وإذا نظر عن يساره بكا قال فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت
يا جبريل من هذا قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل
اليمين (6) منهم أهل الجنة وأهل الأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل (7)
يمينه ضحك وإذا نظر قبل (8) شماله بكا قال ثم عرج بي جبريل عليه السلام حتى أتى
بي السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال قال له خازنها مثل ما قال خازن السماء
الدنيا ففتح [* * * *]
قال أنس بن مالك فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وعيسى
وموسى وإبراهيم عليهم السلام ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد
آدم (9) في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال فلما مر جبريل

(1) بالأصل وخع: " الحيس " والصواب ما أثبت انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 14 / 292.
(2) في خع " وهب " تحريف، انظر سير أعلام النبلاء 11 / 96.
(3) دلائل البيهقي 2 / 379.
(4) سقطت اللفظة من الأصل، عن البيهقي. يعني فتح فيه فتح.
(5) في الدلائل: ثم أفرغها.
(6) في خع: " اليمن " تحريف.
(7) بالأصل وخع: " قبل عن يمينه " والمثبت عن دلائل البيهقي.
(8) بالأصل وخع: " قبل عن شماله " والمثبت عن دلائل البيهقي.
(9) سقطت اللفظة من الأصل وخع، واستدركت عن البيهقي.
489

برسول (1) الله (صلى الله عليه وسلم) بإدريس (2) عليه السلام قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصلاح
ثم مر فقلت بمن هذا قال هذا إدريس قال ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي
الصالح والأخ الصالح قال فقلت من هذا قال هذا موسى
قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا
قال هذا عيسى [* * * *]
قال ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال ثم
قلت من هذا قال هذا إبراهيم [* * * *]
قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري يقولان
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم عرج بي حتى ظهرت مستوى (3) سمعت (4) فيه صريف (5)
الأقلام [* * * *]
قال ابن حزم وأنس قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففرض الله تعالى على أمتي خمسين
صلاة قال فرجعت بذلك حتى أمر بموسى فقال موسى ماذا فرض الله تعالى على
أمتك قال فقلت فرض عليهم خمسين صلاة قال موسى فراجع ربك فإن أمتك لا
تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها قال فرجعت إلى موسى فأخبرته
فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فقال هي خمس وهي
خمسون صلاة لا يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد (6) قال فرجعت إلى موسى
فأخبرته فقال ارجع (7) إلى ربك فقلت قد استحييت (8) من ربي قال ثم انطلق بي

(1) بالأصل وخع: " ورسول الله " والمثبت عن البيهقي.
(2) بالأصل وخع: " وإدريس " والمثبت عن البيهقي.
(3) في الدلائل: لمستوي.
(4) في الدلائل: أسمع.
(5) عن خع والدلائل، وبالأصل: صرير.
وصريف الأقلام: تصويتها حال الكتابة. قال الخطابي: وهو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى
ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، أو ما شاء الله تعالى أن يكتب.
(6) ما بين معكوفتين سقط من خع ومن الدلائل.
(7) في الدلائل: راجع ربك.
(8) في خع: استحيت.
490

حتى أتى بي سدرة المنتهى قال فغشيها (1) ألوان لا أدري ما هي قال ثم أدخلت الجنة
فإذا فيها جنابذ (2) اللؤلؤ وإذا ترابها المسك [* * * *]
وهذا أيضا متفق على صحته أخرجه مسلم عن حرملة (3) وأخرجه البخاري (4)
عن أحمد بن صالح عن عنبسة بن سعيد عن يونس [786]
وأما حديثه الذي قيل فيه عن أبي بن كعب
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو
بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (5) حدثني محمد بن إسحاق
المثنى (6) أنبأنا أنس بن عياض عن يونس بن يزيد (7) قال قال ابن شهاب قال
أنس بن مالك كان أبي بن كعب يحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فرج سقف بيتي وأنا
بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطشت من
ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى (8)
السماء فلما جاء السماء الدنيا فافتتح فقيل (9) من هذا قال قال جبريل عليه الصلاة
والسلام قال هل معك من أحد قال محمد قال أرسل إليه قال نعم فافتح
فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة (10) وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه

(1) عن خع والبيهقي والمختصر، وبالأصل " فغشي ".
(2) الجنابذ جمع جنبذة وهي القبة أو مثلها شئ ارتفع واستدار.
(3) صحيح مسلم (1) كتاب الايمان (74) باب الاسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات
(ح 263) ص 1 / 148.
(4) في: كتاب الصلاة (8) كيف فرضت الصلاة (1) الحديث 349 فتح الباري 1 / 458.
وأخرجه البخاري في الحج مختصرا، وفي أحاديث الأنبياء.
(5) الحديث في مسند أحمد 5 / 143 وسقط الحديث من خع.
(6) في المسند: " زيد " وانظر سير مسند أعلام النبلاء 6 / 297 وفيها يونس بن يزيد حدث عن ابن شهاب..
(8) عن المسند، سقطت من الأصل.
(9) في المسند: فقال.
(10) بالأصل: " أسودا " والمثبت عن المسند.
والأسودة جمع سواد، والسواد: الشخص، وسواد الناس عوامهم، قال أبو عبيد: هو شخص كل شئ من
متاع أو غيره، والجمع أسودة. وجمع أساودة (اللسان والنهاية: سود).
491

تبسم وإذا نظر قبل يساره بكا قال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت
من هذا يا جبريل قال هذا أبوك آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن يساره نسم (1) بنيه
فأهل اليمين هم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله هم أهل النار فإذا نظر قبل يمينه
ضحك وإذا نظر قبل شماله بكا [* * * *]
قال ثم عرج بي جبريل حتى جاء السماء الثانية فقال
خازنها افتح فقال له خازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح له [* * * *]
قال أنس بن مالك فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى
وعيسى وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام (2) ولم يثبت لي كيف منازلهم غير أنه ذكر
أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة
قال أنس فلما مر جبريل ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإدريس عليه الصلاة والسلام قال
مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال قلت من هذا يا جبريل قال هذا إدريس
قال ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال قلت من هذا يا
جبريل قال هذا موسى ثم مررت بعيسى (صلى الله عليه وسلم) فقالت مرحبا بالأخ الصالح والنبي
الصالح (3) قلت من هذا يا جبريل قال هذا عيسى بن مريم قال ثم مررت
بإبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من
هذا يا جبريل قال أبوك إبراهيم (4)
قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري يقولان قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام [* * * *]
قال ابن حزم وأنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرض الله تبارك وتعالى على
أمتي خمسين صلاة قال فرجعت بذلك حتى أمر على موسى صلاة الله وسلامه
عليه فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قال (5) فرض عليهم خمسين صلاة فقال

(1) النسمة هي الروح، والجمع نسم.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.
(3) زيادة عن المسند.
(4) في المسند: هذا إبراهيم عليه السلام.
(5) في المسند: قلت.
492

لي موسى ارجع (1) إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي تبارك
وتعالى فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال راجع ربك فإن أمتك لا
تطيق ذلك قال فراجعت ربي تبارك وتعالى فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل
القول لدي قال فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته فقال راجع ربك فقلت قد
استحييت من ربي تبارك وتعالى قال قال ثم انطلق بي حتى أتى بي سدرة المنتهى
قال فغشيها ألوان ما أدري ما هي قال ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا
ترابها المسك [* * * *]
وأما حديث ثابت
فأخبرناه أبو القاسم الشحامي (2) أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف
المقرئ
وأخبرنا أبو بكر وجيه (3) بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن
الأزهري قالا أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج
أنبأنا يعقوب بن إبراهيم أنبأنا هشام بن القاسم أنبأنا سليمان عن (4) ثابت عن أنس
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتيت وأنا في بيتي وانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري
قال ثابت قال أنس إنه ليرينا أثره قال ثم غسل بماء زمزم زاد الأزهري فشرح صدري
فقال فقال وقالا قال ثم أنزلت بطست من ذهب ممتلئة إيمانا وحكمة حشي بها صدري
ثم عرج بي الملك إلى السماء الدنيا فاستفتح الملك فقال من ذا قال جبريل قال
ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال وبعث إليه قال نعم قال ففتح فإذا آدم قال (5)
مرحبا بك من ولد ومرحبا بك من رسول [* * * *]
قال ثم عرج بي الملك إلى السماء الثانية ثم استفتح فقال من ذا قال جبريل

(1) في المسند: راجع ربك.
(2) في خع: " السجامي " خطأ.
(3) بالأصل وخع: " دحية " والصواب ما أثبت عن سند مما ثل.
(4) بالأصل " بن " خطأ والمثبت عن خع وفيها: أنبأنا سليمان بن المغيرة (وفي الدلائل للبيهقي: سليمان
التيمي) عن ثابت.
(5) خع: فقال.
493

قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) (1) وقالا قال وقد بعث إليه (2) قال نعم
قال ففتح فإذا عيسى ويحيى عليهما الصلاة والسلام فقالا مرحبا بك من أخ
ومرحبا بك (3) من رسول [* * * *]
قال ثم عرج بي الملك إلى السماء الثالثة قال ثم استفتح جبريل فقال من ذا (4)
قال جبريل قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قالوا وبعث إليه قال نعم قال
ففتح فإذا يوسف عليه السلام فقال مرحبا بالأخ الصالح والرسول الصالح [* * * *]
قال ثم عرج بي الملك إلى السماء الرابعة ثم استفتح جبريل فقالوا من ذا قال
جبريل قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال وقد بعث إليه قال نعم قال
فإذا إدريس عليه السلام في الرابعة فقال مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول [* * * *]
قال ثم عرج بي الملك إلى السماء الخامسة ثم استفتح فقالوا من ذا قال
جبريل قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال وقد بعث إليه قال نعم قال ففتح
فإذا هارون عليه السلام فقال مرحبا من أخ ومرحبا من نبي [* * * *]
قال ثم عرج بي الملك إلى السماء السادسة ثم استفتح فقال من ذا قال جبريل
قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قالوا وقد بعث إليه (5) قال نعم قال ففتح فإذا
موسى عليه السلام فقال مرحبا من أخ ومرحبا من رسول [* * * *]
ثم عرج بي الملك إلى السماء السابعة فاستفتح فقالوا من ذا قال جبريل
قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قالوا وقد بعث إليه قال نعم ففتح فإذا إبراهيم عليه
السلام فقال مرحبا بك (6) من ولد ومرحبا بك (6) من رسول فانتهيت إلى بناء فقلت
للملك ما هذا قال هذا (7) بناء بناء الله تبارك وتعالى للملائكة يدخل فيه كل يوم

(1) بياض بالأصل وخع.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) زيادة عما سبق، من رواية.
(4) بالأصل وخع: " ماذا " والصواب ما أثبت عن رواية سابقة.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) زيادة اقتضاها السياق.
(7) ما بين معكوفتين عن خع، سقط من الأصل.
494

سبعون ألف ملك يقدسون الله تعالى ويسبحونه ولا يعودون فيه [* * * *]
قال ثم انتهيت إلى سدرة المنتهى وأنا أعرف أنها سدرة أعرف ورقها وثمرها
فلما غشيها من أمر الله تبارك وتعالى ما غشيها تحولت حتى ما يستطيع أحد أن يعينها [* * * *]
قال وفرض علي خمسون صلاة فأتيت على موسى فقال بكم أمرت قال أمرت
وقال المغربي قال أمرت بخمسين صلاة قال إن أمتك لا تطيق هذا فارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا قال فما زلت بين ربي عز وجل
وبين موسى حتى جعلها خمس صلوات فأتيت على موسى فقال ارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف فقال لا بل أسلم على ربي وقال المغربي أستحيي من ربي تبارك
وتعالى فنوديت أني قد أكملت فريضتي وخففت عن عبادي بكل صلاة عشر صلوات [* * * *]
أخبرناه عاليا (1) أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعيد الجنزرودي (2) أنبأنا
أبو عمرو (3) بن حمدان حينئذ
وأخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا
أخبرنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالوا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا (4)
هدبة زاد ابن المقرئ بن خالد أنبأنا حماد بن سلمة أنبأنا ثابت عن أنس زاد
ابن المقرئ ابن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتي بالبراق وهي دابة فوق البغل دون
الحمار يضع حافرة حين ينتهي طرفه قال فركبته حتى سار بي وقال ابن المقرئ فسار
بي حتى أتيت على بيت المقدس (5) فربطت الدابة بالحلقة التي تربطه به الأنبياء ثم
دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فأتاني جبريل عليه السلام بإناء من خمر
وإناء من لبن فأخذت اللبن فقال لي ولم يقل ابن المقرئ لي وقال جبريل
اخترت الفطرة قال ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل قيل وقال ابن

(1) بالأصل وخع: " أبو غالبا " مكان " عاليا " وبهامش الأصل " لعله: عاليا " وهو ما صححناه.
(2) بالأصل وخع: " الجيروردي " والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(3) بالأصل وخع: " أبو عمر " تحريف والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثيرا.
(4) بالأصل: " هدية " والصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب. وفي خع: " أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بن خالد "
تحريف.
(5) زيادة عن دلائل البيهقي 2 / 382.
495

المقرئ فقيل من أنت قال جبريل فقيل من معك قال محمد قيل وقد
أرسل إليه قال نعم (1) قال ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي (2) ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل
فقيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم (3) وقالا ففتح لنا
فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام فرحبا بي ودعوا (4) لي
بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل
قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد أرسل إليه وقال ابن المقرئ أوقد أرسل
إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف فأنا وقال ابن المقرئ وإذا هو قد أعطي شطر الحسن
فرجعت ودعا لي بخير
قال ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال
جبريل فقيل ومن قال قال ابن المقرئ فاستفتح جبريل فقيل من وقالا
معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا فإذا أنا بإدريس
فرحب ودعا لي بخير قال يقول الله تعالى " ورفعناه مكانا عليا "
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت فقال جبريل
قيل ومن معك قال محمد قال أوقد أرسل إليه قال نعم ففتح لنا فإذا أنا
بهارون فرحب ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل
قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا
أنا بموسى عليه السلام وسقط من رواية ابن حمدان من قوله فإذا أنا بموسى فرحب
بنا ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت
قيل جبريل قيل ومن معك قال محمد قال أوقد أرسل إليه قيل قد أرسل

(1) زيادة اقتضاها السياق عما سبق من رواية.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) بالأصل: " وعيا " وفي خع: " ودعا " والصواب عن البيهقي.
496

إليه إلى ها هنا سقط من رواية ابن حمدان وقالا فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام وإذا هو
مسند ظهره إلى البيت زاد ابن المقرئ المعمور يدخله وقال ابن حمدان فيدخله
كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة وقال ابن المقرئ
سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله
تعالى (1) ما غشيها تحولت أو قال تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى وقال ابن
المقرئ من خلق الله يحسن (2) يصفها من حسنها قال فأوحى إلي ما يوحى
وفرضت علي في كل يوم خمسون صلاة قال فنزلت إلى موسى قال ما فرض على
أمتك قال قلت خمسين وفي رواية ابن المقرئ قال قلت خمسون صلاة
وقالا في كل يوم وليلة قال إن أمتك لا تطيق ذلك وقال ابن حمدان ذاك فارجع
إلى ربك فاسأله التخفيف (3) قال فرجعت إلى ربي فقلت أي رب خفف عن أمتي
فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقال ما فعلت قال قلت حط عني خمسا
قال إن أمتك لا تطيق ذاك وقال ابن المقرئ ذلك ارجع إلى ربك فاسأله
التخفيف (4) فلم أزل أراجع ربي فأسأله
التخفيف فيما بيني وبين موسى وبين ربي وقال ابن المقرئ فيما بيني وبين
موسى حتى قال يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك
خمسون صلاة ومن هم بحسنة ولم يعملها كتبت زاد ابن المقرئ له قالا حسنة
وإن عملها كتبت عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شئ وإن عملها
كتبت سيئة واحدة فرجعت إلى موسى فأخبرته زاد ابن المقرئ فأخبرته (5) قال
ارجع إلى ربك فاسأله وقال ابن المقرئ واسأله التخفيف قال قلت (5) قد
رجعت إلى ربي حتى استحييت (6) [788]

(1) في دلائل البيهقي: يستطيع أن ينعتها من حسنها.
(2) بعدها في البيهقي: فإن أمتك لا تطيق ذلك، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم.
(3) كذا كررت العبارة بالأصل وخع. وذكرت مرة واحدة في دلائل البيهقي.
(4) كذا بالأصل وخع.
(5) زيادة عن الدلائل اقتضاها السياق.
(6) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الايمان - باب الاسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماوات (ح: 259).
(ج 1 / 145 - 147) والبيهقي في الدلائل 2 / 382 - 384.
497

وأما حديث شريك
فأخبرناه عاليا أبو غانم محمد بن علي بن عبد الصمد بن علي بن محمد بن
المأمون الهاشمي وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو الغنائم
عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد
الدارقطني أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن محمود بن محمد الواسطي أنبأنا أبو
إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي أنبأنا عبد العزيز بن بلال عن شريك بن
عبد الله بن أبي نمر أنه قال سمعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال
أولهم هو هو فقال أوسطهم هو خيرهم فقال أحدهم خذوا خيرهم فكانت تلك
الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه وكذلك
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (1) تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى
احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل عليه السلام ما بين نحره
إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله بماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتى
بطشت من ذهب فيه نور من ذهب محشوا إيمانا وحكمة فحشا به صدره وأساريره
وعرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا قال
جبريل قال من معك قال معي محمد قالوا أوقد بعث قال نعم قالوا مرحبا
به وسهلا سيبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء ما يريد الله تعالى به في الأرض حتى
يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلم
عليه فرد عليه آدم وقال مرحبا بابني نعم الابن أنت فإذا هو في السماء بنهرين يطردان
فقال ما هذان النهران يا جبريل قال النيل والفرات ثم مضى به إلى السماء فإذا هو
بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر قال ما هذا يا
جبريل قال هذا الكوثر الذي حيا لك ربك
ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت له الأولى والثانية ثم
عرج به إلى الثالثة فقالت الملائكة مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى السماء

(1) زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
498

الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج
به إلى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السابعة فقالوا له مثل ذلك
وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم فوعيت منهم إدريس في الثانية وهارون وعيسى في
الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة
عليهم الصلاة والسلام بتفصيل كلام الله تعالى فقال موسى رب لم أظن أن ترفع علي
أحدا
ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله تعالى حتى جاء سدرة المنتهى فأوحى الله
إليه فيما أوحى خمسين صلاة على أمتك في كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى
فاحتبسه موسى فقال ماذا عهد إليك ربك قال عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة
قال إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى
جبريل عليه السلام كأنه يستشير في ذلك فأشار جبريل له أن نعم إن شئت قال (1) فعلا
به إلى الجبار تبارك وتعالى قال وهو مكانه يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع ذلك
فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه عز
وجل حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس قال يا محمد
والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذه الخمس فضعفوا وتركوه وإن
أمتك أضعف أجسادا وقلوبا وآذانا وأسماعا وأبصارا فارجع فليخفف عنك ربك كل
ذلك يلتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى جبريل عليه السلام فيشير عليه فلا يكره ذاك جبريل فرجع عند
الخامسة فقال يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وآذانهم وأبصارهم وأسماعهم
فخفف عنا قال الجبار يا محمد قال لبيك وسعديك قال إنه لا يبدل القول لدي
كما فرضت عليك في أم الكتاب قال كل حسنة بعشر (2) أمثالها فهي خمسون في أم
الكتاب وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت قال خفف عنا
أعطانا بكل حسنة عشرا أمثالها قال موسى قد والله أردت بني إسرائيل على أدنى من
ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف أيضا عنك قال النبي (صلى الله عليه وسلم) قد والله استحييت من
ربي فيما اختلف إليه قال فأهبط باسم الله فاستيقظ وهو في المسجد الحرام
انتهى [789]

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامش الأصل، وبجانبها علامة صح.
(2) بالأصل وخع: " بعشرة " والصواب ما أثبت.
499

أخبرنا أبو بكر وجيه (1) بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن
الحسن بن الأزهري أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنبأنا أبو العباس
السراج أنبأنا محمد بن يحيى أنبأنا أبو إسماعيل بن أبي حدثني أخي عن
سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال سمعت أنس بن مالك
قال تحدثنا عن ليلة أسري بالنبي (صلى الله عليه وسلم) من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى
إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم
فقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاؤوا الليلة الأخرى فيما يرى
قلبه والنبي (صلى الله عليه وسلم) نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم
فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولى منهم
جبريل عليه السلام فشق جبريل عليه السلام ما بين نحره إلى سرته لبته حتى فرج عن صدره وجوفه فغسله من
زمزم حتى أنقي وجوفه ثم أتي بطشت من ذهب فيه نور من ذهب محشوا إيمانا وحكمة
فحشا به صدره ولغاديده ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها
فناداه أهل السماء من هذا فقال جبريل قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال
أوقد بعث إليه قال نعم قالوا فمرحبا به واستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل
سماء ما يريد الله تعالى بأهل الأرض بعلم (2) فوجد في السماء الدنيا آدم عليه السلام فقال
له جبريل هذا أبوك آدم فسلم عليه (3) فرد عليه فقال مرحبا بك وأهلا يا بني فنعم
الابن أنت فإذا هو في السماء الدنيا نهرين يطردان قال ما هذان النهران يا جبريل
قال هو النيل والفرات ثم مضى به في السماء فإذا بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ
وزبرجد (4) فإذا هو مسك أذفر فقال يا جبريل ما هذا النهر قال هذا الكوثر الذي
سمى لك ربك ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقالت له مثل ما قالت له الأولى من
هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قالوا وقد بعث إليه قال
نعم بعث إليه قالوا مرحبا به وأهلا
ثم عرج به إلى السماء الثالثة فقالوا له مثل ما قالت له الأولى والثانية ثم عرج

(1) بالأصل وخع: " دحية " تحريف، والصواب ما أثبت عن سند مماثل وقد مر كثيرا.
(2) في خع: بعلمه.
(3) في خع: " عليك ".
(4) بياض بالأصل وخع قدر كلمة.
500

به إلى السماء الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا مثل
ذلك في كل سماء فيها أنبياء قد سماهم أنس فرأيت منهم إدريس في الثانية وهارون
في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في
السماء السابعة لفضل كلامه الله فقال موسى رب إني لم أظن أن ترفع علي أحدا
ثم علا به فوق ذلك بما لا (1) يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى فأوحى إليه
ما شاء الله وأوحى إليه فيما يوحى إليه خمسين صلاة على أمته في كل يوم وليلة حتى
هبط حتى بلغ موسى فانقضى الحديث ولا أدري ساقه ابن أبي أويس ولم استزده
على هذا
وأما حديث عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد أحمد بن علي بن
الحسين بن أبي عثمان أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله الأنباري أنبأنا أبو
الطاهر محمد بن أحمد بن عمر المديني المصري حينئذ
وأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن القفال أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد أنبأنا أبو بكر
عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه قال أنبأنا يونس (2) بن عبد الأعلى بن ميسرة
الصدفي أنبأنا وهب وقال ابن السمرقندي أنبأنا عبد الله بن وهب حدثني
يعقوب بن عبد الرحمن زاد ابن المقرئ زاد ابن البغدادي الزهري عن أبيه عن
عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن أنس بن مالك قال لما جاء جبريل
عليه السلام بالبراق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فكأنها وقال ابن البغدادي فكأنما
ضربت (3) أذنيها فقال لها جبريل مه يا براق فوالله وقال ابن البغدادي والله إن
ركبك مثله فبينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا هو بعجوز تأن (4) وقال ابن السمرقندي
تاني على جانب الطريق فقال ما هذا وقال ابن البغدادي ما هذه يا جبريل قال

(1) عن خع، سقطت من الأصل.
(2) بالأصل وخع: " يونس بن عبد الله بن عبد الاعلى " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 12 / 348.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي المختصر لابن منظور 2 / 117 صرت الأصل وخع، وفي المختصر: فسار.
(4) أي مقيمة، من تنأ بالمكان: أقام، وقالوا تنافي المكان على التخفيف (اللسان).
501

سر يا محمد زاد البغدادي قال وقالا فسار ما شاء الله أن يسير فإذا بشئ وقال
ابن البغدادي ثم شئ يدعوه تنحى (1) عن الطريق هلم يا محمد قال
وقال وقال ابن السمرقندي فقال له جبريل سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسير قال ثم
لقي خلقا من الخلق فقالوا وقال ابن البغدادي ثم لقيه خلق من الخلق فقال وقالا
السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر والسلام عليك يا حاشر فقال له جبريل عليك
السلام أردد السلام يا محمد زاد ابن البغدادي قال فرد السلام ثم لقيه الثاني
فقال له ولم يقل ابن البغدادي له وقالا مثل مقالة الأول ثم لقيه الثالث فقال له
مثل مقالة الأولين حتى انتهى إلى بيت المقدس فعرض عليه الماء واللبن والخمر
فتناول اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت (2) الفطرة لو شربت الماء لغرقت
ولغرقت أمتك ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك وقال ابن البغدادي وغوت
أمتك
ثم بعث له آدم عليه السلام فمن وقال ابن السمرقندي ومن دونه من الأنبياء
فأمهم رسول الله عليه الصلاة والسلام تلك الليلة ثم قال له جبريل أما العجوز التي
رأيت تاني وقال ابن البغدادي تانئ على جنب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي
من تلك العجوز وأما الذي أراد أن تميل إليه فذلك وقال ابن البغدادي فذاك عدو
الله تعالى إبليس أراد أن تميل (3) إليه وأما وقال ابن السمرقندي فأما الذين سلموا
عليك فذلك إبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم
فأخبرناه أبو بكر وجيه (4) بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو محمد
المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا أحمد بن إسحاق الوزان (5) أنبأنا هرثم بن
عثمان المازني أنبأنا سلام بن مسكين أبو (7) روح عن عبد العزيز بن صهيب عن

(1) الأصل وخع، وفي المختصر: فتنحي.
(2) وفي رواية: اخترت الفطرة. انظر مسلم كتاب الايمان ح 263، ج 1 / 148.
(3) في بالأصل " يميل " وفي خع: " يمثل " والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل وخع: " دحية " خطأ والصواب ما أثبت عن سند مماثل.
(5) انظر سير أعلام النبلاء 13 / 191.
(6) بالأصل وخع: " سكين " تحريف انظر سير أعلام النبلاء 7 / 414 وتهذيب التهذيب.
قال أبو داود " سلام لقبه وإنما اسمه سليمان ".
(7) بالأصل وخع: " أنبأنا زوج " والصواب ما أثبت " أبو روح " كنيته سلام بن مسكين.
502

أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن جبريل عليه السلام أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فعرج به فاستفتح سماء
الدنيا فقال له صاحب الباب من أنت قال جبريل قال ومن معك قال
محمد (صلى الله عليه وسلم) قال وقد بعث إليه قال نعم ففتح له فإذا هو بآدم عليه السلام فقال
مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح
ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح فقال له الخازن من أنت قال جبريل
قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال أوقد بعث إليه قال نعم بعث إليه (1)
ففتح له فإذا هو بابني الخالة عيسى ويحيى فقالا مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
قال ثم صعد به إلى السماء الثالثة فقال له الخازن من أنت قال جبريل قال
ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال قد بعث محمد عليه السلام قال ففتح فإذا هو
بيوسف عليه السلام فقال له مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
ثم صعد به إلى السماء الرابعة فاستفتح فقيل له من أنت قال جبريل قيل ومن
معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال أوقد بعث إليه قال نعم ففتح له فإذا هو بإدريس
فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
ثم صعد به إلى السماء الخامسة فاستفتح فقال له الخازن من أنت قال جبريل
قال ومن معك قال محمد (صلى الله عليه وسلم) قال أوقد بعث إليه قال نعم قال ففتح له
فإذا هو بهارون فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
ثم عرج به إلى السماء السادسة فاستفتح فقال الخازن من أنت قال جبريل
قيل ومن معك قال محمد عليه الصلاة والسلام قال أوقد بعث إليه قال نعم
ففتح لنا فإذا هو بإبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال مرحبا بالنبي الصالح والولد
الصالح قال فأوحي إلي أن اختر (2) إن شئت ملكا وإن شئت نبيا عبدا قال فأمرني
بالذي أمرني وافترض علي خمسين صلاة قال فمر موسى فقال ارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف فإني قد جربت من الأمم ما لم تجرب فلم أزل أردد ويضع عني
خمسا خمسا حتى بقيت خمس صلوات قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال

(1) زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(2) بالأصل وخع: " خير " والمثبت عن المختصر لابن منظور 2 / 118.
503

رضيت فنودي أن لك بكل صلاة عشرا
وأما حديث أبي (1) عمران الجوني
فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا أبو محمد الأزهري
الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي (2)
أسامة أنبأنا محمد بن سعد (3) أنبأنا مسلم (4) بن إبراهيم أنبأنا الحارث بن عبيد
حدثنا أبو عمران عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينا أنا قاعد ذات يوم إذ
دخل جبريل فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعد (5) في واحدة (6)
وقعدت (7) في أخرى فسمت فارتفعت حتى سدت الخافقين فلو (8) شئت أن أمس
السماء لمسست وأنا أقلب طرفي فالتفت إلى جبريل فإذا هو كأنه حلس لاطئ فعرفت
فضل علمه بالله تعالى وفتح لي (9) باب السماء ورأيت النور الأعظم ولط دوني
الحجاب (10) رفرفة الدر والياقوت ثم أوحى الله تعالى إلي ما شاء أن يوحي
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (11) أنبأنا أبو
عمرو (12) بن حمدان
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال وفاطمة بنت محمد بن البغدادي
قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى

(1) بالأصل وخع " ابن عمران " والصواب ما أثبت انظر دلائل البيهقي 2 / 368 وسيرد في سند الحديث صوابا.
(2) كذا بالأصل وخع " الأزهري " ولم يرد في عامود نسبه في مصادر ترجمته انظر سير أعلام النبلاء 18 / 68.
(3) بالأصل وخع " عمر و " خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) بعدها بالأصل وخع: " بن مسلم " خطأ، انظر ابن سعد 1 / 171.
(5) عن ابن سعد 1 / 171 وبالأصل وخع " فقد ".
(6) بالأصل وخع: " واحد " والصواب عن ابن سعد.
(7) عن ابن سعد وبالأصل وخع: " وقعت ".
(8) في ابن سعد: " ولو ".
(9) عن ابن سعد:، وبالأصل " له ".
(10) بياض بالأصل وخع، وما بين معكوفتين استدرك عن ابن سعد.
(11) بالأصل وخع: " الجيروردي " تحريف، والصواب ما أثبت عن سند مما ثل.
(12) بالأصل وخع: " عمر " تحريف والصواب ما أثبت عن سند مما ثل.
504

الموصلي أنبأنا هدبة (1) بن خالد زاد ابن حمدان وشيبان بن فروخ
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو الحسين بن محمد بن المظفر الحافظ أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي أنبأنا شيبان
قالا حدثنا حماد زاد أبو يعلى بن سلمة عن أبي ضمرة وفي حديث
الباغندي أنبأنا شيبان أنبأنا أبو ضمرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله زاد
ابن المقرئ ابن مسعود وفي حديث الباغندي عن ابن مسعود أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال أتيت بالبراق فركبته وقال الباغندي فركبت خلف جبريل عليه السلام فسار بنا
فكان إذا أتى وقالوا على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت قدماه فسار بنا في
أرض غمة منتنة وأفضيا وقال الباغندي فسار بنا في الأرض (2) غمة منتنة حتى
انتهينا إلى أرض أو قالوا أرض فتحاطبنه (3) فقلت يا جبريل إنا كنا نسير في أرض
غمة وأفضيت أو قال الباغندي ثم انتهيت أو قال ابن حمدان وإنا أفضينا زاد ابن
المقرئ منها وقالوا إلى أرض فتحاطبنه (4) فقال وقال الباغندي قال تلك أرض
النار وهذه أرض الجنة فأتينا وقال الباغندي فأتيت على رجل قائم وقال أبو
يعلى وهو قائم يصلي قال فقال من هذا معك زاد ابن حمدان أنا جبريل وقال
الباغندي فقال من هذا يا جبريل وقالوا قال هذا أخوك محمد فرحب ودعا لي
بالبركة قال سل لأمتك اليسر قال قلت وقال الباغندي فقلت من هذا يا
جبريل وقالوا قال هذا أخوك عيسى ولم يقل ابن المقرئ عيسى قال ثم سار
فأتينا على رجل وقال الباغندي قال أتيت على رجل فقال من هذا معك وقال أبو
يعلى فقال من معك يا جبريل قال هذا أخوك محمدا فرحب زاد الباغندي بي
وقالا ودعا لي بالبركة فقال سل لأمتك اليسر قلت من هذا يا جبريل قال
أخوك وفي حديث أبي يعلى هذا أخوك موسى واتفقوا قال قال ثم سرنا فرأيت
وقال أبو يعلى فرأينا مصابيح وضوء فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه شجرة

(1) بالأصل وخع: " هدية " خطأ، الصواب والضبط عن تقريب التهذيب.
(2) في خع: أرض.
(3) (4) كذا رسمها بالأصل وخع.
505

أبيك إبراهيم عليه السلام أتدنو قال الباغندي تحب أن تدنو منها وقال الباغندي
منه قال قلت نعم فدنونا منه فرحب زاد الباغندي بي وقالوا ودعا لي بالبركة
زاد ابن المقرئ ثم مضينا وقال الباغندي ثم مشينا حتى انتهينا وقال أبو
يعلى حتى أتينا بيت المقدس ونشرت وقال ابن حمدان ويشر لي الأنبياء من
سمى الله ومن لم يسم فصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة موسى وعيسى وإبراهيم
وفي (1) حديث الباغندي فربطت الدابة بالحلقة التي تربط به الأنبياء ثم دخلت
المسجد فقربت لي الأنبياء من سمى الله تعالى منهم ومنهم من لم يسم منهم فصليت
بهم غير أولئك الثلاثة عيسى وموسى وإبراهيم صلى الله عليهم وسلم أجمعين [790]
كتب إلي أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأخبرني خالي أبو المكارم
سلطان بن يحيى بن علي القرشي وأبو سليمان داود بن محمد بن الحسن بن
خالد قاضي حصن كيفا (2) وغيرهما عنه قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن (3)
محمد بن إبراهيم بن مخلد أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار أنبأنا الحسن بن
عرفة أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري (4) عن فتان بن عبد الله البهمي (5) أنبأنا أبو
ظبيان قال كنا جلوسا عند أبي عبيدة بن عبد الله ومحمد بن سعد بن أبي وقاص
وهما جالسان فقال محمد بن سعد لأبي عبيدة (6) حدثنا أنت عن أبيك ليلة أسري
بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو عبيدة لا بل حدثنا أنت عن أبيك فقال ابن محمد بن سعد لو
سألتني قبل أن أسألك لفعلت قال فأنشأ أبو عبيدة يحدث قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أتاني جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل فحملني عليه ثم انطلق يهوي بنا كلما صعد
عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه وإذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى إذا مررنا برجل
طوال سبط آدم كأنه من رجال أزد شنوءة وهو يقول ويرفع ويقول أكرمته وفضلته قال

(1) زيادة اقتضاها السياق.
(2) بالأصل: " حمص " خطأ، واللفظة الثانية غير معجمة بالأصل وخع، والمثبت عن ياقوت. ويقال: كيبا.
وهي بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر.
(3) انظر في عامود نسبه سير أعلام النبلاء 17 / 370.
(4) بالأصل وخع " الفضالي " والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 19 / 51.
(5) كذا بالأصل، وفي خع: " قتاف ".
(6) بالأصل وخع: " لأبي عبيد ".
506

فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام فقال من هذا معك يا جبريل قال هذا أحمد
فقال مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته قال ثم اندفعنا
فقلت من هذا يا جبريل قال هذا موسى بن عمران قال قلت ومن يعاتب قال
يعاتب ربه فيك قال قلت ويرفع صوته على ربه قال إن الله تبارك وتعالى قد عرف
(1) له حدته قال ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن (2) ثمرها السرح تحتها شيخ
وعياله قال فقال لي يا جبريل اغد (3) إلى أبيك (4) إبراهيم قال فاندفعنا إليه فسلمنا
عليه فرد السلام فقال إبراهيم يا جبريل من هذا معك قال هذا ابنك أحمد قال
فقال مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته يا بني إنك لاق ربك
الليلة وإن أمتك آخر الأمم وأضعفهم فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلها في أمتك
فافعل قال ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت وربطت الدابة بالحلقة
التي بباب المسجد التي كانت الأنبياء تربط بها ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين
قائم وراكع وساجد ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن فأخذت اللبن فشربت اللبن
فضرب جبريل منكبي وقال أصبت الفطرة ورب محمد قال ثم أقيمت الصلاة
فأممتهم ثم انصرفنا فأقبلنا [791]
أخبرنا أبو بكر وجيه (5) بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري
أنبأنا أبو محمد الحسن (6) بن أحمد المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا
إسحاق بن إبراهيم أنبأنا سفيان عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن مرة
عن عبد الله بن مسعود في قوله تبارك وتعالى " إذ يغشى السدرة ما يغشى " (7) قال
فراش من ذهب أعطي نبيكم (صلى الله عليه وسلم) عندها ثلاثا فرضت عليه الصلاة وأعطي خواتيم

(1) زيادة عن خع سقطت من الأصل.
(2) بالأصل وخع: " كأنها " والصواب عن المختصر.
(3) في الأصل " أعهد " وفي خع: اعمد " والمثبت عن المختصر.
(4) عن خع والمختصر وبالأصل " ابنك ".
(5) في خع: " دحية " خطأ.
(6) ما بين معكوفتين سقط، من الأصل وخع، واستدرك عن سند مماثل سابق، وانظر سير أعلام النبلاء
18 / 254 ترجمة أبي حامد الأزهري، و 16 / 539 ترجمة الحسن بن أحمد المخلدي.
(7) سورة النجم، الآية: 16.
507

سورة البقرة وغفر لأمته المقحمات (1) ما لم يشرك به شيئا ولم يذكر الزبير
قال وأنبأنا السراج أنبأنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي أنبأنا
عبد الله بن نمير
قال وأنبأنا أبو يحيى السراج أنبأنا أبو المنذر إسماعيل بن عروة جميعا قال
أنبأنا مالك بن مغول قال سمعت الزبير بن عدي يذكر عن طلحة بن مصرف اليامي
عن مرة عن عبد الله قال (2) لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي
في السماء السابعة أو السادسة إليها ينتهي ما يخرج من تحتها فيقبض منها وإليها
ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها " إذ يغشى السدرة ما يغشى " قال فراش من
ذهب فأعطي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثا أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة
البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا المقحمات
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وأبو القاسم الشحامي قالوا
أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (7) أنبأنا أبو عمرو (4) بن حمدان
وأخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال وأبو منصور الحسن بن
طلحة الصالحاني قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو خيثمة أنبأنا عبد الله بن نمير أنبأنا مالك بن مغول
عن الزبير بن عدي عن طلحة بن مصرف عن مرة عن عبد الله قال لما أسري
برسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة (5) وإليها ينتهي ما
تصعد به من الأرض فبقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها منها " إذ يغشى السدرة
ما يغشى " قال فراش من ذهب قال فأعطي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث خلال الصلوات
وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته المقحمات

(1) المقحمات أي الذنوب العظام التي تقحم أصحابها في النار، أي تلقيهم فيها (النهاية).
(2) دلائل البيهقي 2 / 372 - 373 وأخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب
عن عبد الله بن نمير. صحيح مسلم 1 / 157 كتاب الايمان (32).
(3) بالأصل وخع: " الجيروردي " تحريف والصواب ما أثبت عن سند مما ثل.
(4) بالأصل وخع " عمر " والصواب ما أثبت عن سند مما ثل.
(5) كذا في هذه الرواية، السماء السادسة.
508

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأبو القاسم غانم بن عبد الله في
كتابهما (10)
ثم حدثني عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي أنبأنا أبو علي
الحداد
أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء
قالا أنبأنا أبو علي الحداد وغانم بن عبيد الله قالا
أنبأنا أبو نعيم أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن (2) فارس أنبأنا
أحمد بن عصام أنبأنا أبو أحمد الزبيري أنبأنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي
عن طلحة بن مصرف عن مرة (3) عن عبد الله بن مسعود قال لما أسري
برسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السابعة وإليها ينتهي ما يعرج به من
الأرواح فيقبض منها وإليها ينتهي ما هبط به من فوقها فيقبض " إذ يغشى السدرة ما
يغشى " قال فراش من ذهب قال فأعطي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثا الصلوات الخمس
وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن مات من أمته لا يشرك به شيئا المقحمات
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (4) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو العباس (5) محمد بن يعقوب أنبأنا أبو بكر يحيى بن أبي
طالب (6) أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا أبو محمد (7) راشد الحماني عن أبي
هارون العبدي عن أبي سعيد (8) الخدري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال له أصحابه يا

(1) كذا بالأصل وخع.
(2) بالأصل وخع: " أنبأنا " والصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 15 / 553.
(3) بالأصل " بن عزيزة " وفي خع " بن مرة " والصواب ما أثبت، عن رواية سابقة.
(4) دلائل البيهقي 2 / 390 وما بعدها.
(5) بالأصل وخع: " أبو العباس بن محمد " خطأ، والمثبت عن البيهقي.
(6) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا أبو عبد الله " والمثبت عن دلائل البيهقي.
(7) الأصل وخع، وفي البيهقي: " أبو محمد بن أسد الحماني " وانظر الأنساب: " الحماني " فقد ترجم له،
وهذه النسبة إلى بني حمان قبيلة نزلت الكوفة.
(8) بالأصل وخع: " سعد " خطأ، والصواب ما أثبت عن دلائل البيهقي.
509

رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها قال قال الله تبارك وتعالى " سبحان الذي
أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " (1) الآية
قال فأخبرهم قال بينما أنا نائم (2) عشاء في المسجد الحرام إذا أتاني آت فأيقظني
فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في
النوم ثم أيقظني (3) فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته ببصري حتى
خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى شبيهة (4) بدوابكم هذه بغالكم هذه
مضطرب الاذنين يقال له البراق وكانت الأنبياء صلوات الله وسلامه (5) عليهم تركبه
قبلي يقع حافره مد بصره فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني يا محمد
انظر إلي أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري يا
محمد انظر إلي أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينا أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن
ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت يا محمد انظر لي أسألك فلم التفت إليها
ولم أقم عليها حتى أتيت بيت المقدس فأوقفت (6) دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء
توقفها (7) به فأتاني جبريل عليه السلام بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن فشربت
اللبن وتركت الخمر فقال جبريل أصبت الفطرة فقلت الله أكبر الله أكبر فقال (8)
جبريل ما رأيت في وجهك هذا فقلت بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد
انظر (9) لي أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه قال ذاك داعي اليهود أما أنك لو أجبته
لتهودت أمتك قال وبينما أسير إذ دعاني داعي (10) عن يساري فقال يا محمد انظر
لي أسألك فلم ألتفت إليه ولم أقم عليه قال ذاك داعي النصارى أما أنك لو أجبته

(1) أول سورة الإسراء.
(2) الأصل وخع وفي دلائل البيهقي: قائم.
(3) بالأصل: " استيقظني " وفي خع: " ثم استيقظني " والمثبت عن الدلائل والمختصر.
(4) بالأصل: " أشبهته " والمثبت عن خع والدلائل والمختصر.
(5) سقطت من الدلائل.
(6) الأصل وخع، وفي الدلائل والمختصر: فأوثقت.
(7) الأصل وخع، وفي الدلائل والمختصر: توثقها.
(8) عن خع والدلائل، وبالأصل " قال ".
(9) في الدلائل: انظرني.
(10) كذا بالأصل وخع هنا بإثبات الياء.
510

لتنصرت (1) أمتك قال فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل
زينة خلقها الله تعالى تقول يا محمد انظرني أسألك فلم أجبها ولم أقم عليها قال تلك
الدنيا أما أنك لو أجبتها أو أقمت عليها (2) لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة [* * * *]
قال ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين
ثم أتيت بالمعراج الذي (3) تعرج عليه أرواح بني آدم (4) فلم تر الخلائق أحسن من
المعراج ما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى
السماء عجبة (5) بالمعراج قال فصعدت أنا وجبريل عليه السلام فإذا بملك يقال له
إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل جنده مائة ألف
ملك قال وقال الله تبارك وتعالى " وما يعلم جنود ربك إلا هو " (6) فاستفتح جبريل باب
السماء قيل من هذا قال جبريل قيل (7) ومن معك قال محمد قيل
أوقد (8) بعث إليه قال نعم فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله تعالى وتبارك على
صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في
عليين ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في
سجين ثم مضيت هنية فإذا أنا بأخونه (9) يعني الخوان المائدة الذي يؤكل عليها
عليها (10) لحم مشرح ليس يقربها أحد وإذا أنا بأخونة عليها لحم قد أروح ونتن
عندها ناس يأكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يتركون
الحلال ويأتون الحرام قال ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما

(1) سقطت من الأصل وخع والدلائل واستدركت عن المختصر.
(2) قوله: " أو أقمت عليها " سقط من الدلائل.
(3) عن الدلائل وبالأصل وخع: التي.
(4) الزيادة عن خع والدلائل، سقطت من الأصل.
(5) الدلائل: عجب.
(6) سورة المدثر، الآية: 31.
(7) بالأصل وخع: " قال: والمثبت عن الدلائل.
(8) في الدلائل: وقد.
(9) بالأصل: " بأخوة يعني أبنأنا نحوان البلدية " ومثلها في خع، والاضطراب باد على المعنى، والمثبت عن
دلائل البيهقي.
(10) سقطت من الأصلين والدلائل واستدركت عن المختصر.
511

نهض أحدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة قال وهم على سابلة (1) آل فرعون فتجي السابلة (2) فتطأهم قال: فسمعتهم يضجون إلى الله تبارك وتعالى قلت يا
جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا " لا يقومون إلا كما يقوم
الذي يتخبطه الشيطان من المس " (3) قال مضت (4) هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم
كمشافر الإبل قال فيفتح على أفواههم ويلقون ذلك الخمر (5) ثم يخرج من
أسافلهم فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل فقلت (6) يا جبريل من هؤلاء قال
هؤلاء أمتك " الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون
سعيرا " قال ثم مضت (7) هنية فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن فسمعتهن يضجون إلى
الله عز وجل قلت يا جبريل من هؤلاء النساء قال هؤلاء الزناة من أمتك قال ثم
مضيت هنية فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون فيقال له كل كما (8) كنت
تأكل من لحم أخيك قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الهمازون من أمتك
اللمازون [* * * *]
ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله تعالى قد فضل على
الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب قلت يا جبريل من هذا قال هذا
أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي [* * * *]
ثم صعدت إلى السماء الثالثة فإذا أنا بيحيى وعيسى عليهما السلام ومعهما نفر من
قومهما فسلمت عليهما وسلما علي ثم صعدت إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد
رفعه الله مكانا عليا فسلمت عليه وسلم علي [* * * *]
قال ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون عليه السلام ونصف لحيته

(1)، (2) بالأصل وخع: " سايلة... السايلة " والمثبت عن الدلائل والمختصر.
(3) سورة البقرة، الآية: 275.
(4)، (7) بالأصل وخع: مضيت.
(5) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل والمختصر: الحجر.
(6) بالأصل وخع: " قلت " والمثبت عن الدلائل.
(7) سورة النساء، الآية: 10.
(8) عن الدلائل وبالأصل وخع: ما.
512

بيضاء ونصفها سوداء (1) تكاد (2) لحيته تصيب (3) سرته من طولها قلت يا جبريل من
هذا قال هذا المحبب في قومه هارون بن عمران ومعه نفر من قومه فسلمت عليه
وسلم علي [* * * *]
ثم صعدت إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران رجل آدم كثير الشعر لو
كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص وإذا هو يقول يزعم الناس أني أكرم على
الله من هذا بل هو (4) أكرم على الله مني قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا
أخوك موسى بن عمران قال ومعه نفر من قومه قال فسلمت عليه فرد علي السلام [* * * *]
ثم صعدت إلى السماء السابعة فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرحمن ساند (5) ظهره
إلى البيت المعمور كأحسن الرجال قلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك إبراهيم
خليل الرحمن ومعه نفر من قومه قال فسلمت عليه وسلم علي وإذا أنا بأمتي
شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد [* * * *]
قال فدخلت البيت المعمور ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض وحجب
الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على خير (6) فصليت أنا ومن معي في البيت
المعمور ثم خرجت أنا ومن معي قال والبيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون
ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة
قال ثم رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي (7) هذه
الأمة فإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل فينشق (8) منها نهران أحدهما الكوثر

(1) عن خع سقطت من الأصل. وفي الدلائل: سوداء أيضا.
(2) عن خع والدلائل، وفي الأصل: فكان.
(3) بالأصل: نصف " والمثبت عن خع والدلائل.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: هذا.
(5) في الدلائل: ساندا.
(6) الأصل والمختصر، وفي الدلائل وخع: " على حر ".
(7) بياض بالأصل وخع، والمثبت عن دلائل البيهقي.
(8) عن الدلائل، وفي الأصل: " فشق " وفي خع: فيشق.
513

والآخر (1) يقال له نهر (1) الرحمة فاغتسلت فيه فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر [* * * *]
ثم إني رفعت (2) إلى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت لمن أنت يا جارية (3)
قالت لزيد بن حارثة وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير
طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وإذا رمانها كأنه الدلاء
عظما وإذا أنا بطيرها كأنها بختكم (4) هذه فقال عندها (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى قد أعد
لعباده الصالحين مالا عين رأته (5) ولا أذن سمعته ولا خطر على قلب بشر قال
وعرضت (6) على النار فإذا فيها غضب الله تعالى وزجره (7) ونقمته لو طرح فيها
الحجارة والحديد (8) لأكلتها ثم أغلقت دوني ثم إني رفعت (2) إلى السدرة
المنتهى " إذ يغشى السدرة ما يغشى " وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال ونزل
على كل ورقة (9) ملك من الملائكة قال وقال فرضت علي خمسون صلاة (10)
وقال لك بكل حسنة عشرا إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة وإذا عملتها
كتبت لك عشرا وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها فلم يكتب عليك شئ فإن عملتها
كتبت عليك سيئة واحدة [* * * *]
ثم رفعت إلى موسى عليه السلام فقال (11) ما أمرك ربك قلت بخمسين
صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك ومتى لا

(1) عن خع والدلائل، سقطت من الأصل.
(2) الأصل وخع، وفي الدلائل: دفعت.
(3) زيادة عن الدلائل.
(4) البخت: الإبل الخراسانية وهي جمال طوال الأعناق. والعبارة في الدلائل: فإذا أنا بطير كالبخاتي، والبخت
والبخاتي واحد: نوع من الإبل الخراسانية، الواحد: بختي، والأنثى بختية والجمع بخت وبخاتي.
(5) في الدلائل: رأت... سمعت.
(6) مطموسة في الأصل واستدركت عن خع، وفي الدلائل: ثم عرضته.
(7) في الدلائل: ورجزه.
(8) اللفظة مطموسة بالأصل، واستدركت عن الدلائل وخع.
(9) مطموسة بالأصل، واستدركت عن خع والدلائل.
(10) سقطت من الأصل من الأصل وخع، واستدركت عن الدلائل.
(11) في الدلائل: بما.
514

تطيقه تكفر فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم
فوضع عني عشرة وجعلها أربعين فما زلت اختلف بين موسى وربي كلما أتيت عليه
قال لي مثل ذلك حتى رجعت إليه فقال لي بم أمرت فقلت أمرت بعشر صلوات
قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عن (1) أمتك فرجعت إلى ربي فقلت (2) أي رب
خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عني خمسا وجعلها خمسا فناداني ملك
عندها تمت فريضتي وخففت عن عبادي وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها ثم
رجعت إلى موسى عليه السلام فقال: بم أتيت (3)؟ قلت: بخمس صلوات قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإنه لا يوده شئ فسله التخفيف لأمتك فقلت رجعت إلى
ربي حتى استحييته [* * * *]
ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب إني أتيت البارحة بيت المقدس وعرج بي إلى
السماء ورأيت كذا ورأيت كذا فقال أبو جهل بن هشام ألا (4) تعجبون مما يقول
محمد يزعمون (5) أنه أتى البارحة بيت المقدس ثم أصبح فينا وأخذنا بضرب
مطيته (6) مصعدة شهرا ومنقلبة شهرا فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة قال فأخبرهم
بعير لقريش لما كان في (7) مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا وإنها نفرت فلما
رجعت رأيتها عند العقبة فأخبرهم (8) بكل رجل وبعيره كذا وكذا ومتاعه كذا وكذا
فقال أبو جهل يخبرنا بأشياء فقال رجل من المشركين أنا أعلم الناس (9) ببيت
المقدس وكيف ماؤه (10) وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل فإن يكن محمد صادقا
فسأخبركم وإن يك كاذبا فسأخبركم فجاءه ذلك المشرك فقال يا محمد أنا أعلم

(1) عن الدلائل، وبالأصل وخع: " إلى ".
(2) عن الدلائل، وبالأصل وخع: قلت.
(3) في الدلائل: بما أمرت.
(4) عن الدلائل، وبالأصل وخع: " لا ".
(5) في الدلائل: يزعم.
(6) عن الدلائل وخع، وبالأصل: مطية.
(7) زيادة عن الدلائل.
(8) في الدلائل: وأخبرهم.
(9) عن خع والدلائل، وبالأصل " بالناس ".
(10) الأصل وخع، وفي الدلائل: بناؤه.
515

الناس ببيت المقدس فأخبرني كيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل قال
فرفع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته بناؤه كذا
وكذا وقربه من الجبل كذا وكذا فقال الآخر صدقت فرجع إلى أصحابه فقال
صدق محمد فيما قال (1) ونحو من هذا الكلام
(2) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وأبو محمد بن الأكفاني قالا
ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني وأبو عبد الله محمد بن أبي الشيخ بن
محمد بن علي المعروف بويزج القطان قالا أنا أبو محمد رزق الله بن عبد الله
التميمي قالا أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ أنا أبو عمر
حمزة بن القاسم بن عبد العزيز بن عبد الله زاد أبو محمد التميمي بن عبيد الله بن
العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إملاء
حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد (3) نا أبو علي أحمد بن علي
الأنصاري من ولد أنس بن مالك نا محمد بن عبد الله صاحب الشامة نا هشيم
عن حميد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما أسري بي إلى السماء قربني
ربي عز وجل حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى لا بل أدنى وعلمني السمات
قال يا حبيبي يا محمد قلت لبيك يا رب قال هل غمك أن جعلتك آخر النبيين
قلت يا رب لا قال يا حبيبي فهل غم أمتك أن جعلتهم آخر الأمم قلت يا رب لا
قال أبلغ أمتك عني السلام وأخبرهم إن جعلتهم آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم ولا
أفضحهم عند الأمم [800]
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسدآباذي بصور أنبأ أبو
عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد المعروف [* * * *] نا أبو عبد الله أحمد بن عطاء
الروذباري إملاء بصور نا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ نا جعفر بن
أبي عثمان نا يحيى بن معين نا أبو عبيدة نا سليمان بن عبيد السليمي نا

(1) في الدلائل: " أو نحو ".
(2) من هنا اعتمدنا أصل، صورة عن المخطوط في دار الكتب الوطنية بمصر. من مكتبة أحمد الثالث.
(3) غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.
516

الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي ربي عز
وجل نحلت إبراهيم خلتي وكلمت موسى تكليما وأعطيتك يا محمد كفاحا [801]
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين بن وهرة (1)
الهمذاني (2) بمرو نا السيد أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني (3) إملاء
بأصبهان [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاووس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا أنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله السمسار أنا حمزة بن
محمد الدهقان نا محمد بن عيسى بن حبان المدائني نا محمد بن الصباح أنا علي بن الحسين الكوفي
عن إبراهيم بن اليسع عن أبي العباس الضرير عن الخليل بن مرة عن يحيى
(4) عن زاذان (5) عن سلمان قال
حضرت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم فإذا أعرابي جاء في راحل بدوي قد وقف علينا
فسلم فرددنا عليه فقال يا قوم أيكم محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا
محمد رسول الله فقال الأعرابي إني والله قد آمنت بك قبل أن أراك وأحببتك قبل أن
ألقاك وصدقتك قبل أن أرى وجهك ولكني أريد أن أسألك
عن خصال فقال سل عما بدا لك فقال فداك أبي وأمي أليس الله جل وعز كلم
موسى قال بلى قال وخلق عيسى من روح القدس قال بلى قال واتخذ
إبراهيم خليلا واصطفى آدم قال بلى قال بأبي أنت وأمي أيش أعطيت من
الفضل فأطرق النبي (صلى الله عليه وسلم) فهبط عليه جبريل فقال الله يقرئك
السلام وهو يسألك عما هو أعلم به منك الله يقول يا حبيبي لم أطرقت رأسك رد
علي وقال ابن طاوس ارفع رأسك ورد على الأعرابي زاد ابن طاوس جوابه قالا
وقال أقول ماذا يا جبريل قال الله يقول إن كنت قد
اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك من قبل حبيبا وإن كنت قد

(1) بالأصل غير واضحة، والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل: بالدال المهملة، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام 20 / 66.
(3) ترجمته في سير الاعلام 18 / 520.
(4) لفظة غير واضحة بالأصل.
(5) أبو عبد الله الكندي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 12 / 179).
517

كلمت موسى في الأرض فقد كلمتك زاد ابن طاوس وأنت وقالا معي في
السماء والسماء أفضل من الأرض وإن كنت خلقت عيسى من روح القدس فقد خلقت
اسمك من قبل أن أخلق الخلق بألفي سنة ولقد وطئت في السماء موطأ لم يطأه أحد
قبلك ولا يطأه أحد بعدك وإن كنت اصطفيت آدم فبك ختمت الأنبياء ولقد خلقت
مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ما خلقت خلقا أكرم علي منك ومن يكون أكرم
علي وقال ابن طاوس عندي منك وقد أعطيتك الحوض والشفاعة والناقة
والقضيب والميزان والوجه الأقمر والجمل الأحمر والتاج والهراوة والحجة
والعمرة والقرآن وفضل شهر رمضان والشفاعة كلها لك حتى ظل عن شئ في
القيامة على رأسك ممدود وتاج الحمد على رأسك معقود ولقد قرنت اسمك مع
اسمي فلا أذكر في موضع حتى تذكر معي ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك
وزاد يوسف علي وقال ومنزلتك عندي ولولاك يا محمد ما خلقت
الدنيا [802]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف
المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد أنا أحمد بن مروان المالكي نا أحمد بن
محمد البغدادي ثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال
قرأت في زبور داود عليه السلام ذكر نبينا (صلى الله عليه وسلم) أنه يجوز من البحر إلى البحر ومن
لدن الأنهار إلى منقطع الأرض وأن يخر أهل الجزائر بين يديه على ركبهم ويلحس
أعداءه التراب من تحت قدميه وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد لأنه يخلص المضطهد
ممن هو أقوى منه ويرأف بالضعفاء والمساكين ويصلي في كل وقت ويبارك عليه في
كل يوم ويدوم ذكره مع ذكر الله إلى الأبد.
518