الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ١٢
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبي القاسم على بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الثاني عشر
حازم بن حسين - حسام بن ضرار
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت - لبنان
2

" ذكر من اسمه حازم "
1169 حازم بن حسين
أظنه من أهل المدينة
حدث عن ربيعة عن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع (1) وعمر بن عبد العزيز
ووفد عليه روى عنه الواقدي قيده أبو عبد الله الصوري في موضعين بالحاء المهملة
انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف إجازة نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد (2)
أنبأنا محمد بن عمر حدثني حازم (3) بن حسين قال رأيت (4) عمر بن عبد العزيز
بخناصرة وأتي برجل شهد عليه أنه شرب خمرا بأرض العدو فجلده ثمانين
روى عنه الواقدي أمكنة (5) أخرى عن ربيعة بن يعقوب عن عمر بن عبد العزيز
والله أعلم
وروى الواقدي حديثا آخر عن حازم بن حسين عن عبد الكريم بن أبي أمية فقال
خازم بالخاء المعجمة وذلك آخر بصري والله أعلم

(1) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 354 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(3) في ابن سعد: " خازم " بالخاء المعجمة.
(4) غير واضحة بالأصل، وعليها إشارة، والمثبت عن ابن سعد.
(5) بالأصل " مكانه ".
3

1170 - حازم بن مالك بن بسطام
حدث عن عبد العزيز بن الحصين
روى عنه القاسم بن هاشم
وهو وهم وإنما هو حماد بن مالك بن بسطام الحرستاني (1) الأشجعي وقد
صحف فيه بعض الرواة وقد روى حماد عن عبد العزيز وروى عنه القاسم بن هاشم
السمسار
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو
محمد الحسن بن إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا
قاسم بن هاشم نبأنا حازم بن مالك بن بسطام الدمشقي نبأنا عبد العزيز بن الحصين
قال بلغني أن عيسى بن مريم قال من كثر كذبه ذهب جماله ومن لاحى الرجال
سقطت كرامته ومن كثر همه سقم جسده ومن ساء خلقه عذب نفسه (2)
1171 حازم بن أبي موسى
حكى عنه الوليد بن مسلم انتهى
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو محمد هبة الله بن أبي الحسين الأنصاري
قالا نبأنا عبد العزيز بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن
أبي العقب أنبأنا أبو (3) عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا محمد بن
علي بن عائذ نبأنا الوليد قال وحدثني حازم بن أبي موسى أنه كان فيمن سار مع
سليمان بن هشام إلى حصار سنادة الجبل وخلف العسكر في سنادة السهل قال
فحاصرنا سنادة الجبل نحوا (4) من أربعين ليلة (5) ليس لهم ماء إلا صهريج
فكاتبوا سليمان على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يفرق بين أهل البيوت فأجابهم إلى ذلك

(1) هذه النسبة إلى حرستا، قرية على باب دمشق قريبة منها. ذكره السمعاني وترجم له باسم " أبي مالك
حماد بن مالك بن بسطام ".
(2) إشارة بالأصل إلى أن هناك بياضا مقدار سطر إلا كلمة.
(3) سقطت من الأصل واستدرك عن الانسا (البسري).
(4) بالأصل " نحو ".
(5) كلمة رسمها بالأصل: " بحيرانه " تركنا مكانها بياضا.
4

وقفلنا غدا فتأتيهم سحابة فأمطرت على مجاري الصهريج فملته فامتنعوا ودخلنا عنهم
يأسا إلى سنادة وأمر الناس بالجهاز إلى القفل ففعلوا وأصبح الناس على ظهر يوما قد
سماه وقال براياته معقبا إلى داخل أرض الروم ليصيب عوضا مما فاته من غنائم الخمس
فأتت الأجناد تتبعه وصاحوا بصوت واحد لا تريد وتوجهت الأجناد إلى القفل فكان
ذلك أول معصية ظهرت لأهل الشام قال حازم وابتليت دواب الناس بقرحة سقطت
منها حوافر الدواب فأرحل عامة الناس
1172 - حازم مولى عمر بن عبد العزيز
حدث عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه حماد بن سلمة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني في باب حازم بالحاء حازم مولى عمر بن عبد العزيز روى عن عمر بن
عبد العزيز روى عنه حماد بن سلمة انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما حازم أوله
حاء مهملة وبعدها زاي حازم مولى عمر بن عبد العزيز حدث عن مولاه روى عنه
حماد بن سلمة انتهى

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 277.
5

" ذكر من اسمه حامد
بالحاء والميم والدال المهملتان "
1173 حامد بن أحمد بن محمد
أبو (1) أحمد المروزي ويعرف بالزيدي (2) الحافظ (3)
وإنما عرف بذلك لأنه كان يجمع حديث زيد بن أبي أنيسة من الحفاظ الرحالين
في الحديث والكتابين للحديث الجوالين
سمع بخراسان والعراق ومصر وسكن طرسوس وقد انتقى على خيثمة بن
سليمان
وحدث عن محمد بن العباس الدمشقي وأبي (4) رجاء محمد بن حمدوية
وأحمد بن سورة ومحمد بن نصر بن شيبة المروزيين وعلي بن الحسن بن سالم (5)
الأصبهاني
روى عنه أبو بكر بن إسماعيل المستملي وأبو الحسن الدارقطني وأبو
القاسم عبد الله بن أحمد بن الثلاج (6)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنبأنا أبو
نضر بن طلاب أنبأنا أبو الحسين بن جميع بصيدا أنبأنا حامد بن محمد بن

(1) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، عن مصادر ترجمته.
(2) بالأصل " الزبيدي " والصواب ما أثبت باعتبار ما يلي، وانظر مصادر ترجمته.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 171 وتذكرة الحفاظ 3 / 918 وسير أعلام النبلاء 15 / 369.
(4) بالأصل: " وابن أبي رجاء " والصواب عن مصادر ترجمته.
(5) في مصادر ترجمته: سلم.
(6) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن سير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد.
6

داود (1) المروزي الزيدي أبو أحمد الحافظ ببغداد نبأنا محمد بن عمران بن موسى
نبأنا محمد بن يحيى القصري نبأنا بشر بن عفان عن عروة بن ثابت عن مطر
الوراق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث الوتر
قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر والغسل يوم الجمعة انتهى كذا رواه قال
في نسبة داود ولا أراه محفوظا والله تعالى أعلم
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) نبأنا هلال بن
عبد الله بن محمد الطيبي وعلي بن محمد بن الحسين (3) المالكي وعبيد الله بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ الأمين قالوا حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق إملاء
أنبأنا أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمد المروزي قدم علينا نبأنا أبو العباس
محمد بن نصر بن شيبة الفزاري المروزي أنبأنا أبو مالك سعيد بن هبيرة العامري نبأنا
همام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى يقول كل
يوم أنا ربكم العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز [* * * *]
أخبرنا أبو النجم أيضا أنبأنا أبو بكر الخطيب نبأنا محمد بن علي الصوري
أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي نبأنا ابن مسرور نبأنا أبو سعيد بن يونس حينئذ
وكتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه
أنبأنا عمي عن أبيه قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حامد بن محمد المروزي يكنى أبا
أحمد ويعرف بالزيدي قدم مصر زاد ابن مندة ذلك وكتاب بها فقالا وكان كتابة
للحديث وكان يحفظ ويفهم وكتب عنه وخرج إلى بغداد فمات بها في شهر رمضان سنة
تسع وعشرين وثلاثمائة
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي زكريا
عبد الرحيم بن أحمد حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن يونس أنبأنا أبو زكريا حينئذ وأخبرنا أبو الحسين بن سلامة بن يحيى
أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر أنبأنا رشأ بن نظيف قالا نبأنا عبد العزيز بن سعيد في

(1) كذا ورد اسمه هنا بالأصل. وسينيه المصنف في آخر إلى إنكاره.
(2) تاريخ بغداد 8 / 171.
(3) تاريخ بغداد: الحسن.
7

باب الزيدي قال أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ واسمه حامد بن محمد قال أبو
زكريا البخاري فقال إنه عني بجمع حديث زيد بن أبي أنيسة نسب إليه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما الزيدي ممن
ينسب إلى زيد أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ وهو حامد بن محمد انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو أحمد (3) المروزي المعروف
بالزيدي كان له عناية بحديث زيد بن أبي أنيسة وجمعه وطلبه فنسب (4) إليه وسكن
طرسوس ثم قدم بغداد وحدث بها عن أبي رجاء محمد بن حمدوية وأحمد بن سورة
ومحمد بن نصر بن شيبة المراوزة وعن علي بن الحسن بن سالم (5) الأصبهاني
ومحمد بن العباس الدمشقي روى عنه محمد بن إسماعيل والدار قطني وابن الثلاج
وكان ثقة مذكورا بالفهم وموصوفا بالحفظ انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد حدثنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر
الخطيب (6) حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا أحمد
الزيدي الحافظ مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة انتهى قال الخطيب وكذلك
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه وقرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض
توفي أبو أحمد الزيدي في شهر رمضان من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة قال الخطيب
وهو القول الأصح وبلغني أن أبا أحمد كان مولده في سنة اثنتين (7) وثمانين ومائتين
1174 - حامد بن سهل بن الحارث
أبو محمد البخاري
سمع بدمشق وغيرها هشام بن عمار ودحيما وعبد الوهاب بن الضحاك

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 144 و 145 وذكره فيمن نسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم.
(2) تاريخ بغداد 8 / 171.
(3) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(4) عن تاريخ بغداد وبالأصل: فنسيت.
(5) تاريخ بغداد: سلم.
(6) تاريخ بغداد 8 / 171.
(7) بالأصل: ائنين.
8

وزهير بن عباد وعمرو بن عثمان الحمصي وحرملة والربيع بن سليمان
وأحمد بن منيع وعيسى بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني ومحمد بن
يحيى الأشعري وقتيبة بن سعيد وإبراهيم بن يوسف البلخي وأبا مصعب الزهري
وأحمد بن عبدة الضبي وعمران بن موسى الفرار
روى عنه أبو حاتم سهل بن السري البخاري ومحمد بن أحمد بن أبي حامد
البخاري وأحمد بن أحمد بن حمدان وأبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية
وخلف بن محمد الخيام وأحمد بن نضر بن محمد بن أشكاب البخاريون وأبو عمرو
محمد بن محمد بن صابر (1) انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري نبأنا حامد بن سهل
الثغري نبأنا هشام بن عمار نبأنا محمد بن شعيب بن شابور أخبرني معاذ بن
رفاعة عن أبي عبد الملك يعني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن حمزة
عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد
عليه [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب قال قرأت بخط أبي
عبد الله الغنجار (2) البخاري سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول توفي حامد بن
سهل سنة سبع وتسعين ومائتين (3)
1175 حامد بن محمد بن خليل (4) بن بحر
أبو العباس النسوي
سكن دمشق وحدث بها عن أبي نصر أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي
اللباد

(1) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 328.
(2) واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 304.
(3) زيد في سير أعلام النبلاء ترجمته 14 / 51 " وكان من أبناء الثمانين ".
(4) في مختصر ابن منظور: " حامد. " وسيأتي أثناء الترجمة " حامد " وليس " خليل ".
9

حدثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو العباس حامد بن محمد بن حامد
النسوي بمصر بقراءتي عليه أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ
لفظه نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسين بن
أحمد بن محمد بن الليث الخطيب بشيراز أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي بكر أحمد بن
محمد الخرقي بأصبهان إملاء نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم
الرازي نبأنا يونس بن عبد الأعلى نبأنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو (1) بن
الحارث أن دراجا (2) حدثه عن الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه
قال من تواضع لله عز وجل درجة يرفعه الله تعالى درجة ومن يتكبر على الله تعالى
درجة يضعه الله تعالى درجة حتى يجعله في أسفل السافلين [* * * *]
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد
أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة نبأنا
حرملة بن عبد الله بن يحيى أنبأنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن
دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من يتواضع لله
درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله
درجة حتى يجعله في أسفل السافلين انتهى رواه ابن ماجة (3) في سننه عن
حرملة [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو العباس الفسوي أنبأنا أبو نصر
الواعظ أخبرتنا (4) رابعة بنت أحمد بن الدجاج الأصبهانية بها أنبأنا أبو بكر أبن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي نبأنا أبو
إسحاق الفزاري عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال

(1) بالأصل " عمر " والصواب " عمرو " انظر ترجمة دراج في تهذيب التهذيب 2 / 124.
(2) هو دراج بن سمعان، أبو السمح المصري القاص مولى عبد الله بن عمرو، مستقيم الحديث توفي سنة 126
(الكاشف) وتهذيب التهذيب 2 / 124.
(3) سنن ابن ماجة، 37 كتاب الزهد ح رقم 4176.
(4) بالأصل: أخبرنا.
10

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رضى الله في رضى الوالد وسخط الله تعالى في سخط
الوالد [* * * *]
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد الله الخلال وأم المجتبى العلوية قالا
أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو يعلى فذكر مثله
أخبرنا أبو بكر بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني قال سنة أربع وستين وأربع
مائة فيها توفي حامد بن محمد الفسوي في ربيع الأول حدث عن أبي نصر أحمد بن
الحسين الشيرازي الواعظ الذي كان بمصر قال أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني في موضع
آخر توفي أبو العباس حامد بن محمد الفسوي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين فيها
مات ودفن بباب الصغير
1176 حامد بن ملهم
أبو الجيش القائد
ولي إمرة دمشق من قبل الملقب بالحاكم في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بعد
علي بن جعفر بن فلاح فوليها حامد سنة وأربعة أشهر ونصف ثم عزل بأبي
عبد الله بن محمد بن نزال وكان ممدحا
أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري أنبأنا أبو الحسين بن
الطيوري أنبأنا أبو عبد الله الصوري أنشدني أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن
أحمد الصوري لنفسه في أبي الجيش حامد بن ملهم وقد جلس في مجلس ما بين بستان
لد وبين بحيرة طبرية فقال فيه عبد المحسن
أبلغا عني أبا الجيش أمير الجيش أمرا *
إن لي فيك وفي مجلسك الليلة فكرا *
من رأى جودك فياضا وأخلاقك زهرا *
ظن بين البحر وبين البستان بستانا وبحرا
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسين الميداني قال
وجاءت الولاية لحامد بن ملهم تسلم ذلك لخمس وعشرين ليلة خلت من رجب سنة
تسع وتسعين وثلاثمائة
11

1177 - حامد بن يوسف بن الحسين
أبو أحمد التغلبي (1)
دخل دمشق زائرا لبيت المقدس وحدث بدمشق وحلب عن أبي عبد الله بن
محمد بن علي بن أحمد البيهقي نزيل بيت المقدس وأبي حكيم عبد الله بن إبراهيم بن
عبد الله الخبري (2) وأبي الفضل محمد بن عبد الله الآبنوسي وأبي بكر محمد بن
الحسن بن أبي جيد البشنوي وسمع منه ببيت المقدس وأبي طاهر محمد بن أحمد بن
الصقر الأنباري
حدثنا عنه أبو القاسم بن السوسي وكان خروجه من دمشق سنة ثلاث وثمانين
وأربعمائة
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنبأنا أبو أحمد حامد بن
يوسف بن الحسين التغلبي قدم علينا دمشق سنة اثنين وثمانين وأربعمائة أنبأنا أبو
حكيم عبد الله بن إبراهيم الفرضي أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح أنبأنا
عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا هدبة بن خالد نبأنا
مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب فلانا في الله
عز وجل قال فأخبرته قال لا قال قم فأخبره قال فلقيه فقال إني أحبك في
الله يا فلان فقال له أحبك الذي أحببتني له [* * * *] "

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، ورسمها: التنلسبي والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 177.
(2) انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 558.
12

ذكر من اسمه حباب (1)
بالحاء (2) المهملة "
1178 حباب (3) الكعبي
أبو أم معمر لبنى صاحبة قيس بن ذريح وفد على معاوية شاكيا لقيس حتى أهدر
معاوية دم قيس إذا لم يلين له ذكر انتهى
1179 حبال (4) بن عمر الكلبي بن عمر بن منصور بن جمهور
كان فيمن سعى في قتل الوليد بن يزيد والبيعة لابن عمه يزيد بن الوليد هو من
أهل قرية المزة له ذكر
1180 حبان بن عبد الله الطوسي
حدث بجبيل من ساحل دمشق عن أبي بكر محمد بن خلاد البابلي
روى عنه أبو بكر محمد بن إسحاق الرازي انتهى
قرأت على أبي المكارم الأزدي عن نصر بن إبراهيم القرشي المقدسي أنبأنا
عبد الله بن محمد بن يوسف النحوي نبأنا عيسى بن عبد الله المصاحفي أخبرني
علي بن جعفر بن محمد الرازي نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا
حبان بن عبد الله الطوسي بجبيل نبأنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت ابن عيينة يقول
لما خرج زيد بن علي أقفل أهل منصور على منصور الباب

(1) رسمت بالأصل " خباب " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " بالخاء المعجمة ".
(3) بالأصل " جباب ".
(4) بالأصل " خبال ".
13

1181 حبان (1) بن موسى بن حبان بن موسى (2)
أبو (3) محمد الخلالي
حدث عن زكريا بن يحيى السجزي وأبي أيوب سليمان بن عبد الله بن
عبد الرحمن
كتب عنه أبو الحسين الرازي وروى عنه ابن ابنه أبو الفرج العباس بن محمد بن
حبان انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد إملاء
نبأنا أبو الحسن علي بن الحسين الربعي الحافظ نبأنا أبو الفرج العباس بن محمد بن
حبان (4) بن موسى بن حبان بن موسى نبأنا جدي حبان بن موسى نبأنا زكريا بن
يحيى السجزي نبأنا أبو معمر وقتيبة قالا نبأنا إسماعيل بن جعفر عن موسى بن
عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يمسح على
الخفين [* * * *] انتهى
أخبرناه عاليا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5) أنبأنا أبو
طاهر بن خزيمة أنبأنا جدي أنبأنا علي بن حجر نبأنا إسماعيل نبأنا موسى بن
عقبة عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر عن أبي سلمة بن أبي
عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن المسح على
الخفين فقال لا بأس به [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري انتهى
وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي أنبأنا أبو
زكريا حدثنا عبد الغني بن سعيد (6) قال في باب حبان بكسر الحاء حبان بن موسى

(1) ضبطت بالقلم بالأصل بالفتح، وتشديد الباء، والضبط عن تقريب التهذيب.
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 177.
(3) في تهذيب التهذيب: " الكلابي، أبو محمد الدمشقي " وفي سير أعلام النبلاء 11 / 11 " الكلاعي الدمشقي ".
(4) ضبطت بالأصل بالفتح.
(5) بالأصل " الخير وردي " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(6) بالأصل " سعد " انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 268.
14

الدمشقي متأخر عن زكريا بن يحيى السجزي روى عنه ابن ابنه العباس بن محمد بن
حبان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما حبان بكسر
الحاء حبان بن موسى بن حبان أبو محمد الدمشقي متأخر يروي عن زكريا بن يحيى
السجزي حدث عنه ابن ابنه العباس بن محمد بن حبان انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي نبأنا بكر بن محمد بن
العمري أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فيها مات حبان بن
موسى انتهى
قرأت بخط أبي الحسين بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق وهو أبو محمد حبان بن موسى بن حبان بن
موسى بن الكلابي مات في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
1182 حبة بن سلامة الكلبي
من أصحاب يزيد بن الوليد شهد بعض حروبه وأبلى فيها له ذكر
15

" ذكر من اسمه حبيب "
1183 حبيب بن أوس بن الحارث
ابن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم
ابن خلجان الكاتب بن مروان بن دجانة بن زبر بن سعيد
ابن كاهل بن عامر (1) ويقال ابن عمر بن عدي بن عمرو بن طيئ
أبو تمام الطائي الشاعر (2)
من أهل قرية جاسم من حوران مدح الخلفاء والأمراء فأحسن
وحدث عن صهيب بن أبي الصهباء الشاعر والعطاف بن هارون وكرامة بن
أبان العدوي وأبي عبد الرحمن الأموي وسلامة بن جابر النهدي ومحمد بن خالد
الشيباني
روى عنه خالد بن يزيد الشاعر وأبو العوف بن الوليد بن عبادة البختري وأبو
بكر محمد بن إبراهيم بن عتاب وأحمد بن أبي طاهر العبدوي البغدادي
وكان أسمرا طويلا فصيحا حلو الكلام فيه تمتمة يسيرة وولد سنة ثمان وثمانين
ومائة ويقال سنة تسعين ومائة انتهى
أخبرنا (3) أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 307 و 310.
16

نصر النسفي أنبأنا عبد الحي بن عبد بن موسى الجوهري الشاعر ببخارى أنبأنا أبي
أبو الحسن الشاعر حدثني أبو علي المفضل بن الفضل الشاعر نبأنا خالد بن يزيد
الشاعر حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر
حدثني الفرزدق همام بن غالب الشاعر حدثني عبد الرحمن بن ثابت الشاعر حدثني
حسان بن ثابت الشاعر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حسان اهجهم وجبريل
معك [* * * *]
وقال إن من الشعر حكمة [* * * *]
وقال لي إذا حارب أصحابي بالسلاح فحارب أنت باللسان [* * * *] انتهى
أخبرناه أبو القاسم بن إبراهيم وأبو الحسن بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن
أحمد بن منصور قالا حدثنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا
القاضي أبو العلاء الواسطي من كتابه في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة أنبأنا
عبد الله بن موسى السلامي الشاعر بفائدة بن أبي بكير (2) حدثني أبو علي مفضل بن
الفضل الشاعر حدثني خالد بن يزيد الشاعر حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر
حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر حدثني الفرزدق الشاعر حدثني
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر حدثني أبي حسان بن ثابت الشاعر قال قال لي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اهج المشركين وجبريل معك وقال لي إن من الشعر حكمة [* * * *]
انتهى
قال الخطيب أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين
والغرباء مع تعجبي (3) فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وظرائف
وكان موطنه وراء نهر جيحون وحدث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي ولم ألق
بخراسان من سمع منه ولا علمت أنه قدم بغداد فلما حدثني عنه أبو العلاء جوزت أن
يكون ورد إلينا حاجا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع منه أبو العلاء منه ولم يتسع له

(1) الخبر في تاريخ بغداد 3 / 8 في ترجمة 1094 محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبي العلاء الواسطي.
(2) في تاريخ بغداد " ابن بكير " وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 13 وسير الاعلام 17 / 8.
(3) بالأصل بعد كلمة البغداديين إشارة إلى شئ ما، وتبين أن ثمة نقص في العبارة، استدركنا السقط بين
معكوفتين عن تاريخ بغداد 3 / 98.
17

المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه وتظهر عندنا رواياته فلما كان في سنة سبع (1)
وعشرين وأربعمائة وقع إلي خريطة أبي عبد الله بن بكير كان قد جمع فيه أحاديث مسندة
لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه فوجدت في جملتها بخط ابن بكير حدثني
الحسين (2) بن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي
الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه وكان في
الجزء الآخر حديث عن ابن (3) طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي الشاعر مشافهة وإجازة
أيضا عن السلامي ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة فأوقفت على كتاب ابن
بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع
أبي العلاء وقال له أيها القاضي لا ترو (4) عن عبد الله بن موسى السلامي فإن هذا
الشيخ حدث بنواحي بخارى ولم يرد بغداد فقال أبو العلاء ما رأيت هذا السلامي ولا
أعرفه انتهى
أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو
بكر الخطيب قال (6) حبيب بن أوس أبو تمام الطائي الشاعر شامي الأصل كان بمصر
في حداثته (7) يسقي الماء في المسجد الجامع ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم وتعلم
منهم وكان فطنا فهما وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد
وشاع ذكره وسار شعره حتى بلغ المعتصم (8) فحمله إليه وهو بسر من رأى فعمل أبو
تمام فيه قصائد عدة وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته وزمانه وعصره وقدم
إلى بغداد فجالس بها الأدباء وعاشر العلماء وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق
وكرم النفس وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة وهو حبيب بن

(1) في تاريخ بغداد: تسع.
(2) في تاريخ بغداد: الحسن.
(3) بالأصل " أبي " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل: تروي.
(5) بالأصل " الحسين " والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(6) تاريخ بغداد 8 / 248.
(7) عن تاريخ بغداد وبالأصل " حداثة ".
(8) في تاريخ بغداد: وبلغ المعتصم خبره.
18

أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم بن خلجان (1) بن
مروان بن دفافة بن مر بن (2) سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمر (3) بن
الحارث بن طيئ واسمه جلهم بن أدد بن زيد (4) بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه أنبأنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم
الرازي بالإسكندرية أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم الصواف أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى المنجم بغدادي بمصر نبأنا
محمد بن الحسن المقرئ نبأنا أبو الحسين أحمد بن سليمان المعبدي نبأنا أحمد بن
أبي طاهر نبأنا يحيى بن صالح أبو الوليد قال رأيت أبا تمام الطائي حبيب بن أوس
بدمشق غلاما يعمل مع قزاز كان أبوه خمارا بها انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر
الخطيب (5) أخبرني علي بن أيوب القمي أنبأنا أبو عبيد الله المرزباني أخبرني
محمد بن يحيى الصولي قال قال قوم إن أبا تمام هو حبيب بن تروس (6) النصراني
فغير فصير أوسا
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي الجازري
حينئذ
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نبأنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قالا نبأنا المعافى بن زكريا (7)
نبأنا محمد بن محمود الخزاعي نبأنا علي بن الجهم قال كان الشعراء يجتمعون كل
جمعة في القبة المعروفة بهم من جامع المدينة فيتناشدون الشعر ويعرض كل واحد

(1) تاريخ بغداد: ملحان.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(3) تاريخ بغدد: عمرو.
(4) بالأصل " يزيد " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) تاريخ بغداد 8 / 249.
(6) كذا، وفي تاريخ بغداد: " بدوس " وفي مختصر ابن منظور 6 / 178: تدوس.
(7) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 265 وتاريخ بغداد 8 / 249 نقلا عن المعافى بن زكريا.
19

منهم على أصحابه ما أحدث من القول (1) بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها
فبينما أنا في جمعة من تلك الجمع ودعبل وأبو الشيص وابن أبي فنن (2)
مجتمعون والناس يستمعون إنشاد بعضنا (3) بعضا أبصرت شابا في أخريات الناس
جالسا في زي الأعراب وهيئتهم فلما قطعنا الإنشاد قال لنا قد سمعت إنشادكم منذ
اليوم فاسمعوا إنشادي قلنا هات فأنشدنا (4)
فحواك عين على نجواك يا مذل * حتام لا يتقضى قولك الخطل
فإن أسمج من يشكو إليه هوى * من كان أحسن شئ عنده العذل
ما (5) أقبلت أوجه اللذات سافرة * مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول
إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر * فانظر على أي حال أصبح الطلل
كأنما جاد مغناه فغيره * دموعنا يوم بانوا فهي تنهمل
ولو ترانا وإياهم وموقفنا * في موقف البين لاستهلالنا زجل
من حرقة أطلقتها (6) فرقة أسرت * قلبا ومن عذل (7) في نحره عذل
وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر * عين طوتهن في أحشائها الكلل *
ثم مر فيها حتى انتهى إلى قوله في مدح المعتصم
تغاير الشعر فيه إذ سهرت له * حتى ظننت قوافيه ستقتتل (8)
قال فعقد أبو الشيص عند هذا البيت خنصره ثم مر فيها إلى آخرها فقلنا زدنا
فأنشدنا
دمن ألم بها فقال سلام * كم حل عقدة صبرة الإلمام * (9)

(1) الزيادة عن الجليس الصالح وتاريخ بغداد.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن المصدرين السابقين.
(3) بالأصل " بعضا " والمثبت عن المصدرين السابقين.
(4) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 214 من قصيدة يمدح المعتصم، والجليس الصلاح وتاريخ بغداد.
(5) هذا البيت والذي يليه سقطا من الجليس الصالح.
(6) الجليس الصالح: أطاعتها.
(7) الديوان: غزل.
(8) وهو البيت الثامن عشر من القصيدة، وبالأصل " شهدت " والمثبت " سهرت " عن المصادر.
(9) مطلع قصيدة يمدح المأمون، ديوانه ص 263 وعجزه في الجليس الصالح:
كم جل عقد ضميره الالمام
20

ثم أنشدها إلى آخرها وهو يمدح فيها المأمون فاستزدناه فأنشدنا قصيدته التي
أولها (1)
قدك اتئب أربيت في الغلواء * كم تعذلون وأنتم سجرائي *
حتى انتهى إلى آخرها فقلنا له لمن هذا الشعر قال لمن أنشدكموه قلنا
ومن تكون قال أنا أبو تمام حبيب بن أوس الطائي فقال له أبو الشيص تزعم أن هذا
الشعر لك وتقول
تغاير الشعر فيه إذ سهرت (2) له * حتى ظننت قوافيه ستقتتل *
قال نعم لأني سهرت في مدح ملك ولم أسهر في مدح سوقة فرفعناه حتى
صار معنا في موضعنا ولم نزل نتهاداه بيننا وجعلناه كأحدنا واشتد إعجابنا لدماثته
وظرفه وكرمه وحسن طبعه وجودة شعره وكان ذلك اليوم أول يوم عرفناه فيه ثم
تراقت حاله حتى كان من أمره ما كان
زاد ابن كادش قال القاضي (3) قول أبي تمام
يا مذل المذل الفتور والخدر
قال الشاعر
وإن مذلت رجلي دعوتك أشتكي * بدعواك من مذل بها فيهون (4)
وقوله
حتى ظننت قوافيها ستقتتل
أسكن الياء وحقها النصب لضرورة الشعر وقد جاء مثله في كثير من العربية ومن
ذلك قول الأعشى (5)

(1) مطلع قصيدة يمدح يحيى بن ثابت ديوانه ص 14.
(2) بالأصل " شهدت ".
(3) هو القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي، وتتمة الخبر في كتابه
2 / 267.
(4) البيت في اللسان (مذل) ولم ينسبه وباختلاف الرواية، وسكن الذال في مذل للضرورة.
(5) البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 44.
21

فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها * أو القمر الساري لألقى المقالدا *
وقال رؤبة فيه أيضا
كأن أيديهن بالقاع القرق * أيدي جوار يتعاطين الورق *
وقد قرأ بعض النحويين من القراء حرفا في القرآن على هذه اللغة في رواية انتهت
إلينا عنه وذلك أن أبي حدثنا قال حدثنا محمد بن معاذ بن قرة الهروي نبأنا علي بن
خشرم قال سمعت الكسائي يقرأ " وإني خفت الموالي من وراءي " (1) قال وأنشد
أبو داود السنجي
كأن أيديهن بالقاع القرق * أيدي جوار يتعاطين الورق *
والمعروف في هذا الموضع من التلاوة قراءتان إحداهما " وإني خفت الموالي "
يعني قلة الموالي والموالي في هذه القراءة ساكنة وهي في موضع رفع بالفعل
رويت هذه القراءة عن عثمان بن عفان وعدد من متقدمي القراء
الثانية " وإني خفت " من الخوف الموالي بالنصب أو هي مفعول بها وهذا
باب واسع مستقصى في كتبنا المؤلفة في علوم التنزيل والتأويل والمعروف مما نقله
رواة الشعر في بيت الأعشى
فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها * أو القمر الساري لألقى المقالدا *
فيه وجهان من التفسير أحدهما أن تكون من الدعاء والمناداة والمعنى أنه لو
دعاها لأجابته مذعنة طائعة والآخر أن يكون المعنى لو جالسها في الندي والنادي
ورواه أبو العباس محمد بن يزيد النحوي (2) لو يباري من المباراة وهي المعارضة
والعرب تقول فلان يباري الريح أي يعارضها قال طرفة (3)
تباري عناقا ناجيات وأتبعت * وظيفا وظيفا (4) فوق مور معبد *
قدك معناه خشيتك (5) كما قال النابغة

(1) سورة مريم، الآية: 5.
(2) انظر الكامل للمبرد 2 / 902.
(3) البيت من معلقته ديوانه ص 22.
(4) سقطت من الأصل والزيادة عن ديوانه.
(5) في الجليس الصلاح: حسبك.
22

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا * إلى حمامتنا إذ نصفه فقد * (1)
ومعنى اتئب استحي أربيت زدت في الغلواء معناه مأخوذ من الغلو وتجاوز
الحد كما قال الشاعر
إلا كناشرة الذي ضيعتم * كالغصن في غلوائه المتثبت * (2)
والسجراء بالسين المهملة جمع سجير وهو القريب والولي فأما الشجراء
بالشين المعجمة جمع شجير وهو البعيد والمعدوم (3)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر
الخطيب أخبرني علي بن أيوب القمي أنبأنا محمد بن عمران الكاتب أخبرني
الصولي حدثني الحسين بن إسحاق قال (4) قلت للبحتري الناس يزعمون أنك
أشعر من أبي تمام قال والله ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام والله ما أكلت
الخبز إلا به ولوددت أن الأمر كما قالوا ولكني والله تابع له لائذ به آخذ منه كما قلت
نسيمي يركن عند هوائه * وأرضي منخفض عند سمائه *
قال (5) وأخبرني علي بن أيوب أنبأنا محمد بن عمران أخبرني محمد بن
يحيى الصولي حدثني أبو العباس عبد الله بن المعتز قال حدث إبراهيم بن المدبر
فرأيته يستجيد شعر أبي تمام ولا يوفيه حقه بحديث حدثنيه أبو عمرو بن أبي الحسن
الطوسي وجعلته مثلا له قال بعثني أبي إلى ابن الأعرابي لأقرأ عليه أشعارا وكنت
معجبا بشعر أبي تمام فقرأت عليه من أشعار هذيل ثم قرأت عليه أرجوزة لأبي تمام
على (6) أنها لبعض شعراء هذيل
وعاذل عذلته في عذله * فظن أني جاهل لجهله * (7)

(1) ديوانه ص 35.
(2) عجزه في اللسان غلا برواية:
كالغصن في غلوائه المتأود
(3) في الجليس الصالح: والعدو.
(4) الخبر في الأغاني 21 / 40.
(5) تاريخ بغداد 8 / 250 - 251.
(6) زيادة عن تاريخ بغداد.
(7) ديوانه ط بيروت ص 533 من أرجوزة قالها في صالح بن عبد الله الهاشمي:
23

حتى أتممتها فقال اكتب لي هذه فكتبتها ثم قلت له أحسنة هي قال ما
سمعت بأحسن منها قلت لأنها لأبي تمام قال حرق حرق (1) قال ابن المعتز
وهذا الفعل من العلماء مفرط القبح لأنه يجب أن لا يدفع إحسان محسن عدوا كان أو
صديقا وان تؤخذ الفائدة من الرفيع والوضيع فإنه يروى عن علي بن أبي طالب رضي
الله تعالى عنه أنه قال الحكمة ضالة المؤمن فخذ ضالتك ولو من أهل الشرك ويروى
عن بزرجمهر أنه قال أخذت من كل شئ أحسن ما فيه حتى انتهيت إلى الكلب
والهر والخنزير والغراب فقيل له وما أخذت من الكلب قال إلفه لأهله وذبه
عن حريمه قيل له فمن الغراب قال شدة حذره قيل له فمن الخنزير قال
بكوره في إرادته قيل فمن الهر قال حسن رفقها عند المسألة ولين صياحها انتهى
قرأت خط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه قال أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الشرقي أنبأنا أبو بكر محمد بن
يحيى الصولي نبأنا محمد بن يزيد بن عبد الأكبر قال قدم عمارة بن عقيل إلى
بغداد فاجتمع الناس إليه وكتبوا شعره وسمعوا منه وعرضوا عليه الأشعار فقال له
بعضهم ها هنا شاعر يزعم قوم أنه أشعر الناس طرا ويزعم غيرهم أنه ضد ذلك
فقال أنشده لي فأنشدوه (2)
غدت تستجير الدمع خوف نوى غد * وعاد قتادا عندها كل مرقد
وأنقذها من غمرة الموت إنه * صدود فراق لا صدود تعمد
فأجرى لها الإشفاق دمعا موردا * من الدر (3) يجري فوق خد مورد
هي البدر يغنيها تودد وجهها * إلى كل من لاقت وإن لم تودد *
ثم قطع المنشد فقال له عمارة زدنا من هذا فوصل نشيدا وقال
ولكنني لم أجد (4) وفرا مجمعا * ففزت به إلا بشمل مبدد
ولم تعطني الأيام نوما مسكنا * ألذ به إلا بنوم مشرد *

(1) تاريخ بغداد: خرق خرق.
(2) الأبيات في ديوانه ص 98 من قصيدة يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الطائي.
(3) في الديوان: الدم.
(4) الديوان: لم أحو.
24

فقال عمارة لله دره لقد تقدم في هذا المعنى جميع ما سبقه من
القول على كثرة القول فيه حتى تحبب الاغتراب هيه فأنشده (1)
وطول مقام المرء بالحي مخلق * لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني الشمس الشمس زيدت محبة * إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد *
فقال عمارة كمل والله إن كان الشعر بجودة اللفظ وحسن المعاني وإطراد
المرادف واستواء الكلام فصاحبكم هذا أشعر (2) الناس وإن كان بغيره فلا أدري
أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة وإسناده علي حينئذ وأخبرنا أبو الحسن بن
قبيس نبأنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أخبرنا أبو بكر الخطيب قالا (3) أنبأنا أبو علي
محمد بن الحسين بن محمد الجازري نبأنا المعافا بن زكريا نبأنا محمد بن يحيى
الصولي نبأنا محمد (4) بن موسى بن حماد قال سمعت علي بن الجهم وذكر وقد ذكر
دعبلا فكفره ولعنه وقال كان قد أغرى بالطعن على أبي تمام وهو خير منه دينا وشعرا
فقال له رجل لو كان أبو تمام أخاك ما زاد على كثرة وصفك له فقال إلا يكون أخا
بالنسب فإنه أخ بالأدب والدين والمروءة أو ما سمعت قوله في طيئ
إن يكن مطرف الإخاء فإننا * نغدوا ونسري في إخاء تالد
أو يختلف بالوصال (5) فماؤنا * عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا * أدب أقمناه مقام الوالد *
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ إسناده علي وقال أروه عني وناولني إياه
أنبأنا أبو علي الجازري أنبأنا المعافا زكريا القاضي قال (6) وكنت يوما جالسا في دار
أمير المؤمنين القادر بالله وبالحضرة جماعة من أماثل شعراء زماننا ومنهم من له حظ من
أنواع الأدب وتصرف في نقد الشعر ومعرفة بأعاريضه وقوافيه وخاصته وخواصه

(1) من القصيدة السابقة الديوان ص 98.
(2) بالأصل: " شعر ".
(3) تاريخ بغداد 8 / 251 نقلا عن المعافى بن زكريا، والخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي 1 / 438.
(4) في الجليس الصالح: حدثنا موسى بن محمد بن موسى بن حماد.
(5) في المصدرين: ماء الوصال.
(6) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 208.
25

ومعانيه وما يمتنع منه وما يجوز فيه فأفاضوا في هذه الوجوه إلى أن انتهوا إلى ذكر أبي
تمام ومسلم بن الوليد وقال كل واحد منهم في تجميل أوصافهما وترتيب أشعارهما
بما حضره فلم أصغ كل الإصغاء إلى ما أتوا (1) به من ذلك إذ لم يجر على قصد
التحقيق وظهر منهم أو من بعضهم تشوف إلى أن آتي بما عندي من ذلك فقلت أبو
تمام له التقدم في أحكام الصنعة وحبك (2) الألفاظ المطابقة المستعذبة وإبداع المعاني
اللطيفة المستغربة والاستعارة (3) المتقبلة الغريبة والتشبيهات الواضحة العجيبة
ومسلم له الطبع وقرب المأخذ فتقبلوا هذا وأعجبوا به وأظهروا استحسانه والاغتباط
باستفادته ثم حضرني بعض من يتعاطى هذا الشأن فسألني إملاءه عليه فقلت له أنا
قائل لك في هذا قولا وجيزا مختصرا يأتي على المعنى وله مع الاختصار حلاوة
وبهاء وطلاوة وهو أن أبا تمام أصنع ومسلم أطبع انتهى
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن العلاف في كتابه حينئذ أخبرنا أبو المعمر
الأنصاري عنه حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر نا
أبو الحسين بن العلاف قالا أنبأ أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم
الكندي أنبأنا محمد بن جعفر الخرائطي قال أنشدني الأشحامي لحبيب بن أوس
حينئذ
وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ثم حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر
الخشوعي عنه أنبأنا مشرف بن الخضر التمار إجازة أنبأنا أبو حازم محمد بن
الحسين بن الفراء أنشدني منير بن أحمد بن منير المعدل بمصر أنشدنا أحمد بن
بهزاد أنشدني أبو العباس الرياحي من ولد أحمد بن رباح القاضي لأبي تمام
وطول مقام المرء في الحي مخلق * لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة * إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وابن سعيد قالا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو
بكر الخطيب أنبأنا أبو سعد محمد بن حسنويه بن إبراهيم بن الأبيوردي أنبأنا أبو علي

(1) اللفظة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) اللفظة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) عن الجليس الصالح ورسمها مضطرب بالأصل.
26

زاهر بن أحمد بن أبي بكر الشرحبي نبأنا محمد بن يحيى الصولي قال سمعت
عبد الله بن المعتز وذكر يوما إخوانه فقال أنا فيهم كما قال أبو تمام (1)
ذو الود مني وذو القربى بمنزلة * وإخوتي إسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آرائهم أدبي * فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت * أبداننا بشآم أو خراساني
ورب نائي المغاني (2) روحه أبدا * لصيق روحي ودان ليس بالداني *
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد بن
نصر النسفي أنشدني علي بن الحسن الأديب أنشدني بعض أهل العلم لأبي تمام (3)
فلو كانت الأرزاق تجري على الحجى * هلكن إذا من جهلهن (4) البهائم
ولن يجتمع شرق وغرب لقاصد * ولا المجد في كف امرئ والدراهم *
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي نبأنا الفقيه أبو القاسم
إبراهيم بن عثمان الخلالي بجرجان أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أخبرنا
الواحدي أخبرني أبو أحمد عبد الله بن سعيد العسكري إجازة مشافهة قال قال
الطائي (5):
رددت إفرند (6) وجهي في صفيحته * رد الصقال بهاء (7) الصارم الحذم
وما أبالي وخير القول أصدقه * حقنت من ماء وجهي أو حقنت دم *
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله الشيحي المؤذن بمرو وأنبأنا
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن بنيسابور أنبأنا أبو عبد الرحمن
محمد بن الحسين السلمي أنشدنا الشيخ أبو الفضل العطار أنشدنا سليمان بن أبي
سلمة أنشدني حبيب بن أوس الطائي

(1) الأبيات في ديوانه من قصيدة يمدح سليمان بن وهب ويشفع في رجل ص 314.
(2) المغاني: المنازل.
(3) ديوانه ص 269 من قصيدة يمدح أحمد بن أبي داود.
(4) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الديوان.
(5) ديوانه ص 273.
(6) في الديوان: رونق.
(7) عن الديوان ورسمها غر واضح بالأصل.
27

إن الليالي لم تحسن إلى أحد * إلا أساءت إليه بعد إحسان
العيش فلو ولكن لا بقالة * جميع ما الناس فيه راهب فاني *
أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل أنبأنا أبي أبو الحسن كامل بن مجاهد
أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان أنبأنا أبو محمد الحسن بن
إسماعيل بن محمد الضراب بمصر حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الفرج أنبأنا
الحسن بن القاسم أنشدني عبد الله بن علي أنشدني عمر المستملي قال سمعت أبا
تمام ينشد (1)
وما أنا بالغيران من دون عرسه * إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم
طبيب فؤادي قد تلون حجه * ومذهب همي والمفرج للغم (2)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر
الخطيب (3) أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أنبأنا محمد بن عبد الرحيم
المازني نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو علي محرز قال أغفل أبو
علي الحسن بن وهب من حمص ناقص وصالب وطالوته فكتب إليه أبو تمام حبيب بن
أوس الطائي
يا حليف الهدى ويا تؤم الجود * ويا خير من حبوت القريضا
ليت حماك بي وكان لك الأجر * فلا تشتكي وكنت أنا المريضا *
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ وأخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن العلاف قالا
أنبأنا عبد الملك بن محمد أنبأنا أحمد إبراهيم الكندي أنبأنا محمد بن جعفر
الخرائطي قال أنشدني أبو سهل الرازي لأبي تمام الطائي
خوف العدل على عدل رقيب (4) * ويعيد سري عنده لقريبي

(1) ديوانه ص 405 من قصيدة يعاتب أبا القاسم بن الحسن بن سهل.
(2) روايته في الديوان:
لصبق فؤادي مذ ثلاثين حجة * وصيقل ذهنبي والمروح عن همي
(3) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 8 / 252.
(4) على هامش الأصل: الصواب: الرقيب.
28

إن قلت شارك حافظي فماله * إنما يحول غبر غد ذنوبي
وأصاب مسحوب بالضمير بظنه * وكأنه هو صاحب المحجوبي *
فالضد مكتوم لديه بيننا * والوصل يمشي في ثياب غريبي
وإن أنظرت فرأيت بين عيوننا * سمة الهوى هذا حبيب حبيبي *
قال وأنشدني أبو جعفر العدوي لحبيب الطائي
بنفسي من أعاد عليه مني * وأحسد أهله نظرا إليه
ولو أني قدرت طمست عنه * عيون الناس من خدر عليه
حبيب لبث في جسمي هواه * وأمسك مهجتي زمنا لديه
فروحي عنده والجسم خال * بلا روح وقلبي في يديه *
أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنبأنا أبو
علي الجازري أنبأنا القاضي أبو الفرح المعافا بن زكريا (1) نبأنا محمد بن أحمد بن
إبراهيم الحكيمي حدثني أحمد بن الحسين بن هشام أنبأنا أبو تمام (2)
يقولون هل تبكي الفتى لخريدة * متى أراد (3) اعتاض عشرا مكانها
وهل يستعيض المرء من خمس (4) كفه * ولو بدلت (5) حر اللجين بنانها
وكيف علي نار (6) الليالي معرس * إذا كان شيب العارضين دخانها *
قال القاضي كان بعض رؤساء الزمان أنشد بعض هذه الأبيات فاستحسنها جدا
وقال نحن بحضرته جماعة أتعرفون لهذه الأبيات أولا فقلت له هذه كلمة لأبي
تمام مشهورة أولها
ألم ترني خليت نفسي وشأنها * فلم أجعل الدنيا ولا حدثانها
لقد خوفتني الحادثات صروفها * ولو أمتني ما قبلت أمانها *

(1) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 405.
(2) ديوانه ص 378 والجليس الصالح الكافي.
(3) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.
(4) في الديوان: عشر.
(5) الديوان 6 ولو صاغ من حر اللجين بنانها.
(6) عن الديوان وبالأصل " ان ".
29

وأنشدته منها
يقولون هل يبكي الفتى لخريدة * إذا ما أراد اعتاض عشرا مكانها
وهل يستعيض المرء من خمس كفه * ولو صاغ من حر اللجين بنانها *
* وكيف علي أن الليالي معرس * إذا كان شيب العارضين دخانها *
فطرب عند الانتهاء لهذا جعل يردده ويتعايا فيه إلى أن حفظه وقال هذا ألذ من
كل شراب وغناء انتهى
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنشدني علي بن محمد بن حمدان الفارسي أنشدنا أحمد بن معدان الفقيه
لأبي تمام الطائي
ومن الشقاوة أن تحب * ومن تحب يحب غيرك
أو أن تسير لو ضل من * لا يشتهي الحوصل سيرك
أو أن تريد الخير بالإنسان * وهو يريد ضيرك
شيئان إذا وليته خيرا * وإن أنت أمسكت خيرك *
أنشدني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جزء البلخي من لفظه أنبأنا أبو زكريا
يحيى بن علي الخطيب التبريزي أنشدنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن الفضل
القصباني (1) النحوي البصري أنبأنا أبو علي عبد الكريم بن الحسن بن الحسين بن
حكيم السكري النحوي اللغوي أنبأنا أبو القاسم الحسين بن بشر الآمدي أنشدنا أبو
علي عبد الكريم محمد بن العلاء السجستاني أنبأنا أبو سعيد السكري أنشدنا أبو تمام
حبيب بن أوس الطائي يمدح قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد (2) (3)
أأحمد إن الحاسدين كثير * ومالك إن عد الكرام نظير
حللت محلا فاضلا متقادما * من المجد والفخر القديم فخور
فكل قوي أو غني فإنه * إليك ولو نال السماء فقير

(1) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت ترجمته في نزهة الألباء في طبقات الأدباء لابن الأنباري ص
257 ومعجم الأدباء 6 / 143 (ت. مرجليوت).
(2) بالأصل: " داود " والصواب ما أثبت.
30

إليك تناهى المجد من كل وجه * يصير فما (1) يعدوك حيث تصير
وبدر أياد أنت لا ينكرونها * كذلك أياد للأنام بدور
تجنبت أن يدعا الأمير تواضعا * وأنت تدعى للأمير أمير
فما من ندى إلا إليك محله * ولا رفعة (2) إلا إليك تسير *
قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش
سبيع بن المسلم عنه نبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي أنبأنا أبو
بكر بن محمد الصولي قال قال لنا يوما إدريس بن يزيد النابلسي اعرضوا علي ما
عندكم من غزل أبي تمام فأعرضناه فقال اكتبوا أنشدنا أبو تمام لنفسه (3)
ظبي يتيه بورده في خده * خد عليه غلائل من ورده
ما كنت أحسب أن (4) لي مستمتعا * في قربه حتى بليت ببعده
لا شئ أحسن منه ليلة وصلنا * وقد اتخذت مخدة من خده
وفمي على فمه يساور (5) ريقه * ويدي تنزه في حدائق جلده *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكائيل يقول
سمعت أبي يقول بلغني عن منصور بن طلحة بن طاهر أنه قال ما بلغ من الأمير
عبد الله بن طاهر بشئ مما قال فيه أبو تمام ما بلغ فيه قوله في فيه حين خرج من نيسابور
ولم يقبل صلته قال
يا أيها الملك المقيم ببلدة * لا تأمنن حوادث الأزمان
صاح الزمان بال قومك صيحة * خروا لشدتها على الأذقان
ومتى ما جرى مثلها فأبادهم * وأتى الزمان على بني ماهان
وغدا يصيح بالطاهر صيحة * غضب يحل بهم من الرحمن *

(1) في الأصل: " فما بعدوك خير نصير " والمثبت عن الديوان.
(2) الديوان: رفقة.
(3) الأبيات في ديوانه ص 441.
(4) صدره بالأصل مضطرب، والمثبت عن الديوان.
(5) في الديوان: يسامر.
31

أخبرني أبو الحسين محمد بن كامل المقدسي أنبأنا محمد بن أحمد بن
المسلمة في كتابه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى إجازة أخبرني
محمد بن يحيى حدثني محمد بن موسى بن حماد قال (1) كنت عند دعبل بن علي
بعد قدومه من الشام فذكرنا أبا تمام فجعل يثلبه ويزعم أنه كان يسرق الشعر ثم قال
لغلامه ثقيف (2) هات تلك المخلاة فجاء بمخلاة فيها دفاتر فجعل يمرها على يده
حتى أخرج منها دفترا فقال اقرؤوا هذا فنظرنا فإذا في الدفتر قال مكنف (3) أبو سلمى
من ولد زهير بن أبي سلمى وكان رثى (4) ذفافة بقوله
أبعد أبا العباس يستعتب (5) الدهر * وما بعده للدهر عتبي ولا عذر
ولو عوتب المقدار والدهر بعده * لما أغننا ما أورت السلم النصر
ألا أيها الناعي ذفافة ذا الندى * تعست وشلت من أنا ملك العشر
أتنعي فتى من قيس عيلان صخرة * تفلق عنها من جبال العدى الصخر
إذ ما أبو العباس خلا مكانه * فلا حملت أنثى ولا مسها (6) طهر
ولا أمطرت سماء أرضا ولا مرت * نجوم ولا لذت لشاربها الخمر
كان (7) لبنوا القعقاع يوم وفاته * وأصبح في شغل عن السفر السفر
كان بني القعقاع يوم وفاته * نجوم سماء خرت من بينها البدر
توفيت الآمال بعد ذفافة * وأصبح في شغل عن السفر السفر *
ثم قال سرق أبو تمام أكثر هذه القصيدة فأدخلها في شعره (8) قال محمد بن
موسى فحدثت الحسين (9) بن وهب بذلك فقال لي أمنا قصيدة مكنف هذه فأنا

(1) الخبر في الأغاني 16 / 369.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأغاني.
(3) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأغاني.
(4) رسمها غر مقروء بالأصل والمثبت عن الأغاني.
(5) الأغاني: يستعذب.
(6) الأغاني: نالها.
(7) صدره في الأغاني: كأن بنو القعقاع يوم مصابه.
(8) بريد قصيدته التي يرئي محمد بن حميد الطوسي ومطلعها:
كذا فليجل الخطب وليقدح الامر * فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
(9) في الأغاني 16 / 397 الحسن.
32

أعرفها وما فيها شئ مما في قصيدة أبي تمام ولكن دعبلا خلط القصيدتين إذ كانتا في
وزن واحد وكانتا مرتبتين ليتكذب على أبي تمام انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر
الخطيب (1) أخبرني أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة قال سنة ثمان وعشرين فيها مات أبو تمام الطائي أخبرنا وذكر أبو
الحسين محمد بن أحمد بن القواس الوراق أنه مات سنة ثمان وعشرين بسر من رأى
انتهى
وأخبرنا أبو الحسن (2) نبأنا وأبو النجم وحدثنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا
الأزهري أنبأنا علي بن عمر الحافظ نبأنا أبو علي الكوكبي نبأنا أبو سليمان
النابلسي (3) إدريس بن يزيد قال قال لي تمام (4) بن أبي تمام الطائي ولد أبي سنة ثمان
وثمانين ومائة ومات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين
قال وأخبرني علي بن أيوب أنبأنا محمد بن عمران الكاتب أنبأنا الصولي
حدثني محمد بن موسى قال عني الحسن بن وهب بأبي تمام فولاه بريد الموصل
فأقام بها أقل من سنتين ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين ودفن
بالموصل
قال الصولي وحدثني عون بن محمد الكندي أن أبا تمام مات بالموصل في
المحرم سنة اثنين (5) وثلاثين ومائتين وقال الصولي قال علي بن الجهم يرثي أبا
تمام
غاصت بدائع فطنة الأوهام * وغدت عليها نكبة الأيام
وغدا القريض ضئيل شخص باكيا * يشكو رزيته إلى الأقلام
وتأوهت غرر القوافي بعده * ورمى الزمان صحيحها بسقام

(1) تاريخ بغداد 8 / 252.
(2) بالأصل: " أبو الحسين " خطأ.
(3) مهملة بالأصل، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل: " أبو تمام "، خطأ.
(5) كذا بالأصل.
33

أوذي (1) متفقها ورابض صعبها * وغدير روضتها أبو تمام *
نا أو أخبرنا علي بن أبي علي المعدل أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن
موسى المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني محمد بن موسى قال قال
الحسن (2) بن وهب يرثي أبا تمام الطائي
فجمع القريض بخاتم الشعراء * وغدير روضتها حبيب الطائي
ماتا معا فتجاورا في حفرة * وكذاك كانا قبل في الأحيائي *
قال محمد بن يحيى ولمحمد بن عبد الملك الزيات يرثيه وهو حينئذ وزير
نبأ أتى من أعظم الأنباء * لما ألم مقلقل الأحشاء
قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي (3)
1184 حبيب بن حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر الفهري
ولد بعد موت أبيه فسمي باسمه
أخبرنا أبو غالب بن البنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي عن (4)
حبيب بن مسلمة أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسين بن سميع
قال حدثني حبيب بن مسلمة عن أبيه قال كنية حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن
قال هلك حبيب وابنه حبيب بن حبيب حمل في بطن أمه زملة ابنة يزيد بن حبلة
العليمية وولدت حبيب ومسلمة بن حبيب انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر
محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن

(1) صدره في تاريخ بغداد:
أودى مثقفها ورائد صعبها
(2) عن تاريخ بغداد 8 / 252 وبالأصل " الحسين ".
(3) البيتان في تاريخ بغداد 8 / 253.
(4) بالأصل " بن ".
34

سعد قال فولد حبيب بن مسلمة بن مالك (1) حبيب بن حبيب وأمه ماوية بنت
يزيد بن جبلة بن لام بن حصن بن كعب بن عليم بن كلب وعبد الرحمن بن حبيب
وأمه أمامة بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصن بن كعب بن عليم
1185 حبيب بن أبي حبيب (2)
من أهل دمشق
روى عن يزيد الخراساني وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر
روى عنه حميد بن زياد ومحمد بن (3) راشد المكحولي وابنه محمد بن
حبيب انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4) نبأنا عبدان الأهوازي وعبد الله بن محمد بن
عبد العزيز قالا نبأنا شيبان نبأنا محمد بن راشد نبأنا حبيب بن أبي حبيب
الدمشقي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت (5) وبلغها أن ابن
عمر يحدث عن أبيه أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت يرحم الله ابن عمر
وعمر والله ما هما بكاذبين ولا متزايدين (6) ولكنهما وهما (7) إنما مر النبي (صلى الله عليه وسلم) على
رجل من اليهود وهم يبكون على قبره فقال إنهم ليبكون عليه وإن الله يعذبه في
قبره [* * * *]
حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي القيسي أنبأنا محمد بن علي عن
الخضر بن سعيد أنبأنا ولدي أبو الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر نبأنا علي بن
الحسن بن رجاء نبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نبأنا إبراهيم بن يعقوب

(1) زيادة للايضاح.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 43 وميزان الاعتدال 1 / 453 والكامل لابن عدي 2 / 409.
(3) بالأصل " ومحمد وشداد المكحولي " والمثبت عن تهذيب التهذيب.
(4) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 409.
(5) بالأصل " قال " والمثبت عن ابن عدي.
(6) عن ابن عدي وإعجامها غير واضح بالأصل.
(7) الزيادة عن ابن عدي.
35

نبأنا أصبغ أن وهب أخبره عن أبي صخرة حميد بن زياد عن حبيب بن أبي حبيب
الدمشقي عن يزيد الخراساني قال بينما أنا ومكحول إذ قال مكحول نبأنا وهب بن
منبه ما شئ بلغني عنك في القدر قال والذي أكرم محمدا بالنبوة لقد اقترأت من الله
تبارك وتعالى اثنين وسبعين كتابا فيه ما يسر وما يعلن ما فيه كتاب إلا وجدت فيه من
أضاف إلى نفسه شيئا من قدر الله فهو كافر بالله تعالى قال مكحول الله أكبر الله أكبر الله
أكبر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا أبو القاسم
السهمي أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (1) وحبيب بن أبي حبيب الدمشقي هذا هو قليل
الحديث جدا وهذا الحديث لا يرويه عن عبد الرحمن بن القاسم غيره وعن حبيب
محمد بن راشد الدمشقي ولم أر لأحد من المتقدمين فيه كلاما وهو على قلة حديثه أرجو
أنه لا باس به
1186 حبيب بن الشهيد
أبو مرزوق التجيبي القتيري المقرئ (2)
حدث عن حنش بن عبد الله الصنعاني (3) وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه
روى عنه يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسليمان بن أبي حبيب
وسالم بن غيلان ومحمد بن القاسم المرادي ومحمد بن عبد الرحمن انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الخلال وأم المجتبى العلوية قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور
أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو يعلى المؤملي نبأنا عبد الأعلى بن حماد النرسي
نبأنا حماد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي
مرزوق عن فضالة بن عبيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا ذات يوم بشربة فقيل يا رسول الله إن
هذا يوم كنت تصومه فقال أجل ولكن قئت فأفطرت [* * * *] انتهى

(1) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 409.
(2) ترجمته في تحريف 1 / 435 وأعادها في باب الكنى، والوافي بالوفيات 11 / 291 وسير أعلام النبلاء
7 / 57 وبحاشيتها ثبت بأسماء مثادر أخرى ترجمت له.
(3) بالأصل " حبش بن عبد الله الصاغاني " والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء.
36

وهكذا رواه محمد ويعلى ابنا (1) أبي (2) عبيد الطنافسيان (3) عن محمد بن
إسحاق ولم يذكرا حنش بن عبد الله رواه المفضل بن فضالة وعميرة بن أبي ناجية
عن يزيد بن أبي حبيب وزاد في إسناده حنشا وهو الصواب
فأما حديث مفضل فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الله أنبأنا أبو
الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نبأنا محمد بن
زياد بن حبيب وإسماعيل بن داود بن درجا قالا نبأنا زكريا بن يحيى كاتب العمري
نبأنا المفضل بن فضالة أن (4) يزيد بن أبي حبيب أخبره عن أبي مرزوق عن حنش
الصنعاني عن فضالة بن عبيد الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان صائما فقاء فأفطر
واللفظ لمحمد [* * * *]
وأما حديث عميرة بن أبي ناجية فأخبرناه أبو محمد حمزة بن العباس وأبو
الفضل أحمد بن محمد في كتابهما وأخبرنا أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر
أحمد بن الفضل أنبأنا عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس نبأنا
عبد الكريم بن إبراهيم المرادي نبأنا حرملة بن يحيى نبأنا ابن وهب أخبرني
عميرة بن أبي ناجية عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق عن حنش عن
فضالة بن عبيد قال دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بطعام أو شراب فسئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألم تكن
تصوم هذا اليوم قال بلى ولكني قئت قال أبو سعيد بن يونس لم يقع إلينا من
حديث ابن وهب عن عميرة ابن أبي ناجية حديث مسند غير هذا الحديث [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن غانم بن أحمد بن محمد الحداد أنبأنا
عبد العزيز أنبأنا عبد الرحمن بن مندة أنبأني أبي أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف
وأحمد بن محمد بن زياد قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير قال
وأنبأنا محمد بن الحسين القطان نبأنا أحمد بن يوسف السلمي نبأنا أحمد بن خالد
الوهبي قال وأنبأنا محمد بن الحسين حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر نبأنا

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب " ابنا ".
(2) بالأصل " أبو " والصواب ما أثبت.
(3) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن سير الاعلام 9 / 436 و 478.
(4) الزيادة لازمة للايضاح.
37

يعقوب بن إبراهيم بن سعد نبأنا أبي كلهم عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي
حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال غزونا مع أبي زريع
الأنصاري هكذا قال يونس وقال إبراهيم بن سعد والوهبي غزونا مع رويفع فافتتحنا
قرية يقال لها جربة (1) فقام خطيبا فقال إني لا أقول إلا ما سمعت سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم خيبر قال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لا يحل لامرئ
مؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره (2) يعني إتيان الحبالى من الفئ ولا
يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي (3) ثيبا حتى يستبرئها
ولا يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر يبيع مغنما حتى يقسم ولا يحل لامرئ مؤمن
بالله واليوم الآخر يركب دابة من فئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ولا يحل
لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فئ المسلمين حتى إذا أخلقه (4) رده
فيه [* * * *]
كتبت إلى أبي محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبي (5) الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن محمد بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو الفضل بن
سليم قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة حينئذ قال وأنبأنا
أبو عمرو بن مندة عن أبيه نبأنا أبو سعيد بن يونس حدثني أبي عن جدي أنه حدثه
حدثنا ابن وهب حدثني سعيد بن أيوب عن محمد بن القاسم المرادي عن أبي مرزوق
حبيب بن الشهيد مولى تجيب أنه قال لامرأته لست مني بسبيل البتة فاختلفت عليه
العلماء في ذلك فركب إلى عمر بن عبد العزيز فدينه في ذلك
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا

(1) قرية بالمغرب لها ذكر بالفتوح، قال ياقوت. وذكر حديث حنش قال غزونا مع رويفع... الحديث
باختصار.
(2) في معجم البلدان: يسقي ما زرعه غيره.
(3) الزيادة من مختصر ابن منظور 6 / 183.
(4) بالأصل " خلقه " والمثبت عن المختصر.
(5) بالأصل " وأبو " والصواب ما أثبت باعتبار ما سبق، " كتبت " وهذا رسمها بالأصل، وإن كانت " كتب إلي "
تكون صوابا والأولى " أبي محمد " خطأ.
38

عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان
أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل (1) حدثني حسن بن الجروي نبأنا
عبد الله بن يحيى هو البرلسي نبأنا سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن
عن حبيب بن الشهيد أبي مرزوق وقال عمر ذكر البخاري هذا في ترجمة حبيب
الشهيد أبي الشهيد البصري ولم يفرق بينهما ووهم في ذلك وتابعه على ذلك ابن أبي
حاتم انتهى
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار
أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو مرزوق
المصري سمع حنش بن عبد الله الشيباني الصنعاني روى عنه يزيد بن أبي حبيب أبو
رجاء التجيبي ومحمد بن عبد الرحمن انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن (2) رشأ بن نظيف أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أنبأنا أبو
عمر محمد بن يوسف الكندي في كتابه موالي أهل مصر قال ومنهم أبو مرزوق
حبيب بن شهيد مولى عقبة بن بجرة بن حارثة التجيبي من بني قتيرة وكان فقيها
بأنطابلس روى عنه يزيد بن أبي حبيب وأخبرني أبو سلمة عن زيد بن زيد عن أبي
وزير عن فتيان بن أبي السمح قال كان أبو مرزوق حبيب مولى عقبة بن بجرة يفتي
أهل أنطابلس وهي برقة كما يفتي يزيد بن أبي حبيب بمصر قال ابن وزير توفي أبو
مرزوق سنة تسع ومائة
أنبأنا أبو أحمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو بكر
محمد بن شجاع حدثني أبو الفضل بن سليم قالا أنبأنا أحمد بن الفضل
الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال حبيب بن شهيد
مولى عقبة بن بحرة بن حارثة التجيبي القتيري من بني قتيرة يكنى أبا مرزوق حدث عنه
يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسالم بن غيلان وسليمان بن أبي حبيب
وغيرهم قال أحمد بن يحيى بن وزير توفي سنة تسع ومائة وله وفادة على عمر بن

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 320.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر، انظر معرفة القراء الكبار.
39

عبد العزيز وكان فقيها وكان ينزل أطرابلس المغرب وكان في المغرب له ذكر في الفقه
كان بمنزلة يزيد بن أبي حبيب بمصر انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال وحبيب بن الشهيد من أهل مصر يعرف بكنيته ويكنى أبا مرزوق
يروي عن حنش الصنعاني وغيره روى عنه يزيد بن أبي حبيب
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما شهيد بفتح
الشين وكسر الهاء فهو حبيب بن الشهيد مصري ويكنى أبا مرزوق وهو بكنيته أشهر
مولى عقبة بن بجرة التجيبي القتيري من بني قتيرة يروي عن حنش الصنعاني روى عنه
يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسالم بن غيلان وسليمان بن أبي حبيب
وغيرهم توفي سنة تسع ومائة انتهى
أخبرنا أبو بكر الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسين وأحمد بن محمد العتيقي حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله
البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا
علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال (2) أبو
مرزوق التجيبي (3) مصري تابعي ثقة
1187 حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان
بن أبي الأعيس (4) الخولاني
حكى عن أبيه
حكى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد
الأنباري أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 5 / 89.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 510.
(3) الزيادة عن تاريخ الثقات.
(4) بالأصل " الأعيش " والمثبت عن الاكمال 1 / 100 وتبصير المنتبه 1 / 22 وفيهما أبو الأعيس عبد الرحمن بن
سلمان حمصي. وقد صوبناها في الخبر التالي.
40

إسماعيل المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي أخبرني أحمد بن شعيب عن هشام بن
عمار حينئذ وأخبرنا أبو الفضل ناصر فيما قرأت عليه عن جعفر بن يحيى التميمي
أنبأنا عبد الله بن سعيد بن حاتم أنبأنا الخصيب أخبرني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن أخبرني أبي قال أخبرني أحمد بن أبي العلاء نبأنا هشام نبأنا صدقة
زاد الدولابي ابن خالد نبأنا ابن أبي جابر حدثني حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان
أبو الأعيس عن أبيه أبي الأعيس قال الجن والإنس عشرة أجزاء فالإنس من ذلك
جزء والجن تسعة أجزاء انتهى كذا رواه النسائي قراءة فيه أحمد بن العلاء
1188 حبيب بن عبد الملك بن حبيب
والد الحسن بن حبيب
حكى عن أحمد بن أبي الحواري ومحمد بن إسماعيل بن علية وأحمد بن
عبد الرزاق
حكى عنه ابنه الحسن انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان قالوا
أنبأنا أبو سليمان بن زبر حدثنا الحسن بن حبيب قال سمعت أبي يقول سمعت
أحمد بن أبي الحوازي يقول كان أبو سليمان زميلي إلى مكة فذهبت منا الإداوة في
طريق مكة فقلت له ذهبت الإداوة فأخرج (1) يده من الخربست ثم قال اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد يا هادي كل ضال ويا راد الضلال رد علينا ضالتنا وصلى
الله على محمد وعلى آل محمد فما أدخل يده إلى الخربست إذا إنسان يصيح يا
صاحب الإداوة فقال لي خذها يا أحمد إذا سألت الله عز وجل حاجة فابدأ بالصلاة
على النبي (صلى الله عليه وسلم) وسل حاجتك ثم اختم بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنهما دعوتان لا
يردهما الله تبارك وتعالى ولم يكن ليرد ما بينهما انتهى

(1) بالأصل " فخرج ".
41

1189 حبيب بن أبي عبيدة مرة بن عقبة
بن نافع الفهري القرشي (1)
مصري سكن الأندلس وولي بها ولايات ووفد على سليمان بن عبد الملك له
ذكر انتهى
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
سليم ثم حدثني أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو الفضل بن سليم قالا أنبأنا أبو
بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حبيب بن
أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري توفي سنة أربع وعشرين ومائة
أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسين المحلبان أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن أبي نصر بن عبد الله الأندلسي صاحب تاريخ الأندلس قال (2) حبيب بن أبي
عبيدة واسم أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري من وجوه أصحاب موسى بن نصير
الذين دخلوا معه الأندلس وبقي بعده فيها مع وجوه القبائل إلى أن خرج منها مع من
خرج براس عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى سليمان بن عبد الملك ثم رجع
حبيب بن أبي عبيدة بعد ذلك إلى نواحي أفريقية وولي العساكر في قتال الخوارج من
البربر ثم قتل في تلك الحروب سنة ثلاث وعشرين ومائة انتهى كذا قال
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وقال أبو سعيد بن يونس توفي في سنة أربع
وعشرين
1190 حبيب بن عمر الأنصاري الدمشقي ويقال المدني
حدث عن أبيه
روى عنه بقية
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان في كتابه عن أبي القاسم
عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزدي نبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس
الوراق إملاء قال أنبأنا علي بن محمد بن محمد بن أحمد الفقيه نبأنا إسماعيل بن

(1) ترجم له في جذوة المقتبس للحميدي ص 199.
(2) الخبر في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 199.
42

محمد النيسابوري أنبأنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي نبأنا بقية بن الوليد حدثني
حبيب بن عمر الدمشقي عن أبيه قال لقيت واثلة بن الأسقع يوم العيد فقلت تقبل الله
منا ومنك فقال لي كذلك
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر في كتابه قلت أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي
وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار
الطيوري قالوا أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني زاد (1) ابن خيرون
وأبو الحسن محمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدان
الشيرازي أنبأنا محمد بن سهل المقرئ نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2)
حبيب بن عمر الأنصاري المدني (3) عن أبيه روى عنه بقية انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن الحسن أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد أنبأنا
أبو علي أحمد بن عبد الله إجازة قال وأخبرنا أبو طاهر الحسين بن سلمة أنبأنا
علي بن محمد (4) قالا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي
قال (5) حبيب بن عمر الأنصاري روى عن أبيه عن ابن عمر روى عنه بقية سمعت أبي
يقول ذلك وسمعته يقول هو ضعيف الحديث وهو مجهول لم يرو عنه غير بقية (6)
1191 حبيب بن قليع ويقال عمر بن حبيب بن قليع المدني
حكى عن سعيد بن المسيب
روى عنه عبد الله بن جعفر المخرمي والوليد بن عمرو بن مناقع العامري
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي محمد الجوهري عن أبي
عمر بن حيوية أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنبأنا الحارث بن أبي
أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة تسع وستين

(1) بالأصل " إلى " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 322.
(3) في البخاري: المديني.
(4) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(5) الجرح والتعديل 1 / 2 / 105.
(6) نقل الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 455 عن الدارقطني قال: مجهول.
43

خرج حبيب بن قليع إلى عبد الملك بن مروان قال الواقدي حدثني عبد الله بن
جعفر عن حبيب بن قليع قال ضقت بالمدينة ضيقا شديدا وكنت أخرج من منزلي
بسحر فلا أرجع إلا بعد ليل من الدين فجلست مع ابن المسيب يوما فجاءه رجل
فقال يا أبا محمد إني رأيت في النوم كأني أخذت عبد الملك بن مروان فوتدت في
ظهره أربعة أوتاد قال ما أنت رأيت ذلك أخبرني من رآها قال أرسلني إليك ابن
الزبير بهذه الرؤيا رآها في عبد الملك قال إن صدقت رؤياه قتل عبد الملك بن الزبير
وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة
فركبت إلى عبد الملك فدخلت عليه في الخضراء فأخبرته الخبر فسر وسألني
عن ابن المسيب وعن حاله وسألني عن ديني فقلت أربعمائة فأمر بها من ساعته وأمر
لي بمائة دينار وحملني طعاما وزيتا وكسى فانصرفت بذلك راجعا للمدينة انتهى
رواه الوليد بن عمرو العامري عن عمر بن حبيب بن قليع وسيأتي بعد إن شاء الله
تعالى
1192 حبيب بن كرة
قدم على يزيد بن معاوية بكتاب مروان وبني أمية الذين خرجهم أهل المدينة قبل
وقعة الحرة وشهد يوم المرج (1) وكانت معه راية مروان بن الحكم
وحكى عن يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم
حكى عنه عبد الملك بن نوفل بن مساحق العامري انتهى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا عبد الوهاب جعفر أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن جعفر الفرغاني
أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال (2) حدثت عن هشام بن محمد قال قال أبو مخنف
حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن حبيب بن كرة قال والله إن راية ابن مروان

(1) يعني مرج راهط، وهو موضع في الغوطة في دمشق في شرقيه بعد مرج عذراء، وكانت به الوقعة المشهورة
بين مروان بن الحكم والضحاك بن قيس الفهري قتل فيها الضحاك واستقر الامر لمروان، وذلك بعد وفاة
يزيد بن معاوية. (انظر معجم البلدان: راهط).
(2) تاريخ الطبري 5 / 539 حوادث سنة 64.
44

يومئذ يعني يوم المرج لمعي (1) وأنه ليدفع بنعل السيف في ظهري ويقول ادن
رأيتك لا أبا لك إن هؤلاء لو قد وجدوا لهم حد السيف انفرجوا انفراج الرأس وانفراج
الغنم عن راعيها قال وكان مروان في ستة آلاف (2) وكان على خيله عبيد الله (3) بن
زياد وكان على الرجال مالك بن هبيرة
1193 حبيب بن محمد
أبو محمد العجمي (4)
بصري من الزهاد
حكى عن الحسن (5) ومحمد بن سيرين وأبي تميمة طريف بن مخالد
الهجيمي وشهر بن حوشب والفرزدق الشاعر
روى عنه جعفر بن سليمان وصالح بن بشير المري ويزيد بن يزيد الخثعمي
وحماد بن عطية البلعدوي والحارث بن موسى
وقدم الشام وبها لقي الفرزدق
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا ابن المبارك عن
صالح المري عن حبيب أبي محمد عن شهر (6) بن حوشب عن أبي ذر قال (7) إن
الله تبارك وتعالى يقول يا جبريل انسخ من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان
يجدها فيصير العبد المؤمن والها طالبا الذي كان يعهد من نفسه نزلت به مصيبة لم ينزل

(1) عن الطبري وبالأصل " يعني ".
(2) بالأصل " ألف " والمثبت عن الطبري.
(3) بالأصل " عبد الله " والصواب عن الطبري.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 436 وميزان الاعتدال 1 / 457 وسير أعلام النبلاء 6 / 143 وانظر بحاشيتها
ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
وبالأصل " بن محمد العجمي " والصواب ما أثبت " أبو " وكنيته " أبو محمد " عن مصادر ترجمته.
وذكره في حيلة الأولياء 6 / 149 وترجم له باسم: حبيب الفارسي، أبو محمد.
(5) بالأصل " الحسين " خطأ، وهو الحسن بن أبي الحسن البصري، والصواب عن تهذيب التهذيب وسير
الاعلام.
(6) بالأصل " شهرنيار " والصواب ما أثبت.
(7) الخير في حيلة الأولياء 6 / 63 - 63 في ترجمة شهر بن حوشب
45

به مثلها قط فإذا نظر الله تبارك وتعالى إليه على تلك الحال قال يا جبريل رد إلى قلب
عبدي ما نسخت منه فقد ابتليته فوجدته صادقا وسأمده من قبلي بزيادة وإذا كان عبدا
كذابا لم يكترث ولم يبال به (1)
أنبأنا أبو الغنائم النرسي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا
محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (2) حبيب أبو محمد يعد في البصريين
قال حفص بن عمر حدثنا يزيد بن يزيد الخثعمي نبأنا حبيب أبو محمد سمع
الحسن (3) قال الأواه الذي قلبه معلق عند الله تعالى قال ونبأنا موسى نبأنا حماد بن
عطية من بلعدوية عن حبيب أبي محمد هو العجمي قوله انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد
محمد بن عبد الله أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
محمد حبيب الأعجمي سمع الحسن (3) روى عنه يزيد بن يزيد الخثعمي وحماد بن
عطية انتهى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي أنبأنا عبد الله بن
مفيد أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني
أبي قال أبو محمد حبيب العجمي البصري سمع الحسن روى عن موسى بن إسماعيل
عن حماد بن عطية
أخبرنا أبو جعفر الهمذاني في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أبو بكر
الحافظ أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو محمد حبيب بن محمد العجمي النضري سمع
الحسن حديثه مرسلا روى عنه أبو سليمان جعفر بن سليمان الضبعي وحماد بن
عطية والحارث بن موسى انتهى
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب أخبرني هاشم بن

(1) زيادة للايضاح عن الحلية.
(2) التاريخ الكبير 1 / 2 / 326.
(3) بالأصل " الحسين " خطأ والصواب عن البخاري.
46

محمد حدثني الرياشي نبأنا المنهال بن عمار بن عمر بن سلمة عن صالح المري
عن حبيب أبي محمد قال رأيت الفرزدق بالشام فقال قال لي أبو هريرة إنه سيأتيك
قومك يؤيسونك من رحمة الله تعالى فلا تيأس (1) انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2) أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نبأنا يونس يعني ابن (3) محمد قال
سمعت مشيخة يقولون كان الحسن يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه في كل يوم (4)
وكان حبيب أبو محمد يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافل
عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شئ من مقالته إلى أن التفت إليه يوما فقال أين يبرهمى
درايد ودرايد جكويد فقيل والله يا أبا محمد يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في
الآخرة ويزهد في الدنيا فوقر ذلك في قلبه فقال بالفارسية اذهبوا بنا إليه فأتاه فقال
جلساء الحسن يا أبا سعيد هذا أبو محمد حبيب قد أقبل إليك فعظه فأقبل عليه فوقف
عليه فقال (4) أين همي كودي (5) جكودي فقال الحسن إيش يقول فقال يقول
هذا الذي يقول إيش يقول قال فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبه في
الخير وزهده في الدنيا فقال أبو محمد أين كودي (6) فقال الحسن أنا ضامن لك
على الله تبارك وتعالى ذلك ثم انصرف من عنده فلم يزل في تبديد ماله وشيئه حتى لم
يبق على شئ ثم جعل بعد ذلك يستقرض على الله تعالى انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم قال (7) حدثنا أبو محمد بن حيان
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم نبأنا محمد بن سعيد (8) الجوسقي نبأنا محمد بن
موسى المقرئ نبأنا عون بن عمارة عن حماد وأبي عوانة قالا شهدنا حبيبا الفارسي

(1) الخبر في الوافي بالوفيات 11 / 300.
(2) الخبر في حلية الأولياء 6 / 149.
(3) بالصال " أبي " والصواب عن الحلية.
(4) الزيادة بين معكوفتين عن حلية الأولياء.
(5) كذا بالأصل وفي الحلية: كوى جكوى.
(6) الحلية: ابن كوي.
(7) حلية الأولياء 6 / 153.
(8) الحلية: معيد.
47

يوما فجاءت امرأة فقالت له يا أبا محمد نان نيست مارا (1) فقال لها كم لك من
العيال فقالت كذا وكذا فقام حبيب إلى وضوئه فتوضأ ثم جاء إلى مصلاه فصلى
بخضوع وسكون فلما فرغ حبيب قال يا رب إن الناس يحسنون ظنهم بي وذلك من
سترك علي فلا تخلف ظنهم بي ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهما طازجة فأعطاها
إياها ثم قال يا حماد اكتم علي ما رأيت حياتي انتهى
أنبأنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن الشاعر عن أبيه أبي علي الفقيه أنبأنا أبو
القاسم عبيد الله بن أحمد نبأنا عبيد الله بن عثمان نبأنا علي بن محمد المصري
نبأنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس نبأنا محمد بن يحيى الأزدي نبأنا جعفر بن أبي
جعفر الرازي حدثني أبو جعفر السائح قال كان حبيب رجلا تاجرا يعير الدراهم
فمر ذات يوم بصبيان يلعبون فقال بعضهم قد جاء آكل الربا فنكس رأسه وقال يا رب
أفشيت سري إلى الصبيان فرجع فلبس مدرعة من شعر وغل يده ووضع ماله بين يديه
وجعل يقول يا رب إني أشتري نفسي منك بهذا المال فاعتقني فلما أصبح تصدق
بالمال كله وأخذ في العبادة فلم ير إلا صائما أو قائما أو ذاكرا أو مصليا فمر ذات يوم
بأولئك الصبيان الذين كانوا يعيرونه بأكل الربا فلما نظروا إلى حبيب قال بعضهم لبعض
اسكتوا فقد جاء حبيب العابد فبكى وقال يا رب أنت تحمد مرة وتذم مرة فكل من
عندك
فبلغ من فضله أنه كان يقال إنه مستجاب الدعوة وأتاه الحسن هاربا من الحجاج
فقال يا أبا محمد احفظني من الشرط على إثري فقال استحييت لك يا أبا سعيد ليس
بينك وبين ربك الثقة ما تدعو فيسترك من هؤلاء ادخل البيت فدخل ودخل (2) الشرط
على أثره فقالوا يا أبا محمد دخل الحسن من ها هنا قال بيتي فأدخلوا فدخلوا فلم
يروا الحسن في البيت فذكروا ذلك للحجاج فقال بلى كان في بيته ولكن الله تعالى
طمس على أعينكم فلم تروه انتهى
كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرنا أبو طاهر محمد بن
محمد بن عبد الله السنجي عنه نبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا أبو عمرو

(1) رسمها بالأصل: " فإن نسب ما مارا " والمثبت عن الحيلة.
(2) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 168.
48

عثمان بن أحمد بن السماك نبأنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي نبأنا قيس بن
حفص نبأنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال ما رأيت أحدا قط أصدق يقينا من
حبيب أبي محمد انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي
الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد البابسيري (1) أنبأنا الأحوص بن
المفضل بن غسان الغلابي نبأنا أبي قال وحدثني أبي قال حدثني بعض أشياخنا
قال مر حبيب أبو محمد أو نظر إليه الحسن فقال لأصحابه هذا طارح القراء
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا قال ما رأيت أحدا قط أعبد من الحسن وما رأيت
أحدا قط أورع من محمد بن سيرين ولا رأيت أحدا قط أزهد من مالك بن دينار ولا
رأيت أحدا قط أخشع لله تعالى من محمد بن واسع ولا رأيت أحدا قط أصدق يقينا من
حبيب أبي محمد (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا
أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان نبأنا عبد العزيز بن معاوية بن
عبد العزيز بن محمد أبو خالد القرشي ببغداد نبأنا قيس بن حفص حدثنا
المعتمر بن سليمان عن أبيه قال ما رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمد
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة نبأنا
غسان بن المفضل الغلابي قال نظر الحسن إلى حبيب أبي محمد فقال هذا طارح
القراء كالدرهم يكون له صرف
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
الفضيلي حينئذ وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن الرضا العنزي أنبأنا أبو
عاصم الفضيل بن أبي منصور الفضيلي قالا أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن أبي
شريح نبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر نبأنا عبد الصمد بن الفضل حدثني

(1) بالصال " الباشري " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، وانظر الأنساب (البابسيري).
(2) تهذيب التهذيب 1 / 436 - 437 نقلا عن المعتمر بن سليمان عن أبيه.
49

إبراهيم بن يوسف عن شيخ بصري عن عبد الواحد بن زيد قال كان (1) في حبيب
العجمي خصلتان من خصال الأنبياء النصيحة والرحمة انتهى قال أبو يحيى هذا
الشيخ أبو علي التياس
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا طراد بن محمد بن علي أنبأنا علي بن
محمد بن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد أنبأنا
داود بن المجبر نبأنا عبد الواحد بن زيد قال كنا عند مالك بن دينار ومعنا محمد بن
واسع وحبيب بن محمد فجاء رجل فكلم مالكا فأغلظ له في قسمة قسمها وقال
وضعتها في غير حقها وتتبعت بها أهل مجلسك ومن يغشاك لتكثر غاشيتك وتصرف
وجوه الناس إليك قال فبكى مالك وقال والله ما أردت هذا قال بلى والله لقد
أردته فجعل مالك يبكي وقال والله ما أردت قال بلى والله لقد أردته فجعل يبكي
مالك والرجل يغلظ له فلما كثر ذلك عليهم رفع حبيب يديه إلى السماء ثم قال اللهم إن
هذا قد شغلنا عن ذكرك فأرحنا منه كيف شئت قال فسقط والله الرجل على وجهه ميتا
فحمل إلى أهله على سرير وكان يقال إن أبا محمد مستجاب الدعوة انتهى
قال وحدثني أبو إسحاق الآدمي قال سمعت مسلم بن إبراهيم قال سمعت
الحسن بن أبي جعفر قال مر الأمير يوما فصاحوا الطريق ففرج الناس وبقيت
عجوز كبيرة لا تقدر أن تمشي فجاء بعض الجلاوزة (2) فضربها بسوط ضربة فقال
حبيب أبو محمد اللهم اقطع يده فما لبثنا إلا ثلاثا حتى مر بالرجل قد أخذ في سرقة
فقطعت يده انتهى
قال وحدثني أبو إسحاق قال سمعت مسلما أن رجلا أتى حبيبا أبا محمد
فقال إن لي عليك ثلاثمائة درهم قال من أين صارت لك علي قال لي عليك
ثلاثمائة درهم قال حبيب اذهب إلى غد فلما كان من الليل توضأ وصلى وقال
اللهم إن كان صادقا فأد إليه وإن كان كاذبا فابتله في يده قال فجئ بالرجل من غد قد
حمل وقد ضرب شقه الفالج فقال ما لك قال أنا الذي جئتك أمس لم يكن لي
عليك شئ وإنما قلت لتستحي من الناس فتعطيني فقال له تعود قال لا قال

(1) بالأصل: " إلى " والمثبت عن المختصر.
(2) الجلاوزة جمع جلواز وهو الشرطي (اللسان والقاموس: جلز).
50

اللهم إن كان صادقا فألبسه العافية قال فقام الرجل على الأرض كأن لم يكن به شئ
انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1) حدثنا أبو بكر عبد الله بن
محمد نبأنا أبو طالب عبد الله بن أحمد (2) بن سوادة نبأنا عيسى بن أبي حبيب (3)
نبأنا أبي عن رجل عن جدي قال كنا عند حبيب أبي محمد فقال رجل إني أجد وجعا
في رجلي قال له اجلس فلما تفرق الناس قال أبو حرب وهو جدي قام فعلق
المصحف في عنقه وقال يا خدا حبيب رسوا مياش (4) لا تسود وجه حبيب اللهم
عافه حتى ينصرف ولا يدري في رجليه كان الوجع فوجد الرجل العافية فسألناه في أي
رجلك كان الوجع قال لا أدري انتهى
قال وأنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت
عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي نبأنا جعفر بن سليمان قال سمعت حبيبا يقول
أتانا سائل وقد عجبت عمرة وذهبت تجئ بنار تخبزه فقلت للسائل خذ العجين قال
فاحتمله فجاءت عمرة فقالت أين العجين فقلت ذهبوا (5) ليخبزونه فلما أكثرت
علي أخبرتها فقالت سبحان الله لا بد لنا من شئ نأكله قال فإذا رجل قد جاء
بجفنة عظيمة مملوءة خبزا أو كما قال ولحما فقالت عمرة ما أسرع ما ردوه عليك
قد خبزوه وجعلوا معه لحما
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو الحسين بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
الحسين حدثني أبو عبد الله عيسى الصفاوي حدثني أبو عبد الله السخام قال أتى
حبيب أبي محمد رجل زمن في شق محمل فقيل له يا أبا محمد هذا رجل زمن وله
عيال وقد ضاع عياله قال رأيت أن تدعو الله تعالى عسى أن يعافيه وأخذ المصحف
فوضعه في عنقه ثم دعا قال فما زال يدعو حتى عافاه الله عز وجل قال فقام وحمل

(1) الخبر في حلية الأولياء 6 / 152.
(2) في الحلية: محمد.
(3) الحلية: حرب.
(4) بالأصل: " يا خذا بي حبيب وسامبا بين " والمثبت عن الحلية.
(5) بالأصل: " فذهبوا " والمثبت عن الحلية.
51

المصحف فوضعه في عنقه وذهب به إلى عياله انتهى
قال وحدثني محمد بن الحسين حدثني العباس بن الفضل الأزرق حدثني
مجاشع الديري قال ولدت امرأة من جيران حبيب غلاما جميلا أقرع الرأس قال فجاء
به أبواه إلى حبيب أبي محمد بعدما كبر الغلام وأتت عليه ثنتا عشرة (1) سنة فقال يا أبا
محمد أما ترى إلى ابني هذا وإلى جماله وقد بقي أقرع الرأس كما ترى فادع الله تعالى له
فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام ويمسح بالدموع رأسه قال فوالله ما قام من بين يديه
حتى اسود رأسه من أصول الشعر فلم يزل بعد ذلك الشعر حتى كان كأحسن الناس
شعرا قال مجاشع قد رأيته أقرع ورأيته ذا شعر انتهى
قال وحدثني محمد بن الحسين حدثني شعيب بن محرز نبأنا إسماعيل بن
يونس وكان جارا لحبيب أبي محمد قال وكان جار لنا يعبث بحبيب كثيرا فدعا حبيب
عليه فبرص قال إسماعيل فأنا والله رأيته أبرص انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2) حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نبأنا يونس قال جاء رجل
إلى أبي محمد فشكى إليه دينا عليه فقال قال اذهب واستقرض فأنا أضمن فقال
فأتى رجلا فاقرضه فيها خمسمائة درهم وضمنها أبو محمد ثم جاء الرجل فقال يا أبا
محمد دراهمي فقد أضرني حبسها قال نعم غدا فتوضأ أبو محمد ودخل المسجد
ودعا الله تبارك وتعالى وجاء الرجل فقال له اذهب فإن وجدت في المسجد شيئا فخذه
قال فذهب فإذا في المسجد فيها صرة خمسمائة درهم فذهب فوجدها تزيد على
خمسمائة فرجع إليه فقال يا أبا محمد تلك الدراهم تزيد فقال إن كأني راسخت
جرب (3) سخت اذهب هي لك يعني من وزنها وزنها راجحة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان
واللفظ لابن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا عبد الله بن

(1) بالأصل: عشر.
(2) حلية الأولياء 6 / 150.
(3) مهملة بالأصل والمثبت عن الحلية.
52

جعفر بن حشيش نبأنا محمد بن إسحاق الصاغاني نبأنا الوليد بن شجاع نبأنا
ضمرة عن السري بن يحيى وغيره قال اشترى حبيب أبو محمد انتهى
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا صفوان أنبأ عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين حدثني
موسى بن عيسى حدثني ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى قال اشترى أبو محمد
حبيب طعاما في مجاعة أصابت الناس فقسمه على المساكين ثم خاط أكيسة (1)
فوضعها وفي حديث المقرئ فجعلها تحت فراشه ثم دعا الله تعالى فجاءه أصحاب
الطعام يتقاضونه فخرج تلك الأكيسة فإذا هي مملوءة دراهم فوزنها فإذا فيها حقوقهم
وفي حديث ابن طاوس فإذا هي حقوقهم زاد فدفعها إليهم
أخبرنا أبو الوقت (2) عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد الفضل بن أبي
منصور قالا أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد نبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه
حدثنا عبد الصمد بن الفضل نبأنا أبو داود عن علي بن مهران عن ابن المبارك
قال كان حبيب العجمي يضع كيسه خاليا فيجده ملآن (3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو
أحمد عبد الله بن محمد أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك نبأنا أبو القاسم إسحاق بن
إبراهيم بن سفيان الختلي حدثني عبد الله بن المعلى نبأنا شعيب بن محرز بن
شعيب بن زيد بن أبي الزعراء حدثني رجل من خيران حبيب من أهل سكة الموالي يكنى
أبا زكريا الصائغ قال جاء رجل إلى حبيب من أهل خراسان يريد مكة فقال يا شيخ
أشتر لي دارا ودفع إليه مالا وخرج إلى مكة فأخذ حبيب المال فتصدق بها فقدم عليه
الرجل فقال يا أبا عبد الله اذهب بي إلى الدار التي اشتريتها فأرنيها فقال له حبيب إنك
لا تراها اليوم ولكن إذا مت فستراها فقال الخراساني اكتب إلي عهدتها حتى أذهب بها

(1) بياض بالأصل، ولعل الصواب ما استدركناه، باعتبار ما يلي. والخبر في الحلية باختلاف الرواية وفيها:
خرائط بدل أكيسة.
(2) بياض بالصال، والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل مر قريبا وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء
20 / 303 واسمه عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم السجزي الماليني، أبو الوقت.
(3) رسمها ناقص بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 188.
53

معي إلى خراسان فكتب له حبيب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب من
ربه قصرا في الجنة طوله كذا وكذا وارتفاعه كذا وكذا في الجنة ثم ختم الكتاب ودفعه إليه
فأخذه الرجل فذهب به إلى خراسان إلى أهله فقالوا له أنت مجنون لولا أنك ضيعت
مالك لذهب بك إلى الدار ولكن هذا إنسان مجهول فبقي الرجل ما شاء الله ثم مات
فقال لهم ضعوا هذه العهدة في أكفاني فوضعوها فحملوه إلى القبر فأصبح حبيب
بالبصرة وإذا الكتاب عنده في بيته فقيل له في الكتاب يا أبا محمد إن الله قد سلم إليه
القصر الذي اشتريته له فعمد حبيب إلى القوم فقال إن الله تعالى قد سلم إلى أبيكم
القصر وهذه العهدة فبصروا فإذا هو الكتاب الذي وضعوه معه في القبر
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني (1) نبأنا أبو أحمد
محمد بن أحمد الجرجاني نبأنا أبو محمد الحسن بن سفيان نبأنا غالب بن وزير
الغزي نبأنا ضمرة نبأنا السري بن يحيى قال قدم رجل من أهل خراسان وقد باع ما
كان له بها وهم بسكنى البصرة ومعه عشرة آلاف درهم فلما قدم البصرة وهم بالخروج
إلى مكة هو وامرأته سأل لمن تودع العشرة آلاف درهم فقيل لحبيب أبي محمد فأتاه
فقال له إني خارج وامرأتي وهذه العشرة آلاف درهم أردت أن أشتري بها منزلا بالبصرة
فإن وجدت منزلا ويخف عليك أن تشتري لنا بها فعلت فسار الرجل إلى مكة فأصاب
الناس بالبصرة مجاعة فشاور حبيب أصحابه أن يشتري بالعشرة آلاف دقيقا ويتصدق به
فقالوا إنما وضعها لتشتري بها منزلا فقال أتصدق بها وأشتري له بها من ربي عز وجل
منزلا في الجنة فإن رضي وإلا دفعت إليه دراهمه قال فاشتري دقيقا وخبزه وتصدق
به فلما قدم الخراساني من مكة فقال يا أبا محمد أنا صاحب العشرة ألف درهما فما
أدري اشتريت لنا بها منزلا أو تردها علي فاشتري أنا بها فقال لقد اشتريت لك منزلا
فيه قصر قصور (2) وأشجار وثمار وأنهار فانصرف الخراساني إلى امرأته فقال إني
أرى أنه قد اشترى لنا حبيب أبو محمد منزلا إني أراه كان لبعض الملوك قد عظم أمره وما
فيه قال ثم أقمت يومين أو ثلاثة فأتيت حبيبا فقلت يا أبا محمد المنزل فقال قد
اشتريت لك من ربي عز وجل منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره ووصفائه فانصرف

(1) الخبر في حلية الأولياء، 6 / 150 - 151.
(2) كذا بالأصل، وفي الحلية: فيه قصور.
54

الرجل إلى امرأته فقال لها إن حبيبا إنما اشترى لنا من ربه المنزل في الجنة فقالت يا أبا
فلان أرجو أن يكون قد وفق الله حبيبا وما قدر ما يكون لبثنا في الدنيا فارجع إليه فليكتب
لنا كتابا بعهدة المنزل قال فأتيت حبيبا فقلت له يا أبا محمد قبلنا ما اشتريت لنا
فاكتب لنا كتاب عهدة (1) فقال نعم فدعا من يكتب له الكتاب فكتب بسم الله
الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب أبو محمد من ربه عز وجل لفلان الخراساني اشترى
له منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره وأشجاره ووصفائه ووصيفاته بعشرة آلاف درهم فعلى
ربه تعالى أن يدفع هذا المنزل لفلان الخراساني ويبرئ حبيبا من عهدته فأخذ
الخراساني الكتاب وانطلق به إلى امرأته فدفعه إليها وأقام الخراساني نحوا (2) من
أربعين يوما ثم حضرته الوفاة فأوصى امرأته إذا غسلتموني وكفنتموني فادفعوا هذا
الكتاب إليهم يجعلونه في أكفاني ففعلوا ودفن الرجل الخراساني فوجدوا على ظهر
قبره مكتوبا في رق كتابا أسود في ضوء الرق براءة لحبيب أبي محمد من المنزل الذي
اشتراه لفلان الخراساني بعشرة آلاف درهم فقد دفع ربه إلى الخراساني ما شرطه له
حبيب وأبرأه منه فأتي حبيب بالكتاب فجعل يقرأه ويقبله ويبكي ويمشي إلى أصحابه
ويقول هذه براءتي من ربي تبارك وتعالى انتهى
قال (3) ونبأنا عبد الله بن محمد نبأنا إبراهيم بن محمد بن الحسن نبأنا
محمد بن إسحاق (4) نبأنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني
يقول كان حبيب أبو محمد يأخذ متاعا من التجار ويتصدق به فأخذ مرة فلم يجد شيئا
يعطيهم فقال يا رب كأنه قال تنكس وجهي عندهم فدخل فإذا هو بجوالق من شعر
كأنه نصب من أرض البيت القريب من السقف ملئ دراهم فقال يا رب ليس أريد
هذا قال فأخذ حاجته وترك البقية انتهى
أخبرنا أبو محمد بن البركات المقرئ أنبأنا أبو الفوارس النقيب أنبأنا أبو
الحسين المعدل أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا ابن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء.
(2) بالأصل " نحو ".
(3) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم 6 / 153.
(4) ما بين معكوفتين سقط من حلية الأولياء.
55

الدنيا نبأنا خالد بن خداش نبأنا المعلى الوراق قال كنا إذا دخلنا على حبيب أبي
محمد قال افتح جونة المسك وهات الترياق المجرب قال جونة المسك القرآن
والترياق المجرب الدعاء انتهى
قال ونبأنا عبد الرحمن بن واقد نبأنا ضمرة عن السري بن يحيى قال كان
حبيب أبو محمد يرى يوم التروية بالبصرة ويرى يوم عرفة بعرفات انتهى
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نبأنا عبد العزيز الصوفي نبأنا أبو محمد بن أبي
نصر وابنه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ لابني أبي نصر
قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي أبي محمد نبأنا عمر بن مدرك حدثني أبو
إسحاق الطالقاني أنبأنا ضمرة عن السري بن يحيى قال كان حبيب أبو محمد يرى
بالبصرة عشية التروية ويرى بعرفات عشية عرفة
قال أبو حفص عمر بن مدرك كان حبيب أبو محمد يقول له ابنه بالفارسية ليس
لنا دقيق فيقول الطري في الحب (1) فتذهب إليه فإذا الحب ملآن دقيق
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو نعيم (2) أنبأنا أبو محمد بن حيان
نبأنا محمد بن العباس بن أيوب نبأنا عبد الرحمن بن واقد نبأنا ضمرة حدثني
السري بن يحيى قال كان حبيب أبو محمد يرى بالبصرة يوم التروية ويرى بعرفة عشية
عرفة انتهى
قال (3) ونبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال أخبرت عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي نبأنا جعفر بن سليمان قال سمعت
حبيبا أبا محمد يقول أتى زور لنا وقد طبخنا سمكا فكنا نريد أن نأكل فأبطأ الزور في
القعود فلما قام الزور قلت لعمرة هاتي حتى نأكله قال فجاءت به فإذا هو دم عبيط
فألقيناه في الحش
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني وأبو نصر الجبان

(1) الحب: الجرة، أو الضخمة منها (القاموس).
(2) حلية الأولياء 6 / 154.
(3) حلية الأولياء 6 / 152.
56

واللفظ لابني أبي نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا أبو حفص
عمر بن مدرك الرازي نبأنا أبو إسحاق الطالقاني نبأنا ضمرة عن السري بن يحيى
قال كان حبيب أبو محمد إذا أفطر أفطر على البسر قال فأغفله أهله ذات ليلة فذهب
ليطلب البسر فلم يجده فنادى مناد من الهوى هاك البسر انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (1) أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن يسار حدثنا جعفر قال سمعت حبيبا
أبا محمد يقول والله إن الشيطان يلعب بالقراء كما يلعب الصبيان بالجوز ولو أن الله
دعاني يوم القيامة فقال يا حبيب فقلت لبيك قال جئتني (2) بصلاة يوم أو صوم يوم أو
ركعة أو تسبيحة أو سجدة اتقيت عليها من إبليس ألا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها ما
استطعت أن أقول نعم أي رب قال وسمعت حبيبا أبا محمد يقول لا تقعدوا فراغا فإن
الموت يلزكم (3) انتهى
قال (4) وحدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المؤدب أنبأنا إسحاق بن إبراهيم نبأنا
علي بن المسلم نبأنا سيار نبأنا جعفر قال كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني
فنأتي حبيبا أبا محمد فيحث على الصدقة فإذا وقعت قام فتعلق بقرن معلق في بيته ثم
يقول
ها قد تغديت وطابت نفسي * فليس في الحي غلام مثلي
إلا غلام قد تغدى قبلي * إلا غلام قد تغدى قبلي (5)
سبحانك وحنانيك خلقت فسويت وقدرت فهديت وأعطيت فأغنيت
وأفنيت وعافيت وعفوت وأعطيت فلك الحمد على ما أعطيت حمدا كثيرا طيبا
مباركا حمدا لا ينقطع أولاه ولا ينفذ أخراه حمدا أنت منتهاه فتكون الجنة عقباه
أنت الكريم الأعلى وأنت جزل العطاء وأنت أهل النعمات وأنت ولي الحسنات

(1) الخبر في حلية الأولياء 6 / 152 - 153.
(2) عن الحلية، وبالصال " جئني ".
(3) الحلية: يليكم.
(4) الخبر في حلية الأولياء 6 / 153 - 154.
(5) كذا كرر الشطر بالأصل مرتين، وذكر مرة واحدة في الحلية.
57

وأنت الجليل الرحمن (1) لا يحفيك سائل ولا ينقصك قائل (2) ولا يبلغ مدحتك قول
قائل سجد وجهي لوجهك الكريم ثم يخر فيسجد ونسجد معه ثم يفرق الصدقة على
من حضره من المساكين انتهى
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي
عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا
الغلابي غسان بن المفضل قال قال عدي بن الفضل أتيت حبيبا أبا محمد فقال لي
من تأتي من الفقهاء قال فقلت آتي يونس بن عبيد قال تأتي يونس إن شكر
(3) دانت قال فقال لي من تأتي من الفقهاء قلت آتي أيوب السختياني
قال تأتي أيوب أزهر سأله بمكة همراييتر يعني يحلق رأسه بمكة كل عام وقال لي
من تأتي قلت آتي علي بن زيد بن جدعان قال تأتي علي أن همشت نما ذكرني
يقول يصلي الليل كله انتهى
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين (4) ثم حدثني أبو المحاسن
عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر عنه أنبأنا أبو بكر الحيري نبأنا أبو العباس الأصم
نبأنا عبد الله بن هلال بن الفرات أبو محمد نبأنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت
عبد العزيز (5) بن محمد يقول مر حبيب بمصلوب بالبصرة فوقف عنده فقال بأبي
ذلك اللسان التي كنت تقول به (6) لا إله إلا الله اللهم هب لي دينه قال وكان صلب
وجهه إلى الشرق فأصبحت خشبته استدارت إلى القبلة انتهى
أنبأنا أبو الكريم المبارك بن الحسن بن أحمد المقرئ أنبأنا رزق الله بن
عبد الوهاب التميمي نبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف
نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا أسد بن عمر

(1) في الحلية: وأنت خليل إبراهيم.
(2) الحلية: نائل.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(4) انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 246.
(5) بالأصل: عبيد العزيز.
(6) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 188.
58

(1) نبأنا عبيد الله بن محمد التيمي نبأنا أصحابنا قال كان حبيب أبو
محمد يخلو في بيته فيقول من لم تقر عينيه بك فلا قرت ومن لم يأنس بك فلا أنس
انتهى
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد وأبو إسحاق إبراهيم بن
موهوب قالا أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني نبأنا أبو بكر الخليل بن
هبة الله بن الخليل أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه أنبأنا أبو
الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نبأنا
سعيد بن عامر عن حزم قال قال لنا الأشعث الحداني انطلقوا بنا إلى حبيب نسلم
عليه تسليمة الوداع فانطلقنا إليه قال سعيد قلت لحزم يا أبا عبد الله أي ساعة ذاك
قال ارتفاع النهار فانتهينا إليه فسلمنا عليه فخرج إلينا حبيب فأخذوا في البكاء فما
زالوا يبكون حتى حضرت صلاة الظهر فصلينا الظهر فما زالوا يبكون حتى العصر
فصلينا العصر فما زالوا يبكون حتى المغرب فصلينا المغرب ثم آذنتنا جنازة فقال
لنا إن ناسا ينهون عن هذا فأطيعهم فقلت أنت أعلم قال أما والله لا أطيعهم انتهى
أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله (2) أنبأنا أبو
بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار نبأنا جعفر قال
كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت
عمرة بالفارسية لم تبكي يا أبا محمد فقال لها حبيب بالفارسية دعيني فإني أريد أن
أسلك طريقا لم أسلك (3) قبله
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسين بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا زيد بن إسماعيل نبأنا داود بن رشيد (4) قال
قيل لحبيب الفارسي في مرضه الذي مات فيه ما هذا الجزع الذي ما كنا نعرفه منك
فقال سفري بعيد بلا زاد وينزل بي في حفرة من الأرض موحشة بلا مؤنس فأقدم
على ملك جبار قد قدم إلي العذر انتهى

(1) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
(2) حلية الأولياء 6 / 154.
(3) في الحلية: لم أسلكه قبل.
(4) بالأصل " أسيد " والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 188.
59

قال وأنبأنا الحسن بن علي نبأنا محمد بن عبد الله عن عبد الواحد بن زيد (1)
أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت فجعل يقول بالفارسية أريد أن أسافر
سفرا ما سافرته قط أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط أريد أن أزور سيدي ومولاي ما
رأيته قط أريد أن أشرف على أهوال ما شهدت مثلها قط أريد أن أدخل تحت التراب
فأبقى إلى يوم القيامة ثم أوقف بين يدي الله عز وجل فأخاف أن يقول لي يا حبيب
هات تسبيحة واحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر بك الشيطان فيها بشئ فماذا أقول
وليس لي حيلة أقول يا رب هوذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي قال
عبد الواحد هذا عبد الله ستين سنة مشتغلا به ولم يشتغل بشئ من الدنيا قط فأيش
يكون حالنا وا غوثاه بالله (2).
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم
السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا
الحسين بن صفوان البرذعي نبأنا عبد الله بن أبي محمد بن أبي الدنيا حدثني
محمد بن عمر المقدمي نبأنا سعيد بن عامر نبأنا أبو الفضل كثير بن سيار قال دخلنا
على حبيب أبي محمد وهو بالموت فقال أريد أن آخذ طريقا لم أسلكه قط لا أدري ما
يصنع بي قلت ابشر يا أبا محمد أرجو أن لا يفعل بك إلا خيرا قال ما يدريك ليت
تلك الكسرة الخبز التي أكلناها لا تكون سما علينا انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا يوسف بن عبد الله الحلواني أنبأنا عثمان بن
الهيثم المؤذن قال قيل لحبيب أبي محمد يا أبا محمد ما لك لا تضحك ولا تجالس
الناس ولا نراك أبدا إلا محزونا فقال أحزنني شيئان قلنا وما هما قال وقت
أوضع في لحدي فينصرف الناس عني فأبقى تحت الثرى وحدي مرتهنا بعملي والآخر
يوم القيامة إذا انصرف الناس عن حوض محمد (صلى الله عليه وسلم) فإنه بلغني أن الرجل في عرصة
القيامة فيقول له شربت من حوض محمد (صلى الله عليه وسلم) فيقول له لا فنقول وا حسرتاه فأي
حسرة أشد من هذا انتهى

(1) كررت " بن زيد " بالأصل، وانظر ترجمته في سير الاعلام 7 / 187 وحلية الأولياء 6 / 155.
(2) الخبر في الوافي بالوفيات 11 / 300 باختلاف بعض ألفاظ الرواية.
60

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين أنبأنا أبو
علي بن شاذان أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي نبأنا ابن أبي
الدنيا حدثني محمد بن الحسين نبأنا شعيب بن محرز حدثني إسماعيل بن زكريا
وكان جارا لحبيب أبي محمد قال كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت
بكاءه فأتيت أهله فقلت ما شأنه يبكي إذا أمسى ويبكي إذا أصبح قال فقالت يخاف
والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي انتهى
قال وحدثني محمد بن الحسين أبو العباس نبأنا أبو عبد الرحمن بن عائشة
حدثني أبو زكريا قال قالت امرأة حبيب كان يقول إذا مت في اليوم فأرسلي إلى فلان
يغسلني وافعلي كذا واصنعي كذا فقيل لامرأته أري رؤيا قالت هذا يقوله في كل يوم
انتهى
1194 حبيب بن مرة المري
مرة غطفان من قواد مروان بن محمد له ذكر انتهى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر
أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال (1) ذكر علي بن محمد عن شيوخه قال يبض
حبيب بن مرة المري وأهل البثنية (2) وأهل حوران وعبد الله بن علي يومئذ في عسكر
أبي الورد الذي قتل فيه قال الطبري (3) وقد حدثني أحمد بن زهير نبأنا
عبد الوهاب بن إبراهيم نبأنا أبو هاشم مخلد بن محمد قال كان تبييض حبيب بن مرة
وقتاله عبد الله بن علي قبل تبييض أبي الورد وإنما بيض أبو الورد وعبد الله مشتغل
بحرب (4) حبيب بن مرة المري بأرض البلقاء أو البثنية وحوران وكان قد لقيه
عبد الله بن علي في جموعه فقاتله وكان بينه وبينه وقعات وكان من قواد مروان

(1) تاريخ الطبري 7 / 446 حوادث سنة 132.
(2) البثنية ويقال بثنة، بلدة معروفة بالشام، وفي موضع آخر في البثنة قال ياقوت: ناحية من نواحي دمشق،
وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات.
(3) تاريخ الطبري 7 / 446.
(4) بالأصل: " مستعد لحرب " والمثبت عن الطبري.
61

وفرسانه وكان سبب تبييضه الخوف على نفسه وقومه فتابعته قيس وغيرهم ممن يليهم
من أهل تلك الكور البثنية (1) وحوران فلما بلغ عبد الله بن علي تبييض أهل
قنسرين (1) دعا حبيب بن مرة إلى الصلح فصالحه وأمنه ومن معه وخرج نحو
قنسرين للقاء أبي الورد انتهى
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن
غزوان نبأنا أحمد بن المعلى نبأنا نوح بن عمر بن حوي عن السري (2) بن يحيى
قال ولما رجع عبد الله بن علي من قتال أبي الورد إلى دمشق أمن الناس إلا أهل حوران
ومضى إليهم في نحو من ثلاثين ألفا فاجتمع أهل حوران إلى حبيب بن مرة فلما بدأوا
انهزم حبيب ومن معه فركبوا البراري ولحق حبيب بالحجاز فمكث فيه أعواما ثم أمنه
صالح بن علي وولاه حوران
1195 حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب
بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو (3) بن شيبان بن محارب بن فهر
أبو عبد الرحمن ويقال أبو مسلمة ويقال أبو سلمة الفهري (4)
هكذا نسبه الزبير في موضع ونسبه في موضع آخر ولم يذكروا هنا في نسبته
وكذلك حكاه ابن سميع عن بعض ولد حبيب
صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه (5)
وروى عنه زياد بن جارية التميمي وقزعة بن يحيى وجنادة بن أبي أمية و
عوف بن مالك الأشجعي الصحابي والضحاك بن قيس ورغبان بن حبيب
ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي وحبيب بن عبيد وأبو معاوية يزيد بن عبد

(1) بياض بالأصل، والمستدرك عن تاريخ الطبري.
(2) الكلمة غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(3) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت تهذيب التهذيب 1 / 437.
(4) ترجمته في الاستيعاب 1 / 328 وأسد الغابة 1 / 448 والإصابة 1 / 309 وتهذيب التهذيب 1 / 437 والوافي
بالوفيات 11 / 290 وسير أعلام النبلاء 3 / 188 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) زيد في تهذيب التهذيب: وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبيه مسلمة، وأبي ذر الغفاري.
62

السكوني ومالك بن شرحبيل وعبد الرحمن بن أبي أمية الضمري وعبد الله بن
عبيد الله بن أبي مليكة
وخرج إلى الشام مجاهدا في حياة أبي بكر وشهد اليرموك أميرا على بعض
كراديسه ثم سكن دمشق وكانت داره بها عند طاحونة الثقفيين مشرفة على نهر بردى
وشهد معركة صفين مع معاوية وكان على الميسرة انتهى
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا أبو المغيرة نبأنا سعيد بن
عبد العزيز (1) نبأنا سليمان بن موسى عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة (2)
قال شهدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة (3) انتهى
كذا رواه أبو المغيرة ورواه أبو مسهر ويحيى بن سعيد وأبو أحمد محمد بن
عبد الله الزهري وعبد الرحمن بن مهدي عن سعيد عن مكحول عن زياد بن
جارية
فأما حديث أبي مسهر فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن علي بن سلوان أنبأنا الفضل بن جعفر أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم نبأنا
أبو مسهر نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن
مسلمة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نفل الثلاث انتهى
وأما حديث يحيى فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الحسن بن علي بن
أبي بكر بن مالك عن (4) عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن

(1) بالأصل " عن ".
(2) انظر مسند أحمد بن حنبل 4 / 160.
(3) النفل بالتحريك الغنيمة، والنفل بالسكون وقد يحرك: الزيادة.
وأراد بالبدأة ابتداء الغزو، وبالرجعة: القفول منه. والمعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل
على العدو، فأوقعت بهم نفلها الربع مما غنمت، وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث، لان الكرة
الثانية أشق عليهم والخطر فيها أعظم، وذلك لقوة الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم، وهم في
الأول أنشط وأشهى للسير والامعان في بلاد العدو، وهم عند القفول أضعف وأفتر وأشهى للرجوع إلى
أوطانهم فزادهم لذلك (النهاية: بدأ، نفل).
(4) بالأصل " بن ".
(5) مسند أحمد 4 / 160.
63

سعيد بن عبد العزيز نبأنا مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) نفل الثلث انتهى
وأما حديث أبي أحمد فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن بشران المعدل ببغداد أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو
نبأنا أحمد بن الوليد نبأنا أبو أحمد الزبيري نبأنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن
مكحول عن زياد بن (1) جارية التميمي عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفل
الثلث انتهى
وأما حديث ابن مهدي فأخبرناه أبو القاسم الشيباني أنبأنا أبو علي التميمي
أنبأنا أبو بكر القطيعي نبأنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي نبأنا عبد الرحمن
حدثنا عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن
مسلمة قال شهدت النبي (صلى الله عليه وسلم) نفل الثلث انتهى
ورواه أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد الفزاري عن سعيد أخبرنا أبو القاسم
الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ نبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق نبأنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن
سعيد بن عبد العزيز قال سمعت مكحولا يقول سمعت زياد بن جارية التميمي
يقول (3) سمعت حبيب بن مسلمة يقول شهدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الثلث
قال سعيد وحدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن زياد بن جارية عن
حبيب بن مسلمة أنه قال نفل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في البداءة الربع وفي الرجعة الثلث انتهى
أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسين
العتيقي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني إجازة أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني
أنبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة حدثني محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر
نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن زياد بن جارية (4) عن حبيب بن مسلمة

(1) بالأصل " عن ".
(2) مسند أحمد 4 / 160.
(3) كذا.
(4) بالأصل " حارثة ".
64

قال شهدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ينفل الثلث قال الواقدي وحبيب يوم توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن
ثنتي عشرة سنة (1) وآخر غزوة غزاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تبوك وهو ابن إحدى عشرة سنة
انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري (2) أنبأنا الأحوص أنبأنا المفضل نبأنا أبي قال وقد أنكر
بعض العلماء أن يكون حبيب بن مسلمة غزا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3)
ويقولون إنه كان في غزاة تبوك وهي آخر غزوة غزاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن إحدى
عشرة سنة قال أبي وقال الواقدي توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحبيب بن مسلمة ابن ثنتي
عشرة سنة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن
سعد (4) أنبأنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي نبأنا داود بن عبد الرحمن
عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو
بالمدينة فأدركه أبوه فقال يا نبي الله يدي ورجلي فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ارجع معه فإنه
يوشك أن يهلك قال فهلك في تلك السنة [* * * *]
قال محمد بن عمر والذي عند أصحابنا في روايتنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبض
وحبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة وأنه لم يغز معه شيئا وفي رواية غيرنا أنه قد غزا
مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحفظ عنه أحاديث ورواها (5) انتهى
أخبرنا أعلى من هذا علي بن عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (6) أنبأنا
أبو نصر أحمد بن علي القاضي أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل أنبأنا عبدان بن

(1) انظر طبقات ابن سعد 7 / 410 وتهذيب التهذيب 1 / 437 وأسد الغابة 1 / 449.
(2) بالأصل: " الباسري " والصواب ما أثبت، راجع الأنساب.
(3) لفظتان غير واضحتين تركنا مكانهما بياضا.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 409 - 410.
(5) الزيادة عن ابن سعد.
(6) دلائل النبوة للبيهقي 6 / 504.
65

عبد الحليم (1) البيهقي حدثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الشافعي قال وأنبأنا
علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار أنبأنا أبو جعفر أحمد بن علي
الخزاز أنبأنا إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي قال قرأت على داود بن
عبد الرحمن العطار عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن حبيب بن مسلمة الفهري
أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بالمدينة ليراه فأدركه أبوه فقال يا رسول الله يدي ورجلي
فقال له ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك فهلك في تلك السنة انتهى [* * * *]
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم أنبأنا محمد بن
إبراهيم نبأنا الحسين بن محمد بن حماد نبأنا عبد الله بن الوليد بن هشام نبأنا أبو
عاصم حينئذ قال وحدثنا محمد بن علي نبأنا محمد بن بركة نبأنا يوسف بن
سعيد نبأنا حجاج قالا عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أن حبيب بن
مسلمة قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة غازيا وان أباه أدركه بالمدينة فقال مسلمة
للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا نبي الله إني ليس لي ولد غيره يقوم في مالي وضيعتي وعلى أهل بيتي
وان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رده معه وقال لعلك أن يخلو لك وجهك في عامك فارجع يا
حبيب مع أبيك فرجع فمات مسلمة في ذلك العام وغزا حبيب فيه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو
غالب محمد بن الحسين بن إبراهيم الواسطي حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن
علي بن خزفة (2) نبأنا محمد بن الحسين الزعفراني نبأنا أحمد بن أبي خيثمة أنبأنا
مصعب بن عبد الله قال (3) حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن
وائلة بن عمرو (4) بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا قد سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) يقال
له حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم انتهى
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد أنبأنا أحمد بن
عبيد بن الفضل أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت

(1) بالأصل " الحكيم " والمثبت عن دلائل النبوة.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 429.
(3) نسب قريش ص 447.
(4) بالأصل " عمر " والمثبت عن نسب قريش.
66

أبي يقول حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء أنبأنا أبو يعلى حينئذ وأخبرنا أبو
سعيد بن المحاملي قال أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال أنبأنا أبو القاسم
الصيدلاني أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على عمر بن علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش حبيب بن مسلمة يكنى أبا
عبد الرحمن
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن الحسين (2)
الزعفراني أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال حبيب بن
مسلم بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقد سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان شريفا
أخبرنا مصعب قال أنكر الواقدي أن يكون سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وأنبأنا
مصعب قال حبيب بن مسلمة يقال له حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم انتهى (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا
أبو الحسين محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد أنبأنا أبو حفص
عمر بن أحمد نبأنا خليفة بن خياط قال حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن
ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن مات بالشام
ويقال مات سنة سنة اثنتين (4) وأربعين انتهى
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية

(1) بالأصل " أنبأنا " خطأ.
(2) بالأصل " أنبأنا أحمد ابنا محمد بن الحسن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة أحمد بن عبيد بن الفضل في
سير الاعلام 17 / 197 وفيها أنه روى عن محمد بن الحسين الزعفراني.
قال السمعاني: وظني أنه نسب إلى بيع الزعفران.
(3) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 447.
(4) بالأصل: اثنين.
67

أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال (1) في الطبقة
الخامسة حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن
شيبان بن محارب بن فهر وأمه زينب بنت نافش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن
عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر تحول حبيب بن مسلمة فنزل الشام ولم يزل مع
معاوية بن أبي سفيان في حروبه في صفين وغيرها ووجهه إلى أرمينية واليا عليها
فمات بها سنة اثنتين (2) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا
محمد بن سعد قال قال حبيب بن مسلمة الفهري قال الواقدي مات بأرمينية سنة
اثنتين (2) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة قال الواقدي ونحن نقول إنه ولد قبل وفاة
النبي (صلى الله عليه وسلم) بسنتين وقال غيره ما أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وسمع منه انتهى وينبغي أن يكون قبل
هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري (3) أنبأنا الأحوص بن المفضل نبأنا أبي قال حبيب بن
المسلمة والضحاك بن قيس كلاهما أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله إجازة حينئذ وأخبرنا أبو
الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو محمد بن الجوهري أنبأنا أبو الحسين المظفر أنبأنا أبو
علي المدائني أنبأنا أحمد بن عبد الله بن البرتي (4) قال وحبيب بن مسلمة بن
مالك بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه أيضا
فهرية من ولد وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا
عبد الرحمن وكان يدعى حبيب الروم لمجاهدته الروم يقال إنه توفي سنة اثنتين (5)
وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة جاء عنه ثلاثة أحاديث انتهى

(1) طبقات ابن سعد 7 / 409 - 410.
(2) بالأصل: اثنين.
(3) بالأصل " الباسري " والصواب ما أثبت.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب والضبط عن الأنساب.
(5) بالأصل: اثنين.
68

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأنبأنا أبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد ابن خيرون وأبو الحسين قالوا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل
أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) حبيب بن مسلمة الفهري القرشي نزل الشام له
صحبة قال ابن مقاتل عن ابن المبارك عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال
صلى حبيب على شرحبيل بن السمط انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام البجلي
أنبأنا جعفر بن محمد الكندي أنبأنا أبو زرعة النصري قال حبيب بن مسلمة بن
شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة قديم الموت روى عنه بالشام جماعة منهم
الضحاك بن قيس وزياد بن جارية ورغبان مولى حبيب انتهى كذا وقع ولعله كان
من بني شيبان بن محارب انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول وحبيب بن
مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر أبو مسلمة قال عبد الرحمن بن إبراهيم توفي
بدمشق
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي إجازة أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو محمد بن أحمد بن
حفص نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى قال وقدمها يعني حمص حبيب بن
مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نبأنا عبد العزيز عن (2) أحمد بن مسدد بن
علي بن عبد الله أنبأنا أبي أنبأنا عاصم أنبأنا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 310.
(2) بالأصل " بن ". والصواب ما أثبت، وقد مر هذا السند، وتقدم التعريف بعبد العزيز بن أحمد وبمسدد بن
علي.
69

تسمية من نزل حمص من الصحابة حبيب بن مسلمة الفهري القرشي قال ابن عوف
يكنى أبا مسلمة ومات بدمشق
حدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني نبأنا يزيد بن عبد ربه الزبيدي نبأنا
بقية عن صفوان أن عمر بن الخطاب ولاه الخراج وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن
عمرو لحبيب بن مسلمة ولد كثير عندنا بحوران جند دمشق ومنزله بطرف من
أطراف حوران كثير عددهم وقد كان بعضهم يصير إلي في منزلي انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الله بن عبد الواحد أنبأنا (1) شجاع بن علي
أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال حبيب بن مسلمة وهو ابن مالك الأكبر بن وهب بن
ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري من بني فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة يكنى أبا عبد الرحمن توفي بالشام سنة اثنتين (2) وأربعين ولم
يبلغ إلى خمسين سنة
وقال ابن وهب عن مكحول قال سألت الفقهاء هل كان لحبيب بن مسلمة
صحبة فلم يعرفوا ذلك فسألت قومه فأخبروني أنه قد كانت له صحبة (3).
أخبرنا بذلك أحمد بن عبد الله بن صفوان نبأنا إبراهيم بن دحيم عن أبيه
عن سويد عن ابن وهب عن مكحول نسبه شباب (4) العصفري وكناه ابن أبي خيثمة
أخبرنا بذلك محمد بن عيسى أبو الحارث الجوزجاني وأحمد بن مهران الفارسي قالا
نبأنا موسى بن زكريا نبأنا شباب العصفري روى عنه عبد الرحمن بن أبي أمية
الضمري وقزعة بن يحيى وابن أبي مليكة وزياد بن جارية وغيرهم انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) أما وايلة بالياء
المعجمة من تحتها باثنتين وايلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر من ولده حبيب بن مسلمة بن

(1) بالأصل " بن " خطأ، والصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المجلدة عبد الله بن جابر
ص 698) وانظر.
(2) بالأصل: اثنين.
(3) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 437.
(4) يعني خليفة بن خياط.
(5) الاكمال لابن ماكولا 7 / 296.
70

مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وايلة سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقال له حبيب الروم لكثرة
دخوله إليهم قاله مصعب انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أبو بكر بن سيف نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا
سيف بن عمر قال وحبيب بن مسلمة على كردوس يعني يوم اليرموك (1) انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا أبو بكر بن
أبي عاصم نبأنا دحيم نبأنا سويد بن عبد العزيز عن ابن (2) وهب عن مكحول
قال سألت الفقهاء هل كانت لحبيب صحبة فلم يثبتوا ذلك وسألت قومه فأخبروني
أنه قد كانت له صحبة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن السقا وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد قالا أنبأنا أبو العباس
الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول قال يحيى وحبيب بن مسلمة
يقولون يعني أهل المدينة لم يسمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل الشام يقولون قد سمع
حبيب بن مسلمة من النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهى
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن (3) عبد العزيز بن أحمد عن (3) أبي
تمام بن محمد أخبرني أبي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا الحسن بن محمد بن بكار
نبأنا أبي نبأنا يحيى بن حمزة عن (4) عمرو بن مهاجر أن حبيب بن مسلمة الفهري
كانت له صحبة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) تاريخ الطبري 3 / 396.
(2) بالأصل: " أبي ".
(3) بالأصل " بن " في الموضعين وفيهما جميعا خطأ، والصواب " عن " وقد مر هذا السند كثيرا، وتقدم التعريف
بأعلامه.
(4) بالأصل " بن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة يحيى بن حمزة في سير أعلام النبلاء 8 / 354.
71

أخبرنا أبو البركات الأنماطي نبأنا ثابت بن بندار أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري (1) [] أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي قال
قال الواقدي قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وحبيب بن مسلمة ابن اثنتي عشرة سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر قال قال أبو يوسف يقول أهل المدينة
لم يسمع حبيب بن المسلمة وبسر بن أرطأة من النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا ولا صحبة لهم وأهل
الشام يقولون قد سمعوا ولهم صحبة انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار قال ومنهم
حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن ثعلبة بن وايلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن
فهر كان شريفا وكان قد سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان يقال له حبيب الروم من كثرة دخوله
عليهم وما ينال منهم من الفتوح وله يقول شريح بن الحارث (3)
ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت * مروءته يفدي حبيب بني فهر
همام يقود الخيل حتى كأنما * يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر *
وكان حبيب رجلا تام (4) البدن فدخل على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى
عنه فقال له عمر إنك لجيد القناة قال إني جيد سنانها فأمر به عمر يدخل دار
السلاح فأدخل فأخذ منها سلاح ورحل وكان عثمان بن عفان بعثه هو وسلمان بن
ربيعة إلى ناحية أذربيجان كان أحدهما مددا لصاحبه فاختلفوا في الفئ فتواعد بعضهم
بعضا فقال رجل من أصحاب سلمان
إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم * وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل (5)
وكان معاوية قد وجهه في جيش لنصرة عثمان بن عفان حين حصر فلما بلغ وادي

(1) بياض بالأصل، واللفظة المستدركة بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل، وانظر ترجمته في الأنساب.
(2) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(3) الأول - له - في الاستيعاب 1 / 329.
(4) بياض بالأصل، واللفظة المستدركة بين معكوفتين، عن الزبير بن بكار في تهذيب التهذيب 1 / 437
والإصابة 1 / 309.
(5) البيت في الاستيعاب 1 / 329 وأسد الغابة 1 / 449.
72

القرى بلغه مقتل عثمان بن عفان فرجع وقد ذكره حسان بن ثابت فقال (1)
ألا تبوؤا بحق الله تعترفوا * بغارة غضب من خلفها غضب * (2)
فيهم حبيب شهاب الموت (3) يقدمهم * مشمرا قد بدا في وجهه الغضب *
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد
أنبأنا الوليد بن مسلم حدثني سعيد بن عبد العزيز (4) قال استبان فضل حبيب بن
مسلمة بالشام ولم يكن عمر يثبته حتى قدم عليه حاجا فلما رآه سلم عليه فقال عمر
إنك لفي قناة رجل قال إي والله وفي سنانه قال افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء
قال فأعرض عن الأموال وأخذ السلاح وقال غير الوليد ولم يزل معاوية يغزيه الروم
فيكون له فيهم نكاية وأثر انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم
القرشي أنبأنا ابن عائذ قال قال الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز أنبأنا أبو محمد
قال حبيب بن مسلمة كان على الصوائف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى
عنه ويبلغ عمر عنه ما يحب ولم يثبته معرفة حتى قدم عليه حبيب في حجة فسلم عليه
فقال له عمر إنك لفي قناة رجل قال إي والله وفي سنانه قال عمر افتحوا له
الخزائن فليأخذ ما شاء قال ففتحوها له فعدل عن الأموال وأخذ السلاح انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي وأخبرنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة (5) قال عزل يعني
عمر حين ولي خالد بن الوليد وولى أبا عبيدة بن الجراح فولى أبو عبيدة حين (6) فتح

(1) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 16 والإصابة 1 / 309 والوافي بالوفيات 11 / 290.
(2) البيت في الديوان.
إلا تنيبوا لأمر الله تعترفوا * بغارة عصب من خلها عصب
(3) في الديوان: الحرب يقدمهم مستلئما.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 513.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 155 في تسمية عمال عمر - الشامات.
(6) بالأصل: " حتى " والمثبت عن خليفة.
73

الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها وشرحبيل بن حسنة على الأردن
وخالد بن الوليد على دمشق وحبيب بن مسلمة على حمص ثم عزله وولى
عبد الله بن قرط ووجه عمر عياض بن غنم إلى الجزيرة ثم عزله وولى حبيب بن
مسلمة الفهري وضم إليه أرمينيا وأذربيجان ثم عزله وولى عمير بن سعد الأنصاري
وسعيد بن عامر بن حذيم قال أبو عبيدة (1) وكان على الميسرة يعني يوم صفين
حبيب بن مسلمة الفهري انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا ابن عائذ
قال وأنبأنا الوليد بن مسلم قال فحدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن رغبان أنه حدثه
على أن حبيب بن مسلمة غزا أرض الروم على جماعة في خلافة عمر بن الخطاب فاهتم
عمر بأمرهم فلما بلغه خروج حبيب ومن معه خر ساجدا انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نبأنا عبد العزيز أنبأنا أبو محمد أنبأنا
أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا ابن عائذ نبأنا عبد الأعلى بن
مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أنه حدثه أن حبيب بن مسلمة لقي موريان وحبيب في
ستة آلاف وموريان في سبعين ألفا فقال حبيب إن يصبروا وتصبروا فأنتم أولى بالله
منهم وإن يصبروا وتجزعوا فإن الله مع الصابرين ولقيهم ليلا فقال اللهم أبدلنا قمرها
واحبس عنا مطرها واحقن دماء أصحابي واكتبهم شهداء ففتح الله تعالى له وتواعد
الجلندح العبسي وعتبة بن جحدم قبة موريان فوجدوا قتيلين على بابها انتهى
قال وأنبأنا الوليد بن مسلم قال فحدثنا سعيد بن عبد العزيز أنه بلغ الروم
مكان حبيب بن مسلمة والمسلمين بأرمينية الرابعة (2) في ستة آلاف من المسلمين
فوجهوا إليهم موريان الرومي في ثمانين ألفا فبلغ ذلك حبيبا فكتب إلى معاوية
فكتب معاوية إلى عثمان فكتب عثمان إلى صاحب الكوفة يمده فأمده بسلمان الباهلي
في ستة آلاف وأبطأ على حبيب المدد ودنا منه موريان الرومي فخرج مغتما بلقائه
فغشي عسكره وهم يتحدثون على نيراتهم وسمع قائلا يقول لأصحابه لو كنت ممن

(1) انظر تاريخ خليفة ص 195.
(2) راجع بشأن أرمينيا معجم البلدان.
74

يسمع حبيب مشورته لأشرت عليه بأمر يجعل الله لنا وله نصرا وفرجا إن شاء الله
فاستمع حبيب لقوله فقال أصحابه وما مشورتك قال كنت مشيرا عليه ينادي في
الخيول فيقدمها ثم يرتحل بعسكره يتبع خيله فتوافيهم الخيل في جوف الليل وينشب
القتال ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر فيظنون أن المدد قد جاءهم فيرعبهم الله
فيهزمهم بالرعب فانصرف ونادى في الخيول فوجهها في ليلة مقمرة مطيرة فقال اللهم
خل لنا قمرها واحبس عنا مطرها واحقن لي دماء أصحابي واكتبهم عندك شهداء قال
سعيد فحبس الله تعالى عنهم مطرها وجلا لهم قمرها وأوقفهم (1) من السحر قال
سعيد وتواعد عتبة بن جحدم والجلندح العبسي حجرة موريان
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو نصر بن قتادة
أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أحمد بن نجدة نبأنا الحسن بن الربيع نبأنا
عبد الله بن المبارك عن ابن أبي ذئب قال بلغنا أن حبيب بن مسلمة غزا الروم
فأخذوا رجلا فاتهموه فأخبرهم أنه عين فقال هذا ملك الروم في الناس وراءهم
الخيل فقال لأصحابه شيروا علي فقال بعضهم نرى أن تقيم حتى تلحق بك الناس
وكانوا منقطعين وقال بعضهم نرى أن ترجع إلى نيترا (2) ولا تقدم على هؤلاء فإنه لا
طاقة لنا بهم قال أما أنا فأعطي الله عهدا لا أخنس به لأخالطنهم فلما ارتفع النهار إذا
هو بهم (3) والأرض فحمل وحمل أصحابه وانهزم العدو وأصابوا غنائم
كثيرة فلحق الناس الذين لم يحضروا القتال فقالوا نحن شركاؤهم في الغنيمة وقال
الذين شهدوا القتال ليس لكم نصيب معنا لأنكم لم تحضروا القتال وقال عبد الله بن
الزبير وكان ممن حضر مع حبيب ليس لكم نصيب فكتب بذلك إلى معاوية فكتب أن
أقسم بينهم كلهم قال وأظن معاوية كان كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله
تعالى عنه فكتب بذلك عمر وقال الشاعر
إن حبيبا بئس ما يواسي * وابن الزبير ذاهب الاقتناس
ليسوا بأنجاد ولا أكياس * ولا رقيقا بأمور الناس *

(1) في مختصر ابن منظور 6 / 191 ووافقهم.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) لفظتان غير واضحتين بالأصل تركنا مكانهما بياضا.
75

رواه أبو إسحاق الفزاري عن ابن المبارك وقال ليستا بأنجاد
أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد (1) بن عبد الله الكبريتي أنبأنا أبو مسلم
محمد بن علي بن محمد النحوي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عروبة أنبأنا
المسيب بن واضح نبأنا أبو إسحاق عن ابن المبارك عن أبي بكر الغساني عن
عطية بن قيس عن راشد بن سعد قال سارت الروم إلى حبيب بن مسلمة وهو بأرمينية
فكتب إلى معاوية يستمده فكتب معاوية إلى عثمان فكتب عثمان إلى أمير العراق يأمره أن
يمد حبيبا فأمده بأهل العراق وأمر عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي فساروا يريدون
غياث (2) حبيب فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب وأصحابه العدو ففتح الله تعالى لهم
فلما قدم سلمان وأصحابه على حبيب سألوهم أن يشركوهم في الغنيمة وقالوا قد
أمددناكم وقال أهل الشام لم تشهدوا القتال فليس لكم معنا شئ فأبى حبيب أن
يشركهم وحوى هو وأصحابه على غنيمتهم فتنازع أهل الشام وأهل العراق حتى كاد
يكون بينهم في ذلك كون فقال بعض أهل العراق
إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل *
قال أبو بكر بن أبي فهم فسمعت من يقول فهي أول عداوة وقعت بين أهل
الشام وأهل العراق كذا في هذه الرواية
وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي نبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا محمد بن أحمد بن النصر نبأنا معاوية بن
عمرو عن أبي إسحاق الفزاري أنبأنا أبو بكر الغساني عن عطية بن قيس وراشد بن
سعد قالا سارت الروم إلى حبيب فذكر مثله إلا أنه قال فكتب عثمان إلى أمير العراق
وقال فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب وقال ليس لكم معنا شئ بغير فا وقال حتى
كاد يكون بينهم في ذلك كون فقال بعض أهل العراق
إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم * وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل *
وقال في آخره قال أبو بكر الغساني فسمعت إنها أول عداوة انتهى وقد

(1) كذا ورد هنا " أحمد " وفي فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 438) حمد. والكبريتي مكانها بالأصل
" الكرتني " والذي أثبتناه عن فهارس شيوخ ابن عساكر.
(2) بالأصل " عتاب " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 191.
76

أسقط فيه ابن المبارك ولا بد منه وقوله في الرواية الأولى عن عطية عن راشد وهم
وصوابه عن عطية وراشد كما في هذه الرواية
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة
نبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن الحمامي أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد قالا
أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني القاسم بن هاشم نبأنا أبو اليمان نبأنا صفوان بن
عمرو عن الأشياخ أن حبيب بن مسلمة كان يستحب إذا لقي عدوا أو ناهض حصنا
قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنه ناهض يوما حصنا فانهزم الروم
فقالها المسلمون فانصدع الحصن
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا أبو بكر إسحاق وأنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان الطبراني
قالا حدثنا بشر بن موسى نبأنا أبو عبد الرحمن المقرئ نبأنا ابن لهيعة حدثني ابن
هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري زاد الطبراني وكان مستجابا أنه أمر على جيش
يدرب الدروب فلما أتى العدو وقال وسمعت وفي حديث الطبراني فلما لقي العدو
قال للناس سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم
وقال الطبراني سائرهم إلا أجابهم الله تعالى ثم إنه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال
اللهم أحقن دماءنا واجعل أجورنا أجور الشهداء فبينما هم على ذلك إذ نزل الهنباط
أمير العدو وقد دخل على حبيب سرادقه انتهى قال الطبراني الهنباط بالرومية
صاحب الجيش
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا
أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط
قال وجمع يعني معاوية لحبيب بن مسلمة الفهري أذربيجان وأرمينية قال أبو خالد قال
أبو البراء لم نسمع لأرمينية بوال بعد حبيب بن مسلمة حتى بعث عبد الملك بن مروان
أخاه محمدا سنة ثلاث وسبعين (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا حمزة بن علي أنبأنا أبو محمد بن أبي

(1) في تاريخ خليفة ص 398 " ثلاث وثمانين ".
77

نصر أنبأنا عمر أبو علي أنبأنا علي بن بكر أنبأنا ابن الخليل قال أنشدني أبو زيد
وهو عمر بن شبة (1) قال أنشدنا ابن عائشة يعني لشريح
ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت * مروءته يفدى حبيب بني فهر (2)
همام يقود الخيل حتى كأنما * يطال برضراض الحصا جاجم الجمر *
قال ويروى
شهاب يقود الخيل حتى يزيرها * حياض المنايا لا يثيب على وتر
تهبطن واستصعدن حتى كأنما * يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو اليمان نبأنا حريز (3) بن
عثمان عن ابن أبي عوف (4) عن عبد الله بن يحيى قال حضرت مع حبيب بن مسلمة
جنازة شرحبيل بن السمط فأقبل علينا حبيب بوجهه كالمشرف علينا يقول لطوله
انتهى (5)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا
محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن
سعد أنبأنا علي بن محمد يعني المدائني عن سليمان بن أيوب عن الأسود بن قيس
العبدي قال لقي الحسن بن علي حبيب بن مسلمة فقال له يا حبيب رب مسير لك
في غير طاعة الله تعالى فقال أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال بلى ولكنك
أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ولو
كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذلك كما قال الله تعالى " خلطوا عملا صالحا وآخر
سيئا " (6) ولكنك كما قال الله تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " (7)
انتهى

(1) بالأصل " شيبة " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 12 / 396.
(2) البيت الأول في الاستيعاب 1 / 329.
(3) بالأصل " جريز " والصواب ما أثبت " حريز ".
(4) اسمه: عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي.
(5) الخبر في طبقات ابن سعد 7 / 44 في ترجمة شرحبيل بن السمط.
(6) سورة التوبة، الآية: 102.
(7) سورة المطففين، الآية: 14.
78

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسن البروجردي أنبأنا أبو
سعد علي بن عبد الله بن باكويه الشيرازي نبأنا محمد بن سليمان نبأنا محمد بن
حميد نبأنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الخيري أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي أنبأنا محمد بن سليمان نبأنا حميد بن
محمد بن نصير حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال دخل
الضحاك بن قيس على حبيب بن مسلمة في مرضه الذي قبض فيه فقال ما كان بدء (1)
مرضك قال دخلت الحمام فأوتيت غفلة فجعلت على نفسي ألا أخرج منه حتى أذكر
الله تعالى كذا وكذا مرة فمرضت انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نبأنا عبد العزيز بن أحمد التميمي
أنبأنا مسدد بن علي أنبأنا أبي أنبأنا عبد الصمد بن سعيد حدثني سليمان بن
عبد الحميد نبأنا يزيد بن عبد ربه حدثني الوليد بن المسلم حدثني سعيد (2) بن
عبد العزيز قال قيل لحبيب بن مسلمة ما كان بدو علتك في مرضه الذي مات فيه قال
دخلت الحمام فأطلت المكث فيه انتهى
قال وأخبرني محمد بن عمير عن ابن سميع عن دحيم أنه توفي بدمشق
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ
أنبأنا عبد الله بن محمد نبأنا أحمد بن عمرو بن الضحاك نبأنا عمرو بن عثمان نبأنا
بقية عن صفوان بن عمرو حدثني أبو (3) سلمة عبد الرحمن بن فضالة الحضرمي عن
ابن رغبان أن حبيب بن مسلمة دخل العليا بحمص فقال وهذا من نعيم ما ينعم به أهل
الدنيا ولو مكثت فيه ساعة لهلكت ما أنا بخارج منه حتى أستغفر الله تعالى فيه ألف مرة
قال فما فرغ حتى ألقى الماء على وجهه مرارا وأري رجل في منامه رؤيا فقيل له بشر
حبيبا حبيب الله بالوصيفين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي
الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي

(1) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 192.
(2) بالأصل " سعد " خطأ، وقد مر.
(3) بالأصل " أبي ".
79

قال: قال أبو زكريا ومات حبيب بن مسلمة في خلافة معاوية انتهى
أنبأنا أبو سعد وأبو علي قالا أنبأنا أبو نعيم قال وأنبأنا سليمان بن أحمد
أنبأنا أبو الزنباع (1) نبأنا يحيى بن بكير قال توفي حبيب بن مسلمة سنة اثنتين (2)
وأربعين وسنه (3) خمسون سنة انتهى
قال وأنبأنا أبو حامد بن حبلة نبأنا محمد بن إسحاق أخبرني أبو يونس
المديني نبأنا إبراهيم بن المنذر قال حبيب بن مسلمة الفهري مات بأرمينية سنة
اثنتين (2) وأربعين ولم يبلغ خمسين وذكر الواقدي في كتاب الصوائف أن حبيبا مات
بدمشق فالله تعالى أعلم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التيمي أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهيثم بن عدي فيها يعني سنة إحدى
وأربعين مات عثمان بن طلحة وصفوان بن أمية وحبيب بن مسلمة وأبو بردة بن نيار (4)
ورفاعة (5) بن رافع وذكر أنه أخبره بذلك أبوه عن أحمد بن عبد بن ناصح عن الهيثم
انتهى تابعه المدائني على وفاة حبيب بن مسلمة انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال وفيها
يعني سنة اثنتين وأربعين مات حبيب بن مسلمة الفهري في أرض أرمينية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد
أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة
اثنتين (2) وأربعين توفي فيها حبيب بن مسلمة الفهري انتهى

(1) اللفظة غير واضحة بالأصل، والزيادة لازمة، انظر ترجمة سليمان بن أحمد في سير الاعلام 16 / 120 وفيها
أنه روى عن أبي الزنباع روح بن الفرج القطان.
(2) بالأصل: اثنين.
(3) بالأصل: " أو سنته ".
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن تاريخ خليفة ص 205.
(5) بالأصل: " ورقاع " والصواب ما أثبت.
80

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثني أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا
أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو أحمد بن الطبري أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال وقيل فيها يعني سنة
اثنتين (1) وأربعين مات حبيب بن مسلمة بالشام انتهى
أنبأنا أبو الحسن الأحوص عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبيد الله أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان أنبأنا أبو
عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا علي بن
عبد الله التميمي قال حبيب بن مسلمة الفهري مات بأرمينية الرابعة سنة خمس
وأربعين وهو يومئذ لم يبلغ خمسين سنة انتهى
وحكى الواقدي في كتاب الصوائف عن ابن رغبان مولى حبيب أنه مات هو
وعمرو بن العاص في عام واحد فقال معاوية لامرأته ابنة قرظة وغيرها قد كفاني الله
تعالى مؤونة رجلين أما أحدهما فكان يقول الإمرة الإمرة وأما الآخر فكان يقول
السنة السنة يعني حبيب بن مسلمة انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد
الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم
نبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر قال سمعت عبد الملك بن محمد البرسمي
يخبر عن ثابت بن عجلان قال لما () (2) معاوية موت حبيب بن مسلمة سجد
قال ولما أتاه موت عمرو بن العاص سجد فقال له قائل يا أمير المؤمنين سجدت
لوفدين وهما مختلفان فقال أما حبيب فكان يأخذ بسنة أبي بكر وعمر ولا أتوقى
يديه وأما عمرو بن العاص فيأخذ بي بالإمرة الإمرة فلا أدري ما أصنع به انتهى
1196 حبيب بن مسلمة بن حبيب بن حبيب بن مسلمة الفهري
حكى عن أبيه حكى عنه أبو الحسن بن سميع انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن

(1) بالأصل: اثنين.
(2) غير واضحة بالأصل فتركنا مكانها بياضا.
81

عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة أنبأنا ابن سميع قال حدثنا حبيب بن مسلمة غزا لله
قال كنية حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن
1197 حبيب بن نصر بن محمد بن معشر الطبري
وسمع بها من أبي الحسن المدائني غير أني لا أحق شخصه وحكى عن
أبيه وعن أبي وعن أبي المظفر الأبيوردي الأموي النسابة الذي أجاز لي جميع حديثه ونظمه
انتهى
أنشدني أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي بن الموصلي قال
أنشدنا القاضي أبو معشر حبيب بن نصر بن محمد الطبري قدم علينا دمشق قال أنشدني
أبي داخل طبرستان أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن معروف القصري لنفسه
وكتب بها إلى أخيه بن غانم لما كان محبوسا في قلعة الأرب (1)
تذكر أخي إن فرق الدهر بيننا * أخا هو في ذكراك أصبح أو أمسى
ولا تنس بعد البعد حق أخوتي * فمثلك لا ينسى ومثلي لا ينسى
ولن يعرف الإنسان قدر خليله * إذا هو لم يفقد بفقدانه الأنسا
يقول بفضل النور من خاض ظلمة * ويعرف قدر الشمس من فقد الشمسا *
قال وأنشدني أبو معشر أنشدنا الإمام أبو المظفر محمد بن أبي العباس
الأبيوردي الأموي بالري وكتب بها إلى رئيسها الكيا عبد الرزاق بن بهرام
عليك عماد الدين علقت حاجة * تفيد الثناء الغض في اليوم والغد *
فحتام أشكو الانتظار وأرتجي * ندى يمتري أخلاقه كل مجتد
وأنت كريم والظنون جميلة * ووعدك للراجين كالأخذ باليد *
وقال أيضا مثل الذي تقدم لغيره
تذكر أخي إن فرق الدهر بيننا * أخا هو في ذكراك أصبح أو أمسى
ولا تنس بعد البعد حق أخوتي * فمثلك لا ينسى ومثلي لا ينسا
ولن يعرف الإنسان قدر خليله * إذا هو لم يفقد يفقدانه الأنسا
يقول بفضل النور من خاض ظلمة * ويعرف قدر الشمس من فقد الشمسا *

(1) كذا رسمها بالأصل، ولم أعثر عليها.
82

1198 - حبيب بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي
له ذكر
1199 حبيب الأعور مولى عروة بن الزبير الأسدي (1)
حدث عن أسماء بنت أبي بكر وعن مولاه عروة وعن ندبة ويقال بدنة مولاة
ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه الزهري وعبيد الله بن عروة وعبد الواحد بن ميمون مولى عروة
والضحاك بن عثمان الحزامي (2) وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة
ووفد مع عروة على الوليد بن عبد الملك انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حاتم الأزهري أنبأنا محمد بن
عبد الله بن حمدون التاجر أنبأنا أبو حامد بن الشرقي نبأنا محمد بن يحيى الذهلي
قالا أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن حبيب مولى عروة عن عروة بن
الزبير عن أبي مراوح الغفاري عن أبي ذر قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له زاد
أحمد يا رسول الله أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وقال
الذهلي في سبيل الله قال فأي العتاقة أفضل قال أنفسها قال أفرأيت إن لم
أجد قال فتعين الصانع أو تصنع لأخرق قال أفرأيت إن لم أستطع قال فدع
الناس من شرك فإنها صدقة تصدق بها على نفسك انتهى [* * * *]
رواه هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن حبيب عن عروة قال سئل
النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا ورفع الحديث وإيصاله صحيح رواه هشام بن عروة وأبو الزناد (4)

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 439.
(2) ضبطت بكسر أوله عن تقريب التهذيب.
(3) انظر مسند الإمام أحمد 5 / 163.
(4) بالأصل " أبو الزياد " والصواب ما أثبت، واسمه عبد الله بن ذكوان، ترجمته في سير الاعلام 5 / 445.
83

ويزيد بن رومان وعبيد الله عن عروة عن أبي مراوح عن أبي ذر مثل رواية
عبد الرزاق
فأما حديث هشام فأخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو
بكر المقدمي أنبأنا أبو بكر الجوزقي أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان نبأنا عبد الله بن
هاشم نبأنا يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا مراوح
الغفاري أخبره أن أبا ذر أخبره أنه قال (1) يا رسول الله أي العمل أفضل قال إيمان
بالله وجهاد في سبيله قال فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها
قال فرأيت إن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال أفرأيت إن ضعفت
قال تمسك شرك عن الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجويري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
أنبأنا محمد بن عمر حدثني عبيد الله بن عروة عن حبيب مولى عروة قال أراني
عروة قاتل عبد الله بن الزبير في عسكر الوليد قتله واحتز رأسه فجاء إلى الحجاج
فوفدهما إلى عبد الملك فأعطى كل واحد منهما خمسمائة دينار وفرض لكل واحد
منهما في كل سنة مائتي دينار انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن
سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة حبيب مولى عروة بن الزبير مات قديما في آخر
سلطان بني أمية (2).
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الشاهد أنبأنا أبو عمر محمد بن
العباس أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب نبأنا الحارث بن أبي أسامة
نبأنا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة حبيب مولى عروة بن

(1) راجع مسند أحمد 5 / 150 باختلاف.
(2) الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، لعله في طبقات المدنيين المفقود، ونقله ابن حجر في تهذيب
التهذيب عن ابن سعد.
(3) بالأصل " سعيدا " خطا، وهو كاتب الواقدي، صاحب كتاب الطبقات. والخبر التالي في القسم المفقود من
كتابه.
84

الزبير بن العوام مات قديما في آخر سلطان بني أمية وكان قليل الحديث انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو
أحمد زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا
محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) حبيب الأعور مولى عروة بن الزبير
القرشي الحجازي انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت (2) بن بندار أنبأنا أبو العلاء
الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري (3) أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي وبها يعني
ولاية يزيد بن عمر بن هبيرة مات حبيب مولى عروة بن الزبير
1200 حبيب المؤذن
كان يؤذن في مسجد سوق الأحد
حكى عن أبي أمية وأبي زياد الشعبانيين
حكى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك انتهى
قرأت على أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
تمام بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نبأنا أحمد بن
أنس بن مالك حدثني حبيب المؤذن في مسجد ابن أبي الخليل في سوق الأحد نبأنا
أبو زياد الشعباني وأبو أمية الشعباني قالا كنا بمكة فإذا رجل في ظل الكعبة فإذا هو
سفيان الثوري فسأله رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في الصلاة في هذه البلدة قال
بمائة (4) ألف صلاة قال ففي مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بخمسين ألف صلاة قال
ففي مسجد بيت المقدس قال بأربعين ألف صلاة قال ففي مسجد دمشق قال
بثلاثين ألف صلاة انتهى
رواه غيره عن أحمد بن أنس فقال حدثنا أبو زياد الشعباني وأبو أمية الشعباني
بالشك وقد تقدم في فضل الجامع "

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 312.
(2) الزيادة للايضاح، قياسا إلى سند مماثل.
(3) بالأصل " الناسري " والصواب ما الثبت، وقد مر هذا السند.
(4) بالأصل: " بثمانية " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 193.
85

ذكر من اسمه حبيش
بالحاء والباء والياء والشين "
1201 حبيش بن دلجة
وقيل دلجة وقال الدارقطني دلجة القيني
أحد وجوه أهل الشام من أهل الأردن وشهد صفين مع معاوية وكان على
قضاعة الأردن يومئذ وولاه يزيد بن معاوية على أهل الأردن يوم وجههم إلى الحرة من
زيزاء (1) قرية من قرى البلقاء من كورة دمشق انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه (2)
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر العدل أنبأنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله
العسكري قال وأما حبيش الحاء مضمومة غير معجمة وتحت الباء نقطة والياء
نقطتين والشين منقوطة ثلاث فمنهم حبيش بن دلجة القيني أحد أشراف الشام
والمذكورين بها انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال حنتف بن السجف بن سعيد بن عوف التميمي قاتل حبيش بن دلجة
بالربذة أيام ابن الزبير قال وحبيش بن دلجة قال ابن دريد وهو أول أمير أكل على
المنبر منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر حينئذ

(1) ضبطت بالقلم في معجم البلدان بالفتح.
(2) رسمها بالأصل " الفتية " ولعل الصواب ما أثبت.
86

وحدثنا خالي أبو المعالي القرشي نبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي حدثني
عبد الرحيم بن أحمد أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال حبيش بالحاء غير معجمة
غير (1) مضمومة والباء والياء والشين معجمتان حبيش بن دلجة انتهى
قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أما حبيش بضم
الحاء المهملة وفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء المعجمة باثنتين وآخره شين
حبيش بن دلجة قتل بالربذة (3) أيام ابن الزبير قال ابن دريد هو أول أمير أكل على منبر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتله الحنتف بن السجف انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن عمران
أنبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال (4) قال أبو عبيدة وكان على قضاعة
الأردن حبيش بن دلجة فيها يعني بصفين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسن أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال وقد كان بعث مروان حبيش بن
دلجة القيني لغزو مكة وقتال ابن الزبير وقائلون قالوا بعثه عبد الملك بعدما بويع والله
تعالى أعلم
قال ونبأنا يعقوب بن عثمان أنبأنا عبد الله يعني ابن المبارك أنبأنا أبو جعفر
عن هارون بن سعد قال لقي حنتف بن السجف حبيش بن دلجة في أهل الشام بالربذة
فقاتلهم فهزمهم ثم دخل الحنتف المدينة انتهى
قرأت في كتاب أبي القاسم بن حمدان أن (5) حبيش بن دلجة القيني كان في أهل
الشام جليلا وكان قد قدم عند مروان قدم صدق فدخل به يوما على مروان وكان
يجلسه على السرير معه فرأى روح بن زنباع في موضعه من السرير معه فأمر حملته ألا
يضعوه وقال إن رددتم علينا موضعنا وإلا انصرفنا عنكم قال مروان مهلا فإن لأبي

(1) كذا
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 332.
(3) الربذة بفتح أوله وثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت
(5) بالأصل " بن "
87

زرعة مثل سنك وبه مثل علتك يعني النقرس فقال حنيش أوله مثل يدي عندك
قال وله مثل يدك عندي إلا أن يده غير مكدرة بمن قال لا إني لأظنك يا مروان
أحمق قال أظن أيها الشيخ ظننته أم يقين استيقنته قال بل ظن ظننته قال فإن
أحمق ما يكون الشيخ إذا أعجب بظنه انتهى
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن خاقان قال ونبأنا
عبد بن علي بن أيوب أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح الحراز قالا أنبأنا أبو
بكر بن دريد قال قال مروان بن الحكم لحبيش بن دلجة القيني إني لأظنك أحمق
فقال ظنا أم يقينا قال بل ظنا قال إن أحمق ما يكون الشيخ إذا استعمل ظنه
انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو صادق الفقيه أنبأنا أحمد العسكري
أنبأنا أبو بكر بن دريد أنبأنا الحسن بن نصر قال قال مروان بن الحكم لحبيش بن
دلجة القيني إني أظنك أحمق قال ظنا أم يقينا قال بل ظنا قال إن أحمق ما
يكون الشيخ إذا استعمل ظنه انتهى
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش المقرئ أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نبأنا محمد بن
يحيى الصولي أنبأنا أبو خليفة القاضي بالبصرة نبأنا محمد بن سليمان نبأنا يحيى بن
عبد الله حدثني صالح بن حسان البصري قال رأيت حبيش بن دلجة على منبر
النبي (صلى الله عليه وسلم) يأكل من مكتله تمرا ويطرح نواه في وجوه القوم وقال والله إني لأعلم (1) أنه
ليس بموضع أكل ولكني أحببت أن أذلكم لخذلانكم لأمير المؤمنين انتهى
قرأت على أبي الوفاء الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب
الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر نبأنا محمد بن
جرير الطبري (2) حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد أنه قال الذي قتل حبيش
بن (3) دلجة يوم الربذة يزيد بن سياه الأسواري رماه بنشابة فقتله فلما دخل المدينة

(1) بالأصل " لا أعلم " والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 194.
(2) تاريخ الطبري 5 / 612 حوادث سنة 65.
(3) بالأصل " يوم " تحريف.
88

وقف يزيد بن سياه على برذون أشهب وعليه ثياب بياض فما لبث أن اسودت ثيابه
ودابته (1) مما مسح الناس به ومما صبوا عليه من الطيب انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال بعث
يعني مروان حبيش بن دلجة القيني إلى الحجاز فقتله الحنتف بن السجف
العجيفي (2) انتهى
قال وقال أبو الحسن وأبو اليقظان وغيرهما قال حين جاء مروان قتل سليمان
يعني ابن صرد بعين الوردة وأصحابه وجه حبيش بن دلجة القيني في رجب سنة
خمس وستين إلى المدينة في أربعة آلاف من أهل الشام وقال أنت على ما كان عليه
مسلم بن عقبة فخرج حبيش ومعه عبد الله بن مروان بن الحكم وعبيد الله بن
الحكم بن أبي العاص ويوسف بن الحكم (3) وابنه الحجاج وبالمدينة جابر بن
الأسود بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف واليا لابن الزبير فلم يقاتله فأقام حبيش
بالمدينة ثلاثا قالوا وندب عمر بن عبيد الله بن معمر بن تميم قريش الناس بالبصرة
وهو واليها فانتدب (4) ألف وثلاثمائة من المطوعة عليهم أبو العالية مولى لبني العبس
وثلاثمائة من الأساورة عليهم يزيد بن سياه وولى عليهم جميعا الحنتف (5) بن
السجف بن سعد بن عوف بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن
تميم فالتقوا بالربذة في غرة شهر رمضان سنة خمس وستين وقتل حبيش بن دلجة
وعبد الله بن مروان وعبيد الله بن الحكم وقتل الحكم أخيرهم في المعركة وهرب
الباقون فتبعهم الأعراب فقتلوا أكثرهم وهرب الحجاج ردف خلف أبيه انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
أنبأنا محمد بن عمر نبأنا موسى بن يعقوب عن عمه أبي الحارث بن عبد الله بن

(1) في الطبري: ورايته.
(2) في الطبري: التميمي.
(3) بالأصل: " الحجاج " والمثبت عن الطبري 5 / 612.
(4) بالأصل " فامتدت ".
(5) الطبري: الحنيف.
89

وهب بن زمعة قال وأنبأنا شرحبيل بن أبي عون وعبد الله بن جعفر عن عون قال
وأنبأنا إبراهيم بن موسى عن عكرمة بن خالد قال وأنبأنا أبو صفوان العطاف بن
خالد عن أخيه قالوا وبايع أهل الشام مروان بن الحكم فسار إلى الضحاك بن قيس
الفهري وهو في طاعة ابن الزبير يدعو له فلقيه بمرج راهط فقتله وفض جمعة ثم رجع
فوجه حبيش بن دلجة القيني في ستة آلاف وأربعمائة إلى ابن الزبير فسار حتى نزل
بالجرف في عسكره ودخل المدينة فنزل في دار مروان دار الإمارة واستعمل على
سوق المدينة رجلا من قومه يدعى مالكا وأخاف أهل المدينة خوفا شديدا وآذاهم
وجعل يخطبهم فيشتمهم ويتوعدهم وينسبهم إلى الشقاق والنفاق والغش لأمير
المؤمنين فكتب عبد الله بن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وهو واليه
على البصرة أن يوجه إلى المدينة جيشا فبعث الحنتف بن السجف التميمي في ثلاثة (1)
آلاف فخرجوا ومعهم ألف وخمسمائة فرس وبغال وحمولة وبلغ الخبر حبيش بن دلجة
فقال نخرج من المدينة فنلقاهم فإنا لا نأمن أهل المدينة أن يعينوهم علينا فخرج
وخلف على المدينة ثعلبه الشامي فالتقوا بالربذة عند الظهر فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل
حبيش بن دلجة وقتل من أصحابه خمسمائة وأسر منهم خمسمائة وانهزم الباقون أسوأ
هزيمة ففرح أهل المدينة بذلك وقدم بالأسارى فحبسوا في قصر حل فوجه إليهم
عبد الله بن الزبير مصعب بن الزبير فضرب أعناقهم جميعا انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنبأنا أبو منصور بن شكرويه أنبأنا أبو
بكر بن مردويه أنبأنا أبو بكر الشافعي نبأنا معاذ بن المثنى نبأنا مسدد نبأنا أمية بن
خالد عن أبي يزيد المديني قال خرج حبيش بن دلجة قلنا هذا الجيش الذي
يخسف بهم بالبيداء جيش حبيش بن دلجة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال قال ابن بكير قال
الليث وفيها يعني سنة خمس وستين قتل حبيش بن دلجة

(1) بالأصل: ثلاث.
90

1202 - حبيش بن محمد بن حبيش
أبو القاسم الموصلي
سمع أبا الحسن بن السمسار بدمشق
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري (1) انتهى
أخبرني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن صيفون بن يحيى بن سهيل بن الفضل بن علي الدقوتي (2)
المعروف بالهاري (2) قدم علينا ثغر حوى (3) نبأنا أبو طالب محمد بن أبي الحسن
علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري نبأنا والدي نبأنا أبو القاسم حبيش بن
محمد بن حبيش الموصلي نبأنا علي بن موسى السمسار نبأنا محمد بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن مروان نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى نبأنا محمد بن عبد العزيز بن
أبي رزمة نبأنا الفضل بن موسى عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن
عبد الرحمن بن سمرة قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن صومه فقال ثلاثة عشر وأربعة
عشر وخمسة عشر وسألته عن الصلاة بالليل فقال ثمان ركعات وأوتر بثلاث فقلت
ما تقرأ فيها فقال " سبح اسم ربك الأعلى " و " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله
أحد " انتهى [* * * *]
أخبرناه عاليا جدي أبو بكر المفضل يحيى بن علي القاضي أنبأنا أبو القاسم بن
أبي العلاء حينئذ وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله حينئذ
وأخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن
أحمد بن بندار الكريدي قالوا نبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن
السمسار فذكروا بإسناد مثله انتهى إلا أنهم قالوا ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس
عشرة
1203 حبيش مولى عمر بن عبد العزيز وحاجبه
له ذكر

(1) هذه النسبة إلى الهكارية وهي بلدة وناحية عند حبل، وقيل جبال وقرى كثيرة فوق الموصل من الجزيرة
(الأنساب) ذكره السمعاني وترجم له.
(2) كذا، ولم أوفق إليه.
(3) كذا رسمها، ولعلها خوي وهو بلد مشهور من أعمال أذربيجان!؟.
91

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن
خياط (1) قال في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز حاجبه حبيش مولاه
1204 حبيش بن عمر
أبو (2) المنهال
طباخ المهدي من أهل دمشق روى عن الأوزاعي
روى عنه قرابته يحيى بن عثمان بن صالح انتهى
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا أحمد بن محمد بن
يوسف بن مروة أنبأنا عبد الوهاب الكلابي حينئذ وقرأت على أبي محمد السلمي
عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب الكلابي نبأنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عبد الملك نبأنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبو المنهال حبيش
الدمشقي وذكر لي أنه كان يطبخ للمهدي حدثني أبو عمرو (3) الأوزاعي عن أبي
معاذ عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه
استغناؤه عما في أيدي الناس انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حبيش بن عمر أبو
المنهال الدمشقي يحدث عن الأوزاعي روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح المقرئ
انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) أما حبيش بضم
الحاء المهملة وفتح الباء المعجمة بواحدة تحتها وسكون الياء المعجمة باثنتين وآخره
شين معجمة حبيش بن عمر أبو (6) المنهال الدمشقي طباخ المهدي روى عن (5)
الأوزاعي روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح انتهى

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 325.
(2) بالأصل " بن " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 195 وسيأتي أثناء الترجمة صوابا.
(3) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت، وهو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو، ترجمته في سير أعلام
النبلاء 7 / 107.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 331.
(5) بالأصل " بن " والصواب عن الاكمال.
(6) بالأصل " عنه " والمثبت عن الاكمال.
92

ذكر من اسمه الحجاج
بالحاء المهملة والجيم المعجمة "
1205 الحجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد
ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي السهمي (1)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسر يوم بدر كافرا ثم أسلم بعد ذلك وهاجر إلى أرض
الحبشة واستشهد يوم اليرموك ويقال يوم أجنادين انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير بن بكار قال
فولد الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم فذكر جماعة ثم قال (3) والحجاج بن
الحارث أسر يوم بدر وأمه من بني شنوق (4) بن مرة بن عبد مناة (5) بن كنانة وقد
انقرض بنو الحارث بن قيس فلا عقب لهم انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال في
الطبقة الثانية (6) والحجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم
الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة وكان من مهاجرة الحبشة في

(1) ترجمته في الاستيعاب 1 / 334 وأسد الغابة 1 / 445 والإصابة 1 / 311 والوافي بالوفيات 11 / 307.
(2) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(3) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 401 - 402.
(4) من نسب قريش وجمهرة ابن حزم ص 187 وبالأصل " شترق ".
(4) بالأصل " مرة بن عبد مناف بن كنانة " خطأ والصواب ما أثبت انظر نسب قريش وجمهرة ابن حزم.
(6) طبقات ابن سعد 4 / 196.
93

الهجرة الثانية وقتل باليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة ولا عقب له انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير
عن محمد بن إسحاق قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة الحجاج بن
الحارث انتهى
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
حبيب بن الحسين أنبأنا محمد بن يحيى نبأنا أحمد بن محمد بن أيوب نبأنا
إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال في تسمية من هاجر مع جعفر بن أبي طالب
إلى أرض الحبشة من بني سهم حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن
سهم انتهى
وأخبرنا أبو محمد بن عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب نبأنا عمار بن الحسن نبأنا
سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال وذكر من خرج إلى أرض الحبشة
الحجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد (1) بن سهم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن الحسين
أنبأنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنبأنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة أنبأنا
إسماعيل بن أبي أويس نبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا عمر بن
عبيد الله أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق
حينئذ
وأخبرنا أبو محمد السلمي نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا
محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قالا نبأنا إبراهيم بن

(1) بالأصل: " عدى بن سعيد بن سعد " خطأ.
94

المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد يعقوب
وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين الحارث (1) بن
الحجاج بن الحارث انتهى
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد وأبو علي الحسين بن أحمد قالا أنبأنا أبو نعيم
الأصبهاني نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا أحمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي
نبأنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية قتلى يوم أجنادين منهم من
المسلمين ثم من قريش ثم من بني سهم حجاج بن الحارث بن قيس انتهى
قال ونبأنا فاروق الخطابي نبأنا ريان بن الخليل نبأنا إبراهيم بن المنذر نبأنا
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال في تسمية من استشهد من
المسلمين يوم أجنادين من بني سهم حجاج بن الحارث انتهى
قال ونبأنا محمد بن أحمد نبأنا أبو شعيب الحراني نبأنا أبو جعفر العقيلي
نبأنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال استشهد يوم أجنادين من المسلمين
حجاج بن الحارث انتهى
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه الحسن علي قالا أنبأنا أبو
الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي فضل نبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا
أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن عائذ قال وزادنا الواقدي يعني فيمن قتل يوم
أجنادين من بني سهم الحجاج بن الحارث انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا (2) شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال حجاج بن الحارث بن قيس القرشي السهمي قتل يوم أجنادين
قاله أبو الأسود عن عروة وموسى عن الزهري وابن إسحاق لا تعرف له رواية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أبو بكر بن سيف نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا
سيف بن عمر عن أبي عثمان وخالد قالا وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين

(1) كذا بالأصل.
(2) بالأصل " بن ".
95

أصيبوا يوم اليرموك حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي (1)
1206 - الحجاج بن الريان (2)
روى عن الوليد بن مسلم
روى عنه أبو علي الحصائري ويزيد بن عبد الصمد انتهى
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا
تمام (3) أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب نبأنا حجاج بن الريان في سنة أربع وستين
ومائتين وفيها مات ولم أسمع منه غيره أنبأنا الوليد بن مسلم أنبأنا ابن لهيعة عن
أبي (4) قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال يخرج رجل من ولد حسن من
قبل المشرق ولو استقبل به الجبال لهدها ولا يجد فيها طريقا (5) انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) أما ريان بالراء
وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها حجاج بن ريان الدمشقي حدث عن
الوليد بن مسلم روى عنه الحسن بن حبيب الدمشقي حديثا واحدا لم نسمع منه غيره
سنة أربع وستين ومائتين قال وفيها مات انتهى
1207 الحجاج بن سهل
من أهل دمشق
حكى عن إبراهيم بن أدهم
حكى عنه عبد الله بن خبيق (7) الأنطاكي انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد
حينئذ وأنبأنا أبو القاسم النسيب نبأنا عبد العزيز الكتاني نبأنا أبو محمد بن أبي

(1) كذا لم يرد اسمه فيمن ذكره الطبري، انظر تاريخ الطبري 3 / 403.
(2) ترجمته في ميزان الاعتدال 1 / 462.
(3) الخبر في ميزان الاعتدال
(4) بالأصل " ابن " والصواب عن ميزان الاعتدال.
(5) بالأصل " طريق ".
(6) الإكمال لابن ماكولا 4 / 109 و 112.
(7) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير 2 / 524.
96

نصر أنبأنا الحسين بن حبيب حينئذ وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا
عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين
عبد الوهاب بن الميداني وأبو نصر بن الجبان (1) قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر
نبأنا الحسن بن حبيب نبأنا أبو يعقوب المروروذي نبأنا ابن خبيق نبأنا حجاج بن
سهل الدمشقي قال كان لي أخ وكنا في بلاد الروم في الشتاء فقال لي اشتهت نفسي
عنبا فقلت له من أين فإذا بصخرة منقورة عنب انتهى واللفظ له لحديث ابن زبر
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان أنبأنا عبد الملك بن بشران أنبأنا أبو
بكر الآجري نبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي نبأنا يوسف بن
موسى المروروزي نبأنا عبد الله بن خبيق حدثني حجاج بن سهل الدمشقي عن
إبراهيم بن أدهم قال قلت لمحمد بن بكير (2) وعلي بن بكار تريان أن لا أرفع غداء
لعشاء ولا عشاء لغداء أو يكون ثم فضلة فإن كان سقم أو فتنة أغلقت علي بابي
وأكلت من تلك الفضلة واستغنيت بها عن مأكلة السوء فقالا إن الذي يعرفك في
الصحة هو الذي يعرفك في السقم والذي يعرفك في الرخاء هو الذي يعرفك في
الشدة قال فلقيت أبا إسحاق الفزاري ويوسف بن أسباط فقلت لهما ما تريان لي لا
أرفع غداء لعشاء ولا عشاء لغداء أو تكون ثم فضلة فإن كان سقم أو فتنة أغلقت علي
بابي وأكلت من تلك الفضلة واستغنيت به عن مأكلة السوء فقال لي بل تكون ثم
فضلة قال فقلت لهما الذي يعرفني في الصحة هو يعرفني في السقم والذي يعرفني
في الرخاء هو يعرفني في الشدة قال فقال لي يوسف يا ابن أدهم أيش تذهب أخبرني
عن شئ أسألك عنه قال قلت سل عما بدا لك قال فهل أصبحت في دهرك
تحدث نفسك بالصيام فغلبتك نفسك فأفطرت قال قلت قد كان ذلك قال
ونفسك في الرخاء غلبتك فهي في الشدة أغلب قال فرجعت إلى قول يوسف
1208 الحجاج بن عبد الله ويقال ابن سهيل النصري (3)
قيل إن له صحبة له حديث واحد

(1) رسمها غير واضح والصواب ما أثبت.
(2) كذا، وفى مختصر ابن منظور 6 / 196 كثير.
(3) بالأصل " النضري " والمثبت عن الإصابة ونص ابن حجر: النصرى بالنون. ترجمته في أسد الغابة 1 / 456 والإصابة 1 / 312.
97

روى عنه مكحول انتهى
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد بن
عيسى السعد أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان بن بطة نبأنا أبو القاسم
البغوي حينئذ
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1) أنبأنا سليمان بن
أحمد نبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي قالا أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة نبأنا أبو
أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن وفي حديث البغوي نبأنا مكحول
أنبأنا الحجاج بن عبد الله النصري قال النفل حق نفل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال البغوي
حجاج بن النضري أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند انتهى
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا
أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي
العقب أنبأنا أبو عبد الملك بن البسري نبأنا محمد بن عايذ حدثني الوليد حدثني
سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم وحفص بن غيلان أنهم سمعوا
مكحول يحدث (2) قال لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءت الطائفة التي قاتلت بالأسلاب وأشياء أصابوها فقسمت الغنيمة
بينهم ولم تقسم للطائفة التي لم يقاتلوا فقالت الطائفة التي لم تقاتل اقسموا لنا
فأبت وكان بينهم في ذلك كلام فأنزل الله تبارك وتعالى " يسألونك عن الأنفال قل
الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " (3) فكان إصلاح ذات بينهم أن ردوا
الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا انتهى
قال سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد قال مكحول حدثني هذا
الحديث الحجاج بن سهيل النضري فما منعني أن أسأله عن إسناده إلا هيبته

(1) بالأصل: " زيدة " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(2) بالأصل " لا يحدث " والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 6 / 197.
(3) الأنفال الآية الأولى.
98

1209 - الحجاج بن عبد الله الحكمي
أبو الجراح بن عبد الله الدمشقي
له ذكر في المغازي وولاه أخوه إمرة الجيش فغزا اللان (1) سنة ست ومائة
فصالحهم وأدوا إليه الجزية واستخلفه على أرمينية حتى استشهد سنة اثنتي عشرة
ومائة
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن بن محمد بن علي أنبأ
أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط
قال (2) قال ابن الكلبي استشهد الجراح ومن معه بمرج أردبيل (3) وكان قد استخلف
أخاه الحجاج بن عبد الله فأتاهم الحرشي يعني سعيد بن عمرو فهزمهم الله تعالى
واستنقذ ما كان في أيديهم
1210 الحجاج بن عبد الرزاق المعلم
حدث بمصر ولم يقع إلي شئ من حديثه ولا معرفة من روى عنه ولا من سمع
منه ذكره أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخ الغرباء انتهى
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أخبرنا عمي عن أبيه قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حجاج بن عبد الرزاق
المعلم يكنى أبا محمد من أهل دمشق قدم إلى مصر وحدث بها توفي لأربع خلون من
شعبان سنة اثنتين (4) وخمسين ومائتين
1211 الحجاج بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
الذي ينسب إليه قصر الحجاج (5) ظاهر باب الجابية وهو والد عبد العزيز بن
الحجاج أمير دمشق له ذكر

(1) اللان: بلاد واسعة في طرف أرمينية قرب باب الأبواب مجاورون للخزر (معجم البلدان).
(2) راجع تاريخ خليفة بن خياط ص 343 حوادث سنة 112.
(3) من أشهر مدن أذربيجان بينها وبين تبريز سبعة أيام.
(4) بالأصل " اثنين ".
(5) بالأصل " قصر ابن الحجاج " والمثبت عن معجم البلدان.
99

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالوا أنبأنا
أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن
بكار قال في تسمية ولد عبد الملك المنذر وعنبسة والحجاج لأمهات أولاد شتى (2)
ويقال إن أم الحجاج بنت محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف الثقفي
1212 الحجاج بن عبد يغوث (3) بن عمرو بن الحجاج الزبيدي
أدرك عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد اليرموك وأبلى فيه بلاء حسنا له ذكر في الفتوح انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن الحسين القطان حدثنا
إسماعيل بن عيسى العطار نبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال فيهيات البطارقة
يعني يوم اليرموك فشهدت فشدت على الميمنة وفيها الأزد ومذحج وحضرموت
وحمير وخولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله تعالى فقاتلوهم قتالا شديدا طويلا ثم إنه
ركبهم من الروم أمثال الجبال فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب وانكشف
طائفة من الناس على العسكر وثبت صدر من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم
وانكشفت زبيد يومئذ وهي في الميمنة وفيهم الحجاج بن عبد يغوث (3) فتنادوا فترادوا
جميعا واجتمعوا جميعا فاجتمعوا وهم خمسمائة رجل فشدوا شدة فنهنهوا من قبلهم من
الروم فأشغلوهم (4) لهم عن اتباع من انكشف من الميمنة
1213 الحجاج بن عمير
ولي الخراج للوليد بن يزيد له ذكر
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أبو عبد الله
النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة قال (5) في تسمية
عمال الوليد بن يزيد الخراج والجند عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف
ثم ولى الحجاج بن عمير

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر هذا السند كثيرا.
(2) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
(3) بالأصل: " يعقوب " والمثبت عن الإصابة 1 / 374.
(4) بالأصل " فاشعلولهم ".
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 367.
100

1214 - الحجاج بن علاط (1) بن خالد بن نويرة (2)
ابن حنثر (3) بن هلال بن عبد بن ظفر بن سعد بن عمرو
ابن تميم (4) بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم
أبو كلاب ويقال أبو محمد ويقال أبو عبد الله السلمي البهزي (5)
له صحبة أسلم عام خيبر وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا واحدا
روى عنه أنس بن مالك وامرأة من ولده لم يقع إلي اسمها
وسكن المدينة ثم تحول إلى الشام وسكن دمشق وكانت له بها دار عرفت بعده
بدار الخالديين صارت بعده إلى أنس بن الحجاج بن علاط ونسبت إلى ولده فقيل لها
دار الخالدتين انتهى
ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم أن الدار التي في سوق
الطرائف الأولة وأنت جاء من سوق الطير المعروفة بدار الخالديين دار الحجاج بن علاط
السلمي الصحابي ثم صارت لابنه خالد بن الحجاج بن علاط أمير دمشق من قبل
يعني بعض بني أمية وكان للحجاج بن علاط ابنان فعرفت الدار والسوق
بالخالديين وهي الدار المحترقة اليوم وكان خالد بن الحجاج بن علاط أمير دمشق
من قبل يعني بعض بني أمية وكان للحجاج بن علاط ابنان خالد بن الحجاج هذا
ونصر بن الحجاج فبنو الروس وبنو تبوك من أولاد يزيد بن عبد الله بن يزيد بن
تميم بن حجر مولى نصر بن الحجاج بن علاط
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن علي بن
الفتح أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ نبأنا محمد بن جعفر الأدمي نبأنا عبد الله بن

(1) بالأصل " غلاظ " والمثبت عن الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وضبطها ابن حجر بكسر المهملة وتخفيف
اللام.
(2) في أسد الغابة: " ثويرة " وفى الإصابة نص: مصغرا.
(3) في جمهرة ابن حزم ص 262 " جسر ".
(4) في أسد الغابة: تيم.
(5) ترجمته في الاستيعاب 1 / 344 هامش الإصابة، أسد الغابة 1 / 465 الإصابة 1 / 313 والوافي بالوفيات
11 / 318 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى.
101

أحمد الدورقي نبأنا يحيى بن عمر الليثي حدثني ابن يسار العلاطي من ولد
الحجاج بن علاط قال حدثتني جدتي عن أمها أنها سمعت الحجا بن علاط يقول
أذن لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ودائعي التي كانت بمكة أن أكذب حتى آخذها فأخبرتهم أن
محمدا قد أصيب فدفعت إلي ودائعي ثم خرجت في جوف الليل حتى أتيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بخيبر فأخبرته بذلك انتهى
وهذا الحديث مختصر من الحديث الطويل الذي أخبرناه أبو القاسم بن الحصين
أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي
حينئذ
وأخبرناه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو
القاسم بن الحسين بن علي الزهري قالوا أنبأنا أبو الحسن الداوودي أنبأنا
عبد الله بن أحمد أنبأنا إبراهيم بن خريم نبأنا عبد بن حميد حينئذ وأخبرنا أبو
المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو (1) بن حمدان حينئذ
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية وأم البهاء بنت البغدادي قالت نبأنا إبراهيم بن
منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى نبأنا أبو بكر بن زنجويه
قالوا حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر قال سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال لما
افتتح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي
بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إذا ما نلت منك فقلت شيئا فأذن له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقول ما شاء فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني
أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال
وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا قال وبلغ الخبر
العباس عليه السلام فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم قال معمر فأخبرني عثمان
الجزري عن مقسم قال فأخذ ابنا له يقال له قثم واستلقى فوضعه على صدره وهو
يقول
حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم * نبي ذي النعم يرغم من رغم

(1) بالأصل " عمر " والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الحيري).
102

قال ثابت بن أنس ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن علاط ويلك ما جئت به
وماذا تقول فما وعد الله تبارك وتعالى خير مما جئت به قال الحجاج بن علاط لغلامه
اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما
يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال أبشر يا أبا الفضل قال فوثب العباس
فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فاعتنقه قال ثم جاء الحجاج
فأخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله عز وجل في
أموالهم واصطفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صفية ابنة حيي فاتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها
وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال
كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأذن لي أن أقول ما
شئت فاخف عني ثلاثا ثم أذكر ما بدا لك
قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع فجمعته ودفعته إليه ثم انشمر
به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد
ذهب يوم كذا وكذا وقالت لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك
قال أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجرت فيها سهام الله عز وجل فاصطفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صفية لنفسه فإن
كانت لك حاجة إلى زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني صادق
الأمر على ما أخبرتك ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم لا
يصيبك إلا خير (1) يا أبا الفضل قال لم يصبني إلا خير بحمد الله تعالى قال أخبرني
الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله تبارك وتعالى على رسوله (صلى الله عليه وسلم) وجرت فيها سهام
الله واصطفى صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما
كان له من شئ ها هنا ثم يذهب قال فرد الله تعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على
المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس عليه السلام
فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد الله تعالى ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على
المشركين
لفظ حديث ابن الحصين والباقين نحوه انتهى

(1) بالأصل " خيرا ".
103

وقد ذكر ابن إسحاق هذه القصة بإسناد منقطع وفيها ألفاظ تخالف هذه الألفاظ
أخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير
عن ابن إسحاق قال حدثني بعض أهل المدينة قال لما أسلم الحجاج بن علاط
السلمي شهد خيبر مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (1) يا رسول الله إن لي بمكة مالا على التجار
ومالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة أخت ابن عبد الدار وأنا أتخوف إن علموا
بإسلامي يذهبوا بمالي فائذن لي باللحوق به لعلي أتخلصه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد
فعلت فقال يا رسول الله إني لا بد لي أن أقول فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قل وأنت في حل
فخرج الحجاج قال فلما انتهيت إلى ثنية البيضاء (2) إذا بها نفر من قريش يتجسسون
الأخبار عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد بلغهم مسيره إلى خيبر فلما رأوني قالوا هذا الحجاج
وعنده الخبر يا حجاج أخبرنا عن القاطع فإنه قد بلغنا أنه قد سار إلى خبائر وهي قرية
الحجاز تجاور () (3) فقلت أتاكم الخبر فقالوا فمه فقلت هزم الرجل أشر
هزيمة سمعتم بها قتل أصحابه وأخذ محمدا أسيرا فقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلى
أهل مكة فيقتل بين أظهرهم بما كان قتل فيهم فالتبطوا (4) إلى جانبي ناقتي يقولون
جزاك الله خيرا والله لقد جئتنا بخبر سرنا ثم جاءوا فصاحوا بمكة وقالوا يا معشر
قريش هذا الحجاج قد جاءكم بالخبر محمد أسر من بين أصحابه وقتل أصحابه وإنما
تنتظرون أن تؤتوا به فيقتل بين أظهركم بما كان أصاب منكم فقلت أعينوني على جمع
مالي فإني إنما قدمت لأجمعه ثم ألحق بخيبر قبل التجار فأصيب من فرص البيع قبل
أن تأتيهم التجار فأشتري مما أصيب من محمد وأصحابه فقاموا فجمعوا مالي أحب (5)
جمع سمعت به قط وقد قلت لصاحبتي مالي مالي لعلي ألحق فأصيب من فرص البيع
قبل أن تأتيهم التجار فدفعت إلي مالي
فلما استفاض ذكر ذلك بمكة أتاني العباس وأنا قائم في خيمة تاجر من التجار فقام

(1) الخبر في سيرة ابن هشام 3 / 359.
(2) هي قرب مكة تهبطك إلى فخ وأنت مقبل من المدينة تريد مكة (معجم البلدان).
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل، وفى ابن هشام: سار إلى خيبر وهي بلد يهود وريف الحجاز.
(4) أي مشوا إلى جنبها ملازمين لها.
(5) في ابن هشام وأسد الغابة: أحث جمع.
104

إلى جنبي منكسرا مهزوما مهموما حزينا فقال يا حجاج ما هذا الخبر الذي جئت به
فقلت وهل عندك موضع للخبر فقال نعم فقلت فاستأخر عني لا ترى معي حتى
تلقاني خاليا ففعل ثم فصل إلي حتى لقيني فقال يا حجاج ما عندك من الخبر فقلت
والله الذي يسرك تركت والله ابن أخيك قد فتح الله تعالى عليه خيبر وأخلا من أخلا من
أهلها وقتل من قتل منهم وصارت أموالها كلها له ولأصحابه وتركته عروسا على ابنة
حيي ملكهم فقال حق ما تقول يا حجاج قلت نعم والله وقد أسلمت وما جئت إلا
لآخذ مالي ثم ألحق برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأكون معه فأكتم علي الخبر ثلاثا فإني أخشى (1)
الطلب ثم تكلم بما حدثتك فهو والله حق فانصرف عني وانطلقت
فلما كان اليوم الثالث من اليوم الذي خرجت فيه ليس العباس حلة وتخلق ثم
أخذ عصاه وخرج إلى المسجد حتى استلم الركن ونظر إليه رجال من قريش فقالوا يا
أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة فقال كلا والله (2) حلفتم به ولكنه قد
نزل وقد فتح خيبر وصارت له ولأصحابه وترك عروسا على ابنة ملكهم فقالوا من
أتاك بهذا الخبر فقال الذي جاءكم وأخبركم به الحجاج بن علاط ولقد أسلم وتابع
محمدا (3) على دينه وما جاء إلا ليأخذ ماله ثم يلحق به وهو والله فعل فقالوا أي
عباد الله خدعنا عدو الله أما والله لو علمنا ثم لم يلبثوا أن جاءهم الخبر بذلك
انتهى [2911]
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد نبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد أخبرنا أبو
محمد الحسين بن محمد بن عباس نبأنا أبو القاسم بن إبراهيم بن محمد بن أحمد
المناديلي أخبرنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن محمد (4) نبأنا محمد بن
عبد الواحد بن محمد نبأنا محمد بن (4) أنبأنا عبد الله بن عبد الله بن
الحسن بن علي بن محمد أنا أبو بكر بن موفق نبأنا أيوب بن سويد حدثني يحيى بن
زاهد زيد الباهلي عن محمد بن عبد الله الليثي عن واثلة بن الأسقع قال كان إسلام
الحجاج بن علاط البهزي السلمي أنه خرج في ركب من قومه يريد مكة فلما جن عليهم

(1) الكلمة غير واضحة بالأصل والمثبت عند ابن هشام وأسد الغابة.
(2) بالأصل وأسد الغابة: " والذي " والمثبت عن ابن هشام.
(3) بالأصل " محمد ".
(4) كلمة غير واضحة.
105

الليل وهم في واد وحش مخيف قفر (1) فقال (2) له أصحابه يا أبا كلاب قم فاتخذ
لنفسك ولأصحابك أمانا فقام الحجاج فجعل يطوف حولهم (3) يطوف ويكلؤهم
ويقول (4)
أعيذ نفسي وأعيذ أصحاب (5) * من كل جني بهذا النقب
حتى أؤوب سالما وركب * حتى أؤوب سالما وركب (6)
قال فسمع صوت قائل يقول " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من
أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان " (7) قال فلما قدموا مكة خبر
بذلك في نادي قريش فقالوا صدقت والله يا أبا كلاب صدقت والله يا أبا كلاب إن
هذا مما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال قد والله سمعته وسمعه هؤلاء معي فبينما هم
كذلك إذ جاء العاص بن وائل فقالوا له يا أبا هشام أما تسمع ما يقول أبا كلاب قال
وما يقول فخبره بذلك فقال وما يعجبكم من ذلك إن الذي سمع هناك هو الذي ألقاه
على لسان محمد فنهنه ذلك القوم عني ولم يزدني في الأمر إلا بصيرة فسألت عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرت أنه قد خرج من مكة إلى المدينة فركبت راحلتي وانطلقت حتى أتيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة فأخبرته بما سمعت فقال سمعت هو والله الحق هو والله من
كلام ربي عز وجل الذي أنزل علي ولقد سمعت حقا يا أبا كلاب فقلت يا رسول الله
علمني الإسلام فشهدني كلمة الإخلاص وقال سر إلى قومك فادعهم إلى مثل ما
أدعوك إليه فإنه الحق انتهى [2012]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون حينئذ وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر قالا أنبأنا محمد بن
الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق نبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق

(1) في الاستيعاب 1 / 344 قعد.
(2) بالأصل " فقالوا ".
(3) بالأصل " حولهم يطوف " والمثبت عن الاستيعاب وأسد الغابة.
(4) في الاستيعاب 1 / 345 وأسد الغابة 1 / 457 والوافي بالوفيات 11 / 318.
(5) في المصادر: صحبى.
(6) كذا ورد الشطر مكررا بالأصل، وفى المصادر " وركبي ".
(7) سورة الرحمن، الآية: 33
106

نبأنا خليفة بن خياط قال ومن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ثم من
بني سليم من بني تميم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
الحسين بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي
الدنيا أنبأنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة الحجاج بن علاط السلمي قدم على
النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بخيبر وكان في بعض غاراته فأسلم وسكن المدينة ببني أمية بن
زيد (1) وبنى بها دارا ومسجدا
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية (2) أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن محمد بن الفهم حدثنا
محمد بن سعد قال الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن خنثر بن هلال بن عبد بن
ظفر بن سعد بن عمرو بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وكان صاحب غارات
في الجاهلية فجمع في بعض غاراته (3) وحضر مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيبر
وكان مكثرا له مال معادن الذهب التي بأرض بني سليم فقال يا رسول الله ائذن لي
حتى أذهب فآخذ مالي عند امرأتي فإنها إن علمت بإسلامي لم أجد منه شيئا وكانت
امرأته أم شيبة بنت عمير بن هاشم أخت مصعب بن عمير العبدري فأذن له فذكر
الحديث
قال محمد بن عمر هاجر الحجاج بن علاط وسكن المدينة ببني أمية بن زيد
وبنى بها دارا ومسجدا يعرف به وهو أبو نصر بن حجاج وله حديث (4) انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن نصر عنه أنبأنا
أبو محمد بن الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أحمد بن علي بن
الحسين أنبأنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال ومن سليم بن منصور بن عكرمة بن

(1) الزيادة عن ابن سعد 4 / 271.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل.
(3) مطموس بالأصل حوالي سطر، ولم نجد الخبر في ترجمته في ابن سعد 4 / 269 فثمة قسم منها ما قص في
الطبقات المطبوع.
(4) انظر طبقات ابن سعد 4 / 271.
107

خصفة بن قيس بن عيلان بن نصر بن الحجاج بن علاط البهزي يقول من نسب
الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن هلال بن عبيد بن ظفر بن ربيعة بن عمرو بن
تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم انتهى
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين
الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون
ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (1) حجاج بن علاط السلمي حجازي له صحبة روى عنه أنس بن مالك
انتهى
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد في كتابه أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا
أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو بكر أحمد بن حفص نبأنا أحمد بن محمد البغدادي
في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحجاج بن علاط وقد بلغنا أن
معاوية استعمل عبيد الله بن الحجاج بن علاط على أرض حمص
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي
أنبأنا مسدد بن عبد الله بن أبي السجيس الأملوكي أنبأنا أبي نبأنا عبد الصمد (2) بن
سعيد قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحجاج بن علي
السلمي ومنزله بحمص وهي الدار المعروفة بدار الخالدين أخبرني بذلك المتوكل بن
محمد وقال ابن عوف وولده خالد بن عبيد الله بن الحجاج بن علاط وبلغنا أن
معاوية بن أبي سفيان استعمل عبيد الله بن الحجاج ونصر بن الحجاج وله عقب
بحمص انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (3) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي
عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح
عبد الكريم بن محمد المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال تويرة بالتاء
الحجاج بن علاط بن خالد بن تويرة بن خنثر بن هلال السلمي من بني بهثة بن سليم

(1) التاريخ الكبير 1 / 2 / 270.
(2) كذا.
(3) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر هذا السند كثيرا.
108

وهو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة فأخبر به العباس بن عبد المطلب سرا وأخبر قريشا
بعده علانية حتى جمع ما كان له من مال بمكة وخرج عنها وهو أبو نصر بن حجاج الذي
قالت فيه المتمنية (1):
هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أو هل سبيل إلى نصر بن حجاج (2)
وله ولابنه أخبار معروفة انتهى
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني إجازة وأنبأنا أبو بكر الصفار
أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال وأبو محمد يقول ويقال
أبو عبد الله الحجاج بن علاط بن خالد بن تويرة بن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد بن
عمر بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن
خصفة بن قيس بن عيلان بن نصر بن نزار بن معد بن عدنان ويقال ابن علاط بن
كعب بن عمرو بن بروغط بن كعب بن عمرو بن هلال بن امرئ القيس ويقال ابن
علاط بن خالد بن تويرة بن بلال بن عبد بن مظفر بن سعد بن امرئ القيس السلمي
الحجازي له صحبة
قال وأنبأنا أبو العباس الثقفي أنبأنا عبد الرحمن بن سلمة من ولد الحجاج بن
علاط بن الحجاج أبو عبد الله وأبو محمد انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال الحجاج بن علاط السلمي البهزي شهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) خيبر وهو
أول من بعث بصدقته إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من معدن بني سليم عداده في أهل الحجاز
روى عنه أنس بن مالك انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما (4) ثويرة
أوله ثاء معجمة بثلاث فهو الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن حنثر بن هلال
السلمي من بني بهثة بن سليم له صحبة وهو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة وخبره

(1) وهي أم الحجاج بن يوسف.
(2) البيت في الاستيعاب 1 / 245 وأسد الغابة 1 / 465.
(3) الإكمال لابن ماكولا 1 / 560.
109

مشهور وهو أبو نصر بن حجاج صاحب المتمنية انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا محمد بن الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن
سعد (1) أنبأنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما أراد أن يغزو مكة بعث الحجاج بن علاط والعرباض بن سارية
السلميين إلى بني سليم يأمرانهم بقدوم المدينة انتهى
قال وأنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن
شجاع أنبأنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده
قال (2) بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني لما أراد الخروج يغزو مكة إلى بني سليم بن
الحجاج بن علاط السلمي ثم البهزي وعرباض بن سارية
قال الواقدي (3) قالوا عبأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه وصفهم صفوفا يعني يوم حنين
ووضع الرايات والألوية في أهلها فسمى حامليها وقال كانت في سليم ثلاث رايات راية
مع العباس بن مرداس وراية مع الخفاف بن ندبة وراية مع الحجاج بن علاط انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنبأنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (4) الحسن بن
البنا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان
نبأنا الزبير بن بكار حدثني أبو الحسن الأثرم عن أبي عبيدة قال كان لواء المشركين
يوم أحد مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار قتله علي بن أبي
طالب وفي ذلك يقول الحجاج بن علاط السلمي بن البهزي (5)
لله أي مذبب عن حرمة * أعني ابن فاطمة المعم المخولا
جاءت يداك له بعاجل طعنة * تركت طليحة للجبين مجدلا
وشددت (6) شدة باسل فكشفتهم * بالجر إذ يهوون أخول أخولا

(1) انظر طبقات ابن سعد 4 / 271 باختلاف.
(2) الخبر في مغازي الواقدي 2 / 799.
(3) مغازي الواقدي 2 / 81.
(4) بالأصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت.
(5) الأبيات الثلاثة الأولى في سيرة ابن هشام 3 / 159 منسوبة للحجاج بن علاط.
(6) عن ابن هشام وبالأصل " وشدت ".
110

وعللت سيفك بالدماء ولم تكن * لترده حزان حتى ينهلا *
أنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد
قالا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي بن عبد الكريم بن
عمر الشيرازي أنبأنا أبو الحسين بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن
أحمد بن حمه الخلال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نبأنا جدي
يعقوب حدثني أحمد بن شبويه حدثني سليمان بن صالح حدثني عبد الله يعني
ابن المبارك قال قال جرير يعني ابن خازم قتل المعرض بن علاط يوم الجمل فقال
أخوه الحجاج
ألم أر يوما كان أكثر ساعيا * يلف شمال بارمتها يمينها
وسلمية تحنو على ركباتها * يقي سرجها وقع الجنوب حبينها
لقد فزعت نفسي لقتل معرض * وعيني جادت بالدموع شؤونها
نعم الفتى وابن العشيرة إنه * يوقي الأذى أعراضها ويزينها
عليم بتشريف الكرام وحقهم * وإكرامها إن اللئيم يهينها *
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن
رشأ بن نظيف أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن يشجب البزاز أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال أنشدنا عوف يعني ابن محمد الكندي عن
أبيه للحجاج بن علاط السلمي
تركت الراح إذ أبصرت رشدي * ولست بعائد أبدا لراح
أأشرب شربة تزري بعقلي * وأصبح ضحكة لذوي الفلاح
معاذ الله لا أزري بعرضي * ولا أشري الخسارة بالرباح
سأترك شربها وأكف نفسي * وألهيها بألبان اللقاح (1)
في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو الحسين قالا أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (2) حجاج بن علاط السلمي حجازي له صحبة هو مدفون
بقاليقلا (3) من أرض الروم

(1) بالأصل: " وكف نفسي... بألبان القلاح ". (2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 163.
(3) قاليقلا من مدن أرمينيا العظمى (معجم البلدان).
111

1215 - الحجاج بن قتيبة بن مسلم الباهلي
كان أبوه أمير خراسان ثم لحق الحجاج مروان بن محمد وكان معه إلى أن انقضى
أمره فهرب مع ابنيه عبد الله وعبيد الله إلى المغرب
حكى عنه مسلمة بن بشر بن عيسى انتهى
ذكر أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي (1) فيما نقلته من خطه عن أبي الحسين
المدائني عن مسلمة بن بشر بن عيسى أن الحجاج بن قتيبة قال كنت مع نصر بن
شيبان ثم شخصت إلى مروان فلم أزل معه في أموره كلها حتى قتل فلما قتل خرجت مع
ابنه فأخذ على النيل ثم أخذ على الساحل في جمع كثير ثم إن الناس قلوا فجعلوا
يتخلفون عنه حتى قل من معه فسرنا إلى بلاد العدو فكانوا ربما عرضوا لنا فلا يأخذون
إلا السلاح وأكثر ذلك ما لا يعرضون لنا وأحيانا نمر بقوم فيسألوننا عن حالنا فنخبرهم
فيصلونا وتفرق عنا الناس حتى بقيت أنا وأبو مروان ورجلا من أصحابه ومعنا أم
مروان ابنة مروان فما سمعت لها كلمة وقوم ما في أيدينا فمشينا حتى تقطعت أرجلنا
وأم مروان معنا فما أنت أنة واحدة ولقد رأيت ابن مروان وفي يده فص أحمر ياقوت
فثمنته خمسمائة دينارا فقال وددت أن لي به دابة أركبها وما عليه إلا فروة قد جاء بها فهو
يلقيها في عنقه في النهار ويفترشها بالليل ولقد أصابنا عطش فكنا ننقر بطن الدابة
فنعصر روثها ثم نشرب ما خرج منه ثم صرنا إلى قوم فأخبرناهم عن حالنا فرقوا لنا
وحملونا فكسونا وزودونا ومضينا إلى جدة ففارقت ابن مروان بها ثم أخذ الحجاج
الأمان من سالم بن قتيبة فقال الخليفة يا حجاج أكنت مع مروان قال يا أمير
المؤمنين كنا مع قوم خلطونا بأنفسهم وأحسنوا إلينا فلم نكن نحمل تركهم ولا مفارقتهم
إلا عن رضى منهم فقال هذا والله الوفاء
1216 الحجاج بن معاوية بن فراس المزني
من أهل دمشق غزا الباب ببلاد أرمينية له ذكر انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي

(1) بالأصل " القطرابلي " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة ضبطت عن الأنساب إلى قطربل، قرية من قرى
بغداد.
112

نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا محمد بن عائذ
قال قال أبو العباس يعني الوليد بن مسلم أخبرني من شهد ذلك اليوم يعني يوم قاتل
يزيد بن أسد الخزر فقال رجل من أهل حمص يقال له نصر بن أيوب لو ركبت دابة
ونظر الناس إليك والعسكر نظرت إليهم وموضع ينبغي أن يأمر فيه بأمر أمرت فقام إليه
رجل من أهل دمشق يقال له الحجاج بن معاوية بن فراس المزني فقال إن هذا ليس
بالرأي إن الناس إنما ينظرون إليك وأنت بإذن الله زمامهم فلو عدلت دابتك يمينا
وشمالا لم آمن هزيمة الناس وانتقاضهم عن صفوفهم فقبل من أسد كلامه وصدقه
وجلس بالأرض والناس كلهم رجالة بالأرض إلا عدة يسيرة كانت أمام يزيد بن أسد من
فهم نحو من أربعين فارسا وذكر الحديث انتهى
1217 الحجاج بن يوسف بن الحكم
ابن أبي عقيل بن مسعود بن جابر بن معتب
ابن مالك بن كعب بن عمرو (1) بن سعد بن عوف بن ثقيف
واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن
أبو محمد الثقفي (2)
سمع ابن عباس وروى عن أنس بن مالك وسمرة بن جندب وعبد الملك بن
مروان وأبي بردة بن أبي موسى انتهى
روى عنه أنس بن مالك وثابت البناني وحميد الطويل ومالك بن دينار
وجراد بن مجالد (3) وقتيبة بن مسلم وسعيد بن أبي عروبة وكانت له بدمشق آدر منها
دار الزاوية التي بقرب قصر ابن أبي الحديد وولاه عبد الملك الحجاز (4) فقتل ابن
الزبير ثم عزله عنها وولاه العراق وقدم دمشق وافدا على عبد الملك (5)

(1) بالأصل " عمر " والصواب عن بغية الطلب 5 / 2041 نقلا عن ابن عساكر.
(2) ترجمته في المعارف ص 173 ووفيات الأعيان 2 / 29 وبغية الطلب لابن العديم 5 / 2037 الوافي بالوفيات
11 / 307 سير أعلام النبلاء 4 / 343 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. وكانت كنيته مقحمة في وسط عامود نسبه، فأخرناها إلى هنا.
(3) بالأصل " جراذ بن مخالد " والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2041.
(4) مطموس بالأصل، والمثبت عن بغية الطلب.
(5) العبارة نقلها ابن العديم عن ابن عساكر وثمة سقط فيها.
113

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن أيوب الحافظ حدثني أبو أحمد علي بن أحمد
المروزي نبأنا محمد بن عبدل نبأنا مصعب بن بشر نبأنا المغيرة بن مسلم نبأنا
سالم بن قتيبة بن مسلم قال سمعت أبي يقول خطبنا الحجاج بن يوسف فذكر القبر
فما زال يقول إنه بيت الوحدة إنه بيت الغربة حتى بكى وبكى من حوله ثم قال
سمعت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان يقول سمعت مروان يقول في خطبته
خطبنا عثمان بن عفان فقال في خطبته ما نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قبر وذكره إلا بكى
انتهى [2913]
أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي (1) الماليني
بهراة أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي نبأنا أبو الفضل
محمد بن أحمد بن محمد (2) بن الجارود الجارودي الحافظ إملاء بهراة أنبأنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن محمد البغدادي بجرجرايا (3) أنبأنا جعفر بن أحمد الدهقان
نبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا سيار عن جعفر عن مالك بن دينار قال دخلت يوما
على الحجاج فقال لي يا أبا يحيى ألا أحدثك بحديث حسن عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت
بلى فقال حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كانت له إلى
الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة (4) انتهى [2914]
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو
أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (5) حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل
الثقفي أبو محمد انتهى

(1) في بغية الطلب 5 / 2038 الشعيبتي.
(2) بالأصل " أحمد " خطأ، والمثبت عن بغية الطلب، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 538.
(3) بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان) وبالأصل:
" جرجرا "
(4) الحديث في كنز العمال 3 / 3379 والزيادة السابقة عنه.
(5) التاريخ الكبير 1 / 2 / 373 (ترجمة 2816).
114

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي
أنبأنا الخصيب بن عبد الله أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
محمد حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ليس بثقة ولا مأمون (1)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن
رشأ بن نظيف أنبأنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله (2) بن
عبد الرحمن قالا أنبأنا الحسن بن رشيق أنبأنا أبو بشر الدولابي نبأنا محمد بن
عبيد نبأنا علي بن مجاهد حدثني عبد الله بن محمد بن مرة قال سمعت زياد بن
عبد الرحمن الكاتب يقول ولد الحجاج بن يوسف سنة تسع وثلاثين انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا مكي بن
محمد بن الغمر أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر قال سنة أربعين فيها ولد
الحجاج بن يوسف انتهى
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن
الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل
قال وقال يزيد بن عبد ربه حدثنا أصحابنا عن أبي منصور عن عمرو بن قيس (3)
أن الحجاج بن يوسف سأله عن مولده قال سنة الجماعة سنة أربعين فقال الحجاج
وهو مولدي انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال
وفيها يعني سنة إحدى وأربعين ولد الحجاج بن يوسف انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا علي بن الحسن اللباد بن علي اللباد أنبأنا
تمام بن محمد أنبأنا أبي أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر القرشي
أخبرني أبي نبأنا أبو الحكم حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال سمعت من يذكر

(1) بغية الطلب 5 / 2040 والزيادة عنه.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن بغية الطلب 5 / 2039.
(3) مطموس بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب 5 / 2039.
115

أن المغيرة بن شعبة نظر إلى امرأته وهي تتخلل من أول النهار فقال والله لئن كانت
باكرت الغداء إنها لرغيبة وإن كان شئ بقي في فيها من البارحة (1) إنها لقذرة فطلقها
فقالت والله ما كان شئ مما ذكرت ولكني باكرت ما تباكره (1) الحرة من السواك
فبقيت شظية في في قال فقال المغيرة بن شعبة ليوسف أبي الحجاج بن يوسف تزوجها
فإنها لخليقة أن تأتي بالرجل يسود فتزوجها قال الشافعي فأخبرت أن أبا الحجاج لما
بنى بها واقعها فنام فقيل له في النوم ما أسرع ما ألقحت بالمبير انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو محمد بن زبر أنبأنا إسماعيل بن إسحاق أنبأنا نصر بن علي قال قال
أخبرنا ابن سليمان بن حمدان عن أبيه قال دخل الحجاج قرية فدعاني فقال حج
بالناس الحجاج سنة أربع وسبعين انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو محمد بن زبر قال نبأنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور نبأنا
الأصمعي حدثني أبي قال قال ابن عون كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه
طال ما درس القرآن انتهى (2).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3) أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو عمرو
عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي أنبأنا أبو بكر عبد الله بن سليمان نبأنا هارون بن
سليمان ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الرحمن بن بكر السهمي نبأنا عمر (4) بن
منخل السدوسي قال قال مطهر بن خالد الربعي عن أبي محمد الحماني قال
عملناه يعني تجزئة القرآن في أربعة أشهر وكان الحجاج يقرأه في كل ليلة انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو عبيد الله أحمد بن عمرو الواسطي نبأنا عبد الله بن أبي سعد
حدثني مسعود بن عمرو حدثني أبو عمرو النحوي نبأنا أبو زيد الأنصاري عن أبي

(1) مطموس بالأصل، والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2039.
(2) الخبر في بغية الطلب 5 / 2041 - 2042.
(3) بالأصل: " المرزقي " والصواب ما أثبت.
(4) في ابن العديم 5 / 2042 عمرو.
116

العلاء قال ما رأيت أحدا أفصح من الحسن ومن الحجاج فقلت فأيهما كان أفصح
قال الحسن
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال ذكر سليمان بن أبي شيخ عن صالح بن سليمان قال قال عتبة بن
عمرو ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض إلا الحجاج وإياس بن معاوية
قال عقولهما كانت ترجح على عقول الناس (1).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي
نبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب الزراد (2) نبأنا عبيد الله بن سعد قال قال
أبي ودخل عبد الملك الكوفة وبعث الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير ورجع
عبد الملك إلى دمشق فحج الحجاج على الموسم سنة اثنتين (3) وسبعين فلم يطف
بالبيت وحصر ابن الزبير قريبا (4) من سبعة أشهر انتهى (5)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي أنبأنا أبو عبد الله
أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران الأشناني نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن
خياط قال سنة ثلاث وسبعين أقام الحج الحجاج بن يوسف وقال سنة أربع وسبعين
أقام للناس الحج الحجاج بن يوسف انتهى (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر أنبأنا
أبو الحسين (7) محمد بن أحمد بن عبد الله بالكوفة انتهى أخبرنا أبو البركات
الأنماطي أنبأنا أبو الحسين الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ قالا أنبأنا
أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي
أنبأنا أبو جعفر بن محمد بن محمد بن عقبة نبأنا هارون بن حاتم نبأنا أبو بكر بن

(1) الخبر في بغية الطلب 5 / 2075.
(2) بالأصل " الرزاز " والمثبت عن الأنساب (الزراد - المنبجي).
(3) بالأصل: اثنين.
(4) بالأصل: قريب.
(5) الخبر في بغية الطلب 5 / 2066.
(6) انظر تاريخ خليفة بن خياط 269 و 270 وبغية الطلب 5 / 2067.
(7) عند ابن العديم: أبو الحسن.
117

عياش قال (1) ثم بايع الناس عبد الملك بن مروان فحج بالناس الحجاج بن يوسف سنة
ثلاث وسبعين وابن الزبير محصور وحج بالناس الحجاج سنة اثنتين (3) وسنة ثلاث
وأربع (2) وسبعين انتهى ثم حج بالناس عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين
انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب حدثني سلمة نبأنا أحمد
نبأنا إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال وكان الحجاج بن يوسف حج وابن الزبير
محصور سنة اثنتين (3) وسبعين
قال ابن بكير قال الليث وحج عامئذ بالناس الحجاج بن يوسف فقاتل (4) هو
وابن الزبير وأقام للناس الحج وفي سنة ثلاث وسبعين حج بالناس الحجاج بن
يوسف
قال قال يعقوب ويقال حج بالناس سنة أربع وسبعين الحجاج بن يوسف قال
يعقوب وفي سنة تسعين فتح على الحجاج بن يوسف بخارا وفي سنة إحدى وتسعين
وفتح على الحجاج بن يوسف بلخ وفي سنة اثنتين وتسعين فتح الحجاج بن يوسف
خفان (5) وفي سنة أربع وتسعين فتح الحجاج بن يوسف السند وبيل وفي سنة خمس
وتسعين فتح على الحجاج بن يوسف الصغد (6) انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (7) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة حينئذ قالا أنبأنا أبو الحسن
محمد بن محمد بن مخلد في كتابه أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (8)

(1) انظر بغية الطلب 5 / 2067.
(2) بالأصل: وأربعة.
(3) بالأصل: اثنين.
(4) بالأصل: " فقابل " والمثبت عن ابن العديم.
(5) كذا، وخفان: موضع قرب الكوفة.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 5 / 2067، ولعل الصواب: السند والديبل.
(7) بالأصل: " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(8) ضبطت عن التبصير 1 / 429.
118

الصيدلاني قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني
أخبرنا أبو القاسم علي (1) بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن (2) رشأ بن نظيف أنبأنا
أبو محمد الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان المالكي أنبأنا إبراهيم الحربي
أنبأنا أبو سلمة حماد بن سلمة نبأنا علي بن زيد (3) قال قيل لسعيد بن المسيب ما
بال الحجاج لا يهيجك كما يهيج الناس قال لأنه دخل المسجد مع أبيه فصلى فأساء
صلاته فحصبته (4) فقال الحجاج لا أزال أحسن صلاتي لأنه (5) حصبه سعيد
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (6) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة حينئذ قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن
محمد بن مخلد في كتابه أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني قال
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا
يحيى بن أيوب نبأنا أبو عبد الله بن كثير بن أخي إسماعيل بن جعفر المديني أن
الحجاج بن يوسف صلى مرة إلى جنب سعيد بن المسيب قال فجعل يرفع قبل الإمام
ويضع قبله فلما سلم الإمام أخذ سعيد بثوب الحجاج قال وسعيد في شئ من الذكر
كان يقوله بعدما يصلي قال فجعل الحجاج يحدثه عن ثوبه ليقوم فينصرف قال
وسعيد يجذبه ليجلسه قال حتى فرغ سعيد مما كان يقول من الذكر قال ثم رجع بين
نعليه فرفعهما إلى أو على الحجاج وقال يا سارق يا خائن تصلي هذه الصلاة لقد
هممت أن أضرب بهما وجهك قال ثم مضى الحجاج قال وكان حاجا ففرغ من
حجه ورجع إلى الشام قال ثم رجع واليا على المدينة فلما دخلها مضى كما هو إلى
المسجد قاصدا نحو مجلس سعيد بن المسيب فقال الناس ما جاء إلا لينتقم منه قال
فجاء فجلس بين يدي سعيد فقال له أنت صاحب الكلمات قال فضرب سعيد صدر

(1) بالأصل: " أبو القاسم بن السمرقندي على بن إبراهيم " والصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر
(المطبوعة 7 / 436).
(2) بالأصل " الحسين " والصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القراء الكبار.
(3) بالأصل: " زبر " والصواب ما أثبت.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم 5 / 2089.
(5) في ابن العديم، ما حصبني سعيد.
(6) زيادة لازمة للإيضاح.
119

نفسه زاد ابن خزفة بيده وقال أنا صاحبهما فقال له الحجاج جزاك الله من معلم
ومؤدب خيرا ما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك قال ثم قام فمضى انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد بن حنبل نبأنا حنبل بن إسحاق نبأنا الحميدي نبأنا
سفيان قال كانوا يرمون بالمنجنيق من أبي قبيس (1) وهم يرتجزون ويقولون
خطارة مثل الفنيق المزبد * أرمي بها عواذ (2) هذا المسجد *
قال فجاءت صاعقة فأحرقتهم جميعا فامتنع الناس من الرمي فخطبهم
الحجاج فقال ألم تعلموا أن بني إسرائيل كانوا إذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلتها علموا
أنه قد تقبل منهم وإن لم تأكلها قالوا لم تقبل فلم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا
انتهى (3).
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (4) أنبأنا
عبد المحسن بن محمد بن علي لفظا أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الدهقان
نبأنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي نبأنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي
العصام يموت ابن المزرع بن يموت نبأنا الرياشي نبأنا الأصمعي وأبو زيد عن
معاذ بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء قال لما قتل الحجاج بن يوسف ابن الزبير
ارتجت مكة بالبكاء فأمر بالناس فاجتمعوا في المسجد ثم صعد المنبر فحمد الله تعالى
وأثنى عليه ثم قال بعقب حمد ربه يا أهل مكة بلغني إكباركم واستفظاعكم قتل ابن
الزبير ألا وان ابن الزبير كان من أخيار هذه الأمة حتى رغب في الخلافة ونازع فيها
أهلها فخلع طاعة الله واستكن بحرم الله ولو كان شئ مانع العصاة لمنعت آدم حرمة
الجنة لأن الله تعالى خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأباحه كرامته
وأسكنه جنته فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئته وآدم على الله تعالى أكرم من ابن
الزبير والجنة أعظم حرمة من الكعبة اذكروا الله يذكركم

(1) يريد أثناء حصار الحجاج لابن الزبير، وكان الأخير اعتصم ولاذ بمكة.
(2) في ابن العديم: عراز.
(3) الخبر في بغية الطلب 5 / 2045 - 2046.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت والضبط عن التبصير.
120

أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا أبو بكر المقرئ
أنبأنا أحمد بن مروان الدستوائي (1) نبأنا زيد بن إسماعيل قال (2) أنبأنا تمام بن
المغيرة عن عطاء بن زياد (3) قال كنت مع ابن الزبير في البيت فكان الحجاج إذا
رمى (4) ابن الزبير بحجر وقع الحجر على الزبير على البيت فسمعت للبيت (5) أنينا
كأنين الإنسان أوه (6)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا إسحاق بن يوسف نبأنا عوف عن أبي
الصديق الناجي أن الحجاج بن يوسف دخل على أسماء بنت أبي بكر بعدما قتل ابنها
عبد الله بن الزبير فقال إن ابنك ألحد في هذا البيت وإن الله تعالى أذاقه من عذاب أليم
وفعل به وفعل فقالت كذبت كان برا بالوالدين صواما قواما والله لقد أخبرنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما أشد من الأول [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا
أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا وهب بن بقية الواسطي أنبأنا خالد أنبأنا
عوف عن أبي الصديق الناجي قال بلغني أن الحجاج دخل على أسماء بنت أبي بكر
بعد ما قتل ابنها عبد الله بن الزبير فقال لها إن ابنك ألحد في الحرم وأن الله تعالى فعل
به وفعل فقالت كذبت بل كان برا بالوالدين صواما قواما ولكن والله لقد أخبرنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه يخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير [* * * *]
قال ونبأنا زهير نبأنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن قيس بن الأحنف عن
أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن المثلة وسمعته يقول
يخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير قلت للحجاج أما الكذاب فقد رأيناه وأما
المبير فأنت هو يا حجاج انتهى [* * * *]

(1) كذا، في بغية الطلب 5 / 2046 " المالكي " وانظر ترجمته في سير الأعلام 15 / 427.
(2) في بغية الطلب: قال: حدثنا برد: قال أخبرنا يمان بن المغيرة.
(3) بغية الطلب: عطاء بن أبي رباح.
(4) غير واضحة بالأصل والمثبت عن بغية الطلب.
(5) بالأصل " البيت ".
(6) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، والمستدرك عن ابن العديم 5 / 2046.
121

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا
أنبأنا أبو القاسم قال أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان حينئذ
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى نبأنا أمية بن بسطام نبأنا يزيد بن زريع نبأنا إسرائيل
نبأنا عبد الله بن عصمة قال سمعت ابن عمر يقول أنبأنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن في ثقيف
مبيرا وكذابا انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأنا
طلحة بن علي بن الصقر الكتاني إملاء أنبأنا أحمد بن عثمان الأدمي نبأنا أحمد بن
سعيد الحمال أنبأنا أبو نعيم نبأنا شريك عن عبد الله بن علي قال سمعت
عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ثقيف كذاب ومبير كذا قال وصوابه
ابن عصم ويقال ابن عصمة انتهى [2918]
أخبرنا أبو الحسن مسافر ابن محمد بن أحمد أنبأنا محمد بن علي البسطامي
قالا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حمويه نبأنا
إبراهيم بن خريم نبأنا عبد بن حميد أنبأنا يزيد بن هارون أنبأنا العوام بن حوشب
قال حدثني من سمع أسماء بنت يعني بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه تقول
للحجاج حين دخل عليها يعزيها بابنها ابن الزبير فقالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
يخرج من ثقيف رجلان مبير وكذاب فابن أبي عبيد يعني المختار وأما
المبير فأنت (2) [2919]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نبأنا أحمد بن عمر الوكيعي نبأنا وكيع حدثنا (3) أم
عراب عن امرأة يقال لها عقيلة عن سلامة بنت الحر قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
ثقيف مبير وكذاب انتهى [2920]
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا أحمد بن

(1) بالأصل " الحبرورري " والصواب ما أثبت.
(2) الحديث في كنز العمال 14 / 38391 وبغية الطلب 5 / 2047.
(3) كذا رسمها، ولم أحله.
122

إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا سهل بن حاتم السختياني
أنبأنا إبراهيم بن محمد عن الوليد بن خالد عن سعد بن حذاقة قال خطبنا الحجاج
في الجمعة الثانية من مقتل ابن الزبير فقال الحمد لله الرافع المتواضعين والواضع
المتكبرين و (صلى الله عليه وسلم) على خير رسول دل على خير سبيل أيها الناس إن الراعي مسؤول
عن رعيته فإن أحسن فله وإن أساء فعليه وإنه يخيل إلي أنكم لا تعرفون حقا من
باطل وإني أسألكم عن ثلاث خصال فإن أجبتم عنها وإلا ضربت عليكم خمس
الجزية وكنتم لذلك مستأهلين أسألكم عن شئ لا يستغني عنه شئ وعن شئ لا
يعرف إلا بكنيته وعن ولد لا والد له فقام إليه جبير بن حية الثقفي فقال لولا عزمتك
أيها الأمير لم أجبك أما الشئ الذي لا يستغني عنه شئ فالاسم لأن الله تعالى خلق
الأشياء فجعل لكل شئ اسما يدعى به ويدل عليه وأما الشئ الذي لا يعرف إلا بكنيته
فأم الحبين (1) وأما الولد الذي لا والد له فعيسى بن مريم قال من أنت أيها المتكلم
قال أنا جبير بن حية الثقفي قال الآن ضل صوابك بما بطأ بك عني مع قرب قرابتك
قال أيها الأمير إنك لا تبقى لقومك ولا يدوم عزك لأن الدهر دول ولا نحب أن يصيبك
اليوم ما يصاب منا مثله في غد قال فأمر له بجائزة
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح بن عبد الملك أخبرتنا العالمة فاطمة
بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر
الحيري أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأنا
مسلم بن خالد عن ابن جريج عن نافع أن ابن عمر اعتزل بمنى في قتال ابن الزبير
والحجاج بمنى فصلى مع الحجاج انتهى
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح بن (2) عبد الملك أنبأنا محمد بن
أحمد بن أبي جعفر الطبسي (3) أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي (4) أنبأنا أبو
محمد الحسن بن محمد بن حكيم العامري نبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن

(1) أم الحبين دويبة على خلقة الحرباء عريضة الصدر عظيمة البطن (اللسان: حبن).
(2) بالأصل " عن " خطأ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 422).
(3) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى طبس، بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان.
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب عن الأنساب، ذكره السمعاني وترجم له. وهذه النسبة إلى سكة
صدقة، سكة معروفة بمرو.
123

أمية بن عبد شمس فولدت له عبد الله شهد بدرا وعبيد الله (1) وعبدا وهو أبو
أحمد وزينب بنت جحش زوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحمنة (2) بنت جحش وأطعم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أميمة (3) بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر (4)
إن صح هذا (7) فقد أسلمت أميمة
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو المعالي ثابت بن
بندار بن إبراهيم أنبأنا محمد بن يعقوب الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد
البابسيري (6) أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي حدثنا أحمد بن
حنبل (7) أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا ابن أبي عدي (8) عن عطاء وعمرو بن دينار قالا
ما علمنا ولدت للنبي (صلى الله عليه وسلم) من أزواجه إلا خديجة
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنبأنا أبو الحسين محمد بن
مكي (9) بن عثمان الأزدي أنبأنا أبو علي أحمد بن عمر بن خرشيد (10) أنبأنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق الحامض (11) نا أحمد بن عبد الجبار أنبأنا
يونس بن بكير عن إبراهيم بن عثمان بن الحكم عن مقسم عن ابن عباس (12) قال
ولدت خديجة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلامين (13) وأربع نسوة القاسم وعبد الله
وفاطمة وأم كلثوم ورقية وزينب (14)

(1) بعدها بالأصل " وعبد الله " وقد تقدم فحذفناها.
(2) بالأصل وخع " وحمية " والمثبت عن ابن سعد.
(3) في خع: أمية، تحريف والمثبت يوافق ابن سعد.
(4) بياض بالأصل وخع، واستدركت عن ابن سعد 8 / 46 ومختصر ابن منظور 2 / 26.
(5) كذا بالأصل وخع وفى المختصر: قال: الصحيح هذا. قد أسلمت أميمة.
(6) بالأصل وخع: " أنبأنا حسرى " كذا والصواب ما أثبت، انظر الأنساب للسمعاني، وهذه النسبة إلى قرية من
كور الأهواز، وقيل من قرى واسط وهي بابسير والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى
البابسيري حدث عن أبط أمية الأحونص بن المفضل...
(7) ما بين معكوفتين عن المطبوعة، ومكانها بالأصل وخع: بن أحمد.
(8) بالأصل وخع: " أبو عدى عن عطاء بن دينار " وأثبتنا عبارة المطبوعة.
(9) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.
(10) غير واضحة بالأصل والصواب عن المطبوعة نقلا عن سير أعلام النبلاء.
(11) بياض بالأصل، والزيادة عن المطبوعة.
(12) عن دلائل البيهقي 2 / 70 وبالأصل " ابن عامر " تحريف.
(13) الزيادة عن دلائل البيهقي 2 / 70. (14) في الدلائل: وزينب ورقية.
124

محمد بن نجاش قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا
عبد الله (1) بن أحمد حدثني أبي نبأنا عبد الصمد نبأنا حماد بن سلمة عن ابن أبي
رافع عن عبد الله بن جعفر أنه زوج ابنته من الحجاج بن يوسف فقال لها إذا دخل بك
فقولي لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب
العالمين وزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا حزبه أمر قال هذا قال حماد فظننت أنه قال
فلم يصل إليها
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسين بن علي اللباد أنبأنا تمام بن
محمد أخبرني أبي أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد القرشي أخبرني أبي نبأنا
أبو الحكم حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال لما تزوج الحجاج بن يوسف ابنة
عبد الله بن جعفر قال خالد بن يزيد بن معاوية لعبد الملك بن مروان أتركت
الحجاج يتزوج ابنة عبد الله بن جعفر قال نعم وما بأس بذلك قال أشد البأس والله
قال وكيف قال والله يا أمير المؤمنين لقد ذهب ما في صدري على آل الزبير منذ
تزوجت رملة بنت الزبير قال فكأنه كان نائما فأيقظه قال فكتب إليه يعزم عليه في
طلاقها فطلقها انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن (2) بن
إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا عبد الرحمن بن مرزوق أبو عوف البزوري نبأنا
عبد الوهاب عن سعيد بن أبي عروبة قال (3) حج الحجاج فنزل بعض المياه بين مكة
والمدينة ودعا بالغداء فقال لحاجبه انظر من يتغدى معي وأسأله عن بعض الأمر
فنظر نحو الجبل فإذا هو بأعرابي بين شملتين من شعر نائم فضربه برجله وقال ائت
الأمير فأتاه فقال له الحجاج اغسل يدك وتغد معي فقال إنه دعاني من هو خير منك
فأجبته قال ومن هو قال الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصوم فصمت قال في هذا
الحر الشديد قال نعم صمت ليوم هو أشد حرا من هذا اليوم قال فأفطر وتصوم

(1) بالأصل: " أبو عبد الله أحمد ".
(2) بالأصل " الحسين " والمثبت الصواب، انظر ترجمة أحمد بن مروان في سير الأعلام 15 / 427 وفيها " حدث
عنه.. والحسن بن إسماعيل الضراب ".
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2062 - 2063.
125

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن محمد اللفتواني أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أخبرنا أحمد بن
محمد بن عمر اللنباني (1) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا
هشام بن الكلبي أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال
كان أكبر ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم
فاطمة ثم رقية فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثم مات عبد الله فقال
العاص بن وائل السهمي قد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل الله عز وجل " إن شانئك هو
الأبتر "
ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات ابن
ثمانية عشر شهرا
قال هشام بن الكلبي
فتزوج (2) زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن
عبد شمس بن عبد مناف فولدت له عليا وأمامة وكان يقال لأبي العاص جرو البطحاء
يعني انه كان متلدا (3) بها وخرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره (4) إلى الشام
فقال فيما أنشدنا هشام بن (5) الكلبي عن معروف بن الخربوذ (6) المكي (7)
ذكرت زينب لما وركت (8) إرما * فقلت سقيا يسكن الحرما

(1) الزيادة عن المطبوعة.
(2) عن خع وبالأصل " قد تزوج ".
(3) بالأصل وخع: " متلد " وبهامش المطبوعة: " وربما كانت اللفظة مصفحة عن مبلد من قولهم: أبلد: أي
لصق بالأرض ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(5) لفظة " بن " سقطت من الأصل وخع.
(6) بالأصل وخع " الحربود " والمثبت عن ابن سعد 8 / 32.
(7) بالأصل " الملي " وفى خع: " الملحى " والمثبت عن ابن سعد 8 / 32 والبيتان في طبقات ابن سعد 8 / 32
ترجمة زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
(8) الأصل وخع: " أدركت " والمثبت عن ابن سعد.
126

قال يزيد حتى رأيت الحصى تتساقط من أيديهم قال قوموا إلى بيعتكم فقامت
القبائل قبيلة قبيلة تبايع فيقول من فيقولوا (1) بني فلان حتى جاءه قبيلة قال من
قالوا النخع قال منكم كميل بن زياد قالوا نعم قال فما فعل قالوا أيها الأمير
شيخ كبير قال لا بيعة لكم عندي ولا تقربون حتى تأتوني به قال فأتوا به منعوشا في
سرير حتى وضعوه إلى جانب المنبر فقال ألا أنه لم يبق ممن دخل على عثمان الدار غير
هذا فدعا بنطع فضرب عنقه
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
أنبأنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال فحدثني
عامر بن صالح بن رستم الخزاز حدثني أبو بكر الهذلي حدثني من شهد الحجاج بن
يوسف حين قدم العراق فبدأ بالكوفة قبل البصرة فنودي الصلاة جامعة فأقبل الناس
إلى المسجد والحجاج متقلد قوسا وعليه عمامة خز حمراء متلثما فقعد وعرض
القوس بين يديه ثم لم يتكلم حتى امتلأ المسجد فقال محمد بن عمير فسكت حتى
ظننت إنما يمنعه العي وأخذت في يدي كفا من حصى أردت أن أضرب به وجهه قال
فقام فوضع نقابه وتقلد قوسه وقال
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني (2)
إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها كأني أنظر إلى الدماء بين العمائم
واللحى
ليس بعشك فادرجي (3) * قد شمرت عن ساقها فشمري (4)
هذا أوان الشد فاشتدي (5)
قد لفها الليل بسواق حطم * ليس براعي إبل ولا غنم
ولا بجزار على ظهر وضم

(1) كذا، وفى المعرفة والتاريخ: تقول.
(2) البيت في الكامل للمبرد 2 / 494 ونسبه بحاشيته لسحيم بن مثيل الرياحي.
(3) مثل، المستقصى للزمخشري 2 / 305 مثل يضرب لمن يدعى أمرا ليس من شأنه.
(4) مثل، المستقصى للزمخشري 2 / 191 مثل يحض به على الجد في الأمر.
(5) وفى الكامل للمبرد: " هذا أوان الشد فاشتدى زيم ".
ونسب المبرد هذا الشعر 2 / 499 " للحطيم القيسي " وقيل هي لرشيد بن رميض العنزي قالها في الحطم انظر
الأغاني 15 / 255 واللسان " حطم ".
127

وتزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثلاث بقين من شهر صفر
في السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن أبي بكر بن أبي سبرة عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب بني
علي وتوفيت فاطمة فيما أخبرني به محمد بن عمر أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة (1) أن فاطمة توفيت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) بستة أشهر
قال محمد بن عمر (2) هذا أثبت الأقاويل عندنا وصلى عليها العباس بن
عبد المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العباس
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش فيما ناولني إياه وقال اروه عني
أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) أنبأنا أبو الفرج المعافا بن زكريا نا
عبد الباقي بن قانع أنبأنا محمد بن زكريا أنبأنا العباس بن بكار حدثني محمد بن
زياد والفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال ولدت خديجة
من النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن محمد ثم أبطأ عليهما (4) الولد من بعده فبينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكلم رجلا والعاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل من هذا قال هذا الأبتر يعني
النبي (صلى الله عليه وسلم) وكانت قريش إذا ولد للرجل ولد (5) ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا
الأبتر فأنزل الله تبارك وتعالى " إن شانئك هو الأبتر (6) " أي مبغضك هو الأبتر
الذي بتر من كل خير ثم ولدت له زينب ثم ولدت له رقية ثم ولدت له القاسم ثم
ولدت الطاهر ثم ولدت المطهر ثم ولدت الطيب ثم ولدت المطيب ثم ولدت أم
كلثوم ثم ولدت فاطمة وكانت أصغرهم وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن
يرضعه فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحد غيرها
أخبرنا أبو العز بن كادش قراءة عليه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن

(1) بعدها بالأصل وخع: " عن فاطمة " حذفناها لتوافق عبارة ابن سعد 8 / 28.
(2) بالأصل وخع: " عروة " تحريف، والصواب عن ابن سعد 8 / 28.
(3) بالأصل " المحادري " وفى خع: " الحارزي " والصواب ما أثبتناه وقد تقدم هذا السند مرارا، وانظر الأنساب
(الجازري).
(4) في خع: " عليها " وفى المطبوعة: عليه.
(5) بالأصل وخع: " ولدا ".
(6) سورة الكوثر، الآية: 3.
128

هممت لم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكي حلائله *
فحبسه عثمان وقال أوعدني وفي ذلك يقول عبد الله بن الزبير الأسدي * (1)
أقول لعبد الله (2) لما لقيته * أرى الأمر أصبح هالكا متشعبا
تخير فأما أن تزور ابن ضابئ * عميرا وأما أن تزور المهلبا
فما إن أرى الحجاج يغمد سيفه * مدى الدهر حتى يترك الطفل أشيبا
هما خطتا خسف نجاؤك منهما * ركوبك حوليا من الثلج أشهبا
فحال ولو كانت خراسان خلتها * عليه مكان السوق أو هي أقربا *
ثم خرج الحجاج على الكوفة واستخلف عروة بن المغيرة بن شعبة فقدم البصرة
واستخف الناس في قتال الأزارقة وخرج فنزل رستقباذ فخلعوه وبايعوا عبد الله بن
الجارود فاقتتلوا فقتل ابن الجارود وعبد الله بن حكيم المجاشعي وهرب
الغضبان بن القصري وعكرمة بن ربعي الفياض من غير اللات في رجال من أهل العراق
فلحقوا بالشام ولهم حديث انتهى
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي
أنبأ مشرف بن علي بن الخضر بن التمار إجازة أنبأنا أبو حازم محمد بن
الحسين (3) بن محمد بن خلف قال قرأت على محمد بن أحمد بن القاسم الضبي (4)
أنبأنا أحمد بن كامل قراءة عليه قيل له حدثكم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد
قال ابن كامل وأنا أشك في سماعه قال (5) حدثني التوزي في إسناد ذكره وآخره
عبد الملك بن عمير الليثي قال بينما نحن بالمسجد الجامع بالكوفة وأهل الكوفة يومئذ
ذوو (6) حال حسنة يخرج الرجل منهم في العشرة والعشرين من مواليه إذ أتى آت فقال

(1) الأبيات في تاريخ الطبري 6 / 209 والكامل للمبرد 3 / 1302 (وبعضها فيه 2 / 496) باختلاف وزيادة
ونقصان. الثالث سقط من الطبري وزيد فيه مكانه بيتان.
(2) كذا بالأصل والمبرد، وفى الطبري " لإبراهيم " وهو الصواب، وهو إبراهيم بن عامر أحد بنى غاضرة من بنى
أسد، وكان قد لقيه ابن الزبير في السوق فسأله عن الخبر، قاله الطبري.
(3) في بغية الطلب 5 / 2077 الحسن.
(4) رسمها غير واضح والمثبت عن بغية الطلب.
(5) الخبر في الكامل للمبرد 2 / 493 - 494 وبغية الطلب 5 / 2077 - 2078.
(6) بالأصل " ذو " والمثبت عن المصدرين السابقين.
129

هذا الحجاج قد قدم أميرا على العراق فإذا به قد دخل المسجد متعمما بعمامة (1) غطى
بها أكثر وجهه متقلدا سيفا متنكبا قوسا يؤم المنبر فقام الناس نحوه حتى صعد
المنبر فمكث ساعة لا يتكلم فقال الناس بعضهم لبعض قبح الله تعالى بني أمية حتى (2)
يستعمل مثل هذا على العراق فقال عمير بن ضابئ البرجمي ألا أحصبه لكم قالوا
أمهل حتى ننظر فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه فنهض فقال
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني *
وقال يا أهل الكوفة (3) إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني
لصاحبها (3) كأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى ثم قال
ليس بعشك فادرجي * قد شمرت عن ساقها فشمري *
ثم قال
هذا أوان الشد فاشتدي زيم * قد لفها الليل بسواق حطم (4)
ليس براعي إبل ولا غنم * ولا بجزاز على ظهر وضم * (5)
ثم قال
قد لفها الليل بعصلبي (6) * أروع خراج من الدوي (7)
مهاجر ليس بأعرابي
وقال
قد شمرت عن ساقها فشدوا * وجدت الحرب بكم فجدوا
والقوس فيها وتر عرد (8) * مثل ذراع البكر أو أشد *

(1) بالأصل: " بعمة " والمثبت عن المصدرين.
(2) في الكامل: حيث تستعمل.
(3) الزيادة عن الكامل للمبرد.
(4) قال المبرد في شرحه: هو الذي لا يبقى من السير شيئا، ويقال: رجل حطم للذي يأتي على الزاد لشدة
أكله، ويقال للنار التي لا تبقي: حطمة.
(5) الوضم: كل ما قطع عليه اللحم.
(6) أي شديد.
(7) أروع أي ذكي. وقوله: " خراج من الدوي " خراج من كل غماء شديدة. يقال للصحراء دوية وهي التي لا
تنكاد تنقضي وهي منسوبة إلى الدو، والدو: صحراء ملساء لا علم بها ولا أمارة.
(8) العرد: الشديد.
130

إني والله يا أهل العراق وما يقعقع لي بالشنان (1) ولقد فررت عن ذكاء (2)
وفتشت (3) عن تجربة وإن أمير المؤمنين نثر كنانته فعجم (4) عيدانها فوجد ني
أمرها عودا ولا يغمز جانبي كغمز التين وأصلبها مكسرا فرماكم بي لأنكم طال ما
أوضعتم في الفتنة فاضطجعتم في مرقد الضلال
والله لأحزمنكم حزم السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل فإنكم لكأهل
قرية " كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله
لباس الجوع والخوف " (5) وإني والله ما أقول إلا وفيت ولا أهم إلا أمضيت ولا أخلق
إلا فريت
وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلب بن
أبي صفرة وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلف بعد أخذ عطائه بثلاثة أيام إلا ضربت
عنقه يا غلام اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين فقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالكوفة من المسلمين سلام
عليكم فلم يقل أحد شيئا فقال الحجاج اكفف يا غلام ثم أقبل على الناس فقال
سلم عليكم أمير المؤمنين فلم تردوا عليه شيئا هذا أدب ابن نهية (6) أما والله
لأؤدبنكم غير هذا الأدب أما تستقيمن اقرأ يا غلام كتاب أمير المؤمنين فقرأ فلما بلغ
إلى قوله سلام عليكم فلم يبق في المسجد أحد (7) إلا قال وعلى أمير المؤمنين
السلام ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم فلم يزالوا يأخذون حتى أتاه شيخ يرعش كبرا
فقال أيها الأمير إني من الضعف على ما ترى ولي ابن هو أقوى على الأسفار مني

(1) الشنان: واحدها شن، وهو الجلد اليابس، فإذا قعقع به نفرت الإبل منه فضرب ذلك مثلا لنفسه.
(2) قوله: ولقد فررت عن ذكاء، يعني تمام السن، والذكاء على ضربين: أحدهما تمام السن، والآخر حدة
القلب.
(3) بياض بالأصل والمستدرك عن الكامل للمبرد 2 / 495.
(4) يعني مضغها لينظر أيها أصلب.
(5) سورة النحل، الآية: 112.
(6) بهامش الكامل للمبرد 2 / 495 عن إحدى النسخ: " زعم أبو العباس أن ابن نهية رجل كان على الشرطة
بالبصرة قبل الحجاج ".
(7) بالأصل: أحدا.
131

أفتقبله مني بديلا فقال له الحجاج نفعل أيها الشيخ فلما ولى قال له قائل أتدري من
هذا أيها الأمير قال لا قال هذا عمير بن ضابئ البرجمي الذي يقول أبوه
هممت ولم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكي حلائله *
ودخل هذا الشيخ على عثمان مقتولا فوطئ بطنه فكسر ضلعين من أضلاعه
فقال ردوه فلما رد قال له الحجاج أيها الشيخ هلا بعثت إلى أمير المؤمنين عثمان بن
عفان بديلا يوم الدار إن في قتلك أيها الشيخ صلاح للمسلمين يا حرسي اضربا
عنقه فجعل الرجل يضيق عليه بعض أمره فيرتحل ويأمر وليه أن يلحقه بزاده وفي
ذلك يقول ابن عبد الله بن الزبير الأسدي
تجهز فأما أن تزور بن ضابئ * عميرا وأما أن تزور المهلبا
هما خطتا خسف نجاؤك منهما * ركوبك حولنا من الثلج أشهبا
فأضحى ولو كانت خراسان دونه * رآه مكان السوق أو هو أقربا *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي
الجازري (1) أنبأنا المعافى بن زكريا (2) أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي نبأنا
محمد بن زكريا الغلابي نبأنا محمد يعني ابن عبيد الله بن عباس عن عطاء يعني
ابن مصعب عن عاصم قال خطب الحجاج أهل العراق بعد دير الجماجم فقال يا
أهل العراق إن الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع
والأطراف ثم أفضى إلى الأسماخ ثم ارتفع فعشعش ثم باض وفرخ ثم دب ودرج
فحشاكم نفاقا وشقاقا وأشعركم خلافا اتخذتموه دليلا تتبعونه وقائدا تطيعونه
ومؤامرا تشاورونه فكيف تنفعكم تجربة أو ينفعكم بيان ألستم أصحابي بالأهواز حيث
رمتم المكر وأجمعتم على الكفر وظننتم أن الله عز وجل يخذل دينه وخلافته وأنا
أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لواذا وتنهزمون سراعا يوم الزاوية ما كان من فشلكم
وتنازعكم وتخاذلكم وبراءة الله فيكم ونكوص وليكم إذا وليتم كالإبل الشاردة (3)

(1) بالأصل " الحاروري " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 300 وبغية الطلب لابن العديم نقلا عن المعافى 5 / 2076 - 2077.
والبيان والتبيين 2 / 138.
(3) في الجليس الصالح: الشاذة.
132

على أوطانها النوازع لا يسأل المرء عن أخيه ولا يلوي الشيخ على بنيه حين
عضكم السلاح ونخستكم (1) الرماح يوم دير الجماجم وما يوم الجماجم بها كانت
المعارك والملاحم
بضرب يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله (2)
يا أهل العراق الكفرات بعد الفجرات والعذلات (3) بعد الخترات والنزوة بعد
النزوات إن بعثناكم إلى ثغوركم غللتم وجبنتم وإن أمنتم أرجفتم وإن خفتم
نافقتم لا تتذكرون نعمة ولا تشكرون معروفا هل استخفكم ناكث أو استغواكم
غاو أو استفزكم عاص أو استنصركم ظالم أو استعضدكم خالع إلا لبيتم دعوته
وأجبتم صحبته ونفرتم إليه خفافا وثقالا وفرسانا ورجالا
يا أهل العراق هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلا كنتم اتباعه
وأنصاره
يا أهل العراق ألم تنفعكم المواعظ ألم تزجركم الوقائع ألم يشدد الله عليكم
وطأته ويذقكم حر سيفه وأليم بأسه ومثلاته
ثم التفت إلى أهل الشام فقال يا أهل الشام إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن
فراخه ينفي عنها القذف (4) ويباعد عنها الحجر ويكنها من المطر ويحميها من
الضباب ويحرسها من الذئاب (5)
يا أهل الشام أنتم الجنة والرداء وأنتم الملاءة والحذاء أنتم الأولياء
والأنصار والشعار دون الدثار بكم نذب عن البيعة والحوزة وبكم ترمى كتائب
الأعداء ويهزم من عاند وتولى انتهى
أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف في كتابه أنبأنا أبو إسحاق بن
إبراهيم بن عمر الفقيه وأبو الحسن علي بن عمر بن الحسن قالا أنبأنا أبو عمر بن

(1) الجليس الصالح: تجشمتكم.
(2) ورد الرجز بالأصل نثرا.
(3) في الجليس الصالح: " والغدرات " وفي بغية الطلب: " والعذرات ".
(4) في الجليس الصالح: القذر.
(5) الأصل وابن العديم، وفي الجليس الصالح: الذباب.
133

حيوية أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا أبو محمد عبد الله بن
مسلم بن قتيبة الدينوري قال في حديث الحجاج أنه خطب حين دخل العراق
فقال في خطبته شعرا
إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها كأني أنظر إلى الدماء بين اللحى
والعمائم ثم قال
ليس أوان عشك فأدرجي * ليس أوان يكثر الخلاط *
ثم قال
قد لفها الليل بعصلبي * أروع خراج من الدوي
مهاجر ليس بأعرابي
ثم قال
* قد لفها الليل بسواق حطم *
ليس براعي إبل ولا غنم * ولا بجزار على ظهر وضم *
ثم قال *
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني *
ثم قال إن أمير المؤمنين نكت كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا
وأصلبها مكسرا فوجهني إليكم ألا فوالله لأعصبنكم عصب السلمة ولألحونكم لحي
العود ولأضربنكم غرائب الإبل ولأخذن الولي بالولي حتى يستقيم لي قتالكم
وحتى يلقى أحدكم أخاه فيقول انج سعد فقد قتل سعيد (1) ألا وإياي وهذه الشقف
والزرافات فإني لأجد أحدا من الجالسين في زرافة إلا ضربت عنقه
يروى من وجوه بألفاظ مختلفة يزيد وينقص أحدها يرويه ابن عيينة عن ابن عون
قوله إني أرى رؤوسا قد أينعت أصل هذا في التمر وايناعها أن تدرك وتبلغ وإذا هي
أدركت حان أن تقطف فشبه رؤوسهم لاستخفافهم القتل بثمار قد حان أن تجتنى

(1) مثل، انظر مجمع الأمثال للميداني.
134

وقوله ليس أوان عشك فادرجي هذا مثل يضرب للرجل المطمئن المقيم وقد
أضله أمر عظيم يحتاج إلى مناصرته والحفوف فيه وإنما خصهم يومئذ على اللحوق
بالمهلب وكان يقال الأزارقة فقال هذا ليس وقت المقام والحفظ ولكنه وقت الغزو
فليلحق من كان في بعث المهلب به وأصل المثل في الطير
وقوله وليس أوان يكثر الخلاط والخلاط ها هنا السفاد وهو أشبه بالمثل
الأول ليس هذا أوان السفاد والتعشيش
وقوله قد لفها الليل بعصلبي هذا مثل ضربه لنفسه ولرعيته فجعلهم بمنزلة
ناقة إيل لرجل قوي شديد يسري ويتبعها ولا يركن إلى دعة ولا سكون وجعل نفسه
بمنزلة ذلك الرجل ولفها أي جمعها هذا أصل الحرف قال الفرزدق وذكر ذكيا (1)
مروا يركبون الريح وهي تلفهم * إلى شعب الأكوار ذات الحقائب *
يروى قد حسها من قولك حسست النار إذا ألقيته عليها فالتهب والليل لا
يفعل شيئا من هذا إنما الفاعل هذا الرجل والعصلبي الشديد من الرجال وهو مثل
الضمل (2).
وقوله أروع من خراج الدوي الأروع الجميل وخراج من الدوي يريد أنه
صاحب أسفار ورحل فهو لا يزال يخرج من التلوب وقد يكون أراد أنه دليل في
الفلوات لا يختبر فيها ولا تشتبه عليه وروي وادي جمع داوية وهي الفلاة
وقوله قد لفها الليل بسواق حطم وهو شبيه بالأول ويروى أيضا حسها
والحطم العنيف بها في سوقه ومنه قول الله عز وجل " وما أدراك ما الحطمة " (3).
كأنها التي تحطم ما ألقى فيها ويقال أيضا حسستك الحرب إذا هاجها كما تحس النار
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) في أبي بصير ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال [2921]
وقوله ليس براعي إبل ولا غنم يريد أنه عظيم القدر ليس ممن يراعي
ولا بجزار عل ظهر وضم يريد أنه ليس ممن يأخذ اللحم بيده ويبتذل نفسه

(1) البيت في ديوانه 1 / 29 باختلاف الرواية.
(2) كذا رسمها بالأصل، ولم أحله.
(3) سورة الهمزة، الآية: 5.
135

ولكنه يلقى ذلك كرما يريدون بهذه وشبهه قال الشاعر *
وكف فتى لم يعرف السلخ قبلها * تجوز يداه في الأديم وتخرج *
وقال الآخر أيضا *
وصلع الرؤوس عظام البطون * حفاة المحن غلاظ القصر *
حفاة المحن يريد أنهم لا يصبون في القطع المفصل كما يصيبه الجازر وقال
الآخر *
من آل المغيرة لا يشهدون * عند المجازر لحم الوضم * (1)
والوضم كل شئ قطع (2) به اللحم من الأرض من خوان أو غيره يقال وضمت
اللحم أي عملت له وضما وأوضمته جعلته على الوضم
وقوله أنا ابن جلا قال سيبويه جلا فعل ماض كأنه بمعنى أنا ابن الذي جلا أي
وضح وكشف وهكذا جاء الحرب وقال القلاخ *
أنا القلاخ ابن جناب بن جلا * أبو حناتير أقود الجملا * (3)
حناتير دواهي وخناسير أيضا وقوله أقود الجملا أي أنا مكشوف الأمر ظاهره لا
أخفى كما قال الشاعر *
ما استسر من قاد الجمل
وقوله وطلاع الثنايا الثنايا (4) جمع ثنية والثنية الأرض ترتفع وتغلظ
وقولهم فلان طلاع أنجد وهو جمع نجد والنجد ما ارتفع من الأرض
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال يقال ذلك للرجل لا يزال قد فعل فعلة
سريعة وقال دريد بن الصمة *
كاشف الإزار خارج نصف ساقه * صبور على الجلا طلاع أنجد *

(1) البيت لعمر بن ربيعة وديوانه فيما نسب إليه ص 499.
(2) بياض بالأصل، واللفظة المستدركة عن الكامل للمبرد 2 / 499.
(3) البيت في المؤتلف والمختلف للآمدي ص 168 والشطر الثاني برواية:
أخو خناسير يقود الجملا
(4) الزيادة للإيضاح.
في الكامل للمبرد 2 / 497 الثنية: الطريق في الجبل.
136

والجلاء الأمر العظيم وهو الجلي أيضا إذا قصر ضم أوله وإذا مد فتح أوله
وجمعه جلل مثل كبرى وكبر وطولي وطول وقوله *
كميش الإزار خارج نصف ساقه * صبور على الجلا طلاع أنجد * (1)
يريد أنه مشمر ليس صاحب خفض ولا دعة وأصل المثل أن يكون الرجل
صاحب أسفار فهو لا يزال يطلع الثنايا والنجاد أي يشرف عليها ويكون أيضا أن يربأ
عليها والربيئة كمين القوم وكالئوهم ومكان الربيئة الثنايا والهضاب قال عروة بن
مرة *
لست لمرة إن لم أقصر فيه * تبدو لي الحرب منها والمقاصيب *
المقاصيب مواضع القصب وهو ألقت واحدها مقصبة
وقوله متى أضع العمامة تعرفوني يريد أنه مشهور لا أنكر ويحتمل أيضا أن
يريد متى أكاشفكم وأدع الأناة فيكم تعرفوني حينئذ حق معرفتي من قولك ألقيت
القناع إذا كاشفت
وقوله إن أمير المؤمنين نكب (2) كنانته بين يديه أي كبها يقال نكب الرجل
الكنانة ينكبها نكبا ونكوبا إذا كبها وقوله فعجم عيدانها يريد أنه اختبر سهامها وهذا
مثل ضربه لنفسه ولأمثاله من رجال السلطان يريد أنه اختبر أصحابه فوجدني أمرهم
وأصلبهم فرماكم بي يقال عجمت العود أعجمه عجما (3) إذا عضضته بأسنانك لتنظر
هو أصلب أم خوار وعجمت الرجل إذا زرته وعجمت الشئ إذا ذقته قال الشاعر *
أبى عودك المعجوم إلا حلاوة * وكفاك إلا نائلا حين تسأل *
وقوله لأعصبنكم عصب السلمة والسلمة شجرة وجمعها سلم وبها سمي
الرجل سلمة حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال السلمة يأتيها الرجل فيشدها
بنسعة إذا أراد أن يحيطها حتى لا يشد شوكها فيصيبه فيضرب مثلا لمن عصبه شر وأمر

(1) البيت في الكامل للمبرد 2 / 497 منسوبا لدريد بن الصمة وعجزه فيه:
بعيد من السوآت طلاع أنجد
(2) ورد في رواية: نثر.
(3) المصدر: العجم، يقال عجمته عجما، ويقال لنوى كل شئ: عجم مفتوح، ومن أسكن فقد أخطأ،
(المبرد، الكامل 2 / 501).
137

شديد وحدثني محمد بن عمر عن أبي كناسة أنه قال عصب السلم في الجدب أن
يشتدوا في أعلى الشجرة منه حبلا ثم يمد الغصن حتى يدنو من الإبل فتصيب من ورقه
وأنشدنا الكميت *
ولا سمراتي يتبعهن عاضد * ولا سلماتي في بجيلة يعصب * (1)
وأراد أن بجيلة لا تقدر على قهره وإذلاله
وقوله لألحونكم لحو العصى اللحو التقشير وهو اللحي أيضا يقال
لحوت العصا ولحيتها إذا قشرتها واللحاء ممدود القشر ومثله مما يقال بالواو
والياء كنوت الرجل وكنيته ومحوت الكتاب ومحيته وحثوت التراب وحثيته وأشباه
ذلك كثير وقال أوس بن حجر *
لحيتهم لحي العصا فطردتهم * إلى سنة جرذانها لم تحلم * (2)
قوله لم تحلم لم تسمن يقول هي سنة جدب فجرذانها هزلى قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يزال الأمر فيكم ما لم تحدثوا فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه
فيلحونكم (3) كما يلتحى القضيب أي (4) كما يؤخذ بلحى
القضيب [2922]
وقوله لأضربنكم غرائب الإبل وذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخلت فيها
غريبة من غيرها ردت (5) عن الماء وضربت حتى تخرج عنها
وذكر عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة أنه كان يشفع بركعة ويقول ما
أشبهها إلا بالغريبة من الإبل
وقوله انج سعد قد قتل سعيد هذا مثل وقيل قاله زياد في خطبته التي خطبها
عند دخوله البصرة وإنما قيل لها البتراء لأنه لم يحمد الله تعالى فيها ولم يصل على
النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) عجزه في اللسان " عصب " بدون نسبة ذكره في شرحه لمثل: " فلان لا تعصب سلماته " وهذا المثل يضرب
للرجل الشديد العزيز الذي لا يقهر ولا يستذل.
(2) ديوانه ط بيروت ص 119.
(3) في النهاية (لحى): " فالتحوكم " ويروى: فلتحوكم.
(4) ثلاث كلمات غير مقروءة فتركنا مكانها بياضا.
(5) رسمها بالأصل: " ذندب " ولعل الصواب ما أثبت.
138

وذكر المفضل الضبي (1) أنه كان لضبة (2) ابنان سعد وسعيد فجاءا يطلبان إبلا
لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان ضبة إذا رأى سوادا تحت الليل يقول أسعد
أم سعيد هذا أصل المثل فأخذ ذلك اللفظ منه وهو يضرب في العناية بذي الرحم
وقد يضرب في الاستخبار عن الأمر من الخير والشر أيهما وقع
وأما الزرافات فهي الجماعات نهاهم أن يجتمعوا وقد ذكر أبو عبيد هذا الحرف
في الحديث وفسره وذكر السقف أيضا وقال لا أعرفه وقد أكثرت أنا أيضا السؤال
عنه فلم يعرف وقال لي بعض أهل اللغة إنما هو الشفعاء وأراد أنهم كانوا يجتمعون
إلى السلطان يشفعون في المريب فنهاهم عن ذلك وقد ذهب مذهبا حسنا وقد نهى
زياد عن مثل ذلك أيضا حين نهى عن البرازق (1) قال فلم يزل بهم ما يزرى من قيامكم
بأمرهم حتى انتهكوا الحريم وأطرقوا وراءكم في مكامن الريب يريد انهم كانوا يشفعون
لهم فيخلصونهم من يد السلطان ثم يركبون العظائم ويستترون بهم انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو الأصفهاني أنبأنا محمد بن الحسن
المديني عن أبيه عن عوانة بن الحكم قال سمع الحجاج يكبر في السوق في صلاة
الظهر فلما انصرف ليس (4) بالتكبير صعد المنبر فقال يا أهل العراق وأهل الشقاق
والنفاق ومساوئ الأخلاق وقد سمعت يكبر ليس بالتكبير الذي يراد به في الترهيب
ولكنه التكبير الذي يراد به الترغيب (5) وعبيد العطاء وأولاد الإماء ألا يرفأ الرجل منكم
صلعه ويخسر حمل رأسه وحقن دمه ويبصر موضع قدمه والله ما أرى الأمور تمضي
تثقل أياديكم حتى أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها وتأديبا لما بعدها
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا علي بن المحسن التنوخي أنبأنا أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري الشاهد نبأنا أبو طلحة محمد بن موسى بن

(1) المثل في الفاخر للمفضل الضبي ص 59.
(2) وهو الضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.
(3) ويروى برازيق، جمع برزيق، الجماعات، وقيل جماعات الناس، وقيل: جماعات الخيل. فارسي
معرب.
(4) كذا وقد تكون " ليس بالتكبير " مقحمة، والظاهر حذفها.
(5) بعدها عبارة غير مقروءة ورسم لفظاتها غير واضح " تهاعجاخع تحتط نصف إلى بني الكيق " كذا، ولم
أجدها.
139

محمد بن عبد الله الأنصاري بالبصرة حدثنا أبو السيار أحمد بن حمويه البزاز
التستري حدثنا (1) بن عثمان أبو معاذ الليثي نبأنا مسعدة بن
اليسع بن قبيس أبو بشر الباهلي أنبأنا عون عن عمران الضبعي أنه رأى في منامه كأن
الحجاج بن يوسف على بغل وكأنه على حائط كلس وكأنه يسف التراب قال
فقصها على غير واحد من أصحابه وكلهم يقول (2) خيرا حتى قصها على أبي قلابة
فقال له هاتها أما كانت فقال له أبو قلابة أما البغل فليس في الدواب أطول عمرا من
البغل وأما حائط كلس فليس في البناء أثبت من الكلس وأما سفه التراب فأكله
أموالكم انتهى
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا
أبو سعيد أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد أنبأنا أبو سعيد الصيرفي أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار نبأنا ابن أبي الدنيا حدثنا محمد هو ابن أبي
الحسين نبأنا عبيد الله بن محمد التميمي قال سمعت شيخا من قريش يكنى أبا بكر
التيمي قال كان الحجاج يقول في خطبته وكان (3) إن الله عز وجل خلق
آدم وذريته من الأرض فأمشاهم على ظهرها فأكلوا ثمارها وشربوا أنهارها فملأوها (4)
المساحي والمرور من أزال الأرض منهم فردهم إليها فأكلت لحومهم كما أكلوا ثمارها
وشربت دماءهم كما شربوا أنهارها وقطعتهم في جوفها ومزقت أوصالهم كما حملوها
مساحيهم ومرورهم انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا أبو
الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن عوف بن
أحمد المزني نبأنا محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار الحافظ أنبأنا محمد بن
خريم أنبأنا هشام بن عمار حدثنا شهاب بن خراش نبأنا سيار أبو الحكم قال
سمعت الحجاج بن يوسف من على المنبر يقول ألا أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل

(1) اللفظة غير مقروءة، تركنا مكانها بياضا.
(2) بالأصل " يقولوا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 209.
(3) بياض بالأصل، ولعلها: وكان فصيحا.
(4) كذا رسمها، وفي تهذيب ابن عساكر: " وهيأوا لها ".
140

رجل خطم نفسه وزمها فقادها بخطامها إلى طاعة الله وعنجها (1) بزمامها عن معاصي الله
عز وجل (2)
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنبأنا الفضل بن يحيى
العقيلي أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح أنبأنا محمد بن عقيل بن أبي الأزهر نبأنا
محمد بن أبي نصر حدثنا يحيى بن يحيى أنبأنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار
قال سمعت الحجاج بن يوسف يخطب يقول امرؤ زود نفسه امرؤ اتهم نفسه على
نفسه امرؤ اتخذ نفسه عدوة امرؤ حاسب نفسه قبل أن يكون الحساب إلى غيره امرؤ
نظر إلى ميزانه امرؤ نظر إلى حسابه فما زال يقول امرؤ حتى أبكاني انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا يوسف بن عبد الله الحلواني نبأنا مسلم بن
إبراهيم حدثنا الحسن المقرئ (3) قال سمعت مالك بن دينار يقول سمعت
الحجاج على هذه الأعواد وهو يقول امرؤ وزن عمله امرؤ حاسب نفسه امرؤ فكر
فيما يقرأه في صحيفته ويراه في ميزانه وكان عند قلبه زاجرا وعند همه آمرا أخذ
بعنان عمله كما يأخذ بخطام جمله فإن قاده إلى طاعة الله تعالى تبعه وإن قاده إلى معصية
الله كفه (4) انتهى
أخبرنا محمد بن طاوس أنبأنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
أزهر بن مروان وغيره عن جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار قال سمعت
الحجاج يخطب ويقول امرؤ وزن نفسه امرؤ اتخذ نفسه عدوا امرؤ حاسب نفسه قبل
أن يصير الحساب إلى غيره امرؤ أخذ بعنان عمله فنظر أين تريد امرؤ نظر في مكياله
امرؤ نظر في ميزانه فما زال يقول امرؤ امرؤ حتى أبكاني انتهى
قال وحدثنا ابن أبي الدنيا (5) حدثني محمد بن عمر بن علي الثقفي حدثني

(1) عنج ناقته بزمامها: جذب زمامها لتقف (النهاية: عنج).
(2) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2083.
(3) في بغية الطلب 5 / 2082 الحفري.
(4) بالأصل " كف " والمثبت عن بغية الطلب.
(5) الخبر في بغية الطلب 5 / 2083.
141

عبيد بن حسين بن ذكوان المعلم عن سلام بن مسكين قال خطب الحجاج أو قال
خطبنا الحجاج فقال أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل زموا أنفسكم وأخطموها (1)
وخذوا بأزمتها إلى طاعة الله تعالى وكفوها بخطمها عن معصية الله عز وجل
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط أنبأنا أبو منصور (2)
محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري أنبأنا أبو أحمد
عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة نبأنا
أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار حدثني المدائني عن عوانة بن (3)
الحكم قال قال الشعبي سمعت الحجاج تكلم بكلام ما سبقه إليه أحد يقول أما بعد
فإن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء وعلى الآخرة البقاء فلا فناء لما كتب عليه البقاء
ولا بقاء لما كتب عليه الفناء فلا يغرنكم شاهد الدنيا على غائب الآخرة وأقهروا طول
الأمل بقصر الأجل (4)
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي (5) وأبو محمد عبد الكريم بن
حمزة قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد الصيرفي نبأنا محمد بن
عبد الله بن أحمد بن المغيرة نبأنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الصفار حدثنا ابن أبي
الدنيا حدثني أبو حفص البخاري نبأنا المنذر بن الوليد الجارودي حدثني علي بن
رافع نبأنا محمد بن (6) عن الحسن قال سمعت الحجاج يوما وهو
يقول امرؤ غفل عن الله تعالى أمره امرؤ فاق واستفاق وأبغض المعاصي والنفاق وكان
إلى ما عند الله بالأشواق انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف نبأنا الحسن (7) بن

(1) عن ابن العديم وبالأصل " وخطموها ".
(2) وانظر ترجمته في سير الأعلام 18 / 392 وفيها أنه حدث عنه: أبو محمد سبط الخياط.
وبالأصل " أنبأنا أبو منصور محمد بن منصور محمد بن محمد... " ولعل الصواب ما أثبت وما حذف،
وانظر ترجمة أبي منصور في الأنساب والريخ بغداد 3 / 239.
(3) بالأصل " عن " خطأ، وانظر ترجمة عوانة بن الحكم في سير الأعلام 7 / 201.
(4) الخبر في بغية الطلب 5 / 2082 - 2083.
(5) بالأصل " المتوكل ".
(6) لفظة غير مقروءة: رسمها: " مودد " لم أحلها.
(7) بالأصل " الحسين " خطأ، وقد مر هذا السند.
142

إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا محمد بن موسى نبأنا محمد بن الحارث عن
المدائني عن أبي عبد الله الثقفي عن عمه قال سمعت الحسن البصري يقول
وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج بن يوسف فقال إن كلام الحجاج ليوقذك فقال
نعم سمعته يقول على هذه الأعواد امرؤ ذهب ساعة من عمره لغير ما خلق له لحري أن
تطول عليها حسرته إلى يوم القيامة انتهى
قال ونبأنا إبراهيم بن نصر نبأنا عبيد الله بن أحمد بن محمد نبأنا حفص بن
النضر السلمي قال خطب الحجاج الناس يوما فقال أيها الناس الصبر على محارم الله
تعالى أيسر من الصبر على عذاب الله فقام إليه رجل قال يا حجاج ويحك ما أصفق
وجهك وأقل حياءك تفعل ما تفعل ثم تقول مثل هذا فأمر به فأخذ فلما نزل عن المنبر
دعا به فقال له لقد اجترأت علي فقال له يا حجاج أنت تجترئ على الله تعالى فلا
تنكره على نفسك وأجترئ عليك فتنكره علي فخلى سبيله انتهى
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا أنبأنا أبو العباس الأصم قال سمعت
عياش بن محمد يقول حدثنا الأسود بن عامر نبأنا شريك عن ابن عمير يعني
عبد الملك بن عمير قال قال الحجاج يوما من كان له بلاء فليقم فأعطيه على بلائه
فقام رجل فقال أعطني على بلائي قال وما بلاؤك قال قتلت الحسين قال
وكيف قتلته قال دسرته والله بالرمح دسرا وهبرته بالسيف هبرا وما أشركت معي في
قتله أحدا قال أما إنك وإياه لن تجتمعا في مكان واحد وقال له أخرج قال
وأحسبه لم يعطه شيئا انتهى
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو سعد
الجنزرودي (1) أنبأنا أبو سعد محمد بن بشر (2) بن العباس أنبأنا أبو لبيد (3) محمد بن
إدريس السرخسي نبأنا سويد بن سعيد نبأنا علي بن مسهر عن الحجاج بن أرطأة

(1) بالأصل " الجرووي " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " بشرى " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 415 وفيها " أبو سعيد "
الكرابيسي.
(3) بالأصل " أبو أسد " خطأ والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 464 وترجمة الكرابيسي، انظر
الحاشية السابقة. والزيادة التالية للإيضاح عن ترجمته في السير.
143

عن سعيد بن زيد بن عتبة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسألة
(1) بها الرجل وجهه إلا أن سأل ذا رحم لرحمه وذا سلطان لسلطانه قال
حدثت به الحجاج بن يوسف فقال لي فأنا السلطان فسلني فسألته فأعطاني خمسمائة
درهم والذي سأله زيد بن عتبة انتهى [2923]
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنبأنا أبو علي محمد بن إبراهيم بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا نبأنا الحسين
أخبرني إبراهيم بن محمد عن الهيثم بن الربيع قال قال الحجاج إني لأرى (2) الناس
قد قلوا على موائدي فما بالهم فقال رجل من عرض الناس أصلح الله الأمير إنك
أكثرت خير البيوت فقل غشيان الناس لطعامك فقال الحمد لله وبارك الله عليك من
أنت قال أنا الصلت بن قران العبدي فأحسن إليه
قال وأنبأنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي أنبأنا محمد بن عيسى
الأنصاري عن عبيد الله بن محمد التميمي قال أتى الحجاج رجل متهم برأي
الخوارج فقال له الحجاج أخارجي أنت قال لا والذي أنت بين يديه غدا أذل مني بين
يديك اليوم ما أنا بخارجي فقال الحجاج إني يومئذ لذليل وأطلقه
أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن المجلي (3) حدثني أبو بكر الخطيب
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر حدثني أبو عمر محمد بن
العباس الخزاز حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي نبأنا محمد بن القاسم بن
خلاد حدثني صالح بن الوجيه عن الهيثم بن عدي قال دخل أبي بن الإباء على
الحجاج بن يوسف فقال أصلح الله الأمير إني موسوم بالميل مشهور بالطاعة خرج
أخي مع ابن الأشعث فحلق على اسمي وحرمت عطائي وهدم منزلي فقال أم سمعت ما
قال الشاعر *
جانيك من يجني عليك وقد * تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب قريبه * ونجا المقارف صاحب الذنب *

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(
) بالأصل: لا أرى.
(3) بالأصل " المحلى " والمثبت والضبط عن التبصير.
144

قال أيها الأمير إني سمعت الله يقول غير هذا قال وما قال قال جل ثناؤه
قال " قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين
قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لمن الظالمين " (1) قال يا غلام
أردد اسمه وابن داره واعطه عطاءه ومر مناديا ينادي صدق الله تعالى وكذب الشاعر
في قوله *
جانيك من يجني عليك وقد * تعدي الصحاح منازل الحرب
ولرب مأخوذ بذنب قريبه * ونجا المقارف صاحب الذنب *
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني عن أبي القاسم سعيد بن محمد بن الحسن بن
القاسم أنبأنا أبو عبد الله المنير بن عبد الله بن أبي عبيد نبأنا أبو القاسم عمر بن
أحمد بن محمد البغدادي أنبأنا أحمد بن محمد بن حمدون أنبأنا محمد بن
الحسن (2) بن دريد حدثنا أبو بشر العكلي عن عبد الله بن أبي خالد عن الهيثم بن
عدي عن ابن عياش قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أما
بعد إذا ورد عليك كتابي هذا فابعث إلي برأس أسلم بن عبد البكري لما قد بلغني عنه
قال فلما ورد عليه الكتاب أحضره فقال أعز الله الأمير أمير المؤمنين للغائب وأنت
الحاضر قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما
بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " (3) وما بلغه عني فباطل فاكتب إليه إني أعول
أربعا (4) وعشرين امرأة ما لهن (5) بعد الله كاسب غيري فقال ومن لنا بتصديق ذلك
قال هن بالباب أصلح الله الأمير فأمر بإحضارهن فلما دخلن عليه جعل يسائلهن
فهذه تقول عمي (6) والأخرى تقول خالته والأخرى زوجته إلى أن انتهى إلى
جارية فوق الثمانية ودون العشارية فقال لها من أنت منه فقالت ابنته أصلح الله
الأمير ثم جثت بين يديه وأنشأت تقول *

(1) سورة يوسف، الآيتان: 78 و 79.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 96.
(3) سورة الحجرات، الآية: 6.
(4) بالأصل " أربعة ".
(5) بالأصل " لهم ".
(6) كذا، وفي المختصر: عمته.
145

أحجاج لم تشهد مقام بناته * وعماته يندبنه الليل أجمعا
أحجاج كم تقتل به إن قتلته * ثمانا وعشرا واثنتين وأربعا
أحجاج من هذا يقوم مقامه * علينا فمهلا إن تزدنا تضعضعا
أحجاج إما أن (1) تجود بنعمة * علينا وإما أن تقتلنا معا *
قال فما استتمت كلامها حتى أسبل الحجاج دمعته من البكاء وقال والله لا
أعنت الدهر عليكن ولا زدتكن تضعضعا وكتب إلى عبد الملك بخبر الرجل
والجارية فكتب إليه عبد الملك فإن كان الأمر كما ذكرت فأحسن إليه الصلة وتفقد
الجارية وعجل بإسراحهن ففعل ما أمره انتهى
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن عبيد الله بن
أحمد بن عثمان الأزهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية الخزاز (2) أنبأنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله بن خاقان قال ونبأنا الحارث بن أبي أسامة قال وقال المدائني
أتي الحجاج بأسيرين ممن كان مع الأشعث فأمر بضرب أعناقهما فقال أحدهما
أصلح الله الأمير إني لي عندك يدا قال ما هي قال ذكر ابن الأشعث يوما أمك بسوء
فنهيته قال ومن يعلم ذلك قال هذا الأسير الآخر فسأله الحجاج فقال قد كان
ذلك فقال له الحجاج فلم لم تفعل كما فعل قال أينفعني الصدق عندك قال
نعم قال لبغضك وبغض قومك قال الحجاج خلوا عن هذا لصدقه وعن هذا
لفعله (3) انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الحسن بن عيسى بن المقتدر نبأنا
محمد بن منصور اليشكري نبأنا ابن الأنباري حدثني أبي عن أبي محمد عن أبي
سعيد (4) عن محمد بن عبد الله عن محمد بن عمر قال أمر الحجاج بإحضار رجل
من السجن فلما حضر أمر بضرب عنقه فقال له أيها الأمير أخرني إلى غد قال

(1) بالأصل " أحجاج إنما تجود " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) بالأصل " الخراز " أو " الحزاز " وكلاهما تحريف، والصواب ما أثبتناه " الخزاز " انظر ترجمته " محمد ابن
العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى البغدادي الخزاز ابن حيوية " في سير الأعلام 16 / 409.
(3) بالأصل: " خلوا عن هذه الصدفة وعن هذا الغفلة ".
(4) بالأصل: " عن أبي محمد بن أبي سعد " والمثبت عن بغية الطلب.
146

ويحك وأي فرج لك في تأخير يوم ثم أمر برده إلى السجن فسمعه الحجاج وهو
يذهب إلى السجن يغني ويقول (
عسى فرج يأتي به الله أنه * له في كل يوم في خليقته أمر *
فقال الحجاج والله ما أخذه إلا من القرآن " كل يوم هو في شأن " (1) وأمر
بإطلاقه انتهى
أخبرنا الشريف أبو القاسم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن (2) بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا ابن أبي الدنيا نبأنا أبو زيد أنبأنا (3)
الأصمعي قال أتى يزيد بن أبي مسلم رجل برقعة فسأله أن يرفعها إلى الحجاج فنظر
فيها يزيد فقال ليس هذه من الحوائج التي ترفع إلى الأمير فقال له الرجل فإني
أسألك أن ترفعها فلعلها أن توافق قدرا فيقضيها وهو كاره فأدخلها وأخبره بمقالة
الرجل فنظر الحجاج في الرقعة فقال ليزيد قل للرجل قد وافقت قدرا وقد قضيت
أما ونحن كارهون
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا عبد الوهاب بن محمد أنبأنا الحسن بن
محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا عبد الله بن محمد بن عمر حدثني
سليمان بن أبي شيخ نبأنا محمد بن الحكم قال كان العزيز بن الفرح هرب من
الحجاج وقال ابن سيار وقال العزيز *
ودون يدا الحجاج من أن تنالي * فساط الأيدي الميل مخا عريض *
قال فأرسل الحجاج إليه من أتاه فعطف عليه ثم قال أصلح الله الأمير أنا الذي
أقول *
لو كنت في سليمى وجن شعابها * لكان للحجاج علي دليل
بنى قبة الإسلام حتى كأنما * هدى الناس من بعد الضلال رسول
وما خفت شيئا غير ربي * خشيته إذا ما انتحب النفس كيف أقول

(1) سورة الرحمن، الآية: 29.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ، وقد مر هذا السند قريبا.
(3) زيادة للإيضاح، وانظر ترجمة الأصمعي، عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، أبو سعيد سير الأعلام
10 / 175 يروي عنه عمر بن شبة، أبو زيد انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 369 يروي عنه ابن أبي الدنيا.
147

ترى الثقلين والجن والإنس * أصبحتا على ما قضى الحجاج حين يقول *
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وقال اروه عني وناولني إياه
أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين أنبأنا المعافا بن زكريا القاضي (1) نبأنا محمد بن
القاسم الأنباري حدثني أبي أخبرني أحمد بن عبيد عن أبي عبد الله محمد بن زياد
الأعرابي قال بلغني أنه كان رجل من بني حنيفة يقال له جحدر بن مالك فتاكا شجاعا قد
أغار على أهل حجر (2) وناحيتها فبلغ ذلك الحجاج بن يوسف فكتب إلى عامله
باليمامة يوبخه بتلاعب جحدر به ويأمره بالإجهاد (3) في طلبه والتجرد في أمره فلما
وصل الكتاب إليه أرسل إلى فتية من بني يربوع من بني حنظلة فجعل لهم جعلا عظيما
إن هم قتلوا جحدرا أو أتوا به أسيرا فانطلق الفتية حتى إذا كانوا قريبا منه أرسلوا إليه
إنهم يريدون الاستماع إليه والتحرز به فاطمأن إليهم ووثق بهم فلما أصابوا منه
غرة شدوه كتافا وقدموا به على العامل فوجه به معهم إلى الحجاج وكتب يثني عليهم
خيرا فلما أدخل على الحجاج قال له من أنت قال أنا جحدر بن مالك قال ما
حملك على ما كان منك قال جرأة الجنان وجفاء السلطان وكلب الزمان فقال له
الحجاج قال وما الذي بلغ منك فيجترئ جنانك ويجفوك سلطانك ويكلب زمانك
قال لو بلاني الأمير أكرمه الله لوجدني من صالح الأعوان وبهم الفرسان ولوجدني
من أنصح رعيته وذلك أني ما لقيت فارسا قط إلا كنت عليه في نفسي مقتدرا قال له
الحجاج إنا قاذفون بك في حائر (4) فيه أسد عاقر ضار فإن هو قتلك كفانا مؤونتك وإن
أنت قتلته خلينا سبيلك قال أصلح الله الأمير عظمت المنة وأعطيت المنية وقويت (5)
المحنة فقال الحجاج فإنا لسنا بتاركيك لتقاتله إلا وأنت مكبل بالحديد فأمر به
الحجاج فغلت يمينه إلى عنقه وأرسل به إلى السجن فقال جحدر لبعض من يخرج
إلى اليمامة تحمل عني شعرا وأنشأ يقول *

(1) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 87 وما بعدها، وبغية الطلب 5 / 2069 نقلا عن المعافى القاضي
والموفقيات ص 172 - 175.
(2) مدينة باليمامة، وأم قراها وبها كان ينزل الوالي (معجم البلدان).
(3) في الجليس الصالح: " بالإجداد " وفي بغية الطلب: بالاجتهاد.
(4) المكان المستدير والمحاط بسور.
(5) في بغية الطلب: وقربت.
148

ألا قد هاجني فازددت شوقا * بكاء حمامتين تجاوبان
تجاوبتا بلحن أعجمي * على غصنين من غرب (1) وبان
فقلت لصاحبي وكنت أحزوا * ببعض الطير ماذا تحزوان
فقالا الدار جامعة قريب * فقلت بل أنتما متمنيان
فكان ألبان أن بانت سليمى * وفي الغرب اغتراب غير داني (2)
أليس الليل يجمع أم عمرو * وإيانا فداك بنا تداني
بلى ونرى الهلال كما تراه * ويعلوها النهار إذا علاني
إذا جاوزتما نخلات حجر * وأودية اليمامة فانعياني
وقولا جحدرا أمسى رهينا * بحاذر وقع مصقول يماني *
قال وكتب الحجاج إلى عامله بكسكر (3) إن يوجه إليه بأسد ضار عات يجر
على عجل فلما ورد كتابه على العامل امتثل أمره فلما ورد الأسد على الحجاج أمر به
فجعل في حائر وأجيع ثلاثة أيام وأرسل إلى جحدر فأوتي به من السجن ويده اليمنى
مغلولة إلى عنقه وأعطي سيفا والحجاج وجلسائه في منظرة لهم فلما نظر جحدر إلى
الأسد أنشد يقول *
ليث وليث في مجال (4) ضنك * كلاهما ذا أنف ومحك
وشدة في نفسه وفتك * أن يكشف الله قناع الشك
فهو أحق منزل بترك * فهو أحق منزل بترك (5)
فلما نظر إليه الأسد زأر زأرة وتمطى وأقبل نحوه فلما صار منه على قدر
رمح وثب وثبة شديدة فتلقاه جحدر بالسيف فضربه ضربة حتى خالط ذباب السيف
لهواته فخر الأسد كأنه خيمة قد صرعتها الريح وسقط جحدر على ظهره من شدة
رمية الأسد وموضع الكبول فكبر الحجاج والناس جميعا وأنشأ جحدر يقول *

(1) مهملة بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح، والغرب: شجرة حجازية ضخمة شاكة (القاموس).
(2) من هنا إلى اللفظة الأخيرة في البيت الأخير، بدون " ياء " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن الجليس الصالح.
(4) الجليس الصالح: محل.
(5) كذا ورد مكررا بالأصل، وزيد في الجليس الصالح شطر سادس:
أو ظفر بحاجتي ودركي
149

يا جمل (1) إنك لو رأيت كريهتي * في يوم هول مسدف وعجاج
وتقدمي (2) الليث أسفر موثقا * كيما أثاوره على الإحراج
شئن براثنه كان نيوبه * زرق المعاول أو شباه زجاج
يسموا بناظرتين يحسب فيهما * لهبا أحدهما شعاع سراج
وكأنما خيطت عليه عباءة * برقاء أو خرق من الديباج
لعلمت إني ذو حفاظ ماجد * من نسل أقوام ذوي أمراج *
ثم التفت إلى الحجاج فقال *
ولئن قصدت لي المنية عامدا * إني (3) لخيرك يا ابن يوسف راج
علم النساء بأنني لا أنثني * إذ لا يثقن بغيرة الأزواج
وعلمت أني إن كرهت نزاله * إني من الحجاج لست بناج *
فقال له الحجاج إن شئت أسنينا عطيتك وإن شئت خلينا سبيلك قال لا بل
أختار مجاورة الحجاج (4) أكرمه الله ففرض له ولأهل بيته وأحسن جائزته انتهى
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن
أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي أنبأنا عبد الله بن محمد أبو
محمد العتكي نبأنا نصر بن علي حدثنا الأصمعي عن أبيه قال اتخذ الحجاج بن
يوسف منظرة قال فبينما هو ذات يوم ينظر إذا هو برجل يحذف المنظرة فقال للذي على
رأسه ائتني به فجئ ترعد فرائصه فقال ما حملك على ما صنعت قال الفخر
واللؤم قال صدق خلوا عنه انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم قراءة قالا
أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد البغدادي قال قرأ
علي أبو بكر بن الأنباري أنبأنا أبو العباس أحمد بن يحيى وكتب إلي أبو خليفة يروي

(1) مهملة بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) صدره في الجليس الصالح: وتقدمي لليث أرسف موثقا.
(3) عجزه في الجليس الصالح: إني بخيرك بعد ذاك لراجي.
قال ويروى: وذكر رواية الأصل.
(4) الجليس الصالح: الأمير.
150

عن محمد بن سلام الجمحي نبأنا أبو يونس قال قال الحجاج ليحيى بن يعمر الليثي
أتسمعني ألحن على المنبر قال يحيى الأمير أفصح الناس إلا أنه لم يكن يروي
الشعر قال تسمعني ألحن قال حرفا قال في أي قال القرآن قال فذاك
أشنع له قال وما ذاك قال ما هو قال تقول " إن كان آباؤكم وأبناؤكم " الآية
" أحب إليكم من الله ورسوله " (1) بالرفع قال فبعث به إلى خراسان وبها يزيد بن
المهلب قال محمد بن سلام وأخبرني أبي أن يزيد كتب إلى الحجاج قال إنا لقينا
العدو ففعلنا وقتلناهم واضطررناهم إلى عرعرة الجبل فقال الحجاج ما لابن المهلب
وهذا الكلام قيل له إن ابن يعمر عنده قال ذاك أخزاهم (2) انتهى
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر أنبأنا ابن أبي خيثمة أخبرني سليمان بن أبي
شيخ نبأنا أبو سفيان الحميري يعني سعيد بن يحيى قال كان يحيى بن يعمر من
عدوان وكان كاتب المهلب بخراسان قال فجعل الحجاج يقرأ كتبه يتعجب منها (3)
فقال من هذا فأخبر فكتب فيه فقدم فقرأ (3) قراءة فصيحة جدا فقال أين ولدت
قال بالأهواز قال فما هذه الفصاحة قال كان أبي نشأ في تنوخ (3) فأخذت ذلك
عنه قال أخبرني عن عنبسة بن سعيد يلحن قال كثيرا قال فأنا ألحن قال لحنا
خفيفا قال أين قال تجعل إن أن وأن إن ونحو ذلك قال لا تساكني ببلد
أخرج قال وعدوان من قيس انتهى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو
عبد الله الحافظ نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد النحوي
ببغداد نبأنا جعفر بن محمد بن شاكر نبأنا بشر بن مهران نبأنا شريك عن
عبد الملك بن عمير قال دخل يحيى بن يعمر على الحجاج حينئذ
قال ونبأنا عبد الله بن إسحاق نبأنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي
بالكوفة نبأنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي نبأنا محمد بن عبيد النحاس

(1) سورة التوبة، الآية: 24.
(2) في مختصر ابن منظور 6 / 211: ذاك إذا أحرى.
(3) الزيادة عن المختصر.
151

نبأنا صالح بن موسى الطلحي نبأنا عاصم بن بهدلة قال اجتمعوا عند الحجاج فذكر
الحسين بن علي فقال الحجاج لم يكن من ذرية النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده يحيى بن يعمر قال
له كذبت أيها الأمير فقال أتأتيني على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب الله تعالى
وإلا قتلتك قال " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون " إلى
قوله " وزكريا ويحيى وعيسى " (1) فأخبر الله عز وجل أن عيسى بن مريم من ذرية آدم
بأمه والحسين بن علي من ذرية محمد (صلى الله عليه وسلم) قال صدقت فما حملك على تكذيبي في
مجلسي قال ما أخذ الله على الأنبياء " لتبيننه للناس ولا تكتمونه " قال الله عز وجل
" فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا " (2) قال فنفاه إلى خراسان
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي عثمان الصابوني أنبأنا أبو القاسم
حبيب بن موسى بن الحصين قراءة عليه نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق
المهرجاني نبأنا أبو علي سهل بن عبدان ببغداد في الدور حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الله بن أخي الأصمعي قال سمعت عمي يقول أخبرت أن الحجاج بن يوسف لما
فرغ من أمر عبد الله بن الزبير بن العوام وصلبه قدم المدينة فلقي شيخا خارجا من
المدينة فلما رآه الحجاج قال يا شيخ من أهل المدينة أنت قال نعم قال
الحجاج من أيهم أنت قال من بني فزارة قال كيف حال أهل المدينة قال شر
حال قال ومم قال لحقهم من البلاء بقتل ابن حواري رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له
الحجاج من قتله قال الفاجر اللعين الحجاج بن يوسف عليه لعائن الله وبهلته (3)
من قليل المراقبة لله فقال له الحجاج وقد استشاط غضبا يا شيخ وإنك يا شيخ ممن
حزنه ذلك قال الشيخ أي والله أسخطني ذلك فأسخط الله الحجاج وأخزاه فقال
الحجاج وتعرف الحجاج إن رأيته قال إي والله إني به لعارف فلا عرفه الله خيرا
ولا وقاه ضيرا فكشف الحجاج لثامه وقال إنك لتعلم أيها الشيخ إذا سال دمك
الساعة فلما أيقن بالهلاك تحامق وقال هذا والله العجب أما والله يا حجاج لو كنت
تعرفه (4) ما قلت هذه المقالة أنا والله يا حجاج العباس بن أبي ثور أصرع في كل يوم

(1) سورة الأنعام، الآية: 84. 85.
(2) سورة آل عمران، الآية: 187.
(3) البهلة: اللعنة (القاموس).
(4) كذا.
152

خمس مرات فقال الحجاج انطلق فلا شفى الله الأبعد من جنونه ولا عافاه انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن نبأنا زكريا بن
يحيى نبأنا الأصمعي قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف يسأله
عن أمس واليوم وغد فكتب إليه أما أمس فأجل واما اليوم فعمل وغدا فأمل
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ومحمد بن جعفر بن محمد بن مهران قالا أنبأنا أبو
عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد أنبأنا أحمد بن محمد حدثنا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثني أبو بكر محمد بن هاني حدثني أحمد بن شبويه حدثنا سليمان
حدثني عبد الله عن داود بن سليمان أن خالد بن يزيد قال لعبد الملك انك تكتب إلى
حجاج وعند أهل العراق فابعث إليه رسولا يسأله عن أمس واليوم وغد فكتب إليه يسأله
عن ذلك فقال للرسول لعله خويلد كان عنده اكتب إليه أمس أجل واليوم عمل
وغد أمل انتهى
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال
اروه عني أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (1) حدثنا
محمد بن الحسن (2) بن دريد أنبأنا أبو حاتم أنبأنا أبو عبيد (3) قال لما قتل الحجاج
ابن الأشعث وصفت له العراق قدم قيسا واتسع في انفاق الأموال فكتب إليه
عبد الملك أما بعد فقد بلغ أمير المؤمنين انك تنفق في اليوم ما لا ينفقه أمير المؤمنين
في أسبوع وتنفق في الأسبوع ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الشهر * (4)
عليك بتقوى الله في الأمر كله * وكن لوعيد الله تخشى وتضرع
ووفر خراج المسلمين وفيئهم * وكن لهم حصنا يجير ويمنع *
فكتب إليه الحجاج *
لعمري لقد جاء الرسول بكتبكم * قراطيس تملى ثم تطوى فتطبع

(1) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي 1 / 461 وبغية الطلب لابن العديم 5 / 2086 نقلا عن المعافى.
(2) بالأصل " الحسين " خطأ، وقد مر قريبا.
(3) كذا، وفي بغية الطلب: " أبو عبيدة " وفي الجليس الصالح: " أبو عيبة " لعل تحريف أبي عبيدة.
(4) البيتان وردا نثرا في الجليس الصالح.
153

كتاب اتاني فيه لين وغلظة * وذكرت والذكرى لذي اللب تنفع
وكانت أمور تعتريني كثيرة * فأرضخ أو اعتل حينا فامنع
إذا كنت سوطا من عذاب عليهم * ولم يك عندي في المنافع مطمع
ايرضي بذلك الناس أو يسخطونه * أم احمد فيهم أم ألام فأقذع (1)
وكانت بلاد (2) جئتها حيث جئتها * بها كل نيران العداوة تلمع
فقاسيت منها ما علمت ولم أزل * اضارع حتى كدت بالموت اضرع (3)
فكم أرجفوا من رجفة قد سمعتها * ولو كان غيري طار مما يروع
وكنت إذا هموا بإحدى هناتهم * حسرت لهم رأسي ولا أتقنع
فلو لم يذد عني صناديد منهم * تقسم أعضائي ذئاب وأضبع *
فكتب إليه عبد الملك اعمل برأيك انتهى
أخبرنا أبو العز اذنا ومناولة أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى (4)
حدثني محمد بن يحيى الصولي نبأنا يحيى بن زكريا بن دينار الغلابي نبأنا
عبد الملك بن الضحاك نبأنا الهيثم بن عدي عن عوانة قال اتي الحجاج بأساري من
أصحاب قطري من الخوارج فقتلهم إلا واحدا كانت له عنده يد وكان قريبا لقطري
فأحسن إليه وخلى سبيله فصار إلى قطري فقال له قطري عاود قتال عدو الله قال
هيهات غل يدا مطلقها واسترق رقبة معتقها ثم قال *
أأقاتل الحجاج عن سلطانه * بيد تقر بأنها مولاته
أني إذا لأخو الجهالة والذي * طمت على احسانه جهلاته
ماذا أقول إذا وقفت (5) إزاءه * في الصف واحتجت له فعلاته
وتحدث الأقوام أن صنائعا * غرست لدي فحنظلت نخلاته
هذا وما ظني بجبن انني * فيكم لمطرق مشهد وعلاته *

(1) مهملة ورسمها غير واضح، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) الجليس الصالح: بلادا.
(3) الجليس الصالح: أصارع... أصرع.
(4) الخبر ليس في الجليس الصالح المطبوع (1 - 4) ونقله ابن العديم نقلا عنه 5 / 2065.
(5) عن ابن العديم وبالأصل " وقف ".
154

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالا أنبأنا أبو الغنائم محمد بن
علي بن علي أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد نبأنا أبو علي
الحسين بن القاسم بن جعفر نبأنا عفل بن ذكوان نبأنا التوزي عن محمد بن
المستورد الجمحي عن أبيه قال اتي الحجاج بسارق فقال له فيم أخذت قال في
سرقه قال يجب عليك في مثلها القطع قال نعم قال لقد كنت غنيا أن يأتيك
الحكم فيبطل عليك عضوا من أعضائك قال إذا قل ذات اليد سخت النفس بالتالف
قال الحجاج صدقت والله لو كان حسن اعتذار يبطل حدا كنت له موضعا يا غلام
سيف صارم ورجل قاطع فقطع يده انتهى
أخبرنا أبو السعود بن المجلي أنبأنا عبد المحسن بن محمد بن علي لفظا
أنبأنا أبو القاسم يحيى بن محمد بن سلامة أنبأنا أبو يعقوب بن يوسف بن يعقوب
حدثني أبو عمران بن رباح عن أبي بكر بن مجاهد عن محمد بن الجهم عن الفراء
قال تغدي الحجاج يوما مع الوليد بن عبد الملك فلما انقضى غداهما دعاه الوليد إلى
شرب النبيذ فقال يا أمير المؤمنين الحلال ما حللت ولكني انهى عنه أهل عملي وأكره
أن أخالف قول العبد الصالح " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " (2) انتهى
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا ثابت بن بندار بن
إبراهيم أنبأنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن بن الملحمي نبأنا المعافي بن
ذكريا الجريري املاء حدثنا محمد بن القاسم الأنباري أنبأنا أحمد بن يحيى نبأنا
عمر بن شبة (3) عن أشياخه قال (4) لما ولى عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف
العراق اتصل به سرفه في القتل وانه أعطى أصحابه الأموال فكتب إليه عبد الملك
أما بعد فقد بلغني سرفك في الدماء وتبذيرك الأموال وهذا فلا احتمله لأحد من
الناس وقد حكمت عليك في القتل في العمد بالقود (5) وفي الخطايا بالدية وان ترد

(1) بالأصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت.
(2) سورة هود، الآية: 88.
(3) بالأصل " شيبة " خطأ، وقد مر قريبا.
(4) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2083 - 2084 نقلا عن المعافى، ولم أعثر عليه في الجليس
المطبوع بهذه الرواية، وانظر رواية قريبة فيه 1 / 461 وقد مرت.
(5) القود القصاص، وقتل القاتل بدل القتيل (النهاية: قود).
155

الأموال إلي موضعها فإنما المال الله عز وجل ونحن خزانة وسيان منع حق
واعطاء باطل فلا تؤمنك إلا الطاعة ولا تخيفك إلا المعصية وكتب في أسفل الكتاب *
إذا أنت لم تترك أمورا كرهتها * وتطلب رضاي في الذي أنا طالبه
وتخشى الذي يخشاه مثلك هاربا * إلى الله منه ضيع الدر جالبه
فان ترمني غفلة قرشية فيا * ربما غص بالماء شاربه
وان ترمني وثبة أموية فهذا * وهذا كله أنا صاحبه
ولا تعد ما يأتيك مني فان تعد * تقم فاعلمن يوما عليك نوادبه *
فلما ورد الكتاب على الحجاج وقرأه كتب (1) جوابه
أما بعد فقد جاءني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه سر في في الدماء وتبذيري
الأموال فوالله ما بالغت في عقوبة أهل المعصية ولا قضيت حق أهل الطاعة فان
يكن قتلي العصاة سرفا واعطائي أهل الطاعة تبذيرا فليمض لي أمير المؤمنين ما
سلف وليحدد لي أمير المؤمنين (2) فيما يحدث حدا انتهى إليه ولا أتجاوزه وكتب
في أسفل الكتاب *
إذا أنا لم اطلب رضاءك واتقي * اذاك فيومي لا توارت كواكبه
إذا قارف الحجاج فيك خطيئة * فقامت عليه في الصباح نوادبه
أسالم من سلمت من ذي هوادة * ومن لم تسالمه فإني محاربه
إذا أنا لم أدن الشفيق لنصحه * واقص الذي تسري إلي عقاربه
فمن يتقي يومي ويرجو إذا غدي * على ما أرى والدهر جما عجائبه *
أخبرنا أبو العز بن كادش قال أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري
أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا أنبأنا الحسين بن المرزبان النحوي حدثني علي بن
جعفر حدثني عمر بن شبة (3) نبأنا علي بن محمد يعني المدائني عن أبي نضر (4) قال
أمر الحجاج محمد ابن المنتشر (5) ابن أخي مسروق بن الأجدع أن يعذب ازاذمرد بن

(1) بالأصل " وكتب ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب.
(3) بالأصل " شيبة " خطأ، وقد مر قريبا.
(4) في بغية الطلب 6 / 2072 أبي المضرجي.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن ابن العديم.
156

الهربد فقال له ازاذمرد يا محمد أن لك شرفا قديما وان مثلي لا يعطي على الذل
شيئا فاستأدني وارفق بي فاستأداه في جمعة ثلاثمئة ألف فغضب الحجاج وامر معدا
صاحب العذاب أن يعذبه فدق يده ورجليه فلم يعطهم شيئا (1)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا
الحسن بن إسماعيل أنبأنا (2) أحمد بن مروان أنبأنا أحمد بن محرز نبأنا
عبد العزيز بن منيب عن عبد الله بن عثمان بن عطاء حدثني شهاب بن خراش
حدثني عمي يزيد بن حوشب قال بعث إلي المنصور أبو جعفر فقال حدثني
بوصية الحجاج بن يوسف فقلت أعفني يا أمير المؤمنين قال حدثني بها قال
فقلت (3) بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف
أوصى به انه يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله وانه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك عليها يحيى وعليها يموت
وعليها يبعث وأوصى بتسعمائة درع حديد ستمائة منها لمنافقي أهل العراق يغزون
بها وثلاثمائة للترك
قال فرفع أبو جعفر رأسه إلى أبي العباس الطوسي وكان قائما على رأسه فقال
هذه والله الشيعة لا شيعتكم (4)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني إجازة أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي اللباد
أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبي أبو الحسين اخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن
بشر اخبرني أبي حدثنا أبو الحكم محمد حدثني (5) محمد بن إدريس الشافعي
قال قال الوليد بن عبد الملك للغاز بن ربيعة أني سأدعوك وأدعو الحجاج فتتحدثان
عندي فإذا قمت وخلوت به فسله عن هذه الدماء هل يحيك في نفسه منها شئ أو

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2072.
(2) الزيادة لازمة للإيضاح.
(3) الزيادة عن بغية الطلب 5 / 2089.
(4) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2089 - 2090.
(5) استدركت عن هامش الأصل.
157

يتخوف لها عاقبة قال فحدثا عند الوليد وخرجا فالقى لهما وسادة في الجبل وفي
القصر وقام الحجاج ينظر إلى الغوطة قال واستحييت أن اجلس فقمت معه فقلت
يا أبا محمد أرأيت هذه الدماء الذي أصبت هل يحيك في نفسك منها شئ أو تتخوف
لها عاقبة قال فجمع يده فضرب بها صدري ثم قال يا غاز ارتبت في امرك أو
شككت في طاعتك والله ما أود أن لي لبنان وسنير (1) ذهبا مقطعا أنفقهما في سبيل الله
عز وجل مكان ما أبلاني الله تعالى من الطاعة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين
قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد نبأنا قطن نبأنا جعفر يعني ابن سليمان حدثنا عوف قال
خرجت يوم عيد فقلت لأسمعن اليوم خطبة الحجاج فجئت فجلست على الدكان
وجاء الحجاج يتمايل حتى صعد المنبر فتكلم وكان إذا أكثر وضع يده على فيه حتى
يفهمنا كلامه ثم قال يا أهل الشام انكم حاججتم الناس ففلجتم عليهم بالسيف وان
حكم الدنيا والآخرة فيكم واحد وهو عدل لا يجور فكما فلجتم عليهم في الدنيا كذلك
تفلجون عليهم في الآخرة ثم قال من كان سائلا عن هذا الخليفة فليسأل الله عنه كان لا
يشاقه أحد ولا ينازعه إلا اتي برأسه وهو على فراشه مع أهله وولده فمن كان سائلا عنه
أحدا من الناس فليسأل الله عز وجل عنه تزعمون يا أهل العراق أن خير السماء قد
انقطع عن أمير المؤمنين وكذبتم والله يا أهل العراق والله ما انقطع خبر السماء عنه أن
عنده منه كذا وعنده منه كذا انتهى
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود وأبو غالب محمد بن
الحسن بن علي قالا أنبأنا أبو علي علي بن أحمد أنبأنا أبو علي بن القاسم بن
جعفر أنبأنا أبو علي بن المولى أنبأنا أبو داود سليمان بن الأشعث نبأنا إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني نبأنا جرير حينئذ قال ونبأنا زهير بن حرب نبأنا جرير عن
المغيرة عن بزيغ بن خالد الضبي قال سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته
رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله فقلت في نفسي لله علي أن لا
أصلي خلفك صلاة أبدا وان وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنك معهم زاد إسحاق

(1) جبل بين حمص وبعلبك على الطريق وعلى رأسه قلعة سنير (معجم البلدان).
158

في حديثه قال فقاتل في الجماجم حتى قتل انتهى
قال ونبأنا محمد بن العلاء نبأنا بكر عن عاصم قال سمعت الحجاج
وهو على المنبر وهو يقول اتقوا الله ما استطعتم ليس فيها مثوبة واسمعوا وأطيعوا
ليس فيها مثوبة لأمير المؤمنين عبد الملك والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من المسجد
فخرجوا من باب آخر لحلت لي دماؤهم وأموالهم والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان
ذلك لي من الله حلالا ويا عذيري من عبد هذيل (1) يزعم أن قرآنه من عند الله والله ما
هي إلا رجز من رجز الاعراب ما أنزلها الله عز وجل على نبيه (صلى الله عليه وسلم) وعذيري من هذه
الحمر ايزعم أحدهم انه يرمي بالحجر فيقول إلى أن يقع الحجر حدث أمر فوالله
فلأدعنهم كالأمس الدابر
قال فذكرته للأعمش فقال أما والله سمعته منه انتهى
قال ونبأنا قطن بن نسير (2) نبأنا جعفر يعني ابن سليمان نبأنا داود بن
سليمان عن شريك عن سليمان الأعمش قال جمعت مع الحجاج قال فخطب
فذكر نحو حديث أبي بكر بن عياش قال فيها اسمعوا وأطيعوا لخليفة الله ولصفيه
عبد الملك بن مروان وساق الحديث وقال لو أخذت بمضر فلم يذكر قصة الحمر
انتهى
قال وأنبأنا أبو ظفر عبد السلام نبأنا جعفر عن عوف قال سمعت الحجاج
يخطب وهو يقول أن مثل عثمان عند الله كمثل عيسى بن مريم ثم قرأ هذه الآية يقرأها
ويفسرها " إذ قال الله يا عيسى أني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا " (3)
ويشير إلينا والى أهل الشام انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني أنبأنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن محمد وسليمان بن إبراهيم بن سليمان قالا أنبأنا عثمان بن أحمد بن
إسحاق البرجي أنبأنا محمد بن عمر بن حفص الجورجيري (4) نبأنا إسحاق بن

(1) يعني عبد بن مسعود.
(2) بالأصل " بشر " والصواب والضبط بنون مهملة مصغرا عن تهذيب التهذيب.
(3) سورة آل عمران، الآية: 55.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جورجير، محلة معروفة كبيرة
بأصبهان.
159

الفيض نبأنا محمد بن حميد عن جرير عن عطاء بن السائب عن عتاب بن أسيد بن
عتاب قال لما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) جعلت أم أيمن تبكي ولا تستريح من البكاء فقال أبو
بكر لعمر قم بنا إلى هذه المرأة فدخلا عليها فقالا يا أم أيمن ما يبكيك قد أفضى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى ما هو خير له من الدنيا فقالت ما أبكي لذلك إني لأعلم أنه قد
أفضى إلى ما هو خير من الدنيا ولكن أبكي على الوحي انقطع فبلغ ذلك الحجاج بن
يوسف فقال كذبت أم أيمن ما اعمل إلا بوحي انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمر الأصبهاني أنبأنا الحسن بن محمد
أنبأنا أحمد بن محمد نبأنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل نبأنا أبو بكر بن عامر عن
عاصم والأعمش قالا سمعنا الحجاج بن يوسف على المنبر يقول عبد هذيل يعني
ابن مسعود يقرأ القران رجزا كرجز الاعراب ويقول هذا القران أما لو أدركته
لضربت عنقه انتهى
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الأبنوسي أنبأنا
أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن الحسين نبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا محمد بن يزيد
نبأنا أبو بكر بن عياش حدثنا عاصم قال سمعت الحجاج على المنبر يقول اتقوا الله
ما استطعتم هذا لله وفيها مثوبة واسمعوا وأطيعوا خيرا لأنفسكم ولأمير المؤمنين
عبد الملك بن مروان ليس فيها مثوبة (1) والله ولو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب
فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ولا أجد أحدا يقرأ علي قراءة ابن أم عبد إلا
ضربت عنقه (2) ولأخلينها من المصحف ولو بضلع خنزير قال أبو بكر فذكرت ذلك
للأعمش فقال وأنا قد سمعته يقول ذلك فقلت والله لأقرأنها على رغم انفك وذلك
في نفسي
قال أبو بكر بن عياش واتى بشهادين يعني الأعمش وعاصما انتهى
قال وأنبأنا أحمد بن يزيد أنبأ فضيل نبأنا سالم بن أبي حفصة قال سمعت
الحجاج على المنبر يذكر قراءة ابن مسعود فقال رجز كرجز الاعراب والله لا أجد
أحدا يقرأها إلا ضربت عنقه ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير

(1) كذا وردت العبارة بالأصل.
(2) زيادة لازمة للإيضاح عن رواية سابقة.
160

أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال قرئ على سعيد بن محمد بن أحمد أنبأنا
أبو طاهر زاهر بن أحمد قال نبأنا الحسين بن سعيد المطبقي نبأنا عيسى نبأنا
عباس بن محمد نبأنا مسلم بن إبراهيم عن (1) الصلت بن دينار قال تلا الحجاج بن
يوسف هذه الآية على المنبر " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك
أنت الوهاب (2) " فقال الحجاج والله أن كان سليمان لحسودا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو بكر
محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي نبأنا علي بن عبد الله بن مبشر نبأنا
العباس بن محمد الدقاق نبأنا مسلم بن إبراهيم نبأنا الصلت بن دينار قال سمعت
الحجاج بن يوسف على منبر واسط تلا هذه الآية " هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من
بعدي " قال والله إن كان سليمان لحسودا انتهى
قال ونبأنا علي نبأنا عباس الدوري نبأنا مسلم نبأنا الصلت قال سمعت
الحجاج وهو على منبر واسط يقول عبد الله بن مسعود رأس المنافقين لو أدركته
لأسقيت الأرض من دمه انتهى
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكل وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة
قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر
البيهقي قالا أنبأنا محمد بن موسى بن الفضل أنبأنا عبد الله الصفار نبأنا أبو
بكر بن أبي الدنيا نبأنا الحسن بن يحيى زاد الخطيب العبدي نبأنا الهيثم بن
عبيد العبيد (3) قال لا اعلمه إلا سهيل أخو حزم حدثنا قال سمع ابن سيرين رجلا
يسب الحجاج فقال مه أيها الرجل انك لو وافيت الآخرة وكان له أصغر ذنب عملته قط
أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله عز وجل حكم عدل أن اخذ من
الحجاج لمن ظلمه شيئا فسيأخذ للحجاج ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد
انتهى
أخبرنا أبو بكر الأنماطي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني أنبأنا أبو علي بن شاذان

(1) بالأصل " بن ".
(2) سورة ص، الآية: 35.
(3) كذا رسمها بالأصل.
161

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) نبأنا أبو محمد الحسين بن علي بن
زياد الرازي نبأنا سعيد بن سليمان الواسطي نبأنا عقبة بن أبي الصهباء نبأنا أبو غالب
قال كنت عند أبي امامة الباهلي فذكر الحجاج فشتمه رجل من القوم فقال له لم
تشتمه قال ما شتمته حتى سمعتك تشتمه قال هو عليك أمير وليس علي أمير وكان
يكره أن يسب الرجل أميره انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا عبيد الله بن
عبد الرحمن بن محمد الزهري حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق نبأنا
واصل بن عبد الاعلى نبأنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال سمعته يعني
الحجاج بن يوسف وذكر هذه الآية " اتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا " (2) فقال
هذه لعبد الله لأمين الله وخليفته ليس فيها مثوبة والله لو أمرت رجلا يخرج من باب
المسجد فاخذ من غيره لأحل لي دمه وماله والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالا
يا عجبا من عبد هذيل يزعم أنه يقرأ قرانا من عند الله والله ما هو إلا رجز من رجز
الاعراب والله ولو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه ويا عجبا من هذه الحمراء يعني
الموالي أن أحدهم ليأخذ الحجر فيرمي به ويقول لا يقع هذا حتى يكون خير قال
أبو بكر فذكرت هذا الحديث للأعمش فقال لقد سمعته منه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشا بن نظيف أنبأنا الحسن بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا أحمد بن عيسى المؤدب نبأنا ابن عائشة عن أبيه
قال خطب الحجاج يوما ثم أنشد قول سويد بن أبي كاهل (3) *
كيف ترجون سقاطي بعدما * جلل الرأس بياض وصلع
رب من أنضحت غيظا صدره * لو (4) تمنى لي موتا لم يطع
ويراني كالشجا في (5) صدره * عسرا مخرجه لا ينتزع

(1) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 530.
(2) سورة التغابن، الآية: 16 وفيها: فاتقوا.
(3) الخبر والشعر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2087، والشعر من المفضلية رقم 40 (المفضليات
ص 190).
(4) في المفضليات: رب من أنضجت غيظا قلبه * قد تمنى.
(5) المفضليات: في حلقه.
162

جرذ (1) يخطر ما لم يرني * فإذا أسمعه صوتي انقمع
لم يضرني غير أن يحسدني * فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع (2)
ويحييني إذا لاقيته (3) * وإذا يخلو له لحمي رتع
قد كفاني الله ما في نفسه * وإذا ما يكف شئ لم يضع *
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنبأني أبو العباس أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر نبأنا عمر أبو علي (4) أبو بكر عن أحمد بن الخليل عن أبي عبيدة
قال كان الحجاج يتمثل *
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم * فهل أنا في ما نال همدان ظالم
متى تجمع القلب الزكي وصارما * وأنفا حميا تجتنبك المظالم *
قال علي بن بن بكر يقال أن الشعر لعمرو بن سراقة الهمداني ثم السهمي أغار
عليه رجل من مراد يقال له خزيم فذهب بإبله وخيله فاتى عمرو امرأة كان يتحدث إليها
فأخبرها أن خزيما أغار على إبله وخيله وانه يريد الغارة عليه فقالت لا تعرض لتلفات
خزيم فاني أخافه عليك فأغار عمرو على خزيم فاستاق كل شئ له فاتاه خزيم بعد
ذلك فطلب إليه أن يرد عليه بعض ما اخذ منه فقال في ذلك شعرا *
تقول سليمى لا تعرض لتلفه * وليلك من ليل الصعاليك نائم
وكيف ينام الليل من جل همه * حسام كلون الملح ابيض صارم
ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم * قليل إذا نام الدثور المسالم
إذا الليل أرخى واكفهرت نجومه * وصاح من الافراط هوام حوائم
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها * مراغمة ما دام لي السيف قائم
تحالف أقوام علي ليسمنوا * وجروا علي الحرب إذا أنا سالم
أفا اليوم ادعى للهوادة بعدما * أجيل على الحي المذاكي الصلادم
كأن خزيما إذا رجا أن أردها * ويذهب مالي يا بنة القوم حاكم

(1) المفضليات: مزبد.
(2) عن المفضليات، وبالأصل: " الضرع " والضوع: ذكر البوم، ويقال: إنه طائر صغير. يزقو: يصيح. يقول:
ليس عنده من القوة إلا الصياح.
(3) الأصل: " لقيته " والمثبت عن المفضليات وبغية الطلب.
(4) كذا بالأصل: " أنبأنا عمر أبو علي أبو بكر ".
163

متى تجمع القلب الذكي وصارما * وأنفا حميا يجتنبك المظالم
ومن يطلب المال الممنع بالقنا * يعش ماجد ويحترمه المخارم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم * فهل أنا في ما نال همدان ظالم
فلا صلح حتى تقرع الخيل بالقنا * وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن العدل أنبأنا أبو محمد
الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا جعفر من محمد حينئذ وأخبرنا أبو
القاسم بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق قالا أنبأنا هارون بن معروف
نبأنا ضمرة عن ابن شوذب قال ربما دخل الحجاج على دابته حتى يقف على حلقة
الحسن فيسمع كلامه وإذا أراد أن ينصرف يقول يا حسن لا تمل الناس قال فيقول
الحسن أصلح الله الأمير انه لم يبق إلا من لا حاجة له (1) وفي رواية حنبل لم يبق
إلا من له حاجة انتهى
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا هاشم بن الوليد نبأنا أبو بكر بن
عياش عن الكلبي قال سمعت الحجاج يقول يزعم أهل العراق أني بقية ثمود
ونعم والله البقية ثمود ما كان مع صالح إلا المؤمنون (2).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمر بن بندار أنبأنا الحسين بن محمد
المديني أنبأنا أحمد بن محمد بن عبيد نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا هاشم بن
الوليد نبأنا أبو بكر بن عياش قال سمعت الكلبي قال سمعت الحجاج يقول يزعم
أهل العراق أنا بقية ثمود ونعم والله البقية ثمود ما كان (3) مع صالح إلا المؤمنون
انتهى
أخبرنا أبو العز بن كادش قال أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن
زكريا الجريري (4) أنبأنا محمد بن الحسن بن دريد نبأنا أحمد بن عيسى عن

(1) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2088.
(2) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2074.
(3) بالأصل " كن ".
(4) الخبر في الجليس الصالح الكافي 4 / 47 وبغية الطلب 5 / 2073 نقلا عن المعافى.
164

العباس بن هاشم (1) عن أبيه عن عوانة قال خطب (2) الحجاج الناس بالكوفة فحمد
الله تعالى وأثنى عليه ثم قال يا أهل العراق تزعمون أنا من بقية ثمود وتزعمون أني
ساحر وتزعمون أن الله عز وجل علمني اسما من أسمائه أقهركم به (3) وأنتم أولياؤه
بزعمكم وأنا عدوه فبيني وبينكم كتاب الله تعالى قال عز وجل " فلما جاء أمرنا نجينا
صالحا والذين آمنوا معه " (4) فنحن بقية الصالحين أن كان من ثمود وقال عز وجل "
إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " (5) والله اعدل في حكمه (6) من أن
يعلم عدوا من أعدائه اسما من أسمائه يهزم به أولياءه ثم حمي من كثرة كلامه (7) ثم
تحامل على رمانة المنبر فحطمها فجعل الناس يتلاحظون بينهم وهو ينظر إليهم
فقال يا أعداء الله ما هذا الترامز أنا حديا (8) الظبي السانح والغراب الأبقع
والكوكب ذي الذنب ثم أمر بذلك العود فأصلح قبل أن ينزل من المنبر
قال المعافي قول الحجاج أنا حديا (9) الظبي فإنه أراد أنا لثقتنا بالغلبة
والاستعلاء نتحدى (10) ارتفاع الظبي سانحا وهو احمد ما يكون في سرعته ومضائه
والغراب الأبقع في تحدره وذكائه ومكره وخبثه ودهائه وذا الذنب من الكواكب فيما
ينذر من عواقب مكروهه وبلائه فقال الحجاج هذا مختالا في غلوائه ومرهبا لمن بين
ظهرانيه من أعدائه والله ذو البأس الشديد بالمرصاد له ولحزبه ولأوليائه (11)
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي

(1) في الجليس الصالح وابن العديم: هشام.
(2) بالأصل " الخطيب " خطأ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) الزيادة عن الجليس الصالح.
(4) سورة هود، الآية: 66.
(5) سورة طه، الآية: 69.
(6) كذا بالأصل والجليس الصالح وفي بغية الطلب: خلقه.
(7) الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح وفي بغية الطلب: ثم حمي وكثر كلامه.
(8) مكان العبارة المستدركة بين المعكوفتين بياض بالأصل، والمستدرك عن الجليس الصالح.
(9) بالأصل " كذبا " والمثبت عن الجليس الصالح.
(10) العبارة المستدركة مكانها بياض بالأصل، وقد استدركت عن بغية الطلب 5 / 2073 وزيد في الجليس
الصالح بعد " الاستعلاء " " والإحاطة والاستيلاء ".
(11) مكان العبارة المستدركة بين معكوفتين بياض بالأصل، وقد كتب فقط عبارة: " هكذا في الأصل " وما
استدرك زيادة عن الجليس الصالح 4 / 49 وبعض العبارة موجود في ابن العديم 5 / 2073.
165

عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر نبأنا ابن أبي خثيمة أنبأنا
سليمان بن أبي شيخ نبأنا محمد بن أبي يونس قال تناول رجل الحجاج ويعيبه فقال له
الحكم بن هشام الثقفي ابزق على القمر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب (1) قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد بن
عبد الرحمن نبأنا زكريا بن يحيى نبأنا الأصمعي نبأنا أبو عاصم النبيل نبأنا أبو
حفص الثقفي قال خطب الحجاج يوما فأقبل عن يمينه فقال أن الحجاج كافر فأطرق
رأسه واقبل عن يساره فقال إلا أن الحجاج كافر فعل ذلك مرارا ثم قال كافر يا أهل
العراق باللات والعزى انتهى
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب ثم حدثني أبو إسحاق الخشوعي عنه
أنبأنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر إجازة نبأنا أبو حازم محمد بن الحسين بن
محمد بن خلف قال قرئ على إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل وأنبأنا
سميع بن الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي نبأنا أبو الفضل الأصبهاني أنبأنا
بندار عن الأصمعي قال مثل فتى بين يدي الحجاج فقال أصلح الله الأمير مات
أبي وأنا حمل وماتت أمي وأنا رضيع فكلفني الغرباء حتى ترعرعت فوثب بعض
أهلي على مالي واجتاحه وهو هارب مني ومن عدل الأمير فقال الحجاج الله مات
أبوك وأنت حمل وماتت أمك وأنت رضيع وكفلك الغرباء فلم يمنعك ذلك من أن
أفصح (2) لسانك وأنبأت عن إرادتك اطردوا المؤدبين عن أولادي انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمير بن عبيد الله أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق نبأنا حنبل بن إسحاق نبأنا هارون بن
معروف نبأنا ضمرة نبأنا ابن شوذب عن مالك بن دينار قال بينما الحجاج
يخطبنا يوما إذ قال الحجاج كافر قلنا ما له أي شئ يريد قال الحجاج كافر بيوم
الأربعاء والبغلة الشهباء انتهى

(1) ترجمته في سير الأعلام 18 / 400.
(2) في مختصر ابن منظور 6 / 217 فصح.
166

قال ونبأنا ابن شوذب فقال ما أري مثل الحجاج لمن اطاعه ولا مثله لمن
عصاه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ المقرئ أنبأنا أبو (1) محمد
الضراب أنبأنا أبو بكر احمد (2) بن مروان المالكي حدثنا محمد بن علي نبأنا
الأصمعي قال قال عبد الملك بن مروان للحجاج (3) انه ليس من أحد إلا وهو
يعرف عيب نفسه فعيب (4) نفسك فقال اعفني يا أمير المؤمنين فأبى فقال أنا
لجوج حقود حسود فقال عبد الملك ما في الشيطان شر مما ذكرت
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم أنبأنا محمد بن سعيد بن محمد الطحان
بواسط أنبأنا الحارث بن محمد نبأنا إبراهيم بن أحمد نبأنا محمد بن سعد قال
سمعت يحيى بن زكريا يحكي عن محمد بن إدريس الشافعي قال بلغني أن
عبد الملك بن مروان قال للحجاج بن يوسف ما من أحد إلا وهو عارف بعيوب نفسه
فعب نفسك ولا تخبأ منها شيئا قال يا أمير المؤمنين أنا لجوج حقود حسود فقال له
عبد الملك إذا بينك وبين إبليس نسب فقال يا أمير المؤمنين أن الشيطان إذا رآني
سالمني قال ثم قال الشافعي أن الحسد إنما يكون من لؤم العنصر وتعادي الطبائع
واختلاف التركيب وفساد مزاج البنية وضعف عقد العقل والحاسد طويل الحسرات
عادم الراحات انتهى
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا رشأ بن نظيف نبأنا الحسن بن إسماعيل نبأنا
أحمد بن مرزوق (5) نبأنا إبراهيم بن حبيب نبأنا عبد السلام عن القحذمي عن
عمه قال عددت أربعة وثمانين لقمة من خبز في كل لقمة رغيف وملء كفه سمك
طري يعني على الحجاج انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ

(1) زيادة لازمة للإيضاح، واسمه الحسن بن إسماعيل بن محمد، أبو محمد الضراب ترجمته في سير أعلام
النبلاء 16 / 541.
(2) زيادة للإيضاح.
(3) بالأصل " الحجاج ".
(4) كذا، ولعله فما عيب نفسك؟ وفي بغية الطلب 5 / 2056: فعب نفسك.
(5) كذا، ولعله مروان.
167

أنبأنا أبو نصر حدثنا عثمان بن سعيد نبأنا عبد الله بن صالح بن معاوية بن صالح
حدثه حينئذ وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو صالح عبد الله بن
صالح حدثنا معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن من حدثنا قال جاء رجل إلى
عمر بن الخطاب فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا أميرهم فخرج غضبان فصلى لنا
صلاة فسها فيها حتى جعل الناس يقول سبحان الله سبحان الله فلما سلم
اقبل على الناس فقال من ها هنا من أهل الشام فقام رجل ثم قام آخر ثم قمت ثالثا
أو (1) رابعا فقال يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق فان الشيطان قد باض فيهم وفرخ
اللهم انهم قد لبسوا علي فالبس عليهم وعجل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم
الجاهلية لا يقبل من (2) محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم انتهى
أخبرنا أحمد بن عبدان بن رزين المقرئ قال أنا الفقيه أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأ سعد بن
وهب السلمي نبأنا جعفر بن سليمان نبأنا مالك بن دينار عن بسطام بن مسلم عن
الحسن أن عليا كان على المنبر فقال اللهم أني ائتمنتهم فخانوني ونصحتهم فغشوني
اللهم فسلط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم وأموالهم ويحكم فيهم بحكم
الجاهلية فوصفه وهو يقول الذيال (3) مفجر الأنهار يأكل خضرتها ويلبس فروتها
قال فقال الحسن هذه والله صفة الحجاج انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي نبأنا سعيد بن مسعود نبأنا يزيد من
هارون أنبأنا العوام بن حوشب حدثني حبيب بن أبي ثابت قال (4) قال رجل (5)
لرجل لا مت تدرك فتى ثقيف قيل له يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف قال

(1) بالأصل: ثلاثا أو أربعا.
(2) بالأصل " عن ".
(3) في مختصر ابن منظور 6 / 218 الزبال.
(4) الخبر في بغية الطلب 5 / 2057.
(5) في ابن العديم: " على " وانظر بقية العبارة.
168

ليقالن له يوم القيامة أكفنا زاوية من زوايا جهنم رجل يملك عشرين أو بضع (1)
وعشرين سنة لا يدع لله تعالى معصية إلا ارتكبها حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة
فكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن اطاعه من عصاه انتهى
أخبرنا قال وأنبأنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأنا جدي يحيى بن
منصور القاضي نبأنا محمد بن نصر الجارودي نبأنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نبأنا
معتمر بن سليمان عن أبيه عن أيوب عن مالك بن أوس بن الحدثان عن علي انه
قال الشاب الذيال أمير المصرين يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل اشراف أهلها
يشتد منه الفرق (2) ويكثر منه (3) الأرق ويسلطه الله على شيعته انتهى
قال وأنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد (4)
الصنعاني بمكة أنبأنا إسحاق بن إبراهيم نبأنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن
سليمان عن مالك (5) بن دينار عن الحسن قال قال علي لأهل الكوفة اللهم كما
ائتمنتهم فخانوني ونصحت لهم فغشوني فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال يأكل
خضرتها ويلبس فروتها ويحكم فيها بحكم الجاهلية قال يقول الحسن وما خلق الله
الحجاج يومئذ انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (6) نبأنا سليمان بن أحمد
نبأنا القاسم بن زكريا أنبأنا إسماعيل بن موسى السهمي (7) نبأنا علي بن
مسهر عن الأجلح عن الشعبي عن أم حكيم بنت عمرو بن سنان الجدلية (8)
قالت استأذن الأشعث بن قيس على علي عليه السلام فرده قنبر فأدمى أنفه فخرج
علي فقال مالك وله يا أشعث أم والله لو بعبد ثقيف تمرست اقشعرت شعيرات

(1) كذا بالأصل وابن العديم، والظاهر: بضعا.
(2) أي الخوف والفزع.
(3) عن ابن العديم وبالأصل " من ".
(4) في ابن العديم: " علي ".
(5) بالأصل: " عبد الملك " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 5 / 362.
(6) بالأصل: " زبدة " والصواب والضبط عن التبصير.
(7) بالأصل " إسماعيل بن... " لفظتان غير مقروءتين، والمثبت: " موسى السهمي " عن بغية الطلب
5 / 2058.
(8) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن بغية الطلب.
169

استك (1) قيل له يا أمير المؤمنين ومن عبد ثقيف قال غلام يليهم لا يبقي أهل بيت
من العرب يعني إلا ألبسهم (1) ذلا قيل كم يملك قال عشرين إن بلغ
أخبرنا فاطمة المدعوة المباركة ابنة عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن
السماك قالت أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بمن يعقوب المعروف ابن
قفرجل أنبأنا جدي أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل نبأنا
محمد بن يحيى النديم نبأنا الغلابي نبأنا العتبي قال قال الحجاج لرجل وأراد أن
ينفذه في بعض أموره أعندك خير قال لا ولكن عندي شر قال إياه أردت وأنفذه
فيها انتهى
أخبرنا أبو معمر السلمي اذنا ومناولة وقرأ علي اسناده أنبأنا أبو علي
الجازري أنبأنا المعافى بن زكريا (2) نبأنا الحسين بن أحمد الحلبي نبأنا محمد بن
زكريا نبأنا عبيد الله (3) بن محمد بن عائشة حدثني أبي قال أراد الحجاج الخروج
من البصرة إلى مكة فخطب الناس فقال يا أهل البصرة أني أريد الخروج إلى مكة وقد
استخلفت عليكم محمدا ابني وأوصيته فيكم بخلاف ما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
الأنصار فإنه أوصى في الأنصار أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ألا وإني قد
أوصيته فيكم أن لا يقبل من محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم إلا وإنكم قائلون بعدي
كلمة ليس يمنعكم من اظهارها إلا الخوف إلا وانكم قائلون لا أحسن الله له
الصحابة واني معجل لكم الجواب لا أحسن الله عليكم الخلافة انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن (4) بن علي أنبأنا محمد بن
العباس أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد (5) أنبأنا
محمد بن عمر حدثني ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال رأيت انس بن مالك
مختوما في عنقه ختمه الحجاج أراد أن يذله بذلك انتهى قال محمد بن عمر وقد

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 291 وبغية الطلب 5 / 2058 - 2059 نقلا عن المعافى، والمستطرف
1 / 85.
(3) في الجليس الصالح، عبد الله.
(4) بالأصل " الحسين " خطأ، وهو أبو محمد الجوهري انظر ترجمته في سير الأعلام 18 / 68.
(5) كذا، والخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، وهو في بغية الطلب 5 / 2055 نقلا عن ابن سعد.
170

فعل ذلك بغير واحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يريد أن يذلهم بذلك وقد مضت العزة
لهم بصحبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة (1) أنبأنا أبو محمد بن
يوة (2) أنبأنا أبو الحسن نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا أبو سعد بن موسى نبأنا
جعفر نبأنا جرير عن سماك بن موسى الضبي قال أمر الحجاج أن توجأ (3) عنق
انس بن مالك وقال أتدرون من هذا هذا خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتدرون لم فعلت به
هذا قالوا الأمير اعلم قال لأنه سئ البلاء في الفتنة الأولى غاش الصدر في
الآخرة (4).
أخبرنا أبو العز ومناولة وقرأ علي اسناده نبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
المعافى بن زكريا القاضي (5) نبأنا أبو القاسم الأنباري حدثني أبي نبأنا أحمد بن
عبيد نبأنا هشام بن (6) محمد بن السائب الكلبي عن عوانة بن الحكم الكلبي قال
دخل انس بن مالك على الحجاج بن يوسف فلما وقف بين يديه سلم فقال ايه ايه يا
أنيس يوم لك مع علي ويوم لك مع ابن الزبير ويوم لك مع ابن الأشعت والله
لأستأصلنك كما تستأصل الشأفة ولأدمغنك كما تدمغ الصمغة فقال انس إياي (7)
يعني الأمير أصلحه الله قال إياك (8) سك الله سمعك قال انس إنا الله وإنا إليه
راجعون والله لولا الصبية الصغار ما باليت أي قتلة قتلت ولا أي ميتة مت ثم خرج
من عند الحجاج فكتب إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك فلما قرأ عبد الملك كتاب
انس استشاط غضبا وصفق عجبا وتعاظمه ذلك من الحجاج

(1) بالأصل: أنبأنا عمر بن مندة.
(2) ضبطت عن تبصير المنتبه.
(3) بياض بالأصل، والعبارة المستدركة بين معكوفتين أثبت عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2056 ومختصر
ابن منظور 6 / 219.
(4) عنى بالفتنة الأولى حصار الخليفة عثمان بن عفان ومقتله، وبالفتنة الثانية خروج ابن الأشعث عليه.
(5) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 151 وما بعدها، وبغية الطلب 5 / 2052 وما بعدها. ومصادر أخرى،
انظر حاشية الجليس الصالح.
(6) بالأصل " نبأنا " والمثبت عن الجليس الصالح.
(7) الزيادة عن الجليس الصالح.
(8) الاستكاك: الصمم.
171

وكان كتاب انس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى عبد الملك بن مروا أمير المؤمنين من انس بن مالك
أما بعد فان الحجاج قال لي هجرا واسمعني نكرا ولم أكن لذلك اهلا فخذ بي
على يديه فاني أمت بخدمتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبتي إياه والسلام عليك ورحمة الله
وبركاته
فبعث عبد الملك إلى إسماعيل بن عبيد الله (1) بن أبي المهاجر وكان مصادقا
للحجاج فقال له دونك كتابي هذين فخذهما واركب البريد إلى العراق فابدأ بأنس بن
مالك صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وادفع كتابه إليه وبلغه مني السلام وقل له يا أبا حمزة قد
كتبت إلى الحجاج الملعون كتابا إذا رآه وقرأه كان أطوع لك من أمتك
وكان كتاب عبد الملك إلى انس بن مالك
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى انس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما
بعد
فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت من شكاتك للحجاج وما سلطه عليك ولا أمرته
بالإساءة إليك قال فان عاد لمثلها فاكتب إلي بذلك انزل به عقوبتي وتحسن لك
معونتي والسلام
فلما قرأ انس بن مالك كتابه وأخبر برسالته قال جزى الله أمير المؤمنين عني خيرا
وعافاه وكافأه عني بالجنة فهذا الذي كان ظني به والرجاء منه
فقال إسماعيل بن عبيد الله لانس يا أبا حمزة أن الحجاج عامل أمير المؤمنين
وليس بك عنه غنى ولا بأهل بيتك ولو جعل لك في جامعة ثم دفع إليك لقدر أن يضر
وينفع فقاربه وداريه فقال انس افعل أن شاء الله ثم خرج إسماعيل من عنده فدخل
على الحجاج فلما رآه الحجاج فقال مرحبا برجل أحبه وكنت أحب لقاءه فقال له

(1) بالأصل والجليس الصالح " عبد الله " وفي بغية الطلب: " عبيد الله " وهو الصواب، انظر ترجمته في سير
الأعلام 5 / 213 وقد صوبناه في كل مواضع الخبر.
172

إسماعيل وأنا والله قد كنت أحب لقاءك في غير ما اتيتك به قال وما أتيتني به قال
فارقت أمير المؤمنين وهو أشد الناس عليك غضبا ومنك بعدا قال فاستوى جالسا
مرعوبا فرمى إليه إسماعيل بالطومار فجعل الحجاج ينظر فيه مرة ويعرق وينظر في
إسماعيل أخرى فلما نقضه قال قم بنا إلى أبي حمزة نعتذر إليه ونترضاه فقال له
إسماعيل لا تعجل قال كيف لا أعجل وقد أتيتني بآبدة (1)
وكان في الطومار إلى الحجاج بن يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد
فإنك عبد طمت بك الأمور فسموت فيها وعدوت طورك وجاوزت قدرك
وركبت داهية أدا واردت أن تبرزني (2) فان سوغتكها مضيت قدما وان لم أسوغكها
رجعت القهقرى فلعنك الله عبدا أخفش (3) العينين منقوض الجاعرتين (4) أنسيت
مكاسب آبائك بالطائف وحفرهم الآبار ونقلهم الصخر (5) على ظهورهم في المناهل
يا ابن المستفرمة (6) بعجم الزبيب والله لأغمزنك غمز الليث الثعلب والصقر الأرنب
وثبت على رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أظهرنا فلم تقبل له احسانه ولم تجاوز
له إساءته جرأة منك على الرب جل وعز واستخفافا منك بالعهد والله لو أن اليهود
والنصارى رأت رجلا خدم عزير بن عزرة وعيسى بن مريم لعظمته وشرفته وأكرمته
فكيف وهذا انس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خدمه ثمان سنين يطلعه على سره
ويشاوره في آمره ثم هو مع هذا بقية من بقايا أصحابه فإذا قرأت كتابي هذا فكن
أطوع له من خفه ونعله وألا اتاك مني سهم مشكل بحتف قاض و " ولكل نبأ مستقر
وسوف تعلمون " (7) انتهى

(1) أي بأمر عظيم ينفر منه ويستوحش (النهاية).
(2) في الجليس الصالح وبغية الطلب: " تبورني " أي تختبرني.
(3) الخفش: فساد في العين يضعف منه نورها، وتغمض دائما من غير وجع (النهاية).
(4) الجاعرتان لحمتان تكتنفان أصل الذنب، وهما في الانسان في موضع رقمي الحمار (النهاية - اللسان).
(5) الجليس الصالح: الصخور.
(6) الفرم: تضييق المرأة فرجها بالأشياء العفصة (النهاية).
(7) سورة الأنعام، الآية: 67.
173

قال القاضي قول الحجاج سك الله سمعك يقال استكت الأذنان واصطكت
الركبتان وقوله للحجاج يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب كانت المرأة تستعمل عجم
الزبيب لتضيق قبلها في ما ذكر بعض أهل العلم وهو حبه والنوى كله يقال له عجم
واحدته عجمة قال الأعشى * (1)
مقادك بالخيل أرض العدو * وجذعانها كلقيط العجم *
قيل صارت من صلابتها مثل النوى وقال أبو عبيدة عجم عجما أي لبك لأنه
لوى الفم فهو أصلب لأنه ليس بنوى خل ولا بنبيذ فهو أصلب وأملس وانما أراد
صلابتها وضمرها ولقيط أراد ملقوط مثل جريح ومجروح ويروى كلفيظ (2) العجم
أي ملفوظ ملقى انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي وأبو القائلي (3) وأبو القاسم
عبد (4) الصمد بن محمد بن عبد الله بن مندوية وأبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر
البيع وأبو غالب الحسن بن محمد بن عالي بن علوكة الأسدي قالوا نبأنا أبو سهل
أحمد بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب نبأنا أبو
علي الحسن بن محمد بن دكة المعدل نبأنا عمر بن علي نبأنا يحيى بن سعيد حدثني
الزبير بن عدي قال آتينا انس بن مالك نشكوا إليه الحجاج فقال لا يأتي عليكم عام
ألا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعت ذلك من نبيكم (صلى الله عليه وسلم)
كتبت عن أبي نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكريبي (5) ولم أرزق سماعه
منه وهو لي إجازة منه أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمد املاء حدثنا عبد الله بن
عمر بن عبد العزيز القاضي حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين الأجنادي أنبأنا
أحمد بن عبد العزيز الجوهري نبأنا عمرو بن شيبة نبأنا أبو نعيم بن يونس بن أبي
إسحاق عن الصقر قال قال الشعبي والله لئن بقيتم لتمنون الحجاج انتهى

(1) ديوانه ط بيروت ص 198.
(2) رسمها بالأصل " كلعيط العجم أي ملعوط " إعجام اللفظتين غير مفهوم تقرأ: " كلقيط أي ملقوط " وتقرأ
" كلفيظ أي ملفوظ " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) كذا رسمها.
(4) بالأصل " عبيد الصمد ".
(5) كذا رسمها بالأصل.
174

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن
السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا أنبأنا أبو العباس الأصم نبأنا العباس الدوري نبأنا
الأسود بن عامر نبأنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
وسمعته منه قال يأتي على الناس زمان يصلون فيه على الحجاج انتهى
أخبرنا أبو القاسم على بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن العدل أنبأنا أبو محمد
الحسن (1) بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا الأصمعي
قال قيل للحسن انك كنت تقول الآخر شر وهذا عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج
فقال الحسن لا بد للناس من متنفسات انتهى
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2) حدثنا محمد بن علي بن المهتدي أنبأنا
محمد بن عبد الله بن أحمد نبأنا محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري نبأنا
هلال بن العلاء حدثنا أبي قال سمعت محمد بن أيوب الرقي نبأنا ميمون بن
مهران قال بعث الحجاج إلى الحسن وقد هم به فلما دخل عليه فقام بين يديه قال يا
حجاج كم بينك وبين آدم من أب قال كثير قال فأين هم قال ماتوا قال فنكس
الحجاج رأسه وخرج الحسن انتهى (3).
أنبأنا أبو طالب عبد العزيز بن عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر
المعمر بن محمد قالا أنبأنا هناد بن إبراهيم بن محمد النسفي أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار نبأنا خلف بن محمد نبأنا أبو بكير
محمد بن سعيد بن عامر العبدي نبأنا محمد بن أبي الفياض نبأنا جابر بن عيسى
الخياط أبو سعيد نبأنا أبو أحمد عيسى بن موسى عن مخلد بن عمر عن صالح بن
سالم عن أيوب بن أبي تميمة أن الحجاج بن يوسف أراد قتل الحسن بن أبي الحسن
مرارا فعصمه الله منه مرتين وكان اختفى مرة في بيت علي بن زيد بن جدعان سنتين
ومرة في طاحنة في بيت أبي محمد البزاز فعصمه الله من شره حتى إذا كان يوم من أيام
الصيف شديد العكة (4) والرمدة أرسل إليه نصف النهار فتغفله في ساعة لم يحسب أن

(1) بالأصل " الحسين " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(2) بالأصل " المررقي " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى المرزقة: قرية، وقد مر.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2059.
(4) كذا. وفي مختصر ابن منظور 6 / 221 " القظة ".
175

يرسل إليه فيها دخل عليه ستة من الحرس فأخذوه وأتعبوه اتعابا شديدا قال أيوب
وبلغنا ذلك فسعيت أنا وثابت البناني وزياد النميري وسويد بن حجير الباهلي نحو القصر
معنا الكفن والحنوط لا نشك في قتله فجلسنا بالباب فخرج علينا وهو يكشر متبسما
فلما لحظناه حمدنا الله تعالى على سلامته قال الحسن العجب والله لهذا العبد دخلت
عليه وهو في مثنية رقيقة متوشح بها ذات علم في جنبذة (1) من خلاف سقفها الثلج
فهو يقطر عليه فوجدت القر وسلمت عليه وفي يده القضيب فقال أنت القائل يا
حسن ما بلغني عنك قلت وما الذي بلغك عني قال أنت القائل اتخذوا عباد الله
خولا وكتاب الله دغلا ومال الله دولا يأخذون من غضب الله وينفقون في سخط
الله والحساب عند البيدر والله تعالى يقول " وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها
وكفى بنا حاسبين " (2) فيكفي بها احصاء قال نعم أنا القائل ذلك قال ولم قال
لما اخذ الله ميثاق الفقهاء في الأزمنة كلها " لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء
ظهورهم " (3) الآية قال فنكت بالقضيب ساعة وفكر ثم قال يا جارية الغالية
قال فخرجت الجارية ذات قصاص (4) معها مدهن من فضة فقال أو سعي رأس الشيخ
ولحيته ففعلت ثم قال يا حسن إياك والسلطان أن تذكرهم إلا بخير فإنهم ظل الله
في الأرض من نصحهم اهتدى (5) ومن (6) غشهم غوى فقلت أصلحك الله هكذا
بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وقروا السلطان وأجلوهم فإنهم عز الله في الأرض
وظله من نصحهم اهتدى ومن غشهم غوى إذا كانوا عدولا قال الحجاج لا والله ما
فيه إذا كانوا عدولا ولكنك زدت يا حسن انصرف إلى أصحابك فنعم المؤدب أنت
انتهى [2924]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه أنبأنا أبو الحسين الفارسي أنبأنا
أبو سليمان بن أحمد بن محمد الخطابي قال في حديث الحسن أن الحجاج أرسل إليه
فأدخل عليه فلما خرج من عنده قال دخلت على أحيول يطرطب شعيرات فاخرج

(1) الجنبذة: القبة (اللسان).
(2) سورة الأنبياء، الآية: 47.
(3) سورة آل عمران، الآية: 187.
(4) القصاص بالكسر جمع القصة، وتجمع أيضا على القصص، وهي الخصلة من الشعر (اللسان: قص).
(5) بالأصل " اهتداه ".
(6) بالأصل " من " بدون الواو.
176

إلي ثيابا قصيرة قال ما عرقت بها الأعنة في سبيل الله
حدثناه ابن الزنبقي نبأنا أبي نبأنا الهيثم بن صفوان بن هبيرة نبأنا أبي
صفوان نبأنا العباس بن سفيان نبأنا أبو موسى عن الحسن انتهى
قوله يطرطب شعيرات له أي ينفخ شفته في شاربه غيظا له أو كبرا والأصل في
الطرطبة الدعاء بالضان والصفير لها بالشفتين قال أبو زيد يقال طرطبت بالضان
والمعز طرطبة ورأرأت بها رأرأة وانشد *
وجال في جحاشه وطرطبا (1)
قال عن أبي زيد الطرطبة صوت للحالب بالمعز ليسكنها به قال المغيرة بن حبناء
شعرا *
فان استك الكوماء عيب وعورة (2) * يطرطب فيها ضاغطان وناكث *
وقال أبو سليمان في حديث الحسن انه ذكر الحجاج فقال وهل كان إلا حمارا
هفافا يرويه عبد الرزاق عن معمر قوله هفافا يريد سريعا طياشا يقال هف الحمار
هفيفا إذا أسرع في سيره وهفت الريح إذا مرت مرا سريعا وريح هفافة انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو عبدان
النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط نبأنا
معاذ بن معاذ نبأنا أبو معدان عن مالك بن دينار قال شهدت الحسن وسعيد ابني أبي
الحسن وسعيد يحضض على الحجاج فقال الحسن أن الحجاج عقوبة سلطه الله تعالى
عليكم فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ولكن استقبلوها بالدعاء والتضرع انتهى
أنبأنا أبو نصر بن البنا وأبو طالب بن يوسف قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري
أنبأنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم حدثنا
محمد بن سعد نبأنا عمرو بن عاصم نبأنا سلام بن مسكين حدثني سليمان بن علي
الربعي قال لما كانت الفتنة فتنة ابن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف انطلق
عقبة بن عبد الغافر وأبو الحوراء وعبد الله بن غالب في نفر من نظرائهم فدخلوا على

(1) الشعر في اللسان " طرطب ".
(2) صدره زيادة عن اللسان طرطب.
177

الحسن (1) فقالوا يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام
واخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل قال وذكروا من أفعال الحجاج فقال
الحسن أرى (2) أن لا تقاتلوه فإنها أن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله
بأسيافكم وان يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين فخرجوا من عنده
وهم يقولون نطيع هذا العلج قال وهم قوم عرب قال وخرجوا مع ابن الأشعث
قال فقتلوا جميعا
فأخبرني مرة بن نياب أبو المعدل قال اتيت على عقبة بن عبد الغافر وهو صريع
في الخندق فقال يا أبا المعدل لا دنيا ولا آخرة انتهى
قال وأنبأنا عارم (3) محمد بن الفضل نبأنا حماد بن زيد عن أبي التياح (4)
قال شهدت الحسن وسعيد بن أبي الحسن حين اقبل ابن الأشعث وكان الحسن نهى
عن الخروج إلى الحجاج ويأمر بالكف وسعيد بن أبي الحسن يحضض ثم قال سعيد
فيما يقول فما ظنك بأهل الشام إذا لقيناهم غدا فقلنا والله ما خلعنا أمير المؤمنين
ولا نريد خلعه ولكنا نقمنا عليه استعماله الحجاج فاعزله عنا فلما فرغ سعيد من
كلامه تكلم الحسن فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس انه والله ما سلط
الله الحجاج عليكم إلا عقوبة والله فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ولكن عليكم
بالسكينة والتضرع واما ما ذكرت من ظني بأهل الشام فان ظني بهم أن لو جاءوا فألقمهم
الحجاج دنياه ولم يحلهم على أمر إلا ركبوه هذا ظني بهم انتهى
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا الحسن بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا زيد نبأنا أبو عاصم
حدثني جليس (5) لهشام بن أبي عبد الله قال قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد
اخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج فقال له يا أمير المؤمنين كنا جلوسا عنده

(1) بالأصل " الحسين " خطأ، والصواب ما أثبت وهو الحسن بن أبي الحسن البصري.
(2) زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور 6 / 223.
(3) بالأصل " عزم بن الفضل " خطأ، ولعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حماد بن زيد في تهذيب التهذيب.
(4) بالأصل " أبي الثلاج " خطأ، والصواب ما أثبت، واسمه يزيد بن حميد أبو التياح الضبعي البصري، انظر
ترجمته في تهذيب التهذيب 6 / 202.
(5) مهملة ورسمها غير واضح، والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2052.
178

ذات ليلة قال فأتي برجل فقال ما أخرجك هذه الساعة وقد قلت لا أجد فيها أحدا إلا
فعلت به وفعلت وفعلت قال أما والله لا اكذب أمير المؤمنين أغمي على أمي منذ
ثلاث فكنت عندها فأفاقت الساعة فقالت يا بني مذ كم أنت عندي فقلت لها منذ
ثلاث قالت اعزم عليك إلا رجعت إلى أهلك فإنهم مغمومين بتخلفك عنهم وكن
عندهم الليلة وتعود إلي غدا فخرجت فأخذني (1) الطائف فقال ننهاكم وتعصونا
اضربوا عنقه ثم اتي برجل آخر فقال ما أخرجك هذه الساعة قال والله لا أكذبك
لزمني غريم لي على بابه فلما كانت الساعة أغلق بابه دوني وتركني على بابه فجاءني
طائفك فأخذني فقال اضربوا عنقه فضربت عنقه ثم أوتي بآخر فقال ما أخرجك هذه
الساعة قال كانت معي شربة فشربت فلما سكرت خرجت فأخذني الطائف فذهب عني
السكر فزعا فقال يا عنبسة ما أراه إلا صادقا خلوا سبيله فقال عمر بن عبد العزيز
لعنبسة فما قلت له شيئا فقال لا فقال عمر لآذنه لا تأذنن لعنبسة علينا إلا أن تكون
له حاجة انتهى
قال ونبأنا محمد بن موسى نبأنا محمد بن الحارث عن المدائني قال اتي
الحجاج برجل من الخوارج وهو في خضراء واسط فلما مثل بين يديه ونظر إلى بنيانه
فقال " أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم
بطشتم جبارين " (2) قال بعض جلسائه اقتلوه قتله الله فقال الخارجي جلساء أخيك
كانوا خيرا من جلسائك قال الحجاج (3) أي اخوتي تعني قال فرعون (4) لموسى حين
قالوا لموسى " ارجئه وأخاه " (5) وقالوا هؤلاء لك اقتله قال فأمر بقتله فقتل
انتهى
أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن علي نبأنا محمد بن محمد بن أحمد
أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان البيع حينئذ قال وحدثنا القاضي أبو محمد
عبد الله بن علي بن أيوب نبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح قالا أنبأنا أبو

(1) اللفظة قسم منها مطموس بالأصل، فالذي أثبتناه عن ابن العديم.
(2) سورة الشعراء، الآية: 128 إلى 130.
(3) الزيادة بين معكوفتين عن بغية الطلب 5 / 2051.
(4) مطموس بالأصل والمثبت عن ابن العديم.
(5) سورة الأعراف، الآية: 111.
179

بكر بن دريد أنبأنا الحسن يعني ابن الخضر أنبأنا بن (1) عائشة قال اتي الوليد برجل
من الخوارج فقيل له ما تقول في أبي بكر قال خير قيل فما تقول في عمر قال
خيرا قيل فما تقول في عثمان قال خيرا قيل فما تقول في أمير المؤمنين
عبد الملك قال الآن جاءت المسألة ما أقول في رجل الحجاج خطيئة من خطاياه
انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبيد الله بن
عبد الرحمن السكري حدثنا زكريا بن يحيى المنقري اخبرني الأصمعي نبأنا
علي بن سالم (2) الباهلي قال اتي الحجاج بن يوسف بامرأة من الخوارج فجعل
يكلمها ولا تكلمه معرضة عنه فقال بعض الشرط الأمير يكلمك وأنت معرضة عنه
فقالت أني استحي أن انظر إلى من (3) لا ينظر الله إليه فأمر بها فقتلت انتهى (4).
أخبرنا أبو العز بن كادش اذنا ومناولة وقرأ علي اسناده قال أخبرنا أبو
علي الجازري (5) أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (6) أنبأنا ابن دريد نبأنا أبو حاتم عن
أبي عبيدة وذكره (7) أبو حاتم عن العتبي أيضا قال كانت امرأة من الخوارج من الأزد
يقال لها فراشه (8) وكانت ذات نبه (9) في رأي الخوارج تجهز أصحاب البصائر منهم
وكان الحجاج يطلبها طلبا شديدا فأغونه (10) ولم يظهر بها وكان يدعو الله أن يمكنه من
فراشه أو من بعض من جهزته فمكث ما شاء الله ثم جئ برجل فقيل له هذا ممن
جهزته فراشه فخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال له يا عدو الله قال أنت أولى بها يا

(1) بالأصل " أبو " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 224.
(2) في مختصر ابن منظور: " مسلم " وفي بغية الطلب: " سلم ".
(3) بالأصل " ما " بدل " من لا " والمثبت عن بغية الطلب.
(4) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2051.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب 5 / 2049.
(6) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 434 - 436 وبغية الطلب 5 / 2049 - 2051 نقلا عن المعافى.
(7) عن الجليس الصالح وبالأصل: وذكر.
(8) بالأصل " فرشة " والمثبت عن الجليس الصالح.
(9) مهملة بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح، وفي بغية الطلب: " نية ".
(10) في الجليس الصالح: فأعوزته فلم يظفر بها.
180

حجاج قال أين فراشه قال مرت تطير منذ ثلاث قال أين تطير قال تطير بين
السماء والأرض قال أعن تلك سألتك عليك لعنة الله قال عن تلك أخبرتك عليك
غضب الله قال سألتك عن المرأة التي جهزتك وأصحابك قال وما تصنع بها
قال دلنا عليها قال تصنع بها ماذا قال اضرب عنقها قال قاتلك يا حجاج ما
أجهلك تريد أن أدلك وأنت عدو الله على من هو ولي الله " قد ضللت إذا وما أنا من
المهتدين " (1) قال فما رأيك في أمير المؤمنين عبد الملك قال على ذاك الفاسق
لعنة الله ولعنة اللاعنين قال ولم لا أم لك قال إنه أخطأ خطيئة طبقت ما بين السماء
والأرض قال وما هي قال استعماله إياك على رقاب المسلمين قال الحجاج فما
رأيكم فيه قالوا نرى أن نقتله قتله لم يقتل مثلها أحد قال ويلك يا حجاج جلساء
أخيك كانوا خيرا من جلسائك قال وأي اخوتي تريد قال فرعون حين شاور في
موسى فقالوا " أرجئه وأخاه " (2) وأشار عليك هؤلاء بقتلي قال فهل حفظت
القرآن قال وهل غشيت فراره فأحفظه قال هل جمعت القران قال ما كان متفرقا
فأجمعه قال اقرأته ظاهرا قال معاذ الله بل قرأته وأنا انظر (3) إليه قال فكيف
تراك تلقى الله أن قتلتك قال ألقاه بعملي وتلقاه بدمي قال إذا أعجلك إلى النار
قال لو علمت أن ذاك إليك أحسنت عبادتك واتقيت عذابك ولم ابغ خلافك
ومناقضتك قال أني قاتلك قال إذا أخاصمك لان الحكم يومئذ إلى غيرك قال
نقمعك عن الكلام السئ يا حرسي اضرب عنقه وأومأ إلى السياف إلا تقتله فجعل
يأتيه من بين يديه ومن خلفه ويروعه بالسيف فلما طال ذلك عليه رشح جسده
وجبينه قال جزعت من الموت يا عدو الله قال لا يا فاسق ولكن أبطأت علي بما لي
فيه راحة قال يا حرسي أعظم جرحه فلما حس بالسيف قال لا اله إلا الله والله لقد
أتمها ورأسه في الأرض انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا عبد الوهاب بن محمد أنبأنا الحسن بن محمد
المديني أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا عبد الله بن محمد القرشي حدثني

(1) سورة الأنعام، الآية: 59.
(2) سورة الأعراف، الآية: 111.
(3) الزيادة عن الجليس الصالح.
181

الحسين بن علي عن محمد بن كناسة قال كان الحجاج يعس بالليل فأخذ سكرانا
فقال لأفعلن بك ولأفعلن فقال السكران شعرا (1) (2) *
أسد علي والعدو نعامة * وغدا يتقي من صفير الصافر *
هلا برزت إلى غزاله بالضحى * أم كان قلبك في جوانح طائر
صرعت غزالة قلبه بعوارتين * غادري شرطية كأمس الدائر *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا محمد بن علي نبأنا الهيثم بن جميل عن
يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة قال (3) كان حطيط (4) صواما قواما يختم في
كل يوم وليلة ختمه ويخرج من البصرة ماشيا حافيا إلى مكة في كل سنة فوجه الحجاج
في طلبه فأتي به الحجاج (5) فقال له أيها قال قل فإني قد عاهدت الله تعالى لئن
سئلت لأصدقن ولئن ابتليت لأصبرن ولئن عوقبت لأشكرن ولأحمدن الله تعالى
على ذلك قال فما تقول في قال أنت عدو الله تقتل على الظنة قال فما قولك في
أمير المؤمنين قال أنت شرر من شرره وهو أعظم جرما منك قال خذوا فقطعوا عليه
العذاب ففعلوا قال فلم يقل حسا ولا بسا فأتوه فأخبروه فأمر بالقصب فشق ثم شد
عليه فصب عليه الخل والملح وجعل يستل قصبة قصبة فلم يقل حسا ولا بسا فأتوه
فأخبروه فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه قال جعفر فأنا رايته حين اخرج
فأتاه صاحب له فقال ألك حاجة قال شربة من ماء فأتاه بماء فشرب ثم ضرب
عنقه وكان ابن ثمان عشرة سنة انتهى
قرأنا على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا
الفضل بن دكين أنبأنا معاوية بن عمار الدهني عن عبد الملك بن عمير قال قال
سعيد بن جبير لقد رأيته يزاحمني عند ابن عياش يعني الحجاج انتهى

(1) بعدها كتب: هكذا في الأصل.
(2) الأبيات في الفتوح لابن الأعثم 7 / 90 لأحد الخوارج، وانظر البداية والنهاية 9 / 26.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2048 ومختصر ابن منظور 6 / 225.
(4) لم نقف عليه لضبطه ونعرف به.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وكتبت بخط مغاير فوق السطر.
182

قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الأبنوسي أنبأنا أحمد بن
عبيد وعن محمد بن محمد بن مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة (1) قالا أنبأنا
محمد بن الحسين أنبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا عبد الوهاب بن نجدة نبأنا عتاب بن
بشير عن سالم الأفطس قال (2) اتي الحجاج بسعيد بن جبير وقد وضع رجله في
الركاب فقال لا استوي على دابتي حتى تبوأ مقعدك من النار فأمر به فضربت عنقه
قال فما برح حتى خولط (3) قال قيودنا قيودنا فأمر برجليه فقطعتا ثم انتزعت القيود
منه
قال عتاب وقال علي بن بذيمة ختم الدنيا بقتل سعيد بن جبير وفتح الآخرة
بقتل ماهان (4) وأخبرني غير علي أن الحجاج كان يغرع بسعيد انتهى
قال ونبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا أبو ظفر نبأنا جعفر بن سليمان قال بسطام بن
مسلم عن قتادة قال قيل لسعيد بن جبير خرجت على الحجاج قال أي والله ما
خرجت عليه حتى كفر انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن (5) بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان قال وانشد ابن قتيبة لرجل في الحجاج بن يوسف *
كأن فؤادي بين أظفار طائر * من الخوف في جو السماء محلق
حذار أمري قد كنت اعلم أنه متى * ما يعد من نفسه الشر يصدق (6)
قال وحدثنا احمد حدثنا يوسف بن عبد الله نبأنا أبو زيد نبأنا حلبس قال
قيل لاعرابي أراد الحجاج قتله اشهد على نفسك بالجنون قال *
لا اكذب على ربي وقد * عافاني فأقول قد بلاني (7)
انتهى

(1) إعجامها بالأصل مضطرب، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير 1 / 429.
(2) الخبر في بغية الطلب 5 / 2048 - 2049.
(3) يعني الحجاج.
(4) كذا بالأصل وبغية الطلب ومختصر ابن منظور، سكتا عنه، ولم أعرفه.
(5) بالأصل " الحسين " خطأ والصواب ما أثبت، وهو الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، وقد مر.
(6) الخبر والشعر في بغية الطلب 5 / 2061.
(7) الخبر والشعر في بغية الطلب 5 / 2045.
183

قال ونبأنا أحمد عن إسماعيل بن يونس نبأنا الرياشي عن الأصمعي عن
بشر بن بشران (1) أن رجلا هرب من الحجاج فمر بساباط فيه كلب بين حبين يقطر عليه
ماؤهما فقال يا ليتني كنت مثل هذا الكلب فما لبث أن مر بالكلب في عنقه حبل
فسأل عنه فقالوا جاء كتاب الحجاج بقتل الكلاب انتهى
أخبرنا أبو الفتح الكروخي (2) أنبأنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي (3)،
وأبو بكر الغورجي (5) قالوا أنبأنا أبو محمد الخراقي (4) أنبأنا أبو العباس أنبأنا أبو
عيسى الترمذي نبأنا أبو داود سليمان بن سليم (6) البجلي نبأنا نضر بن إسماعيل (7)
عن هشام بن حسان قال احصوا ما قتل الحجاج صبرا مائة ألف وعشرين ألفا انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا عبيد الله السكري نبأنا
زكريا بن يحيى المقرئ (8) أنبأنا الأصمعي أنبأنا أبو عاصم عن عباد بن كثير عن
قحذم قال أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة إحدى وثمانين ألف أسير (9)
وأمرهم أن يبيتوا أو يلحقوا بأهلهم وعرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة
وثلاثين ألفا لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب وكان فيمن حبس اعرابي اخذ
يقول في أهل ربض مدينة واسط فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول *
إذا نحن جاوزنا مدينة واسط * خرينا وصلينا بغير حساب *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (10) البنا قالا أنبأنا أبو الغنائم بن

(1) في بغية الطلب: مبشر بن بشر.
(2) في بغية الطلب 5 / 2044 " الكروجي " خطأ، وهو عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن القاسم، أبو
الفتح، ترجمته في سير الأعلام 20 / 273.
(3) بالأصل " البرقاني " والمثبت عن بغية الطلب، وذكره في سير الأعلام واسمه: عبد العزيز بن محمد بن
علي بن إبراهيم بن ثمامة (19 / 6).
(4) في بغية الطلب: الجراحي.
(5) مهملة بالأصل، والمثبت عن سير الأعلام ترجمته 19 / 7 واسمه أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.
(6) في بغية الطلب: سلم البلخي.
(7) بغية الطلب: النضر بن شميل.
(8) بغية الطلب 5 / 2044 المنقري.
(9) بالأصل " أسيرا ".
(10) بالأصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت.
184

الدجاجي أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن سويد نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي نبأنا
أحمد بن أبي خثيمة نبأنا محمد بن زياد بن الأعرابي قال (1) قال الهيثم بن عدي
مات الحجاج بن يوسف وفي سجنه ثمانون ألفا محبوسون منهم ثلاثون ألف امرأة
فوجد في قصة رجل بال في الرحبة وخري في المسجد فقال اعرابي *
إذا نحن جاوزنا مدينة واسط * خرينا وصلينا بغير حساب *
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي نبأنا ابن أبي خيثمة أنبأنا سليمان بن أبي
شيخ نبأنا صالح بن سليمان قال قال زياد بن الربيع الحارثي لأهل السجن يموت
الحجاج في مرضه هذا في ليلة كذا وكذا فلما كان تلك الليلة لم ينم أهل السجن فرحا
جلسوا ينتظرون حتى سمعوا الداعية وذلك ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنبأنا أبو طاهر الزينبي نبأنا عبد الله (2) السكري نبأنا زكريا بن يحيى
المنقري نبأنا الأصمعي نبأنا أبو عاصم النبيل عن عباد بن كثير عن قحذم قال
جبى عمر بن الخطاب بالعراق مائة ألف ألف وتسعة وكذا ألف ألف وجباها عمر بن
عبد العزيز مائة ألف وأربعة وعشرين ألف ألف وجباها الحجاج ثمانية عشر ألف
ألف
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا أبو محمد
الضراب أنبأنا أبو بكر المالكي أنبأنا ابن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي عن سليمان بن
أبي شيخ نبأنا صالح بن سليمان قال (3) قال عمر بن عبد العزيز لو تخابثت الأمم
وجئتنا بالحجاج لغلبناهم وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة لقد ولي العراق وهو أوفر
ما تكون العمارة فأخس به حتى صيره إلى أربعين ألف ألف ولقد أدي إلي في عامي هذا
ثمانون ألف ألف وان بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدي إلي ما يؤدي إلى عمر بن الخطاب

(1) الخبر في بغية الطلب 5 / 2044.
(2) كذا، ومر قريبا عبيد الله.
(3) الخبر في بغية الطلب 5 / 2043 - 2044.
185

رضي الله تعالى عنه مائة ألف ألف ألف (3) وعشرة ألف ألف انتهى
أخبرنا أبو الفرج (4) سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين (5) الكاتب
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو عروبة نبأنا يحيى بن عثمان نبأنا مسهر عن
هشام بن يحيى الغساني عن أبيه قال قال لي عمر بن عبد العزيز لو جاءت كل أمة
بخبيثها وجئنا بأبي محمد لفتناهم فقال رجل من آل أبي معيط لا تقل ذلك فوالله إن
وطأ لكم هذا الأمر الذي أصبحتم فيه غرة فقال عمر أتحب أن يدخلك الله مدخل
الحجاج قال أي والله أني لأحب أن يدخلني الله مدخلا ولا يدخلني مدخلك فقال
عمر آمنوا اللهم أدخله مدخل الحجاج
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
نبأنا الحسين بن الحسن بن أيوب أنبأنا أبو حاتم الرازي نبأنا عبد الله بن يوسف
التنيسي نبأنا هشام بن يحيى الغساني قال قال عمر بن عبد العزيز انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا
جدي أنبأنا أبو الدحداح نبأنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود نبأنا محمد بن كثير
عن الأوزاعي قال قال عمر بن عبد العزيز لو جاءت كل أمة بخبيثها وجاءت وجئنا
بالحجاج لغلبناهم
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا عبد الوهاب بن محمد أنبأنا الحسين بن
محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا علي بن مسلم
نبأنا سيار بن حاتم نبأنا جعفر بن سليمان نبأنا مالك بن دينار قال كان إذا صلينا
خلف الحجاج فأنا نلتفت ما بقي علينا من الشمس فيقول الام تلفتون أعمى الله
أبصاركم أنا لا نسجد لشمس ولا لقمر ولا لحجر ولا لوثن انتهى
أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور حدثنا أبو بكر بن المقرئ
نبأنا أبو عروبة بن عمر نبأنا عمرو بن عثمان نبأنا أبي قال سمعت جدي قال كتب

(1) في بغية ومختصر ابن منظور: مئة ألف ألف.
(2) بالأصل " أبو القاسم " والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 423) وسيرد قريبا.
(3) بالأصل " الحسن " خطأ، والصواب ما أثبت، واسمه منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد
الكاتب ورد مرارا في المطبوعة 7 / 423 (انظر الفهرس) وانظر ترجمته في سير الأعلام 18 / 152.
186

عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة بلغني انك تستن بسنن الحجاج فلا تستن
بسنته فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها ويأخذ الزكاة من غير حقها وكان لما سوى
ذلك أضيع
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الفضل أنبأنا
عبد الله بن جعفر بن درستويه نبأنا يعقوب بن سفيان (1) نبأنا سعيد بن أسد نبأنا
ضمرة عن الريان بن مسلم قال بعث عمر بن عبد العزيز بآل أبي عقيل أهل بيت
الحجاج إلى صاحب اليمن وكتب إليه أما بعد فأني قد بعثت بآل أبي عقيل وهم شر
بيت في العرب ففرقهم في عملك على قدر هوانهم على الله تعالى وعلينا وعليك
السلام وانما نفاهم انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أبو محمد الجوهري أنبأنا عبد الله الزهري
نبأنا أحمد بن عبد الله نبأنا واصل بن عبد الاعلى فأتوه فسألوه فقال تسألوني عن
الشيخ الكافر
قال وأنبأنا احمد أنبأنا واصل نبأنا عمار بن أبي مالك عن أبيه عن
الأجلح قال اختلفت أنا وعمر بن قيس الماصر في الحجاج فقلت أنا الحجاج
كافر وقال عمر الحجاج مؤمن ضال قال فأتينا الشعبي فقلت يا أبا عمرو أني قلت
أن الحجاج كافر وقال عمر الحجاج مؤمن ضال قال فقال الشعبي يا عمر شمرت
ثيابك وحللت إزارك (2) وقلت أن الحجاج مؤمن ضال قال فقال وكيف يجتمع
في رجل ايمان وضلال الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أخبرنا
جدي أبو بكر الدحداح أنبأنا أحمد بن عبد الواحد نبأنا محمد بن بشر عن
الأوزاعي قال سمعت القاسم بن مخيمرة يقول كان الحجاج ينقض عرى الإسلام
وذكر حكاية
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 618 وفي سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 124 وسيرة عمر
لابن الجوزي ص 90.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 228.
187

أنبأنا أحمد بن يعقوب الثقفي نبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي نبأنا أحمد بن عمران
الأخنسي أنبأنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال ما بقيت لله تعالى
حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا
الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا محمد بن يونس نبأنا أبو أحمد
عن القاسم بن حبيب عن العيزار بن جرول (1) قال خرجت مع زاذان إلى الجبان (2)
يوم العيد فصلى وستور الحجاج ترفعها الرياح فقال هذا والله المفلس فقلت له
تقول مثل هذا وله مثل هذا فقال هذا المفلس من دينه انتهى
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري نبأنا
أبو عمر بن حيوية إجازة أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا
محمد بن سعد أنبأنا قبيصة بن عقبة نبأنا سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن
أبيه قال عجبت لإخوتنا (3) من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا انتهى
قال ونبأنا ابن سعد نبأنا الفضل بن دكين نبأنا سفيان عن رجل قال قال أبو
وائل اللهم أطعم الحجاج طعاما من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع إن كان أحب
إليك قيل له يا أبا وائل أشككت قال لم أشك ولكني لم اسم انتهى
أخبرنا قال وأنبأنا ابن سعد أنبأنا قبيصة بن عقبة نبأنا سفيان بن عون قال
ذهب بي رجل إلى أبي وائل فقال يا أبا وائل أي شئ نشهد على الحجاج قال
أتأمرونني أن أحكم على الله انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
إجازة أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد نبأنا
محمد بن عبد الله الأسدي نبأنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال ذكرت
لإبراهيم لعن الحجاج أو بعض الجبابرة فقال أليس الله يقول " إلا لعنة الله على
الظالمين " (4) انتهى

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2043.
(2) ناحية من أعمال الأهواز (معجم البلدان).
(3) في مختصر ابن منظور 6 / 229 لإخواننا.
(4) سورة هود، الآية: 18.
188

قال وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا الفضل بن دكين نبأنا سفيان عن زيد شيخ
يكون في محارب قال سمعت إبراهيم يسب الحجاج انتهى
قال وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عبد الله الأسدي نبأنا سفيان عن
منصور عن إبراهيم قال كفى به عمى أن يعمى الرجل عن أمر الحجاج
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر الخرائطي أنبأنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي نبأنا
عبد الله بن إدريس الخولاني نبأنا سعيد نبأنا منصور سألنا إبراهيم النخعي عن
الحجاج فقال ألم يقل الله " إلا لعنة الله على الظالمين "
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن
عمر البرمكي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن ماسي نبأنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله
الكجي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ابن عون حدثنيه قال (1) دخلت
أنا ومسلم البطين على أبي وائل فقلنا لجارية له يقال لها بريرة قولي لأبي وائل يحدثنا ما
سمع من عبد الله بن مسعود فقالت يا أبا وائل حدث القوم ما سمعت من ابن مسعود
قال سمعت ابن مسعود يقول يا أيها الناس انكم مجمعون (2) في صعيد واحد يسمعكم
الداعي وينفذكم البصير إلا وان الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره
فقلنا لها قولي له بما تشهد على الحجاج قالت يا أبا وائل بما تشهد على الحجاج
تشهد انه في النار فقال سبحان الله احكم على الله عز وجل انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد أنبأنا وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال
أنبأنا أبو بكر الخطيب اخبرني الحسن بن محمد الخلال أنبأنا عبد الواحد بن علي
اللحياني أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عيسى الوراق نبأنا محمد بن علي الجوزجاني
نبأنا هدبة نبأنا سلام بن أبي مطيع قال لأنا أرجى للحجاج بن يوسف مني لعمرو بن
عبيد أن الحجاج بن يوسف إنما قتل الناس على الدنيا وان عمرو (3) بن عبيد أحدث

(1) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2089.
(2) ابن العديم: مجموعوع.
(3) بالأصل " عمر " خطأ.
189

بدعة (1) فقتل الناس بعضهم بعضا انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن
النهاوندي نبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن بن الأشقر (2) نبأنا محمد بن إبراهيم بن إسماعيل البخاري حدثني
محمد بن محبوب نبأنا عبد الواحد نبأنا الزبرقان بن عبد الله الأسدي قال سبيت
الحجاج عند أبي وائل قال لا تسبه لعله قال يوما اللهم ارحمني فرحمه إياك ومجالسة
من يقول أرأيت أرأيت انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر
نبأنا أبو يحيى الرازي نبأنا هناد بن السري نبأنا عبدة عن الزبرقان قال كنت عند
أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه فقال لا تسبه وما يدريك لعله قال اللهم
اغفر لي فغفر له انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدان بن رزين بن محمد المقرئ نبأنا نصر (3) بن
إبراهيم المقدسي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين أنبأنا الحسين بن محمد بن عبيد
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا أبي نبأنا أبو أسامة نبأنا عوف قال ذكر
الحجاج عند ابن سيرين قال مسكين أبو محمد إن يعذبه الله عز وجل فبذنبه وإن يغفر له
فهنيئا وان يلق (4) الله عز وجل بقلب سليم فقد أصاب الذنوب من هو الذنوب من هو خير منه قال
فقلت لمحمد بن سيرين قال ما القلب السليم قال إن تعلم أن الله عز وجل حق
وان الساعة حق قائمة وان الله تعالى يبعث من في القبور انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد الصريفيني (5) أنبأنا أبو
القاسم بن حبابة أنبأنا أبو القاسم البغوي نبأنا أبو سعيد نبأنا أبو أسامة قال قال
رجل لسفيان اشهد على الحجاج وعلى أبي مسلم انهما في النار قال إلا إذا أقرا
بالتوحيد انتهى.

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 229.
(2) رسمها مضطرب بالأصل، والصواب " الأشقر " انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 303.
(3) بالأصل: " أبو نصر " خطأ والصواب ما أثبت وكنيته أبو الفتح، انظر ترجمته في سير الأعلام 19 / 136.
(4) بالأصل " يلقى ".
(5) بالأصل " الصيرفيني " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر.
190

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو
القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو
بكر بن أبي الدنيا نبأنا الحسين بن الجنيد نبأنا شعيب بن حرب نبأنا علي بن
مسعدة نبأنا رباح بن عبيدة قال كنت عند (1) عمر بن العزيز فذكر الحجاج
فشتمته ووقعت فيه قال فنهاني عمر وقال مهلا يا رباح فإنه بلغني أن الرجل يظلم
بالمظلمة فلا يزال المظلوم يشتم الظالم وينتقصه حتى يستوفي حقه ويكون للظالم
الفضل عليه انتهى
أخبرنا أبو القاسم الدلال أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق أنبأنا حنبل بن إسحاق أنبأنا أبو نعيم نبأنا
علي بن عابس حدثني منذر بن أبي طريقة قال غدوت في زمن الحجاج
(2) يوم الجمعة تسعين رجلا انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو الأصبهاني أنبأنا الحسن بن محمد
أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد الله حدثني
عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب نبأنا عمير قال زعموا أن الحجاج بن يوسف مات
ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم ومصحفا وسيفا وسرجا ورحلا ومائة درع موقوفة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو
منصور بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا عبيد الله بن عبيد الله
السكري أنبأنا زكريا بن يحيى المنقري نبأنا الأصمعي نبأنا سلمة بن بلال قال
قال الحجاج بن يوسف السد (3) يريد الآخرة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو محمد بن زبر حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور نبأنا
الأصمعي نبأنا جرير بن الخطاب العدوي قال رأيت الحجاج بن يوسف في سكة

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 229.
(2) بعدها بالأصل " كلمة أو كلمتان لم نستطع أن نحدد " مطموس.
(3) كذا رسمها بالأصل.
191

المربد عليه قطيفة خضراء في رحالة يأتي الجمعة وقد كاد يهلك يعني من شدة العلة
انتهى
قال وأنبأنا أبو محمد بن زبر نبأنا محمد بن الحسين بن موسى قال سمعت
الأصمعي يقول ما كان أعجب الحجاج ما ترك إلا ثلاثمائة درهم انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو الأصبهاني أنبأنا الحسن بن محمد
أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني
عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب نبأنا عمي قال زعموا أن الحجاج بن يوسف مات
ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم ومصحفا وسيفا وسرجا ورحلا ومائة درع موقوفة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا أبو محمد
الضراب أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي أنبأنا أبو سعيد الأزدي يعني
الحسن بن الحسين اليشكري نبأنا الرياشي نبأنا عياش الأزرق عن السري ين يحيى
قال مر الحجاج في يوم جمعة فسمع استغاثة فقال ما هذا فقيل له أهل السجون
يقولون قتلنا الحر قال قولوا لهم " اخسئوا فيها ولا تكلمون " (1) قال فما عاش بعد
ذلك إلا أقل من جمعة حتى مات
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو محمد بن زبر نبأنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد احمد أنبأنا أحمد بن
معاوية نبأنا الأصمعي قال ولي الحجاج العراق عشرين سنة صار إليها في سنة
خمس وسبعين وكانت ولايته (2) أيام عبد الملك إحدى عشرة (3) سنة وفي أيام الوليد
تسع سنين وبنى واسط في سنتين وفرغ منها في السنة التي مات فيها عبد الملك سنة
ست (4) وثمانين وكان الحجاج لما احتضر استخلف يزيد بن أبي كبشة على الصلاة
والحرب ومات الوليد بعد الحجاج بتسعة أشهر انتهى
أنبأنا ومات أبو الفرج غيث بن علي ثم حدثني أبو إسحاق الخشوعي عنه أنبأنا

(1) سورة المؤمنون، الآية: 108.
(2) بالأصل: ولاية.
(3) بالأصل " عشر ".
(4) بالأصل " ستة ".
192

مشرف بن علي بن الخضر إجازة أنبأنا أبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء قال
قرأت على عبد الرحمن بن عمر المعدل بمصر نبأنا أحمد بن سعيد بن فرضح
الأخميمي نبأنا محمد بن سليمان المنقري نبأنا مسلم بن إبراهيم نبأنا الصلت بن
دينار قال مرض الحجاج فرجف به أهل الكوفة فلما تماثل من علته صعد المنبر وهو
يتثنى على أعواده فقال يا أهل الشقاق والنفاق والمراق نفخ الشيطان في مناخركم
فقلتم مات الحجاج مات الحجاج فمه والله ما أرجو الخير كله إلا بعد الموت ما
رضي الله الخلود لأحد من خلقه إلا لأهونهم عليه إبليس وقد قال العبد الصالح
سليمان بن داود عليهما السلام " ربا غفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي
انك أنت الوهاب " (1) فكان ذلك ثم اضمحل فكأن لم يكن يأتيها الرجل وكلكم ذلك
الرجل وكأني بكل حي وميت وبكل رطب ويابس وبكل امرئ في ثياب طهوره إلى
بيت حفرته فخذ له في الأرض خمسة أذرع طولا في ذراعين عرضا فأكلت الأرض من
لحمه ومصت من صديده ودمه وانقلع الحبيبان يقاسم أحدهما صاحبه من ماله أما
أن الذين يعلمون يعملون ما أقول والسلام انتهى
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا الحسن بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا أبو سعيد (2) الأزدي يعني الحسن بن الحسين
السكري قال سمعت الزيادي أبا إسحاق يقول سمعت الأصمعي يقول أرجف الناس
بموت الحجاج فخطب فقال أن طائفة من أهل العراق وأهل الشقاق والنفاق نزع
الشيطان بينهم فقالوا مات الحجاج ومات الحجاج فمه وهل يرجو الحجاج الخير
إلا بعد الموت والله ما يسرني إلا أموت وان لي الدنيا وما فيها وما رأيت الله رضي
التخليد إلالاهون خلقه عليه إبليس حيث قال " انك لمن المنظرين إلى يوم الوقت
المعلوم " (3) فانظره إلى يوم الدين ولقد دعا الله تعالى العبد الصالح فقال " هب لي
ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " فأعطاه ذلك إلا البقاء فما عسى أن يكون أيها الرجل
وكلكم ذلك الرجل كأني والله بكل حي منكم ميتا وبكل رطب يابسا ثم نقل في ثياب

(1) سورة ص، الآية: 35.
(2) بالأصل " أبو سعد " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 126.
(3) سورة الأعراف، الآية: 15.
193

أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولا في ذراع عرضا فأكلت الأرض لحمه ومصت صديده
وانصرف الحبيب من ولده يقسم ماله أن الذين يعقلون ويعقلون ما أقول ثم نزل
انتهى (1).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا
أبو علي بن أبي نصر أنبأنا أبو سليمان بن زبر نبأنا محمد بن جعفر بن ملاس نبأنا
ربيعة بن الحارث الحمصي نبأنا سليمان بن سلمة نبأنا احمد (2) بن حمير نبأنا
عبد الملك نبأنا الأحوص بن حكيم الفارسي (3) عن أبيه عن جده قال حضرت (4)
نزيع الحجاج بن يوسف فلما حضره الموت جعل يقول ما لي ولك يا سعيد بن جبير
مالي ولك يا سعيد بن جبير مالي ولك يا سعيد بن جبير انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني نبأنا محمد بن علي نبأنا أبو
العباس بن قتيبة نبأنا إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي قال قال عمر ما
حسدت الحجاج عدو الله على شئ حسدي إياه على حبه القرآن واعطائه أهله وقوله
حين حضرته الوفاة اللهم اغفر لي فان الناس يزعمون انك لا تفعل انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا علي بن
الجعد اخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن
المنكدر قال كان عمر بن عبد العزيز يبغض الحجاج فنقس عليه بكلمة قالها عند
الموت اللهم اغفر لي فإنهم زعموا انك لا تفعل
قال حدثني بعض أهل العلم قال قيل للحسن أن الحجاج قال عند الموت كذا
وكذا قال اقالها قالوا نعم قال عسى انتهى
وذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي نبأنا أبو العباس المبرد نبأنا
الرياشي عن الأصمعي قال لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:

(1) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2080.
(2) في بغية الطلب 5 / 2091 محمد بن حمير.
(3) ابن العديم: العبسي.
(4) عن ابن العديم وبالأصل " حضر ".
194

يا رب قد خلف الأعداء واجتهدوا * بأنني رجل من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم * ما علمهم بكثير العفو غفار *
وأخبر بذلك الحسن فقال تالله نجا فيهما
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن
الحسين السراج أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن بنذار الشيرازي بمكة أنبأنا أبو بكر
أحمد بن علي بن لآل الهمذاني أنبأنا يونس أنبأنا أوس بن أحمد حدثنا محمد بن
إسحاق السراج نبأنا ابن أبي الدنيا نبأنا أحمد بن عبد الله قال لما مات الحجاج بن
يوسف لم يعلم بموته حتى أشرفت جارية فبكت فقالت إلا أن مطعم الطعام ومفلق
الهام وسيد أهل الشام قد مات ثم أنشأت تقول *
اليوم يرحمنا من كان يغبطنا * واليوم يأمننا من كان يخشانا * (1)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا
أبو بكر القطان أنبأنا أحمد بن يوسف السلمي نبأنا عبد الرزاق نبأنا معمر عن ابن
طاوس قال دخل رجل على أبي فقال مات الحجاج بن (2) يوسف يا أبا
عبد الرحمن (3) قال فقال له أبي اربعوا على أنفسكم حبس رجل عليه لسانه وعلم
ما يقول فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن برح الخفاء هذه نساء وافد بن سلمة قد
نشرن أشعارهن وحرقن ثيابهن ينحن عليه قال افعلوا قال نعم قال " فقطع دابر
القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العاملين " (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق نبأنا عبد الله بن عمر نبأنا
عثمان بن عمرو المخزومي نبأنا عمر بن زيد قال كنت عند الحسن فجاءه رجل فقال
مات الحجاج فسجد الحسن
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا عبد الله

(1) الخبر والشعر في بغية الطلب 5 / 2092.
(2) بالأصل " أبو ".
(3) بالأصل: " نبأنا عبد الله " مكان: " يا أبا عبد الرحمن " وقد أثبتت عن بغية الطلب 5 / 2096.
(4) سورة الأنعام، الآية 6 45.
195

أنبأنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الله الخرقي نبأنا أحمد بن سلمان النجاد نبأنا
ابن أبي الدنيا أنبأنا الحسين بن عمرو القرشي نبأنا عيسى بن حنيفة نبأنا العلاء بن
المغيرة قال بشر الحسن بموت الحجاج وهو مختف فسجد انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم نبأنا محمد بن أحمد بن الحسين بن
بشر بن موسى نبأنا الحميدي نبأنا عثمان بن عبد الرحمن عن علي بن زيد بن
جدعان قال أخبرت الحسن بموت الحجاج فسجد وقال اللهم عقيرك وأنت قتلته
فاقطع سنته وأرحنا من سنته واعماله الخبيثة ودعا عليه انتهى
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن (1) بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا إبراهيم الحربي نبأنا هارون بن معروف نبأنا ضمرة
عن ابن شوذب قال لما مات الحجاج قال الحسن اللهم قد أمته فأمت عنا سنته ثم
قال أن الله عز وجل قال لموسى عليه السلام ذكر بني إسرائيل أيام الله وقد كانت
عليكم أيام كأيام القوم (2).
أنبأنا أبو صادق مرشد (3) بن يحيى بن القاسم بن علي وأبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إبراهيم بن الخطاب حينئذ وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن
الكتاني (4) أنبأنا سهل (5) بن بشر قالوا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين
النيسابوري أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي أنبأنا أبو شعيب الحراني نبأنا
عفان نبأنا سليم بن أخضر عن ابن عون قال لما بلغ الحسن موت الحجاج قال
اللهم أن أمته فأذهب عنا سنته قال ابن عون فقال لي محمد حين مات الحجاج أن
لقيت خالدا (6) الربعي فاسأله هل يعود علينا مثل الحجاج قال ابن عون فلقيت خالدا
الربعي فسألته فقلت هل تجده يعود علينا مثل الحجاج قال لا ولكنها تلون
خاص (7).

(1) بالأصل " الحسين " خطأ، وقد مر.
(2) بغية الطلب 5 / 2096.
(3) بالأصل: " أبو صادق بن رشد " والمثبت عن سير الأعلام 19 / 475.
(4) بغية الطلب 5 / 2097 الكناني.
(5) في بغية الطلب: " سهيل " خطأ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 162.
(6) بالأصل " خالد ".
(7) بالأصل: " ولكنها تخوص " والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم.
196

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا
محمد بن عبد الله بن حمدوية نبأنا الحسين بن إدريس أنبأنا محمد بن عبد الله بن
عمار حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان قال قال أبي لما
قلت لإبراهيم أن الحجاج قد مات بكى من الفرح انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو نعيم نبأنا
سفيان عن يزيد بن شيخ يكون في محارب قال سمعت إبراهيم يسب الحجاج
قال ونبأنا يعقوب حدثني ابن نمير نبأنا ابن إدريس عن إسماعيل بن حماد
عن أبيه قال بشرت إبراهيم بموت الحجاج فبكى وقال ما كنت أرى أحدا يبكي من
الفرح (1)، انتهى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة حدثني محمد (2) بن خالد وغيره
قالا أنبأنا يزيد بن عبد ربه نبأنا عمير بن المغلس (3) حدثني أيوب بن منصور قال
سمعت عمرو (4) بن قيس يقول قال لي الحجاج متى كان مولدك يا أبا ثور قال قلت
عام الجماعة سنة أربعين قال وهي مولدي قال فتوفي الحجاج سنة خمس وتسعين
وتوفي عمرو بن قيس سنة أربعين كذلك اخبرني محمود الصواب أبو منصور (5).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر أنبأنا عبيد الله بن سعد الزهري
قال قال أبي ثم توفي الحجاج لأربع وعشرين من رمضان يعني سنة خمس
وتسعين (6).
قال (6) وأنبأنا عبيد الله بن سعد نبأنا هارون بن معروف نبأنا ضمرة عن ابن

(1) بغية الطلب لابن العديم 5 / 2096.
(2) في بغية الطلب لابن العديم 5. 2093: محمود.
(3) رسمها غير مقروء بالأصل " المعس " والمثبت عن بغية الطلب.
(4) عن بغية الطلب وبالأصل " عمر ".
(5) مكان العبارة بين معكوفتين بالأصل: " هو الصواب " والمثبت عن بغية الطلب.
(6) الخبر في بغية الطلب 5 / 2093.
197

شوذب قال ولي الحجاج العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات وهو ابن ثلاث
وخمسين سنة انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز الكتاني نبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو سليمان بن زبر حدثنا الهروي قال قرأت على الرشيدي أن موسى بن هارون
البزدي (1) حدثهم قال سمعت ابن عيينة يقول مات الحجاج سنة خمس وتسعين في
شوال وهو يومئذ بن أربع وخمسين انتهى
قال وأنبأنا أبي أبو محمد نبأنا إسماعيل هو ابن إسحاق قال ابن المديني مات
الحجاج سنة خمس وتسعين انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله (2) أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا عثمان نبأنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نبأنا
يحيى يعني ابن سعيد قال مات الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين انتهى
قال أنبأنا هارون بن معروف نبأنا ضمرة قال قال ابن شوذب ولي الحجاج
العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين ومات وهو ابن ثلاث وخمسين انتهى
قال وأنبأنا أبو نعيم قال والحجاج بن يوسف في خمس وتسعين مات في
رمضان ليلة سبع وعشرين وولي سنة خمس وسبعين (3)
قال وقال أبو نعيم قدم الحجاج الكوفة وهو ابن ثلاث وثلاثين وولينا عشرين
سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
العطار قال وأنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن عن زكريا بن
يحيى نبأنا الأصمعي قال توفي الحجاج وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وولي العراق
عشرين سنة (4) انتهى.

(1) في بغية الطلب: البردي.
(2) عن بغية الطلب وبالأصل " عبد الله ".
(3) بالأصل: " وتسعين " والصواب عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2094.
(4) الخبر في بغية الطلب 5 / 2094.
198

قال وأنبأنا الأصمعي نبأنا سهل بن أبي الصلت قال مات الحجاج في
رمضان سنة خمس وتسعين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة العصفري قال (1)
وفيها يعني سنة خمس وتسعين مات الحجاج في شهر رمضان وهو ابن ثلاث وخمسين
انتهى.
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله أنبأنا
عبد الواحد بن محمد بن عمران (2) نبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثني
إسماعيل بن إسحاق قال سمعت على بن المديني يقول مات الحجاج سنة خمس
وتسعين وفيها مات إبراهيم وفيها قتل سعيد بن جبير انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال قال ابن بكير هلك الحجاج في
سنة خمس وتسعين وهلك الوليد سنة ست (3) وتسعين انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد
نبأنا أحمد بن الحسين نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا محمد بن إسماعيل قال قال
يحيى بن سعيد مات الحجاج سنة خمس وتسعين
أخبرنا أبو بكر الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة
قال ولي الحجاج العراق سنة سبعين فأقام بالكوفة خمس سنين وأقام بواسط عشرين
سنة ومات في سنة خمس وتسعين هذا وهم والصواب (4) ما أخبرناه أبو عبد الله بن
البنا عن أبي تمام عن أبي عمر الخزاز أنبأنا محمد بن القاسم أنبأنا ابن أبي

(1) تاريخ خليفة بن خياط 307.
(2) في ابن العديم: " عمر ".
(3) بالأصل: ستة.
(4) كذا بالأصل، والعبارة " هذا وهم والصواب " سقطت من ابن العديم ولم يشر إلى أي توهيم وقد ورد فيه
الخبران بدون فصل.
199

خيثمة أنبأنا سليمان بن إبراهيم قال وقال أبو سفيان الحميري ولي الحجاج
العراق عشرين سنة قدمها سنة خمس وسبعين ومات سنة خمس وتسعين في شهر
رمضان ليلة سبع وعشرين ولي في خلافة عبد الملك بن مروان إحدى عشرة (1) سنة
وتسع سنين في خلافة الوليد وكان الحجاج ولي الحجاز ثلاث سنين وله ثلاثون
سنة ثم ولي العراق فمات وله ثلاث وخمسون سنة ودفن بواسط انتهى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف نبأنا أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرضح (2) نبأنا موسى بن الحسن نبأنا
سفيان بن زياد المخزومي نبأنا إبراهيم بن عيينة أخو سفيان بن عيينة عن سماك بن
حرب قال قيل لي في النوم إياك والغيبة إياك والنميمة إياك واكل لحوم الناس (3)
إياك والصلاة خلف الحجاج فإني أقسمت لأقصمنه كما قصم عبادي انتهى
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس هو الأصم نبأنا العباس بن
محمد الدوري نبأنا سفيان بن زياد المخزومي فذكره غير أنه قال
إياك والكذب إياك والنميمة إياك واكل لحوم الناس إياك والصلاة خلف الحجاج فإني أقسمت
لأقصمنه كما كان يقصم عبادي انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا تمام بن
محمد حدثني أبي اخبرني أبو بكر محمد بن علي بن دعامة القرشي (4) نبأنا
عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي حدثني الحسن بن عبد الرحمن الفزاري نبأنا
حجاج بن محمد نبأنا أبو معشر قال مات رجل عندنا بالمدينة فلما وضع على مغتسله
ليغسل استوى قاعدا ثم أهوى بيده إلى عينيه فقال بصر عيني بصر عيني بصر
عيني إلى عبد الملك بن مروان والى الحجاج بن يوسف يسحبان امعاءهما على النار
ثم عاد مضطجعا كما كان انتهى
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (5) وأبو الفوارس عبد الباقي

(1) بالأصل " عشر ".
(2) في ابن العديم 5 / 2099 فرصح.
(3) في ابن العديم: وأكل أموال اليتامى.
(4) في ابن العديم: القومسي.
(5) بالأصل " المحملي " والصواب والضبط عن التبصير.
200

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن الخلعي (1) أنبأنا أبو محمد النحاس
أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي نبأنا عبد الله العتكي نبأنا علي بن الحسين الدرهمي
نبأنا الأصمعي عن أبيه قال رأيت الحجاج في المنام فقلت ما فعل الله بك فقال
قتلني بكل قتلة قتلت بها انسانا ثم رأيته بعد الحول فقلت يا أبا محمد ما صنع الله
بك فقال يا ماص بظر أمه أما سألت عن هذا عام أول انتهى (2).
أخبر أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (3) وأبو الفوارس عبد الباقي بن
محمد بن عبد الباقي قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال
أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني املاء نبأنا أبو علي الحسين (4) بن صفوان
البردعي نبأنا أبو عبد الله الابزاري نبأنا داود بن رشيد قال سمعت أبا يوسف (5)
القاضي يقول كنت عند الرشيد فدخل عليه رجل فقال رأيت يا أمير المؤمنين الحجاج
البارحة في النوم قال في أي زي رأيته قال قلت في زي قبيح فقلت له ما فعل
الله بك قال ما أثب (6) وقال يا ماص بظر أمه قال هارون صدقت والله أنت
رأيت الحجاج حقا ما كان أبو محمد ليدع صرامته حيا وميتا انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن
عمر أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق نبأنا
هارون بن معروف نبأنا ضمرة نبأنا ابن شوذب عن أشعث الحداني قال رأيت
الحجاج في منامي بحال سيئة قلت يا أبا محمد ما صنع بك ربك قال ما قتلت أحدا
قتلة إلا قتلني بها قلت ثم مه قال ثم أمر بي إلى النار قلت ثم مه قال أرجو ما
يرجو أهل لا إله إلا الله قال فكان ابن سيرين يقول إني لأرجو له قال فبلغ ذلك
الحسن قال فقال الحسن أما والله ليخلفن الله عز وجل رجاءه فيه يعني ابن سيرين
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد وحدثنا أبو الحسن علي بن

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب عن التبصير.
(2) الخبر نقله ابن العديم 5 / 2098.
(3) بالأصل " المحملي " والصواب والضبط عن التبصير.
(4) بالأصل " الحسن " والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2098.
(5) بالأصل: سفيان " والصواب عن ابن العديم.
(6) كذا رسمها بالأصل، وسقطت اللفظة عن بغية الطلب.
201

مهدي أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو نصر بن الجبان أنبأنا
جعفر (1) بن الفضل المؤذن نبأنا محمد بن العباس بن الدرفس نبأنا أحمد بن أبي
الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني (2) يقول كان الحسن لا يجلس مجلسا إلا
ذكر الحجاج فدعا عليه فرآه في المنام قال فقال أنت الحجاج قال أنا الحجاج
قال ما فعل بك ربك قال قتلت بكل قتلة قتلة ثم عزلت مع الموحدين قال فامسك
الحسن بعد ذلك عن شتمه (3).
1218 الحجاج بن يوسف بن أبي منيع عبيد الله بن أبي زياد
أبو محمد الرصافي (4)
سمع جده عبيد الله بن أبي زياد أبا منيع الرصافي
روى عنه (5) عمرو (6) بن محمد بن بكير الناقد وأبو عبد الله محمد بن أسد
الخشي (7) الأسفرايني وأبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي وأبو جعفر أحمد بن
مهدي بن رستم الأصبهاني انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد بن هبة الله بن الحسن أنبأنا
محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نبأنا يعقوب بن سفيان (8)
نبأنا أبو اليمان اخبرني شعيب حينئذ
قال ونبأنا يعقوب قال ونبأنا حجاج بن أبي منيع حدثني جدي جميعا عن
الزهري اخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2099 أنبأنا الفضل بن جعفر المؤذن.
(2) بالأصل " الداربي " والمثبت عن ابن العديم.
(3) الخبر في بغية الطلب 5 / 2099 نقلا عن ابن عساكر، وعقب محققه في الحاشية بقوله " هذا الخبر ليس في
تاريخ ابن عساكر " كذا، وهو خطأ.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 447 وبغية الطلب لابن العديم 5 / 2100 والرصافي: هذه النسبة إلى رصافة
الشام التي كان ينزلها هشام بن عبد الملك وتنسب إليه، فيقال: رصافة هشام (انظر الأنساب).
(5) زيادة لازمة عن مصدري ترجمته.
(6) بالأصل " عمر " خطأ والصواب عن تهذيب التهذيب.
(7) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن سير الأعلام (ترجمته 10 / 655) وفيها الخوشي بالواو، ويقال:
الخشني.
(8) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 249 وما بعدها.
202

يقول انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى كان آواهم المبيت إلى غار فدخلوه
فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا انه والله لا ينجيكم من هذه
الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان
شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما اهلا ولا مالا فنأى بي الشحر (1) فلم أرح عليهما
حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فجئتهم به فوجدتهما نائمين فتحرجت أو أوقظهما
وكرهت أن أغبق قبلهما اهلا ومالا (2) فقمت والقدح في يدي انتظر استيقاظهما حتى
برق (3) الفجر فاستيقظا فشربا غبقهما اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك
فافرج عنا ما نحن فيه قال حجاج من هم هذه الصخرة فانفرجت عنا انفراجا لا
يستطيعون الخروج منه
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال الآخر كانت لي بنت عم أحب الناس إلي فأردتها
على نفسها فامتنعت مني حتى المت بها سنة قال حجاج جهدت فيه من السنين
فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينارا على أن تخلي بينها وبين نفسي ففعلت حتى إذا
قدمت عليها قالت لا أحل لك أن تنقض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها
فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم فإن كنت
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه قال حجاج من هم هذه الصخرة
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قال الثالث اللهم استأجرت اجراء فأعطيتهم أجورهم إلا
رجلا واحدا منهم ترك ماله الذي له وذهب فثمرت اجره (4) حتى كثرت الأموال
فارتعجت (5) فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من
اجرتك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت له أني
لا استهزئ بك فاخذ ذلك كله فاستاقه فلم يبق (6) منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك

(1) كذا بالأصل، وفي المعرفة والتاريخ: " السحر " وفي مختصر ابن منظور 6 / 234 " فنأى بي [طلب] الشجر ".
(2) في المعرفة والتاريخ: " ولا مالا ".
(3) في المعرفة والتاريخ: يبدو.
(4) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(5) كذا، وفي المعرفة والتاريخ: " ارتجت " وفي اللسان (رعج): يقال للرجل إذا كثر ماله وعدده: قد ارتعج
ماله وارتعج عدده.
(6) المعرفة والتاريخ: لم يترك.
203

ابتغاء لوجهك فافرج عنا ما نحن فيه قال حجاج من هم هذه الصخرة فانفرجت
فخرجوا من الغار يمشون انتهى (1) [* * * *]
أنبأنا أبو نصر محمد بن الحسن بن البنا وأبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن
الدوري قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا محمد بن العباس بن حيوية حدثنا
الحسين بن محمد يعني ابن عبد الله بن عبادة الواسطي قال سمعت هلال بن العلاء
يقول كان حجاج بن أبي منيع من اعلم الناس بالأرض وما أنبتت واعلم بالفرس من
ناصيته إلى حافره واعلم الناس بالبعير من سنامه إلى خفه وكان مع بني هشام في
الكتاب وهو حجاج بن عبيد الله بن أبي زياد وهو شيخ ثقة (2).
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد احمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (3) حجاج بن أبي منيع الشامي سمع جده
عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد
الرازي في كتابه أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا علي بن الحسين بن بندار
الأذني أنبأنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني قال في الطبقة الخامسة من
أهل الجزيرة حجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي سمعت هلال بن العلاء يقول
أبو منيع عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري وهو مولى آل هشام بن عبد الملك قال
وكنية الحجاج أبو محمد كان لزم حلب في آخر عمره انتهى (4).
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن علي الهمذاني إجازة أنبأنا أبو بكر
الصفار أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد قال أبو محمد

(1) الحديث أخرجه البخاري بإسناده إلى عمر (صحيح البخاري - كتاب الإجارة - باب رقم 12) وأخرجه
أحمد من غير طريق أبي اليمان 2 / 116.
(2) بغية الطلب 5 / 2014.
(3) التاريخ الكبير 1 / 2 / 380.
(4) بغية الطلب 5 / 2102.
204

الحجاج بن يوسف بن أبي منيع بن عبيد الله بن أبي زياد الشامي سكن الرصافة
بالجزيرة سمع جده عبيد الله بن أبي زياد الشامي روى عنه أبو عبد الله محمد بن
أسد الخشي (1) وأبو عثمان عمرو بن محمد بن بكير الناقد البغدادي كناه لنا أبو عروبة
السلمي سمع الهلال يعني ابن العلاء يقوله انتهى قوله الجزيرة هذا وهم هي
شامية (2).
1219 الحجاج بن يوسف القرشي
حكى عن عبد الله بن أبي زكريا وعمر بن عبد العزيز انتهى
روى عنه ابنه ابن الحجاج انتهى
قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسين بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد
قرأته بخط عبد العزيز أنبأنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن
معاذ العنسي الداراني قراءة في داريا أنبأ أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم
القاضي نبأنا يزيد بن حمد بن عبد الصمد نبأنا سليمان يعني ابن عبد الرحمن
نبأنا محمد بن الحجاج قال قلت (3) إلى الحجاج بن يوسف وخالد بن دهقان وخالد بن
يزيد يقولون دخلنا مع ابن أبي زكريا نعود مريضا فأتي بطعام فأكل ابن أبي زكريا واكلنا
معه انتهى
قال ونبأنا محمد بن الحجاج قال سمعت أبي الحجاج بن يوسف يقول أمر
عمر بن عبد العزيز بقطع الكرم وكان ينهي عن العصير ولايته كلها حتى مات (4).
1220 حجار بن أبجر بن جابر بن عايذ بن شريط (5) بن عمرو بن مالك
ابن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
أبو أسيد البكري العجلي الكوفي
سمع عليا ومعاوية

(1) إعجامها غير واضح، وفي بغية الطلب: " الحبشي " والأصل ما أثبت وقد تقدم في بداية الترجمة.
(2) وعقب أيضا ابن العديم بعد نقله الخبر 5 / 2103 على قول الحاكم أيضا بقوله: وقوله سكن الرصافة
بالجزيرة وهم أيضا فإن الرصافة من أعمال قنسرين من الشام، وليست من الجزيرة وجده عبيد الله منها،
لكنه رأى أب ا عروبة وذكره من أهل الجزيرة... وهي شامية.
(3) كذا.
(4) ما بين معكوفتين عن تهذيب ابن عساكر 4 / 87 ومكانها مطموس بالأصل.
(5) بالأصل " شروط " والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص 314.
205

روى عنه سماك بن حرب وعاصم بن بهدلة
أنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن
يزداد قالا أنبأنا أبو الحسين الطيوري أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن
عمر الشيرازي أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن حيوية بن أحمد بن حمة
الخلال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نبأنا جدي يعقوب نبأنا
أبن داود بن عمرو نبأنا شريك عن سماك عن حجار بن أبجر قال كنت عند معاوية
واختصم إليه رجلان في ثوب فقال أحدهما هذا ثوبي وأقام البينة وقال الآخر ثوبي
أشريته من رجل لا اعرفه فقال لو كان لها ابن أبي طالب فقلت قد شهدته في مثلها قال
كيف صنع قال قضى بالثوب للذي أقام البينة فقال الآخر أنت ضيعت مالك
انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنبأنا
أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله أنبأنا محمد بن أحمد بن
البراء قال سمعت علي بن المديني يقول في الطبقة الثانية ممن لم يكثر ولم يعرف
أبو الزعراء وحجية بن عدي وربيعة بن ماجد (1) بن الحكم
ويزيد بن قيس وكليب وحجار انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني
زاد الأنماطي وأبو الفضل العدل قال أنبأنا أبو الحسن الأصبهاني أنبأنا أبو
الحسين الأهوازي أنبأنا أبو حفص الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط قال في الطبقة
الأولى من تابعي أهل الكوفة حجار بن أبجر بن جابر بن بجير بن عايذ بن شريط بن
عمير بن مالك بن ربيعة بن زاهم قال ما هؤلاء فأخبر ثم أنشأ يقول *
وان كان حجار بن أبجر كافرا * فما مثل هذا من كفور بمنكر
أترضون هذا كان قسا ومسلما * جميعا لدي يغش فيا قبح منظر *

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل تركت مكانها بياضا.
206

" ذكر من اسمه حجر (1) بالحاء والجيم "
1221 حجر بن عدي الأدبر بن جبلة بن عدي
ابن ربيعة بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور
وهو كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة
ابن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
ويسمى أبوه الأدبر لأنه طعن موليا فسمي الأدبر
أبو عبد الرحمن الكندي (2)
من أهل الكوفة وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم)
وسمع عليا وعمار بن ياسر وشراحيل بن مرة ويقال شرحبيل
روى عنه أبو ليلى الكندي (3) مولاه و (4) عبد الرحمن بن عابس وأبو
البختري الطائي
وغزا الشام في الجيش الذين افتتحوا عذراء (5) وشهد صفين مع علي أمير

(1) بالأصل: " حجر بالجيم والحاء " كذا، والصواب ما أثبت.
(2) ترجمته في أسد الغابة 1 / 461 طبقات ابن سعد 6 / 217 الاستيعاب 1 / 356 والإصابة 1 / 314 الأغاني
17 / 133 الوافي بالوفيات 11 / 321 وسير أعلام النبلاء 3 / 462 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر
أخرى ترجمت له.
وانظر عامود نسبه في مصادر ترجمته باختلاف، بزيادة اسم أو سقوط آخر.
(3) يقال هو سلمة بن معاوية وقيل بالعكس، وقيل المعلى (انظر تقريب التهذيب).
(4) زيادة لازمة، وانظر ترجمة عبد الرحمن بن عابس في تهذيب التهذيب وبالأصل " عايش ".
(5) الزيادة عن الوافي بالوفيات 11 / 321.
207

المؤمنين أميرا (1) وقتل بعذراء من قرى دمشق ومسجد قبره بها معروف
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد نبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن عبد الله العماني أنبأنا أبو حصين الوادعي نبأنا
عبادة بن زياد الأسدي نبأنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي
البختري عن حجر بن عدي قال سمعت شراحيل بن مرة قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول ابشر يا علي حياتك وموتك معي (2) انتهى [* * * *]
قال وأنبأنا خيثمة بن سليمان نبأنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (3) نبأنا
محول بن إبراهيم عن عمر بن شمر عن أبي طوق عن جابر الجعفي وذكر عن
محمد بن بشر قال قام حجر بن عدي يخطب على شاطئ الفرات حمد الله تعالى
وأثنى عليه ثم قال اشهد أني سمعت شرحيل بن مرة يزعم أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول ابشر يا علي حياتك وموتك معي [* * * *] انتهى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر الأشناني
حدثنا أبو الحسن الطرائفي نبأنا عثمان بن سعيد نبأنا عبد الله بن رجاء البصري نبأنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ليلى قال قال حجر بن عدي بن سمعت علي بن أبي
طالب يقول الوضوء نصف الإيمان
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد بن الحسن بن علي (4)
الجوهري أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق المعروف بالعسكري
نبأنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام نبأنا
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان حينئذ أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن
البغدادي أنبأنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن البراتي أنبأنا أبو عمر
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن

(1) الزيادة عن الوافي بالوفيات 11 / 321.
(2) الحديث في كنز العمال 11 / 32984 وبغية الطلب 5 / 2106.
(3) ترجمته في سير الأعلام 13 / 239.
(4) بالأصل: " أبو محمد عبد الله بن عبد الله الجوهري " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام
18 68.
208

محمد بن عمر بن يزيد الزهري نبأنا عبد الرحمن بن عمر رسته (1) حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي نبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن
حجر بن عدي حدثنا قال علي إن الطهور نصف الإيمان وقال أبو عبيد شطر
الإيمان انتهى
وأخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد حدثنا طراز بن محمد أنبأنا
عبد الله بن يحيى نبأنا إسماعيل الصفار نبأنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق
أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن حجر بن عدي ورأى ابن أخ
له خرج من الخلاء فقال يا ويلتي تلك من الكوة فقرأها فقال حدثنا علي بن أبي
طالب أن الطهر نصف الإيمان انتهى
وأخبرنا أبو سعد البغدادي أنبأنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد أنبأنا أبو
عمر عبد الله بن محمد بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الزهري نبأنا
عمي نبأنا أبو داود حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق (2) عن أبي ليلى
الكندي قال دخلنا على حجر بن عدي الكندي فقلنا له أن ابنك خرج بالغائط ولم
يرفع بالوضوء رأسا فقال له يا جارية ناوليني الصحيفة من الكوة فناولته فقرأ فإذا
فيها بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما حدثني علي بن أبي طالب أن الطهور نصف
الإيمان انتهى
رواه أبو هلال التغلبي عن أبي ليلى الكندي
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري
أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرزاني
أنبأنا احمد أنبأنا حميد بن زنجويه نبأنا محمد بن يوسف نبأنا يونس بن أبي
إسحاق عن أبي هلال التغلبي عمير بن نمير حدثني غلام لحجر بن عدي الكندي
قال قلت لحجر أني رأيت أبيك أتى الخلاء ولم يتوضأ قال ناولني تلك الصحيفة من
الكوة فناولته فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما سمعت علي بن أبي طالب أن
الطهور نصف الإيمان

(1) إعجامها غير واضح ورسمها مشوش بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 242.
(2) بالأصل " بن ".
209

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا يوسف بن
رباح بن علي أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بشر الدولابي نبأنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة حجر بن الأدبر
الكندي سمع من علي انتهى (1)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا محمد بن
سعد قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة حجر بن الأدبر الكندي والأدبر بن
عدي بن جبلة قتله معاوية انتهى كذا فيه وعدي الثاني (2) مزيد انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن
سعد (3) في الطبقة الرابعة من الصحابة حجر الخير بن عدي الأدبر وانما طعن موليا
فسمي الأدبر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن
الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي جاهلي اسلامي وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد
القادسية وهو الذي افتتح مرج عذار وشهد الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب
وكانوا ألفين وخمسمائة من العطاء وقتله معاوية بن أبي سفيان وأصحابه بمرج عذراء
وابناه عبيد الله وعبد الرحمن ابنا حجر بن عدي وقتلهما مصعب بن الزبير صبرا وكانا
يتشيعان وكان حجر ثقة معروفا ولم يرو عن غير علي شيئا انتهى كذا قال وقد
قدمنا ذكر روايته عن عمار وشراحبيل (4) بن مرة انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن فاضل نبأنا أبو
الفضل بن خيرون المبارك بن عبد الجبار ومحمد بن المظفر بن علي واللفظ له
قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن

(1) بغية الطلب لابن العديم 5 / 2106.
(2) كذا ولم يرد بالأصل إلا " عدي " مرة واحدة، والخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2107 نقلا عن ابن
سعد وفيه: والأدبر بن عدي بن عدي بن جبلة قتله معاوية.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 217 وقد ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم). كذا
ورد فيه.
(4) كذا، ولعله: شراحيل أو شرحبيل.
210

عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) حجر بن عدي الكندي
قتل في عهد عائشة قاله عمر بن عاصم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن
سعيد بن المسيب عن مروان وسمع عليا وعمارا بصفين قولهما يعد في الكوفيين
روى عنه أبو ليلى الكندي وعبد الرحمن بن عابس وهو ابن الأدبر والأدبر عدي
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قال أنبأنا أبو الحسين بن
الأبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني قال حجر بن عدي بن الأدبر الكندي وقيل
الأدبر هو عدي
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال حجر بن عدي بن الأدبر الكندي وقيل الأدبر هو عدي انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الأبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي
الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال حجر بن عدي بن الأدبر
الكندي وقيل الأدبر هو عدي روى عن علي بن أبي طالب روى عنه أبو ليلى
الكندي قيل إنه يكنى أبا عبد الرحمن قتل سنة إحدى وخمسين انتهى (3)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد الأصبهاني أنبأنا أبو
الحسن أحمد بن أبي بكر الأصبهاني أنبأنا أبو أحمد العسكري قال واما حجر
الحاء مضمومة والجيم ساكنة ويجوز ضمها في اللغة فمنهم حجر بن عدي بن
الأدبر جاهلي اسلامي يذكر بعضهم انه وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) هو وأخوه وأكثر أصحاب
الحديث لا يصححون له رواية شهد القادسية وافتتح مرج عذراء وشهد الجمل
وصفين مع علي ثم قتله معاوية بعد ذلك وكان مع علي بصفين حجر الخير وحجر
الشر فأما حجر الخير فهذا واما حجر الشر فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة
انتهى (4).

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 72.
(2) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2108.
(4) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2109.
211

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال واما ادبر
عوض الزاي دال مهملة فهو حجر بن عدي بن الأدبر الكندي واسم الأدبر جبلة
وقيل أن الأدبر هو عدي وقال المرزباني وقد روي أن حجر بن عدي وفد إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أخيه هانئ بن عدي وقد روى حجر عن علي بن أبي طالب روى عنه أبو
ليلى الكندي انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي أنبأنا عبد الواحد بن علي
العلاف أنبأنا علي بن أحمد الحمامي أنبأنا القاسم بن سالم بن عبد الله نبأنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نبأنا يعلى بن عبيد حدثني الأعمش عن
أبي إسحاق قال قال سلمان لحجر يا ابن أم حجية لو تقطعت أعضاء ما بلغنا الإيمان
انتهى
قال وحدثنا عبد الله حدثني أحمد بن إبراهيم نبأنا حجاج بن محمد نبأنا أبو
معشر قال كان حجر بن عدي رجلا من كندة وكان عابدا قال ولم يحدث قط إلا توضأ
وما يهريق ماء إلا توضأ وما توضأ إلا صلى (2) انتهى
قال ونبأنا عبد الله حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني حدثني
إبراهيم بن أعين عن السري بن يحيى عن عبد الكريم بن رشيد أن حجر بن عدي بن
الأدبر كان يلمس فراش أمه بيده فيتهم غليظ يده فينقلب على ظهره فإذا امن أن يكون
عليه شئ أضجعها (3) انتهى
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أبو
عبد الله النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا التستري قال
حدثنا خليفة العصفري (4) في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين قال أبو
عبيدة وعلى الكندة حجر بن عدي الكندي انتهى
أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ أخبرنا أبو القاسم بن

(1) الإكمال لابن ماكولا 1 / 52 و 53.
(2) بغية الطلب 5 / 2112.
(3) بالأصل " اضطجعها " والمثبت عن ابن العديم 5 / 2112.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 194.
212

السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن
جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان في تسمية امراء يوم صفين من أصحاب علي حجر بن
عدي بن ادبر الكندي (1)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا عبد الواحد بن علي أنبأنا علي بن أحمد
أنبأنا القاسم بن سالم أنبأنا عبد الله بن أحمد نبأنا يعقوب بن إسحاق بن حبان (2)
نبأنا أبو ظفر عن جعفر بن سليمان الضبعي حدثني صاحب لنا عن يونس بن عبيد
قال كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أني قد احتجت إلى مال فأمدني بمال فجهز
المغيرة إليه عيرا تحمل المال فلما فصلت العير بلغ حجرا وأصحابه فجاء حتى اخذ
بالقطار فحبس العير قال لا والله حتى توفي كل ذي حق حقه فبلغ المغيرة ذلك أنه
قد رد العير معه فقال شباب ثقيف ائذن لنا أصلحك الله فيه فنأتيك برأسه الساعة
قال لا والله ما كنت لأركب هذا من حجر أبدا فبلغ معاوية فاستعمل (3) زيادا وعزل
المغيرة (4).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي
الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري نبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان نبأنا
أبي نبأنا (5) حماد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظلي حدثني
(6) مولى زياد قال أرسلني زياد إلى حجر بن الأدبر فأبى أن يأتيه ثم
عادني إليه فأبى أن يأتيه قال فأرسل إليه أبي (7) قال ونبأنا أبو معاذ عن
ابن عون عن محمد قال لما كان من حجر الذي كان بعث به إلى معاوية فلما دخل عليه
قال السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال معاوية أو أمير المؤمنين
أنا قال نعم والله قال والله لأقيلك ولا أستقيلك قال فكلمه ثم أمر به فقتل

(1) كذا ولم يرد اسمه في المعرفة والتاريخ المطبوع للفسوي انظر 3 / 315 والخبر في بغية الطلب 5 / 2112
نقلا عن يعقوب.
(2) إعجامها غير واضح والمثبت عن معجم البلدان وهي إحدى محال نيسابور.
(3) بالأصل " زياد "
(4) الخبر في بغية الطلب 5 / 2113.
(5) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(6) كلمة مهملة بالأصل ورسمها: " مل " وسماه في مختصر ابن منظور 6 / 238 " فيل ".
(7) بياض بالأصل مقداره عدة كلمات.
213

انتهى قال أبي وحجر بن عدي بن جبلة الكندي انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن
عدي بن علي بن محمد بن فهد (1) العلاف أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي أنبأنا
القاسم بن سالم أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي
نبأنا حجاج بن محمد حدثني أبو معشر قال فاعترف (2) به معاوية وأمره على العراقين
يعني زيادا قال فلما قدم الكوفة دعا حجر بن الأدبر فقال يا أبا عبد الرحمن كيف
تعلم حبي لعلي قال شديد قال فإن (3) ذاك قد انسلخ أجمع فصار بغضا فلا
تكلمني بشئ نكرهه فإني أحذرك فكان إذا جاء ابان العطاء قال حجر لزياد اخرج
العطاء فقال جاء أبانه فكان يخرجه وكان لا ينكر حجر شيئا حتى زياد إلا رده عليه
فخرج زياد إلى البصرة واستعمل على الكوفة عمرو (4) بن حريث فصنع عمرو شيئا كرهه
حجر فناداه وهو على المنبر فرد عليه ما صنع حصبه هو وأصحابه قال فأبرد عمرو (4)
مكانه بريدا إلى زياد وكتب إليه بما صنع حجر فلما قدم البريد على زياد ندم (5)
عمرو (4) بن حريث وخشي أن يكون من سطواته ما يكره وخرج زياد من البصرة إلى
الكوفة فتلقاه عمرو بن حريث في بعض الطريق فقال إنه لم يكن شئ يكرهه وجعل
يسكنه فقال زياد كلا والذي نفسي بيده حتى آتي الكوفة فانظر ماذا اصنع (6) فلما قدم
الكوفة سأل عمرا عن البينة وسأل أهل الكوفة فشهد شريح في رجال معه على أنه حصب
عمرا ورد عليه واجتمع حجر وثلاثة آلاف من أهل الكوفة فلبسوا السلاح وجلسوا في
المسجد فخطب زياد الناس وقال يا أهل الكوفة ليقم كل رجل منكم إلى سفيهه
فليأخذه فجعل الرجل يأتي ابن أخيه وابن عمه وقريبه فيقول قم يا فلان قم يا فلان
حتى بقي حجر في ثلاثين رجلا فدعاه زياد فقال أبا عبد الرحمن قد نهيتك أن تكلمني
وان لك عهد الله إلا تراب بشئ حتى تأتي أمير المؤمنين وتكلمه فرضي بذلك حجر

(1) رسمها بالأصل تقرأ: " فهر " والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2177.
(2) يعني بزياد، حيث ألحقه بنسبه، واعترف بأخوته له.
(3) بالأصل: " كان " والمثبت عن بغية الطلب ومختصر ابن منظور 6 / 237.
(4) بالأصل " عمر ".
(5) محيت الكلمة بالأصل، واللفظة مستدركة عن ابن العديم والمختصر.
(6) بالأصل " صنع ".
214

وخرج إلى معاوية ومعه عشرون رجلا من أصحابه ومعه رسل زياد حتى نزلوا مرج
العذراء قال أما والله إني لأول خلق الله كبر فيها انتهى
قال وأنبأنا عبد الله قال أخبرت عن جعفر بن سليمان عن هشام قال قال ابن
سيرين لم يكن لزياد هم لما قدم الكوفة إلا حجرا وأصحابه فتكلم يوما زياد وهو على
المنبر فقال أن من حق أمير المؤمنين من حق أمير المؤمنين مرارا فقال كذبت ليس
ذلك فسكت زياد ونظر إليه ثم عاد في كلامه فقال أن من حق أمير المؤمنين أن من
حق أمير المؤمنين مرارا نحوا من كلامه فأخذ حجر كفا من حصا فحصبه وقال كذبت
كذبت كذبت عليك لعنة الله قال فانحدر زياد من المنبر وصلى ثم دخل الدار وانصرف
حجر فبعث إليه زياد الخيل والرجال أجب قال حجر أني والله ما أنا بالذي يخاف
ولا آتيه أخاف على نفسي قال هشام قال ابن سيرين لو مال لمال (1) أهل الكوفة
معه ولكن كان رجلا ورعا وأبى زياد أن يقلع عنه الخيل والرجال حتى اصطلحا أن
يقيده بسلسلة ويرسله في ثلاثين من أصحابه إلى معاوية فلما خرج اتبعه زياد بردا
بالكتب بالركض إلى معاوية أن كان لك في سلطانك حاجة أو في الكوفة حاجة فاكفني
حجرا وجعل يرفع الكتب إلى معاوية حتى ألهفه عليه فقدم فدخل عليه فقال السلام
عليك يا أمير المؤمنين قال معاوية أو أمير المؤمنين أنا قال نعم ثلاثا فأمر بحجر
وبخمسة عشر رجلا من أصحابه قد كتب زياد فيهم وسماهم واخرج حجرا وأصحابه
الخمسة عشر وقد أمر بضرب أعناقهم فقال حجر للذي أمر بقتله دعني فلأصلي
ركعتين قال صله فصلى ركعتين خفيفتين فلما سلم اقبل على الناس فقال لولا أن
تقولوا جزع من القتل لأحببت أن تكون ركعتان أنفس مما كانتا وأيم الله لئن لم تكن
صلاتي فيما مضى تنفعني فما هاتان بنافعتي شيئا ثم اخذ برده فتحرم به ثم قال لمن
يليه من قومه ومن يتحرن به لا تخلوا قيودي ولا تغسلوا عني الدم فإني اجتمع أنا
ومعاوية غدا على المحجة انتهى
قال أنبأنا عبد الله حدثني أبو محمد بن أبي الحسن الجوهري نبأنا أبو خيثمة
نبأنا وهب بن جرير نبأنا أبي نبأنا محمد بن الزبير الحنظلي عن فيل (2) مولى زياد

(1) كتبت فوق السطر.
(2) اضطرب إعجامها بالأصل والمثبت " فيل " عن بغية الطلب 5 / 2119 ومختصر ابن منظور 6 / 238.
215

قال لما قدم زياد الكوفة أميرا أكرم حجر بن الأدبر وأدناه فلما أراد الانحدار إلى البصرة
دعاه فقال يا حجر انك قد رأيت ما صنعت بك واني أريد البصرة وأحب أن تشخص
معي واني أكره أن تخلف بعدي فعسى أن أبلغ عنك شيئا فيقع في نفسي فإذا كنت
معي لم يقع في نفسي من ذاك شئ فقد علمت رأيك في علي بن أبي طالب وقد كان
رأيي فيه قبلك على مثل رأيك فلما رأيت الله صرف ذلك الأمر عنه إلى معاوية لم اتهم
الله ورضيت به وقد رأيت ما صار أمر علي وأصحابه واني أحذرك أن تركب (1) اعجاز
أمور هلك من ركب صدرها فقال له حجر أني مريض ولا أستطيع الشخوص معك
قال صدقت والله إنك لمريض مريض (2) الدين مريض القلب مريض العقل وأيم
والله لئن بلغني عنك شئ أكرهه لأحرصن على قتلك فانظر إلى نفسك أو دع
فخرج زياد فلحق بالبصرة واجتمع إلى حجر قراء أهل الكوفة فجعل عامل زياد
لا ينفذ له أمر ولا يريد شيئا إلا منعوه إياه فكتب إلى زياد أني والله ما أنا في شئ وقد
منعني حجر وأصحابه كل شئ فأنت اعلم فركب زياد بعماله حتى اقتحم الكوفة فلما
قدمها تغيب حجر وأصحابه فجعل يطلبه فلا يقدر عليه فبينما هو جالس يوما وأصحاب
الكراسي حوله فيهم الأشعث (3) بن قيس إذ أتى الأشعث ابنه محمد فناجاه وبلغه أن
حجرا قد لجأ إلى منزله فقال له زياد ما قال لك ابنك قال لا شئ قال والله
لتخبرني ما قال لك حتى اعلم انك قد صدقت أو لا تبرح مجلسك حتى أقتلك فلما
عرف الأشعث اخبره فقال لرجل من أهل الكوفة من أشرافهم قم فائتني به قال
اعفني أصلحك الله من ذلك ابعث غيري قال لعنة الله عليك خبيثا مخبثا والله لتأتيني به
وألا قتلتك فخرج الرجل حتى دخل عليه فأخذه وأخبر حجر الخبر فقال له ابعث إلى
جرير بن عبد الله فليكلمه فيك فإني أخاف أن يعجل عليك فدخل جرير على زياد
فكلمه فقال هو آمن من أن اقتله ولكن أخرجه فابعث به إلى معاوية فجاء به على ذلك

(1) بالأصل " نزلت " والمثبت عن بغية الطلب.
(2) بالأصل " مرض " والمثبت عن بغية الطلب والمختصر.
(3) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2120 وعقب عليه: قلت هكذا جاء في هذه الرواية منهم
" الأشعث بن قيس " وهو وهم فاحش، فإن هذه القصة كانت في سنة إحدى وخمسين أو في سنة خمسين،
والأشعث مات في سنة أربعين قبل هذه الوقعة بإحدى عشرة سنة، وقد ذكرنا فيما نقلناه
من ابن ديزيل أن الذي طلب منه معاوية (الصواب: زياد) إحضار حجر إليه هو محمد بن الأشعث.
وقال ابن العديم: والعجب أن الحافظ أبا القاسم ذكر هذه القصة بهذا الإسناد ولم ينبه على هذا الوهم.
216

فأخرجه من الكوفة ورهطا معه وكتب إلى معاوية أن اغن عني حجرا أن كان لك فيما
قبلي حاجة فبعث معاوية فتلقي بالعذراء فقتل هو وأصحابه وملك زياد العراق خمس
سنين ثم مات سنة ثلاث وخمسين انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي حينئذ وأخبرنا أبو محمد
السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن
الطبري قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن
سفيان قال قال أبو نعيم ذكر زياد بن سمية علي بن أبي طالب على المنبر فقبض حجر
على الحصباء ثم أرسلها وحصب من حوله زياد فكتب إلى معاوية أن حجرا حصبني
وأنا على المنبر فكتب إليه معاوية أن تحمل إليه حجرا فلما قرب من دمشق بعث من
يتلقاهم فالتقاهم بعذراء فقتلهم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد (1) قال
وذكر بعض أهل العلم انه يعني حجرا وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أخيه هانئ بن عدي وكان
من أصحاب علي فلما قدم زياد بن أبي سفيان واليا على الكوفة دعا الحجر بن عدي
فقال أتعلم أني أعرفك وقد كنت أنا وإياك على ما قد علمت يعني من حب علي بن
أبي طالب وانه قد جاء غير ذلك واني أنشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه
كله أملك عليك لسانك وليسعك منزلك هذا سريري فهو مجلسك وحوائجك
مقضية لدي فاكفني نفسك فإني أعرف عجلتك فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في
نفسك وإياك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك فإنك لو هنت علي
أو استخففت بحقك لم أخصك بهذا من نفسي فقال حجر قد فهمت ثم انصرف إلى
منزله فأتاه إخوانه من الشيعة فقالوا ما قال لك الأمير قال قال لي كذا وكذا وكذا
قالوا ما نصح لك فأقام وفيه بعض الاعتراض وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون
انك شيخنا وأحق الناس بإنكار هذا الأمر وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه فأرسل

(1) طبقات ابن سعد 6 / 217 وما بعدها، والخبر نقله ابن العديم العديم في بغية الطلب 5 / 2121 نقلا عن ابن
سعد.
217

إليه عمرو (1) بن حريث وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة وزياد بالبصرة أبا
عبد الرحمن ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت قال للرسول
تنكرون ما أنتم فيه إليك وراءك أوسع لك فكتب عمرو (1) بن حريث بذلك إلى زياد
وكتب إليه إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل فاغذ (2) زياد السير حتى قدم الكوفة
فأرسل إلى عدي بن حاتم وجرير بن عبد الله البجلي وخالد بن عرفطة العذري حليف
بني زهرة والى عدة من اشراف أهل الكوفة فأرسلهم إلى حجر بن عدي ليعذر إليه وينهاه
عن هذه الجماعة وان يكف لسانه عن ما يتكلم به فأتوه فلم يجبهم إلى شئ فلم يكلم
أحدا منهم وجعل يقول يا غلام اعلف البكر قال وبكر في ناحية الدار فقال له
عدي بن حاتم أمجنون أنت أكلمك بما أكلمك به وأنت تقول يا غلام اعلف البكر
فقال عدي لأصحابه ما كنت أظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما أرى فنهض القوم
عنه واتوا زيادا (4) وأخبروه بعض وخزنوا بعضا وحسنوا آمره وسألوا زيادا (3) الرفق به
فقال لست إذا لأبي سفيان فأرسل إليه الشرط والبخارية فقاتلهم بمن معه ثم انفضوا
عنه واتي به زياد وبأصحابه فقال له ويلك ما لك قال أني على بيعتي لمعاوية لا أقيلها
ولا أستقيلها فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال اكتبوا شهادتكم على حجر
وأصحابه ففعلوا ثم وفدهم على معاوية وبعث بحجر وأصحابه إليه وبلغ عائشة
الخبر فبعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي إلى معاوية يسأله أن يخلي
سبيلهم فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفي يا أمير المؤمنين جدادها جدادها (1) لا
تعن بعد العام اثرا فقال معاوية لا أحب أن أراهم ولكن اعرضوا علي كتاب زياد
فقرئ عليه الكتاب وجاء الشهود فشهدوا فقال معاوية بن أبي سفيان أخرجوهم إلى
عذراء فاقتلوهم هنالك قال فحملوا إليها فقال حجر ما هذه القرية قالوا عذراء
قال الحمد لله أنا والله لأول مسلم نبح كلابها في سبيل الله ثم اتي بي اليوم إليها
مصفودا ودفع كل رجل منهم إلى رجل من أهل الشام ليقتله قال ودفع حجر إلى
رجل من حمير فقدمه ليقتله فقال يا هؤلاء دعوني لأصلي ركعتين فتركوه فتوضأ

(1) بالأصل " عمر " والمثبت عن ابن سعد.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن ابن سعد.
(3) بالأصل " زياد ".
(4) كذا بالأصل وابن سعد، وفي بغية الطلب: جذاذها، بالذال المعجمة.
218

وصلى ركعتين فطول فيهما فقيل له طولت أجزعت فانصرف فقال ما توضأت قط
إلا صليت وما صليت صلاة قط أخف من هذه ولئن جزعت لقد رأيت سيفا مشهورا
وكفنا منشورا وقبرا محفورا وكانت عشائرهم جاؤوهم بالأكفان وحفروا لهم القبور
ويقال بل معاوية الذي حفر لهم القبور وبعث إليهم بالأكفان وقال حجر اللهم أنا
نستعديك على أمتنا فإن أهل العراق شهدوا علينا وان أهل الشام قتلونا قال فقيل لحجر
مد عنقك فقال أن ذاك لدم ما كنت لأعين عليه فقدم فضربت عنقه وكان معاوية قد
بعث رجلا من بني سلامان بن سعد يقال له هدبة بن فياض قال الصوري وفي نسخة
قباص (1) مضبوط مجود فقتلهم وكان أعور فنظر إليه رجل منهم من خثعم فقال أن
صدقت الطير قتل نصفنا ونجا نصفنا قال فلما قتل سبعة أردف معاوية برسول بعافيتهم
جميعا فقتل سبعة ونجا ستة وقيل ستة ونجا سبعة قال وكانوا ثلاثة عشر رجلا وقدم
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام على معاوية برسالة عائشة وقد قتلوا فقال يا أمير
المؤمنين ابن عزب عنك حلم أبي سفيان فقال غيبة مثلك عني من قومي وقد كانت
هند ابنة زيد بن مخربة (2) قال الصوري وفي نسخة مخزية الأنصارية وكانت
شيعية قالت حين سير حجر إلى معاوية (3):
ترفع أيها القمر المنير * ترقع هل ترى حجرا يسير
يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كما زعم الخبير
تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير
وأصبحت البلاد له محولا * كأن لم يحيها يوم مطير
إلا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور *
أخاف عليك ما أردى عديا * وشيخا في دمشق له زئير
فإن تهلك فكل عميد قوم * إلى هلك من الدنيا يصير *
وقد رويت هذه الأبيات لهندة أخت حجر بن عدي وزيد فيها بيت قبل البيت
الأخير وهو *

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2123.
(2) بالأصل وابن العديم: " مجرية " والمثبت عن ابن سعد.
(3) الأبيات في ابن سعد 6 / 220.
219

يرى قتل الخيار عليه حقا * له من شر أمته وزير (1)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو القاسم بن العلاف أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا أبو صالح الأخباري نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني عمران بن
بكار بن راشد البراد المؤذن الحمصي حدثنا هاشم بن عمرو أبو عبد الله شقران نبأنا
إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم الخولاني قال لما أتي معاوية بن أبي
سفيان بحجر بن الأدبر وأصحابه استشار الناس في قتلهم فمنهم المشير ومنهم
الساكت ثم دخل منزله فلما صلى الظهر قام في الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم
قال أين عمرو بن الأسود فقام عمرو بن الأسود فحمد الله وأثنى عليه وقال ألا أنا
بحصن من الله حصين لم نمله ولم نؤمر بتركه فذكر الحديث
فقال ابن عياش فقلت لشرحبيل بن مسلم كيف صنع بهم قال قتل بعضا
وخلى سبيل بعض فقلت لشرحبيل بن مسلم ما كان شأنهم قال وجدوا كتابا لهم
إلى أبي بلال (2) أن محمدا وأصحابه قاتلوا على التنزيل فقاتلوهم أنتم على التأويل
انتهى (4).
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون قال أخبرني محمد بن علي بن (4)
الحسين (5) أبو عبد الله المعروف بابن عبد الرحمن نبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن
الفضل الدهقان نبأنا محمد بن علي بن السمين نبأنا محمد بن زيد الرطاب نبأنا
إبراهيم بن محمد الثقفي أخبرنا المسعودي نبأنا معاوية بن هشام عن عطا بن
مسلم عن عمرو بن قيس قال والله لحدثنيه بعض أصحابنا أن حجر بن عدي كان عند
زياد وهو يومئذ على الكوفة إذ جاءه قوم قد قتل منهم رجل فجاء أولياء القتيل وأولياء
المقتول فقالوا هذا قتل صاحبنا فقال أولياء القاتل صدقوا ولكن هذا نبطي

(1) بغية الطلب 5 / 2123 والزيادة عنه، وزيد عند ابن العديم بعده: ويروى فيها بيت آخر هو:
ألا ليت حجرا مات موتا * ولم ينحر كما نحر البعير
(2) هو مرداس بن أدية، من زعماء الخوارج.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2124.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب 5 / 2124 - 2125 وانظر فهارس شيوخ ابن
عساكر (المطبوعة 7 / 441).
(5) في بغية الطلب: " الحسن ".
220

وصاحبنا عربي ولا يقتل عربي بنبطي فقال زياد صدقتم ولكن أعطوهم الدية فقالوا
لا حاجة لنا بالدية إنما كنا نرى أن الناس فيه سواء فقام حجر بن عدي فقال تعطيل
كتاب الله وخلاف سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وأنا حي لتقتلنه أو لأضربن بسيفي حتى أموت والإسلام
عزيز قال فوالله ما برح حتى وضع السكين على حلقه وكان يقول أول ذل دخل على
الكوفة قتل حجر بن عدي انتهى اسم المسعودي هذا يوسف بن كليب
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا عبد الواحد بن محمد أنبأنا علي بن أحمد
أنبأنا القاسم بن سالم نبأنا عبد الله بن أحمد نبأنا نوح بن حبيب القومسي قال
سمعت أبا بكر بن عياش وذكر عنده حجر فقال لما انطلق بحجر إلى معاوية قالت
أخته *
ألا أيها القمر المنير * تبصر هل ترى حجرا يسير
يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كما زعم الأمير
ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور
أخاف عليك ما أردى عديا * وشيخا في دمشق له زئير
فإن تهلك فكل عتيد قوم * إلى هلك من الدنيا يصير *
قال نوح قال أبو بكر بن عياش قاتلها الله ما أشعرها انتهى
قال ونبأنا عبد الله قال أخبرت عن أبي غسان عن عمرو بن ثابت عن أبي
إسحاق قال رأيت حجر بن عدي يوم سار على بغل من بغال البريد وعليه منشقة وهو
ينادي أيها الناس بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها سماع الله والناس انتهى
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا
جعفر بن عبد الله نبأنا محمد بن هارون نبأنا أبو كريب نبأنا معاوية عن سفيان
عن أبي إسحاق قال رأيت حجر بن عدي وهو يقول ألا إني على بيعتي لا أقيل ولا
أستقيل سماع الله والناس انتهى
قال ونبأنا أبو كريب نبأنا يحيى هو ابن آدم عن أبي بكر بن عياش عن
الأعمش عن زياد بن علاقة قال رأيت حجر بن ادبر حين أخرج به زياد إلى معاوية
ورجلاه من جانب وهو على بعير انتهى
أخبرنا أبو عبد الله البلخي نبأنا أبو القاسم بن العلاف أنبأنا أبو الحسن
221

الحمامي أنبأنا أبو صالح الاخباري أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني إسحاق بن
الحسن الخرقي نبأنا أبو حذيفة عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
أن شريحا كان يؤم قومه فاتهموه في حجر يعني حجر بن الأدبر فتقدم ذات يوم فقالوا له
تأخر فالتفت إليهم فقال أكلكم على هذا قالوا نعم فتأخر ولم يتقدمهم انتهى
قال (1) ونبأنا عبد الله نبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا حجاج نبأنا أبو معشر قال
فركب إليهم معاوية حتى أتاهم بمرج العذراء فلما أتاهم سلم عليهم وسألهم من أنت
من أنت من أنت حتى انتهى إلى حجر فقال من أنت قال حجر بن عدي قال كم
مر بك من السنين قال كذا وكذا قال كيف أنت والنساء اليوم فأخبره ثم انصرف
فأرسل إليهم رجلا أعور معه عشرون كفنا فلما رآه حجر تفاءل وقال يقتل نصفكم
ويترك نصفكم قال فجعل الرسول يعرض عليهم التوبة والبراءة من علي فأبى عشرة
وتبرأ عشرة فقال فقتل الذين أبوا وترك الذين تبرءوا وحفر لهم قبورهم فجعل
يقتلهم ويدفنهم فلما انتهى إلى حجر جعل حجر يرعد فقال له الذين أراد قتله ما لك
ترعد قال قبر محفور وكفن منشور وسيف مشهور قال تبرأ من علي قال لا أتبرأ
منه فضرب عنقه ودفنه فلما كان بعد ذلك دخل عليه عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام فقال أقتلت حجر بن الأدبر قال اقتل حجر بن الأدبر أحب إلي من أن اقتل معه
مائة ألف قال أفلا سجنته فيكفيكه طواعين أهل الشام قال غاب عني مثلك في
قومي يشير علي بمثل هذا المشورة فلما حج معاوية دخل على عائشة فقالت له يا
معاوية قتلت حجر بن الأدبر قال اقتل حجر أحب إلي من أن اقتل معه مائة ألف
انتهى
أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم
البقال (2) أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي نبأنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن محمد البابسيري (3) أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل (4) بن غسان

(1) القاتل أبو صالح الأخباري.
(2) بالأصل " النعالي " والمثبت عن سير الأعلام (ترجمته 19 / 204).
(3) بالأصل " الناشري " والصواب ما أثبت انظر الأنساب.
(4) بالأصل " الفضل " خطأ.
222

الغلابي (1) نبأنا أبو عبد الرحمن نبأنا أبن أبي غالب نبأنا هشيم نبأنا داود بن عمر
عن بشر بن عبد الله الحضرمي قال لما بعث زياد حجر بن عدي وخرج (2) به إلى
معاوية قال فأمر معاوية بسجنهم بمكان يقال له مرج عذراء قال ثم استشار الناس فيهم
قال فجعلوا يقولون القتل القتل فقام عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي وهو أبو خالد
وأسد ابني عبد الله القشيري فقال يا أمير المؤمنين أنت راعينا ونحن رعيتك فإن
عاقبت قلنا أصبت وان عفوت قلنا أحسنت والعفو أقرب وكل راع مسؤول عن
رعيته قال قيدوا القوم على قوله انتهى
أخبرناه أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو القاسم بن العلاف أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الاخباري قال نبأنا عبد الله حدثنا أبو
بكر بن زنجويه نبأنا ابن غالب نبأنا هيثم نبأنا داود بن عمرو عن بسر بن عبد الله
الحضرمي قال لما بعث زياد بحجر بن عدي وأصحابه إلى معاوية قال فأمر معاوية
بحبسهم بمكان يقال له مرج العذراء قال ثم استشار الناس فيهم قال فجعلوا يقولون
القتل القتل قال فقال عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي وهو أبو خالد وأسد بني
عبد الله القشيري فقال يا أمير المؤمنين أنت راعينا ونحن رعيتك وأنت ركننا ونحن
عمادك فان عاقبت قلنا أصبت وان عفوت قلنا أحسنت والعفو أقرب إلى التقوى
وكل راع مسؤول عن رعيته فتفرق القوم على قوله انتهى
قال ونبأنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا مسلم حدثنا أبو المغيرة الخولاني
عبد القدوس بن الحجاج عن ابن عياش يعني (3) إسماعيل حدثني شرحبيل بن
مسلم حدثني أبو شرحبيل شيخ ثقة من ثقات أهل الشام قال لما بعث بحجر بن
عدي بن الأدبر وأصحابه من (4) العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس في قتلهم
فمنهم المشير ومنهم الساكت فدخل معاوية إلى منزله فلما صلى الظهر قام في الناس
فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم جلس على المنبر فقام (5) المنادي فنادى أين عمرو بن

(1) رسمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت (انظر الأنساب: الغلابي).
(2) بالأصل: وخرجا.
(3) بالأصل " بن " والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2126.
(4) بالأصل " إلى ".
(5) بالأصل " فقال ".
223

الأسود العنسي؟ فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أنا بحصن من الله حصين لم
نؤمر بتركه قولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية ألا
وأنت أعلمنا برأيهم (1) وأقدرنا على دوائهم وانما علينا أن نقول " سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا واليك المصير " (2) قال معاوية أما عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من
دمائهم ورمى بها ما بين عيني معاوية ثم قام المنادي فنادى أين أبو مسلم الخولاني
فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أما بعد فوالله ما أبغضناك منذ أحببناك (3) ولا
عصيناك منذ أطعناك ولا فارقناك منذ جامعناك ولا نكثنا ببيعتك منذ بايعناك سيوفنا
على عواتقنا أن امرتنا أطعناك وان دعوتنا أجبناك وان سبقتنا أدركناك وان سبقناك
نظرناك ثم جلس ثم قام المنادي فقال أين عبد الله بن محمد (4) الشرعبي فقام فحمد
الله تعالى وأثنى عليه ثم قال وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق أن
تعاقبهم فقد أصبت وان تعفوا فقد أحسنت ثم جلس ثم قام المنادى فنادى أين
عبد الله بن أسد القشيري فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين
رعيتك وولايتك وأهل طاعتك إن تعاقبهم فقد جنوا على أنفسهم العقوبة وان تعفوا
فان العفو أقرب للتقوى يا أمير المؤمنين لا تطع فينا من كان غشوما لنفسه ظلوما بالليل
نؤوما عن عمل الآخرة سؤوما يا أمير المؤمنين أن الدنيا قد انخسفت أوتادها ومالت بها
عمادها وأحبها أصحابها واقترب منها ميعادها ثم جلس فقلت لشرحبيل فكيف
صنع قال قتل بعض واستحيا بعضا وكان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر
قال ونبأنا عبد الله قال أخبرت عن شهاب بن عباد نبأنا محمد بن بشر
العبدي نبأنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال قال حجر والله لئن قتلت بعذراء أني

(1) في بغية الطلب: " بدائهم " وهو الأظهر باعتبار ما يأتي.
(2) سورة البقرة، الآية: 285.
(3) اللفظة مهملة بالأصل، والمثبت عن ابن العديم.
(4) غيد واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها " نجم " والمثبت عن ابن العديم.
(5) في ابن العديم: ابن عباس.
224

لأول الناس ادعوهم بالتكبير في زمن أبي بكر انتهى
قال ونبأنا عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن العوام عن
سلمة بن كهيل قال قال حجر حيث أمر معاوية بضرب عنقه اللهم أني على بيعتي لا
أقيلها ولا أستقيلها انتهى
قال ونبأنا عبد الله حدثني أبي نبأنا أبو بكر بن عياش حينئذ قال ونبأنا
عبد الله حدثني زهير بن حرب قال سمعت أبا بكر بن عياش قال سمعت أبا يحيى
يعني (1) بن سفيان نسنة (2) يقول قال حجرا أبلغوا عني معاوية أنا والله ما افتتنا
ولا أتت علينا ليلة إلا صليناها أو صلينا فيها انتهى
قال ونبأنا عبد الله نبأنا أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي نبأنا أبو البشر
سهل بن محمود نبأنا عمر بن مجاشع عن تميم بن الحارث قال قالوا لحجر حين
أراد أن يقتل مد عنقك قال ما كنت لأعين على دم رجل مسلم أو قال مهاجر
انتهى
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا علي بن محمد بن محمد المعروف بابن
الأخضر قال قال قرئ على أبي عمر بن عبد الواحد بن محمد بن مهدي وأنا اسمع
أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر البختري نبأنا أحمد بن ملاعب نبأنا أحمد بن والق
نبأنا عبيد الله بن عمر الرقي عن معمر عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال أتي
بحجر بن عدي حين دعا به معاوية فقال أني لا أرى هذا إلا قاتلي فان هو قتلني فلا
تطلقوا عني حديدا وادفنوني بثيابي ودمي فاني ملاقي معاوية على الجادة انتهى
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3) أنبأنا أبو أحمد
الحجاج حينئذ أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عروبة نبأنا مخلد بن مالك نبأنا عيسى بن يونس عن
هشام بن حسان قال كان محمد بن سيرين إذا سئل عن الشهيد أيغسل حدث عن
حجر بن عدي إذ قتله معاوية قال قال حجر لا تلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما

(1) لفظة غير واضحة رسمها: القتاق.
(2) كذا رسمها.
(3) بالأصل: " الحزوردي " والصواب ما أثبت.
225

وادفنوني في ثيابي حتى ألقى معاوية على الجادة غدا انتهى
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنبأنا عبد الواحد بن علي أنبأنا علي بن
أحمد بن عمر أنبأنا القاسم بن سالم نبأنا عبد الله بن أحمد نبأنا العباس بن محمد
الدوري عن أزهر بن سعد السمان عن أبي بكر عن عون عن محمد قال لما
جئ بحجر إلى معاوية فأمر به أن يقتل فقال اتركوني أصلي ركعتين قال فصلى
ركعتين تحرز فيهما قال ثم قال لولا أن تروا أن بي جزعا لطولتها فأمر به فقتل
فلما قدم المدينة قدم على أم المؤمنين عائشة فاستأذن عليها فأبت أن تأذن له فلم
يزل حتى أذنت له فلما دخل عليها قالت له أنت الذي قتلت حجرا قال لم يكن
عندي أحد ينهاني انتهى
قال ونبأنا عبد الله حدثني عبد الله بن مطيع بن هشيم بن مطيع عن بعض
أشياخه أن الحسن بن علي سأل حيث صنع معاوية بحجر وأصحابه قال ادفنوهم
واستقبلوا بهم القتلة يعني فقالوا نعم قال حجة القوم
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ وأخبرنا
أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أحمد بن علي الخطيب وأخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله قالوا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب حدثني حرملة أنبأنا ابن وهب اخبرني ابن لهيعة عن
أبي الأسود قال دخل معاوية على عائشة فقالت ما حملك على قتل حجر وأصحابه
فقال يا أم المؤمنين أني رأيت قتلهم صلاحا للأمة وان بقاءهم فسادا للأمة فقالت
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم أهل السماء
انتهى رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة فلم يرفعه انتهى [* * * *] (1)
أخبرناه أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو القاسم بن العلاف أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا القاسم بن سالم نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني محمد بن محمد
نبأنا أحمد بن شبويه حدثني سليمان بن صالح حدثني عبد الله بن المبارك عن ابن
لهيعة حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية حج فدخل على عائشة

(1) الحديث في كنز العمال 11 / 30887 وبغية الطلب 5 / 2129.
226

رضي الله تعالى عنها فقالت يا معاوية قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه أما والله لقد
بلغني انه سيقتل بعذراء سبعة رجال يغضب الله تعالى لهم أهل السماء انتهى
قال وأنبأنا عبد الله نبأنا سويد بن سعيد نبأنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن
ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ابن زرير (1) عن علي بن أبي طالب قال يا أهل
الكوفة سيقتل فيكم سبعة نفر خياركم مثلهم كمثل أصحاب الأخدود منهم حجر بن
الأدبر وأصحابه قتلهم معاوية بالعذراء من دمشق كلهم من أهل الكوفة
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي حينئذ وأخبرنا أبو
محمد السلمي نبأنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو
بكر بن الطبري قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا أبو محمد بن درستويه نبأنا
يعقوب بن سفيان نبأنا ابن أبي بكير حدثني ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد عن
عبد الله بن زرير (2) الغافقي قال سمعت علي بن أبي طالب يقول يا أهل العراق
سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء يعني مثلهم كمثل أصحاب الأخدود قتل حجر
وأصحابه انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن عمر مندة نبأنا الحسن بن محمد
الكسائي نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا المثنى بن معافى نبأنا أبي عن ابن
عون (3) عن نافع قال لما انطلق بحجر إلى معاوية كان ابن عمر يتحرى عنه يقول ما
فعل حجر فجاء الخبر بقتله وهو محتبي في السوق فأطلق حبوته وولى يبكي
انتهى
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا عبد الواحد بن علي أنبأنا علي بن أحمد بن
عمر نبأنا القاسم بن سالم نبأنا عبد الله بن أحمد نبأنا أبي نبأنا إسماعيل عن
إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد قال أطال زياد الخطبة فقال له حجر
الصلاة فمضى زياد في الخطبة فضرب حجر بيده إلى الحصى وقال الصلاة وضرب

(1) بالأصل " أبي زبر " والصواب ما أثبت، اسمه عبد الله بن زرير ضبطت عن تقريب التهذيب بتقديم الزاي،
مصغرا.
(2) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة، وفي بغية الطلب 5 / 2117: " رزين " تحريف.
(3) بالأصل " أبي ".
227

الناس بأيديهم الحصى فنزل زياد فصلى وكتب فيه زياد إلى معاوية فكتب معاوية أن
سرح به إلي فسرح به إليه فلما قدم عليه قال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال
أفأمير المؤمنين أنا قال نعم لا أقيلك ولا أستقيلك قال فأمر بقتله فلما انطلق به قال
لهم دعوني لأصلي ركعتين قالوا نعم فصلى ركعتين ثم قال لهم لولا أن تروا غير الذي
بي لأحببت أن تكون أطول مما كانتا ثم قال لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما
وادفنوني في ثيابي فأني لاق معاوية بالجادة واني مخاصم قال هشام فكان محمد إذا
سئل عن الشهيد أيغسل ذكر حديث حجر بن عدي
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا عبد الواحد بن عدي أنبأنا أبو الحسن
الحمامي حدثنا القاسم بن سالم حدثنا عبد الله حدثني سالم نبأنا (1) إبراهيم بن
إسماعيل نبأنا أبو عون عن نافع قال كان ابن عمر في السوق فنعي له حجر فأطلق
حبوته (2) وقام وغلبه النحيب
قال ونبأنا عبد الله نبأنا أبو معمر حدثنا ابن علية عن ابن عون عن نافع أو
عن من حدثه قال لما بلغ ابن عمر قتل حجر وهو في السوق حل حبوته ثم انتحب (3)
قال ونبأنا عبد الله نبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا حجاج قال قال (4) طلحة
وحدثنا أبو عبيد الأزدي أن علي (5) بن الحسين اتاه ناس من أهل الكوفة من الشيعة
فشكوا إليه ما صنع زياد بحجر وأصحابه وجعلوا يبكون عنده وقالوا نسأل الله أن يجعل
قتله بأيدينا فقال مه أن في القتل كفارات ولكن نسأل الله تعالى أن يميته على
فراشه كذا قال أبو عبيد وانما هو أبو عبيدة
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين انتهى
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أبو بكر احمد علي حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد (6) أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله قالوا أنبأنا

(1) في بغية الطلب 5 / 2127 حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
(2) أي غير من وضعه حزنا وأخذ بالبكاء (النهاية).
(3) الخبر والذي يليه في بغية الطلب 5 / 2127.
(4) في بغية الطلب: قال: قال محمد بن طلحة.
(5) في بغية الطلب: " الحسن بن علي ".
(6) في بغية الطلب 5 / 2129 " أحمد ".
228

أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب حدثنا عمرو بن عاصم
قال نبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان بن
الحكم قال دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت يا
معاوية قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الذي فعلت أما خشيت أن أخبأ لك رجلا
فيقتلك قال لا إني في بيت أمان سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الإيمان قيد
الفتك (1) لا يفتك مؤمن (2) يا أم المؤمنين كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك
وأمورك (3) قالت صالح قال فدعيني وحجرا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل
انتهى [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو القاسم بن العلاف أنبأنا علي بن أحمد
نبأنا أبو القاسم سالم نبأنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي نبأنا عفان نبأنا إسماعيل بن
إبراهيم بن علية (4) نبأنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أو غيره شك إسماعيل
قال لما قدم معاوية دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرا قال يا أم المؤمنين اني
وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم انتهى
قال وأنبأنا عبد الله حدثت أبو زيد النميري عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد حدثنا
أبو عاصم عن ابن عون عن محمد قال بلغ أم المؤمنين يعني عائشة أن معاوية قتل
حجرا فجاء يستأذن عليها فمنعته فاستأذن حتى دخل فقالت أنت صاحب حجر قال
لم يكن عندي من يمنعني
قال ابن عون وأنبأنا نافع قال بلغ ابن عمر قتله وانه لفي السوق يحتبي فأطلق
حبوته وقفا (5) قال وسمعت نحيبه حين قفا (5)
قال وأنبأنا عبد الله قال وجدت في كتاب أبي بخطه أخبرت عن العوام بن
حوشب عمن حدثه وسمعته مرة يذكر عن عمر بن مرة انه قال لما قتل حجر وأصحابه

(1) في الأصل " العبك لا يعبك " اللفظتان مهملتان، والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2129.
(2) الحديث في كنز العمال 1 / 405.
(3) بالأصل " وأمرك " والمثبت عن بغية الطلب.
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب.
(5) كذا رسمها بالأصل.
229

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها (1) لو أنا لم نتولا مر قط إلا عرما من سعطا وما (2)
لكان لي ولابن أبي سفيان في قتله حجرا وأصحابه شأن انتهى
قال وأنبأنا عبد الله حدثني أبو الحسن العطار نبأنا أحمد بن شبويه حدثني
سليمان بن صالح حدثني عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن أبي زياد عن ابن أبي
مليكة أن معاوية جاء يستأذن على عائشة فأبت أن تأذن له فخرج غلام لها يقال له
ذكوان قال ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي فلم يزل بها غلامها حتى
أذنت له وكان أطوع مني عندها فلما دخل عليها قال أمتاه فيما وجدت علي
يرحمك الله قالت غضبت عليك في انك جعلت منازل الحج قصورا وفجرت فيها
العيون وجعلتها نخلا ووجدت عليك في شأن حجر وأصحابه انك قتلتهم فقال لها
أما قولك أني جعلت منازل الحاج بيوتا فان الحاج كانوا يقدمون فلا يجدون ظلا
يستظلون فيه ولا يكون فيه أمتعتهم وأدواتهم ولا يستكنون من حر لا برد ولا مطر
فجعلناها لهم ظلا يستظلون بها وما كان لي فيها (3) قالت فان كنت إنما
فعلت ذلك لذلك فلا بأس واما حجر وأصحابه فاني تخوفت أمرا وخشيت فتنة تكون
تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء
قالت تركتك والله تركتك والله تركتك والله انتهى
قال ونبأنا عبد الله قال أخبرت عن محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو تميله (4)
عن عيسى بن عبيد عن عبد الخالق بن عمرو قال لما قتل معاوية بن أبي سفيان
حجرا (5) وأصحابه كتب إلي مروان بما دخله من الندامة فكتب إليه مروان فأين كان
رأيك وأين كان حلمك وأين كان ما يرجى منك فكتب إليه انك غبت عني
وأصحابك (6) في جفاء قيس وطغام اليمن قال وقتله رجل من بني قيس من
بني مرة

(1) بالأصل " عنه ".
(2) كذا رسم العبارة بالأصل.
(3) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير، واسمه يحيى بن واضح المروزي.
(5) بالأصل " حجر ".
(6) كلمة غير مقروءة بالأصل تركنا مكانها بياضا.
230

قال ونبأنا عبد الله نبأنا أبو الحسن العطار محمد بن محمد نبأنا أحمد بن
شبويه نبأنا سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن أبي بكر بن عياش قال
دخل عبد الله بن يزيد بن أسد على معاوية وهو في مرضه الذي مات فيه فرأى منه (1)
جزعا فقال ما يجزعك يا أمير المؤمنين أن مت ما لي الجنة وان عشت فقد علم الله
حاجة الناس إليك قال رحم الله أباك أن كان لناصحا نهاني عن قتل حجر بن الأدبر
ثم عاده (2) عبد الله بن يزيد فعاد معاوية مثل ذلك القول
قال وحدثنا عبد الله قال أخبرت عن محمد بن حميد نبأنا جرير عن سفيان
الثوري قال قال معاوية ما قتلت أحدا إلا وأنا اعرف فيم قتلته (3) وما أردت به ما خلا
حجر بن عدي فاني لا اعرف فيما قتلته (4)
قال ونبأنا عبد الله نبأنا سفيان نبأنا يوسف بن موسى القطان قال سمعت
جرير الرازي يقول قال معاوية ما قتلت أحدا إلا وأنا اعلم فيم قتلته إلا حجر بن
عدي (5)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو
الحسين محمد بن محمد بن أحمد أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق نبأنا خليفة بن
خياط (6) في التابعين من أهل الكوفة قال حجر بن عدي قتل سنة إحدى وخمسين يكني
أبا عبد الرحمن انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال سنة
إحدى وخمسين فيها قتل حجر بن عدي بن الأدبر سمي بذلك لأنه ضرب بالسيف على
أليته ومن معه (7).

(1) بالأصل " فيه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 242.
(2) بالأصل: أعاده.
(3) بالأصل قتله والمثبت عن بغية الطلب.
(4) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2127.
(5) بغية الطلب 5 / 2128.
(6) طبقات خليفة بن خياط ص 246 / ترجمة 1042.
(7) الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ص 213 ونقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2130.
231

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة إحدى وخمسين فيها قتل
حجر بن عدي الأدبر يكني بذلك لأنه ضرب بالسيف على أليته انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر
البايسيري (1) أنبأنا الأحوص بن المفضل نبأنا أبي قال وفي سنة إحدى وخمسين
قتل حجر بن عدي وأصحابه انتهى (2)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأنا
أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر المنبجي نبأنا عبيد الله (3) بن سعد
الزهري قال (4) قرأت بخط عمي يعقوب بن إبراهيم مات زياد بن أبي سفيان سنة
ثلاث وخمسين وفيها قتل حجر بن الأدبر الكندي انتهى (5).
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال أنبأنا محمد بن أحمد بن
المسلمة أبو جعفر فيما كتب إلي قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن
موسى إجازة أنبأنا أحمد بن القاسم بن نصر النيسابوري نبأنا أبو أيوب سليمان بن
أبي شيخ نبأنا محمد بن الحكم نبأنا أبو مخنف لوط بن يحيى قال قال عبد الله بن
خليفة الطائي يرثي حجر بن عدي من قصيدة طويلة *
أقول ولا والله انسى فعالهم * سجيس (6) الليالي أو أموت فأقبرا
على أهل عذرا السلام مضاعف * من الله يسقيها السحاب الكهورا
ولاقى بها حجر من الله رحمة * فقد كان ارضى الله حجرا واعذرا
فيا حجر من للخيل تدمى نحورها * أو الملك العادي إذا ما تغشمرا (7)
ومن صادع بالحق بعدك ناطق * بتقوى ومن يان قيل بالجور غبرا

(1) بالأصل " الناشري " والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البابسيري).
(2) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2130.
(3) بالأصل: " عبيد الله " والمثبت عن بغية الطلب.
(4) بالأصل: قالت.
(5) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2130.
(6) يقال: لا آتيك سجيس الليالي أي آخر الدهر (النهاية).
(7) الغشمرة: إتيان الأمر من غير تثبت، والتهضم والظلم (القاموس).
232

فنعم أخو الإسلام كنت وانني * لأطمع أن تعطى الخلود وتحبرا (1)
قد كنت تعطي السيف في الحرب حقه * وتعرف معروفا تنكر منكرا * (2)
قال وقال قيس بن فهدان الكندي يرثيه *
يا حجر يا ذا الخير والحجر * يا ذا الفعال ونابه الذكر
كنت المدافع عن ظلامتنا * عند الطلوع ومانع الثغر
أما فقلت فأنت خيرهم * في العسر ذي العيصاء واليسر
يا عين بكي خير ذي يمن * وزعيمها في العرف والنكر
فلأبكين عليك (3) مكتئبا (4) * فلنعم ذو القربى وذي الصهر
يا حجر من للمعتفين (5) إذا * لزم (6) الشتاء وقل من يقري
من لليتامى والأرامل أن * حقب الربيع وضن بالوفر
أم من لنا في الحرب أن بعثت * مستبسلا يفري كما يفري
فسعدت ملتمس التقى وسقى * جدثا اجنك مسبل القطر
كانت حياتك إذ حييت لنا * عزا وموتك قاصم الظهر
وتريثنا في كل نازلة * نزلت بساحتنا ولا تبرى
يا طول مكتأبي لقتلهم حجرا * وطول حرارة الصدر
قد كدت (7) اصعق جزعا * أسفا وأموت من جزع على حجر
فلقد جدلت وقد قتلت * ومن لم تستعبه حوادث الدهر
فلذاك قلبي مشعر كمدا * ولذاك دمعي ليس بالنزر
ولذاك نسوتنا حواسر * يستبكين بالاشراق والظهر

(1) الحبرة: النعمة وسعة العيش (النهاية).
(2) الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2131.
(3) في بغية الطلب 5 / 2132 عليه.
(4) مهملة بالأصل والمثبت عن ابن العديم.
(5) بالأصل: المعتفين والمثبت عن ابن العديم.
(6) بالأصل: " دمر " والمثبت عن ابن العديم.
(7) صدره في ابن العديم:
قد كنت أصعق جهرة أسفا.
233

ولذاك رهطي كلهم أسف * جم التأوه دمعه يجري * (1)
وقد تقدم في ترجمة الأرقم بن عبد الله الكندي حديث طويل في ذكر قصة حجر
وتسمية من قدم به معه ومن قتل منهم من رواية أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي
الكوفي يغنينا عن إعادتها ها هنا والله تعالى اعلم
1222 حجر بن عقيل الكلبي
دخل على عبد الملك بن مروان فقال له عبد الملك علمت أني استعملك حابس
بن ضمرة (2) على صائفة (3) أهل دمشق فقال لا حرم والله لقد تركتها لا
يرغب فيها كريم ولا يأيس منها لئيم
1223 حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة
المعروف بحجر الشر
ابن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين
ابن الحارث من بني معاوية بن الحارث
ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن كبير بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة
ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب
ابن قحطان الكندي المعروف بحجر الشر (4)
وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) واسلم وعاد إلى اليمن ثم نزل الكوفة وشهد الحكمين بدومة
الجندل له ذكر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا حسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد في الطبقة الرابعة
قال حجر الشر بن يزيد بن سلمة (5) بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية

(1) الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2131 - 2132.
(2) لفظة غير مقروءة.
(3) بالأصل " صافية ".
(4) راجع عامود نسبه في مصادر ترجمته في أسد الغابة 1 / 461 الإصابة 1 / 315 بغية الطلب لابن العديم
5 / 2135 الوفي بالوفيات 11 / 320 وسير أعلام النبلاء 3 / 467 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر
أخرى ترجمت له.
(5) بالأصل " المسلمة ".
234

الأكرمين كان شريفا وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وإنما سمي حجر الشر لأن حجر بن الأدبر
كان يسمى حجر الخير فأرادوا أن يفصلوا بينهما وكان أيضا شريرا وكان أحد شهود
يوم الحكمين مع علي وولاه معاوية بن أبي سفيان بعد ذلك أرمينية (1)
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن
جعفر نبأنا يعقوب (2) في تسمية امراء يوم الجمل من أصحاب علي قال وجعل على
خيل كنده حجر بن يزيد انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه أنبأنا أبو
الحسن أحمد بن أبي بكر العدل قال أنبأنا أبو أحمد العسكري (3) قال وكان مع
علي بصفين حجر الخير وحجر الشر فأما حجر الشر فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن
مرة (4) وكان شريفا ولاه معاوية بعد ذلك أرمينيا وأرادوا أن يفصلوا بينه وبين حجر بن
عدي فقالوا لهذا حجر الشر انتهى
بلغني أن حجر بن يزيد بقي إلى حين اخذ زياد حجر بن الأدبر فأنفذه إلى معاوية
وكان ذلك في سنة إحدى وخمسين (5)
1224 حجوة بن مدرك الغساني (6)
أصله من الكوفة سكن دمشق وكان يكون بمنبج (7) وله أشعار في فتنة أبي الهيذام
روى عن إسماعيل بن أحمد بن أبي خالد ويونس بن أبي إسحاق وفضيل بن
غزوان وموسى بن عبيدة وسفيان الثوري وهشام بن عروة والأعمش وسعيد بن

(1) لم أقف له على ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع.
(2) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 3 / 313 ونقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2136.
(3) بالأصل: العسكر.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب 5 / 2136.
(5) نقله ابن العديم عن ابن عساكر في بغية الطلب 5 / 2137.
(6) ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2137 والجرح والتعديل 3 / 319.
(7) منبج: مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات وأرزاق واسعة، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب
عشرة فراسخ (ياقوت).
235

عبد الرحمن أخي أبي حرة وعبد الملك بن أبي سليمان
روى عنه هشام بن عمار وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وأبو الجماهير
محمد بن عثمان وعيسى بن موسى غنجار والحكم بن موسى وسعيد بن
إسماعيل بن مساحق
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ثم أخبرنا أبو محمد
عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر قالا أنبأنا محمد بن الحسين بن
الطفال أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نبأنا موسى بن سهل نبأنا هشام بن
عمار نبأنا حجوة بن مدرك عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجار أحق بشفعة جاره ينتظر به وان كان
غائبا إذا كان طريقهما واحدا (1) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن الجنزرودي (2) أنبأنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نبأنا هشام بن
عمار نبأنا حجوة بن مدرك الغساني نبأنا سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة (3) عن
ابن سيرين عن ابن عباس قال احتجم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولو كان خبيثا (4) لم يعطه انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنها أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي نبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا
أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة
حجوة بن مدرك الغساني وفي رواية الأبنوسي حجزة وهو وهم انتهى
وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأ
أحمد بن عبد الله إجازة حينئذ قال أنبأنا أبو طاهر بن سلمة نبأنا علي بن أحمد

(1) الحديث في كنز العمال 7 / 17701 ونقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2137.
(2) بالأصل " الحرودي " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(3) بالأصل: " أخو حجوة " والصواب ما أثبت، وقد تقدم في بداية الترجمة.
(4) مهملة بالأصل، ورسمها غير واضح، والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 243.
236

قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) حجوة بن مدرك كوفي سكن دمشق سألت
أبي عنه فقال محله الصدق انتهى
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم
الرازي ما تقول في حجوة بن مدرك يروي عنه الحكم بن موسى فقال الغساني
صدوق انتهى
قرأت على أبي أحمد بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) واما
حجوة فحجوة بن مدرك روى عن هشام بن عروة حديث قبض العلم روى عنه
عيسى بن موسى التيمي
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي فيما ذكره عن شيوخه كان مما قيل في تلك
العصبة من الاشعار ما أفادنيه بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من
المرثيين قال (3) قال حجوة بن مدرك الغساني يرثي أسعد الغساني *
إلا هبلت أم الفتى أسعد الندى * لقد ثكلت ليثا شديد الشكائم
أغر نمته عصبة يمنية * طوال الرماح ماضيات الصوارم
أتت بفتى رخو الحمائل صارم * إذا حام بان الموت فوق الجماجم
سأبكي فتى غسان أسعد ما دعت * على فنن الأشجار ورق الحمائم
وأبكيه (4) أما عشت بالبيض والقنا * وفتيان صدق كالليوث الضراغم
يخوضون نحو الموت خوضا * كأنهم مصاعب تحت الداميات (5) المناسم
بأسيافهم زار الحتوف ابن كامل * ومن بعده مثواه زر بن حاتم *
وقال حجوة * (6)
قلنا أناسا فاستقلنا بقتلهم * هنات أضعناها لنا أول الأمر

(1) الجرح والتعديل 3 / 319.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 394.
(3) الخبر والشعر نقله ابن عساكر ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2139 وفيه " حجر ابن مدرك " بدل " حجوة ".
(4) مهملة بالأصل والمثبت عن ابن العديم.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن ابن العديم.
(6) الأبيات في بغية الطلب 5 / 2139 - 2140.
237

فلا تجزعي (1) يا قيس عيلان واصبري * رويدك أنا سوف نتعب بالصبر
ستأتيكم مثل الأسود مغيرة * على كل طيار يزيد على الزجر
فان بك فتياني نبوا عن قتالهم * بجانب حرلان (2) وخاموا على النصر
فرب حسام قد نبا وهو قاطع * ويثكل أحيانا لدى مخلب الصقر * (3)
1225 حديج
ووجدته في كتاب من كتب إسحاق بن إبراهيم الموصلي خديج وهو خصي (4)
وكان لمعاوية بن أبي سفيان
حكى عنه وعن أبي الأعور السلمي وربيعة الجرشي (5)
وروى عنه عوانة بن الحكم وعبد الملك بن عمير وكان مع معاوية بالجابية
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن كرتيلا أنبأنا أبو بكر محمد بن
علي بن محمد الخياط أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسي أنبأنا أبو جعفر
أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب نبأنا أبي نبأنا محمد بن مروان ابن عم
الشعبي حدثني محمد بن أحمد أبو بكر الخزاعي حدثني جدي يعني سليمان بن أبي
شيخ نبأنا محمد بن الحكم عن عوانة حدثني حديج خصي لمعاوية رأيته زمن
يزيد بن عبد الملك في ألفين من العطاء قال اشترى لمعاوية جارية (6) بيضاء جميلة
فأدخلتها عليه مجردة وبيده قضيب فجعل يهوي به إلى متاعها ويقول هذا المتاع لو كان
له متاع اذهب بها إلى يزيد بن معاوية ثم قال لا ادع لي ربيعة بن عمرو الجرشي
وكان فقيها فلما دخل عليه قال أن هذه اتيت بها مجردة فرأيت فيها ذاك وذاك (7)
واني أردت أن ابعث بها إلى يزيد قال لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنها لا تصلح له

(1) في ابن العديم " فلا تخدعي ".
(2) حرلان: ناحية بغوطة دمشق فيها عدة قرى (معجم البلدان).
(3) سقط هذا البيت من ابن العديم.
(4) تقرأ بالأصل " حصين " ومثلها في تهذيب ابن عساكر، والمثبت " خصي " عن مختصر ابن منظور 6 / 243.
(5) بالأصل " الحرشي " والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الحرشي).
(6) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 243.
(7) في المختصر ذلك وذلك.
238

قال نعم ما رأيت ثم قال ادع لي عبد الله بن مسعدة الفزاري فدعوته وكان آدم
شديد الأدمة فقال دونك هذه بيض بها ولدك وهو عبد الله بن مسعدة بن حكمة بن
بدر
قال عوانة وكان في سبي فزاره فوهبة النبي (صلى الله عليه وسلم) لابنته فاطمة فأعتقته كان غلاما
ربته فاطمة وعلي عليهما السلام وأعتقته فكان بعد ذلك مع معاوية أشد الناس على
علي رضي الله تعالى عنه
1226 حدير (1) أبو فوزة
ويقال أبو قروة (2) الأسلمي ويقال السلمي (3) مولاه (4)
يقال ان له صحبة سكن حمص
روى عن أبي الدرداء وكعب الأحبار
روى عنه العلاء بن الحارث وبشر مولى معاوية ويونس بن ميسرة بن حلبس
وخرج مع كعب من دمشق إلى حمص انتهى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله بن صفوان البصري نبأنا إبراهيم بن دحيم
نبأنا هشام عن صدقة بن خالد عن عثمان بن أبي العاتكة حدثنا أخ لي يقال له زياد
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا رأى الهلال قال اللهم بارك لنا في شهرنا هذا الداخل فذكر
الحديث وقال توالى على هذا الدعاء ستة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) سمعوه منه والسابع
صاحب الفرس الخزبور (5) والرمح الثقيل حدير أبو فروة السلمي انتهى (6) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد

(1) نص ابن حجر في الإصابة: حدير مصغر. وفوزة: بفتح الفاء وسكون الواو بعدها زاي.
(2) كذا بالأصل وفي بغية الطلب أبو قرة وفي أسد الغابة: أبو فروة قال ابن حجر: وقال بعضهم أبو فروة وهو
وهم.
(3) قال ابن حجر: وهو أصوب.
(4) ترجمته في أسد الغابة 1 / 465 والإصابة 1 / 316 وبغية الطلب 5 / 2140.
(5) الخزبور: خزب ورم أو سمن حتى كأنه ورام. الجلد تهيج والضرع تورم (القاموس).
(6) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2141 - 2142.
239

أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر أنبأنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا قال أبو فوزة حدير السلمي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا
محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) حدير (2) السلمي وقال يحيى بن
حسان نبأنا يحيى بن حمزة نبأنا العلاء بن الحارث سمع أبا فوزة حدير مولى بني
سليم قوله حدثني عبد الله نبأنا دحيم نبأنا الوليد حدثني صخر بن جندلة سمع
يونس بن ميسرة عن أبي فوزة (3) حدير السلمي حضرت آخر خلافة عثمان وقال
كعب أخرجوني في البعث وهو مريض فأخرجناه فمات حين انتهى إلى حمص
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد
محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا مكي بن عبد الله بن عبدان قال سمعت
مسلم بن الحجاج يقول أبو فوزة حدير مولى بني سليم روى عنه العلاء بن
الحارث (4).
قرأت على أبي الفضل بن أبي نصر عن أبي الفضل الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن اخبرني أبي
قال أنبأنا أبو فروة حدير السلمي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) أما الأول أبو
فروة بتقديم الراء واما الثاني بتقديم الواو فهو أبو فوزة حدير السلمي يروي عنه
يونس بن ميسرة ذكره أبو بشر الدولابي في الأسماء والكنى انتهى (6)

(1) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 97 - 98.
(2) بالأصل " حدثني " والصواب عن البخاري.
(3) بالأصل تقرأ: " قوزة " والصواب عن البخاري، والزيادة التالية عنه.
(4) كتاب الكنى والأسماء للامام مسلم ص 167 ونقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2144.
(5) الاكمال لابن ماكولا 7 / 61.
(6) انظر كتاب الكنى والأسماء للدولابي 2 / 81.
240

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
أبي نبأنا موسى بن داود عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة قال دخل حدير الأسلمي
على أبي الدرداء يعوده وعليه جبة من صوف وقد عرق فيها وهو نائم على حصير
فقال يا أبا الدرداء ما يمنعك أن تلبس من الثياب التي يكسوك معاوية وتتخذ فراشا
قال أن لنا دارا لها نعمل وإليها نظعن والمخف فيها خير من المثقل انتهى (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي
الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر نبأنا محمد بن أحمد بن إسماعيل (2)
أنبأنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال ذكر عبد الرحمن بن إبراهيم نبأنا
الوليد بن مسلم حدثني صخر بن جندلة انه سمع يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث عن
أبي فروة حدير السلمي قال حضرت بعث الصائفة في آخر خلافة عثمان بن عفان وقد
كان كعب أوقع اسمه في البعث فأمر باخراجه وهو مريض قيل فقيل له انك مريض
فقال أخرجوني في البعث فوالله لان أموت بحرستا أحب إلى من أن أموت بدمشق ولإن
أموت بدومة أحب إلي من أن أموت بحرستا هكذا قدما في سبيل الله عز وجل قال أبو
فروة فأخرجناه فمات حتى انتهينا إلى حمص انتهى كذا قال أبو فروة والصواب أبو
فوزة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي
نبأنا محمد بن عائذ أخبرنا الوليد عن صخر بن جندله انه حدثه عن يونس بن
ميسرة بن حلبس عن أبي فوزة حدير السلمي قال خرج بعث الصائفة فاكتتب فيه
كعب فلما انفر البعث اخرج كعب وهو مريض وقال لان أموت بحرستا أحب إلي
من أن أموت بدمشق ولإن أموت بدومة أحب إلي من أن أموت بحرستا هكذا قدما في
سبيل الله عز وجل قال فمضى فلما كان بفج معلولا (3) قلت اخبرني قال شغلتني

(1) الخبر في ابن العديم 5 / 2142.
(2) في ابن العديم 5 / 2141: أحمد بن محمد بن إسماعيل.
(3) معلولا: إقليم من نواحي دمشق له قرى، عن أبي القاسم الحافظ (معجم البلدان).
241

نفسي قلت اخبرني قال إنه سيقتل رجل يضئ دمه لأهل السماء ومضينا حتى إذا
كنا بحمص توفي بها فدفناه هنالك بن زيتونات بأرض حمص ومضى البعث فلم يقفل
حتى قتل عثمان انتهى (1)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنبأنا أبو الحسن الكارزي أنبأنا علي بن عبد العزيز بن علي عن أبي عبيد
قال سمعت ابن (2) علية يحدث عن الجريري قال حدثت أن أبا الدرداء ترك الغزو
عاما فأعطى رجلا صرة فيها دراهم فقال انطلق فإذا رأيت رجلا أسيرا بين القوم حجزة
في هيئته بذاذة فادفعها إليه قال ففعل فرفع طرفه إلى السماء فقال اللهم لم تنس
حديرا فاجعل حديرا لا ينساك قال فرجع (3) إلى أبي الدرداء فأخبره فقال ولي
النعمة ربها انتهى
أخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني أنبأنا
أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأنا عبد الوهاب الكلابي نبأنا أبو الجهم
أحمد بن الحسين بن طلاب نبأنا هشام بن خالد نبأنا أبو مسهر نبأنا يحيى بن
حمزة عن العلاء بن الحارث أن أبا فوزة سار ميلا فلم يذكر الله فرجع ثم قال اللهم
انك لم تنس أبا فوزة فاجعل أبا فوزة لا ينساك انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا
جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي نبأنا العباس بن عبد الله الترقفي نبأنا أبو
يزيد عن الفضيل قال كان أبو هريرة إذا أخذ عطاءه صر صررا فبعث بصرة إلى
حدير وقال للرسول انظر ما يقول فلما أتاه بها قال اللهم انك تذكر حديرا فاجعل
حديرا لا ينساك فسأل أبو هريرة الرسول فأخبره فقال وضع الشكر عند من صنعه
انتهى (4).

(1) الخبر في ابن العديم 5 / 2140 - 2141.
(2) بالأصل " أبي " والصواب ما أثبت، وعليه ضبطت عن تقريب التهذيب.
(3) بالأصل " فرفع " والمثبت " عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2143.
(4) الخبر في بغية الطلب 5 / 2142.
242

1227 - حدير بن كريب
أبو الزاهرية الحميري ويقال الحضرمي الحمصي (1)
سمع عبد الله بن بسر وأبا أمامة الباهلي وحدث عن حذيفة وأبي الدرداء
وعبد الله بن عمرو بن العاص ورافع بن عمير وجبير بن نفير وكثير بن مرة
روى عنه الأحوص بن حكيم ومعاوية بن صالح وأبو مهدي سعيد بن سنان
وأبو بشر وبشر بن كريب وعقيل بن مدرك (2) وإبراهيم بن أبي عبلة
واجتاز بدمشق عند مضيه إلى بيت المقدس انتهى
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو
نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني نبأنا أبو يزيد القراطيسي يعني
يوسف بن يزيد أنبأنا أسد بن موسى نبأنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية قال
كنت مع عبد الله بن بسر صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء
رجل يتخطى رقاب الناس فقال جاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب فقال اجلس لقد آنيت وآذيت
انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي غنيم أنبأنا أبو طاهر
محمد بن علي بن عبد الله الشاهد أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أبي عثمان أنبأنا
أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمر المديني أنبأنا يونس بن عبد الاعلى نبأنا معن بن
عيسى عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن حبير بن نفير عن ثوبان قال ذبح
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أضحيته قال
يا ثوبان أصلح لحم هذه الأضحية فلم أزل أطعمه
منها حتى قدم المدينة انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد أبي نصر أنبأنا أبو
الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة نبأنا أحمد بن صالح بن وهب عن معاوية بن
صالح عن أبي الزاهرية قال كان عبد الله بن بسر يحدثنا حتى قام الصلاة

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 454 وسير أعلام النبلاء 5 / 193 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر
ترجمت له.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن تهذيب التهذيب.
243

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأ أبو زكريا بن أبي
إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو العباس أنبأنا بحر بن نصر نبأنا
ابن وهب اخبرني معاوية بن صالح عن حدير بن كريب وابن عبد الله بن بسر انهما
رأيا عبد الله بن بسر وأبا امامة وغيرهما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصبغون لحاهم
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
نبأنا أبو بكر محمد بن المؤيد نبأنا أبو بكر بن المفضل بن محمد نبأ أحمد بن حنبل
قال
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر
أنبأنا أبو بحر بن بشران أخبرنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو
عبد الله حينئذ قال
وأخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون حينئذ
وأخبرنا أبو بكر الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار قالا أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب نبأنا العباس بن العباس بن أحمد بن
عبد الله بن المغيرة الجوهري أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قال
أبي أبو الزاهرية حدير بن كريب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن الباقلاني أنبأنا أبو محمد
يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل نبأنا أبو بشر محمد بن
أحمد بن حماد نبأ معاوية بن صالح في ذكر أهل الشام قال أبو الزاهرية حدير بن
كريب
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو
الحسن بن السقاء أنبأنا أبو العباس الأصم قال سمعت عباس بن محمد يقول
سمعت يحيى يقول
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء
الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري (1) نبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان نبأنا أبي

(1) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت، أنظر الأنساب.
244

عن يحيى بن معين قال أبو الزاهرية حدير بن كريب انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا هاشم بن
محمد نبأنا الهيثم بن عدي قال في الطبقة من أهل الشام الذين بعد أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
فذكرهم وفيهم أبو الزاهرية الحميري
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي أنبأنا نعمة الله بن محمد نبأنا أبو
مسعود (1) أحمد بن محمد البجلي (2) نبأنا أحمد بن محمد بن سليمان أنبأنا
الحسن بن محمد بن سفيان حدثني عمي أبو بكر نبأنا محمد بن علي عن محمد بن
إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول أبو الزاهرية حدير بن كريب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حيبيب اسم أبي الزاهرية (3) حدير بن كريب
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا نبأنا أبو أحمد
زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا
محمد بن سهل (4)
قال أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (5) حدير بن كريب أبو الزاهرية الشامي سمع
عبد الله بن بسر وأبا امامة قال نعيم عن ابن وهب عن معاوية بن صالح روى عنه
الأحوص بن حكيم انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن
محمد الرازي أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر أنبأنا أبو زرعة في تسمية أهل حمص

(1) بالأصل.
(2) ترجمته في سير الاعلام 18 / 62.
(3) بالأصل: " حبيب بن حدير " كذا وحذفنا لفظة " حبيب " باعتبارها مقحمة من النساخ.
(4) بعدها بالأصل أقحم الحديث الذي ورد في أول ترجمة حدير أبو فوزة عن عثمان بن أبي العاتكة بسنده
وتمامه هنا، فحذفناه.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 98.
245

من التابعين قال أبو الزاهرية هو حدير بن كريب انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الأنبوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا
عبد الله أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب
الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في
الطبقة الرابعة أبو الزاهرية حدير بن كريب حمصي
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعد
محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن
الحجاج يقول أبو الزاهرية حدير بن كريب سمع أبا امامة وعبد الله بن بسر روى عنه
معاوية بن صالح انتهى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أنبأنا أبو موسى بن (1) أبي عبد الرحمن أخبرنا
أبي قال أبو الزاهرية حدير بن كريب انتهى
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء
الواسطي أنبأنا علي بن الحسن الجراحي حينئذ قال ونبأنا بن خيرون أنبأنا الحسن
النعالي أنبأنا جدي ابن إسحاق نبأنا قعنب بن المحرز قال قال أبو مسهر حينئذ
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن أيوب
أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان نبأنا علي بن إبراهيم الجوزي نبأنا يزيد بن
محمد بن اياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول أبو الزاهرية حدير بن
كريب انتهى
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي (2) وأنبأنا عمر قراءة أنبأ الزهري
قراءة أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن

(1) بالأصل " عن " خطأ.
(2) رسمها يمكن قراءته " الرسي " والصواب ما أثبت " الزينبي " راجع فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة
المجلد السابع) وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 353.
246

حفص أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال (1) أبو الزاهرية حدير بن كريب
الخضرمي زعموا أن أبا الزاهرية أدرك أبا الدرداء وكان أميا لا يكتب وانه توفي في
خلافة عمر بن عبد العزيز انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا
قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا علي بن طيفور بن غالب
النسوي نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا شهاب بن خراش أبو الصلت عن حميد بن أبي
الزاهرية عن أبيه قال (2) أغفيت في صخرة بيت المقدس فجاءت السدنة فأغلقوا علي
الباب فما انتبهت إلا بتسبيح الملائكة قال فوثبت مذعورا فإذا البيت صفوف
فدخلت معهم في الصف فإذا رجل قائم على الصخرة يقول سبحان الدائم القائم سبحان الحي القيوم
سبحان الله وبحمده سبحان الملك القدوس رب الملائكة
والروح سبحان العلي الاعلى سبحانه وتعالى قال فيجيبه أسفل منه قال ثم ترتج
الصفوف بهذا التسبيح فنظر إلي الذي يليني فقال ادمي أنت فقصصت عليه قصتي
فلما استأنست إليه قلت بعزة من قواكم لما أرى من عبادته من القائم على الصخرة
قال ذاك جبريل قلت بعزة من قواكم لما أرى من عبادته من الذي يرد عليه قال
ذاك ميكائيل عليه السلام قلت بعزة من قواكم لما أرى من عبادته فمن أنتم قال
نحن ملائكة الله عز وجل قلت بعزة من قواكم على ما أرى من عبادته فما لمن يقولها
قال من قالها سنة في كل يوم مرة أو في يوم بعدد أيام السنة لم يخرج من الدنيا حتى
يرى مقعدة من الجنة أو يرى له انتهى
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3) أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي نبأنا عمرو بن أحمد
أيوب بن شاهين نبأنا عبيد الله بن عبد الصمد نبأنا أحمد بن نصر بن
شاكر نبأنا إبراهيم بن هشام يعني الغساني نبأنا شهاب بن خراش الحرشي عن
ابان عن انس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من قال كل يوم مرة
سبحان القائم الدائم سبحان الحي القيوم سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الله العظيم وبحمده سبوح

(1) أنظر سير أعلام النبلاء 5 / 193.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء (ترجمته 5 / 193) وفي مختصر ابن منظور 6 / 245.
(3) بالأصل " المرزقي " والأصل. أب ما أثبت.
247

قدوس رب الملائكة والروح سبحان ربي العلي الأعلى سبحانه وتعالى لم يمت
يرى مكانه من الجنة أو يرى له انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي نبأنا علي بن أحمد بن مروان حدثنا رجاء بن سهل
نبأنا حماد بن خالد الخياط نبأنا معاوية بن (1) صالح عن أبي الزاهرية قال ما رأيت
قوما أعجب من أصحاب الحديث يأتون من غير أن يدعوا ويزورون من غير شوق
ويبرمون بالمسألة ويملون بطول الجلوس وأبو الزاهرية اسمه حدير بن كريب
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إبراهيم الأشناني قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس
قال سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فأبو
الزاهرية فقال ثقة
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الطيب الكوكبي نبأنا ابن أبي خيثمة قال سألت يحيى بن معين
عن أبي الزاهرية فقال اسمه حدير بن كريب من أهل حمص وهو شامي ثقة (2)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن
وأحمد بن محمد القتيبي وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا
الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا أبو
مسلم صالح بن أحمد حدثني أبي قال (3) أبو الزاهرية حدير بن كريب شامي تابعي
ثقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو اليمان نبأنا صفوان عن أبي
الزاهرية حدير (4) بن كريب ثقة

(1) بالأصل " عن أبي صالح " خطأ والصواب ما أثبت، انظر بداية الترجمة.
(2) الخبر في الجرح والتعديل 1 / 2 / 295.
(3) كتاب تاريخ الثقات ص 110.
(4) بالأصل " حدثني " خطأ، وهو صاحب الترجمة.
248

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أخبرنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا
أحمد بن عبد الله إجازة حينئذ قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا أبو
محمد قال (1) سألت أبي عن أبي الزاهرية فقال ليس به بأس
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين البزاز أنبأنا أبو
بكر البرقاني قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول أبو الزاهرية حدير بن كريب
حمصي لا بأس به إذا حدث ثقة (2) انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي الصواف حدثنا محمد بن العباس بن أبي شيبة نا هشام بن
محمد قال الهيثم مات أبو الزاهرية الحميري زمن عمر بن عبد العزيز انتهى
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي (3) تمام الواسطي عن أبي (3) عمر بن
حيوية أنبأنا أبو الطيب الكوكبي نبأنا ابن أبي خيثمة قال وسمعت يحيى بن معين
يقول أبو الزاهرية حميري وقال غيره حضرمي توفي في ولاية عمر بن
عبد العزيز بن مروان انتهى واسمه حدير بن كريب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري أنبأنا
أبو طاهر المخلص إجازة أنبأنا عنه ابن عبد الرحمن اخبرني عبد الرحمن بن محمد
اخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال سنة مائة فيها توفي أبو الزاهرية حدير بن كريب
شامي
أخبرنا أبو الحسن الخطيب نبأنا محمد بن الحسن النهاوندي أنبأنا أحمد بن
الحسين النهاوندي نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا
عمرو بن علي قال أبو الزاهرية حدير بن كريب سنة مائة قال البخاري أخشى
أن لا يكون محفوظا انتهى (4)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو بكر أنبأنا

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 295.
(2) كذا، وفي تهذيب التهذيب 1 / 454 نقلا عن الدارقطني: إذا روى عنه ثقة.
(3) بالأصل " ابن " في الموضعين، خطأ.
(4) الخبر نقله ابن حجر في التهذيب نقلا عن البخاري.
249

الأحوص بن المفضل نبأنا أبي قال وفي سنة مائة مات أبو الزاهرية
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن
نظيف أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وعبد الله بن عبد الرحمن المصريان قالا أنبأنا
أبو (1) بشر الدولابي اخبرني محمد بن سعدان (2) عن الحسن بن عثمان قال وفيها
يعني سنة سبع وعشرين ومائة مات أبو الزاهرية حدير بن كريب من أهل الشام انتهى
كذا قال سنة سبع وقال غيره سنة تسع وعشرين انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن
الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق نبأنا عمر بن أحمد نبأنا خليفة بن
خياط قال أبو الزاهرية حدير بن كريب ويقال ابن عبد الله مات سنة تسع (3) وعشرين
ومائة حمصي
أخبرنا أبو البركات اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حينئذ
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم قالا أنبأنا محمد بن سعد
قال (4) في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام أبو الزاهرية الحضرمي وقال بعضهم
الحميري واسمه حدير بن كريب توفي سنة تسع وعشرين ومائة زاد بعضهم زاد ابن
الفهم في خلافة مروان ابن محمد وكان ثقة أن شاء الله تعالى كثير الحديث (5)
انتهى
وكذا ذكره أبو محمد أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري انه مات سنة تسع وعشرين
ومائة

(1) بالأصل: " أنبأنا ابن رشيق ".
(2) كذا بالأصل والكلام التالي نقله في تهذيب التهذيب وسير الاعلام عن ابن سعد.
(3) كذا وفي طبقات خليفة ص 568 / تر 2943: " سبع " ولم يذكره في تاريخه.
(4) الزيادة مكانها مطموس بالأصل.
(5) انظر طبقات ابن سعد 7 / 450 ونقل الذهبي في سير الاعلام عن ابن سعد سنة سبع وعشرين.
250

1228 - حدير بن جعفر بن محمد
أبو نصر الرماني الأنباري
حدث عن خيثمة بن سليمان وأبو علي الحصائري وأبي علي بن آدم الفزاري
وأبي بكر أحمد بن عبد الله بن أبي خيثمة وأبي عمر بن العباس بن الوليد بن كودك
وأبي القاسم بن أبي العقب والفضل بن جعفر
حدث عنه أبو القاسم الحنائي وأبو محمد الكتاني وعلي بن الخضر وأبو
الفتح كليب بن علي بن الحسن البزار وعبد الرحمن بن الحسن الطرائفي
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنبأنا أبو القاسم الحنائي أنبأنا أبو نصر
حدير بن جعفر الرماني (1) قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة
القرشي نبأنا محمد بن عون الطائي نبأنا أبو اليمن نبأنا شعيب بن أبي حمزة عن
أبي الزناد (2) عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن لله تبارك وتعالى
تسعة وتسعين (3) اسما مائة غير واحد انه وتر ويحب الوتر من أحصاها دخل الجنة
انتهى [* * * *]
ذكر أبو الحسن علي بن الخضر السلمي قال أنبأنا الشيخ الصالح أبو نصر
حدير بن جعفر بن محمد الأنصاري الأنباري بحديث ذكره انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (4) واما حديد أوله حاء
مفتوحة بعدها دال مهملة مكسورة فهو حديد بن جعفر أبو نصر روى عنه شيخانا
أحمد بن عبد الرحمن الطرائفي وعبد العزيز بن أحمد الكتاني وغيرهما من شيوخنا
انتهى

(1) بالأصل " أبو نصر جديد أبو جعفر الرمادي " كذا ورد محرفا والصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
(2) بالأصل " أبي الزيادي " خطأ والصواب ما أثبت أبي الزناد، واسمه عبد الله بن ذكوان، انظر ترجمته في
سير أعلام النبلاء 5 / 445 وفيها يروى عن عبد الرحمن الأعرج، ويروي عنه شعيب بن أبي حمزة.
وانظر ترجمة شعيب أيضا (السير 7 / 187).
(3) بالأصل: وتسعون.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 54 وفيه " حديد ".
251

1229 - حذافة بن نصر بن غانم بن عامر (1)
ابن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي
العدوي
شهد فتح الشام ومات في طاعون عمواس هو ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن
المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار قال
وولد نصر بن عامر صخر وصخير وحذافة وأمهم بنت عدي بن نضلة بن عوف بن
عبيد بن عويج بن عدي بن كعب مات نصر بن غانم وولده في طاعون عمواس (3)

(1) ترجمته في الإصابة 1 / 317.
(2) بالأصل: " أنبأنا " خطأ، وقد مر ذكرهما.
(3) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 369 وجمهرة ابن حزم ص 156 - 157.
252

ذكر من اسمه حذيفة
1230 - حذيفة بن أسيد (1) ويقال ابن أمية بن أسيد (2)
أبو سريحة (3) الغفاري (4) (5)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة وكان ممن بايع تحت
الشجرة وهو أول مشهد شهده مع النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه أبو الطفيل بن عامر بن واثلة وعامر الشعبي ومعبد بن خالد الجذلي
والربيع بن عميلة الفزاري وحبيب بن حماز (6)
وكان ممن شهد فتح دمشق مع خالد بن الوليد وأغار على عذراء واستوطن أبو
سريحة الكوفة بعد ذلك انتهى
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي نبأنا عيسى بن
علي أخبرنا عبد الله بن محمد نبأنا داود بن عمر الضبي نبأنا محمد بن مسلم
الطائفي عن عمرو بن دينار انه سمع أبا (7) الطفيل يقول قال حذيفة بن أسيد سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا مضت على النطفة خمس وأربعون ليلة يقول الملك أذكر أم

(1) ضبطت بالفتح، عن الإصابة.
(2) بالأصل: أسد والمثبت عن الإصابة.
(3) أبو سريحة بمهملتين، وزن عجيبة، قاله في الإصابة.
(4) بالأصل " العبادي " والمثبت عن أسد الغابة والإصابة.
(5) ترجمته في الاستيعاب 1 / 178 وأسد الغابة 1 / 466 الإصابة 1 / 317 تهذيب التهذيب 1 / 454.
(6) الزيادة عن أسد الغابة.
(7) بالأصل " بن ".
253

أنثى فيقض الله ويكتب الملك فيقول عمله واجله فيقض الله ويكتب الملك قال ثم
يطوي على الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي
أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن
محمد القرشي نبأنا علي بن المديني نبأنا سفيان بن (1) عيينة نبأنا عمرو بن دينار
سمع أبا الطفيل يحدث عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل
الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمس وأربعين ليلة فيقول أي
رب أذكر أم أنثى قال فيقول الله قال ويكتب الملك قال فيقول أي رب شقي أم
سعيد قال فيقول الله ويكتب عمله ورزقه واجله واثره ثم يطوي الصحيفة فلا يزاد على
ما فيها ولا ينقص [* * * *]
قال ابن إسماعيل حدثناه أبي رحمة الله نبأنا علي بن حرب الطائي نبأنا
سفيان بن عيينة فذكر باسناده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
أخبرنا أبو الفتح يونس بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن عبد المؤمن نبأنا أحمد بن زيد نبأنا إبراهيم بن
المندة عن من ذكره عن معبد بن خالد عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال لي أني
وأبوك لأول المسلمين وقفا على باب مدينة العذراء بالشام انتهى
أخبرنا أبو يعلي حمزة بن الحسن بن أبي حبيش أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني وأبو
نصر الطوسي قالا أنبأنا أبو الفضل السعدي أنبأنا أبو العباس منير بن أحمد بن
الحسن أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد أنبأنا أحمد بن الهيثم قال قال أبو نعيم
الفضل بن دكين أبو سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنبأنا أبو
القاسم أخبرنا أبو بكر الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا
محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا عمر بن أحمد نبأنا خليفة بن خياط قال (2): ومن

(1) بالأصل " عن ".
(2) طبقات خليفة برقم 193 وبرقم 842.
254

بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر حذيفة بن أسيد بن الأعوس بن واقعة (1) بن
الوقيعة بن وديعة بن جروة بن غفار ويقال حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأعوس بن
وقيعة وفي نسخة واقعة بن خزام (2) يكني أبا سريحة تحول إلى الكوفة انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنبأنا أبو
القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن
عثمان قال قرأت على علي بن المديني قال أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري
قال وسمعت عمي أبا بكر يقول أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري انتهى
وأخبرنا أبو البركات أنبأنا أبو الفضل أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو
أمية نبأنا أبي قال قال أبو زكريا أبو سريحة حذيفة بن أسيد
أخبرنا أبو العز قراتكين بن أسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد احمد أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين نبأنا أبو حفص (3)
قال في تسمية من روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من بني غفار حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري
انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
عبد الله بن حبيب يقول أبو سريحة الغفاري هو حذيفة بن أسيد صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنبأنا أبو الحسين بن جعفر زاد
الطيوري وابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن قال أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا
علي بن أحمد بن زكريا نبأنا صالح بن أحمد قال حدثني أبي احمد قال حذيفة بن
أسيد الغفاري يكني أبا سريحة كوفي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهى (4).

(1) كذا بالأصل وفي خليفة: الوقيعة بن وقيعة.
(2) كذا وفي طبقات ابن خليفة: حرام.
(3) كلمة غير واضحة تركناها بياضا.
(4) تاريخ الثقات للعجلي ص 111 وسقط منه لفظ " كوفي ".
255

أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن
سعد قال في الطبقة الثالثة حذيفة بن أسيد يكني أبا سريحة أول مشاهده الحديبية
وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
قال (1) في الطبقة الثالثة من بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
أبو سريحة واسمه حذيفة بن أمية بن أسيد بن الأعوس بن واقعة بن حرام بن غفار وأول
مشاهده مع النبي (صلى الله عليه وسلم) الحديبية وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأبنوسي (2) وحدثنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أحمد بن
عبد الله بن عبد الرحيم قال ومن بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن
كنانة أبو سريحة (3) وهو حذيفة بن أسيد بن الأعوس بن واقعة بن خزام بن غفار روى
عنه من الحديث أربعة أحاديث انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال وحذيفة بن أسيد
يكني أبا سريحة غفاري انتهى
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا
محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (4) حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري
نزل الكوفة انتهى

(1) طبقات ابن سعد 6 / 24.
(2) واسمه عبد الله بن علي بن عبد الله أبو محمد (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة: عبد الله بن
جابر ص 669).
(3) بالأصل: " شريحة " بالشين المعجمة، خطأ.
(4) التاريخ الكبير 2 / 1 / 96.
256

أخبرنا أبو بكر الشقاني أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو سريحة
حذيفة بن أسيد الغفاري له صحبة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد الخطيب أنبأنا
محمد بن أحمد بن عبد الله التميمي
وأخبرنا أبو بكر الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو طاهر أحمد بن
علي بن سوار قالا أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله قالا أنبأنا
محمد بن زيد الأنصاري أنبأنا محمد بن محمد بن عتبة نبأنا هارون بن حاتم قال
اسم أبي سريحة (1) الغفاري حذيفة بن أسيد انتهى
قرأت على أبي القاسم الحسن بن الحسين بن عبدان عن أبي عبد الله بن
محمد بن علي الفراء أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد أنبأنا
محمد بن محمد الكرخي نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد قال حذيفة بن أسيد
وهو أبو سريحة الغفاري من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهى
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد نبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي
أنبأنا سليمان بن أيوب أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان نبأنا علي بن
إبراهيم نبأنا يزيد بن محمد بن اياس قال سمعت محمد بن أحمد بن محمد
المقدمي يقول حذيفة بن أسيد الغفاري يكني أبا سريحة انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد الأصبهاني أنبأنا
أحمد بن أبي بكر العدل أنبأنا الحسن بن عبد الله العسكري قال فأما أسيد السين
مكسورة والياء ساكنة فمنهم حذيفة بن أسيد أبو سريحة صحابي انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الأبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني انتهى
وقرأت على أبي غالب عن عبد الكريم بن محمد أنبأنا أبو الحسن قال

(1) بالأصل: " حذيفة " والصواب ما أثبت.
(2) بالأصل: " أنبأنا " خطأ.
257

حذيفة بن أسيد بن الأعوس بن واقعة بن خزام بن غفار بن مليل أبو سريحة قال ابن
الكلبي وقيل حذيفة بن أمية بن أسيد بن خالد بن الأعوس بن الوقيعة بن حزام بن
غفار يكني أبا سريحة تحول إلى الكوفة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه أبو الطفيل
عامر بن وائلة وعامر الشعبي وغيرهما انتهى
أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة قال حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري نزل الكوفة روى عنه أبو
الطفيل وعامر الشعبي وحبيب بن حماز وغيرهم انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) حذيفة بن أسيد
الغفاري أبو سريحة له صحبة ورواية وهو حذيفة بن أسيد بن الاغوز بن واقعة بن
حرام بن غفار بنمليل أبو سريحة قاله ابن الكلبي وقيل حذيفة بن أمية بن أسيد بن
الاغوز وقال شباب حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأعوس بن الوقيعة (2) بن حزام
انتهى
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قال وأنبأنا أبو نعيم أنبأنا أبو خالد
أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن جبلة نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن سعيد
الدارمي حدثنا سهل بن حماد نبأنا شعبة نبأنا سعيد بن مسروق ومطرف عن
الشعبي وعن أبي سريحة وكان من أصحاب الشجرة انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا اسود بن عامر نبأنا شريك عن
عثمان بن أبي زرعة عن أبي سلمان المؤذن قال توفي أبو سريحة فصلى عليه زيد بن
أرقم فكبر عليه أربعا وقال كذا فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) الاكمال لابن ماكولا 1 / 58 (أسيد)، و 1 / 102 (الأغوز).
(2) قسم من الكلمة مطموس، والمثبت عن الاكمال.
258

1231 - حذيفة بن اليمان وهو حذيفة بن حسل
ويقال (1) بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مالك
ويقال اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث
ابن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث
أبو عبد الله العبسي (2)
حليف بني عبد الأشهل صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحب سره من المهاجرين
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه ابنه أبو عبيدة بن حذيفة وزيد بن وهب وأبو حذيفة سلمة بن
صهيبة وأبو الطفيل وربعي بن حراش (3) وطارق بن شهاب وهمام بن الحارث
وأبو إدريس الخولاني وصلة بن زفر العبسي وعمر بن ضرار وطلحة بن يزيد وأبو
وائل شقيق بن سلمة وعمرو بن حنظلة وزر بن حبيش وعبد الله بن الصامت وأبو
عبيدة المغيرة ومسلم بن نذير ويزيد بن شريك التيمي
وشهد اليرموك وكان البريد إلى (4) عمر بالفتح انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان
نبأنا أبو بكر الشافعي نبأنا إسحاق يعني ابن الحسن بن ميمون الحربي نبأنا أبو
حذيفة نبأنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا قام من الليل يشوص (5) فاه بالسواك (6) انتهى [* * * *]

(1) مهملة بالأصل والمثبت والضبط عن أسد الغابة.
(2) ترجمته في الاستيعاب 1 / 277 (هامش الإصابة)، أسد الغابة 1 / 468 الإصابة 1 / 317 تهذيب التهذيب
1 / 454 بغية الطلب لابن العديم 5 / 2148 الوافي بالوفيات 11 / 327 وسير أعلام النبلاء 2 / 361 وانظر
بالحاشية فيه ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وانظر في نسبه أقوال، - مصادر ترجمته.
(3) بالأصل " حريش " والمثبت عن تهذيب التهذيب وسير الاعلام، وفي ابن العديم: " خراش ". وزيادة " الواو "
لازمة، انظر ترجمة ربعي بن حراش في سير الاعلام 4 / 359.
(4) بياض بالأصل والمستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب 5 / 2163 نقلا عن ابن عساكر.
(5) يعني يدلك أسنانه وينقيها (النهاية).
(6) بغية الطلب 5 / 2148.
259

أنبأنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري
أنبأنا أبو الحسين علي بن عبد الله بن أبي مطير الإسكندراني حدثنا محمد بن
عبد الله بن ميمون البغدادي نبأنا الوليد بن مسلم قال وسألت عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم فحدثني عن أبيه زيد بن أسلم حدثني عن جده أسلم قال سمعت
عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة وهو يقول والمسلمون يقاتلون الروم
باليرموك وذكر اهتمامه بخبرهم وأمرهم والله أني لاقوم إلى الصلاة فما أدري أفي
أول السورة أنا أم في اخرها ولأن لا يفتح قرية بالشام أحب إلي من أن يهلك احمد من
المسلمين بمضيعة
قال أسلم فبينا أنا ذات يوم مقابل الثنية بالمدينة إذ أشرف منها ركب من
المسلمين منهم حذيفة بن اليمان فقام إليهم من يليهم من المسلمين فاستخبرهم
فأسمعهم يقولون أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله عز وجل ونصره قال أسلم
فانطلقت أسعى حتى أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت ابشر يا أمير المؤمنين
بفتح الله عز وجل ونصره فخر عمر ساجدا لله قال الوليد فذاكرت عبد الله بن المبارك
بسجدة الفتح وحدثته بهذا الحديث فقال عبد الله بن المبارك بهذا حدثك
عبد الرحمن بن زيد فقلت نعم فقال ما سمعت في سجدة الشكر والفتح بحديث
أثبت من هذا
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
محمد بن هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن المحسن بن علي بن يعقوب قال أنبأنا
علي بن يعقوب بن إبراهيم نبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا أحمد بن إبراهيم بن بشر نبأنا ابن عايذ قال قال
الوليد اخبرني عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم قال سمعت
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه والناس على اليرموك يقاتلون الروم وهو يذكر
اهتمامه بأمر المسلمين فقال والله اني لاقوم إلى الصلاة فما أدري أفي أول السورة أنا أم
في اخرها ولإن لا يفتح الله عز وجل علي قرية من قرى الشام أحب إلي أن يصاب أحد
من المسلمين بمضيعة
قال أسلم فبينا أنا ذات غد مما يلي البيت إذا أنا بركبة فيهم حذيفة بن اليمان وهم
يقولون لمن لقيهم من المسلمين أبشروا معشر المسلمين بنصر الله تبارك وتعالى قال
260

أسلم فحضرت على عمر بن الخطاب فقلت ابشر أمير المؤمنين بنصر الله فخر
ساجدا تابعه هشام بن سعد عن زيد بن أسلم انتهى
قرأت في كتاب أبي الهندام عبد المنعم بن إبراهيم حدثنا أبو الفضل محمد بن
يحيى بن محمد بن عبد الحميد السكسكي البتلهي اخبرني أبي أنبأنا أبو حسان
الزيادي قال وكتبوا بفتح اليرموك مع حذيفة بن اليمان انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قال أنبأنا أبو الحسين محمد بن
الحسن أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق قال أخبرنا أبو (1) حفص
عمر بن أحمد بن إسحاق نبأنا خليفة بن خياط قال (2) ومن بني عبس بن بغيض بن
ريث بن غطفان حذيفة بن اليمان اليمان لقب اسمه حسيل بن جابر بن عمرو بن
ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس أمه امرأة من الأنصار من
الأوس يكنى أبا عبد الله
مات بالكوفة في أول سنة ستة (3) وثلاثين نسبة لي رجل من ولده انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسن بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأنا الحسين بن جعفر زاد ابن الطيوري وابن
عمه أبو نصر محمد بن الحسن قالا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن
زكريا أنبأنا صالح بن أحمد العجلي حدثني أبي احمد قال (4) حذيفة بن اليمان أبو
عبد الله العبسي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان أميرا على المدائن استعمله عمر ومات
بعد قتل عثمان بأربعين يوما سكن الكوفة وكان صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومناقبه
كثيرة مشهورة وهو حليف بني عبد الأشهل مات بالمدائن قبل الجمل (5)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2158 ومكانه بالأصل " بن ".
(2) انظر طبقات خليفة برقم 324.
(3) كذا.
(4) ثقات العجلي ص 111.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن كتاب تاريخ الثقات للعجلي.
261

بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال قال
عمي أبو بكر حذيفة بن اليمان أبو عبد الله انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نبأنا وأبو منصور بن زريق نبأنا مكرم بن أحمد
القاضي نبأنا محمد بن الحسن صاحب النرسي قال سمعت علي بن المديني يقول
حذيفة بن اليمان هو حذيفة بن حسل كان يقول له اليمان وهو رجل من مرة حليف
الأنصار انتهى (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو
الحسن بن الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية
قال سمعت نوح بن حبيب يقول حذيفة بن اليمان بن جابر انتهى
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن السلماسي أنبأنا نعمة الله بن محمد الجوهري
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا محمد بن أحمد بن سليمان أنبأنا سفيان بن
محمد بن سفيان حدثني عمي الحسن بن سفيان نبأنا محمد بن عمر بن علي (2) زاد
ابن الجراح عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول حذيفة بن
اليمان أبو عبد الله
أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو طالب يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو
محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن عمر بن معروف نبأنا
الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال (3) في الطبقة الثانية حذيفة بن اليمان وهو
ابن حسل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن
عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر وجروة هو
اليمان من ولده حذيفة وانما قيل اليمان لان جروة أصاب دما في قومه فهرب إلى
المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه خالف اليمانية وأم حذيفة
الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نبأنا وأبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب

(1) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2158.
(2) في بغية الطلب 5 / 2163 " حدثنا محمد بن علي ابن عم رواد بن الجرح ".
(3) طبقات ابن سعد 7 / 15 ونقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2156.
262

أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا
أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر قالا نبأنا
أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن سعد قال (1) في الطبقة الثانية من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) ممن لم يشهد بدرا حذيفة بن اليمان بن حسل ويقال حسيل (2) بن جابر العبسي
حليف بني عبد الأشهل وابن أختهم الرباب بنت كعب بن عبد الأشهل ويكنى أبا
عبد الله شهد أحدا فقتل أبوه يومئذ جاءه نعي عثمان وهو بالمدائن ومات فيها سنة
ست وثلاثين اجتمع على ذلك محمد بن عمر الواقدي والهيثم يعني ابن عدي
واللفظ للفتواني
أخبرنا أبو محمد بن الأبنوسي في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأ
أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا
أحمد بن عبد الله بن البرقي قال ومن حلفاء بني عبد الأشهل (3) من العرب من غير
أهل بدر حذيفة بن اليمان حليف بن عبد الأشهل وأمه الرباب من بني عبد الأشهل
وهو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن بن ربيعة بن
قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان لم يشهد بدرا وشهد أحدا مع أبيه
وقتل أبوه يوم أحد قتله المسلمون ولا يعرفونه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين
حدثنا بذلك كله ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق وتوفي حذيفة بن اليمان سنة ستة
وثلاثين في أولها له رواية كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (4).
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر نبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين (5) من أعطونا عهد الله وميثاقه لتنصرفن إلى المدينة

(1) الخبر في طبقات ابن سعد 6 / 15 وتاريخ بغداد 1 / 161.
(2) بالأصل: " حسيل ويقال حسين " والمثبت عن المصدرين السابقين، وبغية الطلب 5 / 2156 و 2163.
(3) بالأصل " بني عدي ".
(4) انظر سيرة ابن هشام 2 / 87.
(5) كذا ورد هذا السند بالأصل ويبدو أن ثمة سقط بالكلام، والخبر التالي جزء من خبر ورد في بغية الطلب
5 / 2165 عن أبي المظفر القشيري قال أخبرنا أبي أبو القاسم قال أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن قال
أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: أخبرنا أبو داود الحراني قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا
الوليد بن جميع قال: حدثني أبو الطفيل عن حذيفة قال: منعنا أن نشهد بدر إلا أنا أقبلنا أنا وأبي - يعني
اليمان - نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فعارضنا كفار قريش، فأخذونا فقالوا: إنكم تريدون محمدا، قال: قلنا
ما نريد قال: فأعطونا عهد الله.... تتمة الخبر بالأصل.
263

قال فلما أتينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرناه بذلك قال فأستعين الله عليهم ونفي لهم بعدهم
ارجعا إلى المدينة قال فذلك الذي معنا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله (1) أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق نبأنا مسلم بن
إبراهيم نبأنا حماد بن سلمة نبأنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن حذيفة قال
خيرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين الهجرة والنصرة فاخترنا النصرة قال وكان يكني أبا
عبد الله وسلمان الفارسي يكني أبا عبد الله انتهى
وأنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا (2) أنبأنا أبو نعيم أنبأنا
سليمان بن أحمد نبأنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي حدثنا مسلم بن إبراهيم
نبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن حذيفة قال خيرني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين الهجرة والنصرة فاخترت النصرة
رواه غيرهما عن مسلم بن إبراهيم فقال حماد بن زيد أخبرناه أبو محمد
عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو الحسين بن الفضل وأبو علي بن
شاذان قالا نبأنا محمد بن عبد الله بن عروبة الصفار نبأنا أبو بكر أحمد بن زهير بن
حرب نبأنا مسلم بن إبراهيم نبأنا حماد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن حذيفة
قال خيرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين الهجرة والنصرة فآثرت النصرة انتهى والصحيح عن
حماد بن سلمة كما تقدم
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن (3) المبارك أنبأنا أبو المعالي ثابت بن
بندار (4) أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب أنبأنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن أحمد البابسيري أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي نبأنا
أبو عبد الرحمن نبأنا عثمان بن عمر أنبأنا يونس (5) بن يزيد عن الزهري عن
عروة أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس وكان خليفا في الأنصار قتل أبوه مع النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) في بغية الطلب 5 / 2151: عمر بن عبد الله، أخبرنا أبو الحسن بن بشران.
(2) بالأصل " قال ".
(3) بالأصل " عن ".
(4) الزيادة بين معكوفتين للايضاح.
(5) بالأصل تقرأ: " أبو بشر " والصواب ما أثبت.
264

يوم أحد أخطأ به المسلمون فجعل حذيفة يقول أبي أبي فلم يفهموا حتى قتلوه فقال
حذيفة يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فزادت حذيفة عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيرا
وامر به فأوري أو قال فأودي (1) انتهى
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن نبأنا
محمد بن يحيى الذهلي نبأنا أبو صالح حدثنا المسيب حدثني عقيل عن ابن
شهاب قال اخبرني عروة بن الزبير أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس من الأنصار
قاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو وأبو اليمان يوم أحد فأخطأ المسلمون يومئذ بأبيه يحسبونه من
العدو فتواسقوه بأسيافهم فجعل حذيفة يقول إنه أبي انه أبي فلم يفقهوا قوله حتى
قتلوه فقال حذيفة عند ذلك يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فبلغت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فزادت حذيفة عنده خيرا انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي نبأنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن
شيخ يقال له هلال عن حذيفة قال سألت النبي (صلى الله عليه وسلم) عن كل شئ حتى عن مسح
الحصى فقال واحدة اودع انتهى [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الحسين بن
محمد بن محمد الروذباري أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب المقرئ
الواسطي بها نبأنا أحمد بن سنان نبأنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت
عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة بن اليمان انه قال لقد حدثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما يكون
حتى تقوم الساعة غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها انتهى رواه مسلم عن
محمد بن مثنى عن وهب انتهى (3)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين (4) بن الأسعد و (5) محمد بن المذكور الأرحبي

(1) الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 5 / 2165.
(2) مسند الإمام أحمد 5 / 402.
(3) انظر صحيح مسلم 52 كتاب الفتن وأشراط الساعة (2891 - 24).
(4) رسمها بالأصل " أبو الأعز وأبكر بن الأسد " كذا والصواب ما أثبتناه.
(5) زيادة لازمة.
265

نبأنا أبو محمد (1) الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر
نبأنا عبد الله بن أعين نبأنا إسحاق بن أبي إسرائيل أنبأنا شعبة أنبأنا عدي بن ثابت
قال سمعت عبد الله بن يزيد قال قال حذيفة خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائما بما يكون إلى
يوم القيامة ما من شئ إلا قد سألته عنه إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي نبأنا جعفر بن
عبد الله نبأنا محمد بن هارون نبأنا عمرو بن علي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا
شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة قال اخبرني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما هو كائن إلى يوم القيامة فما منه شئ إلا قد سألته عنه إلا لم أسأله
ما يخرج أهل المدينة من المدينة
قال ونبأنا محمد بن هارون نبأنا محمد بن عبد الله نبأنا فضيل بن سليمان
نبأنا عمرو بن سعيد عن الزهري قال (2) سمعت عائذ الله أبا إدريس يقول سمعت
حذيفة يقول أنا اعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي أن يكون
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسر إلي شيئا لم يحدث به غيري وكان ذكر الفتن في مجلس أنا فيه
فذكر ثلاثا لا يذرن شيئا فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري انتهى الصواب
يدري
أخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا يعقوب نبأنا أبي عن صالح يعني ابن
كيسان عن ابن شهاب قال قال أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني سمعت
حذيفة بن اليمان يقول أني لاعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما
ذلك أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدثني من ذلك شيئا اسره إلي لم يكن حدث به غيري
ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه سئل عن الفتن وهو يعد الفتن فيهم

(1) بالأصل: " أنبأنا محمد بن الحسن " والصواب ما أثبت وما استدرك من زيادة انظر ترجمة أبي محمد
الجوهري في سير الأعلام 18 / 68 وفيها أنه سمع من عبد العزيز عن جعفر، وحدث عنه قراتكين بن
أسعد.
(2) بالأصل قال: " سألت " ثم " سمعت " والزهري يروي عن أبي إدريس، والأظهر حذف إحدى اللفظتين، انظر
سير الاعلام 2 / 365 فحذفنا: " قال: سألت " باعتبار ما يأتي.
266

ثلاث لا يذرون شيئا منهن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبارا قال حذيفة فذهب
أولئك الرهط كلهم غيري [2939]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن
محمد بن إبراهيم القصاري حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري أنبأنا أبي أبو
طاهر قالا أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري حينئذ وأخبرنا أبو
منصور سعيد (1) بن محمد بن عمر بن الرزاز وأبو الطيب سعيد بن يخلف بن ميمون
الكتامي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل وأبو البيضاء سعد بن عبد الله
الحبشي مولى موسى بن جعفر وأبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن
محمد الخياط وأبو المحاسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بن بندار بن
الدباس وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي منصور المسدي قالوا
أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو
غانم أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال أنبأنا أبو عبيد الله بن يحيى البيع قالا
أنبأنا أبو عبد الله المحاملي نبأنا يوسف بن جرير عن الأعمش عن سفيان عن
حذيفة قال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة
إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابه هؤلاء وانه ليكونن فيه
الشئ قد نسيته فأراه فأذكره وقال ابن يحيى فأذكر كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا
غاب عنه ثم إذا رآه عرفه رواه أحمد بن حنبل عن وكيع عن سفيان عن
الأعمش بمعناه
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا أبو منصور بن شكرويه
أنبأنا أبو بكر بن مردويه أنبأنا أبو بكر الشافعي أنبأنا معاذ بن المثنى نبأنا مسدد نبأنا
عبد الوهاب نبأنا أبو التياج عن صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد قال لما
كان زمن حاصر الناس تستر قلت لصاحب لي انطلق إلى الكوفة نجلب بغالا فلما انتهينا
إلى الكناسة (2) إذا نحن بحلقة فيها شيخ يحدثهم قال قلت لصاحبي انطلق حتى نجلس
إلى هؤلاء نسمع من حديثهم ثم نفرع لسوقنا قال فكأنه ضاق به ذرعا فقلت اجلس في

(1) زيادة لازمة انظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 169.
(2) بالضم، محلة بالكوفة. (ياقوت).
267

هذا الفناء حتى اتيك فانطلقت إليهم فكان أول شئ حدث به القوم قال كان ناس
يسألون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الخير وكنت أسأله عن الشر قال فنظروا إليه قال فقال
كأنكم أنكرتم ما أقول كان الناس يسألون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن القران وكان الله قد عطاني
منه علما قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير الذي أعطاناه الله من شر فذكر الحديث
انتهى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب نبأنا الحسن بن علي بن عفان نبأنا
عبيد الله بن موسى عن عيسى عن الشعبي عن حذيفة قال كنتم تسألون عن
الرخاء وكنت أسأله عن الشدة لاتقيها ولقد رأيتني وما من يوم أحب إلى من يوم يشكو
إلى فيه أهل الحاجة أن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه يا موت غظ غيظك وشد شدك
أبي قلبي إلا حبك انتهى
أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت قرأ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر
أنبأنا أبو يعلي نبأنا أبو عبد الرحمن الأذرعي نبأنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن
ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال أتيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي بين المغرب والعشاء فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء فلما
انصرف تبعته فقال من هذا قلت حذيفة قال اللهم اغفر لحذيفة ولأمه
انتهى [2940]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي نبأنا حسين بن محمد نبأنا إسرائيل
عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان
قال سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي (صلى الله عليه وسلم) قال فقلت لها منذ كذا وكذا قال فنالت
مني وسبتني قال فقلت لها دعيني فاني اتي النبي (صلى الله عليه وسلم) فأصلي معه المغرب ثم لا
ادعه حتى يستغفر لي ولك قال فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فصليت معه المغرب فصلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال
من هذا فقلت حذيفة فقال مالك فحدثته بالأمر فقال غفر الله لك ولأمك

(1) زيادة للإيضاح، والحديث التالي في مسند الإمام أحمد 5 / 391.
268

ثم قال أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل قال قلت بلى قال فهو ملك
من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة فاستأذن ربه أن يسلم علي
ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وان فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة [2941]
وأخبرناه أبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا وعبد الله بن محمد
نجا قالوا (1) أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا العباس بن
إبراهيم نبأنا محمد بن إسماعيل يعني الأحمسي نبأنا عمرو العنقري (2) نبأنا
إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة
قال قالت لي أمي متى عهدك بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر الحديث وقال في آخره سيأتي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيستغفر لي ولك (3) فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصليت معه المغرب وصلى
ما بينهما ما بين المغرب والعشاء ثم انصرف فاتبعته قال فبينما هو يمشي إذ عرض له
عارض فناجاه ثم مضى واتبعته فقال من هذا قلت حذيفة قال ما جاء بك يا
حذيفة فأخبرته بالذي قالت لي أمي قال غفر الله لك يا حذيفة ولأمك أما رأيت
العارض الذي عرض لي قلت بلى بأبي أنت وأمي قال فإنه ملك من الملائكة لم
يهبط إلى الأرض قبل ليلته هذه استأذن ربه في أن يسلم علي فبشرني (4) أو قال
اخبرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وان فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة انتهى [2942]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد (5) الجنزروي أنبأنا أبو عمرو بن
محمد أنبأنا أبو يعلى نبأنا حمويه نبأنا سنان (6) عن أبي عجلان عن
نعيم بن أبي هند عن ربعي عن حذيفة قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مرضه الذي توفاه

(1) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2152.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن ابن العديم، وانظر الأنساب وهذه النسبة إلى العنقز وهو
المرزنجوش، قال السمعاني: كان يبيع (يعني عمرو) العنقز فنسب إليه.
(3) الزيادة عن ابن العديم.
(4) في ابن العديم: فيسرني.
(5) بالأصل " أبو سعيد " خطأ.
(6) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
269

الله تعالى فيه فقلت يا رسول الله كيف أصبحت بأبي أنت وأمي قال فرد علي ما شاء
الله ثم قال يا حذيفة ادن مني فدنوت من تلقاء وجهه قال يا حذيفة انه من ختم
الله به (1) بصوم يوم أراد به الله تعالى أدخله الجنة ومن أطعم جائعا أراد به الله تعالى
أدخله الله الجنة ومن كسى عاريا أراد به الله أدخله الله الجنة قلت يا رسول الله
أسر هذا الحديث أم أعلنه قال بل أعلنه قال فهذا الحديث (2) سمعته من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى [2943]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز احمد نبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي قراءة عليه نبأنا بحر (3) بن
نصر بن سابق الخولاني نبأنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني نبأنا فطر بن خليفة
عن كثير بن إسماعيل عن عبد الله بن مليل قال (4) سمعت عليا يقول قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنه لم يكن نبي قبلي إلا أعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء واني أعطيت
أربعة عشر حمزة وجعفر وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين سبعة من
قريش وابن مسعود وسلمان وعمار وحذيفة وأبو ذر والمقداد وبلال
انتهى [2944]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا الحسن بن علي بن عبد الواحد
وأحمد بن علي بن الفضل وأخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم أنبأنا أبو محمد
الحسن بن علي بن عبد الواحد بن (5) وأخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن
سلامة وأبو نصر غالب بن أحمد قالا أنبأنا أبو الفضل بن الفرات قالا أنبأنا
عبد الرحمن بن عبدان أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان نبأنا ابن أبي غرزة نبأنا
عبد الله بن موسى أبو نعيم عن فطر عن كثير عن عبد الله بن مليل (6) قال سمعت
عليا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما من نبي إلا قد أعطي سبعة نجباء وأعطيت أربعة

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 251.
(2) في المختصر: هذا الحديث آخر شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 502.
(4) الحديث نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2152 - 2153.
(5) كلمة مطموسة لم نقف عليها.
(6) بالأصل " مالك " والصواب ما أثبت قياسا إلى رواية الحديث السابقة.
270

عشر سبعة من قريش علي والحسن والحسين وحمزة وجعفر وأبو بكر
وعمر وسبعة من المهاجرين عبد الله بن مسعود وسلمان وأبو ذر وعمار
والمقداد وبلال (1) رضوان الله تعالى عليهم أجمعين [2945]
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري أنبأنا أبو منصور محمد بن
يعقوب الأصم أنبأنا أبو عتبة (2) أحمد بن الفرج الحجازي نبأنا بقية نبأنا إسماعيل
الكندي
نبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن علي المظفر بسرخس أنبأنا أبو سعد
أحمد بن محمد بن الفضل الفقيه الكرابيسي حدثنا محمد بن يعقوب الأصم نبأنا أبو
عتبة أحمد بن الفرج الحجازي نبأنا بقية نبأنا إسماعيل الكندي عن أبي عامر عن
أبي معاذ عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال قام إليه رجل فقبل رأسه
وقال اخبرني عن قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نجباء أمته فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
لكل نبي من أمته نجباء ونجبائي من أمتي الحسن والحسين وحمزة وجعفر
وأبو بكر وعمر وعثمان وسلمان وأبو ذر وعمار بن ياسر والمقداد وابن
الأسود وحذيفة وعبد الله بن مسعود وبلال انتهى [2946]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا
جعفر بن عبد الله نبأنا محمد بن هارون نبأنا العياش بن محمد نبأنا الأسود بن
عامر عن شريك عن أبي اليقظان عن أبي وائل عن حذيفة قال قالوا يا رسول الله
ألا تستخلف علينا قال أني أن استخلف عليكم فعصيتموه نزل عليكم العذاب ولكن ما
أقرأكم ابن مسعود فاقرأوه وما حدثكم حذيفة فاقبلوه انتهى رواه غيره فقال عن
زاذان [2947]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا يوسف بن
الحسن بن محمد قالا أنبأنا أبو نعيم نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس
نبأنا يونس بن حبيب نبأنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي نبأنا شريك نبأنا

(1) كذا ولم يكن من المهاجرين إلا ستة، والعدد المذكور كله ثلاثة عشر رجلا.
(2) إعجامها غير واضح ونميل إلى قراءتها: " عيينة " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام
12 / 584.
271

عثمان بن عمير نبأنا زاذان عن حذيفة قال قلت يا رسول الله لو استخلفت
قال لو (1) استخلفت فعصيتم نزل العذاب ولكن ما أقرأكم ابن مسعود فاقرأوه وما
حدثكم حذيفة فاقبلوا انتهى أو قال فاسمعوا [2948]
نبأنا أبو علي ثم أخبرنا أبو القاسم أنبأنا يوسف بن الحسن حينئذ أخبرنا أبو
الحسن بن قبيس أنبأنا أبو منصور بن زريق قال أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) قالوا
أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أنبأنا يونس بن
حبيب نبأنا أبو داود نبأنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم سمع علقمة قال قدمت
الشام فقلت اللهم وفق لي جليسا صالحا قال فجلست إلى رجل فإذا هو أبو الدرداء
فقال لي من أين أنت فقلت من أهل الكوفة قال أليس فيكم صاحب الوساد
والسواك يعني ابن مسعود ثم قال أفيكم (3) صاحب السر الذي لم يكن يعلمه غيره
يعني حذيفة وذكر الحديث انتهى
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن
عبد الله نبأنا محمد بن مروان نبأنا عمرو بن علي نبأنا أبو داود نبأنا شعبة عن
المغيرة قال سمعت إبراهيم يحدث عن علقمة قال قدمت الشام فسألت الله تعالى أن
ييسر لي جليسا صالحا فجلست إلى أبي الدرداء فقال لي من أين أنت قلت من أهل
الكوفة قال أو ليس فيكم صاحب سواك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني عبد الله بن مسعود
أو ليس فيكم صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لا يعلمه غيره يعني حذيفة أليس فيكم من
اجاره الله من الشيطان على لسان نبيه (صلى الله عليه وسلم) يعني عمار بن ياسر قال كيف سمعت
عبد الله بن مسعود يقرأ " والليل إذا يغشي " (4) فقلت والليل إذا يغشي والنهار إذا
تجلى والذكر والأنثى فقال هكذا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأها فأراد هؤلاء أن
يستزلوني انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبد الله بن عمر بن

(1) الزيادة عن ابن العديم 5 / 2153.
(2) الخبر في تاريخ بغداد 1 / 162.
(3) تاريخ بغداد: أليس فيكم؟
(4) سورة الليل، الآية الأولى.
272

علي بن البقال المقرئ وأبو محمد احمد وأبو الغنائم محمد أنبأنا علي بن
الحسن بن أبي عثمان حينئذ وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم ابن أبي
عثمان قالوا أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع حدثنا أبو عبد الله
المحاملي إملاء حدثنا يوسف بن موسى نبأنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم
قال أتى علقمة الشام فدخل مسجدا فصلى فيه قال ثم جاء حلقة فجلس فيها فجاء
رجل فعرفت في تحوش القوم وهيئته انه قال فجلس إلى جنبي فقلت الحمد الله أني
لأرجو أن يكون الله عز وجل استجاب دعوتي قال وذلك الرجل أبو الدرداء قال فقال
وما ذاك قال علقمة دعوت الله عز وجل أن يرزقني جليسا صالحا فأرجو أن تكون أنت
فقال ممن أنت قال فقلت من أهل الكوفة أو من أهل العراق ثم من أهل الكوفة
فقال أبو الدرداء ألم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد أو السواك شك يوسف
السواك والمطهرة أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان على لسان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يعني
عمار بن ياسر ويعني صاحب النعلين والوساد أو السواك والمطهرة عبد الله بن مسعود
قال أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره أو أحدا غيره قال يعني حذيفة
ثم قال تحفظ كيف كان عبد الله يقرأ قال قلت نعم قال " والليل إذا يغشي
والنهار إذا تجلى " قال علقمة فقلت والذكر والأنثى قال أبو الدرداء والله الذي لا اله
إلا هو بها قد أقرأت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه إلي في فما زال هؤلاء حتى كادوا أن يردوني
عنها انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا شعبة عن
مغيرة انه سمع إبراهيم يحدث قال أتى علقمة الشام فصلى ركعتين وقال اللهم وفق لي
جليسا صالحا قال جلس إلي رجل فإذا هو أبو الدرداء فقال ممن أنت قلت من
أهل الكوفة فقال هل تدري كيف كان عبد الله يقرأ هذا الحرف " والليل إذا يغشى
والنهار إذا تجلى " والذكر والأنثى فقال هكذا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأها فما زال
هؤلاء حتى كادوا يشككوني ثم قال أو ليس فيكم صاحب الوساد والسواك يعني
عبد الله بن مسعود أليس فيكم الذي اجاره الله على لسان بنيه من الشيطان يعني
عمار بن ياسر أليس فيكم يعلم السر ولا يعلمه غيره يعني حذيفة انتهى
273

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو
عبد الله الحافظ نبأنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن محمد العنبري (1) نبأنا إبراهيم بن
أبي طالب نبأنا يحيى بن حكيم نبأنا معاذ بن هشام بن هشام حدثني أبي عن قتادة
عن خيثمة بن أبي سبرة الجعفي قال أتيت المدينة فسألت الله تعالى أن ييسر لي جليسا
صالحا فيسر لي أبا هريرة فقال لي من أنت فقلت من أهل الكوفة جئت التمس العلم
والخير قال أليس فيكم حينئذ
أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو القاسم الحسين بن الحسن قالا أنبأنا أبو
القاسم بن أبي العلاء نبأنا الحسين بن الضحاك بن محمد الطبسي أنبأنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم نبأنا إسماعيل بن إسحاق نبأنا محمد بن المثنى نبأنا معاذ بن
هشام حدثني أبي عن قتادة عن خيثمة (2) بن أبي سبرة الجعفي قال أتيت المدينة
فسألت الله عز وجل أن ييسر لي جليسا صالحا فيسر لي أبا هريرة فجلست إليه فقلت
أني سألت الله عز وجل ان ييسر لي جليسا صالحا فوقعت لي فقال من أنت فقلت من
أهل الكوفة جئت التمس العلم والخير قال أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة
وعبد الله بن مسعود صاحب طهور رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونعليه وحذيفة بن اليمان صاحب
سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعمار بن ياسر الذي اجاره الله تعالى من الشيطان على لسان نبيه عليه
الصلاة والسلام وسلمان صاحب الكتابين قال قتادة والكتابان الإنجيل والفرقان
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد أنبأنا
أحمد بن محمد أنبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن
سعد نبأنا محمد بن عبيد الطنافسي عن مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري
الطائي قال سئل علي بن أبي طالب عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسئل عن
عبد الله بن مسعود فقال قرأ كتاب الله ثم أقام عنده فسئل عن حذيفة فقال علم
المنافقين وسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسئل عن سلمان فقال أدرك العلم الأول والآخر
وسئل عن نفسه فقال كنت إذا سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر وأبو غالب بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد

(1) انظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 533 وفيها: يحيى بن محمد بن عبد الله.
(2) بالأصل: " خيثم " والصواب قياسا إلى الرواية السابقة.
274

الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن إسماعيل الأنباري أنبأنا محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي نبأنا إبراهيم بن يوسف الحضرمي نبأنا ابن عياش عن
الأعمش وأبي تميم عن عمرو بن مرة عن أبي البختري وإسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم قال سئل علي بن أبي طالب عن عبد الله بن مسعود فقال قرأ
القرآن فوقف عند متشابهه فأحل حلاله وحرم حرامه وسئل عن عمار بن ياسر فقال
مؤمن نسي فإذا ذكر ذكر قد حشي ما بين فيه إلى كعبه ايمانا وسئل عن حذيفة فقال
اعلم الناس بالمنافقين فقال أخبرنا عن سلمان قال أدرك العلم الأول والعلم الآخر
منا أهل البيت قالوا أخبرنا عن أبي ذر قال وعى علما قالوا أخبرنا عن نفسك
قال إياها أردتم كنت إذا سكت ابتديت وإذا سألت أعطيت وان بين دفتي علما جما
قلت لإسماعيل بن أبي خالد ما بين الدفتين قال جنبيه
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
محمد بن أبي الفراء أنبأنا خيثمة عن سليمان نبأنا هلال بن العلاء نبأنا أبي نبأنا
إسحاق بن يوسف الأزرق نبأنا أبو سنان نبأنا الضحاك بن مزاحم عن النزال بن
سبرة الهلالي قال وقفنا (1) من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس ومراح فقلنا يا
أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك فذكر الحديث وفيه قلنا فحدثنا عن حذيفة قال
فذاك امرؤ علم المعضلات والمعضلات وعلم أسماء المنافقين أن تسألوه عنها تجدوه
بها عالما
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الأبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني
أنبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا عبيد الله بن محمد العيشي نبأنا عبد الواحد بن زياد نبأنا
عبد الملك بن جريج حدثني رجل عن زاذان أبي عمر قال كنا (3) عند علي يوما فقلنا
له حدثنا عن أصحابك فقال عن أي أصحابي قال قلنا حذيفة بن (4) اليمان

(1) في مختصر ابن منظور 6 / 252 وافقنا.
(2) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت.
(3) بالأصل " أنبأنا " والصواب عن بغية الطلب 5 / 2166.
(4) الزيادة عن ابن العديم.
275

قال علم أسماء (1) المنافقين وسأل عن المعضلات حين غفل عنها فإن تسألوه
تجدوه بها عالما
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا (2) طاهر بن محمد قالا أنبأنا أبو
ناصر (3) عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى أنبأنا أبو زكريا بن
حرب أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي نبأنا وكيع نبأنا ابن أبي خالد قال
سمعت زيد بن وهب الجهني يحدث عن حذيفة قال مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس
في المسجد فقال يا حذيفة إن فلانا قد مات فأشهده قال ثم مضى حتى إذا كاد أن
يخرج من المسجد التفت إلي فرآني وأنا جالس فعرف فرجع إلي فقال يا حذيفة أنشدك
الله امن القوم أنا قال قلت اللهم لا ولا لن أبرئ أحدا بعدك قال فرأيت عيني
عمر (4) جاءتا
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا يوسف بن
الحسن قالا أنبأنا أبو نعيم نبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يونس بن حبيب نبأنا أبو
داود نبأنا أبو أنيس عن أبي إسحاق عن هبيرة قال شهدت عليا وسئل عن حذيفة
فقال سأل عن أسماء المنافقين فأخبر بهم وسئل عن نفسه فقال إياي عزوت (5) كنت
إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت انتهى
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري
أنبأنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا
محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير بن مطعم قال لم يخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأسماء

(1) الزيادة عن ابن العديم.
(2) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبتناه انظر ترجمة زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي في سير الاعلام 19 / 5،
وانظر ترجمة أبي بكر وحيه بن طاهر في السير 20 / 109 وانظر ترجمة أبيهما طاهر بن محمد في السير
18 / 448.
(3) في بغية الطلب 6 / 2176 أبو نصر.
(4) الزيادة عن ابن العديم 6 / 2176، ويعني أنه بكى.
(5) كذا، ولعلها: " عنيت " أو " أردت ".
276

المنافقين الذين بخسوا به ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة وهم أثنا عشر رجلا ليس فيهم
قرشي وكلهم من الأنصار أو من حلفائهم انتهى (1).
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الحسين بن محمد
المقرئ الماوردي وأبو أسعد بن عبد الرحمن بن منصور بن رامش قالا أنبأ أبو
محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه (2) أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن
زياد بن الأعرابي نبأنا عباس بن محمد الدوري نبأنا أبو نعيم نبأنا زهير بن معاوية
عن جابر عن سعد بن عبيدة عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان قال صليت ليلة
مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في رمضان فقام يغتسل وسترته ففضلت منه فضلة في الإناء فقال أن
شئت فأرقه وان شئت فصب عليه قال قلت يا رسول الله هذه الفضلة أحب إلي مما أن
أصب عليه قال فاغتسلت به وسترني قال فقلت تسترني قال بلى لأسترنك
كما سترتني انتهى [2949]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا بن أبي منصور أنبأنا أبو الفتح منصور بن
الحسين بن علي بن القاسم أبو داود الكاتب وأبو طاهر أحمد بن محمد الثقفي قالا
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم أبو علي المتوثي (3) بها حدثنا
عبد الكريم بن الهيثم نبأنا الحسين بن عبد الأول نبأنا أبو خالد نبأنا أبو سعد
البقال عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن حذيفة قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سرية وحدي
انتهى (4).
أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر
المقرئ أنبأنا أبو يعلي أنبأنا خيثمة نبأنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي
عن أبيه قال كنا عند حذيفة قال رجل لو أدركت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقاتلت معه وأبليت
معه فقال حذيفة أنت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة الاسراء (5).

(1) بغية الطلب 5 / 2166.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 17 / 239.
(3) هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى متوث وهي بليدة بين قرقوب وكور الأهواز، ذكره السمعاني وترجم
له.
(4) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2156.
(5) في المختصر 6 / 253: ليلة الأحزاب.
277

وأخذتنا ريح شديدة وقر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله
تعالى معي يوم القيامة قال فسكتنا فلم يجبه منا أحد (1) ثم قال إلا رجل يأتينا بخبر
من القوم جعله الله تعالى معي يوم القيامة قال فسكتنا فلم يجب منا أحد (1) ثم قال
فسكتنا فقال قم يا حذيفة أراه قال فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم قال
اذهب فائتنا بخبر القوم ولا تذعرهم علي فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في
حمام (2) حتى اتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد
القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته
فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما اتيته فأخبرته خبر القوم وفرغت قررت
فألبسني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت
فلما أصبحت قال قم يا نومان [2950]
أخرجه مسلم عن أبي خيثمة (3)
وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله أنبأنا محمد بن هارون نبأنا إسحاق بن
شاهين الواسطي أنبأنا خالد بن عبد الله عن سعيد بن المرزبان أبي سعيد عن
إبراهيم التيمي عن أبيه عن حذيفة قال قال يعني رجل من القوم لو أدركت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لخدمت ولفعلت فقال حذيفة لقد رأيتني ليلة الأحزاب ونحن مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي من الليل في ليلة باردة لم نر قبله ولا بعده بردا
كان أشد منه فحانت مني التفاتة فقال إلا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم جعله
الله معي يوم القيامة قال فما قام منا إنسان قال فسكتوا ثم عاد قال فسكتوا ثم
قال يا أبا بكر ثم قال استغفر الله ورسوله ثم قال أن شئت ذهبت فقال يا عمر
فقال استغفر الله ورسوله ثم قال يا حذيفة قال لبيك فقمت حتى أتيت وان
جنبي ليضربان من البرد فمسح رأسي ووجهي ثم قال ائت هؤلاء القوم حتى تأتينا

(1) بالأصل " أحدا " خطأ.
(2) يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس، ولا من تلك الريح الشديدة شيئا، بل عافاه الله منه ببركة إجابته
للنبي صلى الله عليه وسلم. والحمام مشتق من الحميم وهو الماء الحار.
(3) صحيح مسلم (32) كتاب الجهاد والسير (حديث 1788).
278

بخبرهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع ثم قال اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن
شماله ومن فوقه ومن تحته قال فلأن تكون أو مثلها كان أحب إلي من الدنيا وما فيها
قال فانطلقت فأخذت أمشي نحوهم كأني أمشي في حمام قال فوجدتهم قد أرسل الله
تعالى عليهم ريحا فقطعت أطنابهم وأبنيتهم وذهبت بخيولهم ولم تدع لهم شيئا إلا
أهلكته قال وأبو سفيان قاعد يصطلي عند نار له قال فنظرت إليه فأخذت سهما
فوضعته في كبد قوسي (1) قال وكان حذيفة راميا فذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تحدثن
حدثا حتى ترجع قال فرددت سهمي في كنانتي قال فقال لي رجل من القوم إلا أن
فيكم عين القوم قال اخذ كل بيد جليسه وأخذت بيد جليس قال فقلت من أنت
قال سبحان الله أما تعرفني أنا فلان بن فلان فإذا رجل من هوازن فرجعت إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته الخبر وكأني أمشي في حمام قال فلما أخبرته ضحك حتى بدا أنيابه
في سواد الليل وذهب عني الدف ء قال فأدناني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنا مني عند رجليه والقى
علي طرف ثوبه فكنت لألزق بطني وصدري ببطن قدمه فلما أصبحوا هزم الله تعالى
الأحزاب وهو قوله " فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها " (2) [2951]
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة نبأنا حرملة نبأنا ابن أبي وهب أنبأنا سعيد بن
عبد الرحمن الجمحي حدثني رجل من الأنصار ثم من بني سلمة عن أبيه عن جده
أبي جهاد وكان أبو جهاد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ابنه قال أيا أبتاه رأيتم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبتموه والله لو رأيته لفعلت وفعلت وفعلت فقال يا بني اتق الله
وسدد فوالذي نفسي بيده لو رأيتنا معه يوم الخندق وهو يقول من يذهب فيأتيني
بخبرهم جعله الله رفيقي يوم القيامة فما قام من الناس أحد ثم قالها الثانية فما قام من
الناس أحد ثم قالها الثالثة فما قام من الناس أحد ثم (3) خائفا من الجوع
والقر قال ثم نادى يا حذيفة باسمه فقال يا رسول الله والذي نفسي بيده ما منعني
أن أقوم إلا خشية أن لا اتيك بخبرهم فقال اذهب ودعا له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [2952]

(1) كبد القوس أي مقبضها، وكبد كل شئ وسطه.
(2) سورة الأحزاب، الآية: 9.
(3) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
279

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو الحسن علي بن الحسين أنبأنا أبو
القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب
نبأنا أبو عبد الملك حدثنا محمد بن عائذ اخبرني محمد بن شعيب عن عثمان بن
عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس فذكر حديثا طويلا في غزاة الخندق وقال
فيه (1) فأراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يبعث رجلا فيخرج من الخندق فيعلم ما يريدون فأتى
رجلا وقد قبضه القر فقال ائت مطلع القوم فاعتل فتركه ثم أتى آخر فاعتل فتركه
وحذيفة يسمع (2) ما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ساكت مما به من البلاء والضر حتى اتاه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو لا يدري من هو فقال من هذا قال أنا حذيفة قال إياك
أريد سمعت حديثي الليلة ومسألتي (3) الرجال لأبعثهم ليخبروا لنا خبر القوم فيأتون
قال أي والذي أرسلك بالحق اسمع قال
فما منعك أن تقوم قال القر قد علم
الله الذي بي من البلاء فلما سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر القر ضحك حتى استغرب ضحكا
قال قم حفظك (4) الله من فوقك ومن تحتك وعن يمينك وعن شمالك حتى ترجع
إلي فقام حذيفة مسرورا بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتى القوم لا يحس شيئا مما كان
يجد حتى خالط عسكرهم وجالسهم ثم اقبل فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخبر وذكر
الحديث انتهى [2953]
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو عبد الملك نبأنا محمد بن عائذ
قال وأخبرني الوليد بن مسلم اخبرني عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه زيد بن
أسلم انه اخبره قال (5) قال رجل لحذيفة أشكو إلى الله صحبتكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانكم
أدركتموه ولم ندركه ورأيتموه ولم نره فقال حذيفة ونحن نشكو إلى الله ايمانكم به
ولم تروه والله ما تدري لو أنك أدركته كيف كنت تكون لقد رأيتنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ليلة الخندق وليلة باردة مطيرة إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رجل يذهب فيعلم لنا علم

(1) العبارة بين الرقمين في بغية الطلب 5 / 2153: " في حديث ذكره قال: فأراد... ".
(2) الزيادة عن ابن العديم.
(3) ابن العديم: ومساءلتي.
(4) الزيادة عن ابن العديم 5 / 2154.
(5) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2154 - 2155.
280

القوم أدخله الله الجنة قال فوالله ما قام منا أحد ثم قال هل من رجل يذهب فيعلم لنا
علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة فما قام منا أحد ثم قال هل من رجل
يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيقي في الجنة فما قام منا أحد فقال أبو بكر يا
رسول الله ابعث حذيفة قال حذيفة دونك فوالله ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حذيفة
قلت يا رسول الله بأبي وأمي أنت والله ما بي أن اقتل ولكني أخشى أن أؤسر فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انك لن تؤسر فقلت يا رسول الله مرني بما شئت فقال اذهب
حتى تدخل في القوم فتأتي قريشا فتقول يا معشر قريش إنما يريد أناس أن يقولوا غدا
أين قريش ابن قادة الناس أين رؤوس الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون
القتل بكم ثم ائت كنانة فقل يا معشر كنانة إنما يريد الناس غذا أن يقولوا أين كنانة
ابن رماة الحدق تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم ثم ائت قيسا فقل يا
معشر قيس إنما يريد الناس غذا أن يقولوا أين قيس ابن أحلاس الخيل أين فرسان
الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل فيكم ثم قال لي ولا تحدث في
سلاحك شيئا
قال حذيفة فذهبت فكنت بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم
واذكر (1) لهم القول الذي قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أين قريش أين كنانة أين قيس
حتى إذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى ويشرك ثم قال نظر رجل
من جليسه قال ومعي رجل يصطلي قال فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت من
أنت قال أنا فلان قلت أولى فلما رأى أبو سفيان الصبح قال أبو سفيان نادوا
أين قريش أين رؤوس الناس أين قادة الناس تقدموا قالوا هذه المقالة التي آتينا
بها البارحة ثم قال أين كنانة أين رماة الحدق (2) تقدموا فقالوا هذه المقالة التي آتينا
بها البارحة ثم قال أين قيس أين فرسان الناس أين أحلاس الخيل تقدموا فقالوا
هذه المقالة التي آتينا بها البارحة قال فخافوا وتخاذلوا فبعث الله تعالى عليهم الريح
فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا أناء إلا أكفته وتنادوا بالرحيل (3)

(1) بالأصل: " وذكر " والمثبت عن ابن العديم.
(2) بالأصل " الخندق " والمثبت عن ابن العديم.
(3) بالأصل: " بالريح " والمثبت عن ابن العديم.
281

قال حذيفة حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول فجعل يستحثه
للقيام فلا يستطيع القيام لعقاله قال حذيفة فوالله لولا ما قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا
تحدث في سلاحك شيئا لرميته من قريب قال وسار القوم وجئت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته
فضحك حتى رأيت أنيابه انتهى (1) [2954]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (2) أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم أنبأنا أبو بكر الداربردي (3) بمرو
أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (4) نبأنا أبو حذيفة نبأنا عكرمة بن عمار عن
محمد بن عبيد أبي قدامة الحنفي عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة قال ذكر حذيفة
مشاهدهم مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال جلساؤه أما والله لو كنا شهدنا ذلك لكنا قد فعلنا
وفعلنا فقال حذيفة لا تمنوا ذلك فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافون قعود
أبو (5) سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا (6) وقريظة اليهود أسفل منا نخافهم على
ذرارينا وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد ريحا في أصوات ريحها أمثال
الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحدنا (7) إصبعه فجعل المنافقون يستأذنون النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقولون أن بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له فيأذن لهم
فيتسللون ونحن ثلاثمائة ونحو ذلك إذا استقبلنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا رجلا حتى مر
علي وما علي جنة من العدو ولا من البرد إلا مرط (8) لامرأتي ما يجاوز ركبتي قال
فأتاني وأنا جاثي (9) على ركبتي فقال من هذا قلت حذيفة قال حذيفة قال
فتقاصرت بالأرض فقلت بلى يا رسول الله كراهية أن أقوم قال قم قال قمت
فقال إنه كائن في القوم خبر فائتني بخبر القوم قال وأنا من أشد الناس فزعا وأشد

(1) انظر مغازي الواقدي 2 / 488.
(2) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 3 / 451 - 452.
(3) بياض بالأصل واللفظة المستدركة ت بين معكوفتين عن البيهقي.
(4) هذه النسبة إلى برت، مدينة بنواحي بغداد (الأنساب).
(5) بالأصل " أبي " والمثبت عن البيهقي.
(6) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن البيهقي.
(7) في البيهقي: أحد منا.
(8) بالأصل: " مرطا ".
(9) كذا بالأصل.
282

الناس قرا فخرجت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم احفظه من بين يديه وخلفه وعن
يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته قال فوالله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوفي إلا
خرج من جوفي فما أجد منه شيئا قال فلما وليت قال يا حذيفة لا تحدثن في القوم
شيئا حتى تأتيني قال فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم لهم
توقد وإذا رجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول
الرحيل الرحيل ولم أكن اعرف أبا سفيان قبل ذلك فانتزعت سهما من كنانتي ابيض الريش
فأضعه على كبد قوسي لأرميه به في ضوء النار فذكرت قول رسول الله لا
تحدثن فيهم شيئا حتى تأتيني قال فأمسكت ورددت سهمي إلى كنانتي ثم أني
شجعت نفسي حتى دخلت العسكر (1) فإذا أدنى الناس مني بنو عامر يقولون يا آل
عامر الرحيل الرحيل لا مقام لكم وإذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبرا
فوالله أني لاسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرستهم الريح تضربهم بها ثم
خرجت نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتصف بي الطريق أو نحو ذلك إذا أنا بنحو من عشرين
فارسا أو نحو ذلك معتمين فقالوا أخبر صاحبك أن الله تعالى كفاه القوم فرجعت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل في شمله يصلي فوالله ما عدا أن رجعت راجعني القر
وجعلت أقرقف (2) فأومأ إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وهو يصلي فدنوت منه فأسبل علي
شملته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى فأخبرته خبر القوم وأخبرته أني تركتهم
يرتحلون فأنزل الله عز وجل " يا إيها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم
جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها " الآية (3) انتهى [2955]
وقد ذكر مع هذه الأحاديث المسندة في هذه القصة أبو الأسود محمد بن
عبد الرحمن يتيم عروة عن عروة وموسى بن عقبة عن ابن (4) شهاب ومحمد بن عمر
الواقدي عن شيوخه بألفاظ مختلفة ومعاني (5) متقاربة فلا حاجة إلى ذكرها للاكتفاء
بهذه الأحاديث المسندة

(1) في البيهقي: المعسكر.
(2) يعني أرعد من البرد.
(3) سورة الأحزاب، الآية: 9 والزيادة " عليكم " سقطت من الأصل.
(4) بالأصل " أبي ".
(5) كذا بالأصل.
283

أخبرنا أبو غالب احمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (1) الحسن بن البنا قالا أنبأنا
أبو سعد محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن أبي علاثة أنبأنا أبو طاهر
المخلص نبأنا يحيى بن محمد بن صاعد نبأنا محمد بن عمرو بن سليمان أنبأنا
هشيم بن بشر حينئذ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد
حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد أنبأنا أبي قال أخبرنا إسماعيل
الصرصري حينئذ وأخبرنا منصور بن الرزاز وأبو الطيب الكتامي وأبو الحسن سعد
الخير بن محمد وأبو البيضاء الحبشي وأبو الحسن علي بن أحمد الخياط وأبو
المحاسن أحمد بن محمد وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب قالوا أنبأنا نصر بن أحمد
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالا أنبأنا
عبد الله بن عبيد الله قالا أنبأنا الحسين بن إسماعيل المحاملي نبأنا ابن أبي
مدرعة بن أبي مذعور نبأنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن صلة بن زفر عن
حذيفة قال تعودا الصبر وقال الصرصري تعوذوا البلاء فيوشك أن ينزل بكم
البلاء مع أنه لا يصيبكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد بن علي
عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن
سعد أنبأنا الفضل بن دكين نبأنا فضيل بن جرير العامري اخبرني مسلم بن مخراق
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا قال أنا عمار بن ياسر قال ونظر خلفه قال من
هذا قال أنا حذيفة قال بل أنت كيسان انتهى [2956]
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن عن سهل بن بشر أنبأنا علي بن
منير أنبأنا محمد بن أحمد الذهلي نبأنا محمد بن عبدوس (2) نبأنا محمود بن
غيلان نبأنا الفضل بن موسى نبأنا يزيد بن عقبة الأزدي عن ابن بريدة عن أبيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم استعمل حذيفة بن اليمان على بعض الصدقة فلما قدم قال يا حذيفة هل

(1) بالأصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2167.
284

رزئ من الصدقة شئ قال لا يا رسول الله أنفقنا بقدر إلا أن ابنة لي أخذت حذيا (1)
من الصدقة فقال كيف بك يا حذيفة إذا القي في النار وقيل لك ائتنا بها قال فبكى
حذيفة ثم بعث إليها فجئ بها فألقاها في الصدقة [2957]
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا محمد بن الحسن النهاوندي
نبأنا عبد الله بن محمد القاضي أنبأنا محمد بن إسماعيل نبأنا عبد الله بن يزيد
المقرئ عن حيوية عن أبي صخرة عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب
قال لأصحابه تمنوا فقال أحدهم أتمنى أن تكون ملء هذا البيت دراهم (2) فأنفقه في
سبيل الله عز وجل فقال عمر تمنوا فقال أحدهم أتمنى أن تكون ملء هذا البيت ذهبا
فأنفقه في سبيل الله عز وجل فقال تمنوا فقال آخر أتمنى أن تكون ملء هذا البيت
جواهر فأنفقه في سبيل الله عز وجل فقال عمر تمنوا فقالوا ما نتمنى بعد هذا
فقال عمر لكني أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان واستعملهم في طاعة الله عز وجل
قال ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال انظر ما يصنع فلما اتاه قسمه ثم
بعث بمال إلى حذيفة قال انظر ما يصنع فلما اتاه قسمه فقال عمر قد قلت لكم أو
كما قال انتهى (3)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه
أنبأنا أبو بكر القطان نبأنا أحمد بن يوسف السلمي نبأنا محمد بن يوسف قال ذكر
سفيان عن اشعب بن سوار عن ابن سيرين قال دخل حذيفة المدائن وهو على حمار
وقد شال رجليه من جانب ومعه عرق لحم يتعرقه فهو أمير انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (4) أنبأنا عبد الله بن محمد نبأنا
عبد الرحمن بن محمد نبأنا هناد نبأنا وكيع عن سلام بن مسكين عن ابن سيرين
قال أن حذيفة لما قدم المدائن قدم على حمار على اكاف وبيده رغيف وعرق وهو يأكل
على الحمار انتهى

(1) أي قطعة (النهاية).
(2) في ابن العديم: ذهبا.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2168 - 2169.
(4) الخبر في حلية الأولياء 1 / 277.
285

قال ونبأنا هناد نبأنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف مثله (1)
انتهى
أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا في كتابيهما قالا أنبأنا أبو محمد
الجوهري قراءة على أبي عمر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا
الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد أنبأنا وكيع بن الجراح ومسلم بن إبراهيم عن
سلام بن مسكين عن محمد بن سيرين قال كان عمر بن الخطاب إذا بعث عاملا
كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم قال فلما استعمل حذيفة على
المدائن كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم قال فخرج حذيفة
من عند عمر على حمار موكف وعلى الحمار زاده فلما قدم المدائن استقبله أهل
الأرض والدهاقين وبيده رغيف وعرق من لحم على حمار على اكاف قال فقرأ عهده
عليهم فقالوا سلنا ما شئت قال أسألكم طعاما أكله وعلف حماري ما رمت
فيكم مرتين قال فقام فيهم ما شاء الله تعالى ثم كتب إليه عمر أن أقدم قال فلما بلغ
عمر قدومه كمن له على الطريق في مكان لا يراه فلما رآه عمر على الحالة التي خرج من
عنده عليها اتاه فأكرمه وقال أنت أخي وأنا أخوك انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون وأبو بكر
الخطيب (2) أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا إسماعيل بن محمد
الصفار أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي نبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعالى عنه إذا بعث أميرا كتب إليهم أني
قد بعثت إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا فاسمعوا (3) له وأطيعوا فلما بعث حذيفة إلى
المدائن كتب إليهم أني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه فقالوا هذا رجل له شأن
فركبوا ليتلقوه فلقوه على بغل تحته اكاف وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد
فلم يعرفوه فأجازوه فلقيهم الناس فقالوا لهم (4) أين الأمير قالوا هذا الذي لقيتم
قال فركضوا في اثره فادركوه وفي يده رغيف وفي الأخرى عرق وهو يأكل

(1) وزيد فيه قال أبو نعيم: وزاد فقال: وهو سادل رجليه من جانب.
(2) الخبر في تاريخ بغداد 1 / 162 ونقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2168 عن أبي بكر الخطيب.
(3) مطموسة بالأصل، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) الزيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ بغداد.
286

فسلموا عليه فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف قال فلما غفل ألقاه أو
قال أعطاه خادمه انتهى
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا
أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة قال (1)
قال أبو عبيدة ومضى حذيفة بن اليمان يعني سنة اثنتين وعشرين بعد نهاوند (2) إلى
مدينة نهاوند فصالحه دينار على ثمانمائة ألف درهم في كل سنة وغزا حذيفة مدينة
الدينور (3) فافتتحها عنوة وقد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت ثم غزا حذيفة مدينة ماسبذان (4)
فافتتحها عنوة وقد كانت فتحت لسعد فانتقضت
قال خليفة وقد قيل في ماه غير هذا يقال أبو موسى فتح ماه دينار (5) ويقال
السائب بن الأقرع وقال أبو عبيدة ثم غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة ولم تكن
فتحت قبل ذلك ثم غزا الري فافتتحها عنوة ولم تكن فتحت قبل واليها انتهت فتوح
حذيفة
وقال أبو عبيدة فتوح حذيفة هذه كلها في سنة اثنتين (6) وعشرين ويقال همذان
افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين ويقال جرير بن عبد الله افتتحها بأمر
المغيرة انتهى
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنبأنا
الحسن بن أحمد بن محمد أنبأنا المؤمل بن الحسن أنبأنا أبو جعفر بن
إسماعيل نبأنا قبيصة نبأنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن
السلمي قال جمعت مع حذيفة بالمدائن فسمعته يقول أن الله تعالى يقول " اقتربت
الساعة وانشق القمر (7) إلا أن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن الساعة قد

(1) انظر تاريخ خليفة ص 150 والخبر نقله ابن العديم 5 / 2169 عن خليفة.
(2) مدينة عظيمة في قبلة همذان، بينهما ثلاثة أيام (ياقوت).
(3) مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين بينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخا (ياقوت).
(4) مدينة منها إلى الرد عدة فراسخ (معجم البلدان).
(5) ماه دينار هي مدينة نهاوند (معجم البلدان).
(6) بالأصل: اثنين.
(7) سورة الانشقاق، الآية الأولى.
287

اقتربت إلا إن المضمار اليوم والسبق غدا قال فقلت لأبي غدا تجري الخيل قال فإنك
لقاتل حتى سمعته يقول السابق من سبق إلى الجنة والغاية النار
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما أنبأنا عبد الله بن
الحسن بن محمد الخلال أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ نبأنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي نبأنا ابن شبيب حدثني أبو زيد محمد بن زيد حدثني
(1) بن عبد الله حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثني عبد الله بن القعقاع
عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال حذيفة بن اليمان لأقومن الليلة فلأمجدن ربي عز
وجل قال فسمعت صوتا ورائي لم اسمع صوتا قط أحسن منه قال اللهم لك الحمد
كله ولك الملك كله واليك يرجع الأمر كله علانيته وسره اغفر لي ما سلف مني
واعصمني فيما بقي من أجلي انتهى
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله
أنبأنا محمد بن هارون نبأنا أحمد بن عبد الرحمن نبأنا عبد الله بن وهب اخبرني
شبيب بن سعيد عن أبان بن أبي عياش عن سالم بن قيس العامري ومسلم بن أبي
عمران أن حذيفة بن اليمان قال أن أقر أيامي لعيني يوم ارجع فيه إلي أهلي فيشكون إلي
الحاجة والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن الله ليتعاهد عبده
بالبلاء كما يتعاهد الوالد لولده بالخير وان الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا كما
يحمي المريض أهله الطعام انتهى [2958]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو
عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن أحمد بن حمدان أنبأنا الحسين بن سفيان أنبأنا
محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا المعافى عن اليمان بن المغيرة أنبأنا أبو الأبيض
المدني عن حذيفة انه قال أن أقر أيامي لعيني يوم ارجع إلي أهلي وهم يشكون (2) إلي
الحاجة والذي نفس حذيفة بيده سمعت رسول الله يقول أن الله عز وجل ليتعاهد
عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بخير وإن أقر أيامي لعيني يوم ادخل على
أهلي فيشكون إلي الحاجة انتهى [2959]

(1) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
(2) بالأصل: يشكوا.
288

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل وأبو عبد الله بن البنا قالا أنبأنا أبو أحمد الصريفيني (1) أنبأنا
عمر بن إبراهيم بن أحمد أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا أبو خيثمة نبأنا جرير عن
الأعمش عن سليم عن حذيفة قال يحسب المرء من العلم أن يخشى الله عز وجل
وبحسبه من الكذب أن يقول استغفر الله وأتوب إليه ثم يعود انتهى
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد الجبان العطار
المعروف بابن النخاس أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد المقرئ أنبأنا ابن أبي مريم يعني عبد الله بن محمد بن سعيد بن
الحكم نبأنا القيرواني نبأنا سفيان نبأنا عطاء بن السائب عن أبي البختري قال
قال حذيفة لو حدثتكم بحديث لكذبني ثلاثة أثلاثكم قال ففطن إليه شاب فقال من
يصدقك إذا كذبك ثلاثة أثلاثنا فقال أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الخير وكنت أسأله عن الشر قال فقيل له ما حملك على ذلك فقال أن من اعترف
بالشر وقع في الخير انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا سليمان بن
حرب حدثنا أبو هلال عن قتادة قال قال حذيفة لو كنت على شاطئ نهر وقد
مددت يدي لأغرف فحدثتكم بكل ما اعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى اقتل انتهى
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري
قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا
محمد بن سعد أنبأنا عمرو بن عاصم الكلابي نبأنا قريب بن عبد الملك قال سمعت
سليمان جاء واليا قال قال حذيفة خذوا عنا فإنا لكم ثقة ثم خذوا عن الذين يأخذون
عنا فإنهم لكم ثقة ولا تأخذوا عن الذين يلونهم قالوا لم قال لأنهم يأخذون
حلو الحديث ويدعون مرة ولا يصح حلوه إلا بمره انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو محمد بن حيوية
نبأنا يحيى بن صاعد نبأنا الحسين المروزي أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا أبو

(1) بالأصل: " الصريفيني " خطأ.
289

جناب الكلبي قال قال حذيفة بن اليمان أن الحق لثقيل وهو مع ثقله مرئ وان
الباطل خفيف وهو مع خفته وبئ وترك الخطيئة أيسر وقال خير من طلب التوبة
ورب شهوة ساعة أو رثت حزنا طويلا انتهى
أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان أنبأنا إسماعيل بن إسحاق نبأنا محمد بن عبد الله
الأنصاري نبأنا أبو القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن جابر بن
عبد الله قال قال لنا حذيفة أنا حملنا هذا العلم وأنا نؤديه إليكم وان كنا لا نعمل به
انتهى
أخبرنا قال البيهقي قوله وان كنا لا نعمل به يريد والله أعلم فيما يكون ندبا
واستحبابا فلا يظن بهم انهم كانوا يتركون الواجب عليهم فلا يعلمون به إذ (1) كانوا
اعمل الناس بما وجب عليهم ويحتمل أن يكون ذهب مذهب التواضع في ترك التزكية
انتهى
وقال أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا محمد بن صالح أنبأنا هانئ نبأنا أبو
عمرو بن موسى بن محمد بن الأعين نبأنا أحمد بن عمرو الجرشي نبأنا القاسم بن
مالك المزني حدثني ثعلبة نبأنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي جعفر محمد بن
علي عن (2) جابر بن عبد الله قال قال حذيفة إنا قوم عرب نردد الأحاديث فنقدم
ونؤخر انتهى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أو عبد الله الصفار نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأنا إسحاق نبأنا
وكيع نبأنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال قال حذيفة رضي
الله تعالى عنه وأسكنه الجنة بمنه وكرمه *
ليس من مات استراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء *
فقيل له يا أبا عبد الله ما ميت الأحياء قال الذي لا يعرف المعروف بقلبه ولا
ينكر المنكر بقلبه انتهى

(1) بالأصل " إذا ".
(2) بالأصل " بن ".
290

أخبرنا بها أعلى من هذا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزوردي (1)
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الماسرجسي الفقيه إملاء أنبأنا محمد بن
يحيى بن عمر بن علي بن حرب نبأنا أبو عامر نبأنا سفيان عن حبيب يعني ابن
أبي ثابت عن أبي الطفيل عن حذيفة انه سئل عن قوله *
ليس من مات استراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء *
قال ميت الأحياء هو الذي لا ينكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه انتهى
أخبرنا بها أعلى من هذا القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو طالب محمد بن
محمد أنبأنا أبو بكر الشافعي نبأنا أحمد بن سعيد الحبال نبأنا قبيصة بن عقبة نبأنا
سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال قيل لحذيفة ما تعني
بقولك *
ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء *
قال هو الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه
أخبرنا أبو الحسن (2) بن المسلم أنبأنا نصر بن إبراهيم وعبد الله بن
عبد الرزاق وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي
قالا أنبأنا محمد بن عوف بن أحمد المزني أنبأنا الحسن بن منير بن محمد التنوخي
أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم (3) نبأنا هشام بن عمار عن بسر بن سورة بن ابان
السلمي نبأنا أبو خالد يزيد بن عبد الله السراح نبأنا مكحول قال قال حذيفة لأبي
هريرة أني أراك إذا دخلت الكنيف أبطأت في مشيك وإذا خرجت أسرعت قال أني
ادخل واني على وضوء واخرج وأنا على غير وضوء فأخاف أن يدركني الموت قبل أن
أتوضأ قال له حذيفة انك لطويل الأمل لكني ارفع قدمي أخاف أن لا أضع الأخرى
حتى أموت
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا محمد بن
العباس حينئذ

(1) بالأصل " الخير وردي " والصواب ما أثبت.
(2) الزيادة للايضاح.
(3) ضبطت عن التبصير.
291

وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء (1) قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الأبنوسي أنبأنا عثمان بن عمر بن المنتاب قالا أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد
نبأنا الحسين بن الحسن أنبأ ابن المبارك أنبأنا زائدة عن سليمان (2) الأعمش عن
موسى بن عبد الله يعني عن ابن يزيد الخطمي عن أبيه قال سليمان الأعمش وأمهما
بنت حذيفة قال لوددت أن لي من يصلح لي في مالي فأغلق علي بابي فلا
يدخل على أحد حتى الحق بالله عز وجل انتهى
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أيضا قالا أنبأنا أبو الحسين أنبأنا عمرو بن
عمرو بن محمد نبأنا يحيى نبأنا الحسين بن الحسن أنبأنا الفضل بن موسى نبأنا
الأعمش عن موسى بن عبد الله عن بنت حذيفة قالت وددت أن لي من يكفيني
فأدخلت بيتي فلا يدخلون إلي ولا اخرج عليهم انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (3) نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا محمد بن
شبل (4) نبأنا أبو بكر بن أبي شيبة نبأنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن موسى بن
عبد الله بن يزيد عن أم سلمة قال أبو بكر هي أمه قالت قال حذيفة لوددت أن
لي انسانا يكون في مالي ثم أغلق علي الباب فلم يدخل علي أحد حتى ألقى الله تبارك
وتعالى انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبي أبو
عبد الله أنبأنا محمد بن أيوب عن حبيب نبأنا هلال بن العلاء نبأنا فيض بن
إسحاق قال قال فضيل بن عياض قيل لحذيفة ما لك لا تتكلم قال أن لساني سبع
أخاف أن تركته يأكلني انتهى
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا محمد بن إسماعيل
ومحمد بن عباس قالا نبأنا يحيى بن صاعد نبأنا الحسين بن الحسن أنبأنا
عبد الله بن المبارك أنبأنا عبد الله بن عون عن إبراهيم قال قال حذيفة اتقوا الله يا

(1) ما بين معكوفتين استدرك لإيضاح السند، اقتضاه السياق.
(2) بالأصل " سلمان " وسيأتي صوابا، وانظر ترجمته في سير الاعلام 6 / 226.
(3) حلية الأولياء 1 / 278.
(4) مهملة بالأصل والمثبت عن الحلية.
292

معشر القراء وخذوا ظهر من كان قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن
تركتموه يمينا وشمالا لقد ظلتم ضلالا بعيدا انتهى
أخبرنا أبو منصور (1) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق أنبأنا أبو
الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو حفص بن شاهين نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا
ليث بن حماد الصفار نبأنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن شمر بن عطية
قال قال حذيفة ليس خياركم من ترك الدنيا للآخرة لا خياركم من ترك الآخرة للدنيا
ولكن خياركم من اخذ من كل انتهى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
الحسين بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثني أبي
عن وكيع عن محمد بن قيس عن عمرو بن مرة قال قال حذيفة بن اليمان خياركم
الذين يأخذون من دنياهم لآخرتهم ومن آخرتهم لدنياهم انتهى (2).
قال وأنبأنا أبو بكر أخو خطاب نبأنا خالد بن خداش قال سمعت سفيان بن
عيينة (3) يقول بلغني عن حذيفة بن اليمان انه قال لرجل اتسرك أن تغلب شر الناس
قال إنك أن تغلبه تكن (4) شرا منه
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا عبد الغافر الفارسي أنبأنا أحمد بن
محمد الخطابي أنبأنا محمد بن هاشم نبأنا الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن
أيوب عن ابن سيرين قال سئل حذيفة عن شئ فقال إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف
الناسخ والمنسوخ أو رجل ولي سلطانا فلا يجد من ذلك بدا أو متكلف انتهى
وأخبرنا بها أبو المعالي الفارسي أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا إسماعيل الصفار نبأنا أحمد بن منصور نبأنا عبد الرزاق
عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال سئل حذيفة عن شئ فقال إنما تعني أحد

(1) بالأصل " أبو منصور بن عبد الرحمن " خطأ، انظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 69 وشيوخ فهارس ابن
عساكر (المطبوعة المجلد السابعة).
(2) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2171.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن ابن العديم.
(4) الزيادة عن بغية الطلب ومختصر ابن منظور 6 / 260.
293

ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ قالوا ومن يعرف ذلك قال عمرا ورجل ولي
سلطانا فلا يجد بدا أو متكلف انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (1) نبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا إبراهيم بن
متوية نبأنا عبيد الله بن أسباط نبأنا أبي عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن
النزال بن سبرة قال كنا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان يا أبا عبد الله ما هذا الذي
يبلغني عنك قال ما قلته فقال عثمان أنت أصدقهم وأبرهم فلما خرج قلت يا أبا
عبد الله ألم تقل ما قلته قال بلى ولكني اشتري ديني ببعضه مخافة أن يذهب كله
انتهى
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن الحسن
قال قرأ علي أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف
نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد أنبأنا الفضل بن دكين نبأنا سعد بن
أوس عن بلال بن يحيى قال بلغني أن حذيفة كان يقول ما أدرك هذا الأمر أحد من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قد اشتري بعض دينه ببعض قالوا فأنت قال وأنا والله أني
لادخل على أحدهم وليس أحد إلا وفيه محاسن ومساوئ فأذكر من محاسنه وأعرض
عن مساوئ ذلك وربما دعاني أحدهم إلى الغذاء فأقول أني صائم ولست بصائم
انتهى (2)
قال ونبأنا محمد بن سعد نبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس أنبأنا أبو بكر بن
عياش قال سمعت أبا إسحاق يقول كان حذيفة يجئ كل جمعة من المدائن إلى
الكوفة قال أبو بكر فقلت له تستطيع أن تجئ من المدائن إلى الكوفة قال نعم كانت
له بغلة فارهة انتهى (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا
عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد نبأنا عيسى بن سالم نبأنا عبيد الله بن
عمرو عن زيد أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن ربعي بن حراش

(1) الخبر في حلية الأولياء 1 / 279.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 368.
(3) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 366.
294

قال لما كانت الليلة (1) التي حضر فيها حذيفة جعل يقول أي الليل هذا قال
فقلنا هذا وجه السحر فاستوى جالسا ثم قال اللهم أني أبرأ إليك من دم عثمان والله
ما شهدت ولا قتلت ولا مالأت على قتله انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد
أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نبأنا محمد بن
إسماعيل نبأنا جمعة بن عبد الله نبأنا جرير عن حصين قال سألت أبا وائل قال
حدثني خالد بن فلان انه لما بلغه أن حذيفة بالمدائن اتاه فقال أجئتم بأكفاني قلنا
نعم فقال أعوذ بالله من صباح النار ثم ذكر عثمان فقال اللهم أني لم اقتل عثمان ولم
أمر ولم ارض ولم اشهد قال البخاري وكنية حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي
واليمان يقال له حسل قتل يوم أحد هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم زمن بدر انتهى
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بدر بن عبد الله قال أنبأنا أبو بكر
الخطيب (2) أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي نبأنا
يحيى بن أبي طالب أنبأنا علي بن عاصم نبأنا حصين بن عبد الرحمن عن أبي
وائل عن خالد بن ربيع العبسي قال سمعنا بوجع (3) حذيفة فركب إليه أبو مسعود
الأنصاري في نفر أنا فيهم إلى المدائن قال فأتيناه في بعض الليل فقال أي الليل
ساعة هذه قلنا بعض الليل أو جوف الليل قال هل جئتم بأكفاني قلنا نعم
قال فلا تعانوا (4) بكفني فان يكن لصاحبكم عند الله خير يبدل خيرا من كسوتكم وإلا
سلب سلبا سريعا
قال ثم ذكر عثمان فقال اللهم لم اشهد ولم اقتل (5) ولم ارض انتهى
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ نبأنا أبو
حامد بن جبلة نبأنا محمد بن إسحاق السراج نبأنا يعقوب بن إبراهيم نبأنا هشيم

(1) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 261.
(2) تاريخ بغداد 1 / 158 في ترجمة أبي مسعود البدري.
(3) في تاريخ بغداد: توجع.
(4) تاريخ بغداد: تغالوا.
(5) تاريخ بغداد: أقل.
295

أنبأنا حصين عن أبي وائل قال لما ثقل حذيفة اتاه ناس من بني عبس فأخبرني خالد بن
الربيع العبسي فأتيته وهو بالمدائن حتى دخلنا عليه بجوف الليل فقال لنا أي ساعة
هذه قلنا جوف الليل أو آخر الليل فقال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثم قال
أجئتم معكم بأكفاني قلنا نعم قال فلا تغالوا بأكفاني فإنه أن يكن لصاحبكم عند الله
تعالى خير فإنه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها وألا يسلب سلبا انتهى
قال ونبأنا سليمان بن أحمد نبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي نبأنا أبو
كريب حدثنا يحيى بن زكريا نبأنا ابن أبي زائدة عن أبي إسحاق أن صلة بن زفر
حدثه أن حذيفة بعثني وأبا مسعود فاتبعنا له كفنا حلة عصب بثلاثمائة درهم قال أرياني
فيما ابتعتما إلى فأريناه فقال ما هذا إلي بكفن إنما يكفنني ربطتان بيضاء وإذ ليس
فيهما أو ليس معهما قميص فاني لا اترك إلا قليلا حتى ابدل خيرا منهما أو شرا منهما
فابتعنا له ربطتين بيضاوين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
الحسين نبأنا عمر بن شبيب نبأنا ليث بن أبي سليم قال لما نزل بحذيفة الموت
جزع جزعا شديدا وبكى بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك قال ما أبكي أسفا على الدنيا
بل الموت أحب إلي ولكن لا أدري على ما أقدم على رضا أم على سخط انتهى (1)
قال ونبأنا داود بن رشد نبأنا عباد بن العوام أنبأنا أبو مالك الأشجعي عن
ربعي بن خراش انه حدثهم أن أخته وهي امرأة حذيفة قالت لما كانت ليلة توفي
حذيفة جعل يسألنا أي الليل هذا فنخبره حتى كان السحر قالت فقال اجلسوني
فأجلسناه قال وجهوني فوجهناه قال اللهم أني أعوذ بك من صباح النار ومن
مسائها انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني (2) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة أنبأنا أبو القاسم
البغوي نبأنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن عبد الملك قال سمعت زيادا يحدث

(1) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2172.
(2) بالأصل: " الصبر فيني " والصواب ما أثبت.
296

عن ربعي بن حراش قال قال حذيفة عند الموت رب يوم اتاني الموت لم أشك فأما
اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا منها قال وأوصى أبا مسعود فقال عليك
بما تعرف ولا تكون في أمر الله عز وجل انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأنا أبو الحسن اللبناني أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
الحسين نبأنا داود بن المحبر عن سعيد بن راشد عن صالح بن حسان أن حذيفة
لما نزل به الموت قال هذه آخر ساعة من الدنيا اللهم انك تعلم أني أحبك فبارك لي
في لقائك ثم مات انتهى (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان انتهى
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمر وأنبأنا الحسين بن محمد بن يوسف
أنبأنا أبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني
يعقوب بن عبيد نبأنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام عن الحسن قال قال حذيفة في
مرضه حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ليس بعدي ما اعلم الحمد لله الذي سبق
بي الفتنة قادتها وعلوجها انتهى (2).
قال ونبأنا إسحاق بن إسماعيل نبأنا وكيع نبأنا مسعر عن عبد الملك بن
ميسرة عن النزال بن سبرة عن أبي مسعود قال أغمي على حذيفة فأفاق في بعض
الليل فقال يا أبا مسعود أي الليل هذا قال السحر الاعلى قال عائذ بالله من جهنم
مرتين انتهى حديث ابن صفوان وزاد أبو الحسن ثم قال ابتاعوا إلي ثوبين ولا عليكم
إلا تقلوا فإن يصب صاحبكم خيرا يكسى خيرا منها وألا سلبها سلبا سريعا انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد نبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا علي بن
محمد بن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا أبو بكر بن
أبي الدنيا نبأنا الربيع بن ثعلب نبأنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة قال لما

(1) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2174.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء (ترجمته 2 / 368).
297

مرض حذيفة مرضه الذي مات فيه فقيل له ما تشتهي قال أشتهي الجنة قالوا (1) فما
تشتكي قال الذنوب قالوا أفلا ندعو لك الطبيب قال الطبيب أمرضني لقد
عشت فيكم على خلال ثلاث للفقر فيكم أحب إلي من الغنى والضعة فيكم أحب من
الشرف وان من حمدني منكم ولا مني في الحق سواء ثم قال أصبحنا أصبحنا
قالوا نعم قال اللهم إني أعوذ بك من صباح النار حبيب جاء على فاقة ولا أفلح
من ندم انتهى (2)
قال (3) وحدثني محمد بن ابان البلخي نبأنا يحيى بن سليم الطائفي عن
إسماعيل بن كثير عن زياد مولى ابن عياش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت
على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال اللهم انك تعلم لولا أني أرى هذا اليوم أول
يوم من أيام الآخرة واخر يوم من أيام الدنيا لم أتكلم بما أتكلم به اللهم انك تعلم
أني كنت اختار الفقر على الغنى واختار الذلة على العز واختار الموت على الحياة
حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم مات انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (4) حدثنا (5) عبد الرحمن بن العباس
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي نبأنا محمد بن يزيد الادمي نبأنا يحيى بن سليم
عن إسماعيل بن كثير عن زياد مولى ابن عياش حدثني من دخل على حذيفة في مرضه
الذي مات فيه فقال لولا أني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة لم
أتكلم به اللهم انك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى وأحب الذلة على العز
وأحب الموت على الحياة حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم مات رضي الله
عنه (6).
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزي بن الحسن السجاد نبأنا أبو بكر
الخطيب نبأنا أبو الحسن بن رزقويه نبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحداد أنبأنا

(1) بالأصل " قال " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 262.
(2) الخبر في بغية الطلب 5 / 2172 - 2173.
(3) بغية الطلب 5 / 2173.
(4) الخبر في حلية الأولياء 1 / 282.
(5) الزيادة عن الحلية، وهي لازمة.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء.
298

الحسن بن علي القطان نبأنا إسماعيل بن عتبة نبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا محمد بن
سليمان الأسدي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال حذيفة حين حضره الموت
مرحبا بالموت وأهلا مرحبا بحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم اللهم أني لم أحب
الدنيا لحفر الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لسهر الليل وظمأ الهواجر وكثرة
الركوع والسجود والذكر لله عز وجل كثيرا (1) والجهاد في سبيله ومزاحمة العلماء
بالركب
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو الحسين الفارسي قال قال أبو سليمان
الخطابي في حديث حذيفة انه لما أوتي بكفنه فقال أن يصب أخوكم خيرا فعسى وإلا
فليترام بي رجواها إلى يوم القيامة
حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك نبأنا الحسن بن سفيان نبأنا ابن أبي شيبة
نبأنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن حذيفة قوله رجواها يريد ناحيتي القبر وانما
انث على نية الأرض أو اخماد الحفرة لقوله جل وعز " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما
ترك عليها من دابة " (2) ولم يتقدم للأرض ذكر ولقوله " حتى توارت بالحجاب " (3)
ولم يتقدم الشمس ذكر وقال حاتم (4) *
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر *
يريد النفس وإعمال الضمير في كلام العرب كثير وأرجا التقي نواحيه قال الله
تعالى " والملك على أرجائها " (5) واحدها رجا مقصور والتثنية رجوان قال الشاعر *
فما أنا يا بن العم تجعل دونه * التقي ولا يرمى به الرجوان * (6)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه أنبأنا
القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
الحسين بن عمر التميمي أنبأنا أبو الفضل جعفر بن أحمد نبأنا الحسين بن نصر بن

(1) بياض بالأصل، وما استدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 6 / 262.
(2) سورة النخل، الآية: 61.
(3) سورة ص، الآية: 32.
(4) ديوانه ط بيروت ص 50 برواية: إذا حشرجت نفس.
(5) سورة الحاقة، الآية: 17.
(6) البيت في اللسان (رجا) بدون نسبة.
299

المغازل قال قال أبو نعيم ومات حذيفة بعد قتل عثمان بن عفان رضي الله تعالى
عنهما
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نبأنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأنا علي بن أحمد الرزاز أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا بشر بن
موسى نبأنا عمرو بن علي قال أنبأنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا
إبراهيم بن محمد الكندي نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قال ومات حذيفة بن
اليمان ويكنى بأبي عبد الله بالمدائن سنة ست (2) وثلاثين قبل قتل عثمان بن عفان
بأربعين ليلة
قال الخطيب لفظهما سواء وقولهما قبل قتل عثمان خطأ لان عثمان قتل في
آخر سنة خمس وثلاثين انتهى
قال (1) وأنبأنا ابن الفضل أنبأنا ابن درستويه نبأنا يعقوب نبأنا عبيد الله بن
موسى أنبأنا سعيد بن أوس عن بلال بن يحيى قال عاش حذيفة بعد قتل عثمان
أربعين ليلة انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو
القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة
قال قال عمي أبو بكر مات حذيفة حين جاء قتل عثمان انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط
قال (3) وفيها مات حذيفة بن اليمان في أول سنة ست (2) وثلاثين انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن اخبرني عبد (4) الرحمن بن

(1) تاريخ بغداد 1 / 163.
(2) بالأصل: ستة.
(3) تاريخ خليفة ص 182 والخبر نقله ابن العديم عن خليفة 5 / 2176.
(4) بالأصل: " عبد الرحمن ".
300

محمد بن المغيرة اخبرني أبي حدثني أبو (1) عبيد قال سنة ست (2) وثلاثين توفي
فيها حذيفة بن اليمان بالمدائن انتهى (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي
الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا أبو أمية خال الأحوص بن المفضل نبأنا أبي
قال وفي سنة (2) وثلاثين حذيفة بن اليمان يعني مات فيها انتهى
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم أنبأنا سليمان بن أحمد
نبأنا أبو الزنباع نبأنا يحيى بن بكير قال توفي حذيفة سنة ست (2)
وثلاثين (4)
قال ونبأنا محمد بن علي بن حبيش نبأنا محمد بن عبدوس بن كامل نبأنا
محمد بن عبد الله بن نمير قال مات حذيفة سنة ست (2) وثلاثين (4) انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال سنة ست (5) وثلاثين فيها مات أبو عبد الله
حذيفة بن اليمان بعد عثمان بأربعين ليلة
وقال الواقدي مات حذيفة بن اليمان بن حسل بن جابر العبسي ويكنى أبا
عبد الله بالمدائن سنة ست (5) وثلاثين وذكر ابن زبر أن أباه اخبره عن إبراهيم بن
عبد الله البغدادي عن محمد بن سعد عن الواقدي بذلك انتهى
أخبرنا أبو العز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار نبأنا أبو حفص الفلاس
قال ومات (6) حذيفة بن اليمان ويكنى أبا عبد الله بالمدائن سنة خمس وثلاثين بعد
عثمان بأربعين ليلة وحذيفة بن اليمان هو حذيفة بن حسل بن اليمان وقال بعض أهل

(1) بالأصل " أبي ".
(2) بالأصل: ستة.
(3) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2177.
(4) ابن العديم 5 / 2176 - 2177.
(5) بالأصل " ستة ".
(6) بالأصل " فقال " والمثبت عن ابن العديم 5 / 2175.
301

العلم عسل والصحيح حسل انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا محمد بن الحسن نبأنا
أحمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن محمد نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري عن
عبيد الله بن موسى عن سعد بن أوس عن بلال بن يحيى عن حذيفة انه مات بعد
عثمان بأربعين يوما انتهى (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن
العتيقي حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن
جعفر قالا أنبأنا الوليد بن بكر نبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد
حدثني أبي احمد قال حذيفة بن اليمان عبسي مات بالمدائن قبل الجمل وهو
حليف بني عبد الأشهل انتهى (2)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان نبأنا ابن أبي الدنيا نبأنا الحسين بن
عمرو بن محمد حدثنا زكريا بن عدي قال سمعت حفص بن غياث يقول رأيت أبا
حنيفة في المنام فقلت له أي الآراء وجدت أفضل أو أحسن قال نعم الرأي رأي
عبد الله وجدت حذيفة بن اليمان شحيحا على دينه (3)
1232 حذيفة بن سعيد السلامي
وجهه يزيد بن الوليد إلى محمد بن عبد الملك بن مروان ويزيد بن سليمان بن
عبد الملك حين اتيا أن يبايعاه فبذل لهما ما أراد حتى بايعا له ثم ولي غازية البحر في
أيام مروان بن محمد
حكى عنه محمد بن شعيب بن شابور انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا

(1) انظر العبارة في التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 95 - 96.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 111 ونقله عنه ابن العديم 5 / 2174.
(3) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2178.
302

أحمد بن الوليد قال لما ولي مروان بن محمد ولى يعني غزو البحر تركه ابن يزيد
العاملي فعزله (1) بغتة وجلد ثم ولي من بعده معن بن سالم العاملي ثم ولى مكانه
حذيفة بن سعيد السلامي ثم ولي من بعده الحارث بن سليمان العيشي
1233 حرام (2) بن حكيم بن خالد بن سعد بن حكيم الأنصاري (3)
ويقال العبشمي ويقال هو حرام بن معاوية
من أهل دمشق
روى عن عمه (4) عبد الله بن سعد ولعمه صحبة وعن أبي هريرة وأبي ذر
الغفاري وأنس بن مالك ومحمود بن ربيعة وأبي (5) مسلم الخولاني
روى عنه العلاء بن الحارث وزيد بن واقد وعبد الله بن العلاء بن زبر
وبشر بن العلاء ومحمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي وزيد بن رفيع وعتبة بن أبي
حكيم انتهى
أخبرنا أبو القاسم على بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم بن الفرات أنبأنا
عبد الوهاب بن الحسن نبأنا أحمد بن عمير نبأنا محمد بن إسماعيل بن علية نبأنا
عبد الرحمن بن مهدي نبأنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن حرام عن
عمه عبد الله بن سعد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيتي والصلاة في
المسجد فقال لقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد ولإن أصلي في بيتي أحب إلي من أن
أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة انتهى [2960]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم اخبرني أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو
نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد أنبأنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم
نبأنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي (6) نبأنا صدقة بن عبد الله حدثني زيد بن واقد عن

(1) رسمها غير واضح بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.
(2) بالأصل " حزام " بالزاي، والصواب حكيم بفتح الحاء والراء المهملتين. وقد صححت أينما وقعت في
الترجمة.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 456 وميزان الاعتدال 1 / 467.
(4) هو عم أبيه كما يوضح عمود نسب حرام، وفي الإصابة: قيل إنه عبد الله بن خالد بن سعد.
(5) بالأصل " وأبو ".
(6) رسمها غير واضح وتقرأ " النيسي " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 213.
303

حرام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال إنكم أصبحتم
في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه العمل فيه خير من
العلم وسيأتي زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله (1) قليل معطوه العلم فيه
خير من العمل انتهى [2961]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد نبأنا أبو
الحسن بن السمسار أنبأنا أبو عبد الله بن مروان أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن
إبراهيم القرشي نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا عبد الملك بن محمد الصنعاني
نبأنا عبد الله بن العلاء يعني بن زبر عن حرام بن حكيم عن أبي هريرة قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم الجمعة والفطر من كان خارجا من المدينة فبدا له
فليركب فإذا جاء المدينة فليمش إلى المصلى فإنه أعظم اجرا وقدموا قبل خروجكم
زكاة الفطر فإن على كل نفس مدين من قمح أو دقيق انتهى [2962]
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو عبد الله الحافظ نبأنا أبو
العباس محمد بن يعقوب نبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأنا ابن وهب
اخبرني سلمة بن علي عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم قال سمعت انس بن
مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من
افترى علي كذبا متعمدا بغير علم فليتبوأ مقعده من النار انتهى [2963]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد المحسن بن محمد أنبأنا
الحسن بن علي حينئذ وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الحسن بن علي أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن زيد الأنصاري الكوفي ببغداد نبأنا عبد الله بن محمد بن
ناجية نبأنا محمد بن عمرو بن حيان الحمصي نبأنا سعيد بن الوليد حدثني عتبة بن
أبي حكيم حدثني صاحب لنا عن حرام بن حكيم قال قدم انس بن مالك دمشق في
حاجة إلى الوليد بن عبد الملك فأتيناه وسلمنا عليه وقلنا له هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار قال بل سمعته يقول
حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى علي كذبا متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 263.
304

مقعده من النار فلما سمعنا ذلك منه رأيت عليه النور انتهى كذا فيه والصواب
بقية بن الوليد [2964]
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أخبرني أبي نبأنا أحمد بن جعفر بن محمد بن ملاس نبأنا الحسن بن محمد بن
بكار بن بلال قال قال أبي كان حرام بن حكيم من أهل دمشق من بني حرام دارهم
بقصبة دمشق عند سوق القمح انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
عبد الرحمن بن عثمان أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة في كتاب الاخوة
والأخوات قال أخوان عبد الله بن سعد وخالد بن سعد الذي من ولده حرام بن
حكيم بن خالد بن سعد منزله بدمشق دار حرام وهي التي في سوق القمح الباب
العظيم الذي يفتح بابها شرقا انتهى
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن
محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان
أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (1) حرام بن حكيم الدمشقي عن
عمه عبد الله بن سعد ومحمود (2) بن ربيعة وأبي هريرة روى عنه العلاء بن
الحارث وزيد بن واقد وعبد الله بن العلاء
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد نبأنا عتاب
علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول حرام بن حكيم بن سعد بن حكيم (3) من بني
عبد شمس دمشقي انتهى

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 101.
(2) عن البخاري وبالأصل " ومحمد ".
(3) كذا ورد في عامود نسبه " حكيم " وفي تهذيب التهذيب " الحكم ".
305

أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه أنبأنا أحمد بن
محمد بن زنجويه انتهى
أخبرنا الحسن بن عبد الله العسكري قال وأما حرام الحاء مفتوحة غير
معجمة والراء غير معجمة حرام بن حكيم الدمشقي روى عن عمه عبد الله بن سعد
ولعمه صحبة وروى عن أبي هريرة روى عنه العلاء بن الحارث وزيد بن واقد
انتهى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال حرام بن حكيم الدمشقي حدث عن عمه عبد الله بن سعد عن
النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي هريرة روى عنه العلاء بن الحارث وزيد بن واقد ثم قال
حرام بن معاوية أحاديثه مراسيل حدث عنه زيد بن رفيع انتهى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم (1) بن أحمد بن نصر
حينئذ وحدثنا خالي أبو المعالي محمد (2) بن يحيى نبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو
زكريا حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الغني بن سعد قال حرام بن حكيم عن عمه
عبد الله بن سعد حديثه في الشاميين انتهى
أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا أبو
الحسن يعني الدارقطني حرام بن حكيم الدمشقي حدث عن عمه وذكر الفصل إلى
آخره ثم قال حرام بن معاوية بن حرام أحاديثه مراسيل حدث عنه زيد بن رفيع قال
الخطيب فوهم في فصله ابن حرام بن حكيم وهو حرام بن معاوية لأنه رجل واحد
يختلف على معاوية بن صالح واسم أبيه (3) وكان معاوية يروي حديثه عن العلاء بن
الحارث عنه عن عمه وذكره البخاري في تاريخه كما ذكره أبو الحسن وعلى كلامه عول
ومن كتابه نقله وقد ذكرنا الحجة على البخاري في كتاب الموضح أوهام الجمع
والتفريق فكرهنا تكرير ذلك انتهى

(1) بالأصل: " أبي زكريا أنبأنا عبد الرحيم " حذفنا " أنبأنا " لأنها مقحمة، انظر ترجمته في سير الأعلام
18 / 257.
(2) مطموسة بالأصل، والصواب ما أثبت، وهو من شيوخ ابن عساكر، وقد مر هذا السند كثيرا. وانظر فهارس
شيوخ (المطبوعة المجلدة السابعة).
(3) انظر تهذيب التهذيب 1 / 456 والاكمال لابن ماكولا 2 / 412.
306

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما حرام
بحاء مهملة وراء حرام بن حكيم بن سعد الأنصاري الدمشقي حدث عن عمه
عبد الله بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي هريرة ومحمود بن ربيعة ورأى أنس بن
مالك روى عنه العلاء بن الحارث وزيد بن واقد وعتبة بن أبي حكيم انتهى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين الطيوري أنبأنا الحسن بن
جعفر أنبأنا محمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله
البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكير
أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال (2): حرام بن حكيم
مصري تابعي ثقة انتهى كذا قال وهو دمشقي لا مصري انتهى
وقال ابن مهدي فيمن اسمه حرام بن معاوية هو وهم انتهى
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو الحسين بن
الربيع الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي قال قال أبو الحسن كذا قال عن حرام بن
معاوية وهو حرام بن حكيم بن خالد بن سعد الصواب (3) انتهى
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو
الحسن علي بن عمر الخرقي الختلي نبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي نبأنا الهيثم بن خارجة نبأنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر عن
عمر بن عبد العزيز أنه كان لا يجيز على رؤية الهلال إلا رجلين عدلين كان بلغه أن
محمد بن سويد الفهري ضحى بدمشق قبل الناس بيوم فكتب إليه عمر ما حملك أن
خالفت المسلمين فكتب إليه محمد بن سويد يذكر إنما فعلته من اجل حرام بن حكيم
شهد عندي بذلك فكتب إليه عمر حرام بن حكيم أذو اليدين هو انكارا يعني أن تجاز
شهادته وحده دون أن يكونا رجلين

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 411 - 412.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 111.
(3) كذا وردت العبارة مضطربة بالأصل.
307

1234 - حرام بن عقيل بن علفة (1) بن الحارث
ابن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة (2) بن سعد بن
ذبيان (3) بن بغيض بن ريث سن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان المري
شاعر قدم الشام مع أبيه له ذكر انتهى

(1) بالأصل " علقمة " والصواب عن ابن حزم ص 253.
(2) في ابن حزم: مرة بن عوف بن سعد.
(3) بالأصل: دينار والمثبت عن ابن حزم.
308

ذكر من اسمه حرب
1235 - حرب بن إسماعيل
أبو محمد الكرماني (1)
سمع بدمشق محمد بن خالد ومحمد بن الوزير صاحبي الوليد بن مسلم وحدث
عنهما وعن أحمد سليمان بن يحيى الباهلي وعبيد الله بن معاذ العنبري وأحمد بن
حنبل وإسحاق بن راهويه ومحمد بن أبي بكر المقدمي وسعيد بن منصور وأبي
عبيد القاسم بن سلام وأبي معن زيد بن يزيد الرقاشي وهلال شاذ بن فياض (2)
ويحيى عبد الحميد الحماني وعلي بن عثمان اللاحقي والعباس بن الوليد
البرسي وأبي الوليد الطيالسي
روى عنه أبو بكر الحميدي (3) وأبو القاسم عبد الله بن يعقوب الكرماني
أخبرنا أبو بكر الحسين بن رجاء بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليمان
الأصبهاني ببغداد أنبأنا أبو عمرو بن مندة نبأنا والدي أبو عبد الله بن مندة أنبأنا
أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكرماني أنبأنا أبو محمد حرب بن إسماعيل أنبأنا أبو
بكر الحميدي نبأنا سفيان نبأنا يحيى عن عباد بن القاسم بن تميم أن عويمر بن
أشقر (4) ذبح قبل الصلاة يوم العيد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد

(1) ترجمته في تذكرة الحفاظ 2 / 61 وسير أعلام النبلاء 13 / 244 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى
ترجمت له.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 433 واسمه هلال، وشاذ بتخفيف الذال لقب أعجمي معناه فرحان.
(3) الزيادة عن تذكرة الحفاظ 2 / 613.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 264.
309

أنبأنا أبو القاسم بن محمد بن خالد الكرماني نزيل طرسوس وأبو
عبد الرحمن عبد الله بن إسحاق بن النهاوندي أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي عن
أبي الغنائم محمد بن علي بن علي الدحداحي عن أبي الحسن الدارقطني في الإجازة
نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي من كتابه نبأنا أبو زرعة الدمشقي قال قدم علينا
رجلان من نبلاء الناس أحدهم وأرجلهم يعقوب بن سفيان وذكر الثاني يزيد حرب بن
إسماعيل فقال هو من الكتاب عني
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم أنبأنا أبو طاهر
أنبأنا علي حينئذ قال وأنبأنا احمد إجازة قال أنبأنا أبو أحمد بن أبي حاتم قال (1)
حرب بن إسماعيل الكرماني الحنظلي أبو محمد روى عن أحمد بن سليمان (2)
الباهلي أبي يحيى وعبد الله (3) بن معاذ العنبري وأحمد وإسحاق (4) كتب عنه
أبي بدمشق (5)
1236 حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي
كان جوادا ممدحا ذا قدر ونبل وأمه أم ولد
حكى عن جد أبيه معاوية ولم يدركه وعن زيد بن علي
روى عنه سلمة بن محارب بن سلم بن زياد ويعقوب بن داود
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد
أنبأنا علي بن محمد عن سلمة بن محارب عن حرب بن خالد قال قال معاوية لابن

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 253.
(2) عن الجرح والتعديل وبالأصل " سلمان ".
(3) في الجرح والتعديل: وعبيد الله.
(4) يعني أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وقد مرا في بداية الترجمة.
(5) توفي سنة 280 كما في تذكرة الحفاظ وسير الاعلام، وزيد فيها: عمر وقارب التسعين.
310

عباس واعجبا من وفاة الحسن (1) شرب عسلا (2) بماء رومة (3) فقضى نحبه لا يحزنك
الله ولا يسوءك في الحسن فقال لا يسرني الله ما أبقاك فأمر له بمائة ألف وكسوة
قال يقال أن معاوية قال لابن عباس يوما أصبحت سيد قومك قال ما بقي أبو
عبد الله (4) فلا انتهى
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأنا أبو الحسن اللبناني نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح
عن علي بن محمد عن مسلمة (5) بن محارب عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية
قال قال معاوية يوما لحسين يا حسين فقال عبد الله بن الزبير يا أبا عبد الله إياك
يريد فقال معاوية أردت أن تغريه بي أني سميته وأنك كنيته (6) أما والله ما أولع شيخ
قوم قط بالرتاج إلا مات بينهما قال الرتاج الغلق والباب انتهى
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنبأنا
أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط (7) نبأنا أبو الحسن
عن (8) المسلمة بن محارب عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية قال سألت زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في كم كان علي بن أبي طالب قال في مائة
ألف يعني يوم صفين
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين عن علي بن محمد بن شجاع أنبأنا
عبد الوهاب بن علي بن نصر أنبأنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان البخاري أنبأنا
الحسين بن محمد بن موسى بن إسحاق نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني عمر بن

(1) بالأصل " الحسين " وهو خطأ، فالحسين بن علي رضي الله عنه قتل يوم كربلاء بعد وفاة معاوية بن أبي
سفيان، والصواب ما أثبت.
(2) بياض بالأصل واللفظة المستدركة عن مختصر ابن منظور 6 / 264.
(3) رومة: أرض بالمدينة بين الجرف وزغابة نزلها المشركون عام الخندق، وفيها بئر رومة (المعجم البلدان).
(4) يعني بأبي عبد الله، الحسين بن علي بن أبي طالب، والراجح أن قوله هذا جاء بعد وفاة الحسن بن علي،
رضي الله تعالى عنهم.
(5) كذا هنا، وتقدم في بداية الترجمة " سلمة ".
(6) رسمها بالأصل: " ل‍ " والصواب ما أثبتناه " كنيته ".
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 193.
(8) بالأصل: " أبو الحسن علي بن المسلمة " والمثبت يوافق عبارة خليفة.
311

شبة (1) حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكتاني قال قدم ابن سالم (2) الشاعر
وهو يزعم أنه مولى لآل طلحة بن عبيد الله على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية
فقال يمدحه *
فلما دفعت لأبوابهم * ولاقيت حربا لقيت النجاحا *
* وجدناه يحفظه السائلون * ويأبى على العسر إلا سماحا *
* فرارون حتى ترى كلبهم * يهاب الهرير وينسى النباحا *
قال ابن سالم (2) فأرسل إلي برزمة ثياب وتلبيس فوضع رسوله الرزمة وعذره
لقلة ما أرسل قال إني لأستحي منك أن أعلمك بما بعثت به فإن أنهضت فخذه من
تحت فراشك ثم وضع تحت فراشي ألف دينار انتهى
أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا (3) البنا قالا أنبأنا
أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن
بكار في تسمية ولد خالد بن يزيد قال وحرب بن خالد (4).
قال ونبأنا الزبير (5) حدثني عبد الله بن محمد بن موسى بن طلحة حدثني
زهير (6) بن حسن مولى الربيع (7) بن يونس قال وكان عالما عاقلا فاضلا (8) قال خرج
داود بن سلم حتى قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فلما نزل به قام
غلمانه (9) إلى متاعه فأدخلوه وحطوه على راحلته ثم دخل عليه فأنشده قوله
* ولما دفعت لأبوابهم * ولقيت (10) حربا لقيت النجاحا

(1) بالأصل " شيبة " خطأ، وقد مر تكرارا.
(2) كذا بالأصل، وهو داود بن مسلم (أخباره في الأغاني 6 / 10) وهو شاعر مخضرم من شعراء الدولتين الأموية
والعباسية. من ساكني المدينة.
(3) بالأصل " أنبأنا " خطأ.
(4) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 130.
(5) الخبر والشعر في الأغاني 6 / 19 في ترجمة داود بن سلم.
(6) عن الأغاني وبالأصل " وهب ".
(7) الأغاني: مولى آل الربيع.
(8) هذه العبارة ما بين معكوفتين ليست في الأغاني، وهي موجودة في مختصر ابن منظور 6 / 265 وهو يعني
زهير بن حسن (وفي المختصر: وهب أيضا كالأصل).
(9) العبارة في الأغاني: حط غلمانه متاع داود وحلوا عن راحلته.
(10) الأغاني: ولاقيت.
312

رأيناه (1) يحمده المجتدون * ويأبى على العسر إلا سلاحا *
ويغشون حتى ترى كلبهم * يهاب الهرير وينسى النباحا *
فأنزله وأكرمه وجاوزه بجائزة عظيمة ثم استأذنه للخروج فأذن له وأعطاه ألف
دينار وقال لا إذن لك علي فودعه وخرج من عنده وغلمانه جلوس فلم يقم إليه منهم
أحد ولم يعنه فظن أن حرب بن خالد ساخط عليه فرجع إليه فقال له انك على
موجدة قال لا وما ذاك فأخبره أن غلمانه لم يعينوه على رحله فقال له ارجع إليهم
فسلهم فرجع إليهم فسألهم فقالوا أنا ننزل من جاءنا ولا نرحل من خرج من عندنا
فلما قدم المدينة سمع الغاضري بحديثه وجاءه فقال أني أحب أن اسمع الحديث من
فيك فحدثه به وأنشده الأبيات
* ولما دفعت لأبوابهم * ولقيت حربا لقيت النجاحا *
* رأيناه يحمده المجتدون * ويأبى على العسر إلا سماحا *
* ويغشون حتى ترى كلابهم * يهاب الهرير وينسى النباحا *
فقال أهو يهودي أو هو نصراني أن لم يكن الذي فعل الغلمان أحسن من شعرك
انتهى
1237 حرب بن عباد الأزدي
وشهد فتح دمشق في زمن عمر وكان له بها إقطاع قيل أن الخضراء كانت اقطاعا
له فاشتراها منه يزيد بن أبي سفيان له ذكر
1238 حرب بن عبد الله بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي
كان ممن سار في جند أهل حمص منها إلى دمشق للطلب بدم الوليد بن يزيد
فقتل بنواحي دمشق وكان يلقب أبا جهل انتهى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن

(1) الأغاني: وجدناه.
313

جعفر أنبأنا محمد بن جرير (1) حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد قال قال
عمرو بن مروان بن بشار (2) والوليد بن علي قالا لما بلغ يزيد يعني ابن الوليد أمر
أهل حمص دعا عبد العزيز بن الحجاج فوجهه في ثلاثة آلاف وأمره أن يثبت على ثنية
العقاب ودعا هشام بن مصاد فوجهه في ألف وخمس مائة وأمره أن يثبت على عقبة
السلامية (3) وأمرهم أن يمد بعضهم بعضا
قال قال عمرو بن مروان فحدثني يزيد بن مصاد قال كنت في عسكر سليمان
يعني ابن هشام فلحقنا (4) أهل حمص وقد نزلوا السليمانية (5) فجعلوا الزيتون عن
ايمانهم والجبل عن شمائلهم والجباب (6) خلفهم وليس عليهم (7) مأتي إلا من وجه
واحد وقد نزلوا أول الليل فأراحوا دوابهم وخرجنا نسري (8) حتى دفعنا إليهم فلما
متع (9) النهار واشتد الحرب ودوابنا (8) قد كلت وثقل علينا الحديد دنوت من
مسرور بن الوليد فقلت له وسليمان يسمع كلامي أنشدك الله يا أبا سعيد أن يقدم
الأمير جنده إلى القتال على هذه الحال فأقبل سليمان فقال يا غلام اصبر نفسك
فوالله لا انزل حتى يقضي الله تعالى بيني وبينهم ما هو قاض فتقدم على ميمنته
الطفيل بن حارثة الكلبي وعلى ميسرته الطفيل بن زرارة الجرشي (10) فحملوا
عليه (11) حملة فانهزمت الميمنة والميسرة أكثر من غلوتين وسليمان في القلب لم يزل
عن مكانه ثم حمل عليهم مرارا أصحاب سليمان حتى ردوهم إلى مواضعهم فلم
يزالوا يحملون علينا ونحمل عليهم مرارا فقتل منهم مائتي رجل فيهم حرب بن

(1) تاريخ الطبري 7 / 264 حوادث سنة 126.
(2) بالأصل: " قال عمر بن مروان حدثني مروان بن بشر " والمثبت عن الطبري.
(3) في الطبري: السلامة.
(4) الكلم مطموسة بالأصل، والمثبت عن الطبري.
(5) الطبري: السلمانية.
(6) عن الطبري وبالأصل " والجبال ".
(7) مطموسة بالأصل والمثبت عن الطبري.
(8) سقطت من الأصل واستدركت عن الطبري.
(9) يعني طال وامتد. وبالأصل " امتع " والمثبت عن الطبري.
(10) الطبري: الحبشي.
(11) الطبري: علينا.
314

عبد الله بن يزيد بن معاوية ومحمد بن سنان بن عبيد الله بن معاوية (1) وأصيب من
أصحاب سليمان نحو من خمسين رجلا وخرج أبو هلباء البهراني وكان فارس أهل
حمص فدعا إلى المبارزة فخرج إليه حية بن سلامة الكلبي وطعنه طعنة أذراه عن
فرسه وشد عليه أبو جعدة مولى لقريش من أهل دمشق فقتله وخرج ثبيت بن يزيد
البهراني (2) فدعا إلى المبارزة فخرج إليه ايراك (3) السغدي من أبناء ملوك السغد كان
منقطعا إلى سليمان بن هشام وكان ثبيت قصيرا وكان ايراك (3) جسيما فلما رآه
ثبيت قد أقبل نحوه استطرد له فوقف ايراك ورماه بسهم فأثبت عضلة ساقه إلى لبده (4)
قال فبينما هم كذلك إذ اقبل عبد العزيز هن ثنية العقاب فشد عليهم حتى دخل
عسكرهم وقتل وانفذ إلينا
قال أحمد قال علي قال عمرو بن مروان فحدثني سليمان بن زيادة الغساني
قال كنت مع عبد العزيز فلما عاين عسكر أهل حمص قال لأصحابه موعدكم التل
الذي في وسط عسكرهم والله لا يتخلف منكم رجل إلا ضربت عنقه ثم قال لصاحب
لوائه تقدم ثم حمل وحملنا فما عرض لنا أحد حتى قتل حتى صرنا على التل فتصدع
عسكرهم فكانت هزيمتهم ونادى (5) يزيد بن خالد بن عبد الله القشيري الله الله في
قومك فكف الناس وكره ما صنع سليمان وعبد العزيز وكاد يقع الشر بين ذكوانية
سليمان وبين بني عامر من كلب فكفوا عنهم على أن يبايعوا ليزيد بن الوليد وبعث
سليمان بن هشام إلى أبي محمد السفياني ويزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية فأخذا
فمر بهما على الطفيل بن حارثة فصاحا به يا خالاه ننشدك الله والرحم
فمضى معهما إلى سليمان فحبسهما فخاف بنو عامر أن يقتلهما فجاءت جماعة منهم
فكانت معهم في الفسطاط ثم وجههما إلى يزيد بن الوليد فحبسهما (6) في الخضراء
مع ابني الوليد وحبس أيضا يزيد بن عثمان بن (6) محمد بن أبي سفيان خال

(1) قوله: " ومحمد بن سنان بن عبيد الله بن معاوية " ليس في الطبري.
(2) " البهراني " عن الطبري وبالأصل " النهراني " بالنون.
(3) الأصل: انزال " والمثبت عن الطبري.
(4) الأصل " كبده " والصواب عن الطبري.
(5) بالأصل " ونادوا " والمثبت عن الطبري.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ الطبري 7 / 266.
315

عثمان بن الوليد معهما ثم رحل سليمان وعبد العزيز إلى دمشق فنزلا بعذراء فاجتمع
أمر أهل دمشق وحمص وبايعوا ليزيد بن الوليد ثم خرجوا إلى دمشق فأعطاهم يزيد
العطاء وأجاز الاشراف منهم (1) معاوية بن يزيد بن الحصين والسمط بن ثابت
وعمرو بن قيس وابن حوي والصقر بن صفوان واستعمل معاوية بن يزيد بن حصين
على أهل حمص وأقام الباقون بدمشق ثم ساروا إلى الأردن وفلسطين وقتل من
حمص يومئذ ثلاثمائة رجل
ذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري أن خالد بن يزيد قال في أخيه بكر بن
يزيد
تقدم أبا بكر لكل عظيمة * وقدم أبا جهل للقم الثرائد *
وذكر أن أبا جهل هو حرب بن عبد الله بن يزيد بن معاوية انتهى
1239 حرب بن محمد بن حرب بن عامر
أبو الفوارس السلمي الحراني (2)
حدث بدمشق عن أبي القاسم الخضر بن أحمد الحراني
روى عنه أبو الحسن الخصيب القاضي المصري
أنبأنا أبو محمد صابر أنبأنا سهل بن بشر قراءة عليه عن أبي نصر
عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني أنبأنا الخصيب بن عبد الله بن محمد
أنبأنا أبو الفوارس حرب بن محمد بن حرب بن عامر السلمي الحراني بدمشق نبأنا
أبو القاسم الخضر بن أحمد الحراني نبأنا أبو أسامة عن الأعمش نبأنا سعيد بن جبير
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال عبد الله بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أحد أحبر على اذى يسمعه من الله عز وجل يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو
مع ذلك يرزقهم ويعطيهم انتهى [2965]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا إبراهيم بن منصور
أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو يعلي أنبأنا نمير نبأنا وكيع نبأنا الأعمش نبأنا

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ الطبري 7 / 266.
(2) ترجمته في بغية الطلب 5 / 2183.
316

سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
أحد (1) اصبر على أذى سمعه من الله تبارك وتعالى أنه يشرك به وهو يرزقهم [2966]
1240 حرب بن محمد بن علي بن حيان (2)
ابن مازن بن الغضوبة الموصلي الطائي (3)
والد علي ابن حرب
حدث عن عفيف بن سالم الموصلي ومحمد بن الحسن والمعافي بن عمران
وهشيم (4) بن بشير (5).
روى عنه ابنه علي بن حرب وأبو منصور (6) جعفر بن أحمد بن الجراح
النصيبي انتهى
واستقدمه المأمون إلى دمشق لأجل المساحة انتهى
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان قالا أنبأنا أبو
الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد بن سهل
الخرائطي نبأنا علي بن حرب حدثني أبي نبأنا المعافى بن عمران عن الفضل بن
صدقة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير (7) قال كنا إذا صلينا خلف
النبي صلى الله عليه وسلم فقال سمع الله لمن حمده لم يحن أحد منا ظهره حتى نرى النبي صلى الله عليه وسلم قد
سجد انتهى [2967]
قال ونبأنا علي بن حرب حدثني أبي عن محمد بن الحسن عن مخرمة بن
بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن جده عن أبي قيس عن فضالة بن عبيد
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقسم للمملوكين [2968]

(1) بالأصل: " أحدا ".
(2) في الأنساب (الطائي " حبان، بالباء الموحدة.
(3) ترجمته في بغية الطلب 5 / 2183.
(4) بالأصل: " وهشيما " وضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
(5) بالأصل: " بشر " والصواب ما أثبت. بوزن عظيم عن تقريب التهذيب.
(6) زيادة لازمة عن ابن العديم 5 / 2184.
(7) بالأصل " بشر " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 3 / 411.
317

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي أنبأنا
أبو الحسن الدارقطني نبأنا أحمد بن عيسى بن السكين حدثني أبو منصور جعفر بن
أحمد بن الجراح النصيبي المعدل نبأنا حرب بن محمد الطائي والد علي بن حرب
حدثنا المعافى بن عمران عن مسعر عن عاصم بن أبي النجود عن المعرور بن
سويد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل حسنة ابن آدم عشرا وأزيد
والسيئة واحدة فأغفرها ومن لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بمثلها مغفرة ما لم يشرك
شيئا انتهى قال الدارقطني تفرد به المعافي بن عمران عن مسعر بهذا الاسناد
انتهى [2969]
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو علي بكر بن عبد الله بن حبيب
الأهوازي قال قال علي بن حرب الموصلي في سنة أربع عشرة ومائتين قدم عبد الله
المأمون دمشق ففرق المعدلين يعني المساح في أجناد الشام في تعديلها يعني
مساحتها ووجه في ذلك إلى رؤساء أهل الجزيرة والموصل والرقة فقدم جماعة عليه
منهم حرب بن عبد الله الطائي وسفيان بن عبد الملك الخولاني فاستعفوه من
التعديل فأعفاهم وصرفهم فاجتلب لتعديل الشام المساح من العراق والأهواز والري
وأقام بدمشق تلك الشتوة على التعديل (1) انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثني أبو البركات الأنماطي عن أبي طاهر
أنبأنا أبو بكر الخطيب قال كتب إلي أبو الفرج محمد بن إدريس الموصلي يذكر أن
المظفر بن محمد الطوسي حدثهم نبأنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس الأزدي قال
أبو محمد حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
رجلا نبيلا ذا همة رحل في طلب العلم فكتب عن مالك بن انس ونظرائه من أهل
المدينة وعن الفضيل بن عياض ومسلم بن خالد وسفيان بن عيينة ونظرائهم من
المكيين وعن شريك وأبي الأحوص وهشيم والمعافى بن عمران وغيرهم روى عنه
ابنه علي بن حرب ومات سنة ست (2) وعشرين ومائتين (3).

(1) الخبر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2185.
(2) بالأصل: ستة.
(3) الخبر في ابن العديم 5 / 2184 - 2185.
318

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري وحدثنا خالي أبو المعالي
القاضي أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو زكريا البخاري نبأنا عبد الغني بن
سعيد قال في باب حرب بالباء حرب بن محمد (1) الموصلي والد علي وأحمد
ومعاوية (2).
1241 حرب بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي
أمه أم ولد
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد المدائني أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر
أنبأنا أبو محمد بن حرب قال في تسمية ولد يزيد بن معاوية عبد الله الأصغر وعمر
وأبو بكر وعنبسة وحرب وعبد الرحمن والربيع ومحمد لأمهات أولاد شتى
انتهى
1242 حرب بن يزيد الأفقم بن هشام
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر انتهى
1243 حرقوص (3) بن هبيرة ويقال ابن زهير الكوفي
من أصحاب علي وهو ممن قتل يوم النهروان وكان قدم دمشق في جملة
المسيرين من الكوفة في خلافة عثمان فيما رواه علي بن محمد المدائني عن علي بن
مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الشعبي انتهى
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي واللفظ له وأبو الحسين بن الطيوري قالوا
أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن
عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (4) حرقوس بن بشير أبو

(1) كررت اللفظة بالأصل.
(2) بالأصل " بن معاوية.
(3) ضبطت بالضم عن القاموس.
(4) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 131.
319

بشير ويقال حرقوص الضبي عن علي وقوله روى عنه الهيثم بن بدر
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأنا عبد الرحمن بن مندة أنبأنا أبو
علي الأصبهاني إجازة حينئذ قال وأنبأنا الحسين بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) حرقوس بن بشير ويقال حرقوص الضبي
كوفي روى عن علي بن أبي طالب روى عنه الهيثم بن بدر سمعت أبي يقول ذلك
انتهى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو (2) الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن بن رشأ بن نظيف أنبأنا عبد الرحمن بن محمد المكتب وعبد الله بن
عبد الرحمن المصريان قالا أنبأنا الحسن بن رشيق أنبأنا أبو بشر الدولابي أخبرني
محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال قتل علي الخوارج بالنهروان وكان على
الرجالة حرقوص بن زهير قتله حبيش بن ربيعة أبو المغيرة
1244 حرملة بن المنذر بن معدي كرب
ابن حنظلة بن النعمان بن حية بن شعبة
ويقال ابن سعد بن الغوث بن الحارث
ويقال ابن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن الصقر بن هنئ
ابن عمرو بن الغوث بن طئ بن أدد بن زيد بن يشجب
ابن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان
ويقال حية بن سعيد ويقال شعبة بدل سعد بن الغوث
ويقال اسمه المنذر بن حرملة
أبو زبيد الطائي (3)
شاعر مشهور مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ولم يسلم وكان نصرانيا وفد

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 314.
(2) بالأصل " أبو " بدون " واو " والصواب زيادتها.
(3) ترجمته في الأغاني 12 / 127 وبغية الطلب لابن العديم 5 / 2188 الشعر والشعراء ص 167 والوافي
بالوفيات 11 / 335 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وراجع عامود نسبه باختلاف في مصادر ترجمته بزيادة اسم أو سقوط آخر أو اختلاف في ضبط آخر.
شعره ضمن كتاب (شعراء إسلاميون) جمعه نوري حمودي القيسي ص 559 وما بعدها.
320

على الحارث بن أبي شمر الغساني وكان ينزل بنواحي دمشق (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب
إجازة أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن
محمد بن سالم نبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن سلام
الجمحي (2) قال أبو زبيد الطائي واسمه حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حرب بن
حنظلة بن النعمان بن حية بن شعبة
قال وحدثني أبو الغراف قال كان أبو زبيد الطائي من وزراء (3) الملوك
والملوك العجم خاصة وكان عالما بسيرهم (4) وكان عثمان بن عفان يقربه على
ذلك ويدني مجلسه وكان نصرانيا فحضر ذات يوم عثمان وعنده المهاجرون والأنصار
فتذاكروا مآثر العرب وأشعارها فالتفت عثمان إلى أبي زبيد فقال يا أخا بيع (5) المسيح
أسمعنا بعض قولك فقد أنبئت انك تجيد فأنشده قصيدته التي يقول فيها
من مبلغ قومنا النائين إذ شحطوا * أن الفؤاد إليهم شيق ولع (6)
ووصف فيها الأسد فقال عثمان تالله تفتأ تذكر الأسد ما حييت والله أني
لأحسبك جبانا هدانا قال كلا يا أمير المؤمنين ولكن رأيت منه منظرا وشهدت
منه (7) مشهدا لا يبرح ذكره يتجدد في قلبي ومعذور أنا بذلك يا أمير المؤمنين غير
ملوم فقال له عثمان وأنى كان ذلك قال خرجت في صيابة (8) اشراف العرب من
أفناء (9) قبائل العرب ذوي هيأة وشارة حسنة ترتمي بنا المهاري (10) بذلك

(1) ابن العديم، بغية الطلب 5 / 2193 - 2194 نقلا عن ابن عساكر.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب 5 / 2189 والأغاني 12 / 127.
والخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي وذكره في الطبقة الخامسة من الاسلاميين ص 180.
(3) في المصادر السابقة: زوار.
(4) عند ابن سلام: بسيرها، والأصل كالأغاني وبغية الطلب.
(5) كذا بالأصل وابن العديم، وفي ابن سلام والأغاني: تبع.
(6) البيت في المصادر الثلاثة. وفي شعره في كتاب شعراء إسلاميون ص 641.
(7) الزيادة عن طبقات ابن سلام.
(8) صيابة أي خيارهم وسادتهم.
(9) أي لا يدرى من أي القبائل هم.
(10) المهاري: الإبل المهرية، نسبة إلى مهرة حي من قضاعة، والإبل المهرية نجائب تسبق الخيل.
321

بأكسائها (1) القيروانات على قنو البغال تسوقها العبدان ونحن نريد الحارث بن أبي
شمر الغساني ملك الشام فاخروا (2) بنا السير في حمارة القيظ حتى إذا عضت (3)
الأفواه وذبلت الشفاه وشالت المياه وأذكت الجوزاء المعزاء (4) وذاب
الصيهد (5) وصر الجندب وضاف العصفور الضب في جحره أو قال في وجاره
وقال قائلنا أيها الركب غوروا بنا في ضوج (6) هذا الوادي وإذا واد قد بدا (7) يمينا
كثير الدغل دائم الغلل (8) شجراؤه مغنة وأطياره مرنة فحططنا رحالنا بأصول
دوحات كنهبلات (9) فأصبنا من فضالات المزاود وأتبعناها الماء البارد فإنا لنصف
حر يومنا ذلك ومما طلته إذ صر أقصى الخيل اذنيه وفحص الأرض بيديه فوالله ما
لبث أن جال ثم حمحم (10) فبال ثم فعل فعله الذي يليه واحد فواحد (11) فتضعضعت
الخيل وتكعكعت (12) الإبل وتقهقرت البغال فبين نافر بشكاله (13) ناهض بعقاله
فعلمت أن قد أتينا وانه السبع ففزع كل امرئ منا إلى سيفه فاستله من جربانه ثم وقفنا
زردقا (14) فأقبل يتطالع من بغيه (15) كأنه مجنوب أو في هجار (16) مسحوب لصدره
نحيط (17) ولبلاعيمه غطيط ولطرفه وميض ولأرساغه نقيض كأنما يخبط هشيما أو

(1) في طبقات ابن سلام: بأنسائها.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والمثبت عن طبقات ابن سلام، واخروط بنا السير: طال وامتد.
(3) في المصادر: عصبت.
(4) المعزاء: الأرض الصلبة كثيرة الحصى.
(5) الصيهد: السراب الجاري وشدة الحر.
(6) الضوج: منعطف الوادي،
(7) عن طبقات ابن سلام، وفي الأغاني: " بدا لنا " وفي الأصل: بديمينا.
(8) الغلل الماء الذي يجري بين الأشجار.
(9) الكنهبلات جمع كنهبل، شجر عظام.
(10) الحمحمة: صوت الفرس دون الصهيل.
(11) طبقات ابن سلام والأغاني: واحدا فواحدا.
(12) أي تأخرت إلى وراء.
(13) الشكال: الحبل تشد به قوائم الدابة.
(14) أي صفا.
(15) طبقات ابن سلام: " بعيد " وفي الأغاني: من نعته.
(16) الهجار: الحبل يشد في رسغ رجل البعير، أو يعقد في يده ورجله ثم يشد إلى حقوه أو رأسه.
(17) نحيط: زفير ثقيل من الغيظ.
322

يطأ صريما وإذا هامة كالمجن وخد كالمسن وعينان شجراوان (1) كأنهما سراجان
يقدان وقصرة (2) ربلة ولهزمة رهلة (3) وكتد مغبط وزور مفرط وساعد
مجدول وعضد مفتول وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن فضرب بيديه
فارهج وكشر فافرج عن أنياب كالمعاول مصقولة غير مفلولة وفم أشدق (4) كالغار
الأخوق (5) ثم تمطى فأشرع بيديه وحفز وركيه برجليه حتى صار ظله مثليه ثم أقعى
فاقشعر ثم مثل فاكفهر ثم جهم فازبأر فلا والذي بيته في السماء ما اتقينا بأول من أخ
من فزارة وكان ضخم الجزارة (6) فوقصه ثم نفضه نفضة فقضقض متنيه (7) وجعل
يلغ في دمه فذمرت (8) أصحابي فبعد لأي ما استقدموا فهجهجنا به فكر مقشعرا
بزبرته (9) كأن به شيهما (10) حوليا فاختلج رجلا أعجر ذا حوايا فنفضه نفضة تزايلت
مفاصله ثم نهم فقرقر ثم زفر فبربر ثم زأر فجرجر ثم لحظ فوالله لخلته البرق يتطاير
من تحت جفونه من عن شماله ويمينه فأرعشت الأيدي واصطلت الأرجل وأطت
الأضلاع وارتجت الاسماع وجمحت العيون ولحقت البطون وانخزلت المتون
وساءت الظنون (11)
فقال عثمان اسكت قطع الله لسانك فقد رعبت قلوب المؤمنين
وقال يصف الأسد * (12)
فباتوا يدلجون وبات يسري * بصير بالدجى هاد هموس

(1) في طبقات ابن سلام: سجراوان، بالسين المهملة، وعين سجراء أن يخالط بياضها حمرة.
(2) القصرة أصل العتق، والربلة: كل لحمة غليظة.
(3) اللهزمة: عظم ناتئ أو مجتمع اللحم بين الماضغ والأذن من اللحي، والرهلة: المنتفخة، وقيل
المسترخية.
(4) أي واسع الشدقين.
(5) في طبقات ابن سلام والأغاني: الأخرق.
(6) الجزارة: اليدان والرجلان والرأس، يريد ضخم الجسم عظيمة.
(7) طبقات ابن سلام: فغضغض مثنيه.
(8) أي لمتهم ثم حضضتهم وشجعتهم.
(9) الزبرة: شعر مجتمع على موضع الكامل من الأسد.
(10) الشهيم ما عظم شوكه من ذكور القنافذ.
(11) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن طبقات ابن سلام.
(12) الأبيات في شعره (شعراء إسلاميون ص 630) وانظر تخريجها فيه.
323

إلى أن عرسوا وأغب عنهم * قريبا ما يحس له حسيس
خلا أن العتاق من المطايا * حسسن به فهن إليه شوس
فلما أن رآهم قد تدانوا * أتاهم واسط (1) أرجلهم يميس
فثار الزاجرون فزاد منهم * تقرابا وواجهه ضبيس
بنصل السيف ليس له مجن * فصد ولم يصادفه جسيس
فيضرب بالشمال إلى حشاه * وقد نادى فأخلفه الأنيس
يشمر كالمحالق في غيوب * يقيه (2) قضة الأرض الرجيس
فخر السيف واختلفت يداه * وكان بنفسه وقيت نفوس (3)
فطار القوم شتى والمطايا * وغودر في مكرهم الرسيس (4)
وجال كأنه فرس صنيع يجر * جلاله ذيل شموس
كأن بنحره وبساعديه * عبيرا بات تعنؤه عروس
فذلك أن تلاقوه تفادوا * ويحدث عنكم (5) أمر شكيس *
أخبرنا أبو الحسين (6) محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب احمد وأبو
عبد الله يحيى ابنا الحسن (7) بن البنا (8) قالوا أنبأنا محمد بن أحمد بن
محمد قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال أخبرنا أحمد بن (9) سليمان نبأنا
الزبير بن بكار قال وفيه يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط يقول أبو زبيد الطائي
وكان منقطعا إلى الوليد وكان الوليد يكنى بوهب فقال أبو زبيد * (10):

(1) في شعره: وسط.
(2) في شعره: يقيها.
(3) بالأصل: " النفوس " والمثبت عن شعره.
(4) الرسيس: الثابت الذي لزم مكانه.
(5) في بغية الطلب 5 / 2192 بينكم.
(6) بالأصل " أبو الحسن " والصواب ما أثبت (فهارس شيوخ ابن عسار: المطبوعة 7 / 441).
(7) بالأصل: " أنبأنا الحسين " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مرت الإشارة إلى ترجمتها وترجمة أبيهما.
(8) الزيادة للإيضاح.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، والزيادة عن بغية الطلب لابن العديم 5 / 2194.
(10) الأبيات في شعره ضمن كتاب (شعراء إسلاميون ص 656 - 658) ومعجم الأدباء 10 / 205 وبغية الطلب
5 / 2194 ونسب قريش لمصعب ص 139.
324

من يرى العيس لابن أروى (1) على * ظهر المروري (2) حداتهن عجال
مصعدات والبيت بيت أبي * وهب خلاء تحن فيه الشمال
يعرف الجاهل المضلل أن * الدهر فيه النكراء والزلزال
بعدما تعلمين يا أم وهب (3) * كان فيهم عيس لنا وجمال
ووجوه تودنا مشرقات * ونوال إذا يراد (4) النوال
فلعمرو الاله لو كان للسيف * نصال أو للسان مقال
ما تناسيتك الصفاء ولا الود * ولا حال دونك الاشغال
ولحميت لحمك المتعضي ضلة * من ضلالهم ما اعتال (5)
أصبح البيت قد تبدل بالحي * وجوها كأنها الأقتال (6)
غير ما طالبين ذحلا ولكن * مال دهر على أناس فمالوا
قولهم (7) تشرب الحرام وقد * كان شراب سوى الحرام حلال
وأبا طاهر العداوة (8) إلا * طغيانا وقول ما لا يقال
من يخنك الصفاء أو يتبدل * أو يزل مثل ما تزول الظلال
فاعلمن انني أخوك أخو * الود حياتي حتى تزول الجبال *
قال الزبير أنشدنيها محمد بن فضالة هكذا وكان أبي وعمي مصعب بن عبد الله
ينشدان البيت الأول على غير ما ينشده عليه محمد بن فضالة كانا يقولان (9) *
من يرى العير لابن أروى * على ظهر المنقى (10) حداتهن عجال *
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن

(1) يعني الوليد بن عقبة، وأروى أمه وأم عثمان بن عفان.
(2) المروري جمع مرارة وهي الصحراء.
(3) في شعره: يا أم زيد كان فيهم عز.
(4) في شعره: ووجوه بودنا.. أريد النوال.
(5) في شعره: ضلة ضل حلمهم ما اغتالوا.
(6) الأقتال جمع قتل، وهو العدو.
(7) في شعره: قولهم شريك الحرام وقد...
(8) في شعره: وأبي الظاهر العداوة إلا شنانا.
(9) البيت في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 139.
(10) المنقى: طريق للعرب إلى الشام، والمنقى: بين أحد والمدينة (ياقوت).
325

رشأ بن نظيف أنبأنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن القاسم المراغي أنبأنا محمد بن
أحمد بن بشر البغدادي نبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال سمعت أبا محمد
التوزي (1) قال قلت لابن مناذر أيهما اشعر قصيدة زياد الأعجم *
أن السماحة والمروة ضمنا (2)
أو قصيدة أبي زبيد *
أن طول الحياة غير سعود * وضلالا تأميل نيل الخلود * (3)
فقال قصيدة أبي زبيد قال قلت لأنك اقتفيتها
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو يعلى
أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنبأنا إسماعيل بن سعد العدل نبأنا الحسين بن القاسم
الكوكبي نبأنا الحسن بن عليل العنزي عن خالد بن الحارث الطائي قال كان أبو
زبيد جاهليا اسلاميا وأقام في الإسلام على النصرانية وعاش مائة وخمسين سنة فكان
يحمل في كل يوم أحد إلى البيع مع النصارى فيظل يومه يشرب فبينما هو في بعض تلك
الآحاد يشرب وحوله النصارى وفي يده الكأس إذ رفع بصره إلى السماء فنظر نظرا شديدا
طويلا ثم رمى بالكأس من يده وقال (4) *
إذا جعل المرء الذي كان حازما * يحل به حل الحوار ويرحل (5)
فليس له في العيش خير يريده * وتكفينه ميتا أعف وأجمل *
ثم مات (6)
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو منصور محمد بن
علي بن إسحاق الكاتب قراءة عليه أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد الحرقي

(1) في بغية الطلب 5 / 2193 " التوربي " خطأ.
(2) البيت من أبيات في العقد الفريد لزياد الأعجم يرثي المغيرة بن المهلب 3 / 288 وتمامه فيه:
إن الشجاعة والسماحة ضمنا * قبرا بمرو على الطريق الواضح
(3) مطلع قصيدة في شعره ضمن: " شعراء إسلاميون " ص 592 من 59 بيتا، وفيه: وضلال بدل وضلالا.
(4) البيتان في شعره ص 661 (شعراء إسلاميون) وانظر تخريجهما فيه.
(5) في شعره: ويحمل.
(6) الخبر والشعر في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2192 - 2193.
326

أنبأنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني أنبأنا أبو حاتم سهل بن محمد
السجستاني قال سمعت مشيختنا قالوا وعاش أبو زبيد الطائي وهو المنذر بن
حرملة من بني حية خمسين ومئة سنة وكان نصرانيا بالرقة فيم زعم ابن الكلبي عن أبي
محمد المرهبي وكان يجعل له في كل يوم أحد طعام كثير ويهيأ له شراب كثير ويذهب
أصحابه فيتفرقون في البيعة ويحملنه النساء فيضعنه في المجلس فجعل له الطعام في
أحد من تلك الآحاد وقدمت أباريقه وحملنه إليه فجاءه الموت فقال *
إذا جعل المرء الذي كان حازما * يحل به حل الحوار ويحمل
فليس له في العيش خير يريده * وتكفينه ميتا أعف وأجمل
أتاني رسول الموت يا مرحبا به * لآتيه (1) وسوف والله أفعل *
ثم مات فجاءه أصحابه فوجدوه ميتا انتهى (2)
1245 حريث بن بحدل بن أنيف بن دلجة
ابن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن
عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي
خالد يزيد بن معاوية أحد وجوه كلب وهو ممن عمل في البيعة ليزيد وكان غزا
معه (3) القسطنطينية سنة خمسين فيما ذكر الواقدي في كتاب الصوائف له ذكر
1246 حريث بن أبي الجهم بن عصام
من أهل المزة أظنه كلبيا كان ممن قام في بيعة يزيد بن الوليد الناقص له ذكر
1247 حريث بن أبي حريث
ويقال زيد بن حارثة (4) القرشي مولى مولاهم من أهل دمشق
روى عن ابن عمر (5) وزياد (6) بن جارية وأبي إدريس الخولاني وقبيصة بن

(1) عجزة في شعره: ويا حبذا هو مرسلا حين يرسل.
(2) الخبر والشعر في بغية الطلب 5 / 2195.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 5 / 2197 نقلا عن ابن عساكر.
(4) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور 6 / 273 والتاريخ الكبير 3 / 70 والجرح والتعديل 3 / 263 " جارية ".
(5) عن البخاري والجرح: " ابن عمر " وبالأصل: " أبي عمرو ".
(6) في المصدرين السابقين: " زيد ".
327

ذؤيب وأبي مروان (1) أبي الحسن
روى عنه ميسرة وصفوان بن عمرو
أنبأنا أبو محمد الأكفاني أنبأنا أحمد بن المعلي بن يزيد الأسدي نبأنا
عبد الرحمن يعني دحيما نبأنا محمد والوليد قالا أنبأنا الأوزاعي عن يونس بن
ميسرة حدثني حريث بن أبي حريث انه سأل ابن عمر قلت رجل أراد أن يأتي (2) مصر
فقال لأصحابه اعطني مائة دينار تجوز بمصر وأعطيك مائة مما يجوز ها هنا وزنا
فوضعاها في الميزان حتى استوت فكانت الدنانير التي أخذ مئة دينار (3) عددا
وكانت الدنانير التي أعطى دينارين ومائة فقال عبد الله وزنا بوزن قلت نعم قال
فإذا اختلف العدد فقد فسدا ربا خبيث فلا تقربها انتهى
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنبأنا
أبو الحسين بن بشران قالوا أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله أنبأنا محمد بن أحمد
البراء قال قال علي حريث بن أبي حريث سألت عبد الله بن عمرو عنه يونس بن
ميسرة بن حلبس ولا احفظ عنه غير هذا
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا عبد الله بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
ابن الفضل وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (4) حريث بن أبي حريث سمع ابن عمر وزيد بن
حارث (5) وأبا (6) إدريس وقبيصة روى عنه يونس بن حلبس في الصرف قاله أبو
المغيرة عن الأوزاعي لا يتابع عليه حديثه منقطع انتهى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأنا عبد الرحمن أنبأنا احمد

(1) كذا بالأصل: أبي مروان، وأبي الحسن.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) الزيادة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
(4) التاريخ الكبير 2 / 1 / 70.
(5) في البخاري: جارية.
(6) بالأصل: وأنبأنا " خطأ، والمثبت عن البخاري.
328

إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد قال (1)
سمعت أبي وقيل له أن البخاري ادخل حريث بن أبي حريث في كتاب الضعفاء فقال
يحول اسمه من هناك يكتب حديثه ولا يحتج به انتهى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة نبأنا حمزة بن
يونس أنبأنا أبو حمد قال (2) حريث بن أبي حريث سمع ابن عمر وزياد بن حارثة
وأبا إدريس وقبيصة (3) روى عنه يونس بن حلبس في الصرف قاله أبو المغيرة عن
الأوزاعي لا يتابع حديثه سمعت ابن حماد يذكر عن البخاري انتهى
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب وحدثني أبو عبد الله
البلخي أنبأنا محمد بن الحسين بن هريسة قالا أنبأنا أبو بكر البرقاني نبأنا
حمزة بن محمد بن علي نبأنا محمد بن إبراهيم نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري
قال حريث بن أبي حريث سمع ابن عمر روى عنه ابن حلبس في الصرف قاله أبو
المغيرة عن الأوزاعي لا يتابع على حديثه انتهى
يتلوه حريث بن رداد الفزاري (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
1248 حريث بن رداد الفزاري
كانت له بدمشق املاك فيما حكاه أبو الحسن الرازي عن شيوخه الدمشقيين
وداره بنواحي سوق الغزل وكان صاحب شرطة الوليد بن عبد الملك (5)
1249 حريث بن زيد الخيل الطائي (6)
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم تنصر وهرب إلى ارض الروم

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 263.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2 / 201.
(3) بالأصل: " بن قبيصة ".
(4) كذا وردت هذه العبارة بالأصل في آخر ترجمة حريث بن أبي حريث، وبعدها صفحة كاملة بيضاء ثم ترجمة
حريث بن رواد الفزاري، وهذا يشير إلى أنه لا يوجد نقصاء أو كان هناك عدة أخبار حذفت.
(5) كذا والذي ذكره خليفة في تاريخه ص 312 في تسمية عمال الوليد: " الشرط " لم يرد له ذكرا.
(6) ترجمته في أسد الغابة 1 / 477 والإصابة 1 / 322 والوافي بالوفيات 11 / 346.
329

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي
أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة (1) أنا محمد بن سعد أنا محمد بن
عمر الأسلمي قال حدثني (2) معمر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري (2)
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال ونا أبو بكر بن عبد الله بن
أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال ونا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال
ونا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن جدته
الشفاء قال ونا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن محمد بن يوسف عن
السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي قال ونا معاذ بن محمد الأنصاري عن
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث
بعضهم في حديث بعض قالوا وكتب (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يحنة بن روبة وسروات أهل
أيلة (4) سلم أنتم فإني احمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو فإني لم أكن لأقاتلكم حتى
أكتب إليكم فأسلم وأعط (5) الجزية وأطع الله ورسوله ورسل رسله وأكرمهم واكسهم
كسوة حسنة غير كسوة الغزاء واكس زيدا كسوة حسنة فمهما رضيت رسلي فإني قد
رضيت وقد علم الجزية فإن أردتم أن يأمن البحر (6) والبر فأطع الله ورسوله ويمنع
عنكم (7) كل حق كان للعرب والعجم إلا حق الله وحق رسوله وانك أن رددتهم ولم
ترضهم لا آخذ منكم شيئا حتى أقاتلكم فأسبي الصغير واقتل الكبير فإني رسول الله
بالحق أؤمن بالله وكتبه ورسله والمسيح ابن مريم انه كلمة الله واني أؤمن به انه
رسول الله وأت قبل أن يمسكم الشر فإني قد أوصيت رسلي بكم واعط حرملة ثلاثة
أوسق شعيرا فإن حرملة شفع لكم وإني لولا الله وذلك لم أراسلكم شيئا حتى
ترى (8) الخميس (9) وانكم أن أطعتم رسلي فإن الله لكم جار ومحمد وان رسلي

(1) الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 258.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين استدرك عن ابن سعد.
(3) ابن سعد 1 / 277.
(4) أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام (معجم البلدان).
(5) في ابن سعد: أو أعظ.
(6) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن ابن سعد 1 / 277.
(7) بياض بالأصل واللفظة مستدركة عن ابن سعد 1 / 278.
(8) سقطت من الأصل واستدركت عن ابن سعد.
(9) في ابن سعد: الجيش.
330

شرحبيل وأبي وحرملة وحريث بن زيد الطائي فإنهم مهما قاضوك عليه فقد رضيته وان
لكم ذمة الله وذمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام عليكم أن أطعتم وجهزوا أهل مقنا (1)
إلى أرضهم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال زيد الخيل بن
مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد بن غني بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن
نابل بن اسود وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ وكان (2) لزيد من الولد
مكنف بن زيد الخيل وبه كان (3) يكنى وقد أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد قتال أهل
الردة مع خالد بن الوليد وكان له بلاء وحريث بن زيد وكان فارسا وقد صحب
النبي صلى الله عليه وسلم وشهد الردة مع خالد بن الوليد وكان شاعرا (4) وعروة بن زيد شهد
القادسية (5)
1250 حريث بن ظهير الكوفي (6)
روى عن ابن مسعود عمار بن ياسر
وروى عنه عمارة بن عمير
وقدم الشام
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا
أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة نا مخلد يعني ابن مالك نا مصعب يعني ابن
ماهان عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبد الله بن
مسعود قال لا يموت مسلم إلا ثلم في الإسلام ثلمة لا تجبر (7) بعده أبدا

(1) قرب أيلة (معجم البلدان).
(2) بياض بالأصل، والزيادة المستدركة بين معكوفتين أثبتت عن جمهرة ابن حزم ص 403.
(3) بياض بالأصل، والزيادة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 6 / 274.
(4) انظر بعض شعره في الوافي بالوفيات 11 / 346 والإصابة 1 / 322.
(5) زيد رابعا في جمهرة ابن حزم ص 403: حنظلة.
(6) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 436 وميزان الاعتدال 1 / 474.
وظهير بالمعجمة المضمومة، كما في تقريب التهذيب.
(7) بالأصل " لا يجبر " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 275.
331

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر عمر بن
عبد العزيز بن قتادة أنا أبو عمرو بن مطر نا أبو خليفة نا محمد بن بكير أنا سفيان
عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن (1) قال عن حريث بن
ظهير قال قال عبد الله بن مسعود قد أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هناك وان الله
عز وجل قد بلغنا ما ترون فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب
الله عز وجل فإن أتاه أمر ليس في كتاب الله عز وجل ولم يقض به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقض
بما قضى به الصالحون فإن أتاه أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يقض به الصالحون (2) فليجتهد رأيه ولا يقول أحدكم أني أخاف واني أرى فإن
الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك
قال البيهقي رواه شعبة عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن
ظهير عن عبد الله بمعناه
أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله القهستاني نا
محمد بن أيوب أنا أبو عمر نا شعبة عن الأعمش فذكره
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر
أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنا عبد الرحمن بن محمد
أنا عبد الله بن أحمد بن (3) أنا عيسى بن عمر بن العباس أنا عبد الله بن
عبد الله الدارمي أنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن عمارة بن
عمير عن حريث بن ظهير عن عبد الله بن مسعود قال أتى علينا زمان لسنا نقضي
ولسنا هنالك فإن الله قد قدر من الأمر ما ترون فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض
فيه بما في كتاب الله عز وجل فإن جاءه ما ليس في كتاب الله فليقض فيه بما قضى به
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن جاءه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقض فيه بما
قضى به الصالحون فلا يقل إني أخاف وإني أرى فإن الحرام بين والحلال بين وبين
ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك

(1) بياض بالأصل مقدار ربع سطر.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 275.
(3) بياض بالأصل مقداره ثلاث كلمات.
332

قال وأنا يحيى بن حماد نا شعيب عن سليمان عن عمارة بن عمير عن
حريث بن ظهير قال احسب أن عبد الله قال قد أتى علينا زمان وما نسأل وما نحن
هنالك وان الله قدر أن بلغت ما يرون فإذا سئلتم عن شئ فانظروا في كتاب الله فإن لم
تجدوه في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم تجدوه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم
يك ما أجمع عليه المسلمون فاجتهد رأيك ولا تقل إني أخاف وإني أخشى فإن الحلال
بين والحرام بين وبين بذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي وأخبرنا أبو
القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله بن الحسن قالا أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا ابن نمير نا محمد بن أبي عبيدة حدثني
أبي عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير قال أتيت الشام فنزلت على رجل
م رؤوسهم ممن يدخل على معاوية فجعلت أحدثه عن عبد الله فلما كان ذات ليلة جاء
من عند معاوية فقال أشعرت أن الرجل الذي كنت تحدث عنه جاء رجل يريد أن يقع فيه
إلى معاوية فاستوجعت وشق علي حتى بكيت فلما رآني بكيت قال أما والله لئن بكيت
لقد سمع أبا الدرداء وهو مع معاوية على السرير يقول رحمة الله على ابن أم عبد فوالله
ما ترك بعده مثله ولم يهب معاوية في عثمان
قرأت على أبي غالب بن البنا عن الحسن بن علي أنا محمد بن العباس عن
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال (1) في الطبقة الأولى من
أهل الكوفة حريث بن ظهير روى عن عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد احمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن إسماعيل قال (2) حريث بن ظهير عن ابن مسعود روى عنه عمارة بن
عمير يعد في الكوفيين

(1) طبقات ابن سعد 6 / 194.
(2) التاريخ الكبير 2 / 1 / 69.
333

1251 - حريث بن عبد الملك (1)
أخو أكيدر صاحب دومة ذكره محمد بن النائب الكلبي وقد تقدم نسبه في
ترجمة أكيدر أخيه
ذكر أحمد بن يحيى البلاذري حدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن
جده قال وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر فقدم عليه فأسلم وكتب له
كتابا فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم منع الصدقة ونقض العهد وخرج (2) من دومة الجندل فلحق
بالحيرة وابتنى بها بيتا سماه دومة بدومة الجندل واسلم حريث بن عبد الملك أخو
أكيدر (3) على ما في يده فسلم ذلك له فقال سويد بن شبيب الكلبي *
فلا يأمنن قوم عثار جدودهم * كما زال من خبث ظعائن اكدرا *
قال وتزوج يزيد بن معاوية ابنة حريث أخي أكيدر
1252 حريث العذري (4)
له صحبة خرج مع أسامة بن زيد إلى ارض البلقاء غازيا فقدمه عينا من وادي
القرى يكشف له طريقه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي أنا محمد بن عمر
الواقدي قال (5) فلما نزل أسامة بن زيد وادي القرى قدم عينا له من بني عذرة يدعى
حريثا فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى ابني (6) فنظر إلى ما هناك
وارتاد الطريق ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من ابني فأخبره أن
الناس غارون ولا جموع لهم وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع الجموع وان يشنها
غارة

(1) ترجمته في الإصابة 1 / 376.
(2) بياض بالأصل واللفظة استدركت عن الإصابة.
(3) بالأصل " أخوه " والصواب ما أثبت والزيادة للإيضاح.
(4) ترجم له في الإصابة نقلا عن ابن عساكر.
(5) الخبر في مغازي الواقدي 3 / 1122.
(6) أبني: بوزن حبلى، موضع بالشام من جهة البلقاء (معجم البلدان).
334

1253 - حريث مولى معاوية بن أبي سفيان (1)
كان فارسا بطلا وكان معاوية يعتمد عليه في حربه وشهد معه صفين وقتل يومئذ
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا أنا محمد بن الحسن بن أحمد
الباقلاني أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي نا
أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن علي الكسائي نا أبو سعيد يحيى بن سليمان
الجعفي نا نصر يعني ابن مزاحم (2) نا محمد بن عبيد الله عن شيخ (3) له قال كان
فارس معاوية الذي يعده للمبارزة مولى له يقال له حريث وكان يلبس سلاح معاوية
متشبها به فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية وان معاوية قال له يا حريث اتق عليا ثم
ضع رمحك حيث شئت فقال له عمرو بن العاص انك والله يا حريث لو كنت قرشيا
لأحب معاوية أن تقتل عليا ولكن كره أن يكون لك حظها فإن رأيت منه فرصة فاقتحم
عليه
فلما خرج الناس إلى القتال وتصافوا خرج علي امام أصحابه قال يحيى فحدثني
عمرو بن عبد الملك بن سلع الهمداني حدثني أبي قال خرج حريث مولى معاوية بن
أبي سفيان فدعا عليا إلى المبارزة فقال هلم يا أبا الحسن (4) إلى المبارزة فخرج إليه
علي وهو يقول * (5)
أنا علي وابن عبد المطلب * أنا وبيت الله أولى بالكتب
أهل اللواء والمقام والحجب * نحن نصرناه على جل العرب *
ثم حمل عليه علي فطعنه فدق ظهره
قال ونا نصر نا محمد بن عبيد الله عن الجرجاني (6) أن معاوية جزع على

(1) ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2199 وسماه: حريث بن شهريار بن دادار بن كرب بن بهمومي بن
بس شاه بن يزدفنه بن مهردال.
(2) الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 270 وبغية الطلب لابن العديم 5 / 2200 نقلا عن ابن مزاحم.
(3) كذا بالأصل وابن العديم، وفي وقعة صفين: " عن الجرجاني ".
(4) بياض بالأصل، واللفظة مستدركة عن ابن العديم.
(5) الرجز في ديوانه ط بيروت ص 14 من عدة شطور، ووقعة صفين ص 273 وابن العديم 5 / 2200.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن وقعة صفين ص 273.
335

حريث جزعا شديدا وعاتب عمرا فيما أشار عليه من لقاء علي فأنشأ يقول (1) *
حريث ألم تعلم وعلمك (2) صائر * بأن عليا (3) للفوارس قاهر
وان عليا لم يبارزه فارس * من الناس إلا أقصدته (4) الأظافر
أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر *
1254 حريز بن عثمان بن خير بن أحمد بن أسعد
أبو عثمان ويقال أبو عون الرحبي الحمصي (5)
حدث عن عبد الله بن بسر (6) وراشد بن سعد المقرائي (7) وعبد الرحمن بن
ميسرة وعبد الواحد بن عبد الله النصري وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي
وحبان بن زيد الشرعبي وخالد بن معدان وحبيب بن عبيد الرحبي وسليمان بن
شمير (8) والقاسم بن محمد الثقفي وسليم (9) بن عامر وعبد الله بن غابر
الألهاني وشرحبيل بن شفعة الرحبي ويزيد بن صليح وعمران بن محمد
وشبيب (10) بن أبي روح وسعيد بن مزيد (11) وعبد الرحمن بن جبير بن نفير
روى عنه عيسى بن يونس وإسماعيل بن عياش وبقية ومعاذ بن معاذ

(1) الشعر في فتوح ابن الأعثم الكوفي 3 / 30 ووقعة صفين ص 273 وابن العديم 5 / 2200.
(2) وقعة صفين: وجهلك.
(3) بالأصل: علي.
(4) عن وقعة صفين وبالأصل " قصدته ".
(5) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 465 تاريخ بغداد 8 / 265 بغية الطلب 5 / 2201 الوافي بالوفيات 11 / 347
سير أعلام النبلاء 7 / 79 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وفي المصادر: " جبر " بدل " خير " وفي تاريخ بغداد: " أحمر " بدل " أحمد " وفي تهذيب التهذيب: ابن أبي
أحمر.
(6) بالأصل " بشر " والمثبت بالسين المهملة عن تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد.
(7) هذه النسبة إلى مقرى " من قرى دمشق. (الأنساب: بضم الميم وقيل بفتحها).
(8) في تهذيب التهذيب: سمير.
(9) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن ابن العديم 5 / 2206 نقلا عن ابن عساكر، وفي تهذيب
التهذيب.
(10) عن تهذيب التهذيب وابن العديم.
(11) كذا في ابن العديم هنا نقلا عن ابن عساكر، واللفظة بالأصل مهملة، وفي بداية ترجمته في ابن العديم
5 / 2202 " سعيد بن مرشد " وفي تهذيب التهذيب: " مرثد ".
336

وإسحاق بن سليمان الرازي ويزيد بن هارون وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار
وشبابة بن سوار وأبو النضر الحارث بن النعمان والحسن بن موسى الأشيب
وعلي بن الجعد وآدم بن أبي اياس وأبو اليمان وعلي بن عياش وأبو الزرقاء
عبد الملك بن محمد الصنعاني والوليد بن هشام القحذمي (1) وجنادة بن مروان
ومسلمة بن علي الخشني ومحمد بن حمير وأبو المغيرة الخولاني ويحيى بن سعيد
العطار الحمصي والوليد بن مسلم
ووفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين
الموازيني قالا أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنا
يوسف بن القاسم الميانجي نا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحي
بالبصرة نا الوليد بن هشام نا حريز بن عثمان قال سألت عبد الله بن بسر أشاب
النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم فأومأ إلى عنفقته
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبو المواهب أحمد بن
محمد بن عبد الملك قالا أنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري نا أبو أحمد
محمد بن محمد الغطاريف بجرجان نا أبو خليفة الفضل بن حباب نا الوليد بن
هشام القحذمي نا حريز بن عثمان قال سألت عبد الله بن بسر أشاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ إلى عنفقته
أخبرنا أبو عبد الله الخلال وأبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن
أحمد بن علي بأصبهان قالا أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا نا معاوية بن عمرو الكلاعي نا حريز بن عثمان
قال قلت لعبد الله بن بسر هل كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيب قال كان في
رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض كان إذا ادهن تتغير [2970]. رواه البخاري عن أبي إسحاق بن عصام بن خالد الحضرمي الحمصي عن حريز
وقد رواه الوليد بن مسلم على جلالته عن حريز

(1) في ابن العديم: " المخرمي " والأصل مثل تهذيب التهذيب.
337

أخبرتنا به أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت أنبأنا قرئ على إبراهيم (1) بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا (2) ثنا الحكم بن موسى نا الوليد بن
مسلم نا حريز بن عثمان قال رأيت عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحمص والناس يسألونه فدنوت منه وأنا غلام قال قلت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
نعم فقلت له شيخ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شاب فتبسم وقال رأيت ههنا وأشار
بيده إلى ذقنه شعرات بيض
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن نصر بن إبراهيم بن نصر أنا
عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي
قال أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد
عبد الله بن يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا يزيد بن هارون
أنا حريز بن عثمان قال رأيت مؤذني عمر بن عبد العزيز يسلمون عليه في الصلاة
السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته حي على الصلاة حي على الفلاح
الصلاة قد تقاربت
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا أبو محمد الجوهري
وأنبأنا أبو القاسم جعفر بن المحسن بن جعفر بن السلماسي أنا عمي أبو
عبد الله الحسين ابن جعفر السلماسي قالا أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن
الزيات (3) أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي (4) نا تميم بن المنتصر أنا
يزيد أنا حريز قال صليت مع عمر بن عبد العزيز العيدين فكان يكبر فيهما سبعا في
الأولى وخمسا في الآخرة يبدأ فيكبر ثم يقرأ ويركع ثم يقوم فيكبر ثم يقرأ ويركع
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا سهل بن بشر أنا
علي بن منير أنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحر نا محمد بن عبدوس

(1) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل، انظر أم المجتى في فهارس شيوخ ابن
عساكر (المطبوعة: عبد الله بن جابر ص 699).
(2) بياض بالأصل، ولم أحله.
(3) مهملة بالأصل، والمثبت عن ترجمته في سير الاعلام 16 / 323.
(4) ترجمته في سير الاعلام 14 / 96.
338

نا داود بن رشيد نا أبو الزرقاء عن حريز بن عثمان قال صليت خلف عمر بن
عبد العزيز فسلم تسليمة (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الأهوازي أنا
أبو جعفر عم بن أحمد الأهوازي نا خليفة بن خياط قال (2) في الطبقة الرابعة من أهل
الشام حريز بن عثمان رحبي حمصي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة بعضهم اجل من
بعض حريز بن عثمان أبو عثمان الرحبي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسن بن الأبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب
أنا أحمد بن عميرة إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أحمد بن
عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة حريز بن
عثمان الرحبي حمصي
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن
محمد الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان
أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (3) حريز بن عثمان أبو عثمان
الحمصي الرحبي عن راشد بن سعد سمع منه الحكم بن نافع وقال يزيد بن عبد ربه
مات حريز سنة ثلاث وستين ومائة ومولده سنة ثمانين
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أبو بكر المغربي أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول (4) أبو عثمان

(1) الخير في ابن العديم 5 / 2203.
(2) طبقات خليفة ص 577 رقم 3020.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 103 - 104.
(4) الكنى والأسماء للإمام مسلم ص 148.
339

حريز بن عثمان عن راشد بن سعد وروى عنه أبو اليمان وأبو المغيرة وعلي بن
عياش
كتب إلي أبو طالب الزينبي أنا أبو القاسم التنوخي
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا أبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب (1) أنا علي بن أبي علي أنا محمد بن المظفر قال الخطيب وأنا
أحمد بن أبي جعفر العتيقي أنا محمد بن الحسن (2) بن عمر اليمني بمصر قالا نا
بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيس في تاريخ الحمصيين قال
وأبو عثمان حريز بن عثمان بن خير بن أحمد (3) بن أسعد الرحبي المشرقي لم يكن له
كتاب إنما كان يحفظ مولده سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وستين يعني ومائة ولا
يختلف فيه ثبت في الحديث
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي عن
أبي الحسن الدارقطني وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا
أبو الحسن الدارقطني قال (4) حريز بن عثمان الحمصي وروى عن عبد الله بن
بسر يرمى بالانحراف عن علي بن أبي طالب وعنه في ذلك اختلاف هو حريز بن
عثمان بن خير بن أحمد الرحبي المشرقي أبو عثمان توفي سنة ثلاث وستين ومائة
فيما اخبرني الحسن بن أحمد المادرائي عن بكر بن أحمد عن أحمد بن محمد بن
عيسى البغدادي في تاريخ الحمصيين
أخبرنا أبو محمد السلمي قراءة عن أبي زكريا البخاري
وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي نا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنا أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال في باب حريز بالحاء
حريز بن عثمان الشامي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا

(1) تاريخ بغداد 8 / 270.
(2) تاريخ بغداد: الحسين.
(3) في تاريخ بغداد: جبر بن أحمر.
(4) المؤتلف والمختلف للدارقطني 1 / 355.
340

عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال حريز بن عثمان أبو عثمان
الرحبي الحمصي حدث عن عبد الله بن بسر وعبد الواحد النصري روى عن علي بن
عياش وعصام بن خالد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بني إسرائيل ولد سنة ثمانين ومات
سنة ثلاث وستين ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة (1)
قال وقال أبو عيسى مات سنة ثلاث وستين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) حريز بن عثمان بن خير (3) بن أحمد بن أسعد أبو عثمان وقيل أبو
عون الرحبي الحمصي سمع عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وراشد بن
سعد وعبد الرحمن بن ميسرة وعبد الواحد بن عبد الله النصري وعبد الرحمن بن
أبي عوف الجرشي وحبان بن زيد الشرعبي روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية بن
الوليد وعيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان الرازي ومعاذ بن معاذ العنبري
وعثمان بن كثير بن دينار ويزيد بن هارون وشبابة بن سوار وأبو النضر الحارث بن
النعمان البزاز وعلي بن الجعد والحسن بن موسى الأشيب وآدم بن أبي اياس وأبو
اليمان وعلي بن عياش وكان قد قدم بغداد فسمع بها منه العراقيون قال شبابة لقيت
حريز بن عثمان ببغداد
أخبرنا أبو محمد السلمي فيما قرأت عليه عن أبي نصر بن ماكولا قال (4)
حريز بن عثمان بن خير بن أسعد الرحبي المشرقي مشهور وقال في موضع آخر (4)
حريز بن عثمان بن خير بن أحمد الرحبي المشرقي أبو عثمان روى عن عبد الله بن
بسر وغيره كان يرمى بالانحراف عن علي وعنه في ذلك اختلاف
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن
رشا بن نظيف أنا عبد الرحمن بن محمد وعبد الله بن عبد الرحمن قالا أنا
الحسن بن رشيق أنا محمد بن حماد الدولابي حدثني محمد بن عوف قال سمعت

(1) الخبر نقله ابن العديم 5 / 2204.
(2) تاريخ بغداد 8 / 265.
(3) تاريخ بغداد: جبر بن أحمر.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 16 و 2 / 85 - 86.
341

يزيد بن عبد ربه يقول مولد حريز بن عثمان سنة ثمانين (1)
اخبرني أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الموفق الصوفي الهروي بها حدثنا
أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي أنا الأمام أبو بكر أحمد بن
علي بن محمد الأصبهاني بنيسابور نا أبو أحمد الحاكم أنا عبد الله بن سليمان بن
الأشعث نا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي قال سمعت حريز بن عثمان
ويكنى أبا عثمان وكان ابيض الرأس واللحية وكان له جمة إلى شحمة اذنيه يقول لا
تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعداوتك إياه
وان يك مسيئا فأوشك بعمله (2) أن يكفيكه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (3) ثنا عبد الملك بن محمد نا عباس بن محمد قال
سمعت أبا مسلم المستملي يقول حريز بن عثمان يكنى أبا عثمان اخبرني بذلك نصر
البجلي الوراق أبو الحارث
وقال عمرو بن علي وحريز بن عثمان ينتقص عليا وينال منه وكان حافظا
لحديثه وسمعت معاذا يحدث عنه ويزيد بين هارون وعمرو (4) بن علي وشيوخنا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بدر الشيحي أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن قالا (5) أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد
أنا معاوية بن صالح قال حريز بن عثمان الرحبي قال يحيى (6) ثقة وقال لي
احمد (6) هو من المعدودين مع عبد الرحمن بن يزيد وأصحابه قال أبو عبد الله (7)

(1) الخبر نقله ابن العديم 5 / 2204.
(2) في مختصر ابن منظور: " بعمله " ومن طريق آخر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2203 وفيه: كفاك
عمله.
(3) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 451.
(4) بالأصل " وعمر " والمثبت عن الكامل لابن عدي.
(5) تاريخ بغداد 8 / 266.
(6) يعني يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، كما يفهم من عبارة الخطيب.
(7) بالأصل " أبو عبيد " والمثبت عن تاريخ بغداد.
342

أدرك المهدي وقدم عليه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال حدثنا عبد العزيز الكتاني قال أخبرنا أبو
محمد بن أبي نصر قال (1) أنا أبو الميمون بن راشد أنا أبو زرعة الدمشقي (2) قال
قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم من الثبت بحمص قال صفوان وبخير وحريز
وثور وأرطأة قلت فابن أبي مريم قال دونهم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (3) اخبرني
عبد الله بن يحيى السكري أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم نا جعفر بن محمد بن
الأزهر نا ابن الغلابي وأخبرنا أبو البركات نا أبو الفضل أنا أبو العلاء أنا أبو
بكر أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا علي بن عياش الحمصي قال جمعنا
حديث حريز بن عثمان في دفتر قال نحوا من مائتي حديث فأتيناه به فجعل يتعجب
من كثرته ويقول هذا كله عني مرتين
قال الخطيب ولم يكن لحريز كتاب وكان يحفظ حديثه وكان ثقة ثبتا وحكي
عنه من سوء المذهب وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (4) نا الحميدي (5) نا البخاري قال قال معاذ بن
معاذ لا أعلم أحدا رأيت من أهل أفضله عليه يعني حريزا
وقال أبو اليمان
وأنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي قالوا أنا أبو أحمد زاد احمد
وأبو الحسن الأصفهاني قالا نا أحمد بن عبدان نا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل قال (6) قال محمد بن المثنى نا معاذ بن معاذ نا حريز بن عثمان أبو عثمان

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب 5 / 2218.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 398.
(3) تاريخ بغداد 8 / 266.
(4) الكامل في الضعفاء 2 / 451.
(5) في ابن عدي: الجنيدي.
(6) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 104.
343

ولا أعلم أني (1) رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه وقال أبو اليمان كان حريز
يتناول من رجل يعني عليا ثم ترك
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا القاضي أبو عمر
القاسم بن جعفر الهاشمي نا محمد بن بن أحمد اللؤلؤي نا أبو داود سليمان بن
الأشعث نا أحمد بن عبدة الضبي نا معاذ بن معاذ اخبرني أبو عثمان الشامي ولا
أخالني رأيت شاميا أفضل منه يعني حريز بن عثمان
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا أبو النجم أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا
محمد بن الحسين انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو بشر بكر بن خلف
حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا حريز بن عثمان الرحبي الشامي (3) قال معاذ ولا أعلمني
رأيت شاميا أفضل منه
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي أنا أبو نصر الوائلي
أنا الخصيب بن عبد الله اخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن اخبرني أبي أنا
أحمد بن علي قال سمعت يحيى يقول وحريز بن عثمان لا بأس به وقال النسائي
أبو عثمان حريز بن عثمان شامي حمصي لا بأس به في الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (4) قال سمعت محمد بن نوح الجنديسابوري ببغداد
وبمصر يقول سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول سمعت أحمد بن حنبل
يقول حريز بن عثمان ثقة
قال ونا أبو أحمد نا أين أبي عصمة نا أحمد بن يحيى (5) قال سمعت

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وانظر البخاري.
(2) تاريخ بغداد 8 / 268.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد 8 / 268.
(4) الكامل لابن عدي 2 / 452.
(5) في ابن عدي 2 / 451: ابن أبي يحيى.
344

أحمد بن حنبل يقول حديث حريز نحو ثلاثمائة وهو صحيح الحديث إلا أنه يحمل
على علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب (1)
اخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني نا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز
نا أبو عبيد محمد بن علي الاجري قال سمعته يعني أبا داود يقول سألت
أحمد بن حنبل عن حريز فقال ثقة ثقة ثقة
قال وأنا البرقاني أنا أحمد بن محمد بن حسنويه نا الحسين بن إدريس
الأنصاري نا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت احمد قال ليس بالشام أثبت
من حريز إلا أن يكون بحير قيل لأحمد فصفوان قال حريز ثقة وقال أبو داود
سمعت احمد وذكر له حريز وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان فقال ليس فيهم مثل
حريز ليس أثبت منه ولم يكن يرى القدر وقال سمعت احمد مرة أخرى يقول
حريز ثقة ثقة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك نا أبو الحسن
السقا نا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى
يقول حريز بن عثمان الرحبي ثقة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو القاسم الواسطي قالا نا وأبو النجم الشيحي
أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا احمد (3) بن محمد بن إبراهيم بن حميد قال سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت
ليحيى بن معين فحريز بن عثمان فقال ثقة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم
الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر وأبو بكر بن أبي مريم وحريز بن عثمان الرحبي هؤلاء ثقات

(1) تاريخ بغداد 8 / 269.
(2) تاريخ بغداد 8 / 269.
(3) في تاريخ بغداد: أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني.
345

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال انا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (1) ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي البقال أنا أبو العلاء أنا أبو
بكر أنا أبو أمية (2) بن الغلابي نا أبي قال قال يحيى بن معين حريز بن عثمان ثقة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (3) أنا أبو نعيم
الحافظ قال سمعت موسى بن إبراهيم بن النضر العطار يقول حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال وسئل علي بن المديني عن حريز بن عثمان فقال لم يزل من
أدركناه من أصحابنا يوثقونه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال عبد الرحمن بن إبراهيم ثور
وحريز وأرطأة كل هؤلاء ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل (4) بن غسان نا أبي قال ويقال في حريز بن
عثمان مع ثبته انه كان سفيانيا وقال في موضع آخر حريز بن عثمان ثبت
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم بدر بن عبد الله انا أبو بكر
الخطيب أنا حمزة بن محمد بن طاهر ومحمد بن عبد الواحد الأكبر قال حمزة نا
وقال محمد أنا الوليد بن بكر الأندلسي
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن
الحسن قالا (5) نا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 289.
(2) يعني الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي.
(3) تاريخ بغداد 8 / 269.
(4) بالأصل " الفضل " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(5) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 266.
346

حدثني أبي احمد قال حريز بن عثمان الرحبي شامي ثقة وكان يحمل على علي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم الشيحي أنا أبو بكر الخطيب أنا
محمد بن الحسين القطان أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا سهل بن أبي سهل نا أبو
حفص (1) عمرو بن علي قال وحريز بن عثمان كان ينتقص عليا وينال منه وكان حافظا
لحديثه قال أبو حفص سمعت يحيى يحدث عن ثور عنه وقال أبو حفص في موضع
آخر حريز بن عثمان ثبت شديد التحامل على علي
قال (2) وأنا البرقاني أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي نا
الحسين (3) بن إدريس نا ابن عمار قال حريز بن عثمان يتهمونه انه كان ينتقص عليا
ويروون عنه ويحتجون بحديثه وما يتركونه
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا احمد
عبد الله إجازة
قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) حدثني أبي قال سمعت دحيما يثني على حريز
قال وسمعت أبي يقول حريز بن عثمان حسن الحديث ولم يصح عندي ما
يقال في رأيه ولا أعلم بالشام أثبت منه هو أثبت من صفوان بن عمرو وأبي بكر بن
أبي مريم وهو ثقة متقن
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب (5) قالا أنا أحمد بن أبي جعفر نا يوسف بن أحمد الصيدلاني نا محمد بن
عمرو العقيلي نا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس نا يحيى ين المغيرة قال

(1) كذا بالأصل وابن العديم 5 / 2210 (نقلا عن الخطيب) وفي تاريخ بغداد: " أبو جعفر " خطأ، وانظر
ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 470.
(2) القائل: الخطيب، انظر تاريخ بغداد 8 / 266 والخبر نقله عنه ابن العديم 5 / 2210.
(3) بالأصل " الحسن " والصواب ما أثبت.
(4) الجرح والتعديل 1 / 2 / 289.
(5) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 267 ونقله عنه ابن العديم 5 / 2210.
347

ذكر (1) جرير أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر
قال ونا العقيلي (2) نا محمد بن إسماعيل نا الحسن بن علي الحلواني نا
عمران بن أبان قال سمعت حريز بن عثمان يقول لا أحبه قتل آبائي يعني عليا
قال ونا العقيلي (2) نا محمد بن إسماعيل نا الحسن بن علي قال قلت
ليزيد بن هارون هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب قال
أني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا مخافة أن اسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه
قال فأشد شئ سمعته يقول لنا أمير ولكم أمير يعني لنا معاوية ولكم علي فقلت
ليزيد فقد آثرنا على نفسه قال نعم وفي رواية ابن بكر أن لنا أميرنا ولكم أميركم
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور أنا أبو الفتح منصور بن
الحسين بن علي بن القاسم الكاتب انا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة نا أحمد بن
سليمان قال سمعت يزيد بن هارون وقيل له كان حريز يقول لا أحب عليا قتل
آبائي قال لم اسمع هذا منه كان يقول لنا امامنا ولكم امامكم
كتب إلي أبو سعد محمد بن محمد بن محمد وأبو علي الحسن بن أحمد وأبو
القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله (3) البرجي ثم اخبرني أبو المعالي عبد الله بن
أحمد بن محمد الحلواني بمرو أنا أبو علي الحداد قال أنا أبو نعيم الحافظ نا
إبراهيم بن عبد الله نا محمد بن إسحاق يعني السراج نا أحمد بن سعيد الدارمي
نا أحمد بن سليمان نا إسماعيل بن عياش قال عادلت (4) حريز بن عثمان من مصر
إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه (5).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
وأخبرنا أبو الحسن قبيس نا وأبو النجم بدر بن عبد الله نا أبو بكر

(1) بالأصل وابن العديم: " ذكر حريز، أن حريزا... " والمثبت يوافق عبارة تاريخ الضعفاء الكبير للعقيلي
1 / 321 وقوله: " ذكر جرير " سقط من تاريخ بغداد.
(2) الخبر في الضعفاء الكبير 1 / 321 ونقله عنه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8 / 267.
(3) بالأصل عبد الله خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 320.
(4) يعني ركبا على جمل واحد، والمعادلة أن كل رجل ركب على طرف فتعادلا وتقابلا.
(5) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2210.
348

الخطيب (1) قالا أنا محمد بن الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن
سفيان، عن محمد بن عبد الله قال سمعت بعض أصحابنا يذكرون عن يزيد بن
هارون قال قال حريز بن عثمان لا أحب من قتل لي جدين
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا أبو بكر عبد الله بن
علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني أنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي نا أبو حفص
عمر بن أحمد بن يونس (3) بن نعيم البغدادي بها حدثني أبو علي الحسين بن
أحمد بن علي (4) المالكي نا عبد الوهاب بن الضحاك نا إسماعيل بن عياش قال
سمعت حريز بن عثمان قال هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني
بمنزلة هارون من موسى حق ولكن أخطأ السامع قلت فما هو فقال إنما هو أنت مني
بمكان قارون من موسى قلت عن من ترويه قال سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله
وهو على المنبر قال الخطيب عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في
الرواية فلا يصح الاحتجاج بقوله
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد أنا أبو المظفر هناد بن
إبراهيم بن محمد النسفي أنا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ أنا أبو علي محمد بن محمد بن محمود المعدل نا محمد بن المنذر بن سعيد
الهروي نا عبد الله بن حماد الآملي قال سمعت يحيى بن صالح الوحاظي وقبل
لم تكتب عن حريز بن عثمان قال كيف اكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع
سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين لعنة كل يوم (5)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (6) نا الحسن بن علي بن عاصم نا الحسن بن علي بن
راشد قال جلسنا نتذاكر الحديث فقال بعض أصحابنا رأيت يزيد بن هارون في النوم

(1) تاريخ بغداد 8 / 267.
(2) تاريخ بغداد 8 / 268.
(3) تاريخ بغداد: مؤنس.
(4) تاريخ بغداد: عبد الله.
(5) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2211.
(6) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 451 ونقله عنه ابن العديم 5 / 2211 - 2212.
349

فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي وشفعني (1) وعاتبني فقلت غفر لك وشفعك
فبما عاتبك قال كتبت عن حريز بن عثمان فقلت ما أعلم إلا خيرا قال إنه كان
يبغض (2) أبا الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم الشيحي أنا أبو بكر الخطيب (3)
أنا محمد بن عبد الله الهيتي نا الحسن (4) بن عبد الله بن روح الجواليقي حدثني
هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرحمن بن إسحاق القاضي نا أحمد بن سنان
قال سمعت يزيد بن هارون يقول رأيت رب العزة تبارك وتعالى في المنام فقل
لي يا يزيد تكتب من حريز بن عثمان فقلت يا رب ما علمت منه إلا خيرا (5) فقال
لي يا يزيد لا تكتب منه شيئا فإنه يسب عليا
قال وأنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق نا محمد بن الحسن النقاش
المقرئ نا مسبح بن حاتم نا سعيد بن سافري الواسطي قال كنت في مجلس
أحمد بن حنبل فقال له رجل يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في النوم فقلت له ما
فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وعاتبني فقلت غفر (6) لك ورحمك وعاتبك
قال نعم قال لي يا يزيد بن هارون كتبت عن حريز بن عثمان فقلت يا رب العزة ما
علمت إلا خيرا قال إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله السنجي المؤذن أنا أبو
الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن بنيسابور نا أبو زكريا يحيى بن
إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي املاء اخبرني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان
الزاهد أن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثهم أنا أبو القاسم بن بشار
البغدادي نا احمد الوراق قال سمعت عبيد الله القواريري قال رأيت يزيد بن
هارون بعدما مات في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وعاتبني في

(1) في ابن عدي: ورحمني.
(2) ابن عدي: ينتقص.
(3) تاريخ بغداد 8 / 267.
(4) تاريخ بغداد: الحسين.
(5) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد 8 / 267.
350

روايتي عن حريز بن عثمان (1)
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا وأبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب (2)
نا أبو الفرج الحسين بن عبد الله بن أحمد بن أبي علانة المقرئ نا أبو بكر أحمد بن
إبراهيم بن شاذان نا أبو محمد السكري نا يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري
حدثني أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون قال كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان
واحسبه قال شيخان قال فقال أحدهما يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام
فقلت له يا أبا خالد ما فعل الله بك قال غفر لي وشفعني وعاتبني قال قلت غفر الله
لك وشفعك قد عرفت ففيم عاتبك قال قال لي يا يزيد أتحدث عن حريز بن
عثمان قال قلت يا رب ما علمت إلا خيرا قال يا يزيد انه كان يبغض أبا حسن
علي بن أبي طالب
قال وقال الآخر وأنا رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له هل اتاك منكر
ونكير قال أي والله وسألاني من ربك وما دينك ومن نبيك قال فقلت المثلي
يقال هذا وأنا كنت اعلم الناس بهذا في دار الدنيا فقالا لي صدقت فنم نومة العروس
لا بؤس عليك
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر نا أبو بكر الخطيب (3) اخبرني
محمد بن المظفر بن علي الدينوري المقرئ نا إبراهيم بن محمد المزكي ببغداد
قال سمعت أحمد بن محمد الحيري المزكي حدثني عبد الله بن الحارث الصنعاني
قال سمعت حوثرة بن محمد المنقري البصري يقول رأيت يزيد بن هارون الواسطي
في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت ما فعل الله بك قال تقبل مني الحسنات وتجاوز
عني السيئات ووهب (4) لي التبعات قلت ما فعل بك بعد ذلك قال وهل يكون
من الكريم إلا الكرم غفر لي ذنوبي وأدخلني الجنة قلت بما نلت الذي نلت قال
بمجالس الذكر وقولي الحق وصدقي في الحديث وطول قيامي في الصلاة وصبري

(1) الخبر في بغية الطلب 5 / 2213.
(2) الخبر في بغية الطلب 5 / 2112 وتاريخ بغداد في ترجمة يزيد بن هارون 14 / 346 - 347.
(3) لم أعثر على هذه الرواية في تاريخ بغداد، ونقلها عن الخطيب ابن العديم في بغية الطلب 5 / 2212 -
2213.
(4) بالأصل " وذهب " والمثبت عن ابن العديم.
351

على الفقر قلت منكر ونكير حق قال أي والله الذي لا إله إلا هو لقد أقعداني
وسألاني فقالا لي من ربك وما دينك ومن نبيك فجعلت أنفض لحيتي البيضاء
من التراب فقلت مثلي يسأل أنا يزيد بن هارون الواسطي وكنت في دار الدنيا ستين
سنة اعلم الناس قال أحدهما صدق هو يزيد بن هارون نم نومة العروس فلا روعة
عليك بعد اليوم قال أحدهما أكتبت عن حريز بن عثمان قلت نعم وكان ثقة في
الحديث قال ثقة ولكنه كان يبغض عليا أبغضه الله وقد روي أنه رجع عن ذلك
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى التميمي أنا أبو نصر
الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله اخبرني عبد الكريم بن أحمد اخبرني أبي عبد الكريم بن أحمد اخبرني أبي أبو
عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد اخبرني أبي نا أبو اليمان قال كان حريز يتناول
من رجل ثم ترك وروي عنه انه تبرأ من ذلك
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد نا تمام بن محمد
حدثني أبي أبو الحسين اخبرني أبو عبد الرحمن مكحول بن عبد الله بن عبد السلام
البيروتي نا جعفر بن ابان قال سمعت علي بن عياش وسأله رجل من أهل خراسان
عن حريز (1) قال كان يتناول عليا فقال علي بن عياش أنا سمعته يقول أن أقواما
يزعمون أني أتناول عليا معاذ الله أن افعل ذلك حسبهم الله
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عباس بن محمد
يقول سمعت يحيى بن معين يقول سمعت علي بن عياش يقول سمعت حريز بن
عثمان يقول لرجل ويحك أما تتقي الله تزعم انني شتمت عليا رحمه الله لا والله ما
شتمت عليا قط
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم نا أبو بكر الخطيب (2) اخبرني
السكري اخبرني محمد بن عبد الله الشامي نا جعفر بن محمد بن الأزهر نا ابن
الغلابي وأخبرنا أبو البركات أنا أبو الفضل أنا أبو العلاء أنا أبو بكر أنا أبو
أمية بن الغلابي نا أبي (3) نا يحيى بن معين قال سمعت علي بن عياش قال سمعت

(1) بالأصل " جرير " خطأ، والصواب ما أثبت وهو صاحب الترجمة.
(2) تاريخ بغداد 8 / 268.
(3) سقطت من تاريخ بغداد.
352

حريز بن عثمان يقول لرجل ويحك أما خفت الله عز وجل حكيت عني أني أسب عليا
والله ما أسبه وما سببته قط
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري
وأخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل نا عبد الوهاب بن جعفر نا يعقوب قال وبلغني عن علي بن
عياش حدثني حريز بن عثمان وسمعته يقول لرجل ويحك تزعم أني اشتم علي بن
أبي طالب والله ما شتمت عليا قط
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا ابن أبي عصمة نا أحمد بن أبي يحيى حدثني
سلمة بن شبيب قال سمعت علي بن عياش يقول سمعت حريز بن عثمان يقول
لرجل ويحك تزعم أني اشتم علي بن أبي طالب والله ما شتمت عليا قط
أخبرني أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو
البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر قالا أنا أحمد بن أبي جعفر أنا
يوسف بن أبي احمد نا محمد بن عمرو (2) العقيلي نا محمد بن إسماعيل نا
الحسن بن علي الحلواني حدثني شبابة قال سمعت حريز بن عثمان قال له رجل يا
أبا عثمان (3) بلغني انك لا تترحم (4) على علي قال فقال له اسكت ما أنت وهذا ثم
التفت إلي فقال رحمه الله مائة مرة
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا عبد الله
الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر فيما قرأته عليه قال قرئ على أبي بكر
محمد بن إسحاق يعني ابن خزيمة وأنا اسمع قيل له لست تحتج بحريز بن عثمان
لسوء مذهبه قال احتج بحديث حريز البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم من
الأئمة

(1) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 452.
(3) الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 322 وتاريخ بغداد 8 / 269 نقلا عن العقيلي.
(3) الأصل وتاريخ بغداد، وفي الضعفاء للعقيلي: يا أبا عمر.
(4) عن العقيلي والخطيب وبالأصل " ترحم ".
353

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو النجم الشيحي أنا أبو بكر الخطيب (1) نا
عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي نا عثمان بن جعفر الكوفي نا أحمد بن سعد
نا محمد بن المصفى قال مات حريز بن عثمان سنة ثنتين وستين
قال (2) وأنا ابن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني
عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي حدثني سليمان البهراني قال سمعت يحيى بن
صالح قال مات شعيب وحريز وأبو مهدي سنة ثلاث وستين ومائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال سمعت يحيى بن صالح الوحاظي
يقول مات شعيب بن أبي حمزة وحريز بن عثمان وأبو مهدي سنة ثلاث وستين
ومائة
قال في موضع آخر وحدثني سليمان بن عبد الحميد الحمداني عن يحيى بن
صالح فذكر مثله
أخبرنا أبو الحسن نا وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال سمعت سليمان بن سلمة
الحمصي الخبائري قال مات حريز بن عثمان سنة ثمان وستين ومائة زاد ابن
السمرقندي وفيها مات سعيد بن عبد العزيز قال الخطيب هذا عندي خطأ وما قبله
أصح (3) والله أعلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا
أبو بكر الخطيب (4) أنا عبيد الله يعني ابن عمر حدثني أبي نا إسحاق بن موسى
نا محمد بن عوف قال سمعت يزيد بن عبد ربه يقول مات حريز سنة ثلاث وستين
يعني ومائة

(1) تاريخ بغداد 8 / 269.
(2) القائل: الخطيب، تاريخ بغداد 8 / 270.
(3) يعني أنه مات سنة 163، وقد وردت هذه الرواية أيضا في تاريخ بغداد 8 / 270 وسترد رواية أخرى من
طريق آخر.
(4) تاريخ بغداد 8 / 269.
354

ذكر من اسمه حر
1255 الحر بن سليمان بن حيدرة
أبو شعيب الأطرابلسي
حدث عن عيسى بن أبي عمران (1) وسعد بن عبد الله بن
عبد الحكم
روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان الربعي وأبو حاتم محمد بن حبان البستني
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو الحسن علي بن محمد أنا علي بن أحمد بن
محمد أنا أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان البستي أنا الحر بن سليمان
بأطرابلس نا سعد (2) بن عبد الله بن عبد الحكم نا الماجشون عن مالك عن
الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفعة فيما
لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة [2971]
قرأت بخط عبد الله بن عبد الجليل القيسي البزاز أنا أبو نصر عبد الوهاب بن
عبد الله بن عمر نا محمد بن سليمان الربعي نا أبو شعيب الحر بن سليمان بن حيدرة
الأطرابلسي نا أبو عمرو عيسى بن أبي عمران بالرملة بحديث ذكره
1256 الحر بن عبد الرحمن بن أم الحكم
وهو ابن عبد الله بن عثمان بن ربيعة بن الحارث بن حبيب (3) بن الحارث بن

(1) كلمة مطموس قسم منها بالأصل ورسمها: " ال بلي ".
(2) بالأصل " سعيد ".
(3) قوله: " بن حبيب بن الحارث " استدرك عن هامش الأصل.
355

مالك بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن
عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان الثقفي
من أهل دمشق وكانت لهم دار بقصر الثقفيين وولاه سليمان بن عبد الملك
الأندلس بعد قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير
1257 الحر بن يوسف بن يحيى
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية (1)
أمره هشام بن عبد الملك على مصر سنة ست ومائة فلم يزل عليها إلى أن وفد عليه
سنة ثمان ومائة فعزله عنها ويقال وفد عليه في شوال سنة سبع ومائة (2)
أخبرنا أبو الحسن بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال فمن ولد يوسف بن يحيى يعني ابن الحكم بن أبي العاص الحر بن يوسف بن
يحيى ولي الموصل (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث وفي سنة ست
ومائة أمر الحر بن يوسف على أهل مصر ونزع محمد بن عبد الملك وفيها يعني
سنة ثمان ومائة وفد الحر بن يوسف إلى هشام أمير المؤمنين فنزع من مصر
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا سهل بن بشر أنا محمد بن أحمد بن عيسى
السعدي أنا أحمد بن الحسين بن جعفر النخالي نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
موسى الحضرمي اخبرني أحمد بن محمد بن عبد العزيز نا يحيى بن عبد الله بن
بكير أنا الليث بن سعد قال وفيها يعني سنة ست ومائة أمر الحر بن يوسف على
أهل مصر ونزع محمد بن عبد الملك وفيها يعني سنة ثمان ومائة قال ووفد
الحر بن يوسف إلى أمير المؤمنين يعني سنة ثمان ومائة فنزع من مصر

(1) ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 5 / 2223 وله ذكر في كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي ص 73 -
74 و 338.
(2) ابن العديم 5 / 2225.
(3) الخبر نقله عن الزبير ابن العديم 5 / 2224 وفيه " والي الموصل ".
356

وذكر أبو عمر محمد بن يوسف الكندي أن ولاية الحر كانت على مصر ثلاث
سنين سواء (1).
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وغيره قالوا أجاز لنا إبراهيم بن سعيد
الحبال أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس إجازة أنا أبو عمر محمد بن
يوسف بن يعقوب التجيبي نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز أبو الرقراق نا يحيى بن
عبد الله بن بكير حدثني ابن لهيعة عن موسى بن أيوب أن الحر بن يوسف أمير
مصر سأل عبد الرحمن بن عتبة عن أمة اشتراها رجلان فوطئاها في طهر واحد فحملت
فقال سل (2) بن خذام (3) يعني عبد الله بن يزيد وهو قاضي المصر فسأله فقال
كتبت إلى عمر بن عبد العزيز في مثل ذلك فكتب إلي عمر (4) قال يرثها الولد ويرثانه
وعاقبهما
1258 حزام بن هشام (5) بن حبيش بن خالد
ابن الأشعر الخزاعي القديدي (6)
من أهل الرقم بادية بالحجاز
روى عن أبيه وأخيه عبد الله بن هشام وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه مع
أبيه (7)
وروى عنه عبد الله بن إدريس ووكيع وأبو سعيد مولى بني هاشم ومحمد بن
عمر الواقدي وهاشم بن القاسم وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير ويسرة (8) بن

(1) انظر ولاة مصر للكندي ص 96 حيث صرفه هشام في ذي القعدة سنة ثمان ومئة، وفيه ص 95 أنه وليها
فقدمها لثلاث خلون من ذي الحجة سنة خمس ومئة.
(2) في الولاة وكتاب القضاة: ابن خذامر.
(3) بالأصل " سلا " والمثبت عن الولاة وكتاب القضاة ص 338 وابن العديم 5 / 2224.
(4) بالأصل " عمير ".
(5) الزيادة عن الأنساب (القديدي) ومعجم البلدان " قديد ".
(6) هذه النسبة إلى قديد، اسم موضع قرب مكة (معجم البلدان).
له ترجمة في الأنساب (القديدي) ومعجم البلدان " قديد ".
(7) في معجم البلدان: " وأخيه " وفي مختصر ابن منظور " مع أبيه ".
(8) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأنساب وياقوت، وضبطت اللفظة بالفتح وفتح المهملة عن
التبصير 4 / 1493 وذكره. وضبطها ياقوت بالضم.
357

صفوان ويحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن مسلمة القعنبي ومحرز بن مهدي
القديدي وأيوب بن الحكم ويقال حكيم بن أيوب امام مسجد قديد ومروان بن
معاوية الفزاري وموسى بن داود ومحمد بن سليمان بن مسمول وداود بن عمرو
الضبي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا محمد بن إبراهيم السراج نا عثمان بن أبي شيبة نا
عبد الله بن إدريس الأودي عن حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي قال سمعت أبي
يذكر عن أم معبد إنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة لبن فردت مرجوعة نحوها فناديت أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها فقال لا ولكن أراد شاة ليس لها لبن قال فأرسلت إليه بعناق
جذعة
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
الفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي نا أبو القاسم مكرم بن محرز حدثني أبي عن
حزام بن هشام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتيل البطحاء يوم الفتح عن أبيه عن جده
حبيش بن خالد وهو أخو عاتكة بنت خالد وكنيتها أم معبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة
دليلهم الليثي عبد الله بن الأريقط فنزلوا خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة
جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم
يصيبوا عندها من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في
كسر (1) الخيمة قال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم
قال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذني أن أحلبها قالت
بأبي أنت وأمي نعم أن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده
ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها فتفاجت (2) عليه ودرت واجترت ودعا بإناء
يربض (3) الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاء البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى

(1) أي جانبها.
(2) تفاجت: فرجت ما بين رجليها استعدادا للحلب.
(3) أي يبالغ في ريهم ويثقلهم حتى يلصقهم بالأرض.
358

أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ
الإناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها
فقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن (1) هزلا
فلما أن رأى عند أم معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء
عازب ولا خلوف في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا
فقال صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا طاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن
الخلق لم تعبه ثجلة (2) ولم تزر به سقلة (3) وسيم قسيم في عينيه دعج وفي اشفاره
غطف وفي صوته صحل وفي عنقه سطع (5) وفي لحيته كثاثة أزج اقرن أن
صمت فعليه الوقار وان تكلم سماه وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه
وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأنما منطقه خرزات نظم
يتحدرن لا تشنؤه عين من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو
انضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به أن قال انصتوا له وان أمر
بادروا إلى آمره محفود محشود
قال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من آمره ما ذكر بمكة ولقد
هممت أن اصحبه ولأفعلن أن وجدت إلى ذلك سبيلا فأصبح صوت بمكة عاليا
يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه يقول (6) *
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي أم عبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به * فقد فاز من امسى رفيق محمد
فيا آل قصي ما زوى الله عنكم * به من فصال لا يجاري وسؤد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد

(1) يتساوكن هزلا: يمشين بطيئا من الهزال.
(2) أي عظم البطن واسترخاؤه.
(3) في مختصر ابن منظور: سفلة.
(4) طول شعر أشفار العين.
(5) أي إشراف وطول.
(6) الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 52 والأول والثاني والرابع في سيرة ابن هشان 2 / 132
والطبري 2 / 380 باختلاف بعض الألفاظ.
359

سلوا اختكم عن شأنها وانائها * فإنكم أن تسألوا الشاة تشهد *
دعاها بشاة حائل فتحلبت * عليه صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب * ترددها في مصدر ثم مورد *
فلما سمع حسان بن ثابت الأنصاري الهاتف يهتف أنشد يجاوب الهاتف وهو
يقول * (1)
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وارشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمايتهم هاد به كل مهتدي (2)
وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وان قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد (3)
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا مكرم بن محرز حدثني أبي قال قال حزام أرسل
عمر بن عبد العزيز إلى أبي يوما فدعا أبي براحلة له فركب عليه وأنا إذ ذاك غلام أعقل
الكلام فدعاني أبي فحملني خلف رحله فخرجنا حتى إذا نحن بعمر بن عبد العزيز في
جماعة من أصحابه فسلم عليه أبي بالخلافة فرد عليه عمر السلام ثم قال له عمر يا أبا
حزام أين نحن من القوم فقال له أبي كل يعمل على شاكلته اشهد يا عمر بن
عبد العزيز لأرسل إلي عمر بن الخطاب في منزلك هذا فرأيته في جماعة من أصحابه
نزل عن راحلته ثم حط رحله ثم قيد راحلته كرجل من أصحابه ثم حس ركاب القوم
فوجد فيها راحلة مقاربا لها من قيدها فأرخى لها عمر بن الخطاب ثم اقبل يتغيظ أرى

(1) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 52.
(2) عجزه في ديوانه: عمي وهداة يهتدون بمهتد.
(3) كذا ولم يرد في ديوان حسان هنا، وقد ذكر في الأبيات الأولى.
360

الغيظ في وجهه فقال أيكم صاحب الراحلة فقال رجل من القوم أنا يا أمير المؤمنين
قال بئس ما صنعت تبيت على فؤاده تضرب صدره حتى إذا حان رزقه جمعت بين
عظمين من عظامه فهلا كنت فاعلا هذا يا عمر بن عبد العزيز فبكى عند ذلك عمر بن
عبد العزيز بكاء شديدا
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1) نا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد نا داوود بن عمرو نا حزام بن حبيش بن الأشعر الخزاعي قال
بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي فانطلقت معه إليه فقال له عمر أين ترانا من القوم
قال كل يعمل على شاكلته قال فأخبرنا عن القوم قال شهدت عمر بن الخطاب
وأتاه صاحب الصدقة فقال أن إبل الصدقة قد كثرت فقام عمر بناس معه فنادى عمر
على فريضة فيمن يريد وأخذ عقلها فشد به حقوه ثم مر على المساكين فجعل يتصدق به
عليهم
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر عن أبيه أبي
محمد أنا علي بن داود نا سعيد بن أبي مريم حدثني نافع مولى (2) ابن عمر حدثني
حزام بن هشام الخزاعي أن عمر بن عبد العزيز نزل قديدا ثم أرسل إلى هشام أبي
حزام يؤتى به إليه قال حزام فحملني أبي وراءه حتى إذا انتهينا إليه فذكر نحوه كذا
قال وقديد بالحجاز ولا نعلم أن عمر بن عبد العزيز دخل الحجاز بعد أن ولي
الخلافة وفي الحكاية الأولى أن هشاما سلم عليه بالخلافة ومخرج الحكاية الأولى عن
أهل بيت حزام وهم اعلم بحديثهم
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن
مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي قال وقرأت على
مكرم بن محرز حدثك أبوك محرز بن المهدي حدثني حزام بن هشام انه أرسل
عمر بن عبد العزيز إلى أبي هشام فدعا أبي براحلة له فبكيت عليه فدعاني فحملني خلف
رحله وأنا إذ ذاك غلام أعقل الكلام فخرجنا حتى إذا نحن بجماعة قوم بوادي الدوم (3)

(1) بالأصل " المزرقي " خطأ، وقد مر.
(2) بالأصل " وهو " والصواب ما أثبت.
(3) وادي الدوم يفصل بين خيبر والعوارض، وهو واد معترض من شمالي خيبر إلى قبليها (معجم البلدان).
361

فيهم عمر بن عبد العزيز فسلم عليه أبي بالخلافة فرد عليه السلام فقال له عمر يا أبا
حزام أين نحن من القوم فقال له أبي كل يعمل على شاكلته اشهد لرأيت عمر بن
الخطاب في منزلك هذا مع جماعة من أصحابه وهو إذ ذاك خليفة فنزل فحط عن راحلته
بيده ثم قيدها كرجل من أصحابه ثم حس ركاب القوم فوجد فيها راحلة مقصور لها من
قيدها فأرخى لها عمر ثم اقبل وهو يتغيظ ويقول أيكم صاحب الراحلة فقال له رجل
من القوم أنا يا أمير المؤمنين فقال له عمر بئس ما صنعت تبيت على فؤاده تضرب
صدره حتى إذا حان رزقه جمعت بين عظمين من عظامه فهل كنت يا عمر بن
عبد العزيز فاعل ذا فبكى عند ذلك عمر بن عبد العزيز بكاءا شديدا
قال ونا جدي نا عبد الله بن مسلمة نا حزام بن هشام الخزاعي أن عمر بن
عبد العزيز قدم قديدا فأرسل إلى أبي ببغلة فركب نحوه وذهبت معه حتى قدم على
عمر بن عبد العزيز فسأله عمر أين ترانا من القوم قال كل يعمل على شاكلته قال
على ذاك اخبرني قال هل كنت لو أنك خليفة تقبل تسير مع القوم على رواحلهم ليس
امامك حرس ولا وراءك حتى يبلغوا منزلا فينزلوا به أما لصلاة واما لموضع طهور فتنيخ
راحلتك كما ينيخها القوم وحال رحلك كما يحله القوم ومفترش إلى رحلك كما
يفترش القوم ومقيد راحلتك كتقييد القوم ثم قال (1) لحاجته فإذا راحلة رجل من القوم
قد جمع بين وظيفتها فخالس إليها فمر حتى قيدها ثم راجع إلى القوم يعرفون الغضب في
وجهك ثم قال (2) يظل أحدكم على قلب دابته حتى إذا حان رزقها جمع بين عظمين
من عظامها بئس والله ما تصنعون فأنا والله رأيت عمر بن الخطاب يصنع هذا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن
رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن
صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل مكة حزام بن هشام الكعبي
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن
محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة من
أهل مكة حزام بن هشام الكعبي كان ينزل قديدا وروى عنه الواقدي وأبو النضر

(1) كذا، والظاهر.
(2) بالأصل: قائل.
362

أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن
الفهم نا محمد بن سعد قال (1) حزام بن هشام بن خالد الأشعر (2) الكعبي كان ينزل
قديدا روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم (3) ومحمد بن عمر وعبد الله بن
مسلمة بن قعنب وغيرهم وكان ثقة قليل الحديث
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (4) في
الطبقة الثالثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد الأشعري (5) خليفة بن منقذ بن ربيعة بن
اصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو
مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن
الأزد (6) وهو جد حزام بن هشام بن خالد الكعبي الذي يروي عنه محمد بن عمر
وعبد الله بن مسلمة بن قعنب وأبو النضر هاشم بن القاسم وكان حزام ينزل قديدا
واسلم خالد الأشعر قال قبل فتح مكة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح وسلك هو وكرز بن
جابر غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دخل منها مكة فأخطأ الطريق ولقيتهم خيل
المشركين فقتلا شهيدين وكان الذي قتل خالد الأشعر ابن أبي الجزع (7) الجمحي
وكان هشام بن محمد بن السائب يقول هو حبيش بن خالد الأشعر
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمرو بن
مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي قال حزام بن هشام ثقة وقد
أدرك عمر بن عبد العزيز وأبوه هشام بن حبيش ثقة وقد أدرك عمر بن الخطاب وسافر
معه وبقي حتى أدرك عمر بن عبد العزيز وحدث عنه قال جدي قرأت على

(1) ابن سعد 5 / 496 في الطبقة الرابعة من أهل مكة.
(2) في ابن سعد: الأشعري.
(3) الزيادة عن ابن سعد.
(4) طبقات ابن سعد 4 / 293.
(5) في ابن سعد: خالد الأشعر بن خليف.
(6) ما بين معكوفتين سقط من طبقات ابن سعد.
(7) في ابن سعد: ابن أبي الأجدع.
363

مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد الخزاعي الكعبي البدوي
قلت حدثك أبوك عن حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن خليف بن منقذ بن
ربيعة بن حبيش بن حرام بن حبشية بن كعب وحبيش أخ أم معبد واسم أم معبد عاتكة
بنت خالد وهي التي تروي الحديث الطويل
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل
أحمد بن الحسن وأبو الحسن المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم محمد بن علي
واللفظ له قالوا أنا (1) أبو أحمد زاد احمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا (2)
أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (3) حزام بن
هشام بن حبيش الخزاعي من أهل الرقم بالبادية قال علي حدثنا هاشم بن القاسم نا
حزام سمع أباه عن أم معبد أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بجذعة فقبلها
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا أحمد بن
محمد بن زنجويه أنا الحسن بن عبد الله العسكري قال واما حزام الحاء مكسورة
غير معجمة والزاي معجمة حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي من أهل قديد وهو
الذي روى حديث أم معبد الخزاعية في اعلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى حزام بن هشام عن
عمر بن عبد العزيز أيضا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني
وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (4) قالا حزام بن
هشام بن حبيش بن خالد الخزاعي حدث عن أبيه عن أم معبد روى عنه أبو النضر
هاشم بن القاسم
قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي زكريا البخاري ح
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي أنا أبو الفتح نصر بن

(1) زيادة " أنا " لازمة للايضاح.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانب العبارة كلمة صح.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 116.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 415.
364

إبراهيم أنا أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال في باب
حزام بالزاي حزام بن هشام بن حبيش بن خالد
أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة أنا
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال إجازة أنا أبو عمر حمزة بن
القاسم بن عبد العزيز الهاشمي نا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا
عبد الله يقول حزام بن هشام الخزاعي ليس به بأس في الحديث روى عنه القعنبي
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن
عبد الله إجازة ح قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد أنا أبو محمد بن
أبي حاتم قال (1) سألت أبي عن حزام بن هشام فقال شيخ محله الصدق
1259 حزور ويقال نافع ويقال سعيد بن الحزور
أبو غالب البصري (2)
مولى عبد الرحمن بن الحضرمي ويقال مولى خالد بن عبد الله القسري
ويقال مولى بني (3) أسيد
سمع أبا امامة الباهلي بدمشق وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك
روى عنه عبد العزيز بن صهيب وصفوان بن سليم وداود بن أبي الفرات
والحمادان وعمارة بن زاذان والمعلى بن زياد والحسين بن واقد وسفيان بن
عيينة والمبارك بن فضالة وقريش بن حيان وأشعث بن عبد الملك الحمراني (4)
وأبو يونس سلم بن برير العطاردي وجعفر بن سليمان ومحمد بن زياد الميموني
وعبد الله بن شوذب وأبو الهيثم قطن والقاسم بن بلج وكعب بن فروخ الرقاشي
وصدقة بن هرمز
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي ح وأخبرنا أبو محمد

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 298.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب - الكنى 6 / 429 وميزان الاعتدال 1 / 476.
(3) اللفظة كتبت فوق السطر، بين السطرين.
(4) مولى حمران، مولى عثمان بن عفان، اللباب 1 / 388 له ترجمة في تهذيب التهذيب 1 / 226.
365

السلمي أنا أبو الحسين بن مكي قالا أنا أبو مسلم الكاتب نا عبد الله بن محمد
البغوي نا شيبان نا محمد بن زياد نا أبو غالب قال بينا أنا وقال ابن مكي نحن
مع أبي امامة في مسجد حمص أو مسجد دمشق وهو يحدثنا قال فجاء وقال ابن مكي
فجاءه جائي فقال يا أبا امامة رؤوس حرورية قد ضربها الآن قال فخرج وخرجنا معه
وهي منصوبة على درج المسجد قال فنظر إليها فبكى فقال سبع مرات شر قتلى تحت
ظل السماء هؤلاء وقال خير قتلى تحت ظل السماء من قتلة هؤلاء كلاب النار كلاب النار
كلاب النار ثلاث مرات وقال ابن مكي ثلاثا فقلت يا أبا امامة هذا شئ
تقوله من قبل رأيك قال أني إذا لجرئ ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو حفص
عمر بن (1) إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني نا عبد الله بن محمد نا شيبان بن أبي
شيبة الأيلي نا سلام بن مسكين نا أبو غالب عن أبي امامة قال اتي برؤوس حرورية
فنصبت على درج مسجد دمشق فنظر إليها أبو امامة وهي منصوبة فقال شر قتلى تحت
ظل السماء هؤلاء ثلاث مرات طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه قلت يا أبا امامة
أشئ تقوله أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أني إذا لجرئ ثلاثا سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها وإلا فصمتا رواه سفيان بن عيينة عن أبي غالب نحوه
اخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد البزاز أنا أبو القاسم الفضل بن
أحمد بن محمد بن أبي حرب الجرجاني قراءة عليه انا القاضي أبو بكر أحمد بن
الحسن بن أحمد الحيري (2) قراءة عليه نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف
الأصم نا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي نا يونس وهو ابن
محمد المؤدب نا صدقة يعني ابن هرمز عن أبي غالب قال كان أبو امامة يسكن
حمص وكان لي صديقا وكان مسكني دمشق وكان إذا جاء لحاجة بدأ فصلى في
المسجد ركعتين إلى جنبي ثم اخذ بيدي فخرجنا من المسجد فتلقانا ستة وعشرون رأسا
من رؤوس الخوارج فيهم رأس عبد رب الصغير ففاضت عبرته فقال كلاب النار
كلاب النار شر قتلى تحت ظل السماء ثلاث مرات خير قتلى من قتلهم هؤلاء

(1) بالأصل: " عمر وإبراهيم " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 482.
(2) هذه النسبة إلى حيرة نيسابور.
366

ثلاثا قلت فاضت عبرتك قال رحمة لهم انهم كانوا مؤمنين قلت أكانوا مؤمنين
قال نعم أما تعلم الآية التي في آل عمران أن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ وفتنة فزيغ
بهم (1) ألا تعلم التي بعد المائة " فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد
إيمانكم " (2) فهم هؤلاء قال نعم قلت أشئ من رأيك أم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أني إذا لجرئ ثلاث مرات سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تفترق هذه الأمة على ثنتين
أو ثلاث وسبعين فرقة شك أبو غالب في النار ليست سواد الأعظم قلت فقد ترى
ما في سواد الأعظم قال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما
على الرسول إلا البلاغ المبين قال الجماعة خير من الفرقة أن هؤلاء يغضبون عليكم
فيقتلونكم أما انكم من أهل بلدكم فأعاذك الله أن تكون منهم [2972]
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا أبو مسلم الكاتب نا
عبد الله بن محمد نا شيبان نا عمارة نا أبو غالب عن أبي امامة قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع حتى بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس
يقرأ فيهما ب " إذا زلزلت " و " قل يا أيها الكافرون "
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل (3) نا أبي
عن يحيى بن معين قال قد روى سفيان بن عيينة وجعفر بن سليمان وحماد بن
سلمة عن أبي غالب حزور وقال في موضع آخر حزور حدث عنه حماد بن سلمة
وابن عيينة وأبو غالب مولى باهلة اسمه نافع روى عنه همام وعبد الوارث بصريان
جميعا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد
يقول سمعت يحيى بن معين يقول أبو غالب صاحب أبي امامة اسمه حزور يروي عنه

(1) إشارة إلى الآية 7 من سورة آل عمران وتمامها: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم
الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم
تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب.
(2) الآية 106 من سورة آل عمران.
(3) بالأصل " الفضل ".
367

سفيان بن عيينة وجعفر بن سليمان وسمعت يحيى يقول أبو العديس عن أبي غالب
أبو غالب هذا يروي عنه حماد بن سليمان وهو مولى عبد الله بن خالد القرشي وأبو
غالب أيضا مولى باهلة روى عنه همام وعبد الوارث (1) (2).
قال وسمعت يحيى يقول قد سمع أبو غالب من ابن عمر وقال في موضع
آخر أبو غالب الذي يروي عنه عبد الوارث هو مولى باهلة والذي يروي عنه حماد بن
سلمة هو مولى خالد بن عبد الله القسري
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين بن الطيوري أنا
أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم الكوكبي نا
إبراهيم بن الجنيد قال سألت يحيى بن معين عن اسم أبي غالب صاحب أبي امامة
فقال حزور قلت ثقة قال ليس به بأس
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن اخبرني أبي قال أبو غالب
حزور عن أبي امامة ضعيف بصري (3)
أنا سليمان بن أشعث قال سمعت يحيى بن معين يقول في أبي غالب صاحب
أبي امامة اسمه حزور
أخبرنا أبو يعلي حمزة بن الحسن بن أبي حبيش أنا أبو الفرج سهل بن بشر وأبو
نصر أحمد بن محمد بن سعيد قالا أنا محمد بن أحمد السعدي أنا منير بن أحمد
الخلال أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم نا أحمد بن الهيثم البلدي قال قال أبو نعيم
وأبو غالب صاحب أبي امامة الحزور
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو بكر الحميدي عن سفيان عن أبي
غالب صاحب المحجن بلغني أن اسمه حزور
أخبرنا أبو محمد الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد التميمي أنا أبو

(1) يعنى همام بن يحيى، وعبد الوارث بن سعيد.
(2) ترجمة أبي غالب الباهلي في تهذيب التهذيب 6 / 429 اسمه نافع وقيل اسمه رافع.
(3) تهذيب التهذيب 6 / 430.
368

الميمون البجلي نا أبو زرعة قال وقال يحيى بن معين اسم أبي غالب صاحب أبي
امامة حزور
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا (1) أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (2) حزور أبو غالب البصري قال عبد السلام بن
مطهر نا جعفر بن سليمان قال سألت أبا غالب ممن أنت فقال اعتقني
عبد الرحمن الحضرمي وقال داود بن أبي الفرات هو مولى خالد بن عبد الله
القسري وقال حسين بن واقد عن أبي غالب كنت اختلف إلى الشام في تجارتي
وعظم ما كنت اختلف فيه من اجل أبي امامة
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر المغربي أنا أبو سعيد بن حمدون أنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو غالب حزور سمع أبا امامة
روى عنه ابن عيينة وحماد بن زيد
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل نا
داود بن أبي الفرات نا أبو غالب مولى خالد بن عبد الله القسري عن أبي امامة
صدي بن عجلان الباهلي قال ابن أبي خيثمة وأبو غالب من أهل البصرة اسمه حزور
حدثنا بذلك عبيد الله بن عمر نا جعفر بن سليمان الضبعي
أخبرنا أبو الفتح الكروخي (3) أنا القاضي أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي
وأبو بكر الغورجي قالوا أنا أبو محمد الجراحي أنا أبو العباس المحبوبي نا أبو
عيسى الترمذي قال وأبو غالب اسمه حزور
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ وأبو حفص عمر بن ظفر (4)

(1) بالأصل " حدثت " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(3) بالأصل " طفر " والصواب ما أثبت (فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة: عبد الله بن جابر ص 676).
369

المغازلي قالا أنا أبو منصور محمد بن علي بن أحمد بن علي الخياط أنا بو
القاسم بن بشران أنا دعلج بن أحمد قال سمعت موسى بن هارون يقول أبو غالب
الباهلي هو من الثقات واسمه نافع وأبو غالب صاحب أبي امامة اسمه حزور وهو ثقة
أيضا
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي المقرئ وأبو
الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري أنا أبو
بكر محمد بن إبراهيم بن السري الدارمي نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن
هارون الحافظ قال في الطبقة الثانية من الأسماء المفردة وهم التابعون حزور وهو أبو
غالب صاحب أبي امامة شامي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول أبو غالب الذي روى عن أبي امامة اسمه نافع سمعته من أبي عبد الله
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال أبو غالب
صاحب أبي امامة اسمه نافع
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أبو الحسن اللبناني أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال في
الطبقة الثالثة من البصريين أبو غالب صاحب أبي امامة واسمه سعيد بن الحزور
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الحسن بن علي أنا محمد بن
الحسن أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1) في
الطبقة الثالثة من البصريين أبو غالب الراسبي صاحب أبي امامة الباهلي واسمه
سعيد بن الحزور قال وسمعت من يقول اسمه نافع وكان ضعيفا منكر الحديث
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نصر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب أنا
أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن

(1) طبقات ابن سعد 7 / 238.
370

اياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول أبو (1) غالب صاحب أبي امامة
اسمه سعيد بن حزور
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل نا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن أبي جعفر
أنا أبو بكر محمد بن عدي بن زجر البصري في كتابه إلينا نا أبو عبيد محمد بن علي
الاجري نا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت يحيى بن معين يقول ترك شعبة
أبا غالب انه رآه يحدث في الشمس وصفه شعبة على أنه تغير عقله
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن
عبد الله إجازة ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (2) ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه
قال أبو غالب صالح الحديث قال وسمعت أبي يقول أبو غالب الحزور ليس
بالقوي
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي قالا أنا
أبو الفرج الأسفرايني أنا علي بن منير بن أحمد أنا الحسن بن رشيق نا أبو
عبد الرحمن النسائي قال أبو غالب يروي عن أبي امامة ضعيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (4) قال سمعت ابن حماد يقول أبو غالب يروي عن أبي امامة
ضعيف ذكره عن النسائي قال ابن عدي حزور أبو غالب لم أر في أحاديثه حديثا
منكرا جدا وأرجو انه لا بأس به
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنا محمد بن الحسين بن عبد الله أنا
أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال وسمعته يعني الدارقطني يقول أبو غالب
اسمه حزور بصري لا يعتبر به وقلت له مرة أخرى أبو غالب عن أبي امامة قال
بصري اسمه حزور قلت ثقة قال نعم

(1) بالأصل " أبي ".
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 315 وانظر تهذيب التهذيب 1 / 429 - 430
(3) بالأصل " أبو الحسين " خطأ، والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 433).
(4) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 455 و 456.
371

أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا أبو نعيم
الحافظ قال حزور الأصبهاني أبو غالب صاحب أبي امامة روى عن انس بن مالك
يعرف بصاحب المحجن
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما
حزور بفتح الحاء والزاء وتشديد الواو فهو حزور اسم أبي غالب الباهلي روى عن
أبي امامة الباهلي حدث عنه أشعث بن عبد الملك وعلي بن مسعدة وجماعة
غيرهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
بشر أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن عبد العزيز المروزي
نا علي بن شقيق نا الحسين بن واقد عن أبي غالب قال كنت اختلف إلى الشام في
تجارة وعظم ما كنت اختلف من اجل أبي امامة فإذا فيها رجل من قيس من خيار
الناس فكنت انزل عليه ومعنا ابن أخ له مخالف لأمره ينهاه ويضربه فلا يطيعه
فمرض الفتى فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه فأتيانا به حتى أدخلته عليه فأقبل يشتمه
ويقول أي عدو الله الخبيث ألم تفعل كذا ألم تفعل كذا قال أفرغت أي عم
قال نعم قال أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي قال إذا والله
كانت تدخلك الجنة قال فوالله لله ارحم بي من والدتي فقبض الفتى فخرج عليه
عبد الملك بن مروان فدخلت القبر مع عمه فخطوا له خطا ولم يلحدوه قال فقلنا
باللبن فسوينا قال فسقطت منها لبنة قال فوثب عمه فتأخر قلت ما شأنك قال
ملئ قبره نورا وفسح له مد البصر
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنا سعيد بن محمد بن أحمد
البحيري (2) أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن غيث المحتسب الرازي
أنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أحمد بن يوسف نا يحيى بن يحيى نا جعفر بن
سليمان عن أبي غالب قال خرجت من الشام في ناس فنزلنا منزلا بحضرة قرية

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 463.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 103.
372

عظيمة خربة فدخلتها انظر فيها فرأيت بيتا مسقفا فيه روزنة في الروزنة (1) سلة
ورأيت جرة فيها ماء ورأيت اثر وضوء قلت لنفسي أن لهذا البيت عامرا هذا رجل
يكون بالنهار في الجبل ويأوي بالليل إلى هذا البيت فقلت لأصحابي أن لي حاجة
أحب أن تبيتوني الليلة في هذا المكان قالوا نعم فتأهبت حتى إذا صليت مع أصحابي
المغرب قال فقمت وجئت حتى دخلت ذلك البيت وجلست في ناحية البيت حتى
اختلط الظلام فإذا أنا بشخص إنسان يجئ من نحو الجبل فجعل يدنو حتى قام على
باب البيت فوضع يديه على عضادتي البيت فحمد الله بمحامد حسنة ثم سلم فدخل
فجلس ثم تناول السلة فأخذها فوضعها بين يديه ففتحها واخرج منها شيئا فوضع ثم
سمى وأكل وجعل يحمد الله ويأكل حتى فرغ فلما فرغ أعاد السلة مكانها ثم قام
فأذن ثم أقام ثم صلى وصليت بصلاته فلما قضى صلاته وضع رأسه فنام غير كثير ثم قام
فخرج يتباعد ثم رجع فأخذ الجرة فحلها ثم جاء فأعادها مكانها ثم توضأ ثم جاء فقام في
المسجد فكبر ثم استعاذ فقرأ وقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة في قراءة لم اسمع
مثلها قط من أحد أحزن ولا يمر بآية فيها ذكر الجنة إلا وقف وسأل الله الجنة ولا يمر
بآية فيها ذكر النار إلا وقف وبكى وتعوذ بالله من النار ثم أوتر وأصبح لما أصبح إذ
ركع ركعتي الغداة ركعت أنا ثم أقام وصلى الغداة وصليت بصلاته
قال أبو غالب ثم قمت رويدا فخرجت لم يشعر بي ثم جئت وسلمت فرد علي
السلام قال قلت ادخل قال ادخل قال (2) فدخلت فقلت له أجني أنت أم
انسي قال سبحان الله بل انسي قلت فما أنزلك ههنا قال ما لك ولذلك قال
كلمته وقبلته فجعل يكتمني آمره قال قلت أني بت الليلة معك في بيتك قال
خنتني قلت ما خنتك قال قد فعلت قلت يرحمك الله أني لم أضع ذلك لبأس
أني أخوك واني طالب خير وليس عليك من بأس قال فسكن قلت حدثني ممن
أنت قال أنا من أهل الكوفة قلت فمذكم مكثت هنا قال من سبع سنين قلت
فما عيشك قال الله يرزقني قلت على ذاك ما عيشك قال لا أشتهي شيئا بالنهار
إلا وجدته في سلتي قلت والطري يعني السمك قال والطري قلت كيف

(1) الروزنة: الكوة.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 287.
373

تصنع قال أكون في النهار في الجبل فإذا كان الليل آويت إلى هذا البيت من السباع
ومن القر قلت فرضيت بهذا العيش قال فكأنه غضب وقال أن كنت لأحسبك أفقه
مما أرى ومن أعطي أفضل مما أعطيت قد كفاني مؤنتي هذه ثم اقبل علي فقال
يسرك أن لك بيديك مائة ألف قلت لا قال يسرك أن لك برجليك مائة ألف قال
قلت لا قال يسرك أن لك بعينيك مائة ألف قلت لا قال يسرك أن لك بسمعك
مائة ألف قلت لا قال فمن أعطي أفضل مما أعطيت قلت أن مكانك هذا منقطع
من الناس أخاف لو مرضت أو مت أن تضيع وقد مررت بجبل كذا وكذا فرأيت فيه
غارا وعند الغار عين تجري وهو من القرى قريب نحو من فرسخين فلو تحولت
إليها أحب لك من مكانك هذا وكنت تجمع مع المسلمين ولو مرضت لم تضع ولو
مت لم تضع قلت له فإن عندي جبة مدرعة أحب أن تأخذها فتلبسها قال ما شئت
فجئت بالجبة فدفعتها إليه فأخذها قال فتحول إلى المكان الذي نعتها (1) قال
وكاتبني سبع سنين ثم انقطع كتابه
1260 حزيب بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي
ابن جناب الكلبي
شاعر شهد المرج مع مروان ويقال محرز بن حزيب له ذكر
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) واما حزيب
بضم الحاء المهملة وفتح الزاي وآخره باء معجمة بواحدة فهو حزيب بن مسعود بن
عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي وهو الذي استنقذ مروان بن الحكم يوم المرج
هو والحراق وقال غيره هو محرز بن حزيب

(1) فوق كلمة: كملة: كذا، وفي مختصر ابن منظور: نعته.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 431.
374

ذكر من اسمه حسان
1261 حسان بن ابان البعلبكي
شاعر
حكى عنه أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله اذنا ومناولة وقرأ علي اسناده أنا أبو علي
محمد بن الحسين أنا المعافى بن زكريا القاضي (1) نا محمد بن القاسم الأنباري
حدثني أبي نا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري نا حسان بن ابان البعلبكي
قال لما قدم سعد بن أبي وقاص القادسية أميرا أتته حرقة بنت النعمان بن المنذر في
جوار كلهن في مثل زيها تطلب صلته فلما وقفن بين يديه قال أيتكن حرقة قلن
هذه فقال لها أنت حرقة قالت نعم فما تكرارك استفهامي أن الدنيا دار زوال
وأنها لا تدوم على حال تنتقل بأهلها انتقالا وتعقبهم بعد حال حالا أنا كنا ملوك هذا
المصر قبلك يجبى إلينا خرجه ويطيعنا أهله مدى المدة وزمان الدولة فلما ادبر
الأمر وانقضى صاح بنا صائح الدهر وصدع عصانا وشتت ملأنا وكذلك الدهر يا
سعد انه ليس من قوم بحبرة إلا والدهر معقبهم عبره ثم أنشأت تقول (2)
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا * إذا نحن فيهم سوقة نتصف

(1) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 440 وفي معجم البلدان " دير هند: وذكر ياقوت أن هذا الدير سمي باسم
هند بنت النعمان بن المنذر المعروفة بالحرقة.
وذكر ياقوت أن هذه الرواية حصلت بين هند وبين خالد بن الوليد لما فتح الحيرة ودخل عليها.
(2) البيتان في الجليس الصالح الكافي ومعجم البلدان.
375

فأف لدنيا لا يدوم سرورها (1) * تقلب تارات بنا وتصرف *
فقال سعد رضي الله عنه قاتل الله عدي بن زيد كأنه كان ينظر إليها حيث
يقول (2) *
أن للدهر صولة فاحذرنها * لا تبيتن قد امنت الشرورا
قد يبيت الفتى معافا فيرزا * ولقد كان آمنا مسرورا *
وأكرمها سعد وأحسن جائزتها فلما أرادت فراقه قالت له حتى أحييك بتحية
أملاكنا بعضهم بعضا لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة ولا زالت لكريم عندك حاجة
ولا نزع من عبد صالح نعمة إلا جعلك سببا لردها عليه فلما خرجت من عنده تلقاها
نساء المصر فقلن لها ما صنع بك الأمير قالت *
حاط لي ذمتي وأكرم وجهي * إنما يكرم (3) الكريم الكريم *
قال المعافى وقد روينا بإسناد لم يحضر الآن ولعله يأتي فيما بعد أن
المغيرة بن شعبة خطب حرقة هذه فقالت له إنما أردت أن يقال تزوج ابنة النعمان بن
المنذر وألا فأي حظ لأعور في عمياء
أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل بن ديسم المقدسي أنا أبو جعفر بن المسلمة
في كتابه أنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال حسان بن ابان
البعلبكي كان في زمان المتوكل يقول *
اكتسب ما لا تعيش به * ليس عيش المرء من نسبه
عربي لا يسار له * صقلبي القدر في عربه
وتراهم خاضعين له * ما عدا يختال في نشبه
امراء فيهم وكلهم * باسطا كفا إلى سببه
طمعا في نيل فضته * ليس إلا ذاك أو ذهبه
وأديب قد رثيت له * ما له عيب سوى أدبه

(1) في ياقوت: فتبا لدنيا لا يدوم نعيمها.
(2) البيتان في ديوان عدي 56 والجليس الصالح 1 / 441.
(3) في الجليس الصالح: إنما يكرم الكريم الكريما.
376

جاءهم فاستدفعوه كما * يتقى ذو العر من جربه
دع لذي جهل تماديه * في الذي يدنيه من عطبه
وتوقع ما يساء به * أن جبن الكلب في كلبه *
وله يفخر *
نهضنا سموا إلى المكرمات * فصرنا سناها للسناء
وأدنى مواقع أقدمنا * إذا ما وطئنا عنان السماء *
فإن شئت فاغد بنا للقراع * وان شئت فاغد بنا للحباء *
1262 حسان بن تميم بن نصر
أبو الندي الصيرفي
ويعرف أبوه بتميم الزيات سمع نصر بن إبراهيم وكان قد ترك الصرف قبل أن
يموت بمدة وحج وحسنت طريقته ولازم صلاة الجماعة كتبت عنه
أخبرني أبو الندى بن تميم نا نصر بن إبراهيم لفظا سنة إحدى وثمانين
وأربعمائة أنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي أنا أبو أحمد الفرضي أنا أبو بكر
النجاد أنا محمد بن الهيثم قراءة نا ابن بكير نا الليث عن خالد بن يزيد عن
سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر انه قال صليت خلف أبي هريرة فقال بسم الله
الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى إذا بلغ " غير المغضوب عليهم ولا الضالين "
قال آمين فقال الناس آمين يقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس في
الاثنتين قال الله أكبر فإذا سلم قال أما والذي نفسي بيده أني لأشبهكم صلاة
برسول الله صلى الله عليه وسلم
قال وأنشدنا نصر بن إبراهيم أنشدنا أبو عمر أحمد بن زكريا الأنصاري
لعبد الملك بن جمهور الفقيه القرطبي رحمهما الله *
الموت يقبض ما أطلقت من أملي * لو صح عقلي طلبت الفور في مهل
ما ينقصني أمل إلا أتى أمل * فالدهر في ذا وذا لم أخل من شغل
ألهو بباطل دنيا لا دوام لها * واستريح إلى اللذات والغزل
عقل الغلام وفعل اللاعب الخطل * والرأس مشتمل بالشيب مشتعل
377

أبدى له الشيب وعظا لو تقبله * فاقتاده الحلم لو وفاه في الطول
من أين أرضيك إلا أن توفقني * هيهات هيهات فما التوفيق من قبلي *
يا لهف نفسي على نفسي وحق لها * ماذا يعدلها من سئ العمل
فارحم بعزتك اللهم ملتهفا * مما أتى واغتفر ما كان من زلل *
قال أنشدنا نصر قال أنشدنا بعض أصحابنا لمحمد بن عمر الأنباري في
الباقلاء الأخضر *
فصوص زمرد في غلف ذر * بأقماع حكت تقليم ظفر
وقد خلع الربيع لها ثيابا * لها لونان من بيض وخضر *
توفي حسان يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء العشرين من رجب سنة ستين
وخمسمائة ودفن في مقبرة باب الفراديس
1263 حسان بن ثابت
ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو
ابن مالك بن النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
أبو الوليد ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو الحسام
الأنصاري الخزرجي النجاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
روى عنه ابنه عبد الرحمن والبراء بن عازب وسعيد بن المسيب (2)
ووفد على جبلة بن الأيهم ووفد على معاوية حين بويع سنة أربعين
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن
عبد الوهاب البارع وأبو علي الحسين بن المظفر بن السبط وأبو غالب عبد الله بن

(1) ترجمته في الاستيعاب 1 / 341 وأسد الغابة 1 / 482 الأغاني 4 / 134 و 15 157 الوافي بالوفيات
11 / 350 وسير أعلام النبلاء 2 / 512 وانظر بالحاشية في المصدرين الأخيرين ثبتا بأسماء مصادر أخرى
ترجمت له. وراجع ديوان شعره ط بيروت - صادر. وقد ورد من شعره كثيرا في سيرة ابن هشام والطبري
وفي مواضع كثيرة.
وأبو الحسان - لقب - لقب - به لمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أسد الغابة.
(2) ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب أسماء أخرى روت عنه.
378

أحمد بن بركة السمسار قالوا أنا أبو الغنائم بن المأمون ح وأخبرنا أبو غالب بن
البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي قالا أنا علي بن
عمر بن محمد الحربي نا ابن عبدة يعني محمد بن عبدة بن حرب نا محمد بن
عبد الله بن بزيع نا يزيد بن زريع نا شعبة عن عدي بن ثابت حدثني البراء قال
سمعت حسان بن ثابت يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اهجهم أو هاجهم يعني
المشركين وجبريل معك [2974]
كذا قال فيه سمعت حسان وقد روي عن البراء من وجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه
سيأتي فيما بعد في فضل حسان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر
الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد
أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن
إسحاق نا خليفة بن خياط قال (1) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن
زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهو عم شداد بن أوس أم حسان
الفريعة بنت خالد بن خنيس (2) بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن
كعب بن ساعدة يكنى أبا الوليد مات قبل الأربعين يقال في خلافة معاوية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن
الحمامي (3) أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن نا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حبيب يقول حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام (4) بن عمرو بن زيد مناة بن
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ويكنى أبا الوليد
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد كاتب
الواقدي قال في الطبقة الثانية حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام أحد بني جديلة وهم

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 156 رقم 559.
(2) عند خليفة: " حبيش " وفي سير الاعلام: " خنيس ".
(3) بالأصل " الحماني " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) بالأصل: " حزام " بالزاي، خطأ.
379

بنو عمرو بن مالك بن النجار ويكنى أبا الوليد عاش في الجاهلية ستين سنة وفي
الإسلام ستين سنة ومات في خلافة معاوية وهو ابن عشرين ومائة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه أنا أبو
عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في
الطبقة الثانية حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن
عمرو بن مالك بن النجار شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا الوليد وأمه الفريعة بنت
خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة ويقال بل
أم حسان بن ثابت الفريعة بنت خنيس بن لوذان أخت خالد بن خنيس وعمرو بن
خنيس وكان حسان بن ثابت قديم الإسلام ولم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا وكان
يجبن وكانت له سن عالية توفي وله عشرون ومائة سنة عاش ستين سنة في الجاهلية
وستين سنة في الإسلام قال محمد بن عمر مات حسان بن ثابت في خلافة معاوية بن
أبي سفيان وهو ابن عشرين ومائة سنة (1)
كتب إلي أبو محمد عبد الله بن علي بن الأبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر
عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي أنا
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال ومن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن
عمرو بن عامر ثم من بني النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن
النجار حدثنا بنسبه ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق وأمه الفريعة بنت خالد بن
خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة فيما حدثنا
ابن هشام توفي سنة أربع وخمسين وهو ابن عشرين ومائة أو نحوها وقال بعض
الناس توفي قبل الأربعين له أحاديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل بن
خيرون والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد
ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل

(1) سير أعلام النبلاء 2 / 512.
380

أنا محمد بن إسماعيل قال (1) حسان بن ثابت أبو عبد الرحمن الأنصاري النجاري
الخزرجي المدني وقال عارم نا حماد بن زيد عن هشام بن عروة كان حسان في
الأطم يوم الخندق فقالت صفية يا أبا الوليد
أخبرنا أبو المحاسن هادي بن إسماعيل في كتابه أنا سعيد بن أحمد العيار (2)
أنا محمد بن عبد الله الجوزقي أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج
يقول أبو عبد الرحمن حسان بن ثابت الأنصاري الشاعر ويقال أبو الوليد
قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا عبيد الله بن
سعيد أنا الخصيب بن عبد الله اخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن اخبرني
أبي أنا محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم عن علي قال حسان بن ثابت أبو
عبد الرحمن قال أبو عبد الرحمن النسائي وقيل أبو الوليد
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة عم شداد بن أوس
يكنى أبا عبد الرحمن شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وقيل أبو الوليد عاش مائة وعشرين سنة ستين
في الجاهلية وستين في الإسلام روى عنه عمر وعائشة وأبو هريرة وعبد الرحمن
ابنه
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن
ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال حسان بن
ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار
أبو عبد الرحمن ويقال أبو الوليد الأنصاري النجاري الخزرجي المدني سمع
النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن في الصلاة وفي الأدب قال الواقدي
مات في خلافة معاوية بن أبي سفيان عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين
سنة ومات وهو ابن عشرين ومائة سنة
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3) أنا أبو الحسين بن المهتدي ح وأخبرنا أبو

(1) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 29.
(2) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 86.
(3) بالأصل " المحلي " والصواب والضبط عن التبصير.
381

الحسين بن الفراء أنا أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني أنا
محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي
قال قال ابن عياش حسان بن ثابت يكنى أبا الوليد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء أنا أبو بكر
أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال قال يحيى بن معين حسان بن ثابت أبو الوليد
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) فأما فريعة
بالفاء حسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة وهي أمه وبلغني أن الفريعة اسم للقملة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إسماعيل نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد نا عبد الله بن أحمد بن
حنبل حدثني أبي نا هارون بن إسماعيل بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك
قال كان حسان بن ثابت يكنى بأبي الحسام وكانت كنيته أبو الوليد فكأنه كرهها
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر المنبجي نا أبو الفضل عبيد الله بن
سعد بن إبراهيم الزهري نا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال سألت سعيد بن
عبد الرحمن بن حسان ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال
ابن ستين سنة وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وخمسين (2) قال ابن إسحاق عن
سعيد بن عبد الرحمن بن حرملة راوية (3) عبد الرحمن بن حسان قال اتيت حسان
فقلت يا أبا الحسام
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أنا أبو منصور محمد بن
الحسن النهاوندي نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل (4) أنا عبد الله بن
محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل البخاري نا سليمان بن عبد الرحمن نا

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 91 وضبطها بالنص بضم الفاء وفتح الراء، وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها.
(2) سير أعلام النبلاء 2 / 513.
(3) بالأصل " رواية ".
(4) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 17 / 99.
382

عبد الرحمن بن بشر عن ابن إسحاق عن صالح بن إبراهيم قال سئل سعيد بن
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ابن كم كان حسان مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال ابن
ستين سنة وقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وخمسين سنة كذا قال والصواب ابن بشير
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني سليمان بن عبد الرحمن نا
عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف قال سألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان ابن كم كان
حسان مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال ابن ستين سنة قال وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثنتين
أو ثلاث وخمسين سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق حدثني صالح ح
وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا
أبو نصر بن المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد بمنبج نا عبيد الله (1) بن
سعد الزهري نا عمي يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن ابن إسحاق نا صالح بن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن
زرارة الأنصاري حدثني ستة من رجال قومي عن حسان بن ثابت قال أني والله لغلام
يومئذ ابن سبع سنين أو ثمان سنين أعقل كلما سمعت يعني إذ سمعت يهوديا يصرخ
على اطم يثرب يا معشر يهود إذ اجتمعوا إليه قالوا ويلك ما لك قال طلع الليلة
نجم احمد الذي به ولد وفي حديث يونس الذي يبعث به الليلة وانتهى حديثه زاد
إبراهيم بن سعد قال ابن إسحاق فسألت سعيد بن عبد الرحمن ابن كم كان
حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال ابن ستين سنة وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر

(1) بالأصل " عبد الله " خطأ. وقد مر قريبا صوابا.
383

نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ح
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو
حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان قالا نا محمد بن يحيى قالا نا عبد الرزاق أنا
معمر عن الزهري عن أبي المسيب قال كان حسان بن ثابت في حلقة فيهم أبو
هريرة فقال أنشدك الله يا أبا هريرة هل سمعت وفي حديث الفراوي أسمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني أيدك الله بروح القدس فقال اللهم نعم (1) [2975]
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو
العباس الدغولي وأبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان قالوا نا محمد بن يحيى نا
أبو اليمان نا شعيب عن الزهري حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف انه
سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أيده بروح القدس قال أبو هريرة
نعم (2) [2976]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا أبو محمد بن زبر نا يوسف بن سعيد نا حجاج عن ابن جريج
اخبرني زياد أن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب مر على
حسان وهو ينشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهره عمر فأقبل حسان فقال قد كنت
أنشد فيه من هو خير منك فانطلق عمر حينئذ (3)
وقال حسان لأبي هريرة أنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا حسان
أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أيده بروح القدس قال اللهم نعم [2977]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلي نا عمرو الناقد نا
سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في
المسجد فلحظ إليه فقال قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة

(1) مسند الإمام أحمد ج 5 / 222.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 513 وانظر تخريجه فيها.
(3) الخبر نقله باختلاف الذهبي في سير الاعلام 2 / 513.
384

فقال أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس
فقال اللهم نعم [2978]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي أنا أبو بكر بن حمدان نا عبد الله
حدثني أبي ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري وأبو محمد
أحمد بن علي بن الحسن وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن عثمان قالوا أنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي نا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد نا أبو أحمد
بشر بن مطر قالا نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد زاد ابن السمرقندي
ابن المسيب وقالا قال مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال قد
كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال زاد ابن السمرقندي
أنشدك بالله وقالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح
القدس قال نعم [2978]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور
عبد الباقي بن محمد قالا أنا طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا
عبد الله بن عمران العابدي نا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن
المسيب قال مر عمر بن الخطاب بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظه فقال
حسان قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك
أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني وأبو القاسم المسلم بن أحمد
الكعكي قراءة قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا خيثمة بن أبي سليمان نا
أبو بكر بن أبي خيثمة نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا عبيد بن عامر الأسلمي عن
عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال بينما حسان بن ثابت ينشد الشعر
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عمر فقال يا حسان أتنشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشعر قال قد أنشدت وفيه من هو خير منك قال صدقت وانصرف كذا في الأصل
وهو عبد الله بن عامر الأسلمي ضعيف الحديث رواه يحيى بن عبد الرحمن بن
حاطب عن حسان
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا أبو علي الحسن بن علي أنا أحمد بن
385

جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يعلى نا محمد بن عمرو عن يحيى بن
عبد الرحمن قال مر عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد فقال في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم تنشد الشعر فقال قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك وكنت أنشد
فيه وفيه من هو خير منك (1)
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقدمي أنا أبو يعلى نا مجاهد بن موسى نا بهز بن أسد نا شعبة حدثني عدي بن
ثابت عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان اهجهم وهاجهم وجبريل
عليه السلام معك [2980]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي
أنا أبو العباس الدغولي أنا أبو قلابة نا بشر بن عمر نا شعبة عن عدي بن ثابت ح
قال وأنا أبو حامد بن الشرقي نا عبد الرحمن بن بشر أنا بهز بن أسد نا
شعبة أنا عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن
ثابت اهجهم وهاجهم وجبريل معك أو قال اهجهم أو هاجهم شك بهز هذا لفظ
بهز وقال بشر بن عمر قال لحسان اهجهم وجبريل معك [2981]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر
الشافعي نا أحمد بن زكريا بن كثير الجوهري نا أبو نعيم نا شعبة عن عدي بن
ثابت قال سمعت البراء بن عازب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهم
وجبريل معك [2982]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا
جعفر بن عبد الله أنا محمد بن هارون نا محمد بن عبد الكريم نا الفضل بن دكين
نا عيسى بن عبد الرحمن عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان أن روح القدس معك ما هاجيتهم [2983]
أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا
قالوا أنا أبو (2) محمد بن الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا موسى بن إسحاق

(1) الخبر في مسند الإمام أحمد 5 / 222 - 223.
(2) سقطت من الأصل وزيادتها لازمة، واسمه: الحسن بن علي الجوهري، وقد مر كثيرا.
386

الأنصاري نا عبد الحميد بن صالح نا عيسى بن عن عدي بن ثابت انه سمع
البراء بن عازب يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان معه روح القدس ما هجاهم يعني
المشركين [2984]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (1) أنا أبو علي الواعظ أنا أبو بكر القطيعي نا
عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبي نا يحيى بن آدم نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت اهج المشركين فإن روح
القدس معك [2985]
قال (2) وأنا وكيع عن شعبة بن عدي بن ثبت عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لحسان هاجهم أو اهجهم فإن جبريل معك [2985]
وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو علي أنا أبو بكر نا عبد الله حدثني أبي نا أبو
معاوية نا الشيباني ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا
عمر بن أحمد المقرئ الكتاني نا أبو صالح عبد الرحمن بن سعيد نا أحمد بن سنان
القطان نا أبو معاوية نا أبو إسحاق الشيباني ح
وأخبرنا أبو بكر الشيروي في كتابه وحدثني عنه أبو المحاسن الطبسي أنا
أقاضي أبو بكر الحيري ح
وأخبرنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد لفظا وأبو علي الحسن بن
الحسن بن أحمد بن متولة وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو
الفتح عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرزاق بن الفضل المؤدب وأبو عبد الله محمد بن
عبد الكريم بن علي بن عيسى بن بنان الجوهري قراءة قالوا أنا أبو عبد الله
القاسم بن الفضل بن أحمد نا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي
بنيسابور قالا نا محمد بن يعقوب بن يوسف نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا
أبو معاوية عن أبي إسحاق زاد الحيري الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء

(1) بالأصل " الحسين " والصواب ما أثبت، واسمه هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين
(فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 447).
(2) مسند الإمام أحمد 4 / 286 و 303.
387

زاد الحيري ابن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان اهج المشركين فإن
جبريل عليه السلام معك [2987]
هذا حديث البراء وقد صحف بعض من رواه عن شعبة البراء بأنس
أخبرناه أبو طاهر بن الحنائي أنا أبو علي وأبو الحسين ابنا أبي نصر قالا أنا
أبو بكر الميانجي نا أبو جعفر محمد بن الحسين بن الحسن بن عثمان الكوفي بالكوفة نا
يوسف يعني ابن موسى القطان نا ابن إدريس عن شعبة بن الحجاج عن عدي بن
ثبت عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهم وهاجهم وجبريل يعينك كذا
قال وانما هو البراء [2988]
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد بن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان أنا أبو يعلي نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني نا عبد الرحمن بن
أبي الزناد (1) عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضح لحسان بن ثابت
منبرا في المسجد ينشد عليه قائما ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكذا في النسخة وسقط عن أبي
الزناد
وقد أخبرناه على الصواب أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الجنزرودي
أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه أنا (2) أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة نا علي بن حجر السعدي وإسماعيل بن موسى الفزاري ح
وأخبرناه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
حفص (3) عمر بن محمد بن علي بن الزيات نا قاسم بن زكريا نا إسماعيل بن
موسى
وأخبرناه أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو
الحيري ح

(1) ذكره الذهبي في سير الاعلام عن ابن أبي الزناد عن أبيه ع عروة 2 / 513 وسينبه المصنف في آخره إلى
سقوط " أبي الزناد " من السند.
(2) زيادة لازمة لايضاح.
(3) سقطت من الأصل واستدراكها ضروري، وانظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 323.
388

وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا إسماعيل بن موسى قالوا أنا ابن أبي
الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في
المسجد يقوم عليه قائما ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يؤيد
حسان بروح القدس بما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي حديث أبي يعلي وقراتكين يقوم عليه يفاخر أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) [2990]
قال ونا قاسم بن إسماعيل بن موسى ومحمد بن سليمان لوين قالا نا ابن أبي
الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله ورواه غيره فادخل فيه مجهولا
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم الإسماعيلي أنا حمزة بن
يوسف الجرجاني نا الأمام أبو بكر الإسماعيلي نا أبو إسحاق إبراهيم بن نومرد
الجرحاني بكر اباذي نا عمران بن سوار نا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزناد
حدثني أبي عن عروة بن الزبير عن من حدثه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع
لحسان بن ثابت منبرا في المسجد فينشد قائما يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث ابن
أبي الزناد عن هشام محفوظ
وقد أخبرنا أبو منصور محمود (2) بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شاذة أنا أبو
منصور شجاع وأبو زيد احمد ابنا علي بن شجاع وأبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الرحمن بن زياد وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ح
وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم أنا المطهر بن عبد الواحد
وأبو عيسى وأبو بكر ح
وأخبرنا أبو محمد عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن اللبان وأبو سعد
سعيد بن علي عبد الواحد أنا أبو الفضل البزاني (3) وأبو بكر بن ماجة ح

(1) الحديث في سنن أبي داود: كتاب الأدب ح 5015 وفي صحيح الترمذي - كتاب الأدب ح 2846.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 128.
(3) اسمه المطهر بن عبد الواحد بن محمد اليربوعي ترجمته في سير الاعلام 18 / 549.
389

وأخبرنا أبو نجيح محمد بن محمد بن أحمد الفرضي وأبو جعفر محمد بن
غانم بن أبي نصر وأبو القاسم رستم بن محمد بن أبي عيسى وأبو المظفر بندار بن
أبي زرعة قالوا أنا أبو (1) عيسى بن زياد ح
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة الرطبي الفقيه وأبو الوفاء عبد الله
محمد بن حمد بن أحمد وأبو منصور بن فاذشاه بن أحمد بن نصر وأبو عبد الله
الحسين بن حمد بن محمد وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان وأبو الفضائل
الحسن بن الحسن بن أحمد وأبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمد وأبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن محمد وأبو نصر بن رجاء بن محمد بن سليم وأبو عبد الله
ظفر بن إسماعيل بن الحسين وأبو المناقب نا نصر بن حمزة بن ناصر الحسني وأبو
محمد هبة الله بن سليمان النهرواني قالوا أنا أبو بكر بن ماجة ح
وأخبرنا أبو غالب الماوردي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي قالا
أنا (2) المطهر بن عبد الواحد ح
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن مندة
قالوا أنا أبو جعفر أحمد بن محمد الأبهري نا محمد بن إبراهيم بن الحكم نا
محمد بن سليمان لوين نا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع لحسان المنبر في المسجد فيقوم عليه قائما يهجو الذين كانوا
يهجون (3) النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن روح القدس مع حسان ما دام ينافح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم [2991]
أخرجه أبو داود عن لوين وأخرجه الترمذي عن علي بن حجر وإسماعيل بن
موسى (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد
المدائني أنا أحمد بن محمد بن عمر نا عبد الله بن محمد القرشي نا يحيى بن

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(2) بالأصل " ان ".
(2) بالأصل " يهجوا ".
(3) انظر أبا داود (5015) والترمذي (2846) وقد تقدمت الإشارة إليهما.
390

إسماعيل وأبو كريب قالا نا محمد بن فضل عن مجالد عن عامر عن جابر بن
عبد الله قال لما كان يوم الأحزاب ورد الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيرا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمي اعراض المسلمين قال كعب بن مالك وقال ابن رواحة أنا يا
رسول الله قال إنك لحسن الشعر وقال حسان بن ثابت أنا يا رسول الله قال
نعم اهجهم أنت وسيعينك عليهم روح القدس (1) [2992]
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو بكر محمد بن
علي بن محمد بن النضر الديباجي نا علي بن عبد الله بن مبشر نا محمد بن حرب
نا أبو مروان عن هشام عن عروة قال سببت ابن فريعة عند عائشة فقالت يا ابن
أختي أقسم عليك لما كففت عنه فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن
عبد الله أنا أبو بكر بن زياد نا أبو الأزهر نا عبد الرزاق نا عمر بن حوشب
الصنعاني قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول دخل حسان بن ثابت على عائشة
بعدما عمي فوضعت له وسادة فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فقال أجلستيه على وسادة
وقد قال ما (3) قال فقالت إنه يعني كان يجيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشفي صدره من
أعدائه وقد عمي واني لأرجو أن لا يعذب في الآخرة (4)
قال ونا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق باسناده نحوه
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن علي بن الحسن
الخلعي (5) أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا محمد بن إسماعيل
الترمذي نا أبو روح الربيع بن روح نا عبد السلام بن عبد القدوس الدمشقي ح
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنا أبو سعيد

(1) الأغاني 16 / 232 وسير أعلام النبلاء 2 / 514.
(2) أخرجه مسلم (2487) وانظر سير أعلام النبلاء 2 / 514.
(3) يريد مقالته نوبة الإفك.
(4) سير أعلام النبلاء 2 / 514 والوافي بالوفيات 11 / 352 نقلا عن ابن عساكر.
(5) ضبطت عن تبصير المنتبه.
391

محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي أنا محمد بن يحيى
الذهلي ح
وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن
عبد الله بن خرشيذ قوله أنا أبو بكر النيسابوري نا محمد بن يحيى نا الربيع بن
روح نا عبد السلام بن عبد القدوس عن أبيه عن الزهري عن عروة عن عائشة
قالت مشت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أن قومك قد تناولوا منا
فإن أذنت لنا أن نرد عليهم فعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره أن تنصروا ممن ظلمكم
وعليكم بابن أبي قحافة فإنه اعلم القوم بهم قال فمشوا إلى عبد الله بن رواحة
فقالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش زاد الذهلي فقل وقالوا فقال
عبد الله بن رواحة في ذلك شعرا فلم يبلغ ذلك منهم الذي أرادوا فأتوا كعب بن مالك
فقالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش فقال كعب في ذلك شعرا هو أمتن
من شعر عبد الله بن رواحة فلم يبلغ منهم الذي أرادوا فأتوا حسان بن ثابت فقالوا له أن
النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش زاد الذهلي فقل وقالوا فقال حسان لست
فاعلا حتى اسمع ذلك من نبي الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معهم حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الذهلي يا رسول الله أنت أذنت لهؤلاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أكره أن ينتصروا ممن ظلمهم وأنت يا حسان لم تزل وقال الذهلي لن تزال
مؤيدا بروح القدس ما نافحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث الترمذي ما كافحت
رآه غيره عن الزهري فقرن بعروة أبا سلمة بن عبد الرحمن [2993]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه
ومحمد بن أحمد بن علي السمسار قالا أنا إبراهيم عبد الله بن محمد نا أبو
عبد الله المحاملي نا عبد الله بن شبيب حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز
قال وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن
الزبير عن عائشة قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فهجته قريش وهجوا الأنصار معه
فأتى المسلمون كعب بن مالك فقالوا أجب عنا قال استأذنوا إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن
له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وأحسن وأجمل ولم يبلغ حاجتنا فقال فجاءوا إلى حسان بن
ثابت فقالوا أجب عنا فقالوا استأذنوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوه
392

فأتى حسان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أخاف أن تصيبني معهم تهجو
من بني عمي يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال حسان لأسلنك منهم
سل الشعرة من العجين ولي مقول ما أحب أن لي به مقول أحد من العرب وانه ليفري
مالا تفريه الحربة قال ثم اخرج لسانه فضرب به أنفه كأنه لسان شجاع (1) بطرفه
شامة سوداء ثم ضرب به ذقنه (2) قال فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر ابن رواحة
رواه محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة فأرسله [2994]
أخبرناه أبو محمد بن طاوس وأبو المجد معالي بن هبة الله بن الحسن بن
الحبوبي قالا أنا أبو الفرج الأسفرايني أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد
الخلال أنا أبو محمد الحسن بن رشيق أنا أبو جعفر أحمد بن حماد بن مسلم
التجيبي نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة قال لما أن هجت قريش
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحزنه ذلك فقال لعبد الله بن رواحة اهج قريشا فهجاهم هجاء ليس
بالبليغ إليهم فلم يرض به قال فبعث إلى كعب بن مالك الأنصاري وكان يقول الشعر
في الجاهلية فقال اهج قريشا قال فهجاها هجاء لم يبالغ فيه فلم يرض بذلك
قال فبعث إلى حسان بن ثابت وكان يكره أن يبعث إلى حسان فقال حسان حين جاءه
الرسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن اهج قريشا فقال فما بالكم أن تبعثوا إلى هذا الأسد
الضارب بذنبه فقال حسان والذي بعثك بالحق لأفرونهم بلساني هذا ثم اطلع لسانه
قال: فتقول عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم والله لكأن لسانه لسان حية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
لي فيهم نسبا وأنا أخشى أن تصيب بعضه فأت أبا بكر فإنه اعلم قريش بأنسابها
فيتخلص (3) لك نسبي قال حسان والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم ونسبك سل
الشعرة من العجين فهجاهم حسان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شفيت يا حسان
واشتفيت (4) [2995]
قال ونا سعيد نا يحيى حدثني ابن غزية حدثني محمد بن إبراهيم أن

(1) الشجاع: الحية الذكر.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 514 - 515.
(3) في سير الاعلام: فيخلص.
(4) الحديث في سير أعلام النبلاء 2 / 515 باختصار، وانظر تخريجه فيه.
393

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان اهج قريشا يؤيدك روح القدس
قال ونا سعيد أنا ابن لهيعة عن ابن غزية عن محمد بن إبراهيم عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن بنحوه وقال في حديثه قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج
لسانه كأنه لسان حية على طرفه خال اسود وقال لأفرينهم فري الأديم
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة (1) أنا أبو
الحسن اللبناني أنا أبو بكر القرشي حدثني أبي نا عمر بن هارون البلخي عن ابن
جريج اخبرني محمد بن بركة عن أمه عن عائشة إنها طافت بالبيت فقرنت بعد
ثلاثة (2) أسابيع ثم صلت بعد ذلك ست ركعات وذكر لها حسان بن ثابت في الطواف
قالت فابتدرنا نسبه فقالت عائشة مه وبرأته أن يكون فيمن قال عليها وقالت أني
لأرجو أن يدخله الله الجنة بقوله (3) *
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء *
فأنشدت عائشة هذين البيتين وهي تطوف بالبيت
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلي نا العباس بن الوليد النرسي نا (4) مسلم بن خالد
الزنجي نا محمد بن السائب بن بركة عن أمه إنها طافت مع عائشة ثلاثة أسبع كلما
طافت سبعا تعوذت بين الباب والحجر حتى أكملت لكل سبع ركعتين ومعها نسوة فذكرن
حسان بن ثابت فوقعن فيه وسببنه فقالت لا تسبوه قد أصابه ما قال الله عز وجل

(1) ضبطت بالأصل بالقلم بالضم، والمثبت بفتحتين عن التبصير 4 / 1501 واسمه الحسن بن محمد بن
أحمد بن يوسف بن أحمد بن موسى بن يوه اللبناني راوي كتاب ابن أبي الدنيا.
(2) بالأصل: ثلاث.
(3) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 9 من قصيدة يمدح النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان ومطلعها:
عفت ذات الأصابع فالجواء * إلى عذراء منزلها خلاء
والبيتان في الاستيعاب 1 / 337 والأغاني 4 / 139 و 163.
(4) زيادة لازمة للايضاح.
394

" أولئك لهم عذاب اليم " (1) وقد عمي والله أني لأرجو أن يدخله الله الجنة بكلمات
قالهن لمحمد صلى الله عليه وسلم حين يقول لأبي سفيان بن حارث *
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
أتهجوه ولست له بكفوء * فشركما لخيركما الفداء (2)
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد أنا شجاع واحمد ابنا علي بن شجاع
وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن وأبو بكر محمد بن أحمد بن ماجة ح
وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد أنا المطهر بن عبد الواحد
وعبد الرحمن بن محمد وأبو بكر بن ماجة ح
وأخبرنا أبو نجيح محمد بن محمد الفرضي وأبو جعفر محمد بن غانم وأبو
القاسم رستم بن محمد وأبو المظفر بندار بن أبي زرعة قالوا أنا أبو عيسى بن
زياد ح
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة الفقيه وأبو الوفاء عبد الله بن محمد
المقرئ وأبو عبد الله محمد بن حمد بن أحمد وأبو منصور فاذشاه بن أحمد وأبو
عبد الله الحسين بن حمد بن محمد بن عمرويه وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن
شيبان وأبو الفضائل الحسني بن الحسن الحداد وأبو الوفاء أحمد بن الحسن بن
محمد وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الصالحاني وأبو نصر الحسين بن رجاء بن
محمد وأبو عبد الله ظفر بن إسماعيل بن الحسين وأبو المناقب ناصر بن حمزة بن
طباطبا وأبو الرجاء بدر بن ثابت الصوفي وأبو علي الحسن بن محمد العطار قالوا
نا أبو بكر بن ماجة ح
وأخبرنا أبو غالب الماوردي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي قالا أنا
أبو الفضل البزاني ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق
قالوا أنا أبو جعفر أحمد بن محمد الأبهري نا محمد بن إسماعيل بن يحيى نا

(1) من الآية 91 من سورة آل عمران.
(2) الخبر والشعر في الأغاني 4 / 163 من طريقين، ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 / 515.
395

محمد بن سليمان لوين نا ابن عيينة محمد بن السائب بن بركة عن أمه قالت
كنت مع عائشة في الطواف فذكروا (1) وقال بعضهم فتذاكروا (1) حسان فوقعوا فيه
فنهتهم عنه فقالت أليس هو الذي يقول *
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست به بكفوء * فشركما لخيركما الفداء
فإن أبي ووالدتي وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء *
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسين بن محمد أنا الحسن بن
أحمد بن محمد أنا أبو بكر محمد بن حمدون نا عيسى بن عبد الله نا داود بن مهران
الدباغ نا سليمان وهو ابن عمرو عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال
سمعت عائشة تقول في قول حسان رضي الله عنهما *
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء *
ثم قالت أني لأرجو له الخير فقالت (2) يا أم المؤمنين أليس " الذي تولى
كبره " (3) قالت لا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو حسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس نا أحمد بن عبد الجبار نا حفص بن
غياث عن المجالد عن الشعبي قال ذكر حسان عند عائشة فنادسه (4) فنهت عن
ذلك فقالوا يا أم المؤمنين أليس هو الذي تولى كبره فقالت معاذ الله إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يؤيد حسان بروح القدس في شعره [2996]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا
الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف أنا محمد بن أحمد نا أبو بكر عبد الله بن
محمد بن عبيد نا هناد بن السري التميمي نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي
الضحى عن مسروق قال دخل حسان بن ثابت على عائشة فأنشدها (5):

(1) كذا بالأصل.
(2) كذا.
(3) جزء من الآية 11 من سورة النور.
(4) كذا رسمها بالأصل.
(5) ديوانه ط بيروت ص 188 من أبيات قالها يعتذر إليها مما قاله فيها.
396

حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل *
فقالت له لكنك أنت لست كذاك
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المغربي أنا أبو بكر الجوزقي أنا
إسماعيل بن محمد بن الصفار أنا الحسن بن علي بن عفان نا عبد الله بن نمير عن
الأعمش عن مسلم عن مسروق قال كنت جالسا عند عائشة فدخل عليها حسان بن
ثابت بعدما عمي فجعل ينشدها شعرا قالت لا (1) له
* حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل *
قالت عائشة لكن أنت لست كذاك فلما خرج قلت لها لم تدخلين هذا عليك
وقد قال الله فيه ما قال * " والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " (2) قالت أليس هو
في عذاب عظيم (3).
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا أحمد بن سلمة وعبد الله بن محمد قالا نا بشر بن
خالد نا محمد بن جعفر نا شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق
قال دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات فقال *
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل *
فقالت عائشة لكنك لست كذاك قال مسروق فقلت لها لم تأذنين له يدخل
عليك وقد قال الله عز وجل " والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " فقالت فأي
عذاب أشد من العمى وقالت إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن بشر بن خالد (4)
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت انا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله أنا محمد بن هارون نا أبو كريب نا يحيى بن عبد الرحمن نا أبو ثمامة

(1) كلمة مهملة رسمها " نسب " تركنا مكانها بياضا.
(2) سورة النور، الآية: 11.
(3) الخبر والشعر في الأغاني 4 / 153 وسير أعلام النبلاء 2 / 517.
(4) راجع البخاري 7 / 33 و 8 / 374 ومسلم 2488).
397

عن عمر بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه أن حسان بن ثابت ذكر عند عائشة
فانتبهت فقالت من تذكرون فقالوا حسان قال فنهيتهم (1) وقالت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق (2) [2997]
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا علي بن أحمد بن محمد المقرئ الخياط نا إسحاق بن إبراهيم بن جميل
نا محمد بن عمر الهياجي نا محمد بن عبد الرحيم الأرحبي
حدثني أبو امامة الأنصاري اخبرني عمرو (3) بن إسماعيل عن هشام بن
عروة عن أبيه قال حضرت عائشة فذكر عندها حسان بن ثابت فنيل منه فانتبهت له
فقالت من تذكرون حسان قالوا نعم قالت مه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاك
حاجز بيننا وبين المنافقين لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق [2998]
الصواب يحيى بن عبد الرحمن كما تقدم
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا محمد بن العباس
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (4)
حدثني سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال وحدثني من سمع أبا عبيدة (5) بن عبد الله بن
زمعة الأسدي يخبر انه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر انه سمع عائشة تقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حسان حجاز بين المؤمنين والمنافقين لا يحبه منافق ولا
يبغضه مؤمن [2999]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت أنا محمد بن أبي القاسم الأزرق نا أبو سعيد أحمد بن الفرج الأصبهاني
قدم علينا حاجا ح

(1) كذا، ولعله " فنهتهم " كما يفهم من عبارة مختصر ابن منظور 6 / 293.
(2) الحديث في سير الاعلام 2 / 518 وعقب الذهبي بقوله: هذا حديث منكر، من مسند الروياني من رواية أبي
ثمامة مجهول عن عمر بن إسماعيل مجهول عن هشام بن عروة.
(3) كذا، وتقدم " عمر ".
(4) الحديث عن الواقدي نقله الذهبي في سير الاعلام 2 / 518.
(5) في سير الاعلام: عن رجل عن أبي عبيدة.
398

وأخبرناه عاليا أبو القاسم الشحامي (1) أنا أبو سعد الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد
أنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن خالد القلانسي نا لؤي قالا نا
عمرو بن رافع أبو حجر (2) نا نعيم بن ميسرة عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن
جبير قال قالت عائشة لا تسبوا حسان (3) فإنه قد أعان نبي الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ويده قالوا
لها يا أم المؤمنين أو ليس من أعد الله عز وجل له قالت كفى به عذابا ذهاب بصره
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم وأبو القاسم زاهر بن طاهر
وتميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالوا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن
حمدان نا أبو يعلى نا يحيى بن معين نا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال فكيف
بنسبي فيهم قال لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين ح
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن
حمدان ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن طلحة الصالحاني وأم البهاء فاطمة بنت
محمد قالا انا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلي نا
محمد بن بكار نا حديج (4) بن معاوية نا أبو إسحاق ح
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا
عبد الله بن إسحاق المدائني نا محمد بن سليمان لوين نا حديج (4) بن معاوية عن
أبي إسحاق عن سعيد بن جبير زاد ابن المقرئ عن ابن عباس قال جاء رجل إلى
ابن عباس فقال قد جاء حسان اللعين فقال ابن عباس ما هو بلعين لقد جاهد مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه ونفسه (5) وفي حديث لوين ما هذا بلعين قد
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم أنا شجاع واحمد ابنا

(1) بالأصل: " السحامي " والصواب ما أثبت.
(2) ترجمته في سير الاعلام 11 / 385.
(3) كذا.
(4) بالأصل " خديج " بالخاء المعجمة، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 453.
(5) الخبر في الأغاني 4 / 145 من طريق، و 4 / 146 من طريق آخر... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ونقله
الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 / 518 وعقب بقوله: هذا دال على أنه غزا.
399

علي بن شجاع وعبد الرحمن بن محمد بن زياد ومحمد بن أحمد بن ماجة ح
وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن سعدويه أنا المطهر بن عبد الواحد
وأبو عيسى بن زياد وأبو بكر بن ماجة
وأخبرنا أبو محمد عبد السلام بن محمد بن اللبان أنا أبو الفضل البزاني وأبو
بكر بن ماجة
وأخبرنا أبو نجيح محمد بن محمد وأبو جعفر محمد بن غانم وأبو القاسم
رستم بن محمد وأبو المظفر بندار بن أبي زرعة قالوا أنا أبو عيسى بن زياد ح
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن سلمة الفقيه وأبو الوفاء عبد الله بن محمد بن
عبد الله وأبو عبد الله محمد بن حمد وأبو منصور فاشذاه بن أحمد بن نصر وأبو
عبد الله وأبو الفضائل الحسين بن الحسن وأبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمد
وأبو عبد الله محمد (1) بن إبراهيم بن محمد وأبو نصر الحسين بن رجاء وأبو
عبد الله ظفر بن إسماعيل وأبو المناقب ناصر بن حمزة الحسيني وأبو الرجاء بدر بن
ثابت الصوفي وأبو علي الحسن بن محمد بن علي العطار قالوا أنا أبو بكر بن
ماجة ح
وأخبرنا أبو غالب الماوردي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي قالا أنا
المطهر البزاني ح
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عبيد الله بن محمد بن المزربان نا
محمد بن إبراهيم بن يحيى نا لوين محمد بن سليمان نا حديج (2) بن معاوية عن أبي
إسحاق عن سعيد بن جبير قال قيل لابن عباس قد قدم حسان اللعين فقال ابن
عباس ما هو بلعين قد جاهد (3) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ولسانه
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد وأبو الفضل جعفر بن
عبد الواحد بن محمد وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي إجازة شافهني بها

(1) كتبت اللفظة فوق السطر.
(2) بالأصل " خديج " خطأ.
(3) بالأصل " هاجر " والصواب عن الأغاني.
400

سعيد أنا أبو منصور بن الحسين وأبو طاهر بن محمود قالا أنا أبو بكر بن
المقرئ نا عبد الله بن خالد بن رستم نا ابن أبي مسرة نا خلاد بن يحيى نا
حبيب بن حسان قال سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت ابن عباس يقول لا تسبوا
حسان بن ثابت فإنه كان ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ويده
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا
محمد بن عبد الله الشيباني أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنا أحمد بن
إبراهيم بن ملحان نا ابن بكير حدثني الليث عن خالد بن يزيد ح
قال وأخبرني محمد بن يعقوب بن يوسف نا أحمد بن سهل نا محمد بن
يحيى نا ابن أبي مريم أنا الليث بن سعد حدثني خالد بن يزيد (1) عن سعيد بن أبي
هلال عن عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق
النبل (3) فأرسل إلى ابن رواحة فقال اهجهم فهجاهم فلم يرض فأرسل إلى
كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فلما دخل عليه قال حسان قد آن لكم
أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه (4) قال ثم أدلع لسانه فجعل يخرجه فقال
والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجل فإن أبا
بكر اعلم قريش بأنسابها وان لي فيهم نسبا حتى يخلص (5) لك نسبي فأتاه حسان
ثم رجع فقال يا رسول الله قد خلص (6) لي نسبك والذي بعثك بالحق لأسلنك منه
كما تسل الشعرة من العجين
قالت عائشة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان أن روح القدس لن يزال
يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هجاهم حسان

(1) بالأصل " مزيد " والصواب ما أثبت وقد تقدم، وانظر ترجمته في تهذيب 2 / 28.
(2) الحديث في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 2490.
(3) في مسلم: " رشق بالنبل " والرشق بالفتح: الرمي بالنبل، والرشق بكسر الراء اسم للنبل التي ترمى دفعة
واحدة.
(4) يريد به لسانه، وقد شبهه بذنب الأسد.
(5) مسلم: يلخص.
(6) مسلم، لخص.
401

فشفى واشتفى قال حسان (1) *
هجوت محمدا وأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت (2) محمدا برا حنيفا * رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي أن لم تروها (3) * تثير النقع من كتفي كداء (4)
يبارين الأعنة مصعدات * على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطيات (5) * يلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا (6) * وكان الفتح وانكشف الغطاء
وألا فاصبروا لضراب (7) يوم * يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت عبدا * يقول الحق ليس (8) به خفاء
وقال الله قد يسرت جندا * هم الأنصار عرضتها (9) اللقاء
يلاقوا كل يوم من معد * سبايا (10) أو قتالا أو هجاء

(1) الأبيات في ديوانه ط بيروت من قصيدة طويلة ص 7 وما بعدها. ومطلعها:
عفت ذات الأصابع فالجواء * إلى عذراء منزلها خلا
(2) في الديوان:
هجوت مباركا برا حنيفا * أمين الله شيمته الوفاء
وفي مسلم كالأصل وفيه " نقيا " بدل " حنيفا ".
(3) كذا رواية الأصل ومسلم والذهبي في سير الاعلام، وفي الديوان:
عدمنا خيلنا إن لم تروها...
(4) على هذه الرواية في البيت إقواء، وفي الديوان: موعدها كداء.
(5) في الديوان ومسلم والذهبي: متمطرات.
قال: البرقوقي في شرحه: يقول تبعثم الخيل فتنبعث النساء يضربن الخيل بخمرهن لتردها، وقد روى أن
نساء مكة يوم فتحها ظللن يضربن وجوه الخيل ليرددنها.
(6) اعتمرنا أي أدينا العمرة، وهي في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة، قاله البرقوقي في شرح
الديوان.
(7) الديوان: لجلادهم يوم.
(8) الديوان: يقول الحق إن نفع البلاء.
(9) قال البرقوقي: العرضة من قولهم بعير عرضة للسفر، أي قوي عليه، وفلان عرضة للشر أي قوي عليه، يريد
أن الأنصار أقوياء على القتال.
(10) الديوان: لنا في كل يوم من معد سباب...
قوله من معد: أي من قريش.
402

فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء *
هذا لفظ ابن أبي مريم هذا حديث صحيح اتفق على صحته البخاري
ومسلم [3001]
أخبرناه أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم الفقيه أنا أبو عبد الله القاسم بن
الفضل بن أحمد بأصبهان أنا (1) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي نا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا عبد الله بن
صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن (2) سعيد بن أبي هلال عن
عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اهج قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل وأرسل إلى ابن رواحة
فقال اهجهم فهجاهم فلم يرض فأرسل إلى كعب بن مالك ثم إلى حسان بن ثابت
فلما دخل قال قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم دلع لسانه فجعل
يحركه فقال والذي بعثك بالحق لأفرينهم فري الأديم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجل
فإن أبا بكر اعلم قريش بأنسابها وان لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي فأتاه حسان
ثم رجع فقال يا رسول الله قد خلص لي نسبك فوالذي بعثك بالحق لأسلنك كما تسل
الشعرة من العجين قالت عائشة يقول لحسان أن روح القدس لا يزال يؤيدك ما
نافحت عن الله ورسوله قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هجاهم حسان فشفى
واشتفى [3002] قال حسان *
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء *
* هجوت محمدا برا حنيفا * رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي أن لم تروها * تثير النقع من كنفي كداء (3)
تنازعها الأعنة مصعدات * على اليابها (4) الأسل الظماء

(1) زيادة لازمة.
(2) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.
(3) في البيت إقواء.
(4) كذا، وفي الديوان: على أكتافها.
403

تظل جيادنا متنظرات * يلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء
وألا فاصبروا لضراب يوم * يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت عبدا * يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله قد يسرت جندا * هم الأنصار عرضتها اللقاء
يلاقي من معد كل يوم * سباب أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان وأبو غالب أحمد بن الحسن بن
البنا قالا أنا محمد بن أحمد بن محمد بن الأبنوسي أنا عبد الله بن محمد بن سعيد
الأنصاري الإصطخري نا أبو الخليفة نا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن
أبيه قال لما أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم *
عفت ذات الأصابع فالجواء (2)
فانتهى إلى قوله
* هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء *
فقال النبي صلى الله عليه وسلم جزاؤك على الله الجنة يا حسان [3003]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عبيد الله بن أحمد
الصيدلاني نا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز نا أبو بكر خلاد بن
أسلم نا سعيد بن محمد الوراق نا مجالد عن الشعبي عن جابر قال (3) لما كان
يوم الأحزاب (4) وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمي
اعراض المسلمين فقال كعب أنا وقال ابن رواحة أنا فقال إنك لحسن
الشعر فقال حسان أنا فقال اهجهم أنت فسيعينك عليهم روح القدس [3004]

(1) أي ليس له مماثل ولا مقاوم.
(2) مطلع قصيدته المتقدمة، ديوانه ص 7 وعجزه: - لي عذراء منزلها خلا.
(3) الخبر في الأغاني 4 / 145.
(4) يوم تحالفت قريش وغطفان وبنو قريظة، وسموا بالأحزاب، وسموا بالأحزاب، وتألبوا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
404

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر محمد بن
العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا عبد الله بن
بكر بن حبيب السهمي من باهلة نا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك رفع الحديث إلى
النبي صلى الله عليه وسلم
وحدثناه عن السدي عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثناه عنهما كليهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فقيل يا رسول الله أن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك
فقال ابن رواحة فقال يا رسول الله ائذن لي فيه فقال أنت الذي تقول ثبت الله
قال قلت نعم يا رسول الله قلت *
ثبت الله ما أعطاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا *
قال وأنت ففعل الله بك مثل ذلك قال ثم وثب كعب فقال يا رسول الله ائذن
لي فيه فقال أنت الذي تقول همت قلت نعم يا رسول الله قلت *
همت سخينة أن تغالب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب *
قال أما أن الله لم ينس ذلك لكنه قال ثم قام حسان الحسام فقال يا رسول الله
ائذن لي فيه واخرج لسانا له اسود فقال يا رسول الله لو شئت لفريت به المزاد ائذن
لي فيه فقال اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم أيامهم وأحسابهم واهجهم
وجبريل معك [3005]
قال وأنا محمد بن عبد الله الأنصاري نا ابن عون عن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا نصر القوم بسلاحهم وأنفسهم فألسنتهم أحق فقام رجل فقال يا رسول الله
أنا قال لست هناك فجلس ثم قام آخر فقال يا رسول الله أنا قال ابن عون
بيده يعني اجلس فقام حسان بن ثابت فقال يا رسول الله ما يسرني فيه يعني لسانه
مقولا بين صنعاء وبصرى أو قال مكة شك ابن عون وانك والله ما سببت قوما قط
بشئ هو أشد عليهم من شئ يعرفونه فمرني إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع
لساني قال إلى أبي بكر [3006]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أحمد بن الحسن بن خيرون
أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن
يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه غلام نفطويه قال فحدثنا أبو خليفة نا
405

محمد بن سلام حدثني يزيد بن عياض بن جعدبة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة تناولته
قريش بالهجاء فقال لعبد الله بن رواحة رد عني فذهب في قديمهم وأولهم ولم يصنع
في الهجاء شيئا فأمر كعب بن مالك فذكر الحرب فقال
) نصل السيوف إذا قصرت بخطونا * قدما ونلحقها إذا لم تلحق *
ولم يصنع في الهجاء شيئا فدعا حسان بن ثابت فقال اهجهم وائت أبا بكر
يخبرك بمعايب القوم فاخرج حسان بن ثابت لسانه حتى ضرب به على صدره وقال
والله يا رسول الله ما أحب أن لي به مقولا في العرب فصب على قريش منه شآبيب شر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهجهم كأنك تنضحهم بالنبل [3007]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنا
أبو بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا أبو معاوية
عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا حسانا فإنه ينافح عن الله
وعن رسوله [3008]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي أنا أبو محمد بن
عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد نا أبو خبيب العباس بن أحمد بن
محمد البرتي نا عبد الوهاب بن فليح المقرئ نا مروان بن معاوية عن اياس
السلمي عن ابن بريدة عن أبيه قال أعان جبريل عليه السلام حسان بن ثابت عند
مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا هذا الاسناد وهو الصحيح وهو اياس بن عبد الله السلمي
المروزي ورواه غير عبد الوهاب عن مروان فأرسله
أخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا أقضي القضاة أبو الحسن
علي بن محمد بن حبيب الماوردي نا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي نا
العباس بن أحمد الشامي نا عبد الوهاب بن الضحاك نا مروان الفزاري نا اياس بن
السلمي (1) عن عبد الله بن بريدة أن جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحه النبي صلى الله عليه وسلم
بسبعين بيتا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا
عمرو بن حمدان ح

(1) بالأصل " الياس عن السلمي " والصواب ما أثبت وقد مر في الرواية السابقة.
406

وأخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة الصالحاني وأم البهاء فاطمة بنت محمد
قالا أنا إبراهيم بن منصور نا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلي نا عبد الله بن
عمر عن ابن ابان نا عبدة عن أبي حيان التميمي (1) عن حبيب بن أبي ثابت قال
أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياته وقال ابن حمدان أبياتا فقال (2) *
شهدت بإذن الله أن محمدا * رسول الذي فوق السماوات من عل (3)
وان أبا يحيى ويحيى كلاهما * له عمل في دينه متقبل
وان أخا الأحقاف إذ (4) قام فيهم * يقول بذات الله فيهم ويعدل *
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا مالك بن إسماعيل
النهدي نا عمر بن زياد عن عبد الملك بن عمير قال جاء حسان بن ثابت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أسمعك يا رسول الله قال قل حقا قال *
شهدت بإذن الله أن محمدا * رسول الذي فوق السماوات من عل *
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد *
وان الذي عادى اليهود ابن مريم * نبي أتى من عند ذي العرش مرسل *
فقال وأنا أشهد *
وان أخا الأحقاف إذ يعدلونه * يجاهد في ذات الله ويعدل *

(1) الأغاني 4 / 151 وسير الاعلام 2 / 518 التيمي.
(2) الأبيات في ديوانه ص 186 والأغاني وسير الاعلام.
(3) هذا البيت في اللسان " فلل " منسوبا إلى عبد الله بن رواحة وروايته فيه:
شهدت ولم أكذب بأن محمدا * رسول الذي فوق السماوات من على
(4) روايته الديوان إذ يعذلونه * يقوم بدين الله فيهم فيعدل.
وأخو الأحقاف: هو هود عليه السلام.
407

فقال وأنا أشهد *
وان الذي بالجزع من بطن نخلة * ومن ذاتها فل عن الخير معزل (1)
فقال وأنا أشهد
قال ونا محمد بن سعد أنا هوذة بن خليفة نا عوف عن محمد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهو في سفر أين حسان بن ثابت فقال لبيك يا رسول الله
وسعديك قال خذ فجعل ينشده وهو يصغي إليه وهو سائق راحلته حتى كان رأس
الراحلة يمس المورك حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا أشد عليهم من
وقع النبل [3009]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن (2) سعدويه أنا عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون الروياني نا إسحاق بن
شاهين ومحمد بن إسحاق قالا نا المعلي بن عبد الرحمن الواسطي نا
عبد الحميد بن جعفر عن عمرو بن الحكم عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال
جاءت بنو تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاعرهم وبخطيبهم فنادوا على الباب يا محمد
اخرج إلينا فإن مدحتنا زين وان شتمتنا شين قال فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج
إليهم وهو يقول إنما ذلكم الله الذي مدحته زين وشتمته شين فماذا تريدون قالوا
نحن ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما يشعر بعثت ولا بالفخار أمرت ولكن هاتوا قال فقال الزبرقان بن بدر لشاب من
شبابهم (3) قم يا فلان أذكر فضلك وفضل قومك قال فقام فقال الحمد لله الذي
جعلنا خير خلقه وآتانا أموالا نفعل بها ما نشاء فنحن من أهل الأرض من أكثرهم
مالا وأكثرهم عدة وأكثرهم سلاحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أفضل من
قولنا أو بفعال هو أفضل من فعالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس يا

(1) روايته في الديوان.
وأن التي بالجزع من بطن نخلة * ومن ذاتها فل من الخير معزل
والجزع: قرية عن يمين الطائف وأخرى عن شماله. ونخلة: موضع بالحجاز بين مكة والطائف.
(2) بالأصل " عن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 47.
(3) هو عطارد بن حاجب كما في الأغاني 4 / 147، وذكر باختلاف الرواية.
408

ثابت قم فأجبه فقام ثابت فقال الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه
واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فدعا المهاجرين
من بني عمه أحسن الناس أحلاما فأجابوا فالحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله
وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا انه لا اله إلا هو فمن قالها منع ماله ونفسه
ومن إياها قاتلناه وكان رغمه في الله علينا هينا أقول قولي هذا واستغفر الله للمؤمنين
والمؤمنات قال فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم قم فقل أبياتا تذكر فيها
فضلك وفضل قومك فقال (1) *
نحن الكرام فلا حي يعاد لنا * نحن الرؤوس وفينا تقسم الربع (2)
ونطعم الناس عند القحط أكلهم * من السديف (3) إذا لم يؤنس القزع
إنا أبينا فلا يأبى (4) لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر نرتفع *
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بحسان بن ثابت الأنصاري قال فأتاه الرسول
فقال وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا كنت عنده آنفا قال جاءت بنو تميم بشاعرهم
وبخطيبهم فقام خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابه وتكلم شاعرهم
فبعث إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال حسان قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود قال
فجاء حسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجب قال يا رسول الله مره فليسمعني ما قال قال
أسمعه ما قلت قال حسنا (5) *
نصرنا رسول الله والدين عنوة * على رغم عات من معد وحاضر

(1) الأبيات في الأغاني 1 / 148 من عدة أبيات منسوبة للزبرقان بن بدر.
وقد وردت في ديوان حسان ص 144 وسيرة ابن هاشم 4 / 208 والطبري 3 / 118 بروايات مختلفة.
(2) وفي رواية: منا الملوك وفينا تنصب البيع.
وكان من عادة أهل الجاهلية أن يأخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصا صافيا لا ينازعه فيه أحد.
(3) في الديوان: ونحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء.
والسديف: شحم السنام، والقزع: السحاب الرقيق.
(4) عن الديوان وابن هشام، وبالأصل، وبالأصل " يأتي ".
(5) في هذا الموقع، ورد في ديوانه ص 145 وسيرة ابن هشام 4 / 211 والطبري 3 / 118 والأغاني 4 / 148
قصيدة عينية مطلعها - رواية الديوان -:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم * قد بينوا سنة للناس تتبع
والابيات التالية ليست في ديوانه ط بيروت.
409

بضرب كإيزاع المخاض مشاشة * وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدا يوم استقلت شعابه * بضرب لنا مثل الليوث الخوادر
السنا نخوض الحوض في حومة الوغى * إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدارعين وننتمي * إلى حسب من حزم غسان قاهر
ولولا حياء الله قلنا تكرما * على الناس بالخيفين هل من منافر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا * وأمواتنا من خير أهل المقابر *
قال فقام الأقرع بن حابس فقال يا محمد أني والله لقد جئت في أمر ما جاء به
هؤلاء وقد قلت شيئا فاستمعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هات قال (1) *
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا * إذا اختلفوا (2) عند اذكار المكارم
وأنا رؤوس الناس من كل معشر (3) * وان ليس في ارض الحجاز كدارم *
من أوله إلى ههنا اللفظ لحديث إسحاق بن شاهين ثم رجع إلى حديث محمد بن
إسحاق وزاد *
وان لنا المرباع من كل غارة * تكون (4) بنجد أو بأرض التهائم *
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فأجبه فقام حسان فقال *
بنو دارم لا تفخروا أن فخركم * يعود وبالا عند ذكر المكارم (5)
هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول ما بين ظئر وخادم *
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما قد كنت
ظننت أن الناس قد نسوه منك حين يقول حسان من بين ظئر وخادم ثم عاد حسان
إلى قوله *

(1) البيتان في الطبري وابن هشام نسبا للزبرقان بن بدر، وفي الأغاني نسبا لعطارد بن حاجب.
(2) في ابن هشام: إذا احتفلوا عند احتضار المواسم.
وفي الأغاني: إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم.
(3) صدره في ابن هشام والأغاني: بأنا فروع الناس في كل موطن.
(4) عجزه في ابن هشام: نغير بنجد أو بأرض الأعاجم.
(5) الشعر في ديوانه ص 229 وسيرة ابن هشام 4 / 212 وأورد في الأغاني بيتين غيرهما وهما من القصيدة
عينها.
وفي المصدرين " بني " بدل " بنو ".
410

وأفضل ما نلتم من المجد والعلا * رفادتنا من بعد ذكر المكارم (1)
فإن كنتم جئتم لحقن (2) دمائكم * وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * ولا (3) تفخروا عند النبي بدارم
وألا ورب البيت مالت أكفنا * على رؤوسكم بالمرهفات الصوارم (4)
قال فقال رئيسهم (5) يا هؤلاء أني والله ما أدري ما هذا الأمر فيكم فتكلم
خطيبنا فكان خطيبهم ارفع صوتا وأحسن قولا ثم دنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله اشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله قال فأسلم وأسلم أصحابه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرك ما كان قبل هذا [3011]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي (6) أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو علي بن
شاذان أنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني نا أبو خليفة نا محمد بن سلام
قال لما قال حسان بن ثابت للحارث المري *
وأمانة المري حيث لقيته * مثل الزجاجة صدعها لم يجبر * (7)
قال الحارث يا محمد اجرني من شعر حسان فوالله لو مزج به ماء البحر مزجه
وقد وقعت إلي هذه القصة بتمامها
أخبرنا بها أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عقيل أنا أبو الحسن
علي بن الحسن الفقيه نا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس نا أبو
سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي نا أبو عثمان سعيد البصري بمكحولان نا
عقبة بن سنان الهدادي نا عثمان بن عثمان الغطفاني عن محمد بن عمرو عن أبي

(1) عجزه في الديوان: ردافتنا عند احتضار المواسم.
(2) عن الديوان وابن هشام وفي الأصل " لحقتم ".
(3) عجزه في الديوان وابن هشام: ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم.
(4) مكانه في الديوان:
وإلا أبحناكم وسقنا نساءكم * بصم القنا، والمقربات الصلادم
(5) هو الأقرع بن حابس كما في ابن هشام والأغاني.
(6) بالأصل " السمرقند ".
(7) من ثلاث أبيات في ديوانه ص 121 وبالأصل: " لا يجبر " والمثبت " لم يجبر " عن الديان فالأبيات مكسورة الروي.
411

سلمة عن أبي هريرة قال جاء الغطفاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد شاطرني
تمر المدينة وإلا ملأتها عليكم خيلا ورجالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استأذن
السعود فدعا سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسعد بن زرارة فقال ها قد تعلمون أن
العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وهذا الحارث الغطفاني يسألكم أن تشاطروه تمر
المدينة فادفعوها إليه إلى يوم ما قالوا يا رسول الله أن كان هذا أمرا من أمر الله عز وجل
فالتسليم لأمر الله وان كان أمر من امرك أو هوى من هواك فأمرنا لأمرك تبع وهوانا
لهواك تبع وإلا فوالله لقد كنا نحن وهم في الجاهلية على سواء ما كانوا ينالون تمرة ولا
بسرة إلا شراء أو قرى فكيف وقد أعزنا الله بك وبالاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم ها يا
حارث قد نسمع فقال يا محمد غدرت فأنشأ حسان يقول (1):
يا حار من يغدر بذمة جاره * منكم فإن محمدا لم يغدر (2)
وأمانة المري حيث لقيتها * كسر الزجاجة صدعها لا يجبر (3)
أن تغدروا فالغدر من عاداتكم * واللؤم (4) ينبت في أصول السخبر *
قالوا يا محمد اكفف عنا لسانه فوالله لو مزج بماء البحر لمزجه قال أبو
إسحاق والسخبر حشيش ينبت حول المدينة [3012]
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي أنا أبو بكر
أحمد بن علي أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الفتح عبد الكريم بن
محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي (5) أنا أبو الحسن علي بن عمر
الحافظ نا أحمد بن محمد بن سلم المحرمي نا أبو سعيد عبد الله بن شبيب (6) نا

(1) الأبيات في ديوانه ص 121 مكسورة الروي، والأول والثاني في أسد الغابة 1 / 409 مرفوعة الروي، والأول
والثالث في الأغاني 4 / 155 مكسورة الروي.
والأول والثاني في الاستيعاب 1 / 303 والأول فيه مكسور الروي والثاني مرفوع الروي. وفي المصادر
رواية مختلفة كانت سببا لقول حسان فيه ما قال.
(2) فقط في أسد الغابة: لا يغدر.
(3) في الديوان: " لم يجبر " وعلى هذه الرواية ففي البيت إقواء. وقد مر أنه في أسد الغابة فالقافية مرفوعة فلا
إقواء فيه على روايتها.
(4) الديوان والأغاني: إن غدروا فالغدر منكم شيمة والغدر.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 81.
(6) ترجمته في تاريخ بغداد 9 474.
412

محمد بن موسى المطرز نا أبو جعفر المسندي (1) قال سمعت جدي محمد بن مسعر
يقول لما حدث ابن عيينة بحديث جد بن قيس أنشدنا لحسان بن ثابت *
وسأل رسول الله والحق لازم * لمن سأل منا من تسمون سيدا *
فقلنا له جد بن قيس على الذي * بنخلة فينا وقد نال سؤددا
فقال وأي الداء أدوى من التي * رميتم بها جدا وأعلى بها ندا
نسود بشر بن البراء لجوده * وحق لبشر ابن البراء أن يسودا
فليس بخاط خطوة لدنية * ولا باسط يوما إلى سوءة يدا
إذا جاءه السؤال انهب ماله * وقال خذوه انه عائد غدا
فلو كنت يا جد بن قيس على التي * على مثلها بشر لكنت المسودا *
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو بكر محمد بن الحسين وأبو الدر
ياقوت بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن حمد الصريفيني أنا محمد بن
عبد الرحمن بن العباس أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني
علي بن صالح عن جدي عبد الله بن مصعب انه سمع حسان أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) *
لقد غدوت امام القوم منتطقا * بصارم مثل لون الملح قطاع
تحفز عني نجاد السيف سابغة * فضفاضة مثل لون النهي بالقاع *
قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فظن أنه يضحك من ضعفه وجبنه
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو
علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري نا أبو العباس أحمد بن يحيى نا عبد الله بن
شبيب نا إبراهيم بن المنذر نا معن بن عيسى قال بينما حسان بن ثابت في أطمة
فارع وذلك في الجاهلية إذ قام من جوف الليل فصاح يا آل الخزرج (3) فجاؤوه وقد
فزعوا فقالوا ما لك يا ابن الفريعة قال بيت قلته فخشيت أن أموت قبل أن أصبح

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 10 / 64 وسير الاعلام 10 / 658 واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
جعفر بن اليمان.. قيل له المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة ويرغب عن المقاطيع والمراسيل.
(2) ديوانه ص 149.
(3) في سير أعلام النبلاء 2 / 520 يا بني قيلة.
413

فيذهب ضيعة خذوه عني قالوا وما قلت قال قلت (1)
) رب حلم أضاعه عدم المال * وجهل غطى عليه النعيم *
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبو القاسم غانم بن محمد بن
عبد الله عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن
يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه حدثني إسحاق بن أحمد نا محمد بن حميد
وزنيج (2) قالا نا سلمة بن الفضل قال فحدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن
عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال لما قال حسان بن ثابت هذه
القصيدة (3) *
منع النوم بالعشاء الهموم * وخيال إذا تغور النجوم
من حبيب أصاب (4) قلبك منه * سقم فهو داخل مكتوم *
يا لقومي هل يقتل المرء مثلي * واهن البطش والعظام سؤوم
شأنها (5) العطر والفراش ويعلوها * لجين ولؤلؤ منظوم
لو يدب الحولي من ولد الذر * عليها لأندبتها الكلوم
لم يفقها شمس النهار بشئ * غير أن الشباب ليس يدوم *
نادى بأعلى صوته على أطمة فارع (6) يا بني قيلة فلما اجتمعوا قالوا مالك ويلك
قال قلت قصيدة لم يقل أحد من العرب مثلها قبلي ثم أنشدهم هذه القصيدة وفي
غير هذا الخبر فقالوا ألهذا جمعتنا فقال وهل يصبر من به وحر الصدر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم

(1) البيت في ديوان ص 224 من قصيدة يذكر عدة أصحاب اللواء يوم أحد، وانظر سيرة ابن هشام 3 / 156.
وسير الاعلام 2 / 520.
(2) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب، واسمه محمد بن عمرو، قيل هو:
البلخي، وقيل: المروزي.
(3) الأبيات في ديوانه ص 224 وسيرة ابن هشام 3 / 156 والخبر والابيات في سير أعلام النبلاء 2 / 519 -
520.
(4) ابن هاشم: أضاف.
(5) الديوان: همها.
(6) حصن بالمدينة (معجم البلدان).
414

عبيد الله بن أحمد الصيدلاني نا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز نا
عبد الرحمن بن الحارث الجحدري نا الحسين بن محمد نا أبو أويس عن حسين بن
عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وقد رش حسان فناء أطمه
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سماطين وبينهم جارية لحسان يقال لها سيرين (1) ومعها
مزهر لها تغنيهم وهي تقول في غنائها *
هل علي ويحكم * إن لهوت من حرج *
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لا حرج كذا قال والصواب جحدر وهو لقب
لعبد الرحمن بن الحارث
أخبرنا أبو بكر بن المرزفي (2) أنا أبو علي الحسن بن عبد الودود بن
عبد المتكبر بن هاون بن المهتدي بالله أنا أبي أبو الحسن عبد الودود أنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز نا يحيى بن محمد بن البختري نا عبيد الله بن
معاذ نا أبي نا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزناد حدثني أبي قال (3) ذكر عند
خارجة بن زيد بن ثابت الغناء يوما فقال والله إن كان لظاهرا كثيرا في كل مأدبة ولكنه
يومئذ لم يكن يحضر فيما يحضر اليوم من سوء الدعة وسوء الحال
قال خارجة فلقد رأيتنا في مأدبة دعينا لها في آل نبيط وحسان بن ثابت بيني وبينه
عبد الرحمن يعني ابن حسان وذلك بعدما أصيب بصره فقدم الطعام فلم يقدم طعام
إلا قال حسان اطعام يد يا بني أم طعام يدين فيقول طعام يدوما أشبهه حتى اتي
بالشواء فقال ابن حسان يا أبتاه طعام يدين فلم يذقه ثم رفع الطعام وأخرجوا قينتين
فغنتا بشعر حسان لا اعلم إلا قال حرتين وقالت فيما يقولان *
انظر نهارا بباب جلق هل * تؤنس دون البلقاء من أحد (4)
فجعل يبكي ويقول لقد رآني هنالك سميعا بصيرا فلما سكتتا همدا عنه البكاء

(1) في مختصر ابن منظور 6 / 296 " شيرين ".
بالأصل " المزروقي " والصواب ما أثبت.
(3) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 520 - 521 باختلاف الرواية وباختصار.
(4) البيت في ديوان حسان ص 66 وصدره برواية:
انظر خليلي ببطن جلق هل.
415

فيشير إليهما عبد الرحمن غنيا فإذا غنيا هاجتا عليه للبكاء قال خارجة فعجبت لعمر
والله ماذا يعجبه أن يبكي أباه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا الأستاذ أبو يعلى إسحاق بن
عبد الرحمن الصابوني أنا أبو محمد الحسن (1) بن أحمد بن محمد المخلدي أنا أبو
الفضل يعقوب بن يوسف القاضي نا سعيد بن مسعود نا عبد الملك بن قريب
الأصمعي نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد قال قلت له يا
أبا يزيد أكان هذا الغناء يكرر قال كان يكرر في العرسات (2) أو قال عند التزويج ولا
يحضر من السفه ما يحضر به اليوم ثم قال كان في أخوالنا بني نبيط مدعاة فكان فيها
حسان بن ثابت وابنه وقد كف بصره وجاريتان تنشدان *
انظر خليلي بباب جلق هل * تؤنس دون البلقاء من أحد
اجمال شعثاء إذ ظعن (3) من * المحبس بين الكثبان والسند *
قال وجعل حسان يبكي قال وهذا شعره قال وابنه يقول للجارية زيدي
قال فأعجبني ماذا يعجبه من أن يبكي أباه قال ثم جئ بالطعام فقال حسان لابنه
اطعام يدأم طعام يدين قال طعام يد قال فأكل من الثريد قال ثم اتي بالشواء
فقال اطعام يد أو طعام يدين قال طعام يدين فلم يأكل
أنبأناه أبو علي بن نبهان وأبو القاسم غانم بن محمد عن أبي علي الحسن بن
أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني أنا
عمر بن عبد الله بن جميل العتكي اخبرني أصحابنا عن الأصمعي منهم الرياشي
والسجستاني وغيرهما قال أبو جعفر ونا إبراهيم بن محمد بن عرفة نا أبو حازم
الباهلي نا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت قال دعينا إلى
مدعاة في أخوالنا ح
قال وحدثني محمد بن الحسن بن دريد نا أبو حاتم نا الأصمعي عن أبي
الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت قال الأصمعي وذكره عبد الله بن مصعب

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن ترجمه في سير الاعلام 16 / 539.
(2) سير الاعلام 2 / 520 العريسات.
(3) في الديوان ص 66: جمال شعثاء قد هبطن من.
416

الزبيري يزيد بعضهم على بعض وهذا لفظ ابن دريد قال كانت مأدبة في زمن عثمان
فدعي لها الناس وكان فيهم عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم زيد بن ثابت
وخارجة بن زيد وحسان بن ثابت وعبد الرحمن بن حسان وقد كف حسان وثقل
سمعه وكان إذا دعي قال اخرس (1) أم عرس أم اعذار (2) ثم يجيب قال خارجة
فأتينا بالطعام فجعل حسان يقول لابنه اطعام يد أم طعام يدين فإذا قيل طعام يد أكل
وإذا قيل طعام يدين أمسك وفي حديث أبي حازم فأتي بالشواء فقال اطعام يد أم
طعام يدين فامتنع ثم اتي بالثريد فقال اطعام يد أم طعام يدين فقال طعام يد فأكل
رجع إلى حديث ابن دريد فلما فرغ القوم ثنيت له وسادة وأقبلت الميلاء وهي
يومئذ شابة فوضع في حجرها مزهر فضربت ثم غنت فكان أول ما بدأت بشعر
حسان *
انظر حبيبي بباب جلق هل تؤنس دون البلقاء من أحد *
اجمال شعثاء إذ هبطن من المحض بين الكثبان فالسند *
يحملن (3) حور العيون يرفلن في الربط حسان الوجوه كالبرد *
من دون بصرى وخلفها جبل الثلج * عليه السحاب كالقدد (4)
أني وأيدي المخيسات (5) وما * يقطعن من كل سربخ جدد (6)
والبدن إذ قربت لمنحرها * حلفة بر اليمين مجتهد
ما حلت عن عهد ما علمت ولا * أحببت حبي إياك من أحد
تقول شعثاء لو صحيت عن الخمر لأصبحت (7) مثري العدد *

(1) الخرس: طعام يصنع لسلامة النفساء (اللسان: خرس).
(2) الاعذار: طعام يصنع للختان (اللسان: عذر).
(3) رواية في ديوانه ص 66:
يحملن حواء، حور المدامع في الريط * ويبض الوجوه كالبرد.
الريط واحدتها ريطة وهي الملاءة.
(4) لعله أراد بجبل الثلج جبل حرمون، من جبال السلسلة الشرقية في لبنان وهو مطل على سوريا والجولان
وفلسطين والأردن.
(5) عن الديوان وبالأصل: " المحبسات ".
(6) السربخ: الأرض البعيدة، والجدد: الأرض الغليظة.
(7) في الديوان: تقول البعيدة، والجدد: الأرض الغليظة.
(7) في الديوان: تقول شعثاء: لو تفيق من الكأس لا لفيت.
417

أهوى حديث الندمان في (1) وضح الفجر وصوت المسامر الغرد *
فلا أخدش الخدش بالنديم ولا يخشى نديمي (2) إذا انتشيت يدي *
بأبي لي السيف والسنان وقوم (3) لم يضاموا كلبدة الأسد *
فطرب حسان وبكى وقال لقد أراني هناك سميعا بصيرا وعيناه تنضحان على
خديه وهو مصغ لها وجعل عبد الرحمن يشير إليها ويقول أعيدي واسمعي الشيخ
قال خارجة فيعجبني لعمرو الله ما يعجب عبد الرحمن من بكاء أبيه
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو يعلى بن الفراء أنا أبو الهيثم إسماعيل بن
محمد بن سويد المعدل أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا غسل بن
ذكران أنا الثوري عن الأصمعي عن أبي طرفة قال جلس حسان بن ثابت يوما
ومعه ابنته ليلى فجعل يريد شعرا يقوله فقال *
متاريك أذناب الأمور إذا اعترت تركنا الفروع واجتثتها أصولها (4)
ثم جعل يريد الزيادة فلا يقدر فقالت له ابنته كأنك قد أجبلت قال نعم قالت
أفأجيز عنك قال نعم فقالت *
مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا * كرام يعاطون العشيرة سؤلها *
فجثى حسان فقال *
وقافية مثل السنان رزينة * تناولت (5) من جو السماء نزولها *
فقالت *
يراها الذي لا ينطق الشعر عنده * ويعجز عن أمثالها أن يقولها *
فقال لا والله لا قلت بيت شعر ما دمت حية قالت أو أؤمنك قال فذاك
قالت فأنت آمن أن أقول بيت شعر ما بقيت

(1) الديوان: في فلق الصبح.
(2) الديوان: جليسي.
(3) الزيادة لاستقامة الوزن عن الديوان، وفيه أيضا: اللسان بدل السنان.
(4) البيت في ديوانه ص 196 برواية:
متاريك أذناب الحقوق إذا التوت * أخذنا الفروع واجتبنا أصولها
(5) ديوانه: وقافية عجت بليل رزينة تلقيت.
418

أنبأنا أبو علي بن نبهان ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن بن أحمد
وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد وأبو علي بن نبهان ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو
يعلى بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ نا أبو العباس
أحمد بن يحيى حدثني عبد الله بن شبيب أنا (1) أبو سعيد عن زهير حدثني أبو
غزية وعبد الجبار بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن
زيد ب ثابت عن أبيه زيد بن ثابت أن حسان بن ثابت قال في مقتل المنذر بن عمرو
يرثيه *
صلى الإله على ابن عمرو انه * صدق الله وصدق ذلك أوفق
قالوا له أمرين فاختر منهما * فاختار في الرأي الذي هو أرفق * (2)
قال زبير وقال أبو غزية لحسان بن ثابت مواضع هو شاعر الأنصار وشاعر
اليمن وشاعر أهل القرى وأفضل ذلك كله هو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مدافع
قال ونا أبو (3) العباس أنا ابن شبيب حدثني محمد بن فضالة عن خلاد بن
إبراهيم عن محمد بن قيس بن شماس قال توفي حسان في آخر ولاية معاوية
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبيد الله المرزباني
النحوي عليك بمدارسة الشعر فإنه أشرف الآداب وأكرمها وأنورها به يسخو الرجل
وبه يتظرف وبه يجالس الملوك وبه يخدم وبتركه يتضع ثم قالت انك إذا وردت
على الملك وجدت عنده النابغة وسأصرف عنك معرته وعلقمة بن عبدة وسأكلم
المعلاة أختي حتى ترد عنك سورته قال حسان (4) فقدمت على عمرو بن الحارث
فاعتاص علي الوصول إليه فقلت للحاجب بعد مدة أن أنت أذنت لي عليه وألا هجوت
اليمن كلها ثم انتقلت (5) عنها فأذن لي عليه فلما وقفت بين يديه وجدت النابغة

(1) زيادة لازمة.
(2) البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت.
(3) كتبت اللفظة فوق السطر.
(4) الخبر في الأغاني 15 / 158.
(5) الأغاني: ثم انقلبت عنكم.
419

جالسا عن يمينه وعلقمة جالسا عن يساره فقال لي يا ابن الفريعة قد عرفت
عيصك (1) ونسبك في غسان فارجع فإني باعث إليك بصلة سنية ولا احتاج إلى الشعر
فإني أخاف عليك هذين السبعين أن يفضحاك وفضيحتك فضيحتي وأنت اليوم لا
تحسن أن تقول
) رقاق النعال طيب حجزاتهم * يحيون بالريحان يوم السباسب (2)
فأبيت (3) فقلت لا بد منه فقال ذاك إلى عميك فقلت أسألكما بحق
الملك الحراب إلا ما قدمتماني عليكما فقالا قد فعلنا فقال هات فأنشأت أقول
والقلب وجل *
أسألت رسم الدار أم لم تسأل * بين الجوابي فالبضيع فحومل (4)
حتى أتيت على آخرها
فلم يزل عمرو بن الحارث يزحل (5) عن مجلسه سرورا حتى شاطر البيت وهو
يقول هذه والله البتارة التي قد بترت المدائح وهذا وأبيك الشعر لا ما تعللاني به منذ
اليوم يا غلام ألف دينار مرموحة فأعطيت ألف دينار وفي كل دينار عشرة دنانير ثم قال
لك علي مثلها في كل سنة
قم يا زياد بن ذبيان فهات الثناء المسجوع فقام النابغة فقال إلا أنعم صباحا آيها
الملك المبارك السماء غطاؤك (6) والأرض قطاؤك (7) ووالدي فداؤك والعرب
وقاؤك والعجم حماؤك والحكماء وزراؤك (8) والعلماء جلساؤك والمقاول

(1) العيص بالكسر: الأصل.
(2) البيت للنابغة الذبياني، ديوانه ط بيروت ص 22 والأغاني 15 / 158.
(3) الزيادة عن الأغاني.
(4) البيت في ديوانه ط بيروت ص 179.
أراد بالجوابي جابية الجولان، والجولان: ما بين دمشق إلى الأردن يسرة عن الطريق لمن يريد دمشق من
الأردن، والبضيع: جبل قصير أسود على تل بأرض البلسة بين سيل وذات الصنمين بالشام.
(5) أي يتنحى.
(6) الأصل " عطاؤك " والمثبت عن الأغاني.
(7) الأغاني: وطاؤك.
(8) الأغاني: جلساؤك " وسقطت اللفظة التالية منها.
420

شمارك (1) والعقل شعارك والحلم دثارك والسكينة مهادك والصدق رداؤك
واليمن حذاؤك والبر فراشك وأشراف (2) الاباء آباؤك وأطهر الأمهات أمهاتك
وأفخر الشبان أبناؤك واعف النساء حلائلك وأعلى البنيان بناؤك وأكرم (3) الأجداد
أجدادك وأفضل الأخوال أخوالك وأنزه الحدائق حدائقك وأعذب المياه مياهك قد
لازم الردن أو قد حالف الأضريح عاتقك ولاوم المسك مسكك (4) وقابل الصرو
ترائبك (5) العسجد قواريرك واللجين صحافك (6) والشهاد ادامك والخرطوم
شرابك والابكار (7) مستراحك والعبير تتواسك (8) والخير بفنائك والشر في ساحة
أعدائك والذهب (9) عطاؤك والف دينار مرموجة (9) انماؤك والف دينار موجوهة
ايتاؤك والنصر منوط بأبوابك (10) زين قولك فعلك وطحطح (11) عدوك عضبك
وهزم مغايبهم مشهدك وسار في الناس عدلك وسكن قوارع الأعداء ظفرك (12)
أيفاخرك ابن المنذر (13) اللخمي فوالله لقفاك خير من وجهه ولشمالك خير من يمينه
ولصمتك خير من كلامه ولأمك خير من أبيه ولخدمك خير من علية قومه فهب لي
أسارى (14) قومي واسترهن بذلك شكري فإنك من اشراف قحطان وأنا من سروات
عدنان
فرفع عمرو بن الحارث رأسه إلى جارية كانت على رأسه قائمة فقالت مثل ابن
الفريعة فليمدح الملوك ومثل زياد فليثن على الملوك وهذه القصيدة *

(1) كذا، وفي الأغاني: والمدارة سمارك والمقاول إخوانك.
(2) الأغاني: وخير.
(3) الأغاني: وأشرف.
(4) المسك بالفتح: الجلد.
(5) الأغاني: وجاور العنبر ترائبك.
(6) بالأصل: ضمانك " والمثبت عن الأغاني.
(7) بالأصل: الاركاد، والمثبت عن الأغاني.
(8) كذا، ولم أحله، وليست في الأغاني.
(9) عن الأغاني وبالأصل: والذهاب.
(10) الأغاني: بلوائك.
(11) طحطحه: بدده وفرقه.
(12) بالأصل، " وسكن بتاريخ أنبلا ظفرك " كذا، والعبارة المثبتة عن الأغاني.
(13) الأغاني: " المنذر اللخمي " بسقوط لفظة " ابن ".
(14) بالأصل " أثاري " والمثبت عن الأغاني.
421

أسألت رسم الدار أم لم تسأل * بين الجوابي فالبضيع فحومل
فالمرج مرج الصفرين فجاسم * فديار سلمى درسا لم تحلل (1)
دار لقوم قد أراهم مرة * فوق الأعزة عزهم لم يثقل
لله در عصابة نادمتهم * يوما بجلق في الزمان الأول
أولاد جفنة عند قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل *
مارية أمهم المفضل الذي يفضل ما ملك ومعنى حول قبر أبيهم أي هم آمنون
لا يبرحون ولا يخافون كما تخاف العرب وهم مخصبون لا ينتجعون *
يسقون من ورد البريص (2) عليهم * بردا (3) يصفق بالرحيق السلسل *
بردا أراد ثلجا يصفق بمرح الرحيق الخمرة البيضاء السلسل ينسل في الحلق
يذهب ويروى بردى ممال وهو نهر *
يسقون درياق المدام ولم تكن * تغدو ولائدهم لتقف الحنظل (4)
أي شرابهم في الأشربة بمنزلة الدرياق في الدواء
سمعت أبا عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة يقول درياق وترياق وطرياق
وقوله ولم تكن تغدو ولائدهم لنقف الحنظل أي هم ملوك يخدمون وهم في سعة لا
يحتاجون إلى ما يحتاج إليه العرب من نقف الحنظل وغيره *
بيض الوجوه كريمة أحسابهم * شم الأنوف من الطراز الأول *
شم الأنوف يقول هم أصحاب كبر وتيه والأشم المرتفع وانما خص الانف
بذلك لان الانفة والحمية والغضب فيه ولم يدر بذلك طول الانف والعرب تقول
شمخ بأنفه فضرب المثل بالأنف للكبر والعزة ومنه قوله عز وجل " سنسمه على
الخرطوم " (5)
وأنشدني أبو خليفة عن محمد بن سلام وأبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن

(1) مرج الصفرين: مرج بغوطة دمشق، وجاسم: قرية بطرف الجولان.
(2) البريص: نهر بدمشق.
(3) كذا بالأصل: " بردا " والديوان بردي: وهو نهر في دمشق، وسينبه المصنف إلى رواية الديوان.
(4) في الديوان: " درياق الرحيق... تدعي ولائدهم ".
(5) سورة القلم، الآية: 16.
422

عرفة عن ابن سلام يعني عبيد الله بن إسحاق بن سلام وأنشدني اليزيدي عن عمه
عن الأصمعي للفرزدق *
يا ظميا ويحك أني ذو محافظة * أنمي إلى معشر شم الخراطيم * (1)
وقوله من الطراز الأول يقول هم مثل ابائهم الاشراف المتقدمين الذين لا
تشبه خلائقهم وافعالهم هذه الأفعال المحدثة *
يغشون حتى لا تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل *
يقول أن منازلهم لا تخلو من الأضياف والطراف والعفاة فكلابهم لا تهر على من
يقصد منازلهم وهذا كما قال حاتم الطائي *
فإن كلابي قد أقرت وعودت * قليل على من يعتريني هديرها * (2)
وقوله لا يسألون عن السواد المقبل أي هم في سعة لا يبالون كم نزل بهم من
الناس ولا يهولهم الجمع الكثير وهو السواد إذا قصدوا نحوهم * فلبثت أزمانا طوالا فيهم * ثم ادكرت كأنني لم أفعل *
بقيت دهرا فيهم ثم انتقلت فتذكرت ما كنت فيه فكأنه شئ لم يكن فلم يبق إلا
الحديث والذكر يقول *
أما تري رأسي تغير لونه * شمطا فأصبح كالثغام الممحل * (3)
أما تري يخاطب امرأة والثغامة شجرة بيضاء نورها وورقها كأنها القطن يشبه
الشيب بها ومنه الحديث أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي قحافة يوم الفتح وكأن رأسه ثغامة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم غيروه [3014]
وقوله الممحل المحل قلة المطر والثغامة إذا قل المطر كان أشد لبياضها
لأنها تيبس وتجف فيخلص بياضها ولا تخضر *
فلقد يراني الموعدي وكأنني (4) * في قصر دومة أو سواء الهيكل *

(1) البيت في ديوان الفرزدق ط بيروت 2 / 181 والزيادة عنه للوزن.
(2) ديوان حاتم ط بيروت ص 63 وفيه: وإن كلابي قد أهرت... هريرها.
(3) في الديوان: " المحول ".
(4) الديوان: ولقد براني موعدي كأنني.
423

يقول كأن يراني الذي يتوعدني ويتهددني في العز والمنعة كأنني مع أولاد جفنة
بدومة الجندل وهو منزل بالشام وأصحاب الحديث يقولون بفتح الدال دومة الجندل
وأهل الاعراب بضم الدال وقوله سواء الهيكل أي وسط الهيكل والهيكل بيت
للنصارى يعظمونه *
ولقد شربت الخمر في حانوتها * صهباء صافية كطعم الفلفل
يسعى علي بكأسها متنطف * فيعلني منها وان لم انهل *
المتنطف (1) الذي في أذنه قرط ويروى بكأسها منتطق أي في وسطه منطقة
فيعلني يسقيني من بعد مرة والنهل الري ههنا والعلل الشرب الثاني ومنه الحديث
حدثنا الهيثم بن بحر العبسي وغيره نا بشر بن محمد السكري نا عبد الملك بن وهب
المذحجي عن الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي في قصة أم معبد وذكر
الحديث وفيه فسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من ابن الشاة حتى رووا وشرب آخرهم
وقال ساقي القوم آخرهم شربا [3015] فشربوا جميعا عللا بعد نهل وقال الشاعر وهو
رجل من الاعراب ونزل على قوم فسقوه فشكر فأنشأ يقول *
عللاني إنما الدنيا علل * واسقياني عللا بعد نهل *
ثم نحر ناقته فأطعم أصحابه لحمها وجعل يقول *
وانشلا ما اغبر من قدريكما * واسقياني أبعد الله الجمل *
حدثني بذلك أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة وأخبرنيه أبو طالب
محمد بن علي بن دعبل الخزاعي عن العباس بن هشام الكلبي عن أبيه نحو ذلك
قال ثم أصبح وأفاق من سكره فسأل عن جمله فقيل نحرته فجعل يبكي ويقول
وا رجلتاه
* أن التي عاطيتني فرددتها * قتلت قتلت فهاتها لم تقتل *
ويروى أن التي ناولتني (2) قتلت أي صب فيها الماء فمزجت فهاتها صرفا
غير ممزوج *

(1) بالأصل " المنتطف ".
(2) وهي رواية الديوان ص 181.
424

كلتاهما حلب العصير فعاطني * بزجاجة أرخاهما للمفصل *
قوله كلتاهما حلب العصير يعني الخمر والماء أرخاهما للمفصل أي الصرف
والمفصل بكسر الميم اللسان والمفصل واحد المفاصل *
بزجاجة رقصت بما في جوفها * رقص القلوص براكب مستعجل *
المعنى رقص ما في جوفها فيها ويروى في قعرها (1) *
حسبي أصيل في الكرام ومذودي * تكوي مواسمه جيوب المصطلي (2) *
مذوده لسانه يقول من اصطلي بناري أي من تعرض لي وسمت جنبه بلساني
أي بهجائي *
ولقد تقلدنا العشيرة أمرها * ونسود يوم النائبات ونعتلي *
يعني أن عشيرتهم تفوض أمرها إليهم وتطيعهم والتقليد ههنا الطاعة أنشدني أبو
عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة وأبو موسى النحويان في هذا المعنى *
فقلدوا امركم لله دركم * رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
ويسود سيدنا جحاجح سادة * ويصيب قائلنا سواء المفصل *
الجحاجح السادة فقال ساده سادة تأكيدا وقائلهم خطيبهم وسواء
المفصل وسط المفصل والسواء الوسط ومنه قوله عز وجل * " فاطلع فرآه في سواء
الجحيم " (3) أي يفصل الخطة العظيمة والأمر العظيم *
وتزور أبواب الملوك ركابنا * ومتى نحكم في البرية نعدل
وفتى يحب الحمد يجعل ماله * من دون والده وان لم يسأل *
يعطي العشيرة حقها ويزيدها * ويحوطها في النائبات المفضل (4)
قال أنا أبو جعفر قال فحدثني أبو خليفة عن ابن سلام قال (5) ومن الشعر

(1) وهي رواية الديوان ص 181.
(2) في الديوان: " نسي أصيل... جنوب المصطلي ".
(3) سورة الصافات، الآية: 55.
(4) البيت ليس في ديوانه.
(5) طبقات الشعراء لابن سلام ص 87 - 88 وذكر أربعة أبيات، منها البيتان الواردان بالأصل.
425

الرائع الجيد ما مدح به حسان بن ثابت رضي الله عنه بني جفنة من غسان ملوك الشام في
كلمته *
لله در عصابة نادمتهم * يوما بجلق في الزمان الأول
يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل *
سمعت اليزيدي يحكي عن عمه قال ومن المختارات قصيدة حسان في بني جفنة
التي أولها *
أسألت رسم الدار أم لم تسأل
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن سعيد بن علي بن محمد الزنجاني أنا
أبو القاسم عبد الرحمن الصيدلاني الثقفي أنا أبو علي الحسن بن الحسن الفقيه
السجزي أنا (1) أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي نا أبو رجاء الغنوي
حدثني أبي حدثني عمر بن شبة حدثني هارون بن عبد الله الزبيري حدثني
يوسف بن عبد الله الماجشون عن أبيه قال قال حسان بن ثابت اتيت جبلة بن الأيهم
الغساني قد مدحته فقال لي يا أبو الوليد أن الخمر قد شفعتني فاذممها لعلي أرفضها
فقلت *
ولولا ثلاث هن في الكأس لم يكن * لها ثمن من شارب حين يشرب
لها نزق مثل الجنون ومصرع * دنئ وان العقل ينأى ويغرب *
فقال أفسدتها فحسنها فقال *
ولولا ثلاث هن في الكأس أصبحت * كأنفس مالا يستفاد ويطلب
أماتتها والنفس تظهر طيبها * على حزنها والهم يسلي فيذهب *
فقال لا جرم والله لأتركنها كذا قال الزبيري
أخبرنا أبو العز بن كادش اذنا ومناولة وقرأ علي اسناده وقال اروه عني أنا
أبو علي محمد بن الحسين الجازري أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (2) نا محمد بن

(1) الزيادة للايضاح.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 243.
426

سهل بن الفضل الكاتب نا أبو زيد يعني عمر بن شبة حدثني هارون بن عبد الله
الزهري وهو أبو يحيى هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير من ولد عبد الرحمن بن
عوف الزهري نا يوسف بن عبد العزيز بن الماجشون عن أبيه قال قال حسان بن
ثابت اتيت جبلة بن الأيهم الغساني وقد مدحته وكان حسان قد اشتكى فقال له ما
تشتهي يا أبا الوليد قال ما لا تقدرون عليه قال نتكلفه لك قال رطبات
مختلفات (1) من بنات ابن طاب فقال هذا ما لا يقدر عليه أحد ببلادنا هذه وقال له
يا أبا الوليد أن الخمر قد شغفتني فاذممها لعلي أرفضها (2) فقال (3) *
لولا ثلاث هن في الكأس لم يكن * لها ثمن من شارب حين يشرب
لها نزق مثل الجنون ومصرع * دنئ وان العقل ينأى ويعزب *
فقال أفسدتها فحسنها فذكر مثل البيتين المتقدمين سواء فقال لا جرم لا
أدعها أبدا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري قال قال حسان بن
ثابت في يوم اليرموك (4) *
لمن الدار اقفرت بمعان * بين أعلى اليرموك فالحفان (5)
والقريات من بلاس (6) فداريا * فسكان (7) القصور الدواني

(1) في الجليس الصالح: " محلقمان " والمحلقم من البلح ما بلغ الأرطاب ثلثيه. وابن طاب نخلة بالمدينة،
وقيل: ضرب من رطب.
(2) بالأصل: " أن قصهما " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) الأبيات ليست في ديوانه، وهي في الجليس الصالح.
(4) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 253 والأغاني 15 / 166 وبعضها في ص 154.
(5) الديوان: " فالخمان " وفي الأغاني: " فالصمان ".
معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء، والخمان: من نواحي البثنية من أرض
الشام.
(6) بالاس بلد بينه وبين دمشق عشرة أميال.
(7) في الديوان والأغاني: فسكاء " وهي قرية من قرى دمشق في الغوطة.
427

فقفا جاسم فأفنية الصفر * مغنى قبائل من يمان (1)
فصفين قد أزال خليد * فأفيق فجانبي حوران (2)
تلك دار الأنيس بعد عزيز * وحلول عظيمة الأركان
هبلت أمهم وقد هبلتهم (3) * يوم راحوا بالحارث الجولان
إذ دنا الفصح (4) فالولائد * ينظمن قعودا أكلة المرجان
لم يعلل بالمغافر والضب * ولم نقف حنظل الشريان
ذاك مغنى من آل جفنة في * الدهر وحق تصرف الأزمان *
قد أراني هناك حق مكين * عند ذي التاج مقعدي (5) ومكاني *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار
حدثني مصعب بن عبد الله قال قال حسان بن ثابت لموهب بن رياح الأشعري
حليف بني زهرة *
قد كنت اغضب أن أسب * فسبني عبد المقامة موهب بن رياح *
فقال موهب بن رياح يرد عليه *
من مبلغ حسان قولا معزبا * أني فلم انقص به ابن رياح
سميتني عبد المقامة كاذبا * وأنا السميدع والكمي سلاح
وأنا امرؤ في الأشعرين مقاتل * وبنو لؤي أسرتي وجناحي *
فقال حسان
* نجمت بني تيم فأغضبني سفيههم * وزهرة لا تزداد إلا تماديا *
يريد بقوله نجمت بني تيم فأغضبني سفيههم مسافع بن عياض بن صخر بن

(1) رواية في الديوان:
فحمى جاسم فأوديه... وهجان
(2) ليس في الديوان.
(3) الديوان: ثكلتهم يوم حلو بحارث الجلان.
(4) بالأصل " الفسح: " والمثبت عن الديوان والأغاني، والفصح عيد من أعياد النصارى واليهود.
(5) الديوان: مجلسي.
428

عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة الذي قال فيه حسان (1)
يا آل تيم إلا تنهون جاهلكم * قبل القذاف بضم كالجلاميد *
فقال عبد الرحمن بن عوف لحسان بن ثابت خذ مني ثمن موهب بن رياح عبد
مقامة واكفف عنه فأخذ ذلك منه وكف عنه وقد كان حسان يجبن في آخر عمره
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله أنا محمد بن علي بن شكرويه
أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا علي بن أحمد
الواسطي نا إسحاق يعني الفروي قال حدثتنا أم عروة بنت جعفر بن الزبير بن
العوام عن أبيها جعفر عن الزبير بن العوام عن أمه صفية بنت عبد المطلب قالت
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد (2) خلفني أنا ونساءه في اطم يقال له فارع عند المسجد
فأدخلنا فيه ومعنا حسان بن ثابت فترقى إلينا يهودي من اليهود حتى أطل علينا في
الأطم فقلت لحسان بن ثابت قم إليه فاقتله فقال ما ذاك في لو كان ذلك في لكنت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت فاربط السيف على ذراعي فربطه فقمت إليه حتى قطعت
رأسه فقلت فخذ بإذنه فارم به عليهم فسقطوا فهم يقولون لقد ظننا أن محمدا لم يكن
ليترك أهله خلوفا لا رجل معهم وكذا رواه محمد بن الحسن المخزومي المدني عن أم
عروة
أخبرناه أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا
البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان
الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب عن محمد بن الحسن
المخزومي حدثتني أم عروة عن أبيها عن جدها الزبير قال لما خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه يوم أحد بالمدينة خلفهم في فارع فيهن صفية بنت عبد المطلب
وخلف فيهم حسان بن ثابت فأقبل رجل من المشركين ليدخل عليهن (3) فقالت صفية
لحسان عندك الرجل فجبن حسان عنه وأبى عليها فتناولت صفية السيف فضربت به

(1) البيت في ديوانه ص 75.
(2) كذا بالأصل وسير الاعلام 2 / 521، قال الذهبي: " فقوله يوم أحد وهم " والصواب يوم الخندق. وسينيه
المصنف في آخر الخبر التالي إلى هذا الوهم. (3) كذا.
429

المشرك حتى قتلته فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لصفية بسهم كما يضرب
للرجال وروي عن أم عروة عن صفية
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا محمد بن
إسحاق بن مندة أنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل نا أحمد بن خيثمة نا
إسحاق بن محمد الفروي قال حدثتنيه أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها عن
جدتها صفية بنت عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى أحد جعل نساءه في اطم
يقال له فارع وجعل معهن حسان بن ثابت فكان حسان ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد على
المشركين شد معه وهو في الحصن فإذا رجع رجع وانه قال فجاء إنسان من
اليهود فرقي في الحصن قال حتى اطل علينا فقلت لحسان قم فاقتله فقال ما ذاك في
لو كان في ذاك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت صفية فقمت إليه فضربته حتى قطعت
رأسه فلما طرحته قلت لحسان قم إلى رأسه فاطرحه على اليهود وهم أسفل الحصن
فقال والله ما ذاك في قالت فأخذت رأسه فرميت به عليهم فقالوا قد والله علمنا أن
هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا (1) ليس معهم أحد قالت فتفرقوا فذهبوا
وقوله يوم أحد وهم إنما ذلك يوم الخندق كذلك روي من وجه آخر عن
صفية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن
مهدي أنا أبو العباس أحمد بن حمد بن عبدة نا أحمد بن يحيى الصوفي نا
عبد الرحمن بن شريك نا أبي نا محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن الزبير
عن أبيه عن صفية بنت عبد المطلب أنها قالت كنا مع حسان بن ثابت في حصن فارع
والنبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فإذا يهودي يطوف بالحصن فخفنا أن يدل على عورتنا فقلت
لحسان لو نزلت إلى هذا اليهودي فإني أخاف أن يدل على عورتنا فقال يا بنت
عبد المطلب لقد علمت ما أنا بصاحب هذا قالت فتحزمت ثم نزلت فأخذت عمودا
فقتلته ثم قالت لحسان اخرج فاسلبه قال لا حاجة لي في سلبه وروي من وجه آخر
عن يحيى ولم يذكر صفية في اسناده
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر

(1) بالأصل " خوفا " والمثبت عن سير الاعلام.
430

المخلص أنا رضوان بن أحمد ح
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي واللفظ لحديثه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا نا أبو العباس محمد بن
يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال (1) كانت صفية بنت عبد المطلب في
فارع حصن حسان بن ثابت وكان حسان بن ثابت معنا فيه مع النساء والصبيان حيث
خندق النبي صلى الله عليه وسلم قالت صفية فمر بنا رجل من اليهود فجعل يطيف بالحصن وقد
حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها (2) وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيننا وبينهم أحد يدفع
عنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا
عنهم إذ اتانا آت فقلت لحسان أن هذا اليهودي يطيف بالحصن كما ترى ولا آمنه
أن يدل على عورتنا من ورائنا من يهود وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأنزل
إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب
هذا قالت صفية فلما قال ذلك احتجرت (3) وأخذت عمودا ثم نزلت من الحصن
إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ثم رجعت إلى الحصن فقلت يا حسان انزل فاسلبه
فإنه لم يمنعني أن أسلبه إلا أنه رجل فقال ما لي بسلبه من حاجة يا بنت
عبد المطلب (4).
قال ونا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن صفية بنت عبد المطلب مثله
أو نحوه وزاد فيه قال وهي أو امرأة قتلت رجلا من المشركين
وكذلك روي من وجه آخر عن عبد الله بن الزبير

(1) بهذا السند الخبر في سيرة ابن هشام 3 / 239 والأغاني 4 / 164 - 165 أسد الغابة 1 / 464 ودلائل النبوة
للبيهقي 3 / 442 - 443.
(2) عن المصادر، وبالأصل " بينهما ".
(3) أي شددت وسطي " قال أبو ذر في شرح السيرة: ومن رواه: اعتجرت، فمعناه: شددت معجري.
(4) عقب السهيلي بقوله: ومجمل هذا الحديث عند الناس على أن حسان كان جبانا شديد الجبن، وقد رفع هذا
بعض العلماء وأنكره وقال لو صح هذا لهجي به حسان فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري
وغيرهما وكانوا يناقضونه ويردون عليه، فما عيره أحد منهم بجبن ولا وسمه به.
ثم قال: وإن صح فلعل حسان أن يكون معتلا في ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال.
431

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو بكر بن المرزوقي وأبو الدر ياقوت بن
عبد الله مولى ابن البخاري قالوا أنا أبو محمد الصريفيني زاد ابن السمرقندي وأبو
الحسين بن النقور ح
وأخبرناه أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا (1) البنا قالوا أنا
أبو جعفر بن المسلمة قالوا أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا
الزبير بن بكار وحدثني علي بن صالح حدثني عبد الله بن مصعب وفي رواية ابن
المسلمة عن جدي عبد الله بن مصعب عن أبيه قال (2) كان ابن الزبير حدث انه كان
في فارع اطم حسان بن ثابت مع النساء يوم الخندق ومعهم عمر بن أبي سلمة قال ابن
الزبير ومعنا حسان بن ثابت ضاربا وتدا في ناحية (3) الأطم فإذا حمل أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد ابن الصريفيني (4) وابن النقور على المشركين وقالوا حمل على
الوتد فضربه بالسيف وإذا اقبل المشركون انحاز عن الوتد حتى كأنه يقاتل قرنا يتشبه
بهم كأنه يرى أنه يجاهد حين جبن قال واني لأظلم ابن أبي سلمة وهو أكبر مني
بسنتين فأقول له تحملني على عنقك حتى انظر فإني أحملك إذا نزلت قال فإذا
حملني ثم سألني أن يركب قلت هذه المرة أيضا قال واني لأنظر إلى أبي معلما بصفرة
فأخبرته بعد أبي قال وأين أنت حينئذ قلت على عنق ابن أبي سلمة يحملني فقال
أما والذي نفسي بيده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ ليجمع لي أبويه (5) قال ابن الزبير
وجاءنا يهودي يرتقي إلى الحصن فقالت صفية لحسان عندك يا حسان وفي حديث
ابن المزرفي (6) دونك يا حسان قال لو كنت مقاتلا كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقالت صفية
له اعطني وفي حديث الصريفيني وابن النقور إياه فلما ارتقى اليهودي ضربته حتى
قتلته ثم احتزت رأسه فأعطته حسانا وقالت طوح به فإن الرجل أشد رمية من المرأة
تريد أن ترعب أصحابه قال الصريفيني في روايته قال ونا الزبير حدثني محمد بن

(1) بالأصل " بن " خطأ.
(2) الخبر في الأغاني 4 / 165 - 166.
(3) في الأغاني: آخر الأطم.
(4) بالأصل " الصيرفيني " خطأ، والمثبت وقد مر قريبا.
(5) يعني أنه كان صلى الله عليه وسلم يقول له: فداك أبي وأمي.
(6) بالأصل " المزرقي " والصواب بالفاء وقد مر.
432

الضحاك عن أبيه الضحاك بن عثمان الحزامي قال لما كان من أمر صفية وحسان
واليهودي ما كان بلغنا انهم ذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أقصى نواجذه وما رأيته ضحك
من شئ قط ضحكه منه
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبو القاسم غانم بن محمد عن أبي
علي الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني اخبرني محمد بن الحسن
الأعرج عن البرتي عن ابن الكلبي أن حسان بن ثابت كان لسنا شجاعا فأصابته علة
أحدثت فيه الجبن فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا شهده
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري وأبو علي بن
المسلمة وعمر بن عبيد الله بن عمر البقال وأبو الوفاء طاهر بن الحسين القواس
وعاصم بن الحسن وأبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري النقيب ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد بن طاوس وأبو الكرم المبارك بن
الحسن بن أحمد بن الشهرزوري وأبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني وزوجه
شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة (1) قالوا أنا أبو الفوارس طراد بن محمد قالوا أنا
هلال بن محمد ح
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي
قالا أنا الحسين بن يحيى بن عياش نا أبو الأشعث نا حماد بن زيد عن يزيد بن
حازم عن سليمان بن يسار قال رأيت حسان بن ثابت وله ناصية قد سدلها بين
عينيه وفي حديث ابن مهدي نسلها
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي ح
وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبو يعلي قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن
علي المقرئ أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش في تسمية العميان من
الاشراف (2) حسان بن ثابت

(1) ترجمتها في سير أعلام النبلاء 2 / 542.
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
433

أخبرنا أبو الغالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا
أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن
خياط قال مات معاذ بن عفراء وكعب بن مالك وأبو رافع وحسان بن ثابت أيام علي
رضي الله عنهم (1)
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهيثم بن عدي وأبو موسى محمد بن المثنى
والمدائني وفي سنة أربعين مات أبو رافع وحسان بن ثابت والأشعث بن قيس
وكعب بن مالك وأبو مسعود عقبة بن عمرو قال ابن زبر حسان بن ثابت بن المنذر بن
حرام بن حديلة ويكنى أبا الوليد ذكر الواقدي انه مات ابن عشرين ومائة سنة ذكر
ابن زبر أسانيدهم في أول كتابه
أنبأنا أبو سعد المطرز أنا أبو نعيم الأصبهاني نا سليمان بن أحمد الطبراني نا
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي نا عبد الملك بن هشام عن زياد بن عبد الله
البكائي عن محمد بن إسحاق قال توفي حسان بن ثابت سنة أربع وخمسين (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن
البسري أنا أبو طاهر المخلص إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد
السكري اخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة اخبرني أبو محمد بن المغيرة
حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة أربع وخمسين فيها توفي حكيم بن حزام
وأبو يزيد وحوشب بن عبد العزى وسعيد بن يربوع المخزومي وحسان بن ثابت
الأنصاري (3) ويقال أن هؤلاء الأربعة ماتوا وقد بلغ كل واحد منهم عشرين ومائة
سنة
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسن محمد بن محمد بن
مخلد أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (4) الصيدلاني أنا محمد بن الحسين بن

(1) يعني أيام قتل، وقد وردت أسماؤهم في سنة مقتل الامام على سنة أربعين، انظر تاريخ خليفة بن خياط
ص 202.
(2) انظر سير الاعلام 2 / 522.
(3) انظر تهذيب التهذيب 1 / 771.
(4) ضبطت عن التبصير.
434

محمد الزعفراني نا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا المدائني قال توفي حسان بن ثابت وهو
ابن مائة وأربع سنين محجوبا
1264 حسان بن سليمان
أبو علي الساحلي
سمع الثوري والأوزاعي ببيروت
روى عنه أبو حفص عمر بن الوليد الصوري
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسيد بن عمار عن عبد العزيز الكتاني أنا أبو
محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم قالوا
أنا أبو الطيب علي بن محمد نا خالد بن يزيد الأمام حدثني عمر بن الوليد أبو حفص
الصوري حدثني حسان بن سليمان أبو علي قال كنت رفيقا لسفيان الثوري زمانا
فحبب إلي الرباط فقلت يا أبو عبد الله انه قد حبب إلي الرباط وقد أحببت أن ترتاد
لي موضعا احبس فيه نفسي بقية أيامي فقال لي أن الأوزاعي بالشام فأته فإنه لن
يدخر عنك نصيحة فأتيت بيروت فبت بها فلما صليت الغداة مع (1) الجماعة قلت
لرجل إلى جانبي أيهم الأوزاعي فأشار إلي بيده وكان مستقبل القبلة وكان إذا صلى
لم يلتفت عن القبلة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت أسند ظهره إلى القبلة فمن سأله
عن شئ أجابه فقال إن يكن عند أحد خبر من سفيان فعند هذا الرجل فتقدمت
فسلمت عليه فقال لي كيف تركت أخي سفيان فقلت له بخير وهو يقرئك السلام
فقلت له يا أبا عمر أني كنت رفيقا لسفيان زمانا وانه حبب إلي الرباط فسألته أن يرتاد
لي موضعا احبس فيه نفسي بقية أيامي فقال لي إن الأوزاعي بالشام فائته فإنه لن يدخر
عنك نصيحة فأتيتك لترتاد لي موضعا أحبس فيه نفسي بقية أيامي فقال عليك بصور
فإنها مباركة مدفوع عنها الفتن يصبح فيها الشر فلا يمسي ويمسي فيها الشر فلا
يصبح بها قبر نبي في أعلاها فقلت له يا أبا عمرو تشير علي بسكنى صور وقد
سكنت بيروت فقال لي سبق المقدور ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما
عدلت بها

(1) قوله: " الغداة مع " استدركت عن هامش الأصل.
435

رواه أبو محمد بن عطية عن أبي علي بن أبي نصر عن أبي الطيب علي بن
معروف الصوري عن خالد بن يزيد الإمام والله أعلم
1265 حسان بن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري
ولي إمرة البصرة خلافة لعمر بن هبيرة الفزاري له ذكر
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (1) ولى يزيد بن
عبد الملك عمر بن هبيرة الفزاري العراق فقدم سنة ثلاث ومائة فولى البصرة سعيد بن
عمرو الحرشي ثم حسان بن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري من أهل دمشق ثم
فراس بن سمي الفزاري وهو زوج أم عمر بن هبيرة حتى مات يزيد
1266 حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن محرز
ابن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد
ابن تجيب وهي أمه وأبو أشرس بن شبيب بن السكون
ابن أشرس بن كندة الكندي ثم التجيبي المصري
سمع عطاء بن أبي رباح وولي امرة مصر من قبل هشام بن عبد الملك وعزل
عنها ثم وفد على مروان بن محمد بعد ذلك إلى دمشق فولاه مصر فكتب إلى
خير بن نعيم الحضرمي باستخلافه عليها إلى حين قدومه فسلم حفص بن الوليد الأمير
بها الأمر إلى خير بن نعيم إلى أن قدم حسان سنة سبع وعشرين ومائة يوم السبت لثنتي
عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة فوثب به الجند بعد استقراره بها فأخرجوه عنها
فهرب منهم وكانت ولايته عليها ستة عشر يوما ذكر جميع ذلك أبو عمر محمد بن
يوسف الكندي (2) إلا ولايته عليها لهشام فإنه ذكرها غيره
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث وفي سنة
ثلاث وعشرين ومائة غزا حسان بن عتاهية على أهل مصر وغزا أهل الشام على الجماعة

(1) تاريخ خليفة ص 332.
(2) ولاة مصر للكندي ص 109 - 110.
436

كلثوم بن عياض وفي سنة سبع وعشرين ومائة أمر أمير المؤمنين مروان حسان على أهل
مصر ونزع حفصا في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة ثم تراءى بحسان أهل مصر
فنزعوه وأمروا عليهم حفص بن الوليد مستهل رجب
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل بن سليم قالا أنا
أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة قال لنا أبو سعيد بن يونس
حسان ح
وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) واما خزز
أوله خاء مضمومة معجمة وبعدها زاي مفتوحة وزاي أخرى حسان بن عتاهية بن
عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن خزز (2) بن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن
سعد زاد ابن يونس التجيبي وقالا أمير مصر لهشام بن عبد الملك ولمروان بن
محمد قتله شرغبة بأمر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس سنة ثلاث وثلاثين ومائة
وكان فقيها قد جالس عطاء بن أبي رباح وسمع منه
1267 حسان بن عطية
أبو بكر المحاربي مولاهم (3)
روى عن أبي واقد الليثي وأبي الدرداء مرسلا وسعيد بن المسيب ونافع مولى
ابن عمر وأبي كبشة السلولي ومحمد بن المنكدر وعبد الرحمن بن سابط وأبي
منيب الجرشي (4) ومسلم بن مشكم ومسلم بن يزيد وعمرو بن شعيب وأبي صالح
الأشعري وأبي الأشعث الصنعاني ومحمد بن أبي عائشة وأبي قلابة
روى عنه الأوزاعي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ويزيد بن يوسف

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 456.
(2) الأصل: " حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن
خزز " والمثبت عن الاكمال.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 473 ميزان الاعتدال 1 / 479 حلية الأولياء 6 / 70 سير أعلام النبلاء
5 / 466 والوافي بالوفيات 11 / 363 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) بالأصل " الحرشي " والصواب والضبط، نصا، عن تقريب التهذيب.
437

والربيع بن حظيان وأبو غسان محمد بن مطرف وأبو معيد (1) حفص بن غيلان
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو سعيد الحسن بن
جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد
الحراني نا حي بن عبد الله البابلتي نا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية عن أبي
واقد الليثي انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نكون في ارض أتصيبنا المخمصة فما يحل لنا
منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم تغتبقوا ولم تصطبحوا ولم تجتفئوا بقلا فشأنكم بها
وقال أبو شعيب وليس هو كما قال تجتفئوا (2) وانما هو تختفئوا بقلا أي تظهروه
وقال امرؤ القيس *
خفاهن من انفاقهن كأنما * خفاهن من ودق سحاب تجلت * (3)
يصف أن المطر استخرج هذه اليرابيع من جحرتها وقد قرئ هذا الحرف " أن
الساعة آتية أكاد أخفيها " (4) أي أظهرها والعرب تقول أخفيت الشئ أي أظهرته
وأخفيته كتمته وهذا الحرف من الأضداد وتكون الكلمة على وجهين (5)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (6) أنا أبو طالب بن غيلان نا أبو بكر الشافعي
نا محمد بن غالب نا علي بن الجعد نا أبو غسان محمد بن مطرف ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصيرفيني أنا أبو القاسم بن
حبابة ح
وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي قالا
أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا علي بن الجعد أنا أبو غسان عن (7) حسان بن

(1) بالأصل " أبو معبد " والصواب عن تهذيب التهذيب 1 / 569، وضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
(2) بالأصل " تختفئوا وإنما هو تجتنبوا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 305.
(3) كذا بالأصل، والبيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 69 برواية:
خفاهن... خفاهن ودق من عشي مجلب
من قصيدة بائية مطالعها:
خليلي مرا بي علي أم جندب * نقص لبانات الفؤاد المعذب
(4) سورة طه، الآية: 15.
(5) غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبتناه.
(6) بالأصل " الحسين " خطأ، وقد مر قريبا.
(7) بالأصل " بن " خطأ، وأبو غسان هو محمد بن مطرف، وقد مر قريبا.
438

عطية عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء والعي شعبتان من الإيمان انتهى
حديث محمد بن غالب وزاد البغوي والبذاء والبيان شعبتان من النفاق [3016]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة حسان بن عطية دمشقي
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن
محمد اخبرني أبي نا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس نا الحسن بن محمد بن
بكار بن بلال قال قال أبو مسهر حسان بن عطية محاربي من أهل الساحل من أهل
بيروت من الفرس مولى المحارب
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام عن علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية نا محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا
الحوطي (1) نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال كان حسان بن عطية ببيروت
بالساحل سمعت يحيى بن معين يقول كان حسان بن عطية قدريا (2)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (3) حسان بن عطية الشامي عن ابن
سابط ونافع مولى ابن عمر وأبي صالح الأشعري وسعيد بن المسيب ومحمد بن
المنكدر سمع منه الأوزاعي وعبد الرحمن بن ثابت وسمع أبا كبشة السلولي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضيل جعفر بن يحيى أنا أبو نصر
الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله اخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن اخبرني

(1) يريد عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.
(2) انظر تهذيب التهذيب 1 / 473 وسير الاعلام 5 / 468 وعقب الذهبي قال: لعله رجع وتاب.
(3) التاريخ الكبير 2 / 1 / 33.
439

أبي قال أبو بكر حسان بن عطية روى عنه الأوزاعي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن (1) محمد بن الحسين الكلاباذي قال في تسمية
رجال الصحيح حسان بن عطية الشامي سمع أبا كبشة السلولي روى عنه الأوزاعي في
الهبة وذكر بني إسرائيل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا علي بن أحمد بن سليمان نا أحمد بن سعيد بن أبي
مريم نا خالد بن نزار قال قلت للأوزاعي حسان بن عطية عن من قال فقال لي
مثل حسان كنا نقول له عن من (2)
أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا
أبو نصر الزينبي أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق نا محمد بن السري بن
عثمان التمار نا أحمد بن عبد الخالق نا محمد بن كثير نا الأوزاعي عن حسان بن
عطية قال ما ابتدع قوم في (3) دينهم بدعة إلا نزع الله عز وجل منهم مثلها من السنة
ثم لا يردها عليهم إلى يوم القيامة
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا الفضيل بن يحيى أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا علي بن خشرم أنا
عيسى عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال امش ميلا وعد مريضا امش ميلين
وأصلح بين اثنين امش ثلاثة وزر في الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني العباس بن الوليد بن صبح (4)
السلمي الدمشقي قال قلت لمروان بن محمد (5) لا أرى سعيد بن عبد العزيز روى

(1) ما بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل.
(2) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 473.
(3) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 305.
(4) بالأصل " صبيح " خطأ والصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب، وضبطت فيها نصا بضم المهملة وسكون
الموحدة.
(5) هو مروان بن محمد بن حسان، أبو بكر الأسدي الدمشقي الطاطري ترجمته في سير الاعلام 9 / 510.
440

عن عمير بن هانئ شيئا ولا عن حسان بن عطية فقال كان عمير بن هانئ وحسان بن
عطية أبغض إلى سعيد من النار قلت ولم قال أو ليس هو القائل على المنبر حين
بويع ليزيد يعني ابن الوليد سارعوا إلى هذه البيعة إنما هما هجرتان هجرة إلى الله
والى رسوله هجرة إلى يزيد
قال واما حسان بن عطية فكان سعيد يقول هو قدري قال مروان فبلغ
الأوزاعي كلام سعيد في حسان فقال الأوزاعي ما أغر سعيدا (1) بالله ما أدركت أحدا
أشد اجتهادا ولا اعمل منه (2) وقال مولد حسان بن عطية بالبصرة ومنشؤه ههنا
قال وحدثني سعيد بن أسد نا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال سمعت
يونس بن سيف يقول ما بقي من القدرية إلا كبشان حدهما حسان بن عطية (3)
أخبرنا الفقيه أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو الدحداح
أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا أحمد بن عبد الواحد بن عبود أبو عبد الله
الدمشقي نا محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال من
أطال قيام الليل هون الله عليه قيام يوم القيامة
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (4) نا أحمد بن إسحاق نا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو مسهر نا عقبة (5) عن الأوزاعي
قال ما رأيت أحدا أكثر (6) عملا منه في الخير يعني حسان بن عطية
قال ونا سليمان بن أحمد نا إبراهيم بن محمد بن عوف (7) الحمصي نا
عمرو بن عثمان نا عبد الملك بن محمد الصنعاني عن الأوزاعي قال كان حسان بن
عطية يتنحى إذا صلى العصر في ناحية المسجد فيذكر الله حتى تغيب الشمس (8).

(1) بالأصل " سعيد " والصواب ما أثبت.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء د / 467 وتهذيب التهذيب 1 / 473.
(3) سير أعلام النبلاء 5 / 467.
(4) الخبر في حلية الأولياء 6 / 70 وسير أعلام النبلاء 5 / 467.
(5) بالأصل " أبو عقبة " والمثبت عن الحلية.
(6) بالأصل: كثير " والمثبت عن الحلية.
(6) بالأصل " كثير " والمثبت عن الحلية.
(7) في الحلية 6 / 70 عرق.
(8) والخبر أيضا في تهذيب التهذيب 1 / 473 وسير الاعلام 5 / 467.
441

قال ونا أحمد بن إسحاق نا عبد الله بن سليمان نا عباس بن الوليد اخبرني
أبي قال سمعت الأوزاعي يقول كانت لحسان غنم فلما سمع في المنائح (1) الذي
سمع تركها قلت للأوزاعي كيف الذي سمع قال يوم له ويوم لجاره (2).
قال ونا سليمان بن أحمد ثنا احمد (3) بن المعلى [ح]
قال ونا أحمد بن إسحاق نا عبد الله بن سليمان قالا نا محمود بن خالد نا
عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن حسان انه كان يقول اللهم أني أعوذ بك من
شر الشيطان ومن شر ما تجري به الأقلام وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري وأعوذ
بك أن تجعل غيري أسعد ما أتيتني مني وأعوذ بك أن أتقوت بشئ من معصيتك عند
ضر ينزل بي وأعوذ بك أن أتزين للناس بشئ يشينني عندك وأعوذ بك أن أقول قولا
ابتغي به غير وجهك اللهم اغفر لي فإنك بي عالم ولا تعذبني فإنك علي قادر لفظهما
سواء
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر نا أبو بكر البيهقي نا أبو علي الروذباري أنا
الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي أنا أبو حاتم الرازي نا عبد الرحيم بن مطرف
أنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال حسان بن عطية ما عادى عبد ربه بشئ أشد
عليه من أن يكره أو من يذكره
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر أحمد بن علي أنا أحمد بن إبراهيم
الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد
الدارمي يقول وسألته يعني يحيى بن معين عن حسان بن عطية كيف حاله فقال ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن
الحسن قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد بن
صالح حدثني أبي احمد قال (4) حسان بن عطية شامي ثقة

(1) المنائح جمع منيحة وهي العطية.
(2) الخبر في الحلية 6 / 71 وسير الاعلام 5 / 467.
(3) سقطت من الأصل، مضطرب السند، والزيادة عن حلية الأولياء 6 / 73.
(4) تاريخ الثقات للعجلي ص 112.
442

أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة أنا
عبد الرحمن بن عمر الخلال إجازة أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز
الهاشمي نا أبو علي حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله حسان بن عطية ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا أبو طاهر الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا
أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) حسان بن عطية الشامي أبو بكر روى عن سعيد بن
المسيب وعبد الرحمن بن سابط ونافع ومحمد بن المنكدر وأبي (2) منيب
الجرشي ومسلم بن مشكم وعمرو بن شعيب روى عنه الأوزاعي
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا عبد الجبار بن عبد الصمد أنا القاسم بن عيسى
العصار نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال حسان بن عطية يعني ممن يتوهم عليه
القدر
1268 حسان بن فروخ
من أهل البصرة وفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
روى عنه حصين
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم
الزاهد أنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
فيما كتب إلي اخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو
محمد عبد الله بن يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي
حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث نا حارث يعني ابن شداد نا حصين عن
حسان بن فروخ قال سألني عمر بن عبد العزيز عما تقول الأزارقة (3) فأخبرته فقال ما

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 236.
(2) بالأصل: " روي أبي " والمثبت: " وأبي " عن الجرح والتعديل.
(3) هم أصحاب نافع بن الأزرق، وكانوا أكثر فرق الخوارج عددا وأشدهم شوكة انظر في آرائهم ومعتقدهم
الفرق بين الفرق للبغدادي ص 56.
443

يقولون في الرجم قلت يكفرون به قال الله أكبر كفروا بالله ورسوله ثم ذكر
حديث ماعز بن مالك
1269 حسان بن كريب (1)
ابن يشرح بن عبد كلال بن كريب بن شرحبيل بن يريم
ابن فهد بن معدي كرب بن أبي شمر بن أبي كرب
ابن شراحيل بن معدي كرب بن فهد بن عريب
ابن شمر بن يرعش بن مالك بن مرثد بن نتوف بن هاعان
ابن شراحيل بن الحارث بن زيد بن ذي شوب
أبو كريب الرعيني المصري
روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي مسعود عقبة بن عمرو
وحوشب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي ذر الغفاري ويقال عن أبي النجم عن أبي ذر
روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله وواهب بن عبد الله المعافري
وكعب بن علقمة وعبد الله بن هبيرة السبائي وعياش بن عباس بن جابر بن ياسر
أبو عبد الرحمن (2) القتباني (3).
ووفد على معاوية
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا
جعفر بن عبد الله أنا محمد بن هارون نا محمد بن إسحاق أنا محمد بن أسد
الخشني نا الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة حدثني حسان بن
كريب قال سمعت أبا ذر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بمصر رجل من
قريش أخنس يلي سلطانا ثم يغلب عليه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بهم إلى
الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها فذلك (4) أول الملاحم رواه غيره عن الوليد
فأدخل بين حسان وأبي ذر أبا النجم [3017]

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 474.
(2) على هامش الأصل " الرحيم " وبجانبها كلمة صح، وفي ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 442 أبو
عبد الرحيم ويقال: أبو عبد الرحمن.
(3) القتباني ضبطت بكسر القاف وسكون المثناة (تقريب التهذيب).
(4) مختصر ابن منظور 6 / 308 فتلك أولى الملاحم.
444

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو بكر أنا أبو الفضل أحمد بن
عبد الله بن نصر بن هلال السلمي نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد نا ابن لهيعة
عن كعب بن (1) علقمة حدثني حسان بن كريب قال سمعت أبا النجم يقول سمعت
أبا ذر يقول إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس يلي سلطانا
ثم يغلب عليه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بهم الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها
فذاك أول الملاحم [3018]
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس العلوي وأبو الفضل أحمد بن محمد ثم
حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل قالا أنا أحمد بن الفضل أنا أبو عبد الله بن
مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس أبو النجم يروي عن أبي ذر الغفاري والحديث
معلول
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد نا أبو يحيى بن أبي مسرة نا عبد الله بن يزيد
المقري عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن حسان بن كريب أن غلاما
منهم توفي بحمص فوجد عليه أبوه أشد الوجد فقال له حوشب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا
أخبرك ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل ابنك أن رجلا من أصحابه كان له ابن قد
أدرك وكان يأتي مع أبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انه توفي فوجد عليه أبوه قريبا من ستة
أيام لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم لا أرى فلانا قالوا يا نبي الله أن ابنه توفي فوجد عليه فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه أتحب لو أن عندك ابنا كأحسن الصبيان وأكيسه أتحب لو أن عندك
ابنك كأجري للصبيان جراءة أتحب لو أن ابنك كهلا كأفضل الكهول وأسراه أو يقال
لك ادخل بثواب ما قد أخذنا منك ثم ذكر الحديث [3019]
قال ابن مندة هذا حديث غريب
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر حمد بن الحسين أنا محمد بن
المعروف أنا أبو سهل الأسفرايني أنا أبو جعفر الحذاء أنا علي بن المديني أنا

(1) بالأصل " عن " خطأ.
445

وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي
حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن حسان بن كريب عن علي بن أبي طالب انه كان
يقول القائل للفاحشة والذي يسمع لها في الاثم سواء
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا
أبو عمرو بن حمدان ح
وأخبرناه أبو منصور الحسين بن طلحة الصالحاني أنا إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ قال أنا أبو يعلى نا أبو موسى نا وهب بن جرير نا أبي قال
سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن حسان بن كريب
عن علي انه كان يقول القائل الفاحشة والذي يسمع في الاثم سواء (1)
وأخبرتناه عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنا سعيد بن
أحمد بن محمد بن نعيم ح
أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي المعروف بالرمي (2) أنا أبو العباس
السراج (3) نا قتيبة نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير انه سمع
حسان بن كريب يقول قال علي بن أبي طالب أن الذي قول الفاحشة والذي يسمعها
بمنزلة واحدة
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل أحمد بن محمد ثم حدثني أبو بكر
قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أبو سعيد بن يونس نا علي بن
الحسن بن قديد نا أحمد بن عمرو نا ابن وهب عن أبي شريح عن واهب بن
عبد الله عن حسان بن كريب أن عمر بن الخطاب سأله كيف تحسبون (4) نفقاتكم
قال قلنا إذا قفلنا من الغزو عددناها بسبع مائة وإذا كنا في أهلينا عددنا بعشرة فقال
عمر قد استوجبتموها بسبع مائة أن كنتم في الغزو وان كنتم في أهليكم

(1) كرر الخبر بالأصل.
(2) كذا.
(3) اسمه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 248.
(4) بالأصل: يحسبون مقاتلكم " والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 308.
446

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا
أبو محمد بن أبي نصر نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي (1) نا أبو
بكر محمد بن جعفر بن سفيان الرافقي نا موسى بن هارون نا المعافى بن عمران أنا
ابن لهيعة عن عياش بن العباس عن حيان (2) بن كريب قال كنا بباب معاوية ومعنا
أبو مسعود صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج رجل قد كساه معاوية برنسا فهنأه قوم فقال أبو
مسعود خذ من طيباتك وقال لآخر خذ من حسناتك كذا في الأصل والصواب
حسان بن كريب
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا
احمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (3) حسان بن كريب الحميري المصري عن علي
قوله روى عنه أبو الخير
كتب إلي أبو محمد (4) حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد ثم حدثني
أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو الفضل قالا أنا أحمد بن الفضل أنا أبو عبد الله بن
مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حسان بن كريب بن يشرح بن عبد كلال بن
عريب بن شرحبيل بن يريم بن فهد بن معدي كرب بن أبي شمر بن يرعش بن مالك بن
مرثد بن نتوف بن هاعان بن شراحيل بن الحارث بن زيد بن ذي شوب الرعيني يكنى
أبا كريب هاجر في خلافة عمر بن الخطاب وشهد فتح مصر وروى عن عمر بن
الخطاب حدث عنه مرثد بن عبد الله اليزني وواهب بن عبد الله المعافري
وعبد الله بن هبيرة السبائي وكعب بن علقمة التنوخي وغيرهم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال وحسان بن كريب
ثم ساق نسبه إلى ذي مثوب كما ذكر ابن يونس وزاد فقال ابن ذي مثوب بن

(1) ترجمته في سير الاعلام 15 / 478.
(2) كذا بالأصل، والصواب " حسان " وهو صاحب الترجمة، وسينبه المصنف إلى هذا الخطأ.
(3) التاريخ الكبير 2 / 31.
(4) سقطت من الأصل وكتبت بخط مغاير فوق السطر.
447

شرحبيل بن سجيعة بن تنوف بن ملكي كرب بن اليشرح يحصب بن اليشعر ثوير بن
رعين الرعيني ثم ساق باقي قول ابن يونس فيه
1270 حسان بن محمد
ممن شهد مع معاوية صفين وجعله على بعض العسكر
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة قال قال أبو عبيدة وكان
على قيس دمشق حسان بن محمد كذا قال خليفة (1)
وحكى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسن بن
علي ورجل آخر (2) انه حسان بن بحدل الكلبي وهو الصواب وهو حسان بن مالك بن
بحدل الكلبي يأتي بعد هذا
1271 حسان بن مالك بن بحدل
ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب
ابن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف
ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة
أبو سليمان الكلبي (3)
زعيم بني كلب ومقدمهم شهد صفين مع معاوية وكان على قضاعة دمشق
يومئذ وكان له مقدار ومنزلة عند بني (4) أمية وهو الذي قام بأمر البيعة لمروان بن
الحكم وقد كان يسلم عليه بالامرة قبل ذلك أربعين ليلة وكان له شعر وداره بدمشق

(1) كذا بالأصل، والذي في تاريخ خليفة بن خياط ص 196: وعلى قيس دمشق حسان بن بجدل الكلبي.
(2) اسمه محمد بن المطلب كما في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 205 وفيها ص 207: وعلى رجالة قيس
دمشق: همام بن قبيصة... وعلى قضاعة دمشق: حسان بن بحدل الكلبي.
(3) ترجمته في بغية الطلب 5 / 2235 وفي الطبري 5 / 531 - 533 والوافي بالوفيات 11 / 359 والكامل لابن
الأثير 4 / 145 وسير أعلام النبلاء 3 / 537.
وانظر في نسبه جمهرة أنساب العرب ص 456.
(4) بالأصل " أبي ".
448

وهي قصر البحادلة التي تعرف اليوم بقصر ابن أبي (1) الحديد اقطعه إياها معاوية (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي محمد بن حمد ونا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حسان بن
مالك بن بحدل الكلبي أبو سليمان
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال مات يزيد يعني ابن
معاوية وعلى الأردن حسان بن مالك بن بحدل وضم إليه فلسطين فولى حسان بن
مالك روح بن زنباع فلسطين (3)
ذكر أبو محمد أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري حدثني عباس بن هشام
الكلبي عن أبيه عن جده قال سلم على حسان بن مالك بن بحدل أربعين ليلة
بالخلافة ثم سلمها إلى مروان (4) وقال *
فألا يكن منا الخليفة نفسه * فما نالها إلا ونحن شهود * (5)
وقال بعض الكلبيين *
نزلنا لكم عن منبر الملك بعدما * ظللتم وما أن تستطيعون منبرا *
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسن بن الطيوري انا أبو الحسن بن
العتيقي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالا أنا
الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد حدثني أبي عبد الله بن صالح قال كان يقال لم
تهيج الفتن بمثل ربيعة ولم تلب الترات بمثل تميم ولم يؤيد الملك بمثل كلب ولم

(1) وهي داخل البابين الشرقي وتوما، قام في موضعه المدرسة المجاهدية القليجية (انظر الاعلاق الخطيرة.
قسم دمشق ص 243).
(2) بغية الطلب 5 / 2235 نقلا عن ابن عساكر.
(3) الخبر ليس في تاريخ خليفة بن خياط المطبوع، ونقله عنه ابن العديم 5 / 2236 ومختصر ابن منظور
6 / 309.
(4) وذلك بعد مرعكة مرج راهط بين مروان بن الحكم والضحاك بن قيس ومقتل هذا الأخير، وإثر مؤتمر الجابية
الذي توافقت فيه الأجنحة الأموية المتصارعة على تولية مروان بن الحكم الخلافة.
(5) البيت في بغية الطلب 5 / 2235 وسير الاعلام 3 / 537.
449

ترع الرعايا بمثل ثقيف ولم يجب الخراج بمثل اليمن رواه غيره عن العجلي عن
الحكم بن عوانة عن أبيه
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات
عبد الوهاب بن المبارك أنا أحمد بن الحسن الباقلاني قالا أنا أبو علي بن شاذان
أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي [* * * *]
قال وأنا طراد بن محمد أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباد (1) أنا حامد بن
محمد بن عبد الله الرفاء قالا أنا علي بن عبد العزيز نا أبو عبيد حدثني نعيم بن
حماد عن ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة قال خاصم حسان بن مالك عجم
أهل دمشق إلى عمر بن عبد العزيز في كنيسة كان فلان وسمى رجلا من الأمراء اقطعه
إياها فقال عمر إن كانت من الخمس العشرة كنيسة التي في عهدهم فلا سبيل إليها
1272 حسان بن النعمان
ويقال انه ابن المنذر الغساني النصري (2)
حدث عن عمر بن الخطاب
روى عنه أبو قبيل حي بن يؤمن (3)
وكان غزاء وولي فتوحا بالمغرب ووفد على معاوية وعلى عبد الملك بن
مروان وكانت له بدمشق دار
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة قال (4) سنة سبع
وخمسين فيها وجه معاوية حسان بن النعمان الغساني إلى إفريقية فصالحه من يليه من
البربر ووضع عليها الخراج (5) فلم يزل عليها حتى مات معاوية

(1) كذا بالأصل، وفي بغية الطلب: " البادا " والصواب: البادي، وقد مر
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 360 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
المصري، وأما كنية حي بن يؤمن فهي أبو عشانة. فثمة تصحيف، انظر ترجمتيهما في تهذيب التهذيب
2 / 45 و 46 ولم يرد فيهما أن أحدهما يروي عن حسان بن النعمان.
(4) انظر تاريخ خليفة ص 224 حوادث سنة 57.
(5) انظر تاريخ الاسلام للذهبي 3 / 151.
450

قال خليفة وفيها يعني سنة ثمان وسبعين (1) قفل حسان بن النعمان الغساني من
القيروان واستخلف سفيان بن مالك الثقفي (2) وقدم على عبد الملك فرده إلى إفريقية
وزاده أطرابلس فقدم على عبد العزيز بن مروان مصر فلم ينفذه وولى موسى بن
نصير فقدم حسان على عبد الملك فأمره بلزوم بيته
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر اللالكائي أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث وفيها يعني
سنة اثنتين وسبعين غزا حسان بن النعمان رأس القيح (3)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال وفيها يعني
سنة أربع وسبعين أغزا عبد الملك حسان بن النعمان الغساني المغرب فانتهى إلى موضع
القيروان (4) فخلف بها خيلا فبعثت الكاهنة ابنها فأجلى الخيل وخرج في طلب
فلقوا حسان بنهر البلا (5) فانهزم حسان فحصروه في عسكره حتى أكل الدواب ثم خرج
عليهم فأفرجوا له فخرج إلى الزاب (6) فغلقت الحصون دونه فنزل بقصور حسان (7)
وكتب إلى عبد العزيز يستمده فأمده بجمع كثير فسار إلى الكاهنة فانهزمت فبعث
عبيد بن أبي هثان الحميري في طلبها فقتلها ببلاد طببة (8) وقتل ابنها وفتح حصونا
وصالح الأفارقة والسرير من لدن الزاب إلى أطرابلس ثم نزل القيروان ثم بعث إلى فاس
خيلا فافتتحها وبنى مسجد القيروان في شهر رمضان سنة أربع وسبعين (9)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 277 حوادث سنة 78 وانظر تاريخ الاسلام الذهبي 3 / 151.
(2) قوله: " واستخلف سفيان بن مالك الثقفي " سقط من تاريخ خليفة.
(3) كذا ولم أجدها.
(4) كذا ولم يرد هذا الخبر في تاريخ خليفة.
(5) كذا.
(6) كذا.
(7) وهي قصور بناها حسان، وسميت باسمه، وهي في موضع في عمل برقة (البيان المغرب 1 / 36).
(8) كذا.
(9) الذي في لبيان المغرب لابن عذاري 1 / 34 أن حسان قدم أفريقيا سنة 78 أقام أولا في مصر، ثم كتب إليه
عبد الملك يأمره بالنهوض إلى أفريقا "... وأخرج إلى بلاد أفريقيا، على بركة الله وعونه ".
وفيها 1 / 38 أن ه انصرف إلى مدينة القيروان بعد قتله الكاهنة في شهر رمضان سنة 82.
451

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث وفيها يعني سنة
ثمان وسبعين قفل حسان بن النعمان من إفريقية وفيها يعني سنة ثمانين غزا حسان بن
النعمان بأهل الشام النمر (1)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس أنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب
الكندي اخبرني عبد الوهاب عن علي بن قديد عن يحيى بن عثمان عن النصيري
قال قدم حسان بن النعمان الغساني من إفريقية وكان أميرا عليها يريد إلى عبد الملك
وكان عبد العزيز قد ولى على برقة عبدا له يقال له تليد فكبر على أهل برقة أمامه عندهم
وبها اشراف الناس فكتب عبد العزيز إليه يوقفه وقفل حسان من عند عبد الملك بولاية
المغرب (2) فقال له عبد العزيز اندفع لي عن ولاية برقة فإن بها تليدا فأبى ذلك حسان
فدعا عبد العزيز موسى بن نصير فعقد له على إفريقية في صفر سنة تسع وسبعين فتجهز
موسى وحمل الأموال وخرج إلى المغرب فقال أبو عتيك *
أقول لأصحابي عشية جاءنا * بغير الذي نهوى البريد المبشر
الاما الذي غال ابن نعمان دوننا * فقال متاح الحين والخير يقدر
فقلت ولم أملك سوابق عبرة * فنعم الفتى المعزول والمنتظر
فإن يك هذا الدهر جاء بعزلة * عليه فإن الدهر بالمرء يعثر *
وقال أبو زمعة الحميري *
عجبت لحسان وتضليل رأيه * وما كان حسان لتلك بأخيل
عشية لا يعطي ابن مروان سؤله * لكي يدرك العليا فأضحى بأسفل
ويقسم لا يؤتيه برقة طائعا * وفي الطوع لولا حينه دفع معضل
فما راعه إلا بتمزيق عهده (3) * وبابن نصير في الجنود مرفل

(1) كذا.
(2) وكان ذلك سنة ثمان وسبعين، كما يفهمه من عبارة الكندي (ولاة مصر ص 74).
(3) وكان حسان بن النعمان قدم أفريقيا بعهد بولاية المغرب، فعزله عبد العزيز بن مروان وولى مكانه موسى بن
نصير أمر المغرب كله.
452

فدونكها موسى بغير تطلب * ودونك يا حسان فاعضض بجندل *
فلما دخل موسى بجنده إفريقية قال رجل من خولان يقال له عبيد الله بن عوف *
كنا نؤمل حسانا وامرأته حتى اتانا أمير غير حسان *
النصر يقدمه والحزم سابقه عف الخلائق ماض غير وسنان *
الحق تثبته والعدل سيرته جزل المواهب معط غير منان
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو
بكر اللفتواني أنا أبو الفضل قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حسان بن النعمان الغساني صاحب فتوح المغرب
حدث عنه أبو قبيل وكان ممن شهد فتح مصر وله رواية عن عمر بن الخطاب توفي
سنة ثمانين (1) بأرض الروم
1273 حسان بن وبرة
والصحيح انه حيان بن وبرة يأتي بعد أن شاء الله
1274 حسام بن ضرار بن سلامان
ابن خثيم بن جعول بن ربيعة بن حسن بن ضمضم
ابن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن الحصن بن ضمضم
ابن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر
ابن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة
أبو الخطار الكلبي
أمير مصر من قبل هشام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن

(1) في الوافي بالوفيات 11 / 360 توفي في حدود التسعين للهجرة، وفي النجوم الزاهرة 1 / 200 توفي في
السنة ثمانين، وقد مر عن ابن عذاري أنه كان حيا في رمضان سنة 82.
وتفيد رواية ابن عذاري أيضا 1 / 39 أن حسان قدم بعدهما عزله عبد العزيز، بالاثقال على الوليد بن
عبد الملك - فشكا له ما صنع به عبد العزيز عمه، والمعروف أن عبد الملك مات سنة 86.
453

الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث وفيها يعني
سنة خمس وعشرين ومائة قتل بلج بن بشر حين أجاز ابن قطن إلى أهل الأندلس أميرا
عليهم ثم مات بلج بعد شهرين ثم افترق أهل الأندلس على أربعة امراء حتى أرسل إليهم
حنظلة بأمير يدعى أبا الخطار الكلبي فجمعهم
أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسين بن المحلبان سبط ابن السياف
قال قال لنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس
تصنيفه (1) حسان (2) بن ضرار الكلبي ذكره أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (3)
فقال أبو الخطار الكلبي هو الحسام بن ضرار بن سلامان بن خثيم (4) بن جعول بن
ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن حناب شاعر فارس وهو القائل (5) *
فليت ابن جواس يخبر انني * سعيت به مسعى (6) امرئ غير غافل
قتلت به تسعين تحسب انهم * جذوع نخيل (7) صرعت (8) بالمسائل
ولو كانت الموتى تباع اشتريته * بكفي ولا اخلست (9) منها أناملي *
وذكره الكلبي في جمهرة النسب فقال حسام بن ضرار الكلبي من بني خيثم بن
ربيعة بن حصن بن ضمضم بن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن
ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن
زيد اللات بن رفيدة بن ثوب بن كلب بن وبرة يكنى الحسام أبا الخطار وكان أمير
الأندلس وليها من قبل (10) أميرها عبد الملك بن قطن وبعد الاختلاف الواقع في الأمر
بعده في أيام هشام بن عبد الملك من قبل حنظلة بن صفوان أمير إفريقية وما والاها

(1) جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 200.
(2) كذا بالأصل، وفي جذوة المقتبس: حسام.
(3) انظر المؤتلف والمختلف للآمدي ص 89.
(4) كذا بالأصل وجذوة المقتبس، وفي الآمدي: جشم.
(5) الأبيات في جذوة المقتبس والآمدي.
(6) في المصدرين: سعي.
(7) في جذوة المقتبس: نجيل.
(8) في الآمدي: صرعت في المسائل.
(9) في المصدرين " استثنيت.
(10) في جذوة المقتبس: وليها بعد قتل أميرها.
454

فوردها في وقت فتنة قد افترق أهلها على أربعة امراء فدانت الأندلس له وخمدت الفتنة
به وفرق جموعها واخرج عنها من كان سببها وكان أبو الخطار من اشراف قبيلته
المذكورين منهم وقد حضر القتال في أيام فتوح المسلمين إفريقية وكان فارس الناس
بها وهو الذي يقول *
أفادت بنو مروان قيسا دماءنا * وفي الله أن لم يعدلوا حكم عدل
كأنكم لم تشهدوا مرج راهط * ولم تعلموا من كان ثم له الفضل
وقيناكم حر القنا بنفوسنا * وليس لكم خيل سوانا ولا رجل
فلما رأيتم واقد (1) الحرب قد خبا * وطاب لكم فيها المشارب والاكل
تثاقلتم (2) عنا كأن لم نكن لكم * صديقا وأنتم وأنتم ما علمنا ولا فعل
ولا تجعلوا أن دارت الحرب دورة * وزلت عن المهواة بالقدم النعل *
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل بن سليم قالا أنا
أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى حسام بن ضرار الكلبي يكنى أبا
الخطار أمير الأندلس
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما
الحسام بالحاء والسين مهملتين فجماعة منهم الحسام بن ضرار ثم قال (4) والخطار
أوله خاء معجمة وآخره راء فهو أبو الخطار الكلبي وهو الحسام بن ضرار بن
سلامان بن خثيم (5) بن جعول بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب شاعر
فارس ذكره الآمدي وكان أمير الأندلس وليها بعد قتل أميرها عبد الملك بن قطن في
أيام هشام بن عبد الملك وكان من اشراف قبيلته هناك.

(1) بالأصل " وافد " والمثبت عن جذوة المقتبس.
(2) في جذوة المقتبس: تغافلتم... صديقا وأنتم ما علمت لها فعل.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 466.
(4) الاكمال لابن ماكولا 3 / 165.
(5) في الاكمال: جشم
455