الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ٢
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الثاني
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إسماعيل
422 - محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، أبو عبد الله البصري:
سمع إسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن
زريع، ومعاذ بن هشام، وعثمان بن عثمان الغطفاني. قدم بغداد وحدث بها. فروى
عنه محمد بن أبي غالب القومسي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، ومحمد بن
عبيد بن أبي الأسد، وصالح بن محمد حزرة، وموسى بن هارون، وأبو بكر بن أبي
الدنيا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا محمد بن عمر الرزاز قال
نبأنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد.
وأخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي - واللفظ له - قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن
سلمان الفقيه قال نبأنا جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي. قالا: نبأنا محمد بن
إسماعيل بن أبي سمينة قال نبأنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها في
الدنيا، وأما المؤمن فان الله يؤخر له حسناته " أو كما قال: ويرزقون القوة في الدنيا على
طاعته ".
3

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي الهروي: حدثنا أبو
الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ قال أنبأنا أبو علي صالح بن
محمد بن عمرو الأسدي. قال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري أبو عبد الله
كان ثقة.
وقال في موضع آخر: محمد بن يحيى بن أبي سمينة التمار، كان جليسا لعمرو
الناقد، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري أوثق منه.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة ثلاثين ومائتين
فيها مات محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري وكان يخضب.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمد بن عمر بن غالب قال أنبأنا
موسى بن هارون، قال مات محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري وهو
متوجه إلى طرسوس في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين، وكان لا يخضب.
423 - محمد بن إسماعيل بن محرز، أبو جعفر البغدادي:
نزل البصرة وحدث بها عن حفص بن غياث النخعي. روى عنه أبو بكر أحمد بن
محمد الحراني.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن
محمد بن جعفر. قالا: أنبأنا عمرو بن محمد بن علي الناقد قال نبأنا أحمد بن
محمد بن محمد بن عمر الحراني قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن محرز أبو جعفر
البغدادي في سكة قريش قال أنبأنا حفص بن غياث النخعي عن ليث عن أبي فزارة
عن يزيد بن الأصم عن بن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن - يعنى
فيه - فإن الله يغفر له ما سوى ذلك من مات لا يشرك بالله شيئا، ولم يكن ساحرا
يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه ".
4

424 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، أبو عبد الله الجعفي
البخاري:
الإمام في علم الحديث، " صاحب الجامع الصحيح " و " التاريخ ". رحل في طلب
العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها،
وبالحجاز والشام ومصر.
وسمع مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد الله بن موسى
العبسي، وأبا عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف
الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حرب
الواشجي، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد
الطيالسي، وأبا معمر المنقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا بكر الحميدي،
وسعيد بن أبي مريم المصري، ويحيى بن بكير المخزومي، وعبد الله بن يوسف
التنيسي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأبا اليمان الحمصي، وإسماعيل بن أبي
أويس المديني، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن كثير
العبدي، وخالد بن مخلد القطواني، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وخلقا سواهم يتسع ذكرهم. وورد بغداد دفعات وحدث بها فروى عنه من
أهلها إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا
المطرز، ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن هارون
الحضرمي، وآخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال نبأنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري
5

قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا سفيان عن أبي بردة قال أخبرني جدي أبو بردة
عن أبيه أبى موسى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه
بعضا ". وشبك بين أصابعه. وكان صلى الله عليه وسلم جالسا إذ جاءه رجل أو طالب حاجة،
فأقبل علينا بوجهه فقال: " اشفعوا فلتؤجروا وليقضي الله على لسان رسوله ما شاء ".
أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة عليه قال أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ
قال سمعت محمد بن أحمد بن سعدان البخاري يقول: محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة البخاري، وبردزبة مجوسي مات عليها، والمغيرة بن
بردزبة أسلم على يدي يمان البخاري والي بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن
محمد المسندي الجعفي، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري
الجعفي، والبخاري قيل له جعفي لان أبا جده أسلم على يدي أبى جد عبد الله
المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق. وعبد الله قيل له مسندي لأنه
كان يطلب المسند من حداثته.
وأخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي قال سمعت الحسن بن
الحسين البزاز ببخارى، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف
الجسم ليس بالطويل ولا القصير. ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة
خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء
ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست
وخمسين ومائتين، عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال
سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي يقول سمعت أحمد بن سيار
6

يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله، طلب العلم
وجالس الناس، ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن
الحفظ، وكان يتفقه.
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال حدثني محمد بن
إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قال أخبرني أحمد بن علي الفارسي قال أنبأنا أحمد بن
عبد الله بن محمد قال سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري يقول حدثنا
أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي. قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن
إسماعيل البخاري كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ
الحديث وأنا في الكتاب. قال: وكم اتى عليك إذ ذاك؟ قال: عشر سنين أو أقل، ثم
خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وقال يوما: فيها
كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له يا أبا فلان إن أبا الزبير لم
يرو عن إبراهيم. فانتهرني. فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر
فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت هو الزبير بن عدي بن إبراهيم. فأخذ
القلم مني وأحكم كتابه فقال صدقت. فقال له بعض أصحابه ابن كم كنت إذ
رددت عليه؟ فقال ابن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب
ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة،
فلما حججت رجع أخي بها. وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة
جعلت أصنف فضائل الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن
موسى، وصنفت " كتاب التاريخ " إذ ذاك عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة.
وقال: قل اسم في " التاريخ " إلا وله عندي قصة، إلا أنى كرهت تطويل الكتاب.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
الحسن الجرجاني في كتابه إلى. وحدثني عنه أبو عمر البختري قال نا خلف بن
محمد بن إسماعيل قال نا محمد بن يوسف قال نا محمد بن أبي حاتم وراق
البخاري. قال: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا
كيف صنفت كتاب " التاريخ " ولا عرفوه. ثم قال: صنفته ثلاث مرات.
7

حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني
قال أخبرني محمد بن إدريس الوراق قال نبأنا محمد بن حم البخاري قال أنبأنا
محمد بن يوسف قال: نبأنا ابن أبي حاتم الوراق قال: سمعت محمد بن إسماعيل
يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب " التاريخ " الذي صنفت فأدخله على عبد الله بن
طاهر فقال أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قال فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه،
وقال: لست أفهم تصنيفه.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال سمعت محمد بن حميد اللخمي يقول سمعت
القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول سمعت أبا العباس بن سعيد
يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب " التاريخ " تصنيف
محمد بن إسماعيل البخاري.
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب - أخي أبى محمد الخلال - عن
أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي الحافظ قال حدثني محمد بن عبد الله بن
محمد بن سعيد الحافظ أبو عبد الله السرخسي بسمرقند قال حدثني الحسن بن
الحسين البخاري قال نبأنا عامر بن المنتجع قال سمعت أبا بكر المديني يقول: كنا
يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس، فمر
إسحاق بحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان دون صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عطاء
الكيخاراني فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله إيش كيخاران؟ قال: قرية باليمن كان
معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فسمع منه
عطاء حديثين. فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله كأنك قد شهدت القوم.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يقول
سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا
بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في
جمع هذا الكتاب - يعنى كتاب " الجامع ".
8

كتب إلى علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن محمد بن
مكي الجرجاني حدثهم قال: سمعت السعداني يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول:
قال محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب - يعنى " الصحيح " - من زهاء ستمائة
ألف حديث.
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي قال سمعت الحسن بن الحسين
البخاري يقول سمعت إبراهيم بن معقل يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري
يقول: ما أدخلت في كتابي " الجامع " إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال
الطوال.
حدثني محمد بن علي الصوري قال نبأنا عبد الغنى بن سعيد الحافظ قال أنبأنا أبو
الفضل جعفر بن محمد بن الفضل قال أنبأنا محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قال سئل أبو عبد الرحمن - يعنى النسائي - عن العلاء وسهيل فقال: هما خير من فليح، ومع
هذا فما في هذه الكتب أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري.
حدثني أبو الحسين بن علي بن محمد بن جعفر العطار الأصبهاني بالري قال سمعت
أبا الهيثم الكشميهني يقول سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول قال لي محمد
ابن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب " الصحيح " حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك
وصليت ركعتين.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال
سمعت عبد الله بن عدي يقول سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت عدة من
المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم
ومنبره، وكان يصلى لكل ترجمة ركعتين.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور قال سمعت أبا إسحاق
إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي يقول سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار
البلخي يقول سمعت أبا إسحاق المستملي يروى عن محمد بن يوسف الفربري أنه
9

كان يقول: سمع كتاب " الصحيح " لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقى
أحد يروى عنه غيري.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن عبد الرحمن بن محمد الإدريسي
قال حدثني محمد بن حم قال نبأنا محمد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن
أبي حاتم قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في
المصنف؟ قال لا يخفى على جميع ما فيه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه السمرقندي قال أنبأنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن مت الأشتيحني بها قال نبأنا الفربري محمد بن يوسف قال
سمعت محمدا البخاري بخوارزم يقول: رأيت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل - يعنى
في المنام - خلف النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يمشى، فكلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه وضع أبو عبد
الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع.
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي قال سمعت محمد بن يوسف
الفربري قال سمعت النجم بن الفضيل - وكان من أهل الفهم - يقول: رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم في المنام خرج من قرية ماستين ومحمد بن إسماعيل خلفه فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
خطا خطوة يخطو محمد [بن إسماعيل] ويضع قدمه على خطوة النبي صلى الله عليه وسلم ويتبع
أثره.
كتب إلى أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الجرجاني من أصبهان
يذكر أنه سمع أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني يقول سمعت محمد
ابن يوسف الفربري يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي: أين تريد؟ فقلت أريد:
محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرأه منى السلام.
حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه قال
نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قال نبأنا خلف بن محمد بن الخيام قال
10

سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار يقول سمعت
شيخي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم
الخليل عليه السلام فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو
لكثرة دعائك. قال فأصبح وقد رد الله عليه بصره.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي قال أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل الحافظ ببخارى قال نبأنا أبو عمرو
أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال سمعت: أبا حسان مهيب بن سليم يقول
سمعت جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بكرمينية يقول سمعت محمد بن
إسماعيل البخاري يقول: كتبت عن ألف شيخ أو أكثر ما عندي حديث لا أذكر
إسناده.
وقال أبو عبد الله سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ يقول سمعت
أبا محمد عبد الله بن محمد بن عمر الأديب يقول سمعت أحيد بن أبي جعفر والى
بخارى يقول: قال محمد بن إسماعيل يوما رب: حديث سمعته بالبصرة كتبته
بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. قال: فقلت له يا أبا عبد الله
بكماله؟ قال فسكت.
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ قال
نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي
قالا سمعنا أبا سعيد بكر بن منير يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن
المغيرة الجعفي يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص اسمع كتاب " الجامع " -
جامع سفيان - في كتاب والدي، فمر أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر،
فراجعته فقال كذلك، فراجعته الثانية فقال كذلك، فراجعته الثالثة فسكت سويعة، ثم
قال: من هذا؟ قالوا هذا بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة. فقال أبو حفص: هو
كما قال، واحفظوا فإن هذا يوما يصير رجلا.
قال أبو نصر الباهلي سمعت بكر بن منير يقول: ابن بردزبة هو بالبخارية:
وبالعربية الزراع.
11

أخبرني الحسن بن محمد البلخي الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر الحافظ
ببخارى قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو سعيد بكر
ابن منير قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: منذ ولدت ما اشتريت من أحد
بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا قط. فسألوه عن شراء الحبر والكواغد
فقال: كنت أمر إنسانا يشترى لي.
وقال أبو سعيد بكر بن منير: كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه
فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم فقال
لهم انصرفوا الليلة، فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة
آلاف درهم فردهم وقال إني نويت البارحة ان أدفع [إلى الذين طلبوا أمس بما طلبوا
أول مرة فدفعها] إليهم بما طلبوا - يعنى الذين طلبوا أول مرة - ودفع إليهم بربح
خمسة آلاف درهم، وقال: لا أحب ان أنقض نيتي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال أخبرني
محمد بن خالد المطوعي قال نبأنا مسبح بن سعيد قال: كان محمد بن إسماعيل
البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم ويقرأ في
كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرا في السحر ما بين
النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار
كل يوم ختمة وكون ختمة عند الإفطار كل ليلة، ويقول:، عند كل ختم دعوة
مستجابة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال: سمعت أبا سعيد بكر بن منير
يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلى ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما
قضى صلاته قال: انظروا إيش هذا الذي آذاني في صلاتي؟ فنظروا فإذا الزنبور قد
ورمه في سبعة عشر موضعا ولم يقطع صلاته.
12

حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني
قال أخبرني أحمد بن علي الفارسي قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال نبأنا
جدي محمد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قال: دعي
محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم
ثم قام للتطوع، فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فقال لبعض من
معه: انظر هل ترى تحت قميصي شيئا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر
موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكان آثار الزنبور في جسده ظاهره فقال له
بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورة فأحببت
أن أتمها.
حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال سمعت
أحمد بن علي السليماني يقول سمعت علي بن محمد بن منصور يقول سمعت أبي
يقول: كنا في مجلس أبى عبد الله محمد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة
فطرحها على الأرض، قال: فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما
غفل الناس رأيته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من
المسجد رأيته أخرجها فطرحها على الأرض.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر البخاري الحافظ
قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ قال سمعت بكر بن منير يقول:
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: انى أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أنى اغتبت
أحدا.
وأخبرني الحسن بن محمد قال أنبأنا محمد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الملاحمي قال سمعت أبا بكر محمد بن صابر
ابن كاتب يقول سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: كنا مع محمد بن إسماعيل
بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نفذ
ما عنده، ولم يبق معه شئ فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا
وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
13

حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال أخبرني
محمد بن إدريس الوراق قال نبأنا محمد بن حم قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا
محمد بن أبي حاتم الوراق قال: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت
واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى
عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث
فيعلم عليها، ثم يضع رأسه، وكان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر
منها بواحدة، وكان يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك
كل هذا ولا توقظني؟ قال: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك. ورأيته
استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف " التفسير "، وكان أتعب نفسه في
ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تقول يوما إني
ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا
أنفسنا في هذا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو
فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك.
حدثني أبو عبد الله محمد بن علي الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد الله بن علي
ابن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي
سلمة الوراق بصيدا. قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال حدثني أحمد
ابن محمد بن آدم بن عبيد أبو سعيد قال نبأنا محمد بن يوسف الفربري قال: كنت
عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج
يستذكر أشياء يعلقها في ليلة، ثماني عشرة مرة.
حدثني أبو الوليد الدربندي قال سمعت محمد بن الفضل المفسر يقول سمعت أبا
إسحاق الزنجاني يقول سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري يقول سمعت
محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صنفت كتابي " الصحيح " لست عشرة سنة،
خرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
14

وأخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ قال أنبأنا محمد
ابن سعيد التاجر قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قال
سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يختلف معنا إلى
مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، وكنا نقول له: إنك
تختلف معنا ولا تكتب فما معناك، فيما تصنع؟ فقال لنا بعد سنة عشرة يوما: إنكما قد
أكثرتما على وألححتما، فأعرضا على ما كتبتما. فأخرجنا ما كان عندنا، فزاد على
خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا على
حفظه، ثم قال أترون أنى أختلف هدرا وأضيع أيامي؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قال:
وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى
يغلبوه على نفسه ويجلسونه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب
عنه. قال: وكان أبو عبد الله عند ذلك شاب لم يخرج وجهه.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا
خلف بن محمد قال سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزار يقول:
حدثنا أحمد بن المنهال العابد قال نبأنا أبو بكر الأعين قال كتبنا عن محمد بن
إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعره، فقلت: ابن كم
كنت؟ قال: كنت بن سبع عشرة سنة.
وأخبرني الحسن بن محمد قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال سمعت أبا القاسم
منصور بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي يقول سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن
إبراهيم الداغوني يقول سمعت يوسف بن موسى المروروذي يقول: كنت بالبصرة في
جامعها إذ سمعت مناديا ينادى: يا أهل العلم، قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري،
فقاموا في طلبه، وكنت معهم، فرأينا رجلا شابا لم يكن في لحيته شئ من البياض
يصلي خلف الأسطوانة، فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به، وسألوه ان يعقد لهم مجلس
الإملاء فأجابهم إلى ذلك، فقام المنادى ثانيا فنادى في جامع البصرة: قد قدم أبو عبد
الله محمد بن إسماعيل البخاري، فسألناه أن يعقد مجلس الإملاء فقد أجاب بأن
يجلس غدا في موضع كذا. قال: فلما أن كان بالغداة حضر الفقهاء والمحدثون
والحفاظ والنظار حتى اجتمع قريب من كذا وكذا ألفا. فجلس أبو عبد الله محمد
15

ابن إسماعيل للإملاء فقال قبل ان أخذ في الإملاء قال لهم: يا أهل البصرة، أنا شاب
وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل.
قال فبقي الناس [متعجبين] من قوله، ثم أخذ في الإملاء فقال نبأنا عبد الله بن
عثمان بن حبلة بن أبي رواد العتكي بلديكم قال أنبأنا أبي، عن شعبة، عن
منصور وغيره، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالك. أن أعرابيا جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، فذكر حديث: " المرء مع من
أحب ".
ثم قال محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور عن
سالم. قال يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق، يقول في كل
حديث روى شعبة هكذا، الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم أو
كلاما ذا معناه. قال يوسف بن موسى: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب وهلال الرأي وأحمد بن عبدة الضبي وحميد بن مسعدة،
وغيرهم. ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.
ذكر وصف البصريين البخاري ومدحهم إياه:
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا محمد بن
سعيد التاجر قال نبأنا محمد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قال
سمعت حاشد بن إسماعيل يقول كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل،
فلما قدم قال محمد بن يسار: دخل اليوم سيد الفقهاء.
وأخبرني الحسن قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال أنبأنا أبو شجاع الفضيل بن
العباس بن الخصيب التميمي قال نبأنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف قال سمعت
بندارا محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج
بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري
ببخارى.
16

أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
نبأنا خلف بن محمد بن إسماعيل قال نبأنا عمر بن محمد بن بجير قال سمعت محمد
ابن بشار العبدي بندارا يقول: عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن
إسماعيل البخاري، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، غلماني خرجوا من
تحت كرسي.
وقال خلف: سمعت أبا على الحسين بن إسماعيل الفارسي يقول سمعت محمد
ابن إبراهيم البوشنجي يقول سمعت بندارا محمد بن بشار، سنة ثمان وعشرين
ومائتين يقول: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي قال: حدثني
محمد بن حم بن ناقب البخاري بسمرقند قال نبأنا محمد بن يوسف الفربري قال
نبأنا محمد بن أبي حاتم قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: لما دخلت
البصرة صرت إلى مجلس محمد بن بشار، فلما خرج وقع بصره على فقال: من أين
الفتى؟ قلت: من أهل بخارى. قال كيف تركت أبا عبد الله؟ فأمسكت. فقال له
أصحابه: رحمك الله هو أبو عبد الله، فقام فأخذ بيدي وعانقني وقال مرحبا بمن أفتخر
به منذ سنين.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال أنبأنا أبو
الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأمير ببخارى قال حدثني أبي يوسف بن ريحان
قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كان علي بن المديني يسألني عن
شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمد بن سلام فلا يعرفه، إلى أن قال لي يوما: يا أبا
عبد الله كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي قال سمعت محمد بن محمد
ابن العباس يقول سمعت جدي أحمد بن عبد الله يقول سمعت جدي محمد بن
يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند
أحد إلا عند علي بن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
17

حدثني عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا قال نبأنا علي بن محمد بن
الحسين الفقيه قال نبأنا خلف الخيام قال سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول
سمعت محمد بن إسماعيل غير مرة يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي
ابن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في
علي.
وقال إسحاق حدثني حامد بن علي قال ذكر لعلي بن المديني قول محمد بن
إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، فقال ذروا قوله،
هو ما رأى مثل نفسه.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم
الحازمي البخاري قال نبأنا عبد الرحمن بن محمد بن حريث قال نبأنا أحمد بن
سلمة قال حدثني فتح بن نوح النيسابوري، قال: أتيت علي بن المديني فرأيت محمد
ابن إسماعيل جالسا عن يمنيه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه
حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال أخبرني
محمد بن إدريس الوراق قال نبأنا محمد بن حم قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا
محمد بن أبي حاتم الوراق قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ذاكرني
أصحاب عمرو بن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وساروا إلى عمرو
ابن علي فقالوا له ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه. فقال عمرو
ابن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر
محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمد بن يوسف بن مطر قال
نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قال: سمعت محمد بن قتيبة - قريب أبى عبد الله
محمد بن إسماعيل - يقول كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقلت له
من أين أنت؟ قال: من بخارى. قلت ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل. فقلت له: أنت
قرابتي، فعانقته. فقال لي الرجل في مجلس أبى عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش.
18

أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد قال نبأنا أبو محمد عبد
الله بن أحمد الخولاني قال نبأنا أبو ذر محمد بن محمد بن يوسف القاضي قال
سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يقول: لما قدم أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل
من العراق قدمته الأخيرة وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره.
فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له. فقال: فكيف لو رأيتم يوم
دخولنا البصرة.
وصف أهل الحجاز والكوفة له:
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ قال نبأنا محمد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا محمد
ابن أبي حاتم قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا
انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه. وقال: هذه أحاديث انتخبها محمد
ابن إسماعيل من حديثي.
قال محمد بن أبي حاتم وسمعت حاشد بن عبد الله يقول قال لي أبو مصعب
أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من ابن حنبل. فقال
له رجل من جلسائه: جاوزت الحد. فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى
وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحدا في الفقه والحديث.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن
محمد قال نبأنا أبو عمرو عامر بن المنتجع قال نبأنا أحمد بن الضو قال سمعت أبا
بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان ما رأينا مثل محمد بن
إسماعيل.
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد قال نبأنا محمد بن سعيد
قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قال سمعت محمود بن
النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة، والشام، والحجاز، والكوفة، ورأيت
علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.
19

ذكر عقد البخاري مجلس التحديث ببغداد وامتحان البغداديين له:
أخبرني الحسن بن محمد قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر أحمد بن
أبي حامد الباهلي قال سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف قال سمعت أبا على صالح
ابن محمد البغدادي يقول: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي
له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا.
وقال محمد بن أبي بكر: سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول سمعت محمد
ابن يوسف بن عاصم يقول رأيت لمحمد بن إسماعيل ثلاث مستملين ببغداد، وكان
اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال: أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال
سمعت [أبا] أحمد بن عدي يقول سمعت عدة مشايخ يكون أن محمد بن
إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة
حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا
المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا
حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس فحضر
المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين.
فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك
الأحاديث. فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال لا أعرفه، فما زال يلقى
عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول لا أعرفه. فكان
الفهماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن
كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم. ثم انتدب
رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري
لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه. فلم يزل
يلقى عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه. ثم انتدب
20

إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري
لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم،
فقال أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على
الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل
بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها.
فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. وكان ابن صاعد إذا ذكر محمد بن
إسماعيل يقول: الكبش النطاح.
ذكر البغداديين فضله:
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا أبو
الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الأزدي قال نبأنا أبو عمرو محمد بن عمر بن
الأشعث البيكندي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي
يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل
البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
وأخبرني الحسن بن محمد قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمد
ابن أحمد بن موسى البزاز قال سمعت أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية
الأبهري يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول: ما
أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
نبأنا أبو نصر محمد بن سعيد قال سمعت محمد بن يوسف بن مطر يقول سمعت
أبا جعفر محمد بن أبي حاتم يقول حدثني حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قال
سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمد قال أنبأنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال
21

سمعت أبا سعيد حاتم بن محمد بن حازم يقول سمعت موسى بن هارون الحمال
ببغداد يقول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن
إسماعيل آخر ما قدروا عليه.
أخبرني محمد بن علي المقرى قال أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سألت أبا علي صالح
ابن محمد عن محمد بن إسماعيل، وأبي زرعة، وعبد الله بن عبد الرحمن، فقال: عن
أي شئ تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء. فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمد
ابن إسماعيل، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثا. فقلت: عبد الله بن عبد
الرحمن؟ فقال ليس من هؤلاء في شئ.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قال محمد بن العباس العصمي: حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود قال: قال أبو علي صالح بن محمد الأسدي - وذكر البخاري -
فقال: ما رأيت خراسانيا أفهم منه.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري قال: نبأنا محمد بن
عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قال سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول
سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول: كتب أهل بغداد إلى محمد
ابن إسماعيل:
المسلمون بخير ما بقيت لهم * وليس بعدك خير حين تفتقد
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن محمد بن العباس الضبي يقول
سمعت أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن مطر يقول سمعت جدي محمد
ابن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: دخلت بغداد آخر
ثمان مرات كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد
الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قال أبو عبد الله: فأنا الآن أذكر قوله.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني عبد
الله بن محمد الفرهياني قال حضرت مجلس بن أشكاب، فجاءه رجل ذكر اسمه من
22

الحفاظ فقال: مالنا بمحمد بن إسماعيل [البخاري] طاقة. فقام وترك المجلس.
أي: أتقول هذا وأنا بالحضرة؟
قول أهل الري فيه:
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن
محمد قال سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول -
وسألته عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله. قال محمد بن حريث: فذكرت ذلك
لمحمد بن إسماعيل، قفال: بره لنا قديم.
وقال خلف: سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت الفضل بن العباس
الرازي - وسألته فقلت: أيهما أحفظ أبو زرعة أم محمد بن إسماعيل؟ فقال: لم أكن
التقيت مع محمد بن إسماعيل، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد، قال: فرجعت معه
مرحلة. قال وجهدت الجهد على أن أجئ بحديث لا يعرفه فما أمكنني. قال: وأنا
أغرب على أبي زرعة عدد شعره.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب الجويباري قال نبأنا أحمد بن
أحمد بن عمر المنكدري قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قال سمعت محمد بن
إدريس الرازي يقول: في سنة سبع وأربعين ومائتين يقدم عليكم رجل من أهل
خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك
محمد بن إسماعيل بأشهر. قال وقال أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمد بن
إسماعيل اعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم من أهل
الحديث، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم.
ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه:
أخبرنا أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
نبأنا محمد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن
23

أبي حاتم قال سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول سمعت عبدان يقول: ما رأيت
بعيني شابا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل.
قال: وسمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن
إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول قال لي محمد بن
سلام: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأ فاضرب عليه، كي لا أرويه، ففعلت
ذلك، وكان محمد بن سلام كتب عند الأحاديث التي أحكمها محمد بن إسماعيل:
رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة، لم يرض الفتى. فقال له بعض أصحابه: من هذا
الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن أبي حاتم سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد في
عمر محمد بن إسماعيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموت محمد
ابن إسماعيل ذهاب العلم.
حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال أخبرني
أحمد بن علي الفارسي قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال نبأنا جدي محمد
ابن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قال سمعت سليم بن مجاهد يقول:
كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ
سبعين ألف حديث. قال: فخرجت في طلبه حتى لقيته، فقلت: أنت الذي تقول أنا
أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو
التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من
حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر، قال أنبأنا محمد بن أبي بكر البخاري قال نبأنا
أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو بكر محمد بن يعقوب
24

ابن يوسف البيكندي قال سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: قدم
علينا محمد بن إسماعيل، فاجتمعنا عنده ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد،
فتذاكرنا عنده. فقال رجل من أصحابنا - أراه حامد بن حفص -: سمعت إسحاق بن
راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي. قال فقال محمد بن
إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من
كتابه. وإنما عني نفسه.
أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال حدثني محمد
ابن أحمد القومسي قال سمعت محمد بن حمدويه يقول سمعت محمد بن إسماعيل
يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال أخبرني
محمد بن إدريس الوراق، قال نبأنا محمد بن حم قال نبأنا محمد بن يوسف قال
نبأنا محمد بن أبي حاتم قال: سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث، فقال: يا أبا
فلان، تراني أدلس؟ تركت انا عشرة آلاف حديث لرجل فيه نظر، وتركت مثله
أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال نبأنا
محمد بن سعيد قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قال:
سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري قال سمعت رجاء بن المرجى يقول: فضل
محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء. فقال له رجل: يا أبا
محمد، كل ذلك بمرة؟ فقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
أخبرني الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن هارون الملاحمي قال نبأنا أبو ذر محمد بن محمد بن يوسف القاضي قال
سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: لما قدم رجاء بن مرجي المروزي الحافظ بخاري
يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط، وصار إليه مشايخنا، وصرت فيمن صار إليه،
فسألني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته، وقلت له: لعله يجيئك
الساعة، فأملى علينا، وانقضى المجلس، ولم يجئ أبو عبد الله. فلما كان اليوم الثاني
25

لم يجئه، فلما كان اليوم الثالث قال رجاء: إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة، فمروا
بنا إليه نقضي حقه. فأبى على الخروج وكان كالمترغم عليه، فجئنا بجماعتنا إليه
ودخلنا على أبي عبد الله وسال به. فقال له رجاء: يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك
وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث، فأبى علي الخروج قال: ما شئت؟ فألقى عليه
رجاء شيئا من حديث أيوب، وأبو عبد الله يجيب. إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء.
فقال لأبي عبد الله: ترى بقي شئ لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل
يلقي ويقول رجاء: من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجئ بإسناده إلى أن ألقى قريبا من
بضعة عشر حديثا أو أكثر أعدها، وتغير رجاء تغيرا شديدا، وحانت من أبي عبد الله
نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه، فقطع الحديث، فلما خرج رجاء قال أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أني خشيت أن يدخله شئ
فأمسكت.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن
محمد قال نبأنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي قال: سمعت أبا رجاء قتيبة بن
سعيد يقول: شباب خراسان أربعة، محمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن،
وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، والحسن بن شجاع البلخي.
وقال خلف: حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال سمعت أبا عيسى محمد بن
عيسى الترمذي يقول: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من
عنده. قال يا أبا عبد الله، جعلك الله زين هذه الأمة، قال أبو عيسى: فاستجيب له فيه.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا الحسن بن محمد بن
أحمد بن شعبة السنجي المروزي قال أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب قال
نبأنا أبو عيسى الترمذي قال: ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل
والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني قال أخبرني محمد بن عبد الله الضبي
في كتابه. وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال نبأنا
محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قال سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد
المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: ما رأيت تحت أديم هذه
السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري.
26

أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
نبأنا محمد بن سعيد قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قال
سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد يقول: رأيت عمرو بن زرارة ومحمد بن
رافع عند محمد بن إسماعيل وهما يسألانه عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن
حضر المجلس: لا تخدعوا عن أبي عبد الله، فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول رأيت إسحاق بن
راهويه جالسا على السرير ومحمد بن إسماعيل معه، فأنكر عليه محمد بن إسماعيل
شيئا، فرجع إلى قول محمد، وقال إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث،
انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن
لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن
محمد قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل
أعلم في الحديث من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وغيره بعشرين درجة.
قال أبو عمرو الخفاف: ومن قال في محمد بن إسماعيل شيئا فمني عليه ألف
لعنة.
قال: وسمعت أبا عمرو الخفاف يقول: لو دخل محمد بن إسماعيل البخاري من
هذا الباب لملئت منه رعبا - يعني: إني لا أقدر أن أحدث بين يديه -
وقال خلف: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري
التقى النقي العالم الذي لم أر مثله.
أخبرني الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله
ابن يوسف الشافعي وخلف بن محمد قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن يوسف بن
الصديق الوراق يقول سمعت عبد الله بن حماد الآملي يقول: وددت اني شعرة في
صدر محمد بن إسماعيل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال، عن أبي سعد الإدريسي قال حدثني
محمد بن حم بن ناقب البخاري بسمرقند. قال نبأنا محمد بن يوسف الفربري قال
نبأنا محمد بن أبي حاتم قال سمعت علي بن حجر يقول: أخرجت خراسان ثلاثة،
27

أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن
عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال أخبرنا
أبو بكر محمد بن خالد المطوعي ببخارى قال أنبأنا مسبح بن سعيد البخاري قال
سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول: قد رأيت العلماء بالحرمين
والحجاز والشام والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل
البخاري.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن
خلف قال سمعت العباس بن سورة يقول سمعت أبا جعفر عبد الله بن محمد الجعفي
المسندي يقول: محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فأتهمه.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد الزنجوي يقول سمعت
أحمد بن حمدون الحافظ يقول: كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري فجاء مسلم
بن الحجاج فسأله عن حديث عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير عن جابر قال: بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ومعنا أبو عبيدة. قال محمد بن إسماعيل حدثنا ابن أبي
أويس قال حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله، عن أبي الزبير،
عن جابر، القصة بطوله. فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد بن جريج، عن
موسى بن عقبة قال حدثني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كفارة
المجلس إذا قام العبد أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك. فقال له مسلم: في الدنيا أحسن من هذا الحديث؟ ابن جريج
عن موسى بن عقبة عن سهيل. يعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثا؟ قال له محمد
لا. إلا أنه معلول. فقال مسلم: لا إله إلا الله، وارتعد، وقال: أخبرني به. قال: استر
ما ستر الله، فإن هذا حديث جليل رواه الخلق عن حجاج بن محمد عن ابن جريج.
فألح عليه وقبل رأسه، وكاد أن يبكي مسلم فقال له أبو عبد الله: اكتب إن كان
لا بد -، حدثنا موسى بن إسماعيل قال نبأنا وهيب قال حدثني موسى بن عقبة،
عن عون بن عبد الله قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: " كفارة المجلس ". فقال له مسلم: لا
يبغضك إلا حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك.
28

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج
بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ قال نبأنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغدادي قال نبأنا عبد
المؤمن بن خلف التميمي قال سمعت الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل يقول
ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل. ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمد بن إسماعيل،
ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمد بن إسماعيل أي شئ يقول يجلسون
بجنبه، فذكرت له قصة محمد بن يحيى. فقال: ماله ولمحمد بن إسماعيل كان محمد
ابن إسماعيل أمة من الأمم، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، وكان
محمد بن إسماعيل دينا فاضلا يحسن كل شئ.
حدثني أبو النجيب الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال حدثني
أحمد بن علي السليماني قال حدثني أحمد بن محمد القاري قال سمعت أبا حسان
مهيب بن سليم يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحامد والذام عندي واحد،
أو قال: سواء.
ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور:
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
محمد بن حامد البزاز يقول سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول سمعت محمد
ابن يحيى يقول: لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور قال: اذهبوا إلى هذا
الرجل العالم الصالح فاسمعوا منه. قال: فذهب الناس إليه وأقبلوا على السماع منه
حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا عبد الله
ابن محمد بن سيار قال حدثني محمد بن خشنام وسمعته يقول: سئل محمد بن
إسماعيل عن اللفظ بنيسابور فقال حدثني عبيد الله بن سعيد - يعني أبا قدامة - عن
يحيى بن سعيد قال: أعمال العباد كلها مخلوقة، فمرقوا عليه. قال: فقالوا له بعد ذلك
ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال: لا أفعل إلا أن يجيئوا بحجة فيما يقولون
أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.
29

أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري
الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى قال نا محمد بن
يوسف الفربري قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: أما أفعال العباد
فمخلوقة، فقد حدثنا علي بن عبد الله قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا أبو مالك، عن
ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله صنع كل صانع
وصنعته ".
قال أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد
يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة.
قال أبو عبد الله البخاري: حركاتهم وأصواتهم، واكتسابهم، وكتابتهم، مخلوقة،
فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو
كلام الله ليس بخلق قال الله تعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا
العلم) [العنكبوت 49].
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول سمعت أبا
حامد الأعمش يقول رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبى عثمان سعيد
ابن مروان ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي وواكلني وعلل الحديث، ويمر فيه
محمد بن إسماعيل مثل السهم، كأنه يقرأ قل هو الله أحد، فما أتى على هذا شهر
حتى قال محمد بن يحيى: ألا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا
من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام
محمد بن إسماعيل هاهنا مدة وخرج إلى بخارى.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي قال أنبأنا أبو سعيد محمد
بن عبد الله بن حمدون قال سمعت أبا حامد الشرقي يقول سمعت محمد بن يحيى
يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث يتصرف، فمن لزم هذا
استغنى عن اللفظ، وعما سواه من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القران مخلوق فقد
كفر، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه،
وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين، ومن وقف وقال: لا أقول
مخلوق أو غير مخلوق، فقد ضاهى الكفر، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا
30

مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل
البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نا أبو صالح
خلف بن محمد بن إسماعيل قال سمعت أبا عمر وأحمد بن نصر بن إبراهيم
النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند محمد بن إسحاق القيسي
ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فقال محمد
ابن نصر: سمعته يقول: من زعم أنى قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب: فإني لم
أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال: ليس إلا ما
أقول وأحكي لك عنه. قال أبو عمرو الخفاف فاتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في
شئ من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله، هاهنا أحد يحكي عنك
أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك، من زعم من أهل
نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة،
والبصرة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت:
أفعال العباد مخلوقة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال
أنبأنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال نبأنا أبو العباس الفضل بن بسام قال
سمعت إبراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل لما أن مات
بخرتنك، أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا فدفناه
بها، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قال لي صاحب القصر: سألته
أمس فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في القران؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال فقلت له إن النساء يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن، ولا في صدور
الناس قرآن. فقال: أستغفر الله أن تشهد علي بشئ لم تسمعه مني. أقول كما قال
الله تعالى: (والطور وكتاب مسطور) أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس
قرآن، فمن قال غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبر البخاري مع خالد بن أحمد الأمير بعد عودته إلى بخارى:
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر الحافظ قال سمعت
أبا عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ يقول سمعت أبا بكر بن منير بن خليد بن
31

عسكر يقول بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل،
أن احمل إلي كتاب " الجامع " و " التاريخ " وغيرهما لأسمع منك. فقال محمد بن
إسماعيل لرسوله: أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى
شئ منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان
فامنعني من الجلوس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار " قال: فكان سبب
الوحشة بينهما هذا.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ قال أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ قال
سمعت محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول:
كان سبب مفارقة أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البلد - يعنى بخارى - أن
خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الظاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ
" الجامع " و " التاريخ " على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن
يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وقال: لا يسعني أن أخص
بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من
أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد
الله محمد بن إسماعيل قال: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم
وأهاليهم. فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى
عليه، فنودي عليه وهو على أتان، وأشخص على إكاف، ثم صار عاقبة أمره إلى ما
قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلى بأهله، فرأى فيها ما يجل عن
الوصف، وأما فلان أحد القوم - وسماه - فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم
البلايا.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال
32

سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني يقول سمعت عبد القدوس بن
عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك - قرية من قرى
سمرقند - على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، قال: فسمعته ليلة من
الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت على
الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قال: فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى إليه، وقبره
بخرتنك.
أخبرنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه قال نبأنا محمد بن محمد بن مكي
الجرجاني قال سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم
ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع - ذكره - فسلمت عليه فرد السلام،
فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان
بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
فيها.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن
أحمد بن إبراهيم قالا: سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد يقول توفي أبو عبد
الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين
ومائتين
425 - محمد بن أبي العتاهية الشاعر:
واسم أبى العتاهية إسماعيل بن القاسم، وكنيته محمد أبو عبد الله، ويلقب عتاهية،
وكان شاعرا أيضا، حذا طريقة أبيه في القول في الزهد، وحدث عن هشام بن محمد
الكلبي. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس المبرد،
وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
قرأت في كتاب أبى عبد الله المرزباني بخطه: وحدثنيه علي بن أبي علي البصري عنه،
33

قال: محمد بن أبي العتاهية لقبه عتاهية، ويكنى أبا عبد الله. وأمه هاشمية بنت عمرو
اليمامي مولى لمعن بن زائدة. وكان محمد ناسكا زاهدا شاعرا وهو القائل:
قد أفلح الصامت السكوت * كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب * جواب ما يكره السكوت
يا عجبي لامرئ ظلوم * مستيقن أنه يموت
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عبد الله
ابن محمد بن إسحاق المروزي قال نبأنا ابن أبي الدنيا قال: أنشدني ابن أبي
العتاهية:
لربما غوفص ذو شرة * أصح ما كان ولم يسقم
يا واضع الميت في قبره * خاطبك اللحد فلم تفهم
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال نبأنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم
الواسطي قال نبأنا محمد بن علي بن عتاب الإيادي قال نبأنا عتاهية بن أبي العتاهية
قال نبأنا هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: وجدت جمجمة
في الجاهلية مكتوبا عليها:
أذن الحي فاسمعي * اسمعي ثم عي وعي
أنا رهن بمصرعي * فاحذري مثل مصرعي
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم قال أنبأنا أبو علي عيسى بن
محمد بن أحمد بن عمر الطوماري قال نبأنا محمد بن يزيد المبرد قال: أنشدنا
عتاهية بن أبي العتاهية:
يا لاهيا مقبلا على أمله * وطرفه للفناء في عمله
كم لذة لامرئ يسر بها * لعلها منه منتهى أجله
34

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق الخلال قال أنشدنا إبراهيم الحربي لعتاهية بن أبي العتاهية:
علل المريض من المنية * لا يعالجها الطبيب
إن الذي ذهب أهله * وبقى [لها] لهو الغريب
426 - محمد بن إسماعيل البختري، أبو عبد الله الواسطي، يعرف بالحساني:
سكن بغداد وحدث بها عن وكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، ويزيد بن
هارون، وعلي بن عاصم، وعبد الله بن نمير. روى عنه محمد بن محمد الباغندي،
ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن محمد بن شعبة، وعمر بن أحمد الدربي،
والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم. ويقال: إن
الحساني عمى في آخر عمره.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز قال أنبأنا
محمد بن مخلد العطار قال نا محمد بن إسماعيل الحساني قال نا وكيع قال نا
إسماعيل بن أبي خالد ومسعر والبختري بن المختار عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة
عن أبيه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لن يلج النار رجل صلى قبل طلوع
الشمس، وقيل غروبها ". فقال له رجل من أهل البصرة: أنت سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: نا محمد بن العباس الخزاز قال: نا محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي. قال: كان محمد بن إسماعيل الحساني خيرا مرضيا
صدوقا.
35

أخبرني محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن إسماعيل بن البختري الحساني ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا
محمد بن مخلد العطار قال: ومات الحساني سنة ثمان وخمسين - يعنى ومائتين -.
427 - محمد بن إسماعيل بن علي، أبو عبد الله الهاشمي:
حدث بنيسابور بعد سنة ستين ومائتين عن شبابة بن سوار، وعبيد الله بن موسى،
وأبى النضر هاشم بن القاسم. روى عنه محمد بن الحسين القطان، وسفيان بن
محمد الجوهري النيسابوري.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال حدثني
محمد بن يوسف بن إبراهيم قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين قال نبأنا أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل البغدادي الهاشمي بنيسابور قال نبأنا شبابة بن سوار. وأخبرنا
أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا يحيى بن
حاتم العسكري قال نبأنا شبابة بن سوار قال نبأنا شعبة قال: أخبرني نعيم بن أبي هند
عن مسروق عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبى بكر جالسا في مرضه الذي
مات فيه. لفظ حديث الهاشمي.
428 - محمد بن إسماعيل الكلوذاني:
حدث عن خالد بن عمرو الأموي. روى عنه القاسم بن المؤمل المقرئ. أخبرنا
محمد بن علي بن الفتح الحربي قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا أحمد بن
سعيد قال نبأنا القاسم بن المؤمل المقرئ قال نبأنا محمد بن إسماعيل الكلوذاني
بالعسكر قال نبأنا خالد بن عمرو عن مسعر عن عون بن عبد الله عن أبي هريرة قال:
كان التكبير - أو كان يكبر - في كل رفع ووضع. الشك من مسعر
429 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو علي العلوي:
سكن بغداد وحدث بها عن عمى أبيه عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر، وعن
أحمد بن نوح الخزاز، وغيرهم. روى عنه محمد بن خلف وكيع.
36

أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس بن سعيد قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو علي. سكن بغداد وسمع عبد
الله والحسن ابني موسى بن جعفر، وأحمد بن هلال، وهذا الضرب.
430 - محمد بن إسماعيل بن زياد، أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر الدولابي:
سمع منصور بن سلمة الخزاعي، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأبا مسهر
الدمشقي، وأبا اليمان الحمصي. روى عنه محمد بن مخلد وأبو الحسين بن المنادى،
وكناه أبا عبد الله. وحدث عنه أبو عمرو بن السماك، وكناه أبا بكر. وكان ثقة.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز قال نبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا أبو بكر
محمد بن إسماعيل بن زياد الدولابي البزاز قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سعيد بن
عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قرعة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا قال: سمع الله لمن حمده قال: " ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما
شئت من شئ بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، كلنا لك عبد، لا مانع لما
أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا محمد بن العباس قال قرئ على أبى
الحسين بن المنادى وانا أسمع قال سنة أربع وسبعين ومائتين، أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل الدولابي بالجانب الغربي في هذه السنة يعنى توفى.
431 - محمد بن إسماعيل بن سالم، أبو جعفر الصايغ:
سكن مكة وحدث بها عن حجاج بن محمد الأعور، وشبابة بن سوار، وروح
37

ابن عبادة، وأبى أسامة حماد بن أسامة، وأبى داود الحفري، وقبيصة بن عقبة. روى
عنه موسى بن هارون الحافظ، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو العباس عبد الله بن
عبد الرحمن العسكري، في آخرين. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه
بمكة وهو صدوق.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الطرازي بنيسابور قال: أنبأنا أبو
حامد إسماعيل بن سالم - قال: نبأنا شبابة بن سوار قال نبأنا شعبة عن
سماك عن عياض الأشعري. قال لما نزلت هذه الآية: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم
ويحبونه) [المائدة 54]. أوما النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى موسى الأشعري، فقال " هم قوم هذا ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن هارون الخلال
الحنبلي حدثنا عبد الرحمن بن قريش الهروي قال حدثني محمد بن إسماعيل الصايغ
قال: كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمر بنا أحمد بن حنبل، وساق خبرا ذكرناه في
موضع آخر.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي من كتابه قال سمعت يوسف بن أحمد الصيدناني
بمكة يقول: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الطوسي صهر الصائغ يقول: سمعت
محمد بن إسماعيل الصائغ يقول: سألني همام شراء هاون فأتيته بهاون فجعل يقرأ
علي فأقول له زدني فيقول: أذلني الهاون أذلني الهاون.
قال الشيخ أبو بكر: كذا قال لنا العتيقي همام وأحسبه أبا همام، فالله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرانا على الحسين بن هارون عن أبي العباس
ابن سعيد قال: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول محمد بن إسماعيل
الصائغ من أهل الفهم والأمانة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع قال وجاءنا الخبر بموت محمد بن إسماعيل الصائغ المكي بأنه مات في
جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائتين، وكنت سمعت منه إملاء عند باب الصفا
في سنة ثلاث وسبعين.
432 - محمد بن إسماعيل، عم العباس بن يوسف، الشكلي:
حدث عن علي بن أبي مريم. روى عنه ابن أخيه أبو الفضل الشكلي.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ قال: نبأنا أحمد بن جعفر بن
38

حمدان قال نبأنا العباس بن يوسف الشكلي قال حدثني عمى محمد بن إسماعيل
قال نبأنا ابن أبي مريم قال نبأنا عمار بن عثمان قال حدثني مسمع بن عاصم قال
قالت رابعة العدوية: اعتللت علة قطعتني عن التهجد وقيام الليل، فمكثت أياما أقرا
جزئي إذا ارتفع النهار، لما يذكر أنه يعد بقيام الليل، ثم رزقني الله العافية فكنت قد
سكنت إلى قراءة جزئي بالنهار وانقطع عني قيام الليل، فبينا أنا ذات ليلة راقدة إذ
رأيت في منامي كأني قد دفعت إلى روضة خضراء ذات قصور وبيت حسن، فبينا أنا
أجول فيها أتعجب من حسنها، إذا انا بطائر أخضر وجارية تطارده كأنها تريد أخذه،
فشغلني حسنها عن حسنه. فقلت لها: دعيه ما تريدي منه؟ فوالله ما رأيت طائرا قط
هو أحسن منه. فقالت: فهلا أريك شيئا هو أحسن منه؟ قلت بلى. فأخذت بيدي
فأدارتني في تلك الرياض حتى انتهيت إلى باب قصر فاستفتحت ففتح لها باب مخرق
إلى بستان، قال فدخلت ثم قالت افتحوا لي باب المقة، ففتح لنا باب شاع منه شعاع
استنار من ضوء نوره ما بين يدي وما خلفي، فدخلت ثم قالت ادخلي فدخلت.
فتلقانا فيه وصفاء بأيديهم المجامر، فقالت لهم: أين تريدون؟ قالوا نريد فلانا قتل في
البحر شهيدا نجمره فقالت لهم: أفلا تجمرون هذه المرأة؟ فقالوا: قد كان لها في ذاك
حظ فتركته. فأرسلت يدها من يدي ثم أقبلت على بوجهها وقالت:
صلاتك نور والعباد رقود * ونومك ضد للصلاة عميد
وعمرك غنم إن عقلت ومهلة * يسير ويفنى دائم ويبيد
ثم غابت واستيقظت بنداء الفجر. فقالت رابعة: فوالله ما ذكرتها فتوهمتها إلا
طاش عقلي، وطار نومي.
433 - محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الصيرفي، يعرف بابن بنت ربح:
حدث إسماعيل بن علي الدعبلي عنه عن يزيد بن هارون.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال نبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن
علي بن رزين الخزاعي بواسط قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن الصيرفي ابن بنت ربح
ببغداد الكرخ درب عون سنة أربع وسبعين ومائتين قال نبأنا يزيد بن هارون قال
أنبأنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي
بن أبي طالب. قال: إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو
أتقى، والذي هو أهيا، والذي هو أهدى.
39

قال الشيخ أبو بكر المعروف عندنا محمد بن ربح البزاز. حدث عن يزيد بن
هارون، وأما ابن بنت ربح هذا فلا نعرفه، وليس إسماعيل بن علي الخزاعي ممن
يعتمد عليه. فإن كان أراد محمد بن ربح فإنه يكنى أبا بكر. وذكره يرد في موضعه
من كتابنا بعد إن شاء الله.
434 - محمد بن إسماعيل بن جعفر أبو جعفر القرشي:
حدث عن شبابة بن سوار، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم بن القاسم،
وعفان بن مسلم. وروى عن الأصمعي حروف أبي عمرو بن العلاء في القراءات.
حدث بذلك أبو القاسم بن النخاس المقرئ عن محمد بن الحسين التميمي عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو طالب
عمر بن إبراهيم الفقيه. قالوا أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ
قال حدثني محمد بن الحسين بن علي التميمي قراءة علي في سنة تسع وثلاثمائة قال
حدثني أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن علي بن محمد بن علي
ابن جعفر بن موسى بن سعد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن ثعلبة بن عطاية بن
سعد بن إدريس بن عبد الله بن مازن بن سعدان بن ذهل بن ثعلبة بن عطاية بن سعد
ابن عبد المطلب في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان من سنة أربع
وسبعين ومائتين بعد منصرفي من مجلس إبراهيم الحربي قراءة علي قال حدثني عبد
الملك بن قريب الأصمعي - وسألته عن حروف وقعت إلي عنه عن أبي عمرو - فذكر
الحروف كلها.
قال محمد بن الحسين أخبرني أبو جعفر القرشي أنه ابن أربع وتسعين سنة،
وأخرج لنا مولده أنه ولد في يوم الجمعة لليلتين خلتا من رمضان سنة مائة وثمانين.
435 - محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السلمي الترمذي:
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا نعيم الفضل بن دكين، والحسن بن سوار
البغوي، وإسحاق بن محمد الفروي، وقبيصة بن عقبة، وأيوب بن سليمان بن
40

بلال، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعارم بن
الفضل، وأبا صالح كاتب الليث بن سعد، ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري، وعبد
الله بن الزبير الحميدي، في أمثالهم من الشيوخ. وكان فهما متقنا مشهورا بمذهب السنة.
وسكن بغداد وحدث بها، فروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون
وجعفر الفريابي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي،
ومحمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز،
وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر
الشافعي. وروى عنه أيضا أبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي في
صحيحهما.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي قال نبأنا محمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد
الله بن شبيب - وهذا لفظ الترمذي - قال نبأنا أيوب بن سليمان بن بلال قال حدثني
أبو بكر عن سليمان بن بلال قال قال يحيى بن سعيد سمعت أنس بن مالك. وقال
ابن شبيب قال حدثني يحيى بن سعيد عن أنس. ثم رجع الحديث إلى رواية الترمذي:
أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة. فقال: يا رسول الله
هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله، ورفع الناس
أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون. قال: فما خرجنا من المسجد حتى أمطرنا، فما زلنا
نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى. زاد الترمذي: فأتى الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، لثق المسافر ومنع الطريق.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال أنبأنا محمد بن مخلد العطار قال نبأنا محمد بن إسماعيل الترمذي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وطلحة بن علي بن الصقر الكتاني. قالا نبأنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا أبو إسماعيل الترمذي قال نبأنا مخلد
ابن مالك أبو محمد الحراني قال نبأنا حفص أبو عمر قال نبأنا زيد بن أسلم عن
41

الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى:
" أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني. والله لله أفرح بتوبة أحدكم [من
أحدكم] يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب
إلى ذراعا تقربت منه باعا، ومن جاءني يمشي جئته أهرول ".
دخل أحد لفظ الحديثين في الآخر، إلا أن طلحة قال في حديثه: حدثنا أبو حفص
عمر بن حفص قال نبأنا زيد بن أسلم. والذي ذكرناه الصواب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال نبأنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز قال: نا محمد بن إسماعيل السلمي. وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن
الفضل الصيرفي بنيسابور - واللفظ له - قال نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن
أحمد الصفار الأصبهاني قال نا محمد بن إسماعيل الترمذي قال: نا محمد بن عبد
الله الأنصاري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن ".
قال الصفار: قال أبو إسماعيل الترمذي، ذاكرت به بندارا ولم يكن عنده فكتبه
عني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق
قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدثني محمد بن علي
الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال ناولني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن وكتب لي بخطه قال سمعت أبي يقول: محمد بن إسماعيل الترمذي
خراساني ثقة. حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنبأنا أبو بكر الخلال قال:
وأبو إسماعيل الترمذي رجل معروف ثقة كثير العلم متفقه.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال أنبأنا الحسين بن هارون عن أبي العباس بن
سعيد قال سمعت عمر بن إبراهيم يقول أبو إسماعيل الترمذي صدوق مشهور
بالطلب.
42

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو إسماعيل
الترمذي في شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين، ودفن عند قبر أحمد بن حنبل.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى - وأنا أسمع. قال: ومات أبو إسماعيل الترمذي بمدينتنا لأيام بقين من شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين.
436 - محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن، والد أبي علي
الصفار:
سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وعلي بن الجعد
الجوهري، وأحمد بن جميل المروزي. وما أراه حدث وإنما روى ابنه عن وجوده في
كتابه.
أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن علي بن حبيش التمار. وأبو الحسين محمد
ابن الحسين بن الفضل القطان. قالا: نبأنا إسماعيل بن محمد الصفار املاء. قال:
وجدت في كتاب أبي بخطه أن عاصم بن علي حدثهم قال نبأنا أبو معشر قال
إسماعيل، وحدثنا محمد بن علي الوراق قال نبأنا عاصم بن علي قال نبأنا أبو معشر
عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري عن أبيه عن
جده قال: أقبلنا من بدر ففقدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونادت الرفاق بعضها بعضا أفيكم
رسول الله؟ حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أبي طالب. فقالوا: يا رسول الله
فقدناك؟ فقال: " إن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه ".
437 - محمد بن إسماعيل بن عامر، أبو بكر التمار الرقي:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن سنان الواسطي، وأحمد بن خالد
الكرماني، وسرى السقطي، والربيع بن سليمان المرادي، وغيرهم. روى عنه
أبو عمرو بن السماك.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا
محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني أحمد بن عيسى المصري قال نبأنا عمرو
ابن أبي سلمة قال: نبأنا زهير بن محمد ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه
43

عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا ادعت المرأة طلاق زوجها فجاءت على ذلك
بشاهد عدل استحلف زوجها فإن حلف بطلت شهادة الشاهد، فإن نكل فنكوله
بمنزلة شاهد آخر وجاز طلاقه ".
وأخبرنا ابن رزق قال نبأنا عثمان بن أحمد قال سألت محمد بن إسماعيل أبا
بكر ونحن نسمع منه في سنة اثنتين وتسعين ومائتين فقلت: كم أتى لك من السن؟
فقال: أما أمي فإنها كانت تقول ولدت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقال لي
بعض أصحابنا: لا، أنا أعلم بهذا منها، ولدت في سنة ثلاثين ومائتين.
قال أبو عمرو الدقاق وكأنه كان له من السن إلى وقت كنا نسمع منه على
قول والدته، ستين سنة، وعلى قول صاحبه اثنتين وستين سنة، وكان أسود
اللحية.
438 - محمد بن إسماعيل بن أبي بردة، أبو جعفر الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، ومسعود بن جويرية
الموصليين، روى عنه أحمد بن نصر بن طالب الحافظ.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا
أحمد بن نصر أبو طالب قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي بردة أبو جعفر الموصلي
ببغداد قال: نا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي.
439 - محمد بن إسماعيل بن الغصن، الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير. روى عنه إسماعيل
ابن علي الخطبي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال حدثني إسماعيل بن علي الخطبي قال نبأنا
محمد بن إسماعيل بن الغصن الموصلي قال نبأنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير
الموصلي قال نبأنا علي بن مسهر عن مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ".
44

440 - محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد، أبو بكر البندار
المعروف بالبصلاني:
سمع علي بن الحسين الدرهمي، ومحمد بن معاوية الأنماطي، وخالد بن يوسف
السمتي، ومحمد بن بشار بندارا. روى عنه عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، وعبد
العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو القاسم بن النخاس المقرئ، وعلي بن محمد بن لؤلؤ
الوراق، وغيرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول سألت الدارقطني عن محمد بن إسماعيل البصلاني فقال: ثقة.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر قال: مات البصلاني
في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
441 - محمد بن إسماعيل، أبو بكر المقرئ البغدادي:
سكن مكة وحدث بها عن محمود بن خداش، وأبي الأشعث أحمد بن
المقدام. ذكره عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري وروى عنه.
442 - محمد بن إسماعيل الدقاق:
حدث عن أبي هشام الرفاعي. روى عنه الحسن بن لؤلؤ.
أخبرني الحسن بن علي التميمي قال نبأنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق قال نبأنا
محمد بن إسماعيل الدقاق - جارنا - قال: نبأنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي قال
نبأنا حفص - يعني ابن غياث - عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال: خط لنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم خطا. فقال: " هكذا سبيل الله ". ثم خط خطوطا فقال: " هذه سبل الشيطان
فما منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ".
443 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر العلوي:
حدث عن مسلم بن جنادة أبي السائب. روى عنه القاضي أبو بكر يوسف بن
القاسم الميانجي.
45

أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي بدمشق قال: نا
يوسف بن القاسم الميانجي قال: نا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر
العلوي ببغداد قال نا مسلم بن جنادة السوائي قال: نا وكيع قال: نا شريك عن أبي
حصين عن مجاهد عن رافع بن خديج قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تستأجر الأرض
بالدراهم أو بالثلث أو بالربع.
444 - محمد بن إسماعيل بن نيزر، أبو جعفر الجزري:
حدث ببغداد عن أبي عمارة الحسين بن حريث المروزي، وأبي هشام الرفاعي،
ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور، وأبي همام الوليد بن شجاع، وحجاج بن الشاعر،
روى عنه القاضي أبو بكر الميانجي أيضا. أنبأنا أبو سعد الماليني إجازة قال أنا يوسف
ابن القاسم الميانجي. قال أنبأنا محمد بن إسماعيل الجزري ببغداد قال ثنا أبو همام
الوليد بن شجاع قال ثنا يحيى بن حمزة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي هريرة فروة
عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما غدا رجل يلتمس علما إلا فرشت له الملائكة أجنحتها
رضاء بما يصنع ".
445 - محمد بن إسماعيل بن صالح، المعروف بزنجي الكاتب:
حدث عن عسل بن ذكوان الأخباري. روى عنه ابنه إسماعيل بن زنجي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال نبأنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
ابن زنجي الكاتب إملاء قال: حدثني أبي قال نبأنا عسل بن ذكوان قال: قال
الأصمعي: أحسن الدنيا ثلاثة، نهر الأبلة، وغوطة دمشق، و [منتزه] سمرقند.
وقال: حشوش الدنيا ثلاثة: عمان، وأردبيل، وهيت.
446 - محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج، يكنى أبا الحسن:
وكان من كبار الصوفية، ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه من أهل سامرا سكن بغداد.
وقال: صحب سريا السقطي، وأبا حمزة.
46

وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال: قال
فارس البغدادي: كان اسم خير النساج، محمد بن إسماعيل السامري، وكان أستاذ
إبراهيم الخواص.
قلت الشيخ أبو بكر: كذا قال: ولعله وكان أستاذه إبراهيم الخواص، فالله أعلم.
وللصوفية عن خير حكايات عجيبة جدا نحن [نذكر] بعضها مع البراءة من
عهدتها.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أخبرني الحسين بن جعفر بن علي قال أخبرني عبيد الله
ابن إبراهيم الخرزي قال قال أبو الخير الديلمي كنت جالسا عند خير النساج فأتته
امرأة وقالت أعطني المنديل الذي دفعته إليك. قال نعم. فدفعه إليها فقالت كم
الأجرة؟ قال درهمان. قالت ما معي الساعة شئ، وأنا قد ترددت إليك مرارا فلم
أرك، وأنا آتيك به غدا إن شاء الله. فقال لها خير: إن أتيتيني به ولم تريني فارمي به
في الدجلة، فإني إذا رجعت أخذته. فقالت المرأة: كيف تأخذ من الدجلة؟ فقال خير:
هذا التفتيش فضول منك، افعلي ما أمرتك. قالت إن شاء الله. فمرت المرأة.
قال أبو الخير فجئت من الغد وكان خير غائبا، فإذا بالمرأة جاءت ومعها خرقة
فيها درهمان فلم تر خيرا، فقعدت ساعة ثم قامت ورمت بالخرقة في دجلة، فإذا
بسرطان تعلقت بالخرقة وغاصت، وبعد ساعة جاء خير وفتح باب حانوته وجلس
على الشط يتوضأ فإذا بسرطان خرجت من الماء تسعى نحوه والخرقة على ظهرها،
فلما قربت من الشيخ أخذها، فقلت له: رأيت كذا وكذا. فقال: أحب أن لا تبوح به
في حياتي، فأجبته إلى ذلك.
حدثني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال: سمعت علي بن عبد الله
الهمداني بمكة يقول نبأنا علي بن محمد الفرمي قال نبأنا أبو الحسين المالكي. قال:
كنت اصحب خيرا النساج سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر
ذكره، غير أنه قال لي قبل وفاته بثمانية أيام: إني أموت يوم الخميس المغرب فأدفن
يوم الجمعة قبل الصلاة، وستنسى فلا تنسه. قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة
فلقيني من خبرني بموته، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين، فسألتهم:
لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة. فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة
47

قد أخرجت قبل الصلاة، أو كما قال. فسألت من حضره عن حاله عند خروج
روحه. فقال إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت وقال
قف عافاك الله، فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما
أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثم امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ
للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد. وأخبرني بعض أصحابنا أنه رآه في
النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: لا تسألني أنت عن هذا، ولكن استرحنا من
دنياكم الوضرة.
447 - محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر، أبو عبد الله الفارسي:
كان يتفقه على مذهب الشافعي وحدث عن أبي زرعة الدمشقي، وعبد الله بن
محمد بن أبي مريم المصري، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، وبكر بن سهل الدمياطي،
وإسحاق بن إبراهيم الديري، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه أبو الحسن الدارقطني
فأكثر، وأبو الحسين بن حمد الخلال. وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي وهو آخر من
حدث عنه. وكان ثقة ثبتا فاضلا.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل الفارسي في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة قال نبأنا عبد الله بن
محمد بن سعيد بن أبي مريم قال نبأنا محمد بن يوسف الفريابي قال نبأنا سفيان عن
أبيه عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون عن خزيمة بن ثابت الأنصاري. قال جعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين للمسافر ثلاثا، وللمقيم يوما.
قرأت في كتاب أبى القاسم بن الثلاج بخطه، قال أبو عبد الله الفارسي: ولدت في
سنة ثمان - أو تسع - وأربعين ومائتين.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
قال أنبأنا الصفار قال: نبأنا ابن قانع أن الفارسي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قال غير الصفار عن ابن قانع في شوال.
48

448 - محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون، أبو الحسين الرازي
المكتب:
سكن بغداد بقصر عيسى بن علي، وحدث عن أبي عمران موسى بن نصر
المقانعي، صاحب جرير بن عبد الحميد، وعن أبي حاتم الرازي، ويحيى بن عبدك
القزويني، وعمر بن تميم بن الطبري، ومحمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن إسحاق
الحربي. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو علي بن
شاذان. وكان غير ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الرزاز من أصل كتابه قال أنبأنا أبو
الحسين محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي قال نبأنا أبو عامر عمرو بن تميم بن
سيار الطبري قال نبأنا هوذة بن خليفة البكراوي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن سركم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم ".
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، ورجاله كلهم ثقات، والحمل
فيه على الرازي.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمد بن إسماعيل الرازي قال نبأنا أبو
عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس قال أنبأنا هوذة قال نبأنا ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بلغه القران فكأنما شافهته ". ثم
قرا: (وأوحى إلى هذا القران لأنذركم به ومن بلغ) [الأنعام 19].
وأخبرنا علي قال أنبأنا محمد قال نبأنا محمد بن أيوب قال نبأنا هوذة بن خليفة
قال نبأنا ابن جريج عن أبي صالح عن أبي هريرة قال رأيت معاذ بن جبل يديم النظر
إلى علي بن أبي طالب، فقلت: مالك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره؟ فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " النظر إلى وجه على عبادة ".
49

قال الشيخ أبو بكر: وهذان الحديثان بهذين الإسنادين باطلان. على أنا لا نعلم أن
محمد بن أيوب روى عن هوذة بن خليفة شيئا قط، ولا سمع منه، لأن هوذة مات
في سنة ست عشرة ومائتين، وطلب محمد بن أيوب الحديث في سنة عشرين
ومائتين.
أخبرنا علي بن أبي على المعدل وأحمد بن أبي جعفر القطيعي. قالا نبأنا الحسين
ابن محمد بن إسحاق السوطي قال نبأنا أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن هارون
الرازي قال نبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا
الأعمش عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله: " إنما الأمل رحمة من الله لأمتي،
لولا الأمل ما أرضعت أم ولدا، ولا غرس غارس شجرا ".
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال نبأنا الحسين بن محمد السوطي قال نبأنا محمد
ابن إسماعيل الرازي قال نبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا
الأعمش عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تظاهرت عليه النعم فليكثر الحمد
لله، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول
ولا قوة إلا بالله ".
وبإسناده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما نزعت الرحمة إلا من شقي ".
قال الشيخ أبو بكر: وهذه الأحاديث الثلاثة بهذا الإسناد باطلة، لا أعلم جاء بها
إلا محمد بن إسماعيل الرازي.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي يقول سمعت أبا محمد
ابن غلام الزهري يقول محمد: بن إسماعيل بن موسى الرازي المكتب ضعيف.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال أنبأنا أبو نصر محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي قال سمعت محمد بن إسماعيل المكتب ببغداد يقول ولدت في شهر
رمضان لليلتين خلتا من سنة سبع وستين ومائتين، وأحضرني أبي مجلس أبي حاتم
الحنظلي، وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين، وكنت أنعس، فقال لي والدي: انظر إلى
الشيخ فإنك تحكيه غدا. فرأيته وسمعني أبى وكتب لي بخطه، وسمعت منه بعد ذاك
بسنين إلى سنة أربع وسبعين ومائتين. وفيها توفى أبو حاتم.
50

قال الشيخ أبو بكر: وهذا القول غير صحيح، كانت وفاة أبى حاتم الرازي في
سنة سبع وسبعين ومائتين، وعاش محمد بن إسماعيل إلى بعد سنة خمسين وثلاثمائة،
وكان يذكر أنه سمع من موسى بن نصر المقانعي صاحب جرير سنة ثلاث وسبعين
ومائتين، فذكرت ذلك لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ.
فقال: موسى بن نصر شيخ قديم حدث عنه كبار الرازيين، وأنكر أن يكون محمد
ابن إسماعيل أدركه، وكذبه في روايته عنه.
449 - محمد بن إسماعيل بن محمد بن موسى، أبو بكر القاضي:
سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، والحسن بن الطيب الشجاعي.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد
القاضي قال نبأنا الحسن بن الطيب بن حمزة قال نبأنا محمد بن يحيى الحجري
القاضي قال نبأنا عبد الله بن الأجلح الكندي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال:
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العباس يعوده، فدخل عليه والعباس على سرير له، فأخذ بيده
النبي صلى الله عليه وسلم فأقعده في مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " رفعك الله يا عم ".
قرأت في كتاب أبى بشر محمد بن عمر الوكيل توفى أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن محمد القاضي في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
450 - محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر بن مهران بن فيروز
ابن سعيد، أبو بكر المستملي الوراق:
سمع أباه، والحسن بن الطيب الشجاعي، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، وأحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومحمد بن
يحيى بن الحسين العمى، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي،
ومن بعدهم. روى عنه الدارقطني. وحدثنا عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم
الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري، وجماعة يطول ذكرهم.
حدثني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ
51

الدارقطني قال حدثني محمد بن إسماعيل الوراق قال نبأنا أبى قال أنبأنا حسن بن
إسماعيل بن رشيد قال نبأنا أبى قال نبأنا مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السفر قطعة من العذاب ". الحديث.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق بإسناده
مثله.
حدثنا علي بن المحسن القاضي قال قال لنا محمد بن إسماعيل الوراق ولدت
ببغداد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
حدثني أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي قال سمعت أبا بكر بن
إسماعيل الوراق يقول دققت على أبى محمد بن صاعد بابه فقال: من ذا؟ فقلت: أنا
أبو بكر بن أبي على، يحيى ههنا؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى
هذا لجاهل الذي يكنى نفسه وأباه ويسميني، فأصفعه.
قال الشيخ أبو بكر ذكرت هذه الحكاية لبعض شيوخنا فقال: كان في ابن
إسماعيل سلامة. والحكاية مشهورة عنه
وحدثني الأزهري قال كان ابن إسماعيل كثيرا ما يسأل عن حكاية ابن صاعد
هذه فيقول للذي يسأله: اسكت الآن، فإذا ألحوا عليه في السؤال حكاها لهم.
حدثني أحمد بن عمر بن علي قال سمعت أبا حفص بن الزيات يقول حضرت
عند أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحضر محمد بن إسماعيل الوراق مع
أبيه، فسمع نسخة يحيى بن معين، ثم قام إسماعيل قائما وأخذ بيد ابنه
وقال للجماعة: اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين. أو
كما قال.
وحدثني علي بن طلحة المقرئ عن ابن الزيات بهذه الحكاية إلا أنه قال: نسخة
محمد بن يوسف الغضيضي. سألت أبا بكر البرقاني عن ابن إسماعيل فقال: ثقة
ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: أبو بكر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة، وكانت
كتبه ضاعت واستحدث من كتب الناس، فيه بعض التساهل.
52

حدثني الأزهري قال كان ابن إسماعيل حافظا إلا أنه لين في الرواية، قال: وذلك
أن أبا القاسم ابن زوج الحرة كان عنده صحف كثيرة عن يحيى بن صاعد من
مسنده وجموعه، وكان ابن إسماعيل شيخا فقيرا يحضر دار أبى القاسم كثيرا، فقال له
إن هذه الكتب كلها سماعي من ابن صاعد، فقرأها عليه أبو القاسم من غير أن
يكون سماعه فيها ولا له أصول بها.
قال الشيخ أبو بكر وقد اشتريت قطعة من تلك الكتب فوجدت الأمر فيها على ما
حكى لي الأزهري، لأني لم أجد لابن إسماعيل سماعا فيها، ولا رأيت علامات
الإصلاح والمعارضة في شئ منها.
وقال لي الأزهري أيضا: كنت اشتريت وأنا صبي جزءا فيه حديث المائدة التي
أنزلت على بني إسرائيل فرآه معي ابن إسماعيل فقال: قد سمعت هذا الحديث، ثم
حدثني به، ولم يكن في الجزء سماعه ولا أحضر أصله.
حدثني الحسن بن أبي طالب وعبيد الله بن أبي الفتح. قالا: مات أبو بكر بن
إسماعيل في شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. قال الحسن: ودفن بباب
حرب.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. فيها توفى أبو
بكر بن إسماعيل الوراق يوم الأحد لاثني عشرة بقين من شهر ربيع الآخرة، وكان
يفهم. حدث قديما، وكان أمره مستقيما، وكانت كتبه ضاعت.
451 - محمد بن إسماعيل بن أحمد بن سهل، أبو المرجى الأزدي
الدقاق:
روى عن الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، عن يوسف بن موسى المروروذي
كتاب الزهد لعبد الله بن حبيق الأنطاكي. سمعه منه وكتبه عنه علي بن الحسين بن
سكينة الأنماطي.
452 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن طور بن نالون بن
حريب، أبو الحسن البلخي الزاهد من بنى كلاب:
قدم علينا حاجا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وحدث ببغداد عن محمد بن
أحمد بن أبي صالح البغدادي نزيل بلخ، كتبنا عنه وكان لا بأس به.
53

453 - محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد
ابن إسحاق بن [خالد] بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله البلخي، يكنى أبا
الحسن، ويعرف بابن سبنك:
من أهل باب الأزج. كان أحد الشهود المعدلين، وحدث عن جده عمر بن
محمد، وعن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبى سعيد الحربي، وأبى بكر
ابن شاذان، وأبى حفص بن شاهين، وعلي بن عمر الحربي، وأبى الحسن الدارقطني،
وأبى القاسم بن حبابة، ونحوهم.
كتبت عنه وكان صدوقا. سألته عن مولده فقال في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة أربع
وأربعين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إدريس
454 - محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي:
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ
بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى
مصر فنزلها إلى حين وفاته.
54

وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن
عبد الرحمن، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وإبراهيم
ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي،
وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن
الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون،
وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان
التنيسي (1)، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي،
وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن
حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمد
ابن الصباح الزعفراني، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار، وغيرهم، وكتاب الشافعي
الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا الحسين بن
يحيى بن عياش القطان قال نبأنا الحسن بن محمد بن الصباح قال نبأنا محمد بن
إدريس الشافعي قال: أنبأنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءوه فقالوا: يا رسول الله: إن
ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال: " اقتلوه ".
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن
المصري صاحب الشافعي. قال الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن
شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي
ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ابن عم رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
55

أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري فيما أجاز لنا قال
أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى
الساجي. وأخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن
البندار قال نبأنا محمد بن الحسين الزعفراني قال أخبرني زكريا بن يحيى الساجي
قال سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن
العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن
عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أم السائب الشفاء بنت الأرقم
ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأم
الشفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد
العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن
بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي،
كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن
سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة
السلمية، وأم شافع أم ولد.
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول: شافع بن السائب
الذي ينسب الشافعي إليه، قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع، وأسلم أبوه السائب يوم
بدر، فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر وفدا نفسه ثم أسلم، فقيل له: لم لم
تسلم قبل أن تفتدي؟ فقال: ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم في. قال القاضي وقال
بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسبه،
وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صلى الله عليه وسلم طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو
قسيمة فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم
ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا
قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، لأن المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشفا
بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما أم الشافعي
فهي أزدية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الأزد جرثومة العرب ".
56

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنبأنا محمد بن جعفر
التميمي بالكوفة قال نا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن إدريس
البلخي قال سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم
الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد
منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم
يتفرق في سائر البلدان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن
شيظم الفامي قدم للحج - قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا محمد بن عبد
الله بن عبد الحكم قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين -
يعنى ومائة - وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين.
قال وأخبرني غيره عن الشافعي قال: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في
الحداثة، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا علي بن عبد العزيز البرذعي قال
أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال نبأنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن
ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمدا بن إدريس يقول
ولدت باليمن، فخافت أمي علي الضيعة، وقالت: الحق بأملك فتكون مثلهم، فإني
أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه
بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشغل بهذا، وأقبل
على ما ينفعك. فعجلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق.
أخبرنا علي بن أبي على المعدل قال أنبأنا علي بن عبد العزيز البرذعي قال نبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبى قال سمعت عمرو بن سواد يقول: قال لي
الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى علي سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي
في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة
عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي.
57

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الأستراباذي ببيت المقدس
قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بأستراباذ قال: نبأنا أبو نعيم عبد الملك بن
محمد قال نبأنا الربيع قال سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب
يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قال.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو
نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قال: سمعت أبا الحسن المغازلي
يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم،
فسلم علي وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال
لي أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ
اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو علي الفقيه الهمداني
قال حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي قال سمعت الربيع بن
سليمان يقول: والله لقد فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي
طالب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا
يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان عن النضر بن سعيد
الكندي - أو العبدي - عن الجارود، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما، اللهم إنك أذقت أولها عذابا،
أو وبالا، فأذق آخرها نوالا ".
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي الأستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمد بن إبراهيم المؤذن قال نبأنا عبد الملك بن محمد -
هو أبو نعيم، قال نبأنا محمد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابن عياش
عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة، عن رسول
58

الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم كما
أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا " دعا بها ثلاث مرات.
قال عبد الملك بن محمد في قوله صلى الله عليه وسلم: " فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق
الأرض " علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد
ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا
وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش
من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ
مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم
ومسيئلات، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف
على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه بعينه لا غيره. وهو الذي شرح
الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري قال نبأنا علي بن إبراهيم بن أحمد البيضاوي
قال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي قال سمعت الربيع بن سليمان
يقول ناظر الشافعي محمد بن الحسن بالرقة، فقطعه الشافعي، فبلغ ذلك هارون
الرشيد، فقال هارون أما علم محمد بن الحسن إذا ناظر رجلا من قريش أنه يقطعه
سائلا أو مجيبا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا
تعلموها، فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي قال نا عثمان بن صالح قال نا ابن وهب قال
أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة
قال: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة
سنة من يجدد لها دينها ".
59

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي
قال نا أبو محمد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قال: قال أحمد بن حنبل: إن الله
تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي
رضي الله تعالى عنه.
أخبرنا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا علي بن أحمد بن أبي غسان
البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وأخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قال نا عياش بن الحسن قال: نا محمد
ابن الحسين الزعفراني قال أخبرني زكريا الساجي قال حدثني الفضل بن زياد، عن
أحمد بن حنبل قال: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين
سنة إلا وأنا ادعوا الله للشافعي واستغفر له.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم قال نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال نا
الشافعي محمد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قال قرأت على شبل وأخبر
شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر
مجاهد أنه قرأ علي ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وقال ابن عباس وقرأ
أبي على النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من " قرأت "، ولو أخذ من " قرأت " لكان كل
ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقران، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز
القرآن، وإذا قرأت " القرآن " بهمز " قرأت " ولا يهمز " القرآن ".
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن
الخضر المعدل قال نا علي بن محمد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع
قال نا إسماعيل بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع
سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.
60

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور قال نا
محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا قال سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن
عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قال
أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة
آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت
المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قال أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما
" دساها ".
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال نا عياش بن الحسن بن عياش
قال نا محمد بن الحسين الزعفراني قال أخبرني زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن قال
نبأنا محمد بن إسماعيل قال حدثني حسين بن علي - يعني الكرابيسي - قال بت مع
الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا
أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية
عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قال فكأنما جمع له الرجاء
والرهبة جميعا.
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بآخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قال: نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم
الصفار قال نا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني بمصر قال سمعت الربيع بن
سليمان يقول كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم
في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين
ختمة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمد بن محمد بن الحسن
قال نا الربيع قال كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قال:
نعم.
أخبرنا إسماعيل بن علي الأستراباذي قال أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ قال
61

أخبرني الزبير بن عبد الواحد قال سمعت عباس بن الحسين قال سمعت بحر بن نصر
يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي نقرأ
القرآن، فإذا اتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم
بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال نبأنا علي بن إبراهيم
البيضاوي قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي قال سمعت
الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيى الليل
إلى أن مات.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا محمد بن
محمد الباغندي قال حدثني الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير
قال: سمعت مسلم بن خالد الزنجي - ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس
عشرة سنة - فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن
خالد - ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك
بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب:
ما أخبرنا علي بن المحسن قال نبأنا محمد بن إسحاق الصفار قال نبأنا عبد الله بن
محمد بن جعفر القزويني قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن
الزبير الحميدي يقول قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس،
آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قال سمعت جعفر بن
أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب
عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
62

القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن
والسنة، فوضع له كتاب " الرسالة ". قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا
وأنا أدعو للشافعي فيها.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال نبأنا
عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي
- وذكر الشافعي - فقال: أنبأنا حسان بن محمد قال سمعت ابن سريج يقول عن
أبي بكر بن الجنيد قال حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من
قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه - يعني الشافعي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمد
ابن حسن الزعفراني قال أخبرني زكريا بن يحيى قال حدثني المحسن بن محمد
الزعفراني قال حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا
ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا - يعني الشافعي - قال فقدم الشافعي علينا بعد ذلك
بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي
الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قال الزعفراني: فما كان
مثله الا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال
لهم: فان أسلم؟ قالوا: شرنا وابن شرنا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال نا علي بن عبد العزيز البرذعي قال نا عبد الرحمن
ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا إسماعيل الترمذي
قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي - وذكر الثوري،
والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة - إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا
محمد بن إسماعيل الرقي قال حدثني الربيع بن سلمان قال سمعت بعض من يقول
سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب
بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشافعي.
63

حدثني الحسن بن أبي طالب قال حدثني علي بن عمر التمار قال نبأنا محمد بن
عبد الله الشافعي قال حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قال قال أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قال: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أخبرني عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ
قال نبأنا عبد الله بن محمد بن زياد قال سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد
ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم قال نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قال:
حدثني عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قال حدثني صالح بن أحمد بن حنبل
قال: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله،
أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر
كان أنفع لك.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا
محمد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي
يا أبة أي شئ كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان
الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما
عوض؟.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود
سليمان بن الأشعث يقول: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى
الشافعي.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا علي بن عبد العزيز البرذعي قال نبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أخبرني أبو عثمان الخوارزمي - نزيل مكة - فيما كتب
إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قال كنت عند أحمد بن حنبل
64

نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم
يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شئ فيه. ثم قال: قلت للشافعي
ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قال فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه
حديث أو كتاب؟ قال: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث نص.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن العباس قال سمعت علي بن عثمان
وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي.
أخبرنا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤدب محمد بن عبد الله
النيسابوري قال أخبرني القاسم بن غانم قال سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول
سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشافعي إمام.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال حدثني الزبير بن عبد
الواحد الأسد ابادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على
رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان
محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يعتض
منه.
أخبرنا أحمد بن علي بن أيوب إجازة قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قال
نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وأخبرنا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمد بن
الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قال حدثني ابن بنت الشافعي قال
سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته
إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه.
وقال زكريا حدثني أبو بكر بن سعدان قال سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره
على المناظرة.
65

أخبرنا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قال نبأنا عبد
الملك بن محمد بن عدي قال نبأنا محمد بن يزداد قال سمعت أحمد بن علي
الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حدثنا سيد الفقهاء
الشافعي.
أخبرنا عبد الله بن علي بن عياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن
جميع قال قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله
قال سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم قال نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قال
نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قال نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قال
سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشافعي عندما قدم إلى بغداد ستة
أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا،
ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر
لذلك.
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد
النقاش قال نبأنا أبو نعيم الأستراباذي قال: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد
الشافعي؟ قال قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قال: وسألته: كان مخضوبا؟ قال: نعم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب
أحمد بن روح البغدادي قال نبأنا الحسن بن محمد الزعفراني قال قدم علينا الشافعي
بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا
سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف
العارضين.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد المجهر قال سمعت عبد العزيز الحنبلي
- صاحب الزجاج - يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشافعي إلى بغداد
66

وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال
يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قال الله وقال الرسول. وهم يقولون: قال أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غير.
أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري قال: سمعت أبا عبد الله محمد
ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سمعت أبا بكر بن عبد الرحمن بن
الجارود الرقي قال سمعت المزني يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألته عن الشافعي
فقال لي: " من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني
وأنا منه ".
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد
الواحد الأسد ابادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو
عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قال:
كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد
كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت
فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وقال: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في
رأي الشافعي؟ قال: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي قال أنشدنا المظفر بن أحمد بن
محمد الفقيه قال أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء * مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا * أيقاس الضياء بالظلماء
أخبرني أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن
ابن عياش قال سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد
ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد،
وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي قال سمعت
67

إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قال: سمعت الشافعي يقول
في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر * ومن دونها أرض المهامه والقفر
فوالله ما أدري أللفوز والغنى * أساق إليها أم أساق إلى قبري؟
قال: فوالله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا علي بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرحمن بن
أبي حاتم قال نبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال: ولد الشافعي في
سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا
وخمسين سنة.
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: قرأت على قبر
محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر
عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله، وان الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب
فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين،
لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن
شاء الله.
توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين.
أخبرنا إسماعيل بن علي الأستراباذي قال سمعت طاهر بن محمد البكري يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قال حدثني الربيع بن سليمان قال رأيت الشافعي بعد
وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من
ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب.
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى
الأزدي قال: قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي يرثي أبا عبد الله الشافعي:
68

بملتفتيه للمشيب طوالع * ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرفنه طوع العنان وربما * دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه * فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع * أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم * بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه * فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده * ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده * دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد * وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف * موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها * لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد * ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت * سما منه نور في دجاهن لا مع
أبي الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى * من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه * لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه * على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه * إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره * لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن * خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا * وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة * إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه * فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه * وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد * جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه * لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر * وآثاره فينا نجوم طوالع
69

سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن
دريد قوافيه في صدفها، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء
لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته * سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا * وذوو الفصاحة من بنى قحطان
لأقر كل طائعين بأنه * أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى * ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه * لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر * أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه * يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد * يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها * ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها * نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها * غير القرائح من ذوي الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه * مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله * وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة * حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله * ممن قضى بالري والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من
الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار،
ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتاب نفرده لها، إن شاء الله.
455 - محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الحنظلي
الرازي:
كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، مشهورا بالعلم، مذكورا بالفضل، وسمع محمد
70

ابن عبد الله الأنصاري وأبا زيد النحوي، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وهوذة بن
خليفة، وعبيد الله بن موسى، وعتاب بن زياد، وأبا مسهر الدمشقي، وأبا الجماهر
محمد بن عثمان التنوخي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان الحمصي في
أمثالهم. وكان أول كتبه الحديث في سنة تسع ومائتين. روى عنه يونس بن عبد
الأعلى، والربيع بن سليمان المصريان، وهما أكبر منه سنا، وأقدم سماعا، وأبو زرعة
الرازي، والدمشقي، ومحمد بن عوف الحمصي. وقدم بغداد وحدث بها وروى عنه
من أهلها أحمد بن منصور الرمادي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وقاسم بن زكريا
المطرز، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، وأبو
بكر بن أبي الدنيا والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، والحسين بن يحيى
ابن عياش القطان، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمد بن
مخلد العطار قال نبأنا أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس قال نبأنا عبد العزيز بن
الخطاب، عن أبيه قال: ولد لي غلام فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ولد لي غلام فما
أسميه؟ قال: " سمه بأحب الناس إلى حمزة ".
هذا غريب من حديث شعبة تفرد بروايته عبد العزيز بن الخطاب عن قيس
ابن الربيع عنه، ورواه عن عبد العزيز، محمد بن يزيد الأسفاطي وغيره من
الأكابر.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال نا أبو
حاتم الرازي قال نا داود بن عبد الله الجعفري قال نا حاتم، عن شريك، عن عبد
العزيز بن رفيع، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى
71

يقول يا ابن آدم إن لقيتني بملء الأرض ذنوبا لا تشرك بي شيئا، لقيتك بمثلها
مغفرة ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال نا أحمد بن سليمان النجاد قال: نا إبراهيم
ابن إسحاق - يعنى الحربي - قال: حدثني رجل من أهل الري يقال له أبو حاتم قال
سليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل، عن عيسى بن يونس، عن أشعث، عن
محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا جلس بين شعبها
الأربع فقد وجب الغسل ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
قال: حكى لنا عبد الله بن محمد بن يعقوب قال سمعت أبا حاتم يقول: نحن من
أهل أصبهان من قرية جز، وكان أهلنا يقدمون علينا في حياة أبي، ثم انقطعوا عنا.
أخبرني أبو زرعة روح بن محمد الرازي إجازة شافهني بها قال أنبأنا علي بن
محمد بن عمر القصار الفقيه قال نبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي
يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي
زيادة على ألف فرسخ، فلم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته.
وقال سمعت أبي يقول بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر،
وكان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطعت نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شئ
حتى بقيت بلا نفقه، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وأسمع منهم إلى
المساء، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم
أصبحت من الغد وغدا على رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على
جوع شديد، فانصرف عنى وانصرفت جائعا، فلما كان من الغد غدا على فقال مر بنا
على المشايخ. فقلت: أنا ضعيف لا يمكني. قال: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري.
قد مضى يومان ما طعمت فيهما، فقال لي رفيقي: معي دينار فأنا أواسيك بنصفه،
ونجعل النصف الاخر في الكراء، فخرجنا من البصرة وقبضت منه النصف دينار.
72

قال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول قلت على باب أبى الوليد الطيالسي من
أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به، فله على درهم يتصدق به. وقد
حضر على باب الوليد خلق من الخلق، أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن
يلقي علي ما لم أسمع به ليقولوا هو عند فلان، فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن
أستخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب على حديثا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أخبرني محمد بن عبد الله الضبي في كتابه. وأخبرني
أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري قال نبأنا محمد بن عبد الله الضبي
بنيسابور قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي قال نبأنا أحمد بن سلمة
قال: ما رأيت بعد إسحاق - يعنى ابن راهويه - ومحمد بن يحيى، أحفظ للحديث ولا
أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن إدريس.
أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت
القاسم بن صفوان البرذعي يقول سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أورع من رأيت أربعة،
آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة.
قال القاسم فذكرته لعثمان بن خرزاذ فقال عثمان: أنا أقول أحفظ من رأيت
أربعة، محمد بن المنهال، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
أجاز لي أبو زرعة الرازي أن علي بن محمد بن عمر القصار أخبرهم قال نبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة وأبو
حاتم إماما خراسان، ودعا لهما، وقال: بقاؤهما صلاح للمسلمين.
وقال عبد الرحمن سمعت أبي يقول جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث
ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ
وعللها وخطأ الشيوخ فقال لي: يا أبا حاتم، قل من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا
رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شئ أو
يتخالجني شئ في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي:
وكذلك كان أمري.
73

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال نبأنا صالح
ابن أحمد بن محمد الحافظ قال نبأنا القاسم بن أبي صالح قال سمعت أبا حاتم
يقول قال لي أبو زرعة ترفع يديك في القنوت؟ قلت: لا فقلت له: فترفع أنت؟ قال
نعم. فقلت: ما حجتك؟ قال حديث ابن مسعود. قلت رواه ليث بن أبي سليم. قال
حديث أبي هريرة. قلت رواه ابن لهيعة. قال حديث ابن عباس. قلت رواه عوف.
قال: فما حجتك في تركه؟ قلت: حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه
في شئ من الدعاء إلا في الاستسقاء. فسكت.
أخبرنا أبو زرعة الرازي إجازة قال أنبأنا علي بن محمد بن عمر قال نبأنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت موسى بن إسحاق يقول: ما رأيت أحفظ من
أبيك. قال عبد الرحمن وقد رأى أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي
شيبة، وابن نمير، وغيرهم. فقلت له: فرأيت أبا زرعة؟ فقال لا. وقال عبد الرحمن:
سمعت أبي يقول قال لي هشام بن عمار أي شئ تحفظ عن الأذواء؟ قلت له
ذو الأصابع، وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكلابي، وعددت
له ستة، فضحك وقال: حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي قال نبأنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي
بها قال نبأنا أبو عبد الله أحمد بن القاسم القاضي قال نبأنا ابن أبي حاتم الرازي قال
سمعت أبي يقول: اكتب أحسن ما تسمع، وأحفظ أحسن ما تكتب، وذاكر بأحسن
ما تحفظ.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال حدثنا الحسين بن محمد بن إسحاق السوطي
قال أنشدنا محمد بن هارون الرازي قال أنشدنا أبو حاتم الرازي:
تفكرت في الدنيا فأبصرت رشدها * وذللت بالتقوى من الله خدها
أسأت بها ظنا فأخلفت وعدها * وأصبحت مولاها وقد كنت عبدها
حدثت عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو عيسى العروضي -: قال
نبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال محمد بن إدريس أبو حاتم
رازي، ثقة.
74

أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي
العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: كان أبو حاتم
من أهل الأمانة والمعرفة.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول أبو حاتم الرازي إمام في الحفظ.
وقال لنا هبة الله بن الحسن الطبري: كان أبو حاتم الرازي إماما عالما
بالحديث، حافظا له، متقنا متثبتا.
قال أبو أحمد الحافظ روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
وقال هبة الله أخرجه الكلاباذي في كتابه - يعني الذي جمع فيه أسامي شيوخ
البخاري - وقال إنه أخرج عنه، قال هبة الله: فلعله من الأسماء المطلقة التي لم ينسبها
البخاري: والله أعلم.
أخبرنا أبو نعيم قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول سنة سبع وسبعين فيها مات أبو
حاتم الرازي بالري.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع قال: وجاءنا الخبر مع الرحالين بموت أبي حاتم الرازي أنه مات في شعبان
سنة سبع وسبعين ومائتين.
456 - محمد بن إدريس، أبو بكر الشعراني:
حدث عن أبي نصر التمار، وموسى بن إبراهيم الأنصاري. روى عنه أبو علي
الصفر، وحمزة بن محمد الدهقان.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال نبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال
نبأنا محمد بن إدريس أبو بكر الشعراني - شيخ كتبت عنه في دكان أبي العباس بن
إسحاق - قال نبأنا أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز قال نبأنا حماد بن سلمة،
عن حميد ويونس، عن الحسن، عن أنس قال: " المسلم من سلم الناس من
75

لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر
السوء ".
قال أبو علي السفار: قال لنا هذا الشيخ هكذا قال لنا أبو نصر التمار.
457 - محمد بن إدريس بن وهب الأعور:
حدثني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال
أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس. قال:
محمد بن إدريس بن وهب الأعور البغدادي قدم مصر وكتبت عنه.
توفي في جمادي الأولى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وقال لي ابنه أبو عبد الله أن أباه
حدث عن سعدان بن نصر وطبقة نحوه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أبان
458 - محمد بن أبان بن وزير، أبو بكر البلخي:
مستملي وكيع. قدم بغداد، وحدث بها عن أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة،
وعقبة بن خالد، وعبد الله بن إدريس، ومروان بن معاوية، وأبي خالد الأحمر، ووكيع
ابن الجراح، وأبي أمامة، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن
جعفر غندر. روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي،
والحسن بن علي المعمري، وموسى بن هارون، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن هارون بن
المجدر.
76

وحدث عنه أيضا محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه " الصحيح ".
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري قال نبأنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر قال نبأنا محمد بن أبان
البلخي قال نبأنا عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن محرر بن
أبي هريرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس
بذنوبه ".
تفرد بروايته محمد بن أبان، عن عبد الرزاق، عن الثوري، وخالفه الحسن بن أبي
الربيع الجرجاني. فرواه عن عبد الرزاق، عن ياسين الزيات، عن ابن المنكدر.
أخبرناه ابن رباح البصري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر
قال نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قال حدثني الحسن بن أبي الربيع قال
أنبأنا عبد الرزاق قال نا ياسين، عن محمد بن المنكدر، عن محرر بن أبي هريرة، عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أهل مهل إلا آبت الشمس بذنوبه ".
أخبرنا أبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد القرينيني قال: نا محمد بن
عبد الرحمن الذهبي قال نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله
أحمد بن حنبل أن محمد بن أبان يستملي لنا عند وكيع.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري قال نبأنا
أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني قال نبأنا أبو بكر المروزي قال قلت لأبي
عبد الله فأبو بكر مستملي وكيع تعرفه؟ قال: نعم، قد كان معنا يكتب الحديث،
كتب لي كتابا بخطه أظنه قال الطلاق. قلت إنه حدث بحديث أنكروه ما أقل من هو
عنده عن عبد الرزاق هو عندك؟ وكان عند خلف. قال: قد كان معنا تلك السنة.
قرأت في أصل كتاب محمد بن أبي الفوارس الذي سمعه من محمد بن عبد
الرحمن الطلقي بجرجان قال نبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي قال نبأنا
عبد الله بن أحمد قال قدم علينا رجل من بلخ يقال له محمد بن أبان، فسألت أبي
عنه فعرفه، وذكر أنه كان معهم عند عبد الرزاق، وكتبنا عنه، وكان قد حدثنا
77

عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن
حصين قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم - أظنه قال راكبا - وتحته - أو قال عليه - قطيفة من أرض
الجزيرة. فأنكره أبي فقلت له: تراه وهم؟ فقال: ينبغي أن يكون كذلك. فلما كان
بعد، قال علمت أني تفكرت في ذلك الحديث وقد كان الثقفي حدثناه عن أيوب.
يقول الثقفي وكان البتي يفعل كذا، ويقول كذا رأي البتي، وكنت أنا أكتبه، فكان
ينظر إلي إذا كتبته فكان يعجبه ذلك، فأظن أن هذا كتب هذا الإسناد. وقال الثقفي
في أثر هذا الإسناد: رأيت البتي عليه قطيفة من أرض الجزيرة. فإذا كان في الحديث
رأيت النبي أراد أن يقول رأيت البتي فأخطأ فقال النبي قال: فأخبرت محمد بن أبان
بهذا فرجع عن الحديث وقال اضربوا عليه.
قال أبو نعيم ولهذا مخرج يوقف عليه، وذلك أن الثقفي قد رواه عن أيوب، عن
أبي قلابة أن عمران بن حصين قال أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل
فأوثقوه وتركوه في الحرة، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه، أو قال أتى عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار وتحته قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة؟ فناداه يا محمد،
فذكر الحديث بطوله، فلم يغلط محمد بن أبان من الجهة التي ذكر أبو عبد الله أحمد
بن حنبل أنه لعله غلط فيما بين النبي والبتي، وذلك أن الحديث ذكر فيه قطيفة في
بعض أرض الحرة أو الجزيرة.
حدثنا بهذا الحديث عمر بن شبة البصري قال: نبأنا عبد الوهاب الثقفي، عن
أيوب بإسناده بطوله ليس فيه أبو المهلب.
أخبرني محمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت عبد
الرحمن بن محمد الأستراباذي يقول سمعت أحمد بن قتيبة يقول سمعت عمرو
ابن حماد بن فرافصة وكان يختلف إلى محمد بن أبان المستملي - يقول قدمت الكوفة
فأتيت أبا بكر بن أبي شيبة فسألني عن محمد بن أبان فقلت: خلفته على أن يقدم
فإنه كان أزمع على الخروج، قال: ليته قدم حتى ينتفع به.
حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال
أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال محمد بن أبان
أبو بكر البلخي مستملي وكيع ثقة.
78

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله
ابن محمد بن البغوي: مات محمد بن أبان البلخي ببلخ سنة أربع وأربعين - يعنى
ومائتين - وكذلك قال موسى بن هارون، وزاد في المحرم.
459 - محمد بن أبان، المخرمي:
حدث عن داود بن مهران الدباغ. روى عنه أحمد بن حفص السعدي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أحمد
ابن حفص السعدي املاء قال نبأنا محمد بن أبان المخرمي قال: نبأنا داود بن مهران
قال نبأنا سيف بن محمد، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن الأغر، عن سلمان،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أولكم واردة على الحوض، أولكم إسلاما علي بن أبي
طالب ".
460 - محمد بن أبان العلاف:
حدث عن عامر بن سيار الحلبي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
أخبرني أحمد بن علي بن محمد المحتسب قال نبأنا عمر بن القاسم بن محمد
المقرئ قال نبأنا محمد بن مخلد العطار قال نبأنا محمد بن أبان العلاف قال نبأنا عامر
ابن سيار قال نبأنا سليمان بن أرقم عن الحسن، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
كانا يرزقان المؤذنين والأئمة والمعلمين والقضاة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أسد
461 - محمد بن أسد. أبو عبد الله الخراساني، يعرف بالخشي:
نسب بذلك إلى قرية من قري إسفرايين. سمع عبد الله بن المبارك، وعمر بن
هارون البلخي، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومحمد بن
إسماعيل بن أبي فديك، وبقية بن الوليد، وإسماعيل بن علية، ووكيع بن الجراح.
79

وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، وجعفر بن
محمد بن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، إلا أنه سماه أحمد، وغيرهم. وكان
ثقة.
أخبرنا القاضي أبو بكر بن إسحاق الصغاني قال نبأنا محمد بن أسد قال نبأنا
الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال سألت الزهري: أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت
منه؟ فقال: حدثني عروة عن عائشة أن بنت الجون الكلابية لما أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم
قالت: أعوذ بالله منك. قال: " لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول سمعت أبا عوانة الأسفرائيني يقول حدث عن
محمد بن أسد ببغداد وهو ابن خمس وعشرين سنة.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن أسد الخشي سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول كان
ثقة جيد الفهم.
462 - محمد بن أسد بن أبي الحارث:
سمع محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي. روى عنه عبد الله بن
محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، والقاضي أبو عبد الله
المحاملي.
أخبرني محمد بن الفرج بن علي البزار قال أنبأنا عمر بن محمد بن علي الزيات
قال نبأنا ابن ناجية قال نبأنا محمد بن أسد بن أبي الحارث قال نبأنا محمد بن
سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن عمر بن عبد العزيز عن
يوسف بن عبد الله بن سلام قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع
طرفه إلى السماء.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال أنبأنا محمد بن عبد الله
الشافعي. قال نبأنا أحمد بن الحسين أبو الحسين الصوفي قال نبأنا محمد بن أسد بن أبي
الحارث وكان ثقة.
80

463 - محمد بن أسد بن الحارث بن كثير بن غزوان، أبو الطيب الكاتب
الأشقر:
حدث عن عمير بن مرداس الدونقي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وابن
الثلاج.
464 - محمد بن أسد بن علي بن سعيد، أبو الحسن الكاتب المقرئ:
سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وجعفر
الخلدي، وعبد الملك بن الحسن السقطي، وجماعة بن هذه الطبقة. كتبت عنه وكان
صدوقا.
أخبرنا محمد بن أسد قال أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد قال قرئ على أبى جعفر
أحمد بن الخليل البرجلاني وأنا أسمع قال نبأنا محمد بن عمر الواقدي قال أنبأنا أبو
بكر بن أبي سبرة، عن خالد بن رباح، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن
مرسا قال سمعت العباس بن عبد المطلب يقول: كسا رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الحبرات.
مات محمد بن أسد في يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم سنة عشر وأربعمائة،
ودفن في مقبرة الشونيزي.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أزهر
465 - محمد بن أزهر، أبو جعفر الكاتب:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا الوليد الطيالسي، وعمرو بن مرزوق،
ومسددا، وسويد بن سعيد، وسليمان الشاذكوني. روى عنه محمد بن خلف وكيع،
وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ قال أنبأنا أبو علي أحمد بن
الفضل بن العباس بن خزيمة قال نبأنا أبو جعفر محمد بن الأزهر الكاتب قال نبأنا
سليمان الشاذكوني قال نبأنا علي بن هاشم بن البريد، ويونس بن بكير قالا نبأنا علي
81

ابن الحزور، عن أبي مريم قال سمعت عمار بن ياسر يقول لأبي موسى الأشعري:
أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
قال: نعم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع، قال: مات أبو جعفر محمد بن أزهر في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين
- يعنى ومائتين - وكان قد بلغ الثمانين، وكان عند الناس مقبولا.
466 - محمد بن أزهر بن نجم بن القاسم بن حرب، أبو بكر التميمي
البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي شهاب معمر بن محمد العوفي، وعبد الصمد بن
الفضل البلخيين، وعلي بن إسماعيل الفرغاني، وغيرهم. روى عنه محمد بن إسحاق
القطيعي، وأبو حفص بن شاهين، وهو نسبه، ويوسف بن عمر القواس، إلا أن
يوسف قال نبأنا محمد بن أزهر بن محمد بن القاسم.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أيوب
467 - محمد بن أيوب بن المعافي بن العباس، أبو بكر العكبري:
حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والحارث
ابن أبي أسامة وبشر بن موسى ومحمد بن أحمد بن المهدى، روى عنه علي بن
عمرو الجريري، وأبو عبد الله بن بطة، وأحمد بن سهيل العكبريان، وكان صالحا
زاهدا.
حدثني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي قال: كان أبو عبد الله بن بطة
يقول: ما رأيت أفضل من أبى بكر بن أيوب سمعت أبا منصور محمد بن محمد بن أحمد
العكبري يقول: مات أبو بكر بن أيوب في شهر رمضان في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
82

468 - محمد بن أيوب بن سليمان بن يوسف بن أشروسنبذاد، أبو عبد الله
العودي الكلهي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسن الصيني عن
الأعمش حديثا منكرا، رواه عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
* * *
ذكر مفاريد الأسماء في هذه الترجمة
469 - محمد بن أبي أمية الكاتب:
من طرفاء كتاب البغداديين وشعرائهم. وهو محمد بن أبي أمية بن عمرو مولى
بنى أمية عبد شمس، وأصله من البصرة، وله إخوة وأقارب كلهم شعراء. فمنهم
أمية، وعلي، والعباس، وسعيد، بنو أمية ذكرهم دعبل بن علي. هكذا.
وقال في موضع آخر: أصبنا آل أبي أمية الكاتب شعراء كلهم منهم شيخهم أمية،
ومحمد ابنه، وابنه علي بن أمية، وابنه عبد الله بن أمية، وابنه أبو العباس بن أمية،
وأخوه علي بن أبي أمية كان شاعرا، ومحمد بن أبي أمية، وسعيد بن أبي أمية، وقد
اختلطت أشعارهم، واختلفت الروايات أيضا في أنسابهم، إلا أن محمد بن أبي أمية
أشهرهم ذكرا، وأكثرهم شعرا، وأحسنهم قولا، والباقون أشعارهم نزرة يسيرة جدا.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال أنبأنا المعافى بن زكريا
الجريري قال نبأنا محمد بن يحيى الصولي قال نبأنا عون بن محمد الكندي قال
خرجت مع محمد بن أمية إلى ناحية الجسر ببغداد فرأى فتى من أولاد الكتاب جميلا،
فمازحه فغضب وهدده، فطلب من غلامه داوة وكتب من وقته:
دون باب الجسر دار لهوى * لا أسميه ومن شاء فطن
قال كالمازح واستعلمني * أنت صب عاشق لي أو لمن؟
قلت سل قلبك يخبرك به * فتحامى بعد ما كان مجن
حسن ذا الوجه لا يسلمني * أبدا منه إلى غير حسن
ثم دفع الرقعة إليه، فاعتذر وحلف أنه لم يعرفه
83

أخبرنا علي بن المحسن القاضي قال حدثني أبي أبو علي المحسن بن علي قال نبأنا
أبو بكر الصولي قال نبأنا عون بن محمد الكندي قال قال لي محمد بن أبي أمية
الكاتب كنت أنا وأخي نكتب للعباس بن الفضل بن الربيع، فجاءه أبو العتاهية
مسلما، فأمره بالمقام عنده فقال: على شريطة أن ينشدني كاتبك هذا من شعره،
وأومأ إلي. فقال: ذلك لك وتغدينا، فقال الشرط؟ فأمرني أن أنشده فحصرت وقلت
ما أجسر على ذلك ولا ذاك قدري. فقال إن أنشدتني وإلا قمت. فجد بي فأنشدته:
رب قول منك لا أنساه لي * واجب الشكر وإن لم تفعل
أقطع الدهر بظن حسن * وأجلى غمرة ما تنجلي
وأرى الأيام لا تدني الذي * أرتجي منك وتدني أجلي
كلما أملت يوم صالحا * عرض المكروه لي في أملي
قال فبكى أبو العتاهية أشد بكاء ثم قال إن لم تزدني قمت. فقال لي: زده،
فأنشدته:
بنفسي من يناجيه * ضميري بأمانيه
ومن يعرض عن ذكري * كأني لست أعنيه
لقد أسرفت في الذل * كما أسرفت في التيه
أما تعرف لي إحسان * يوم فتجازيه؟
قال فزاده والله بكاؤه.
470 - محمد بن أمية بن أبي أمية الكاتب، وهو ابن أخي محمد بن أبي
أمية:
شاعر رقيق الشعر، وقد اختلط شعره بشعر عمه، لأن كثيرا من الناس لم يفرقوا
بينهما.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنشدنا أبو
بكر بن الأنباري قال أنشدنا أحمد بن عبيد النحوي لمحمد بن أمية:
تتيه جهلا بلا دين ولا حسب * على ذوي الدين والأنساب والحسب
من هاشم أنتم بخ بخ وأنت غدا * مولى وبعد غد جلف من العرب
إن صح هذا فأنت الناس كلهم * يا هاشمي ويا مولى ويا عربي
84

471 - محمد بن إسرائيل بن يعقوب، أبو بكر الجوهري:
سمع محمد بن سابق، ومعاوية بن عمرو، وعمار بن عبد الجبار، وعمرو بن
حكام. روى عنه ابنه طلحة، ويحيى بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو
علي أحمد بن الفضل بن خزيمة، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي.
وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي إملاء قال نبأنا محمد بن إسرائيل الجوهري قال نبأنا عمرو بن
حكام قال نبأنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما قال فرعون لا إله إلا الله جعل جبريل يحثو في فيه الطين
والتراب ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى وأنا أسمع قال مات محمد بن إسرائيل الجوهري في ربيع الأول سنة تسع
وسبعين ومائتين.
وكذلك قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه. ثم أخبرنا علي بن محمد
السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع أن محمد
ابن إسرائيل مات في سنة تسع وسبعين. قال عبد الباقي وقيل سنة ثمانين.
472 - محمد بن أنس، أبو جعفر الشعوبي:
حدث عن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح، ويعقوب بن سواك. روى عنه ميمون
بن هارون الكاتب، وأبو عمر الزاهد.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا محمد بن عبد الواحد أبو عمر الزاهد فيما
أذن أن نرويه عنه قال نبأنا محمد بن أنس الشعوبي أبو جعفر قال نبأنا ابن سواك قال
كنا عند أبي نصر بشر بن الحارث في الشارع، قال فوقفت عليه جارية ما رأينا أحسن
منها فقالت: يا شيخ أين مكان باب حرب؟ قال فقال لها هذا الباب الذي يقال له
باب حرب. ثم جاء بعدها غلام ما رأينا أحسن منه قال فسأله فقال يا شيخ أين مكان باب
حرب؟ فأطرق بشر فزاد عليه الغلام في السؤال، قال فغمض عينيه فقلنا للغلام
85

تعال إيش تريد؟ فقال باب حرب. قلنا بين يديك. قال فلما غاب قلنا لأبي
نصر يا أبا نصر جاءتك جارية فأجبتها وكلمتها، وجاءك غلام فلم تكلمه؟ قال فقال: نعم يروى
عن سفيان الثوري أنه قال مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان فخشيت على
نفسي من شيطانية.
473 - محمد بن الأغلب، أبو الحسن:
حدث عن أبي الأحوص محمد بن الهيثم القاضي. روى عنه محمد بن عبد الله
ان خلف بن بخيت الدقاق.
474 - محمد بن الأشعث بن أحمد بن محمد بن العباس، أبو الحسن الطائي
المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن محمد بن مصعب السنجي. روى عنه
محمد بن إسماعيل الوراق.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق إملاء قال
نبأنا أبو الحسن محمد بن الأشعث بن أحمد بن محمد بن العباس الطائي المروزي -
قدم علينا للحج - قال نبأنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي قال نبأنا علي بن
المثنى الطهوي قال نبأنا عبيد الله بن موسى قال حدثني مطر بن أبي مطر، عن أنس
بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى عليا مقبلا فقال: " أنا وهذا حجة على
أمتي يوم القيامة ".
آخر حرف الألف في آباء المحمدين
86

حرف الباء في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بشر
475 - محمد بن بشر بن مروان:
سمع علي بن هاشم بن البريد. روى عنه أحمد بن مهران الأصبهاني.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الصلت (!) بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال
أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني قال نبأنا أحمد بن مهران الأصبهاني قال
نبأنا محمد بن بشر بن مروان ببغداد قال نبأنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن
زيد بن علي قال: البراءة من أبى بكر وعمر وعثمان البراءة من على، والبراءة من على
البراءة من أبى بكر وعمر وعثمان.
476 - محمد بن بشر البغدادي:
حدث عن إسحاق بن نجيح الملطي. روى عنه النعمان بن مدرك الرسعني.
أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال نبأنا أبو سليمان محمد بن
الحسين بن علي الحراني قال نبأنا النعمان بن مدرك برأس العين قال نبأنا محمد بن
بشر البغدادي قال: نبأنا إسحاق بن نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كتب
النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل وهو وال باليمن: " من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل
سلام عليك إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإن ابنك فلانا قد توفى
في يوم كذا وكذا * فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقك الصبر عند البلاء،
والشكر عند الرخاء، أنفسنا وأموالنا وأهلونا من مواهب الله الهنية، وعواريه
المستودعة، يمتعنا بها إلى أجل معدود، ويقضيها لوقت معلوم، وحقه علينا هناك إذا
أبلانا الصبر، فعليك بتقوى الله وحسن العزاء، فإن الحزن لا يرد ميتا، ولا يؤخر أجلا،
وإن الأسف لا يرد ما هو نازل بالعباد ".
87

477 - محمد بن بشر المدايني:
أخبرني بحديثه الحسن بن محمد الخلال قال نا محمد بن موسى الحافظ قال: نا
أحمد بن محمد بن سعيد قال: نا القاسم بن عبد الله بن عامر بن زرارة قال: نا
محمد بن بشر المدايني قال: نا محمد بن المغيرة التبعي قال حدثني مسعر وأبو حنيفة،
عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في إحدى ركعتي
الفجر: (والنخل باسقات لها طلع نضيد).
478 - محمد بن بشر، أبو عبد الله الرقي:
حدث عن خلف بن بيان كتاب الحيل في الفقه لأبي حنيفة، رواه عنه أبو الطيب
محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي، وذكر أنه سمعه منه في سنة ثمان
وخمسين ومائتين بسر من رأى.
479 - محمد بن بشر بن حبيب، البزاز:
حدث عن يحيى بن نصر بن حاجب المروزي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال أنبأنا محمد بن مخلد قال نبأنا محمد بن بشر بن
حبيب البزاز قال نبأنا يحيى بن نصر بن حاجب، عن يونس، عن الزهري، عن أنس
قال: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما وفصه حبشي.
480 - محمد بن أبي بشر الدقاق:
والد يحيى بن محمد بن أبي بشر. حدث عن معاذ بن معاذ العنبري. روى عنه
الحسن بن مكرم البزاز.
481 - محمد بن بشر بن مطر، أبو بكر الوراق:
وهو أخو خطاب بن بشر المذكر. سمع عاصم بن علي، وأحمد بن حاتم الطويل،
ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن يوسف الزمي، وشيبان بن فروخ، وطبقتهم.
روى عنه موسى بن هارون، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو جعفر بن برية
الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا
88

أبو أيوب سليمان بن إسحاق الحلاب قال: قال لي إبراهيم الحربي: أخو خطاب
صدوق لا يكذب.
حدثني الحسن بن أبي طالب، عن علي بن عمر الحافظ قال محمد بن بشر بن
مطر ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع قال: مات أخو خطاب في شهر رمضان سنة خمس وثمانين ومائتين.
482 - محمد بن بشر بن مروان، أبو عبد الله الصيرفي:
حدث عن عبد الله بن حيران، ومحمد بن حسان السمتي، ومحمد بن عمران بن
أبي ليلى، والمنذر بن عمار بن حبيب بن أبي الأشرس، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
روى عنه يحيى بن صاعد، وعبد الباقي بن قانع، وغيرهما أحاديث مستقيمة.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ قال أنبأنا عبد الباقي بن قانع
الحافظ قال نبأنا محمد بن بشر بن مروان قال نبأنا المنذر بن عمار (1) قال نبأنا أبو
شيبة، عن زياد بن علاقة. وأخبرنا حماد بن شعيب، عن زياد بن علاقة. وأخبرنا أبو
بكر النهشلي، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك. وقال أبو شيبة أو عرفجة. قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة: (والنخل باسقات لها طلع نضيد) [ق 10].
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع أن محمد بن بشر بن مروان
الصيرفي مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
483 - محمد بن بشر بن موسى بن مروان، أبو بكر القراطيسي:
أصله من أنطاكية وكان يسكن بدار كعب وحدث عن الحسن بن عرفة،
ومحمد بن شعبة بن جوان. روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي،
ويوسف بن عمر القواس. وذكر يوسف أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نا علي بن الحسن بن مطرف قال نا أبو بكر
محمد بن بشر بن مروان الأنطاكي القراطيسي قال نا الحسن بن عرفة قال نا عبد الله
ابن المبارك عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أنه كان ينكر الاشتراط
في الحج ويقول: أليس حسبكم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم؟
89

484 - محمد بن بشر بن مروان، أبو بكر القراطيسي:
من أهل دمشق، قدم بغداد وحدث بها عن بحر بن نصر، والربيع بن سليمان
المصريين. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن جعفر بن العباس النجار.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا محمد بن
بشر بن مروان القراطيسي أبو بكر الدمشقي قدم علينا في سنة عشرين وثلاثمائة قال
نبأنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني بفسطاط مصر.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بكر
485 - محمد بن بكر بن عثمان، وقيل أبو عبد الله البصري، يعرف
بالبرساني، وبرسان من الأزد:
سمع ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج. وقدم بغداد وحدث
بها فروى عنه من أهلها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهارون بن عبد الله
البزار، وعلي بن مسلم الطوسي،. في آخرين
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال:
نبأنا الحسين بن يحيى بن عياش قال نبأنا علي بن مسلم قال نبأنا محمد بن بكر قال:
90

نبأنا شعبة، عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لولا أن لا تدافنوا لدعوت
الله أن يسمعكم عذاب القبر (1) ".
أخبرني الحسن بن علي الحنفي قال نبأنا الحسين بن هارون الضبي قال أنبأنا محمد
ابن عمر الحافظ قال حدثني محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البراز، نا أبي،
عن رجل قال نبأنا عمران بن محمد المسجدي قال نبأنا محمد بن بكر البرساني
إملاء ببغداد.
قال المؤلف أخبرنا أبو عبد الله محمد بن [عبد الواحد (2)] قال أنبأنا محمد بن
العباس [الخزاز قال نا (3)] أحمد بن سعيد بن [مرايا السوسي قال ثنا عياش بن محمد
قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا محمد بن بكر البرساني (4)] وكان ظريفا (5).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت أبا سعيد
عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين: فالبرساني؟ قال: ثقة (6).
أخبرني أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد الدقاق قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم
البزاز قال نبأنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني قال نبأنا حنبل بن إسحاق قال
قال أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل -: محمد بن بكر، صالح الحديث.
أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر
الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي - بأطرابلس الغرب - قال نبأنا
أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح قال حدثني أبي قال: محمد بن بكر
البرساني بصري ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن محمد بن بكر فقال: ثقة.
91

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن حميرويه
الهروي قال أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال قال ابن عمار: محمد بن بكر
البرساني لم يكن صاحب حديث. قال: تركناه لم نسمع منه.
قال الشيخ أبو بكر: يعني أنه لم يكن كغيره من الحفاظ في وقته، وهم يحيى بن
سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأشباههما.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال نبأنا عمر
ابن أحمد الأهوازي قال نبأنا خليفة بن خياط قال: ومحمد بن بكر البرساني، يكنى
أبا عثمان، مات سنة ثلاث ومائتين.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الجوهري قالا نبأنا محمد بن العباس قال
أنبأنا أحمد بن معروف بن عثمان البرساني من الأزد، يكني أبا عبد الله وكان ثقة.
مات بالبصرة في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال سنة ثلاث ومائتين فيها
مات محمد بن بكر البرساني في جمادي الآخرة.
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا محمد بن العباس قال أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي
قال نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: مات محمد بن بكر البرساني سنة أربع
ومائتين.
486 - محمد بن بكر بن خالد، أبو جعفر القصير، كاتب أبي يوسف
القاضي:
سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وفضيل بن
عياض وأبا صيفي بشير بن ميمون، ومحمد بن مناذر الشاعر، روى عنه ابنه أحمد،
وأحمد بن علي الخزاز، وشعيب بن محمد الذراع، وأحمد بن محمد بن نصر
الضبعي، ومحمد بن بنان الخلال، وأحمد بن محمد بن شبيب بن أبي شيبة، وصالح
ابن أحمد القيراطي. وكان ثقة.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن
92

إبراهيم الشافعي قال أنبأنا أحمد بن محمد بن بكر القصير قال نبأنا أبي قال نبأنا
يعقوب بن داود، عن ابن تليدان، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " هاجروا تورثوا أبنائكم مجدا (1) ".
حدثني محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن بكر بن خالد القصير النيسابوري سكن بغداد.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت
في كتاب جدي عن أحمد بن محمد بن بكر قال: مات أبي محمد بن بكر بن خالد
لسبع خلون من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
487 - محمد بن بكر بن محمد بن مذكر، أبو جعفر، يعرف
بالجاورساني (1):
سكن بخارى وحدث بها عن أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة حماد بن أسامة،
والحسين بن علي الجعفي، وسعيد بن عامر الضبعي. روى عنه أحمد بن محمد بن
الخليل، وإسحاق بن أحمد بن خلف البخاريان.
ويقال إنه كان كثير الصلاة، حسن العبادة، وكان ضريرا، وكان يحدث من حفظه
وكان حافظا.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن محمد بن سليمان البخاري قال نبأنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي
قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال نبأنا محمد بن بكر البغدادي - سكن بخارى
- قال أنبأنا أبو يحيى الحماني عن سليمان قال: رأيت أنس بن مالك يصلي عند
الكعبة، فكان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى تستوي غضون بطنه.
قال إسحاق بن أحمد: سمعت حريث بن أبي الورقاء يسأل محمد بن بكر: من
سليمان هذا؟ فقال: سليمان بن مهران الكوفي - يعني الأعمش - أخبرني أبو الوليد
93

قال أنبأنا محمد قال نبأنا سهل بن عثمان السلمي قال: سمعت أحمد بن خالد بن
الخيل يقول: توفي محمد بن بكر البغدادي بآمل في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر: يعني آمل جيحون لا آمل طبرستان.
488 - محمد بن بكر، أبو يوسف الفقيه:
حدث عن عبد الرزاق بن همام. روى عنه محمد بن مخلد العطار.
489 - محمد بن بكر بن محمد بن مسعود بن علوية بن مخلد، أبو النضر
القرشي السمرقندي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وحدثهم عن عمر بن محمد بن يحيى السمرقندي.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بكير
490 - محمد بن بكير بن واصل، أبو الحسين الحضرمي:
سمع شريك بن عبد الله النخعي، وعمر بن مسافر البصري، وخالد بن عبد الله
الواسطي، ومصعب بن سلام الكوفي، وأبا معشر المدني، وعبد الله بن وهب المصري.
روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن أبي
خيثمة النسائي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعيسى بن عبد الله زغاث (1) وغيرهم.
أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال نبأنا إسماعيل بن محمد
الصفار املاء قال نبأنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال نا محمد بن بكير الحضرمي
قال نبأنا شريك، عن عاصم بن أبي النجود، وعطاء بن السائب، عن أبي عبد
الرحمن، عن عبد الله - رفعه: " خيركم من قرأ القرآن وأقرأه (2) ".
94

أخبرنا ابن الفضل القطان قال أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد
محمد بن سليمان بن فارس قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال محمد بن
بكير بن واصل الحضرمي بغدادي
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، وعبد العزيز بن أبي الحسن قالا نبأنا عبد الرحمن
ابن عمر الخلال قال نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال نبأنا جدي
قال: محمد بن بكير الحضرمي شيخ ثقة صدوق.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي
العباس بن سعيد قال سمعت محمد بن غالب يقول: نبأنا محمد بن بكير الحضرمي
الثقة.
491 - محمد بن بكير بن محمد بن بكير بن واصل، أبو الحسين الحضرمي:
سمع محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، ومحمد بن يزيد المحاربي مولى بني
هاشم، وعثمان بن عبد الله القرشي. روى عنه محمد بن مخلد.
وذكر فيما قرأت بخطه أنه مات في شوال من سنة اثنتين وستين ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بيان
492 - محمد بن بيان بن حمران المدايني:
أصله من تفليس. حدث عن أبيه، وعن حماد بن يزيد، وعثمان البري، ومروان
ابن شجاع الجزري، وسعيد بن مسلمة الأموي، وعبد الله بن حماد التفليسي
والمعافى بن عمران، وعبد العزيز بن خالد، ويحيى بن نصر بن حاجب، وأبي عبد
الرحمن المقرئ. روى عنه أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي الكوفي.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري قال نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحلواني
قال نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني أحمد بن يوسف بن
يعقوب قال نبأنا محمد بن بيان - وهو بن حمران المدائني - قال نبأنا أبي، ومروان بن
شجاع، وسعيد بن مسلمة، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنكدر، عن عثمان بن
95

محمد، عن طلحة بن عبيد الله قال: تذاكرنا لحم الصيد يأكله المحرم والنبي صلى الله عليه وسلم نائم،
فارتفعت أصواتنا فاستيقظ فقال: " فيم تنازعون؟ " قلنا في لحم الصيد، فأمرنا بأكله (1).
قال وحدثنا أبي قال نبأنا ابن جريج، وسفيان الثوري، عن ابن المنكدر، عن عثمان
ابن عبد الرحمن بن عثمان، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
493 - محمد بن بيان بن مسلم، أبو العباس الثقفي:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نا محمد بن عبيد الله بن الشخير قال نا أبو
العباس محمد بن بيان بن مسلم الثقفي المعروف بابن البختري في مجلس ابن أبي داود
سنة ست عشرة.
قال ابن الشخير وكان ثقة، أملى علينا من أصله قال نا الحسن بن عرفة قال نا عبد
الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس قال: لما نزلت سورة
التين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرح لها فرحا شديدا حتى بان لنا شدة فرحه، فسألنا ابن
عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال: أما قول الله تعالى: والتين فبلاد الشام،: والزيتون
فبلاد فلسطين، وطور سينين فطور سينا الذي كلم الله عليه موسى، وهذا البلد الأمين
فبلاد مكة، ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم محمد، ثم رددناه أسفل سافلين
عباد اللات والعزى، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات أبو بكر وعمر، فلهم أجر
غير ممنون عثمان بن عفان، فما يكذبك بعد بالدين علي بن أبي طالب، أليس الله
بأحكم الحاكمين بعثك فيهم نبيا وجمعكم على التقوى يا محمد.
قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، لا أصل له يصح فيما نعلم،
والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان، ونرى العلة
من جهته، وتوثيق ابن الشخير له ليس بشئ، لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا
الإسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله، ويبحثوا عن أمره، ولعله كان
يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه لذلك، وقد قال يحيى بن
سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث.
96

ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
494 - محمد بن أبي بلال:
حدث عن مالك بن أنس، روى عنه موسى بن هارون الحافظ.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري قال نبأنا أبو الفضل جعفر بن درستويه بن
المرزبان الفسوي قال نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال سألت
يحيى بن معين، عن ابن أبي بلال - شيخ كان ببغداد - كتبت عنه في طريق باب
الأنبار أشتر العين، قال: ليس به بأس.
حديث عن محمد بن عمران المرزباني قال حدثني عبد الباقي بن قانع قال: محمد
ابن أبي بلال صالح توفي ببغداد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمد بن عمر بن غالب قال أنبأنا
موسى بن هارون قال: مات محمد بن أبي بلال ببغداد سنة ثمان وعشرين - يعني
ومائتين.
495 - محمد بن بشير بن مروان بن عطاء، أبو جعفر الكندي الواعظ،
يعرف بالدعا:
حدث عن محمد بن صبيح بن السماك، وإسماعيل بن علية، وعبد الله بن المبارك
وسفيان بن عيينة، وأبي حفص الأبار، ويحيى بن يمان، وقران بن تمام، وعلي بن
مجاهد. روى عنه أحمد بن أبي خيثم، وصالح بن عمران الدعا، وأبو بكر بن أبي
الدنيا، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، ويوسف بن الحكم بن سعيد، وأحمد
ابن زنجويه القطان، ومحمد بن يحيى بن عمر الواسطي، وأبو يعلى الموصلي.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن عثمان الأنماطي قال: نبأنا أبو بكر محمد
ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء قال نبأنا أحمد بن زنجويه القطان قال نبأنا
محمد بن بشير الكندي الدعاء قال نبأنا قران بن تمام، عن أبي طاهر مولى الحسن بن
علي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله اختارني واختار لي أصحابا،
97

واختار لي منهم أصهارا وأنصارا، فمن حفظني فيهم حفظه الله، ومن آذاني فيهم آذاه
الله عز وجل (1) ". رواه غيره عن قران عن أبي عياض مولى الحسن بن علي عن أنس.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أنبأنا أبو
العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال نبأنا عبد الله بن محمد قال: محمد بن بشير
صدوق.
أخبرنا الحسين بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا محمد
ابن القاسم بن جعفر الكوكبي قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي قال
سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن بشير القاضي ليس بثقة.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن بشير الكندي الدعا ليس بالقوي في حديثه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن بشير الدعا في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين - يعني
ومائتين أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمد بن عمر بن غالب قال أنبأنا
موسى بن هارون قال: مات محمد بن بشير أبو جعفر الدعا ببغداد يوم الثلاثاء
لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين، وشهدت جنازته. أبيض الرأس
واللحية.
496 - محمد بن بكار بن الريان، أبو عبد الله الرصافي، مولى بني هاشم:
سمع الفرج بن فضالة، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والجراح بن
98

أبي مليح - أبا وكيع - وعبد الحميد بن هرام، وفليح بن سليمان، وأبا معشر
المدني، وعطاف بن خالد، وحسان بن إبراهيم. روى عنه محمد بن إسحاق
الصاغاني، وأحمد بن أبي خيثمة، ويعقوب بن يوسف المطوعي وإبراهيم بن هاشم
البغوي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي، وغيرهم.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال نبأنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال أنبأنا محمد بن بكار قال نبأنا أبو
معشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عدة بريرة
عدة المطلقة حين فارقت زوجها.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن محمد بن بكار فقال شيخ لا باس به (1).
أخبرنا أبو الحسن بن علي بن الحسين صاحب العباسي قال أنبأنا عبد الرحمن بن
عمر الخلال قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي قال نبأنا بكر بن سهل
قال نبأنا عبد الخالق بن منصور قال: سألت يحيى بن معين عن ابن بكار فقال: ثقة.
أنبأنا ابن رزق قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل قال: كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ بأسا، وكان يرضاهم، وقد
حدثنا عن بعضهم: منهم محمد بن بكار (2).
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال أخبرني
علي بن محمد الحبيبي بمصر قال: وسألته - يعني صالح بن محمد جزرة - عن محمد
ابن بكار فقال صدوق يحدث عن الصنعاني (3).
حدثني الحسن بن أبي طالب، عن علي بن عمر الحافظ قال: محمد بن بكار بن
الريان ثقة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري قال أنبأنا أحمد بن عبيد قال أنبأنا محمد بن
99

الحسين - هو الزعفراني - قال نبأنا محمد بن أبي خيثمة قال: سمعت محمد بن بكار
في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين يقول: أنا اليوم ابن سبع وثمانين سنة.
أخبرنا أحمد بن جعفر قال أنبأنا أحمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن بكار بن الريان في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين (4). كتبت
عنه.
497 - محمد بن بشار بن عثمان بن كيسان، أبو بكر البصري، يعرف
ببندار:
سمع محمد بن جعفر غندار ومحمد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي،
ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد
القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي
وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن ياسين،
وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل
البصلاني، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم. وقدم بغداد
وحدث بها.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الحسين بن علي التميمي قال أنبأنا أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي قال نبأنا بندار محمد بن بشار أبو بكر ببغداد منذ ستين
سنة قال نبأنا عبد الرحمن بن مهدي قال نبأنا سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن
نافع، عن ابن عمر قال: لم يقص علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم: ولا أبى بكر، ولا عمر، ولكنه
شئ أحدثوه بعد قتل عثمان.
100

أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعا قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن
ابن سفيان النسوي قال سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت
بندارا يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد القطان - ذكر أكثر من عشرين سنة - قال
بندارا: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت اسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى
حكايته (1).
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكى قال نبأنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي قال نبأنا عبد
الله بن جعفر بن خاقان المروزي السلمي قال سمعت بندار يقول: أردت الخروج
- يعنى السفر - في طلب الحديث فمنعتني أمي، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه.
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ
بالري قال سمعت أبا أحمد يوسف بن محمد الطوسي يقول سمعت محمد بن
المسيب يقول سمعت بشار يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني
الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى
البستان وأطعمتهم الرطب، وحدثتهم.
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة قال
نبأنا خلف بن محمد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قال: مر الشاذكوني
يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار فقام إليه وقال: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قال: أنا بندار، قال فقنعه بالسوط - يعنى وقال
يا كذا وكذا - أتحدث وأنا حي؟
قرأت على أبى بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أنبأنا
محمد بن إسحاق السراج قال سمعت أبا سيار يقول سمعت بندارا يقول: ولدت في
السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني قال أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان
101

ابن الأشعث يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي
موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قال: لولا سلامة في بندار ترك حديثه.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد البزار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي
قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن
عبد الله قال حدثني أبي قال: بندار بن بشار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري قال: نبأنا محمد بن العباس قال نبأنا أبو بكر
الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قال: كنا عند بندار فقال في حديث عن
عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك!!
فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبى عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله
ابن محمد بن سيار الفرهياني قال سمعت أبا حفص عمرو بن علي يحلف أن بندار
يكذب فيما يروي عن يحيى. وقال الفرهياني: سمعت أبا موسى - وكان صنف
حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفه - فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو
قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه - يعنى به بندارا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، وعلي بن محمد السمسار قالا أنبأنا عبد الله بن
عثمان الصفار قال: أنبأنا محمد بن عمران الصيرفي قال نبأنا عبد الله بن علي بن عبد
الله المديني قال سمعت أبي وسألته عن حديث رواه بندار عن ابن مهدي عن أبي بكر
ابن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تسحروا فإن في
السحور بركة ".
فقال: هذا كذب. قال: حدثني أبو داود موقوفا، وأنكره أشد الإنكار.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الفتح
محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال نا محمد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن
الدورقي قال: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به
ويستضعفه. قال ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه وقال: كان صاحب
102

حمام. قال الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري
مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال سمعت عبد
الله بن محمد بن سيار الفرهياني يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج
لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب.
قال الشيخ أبو بكر: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب كان يحفظ حديثه.
وقد أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال
سمعت أبا أحمد بن محمد الحسين الشيباني يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق
يقول سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما
خرجت.
أخبرنا البرقاني قال أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر البوشجني قال: نبأنا محمد
ابن إسحاق بن خزيمة قال: نبأنا الإمام محمد بن بشار بندار.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا صالح بن أحمد بن عبد الله أبو مسلم قال
حدثني أبي قال: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث.
أخبرنا البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه. ثم حدثني محمد بن علي
الصوري قال نبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد
النسائي قال أخبرني أبي قال: محمد بن بشار بندار بصري. قال ابن رشيق صالح.
وقال الخصيب ليس به بأس.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا محمد بن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن زيد
الجرجاني قال سمعت محمد بن المسيب: يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبى
موسى فقال: يا أبا موسى، البشرى مات بندار. قال: جئت تبشرني بموته؟ على
103

ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث. فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم
يحدث بحديث ومات.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا محمد بن العباس قال قال لنا أبو إسحاق بن
إبراهيم بن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشار في رجب سنة اثنتين وخمسين
ومائتين.
498 - محمد بن بحر بن مطر، أبو بكر البزار:
سمع يزيد بن هارون، أبا بكر شجاع بن الوليد، وأبا النضر هاشم بن القاسم،
والحسن بن قتيبة المدائني، ومعمر بن مخلد السروجي. روى عنه أحمد بن محمد بن
عمر المنكدري، وأبو جعفر الطحاوي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأبو كثير
محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم البصري.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال نبأنا محمد بن المظفر قال نبأنا أبو
كثير محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم قال نبأنا محمد بن بحر بن مطر البغدادي
بمكة قال نبأنا الحسن بن قتيبة قال نبأنا شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تجبه لعنتها
الملائكة ".
499 - محمد بن بابشاذ، أبو عبيد الله البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن معاذ العنبري، وبشر بن معاذ العقدي،
وسلمة بن حبيب النيسابوري، والحسن بن الحسين الأسواري. روى عنه عبد العزيز
ابن محمد بن إبراهيم بن الواثق الهاشمي، وعمر بن بشران السكري، ومحمد بن
خلف بن جيان الخلال، وغيرهم. في حديثه غرائب ومناكير.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا عمر بن بشران ومحمد بن خلف بن جيان
الخلال. وأخبرنا القاضيان أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وعلي بن المحسن
104

أبو القاسم التنوخي قالا: نبأنا محمد بن خلف بن جيان قال نبأنا أبو عبيد الله محمد
ابن بابشاذ البصري - زاد بن بشران - مولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقال
القاضيان في حديثهما ببغداد.
وحدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا محمد بن بابشاذ أخو سهل الجبائي ببغداد قال نبأنا
الحسن بن الحسين أبو علي الأسواري قال نبأنا سفيان بن سعيد التوزي عن آدم بن
علي عن ابن عمر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق عليه عباءة قد
خلها على صدره بخلال. فنزل عليه جبريل فقال: مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد
خلها على صدره بخلال؟ قال: " أنفق ماله على قبل الفتح ". قال فاقرئه عن الله السلام
وقل له يقول لك ربك يا أبا بكر أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ قال
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر فقال: " يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك عن الله السلام
ويقول لك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ " قال: فبكى أبو بكر وقال
أعلى ربي أسخط، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض.
وأخبرنا التنوخي قال نا محمد بن خلف بن جيان قال نا محمد بن بابشاذ قال نا
عمر بن حفص بن صبيح اليماني الشيباني قال حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال نبأنا
الأشجعي، عن الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. العلاء
ابن عمرو الشيباني عن أبي إسحاق الفزاري عن الثوري.
أخبرنا محمد بن علي الصلحي قال نا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ قال نا
أبو عبيد الله محمد بن بابشاذ البصري بها - وكان يسأل عن هذا الحديث كثيرا ولم
يكتبه إلا عنه - قال نبأنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال نبأنا أبو أحمد الزبيري قال
نبأنا سفيان، عن شعبة، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن
صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لأمتي في بكورها ".
قال الشيخ أبو بكر: ذكر هشيم في هذا الحديث خطا فاحش، والصواب عن شعبة
عن يعلى بن عطاء نفسه. كذلك رواه عن شعبة كافة أصحابه، ورواه أيضا محمد بن
يوسف الفريابي، وقبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن شعبة على الصواب.
105

أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا
يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا شعبة قال أخبرني يعلى بن عطاء قال
سمعت عمارة بن حديد يحدث عن صخر الغامدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم
بارك لأمتي في بكورها ".
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان قال نبأنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا ابن أبي مريم قال نبأنا الفريابي قال سليمان وحدثنا
حفص بن عمر الرقي نبأنا قبيصة قالا نبأنا سفيان، عن شعبة، عن يعلى بنحوه.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع أن محمد بن بابشاذ مات في
سنة ست وثلاثمائة.
500 - محمد بن بنان بن معن، أبو إسحاق الخلال:
سمع محمد بن معاوية بن صالح، ومحمد بن بكر بن خالد النيسابوري، وهارون
ابن إسحاق الهمداني، وأحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي، وأبا موسى محمد بن
المثنى، ومهنى بن يحيى السامي، وأبا عبيد الله يحيى بن محمد البزار. روى عنه عمر
ابن أحمد بن يوسف الوكيل، وعلي بن أحمد السكري، وأبو الفضل الزهري.
أخبرنا أبو الحسن بشرى بن عبد الله الرومي قال نبأنا عمر بن أحمد بن يوسف
الوكيل قال نبأنا أبو إسحاق محمد بن بنان - جار القاضي المحاملي - قال نبأنا
هارون بن إسحاق الهمداني قال نبأنا محمد بن عبد الوهاب القناد، عن مسعر عن
أبي حصين، عن الشعبي، عن العدوي، عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة، أحد العددين من العجم، والآخر من العرب، فقال:
" اسمعوا، هل سمعتم؟ إنه سيكون بعدي امراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم،
وأعانهم على ظلمهم، فليس منى ولست منه وليس بوارد على الحوض، ومن لم
يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعينهم على ظلمهم، فهو منى وأنا منه
وسيرد على الحوض ".
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: محمد بن بنان
الخلال بغدادي، سكن درب الآجر لم يكن به بأس.
106

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا علي بن عمر الحربي قال
وجدت في كتاب أخي: مات ابن بنان الخلال الذي كان ينزل درب الآجر لسبع بقين
من شعبان سنة عشر وثلاثمائة.
501 - محمد بن بدر، أبو بكر، كان والده يعرف ببدر الحمامي، غلام بن
طولون، ويسمى بدر الكبير:
وكان أميرا على بلاد فارس كلها وتوفى بتلك النواحي. فقام ابنه محمد في الناجية
مقامه، وضبط عمله، وكتب السلطان إليه بالولاية مكان أبيه، وكتب إلى من معه من
القواد بالسمع والطاعة له. فأطاعه الناس وصار أميرا على بلاد فارس مدة، ثم قدم
بغداد. وحدث بها عن بكر بن سهل الدمياطي، وحماد بن مدرك، وأبى عبد الرحمن
النسوي. روى عنه الدارقطني وحدثنا عنه علي بن أحمد بن عمر المقرئ * وأبو نعيم
الأصبهاني، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الدارقطني قال نبأنا محمد بن بدر.
وأخبرنا بشرى بن عبد الله قال أنبأنا محمد بن بدر قال نبأنا بكر بن سهل قال
نبأنا عبد الله بن يوسف قال نبأنا مالك، عن بن شهاب، عن أنس بن مالك قال: كنا
نصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء، فيأتيهم والشمس مرتفعة.
سألت أبا نعيم الحافظ، عن محمد بن بدر فقال: كان ثقة صحيح السماع.
حدثت عن أبي العباس محمد بن الفرات قال: توفى محمد بن بدر الحمامي في
رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة. وكان ثقة إن شاء الله. ما علمته ولم يكن من أهل
هذا الشأن - يعنى الحديث - ولا يحسنه، وكان له مذهب في الرفض.
قال الشيخ أبو بكر وببغداد كانت وفاته.
502 - محمد بن بكران بن عمران بن موسى بن المبارك أبو عبد الله البزار،
يعرف بابن الرازي:
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري. حدثنا عنه أبو بكر
107

البرقاني، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، وأبو بكر
أحمد بن سليمان بن علي الواسطي.
سألت عنه البرقاني فقال: ثقة ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة اثنين وأربعمائة فيها توفي محمد بن
بكران بن الرازي ثقة.
حدثني عبد العزيز بن علي قال: توفي أبو عبد الله بن الرازي في يوم الخميس لعشر
بقين من جمادي الآخرة سنة اثنتين وأربعمائة ودفن في مقبرة الشونيزي.
* * *
حرف التاء في آباء المحمدين
503 - محمد بن تميم المخرمي:
حدث عن عيسى بن إسحاق بن موسى الخطمي، وأحمد بن محمد بن غالب
الباهلي. روى عنه أحمد بن الحسن بن بطانة البصري، وعمر بن محمد بن سيف
الكاتب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بجامع البصرة قال نبأنا أبو العباس
أحمد بن الحسن بين بطانة قال حدثني محمد بن تميم المخرمي قال نا ابن أبي موسى
- يعني عيسى بن إسحاق - قال حدثني أبي قال نبأنا أبو خالد الأحمر قال: لما كلم الله
تعالى موسى عليه السلام عرض إبليس على الجبل، فإذا جبريل عليه السلام قد وافاه
فقال: اخز يا لعين إيش تعمل هاهنا؟ قال جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه.
فقال له جبريل: اخز يا لعين، ثم قعد جبريل يبكي حيال موسى، فأنطق الله الجبة أو
الورنبانقة (1) فقالت: يا جبريل أيش هذا البكاء؟ قال إني في القرب من الله تعالى وإني
لأشتهي أن أسمع كلام الله كما يسمعه موسى. قالت: الجبة يا جبريل أنا جبة موسى
وأنا على جلد موسى، أنا أقرب إلى موسى أو أنت؟ والكلم هو ألطف اللغات وهو
مثل الرعد القاصف، يا جبريل أنا لا أسمعه فتسمعه أنت؟
108

حرف الثاء في آباء المحمدين
504 - محمد بن ثمامة بن وكيع، أبو بكر السراج:
حدث عن محمد بن سعيد الأيلي. روى عنه أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي
الموصلي. قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه.
أخبرنا محمد بن الحسين الأزدي قال نا أبو بكر محمد بن ثمامة بن وكيع السراج
ببغداد قال نا محمد بن سعيد الأيلي قال نا سعيد بن سلام العطار.
وأخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الأصبهاني قال نبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب
اللخمي قال نبأنا محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي قال نبأنا سعيد بن سلام
العطار قال نبأنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة قال
سمعت عمر بن الخطاب يقول: يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " من تواضع لله رفعه الله وقال: انتعش رفعك الله، فهو في نفسه صغير وفي
أعين الناس عظيم، ومن تكبر خفضه الله. وقال: اخسأ خفضك الله، فهو في أعين
الله صغير وفي نفسه كبير، حتى يكون أهون عليهم من كلب ". لفظ حديث ابن
كيسان، وهو غريب من حديث الثوري، تفرد به سعيد بن سلام عنه.
505 - محمد بن ثابت بن أحمد، أبو بكر الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك
الدقيقي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن أبي
العوام الرياحي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأحمد
ابن الفرج بن الحجاج، وعبد الواحد بن علي الحرقي. وكان ثقة. كتب الناس عنه
بانتخاب أبي أحمد الزيدي.
109

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا
محمد بن ثابت بن أحمد الواسطي - قدم علينا - قال نبأنا شعيب بن أيوب.
506 - محمد بن ثابت بن عبد الله بن ثابت، أبو الحسن الصيرفي:
سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك، وعبد الصمد
ابن علي الطستي. حدثني عنه عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي.
ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي فيما قرأت بخطه أن محمد بن
ثابت الصيرفي توفي يوم السبت ودفن يوم الأحد الثامن من شهر رمضان سنة ثلاث
وتسعين وثلاثمائة.
* * *
حرف الجيم في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه جعفر
507 - محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب:
كان فاضلا أديبا وعاقلا لبيبا، مشهورا بالسخاء والجود والمروءة، وكان له
اختصاص بابي جعفر المنصور.
فأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزار قال نبأنا إبراهيم
ابن محمد بن عرفة قال أخبرني أبو العباس المنصوري، عن يحيى بن زكريا مولى علي
ابن عبد الله، عن أبيه قال: كان المنصور يعجب بمحمد بن جعفر بن عبيد الله بن
العباس بن عبد المطلب، يؤانسه ويفاوضه ويداعبه ويلتذ بمحادثته. وكان أديبا لبيبا
لسنا، وكان لحسن منزلته من المنصور، وعظيم قدره عنده، يفزع إليه الناس في
حوائجهم، فيكلمه فيها فيقضيها، حتى أكثر عليه من الحوائج وأفرط، فأمر الربيع أن
يحجبه، فلما حجبه قعد في منزله أياما، فظمئ المنصور إلى رؤيته، وقرم إلى محادثته،
فقال: يا ربيع إن جميع لذات مولاك، قد أخلقن عنده، ورثثن في عينه، سوى لذته من
110

محادثة محمد بن جعفر فإنها تجدد عنده في كل يوم وليلة، وقد كدرها على بكثرة ما
يحملني عليه من حوائج الناس، فاحتل لمولاك فيما كدر عليه من لذته. فقال الربيع: أفعل
يا أمير المؤمنين. وخرج من عنده فأتى محمد بن جعفر فعاتبه على ما يحمل المنصور عليه
من حوائج الناس وسأله إعفاءه من ذلك. فنضح عن نفسه فيما عاتبه عليه، وأجابه إلى
أن لا يسأله حاجة لأحد. فأمره بالغدو على المنصور، ورجع إلى المنصور فأعلمه ذلك.
وبلغ قوما من قريش قدموا العراق لحوائجهم ما كان من أمر محمد بن جعفر ومن
الربيع، وأنه عازم على الغدو على المنصور، وكتبوا حوائجهم في رقاع ووقفوا بها على
طريق محمد بن جعفر. فلما غدا يريد المنصور عرضوا له بها، ومتوا إليه بقراباتهم،
وتوسلوا بأرحامهم، وسألوه إيصال رقاعهم، والتماس نجاح ما فيها. فاعتذر إليهم
وسألهم أن يعفوه من ذلك فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، وألحوا عليه فقال: لست أكلم
المنصور في حاجة لأحد من الناس، فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا. فقذفوا
رقاعهم في كمه ومضى حتى دخل على المنصور وهو في الخضراء مشرف على مدينة
السلام ودجلة والصراة وما حولهما من البساتين والمزارع. فعاتبه فنضح عن نفسه، ثم
حادثه ساعة قال له المنصور: أما ترى حسن مستشرفنا هذا؟ قال: أرى يا أمير المؤمنين
فبارك الله لك فيما آتاك، وهنأك باتمام النعمة عليك ما أعطاك، فما بنت العرب في دولة
الإسلام، ولا العجم في مدة الكفر، مدينة أحصن ولا أحسن ولا أجمع للخصال
المحمودة منها، وقد سمجتها في عيني يا أمير المؤمنين خصلة. قال: وما هي؟ قال ليس
لي فيها ضيعة. فتبسم وقال فإني أحسنها في عينيك بثلاث ضياع أقطعك في أكنافها
فاغد على أمير المؤمنين يسجل لك بها. فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين سهل الموارد،
كريم المصادر، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، فقد بررت فأفضلت، ووصلت
فأجزلت، وأنعمت فأسبغت، فبدرت الرقاع من كمه وهو يتشكر له، فأقبل يردهن في
[كمه] ويقول ارجعن خاسئات، فضحك وقال: بحق أمير المؤمنين عليك لما أخبرته
خبر هذه الرقاع؟ فأعلمه فقال: أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما، فف للقوم بضمانك،
وألقها عن كمك لننظر في حوائجهم. فطرح الرقاع بين يديه. فتصفحها ثم دفعها إلى
الربيع، ثم التفت إليه فتمثل بقول امرئ القيس:
لسنا وإن أحسابنا كرمت * نبنى ونفعل مثلما فعلوا
نبني كما كانت أوائلنا * يوما على الأحساب نتكل
111

ثم قال قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم، فأمرهم بلقاء الربيع. قال: محمد فخرجت
من عند أمير المؤمنين وقد ربحت وأربحت.
508 - محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام، أبو جعفر:
وهو أخو إسحاق وموسى وعلي بني جعفر. حدث عن أبيه. روى عنه إبراهيم بن
المنذر الخزامي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد
ابن منصور الجواز، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني.
وكان محمد بن جعفر قد خرج بمكة في أيام المأمون ودعا إلى نفسه، فبايعه أهل
الحجاز بالخلافة، وهو أول من بايعوا له من ولد علي بن أبي طالب وذلك في سنة
مائتين. فحج بالناس أبو إسحاق المعتصم، وبعث إليه من حاربه وقبض عليه وأورده
بغداد في صحبته، والمأمون إذ ذاك بخراسان، فوجه به إليه فعفا عنه ولم يمكث إلا
يسيرا حتى توفي عنده.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى بن
الحسن العلوي قال نبأنا جدي قال: كان محمد بن جعفر شجاعا عاقلا فاضلا،
وكان يصوم يوما ويفطر يوما، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول:
ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا مخلد بن جعفر
قال نبأنا محمد بن خلف وكيع قال أخبرني الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن
سعد، عن محمد بن عمر أن محمد بن جعفر بن محمد وابن الأفطس تحركا بمكة،
فبعث إليهما المعتصم - وكان حج بالناس سنة مائتين - بعث إليهما من قاتلهما وظفر
بهما وقدم بهما معه إلى بغداد. قال وكيع: محمد بن جعفر بن محمد كان قد بايعه
أهل الحجاز وتهامة بالخلافة، ولم يبايعوا بعد علي بن أبي طالب لعلوي غيره.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا
يعقوب بن سفيان قال: وبايعوا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن
علي بن أبي طالب بالخلافة يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة
112

مائتين، فلم يزل يسلم عليه بالخلافة حتى كان يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادي
الأولى سنة مائتين.
قال يعقوب سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال: قد أخذ أبو شعيب بيدي
فأدخلني إلى محمد بن جعفر بن محمد فبايعته، وأمر لي بشقة ديباج مما كان نزعه
من الكعبة قال فتركته على أبي شعيب. وطرح من تلك الكسوة على الدواب، داوبه
ودواب أصحابه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الحسن بن محمد بن يحيى قال نا جدي قال
قال أبو موسى العباسي: كان جدي لما ولاه المأمون اليمن خلف عياله وثقله بمكة،
فخرج بها محمد بن جعفر في سنة تسع وتسعين ومائة، فضرب على ما كان لجدي
من مال قليل وكثير، فقدم جدي إسحاق بن موسى من اليمن وقد ولاه المأمون
الموسم والصلاة بأهله، فوجد محمد بن جعفر قد حال بين أمواله وعياله، فبعث إليه:
إن حاربتني لقيت مني ما تكره. فدخل بينهم ابن أبي مسرة جد هذا الذي كان بمكة
المخزومي القاضي، حتى ضمن له جدي ألا يحاربه إلا أن يأتيه مدد من المأمون فينفيه
من مكة. فلجأ جدي إلى ذات عرق ولم يبق من أثاثه ولا من ثقله قليل ولا كثير إلا
أخذه محمد بن جعفر، فبينا جدي بذات عرق إذ أتاه عيسى الجلودي بمن معه،
فانحدر إلى مكة محاربا لمحمد بن جعفر، فوجد الكعبة قد عريت وكسوها أثواب
حبر، ووجدوه قد كتب على أبواب المسجد: " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان
زهوقا ". فأسرع الجند ليمحوه قال: لا تمحوه واكتبوا: " بل نقذف بالحق على الباطل
فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " ثم أخذ محمد بن جعفر فقال: قد
كنت قد حدثت الناس بروايات لتفسد عليهم دينهم، فقم فأكذب نفسك، وأصعده
المنبر وألبسه دراعة سوداء. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني
قد حدثتكم بأحاديث زورتها. فشق الناس الكتب والسماع الذي كانوا سمعوه منه،
ثم نزل عن المنبر. فأحسن جدي رفده وأطلقه إلى المدينة. فخرج من المدينة إلى المأمون
بخراسان.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال نا محمد بن
سليمان بن فارس قال نا البخاري قال محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن
113

حسين بن علي الهاشمي قال لي إبراهيم بن المنذر كان إسحاق أخوه أوثق منه
وأقدم سنا.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري
من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال أنبأنا أحمد بن يونس
الضبي قال حدثني أبو حسان الزيادي قال سنة ثلاث ومائتين فيها مات محمد بن
جعفر بن محمد بن علي بن حسين بجرجان في شعبان. ويكنى أبا جعفر. وصلى عليه
المأمون.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الحسن بن محمد بن يحيى قال نبأنا جدي
قال نبأنا داود بن المبارك قال توفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون، فركب
المأمون لشهوده، فلقيهم قد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير نزل فترجل ورفع عن
تراقيه، ثم دخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع، وتقدم فصلى عليه، ثم حمله
حتى بلغ به القبر، ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بني عليه، ثم خرج فقام على القبر
وهو يدق. فقال له عبد الله بن الحسن - ودعا له -: يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت، فلو
ركبت فقال له المأمون: إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة. قال الحسن قال جدي
وروى في هذا الحديث أنه قال: هذا حق ضيع من مائتي سنة.
509 - محمد بن جعفر، أبو جعفر المدائني:
سمع ورقاء بن عمر، وشعبة، ومنصور بن أبي الأسود، ومستلم بن سعيد،
ومحمد بن طلحة بن مصرف. روى عنه أحمد بن حنبل، وحجاج بن يوسف
الشاعر، وعلي بن شعيب البزار، وحاتم بن الليث الجوهري، وعباس بن محمد
الدوري، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار
114

قال نبأنا عباس بن محمد الدوري قال نبأنا محمد بن جعفر أبو جعفر المدائني قال
نبأنا مسلم بن سعيد، عن منصور بن زاذان، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العمل في الهرج كالهجرة إلي ".
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي
قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني محمد بن علي قال
نبأنا مهنأ قال: سألت أحمد، عن محمد بن جعفر المدائني قال: لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن عدي بن زحر البصري في
كتابه قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سئل أبو داود سليمان بن
الأشعث عن محمد بن جعفر المدائني فقال: ليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قال نبأنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال سنة ست ومائتين فيها مات محمد بن جعفر
المدائني.
510 - محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم، أبو عمران الوركاني:
من أهل خراسان سكن بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن سعد الزهري، وأيوب
ابن جابر الحنفي، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وأبي شهاب الخياط، وفضيل
ابن عياض. روى عنه يحيى بن معين، وعباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة،
والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن يوسف التركي،
ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد
البغوي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال نبأنا أبو
115

علي الحسين بن فهم قال حدثني يحيى بن معين قال نبأنا الوركاني محمد بن جعفر
قال سمعت فضيلا يقول: ينادي مناد يوم القيامة أين الذين أكلت عيالاتهم أماناتهم؟
قال أبو علي: ورأيت يحيى يبكى عند هذا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قال محمد بن العباس العصمي نبأنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه قال أنبأنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال محمد بن
جعفر الوركاني كان أحمد يوثقه ويشير به.
أخبرنا البرقاني قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي قال
أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال نبأنا سليمان بن الأشعث قال رأيت أحمد
يكتب عن محمد بن جعفر الوركاني.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنبأنا أبو أحمد
محمد بن أحمد بن القاسم العبدي بجرجان قال أنبأنا أبو الحسن القافلائي قال نبأنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حضرت أبي يسمع من محمد بن جعفر الوركاني،
فمر على حديث شريك، عن سماك، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية.
فقال أبي يا أبا عمران إنما هذا عن شريك عن سماك عن جابر بن سمرة، فلعل شريكا
سبقه لسانه؟. فقال: الوركاني: قد نظر يحيى بن معين في هذا. فقال أبي وما يدري
يحيى بن معين؟ أو كل شئ يعرفه يحيى؟ اضرب عليه، فضرب عليه.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب (1) العباسي قال أنبأنا عبد الرحمن بن عمر قال
نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عبد الخالق بن
منصور قال وسألته - يعني يحيى بن معين - عن الوركاني فقال: ثقة.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قالا:
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: مات الوركاني في سنة ثمان
وعشرين ومائتين في رمضان.
ذكر موسى بن هارون أنه توفي لتسع بقين من شهر رمضان.
116

511 - محمد بن جعفر بن أبي مؤاتية:، أبو جعفر الكلبي:
ذكر بعض أهل العلم أنه بغدادي سكن في فيد، ومات بها، وحدث عن عبد
الرحمن بن محمد المحاربي، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ووكيع بن الجراح،
ويحيى بن يمان، وجابر بن نوح، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه،
ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني.
512 - محمد بن جعفر، أبو جعفر البغدادي:
حدث عن داود بن صغير. روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهاني قالا
نبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال حدثني محمد
ابن جعفر أبو جعفر البغدادي قال: نبأنا داود بن صغير قال حدثني كثير النوا، عن
أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء
يا جبريل، أعلى أمتي حساب؟ قال: كل أمتك عليها حساب، ما خلا أبا بكر الصديق
فإذا كان يوم القيامة قيل يا أبا بكر ادخل الجنة، قال: ما أدخل حتى أدخل معي من
كان يحبني في الدنيا ".
513 - محمد بن جعفر بن الحارث، الخزاز القنطري:
حدث عن خالد بن عمرو القرشي. روى عنه أبو بكر بن خزيمة النيسابوري.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا
محمد بن إسحاق بن خزيمة قال نبأنا محمد بن جعفر بن الحارث الخزاز بقنطرة
بردان قال نبأنا خالد بن عمرو القرشي قال نبأنا سهل بن يوسف بن سهل بن مالك،
عن أبيه، عن جده قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع إلى المدينة، صعد
المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " يا أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا
له ذلك، أيها الناس إني راض عن عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد
الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والمهاجرين الأولين، فاعرفوا
117

ذلك لهم، يا أيها الناس إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية يا أيها الناس لا تتبعون في
أصحابي وأختاني وأصهاري، يا أيها الناس لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم فإنها مما
لا يوهب، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات الرجل منهم فقولوا
خيرا ".
روى أبو بكر بن أبي الدنيا وغيره عن هذا الشيخ عن سيار بن حاتم العتري، إلا
أنهم سموه محمد بن الحارث ولم يذكروا في نسبه جعفرا، ونحن نذكره في حرف
الحاء إن شاء الله.
514 - محمد بن جعفر المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا جعفر، ويقال أبا العباس،
ويقال أبا عبد الله:
ولد بسر من رأى، ويقال إن مولده كان على ما أنبأني إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا
إسماعيل بن علي قال محمد المنتصر بالله مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين
ومائتين.
أخبرني بذلك عبد الواحد بن المهتدي بالله قال إسماعيل: استخلف المنتصر بالله في
صبيحة الليلة التي قتل أبوه فيها، وذلك يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة سبع
وأربعين ومائتين، وكان أبوه ولاه العهد بعده قبل إخوته المعتز والمؤيد، فبويع له بعد
قتل أبيه بالخلافة، ثم توفي ليلة السبت لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثمان
وأربعين. ويقال توفي يوم الأحد لأربع خلون من ربيع الآخر وهو ابن ست وعشرين
سنة، وكان خلافته ستة أشهر كاملة، وكان قصيرا أسمر ضخم الهامة عظيم البطن
جسيما على عينه اليمنى أثر وقع أصابه وهو صغير.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال
نبأنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال أخبرني
118

هارون بن محمد بن إسحاق قال كان المنتصر بالله ربعة من الرجال، أسمر كبير
العينين، مسمنا مبصر الخلق، مليح الوجه، جيد اللحية، حسن المضحك، ونقش خاتمه
محمد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه المنتصر بالله. يكنى أبا جعفر وأمه أم ولد يقال
لها حبشية، رومية. بويع يوم الأربعاء لأربع ليال خلون من شوال سنة سبع وأربعين
ومائتين.
وقال أبو بشر أخبرني أبو موسى العباسي قال: استخلف المنتصر بالله وهو ابن
أربع وعشرين سنة.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني قال نبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد
العسكري قال نبأنا محمد بن يحيى قال سمعت عبد الله بن المعتز يقول قال: المنتصر
بالله: والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه، ولا ذل ذو حق ولو أطبق العالم
عليه.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز لفظا قال نبأنا
محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أحمد بن حبيب قال حدثني علي بن يحيى
المنجم قال: جلس المنتصر في مجلس كان أمر أن يفرش له بفرش ديباج مثقل بالذهب،
وكان في بعض البسط دائرة كبيرة فيها مثال فرس وعليه راكب وعلى رأسه تاج،
وحول الدائرة كتابه بالفارسية، فلما جلس المنتصر وجلس الندماء، وقف على رأسه
وجوه الموالي والقواد، فنظر إلى تلك الدائرة وإلى الكتاب الذي حولها فقال لبغا: إيش
هذا الكتاب؟ فقال: لا أعلم يا سيدي. فسأل من حضر من الندماء فلم يحسن أحد أن
يقرأه فالتفت إلى وصيف وقال أحضر لي من يقرأ هذا الكتاب فأحضر رجلا فقرأ
الكتاب فقطب، فقال له المنتصر: ما هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين بعض حماقات الفرس،
قال: أخبرني ما هو؟ قال يا أمير المؤمنين ليس له معنى، فألح عليه وغضب. قال يقول
أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبى فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه
المنتصر وقام على مجلسه إلى النساء، فلم يملك الا ستة أشهر.
أخبرنا عبد العزيز بن علي قال أنبأنا محمد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر
الدولابي قال أخبرني علي بن الحسن بن علي عن عمر بن شبة قال حدثني أحمد بن
الخصيب قال حدثني جعفر بن عبد الواحد قال دخلت على المنتصر بالله فقال لي: يا
جعفر لقد عولجت فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني وكان في مرضه الذي مات فيه.
119

وقال أبو بشر سمعت محمد بن أزهر الكاتب يقول اعتل المنتصر بالله يوم الخميس
لخمس بقين من ربيع الأول، أصابته الذبحة مع حلقه، ومات مع صلاة العصر من يوم
الأحد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر، وصلي عليه أحمد بن محمد بن
المعتصم بسر من رأى. ويقال إن الطيفوري سمه في محاجمة. فكانت خلافته ستة
أشهر.
قال: وسمعت أبا عبد الله جعفر بن علي الهاشمي قال: مات المنتصر بالله يوم
الأحد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثماني وأربعين ومائتين، وصلى
عليه ابن عمه أحمد بن محمد المستعين بالله، ودفن في سر من رأى في موضع يقال له
الجوسق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد
ابن أحمد بن البراء قال: ولد المنتصر بالله بسر من رأى، ومات بسر من أرى، وهو
أول من أظهر قبره في خلفاء بني العباس، وكان عمره أربعا وعشرين سنة، وكنيته أبو
جعفر.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا
قال نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: مات المنتصر بسر من رأى وله أربع
وعشرون سنة، ويكنى أبا عبد الله.
515 - محمد أمير المؤمنين المعتز بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد بن
المعتصم بالله، يكنى أبا عبد الله، وقيل إن اسمه الزبير:
وكان مولده بسر من أرى. فأنبأني إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي أن
المعتز بالله ولد في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وأخبرنا الحسين بن علي الحنفي قال أنبأنا الحسين بن هارون الضبي قال أنبأنا
محمد بن عمر الحافظ أن مولد المعتز يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأول
سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. قال وكان منزله بسر من رأى.
قال الشيخ أبو بكر: والقول الأول عندنا أصح. بويع المعتز بسر من رأى عند خلع
المستعين.
وأخبرنا عبد العزيز بن علي قال أنبأنا محمد بن أحمد المفيد قال:
نبأنا أبو بشر الدولابي قال أخبرني جعفر بن علي الهاشمي قال: خرج
120

أحمد الإمام المستعين بالله أمير المؤمنين من سر من رأي يوم الأحد لخمس خلون من
المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين إلى بغداد، فوثب أهل سر من رأى فبايعوا لأبي
عبد الله المعتز بالله.
قال أبو بشر وأخبرني أبو موسى العباسي قال: لما أنزل المعتز بالله من لؤلؤة وبويع
له، ركب إلى أمه وهي في القصر المعروف بالهاروني، فلما دخل عليها وسألته عن
خبره قال لها: قد كنت كالمريض المدنف وأنا الآن كالذي وقع في النزع - يعنى أنه
قد بويع له بسر من رأى والمستعين خليفة مجتمع عليه في الشرق والغرب.
وقال أبو بشر أخبرني علي بن الحسن بن علي قال: لما سأل الأتراك المستعين بالله
الرجوع إلى سر من رأى فأبى عليهم، قدموا سر من رأى يوم الأربعاء لثلاث عشرة
ليلة خلت من المحرم، فاجتمع الموالى وكسروا باب لؤلؤة، وأنزلوا المعتز بالله فبايعوه
وخلعوا المستعين، فركب المعتز بالله إلى دار العامة يوم الخميس في المحرم سنة إحدى
وخمسين ومائتين فبايعه الناس، وعقد لنفسه لواء أسود وخلع على إبراهيم المؤيد بالله،
وعلى أحمد المعتمد على الله، وعلى أبى أحمد الموفق، وأنهضه إلى بغداد مطالبا ببيعته
التي أكدها له المتوكل على الله في أعناقهم، ومعه جماعة من الفقهاء فشخص، أبو
أحمد يوم السبت لسبع بقين من المحرم، وحصن محمد بن عبد الله بن طاهر بغداد،
ورم سورها، وأصلح أبوابها. وعسكر أبو أحمد بالشماسية ووقع الحرب يوم السبت
للنصف من صفر واتصلت الوقائع.
قال أبو بشر وسمعت جعفر بن علي الهاشمي يقول: بويع المعتز يوم الأربعاء
لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم. وتوجه أبو أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد في
عشرة آلاف من سر من رأى، فواقع أهل بغداد فقتل من الفريقين خلق عظيم،
وكانت هذه السنة فتنة المعتز والمستعين.
قال وأخبرني أبو موسى العباسي قال: لما وجه المعتز بالله أخاه أبا أحمد الموفق
فحصرهم، وأقام المستعين بالله بغداد إلى أن خلع سنة، واشتد الحصار على أهل
بغداد، وقد كان أهل بغداد لما دخل إليهم المستعين أحبوه ومالوا نحوه غاية الميل، حتى
نزل بهم من الحصار ما نزل فنسبوا محمد بن عبد الله بن طاهر إلى المداهنة في أمر
المستعين بالله، وهاجموا منزله يريدون نفسه.
قال: وأخبرني علي بن الحسن بن علي قال شرع في خلع المستعين بالله فوثبت
العامة على محمد بن عبد الله بن طاهر وتذمرت عليه، ونقل المستعين بالله من داره
121

إلى الرصافة. قال وأخبرني أبو موسى العباسي قال فدس محمد بن عبد الله بن طاهر
إلى المستعين بالله من يعرض له بالخلع على أنه يتوثق له من المعتز بالله ويسلم إليه
الأمر، وكان المستعين بالله رجلا صالحا ضعيفا، فأجاب المستعين بالله إلى ذلك وكره
الدماء بعد أن لم يجد ناصرا.
قال: وأخبرني جعفر بن علي قال خلع أحمد المستعين بالله نفسه من الخلافة في
المحرم أول سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال
أنبأنا عمر بن حفص قال: ودعى للمعتز ببغداد يوم الجمعة لثلاث خلون من المحرم
سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا
محمد بن أحمد بن البراء قال: ثم استخلف المعتز بالله أبو عبد الله محمد بن المتوكل
على الله. قال إبراهيم بن العباس:
الله أظهر دينه * وأعزه بمحمد
والله أكرم بالخلافة * جعفر بن محمد
والله أيد عهده * بمحمد ومحمد
ومؤيد لمؤيدين * إلى النبي محمد
أخبرنا عبد العزيز بن علي قال أنبأنا محمد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر
الدولابي قال أخبرني جعفر بن علي بن إبراهيم قال كانت الجماعة علي أبي عبد الله
المعتز بالله واسم الزبير بن جعفر بن محمد وأمه قبيحة أم ولد رومية، في المحرم سنة
اثنتين وخمسين ومائتين. وإنما تحسب أيام ملكه منذ يوم خلع المستعين.
وقال أبو بشر سمعت أبا الجعد يقول: اسم المعتز بالله الزبير، ويقال محمد.
وقال أخبرني جعفر بن علي الهاشمي قال كان المعتز بالله رجلا طويلا جسيما
وسيما، أبيض مشربا حمرة، أدعج العينين حسنهما، أقنى الأنف، حسن الوجه، مليحا
جعد الشعر كث اللحية، مدور الوجه، حسن المضحك، شديد سواد الشعر، أكحل
العينين، مات وهو ابن أربع وعشرين سنة. وكان قاضية الحسن بن أبي الشوارب،
ونقش خاتمه محمد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه: المعتز بالله.
حدثنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان لفظا بالري قال نبأنا الحسن
ابن محمد بن يحيى الشافعي بسامراء قال نبأنا أحمد بن علي بن يحيى بن حسان
122

قال نبأنا علي بن حرب الطائي قال: دخلت على المعتز بالله، فما رأيت خليفة
كان أحسن وجها منه، فلما رأيته سجدت، فقال: يا شيخ يسجد لاحد من دون الله؟
قلت حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال نبأنا بكار بن عبد العزيز بن أبي
بكرة، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يفرح به، أو بشر بما يسره،
سجد شكرا لله عز وجل.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عبيد الله بن محمد المقرئ قال نبأنا محمد
ابن يحيى الصولي قال حدثني أبو الغوث بن البختري قال حدثني أبي قال: نظر إلى
المعتز وأنا أنظر في وجهه فقال إلى أي شئ تنظر؟ قلت: إلى كمال أمير المؤمنين في
جمال وجهه وجميل أفعاله.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال نبأنا يزداد
ابن عبد الرحمن قال قال لي الزبير بن بكار صرت إلى أبى عبد الله المعتز بالله وهو
أمير، فلما علم بمكاني خرج مستعجلا فعثر، فأنشأ يقول:
يموت الفتى من عثرة بلسانه * وليس يموت المرء من عثرة الرجل
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال: أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنشدنا محمد
ابن خلف بن المرزبان قال: أنشدت للمعتز بالله:
يدنو السرور إذا دنا بك منزل * ويغيب صفو العيش حين تغيب
قال الشيخ أبو بكر مكث المعتز بالله في الخلافة إلى أن خلف نفسه وسلم الأمر
للمهتدي بالله.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال: قال ابن البراء:
كانت خلافة المعتز إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين
ومائتين، أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وأظهر
قبره، وبقى الأمر يومين - يعنى بعد قتله - حتى استخلف المهتدى بالله.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا
قال نبأنا ابن أبي الدنيا قال: بويع المعتز بالله في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين عند
خلع المستعين بالله، ومات في يوم الثاني من شهر رمضان بسر من رأى ودفن بموضع
يقال له باب السميدع سنة خمس وخمسين ومائتين وله ثلاث وعشرون سنة. وكانت
خلافة المعتز بالله من يوم دعى له بالخلافة ببغداد إلى يوم دفن ثلاث سنين وسبعة أشهر
إلا ثلاثة أيام. هكذا ذكر ابن أبي الدنيا أن وفاة المعتز كانت في شهر رمضان.
123

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الشافعي قال أنبأنا عمر بن حفص أن المعتز
قتل يوم السبت ليومين من شعبان.
وأخبرنا عبد العزيز بن علي قال أنبأنا المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قال أخبرني
جعفر بن علي الهاشمي أن المعتز بالله صلى عليه محمد بن الواثق المهتدي بالله، دفن
عند قبر المنتصر بالله يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.
516 - محمد بن جعفر بن راشد، أبو جعفر الفارسي، يلقب لقلوق:
وأصله من بلخ سمع عبيد الله بن تمام، ومنصور بن عمار، ويحيى بن السكن، وأبو
بكر بن بكار. روى عنه الهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن خلف وكيع،
والحسن بن محمد بن شعبة، ومحمد بن مخلد الدوري، وكان ثقة.
وقرأت يوما على أبى بكر البرقاني حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة عن محمد
ابن جعفر بن مانبذة فقال البرقاني: هو لقلوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال أنبأنا محمد بن مخلد العطار قال نبأنا محمد بن
جعفر لقلوق قال نبأنا عبيد الله بن تمام قال نبأنا داود عن عامر عن جابر بن سمرة
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال هذا الدين عزيزا إلى أثنى عشر
خليفة ". قال فكبر الناس وضجوا وقال كلمة خفية. فقلت لأبي: يا أبة ما قال
فقال قال: " كلهم من قريش ".
517 - محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني. روى عنه محمد بن مخلد. وذكر في تاريخه الذي
قرأته بخطه أنه توفى في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين.
124

518 - محمد بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله، يكنى أبا
أحمد، ولقبه الموفق بالله:
كان أخوه المعتمد قد عقد له ولاية العهد بعد ابنه جعفر، فمات الموفق قبل موت
المعتمد بسنة وأشهر. ويقال إن اسمه كان طلحة.
أنبأني إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قال وكان المعتمد على الله عقد
العهد بعده لابنه جعفر وسماه المفوض إلى الله، وعقد العهد بعد ابن جعفر لأخيه أبى
أحمد وسماه الموفق بالله، واسم الموفق محمد بن جعفر المتوكل على الله. وكان هذا
العقد يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة إحدى وستين ومائتين،
وكان جعفر يومئذ صغيرا، فشرط في العهد إن حدث به حدث الموت ولم يبلغ جعفر
ويكمل للأمر أن يكون الأمر لأبي أحمد أولا، ثم لجعفر من بعده، فلم يزل أمر أبي
أحمد يقوى ويزيد حتى صار الجيش كله تحت يديه، والامر كله إليه، وكان قتل
صاحب الزنج بالبصرة على يديه، فملك الأمر، وأحبه الناس وأطاعوه وتسمى بعد
قتل البصري الخارجي بالناصر لدين الله مضافا إلى الموفق بالله، فكان يخطب له على
المنابر بلقبين يقال اللهم أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أحمد الموفق بالله ولي عهد
المسلمين أخا أمير المؤمنين، فلم يزل على ذلك إلى أن توفى ليلة الخميس لثمان بقين
من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين في القصر المعروف بالحسنى على شاطئ دجلة،
ودفن بالرصافة ليلا، وله من السن يومئذ تسعة وأربعون سنة تنتقص شهرا وأياما، لأن
مولده فيما ذكر لي في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا من سنة تسع وعشرين
ومائتين. وأمه أم ولد أدركت أيامه وتوفيت قبله بسنتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا محمد بن
أحمد بن البراء قال: ومات الموفق يوم الجمعة لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين
ومائتين، ودفن بالرصافة مع أمه - رصافة بغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال نبأنا عمر بن
حفص قال وتوفى أبو أحمد الموفق بالله يوم الأربعاء ودفن ليلة الخميس لثمان خلون
من صفر أول يوم من حزيران سنة ثمان وسبعين. هكذا قال عمر بن حفص لثمان
خلون من صفر. والقول الأول أشبه بالصواب، والله أعلم.
125

519 - محمد بن جعفر بن محمد بن يزيد بن ميسرة، يعرف بابن الرازي:
حدث عن أبي بكر بن أبي الأسود، وشجاع بن مخلد، وأبى همام الوليد بن
شجاع، وأبى سلمة الجوباري. روى عنه أبو نعيم بن عدي الجرجاني، وأبو القاسم
الطبراني. وما علمت من حاله إلا خيرا
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا أبو
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا محمد بن جعفر الرازي ببغداد
قال نبأنا الوليد بن شجاع بن الوليد قال نبأنا عويد بن أبي عمران الجوني، عن أبيه،
عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سئلت أي
الأجلين قضى موسى عليه السلام؟ فقل خيرهما وأبرهما، وإن سئلت أي المرأتين
تزوج؟ فقل الصغرى منهما وهي التي جاءت فقال يا أبت استأجره إن خير من
استأجرت القوي الأمين. فقال: ما رأيت من قوته؟ قالت أخذ حجرا ثقيلا فألقاه عن
البئر. قال: وما الذي رأيت من أمانته؟ قالت قال لي أمشي خلفي ولا تمشي
أمامي ". قال سليمان: لم يروه عن أبي عمران إلا ابنه.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: نا
عبد الباقي بن قانع أن محمد بن جعفر الرازي مات في سنة تسع وثمانين
ومائتين.
520 - محمد بن جعفر بن سهل، أبو أحمد الختلي:
حدث عن عبد الله بن أحمد بن عيسى المقرئ المعروف بالفسطاطي. روى عنه
زكريا بن يحيى والد المعافى، وذكر أنه سمع منه بالنهروان في سنة إحدى وتسعين
ومائتين.
521 - محمد بن جعفر بن محمد بن أعين، أبو بكر، وهو أخو عبيد الله بن
جعفر:
نزل مصر وحدث بها عن عاصم بن علي، والحسن بن بشر البجلي، وأبى بكر بن
أبي شيبة. روى عنه المصريون، وأبو القاسم الطبراني.
126

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال
نبأنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال أنبأنا سليمان: بن أحمد الطبراني قال نبأنا
محمد بن جعفر بن أعين البغدادي بمصر قال نبأنا عاصم بن علي قال نبأنا عبد
الحكيم بن منصور الواسطي، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أخاف عليكم ثلاثا وهن كائنات
زلة عالم، وجدال منافق، ودنيا تفتح عليكم ". قال سليمان لم يروه عن عبد الملك
إلا عبد الحكيم، ولا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد.
حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال
حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس قال: محمد بن
جعفر بن أعين يكنى أبا بكر، بغدادي قدم مصر وحدث بها وكان ثقة.
توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وقال ابن يونس مرة
أخرى: توفى في شهر ربيع الأول.
قال الشيخ أبو بكر ذكر: أبو جعفر الطحاوي أنه مات يوم الجمعة لتسع عشرة
ليلة خلت من شهر ربيع الأول.
522 - محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر، أبو عمر القتات
الكوفي، وهو أخو الحسين بن جعفر:
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن يونس،
ومنجاب بن الحارث. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي،
ومحمد بن عمر الجعابي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، والحسن بن جعفر الحرفي،
وغيرهم. وكان ضعيفا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال نبأنا أبو جعفر محمد بن
أحمد بن محمد بن حماد بن متيم قال: قدم علينا محمد بن جعفر بن حبيب القتات
من الكوفة سنة تسع وتسعين ومائتين. حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال:
127

سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت الدارقطني عن محمد بن جعفر القتات فقال:
تكلموا في سماعه من أبى نعيم (1).
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال قال لنا عيسى بن حامد
القاضي ومات أبو عمر محمد بن جعفر بن حبيب القتات الكوفي ببغداد غرة جمادى
الأولى سنة ثلاثمائة.
حدثني عبد العزيز بن علي قال سمعت أبا سعيد الحسن بن جعفر الحرفي يقول
توفى أبو عمر القتات يوم السبت ضحوة النهار لست خلون من جمادى الأولى سنة
ثلاثمائة. وذكر لي غير عبد العزيز أنه لما توفى حمل من يومه إلى الكوفة.
523 - محمد بن جعفر بن حفص بن عمر بن راشد، أبو بكر الربعي الحنفي،
يعرف بابن الإمام:
سكن دمياط، وحدث بها عن إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس، ويحيى
ابن عبد الحميد الحماني، وعلي بن المديني، ومؤمل بن أهاب، وغيرهم. روى عنه
المصريون.
أنبأنا محمد بن عبد الله بن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا
محمد بن جعفر بن الإمام بمدينة دمياط قال حدثني علي بن المديني قال نبأنا أنس بن
عياض قال حدثني عبيد الله بن عمر، عن ابن شهاب الزهري قال أخبرني عروة بن
الزبير أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لقد كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على رأسه وهو معتكف فأرجله، وكان لا يدخل بيته إلا لحاجة
الإنسان. قال سليمان: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا أنس بن عياض، تفرد به
علي بن المديني.
قرأت على أحمد بن علي المحتسب، عن أبي الحسن الدارقطني قال قرأت في
كتاب الوزير - يعني أبا الفضل بن خنزابة - سماعه من محمد بن موسى بن يعقوب
ابن المأمون قال: سمعت أبا بكر بن الإمام الدمياطي يقول لأبي عبد الرحمن النسائي:
ولدت في سنة أربع عشرة - يعنى ومائتين - ففي أي سنة ولدت يا أبا عبد الرحمن؟
فقال أبو عبد الرحمن: يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومائتين لأن رحلتي الأولى
إلى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومائتين، أقمت عنده سنة وشهرين.
128

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق
قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه. ثم حدثني محمد بن
علي الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن وكتب لي بخطه قال سمعت أبي يقول: محمد بن جعفر بن الإمام
دمياطي ثقة.
وحدثنا الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال نبأنا عبد الواحد
ابن محمد قال نبأنا أبو سعيد بن يونس قال محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن
عمر بن راشد مولى بني حنيفة يكنى أبا بكر يعرف بابن الإمام، بغدادي قدم مصر،
كان تاجرا وسكن دمياط وحدث بها وكان ثقة. توفي بدمياط يوم الأربعاء لعشر
خلون من ذي الحجة سنة ثلاثمائة.
524 - محمد بن جعفر بن عبد الله بن جابر بن يوسف، أبو جعفر الراشدي:
سمع عبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبا نشيط محمد بن هارون الحربي. وحدث
عن أبي بكر الأثرم بكتاب العلل لأحمد بن حنبل. روى عنه أبو بكر بن مالك
القطيعي، وأحمد بن نصر بن عبد الله الذارع، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال أنبأنا أحمد بن نصر بن عبد الله
الذارع قال نبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر الراشدي قال نبأنا عبد الأعلى بن حماد
النرسي قال نبأنا مسلم بن خالد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
رخص لرعاة الإبل أن يرموا بالليل، قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: مات
محمد بن جعفر الراشدي سلخ ذي القعدة سنة ثلاثمائة.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: محمد بن جعفر الراشدي كان يقدم إلى مدينتنا من الراشدية.
مات في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.
129

525 - محمد بن جعفر بن نصر بن عون، أبو بكر البغدادي الكرخي:
حدث عن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه
سمع منه ببلد.
526 - محمد بن جعفر الصيدلاني صهر أبي العباس المبرد على ابنته، ويلقب
برمه:
كان أديبا شاعرا. وروى عنه أبو هفان الشاعر أخبارا. حدث عنه أبو الفرج
الأصبهاني وغيره.
أنشدني أبو القاسم الأزهري قال أنشدني إبراهيم بن أبي علي قال أنشدني القاضي
ابن كامل قال أنشدني محمد بن جعفر برمة النحوي ختن المبرد على ابنته لنفسه:
أما ترى الروض قد لاحت زخارفه * ونشرت في رباه الريط والحلل
واعتم بالأرجوان البيت منه فما * يبدو لنا منه إلا مونق خضل
فالنرجس الغض يرنو من محاجره * إلى الورا مقل تحيا بها المقل
تبر حواه لجين فوق أعمدة * من الزمرد فيها الزهر مكتهل
فعج بنا نصطبح يا صاح صافية * صهباء في كأسها من لمعها شعل
فقد تجلت لنا عن حسن بهجتها * رياض قطر بل واللهو مشتمل
وعندنا شادن شدت قراطقه * على نقا وقضيب فهو معتدل
يدور بالكأس بين الشرب آونة * ما دام للشرب منها العل والنهل
وقينة إن تشأ غنتك من طرب * ودع هريرة إن الركب مرتحل
وإن أشرت إلى صوت تكرره * إنا محيوك فاسلم أيها الطلل
ليست بمظهرة تيها ولا صلفا * وليس يغضبها التجميش والقبل
فنحن في تحف منها وفي غزل * مما يغازلنا طرف لها غزل
هذا نعيم ذوي اللذات ما نعموا * في عيشهم وإليه ينتهي المثل
527 - محمد بن جعفر بن أحمد بن عوسجة البغدادي:
حدث عن داود بن رشيد، روى عنه علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ.
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأنا تمام بن محمد الرازي، نبأنا علي بن الحسن
ابن علان الحراني، نبأنا محمد بن جعفر بن أحمد بن عوسجة ببغداد.
130

528 - محمد بن جعفر بن سلام، أبو بكر الشعيري:
حدث عن عمار بن خالد الواسطي. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أبو
بكر محمد بن جعفر بن سلام الشعيري ببغداد قال نبأنا عمار بن خالد قال نبأنا
محمد بن يزيد، عن أبي الأشهب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى الجمعة فليصل بعدها أربعا ".
529 - محمد بن جعفر القواذي:
حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال نبأنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس قال: محمد بن جعفر
القواذي من أهل بغداد، قدم مصر، وكتب عنه، وكان يلزم تنيس ويتجر بها، وله بها
دار حسنة. توفي بمصر في رجب سنة عشر وثلاثمائة.
530 - محمد بن جعفر البزاز:
حدث بحلب عن مجاهد بن موسى. روى عنه أبو بكر المفيد حديثا منكرا.
أخبرنيه أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال نبأنا
محمد بن جعفر البغدادي بحلب إملاء من كتابه قال نبأنا مجاهد بن موسى قال نبأنا
معن بن عيسى قال نبأنا مالك، عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
جاء أحدكم إلى مجلس فأوسع له فليجلس فإنها كرامة أكرمه الله بها وأخوه المسلم،
فإن لم يوسع له فلينظر أوسع موضع فليجلس فيه ".
قال الشيخ أبو بكر لم أكتبه إلا من هذا الوجه.
531 - محمد بن جعفر بن أبي داود الأنباري:
حدث عن أحمد بن بكر البالسي، ويوسف بن يعقوب الخوارزمي. روى عنه أبو
بكر الشافعي.
أخبرني عبد الغفار بن محمد بن جعفر المكتب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن
131

إبراهيم قال نا محمد بن جعفر بن أبي داود الأنباري قال حدثني يوسف بن يعقوب
الخوارزمي بدالية مالك بن طوق قال: نا عفان قال نا حماد، عن عاصم عن أنس قال
حدثني ابناي عني، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يجعل فص الخاتم مما سواه.
532 - محمد بن جعفر بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، ويكنى
أبا جعفر الهاشمي:
كان خطيب الجامع بمدينة المنصور قبل أبي عمر حمزة بن القاسم.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قال وقلد أمير المؤمنين - يعني
المقتدر بالله - الصلاة بالجانب الغربي من مدينة السلام أبا جعفر محمد بن جعفر بن
العباس بن عيسى بن المنصور، فتولى ذلك حتى توفي يوم السبت لثمان بقين من ذي
الحجة سنة عشر وثلاثمائة. فصلى ابنه بعده جمعا ثم ولي الصلاة مكانه أبو عمر حمزة
ابن القاسم.
533 - محمد بن جعفر بن بكر بن إبراهيم، أبو الحسين البزاز، يعرف بابن
الخوارزمي:
وهو أخو عبد العزيز بن جعفر. سمع عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم
الدورقي، وعمرو بن علي، وأبا موسى محمد بن المثنى، وخلاد بن أسلم. روى عنه
سعد بن محمد الصيرفي، ومحمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة، وأبو الحسين بن
البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا ابن
قانع أن ابن الخوارزمي مات في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
534 - محمد بن جعفر بن أحمد بن عمر بن شبيب، أبو الحسن الصيرفي،
يعرف بابن الكوفي:
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن سليمان لوين، ومحمد بن صالح
المعروف بكيلجة. روى عنه أبو الحسين بن البواب، ومحمد بن المظفر، وابن شاهين.
132

أخبرنا السمسار قال أخبرنا الصفار قال نبأنا ابن قانع أن أبا الحسن بن الكوفي
الصيرفي مات في صفر من سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
535 - محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب، أبو الطيب الديباجي:
سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبا الأشعث أحمد بن المقدام، وعباد بن الوليد
الغبري، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، وإبراهيم بن راشد الأدمي،
وصالح بن أحمد بن حنبل، روى عنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن اليقطيني،
والقاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسين بن المظفر، وكان ثقة.
أخبرنا طلحة بن علي الكتاني قال نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال
نبأنا محمد بن جعفر بن المهلب قال نبأنا صالح بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي
قال أنبأنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة،
عن المغيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه مسح أعلى الخفين وأسفله. قال أبي: فذكرت ذلك لعبد
الرحمن بن مهدي فذكر عن ابن المبارك عن ثور قال حدثت عن رجاء، عن كاتب
المغيرة - ولم يذكر المغيرة - قال أبي: ولا أرى الحديث يثبت. وقد روى عن أسعد
وأنس أنهما مسحا أعلى الخفين.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن محمد بن جعفر
ابن المهلب مات في سنة ست عشرة وثلاثمائة.
536 - محمد بن جعفر بن القاسم بن سماعه، أبو الطيب البزار:
سمع طاهر بن خالد بن نزار. روى عنه عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب
المقرئ.
537 - محمد بن جعفر بن محمد بن خلف، أبو بلال التميمي:
حدث عن الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
538 - محمد بن جعفر بن الدوري:
حدث عن أبي السائب سلم بن جنادة. روى عنه أبو جعفر عمر بن أحمد بن
شاهين.
133

539 - محمد بن جعفر الخلال:
حدث عن علي بن حرب الطائي. وروى عنه ابن شاهين أيضا.
540 - محمد بن جعفر بن محمد الداودي:
حدث عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم المعروف بصاعقة. روى عنه محمد
ابن المظفر
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا محمد بن المظفر الحافظ لفظا قال نبأنا
محمد بن جعفر بن محمد الداودي قال قرأت على أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم
قلت: حدثكم خالد بن عمرو القرشي قال أنبأنا سفيان، عن حماد، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس مثل حديث شيبان عن منصور عن الحكم عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس: ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم رجل وقصت به ناقته فمات وهو محرم، فقال: " كفنوه
ولا تغطوا رأسه ولا تمسوه طيبا فإنه يبعث يوم القيامة وهو يلبي ". فقال: نعم.
قال الشيخ أبو بكر: وهكذا رواه عبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن محمد
ابن صاعد عن محمد بن عبد الرحيم وخالفه جعفر بن محمد بن الحسن الكوفي
فرواه عن خالد بن عمرو عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير.
541 - محمد بن جعفر بن حمويه، أبو عبد الله الصائغ الرازي:
ذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم في دار
القطن عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
542 - محمد بن جعفر بن يزيد بن عبد الله، أبو جعفر النهاوندي الوراق:
حدث عن محمد بن سليمان الباغندي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني.
وذكر أنه سمع منه ببغداد.
543 - محمد بن جعفر بن محمد بن بقية، أبو بكر السامري، يعرف
بالحمراني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي الحسن علي بن حرب الموصلي، وأبي حاتم الرازي
روى عنه محمد بن المظفر الحافظ.
134

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي قال أنبأنا محمد بن
المظفر قال أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن بقية الحمراني - قدم من
سامراء - قال نبأنا أبو حاتم الرازي قال نبأنا عبد الله بن صالح بن مسلم قال نبأنا
حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو: " اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري، واجعله الوارث مني،
لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب
العالمين (1) ".
قال الشيخ أبو بكر: وهكذا رواه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب، ورواه أبو مريم
عبد الغفار بن القاسم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مولى لقريش، عن عروة بن الزبير.
544 - محمد بن جعفر بن حمكويه. أبو العباس الرازي:
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي حاتم الرازي، وعمر بن مدرك القاضي، ومحمد
ابن أبي يحيى الزعفراني. وروى عن يحيى بن معاذ الواعظ حكايات. روى عنه أبو
حفص الكتاني، والمعافى بن زكريا الجريري، وأحمد بن محمد بن مقسم المقرئ.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال نبأنا محمد بن
جعفر الرازي - قدم علينا - قال نبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن
مقسم يقول: سمعت أبا العباس بن حكمويه الرازي يقول سمعت يحيى بن معاذ
يقول: اترك الدنيا قبل أن تتركك، واسترض ربك قبل ملاقاته، وأعمر بيتك الذي
تسكنه قبل انتقالك إليه - يعني القبر -، قال وسمعت يحيى بن معاذ يقول: إنما
ينشطون إليه على قدر منازلهم لديه.
قال: وسمعت يحيى يقول: من كان قلبه مع الحسنات لم تضره السيئات، ومن
كان قلبه مع السيئات لم تنفعه الحسنات. قال وسمعت يحيى يقول: لا تسكن إلى
نفسك وإن دعتك إلى الرغائب.
قال وسمعت يحيى يقول الدنيا: بحر التلف، والنجاة منها الزهد فيها.
135

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال سمعت أحمد
ابن محمد بن الخليل يقول سمعت أحمد بن محمد بن يعقوب المقرئ يقول سمعت
أبا العباس بن حمكويه يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول: قوت الأجساد المطاعم،
وقوت النفوس الهوى، وقوت القلوب الذكر، وقوت العقول الفكر.
545 - محمد بن جعفر بن محمد، أبو العباس الخواتيمي:
سمع الحسن بن عرفة، ومحمد بن علي بن مهران الوراق، روى عنه أبو الحسن
علي بن عمر الدارقطني.
546 - محمد بن جعفر بن محمد بن غسان، أبو الحسن المدائني:
حدث عن محمد بن الجهم السمري، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه محمد
ابن المظفر، والقاضي أبو الحسن الجراحي.
547 - محمد بن جعفر، أبو بكر العطار النحوي، يلقب خرتك:
من أهل المخرم. حدث عن الحسن بن عرفة، وعباس بن محمد الدوري. روى
عنه محمد بن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن المظفر قال نبأنا أبو بكر محمد بن
جعفر العطار المخرمي.
وأخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال نبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا محمد بن
جعفر العطار النحوي الملقب خرتك قال نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا عبد الرحمن
ابن عبد الله العمري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا ".
قال علي بن عمر: غريب من حديث عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن سهيل،
تفرد به شيخنا عن الحسن بن عرفة عنه.
136

548 - محمد بن جعفر بن سليمان بن نوح النهرواني:
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، وأبي قلابة الرقاشي، والحارث بن أسامة
التميمي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
549 - محمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسين القماطري:
حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وأبي علي أحمد بن الفرج
الجشمي، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه محمد بن المظفر، والدارقطني.
550 - محمد بن جعفر بن رميس بن عمرو، أبو بكر القصري:
سمع أبا علقمة الفروي، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعثمان بن
سعيد بن نوح المقرئ، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن
جعفر بن رميس بالقصر قال نبأنا عثمان بن سعيد بن نوح المقرئ قال نبأنا قبيصة قال
نبأنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم الله وسلم قرا:
(والليل إذا يغشى) [الليل 1] و (الذكر والأنثى) [الليل 3].
قال أبو بكر قال لنا علي بن عمر: غريب من حديث منصور بن المعتمر عن
إبراهيم، وهو غريب عن حديث الثوري عن منصور، تفرد به عثمان بن معبد عن
قبيصة عنه، ولم نكتبه إلا عن شيخنا، وكان من الثقات.
حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد القصري المعروف بابن السيني قال
حدثني عمي قال سمعت محمد بن جعفر بن رميس يقول: بعت صف الحدادين
ببغداد بثلاثة آلاف دينار، فأنفقتها كلها على الحديث.
قال أبو عبد الله: وكان ابن رميس بغداديا نزل القصر، وأقام بها إلى حين وفاته.
ومات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
551 - محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر، أبو بكر الخرائطي:
من أهل سر من رأى. سمع إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعباد بن الوليد الغبري،
137

وحماد بن الحسن بن عنبسة، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة، وطاهر بن خالد بن
بزار، وعباس بن عبد الله الترقفي، وكان حسن الأخبار، مليح التصانيف، سكن الشام
وحدث بها، فحصل حديثه عند أهلها. ومن مصنفاته كتاب " اعتلال القلوب "، كان
علي وعبد الملك ابنا بشران يرويانه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، سمعاه
منه بمكة عن الخرائطي.
وقال لي أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتامي الدمشقي قدم محمد بن
جعفر الخرائطي دمشق في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ومات بعد ذلك بعسقلان.
وحدثني عبد العزيز الكتاني أيضا قال أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب قال
أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زير قال سنة سبع وعشرين - يعني
وثلاثمائة - فيها توفي أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي في شهر ربيع الأول.
552 - محمد بن جعفر بن محمد بن نوح، أبو نعيم الحافظ:
بغدادي نزل الرملة، وحدث بها عن قاسم بن الحسن الصائغ، وعن أبي الوليد بن
برد الأنطاكي، ومحمد بن شداد المسمعي، ومحمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع،
وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وجعفر بن محمد الطيالسي، ومحمد بن
غالب التمتام. روى عنه: محمد بن المظفر الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني،
ومحمد بن أحمد بن عمران المطرز، وغيرهم.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا محمد بن أحمد بن عمران الجشمي قال
نبأنا أبو نعيم محمد بن جعفر بن محمد بالرملة.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال نبأنا أبو القاسم علي بن
أحمد بن إبراهيم بن ثابت الحافظ الرازي ببغداد قال أنبأنا أبو نعيم محمد بن جعفر
ابن محمد الحافظ بالرملة - وما سمعته إلا منه - قال نبأنا محمد بن غالب قال نبأنا
نوح بن ميمون المضروب قال نبأنا سفيان الثوري قال أخبرني وكيع بن الجراح، عن
داود بن عبد الله، عن ابن جدعان، عن جدته، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا وصيفة
له فأبطأت عليه فقال: " لولا مخافة القصاص لأوجعتك بهذا السواك ".
حدثني عبد العزيز الكتاني قال أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر قال أنبأنا أبو
138

سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زير. قال وفى هذه السنة - يعنى سنة سبع
وعشرين وثلاثمائة - توفى أبو نعيم محمد بن جعفر بالرملة.
553 - محمد بن جعفر بن بكار، أبو الطيب الكاتب:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن أبي قلابة الرقاشي.
554 - محمد بن جعفر بن حمدان، أبو عبد الله البغدادي:
ذكره لي أبو نعيم الحافظ وقال: قدم أصبهان. يروى عن هلال بن العلاء
وغيره.
555 - محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو الحسن بن أبي
بكر الفريابي:
حدث عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد
الدقاق، وعباس بن محمد الدوري، وإسحاق بن سيار النصيبي، والمطلب بن شعيب
المصري، وموسى بن الحسن الصقلي، والحسن بن كليب الأنصاري، ونحوهم. روى
عنه محمد بن إسماعيل الوراق، ويوسف بن عمر القواس، وأبو حفص بن شاهين،
وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن
محمد بن جعفر بن محمد الفريابي يقول ولدت سنة سبع وأربعين
ومائتين.
556 - محمد بن جعفر بن محمد بن وهب بن جراح، أبو عيسى البزار
المقرئ:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قرأ عليه القرآن مرارا، وأنه حدثه عن أبي مسلم
الكجي.
557 - محمد بن جعفر بن أحمد بن إدريس بن يوسف بن شداد، أبو علي:
حدث عن محمد بن أيوب الرازي. روى عنه محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي.
حدثني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا أبو الحسين بن جميع قال نبأنا محمد بن
جعفر بن أحمد بن إدريس بن يوسف بن شداد أبو علي بغداد.
139

558 - محمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر القاضي الرافقي، يعرف بابن
الصابوني:
قدم بغداد، وحدث به عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط
الأشجعي، وعن الحسن بن جرير الصوري، وأحمد بن محمد بن الصلت البغدادي
نزيل مصر، روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال نبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا القاضي أبو
بكر محمد بن جعفر بن أحمد الصابوني الرافقي - قدم علينا - قال نبأنا الحسن بن
جرير الصوري قال نبأنا مهدي بن جعفر قال نبأنا رواد قال نبأنا معقل بن عبيد الله،
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزنى الزاني
حين يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر
حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو
مؤمن ".
قال علي بن عمر: صحيح من حديث الأعمش، وهو غريب من حديث معقل بن
عبيد الله، عن الأعمش إن كان راويه حفظه، تفرد به رواد بن الجراح عنه، وتفرد به
مهدي بن جعفر، عن رواد، والصحيح عن رواد، عن محمد بن عبيد الله، عن
الأعمش.
559 - محمد أمير المؤمنين الراضي بالله بن جعفر المتقدر بالله بن أحمد بن المعتضد
بالله بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن
محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب، يكنى أبا العباس:
استخلف بعد عمه أبي منصور الملقب بالقاهر.
فأنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قال استخلف أبو العباس
الراضي بالله محمد بن جعفر المتقدر بالله يوم الأربعاء لست ليال خلون من جمادى
140

الأولى من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وأمه أم ولد رومية تسمى ظلوم أدركت
خلافته. ومولده في رجب سنة سبع وتسعين ومائتين، وتوفى ليلة السبت لست عشرة
ليلة خلت من ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ودفن ليلة الأحد في
الرصافة، وكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. وتوفى وهو ابن
إحدى وثلاثين سنة وثمانية أشهر. وكان قصير القامة، نحيف الجسم، أسمر رفيق
السمرة، درى اللون، أسود الشعر سبطه، في وجهه طول، وفي مقدم لحيته تمام، وفي
شعرها رقة. هكذا رأيته.
قال لنا الحسن بن أبي بكر: كانت مدة خلافة الراضي ست سنين وعشرة أشهر،
ومات بمدينة السلام.
قال وحدثني أبي قال: صليت الجمعة وراء الراضي سمعته يقرأ: " بل تؤثرون
الحياة الدنيا " بالإدغام.
قال الشيخ أبو بكر كان للراضي فضائل كثيرة، وختم الخلفاء في أمور عدة، فمنها
أنه آخر خليفة له شعر مدون، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش والأموال، وآخر
خليفة خطب على منبر يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الجلساء ووصل إليه الندماء،
وآخر خليفة كانت نفقته وجوائزه وعطاياه وجراياته وخزائنه ومطابخه ومجالسه
وخدمه وحجابة وأموره، كل ذلك يجرى على ترتيب المتقدمين من الخلفاء.
أخبرنا أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس الكلوذاني قال سمعت أبا بكر محمد
ابن يحيى الصولي يقول سمعت أمير المؤمنين الراضي بالله يقول: لله أقوام هم مفاتيح
الخير، وأقوام مفاتيح الشر، من أراد: به خيرا قصد به أهل الخير وجعله الوسيلة إلينا
فنقضي حاجته، فهو الشريك والكر، و من أراد الله بن سوءا عدل به إلى
غيرنا فهو الشريك في الوزر والإتم. والله المستعان على كل حال.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه قال سمعت أبا بكر محمد بن يحيى
الصولي يحكى أنه دخل إلى الراضي وهو يبنى شيئا، أو يهدم شيئا، فأنشده أبياتا،
وكان الراضي جالسا على آجرة حيال الصناع قال: وكنت أنا وجماعة من الجلساء
فأمرنا بالجلوس بحضرته، فأخذ كل واحد منا أجرة فجلس عليها، واتفق أني أخذت
آجرتين ملتزقتين بشئ من إسفيداج فجلست عليهما، فلما قمنا أمر أن توزن آجره
كل واحد ويدفع إليه بوزنه ودراهم أو دنانير، قال: أتى الشك مني - قال: فتضاعفت
جائزتي على جوائز الحاضرين بتضاعف وزن آجرتي على آجرهم.
141

أخبرنا أبو مسلم حمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بندار القاضي بقاشان قال
نبأنا أبي قال أنبأنا أبو الحسن السلامي قال حدثني الحسن بن محمد القزويني قال
سمعت أبا بكر النحوي يقول: من ألطف رقعة كتبت في الاعتذار رقعة كتبها أمير
المؤمنين الراضي إلى أخيه أبي إسحاق المتقى، وقد كان جرى بينهما كلام بحضرة
المؤدب، وكان الأخ قد تعدى على الراضي، فكتب إليه الراضي.
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا معترف لك بالعبودية فرضا، وأنت معترف لي
بالأخوة فضلا، والعبد يذنب، والموالي يعفو، وقد قال الشاعر:
إذا الذي يغضب من غير شي * أعتب فعتباك حبيب إلى
أنت على أنك لي ظالم * أعز خلق الله كل على
قال فجاءه أبو إسحاق فانكب عليه، فقام إليه الراضي وكان الأكبر فتعانقا
وتصالحا.
حدثنا أبو طاهر محمد بن علي البيع قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي
قال قرئ على أبي بكر محمد بن يحيى الصولي وأنا أسمع للراضي بالله:
كل صفو إلى كدر * كل أمن إلى حذر
ومصير الشباب للموت * فيه أو الكبر
دردر المشيب من * واعظ ينذر البشر
أبها الأمل الذي * تاه في لجة الغرر
أين من كان قبلنا * درس الشخص والأثر
سيرد المعار من * عمره كله خطر
رب إني ذخرت عندك * أرجوك مدخر
إنني مؤمن بما * بين الوحي في السور
واعترافي بترك نفعي * وإيثاري الضرر
رب فاغفر لي الخطيئة * يا خير من غفر
560 - محمد بن جعفر بن سعيد، أبو بكر الجوهري:
حدث في الغربة عن الحسن بن عرفة. روى عنه علي بن الحسن بن المثنى العنبري.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال: حدثني علي بن
142

الحسن بن المثنى العنبري بأستراباذ قال نبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سعيد
الجوهري البغدادي بأرجان قال نبأنا الحسن بن عرفة.
وأخبرنا أبو عمر بن مهدي وجماعة قالوا نبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال
نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا سليمان بن عياش قال نبأنا موسى بن عقبة، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقرا الجنب ولا الحائض شيئا من
القرآن ". لفظ حديث الجوهري.
561 - محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد، أبو بكر الصيرفي المطيري من أهل
مطيرة سر من رأى:
سكن بغداد، وحدث بها عن الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، ويحيى بن عياش
القطان، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن علي بن
عفان الكوفي، وأبى البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، وجماعة نحوهم.
روى عنه أبو الحسين بن البواب، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين،
وغيرهم من المتقدمين. وحدثنا عنه أبو الحسن بن الصلت الأهوازي. قال الدارقطني:
هو ثقة مأمون.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت قال
أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد المطيري قال نبأنا الحسن بن عرفة
قال نبأنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمى البصري، عن أبي عمران الجوني عن عبد
الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر إذا طبخت فأكثر
المرق وتعاهد جيرانك، أو قال أقسم في جيرانك ".
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال أنبأنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ قال:
كان المطيري صدوقا ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: قال لنا أبو محمد جعفر محمد بن
علي الطاهري: وكان أبو بكر المطيري ينزل في درب خزاعة، وكان حافظا للحديث،
وكان لا بأس به في دينه والثقة.
143

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع أن المطيري مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
زاد ابن قانع: في صفر -
562 - محمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر التميمي العسكري:
حدث عن أبي بكر بن أبي الدنيا، ومقاتل بن صالح المطرز. روى عنه محمد بن
فارس الغوري.
563 - محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أبو الحسن العلوي، يعرف بأبي
قيراط:
كان نقيب الطالبيين ببغداد، وحدث عن أبيه، وعن سليمان بن علي الكاتب.
روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق.
أخبرنا أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضراب قال نبأنا محمد بن إسماعيل
الوراق قال حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر العلوي قال أنبأنا
سليمان بن علي الكاتب قال حدثني القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر
ابن علي بن أبي طالب قال حدثني أبي عن أبيه، عن جده محمد بن عمر، عن أبيه
عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شفاعتي لأمتي
من أحب أهلي بيتي وهم شيعتي ".
حدثني محمد بن علي الصوري، عن عبد الغني بن سعيد الحافظ أن محمد بن
جعفر المعروف بأبي قيراط - وكان نقيب الطالبيين - توفي ببغداد في ذي الحجة من
سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
564 - محمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختلي، أخو عمر
وأحمد:
سمع جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد بن غالب التمتام، وطبقتهما.
وأحسبه لم يحدث لكن روى أخوه أحمد عن وجوده في كتابه.
144

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ والحسن بن الحسين بن العباس النعالي قالا:
أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال: أصبت في كتاب أخي محمد
بن جعفر بن سلم حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال نا عفان قال نا حماد بن
سلمة قال نا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال: بلغت ثمانين سنة وما شئ
عندي أخوف من النساء. وكان ذهب بصره.
565 - محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك، أبو بكر
الأدمي القارئ الشاهد صاحب الألحان:
كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، وأجهرهم بالقراءة، وحدث عن أحمد بن
عبيد بن ناصح، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، ومحمد بن يوسف بن الطباع،
وأحمد بن عبيد الله النرسي، وأحمد بن موسى الشطوي، والحارث بن محمد بن أبي
أسامة، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي،
وأبو الحسين بن بشران، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو علي بن شاذان،
وغيرهم.
حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي من حفظه في المذاكرة غير مرة
قال نبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأسدي المعروف بابن
الأكفاني قال سمعت أبي يقول حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو
القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبو بكر الأدمي القارئ، فلما صرنا بمدينة الرسول
صلى الله عليه وسلم جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر ههنا رجل ضرير قد جمع حلقة في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة، والأخبار
المفتعلة، فإن رأيت أن نمضي إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه؟ فقلت له: يا أبا القاسم إن
كلامك لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير، والخلق العظيم، ولسنا ببغداد فيعرف لنا
موضعنا، وننزل منازلنا، ولكن ههنا أمر آخر وهو الصواب، وأقبلت على أبي بكر
الأدمي فقلت: استعد واقرأ. فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلت الحلقة، وانفصل
الناس جميعا وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر، وتركوا الضرير وحده، فسمعته
يقول لقائده: خذ بيدي فهكذا تزول النعم.
145

وأخبرنا علي بن المحسن قال حدثني أبي قال حدثني أبو محمد يحيى بن محمد
ابن فهد قال حدثني ذرة الصوفي قال: كنت بائتا بكلواذي على سطح عال، فلما
هدأ الليل قمت لأصلي، فسمعت صوتا ضعيفا يجئ من بعد، فأصغيت إليه وتأملته
شديدا، فإذا هو صوت أبي بكر الأدمي، فقدرته منحدرا في دجلة، وأصغيت فلم أجد
الصوت يقرب ولا يزيد على ذلك القدر ساعة ثم انقطع، فشككت في الأمر وصليت
ونمت، وبكرت فدخلت بغداد على ساعتين من النهار أو أقل، وكنت مجتازا في
السمارية، فإذا بأبي بكر الأدمي ينزل إلى الشط من دار أبي عبد الله الموسائي العلوي
التي بقرب فرضة جعفر على دجلة، فصعدت إليه وسألته عن خبره، فأخبرني
بسلامته، وقلت: أين بت البارحة؟ فقال في هذه الدار. فقلت قرأت؟ قال نعم. قلت:
أي وقت؟ قال بعد نصف الليل إلى قريب من الثلث الأخير. قال فنظرت فإذا هو
الوقت الذي سمعت فيه صوته بكلواذي، فتعجبت من ذلك عجبا شديدا بان له في.
فقال: مالك؟ فقلت إني سمعت صوتك البارحة وأنا على سطح بكلواذي
وتشككت، فلولا أنك أخبرتني الساعة بهذا على غير اتفاق ما صدقت. قال:
فاحكها للناس عني. فانا أحكيها دائما.
حدثني علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا أبو بكر بن أبي موسى القاضي وأبو
إسحاق الطبري وغيرهما قالوا سمعنا أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن
برية الإمام يقول: رأيت أبا بكر الأدمي في النوم بعد موته بمديدة، فقلت له: ما فعل الله
بك؟ فقال: أوقفني بين يديه، وقاسيت شديدا، وأمورا صعبة. فقلت له: فتلك الليالي
والمواقف والقرآن؟ فقال ما كان شئ أضر علي منها لأنها كانت للدنيا. فقلت له:
فإلى أي شئ انتهى أمرك؟ قال قال لي تعالى: آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء
الثمانين. قال محمد بن أبي الفوارس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها مات محمد بن
جعفر الأدمي، وكان قد خلط فيما حدث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال سمعت أبي يسأل أبا بكر محمد بن جعفر الأدمي:
في أي سنة ولدت؟ فقال: يوم الأحد لعشر بقين من رجب سنة ستين ومائتين.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل إملاء قال: توفي أبو بكر الأدمي القارئ يوم
الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول ودفن في هذا اليوم سنة ثمان وأربعين
146

وثلاثمائة، ودفن إلى جنب أبي عمر الزاهد في الصفة التي بحذاء قبر معروف الكرخي،
وتوفي أبو عبد الله بن أبي بكر الأدمي بعده بقليل ودفن إلى جنبه.
566 - محمد بن جعفر، أبو علي يلقب غندرا:
حدث عن الحسن بن علي المعمري. روى عنه أحمد بن الفرج بن حجاج.
567 - محمد بن جعفر، بن حشيش، أبو عبد الله:
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن
جعفر الباقرحي.
568 - محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى، أبو الطيب الوراق، يعرف بابن
الكدوش:
سمع حامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومفضل بن محمد الجندي، وعبد الله
ابن محمد بن زياد النيسابوري. وحدث شيئا يسيرا. روى عنه عبيد الله بن عثمان بن
يحيى الدقاق.
قال محمد بن أبي الفوارس: سنة سبع وخمسين وثلاثمائة فيها مات أبو الطيب
محمد بن جعفر يعرف بابن الكدوش يوما لأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادي
الأولى. ومولده سنة ثمانين ومائتين. وكان صاحب كتاب، وكان ثقة، مأمونا،
مستور، حسن المذهب، سمعت منه.
569 - محمد بن جعفر بن دران بن سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أبو
الطيب، يلقب غندرا:
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب، وأبا يعلى الموصلي، وإبراهيم بن عبد الله
النجيرمي، في أمثالهم. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني. وكان
أبو الطيب هذا قد انتقل إلى مصر فسكنها وبها سمع منه الدارقطني. وأما الكتاني
فسمع منه ببغداد.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا علي بن عمر الحافظ قال حدثني أبو الطيب
محمد بن جعفر بن دران غندر البغدادي بمصر قال نبأنا محمد بن أحمد بن شيبان
147

الخلال بالرملة، وحدثني محمد بن علي الصوري، عن أبي العباس أحمد بن محمد
ابن زكريا النسوي قال: محمد بن جعفر بن دران غندر أبو الطيب البغدادي، لقي
الشيوخ السادة من نساك بغداد والصوفية مثل الجنيد وأقرانه، وكتب الحديث وروى،
وسكن مصر في آخر عمره ومات بها سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. قال غيره: مات
في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
570 - محمد بن جعفر، أبو بكر القاضي، يعرف بغندر أيضا:
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال نبأنا أبو بكر محمد بن جعفر الفامي
المعروف بغندر مولى فاتن المقتدري في سنة ستين وثلاثمائة.
قال: قرئ على أبي شاكر مسرة بن عبد الله مولى المتوكل على الله قال نبأنا
الحسن بن يزيد قال نبأنا عبد الله بن المبارك قال نبأنا سليمان بن مهران: قال إبراهيم
ابن جعفر الأنصاري المعروف بالراهب، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله إذا أراد أن يجعل عبدا للخلافة مسح يده على جبهته ".
قال الشيخ أبو بكر: مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث.
571 - محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران بن بريدة، أبو بكر
البندار، أنباري الأصل:
سمع أحمد بن الخيل البرجلاني، ومحمد بن أبي العوام الرياحي وجعفر بن محمد
الصائغ، وأبا إسماعيل الترمذي، وهو آخر من حدث عنهم. وروى أيضا عن إبراهيم
ابن إسحاق الحربي.
حدثنا عنه أبو الحسين بن الفضل القطان، وأبو الفرج بن سميكة، وعلي بن أحمد
الرزاز، ومكي بن علي الحريري، وأبو علي بن شاذان، وأبو بكر البرقاني، وبشرى بن
عبد الله الفاتني.
قرأت بخط علي بن أحمد الرزاز: سألت الشيخ - يعنى أبا بكر بن الهيثم - عن
مولده فقال: في شوال سنة سبع وستين ومائتين.
148

سألت البرقاني عن ابن الهيثم فقلت: هل تكلم فيه أحد؟ فقال: لا. قال: وكان
سماعه صحيحا بخط أبيه.
قال لنا أبو علي بن شاذان: توفي ابن الهيثم في محرم سنة ستين وثلاثمائة.
قال محمد بن أبي الفوارس: سنة ستين وثلاثمائة فيها مات محمد بن جعفر بن
الهيثم يوم عاشوراء فجأه، ومولده سنة ثمان وستين ومائتين، وكان عنده إسناد انتقى
عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشئ، وكانت له أصول بخطه أبيه
جياد.
572 - محمد بن جعفر، أبو بكر الكتاني الأحول المؤدب:
حدث عن عباس بن
يوسف الشكلي، وعن جدار بن بكر الدبيلي. روى عنه
يوسف بن عمر القواس.
573 - محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن كنانة، أبو بكر المؤدب:
حدث عن أبي مسلم الكجي، وأبى العباس الكديمي، ومحمد بن سهل العطار.
حدثنا عنه علي بن أحمد الرزاز، وبشري بن عبد الله الفاتني.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال نبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن عبد
الله المؤدب قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم الكجي قال نبأنا مسلم بن إبراهيم
قال نبأنا هشام قال نبأنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في حائطه ".
أخبرني أحمد بن [علي] المحتسب قال أنبأنا محمد بن أبي الفوارس قال:
محمد بن جعفر المؤدب بسوق عباسة، لم يكن عندي بذاك، كان فيه تساهل.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: توفى أبو بكر محمد بن
جعفر بن كنانة المؤدب في جمادى الأولى سنة ست وستين وثلاثمائة، وكان قريب
الأمر.
149

574 - محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن زكريا، أبو بكر الوراق،
يلقب غندرا:
كان جوالا، حدث ببلاد فارس وخراسان عن محمد بن محمد الباغندي، ويحيى
ابن محمد بن صعد، وأبى بكر بن دريد النحوي، وأبى عروبة الحراني، وعبد الله بن
أبي سفيان الموصلي، وأبى علي محمد بن سعيد الحافظ نزيل الرقة، وأبى الحسن بن
جوصا الدمشقي، ومكحول البيروتي، وأبى جعفر الطحاوي، وأسامة بن علي بن
سعيد الرازي. حدثنا عنه عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني،
وكان حافظا ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن
زكريا غندر الوراق البغدادي - قدم علينا - قال حدثني محمد بن سعيد بن عبد
الرحمن أبو علي الحافظ قال نبأنا عبد الله بن بان محمد بن سعيد بن عيشون قال نبأنا
محمد بن سليمان بن أبي داود قال نبأنا داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق، عن
هارون بن عنترة، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما
نقص من الجسد فعلى قدر ذلك ".
قال لي أبو نعيم: توفى غندر بخراسان بعد سنة ستين وثلاثمائة
حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
الحافظ أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى، فمات في المفازة في سنة سبعين
وثلاثمائة.
575 - محمد بن جعفر بن محمد، أبو الفتح الهمداني، يعرف بابن المراغي:
سكن بغداد، وروى بها عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
حدث عنه القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، وذكر أنه سمع
150

منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وكان من أهل الأدب، عالما بالنحو واللغة، وله
كتاب صنفه وسماه كتاب " البهجة "، على مثال الكتاب " الكامل " للمبرد.
576 - محمد بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن وهب، أبو بكر
الحريري المعدل، يعرف بزوج الحرة:
سمع محمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن محمد البغوي، والحسن بن محمي
المخرمي، وأبا بكر بن أبي داود، والعباس بن يوسف الشكلي. حدثنا عنه أبو الحسن
ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن بن عبد الله ابنا أبي بكر بن شاذان.
وسألت البرقاني عنه فقال: بغدادي جليل، أحد العدول الثقات.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي قال حدثني أبي قال حدثني الأمير أبو الفضل
جعفر بن المكتفي بالله قال كانت بنت بدر مولى المعتضد بالله زوج أمير المؤمنين
المقتدر بالله، فأقامت عنده سنين وكان لها مكرما، وعليها مفضلا الإفضال العظيم
فتأثلت حالها، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة، وقتل المقتدر فأفلتت من
النكبة، وسلم لها جميع أموالها وذخائرها حتى لم يذهب لها شئ، وخرجت عن
الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل فيه على رأسه، يعرف بمحمد بن جعفر
ابن أبي عسرون، كان حركا فنفق على القهارمة بخدمته، فنقلوه إلى أن صار وكيل
المطبخ، وبلغها خبره ورأته فاستكاسته فردت إليه الوكالة في غير المطبخ، وتراقى أمره
حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها، وغلب عليها وصارت تكلمه من وراء وستر،
وخلف باب أو ستارة، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقبلها، فاستدعته إلى تزوجيها
فلم يجسر على ذلك، فجسرته، وبذلت له مالا حتى تم لها ذلك، وقد كانت حاله
تأثلت بها، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلا يمنعها
أولياؤها منه بالفقر وأنه ليس بكفء، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها
منه، واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم قتم له ذلك ولها، فأقام معها سنين
ثم ماتت، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ظاهرة وباطنة، فهو يتقلب إلى
الآن فيها. قال أبي: وقد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول، توصل
بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها، لأنها
وصت الحرة لأجل تزويج المقتدر بها. وكذا إعادة الخلفاء لغلبة المماليك عليهم إذا
كانت لهم زوجة قيل الحرة.
151

قال لنا أبو علي بن شاذان كان: محمد بن جعفر زوج الحرة جارنا وسمعت منه
مجالس من أماليه. وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجراحي، وأبو الحسين بن
المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الدارقطني، وغيرهم من الشيوخ.
وتوفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر سنة اثنتين وسبعين
وثلاثمائة بالقرب من قبر معروف الكرخي وحضرت مع أبي الصلاة عليه.
577 - محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح، صاحب
المصلي، يكنى أبا الفرج:
حدث عن الهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن إسحاق المدايني، ومحمد بن
محمد الباغندي، والحسن بن الطيب الشجاعي، ومحمد بن إبراهيم البرني، وعبد الله
ابن جعفر بن أعين، وأبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود، وأبى الليث
الفرائضي، والحسين بن محمد بن عفير، وأبى صخرة الكاتب، ونحوهم. وروى عن
خلق كثير من الغرباء، مثل أبى عروبة الحراني، وأبى الحسن بن جوصا الدمشقي،
ومكحول البيروتي، والحسين بن أحمد بن بسطام الأبلي، ومحمد بن سعيد الترخمي،
وسعيد بن علي بن خليل النصيبي، وغيرهم.
حدثنا أبو الحسن النعيمي، والقاضي أبو القاسم التنوخي أحاديث تدل علي سوء
ضبطه، وضعف حاله.
أخبرنا علي بن أبي على المعدل قال نبأنا أبو الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن
سليمان بن علي صاحب المصلى من حفظه قال نبأنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي قال نبأنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال نبأنا مالك بن أنس، عن
الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " انتظار الفرج عبادة ".
قال الشيخ أبو بكر: وهم هذا الشيخ علي الباغندي وعلي من فوقه في هذا
الحديث وهما قبيحا، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية
ابن الوليد، عن مالك، وكذلك حدث به الباغندي.
أخبرنيه أبو القاسم الأزهري من أصل كتابه قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا
152

محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر [الواسطي قال ثنا سليمان بن] سلمة
الخبائري قال نبأنا بقية بن الوليد قال نبأنا مالك بن أنس الأصبحي المديني قال أخبرني
ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العبادة انتظار الفرج
من الله ".
قال أبو بكر: أنكرته عليه أشد الإنكار، وقلت: ليس من هذا شئ ألبتة، وكان
أمر سليمان هذا شيئا عجيبا الله أعلم به. وقد رواه شيخ كذاب، كان بعسكر مكرم
عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية، وأفحش في الجرأة على ذلك لأنه معروف
أن الخبائري تفرد به، والله أعلم.
أخبرنا علي بن أبي على قال نبأنا محمد بن جعفر الصالحي قال نبأنا حمد بن
محمد بن بشار بن أبي العجوز قال نبأنا الحسن بن هارون بن عقار قال نبأنا جرير
ابن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يملي مصاحفنا إلا غلمان بني هاشم ".
قال الشيخ أبو بكر: وقد وهم الصالحي أيضا في متن هذا الحديث، وصوابه عن
ابن أبي العجوز.
أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال أنبأنا أبو الفتح محمد
ابن الحسين الأزدي قال نبأنا الحسن بن هارون بن أخي سلمة بن عقار قال نبأنا جرير
ابن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا يملين مصاحفنا إلا غلمان قريش، أو غلمان ثقيف ".
وهكذا رواه محمد بن المظفر عن ابن أبي العجوز، وهذا الحديث تفرد برفعه ابن
أبي العجوز، وهو محفوظ من قول عمر بن الخطاب.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: أبو الفرج محمد بن صالح بن جعفر البغدادي من ساكني البصرة، في الجزيرة،
ضعيف لا يحتج بحديثه، ما رأيت له أصلا جيدا، ولا رأيت أحدا يثنى عليه خيرا.
153

وسمعت جماعة يحكون أنه غصب كتب أبى مسلم بن مهران البغدادي، وحدث بها،
ولم يكن له فيها سماع. هكذا قال حمزة اسمه محمد بن صالح بن جعفر، والصواب
محمد بن جعفر بن صالح.
قال لنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي كان محمد بن جعفر هذا
يصحب جدي القاضي أبا القاسم التنوخي سنين كثيرة ويلزمه، وسمعته يقول: ولدت
ببغداد في يوم الخميس لسبع ليال خلون من صفر سنة ست وتسعين ومائتين. وتوفي
سنة أربع وسبعمائة وثلاثمائة بالبصرة، وكان انحدر إليها فأدركه أجله بها.
578 - محمد بن جعفر بن زيد، أبو الطيب المكتب:
حدث عن أبي القاسم البغوي، حدثنا عنه ابنه عبد الغفار.
حدثنا عبد الغفار بن محمد من حفظه قال نبأنا أبي أبو الطيب محمد بن جعفر
المكتب قال نبأنا عبد الله بن محمد البغوي قال نبأنا طالوت بن عبادة قال نبأنا فضال
ابن جبير، عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أول الآيات طلوع الشمس من
مغربها ".
لم يكن عند عبد الغفار عن أبيه غير هذا الحديث. وحدثني من سمعه يقول: ولد
أبي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعته أنا يقول: مات أبى في شعبان من سنة سبع وسبعين
وثلاثمائة.
579 - محمد بن جعفر بن عبد الله، أبو الحسين المقرئ، يعرف بالصابوني:
من أهل برذعة. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن أحمد بن أسد بن
حرارة البرذعي بنسخة بشر بن عمرو بن سام.
قال لي أبو القاسم الأزهري قرئ عليه في جامع المنصور في أيام الدارقطني، وكنت
إذ ذاك عليلا فلم أتمكن أن أسمع منه، وأخذ لي أبو عبد الله بن بكير إجازته.
قال الشيخ أبو بكر: روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
154

580 - محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر، أبو بكر النجار:
سمع محمد بن هارون المجدر، وأبا حامد الحضرمي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأبا بكر النيسابوري، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول.
حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال، وذكر لي أنه كان يلقب غندرا. وقال: كان
ثقة فهما يحفظ القرآن حفظا حسنا، وتوفى في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
581 - محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل، أبو الفضل
الخزاعي الجرجاني:
قدم بغداد، وحدث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي البصري، وأحمد بن
عبيد الله النهرتيري، ومحمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الأهوازي، والحسن بن
عبيد الله بن سعيد العسكري، وأبى بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. كتب عنه
أحمد بن عمر بن البقال. وحدثنا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي.
أخبرنا علي بن أبي علي قال نبأنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد الخزاعي
في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال: قرأت على أبي الحسن أحمد بن محمد بن
الحسن بن محمد بن هارون بن جعفر قلت: حدثك أبوك محمد بن الحسن، عن أبي
جعفر عبد الله بن فاخر؟ قال: نبأنا محمد بن الحسن الشيباني قال صلى بنا أبو حنيفة
في شهر رمضان وقرأ حروفا قد اختارها لنفسه من الحروف التي قرأهن الصحابة
والتابعون، قرأ أبو حنيفة: (ملك يوم الدين). على مثال فعل ونصب اليوم جعله
مفعولا، وقرأ في سورة الأنعام: (لا تنفع نفس). بالتاء والرفع. قال أبو الفضل
ولست أعرف الرفع مع التاء. وقرأ في سورة يوسف: (قد شعفها حبا) بالعين
المهملة، وقرا في سورة يس: (فأعشيناهم) بالعين غير معجمة، وقرأ في سورة الفلق:
(من شر ما خلق) بالتنوين. وذكر حروفا كثيرة سوى هذه.
قال الشيخ أبو بكر: كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات، ورأيت
له مصنفا يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة فيه، عدة من الأجزاء، فأعظمت
ذلك واستنكرته، حتى ذكر لي بعض من يعتنى بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطا
قبيحا، ولم يكن على ما يرويه مأمونا.
155

وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى
أبي حنيفة.
قال أبو العلاء فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك
الوقت، بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له. فكبر عليه ذلك، وخرج من بغداد
إلى الجبل، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل، وسقطت هناك
منزلته.
وقال لي القاضي أبو العلاء أيضا: كتبت عن أبي الفضل الخزاعي بواسط وذكر لي
هو أن اسمه كميل، ثم غير اسمه بعد وتسمى محمدا.
582 - محمد بن جعفر بن عبد العزيز المتوكل على الله، أبو العباس
الهاشمي:
حدثني أبو القاسم الأزهري قال أنشدني أبو العباس محمد بن جعفر بن عبد
العزيز المتوكل الهاشمي قال أنشدنا الصولي:
أيها المستحل ظلمي وهجري * لك طول البقاء قد مات صبري
قال لي: لا أقل من صبر يوم * بالقليل القليل ينفذ عمري
قال لي الأزهري: رأيت هذا الشيخ في دكان سعيد الوراق فأنشدني من حفظه
أبياتا علقتها عنه، وذكر لي أن عنده عن الصولي وغيره.
583 - محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة بن ناجية بن مالك، أبو
الحسن التميمي النحوي المعروف بابن النجار:
من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسين الأشناني، وعبيد
الله بن ثابت الحريري، وإسحاق بن محمد بن مروان، ومحمد بن القاسم بن زكريا
المحاربي، وأبى بكر بن دريد، ونفطويه، وأبى روق الهزاني، ومحمد بن يحيى
الصولي، حدثنا عنه محمد بن علي بن مخلد الوراق، وأحمد بن علي بن التوزي، وأبو
القاسم الأزهري، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل وغيرهم.
وذكر لي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد
الوكيل أنهما سمعا منه ببغداد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
156

أخبرنا أبو الفتح سليمان بن أيوب الرازي بأيلة في طريق الحج قال قال لنا أبو
الحسن محمد بن جعفر بن النجار ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة. هكذا ذكر أبى.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال سمعت ابن النجار يذكر أن مولده في سنة ثلاث
وثلاثمائة في المحرم لست عشرة ليلة خلت منه بالكوفة.
قال لي القاضي أبو العلاء الواسطي توفي ابن النجار في سنة اثنتين وأربعمائة وهو
آخر من حدث عن الأشناني.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد
العزيز العكبري قالا توفى أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار المقرئ بالكوفة في
جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة. قال العتيقي ثقة.
584 - محمد بن جعفر بن علان، أبو جعفر الوراق الشروطي، يعرف
بالطوابقي:
كان شيخا مستورا من أهل القرآن، ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه.
وحدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي علي الطوماري، ومخلد بن جعفر،
ومحمد بن الحسين الأزدي، وأبى جعفر بن المتيم، وأبى عبد الله الشماخي الهروي،
وغيرهم.
كتبت عنه وكان صدوقا، ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة،
ودفن في مقبرة باب الدير، وحين توفى كنت غائبا عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان.
585 - محمد بن جعفر، أبو الحسن المعروف بالجهرمي:
أحد الشعراء الذين لقيناهم وسمعنا منه وكان يجيد القول، ومسكنه في دار القطن.
ولد في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ومات في يوم السبت التاسع عشر من جمادى
الآخرة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
* * *
157

ذكر الأسماء المفردة من اباء المحمدين في هذا الحرف
586 - محمد بن جوان بن شعبة، ويقال: محمد بن شعبة بن جوان، كنيته
أبو علي:
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: محمد بن جوان
ابن شعبة ويقال محمد بن شعبة بن جوان. حدثنا عنه إبراهيم بن حماد فقال لنا فيه:
محمد بن جوان بن شعبة. وحدثنا عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي وغيره فقالوا:
محمد بن شعبة بن جوان، له مسند مصنف.
قال الشيخ أبو بكر: حدث عن مؤمل بن إسماعيل، وأبى عاصم النبيل، وأبى داود
الطيالسي، وعمر بن محمد بن أبي رزين، وعبد الله بن رجاء الغداني. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد العطار، وغيرهم. وسنعيد ذكر في
حرف الشين: إن شاء الله
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع أن محمد بن جوان بن شعبة
البصري مات في ربيع الآخر من سنة ثمان وخمسين ومائتين.
587 - محمد بن الجارود بن دينار، أبو جعفر القطان:
سمع يحيى بن نصر بن حاجب، وعبد الصمد بن حسان، وأبا نعيم الفضل بن
دكين، وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل
ابن محمد الصفار، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال نبأنا إبراهيم بن
طهمان قال حدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المخزومي، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، وأول زمرة من أمتي
يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، صورة كل رجل منهم على صورة القمر
ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء، ثم هم بعد ذلك منازل ".
158

588 - محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله الكاتب السمري:
سمع يعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر
ابن عون وعبد العزيز بن أبان، وآدم بن أبي إياس. وروى عنه أبو زكريا يحيى بن زياد
الفراء تصانيفه. حدث عنه موسى بن هارون الحافظ، وقاسم بن محمد الأنباري،
وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وإبراهيم بن محمد نفطويه النحوي، وعبيد الله بن أحمد
ابن بكير التميمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأبو
سهل بن زياد القطان، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وقال الدارقطني: ثقة صدوق.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الحنائي قال نبأنا إسماعيل بن
محمد الصفار إملاء قال نبأنا محمد بن الجهم بن هارون قال نبأنا جعفر بن عون قال
أنبأنا يحيى بن سعيد، عن عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: كان الناس عمال
أنفسهم، فكانوا يروحون إلى الجمعة بهيأتهم، فكان يقال لهم: لو اغتسلتم.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي،
عن أبي العباس بن سعيد قال: محمد بن الجهم السمري سألت عنه عبد الله بن أحمد
فقال: صدوق ما أعلم إلا خيرا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: ومات
محمد بن الجهم يوم الاثنين أول يوم من رجب سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وأبو عبد الله محمد بن الجهم السمري صاحب الفراء، مات
يوم الأحد المغرب، ودفن يوم الاثنين وقت الظهر بالكناس سلخ جمادى الآخرة سنة
سبع وسبعين، وله تسع وثمانون سنة.
589 - محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، أبو جعفر الطبري:
سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد
159

ابن منيع البغوي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع، وأبا كريب
محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبا سعيد الأشج، وعمرو بن علي،
ومحمد بن بشار،
ومحمد بن المثنى، وخلقا كثير نحوهم من أهل العراق، والشام
ومصر. حدث عنه أحمد بن كامل القاضي، ومحمد بن عبد الله الشافعي، ومخلد بن
جعفر، في آخرين.
أخبرني أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال نا مخلد بن
جعفر.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري قال حدثني أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب
قالا: نبأنا أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري قال حدثني عبيد الله بن عبد
الكريم أبو زرعة الرازي قال نا ثابت بن محمد قال نا سفيان، عن حبيب بن أبي
ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل مكشوفة فخذه فقال
له: " غط فخذك، فإن فخذ الرجل من العورة ".
قال أبو طالب ذكر أبي أن حديث الثوري غريب، حدث به مخلد وأبو جعفر بن
أبي طالب عن الطبري. هكذا قال.
وقد حدثنا أبو زرعة الرازي - يعني أحمد بن الحسين - عن ابن نومرد، عن أبي
، زرعة، عن ثابت، عن الثوري، عن حبيب، عن طاوس، عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى في كسوف الشمس ". وإلى جنبه حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن
عباس " مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل مكشوفة فخذه ". قال أبي: فيشبه أن يكون أبو
زرعة الرازي حدث به مرة من حفظه إن لم يكن الطبري أخطأ عليه فإن القول قول
ابن نومرد.
وقد روى عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم
مر على رجل مكشوفة فخذه. من وجه غير مرضي، فالله أعلم.
160

قال الشيخ أبو بكر: استوطن الطبري بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، وكان أحد
أئمة العلماء: يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع من العلوم
ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات،
بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها،
وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في
الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور
في " تاريخ الأمم والملوك "، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه
" تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه
كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه.
وسمعت علي بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكى أن
محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.
وبلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الأسفرائيني أنه قال: لو سافر
رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا. أو
كلاما هذا معناه.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد قال ثنا علي بن أحمد بن الصناع [...]
عبيد الله بن أحمد السمسار وأبي [....] أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه:
[أتنشطون لتفسير القرآن. قالوا: كم يكون] قدره؟ فقال ثلاثون [ألف ورقة، فقالوا:
هذا مما تفنى الأعمار] قبل تمامه، فاختصره في [نحو ثلاثة آلاف ورقة. ثم قال:] هل
تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فذكر نحوا مما
[ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك]. فقال: إنا لله، ماتت الهمم.
حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ
قال: سمعت أبا بكر بن بالويه يقول قال لي أبو بكر محمد بن إسحاق - يعني ابن
خزيمة - بلغني أنك [كتبت] التفسير عن محمد بن جرير؟ قلت: بلى كتبت
التفسير عنه إملاء. قال: كله؟ قلت: نعم. قال: في أي سنة؟ قلت: من سنة ثلاث
وثمانين إلى سنة تسعين. قال فاستعاره مني أبو بكر فرده بعد سنين ثم قال: قد
نظرت فيه من أوله إلى آخره وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير،
ولقد ظلمته الحنابلة.
161

سمعت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور يقول سمعت
حسينك واسمه الحسين بن علي التميمي يقول لما رجعت من بغداد إلى نيسابور
سألني محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال لي: ممن سمعت ببغدا؟ فذكرت له جماعة
ممن سمعت منهم، فقال هل سمعت من محمد بن جرير شيئا؟ فقلت له: لا إنه
ببغداد لا يدخل عليه لأجل الحنابلة، وكانت تمنع منه، فقال: لو سمعت منه لكان
خيرا لك من جميع من سمعت منه سواه.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال حكى لنا أبو الحسن بن رزقويه، عن أبي علي
الطوماري قال كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى
المسجد لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره واجتاز على
مسجده، فلم يدخله وأنا معه، وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش، فوقف بباب
مسجد محمد بن جرير ومحمد يقرأ سورة الرحمن، فاستمع قراءته طويلا، ثم
انصرف فقلت له: يا أستاذ، تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال:
يا أبا علي دع هذا عنك، ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة.
أو كما قال.
حدثني أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي الشيرازي لفظا قال
سمعت أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي يقول سمعت محمد بن أحمد
الصحاف السجستاني يقول سمعت أبا العباس البكري من ولد أبي بكر الصديق
يقول: جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن
نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم،
وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن
يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه: الطعام،
فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال لأصحابه أمهلوني حتى
أتوضأ وأصلي صلاة الخيرة، قال فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع وخصي من قبل
والي مصر يدق الباب، ففتحوا الباب، فنزل عن دابته فقال أيكم محمد بن نصر؟
فقيل: هو هذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال أيكم محمد بن
جرير؟ فقالوا هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال أيكم محمد
ابن هارون؟ فقالوا هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال أيكم
محمد بن إسحاق بن خزيمة؟ فقال هو ذا يصلي. فلما فرغ دفع إليه الصرة وفيها
خمسون دينارا. ثم قال: إن الأمير كان قائلا بالأمس، فرأى في المنام خيالا قال إن
162

المحامد طووا كشحهم جياعا فأنفذ إليكم هذه الصرار، وأقسم عليكم إذا نفدت
فابعثوا إلى أمدكم.
أنشدنا علي بن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن جعفر بن علان الشروطي قالا
أنشدنا مخلد بن جعفر الدقاق قال أنشدنا محمد بن جرير الطبري:
إذا أعسرت لم يعلم رفيقي * وأستغني فيستغني صديقي
حيائي حافظ لي ماء وجهي * ورفقي في مطالبتي رفيقي
ولو أني سمحت ببذل وجهي * لكنت إلى الغنى سهل الطريق
وأنشدنا الطاهري والشروطي قالا: أنشدنا مخلد بن جعفر قال أنشدنا محمد بن
جرير:
خلقان لا أرضى طريقهما * بطر الغنى ومذلة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطرا * وإذا افتقرت فته على الدهر
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال نبأنا سهل بن أحمد
الديباجي قال: قال لنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري كتب إلي أحمد بن عيسى
العلوي من البلد:
ألا إن إخوان الثقات قليل * وهل لي إلى ذاك القليل سبيل
سل الناس تعرف غثهم من سمينهم * فكل عليه شاهد ودليل
قال أبو جعفر: فأجبته:
يسئ أميري الظن في جهد جاهد * فهل لي بحسن الظن منه سبيل
تأمل أميري ما ظننت وقلته * فإن جميل الظن منك جميل
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر
القاضي: مات محمد بن جرير الطبري يوم السبت بالعشي، ودفن يوم الأحد بالغداة
في داره لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري في وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة
عشر وثلاثمائة.
ودفن وقد أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم
في داره برحبة يعقوب ولم
يغير شيبه، وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيرا.
163

وأخبرني أن مولده في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين، وكان
أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيح اللسان، ولم يؤذن به
أحد، واجتمع عليه من لا يحصيهم عددا إلا الله، وصلي على قبره عدة شهور ليلا
ونهارا، ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب، فقال ابن الأعرابي في مرثية له طويلة،
حدث مفظع وخطب جليل * دق عن مثله اصطبار الصبور
قام ناعي العلوم أجمع لما * قام ناعي محمد بن جرير
فهوت أنجم لها زاهرات * مؤذنات رسومها بالدثور
وتغشى ضياءها النير الإشراق * ثوب الدجنة الديجور
وغدا روضها الأنيق هشيما * ثم عادت سهولها كالوعور
يا أبا جعفر مضيت حميدا * غير وان في الجد والتشمير
بين أجر على اجتهادك موفور * وسعى إلى التقى مشكور
مستحقا به الخلود لدى جنة * عدن في غبطة وسرور
قرأت على أبي الحسين هبة الله بن الحسن الأديب لأبي بكر محمد بن الحسن بن
دريد يرثي أبا جعفر الطبري:
لن تستطيع لأمر الله تعقيبا * فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا
وافزع إلى كنف التسليم وارض بما * قضى المهيمن مكروها ومحبوبا
إن العزاء إذا عزته جائحة * ذلت عريكته فانقاد مجنوبا
فإن قرنت إليه العزم أيده * حتى يعود لديه الحزن مغلوبا
فارم الأسى بالأسى يطفي مواقعها * جمرا خلال ضلوع الصدر مشبوبا
الأسى: الحزن، والأسى جمع أسوة، كقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله
أسوة حسنة).
من صاحب الدهر لم يعدم مجلجلة * يظل منها طوال العيش منكوبا
إن البلية لا وفر تزعزعه * أيدي الحوادث تشتيتا وتشذيبا
ولا تفرق ألاف يفوت بهم * بين يغادر حبل الوصل مقضوبا
لكن فقدان من أضحى بمصرعه * نور الهدى وبهاء العلم مسلوبا
أودي أبو جعفر والعلم فاصطحبا * أعظم بذا صاحبا إذ ذاك مصحوبا
إن المنية لم تتلف به رجلا * بل أتلفت علما للدين منصوبا
164

أهدى الردى للثرى إذ نال مهجته * نجما على من يعادي الحق مصبوبا
كان الزمان به تصفو مشاربه * فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا
كلا وأيامه الغر التي جعلت * للعلم نورا وللتقوى محاريبا
لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا * ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا
أوفى بعهد وأورى عند مظلمة * زندا وآكد إيراما وتأديبا
منه وأرصن حلما عند مزعجة * تغادر القلبي الذهن منخوبا
إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة * أعاد منهجها المطموس ملحوبا
لا يعزب الحلم في عتب وفي نزق * ولا يجرع ذا الزلات تثريبا
لا يولج اللغو والعوراء مسمعه * ولا يفارق ما يغشيه تأنيبا
إن قال قاد زمام الصدق منطقه * أو آثر الصمت أولى النفس تهييبا
لقلبه ناظرا تقوى سما بهما * فأيقظ الفكر ترغيبا وترهيبا
تجلو مواعظه رين القلوب كما * يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا
سيان ظاهره البادي وباطنه * فلا تراه على العلات مجدوبا
لا يأمن العجز والتقصير مادحه * ولا يخاف على الإطناب تكذيبا
ودت بقاع بلاد الله لو جعلت * قبرا له فحباها جسمه طيبا
كانت حياتك للدنيا وساكنها * نورا فأصبح عنها النور محجوبا
لو تعلم الأرض ما وارت لقد خشعت * أقطارها لك إجلالا وترحيبا
كنت المقوم من زيغ ومن ظلع * وفاك نصحا وتسديدا وتأديبا
وكنت جامع أخلاق مطهرة * مهذبا من قراف الجهل تهذيبا
فإن تنلك من الأقدار طالبة * لم يثنها العجز عما عز مطلوبا
فإن للموت وردا ممقرا فظعا * على كراهته لا بد مشروبا
إن يندبوك فقد ثلت عروشهم * وأصبح العلم مرثيا ومندوبا
ومن أعاجيب ما جاء الزمان به * وقد يبين لنا الدهر الأعاجيبا
أن قد طوتك غموض الأرض في لحف * وكنت تملأ منها السهل واللوبا
590 - محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني:
كان ضابطا متقنا حافظا، كثير السماع والرحلة، جمع المسندين على الرجال
165

والأبواب، وصنف حديث الأئمة مالك، والثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد،
وغيرهم. وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره في غلبهم. سمع محمد بن حميد الرازي،
وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن زنبور المكي، وأبا كريب محمد بن العلاء
الهمداني، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش، ويحيى بن حكيم المقوم، وعلي بن سعيد بن
شهريار، ومحمد بن المثنى العنزي، وسلم بن جنادة، ومحمد بن سهل بن
عسكر، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن
حسان الأزرق.
وانتشر حديثه بخراسان، وقدم بغداد، وحدث بها، فروى عنه من أهلها محمد بن
مخلد الدوري، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن شهريار قال أبو نعيم حدثنا، وقال
محمد أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا محمد بن جمعة بن خلف
أبو قريش القهستاني ببغداد قال نبأنا الحسين بن إدريس الهروي قال نبأنا خالد بن
هياج بن بسطام قال نبأنا أبي قال نبأنا سفيان الثوري، عن شريك، عن خالد بن
علقمة، عن عبد خير، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا.
قال ابن شهريار قال سلمان لم يروه عن سفيان إلا هياج، وتفرد به خالد. ورواه
غيره عن سفيان عن خالد نفسه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: وذكر هذا
الحديث - تفرد به خالد عن أبيه قال ورواه قاسم الحرمي عن الثوري عن خالد لم
يذكر شريكا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال نا محمد بن عبد الله بن محمد
النيسابوري قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول نا أبو قريش محمد بن جمعة
القهستاني الحافظ الثقة الأمين.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نا علي بن عمر الحافظ قال أبو قريش محمد بن
جمعة بن خلف القهستاني حافظ، حديثه عند أهل خراسان.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال
سمعت أبا الحسين بن يعقوب يقول توفي أبو قريش بقهستان سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة
166

591 - محمد بن جبريل الشمعي:
حدث عن أحمد بن ملاعب المخرمي. روى عنه محمد بن إسحاق بن محمد
القطيعي.
هذا آخر حرف الجيم من آباء المحمدين
* * *
حرف الحاء في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسن
592 - محمد بن الحسن بن أبي يزيد، أبو الحسن الهمداني ثم المعشاري:
من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها عن عمرو بن قيس الملائي، وهشام بن
عروة، وجعفر بن محمد، وعايذ المكتب، وأبى حمزة الثمالي. روى عنه سريج بن
يونس، ومحمد بن هاشم المروروذي، وشهاب بن عباد، وحسين بن عبد الأول،
وعمرو بن زرارة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال نبأنا محمد بن الخضر بن زكريا الدقاق قال
نبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن شبيب قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن هشام
[المروروذي] قال نبأنا محمد بن الحسن الهمداني، عن عائذ المكتب، عن عطاء بن
أبي رباح، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات في هذا الوجه من حاج
أو معتمر، لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة ".
167

أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال نا علي بن إبراهيم المستملي قال نا
أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس قال نا البخاري قال قال لي عمرو بن زرارة،
حدثنا محمد بن الحسن أبو الحسن الهمداني - نزل واسطا رايته ببغداد - عن عباد
المنقري، وسعيد بن عبد الرحمن.
قال البخاري وقال مخلد بن مالك نا محمد بن الحسن أبو الحسن الهمداني، كوفي
وكان ببغداد.
قرأت في أصل محمد بن أحمد بن رزق نا محمد بن أحمد بن الحسن قال نا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي.
وأخبرنا ابن الفضل قال نا علي بن إبراهيم قال نا أبو أحمد بن فارس قال سمعت
البخاري يقول يذكر عن أحمد أنه سئل عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني،
فقال: ما أراه يسوي شيئا، كان ينزل عند مقابر الخيزران، جعل يحدثنا بأحاديث
يجئ بها كما يحدث بها ابن أبي زائدة وأبو معاوية.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال نا محمد بن أحمد الصواف قال نا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول محمد بن الحسن الهمداني ضعيف.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال أنبأنا
جعفر بن محمد بن الأزهر قال نبأنا ابن الغلابي قال قال أبو زكريا يحيى بن معين
محمد بن الحسن الهمداني الكوفي ليس بثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا الحسن بن أحمد - يعنى
الإصطخري - قال قرئ على العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول:
محمد بن الحسن بن أبي يزيد كذاب.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن
سفيان قال: محمد بن الحسن الهمداني، ومحمد بن الحسن الأسدي ضعيفان.
أخبرنا محمد بن أبي على الأصبهاني قال أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد الله بن علي الآجري قال سألت أبا داود سليمان
ابن الأشعث قلت له: محمد بن الحسن بن أبي يزيد؟ قال: هذا كذاب، وثب على
كتب أبيه.
168

أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال سمعت عبد الله بن أحمد يقول: محمد بن الحسن بن أبي يزيد ممن
دخل بغداد من الكوفيين وحدث بها فلم يحمد أمره.
أخبرنا أبو بكر البرقانيي قال أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد وكيل دعلج قال نبأنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي بمصر قال حدثني أبي قال محمد بن الحسن
ابن أبي يزيد متروك الحديث.
وأخبرنا البرقاني قال قلت لأبي الحسن الدارقطني محمد بن الحسن الهمداني عن
جعفر بن محمد يروى عنه سريج بن يونس؟ قال كوفي لا شئ.
593 - محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد الله الشيباني مولاهم:
صاحب أبي حنيفة وإمام أهل الرأي، أصله دمشقي من أهل قرية تسمى حرستا.
قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط، ونشأ بالكوفة. وسمع العلم بها من أبي حنيفة،
ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعمر بن ذر، ومالك بن مغول.
وكتب أيضا عن مالك بن أنس، وأبي عمرو الأوزاعي، وزمعة بن صالح، وبكير
ابن عامر، وأبى يوسف القاضي، وسكن بغداد وحدث بها. فروى عنه محمد بن
إدريس الشافعي، وأبو سليمان الجوزجاني، وهشام بن عبيد الله الرازي، وأبو عبيد
القاسم بن سلام، وإسماعيل بن توبة وعلي بن مسلم الطوسي، وغيرهم.
وكان الرشيد ولاه القضاة وخرج معه في سفره إلى خراسان، فمات بالري، ودفن
بها.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا أحمد بن
معروف الخشاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمد بن سعد قال محمد بن
الحسن كان أصله من أهل الجزيرة، وكان أبوه في جند أهل الشام فقدم واسطا، فولد
محمد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بالكوفة وطلب العلم، الحديث
وسمع سماعا كثيرا، وجالس أبا حنيفة وسمع منه، ونظر في الرأي فغلب عليه،
وعرف به، ونفذ فيه. وقدم بغداد فنزلها واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث
والرأي، وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها، فولاه قضاء الرقة ثم
169

عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه، فمات
بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
أخبرنا علي بن أبي على المعدل قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قال أخبرني
أبو عروبة في كتابه إلى قال حدثني عمرو بن أبي عمرو قال: قال محمد بن الحسن:
ترك أبى ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر، وخمسة
عشر ألفا على الحديث والفقه.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا
عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال نبأنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم.
وأخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري - واللفظ له - قال نبأنا
محمد بن عثمان بن الحسن القاضي قال نبأنا محمد بن يوسف الهروي بدمشق قال
أنبأنا محمد بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول قال محمد بن الحسن: أقمت
على باب مالك ثلاث سنين وكسرا، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة
حديث. قال: وكان إذا حدثهم عن غير مالك لم يجبه إلا [القليل] من الناس. فقال
ما أعلم أحدا أسوأ نثا على أصحابه منكم، إذا حدثتكم عن مالك ملأتم على
الموضع، وإذا حدثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.
أخبرنا علي بن أبي على قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قال حدثني مكرم
القاضي قال حدثني أحمد بن عطية قال سمعت أبا عبيد يقول كنا مع محمد بن
الحسن، إذ أقبل الرشيد فقام إليه الناس كلهم إلا محمد بن الحسن، فإنه لم يقم،
وكان الحسن بن زياد ثقيل القلب [ممتلئ البطن] على محمد بن الحسن، فقام
ودخل الناس من أصحاب الخليفة، فأمهل الرشيد يسيرا ثم خرج الآذن. فقال محمد
ابن الحسن فجزع أصحابه له فأدخل فأمهل، ثم خرج طيب النفس مسرورا فقال:
قال لي مالك لم تقم مع الناس؟ قلت: كرهت أن أخرج عن الطبقة التي جعلتني
فيها، إنك أهلتني للعلم فكرهت أن أخرج منه إلى طبقة الخدمة التي هي خارجة منه،
170

وإن ابن عمك صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من
النار ". وإنه إنما أراد بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة
للعدو، ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم. قال: صدقت يا محمد.
ثم قال إن عمر بن الخطاب صالح بنى تغلب على ألا ينصروا أبناءهم، وقد نصروا
أبناءهم، وحلت بذلك دماؤهم، فما ترى؟ قال قلت: إن عمر أمرهم بذلك وقد
نصروا أبناءهم بعد عمر، واحتمل ذلك عثمان وابن عمك، وكان من العلم مالا
خفاء به عليك، وجرت بذلك السنن، فهذا صلح من الخلفاء بعده ولا شئ يلحقك
في ذلك، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى. قال: لكنا نجريه على ما أجروه إن شاء
الله، إن الله أمر نبيه بالمشورة، فكان يشاور في أمره، ثم يأتيه جبريل عليه السلام
بتوفيق الله، ولكن عليك بالدعاء لمن ولاه الله أمرك، ومر أصحابك بذلك، وقد أمرت
لك بشئ تفرقه على أصحابك، فخرج له مال كثير ففرقه.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال نا محمد بن أبي بكر الوراق ببخارى قال نا
محمد بن أحمد بن حرب قال نا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قال سمعت أبا
عصمة سعد بن معاذ يقول سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول كان محمد
ابن الحسن له مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قال وجدت في كتاب جدي حدثنا الحرمي بن
أبي العلاء المكي قال نبأنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي قال حدثني هانئ بن
ضيفي قال حدثني مجاشع بن يوسف قال كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتي الناس،
فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث، فقال: ما تقول في جنب
لا يجد الماء إلا في المسجد؟ فقال مالك لا يدخل الجنب المسجد. قال فكيف يصنع
وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء؟ قال فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد.
فلما أكثر عليه قال له مالك فما تقول أنت في هذا؟ قال يتيم ويدخل فيأخذ الماء من
المسجد ويخرج فيغتسل. قال: من أين أنت؟ قال من أهل هذه - وأشار إلى الأرض -
فقال ما من أهل المدينة أحد لا أعرفه. فقال: ما أكثر من لا تعرف، ثم نهض. قالوا
171

لمالك هذا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة. فقال مالك: محمد بن الحسن كيف
يكذب وقد ذكر أنه من أهل المدينة؟ قالوا إنما قال من أهل هذه وأشار إلى الأرض.
قال: هذا أشد على من ذاك.
كتب إلى محمد أبو عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان
القرشي أخبرهم قال نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال سمعت يحيى بن صالح
يقول قال لي ابن أكثم: قد رأيت مالكا وسمعت منه ورافقت محمد بن
الحسن فأيهما كان أفقه؟ فقلت: محمد بن الحسن [فيما يأخذه لنفسه] أفقه من
مالك.
أخبرنا علي بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بن محمد: قال حدثني مكرم بن أحمد
قال نا أحمد بن عطية قال سمعت أبا عبيد يقول: ما رأيت أعلم بكتاب الله من
محمد بن الحسن.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب العجلي بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ بأصبهان قال نبأنا أبو عمارة حمزة بن علي المصري قال سمعت الربيع بن
سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة محمد بن
الحسن لقلته لفصاحته.
أخبرنا رضوان بن محمد الدينوري قال سمعت الحسين بن جعفر العنزي بالري
يقول سمعت أبا بكر بن المنذر يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: ما
رأيت سمينا أخف روحا من محمد بن الحسن، وما رأيت أفصح منه، كنت إذا رأيته
يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.
حدثني الحسن بن محمد بن الحسن الخلال قال أنبأنا علي بن عمرو الجريري
أن أبا القاسم علي بن محمد بن كأس النخعي حدثهم قال نبأنا أحمد بن حماد بن
سفيان قال سمعت الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أعقل من
محمد بن الحسن.
وقال النخعي حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي قال نبأنا عباس الدوري قال
سمعت يحيى بن معين يقول كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن.
172

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال أنبأنا
محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني الربيع قال سمعت الشافعي يقول حملت
عن محمد بن الحسن وقر بختى كتبا.
أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ قال أنبأنا عبيد الله
ابن عثمان الدقاق قالا نبأنا إبراهيم بن محمد بن أحمد البخاري قال حدثني عباس
ابن عزيز أبو الفضل - زاد عبيد الله القطان - ثم اتفقا، قال نبأنا حرملة بن يحيى قال
نبأنا محمد بن إدريس الشافعي قال كان محمد بن الحسن الشيباني إذا أخذ في
المسألة كأنه قرآن ينزل عليه لا يقدم حرفا ولا يؤخر.
أخبرنا علي بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قال حدثني
أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي قال حدثني جعفر بن ياسين قال
سمعت الربيع بن سليمان يقول: وقف رجل على الشافعي فسأله عن مسألة فأجابه،
فقال له الرجل: يا أبا عبد الله خالفك الفقهاء. فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها
قط؟ اللهم إلا أن تكون رأيت محمد بن الحسن، فإنه كان يملأ العين والقلب، وما
رأيت مبدنا قط أذكى من محمد بن الحسن.
وقال ابن حبيش حدثني جعفر بن ياسين قال كنت عند المزني، فوقف عليه رجل
فسأله عن أهل العراق، فقال له: ما تقول في أبي حنيفة؟ قال: سيدهم. قال فأبو
يوسف؟ قال أحدهم قياسا.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال أنبأنا علي بن عمزو الجريري أن علي بن
محمد النخعي حدثهم قال نا أحمد بن حماد بن سفيان قال سمعت المزني يقول
سمعت الشافعي يقول: أمن الناس علي في الفقه محمد بن الحسن.
وقال النخعي نبأنا البختري بن محمد قال سمعت محمد بن سماعه يقول قال
محمد بن الحسن لأهله: لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبي، وخذوا ما
تحتاجون إليه من وكيلي، فإنه أقل لهمي، وأفرغ لقلبي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال نا محمد بن جعفر
الكوفي التميمي قال: قال لنا أبو علي الحسن بن داود: فخر أهل البصرة بأربعة
كتب، منها كتاب " البيان والتبين " للجاحظ، وكتاب " الحيوان " له، وكتاب
173

" سيبويه " و " كتاب الخليل في العين ". ونحن نفتخر بسبعة وعشرين ألف مسألة في
الحلال والحرام عملها رجل من أهل الكوفة يقال له محمد بن الحسن قياسية عقلية لا
يسع الناس جهلها، وكتاب الفراء في المعاني، وكتاب " المصادر في القرآن " وكتاب
" الوقف والابتداء فيه "، وكتاب " الواحد والجميع " فيه، سوى باقي الحدود. ولنا واحد
أملى من أخبار مثل كل كتاب ألف البصريون، وهو ابن الأعرابي، وكان أوحد الناس
في اللغة.
حدثني الخلال قال نا علي بن عمرو أن علي بن محمد النخعي حدثهم قال نا أبو
بكر القراطيسي قال نا إبراهيم الحربي قال سألت أحمد بن حنبل، قلت: هذه المسائل
الدقائق من أين لك؟ قال: من كتب محمد بن الحسن.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا
محمد بن إسماعيل التمار قال حدثني الربيع قال سمعت الشافعي يقول ما ناظرت
أحد إلا تمعر وجهه ما خلا محمد بن الحسن.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن
علي الأبار قال حدثني يونس - يعنى ابن عبد الأعلى - قال سمعت الشافعي يقول
ناظرت محمد بن الحسن وعليه ثياب رقاق، فجعل تنتفخ أوداجه ويصيح حتى لم يبق
له زر إلا انقطع. قلت ما كان لصاحبك أن يتكلم ولا كان لصاحبي أن يسكت.
قال قلت له نشدتك بالله هل تعلم أن صاحبي كان عالما بكتاب الله؟ قال نعم قال
قلت فهل كان عالما بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال قلت أفما كان عاقلا. قال
نعم. قلت فهل كان صاحبك جاهلا بكتاب الله؟ قال نعم قلت وبما جاء عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قلت أو كان عاقلا؟ قال نعم. قال قلت: صاحبي فيه ثلاث خصال
لا يستقيم لأحد أن يكون قاضيا إلا بهن أو كلاما هذا معناه.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار
الرقي قال حدثني أحمد بن خالد الكرماني قال سمعت المقدمي بالبصرة يقول قال
الشافعي لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما جليلا، أنفقت على كتبه ستين دينارا
174

حتى جمعني وإياه مجلس عند الرشيد، فابتدأ محمد بن الحسن، فقال يا أمير المؤمنين،
إن أهل المدينة خالفوا كتاب الله نصا، وأحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين.
فأخذني ما قدم وما حدث. فقلت: ألا أراك قد قصدت لأهل بيت النبوة ومن نزل
القران فيهم وأحكمت الأحكام فيهم، وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، عمدت
تهجوهم، أرأيتك أنت بأي شئ قضيت بشهادة امرأة واحدة قابلة حتى تورث ابن
خليفة ملك الدنيا ومالا عظيما؟ قال بعلي بن أبي طالب.
قلت: إنما رواه عن علي رجل مجهول يقال له عبد الله بن نجي، ورواه جار
الجعفي وكان يؤمن بالرجعة.
سمعت سفيان بن عيينة يقول دخلت على جابر الجعفي فسألني عن شئ من أمر
الكهنة، ونحن معنا قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضاء علي بن أبي طالب، أنه قضى به بين
أهل العراق. وقلت له: ما تقول في القسامة؟ قال استفهام. قلت يا سبحان الله تزعم
أن رسول رب العالمين حكم في أمته بالاستفهام؟ يستفهم ولا يحكم به؟ قال فسمعها
هارون فقال ما هذا؟ على بالسيف والنطع، فلما جئ بهما قلت يا أمير المؤمنين، والله
ما هذا عقدة في القسامة وإنه ليقول فيها بخلاف هذا، ولكن المتناظر ان إذا تناظرا أحب
أحدهما أن يدخل على صاحبه حجة يكبته بها. قال فسرى عن هارون. قال فلما
خرجنا من عنده قال لي: كنت قد أشطت بدمي. قال قلت فقد خلصك الله الآن.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمي قال نبأنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل قال سمعت أحمد بن حنبل -
وذكر ابتداء محمد بن الحسن، فقال كان يذهب مذهب جهم.
أخبرنا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب قال نا أبو النصر إسماعيل بن ميمون
العجلي قال حدثني عمي نوح بن ميمون قال دعاني محمد بن الحسن إلى أن أقول
القرآن مخلوق، فأبيت عليه فقال لي: زهدت في نصفك. فقلت له بل زهدت في كلك.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرئ على إسحاق النعالي وأنا أسمع حدثكم عبد الله
ابن إسحاق المدايني قال نا حنبل بن إسحاق قال سمعت عمى - يعنى أحمد بن حنبل
- يقول وكان يعقوب أبو يوسف متصفا في الحديث، فأما أبو حنيفة ومحمد بن
175

الحسن فكانا مخالفين للأثر، وهذان لهما رأى سوء. يعنى أبا حنيفة، ومحمد بن
الحسن.
وأخبرنا البرقاني قال نا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي قال نبأنا سعيد بن عمرو البرذعي قال سمعت أبا زرعة - يعنى الرازي -
يقول كان أبو حنيفة جهميا، وكان محمد بن الحسن جهميا، وكان أبو يوسف
سليما من التهجم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد
الملك الأدمي قال نبأنا محمد بن علي الإيادي قال نبأنا زكريا الساجي قال محمد بن
الحسن كان يقول بقول جهم وكان مرجئا.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي
أخبرهم قال نبأنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال حدثنا عبد السلام بن محمد
قال سمعت بقية يقول قيل لإسماعيل بن عياش: يا أبا عتبة، قد رافق محمد بن
الحسن يحيى بن صالح من الكوفة إلى مكة. قال أما إنه لو رافق خنزيرا كان خيرا له
منه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي
قال سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول سمعت محمد بن سعد بن محمد بن
الحسن بن عطية العوفي يقول سمعت يحيى بن معين - وسألته عن محمد بن الحسن
فقال: كذاب.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال أخبرني أحمد بن
القاسم، عن بشر بن الوليد قال قال أبو يوسف قولوا لهذا الكذاب - يعنى محمد بن
الحسن - هذا الذي يرويه عني سمعه مني؟
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمد بن حميد المخرمي قال
نبأنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا -
يعنى يحيى بن معين - سمعت محمد بن الحسن صاحب الرأي، وقيل له هذه الكتب
سمعتها من أبى يوسف؟ فقال لا والله ما سمعتها منه، ولكني من أعلم الناس بها،
وما سمعت من أبي يوسف إلا " الجامع الصغير ".
176

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن موسى
البابسيري قال أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال: قال أبى الحسن
اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، كلاهما ضعيفان.
أنبأنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي النصري، أنا أحمد بن
[محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر] محمد بن أحمد بن حماد،
نا معاوية بن صالح [بن أبي عبد الله قال سمعت يحيى بن معين] يقول: محمد
ابن الحسن ضعيف.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال
ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا ابن الغلابي قال قال يحيى بن معين محمد بن
الحسن ليس بشئ.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي قال أنبأنا محمد بن المظفر الحافظ، نا [علي
ابن أحمد بن سليمان المصري قال أنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم] حدثهم قال
وسألته - يعني ابن معين - [عن محمد بن الحسن فقال]: ليس بشئ فلا تكتب
حديثه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا أبو
العباس سهل بن أحمد الواسطي قال نبأنا أبو حفص عمرو بن علي الصيرفي قال
محمد بن الحسن صاحب الرأي ضعيف.
أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني قال أنبأنا الحسين بن محمد الشافعي
بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال وسألته - يعني أبا
داود السجستاني - عن محمد بن الحسن الشيباني فقال: لا شئ لا يكتب حديثه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سألت أبا الحسن الدارقطني، عن محمد بن
الحسن صاحب أبي حنيفة، فقال قال يحيى بن معين: كذاب. وقال فيه أحمد: يعني
ابن حنبل - نحو هذا. قال أبو الحسن وعندي لا يستحق الترك.
177

أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي قال أنبأنا عبد الله بن المديني،
عن أبيه قال وسألته عن أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن
الحسن، فضعف أسدا والحسن بن زياد. وقال محمد بن الحسن صدوق.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال أنبأنا
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان قال أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال نبأنا
خليفة بن خياط قال: محمد بن الحسن القاضي يكنى أبا عبد الله مولى بني شيبان،
مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال أنبأنا القاضي أبو عمر أحمد بن
محمد بن موسى بن محمد المعروف بابن العلاف قال نبأنا أبو عمرو الزاهد قال
سمعت أحمد بن يحيى يقول توفي الكسائي ومحمد بن الحسن في يوم واحد. فقال
الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال نبأنا أبو طلحة تمام بن محمد بن علي
الأزدي بالبصرة قال أنشدنا القاضي محمد بن أحمد بن أبي حازم قال أنشدنا
الرياشي قال أنشدنا اليزيدي لنفسه يرثي محمد بن الحسن والكسائي، وكانا خرجا
مع الرشيد إلى الري فماتا بها في يوم واحد:
أسيت على قاضي القضاة محمد * فأذويت دمعي والعيون هجود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا * بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده * وكادت بي الأرض الفضاء تميد
هما عالمانا أوديا وتخرما * فما لهما في العالمين نديد
أخبرنا علي بن أبي علي قال نا طلحة بن محمد قال حدثني مكرم بن أحمد
القاضي قال نا أحمد بن محمد بن المفلس قال نا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني
ابن أبي رجاء القاضي قال سمعت محمويه - وكنا نعده من الأبدال - قال رأيت محمد
ابن الحسن في المنام فقلت: يا أبا عبد الله إلام صرت؟ قال قال لي: إني لم أجعلك
وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك، قلت فما فعل أبو يوسف؟ قال فوقي. قلت فما فعل
أبو حنيفة؟ قال فوق أبي يوسف بطبقات.
178

594 - محمد بن أبي عتاب، أبو بكر الأعين، واسم أبي عتاب الحسن:
كذلك أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال سمعت أبا بكر الجوزقي
يقول أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو بكر بن أبي
عتاب محمد بن الحسن بن طريف الأعين. وهكذا قال عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقيل إن اسم أبي عتاب طريف.
كذلك أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزاز قال نبأنا
عبد الله بن محمد البغوي قال أبو بكر الأعين محمد بن طريف. هو هكذا قال
محمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي، ومحمد بن إسحاق السراج النيسابوري.
فحدث أبو بكر عن روح بن عبادة، ووهب بن جرير، وأسود بن عامر شاذان،
ومؤمل بن إسماعيل، وزيد بن الحباب، وعبد الصمد بن النعمان. روى عنه عباس بن
محمد الدوري. وأبو شعيب الحراني وأحمد بن أبي عوف البزوري، وغيرهم. وكان
ثقة.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي قال أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
قال نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال: نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسئل يحيى بن معين عن أبي بكر الأعين فقال ليس هو من أصحاب
الحديث.
قال الشيخ أبو بكر عني يحيى بذلك أنه لم يكن من الحفاظ لعلله، والنقاد لطرقه،
مثل علي بن المديني ونحوه. وأما الصدق والضبط لما سمعه فلم يكن مدفوعا عنه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله
ابن محمد البغوي: مات أبو بكر الأعين ببغداد سنة أربعين وكتبت عنه.
أخبرنا بن الفضل القطان قال أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قال نبأنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي.
179

وقرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أنبأنا أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي. قالا: مات أبو بكر الأعين محمد بن طريف. قال
الحضرمي سنة أربعين ومائتين. وقال الثقفي: ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث عشر بقين من
جمادي الأولى سنة أربعين.
595 - محمد بن الحسن بن سعيد، أبو جعفر الأصبهاني:
سكن بغداد، وحدث بها عن بكر بن بكار، ومحمد بن بكير الحضرمي. روى
عنه محمد بن خلف وكيع، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، ومحمد
ابن جعفر المطيري، وأبو الحسين بن المنادي. وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت قال
نا محمد بن مخلد العطار قال نا محمد بن الحسن بن سعيد الأصبهاني قال نا بكر بن
بكار قال نا حمزة الزيات قال نا أبو إسحاق، عن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر: (آلم تنزيل
السجدة)، (وهل أتى على الإنسان).
وقال: حدثنا حمزة الزيات قال نبأنا أبو فروة عن أبي الأحوص، عن عبد الله أن
النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله.
596 - محمد بن الحسن بن نافع، أبو عوانة الباهلي البصري:
قدم بغداد، وحدث بها عن سلم بن سليمان الضبي، والحسن بن بشر بن سلم
البجلي، وعبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الله
ابن محمد بن أبي سعيد البزار، وإسماعيل بن محمد الصفار. أحاديث مستقيمة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال نا محمد بن مخلد [الدوري] قال نا محمد بن
الحسن بن نافع الباهلي قال نا سلم بن سليمان الضبي قال نا الصلت بن دينار، عن
عمارة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار ".
180

597 - محمد بن الحسن بن علي بن طوق، أبو بكر الحرثي، يعرف بالختلي:
سمع مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن صالح العجلي، ومنجاب بن الحارث،
وجندل بن والق، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن مخلد
العطار، ومحمد بن عمرو الرزاز.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي قال نا أبو جعفر
محمد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء قال نا محمد بن الحسن الختلي الحربي قال
نا محمد بن أبي أمامة - يعني الرقي - قال حدثني أبي، عن جعفر، عن غير واحد - ابن
سيرين وغيره - عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفع
الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " من قال لا إله إلا الله وحده، والله أكبر، لا إله إلا
الله وحده، لا إله إلا الله لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله
لا حول ولا قوة إلا بالله، يعقدهن خمسا بأصابعه، ثم قال من قالهن في يوم أو ليلة أو
شهر ثم مات من ذلك اليوم، أو تلك الليلة، أو ذاك الشهر، غفر له ذنبه ".
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب جدا من رواية أبي إسحاق عن أبي صالح
السمان، ومن رواية محمد بن سيرين عن أبي إسحاق، لم أكتبه إلا من هذا الوجه.
598 - محمد بن الحسن بن يعقوب، يعرف بالحاجب:
حدث عن عبد الصمد بن حسان. روى عنه عبد الباقي بن قانع القاضي.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال نا عبد الباقي بن قانع القاضي قال نا محمد
ابن الحسن بن يعقوب الحاجب قال نا عبد الصمد بن حسان قال نا محمد بن أبان،
عن أبي جناب، عن الشعبي، عن زيد بن يثيع عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".
599 - محمد بن الحسن بن دينار، أبو العباس الأحول:
حدث عن محمد بن زياد بن الأعرابي. روى عنه نفطويه النحوي. وكان ثقة
أديبا عالما بالعربية، وله مصنفات منها كتاب " الدواهي "، وكتاب " الأشباه " وغيرها.
181

600 - محمد بن الحسن بن حيدرة، أبو العباس البزاز المعدل:
سمع منجاب بن الحارث، والقاسم بن أبي شيبة، وجعفر بن حميد. روى عنه
عبد الباقي بن قانع، قال وكان ثقة.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا محمد بن الحسن
ابن حيدرة قال نا القاسم بن أبي شيبة قال نا أبو تميلة، عن أبي المنيب عبد الله بن عبيد
الله العتكي، عن عطاء عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم يوم عاشوراء.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع قال: أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدرة ترك الشهادة عند إسماعيل
بن إسحاق القاضي، وكان يتفقه بكتب أبي عبيد، وقد روى شيئا من الحديث يسيرا.
توفي لأربع بقين من المحرم سنة سبع وثمانين - يعني ومائتين.
601 - محمد بن الحسن بن مسعود بن الحسن بن مسعود بن عبادة بن سعد
ابن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر، الأنصاري الزرقي المديني:
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي
العباس بن سعيد قال: محمد بن الحسن بن مسعود الأنصاري الزرقي، نزل بغداد،
وسمع بكر بن عبد الوهاب، وموسى بن عبد الله بن موسى العلوي، وغيرهما. وكان
حسن الفهم، ورأيته لا يخضب.
قال الشيخ أبو بكر عنه أبو جعفر أحمد بن نصر القاضي،
ومحمد بن أحمد بن نصر الكاتب شيخ القاضي أبي بكر بن الجعابي.
602 - محمد بن الحسن بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو شيخ
الأصبهاني:
وقيل هو محمد بن الحسين. وأنا أذكره في ترجمة محمد بن الحسين إن شاء الله
تعالى.
603 - محمد بن الحسن، أبو الحسين صاحب النرسي:
خوارزمي الأصل. حدث عن يحيى بن هاشم السمسار، وعلي بن الجعد، وأبي
182

نصر التمار، وخلف بن هشام، ومحمد بن بكار، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن
معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي خيثمة زهير بن حرب. روى عنه
مكرم بن أحمد القاضي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نا مكرم بن أحمد القاضي قال نا أبو الحسين
محمد بن الحسن الخوارزمي قال سمعت علي بن المديني يقول قال عبد الرحمن بن
مهدي: الرجل إلى الحديث أحوج منه إلى الأكل والشرب. وقال: الحديث يفسر
القرآن.
كتب إلى أبو الفرج محمد بن إدريس الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن
محمد الطوسي حدثهم قال نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال:
محمد بن الحسن أبو الحسين الخوارزمي، قطن الموصل وكان في حديثه لين، توفي
بالموصل في سنة أربع وتسعين ومائتين.
604 - محمد بن الحسن بن الفرج، أبو بكر الهمداني المعدل:
قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الحميد بن عصام وغيره. روى عنه جعفر بن
محمد بن نصير الخلدي، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر بن سلم الجعابي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، ومحمد بن عمر بن القاسم النرسي، وعثمان بن
محمد بن يوسف العلاف قالوا أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا
محمد بن الحسن بن الفرج الهمداني قال نا عبد الحميد بن عصام قال نا أبو داود قال
نا شعبة، عن عبد الملك بن عمير قال سمعت جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بالجابية
فقال: قام فينا صلى الله عليه وسلم مقامي فقال: " أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين
يلونهم، ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل وما يستشهد، وحتى يحلف الرجل وإن
لم يستحلف، فمن أراد بحيحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو
من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، ألا من سرته حسنته،
وساءته سيئته فهو مؤمن (1) ".
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب من حديث شعبة عن عبد الملك بن عمير،
183

لا نعلم رواه غير عبد الحميد بن عصام، عن أبي داود عنه، وخالفه يونس بن حبيب
الأصهاني فرواه عن أبي داود، عن جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير.
أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال نبأنا
يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير،
عن جابر بن سمرة - فذكر نحوه.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال نبأنا أبو
الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ في كتاب " طبقات الهمذانيين " قال: محمد
ابن الحسن بن الفرج أبو بكر المعدل أصله من أصبهان. روى عن محمد بن عبيد،
والقاسم بن محمد المروزي، أبي عمار، والعباس بن يزيد، وأحمد بن بديل، وأبي
عبد الله الجرجاني، روى عنه محمد بن عبد الله الشافعي ببغداد. وحدثنا عنه أبو
بكر بن مصلح بالري. وروى عنه أبي وعامة مشايخ بلدنا في أيامه وهو
صدوق.
506 - محمد بن الحسن بن الوازع، أبو داود الجمال:
من أهل مرو، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي عاصم المروزي، عن النضر بن
محمد السياري وغيره. روى عنه محمد بن مخلد الدوري في جمعه حديث أبي
حنيفة.
606 - محمد بن الحسن بن بور البلخي:
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي زكريا يحيى بن خالد شيخ خراساني، روى عنه
أبو بكر الشافعي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال أنبأنا محمد بن عبد الله
الشافعي قال نبأنا محمد بن الحسن بور البلخي قال نبأنا يحيى بن خالد أبو زكريا
قال نبأنا منصور بن عبد الحميد، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [أنه] قال:
" لا تزال أمتي بخير ما دام فيهم من رآني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من
رآني ثلاث مرات ".
184

607 - محمد بن الحسن بن سمعة بن حيان، وقيل ابن سماعة بن مهران،
وقيل محمد بن الحسن بن موسى بن رفاعة، أبو الحسين، ويقال أبو الحسن
الحضرمي:
من أهل الكوفة. قدم بغداد، وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ومحمد
ابن عبد الأعلى الصنعاني. روى عنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن علي بن حبيش،
وأبو بكر بن الجعابي، ومحمد بن غريب البزاز، وأبو سعيد الحرفي، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال حدثني محمد بن أحمد بن الخطاب قال
نبأنا محمد بن الحسن بن سماعه قال نبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال نبأنا مجمع
ابن يحيى الأنصاري قال حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال سمعت معاوية بن
أبي سفيان: إذا كبر المؤذن اثنتين كبر اثنتين، وإذا شهد أن لا إله إلا الله اثنتين شهد أن
لا إله إلا الله اثنتين، وإذا شهد أن محمد رسول الله اثنتين، شهد أن محمد رسول
الله اثنتين، ثم التفت فقال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الأذان.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
وسألت الدارقطني، عن محمد بن الحسن أبي الحسن الحضرمي الكوفي - [قال
روى عن أبي نعيم، ليس بالقوي.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال سمعت أبا سعيد الحسن بن جعفر الحربي
يقول: توفي أبو الحسن محمد بن سماعه الطحان يوم الاثنين بالعشي لأربع بقين من
جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: وببغداد كانت وفاته.
608 - محمد بن الحسن الدوري:
حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج، ومحمد بن عوف الحمصيين. روى عنه أبو
بكر الشافعي. وقد قيل فيه محمد بن الحسين أيضا.
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم قال حدثني محمد بن الحسن الدوري قال نبأنا محمد بن عوف قال نبأنا
185

محمد بن خالد البصري أبو بكر قال نبأنا عمر بن منيع، عن عمرو بن دينار عن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عزمة على أمتي أن لا يتكلموا في القدر ".
609 - محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث، أبو عبد الله الأنباري، يعرف
بالقرنجلي:
سمع إسحاق بن بهلول التنوخي. روى عنه أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي
الجرجاني. وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أبو عبد
الله محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث الأنباري بها يعرف بالقرنجلي قال أنبأنا
إسحاق بن بهلول قال نبأنا إسحاق بن الطباع، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن
أبي سلمة، عن معاوية بن الحكم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة، قال: " ذلك شئ
يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم ".
610 - محمد بن الحسن بن العلاء، أبو عبد الله السمسار، يعرف
بالخواتيمي:
وهو أخو علي بن الحسن السمسار. كان يسكن في جوار أحمد بن الحسن
الصوفي، وحدث عن أبي بكر وعثمان عن أبي بكر و عثمان ابني أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي،
وداود بن رشيد، والزبير بن بكار، وغيرهم. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي،
وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن الفرج بن علي البزار قال أنبأنا عبد العزيز بن جعفر بن
محمد الخرقي قال نبأنا محمد بن الحسن الخواتيمي قال نبأنا محمد بن حميد قال
نبأنا سلمة بن الفضل قال أنبأنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في
سبعة أمعاء ".
186

أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا ابن
قانع أن أبا عبد الله بن العلاء السمسار مات في سنة ثلاث وثلاثمائة.
611 - محمد بن الحسن بن العباس، أبو عبد الله [البغدادي]:
حدث عن عبد الله بن معاوية الجمحي، وعبد الله بن أبي بدر القطربلي. روى عنه
عبد الله بن زيدان الكوفي، وأبو العباس بن عقدة.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن هشام
التيملي بالكوفة قال نبأنا عبد الله بن زيدان قال نبأنا محمد بن الحسن بن العباس أبو
عبد الله البغدادي قال نبأنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال نبأنا صالح المري، عن
سعيد الجريري، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان
أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شورى بينكم، فظهر الأرض
خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى
نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ".
أخبرنا أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت إجازة - إن لم أكن سمعته
منه - قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال نبأنا محمد بن الحسن بن
العباس البغدادي قال نبأنا عبد الله بن أبي بدر القطربلي.
612 - محمد بن الحسن بن الجعد، أبو جعفر البزاز:
حدث عن سفيان بن وكيع. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي فسماه محمدا. وروى
عنه غيره فسماه أحمد، وهو بذاك أشهر، ونحن نذكره في موضعه في باب الألف إن
شاء الله.
613 - محمد بن الحسن بن الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضبة،
أبو جعفر:
حدث عن أبي شعيب صالح بن زياد السوسي. روى عنه عبيد الله بن محمد بن
شنبة الدينوري.
أخبرني أبو بكر محمد بن المظفر بن علي بن حرب المقرئ الدينوري قال نبأنا أبو
أحمد عبيد الله بن محمد بن شنبة القاضي قال نبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن
187

الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضبة البغدادي قال نبأنا صالح بن زياد
السوسي أبو شعيب قال نبأنا حسين بن أحمد البلخي، عن الفضل بن موسى
السيناني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أنين المريض تسبيح، وصياحه تهليل، ونفسه صدقة، ونومه على الفراش عبادة،
وتقبله من جنب إلى جنب كأنما يقاتل العدو في سبيل الله، يقول الله لملائكته: اكتبوا
لعبدي أحسن ما كان يعمل في صحته، فإذا قام ثم مشى كان كمن لا ذنب له ".
قال الشيخ أبو بكر أبو شعيب ومن فوقه كلهم معروفون بالثقة، إلا البلخي فإنه
مجهول.
614 - محمد بن الحسن، البغدادي:
روى عنه أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي فقال حدثنا محمد بن الحسن
البغدادي قال نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن، عن جعفر بن عون، عن مسعر بن
كدام، عن أبي الزبير، عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الإدام الخل (1) ".
أخبرنيه القاضي أبو العلاء الواسطي، عن الأزدي هكذا وهو الخطأ، إنما يحفظ من
رواية مسعر عن محارب بن دثار عن جابر، والله أعلم.
615 - محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا، أبو جعفر الموصلي:
سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن عبدة الضبي، وأبى همام السكوني،
ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن زنبور المكي. روى عنه إسماعيل بن علي
الخطبي، وأحمد بن إبراهيم القديسي، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وعيسى بن حامد
الرخجي، وغيرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي يقول وسألت
الدارقطني عن أبي جعفر بن الحسن بن هارون بن بدينا، فقال: لا بأس به، ما علمت
إلا خيرا.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا محمد بن
188

عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قالا: توفى
ابن بدينا سنة ثمان وثلاثمائة. قال ابن المنادى في شوال.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا علي بن عمر الحربي قال
وجدت في كتاب أخي بخطه مات أبو جعفر بن بدينا سنة ثمان وثلاثمائة يوم الثلاثاء
لسبع بقين من شوال.
616 - محمد بن الحسن بن علي بن حامد، أبو بكر البخاري:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن عبد الله بن يحيى السرخسي، روى عنه علي
ابن عمر بن محمد السكري.
نا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري قال ثنا جدي قال ثنا
أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن حامد البخاري - [قدم حاجا] في سنة تسع
وثلاثمائة. قال نبأنا عبد الله بن يحيى السرخسي قال نبأنا الحسين بن المبارك بطبرية
الشام قال نبأنا إسماعيل بن عياش، عن أبي حنيفة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار ".
617 - محمد بن الحسن، أبو بكر النخاس، يعرف بالقصير:
وكان ينزل المخرم، وحدث عن عمر بن محمد بن الحسن الكوفي. روى عنه أبو
بكر الإسماعيلي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا أبو بكر
محمد بن الحسن النخاس المعروف بالقصير ببغداد قال نبأنا عمر بن محمد بن الحسن
قال نبأنا أبى قال نبأنا عتبة أبو عمرو، عن عامر الشعبي، عن أنس بن
مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: " من يكلؤنا الليلة ". وذكر
الحديث.
189

618 - محمد بن الحسن بن أزهر بن جبير بن جعفر، أبو بكر القطايعي
الدعاء الأصم:
حدث عن قعنب بن المحرر الباهلي، والعباس بن يزيد البحراني، وعمر بن شبة
النميري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأحمد بن منصور الرمادي، وحميد بن
الربيع، وعباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو عمرو بن السماك كتاب " الحيدة "،
ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وأبو حفص
ابن شاهين ومحمد بن جعفر النجار، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وعمر بن
إبراهيم الكتاني، وكان غير ثقة. يروى الموضوعات عن الثقات.
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال نا أبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار
قال نا محمد بن الحسن العسكري قال نا العباس بن يزيد البحراني قال نا إسماعيل
ابن علية قال نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وزن حبر العلماء
بدم الشهداء فرجع عليهم ".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت
الدقاق قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الأزهر الدعا الأطروش قال نبأنا عباس
الدوري قال نبأنا قبيصة بن عقبة قال نبأنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة قال: لما أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا من مكة أشعث
أغبر أكثروا عليه اليهود المسائل، والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم جوابا مداركا بإذن الله، وكانت
خديجة قد ماتت بمكة، فلما أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واستوطنها، طلب التزويج. فقال
لهم: " أنكحوني ". فأتاه جبريل بخرقة من الجنة طولها ذراعان في عرض شبر فيها
صورة لم ير الراؤون أحسن منها، فنشرها جبريل وقال له: يا محمد، إن الله يقول لك
أن تزوج على هذه الصورة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا من أين لي مثل هذه الصورة
يا جبريل؟ " فقال له جبريل: إن الله يقول لك تزوج بنت أبي بكر الصديق. فمضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبى بكر فقرع الباب ثم قال: " يا أبا بكر إن الله أمرني أن
أصاهرك ". وكان له ثلاث بنات فعرضهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله أمرني أن أتزوج هذه الجارية ". وهي عائشة، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
190

قال الشيخ أبو بكر: رجال هذين الحديثين كلهم ثقات غير محمد بن الحسن،
ونرى الحديثين مما صنعت يداه.
وذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أنه توفى في أول سنة عشرين
وثلاثمائة.
619 - محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان، أبو بكر
العجلي، ويعرف بالكاراتي:
حدث عن أبي يحيى محمد بن سعيد العطار، وحمدون بن عباد الفرغاني، وزيد
ابن إسماعيل الصايغ، وسعدان بن نصر، وأبى البختري العنبري. روى عنه أبو عمرو
ابن السماك ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو بكر بن شاذان أحاديث مستقيمة.
620 - محمد بن الحسن بن علي بن مالك بن أشرس بن عبد الله بن منجاب،
الشيباني، يعرف بابن الأشناني:
حدث عن علي بن سهل بن المغيرة البزاز. روى عنه أخوه القاضي أبو الحسين بن
الأشناني.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي قال نبأنا إبراهيم بن أحمد بن محمد المقرئ قال
نبأنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني قال أخبرني أخي
محمد بن الحسن بن علي بن مالك قال حدثني علي بن سهل بن المغيرة قال قلت
لعفان بن مسلم: أين سمعت من عمر بن أبي زائدة؟ قال: سمعت منه بالبصرة، قدم
مخاصما إلى سوار في ميراث كان له، فقال لسوار: تقضى لي بشاهد ويمين يا سوار؟
فقال له سوار: ليس هذا مذهبي. قال فغضب عمر بن أبي زائدة فهجا سوارا فقال:
سفهني ولم أكن سفيها * ولا بقوم سفهوا شبيها
لو كان هذا قاضيا فقيها * لكان مثلي عنده وجيها
621 - محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي:
بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب
191

الأدب وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار. وورد بغداد بعد أن
أسن، فأقام بها إلى آخر عمره. وحدث عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وأبي
حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي. وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ
اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السيرافي،
وعمر بن محمد بن سيف، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني،
وغيرهم.
أخبرنا علي بن أبي علي قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال: قال لنا ابن
دريد أنا محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو
ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم - قبيل -
ابن غانم بن دوس - قبيل - بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن
كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد - قبيل - بن الغوث بن نبت بن مالك بن
زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قال ابن دريد: وحمامي هذا
أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين ركبا الذين خرجوا مع عمرو بن
العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدوه: وفي هذا يقول
قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه * طريد نفته مذحج والسكاسك
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني قال نبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد
اللغوي قال سمعت ابن دريد يقول: مولدي بالبصرة سكة صالح سنة ثلاث وعشرين
ومائتين.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال أنشدنا
أبو بكر بن دريد، وقال هذا أول شئ قلته من الشعر:
ثوب الشباب علي اليوم بهجته * وسوف تنزعه عني يد الكبر
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت * إن ابن عشرين من شيب على خطر
سمعت أبا بكر محمد بن روق بن علي الأسدي يقول كان يقال إن أبا بكر بن
دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
حدثني علي بن المحسن التنوخي، عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قال
حدثني جماعة، عن أبي بكر بن دريد أنه قال: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي،
192

وكان عمى الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل
معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها
آذنتنا بينهما أسماء. فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع
المعلم حفظت ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرفته ذلك، فاستعظمه
وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان
وعدني به.
قال أبو الحسن: وكان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ
عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وما رأيته قد قرئ
عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا
الحسن الدارقطني، عن ابن دريد فقال تكلموا فيه.
وقال حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى جنب ابن دريد
وهو يحدث ومعه جزء فيه [ما] قال الأصمعي، فكان يقول في واحد حدثنا
الرياشي، وفي آخر حدثنا أبو حاتم، وفي آخر حدثنا ابن أخي الأصمعي، عن
الأصمعي [يقول]: كما يجئ على قلبه.
كتب إلي أبو ذر الهروي سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل علي ابن دريد
ونستحي مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كان جاوز
التسعين سنة.
أخبرنا علي بن أبي علي قال سمعت أبا بكر بن شاذان يقول مات ابن دريد سنة
إحدى وعشرين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو بكر ابن
دريد في يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدثني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن نصر القاضي قال
193

نبأنا أبو العلاء حمد بن عبد العزيز قال كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة
فأنشدنا لنفسه:
فقدت بابن دريد كل فائدة * لما غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا * فصرت أبكي لفقد الجود والأدب
حدثني هبة الله بن الحسن الأديب قال قرأت بخط المحسن بن علي أن ابن دريد لما
توفي حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن بها، وكان قد جاء في ذلك اليوم طش
من مطر، وإذا بجنازته أخرى مع نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق، فنظروا إذا
هي جنازة أبي هاشم الجبائي. فقال الناس. مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد
والجبائي، فدفنا جميعا في الخيزرانية.
622 - محمد بن الحسن بن بخيت، أبو بكر الخطيب العكبري:
حدث عن يحيى بن أبي طالب. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه
سمع منه بعكبرا.
623 - محمد بن الحسن بن حفص، أبو بكر الكاتب:
حدث عن محمد بن سنان القزاز. روى عنه أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، وذكر أنه سمع منه في مجلس يحيى بن محمد بن صاعد. وروى عنه أبو
عمر بن حيويه إلا أنه سمى أباه الحسين. ونحن نعيد ذكره، إن شاء الله.
624 - محمد بن الحسن بن علي بن سعيد، يعرف بالترمذي:
حدث عن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي. روى عنه المعافى بن زكريا.
625 - محمد بن الحسن بن الفرج، الأنماطي:
حدث عن علي بن حرب الطائي. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
626 - محمد بن الحسن بن حماد، أبو بكر، يعرف بالمروزي وبالبرذعي:
حدث عن عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، وأحمد بن محمد بن غالب الباهلي،
ومحمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وأبو
حفص الكتاني المقرئ.
194

627 - محمد بن الحسن بن يزيد بن عبيد بن أبي خبزة، أبو بكر الرقي:
قدم بغداد في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وحدث به عن هلال بن العلاء، وحفص بن
عمر، وإبراهيم بن إسماعيل بن زرارة الرقيين، وعن أبي شبيل عبيد الله بن عبد
الرحمن الختلي، والحسن بن عتاب المقرئ. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو
أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو بكر
محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خبزة الرقي - قدم علينا - قال نبأنا الحسن بن عتاب
المقرئ.
قال الشيخ أبو بكر: بلغني أن ابن أبي خبزة كان حيا في سنة ست وثلاثين
وثلاثمائة.
628 - محمد بن الحسن بن علي بن محمد، القطان المعروف والده بابن
علوية:
حدث عن محمد بن الربيع بن شاهين البصري. روى عنه أبو القاسم عبد الله بن
الحسن بن النخاس المقرئ.
629 - محمد بن الحسن بن الفرج، أبو بكر المقرئ المؤذن الأنباري:
سكن بغداد، وحدث بها عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن الحسن
الهاشمي، ومسلم بن عيسى الصفار، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وعبد الله بن أحمد
الدوري، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن العباس
الكابلي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي. روى عنه: محمد بن إسماعيل
الوراق، وعلي بن محمد بن علوية الجوهري، وأحمد بن الفرج بن الحجاج. وكان
محمد بن الحسن قد انتقل عن بغداد إلى البصرة فسكنها، وأحسبه مات بها. حدثنا
عنه من البصريين: علي بن القاسم النجاد الشاهد، وأبو محمد الحسن بن علي بن
أحمد السابوري، وأبو عمر بن اشتافنا القاضي.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق قال: نبأنا
195

محمد بن المؤذن أبو بكر قال: نبأنا أبو عيسى مسلم بن عيسى بن مسلم الصفار قال
نبأنا عبد الله بن داود الخريبي.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن المعدل بالبصرة قال: نبأنا محمد بن
الحسن بن الفرج قال: نبأنا مسلم بن عيسى قال: نبأنا عبد الله بن داود، عن سفيان،
عن أبيه، عن طلق بن حبيب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من
كن فيه وجد طعم الإيمان وحلاوته: أن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما،
وأن يحب في الله ويبغض في الله، ولو أوقدت له نار أن يقع فيها كان أحب إليه ممن
أن يشرك بالله " زاد الخلال: " شيئا ".
630 - محمد بن الحسن بن زيد السامري:
حدث عن: جعفر بن محمد الطيالسي. روى عنه: عبد الله بن عدي الحافظ.
631 - محمد بن الحسن بن محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الأنباري:
سكن مصر، وحدث بها عن: شجاع بن أسلم الحاسب. روى عنه: أبو زرعة
أحمد بن الحسين الرازي وغيره.
أخبرنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي قال: نبأنا، أبو زرعة
أحمد بن الحسين الرازي الحافظ وكتبه لي بخطه.
وأخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال: أنبأنا أبو زرعة الرازي قال: نبأنا عبد الله
محمد بن الحسن بن إسماعيل الأنباري بمصر قال: حدثني أبو كامل شجاع بن أسلم
الحاسب قال: حدثني أبو بكر بن مقاتل صاحب محمد بن الحسن الفقيه قال: حدثني
مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل يصوم
ويصلي ويحج ويعتمر، فإذا كان يوم القيامة أعطي بقدر عقله (1) ".
قال الشيخ أبو بكر: لا يثبت هذا الحديث عن مالك، وشجاع بن أسلم، وأبو بكر
ابن مقاتل: مجهولان.
196

وقد رواه أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن أبي عبد الله الأنباري غير أنه سمى أباه
الحسين، وقال: كان من الثقات. وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة من سنة ست
وأربعين وثلاثمائة.
632 - محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، أبو الحسن القرشي ثم الأموي:
ولي القضاء بمدينة السلام، وحدث عن: أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي.
روى عنه: الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب.
أخبرنا علي بن المحسن قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: استخلف
المستكفي بالله في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، فاستقضي على مدينة المنصور
والشرقية أبا الحسن محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن
أبي الشوارب. وذكر طلحة أنه كان رجلا واسع الأخلاق، كريما جوادا، طلابة
للحديث، قال: ثم قبض عليه في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فلما كان في رجب
من هذه السنة قبض على المستكفي واستخلف المطيع، فقلد أبا الحسن الشرقية،
والحرمين، واليمن، ومصر، وسر من رأى، وقطعة من أعمال السواد، وبعض أعمال
الشام، وسقي الفرات، وواسط، ثم صرف عن جميع ذلك في رجب سنة خمس
وثلاثين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أنبأنا إسماعيل بن علي قال: وعزل محمد بن الحسن
ابن أبي الشوارب عن جميع ما كان يتقلده من أعمال القضاء، وأمر أمير المؤمنين
المستكفي بالله بالقبض عليه، ففعل ذلك في يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة
أربع وثلاثين وثلاثمائة. وكان قبيح الذكر فيما يتولاه من الأعمال، منسوبا إلى
الاسترشاء في الأحكام والعمل فيها بما لا يجوز، قد شاع ذلك عنه، وكثر الحديث
به.
قرأت في كتاب أبي عمر محمد بن علي بن عمر الفياض عرفني عبد الباقي بن
قانع: أن أبا الحسن محمد بن أبي الشوارب القاضي ولد في آخر سنة اثنتين وتسعين
ومائتين.
197

قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الحسن محمد بن أبي الحسن بن عبد الله بن
أبي الشوارب في رمضان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
633 - محمد بن الحسن بن علي بن الفرج، أبو عبد الله العسكري، يعرف
بابن حبابة:
ذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الثلاج: أنه حدثهم عن محمد بن يونس
الكديمي.
634 - محمد بن الحسن بن علي بن الحارث، أبو إسحاق القلانسي الهروي:
ذكر ابن الحلاج أيضا أنه قدم بغداد حاجا، وحدثهم عن أحمد بن محمد بن
ياسين الحافظ.
635 - محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند، أبو
بكر المقرئ النقاش:
نسبه أبو حفص بن شاهين. وهو موصلي الأصل، ويقال: إنه مولى أبي دجانة
سماك بن خرشة الأنصاري. وكان عالما بحروف القرآن، حافظا للتفسير، صنف فيه
كتابا سماه " شفاء الصدور ".، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم. وكان
سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام،
والجزيرة، والموصل، والجبال، وببلاد خراسان، وما وراء النهر.
وحدث عن: إسحاق بن سفيان الختلي، وأبي مسلم الكجي، وإبراهيم بن زهير
الحلواني، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ
المكي، وأحمد بن محمد بن رشدين المصري، ومحمد بن عبد الرحمن السامي،
والحسين بن إدريس الهرويين، والحسن بن سفيان النسوي، وخلق يطول ذكرهم،
روى عنه: أبو بكر بن مجاهد، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو الحسن الدارقطني،
وأبو حفص بن شاهين. وحدثنا عنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن الحسين بن
الفضل، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وعبد الرحمن بن
عبيد الله الحربي، وجماعة آخرهم أبو علي بن شاذان. وفي أحاديثه مناكير بأسانيد
مشهورة.
198

أخبرني أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز بعكبرا قال: نبأنا أبو بكر
محمد بن الحسن بن زياد النقاش إملاء قال: نبأنا محمد بن عبد الصمد المقرئ
بالمصيصة، وأحمد بن حماد بن سفيان القاضي، وأحمد بن محمد بن هشام
بطبرستان، والحسين بن إدريس الأنصاري بهراة، ونصر بن منصور النحوي بحمص،
وإسماعيل بن قيراط بدمشق، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بالرملة، وأحمد بن أبي
موسى والفضل بن محمد الأنطاكيان بأنطاكية، ومحمد بن أيوب القلا بطبرية،
ويحيى بن إبراهيم القاضي بحمص قالوا: نبأنا كثير بن عبيد قال: نبأنا بقية، عن
إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قرأ رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (إن يدعون من دونه إلا أنثى) - إلا نصر بن منصور قال في حديثه: حدثنا كثير
قال: نبأنا بقية، والمعافى، عن إسماعيل بن عياش.
حدثني أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد
الطبري قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد قال: نبأنا أبو غالب ابن
بنت معاوية بن عمرو قال حدثني جدي معاوية بن عمرو قال: نبأنا زائدة، عن ليث،
عن مجاهد، عن ابن عمر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت الله ألا يستجيب لدعاء
حبيب على حبيبه ".
حدثني أبو القاسم الأزهري، عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ قال: حدث أبو
بكر النقاش بحديث أبي غالب علي بن أحمد بن النضر أخي أبي بكر بن بنت معاوية
لأبيه فقال: نا أبو غالب قال نا جدي معاوية بن عمرو، عن زائدة عن ليث عن
مجاهد، عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " سألت الله ألا يستجيب دعاء حبيب علي
حبيبه ".
فأنكرت عليه هذا الحديث وقلت له: إن أبا غالب ليس هو ابن بنت معاوية وإنما
أخوه لأبيه. ابن بنت معاوية ومعاوية بن عمرو ثقة وزائدة من الأثبات الأئمة، وهذا
حديث كذب موضوع مركب فرجع عنه. وقال: هو في كتابي ولم أسمعه من أبي
غالب وأراني كتابا له فيه هذا الحديث على ظهره أبو غالب قال نبأنا جدي. قال أبو
199

الحسن: وأحسب أنه نقله من كتاب عنده أنه صحيح. وكان هذا الحديث
مركبا في الكتاب على أبي غالب فتوهم أنه من حديث أبي غالب واستغربه وكتبه،
فلما وقفناه عليه رجع عنه. قال أبو الحسن: وحدث بحديث عن يحيى بن محمد بن
صاعد، فقال فيه: حدثنا يحيى بن محمد المديني قال نا إدريس بن عيسى القطان عن
شيخ له ثقة - إما إسحاق الأزرق أو زيد بن الحباب - أحد هذين، الشك من أبي
الحسن عن سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قصة
إبراهيم والحسن والحسين، وهذا حديث باطل كذب علي كل من رواه، ابن صاعد
فمن فوقه. وأحسب حديثه أنه وقع إليه كتاب لرجل غير موثوق به قد وضعه في
كتابه أو وضع له على أبي محمد بن صاعد فظن أنه من صحيح حديثه فرواه فدخل
عليه الوهم وظن أنه من سماعه من ابن صاعد.
قال الشيخ أبو بكر: لا أعرف وجه قول أبي الحسن في أبي غالب إنه ليس بابن
بنت معاوية بن عمرو لأن أبا غالب كان يذكر أن معاوية جده. وأما حديث
النقاش عنه فقد رواه عنه أيضا أبو علي الكوكبي.
أخبرناه أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل
قال نبأنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال نبأنا أبو غالب علي بن أحمد ابن
بنت معاوية بن عمرو قال حدثني جدي معاوية بن عمرو عن زائد عن الليث عن مجاهد
عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت ربي ألا يشفع حبيبا يدعو علي
حبيبه ".
قال الشيخ أبو بكر: والحديث الثاني إنما هو عن زيد بن الحباب لا عن إسحاق
الأزرق وقد.
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال نبأنا محمد بن الحسن
النقاش قال: نبأنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط قال نبأنا إدريس بن عيسى
المخزومي القطان قال نبأنا زيد بن الحباب قال نبأنا سفيان الثوري عن قابوس بن أبي
ظبيان عن أبيه عن أبي العباس. قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه
إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا، إذ هبط عليه
جبريل عليه السلام بوحي من رب العالمين فلما سرى عنه. قال: أتاني جبريل من ربي
200

فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: لست أجمعهما لك فافد
أحدهما بصاحبه ". فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكي ثم قال:
" إن إبراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأم الحسين فاطمة وأبوه علي
ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه وأنا
أوثر حزني علي حزنهما، يا جبريل تقبض إبراهيم، فديته بإبراهيم ". قال فقبض بعد
ثلاث. فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه
وقال: " فديت من فديته بابني إبراهيم ".
قال الشيخ أبو بكر: دلس النقاش بن صاعد فقال نا يحيى بن محمد بن عبد الملك
الخياط، وأقل مما شرح في هذين الحديثين تسقط به عدالة المحدث ويترك الاحتجاج
به.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أنه ذكر النقاش
فقال: كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص.
سألت أبا بكر البرقاني عن النقاش فقال: كل حديثه منكر. وحدثني من سمع أبا
بكر ذكر تفسير النقاش فقال: ليس فيه حديث صحيح.
حدثني محمد بن يحيى الكرماني قال: سمعت هبة الله بن الحسن الطبري ذكر
تفسير النقاش فقال: ذاك أشفى الصدور، وليس بشفاء الصدور.
سمعت أبا الحسين بن الفضل القطان يقول: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود
بنفسه في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فجعل
يحرك شفتيه بشئ لا أعلم ما هو ثم نادى بعلو صوته: " لمثل هذا فليعمل العاملون "
يرددها ثلاثا، ثم خرجت نفسه. ذكر محمد بن أبي الفوارس أن مولد النقاش في سنة
ست وستين ومائتين.
سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: توفي أبو بكر النقاش يوم الثلاثاء ليومين مضيا
من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ودفن غداة يوم الأربعاء.
قال الشيخ أبو بكر: في داره دفن، وكان يسكن دار القطن.
201

636 - محمد بن الحسن بن مسعود، أبو بكر التمار:
سمع معاذ بن المثنى العنبري، ومحمد بن يونس الكديمي، حدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر
محمد بن الحسين بن رزقويه وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر
محمد بن الحسن بن مسعود التمار الأصم - واللفظ للخطبي - قال نبأنا محمد بن
يونس القرشي قال نبأنا شهاب بن عباد قال نبأنا محمد بن سليم قال: قلت له من
محمد بن سليم؟ قال: لا أدري. قال: نبأنا ابن المبارك عن ابن العميا عن أبيه. قال:
وفدت إلى معاوية [فاستنسبني] فانتسبت له فعرفني فقال: إن المعرفة نسب من
الأنساب، ارفع حوائجك قبح الله معرفة لا تنفع.
637 - محمد بن الحسن بن القاسم، أبو أحمد الكاتب:
حدث عن بشر بن موسى روى عنه ابن رزقويه أيضا.
638 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن
سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم، أبو بكر المقري العطار:
سمع أبا السري موسى بن الحسن الجلاجلي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن
عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا العباس ثعلبا، والحسن بن
علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الليث الجوهري، وإدريس بن
عبد الحكيم الحداد. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز،
والحسين بن شجاع الصوفي، وأبو علي بن شاذان وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال نا علي بن عمرو بن سهل الحريري قال نا
محمد بن الحسن بن مقسم - من أصل كتابه - قال نا أبو السري موسى بن الحسن بن
أبي عباد قال نا محمد بن مصعب القرقساني قال نبأنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس
ابن مالك: أن النبي الله دخل مكة وعلى رأسه المغفر
202

لم أكتب هذا الحديث إلا عن الخلال وقد وهم محمد بن مصعب، فقد رواه علي
ابن الحسن بن عبدويه الخزاز عن ابن مصعب عن مالك بن أنس عن الزهري، وذاك
الصواب.
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال حدثني
علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز قال نا محمد بن مصعب القرقساني قال نبأنا مالك
عن الأزهري عن أنس بن مالك. قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وعلى
رأسه مغفر.
كان ابن مقسم من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات، وله في
التفسير، معاني القرآن كتاب جليل سماه " كتاب الأنوار ". وله أيضا في القراءات
وعلوم النحو تصانيف عدة.
ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها وقرأها وأقرأها
على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه
عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة القراء والفقهاء فأذعن
بالتوبة، وكتب محضر بتوبته، وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه
بالشهادة عليه، وقيل أنه لم ينزع عن تلك الحروف وكان يقرئ بها إلى حين وفاته.
وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه
الذي سماه " كتاب التبيان " فقال فيما.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد
ابن عمر بن محمد بن أبي هاشم. قال: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما
صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في
الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله هذا بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في
مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما
لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيئ رأيه طريقا
إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون
الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض، وقد كان أبو بكر شيخنا نضر الله وجهه نشله
من بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عند الحكام
بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم
203

يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، واستوهب أبو بكر رضي الله تعالى عنه
تأديبه من السلطان عند توبته، وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى
ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه، ظنا منه
أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما، ولن يعدو ما ضل به مجلسه
لأن الله قد علمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين، وشبهات الملحدين بقوله: (إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر 9].
ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا وقال بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها
وفسادها على ذي لب وفطنة صحيحة، وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام،
وأبي عبيد، وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، كان ذلك لي
أيضا مباحا غير مستنكر فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقا
كطريقهم، كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفا ترك حروفا من
حروف حمزة واختار أن يقرأ على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم
يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراءة بالأمصار، ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان
مسوغا لذلك غير ممنوع منه، ولا معيب عليه، بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما
عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
وذكر أبو طاهر كلاما كثيرا نقلنا منه هذا المقدار، ومن آثر الوقوف عليه فليعمد
للنظر في أول كتاب " البيان " فإنه مستقصى هناك.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزال قال: سمعت أبا أحمد الفرضي
غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمد
ابن الحسن بن مقسم قد ولي ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته
الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
قال الشيخ أبو بكر: ذكرت هذه الحكاية لأبي يعلى بن السراج المقرئ. فقال: وأنا
سمعتها من أبي أحمد الفرضي.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي ابن مقسم في شهر ربيع الآخر سنة أربع
وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة خمس وستين ومائتين. ويقال أن ابنه أدخل عليه
حديثا، والله أعلم.
204

أخبرنا الحسن بن أبي بكر. قال: توفي أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون
من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، توفي على ساعات من النهار ودفن
بعد صلاة الظهر من يومه.
639 - محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم، أبو بكر الدقاق، يعرف بابن
الكوفي:
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي بن المتوكل، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن
العباس المؤدب، وأحمد بن علي الأبار، وكان ثقة.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه في مواضع عدة، فسمى أباه الحسن، وكذلك
سمى أباه عبد الله بن عثمان الصفار في روايته عنه. وحدثنا عنه محمد بن طلحة
النعالي، وعلي بن أحمد الرزاز. فقالا: نا محمد بن الحسين. وكذلك قال أبو الحسن
الدارقطني وأبو إسحاق الطبري في روايتهما عنه. وقال مثله ابن رزقويه في غير موضع
ونحن نسوق عنه حديثا في باب محمد بن الحسين،: إن شاء الله.
640 - محمد بن الحسن بن الصباح، أبو الحسن الكاتب:
حكى عن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي حكاية نوردها بعد في أخبار محمد
ابن داود بن علي الأصبهاني، إن شاء الله.
641 - محمد بن الحسن بن سعيد بن الخشاب، أبو العباس المخرمي الصوفي:
صاحب حكايات عن أبي جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني، وأبي بكر الشبلي.
روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري، والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الحافظ. وكان قد نزل بنيسابور ثم خرج إلى مكة فتوفي بها.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ النيسابوري. قال: محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد الصوفي أبو العباس
البغدادي المعروف بابن الخشاب كان من أظرف من قدم نيسابور من البغداديين،
وأكملهم عقلا ودينا، وأكثرهم تعظيما [للسنة وتعصبا لها].
دخل بلاد خراسان، وأقام عندنا سنين، وسمع الحديث الكثير، ثم حج
205

وجاور بمكة ومات بها سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
642 - محمد بن الحسن بن كوثر بن علي، أبو بحر البربهاري:
حدث عن محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب التمتام، وإسماعيل بن
إسحاق القاضي، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبي العباس
الكديمي، وغيرهم. انتخب عليه أبو الحسن الدارقطني. وحدثنا عنه أبو الحسن بن
رزقويه، وعلي بن محمد بن عبد الله الحذاء، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمد بن عمر
ابن بكير النجار، ومكي بن علي الحريري، وأبو بكر البرقاني، وعبيد الله بن عمر بن
شاهين، وأبو نعيم الأصبهاني.
وسألت أبا نعيم عنه. فقال: كان الدارقطني يقول لنا: اقتصروا من حديث أبي
بحر على ما انتخبته حسب.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة السهمي يقول: سألت أبا
الحسن الدارقطني عن محمد بن الحسن بن كوثر أبي بحر البربهاري. فقال: كان له
أصل صحيح وسماع صحيح، وأصل رديء فحدث بذا وبذاك فأفسده.
سمعت أبا الفتح محمد بن أبي الفوارس. يقول: أبو بحر بن كوثر شيخ فيه نظر.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال سمعت من أبي بحر بن كوثر وحضرت عنده يوما.
فقال لنا ابن السرخسي: سأريكم أن الشيخ كذاب، وقال لأبي بحر: أيها الشيخ،
فلان ابن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني، هل سمعت منه؟ فقال أبو بحر: نعم قد
سمعت منه. قال أبو بكر [البرقاني] وكان بن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه
ولم يكن للمسألة أصل.
وقرأت على البرقاني حديثا عن أبي بحر فقال: خرج عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس
في الصحيح. قلت له: وكذلك فعل أبو نعيم الأصبهاني. فقال، أبو بكر، ما يسوى
أبو بكر عندي كعب. ثم سمعته ذكره مرة أخرى فقال: كان كذابا.
قال محمد بن أبي الفوارس: مولد أبي بحر في سنة ست وستين ومائتين، وكان
مخلطا وله أصول جياد وله أشياء ردية، ومات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
206

حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان أبو بحر بن كوثر البربهاري مخلطا،
وظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة، منها: أنه حدث عن يحيى بن أبي طالب
وعبدوس المدائني فغفله قوم من أصحاب الحديث فقرؤوا عليه ذلك، وكانت له
أصول كثيرة جيده فخلط ذلك بغيره وغلبت الغفلة عليه.
643 - محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عيسى بن يقطين، أبو جعفر
البزاز اليقطيني:
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص
الكوفي، وأبا يعلى أحمد بن علي الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم
البغوي، ومن في طبقتهم.
وكان قد سافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان فأكثر، وكان صدوقا
فهما.
حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني، وعلي بن محمد بن عبد الله الحذاء، وعبد الله بن
أبي الحسين بن بشران، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأبو علي بن دوما النعالي،
وغيرهم.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال: كان جعفر اليقطيني جميل الأمر
في الحديث، ثقة وانتقي عليه من الحفاظ عمر البصري، وابن مظفر،
والدارقطني.
قال لي أبو بكر البرقاني: كان اليقطيني حسن الحديث، ولم أرزق أن أسمع منه
إلا شيئا يسيرا. فقلت: له أكان ثقة؟ قال: نعم. قلت للبرقاني مرة أخرى - وذكر
اليقطيني: أكان ثقة؟ فقال لم أسمع فيه إلا خيرا، غير أني رأيت في جمعة لحديث
مسعر أحاديث منكرة. فقلت لأبي بكر: الحمل في تلك الأحاديث على غيره لأنها
من وجوه فيها نظر عن الشاميين وغيرهم، فأما أن يكون على اليقطيني فيها حمل من
جهته فلا.
حدثني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال: توفي اليقطيني في يوم الأربعاء،
ودفن في يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة.
207

644 - محمد بن الحسن بن محمد بن برد خرشاد، أبو عبد الله السروي
السراجي الرازي ساكن بغداد:
سمع أحمد بن خالد المروزي، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري، وعلي بن
محمد بن مهرويه القزويني، وأبا نعيم بن عدي الأستراباذي وعبد الرحمن بن أبي
حاتم الرازي، حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأبو
بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال.
وسألت عنه البرقاني. فقال: ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيما توفي أبو
عبد الله محمد بن الحسن بن محمد الرازي السراجي ودلال الخز السوسي، وكان ثقة
أمينا مستورا.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني. قال: سمعت من أبى عبد
الله السراجي في قطيعة الربيع.، وتوفي ليلة الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة أربع
وسبعين وثلاثمائة، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة في تربة له.
645 - محمد بن الحسن بن سليمان، أبو بكر، يعرف بالقزويني:
حدث عن جعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوقي،
ومحمد بن صالح بن ذريح العبري، وأبي القاسم البغوي، ومحمد بن هارون
الحضرمي، وإسماعيل بن العباس الوراق، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزار.
وحدثنا عنه محمد علي بن محمد بن الحسن المالكي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن
ابن سليمان القزويني - سمعت منه في شارع العتابيين - قال نبأنا أبو بكر الفريابي
قال: نبأنا هشام بن عمار الدمشقي قال نبأنا صدقة بن خالد قال نبأنا عثمان بن أبي
عاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامة الباهلي. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ". ثم جمع بين أصبعيه الوسطي والتي
تلي الإبهام ثم قال: " العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس
بعد ".
208

قال الشيخ أبو بكر: وكان عند المالكي عن هذا الشيخ جزء واحد عن جماعة
الشيوخ الذين ذكرتهم، وكان في أكثر الأحاديث تخليط في الأسانيد والمتون.
وقال لي المالكي: مات هذا الشيخ في يوم الخميس غرة شعبان من سنة خمس
وسبعين وثلاثمائة.
646 - محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن حفص، أبو الفضل الكاتب:
حدث عن يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري، وأحمد بن محمد بن
مسعدة الأصبهاني، وعلي بن محمد بن عبد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي،
ومحمد بن مخلد، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وعلي بن محمد المصري. حدثنا
عنه أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، وأبو عبد الله الحسين
ابن الحسن الأنماطي، وعبد العزيز بن علي الأزجي.
أخبرني أبو القاسم بن أبي عثمان قال نبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد
ابن جعفر بن حفص الكاتب قال نبأنا يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري قال
نبأنا أحمد بن عبد الجبار التميمي قال نبأنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن محمد
ابن جحادة عن الحسن عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله
طلست ما في صحيفته من السيئات حتى يعود إلى مثلها ".
سألت ابن أبي عثمان عن هذا الشيخ. فقال: كان فاضلا صالحا دينا، يجلس
بقرب حلقة ابن إسماعيل الوراق في جامع المنصور وهناك سمعت منه.
647 - محمد بن الحسن بن أحمد بن قشيش، أبو بكر السمسار:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان
النجاد، وجعفر الخلدي.
وكان صدوقا من أهل القرآن، وينتحل في الفقه مذهب أحمد بن حنبل.
حدثني عنه ابنه علي وسمعته يقول: توفي أبي أول يوم من المحرم سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة.
648 - محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد البحيري النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد بن سعيد البحيري. حدثنا عنه
القاضي أبو العلاء الواسطي.
209

أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال: أنبأنا محمد بن الحسن بن جعفر
ابن محمد البحيري النيسابوري ببغداد في درب السلولي قال نبأنا أبو العباس محمد
ابن محمد بن سعيد البحيري قال نبأنا الفضل بن عبد الله قال نبأنا مالك بن سليمان
قال نبأنا شعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا نكاح إلا بولي ".
649 - محمد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران، أبو بكر الصيرفي:
سمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبا أحمد بن المهتدي،
والحسين بن إسماعيل المحاملي.
حدثني عنه عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي وسألته عنه. فقلت: أكان ثقة؟
فقال: فوق الثقة.
650 - محمد بن الحسن بن المظفر، أبو علي اللغوي المعروف بالحاتمي:
روى عن أبي عمر الزاهد وغيره أخبارا أملاها في مجالس الأدب. حدثنا عنه علي
ابن المحسن القاضي التنوخي، وقال لي: مات الحاتمي في يوم الأربعاء لثلاث بقين من
شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
651 - محمد بن الحسن بن سليم، أبو بكر النجاد:
سمع أبا العباس بن عقدة، ومحمد بن جعفر المطيري، وعلي بن محمد المصري.
حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي. وقالا لي: توفي محمد
ابن الحسن بن سليم في يوم الأحد.
وقال لي الأزهري: في ليلة الأحد، ودفن يوم الأحد العاشر من شهر ربيع الآخر
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: ثقة مأمون صاحب كتب كثيرة.
210

652 - محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أبو بكر الهاشمي:
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الأخوان ابنا المأمون. قالا: نا أبو العباس عبد
الملك بن أحمد بن الزيات قال نا حفص بن عمرو الربالي قال نا عبد الرحمن بن
مهدي قال نبأنا سفيان قال نبأنا الهزهاز بن ميزن عن رجل من قومه أن عدي بن
فرس جعل له رواد بن عمار بغلة على أن يخير امرأته ثلاثا، فخيرها ثلاثا، كل ذلك
تختار زوجها - وكان معها - حتى قدم عليهم رجل يقال له مسلمة بن رافع، فأتى
عليا فقال: لئن قربتها لأرجمنك.
سألت أبا تمام عبد الكريم بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون عن
ابني المأمون اللذين حدثنا عنهما أبو بكر البرقاني. فقال: هما أخوا جدي اسم كل
واحد منهما محمد، قال وكان جدي محمد بن الحسن يكنى أبا الحسن وهو أكبر
إخوته وتقدمت وفاته، مات بعد سنة خمسين وثلاثمائة وعندنا كتاب له كان أبونا
سمعه منه ولم يخرج عنه شئ من العلم. وأما أخواه فهما أبو بكر أبو الفضل وقد
حدثا. سمع من أبي بكر أبو بكر: البرقاني، تقدمت وفاته علي وفاة أخيه أبى الفضل.
قال الشيخ أبو بكر: وقد...
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال نبأنا أبو الفضل محمد
وأبو الحسين عبد الله ابنا الحسن بن الفضل بن المأمون. قالا: نبأنا أبو العباس عبد
الملك بن أحمد الزيات بالحديث الذي ذكرناه عن البرقاني عن ابني المأمون. وقال لي
الصيمري: سمعت من أبى الفضل محمد وأبي بكر محمد وأبى الحسين بن عبد الله
ابن الحسن بن الفضل بن المأمون وكان سماعهم في موضع واحد وأبو الفضل أكبرهم
ويتلوه أبو بكر ثم أبو الحسين، وكان لهم أخ يكنى أبا الحسن واسمه أيضا محمد
مات قديما.
653 - محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أبو الفضل الهاشمي:
سمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وسعيد بن محمد أخا الزبير
الحافظ، وأحمد بن نصر بن سندويه، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الزيات، والقاضي
أبا عبد الله المحاملي، وأبا بكر بن الأنباري. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم
211

الأزهري، وحمزة بن محمد بن ظاهر الدقاق. وهبة الله بن الحسن الطبري، وعلي بن
عبيد الله السمسماني النحوي، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
الفضل بن المأمون الهاشمي ثقة.
حدثني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب وهلال بن المحسن الكاتب.
قالا: توفي أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون يوم السبت سلخ شهر ربيع
الأول.
وقال هلال: ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وثلاثمائة وله ست وثمانون سنة.
654 - محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه، أبو بكر:
سكن البصرة وحدث ببغداد عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود،
وأبي بكر بن مجاهد المقرئ. حدثنا عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي
الصيمري.
أخبرنا الصيمري قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن
محمويه - قدم علينا من البصرة - قال نا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد
المقرئ قال نا محمد بن علي السرخسي قال نا بكر بن خداش قال نا عيسى بن
المسيب عن عطية عن أبي سعيد. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إن أرفع الناس
درجة عند الله إمام عادل، وأشد الناس عذابا إمام غير عادل ".
قال لي الصيمري: هذا الشيخ عم جابر بن ياسين وأصله بغدادي إلا أنه انتقل إلى
البصرة فنزلها.
655 - محمد بن الحسن بن عمرو بن الحسن، أبو الحسن المؤدب، يعرف بابن
أبي حسان:
حدث عن أبي العباس بن عقدة، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو
الرزاز، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وأحمد بن سليمان العباداني، حدثنا عنه أحمد
ابن محمد العتيقي.
212

656 - محمد بن الحسن بن عبد الرحمن، أبو بكر الرازي، يعرف بابن
الوارث:
قدم علينا في أيام [أبي] عمر بن مهدي، وحدث عن أبي عبد الله محمد بن
أحمد بانياك الأرجائي. علقت عنه أحاديث.
657 - محمد بن الحسن بن محمد، أبو العلاء الوراق:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب
الطائي، وأحمد بن كامل القاضي، وبكار بن أحمد المقرئ، وكتب بالبصرة عن
محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وأبو بشر بن دستكونا، وعلي بن الحسين بن
جعفر القطان، ومحمد بن عبد الله بن سفيان المعمري. كتبنا عنه وكان ثقة.
أخبرنا أبو العلاء الوراق قال نبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن جعفر القطان
- إملاء بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة - قال نبأنا محمد بن يونس قال نبأنا
الضحاك بن مخلد قال أنبأنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن
لكل نبي دعوة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ".
سألت أبا العلاء عن مولده فذكر لي أنه ولد في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. وكان
ينزل بالجانب الشرقي ناحية سوق يحيى، ومات في يوم الخميس الثاني والعشرين من
شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة الخيزران.
658 - محمد بن الحسن بن علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل، أبو بكر
المعروف بالنعماني:
سمع من عبد الخالق بن الحسن بن أبي رؤبة، وأحمد بن سندي الحداد شيئا
يسيرا. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، يسكن ناحية سوق الطعام.
أخبرنا أبو بكر النعماني قال نبأنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي رؤبة أبو محمد
المعدل إملاء قال نا محمد بن سليمان بن الحارث قال نبأنا أبو منصور قال نبأنا سفيان
213

عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. قال: جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم: " أي الإسلام
أفضل؟. قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك (1) ".
قال لنا أبو بكر النعماني: ولدت في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ومات في ليلة
الخميس الرابع من جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة. ودفن في صبيحة
تلك الليلة بمقبرة باب الدير.
659 - محمد بن الحسن بن العباس، أبو يعلى المطرز، يعرف بابن الكرجي:
كان صاحبا لنا مختصا بنا، سمع منا الكثير من أبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين
ابن المتيم، وأبي الحسن بن الصلت الأهوازي. وكان قد سمع قبلنا من ابن الصلت
المجبر، وأبي أحمد الفرضي، وغيرهما.
علقت عنه أحاديث يسيره. وكان صدوقا مستورا حافظا للقرآن. وتوفي وهو
شاب، وكانت وفاته في ليلة السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع
وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير. وأحسبه لم يبلغ
سنة الأربعين، وكان الشيب كثيرا في لحيته.
قال الشيخ أبو بكر: رأيت أبا يعلى محمد بن الحسن الكرجي في المنام بعد موته
بنحو من سنة وهو على صورة حسنة، وهيئة جميلة، لابسا ثيابا بيضا ولحيته سوداء
شديدة السواد، فسلم علي. ثم قال لي ابتداء، وهو مستبشر يكاد أن يضحك: إن الله
تعالى غفر لي ذنوبي كلها. أو نحو هذا من القول. ومشى معي يحدثني حديثه قبل
موته، وأنا أظنه يريد أن يسوق الحديث إلى إعلامي ما لقيه في حال قبضه وبعد
مفارقته الدنيا. ثم انتبهت.
660 - محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران، أبو الحسين
الأهوازي، ويعرف بابن أبي علي الأصبهاني:
قدم علينا من الأهواز، وسكن بين السورين، وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء
من حديثه، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقاني. وسمعنا منه، فحدثنا عن محمد
214

ابن إسحاق بن دارا، وأحمد بن محمود بن خرزاد، ومحمد بن أحمد بن إسحاق
الشاهد الأهوازيين، وعن أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، وأبي
علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي، وغيرهم.
وسمعته يقول: ولدت في آخر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وكان قد أخرج إلينا فروعا بخطه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخرين عن
متقدمي البغداديين الذين في طبقة عباس الدوري ونحوه. فظننت أن الغفلة غلبت عليه
فإنه لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث، حتى حدثني عبد السلام بن الحسين
الدباس - وكان لا بأس به معروفا بالستر والصيانة. قال: دخلت على الأهوازي يوما
وبين يديه كتاب فيه أخبار مجموعة وهو صحيفة لا يوجد [فيها] سماع. فرأيت
الأهوازي قد نقل منه أخبارا عدة إلى مواضع متفرقة من كتبه. وأنشأ لكل خبر منها
إسنادا. أو كما قال.
قال الشيخ أبو بكر: وقد رأينا للأهوازي أصولا كثيرة سماعه فيها صحيح بخط
محمد بن أبي الفوارس عن محمد بن الطيب البلوطي وغيره. وكان سماعه أيضا
صحيحا لكتاب " تاريخ البخاري الكبير " فقرئ عليه ببغداد عن أحمد بن عبدان
الشيرازي، ومن أصل ابن أبي الفوارس قرئ وفيه سماع الأهوازي، وكان عند أبي
جعفر الطوابيقي عن أبي علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي حديث مسند عن
الجاحظ فحضرت الأهوازي وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه ذلك الحديث بخط
حدث كان يقال له: ابن الصقر، مكتوبا.
حدثنا أبو جعفر الطوابيقي وأبو الحسين الأهوازي. قالا: نبأنا الصولي. فقال له:
أسمعت هذا الحديث من الصولي؟ فقال: نعم، اقرأه علي. فقرأه ثم قال: اكتبه لي
فكتبه له. وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظن تركت عنده شيئا
لم أطالعه، ولم يكن الحديث في كتبه ويركبها ويضعها علي الشيوخ. وقد عثرت له
وغير واحد من أصحابنا على ذلك، والله أعلم.
حدثني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال: سمعت أبا نصر أحمد بن علي
ابن عبدوس الجصاص بالأهواز يقول: كنا نسمي ابن أبي علي الأصبهاني جراب
الكذب.
215

قال الشيخ أبو بكر: أقام الأهوازي ببغداد سبع سنين ثم خرج إلى الأهواز، وبلغتنا
وفاته في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
661 - محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن، أبو عبد الله البزاز المقرئ،
ويعرف بابن الشمعي:
من أهل باب الطاق. حدث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، وأبي
بكر بن مالك القطيعي.
كتب عنه بعض أصحابنا وسمعته يثني عليه، ثم رأيت شيئا من كتبه وفيه سماعه
ملحق بخط طري، وكان الكتاب قديما لغيره. والله أعلم. مات ابن الشمعي في المحرم
من سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
662 - محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو المظفر المروزي
القرينيني:
وقرينين ناحية من نواحي مرو. سكن بغداد وحدث بها عن زاهر بن أحمد
السرخسي، وأبي طاهر المخلص، وغيرهما. كتبت عنه وكان صدوقا يتفقه على
مذهب الشافعي.
أخبرني أبو المظفر المروزي قال أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي بها قال
نبأنا أبو عبد الله محمد بن المسيب الأرغياني قال نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد
الملك بن أبي رومان الإسكندراني قال نبأنا ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن
عمر. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " دع ما يريبك إلى مالا يريبك فإنك لن
تجد فقد شئ تركته لله عز وجل ".
غريب من حديث مالك لا أعلم روى إلا من هذا الوجه. مات أبو المظفر بناحية
شهرزور على ما بلغنا في ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
663 - محمد بن الحسن بن الفضل بن العباس، أبو يعلى الصوفي البصري:
أذهب عمره في السفر والتغرب، وقدم علينا بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن
216

أبي الحديد الدمشقي، وأبي الحسين بن جميع الغساني، كتبت عنه وكان صدوقا،
وذكر لي أنه سمع من زاهر بن أحمد السرخسي وغيره من أهل خراسان.
أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسن البصري في دار القاضي أبي القاسم التنوخي قال
نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم السلمي بدمشق قال نبأنا
أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال نبأنا عمر بن شبة قال نبأنا يحيى بن
سعيد عن محمد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ضرب
أحدكم فليتجنب الوجه ولا يقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإن الله
خلق آدم على صورته ".
سألت أبا يعلى عن مولده. فقال: في سنة ثمان وستين وثلاثمائة. وكان قدومه
علينا في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وخرج في ذلك الوقت إلى الشام وغاب عنا
خبره. وكان شيخا مليحا ظريفا من أهل الفضل والأدب حسن الشعر. ومن مليح
قوله.
يا أبا القاسم الذي قسم الرحمن * من راحتيه رزق الأنام
أنا في الشعر مثل مولاي في الجود * حليفا مكارم ونظام
وإذا ما وصلتني فأمير الجود * أعطى المنى أمير الكلام
وله أيضا في عجوز أكول:
لي عجوز كأنها البدر * في ليلة المطر
ناطق عن جميع أعضائها * شاهد الكبر
غير أضراسها ففيها * لذي اللب معتبر
أعظم غير أنها * أعظم تطحن الحجر
664 - محمد بن الحسن بن عيسى بن عبد الله، أبو طاهر المعروف بابن
شرارة الناقد:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم
الزينبي، ومحمد بن إسماعيل الوراق. كتبنا عنه، وكان صدوقا يسكن نهر طابق.
217

أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن الناقد قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال
نبأنا جعفر بن محمد الفريابي قال نبأنا إسحاق بن راهويه قال نبأنا أبو جعفر الحنفي
قال نبأنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان. عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
سألت أبا طاهر عن مولده فقال: في أحد الربيعين من سنة ثلاث وخمسين
وثلاثمائة، ومات في أول ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
665 - محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن داود بن الحسن، أبو نصر ابن
عم أبى عبد الله بن السلماسي:
[سمع محمد أبا طاهر المخلص، ومحمد بن علي بن نصر الديباجي. كتبت عنه
وكان صدوقا، روى شيئا يسيرا.
أنبأنا أبو نصر بن السلماسي] قال نبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس
المخلص قال نبأنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة قال نبأنا محمد بن يحيى الأزدي قال
نبأنا سعيد بن عامر عن خشيش أبي محرز قال سمعت أبا عمران الجوني. يقول:
وهبك تنجو، بعدكم تنجو؟. مات أبو نصر في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الثامن
من شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
666 - محمد بن الحسن بن عثمان بن عمر أبو طاهر الأنباري:
سكن بغداد وكان قدمها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. وسمع من الحسين بن
هارون الضبي، وأبى عبد الله بن دوست.
كتبت عنه في سوق السقط وكان صدوقا. مات في النصف الأول من شهر ربيع
الأول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
218

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسين
667 - محمد بن الحسين أبو جعفر، ويعرف بأبي شيخ البرجلاني، نسب إلى
محله البرجلانية:
وهو صاحب كتاب " الزهد والرقائق ". سمع الحسين بن علي الجعفي، وزيد بن
الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر بن سعد السمان، وطلق بن غنام، وخالد بن عمرو
الأموي، وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وأبو بكر بن أبي الدنيا،
وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي.
أخبرنا روح بن محمد الرازي إجازة شافهني بها أن إبراهيم بن محمد بن بشر
أخبرهم قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول: ذكر لي أن
رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شئ من حديث الزهد فقال: عليك بمحمد بن
الحسين البرجلاني. بلغني عن إبراهيم بن إسحاق الحربي أنه سئل عن محمد بن
الحسين البرجلاني. فقال: ما علمت إلا خيرا.
وذكر ابن أبي الدنيا: أنه مات في سنة ثمان والثلاثين ومائتين.
688 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان، أبو جعفر العامري
يعرف بابن أشكاب. لأن أباه يلقب أشكابا:
ولمحمد أخ أكبر منه يسمى عليا وأصلهم من خراسان من بلد نسا. وكان محمد
حافظا سمع أبا المنذر إسماعيل بن عمر، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومصعب بن
المقدام، ومحمد بن أبي عبيدة المسعودي، ومعاوية بن هاشم، وعبد الصمد بن عبد
الوارث، وأبا نوح المعروف بقرادة، وإسحاق بن سليمان الرازي. روى عنه: البخاري
في صحيحه حديثين. وحدث عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وابنه الحر بن محمد
ابن أشكاب، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري.
219

وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة. سئل أبى عنه فقال: صدوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال أنبأنا محمد بن مخلد العطار قال نبأنا محمد بن
أشكاب قال نبأنا معاوية بن هاشم قال نبأنا سفيان عن الأعمش عن الحكم عن مقسم
عن ابن عباس عن أسامة بن زيد. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أردفه حين أفاض من عرفة.
قال: فما رأيت ناقته رافعة يدها حتى أتي جمعا.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي
عن أبي العباس بن سعيد. قال: محمد بن الحسين بن إبراهيم أبو جعفر البغدادي بن
أشكاب، سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. يقول: كان من أهل العلم
والأمانة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال قرأت
على محمد بن مخلد. قال: مات محمد بن إشكاب في المحرم سنة إحدى وستين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: أبو جعفر محمد بن الحسين بن أشكاب العامري توفي يوم الثلاثاء
لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين ومائتين، وله ثمانون سنة.
وذكر لنا عنه أن ميلاده كان في سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد يغلط في تاريخ
موته. فيقال: في آخر سنة ستين ومائتين.
669 - محمد بن الحسين، جار ابن أشكاب، يعرف ببنان:
حدث عن مسعود السكري عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حديثا رواه أبو
مزاحم الخاقاني عن حامد بن محمد المؤدب البصري عنه.
670 - محمد بن الحسين بن معدان، أبو جعفر البجلي، يعرف بمهيار الوراق:
حدث عن إسماعيل بن أبي أويس، ومحبوب بن موسى الأنطاكي، وجمعة بن عبد
الله البلخي. روى عنه القاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وكان
ثقة.
671 - محمد بن الحسين، أبو جعفر البندار:
حدث عن أبي الربيع الزهراني. روى عنه: محمد بن مخلد.
220

أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي قال أنبأنا علي بن
عمر الحافظ قال نبأنا محمد بن مخلد قال نبأنا محمد بن الحسين البندار أبو جعفر
قال نبأنا أبو الربيع قال نبأنا عباد بن العوام قال نبأنا الحجاج عن حصين عن الشعبي
عن الحارث عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي ولا نكاح إلا
بشهود ". قال علي بن عمر: هكذا حدثناه ابن مخلد مرفوعا.
قال الشيخ أبو بكر: رواه معلى بن منصور عن عباد بن العوام موقوفا من قول
علي.
وكذلك رواه أبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون عن حجاج موقوفا.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات محمد
ابن الحسين البندار أبو جعفر في شهر رمضان.
672 - محمد بن الحسين، أبو نصر الدهقان:
حدث عن أحمد بن سعيد الهمداني. روى عنه محمد بن مخلد أيضا.
673 - محمد بن الحسين بن المبارك، أبو جعفر، يعرف بالأعرابي، ويقال:
عرابي:
سمع أسود بن عامر شاذان، ويونس بن المؤدب، وعمر بن حماد بن طلحة، وأبا
غسان مالك بن إسماعيل، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه يحيى بن محمد بن
صاعد، ومحمد بن مخلد، وغيرهما، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال قرئ على أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار وأنا
أسمع في صفر سنة ثلاثين وثلاثمائة قال: نبأنا محمد بن الحسين قال نبأنا شاذان قال
نبأنا سفيان الثوري عن أبي قيس عن هذيل عن ابن مسعود. قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الواشمة والموشومة، والواصلة والموصولة، والمحلل والمحلل له، وآكل الربا
ومطعمه.
رواه غير ابن مهدي عن ابن مخلد فبين أن محمد بن الحسين هو الأعرابي.
221

أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وتوفي محمد بن الحسين الأعرابي لعشر بقين من شهر رمضان سنة
سبعين ومائتين وكان كثير السماع كتب الناس عنه على سداد. ثم توفي ابنه وكان
شابا نفيسا يحفظ الحديث فتغير لذلك إلى أن مات.
674 - محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين، أبو جعفر الخزاز المعروف
بالحنيني:
من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن موسى العبسي، ومالك
ابن إسماعيل النهدي، وعمر بن حفص بن غياث النخعي، ويحيى بن يعلى المحاربي
وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وكان عنده عنه موطأ
مالك، روى عنه يحيى بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد
الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السماك، ومكرم بن أحمد
القاضي، وأبو سهل بن زياد، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ. قال: محمد بن
الحسين بن موسى بن أبي الحنين الكوفي الخزاز صنف مسندا وحدث به، كان ثقة
صدوقا. حدثنا عنه جماعة من شيوخنا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان يقول سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: سنة سبع وسبعين فيها مات
محمد بن الحسين الحنيني بالكوفة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وجاءنا الخبر بموت محمد بن الحسين بن أبي الحنين أنه مات في
جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين - يعنى ومائتين.
675 - محمد بن الحسين بن سعيد، أبو جعفر بن البستنبان:
كان يسكن سر من رأى. وحدث بها عن الحسن بن بشر البجلي، وهشام بن
بهرام المدائني. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن
أحمد بن المحرم، وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان قال نبأنا سليمان بن
222

أحمد بن أيوب الطبراني قال نبأنا محمد بن الحسين بن البستنبان بسر من رأى قال
نبأنا هشام بن بهرام المدائني قال نبأنا إسحاق الأزرق قال نبأنا سفيان عن منصور عن
أبي حازم عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا هجرة فوق ثلاث، فما كان فوق
ثلاث فمات دخل النار ".
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا ابن
قانع أن أبا جعفر بن البستنبان مات بسر من رأى في سنة تسع وثمانين ومائتين.
676 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو شيخ
الأصبهاني:
هو أبهري الأصل، سمعت أبا نعيم الحافظ ينسبه كذلك. سكن بغداد وحدث بها
عن محمد بن موسى الحرشي، وأبي بكر الأثرم، والحسن بن محمد الزعفراني، روى
عنه: أبو بكر الشافعي غير أنه قال: حدثنا محمد بن الحسن أبو جعفر ويعرف بأبي
الشيخ.
قال الشيخ أبو بكر: وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا محمد بن الحسين
أبو الشيخ الأبهري الأصبهاني ببغداد قال نبأنا محمد بن موسى الحرشي قال نبأنا
سهيل بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يرض بقضاء الله، ويؤمن بقدر الله، فليلتمس إلها غير الله عز
وجل ويقال: إن هذا الحديث لم يروه عن خالد غير سهيل وتفرد به محمد بن موسى
الحرشي عنه.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن ومحمد الأنماطي قال نبأنا محمد بن
عبد الله الشافعي قال نبأنا أبو شيخ محمد بن الحسين الأصبهاني قال نبأنا الحسن
الزعفراني قال نبأنا الحجاج بن محمد قال: نبأنا شعبة عن الحجاج بن دينار عن
منصور عن الحكم: أنه كان يشرب وهو يصلى.
223

قال الحجاج: سئل شعبة في التطوع؟ قال: نعم؟ قال لي أبو نعيم: سكن أبو
الشيخ محمد بن الحسين الأصبهاني بغداد وتوفي بها سنة ست وثمانين
ومائتين.
وأخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا الشيخ الأصبهاني
مات في سنة تسعين ومائتين.
677 - محمد بن حسين بن حريقا البزار:
حدث عن الحسن بن موسى الأشيب. روى عنه عبد الله بن إسحاق الخراساني
المعدل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال
نبأنا محمد بن الحسن بن حريقا البزار قال نبأنا الحسن بن موسى الأشيب قال نبأنا
أبو هلال عن قتادة عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحسد يأكل الحسنات كما
تأكل النار الحطب "
678 - محمد بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو العباس الأنماطي:
سمع سعيد بن سليمان الواسطي، ويحيى بن يوسف الزمي، وداود بن عمرو
الضبي. وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الرحمن الأرزي، ويحيى
ابن معين، وهارون بن عبد الله البزار، روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد
ابن مخلد، وعلي بن محمد المصري، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل بن علي
الخطبي، وأبو بكر بن خلاد، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا العباس بن الحسين
الأنماطي مات في سنة تسعين ومائتين.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: أبو العباس محمد بن الحسين الأنماطي حمل الناس عنه لثقته
وصلاحه. توفي لأيام مضت من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وهكذا ذكر محمد بن مخلد وفاته فيما قرأت بخطه.
224

679 - محمد بن الحسين بن الفرج، أبو ميسرة الهمداني:
كان أحد من يفهم شأن الحديث، وصنف مسندا سمع منه، وقدم بغداد وحدث
بها عن كامل بن طلحة الجحدري وطبقته. روى عنه محمد بن محمد الباغندي،
وأبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان قال نبأنا أبو ميسرة محمد بن الحسين الهمداني قال نبأنا وهب بن بقية قال
نبأنا خالد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا يرحم ".
قال ونبأنا خالد عن إسماعيل عن عامر عن جرير. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
لا يرحم لا يرحم ".
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بين عبد العزيز البزار بهمذان قال نبأنا
صالح بن أحمد بن محمد الحافظ. قال: محمد بن الحسين بن الفرج أبو
ميسرة.
روى عن شيبان بن فروخ، وهوذة بن خليفة، وعبد الواحد بن غياث، وكامل بن
طلحة، ومحمد بن عبد الجبار. وكان يحسن هذا الشأن وهو صدوق. روى عنه
محمد بن سليمان الحضرمي وقال نبأنا محمد بن العلاء الهمداني. وإنما هو ابن أبي
العلاء واسمه الفرج.
680 - محمد بن الحسين بن حبيب، أبو حصين الوادعي القاضي:
من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن يونس اليربوعي، ويحيى بن
عبد الواحد الحماني، وعون بن سلام، وجندل بن والق، وعبد الحميد بن صالح.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو عمرو بن
السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي.
وكان فهما " صنف المسند ". وقال الدارقطني: كان ثقة.
225

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار قال نبأنا عثمان بن أحمد
الدقاق إملاء قال نبأنا أبو حصين محمد بن الحسين القاضي الكوفي قال نبأنا عبد
الحميد بن صالح قال نبأنا ابن المبارك عن عبد الله بن عقبه قال حدثني أبو قبيل عن
أبي عشانة المعافري عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من خرج من بيته إلى
المسجد كتب الله له بكل خطوة يخطوها عشر حسنات، والقاعد في المسجد ينتظر
- يعنى الصلاة - كالقانت ويكتب من المصلين حتى يرجع بيته ".
أخبرني علي بن محمد الدقاق قال قرأنا علي الحسين بن هارون عن أبي العباس
ابن سعيد قال سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف. يقول أبو حصين صدوق
معروف بالطلب ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات
أبو حصين الكوفي بالكوفة سنة ست وتسعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وجاءنا الخبر بوفاة أبي حصين الوادعي من الكوفة أنها
كانت في شهر رمضان سنة ست وتسعين. وقد كان قاضيا كتبنا عنه بالكوفة في سنة
ثمانين ومائتين. ثم قدم إلى مدينتنا ولم أكتب هاهنا عنه شيئا.
681 - محمد بن الحسين، يعرف بحمدي:
حدث عن بشر بن الوليد الكندي، وحيان بن بشر الأسدي. روى عنه محمد بن
مخلد.
أخبرنا محمد بن طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال نبأنا محمد بن العباس
الخزاز قال أنبأنا محمد بن مخلد قال حدثني محمد بن الحسين يعرف بحمدي قال
نبأنا بشر ين الوليد قال نبأنا أبو بكر الخلقاني عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه. أن النبي صلى الله عليه وسلم: رد الغامدية نحو أربع مرار نحوا من ثلاث سنين، كل
ذلك تقر بالزنا ثم رجمها بعد سنين.
226

682 - محمد بن الحسين بن حمدويه، الجرتي:
حدث عن يعقوب بن سواك. روى عنه أبو طالب بن البهلول التنوخي.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفاف قال أنبأنا أبو طالب
محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي قال نبأنا محمد بن الحسين بن
حمدويه الجرني قال سمعت يعقوب بن سواك يقول سمعت بشر بن الحارث يقول:
العلم حسن لمن عمل به، ومن لم يعمل به ما أضره، وقال: هذه حجج. أو قال: هذه
حجة - يعني علي من علم.
قال: وسمعت يعقوب بن سواك يقول سمعت بشر بن منصور يقول، من كلام
المسيح عليه السلام: من علم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا قال. وبشر بن منصور قديم يروى عن عبد الرحمن بن
مهدي، قد سقط اسم الشيخ يعقوب بن سواك الذي روى له عن بشر بن منصور،
فالله أعلم.
683 - محمد بن الحسين، أبو عبد الله. جد أبي سعيد الحرفي لأمه:
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني، روى عنه أبو سعيد. أخبرني عبد العزيز بن علي
الأزجي قال نبأنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار قال
حدثني جدي لأمي أبو عبد الله بن الحسين قال نبأنا أبو إبراهيم الترجماني قال سمعت
صالحا المري يقول: سمعت الحسن يقول: أنذركم سوف أقوم، سوف أصلي، سوف
أصوم.
684 - محمد بن الحسين، أبو جعفر الدقاق:
حدث عن القاسم بن بشر بن معروف. روى عنه أبو عبد الله العسكري وذكر
أنه كان ابن عمة جده عبيد بن أحمد وأنه سمع منه في سنة ثلاثمائة.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي قال أنبأنا الحسين بن محمد بن عبيد
العسكري، قال نبأنا محمد بن الحسين الدقاق نبأنا القاسم بن بشر قال نبأنا أبو
العباس الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول حدثني عبد الرحمن بن
227

القاسم قال حدثني القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: " إذا جاوز
الختان الختان، فقد وجب الغسل " فعلته أنا والنبي صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا.
685 - محمد بن الحسين بن خالد، أبو الحسن القنبيطي:
سمع إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعمر بن إسماعيل بن مجالد، وإسحاق بن
إبراهيم البغوي، والحسين بن علي الصدائي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد
ابن حسان الأزرق. روي عنه ابن بنته عيسى بن حامد الرخجي، وأبو علي بن
الصواف، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق،
وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو علي بن الصواف قال نبأنا أبو
الحسن محمد بن الحسين بن خالد القنبيطي قال نبأنا إبراهيم بن سعيد قال نبأنا
محمد بن سعيد الأموي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن المهلب بن أبي صفرة.
قال: سألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم قلتم في عثمان أعلاها فوقا؟ قالوا: لأنه لم
يتزوج رجل من الأولين ولا الآخرين ابنتي نبي غيره.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: قال لنا عيسى بن حامد القنبيطي: كنت مع
جدي فرآه منقار فقال له: لو أخذت معاوية علي كتفك لقال الناس رافضي، ولو
أخذت أنا عليا علي كتفي لقال الناس ناصبي.
قال الشيخ أبو بكر أحسب أن القائل هذا القنبيطي، لأن المعروف بمنقار هو الذي
كان يرمى بالرفض، والله أعلم.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا أبو الحسين عيسى بن حامد
ابن بشر بن عيسى القاضي: مات محمد بن الحسين بن خالد أبو الحسن القنبيطي،
جدي، يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من صفر سنة أربع وثلاثمائة.
686 - محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان:
بلخي الأصل، حدث عن النضر بن طاهر البصري، وبشر بن معاذ العقدي. روى
228

عنه عمر وبن على الفلاس كتاب التاريخ. حدث عنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن
عمر بن الجعابي، وأبو القاسم بن النخاس المقرئ، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق،
ومحمد بن المظفر الحافظ.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول سمعت
ابن ناجية يقول: يكذب - يعنى ابن شهريار - يروى عن سلمان بن توبة النهرواني
وقد مات قبل أن يسمع منه. فقيل له: فقاسم - يعنى المطرز - يحدث عن هذا؟ قال
ابن ناجية: كان لقاسم إليه رحلة أو قال طريق هناك. قال ابن غالب: أنا أشك
كيف.
قال الإسماعيلي: حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف
السهمي يقول: وسألت الدارقطني عن محمد بن الحسين بن شهريار. فقال: ليس به
بأس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال سمعت القاضي أبا الحسين الجراحي يقول: سنة
خمس وثلاثمائة فيها مات محمد بن الحسين بن شهريار.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت علي أبي القاسم بن النخاس توفي أبو بكر
محمد بن الحسين بن شهريار البلخي القطان في المحرم من سنة ست وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع فذكر مثله.
قال ابن المنادي: كانت وفاته بالجانب الغربي في شارع الأنباريين.
687 - محمد بن الحسين بن علي، التميمي:
روى عن محمد بن إسماعيل بن جعفر القرشي عن الأصمعي حروف أبى عمرو بن
العلاء. حدث عنه أبو القاسم بن النخاس وذكر أنه سمع منه في سنة تسع وثلاثمائة.
688 - محمد بن الحسين بن مكرم، أبو بكر البغدادي:
سمع بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار بن الريان، وعبيد الله بن عمر القواريري،
229

ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا همام السكوني، وخلقا من هذه الطبقة. وانتقل إلى
البصرة فسكنها حتى مات بها. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، والبصريون
وغيرهم من الغرباء.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني قال: أنبأنا سليمان بن أحمد
الطبراني قال: نبأنا محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي بالبصرة قال: نبأنا أبو حاتم
السجستاني، حدثني أبو الوليد الدربندي قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن أحمد
التوزي بالبصرة، قال: نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي قال: سمعت
إبراهيم بن فهد يقول: ما قدم علينا من بغداد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي
بكر بن مكرم بحديث البصرة خاصة، ولا أعرف منه.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة السهمي. يقول: وسألت
الدارقطني عن محمد بن الحسين بن مكرم بن أبي بكر البغدادي فقال ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار
قال نبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا بكر بن مكرم مات بالبصرة في ذي القعدة
من سنة تسع وثلاثمائة.
689 - محمد بن الحسين بن السكن:
حدث عن جعفر بن محمد الطيالسي. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
وذكر أنه سمع منه في مجلس حامد بن محمد بن شعيب البلخي.
690 - محمد بن الحسين بن حفص بن عمر، أبو جعفر الخثعمي الأشناني
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن عباد بن يعقوب الرواجني، وعباد بن أحمد العزرمي.
وأبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، ومحمد
ابن عبيد المحاربي، وفضالة بن الفضيل التميمي. روى عنه محمد بن سليمان
الباغندي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو عمرو بن السماك، ومحمد بن عمر
الجعابي ومحمد بن زيد بن مروان، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، ومحمد بن
المظفر الحافظ، وغيرهم.
230

أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أبو جعفر
محمد بن الحسين بن حفص الأشناني - ببغداد من كتابة إملاء - قال نبأنا عباد بن
أحمد بن عبد الرحمن العرزمي.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي التميمي قال نبأنا أبو داود الحفري عن الثوري
عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل
حية فإنما قتل كافرا ".
وأخبرنا الأنماطي قال أنبأنا ابن المظفر قال حدثناه أبو جعفر محمد بن الحسين بن
حفص قال نبأنا فضالة بن الفضل قال نبأنا أبو داود قال نبأنا سفيان عن الأعمش عن
إبراهيم عن الأسود بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قتل حية قتل كافرا ".
قال الشيخ أبو بكر: هكذا روى فضالة بن الفضل عن أبي داود مرفوعا، ورواه
سلم بن جنادة عن أبي داود موقوفا لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي. يقول: سألت
الدارقطني عن محمد بن الحسين بن حفص الأشناني. فقال: ثقة مأمون.
كتب إلى أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل من الكوفة، وحدثني
محمد بن علي الصوري عنه قال نبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن
سفيان الحافظ. قال: سنة خمس عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو جعفر محمد بن الحسين
ابن حفص بن عمر الخثعمي مولي الأشناني لسبع خلون من صفر يوم الخميس.
وأخبرني بعض أصحابنا أنه سمعه يقول: إنه ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وكان ثقة حجة.
691 - محمد بن الحسين بن حفص، أبو بكر الكاتب:
حدث عن محمد بن سنان القزاز، وأحمد بن عبيد بن ناصح. روى عنه أبو
الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وأبو عمر بن حيوية. إلا أن أبا الفضل سمى
أباه الحسن، وقد ذكرناه فيما تقدم.
231

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال نبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن
حيويه قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن حفص الكاتب إملاء بعد ابن صاعد
سنة ست عشرة وثلاثمائة قال نبأنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال نبأنا عمرو بن جرير
عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
ليستحي أن يعذب عبده أو أمته إذا أسنا في الإسلام ".
قال الشيخ أبو بكر: وقرأت في كتاب أبى عمر بن حيوية هذا الحديث هكذا بخطه.
692 - محمد بن الحسين بن عبيد، أبو عبد الله المطبخي السامري:
سمع عمرو بن علي، وعلي بن حرب، وفضل بن سهل الأعرج. روى عنه عبد
الله بن عدي الجرجاني، وأبو جعفر اليقطيني.
وذكر ابن عدي أنه سمع منه بسر من أرى. وقال: كان شيخا صالحا.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني
قال نبأنا محمد بن الحسين السامري قال نبأنا عمرو بن علي قال نبأنا وكيع عن
مسعر عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. قال:
سيحان وجيحان والنيل والفرات كلهن من الجنة. موقوف.
693 - محمد بن الحسين بن زريق، أبو بكر القصار:
حدث بمكة عن سلم بن جنادة السوائي. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
المقرئ الأصبهاني.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري لفظا من كتابه بحلوان قال نبأنا أبو بكر
ابن المقرئ بأصبهان قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن زريق البغدادي القصار
بمكة قال نبأنا سلم بن جنادة قال نبأنا وكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن
البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم: رجم.
694 - محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عمار، أبو الفضل، يعرف بابن أبي
سعد الهروي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الهروي.
232

روى عنه محمد بن المظفر، ومحمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، وكان
ثقة حافظا. وقيل إن اسم أبيه الحسن، والله أعلم.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمد بن المظفر قال نبأنا أبو الفضل محمد
ابن أبي الحسين بن محمد بن عمار الهروي المعروف بابن أبي سعيد - قدم علينا للحج
سنة سبع عشرة وثلاثمائة - قال نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري قال
حدثني أبي قال: نبأنا غسان بن سليمان عن سفيان عن إسحاق - يعنى ابن أبي فروة -
عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن ابن عباس عن علي أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى مرة في ثوب واحد كان صفيقا متزرا به، ومرة كان واسعا فصلي ملتحفا.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: قتل أبو الفضل محمد بن الحسين
المعروف بابن أبي الحسين مع أخيه في يوم الاثنين قبل التروية بيوم في المسجد الحرام.
قتلهما القرمطي ابن أبي سعيد الجنابي في السنة التي دخل القرمطي مكة سبع عشرة
وثلاثمائة.
695 - محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن مالك، أبو الطيب اللخمي
الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي سعيد الأشج، ومحمد بن ثواب الهباري، وجده
حميد بن الربيع، وهارون بن إسحاق الهمذاني، والخضر بن أبان الهاشمي، ومحمد
ابن الحجاج الضبي، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم الغفاري،
وغيرهم. روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، وأبو طاهر بن أبي هاشم
المقرئ، وأبو حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر شاذان، وأبو حفص بن
شاهين، وأبو حفص الكتاني.
وأنبأني أحمد بن علي اليزدي قال أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ قال: محمد بن الحسين بن حميد، كان أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني سيئ الرأي فيه.
أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان المقرئ الواسطي قال أنبأنا أحمد بن محمد
الهروي قال أنبأنا عبد الله بن عدي قال حدثني محمد بن ثابت عن أحمد بن محمد
233

ابن سعيد قال: كنت عند الحضرمي، فمر عليه ابن للحسين بن حميد الخزاز. فقال:
هذا كذاب ابن كذاب.
قال ابن عدي: وقد رأيت أنا ابن الحسين بن حميد هذا كان شيخا وراقا على
باب جامع الكوفة.
قال الشيخ أبو بكر: في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد نظر.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي يقول سألت أبا بكر بن
عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من الشيوخ في الجرح هل يقبل قوله
أم لا؟ قال: لا يقبل.
وقد أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو يعلى الطوسي. قال: محمد
ابن الحسين بن حميد بن الربيع كان ثقة يفهم.
حدثني عبيد الله بن أحمد الصيرفي قال سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: سألت أبا
الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع أن يملي علي شيئا فأبى، ثم سألته فأجاب،
فقلت له: أعطني ورقة. فقال لي: والورق من عندي؟ اكتب وأنشدني هذه الأبيات:
رب ما أقبح عندي عاشقا * مستهاما يتفقا سمنا
قلت من ذاك أنا فاستضحكت * ثم قالت من تراه فأنا؟
قلت زوريني فقالت عجبا * أنا والله إذا قاري مني
إذ يصلي وعليه زيتهم * أنت تهواني وآتيك أنا؟
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل في كتابة إلى من الكوفة
وحدثنيه الصوري عنه قال نبأنا أبو الحسين بن سفيان الحافظ. قال: سنة ثماني عشرة
وثلاثمائة فيها مات أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد الربيع اللخمي من
أنفسهم ببغداد، وجئ به فدفن بالكوفة، وكان قد خرج في وقت دخول القرمطي
الكوفة سنة خمس عشرة وثلاثمائة ولم يعد إلى أن مات، وكان ثقة صاحب مذهب
حسن وجماعة وأمر بمعروف ونهى عن منكر. وكان ممن يطلب للشهادة فيأبى ذلك،
وسمعته يقول: ولدت سنة أربعين ومائتين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال: ومات محمد بن الحسين بن حميد
ابن الربيع غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة [وثلاثمائة]. وحمل إلى الكوفة.
234

696 - محمد بن الحسين بن أحمد الأزرق:
حدث عن أحمد بن [أبي] الصلت بن المغلس الحماني، روى عنه أبو الحسن
الدارقطني.
697 - محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان، وأبو جعفر الهمداني:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن رشدين المصري، ومحمد بن
مشكان الأنطاكي، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي، وغيرهم. روى عنه أبو
الحسين بن البواب، والقاضي أبو الحسن الجراحي، والدارقطني.
أخبرنا عبد الله بن علي بن محمد القرشي قال أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن
الحسن بن مطرف الجراحي قال نبأنا محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان الهمذاني
قال نبأنا أحمد بن محمد بن حجاج - يعنى ابن رشدين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا ابن رشدين
قال نبأنا حميد بن علي البجلي قال نبأنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عمر.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة يا رب وعدتني أن
تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال فماست الجنة
ميسا كما تميس العروس ".
لفظ الجراحي وحديثه أتم. وروى عن ابن لهيعة عن أبي عشانة عن النبي صلى الله عليه وسلم
مرسلا، وبعض الناس رواه عن ابن لهيعة عن أبي عشانة قال: بلغني، فذكر هذا
الحديث من غير أن يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ. قال: محمد بن الحسين بن
سعيد الهمذاني ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي يقول سألت أبا محمد
ابن غلام الزهري وأبا بكر بن عدي المنقري: عن محمد بن الحسين الهمذاني ذكروا
أنه من ولد عمرو بن الحمق الخزاعي. فقالا: ليس هو بالمرضي. وحكيا عنه أنه قال:
235

كان عندنا بهمذان برد شديد، وكان على سطحنا مري في آنية، فانكسرت الآنية
وانصب المري على السطح، فجمد حتى صار مثل الجلد، فقطعت منه خفين
ولبستهما وركبت به إلى دار السلطان: أو كما قال.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال نبأنا صالح بن أحمد الحافظ.
قال: محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو بجعفر ويعرف بالطيان، روى عنه محمد
ابن الجهم السمري، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الله بن
أبي ميسرة، وإبراهيم بن الحسين، وإبراهيم بن نصر. وكان جار أبي عبد الله بن بليل
ومصلاه في مسجد ويحدث فيه، ولم يسمع منه شيئا. وتركنا الكتابة عنه في هوى
عبد الرحمن بن حمدان. وكان عبد عبد الرحمن يسيء القول فيه في سماع " المسند "
لإبراهيم بن نصر، وهو يتكلم في عبد الرحمن ويفرط، وكان والدي يندم على تركنا
الكتابة عنه والسماع منه.
698 - محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد، أبو الحسن المعروف
والده بعيد العجل:
حدث عن زكريا بن يحيى المروزي، وموسى بن يحيى المروزي، وموسى بن
هارون الطوسي، وحماد بن محمد الواسطي. روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو
الحسن الدارقطني.
وبلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي أنه ذكره. فقال: كان سيئ الحال
في الحديث.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا علي بن
محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع: أن
أبا الحسن بن عبيد مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. زاد عبد الباقي: في رجب.
وقرأت في كتاب أبى عمرو عثمان بن محمد بن جابر: أن ابن عبيد توفي في يوم
الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقين من رجب.
699 - محمد بن الحسين بن حمدون، صاحب الطعام:
حدث عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
700 - محمد بن الحسين بن سعيد، أبو عبد الله الزعفراني الواسطي:
سمع أحمد بن الخليل البرجلاني، وأبا بكر أحمد بن أبي خيثمة النسائي، وأبا
الأحوص محمد بن الهيثم العكبري، وزكريا بن يحيى الساجي. وكان عنده عن أبي
236

خيثمة كتاب التاريخ. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها عياش بن الحسن
ابن عياش مناقب الشافعي تصنيف زكريا الساجي، وحدثنا عنه القاضي أبو عمر
القاسم الهاشمي، وكان سمع منه بالبصرة وكان ثقة.
قرأت في كتاب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة حدثنا أبو القاسم
عياش بن الحسن بن عياش الشوكي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد
ابن سعيد الزعفراني الواسطي - قدم علينا - قال نبأنا أحمد بن أبي خيثمة.
قال الشيخ أبو بكر: بلغني أن أبا عبد الله الزعفراني مات في شوال سنة سبع
وثلاثين وثلاثمائة.
701 - محمد بن الحسين، أبو بكر العطار:
حدث عن عباس بن محمد الدوري، روى عنه يوسف بن عمر القواس.
702 - محمد بن الحسين بن المحاملي:
حدث عن أبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن شاذان الجوهري، روى عنه ابنه
الحسين.
703 - محمد بن الحسين بن محمد بن مسعود، أبو بكر الحريري:
ذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد الثلاج: أنه حدثهم في سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة عن محمد بن العباس المؤدب.
704 - محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم، أبو بكر الدقاق، يعرف بابن
الكوفي:
وقيل: إنه محمد بن الحسن. وقد تقدم ذكرنا له في ترجمة محمد بن الحسن.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد النعالي قال نبأنا أبو بكر محمد بن
الحسين الدقاق قال نبأنا محمد بن العباس المؤدب قال نبأنا عفان بن مسلم قال نبأنا
شعبة قال أنبأنا عدى بن البراء. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار: " لا يحبهم
إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق (1) " قال قلت: أنت سمعته؟ قال: إياي
حدث.
237

705 - محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح
ابن حسان، أبو عبد الله الأنباري، يعرف بالوضاحي الشاعر:
انتقل إلى خراسان فنزلها وسكن نيسابور، وكان يذكر أنه سمع الحديث من
القاضي أبى عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبي روق الهزاني،
وأقرانهم. ولم يسمع منه الحديث لكن يروي عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ النيسابوري شيئا من شعره. وقال كان من أشعر من ذكر في وقته.
أخبرني القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنبأنا محمد بن عبد الله
أبو عبد الله النيسابوري قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الوضاحي
قصيدته التي يعارض بها قصيدة امرئ القيس ويذكر فيها قبيلته وعشيرته:
كشفت لمن أهوى قناع التجمل * وعاصيت فيما ساءني قول عذلى
ومن جاهر اللذات أدرك سؤله * وأصبح من عذل العذول بمعزل
وهذه قصيدة طويلة في آخرها في ذكر وطنه وأهله:
سقى الله باب الكرخ ربعا ومنزلا * ومن حلة صوب السحاب المجلحل
ولا زالت الأنواء تهمي بوبلها * على منزل من ربعة بعد منزل
فروت ربا الوضاح صوب عهادها * وسحت عزاليها ببركة زلزل
وشيمت بباب الشام منها لوامع * لها أرج يجرى بريا القرنفل
ديار بها يجني السرور جناية * وترتشف اللذات من كل منهل
وكائن بباب الكرخ من ذات وقفة * قتول بعطفيها وحوراء عيطل
ومن مقلة عبرى لفقد أنيسها * ومن كبد حري قلب معذل
فلو أن باكي دمنة الدار باللوى * وجارتها أم الرباب بمأسل
رأى عرصات الكرخ أو حل أرضها * لأمسك عن ذكر الدخول فحومل
قال أبو عبد الله: توفي أبو عبد الله الوضاحي بنيسابور. في شهر رمضان سنة خمس
وخمسين وثلاثمائة.
238

706 - محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم، أبو سليمان الحراني:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب البصري، وعبدان بن
أحمد الأهوازي، وأبي يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعبد
الله بن محمد بن يوسف القلزمي، وغيرهم من أهل الشام ومصر. كتب الناس عنه
بانتخاب الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ، ومكي بن علي
الحريري، ومحمد بن أحمد بن عمر الصابوني، وأبو علي بن شاذان في آخرين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو سليمان محمد بن
الحسين الحراني - كان أحد الثقات.
قال محمد بن أبي الفوارس: أبو سليمان الحراني كان مولده بحران ثم انتقل إلى
نصيبين فأقام بها، وكان شيخا ثقة مستورا حسن المذهب. توفي يوم الثلاثاء لعشر
بقين من شهر رمضان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
707 - محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري:
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني. وجعفر بن
محمد الفريابي، والمفضل بن محمد الجندي، وأحمد بن عمر بن زنجويه القطان،
وقاسم بن زكريا المطرز، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وهارون بن
يوسف بن زياد، وخلقا من أقرانهم. وكان ثقة صدوقا دينا وله تصانيف كثيرة،
وحدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى توفي بها.
حدثنا عنه على وعبد الملك ابنا بشران، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، ومحمود بن
عمر العكبري، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو نعيم الأصبهاني وكلهم
سمع منه بمكة.
708 - محمد بن الحسين بن محمد بن إسحاق بن المستنير، أبو بكر
الحضرمي:
من أهل الكوفة. حدث ببغداد عن أبيه، وعن الحسن بن محمد بن الحسين بن
239

مصعب. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب أخو الخلال قال أنبأنا محمد بن أبي
بكر الإسماعيلي بجرجان قال أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن
إسحاق بن المستنير بن عمران بن جعفر بن فروخ بن زاذان الحضرمي الكوفي البزاز
ببغداد قال نبأنا أبي: الحسين بن محمد قال نبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين.
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه: مات أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن
إسحاق بن المستنير الكوفي للنصف من المحرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
709 - محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن يزيد بن
النعمان، أبو الفتح الأزدي الموصلي:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف الدوري، وعلي بن
السراج المصري، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي، وأبي عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي. حدثنا عنه محمد بن
جعفر بن علان الشروطي، وعبد الغفار بن محمد المؤدب، وأبو طالب محمد بن
الحسين بن أحمد بن بكير، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وغيرهم. وفي حديثه غرائب
ومناكير، وكان حافظا صنف كتبا في علوم الحديث.
وسألت محمد بن جعفر بن علان عنه فذكره بالحفظ وحسن المعرفة بالحديث
وأثني عليه.
فحدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي. قال: رأيت أهل الموصل
يوهنون أبا الفتح الأزدي جدا ولا يعدونه شيئا.
قال وحدثني محمد بن صدقة الموصلي أن أبا الفتح قدم بغداد على الأمير - يعني
ابن بويه فوضع له حديثا: أن جبريل كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في صورته. قال فأجازه
وأعطاه دراهم كثيرة.
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الفتح الأزدي فأشار إلى أنه كان ضعيفا. وقال:
رأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسا ويتجنبونه.
240

قال لنا عبد الغفار بن محمد المؤدب: مات أبو الفتح الأزدي في سنة سبع وستين
وثلاثمائة.
وقرأت بخط أبى الأفسم بن الثلاج: توفي أبو الفتح الأزدي في سنة أربع وسبعين
وثلاثمائة بالموصل.
710 - محمد بن الحسين بن عمران، أبو عمر:
أخبرني أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر النسفي قال سمعت أبا
محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الجوزجاني بها يقول سمعت أبا عمر محمد
ابن الحسين بن عمران البغدادي يقول سمعت محمد بن عبد الله بن حليس يقول
سمعت أبا عثمان بكر بن محمد المازني يقول سمعت سيبويه يقول سمعت الخليل
ابن أحمد العروضي يقول سمعت ذرا الهمذاني يقول سمعت الحارث العكلي يقول
سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أهل المعروف في الدنيا
هم أهل المعروف في الآخرة ".
قال الشيخ أبو بكر: ومحمد بن الحسين هذا هو الذي يسمى نفسه لاحقا، وكان
يضع الحديث ونحن نورد ذكره في موضعه من كتابنا على الاستقصاء، إن شاء الله.
711 - محمد بن الحسين بن جعفر بن المفضل بن أدهم بن بكير بن سعد بن
سعيد بن الحارث، أبو الطيب التيملي النخاس الكوفي:
قدم بغداد وحدث عن عبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي،
وإسحاق بن محمد بن مروان. حدثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال نبأني القاضي أبو بكر بن محمد بن إبراهيم
العاقولي ومحمد بن الحسين بن جعفر النخاس. قالا: نبأنا علي بن
العباس المقانعي قال نبأنا محمد بن الحسن البرجواني قال نبأنا
241

محمد بن يزيد عن شعبة عن أيوب عن عمرو بن سلمة عن أبيه. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يؤمكم أكثركم قرآنا ".
قال لي أبو القاسم الأزهري: قدم علينا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي
الكوفي بغداد في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، فكتب الناس عنه ثم رجع إلى الكوفة،
قال: وكان ثقة يتشيع.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي. قال سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو
الطيب بن الحسين بن النخاس بالكوفة في شهر ربيع الآخر، ثقة مأمون صاحب أصول
حسان.
712 - محمد بن الحسين بن محمد، أبو عبد الله النقار:
حدث عن أبي عمرو بن السماك، وفارس بن محمد الغوري. حدثني عنه أبو
القاسم الأزهري.
713 - محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين المعروف بابن الشبيه
العلوي:
حدث عن عبد العزيز بن إسحاق بن البقال المتكلم على مذاهب الزيدية من
الشيعة. حدثني عنه علي بن المحسن التنوخي.
أخبرني علي بن المحسن قال نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الشبيه
العلوي بإفادة أبي عبد الله بن بكير قال نبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن
جعفر بن البقال الزيدي قال نبأنا أبو سعيد الحسن بن علي بن عبد الصمد الأزمي قال
حدثني بحر بن يحيى الأزمي قال نبأنا عبد الكريم بن روح قال نبأنا عبد العزيز بن
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إن نزول الله تعالى إلى الشيء إقباله عليه من غير نزول (1) ".
242

714 - محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن مهران بن ماله، أبو بكر
الحربي:
سمع أبا جعفر بن برية الهاشمي، ودعلج بن أحمد، وأبا بحر بن كوثر
البربهاري، وعلي بن العباس البرداني، حدثني عنه الأزهري، وعبد العزيز بن علي
الأزجي، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي.
وقال لي الأزهري: كان شيخا صالحا.
715 - محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى
ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن العلوي
نقيب الطالبيين ببغداد، كان يلقب بالرضي ذا الحسبين:
وهو أخو أبي القاسم المعروف بالمرتضى، وكان من أهل الفضل والأدب والعلم.
ذكر لي أحمد بن عمر بن روح عنه أنه تلقن القرآن بعد أن دخل في السن، فجمع
حفظه في مدة يسيرة. قال: وصنف كتابا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله، وكان
شاعرا محسنا.
سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الكاتب بحضرة أبى الحسن بن محفوظ وكان
أحد الرؤساء يقول: سمعت جماعة من أهل العلم بالأدب يقولون: الرضى أشعر
قريش. فقال ابن محفوظ: هذا صحيح. وقد كان من قريش من يجيد القول إلا أن
شعره قليل، فاما مجيد مكثر فليس إلا الرضي.
أنشدني القاضي أبو العلاء محمد بن علي. قال أنشدنا الشريف أبو الحسن الرضي
لنفسه:
اشتر العز بما شئت * فما العز بغالي
بقصار الصفر إن شئت * أو السمر الطوال
ليس بالمغبون عقلا * من شرى عزا بمال
إنما يدخر المال * لأثمان المعالي
قال لي علي بن أبي علي: ولد الرضي ببغداد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة،
وكانت وفاته يوم الأحد السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة، ودفن في داره
بمسجد الأنباريين.
243

716 - محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم، أبو عمر البسطامي الواعظ
الفقيه علي مذهب الشافعي:
ولي قضاء نيسابور وقدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود
الرقي، وسليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر القباب الأصبهاني، وأحمد بن محمود
ابن خرزاذ الأهوازي. حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال.
وذكر لي: أنه قدم بغداد في حياة أبي حامد الإسفراييني. قال: وكان إماما نظارا،
وكان أبو حامد يعظمه ويجله.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال: نبأنا أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي قال:
نبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال نبأنا محمد بن عبد الملك الدقيقي وعثمان
ابن خرزاذ الأنطاكي وعباس بن محمد الدوري. قالوا: نبأنا عفان بن مسلم قال نبأنا
شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قول الله تعالى يا
ابن آدم أنا بدك اللازم فاعمل لبدك، كل الناس لك منهم بد وليس لك مني بد ".
قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث موضوع المتن مركب على هذا الإسناد، وكل
رجاله مشهورون معروفون بالصدق إلا ابن الجارود فإنه كذاب ولم يكتبه إلا من
حديثه.
حدثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن وأبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم
النيسابوريان. قالا: توفي أبو عمر البسطامي بنيسابور في سنة سبع وأربعمائة.
717 - محمد بن الحسين بن محمد بن موسى، أبو عبد الرحمن السلمي
الصوفي النيسابوري:
قدم بغداد مرات وحدث بها عن شيوخ خراسان، منهم: أبو العباس الأصم،
وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وإسماعيل بن نجيد السلمي، وغيرهم.
حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن عبد الواحد
الوكيل، وأحمد بن علي التوزي، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد، ومحمد بن
علي بن الفتح الحربي.
244

وكان ذا عناية بأخبار الصوفية، وصنف لهم سننا وتفسيرا وتاريخا.
وقال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير
ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئا يسيرا: فلما مات الحكم أبو عبد الله بن البيع
حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه. قال: وكان يضع
للصوفية الأحاديث.
قال الشيخ أبو بكر: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، ومحله في طائفته
كبيرا، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجودا جمع شيوخا وتراجم وأبوابا،
وبنيسابور له دويرة معروفة يسكنها الصوفية قد دخلتها، وقبره هناك يتبركون بزيارته
قد رأيته وزرته.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: كنت بين
يدي أبي علي الحسن بن علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السلمي وأنه
يقوم في السماع موافقة للفقراء. فقال أبو علي: مثله في حاله، لعل السكون أولى به.
ثم قال لي: امض إليه فستجده قاعدا في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة حمراء
مربعة صغيرة فيها أشعار الحسين بن منصور، فاحمل تلك المجلدة ولا تقل له شيئا
وجئني بها. وكانت وقت الهاجرة فدخلت علي أبي عبد الرحمن وإذا هو في بيت
كتبة والمجلدة موضوعة بحيث ذكر، فلما قعدت أخذ أبو عبد الرحمن في الحديث.
وقال: كان بعض الناس ينكر على واحد من العلماء حركته في السماع، فرئي ذلك
الإنسان يوما خاليا في بيت وهو يدور كالمتواجد، فسئل عن حاله، فقال: كانت
مسألة مشكلة علي فتبين لي معناها فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور، فقيل له:
مثل هذا يكون حالهم. قال القشيري: فلما رأيت ما أمرني أبو علي ووصف لي على
الوجه الذي قال وجرى على لسان أبي عبد الرحمن ما قد كان ذكره به، وتحيرت
وقلت: كيف أفعل بينهما؟ ثم أفكرت في نفسي وقلت لا وجه إلا الصدق، فقلت:
إن الأستاذ أبا علي وصف هذه المجلدة وقال لي احملها إلى من غير أن تستأذن
الشيخ، وأنا أخافك وليس يمكنني مخالفته، فأيش تأمر؟ فأخرج أجزاء مجموعة من
كلام الحسين بن منصور وفيها تصنيف له سماه كتاب " الصيهور في نقض الدهور "
وقال: احمل هذه إليه وقل له إني أطالع تلك المجلدة، فأنقل منها أبياتا إلى مصنفاتي
فخرجت.
245

حدثني أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي النيسابوري وأبو الوليد الحسن
ابن محمد الدربندي. قال: توفي أبو عبد الرحمن السلمي في سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة. قال أبو الوليد: يوم الأحد الثالث من شعبان بنيسابور.
718 - محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن
سالم، أبو الحسين الأزرق القطان:
متوثي الأصل. سمع أبا إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر
ابن علي بن حرب وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن
جعفر بن درستويه، وأبا الحسين بن مأتي الكوفي، وجعفر الخلدي، وأبا سهل بن
زياد، ومحمد بن الحسن النقاش، وحمزة بن محمد العقبي، وأحمد بن عثمان بن
الأدمي، في أمثالهم.
كتبنا عنه وكان ثقة. انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس، وهبة الله بن الحسن
الطبري. وسألته عن مولده فقال: ولدت في شوال من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وكان يسكن دار الفطن، وتوفي عند انتصاف الليل من ليلة الاثنين الثالث من شهر
رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير.
وكنت إذ ذاك غائبا في رحلتي إلى نيسابور.
719 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر الوراق، يعرف بابن
الخفاف:
حدث عن أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وأبي
الحسين الزينبي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وأبي بكر المفيد.
كتبت عنه وكان سماعه من ابن مالك ثابتا في الأصل الذي قرأت عليه منه. وأما
رواياته عن الآخرين فكانت من فروع كتبها بخطه. وحدثنا عن جماعة كثيرة لا تعرف
ذكر أنه كتب عنهم في السفر، وكان غير ثقة لا أشك أنه كان يركب الأحاديث
ويضعها على من يرويها عنه ويختلق أسماء وأنسابا عجيبة لقوم حدث عنهم، وعندي
عنه من تلك الأباطيل أشياء، وكنت عرضت بعضها على هبة الله بن الحسن الطبري
فخرق كتابي بها. وجعل يعجب مني كيف أسمع منه.
246

وقال لي ابن الخفاف: احترق مرة سوق باب الطاق، فاحترق من كتبي ألف
وثمانون منا كلها سماعي
حدثني أبو بكر بن الخفاف بلفظه قال نبأنا عبد الله بن محمد الصائغ قال نبأنا
بشر بن موسى بن صالح قال نبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن عبد
الرحمن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن
ميكائيل عن إسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن الله تعالى: أنه أظهر في اللوح
أن يخبر الرفيع وأن يخبر الرفيع إسرافيل وأن يخبر إسرافيل ميكائيل وأن يخبر ميكائيل
جبريل وأن يخبر جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم، أنه من صلى عليك في اليوم والليلة مائة مرة
صليت عليه ألفي صلاة، ويقضى له ألف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار.
قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث باطل الإسناد، والرجال المذكورون في إسناده
كلهم معروفون سوى الصائغ، ونرى أن ابن الخفاف اختلق اسمه وركب الحديث
عليه، ونسخة بشر بن موسى عن المقرئ، والله أعلم. مات ابن الخفاف في ذي الحجة
من سنة ثماني عشرة وأربعمائة.
720 - محمد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون، أبو يعلى
الصيرفي المعروف بابن السراج:
سمع أبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري.
كتبت عنه وكان ثقة، وهو أحد الحفاظ لحروف القرآن، ومذاهب القراء، وعلم
النحو، يشار إليه في ذلك، وله مصنف في القراءات.
حدثنا أبو يعلى بن السراج بلفظه قال أنبأنا أبو الفضل بن عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري. قال نبأنا جعفر الفريابي قال نبأنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس
عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من شرب الخمر في الدنيا حرمها في
الآخرة ".
سمعت أبا يعلى يقول: ولدت في أحد الربيعين من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
يوم الأحد بعد العصر.
وجدت ذلك بخط والدي. وتوفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة
247

سبع وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب. وكان منزله
بباب الشام.
721 - محمد بن الحسين بن علي بن حمدون، أبو الحسن اليعقوبي:
من أهل بعقوبا، ولي الحسبة ببغداد، وولي القضاء ببعقوبا. وحدث عن أبي
القاسم بن الصيدلاني. وكان يذكر أنه سمع من عيسى بن علي بن عيسى. كتبت
عنه ببعقوبا وكان صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن حمدون القاضي ببعقوبا في سنة تسع
وعشرين وأربعمائة قال أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال نبأنا أبو بكر عبد
الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه قال نبأنا يونس بن عبد الأعلى قال نبأنا عبد
الله بن وهب قال أخبرني أبو علي الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله
ابن عمر. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق
السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وعرشه على الماء ".
سألت ابن حمدون عن مولده. فقال: ولدت في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وقتل
بحلوان في شهر ربيع الأول من سنة ثلاثين وأربعمائة. قتله أبو الشوك أمير الأكراد.
722 - محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد، أبو خازم، يعرف بابن
الفراء:
سمع أبا الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري، وأبا عمر بن حيوية، وأبا
الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وعلي بن حسان الرقمي، وموسى بن
محمد بن جعفر بن عرفة، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، ومن بعدهم.
كتبنا عنه وكان لا باس به. رأيت له أصولا سماعه ثم بلغنا عنه أنه خلط في
التحديث بمصر واشترى من الوراقين صحفا فروى منها، وكان يذهب إلى الاعتزال.
حدثنا أبو خازم بن الفراء بلفظه قال أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان
المروروذي قال نبأنا محمد بن محمد بن سليمان قال نبأنا هشام بن عمار قال نبأنا
رفدة بن قضاعة الغساني قال نبأنا الأوزاعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي
248

عن أبيه عن جده. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة
المكتوبة.
غريب لم أكتبه إلا بهذا الإسناد. مات أبو خازم بتنيس في يوم الخميس السابع
عشر من المحرم في سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن بدمياط.
723 - محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر، أبو الفتح الشيباني العطار،
يعرف بقطيط:
أحد من تغرب وسافر الكثير إلى البصرة، ومكة، والشام، والجزيرة، وبلاد
الثغور، وبلاد فارس. وحدث عن أبي الفضل الزهري، وطاهر بن لبوة البصري،
ومحمد بن النضر النخاس، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر الحربي، وأبي حفص
ابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن الطيب البلوطي، وغيرهم من أهل
البصرة والأهواز وتستر وأصبهان.
سمعت منه في دار أبي القاسم الأزهري جزءا من تخريج أبي الحسن النعيمي له عن
هؤلاء الشيوخ، وكان شيخا ظريفا مليح المحاضرة، يسلك طريق التصوف.
وسمعته يقول: ولدت ببغداد في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وولد أبي
ببغداد، وجدي محمد من أهل سامرا، وجعفر جد أبي من أهل البادية، ولما ولدت
سميت قطيطا على أسماء أهل البادية، فكان اسمي إلى أن كبرت، ثم إن بعض أهلي
سماني محمدا فأسمي الآن قطيط ولقبي محمد هو الغالب علي.
توفي أبو الفتح قطيط بالأهواز في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
724 - محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو طالب التاجر:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والخير أبا محمد بن السبيعي، وعبد الله بن إبراهيم
ابن ماسي، ومخلد بن جعفر الدقاق، والحسين بن علي التميمي، وأبا الفتح محمد بن
الحسين الأزدي.
كتبنا عنه وكان صدوقا، وسماعاته كلها بخط أبيه. وسألته عن مولده. فقال:
ولدت في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ومات
249

في يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد
وهو يوم الخميس في مقبرة الجصاصين على نهر عيسى بن علي الهاشمي بين محلة
التوثة ودرب الآجر.
725 - محمد بن الحسين بن عمر بن بزهان، أبو الحسن الغزال:
سمع إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، وأبا عبد الله بن العسكري،
ومحمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، وأبا حفص بن الزيات. وأبا الحسن
ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وأبا الفضل
بن الزهري.
كتبنا عنه شيئا يسيرا بعد أن كف بصره وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن بزهان في جامع المنصور قال أنبأنا أبو الفضل عبيد الله
ابن عبد الرحمن الزهري قال نبأنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي قال نبأنا قتيبة
ابن سعيد عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: كنت
أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض.
سمعت منه في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وسألته عن مولده. فقال: في سنة
ست وستين وثلاثمائة.
هكذا حفظت عنه ثم حدثني أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن
برهان بصور. قال: ولد أخي محمد في سنة ستين وثلاثمائة، فالله أعلم.
726 - محمد بن الحسين بن أبي سليمان محمد بن الحسين بن علي بن
إبراهيم، أبو الحسين بن الحراني الشاهد:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، والحسن بن علي البادا،
ومحمد بن المظفر، وأبا الفضل الزهري، ومحمد بن أحمد بن حماد بن سفيان،
وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفيين.
كتبت عنه وكان صدوقا. وسألته عن مولده فقال: في شوال من سنة إحدى
وستين وثلاثمائة.
250

ومات في ليلة الجمعة لست عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثمان وثلاثين
وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة بباب حرب.
727 - محمد بن الحسين بن عثمان بن الحسن، أبو بكر، الهمداني الصيرفي:
سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا القاسم بن حبابة. كتبت عنه ولم يكن به
بأس.
أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين الهمداني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال
نبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال نبأنا كثير بن عبيد قال نبأنا بقية عن شعبة
عن أبي إسحاق عن البراء. أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة الصبح والمغرب. سألته عن
مولده. فقال: في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات في سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة.
728 - محمد بن الحسين بن محمد بن سعدون، أبو طاهر البزاز الموصلي:
ولد بالموصل ونشأ ببغداد وسمع أبا عمر بن حيويه، وطلحة بن محمد بن جعفر،
وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسن الدارقطني، وأبا عبد الله بن بطة العكبري،
وغيرهم.
كتبت عنه وكان صدوقا يسكن بدرب الزعفراني حذاء مسجد البصريين.
أخبرنا ابن سعدون قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا أبو نعيم الفضل
ابن دكين قال نبأنا سفيان عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر عن علي. قال:
عهد إلى النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
قال الشيخ أبو بكر: مشهور من حديث الأعمش، وغريب من حديث سفيان
الثوري عنه، لا نعلم رواه سوى أبي نعيم، ولا رواه عن أبي نعيم إلا فهد بن سليمان،
وما كتبناه إلا من حديث الغافقي عن فهد.
سألت ابن سعدون عن مولده. فقال: ولدت بالموصل في سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة في شهر ربيع الأول.
251

729 - محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن علي بن بكران، أبو علي
المعروف بالجازري:
من أهل النهروان. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى بن المثنى
الداودي، والمعافى بن زكريا الجريري، كتبت عنه وكان صدوقا، وسألته عن مولده.
فقال: في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
ومات في شهر ربيع الأول من سنة اثنين وخمسين وأربعمائة.
730 - محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد، أبو يعلى المعروف
بابن الفراء:
وهو أخو أبي خازم. كان أحد الفقهاء الحنابلة وله تصانيف علي مذهب أحمد بن
حنبل، درس وأفتى سنين كثيرة وشهد عند أبي عبد الله بن ماكولا، وعند قاضي
القضاة أبي عبد الله الدامغاني فقبلا شهادته، وولي النظر في الحكم بحريم دار الخلافة،
وحدث عن أبي القاسم بن حبابة، وعبد الله بن أحمد بن مالك البيع، وعلي بن
معروف البزاز، وعلي بن عمر الحربي، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وإسماعيل
ابن سعيد بن سويد. كتبنا عنه وكان ثقة.
أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الفراء قال أنبأنا عبيد الله بن محمد
ابن إسحاق قال نبأنا علي بن الجعد قال أنبأنا شعبة عن ثابت. قال: كان أنس ينعت
لنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقوم فيصلي. فإذا قال: سمع الله لمن حمده، يقوم حتى
نقول قد نسي.
حدثني أبو القاسم الأزهري. قال: كان أبو الحسين بن المحاملي يقول: ما تحضرنا
أحد من الحنابلة أعقل من أبي يعلى بن الفرا. سألته عن مولده فقال: ولدت لسبع
وعشرين أو ثمان وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة.
وتوفي في ليلة الاثنين بين العشاءين ودفن يوم الاثنين التاسع عشر من رمضان سنة
ثمان وخمسين وأربعمائة في مقبرة باب حرب.
252

731 - محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن أبي علانة، أبو
سعد:
سمع أبا طاهر المخلص، وأبا علي بن حمكان الفقيه. كتبت عنه وكان سماعه
صحيحا.
أخبرني أبو سعد بن أبي علانة قال نبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن
العباس قال نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال نبأنا طالوت بن عباد
قال نبأنا حرب بن سريج عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة الليل
مثني مثني والوتر بركعة ".
سألته عن مولده قال: في سنة ثمانين وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حميد
732 - محمد بن حميد، أبو سفيان اليشكري يعرف بالمعمري:
سمع معمر بن راشد، ولرحلته إليه سمي المعمري. وسمع أيضا هشام بن حسان،
وسفيان الثوري. روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وعبد الله بن نمير، وأبو سعيد
الأشج. وكان مذكورا بالصلاح والعبادة.
أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن عتاب بن مربع قال نبأنا عبد الله بن عون
الخراز قال نبأنا محمد بن حميد - يعني أبا سفيان المعمري - قال نبأنا سفيان عن
253

الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن الآخرون
السابقون إلى الجنة أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهدانا الله له فاليوم لنا
وغدا لليهود وبعد غد للنصارى (1) ".
أخبرنا الحسين بن علي بن الصيمري قال نبأنا الحسين بن هارون الضبي قال أنبأنا
محمد بن عمر الحافظ قال حدثني عبد الله بن محمد بن سعيد قال نبأ محمد بن
محمد بن العطار أبو الحسن قال نبأنا سريج بن يونس قال نبأنا أبو سفيان المعمري
ببغداد - وكان فاضلا - حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال أنبأنا
الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي
قال أخبرني أبي قال أخبرني عبيد الله بن فضالة قال قلت ليحيى - وهو ابن يحيى:
محمد بن حميد من أين كان؟ قال: بصرى؟ وكان يكون ببغداد، قلت: أين كتب
عن معمر؟ قال: باليمن.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: نبأنا
محمد بن القاسم الكوكبي قال: نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال سألت
يحيى بن معين عن أبي سفيان المعمري محمد بن حميد وتفسيره عن معمر. فقال:
كان ثقة. قال لي: عرضنا بعضها على معمر وبعضها كان يحدثنا والكتاب في البيت
ثم يجيء فيوقع عليه. قال: ولو قلت إني قد سمعته كله. قلت ليحيى بن معين: فأيما
أحب إليك عبد الرزاق أو هو؟ قال: عبد الرزاق أحب إلى.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قال محمد بن العباس العصمي حدثنا أبو الفضل
يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي الفقيه قال أنبأنا أبو علي صالح بن محمد
الأسدي قال سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سفيان محمد بن حميد المعمري
أحب إلي من عبد الرزاق.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي سفيان الذي يروي عن معمر.
فقال: رجل صدوق.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال أنبأنا
254

محمد بن عبد الله الشافعي قال نبأنا جعفر بن محمد بن الأزهري قال نبأنا ابن
الغلابي قال قال أبو زكريا يحيى بن معين: كان المعمري ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عدي البصري في
كتابه قال نبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود سليمان بن
الأشعث عن أبي سفيان المعمري. فقال: محمد بن حميد ثقة.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال أنبأنا ابن
قانع: أن أبا سفيان المعمري مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
733 - محمد بن حميد بن حيان، أبو عبد الله الرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وجرير
ابن عبد الحميد، وإبراهيم بن المختار، ومهران بن أبي عمر، وحكام بن سلم. روى
عنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن علي بن شبيب المعمري،
وأحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن محمد الباغندي،
وغيرهم.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي السكري بحلوان قال: نبأنا أبو بكر بن المقرئ قال
نبأنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قال: نبأنا مهران قال: سمعت أبا زرعة.
يقول: من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، ومن فاته هشام بن
عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
255

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبي يقول: سمعت إبراهيم بن مالك القطان
يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل
ويحيى. فسألوني: أحاديث يعقوب القمي. فوزعوا الأوراق فيما بينهم وكتبوه وقرأته
عليهم.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا مكرم بن أحمد قال نبأنا
عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد
حيا.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله: حيث قدم علينا محمد بن حميد - يعني الرازي -
كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد. فقال
لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم ههنا فحدثهم بأحاديث لا
يعرفونها. قال لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءا. قال: اعرض علي.
فعرضتها عليه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن
أهل الري فهو أعلم.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال: نبأنا أبو عمرو محمد بن محمد بن
إسماعيل الفامي النيسابوري قال: سمعت أبا قريش بن جمعة بن خلف القايني
الحافظ. يقول: قلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قال: ألا
تراني هو ذا أحدث عنه قال: وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني - محمد بن
إسحاق. فقال: حدثنا محمد بن حميد فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: ومالي
لا أحدث وقد حدث عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين؟.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن
أبي العباس بن سعيد قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: حدثنا أبي قال: نبأنا
محمد بن حميد، قال عبد الله: روى عنه أبي غير شئ.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب قال: قرأنا على الحسين بن
256

هارون، عن ابن سعيد قال: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: ابن حميد
ثقة، كتب عنه: يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: نبأنا أبي قال: نبأنا الحسين بن صدقة قال:
نبأنا ابن أبي خيثمة. قال سئل يحيى بن معين عن محمد بن حميد الرازي، فقال:
ليس به بأس، رازي كيس و
أخبرنا أبو بكر البرقاني. قال قرئ على محمد بن عبد الله بن خميرويه وأنا أسمع:
أخبركم يحيى بن أحمد بن زياد قال: ذكر محمد بن حميد الرازي عند ابن معين
فقال: ليس به بأس.
أخبرنا البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قال: محمد بن
حميد الرازي كثير المناكير.
أخبرنا ابن الفضل القطان قال نبأني علي بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد
ابن فارس قال: نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: محمد بن حميد أبو عبد الله
الرازي حديثه فيه نظر.
قرأت على محمد بن علي بن أحمد المقرئ عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال
أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي قال: سمعت عثمان بن خرزاذ الأنطاكي
يقول: نبأنا علي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: نبأنا يحيى بن أبي بكير
قاضي كرمان - وهو رجل من أهل الكوفة - عن عيينة بن الغصن عن الحسن. قال:
إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن جعلها
في أعناقهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم.
قال عثمان: سمعت الفضل بن أبي حسان يقول: كنت عند أبي نعيم وهو الفضل
ابن دكين ويعقوب بن فلان عنده فقدم ابن حميد. فقال لنا أبو نعيم: إن دللتكم
257

على شيخ قدم أي شئ تعطوني؟ قالوا من هو قال: بفالوذج؟ قلنا: نعم قال: ابن
حميد من أهل الري. قال: فذهبنا فكتبنا عنه.
قال وقال لنا سمعت من نعيم بن ميسرة وعندي عنه. فقلنا له عندك هذا الحديث؟
وذكرنا له حديث يحيى بن أبي بكير. فقال: لا لم أسمعه. قال الفضل بن سهل:
فقدم علينا ابن حميد مرة ثانية فنزل دار القطن، فإذا هو يحدث به: فقلت: انظروا إلى
هذا الكذاب. قال أبو نعيم بن عدي: وإنما نسبوه إلى الكذب في ذلك وإن كان قد
يجوز أن ينساه، لأن ابن حميد من حفاظ أهل الحديث، ونعيم بن ميسرة من كبار
شيوخه وأحاديثه قليلة عزيزة عند الناس. وابن حميد يحدث عنه بأحاديث يسيرة، وقد
كانوا ذكروا بذلك عن يحيى بن أبي بكير إذ كان هذا الحديث يعرف بابن أبي بكير،
فلما حدث به أنكروا عليه. ومع ذلك قد جربوه في غير هذا الحديث فوجدوه
متهما.
وسمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبد الرحمن بن
يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن
حميد وأجمعوا علي أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث لما لم يسمعه، وأنه يأخذ
أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني
علي بن محمد الحبيبي. قال: وسألته - يعني صالح بن محمد جزرة - عن محمد بن
حميد الرازي. فقال: كان كلما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه
من حديث منصور يحليه على عمرو بن [أبي] قيس، وما بلغه من حديث
الأعمش يحيله علي مثل هؤلاء، وعلى عنبسة، قال أبو علي: كل شئ كان يحدثنا
ابن حميد كنا نتهمه فيه.
أخبرني محمد بن علي بن يعقوب المعدل قال أنبأنا أبو مسلم بن مهران الحافظ
قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي: قال وسمعت أبا علي صالح بن محمد.
يقول: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان
يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها علي بعض.
258

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي: نبأنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه قال: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي قال: ما رأيت أحدا
أحذق بالكذب من رجلين: سليمان بن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي،
وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد.
أخبرنا البرقاني قال: أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي
ببغداد قال: نبأنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال:
أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني.
وحدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني بدمشق لفظا
قال: نبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبار
ابن عبد الصمد السلمي الإمام قال: نبأنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار. قالا: نبأنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: محمد بن حميد الرازي رديء المذهب غير
ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأنا محمد بن العباس قال: نبأنا أبو بكر
النيسابوري قال: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف
حديث لا أحدث عنه بحرف.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: سمعت أبا العباس محمد بن شاذان يقول:
سمعت إسحاق بن منصور يقول: قرأ علينا ابن حميد الكاتب " المغازي " عن سلمة،
فقضى من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب " المغازي " عن
سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمد بن حميد [يعني عن سلمة] قال: فتعجب علي
ابن مهران، وقال: سمعه محمد بن حميد مني.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني بها قال: أنبأنا أحمد
ابن عبد الرحمن الشيرازي قال: سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول:
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الأزهري يقول: سمعت إسحاق بن منصور. يقول:
259

أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله: أنهما
كذابان. أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: نبأنا علي
ابن إبراهيم المستملي قال: نبأنا أبو القاسم ابن أخي زرعة - يعنى الرازي - قال:
سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بأصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟
فقال برأسه: نعم. قلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا
يا بنى كان يتعمد.
حدثنا محمد بن علي الصوري قال: أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله
القاضي بمصر قال: أنبأنا أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال:
أخبرني أبي قال: محمد بن حميد الرازي ليس بثقة.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن
أبي العباس بن سعيد قال: سمعت داود بن يحيى يقول: حدثنا عنه - يعني محمد بن
حميد - أبو حاتم قديما ثم تركه بآخرة.
قال: وسمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: حدثنا ابن حميد وكان
والله يكذب.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: نبأنا أحمد بن
طاهر بن النجم الميانجي قال: نبأنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي حاتم:
أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شئ هو؟ فقال لي: كان بلغني
عن شيخ في الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قال أبو حاتم: أن عنده كتابا عن أبي
زهير، فحضرته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا، فأخرج إلينا ذلك الكتاب،
فنظرت فيه، فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير، وهي من أحاديث علي بن
مجاهد، فأبى أن يرجع، فقمت عنه، قلت لصاحبي: هذا كذاب لا يحسن يكذب. أو
نحو ما قال أبو حاتم، قال: ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك، فأخرج إلى ذلك
الجزء الذي رأيته عند ذاك الشيخ بعينة، فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟
260

قال: من علي بن مجاهد وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير،
وكتبت منها أحاديث فقرأها علي محمد بن حميد وقال فيها: حدثنا علي بن مجاهد،
فأسقط في يدي وتحيرت، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ،
فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ، فسألناه عن الكتاب الذي كان أخرجه إلينا
يومئذ، فقال: ليس الكتاب عندي اليوم، قد استعاره منى محمد بن حميد منذ أيام.
قال أبو حاتم: فبهذا استدلت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا علي بن إبراهيم قال: نبأنا أبو أحمد بن فارس قال:
نبأنا البخاري.
وأخبرنا السمسار قال: أنبأنا الصفار قال: نبأنا ابن قانع: أن محمد بن حميد مات
في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: أخبرني علي
ابن مفلح القزويني قال: سمعت أحمد بن محمود الزنجاني قال: سمعت الحسن بن
الليث الرازي. قال: رأيت محمد بن حميد الرازي في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما
فعل الله بك؟ قال: غفر لي. فقلت: بماذا؟ قال: برجائي إياه منذ ثمانين سنة.
734 - محمد بن حميد بن سهيل بن إسماعيل بن شداد، أبو بكر المخرمي:
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وجعفر بن محمد الفريابي، والهيثم
ابن خلف الدوري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبا العباس البراثي، وأحمد بن الحسن
ابن عبد الجبار الصوفي، وعلي بن الحسين بن حبان، ومحمد بن جرير الطبري. روى
عنه الدارقطني. وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وهلال بن محمد الحفار، وعبيد الله
ابن عمر بن البقال، وعلي بن المظفر الأصبهاني، وبشرى بن عبد الله الرومي، ومحمد
ابن عمر بن درهم، وأبو نعيم الحافظ.
أخبرنا هلال بن محمد الحفار قال نبأنا محمد بن حميد بن سهيل المخرمي ثم
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا علي بن عمر الحافظ قال حدثني عمر بن أحمد
ابن القصباني ومحمد بن حميد بن سهيل قال نبأنا أبو حامد النيسابوري أحمد بن
زكريا قال حدثني محمد بن إسحاق البكروي قال نبأنا يحيى قال قرأت على مالك
261

ابن أنس عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان لا يأكل
الثوم ولا الكراث ولا البصل من أجل أن الملائكة تأتيه، وأنه يكلم جبريل.
قال الأزهري لنا عن محمد بن عمر، تفرد به محمد بن إسحاق البكري قال
الإسناد وهو ضعيف. وهذا وهم وفي " الموطأ " عن الزهري عن سليمان بن يسار
مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذا.
سألت أبا نعيم الحافظ عن محمد بن حميد المخرمي. فقال: ثقة.
وحدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات. قال: أبو بكر محمد بن
حميد المخرمي كان عنده أحاديث غرائب، كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه
تخليط في أشياء قبل أن يموت، ولا أحسبه تعمد ذلك لأنه كان جميل الأمر، إلا أن
الإنسان تلحقه الغفلة.
سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن حميد المخرمي. فقال: ضعيف.
وقال لي أبو بكر: كان أبو منصور بن الكرجي قد سمع منه فلم يخرج عنه شيئا.
قال محمد بن أبي الفوارس: محمد بن حميد المخرمي كان فيه تساهل شديد،
وكان سمع حديثا كثيرا إلا أنه كان فيه شرة.
مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
735 - محمد بن حميد، أبو بكر اللخمي الخزاز، وهو محمد بن حميد بن
محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن مالك بن
عايذ الله بن عوذ بن معاوية بن عبيد بن زر بن غنم بن أرش بن أريش بن جديلة
ابن لخم:
نسبه لي أبو القاسم وهو وأحمد بن محمد العتيقي حدثاني عنه عن
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومحمد بن سهل بن هارون العسكري،
وأبي بكر الصولي، وأبي عبد الله الحكيمي.
وقال لي الأزهري: ولد محمد بن حميد للنصف من شعبان سنة إحدى وعشرين
وثلاثمائة وكان ثقة. وذكره لي مرة أخرى: فقال: كان ضعيفا.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون البزاز. قال: توفي أبو بكر بن حميد
في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
262

وقال لي الأزهري وأحمد بن محمد العتيقي: توفي محمد بن الخزاز في ليلة
السبت.
وقال العتيقي: يوم الجمعة، ثم اتفقا. فقالا: ودفن يوم السبت الحادي والعشرين
من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حاتم
736 - محمد بن حاتم بن ميمون، أبو عبد الله، يعرف بالسمين:
مروزي الأصل. قطيعة الربيع وحدث عن سفيان بن عيينة، وعبد الرحمن
ابن مهدي، ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وشبابة بن سوار، وإسحاق بن
منصور، وعمرو بن محمد العنقزي. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومسلم
ابن الحجاج النيسابوري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ قال نبأنا محمد بن المظفر قال نبأنا
أحمد بن الحسن الصوفي قال نبأنا محمد بن حاتم المروزي - في قطعية الربيع - قال
نبأنا ابن مهدي عن ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة. عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: قيل لبني إسرائيل: (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم
خطاياكم). فدخلوا الباب يزحفون على ستاههم وقالوا حبة في شعرة ".
قرأت في كتاب الحسن بن الفرات بخطه: أخبرني الحسن بن يونس الصيرفي قال
نبأنا أبو بكر الخلال قال أنبأنا عبدان بن صالح الأنطاكي قال: سمعت أحمد بن
263

حنبل يقول: جعل يحيى بن سعيد القطان لابن أبي خدويه، ولمحمد بن حاتم
السمين، كل يوم ثلاثين حديثا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال أنبأنا محمد
ابن عمران الصيرفي قال نبأنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني. قال قلت لأبي:
شئ رواه ابن حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن سالم عن قبيصة بن
هلب عن أبيه عن النبي. صلى الله عليه وسلم قال: " لا يأتي أحدكم بشاة لها يعار ". قال: هذا
كذب. إنما روى هذا أبو داود. قلت: شيئا أيضا رواه عن أبي يزيد الخراز عن جعفر
ابن برقان عن ميمون بن مهران قال: المؤذن يتنحنح قبل الأذان ثلاثا. فقال:
أدركت أنا أبا يزيد وهو رقى وأنكره.
قرأت على أبي بكر البرقاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكى قال أنبأنا
محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أحمد بن محمد الجعفي أبا عبد الله قال
سمعت يحيى - يعنى ابن معين - يقول: محمد بن حاتم بن ميمون كذاب.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا سهل
ابن أحمد الواسطي قال نبأنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: ومحمد بن حاتم
السمين ليس بشئ.
حدثت عن محمد بن عمران بن موسى قال حدثني عبد الباقي بن قانع: أن
محمد بن عمران بن موسى قال حدثني عبد الباقي بن قانع: أن محمد بن حاتم بن
ميمون، صالح.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن
حاتم بن الميمون السمين بغدادي ثقة أصله مروزي.
قرأت على البرقاني عن المزكى قال أنبأنا أبو العباس الثقفي قال وأخبرنا أحمد بن
جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: إن
محمد بن ميمون مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
264

قال الثقفي: ببغداد وزاد البغوي: في ذي الحجة.
قال الشيخ أبو بكر: وكذلك ذكر موسى بن هارون. وقال: يوم الأربعاء لخمس
بقين من ذي الحجة.
وأخبرنا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا
ابن قانع قال: قيل إن محمد بن حاتم السمين مات في أول سنة ست وثلاثين
ومائتين.
737 - محمد بن حاتم بن سليمان، أبو جعفر، ويقال: أبو عبد الله الزمي
المؤدب:
سمع هشيم بن بشير، وعبيدة بن حميد، والقاسم بن مالك المزني. وجرير بن عبد
الحميد. روى عنه أبو حاتم الرازي، وأبو عيسى الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن زياد القطان قال نبأنا محمد بن هشام المستملي قال حدثني محمد بن حاتم
الزمي قال نبأنا أبو معاوية عن الحجاج عن عطاء عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه قال أنبأنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي. قال: محمد
ابن حاتم المؤدب ثقة بغدادي.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: محمد بن حاتم الزمي ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت
في كتاب جدي عن أحمد بن محمد بن بكر. قال: مات محمد بن حاتم المؤدب
سنة ست وأربعين ومائتين.
265

738 - محمد بن حاتم بن بزيع، أبو سعيد، ويقال: أبو بكر:
سمع جعفر بن عون العمرى، وعبيد الله بن موسى العبسي، وإسحاق بن منصور
السلولي، وأسود بن عامر شاذان. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه،
وأبو داود السجستاني، وابنه عبد الله، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وغيرهم.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي قال أنبأنا عمر بن محمد بن حاتم بن
بزيع قال نبأنا إسحاق بن منصور قال نبأنا ابن عياش عن ابن أرقم عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن علي: أنه غسل النبي صلى الله عليه وسلم، فعصر بطنه في الوسطى فلم يخرج
شيئا. فقال: بأبي أنت وأمي طيبا في الحياة وطيبا في الموت.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال أنبأنا الحسن بن رشيق
قال نبأنا عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدثني محمد بن علي
الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي. قال: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد
الرحمن وكتب لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: محمد بن حاتم بغدادي ثقة.
وكنيته أبو سعيد.
قرأت على البرقاني عن المزكي قال أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي. قال: مات
محمد بن حاتم بن بزيع يكنى أبا سعيد ببغداد في شهر رمضان سنة تسع وأربعين
ومائتين.
739 - محمد بن حاتم بن نعيم بن عبد الحميد، أبو عبد الله [المروزي ثم
المصيصي]:
ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه بغدادي.
266

كذلك حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي
قال نبأنا أبو الفتح بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس.
قال: محمد بن حاتم بن نعيم بغدادي قدم مصر وحدث بها.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا القول عندي وهم لأنه مروزي وليس ببغدادي، وروايته
عن نعيم بن حماد بن وسويد بن نصر المروزيين، حدث عنه ابن عبد الرحمن النسائي
ووصفه بالثقة.
حدثني الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله قال أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب قال أخبرني أبي، قال: أبو عبد الله محمد بن حاتم بن نعيم بن عبد الحميد
مروزي. ثقة.
740 - محمد بن حاتم بن السرف بن نوح، أبو علي الأزدي:
من الغرباء. وأظنه رازيا قدم بغداد وحدث بها عن موسى بن نصر، روى عنه عمر
ابن أحمد المعروف بابن القصباني.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ قال أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر
ابن محمد الحارث القاضي قال نبأنا أبو علي محمد بن حاتم بن السرف بن نوح
الأزدي قدم علينا سنة ثمان وثلاثمائة قال نبأنا موسى بن نصر قال نبأنا بشار بن قيراط
عن أبي حنيفة عن علقمة عن مرثد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر: قال: كنا جلوسا
عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل شاب جميل حسن اللغة طيب الريح عليه ثياب بيض فقال:
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أدنوا منك؟
قال: ادن، فذكر حديث القدر بطوله.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حماد
741 - محمد بن حماد بن بكر بن حماد، أبو بكر المقرئ صاحب خلف بن
هشام:
سمع يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وسليمان بن حرب، وخلف بن
267

هشام، وأحمد بن حنبل. روى عنه وكيع القاضي، ومحمد بن أبي الثلج، وأحمد بن
محمد بن شاهين، وعلي بن محمد بن مهران السواق، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو
سعيد بن الأعرابي.
وكان أحد القراء المجودين، ومن عباد الله الصالحين. وبلغني عن إبراهيم الحربي.
قال: كان أبو بكر بن حماد المقرئ في أصحابه مثل أبي عبيد في أصحابه.
وذكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال: أن أحمد بن حنبل كان يصلي خلف
أبى بكر بن حماد شهر رمضان وغيره، وكان أحمد يجله ويكرمه.
حدثني محمد بن أبي الحسن قال أنبأنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي قال أنبأنا أبو
سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي قال أخبرني أبو بكر بن حماد، قال: قيل
ليزيد بن هارون: لم تحدث بفضائل عثمان ولا نحدث بفضائل علي؟ قال:
إن أصحاب عثمان مأمونون على علي، وأصحاب علي ليسوا بالمأمونين علي
عثمان.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا جعفر
ابن محمد الصندلي قال أنبأنا أبو بكر بن حماد قال: لما أتيت خلادا - يعني ابن
عيسى المقرئ - فسلمت عليه أخذ بيدي فأقعدني إلى جنبه. فقال لي: على من قرأت؟
فقلت: أنا رجل متعلم. فقال: ألست أنت متعلما الساعة إذا قرأت علمت على من
قرأت. فلما فرغ الغلام الذي يقرأ عليه. قال لي: هات. قال فلما ابتدأت قلت: بسم
الله الرحمن الرحيم وشددت الراء. ضحك. ثم قال: أنت من غلمان خلف. فقلت:
يا أبا عيسى ساحر أنت؟ فقال لا ولكن إذا جاء غلمان خلف عرفتهم. وإذا جاء
غلمان رويم عرفتهم، وإذا جاء غلمان إسماعيل عرفتهم.
حدثني الأزهري عن محمد بن العباس قال نبأنا أحمد بن جعفر بن محمد في
كتاب أفواج القراء. قال: وكان أبو بكر بن حماد من أحد القراء الصالحين الذين
لزموا الاستقامة على الخير وضبط الحرف.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن عباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع: أن محمد بن حماد المقرئ توفي بالجانب الغربي من مدينة السلام وذلك
يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الآخر سنة سبع وستين ومائتين. قال: ودفن بعد
العصر في مقابر التبانين.
268

742 - محمد بن حماد، أبو عبد الله الرازي الطهراني:
سمع عبيد الله بن موسى، وعبد الرزاق بن همام، وأبا عاصم النبيل، وحفص بن
عمر العدني، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. وكان جوالا حدث بالري، وبغداد،
والشام. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير
القاضي، وغيره.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي بالري، وببغداد،
وبإسكندرية، وهو صدوقا ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال: نبأنا القاضي أحمد
ابن عبد الله بن نصر بن بجير قال: نبأنا محمد بن حماد الطهراني قال نبأنا عبد
الرزاق قراءة عليه وأنا حاضر عن سفيان الثوري عن أبي معشر عن المقبري عن أبي
هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دعوة المظلوم مستجابة وإن كانت من فاجر فجوره على
نفسه ".
قال عبد الرزاق: وقد سمعته من أبي معشر. أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم
المؤدب قال قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد. قال:
محمد بن حماد الرازي الطهراني، سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول:
كان عدلا ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني. قال: محمد بن حماد
أبو عبد الله الطهراني ثقة.
269

حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال نبأنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس. قال توفى محمد بن حماد
الطهراني بعسقلان سنة إحدى وسبعين ومائتين، ليلة الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع
الآخر.
743 - محمد بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم،
الأزدي القاضي:
حدث عن سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت المديني. روى عنه: أخوه إبراهيم
ابن حماد.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ بن حماد
قال نبأنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت قال نبأنا عبد الله بن موسى بن عبد الله
ابن حسن بن حسن عن أبيه عن جده عبد الله بن الحسن عن أبيه عن الحسن بن علي
عن علي بن أبي طالب. قال: كان النبي لله عليه وسلم يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم
في صلاته.
حدث به أبو العباس بن عقدة عن عمر بن جعفر المزني عن محمد بن حماد.
بلغني عن محمد بن خلف وكيع. قال: استقضى محمد بن حماد بن إسحاق علي
البصرة قبل يوسف بن يعقوب القاضي والد أبي عمر. قال وكان محمد بن حماد
شابا عفيفا سريا قد كتب علما كثيرا وفهم وضم إليه قضاء واسط وكور دجلة،
وكان يلزم الموفق بالله حيث كان، فيستخلف علي البصرة محمد بن أسيد - رجلا من
أهل البصرة - ثم توفي محمد بن حماد في سنة ست وسبعين ومائتين.
744 - محمد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله، أبو جعفر الدباغ:
فارسي الأصل. سمع علي بن عثمان اللاحقي، وعيسى بن إبراهيم البركي، وعلي
ابن المديني، ومحمد بن عقبة السدوسي. روى عنه: حمزة بن محمد الدهقان، وأبو
سهل بن زياد القطان. وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال نبأنا ابن قانع: أن محمد بن ماهان الدباغ
مات في سنة أربع وثمانين ومائتين.
270

أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: ومحمد بن حماد بن ماهان الدباغ كان عنده حديث كثير عن
مسدد وغيره، وكتاب الحروف عن أبي الربيع الزهراني، مات على ستر وقبول في
جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين ومائتين.
745 - محمد بن حماد بن إبراهيم، أبو أحمد النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبد الله الهروي الجوباري. روى عنه محمد
ابن علي المحاملي.
746 - محمد بن حماد الجوزجاني:
قدم بغداد. وحدث بها عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. روى عنه
أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني قال: نبأنا محمد بن حماد الجوزجاني ببغداد قال نبأنا أحمد
ابن حفص قال حدثني أبي قال نبأنا إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا،
ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله ".
قال سليمان: لم يروه عن الأعمش إلا إبراهيم بن طهمان.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حسان
747 - محمد بن حسان بن خالد، أبو جعفر السمتي:
سمع يوسف بن يعقوب الماجشون، وهشيم بن بشير، وعباد بن عباد المهلبي،
271

وسيف بن محمد الثوري، وسفيان بن عيينة. روى عنه محمد بن علي الوراق،
وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، ومحمد بن أحمد بن
البراء، وعبد الله بن محمد البغوي.
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
عثمان الغزي المعروف بابن بويان قال: نبأنا محمد بن علي الوراق - ويعرف بحمدان
- قال: نبأنا السمتي محمد بن حسان قال: نبأنا سيف بن محمد بن أخت سفيان،
عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حبة بن جوين، عن علي بن أبي طالب قال: بينا
أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حير لأبي طالب، أشرف علينا أبو طالب فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" يا عم ألا تنزل فتصلي معنا؟ ". قال: ابن أخي، إني لأعلم أنك على حق، ولكني أكره
أن أسجد فتعلوني إستي، ولكن انزل علينا يا جعفر فصل جناح ابن عمك. فنزل جعفر
فصلى عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته التفت إلى جعفر فقال: " أما إن
الله قد وصلك بجناحين تطير بهما في الجنة كما وصلت جناح ابن عمك ".
قال الشيخ أبو بكر: تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري ابن أخته سيف
ابن محمد، ولا نعلم رواه عنه إلا السمتي.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أنبأنا عثمان بن أحمد
الدقاق قال: نبأنا محمد بن أحمد بن البراء قال: حدثني محمد بن حسان السمتي
قال: كان لي ابن وكنت به معجبا فتوفي، فرثيته بهذه الأبيات فأنشدني، في ذلك:
طامن حشاك فكلنا ميت * وإذا ظفرت فقصرك الفوت
هيئ لأحمد في الثرى بيت، وخلا له من أهله بيت
فكأن مولده كان وفاته * صوت دعا فأجابه صوت
حكم الإله على بريته * أن الحياة قصاصها الموت
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي
272

قال: أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال: نبأنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت
أحمد بن حنبل - سئل عن محمد بن حسان السمتي - فقال: ما لي به ذاك الخبر،
وتكلم بكلام كأنه رأى الكتاب عنه.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن عثمان التميمي بدمشق قال: أنبأني
القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال: نبأنا أبو يعلى الموصلي قال: وذكر له
- يعني يحيى بن معين - شيخ يحدث عنه القواريري يقال له السمتي فقال: كذاب
رجل سوء. فقال له رجل: يا أبا زكريا، السمتي الذي كان ههنا بالمدينة؟ فقال: لا،
هذا رجل لا بأس به إن شاء الله، وذاك رأيته بمكة في المسجد الحرام كان كذابا.
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز قال: نبأنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري قال: نبأنا جعفر بن درستويه قال: نبأنا أحمد بن محمد بن القاسم
ابن محرز قال: سألت يحيى بن معين عن السمتي محمد بن حسان البغدادي فقال:
ليس به بأس.
حدثني أبو القاسم الأزهري قال: سئل الدارقطني عن محمد بن حسان بن خالد
السمتي فقال: ليس بالقوي.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن
حسان السمتي ثقة، يحدث عن الضعفي.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري، قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: نبأنا ابن منيع
قال: نبأنا أبو جعفر محمد بن حسان بن خالد السمتي سنة ثمان وعشرين ومائتين
وفيها مات.
وأنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأنا محمد بن عمر بن غالب قال: أنبأنا
موسى بن هارون قال: مات محمد بن حسان السمتي ببغداد يوم الخميس لسبعة أيام
مضين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وكان لا يخضب.
273

748 - محمد بن حسان، أبو عبد الله:
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال:
نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: نبأنا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي
قال: حدثني أبي قال: أبو عبد الله محمد بن حسان بغدادي ثقة، رجل صالح، كانت
بضاعته ستمائة دينار، وركب بحر القلزم فغرق، فذهبت بضاعته. وقال أيضا: محمد
ابن حسان نزل أنطاكية بغدادي.
749 - محمد بن حسان بن فيروز، أبو جعفر الأزرق، مولى معن بن زائدة
الشيباني:
سمع سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن
ابن مهدي، ووكيعا، وعبد الله بن سعيد، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، وريحان بن
سعيد، وأبا عامر العقدي. روى عنه إسماعيل بن العباس الوراق، ومحمد بن جعفر
ابن رميس، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: أنبأنا محمد بن
مخلد العطار قال: نبأنا محمد بن حسان قال: نبأنا ابن مهدي، عن سفيان، عن عطاء،
عن أبي عثمان، عن بلال: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبقني بآمين. هكذا رواه أبو عمر
ابن مهدي لنا من أصل كتابه.
وحدثني محمد بن علي الصولي لفظا قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قال:
نبأنا محمد بن مخلد قال: نبأنا محمد بن حسان قال: نبأنا ابن مهدي، عن سفيان.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي قال:
أنبأنا ابن أبي حاتم قال: نبأنا محمد بن حسان قال: نبأنا عبد الرحمن بن مهدي قال
نبأنا سفيان، عن عاصم - يعنى الأحول عن أبي عثمان، عن بلال: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
لا تسبقني بآمين.
274

وهذا هو الصواب، وحديث أبي عمر بن مهدي خطأ، وقد رواه عبد الرزاق بن
همام أيضا عن سفيان الثوري عن عاصم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان قال: نبأنا سليمان بن
أحمد بن أيوب اللخمي قال: نبأنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن
عاصم، عن أبي عثمان قال: قال بلال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبقني بآمين.
أخبرني علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن حسان الأزرق بغدادي، سمعت عبد الله بن أحمد يقول:
كان صدوقا لا باس به.
أخبرنا محمد بن إسماعيل البجلي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني، محمد بن
حسان الأزرق ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال: نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت
في كتاب جدي: سمعت ابن أبي بكر يقول مات محمد بن حسان الأزرق سنة
سبع وخمسين ومائتين.
حدثت عن محمد بن عمران الكاتب قال: قال محمد بن مخلد: مات محمد بن
حسان الأزرق يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين
ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حبيب
750 - محمد بن حبيب بن محمد، الجارودي:
بصري قدم بغداد، وحدث بها عن عبد العزيز بن أبي حازم. روى عنه أحمد بن
علي الخزاز، والحسن بن عليل العنزي، وعبد الله بن محمد البغوي، وكان صدوقا.
275

751 - محمد بن حبيب، صاحب كتاب " المحبر ":
حدث عن هشام بن محمد الكلبي روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي عرابة،
وأبو سعيد السكري.
وكان عالما بالنسب وأخبار العرب، موثقا في روايته. ويقال: إن حبيبا اسم أمه.
وقيل: بل اسم أبيه، فالله أعلم.
حدثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي قال: أنبأنا علي بن نقا الوراق قال: أنبأنا
عبد الغنى بن سعيد الأزدي قال: نبأنا عبد الله بن عبد الرحمن الأردني قال: نبأنا أبو
الطاهر القاضي قال: محمد بن حبيب صاحب كتاب " المحبر " حبيب: أمه، وهو ولد
ملاعنة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال: نبأنا
أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يمل. فقلت:
ويحك أمل مالك؟ فلم يفعل حتى قمت، وكان والله حافظا صدوقا الحق، وكان
يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار منه.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن
ابن سعيد قال: محمد بن حبيب صاحب كتاب " المحبر " وغيره بغدادي.
بلغني عن أبي سعيد السكري قال: توفى محمد بن حبيب يوم الخميس لسبع بقين
من ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين، بسر من رأى.
752 - محمد بن حبيب الشيلماني:
حدث عن عبد الله بن بكر السهمي. روى عنه يوسف بن يعقوب الأزرق
التنوخي.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ
قال نبأنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول قال نبأنا محمد بن حبيب
276

الشيلماني قال نبأنا عبد الله بن بكر قال نبأنا سوار أبو حمزة عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مروا صبيانكم بالصلاة في سبع سنين،
واضربوهم عليها في عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا زوج الرجل منكم عبده
أو أجيره فلا يرين ما بين ركبته وسرته، فإن ما بين سرته وركبته من عورته ".
753 - محمد بن حبيب، أبو عبد الله البزاز:
سمع أحمد بن حنبل، وشجاع بن مخلد. روى عنه الحسن بن أبي العنبر، وغيره.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنبأنا أبو بكر الخلال. قال: ومحمد
ابن حبيب أبو عبد الله البزاز، عنده عن أبي عبد الله جزء مسائل حسان، ولم أكن
عرفته قديما فذكرها لي أبو الطيب المؤدب فسمعتها منه عن محمد بن حبيب،
وكانت عند أبي محمد بن أبي العنبر أيضا عن محمد بن حبيب، وهو رجل معروف
جليل من أصحاب أبي عبد الله.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: أبو عبد الله بن حبيب كتب ولكنه كان يمتنع أن يحدث، مشهور
بالستر. سنة إحدى وتسعين ومائتين - يعنى مات فيها.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحجاج
754 - محمد بن الحجاج، أبو إبراهيم اللخمي:
من أهل واسط، سكن بغداد وحدث بها عن عبد الملك بن عمير، ومجالد بن
سعيد. روى عنه داود بن مهران الدباغ، ومحمد بن حسان السمتي، ويحيى بن
أيوب المقابري، وسريج بن يونس.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا أبو القاسم عبد
الله بن الحسن بن سليمان المقرئ قال نبأنا محمد بن هارون المقرئ المعروف بالسواق
قال نبأنا يحيى بن أيوب قال نبأنا محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن
277

ربعي بن حراش عن حذيفة. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أطعمني جبريل الهريسة لتشد ظهري
لقيام الليل ".
أخبرنا علي بن محمد بن علي الإيادي ومحمد بن جعفر بن محمد بن شاكر
الصايغ قال نبأنا داود بن مهران قال نبأنا محمد بن حجاج من أهل واسط عن عبد
الملك بن عمير عن ابن أبي ليلى وربعي بن حراش عن حذيفة. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لجبريل: " أطعمني هريسة أشد ظهري بها لقيام الليل ".
وهكذا رواه الحسن بن علي بن المتوكل عن يحيى بن أيوب عن محمد بن
الحجاج إلا أنه قال عن ابن أبي ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن ربعي عن حذيفة عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو عبيد القاسم بن
إسماعيل الضبي قال نبأنا أبو الحسن الواسطي علي بن إبراهيم بن عبد المجيد قال
نبأنا منصور بن المهاجر أبو الحسن البزوري قال نبأنا محمد بن الحجاج اللخمي عن
عبد الملك بن عمير اللخمي عن يعلى بن مرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرني جبريل
بأكل الهريسة أشد ظهري، وأتقوى بها على الصلاة ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا محمد بن مخلد قال نبأنا
العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن الحجاج
الواسطي كان يحدث بحديث: أطعمني جبريل هريسة. كان ينزل فصيل الكرخ ليس
بثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني بنيسابور قال سمعت أبا
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول: قلت ليحيى بن معين: فمحمد بن الحجاج اللخمي الواسطي كيف هو؟ قال:
كذاب.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا بشر بن أحمد الأسفراييني قال: سمعت أبا يعلى
الموصلي.
278

وأخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي قال أنبأنا يوسف
ابن القاسم الميانجي قال نبأنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت أبا زكريا يحيى بن معين
وذكر له حديث يحدث به يحيى بن أيوب عن محمد بن الحجاج في الهريسة فقال:
سمعت منه، وكان أرى صاحب هريسة كذابا خبيثا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال نبأنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمد
ابن الحجاج اللخمي فقال: ليس بثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:
محمد بن الحجاج اللخمي كذاب من أهل واسط، هو صاحب حديث
الهريسة.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي بنيسابور قال سمعت أبا بكر محمد بن
عبد الله الجوزقي يقول أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو
إبراهيم محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي عن مجالد بن سعيد منكر الحديث.
وحديثه عن مجالد.
أخبرنا به أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد الواعظ قال نبأنا أبو الحسين أحمد بن
عيسى بن محمد بن علي بن الأشعث المقرئ المعروف بابن جنية قال نبأنا الحسن بن
علي بن الوليد الفارسي قال نبأنا محمد بن حسان السمتي قال نبأنا محمد بن
الحجاج - يعنى اللخمي - عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس. قال: قدم وفد عبد
القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي؟ ". قال: كلنا
يا رسول الله نعرفه. قال: " فما فعل؟ ". قالوا: هلك. قال: ما أنساه بعكاظ في الشهر
الحرام على جمل له أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا
وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبرا،
وإن في الأرض لعبرا، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور،
أقسم قس قسما، لئن كان في الأمر رضا، لتعودن سخطا، إن لله دينا هو أحب إليه
من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم
تركوا فناموا ". ثم قال: " أيكم يروى شعره؟ " فأنشدوه:
279

في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها * يسعى الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلى * ولا من الباقين غابر
أيقنت أنى لا محالة * حيث صار القوم صائر
حدثني أحمد بن محمد المستملي قال نبأنا محمد بن جعفر الوراق قال أنبأنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي وذكر حديثا لقس هذا فقال: موضوع لا أصل له.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال نبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو
أحمد بن فارس قال نبأنا البخاري. قال: محمد بن حجاج اللخمي عن مجالد عن
الشعبي عن ابن عباس. قال: قدم قس بن ساعدة، منكر الحديث.
قال ابنه حماد: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
755 - محمد بن الحجاج مولى العباس بن محمد، الهاشمي، ويقال: إنه
مخزومي، يكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبا جعفر، ويعرف بالمصفر، وقيل إنه واسطي
أيضا:
سكن بغداد وحدث بها عن شعبة، وعبد العزيز الدراوردي، وخوات بن صالح
ابن خوات بن جبير، وبرية بن عمر بن سفينة. روى عنه عمرو بن محمد الناقد وأبو
بكر الأعين، والفضل بن سهل الأعرج، وإبراهيم بن راشد الأدمي، وجعفر بن محمد
ابن شاكر الصائغ.
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال أنبأنا أبو
علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة قال نبأنا جعفر بن محمد الصائغ قال نبأنا
محمد بن الحجاج المصفر قال نبأنا شعبة قال حدثني سعيد بن يزيد أبو مسلمة عن
أبي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال
لعمار: " تقتله الفئة الباغية ".
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن قال
أنبأنا عبد الله بن أحمد إجازة وأخبرنا العتيقي قال أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني
280

قال نبأنا محمد بن عمرو العقيلي قال نبأنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن
محمد بن الحجاج المصفر فقال: تركت حديثه. أو تركنا حديثه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا محمد بن مخلد قال نبأنا
العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن الحجاج المصفر ليس
بثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال حدثني أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا
أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري قال نبأنا جعفر بن درستويه الفسوي قال نبأنا
أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن
الحجاج المخزومي - يعنى المصفر - كان يحدث عن شعبة بأحاديث منكرة، أنا رأيت
كتابه وكتبت عنه ما كان في كتابه وليس هو بشئ.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا علي بن إبراهيم قال نبأنا أبو أحمد بن فارس قال نبأنا
البخاري. قال: محمد بن حجاج المصفر القرشي أبو عبد الله كان ببغداد سكتوا عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أحمد بن
طاهر بن النجم قال نبأنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة عبيد الله بن
عبد الكريم: محمد بن الحجاج اللخمي؟ قال: يروى أحاديث موضوعة عن عبد
الملك بن عمير وغيره قلت: محمد بن الحجاج المصفر؟ قال: وهذا أيضا يروى أباطيل
عن شعبة والدراوردي. قلت: فهما قريبان من السوا؟ قال: لا، اللخمي كان في أيام
هشيم وهذا بعد. قلت إنما أردت أنهما يتقاربان في رواية الأباطيل؟ قال: أما في هذا
فيتقاربان.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول أنبأنا
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد الله محمد بن الحجاج
المصفر تركوه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال نبأنا
أبو عبيد محمد بن علي قال سألت أبا داود عن محمد بن الحجاج المصفر؟ فقال:
الواسطي غير ثقة.
أخبرنا البرقاني قال أنبأنا أبو الحسين أحمد بن سعيد بن سعد قال نبأنا عبد الكريم
ابن أحمد بن شعيب النسائي بمصر قال نبأنا أبي. قال: محمد بن الحجاج المصفر
متروك الحديث.
281

حدثني أحمد بن محمد المستملي قال أنبأنا محمد بن جعفر الوراق قال أنبأنا
محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قال: محمد بن الحجاج المصفر متروك الحديث.
مات ببغداد سنة ست عشرة ومائتين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال سمعت الجوهري - يعنى حاتم بن الليث - يقول: محمد بن الحجاج المصفر أبو
جعفر مولى العباس بن محمد الهاشمي، وكان يتشيع ترك حديثه مات ببغداد سنة
عشرة ومائتين.
756 - محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس بن نذير بن بلال بن عكابة بن
كسيب بن علقمة بن مرهوب بن عبيد بن هاجر بن كعب بن بجالة بن ذهل بن
مالك بن سعد بن ضبة بن أد، أبو الفضل الضبي:
قرأت نسبه هذا بخط محمد بن مخلد الدوري، وهو كوفي قدم بغداد غير مرة
وحدث بها عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن فضيل بن
غزوان، وأبى معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن داود الخريبي. روى عن
يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو عمر بن يوسف القاضي، وأحمد بن محمد
ابن الجراح الضراب، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسين بن إسماعيل المحاملي،
ومحمد بن مخلد وغيرهم.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قال قرأنا على الحسين بن هارون عن
أبي العباس بن سعيد. قال: محمد بن الحجاج الضبي الكوفي في أمره نظر. أخبرني
الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال قرأت على محمد بن
مخلد. قال: ومات محمد بن الحجاج الضبي الكوفي سنة إحدى وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع. قال: توفي محمد بن الحجاج بن نذير الضبي الكوفي بمدينة
السلام، وذلك أنه دخل من الكوفة فأقام نحوا من شهر وحدث الناس ثم أدركه
الموت في ربيع الأول سنة إحدى وستين ومائتين، وكان قد استكمل سبعا وتسعين
سنة ودخل في ثماني وتسعين.
282

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حفص
757 - محمد بن حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان، أبو جعفر الأزدي
المعروف والده بأبي عمر الدوري المقرئ:
سمع أباه، وقبيصة بن عقبة، وأبا بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن عبد الحميد
الحماني، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو العباس بن
واصل المقرئ. وحدث عنه أبوه أحاديث كثيرة في كتاب " قراءة النبي صلى الله عليه وسلم "، وقد
أوردناها في كتاب " رواية الآباء عن الأبناء ".
758 - محمد بن حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان، أبو بكر الأزدي
المعروف والده بأبي عمر الدوري المقرئ:
وهو أخو أبي جعفر. سمع أسود بن عامر شاذان، وأحمد بن إسحاق الحضرمي،
ومحمد بن معصب القرقساني، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وحجاج بن محمد،
والحكم بن موسى، ويحيى بن أيوب العابد، ويحيى بن أبي بكير، وأبا عبيد القاسم
ابن سلام. روى عنه جماعة: منهم عبد الله بن إسحاق المدائني، وحاجب بن أركين
الفرغاني، ومحمد بن مخلد الدوري، وسماه حاجب بن أركين، أحمد. ونحن
نذكره بعد في باب أحمد، إن شاء الله.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمد بن
مخلد العطار قال نبأنا محمد بن حفص بن عمر الدوري قال نبأنا أحمد بن إسحاق
قال نبأنا أبو عوانة عن بيان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البزاق في المسجد خطيئة،
وكفارتها دفنها ".
قال الشيخ أبو بكر: كذا رواه محمد بن أبي عمر الدوري قال فيه عن بيان عن
أنس، وهو وهم، إنما رواه أبو عوانة عن قتادة عن أنس، ولا نعلم روى هذا الحديث
عن أحمد بن إسحاق إلا محمد بن حفص.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة تسع وخمسين ومائتين فيها مات أبو
بكر محمد بن أبي عمر الضرير المقرئ.
283

759 - محمد بن حفص، أبو الأسود المروزي:
حدث عن حماد بن عمرو النصيبي وعن بشر بن الحارث. وكان يسكن في جوار
بشر. روى عنه محمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي.
أخبرني الطناجيري قال نبأنا أحمد بن منصور النوشري قال نبأنا محمد بن مخلد
قال حدثني أبو جعفر محمد بن هشام بن البختري قال: سمعت أبا الأسد محمد بن
حفص جار بشر. قال: دخلنا على بشر بن الحارث وهو مريض فقال له رجل:
أوصني. قال: إذا دخلت على مريض فلا تطل القعود عنده.
760 - محمد بن حفص بن أبي الجعد، البزاز، يعرف بمندل بن سندل:
حدث عن عمرو بن علي الصيرفي، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي.
روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال
نبأنا محمد بن حفص بن أبي الجعد المعروف بابن سندل البزاز قال نبأنا عمرو بن
علي قال نبأنا أبو داود قال نبأنا زمعة عن عمرو بن دينار عن جابر. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " نعم السحور التمر ".
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمدان
761 - محمد بن حمدان بن سفيان، أبو عبد الله الطرائفي المخرمي:
سمع علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن رفعة، ومحمد بن عبد الملك بن
زنجويه، ومحمد بن زياد بن عبد العزيز الثقفي، وغيرهم من البغداديين والرازيين
والمصريين. روى عنه أحمد بن قاج الوراق، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن عبيد
الله بن الشخير.
284

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى البزاز بهمذان قال: نبأنا أبو الفضل صالح بن
أحمد بن محمد الحافظ في كتاب " طبقات الهمذانيين ". قال: محمد بن أحمد بن
سفيان أبو عبد الله البغدادي ويعرف بالطرائفي، قدم علينا سنة ثماني عشرة - يعنى
وثلاثمائة - روى عن موسى بن نصر الرازي، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن
عبد الملك بن زنجويه، والحسن بن عرفة، والربيع بن سليمان، ومحمد بن سليمان بن
أبي فاطمة المصريين، وإبراهيم بن أحمد بن النعمان الأزدي، وفهد بن سليمان
والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وحمدون بن عباد الفرغاني، وإبراهيم بن
مرزوق، وعيسى بن جعفر الوراق، وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري، وأبي
زرعة، وأبي حاتم الرازيين. سمعت منه مع أبي، وكان عنده عامة كتب الشافعي
" الأم " وغيره عن الربيع، وكان رجلا سهلا حسن الأخلاق، يصبر على التحديث،
واسع العلم صدوقا.
762 - محمد بن حمدان بن بغداد، أبو بكر الصيدلاني:
سمع أبا نشيط محمد بن هارون الحربي، وتميم بن بهلول الرازي، وعباسا
الدوري، وأبا يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، ويوسف بن أحمد بن الحكم
البصري. روى عنه أبو حفص بن شاهين، والمعافى بن زكريا الجريري، وعبد الله بن
عثمان الصفار.
763 - محمد بن حمدان بن حماد، أبو بكر الصيدلاني:
سمع أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وفضل بن يعقوب الرخامي، وعبد الله
ابن روح المدايني. روى عنه: محمد بن خلف بن جيان الخلال، ومحمد بن المظفر،
وأبو القاسم بن النخاس المقرئ، وأبو عمر بن حيويه. وكان ثقة يتفقه على مذهب
أحمد بن حنبل.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا محمد بن
حمدان بن حماد أبو بكر الصيدلاني قال: نبأنا أبو الأشعث.
وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل وأبو الفتح هلال بن محمد
ابن جعفر الحفار قال إبراهيم نبأنا وقال هلال أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش
285

القطان قال نبأنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال نبأنا فضيل بن عياض قال نبأنا
عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: " يعلم السر وأخفى " قال: يعلم
السر في نفسك. وقال الصيدلاني: ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف بن جيان. قال: أبو
بكر محمد بن حمدان الصيدلاني ثقة.
764 - محمد بن حمدان بن مالك، أبو الحسن العاجي:
حدث عن عباس بن محمد الدوري. روى عنه علي بن عمرو الحريري.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني بها قال أنبأنا علي بن عمرو الحريري قال
نبأنا محمد بن حمدان العاجي ببغداد.
قرأت في كتاب أبي عمرو بن جابر: توفي أبو الحسن محمد بن حمدان بن مالك
العاجي، يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين
وثلاثمائة.
وقد ذكرنا فيما تقدم محمد بن أحمد بن مالك العاجي وهو هذا وليس بغيره.
765 - محمد بن حمدان بن صالح بن يزيد بن عثمان بن صالح، أبو بكر
الضبي:
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج عن الحسن بن عرفة حديثين منكرين، وذكر أنه
حدثه بهما من حفظه في بستان حفص. وقال: مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
766 - محمد بن حمدان بن الهيثم، أبو بكر الجوهري:
ذكر ابن الثلاج أيضا: أنه حدثهم عن أحمد بن يحيى بن مالك السوسي. وقال:
توفى في شوال من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
286

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حامد
767 - محمد بن حامد بن حرب، أبو الفضل البلخي، يعرف بالعمائمي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن سلمة اللبقي. روى عنه محمد بن سهل بن
المحاملي المقرئ.
768 - محمد بن حامد بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو أحمد السلمي
الخراساني:
ورد بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن زيد السلمي النيسابوري وغيره
أحاديث منكرة. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني بالنهروان من أصل كتابه قال نبأنا أبو
بكر محمد بن إسحاق القطيعي إملاء قال حدثني أبو أحمد محمد بن حامد بن محمد بن
إبراهيم بن إسماعيل السلمي - قدم علينا حاجا - قال نبأنا محمد بن يزيد بن عبد الله
السلمي قال نبأنا سليمان بن قيس عن أبي يعلى بن المهاجر عن أبان عن أنس. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيأتي من بعدي رجل يقال له النعمان بن ثابت ويكنى أبا
حنيفة ليحيين دين الله وسنتي على يديه ".
لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه، وهو باطل موضوع. ومحمد بن يزيد
متروك الحديث، وسليمان بن قيس وأبو المعلى مجهولان، وأبان بن عياش رمي
بالكذب.
769 - محمد بن حامد بن محمد، أبو صالح، يعرف بالداودي:
حدث عن الحسن بن مكرم، وأبي قلابة الرقاشي، وأحمد بن محمد بن عيسى
البرتي، وأبي العباس الكديمي. روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن أحمد بن المنشئ
الكاتب.
287

770 - محمد بن حامد بن محمد بن الحارث بن عبد الحميد، أبو رجاء
التميمي:
حدث عن محمد بن الجهم السمري، ومحمد بن يحيى الكسائي المقرئ. روى
عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو محمد بن النحاس المصري.
حدثني محمد بن علي الصوري قال أنبأنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي قال أنبأنا
أبو رجاء محمد بن حامد بن محمد بن الحارث التميمي البغدادي بمكة سنة أربعين
وثلاثمائة قال نبأنا محمد بن الجهم السمري الكاتب.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور قال نبأنا أبو العباس محمد
ابن يعقوب الأصم قال نبأنا محمد بن الجهم قال نبأنا يحيى بن زياد الفراء قال
حدثني أبو إسحاق الشيباني زاد التميمي وليس بصاحب هشيم وهو إبراهيم بن
الزبرقان ثم اتفقا قال حدثني أبو روق عن محمد بن جحادة عن أبيه عن عائشة.
قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: إنه عمل غير صالح.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حبش
771 - محمد بن حبش، أبو بكر الواعظ الضرير:
سكن مصر وحدث بها عن سعيد بن يحيى الأموي. روى عنه: عبد الله بن جعفر
ابن الورد المصري.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري بمكة في
المسجد الحرام قال أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ. قال: محمد بن حبش أبو بكر
القاص الضرير الرجل الصالح، حدث بمصر عن سعيد بن يحيى الأموي. حدثنا عنه
أبو محمد بن ورد.
حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال نبأنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن
حبش الواعظ أبو بكر الضرير، بغدادي قدم مصر قديما وهو شاب وكان من حفاظ
288

القرآن، وكان حسن الصوت بالقرآن، وكان يجلس للناس حين كبرت سنة في
المسجد الجامع ويقص ويقرأ بألحان ويعظ الناس، وكان يصلي بالناس في قيام شهر
رمضان في المسجد الجامع العتيق، وكان كريما سمحا.
توفي بمصر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
772 - محمد بن حبش بن مسعود بن خالد بن يزيد، أبو بكر السراج:
سمع محمد بن سليمان لوينا، وخلاد بن أسلم. روى عنه إبراهيم بن أحمد بن
بشران الصيرفي، والقاضي أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف، وغيرهما
أحاديث مستقيمة.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري لفظا بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ بأصبهان قال نبأنا محمد بن حبش بن مسعود بن خالد السراج البغدادي
ببغداد قال نبأنا لوين بن محمد بن سليمان قال نبأنا شريك بن عبد الله عن الأسود بن
قيس عن نبيح العنزي عن جابر. قال: قتل أبي وخالي يوم أحد، فحملتهما أمي على
بعير، فأتت بهما المدينة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ردوا القتلى إلى مصارعهم.
773 - محمد بن حبش بن محمد بن صالح، أبو بكر الوراق:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن أبي السرى الجلاجلي في سنة إحدى وثلاثين
وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمزة
774 - محمد بن حمزة بن زياد بن سعد بن عبيد بن نصر، أبو علي، طوسي
الأصل:
حدث عن أبيه. روى عنه: موسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن خلف وكيع،
ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال أنبأنا محمد بن مخلد العطار قال نبأنا محمد بن
289

حمزة بن زياد الطوسي قال نبأنا أبي قال نبأنا قيس بن الربيع عن عبيد المكتب عن
مجاهد عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جهنم تحيط بالدنيا والجنة من ورائها،
فلذلك صار الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة ".
775 - محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن حرب، أبو علي الدهان:
سمع أبا بكر الطلحي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفيين، وأبا بكر بن
مالك القطيعي، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب. كتبنا عنه وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن حمزة الدهان في سوق العطارين قال أنبأنا أبو بكر عبد الله بن
يحيى الطلحي بالكوفة قال نبأنا عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث النخعي أبو
محمد قال نبأنا علي بن حكيم الأودي قال أنبأنا شريك عن الشيباني عن الشعبي عن
ابن عباس. قال: ناولت النبي صلى الله عليه وسلم دلوا من زمزم فشرب وهو قائم.
سألت أبا علي بن حمزة عن مولده. فقال: ولدت ببغداد يوم الخميس لسبع خلون
من شعبان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. قال: وكنت أختلف إلى الكوفة فسمعت بها
من الطلحي في سنة تسع وخمسين فيما أظن، كذا قال.
ومات في ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحارث
776 - محمد بن الحارث بن إسماعيل، الخزاز:
حدث عن سيار بن حاتم العنزي.
وعبد الله بن داود التمار. محمد يلقب حمدون. روى عنه أبو بكر بن أبي
الدنيا وغيره.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا سليمان بن أحمد
290

الطبراني قال نبأنا علي بن الحسن بن المثني الجهني التستري قال نبأنا محمد بن
الحارث الخزاز البغدادي قال نبأنا سيار بن حاتم قال نبأنا عبد الواحد بن زياد عن
عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه
عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي. فقال:
يا محمد أقرئ أمتك مني وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء وأنها.
قيعان، وغراسها قول: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول
ولا قوة إلا بالله ".
قال سليمان: لم يروه عن القاسم إلا عبد الرحمن، ولا عنه إلا عبد الواحد، ولم
يروه عن عبد الواحد مرفوعا إلا سيار.
قال الشيخ أبو بكر: وقد روى أبو بكر بن خزيمة النيسابوري عن محمد بن جعفر
ابن الحارث الخزاز: عن خالد بن عمرو الأموي، ولا أحسب شيخ ابن خزيمة إلا هذا
فالله أعلم.
777 - محمد بن الحارث، أبو بكر الإيادي. كان قاضي مصر:
حدثنا الثوري قال: أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال نبأنا ابن مسرور قال
نبأنا أبو سعيد بن يونس. قال: محمد بن أبي الليث، واسم أبي الليث الحارث الإيادي،
قاضي مصر يكنى أبا بكر، توفي ببغداد سنة خمسين ومائتين. ويقال إن أصله من بلخ.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمويه
778 - محمد بن حمويه بن حديد بن هارون بن إدريس بن عبد الله، أبو بكر
الفرغاني:
أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر بن محمد السكري قال نبأنا
جدي قال نبأنا أبو بكر محمد بن حمويه بن حديد بن هارون بن إدريس بن عبد الله
الفرغاني في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة - قدم علينا حاجا - قال نبأنا أبو جعفر الوراق
أحمد بن محمد بن الأزهر قال نبأنا إبراهيم بن سليمان الزيات عن عبد
291

الحكيم عن أنس بن مالك. قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع ضجة فتغير لونه،
فقيل: ما هذه؟ قال: " حجر وقع في جهنم منذ سبعين سنة الآن صار في قعرها ".
779 - محمد بن حمويه بن عباد، أبو بكر النيسابوري، يعرف بالطهماني:
وإنما سمي بذلك لجمعه حديث إبراهيم بن طهمان. سمع أحمد بن حفص بن
عبد الله السلمي، ومحمد بن يزيد السلمي، ومحمد بن الوليد بن أبان الهاشمي.
روى عنه أبو إسحاق المزكي، والحسين بن علي التميمي، وأبو أحمد الغطريفي. قدم
بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو بكر الشافعي. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قال أنبأنا محمد بن عبد الله
الشافعي قال نبأنا أبو بكر محمد بن حمويه النيسابوري. وحدثني الحسين بن عبد الله
السمرقندي. قالا: نبأنا أحمد بن حفص قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن
طهمان عن موسى بن عقبة عن نافع عن القاسم عن عائشة أم المؤمنين: أنها أخبرته
أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بالباب ولم يدخل،
فعرفت عائشة وأنكرت وجهه. فقالت: يا رسول الله تبت إلى الله، ماذا أذنبت. فقال:
" ما هذه النمرقة؟ ". قالت: اشتريتها لك تجلس عليها وتوسدها، فقال: إن أصحاب
هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن البيت الذي فيه
الصور لا تدخله الملائكة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال حدثني
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن حمويه الطهماني. قال: توفي أبي يوم الخمس
السادس والعشرين من شعبان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
* * *
292

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
780 - محمد بن حيان، أبو الأحوص البغوي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وإسماعيل بن علية،
وهشيم، وحماد بن خالد، وحميد بن عبد الرحمن الرواسي، روى عنه: أحمد بن
حنبل، وأحمد بن منيع، وعباس الدوري، وصالح جزرة، وإبراهيم الحربي، وآخر من
روى عنه: عبد الله بن محمد البغوي.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي قال: أنبأنا عبد الرحمن بن عمر خلال
قال: نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال: نبأنا أبو بكر بن سهل قال: نبأنا عبد الخالق
ابن منصور قال: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن أبي الأحوص فقال: ليته حدث
بما سمع، فكيف يكذب؟.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري قال: أنبأنا أحمد بن عبيد قال: أنبأنا محمد بن
الحسين قال: نبأنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى يقول: أبو الأحوص
محمد بن حيان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنبأنا عبد الرحمن بن عمر قال: نبأنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قال: أبو الأحوص البغوي كان ثبتا.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي نبأنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود قال: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي. قال: محمد بن حيان البغوي
صدوق.
293

أخبرنا علي بن عمر المقرئ قال: أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: نبأنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل.
وأخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قال: نبأنا
محمد بن عبد الله الحضرمي قالا: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات أبو الأحوص
محمد بن حيان البغوي.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا علي بن الحسن الرازي قال نبأنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال: مات أبو الأحوص محمد
ابن حيان في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين.
781 - محمد بن حازم بن عمرو، أبو جعفر الباهلي الشاعر:
ولد بالبصرة ونشأ بها وانتقل إلى بغداد فسكنها. ومدح من الخلفاء المأمون
خاصة، وكان حسن الشعر، مطبوع القول، وله أخبار معروفة.
782 - محمد بن حزابة، أبو عبد الله العابد:
سمع القاسم بن الوليد الهمذاني، وإسحاق بن منصور السلولي، ومحمد بن
جعفر المدايني، وعبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه علي بن عبد الصمد
الطيالسي، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، وغيرهما. وكان ثقة ينزل في جوار
زياد بن أيوب المعروف بدلويه.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال أنبأنا أبو أحمد بن
فارس قال نبأنا محمد بن حزابة البغدادي أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف
قال أنبأنا أبو بكر الشافعي قال حدثني علي بن عبد الصمد ما غمها قال حدثني
محمد بن حزابة العباد قال نبأنا محمد بن جعفر بن المدايني قال نبأنا شعبة عن بسطام
ابن مسلم عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما إهاب دبغ فقد
طهر ".
294

783 - محمد بن أبي الحكم بن سعيد، أبو جعفر البزاز الحنبلي:
حدث عن عبيد الله بن موسى، ومنصور بن أبي نويرة، ومحمد بن الجنيد، وعبد
العزيز بن عبد الله الأويسي. روى عنه إسحاق بن سلمة الكوفي، ومحمد بن مخلد.
وذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه: أنه توفي في شوال من سنة ست وستين ومائتين.
784 - محمد بن الحكم بن يوسف بن حدير، الترمذي:
قدم بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن بشر الغزال صاحب عصام بن يوسف.
روى عنه محمد بن مخلد.
785 - محمد بن حجة، أبو بكر البزار:
حدث عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، ومحمد بن خليل المخرمي.
روى عنه عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وأحمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار.
أخبرنا السمسار قال أنبأنا الصفار قال أنبأنا ابن قانع: أن أبا بكر بن حجة مات في
سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
786 - محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان، أبو حنيفة القصبي الواسطي:
سكن بغداد وحدث بها عن عمه أحمد بن محمد بن ماهان وعن المقدم بن
محمد بن يحيى المقدمي، وخالد بن يوسف السمتي، والحسن بن حبلة الشيرازي.
روى عنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم،
وإسماعيل بن علي الخطبي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وغيرهم. والدارقطني،
وقال: ليس بالقوي.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا علي بن محمد بن سعيد الرزاز قال نبأنا
أبو حنيفة محمد بن حنيفة بن ماهان القصبي - إملاء في سنة سبع وتسعين ومائتين
ببغداد في درب الديزج - قال نبأنا الحسن بن حبلة الشيرازي قال نبأنا مرحوم بن عبد
العزيز العطار عن أبي عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة أن أبا بكر دخل
295

على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فوضع فيه بين عينيه، ووضع يده علي صدره وقال: وا نبياه،
وا صفياه، وا خليلاه.
787 - محمد بن حجر بن الجعد بن سلمة بن جحدر، الكندي:
حدث عن سفيان بن زياد البلدي، وإبراهيم بن الحسين الهمذاني، والحسين بن
علي بن بحر بن مري. روى عنه: أبو حفص بن شاهين.
788 - محمد بن حمدون بن مالك، أبو عبد الله البغدادي المعروف
بالشكلي:
سمع محمد بن محمد الباغندي، وعلي بن العباس المقانعي الكوفي، ومحمد بن
الحسين الخثعمي، ومحمد بن جعفر بن رميس القصري. روى عنه: الحاكم أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري، وذكر أنه نزل نيسابور، قال: وكان من
المشهورين بطلب الحديث والسماع ببغداد، وبالثروة واليسار، ثم إنه احتاج في هذه
الديار، وكان يورق في آخر عمره إلى أن توفي بنيسابور سنة خمس وثلاثمائة.
حدثني محمد بن علي بن يعقوب المقرئ، عن محمد بن عبد الله الحافظ بذلك.
789 - محمد بن حمدويه بن سهل بن يزداذ، أبو نصر المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن: أبي داود السنجي، ومحمود بن آدم، وأبي الموجه
محمد بن عمرو المروزيين. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسين الدارقطني،
ويوسف بن عمرو القواس، وأبو أحمد بن جامع الدهان.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: حدثني أبو الحسن الدارقطني، حدثنا أبو
نصر محمد بن حمدويه المروزي، وعلي بن الفضل بن طاهر - ثقتان نبيلان حافظان -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا
حفص الزاهد يقول: توفي أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل الثقة، ليلة الثلاثاء
الثالث عشر من رجب سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
296

أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سلمان الحافظ - ببخارى -
قال: سمعت أبا عمرو عثمان بن محمد بن حمدويه المروزي يقول: توفي أبي بمرو
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وهذا القول عندي أصح، والله أعلم.
790 - محمد بن حسنويه بن إبراهيم، أبو سعيد الأشكيبي الأبيوردي
الفقيه:
قدم بغداد، وحدث بها عن الحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين المروزي،
والحسن بن أحمد المحاربي، ومحمد بن عبد الله بن حمدون، وحازم بن أحمد
السرخسي، وأحمد بن محمد بن عمر الخفاف النيسابوري. كتبت عنه، وكان ثقة.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن حسنويه الأبيوردي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن عمر الخفاف النيسابوري، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج،
حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.
بلغني أنا أبا سعيد ولي القضاء بتستر ومات بها في سنة ثلاثين وأربعمائة.
791 - محمد بن حبان بن الأزهر، أبو بكر الباهلي البصري:
سكن بغداد، وحدث بها عن: أبي عاصم النبيل، وعمرو بن مرزوق، وأبي معمر
الضرير العابد، وكثير بن يحيى، وعمرو بن الحصين، روى عنه: القاضي أبو طاهر
محمد بن أحمد الذهلي، وأبو بكر بن الجعابي، وأحمد بن إسحاق بن محمد بن
الفضل الزيات، وعمر بن محمد بن سبنك البجلي، وغيرهم.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم
البجلي، أخبرنا محمد بن حبان بن عمرو الباهلي، حدثنا أبو معمر الضرير العابد،
حدثنا عبد الواحد بن زيد، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حمل
أخاه عي شسع نعل فكأنما حمله علي فرس شاك السلاح في سبيل الله ".
297

قال لنا التنوخي: سمعت عمر بن محمد يقول: أول ما كتبت الحديث في سنة
ثلاثمائة من ابن حبان، ومات في سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو بكر البقراني قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني
يقول: محمد بن حبان بن الأزهر العنزي كان لا بأس به إن شاء الله.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري - بمكة - أخبرنا عبد
الغني بن سعيد الحافظ قال: محمد بن حبان بصري يحدث بمناكير، حدث عنه أبو
قتيبة مسلم بن الفضل.
سمعت محمد بن علي الصوري يقول: محمد بن حبان بن الأزهر ضعيف.
792 - محمد بن حمكان بن يوسف، أبو مسلم القطان الكرجي:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، ومحمد
ابن أحمد بن سليمان الهروي. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي ومحمد بن
المظفر.
وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه وقال: غرق في دجلة يوم الخميس لست بقين من
ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
793 - محمد بن حيويه بن المؤمل، أبو بكر الكرجي، يعرف بابن أبي
روضة:
نزل همذان، وحدث بها عن: أسيد بن عاصم، وأبي الكجي، وإسحاق بن
إبراهيم الديري، وذكر ابن الثلاج - فيما قرأت بخطه: أنه قدم بغداد حاجا، ونزل
سوق يحيى في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وحدثهم عن محمد بن العباس النشائي.
وهذا الكرجي كان قد عمر حتى لقيه شيخنا أبو بكر البرقاني، وكتب عنه بعد سنة
ستين وثلاثمائة.
أخبرنا البرقاني حدثنا أبو بكر بن حيويه بن المؤمل المعروف بابن أبي روضة
298

الكرجي بهمذان - وكان غير موثق عندهم - قال: حدثنا أسيد بن عاصم الأصبهاني،
حدثنا عمرو بن حكام، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " تسحروا فإن في السحور بركة ". تفرد به أسيد عن عمرو بن حكام عن
شعبة.
سمعت البزقاني ذكر هذا الكرجي في موضع آخر فقال: لم يكن ثبتا.
* * *
حرف الخاء من آباء المحمدين
794 - محمد بن خازم، أبو معاوية التميمي السعدي، مولى سعد بن زيد مناة:
من أهل الكوفة. وكان ضريرا، يقال أنه عمي وهو ابن أربع، وقيل: ثمان سنين،
وقدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر
ابن حفص وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق الشيباني، وليث بن أبي سليم.
روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب
ابن إبراهيم الدورقي، وخلف بن سالم، ويوسف بن موسى، والحسن بن محمد
الزعفراني، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، فيمن لا يحصي.
299

أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز - فيما أذن أن نرويه عنه - حدثنا
قاسم بن سعيد بن مسيب بن شريك قال: رأيت أبا معاوية محمد بن خازم يحدث
الناس ببغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال.
وأخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسين الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، وأحمد
ابن حنبل يقولان: ولد أبو معاوية سنة ثلاث وعشرة ومائة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: عمي أبو معاوية وله
أربع سنين، قال فأقاموا علي مأتما.
أخبرنا ابن رزق، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي - إملاء - حدثنا الحسين
ابن محمد بن الحسين بن مصعب الكوفي - بالكوفة - قال: حدثني جعفر بن محمد
ابن الهذيل، حدثني إبراهيم الصيني، قال سمعت أبا معاوية يقول: حججت مع
جدي أبي أمي وأنا غلام، فرآني أعرابي فقال لجدي: ما يكون هذا الغلام منك؟ قال:
ابني. قال: ليس بابنك قال: ابن ابنتي. قال: ابن ابنتك وليكونن له شأن، وليطأن
برجليه هاتين بسط الملوك. قال: فلما قدم الرشيد بعث إلي، فلما دخلت عليه ذكرت
حديث الأعرابي، فأقبلت التمس برجلي البساط. قال: يا أبا معاوية لم تلتمس؟ قلت:
يا أمير المؤمنين حججت مع جدي، وحدثته بالحديث فأعجب به. قال أبو معاوية:
وحركني شئ فقلت: يا أمير المؤمنين، أحتاج إلى موضع الخلاء، فقال للأمين
والمأمون خذا بيد عمكما فأرياه الموضع، فأخذا بيدي فأدخلاني إلى الموضع، فشممت
منه رائحة طيبة. فقالا: يا أبا معاوية، هذا الموضع فشأنك. فقضيت حاجتي فحدثته
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة، من لقيهم
فليقتلهم فإنهم مشركون ".
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
300

درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت علي بن المديني يقول: قال محمد
ابن خازم: كنت أقرأ حديث الأعمش عن أبي صالح على أمير المؤمنين هارون،
فكلما قلت: قال رسول الله، قال: صلى الله عليه وسلم الله علي سيدي ومولاي، حتى ذكرت
حديث " التقى آدم وموسى "، فقال عمه: وسماه علي - فذهب علي فقال: يا محمد
أين التقيا؟ قال: فغضب هارون، وقال: من طرح إليك هذا وأمر به؟ قال: فحبس
ووكل بي من حشمه من أدخلني إليه في محبسه، فقال: يا محمد، والله ما هو إلا شئ
خطر ببالي، وحلف لي بالعتق وصدقة المال، وغير ذلك من مغلظات الأيمان ما
سمعت من أحد، ولا جري بيني وبين أحد في هذا الكلام، وما هو إلا شئ خطر
ببالي لم يجر بيني وبين أحد فيه كلام، قال: فلما رجعت إلى أمير المؤمنين كلمته قال:
ليدلني على من طرح إليه هذا الكلام. فقلت: يا أمير المؤمنين، قد حلف بالعتق
ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شئ خطر ببالي لم يجر بيني وبين أحد فيه كلام. قال:
فأمر به فأطلق من الحبس وقال لي: يا محمد، ويحك إنما توهمت أنه طرح إليه بعض
الملحدين هذا الكلام الذي خرج منه فيدلني عليهم فأستبيحهم، وإلا فأنا على يقين أن
القرشي لا يتزندق. قال هذا ونحوه من الكلام.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن
أحمد الواسطي، حدثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد القاضي، أخبرنا أحمد بن زكريا
ابن سفيان قال: سمعت أصحابنا يقولون: قال أبو معاوية: دخلت على هارون - يعني
أمير المؤمنين - فقال لي: يا أبا معاوية: هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به
وفعلت به؟ فسكت. فقال لي: تكلم. قال: قلت: إن أذنت لي تكلمت. قال: تكلم،
فقلت: يا أمير المؤمنين قالت تيم: منا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت عدي: منا
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء، فأين حظكم يا بني هاشم
من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال: والله يا أبا معاوية لا
يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن
محمد، حدثنا محمود بن غيلان قال: قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي
301

معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وقال محمود: سمعت شبابة يقول: جاء
أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة، فرفع رأسه فقال: من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو
معاوية فقال: يا أبا معاوية، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قال نعم. قال
شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي
قال: حدثنا الحسين بن إدريس قال: سمعت ابن عمار يقول: قال أبو معاوية: كان
أهل خراسان يجيئون يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش، قال: فكان شعبة لا
يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول: يا أبا معاوية، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم
حدثهم، قال ابن عمار: يراد من هذا أن أبا معاوية كانت أثبت فيه من شعبة.
كتب إلي أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي - من مصر - وحدثني علي
ابن الحسن بن عمر القرشي - بصور عنه - قال: أخبرنا الحسن بن رشيق العسكري،
حدثنا عبد الله بن محمد بن رزيق قال: سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ - وأنا
جالس - من أحب إليك من أصحاب الأعمش؟ قال: أبو معاوية أعرف به، وبعده
الثوري، وبعده شعبة، والباقون بعد.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي، حدثني أحمد بن داود الحداني قال: سمعت أبا معاوية الضرير
يقول: البصراء كانوا على عيالا عند الأعمش.
قرأت علي محمد بن الحسين الأزرق، عن دعلج بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن
علي الأبار، حدثنا داود بن حماد قال: سمعت أبا معاوية - وقيل له إن حفص بن
غياث يخالفك في بعض الحديث - فقال: لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا،
لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.
كتب إلينا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية
الأعمش عشرين سنة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا
302

عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش
يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم، لكثرة ما يردد
عليه حديث الأعمش.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز قال: قرئ على
الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن سنان قال:
سمعت أبا معاوية يقول: كم تسألوني عن الأعمش، سلوني عن حديث عبيد الله
أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرأ الحمد، فجاء آخر فقال: اقرأ الحمد. فقرأ، ثم جاء آخر
فقال: اقرأ الحمد، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قال لي الوكيعي: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب - بالدينور - حدثنا علي بن
أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: كتبنا عن أبي معاوية الأعمش، ألفا وخمسمائة حديث، وكان عند جرير ألف
ومائتا حديث عن الأعمش، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة
ونيف وخمسون حديثا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضرير فقال: كان والله
حافظا للقرآن.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن
أبي خيثمة، حدثنا يحيى بن معين قال قال لنا وكيع: من تلزمون؟ قال قلنا: نلزم
معاوية، قال: أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي
معاوية: إن وكيعا قال كذا وكذا. فقال: صدق، ولكني مرضت مرة فأنسيت
أربعمائة.
303

أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول قال: أبو معاوية الضرير:
حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة، فكان
عند أبي معاوية ألف ومائتين. قال يحيى: وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة.
قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قال: كانت الأحاديث
الكبار العالية عنده.
أخبرنا أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن خلف العكبري. أخبرنا أبو نصر
أحمد بن محمد بن أحمد بن شجاع البخاري، أخبرنا خلف بن محمد الخيام، حدثنا
سهل بن شاذويه قال: سمعت علي بن خشرم يقول: وما شيت وكيعا إلى الجمعة
فقال لي: يا علي إلى من تختلف؟ فقلت: إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضرير.
قال: فقال وكيع: اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ،
فقلت: يا أبا سفيان، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع: هلا قلت له
كما قال له الأعمش: لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا عبد الله بن جابر، حدثنا
جعفر بن نوح قال: سمعت محمد بن عثمان - كذا قال لنا أبو نعيم - وليس بمحمد
ابن عثمان وإنما هو محمد بن عيسى بن الطباع - يقول: قال ابن البادش: أبو معاوية
مرجئ كبير.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي - بأطرابلس الغرب - حدثنا أبو مسلم صالح بن
أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، حدثني أبي قال: أبو معاوية الضرير محمد بن
خازم الحماني كوفي ثقة، وكان يرى الإرجاء، كان لين القول - يعني فيه - وسمع من
الأعمش ألفي حديث، فمرض مرضة فنسي منها ستمائة حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهروي، أخبرنا الحسن بن
إدريس الأنصاري قال: قال ابن عمار: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: كل حديث
أقول فيه حدثنا فهو ما حفظته من في المحدث، وما قلت: وذكر فلان، فهو ما لم
أحفظ من فيه، وقرئ علي من كتاب، فعرفته فحفظته مما قرئ علي.
304

أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قال: قرأنا علي الحسين بن هارون
الضبي، عن أبي العباس بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال:
سمعت ابن نمير يقول: كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث
الأعمش، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد
الله بن أحمد قال: قال لي: أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها
حفظا جيدا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي قال: قال أبو داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر
خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعلي بن إسماعيل، وعلى عبد الله بن عمر
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا ابن مرابا حدثنا
عباس، قال: سمعت يحيى يقول: روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث
مناكير، قال يحيى: وروي أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن
النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرطوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكردي قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش قال: أبو معاوية الضرير صدوق وهو في الأعمش ثقة، وفي غير الأعمش فيه
اضطراب.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال: أبو
معاوية أعلم به - يعني الأعمش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن
الحسين، حدثنا أحمد بن زهير قال: قيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك في
الأعمش، عيسى بن يونس، أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ، حدثنا سلامة بن محمود القيسي - بعسقلان - حدثنا أيوب بن إسحاق بن
305

سافري قال: سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا: أبو معاوية أحب إلينا -
يعنيان في الأعمش.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا، حدثنا
عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو معاوية أثبت من جرير في
الأعمش.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه، حدثنا الحسين بن إدريس قال: سألت بن
عمار عن علي بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا: أبو معاوية.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
ابن شيبة، حدثنا جدي قال: محمد بن خازم الضرير مولي لبني عمرو بن سعد بن
زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى
الإرجاء، فيقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو
معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار،
حدثنا سلم بن جنادة أبو السائب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا محمد بن
محمد سليمان قالا: قال علي بن المديني.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد
ابن سليمان الباهلي قال: سمعت محمد بن الحجاج يقول: توفي أبو معاوية. وفي
حديث أبي السائب وعلي: مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات أبو معاوية ومحمد بن الفضيل سنة
خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.
306

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا محمد
ابن فضيل قال: مات أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في
أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خاقان وخالد
795 - محمد بن خاقان بن موسى بن صبيح بن مرزوق:
مروزي الأصل. وهو عم عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير. حكى عن عبد الله
ابن المبارك. روى عنه: أخوه أحمد بن خاقان.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو مزاحم
الخاقاني، حدثني أبو زكريا يحيى بن زكريا المعروف بالسني، حدثني أبو الحسن
أحمد بن خاقان بن موسى قال: سمعت أخي محمد بن خاقان يقول: شيعنا ابن
المبارك في آخر خرجة خرج فقلنا له: أوصنا. فقال: لا تتخذوا الرأي إماما.
796 - محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان، أبو عبد الله البراثي. والد أبي
العباس:
كان من أهل الدين والفضل، والجلالة والنبل، ذا حال من الدنيا حسنة، معروفا
بالبر واصطناع الخير، وكان صديقا لبشر بن الحارث يأنس إليه في أموره.
فأخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو محمد
الزهري قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول مالك؟ يقع على واحد شئ من السماء؟
ولكن كان لبشر صديق.
قال أبو محمد الزهري: كأن أبو عبد الله البرائي صديقا لبشر وكان يجهز إلى
الثغر، وكان موسرا.
قال الزهري: كان إبراهيم الحربي أومأ إلى أن بشرا كان يأنس بأبي عبد الله البرائي
ويقبل منه الصلة ونحوها.
307

قلت: وقد أثبت البرائي الحديث عن هشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة. وروى
عنه ابنه أبو العباس.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني، حدثنا أبو العباس
أحمد بن محمد البراثي، حدثني أبي محمد بن يزيد بن غزوان المروزي المعروف بأبي
عبد الله البراثي، حدثنا هشيم بن بشير أبو معاوية السلمي، عن يعلى بن عطاء، عن
عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لأمتي في
بكورها ". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أو جيشا بعثهم أول النهار،
فأثرى وكثر ماله، أو أثرى وحسن حاله، هكذا قال. وإنما هو محمد بن خالد بن
يزيد بن غزوان.
797 - محمد بن خالد بن يزيد، أبو بكر الآجري:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وسعيد بن داود الزبيري، وسريج بن النعمان،
وعفان بن مسلم، وخلف بن سالم، وعبد الرحمن بن صالح. روى عنه: أبو عمرو
ابن السماك، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي وكان ثقة. وربما سماه الشافعي
أحمد بن خالد، وكذلك سماه أبو الحسين المنادي. ونحن نعيد ذكره في باب أحمد
إن شاء الله.
798 - شيخ آخر، يحكي عنه جعفر بن محمد الخالدي كثيرا، وكان عبدا صالحا
متصوفا.
أخبرني أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر الخالدي - في كتابه إلي - قال: حدثني
محمد بن خالد الآجري قال: كنت أعمل الآجر، فبينما أنا أمشي بين أشراج الآجر
المضروبة، إذ سمعت شرجا يقول لشرج: عليك السلام، الليلة أدخل النار. قال:
فنهيت الأجراء أن يطرحوها في النار، وصارت الكتل باقية علي حالها وما علمت
- يعني طبخ الآجر - بعد ذلك.
308

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خشنام وخشيش
799 - محمد بن خشنام، أبو عبد الله الأصبهاني:
قدم بغداد، وحدث بها عن: يوسف بن عدي، وسعيد بن عفير، وإبراهيم بن
محمد الشافعي. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري.
800 - محمد بن خشيش، أبو بكر، يعرف بأبي خشة:
سمع يحيى بن معين. روى عنه: محمد بن مخلد.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو
بكر بن أبي خشة قال: سمعت يحيى - يعني ابن معين - يقول: علي الحناط كان
كوفيا وانتقل إلى المدينة وكان خياطا، ترك ذاك وصار حناطا، ثم ترك ذاك وصار يبيع
الخبط.
قرأت في كتاب ابن مخلد: سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات أبو بكر محمد بن
أبي خشة في صفر.
801 - محمد بن أبي الخصيب، الأنطاكي:
سمع مالك بن أنس، وعبد الله بن لهيعة وعبد الجبار بن الورد. روى عنه: عباس
ابن محمد الدوري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأحمد بن زكريا الجوهري،
ومحمد بن يوسف الصابوني، ومحمد بن غالب التمتام، وكان ثقة. قدم بغداد وبها
كانت وفاته.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، حدثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا محمد بن
أبي الخصيب الأنطاكي، حدثنا ابن لهيعة، حدثني بكير بن الأشج، عن نافع قال:
قلت لعبد الله بن عمر: ما كان أكثر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرخص؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأرجو أن لا يموت أحد يشهد أن لا إله إلا الله
مخلصا من قبله فيعذبه الله عز وجل ".
309

أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع: أن محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي مات سنة ثمان عشرة ومائتين ببغداد.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الخضر
802 - محمد بن الخضر،، أبو علي الوراق:
حدث عن عبد الله الخياط صاحب بشر بن الحارث. روى عنه: محمد بن مخلد،
وذكر أنه سمع منه عند أبي بكر المروذي.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو علي محمد بن الخضر الوراق قال:
حدثني عبيد الله - هو الخياط - قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: من اشتهى أن
يأكل الخبز بالملح فليس بجائع.
803 - محمد بن الخضر بن زكريا بن عثمان بن سختان بن أبي خزام. ويقال:
ابن خزام، أبو بكر المقرئ:
سمع الحسين بن محمد بن عفير، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن عبد الله
ابن ثابت الأشناذي، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة،
وأحمد بن عيسى بن السكن البلدي. حدثنا عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر
الصابوني، وأبو علي بن دوما النعالي، والقاضيان أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم
التنوخي، وكان ثقة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الخطاب
804 - محمد بن الخطاب، أبو الخطاب الخطابي العدوي، مولى آل عمر بن
الخطاب:
حدث عن: أبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه: عبد الباقي بن قانع
310

أنبأنا أحمد بن علي اليزدي، أخبرنا أبو أحمد قال: أبو الخطاب محمد بن
الخطاب العدوي مولى بن الخطاب سكن بغداد.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن الخطاب الخطابي
توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خلف
805 - محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد، أبو بكر الضبي القاضي،
المعروف بوكيع:
كان عالما فاضلا عارفا بالسير وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة منها:
كتاب " الطريق "، وكتاب " الشريف "، وكتاب " عدد آي القرآن " والاختلاف فيه.
بلغني أن أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد. فقال: قد كفانا ذاك
وكيع. وكتب أخر سوى ذلك، وكان حسن الأخبار. حدث عن الزبير بن بكار،
وأبو حذافة السهمي، ومحمد بن الوليد البشري، والحسن بن عرفة، والعلاء بن سالم،
وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعلي بن شعيب، والحسن
ابن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وعلي ومحمد ابني
أشكاب، والعباس بن أبي طالب، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وخلق كثير من
أمثالهم. وكان يسكن بالجانب الشرقي في درب أم حكيم.
روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وأبو علي بن الصواف، وأبو طالب بن
البهلول، ومحمد بن عمر بن الجعابي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وموسى بن جعفر
ابن عرفة السمسار، وأبو جعفر بن المتيم، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ
قال: أبو بكر محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد البغدادي المعروف بوكيع
311

القاضي الضبي، كان فاضلا، نبيلا، فصيحا، من أهل القرآن والفقه والنحو، وله
تصانيف كثيرة في أخبار القضاة، وفى عدد آي القران، وكتاب " الشريف "، و " الرمي
والنضال "، و " المكاييل والموازين " وغير ذلك.
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، قال:
أنشدنا أبو بكر محمد بن علي كاتب صافي قال: أنشدنا وكيع محمد بن خلف لنفسه:
إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي * من العلم يوما ما يخلد في الكتب
عدوت بتشمير وجد عليهم * ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع، قال: أبو بكر المعروف بوكيع حمل أقل الناس عنه نزرا من الحديث وشيئا
من تصانيفه للين شهر به.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قال: مات محمد بن خلف
ابن حيان بن صدقة أبو بكر وكيع في يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الأول سنة
ست وثلاثمائة. وكان يتقلد على كور الأهواز كلها.
806 - محمد بن خلف بن عبد السلام، أبو عبد الله الأعور، يعرف بالمروزي
لأنه يسكن محلة المراوزة:
حدث عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد،
وموسى بن إبراهيم المروزي، وأبي بلال الأشعري. روى عنه: أبو عمر بن السماك
ومحمد بن العباس بن نجيح، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي، في
آخرين. وكان صدوقا. وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبو الحسن محمد بن عبيد الله
الحنائي قالا: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق.
وأخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح قالوا: حدثنا
محمد بن خلف المروزي. قال الشافعي: الأعور. وقال ابن نجيح قالوا: حدثنا
محمد بن خلف المروزي. قال الشافعي: الأعور. وقال ابن نجيح: أبو عبد الله، ثم
اتفقوا قال: حدثنا يحيى بن هاشم، حدثنا الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد فاعلا
312

فليقل: اللهم اللهم أحيني ما كنت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ".
لفظ عثمان والشافعي سواء، ولفظ ابن نجيح نحوه. هذا غريب من حديث الأعمش
عن شعبة. تفرد بروايته عنه يحيى بن هاشم. وتفرد به عن يحيى محمد بن خلف.
وقد قيل: عن سهل بن بحر القناد، وأحمد بن أبي صلاية أيضا عن يحيى بن هاشم.
والمعروف رواية محمد بن خلف، والله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن محمد بن خلف بن عبد السلام مات في سنة إحدى وثمانين
ومائتين.
807 - محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن أيوب، أبو عبد الله
النهرديري، يعرف بالقرتائي
سكن الصليق وقدم بغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وأملى في جامع
المدينة مجلسا، حدث فيه عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري، والحسن بن
أحمد بن أبي زيد، وأبي شجاع محمد بن فارس البصريين، وغيرهم من أهل البصرة.
كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا ولا رأيته.
808 - محمد بن خلف بن محمد بن جيان - بالجيم - ابن الطيب بن زرعة،
أبو بكر الفقيه المقرئ الخلال:
سمع عمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد العزيز بن محمد بن
دينار الفارسي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبا بكر بن
المحدر، ومحمد بن يحيى العمى، وحامد بن شعيب البلخي، ومحمد بن باشاذ
البصري. وكان ثقة سكن بستان أم جعفر. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، والقاضيان
أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: توفي أبو بكر محمد بن خلف بن
حيان في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
313

وكذلك ذكر بن أبي الفوارس إلا أنه قال: توفي يوم الأربعاء الخامس من ذي
الحجة.
809 - محمد بن خلف بن المرزباني بن بسام، أبو بكر الآجري المحولي:
كان يسكن باب المحول فنسب إليه، وكان أخباريا مصنفا حسن التأليف. حدث
عن محمد بن أبي السوى الأزدي، وأحمد بن منصور الرمادي، والزبير بن بكار،
وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن أبي خيثمة، وعيسى بن عبد الله الطيالسي،
وأبي بكر بن أبي أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، ونحوهم. وروى عنه: أبو بكر بن
الأنباري النحوي، وأبو جعفر بن برية الهاشمي، وأبو الفضل بن المتوكل، وجماعة
آخرهم أبو عمر بن حيوية.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: كتب أبو
بكر محمد بن خلف بن المرزبان إلى جدي يعاتبه:
أجميل بالمرء يخلف وعدا * أو يجازى الوصول بالقرب بعدا؟
ما مللناك إذ مللت ولم ننفك * نزداد مذ عقلناك ودا
فعلام استحق هجرك من ليس * يرى منك يا ابن حياة بدا؟
يحفظ العهد حين نقضك للعهد * ويأتي الذي تحب مجدا
يا أبا بكر بن يحيى نداء * من أخ لم تزل لديه مفدى
لك مذ دام صرف وجهك أيام * طوال أعدها لك عدا
وتناسيت ما سألت وقد أسلفت * فيما سألت مدحا وحمدا
خاطبا منك دعوة واستماعا * لفظ من لا نرى له الدهر ندا
فتناهى إلى أمس حديث * كاد يقضى على حزنا ووجدا
زعموا أن أحمد الخير ما زال * لديكم يشدو ثلاثا ويشدي
فلماذا جفوتنا بعد وصل * ونقضت العهود عهدا فعهدا
ألبخل عراك؟ فالبخل قد كان * إلى راحتيك لا يتهدى
أو ملال فليس مثلك من مل * أخا لا بحل في الحب عقدا
دائم الود لا يصد لو جار * وعليه خليله وتعدى
فاعطف الوصل نحو من منح الوصل * وراجع بالوصل أولى وأجدى
314

أي شئ أنكى لقلب محب * حال منه نحس المطالع سعدا؟
أدرك الحاسد الشمات وقد كان * قديما لهجرنا يتصدى
طالما يبتغي القطيعة بالحيلة * بيني وبينكم ليس يهدى
لو تراه لخلته نال ما أمل * يختال لاهيا يتقدى
أنت أعطيته أما نيه جورا * وزمانا قد كان في ذاك أكدى
فاستمع ما أقول إني وعهد * الله أهوى استماع أحمد جدا
واقتراحي بعد انبساطي إليه * تلك هند تصد للهجر صدا
وحدثني أحمد ين جعفر القطيعي قال: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي
يذكر.
وأخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن العباس. قالا: مات أبو بكر محمد بن
خلف بن المرزبان سنة تسع وثلاثمائة.
810 - محمد بن خلف، أبو بكر المقرئ، يعرف بالحدادي:
سمع الحسين بن علي الجعفي، وعبد الله بن نمير الخارقي، وأبا يحيى الحماني،
ومعاوية بن هشام، وزيد بن الحباب، ويعقوب الحضرمي، وخلف بن تميم، وعمار بن
عبد الجبار. روى عنه: وكيع القاضي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد
الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وحدث عنه أيضا محمد بن إسماعيل البخاري
في " صحيحه ".
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا محمد بن خلف الحدادي، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا
سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن ابن جارية الأنصاري: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه ". قال فصفنا صفين.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا
القاضي المحاملي، حدثنا محمد بن خلف المقرئ، قال الدارقطني: بغدادي حدادي
فاضل.
315

حدثني الحسن بن أبي طالب، عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمد بن خلف
المقرئ الحدادي ثقة.
ذكر لنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطيري: أن محمد بن خلف الحدادي مات
في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وستين ومائتين.
811 - محمد بن خلف، أبو عبد الله، يعرف بابن مزدة:
من شيوخ بن مخلد الدوري. ذكر ابن مخلد في تاريخه أنه توفي في سنة تسع
وخمسين ومائتين.
812 - محمد بن خلف الدوري:
أخبرني علي بن أحمد الرزاز - من أصل كتابه - أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن
محمد بن سهل الإمام، أخبرنا محمد بن خلف الدوري، حدثنا عنبس بن إسماعيل -
من كتابه - حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا سفيان الثوري، عن مالك بن أنس قال:
حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة، عن ربعي قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتي قبل أن يقعد ".
كذا قال لي الرزاز في هذا الحديث: محمد بن خلف وأخاف أن يكون محمد بن
مخلد، فإن ابن مخلد قد روى هذا الحديث عن عنبس، والله أعلم.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خليفة، والخليل وخميس
813 - محمد بن خليفة بن صدقة، أبو جعفر، يعرف بعنبر:
من أهل دير العاقول، قدم بغداد، وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم، وأبي سلمة
316

التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد السلام بن مطهر، وأبي نعيم الفضل بن
دكين، وعفان بن مسلم، وإسماعيل بن أبي إدريس، وسعيد بن منصور. روى عنه:
محمد بن عبد الله بن عتاب، وأحمد بن محمد بن الضحاك، وأبو سهل بن زياد
القطان، ورواياته مستقيمة، ذكره الدارقطني فقال: صدوق.
أخبرني محمد بن الحسين الأزرق، وحدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد،
حدثنا عنبر محمد بن خليفة بن صدقة، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا عقبة بن خالد
الشني، حدثني أبو عمرو الندبي قال: خرجت مع ابن عمر في جنازة رافع بن خديج،
فسمع نسوة يبكين، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الميت يعذب ببكاء
الحي ". بلغني أن محمد بن خليفة مات بدير العاقول في سنة ست وسبعين
ومائتين.
814 - محمد بن الخليل، بن عيسى، أبو جعفر المخرمي:
سمع عبيد الله بن موسى، وروح بن عبادة، وحجاج بن محمد، وعبد الصمد بن
النعمان، ومحمد بن عبد الله البياضي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وسعيد بن
منصور. روى عنه: وكيع القاضي، وعبد الله بن الهيثم الطبني، ومحمد بن مخلد
الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري وحمزة بن القاسم الهاشمي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولي بنى هاشم،
حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، حدثنا محمد بن الخليل، حدثنا محمد بن
عبد الله بن عمران البياضي، حدثنا طلحة بن يحيى، عن الضحاك، عن نافع، عن ابن
عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " على الرجل السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن
يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة لأحد في معصية الله عز وجل ".
317

أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو محمد عبيد
الله بن عبد الرحمن السكري، حدثني محمد بن حجة، قال: محمد بن الخليل
صاحبنا كان من خيار الناس
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة تسع وستين ومائتين، فيها جاء نعي
محمد بن الخليل من بلد في شعبان.
815 - محمد بن خميس بن جميل، أبو بكر:
حدث بصور عن: هشام بن إسحاق الكناني صاحب جعفر بن محمد
القلانسي الرملي، وعن أبي عبد الله الروذباري، حدثني عنه: محمد بن علي
الصوري.
حدثني الصوري، أخبرنا أبو بكر محمد بن خميس بن جميل البغدادي - بصور -
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد، أخبرني محمد بن الحسن صاحب سهل
ابن عبد الله قال: قال سهل: من كان مقيما على أدني شبهة في أدني وقت فقلبه
محجوب عن الله عز وجل.
* * *
حرف الدال من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه داود
816 - محمد بن داود، أبو بكر الصوفي، يعرف بالزقي:
وهو دينوري الأصل، أقام ببغداد مدة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها، وكان من
كبار شيوخ الصوفية له عندهم قدر كبير، ومحل خطير، وكان أحد حفاظ القرآن، قرأ
علي أبي بكر بن مجاهد. وسمع محمد بن جعفر الخرائطي.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت عبد الملك بن
محمد القشيري يقول: سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي قال: سمعت محمد بن
318

داود الزقي يقول: كنت مارا ببغداد، وإذا ببعض الفقراء يمر في الطريق، وإذا بمغن يغني
وهو يقول:
أمد كفي بالخضوع * إلى الذي جاد بالمنيع
قال: فشهق الفقيه شهقة وخر ميتا.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ قال: سمعت أبا بكر الرقي
- بدمشق - يقول: سمعت أبا بكر الزقاق يقول: بني أمرنا هذا - يعني التصوف - على
أربع: لا نأكل إلى عن فاقة، ولا ننام إلا عن غلبة، ولا نسكت إلى عن خيفة، ولا
نتكلم إلى عن وجد.
وقال أيضا: سمعت الزقاق يقول: كل أحد ينتسب إلا الفقراء، فإنهم ينتسبون إلى
الله تعالى، وكل حسب ونسب ينقطع إلا حسبهم ونسبهم، فإن نسبهم الصدق،
وحسبهم الصبر.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال: سمعت علي بن عبد الله
الهمذاني - بمكة - يقول: حدثني محمد بن داود - يعنى الزقي - قال: سمعت أبا عبد
الله أحمد بن الجلاء يقول: كنت بذي الحليفة وأنا أريد الحج والناس يحرمون، فرأيت
شابا قد صب عليه الماء يريد الإحرام وأنا أنظر إليه، فقال: يا رب أريد أن أقول لبيك
اللهم لبيك، فأخشى أن تجيبني لا لبيك ولا سعديك، وبقى يردد هذا القول مرارا
كثيرة وأنا أتسمع عليه، فلما أكثر قلت له: ليس لك بد من الإحرام فقل، فقال يا
شيخ أخشى إن قلت لبيك اللهم لبيك أجابني لا لبيك ولا سعديك. فقلت له: أحسن
ظنك وقل معي: لبيك اللهم لبيك فقال: لبيك اللهم وطولها وخرجت نفسه مع قوله
اللهم وسقط ميتا.
أخبرنا محمد بن عيس بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا علي بن عبد الله بن
جهضم، حدثنا أبو بكر محمد بن داود قال: سألت الزقاق أبا بكر: لم أصحب؟
فقال: لمن سقط بينك وبينة مؤنة التحفظ، ثم سألته مرة أخرى: لم أصحب؟ فقال:
من يعلم منك بما يعلمه الله منك فتأمنه على ذلك.
حدثني محمد بن أبي الحسن عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي
قال: مات أبو بكر الزقي بدمشق سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
319

وحدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: حدثني أبو الحسين بن الميداني قال
توفي أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالزقي لسبع خلون من جمادى الأولى
سنة ستين وثلاثمائة.
817 - محمد بن داود بن جابر:
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني. روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا
محمد بن داود بن جابر البغدادي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدثنا
صالح المري، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحبكم إلى أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون
ويؤلفون، وأبغضكم إلى المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الملتمسون للبرآء
العنت ". قال سليمان: لم يروه عن الجريري إلا صالح المري.
818 - محمد بن داود بن الجراح، أبو عبد الله الكاتب:
وهو عم علي بن عيسى الوزير، كان من علماء الكتاب فاضلا عارفا بأيام الناس،
وأخبار الخلفاء والوزراء، وله في ذلك مصنفات معروفة، وحدث عن: عمر بن شبة
النميري، وعبيد الله بن سعد الزهري، وأبي يعلى زكريا بن يحيى المنقري. روى عنه:
أحمد بن عبد الله بن عمار، والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناذي، وغيرهما.
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا محمد بن داود بن الجراح - أبو عبد الله - حدثنا عبيد الله بن
سعد الزهري، حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن محمد بن
إسحاق، عن عبد العزيز بن مسلم مولى آل رافع الأنصاري قال: حدثني إبراهيم بن
عبيد بن رفاعة بن رافع، عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد
ابن الصامت أخي بني زريق وقد جلس وقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله
إلا أنت، يا منان يا بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام. فقال رسول الله
320

صلى الله عليه وسلم لنفر معه من أصحابه: هل ترون ما دعا به الرجل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال
" لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى ".
قال سليمان: لم يروه عن إبراهيم إلا عبد العزيز بن مسلم مولاهم تفرد به محمد
ابن إسحاق.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة: قال: وكان محمد بن أبي داود بن الجراح في عصره أوحد في العلم بالأخبار،
وتوفي سنة ست وتسعين ومائتين.
قلت: وبلغني أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر، وأنه ولد في سنة ثلاث وأربعين
ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بن العباس الصولي.
819 - محمد بن داود بن حمدان، أبو بكر الكرخي:
حدث عن: الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وأحمد بن عبيد بن ناصح،
ومحمد بن أبي العوام الرياحي. روى عنه: أحمد بن العباس الأقلامي - شيخ سمع
منه علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء.
820 - محمد بن داود بن سليمان، أبو بكر المقرئ الخشاب:
حدث عن: جعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وعلي بن
إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن القاسم بن هشام السمسار، وأبي جعفر بن بدينا.
وكان يذكر أنه ولد في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وسمع الحديث على الكبر.
حدثنا عنه: محمد بن طلحة بن محمد النعالي وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن طلحة، حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان المقرئ
الخشاب، حدثنا أبو عبد لله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا أبو
إبراهيم الترجماني، حدثنا الفرج بن فضالة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مولى أم
معبد، عن أم معبد الخزاعية، عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم أنه كان يدعو: " اللهم طهر
قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فإنك
تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ".
321

821 - محمد بن داود بن سليمان أبو العباس البغدادي
حدث بدمشق عن مصعب بن عبد الله الزبيري. روى عنه: محمد بن إسماعيل
الفارسي:
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: قرأت
على أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الفارسي - من أصل كتابه واعترف به - قال:
حدثني أبو العباس محمد بن داود بن سليمان البغدادي - بدمشق - حدثنا مصعب بن
عبد الله الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن
يونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس: أن رجلا كان يصلي بأصحابه فيقرأ مع كل
سورة " قل هو الله أحد " قال: فشكاه قومه - أو أصحابه - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما
يحملك على هذا؟ " قال: إني أحبها. قال: " حبها الذي أدخلك الجنة ".
هكذا قال: عن عبيد الله بن عمر عن يونس بن ثابت، ورواه أبو القاسم البغوي
عن مصعب لم يذكر فيه يونس، وذاك الصواب.
أخبرناه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا أبو عبيد الله بن
محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا مصعب بن عبد
الله، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت، عن
أنس أن رجلا كان يلزم قراءة قال هو الله أحد - وساق الحديث.
822 - محمد بن داود بن سليمان بن جعفر، أبو بكر الزاهد النيسابوري:
قدم بغداد قبل سنة ثلاثمائة وأقام بها، وحدث عن: محمد بن عمرو الحرشي،
ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن النضر الجارودي، ومحمد بن أيوب
الرازي، وجعفر بن محمد الترك، وإبراهيم بن علي، ويحيى بن داود الخفاف،
وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس
الأنصاري، والحسن بن سفيان النسوي، وعمران بن موسى السختياني، وأبي خليفة
البصري، وعبدان الأهوازي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جعفر القتات، والمفضل بن
محمد الجندي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن زيد القزاز المكي، وأبي يعلى
الموصلي، وكان ثقة فهما، صنف أبوابا وشيوخا. وسمع منه: يحيى بن محمد بن
322

صاعد، وأبو بكر بن داود السجستاني. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو
العباس بن عقدة، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن عثمان بن
يحيى، وأبو عبد الله بن دوست، ورجع في آخر عمره إلى نيسابور فتوفي بها.
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد بن
داود النيسابوري - وكان يقال أنه من الأولياء - وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب
قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري
فقال: فاضل ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ
النيسابوري قال: توفي أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد يوم الجمعة لعشر
بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكان من المقبولين بالحجاز،
ومصر، والشام والعراقين، وبلاد خراسان.
823 - محمد بن داود بن سليمان بن جندل بن هند بن عباد - وقيل: عبادة -
ابن عمرو بن هند، أبو عيسى الهمداني:
من ولد مرو بن مرة الحكمي، وهو كوفي، قدم بغداد، وحدث بها عن: الحسين
ابن علي بن الأسود العجلي، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. روى عنه:
فارس بن محمد الغوري، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين،
ويوسف بن عمر القواس.
824 - محمد بن داود بن سليمان بن سيار بن بيان، الفقيه أبو بكر:
نزل مصر، وحدث بها عن: أبى جعفر الطبري، وعثمان بن نصر الطائي. روى
عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن سرور البلخي. وكان ثقة.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمد بن داود بن
سليمان يكنى أبا بكر، بغدادي قدم مصر، وكان يتولي القضاء بتنيس، وكان يروي
كتب محمد بن جرير الطبري عنه، حدث عن جماعة من البغداديين، وكان نظيفا
عاقلا، وولى ديوان الأحباس بمصر. توفي يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة
سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
323

825 - محمد بن داود بن صدقة، أبو جعفر الشحام المطيري:
من أهل مطيرة سر من رأى. حدث عن: أبي الفضل بن دكين، وأبي سعد
الأشج. روى عنه: محمد بن جعفر المطيري.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف،
حدثنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا محمد بن داود بن صدقة الشحام: أبو جعفر
المعروف بالمطيري، حدثنا أبو نعيم، حدثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن قيس بن
أبي مسلم، عن أبي بردة قال: قال معاوية: إن كان قتال علي إلا علي دم عثمان.
قال أبو جعفر: كان أبو نعيم قد ترك هذا الحديث فلم يكن يحدث به فسأله عنه
أبو بكر بن أبي شيبة وموسى الخندقي فحدثنا به.
قال أبو جعفر: وسمعت أبا سعيد الأشج يقول: قيس بن أبي مسلم هو قيس بن
رمانة رافضي.
826 - محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني، صاحب كتاب
" الزهرة ":
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في " الزهرة " أحاديث عن عباس بن محمد
الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد،
ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحو نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني، أخبرني جعفر الخالدي - في كتابه إلي - قال: سمعت
رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن علي الأصبهاني إذ دخل
عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وقال: ما يبكيك؟ قال: الصبيان يلقبوني. قال
فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قال: يقولون لي شيئا. قال: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن
الذي يقولون؟ قال: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قال فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا
من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك
324

أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قال: لما
جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه
عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله
عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه
الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم.
حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثني أبو العباس
الخضري - شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني -
قال: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في
رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعني قولها: لا ممسكها أنه لا
يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وقال قائلون: يؤمر
بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قال أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته
وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك
عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي،
ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قال: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قال لي
القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود
يقرظه ويصف فضله.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافي بن زكريا الجريري،
حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: كنت عند ثعلب جالسا فجاءه محمد بن داود
الأصبهاني فقال له: أهاهنا شئ من صبوتك فأنشده:
سقي الله أياما لنا ولياليا * لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة * وشاهد آفات المحبين غائب
حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرني بعض أصحابنا
قال: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهاني:
يا بن داود يا فقيه العراق * أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما * أم حلال لها دم العشاق
325

فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق * اسعمه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى * أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب * تلك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا * كان المعذب أنعم العشاق،
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال: أنشدنا أحمد بن نصر الذارع
قال: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع * من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره * وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده * أراد الذي يقضي له شاء أم أبى
حدثني الأزهر قال: أنشدنا محمد بن جعفر الهاشمي قال: أنشدنا عبيد الله بن
أحمد الأنباري قال أنشدني محمد بن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن في الصبر راحة * ولكن إنفاقي على الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا * سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري، حدثنا أبو نصر بن أبي عبد
الله الشيرازي قال: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصري - من
حفظه - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغدادي الكاتب -
بالرملة - حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قال:
كنت أساير أبا بكر محمد بن داود بن علي ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره
هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه * شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته * وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها * وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان.
326

أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا
القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي * شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت * بقيا عليك فما أروي من اللحظ
قال: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء * لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي * وليس محل نفسينا سواء؟
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن
رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر
محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب * وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت * إلا مننت بعفو ماله سبب
أخبرنا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قال: قال لي
القحطبي: قال لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هو منذ دخلت
الكتاب: قال: وقال لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب " الزهرة "
وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره.
أنبأنا أبو سعد الماليني، حدثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسين الليثي بمصر
قال: حدثني محمد بن الحسين قال: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج
يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له
محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وقال أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود - في كلام ناظره فيه: عليك بكتاب
" الزهرة ": فقال ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قال أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قال: كان محمد بن داود
خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادان في الكتب، فلما بلغ
327

ابن سريج موت محمد بن داود نحي مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وقال: ما آسي
إلى علي تراب أكل لسان محمد بن داود.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال: أنشدنا يحيى بن علي بن يحيى العمري قال:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصوفي قال: أنشدني بعض إخواننا لأبي بكر
محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني * لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماحة * ولكنه شئ به الروح تكلف
حدثني مكي بن إبراهيم الفارسي قال: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر
محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها * يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما * صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي: نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت * ولا يزاد على النقش الذي فيها
أنبأنا أبو سعد الماليني، حدثنا الحسن بن إبراهيم الليثي، حدثني الحسين بن القاسم
قال: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب
" الزهرة "، وقال في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء
الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم،
ومطاع يستنصر. قال الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من
وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه
مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة
في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قال الليثي: وحدثني محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قال: كان محمد بن
جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضي من الزمان معشوق ينفق علي
عاشق إلا هو.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا أبي حدثني أبو العباس أبو الحسن بن
328

عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قال: كان كان أبو بكر بن داود وأبو العباس
ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر - يعني محمد بن يوسف - لم يجر بين
اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر
في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين
عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه
ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جري
فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول من من
المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وقال: أتقدر أن من اعتقدت
قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات
أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وقال له: أنت يا أبا بكر بكتاب " الزهرة " أمهر
منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب " الزهرة " تعيرني، والله ما تحسن تستتم
قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي * وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري * فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم * فما أن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته * قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه * وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده * ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيد الله القاضي، قد أقر علي نفسه بالمبيت علي الحال
التي ذكرها وادعي البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي
أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري
الساعة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين بن أيوب القمي - إملاء من حفظه -
حدثنا أبو عبيد الله المرزباني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان قالوا: حدثنا
أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي - نفطويه - قال: دخلت علي محمد
329

ابن داود الأصبهاني في مرضه الذي مات فيه فقلت: له كيف تجدك؟ فقال: حب من
تعلم أورثني ما تري، فقلت: ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه؟ فقال:
الاستمتاع علي وجهين، أحدهما النظر المباح، والثاني اللذة المحظورة. فأما النظر
المباح فأورثني ما تري، وأما اللذة المحظورة، فإنه منعني منها ما.
حدثني به أبي، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى
القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من عشق وكتم وعف
وصبر غفر الله له وأدخله الجنة ". ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه * وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه * كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخديه * ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الشعر * فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة
النفوس دعوا إليه، قال: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت علي الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن
يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين
ومائتين. قال: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي
الأصبهاني. ثم حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال: قال لنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد الشاهد: قال لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود
الفقيه في سنة سبع وتسعين ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قال لنا الداودي: كانت وفاة
محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وقال غيره: مات لأيام بقين من شهر
رمضان.
827 - محمد بن داود بن مالك، أبو بكر الشعيري:
كان فهما عالما بالحديث، وحدث عن عبد الملك بن عبد ربه الطائي، وهارون بن
330

سفيان المستملي. روى عنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، وقد قيل: إنه
محمد بن مالك بن داود فأنا أعيد ذكره بعد، إن شاء الله.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن داود بن مالك
الشعيري البغدادي، حدثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، حدثنا سعيد بن سماك بن
حرب، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن
أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج أفأحج عنه؟ قال: " نعم حج عن أبيك ".
قال سليمان: لم يروه عن سعيد بن سماك إلا عبد الملك بن عبد ربه.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: قرأنا علي أحمد بن الفرج الحجاج، عن أبي
العباس بن سعيد قال: توفي أبو بكر محمد بن داود بن مالك الشعيري البغدادي
بطريق مكة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين ورأيته لا يخضب.
828 - محمد بن داود بن ميمون، البوصرائي:
قدم بغداد، وحدث بها عن: محمد بن الصباح الجرجرائي. روى عنه: مخلد بن
جعفر الدقاق.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ، حدثنا مخلد بن
جعفر، حدثنا محمد بن داود بن ميمون البوصرائي، حدثنا محمد بن الصباح بن
سفيان، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن أبي عمير بن أنس قال: حدثتني عمومتي من
الأنصار أنهم أغمي عليهم هلال شوال علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءوا الأعراب
فشهدوا عند رسول الله أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا
من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد.
قال محمد بن الصباح: فأصاب الناس مثل هذا علي عهد هارون فحدثهم هشيم
بهذا الحديث فأجازه بعشرة آلاف.
331

829 - محمد بن داود القطان، البغدادي، يعرف بالعفاني:
حدث عن: روح بن عبادة، وشبابة بن سوار، وحجاج بن محمد، وأبي النضر.
قال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه بالري وسئل عنه فقال: بغدادي شيخ.
830 - محمد بن داود بن أبي نصر، القومسي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي سلمة التبوذكي، وأبي
حذيفة النهدي، وعمرو بن خالد الحراني، ويحيى بن بكير المصري، وسهل بن عثمان
العسكري. روى عنه: إسماعيل بن محمد الصفار، وأبو جعفر الرزاز، وغيرهما.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا محمد بن
عمرو بن البختري - إملاء - حدثنا محمد بن داود بن أبي نصر القومسي، حدثنا
يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن
عباد بن تميم، عن أبيه وعمه: أنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعا على ظهره، واضعا إحدى
رجليه على الأخرى.
أخبرني علي بن أبي علي قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي
العباس بن سعيد قال: سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يثني على محمد بن
داود.
وأخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب قال: قرأنا على الحسين بن
هارون، عن ابن سعيد قال: محمد بن داود القومسي سألت عنه محمد بن عبد الله
ابن سليمان فقال: كان هو وأخوه عندنا هاهنا من أصحاب الحديث ثقتين.
831 - محمد بن داود بن يزيد، أبو جعفر التميم القنطري:
أخو علي بن داود وهو الأكبر. سمع آدم بن أبي أناس العسقلاني، وسعيد بن أبي
332

مريم المصري، وجبرون بن واقد المغربي. روى عنه: قاسم بن زكريا المطرز، وهارون
ابن علي المزوق، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعبد الله بن إسحاق المدائني،
ومحمد بن مخلد العطار. وكان ثقة. وذكر ابن مخلد: أنه لم يره يضحك ولا يبتسم
تورعا وديانة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي،
حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا محمد بن داود الأكبر، حدثنا جبرون بن
واقد، حدثنا مخلد بن حسين، عن هشام عن محمد، عن أبي هريرة. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر وعمر خير أهل السماوات، وخير أهل الأرض، وخير الأولين
والآخرين إلا النبيين والمرسلين. " لم أكتبه إلا من حديث محمد بن داود رواه عنه
أخوه علي.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن مخلد فيما
قرأت عليه: مات محمد بن داود أخو علي بن داود - يعني القنطري الأكبر - في
رجب سنة ثمان وخمسين - يعني ومائتين - ذكر غيره عن ابن مخلد: أنه توفي يوم
الأحد لثمان بقين من رجب.
* * *
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
832 - محمد بن درهم العبسي:
من أهل المداين. حدث عن: كعب بن عبد الرحمن الأنصاري. روى عنه شبابة
ابن سوار، ومحمد بن جعفر المدايني، وأبو داود الطيالسي، وعاصم بن علي،
وغيرهم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبيدي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا محمد بن
درهم المدايني، عن كعب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم
أتى علي رهط من الأنصار قد أسسوا مسجدا لهم ليبنوه فقال: " أوسعوه تملئوه ".
333

أخبرنا البرقاني قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث عبد الرحمن بن كعب
ابن مالك، عن أبي قتادة قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الأنصار وهم يؤسسون
مسجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وسعوه تملئوه ".
فقال: يرويه محمد بن درهم المدايني، واختلف عنه فرواه محمد بن جعفر المدايني،
وحجاج بن منهال، وسعيد بن زكريا فقالوا: عن كعب بن عبد الرحمن الأنصاري،
عن أبيه، عن أبي قتادة. ورواه أبو داود ومحمد بن الفضل بن عطية، عن محمد بن
درهم، عن كعب الأنصاري، عن أبي قتادة ولم يقولا عن أبيه. ورواه قيس بن الربيع
عن محمد بن درهم فقال: عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه،
عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم فأسنده عن كعب بن مالك، والقول قول من أسنده عن أبي
قتادة لاتفاقهم علي خلاف قيس. ومحمد بن درهم ضعيف. والحديث غير ثابت.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: محمد بن درهم العبسي قال لي عبد الله
الجعفي عن شبابة كان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرايا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن
درهم الذي يروي عنه شبابة ليس بشئ.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا عباس بن محمد
ابن الأزهر، وأخبرنا بن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: محمد بن درهم ليس بثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه - أخبرنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود عن محمد بن درهم فقال:
سمعت يحيى بن معين يقول: ليس بشئ. قلت: من أين هو؟ قال: مدائني. في
كتابي حديث - يعنى - قد خرجت عليه.
833 - محمد بن دبيس بن بكار، المقرئ البندار:
سمع أبا همام الوليد بن شجاع ومحمد بن رزق الله الكلوذاتي، وأبا هشام
الرفاعي. روى عنه: أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن النحاس، وعمر بن بشران
السكري، وكان ثقة.
334

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي: مات ابن دبيس البندار في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن دبيس البندار بالكرخ
مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
834 - محمد بن دليل بن بشر بن سابق، أبو بكر الإسكندراني:
سمع عبد الله بن خبيق الأنطاكي وطبقته، وقدم بغداد، فحدث بها وبالكوفة روى
عنه: عبد الرحمن بن العباس والد أبي طاهر المخلص، وأبو الحسن أحمد بن الفرج بن
الخلال، ومحمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد الرحمن بن العباس، حدثنا أبو بكر محمد بن
دليل المصري - قدم علينا - ببغداد حدثنا محمد بن سنجر، حدثنا هانئ بن سعيد،
حدثنا سعيد بن المرزبان، عن أبي سلمة، عن ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال عند فراغه: أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتح
الله له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ".
835 - محمد بن دهقان البغدادي:
روى عن محمد بن بشر العبدي، قال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي.
836 - محمد بن ديسم، أبو علي الدقاق:
أصله من ترمذ، ونزل سر من رأي، وحدث بها: عن موسى بن إسماعيل
التبوذكي، وعفان بن مسلم، وأبي نعيم، وخالد بن خداش، وإبراهيم بن عبد الله بن
حاتم الهروي، وخلف بن يحيى الخراساني. روى عنه: محمد بن الفتح القلانسي،
وأبو مزاحم الخاقاني، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن أحمد الأثرم.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
335

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس: حدثنا أبو مزاحم
الخاقاني قال: كان محمد بن ديسم - أبو علي - أحد الثقات.
837 - محمد بن دينار بن موسى بن دينار بن بيان بن أزدويه بن زاذنوش بن
بهرام، مولى عمر بن الخطاب، الدقاق:
حدث عن: علي بن حرب الطائي. روى عنه ابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمد
ابن دينار المعدل.
* * *
حرف الذال من آباء المحمدين
838 - محمد بن ذؤيب، أبو العباس النهشلي التميمي، المعروف بالعماني
الراجز:
قدم بغداد، ومدح هارون الرشيد، والفضل بن الربيع، وكان من أهل الجزيرة،
فطرا إلى عمان مرة ثم رجع إلى بلده فقيل له العماني، وغلب عليه. وعمر عمرا
طويلا. يذكر الأصمعي أنه مات وهو بن ثلاثين ومائة سنة. ويقال: إن أشعر الرجاز
الرشيديين أربعة، العماني أولهم.
قرأت على الحسين بن علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني
محمد بن العباس، حدثنا محمد بن يزيد النحوي. قال: دخل محمد بن ذؤيب
العماني على الرشيد فأنشده أرجوزة - يصف فيها فرسا شبه أذنيه بقلم محرف - فقال:
كأن أذنيه إذا تشوفا * قادمة أو قلما محرفا
فقال له الرشيد: دع كأن، وقل: نخال. حتى يستوي الإعراب.
336

حرف الراء من آباء المحمدين
(839) - محمد بن راشد، أبو يحيى الخزاعي الشامي:
من أهل دمشق، ويعرف بالمكحولي، سمع مكحولا أبا عبد الله الهذلي، وسليمان
ابن موسى الدمشقي، وعبدة بن أبي لبابة. روى عنه: سفيان الثوري، وشعبة، ويحيى
ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق بن همام،
والهيثم بن جميل، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن الجعد. وكان قد انتقل إلى
البصرة فنزلها، قدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وسألته - يعني أباه - عن محمد بن
راشد الذي يحدث عن مكحول فقال: ثقة.
وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أورع في الحديث منه يعني محمد بن راشد.
وقال أبو النضر كنت أرضى شعبة بالرصافة، فمر محمد بن راشد فقال شعبة: ما
كتبت عن هذا أما إنه صدوق، ولكنه شيعي، أو قدري؟ شك أبي. قال أبي: ابن
المبارك حدث عنه، ووكيع، وابن مهدي.
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
337

الأبار، حدثنا علي بن سعيد العلاف قال: سمعت أبا النضر يقول: كنت عند باب
الرصافة، فسلم علي شعبة، فمر محمد بن راشد الخزاعي فقال لي: كتبت عن هذا
شيئا؟ ثم قال: لا تكتب عنه فإنه قدري.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: سألت زيد بن أبي الزرقاء، عن محمد بن راشد، فقال:
سألت عنه عبد الله بن المبارك فقال: صدق اللسان، ورآه اتهم بالقدر.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سألت عبد
الرحمن بن إبراهيم قلت له: محمد بن راشد؟ قال: كان يذكر بالقدر إلا أنه مستقيم
الحديث..
أخبرنا بشري بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو
جعفر محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله -
يعنى أحمد بن حنبل - ذكر محمد بن راشد فقال: لا باس به - يعني في الحديث -
قلت له: كان يقول بالقدر. فقال: كذا يقولون.
أخبرنا محمد بن علي الصالحي، أخبرنا محمد بن أحمد بن موسى البابسيري -
بواسط - أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: قال أبي: يقولون
في محمد بن راشد إنه معتل الحديث.
قال يحيى بن معين: هو شامي، دمشقي، خزاعي، وهم ممن هرب من مروان،
ونزل العراق، فأقام بها حتى هلك أيام المهدي، وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن
يزيد، وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا جعفر بن
محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين. ومحمد بن راشد
صاحب مكحول شامي نزل البصرة.
قال أبو زكريا: محمد بن راشد ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد
ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن
338

معين وسأله أبو طالب عن محمد بن راشد الشامي فقال: صالح كان بالبصرة وقد
دخل بغداد وكان ثقة صدوقا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر بن مروان العطار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال: وسألت عليا - يعني بن المديني - عن
محمد بن راشد فقال: كان ثقة.
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - قال: أخبرنا
سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: قلت لعبد الرحمن بن
إبراهيم - دحيم: ما تقول في محمد بن راشد؟ فقال: ثقة. وكان يميل إلى هوى.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا عمرو بن علي قال: كان محمد بن راشد صاحب مكحول
يذهب إلى القدر.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني قال: محمد بن راشد كان مشتملا علي غير بدعة، وكان
فيما سمعت متحريا للصدق في حديثه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: محمد بن راشد الخزاعي الشامي صدوق.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
وأخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي قالا: حدثنا
محمد بن محمد بن داود الكرخي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
محمد بن راشد المكحولي من أهل الشام متروك الحديث. هذا لفظ الطرسوسي.
وقال الرازي: محمد بن راشد ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن راشد يروي عن مكحول ليس
بالقوي.
339

وأخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ومحمد بن راشد
المكحولي كان بالبصرة يعتبر به.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن ابن بنت عمرو النصري قال: بلغني عن أبي مسهر
أنه قيل له: كيف لم تكتب عن محمد بن راشد؟ قال: كان يرى الخروج على
الأئمة..
وقال أبو زرعة: حدثني محمد بن العلاء قال: مات محمد بن راشد بعد سنة
ستين ومائة.
840 - محمد بن راشد، البغدادي:
حدث عن: بقية بن الوليد. روى عنه: إسحاق بن زياد الأبلي.
أخبرنا القاضي أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر بن أحمد بن تمام الهاشمي
البصري، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، حدثنا أبو الفضل
عبيد الله بن محمد بن شبيب - عبيد المؤذن، حدثنا إسحاق بن زياد، حدثنا محمد بن
راشد البغدادي، حدثنا بقية، عن عبد الملك العرزمي، عن عطاء عن جابر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته ".
محمد بن راشد هذا عندنا مجهول.
841 - محمد بن ربح بن سليمان، أبو بكر البزار:
سمع يزيد بن هارون، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وأبا نعيم الفضل بن دكين.
روى عنه: محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، وأبو سهل بن زياد القطان، وأبو
بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وكان ثقة.
340

أخبرنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن ربح مات في سنة ثلاث
وثمانين ومائتين.
842 - محمد بن الربيع بن شاهين، البصري:
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبي الوليد الطيالسي، وعيسى بن إبراهيم البركي.
روى عنه: محمد بن الحسن بن علوية القطان، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا ابن شهريار، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا محمد بن الربيع بن
شاهين البصري - ببغداد - حدثنا عيسى بن إبراهيم البركي، حدثنا بشر بن المفضل،
حدثنا قرة بن خالد عن أبي حمزة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد
القيس: " إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة ".
قال سليمان: لم يروه عن قرة إلا بشر.
843 - محمد بن ربيعة، أبو عبد الكلابي، ويقال: الرواسي ابن عم وكيع بن
الجراح:
سمع إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وابن أبي ليلي، وسفيان الثوري،
وابن جريج، وكاملا أبا العلاء، وهو من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها. فروي
عنه من أهلها: محمد بن عيسى بن الطباع، وأبو مسلم المستملي، ويحيى بن معين،
والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وزياد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن
أشكاب، وغيرهم.
341

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن
يحيى بن عياش القطان، حدثنا علي بن أشكاب، حدثنا محمد بن ربيعة، حدثنا ابن
جريح، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أبغض
الرجال إلى الله الألد الخصم ".
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - قال حدثنا زيا بن أيوب، حدثنا
محمد - يعنى ابن ربيعة - حدثنا مسافر أبو عبد الله الجصاص، عن الحكم بن عتيبة
قال: سئل علي بن أبي طالب عن إدبار النجوم، قال: الركعتان قبل الفجر.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قال: قرأنا علي بن الحسين بن هارون عن
أبي العباس بن سعيد قال: أخبرني محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة قال:
محمد بن ربيعة بن سليمان بن الحارث بن ربيعة بن عمرو بن مليل بن عبد الله بن
أبي بكر بن كلاب.
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز فيما أذن أن نرويه عنه قال: حدثنا محمد
ابن عمر بن سلم الحافظ قال: محمد بن ربيعة أبو عبد الله الكلابي الرؤاسي، كوفي
حدث ببغداد وتوفي بها.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت أبا
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول: قلت ليحيى بن معين: محمد بن ربيعة الكوفي من هو؟ قال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي
الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث: عن محمد بن ربيعة الكلابي
فقال: ثقة، رفيق أبى نعيم إلى البصرة، خرج هو وأبو نعيم وابن داود.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا نصر بن القاسم الفرائضي
حدثنا محمد بن إبراهيم بن فرنة الخوارزمي قال: محمد بن ربيعة الكوفي ثقة.
342

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
أخبرنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن ربيعة الكلابي ويكني
أبا عبد الله توفى ببغداد.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: محمد
ابن ربيعة الكلابي يروى عنه أبو كريب ثقة.
844 - محمد بن أبي رجاء الخراساني:
ولى القضاء ببغداد أيام المأمون، وهو من أصحاب أبي يوسف القاضي.
أخبرنا علي بن الحسن المعدل، حدثنا طلحة بن محمد بن أبي رجاء الخراساني، وهذا الرجل من
المقدمين في مذهب أبي حنيفة، وهو من أصحاب أبي يوسف، حسن العلم بالحساب
والدور والمقايسة، وكانت له مسائل غلقة، ومات سنة ستع ومائتين، فضم عمله إلى
محمد بن سماعة وهو قاض علي مدينة المنصور.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، أخبرنا الحارث بن
محمد، حدثنا محمد بن سعد، قال: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن أبي رجاء
القاضي ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من جمادى الآخرة.
845 - محمد بن رجاء بن السندي، أبو عبد الله النيسابوري:
والد محمد بن محمد، وهو من إسفرايين - رستاق نيسابور - سمع النضر بن
شميل، ومكي بن إبراهيم. روى عنه: ابنه محمد، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد
ابن إسحاق بن خزيمة، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، فروي عنه من أهلها أبو بكر
ابن أبي الدنيا القرشي، وأحمد بن بشر المرثدي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال: حدثنا الحسين بن صفوان
البردعي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن رجاء بن السندي،
343

أخبرنا النضر بن شميل، أخبرنا شعبة، حدثنا عدي بن ثابت قال: سمعت سعيد بن
جبير، عن ابن عباس قال: جعل جبريل يدس الطين في في فرعون من أجل قول لا إله
إلا الله. كذا رواه لنا ابن بشران موقوفا. ورواه إسحاق بن راهويه، وحميد بن زنجويه
كلاهما عن النظر بن شميل، فرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه وكيع عن شعبة موقوفا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الصفار - إملاء - حدثنا أبو علي أحمد بن بشر المرثدي، وأبو
بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قالا: حدثنا محمد بن رجاء بن السندي، حدثنا
النضر بن شميل، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".
قال ابن نعيم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: حج محمد بن رجاء وحدث بهذا
الحديث ببغداد، فلما انصرف نظر في كتابه وليس فيه عائشة فكتب إليهم بذلك.
قرأت علي محمد بن علي بن أحمد المعدل، عن محمد بن عبد الله بن محمد
الحافظ النيسابوري قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول: رجاء
ابن السندي وابنه أبو عبد الله وابنه أبو بكر ثلاثتهم ثقات أثبات.
846 - محمد بن رزق الله، أبو بكر الكلوذاني:
سمع: يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وزيد بن
الحباب العكلي، وأبا اليمان الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وحبيب بن أبي
حبيب - كاتب مالك، وأبا صالح كاتب الليث. روى عنه: عبد الله بن محمد بن
ناجية، وأبو حامد محمد بن هارون الخضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعبد
الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي وعباس بن يوسف الشكلي، ويوسف بن
يعقوب التنوخي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو بكر
344

يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق - إملاء - حدثنا محمد بن رزق الله
الكلوذاني - في سنة ست وأربعين ومائتين - قال: حدثني أبو صالح، حدثني ابن
لهيعة، عن قيس بن الحجاج قال: قال عمرو بن العاص: الإسلام يهدم ما كان فبله.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: وجدت في
كتاب جدي عن أحمد بن محمد بن بكر قال: ومات الكلوذاني في شوال سنة تسع
وأربعين ومائتين.
847 - محمد بن رنين بن يحيى بن سحيم، أبو عبد الله البعلبكي:
قدم بغداد، وحدث بها عن العباس بن الوليد بن يزيد البيروتي. روى عنه: محمد
ابن مخلد الدوري.
848: محمد بن روح العكبري:
حدث عن: يحيى بن هاشم السمسار. روى عنه: عثمان بن إسماعيل السكري.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عثمان بن
إسماعيل بن بكر السكري، حدثنا محمد بن روح العكبري - بعكبرا - وكان صديقا
لأحمد بن حنبل، وكان أحمد بن حنبل إذا خرج إلى عكبرا ينزل عليه - قال: حدثنا
يحيى بن هاشم السمسار، حدثنا مسعر بن كدام، عن يزيد الفقير، عن ابن عمر: أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعاهدوا نعالكم عند أبواب المساجد ".
قال علي بن عمر: غريب من حديث مسعر عن يزيد الفقير، تفرد به يحيى بن
هاشم عنه، ولم نكتبه إلا عن أبي القاسم السكري، وكان من الثقات.
849 - محمد بن روح البزاز:
حدث عن: أبي إبراهيم الترجماني، ومحمد بن عباد المكي. روى عنه: عبد الباقي
ابن قانع، وأبو القاسم الطبراني.
345

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب، حدثنا محمد بن روح البغدادي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدثنا
عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار، عن الأعمش، عن خالد الحذاء، عن أبي
قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
الله كتب الإحسان علي كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا
الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته ".
قال سليمان: لم يروه عن الأعمش إلا أبو حفص، تفرد به الترجماني.
* * *
حرف الزاي من آباء المحمدين
850 - محمد بن زاهر بن حرب بن شداد، أبو جعفر:
وهو أخو القاسم بن زاهر وابن أخي أبي خيثمة النسائي. سكن دمشق، وحدث
بها عن: أحمد بن شبويه المروزي. روى عنه: محمود بن إبراهيم بن سميع
الدمشقي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه فقال: كان بدمشق، توفي
هناك وأنا صليت عليه، وكان من أقراني، ولم يكن به بأس.
851 - محمد بن زرعان بن محمد بن صالح بن أيوب، أبو بكر
الأنماطي:
سمع محمد بن جعفر الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأحمد
ابن محمد بن عبد الكريم الفزاري، وأبا ذر أحمد بن محمد بن محمد الباغندي.
حدثنا عنه: القاضي أبو الفرج بن سميكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو الحسن أحمد بن
محمد المؤدب المعروف بالزعفراني.
346

أخبرني أبو الحسن الزعفراني، أخبرنا محمد بن زرعان الأنماطي - في سنة أربع
وستين وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا يحيى بن معين قال:
حدثنا غندر، عن شعبة، عن خبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى على قبر امرأة بعد ما دفنت.
سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن زرعان فقال: ثقة.
852 - محمد بن زرعة بن شداد، أبو عبد الله البلخي:
قدم بغداد، وحدث بها: عن قتيبة بن سعيد. روى عنه: محمد بن مخلد،
وإسماعيل بن علي الخطبي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي، حدثنا محمد بن
زرعة بن شداد البلخي أبو عبد الله - قدم علينا سنة سبع وثمانين، يعني ومائتين.
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر القرشي، عن ابن الهاد، عن محمد بن
إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب: " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه ".
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع: أن محمد بن زرعة البلخي قدم بغداد حاجا سنة ثمان وثمانين ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه زكريا
853 - محمد بن زكريا، والد ميمون الحافظ، يكنى أبا جعفر:
سمع: مخلد بن الحسين وحجاج بن محمد، وأشعث بن شعبة المصيصي. روى
عنه: عبد الله بن محمد بن ناجية، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني، حدثنا عبد الله بن
محمد بن ناجية، حدثنا محمد بن زكريا أبو ميمون، حدثنا أشعث بن شعبة، عن
347

أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث
عن عائشة قالت: حشوت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نمرقة فيها صور، فلما جاء فقام على الباب
تغير لونه حين رآها، واحمر وجهه، قالت: ما أحدثت؟ أتوب إلى الله مما صنعنا، قال:
" ما هذه؟ " قلت: صنعتها لك لتجلس عليها فقال: " إن أصحاب هذه الصور
يعذبون " أراه قال: " يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتا
فيه صورة ".
قرأت علي البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا محمد
ابن إسحاق الثقفي قال: مات محمد بن زكريا أبو جعفر ببغداد في آخر جمادي
الآخرة سنة أربع وخمسين - يعني ومائتين.
854 - محمد بن زكريا بن يحيى بن الصلت بن رزين بن عبد الرحمن، أبو
بكر المؤدب:
حدث عن: سويد بن سعد الحديثي، وموسى بن إبراهيم المروزي. روى عنه عبد
الصمد بن علي الطستي، وعمر بن الحسن بن الأشناني.
855 - محمد بن زكريا بن سعيد بن أبان بن الوليد:
بخاري الأصل. حدث عن: أبي بدر عباد بن الوليد الغبري. روى عنه: أبو بكر بن
المقرئ الأصبهاني.
أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا محمد بن زكريا بن سعيد
ابن أبان بن الوليد البخاري - ببغداد - حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد، حدثنا محمد بن
عرعرة، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من مات وهو
يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ".
رواه أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز وإبراهيم بن راشد الأدمي، عن محمد
348

ابن عرعرة قالا: عن أنس، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك رواه
غندر، ومعاذ بن معاذ، وعثمان بن عمر، عن شعبة، ورواه أبو داود الطيالسي،
وعمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل
ذلك.
856 - محمد بن زكريا بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو الحسن الدقاق، ويقال:
الفقيه:
من أهل سر من رأي. سكن بغداد بباب الشام، وحدث عن القاسم بن الصباح
البزاز، وسعدان بن يزيد، وأبي نافع ابن بنت يزيد بن هارون، وشعيب بن أيوب
الصريفيني، وعلي بن حرب الموصلي. روى عنه: أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي، والقاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، أحاديث مستقيمة.
حدثني الحسين بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد بن
زكريا الفقيه سنة عشرين وثلاثمائة وفيها مات.
857 - محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن سليمان بن مسبح، أبو علي
البغدادي الأعرج، يعرف بالمسبحي:
نزل بخارى، وحدث بها عن أبي شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب القاضي،
وأبي خليفة الجمحي، ومطين الكوفي، وإبراهيم بن شريك الأسدي. روى عنه:
محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني. قرأت بخط أبي عبد الله
الغنجار البخاري: توفي أبو علي بن زكريا بن يحيى المسبحي بجوزجانان في سنة
خمسين وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه زنجويه
858 - محمد بن زنجويه بن زيد، أبو جعفر المؤذن البصري:
سكن بغداد بالمخرم، وحدث عن: سلم بن قتيبة، ومالك بن شعير بن الخمس،
349

وسفيان بن عيينة. روى عنه: أحمد بن يزيد الزعفراني، والقاضي أبو عبد
الله المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم بن إسماعيل.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: وجدت في كتاب
جدي بخط يده: حدثنا محمد بن زنجويه بن زيد المؤذن - أبو جعفر المخرمي - حدثنا
سفيان بن عيينة، عن يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يتوارث أهل ملتين شتى ".
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال حدثنا
أحمد بن يزيد الزعفراني، حدثنا محمد بن زنجويه بن زيد البصري: ومات في شهر
رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين
* * *
ذكر من اسمه واسم أبيه زياد
859 - محمد بن زياد، اليشكري الطحان، يعرف بالميموني:
حدث عن: ميمون بن مهران - نسب إليه لذلك. روى عنه الربيع بن ثعلب، وزياد
ابن يحيى الحساني وغيرهما.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو طلحة أحمد
ابن محمد بن عبد الكريم، حدثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب، حدثنا محمد بن زياد،
350

حدثنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتخذوا الحمام
المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم
يضعون الحديث كذابين، منهم محمد بن زياد كان يضع الحديث.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن
زياد الطحان ليس بشئ كذاب - الذي روى عن ميمون بن مهران ما يروي.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان - يعني
الوراق - حدثنا عبد الله بن أحمد قال: وسألته - يعني أباه - عن محمد بن زياد: كان
يحدث عن ميمون بن مهران قال: كذاب، خبيث، أعور، يضع الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود، عن محمد بن زياد الميموني
فقال: سمعت أحمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود، عن محمد بن زياد
الميموني فقال: سمعت أحمد بن حنبل، قال: ما كان أجرأه بقول: حدثنا ميمون بن
مهران.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا
محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سألت أبي عن
محمد بن زياد - صاحب ميمون بن مهران - قال: كتبت عنه كتابا فرميت به وضعفه
جدا.
قرأنا علي الجوهري، عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال لنا هارون بن سروة - ويحيى
351

ابن معين يسمع - جاء كتاب البغداديين إلى أبي المليح، وأنا حاضر يسألونه عن محمد
ابن زياد الطحان فقال: جاءنا محمد
بن زياد الطحان الأعور بعد ما مات ميمون بن
مهران.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - لفظا بدمشق - حدثنا
عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي،
حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: محمد
ابن زياد الطحان كان كذابا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق،
حدثنا سهل بن أحمد الواسطي، حدثنا عمرو بن علي قال: ومحمد بن زياد -
صاحب ميمون بن مهران - متروك الحديث كذاب، منكر الحديث، سمعته يقول:
حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زينوا مجالس
نسائكم بالمغزل ".
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم
ابن شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: محمد بن زياد
ابن مهران صاحب ميمون -، هو متروك الحديث.
قال عمرو بن زرارة: كان محمد متهم بوضع الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن
طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة يقول: محمد
ابن زياد صاحب ميمون كان يكذب.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا الحسن بن محمد بن شعبة المروزي،
حدثنا محمد بن أحمد بن محبوب قال: قال أبو عيسى الترمذي: محمد بن زياد
صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جدا.
352

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: محمد بن زياد يروي عن ميمون بن مهران متروك
الحديث.
860 - محمد بن زياد، وليس بالميموني:
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ،
أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المقرئ، حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: قال
لي غير يحيى: يعني ابن معين - محمد بن زياد - وليس ابن ميمون - قدم بغداد،
يروي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
861 - محمد بن زياد بن زبار، أبو عبد الله الكلبي:
حدث عن: أبي مودود المديني، وشرقي بن القطامي. روى عنه زهير بن محمد
ابن قمير وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن علي الخزاز،
ومحمد بن غالب التمتام، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وغيرهم.
وقال أبو حاتم الرازي: أتينا محمد بن زياد بن زبار ببغداد وكان شيخا شاعرا
وقعدنا في دهليزه ننتظره - وكان غائبا - فجاءنا فذكر أنه قد ضجر، فلما نظرنا إليه
علمنا أنه ليس من البابة، فذهبنا ولم نرجع إليه.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب
جدي الحسين بن إسماعيل القاضي بخط يده: حدثنا زهير بن محمد بن زهير
المروزي، حدثنا محمد بن زيد الكلبي - كذا قال لنا زهير - قال: حدثنا شرقي بن
قطامي.
وأخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
أحمد بن محمد بن عباد الجوهري البغدادي، حدثنا محمد بن زياد بن زبار الكلبي،
حدثنا شرقي بن القطامي، عن أبي طلق العائذي، عن شراحيل بن القعقاع قال:
سمعت عمرو بن معدي كرب يقول: نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لبيك
353

اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك
لك ".
لفظ حديث المحاملي، لا نعلم روى هذا الحديث عن شرقي غير محمد بن زياد
ابن زبار.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: محمد بن زياد بن زبار الكلبي بغدادي أبو
عبد الله.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار
الهروي قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال أبو علي صالح
ابن محمد ومحمد بن زياد بن زبار: قال يحيى بن معين: لا شئ، قال أبو علي:
وكان يكون ببغداد يروي الشعر وأيام الناس ليس بذاك.
862 - محمد بن زياد، أبو عبد الله مولى بني هاشم - يعرف بابن الأعرابي،
صاحب اللغة:
كان أحمد العالمين بها، والمشار إليهم في معرفتها، كثير الحفظ لها، ويقال: لم يكن
في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه. وكان يزعم أن الأصمعي، وأبا عبيدة لا يحسنان
قليلا ولا كثيرا. وحدث عن: أبي معاوية الضرير. روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن
إسحاق الحربي، وأبو العباس ثعلب، وأبو عكرمة الضبي، وأبو شعيب الحراني،
وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان، حدثنا عبد الله بن أبي مسلم الحراني، حدثني أبو عبد الله بن
الأعرابي حدثنا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع ".
354

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال لنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف
الأصبهاني النحوي. فأما أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، فكانت طرائقه طرائق
الفقهاء والعلماء ومذاهب جلة شيوخ المحدثين، وأحفظ الناس للغات والأيام
والأنساب.
أخبرني أبو عبد الله بن عرفة وغيره قال: قال أبو العباس أحمد بن يحيى: قال لي
ابن الأعرابي: أمللت عليهم قبل أن تجيئني يا أحمد حمل جمل.
قال أبو جعفر: وسمعت أبا الحسن بن الكوفي يقول: قال أبو العباس أحمد بن
يحيى: انتهى علم اللغة والحفظ إلى ابن الأعرابي.
قال أبو جعفر: وحدثني محمد بن عبد الواحد قال: سمعت أحمد بن يحيى
يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول - في كلمة رواها الأصمعي: سمعته من الألف أعرابي
خلاف ما قاله الأصمعي.
قال أبو جعفر: وسمعت أبا عبد الله بن عرفة يقول: سمعت أبا جعفر القحطبي
يقول: لما مات ابن الأعرابي ذهبنا نشتري كتبه، فوجدنا كتبه رقاقا، وأوراقا، ورقاعا،
ولم أر في كتبه شكلة إلا الفتحات. قال: وما رؤي في يد ابن الأعرابي كتاب قط،
وكان من أوثق الناس.
وقال أبو جعفر: أخبرنا قاسم الأنباري قال: سمعت أحمد بن عبيد بن ناصح
يقول: أنشدنا ابن الأعرابي بيتا في كتاب " المفضل " للضبي قال: هذا البيت المصراع
الأول فيه أنشدناه في هذا الكتاب، والمصراع الثاني أنشدناه هشام بن محمد الكلبي.
أخبرنا محمد بن علي بن أحمد المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري
الحافظ قال: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت الفضل بن محمد
الشعراني يقول: كان للناس رؤوس، كان سفيان الثوري رأسا في الحديث، وأبو حنيفة
رأسا في القياس، والكسائي رأسا في القرآن، فلم يبق اليوم رأسا في فن من الفنون أكبر
من ابن الأعرابي، فإنه رأس في كلام العرب.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن
موسى القرشي، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا محمد بن أحمد
ابن النضر - وهو ابن بنت معاوية بن عمرو - قال: كان أبو عبد الله بن الأعرابي
355

جارنا وكان ليلة أحسن ليل. وذكر لنا أن ابن أبي دؤاد سأله: أتعرف في اللغة استوى
بمعنى استولى؟ فقال: لا أعرفه.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
الأزدي، حدثنا داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد
الله، ما معنى قول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) [طه 5] قال: هو على
عرشه كما أخبر. قال الرجل: ليس كذاك هو يا أبا عبد الله، إنما معنى قوله استوى،
استولى: فقال ابن الأعرابي: اسكت ما يدريك ما هذا؟ العرب لا تقول للرجل استولى
على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل استولى عليه، والله لا مضاد
له وهو على عرشه كما أخبر، والاستيلاء بعد المغالبة، قال النابغة:
إلا لمثلك أو من أنت سابقة * سبق الجواد إذا استولى علي الأمد
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا علي بن عمر الحافظ،
حدثنا أبو علي الكوكبي الحسين بن القاسم بن جعفر، حدثنا أبو عكرمة الضبي قال:
حدثني محمد بن زياد الأعرابي قال: بعث إلي المأمون فسرت إليه، وهو في بستان
يمشي مع يحيى بن أكثم، فرأيتهما موليين، فجلست، فلما أقبلا قمت، فسلمت عليه
بالخلافة، فسمعته يقول ليحيى: يا أبا محمد، ما أحسن أدبه رآنا موليين فجلس، ثم
رآنا مقبلين فقام، ثم رد علي السلام وقال: يا محمد، أخبرني عن أحسن ما قيل في
الشراب. فقلت: يا أمير المؤمنين قوله:
تريك القذى من دونها وهي دونه * إذا ذاقها من ذاقها يتمطق
فقال: أشعر منه الذي يقول: - يعني أبا نواس -
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم
فعلت في البيت إذ مزجت * مثل فعل الصبح في الظلم
واهتدى ساري الظلام بها * كاهتداء السفر بالعلم
فقلت: فائدة يا أمير المؤمنين. فقال: أخبرني عن قول هند بنت عتبة:
نحن بنات طارق * نمشي على النمارق
من طارق هذا؟ قال: فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت: يا أمير المؤمنين ما أعرف
في نسبها! فقال: إنما أرادت النجم، وانتسبت إليه بحسنها، من قول الله تعالى:
356

(والسماء والطارق) الآية. فقلت: فائدتان يا أمير المؤمنين. فقال: أنا بؤبؤ هذا الأمر
وأنت بؤبؤه. ثم دحا إلى بعنبرة وكان يقلبها في يده، بعتها بخمسة آلاف درهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب
البندار، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: ومات ابن الأعرابي في سنة
اثنتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن عرفة قال: وفي هذه السنة مات أبو
عبد الله محمد بن زياد الأعرابي - يعني سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم. قال: قال أبو العباس أحمد بن يونس بن
المسيب الضبي: مات أبو عبد الله بن الأعرابي - صاحب الغريب - في سنة إحدى
وثلاثين ومائتين.
قلت: وبسر من رأى كانت وفاته، وصلى عليه أحمد بن أبي دؤاد القاضي وبلغ
من السن على ما يقال ثمانين سنة.
863 - محمد بن زياد، العابد الكلوذاني، صاحب إبراهيم الخواص:
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني، أخبرنا أبو منصور معمر
ابن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني، أخبرني أحمد بن الحسين البغدادي، أخبرني
محمد بن زياد المقيم بكلواذي - وكان قد بكى حتى ذهبت عيناه -. قال: سألت
إبراهيم الخواص: عن أعجب ما رآه في البادية فقال: كنت ليلة من الليالي في البادية
فنمت على حجر، فإذا أنا بشيطان قد جاء وقال: قم من هاهنا، فقلت: اذهب.
فقال: إني أرفسك فتهلك! فقلت: افعل ما شئت، فرفسني فوقعت رجله علي كأنها
خرقة، فقال: أنت ولي لله، من أنت؟ قلت: أنا إبراهيم الخواص. قال: صدقت. ثم
قال: يا إبراهيم، معي حلال وحرام، فأما الحلال فرمان من الجبل المباح، وأما الحرام
فحيتان مررت على صيادين وهما يصطادان فتخاونا فأخذت الخيانة، فكل أنت
الحلال ودع الحرام.
* * *
357

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه زيد
864 - محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله
الهاشمي:
وهو أخو يحيى وعيسى بن زيد. ورد بغداد في أيام المهدي.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي،
حدثنا محمد بن عمر الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن حيان القاضي،
حدثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي، حدثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن
النخعي، عن أبيه قال: كنت علي باب المهدي ومحمد بن زيد بن علي فقال محمد
ابن زيد: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا بأس
ببول الحمار وكل ما أكل لحمه ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي، حدثني عبيد الله بن محمد بن عمر قال: أوصى محمد بن عبد الله - يعني ابن
الحسن بن الحسين - فقال: إن حدث بي حدث فالأمر إلى أخي إبراهيم بن عبد الله،
فإن أصيب إبراهيم بن عبد الله، فالأمر إلى عيسى بن زيد بن علي ومحمد بن زيد بن
علي. قال جدي: وكان محمد بن زيد من رجالات بني هاشم لسانا وبيانا.
865 - محمد بن زيد بن ثابت الصيرفي:
حدث عن: محمد بن معاوية النيسابوري. روى عنه: عبد الصمد بن علي
الطستي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا
محمد بن زيد بن ثابت الصيرفي، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا عباد بن عباد، عن
الصلت بن دينار، عن عقبة بن صهبان قال: سألت عائشة عن هذه الآية: (ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم
358

سابق بالخيرات) فقالت: السابق مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له رسول الله
بالجنة والرزق. والمقتصد من اتبع أمره من أصحابه حي لحق به، والظالم لنفسه مثلي
ومثلك.
866 - محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد بن مروان بن راشد، أبو
عبد الله الأبزاري، مولى معاوية بن إسحاق الأنصاري:
سمع عبد الله بن محمد بن ناجية، وعبد الله بن الصقر السكري، وأحمد بن
الممتنع القرشي، وأبا حازم إبراهيم بن محمد الحضرمي، وأحمد بن عمر بن زنجويه
القطان، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني
الكوفي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وغيرهم من هذه الطبقة. وكان قد سكن
الكوفة فنسب إليها، وقدم بغداد وحدث بها. فحدثنا عنه: محمد بن الفرج بن علي
البزاز، وأبو الفرج الطناجيري، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي،
والحسن بن علي الجوهري، وجماعة سواهم.
سألت أبا بكر البرقاني، عن محمد بن زيد بن مروان فقال: ثقة نبيل. وسألته عنه
مرة أخرى فقال: ثقة أمين.
قال لي أبو القاسم الأزهري: قدم علينا أبو عبد الله بن مروان بغداد، وحدث بها،
وكان ثقة، جميل الظاهر، ومولده ومنشؤه ببغداد، ثم خرج إلى الكوفة فأقام بها،
واتصل بنا أنه توفي في صفر من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة سبع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي بالكوفة
أبو عبد الله بن مروان الأبزاري، في صفر، وكان ثقة مأمونا انتقى عليه الدارقطني،
وسمعنا منه ببغداد.
* * *
359

حرف السين من آباء المحمدين
867 - محمد بن سابق، أو جعفر - وقيل: أبو سعيد - البزاز، مولى بني
تميم:
وأصله فارسي سكن الكوفة. ثم قدم بغداد فنزلها، وحدث بها عن مالك بن
مغول، وشيبان النحوي، وإسرائيل بن يونس، وإبراهيم بن طهمان، وورقاء بن عمير.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن
محمد الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد
ابن غالب التمتام في آخرين.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري، حدثنا أحمد بن
سلمان النجاد، حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا محمد بن سابق - قال النجاد -
أبو بكر.
وأخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن
الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذئ ". وقال ابن سابق
مرة: " ليس بالطعان ولا باللعان " واللفظ لأحمد بن حنبل.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون
360

الضبي، عن أبي العباس بن سعيد قال: حدثنا نجيح بن إبراهيم قال: سمعت أبا
بكر بن أبي شيبة وذكر حديث محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس المؤمن بالطعان " فقال: إن
كان حفظه فهو حديث غريب.
أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك القطان، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سمعت علي بن
المديني - وذكر هذا الحديث - فقال: رواه ابن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس المؤمن بالطعان ". فقال علي:
هذا منكر من حديث إبراهيم، عن علقمة، وإنما هذا من حديث أبي وائل من غير
حديث الأعمش.
قلت: رواه ليث بن أبي سليم، عن زبيد اليامي، عن أبي وائل، عن عبد الله، إلا أنه
وقفه ولم يرفعه.
ورواه إسحاق بن زياد العطار الكوفي - وكان صدوقا - عن إسرائيل فخالف فيه
محمد بن سابق.
أخبرنيه أحمد بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب حدثنا جدي قال: حدثني إسحاق بن زياد العطار - من كتابه - عن
إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد
الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا
البذئ ".
لم يزد يعقوب بن شيبة في ذكر محمد بن عبد الرحمن على هذا ولم يعرفه ولا
قال إنه ابن أبي ليلى، فالله أعلم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس
قال: حدثنا البخاري قال: محمد بن سابق البغدادي يقال مولى لبني تميم كان
بالكوفة أصله فارسي.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
قال: وجدت في كتاب جدي أبي عبد الله محمد بن عبيد الله بن سعد الزهري، عن
يحيى بن معين قال: محمد بن سابق يروي عنه أبو خيثمة ضعيف.
361

أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسين الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن محمد بن سابق
البزاز، فقال: ضعيف.
قال أحمد بن زهير: مات محمد بن سابق ببغداد.
أخبرنا هبة الله بن الحسين بن منصور الطبري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم
قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: محمد بن سابق كان ثقة
صدوقا.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
ابن شيبة، حدثنا جدي قال: محمد بن سابق كان شيخنا صدوقا ثقة، وليس ممن يؤثر
الضبط للحديث.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: سمعت محمد بن صالح - يعني كيلجة - وذكر محمد بن سابق فقال: كان
خيارا لا بأس به.
حدثني محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي،
أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو جعفر محمد بن سابق
بغدادي ليس به بأس.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني
أبي قال: محمد بن سابق كوفي ثقة، روى عنه زهير بن حرب.
أخبرنا الحسين بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن سابق،
ويكنى أبا جعفر مولى بني تميم كان من أهل الكوفة ونزل بغداد في قطيعة الربيع،
وتجر بها ومات ببغداد.
362

أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات محمد بن سابق الكوفي ببغداد سنة
ثلاث عشرة ومائتين.
قرأت على الحسين بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل. وأخبرنا السمسار، أخبرنا
الصفار، حدثنا ابن قانع قالا: مات محمد بن سابق البغدادي سنة أربع عشرة
ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه السري
868 - محمد بن السري بن سهل، أبو بكر البزاز:
سمع بشر بن الوليد الكندي، وسريج بن يونس. روى عنه: أحمد بن كامل
القاضي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو القاسم الطبراني، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا
محمد بن السري بن سهل البزاز البغدادي، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا
سليمان بن داود اليامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " احفوا الشوارب وأعفوا اللحى ".
قال سليمان: لم يروه عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن السري البزاز مات
بسر من رأى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
869 - محمد بن السري بن سهل، أبو بكر القنطري:
سمع: محمد بن بكار بن الريان، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن شعيب
اليماني، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وعبد الله بن عمر بن أبان الكوفي، وأحمد بن
363

إبراهيم الدورقي. روى عنه: أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ومحمد بن
حميد المخرمي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وعلي بن إبراهيم بن أبي عزة العطار،
وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي، أخبرنا علي بن إبراهيم
ابن أبي عزة العطار، حدثنا محمد بن السري القنطري - البزاز سنة ثمان وتسعين
ومائتين - حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا أبو معشر، عن سعيد، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الشهر شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنان،
وتصفد فيه مردة الشياطين، ويغفر فيه إلا لمن أبي ". قالوا: ومن يأبى يا أبا هريرة؟
قال: الذي يأبى أن يستغفر الله عز وجل.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني، عن محمد بن السري القنطري فقال: ثقة.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد
الرخجي: ومات محمد بن السري القنطري يوم السبت للنصف من جمادي الأولى
سنة تسع وتسعين ومائتين.
870 - محمد بن السري بن مهران الناقد:
سمع إبراهيم بن زياد سبلان، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن عبد الله
الأرزي، ويوسف بن موسى القطان. روى عنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي
ابن حبيش الناقد، وأبو القاسم الطبراني، وكان ثقة.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا محمد بن السري
ابن مهران الناقد البغدادي، حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي البغدادي، حدثنا عبيد
الله بن تمام، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عليا خطب بنت أبي
جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كنت تزوجتها فرد علينا ابنتنا ".
قال سليمان: لم يروه عن خالد إلا ابن تمام، تفرد به الأرزي.
364

871 - محمد بن السري بن سهل، أبو المؤمل البغدادي:
حدث عن: الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه: عمر بن علي بن الحسن العتكي
الخطيب ساكن بيت المقدس.
872 - محمد بن السري بن عثمان، أبو بكر التمار:
حدث عن: الحسن بن عرفة، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبيد الله
المنادي، وعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن عيسى بن
حيان المدائني، وأبي بكر بن أبي الدنيا. روى عنه: محمد بن عبد الله بخيت
الدقاق، ومحمد بن عبد الله بن الشخير، وفارس بن محمد الغوري، وأبو الحسن
الدارقطني، ومحمد بن عمر بن زنبور الوراق. روى عنه: يوسف بن عمر القواس
فقال: حدثنا محمد بن عثمان بن السري.
أخبرنا البرقاني قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث حدث به محمد بن
عبد الواحد قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن السري التمار، حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو داود
الحفري، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن
أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار ".
فقال: هذا لا يصح عن مصعب بن سعد، ولا عن سلمة بن كهيل، ولا عن
الثوري، ولعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث.
873 - محمد بن السري، أبو بكر النحوي، المعروف بابن السراج:
كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صحب أبا العباس المبرد،
365

وأخذ عنه العلم، روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وأبو
سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني. وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا علي بن عيسى بن علي النحوي قال: كان أبو
بكر بن السراج يقرأ عليه كتاب " الأصول " الذي صنفه فمر فيه باب استحسنه بعض
الحاضرين فقال: هذا والله أحسن من كتاب المقتضب. فأنكر عليه أبو بكر ذلك
وقال: لا تقل هذا، وتمثل ببيت - وكان كثيرا مما يتمثل فيما يجري له من الأمور
بأبيات حسنة - فأنشد حينئذ:
ولكن بكت قبلي، فهاج لي البكا * بكاها، فقلت الفضل للمتقدم
قال: وحضر في يوم من الأيام بنى له صغير فأظهر من الميل إليه، والمحبة له، ما
يكثر من ذلك. فقال له بعض الحاضرين: أتحبه أيها الشيخ؟ فقال متمثلا:
أحبه حب الشحيح ماله * قد كان ذاق الفقر ثم ناله
بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي: أن أبا بكر محمد بن السري
السراج مات في يوم الأحد لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعد
874 - محمد بن سعد، أبو سعد الأنصاري الأشهلي:
من أهل المدينة، سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن عجلان. روى عنه:
محمد بن عبد الله المخرمي.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، وأحمد بن محمد العتيقي قالا: أخبرنا
محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الأشقر، حدثنا
366

محمد بن عبد الله المخرمي، حدثنا محمد بن سعد الأشهلي، حدثنا ابن عجلان، عن
زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل
الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال غير
المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله
لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ".
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول:
أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو سعد محمد بن
سعد الأشهلي كان ببغداد.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول - وسألته يعني
يحيى بن معين - عن محمد بن سعد الأنصاري، فقال: ثقة.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله بن
محمد القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي،
أخبرني أبي قال: أبو سعد محمد بن سعد الأنصاري ثقة مديني كان ببغداد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري أبو سعد مات قبل المائتين،
كان ببغداد مديني الأصل سمع ابن عجلان.
875 - محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة، أبو
جعفر العوفي:
من بني عوف بن سعد - فخذ - من بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل
ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد
ابن عدنان
وقال أحمد بن كامل القاضي: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية
367

ابن سعد بن جنادة بن أسد بن لأحب بن عبد بن عامر بن صعصعة بن ظرب بن
عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحرث بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن
معد بن عدنان. حدث عن: يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الله بن بكر
السهمي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبيه سعد بن
محمد، وغيرهم. روى عنه: يحيى بن
محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو
عبد الله الحكيمي، وعبد الله بن إسحاق البغوي وأحمد بن كامل القاضي، وكان لينا
في الحديث. وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع: أنه سمع الدارقطني ذكره، فقال:
لا بأس به.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أحمد بن كامل، أخبرنا محمد بن
سعيد العوفي، حدثنا رواح بن عبادة، حدثنا شعبة، عن قتادة قال: حدث أبو بردة عن
أبي موسى، عن أبيه قال: لو شهدتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحسبت أن ريحنا ريح
الضأن من لبس الصوف.
تفرد برواية هذا الحديث هكذا محمد بن سعد عن روح، وتفرد به ابن كامل عن
محمد بن سعد، وهو وهم، وصوابه: عن روح عن سعيد - بدلا من شعبة.
أخبرناه علي وعبد الملك ابنا محمد بن عبد الله بن بشران قالا: أخبرنا حمزة بن
محمد بن العباس، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا روح. وأخبرناه الحسن بن أبي
بكر، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا عبد الله بن الحسن
الهاشمي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: حدث أبو بردة بن أبي
موسى، عن أبيه قال: لو شهدتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم وقد أصابتنا السماء لحسبت ريحنا
ريح الضأن من لبسنا الصوف.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا سعيد، عن قتادة بنحوه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي
الحسين بن المنادي وأنا أسمع قال: ومحمد بن سعد بن الحسن بن عطية العوفي كان
ينزل درب النهر قرب البيعة بالجانب الشرقي من مدينتنا آخر سويقة نصر بن مالك،
توفي سلخ ربيع الآخر سنة ست وسبعين - يعني ومائتين -.
368

876 - محمد بن سعد بن منيع، أبو عبد الله مولى بني هاشم، وهو كاتب
الواقدي:
سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن أبي فديك، وأبا حمزة
أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، والوليد بن مسلم، ومن بعدهم. وكان من أهل
الفضل والعلم، وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته،
فأجاد فيه وأحسن. روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، والحسين بن فهم وأبو بكر بن
أبي الدنيا.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا أحمد بن كامل القاضي قال: قال لي محمد بن
موسى: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: محمد بن سعد الكاتب
أولهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت الحسين
ابن فهم يقول: كنت عند معصب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب: يا
أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا - وذكر حديثا - فقال له يحيى:
كذب.
[قلت]: ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنه
يتحرى في كثير من رواياته، ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير
التي يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب.
وقد قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد فقال: يصدق، جاء
إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري،
أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان
ابن إسحاق بن الخليل قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أحمد بن حنبل
369

يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث
الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما، قال إبراهيم:
ولو ذهب سمعهما، كان خيرا له.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله
ابن سليمان الأزرقي قال: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن سعد كاتب
الواقدي.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف الخشاب
قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: محمد بن سعد صاحب الواقدي، وهو مولى
الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، توفي ببغداد يوم الأحد
لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام، وهو
ابن اثنتين وستين سنة. وكان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، وكثير الطلب،
وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعدان
877 - محمد بن سعدان، أبو جعفر النحوي الضرير:
كان أحد القراء، وله كتاب مصنف في النحو، وكتاب كبير في القراءات. روى
فيه عن: عبد الله بن إدريس، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وإسحاق بن محمد
المسيبي وأبي معاوية الضرير، والمسيب بن شريك، وعبد العزيز بن أبان. روى عنه:
محمد بن سعد كانت الواقدي، ومحمد بن أحمد بن البراء، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومحمد بن يحيى، وعبيد بن محمد المرزبان، وغيرهم وكان ثقة.
أخبرني إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال: قرأت على أبي طاهر عبد الواحد بن عمر
ابن محمد بن أبي هاشم المقرئ قلت له أخبركم عبيد الله بن محمد المروزي، أخبرنا
محمد بن سعدان، حدثنا عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن أبي رزين: أن عليا قرأ: (إياك نعبد وإياك نستعين) فهمز ومد وشدد.
370

حدثت عن: محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد
ابن عبيد الله المنادي في تسمية قراء أهل مدينة السلام قال: وكان أبو جعفر محمد بن
سعدان النحوي الضرير يقرئ بقراءة حمزة ثم اختار لنفسه، ففسد عليه الأصل
والفرع، إلا أنه كان نحويا.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
وفي هذه السنة مات محمد بن سعدان النحوي - يعني سنة إحدى وثلاثين ومائتين -
ذكر غير ابن عرفة أن وفاته كانت يوم عرفة من السنة.
878 - محمد بن سعدان البزاز:
شيخ غير مشهور. روى عن: القعنبي حديثا منكرا.
أخبرناه أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليل - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ - حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث - بمصر - حدثنا محمد بن
سعدان البزاز، حدثنا القعنبي، عن مالك.
وأخبرناه الأزهري - واللفظ له - حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أحمد بن
محمد بن إسحاق الياموري، حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث بمصر، حدثنا
محمد بن سعدان البزاز البغدادي، حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا مالك بن أنس،
عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من ورق وكان فصه
حبشيا.
قال علي بن عمر: هذا حديث غير محفوظ من حديث الزهري عن أنس، وهو
غريب عن مالك، تفرد به ابن الأشعث وكان ضعيفا عن شيخه هذا عن القعنبي. ولا
يصح عن مالك، والله أعلم.
879 - محمد بن سعدان، أبو جعفر البزاز:
حدث عن: أبي جعفر النفيلي، وفيض بن وثيق وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله
الحكيمي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
371

إبراهيم الحكيمي، حدثنا محمد بن سعدان أبو جعفر، حدثنا الفيض بن وثيق، عن
رجل - سقط اسمه من الكتاب - قال: حدثنا مسعر، حدثنا أبو عون، عن عرفجة
قال: قال أبو بكر الصديق: من استطاع منكم أن يبكي فليبك، ومن لم يستطع
فليتباك.
قال: وقال أبو بكر الصديق: اتقوا الملاعن. قيل: يا خليفة رسول الله، وما الملاعن؟
قال: يلقى القذر في الطريق، أو الشيء يكرهه الناس. فيقولون لعن الله من فعل هذا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع قال: ومات أبو جعفر محمد بن سعدان البزاز، خال أمي، وذلك
سلخ شعبان سنة سبع وسبعين - يعني ومائتين - قال: وكان قد سمع من الحسين بن
علي أبي شيبة في نحو من خمسمائة شيخ وما حدث إلا بشئ يسير.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعيد
880 - محمد بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الله القرشي ثم الأموي:
كوفي، سكن بغداد، وحدث بها عن: عبد الملك بن عمير، وهشام بن عروة،
وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق الشيباني، وسليمان التيمي، وعبد العزيز بن
رفيع، وغيرهم. روى عنه: ابن أخيه سعيد بن يحيى الأموي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا أبو
العباس محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا عمي
محمد بن سعيد، حدثنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائما فليصل، وإن كان مفطرا
أكل ".
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن موسى
372

الحضرمي، حدثنا إبراهيم بن أبي داود. قال: قال يحيى بن معين: بنو سعيد الأموي
خمسة، عنبسة بن سعيد، ويحيى بن سعيد، وعبيد بن سعيد، ومحمد بن سعيد،
وعبد الله بن سعيد. كانوا ببغداد كلهم إلا عبيد بن سعيد، وكان محمد أكبرهم.
روى عن: عبد الملك بن عمير، ولم يكتب عنه كبير أحد، كان صاحب سلطان هو
وأخوه عبد الله.
قلت: وقد كان لهم أخ سادس يقال له: أبان، أخل بذكره يحيى بن معين.
حدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قال أبو الحسن الدارقطني: بنو سعيد بن
أبان بن سعيد الأموي ستة، رووا الحديث كلهم، أكبرهم: محمد بن سعيد، ويحيى
ابن سعيد، وعبيد بن سعيد، وعبد الله بن سعيد، وكان نحويا عالما باللغة، يحكى عنه
أبو عبيد، وعنبسة بن سعيد، وأبان بن سعيد كلهم ثقات. فأما محمد بن سعيد
فيحدث عن داود بن أبي هند، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن
عروة، وأبي إسحاق الشيباني، وغيرهم، وأما يحيى بن سعيد فيحدث عن يحيى بن
سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو، والأعمش، وهشام بن عروة، ومحمد بن
إسحاق. وأما عبيدة فيروي عن إسرائيل ونظرائه. وأما عبد الله بن سعيد فمتحقق
باللغة والشعر. وأما عنبسة بن سعيد فيروي عن ابن المبارك ونظرائه. وأما أبان بن
سعيد فيروي عن زهير ومفضل بن صدقة ونظرائهما.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا بكر بن أبي الدنيا يقول: سمعت سليمان بن أبي
شيخ - واسطي ثقة - قال: قال لي يحيى بن سعيد: محمد أخي أكبر مني بعشر
سنين.
أخبرنا ابن الفضل القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن
سفيان قال: سمعت سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: سمعت أبا بكر بن عياش
وجاء إلى أبي يعزيه عن أخيه محمد بن سعيد وكان أكبر منه فقال لأبي: متى ولد؟
فقال: مقتل الجراح. فقال أبو بكر: ذاك محتكمي.
قلت: الجراح هو ابن عبد الله قتلته الترك بآذربيجان غازيا في سنة اثنتي عشرة
ومائة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرنا أبو أحمد بن فارس،
373

حدثنا البخاري قال: حدثني سعيد بن يحيى قال: مات أبي سنة أربع وتسعين ومائة،
ومات عمي - يعني محمدا - قبله بسنة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن سعيد الأموي
مات في سنة ثلاث وتسعين ومائة.
881 - محمد بن سعيد الطائفي:
قدم بغداد، وحدث بها عن: عبد الملك بن جريج. روى عنه: أبو عتبة أحمد بن
الفرج الحجازي ساكن حمص.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدورقي يذكر أن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي
أخبرهم.
ثم أخبرني أحمد بن محمد العتيقي - قراءة - حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد بن
عبد الله الرازي - بدمشق - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان.
وحدثني محمد بن علي الصوري - لفظا - قال: قرأت على أبي عبد الله الحسين
ابن عبد الله بن محمد بن إسحاق البصري، قلت: أخبركم أبو الحسن خيثمة بن
سليمان بن حيدرة القرشي، حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، حدثنا محمد
ابن سعيد الطائفي - زاد العتيقي والصوري في حديثهما - ببغداد ثم اتفقوا، قال:
حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على
أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم، كأني أنظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم
يقولون لا إله إلا الله والناس بهم ".
882 - محمد بن سعيد بن زياد، أبو سعيد القرشي البصري الأثرم، المعروف
بالكريزي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبان العطار،
374

وربيعة بن كلثوم، وأبي هلال الراسبي، وأبي الأشهب، وأبي عوانة. روى عنه: عبد
الرحمن بن الأزهر، ويعقوب بن سفيان، ومحمد بن غالب التمتام.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع منه أبا ولم يحدث عنه، سمعته يقول: هو
منكر الحديث، مضطرب الحديث، ضعيف. كان عفان اتكأ عليه.
وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبي زرعة عن محمد بن سعيد بن زياد البصري
فقال: ضعيف الحديث. كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد، وليس
بشئ، وترك حديثه ولم يقرأ علينا.
ذكر لنا أبو بكر البرقاني: أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال: حدثنا
أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة:
محمد بن سعيد الأثرم؟ قال: ليس، كأنه يقول: ليس بشئ. قلت: أي شئ أنكر
عليه؟ قال: عن همام وأبي هلال عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس المسلم من
يشبع وجاره طاوي ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد
ابن غالب، حدثنا محمد بن سعيد القرشي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن
الحسن، عن سمرة قال: أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن يسلم بعضنا على بعض.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله
ابن سليمان الحضرمي قال: سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فيها مات محمد بن سعيد
الأثرم البصري.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن سعيد بن الأثرم مات
بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
883 - محمد بن سعيد بن غالب، أبو يحيى العطار الضرير:
سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وحماد بن زيد الخياط، وعبد المجيد
375

ابن أبي رواد، ويحيى بن آدم، وعبيدة بن حميد، وأبا معاوية الضرير، وعبد الله بن
نمير، وأبا أسامة، ومعاذ بن معاذ، وأسباط بن محمد، ومحمد بن إدريس الشافعي.
روى عنه: أبو العباس بن سريج الفقيه، ويحيى بن صاعد، وإسماعيل بن العباس
الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم، وكان ثقة. قال ابن أبي
حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، حدثنا ابن عيينة،
عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ".
أخبرني الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو يحيى محمد بن سعيد بن
غالب العطار بغدادي.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على محمد بن
مخلد. قال: ومات أبو يحيى العطار في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.
884 - محمد بن سعيد بن خالد بن عبد الرحمن، أبو الحسن:
نزل نيسابور، وحدث بها عن: يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وسعيد بن
سليمان الواسطي. روى عنه: أبو أحمد بن فارس الدلال، ومكي بن عبدان
النيسابوريان.
حدثت عن أبي إسحاق المزكي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن فارس، حدثنا
محمد بن سعيد أبو الحسن البغدادي نزيل نيسابور، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا
همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من كتف
ثم صلى ولم يتوضأ.
885 - محمد بن سعيد بن عبد الله، أبو عبد الله الخزاز:
سوسي الأصل، حدث عن: يحيى بن عنبسة البصري. روى عنه: محمد بن
مخلد.
376

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي - بصور -
أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد، حدثنا محمد
ابن سعيد بن عبد الله أبو عبد الله الخزاز السوسي، حدثنا يحيى بن عنبسة المصيصي -
أصله بصري - حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" سيدا كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في
السماء ". قال يحيى: وأبعد فوق ذاك.
886 - محمد بن سعيد بن زياد المقرئ الجمال:
أخو أحمد بن سعيد، وكان الأكبر، حدث عن: علي بن عاصم، وإسحاق بن
يوسف الأزرق، وعبد المنعم بن إدريس. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو الطيب محمد
ابن جعفر الديباجي، ومحمد بن مخلد الدوري، وكان ثقة.
887 - محمد بن سعيد بن هناد، أبو غانم الخزاعي البوشنجي:
نزل بغداد، وحدث بها عن: سفيان بن عيينة، وشيبان بن فروخ، وأبو الوليد
الطيالسي، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن خلف الطرسوسي، وعبد
الرحمن بن المبارك العيشي، روى عنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر
النيسابوري، ومحمد بن مخلد.
أخبرني الحسن بن علي بن محمد التميمي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثنا أبو غانم محمد بن سعيد بن هناد البوشنجي قال: سمعت
يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي يقول: جاء رجل إلى مالك بن أنس وأنا شاهد
فقال له: يا أبا عبد الله، ما تقول في رجل يقول: القرآن مخلوق؟! قال: كافر زنديق
خذوه فاقتلوه. قال: إنما أحكي لك كلاما سمعته. قال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته
منك.
377

888 - محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن عمرو، أبو عبد الله المروزي،
يعرف بالبورقي.
قدم بغداد، وحدث بها عن: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأحمد بن عبد
الله الفرماياني، وأحمد بن محمد السلموني وغيرهم. روى عنه: أبو بكر الشافعي،
وعيسى بن حامد الرخجي، وغيرهما.
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، حدثنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد
ابن عمرو البورقي - قدم حاجا - حدثنا أحمد بن محمد بن مقاتل، حدثنا محمد بن
مردويه، حدثنا أبو إسماعيل حفص بن عمر قال: حدثني عبيد الله قال: حدثني
محمد بن علي، عن أبيه، عن عمه محمد بن الحنفية قال: حدثني علي بن أبي طالب:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء قدر ما
يسعهم، فإن منعوهم حتى يجوعوا ويعروا ويجهدوا، حسابهم الله حسابا شديدا،
وعذبهم عذابا نكرا ".
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، أخبرنا القاضي أبو الحسين
عيسى بن حامد بن بشر الرخجي، حدثنا محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد
البورقي المروزي سنة تسع وتسعين ومائتين - قدم علينا.
وأخبرنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو زيد بن عامر الكوفي،
حدثنا محمد بن سعيد البورقي - قدم علينا سنة ست وثلاثمائة.
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد السلموني، حدثنا محمد بن مقاتل الرازي،
حدثنا الفرات بن خالد، عن مسعر بن كدام، عن حماد عن إبراهيم، عن علقمة،
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ترك درهما من حرام أعتقه الله من النار.
378

ومن ترك درهما من شبهة أعطاه الله ثواب نبي من الأنبياء، ومن ترك الكذب
لا تكتب عليه خطيئة أيام حياته، ودخل الجنة بغير حساب ".
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: محمد بن سعيد البورقي كذاب، حدث بغير حديث وضعه
حدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال: أخبرني سعيد
ابن عبيد الصوفي، عن أبي أحمد الحنفي قال: توفي أبو عبد الله محمد بن سعيد
البورقي بمرو يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة لأربع عشرة خلون من شهر
ربيع الأول سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
قال أبو عبد الله الحافظ: هذا البورقي قد وضع من المناكير على الثقات مالا
يحصى، وأفحشها: روايته عن بعض مشايخه، عن الفضل بن موسى السناني، عن
محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما زعم أنه
قال: " سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي ".
هكذا حدث به في بلاد خراسان، ثم حدث به بالعراق بإسناده، وزاد فيه أنه قال:
" وسيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من فتنة
إبليس ".
قلت: ما كان أجرأ هذا الرجل على الكذب، كأنه لم يسمع حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " نعوذ بالله من غلبة الهوى،
ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى.
889 - محمد بن سعيد، أبو بكر الحربي الصوفي:
كان أحد شيوخهم، وحدث عن: سري السقطي، روى عنه: محمد بن عبد الله
ابن شاذان الرازي.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيزاني، حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي في كتاب " تاريخ الصوفية " قال: محمد بن سعيد أبو بكر من مشايخ بغداد
ينزل الحربية، صحب سريا السقطي.
379

وقال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن
سعيد الحربي يقول: سمعت السري يقول: قلت لمعروف الكرخي: كل من دعاك
أجبته؟ قال: إنما أنا ضيف حيث أنزلني نزلت.
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري - بالري -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي المذكر - بنيسابور - قال: سمعت
أبي بكر الحربي يقول: سمعت سريا السقطي يقول: مكثت عشرين سنة أطوف
بالساحل أطلب صادقا فدخلت يوما إلى مغار، فإذا أنا بزمني وعميان ومجذمين قعود.
فقلت: ما تصنعون ها هنا؟ قالوا: ننتظر شخصا يخرج علينا، يمر يده علينا فنعافى.
فقلت: إن كان صادق فاليوم! قال: فجلست فخرج كهل وعليه مدرعة من شعر
فسلم وجلس، ثم أمر يده على عمي هذا فأبصر، وأمر يده على زمانة هذا فصح،
وأمر يده على جذام هذا فبرأ، ثم قام موليا، فضربت يدي إليه فقال لي: سرى
خل عني، فإنه غيور، لا يطلع على سرك فيراك وقد سكنت إلى غيره فتسقط من
عينه.
890 - محمد بن سعيد بن يحيى بن سعيد، أبو عبد الله البزوري (1):
كوفي الأصل، حدث عن: عمر بن شبة، وعلي بن حرب، وعباس الدوري. روى
عنه: أبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة، وأبو بكر بن
شاذان، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص بن شاهين.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب المعدل، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن محمد بن
الفتح، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد البزوري، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا
قبيصة، حدثنا سفيان الثوري عن الربيع، عن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس
ابن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الحليم رشيد في الدنيا رشيد في
الآخرة ".
وبإسناده: قال رسول الله الله عليه وسلم: " كاد الحليم أن يكون نبيا ".
380

891 - محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله، أبو سالم
الجلودي:
وهو ابن أخي محمد بن حماد الدباغ، سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عبيد
الله المنادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وروى عن: أبي داود السجستاني كتاب
" السنن ". حدث عنه: أبو القاسم بن النخاس المقرئ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو
حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وغيرهم.
وحدثني الحسن بن أبي طالب: أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا سالم الجلودي مات في
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ذكر غيره أنه توفي في شعبان
892 - محمد بن سعيد بن الشفق، أبو بكر:
حدث بطرسوس عن: موسى بن إسحاق الأنصاري، وعبد الله بن جابر
الطرسوسي. روى عنه: علي بن الحسن بن المثنى الأستراباذي.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال: حدثني علي بن الحسن بن المثني
العنبري - بأستراباذ - حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن الشفق البغدادي - بطرسوس
- حدثنا القاضي أبو بكر موسى بن إسحاق.
وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد،
حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قالا: حدثنا أبو نصر التمار، حدثني كوثر، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لعن الخمر وعاصرها والمعتصرة له،
والجالب والمجلوب إليه، والبائع والمشتري، والساقي والشارب، وحرم ثمنها على
المسلمين " لفظهما سواء.
893 - محمد بن سعيد، أبو بكر الحربي الزاهد، يعرف بابن الضرير:
روى عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره. حدثنا عنه: أبو الحسن بن رزقويه،
وكان ثقة.
381

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر محمد بن سعيد الحربي -
المعروف بابن الضرير الزاهد - حدثنا محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد، حدثنا أبو
الفضل - يعني محمد بن أبي هارون الوراق - حدثنا محمد بن المبارك، حدثنا خلف
ابن هشام قال: سمعت معروفا - يعني الكرخي - يقول: كان يقال هذا الدعاء للفقر
أو قال للدين - شك خلف - أن يقول العبد في السحر خمسا وعشرين ومرة: لا إله إلا
الله، الله أكبر كبيرا، سبحان الله والحمد لله كثيرا، اللهم إني أسألك من فضلك
ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما سواك - أو غيرك.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا عبد الواحد بن أبي الحسن الفقيه
قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا بكر بن الضرير الزاهد يقول: دافعت الشهوات
حتى صارت شهوتي المدافعة حسب.
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، قال: قال لنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ: مات أبو بكر الضرير الزاهد - وكان ينزل الحربية - في شهر ربيع الأول سنة
إحدى وخمسين وثلاثمائة.
894 - محمد بن سعيد بن عبدان بن سهلان بن مهدان، أبو الفرج
البغدادي:
نزل الشام وسكن طبرية، وحدث بدمشق، وبمصر، عن: محمد بن بحر بن
الحسين العمى، وأبي سعيد العدوي، وغيرهما. روى عنه: تمام بن محمد بن عبد الله
الرازي، وأبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر أبو الفتح أنه سمع منه في سنة خمس
وخمسين وثلاثمائة، قال: وسألته عن مولده فقال: ولدت ببغداد في ذي الحجة من سنة
سبع وثمانين ومائتين. قال أبو الفتح: وكان ثقة.
895 - محمد بن سعيد، أبو عبد الله الكاتب: أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي،
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الكاتب -
ببغداد من كتابه - حدثنا أبو عثمان بكران بن حمدان بن سهلان، حدثنا محمد بن
382

أحمد بن موسى، حدثنا داود بن أيوب الأيلي، حدثني أبي، حدثنا بكر بن صدقة،
حدثنا عبد الله بن سعيد، عن موسى بن عقبة، عن عروة، عن عائشة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض
العلماء حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤسا جهالا " وذكر بقية الحديث.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سفيان
896 - محمد بن سفيان بن عنويه، أبو العباس الحنائي، ويعرف بحبشون:
حدث عن: أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، وعلي بن شعيب السمسار،
والحسن بن عرفة، وأبي يحيى محمد بن سعيد العطار، ومحمد بن عمرو بن حنان
الحمصي، وأبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، روى عنه: عبد الله بن الزينبي، وعبيد
الله بن عباس الشطوي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق.
* * *
897 - محمد بن سلم بن يزيد بن خالد، أبو جعفر الواسطي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: أحمد بن سنان القطان، وأيوب بن حسان
ومحمد بن عثمان بن مخلد، ومحمد بن عبادة، وشعيب بن أيوب الصريفيني،
وأحمد بن رشد بن خيثم الهلالي، وأحمد بن عبد الله بن معاوية الحذاء. روى عنه:
عبد الباقي بن قانع، وأبو العباس عبد الله بن الطيب العجلي، أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ - بأصبهان - حدثنا الشيخ الصالح أبو جعفر محمد بن سلم بن زيد الوراق -
ببغداد - حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا أبو قطن، حدثنا شعبة، عن سماك
ابن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين، منهوش
العقب.
383

أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع: أن محمد بن سلم المؤدب مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
قلت: وببغداد كانت وفاته.
898 - محمد بن سلمة بن قربا، أبو عبد الله الربعي:
نزل عسقلان، وحدث بها عن: بشر بن الوليد الكندي، ومحمود بن خداش،
وأبي الأشعث أحمد بن المقدام، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أبي السري
العسقلاني، روى عنه: عبد الله بن عدي الجرجاني، ومحمد بن حبان البستي، وأبو
القاسم الأبندوني، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
حدثنا يحيى بن علي بن الطيب العجلي - بحلوان - حدثنا أبو بكر بن المقرئ،
حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلمة بن قربا البغدادي الربعي - نزيل عسقلان الشام -
حدثنا بشر بن الوليد حدثنا فليح بن سليمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر،
عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعلم علما مما يبتغي
به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم
القيامة ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول - وسألت أبا
الحسن الدارقطني - عن محمد بن سلمة بن قربا أبي عبد الله البغدادي نزيل عسقلان
فقال: ليس هو بالقوي.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سليم
899 - محمد بن سليم، أبو عبد الله القاضي:
كوفي الأصل حدث عن: إبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، وجعفر بن
سليمان، وعبد العزيز الدراوردي، وهشيم بن بشير. روى عنه: محمد بن سعد
384

كاتب الواقدي. وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبي ببغداد وسئل أبي عنه
فقال: أثنى عليه الأعين، وأفادني عنه وكتبت عنه على ضعف فيه.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم قال: محمد بن سليم يكنى أبا عبد الله العبدي وقد سمع سماعا
كثيرا، وولى القضاء ببادرايا وباكسيايا أيام المأمون، ورأيت أصحاب الحديث يتقون
حديثه، والرواية عنه.
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن
الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا - يعني يحيى
بن معين -: وأما ابن سليم، فهو والله صاحبنا، وهو لنا محب، ولكن ليس فيه حيلة
ألبتة، وما رأيت أحدا قط يشير بالكتاب عنه، ولا يرشد إليه. وفي موضع آخر: قلت
لأبي زكريا: محمد بن سليم؟ فقال: قد والله سمع سماعا كثيرا، وهو معروف،
ولكنه لا يقصر على ما سمع يتناول ما لم يسمع. قلت له: يكتب عنه؟ قال: لا.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
محمد بن سليم ليس بثقة. قلت: لم صار ليس بثقة؟ قال: لأنه يكذب في الحديث.
900 - محمد بن سليم، أبو جعفر السراج:
حدث عن: حفص بن عبد الله النيسابوري، وأصرم بن حوشب، ويحيى بن أبي
بكير، وإسحاق بن عيسى الطباع. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد
ابن مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا محمد بن سليم السراج، حدثنا حفص بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن
طهمان، عن الحجاج - يعني ابن الحجاج - عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أصلي على سبع، ولا أكف ثوبا، ولا
شعرا ".
385

أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على
محمد بن مخلد العطار قال: مات محمد بن سليم السراج في جمادى الأولى سنة
اثنتين وستين ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سليمان
901 - محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
الهاشمي، أخو جعفر وإسحاق:
كان عظيم أهله، وجليل رهطه، وولي أمارة البصرة في عهد المهدي، ثم قدم بغداد
على الرشيد لما أفضت الخلافة إليه.
فأخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرمة قال: ولما بويع الرشيد بالخلافة قدم عليه محمد بن سليمان وافدا، فأكرمه
وأعظمه وبره وصنع به ما لم يصنع بأحد، وزاده فيما كان يتولاه من أعمال البصرة
كور دجلة، والأعمال المفردة، والبحرين، والغوص، وعمان، واليمامة، وكور
الأهواز، وكور فارس. ولم يجمع هذا لأحد غيره، فلما أراد الخروج شيعه الرشيد إلى
كلواذي، روى محمد بن سليمان بن علي حديثا مسندا ولا يحفظ له غيره.
أخبرناه أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسماعيل المستملي،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثني العباس بن أبي طالب، حدثنا سلمة بن
حيان العتكي، حدثنا صالح الناجي قال: كنت عند محمد بن سليمان أمير البصرة
فقال: حدثني أبي عن جدي الأكبر - يعني ابن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " امسح
رأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه، ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه ".
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن عرفة، قال: دخلت سنة
386

ثلاث وسبعين - يعني ومائة - ففيها توفى محمد بن سليمان، وسنة إحدى وخمسون
سنة وخمسة أشهر، وأمر الرشيد بقبض أموال محمد بن سليمان فأخذ له ودائع وأموالا
من منزله كانت نيفا وخمسين ألف ألف درهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد
ابن حمدان بن الخضر إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو
حسان الزيادي، قال: سنة ثلاث وسبعين ومائة، فيها ماتت الخيزران ليلة الجمعة
لثلاث بقين من جمادي الآخرة، وفيها مات محمد بن سليمان في ذلك اليوم أيضا.
902 - محمد بن أبي داود الأنباري، واسم أبي داود سليمان:
سمع وكيع بن الجراح، وأبا أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبا عامر العقدي.
روى عنه: يعقوب بن شيبة السدوسي، وأبو داود السجستاني، وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة،
أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث،
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا وكيع، عن سفيان، أبي حازم، عن سهل
ابن سعد، قال: لقد رأيت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم من ضيق الأزر، خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كأمثال الصبيان، فقال قائل: يا معشر النساء لا ترفعن
رءوسكن حتى يرفع الرجال.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن أبي
داود الأنباري.
903 - محمد بن سليمان بن حبيب بن جبير، أبو جعفر الأسدي، والمعروف
بلوين:
كوفي الأصل. سمع مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي
387

الزناد، وحماد بن زيد، وأبا عوانة وحديج بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وسفيان
ابن عيينة. روى عنه: أحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبيد الله المنادى، وعبد
الله بن أحمد بن حنبل، وحامد بن محمد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي،
وعبد الله بن محمد البغوي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، في آخرين. وآخر
من روى عنه من البغداديين: يحيى بن محمد بن صاعد، وكان لوين قد نزل
المصيصة. وقدم بغداد مرات. وحدث بها حديثا كثيرا، ثم رجع إلى المصيصة ومات
بأذنة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد الأصبهاني
المعروف الفيج - سمعت منه بهمذان - أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد
الشيرازي الحافظ - بالأهواز - حدثنا علي بن الحسين بن معدان، حدثنا لوين - ببغداد -
في مدينة أبي جعفر سنة أربعين ومائتين، حدثنا شريك، أخبرنا أبو بكر محمد بن
عمر بن بكير النجار وأبو الحسن محمد بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال، قالا:
حدثنا أبو أفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبو بكر محمد بن هارون
ابن حميد المجدر، حدثنا محمد بن سليمان لوين، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو
ابن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: كان قوم عند النبي صلى الله عليه وسلم
فدخل على فخرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فرجعوا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أنا أدخلته
وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم ". أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو
عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وذكر - يعني
أحمد بن حنبل - لوينا فقال: قد حدث حديثا منكرا عن ابن عيينة ماله أصل. قلت:
388

إيش هو؟ قال: عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه قصة
علي، ما أنا بالذي أخرجتكم، ولكن الله أخرجكم، فأنكره إنكارا شديدا: وقال:
ماله أصل.
قلت: أظن أبا عبد الله أنكر على لوين روايته متصلا، فإن الحديث محفوظ عن
سفيان بن عيينة، غير أنه مرسل عن إبراهيم بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك.
أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، حدثنا عبد الله بن
وهب، أخبرني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن
سعد بن أبي وقاص قال: دخل علي بن أبي طالب على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس فخرجوا
يقولون: ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج، فدخلوا فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: " ما أنا أدخلته وأخرجتكم، ولكن الله أدخله وأخرجكم " ورواه الحميدي
أيضا عن سفيان.
أخبرناه ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن
سفيان، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو قال: كنت أنا وأبو جعفر
فمررنا بإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقال لي: أنظرني حتى أسأله عن حديث
يحدثه. قال عمرو: فذهب إليه ثم جاءني فأخبرني أنه حدثه أن عليا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
وعند ناس، فدخل فلما دخل علي خرجوا، ثم إنهم قالوا: والله ما أخرجنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلم خرجنا؟ فرجعوا فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: " إني والله ما
أخرجتكم وأدخلته، ولكن الله هو أدخله وأخرجكم ".
وأخبرنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن سليمان بن
فارس، حدثنا البخاري قال: محمد بن سليمان بن حبيب أبو جعفر بغدادي يقال له
لوين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري - في كتابه - قال:
سمعت أبا بكر محمد بن محمد المذكر يقول: سمعت أبا محمد البلاذري يقول:
سمعت محمد بن جرير يقول: إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين لأنه كان
يبيع الدواب ببغداد فيقول: هذا الفرس له لوين، هذا الفرس له فديد، فلقب لوين.
389

ذكر غير ابن جرير أن أمه هي التي لقبته لوينا.
قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن حمدان، حدثنا أبو يعلى عثمان
ابن الحسن الطوسي، حدثنا محمد بن القاسم الأزدي، قال: قال لوين محمد بن
سليمان: لقبتني أمي لوينا وقد رضيت.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن
الحسن، أخبرنا أحمد بن القاسم بن نصر، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين -
سنة أربعين ومائتين - حدثنا شريك بن عبد الله قال أحمد بن القاسم: قال أبي لمحمد
ابن سليمان: كم لك؟ قال: مائة وثلاث عشرة سنة.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرني عبيد الله بن القاسم الهمداني -
بأطرابلس - أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي - بمصر - أخبرنا أبو عبد
الرحمن النسائي، قال: محمد بن سليمان لوين ثقة.
أخبرنا السمسار قال: أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قال: سنة أربعين ومائتين
فيها قدم لوين آخر قدمة - يعني إلى بغداد -
كتب إلي عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق الحلبي السراج - من
دمشق - أن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن السقا أخبرهم - بحلب - قال:
قال أبو جعفر محمد بن علي المزني الطرائفي: مات لوين بالثغر سنة خمس وأربعين:
بأذنه: وكنت فيمن صلى عليه.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا القاسم بن إبراهيم
ابن أحمد الملطي المعروف بالصوفي - ببغداد - حدثنا لوين أبو جعفر محمد بن
سليمان بن حبيب الكوفي المنتقل إلى المصيصة في سنة ست وأربعين ومائتين بأذنه،
وهو في المحفة يحمل بين أربعة، وهي السنة التي مات فيها بأذنة وحمل في طن من أذنة
إلى المصيصة فدفن بالمصيصة.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، أخبرني عمر بن القاسم بن محمد المقرئ، حدثنا
أبو القاسم بن أحمد الملطي المعروف بالصوفي بالموصل، قدمها سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة - حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب العلاف الكوفي المنتقل إلى
المصيصة سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة - وكان قد غضب على أولاده، فانتقل من
المصيصة إلى أذنة وهي السنة التي مات في آخرها.
390

أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
أخبرنا محمد بن يحيى قال: وفي سنة ست وأربعين مات محمد بن سليمان
لوين.
904 - محمد بن سليمان بن هاشم بن بنت سعيدة بنت مطر، الوراق أبو
علي الشطوي ويعرف بأخي هشام:
حدث عن: محمد بن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وعبيدة بن حميد،
والمحاربي، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وأبي أسامة حماد بن أسامة. روى عنه:
حمزة بن الحسين السمسار، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأحمد بن محمد بن
سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري. وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: وجدت في كتاب
جدي بخط يده: حدثنا أبو علي محمد بن سليمان أخو هشام، حدثنا أبو أسامة عن
مسعر وسفيان.
وأخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري، حدثنا حمزة بن الحسين السمسار، حدثنا محمد بن سليمان
الشطوي.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن خشنام النيسابوري، حدثنا محمد بن
جمعة - أبو قريش - حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مسعر،
وسفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لزوال الدنيا أيسر عند الله من قتل مؤمن " (1).
391

هذا لفظ المحاملي وقال الآخران: أيسر على الله. قال أبو قريش: يقولون
إن مسعرا لم يرو عن يعلى بن عطاء. وهكذا حدثنا هذا الشيخ عن مسعر
وسفيان.
قلت: قد تابعه الحسين بن علي بن الأسود العجلي فرواه عن أبي أسامة
كذلك.
أخبرناه إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
محمد بن علي بن العباس النسائي، حدثنا الحسين بن علي بن الأسود، حدثنا أبو
أسامة، حدثنا مسعر، وسفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل المؤمن ".
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي،
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، أخبرنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن
هشام، حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لما أسري بي إلى السماء، فصرت إلى السماء الرابعة سقط في حجري تفاحة،
فأخذتها بيدي، فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه، فقلت لها: تكلمي لمن أنت؟
قالت: للمقتول شهيدا عثمان بن عفان " (3).
هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، وكل رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن
هشام، والحمل فيه عليه، والله أعلم.
أخبرني علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي
العباس بن سعيد قال: محمد بن سليمان البغدادي ابن بنت مطر في أمره نظر، بلغني
عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري قال: محمد بن سليمان بن هشام،
وهو ابن بنت مطر، ضعيف منكر الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع: أن محمد بن سليمان ابن بنت مطر الخزاز توفي بالكرخ سنة خمس
وستين ومائتين.
392

905 - محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد بن قيس بن فهد بن
ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، أبو عبد الله، ويعرف بأبي العيناء الأنصاري:
روى عن: إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري بنسخة. حدث عنه:
محمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد بن البستنبان.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن
أحمد بن راشد، حدثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد، حدثنا إبراهيم
ابن صرمة الأنصاري، عن يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل " (1). تفرد به
إبراهيم عن ابن سعيد.
906 - محمد بن سليمان بن سهل بن زريق:
حدث عن: سعيد بن سليمان الواسطي، ومهدي بن حفص، روى عنه: مكرم بن
أحمد القاضي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا محمد بن
سليمان بن زريق - سنة ثمان وسبعين ومائتين - حدثنا مهدي بن حفص الصوفي قال:
حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن محمد بن المنادي، عن جابر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا الشيب - تقلبوه سوادا " (1).
907 - محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي المعروف بالباغندي:
ذكر لي أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي أن جده الحارث بن منصور صاحب
سفيان الثوري، فأنكرت ذلك لأني لا أعلم للحارث بن منصور ولدا، ثم رأيت بعض
أهل العلم قد نسب الباغندي فقال: محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن
الأزدي، سكن بغداد، وحدث بها عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبيد الله بن
393

موسى العنبسي، وثابت بن محمد الزاهد، وخلاد بن يحيى، وأبي منصور الحارث بن
منصور، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، وأبي غسان مالك بن
إسماعيل، وعارم بن الفضل، وأبي الوليد الطيالسي. ورى عنه: ابنه محمد، والقاضي
المحاملي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان
النجاد، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وعبد الخالق بن أبي روبا،
و عبد الله بن إسحاق البغوي، وغيرهم.
حدثت عن محمد بن العباس الهروي قال: سمعت أبا جعفر الأرزناني
يقول: رأيت أبا داود السجستاني جاثيا بين يدي محمد بن سليمان الباغندي يسأله
عن الحديث.
قلت: والباغندي مذكور بالضعف، ولا أعلم لأية علة ضعف فإن رواياته كلها
مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم
الزينبي قال: قال لنا أبو بكر أحمد بن أبي الطيب المؤدب، سمعت أبا بكر محمد بن
سليمان بن الحارث يقول: ابني محمد كذاب.
قال: وسمعت أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان المعروف بالباغندي يقول: أبي
كذاب.
سمعت أبا الفتح محمد بن أبي الفوارس - وسأله أبو محمد الخلال، عن محمد
ابن سليمان الباغندي - فقال: ضعيف الحديث.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي: أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن محمد بن
سليمان الباغندي الكبير فقال: لا بأس به.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن سليمان الباغندي
مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع، فقال: مات أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي
المعروف بالباغندي ليلة الاثنين ودفن من الغد بعد الظهر لأربع عشرة بقيت من ذي
الحجة سنة ثلاث وثمانين، وكان حيا كميت.
394

قرأت على الحسن بن أبي بكر أحمد بن كامل القاضي قال: سنة أربع وثمانين
ومائتين فيها مات محمد بن سليمان الباغندي. وسنة ثلاث أصح.
908 - محمد بن سليمان بن هارون، أبو بكر الصوفي:
نزل مصر، وحدث بها عن: محمد بن عبيد بن ميمون المديني، روى عنه: محمد
ابن إسماعيل الفارسي، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب، حدثنا محمد بن سليمان الصوفي البغدادي - بمصر سنة ثمانين ومائتين - حدثنا
محمد بن عبيد بن ميمون التبان المديني سنة إحدى وأربعين ومائتين - قال: حدثني
أبي، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن موسى بن عقبة، عن أبان بن تغلب، عن
إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا رضاع بعد
فصال، ولا يتم بعد حلم " (1).
قال سليمان: لم يروه عن أبان إلا موسى بن عقبة، ولا عن موسى إلا محمد بن
جعفر، ولا عن محمد إلا عبيد التبان. تفرد به محمد بن سليمان عن
محمد بن عبيد.
909 - محمد بن سليمان بن مسكين، أبو الحسن البغدادي:
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي، وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر
الصوفي عنه قال: حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب
الليثي، حدثنا أبو الحسن محمد بن سليمان بن مسكين البغدادي - بصور - قال:
حدثنا محمد بن علي، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن أبي
سويد، عن عمر بن عبد العزيز قال: زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو محتضن أحد ابني ابنته حسنا أو حسينا وهو يقول: " إنكم
لتجبنون وتجهلون وإنكم لمن ريحان الله عز وجل " (1).
وحدث أيضا عن محمد بن عمرو بن عبد الله الهروي عن حجاج بن نصير.
395

910 - محمد بن سليمان بن محبوب، أبو عبد الله الحافظ، يعرف بالسخل:
حدث عن: الحسن بن مخلد، وأحمد بن عيسى السكوني، وسعيد بن عثمان
التنوخي، ومحمد بن عوف الحمصي، وعمرو بن ثور الجذامي. روى عنه: محمد بن
جعفر المطيري، ومحمد بن عمر الجعابي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وإسحاق بن
محمد النعالي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على إسحاق النعالي - وأنا أسمع - حدثكم أبو
عبد الله محمد بن سليمان بن محبوب - يعرف بالسخل الحافظ - قال لي البرقاني:
هو بغدادي - قال: حدثنا الحسن بن مخلد، حدثنا هشيم، حدثنا عبيد الله، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل " (1).
911 - محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله مرزوق، أبو بكر
العلاف (1) المخرمي:
سمع الربيع بن ثعلب، وعبد الله بن عبدويه الطائي، والوليد بن شجاع
السكوني، ويعقوب الدورقي. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو بكر بن مالك القطيعي،
وغيرهما.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبد الله النجار، أخبرنا عبيد الله بن
محمد ابن سليمان بن بأبويه بن فهرويه المخرمي، حدثنا أبي محمد بن سليمان،
حدثنا أبو الفضل الربيع بن ثعلب، عن محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن
مهران، عن علي قال: النساء أربع، القرثع، والوعوع، وغل لا ينزع، وجامعة تجمع:
فأما القرثع فالسمجة، وأما الوعوع فالصخابة، وأما الغل الذي لا ينزع فالمرأة السوء،
للرجل منها أولاد لا يدري كيف يتخلص، وأما الجامعة التي تجمع فهي التي تجمع
الشمل، وتلم الشعث،
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع: أن أبا بكر محمد بن سليمان بن بيان العلاف توفي في ربيع الآخر
من سنة سبع وثلاثمائة.
396

912 - محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن مخلد بن محمد بن خالد، أبو
أحمد البزاز، يعرف بابن أخي سوس:
حدث عن: قتيبة بن سعيد، وعبد الملك بن عبد ربه الطائي. روى عنه: محمد بن
المظفر.
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي، حدثنا محمد بن
المظفر الحافظ، حدثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن أخي سوس، أخبرنا قتيبة بن
سعيد، حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم،
عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو
تجربة " (1).
913 - محمد بن أبي سليمان، أبو الحسن الخضيب الزجاج (1):
حدث عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه: أبو بكر الإسماعيلي
الجرجاني.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثني أبو الحسن
محمد بن أبي سليمان الزجاج الخضيب - ببغداد حفظا - حدثنا عبد الأعلى النرسي،
حدثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت عطاء يقول: ولد لعبد الرحمن بن أبي بكر
غلام فقيل: عق عنه جزورا. فقال: لا إلا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شاتان
مكافأتان " (2).
914 - محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عمرو بن الحصين، أبو
جعفر الباهلي النعماني:
قدم بغداد، وحدث بها عن: عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، والحسين بن
عبد الرحمن الجرجرائي، وأحمد بن بديل اليامي، ومحمد بن حسان الأموي،
397

وعباس بن يزيد البحراني، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه: أبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف القواس قال: قدم علينا أبو جعفر
محمد بن سليمان النعماني - سنة إحدى وعشرين.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني ذكر محمد بن
سليمان بن محمد النعماني فقال: كان من الثقات.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن النعماني مات
بالنعمانية في ذي الحجة من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ذكر غير عبد الباقي: أن وفاته كانت لثلاث بقين من ذي الحجة.
915 - محمد بن سليمان، أبو الحسين البصري، يعرف بجوذاب:
نزل بغداد، وحدث بها عن أبيه، وعن أبي العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن
يزيد المبرد، وأبي العباس ثعلب، والحارث بن أبي أسامة، وكان أديبا شاعرا. روى
عنه: الدارقطني، وأحمد بن عبيد الله الكلوذاني، والحسن بن الحسين النوبختي.
916 - محمد بن سليمان بن علي، أبو جعفر:
نزل الرملة، حكى عن: أبي العباس ثعلب. روى عنه: أبو بكر بن المقرئ
الأصبهاني.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان -
قال: سمعت أبا جعفر محمد بن سليمان بن علي البغدادي بالرملة قال: حضرنا ثعلبا
وهو جالس فأراد أن يمد رجله فقال: إن من الظرف، ترك الظرف، عند أهل الظرف،
ومد رجله.
917 - محمد بن سليمان بن منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور بن
موسى بن سعد بن مالك بن جابر بن وهب بن ضباب، أبو الحسن الأزرق، يعرف:
بابن عند لك:
حدث عن: علي بن إسماعيل بن أبي النجم، سمع منه بسميساط عن جبارة بن
398

مغلس. روى عنه: أبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر أنه سمع منه في منزله بالجانب
الغربي من بغداد وقال: كان ثقة.
918 - محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن الفضل، أبو بكر
العكبري:
روى عن: عمر بن يحيى بن داود السامري، وأبي طالب بن شهاب العكبري،
وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي. حدثنا عنه: أبو القاسم الأزهري، وذكر لنا أنه
سمع منه بعكبرا.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سلام
919 - محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم، أبو عبد الله البصري:
مولى قدامة بن مظعون الجمحي، وهو أخو عبد الرحمن بن سلام، كان من أهل
الأدب، وصنف كتابا في " طبقات الشعراء "، وحدث عن: حماد بن سلمة، ومبارك
ابن فضالة، وزائدة بن أبي الرقاد، وأبي عوانة، وقدم بغداد فأقام بها إلى حين وفاته.
روى عنه: أبو بكر بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو العباس ثعلب،
وأبو بكر المطوعي، وأبو العباس أحمد بن علي الأبار، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق،
أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو
بكر المطوعي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، قالا: حدثنا محمد بن سلام الجمحي، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة،
عن إبراهيم، عن همام قال: بال جرير بن عبد الله فتوضأ ومسح على الذي (1)
يعجبهم من ذلك أن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة. لفظ المطوعي.
قال عبد الله بن أحمد: فحدثت به أبي فقال: هذا ليس من حديث مغيرة، هذا
حديث الأعمش، أخطأ هذا الشيخ على أبي عوانة.
399

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني، حدثنا
أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن سلام الجمحي، حدثنا زائدة بن أبي
الرقاد، عن ثابت، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم عطية: " إذا خفضت
فأشمي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج " (1).
قال أبو جعفر: سمعت محمد بن عبد الواحد اللغوي يقول: كان هذا الحديث
عند أبي العباس أحمد بن يحيى عن محمد بن سلام فكانوا يسألونه عنه. فقال:
رأيت يحيى بن معين عند محمد بن سلام يسأله عن هذا الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
أحمد بن يحيى - يلقب النحوي - وأخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد
ابن الحسن بن مقسم المقرئ، حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار
ثعلب قال: حدثنا محمد بن سلام، عن زائدة بن أبي الرقاد، عن ثابت، عن أنس بن
مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم عطية: " يا أم عطية، إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي،
فإنه أضوأ للوجه، وأحظى عند الزوج " (2).
لفظ حديث ابن مقسم وقال: قال أبو العباس: رأيت يحيى بن معين بين يدي
محمد بن سلام يسأله عن هذا الحديث ولم يذكر الطبراني هذا الكلام.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن يعقوب الأصبهاني، حدثنا أبو خليفة
عن الرياشي قال: أحاديث محمد بن سلام عندنا مثل حديث أيوب عن محمد بن
أبي هريرة.
قال أبو خليفة: وقال لي أبي مثل ذلك.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد الحبيبي - بمرو -. قال: سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ عن
عبد الرحمن ومحمد ابني سلام الجمحيين. فقال: صدوقان. ورأيت يحيى بن معين
يختلف إليهما.
400

أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت أبي يقول: لا يكتب عن
محمد بن سلام الحديث، رجل يرمي بالقدر، إنما يكتب عنه الشعر، فأما الحديث
فلا. قال أحمد: وكان يحيى بن معين قد ذهب كتب عنه. كتبت أنا ليحيى بن معين
النسب عنه بخطي، وسمعت القواريري يقول: كنت أمر بزائدة بن أبي الرقاد وهو
ملقى على بابه، وكتبت عنه حديثه، وكان عنده درج كتبت كل شئ كان عنده،
وأنكر هذا الحديث الذي حدثنا به محمد بن سلام.
قلت: يعني حديث زائدة الذي رويناه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان، وعبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفيان قالا:
حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن عثمان بن شيبة،
حدثنا جدي قال: كان محمد بن سلام له علم بالشعر والأخبار.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حدثني جدي محمد بن
عبيد الله بن الفضل بن قفرجل، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا الحسين بن فهم
قال: قدم علينا محمد بن سلام سنة اثنتين وعشرين ومائتين، فاعتل علة شديدة، فما
تخلف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلاء أطباءهم، وكان ابن ما سوية ممن أهدى إليه، فلما
جسه ونظر إليه قال له: ما أرى من العلة كما أرى من الجزع! فقال: والله ما ذاك
لحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة، ولكن الإنسان في غلفة حتى يوقظ بعلة،
ولو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة، وقضيت أشياء في نفسي،
لرأيت ما اشتد علي من هذا قد سهل. فقال له ابن ماسويه: فلا تجزع، فقد رأيت في
عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين
أخرى. قال الحسين بن فهم: فوافق كلامه قدرا، فعاش محمد عشر سنين بعد ذلك،
ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وأخبرني أحمد بن محمد حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حدثنا
محمد بن يحيى، حدثنا الفضل بن الحباب أبو خليفة القاضي قال: ابيضت لحية
محمد بن سلام ورأسه وله سبع وعشرين سنة. وسمعته يقول: أفنيت ثلاثة أهلين
تزوجت وأطفلت فماتوا، ثم فعلت مثل ذلك فماتوا، ثم فعلت الثالثة فماتوا، وهأنذا
401

في الرابعة ولا أولاد. وكان أبو خليفة إذا حدث بهذا الحديث أنشد شعر النابغة
الجعدي:
ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الإله هو المستآسا
المستآس: المستعاض.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمرو بن غالب، حدثنا موسى
ابن هارون.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قالا: مات محمد بن سلام في
بغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
920 - محمد بن سلام:
أحد شيوخ الصوفية. ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخه. كذلك أخبرنا
إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قال: محمد بن سلام
بغدادي من أصحاب الجنيد.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سماعة وسنان
921 - محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر، أبو عبد
الله التميمي:
كان أحد أصحاب الرأي وولى القضاء ببغداد، وحدث عن الليث بن سعد وأبي
يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن، والمسيب بن شريك، ويعلى بن خالد الرازي.
روى عنه: الحسن بن محمد بن عنبر الوشا.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي، حدثنا الحسن
ابن محمد بن عنبر، حدثنا محمد بن سماعة، حدثنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي فروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول
402

الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا عائشة إن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم
الرفق " (1).
وعن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي أيوب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " لو أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم " (2).
وعن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر
برجل مجهود في سفر فقال: " ما شأنه "؟ فقيل: صائم. فقال: " أفطر، فإنه ليس من البر
الصيام في السفر " (3).
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: استقضى
الرشيد أبا يوسف - صاحب أبي حنيفة - في قضاء مدينة المنصور، وتوفي وهو على
قضاء القضاة، وبقى ابنه يوسف بن أبي يوسف على قضاء مدينة المنصور حتى توفي،
فولي مكانه محمد بن سماعه التميمي.
قال لي القاضي أبو عبد الله الصيمري: ومن أصحاب أبي يوسف ومحمد جميعا
أبو عبد الله محمد بن سماعه وهو من الحفاظ الثقات، كتب النوادر عن أبي يوسف
ومحمد جميعا، وروى الكتب والأمالي، وولي القضاء ببغداد لأمير المؤمنين المأمون،
فلم يزل ناظرا إلى أن ضعف بصره في أيام المعتصم فاستعفاه.
قال يحيى بن معين: لو كان أصحاب الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق
محمد بن سماعه في الرأي، لكانوا فيه على نهاية. هذا كله عن الصيمري.
قلت: ولي ابن سماعة قضاء مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد موت
يوسف بن أبي يوسف، فلم يزل على القضاء إلى أن ضعف بصره على ما ذكر لي
الصيمري، لكن المأمون عزله لا المعتصم. فضم عمله إلى إسماعيل بن حماد بن أبي
حنيفة، وتوفي بعد تركه القضاء بمدة طويلة.
403

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد الواسطي
المؤدب قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله الأبزاري قال: سمعت إبراهيم بن سعيد
يقول: كنت واقفا على رأس المأمون فقال لي: يا إبراهيم. قلت: لبيك؟ قال: عشرة
من أعمال البر لا يصعد إلى الله والله منها شئ. قال: قلت: نبئني ما هي يا أمير
المؤمنين؟ قال: بكاء إبراهيم بن بريهة على المنبر، وخشوع عبد الرحمن بن إسحاق،
وتقشف ابن سماعة، وصلاة ابن جبغويه بالليل، وصلاة عياش الضحى، وصيام ابن
السندي الاثنين والخميس، وحديث أبي رجاء، وقصص مرجى، وصدقة حفصويه،
وكتاب " اليتامى " لعلي بن قريش.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو الطيب محمد بن زيد التميمي،
حدثنا أبو زيد المقرئ، حدثنا أبو الحسين زيد بن محمد، حدثنا جعفر بن محمد بن
دهقان، حدثنا محمد بن عمران الضبي قال: سمعت محمد بن سماعه القاضي قال:
مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي ففاتتني
صلاة واحدة في جماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف،
فغلبتني عيني، فأتاني آت فقال: يا محمد، قد صليت خمسا وعشرين صلاة، ولكن
كيف لك بتأمين الملائكة؟ (4).
أخبرنا ابن الحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني مكرم بن أحمد،
حدثنا أحمد بن عطية قال: كان محمد بن سماعه القاضي يصلي كل يوم مائتي
ركعة.
قال طلحة: توفي ابن سماعة في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله مائة سنة وثلاث
سنين، كان مولده سنة ثلاثين ومائة.
قلت: ذكر محمد بن جرير الطبري، أنه توفي في شعبان.
922 - محمد السمين:
من مشايخ الصوفية. حكى عنه الجنيد بن محمد.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: محمد
السمين بغدادي كان أستاذ الجنيد. ويقال إنه كان مجاب الدعوة.
404

حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن قال: سمعت علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي
- بمكة - يقول: حدثنا الخالدي قال: قال جنيد: قال لي محمد السمين: كنت في
طريق الكوفة بقرب الصحراء التي ببريقيا - قال جنيد: وأحسب أنه قال ذلك في وقت
الظهيرة - والطريق منقطع، فرأيت على الطريق جملا قد سقط ومات، ورأيت عليه
سبعة أو ثمانية من السباع تتناهش وتحمل بعضها على بعض، فلما أن رأيتهم كأن
نفسي اضطربت - وكانوا على قارعة الطريق - فقالت لي نفسي تميل يمينا أو شمالا.
فأبيت عليها إلا أن آخذ على قارعة الطريق، فحملتها على أن مشيت حتى وقفت
عليهم بالقرب منهم كأحدهم، ثم رجعت إلى نفسي لأنظر كيف هي! فإذا الروع
معي قائم، فأبيت أن أبرح وهذه صفتي، فوضعت جنبي فنمت مضطجعا فتغشاني
النوم، فنمت وأنا على تلك الحالة والسباع في المكان على ذلك الذي كانوا عليه،
فمضى بي وقت وأنا نائم ثم استيقظت، فإذا السباع قد تفرقت ولم يبق منها شئ،
وإذا الذي كنت أجده قد زال عني، فقمت وأنا على تلك الهيئة فمشيت.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول: سمعت محمد بن عبد الله الفرغاني يقول:
سمعت مؤملا المغازلي يقول: كنت أصحب محمد السمين، فسافرت معه حتى
بلغت ما بين تكريت والموصل، فبينا نحن في برية نسير إذ زأر السبع من قريب،
فجزعت وتغيرت وظهر ذلك على صفتي، وهممت أبادر فضبطني وقال لي:
يا مؤمل! التوكل ها هنا ليس في مسجد الجامع.
923 - محمد بن سنان بن يزيد بن الزيال بن خالد بن خالد بن عبد الله بن
يزيد بن سعيد، مولى عثمان بن عفان أبو الحسن القزاز البصري:
وهو أخو يزيد بن سنان الذي كان بمصر. سكن محمد بغداد، وحدث بها عن:
محمد بن بكر البرساني، وعمر بن يونس اليامي، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن
405

جرير، وروح بن عبادة، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير،
وعمر بن محمد بن أبي رزين. روى عنه: إبراهيم الحربي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأبو ذر بن الباغندي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد،
ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وإسماعيل بن محمد
الصفار، وغيرهم.
وروى الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سمع الدارقطني يقول: محمد بن سنان
القزاز أصله بصري، سكن بغداد لا بأس به.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن إسماعيل المحاملي - إملاء - قال: حدثنا عمر بن
شبه النميري، ومحمد بن سنان القزاز قالا: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الله بن مسلم
ابن هرمز قال: حدثني عمي سليم بن هرمز، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم
أن لا أنام إلى على وتر وركعتي الصبح أو الفجر.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا محمد بن سنان، حدثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين، حدثنا
هشام بن حسان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم تيمم بموضع يقال له مربد النعم، وهو يرى بيوت المدينة.
تفرد بروايته مرفوعا محمد بن سنان بهذا الإسناد، وتابعه محمد بن يونس
الكديمي فرواه عن عمرو بن محمد بن أبي رزين كذلك.
والمحفوظ ما: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا يوسف بن أحمد بن
يوسف الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا موسى بن
إسحاق، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن نافع: أن
ابن عمر تيمم في مربد النعم فقال بيده على الأخرى فمسح بها على يديه إلى
المرفقين.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، أخبرنا ابن عيينة، عن ابن
عجلان، عن نافع، عن ابن عمر: أنه تيمم بمربد النعم وصلى العصر، ثم دخل المدينة
والشمس مرتفعة فلم يعد الصلاة.
406

أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني وسئل عن
حديث نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه تيمم بمربد النعم وهو يرى بيوت
المدينة.
فقال: يرويه عبيد الله بن عمر، واختلف عنه فرواه محمد بن سنان بن يزيد القزاز،
عن عمرو بن محمد بن أبي رزين، عن هشام بن حسان، عن عبيد الله، عن نافع، عن
ابن عمر: عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وغيره يرويه: عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر موقوفا. وكذلك رواه أيوب
السختياني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي: عن
نافع، عن ابن عمر من فعله موقوفا.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته - يعني أبا داود
السجستاني - يتكلم في محمد بن سنان يطلق فيه الكذب.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا علي الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: محمد بن سنان القزاز البصري في أمره نظر.
سمعت عبد الرحمن بن يوسف ذكره فقال: ليس عندي بثقة.
ذكر روح بن محمد الرازي: أن إبراهيم بن محمد بن مبشر أجاز له - قال:
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: محمد بن سنان القزاز البصري كتب عنه أبي
بالبصرة وكان مستورا في ذلك الوقت فأتيته أنا ببغداد، سألت عنه عبد الرحمن
ابن خراش فقال: هو كذاب، روى حديث والآن عن روح بن عبادة فذهب حديثه.
قلت: حديث والآن رواه النضر بن شميل، وروح بن عبادة، عن أبي نعامة
العدوي، عن أبي هنيدة البراء بن نوفل، عن والآن العدوي، عن حذيفة بن اليمان،
عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث طويل في الشفاعة، وليس يعرف
لو الان حديث غيره.
أخبرناه علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادرائي، حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي
رزمة، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا أبو نعامة، حدثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل، عن
407

والآن العدوي، عن حذيفة، عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله. وساق
الحديث بطوله.
وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بن المديني، حدثنا روح بن عبادة القيسي،
حدثنا أبو نعامة العدوي عمرو بن عيسى، حدثني أبو هنيدة البراء بن نوفل، عن والآن
العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أبي بكر قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
فصلى الغداة ثم جلس - فذكر الحديث بطوله.
قال الشافعي: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: حدثني عبد الله بن أحمد بن
حنبل قال: حدثنيه أبي، عن علي بن المديني مثله. قد ذكرت أنه لا يعرف له غير هذا
الحديث. وأردت بذلك حديثا مرفوعا فإن مالك بن عمير قد روى عن والآن: أنه
سأل عبد الله بن مسعود عن نازلة فأفتاه فيها.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت جدي يعقوب بن شيبة يقول: قال لي علي
ابن المديني: ما سمع هذا الحديث من روح غيري، وغير سهل بن أبي خدويه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: ومات محمد بن سنان البصري عندنا وكان كبير السن ولم
نره للشغل بجدي في ذلك الوقت.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن سنان القزاز مات
في سنة إحدى وسبعين ومائتين. قال غيره عن عبد الباقي بن قانع: في جمادى الآخرة.
وقال محمد بن مخلد: مات في رجب.
* * *
ذكر من سمه محمد وسم أبيه سهل وسهلان
924 - محمد بن سهل البغدادي:
حدث عن: عمر بن موسى الوجيهي. روى عنه: أبو الفضل العباس بن الفرج
الرياشي خبرا ذكره عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي في كتاب " المتيمين ".
408

925 - محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دويد، أبو بكر مولى بني
تميم:
بخاري سكن بغداد، وحدث بها عن: عبد الرزاق بن همام، وآدم بن أبي إياس،
وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأشباههم. روى عنه:
إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد البغوي،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم.
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم،
حدثنا الخالدي - يعنى جعفرا - حدثنا أحمد بن مسروق قال: حدثني محمد بن سهل
ابن عسكر البخاري قال: كنت أمشي في طريق مكة إذ سمعت رجلا مغربيا على
بغل، وبين يديه مناد ينادي: من أصاب هميانا له ألف دينار. قال: وإذا إنسان أعرج
عليه أطمار رثة خلقان يقول للمغربي: إيش علامة الهميان؟ فقال: كذا وكذا وفيه
بضائع لقوم، وأنا أعطي من مالي ألف دينار. فقال الفقير: من يقرأ الكتابة؟ قال ابن
عسكر: فقلت: أنا أقرأ. قال: اعدلوا بنا ناحية من الطريق، فعدلنا، فأخرج الهميان
فجعل المغربي يقول: حبتين لفلانة ابنة فلان بخمسمائة دينار، وحبة لفلان بمائة دينار،
وجعل يعد، فإذا هو كما قال. فحل المغربي هميانه وقال: خذ ألف دينار الذي
وعدت على وجادة الهميان. فقال الأعرج: لو كان قيمة الهميان الذي أعطيتك
عندي بعرتين ما كنت تراه! فكيف آخذ منك ألف دينار على ما هذا قيمته؟ وقام
ومضى ولم يأخذ منه شيئا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا الحسن بن
رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه. ثم حدثني محمد
ابن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
409

ابن أبي عبد الرحمن - وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: محمد بن سهل بن
عسكر بخاري ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، أخبرنا عيسى بن حامد الرخجي قال: حدثني
جدي - يعني محمد بن الحسين القنبيطي - قال: مات محمد بن سهل بن عسكر
البخاري سنة إحدى وخمسين ومائتين. أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري في شعبان سنة إحدى وخمسين.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: محمد بن سهل بن عسكر - أبو بكر البخاري - سكن بغداد،
مات بها لسبع أو لعشر بقين من شعبان سنة إحدى وخمسين ومائتين.
قال لي محمد بن سهل: أنا مولي بني تميم.
ذكر بعض أهل العلم أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء لسبع بقين من شعبان.
926 - محمد بن أبي السري الأزدي، واسم أبي السري سهل بن بسام،
وكنية محمد، أبو جعفر:
روى عن: هشام بن محمد الكلبي مصنفاته، وعن إسحاق بن يوسف الأزرق.
حدث عنه: أبو أحمد محمد بن موسى البربري، ومحمد بن خلف المرزبان، وأبو
سعيد السكري، وأحمد بن محمد بن بشار بن أبي العجوز وغيرهم.
927 - محمد بن سهل بن عبد الرحمن، أبو عبد الله العطار، مولى بني أسد:
وقيل: محمد بن سهل بن الحسن بن محمد بن ميمون مولى بني أمية.
حدث عن: عمرو بن عبد الجبار اليامي، وعبد الله بن محمد البلوي، ومضارب
ابن نزيل الكلبي، وغيرهم. روى عنه: محمد بن مخلد العطار، وعبد الله بن محمد
ابن جعفر بن شاذان البزاز، وأبو بكر الشافعي، وعبد الله بن جعفر الزبيبي، وأبو بكر
الجعابي، ومخلد بن جعفر الدقاق.
أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن عبيد الله الحنائي، حدثنا محمد بن عبد الله بن
410

إبراهيم الشافعي - إملاء - قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن سهل بن عبد الرحمن
العطار، حدثني أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليامي، حدثني أبي، حدثنا أبو عوانة،
عن أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ابن سمية تقتله الفئة الباغية قاتله وسالبه في النار " (1). كذا قال عن الحسن عن أنس،
والمحفوظ عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة.
أخبرني أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أخبرنا مخلد
ابن جعفر حدثنا محمد بن سهل بن الحسين العطار، حدثنا مضارب بن نزيل
الكلبي، حدثنا أبي، حدثنا الفريابي - محمد بن يوسف - حدثنا إبراهيم بن أدهم، عن
محمد بن عجلان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" المؤمن يسير المؤونة " (2).
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قال الدارقطني: محمد بن سهل العطار
كان ممن يضع الحديث.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن سهل
العطار متروك.
سمعت أبا محمد الحسن بن محمد الخلال يقول: كان محمد بن سهل العطار
يضع الحديث.
928 - محمد بن سهل بن إسماعيل، أبو بكر المؤدب:
حدث عن: سريج بن يونس. روى عنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر الجعابي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون الواعظ، حدثنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سهل المؤدب، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا
أبو إسماعيل، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن الفضل بن عباس قال: كفن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة.
411

929 - محمد بن سهل بن الفضيل، أبو عبد الله الكاتب:
سمع الزبير بن بكار، وعمر بن شبة، وعيسى بن أبي حرب الصفار، وعلي بن
داود القنطري. روى عنه: عبيد الله الحوشي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن
عمر القواس، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن سهل الكاتب
مات في صفر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. ذكره غيره أنه توفي يوم الأربعاء لثلاث
عشرة ليلة خلت من صفر ودفن في يومه.
930 - محمد بن سهل بن هارون بن موسى، أبو بكر العسكري:
سمع: حميد بن الربيع، والحسن بن عرفة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد
القطان. روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وطالب بن عثمان الأزدي،
وغيرهما. وكان ثقة.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن أحمد بن
محمد - بصيدا - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن هارون العسكري - المعروف
بالفامي ببغداد - قال لي عبد العزيز بن علي الوراق: توفي محمد بن سهل بن هاون
العسكري ومنزله بباب حرب في يوم الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة ثمان
وعشرين وثلاثمائة.
وذكر غيره أنه ولد في سنة سبع وثلاثين ومائتين.
931 - محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو جعفر الجمال:
حدث عن: أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ومحمد بن معاذ الهروي.
روى عنه: محمد بن المظفر.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ - لفظا - حدثنا
أبو جعفر محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن سعيد الجمال، حدثنا أبو الحسن
محمد بن معاذ بن عيسى بن ضرار بن أسلم بن عبد الله بن جبير بن أسد بن هاشم
412

ابن عبد مناف، حدثنا إبراهيم بن هراسة، عن سفيان الثوري، عن أبيه،
عن أبي الضحي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أتى العباس بن عبد المطلب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا من وقائع
أوقعناها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما والله إنهم لا يبلغون خيرا حتى يحبوكم لقرابتي "
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترجو سلهب شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب " (1).
لا أعلم ذكر فيه عائشة ومسروقا عن الثوري غير ابن هراسة، والمحفوظ عن أبي
الضحى عن ابن عباس.
كذلك أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله القطان، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان
الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا
يبلغوا الخير - أو قال الإيمان - حتى يحبوكم الله ولقرابتي، أترجو سلهم - حي من مراد
- شفاعتي ولا يرجو بنو عبد المطلب شفاعتي؟ " (2). ورواه أبو نعيم عن الثوري
فأرسله ولم يذكر فيه ابن عباس.
932 - محمد بن سهلان بن غالب بن يزيد بن مزيد، أبو بكر المقرئ:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه محمد بن يحيى بن سليمان المروزي.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سويد
933 - محمد بن سويد بن يزيد، أبو جعفر الطحان:
سمع: عاصم بن علي، وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن محمد الشافعي،
وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. روى عنه: الهيثم بن خلف الدوري، وأحمد بن
413

عثمان بن يحيى الأدمي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة،
وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: ومات محمد بن سويد الطحان لأيام بقين من ذي الحجة سنة
اثنتين وثمانين - يعني ومائتين.
934 - محمد بن سويد بن محمد بن زياد، أبو إسحاق الزيات:
حدث عن: محمد بن إسماعيل الأحمسي، وأحمد بن الحجاج بن الصلت. روى
عنه: ابن لؤلؤ الوراق، وعمر بن بشران السكري، وكان ثقة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق، حدثنا
محمد بن سويد - أبو إسحاق الزيات - حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت، حدثنا
سلمة بن حفص، حدثنا الصلت بن الحجاج الأسدي، حدثنا محمد بن جحادة، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة القدر العشاء والفجر في
جماعة فقد أخذ من ليلة القدر بالنصيب الوافر " (1). لا أعلم رواه عن ابن جحادة إلا
الصلت بن الحجاج.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سيار وسيرين
935 - محمد بن سيار بن نصر الترمذي:
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبيه. روى عنه: عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا
محمد بن سيار بن نصر الترمذي، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن سليمان، عن بحر
السقا، عن حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم ملك ميمونة وهو
محرم بعد ما أحل [بنى بها] (1).
414

936 - محمد بن سيرين، أبو بكر البصري، مولى أنس بن مالك:
سمع أبا هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعمران بن حصين،
وأنس بن مالك، روى عنه: قتادة بن دعامة، وخالد الحذاء، وأيوب السختياني،
وهشام بن حسان، وعبد الله بن عون، وجرير بن حازم، وغيرهم. وكان محمد أحد
الفقهاء من أهل البصرة، والمذكورين بالورع في وقته، وقدم المدائن.
كما حدثنا عبد الله بن علي بن محمد القرشي، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن
أيوب البزاز، أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، أخبرنا القعنبي، حدثنا عقبة
عن محمد بن سيرين قال: صليت صلاة مع عبيدة السلماني بالمدائن، فلما قضى
صلاته دعا بعشاء، فأتى فيما أتى به بخبز ولبن وسمن، فأكل وأكلنا معه، ثم حدثنا
حتى حضرت العصر ثم قام عبيدة فأذن وأقام، ثم صلى بنا العصر لم يتوضأ، لا هو
ولا أحد ممن أكل معه فيما بين الصلاتين.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت هدبة بن خالد يقول: سمعت
أخي أمية بن خالد يقول: وكان سيرين مولى أنس بن مالك أبو محمد بن سيرين من
أهل جرجرايا.
415

أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم - أبو العيناء - حدثنا ابن
عائشة قال: كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل القدور
النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد، وكان يسار أبو
الحسن البصري من أهل ميسان، فسبى، فهو مولى الأنصار.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: أخبرني مصعب بن عبد الله
الزبيري قال: محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد
ابن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختفين فأنكرهم. فقالوا: إنا كنا أهل مملكة. ففرقهم
في الناس فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس فعتق في الكتاب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز - بالبصرة - حدثنا أبو علي
الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا سليمان بن
حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك قال: هذه
مكاتبة سيرين عندنا: " هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا
ألفا، وعلى غلامين يعملان عمله ".
وأخبرنا علي، حدثنا الحسن، حدثنا يعقوب، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا
حماد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين قال: حج بنا أبو الوليد ونحن
سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له هؤلاء بنو
سيرين: قال: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم. قال: فما
أخطأ. وكان معبد أخا محمد لأمه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري، حدثني أحمد بن سليمان قال: سمعت ابن علية قال: كنا نسمع أن
ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان، ومحمد أكبر من أنس - يعني أنس بن
سيرين -.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمد
ابن سيرين، ويحيى بن سيرين، ومعبد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وحفصة بنت
سيرين هؤلاء الإخوة كلهم ثقات.
416

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - يعني ابن المديني - يقول: أصحاب أبي
هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، والأعرج، وأبو صالح، ومحمد
ابن سيرين، وطاوس. وكان همام بن منبه يشبه حديثه حديثهم إلا أحرفا.
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن السري النهرواني، حدثنا أبو بكر محمد بن
محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم، حدثنا
سليمان بن حرب، حدثنا سلم بن أخضر، عن ابن عون قال: كان محمد بن سيرين
لا يرفع من حديث أبي هريرة إلا ثلاثة أحاديث: " جاءكم أهل اليمن "، " وصلى
النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشى " والآخر نسيه (1).
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: ومحمد بن سيرين يكنى أبا بكر، بصري تابعي ثقة، وهو
من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا
عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: سمع محمد بن سيرين من أبي هريرة، وابن عمر،
وأنس. ولم يسمع من ابن عباس شيئا، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس. وقد سمع
من عمران بن حصين.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
عيسى بن محمد الإسكافي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبي
قالا: حدثنا أمية بن خالد قال: سمعت شعبة قال: قال خالد الحذاء: كل شئ قال
محمد: نبئت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
واللفظ لابن رزق.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن
417

إسحاق الثقفي، حدثنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا بهز بن أسد، حدثنا حماد بن
زيد قال: قال أيوب: سمع محمد [من] ابن عمر حديثين.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب
ابن سفيان قال: حدثني العباس بن محمد، حدثنا عون بن عمارة، حدثنا هشام بن
حسان، حدثني أصدق من أدركت من البشر - محمد بن سيرين - أخبرنا ابن رزق،
أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بن جعفر بن
حمدان، قالوا: أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن
زيد، حدثنا عاصم قال: سمعت مورقا العجلي يقول: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه،
ولا أورع في فقهه، من محمد بن سيرين. قال: وقال أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم
فلتجدنه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه (2).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا عبد الملك
ابن محمد، حدثنا قريش بن أنس، حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن يسار قال: لما
حبس ابن سيرين في السجن قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا
أصبحت فتعال. فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان.
قلت: وكان حبس ابن سيرين في سبب دين ركبه لبعض الغرباء.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني قال:
قال لي محمد بن سيرين: يا أبا محمد إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة
الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي فأقمت على المصطبة فقيل: هذا ابن
سيرين يأكل أموال الناس. قال: وكان عليه دين كثير.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد
ابن القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثنا أحمد بن عبيد، أخبرنا المدائني قال: كان
سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم فوجد في زق منه
فأرة فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلا
بشئ مذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به، وكانوا يرون أنه عير رجلا بالفقر فابتلى
به.
418

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس بن يعقوب
الأصم، حدثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا ابن
سواء، حدثنا أبو هلال قال: مات محمد بن سيرين وعليه أربعون ألف درهم.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، ومحمد بن علي بن
مخلد الوراق، أخبرنا علي بن عمر الحربي.
وأخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي قالا:
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الله الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا معتمر بن
سليمان، عن ابن عون قال: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس
إزراء على نفسه (3).
حدثنا الأزهري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن منصور، حدثنا
نصر بن علي، حدثني بشر بن عمر قال: حدثتنا أم عبدان امرأة هشام بن حسان
قالت: كنا نزولا مع محمد بن سيرين في الدار، فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه
بالنهار (4).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا
محمد بن يونس قال: حدثنا الأصمعي، حدثنا الصقر - يعني ابن حبيب - قال: مر ابن
سيرين برواس قد أخرج رأسه فغشي عليه.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا أحمد بن
الخطاب الزراد، حدثنا زيد بن أخرم، حدثنا سعيد بن عامر، عن هشام بن حسان
قال: ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شئ ما يرون به بأسا قال: وكان يتجر، فإذا
ارتاب في شئ في تجارته تركه، حتى ترك التجارة قالا: وقال محمد بن سيرين: ما
أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله - يعني زوجته - قال: وقال ابن سيرين: إني
أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا الحسين
ابن إسماعيل، حدثنا محمود بن خداش، حدثنا يوسف بن عطية الصفار، حدثنا أبو
بكر صاحب القوارير قال: جاء رجل إلى محمد بن سيرين فادعى عليه درهمين
419

فأبى أن يعطيه وقال له: تحلف. قال: نعم. قال له: يا أبا بكر تحلف على درهمين؟
قال: لا أطعمه حراما وأنا أعلم (5).
أخبرنا محمد بن محمد بن علي بن حبيش التمار، حدثنا إسماعيل بن محمد
الصفار، حدثنا جعفر الوراق، حدثنا مثنى - يعني معاذ بن معاذ - حدثنا أبي قال:
سمعت ابن عون يقول: لو أن في الدنيا مثل ثلاثة: محمد بن سيرين بالعراق،
والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، ولم يك في هؤلاء مثل
محمد.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بن.
جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا
حماد بن زيد، حدثنا شعيب بن الحبحاب قال: كان عامر الشعبي يقول لنا: عليكم
بذاك الأصم - يعني محمد بن سيرين (6) -.
وقال: حدثنا أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، أخبرنا أيوب قال: رأيت
الحسن في النوم مقيدا، ورأيت ابن سرين مقيدا في النوم.
قلت: روى في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه عبر القيد في النوم ثباتا في الدين.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا ابن درستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو
النعمان قال: حدثنا حماد، عن أيوب قال: قال أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمد
ابن سيرين يركب مثل حد السنان!
وقال: حدثنا يعقوب، حدثنا المعلى بن أسد، حدثنا أبو عوانة قال: رأيت محمد
ابن سيرين مر في السوق فجعل (7) لا يمر بقوم إلا سبحوا وذكروا الله عز وجل.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا
حماد بن زيد قال: سمعت عثمان البتي يقول: لم يكن بهذه البصرة (8) أحد أعلم
بالقضاء من محمد بن سيرين.
420

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو علي الصواف، وأحمد بن جعفر
ابن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر
قال: كان أيوب يقول: إنه ليعز على أن أسمع لمحمد حديثا لم أسمعه منه. قال
معمر: وإنه ليعز على أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه من أيوب (9).
أخبرنا محمد بن علي الصلحي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا
محمد بن معاذ المروي، حدثنا أبو داود السنجي قال: قال الهيثم بن عدي: ومحمد
ابن سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاري توفي سنة عشر ومائة.
أخبرنا الحسين بن الحسين النعالي، أخبرنا جدي لأمي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر بن قعنب. قال: ومات
الحسن ومحمد بن سيرين بالبصرة سنة عشر ومائة (10).
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب، حدثني سعيد بن أسد،
حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة (11).
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا
عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا خالد بن خداش قال: قال حماد بن زيد: مات
الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر وصليت عليه، ومات محمد لتسع مضين من
شوال سنة عشر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا بشر بن
عمر الزهراني قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن حفصة ابنة
راشد. قالت: كان مروان المحلمي لي جارا، وكان ناصبا مجتهدا. قالت: فمات
فوجدت عليه وجدا شديدا، فرأيته فيما يرى النائم فقلت يا أبا عبد الله ما صنع بك
ربك؟ قال: أدخلني الجنة. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت:
ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت ثم من إخوانك؟ قال: رأيت
ثم الحسن، ومحمد بن سيرين، وميمون بن سياه.
421

وقال عبد الله: حدثني محمد بن إدريس، حدثنا سعيد بن سليمان بن الخالد
النشيطي، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد قال حماد - وكان من خيار الناس،
وكان مؤذن سكة الموالي - قال: اشتكيت شكاة فأغمي علي، فأريت كأني أدخلت
الجنة فسألت عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذاك يسجد على شجر
الجنة.
قال: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولا حسنا أحسن مما قيل لي في الحسن.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سيما
937 - محمد بن سيما، أبو الحسن النيسابوري:
كان أبوه سيما مولى محمد بن شعيب القطان، سمع: محمد بن عبد الله بن
محمد بن شيرويه، وجعفر بن أحمد بن نصر الحصيري، وأبا العباس أحمد بن
محمد الأزهري، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وغيرهم. قدم بغداد ولا أعلمه
حدث بها لكن بنيسابور حدث. روى عنه: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن
البيع الحافظ، وذكر أنه توفي ببغداد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
938 - محمد بن سيما بن الفتح، أبو بكر الحنبلي:
بغدادي سمع: عبد الله بن إسحاق المدايني، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى
ابن محمد بن صاعد، حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ وكان صدوقا.
حدثنا أبو نعيم - إملاء - حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي، حدثنا عبد الله بن محمد
ابن عبد العزيز، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا محمد بن ربيعة، حدثنا يزيد بن زياد
الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادرءوا
الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلمين مخرجا فخلوا سبيلهم، فإن
الإمام إن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة " (1).
422

حرف الشين من آباء المحمدين
939 - محمد بن شجاع بن نبهان البزاز، مولى قريش:
كان يسكن المدائن، وحدث عن: عبد الملك بن أبي بشير، وعبد الرحمن بن
محمد المحاربي. روى عنه: نعيم بن حماد، وغيره.
ذكر ذلك عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب " الجرح والتعديل " وقال: سمعت
أبي يقول: سكتوا عنه.
وأخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن
فارس، حدثنا البخاري قال: محمد بن شجاع بن نبهان مولى قريش المروى سكتوا
عنه.
940 - محمد بن شجاع، أبو عبد الله المروروذي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: سفيان بن عيينة، وأبي عبيدة الحداد، ووكيع بن
الجراح، وإسماعيل بن علية. روى عنه: يعقوب بن سفيان، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، وإسحاق بن بنان الأنماطي، وغيرهم.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عبد الله بن العباس الشطوي،
أخبرنا عبد الله بن ناحية، حدثنا محمد بن شجاع المروذي، حدثنا ابن علية، عن
شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم قال: سألت النبي
صلى الله عليه وسلم عن المعراض فقال: " إذا أصاب بحده فكل، وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل فإنه
وقيذ " (1).
423

أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: محمد بن شجاع المروذي نزل بغداد. سمعت محمد بن أحمد بن
أبي خيثمة يقول كان من الثقات.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا
أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: مات أبو عبد الله محمد بن شجاع
المرورذي ببغداد في شعبان أو رمضان سنة أربع وأربعين ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن شجاع المرورذي
مات في سنة سبع وأربعين ومائتين، والأول أصح، والله أعلم.
941 - محمد بن شجاع، أبو عبد الله، يعرف بابن الثلجي:
كان فقيه أهل العراق في وقته، وهو من أصحاب الحسن بن زياد اللؤلؤي،
وحدث عن يحيى بن آدم، وإسماعيل بن علية، ووكيع، وأبي أسامة، وعبيد الله بن
موسى، ومحمد بن عمر الواقدي. روى عنه: يعقوب بن شيبة، وابن ابنه محمد بن
أحمد بن يعقوب، وعبد الوهاب بن أبي حبة، وعبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز في
آخرين.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا أبو بكر الأبهري، أخبرنا أبو بكر
محمد بن يعقوب بن شيبة - ببغداد - حدثنا محمد بن شجاع الثلجي - أبو عبد الله -
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشقي من شقي في بطن أمه " (1).
قال يحيى بن آدم: ما حدثت بهذا الحديث غيرك.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا أبو الحسن محمد
424

ابن إبراهيم بن حبيش البغوي قال: وكان ينزل في درب يعقوب الحسين بن أبي
مالك، وكان ينزل فيه أيضا محمد بن شجاع الثلجي. ودرب يعقوب منسوب إلى
يعقوب بن سوار أحد قواد المهدي. قال: والدرجة إليه منسوبة، وقد رأيت من ولده
عدة. قال: ومن ولده المعروف بعبد الله بن يعقوب الثلجي الذي تنصر ببلاد الروم،
وليس بينه وبين محمد بن شجاع قرابة.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني أبو الحسن علي
ابن صالح بن أحمد بن الحسن بن صالح البغوي، حدثني محمد بن عبد الله أبو عبد
الله الهروي - صاحب محمد بن شجاع الثلجي - قال: سمعت أبا عبد الله محمد ابن
شجاع الثلجي يقول: ولدت في ثلاثة وعشرين يوما من شهر رمضان سنة إحدى
وثمانين ومائة، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لأربع ليال خلون من ذي الحجة
سنة ست وستين ومائتين، ودفن في بيت من داره ملاصقا للمسجد، وأخرج للبيت
شباك إلى الطريق، ومدفنه في الدرب المعروف بدرب المعوج الملاصق لدار محمد بن
عبد الله بن طاهر.
قال أبو الحسن: وحكى لي جدي أنه سمع أبا عبد الله محمد بن شجاع يقول:
ادفنوني في هذا البيت، فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت عليه القرآن. وكان محمد بن
شجاع يذهب إلى الوقف في القرآن.
فأخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام - وذكر
ابن الثلجي - فقال: هو كافر. فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت. فقلت له:
ما أكفره إلا بشئ سمعه منه؟ قال: نعم (2).
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، عن عمه أبي علي عبد الرحمن بن يحيى بن
خاقان أنه سأل أحمد بن حنبل عن ابن الثلجي فقال: مبتدع صاحب هوى (3).
أخبرني عبد الغفار بن محمد المؤدب، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ،
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن خلف وكيع، حدثنا السري بن
425

مكرم قال: بعث المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابن الثلجي، ويحيى بن أكتم
في ولاية القضاء، فقال أما ابن الثلجي فلا ولا على حارس (4).
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك
الأدمي، حدثنا محمد بن علي بن أبي داود البصري، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي
قال: فأما محمد بن شجاع الثلجي فكان كذابا، احتال في إبطال الحديث عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه (5).
حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الوراق، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: محمد بن شجاع الثلجي البغدادي
كذاب، لا تحل الرواية عنه لسوء مذهبه، وزيغه عن الدين (6).
أخبرني الحسن بن أبي طالب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا أبو
الحسن محمد بن إبراهيم بن حبيش - من حفظه إملاء - قال: مات محمد بن شجاع
في آخر سنة خمس وستين - أو أول سنة ست وستين -.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى وأنا أسمع قال: ومحمد بن شجاع الثلجي كان يتفقه ويقرئ الناس القرآن،
مات فجأة وذلك في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ولعشر خلون من
ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، مات أبو عبد الله من شجاع الثلجي فقيه
العراقين في وقته.
942 - محمد بن شوكر بن رافع بن شداد، أبو جعفر:
طوسي الأصل. سمع إسماعيل بن جعفر، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبا
أسامة حماد بن أسامة، والقاسم بن الحكم العرني. روى عنه: يعقوب بن إبراهيم
البزاز المعروف بالجراب، وغيره وكان ثقة.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد.
قال: محمد بن شوكر بغدادي.
426

943 - محمد بن شعبة بن جوان، أبو علي، ويقال: محمد بن جوان بن
شعبة:
وقد ذكرناه في حرف الجيم، وهو بصري سكن بغداد وحدث بها وكان ثقة.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد بن
بشر بن موسى القراطيسي، حدثنا محمد بن شعبة بن جوان - ببغداد، في خان عاصم
- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا محمد بن شعبة بن جوان، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان، عن
الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد الله: لعن آكل الربا وموكله. وحدث
عنه: إسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الله بن محمد بن إسحاق حامض رأسه،
فقالا: حدثنا محمد بن شعبة بن جوان.
944 - محمد بن شداد بن عيسى، أبو يعلى المسمعي يعرف بزرقان:
كان أحد المتكلمين على مذاهب المعتزلة، وحدث عن يحيى بن سعيد القطان،
وأبي زكير المديني، وعباد بن صهيب، وأبي عاصم النبيل، وعون بن عمارة، وأبي
عامر العقدي، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى. روى عنه:
الحسين بن صفوان البرذعي، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن مياح السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله
ابن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن شداد المسمعي، حدثنا أبو زكير، حدثنا هشام
ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا البلح بالتمر فإن
الشيطان إذا رآه غضب وقال: عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق " (1).
تفرد برواية هذا الحديث عن هشام أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس. وقد رواه
عنه أيضا غير المسعي.
سألت أبا بكر البرقاني، عن محمد بن شداد المسمعي فقال: ضعيف جدا. وقال
لي مرة أخرى: المسمعي لا يحتج به.
427

وقال لي مرة أخرى: كان أبو الحسن الدارقطني يقول: محمد بن شداد المسمعي،
لا يكتب حديثه.
حدثني عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه قال: حدثني أبو بكر الشافعي قال:
ومات محمد بن شداد المسمعي سنة ثمان وسبعين.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج،
عن أبي العباس بن سعيد قال: سنة تسع وسبعين ومائتين توفي أبو يعلى المسمعي
ببغداد.
945 - محمد بن شاذان بن يزيد، أبو بكر الجوهري (1):
سمع هوذة بن خليفة، وزكريا بن عدي، ومعلى بن منصور، وعمرو بن حكام.
روى عنه: الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الصمد بن
علي الطستي، وأحمد بن كامل القاضي، وعبد الباقي بن قانع، وغيرهم. وذكره
الدارقطني فقال: ثقة صدوق.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: كان محمد بن
شاذان الجوهري ثقة في الحديث مأمونا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات
أبو بكر بن شاذان الجوهري يوم السبت لخمس بقين من جمادي الأولي سنة ست
وثمانين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وأبو بكر الجوهري واسمه محمد بن شاذان، مات ليلة
السبت ودفن يوم السبت لأربع خلون من جمادي الأولى سنة ست وثمانين - يعني
ومائتين - كان عنده كتاب المعلى بن منصور، وكان له حين توفي ثلاث وتسعون سنة.
946 - محمد بن شاذان بن درست، الخضيب:
حدث عن: عمرو بن مرزوق، وبشر بن أبي الوضاح. روى عنه: محمد بن
مخلد الدوري.
428

947 - محمد بن شيرويه بن عيسى:
حدث عن: أبي بكر بن أبي شيبة. روى عنه: عبد الصمد بن علي
الطستي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عبد الصمد بن علي بن محمد
ابن مكرم، حدثنا أبو بكر محمد بن شيرويه بن عيسى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن طاوس قال:
ما جعل العلم، أو ما حمل العلم في مثل جراب حلم.
948 - محمد بن شعيب بن صالح، أبو عبد الله البخاري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن: أبي شهاب معمر بن محمد البلخي، وصالح بن
محمد جزرة. روى عنه: علي بن عمر بن محمد السكري.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عمر السكري - إملاء - حدثنا
أبو عبد الله محمد بن شعيب بن صالح البخاري - قدم علينا حاجا في سنة ثمان
وثلاثمائة.
أخبرنا أبو شهاب معمر بن محمد بن معمر البلخي، حدثنا مكي بن إبراهيم.
وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن الخطيب البلخي، أخبرنا
محمد بن أحمد بن شاذان الفقيه - ببلخ - حدثنا أبو شهاب معمر بن محمد العوفي،
حدثنا المكي بن إبراهيم، حدثنا هشام بن حسان، والحسن بن دينار، عن محمد بن
واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال:
أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع،
أوصاني: " أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني بحب
المساكين والدنو منهم، وأوصاني بأن أقول - وفي حديث ابن شاذان أن أقول الحق -
وإن كان مرا، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف من الله
لومة لائم، وأوصاني ألا أسأل الناس شيئا، وأوصاني أن أستكثر من قول لا حول ولا
قوة إلا بالله (1) ".
429

949 - محمد بن شريك بن محمد، أبو بكر الإسفراييني (1):
سمع: الحسين بن الفضل البجلي، وطبقته بنيسابور. وورد بغداد، فكتب بها عن:
الحارث بن أبي أسامة ونحوه، وخرج إلى البصرة فسمع بها من: إبراهيم بن فهد
الساجي وأقرانه. وحج فكتب بمكة عن محمد بن علي بن زيد الصائغ، وكان يكثر
المقام بنيسابور، وقدم بغداد بأخرة، وحدث بها فروى عنه من أهلها: أبو الحسين بن
البواب المقرئ.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ،
حدثنا محمد بن شريك الإسفراييني - قدم للحج - حدثنا محمد بن الجنيد
النيسابوري أن أبا مسهر أخبرهم قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: من
استخار واستشار فقد قضى ما عليه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه
النيسابوري قال: سمعت أبا حفص الزاهد يذكر: أن محمد بن شريك الإسفراييني
توفي ليلة الأحد لخمس وعشرين خلت من المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
قلت: وكانت وفاته بنيسابور، وحمل إلى إسفرايين فدفن بها.
* * *
حرف الصاد من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه صالح
950 - محمد بن صالح، أبو إسماعيل الواسطي مولى ثقيف ويعرف
بالبطيخي:
سكن بغداد، وحدث بها عن: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن إسحاق
الواسطي، والعباس بن الفضل الأنصاري، والحجاج بن دينار. روى عنه: إبراهيم بن
المنذر الحزامي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، والحسن بن عرفة العبدي.
430

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الديباجي، وأبو
الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق الثاني، وأبو الحسين محمد بن
الحسين بن محمد بن الفضل القطان، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار
السكوني، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قالوا:
أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني
محمد بن صالح الواسطي، عن سليمان بن محمد، عن عمر بن نافع، عن أبيه قال:
قال عبد الله بن عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على هذا المنبر - يعني منبر رسول الله
- وهو يحكي [عن] ربه تعالى فقال: " إن الله إذا كان يوم القيامة جمع السماوات
السبع والأرضين السبع في قبضته ". ثم قال هكذا وشد قبضته ثم قبضها، " ثم يقول:
أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا
الجبار، أنا المتكبر، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا، أنا الذي أعيدها، أين الملوك
أين الجبابرة " (1).
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: محمد بن صالح البطيخي أبو إسماعيل، كان ببغداد أصله
واسطي.
وأخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: أخبرنا
مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إسماعيل محمد بن صالح
البطيخي أصله واسطي سكن بغداد.
951 - محمد بن صالح الفزاري، الخياط:
سمع شريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة وأبا عبيدة الحداد. روى عنه: جعفر بن
محمد بن كزال، وصالح بن محمد جزرة، وأبو العباس بن واصل المقرئ، وإسحاق
ابن إبراهيم بن سنين الختلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا عبيد الله بن العباس
الشطوي، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن صالح الخياط
الفزاري - سنة تسع وعشرين - حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا عبد الرحمن بن
431

بديل العقيلي، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله لأهلين
من الناس " قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: " هم أهل القرآن أهل الله وخاصته " (1).
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: وسألت يحيى بن معين عن محمد بن صالح الخياط - شيخ كان يكون
على الدجيل في مربعة الخوارزمية يحدث عن أبي عبيدة الحداد وغيره - قال: ليس به
بأس.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد
الأسدي قال: محمد بن صالح الخياط ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي قال: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن صالح البغدادي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن صالح الخياط ببغداد سنة ثلاثين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن صالح الخياط
مات في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين ومائتين.
952 - محمد بن صالح بن مهران، المعروف بابن النطاح، مولى بني هاشم،
يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا جعفر:
بصري قدم بغداد، وحدث بها عن: يوسف بن عطية الصفار، وعون بن كهمس،
والمنذر بن زناد الطائي، وأرطاة أبي حاتم، ومعتمر بن سليمان روى عنه: أحمد بن
علي الخزاز، وبشر بن موسى الأسدي، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري،
432

والهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن محمد بن ناجية. وكان أخباريا ناسبا، راوية
للسير، وله كتاب " الدولة "، وهو أول من صنف في أخبارها كتابا.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - حدثنا محمد بن علي بن حبيش، أخبرنا أحمد بن
القاسم بن مساور، حدثنا محمد بن صالح بن النطاح، حدثنا أرطأة - أبو حاتم -
قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لولا أن
تكون سنة لأمرت بالسواك عند كل صلاة " (1).
قال لنا أبو نعيم: يقال: إن هذا مما تفرد به أرطاة عن عبيد الله.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد
البزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدان الصفار، حدثنا أحمد بن علي الخزاز، حدثنا
أبو عبد الله محمد بن صالح - قدم علينا بغداد - أخبرني أبو بشر محمد بن عمر
الوكيل، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال: سنة اثنتين وخمسين ومائتين فيها مات
محمد بن صالح النطاح.
953 - محمد بن صالح بن عبد الرحمن، أبو بكر الأنماطي، يعرف
بكيلجة:
سمع مسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم، وأبا سلمة التبوذكي، وأبا معمر
المقعد، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ومحبوب بن
موسى الفراء. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، وعبيد الله بن عبد الرحمن
السكري، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن
محمد الصفار، وغيرهم. وكان حافظا متقنا ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدثنا الحسين بن إسماعيل
المحاملي، حدثنا محمد بن صالح بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، أخبرني يحيى
ابن سعيد، أخبرني أبو صالح: أن رجلا من بني أسد حدثه قال: مررت على أبي
433

ذر بالربذة فحدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أشد أمتي حبا لي أناس
يكونون بعدي يود أحدهم لو يعطي أهله وماله بأن يراني " (1). أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل،
أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا محمد بن صالح الأنماطي، حدثنا أبو صالح الفراء، حدثنا أبو إسحاق
الفزاري، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به. تفرد به أبو إسحاق عن الثوري.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - قال: أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسألته - يعني أبا
داود السجستاني - عن كليجة فقال: صدوق.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرآنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد قال: حدثنا الفضل بن أشرس قال: كنا مع بكر بن خلف ثم - وأشار إلى
الميزاب بحذاء البيت - فطلع محمد بن صالح فقال بكر بن خلف: قد جاءكم من ينقر
هذا العلم تنقيرا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه: ثم حدثني محمد بن علي
الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم - وكتب لي
بخطه. قال: سمعت أبي يقول: أحمد بن صالح بغدادي ثقة.
حدثني أبو القاسم الأزهري، عن الدارقطني مثل ذلك وزاد قال: سمعت أبي
يقول: ويقال: اسمه محمد - يعني كيلجة.
قلت: وهو محمد بلا شك. وقد كان محمد بن مخلد الدوري يسميه أيضا
أحمد في بعض رواياته عنه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن صالح كيلجة بمكة سنة إحدى وسبعين.
أخبرني علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي سعيد
434

قال: توفي محمد بن صالح بن عبد الرحمن الحافظ أبو بكر الأنماطي البغدادي بمكة
سنة إحدى وسبعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها - يعني أن محمد بن
صالح كيلجة مات بمكة.
قلت: والصحيح أنه مات سنة إحدى وسبعين.
954 - محمد بن صالح بن شعبة، أبو عبد الله الواسطي، يعرف بكعب
الذارع:
قدم بغداد، وحدث بها عن: عاصم بن علي، وعمر بن حفص بن غياث، وأبي
سلمة التبوذكي، وعباد بن موسى القرشي، وموسى بن إسماعيل الختلي، وداود بن
شبيب البصري. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عمرو الرزاز،
ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب، وأبو بكر بن مالك الإسكافي، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن
البختري الرزاز، حدثنا محمد بن صالح بن شعبة - أبو عبد الله الواسطي إملاء ببغداد
في قنطرة العتيقة سنة ست وسبعين ومائتين وفي مسجد النخلة - حدثنا عاصم بن علي
قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن
أبيه، عن طلحة بن عبد الله: أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
أخبرني ماذا افترض الله علي من الصلاة؟ قال: " صلوات خمس " قال: أخبرني عما
افترض الله علي من الصيام؟ قال: صيام شهر رمضان ". قال: فأخبرني عما افترض
الله علي من الزكاة؟ قال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع. وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن كعبا
الذارع مات في سنة ست وسبعين ومائتين. زاد ابن المنادي: في ذي القعدة.
955 - محمد بن صالح، أبو عبد الله البغدادي:
سمع أحمد بن حنبل، وأبا زرعة الرازي. روى عنه: عمر بن محمد بن إسحاق
العطار. وسنورد حديثه في أخبار أبي زرعة الرازي إن شاء الله.
435

956 - محمد بن أبي شعيب السوسي، واسمه: صالح بن زياد بن عبد الله
ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مقترح الدشتكي (1)، يكنى: أبا المعصوم:
وهو من أهل الرقة، قدم بغداد حاجا في سنة ست وثلاثمائة، وحدث عن: أبيه عن
اليزيدي قراءة أبي عمرو بن العلاء. روى عنه: عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز.
957 - محمد بن صالح بن ذريح بن حكيم بن هرمز، أبو جعفر العكبري:
سمع: جبارة بن مغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وهناد بن السري، وعبد الأعلى بن
حماد النرسي، وبشر بن معاذ العقدي، وأبا مصعب الزهري، وسفيان بن وكيع بن
الجراح، وأبا ثور الفقيه، ومحمد بن طريف البجلي. روى عنه: أبو الحسين بن
المنادي، وأبو علي بن الصواف، وإسحاق بن محمد النعالي، وأبو حفص بن الزيات،
ومحمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
حدث ببغداد.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي، حدثنا عمرو بن
محمد بن علي الصيرفي، حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري - سنة
اثنتين وثلاثمائة في سوق يحيى - حدثنا محمد بن طريف، حدثنا بن إدريس، عن أبيه،
عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبرا في دين.
حدثنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال: سنة ست وثلاثمائة فيها مات ابن
ذريح العكبري.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار،
أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن ذريح مات في سنة ست وثلاثمائة - زاد ابن
قانع في ذي الحجة - قالا: وقيل في سنة سبع.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: وتوفي محمد بن صالح بن ذريح العكبري بمدينتنا وحمل إلى
عكبرا لأيام بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة.
436

قرأت بخط محمد بن مخلد الدوري: سنة ثمان وثلاثمائة فيها مات ابن ذريح
العكبري أول المحرم.
957 - محمد بن صالح بن أبي العوام، أبو جعفر الصائغ (1):
حدث عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن منيع البغوي، وخلاد بن
أسلم، وأبي هشام الرفاعي، وسوار بن عبد الله العنبري. روى عنه: عمر بن محمد
ابن حميد بن بهتة.
أخبرني محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عمر بن محمد بن حميد بن بهتة
المناشر، حدثنا محمد صالح بن أبي العوام - أبو جعفر الصائغ -، حدثنا إبراهيم بن
سعيد، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن التيمي، عن عاصم، عن
كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم - ونحن تسعة نفر - وبيننا
وسادة أدم فقال: " إنه سيكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم
وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولا أنا منه، ولا يرد علي الحوض يوم القيامة، ومن
لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه ويرد علي الحوض
يوم القيامة " (2).
المحفوظ: عن سفيان، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن عاصم وهو العدوي.
959 - محمد بن صالح بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله، أبو بكر
الجواربي:
حدث عن: عمرو بن علي الفلاس، وحميد بن زنجويه، والحصين بن علي بن
الأسود، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام. روى عنه: محمد بن المظفر، وأبو الحسن
الدارقطني وغيرهما، وكان صدوقا.
أخبرنا السمار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: قال ومات الجواربي - في خان
منيرة - سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
437

960 - محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله
ابن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،
أبو الحارث الهاشمي، يعرف بابن أم شيبان:
وهو أخو القاضي أبي الحسن محمد بن صالح، وكان الأصغر سمع عبد الله بن
زيدان البجلي، ومحمد بن الحسين الخثعمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم
ابن محمد بن عرفة النحوي، والقاضي أبا عبد الله المحاملي وأبا العباس بن عقدة.
ودرس فقه مالك. وخرج عن بغداد إلى خراسان، فحدث بها. روى عنه: الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري.
حدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: ورد محمد بن صالح بن
علي بن يحيى أبو الحارث ابن أم شيبان القاضي الهاشمي نيسابور وأقام بها مدة
يتكلم على مذهب مالك ثم دخل بخارى فقد قضاء نسا سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة. وتوفي ببغداد سنة ستين وثلاثمائة.
ذكرت هذا لأبي العلاء محمد بن علي القاضي الواسطي فقال: مات محمد بن
صالح بن أم شيبان أخو أبو الحسن بخراسان.
ثم أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد محمد بن سليمان
الحافظ ببخارى قال: توفي أبو الحارث محمد بن صالح بن علي الهاشمي ببخارى،
ليلة الجمعة في ربيع الأول سنة ستين وثلاثمائة.
961 - محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله، أبو الحسن الهاشمي
المعروف بابن أم شيبان:
أخو أبي الحارث الذي ذكرناه آنفا، وهو الأكبر، وأصلهما من الكوفة، ولى أبو
الحسن القضاء ببغداد وحدث بها عن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، وعبد الله
ابن زيدان البجلي. حدثنا عنه: محمد بن طلحة النعالي، وأبو بكر البرقاني.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي، حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن
صالح بن علي بن يحيى الهاشمي ابن أم شيبان - حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا
438

هشام بن يونس النهشلي، حدثنا المحاربي، عن موسى الفراء، عن سلمة بن كهيل،
عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " (1).
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما نقل
المستكفي بالله أبا السائب عن القضاء بمدينة المنصور - وذلك في يوم الاثنين مستهل
شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة - قلد في هذا اليوم أبا الحسن محمد بن
صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ويعرف هو وأهله ببني أم
شيبان، وهي والدة يحيى بن عبد الله جد أبيه، وهي المكناة بأم شيبان واسمها كنيتها،
وهي بنت يحيى بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن
عبيد الله، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم زكريا بن طلحة أم كلثوم بنت أي بكر
الصديق، وأم أبيه صالح بن علي، فاطمة بنت جعفر بن محمد بن عمار البرجمي
قاضي القضاة بسر من رأى. قال طلحة: فقد ولده ثلاثة من الصحابة من قريش وله
ولادة في البراجم من العرب، والقاضي أبو الحسن محمد بن صالح من أهل الكوفة
وبها ولد ونشأ، وكتب الحديث، وقدم بغداد سنة إحدى وثلاثمائة مع أبيه، ثم تكرر
دخوله إياها، ثم دخل سنة سبع وثلاثمائة فقرأ على أبي بكر بن مجاهد ولقي الشيوخ،
ثم انتقل إلى الحضرة فاستوطنها في سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصاهر قاضي القضاة
أبا عمر محمد بن يوسف على بنت بنته. قال طلحة: وأبو الحسن رجل عظيم القدر،
وافر العقل، واسع العلم، كثير الطلب للحديث، حسن التصنيف، مدمن الدرس
والمذاكرة، ينظر في فنون العلم والآداب، متوسط في الفقه على مذهب مالك، ولا
أعلم قاضيا تقلد القضاء بمدينة السلام من بني هاشم غيره، ثم قلده المطيع قضاء
الشرقية مضافا إلى مدينة المنصور. وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، فصار
على قضاء الجانب لغربي بأسره إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فإن
بغداد جمعت لأبي السائب عتبة بن عبيد الله، وقلد القاضي أبو الحسن مصر وأعمالها،
والرملة وقطعة من أعمال الشام.
حدثني علي بن أبي علي البصري قال: سمعت أبي يقول: قال عضد الدولة يوما
439

وأنا حاضر - وقد جرى ذكر أهل بغداد وكان يذمهم كثيرا ويثلبهم -: ما وقعت
عيني في هذا البلد على أحد يستحق التفضيل، أو أن يسمى برجل غير نفسين، ولما
ميزتهما علمت أنهما ليسا من أهل بغداد. قال أبي: فتشوفت لمعرفتهما ولم أسأله
عنهما، وبان له ذلك في وجهي فقال: أما أحدهما وأولاهما بالتفضيل، فأبو الحسن
ابن أم شيبان، والآخر محمد بن عمر - يعنى العلوي - وهما كوفيان.
قال محمد بن أبي الفوارس: مات القاضي أبو الحسن ابن أم شيبان فجأة في
جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة، قال: ومولده سنة ست وتسعين وكان نبيلا
سريا فاضلا. وما رأينا مثله في معناه في الصدق.
ذكر لي علي بن المحسن: أن مولده كان في يوم عاشوراء من سنة أربع وتسعين
ومائتين.
962 - محمد بن صالح، أبو بكر السقطي المقرئ:
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو بكر محمد بن صالح السقطي المقرئ -
إملاء في جامع المنصور - حدثنا أبو بكر بن أبي زيد الفقيه - بمكة - حدثنا محمد بن
يونس، حدثنا قريش وهو ابن أنس، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " أثبت حراء فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان " (1).
963 - محمد بن صالح بن جعفر بن محمد بن جعفر بن زياد بن ميسرة،
أبو الحسن يعرف بابن الرازي القاضي:
سمع إسماعيل بن علي الخطبي، كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قريبا من دار
إسحاق، ويحكى عنه أنه كان يذهب إلى الاعتزال.
أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن صالح بن جعفر بن الرازي، أخبرنا إسماعيل
ابن علي الخطبي، حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا إبراهيم بن أبي الليث،
حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن
440

عبد الله بن مسعود: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها). قال: هو بلعم
ابن أو بر. مات ابن الرازي في يوم السبت السادس من جمادي الآخرة سنة خمس
عشرة وأربعمائة.
وقرأت بخط أبي طاهر بن الأشناني: سألت ابن الرازي، عن مولده فقال: ولدت
في جمادي من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الصباح
964 - محمد بن الصباح، أبو جعفر البزاز، مولى مزينة، ويعرف بالدولابي:
سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وإسماعيل بن جعفر،
وشريك بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيم بن بشير، وأبا قطن عمرو
ابن الهيثم. روى عنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وإبراهيم الحربي،
وأحمد بن علي الخزاز، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، ومحمد بن بشر بن مطر،
وأحمد بن يحيى الحلواني، وكان أصله من هراة، ومسكنه ببغداد إلى حين وفاته.
نقلت من أصل أبي الحسن بن رزقويه قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ
بأسا وقد حدثنا عن بعضهم، منهم محمد بن الصباح.
حدثني محمد بن أحمد بن محمد اللخمي - بالأنبار - أخبرنا الحسين بن ميمون
ابن محمد البزاز - بمصر - أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان بن زكير، حدثنا
441

محمد بن سعيد التستري، حدثنا أبو محمد القاسم بن نصر المخرمي قال: سألت
أحمد بن حنبل، عن محمد بن الصباح الدولابي، فقال شيخنا: يحدث عن ابن أبي
الزناد وإبراهيم بن سعد، ثقة.
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن
الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: قال أبو زكريا - يعني
يحيى بن معين - محمد بن الصباح ثقة مأمون.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي
قال: محمد بن الصباح يسكن بغداد ثقة. أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال، حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: محمد بن الصباح الدولابي
كان ثقة صاحب حديث.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب، حدثنا جدي قال: كان محمد بن الصباح الدولابي ثقة عالما
بهشيم.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات محمد بن الصباح الدولابي
ببغداد.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن الصباح البزاز - وهو
الدولابي - كان ينزل باب الكرخ، ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين
ومائتين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى
ابن هارون قال: مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة
ليلة من المحرم سنة سبع وعشرين وقد جاز السبعين.
442

965 - محمد بن الصباح بن سفيان بن أبي سفيان، أبو جعفر، المعروف
بالجرجرائي، مولى عمر بن عبد العزيز:
كان ينزل المخرم. وحدث عن: عاصم بن سويد، وعبد العزيز بن محمد
الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وزكريا بن منظور، وجرير بن عبد الحميد، وهشيم،
وسيف بن محمد. روى عنه: محمد أحمد بن البراء، وأحمد بن علي الأبار،
وموسى بن هارون، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وابن ابنه جعفر بن أحمد
ابن محمد بن الصباح، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء، حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، أخبرنا سفيان بن عيينة،
عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن تعالى -
وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا " (1).
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: ذكر ليحيى بن معين، ابن الصباح - يعني الجرجرائي -
فقال يحيى: حدث بحديث منكر: عن علي بن ثابت، عن إسرائيل، عن ابن أبي ليلى،
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان ليس في الإسلام لهما
نصيب، المرجئة والقدرية " (2).
443

وهذا حديث منكر من هذا الوجه جدا كالموضوع. وإنما يرويه علي بن نزار شيخ
ضعيف واهي الحديث عن ابن عباس ولم يذكر يحيى بن معين، محمد بن الصباح
هذا بسوء.
قلت: روى هذا الحديث علي بن نزار عن عكرمة عن ابن عباس. وجابر عن النبي
صلى الله عليه وسلم. كذلك.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا محمد بن
الفرج، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الله بن محمد الليثي، حدثنا ابن نزار، عن
عكرمة، عن ابن عباس، وعن جابر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي ليس
لهما في الإسلام نصيب، أهل الإرجاء وأهل القدر " (3).
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن مسعدة، أخبرنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز
قال: سألت يحيى بن معين، عن محمد بن الصباح الجرجرائي فقال: ليس به بأس
من أهل المخرم ولكن انتقل. قلت: عنده عن الوليد بن مسلم كتاب صالح، وعن ابن
عيينة حديث كثير؟ فقال: ليس به بأس.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد
قال: محمد بن الصباح الجرجرائي، سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يقول:
كان ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات محمد بن الصباح الجرجرائي بجرجرايا سنة أربعين - يعني ومائتين -.
966 - محمد بن الصباح، أبو يعقوب الصوفي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري،
أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: محمد
ابن الصباح أبو يعقوب بغدادي كان من جلساء سري السقطي، وكان قريب السن
منه. وهو من الطبقة الأولى جالسهم الجنيد وصحبهم.
* * *
444

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه صبيح
967 - محمد بن صبيح، أبو العباس المذكور مولى بني عجل، ويعرف بابن
السماك:
سمع هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان بن الأعمش، وعائذ بن
نسير، ويزيد بن أبي زياد، والسري بن يحيى، والعوام بن حوشب، وسفيان الثوري.
روى عنه: الحسين بن علي الجعفي، وعمر بن حفص بن غياث، ويحيى بن يحيى
النيسابوري، وعبد الله بن صالح العجلي، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى بن أيوب
المقابري، وأحمد بن حنبل. وهو كوفي، قدم بغداد زمن هارون الرشيد، فمكث بها
مدة، ثم رجع إلى الكوفة فمات بها.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري -
بمكة في المسجد الحرام - حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا يحيى بن أيوب
العابد، حدثنا محمد بن صبيح بن السماك، عن عائذ بن نسير، عن عطاء، عن عائشة
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر، لم يعرض
ولم يحاسب، وقيل له ادخل الجنة " (1). وقالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
يباهي بالطائفين " (2).
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري. قال: محمد بن السماك القاص كوفي سمع عائذ بن نسير عن محمد
ابن عبد الله، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال: محمد بن صبيح بن
السماك أبو العباس قدم بغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
وأخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، أخبرنا أحمد بن جعفر
القطيعي قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن
السماك - زاد الشافعي - أبو العباس - ثم اتفقا - عن يزيد بن أبي زياد، عن
445

المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تشتروا
السمك في الماء فإنه غرر " (3).
قال القطيعي: قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: وحدثنا به هشيم عن يزيد فلم
يرفعه.
قلت: كذلك رواه زائدة، عن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفا علي ابن
مسعود وهو الصحيح.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم. وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: سمعت محمد بن
السماك يقول: كتبت إلى صديق لي: إن الرجاء حبل في قلبك قيد في رجلك، فأخرج
الرجاء من قلبك، تحل القيد من رجلك.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا جعفر بن
محمد بن نصير الخالدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثنا محمد بن بشير
الكندي العابد قال: سمعت ابن السماك العابد يقول: الذباب على العذرة، أحسن
من القارئ على أبواب الملوك.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد المفيد قال: حدثنا
الحسن بن إسماعيل الربعي، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، عن ابن السماك:
أنه كان يعاتب نفسه يقول فميا يعاتبها به: تقولين قول الزاهدين، وتعملين عمل
المنافقين؟ والجنة تطمعين تدخلين؟ هيهات للجنة قوما آخرين.
كذا رواه لنا عبد العزيز والصواب: هيهات إن للجنة قوما آخرين، ولهم أعمال
غير ما تعملين.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد النيسابوري، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي، حدثنا
محمد بن معاذ الماليني، حدثنا الفرياناني - يعني أحمد بن عبد الله - حدثنا أحمد بن
حميد قال: قال محمد بن السماك: كم من شئ إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم
إذا لم ينفع ضر.
446

أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد
المصري - فيما أجاز لنا - حدثنا أحمد بن محمد الكوفي، حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن الخوارزمي، حدثنا أحمد بن حماد قال: كان ابن السماك يقول: يا ابن آدم
إنما تغدو في كسب الأرباح فاجعل نفسك فيما تكسبها، فإنك لن تكسب مثلها. ثم
يقول:
أراك تحب أن تدعى حكيما وأنت لكل ما تهوى ركوب
وتضحك دائبا ظهرا لبطن وتذكر ما عملت فلا تتوب
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن
محمد قال: حدثني هارون بن سفيان المستملي، حدثني عبد الله بن صالح العجلي،
حدثني محمد بن صبيح مولى بني عجل. وهو ابن السماك - قال: كتب رجل من
مياسير أهل بغداد إلي يسألني أن أصف له الدنيا، فكتبت إليه: أما بعد، فالله حفها
بالشهوات، ثم ملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمؤونات، ومزج حرامها بالتبعات،
فحلالها حساب، وحرامها عذاب.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي -
إملاء - حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن صالح قال: كتب رجل إلى محمد
ابن السماك: صف لي الدنيا، فكتب إليه، ثم ذكر نحو ما تقدم.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء - حدثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخالدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثني محمد بن خلف التيمي قال:
سمعت أبي يقول: دخلت مع محمد بن السماك على مريض مدنف فسأله عن حاله
ثم انصرف، وهو يقول:
ما يعرف المرء إذا لم يصب * بنكبة ما موقع العافية
والميت لا يألم ما مضه * ومستريح صاحب الواقية
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا علان
الرزاز، حدثنا الجاماسبي قال: قال لي رجل: كنت عند ابن السماك إذا جاءه رجل
فقال له: أعزك الله، إني قد أتيتك في حاجة. فقال: والله ما عندنا صفر ولا بيض
قال: والله ما جئنا في شئ من هذين الجوهرين. قال: وفيم ذاك؟ قال: سألني هذا
الرجل أن أكلمك في أن تكلم بعض إخوانك في صداق أهله. قال: فأخذ ابن السماك
447

رقعة وكتب فيها: أطال الله بقاك يا أبا العباس إن الدهر قد كلح فجرح وجمح
فطمح، وأفسد ما أصلح، فإن لم تعن عليه فضح. ودفعها إلى الرجل فقال: أوصلها
إلى الفضل بن يحيى، قال: فأوصلها فدعا الفضل صاحب بيت ماله فقال: ما في بيت
مالنا؟ قال: ألف ومائتا دينار وثلاثون ألف درهم قال: احملها إلى أبي العباس وأعلمه
أنا في ضيقة. فلما أتى بالمال. قال: ادفعوه إلى الرجل فقال: إنما يكفي هذا الرجل ألف
أو ألفان، قال: ما جاء بسببه فهو له.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزاز، وأبو الحسين
علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل - قال أحمد: حدثنا وقال علي: أخبرنا
علي بن محمد المصري، حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، حدثنا أبي قال: بعث
هارون أمير المؤمنين إلى محمد بن السماك في آخر شعبان فأحضره، فقال له يحيى بن
خالد: أتدري لم بعث إليك أمير المؤمنين؟ قال: لا أدري. قال له يحيى بن خالد:
بعث لما بلغه عنك من حسن دعائك للخاصة والعامة، فقال له ابن السماك: أما ما
بلغ أمير المؤمنين عني من ذلك فبستر الله الذي ستره علي، ولولا ستره لم يبق لنا ثناء
ولا التقاء على مودة، فالستر هو الذي أجلسني بين يديك يا أمير المؤمنين، إني والله
ما رأيت وجها أحسن من وجهك، فلا تحرق وجهك بالنار. قال: فبكى هارون بكاء
شديدا ثم دعا بماء فاستسقى فأتى بقدح فيه ماء فقال: يا أمير المؤمنين: أكلمك بكلمة
قبل أن تشرب هذا الماء؟ قال: قل ما أحببت، قال يا أمير المؤمنين لو منعت هذه
الشربة إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتديها بالدنيا وما فيها حتى تصل إليك فقال: نعم!
قال: فاشرب ريا بارك الله فيك. فلما فرغ من شربه قال له: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو
منعت إخراج هذه الشربة منك إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتدي ذلك بالدنيا وما
فيها؟ قال: نعم! قال: يا أمير المؤمنين فما تصنع بشئ شربة ماء خير منه؟ قال:
فبكى هارون واشتد بكاؤه، قال: فقال يحيى بن خالد: يا ابن السماك قد آذيت أمير
المؤمنين، فقال له: وأنت يا يحيى فلا يغرنك رفاهية العيش ولينه.
أخبرني بكران بن الطيب السقطي - بجرجرايا - حدثنا محمد بن أحمد بن محمد
المفيد، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، حدثنا أبي، حدثني أبي المغيرة بن
شعيب قال: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك: إذا دخلت على
هارون أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه، قال: فلما دخل عليه وقام بين يديه قال:
448

يا أمير المؤمنين: إن لك بين يدي الله مقاما، وإن لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين
منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار؟! قال: فبكى هارون حتى كاد أن يموت.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا الحسين بن محمد الدهقان، حدثنا محمد بن
الحسن المقرئ، حدثنا أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن
منصور. قال: لما حضرت ابن السماك الوفاة. قال: اللهم إنك تعلم أني لم أجلس
مجلسا للناس إلا لأحببك إلي خلقك، وأحبب خلقك إليك.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس
ابن سعيد. قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال: سمعت ابن نمير يقول:
حدثنا محمد بن السماك وكان صدوقا، ما علمته ربما حدث عن الضعفي.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، أخبرنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي قال: مات أبو العباس محمد بن صبيح بن السماك سنة ثلاث
وثمانين ومائة.
968 - محمد بن صبيح:
ذكره البخاري في كتاب " التاريخ " فقال: فيما أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن
إبراهيم، حدثنا ابن فارس، حدثنا البخاري قال: محمد بن صبيح البغدادي سمع
خطاب بن القاسم. سمع منه أحمد بن حنبل.
وأخبرنا بحديثه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا
محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا محمد
ابن صبيح، حدثنا خطاب بن القاسم، عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان
إذا أراد أن يوتر وهو مسافر نزل بالأرض فأوتر.
ومحمد بن صبيح هذا يكنى أبا عبد الله ويعرف بالأغر، وهو موصلي لا بغدادي.
حدث عن المعافى بن عمران، وسابق الحجام، والعباس بن الفضل الأنصاري. روى
عنه: علي بن حرب الموصلي وكانت وفاته في سنة ثمان وعشرين ومائتين، وقد وهم
البخاري في قوله أنه بغدادي، اللهم إلا أن يكون ورد بغداد فنسبه إليها لأجل ذلك.
449

969 - محمد بن صبيح، أبو عبد الله البغدادي:
قدم أصبهان، وحدث عن مجاشع بن عمرو. وروى عنه محمد بن النضير الزبيري.
قال ذلك أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني، في كتاب " الأسماء
والكنى ".
970 - محمد بن صبيح، صاحب معروف الكرخي:
روى أبو بكر محمد بن المبارك عنه عن معروف حكايات.
* * *
ومن مفاريد الأسماء في هذا الحرف
971 - محمد بن الصقر بن يحيى بن السري بن ثروان، أبو بكر الموصلي:
عم شيخنا محمد بن همام بن الصقر. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن
العباس بن الفضل صاحب الطعام الموصلي، وعن أحمد بن جعفر بن أبي توبة
الشيرازي. حدثني عنه أحمد بن محمد العتيقي وقال لي: كان صدوقا.
* * *
حرف الضاد من آباء المحمدين
972 - محمد بن الضو بن الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة
ابن بجيلة بن منقذ بن تميم بن ربيعة، أبو جعفر الكوفي، ويعرف بأبي
الغضنفر:
قدم بغداد، وأقام بها مدة ثم رجع إلى الكوفة. وكان يروى عن أبيه، وعن عطاف
ابن خالد المخزومي. حدث عنه علي بن سعيد العسكري، وأبو عمارة محمد بن
أحمد المهدي، وموسى بن محمد الخياط السامري، وعلي بن أحمد بن مروان بن
نقيس المقرئ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وغيرهم.
450

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدثنا عبيد الله بن أبي سمرة البغوي،
حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا محمد بن ضو بن الصلصال بن
الدلهمس، حدثني أبي ضو بن صلصال عن صلصال بن الدلهمس. قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال أمتي في فسحة من دينها ما لم يؤخروا المغرب إلى
اشتباك النجوم ولم يؤخروا صلاة الفجر إلى امحاق النجوم، ولم يكلوا الجنائز إلى
أهلها " (1).
هذا الحديث يحفظ بغير هذا الإسناد ومحمد بن الضو ليس بمحل لأن يؤخذ عنه
العلم لأنه كان كذابا، وكان أحد المتهتكين بشرب الخمور، والمجاهرة بالفجور.
أخبرني أبو يعلى أحد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن
يحيى الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدثنا ميمون بن هارون
الكاتب، عن أبي محمد عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات، عن محمد بن ضو بن
الصلصال بن الدلهمس قال: كان أبو نواس يزورني إلى الكوفة فيأتي بيت خمار
بالحيرة يقال له: حابر، وكان نظيفا، نظيف الثوب، وكان يعتق الشراب فيكون عنده
ما يأتي عليه سنون، قال: فرأى في يدي يوما منه شيئا عجيبا في نهاية الحسن وطيب
الرائحة فقال لي: يا أبا جعفر لا يجتمع هذا والهم في صدر. قال: وكان معجبا
بضرب الطنبور فكان إذا جاءني جمعت له ضراب الطنابير ومعدنهم الكوفة، فكان
يسكر في الليلة سكرات قال: فجاءني مرة من ذاك، فقال: قد حدث أمر، فقلت:
ما هو؟ قال: نهاني أمير المؤمنين محمد عن شرب الخمر، وأنشدني:
أيها الرائحان باللوم لوما * لا أذوق المدام إلا شميما
القصيدة. فقلت: ما تريد أن تفعل؟ فقال: لا أشربها، أخاف أن يبلغه أني شربتها،
فأتيناه بنبيذ وجلسنا في منزل جابر، فلما دارت الكأس بيننا أنشأت أقول فأذكره قوله لي:
عتبت عليك محاسن الخمر * أم غيرتك نوائب الدهر
فصرفت وجهك عن معتقة * تفتر عن حلق من الشذر
يسعى بها ذو غنة غنج * متنعم الوجنات بالسحر
ونسيت قولك حين تمزجها * فتزول مثل كواكب النسر
لا تحسبن عقار خابية * والهم يجتمعان في صدر
451

قال: فقال: هاتها في كذا وكذا من أم محمد، فأخذها فشرب، ثم شخص إلي
محمد فقال له: أين كنت؟ قال: عند صديقي الكوفي وحدثه الحديث. قال: فقال
لي: ما صنعت حين أنشدك الشعر؟ قال: شربتها والله يا أمير المؤمنين. قال: أحسنت
وأجملت، ثم قال: أشخص حتى تحمل إلى صديقك هذا. قال: فشخص فحملني إليه،
فلم أزل مع محمد حتى قتل.
973 - محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، الشيباني -
واسمه: الضحاك - بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود
ابن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان، وكنية محمد: أبو علي:
نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث. ثم انتقل إلى بغداد فسكنها. وروى بها عن
عمه أحمد بن أبي عاصم كتاب " الآحاد والمثاني "، حدث به عنه جعفر الخالدي.
وحدث أبو علي أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرحيم الأصبهانيين، وعن
أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي، وسهل
ابن عبد الله بن الفرخان الزاهد. روى عنه: أبو الصيدا ناجية بن حيان القاضي، وعبد
الله بن موسى أبو العباس الهاشمي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو علي محمد بن
الضحاك بن عمرو بن الضحاك بن مخلد، أخبرنا عمران بن عبد الرحيم أبو سعيد
الأصبهاني، حدثنا بكار بن الحسن، حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبي
حنيفة، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع، عن جبير بن مطعم،
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر،
وصمتها إقرارها " (1).
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن محمد بن الضحاك بن أبي
عاصم النبيل مات في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
452

حرف الطاء من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طاهر
974 - محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، أبو العباس النيسابوري الأمير:
سمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الزهري. روى عنه: أحمد بن حاتم
المروزي، وكان محمد ورد بغداد في أيام المقتدر بالله فمات بها.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة، قال: ومات محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر سنة ثمان وتسعين
ومائتين، ودفن إلى جنب عمه محمد بن عبد الله بن طاهر.
975 - محمد بن طاهر بن خالد بن البختري، أبو العباس المعروف بابن أبي
الدميك:
سمع عبد الله بن محمد بن عائشة، وإبراهيم بن زياد سبلان، وعلي بن المديني،
وسليمان بن الفضل الزيدي. روى عنه: جعفر بن محمد الخالدي، وعبد العزيز بن
جعفر الخرقي، وعمر بن نوح البجلي، ومخلد بن جعفر، ومحمد بن المظفر، وكان
ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير، حدثنا
أبو العباس محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا سليمان بن الفضل الزيدي، حدثنا
عبد الله بن المبارك، عن همام، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حسن
عبادة المرء حسن ظنه " (1).
بلغني أن ابن أبي الدميك مات في يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادي الآخرة سنة
خمس وثلاثمائة.
976 - محمد بن طاهر، أبو العباس الطاهري:
كان أخباريا. حدث عن: أبي العباس ثعلب. روى عنه: أبو عبيد الله المرزباني.
453

أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثني محمد
ابن طاهر الطاهري، حدثنا أحمد بن يحيى النحوي، حدثني عبد الله بن شبيب،
حدثني عمر بن عثمان قال: مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت له: يا أبا عامر أنت
الذي تقول:
يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم * حتى متى لي هذا الضر في نظري
قالت - وأبسستها سرى فبحت به - * قد كنت عندي تحب الستر، فاستتر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها * غطي هواك وما ألقى على بصري
وأنت القائل:
إذا وجدت أذى للحب في كبدي * أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهره * فمن لحر على الأحشاء يتقد؟
قالت: هن حرائر - وأشارت إلى جواريها - إن كان خرج هذا من قلب سليم.
وقد أخبرنا بهذا الخبر الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو علي الطوماري، حدثنا أبو
العباس أحمد بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن شبيب، حدثني أبو معاوية عبد الجبار
ابن سعيد المساحقي قال: وقفت سكينة علي ابن أذينة - فذكر نحوه في المعنى إلا أنه
اختصره ولم يذكر من الشعر غير بيتين فقط.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الطيب
977 - محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج الحافظ، يعرف بالبلوطي:
سمع أبا بكر ابن أبي داود السجستاني، ومحمد بن سليمان النعماني، وأحمد بن
محمد بن الجراح الضراب، وجبير بن محمد الواسطي، ومحمد بن أحمد بن
البستنبان، وأبا ذر بن الباغندي. حدثنا عنه: أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أبي
الفوارس، وأبو الفتح محمد بن الحسين العطار، ومحمد بن أبي علي الأصبهاني.
وكان ثقة. انتقل إلى الأهواز فسكنها إلى حين وفاته. وبها سمع منه شيوخنا.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو الفرج محمد بن الطيب
454

ابن محمد البلوطي الحافظ البغدادي - بالأهواز - قال: أخبرنا جبير الواسطي، ومحمد
ابن أحمد بن أسد الهروي، وأبو الذر أحمد بن محمد بن محمد - واللفظ له - قالوا:
حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة، حدثنا أبو زيد الهروي، حدثنا شعبة، عن عمرو بن
مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال معاذ: يا معشر العرب اعلموا أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " (1).
978 - محمد بن الطيب بن محمد، أبو بكر القاضي، المعروف بابن
الباقلاني:
المتكلم على مذهب الأشعري من أهل البصرة. سكن بغداد، وسمع بها الحديث
من أبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي أحمد الحسين بن علي
النيسابوري، خرج له محمد بن أبي الفوارس وحدثنا عنه: القاضي أبو جعفر محمد
ابن أحمد السمناني، وكان ثقة.
فأما الكلام فكان أعرف الناس به، وأحسنهم خاطرا، وأجودهم لسانا، وأوضحهم
بيانا، وأصحهم عبارة، وله التصانيف الكثيرة المنتشرة في الرد على المخالفين من
الرافضة، والمعتزلة، والجهمية، والخوارج وغيرهم. وحدث أن ابن المعلم - شيخ
الرافضة ومتكلمها - حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له إذا أقبل القاضي أبو بكر
الأشعري فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه وقال لهم: قد جاءكم الشيطان! فسمع
القاضي كلامهم - وكان بعيدا من القوم - فلما جلس أقبل علي ابن المعلم وأصحابه
وقال لهم: قال الله تعالى: (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) أي إن
كنت شيطانا فأنتم كفار، وقد أرسلت عليكم.
حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق وغيره أن الملك الملقب
بعضد الدولة كان قد بعث القاضي أبا بكر بن الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم،
فلما ورد مدينته عرف الملك خبره، وبين له محله من العلم وموضعه، فأفكر الملك في
أمره وعلم أنه لا يكفر له إذ دخل عليه، كما جرى رسم الرعية أن تقبل الأرض بين
يدي الملوك ثم نتجت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه وراء باب لطيف
455

لا يمكن أحدا أن يدخل منه إلا راكعا ليدخل القاضي منه على تلك الحال فيكون
عوضا من تكفيره بين يديه. فلما وضع سريره في ذلك الموضع أمر بإدخال القاضي
من الباب، فسار حتى وصل إلى المكان، فلما رآه تفكر فيه ثم فطن بالقصة فأدار
ظهره، وحنا رأسه راكعا ودخل من الباب وهب يمشي إلى خلفه قد استقبل الملك
بدبره حتى صار بين يديه، ثم رفع رأسه ونصف ظهره، وأدار وجهه حينئذ إلى الملك!
فعجب من فطنته، ووقعت له الهيبة في نفسه.
سمعت أبا الفرج محمد بن عمران الخلال يقول: كان ورد القاضي أبي بكر
محمد بن الطيب في كل ليلة عشرين ترويحة، ما يتركها في حضر ولا سفر. قال:
وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده وضع الدواة بين يديه وكتب خمسا
وثلاثين ورقة تصنيفا من حفظه، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب
بالحبر، فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ما صنفه في ليلته وأمره بقراءته عليه.
وأملى عليه الزيادات فيه.
قال أبو الفرج: وسمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنما ينقل
من كتب الناس إلى تصانيفه سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم
الناس.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي المالكي قال: كان القاضي أبو بكر
الأشعري يهم بأن يختصر ما يصنفه فلا يقدر على ذلك لسعة علمه، وكثرة حفظه.
قال: وما صنف أحد خلافا إلا احتاج أن يطالع كتب المخالفين غير القاضي أبي بكر،
فإن جميع ما كان يذكر خلاف الناس فيه صنفه من حفظه.
حدثنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الاستوائي قال: كان أبو
محمد اليافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أفصح الناس لوجب أن
يدفع لأبي بكر الأشعري، حدثني عبد الصمد بن سلامة المقرئ، عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد
الله البيضاوي قال: رأيت في المنام كأني دخلت مسجدي الذي
أدرس فيه فرأيت رجلا جالسا في المحراب وآخر يقرأ عليه ويتلو تلاوة لا شئ أحسن
منها. فقلت: من هذا القارئ ومن الذي يقرأ عليه؟ فقيل لي: أما الجالس في المحراب
فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما القارئ عليه فهو أبو بكر الأشعري يدرس عليه الشريعة.
456

أنشدني أبو عبد الله محمد بن علي بن دالان قال: أنشدني أبو الحسن علي بن
عيسى السكري لنفسه - يمدح القاضي أبا بكر محمد بن الطيب - من قصيدة أولها:
يا عتب هل لتعتبي من معتب * أم هل لديك لراغب من مرغب؟
إلى أن قال:
أنا من علمت فلا تظني غيره * صعب على خطب الزمان الأصعب
لكنني طوع لكل خريدة * رود الشباب وكل خود خرعب
من كل ساجية الجفون كأنما * ترنو إذا نظرت بعيني ربرب
بيضاء أخلصها النعيم، كأنما * يجلو مجردها حشاشة مقضب
ملكت محبات القلوب ببهجة * مخلوقة من عفة وتحبب
فكأنها من حيث ما قابلتها * شيم الإمام محمد بن الطيب
أليعربي فصاحة وبلاغة * والأشعري إذا اعتزى للمذهب
قاض إذا التبس القضاء على الحجي * كشفت له الآراء كل مغيب
لا يستريح إذا الشكوك تخالجت * إلا إلى لب كريم المنصب
وصلته همته بأبعد غاية * أعيا المريد لها سبيل المطلب
أهدى له ثمر القلوب محبه * وحباه حسن الذكر من لم يحبب
ما زال ينصر دين أحمد صادعا * بالحق، يهدي للطريق الأصوب
والناس بين مضلل ومضلل * ومكذب فيما أتى ومكذب
حتى انجلت تلك الضلالة واهتدى الساري * وأشرق جنح ذاك الغيهب
بمحاسن لم تكتسب بتكلف * لكنهن سجية لمهذب
وبديهة تجني الصواب * وإنما * تجني الفوائد من لبيب مسهب
شرفا أبا بكر وقدرا صاعدا * يختب في شرق العلى والمغرب
متنقلا من سؤدد في سؤدد * ومرددا من منقب في منقب
أعذر حسودك في الذي أوليته * إذ فاز منه يجد قدح أخيب
فلقد حللت من العلاء بذروة * صماء تسفر عن حمى المستصعب
حييت بك الآمال بعد مماتها * والغيث خصب للمكان المجدب
فإذا رعين، رعين أخصب مرتع * وإذا وردن، وردن أعذب مشرب
وإذا صدرن، صدرن أحمد مصدر * من خير منتجب لأكرم منجب
457

أنصبت نفسك للثناء فحزته * إن الثناء عدو من لم ينصب
وإذا الكلام تطاردت فرسانه * وتحامت الأقران كل مجرب
ألفيته من لبه وجنانه * ولسانه وبيانه في مقنب
ذو مجلس فلك تضئ بروجه * عن كل أزهر كالصباح الأشهب
متوقد إلا لديك ضياؤه * والشمس تمنع من ضياء الكوكب
يا سيدا زرع القلوب مهابة * تسقى بماء محبة لم تنضب
آنستني، فأنست منك بشيمة * بيضاء تأنف بالثناء الأطيب
فعجزت في وصفيك، غير مقصر * ونطقت في مدحيك، غير مكذب
فاسلم - سلمت من الزمان وصرفه * فلانت أمرع من ربيع المخصب
فإذا سلمت لنا فأية نعمة * لم نعطها؟ وبلية لم تسلب؟
حدثني علي بن أبي علي المعدل قال: مات القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في
يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
قلت: وصلى عليه ابنه الحسن ودفنه في داره بدرب المجوس من نهر طابق ثم انتقل
بعد ذلك فدفن في مقبرة باب حرب.
أنشدني أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد الفقيه لبعضهم يرثي القاضي
أبا بكر محمد بن الطيب:
انظر إلى جبل تمشي الرجال به * وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف
انظر إلى صارم الإسلام منغمدا * وانظر إلى درة الإسلام في الصدف
حدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقري قال: مضيت أنا وأبو علي بن
شاذان وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي إلى قبر القاضي أبي بكر
الأشعري لنترحم عليه، وذلك بعد موته بشهر، فرفعت مصحفا كان موضوعا على
قبره وقلت اللهم: بين لي في هذا المصحف حال القاضي أبي بكر وما الذي آل إليه
أمره، ثم فتحت المصحف فوجدت مكتوبا فيه: (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من
ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)
[هود 28]
458

979 - محمد بن الطيب بن سعيد بن موسى، أبو بكر الصباغ:
كان يسكن الخضيرية من الجانب الشرقي، وحدث عن: أحمد بن سلمان النجاد،
وأبي بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، ومحمد بن يوسف بن حمدان
الهمذاني. كتبنا عنه وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن الطيب الصباغ، أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد،
حدثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب، حدثنا علي بن عاصم، حدثنا عبد الرحمن بن
يزيد، حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الراكب
شيطان، والاثنان شيطانان والثلاثة ركب " (1).
سمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم علي بن الحسن يقول: تزوج محمد بن الطيب
الصباغ زيادة على تسعمائة امرأة!.
سمعت محمد بن الطيب يقول: ولدت في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. ومات
في يوم الجمعة التاسعة من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طلحة
980 - محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان، أبو الحسن النعالي:
شيخ كان يكتب معنا الحديث إلى أن مات، ويتتبع الغرائب والمناكير، وحدث عن
أبي بكر الشافعي وأبي بحر بن كوثر البربهاري، وأبي عمرو بن سنقه ومحمد بن
عمر بن الجعابي، وحبيب بن الحسن القزاز، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، وابن
مالك القطعي، وغيرهم. كتبت عنه وكان رافضيا.
حدثني أبو القاسم الأزهري، قال: ذكر ابن طلحة بحضرتي يوما معاوية بن أبي
سفيان فلعنه.
توفي ابن طلحة النعالي في يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الأول، سنة ثلاث
عشرة وأربعمائة.
459

981 - محمد بن طلحة بن الحسن، أبو بكر الدقاق، يعرف بغلام الأواني:
حدث عن: محمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
ذكر لي الحسين بن محمد المتوثي أنه سمع منه وإنه مات في المحرم من سنة
عشرين وأربعمائة، ودفن عند قبر معروف الكرخي وكان صدوقا.
982 - محمد بن طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب، أبو عبد الله
الكتاني:
سمع: أبا عمر بن حيويه، ومحمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري، وأبا
القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص، والقاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشمي.
كتبت عنه وكان صدوقا دينا من أهل القرآن، وسألته عن مولده. فقال: ولدت في
صفر من سنة أربع وستين وثلاثمائة. ومات في ليلة السبت الثامن عشر من شهر ربيع
الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن يوم السبت في مقبرة الشونيزي.
* * *
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طريف
983 - محمد بن أبي عتاب، أبو بكر الأعين، واسم أبي عتاب طريف،
وقيل: الحسن بن طريف:
وقد ذكرناه فيما تقدم من ترجمة: محمد بن الحسن.
984 - محمد بن طريف الحنفي المؤدب:
قرأت في أصل كتاب أبي بكر البرقاني بخطه: أملى علينا القاضي أبو محمد بن
الأكفاني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، حدثنا محمد بن طريف
الحنفي المؤدب - على شط نهر عيسى - حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو زهير، عن
أبي حنيفة، عن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن
بشير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم) [محمد 35] قال ابن
المنتشر: منتصبة السين.
460

ومحمد بن طريف هذا هو محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي، وسنذكر قصته
في موضعه، إن شاء الله.
* * *
اسم مفرد في هذا الحرف
985 - محمد بن طارق البغدادي:
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه
النيسابوري قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني
يقول: سمعت محمد بن طارق البغدادي يقول: كنت جالسا إلى جنب أحمد بن
حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله أستمد من محبرتك؟ فنظر إلي. فقال: لم يبلغ ورعي
وورعك هذا، وتبسم.
آخر الجزء الثاني
461