الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ٦
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء السادس
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

الطبعة الأولى
1417 ه‍ = 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر من اسمه إبراهيم على ما تقدم من ترتيب حروف المعجم
حرف الألف من آباء الإبراهيميين
3031 - إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن يعيش، أبو إسحاق:
سمع يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبا
المنذر إسماعيل بن عمر، وخلقا من هذه الطبقة. وكان ثقة فهما صنف المسند
وجوده، وكان قد انتقل إلى همذان وسكنها وحصل حديثه عند أهلها. وروى عنه
من الغرباء محمد بن جعفر بن خلف القوهستاني وغيره.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، حدثنا
محمد بن الحسين بن أبي العلاء الزعفراني، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد
البغدادي، حدثنا أبو أحمد، أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن معبد بن قيس، عن
عبد الله بن عميره قال: حدثني زوج درة بنت أبي لهب. قال: دخل علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين تزوجت درة بنت أبي لهب فقال: " هل من لهو؟ ".
أخبرنا علي بن أبي على البصري، حدثنا محمد بن المظفر - لفظا - حدثنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الزعفراني، حدثنا إبراهيم بن أحمد.
3

وأخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا صالح بن أحمد الهمذاني - قدم
علينا - حدثنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن الحسن المعروف بابن أبي الحسناء، حدثنا
إبراهيم بن أحمد بن يعيش البغدادي، أخبرنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن
منصور، عن مجاهد، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
سفر، فرأى قوما يتوضئون أعقابهم تلوح. فقال: " أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من
النار ". هذا لفظ حديث صالح.
وفي حديث ابن المظفر: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم توضئوا تلوح أعقابهم فقال: " ويل
للأعقاب من النار ". هكذا قال عن منصور عن مجاهد.
والمحفوظ عن منصور عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى. ورواه كذلك أبو
أحمد الزبيري، عن سفيان.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني بها، أخبرنا أبو الفضل
صالح بن أحمد بن محمد الحافظ قال: إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن يعيش ناقلة
بغداد سكن همذان. روى عن يزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وأبي داود الحفري،
والأسود بن عامر، وعبد الوهاب الخفاف، وأبي أحمد الزبيري، وأبي الجواب
الأحوص بن جواب، وعثمان بن عمر بن فارس، ويعلى ومحمد ابني عبيد، وأبي
النضر هاشم بن القاسم، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، ويعقوب بن
إسحاق الحضرمي. روى عنه محمد بن إسحاق المسوحي، وزيد بن نشيط، ومحمد
ابن خالد الراسبي البصري، وعبد العزيز بن محمد، وعبدوس بن إسحاق، وعيسى بن
يزيد إمام الجامع. حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عزوز المسند وغيره، والحسن بن
علي، ومحمد بن عبد الله - يعنى الزعفراني - وأحمد بن محمد المقرئ.
وسمعت أبي يحكي عن بعض مشايخ بلدنا أنه قال: كنت بالبصرة أيام أبي خليفة
وغيره، وبها شيخ عنده مسند إبراهيم بن أحمد، قال: فرأيتهم يحرصون على سماعه
ويكتبونه إذ ذاك. قال صالح: لجلالة إبراهيم عندهم.
وسمعت أبي يقول: سمعت علي بن عيسى يقول: أنفق إبراهيم بن أحمد علي
باب يزيد بن هارون نحو عشرة آلاف درهم! قال: وسمعت أبي يقول: قال لي
4

أبو عبد الرحمن النهاوندي: إذا ورد الحديث عن إبراهيم بن أحمد فشد يدك به.
وكان كتب عنه وهو صدوق ثقة.
وقال صالح: قال ابن أبي حاتم: مررنا بهمذان ولم نكتب عنه سنة ست وخمسين
ومائتين، وانصرفنا في سنة سبع وقد توفى وكان صدوقا.
3032 - إبراهيم بن أحمد بن النعمان، أبو إسحاق الأزدي:
بصرى الأصل، وحدث عن عبد الله بن داود الخريبي، وعبد الرحيم بن حماد
البصري، وأبي عاصم الشيباني وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وغيرهم. روى عنه محمد
ابن مخلد الدوري، ومحمد بن موسى البربهاري، ويزيد بن إسماعيل الخلال.
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا إبراهيم بن أحمد الأزدي أبو إسحاق، حدثنا محمد
ابن مسمع، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن راشد بن سعد المعافري. قال:
رأيت رجلا يمشي إلى وراء! قال: قلت: لم تمشي إلى وراء؟ قال: من انقلاب
الزمان.
3033 - إبراهيم بن أحمد بن مروان، أبو إسحاق الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد، وجبارة بن مغلس، وخليفة بن خياط،
ومحمد بن عقبة السدوسي، وسليمان بن أحمد الجرشي، ومحمد بن أبان الواسطي،
وسعيد بن أبي الربيع السمان، وزكريا بن يحيى زحمويه. روى عنه محمد بن مخلد،
وذكر أنه سمع منه في فرضة عمان، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعثمان بن
محمد بن بشر السقطي. وذكر عثمان أنه سمع منه في سنة خمس وثمانين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن محمد بن بشر البيع، حدثنا إبراهيم
ابن أحمد الواسطي، حدثنا محمد بن أبان، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور ".
ذكر أبو عبد الله بن البيع أنه سمع الدارقطني يقول: إبراهيم بن أحمد بن مروان
ليس بالقوي.
5

3034 - إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله،
أبو إسحاق الوكيعي:
سمع أباه، وعيسى بن إبراهيم البركي، وشيبان بن فروخ الأبلى، وعبيد الله بن
معاذ العنبري، وسعد بن زنبور، وعمرو بن محمد الناقد. روى عنه القاضي المحاملي،
وعبد الصمد الطستي، وأبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، وجعفر بن محمد
ابن الحكم المؤدب.
حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر، حدثنا أبي،
حدثنا وهب بن إسماعيل، حدثنا محمد بن قيس، عن محارب بن دثار، عن عائشة
قالت: ربما حتته من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عبد الصمد بن علي، حدثنا إبراهيم بن
أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا عمرو الناقد، حدثنا ابن يمان قال: قال سفيان: أول
العبادة الصمت، ثم طلب العلم، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم نشره.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد
الرازي الضرير، حدثنا أبو بكر بن طرخان الحافظ قال: سألت عبد الله بن أحمد عن
إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي فأحسن القول فيه.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي. قال: قال أبو الحسن الدارقطني:
إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع قال: وإبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله
مولى حذيفة بن اليمان - وكان ضريرا - من أعلم الناس بالفرائض.
مات يوم الأحد لثلاث خلون من الحجة سنة تسع وثمانين - يعنى ومائتين - ودفن
من الغد، صلى عليه موسى بن إسحاق الأنصاري في مسجد الأنصار الكبير ونحن
معه.
6

3035 - إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق المارستاني:
أحد شيوخ الصوفية، حكى عنه أبو محمد الجريري.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يحكى عن أبي محمد
الجريري قال: سمعت أبا إسحاق المارستاني يقول: رأيت الخضر عليه السلام فعلمني
عشر كلمات وأحصاها بيده: اللهم إني أسألك الإقبال عليك، والإصغاء إليك،
والفهم عنك، والبصيرة في أمرك، والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على إرادتك، والمبادرة
في خدمتك، وحسن الأدب في معاملتك، والتسليم والتفويض إليك.
قال لي أبو نعيم: اسم أبي إسحاق المارستاني إبراهيم بن أحمد، بغدادي كان
الجنيد له مؤاخيا.
3036 - إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل، أبو إسحاق الخواص:
من أهل سرى من رأى، وهو أحد شيوخ الصوفية، وممن يذكر بالتوكل وكثرة
الأسفار إلى مكة وغيرها على التجريد، وله كتب مصنفة. روى عنه جعفر الخالدي
وغيره.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي - في كتابه -
قال: سمعت إبراهيم الخواص يقول: سلكت في البادية إلى مكة سبعة عشر طريقا،
فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة!
حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي الحبلى - بلفظه -
قال: سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: نزلت إلى مشرعة
الساج من بغداد، وكان الماء مدادا، والريح يلعب بالموج، فرأيت رجلا بين الموج
يمشى على الماء، فسجدت وجعلت بيني وبين الله أن لا أرفع رأسي حتى أعلم من
الرجل، فلم أطل في السجود حتى حركني فقال لي: قم ولا تعاود، فأنا إبراهيم بن
علي الخراساني!
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدثنا
7

إبراهيم بن أحمد بن علي العطار قال: سمعت إبراهيم الخواص يقول: أنا أعرف من
بقى في حجة واحدة سبع سنين، ومكث في مسيرة يوم واحد أربعة أشهر مرارا كثيرة
- يعنى به نفسه - والله أعلم.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: سمعت محمد
ابن علي بن الحسين الحسنى يقول: سمعت جعفر بن القاسم البغدادي يقول: سمعت
إبراهيم الخواص يقول: جعت مرة في السفر جوعا شديدا، قال: فاستقبلني أعرابي
فقال لي: يا رغيب البطن، قلت: يا هذا فإني لم آكل مذ أيام، فقال: الدعوى تهتك
ستر المدعين فمالك والتوكل.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت أبا
عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول:
سمعت الفرغاني يقول: كان إبراهيم الخواص مجردا في التوكل يدقق فيه، وكان لا
يفارقه إبرة وخيوط، وركوة ومقراض، فقيل له: يا أبا إسحاق لم تحمل هذا وأنت
تمنع من كل شيء؟ فقال: مثل هذا لا ينقض التوكل، لان لله علينا فرائض، والفقير
لا يكون عليه إلا ثوب واحد، فربما يتخرق ثوبه، فإذا لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو
عورته فتفسد عليه صلاته، وإذا لم يكن معه ركوة تفسد عليه طهارته، وإذا رأيت
الفقير بلا ركوة ولا إبرة وخيوط فاتهمه في صلاته.
أخبرني أحمد بن علي التوزي، أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي قال:
سمعت أبا بكر الرازي قال: سمعت أبا عثمان الآدمي قال: سمعت إبراهيم الخواص
- وسئل عن الورع - فقال: أن لا يتكلم العبد إلا بالحق، غضب أو رضي. ويكون
اهتمامه بما يرضي الله تعالى. قال: وقال إبراهيم الخواص: العلم كله في كلمتين:
لا تتكلف ما كفيت ولا تضيع ما استكفيت.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن زيد بن مروان حدثني أبو عبد الله
محمد بن سعدان قال: قلت لإبراهيم الخواص: يا أبا إسحاق، ما علامة المحب؟ قال:
ترك ما تحب لمن تحب.
وأخبرني الأزهري قال: حدثنا محمد قال: قال لنا محمد بن سعدان: قال لي
إبراهيم الخواص: الناس في طريق الآخرة على ثلاثة أوجه: صوفي، وليفي، وشعري،
فأما الليفي فهو الذي يحب اللفيف فإن مر في طريق كان معه قوم فيزن مجلسه، ويصف
8

للناس موضعه، والشعري الذي استشعر ما يدور في العامة من ذكره غير حال يعرفه
مع ربه فهو مستشعر لذلك مسرور به، والصوفي هو الذي اشتق اسمه من الصفاء
فصفا ونأى.
أخبرنا أبو عبيد محمد بن محمد بن علي النيسابوري، أخبرنا علي بن محمد
القزويني، أخبرنا علي بن أحمد البرناني قال: أنشدني محمد بن الحسين قال:
أنشدني إبراهيم بن فاتك لإبراهيم الخواص:
لقد وضح الطريق إليك حقا * فما أحد أرادك يستدل
فإن ورد الشتاء فأنت صيف * وإن ورد المصيف فأنت ظل
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني - بها لفظا - حدثنا معمر
ابن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني قال: سمعت أبا مسلم السقا يقول: سمعت
بعض أصحابنا يحكي عن إبراهيم الخواص أنه قال: كان لي وقتا فترة فكنت أخرج
كل يوم إلى شط نهر كبير كان حواليه الخوص، فكنت أقطع شيئا من ذلك وأسفه
قفافا فأطرحه في ذلك النهر، وأتسلى بذلك وكأني كنت مطالبا به، فجرى وقتي على
ذلك أياما كثيرة، فتفكرت يوما وقلت: أمضي خلف ما أطرحه في الماء من القفاف
لأنظر أين يذهب! فكنت أمضي على شط النهر ساعات ولم أعمل ذلك اليوم، حتى
أتيت في الشط موضعا وإذا عجوز قاعدة على شط النهر وهي تبكي، فقلت لها مالك
تبكين؟ فقالت: اعلم أن لي خمسة من الأيتام مات أبوهم، فأصابني الفقر والشدة،
فأتيت يوما هذا الموضع فجاء على رأس الماء قفاف من الخوص فأخذتها وبعتها
وأنفقت عليهم، فأتيت اليوم الثاني والثالث والقفاف تجيء على رأس الماء، فكنت
آخذها وأبيعها حتى اليوم، فاليوم جئت في الوقت وأنا منتظرة وما جاءت. قال
إبراهيم الخواص: فرفعت يدي إلي السماء وقلت: إلهي لو علمت أن لها خمسة من
العيال لزدت في العمل، فقلت للعجوز: لا تغتمي فإني الذي كنت أعمل ذلك،
فمضيت معها ورأيت موضعها، فكانت فقيرة كما قالت، فأقمت بأمرها وأمر عيالها
سنين. أو كما قال.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدثنا إبراهيم
ابن أحمد بن علي، حدثنا أبو بكر الكتاني، قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، فأول
9

من خرج من عند الله أبو جعفر الدينوري وكتابه بيمينه وهو يضحك، ثم خرج
إبراهيم الخواص بعده وكتابه بيمينه وهو يدرس القرآن.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر العطار - بأصبهان - حدثنا أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين السلمي النيسابوري، قال: إبراهيم الخواص هو إبراهيم بن
أحمد بن إسماعيل، كنيته أبو إسحاق من أهل العسكر، صحب أبا عبد الله المغربي
ومات بالري وبها قبره. وكان أحد المذكورين بالتوكل والسياحات، بلغني أنه مات
سنة إحدى وتسعين ومائتين، وتولى غسله ودفنه يوسف بن الحسين.
قلت: ذكر غيره أنه مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
3037 - إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شوكر، أبو يوسف البغدادي:
حدث بالكوفة عن الربيع بن ثعلب، وعمر بن إسماعيل بن مجالد. روى عنه أبو
بكر عبد الله بن يحيى الطلحي.
أخبرنا أبو علي محمد بن حمزة بن أحمد بن حرب الدهان، أنبأنا أبو بكر
الطلحي - بالكوفة - حدثنا إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شوكر أبو يوسف
البغدادي، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا أبو معاوية عن الحجاج، عن سماك بن
حرب، عن تميم بن طرفة. قال: إن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ناقة ليست في يد
واحد منهما، وأقام كل واحد منهما بينة أنها ناقته. فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
نصفين.
3038 - إبراهيم بن أحمد بن عبد الله، أبو إسحاق الرازي:
قاضي قزوين. ورد بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن أيوب الرازي،
ويوسف بن موسى المروروذي، وغيرهما. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو حفص
ابن شاهين، والمعافى بن زكريا.
3039 - إبراهيم بن أحمد، الهمذاني:
شيخ قدم بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل. روى عنه أحمد
ابن الفرج بن منصور الحجاج. وذكر أنه سمع منه في سنة ثمان وعشرين
وثلاثمائة.
10

3040 - إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق المروزي:
أحد الأئمة من فقهاء الشافعيين، شرح المذهب ولخصه، وأقام ببغداد دهرا طويلا
يدرس ويفتي، وأنجب من أصحابه خلق كثير، ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر،
فأدركه أجله بها، وإليه ينسب درب المروزي الذي في قطيعة الربيع.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق. قال: توفى أبو إسحاق المروزي الفقيه
بمصر لتسع خلون من رجب سنة أربعين وثلاثمائة، ودفن عند قبر الشافعي.
قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض أن الضحاك قال: توفي أبو
إسحاق المروزي الفقيه بمصر بعد عتمة من ليلة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت
من رجب سنة أربعين وثلاثمائة. ودفن عند قبر الشافعي.
3041 - إبراهيم بن أحمد بن منصور، أبو إسحاق الخضيب مولى بني
هاشم:
حدث عن أحمد بن علي الأبار. روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وقال:
سمعت منه ببغداد.
3042 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي، أبو الحسن المقرئ، يعرف
بالرباعي:
سكن مصر وحدث بها عن جعفر بن محمد الفريابي. روى عنه أبو الفتح بن
مسرور أيضا وقال: ما علمت من أمره إلا خيرا.
ومات بمصر ودفن يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين
وثلثمائة. قرأت ذلك في كتاب ابن مسرور بخطه.
3043 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو اليسر الأنصاري،
المعروف بابن الجوزي:
من أهل الموصل قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن بشران بن عبد الملك ومحمد
ابن حمدان الموصليين، ومحمد بن أحمد بن محمد بن المقدمي. حدثنا عنه أبو
الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو اليسر إبراهيم بن محمد بن موسى
11

الجوزي الموصلي - قدم حاجا - حدثنا القاضي المقدمي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
حبيب، حدثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد. قال: كنت جالسا عند إياس بن
معاوية، وأتاه رجل فسأله عن مسألة، فطول عليه، فأقبل عليه إياس فقال: إن كنت
تريد الفتيا فعليك بالحسن فإنه معلمي ومعلم أبي، وإن كنت تريد القضاء فعليك بعبد
الملك بن يعلى - قال: وكان على قضاء البصرة يومئذ - وإن كنت تريد الصلح فعليك
بحميد الطويل - وتدري ما يقول لك؟ حط عنه شيئا، ويقول لصاحبك زده شيئا،
حتى يصلح بينكما - وإن كنت تريد الشغب فعليك بصالح السدوسي - وتدري ما
يقول لك؟ يقول لك: اجحد ما عليك، وادع ما ليس لك، وادع بينة غيباء.
حدثني أبو الحسين عبد الصمد بن محمد بن الفضل القابوسي، عن أبي الفتح
سليمان بن الفتح بن أحمد السراج الموصلي. قال: كان أبو اليسر إبراهيم بن أحمد
ابن محمد بن موسى الأنصاري فقيها شاعرا، عروضيا، وعدل، وكان في العدالة له
حظ مقبول القول، فأما شعره فجيد حسن.
فمنه: ما أنشدني - وكتبته من لفظه - قال: كتب إلى أبو منصور طاهر - وكان
نازلا عندي في المحلة فانتقل - بهذه الأبيات وسألني الجواب عنها:
يا أخي يا عديل روحي ونفسي * وصفي من بين أهلي وجنسي
وحشتي بالبعاد منك على حسب * سروري بالقرب منك وأنسى
فابق لي سالما على كل حال * ما دجا الليل أو بدا ضوء شمس
فأجبته:
أنا أفديك من رئيس جليل * وقليل له الفداء بنفسي
كنت في القرب منه في كل وقت * في سرور مجدد لي وأنس
ونعيم مجدد وحبور * كل يوم لديه أضحى وأمسي
فكأن الأيام أيام عيد * وافقت لاجتماعنا يوم عرس
وكأن الظلام زاد ضحاء * حين ألقاه فيه أو ضوء شمس
فنأى واغتديت بعد تنائحيه * كأني في ضيق لحد وحبس
وتبدلت بعد طائر سعد * لفراقي له بطائر نحس
بي إليه على اقتراب مزار * ظمأ فوق ما بوارد خمس
12

يا رئيسا آباؤه السادة الصيد * نمته من خير أصل وغرس
والأديب الذي أبر على ك‍ * ل أديب في كل معنى وجنس
قد أتتني أبياتك الغرر الزهر * اللواتي تحيى بها كل نفس
وأزالت عني همومي بفديك * وأحيت موسدا تحت رمس
وتسليت عن بعادك لا عنك * بدر أودعته بطن طرس
من قريض حكى اللآلئ في ج * يد فتون لكل جن وإنس
فأسلم الدهر وابق لي أبدا أنت * معافى فأنت سهمي وترسي
قال أبو اليسر: وكان محمد بن الأصبغ صديقنا من أهل الأدب، ويعجبه أن
يكاتب إخوانه ويكاتبونه بكلام يخرج منه إلى شعر، ومن الشعر إلى كلام بلا انفصال،
فاعتل في بعض الأيام وشرب دواء، فكتبت إليه: بسم الله الرحمن الرحيم. كيف
كنت يا سيدي أطال الله بقاءك، من شربك للدواء جعل الله فيك شفاءك:
فإني لما أظهرته من تألم * أشد لما تشكوه منك تألما
أرى بي من الأوصاب ما بك بل أرى ال‍ * ذي بي لعمري منك أدهى وأعظما
فلا زلت طول الدهر في كل نعمة * معافى على رغم الحسود مسلما
وأعقبك الله السلامة إثر ما * شربت فأعطاك الشفاء متمما
ودمت على مر الليالي مبلغا * أمانيك محبوا بذاك مكرما
فلو وقي أحد من صرف دهر، وعوفي من ألم وشر، لكرم طباعه، وطيب نجاره،
وشرف فعاله، وخيرية جملته، وكمال حريته، لكنت الموقى من ذلك. لكن الله أحسن
اختيارا منك لنفسك، فأثاب الله على ما أعل، وضاعف عليه الأجر والحمد، وهو
يقيني فيك، ويحرسك ويكفيك، ويصرف عنك الأسواء ويمنحك النعماء، فما حق
نفسك أن تعرم ولا جسمك أن يألم، لولا ما أراد الله في ذلك من خير لك، ثم أقول:
ولو أنصفتك الحادثات لزايلت * رباعك واحتلت رباع الألائم
وأصبحت الآلام لا تهتدي إلى * ذراك ولا تنحو سبيل الأكارم
وما كنت إلا سائر الدهر سالما * موقى على رغم العدا والمراغم
وقد كان ينبغي لك جعلني الله فداك مع علمك بتعلق قلبي بك، وتطلعي إلى علم
خبرك، أن تكون قد مننت بتعريفي من ذلك ما أسكن إليه وأكثر حمد الله عليه والسلام.
13

أخبرنا أبو سعيد الحسين بن عثمان الشيرازي قال: قال لنا أبو عبد الله يحيى بن
حمزة بن الحسين بن فارس الموصلي: مات أبو اليسر إبراهيم بن أحمد الجوزي
الأنصاري في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
3044 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أبو إسحاق المقرئ القرمسيني:
رحل وطوف في البلاد شرقا وغربا، وكتب بخراسان، والعراق، والشام، ومصر،
وحدث عن بشر بن موسى، وأبي العباس الكديمي، وأبي معشر الدارمي، وعبد الله بن
ناجية، والحسن بن سفيان النسوي، ومحمد بن إسحاق السراج النيسابوري، ومحمد
ابن نصير، وعلي بن رستم الأصبهانيين، وعبد الله بن جعفر الأبلي، والقاسم بن الليث
التنيسي، والحسين بن حميد العكي، وأبي عبد الرحمن النسائي، و عبد الرحمن بن
القاسم الدمشقي، وأحمد بن داود الحراني، وابن قتيبة العسقلاني، وعبد الله بن
محمد بن سلم، وزكريا بن يحيى المقدسيين، ويحيى بن زكريا القاساني، وأحمد بن
صالح المؤدب الصوري، ومحمد بن خالد الراسبي البصري، وغيرهم.
وكان ثقة صالحا، استوطن الموصل. وورد بغداد وحدث بها، فكتب عنه من
أهلها أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، ومحمد بن إسماعيل الوراق،
ومحمد بن المظفر، ومحمد بن جعفر بن العباس النجار، وعبد الله بن عثمان الصفار،
والحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير القاضي، وأبو القاسم الحسن بن الحسين بن
المنذر. حدثنا عنه أبو الحسن محمد بن عمر الخطراني البلدي، وعلي بن أحمد
الحمامي، وكانا سمعا منه بالموصل.
قرأت بخط أبي عبد الله بن بكير، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرمسيني -
قدم علينا بغداد من الموصل - أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا إبراهيم بن
أحمد القرمسيني الصوفي - وما كتبناه إلا عنه - حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد
ابن حبيب، حدثنا محمد بن أبي محمد المروزي، حدثنا ابن عيسى الرملي - يعني
يحيى - حدثنا سفيان بن سعيد الثوري، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي
قلابة، عن كثير بن أفلح، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني
جبريل فقال: يا محمد، ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن من عبادي من لا يصلح
إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو
14

أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو أصححته لكفر، وإن
من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالصحة لو أسقمته لكفر ".
حدثني الحسن بن علي التميمي، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثني أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن المقرئ الخياط - الشيخ الصالح - حدثنا أبو سعد
الحسين بن عثمان الشيرازي قال: قال لنا يحيى بن حمزة بن الحسين الموصلي:
ومات إبراهيم بن أحمد بن الحسن أبو إسحاق القرمسيني بالموصل في سنة ثمان
وخمسين وثلاثمائة.
3045 - إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، المخرمي:
خال أبي الحسن بن الجندي. حدث عن أحمد بن فرج المقرئ، والمفضل بن
محمد الحنيني، والخضر بن داود المكي، والحسين بن محمد بن عفير الأنصاري،
وعلي بن العباس المقانعي. روى عنه ابن أخته أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي،
أخبرني الحسين بن محمد الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثني خالي
إبراهيم بن أحمد بن فرج المقرئ، حدثني يعقوب بن السكيت قال: كان أمية بن أبي
الصلت يشرب. قال: فجاء غراب فنعب نعبة، فقال له أمية: بفيك التراب. ثم نعب
نعبة أخرى فقال: بفيك التراب. ثم أقبل على أصحابه فقال: تدرون ما قال هذا
الغراب؟ زعم أني أشرب هذا الكأس ثم أتكئ فأموت، ثم نعب نعبة أخرى فقال:
وآية ذلك أني أقع على هذه المزبلة فأبتلع عظما ثم أقع فأموت. قال: فوقع الغراب
على المزبلة فابتلع عظما فمات! فقال أمية: أما هذا فقد صدقني عن نفسه، ولكن
لأنظرن أيصدقني عن نفسي؟ قال: فشرب الكأس ثم اتكأ فمات!
3046 - إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق المقرئ
البزوري:
حدث عن يوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأحمد
ابن الحسين بن نصر الحذاء، وجعفر الفريابي، وأحمد بن فرج المقرئ، وإبراهيم بن
15

هاشم البغوي، ومحمد بن جرير الطبري، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وإسحاق بن
إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المدني. حدثنا عنه أبو الحسن بن الحماني المقرئ وأبو
نعيم الأصبهاني، ومحمد بن عمر بن بكير النجار.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم
البزوري المقرئ، حدثنا القاضي جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا قتيبة بن سعيد،
حدثنا ابن لهيعة، عن ابن الهاد عن المطلب عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن
السعادة كل السعادة، طول العمر في طاعة الله عز وجل ".
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري يوم
الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكان من أهل
القرآن والستر، ولم يكن محمودا في الرواية، وكان فيه غفلة وتساهل.
3047 - إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الطبري النحوي، يعرف
بتيزون:
كان من أهل الفضل والأدب، وسكن بغداد، وصحب أبا عمر الزاهد - صاحب
ثعلب - وأخذ عنه وعن غيره علما كثيرا. وذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن
إبراهيم بن عبد الوهاب الأبزاري الطبري صاحب أبي حاتم السجستاني.
3048 - إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان، أبو إسحاق الفقيه، المعروف
بابن شاقلا:
أحد شيوخ الحنبلية. قال لي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء: كان رجلا
جليل القدر، حسن الهيئة، كثير الرواية، حسن الكلام في الفقه غير أنه لم يطل له
العمر.
3049 - إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن عبد الله بن
سلام، أبو إسحاق المقرئ الخرقي:
من أهل الجانب الشرقي، كان يسكن ناحية سوق يحيى في درب أيوب وحدث
16

عن جعفر بن محمد الفريابي، وسعيد بن سعدان الكاتب، وأبي معشر الدارمي،
ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك، ومحمد بن الحسن بن بدينا، وعلي بن سليم
المقرئ، وأحمد بن سهل الأشناني، وهيثم بن خلف الدوري، وغيرهم.
حدثنا عنه علي بن طلحة المقرئ، وعلي بن محمد بن الحسن السمسار، ومحمد
ابن محمد بن عثمان السواق، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري،
وكان ثقة صالحا. وكان يذكر أن سلاما الذي سقنا نسبه إليه كان خازن المهدي
أمير المؤمنين.
حدثني الأزهري، عن محمد بن العباس بن الفرات قال: كان إبراهيم بن أحمد
الخرقي ثقة خيرا فاضلا جميل الأمر، حدثني التنوخي أن الخرقي مات لليلتين خلتا من
ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو
القاسم إبراهيم بن أحمد الخرقي يوم الخميس لست خلون من ذي الحجة وكان ثقة
أمينا. وكذا ذكر محمد بن أبي الفوارس وفاته.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: توفي إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي
يوم السبت الثامن من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
3050 - إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن، المفسر:
حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي. حدثنا عنه أبو محمد الحسن
ابن محمد الخلال.
حدثنا الخلال - لفظا - حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المفسر - ولم أسمع
منه غير هذا الحديث - حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثني بعض أصحابنا - قال
الخلال: هو يحيى بن صاعد - حدثنا الحسن بن مدرك الطحاوي، حدثنا يحيى بن
حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال:
دخلنا على أسير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يأتيك من
الحيا إلا خير ".
17

3051 - إبراهيم بن أحمد بن بشران بن زكريا بن أحمد بن الحجاج بن
سيار بن بيان، أبو إسحاق الصيرفي، يلقب سنان:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وجعفر بن محمد بن المغلس، ومحمد بن
نوح الجنديسابوري، والحسن بن محمد بن شعبة وأبا أحمد محمد بن إبراهيم
الحضرمي. حدثنا عنه الأزهري، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن
جعفر.
وقال لي الأزهري: كان هذا الشيخ ثقة ثقة انتقى عليه الدارقطني وكتبنا بانتخابه
عنه.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن بشران
الصيرفي، حدثنا جعفر بن محمد بن المغلس، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن
إدريس قال: سمعت محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات ".
حدثني الأزهري قال: سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي إبراهيم ابن بشران الصيرفي
في ذي الحجة وكان ثقة جميل الأمر وما كان يعرف الحديث.
قال ابن أبي الفوارس: توفي يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة.
3052 - إبراهيم بن أحمد بن نصر بن محمد، أبو إسحاق الكاتب، يعرف
بابن البازيار:
حدث عن أبي القاسم البغوي، ويزداذ بن عبد الرحمن الكاتب. حدثنا عنه أحمد
ابن علي بن الحسين التوزي.
أخبرنا ابن التوزي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن نصر بن محمد
الكاتب المعروف بابن البازيار، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا
18

قطن بن بشير أبو عباد، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عتيبة الضرير، حدثنا يزيد بن
أصرم عن علي بن أبي طالب قال: مات رجل من أهل الصفة وترك دينارا ودرهما.
فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " كيتان، صلوا على صاحبكم "
3053 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو إسحاق
الطبري المقرئ:
كان أحد الشهود ببغداد، وذكر لي أبو القاسم التنوخي أنه شهد أيضا بالبصرة
والأبلة، وواسط، والأهواز، وعسكر مكرم، وتستر، والكوفة، ومكة، والمدينة قال:
وأم بالناس في المسجد الحرام أيام الموسم، وما تقدم فيه من ليس بقرشي غيره، وكان
يكتم مولده، ويقال ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وهو مالكي المذهب.
قلت: وسكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي عمرو بن
السماك، وأحمد بن سليمان العباداني، وعلي بن إدريس الستوري، ومن في طبقتهم
وبعدهم. وكان أبو الحسن الدارقطني خرج له خمسمائة جزء، وكان كريما سخيا
مفضلا على أهل العلم، حسن المعاشرة، جميل الأخلاق، وداره مجمع أهل القرآن
والحديث، وكان ثقة.
حدثنا عنه القاضيان أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد بن طلحة
النعالي، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني.
حدثني علي بن أبي علي المعدل قال: قصد أبو الحسين بن سمعون الواعظ أبا
إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، ليهنئه بقدومه من البصرة في سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة، فجلس في الموضع الذي جرت عادة أبي إسحاق بالجلوس فيه لصلاة
الجمعة من جامع المدينة، ولم يك وافى - فلما جاء والتقيا قام إليه وسلم عليه وقال له
بعد أن جلسا:
الصبر إلا عنك محمود * والعيش إلا بك منكود
ويوم تأتي سالما غانما * يوم على الإخوان مسعود
مذ غبت غاب الخير من عندنا * وإن تعد فالخير مردود
19

حدثني أبو محمد الخلال قال: مات أبو إسحاق الطبري سنة ثلاث وتسعين
وثلاثمائة.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة توفي أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري شيخ الشهود ومتقدمهم، وكان ثقة.
3054 - إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أبو إسحاق البصري
الأسدي، المعروف بابن علية:
كان أحد المتكلمين وممن يقول بخلق القرآن، وجرت له مع أبي عبد الله محمد بن
إدريس الشافعي مناظرات في بغداد ومصر.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه، حدثني
الزبير بن عبد الواحد، حدثني أبو عيسى يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي -
ببغداد - حدثنا أبو سليمان داود بن علي الأصبهاني، حدثني الحارث بن سريج النقال
قال: دخلت على الشافعي يوما - وعنده أحمد بن حنبل والحسين القلاس - وكان
الحسين أحد تلاميذ الشافعي المقدمين في حفظ الحديث - وعنده جماعة من أهل
الحديث، والبيت غاص بالناس، وبين يديه إبراهيم بن إسماعيل بن علية وهو يكلمه في
خبر الواحد، فقلت: يا أبا عبد الله، عندك وجوه الناس وقد أقبلت على هذا المبتدع
تكلمه؟ فقال لي - وهو يبتسم - كلامي لهذا بحضرتهم أنفع لهم من كلامي لهم.
قال: فقالوا: صدق. قال: فأقبل عليه الشافعي فقال له: ألست تزعم أن الحجة هي
الإجماع؟ قال: فقال نعم! فقال الشافعي: خبرني عن خبر الواحد العدل، أبإجماع
دفعته أم بغير إجماع؟ قال: فانقطع إبراهيم ولم يجب، وسر القوم بذلك.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عياش بن الحسن بن عياش، حدثنا
أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى الساجي، حدثني
أحمد بن مردك الرازي قال: سمعت صالح بن أبي صالح - كاتب الليث - يقول: كنا
مع الشافعي في مجلسه فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبناه
وذهبنا به إلى إبراهيم بن إسماعيل بن علية، وكان من غلمان أبي بكر الأصم، وكان
مجلسه بمصر عند باب الضوال، فلما قرأنا عليه جعل يحتج لإبطاله، فكتبنا ما قال ابن
علية وذهبنا به إلى الشافعي فنقضه الشافعي وتكلم بإبطال ما قال ابن علية، ثم كتبنا
20

ما قال الشافعي وذهبنا به إلى ابن علية، فجعل يحتج بإبطال ما قال الشافعي، فكتبناه
ثم جئنا به إلى الشافعي. فقال الشافعي: إن ابن علية ضال قد جلس عند باب
الضوال! يضل الناس.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد بن عيسى الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: وذكر لأبي
عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - إبراهيم بن إسماعيل بن علية فقال: ضال مضل. ثم
قال: رحم الله سليمان بن حرب. ذكر عنده رجل فسئل عنه فقال سليمان: تجيء إلى
من ينبغي أن يقدم فيضرب عنقه فتذكره!
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري - إجازة - أخبرنا
علي بن أحمد بن أبي غسان البصري - بها - أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي.
ثم أخبرنا عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري ومحمد بن عبد الملك القرشي قراءة
عليهما. قالا: أخبرنا عياش بن الحسن، حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، أخبرني
زكريا بن يحيى قال: قلت لداود بن علي الأصبهاني إن إبراهيم بن إسماعيل بن علية
وعيسى بن أبان وضعا على الشافعي كتابا، وردا عليه، فلو نقضته عليهم! فقال: أما
عيسى بن أبان فليس هو من أهل العلم عندي، وليس كتابه بشيء، وليس له معنى،
الصبيان ينقضونه، إنما أعانه عليه ابن سختان، ولكني قد وضعت على إبراهيم بن
إسماعيل بن علية نقض كتابه وأنا على إتمامه، وذهب إلى أنه كان أحج.
وأخبرنا أحمد بن علي بن أيوب إجازة، أخبرنا بن أبي غسان، حدثنا زكريا
الساجي.
ثم أخبرنا عمر بن إبراهيم ومحمد بن عبد الملك - قراءة -. قالا: حدثنا عياش بن
الحسن، حدثنا الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى، حدثني شباب بن درست قال:
سمعت يعقوب بن سفيان الفارسي يقول: خرج إبراهيم بن إسماعيل بن علية ليلة من
مسجد مصر - وقد صلى العتمة وهو في زقاق القناديل ومعه رجل - فقال له الرجل:
إني قرأت البارحة سورة الأنعام فرأيت بعضها ينقض بعضا! فقال إبراهيم بن
إسماعيل بن علية: مالم تر أكثر.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه إلينا من
شيراز - أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي أبو حسان
21

الزيادي قال: سنة ثمان عشرة ومائتين فيها مات إبراهيم بن إسماعيل بن علية ببغداد
ليلة عرفة، ويكنى أبا إسحاق وهو ابن سبع وستين، قيل إنه مات بمصر.
كذلك ذكر أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري في
كتاب " الغرباء " الذي ذكر لي محمد بن علي الصوري أن محمد بن عبد الرحمن
الأزدي حدثهم به. قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا ابن يونس
قال: إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية بصرى قدم مصر وسكنها. وله
مصنفات في الفقه تشبه الجدل. حدث عنه بحر بن نصر الخولاني، ويس بن أبي
زرارة، وغيرهما. توفي بمصر سنة ثمان عشرة ومائتين.
3055 - إبراهيم بن إسماعيل بن محمد، أبو إسحاق السوطي:
حدث عن عفان بن مسلم وأبي معمر المقعد، وعبد الحكم بن عبد الله المصري،
وبشر بن سيحان، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي، وإبراهيم بن بشار الرمادي،
وكثير بن يحيى البصري. روى عنه أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، وعبد الله بن
إسحاق بن الخراساني، وغيرهما.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، حدثنا
إبراهيم بن إسماعيل السوطي، حدثنا عبد الحكم بن عبد الله المصري - بمكة - حدثنا
عبد الله بن وهب عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار،
عن ابن عمر. عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه دخل مكة عليه عمامة سوداء.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا
إبراهيم بن إسماعيل، حدثنا بشر بن سيحان عن حلبس الكلبي.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بنيسابور - واللفظ له - حدثنا أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني - إملاء في سنة سبع وثلاثين
وثلاثمائة - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن محمد السوطي - ببغداد -
حدثنا بشر بن سيحان، حدثنا حلبس الكلبي، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي الزناد،
عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله إني زوجت
22

ابنتي وأنا أحب أن تعينني، قال: " ما عندي شيء ولكن القنى غدا في وقت تجيئني
وقد أجفت الباب، وجئني معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة ". قال: فجاء
فجعل يسلت العرق عن ذراعيه حتى ملأ القارورة، قال: " خذها وأمر أهلك إذا
أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به " فكانت إذا تطيبت شم
أهم المدينة ريحا طيبا فسموا المطيبين.
أخبرنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى وأنا أسمع: أن إبراهيم بن إسماعيل السوطي مات في سنة اثنتين وثمانين
ومائتين. وأساء ابن المنادى القول فيه لأجل مذهبه.
3056 - إبراهيم بن إسحاق بن عيسى، أبو إسحاق الطالقاني:
قدم بغداد وحدث بها عن منكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن المبارك،
والوليد بن مسلم، ويحيى بن سعيد العطار، وبقية بن الوليد الحمصيين. روى عنه
أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وأحمد
ابن منصور الرمادي ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس بن محمد الدوري.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، حدثنا أحمد بن جعفر حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، حدثنا الوليد
ابن مسلم، عن يحيى بن حسان قال: سمعت عبد الله بن بشر المازني يقول: ترون
يدي هذه؟ فأنا بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رسول الله: " لا تصوموا يوم السبت
إلا فيما افترض عليكم ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا
عباس بن محمد، حدثنا أبو إسحاق الطالقاني، حدثنا ابن المبارك، عن إبراهيم بن
23

طهمان - قال أبو إسحاق: وسمعت ابن المبارك يقول: كان إبراهيم بن طهمان ثبتا في
الحديث - عن حسين المكتب عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين. قال:
كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " صل قائما، فإن لم تستطع فصل قاعدا،
فإن لم تستطع فعلى جنب ".
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم
الطالقاني فقال: ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - أبو إسحاق ثقة
ثبت، كان يقول بالارجاء.
أخبرنا ابن المفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى أبو إسحاق الطالقاني كان حيا
سنة أربع عشرة ومائتين.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري المعروف
بغنجار الحافظ: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني بمرو في سنة
خمس عشرة ومائتين.
3057 - إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، أبو إسحاق الزهري القاضي
الكوفي:
سمع جعفر بن عون العمري، وإسحاق بن منصور السلولي، ويعلى بن عبيد
الطنافسي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن خلف وكيع، وأحمد بن
إسماعيل الآدمي، وشعيب بن محمد الذارع، ويحيى بن صاعد، وعامة الكوفيين.
وولي قضاء مدينة المنصور بعد أحمد بن محمد بن سماعة، وكان ثقة خيرا
فاضلا دينا صالحا.
وقال محمد بن خلف وكيع: كتبت عنه وهو على قضاء مدينة المنصور في سنة
ثلاث وخمسين ومائتين.
24

أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة قال: سنة ثلاث وخمسين ومائتين فيها ولى ابن أبي العنبس قضاء مدينة
السلام بعد ابن سماعة.
أخبرنا علي ابن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: صرف أحمد بن
محمد بن سماعة واستقضى مكانه إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس وذلك في سنة
ثلاث وخمسين وكان تقلد قضاء الكوفة. وهذا رجل جليل القدر، صالح العلم حسن
الدين، ومن أصحاب الحديث، حمل الناس عنه حديثا كثيرا، وكان سبب صرفه أن
الموفق أراد منه أن يدفع إليه أموال الأيتام على سبيل القرض فأبى أن يدفعها وقال: لا
والله ولا حبة منها! فصرفه عن الحكم في سنة أربع وخمسين ومائتين، ورد إلى قضاء
الكوفة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن أبي
العنبس الكوفي ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان قال: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: ومات إبراهيم بن أبي العنبس
قاضي الكوفة سنة سبع وسبعين - يعني ومائتين -.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع قال: وإبراهيم بن أبي العنبس قاضي الكوفة أخبرنا أنه مات يوم الثلاثاء
لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة سبع وسبعين، وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
3058 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله، أبو إسحاق
الثقفي السراج النيسابوري:
أخو إسماعيل ومحمد. سمع يحيى بن يحيى التميمي، ويزيد بن صالح الفراء،
وعبد الأعلى بن حماد النرسي، ومحمد بن معاوية، وعبد الجبار بن عاصم، ويحيى
ابن الحماني، وأبا الربيع الزهراني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وأبا مصعب أحمد
ابن أبي بكر الزهري، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، ووهب بن بقية، وأبا
بكر بن أبي شيبة، وعبيد الله القواريري، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن رافع.
25

روى عنه أخوه محمد بن إسحاق، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن
مخلد، وأبو الحسين بن المنادى، ومحمد بن عبد الله بن عتاب، وأبو سهل بن زياد،
ومحمد بن عبد الله الشافعي، وغيرهم.
وكان قد نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، وكان أحمد بن حنبل يحضره ويفطر
عنده وينبسط في منزله وهو أكبر إخوته.
وقال الدارقطني: كان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا إبراهيم بن إسحاق السراج النيسابوري، حدثنا يحيى بن يحيى،
حدثنا عبثر عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
فإذا انكسفتا فافزعوا إلى الصلاة ".
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
ابن أحمد الصفار الأصبهاني - إملاء - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق السراج
أخو أبي العباس ببغداد، حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري، حدثنا محمد بن
صفوان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
تعالى ينزل في كل يوم مائة رحمة، ستين منها على الطائفين بالبيت، وعشرين على
أهل مكة، وعشرين على سائر الناس ".
حدثني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن
إسحاق السراج ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
محمد بن إسماعيل اليشكري يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول: أقام
أخي إبراهيم ببغداد خمسين سنة، وتوفى في ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين
ومائتين.
هكذا قال وهو وهم، أراه من اليشكري، والصواب: ما أخبرنا محمد بن عبد
26

الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع قال: إبراهيم
ابن إسحاق النيسابوري المعروف بالسراج في صفر سنة ثلاث وثمانين - يعنى
ومائتين، مات - كان ينزل بالجانب الغربي نواحي قطيعة الربيع.
وكذلك ذكر وفاته محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه.
ثم أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن إبراهيم بن إسحاق السراج
توفى سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن
الحجاج، عن أبي العباس بن سعيد. قال: توفى إبراهيم بن إسحاق السراج النيسابوري
ببغداد لعشر خلت من صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
3059 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم، أبو
إسحاق الحربي:
ولد في سنة ثمان وتسعين ومائة. وسمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن
مسلم، وعبد الله بن صالح العجلي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبا عمر
الحوضي، ومسددا، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وعمرو بن مرزوق، وسعيد بن
سليمان الواسطي، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، وعاصم بن علي، ومحمد بن
مقاتل المروزي، وأحمد بن يونس، ومحمد بن بكار بن الريان، وقتيبة بن سعيد،
ويحيى بن الحماني، وأحمد بن حنبل، وعثمان بن أبي شيبة، وعبيد الله القواريري،
وخلقا من أمثالهم. روى عنه موسى بن هارون الحافظ، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر
ابن أبي داود، والحسين المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر بن الأنباري
النحوي، وإبراهيم بن حبيش بن دينار، وعثمان بن عبدويه، وعبيد الله بن أحمد بن
بكير، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو عمر الزاهد - صاحب
ثعلب -، وأبو سهل بن زياد، ومحمد بن علي بن علوان المقرئ، والقاضي أبو الحسين
ابن الأشناني، ومحمد بن عبد الله الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبو بكر بن
مالك القطيعي، وغيرهم.
27

وكان إماما في العلم، رأسا في الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا
للحديث، مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعا للغة، وصنف كتبا كثيرة، منها غريب
الحديث وغيره، وكان أصله من مرو.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الله بن بشران، بخطه: سمعت أبا إسحاق
إبراهيم بن حبيش يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير
ابن عبد الله بن ديسم المروزي. قال: أمي تغلبية، وكان أخوالي نصارى أكثرهم.
فقلت له: لم سميت إبراهيم الحربي؟ فقال: صحبت قوما من الكرخ على الحديث،
وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة: من الحربية، فسموني الحربي بذلك. وقال: قطائعنا في
المراوزه - يعني عندنا في الكابلية - كان لي فيها اثنتان وعشرون دارا وبستانا، قال ابن
حبيش: وكان يصف لنا نخلة نخلة، ودارا دارا. قال: فبعتها وأنفقتها على الحديث،
وورثت من خال بحولايا عشرين ومائة جريب فيها رطبة، فلم أفرغ لها، ولا
ذهبت أخذت منها لا أصلا ولا فرعا، فذهبت إلى الآن.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا علي بن عبد العزيز الوراق وإبراهيم
ابن إسحاق قالا: حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو العنبس - زاد ابن عبد العزيز سعيد بن
كثير - عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا
حديث ابن عبد العزيز.
وقال: إبراهيم عن أبي العنبس عن أبيه. قال: قالت عائشة: إن كنت لأحك المنى.
وقالت: بإصبعها في راحتها لم تزدنا على هذا شيئا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان
ابن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب. قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: رأيت
أبا سلمة الخزاعي الذي روى عنه أحمد بن حنبل ولم أسمع منه، وكان ينزل ربض
حمزة، ورأيت يحيى بن غيلان وكان ينزل دار أبي زيد ولم أسمع منه، وكان عنده
عن أبي عوانة ومفضل، وكل طير عندنا فاره فهو من حمام يحيى بن غيلان. قيل له:
رأيت أبا كامل - يعنى مظفر بن مدرك؟ قال: لا، لم أره، وكان ينزل عندنا ها هنا،
ومات في سنة مات روح بن عبادة، وكان يسمع منه أحمد بن حنبل، ويحيى بن
28

معين، وكانا أول ما جاءا إليه لم يحدثهم سنة شيئا، فعدوا الأيام فلما تمت سنة جاءوا
فحدثهم، وكان ثقة ليس به بأس.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال:
سمعت إبراهيم الحربي يقول: جئت عارم بن الفضل فطرح لي حصيرا على الباب،
ثم خرج إلى فقال لي: مرحبا، إيش كان خبرك؟ ما رأيتك منذ مدة، قال إبراهيم:
وما كنت جئته قبل ذلك. فقال لي قال ابن المبارك:
أيها الطالب علما * ائت حماد بن زيد
فاستفد حلما وعلما * ثم قيده بقيد
والقيد بقيد، وجعل يشير على أصبعه مرارا. فعلمت أنه قد اختلط فتركته
وانصرفت.
أخبرني محمد بن جعفر بن غيلان الشروطي، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن
أحمد بن عمرو بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الطوماري. قال: جئت إلى
إبراهيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت إليه فقلت: قد فاتني هذا الحديث،
فقال لي: ضعه على رأسك، فوضعت الجزء على رأسي، وكان إلى جنبه محمد بن
خلف وكيع فقال له: يا سيدي هذا من ولد عبد الملك بن جريج، فأدناني ثم قال:
حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عفان - ثم قال لوكيع: لو قلت لك حدثنا عفان من
أين كنت تعلم؟ فقال رجل من أهل خراسان: يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع
من عفان سمعت ما حول الله هذه الوجوه إليك.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي، حدثنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ - بنيسابور - قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن
عبد الله الصفار يقول: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي - وحدث عن حميد بن
زنجويه عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث فقال - اللهم لك الحمد - ورفع يديه
فحمد الله، ثم قال: عندي عن عبد الله بن صالح العجلي قمطر، وليس عندي عن
حميد غير هذا الطبق، وأنا أحمد الله على الصدق.
قال أبو عبد الله الحافظ: زادني فيه بعض أصحابنا عن أبي عبد الله الصفار قال:
فقام رجل من المجلس فقال: يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع سمعت لم يقبل الله
بهذه الوجوه عليك.
29

حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني،
حدثنا الخالدي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن خالد بن ماهان - ويعرف بابن أسد -
قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر
لم يتهنأ بعيشه، كان يكون قميصي أنظف قميص وإزاري أوسخ إزار، ما حدثت
نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي مقطوع وفرد عقبي الآخر صحيح، أمشي بهما
وأدور بغداد كلها، هذا الجانب، وذلك الجانب، ولا أحدث نفسي أني أصلحها، وما
شكوت إلى أمي، ولا إلى إخوتي، ولا إلي امرأتي، ولا إلي بناتي قط حمى وجدتها.
الرجل هو الذي يدخل غمه على نفسه ولا يغم عياله. كان بي شقيقة خمسا وأربعين
سنة ما أخبرت بها أحدا قط! ولى عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحدا،
وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت، وإلا
بقيت جائعا عطشان إلى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف في اليوم
والليلة، إن جائتني امرأتي أو إحدى بناتي به أكلته، وإلا بقيت جائعا عطشان إلى
الليلة الأخرى، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة إن كان برنيا، أو نيفا
وعشرين إن كان دقلا، ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهرا، فقام
إفطاري في هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف! ودخلت الحمام واشتريت لهم
صابونا بدانقين، فقام نفقة شهر رمضان كله بدرهم وأربعة دوانق ونصف.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا
القاسم بن بكير حدثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه
الأطبخة شيئا، كنت أجيء من عشى إلي عشى وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو
لعقة ين أو باقة فجل.
وقال عمر: سمعت أبا علي الخياط المعروف بالميت يقول: كنت يوما جالسا مع
إبراهيم على باب داره، فلما أن أصبحنا قال لي: يا أبا علي، قم إلى شغلك فإن عندي
فجلة قد أكلت البارحة خضرها أقوم أتغدى بجزرتها.
حدثني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان قال:
سمعت أبا بكر بن أيوب العكبري يقول: سمعت الحربي - يعني إبراهيم - يقول: ما
تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء واحد في يوم مرتين.
30

حدثني علي بن محمد بن الحسن الحربي - حفظا - قال: سمعت أبا الحسين بن
سمعون يقول: قال أحمد بن سلمان القطيعي: ضقت إضاقة فمضيت إلى إبراهيم
الحربي لأبثه ما أنا فيه فقال لي: لا يضق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، وإني
ضقت مرة حتى انتهى أمري في الإضاقة إلى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت لي الزوجة:
هب أني وإياك نصبر، فكيف نصنع بهاتين الصبيتين؟ فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه
أو نرهنه، فضننت بذاك. وقلت: اقترضي لهما شيئا وانظريني بقية اليوم والليلة، وكان
لي بيت في دهليز داري فيه كتبي. فكنت أجلس فيه للنسخ وللنظر، فلما كان في تلك
الليلة إذا داق يدق الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: رجل من الجيران، فقلت: أدخل!
فقال: أطفئ السراج حتى أدخل، فكبيت على السراج شيئا وقلت: ادخل، فدخل
وترك إلى جانبي شيئا، وانصرف فكشفت عن السراج ونظرت فإذا منديل له قيمة،
وفيه أنواع من الطعام، وكاغد فيه خمسمائة درهم، فدعوت الزوجة وقلت: أنبهي
الصبيان حتى يأكلوا. ولما كان من الغد قضينا دينا كان علينا من تلك الدراهم، وكان
وقت مجيء الحاج من خراسان، فجلست علي بابي من غد تلك الليلة وإذا جمال يقود
جملين عليهما حملان ورقا وهو يسأل عن منزل إبراهيم الحربي، فانتهى إلي فقلت: أنا
إبراهيم الحربي، فحط الحملين، وقال: هذان الحملان أنفذهما لك رجل من أهل
خراسان، فقلت: من هو؟ فقال: قد استحلفني أن لا أقول من هو.
أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله القاضي - بالدينور -
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال: سمعت أبا عثمان
الرازي يقول: جاء رجل من أصحاب المعتضد إلى إبراهيم الحربي بعشرة آلاف درهم
من عند المعتضد، يسأله عن أمر أمير المؤمنين تفرقة ذلك فرده، فانصرف الرسول، ثم
عاد فقال: إن أمير المؤمنين يسألك أن تفرقه في جيرانك، فقال: عافاك الله هذا مال لم
نشغل أنفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفرقته، قل لأمير المؤمنين إن تركتنا وإلا تحولنا من
جوارك!
حدثني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا أحمد بن مروان،
حدثنا أبو القاسم بن الجبلي قال: اعتل إبراهيم الحربي علة حتى أشرف على الموت،
فدخلت إليه يوما فقال لي: يا أبا القاسم، أنا في أمر عظيم مع ابنتي، ثم قال لها:
قومي اخرجي إلى عمك، فخرجت فألقت على وجهها خمارها، فقال إبراهيم: هذا
31

عمك كلميه، فقالت لي: يا عم نحن في أمر عظيم، لا في الدنيا ولا في الآخرة، الشهر
والدهر ما لنا طعام إلا كسر يابسة وملح، وربما عدمنا الملح، وبالأمس قد وجه إليه
المعتضد مع بدر ألف دينار فلم يأخذها، ووجه إليه فلان وفلان فلم يأخذ منها شيئا.
وهو عليل. فالتفت الحربي إليها، وتبسم فقال لها: يا بنية إنما خفت الفقر؟ قال: نعم.
فقال لها: انظري إلى تلك الزاوية، فنظرت فإذا كتب، فقال: هناك اثنا عشر ألف
جزء لغة وغريب كتبتها بخطي، إذا مت فوجهي في كل يوم بجزء تبيعيه بدرهم، فمن
كان عنده اثنا عشر ألف درهم ليس هو فقير!
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز. قال: سمعت
أبا عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي يقول: سمعت ثعلبا يقول: ما فقدت إبراهيم
الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة! قال أبو عمر: وسمعت ثعلبا يقول ذلك
مرارا.
قال محمد بن العباس، وسمعت أبا الحسين بن المنادى يقول: سمعت أحمد بن
يحيى يقول: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس نحو أو لغة خمسين سنة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال: قال عمر بن أحمد بن هارون المقرئ قال لنا
أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم يقول: بقيت على سور الرهينة عشرين سنة
أكتب.
حدثني الأزهري قال: سمعت أبا سعد عبد الرحمن بن محمد الأستراباذي يقول:
سمعت أبا أحمد بن عدي يقول: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قال رجل
لإبراهيم الحربي: كيف قويت على جميع هذه الكتب؟ قال: فغضب وقال: بلحمي
ودمي.
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: سمعت أبا بكر الشافعي
يقول: قال إبراهيم الحربي: ما أخذت على علم قط أجرا إلا مرة واحدة، فإني وقفت
على بقال فوزنت له قيراطا إلا فلسا، فسألني عن مسألة فأجبته، فقال للغلام: أعطه
بقيراط ولا تنقصه شيئا، فزادني فلسا.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، أخبرنا مقاتل بن محمد بن بنان
العكي قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق المعروف بالحربي يقول - وقد سألوه عن
حديث عباس البقال - فقال: أخرجت إلى الكبش ووزنت لعباس البقال دانقا إلا
32

فلسا، فقال: يا أبا إسحاق حدثني حديثا في السخاء، فلعل الله يشرح صدري فأعمل
شيئا، قال: فقلت له: نعم روى عن الحسن بن علي أنه كان مارا في بعض حيطان
المدينة، فرأى أسود بيده رغيف يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة، إلى أن شاطره
الرغيف. فقال له الحسن: ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشيء؟ فقال:
استحت عيناي من عينيه أن أغابنه، فقال له: غلام من أنت؟ فقال: غلام أبان بن
عثمان، فقال: والحائط؟ قال لأبان بن عثمان، فقال له الحسن: أقسمت عليك
لا برحت حتى أعود إليك، فمر واشترى الغلام والحائط، وجاء إلى الغلام فقال: يا
غلام قد اشتريتك، قال: فقام قائما فقال: السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا
مولاي، قال: وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه الله، والحائط هبة مني إليك. قال:
فقال الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له! قال: فقال عباس البقال:
أحسن والله يا أبا إسحاق، لأبي إسحاق دانق إلا فلسا أعطه بدانق ما يريد. فقلت:
والله لا أخذت إلا بدانق إلا فلسا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان
ابن إسحاق الجلاب قال: قال أبو إسحاق الحربي: كان لنا جار نخاس في البيت يقال
له عباس، قد أتى عليه خمس وثمانون سنة، قال: فسألته امرأة عن مسألة فقالت له:
زوج ابنتي طلقها. قال: فرضيت أنت وأبوها؟ قالت: لا، قال: لا يجوز حتى ترضى
الأم والأب! قال: فقالت له: قد سألت أبا إسحاق فقال قد طلقت. قال: فقال
ويدري أبو إسحاق؟! أنا أبصر من أبي إسحاق وأعلم وأكبر، أنا ألقيت على أبي
إسحاق مسألة فلم يخرج منها.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي، حدثنا
محمد بن إسحاق الملحمي القاضي قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: كان أبي
يقول: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال لنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي: لما
مات سعيد بن أحمد بن حنبل، جاء إبراهيم - يعني الحربي - إلى عبد الله بن أحمد،
فقام إليه عبد الله فقال: تقوم إلي؟ قال: لم لا أقوم، والله لو رآك أبي لقام إليك. قال:
والله لو رأى ابن عيينة أباك لقام إليه.
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، حدثني عبد الوهاب بن جعفر الميداني،
حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر، حدثني أبي قال: قال لي أبو
33

علي الحسين بن فهم - وذكر إبراهيم الحربي -: والله يا أبا محمد لا ترى عيناك مثل أبي
إسحاق أيام الدنيا، ولقد رأيت وجالست الناس من صنوف أهل العلم والحذق بكل فن
منه، فما رأيت رجلا أكمل في ذلك كله من أبي إسحاق رحمه الله.
أخبرني أبو بكر أحمد بن عبد الواحد المنكدري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن
الحافظ - بنيسابور - قال: سمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم أن بغداد
أخرجت مثل إبراهيم بن إسحاق الحربي في الأدب، والفقه، والحديث، والزهد.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي، أخبرنا محمد بن إسحاق بن محمد بن
الطل الأنباري - بها - أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن أبي عبد الله القرنجلي
اللخمي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي - وما رأيت بعيني مثله - أخبرنا
علي بن أبي علي المعدل، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو أيوب سليمان بن
إسحاق بن الخليل البزاز قال: سمعت إبراهيم الحربي. يقول: في كتاب أبي عبيد غريب
الحديث ثلاثة وخمسون حديثا ليس لها أصل، قد علمت عليها في كتاب السروي، منها:
أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها مناجد.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس السراويلات المخرفجة.
وأتى النبي صلى الله عليه وسلم أهل قاه.
وقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أمرت بهذا البيت فسفر.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء: إذا جعتن خجلتن، وإذا شبعتن دقعتن.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا محمد بن عبيد الله بن جعفر بن حمدان
القصرى، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير، حدثنا أبو العباس بن مسروق قال: قال لي
إبراهيم الحربي: لا تحدث فتسخن عينك كما سخنت عيني. فقلت له: فما أعمل؟ قال:
تطأطئ رأسك وتسكت. فقلت: فأنت لم تحدث؟ قال: ليس وجهي من خشب.
حدثني أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي قال: قرئ على
34

أبي الحسين العتكي وأنا أسمع قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده: من
تعدون الغريب في زمانكم هذا؟ فقال واحد منهم: الغريب من نأى عن وطنه، وقال
آخر: الغريب من فارق أحبابه، وقال كل واحد منهم شيئا، فقال إبراهيم: الغريب في
زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن
المنكر أعانوه وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه!!
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: اجتمع إبراهيم الحربي، وأحمد بن يحيى ثعلب، فقال ثعلب لإبراهيم: متى يستغنى الرجل عن ملاقاة العلماء؟ فقال له إبراهيم: إذا علم
ما قالوا، وإلى أي شيء ذهبوا فيما قالوا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم، أخبرنا أبو علي عيسى بن
محمد بن أحمد بن عمر الطوماري، حدثنا محمد بن خلف وكيع. قال: كان
لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة سنة قد حفظ القرآن، ولقنه من الفقه
شيئا كثيرا، قال: فمات، فجئت أعزيه، قال: فقال لي: كنت أشتهي موت ابني هذا،
قال: قلت: يا أبا إسحاق أنت عالم الدنيا تقول مثل هذا في صبي قد أنجب، ولقنته
الحديث والفقه؟ قال: نعم، رأيت في النوم كأن القيامة قد قامت، وكأن صبيانا
بأيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس يسقونهم، وكأن اليوم يوم حار شديد حره،
قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء، قال: فنظر إلي وقال: ليس أنت أبي.
فقلت: فإيش أنتم؟ قال: فقال: نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا، وخلفنا آباءنا
نستقبلهم فنسقيهم الماء، قال: فلهذا تمنيت موته.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا مقاتل بن محمد بن بنان العكي قال:
حضرت مع أبي وأخي عند أبي إسحاق - يعني إبراهيم الحربي - فقال إبراهيم لأبي:
هؤلاء أولادك؟ قال: نعم! قال: احذر لا يرونك حيث نهاك الله فتسقط من أعينهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال:
سمعت إبراهيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر لا أحدث عنه بشيء،
لأني رأيته مع المغرب وبيده نعله مبادرا، فقلت: إلى أين؟ قال: ألحق الصلاة مع أبي
عبد الله، قلت: من أبو عبد الله؟ قال: ابن أبي دؤاد. فقلت: والله لاحدثت عنك.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم
السقطي - بجرجان - حدثنا أبو علي أحمد بن الحسين شعبة، حدثنا أحمد بن جعفر
35

الهاشمي، حدثنا محمد بن عبيد الله الكاتب قال: كنت يوما عند محمد بن يزيد
المبرد فأنشدني هذين البيتين:
جسمي معي غير أن الروح عندكم * فالجسم في غربة والروح في وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا * لا روح فيه ولي روح بلا بدن
ثم قال: ما أظن قالت الشعراء أحسن من هذا! فقلت: ولا قول الآخر؟ قال:
هيه، قلت الذي يقول:
فارقتكم ومكثت بعدكم * ما هكذا كان الذي يجب
فالآن ألقى الناس معتذرا * من أن أعيش وأنتم غيب
قال: ولا هذا. قلت ولا قول خالد الكاتب:
روحان لي روح تضمنها * جسدي وأخرى حازها بلد
وأظن غائبتي كشاهدتي * بمكانها تجد الذي أجد
قال: ولا هذا. قلت: أنت إذا هويت الشيء ملت إليه ولم تعدل إلى غيره قال: لا
ولكنه الحق. فأتيت ثعلبا فأخبرته فقال ثعلب: ألا أنشدته:
غابوا فصار الجسم من بعدهم * ما تنظر العين له فيا
بأي وجه أتلقاهم * إذا رأوني بعدهم حيا؟
يا خجلتي منه ومن قوله * ما ضرك الفقد لنا شيا
قال: فأتيت إبراهيم بن إسحاق الحربي فأخبرته، فقال: ألا أنشدته:
يا حيائي ممن أحب إذا ما * قال بعد الفراق أني حييت؟
لو صدقت الهوى حبيبا على الصحة * لما نأى لكنت تموت
قال: فرجعت إلى المبرد. فقال: أستغفر الله إلا هذين البيتين - يعني بيتي إبراهيم -.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا محبوب
ابن محمد البرديجي قاضي سراوان قال: أنشدنا أبو سعيد الحسن بن زكريا العدوي -
ببغداد - قال: أنشدني إبراهيم الحربي:
أنكرت ذلي فأي شيء * أحسن من ذلة المحب؟
أليس شوقي وفيض دمعي * وضعف جسمي شهود حبي؟
36

قال إبراهيم: هؤلاء شهود ثقات. أخبرني الأزهري قال: أنشدنا الحسين بن أحمد
الصيرفي قال: أنشدنا أبو علي الطوسي قال: أنشدنا بعض أصحابنا لإبراهيم الحربي -
وقد قرأ رجل ضرير عنده فلم يكن طيب الصوت -:
اثنان إذا عدا * فخير لهم الموت
فقير ماله زهد * وأعمى ماله صوت
أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن محمد بن سلمان العطار، أخبرنا أبو الفضل عبيد
الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبي عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: سمعت
إبراهيم الحربي يقول: ما أنشدت بيتا من الشعر قط إلا قرأت بعده: (قل هو الله
أحد) ثلاث مرات.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان، أخبرنا أبو علي الطوماري قال: أنشدنا إبراهيم
الحربي:
إذا مات المعالج من سقام * فيوشك للمعالج أن يموت
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال: سمعت أبا يعلى
الحافظ القزويني يقول: سمعت حمزة بن محمد العلوي يقول: سمعت عيسى بن
محمد الطوماري يقول: دخلنا على إبراهيم الحربي - وهو مريض - وقد كان يحمل
ماؤه إلى الطبيب، وكان يجيء إليه فيعالجه، فجاءت الجارية وردت الماء وقالت: مات
الطبيب! فبكى ثم أنشأ يقول:
إذا مات المعالج من سقام * فيوشك للمعالج أن يموت
حدثني الحسن بن أبي الطيب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا علي بن
الحسن البزاز قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول - وقد دخل عليه قوم
يعودونه - فقالوا: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: أجدني كما قال الشاعر:
دب في البلاء سفلا وعلوا * وأراني أذوب عضوا فعضوا
بليت جدتي بطاعة نفسي * فتذكرت طاعة الله نضوا
حدثني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم الحربي ثقة.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن إبراهيم الحربي فقال: كان
إماما وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه.
37

وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن أبي الحسن الدارقطني قال: أبو إسحاق
إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق.
مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات
أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة، ودفن
يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وصلى عليه يوسف
ابن يعقوب القاضي في شارع باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا، وكان يوما في
عقب مطر ووحل، ودفن في بيته، رحمه الله.
3060 - إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الأنصاري، ويعرف بالغسيلي، لأنه
من ولد حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة:
نزل نيسابور وحدث بها عن أبي إبراهيم الترجماني، وعبد الأعلى بن حماد
النرسي، ومحمد بن سليمان لوين، ومجاهد بن موسى، وأحمد بن منيع، ومحمد بن
بشار بندار، ومحمد بن المثنى، وعمرو بن علي وغيرهم. روى عنه محمد بن يعقوب
الشيباني، المعروف بالأخرم، ومحمد بن داود بن سليمان الزاهد، ومحمد بن أحمد
ابن يحيى الحيري، وكان غير ثقة. وهو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن سلمة بن
سليمان بن عبد الله بن حنظلة. هكذا نسبه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ
النيسابوري.
وقال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: هو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن
عيسى بن محمد بن مسلمة بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الغسيل.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو عبد
الله محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن إسحاق البغدادي الأنصاري، حدثنا عبد
الأعلى بن حماد بحديث ذكره.
وأخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
يحيى المجيري، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، حدثنا لوين محمد بن سليمان
المصيصي، حدثنا شريك عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي ".
38

قال ابن نعيم: سمعت محمد بن العباس الضبي يذكر أن الغسيلي لما حدث بهراة
بهذا الحديث، شنعوا عليه وأنكروه وقالوا: هذا حديث علي بن حجر.
قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أبي حامد أحمد بن الحسين
المروزي. قال: سمعت محمد بن يحيى البوسنجي يقول: خرج إبراهيم بن إسحاق
الغسيلي من نيسابور فورد هراة وأقام بها مدة، ثم جاءنا إلى بوسنج وأقام عندنا،
فسمعنا منه كتبه المصنفة. وتوفي ببوسنج سنة ثلاث وتسعين - يعني ومائتين -.
3061 - إبراهيم بن إسحاق بن أبي خضرون، أبو إسحاق الصيدلاني:
من أهل سر من رأى. حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن المثنى
العنزي. روى عنه عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان. إلا أن ابن
عدي قال: هو إبراهيم بن محمد بن عيسى بن أبي خضرون. فالله أعلم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا إبراهيم بن
إسحاق بن أبي خضرون - صيدناني بسر من رأى إملاء من حفظه - حدثنا محمد بن
المثنى، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا مسلمة بن الصلت الشيباني عن زياد - وهو ابن
أبي حسان - قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أغاث
ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة، واحدة منها فيها صلاح أمره كله، واثنتان
وسبعون درجات له عند الله يوم القيامة ".
3062 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق
الشيرجي الخضيب الحنبلي:
حدث عن عباس الدوري، وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن أبي طالب. روى
عنه أبو الحسن الدارقطني، وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه.
أخبرنا السمسار، حدثنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم الشيرجي صاحب
المروزي مات في جمادي الآخرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
39

حدثني أبو يعلى الفرا الحنبلي قال: مات أبو إسحاق الشيرجي صاحب المروزي في
سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، ودفن
عند قبر أحمد بن حنبل.
3063 - إبراهيم بن إسحاق بن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة،
أبو إسحاق الأسدي:
سكن دمشق. وحدث بها عن جده بشر بن موسى. روى عنه أبو الفتح بن
مسرور البلخي.
3064 - إبراهيم بن أورمة بن سياوش بن فروخ، أبو إسحاق الأصبهاني
الحافظ:
نسبه أبو نعيم أحمد بن عبد الله. سكن بغداد وكان يتلقى الحديث على شيوخها
وحدث شيئا يسيرا عن عاصم بن النضر الأحول، وصالح بن حاتم بن وردان،
وعمرو بن علي الصيرفي، ونصر بن علي الجهضمي، وأبي حاتم السجستاني. روى
عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس بن مسروق الطوسي، ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي، وغيرهم.
وقال لي أبو نعيم الحافظ: إبراهيم بن أورمة المفيد فاق أهل عصره في المعرفة
والحفظ، أقام بالعراق يكتبون بفائدته، توفي بعد سنة سبعين ومائتين بأصبهان. وقيل
توفي ببغداد سنة إحدى وسبعين ومائتين. أصيب بكتبه أيام فتنة البصرة، فلم يخرج له
كبير حديث. حدث عنه أبو داود السجستاني - هذا كله قول أبي نعيم -.
[قلت]: وفي تاريخ وفاة إبراهيم بن أورمة المذكور هاهنا وهم لأن إبراهيم
توفي قبل سنة سبعين عندنا ببغداد لا بأصبهان، وسنذكر ذلك إن شاء الله.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم،
حدثنا محمد بن يحيى - يعنى ابن منده - قال: سمعت إبراهيم بن أورمة يقول:
حدثني عاصم بن النضر الأحول، حدثنا معتمر بن سليمان عن سفيان الثوري عن
عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأكل بشماله
فقال: " كل بيمينك ".
40

وأخبرنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، حدثنا محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي قال: سمعت إبراهيم بن أورمة يقول: حدثنا صالح بن
حاتم بن وردان، حدثنا أبي، عن أيوب، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد. الحديث.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله الحنائي، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخالدي - إملاء - حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق. قال: حدثني إبراهيم بن أورمة
الأصبهاني، حدثني أبو حاتم السجستاني، حدثنا الأصمعي قال: جلس يوما إلى نافع
ابن أبي نعيم رجل فيه بذخ، تياه صلف، ثم قام فقال نافع بن أبي نعيم:
ما أقبح التيه بلا جود * والتيه شيء غير محمود
ما التيه إلا ثقل في الفتى * يجل عن وصف وتحديد
أخبرني أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد القاضي - بالدينور - قال: سمعت أبا
بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني يقول: حدثنا عبد الله بن محمد القزويني
قال: سمعت أبا علي القهستاني يقول لإسماعيل بن إسماعيل القاضي: سنة أربع
وستين ومائتين - أيها القاضي، قد رأيت شيوخا: أحمد، ويحيى، وعلي، وابن أبي
شيبة، وزهير، وخلف، وإني لم أستكثر منهم، فلو أن إبراهيم الأصبهاني كان في
عصرهم لكان كأحدهم أو يقدمهم، فقال له إسماعيل: صدقت ما أبعدت، ما
أبعدت.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو القاسم علي بن
أحمد بن إبراهيم بن ثابت الحافظ الرازي - ببغداد - حدثنا عمر بن سهل بن إسماعيل
الحافظ قال: سمعت البرديجي يقول: قلت لفضلك الرازي: تعرف السدى عن أبي
الضحى عن مسروق عن ابن عباس، المرجان اللؤلؤ الكبار؟ فقال: ليس من هذا شيء.
فأتينا إبراهيم بن أورمة الأصبهاني فقلت: يا أبا إسحاق السدى عن أبي الضحى عن
مسروق عن ابن عباس. فقال: بابا المرجان، فقلت لفضلك: يا جابار في الحديث
يحسنه إبراهيم ليس أنت.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن
أورمه الأصبهاني الحافظ ثقة نبيل. أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع:
أن إبراهيم بن أورمه الأصبهاني الحافظ مات سنة ست وستين ومائتين في ذي الحجة.
41

وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى وأنا أسمع قال: أبو إسحاق إبراهيم بن أورمة الأصبهاني أصابه المطر في آخر
مجلس انتخب فيه على العباس بن محمد الدوري وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من
شعبان سنة ست وستين، وكان مطرا شديدا فاعتل لذلك، ثم توفي يوم السبت صلاة
المغرب، ودفن يوم الأحد بالكناس إلى جنب قبر أبي جعفر محمد بن عبد الملك
الدقيقي، وتولى الصلاة عليه علي بن محمد بن حميد لأربع خلون من عشر ذي
الحجة وله حينئذ خمس وخمسون سنة، وما رأينا في معناه مثله.
3065 - إبراهيم بن آزر:
حكى عن أحمد بن حنبل. روى عنه ابنه إسحاق بن إبراهيم.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا أبو
القاسم إسحاق بن إبراهيم بن آزر الفقيه، حدثني أبي قال: حضرت أحمد بن حنبل -
وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية - فأعرض عنه، فقيل له: يا أبا عبد الله، هو
رجل من بني هاشم. فأقبل عليه فقال: اقرأ: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت
ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) [البقرة 134، 141].
3066 - إبراهيم بن أسباط بن السكن، أبو إسحاق البزاز:
كوفي الأصل سمع عاصم بن علي، وصالح بن مالك الخوارزمي، ومحمد بن عبد
الرحمن بن سهم الأنطاكي وإسماعيل بن عيسى العطار، ومنصور بن أبي مزاحم،
وعمرو بن محمد الناقد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وبشر بن الوليد الكندي،
وعثمان بن أبي شيبة. روى عنه أبو الحسين بن المنادى، وعبد الباقي بن قانع، وأبو
علي بن الصواف، ومحمد بن عمر بن الجعابي، وأبو حفص بن الزيات،
وغيرهم.
حدثني الحسن بن محمد الخلال - لفظا - حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات،
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أسباط، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا الليث بن سعد،
عن ابن شهاب، عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي " قال: حسبت
أنه قال: " متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
42

قال لي الخلال: لم يكن عند إبراهيم بن أسباط، عن عاصم بن علي غير هذا
الحديث.
حدثني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن أسباط بن السكن
بغدادي ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إبراهيم بن أسباط فقال: ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأخبرنا السمسار،
أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن أسباط مات في سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادى وأنا أسمع قال: ومات إبراهيم بن أسباط الكوفي بالجانب الغربي على خندق
الصيفيات صالح الأمر، وذاك في جمادي سنة اثنتين وثلاثمائة.
3067 - إبراهيم بن أيوب الطبري، حدث ببغداد:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا إبراهيم بن أيوب الطبري - ببغداد - حدثنا محمد بن الوليد
الكرخي، حدثنا محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، حدثنا عبد الله بن محمد بن
عجلان، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت: " لبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك
لك ".
قال سليمان: لم يروه عن عبد الله بن محمد بن عجلان إلا ابن زبالة.
3068 - إبراهيم بن إدريس، أبو إسحاق النحوي:
حدث عن قاسم بن محمد الأنباري. روى عنه القاضي أبو الحسين محمد بن
أحمد بن المحاملي.
43

حرف الباء من آباء الإبراهيميين
3069 - إبراهيم بن بكر، أبو إسحاق الشيباني:
كوفي وقيل بصري. سكن بغداد وحدث بها عن جعفر بن الزبير الشامي، والحسن
ابن عمارة، وشعبة بن الحجاج، وخالد بن عبد الله الواسطي، وعبد العزيز بن أبي
داود. روى عنه محمد بن الحسين البرجلاني، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وإبراهيم
ابن أسد الآدمي، ويحيى بن أبي طالب.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أخبرنا أبو
سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب،
حدثنا إبراهيم - يعنى ابن بكر الشيباني - حدثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم بن أبي
أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما رجل كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا أحمد
ابن إبراهيم التستري، حدثنا الحسين بن أبي زيد الدباغ، حدثنا إبراهيم بن بكر
الشيباني، حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة من
ثريد فقال: " كلوا من حواليها ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها ".
قال أبو نعيم: لم يروه عن شعبة إلا إبراهيم.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: أخبرنا الحسن بن يوسف بن علي
الصيرفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرني محمد بن
علي، حدثنا مهنا - وهو ابن يحيى - قال: سألت أحمد - يعنى ابن حنبل - عن إبراهيم
ابن بكر الشيباني يكون في طاقات العكي درب علي بن سمرة قال: قد رأيته كان
أعور، قلت كيف؟ قال: كانت أحاديثه موضوعة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف
الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال: إبراهيم بن بكر
الشيباني بصرى كثير الوهم.
44

أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: إبراهيم بن
بكر أبو إسحاق الكوفي الأعور كان ببغداد سرق الحديث.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي،
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ قال: إبراهيم بن بكر الشيباني منكر
الحديث.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:
إبراهيم بن بكر الشيباني بغدادي متروك.
3070 - إبراهيم بن بشار بن محمد، أبو إسحاق الخراساني الصوفي:
خادم إبراهيم بن أدهم، كان ينتسب إلى ولاء معقل بن يسار، قدم بغداد وحدث
بها عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وإبراهيم بن أدهم، وفضيل بن عياض،
ويوسف بن أسباط. روى عنه عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، وإبراهيم بن نصر
مولى منصور بن المهدي، وأحمد بن أبي عوف البزوري.
قرأت على الحسين بن محمد - أخي الخلال - عن أبي سعد عبد الرحمن بن
محمد الإدريسي قال: حدثني أحمد بن محمد الباهلي البخاري، حدثنا بكر بن منير
البخاري قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي يقول: سمعت إبراهيم بن
بشار - وقدم علينا ونحن ببغداد - فذكر عنه خيرا.
حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق - إملاء، وقراءة عليه - حدثنا جعفر بن
محمد بن نصر الخالدي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر - مولى منصور بن
المهدي - حدثني إبراهيم بن بشار الصوفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم. قال:
وقف رجل صوفي على إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق، لم حجبت القلوب عن
الله عز وجل؟ قال: لأنها أحبت ما أبغض الله، أحبت الدنيا، ومالت إلى دار الغرور
واللهو واللعب، وترك العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول ولا ينفذ، خالد
مخلد، في ملك سرمد، لا نفاد له ولا انقطاع.
حدثنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي، حدثنا أحمد بن
أبي عوف، حدثنا إبراهيم بن بشار، حدثني أبو أيوب المقرئ. قال: كلم الله تعالى
موسى مائة ألف كلمة، وأربعة وعشرين ألف كلمة، فذكر كلمة كلمة قال له: " يا
ابن عمران، كل خدن لك لا يؤازرك على طاعتي فاتخذه عدوا كائنا من كان ".
45

3071 - إبراهيم بن بيهويه بن منصور بن منصور بن موسى، الفارسي:
حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج، عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، ونصر بن منصور
التنوخي.
أخبرني علي بن أبي علي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله
الشاهد، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن بيهويه بن منصور بن منصور بن موسى
الفارسي - بقطيعة الربيع تاجر ثقة من كتابه - حدثنا نصر بن منصور بن زاذان
التنوخي - من ساكني مرو قدم علينا بغداد في سنة سبعين ومائتين - حدثنا آدم بن أبي
إياس، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن
جده. قال: أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرنين يمشيان إلى البيت، فقال: " ما بال القرآن؟ ".
قالوا: نذرا أن يمشيا إلى البيت مقرنين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس هذا بنذر، اقطعوا
قرانهما " فقطعوا قرانهما، ونظر وهو يخطب إلى أعرابي قائم في الشمس فقال له: " ما
شأنك؟ ". فقال: يا رسول الله نذرت أن لا أزال قائما في الشمس حتى تفرغ. فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس هذا بنذر، إنما النذر ما ابتغى به وجه الله عز وجل وتبارك
وتعالى ".
حرف الثاء من آباء الإبراهيميين
3072 - إبراهيم بن ثابت، أبو إسحاق الدعاء:
حكى عن الجنيد بن محمد، وأبي ثمامة الأنصاري. روى عنه يوسف بن عمر
القواس، وعلي بن الحسن الصيقلي القزويني، وأبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال: حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا إبراهيم
ابن ثابت الدعاء قال: سمعت أبا ثمامة الأنصاري قال: كنت عند ذي النون المصري
فقال له رجل ممن كان حاضرا: يا أبا الفيض رضي الله عنك، عظني بموعظة أحفظها
عنك. فقال له: وتقبل؟ قال: أرجو إن شاء الله. قال: توسد الصبر، وعانق الفقر،
وخالف النفس، وقاتل الهوى، وكن مع الله حيث كنت.
46

أخبرني الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن
ابن محمد بن عبد الله الصيقلي القزويني الواعظ بهمذان قال: سمعت إبراهيم بن
ثابت الدعاء الزاهد ببغداد يقول: سمعت أبا القاسم الجنيد بن محمد يقول: سمعت
سريا السقطي يقول: صليت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب، فنوديت، يا
سرى كذا تجالس الملوك؟! قال: فضممت رجلي وقلت: وعزتك لا مددتها أبدا. قال
الجنيد: فبقي بعد ذلك ستين سنة ما مد رجله ليلا ولا نهارا!
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري
قال: قلت لإبراهيم بن ثابت - وقت مفارقته - أوصني: فقال: دع ما تندم عليه.
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الحيري، أخبرنا أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: إبراهيم بن ثابت الدعاء أبو إسحاق
البغدادي كان لقي الجنيد، وصحب المشايخ بعده، وكان من أورع المشايخ
وأزهدهم، وأحسنهم حالا، وألزمهم لطريقة الشريعة، وكان يكون له الحلقة ببغداد في
الجامع، لقيته وشاهدته وسمعت عليا الرومي يقول: توفي سنة تسع وستين وثلاثمائة.
حدثني أبو الحسين هلال بن المحسن الكاتب قال: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن
ثابت الدعاء في صفر سنة سبعين وثلاثمائة، وقد بلغ مائة سنة.
حرف الجيم من آباء الإبراهيميين
3073 - إبراهيم بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون
الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب:
عقد له أخوه المعتز بالله الأمر من بعده، ولقبه المؤيد بالله، ودعى له بذلك على
المنابر في سائر الممالك، ثم بلغ المعتز بالله عنه أمر كرهه، فضربه وطالبه بأن يحل الناس
من بيعته ففعل، ثم حبسه يوما وأخرج من محبسه ميتا لا أثر به. وذلك لثمان ليال
بقين من رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
3074 - إبراهيم بن جعفر بن محمد الفقيه، المعروف بابن المخلص، البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن مهدي بن هلال الأسدي، ومحمد بن
47

أيوب العباداني ويعقوب بن عبد الرحمن الواعظ. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وعبد
الملك بن الحسن السقطي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
إبراهيم بن جعفر البصري، حدثنا محمد بن مهدي بن هلال الأسدي، حدثني ابن مهدي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل،
حدثنا إبراهيم بن جعفر البصري الفقيه - في مجلس يوسف القاضي - حدثنا محمد بن
مهدي بن هلال، حدثني أبي، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به كان أفضل
من صلاة ألف ركعة، فإن هو عمل به أو علمه كان له ثوابه وثواب من يعمل به إلى
يوم القيامة ".
3075 - إبراهيم بن جعفر الفقيه:
حدث عن سويد بن سعيد. روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف
الصرصري.
أخبرنا محمد بن طلحة بن محمد النعالي، حدثنا أحمد بن محمد الصرصري، حدثنا
إبراهيم بن جعفر الفقيه، عن سويد بن سعيد الحدثاني قال: حدثنا علي بن مسهر، عن أبي
يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من عشق وكتم وعف ثم
مات مات شهيدا ". أحسب هذا غير البصري والله أعلم.
3076 - إبراهيم أمير المؤمنين المتقى لله بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد
بالله بن أبي أحمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن
الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
بن عبد المطلب، يكنى أبا إسحاق، ولي الخلافة بعد أخيه الراضي بالله:
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي قال: المتقى لله أبو إسحاق
48

إبراهيم بن جعفر المقتدر بالله، وأمه أم ولد تسمى خلوب، أدركت خلافته، ومولده
في شعبان سنة سبع وتسعين ومائتين، واستخلف يوم الأربعاء لعشر بقين من ربيع
الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فكانت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر
شهرا، وخلع يوم السبت لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، بموضع
يقال له السندية على نهر عيسى، وسملت عينا المتقى لله من آخر نهار يومه فذهبتا،
وكانت سنه يوم خلع خمسا وثلاثين سنة وأشهرا، وكان رجلا معتدل الخلق، حسن
الجسم، قصير الأنف، أبيض مشربا حمرة، في شعره شقرة وجعودة، حسن اللحية
كثها، ليس بالطويل ولا بالقصير، أشهل العينين، لم يشب.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا أبي قال: قال لي أبو الحسين بن عياش:
اجتمعت في أيام المتقي إسحاقات كثيرة، فانسحقت خلافة بني العباس في أيامه
وانهدمت قبة المنصور الخضراء التي كان بها فخرهم فقلت له: ما كانت
الإسحاقات؟ قال: كان يكنى أبا إسحاق، وكان وزيره القراريطي يكنى بأبي
إسحاق، وكان قاضيه ابن إسحاق الخرقي، وكان محتسبه أبو إسحاق بن بطحاء،
وكان صاحب شرطته أبو إسحاق بن أحمد ابن أمير خراسان، وكانت داره القديمة
في دار إسحاق بن إبراهيم المصيصي، وكانت الدار نفسها دار إسحاق بن كنداج.
وقال لي: كان مع هذا يتأله، وفيه صلاح وكثرة صيام وصلاة، وكان لا يشرب
النبيذ، وقيل إنه لم يشربه قط، وكان فيه كف عن كثير مما كان من تقدمه يرتكبه،
وكان فيه وفاء وقناعة.
وبلغني أن المتقي لله عاش بعد أن خلع من الخلافة أربعا وعشرين سنة، وتوفي يوم
الاثنين لأربع عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ودفن في
الجانب الغربي بدار إسحاق في تربته، وكان مبلغ عمره ستين سنة وأياما.
3077 - إبراهيم بن جابر بن عبد الرحمن، المروزي، يعرف بالبح:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحيم بن هارون الغساني، وموسى بن داود
الضبي، وحماد بن المهاجر. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن
الحسين بن إسحاق الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهاني،
حدثنا محمد بن محمد الباغندي، حدثنا إبراهيم بن جابر المروزي.
49

وأخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب، حدثنا علي بن إسماعيل بن يونس بن السكن بن صغير
القنطري، حدثنا إبراهيم بن جابر الكاتب المروزي - ببغداد - حدثنا عبد الرحيم بن
هارون الغساني.
أخبرنا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يعرف فضل نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قصر
علمه ودنا عذابه ".
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي والقاضي أبو العلاء الواسطي. قالا: حدثنا
عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، حدثني
إبراهيم بن جابر بن عبد الرحمن المروزي البح، وكان ثقة.
3078 - إبراهيم بن جابر بن عيسى، أبو إسحاق الغطريفي:
حدث عن الحر بن مالك، وأحمد بن شجاع المروزي، وعبد الله بن عبد العزيز بن
أبي داود. روى عنه محمد بن مخلد وغيره.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن جابر بن عيسى، حدثنا أبو جعفر أحمد بن شجاع
المروزي، حدثنا حكيم بن زيد - وقد روى عنه الشيباني - عن إبراهيم الصايغ، عن
عطاء، عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الشهداء حمزة، ورجل قام فأمر
ونهى فقتل على ذلك ".
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: سنة خمس وستين ومائتين فيها مات أبو إسحاق
ابن جابر بن عيسى في شهر ربيع الآخر.
3079 - إبراهيم بن جابر، أبو إسحاق الفقيه:
حدث عن الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني،
وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن عبد الملك
الدقيقي، وحمدان بن علي الوراق، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون
50

الخلال، وأبو القاسم الطبراني، وعبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وكان ثقة إماما.
وله كتاب مصنف في اختلاف الفقهاء جم المنافع كثير الفوائد.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن
أحمد الطبراني، حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي، حدثنا محمد بن عبد الملك
الدقيقي الواسطي، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي، حدثنا شريك، عن عاصم
ابن سليمان الأحول، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا ".
قال سليمان: لم يروه عن عاصم إلا شريك، تفرد به معلى.
حدثني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن جابر أبو إسحاق
الفقيه صاحب كتاب " الاختلاف "، إمام فاضل.
ذكر لي أبو بكر البرقاني أن أربعة من أهل العلم اجتمع لهم الفقه والحديث،
أحدهم إبراهيم بن جابر.
بلغني أن إبراهيم بن جابر ولد في سنة خمس وثمانين ومائتين، ومات في شهر ربيع
الآخر من سنة عشر وثلاثمائة.
حرف الحاء من آباء الإبراهيميين
3080 - إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أمه فاطمة بنت
الحسين بن علي بن أبي طالب:
ويقال إنه كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم. أخذه أبو جعفر المنصور وأخذ أخاه
عبد الله فحبسهما بسبب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن، وذكر محمد بن
سلام الجمحي أن إبراهيم بن الحسن مات ببغداد.
كذلك حدثنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو أحمد
محمد بن أحمد الجريري، حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز. قال: قال محمد ابن ابن
سلام الجمحي: وأما إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي فمات ببغداد.
51

قلت: والصحيح أن وفاته كانت بالهاشمية في محبسه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثني
جدي يحيى بن الحسن بن جعفر قال: توفى إبراهيم بن الحسن بن الحسن سنة خمس
وأربعين ومائة بالهاشمية وهو في حبس أبي جعفر، وهو ابن سبع وستين سنة، وهو
أول من مات في الحبس من بنى الحسن، وتوفى في شهر ربيع الأول.
3081 - إبراهيم بن الحارث بن إسماعيل، أبو إسحاق البغدادي:
سكن نيسابور وحدث بها عن يزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم بن القاسم،
وحجاج بن محمد الأعور، ويحيى بن أبي بكير، وأقرانهم. روى عنه محمد بن
إسماعيل البخاري في صحيحه وجعفر بن محمد بن نصر الحصيري. وإبراهيم
ابن أبي طالب، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، ومحمد بن إسحاق بن
خزيمة، النيسابوريون.
وسمعت هبة بن الحسن بن منصور الطبراني يقول: ولد إبراهيم بن الحارث بن
إسماعيل البغدادي بالموصل، ونشأ ببغداد، ونزل بنيسابور.
حدثني أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الأصبهاني - لفظا -
حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا
إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدثنا يحيى بن أبي بكير الكرماني، حدثنا زهير بن
معاوية الجعفي، حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن الحارث، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم -
أخي جويرية بنت الحارث - قال: والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا،
ولا درهما، ولا عبدا، ولا أمة، ولا شيئا، إلا بغلته البيضاء، وأرضا جعلها
صدقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم المزكى قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: مات
إبراهيم بن الحارث البغدادي بنيسابور سنة خمس وستين ومائتين.
وقال أبو نعيم: قرأت بخط أبي عمرو المستملى: دفن إبراهيم بن الحارث البغدادي
52

يوم الثلاثاء لسبع ليال خلون من المحرم سنة خمس وستين ومائتين بعد الظهر، وصلى
عليه يحيى بن محمد بن يحيى، وكنت في الصف الأول.
3082 - إبراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت، أبو
إسحاق العبادي:
نزل الثغر الشامي، وحدث عن علي بن المديني، وعبد الرحمن بن عفان الصوفي.
روى عنه أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، وأبو بكر بن أبي داود
السجستاني.
وقال ابن أبي داود: كان إبراهيم بن الحارث البغدادي بغداديا، كتبنا عنه
بطرسوس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب،
حدثنا أحمد بن أبي موسى - بأنطاكية - حدثنا إبراهيم بن الحارث، حدثنا
عبد الرحمن بن عفان عن إسماعيل القارئ. قال: قال لي فضيل بن عياض. حدثنا
إسماعيل: كل حزن بلاء، إلا حزن التائب.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن عتاب، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى،
حدثنا إبراهيم بن الحارث العبادي، حدثنا عبد الرحمن بن عفان، حدثنا أبو بكر بن
عياش قال: صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وعلي ابنه إلى جانبي فقرأ:
(ألهاكم التكاثر) فلما قال: (لترون الجحيم) [التكاثر 1: 6] سقط علي بن
فضيل على وجهه مغشيا عليه، وبقى فضيل عند الآية، فقلت في نفسي: ويحك ما
عندك من الخوف ما عند فضيل وعلى؟ فلم أزل أنتظر عليا فما أفاق إلى ثلث من
الليل بقى.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال. قال: إبراهيم بن الحارث العبادي رجل من كبار أصحاب أبي عبد الله
- يعنى أحمد بن حنبل - روى عنه أبو بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل، وجماعة من
الشيوخ المتقدمين، وكان أبو عبد الله يعظمه ويرفع قدره، ويحتمله في أشياء لا يحتمل
فيها غيره، يبسطه في الكلام بحضرته، ويتوقف أبو عبد الله عن الجواب في الشيء
53

فيجيب بحضرة أبي عبد الله، فيعجب أبو عبد الله ويقول: جزاك الله خيرا يا أبا
إسحاق، حكى ذلك أبو بكر الأثرم.
3083 - إبراهيم بن حيان البيع:
حدث عن خلف بن سالم المخرمي. روى عنه أحمد بن يوسف بن السماك
الفقيه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثني محمد بن المظفر الحافظ - من لفظه - حدثنا
أبو عبد الله أحمد بن يوسف الضحاك. قال: حدثنا إبراهيم بن حيان البيع البغدادي،
حدثنا خلف بن سالم، حدثنا محمد بن جعفر غندر، حدثنا شعبة عن هشيم، عن أبي
بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الخبر كالمعاينة ".
وهكذا رواه محمد بن نصر المخرمي عن خلف بن سالم.
3084 - إبراهيم بن حكيم القصار:
حدث عن عبيد الله بن عمر القواريري. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثني إبراهيم بن حكيم القصار، حدثنا عبيد الله القواريري،
حدثنا محمد بن الحارث، عن ابن السلماني، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا شفعة لصغير، ولا لغائب، ولا لشريك، والشفعة كحل العقال ".
3085 - إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق الخضيب الصفار:
حدث عن عبيد الله بن عمر القواريري. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
3086 - إبراهيم بن الحسين بن الفرج، الهمذاني:
وهو أخو أبي ميسرة محمد بن الحسين. ورد بغداد حاجا. وحدث بها عن محمد
54

ابن خليد الحنفي، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو
القاسم الطبراني.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء أخو أبي ميسرة الهمذاني، حدثنا محمد بن
خليد، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زر غبا، تزدد حبا ".
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء الهمذاني - ببغداد سنة سبع وثمانين ومائتين - أخبرنا
عبد الحميد بن عصام الجرجاني، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا شعبة عن عبد
الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: قام فينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم فقال: " أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم
الذين يلونهم، ثم
يفشو الكذب حتى يشهد الرجل ولم يستشهد، ويحلف ولم يستحلف، فمن أراد
بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون
رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، ألا ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ".
قال سليمان: لم يروه عن شعبة إلا أبو داود، تفرد به ابن عصام.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا صالح
ابن أحمد بن محمد الواعظ. قال: إبراهيم بن الحسين بن الفرج أخو أبى ميسرة،
روى عن عبد الحميد بن عصام الجرجاني وضربائه. روى عنه الطبراني بأصبهان،
ويدل على أنه كتب عنه في طريق الحج، و [أنه] روى عنه أبو عمران موسى بن
سعيد وقال لي: كتبت عنه في طريق الحج. قال صالح: ولم يكن يعرف عندنا
بالتحديث وهو شيخ ليس بالمشهور.
3087 - إبراهيم بن الحسين بن زريق، أبو إسحاق:
هو ابن أخت محمد بن مخلد الدوري، حدث عن الربيع بن ثعلب. روى عنه
خاله محمد بن مخلد.
55

حدثنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع، أخبرنا محمد بن بكر بن عمران
الرازي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثني إبراهيم بن الحسين بن زريق بن أختي،
أخبرنا الربيع - يعنى ابن ثعلب - حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن عاصم. قال: أخذت
بيد أنس بن مالك فطاف بالبيت، فكان لا يحاذي بشيء من الأركان إلا رفع يديه
وكبر، قال عاصم: فرجع حيث أخذت بيده التي بايع بها النبي صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا أبو سعد الماليني قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن
محمد بن الفرات قال: حدثنا محمد بن مخلد قال: سنة تسع وتسعين ومائتين فيها
مات أبو إسحاق بن أختي - إبراهيم بن الحسين بن زريق.
3088 - إبراهيم بن الحسين بن داود بن موسى، أبو إسحاق القطان:
حدث عن محمد بن خلف بن عبد السلام المروزي، ومحمد بن أبي هارون
الوراق. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم
ابن الثلاج.
أخبرني أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، حدثنا محمد
ابن إسماعيل الوراق، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن داود القطان - سنة
إحدى عشرة وثلاثمائة - حدثنا محمد بن خلف المروزي، حدثنا موسى بن إبراهيم
المروزي، حدثنا موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " خلقت أنا وهارون بن عمران، ويحيى بن زكريا، وعلي بن أبي طالب، من
طينة واحدة ".
3089 - إبراهيم بن الحسين بن حكمان، أبو منصور الصيرفي المعروف بابن
الكرجي:
سمع أحمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن
الصواف وهذه الطبقة. وكان قد أكثر الكتاب، وأراد أن يصنف مسندا معللا، فكان
أبو الحسن الدارقطني يحضره عنده في كل أسبوع يوما، ويعلم على الأحاديث في
أصوله، وينقلها شيخنا أبو بكر البرقاني، وكان إذ ذاك يورق له ويملي عليه أبو
56

الحسن علل الأحاديث، حتى خرج من ذلك شيئا كثيرا، وتوفي أبو منصور قبل
استتمامه، فنقل البرقاني كلام الدارقطني ورتبه على المسند، وقرأه على أبي الحسن
وسمعه الناس بقراءته. فهو كتاب " العلل " الذي دونه الناس عن الدارقطني. وقد
حدث الدارقطني عن أبي منصور بن الكرجي في كتاب " المدبج " حديثا.
أخبرناه القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الدلوي، حدثنا علي بن عمر
الدارقطني قال: حدث أبو علي الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري قال: حدثنا
عمرو بن معمر العمركي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا محمد بن عبيد، عن عبيد الله
ابن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع رجله في الغرز،
واستوت به ناقته، أهل من مسجد ذي الحليفة.
قال أبو الحسن الدارقطني: حدثني به إبراهيم بن الحسين، حدثنا إسحاق بن
محمد النعالي عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا إسحاق بن محمد النعالي، أخبرنا ابن شعبة،
حدثنا عمرو بن معمر العمركي بنحوه.
سألت البرقاني عن أبي منصور بن الكرجي فقلت له: هل كتبت عنه؟ فقال:
علقت عنه شيئا يسيرا.
قال البرقاني: ولم أر مثل أبي منصور، صحبته نحوا من عشرين سنة أدام فيها
الصيام! قال: وكان وقت العتمة كل ليلة يصلي أربع ركعات، يقرأ فيها سبع القرآن،
كل ركعة جزءا. ومات قبل الدارقطني بسنين كثيرة.
3090 - إبراهيم بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن موسى بن عمران، أبو
إسحاق التميمي الخراساني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الحسين بن علي الطالقاني. حدثني عنه أبو الفرج
الحسين بن علي الطناجيري.
أخبرنا الطناجيري، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن
موسى بن عمران التميمي - قدم علينا حاجا في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة - حدثنا
أبو الحسين بن علي الفقيه الزاهد الطالقاني - بها - حدثنا عمار بن ياسر بن عبد
57

المجيد الهروي، حدثنا داود بن عفان بن حبيب النيسابوري، حدثنا أنس بن مالك
خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى كل يوم: أنا العزيز، من
أراد عز الدارين فليطع العزيز ".
3091 - إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق البنا الحنبلي:
حدث عن محمد بن إسحاق المقرئ المعروف بشاموخ حدثني عنه عبد العزيز
ابن علي الأزجي.
3092 - إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق المؤدب المعروف بالحلاج:
كان متأدبا متفقها، قارئا للقرآن، يقول الشعر، أنشدني لنفسه:
غاب الحبيب فناءتني مخائله * وجاد دمعي فانهلت هواطله
وبان صبري كما بان الحبيب ومن * يبن كذا صبره فالشوق قاتله
والقتل أيسر من دهر أخاتله * بين الأنام ومن ضد أجامله
وإنما عيشة الإنسان حين يرى * يوما يؤاتيه أو خلا يشاكله
وأنشدني لنفسه أيضا:
لست لطيب الديار أذكره * ولا لبعد المزار أهجره
لكن أمرا جرى على قدر * سبحان من للفراق قدره
ما كنت أدري بأن فرقته * تكشف عني ما كنت أستره
ولا ظننت الفراق يقتلني * فكنت أرضى في الحب أيسره
مات أبو إسحاق الحلاج في شعبان من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
3093 - إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن
درهم، أبو إسحاق الأزدي، مولى آل جرير بن حازم:
سمع أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري وعلي بن مسلم الطوسي، وزيد بن
أخزم، وحميد بن الربيع، وعيسى بن أبي حرب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد
الملك بن زنجويه، وعلي بن حرب الطائي، وعبد الله بن شبيب الربيع. روى عنه
58

القاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف
ابن عمر القواس، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأبو طاهر المخلص.
وحدثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرني محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ،
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حماد الأزدي - القاضي الشيخ الصالح الرضي - حدثني
عبد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني قال: أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن
إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ثقة فاضل.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن أبي إسحاق إبراهيم بن حماد القاضي فقال: ثقة جبل.
حدثني الحسن بن محمد الخلال. قال: قال لنا القاضي أبو الحسن الجراحي: ما
جئت إلى إبراهيم بن حماد قط إلا وجدته قائما يصلى، أو جالسا يقرأ!
قال الخلال: وقال يوسف بن عمر القواس: كنت في مجلس أبي بكر النيسابوري
فقال المستملي: رحم الله من ترحم على إبراهيم بن حماد - وكان قد مات - فسمعت
أبا بكر النيسابوري يقول: لقد ذكرت رجلا ما رأيت أعبد منه.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قال لنا أبو بكر بن شاذان: وفي هذه السنة - يعني
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة - توفي إبراهيم بن حماد القاضي.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: توفي ابن عرفة النحوي
يوم الأربعاء لست خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وتوفي إبراهيم بن
حماد بعد وفاة ابن عرفة بيوم.
قال لي عبد العزيز بن علي الوراق: توفي إبراهيم بن حماد في يوم الخميس لست
خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. ولد في رجب من سنة أربعين
ومائتين.
3094 - إبراهيم بن حماد بن إبراهيم بن يونس، المعروف بان نيطرا:
من أهل دير العاقول. حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن
عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبي داود السجستاني. روى
عنه ابنه محمد.
59

حدثني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن حمدان الدير العاقولي،
حدثنا أبي إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا معاوية بن
هشام، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " لا يصور أحد صورة إلا قيل له يوم القيامة أحي ما خلقت ".
3095 - إبراهيم بن حبيش بن دينار، أبو إسحاق المعدل:
بغوي الأصل، حدثنا عن عبد الله بن أحمد بن أبي مرة المكي، وأبي الوليد بن برد
الأنطاكي، وإبراهيم الحربي،، وأبي مسلم الكجي، وأبي العباس الكديمي. روى عنه أبو
حفص بن شاهين، ومحمد بن جعفر بن العباس النجار، وعمر بن إبراهيم الكتاني،
وغيرهم.
3096 - إبراهيم بن حامد بن شباب، الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن رستم. روى عنه شيخنا أبو نصر أحمد بن
محمد بن حسنون النرسي.
أجاز لي أبو نصر بن حسنون - وحدثنيه ثقة من أصحابنا عنه - قال: حدثنا إبراهيم
ابن حامد بن شباب الأصبهاني، حدثنا أحمد بن مهدي قال: سمعت يحيى بن أكتم
يقول: لما أراد المأمون أن يزوج ابنته من الرضي قال لي: يا يحيى تكلم، فأجللته أن
أقول له أنكحت، قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين أنت الحاكم الأكبر، وأنت أولى
بالكلام. فقال: الحمد لله الذي تصاغرت الأمور بمشيئته، ولا إله إلا الله اقرارا
بربوبيته، وصلى الله على محمد عند ذكره. أما بعد: فإن الله جعل النكاح الذي
رضيه لكما سببا للمناسبة، ألا وإني قد زوجت زينب ابنتي من علي بن موسى
الرضي، وأمهرنا عنه أربعمائة درهم.
3097 - إبراهيم بن حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث بن
جنادة بن شبيب بن يزيد، أبو إسحاق الدهقان:
حدث عن محمد بن محمد الباغندي وأحمد بن محمد بن الضحاك، وسعيد بن
سعدان الكاتب، ويحيى بن محمد بن صاعد. كتب عنه أبو الحسن بن رزقويه.
وروى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني.
60

3098 - إبراهيم بن حمد بن يوسف بن إبراهيم بن أبان، أبو الفضل
الهمذاني التاجر:
ساكن بخارى. قدم بغداد في آخر سنة أربعين وأربعمائة، وسمع من أبي منصور
ابن السواق، وحدث عن منصور بن نصر الكاغدي - صاحب الهيثم بن كليب
الشاسي - وعن أحمد بن محمد بن القاسم الفارسي - صاحب أبي بكر بن خنب -
وعن غيرهما.
كتبت عنه حديثين فقط وكان صدوقا دينا. وقال لي: ولدت بهمذان، وحملت إلى
بخارى، ولي تسع سنين.
حدثني إبراهيم بن حمد - بلفظه - أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن الحسين
المراجلي - ببخارى - حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل، حدثنا موسى بن أفلح،
حدثنا نصر بن المغيرة، حدثنا عيسى بن موسى غنجار، عن إسماعيل بن أبي زياد،
عن أبان بن عياش، عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يتخوف من
العمل أشد من العمل ". فقيل: يا رسول الله فكيف ذاك؟ قال: " إن الرجل من
أمتي يعمل في السر فتكتب الحفظة في السر فإذا حدث به الناس ينسخ من السر إلى
العلانية، فإذا أعجب به نسخ من العلانية إلى الرياء فيبطل، فاتقوا الله ولا تبطلوا
أعمالكم بالعجب ".
بلغني أنه توفي ببخارى في سنة ستين وأربعمائة.
حرف الخاء من آباء الإبراهيميين
3099 - إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك:
مديني الأصل. نزل بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه أبو جعفر النفيلي،
ومحمد بن إسحاق البلخي، وسريج بن يونس، ومحمد بن موسى الحرشي،
وغيرهم.
61

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا إبراهيم بن خثيم، عن أبيه،
عن جده، عن أبي هريرة - يرفع الحديث - قال: " مهلا عن الله مهلا، فإنه لولا شباب
خشع، وشيوخ ركع، وبهائم رتع، وأطفال رضع، لصببت عليهم العذاب صبا
صبا ".
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي - بنيسابور - قال:
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري
يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن خثيم بن عراك بن مالك كان الناس
يصيحون يا ديكليس، وكان لا يكتب عنه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدثنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال: أبو زكريا
إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك قد سمعت منه كان ها هنا على السيب يصيح به
الصبيان: ذا كلاس، لم يكن ثقة ولا مأمونا، رجل سوء خبيث.
دفع إلى محمد بن أحمد بن رزقويه أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد
القاضي فنقلت منه، ثم حدثني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان
الدقاق، أخبرنا مكرم بن أحمد، حدثني يزيد بن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: وإبراهيم بن خثيم بن عراك ليس بشيء.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق لفظا - حدثنا
عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا
القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: إبراهيم بن خثيم
ابن عراك غير مقنع.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الفقيه الأردبيلي، حدثنا أحمد
ابن طاهر بن النجم الميانجي، أخبرنا سعيد بن عمر البردعي. قال: قلت لأبي زرعة -
يعني الرازي - إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك؟ قال: ليس بالقوي.
قال سعيد: وقد كان في كتابي حديث عن زياد بن أيوب، عن إبراهيم بن خثيم
62

ابن عراك بن مالك، فسألت زيادا عنه فلم يقرأه علي، وذكر أن أحمد بن حنبل نهاه
أن يروى عنه. أو كلاما هذا معناه.
حدثنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب
النسائي، حدثنا أبي قال: إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك متروك الحديث
بغدادي.
3100 - إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان، أبو ثور الكلبي الفقيه:
سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ووكيعا، وأبا معاوية، وعبيدة بن
حميد، وزيد بن هارون، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، ومحمد بن عبيد الطنافسي،
ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عنه أبو داود السجستاني، ومسلم بن الحجاج
النيسابوري وعبيد بن محمد بن خلف البزار، وأحمد بن محمد البراثي، وقاسم بن
زكريا المطرز وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري.
وكان أحد الثقات المأمونين، ومن الأئمة الأعلام في الدين، وله كتب مصنفة في
الأحكام جمع فيها بين الحديث والفقه.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز، حدثنا علي بن
محمد بن المعلى الشونيزي، حدثنا أبو العباس البراثي، حدثنا إبراهيم بن خالد أبو ثور
الكلبي، حدثنا أبو قطن عن شعبة، عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون - أو يعلمون - ما في الصف الأول كانت
قرعة ".
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن
يحيى العطشى، حدثنا محمد بن صالح بن ذريح العكبري، حدثنا أبو ثور، حدثنا
محمد بن إدريس عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة
الفطر من رمضان صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو
أنثى من المسلمين.
63

أخبرني علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. قال: قال لي عمي، سألت أبا عبد الله أحمد
ابن محمد بن حنبل عن المعروف بأبي ثور فقال: ما بلغني عنه إلا خيرا، إلا أنه لا
يعجبني الكلام الذي يصيرونه في كتبهم.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق
قال: رأيت على كتاب أبي محمد الحسن بن المغيرة الدقاق سمعت سهل بن علي
الدوري، قال: حدثنا أبو بكر الأعين محمد بن أبي عتاب قال: سألت أحمد بن
حنبل: ما تقول في أبي ثور؟ قال: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، هو عندي في
مسلاخ سفيان الثوري.
وفيما أجاز لي أبو سعد الماليني وحدثنيه أحمد بن سليمان بن علي المقرئ عنه.
أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البراثي. قال:
كنت عند أحمد بن حنبل فسأله رجل عن مسألة في الحلال والحرام. فقال له أحمد:
سل عافاك الله غيرنا. قال: إنما نريد جوابك يا أبا عبد الله، فقال: سل عافاك الله
غيرنا، سل الفقهاء، سل أبا ثور.
حدثني محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر،
أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال:
أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ثقة مأمون أحد الفقهاء.
أخبرنا محمد بن حمد بن علي الدقاق، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي -
بالبصرة - قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، حدثنا أبو عمر أحمد بن
محمد بن سهيل، حدثني رجل ذكره من أهل العلم، قال ابن خلاد: وأنسيت أنا
اسمه. قال: وقفت امرأة على مجلس فيه يحيى بن معين، وأبو خيثمة، وخلف بن
سالم، في جماعة يتذاكرون الحديث، فسمعتهم يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه
فلان، وما حدث به غير فلان، فسألتهم عن الحائض تغسل الموتى - وكانت غاسلة -
فلم يجبها أحد منهم - وكانوا جماعة - وجعل بعضهم ينظر إلى بعض، فأقبل أبو ثور
64

فقالوا لها: عليك بالمقبل، فالتفتت إليه وقد دنا منها فسألته فقال: نعم تغسل الميت،
لحديث القاسم عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " أما إن حيضتك ليست في
يدك ". ولقولها: كنت أفرق رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالماء وأنا حائض.
قال أبو ثور: فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به. فقالوا: نعم رواه فلان، وحدثناه فلان، وتعرفونه به من طريق كذا. وخاضوا في الطرق والروايات فقالت
المرأة: وأين كنتم إلى الآن؟.
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري - في كتابه - أخبرنا
علي بن أحمد بن أبي غسان البصري - بها - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
ثم أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي - قراءة - أخبرنا عياش بن الحسن البندار،
حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى قال: سمعت بدر بن
مجاهد يقول: قال لي سليمان الشاذكوني: اكتب رأي الشافعي، وأخرج إلى أبي ثور
فاكتب عنه، فإنه مذهب أصحابنا الذي كنا نعرفه، وامض إلى أبي ثور لا يفوتك
بنفسه.
قلت: كان أبو ثور أولا يتفقه بالرأي، ويذهب إلى قول أهل العراق، حتى قدم
الشافعي بغداد، فاختلف أبو ثور إليه، ورجع عن الرأي إلى الحديث.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، أخبرنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم، أخبرني أبو عثمان الخوارزمي - نزيل مكة فيما كتب إلى -
قال: قال أبو ثور: كنت أنا وإسحاق بن راهويه وحسين الكرابيسي، وذكر جماعة
من العراقيين ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي.
قال أبو عثمان: وحدثنا أبو عبد الله النسوي عن أبي ثور قال: لما ورد الشافعي
العراق جاءني حسين الكرابيسي - وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي - فقال: قد
ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به، فقمت وذهبنا حتى دخلنا
عليه فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل الشافعي يقول: قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أظلم علينا البيت، فتركنا بدعتنا واتبعناه.
65

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا الحسن بن سعيد بن جعفر البصري، حدثنا زكريا
ابن يحيى الساجي، حدثنا الحارث بن محمد الأموي، عن أبي ثور. قال: كنت من
أصحاب محمد بن الحسن، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ
فسألته عن مسألة من الدور فلم يجبني وقال: كيف ترفع يديك في الصلاة؟ فقلت:
هكذا، فقال: أخطأت! فقلت: هكذا، فقال: أخطأت! قلت: فكيف أصنع؟ قال:
حدثني سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه بحذو
منكبيه، وإذا ركع وإذا رفع.
قال أبو ثور: فوقع في قلبي من ذلك. فجعلت أزيد في المجئ وأقصر من
الاختلاف إلى محمد بن الحسن. فقال لي محمد يوما: يا أبا ثور أحسب هذا
الحجازي قد غلب عليك. قال: قلت: أجل، الحق معه! قال: وكيف ذلك قال: قلت:
كيف ترفع يديك في الصلاة فأجابني على نحو ما أخبرت الشافعي فقلت: أخطأت.
فقال: كيف أصنع؟ قلت: حدثني الشافعي، عن سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن
أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه وإذا ركع وإذا رفع.
قال أبو ثور: فلما كان بعد شهر وعلم الشافعي أني لزمته للتعلم منه. قال: يا أبا
ثور خذ مسألتك في الدور فإنما منعني أن أجيبك يومئذ لأنك كنت متعنتا.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - وحدثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه، أخبرنا
عبد الله بن عدي قال: وسمعت البرائي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل
يقول: انصرفت من جنازة أبي ثور. فقال لي أبي: أين كنت؟ قلت: في جنازة أبي
ثور، فقال: رحمه الله إنه كان فقيها.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا
أبو محمد عبيد بن محمد بن خلف البزار.
وأخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي،
حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قالا: مات أبو ثور - زاد الحضرمي -
إبراهيم بن خالد الكلبي. ثم قالا: سنة أربعين ومائتين.
قال عبيد: في صفر.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي: مات أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ببغداد سنة أربعين، وشهدت
جنازته وكتبت عنه.
66

قلت: ودفن أبو ثور في مقبرة باب الكناس.
3101 - إبراهيم بن خفيف، أبو إسحاق، مولى عبد الله بن بشر المرثدي
الكاتب:
حدث عن محمد بن بهنام الأصبهاني. روى عنه أبو عبيد الله المرزباني، وعبيد الله
ابن أحمد المعروف بابن المنشئ الكاتب.
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدثنا محمد بن عمران بن موسى، أخبرني
إبراهيم بن خفيف المرثدي، أخبرني محمد بن بهنام الأصبهاني، حدثنا يحيى بن
مدرك الطائي، حدثنا هشام بن محمد الكلبي. قال: ذكروا أن سليمان بن عبد الملك
قدم المدينة فأرسل إلى أبي حازم فأتاه. فقال له سليمان: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟
قال: وأي جفاء رأيت مني. قال: أتاني أهل المدينة ولم تأتني! قال: يا أمير المؤمنين
وكف يكون إتيان من غير معرفة متقدمة والله ما عرفتني قبل هذا اليوم! ولا أنا
رأيتك فاعذر. قال: فالتفت سليمان إلى الزهري فقال: أصاب الشيخ وصدق. قال
سليمان: يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم
دنياكم، فكرهتم أن تنقلوا من العمران إلى الخراب. قال سليمان: صدقت يا أبا حازم
كيف القدوم على الله تعالى؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله مسرورا وأما
المسئ فكالآبق يقدم على مولاه محزونا.
حدثني هلال بن المحسن الكاتب قال: مات إبراهيم بن خفيف صاحب ديوان
النفقات، يوم الأحد لأربع خلون من المحرم سنة ثلاث عشرين وثلاثمائة.
حرف الدال من آباء الإبراهيميين
3102 - إبراهيم بن دينار، أبو إسحاق التمار:
سمع هشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وأبا قطن عمرو بن
الهيثم، وحجاج بن محمد الأعور، ومصعب بن سلام، وعبيد الله بن موسى.
67

روى عنه أبو زرعة الرازي، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وعباس الدوري،
ومحمد بن غالب التمتام، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن
إبراهيم بن جناد، وموسى بن هارون وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي
عوف البزوري.
وقال أبو زرعة الرازي: كان إبراهيم بن دينار بغداديا ثقة.
أخبرنا أبو طالب مكي بن علي الحريري وأبو بكر البرقاني. قالا: أخبرنا محمد بن
جعفر بن الهيثم الأنباري، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا إبراهيم بن دينار
التمار، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن حصين، عن
عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للجار أن يضع خشبة في جداره ".
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزاز، أخبرنا علي بن
محمد بن أحمد المصري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد، حدثنا إبراهيم بن دينار
رجل ثقة.
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف
الصيرفي، أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، أخبرنا مهنا قال: سألت
أحمد عن إبراهيم بن دينار يكون بالكرخ. قال: هو صديق لأبي مسلم المستملي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات إبراهيم بن دينار سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
3103 - إبراهيم بن درستويه، أبو إسحاق الفارسي الشيرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن سليمان لوين، ومحمد بن يحيى الحجري
الكوفي، والنضر بن سلمة شاذان ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وأحمد بن
محمد السالمي المديني. روي عنه عبد الله بن إسحاق المدايني، ومحمد بن أحمد بن
الخطاب العمري، وأبو بكر بن أبي دارم الكوفي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم
الطبراني، وأحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا أبو القاسم سليمان
ابن أيوب بن أحمد الطبراني، حدثنا إبراهيم بن درستويه الشيرازي - ببغداد -.
68

وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أبو
محمد عبد الله بن إسحاق المدايني، حدثنا إبراهيم بن درستويه - واللفظ للطبراني -
قال: حدثنا محمد بن يحيى الحجري الكندي الكوفي، حدثنا عبد الله بن الأجلح،
عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء العباس يعود النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فرفعه
فأجلسه في مجلسه على سريره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفعك الله يا عم " فقال
العباس: هذا علي يستأذن؟ فقال: " يدخل " فدخل ومعه الحسن والحسين، فقال
العباس: هؤلاء ولدك يا رسول الله؟ قال: " هم ولدك يا عم ". قال: أتحبهما؟ قال:
" أحبك الله كما أحبهما ".
قال الطبراني: لم يروه عن عكرمة إلا الأجلح بن عبد الله، واسمه يحيى ويكنى أبا
حجية تفرد به ابنه عنه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
درستويه الفارسي ببغداد، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سالم.
3104 - إبراهيم بن دارم بن أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن المغيرة بن
عبيد الله، أبو إسحاق الدارمي، ويعرف بنهشل النهشلي:
ونهشل هو الغالب على اسمه سمع علي بن حرب الطائي، وأحمد بن أبي
سليمان القواريري، وعمر بن شبة النميري، وعباس بن عبد الله الترقفي. روى عنه
علي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وأبو عبد الله بن العسكري، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، والمعافى بن زكريا،
وأبو حفص الكتاني، والطيب بن يمن، وغيرهم، وكان ثقة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال: سمعت الحسين بن محمد بن عبيد
العسكري يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن دارم الدارمي المعروف بنهشل. قال:
كنت أكتب في تخريجي للحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم تسليما. قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
المنام كأنه قد أخذ شيئا مما أكتبه فنظر فيه. قال: فقال: هذا جيد.
69

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا يوسف بن عمر القواس. قال: أبو إسحاق
نهشل بن دارم اسمه إبراهيم بن دارم بن أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن المغيرة بن
عبيد الله. وقال لنا: إن ابن صاعد كتب عني. قال يوسف: مات نهشل في أول ذي
القعدة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع: أن نهشل بن دارم المحتسب
مات في شوال من سنة خمس وعشرين وثلثمائة، وله ثمانون سنة.
3105 - إبراهيم بن دبيس بن أحمد بن علي الحداد:
حدث عن أحمد بن ملاعب، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين
الحنيني، وأحمد بن محمد البرتي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وجعفر بن محمد
ابن الحسن الرازي. روى عنه محمد بن خلف بن حيان الخلال، وأبو الحسن
الدارقطني، وأحمد بن محمد الجندي، وكان ثقة. وزعم الدارقطني أنه كان يلقب
سبات.
3106 - إبراهيم بن داود بن سليمان، المنادي:
حدث عن عباس بن محمد الدوري. روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجاج.
* * *
حرف الراء من آباء الإبراهيميين
3107 - إبراهيم بن رستم، أبو بكر الفقيه المروذي:
سمع منصور بن عبد الحميد - شيخ يروى عن أنس بن مالك - وسمع أيضا مالك
ابن أنس، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وسفيان الثوري، وشعبة بن
الحجاج، وقيس بن الربيع، ويعقوب القمي، وحماد بن سلمة، وأبا حمزة السكري،
وإسماعيل بن عياش، ونوح بن أبي مريم، وخارجة بن مصعب، وبقية بن الوليد.
وقدم بغداد غير مرة وحدث بها، فروى عنه من العراقيين سعيد بن سليمان سعدويه،
وأحمد بن حنبل، وزهير بن حرب.
حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا
70

إبراهيم بن رستم، أخبرنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أذن خمس صلوات - إيمانا واحتسابا - غفر
له ما تقدم من ذنبه، ومن أم أصحابه خمس صلوات - إيمانا واحتسابا - غفر له ما تقدم
من ذنبه ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
العباس قاسم بن القاسم السياري - بمرو - حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى، حدثنا
العباس بن مصعب قال: كان إبراهيم بن رستم من أهل كرمان، ثم نزل مرو في سكة
الدباغين، وكان إبراهيم أولا من أصحاب الحديث فحفظ الحديث، فنقم عليه من
أحاديث فخرج إلى محمد بن الحسن وغيره من أهل الرأي، فكتب كتبهم وحفظ
كلامهم فاختلف الناس إليه، وعرض عليه القضاء فلم يقبله، فدعاه المأمون فقربه منه
وحدثه، وأتاه ذو الرياستين إلى منزله مسلما، فلم يتحرك له، ولا فرق أصحابه عنه
فقال له أشكاب: - وكان رجلا متكلما - عجبا لك، يأتيك وزير الخليفة فلا [تقوم
له و] تقوم من أجل هؤلاء الدباغين عندك؟! فقال رجل من أولئك المتفقهة: نحن
من دباغي الدين الذي رفع إبراهيم بن رستم حتى جاءه وزير الخليفة! فسكت
أشكاب.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور - قال:
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد
عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن إبراهيم بن رستم.
فقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن رستم المروذي ليس
بالقوي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرني أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الله المعدل، حدثنا إسحاق الثقفي. قال: مات إبراهيم بن رستم
المروذي بنيسابور سنة عشر ومائتين.
71

وقال ابن نعيم: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: سمعت إسحاق بن إبراهيم
الحفصي يقول: مات إبراهيم بن رستم المروذي بنيسابور، قدمها حاجا، وقد مرض
بسرخس، فبقي عندنا تسعة أيام وهو عليل، ومات اليوم العاشر، وهو يوم الأربعاء
لعشر بقين من جمادي الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين، في دار إسماعيل الطوسي في
سكة حفص، وصلى عليه الأمير محمد بن محمد بن حميد الطاهري، ودفن بباب
معمر.
3108 - إبراهيم بن راشد بن سليمان، أبو إسحاق الآدمي:
سمع محمد بن خالد بن عثمة البصري، وإبراهيم بن بكير الشيباني، وحفص بن
عمر الأبلي، والحسن بن عمرو السدوسي، ويعلى بن عبد الرحمن، ويحيى بن حماد
- صاحب أبي عوانة - وداود بن مهران الدباغ، وعبدان بن عثمان المروزي، وغيرهم.
روى عنه محمد بن غالب التمتام، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن عبدوس بن
كامل السراج، وهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن جعفر
الديباجي، وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل
المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن راشد الآدمي، حدثنا حجاج بن
نصير، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن الوليد بن بشر، عن حمران، عن عثمان،
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قبله قال: " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ".
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد
ابن مخلد، حدثنا إبراهيم بن راشد، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا أبو معاوية، عن
ابن الأعمش، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: إنما يكره المنديل بعد الوضوء مخافة
العادة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع قال: ومات إبراهيم بن راشد الآدمي سنة أربع وستين - يعني ومائتين - في
ربيع الأول لأربع بقين منه يوم جمعة، وكان قد بلغ الثمانين.
72

3109 - إبراهيم بن رزق بن بيان، الكلوذاني:
من أهل كلواذي. وهو أخو حبوش بن رزق الله المصري، ذكره أبو سعيد بن
يونس المصري في تاريخه وقال: مولده ببلده، ومولد أخيه بمصر. ولم يزد أبو سعيد
على ذلك.
3110 - إبراهيم بن رزق، أبو إسحاق:
حدث عن يعقوب بن سواك صاحب بشر بن الحارث. روى عنه محمد بن
غالب الجعفي وذكر أنه سمع منه في طاقات العكي من مدينة أبي جعفر المنصور.
3111 - إبراهيم بن رجاء، أبو إسحاق المقرئ:
حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحميد بن الربيع اللخمي، ومحمد بن
حسان الأزرق، وأبي السائب سلم بن جنادة ومحمد بن مسلم بن وارة، وعباس بن
محمد الدوري. روى عنه محمد بن عمر بن زنبور الوراق.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا محمد بن عمر بن زنبور الوراق، حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن رجاء المقرئ - سنة ثلاث عشرة - قال: حدثنا يعقوب الدورقي،
حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن أبي هريرة.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها، باتت تلعنها الملائكة حتى
تصبح ".
* * *
حرف الزاي من آباء الإبراهيميين
3112 - إبراهيم بن زياد القرشي:
حدث عن ابن شهاب الزهري، وعبد الكريم بن مالك، وعن خصيف بن عبد
الرحمن الحربيين، وسليمان الأعمش، وخلف بن أبي يزيد السلمي. روى عنه محمد
ابن بكار بن الريان الرصافي، وهو شامي سكن بغداد، وفي حديثه نكرة.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد النجار قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن
سليمان المخرمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، حدثنا محمد بن بكار بن
73

الريان، حدثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أعان على باطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله
وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته يوم القيامة - أو
قال: إلى يوم القيامة - مع ما يدخر له من خزي يوم القيامة، وسلطان الله في الأرض
كتاب الله وسنة نبيه، ومن استعمل رجلا وهو يجد غيره خيرا منه وأعلم منه بكتاب
الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ولي من أمر المسلمين شيئا
لم ينظر الله له في حاجة حتى ينظر في حاجاتهم، ويؤدي إليهم حقوقهم، ومن أكل
درهم ربا كان عليه مثل إثم ست وثلاثين زنية في الإسلام، ومن نبت لحمه من
سحت فالنار أولى به ".
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم
القاضي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري، حدثنا محمد بن بكار قال:
سمعنا من قيس بن الربيع وإبراهيم بن زياد القرشي ببغداد قديما. دفع إلي أبو الحسن
ابن رزقويه أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم حدثني الأزهري، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن يحيى، أخبرنا مكرم، حدثنا
يزيد بن الهيثم البادا قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن زياد القرشي لا
أعرفه.
3113 - إبراهيم بن زياد، أبو إسحاق الخياط:
سمع شريك بن عبد الله النخعي، وإبراهيم بن سعد الزهري، والفرج بن فضالة،
وأبا عوانة، وسوار بن مصعب، وغيرهم. روى عنه الحسن بن سلام السواق، وبشر
ابن موسى الأسدي.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب عنه أبي ببغداد، وسئل عنه فقال: شيخ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا الحسن بن
سلام السواق وبشر بن موسى الأسدي. قالا: أخبرنا إبراهيم بن زياد الخياط، حدثنا
سوار بن مصعب، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من كتم علما ينتفع به ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار ".
74

أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
أخبرنا بشر بن مسوى، حدثنا إبراهيم بن زياد الخياط الكرخي - في المحرم سنة أربع
عشرة ومائتين ببغداد - حدثنا شريك عن أبي إسحاق، عن البراء في قول الله تعالى:
(عذابا دون ذلك) [الطور 47] قال: عذاب القبر.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: إبراهيم بن زياد الخياط بغدادي.
3114 - إبراهيم بن زياد، أبو إسحاق المعروف بسبلان:
سمع الفرج بن فضالة، وحماد بن زيد، وهشيم بن بشير، وعباد بن عباد. روى
عنه عباس بن محمد الدوري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، والحسن بن علي
النسوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي وأبو سعيد بن موسى
ابن الفضل الصيرفي - جميعا بنيسابور. قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا إبراهيم بن زياد - يعنى سبلان -
حدثنا عباد بن عباد، حدثنا شعبة عن المنصور بن المعتمر، عن ميمون بن أبي شبيب،
عن قيس بن سعد. قال: دفعتني أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخدمه قال: فأتى علي وقد صليت
ركعتين وأنا مضطجع، قال: فركضني برجله فقال: " ألا أدلك على باب من أبواب
الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله. قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف
الصيرفي، أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهنا قال: سألت
أحمد عن إبراهيم بن زياد سبلان يكون في الكرخ قال: لا بأس به، كان معنا عند
هشيم وقد سمع من عباد بن عباد المهلبي.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن
75

أحمد بن جميع الغساني، حدثنا ابن مخلد قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عثمان قال:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات إبراهيم سبلان ذهب علم عباد بن عباد.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، أخبرنا أحمد بن محمد بن
القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سبلان - يعني إبراهيم بن زياد -
ما كان به بأس المسكين.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسألت يحيى بن معين، عن سبلان فقال: ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرني علي بن
محمد المروزي قال: سألت صالحا - جزرة - عن إبراهيم بن زياد سبلان فقال:
ثقة.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري - بلفظه - أخبرنا الخصيب بن
عبد الله بن محمد القاضي - بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن
شعيب، أخبرني أبي. قال: أبو إسحاق إبراهيم بن زياد سبلان ليس به بأس، كان
ببغداد.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات إبراهيم
ابن زياد سبلان.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
الثقفي قال: سمعت الجوهري - يعني حاتم بن الليث - وأحمد بن محمد بن بكر
وسلمان بن توبة يقولون: إبراهيم بن زياد سبلان يكنى أبا إسحاق، مات ببغداد سنة
ثمان وعشرين ومائتين في ذي الحجة.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى
76

ابن هارون. قال: مات إبراهيم بن زياد سبلان ببغداد يوم الأربعاء لستة أيام مضت
من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وكان يخضب رأسه ولحيته، وكان قد ضبب
أسنانه بذهب.
3115 - إبراهيم بن زياد البجلي:
حدث عن محمد بن زياد الميموني. روى عنه محمد بن أبي عوف البزوري.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن
أيوب - إملاء - حدثنا أحمد بن أبي عوف، حدثنا إبراهيم بن زياد البجلي - ينزل
مدينة أبي جعفر - حدثنا محمد بن زياد الرقي، حدثني ميمون بن مهران، عن ابن
عباس. قال: شكى أبو أيوب الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم تمرا فقده من الخزانة فقال:
" ذلك عمل الشيطان فارصده، فإذا سمعت الحركة فقل: بسم الله أجب رسول
الله ". وذكر الحديث بطوله.
3116 - إبراهيم بن زياد بن إبراهيم، أبو إسحاق الصائغ:
سمع سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وأسود
ابن عامر شاذان. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وأحمد بن عمرو بن عبد
الخالق، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم.
وقال أبو زرعة الرازي: كان حجاج بن الشاعر يحسن القول فيه والثناء عليه.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المقرئ، أخبرنا
أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا سوادة بن علي الأحمسي ابن بنت عبد الله بن نمير،
حدثنا إبراهيم بن زياد الصايغ البغدادي، حدثنا شاذان بحديث ذكره.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، أخبرنا علي بن
إبراهيم بن سلمة القطان، حدثنا أبو حاتم الرازي - محمد بن إدريس - حدثنا إبراهيم
ابن زياد بن إبراهيم الصايغ. قال أبو حاتم: قال ابن الشاعر ما نشأ في أصحابنا مثله.
حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن منصور عن أبي كبشة الأنماري. قال أبو أسامة:
وحدثني مفضل بن مهلهل، حدثنا منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن أبي
77

كبشة الأنماري، عن أبيه. قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر:
رجل آتاه الله علما ومالا فهو يعمل في ماله بعلمه، يصل به رحمه، ويؤدي حقه.
ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول: لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه
مثل ما يعمل فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يتخبط في
ماله لا يؤدي حقه، ولا يصل رحمه. ورجل لم يؤته الله مالا ولم يؤته علما يقول: لو
أن لي مثل مال فلان لعملت مثله، فهما في الإثم سواء ".
3117 - إبراهيم بن زياد المؤدب، يعرف بابن النجار:
مروزي سكن بغداد وحدث بها عن النضر بن شميل. روى عنه محمد بن أحمد
ابن أسد الهروي، والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن زياد
المؤدب، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا صالح - يعني ابن أبي الأخضر - عن ابن
شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء يوما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بصيامه، فلما فرض رمضان كان من شاء صامه، ومن شاء أفطره.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي
الحسين بن إسماعيل بخط يده، حدثنا إبراهيم المؤدب المخرمي، حدثنا النضر بن
شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق، عن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان أكملها وإلا
قال تعالى: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع؟ فإن وجد له تطوع قال: أكملوا له
المكتوبة، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك ".
3118 - إبراهيم بن زيد بن إسحاق، أبو إسحاق البغدادي:
حدث عن نصر بن علي الجهضمي، والقاسم بن يزيد الوزان، وأحمد بن منصور
الرمادي. روى عنه أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي المصري.
78

حرف السين من آباء الإبراهيميين
3119 - إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق
الزهري:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمع أباه، وابن شهاب الزهري وهشام بن عروة،
وصالح بن كيسان، ومحمد بن إسحاق بن يسار. روى عنه يزيد بن عبد الله بن
الهاد، وشعبة بن الحجاج، والليث بن سعد، وابناه يعقوب وسعد ابنا إبراهيم، ونوح
ابن يزيد، وعبد الرحمن به مهدي، ويزيد بن هارون، ويونس بن محمد المؤدب،
وأبو داود الطيالسي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي،
وعلي بن الجعد، ومحمد بن جعفر الوركاني، وأحمد بن حنبل وغيرهم.
كان قد نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، ولم يزل ببغداد من عقبه جماعة
يروون العلم حتى انقرضوا بأخرة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الجرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا عباس بن محمد الدوري. وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا
عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق. قالا: حدثنا سليمان بن داود
الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ".
قال إبراهيم بن سعد: لم أسمع من هشام شيئا إلا هذا الحديث الواحد.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد الطبيب المعدل، حدثنا أبو الفضل
عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثني عمي سعد بن محمد الزهري، حدثنا عمي
أحمد بن سعد، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا شعبة، حدثني إبراهيم بن سعد، عن
الزهري، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما فصه حبشي.
79

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق. وحدثنا
عمارة بن هارون بن الحسن، حدثنا أحمد بن سعد الزهري، حدثنا علي بن الجعد
قال: سألت شعبة بن الحجاج عن حديث لسعد بن إبراهيم، فقال لي: فأين أنت عن
ابنه؟ قلت: وأين ذا؟ قال: نازل على عمارة بن حمزة. فأتيته فحدثني عن ابن شهاب،
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما فاتخذ الناس خواتيم، وذكر الحديث.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرني محمد بن عدي بن زحر البصري - في
كتابه إلي - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن
الأشعث يقول: وإبراهيم بن سعد ولي بيت المال ببغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
ولد إبراهيم بن سعد سنة ثمان ومائة. أخبرني بذلك بعض ولده.
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدثنا الحسين بن أحمد
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال صالح بن محمد:
إبراهيم بن سعد سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كان صغيرا حين سمع من
الزهري وأنبأنا ابن الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن
حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده عن يحيى بن معين. قال: إبراهيم بن سعد
أثبت من الوليد بن كثير، ومن ابن إسحاق جميعا. وسئل أبو زكريا: أيهما أحب إليك
في الزهري، إبراهيم بن سعد أو ابن أبي ذئب؟ فقال: إبراهيم أحب إلي من ابن أبي
ذئب في الزهري، ابن أبي ذئب يقولون لم يصحح عن الزهري شيئا.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الجوري يقول: قلت ليحيى بن معين:
فصالح بن كيسان؟ قال: ليس به بأس في الزهري. قيل ليحيى: إبراهيم بن سعد،
قال: وليس به بأس. وقال عباس: سمعت يحيى يقول - في حديث جمع القرآن - ليس
أحد حدث به أحسن من إبراهيم بن سعد، وقد حدث مالك منه بطرف.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول.
80

وأخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، عن يحيى بن معين. قال: إبراهيم بن
سعد ثقة. زاد بن أبي مريم: حجة.
أخبرنا أبو تمام عبد الكريم وأبو الغنائم عبد الصمد ابنا علي بن محمد بن الحسن
ابن الفضل بن المأمون. قالا: أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى
البخاري، حدثنا محمود بن إسحاق الخزاعي، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري.
قال: قال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق نحو
من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام، سوى المغازي. وإبراهيم بن سعد من أكثر
أهل المدينة حديثا في زمانه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزفي،
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال:
سمعت أحمد بن حنبل. قال: كان وكيع كف عن حديث إبراهيم بن سعد، ثم
حدث عنه بعد. قلت: لم؟ قال: لا أدري، إبراهيم ثقة!
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح العجلي، حدثني أبي قال: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عوف مدني ثقة، يقال: إنه كان أسود.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قال: إبراهيم بن سعد صدوق، من أهل المدينة، وأبوه كان من جلة المسلمين، وكان
علي قضاء المدينة.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن
يزيد بن مهران الصفار الضرير، حدثنا علي بن الحسن بن خلف بن قديد أبو القاسم -
بمصر - حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبيه. قال: قدم إبراهيم بن
81

سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عن
الغناء فأفتي بتحليله، وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه
يتغنى. فقال: لقد كنت حريصا على أن أسمع منك، فأما الآن فلا سمعت منك
حديثا أبدا. فقال: إذا لا أفقد إلا شخصك. علي وعلي إن حدثت ببغداد ما أقمت
حديثا حتى أغني قبله، وشاعت هذه عنه في بغداد، فبلغت الرشيد فدعا به فسأله عن
حديث المخزومية التي قطعها النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة الحلى، فدعا بعود، فقال الرشيد:
أعود المجمر؟ قال: لا، ولكن عود الطرب. فتبسم ففهمها إبراهيم بن سعد، فقال:
لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت؟
قال: نعم! ودعا له الرشيد بعود فغناه:
يا أم طلحة إن البين فد أفدا * قل الثواء لئن كان الرحيل غدا
فقال الرشيد: من كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال: من ربطه الله. قال: فهل
بلغك عن مالك بن أنس في هذا شيء؟ قال: لا والله إلا أن أبي أخبرني أنهم اجتمعوا
في مدعاة كانت في بني يربوع، وهم يومئذ جلة، ومالك أقلهم من فقهه وقدره، ومعهم
دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون، ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم:
سليمى أجمعت بينا * فأين لقاؤها أينا
وقد قالت لأتراب * لها زهر تلاقينا
تعالين فقد طاب * لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم. وفي هذه السنة مات إبراهيم بن سعد وهو ابن
خمس وسبعين سنة، يكني أبا إسحاق.
قلت: قد اختلف في وقت وفاته.
فأخبرنا عبد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا إبراهيم بن
محمد الكندي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: ومات إبراهيم بن سعد سنة
ثنتين أو ثلاث وثمانين.
وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفين. قال: قال علي بن المديني: مات إبراهيم بن سعد
سنة ثلاث وثمانين ومائة، مات وهو ابن ثلاث وسبعين.
82

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على بشر الأسفراييني - بها - حدثكم عبد الله
ابن محمد بن ناجية، حدثنا محمد بن عباد. قالا: مات إبراهيم بن سعد سنة ثلاث
وثمانين.
أخبرني علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد. قال: إبراهيم بن سعد
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، ويكنى أبا إسحاق مات ببغداد سنة
ثلاث وثمانين ومائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف قال: حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: مات إبراهيم بن سعد الزهري ببغداد
سنة ثلاث وثمانين ومائة، ودفن في مقابر باب التبن.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير. قال: وإبراهيم بن سعد أبو إسحاق مات
ببغداد، يقال سنة ثلاث وثمانين ومائة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري
- في كتابه إلي من شيراز - قال: أخبرنا أحمد بن حمدان بن الحضر، حدثنا أحمد بن
يونس الضبي. قال: حدثني أبو حسان الزيادي. قال: سنة أربع وثمانين ومائة فيها
مات إبراهيم بن سعد، وهو ابن خمس وسبعين، ويكنى أبا إسحاق.
أخبرني ابن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار
قال: سمعت أبا مروان العثماني يقول: سمعت من إبراهيم بن سعد سنة خمس
وثمانين، ومات بعد ذلك.
3120 - إبراهيم بن سعد، أبو إسحاق العلوي:
أحد شيوخ الصوفية وزهادهم انتقل عن بغداد إلى الشام فاستوطن بلادها، ويحكى
عنه كرامات وعجائب.
83

أخبرني إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي. قال: إبراهيم بن سعد العلوي أبو إسحاق كان حسنيا من أهل بغداد، وكان
يقال له الشريف الزاهد، وكان أستاذ أبي الحارث الأولاسي، حكي عنه أبو الحارث.
قال: كنت معه في البحر فبسط كساءه على الماء وصلى عليه!!
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا
الحسن بن يحيى بن حمويه الكرماني - بمكة - قال: قال أبو الحسن التمار. قال: أبو
الحارث الأولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر، فقال بعض إخواني: لا
تخرج فإني قد هيأت لك عجة تأكل قال: فجلست وأكلت معه ونزلت إلى الساحل
فإذا أنا بإبراهيم بن سعد العلوي قائما يصلى، فقلت في نفسي ما أشك إلا أنه يريد أن
يقول امش معي على الماء، ولئن قال لي لأمشين معه، فما استحكمت الخاطر حتى
سلم ثم قال: هيه يا أبا الحارث امش على الخاطر، فقلت: بسم الله فمشى هو على
الماء، وذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إلي وقال: يا أبا الحارث العجة أخذت
برجلك.
3121 - إبراهيم بن سليمان بن رزين، أبو إسماعيل المؤدب:
سمع عبد الملك بن عمير وعاصما الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وعمر مولى
غفرة، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، ومجالد بن سعيد. روى عنه عبد الله بن عون
الحراز، ومحمد بن الصباح الدولابي، وسريج بن يونس، وأبو عمر الدوري، وشجاع
ابن مخلد، ويحيى بن يحيى النيسابوري، والحسن بن عرفة، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: إبراهيم بن سليمان بن
رزين أبو إسماعيل مؤدب آل أبي عبيد الله كان يكون ببغداد.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد
ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن
أبي إسماعيل المؤدب. فقال: ثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
84

بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح. قال: إبراهيم
ابن سليمان مؤدب بني أبي عبيد الله، قال يحيى بن معين: ثقة صحيح الكتاب كتبت
عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: وسئل
الطيالسي عن أبي إسماعيل المؤدب فقال: قال يحيى - يعني ابن معين - ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
قلت ليحيى بن معين: فأبو إسماعيل المؤدب ما حاله؟ فقال: ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: أبو إسماعيل المؤدب ثقة سكن بغداد.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري - بلفظه - أخبرنا الخصيب بن عبد
الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو
إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب بغدادي ليس به بأس.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قال: وإبراهيم بن سليمان المؤدب أبو إسماعيل كان صدوقا.
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا
داود سليمان بن الأشعث - عن أبي إسماعيل المؤدب فقال: ثقة. ورأيت أحمد بن
حنبل يكتب أحاديثه بنزول.
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، عن أبي الحسن الدارقطني قال:
إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب بغدادي ثقة.
85

3122 - إبراهيم بن سليمان المؤدب:
حدث عن عمر بن مدرك الرازي. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن
صالح الأبهري، حدثنا إبراهيم بن سليمان المؤدب - ببغداد - حدثنا عمر بن مدرك
الرازي، حدثنا محمد بن الفضل النيسابوري، عن حسين الجعفي عن زائدة، عن
ليث، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان للعبد ذنوب
وخطايا ولم يكن له عمل صالح ابتلى بالغموم والأحزان ليكون كفارة لذنوبه ".
3123 - إبراهيم بن سليمان بن حمويه الدهان، أبو إسحاق المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وحدث بها عن محمد بن عبدة
المروزي وغيره. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو حفص بن شاهين،
والمعافي بن زكريا الجريري.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا علي بن الحسن الجراحي - إملاء - حدثنا
إبراهيم بن سليمان بن حمويه المروزي، حدثنا محمد بن عبدة المروزي، حدثنا علي
ابن الحسن بن شقيق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا يونس عن ابن شهاب،
أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم ".
3124 - إبراهيم بن السرى بن المغلس السقطي، يكنى أبا إسحاق:
حكى عن أبيه حكايات. روى عنه أبو العباس السراج النيسابوري، ولا أعلم روى
عنه غيره.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: إبراهيم
ابن السرى السقطي كنيته أبو إسحاق يرجع إلى زهد وتقر وأحوال في المعاملات
سنية، قريب السيرة من أبيه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن إسحاق السراج قال: سمعت إبراهيم بن السرى يقول: سمعت أبي يقول: لو
أشفقت هذه النفوس على أديانها، للاقت السرور في أبدانها.
86

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدثنا أبو
العباس السراج. قال: سمعت إبراهيم بن السرى السقطي يقول: سمعت أبي يقول:
عجبت لمن غدا وراح في طلب الأرباح، وهو مثل نفسه لا يربح أبدا.
3125 - إبراهيم بن السرى، أبو إسحاق المقرئ:
أراه حدث بالكوفة عن إسحاق بن أبي إسرائيل. روى عنه عبد الله بن يحيى
الطلحي.
أخبرنا أبو علي محمد بن حمزة بن أحمد الدهان، أخبرنا أبو بكر الطلحي -
بالكوفة - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن السرى المقرئ البغدادي - من حفظه - حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني - قاضي صنعاء - حدثنا
عبد الله بن بحير، عن هاني مولى عثمان بن عفان: أن عثمان كان إذا نظر إلى القبر
بكى حتى تبتل لحيته، فقيل: تذكر النار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي؟! فقال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن القبر أول منازل الآخرة، وما رأيت منظرا قط إلا والقبر
أفظع منه ".
3126 - إبراهيم بن السرى بن سهل، أبو إسحاق النحوي الزجاج:
صاحب كتاب " معاني القرآن ". كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد،
جميل المذهب، وله مصنفات حسان في الأدب. روى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة
وغيره.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أخبرني أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق - في
كتابه - حدثني أبو محمد بن درستويه النحوي، حدثني الزجاج. قال: كنت أخرط
الزجاج فاشتهيت النحو، فلزمت المبرد لتعلمه، وكان لا يعلم مجانا، ولا يعلم بأجرة إلا
على قدرها، فقال لي: أي شيء صناعتك؟ قلت: أخرط الزجاج وكسبي في كل يوم
درهم ودانقان، أو درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي وأنا أعطيك كل يوم
87

درهما، وأشرط لك أني أعطيك إياه أبدا إلى أن يفرق الموت بيننا استغنيت عن التعليم
أو احتجت إليه. قال: فلزمته وكنت أخدمه في أموره مع ذلك وأعطيه الدرهم،
فينصحني في العلم حتى استقللت، فجاءه كتاب بعض بني مارمة من الصراة
يلتمسون معلما نحويا لأولادهم، فقلت له: أسمني لهم، فأسماني فخرجت فكنت
أعلمهم وأنفد إليه كل شهر ثلاثين درهما، وأتفقده بعد ذلك بما أقدر عليه، ومضت
مدة على ذلك، فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم فقال له: لا أعرف
لك إلا رجلا زجاجا بالصراة مع بني مارمة، قال: فكتب إليهم عبيد الله فاستنزلهم
عني فتركوني له فأحضرني وأسلم القاسم إلي، فكان ذلك سبب غناي. وكنت
أعطي المبرد ذلك الدرهم في كل يوم إلى أن مات، ولا أخليه من التفقد معه بحسب
طاقتي.
وأخبرني علي بن أبي علي، أخبرني أبي، حدثني أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن
عباس القاضي، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن السرى الزجاج. قال: كنت أؤدب
القاسم بن عبيد الله وأقول له: إن بلغك الله مبلغ أبيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي؟
فيقول: ما أحببت. فأقول له: تعطيني عشرين ألف دينار؟ وكانت غاية أمنيتي، فما
مضت إلا سنون حتى ولى القاسم الوزارة وأنا على ملازمتي له، وقد صرت نديمه،
فدعتني نفسي إلى إذكاره بالوعد ثم هبته، فلما كان في اليوم الثالث من وزارته قال
لي: يا أبا إسحاق لم أرك أذكرتني بالنذر! فقلت: عولت على رعاية الوزير أيده الله،
وأنه لا يحتاج إلى أذكار لنذر عليه في أمر خادم واجب الحق، فقال لي: إنه المعتضد،
ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد، ولكن أخاف أن يصير لي معه
حديث فاسمح لي بأخذه متفرقا. فقلت: يا سيدي أفعل. فقال: اجلس للناس وخذ
رقاعهم في الحوائج الكبار، واستعجل عليها ولا تمتنع من مسألتي شيئا تخاطب فيه،
صحيحا كان أو محالا، إلى أن يحصل لك مال النذر. قال: ففعلت ذلك وكنت أعرض
عليه كل يوم رقاعا فيوقع فيها، وربما قال لي: كم ضمن لك على هذا فأقول كذا
وكذا، فيقول غبنت، هذا يساوي كذا وكذا، ارجع فاستزد فأراجع القوم فلا أزال
أماكسهم ويزيدونني حتى أبلغ الحد الذي رسمه، قال: وعرضت عليه شيئا عظيما،
فحصلت عندي عشرون ألف دينار وأكثر منها في مديدة، فقال لي بعد شهور: يا أبا
88

إسحاق حصل مال النذر؟ فقلت: لا! فسكت، وكنت أعرض فيسألني في كل شهر
أو نحوه هل حصل المال؟ فأقول لا خوفا من انقطاع الكسب، إلى أن حصل عندي
ضعف ذلك المال، وسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل، فقلت: قد حصل
ذلك ببركة الوزير. فقال: فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل
لك، قال: ثم أخذ الدواة ووقع لي إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة، فأخذتها،
وامتنعت أن أعرض عليه شيئا ولم أدر كيف أقع منه، فلما كان من غد جئته
وجلست على رسمي. فأومأ إلى هات ما معك يستدعي مني الرقاع على الرسم،
فقلت ما أخذت من أحد رقعة لأن النذر قد وقع الوفاء به، ولم أدر كيف أقع من
الوزير، فقال: يا سبحان الله أتراني كنت أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة، وعلم به
الناس وصارت لك به منزلة عندهم وجاه، وغدو ورواح إلى بابك، ولا يعلم سبب
انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندي، أو تغير رتبتك، أعرض علي على رسمك
وخذ بلا حساب. فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع، فكنت أعرض عليه كل يوم
شيئا إلى أن مات، وقد تأثلت حالي هذه.
أخبرنا أبو الجوائز الحسن بن علي بن ماري الكاتب الواسطي، حدثني أبو القاسم
علي بن طلحة بن كردان النحوي قال: سمعت أبا علي الفارسي يقول: دخلت مع
شيخنا أبي إسحاق الزجاج على القاسم بن عبيد الله الوزير، فورد إليه خادم وساره
بشيء استبشر له، ثم تقدم إلى شيخنا أبي إسحاق بالملازمة إلى أن يعود، ثم نهض فلم
يكن بأسرع من أن عاد وفي وجهه أثر الوجوم، فسأله شيخنا عن ذلك لأنس كان
بينه وبينه فقال له: كانت تختلف إلينا جارية لإحدى المغنيات فسمتها أن تبيعني إياها
وامتنعت من ذلك، ثم أشار عليها أحد من نصحها بأن تهديها إلى رجاء أن أضاعف
لها ثمنها، فلما وردت أعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لافتضاضها،
فوجدتها قد حاضت. فكان مني ما ترى، فأخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب:
فارس ماض بحربته * حاذق بالطعن في الظلم
رام أن يدمي فريسته * فاتقته من دم بدم
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثني محمد بن طلحة
اليزدادي قال: حدثني القاضي محمد بن أحمد بن المحرم أنه جرى بين إبراهيم بن
السرى الزجاج النحوي وبين المعروف بمسينة وكان من أهل العلم - شر، فاتصل
89

ونسجه إبليس وأحكمه حتى خرج إبراهيم بن السرى الزجاج إلى حد الشتم، فكتب
إليه مسينة:
أبى الزجاج إلا شتم عرضي * لينفعه فآثمه وضره
وأقسم صادقا ما كان حر * ليطلق لفظه في شتم حره
ولو أني كررت لفر مني * ولكن للمنون علي كره
فأصبح قد وقاه الله شري * ليوم لا وقاه الله شره
فلما اتصل هذا بالزجاج قصده راجلا حتى اعتذر إليه، وسأله الصفح.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد العزال، حدثنا علي بن عبد العزيز الطاهري،
أخبرنا أبو محمد الوراق - جار كان لنا -. قال: كنت بشارع الأنبار وأنا صبي في
يوم نيروز، فعبر رجل راكب، فبادر بعض الصبيان فأقلب عليه ماء، فأنشأ يقول وهو
ينفض رداءه من الماء:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه * ولا خير في وجه إذا قل ماءه
فلما عبر قيل لنا: هذا هو أبو إسحاق الزجاج! قال الطاهري: شارع الأنبار هو
النافذ إلى الكبش والأسد.
بلغني عن محمد بن العباس بن الفرات قال: حدثني أبو الفتح عبيد الله بن أحمد
النحوي. قال: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن السرى الزجاج النحوي في جمادي
الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قال غيره: مات يوم الجمعة لأحدى عشرة ليلة
بقيت من الشهر.
3127 - إبراهيم بن سعيد، أبو إسحاق الجوهري:
سمع سفيان بن عيينة: وأبا معاوية الضرير، ومحمد بن فضيل بن غزوان، وأبا
أسامة، وروح بن عبادة وزيد بن الحباب، وعبيد بن أبي قرة، وسعد بن عبد الحميد بن
جعفر، وأبو داود الحفري وحجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن بشر العبدي، وخلف
ابن تميم، ومحمد بن القاسم الأسدي، وغيرهم. روى عنه أبو حاتم الرازي، وأبو بكر
ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون الحافظ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأبو
عبد الرحمن النسائي وأحمد بن علي الأبار، ويحيى بن محمد بن صاعد، في آخرين.
90

وكان مكثرا ثقة ثبتا. صنف " المسند " وانتقل عن بغداد، فسكن عين زربة مرابطا
بها إلى أن مات.
قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطي، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال:
أخبرنا أبو نعيم بن عدي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف قال: سمعت حجاج بن
الشاعر يقول: رأيت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي نعيم، وأبو نعيم يقرأ وهو
نائم، وكان الحجاج يقع فيه.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري. قال: أحمد بن محمد بن هارون،
حدثنا الحسن بن صالح، حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي قال: سمعت أبي سأل أبا
عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن إبراهيم بن سعيد قال: لم يزل يكتب الحديث
قديما. قلت: فأكتب عنه؟ قال: نعم.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو علي بن الصواف - إملاء - حدثنا أبو
العباس البراثي قال: قال أحمد بن حنبل - وسأله موسى بن هارون وهو معي عن
إبراهيم بن سعيد الجوهري - فقال: كثير الكتاب، كتب فأكثر، واستأذنه في الكتابة
عنه فأذن له.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد
ابن يحيى المزكي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا عبد الله بن جعفر
ابن خاقان المروزي السلمي قال: سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حديث لأبي
بكر الصديق فقال لجاريته: أخرجي إلى الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي
بكر. فقلت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أين ثلاثة وعشرين جزءا؟
فقال: كل حديث لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم.
قلت: وكان لسعيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا، وأفضال على العلماء، فلذلك
تمكن ابنه من السماع، وقدر على الإكثار عن الشيوخ، وصف الجوهري ببغداد: إليه
ينسب.
91

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن
أحمد بن الحكم المؤدب، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال: سمعت إبراهيم
الهروي يقول: حج سعيد الجوهري فحمل معه أربعمائة رجل من الزوار سوى
حشمه يحج بهم! وكان فيهم إسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وكنت أنا معهم
في إمارة هارون الرشيد.
أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن بن الفضل الأبهري، حدثنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا عمر بن عثمان قال: سمعت
إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول: دخلت علي أحمد بن حنبل أسلم عليه، فمددت
يدي إليه فصافحني، فلما أن خرجت قال: ما أحسن أدب هذا الفتي، لو انكب علينا
كنا نحتاج أن نقوم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرني علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق
المصري، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني محمد بن علي الصوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال:
ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قال: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن سعيد
الجوهري بغدادي ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن سعيد الجوهري
مات في سنة سبع وأربعين ومائتين ذكر ابن قانع أنه مات في سنة ثلاث وخمسين
ومائتين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن همام
الشيباني - بالكوفة - حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الشعراني، حدثنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري، حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان
الثوري قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
دينار، عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (وتعزروه
وتوقروه) [الفتح 9] قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ذاك؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: " لتنصروه ".
92

قال أبو محمد بن أبي سفيان: سمعت الحديث من إبراهيم بن سعيد ببغداد، ثم
ذكر لي هذا الحديث بالشام وقد دخل إلى الثغر، فصرت إليه إلى عين زربة - وكان
قد سكنها - وذلك في سنة ثلاث وخمسين في رحلتي الثانية إلى الثغر، فسألته عن هذا
الحديث فرددني مرارا ثم حدثني به لفظا كما قدمت من ذكره، ومات في هذه السنة.
قال أبو محمد: وليس هذا الحديث اليوم عند أحد - فيما أعلم - إلا عندي.
3128 - إبراهيم بن سعيد بن عثمان، أبو الطيب الخلال:
حدث عن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي. روى عنه شيخنا أبو عبد الله
الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، وذكر أنه سمع منه في مجلس أبي
عمر الزاهد.
3129 - إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم، أبو محمد الزهري:
والد أبي طالب الفقيه المعروف بابن حمامة. حدث عن يحيى بن محمد بن صاعد
وغيره. حدثنا عنه ابنه أبو طالب وذكر لنا أنه إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمد
ابن بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص.
قال لنا أبو طالب: أهل المعرفة بالنسب يقولون نجاد بن موسى بالنون وأصحاب
الحديث يقولون بجاد بالباء.
قلت: وكذلك ذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم السعدي في كتاب نسب
ولد سعد بن أبي وقاص بجادا بالباء.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن
هارون الأصبهاني، أخبرنا محمد بن الحجاج بن حفص الضبي، حدثنا مروان بن
معاوية الفزاري، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نسي صلاة
فليصلها إذا ذكرها ".
سألت أبا طالب عن موت أبيه. فقال: توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان
مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة. قال: وسمع في حياة أبي القاسم البغوي من ابن
صاعد ونحوه، ولم يسمع من البغوي شيئا.
93

3130 - إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم، أبو محمد البصري:
نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن إسحاق بن
البهلول. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم - أبو
محمد البصري - قال الخلال: وليس بوالد أبي طالب بن حمامة - حدثنا يحيى بن
صاعد، حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، حدثنا عبثر، حدثنا الأعمش،
عن المسيب، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة. قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن رافعوا أيدينا - يعني في الصلاة - فقال: " كأنها أذناب الخيل الشمس - اسكنوا
في الصلاة ". قال: ودخل علينا ونحن متفرقون. فقال: " ما لكم عزين ".
قال لي الحسن: سمعت من هذا الشيخ في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ومات في
سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
3131 - إبراهيم بن سيار، أبو إسحاق النظام:
ورد بغداد وكان أحد فرسان أهل النظر والكلام على مذهب المعتزلة، وله في ذلك
تصانيف عدة، وكان أيضا متأدبا، وله شعر دقيق المعاني على طريقة المتكلمين، وأبو
عثمان الجاحظ كثير الحكايات عنه.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم.
وأخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
محمد بن يحيى، حدثنا المبرد، حدثني عمرو بن بحر الجاحظ قال: سمعت النظام
يقول: العلم شئ لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، فإذا أعطيته كلك فأنت من
إعطائه لك البعض على خطر. هذا آخر حديث الأزهري.
وزاد المرزباني قال محمد بن يحيى: فأخذ هذا المعنى منصور النمري، فقلبه إلى
الجود فقال يمدح آل زائدة.
الجود أخشن مسا يا بني مطر * من أن تبزكموه كف مستلب
ما أعلم الناس أن البذل مكسبة * للحمد لكنه يأتي على النشب
94

أخبرني الصيمري قال: قال لنا أبو عبيد الله المرزباني: كان لإبراهيم مذهب في
ترقيق الشعر وتدقيق المعاني لم يسبق إليه، ذهب فيه مذاهب أصحاب الكلام المدققين،
ومنه ما أنشدنيه عبد الله بن يحيى العسكري:
وشادن ينطق بالطرف * يقصر عنه منتهى الوصف
رق فلو بزت سرابيله * علقه الجو من اللطف
يجرحه اللحظ بتكراره * ويشتكي الايماء بالطرف
أفديه من مغرى بما ساءني * كأنه يعلم ما أخفي
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أبو بكر محمد بن حميد الصولي، حدثنا
مغيرة بن محمد، حدثني أبي قال: حضرت مجلسا فيه النظام وأبو الهذيل فأنشد
النظام:
رق فلو بزت سرابيله * علقه الجو من اللطف
يجرحه اللحظ بتكراره * ويشتكي الإيماء بالطرف
أخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، حدثني أبو الحسين عبد الواحد بن محمد
الخصيبي، حدثني محمد بن عروس الشاعر. قال: قال الجاحظ: - وأحسبه قال:
حدثني الجاحظ - قال: اجتمع أبو شمر وثمامة وعلي بن هيثم وإبراهيم النظام
وخرجوا إلى باب الشماسية، فنظروا إلى موضع استطابوه فاجتمعوا فيه ووجهوا بي
لأشتري لهم من السوق ببغداد ما يحتاجون إليه، وساق خبرا، له موضع غير هذا، وإنما
كان مقصود ما ذكر، ورود النظام بغداد.
3132 - إبراهيم بن سيار، أبو إسحاق الصوفي:
سكن المصيصة وحدث بدمشق عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني،
ومحمد بن ربيعة الكلابي، وإسماعيل بن علية، وأبي معاوية الضرير، وسفيان بن
عيينة، وحجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن عبيد الطنافسي. روى عنه محمد بن
يزيد بن عبد الصمد الدمشقي.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا علي بن عمر الحافظ،
حدثنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الناصح الفقيه - بمصر - حدثنا محمد بن يزيد بن
عبد الصمد الدمشقي، حدثنا إبراهيم بن سيار أبي زيد - بغدادي سكن المصيصة -
حدثنا محمد بن الحسن الهمداني الكوفي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
95

هريرة قال: جاءت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله تسأله خادما فقال:
" قولي اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل
التوراة والإنجيل والقرآن، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من كل شيء أنت آخذ
بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر
ليس فوقك شيء، وأنت الباطن ليس دونك شيء اقض عني الدين، وأعذني من
الفقر ".
3133 - إبراهيم بن سهل المدايني:
أخبرني علي بن محمد بن الحسين الدقاق. قال: قرأنا على الحسين بن هارون
الضبي، عن أبي العباس بن سعيد. قال: إبراهيم بن سهل المدائني [يروى] عن
محمد بن كثير الكوفي وغيره. روى عنه الحكم بن سليمان الجبلي وغيره.
3134 - إبراهيم بن سهل، المدائني الكاتب:
حدث عن عمرو بن حميد قاضي الدينور، وأحمد بن معاوية بن بكر البصري.
روى عنه أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري.
أخبرنا الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، حدثني أحمد بن محمد
الجوهري، حدثنا إبراهيم بن سهل المدائني، حدثنا أحمد بن معاوية الباهلي، حدثني
العتبي عن محمد بن واسع. قال: قال لي الحسن: لم يبق من العيش إلا ثلاث، أخ
لك تصيب من عشرته خيرا، فإن زغت عن الطريق قومك، وكفاف من عيش ليس
لأحد عليك فيه تبعة، وصلاة في جمع تكفى سهوها وتستوجب أجرها.
3135 - إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشيباني:
ختن علي بن المغيرة الأثرم، حدث عن الأصمعي، وحجاج بن نصير، وسليمان بن
حرب، وعارم بن الفضل. روى عنه قاسم بن محمد الأنباري، ومحمد بن جعفر
المطيري.
* * *
96

حرف الشين من آباء الإبراهيميين
3136 - إبراهيم بن شماس، أبو إسحاق السمرقندي:
ورد بغداد، وحدث بها عن: إسماعيل بن عياش، ومسلم بن خالد الزنجي،
وفضيل بن عياض، وأبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة،
وبقية بن الوليد، ووكيع بن الجراح. روى عنه أحمد بن حنبل، وداود بن رشيد، وأبو
خيثمة زهير بن حرب، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، وعباس بن محمد الدوري،
وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن علي البربهاري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن
العسكري، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثنا إبراهيم بن شماس، حدثنا مسلم بن
خالد، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا زنت
وليدة أحدكم فليجلدها ولا يثرب عليها، فإن عادت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها،
فإن عادت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، فإن عادت الرابعة فليبعها ولو بحبل من
شعر ".
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا علي بن عمر الختلي، حدثنا أبو القاسم
عيسى بن سليمان، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إبراهيم بن الشماس، حدثنا بقية بن
الوليد، عن الحكم بن عبد الله قال: حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن
عائشة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتى علي يوم لا ازداد فيه علما فلا بورك لي
في طلوع شمس ذلك اليوم ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن علي
البربهاري، حدثنا إبراهيم بن شماس، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم، عن سلامان بن عامر، عن مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، عن
97

النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أرأيتم ما أعطى سليمان من ملكه فإن ذلك لم يزده إلا تخشعا. وما
كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعا من ربه ".
قال لي أبو نعيم: إبراهيم بن شماس سمرقندي سكن بغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الصابوني - فيما أذن أن نرويه عنه - أخبرنا علي
ابن محمد بن سعيد الموصلي، حدثنا موسى بن محمد الغساني، حدثني أحمد بن
محمد المروزي قال: قال لي أبو عبد الله: - يعني أحمد بن حنبل - دخل على إبراهيم
ابن شماس وأنا في السجن - يعني أيام المحنة - قال: فسألني عن شيء من أمر الحديث
فاعتللت بشيء، فقال لي إبراهيم: أليس كنت تحفظ لنا عند وكيع!.
قلت: ذكر أيام المحنة في هذا الخبر خطأ لا شك فيه، لأن إبراهيم مات قبل ذلك
الوقت بزمان بعيد.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن شماس سمرقندي
ثقة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - وهو
أحمد بن حنبل - ذكر إبراهيم بن شماس السمرقندي فأحسن الثناء عليه، قال: كتب
لي بعض أصحابنا أنه أوصى بمائة ألف يشتري بها أسرى من الترك، قال: فاشترينا
مائتي نفس أو نحو ذا، قال أبو عبد الله: قتلته الترك أيضا، فانظر ما ختم له به مع
القتل! وذكره مرة أخرى فقال: صاحب سنة، وكانت له نكاية في الترك.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن رميح النسوي قال:
سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار بن أيوب
يقول: إبراهيم بن شماس أبو إسحاق كان صاحب سنة وجماعة، كتب العلم وجالس
الناس. روى عن أبي إسحاق الفزاري، ومروان بن معاوية، وأبي بكر بن عياش،
وابن المبارك، ووكيع، وغيرهم. ورأيت إسحاق بن إبراهيم - يعنى ابن راهويه - يعظم
من أمره، ويحرضنا على الكتابة عنه، وكان رجلا ضخما عظيم الهامة، حسن
98

البضعة، أحمر الرأس واللحية، حسن المجالسة، يفد على الملوك، وله حظ من
الغزو، وكان فارسا شجاعا، قتله الترك وهو جائي من ضيعته، وهو غار لم
يشعر بهم، وذلك خارج من سمرقند، ولم يعرفوه، وقتل رحمه الله يوم الاثنين، ودفن
يوم الأربعاء في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين.
حدثني الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، عن أبي سعيد الإدريسي. قال:
إبراهيم بن شماس الغازي السمرقندي كنيته أبو إسحاق، كان شجاعا بطلا مبارزا،
عالما فاضلا عاملا، ثقة ثبتا في الرواية، متعصبا لأهل السنة، كثير الغزو.
قال أحمد بن سيار: قتل إبراهيم بن شماس سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وقال إبراهيم بن عبد الرحمن الدارمي: سنة عشرين ومائتين قتل إبراهيم بن
شماس.
قال أبو سعد: والأصح عندي قول إبراهيم، فإنه حكى لي عن أبي يعقوب يوسف
ابن علي الأبار مثل قوله.
3137 - إبراهيم بن شريك بن الفضل بن خالد بن خليد، أبو إسحاق
الأسدي الكوفي:
نزل بغداد مدة وحدث بها عن أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث وشهاب
ابن عباد، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وعقبة بن مكرم الضبي. روى عنه أحمد
ابن جعفر بن المنادي، وأبو بكر الشافعي، ومخلد بن جعفر، وعبد الله بن إبراهيم
الزبيبي، وأبو حفص بن الزيات، وأبو الحسن بن لؤلؤ، وأبو الفضل الزهري، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم
الختلي، حدثنا إبراهيم بن شريك الكوفي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس،
99

حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن الحسن وعبد الله ابني محمد عن أبيهما أن
عليا قال لابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل
لحوم الحمر الإنسية.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، عن أبي الحسن الدارقطني قال:
إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق كوفي ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يونس يقول: سألت أبا
الحسن الدارقطني عن أبي إسحاق إبراهيم بن شريك الأسدي فقال: ثقة.
وقال حمزة: سمعت أبا حفص عمر بن مخلد الزيات يقول: سمعت ابن عبدة
يقول: ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شريك الأسدي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: وفي شوال من هذه السنة -
يعني سنة إحدى وثلاثمائة - توفي إبراهيم بن شريك الكوفي وحمل إلى الكوفة، ومنها
كان قدم قبل وفاته بشهور، ولم يغير شيبه.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر
القاضي: ومات ابن شريك سنة اثنتين وثلاثمائة.
3138 - إبراهيم بن الشاذ بن محمد بن إسحاق الجبلي:
من موضع يقال له جبل الفضة، سكن هراة. وورد بغداد في سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة، وحدث بها عن محمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن إسحاق بن
خزيمة السلمي. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه وغيره.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه - إجازة - وحدثنيه الحسن بن محمد الخلال
عنه، حدثنا إبراهيم بن الشاذ بن محمد الهروي الجبلي من جبل الفضة - إملاء -
حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن ميمون بخبر غريب، حدثنا
سفيان عن مالك بن مغول عن زبيد عن مرة قال: قال عبد الله: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر
سدرة المنتهى في الخبر قال: " إني منبئكم بشجرة فيها مثل وكري الطير، فجلس
جبريل في أحدهما وجلست أنا في الآخر ثم شخصت بنا فصار جبريل كالحلس
الملقى، فعلمت أنه أشد خوفا لله مني ".
100

وروى عبد الله بن محمد بن الثلاج عن هذا الشيخ فقال: حدثنا إبراهيم بن
محمد الشاذي الجبلي.
* * *
حرف الصاد من آباء الإبراهيميين
3139 - إبراهيم بن صرمة بن أبي صرمة، الأنصاري المديني:
صهر يحيى بن سعيد الأنصاري. روى عن يحيى بن سعيد. حدث عنه شعيب بن
سلمة، وأحمد بن حاتم الطويل، وعبد الله بن موسى بن شيبة، وإبراهيم بن الوليد بن
سلمة الطبراني وفي حديثه غرائب لا يتابع عليها.
وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه سأل أباه عنه فقال: شيخ مديني سكن بغداد،
قال: قلت: ما حاله؟ قال: شيخ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
محمد بن الليث الجوهري، حدثنا شعيب بن سلمة، حدثنا إبراهيم بن صرمة، حدثنا
يحيى بن سعيد، حدثنا محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي
هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت
يتغنى بالقرآن يجهر به ".
ذكر محمد بن أبي الفوارس أن محمد بن حميد المخرمي أخبرهم، حدثنا علي بن
الحسين بن حبان. قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده سألته - يعني يحيى بن معين -
عن إبراهيم بن صرمة الأنصاري فقال: كذاب خبيث يكذب على الله وعلى رسوله.
3140 - إبراهيم بن صدقة:
من أهل المدائن. حدث عن داود بن المحبر، وأبي يحيى زكريا بن عبد الرحمن
الملطي. روى عنه أبو الحسن بن البراء، وبكر بن أحمد بن مقبل البصري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء، حدثنا إبراهيم بن صدقة - صديق شعيب بن حرب - حدثنا
101

زكريا بن عبد الرحمن أبو يحيى الملطي. قال: لما فتحت الشام على عهد عمر بن
الخطاب أصيب جبل فيه غار، فإذا على الغار قفل فكسر القفل، فوجد في الغار لوح
من حديد فيه مكتوب بماء الذهب:
ما اختلف الليل والنهار ولا * دارت نجوم السماء في الفلك
إلا تنقل النعيم عن ملك * قد انقضى ملكه إلى ملك
وملك ذي العرش دائم أبدا * ليس بفان ولا بمشترك
قال: فبعث باللوح إلى عمر فقرأه ثم بكى. وقال: رحم الله كاتب هذا، هذا مؤمن
لم يجد لإيمانه موضعا يستره فيه إلا هذا الغار.
3141 - إبراهيم بن الصباح، أبو إسحاق الدقاق:
حدث عن أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري. روى عنه محمد بن
عيسى بن شيبة البزاز، والقاضي المحاملي.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرزاق بن إسماعيل، حدثنا الحسين بن إسماعيل،
حدثنا إبراهيم بن الصباح - سنة ست وأربعين ومائتين - حدثنا أبو بكر بن عياش،
حدثنا عاصم بن بهدلة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وعليه ثياب غسيلة
فقومتها ثمانين درهما مع عمامة كانت عليه وعنده رجل رافع صوته. فقال له
عمر: اخفض من صوتك فإنما يكفي الرجل من الكلام قدر ما يسمع.
3142 - إبراهيم بن الصلت الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: إبراهيم بن
الصلت البغدادي يرجع إلى سخاء وتعهد للفقراء. صحب حارثا المحاسبي وبشرا
الحافي.
* * *
102

حرف الطاء من آباء الإبراهيميين
3143 - إبراهيم بن طهمان، أبو سعيد الخراساني:
ولد بهراة، ونشأ بنيسابور. ورحل في طلب العلم فلقي جماعة من التابعين، وأخذ
عنهم، مثل عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، وأبي الزبير محمد بن مسلم القرشي،
وعمرو بن دينار، وأبي حازم الأعرج وأبي إسحاق السبيعي، ويحيى بن سعيد
الأنصاري، وسماك بن حرب، ومحمد بن زياد القرشي، وثابت البناني، وموسى بن
عقبة. وأخذ عن خلق كثير من بعد هؤلاء. روى عنه صفوان بن سليم، وأبو حنيفة
النعمان بن ثابت، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وخالد بن نزار، ووكيع،
وأبو معاوية الضرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، ومحمد بن سابق،
ويحيى بن أبي بكير وغيرهم. وكان إبراهيم ورد بغداد وحدث بها ثم انتقل إلى مكة
فسكنها إلى آخر عمره.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
الحسن بن سلام السواق، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن
أيوب - يعني ابن موسى - عن محمد بن مسلم الزهري، عن الربيع [بن سبرة]
عن أبيه. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء في حجة الوداع.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، أخبرنا
محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال: إبراهيم بن طهمان خراساني قدم بغداد.
هكذا قال محمد بن صالح وكيلجة. قلت لمحمد بن سابق: أين كتبت عن
إبراهيم بن طهمان؟ فقال: ببغداد قدم علينا يريد الحج. قال محمد بن عمر: حدثنيه
أحمد بن محمد بن سعيد عنه.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي
103

الصفار، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين، أخبرنا محمد بن صالح بن
سهل قال: سمعت يحيى بن أكتم يقول: كان إبراهيم بن طهمان من أنبل من حدث
بخراسان والعراق والحجاز، وأوثقهم وأوسعهم علما.
وقال أحمد: أخبرنا المسعودي - وهو الفضل بن عبد الله - حدثنا عبد الله بن مالك
عن عمه غسان. قال: كان إبراهيم بن طهمان حسن الخلق، واسع الأمر، سخي
النفس، يطعم الناس ويصلهم، ولا يرضى بأصحابه حتى ينالوا من طعامه.
وقال: أخبرني الفضل بن عبد الله بن عبد الله بن مالك عن عمه غسان بن
سليمان. قال: كنا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إلى القرية، فكان لا يرضى منا حتى
يطعمنا، وكان شيخا واسع القلب، وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ.
أخبرنا ابن بكير، حدثنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن
ياسين قال: سمعت محمد بن عبد الرحيم يقول: كان إبراهيم بن طهمان من أهل
باشان، معروف الدار بها والقرابة، وكان داره ومقامه بقصور المدينة، باب فيروزآباذ،
إلى أن خرج عنها. وكان يطعم الطعام أهل العلم كل من يأتيه، لا يرضى لهم إلا
بذلك.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين،
حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا نعيم بن حماد. قال: سمعت عن إبراهيم بن طهمان
منذ أكثر من ستين سنة. كان يقال له إنه مرجئ. قال عثمان: وكان إبراهيم هرويا
ثقة في الحديث، لم يزل الأئمة يشتهون حديثه، ويرغبون فيه، ويوثقونه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا جرير. قال: رأيت رجلا على باب
الأعمش تركي الوجه فقال: كان نوح النبي صلى الله عليه وسلم مرجئا، فذكرته للمغيرة فقال: فعل
الله بهم وفعل، لا يرضون حتى ينحلوا بدعتهم للأنبياء! هو إبراهيم بن طهمان.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد بن رميح النسوي قال: سمعت
أحمد بن محمد بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار بن أيوب يقول: كان
إبراهيم بن طهمان هروي الأصل، ونزل نيسابور ومات بمكة، وكان جالس الناس
فكتب الكثير، ودون كتبه، ولم يتهم في روايته. روى عنه ابن المبارك، وعاش إلى أن
كتب عنه علي بن الحسين بن واقد سنة ستين ومائة بمكة. وكان الناس اليوم في حديثه
104

أرغب، وكان كراهية الناس فيه فيما مضى أنه ابتلى برأي الإرجاء وممن روى عنه
الكثير خالد بن نزار الأيلي.
وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: لو عرفت من إبراهيم بن طهمان بمرو ما
عرفت منه بنيسابور ما استحللت أن أروى عنه - يعني من رأي الإرجاء -.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن يوسف،
حدثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني قال: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن طهمان
ثقة، وكان من أهل سرخس، فخرج يريد الحج فقدم نيسابور فوجدهم على قول
جهم، فقال: الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج، فأقام فنقلهم من قول جهم إلى
الإرجاء.
أخبرني أبو الفتح عبد الملك بن عمر الرزاز، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثني
الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات - بمصر -
حدثنا أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي، حدثنا أبو عبد
الرحمن أحمد بن شعيب، حدثنا الحسين بن منصور، عن الحسين بن الوليد قال:
لقيت مالك بن أنس فسألته عن حديث فقال: لقد طال عهدي بهذا الحديث، فمن
أين جئت به؟ قلت: حدثني به عنك إبراهيم بن طهمان. قال: أبو سعيد؟ كيف
تركته؟ قلت: تركته بخير، قال: هو بعد يقول: أنا عند الله مؤمن؟ قلت له: وما
أنكرت من قوله يا أبا عبد الله؟ فسكت عني وأطرق ساعة ثم قال: لم أسمع السلف
يقولونه.
أخبرني أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خيرويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس قال: سمعت ابن عمار يقول: إبراهيم بن طهمان ضعيف وهو
مضطرب الحديث.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزفي، أخبرني
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت
أحمد بن حنبل. قال: إبراهيم بن طهمان هو صحيح الحديث، مقارب إلا أنه كان
يرى الإرجاء.
أخبرني أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن
الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال:
105

سمعت أبا عبد الله يقول: كان إبراهيم بن طهمان من أهل خراسان من نيسابور،
وكان مرجئا، وكان شديدا على الجهمية.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - لفظا بدمشق - قال: حدثنا عبد
الوهاب بن جعفر الميداني، أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي،
حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: إبراهيم
ابن طهمان كان فاضلا يرمي بالإرجاء.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن
جعفر بن محمد الخلال، حدثنا معروف بن محمد الجرجاني قال: سمعت أبا حاتم
الرازي يقول: شيخين من خراسان مرجئان ثقتان، أبو حمزة السكري، وإبراهيم بن
طهمان.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قال: إبراهيم طهمان صدوق في الحديث، وكان مرجئا خراسانيا.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد
ابن محمد بن ياسين قال: سمعت أحمد بن نجدة وعلي بن محمد. يقولان: سمعنا
أبا الصلت يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا خراساني أفضل من
أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي. قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟ قال: كان ذاك
مرجئا قال علي: قال أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث، أن الإيمان قول
بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم كانوا يرجون
لأهل الكبائر الغفران، ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب،
فكانوا يرجون ولا يكفرون بالذنوب - ونحن كذلك.
سمعت وكيع بن الجراح يقول: سمعت سفيان الثوري في آخر أمره يقول: نحن
نرجو لجميع أهل الذنوب والكبائر الذين يدينون ديننا، ويصلون صلاتنا، وإن عملوا
أي عمل كان شديدا على الجهمية.
106

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن إبراهيم بن طهمان فقال: ليس به بأس.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ،
أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المعروف بعلان المصري، حدثنا أحمد بن سعيد بن
أبي مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن إبراهيم بن طهمان فقال: ليس به
بأس يكتب حديثه. وإبراهيم بن طهمان خراساني سكن مكة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أنبأنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن
سعيد السوسي. وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن
مخلد. قالا: حدثنا العباس بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن
طهمان فقال: ثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن العلائي عن يحيى بن معين. قال: إبراهيم بن
طهمان خراساني ثقة، نزل مكة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
سعيد عمرو بن محمد بن منصور، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
قال: سمعت أبي يثني على إبراهيم بن طهمان ويذكر أنه كان صحيح الحديث،
حسن الدراية، كثير السماع، ما كان بخراسان أكثر سماعا منه، وهو
ثقة أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: إبراهيم الطهماني لا بأس به.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد
ابن ياسين قال: سمعت صالح بن محمد يقول: إبراهيم بن طهمان هروي ثقة، حسن
الحديث، كثير الحديث، يميل شيئا إلى الإرجاء في الإيمان، حبب الله حديثه إلى الناس،
جيد الرواية، حسن الحديث.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين، حدثنا ابن ياسين قال: سمعت إسحاق بن
107

محمد - بورجة - يقول: قال مالك بن سليمان: كان لإبراهيم بن طهمان جراية
من بيت المال فاخرة، يأخذ في كل وقت وكان يسخو به، قال: فسئل مسألة يوما من
الأيام في مجلس الخليفة فقال: لا أدري فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا
تحسن مسألة؟! قال: إنما آخذه على ما أحسن، ولو أخذت على مالا أحسن لفني
بيت المال علي ولا يفنى مالا أحسن، فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة
فاخرة وزاد في جرايته.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثني أبو محمد
عبد الله بن محمد الفقيه - بخوار الري - حدثنا محمد بن صالح الصيمري - بالري -
حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم قال: سمعت أحمد بن حنبل - وذكر عنده
إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فاستوى جالسا - وقال: لا ينبغي أن يذكر
الصالحون فيتكأ!
ثم قال أحمد: حدثني رجل من أصحاب ابن المبارك قال: رأيت ابن المبارك في
المنام ومعه شيخ مهيب فقلت: من هذا معك؟ قال: أما تعرف؟ هذا سفيان الثوري،
قلت: من أين أقبلتم؟ قال: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان. قلت: وأين
تزورونه؟ قال: في دار الصديقين دار يحيى بن زكريا.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثني محمد
ابن عمر بن غالب، حدثني جعفر بن محمد النيسابوري، حدثنا يحيى بن محمد بن
يحيى النيسابوري قال: مات إبراهيم بن طهمان في سنة ثمان وخمسين ومائة.
قلت: هذا وهم، والصواب ما:
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، حدثنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد بن
محمد بن ياسين، أخبرنا المسعودي قال: سمعت مالك بن سليمان يقول: مات
إبراهيم بن طهمان سنة ثلاث وستين بمكة. ولم يخلف مثله.
* * *
108

حرف العين من آباء الإبراهيميين
3144 - إبراهيم بن عثمان، أبو شيبة، مولى بني عبس:
من أهل الكوفة، ولي قضاء واسط، وحدث عن الحكم بن عتيبة، وعبد الملك بن
عميرة، وهشام بن عروة وأبي إسحاق السبيعي، والعباس بن ذريح. روى عنه شعبة
ابن الحجاج، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، والبهلول بن حسان التنوخي،
وسعيد بن سليمان سعدويه، وعلي بن الجعد، وغيرهم. وذكر على أنه قدم بغداد
فكتب عنه بها.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق التنوخي - إملاء - أخبرني جدي
قراءة عليه، عن أبيه، عن أبي شيبة - إبراهيم بن عثمان - عن عبد الملك بن عمير قال:
حدثنا عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ".
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزاز، أخبرنا أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد المصري، حدثنا محمد بن أحمد أبو العلاء الوكيعي، أخبرنا
علي بن الجعد، حدثنا أبو شيبة، حدثنا الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول:
سمعت كطب بن عجرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " معقبات لا يخيب
قائلهن - أو فاعلهن - يكبر الله أربعا وثلاثين ويحمد الله ثلاثا وثلاثين، ويسبح الله ثلاثا
وثلاثين، في دبر كل صلاة ".
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال: حدثني
محمد بن حفص، حدثنا حاتم بن الليث، حدثني علي بن الجعد، حدثنا أبو شيبة
إبراهيم بن عثمان العبسي - قدم بغداد وكان على قضاء واسط. كتبت عنه في مسجد
109

الجامع، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
حنبل بن إسحاق، حدثنا سليمان بن أبي شيخ بأصلة بن سليمان قال: سمعت
شعبة يقول لمحمد بن أبي شيبة: أبوك يحدث عن الحكم؟ قال: نعم. قال: فأنا رأيته
عند الحكم وهو غلام في أذنه قرط أو شنف، فقلت للحكم: من هذا؟ قال: ابن أخت
لي.
أخبرنا الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو بكر بن دريد،
حدثنا أبو حاتم عن العتبي، عن أبيه قال: قال موسى بن عيسى - وهو يومئذ أمير
الكوفة - لأبي شيبة: مالك لا تأتيني؟ فقال: أصلحك الله إن أتيتك فقربتني فتنتني،
وإن باعدتني أحزنتني، وليس عندي ما أخافك عليه، ولا عندك ما أرجو. فما رد
عليه شيئا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا نوح بن دارج،
حدثني إبراهيم بن عثمان بن خواستي، وهو أبو شيبة - جد بني أبي شيبة.
وقال العباس: سمعت يحيى يقول: قال يزيد بن هارون: ما قضى على الناس
رجل - يعنى في زمانه - أعدل في قضاء منه، وكان يزيد بن هارون على كتابته أيام
كان قاضيا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي،
حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا
المثنى - هو ابن معاذ - حدثنا أبي قال: كتبت إلى شعبة - وهو ببغداد - أسأله عن أبي
شيبة القاضي أروى عنه؟ قال: فكتب إلي: لا ترو عنه فإنه رجل مذموم، وإذا قرأت
كتابي فمزقه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أمية بن خالد قال: قلت لشعبة:
110

إن أبا شيبة حدثنا عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال: شهد صفين من
أهل بدر سبعون رجلا، قال: كذب والله، لقد ذاكرت الحكم ذاك، وذكرناه في بيته،
فما وجدنا شهد صفين أحد من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه، أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال صالح بن محمد: أبو
شيبة قاضي واسط ضعيف، روى عن الحكم أحاديث مناكير لا يكتب حديثه،
منها:
عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان عشرين
ركعة، والوتر.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب، وغير ذا أحاديث مناكير.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فأبو شيبة الذي يروى عنه يزيد؟ فقال: أبو هؤلاء؟ قلت: نعم. فقال: ليس
بثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسن بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب
ابن إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسئل أبو عبد الله أحمد بن
حنبل أبي شيبة فضعفه.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى
العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: أبو شيبة إبراهيم بن عثمان
ساقط.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
111

جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: وممن حدث عنه شعبة من
الضعفاء إبراهيم بن عثمان أبو شيبة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملى، أخبرني محمد
ابن إبراهيم بن شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي قاضي واسط سكتوا عنه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول:
إبراهيم بن عثمان أبو شيبة القاضي ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: إبراهيم بن عثمان بن شيبة متروك
الحديث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبيد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: أبو شيبة إبراهيم بن عثمان ليس بالقوي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا محمد بن أحمد بن
محمد المفيد، أخبرنا محمد بن معاذ أبو جعفر الهروي، حدثنا أبو داود سليمان بن
معبد السنجي قال: قال الهيثم بن عدي: وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان توفي في خلافة
هارون.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر قال: ومات أبو شيبة
واسمه إبراهيم بن عثمان سنة تسع وستين ومائة.
3145 - إبراهيم بن عطية، أبو إسماعيل ثقفي الواسطي:
كان يتولى النظر في السواد، وحدث عن يونس بن خباب، ومغيرة بن مقسم،
112

ومنصور بن المعتز، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه الربيع بن ثعلب وغيره.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى
الطلحي، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شوكر البغدادي، حدثنا الربيع بن
ثعلب، حدثنا إبراهيم بن عطية الثقفي، عن منصور، عن ربعي بن خراش، عن أبي
مسعود عقبة بن عمرو. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى، إذا لم تستح فافعل ما شئت ".
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا محمد بن عمرو بن سلم الحافظ،
حدثني إسحاق بن موسى، حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
إبراهيم بن عطية كان يلي السواد وكنا نكتب عنه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق قال:
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم. قال: ذكر لأبي عبد الله
حديث عن إبراهيم في دفن المصحف فقال: ذاك ليس له أصل. رواه إبراهيم بن عطية،
وقد رواه هشيم فضعفه أبو عبد الله.
قال الأثرم: وسمعت الهيثم بن خارجة ذكر إبراهيم بن عطية فقال: أبو عبد الله
هذا قد كنا كتبنا عنه، ولكنه ممن لا ينبغي أن يروي عنه ولا يكتب من حديثه شيء.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه
سمعه من أبي العباس الأصم وفقد أصله به.
ثم أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي قال:
أخبرني الأصم أن العباس بن محمد حدثهم قال: سألت يحيى بن معين عن أحاديث
يرويها هشيم عن مغيرة عن إبراهيم " النظر في مرآة الحجام دناءة "، " وإذا بلى
المصحف دفن " وأشباه هذه الأحاديث، فقال: سمعها هشيم من إبراهيم بن عطية
الواسطي عن مغيرة. قلت ليحيى: إبراهيم هذا سمع من مغيرة هذه الأحاديث؟ قال:
كان إبراهيم هذا لا يساوي شيئا، وينبغي أن يكون قد سمع من مغيرة، فهشيم إنما
سمع هذه الأحاديث منه عن مغيرة، وكان يقول مغيرة: هكذا قال يحيى أو شبيها
بهذا.
113

حدثنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: إبراهيم بن عطية الواسطي الثقفي أبو
إسماعيل عنده مناكير، مات سنة إحدى وثمانين ومائة، كان هشيم يدلس به، ذكر
موته ابنه الحسن بن إبراهيم.
3146 - إبراهيم بن أبي العباس، - ويقال: ابن العباس - أبو إسحاق، المعروف
بالسامري:
حدث عن أبي أويس، وأبي معشر المدنيين، وإسماعيل بن عباس، وشريك بن عبد
الله، وأيوب بن جابر، وخلف بن خليفة، ومحمد بن حمير الحمصي، وغيرهم. روى
عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن الحسين بن إشكاب ومحمد بن إسحاق الصاغاني،
والعباس بن محمد الدوري، وبنان بن سليمان الدقاق.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس
ابن محمد الدوري، حدثنا إبراهيم بن أبي العباس السامري، حدثنا أبو أويس، عن
الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه ".
قال الزهري: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك. ثم كان الأمر في خلافة أبي
بكر وصدرا من خلافة عمر على ذلك.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: إبراهيم بن أبي
العباس صالح الحديث.
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرنا الحسن بن يوسف الصيرفي،
أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهنا. قال: سألت أحمد عن
إبراهيم بن أبي العباس يسكن باب الرصافة فقال: لا بأس به ثقة. قلت: من أين هو؟
قال: من الأبناء.
114

أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق، حدثنا أبو عبيد الله أبو معاوية بن صالح الدمشقي، حدثني إبراهيم بن أبي
العباس بغدادي ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال. قال: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن أبي
العباس السامري بغدادي ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أحمد بن معروف،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إبراهيم بن العباس يكنى أبا
إسحاق ويعرف بالسامري، روى عن أبي أويس وشريك وغيرهما، وكان قد اختلط
في آخر عمره، فحجبه أهله في منزله حتى مات.
3147 - إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول، مولى يزيد بن المهلب، يكنى
أبا إسحاق الصولي:
وأصله من خراسان. وكان كاتبا من أشعر الكتاب، وأرقهم لسانا، وأسيرهم
قولا، وله ديوان شعر مشهور، وكان صول جد أبيه وفيروز أخوين تركيين ملكين
بجرجان يدينان بالمجوسية، فلما دخل يزيد بن المهلب جرجان أمنهما، فأسلم صول
على يده، ولم يزل معه حتى قتل يوم العقر. وقد روى إبراهيم بن العباس عن علي بن
موسى الرضي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله
المقرئ، أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، أخبرنا أبو ذكوان، حدثنا إبراهيم بن
العباس، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر. قال: سأل رجل أبي - جعفر
ابن محمد: ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ فقال: لأن الله لم
يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كال زمان جديد، وعند كل قوم
غض، إلى يوم القيامة.
أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن
115

أحمد المقرئ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي. قال: أنشدنا محمد بن يحيى
ثعلب قال: أنشدنا إبراهيم بن العباس الكاتب لنفسه:
كم قد تجرعت من حزن ومن غصص * إذا تجدد حزن هون الماضي
وكم غضبت فما باليتمو غضبي * حتى رجعت بقلب ساخط راضي
قال أبو بكر الصولي: كأنه أخذه عندي من قول خاله العباس بن الأحنف:
تعلمت ألوان الرضا خوف عتبها * وعلمها حبي لها كيف تغضب
ولي غير وجه قد عرفت مكانه * ولكن بلا قلب إلى أين أذهب؟
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة. قال: ومات إبراهيم بن العباس في هذه السنة - يعني سنة ثلاث وأربعين
ومائتين -.
قلت: قال غيره: للنصف من شعبان وبسر من رأى كانت وفاته.
3148 - إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، أبو إسحاق، المعروف بالهروي:
سمع عبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإسماعيل
ابن جعفر الزرقي، وخلف بن خليفة الأشجعي، وإسماعيل بن علية، وهشيم بن
بشير، وجرير بن عبد الحميد. روى عنه الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وأبو
بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن علي المعمري، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسين
الصوفي وجعفر الفريابي، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
أخبرني أبو القاسم علي بن محمد بن علي الإيادي، أخبرنا أحمد بن يوسف بن
خلاد العطار، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا إسماعيل
ابن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى،
ولا هامة، ولا نوء، ولا صفر ". نوء من الأنواء.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبيد الكاتب، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي، حدثنا
أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، حدثنا صالح بن محمد. قال:
سمعت إبراهيم بن عبد الله يقول: ما من حديث من حديث هشيم إلا وقد سمعته ما
116

بين العشرين مرة إلى الثلاثين مرة، وكنت أوقفه، كنت أسمع من سعيد الجوهري أبي
إبراهيم، قال صالح: أعلم الناس بحديث هشيم عمرو بن عون وإبراهيم بن عبد الله
الهروي، أصله هروي كان ببغداد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن عثمان النصيبي، حدثنا أبو الميمون
البجلي، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت رجلا قال ليحيى بن
معين: عمن نكتب حديث هشيم؟ قال: عن إبراهيم الهروي وسريج بن يونس.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال.
وأخبرني محمد بن محمد بن علي الوراق، أخبرنا محمد بن عمر بن حميد
البزاز. قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: حدثني
خال أبي أبو العباس عبد الله بن هبيرة بن الصلت قال: سألت يحيى بن معين قلت: يا
أبا زكريا من أصحاب هشيم الذين يعتمد عليهم؟ فقال: إبراهيم الهروي، ومحمد بن
الصباح الدولابي.
وأنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: سألت أبا
زكريا - وهو يحيى بن معين - قلت: اختلف محمد بن الصباح والهروي في حديث
عن هشيم، لمن يقضى منهما؟ قال: حتى يجيء ثالث، قلت: ليس ثالث. قال: ينظر في
الحديث إن كان حدث به غير هشيم إنسان فكان الصواب في يد أحدهما كان القول
قوله. قلت: فإن كان لم يحدث به أحد غير هشيم، قال: كان الهروي أكيسهما
وأيقظهما، ومحمد بن الصباح ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي،
أخبرنا الحسين بن إدريس. قال: قال أبو داود سليمان بن الأشعث: إبراهيم الهروي
ضعيف.
حدثنا محمد بن علي الصوري - لفظا - أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي،
117

أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ليس بالقوي.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: وسألت يحيى بن معين، عن إبراهيم بن حاتم الهروي فقال: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن
محمد يقول: إبراهيم بن عبد الله الهروي صدوق.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس بن
أحمد الضبي الهروي، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين. قال: سمعت
إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: كان إبراهيم الهروي حافظا متقنا تقيا، ما كان ههنا
أحد مثله.
وسمعت إبراهيم الحربي يقول: كان إبراهيم الهروي يديم الصيام إلى أن يأتيه أحد
يدعوه إلى طعامه فيفطر، وكان أكولا، وكان يأكل حملا وحده!
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن
عبد الله الهروي ثقة ثبت.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدل،
أخبرنا الحارث بن محمد. قال: سنة أربع وأربعين ومائتين فيها مات إبراهيم بن
عبد الله الهروي المحدث في شهر رمضان بسر من رأى.
3149 - إبراهيم بن عبد الله بن بشار، الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون، وسرور بن المغيرة - قرابة منصور بن
زاذان - وأبي عامر العقدي. روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن
صاعد.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد العزيز بن أبي صابر، حدثنا يحيى بن
محمد بن صاعد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار - قدم علينا سنة أربع وأربعين
ومائتين - حدثنا سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور بحديث ذكره.
118

3150 - إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، أبو إسحاق، المعروف بالختلي:
صاحب كتب الزهد والرقائق، بغدادي سكن سر من رأى وحدث بها عن أبي
سلمة التبوذكي، وسليمان بن حرب، وعمر بن مرزوق، ويحيى بن بكير، ويوسف
ابن عدي، وعبدة بن يحيى بن معين، سؤالات كثيرة الفائدة تدل على فهمه. روى
عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، ومحمد بن القاسم الكوكبي، ومحمد بن أحمد
ابن هارون العسكري، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي، وكان ثقة.
3151 - إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر، أبو مسلم
البصري، المعروف بالكجي وبالكشي:
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعبي، وحجاج بن
نصير الفساطيطي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبا عاصم النبيل، ومسلم بن
إبراهيم، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب،
وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن عرعرة، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الله
ابن رجاء الغداني، ومعاذ بن عبد الله العوذي، وجماعة من أمثال هؤلاء. روى عنه أبو
القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن
سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، ومحمد بن جعفر الآدمي القارئ، وأبو بكر
الشافعي، وجعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر بن
مالك القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وغيرهم.
وكان متن أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثا كثيرا، وذكر
أن مولده كان في سنة مائتين.
حدثني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، حدثنا
إسماعيل الخطبي قال: سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله يقول: كتبت الحديث
وعبد الله بن داود حي، ولم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي ولها بنون أكبر
مني فلم أرهم فسألت عنهم فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطأوا، ثم جاءوا
يذمونه وقالوا: طلبناه في منزله فلم نجده، وقالوا: هو في بسيتينة له بالقرب، فقصدناه
119

فإذا هو فيها، فسلمنا عليه وسألناه أن يحدثنا فقال: متعت بكم، أنا في شغل عن هذا،
هذه البسيتينة لي فيها معاش وتحتاج أن تسقى وليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير
الدولاب ونسقيها، فقال: إن حضرتكم نية فافعلوا، قال: فتشلحنا وأدرنا الدولاب
حتى سقينا البستان، ثم قلنا له: حدثنا الآن. قال: متعت بكم ليس لي نية في أن
أحدثكم، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها.
قال إسماعيل: سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظا تشبهها
ونحوها.
حدثنا بشرى بن عبد الله الرومي قال: سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم
يقول: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملي الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه
سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه. وكتب الناس عنه قياما
بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين
ألف محبرة سوى النظارة!
قال ابن سلم: وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف
درهم.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد القرشي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم
ابن أيوب، حدثنا ابن ماسي، حدثني أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي.
قال: خرجت يوما في حاجة لي سحرا فغرني القمر وكان يوما باردا، وإذا الحمام قد
فتح، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيي في حاجتي، فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل
حمامك أحد؟ فقال: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قال لي قائل: أبو مسلم
أسلم تسلم، ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة * وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته * وتسمع من حيث لا يسمع
قال: فبادرت وخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في
الحمام أحد؟! فقال لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان، فقال لي: ذاك جني
يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي:
نعم، وأنشدني:
120

أيها المذنب المفرط مهلا * كم تمادى وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل * سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدأ جفون من ليس يدري * أرضى عنه من على العرش أم لا
أخبرني علي بن أبي علي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أن محمد بن يحيى
أخبره قال: كان أبو مسلم الكجي، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال
البحتري يمدحهما:
هل تبدين لي الأيام عارفة * لدى أبي مسلم الكجي أو أسد
كلاهما آخذ للمجد أهبته * وباعث بعد وعد اليوم نجح غد
لله دركما من سيدي ومن * أحويتما من معاليه إلى أمد
وجدت عندكما الجدوى ميسرة * أوان لا أحد يجدي على أحد
وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما * عند الليالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله مني حاجة أمما * وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
إن تقرضا، فقضاء لا يريث وإن * وهبتما فقبول الرفد والصفد
وفي القوافي إذا سومتها بدع * يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرسول به * من عاجل سلس أو آجل نكد
وقال المرزباني: حدثني أحمد بن زياد قال: حدثني يحيى بن البحتري. قال: قال
أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها:
هين ما يقول فيك اللاحي
ولعمري لئن دعوتك للجو * د لقدما لبيتني بالنجاح
خلق كالغمام ليس له بر * ق سوى بشر وجهك الوضاح
ارتياحا للطالبين وبذلا * والمعالي للباذل المرتاح
وكلا جانبيك سبط الخوافي * حين يسمو أثيث ريش الجناح
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا دعلج بن أحمد قال: سمعت
موسى بن هارون يقول: أبو مسلم الكشي ثقة.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله
ابن مسلم البصري يعرف بالكجي صدوق ثقة.
121

حدثني محمد بن علي الصوري قال: سألت عبد الغني بن سعيد الحافظ عن أبي
مسلم الكجي فقال: ثقة نبيل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات
أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين
وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.
3152 - إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب، أبو إسحاق المخرمي:
حدث عن سعيد بن محمد الجرمي، وصالح بن مالك الخوارزمي، والفضل بن
غانم القاضي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وسرى
السقطي. روى عنه أبو علي بن الصواف، وأبو عبد الله بن العسكري، وأبو حفص
ابن الزيات، وعبيد الله بن عبد الرحمن الزهري. وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن
عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا أبو عبيد الحداد،
حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ". قال: وكان يقال:
" خذوا الناس بالميسور ولا تملوهم ". قال قتادة: فإن المؤمنين قوم رفقاء رحماء.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا بكر الإسماعيلي يقول لأبي علي الحافظ: كتبت عن أبي إسحاق المخرمي ببغداد؟
فقال له أبو علي: نعم. فقال: فما قولك فيه؟ فقال أبو علي: كان لا ينكر له، لقى
الجرمي وأقرانه. فقال الإسماعيلي: ما هو عندي إلا صدوق.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن العباس
الشطوي، حدثنا إبراهيم بن أيوب المخرمي. وأخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله
النجار - واللفظ له - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي، حدثنا إبراهيم
ابن عبد الله بن أيوب الدقاق قال: حدثنا القواريري، حدثنا جعفر بن سليمان عن
122

مالك بن دينار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يوحى إلى الحفظة لا
تكتبوا على صوام عبادي بعد العصر سيئة ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني عن إبراهيم بن عبد الله بن أيوب أبي إسحاق المخرمي فقال: ليس
بثقة، حدث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة.
روى عن خالد بن خداش والقواريري عن جعفر عن مالك بن دينار، عن أنس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يأمر الملائكة أن لا يكتبوا على الصائم من أمة محمد بعد
العصر ذنبا " قال وهذا باطل، والإسناد ثقات كلهم.
هكذا ذكر حمزة عن الدارقطني أن المخرمي روى هذا الحديث عن خالد بن
خداش والقواريري عن جعفر.
وقد أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، حدثنا أبو القاسم الحسين بن محمد
ابن الحسن البزاز قال: حدثني جد أبي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب
المخرمي الفقيه، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري وإسحاق بن إبراهيم المروزي:
قالا: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن مالك بن دينار بالحديث، فالله أعلم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن عبد الله بن
أيوب مات في سنة أربع وثلاثمائة.
قال ابن المنادي: يوم الاثنين، ودفن من الغد يوم الثلاثاء ليومين بقيا من شهر
رمضان.
3153 - إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن إبراهيم بن سليمان، أبو إسحاق -
وقيل: أبو القاسم - الهاشمي المخرمي:
حدث عن أبي همام السكوني، وعبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير،
123

وغيرهما. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو القاسم بن النخاس، وأبو الحسن بن
البواب المقرئان، وعلي بن عمر السكري.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب الهاشمي - في المخرم - حدثنا أبو همام، حدثنا
الحسين بن عيسى - وهو الحنفي أخو سليم بن عيسى بن الحكم بن أبان - عن عكرمة
عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمن أحدكم الموت فإنه لا يدري ما قدم
لنفسه ".
3154 - إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن عبدوس، أبو القاسم المخرمي:
حدث عن أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
3155 - إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق المصري البزاز:
سكن بغداد وحدث بها عن خشنام بن أخت بشر بن الحارث حكايات. روى
عنه يوسف بن عمر القواس.
أخبرني أبو محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الله المصري البزاز - وكان صوفيا - حدثنا أبو مزاحم خشنام بن أخت بشر بن
الحارث قال: سمعت خالي بشرا يقول - وقد عذله أبو نصر التمار على انقطاعه عن
الناس - فقال: هذا أوان السكوت، ولزوم البيوت.
3156 - إبراهيم بن عبد الله بن محمد، أبو إسحاق:
أراه حدث في الغربة. روى عن يعقوب بن إسحاق العطار البصري حديثا رواه
عنه أحمد بن محمد بن حامد البلخي وقيل إنه إبراهيم بن محمد بن عبد الله.
وقد ذكرنا الحديث في ترجمة أحمد بن محمد بن حامد فغنينا عن إعادته.
3157 - إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن مخلد، أبو القاسم الطرائفي
البغدادي:
حدث بمصر عن جعفر بن محمد الفريابي. روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن
عمر بن النحاس المصري، وذكر أنه سمع منه في سنة أربعين وثلاثمائة.
124

3158 - إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن
البختري، أبو إسحاق:
وهو عم أبي القاسم بن الثلاج. وأصله من حلوان.
ذكر أبو القاسم أنه ولد في سنة إحدى وثمانين ومائتين، وسمع الحسين بن محمد
ابن عفير الأنصاري ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وأبا
القاسم البغوي. روى عنه ابن أخيه أبو القاسم، وعبد الوهاب بن عبد الله المري
الدمشقي.
وذكر ابن أخيه أنه توفي برحبة مالك بن طوق، ودفن بها في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
3159 - إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر بن إسحاق، أبو إسحاق
الأصبهاني، ويعرف بالقصار:
سمع بأصبهان من الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي، وأقرانهما. وسافر
إلى الشام، فكتب عن جماعة من شيوخها، ثم عاد إلى خراسان فسمع من عبد الله بن
محمد بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق السراج، ونحوهما. وسكن بنيسابور إلى أن
توفي بها، وورد بغداد حاجا وحدث بها. فذكر ابن الثلاج أنه سمع منه، وحدثنا عنه
أبو نعيم الحافظ، وأحمد بن علي بن محمد اليزدي وكان سماعهما منه بنيسابور.
أخبرنا محمد بن علي بن أحمد المعدل، أخبرنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله
النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله المعدل الأصبهاني -
ببغداد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة - يقول: سمعت عمر بن مدرك الرسعني - برأس
العين - يقول: سمعت جعفر بن محمد بن الفضيل يقول: سمعت محمد بن يزيد بن
سنان يقول: سمعت أبي يزيد بن سنان يقول: سمعت عطاء يقول: سمعت مجاهدا
يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت صهيبا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ".
قال أبو عبد الله: إبراهيم بن عبد الله معروف بالقصار، وإنما لقب به لأنه كان
125

يغسل الموتى لورعه وزهده، واجتهاده في العبادة، ومتابعته السنة، حج معنا أبو
إسحاق ومعه ابنه أبو سعيد وحدثا جميعا ببغداد. ثم انصرفا وتوفي أبو سعيد، وبقى
أبو إسحاق يحدث، ويشهد، ويغسل الموتى، إلى أن توفي في سنة ثلاث وسبعين
وثلاثمائة، وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين.
3160 - إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة، أبو إسحاق الفهري
المدني:
شاعر مفلق. فصيح مسهب، مجيد حسن القول، سائر الشعر، وهو أحد الشعراء
المخضرمين، أدرك الدولتين الأموية والهاشمية، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور
ومدحه فأجازه. وأحسن صلته، وكان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وعبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي. قالا:
أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن
عدي بن قيس بن الحارث بن فهر، من ولده إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن
هرمة الشاعر مقدم في شعراء المحدثين. قدمه محمد بن داود بن الجراح على بشار
وأبي نواس وغيرهما.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة. قال: وفي هذه السنة - يعني سنة خمس وأربعين ومائة - تحول المنصور إلى
مدينة السلام واستتم بناءها سنة ست وأربعين ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه
خطباءهم وشعراءهم، فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة. قال: فلم تكن في الدنيا
خطبة أبغض إلى من خطبة تقربني منه، واجتمع الخطباء والشعراء من كل مدينة،
وعلى المنصور ستر يرى الناس من ورائه ولا يرونه، وأبو الخصيب حاجبه قائم يقول:
يا أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب فيقول: اخطب. ويقول: هذا فلان الشاعر. فيقول:
أنشد. حتى كنت آخر من بقي فقال: يا أمير المؤمنين هذا ابن هرمة، فسمعته يقول:
لا مرحبا ولا أهلا. ولا أنعم الله به عينا. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون! ذهبت والله
نفسي، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: يا نفس هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت
فقال أبو الخصيب: أنشد فأنشدته:
سرى ثوبه عنك الصبي المتخايل * وقرب للبين الخليط المزايل
126

حتى انتهيت إلى قولي:
له لحظات في خفاء سريرة * إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأما الذي أمنته يأمن الردى * وأما الذي حاولت بالثكل ثاكل
فقال: يا غلام، ارفع عني الستر! فرفع، فإذا وجهه كأنه فلقة قمر، ثم قال: تمم
القصيدة فلما فرغت قال: أدن، فدنوت، ثم قال: اجلس، فجلست، وبين يديه
مخصرة فقال: يا إبراهيم قد بلغتني عنك أشياء لولا ذلك لفضلتك على نظرائك، فأقر
لي بذنوبك أعفها عنك. فقلت: هذا رجل فقيه عالم، وإنما يريد أن يقتلني بحجة تجب
علي! فقلت: يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك مما عفوته عني فأنا مقر به فتناول
المخصرة فضربني بها. فقلت:
أصبر من ذي ضاغط عركرك * ألقي بواني زوره للمبرك
ثم ثني فضربني فقلت:
أصبر من عود بجنبيه جلب * قد أثر البطان فيه والحقب
فقال: قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم، وخلعة، وألحقتك بنظرائك من طريح بن
إسماعيل، ورؤبة بن العجاج، ولئن بلغني عنك أمر أكرهه لأقتلنك. قلت: نعم! أنت
في حل وفي سعة من دمي إن بلغك أمر تكرهه، قال ابن هرمة: فأتيت المدينة. فأتاني
رجل من الطالبيين فسلم على فقلت: تنح عني لا تشيط بدمي.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن حميد الخزاز، حدثنا ابن قانع،
حدثنا محمد بن زكريا، حدثنا عبيد الله بن عائشة. قال: لما قدم ابن هرمة على أبي
جعفر مدحه فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: يا ابن هرمة إن الزمان ضيق بأهله
فاشتر بهذه إبلا عوامل، وإياك أن تقول: كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها
هيهات والعود إلى مثلها.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو
بكر محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا أحمد بن
عيسى - وذكر ابن هرمة قال: وكان متصلا بنا - وهو القائل فينا:
ومهما ألام على حبهم * فإني أحب بنى فاطمة
بنى بنت من جاء بالمحكمات * وبالدين والسنة القائمة
فلست أبالي بحبي لهم * سواهم من النعم السائمه
127

قال: فقيل له في دولة بنى العباس: ألست القائل كذا - وأنشدوه هذه الأبيات -؟
فقال: أعض الله قائلها بهن أمه، فقال له من يثق به: ألست أنت قائلها؟! قال: بلى
ولكن أعض بهن أمي خير من أن أقتل.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن
سيف الكاتب، حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا محمد
ابن ثابت، حدثني محمد بن فضالة النحوي. قال: لقى رجل من قريش ممن كان
خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن، إبراهيم بن علي بن هرمة الشاعر فقال له: ما
الخبر؟ ما فعل الناس يا أبا إسحاق فقال ابن هرمة:
أرى الناس في أمر سحيل فلا تزل * على ثقة أو تبصر الأمر مبرما
وأمسك بأطراف الكلام فإنه * نجاتك مما خفت أمرا مجمجما
فلست على رجع الكلام بقادر * إذا القول عن زلاته فارق الفما
وكائن ترى من وافر العرض صامتا * وآخر أردى نفسه أن تكلما
حدثنا أبو جعفر محمد بن علان الوراق، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن
حماد قال: حدثنا هاشم بن محمد بن هارون الخزاعي، حدثنا عبد الرحمن بن عبد
الله بن قريب بن أخي الأصمعي عن عمه. قال: قال لي رجل من أهل الشام: قدمت
المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة، فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين، فقلت لها:
ما فعل أبوك؟ قالت: وفد إلى بعض الأجواد، فما لنا به علم منذ مدة. فقلت: انحري
لنا ناقة فإنا أضيافك، قالت: والله ما عندنا. قلت: فشاة، قالت: والله ما عندنا، قلت
فدجاجة، قالت: والله ما عندنا. قلت: فأعطينا بيضة. قالت: والله ما عندنا، قلت:
فباطل ما قال أبوك:
كم ناقة قد وجاءت منحرها * بمستهل الشؤبوب أو جمل
قالت: فذلك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء!!
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران الكاتب. قال: قال أبو
الحسن الأخفش: قال لنا ثعلب مرة أن الأصمعي. قال: ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة،
وهو آخر الحجج.
128

3161 - إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع، الرافعي المديني:
حدث عن أبيه علي، وعن عمه أيوب بن حسن، وعن علي بن عمر بن علي بن
حسين، وكثير بن عبد الله المزني، وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري،
وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وأبو ثابت محمد بن عبيد
الله المدني، ويعقوب بن حميد بن كاسب. كان ينزل بغداد بأخرة ومات بها.
أخبرنا أبو بكر بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعني ليحيى بن معين -
فإبراهيم بن علي الرافعي، من هو؟ فقال: شيخ مات بالقرب، كان هاهنا ليس به
بأس. قلت: يقول: حدثني عمي أيوب بن حسن كيف هو؟ فقال: ليس به بأس.
3162 - إبراهيم بن علي المستملي الواسطي:
حدث ببغداد عن أحمد بن سعيد الجمال. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهاني، حدثنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا إبراهيم بن علي الواسطي المستملي - ببغداد - حدثنا أحمد بن سعيد
الجمال.
وحدثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أحمد بن
سعيد الجمال، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشيم، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين،
عن أبي هريرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابن السبيل أول شارب ".
زاد سليمان - يعني من زمزم - وقال: لم يروه عن عوف إلا هشيم، ولا عن هشيم
إلا أبو نعيم. تفرد به أحمد بن سعيد البغدادي.
3163 - إبراهيم بن علي، أبو محمد الفارسي ابن بنت إسحاق بن إبراهيم،
المعروف بشاذان:
حدث عن جده شاذان. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو سهل بن زياد
القطان.
129

3164 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن
عمر بن الخطاب، أبو إسحاق العمري الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، ومعلى بن مهدي،
ومحمد بن عبد الله بن عمار، وبسطام بن جعفر المواصلة، وغيرهم. روى عنه يحيى
ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخالدي، وأبو طاهر بن أبي
هاشم، وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
الموصلي - ببغداد - حدثنا بسطام بن جعفر، حدثنا إبراهيم بن محمد المديني، عن
هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن كنت لأفتل لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القلائد، ثم
يبعث به وهو مقيم عندنا، لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن علي العمري
موصلي ثقة. كتب إلي أبو الفرج محمد بن إدريس الموصلي يذكر أن أبا منصور
المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في
كتاب " طبقات العلماء والمحدثين من أهل الموصل ". قال: ومنهم أبو إسحاق إبراهيم
ابن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، روى
عن معلى بن مهدي، وبسطام بن جعفر، وابن عمار، وعبد الغفار بن عبد الله. وروى
عن عبد الغفار كتاب " القراءات " عن العباس بن الفضل الأنصاري، وحدث وكتب
عنه - وكان قد فقد سمعه - توفي في سنة ست وثلثمائة.
3165 - إبراهيم بن علي بن الحسن بن سليمان بن شريح بن إسحاق، أبو
إسحاق القافلائي:
حدث عن أحمد بن عبيد الله القرشي، وأبي قلابة الرقاشي، ويزيد بن الهيثم
البادا، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان. روى عنه محمد بن المظفر، وأحمد بن
الفرج بن الحجاج.
130

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: أخبرنا
أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسن بن سليمان بن شريح، حدثنا أحمد بن عبيد
الله بن إدريس.
وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، أخبرنا أحمد بن
يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يوضع في وادي محسر.
قال أبو بكر بن النرسي: هذا عندي في موضعين، موضع موقوف وههنا هو
مسند: لفظ حديث ابن المظفر.
3166 - إبراهيم بن علي بن الحسن، أبو إسحاق القطيعي:
روى عن الحسن بن الهيثم بن الحلال مسائل محمد بن موسى بن مشيش لأحمد
ابن حنبل. حدث عنه أبو عبد الله بن بطة العكبري.
3167 - إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت، أبو الفتح:
سكن مصر وحدث بها عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى
ابن صاعد، ومن بعدهم، حدثنا عنه أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز.
وكان ضعيفا سيئ الحال في الرواية.
أخبرنا عبد الملك بن عمر، حدثنا إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت - أبو
الفتح البغدادي بمصر - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو نصر التمار،
حدثنا عقبة بن عبد الله الأصم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم.
حدثني عبد العزيز بن محمد النخشبي. قال: رأيت بمصر حديث الزهري عن
مالك المدني يرويه عبيد بن محمد النساج، عن أحمد بن شبيب بن سعيد، عن أبيه،
عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قد رواه ابن سيبخت عن رجل من أهل العراق
مشهور بالثقة عن عمرو بن علي، عن أحمد بن شبيب.
131

قلت: وهذا باطل من حديث عمرو بن علي، ولم نر هذا الحديث إلا من رواية
عبيد النساج عن أحمد بن شبيب، غير أن أبا بكر المفيد قد رواه عن الحسن بن
إسماعيل الربعي، عن أحمد بن سيار المروزي، عن أحمد بن شبيب. والربعي مجهول،
وقول المفيد غير مقبول. والله أعلم.
بلغي أن ابن سيبخت توفي بمصر في جمادي الآخرة من سنة أربع وتسعين وثلثمائة.
3168 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق بن البيضاوي:
وهو أخو محمد بن علي بن إبراهيم، وكان الأكبر. سمع محمد بن المظفر، وأبا
عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان، ومن كان في طبقتهم. وحدث في الغربة.
ذكر لي عبد العزيز ابن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق في سنة عشرين
وأربعمائة، وكان صدوقا صالحا، مات بمصر.
3169 - إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، ويعرف بابن بريه
الهاشمي:
نسب إلى أمه وهي بريه بنت إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب. كان يصلي بالناس في مسجد جامع المنصور الجمعات وغيرها
حتى مات. وكان صاحب علم وتنسك.
3170 - إبراهيم بن عيسى بن القاسم، أبو إسحاق الكافوري:
حدث بدمشق عن أبي سعيد العدوي. روى عنه تمام بن عبد الله الرازي وعفان بن
محمد.
3171 - إبراهيم بن عبد الرزاق، الضرير:
حدث عن إسماعيل بن أبي مسعود، وسعيد بن سليمان المعروف بسعدويه
الواسطي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري وعثمان بن جعفر بن اللبان، ومحمد
ابن جعفر الخرائطي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق. قال الدارقطني: هو بغدادي ثقة.
132

3172 - إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر، أبو إسحاق ويعرف بابن دنوقا:
سمع محمد بن سابق، وسهل بن عامر البجلي، وعباس بن الفضل الأزرق،
والحارث بن خليفة، وأبا معمر الهذلي. روى عنه يحيى بن صاعد، وأبو الحسين بن
المنادي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن
عمرو الرزاز، ومحمد بن العباس بن نجيح، ومحمد بن حمزة الدهقان، وغيرهم.
وقال الدارقطني: هو ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم، حدثنا عباس بن الفضل الأزرق، أخبرنا همام
عن محمد بن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ربيع بنت معوذ بن
عفراء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فتوضأ بقدر المد، ثم مسح رأسه مقدمه ومؤخره،
وعن يمينه وعن شماله.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا، حدثنا أبو معمر، حدثنا أبو أسامة.
قال: كنت عند سفيان الثوري فحدثه زائدة بن قدامة، عن شعبة، عن سلمة بن
كهيل، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (فصعق من في السماوات ومن في الأرض
إلا من شاء الله * [الزمر 68] قال: الشهداء حول العرش متقلدي السيوف.
قال سفيان: إنك لتحدثني عن ثقة ولكن قلبي يأبى ذاك. قال: فكتب سفيان: من
سفيان بن سعيد إلى شعبة بن الحجاج، فإن رجلا ثقة حدث عنك عن سلمة بن
كهيل، عن سعيد بن جبير في قوله: (فصعق من في السماوات ومن في الأرض).
قال: فكتب شعبة إلى سفيان: من شعبة بن الحجاج إلى سفيان بن سعيد، إن هذا
الرجل أوهم على، إنما حدثني عمارة بن أبي حفصة عن حجر عن سعيد بن جبير.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر بن دنوقا أبو إسحاق ثخين الستر،
صدوق في الرواية، كتب الناس عنه فأكثروا.
مات يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين، يعنى ومائتين.
133

3173 - إبراهيم بن عبد السلام بن محمد بن شاكر بن سعد بن قيس، أبو
إسحاق الوشاء:
حدث عن أحمد بن عبدة الضبي، والجراح بن مخلد، وأبى كريب محمد بن
العلاء، والحسين بن علي بن الأسود، ودليل بن خالد بن نجيح، ويونس بن
عبد الأعلى المصري، وغيرهم. روى عنه أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي،
وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن عبد الله الصفار
الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن مسعود الزبيري المصري. وكان قد
كف بصره في آخر عمره، وانتقل إلى مصر، فمات بها.
وذكره الدارقطني فقال: ضعيف.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
إبراهيم بن عبد السلام - أبو إسحاق الضرير - حدثنا حسين بن الأسود، حدثني
فضيل، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
" مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام، وضرسه مثل أحد ".
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: إبراهيم بن
عبد السلام البغدادي المكفوف يكنى أبا إسحاق حدث بمصر وتوفى بمصر سنة اثنتين
وثمانين ومائتين.
3174 - إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح، أبو إسحاق الصالحي:
حدث عن أبي سعيد الأشج، وهارون بن حاتم الكوفيين، ومحمد بن عمرو بن
أبي مذعور، وغيرهم. روى عنه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن
مخلد الدوري، وأبو عبد الله الحكيمي، وعبد الصمد بن علي الطستي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز الصالحي من ولد صالح
134

صاحب المصلى، كان يعرف بالطلب والصلاح، كتب الناس عنه ووثقوه، وكان ينزل
درب سليم بالرصافة.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين.
3175 - إبراهيم بن عمران، أبو إسحاق الكرماني:
قدم بغداد وحدث بها عن الربيع بن سليمان المصري. روى عنه أبو حفص بن
الزيات.
أخبرنا أبو الخطاب عبد الصمد بن محمد بن محمد بن نصر بن مكرم، وعلي بن
المحسن التنوخي. قالا: أنبأنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن عمران الكرماني - في دار كعب سنة اثنتين وثلثمائة - حدثنا الربيع بن
سليمان.
وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور - حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا بشر بن بكير،
حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وفى حديث الكرماني عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن
أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا
فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ".
3176 - إبراهيم بن عبد الوهاب العطار:
حدث عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. روى عنه محمد بن الحسن
ابن مقسم المقرئ.
3177 - إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد
ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو إسحاق الهاشمي:
حدث عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والحسين بن الحسن المروزي،
وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن الوليد البسري، وخلاد بن أسلم،
135

وعبيد بن أسباط بن محمد وعن أبيه عبد الصمد بن موسى. روى عنه أبو الحسين بن
البواب المقرئ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر
القواس، وأبو حفص الكتاني، وجماعة آخرهم أحمد بن محمد بن الصلت المجبر.
وكان إبراهيم يسكن سر من رأى، وحدث بها وببغداد.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر المالكي، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن
محمد بن أبي موسى الهاشمي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي،
حدثني أبي، حدثني عمى إبراهيم بن محمد قال: حدثنا عبد الصمد بن علي بن
عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الشهود فإن
الله يستخرج بهم الحقوق، ويدفع بهم الظلم ".
تفرد برواية هذا الحديث عبد الصمد بن موسى الهاشمي بهذا الإسناد.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا
الحسن بن لؤلؤ الوراق يقول: رحلت إلى سامرا إلى إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي
على أن أسمع الموطأ، فلم أر له أصلا صحيحا، فتركته وخرجت ولم أسمع.
قال حمزة: وسألت الدارقطني عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي - روى عن
أبي مصعب عن مالك الموطأ؟ فقال: سمعت القاضي محمد بن علي الهاشمي
المعروف بابن أم شيبان يقول: رأيت على كتاب " الموطأ " المسموع من أبى مصعب
الزهري عن مالك، رأيت السماع على ظهره سماعا قديما صحيحا: سمع الأمير
عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وابنه إبراهيم.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال: سمعت محمد بن حميد الخزاز يقول: سمعت
القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول: رأيت أصل كتاب أبي إسحاق
إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الموطأ سماعه
مع أبيه بالخط العتيق خط الأصل.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي مات بسر من رأى في سنة خمس وعشرين وثلثمائة. قال ابن قانع: في أول
المحرم.
136

3178) - إبراهيم بن عبد الرحمن بن حامد، أبو إسحاق المؤدب:
حدث عن الحسن بن علوية القطان. حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير النجار.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن حامد المؤدب،
حدثنا الحسن بن علوية القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى، حدثنا داود بن الزبرقان،
عن أبي عبد الله القسام، عن عطاء، عن معاذ بن جبل أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا
يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ فقال: " ما فوق سرتها أو مئزرها،
والاستعفاف عن ذلك أفضل ".
3179 - إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن الخباب بن بشار بن يوسف،
أبو القاسم الدلال:
سمع محمد بن عبد الله الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد. كتبنا عنه وكان
ثقة يسكن بالجانب الشرقي.
ومات في يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء التاسع والعشرين من صفر سنة سبع
عشرة وأربعمائة.
3180 - إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن بهران، أبو
إسحاق، المعروف بالبرمكي:
سمعت من يذكر أن سلفه كانوا يسكنون قديما ببغداد في محلة تعرف بالبرامكة.
وقيل: بل كانوا يسكنون قرية تسمى البرمكية فنسبوا إليها. سمع إبراهيم أبا بكر بن
مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبا الفتح الأزدي
الموصلي، وإسحاق بن سعد النسوي، وأبا بكر بن بخيت الدقاق، ومن في طبقتهم
وبعدهم.
وسألته عن مولده فقال: ولدت ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة
إحدى وستين وثلثمائة.
كتبنا عنه وكان صدوقا دينا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة الفتوى
في جامع المنصور.
137

ومات في يوم الأحد ودفن يوم الاثنين الثامن من ذي الحجة سنة خمس وأربعين
وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بمكة، ودفن في مقبرة باب حرب.
* * *
حرف الغين من آباء الإبراهيميين
3181 - إبراهيم بن غياث بن علي بن سليمان بن داود، أبو إسحاق النعالي،
ويقال: الطرائفي:
حدث عن عبد الله بن محمد بن ناجية، وعبد الله بن العباس الطيالسي ومحمد بن
محمد الباغندي، وأبى القاسم البغوي، وأبى بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون
الحضرمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، ويحيى بن محمد بن صاعد، وحبشون
ابن موسى الخلال، وأبى طالب أحمد بن نصر الحافظ. حدثنا عنه أبو الحسن محمد
ابن طلحة النعالي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زيد الأنماطي.
أخبرنا محمد بن طلحة، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن غياث بن علي النعالي،
حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا
الحمادان، حماد بن سلمة وحماد بن زيد - عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن
مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسحروا فإن في السحور بركة ".
أخبرنا ابن أبي زيد الأنماطي، حدثنا إبراهيم بن غياث الطرائفي، حدثنا أبو طالب
أحمد بن نصر الحافظ، حدثنا علي بن عبد الله الخولاني، عن حرملة بن يحيى، عن
الشافعي. قال: سميت بالعراق ناصر الحديث.
* * *
حرف الفاء من آباء الإبراهيميين
3182 - إبراهيم بن الفضل بن حيان، الحلواني:
قاضى سر من رأى. نزل بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبد الجبار العطاري،
ومحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
138

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن الفضل الحلواني،
مات في سنة إحدى وعشرين وثلثمائة. قال: وكان قاضيا.
* * *
حرف القاف من آباء الإبراهيميين
3183 - إبراهيم بن القعقاع، أبو إسحاق:
بغوي الأصل، حدث عن عبيد بن إسحاق العطار الكوفي، وسعيد بن هبيرة
الكعبي، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز، ومحمد
ابن جعفر المهلبي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا إبراهيم بن القعقاع، حدثنا
عبيد بن إسحاق، حدثنا قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن ابن
عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل دون ماله فهو شهيد ".
وأخبرنا ابن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن القعقاع،
حدثنا أبو مالك سعيد بن هبيرة، حدثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، عن
منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. قال: " لا هجرة فوق ثلاث، فمن مات دخل
النار ". موقوف.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات إبراهيم بن القعقاع سنة خمس وستين - يعنى ومائتين - وكذلك قرأت
بخط محمد بن مخلد وزاد في ذي الحجة.
* * *
حرف اللام من آباء الإبراهيميين
3184 - إبراهيم بن الليث النخشبي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن خشرم المروزي. روى عنه أبو عبيد بن
حربويه، وذكر أنه سمع منه في مجلس الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
139

أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ - من أصل كتابه - حدثنا محمد بن
العباس الخزاز، أخبرنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب، حدثنا إبراهيم بن
الليث النخشبي في مجلس الزعفراني، حدثنا علي بن خشرم، أخبرني رجل من جيران
الفضيل - يعنى ابن عياض - من يبرود قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، قال:
فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال بعضهم
لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق يقال له: الفضيل.
قال: فسمع الفضيل فأرعد فقال: يا قوم أنا الفضيل، جوزوا والله لأجتهدن أن لا
أعصى الله أبدا!! فرجع فترك ما كان عليه.
* * *
حرف الميم من آباء الإبراهيميين
3185 - إبراهيم بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو إسحاق، ويعرف بابن شكلة:
بويع له بالخلافة ببغداد في أيام المأمون، وقاتل الحسن بن سهل، وكان الحسن أميرا
من قبل المأمون فهزمه إبراهيم، فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميد،
واستخفى إبراهيم مدة طويلة حتى ظفر به المأمون فعفا عنه، وكان أسود حالك
اللون، عظيم الجثة ولم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لسانا، ولا أجود شعرا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة. قال: بعث المأمون إلى علي بن موسى الرضي فحمله وبايع له بولاية العهد،
فغضب من ذلك بنو العباس وقالوا: لا يخرج الأمر عن أيدينا، وبايعوا إبراهيم بن
المهدى، فخرج إلى الحسن بن سهل فهزمه وألحقه بواسط، وأقام إبراهيم بن المهدي
بالمدائن، ثم وجه الحسن بن هشام وحميدا الطوسي فاقتتلوا، فهزمهم حميد واستخفى
إبراهيم، فلم يعرف خبره حتى قدم المأمون فأخذه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي قال: قال إسماعيل بن علي:
وبايع أهل بغداد لأبي إسحاق إبراهيم بن المهدى لله ببغداد في داره المنسوبة إليه
140

في ناحية سوق العطش، وسموه المبارك، ويقال سمى المرضى، وذلك يوم الجمعة
لخمس خلون من المحرم سنة اثنتين ومائتين، وأمه أم ولد يقال لها شكلة، وبها
يعرف، فغلب على الكوفة والسواد. وخطب له على المنابر، وعسكر بالمدائن، ثم
رجع إلى بغداد فأقام بها، والحسن بن سهل مقيم في حدود واسط خليفة المأمون،
والمأمون ببلاد خراسان، لم يزل إبراهيم مقيما ببغداد على أمره يدعى بإمرة المؤمنين،
ويخطب له على منبر بغداد، وما غلب عليه من السواد والكوفة، ثم دخل المأمون
متوجها إلى العراق وقد توفى علي بن موسى الرضي، فلما أشرف المأمون على
العراق، وقرب من بغداد، وضعف أمر إبراهيم بن المهدى، وقصرت يده، وتفرق
الناس عنه، فلم يزل على ذلك إلى أن حضر الأضحى من سنة ثلاث ومائتين، فركب
إبراهيم في زي الخلافة يصلى بالناس صلاة الأضحى، وهو ينظر إلى عسكر علي بن
هشام مقدمة المأمون، ثم انصرف من الصلاة فنزل قصر الرصافة وغدا الناس فيه،
ومضى من يومه إلى داره المعروفة به، فلم يزل فيها إلى آخر النهار، ثم خرج منها
بالليل فاستتر وانقضى أمره فكانت مدته منذ يوم بويع له بمدينة السلام إلى يوم استتاره
سنة وأحد عشر شهرا وخمسة أيام، وكانت سنة يوم بويع تسعا وثلاثين سنة وشهرين
وخمسة أيام، واستتر وسنه إحدى وأربعون سنة وشهر وأيام، لأن مولده غرة ذي
القعدة من سنة اثنتين وستين ومائة، وأقام في استتاره ست سنين وأربعة أشهر وعشرة
أيام، وظفر به المأمون لثلاث عشرة بقين من ربيع الآخر سنة عشر ومائتين، فعفا عنه
واستبقاه ولم يزل حيا ظاهرا مكرما إلى أن توفى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء. قال: وفى سنة اثنتين ومائتين خالف إبراهيم بن المهدى وبايع
لنفسه، وفى سنة ثلاث خلع إبراهيم، وقدم المأمون بغداد في سنة أربع في صفر، وأخذ
إبراهيم في سنة عشر.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو
بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي، حدثني عون بن محمد قال: أنشدني
إبراهيم بن المهدى - وكان ينتقل في المواضع - فنزل بقرب أخت له، فوجهت إليه
بجارية حسنة الوجه لتخدمه وقالت لها: أنت له. ولم يعلم إبراهيم بقولها ذلك
فأعجبته فقال:
141

بأبي من أنا مأسو * ر بلا أسر لديه
والذي أجللت خديه * فقبلت يديه
والذي يقتلني ظلما * ولا يعدى عليه
أنا ضيف وجزا * ء الضيف إحسان إليه
قلت: وكان وافر الفضل، غزير الأدب، واسع النفس، سخى الكف، وكان
معروفا بصنعة الغناء، حاذقا بها، وله يقول دعبل بن علي يتقرب بذلك إلى المأمون:
نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها * فهفا إليه كل أطلس مائق
إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق
وأخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري،
حدثنا أحمد بن إبراهيم الطبري، حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال: وجدت
في كتاب أبى بخطه: لما بويع إبراهيم بن المهدى ببغداد قال: المال عنده وكان قد لجأ
إليه أعراب من أعراب السواد وغيرهم واحتبس عليهم العطاء، فجعل إبراهيم يسوفهم
بالمال ولا يرون لذلك حقيقة، إلى أن اجتمعوا يوما فخرج رسول إبراهيم إليهم
وصرح لهم أنه لا مال عنده، فقال قوم من غوغاء أهل بغداد: فإن لم يكن المال
فأخرجوا لنا خليفتنا فليغن لأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات، ولأهل ذلك الجانب ثلاثة
أصوات، فيكون عطاء لهم. قال أبى: فأنشدني دعبل في ذلك:
يا معشر الأعراب لا تغلطوا * خذوا عطاياكم ولا تسخطوا
فسوف يعطيكم خنينية * لا تدخل الكيس ولا تربط
والمعبديات لقوادكم * وما بهذا أحد يغبط
فهكذا يرزق أصحابه * خليفة مصحفه البربط
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد. قال: لما طال
على إبراهيم بن شكلة الاختفاء وضجر، كتب إلى المأمون: ولى الثار محكم في
القصاص، والعفو أقرب للتقوى، ومن تناوله الاغترار بما مد له من أسباب الرجاء أمن
غادية الدهر على نفسه، وقد جعل الله أمير المؤمنين فوق كل ذي عفو، كما جعل
142

كل ذي ذنب دونه، فإن عفا فبفضله، وإن عاقب فبحقه. فوقع المأمون في قصته أمانه.
وقال فيها: القدرة تذهب الحفيظة، وكفى بالندم إنابة، وعفو الله أوسع من كل شيء.
ولما دخل إبراهيم على المأمون قال:
إن أكن مذنبا فحظى أخطأ * ت فدع عنك كثرة التأنيب
قل كما قال يوسف لبنى يعقوب * لما أتوه لا تثريب
فقال: لا تثريب.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو
معشر موسى بن محمد الماليني، حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، حدثنا محمد بن
حميد بن فروى البصري، حدثني أبي حميد بن فروة. قال: لما استقرت للمأمون
الخلافة دعا إبراهيم بن المهدى المعروف بابن شكلة فوقف بين يديه فقال: يا إبراهيم
أنت المتوثب علينا تدعى الخلافة؟ فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين أنت ولي الثار،
والمحكم في القصاص، والعفو أقرب للتقوى، وقد جعلك الله فوق كل ذي عفو،
كما جعل كل ذي ذنب دونك، فإن أخذت أخذت بحق، وإن عفوت عفوت بفضل،
ولقد حضرت أبى - وهو جدك - وأتى برجل وكان جرمه أعظم من جرمي فأمر
بقتله، وعنده المبارك بن فضالة. فقال المبارك: إن رأى أمير المؤمنين أن يستأني في أمر
هذا الرجل حتى أحدثه بحديث سمعته من الحسن. قال: إيه يا مبارك. فقال: حدثنا
الحسن عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " إذا كان يوم القيامة نادى
مناد من بطنان العرش: ألا ليقومن العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلا
من عفا " فقال الخليفة: أيها يا مبارك قد قبلت الحديث بقبوله، وعفوت عنك،
هاهنا يا عم، هاهنا يا عم.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم، حدثنا محمد
ابن يحيى، حدثنا المبرد، عن أبي محلم. قال: قال إبراهيم بن المهدى لأمير المؤمنين لما
أخذ: ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب. فقال
المأمون: حسبك، فإنا إن قتلناك فلله وإن عفونا عنك فلله عز وجل.
أخبرنا ابن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن القاسم
143

الكوكبي، حدثنا ابن عجلان، حدثني حماد بن إسحاق، عن أبيه قال: دخلت علي
ابن شكلة في بقايا غضب المأمون عليه فقلت:
هي المقادير تجري في أعنتها * فاصبر فليس لها صبر على حال
يوما تريش خسيس الحال ترفعه * إلى السماء ويوما تخفض العالي
فأطرق ثم قال:
غيب الأناة وإن سرت عواقبها * أن لا خلود وأن ليس الفتى حجرا
فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضاء، ودعاه للمنادمة. والتقيت
معه في مجلس المأمون فقلت: ليهنك الرضاء فقال: ليهنك مثله من متيم - وكانت
جارية أهواها - فحسن موقع ذلك عندي فقلت:
ومن لي بأن ترضى وقد صح عندها * ولوعي بأخرى من بنات الأعاجم؟
أخبرنا أبو جعفر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن
إسحاق الجلاب. قال: قال إبراهيم الحربي: نادى المأمون سنة ثمان ومائتين ببغداد:
إن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم بن المهدى، وكان إبراهيم حسن الوجه
حسن الغناء، حسن المجلس. وكان حبسه عند ابن أبي خالد قبل ذلك سنة. قال:
إبراهيم: وقال المأمون إيش ترون فيه؟ قال: فقالوا: ما رأينا خليفتين حيين. قال
فقال: أرأيتم إن كان الله فضل أمير المؤمنين بذلك؟ قال إبراهيم: وكنت مع القواريري
أمشي فرأى إبراهيم بن المهدي، فتركني وذهب حتى سلم عليه وقبل فخذه، وكان
تحته حمار. فبلغ القواريري منه فخذه.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا أحمد بن جعفر
ابن موسى البرمكي. قال: قال خالد الكاتب: وقف على رجل بعد العشاء متلفع
برداء عدني أسود، ومعه غلام معه صرة فقال لي: أنت خالد؟ قلت: نعم. قال: أنت
الذي تقول:
قد بكى العاذل لي من رحمتي * فبكائي لبكاء العاذل
قلت: نعم. قال: يا غلام ادفع إليه الذي معك. قلت: وما هذا؟ قال: ثلثمائة دينار.
قلت: والله لا أقبلها أو أعرفك. قال: أنا إبراهيم بن المهدى.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس قال: أنشدني عبيد الله
ابن أحمد المروروذي قال: أنشدني أبى لإبراهيم بن المهدى:
144

قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب * إن الحريص على الدنيا لفى تعب
مالي أراني إذا طالبت مرتبة * فنلتها طمحت عيني إلى رتب؟
قد ينبغي لي مع ما حزت من أدب * ألا أخوض في أمر ينقص بي
لو كان يصدقني ذهني بفكرته * ما اشتد غمي على الدنيا ولا نصبي
أسعى وأجهد فيما لست أدركه * والموت يكدح في زندي وفى عصبي
بالله ربك كم بيتا مررت به * قد كان يعمر باللذات والطرب
طارت عقاب المنايا في جوانبه * فصار من بعدها للويل والحرب
فأمسك عنانك لا تجمح به ظلع * فلا وعيشك ما الأرزاق بالطلب
قد يرزق العبد لم تتعب رواحله * ويحرم الرزق من لم يؤت من طلب
مع أنني واجد في الناس واحدة * الرزق والنوك مقرونان في سبب
وخصلة ليس فيها من ينازعني * الرزق أروغ شيء عن ذوي الأدب
يا ناقب الفكر كم أبصرت ذا حمق * الرزق أغرى به من لازم الجرب
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: ومات إبراهيم بن المهدى سنة أربع وعشرين ومائتين. أخبرني الحسن بن أبي
بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري من شيراز يذكر أن أحمد
ابن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان
الزيادي. قال: سنة أربع وعشرين ومائتين فيها مات إبراهيم بن المهدى يوم الجمعة
لسبع خلون من شهر رمضان، وصلى عليه المعتصم بالله أمير المؤمنين.
3186 - إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة بن
الأقفع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن سامة بن
الحارث بن لؤي بن غالب، ويقال عبيدة بن الحارث بن أسامة بن لؤي بن غالب،
أبو إسحاق السامي البصري:
سكن بغداد. وحدث بها عن يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي،
145

ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن بكر البرساني، ومعن بن عيسى، وعبد الوهاب
الثقفي، وحرمي بن عمارة، ومعاذ بن هشام، وأزهر بن سعد السمان، ومعتمر بن
سليمان، وجعفر بن سليمان، وقراد أبى نوح، وزيد بن الحباب، وأبى نعيم الفضل بن
دكين، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن
خالد بن يزيد الآجري، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوراق، وجعفر بن محمد
الطيالسي، وصالح جزرة، ومحمد بن عبدوس بن كامل وأحمد بن الحسن بن عبد
الجبار الصوفي، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد،
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن
البرند، حدثنا معتمر، عن أبيه، عن رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الغلام الذي قتله الخضر طبع
كافرا، ولو أدرك لأرهق أبويه طغيانا وكفرا ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عثمان بن جعفر بن محمد
الحربي، حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: كنت عند أحمد بن حنبل، فقال له إبراهيم
ابن خرزاذ: يا أبا عبد الله إن ابن عرعرة يحدث! فقال: أف، لا يبالون عمن كتبوا -
يعنى إبراهيم بن عرعرة -.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثني
أبو الشيخ الأصبهاني، وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
خلف الدقاق، حدثنا عمر بن محمد الجوهري - واللفظ لأبي الشيخ - قالا: حدثنا
الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله - يعنى أحمد بن حنبل -: تحفظ عن قتادة عن أبي
حسان عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة؟ فقال: كتبوه من كتاب
معاذ، ولم يسمعوه. قلت: هاهنا إنسان يزعم أنه قد سمعه من معاذ، فأنكر ذلك.
قال: من هو؟ قلت: إبراهيم بن عرعرة، فتغير وجهه ونفض يده. وقال: كذب وزور،
سبحان الله ما سمعوه منه! إنما قال فلان كتبناه من كتابه، ولم يسمعه سبحان الله،
واستعظم ذلك منه.
146

وقد أخبرنا بالحديث عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا أبو بكر
الشافعي، حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا علي بن المديني قال: روى قتادة حديثا
غريبا لا يحفظ عن أحد من أصحاب قتادة إلا من حديث هشام، فنسخته من كتاب
ابنه معاذ بن هشام وهو حاضر، لم أسمعه منه عن قتادة. وقال لي معاذ: هاته حتى
أقرأه. قلت: دعه اليوم، قال: حدثنا أبو حسان، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يزور البيت كل ليلة ما أقام بمنى. قال: وما رأيت أحدا واطأه عليه. قال علي بن
المديني: هكذا هو في الكتاب.
وما الذي يمنع أن يكون إبراهيم بن محمد بن عرعرة سمع هذا الحديث من معاذ
مع سماعه منه غيره؟ وقد قال ابن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح والتعديل ":
سئل أبى عن إبراهيم بن عرعرة فقال: صدوق.
وأنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قلت له
- يعنى ليحيى بن معين - ابن عرعرة؟ قال: ثقة معروف بالحديث، كان يحيى بن سعيد
يكرمه، مشهور بالطلب، كيس الكتاب، ولكنه يفسد نفسه يدخل في كل شيء.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت
القاسم بن صفوان البرذعي يقول: قال لنا عثمان ابن خرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة،
فذكر فيهم إبراهيم بن عرعرة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات إبراهيم
ابن عرعرة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات إبراهيم بن عرعرة في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
147

أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى
ابن هارون. قال: مات إبراهيم بن محمد بن عرعرة ببغداد، يوم الاثنين لسبع بقين
من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين، لا يخضب.
3187 - إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق التيمي:
قاضى البصرة. ورد بغداد لما أشخصه المتوكل ليوليه القضاء، وحدث بسر من رأى
عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وأبى عامر العقدي، وروح بن عبادة،
وأبى عاصم النبيل، وعثمان بن عمر بن فارس. روى عنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر
ابن أبي الدنيا، وسهل بن أبي سهل الواسطي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن هارون
الحضرمي، وأبو بكر بن دريد، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عمر بن جعفر بن سالم، حدثنا إبراهيم
ابن إسحاق الحربي، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج،
حدثنا عمرو بن دينار. قال: سمعت جابرا قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان
الحجارة، فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عنقك ففعل، فسقط إلى الأرض،
فطمحت عيناه إلى السماء فقال: " ردوا على إزاري " فائتزر به.
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا أبو روق
الهزاني قال: حدثنا القاضي إبراهيم بن محمد التيمي سنة ثمان وأربعين ومائتين -
وعبدة بن عبد الله الصفار. قالا: حدثنا أبو عامر العقدي، عن عبد الله بن جعفر
الزهري، عن عثمان بن محمد الأخنس عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من جعل قاضيا بين المسلمين فقد ذبح بغير سكين ".
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة. قال: وأشخص إبراهيم بن محمد التيمي ومحمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، فلما حضرا دار المتوكل أمر بإدخال ابن أبي الشوارب، فلما دخل عليه
قال: إني أريدك للقضاء. فقال: يا أمير المؤمنين لا أصلح له. فقال: تأبون يا بنى
148

أمية إلا كبرا!! فقال: والله يا أمير المؤمنين ما بي كبر، ولكني لا أصلح للحكم. فأمر
بإخراجه. وكان هو وإبراهيم التيمي قد تعاقدا أن لا يتولى واحد منهما القضاء. فدعى
بإبراهيم فقال له المتوكل: إني أريدك للقضاء. فقال: على شريطة يا أمير المؤمنين.
قال: وما هي؟ قال: أن تدعو لي دعوة فإن دعوة الإمام العادل مستجابة. فولاه
وخرج علي بن أبي الشوارب في الخلع.
أخبرنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس
الخزاز، حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. قال: قال لي عمى
أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: أمر المتوكل بمساءلة أحمد بن حنبل
عمن يتقلد القضاء؟ قال أبو مزاحم: فسأله عمى، فأجابه أحمد في ذلك، فسألت
عمى أن يخرج إلى جوابه فكتبته ثم أقر لي بصحته وفيه، سألته عن إبراهيم بن محمد
التيمي قاضى البصرة فقال: ما بلغني عنه إلا الجميل.
أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد البصري الواعظ، حدثنا عبد
الله بن محمد بن أحمد التوزي - بالبصرة - قال: حدثنا إبراهيم بن علي الهجيمي،
حدثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي العتابي قال: أنشدني الجماز:
بنو تيم بنو تيم * لهم شأن من الشأن
ففي السلم أبو بكر * وفى الشرك ابن جدعان
وهذا اليوم قاضينا * فهاتوا هل له ثاني؟
قال الهجيمي: - يعنى إبراهيم التيمي -.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: إبراهيم بن محمد التيمي القاضي بصرى ثقة.
بلغني عن محمد بن خلف وكيع: أن إبراهيم بن محمد التيمي ولى قضاء البصرة
في سنة تسع وثلاثين ومائتين. قال: ومات في ذي الحجة سنة خمسين ومائتين وهو
على القضاء.
149

3188 - إبراهيم بن محمد بن الدهقان، أبو إسحاق البغدادي:
حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه محمد بن مخلد، وذكره ابن أبي
حاتم الرازي في كتاب " الجرح والتعديل ". قال: سمعت منه مع أبي.
3189 - إبراهيم بن محمد بن مروان بن هشام، أبو إسحاق المعروف
بالعتيق:
حدث عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود، ويعقوب بن إسحاق
الحضرمي، وأبى أحمد الزبيري، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد العزيز بن أبان
القرشي، وعبد الله بن صالح العجلي، ومطرف بن عبد الله المديني. روى عنه يحيى
ابن محمد بن صاعد، ومحمد بن القاسم ابن بنت كعب، ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن
محمد بن مروان قال: يعقوب بن إسحاق، حدثنا زائدة عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة. قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تطيب
وتطهر.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: سئل أبو الحسن الدارقطني وأنا أسمع عن إبراهيم بن
محمد العتيق. فقال: غمزوه.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات
إبراهيم بن محمد بن مروان بن هشام العتيق، يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع
الآخر.
3190 - إبراهيم بن محمد بن إسماعيل، أبو إسحاق المسمعي البصري:
ورد بغداد وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطيالسي، وعمرو بن
مرزوق. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي.
وذكره بالدارقطني فقال: ضعيف.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد، حدثنا
إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المسمعي، حدثنا أبو الوليد - وهو هشام بن عبد الملك
الطيالسي - حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى. قال: كتب أبو
150

الدرداء إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري أما بعد. فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه
الله، وإذا أحبه الله حببه إلى خلقه، وإذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، وإذا أبغضه الله
بغضه إلى خلقه.
أخبرنا أبو سعد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي - بنيسابور - أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل أبو
إسحاق المسمعي البصري - ببغداد - أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد المسمعي، حدثنا
عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي،
عن علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات " وذكر الحديث.
هكذا رواه المسمعي عن عمرو بن مرزوق عن شعبة. وقيل إن أبا العباس الكديمي
وجعفر بن محمد الزيادي تابعاه عليه فروياه عن عمرو هكذا، وهو غلط لأن عمرا
إنما رواه عن زهير بن معاوية عن يحيى بن سعيد لا عن شعبة.
3191 - إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان، مولى بني هاشم:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن بكار الريان البغدادي، حدثني أبي،
حدثنا قيس بن الربيع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن
محرما وقصته راحلته فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في
ثوبيه، ولا تخمروا رأسه، ولا تقربوه طيبا فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا ".
قال سليمان: لم يروه عن سالم إلا قيس، تفرد به ابن بكار.
3192 - إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ، أبو إسحاق الآدمي:
حدث عن أبي همام الوليد بن شجاع السكوني، وإسحاق بن بهلول التنوخي.
روى عنه أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى.
151

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: ومات من جانبنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد [بن] أبي
الشيوخ الآدمي بعد الأضحى بيومين، سنة ست وتسعين ومائتين في يوم جمعة، كتب
الناس عنه ووثقوه، وكان قد شهد ثم امتنع بعد ذلك فترك الشهادة.
3193 - إبراهيم بن محمد بن الحسن، أبو إسحاق الحريري:
حدث عن يحيى بن عبد الله القرشي. روى عنه محمد بن مخلد.
3194 - إبراهيم بن محمد بن الهيثم، أبو القاسم القطيعي:
كان يسكن قطيعة عيسى بن علي في جوار عبيد العجل. وحدث عن منصور بن
أبي مزاحم، وأبي معمر الهذلي، وعمرو بن محمد الناقد، وسليمان بن عمر الرقي،
ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ونصر بن علي الجهضمي، ونحوهم. روى عنه
القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو الحسين بن المنادى، وعبد الصمد بن علي
الطستي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وغيرهم.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة صدوق.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي،
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم أبو القاسم الكرخي، حدثنا عمرو الناقد، حدثنا
سليمان بن عبيد الله، حدثنا مصعب بن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة،
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام توضأ وضوءه للصلاة - يعنى - وهو
جنب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وأبو القاسم إبراهيم بن محمد [بن] الهيثم القطيعي صاحب
الطعام، مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلثمائة كان حسن المعرفة بالحديث،
وثقة متيقظا، منزله في الجانب الغربي في قطيعة عيسى، كتب الناس عنه.
152

3195 - إبراهيم بن محمد بن عيسى، أبو إسحاق، يعرف بابن أبي
خصرون:
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر
أنه سمع منه بسر من رأى.
3196 - إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو إسحاق الهاشمي:
حدث عن عمرو بن علي. روى عنه ابن عدي أيضا وذكر أنه سمع منه بسر من
رأى.
3197 - إبراهيم بن محمد بن عرفة، الأنباري:
حدث عن سويد بن سعيد. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأنباري - بالأنبار - حدثنا سويد بن
سعيد، حدثنا الصبي بن الأشعث، عن أبي إسحاق بن هاني، عن علي. قال: استأذن
عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " مرحبا بالطيب المطيب ".
3198 - إبراهيم بن محمد الفقيه، يلقب قلنسوة:
حدث بمصر عن يوسف بن موسى القطان. روى عنه الطبراني أيضا.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن محمد البغدادي
الفقيه - قلنسوة بمصر - قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا أبو زهير عبد
الرحمن بن مغراء، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يود أهل العافية أن لحومهم قرضت بالمقاريض لما يرون لأهل البلاء من جزيل
الثواب ".
قال سليمان: لم يروه عن الأعمش إلا عبد الرحمن بن مغراء.
3199 - إبراهيم بن محمد بن الحسن، السامري:
حدث عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري. روى عنه أبو بكر الشافعي.
153

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثني إبراهيم بن محمد بن الحسن السامري، حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري،
حدثنا أبو فاطمة، حدثنا اليمان بن يزيد - وكان من خيار الناس - عن محمد بن
حمير، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده حسين. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلهم الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا
تائبين، من دخل النار منهم في الباب الأول من جهنم، لا تزرق أعينهم ولا تسود
وجوههم، ولا يقرنون، ولا يغلون بالسلاسل، ولا يجرعون الحميم، ولا يلبسون
القطران، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد، وصورهم على النار من
أجل السجود ". وذكر حديثا طويلا.
3200 - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، أخو أبي سهل بن
زياد القطان:
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي. روى عنه أخوه أبو سهل في الأخبار
والنوادر.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد القطان، حدثني أخي
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور أبو بكر، حدثنا نعيم
ابن حماد قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: قدم علينا يحيى بن سعيد القطان
يروى في النبيذ، فروى فيه تشديدا. قال: فقلت له: يا صبي عمن تروى هذه
الأحاديث.
حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون. قال: شهدت عمر حين طعن أتى بنبيذ
شديد فشربه.
وحدثنا الأعمش، عن إبراهيم بن علقمة. قال: شربت عند عبد الله نبيذا شديدا
يسكر آخره.
قال نعيم: وعجبنا من قول أبي بكر بن عياش ليحيى بن سعيد! يا صبي.
154

3201 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو إسحاق الكندي
الصيرفي المعروف بابن الخنازيري:
أخو أبي بكر وكان الأصغر، حدث عن عمرو بن علي الفلاس، وأبي موسى
محمد بن المثنى، والفضل بن يعقوب الجزري، وعبدة بن عبد الله الصفار، والحسين
ابن بيان الشلاثائي، وزيد بن أخزم الطائي، وزياد بن يحيى الحساني، ونحوهم. روى
عنه أحمد بن تاج الوراق، وأبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، في
آخرين.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن
محمد الكندي المعروف [بابن] الخنازيري ثقة. حدثني عبيد الله بن أبي الفتح
عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا إسحاق الكندي المعروف [بابن]
الخنازيري مات في سنة اثنتي عشرة وثلثمائة.
3202 - إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير، أبو القاسم الصائغ:
حدث عن محمد بن حسان الأزرق، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، وعلي بن
الحسين بن أشكاب، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه،
وعبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن منصور زاج، ويحيى بن إسحاق المسافري،
ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم بن إسحاق الحربي. وروى عن عبد الله بن
مسلم بن قتيبة مصنفاته. حدث عنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الزهري، وعلي
ابن عمر السكري وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن علي بن أبي الفتح الحربي، أخبرنا علي بن عمر السكري، حدثنا
إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ، حدثنا علي بن أشكاب، حدثنا عمرو
ابن محمد بن الحسن البصري، حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن
أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من دعاء أحب إلى الله من
أن يقول العبد، اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة ".
بلغني أن الصائغ مات في جمادى من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
155

3203 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن واقد بن
محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو إسحاق العمرى الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي كريب محمد بن العلاء، وسلم بن جنادة، ومحمد
ابن إسماعيل الأحمسي الكوفيين، وأبي سبرة بن محمد بن عبد الرحمن المديني،
والحسن بن عرفة العبدي وأبي فروة الرهاوي. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو
الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، وعلي بن أبي خازم الواسطي قالا: أخبرنا
محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد الخطابي العمرى الواقدي، حدثنا
محمد بن العلاء أبو كريب، حدثنا محمد بن عباد بن أبي زائدة، عن عمه عن أبيه،
عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: سألت عائشة كيف كان خلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كأحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا سخابا في
الأسواق، ولا يجزى بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.
كتب إلى أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل من الكوفة يذكر أن أبا
الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ حدثهم. قال: سنة ثماني عشرة
وثلاثمائة فيها مات أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم العمرى ببغداد وجئ
به فدفن بالكوفة، وكان أحد شهود الحاكم، وأحد الوجوه. وبلغ سنا عالية، ثم تكلم
فيه بالكوفة وببغداد والله أعلم.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: وجدت في كتاب أبي الفتح القواس: مات
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد العمرى ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة وكان قد قدم من
الكوفة سنة ست عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا إسحاق العمرى مات في
ذي الحجة من سنة عشرين وثلاثمائة.
3204 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم - ويقال: إبراهيم بن محمد بن علي
ابن الحسين بن عبد الله بن رستم بن دينار بن عبيد الله، أبو إسحاق البزاز، ويعرف
بابن بقيرة:
حدث عن علي بن المديني، والمفضل بن غسان الغلابي، ومحمد بن سليمان لوين
156

وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن حماد سجادة، ويحيى بن أكتم، وإبراهيم بن
عبد الله الهروي، ومحمد بن حرب النشائي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وأبى هشام
الرفاعي، ومحمد بن أبي مذعور ومحمد بن عبد الله المخرمي، ويعقوب الدورقي،
وحجاج بن الشاعر. روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو
القاسم بن الثلاج.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا إبراهيم بن
محمد بن علي - يعرف بابن بقيرة وكان ضعيفا - أخبرني الأزهري قال: سمعت أبا
الحسن الدارقطني ذكر إبراهيم بن محمد بقيرة فقال: كان ضعيفا.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سمعت الحسن بن علي البصري يقول: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق
البغدادي البزاز ليس بالمرضى.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن ابن بقيرة مات سنة تسع
عشرة وثلثمائة.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفى أبو إسحاق بن بقيرة في صفر سنة ثلاث
وعشرين.
3205 - إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن
المهلب بن أبي صفرة، أبو عبد الله العتكي الأسدي الواسطي الملقب نفطويه
النحوي:
سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن وهب العلاف، وخلف بن محمد
كردوس ومحمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيين، وشعيب بن أيوب الصريفيني
وعباس بن محمد الدوري، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأحمد بن عبد الجبار
العطاردي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر محمد بن
عبد الله الشافعي، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ. وأبو عمر بن حيويه، وأحمد
157

ابن إبراهيم بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني، والمعافى بن زكريا.
وكان صدوقا وله مصنفات كثيرة منها كتاب كبير في غريب القرآن وكتاب
التاريخ وغيرهما.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ بأصبهان، حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه،
حدثنا أبو البختري، حدثنا أبو داود، حدثنا مسعر، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس: أن محرما وقصته ناقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اغسلوه بماء وسدر
وكفنوه في ثوبيه " الحديث.
قال ابن المقرئ: هكذا قال مسعر عن عمرو وإنما هو أبو داود عن سفيان والله
أعلم.
أخبرني صوابه محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني،
حدثنا أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني بواسط، حدثنا شعيب بن أيوب،
حدثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس. قال: مات رجل - يعنى محرما - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغسلوه
بماء وسدر وكفنوه في ثيابه ولا تخمروا رأسه ولا وجهه فإنه يبعث يلبي ".
قال الدارقطني: وحدث بهذا الحديث أبو عبد الله النحوي إبراهيم بن محمد بن
عرفة الملقب نفطويه عن شعيب بن أيوب فوهم عليه فيه فحدث به عنه عن أبي
داود الحفري، عن مسعر، عن عمرو بن دينار وهذا وهم قبيح، والصواب: سفيان
كما ذكرناه عن الصيدلاني عن شعيب، والله أعلم.
قلت: أما ابن المقرئ فرواه عن نفطويه عن أبي البختري. وهو عبد الله بن محمد
ابن شاكر كما ذكرناه أولا، لا عن شعيب بن أيوب، وكذلك رواه أبو عبد الله
الشماخي الهروي، عن نفطويه، عن أبي البختري. غير أنه أسقط من إسناده سعيد بن
جبير. ورواه أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي عن نفطويه عن شعيب بن
أيوب كما ذكر أبو الحسن الدارقطني.
كذلك قرأته على القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أبي الفتح الأزدي. قال: حدثنا
158

إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال: حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا أبو داود
الحفري، عن مسعر، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رجلا خر عن
راحلته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه، فإنه
يبعث يوم القيامة ملبيا ". قال الأزدي: بلغني أن نفطويه رجع عنه.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا منصور بن ملاعب بن جعفر
الصيرفي قال: أنشدني إبراهيم بن محمد - يعنى لنفسه -:
أستغفر الله مما يعلم الله * إن الشقي لمن لم يرحم الله
هبه تجاوز لي عن كل مظلمة * وا سوأتا من حيائي يوم ألقاه
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان - قال: أنشدني
أبو بكر المقرئ - بأصبهان - قال: أنشدني أبو عبد الله نفطويه لنفسه:
كم قد خلوت بمن أهوى فيمنعني * منه الحياء وخوف الله والحذر
كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعني * منه الفكاهة والتحديث والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم * وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية * لا خير في لذة من بعدها سقر
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي. قال: قال لنا أبو بكر بن شاذان:
بكر إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه يوما إلى درب الرواسين، فلم يعرف الموضع
فتقدم إلى رجل يبيع البقل فقال له: أيها الشيخ كيف الطريق إلى درب الرواسين؟
قال: فالتفت البقلي إلى جار له فقال: يا فلان ألا ترى إلى الغلام فعل الله به وصنع،
فقد احتبس علي، فقال: وما الذي تريد منه؟ قال: لم يبادر فيجيئني بالسلق، بأي
شيء أصفع هذا العاض بظر أمه - لا يكنى - قال: فتركه ابن عرفة وانصرف من غير
أن يجيبه بشيء.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني، عن إبراهيم بن
محمد بن عرفة فقال: لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: توفى أبو عبد الله
إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه في يوم الأربعاء لست خلون من صفر
159

سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ودفن في يوم الخميس في مقابر باب الكوفة، وصلى
عليه البربهاري رئيس الحنبلية، وكان حسن الافتنان في العلوم، وذكر أن مولده سنة
أربعين ومائتين، وكان يخضب بالوسمة.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: توفى ابن عرفة النحوي الأزدي
يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس بساعة لست خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة ودفن من يومه بباب الكوفة مع صلاة العصر، وصلى عليه أبو محمد
البربهاري.
3206 - إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن منصور، أبو إسحاق
القواس المعصوب:
صاحب عبد الرحمن بن خراش. حدث عن أحمد بن أبي يحيى المعروف بكرنيب
ومحمد بن سليمان الباغندي، ومخول بن محمد المستملى، وأيوب بن سليمان
الملطي، وأبي فروة الرهاوي. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وذكر أنه مات في صفر من سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة.
3207 - إبراهيم بن محمد بن خالد بن يزيد بن عيسى بن عبد الحميد،
يعرف بالمروزي:
حدث عن يحيى بن أبي طالب. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، حدثنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي،
حدثنا إبراهيم بن محمد بن خالد بن يزيد بن عيسى بن عبد الحميد المروزي، حدثنا
يحيى بن أبي طالب، أخبرني معروف - أبو محفوظ العابد - حدثني الربيع بن صبيح،
عن الحسن، عن عائشة قالت: لو أدركت ليلة القدر ما سألت الله إلا العفو والعافية.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن محمد الدقاق، حدثنا يحيى بن
أبي طالب، أخبرنا معروف الكرخي، مثله سواء.
3208 - إبراهيم بن محمد بن سهل. أبو إسحاق:
نيسابوري الأصل. حدث عن يحيى بن أبي طالب، والحارث بن أبي أسامة،
ويوسف بن يعقوب القاضي. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
160

أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف القواس، حدثنا إبراهيم بن محمد بن
سهل أبو إسحاق النيسابوري، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا معروف الكرخي
- أبو محفوظ العابد - عن الربيع بن صبيح، عن الحسن عن عائشة قالت: لو أدركت
ليلة القدر ما سألت ربي تعالى إلا العفو والعافية.
3209 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن خلاد بن يسار، أبو إسحاق مولى
النضر بن عبد الجبار الكندي الأنماطي الهمذاني:
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل. روى عنه أبو القاسم بن
الثلاج، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي.
وذكر ابن الثلاج أنه قدم من همذان إلى بغداد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - وأبو نصر علي بن
الحسين بن أحمد الوراق - بصيدا - قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني،
حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهمذاني الأنماطي - ببغداد - حدثنا إبراهيم بن
الحسين الهمذاني، حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حدثنا يحيى بن صالح، عن
إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عن ابن عباس. قال: كان فيما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع: " اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي،
لا يخفى عليك شيء من أمري، وأنا البائس الفقير، المستغيث المستجير الوجل المشفق،
المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل،
وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عبرته، وذل لك
جسمه، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا، وكن بي رؤوفا رحيما،
يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين ".
3210 - إبراهيم بن محمد بن داود بن سليمان، أبو بكر العطار:
حدث عن محمد بن شعبة بن جوان، ومحمد بن أبي العوام الرياحي. روى عنه
عبد الله بن أحمد التمار المعروف ببرغوث.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الله بن أحمد التمار، أخبرنا أبو بكر
إبراهيم بن محمد بن داود بن سليمان العطار - في جوارنا ببغداد - حدثنا أبو علي
161

محمد بن شعبة بن جوان، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت الأعمش
يحدث عن أبي وائل، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال عليها قائما، ثم
دعا بماء فتوضأ ومسح على الخفين.
3211 - إبراهيم بن محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله، أبو إسحاق
الرازي، ويعرف بابن وارة:
سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن أيوب العلاف المصري، وأحمد بن محمد
ابن الحجاج بن رشدين، وبكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن جعفر الرازي. روى
عنه أبو بكر بن شاذان وما علمت من حاله إلا خيرا.
3212 - إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحا بن علي بن مسقلة التميمي، أبو
إسحاق المحتسب:
سمع أباه، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وعلي بن حرب الطائي، وأحمد بن
سعد الزهري، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن
عبد الجبار العطاردي، ومحمد بن الجهم السمري، وأحمد بن ملاعب المخرمي،
والحسن بن مكرم البزاز، ومحمد بن أبي الحنين الكوفي، في آخرين من طبقتهم،
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو بكر بن أبي موسى
الهاشمي، وأبو حفص بن الآجري المقرئ، وجماعة آخرهم عبيد الله بن محمد بن
أبي
مسلم الفرضي.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال أن يوسف بن عمر القواس ذكر ابن بطحا في
جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا علي بن عمر الحافظ. قال: إبراهيم بن محمد بن
علي بن بطحا ثقة فاضل.
قال لي عبد العزيز بن علي الوراق: ولد إبراهيم بن بطحا المحتسب في أول سنة
خمسين ومائتين، وتوفى يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة اثنتين وثلاثين
وثلاثمائة.
162

3213 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، أبو إسحاق العطار:
حدث ببلاد الشام عن الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وعمران بن بكار
الحمصي، والربيع بن سليمان المرادي، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن بكر
البالسي، وإبراهيم بن مرزوق البصري. ولم يكن عنده عن الحسن بن عرفة إلا حديث
واحد. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وجماعة من الغرباء.
كتب إلى أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن إبراهيم بن محمد
ابن أحمد بن أبي ثابت العطار أخبرهم في سنة ست وثلاثين وثلثمائة. وحدثني
محمد بن علي الصوري، حدثني محمد بن أحمد بن جميع الغساني، حدثنا إبراهيم
ابن محمد بن أبي ثابت أبو إسحاق البغدادي - بصيدا - حدثنا أحمد بن بكرويه
البالسي، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا مالك عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن
أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يغلق الرهن، له غنمه وعليه غرمه "
واللفظ لحديث ابن جميع.
بلغني أن ابن أبي ثابت سكن دمشق ومات بها وكان ثقة.
فحدثني أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق بلفظه - أخبرنا
مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن
زبر قال: سنة ثمان وثلاثين - يعنى وثلثمائة - فيها توفى أبو إسحاق إبراهيم بن أبي
ثابت.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن ابن أبي ثابت مات في شهر
ربيع الآخر من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
3214 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام، أبو إسحاق الفقيه الأمين:
من أهل بخارى. سمع أبا علي صالح بن محمد جزرة، وسهل بن شادويه، وقيس
ابن أنيف البخاريين، وسمع بمرو عبد العزيز بن حاتم، وأبا الموجه محمد بن عمرو
الفزاري والعباس بن عزيز القطان. وقدم بغداد حاجا وحدث بها فروى عنه من أهلها
أبو عمر بن حيويه، وعبيد الله بن عثمان الدقاق.
163

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثني عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، حدثنا
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد البخاري الأمين - في رجوعه من الحج -
حدثنا أبو الموجه، حدثنا عبدان قال: سمعت عبد الله يقول: الإسناد عندي من الدين،
لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ولكن إذا قيل له: من حدثك؟ بقى.
قال عبدان: ذكر هذا عند ذكر الزنادقة وما يضعون من الأحاديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، عن محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري. قال:
إبراهيم بن محمد بن أحمد الفقيه أبو إسحاق البخاري، بقية أهل النظر في عصره.
قدم بغداد حاجا سنة سبع وثلاثين وثلثمائة وكتبنا عنه بانتخاب أبي علي الحافظ، ثم
توفى في تلك السنة، فإنه لم ينصرف من تلك الحجة.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: سمعت محمد بن حفص بن أسلم يقول: توفى
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأمين في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
3215 - إبراهيم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق الحنبلي:
حدثني الحسين بن محمد بن الحسين المؤدب، عن أبي سعد عن عبد الرحمن بن
محمد الإدريسي. قال: إبراهيم بن محمد بن عبد الله البغدادي كنيته أبو إسحاق
يعرف بالحنبلي، حدث بسمرقند، وبالشاش عن عباد بن علي بن مرزوق، ومحمد بن
أبي الدميك، وعمر بن الحسن القاضي، وعبد الله بن أحمد الدولابي، وغيرهم.
حدثني عنه القاسم بن محمد الفقيه الإبريسمي بسمرقند، والحسن بن منصور
الإسفيجابي بإسفيجاب.
3216 - إبراهيم بن محمد بن بندار بن عبيد الله بن عبد الكريم، أبو إسحاق
الطبري:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي يزيد خالد بن النضر القرشي، وأبي عيسى خالد
ابن غسان السلمي البصريين، وسهل بن أبي سهل الواسطي، وخلف بن علي بن
إبراهيم القطيعي، وخلف بن أحمد بن خلف الضرير البغداديين. سمع منه أبو الحسن
ابن رزقويه.
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق - فيما أذن لي أن أرويه عنه - قال: قرأت على
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن بندار الطبري النحوي - في مجلس النجاد في صفر
سنة ثمان وأربعين وثلثمائة - قال: حدثنا أبو يزيد خالد بن النضر القرشي.
164

3217 - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مهران بن ورده بن كوشاد،
أبو إسحاق:
أصبهاني الأصل، وولد هو وأبوه ببغداد، وسكن الرملة، وتولى بها الحسبة.
وحدث بمصر عن ميمون بن هارون الكاتب حديثا منكرا، رواه عنه أبو الفتح بن
مسرور البلخي.
3218 - إبراهيم بن محمد بن شهاب، أبو الطيب العطار:
حدث عن أبي مسلم الكجي ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الله بن أيوب
الحراز، وإبراهيم بن محمد العمرى. روى عنه أبو عبيد الله المرزباني، وحدثنا عنه
محمد بن طلحة النعالي. وكان أحد متكلمي المعتزلة.
أخبرنا محمد بن طلحة بن محمد أبو الحسن، حدثنا أبو الطيب إبراهيم بن
محمد بن شهاب العطار، حدثنا عبد الله بن أيوب القربى، حدثنا أبو الوليد
الطيالسي، حدثنا شعبة عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم اغفر للمؤذنين، وأرشد
الأئمة ".
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران
المرزباني. قال: كان أبو الطيب إبراهيم بن محمد بن شهاب العطار أحد مشايخ
المتكلمين والفقهاء على مذاهب العراقيين، عاشرني في منزلي أربعين سنة أو أكثر منها
معاشرة متصلة غير منقطعة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة،
عن أربع وثمانين - أو خمس وثمانين -.
3219 - إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله، أبو إسحاق
المزكي النيسابوري:
سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس
الماسرجسي، وأحمد بن محمد الأزهري، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ونحوهم من
165

النيسابوريين. وسمع بالري من عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد
الحروري. وسمع ببغداد من أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وطبقته. وسمع
بالحجاز من أبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي المقرئ ونظرائه وسمع
بسرخس من محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأقرانه.
وكان ثقة ثبتا، مكثرا مواصلا للحج. انتخب عليه في بغداد أبو الحسن الدارقطني،
وكتب عنه الناس بانتخابه علما كثيرا. وروى ببغداد مصنفات أبي العباس السراج،
مثل كتاب " التاريخ "، وكتاب " الإخوة والأخوات "، وغيرهما من كتبه. وروى
أيضا " تاريخ البخاري الكبير "، وعدة من كتب مسلم بن الحجاج.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد
الرزاز، وأبو علي بن شاذان، ومكي بن علي الجريري، وأحمد بن عبد الله المحاملي،
وأبو طالب بن غيلان، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وجماعة غيرهم.
وكان عند البرقاني عنه سفط - أو سفطان - ولم يخرج عنه في صحيحه شيئا،
فسألته عن ذلك فقال: حديثه كثير الغرائب وفي نفسي منه شيء، فلذلك لم أرو عنه
في الصحيح. فلما حصلت بنيسابور في رحلتي إليها سألت أهلها عن حال أبي
إسحاق المزكى فأثنوا عليه أحسن الثناء، وذكروه أجمل الذكر، ثم لما رجعت إلى
بغداد ذكرت ذلك للبرقاني فقال: قد أخرجت في الصحيح أحاديث كثيرة بنزول،
وأعلم أنها عندي تعلو عن أبي إسحاق المزكى إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر
السن، وضعف البصر، وتعذر وقوفي على خطى لدقته - أو كما قال.
حدثني أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز قال: سمعت أبا
إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى يقول: أنفقت على الحديث بدرا من
الدنانير، وقدمت بغداد في سنة ست عشرة لأسمع من ابن صاعد ومعي خمسون ألف
درهم بضاعة، ورجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها! أنفقت ما ذهب منها على
أصحاب الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ عن محمد بن عبد الله الحافظ. قال: كان إبراهيم
ابن محمد بن يحيى المزكى من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين على العلماء
والمستورين. عقد له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلثمائة، وهو أسود الرأس
واللحية، وزكى في تلك السنة، وكنا بعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس
الأصم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو عبد الله الصفار، ومحمد بن صالح، وأقرانهم.
166

وتوفى بسوسنقين ليلة الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلثمائة، وحمل تابوته
فصلينا عليه، ودفن في داره، وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة.
قلت: سوسنقين، منزل بين همذان وساوة، وقال محمد بن أبي الفوارس: اتصل
بنا أن أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المزكى توفى بساوة في سنة
اثنتين وستين وثلثمائة. وكان قد صدر من عندنا وحمل إلى نيسابور.
3220 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن خنب، البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن خلف بن محمد الخيام. روى عنه الدارقطني.
3221 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه، أبو القاسم النصراباذي
النيسابوري الصوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، وأحمد بن
محمد بن يحيى بن بلال النيسابوريين، ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام المعروف
بمكحول البيروتي، وغيرهم. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي
- وكان ثقة - وحدثنا عنه أبو حازم العبدوي بنيسابور.
أخبرنا أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد بن
محمويه النصراباذي - قدم علينا حاجا في سنة ست وستين وثلاثمائة - قال: حدثنا
عبد الله بن محمد الشرقي، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الصمد بن عبد
الوارث، حدثني أبي وحفص بن غياث، عن ليث، عن طلحة بن مصرف، عن أبيه،
عن جده. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح مقدم رأسه حتى بلغ موضع القذال
من مقدم عنقه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت أبا
عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت النصراباذي يقول: سجنك نفسك، إذا خرجت
منها وقعت في راحة الأبد.
قال لي القشيري: أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصراباذي شيخ خراسان في وقته
- يعنى في التصوف - صحب الشبلي، وأبا علي الروذباري، والمرتعش. وجاور بمكة
167

سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات بها سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان عالما
بالحديث، كثير الرواية.
3222 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بكير:
حدث عن محمد بن محمد الباغندي، حدثنا عنه محمد بن علي بن مخلد
الوراق.
أخبرنا ابن مخلد، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بكير، حدثنا
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا مالك بن أنس،
عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
3223 - إبراهيم بن محمد بن جعفر، أبو القاسم، يعرف بابن الساجي:
كان يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وحدث عن إسماعيل بن محمد الصفار،
وعلي بن محمد المصري، وأبي عمرو بن السماك. حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي وأثنى عليه خيرا، وذكر لي أنه مات في جمادى الأولى من سنة تسع وسبعين
وثلاثمائة. قال: ودفن بباب الأزج.
3224 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق التاجر
المروزي، ويعرف بالزجاجي:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أحمد بن محمد بن العباس السوسقاني وعلي
ابن محمد الحبيبي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن حاتم، ومحمد بن عبد الله
ابن موسى صاحبي أبى الموجه الفزاري، وعن خلف بن محمد الخيام البخاري. حدثنا
عنه أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران.
أخبرني أبو بكر بن بشران، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم
الزجاجي التاجر المروزي - قدم علينا حاجا - وسمعنا [منه] بعد رجوعه من
الحج في صفر من سنة ثمانين وثلاثمائة في جامع المنصور بانتخاب الدارقطني قال:
168

حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن العباس الخطيب السوسقاني المروزي، حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن هلال، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد،
عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما يخشى أحدكم أن
يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار ".
3225 - إبراهيم بن محمد بن الفتح، أبو إسحاق المصيصي، ويعرف بالجلي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن سفيان الصفار المصيصي، ومحمد بن
إبراهيم بن البطال، حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن
الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن
التنوخي، وأبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي عثمان قال: قرأت على إبراهيم بن
محمد بن الفتح المعروف بابن الجلي المصيصي قلت: حدثكم أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن البطال الصعدي ثم المصيصي، حدثنا محمد بن قدامة، حدثنا جرير عن
منصور، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة قال: قال خليلي وصفيي صاحب هذه
الحجرة صلى الله عليه وسلم: " ما نزعت الرحمة إلا من شقي ".
سألت أبا بكر البرقاني عن الجلي. فقال: ليس به بأس.
وسألته عنه مرة أخرى. فقال: صدوق.
حدثني علي بن المحسن التنوخي قال: أبو إسحاق الجلي شيخ ثقة ولد بالمصيصة
وطرأ إلى بغداد بعد أخذ المصيصة ونزل العطارين بالجانب الغربي من بغداد وتوفى سنة
خمس وثمانين وثلثمائة.
أخبرنا الأزهري. قال: توفي أبو إسحاق الجلي المصيصي ببغداد يوم الثلاثاء الثالث
عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزية وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي قال: أبو إسحاق الجلي المصيصي شيخ ثقة، مأمون صالح، يحفظ
حديثه، قدم علينا من الثغر وتوفى يوم الثلاثاء الثالث عشر من ذي الحجة سنة خمس
وثمانين وثلثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
169

3226 - إبراهيم بن محمد، أبو زرعة الفقيه الإسترآباذي:
قدم بغداد وحدث بها عن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني،
حدثنا عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري.
أخبرني الصيمري، حدثنا أبو زرعة إبراهيم بن محمد الإسترآباذي الفقيه ببغداد،
حدثنا أبو الحسن نعيم بن عبد الملك بن محمد، حدثنا أبو محمد بكر بن سهل
الدمياطي بمكة.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي - بنيسابور - حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد
القرشي الدمياطي، حدثنا عمرو بن هاشم، أخبرنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام
ابن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول
الله! المرأة ربما تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت، فتدخل الجنة، فيدخلون
معها، من يكون زوجها؟ قال: " يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول: يا
رب إن هذا كان أحسنهم خلقا في الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة: ذهب الخلق الحسن
بخير الدنيا والآخرة ". واللفظ لحديث الصيمري.
3227 - إبراهيم بن محمد بن عبيد، أبو مسعود الدمشقي الحافظ:
سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد، والكوفة، والبصرة، وواسط، والأهواز،
وأصبهان، وبلاد خراسان. فسمع ببغداد من أصحاب أبي شعيب الحراني، ومحمد
ابن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي، وجعفر الفريابي. وبالكوفة من
أصحاب أبي جعفر المطين، وأبي حصين الوادعي. وبالبصرة من أصحاب أبي خليفة
الجمحي وبواسط من أبي محمد بن السقا. وبالأهواز من أحمد بن عبدان الشيرازي
وأقرانه وبأصبهان من أبي بكر بن المقرئ ونحوه. وبخراسان من أصحاب الحسن بن
سفيان وأبي بكر بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وأمثالهم. ثم استوطن
بغداد بأخرة، وكان له عناية بصحيحي البخاري ومسلم، وعمل تعليقة أطراف
170

الكتابين، ولم يرو من الحديث إلا شيئا يسيرا على سبيل التذكرة، حدثنا عنه أبو
القاسم الطبري وكان صدوقا، دينا ورعا فهما.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبيد
الحافظ - أبو مسعود - حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الواسطي - بها -
حدثنا أبو العباس الوليد بن بنان بن مسلمة المقرئ الواسطي.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا عبد الله بن محمد بن
عثمان الحافظ بواسط، حدثنا الوليد بن بنان الواسطي، حدثنا الضرير بن سلمة،
حدثنا عبد الله بن عمر - وقال أبو العلاء بن عمرو - ثم اتفقا - الفهري عن عبد الله
ابن عمر، عن أخيه يحيى بن عمر قال: حدثني أخي عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن
ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى وادى محسر حرك راحلته وقال: " عليكم بحصى
الحذف ".
حدثني أحمد بن محمد العتيقي. قال: مات أبو مسعود الدمشقي في سنة إحدى
وأربعمائة.
قلت: وببغداد توفى وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني وكان وصيه، ودفن في
مقبرة جامع المنصور قريبا من السكك.
3228 - إبراهيم بن محمد بن كردزاذ، أبو إسحاق المؤدب القاضي:
سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وعلي بن محمد بن لؤلؤ. كتبت عنه وكان
صحيح السماع.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن كردزاذ، أخبرنا محمد بن إسماعيل بن العباس
الوراق، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن كثير بن مروان
الفهري، حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ آية الكرسي لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى ".
سمعت منه في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ومات فيها أو في خمس وعشرين.
171

3229 - إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر
ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو طاهر
العلوي:
كان ينزل في درب جميل وحدث عن أبي المفضل الشيباني. كتبت عنه وكان
سماعه صحيحا.
أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر العلوي، أخبرنا أبو المفضل محمد بن
عبد الله الشيباني، أخبرنا أبو حامد محمد بن هارون بن حميد الحضرمي، حدثنا
محمد بن صالح بن النطاح أبو عبد الله البصري، حدثنا المنذر بن زياد الطائي، حدثنا
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من أجري الله على يديه فرجا لمسلم فرج الله عنه كرب الدنيا
والآخرة ".
سمعت أبا طاهر العلوي يقول: ولدت ببابل في سنة تسع وستين وثلثمائة.
ومات ببغداد في ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر سنة ست
وأربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك في طريق الحجاز، راجعا إلى الشام من مكة.
3230 - إبراهيم بن المختار، أبو إسماعيل التميمي الرازي:
حدث عن محمد بن إسحاق بن يسار، وابن جريج، ومالك بن أنس. روى عنه
محمد بن حميد الرازي. وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أحمد بن سعيد السوسي، حدثنا عباس بن محمد.
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن عمر الحافظ، حدثنا ابن مخلد، حدثنا عباس
قال: سمعت يحيى يقول: إبراهيم بن المختار رازي، قد رأيته ببغداد يقال له: ابن
حبويه.
172

قرأنا على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سألت يحيى بن معين،
عن إبراهيم بن المختار الرازي فقال: قد رأيته ببغداد دهرا من الدهر. قلت: كتبت عنه
شيئا؟ قال: لا. قلت: فكيف حديثه؟ فقال: ليس بذاك.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: وسألته - يعني
أبا غسان زنيجا - عن إبراهيم بن المختار. فقال: تركته، ولم يرضه.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال:
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
يقول: إبراهيم بن المختار ليس به بأس، يقال له ابن حبويه.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال أبو أحمد بن
فارس حدثنا البخاري. قال: إبراهيم بن المختار أبو إسماعيل التميمي من أهل
خوار موضع بالري يقال: بين موته وبين موت ابن المبارك سنة.
3231 - إبراهيم بن ماهان بن بهمن، أبو إسحاق المعروف بالموصلي:
وهو من أرجان ينتسب إلى ولاء الحنظليين وأصله من الفرس، وإنما سمى الموصلي
لأنه صحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء فاشتد عليه أخواله في ذلك فخرج من
الكوفة إلى الموصل ثم عاد إلى الكوفة، فقال له أخواله: مرحبا بالصبى الموصلي، فبقى
ذلك عليه. وكان ماهان أبوه خرج من أرجان بأم إبراهيم وهي حامل، فقدم الكوفة
فولد إبراهيم بها في بنى عبد الله بن دارم سنة خمس وعشرين ومائة، ونظر في الأدب
وقال الشعر، وطلب عربي الغناء وعجميه، وسافر فيه إلى البلاد حتى برع في العلم
به، واتصل بالخلفاء والملوك، ولم يزل ببغداد إلى حين وفاته.
حدثني علي بن المحسن. قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي
الفهم التنوخي، حدثنا الحرمي بن أبي العلاء، حدثنا أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي
قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: نحن قوم من أهل أرجان،
173

سقط أبي إلى الموصل في طلب الرزق فما أقام بها إلا أربعة أشهر، ثم قدم بغداد فقال
الناس: الموصلي، لقدومه منها، ولم يكن من أهلها. قال: وأبى إبراهيم بن ماهان.
قال: وهو عندنا ابن ميمون. قال: وكانت في أيدينا ضياع لبعض الحنظليين فتوليناهم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري،
حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني إسحاق - يعنى ابن
إبراهيم الموصلي - عن أبيه إبراهيم. قال: جاءني غلامي فقال بالباب رجل حائك
يطلب عليك الأذن؟ فقلت: ويلك مالي ولحائك! قال: لا أدري غير أنه قد حلف
بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته! فقلت: أئذن له. فدخل فقلت: ما
حاجتك؟ قال: جعلني الله فداك أنا رجل حائك، وكان عندي بالأمس جماعة من
أصحابي وإنا نتذاكر بالغناء والمقدمين فيه، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم
وسيدهم في هذه الصناعة، فحلفت بالطلاق - طلاق ابنة عمى وأعز الخلق علي - ثقة
مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني فإن رأيت جعلني الله فداك تمن على
عبدك بذلك فعلت. قال فقلت له: أين منزلك؟ قال: في دور الصحابة قال: قلت:
فصف للغلام موضعه وانصرف فإني رائح إليك. فوصف للغلام موضعه فلما صليت
الظهر وكنت أمرت الغلام أن يحمل معه قنينة وقدحا ومصلى وخريطة العود،
ومضيت حتى صرت إلى منزله، فلما دخلت قام إلي الحاكة فأكبوا علي فقبلوا أطرافي
وعرضوا علي الطعام. فقلت: قد تقدمت في الأكل، فشربت من نبيذي ثم تناولت
العود فقلت: اقترح. فقال لي الحائك غنني بحياتي:
يقولون لي لو كان بالرمل لم يمت * نسيبة والطراق يكذب قيلها
فغنيت فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم قلت: اقترح فقال: غنني بحياتي:
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي * وردا على عيني فضل ردائيا
فغنيت. فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم شربت وقلت: اقترح فقال:
غنني بحياتي:
أحقا عباد الله أن لست واردا * ولا صادرا إلا علي رقيب
فقلت: بابن اللخناء أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة، فغنيته ثم قلت: والله إنك
إن عدت ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك، ثم انصرفت وجاء رسول أمير
المؤمنين الرشيد يطلبني، فمضيت من فوري ذلك فدخلت على الرشيد. فقال: أين
174

كنت يا إبراهيم؟ فقلت: ولي الأمان يا سيدي؟ قال: ولك الأمان. فأخبرته فضحك
وقال: هذا أنبل حائك على ظهر الأرض، وقال: والله لقد كرمت في أمره، وأحسنت
في إجابته، وبعث على المكان إلى الحائك فاستنطقه وساءله فاستطابه واستظرفه، وأمر
له بثلاثين ألف درهم.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني، قال: حدثنا
محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد الله التميمي، حدثني أحمد بن إبراهيم بن
إسماعيل، عن أبيه. قال: كان الرشيد قد أمر بحبس إبراهيم الموصلي لشيء جرى بينه
وبين ابن جامع في مجلسه، فتاب إبراهيم من الغناء، فأمر الرشيد بحبسه حتى يغنى،
فكتب أبو العتاهية إلى سالم الخاسر:
سلم يا سلم ليس دونك سر * حبس الموصلي فالعيش مر
ما استطاب اللذات قد سكن المطبق * رأس اللذات في الأرض حر
حبس اللهو والسرور فما في الأرض * شيء يلهى به ويسر
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله البيع، أخبرنا إبراهيم بن
مخلد، حدثنا علي بن الحسين الأصبهاني، أخبرني إسماعيل بن يونس، حدثنا عمر
ابن شبة. قال: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومائة.
حدثنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: مات إبراهيم
الموصلي المغني والد إسحاق فيما ذكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد، وقيل إن
القول الأول أصح، والله أعلم.
3232 - إبراهيم بن مهدي، المعروف بالمصيصي:
وهو بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها وحدث عن إبراهيم بن سعد، وحماد بن
زيد، وصالح بن عمر، وعلي بن مسهر، وأبي حفص الأبار، ومعتمر بن سليمان، وأبي
المليح الرقي. روى عنه أحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، وزهير بن محمد بن قمير،
والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، وأبو داود السجستاني، وعبد
الله بن أحمد الدورقي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وغيرهم.
175

ذكره ابن أبي حاتم الرازي فقال: بغدادي الأصل سكن المصيصة. وقال أيضا:
سمعت أبي يقول: حدثنا إبراهيم بن مهدي - وكان ثقة -.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن
يحيى بن عباس القطان، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا إبراهيم بن
مهدي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن معاذ المكي. قال: قال سعد: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاتان لا صلاة بعدهما، العصر حتى تغرب الشمس، والفجر
حتى تطلع الشمس ".
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور. قال: وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهدي الطرسوسي فقال: كان
رجلا مسلما. فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن مهدي المصيصي
مات سنة خمس وعشرين ومائتين. قال ابن قانع: قدم بغداد.
3233 - إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن بن سعيد بن جعفر، أبو إسحاق
الأبلى:
قدم بغداد، وحدث بها عن شيبان بن فروخ، وبشر بن معاذ العقدي، وهلال بن
يحيى الرازي، ومحمد بن جامع العطار، وأبي الفضل الرياشي، ومحمد بن عقبة
السدوسي. روى عنه أبو مزاحم الخاقاني، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، ومحمد
ابن مخلد، وأبو عبد الله الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو سهل بن زياد،
وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا
إبراهيم بن مهدي الأبلي، حدثنا شيبان، حدثنا عثمان بن مقسم - أبو سلمة البيكندي
176

ويزيد بن عياض، عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة
فليغتسل ".
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا نصر بن علي الجهضمي، عن الأصمعي. قال: مررت
باعرابية تمدح مغزلها وهي تقول:
رأيتك بعد الله تجبر فاقتي * إذا ما جفاني الأقربون تعود
دراهم بيض لا تزال ترى لنا * وثوب إذا ما شئت منك جديد
فلو كنت عبدا يستغل حسدنني * وأنت على كسب العبيد تزيد
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الغزال، أخبرنا محمد بن جعفر
الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قال: إبراهيم بن
مهدي الأبلي، يضع الحديث، مشهور بذاك، لا ينبغي أن يخرج عنه حديث ولا
ذكر.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع: إن إبراهيم بن مهدي الأبلى مات في سنة ثمانين ومائتين.
3234 - إبراهيم بن مصعب الرازي:
روى عن سلمة بن الفضل كتاب " المغازي " لمحمد بن إسحاق. وذكره
عبد الرحمن بن أبي حاتم. فقال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: ببغداد رجل من أهل الري يقال له إبراهيم بن مصعب يحدث بكتاب
سلمة عن محمد بن إسحاق، وهو صدوق، أرى أن تكتبوها عنه.
3235 - إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن
خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، أبو إسحاق الأسدي الحزامي:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمع مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبد الله
177

ابن وهب، ويعقوب بن جعفر بن أبي كثير، ومعن بن عيسى، وأنس بن عياض،
ومحمد بن مليح. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ويعقوب بن سفيان
الفسوي، وأحمد بن يوسف التغلبي، وزياد بن أيوب، وأحمد بن أبي خيثمة،
وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وأبو العباس ثعلب
النحوي، وأحمد بن زنجويه المخرمي، وغيرهم. وكان ثقة. ورد بغداد وحدث بها.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد
الآدمي القارئ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،
حدثنا معن بن عيسى، حدثنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عثمان
التيمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجع من الطريق ماشيا، فسلك السوق حتى أتى موضع
البركة فوقف.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري - من شيراز -
يذكر أن عبدان بن أحمد الهمذاني حدثهم قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول:
إبراهيم بن المنذر، وإبراهيم بن حمزة، إبراهيم بن المنذر أعرف بالحديث إلا أنه خلط
في القرآن، جاء إلى أحمد بن حنبل فاستأذن عليه فلم يأذن له، وجلس حتى خرج
فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - يعنى
أحمد بن حنبل - يقول: أي شيء يبلغني عن الحزامي، لقد جاء بعد قدومه من
العسكر، فلما رأيته أخذتني الحمية، فقلت: ما جاء بك إلي؟ قالها أبو عبد الله
بانتهار. قال: فخرج فلقي أبا يوسف - يعنى عمه - فجعل يعتذر.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك
الآدمي، حدثنا أبو بكر محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
قال: إبراهيم بن المنذر الحزامي بلغني أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه ويذمه، وقصد
إليه ببغداد ليسلم عليه فلم يأذن له، وكان قدم إلى ابن أبي دؤاد قاصدا من المدينة،
عنده مناكير.
178

قلت: أما المناكير فقل ما يوجد في حديثه إلا أن يكون عن المجهولين ومن ليس
بمشهور عند المحدثين، ومع هذا فإن يحيى بن معين وغيره من الحفاظ كانوا يرضونه
ويوثقونه.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور. قال: وسألت يحيى بن معين عن الحزامي فقال: ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: ورأيت يحيى
ابن معين كتب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحاديث ابن وهب، ظننتها المغازي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد المروزي قال: سألت صالحا جزرة عن إبراهيم بن المنذر فقال: صدوق.
حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد
الرحمن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر ليس به بأس.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله
ابن سليمان الحضرمي. قالا: سنة ست وثلاثين ومائتين، فيها مات إبراهيم بن المنذر.
قال الحضرمي: وكان يخضب. وقال يعقوب: في المحرم، صدر من الحج فمات
بالمدينة.
3236 - إبراهيم بن منصور بن موسى، السامري: أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن جعفر القطيعي - إملاء - حدثنا
بشر بن موسى، حدثنا إبراهيم بن منصور بن موسى السامري، حدثنا علي بن سعيد
179

الباهلي، حدثنا حماد بن أبي سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبد الله بن
عباس. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر ".
3237 - إبراهيم بن مهران بن رستم، أبو إسحاق المروزي:
وهو: ابن أخت رواد بن الجراح العسقلاني.
قدم بغداد وحدث بها عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة المصريين، وشريك
ابن عبد الله الكوفي. روى عنه عمر بن حفص السدوسي، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا
موسى بن هارون، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم
ابن مهران - جار الهيثم بن خارجة - أخبرنا الليث بن سعد.
وأخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي - واللفظ له - أخبرنا محمد بن عبد الله
ابن إبراهيم الشافعي، حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، حدثنا إبراهيم بن مهران بن
رستم المروزي، حدثنا الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة في سنة إحدى وسبعين
ومائة بمصر عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر
الجهني. قال: خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة وأكثر
تردده إليه، فقال: يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي ".
فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت سبب وصهر. فقام علي فأمر بابنته من فاطمة
فزينت ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر، فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها وقال:
قولي لأبيك قد رضيت، قد رضيت، قد رضيت. فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال
لها: ما قال لك أمير المؤمنين؟ قالت: دعاني وقبلني فلما قمت أخذ بساقي وقال:
قولي لأبيك قد رضيت. فأنكحها إياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى
كان رجلا ثم مات.
180

أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني إبراهيم بن مهران بن رستم، أخبرنا عبد الله بن لهيعة
الحضرمي - سنة إحدى وسبعين - عن خالد بن أبي عمران أن عتبة بن غزوان السلمي
قال: إن الدنيا قد تولت حذاء، وآذنت بصرم، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء،
وأنتم منتقلون إلى دار غيرها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم. فقد بلغني أن الحجر يرمى به
في جهنم فيهوى فيها سبعين خريفا، وأن ما بين مصراعي الجنة لأربعين عاما، وليأتين
عليه يوم و [هو] كظيظ الزحام، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة قد
قرحت أشداقنا من أكل ورق الشجر حتى وجدت بردة فاقتسمتها بيني وبين سعد،
وما منا اليوم إلا أمير على مصر، وإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت حتى تكون ملكا،
فأعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وستجربون الأمراء بعدي.
3238 - إبراهيم بن مكتوم، أبو إسحاق السلمي:
وراق المصاحف. كان يسكن سر من رأى، وحدث عن أبي داود الطيالسي،
ووهب بن جرير، وعبد الله بن داود الخريبي، وعمرو بن عاصم، وعبد الصمد بن
عبد الوارث، وأبي عامر العقدي وأبي سلمة التبوذكي. روى عنه أحمد بن ملاعب،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن إسماعيل بن حماد، وأبو روق الهزاني،
وغيرهم.
وقال أبو جعفر الطحاوي: إبراهيم بن مكتوم بصرى صار إلى بغداد فحدث هناك.
وهو عند أهل الحديث معروف ثقة.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا أبو روق الهزاني،
حدثنا أبو إسحاق الوراق إبراهيم بن مكتوم السلمي بسر من رأى سنة ثمان وأربعين
ومائتين.
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حريث بن السائب، عن الحسن، عن
حمران، عن عثمان بن عفان. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس لابن آدم فيما
سوى ثلاث حق، بيت يكنه، وطعام يقيم صلبه، وثوب يستره ".
قال الحسن: قلت لحمران: مالك لا تعمل بهذا الحديث؟! قال: الدنيا تقاعد بي.
181

3239 - إبراهيم بن مجشر بن معدان، أبو إسحاق الكاتب:
حدث عن عبد الله بن المبارك، وأبي بكر بن عياش، وسلمة بن صالح، وهشيم بن
بشير، وعبيدة بن حميد، ووكيع بن الجراح، وعبدة بن سليمان، وعباد بن العوام،
وجرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية الضرير، وأسباط بن محمد. روى عنه عبد الله
ابن محمد بن ناجية، وجعفر بن محمد الصندلي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل
الآدمي والقاضي المحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي، حدثنا إبراهيم بن مجشر، حدثنا عبيدة بن حميد، حدثنا عبد العزيز بن رفيع،
عن تميم بن طرفة. قال: أتى رجل عدى بن حاتم وهو بالدو فسأله. فقال له عدى بن
حاتم: ما معي ها هنا شيء، ولكن لي درع ومغفر بالكوفة فأكتب إليهم فيدفعونه
إليك؟ فقال: إنما أريد أن تغنيني بثمن خادم. فقال عدي: - وغضب - ألست من بني
فلان؟ لأكتبن إليهم فيك. ولأعتذرن إليهم فيك، درعي ومغفري أحب إلي من عبد
وعبد وعبد. فلما سمع ذاك الرجل طمع. قال: فقال: ويحسن ويجمل. قال: فقال
عدى: لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من حلف على يمين فرأى ما هو أبقى منها،
فلينظر ما هو أبقى فليأخذ به وليكفر بيمينه " ما فعلت.
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن
عياش القطان، حدثنا إبراهيم بن مجشر، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرهن محلوب ومركوب ". قال:
فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: إن كانوا ليكرهون أن يستمتعوا من الرهن بشيء.
تفرد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعا إبراهيم بن مجشر. ورفعه أيضا أبو
عوانة عن الأعمش. ورواه غيره عن أبي معاوية موقوفا لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رواه سفيان الثوري وهشيم ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد عن
الأعمش موقوفا. وهو المحفوظ من حديثيه.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت الفضل بن سهل يتكلم في إبراهيم بن المجشر ويكذبه.
182

أخبرني علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون
الضبي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: إبراهيم بن مجشر البغدادي
فيه نظر.
أنبأنا أبو سعيد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: إبراهيم بن مجشر
ضعيف يسرق الحديث.
قرأت على البرقاني عن المزكى قال: أخبرنا السراج قال: مات أبو إسحاق إبراهيم
ابن المجشر لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.
3240 - إبراهيم بن المبارك بن عبد الله، أبو إسحاق:
صاحب النرسي. حدث عن أبي بكر بن عياش. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق، حدثنا محمد
ابن مخلد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن المبارك بن عبد الله صاحب النرسي سنة اثنتين
وستين ومائتين، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق السبيعي. قال: جاء أهل
نجران إلى علي فقالوا: يا أمير المؤمنين شفاعتك بلسانك، وكتابك بيدك، أخرجنا عمر
من أرضنا فردنا إليها. فقال: ويلكم إن عمر كان رشيد الأمر فلا أغير شيئا صنعه.
وقال: حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا إبراهيم قال: رأيت هشيما وإنه لمخضوب
خضابا حسنا، ورأيت جرير بن عبد الحميد وكان لا يخضب، ورأيت أبا بكر بن
عياش كأنه بدوي كأنه بعض الحمالين يخضب بحمرة، ورأيت فضيل بن عياض بمكة
ولم أكتب عنه وهو يخضب.
3241 - إبراهيم بن مالك بن بهبوذ، أبو إسحاق البزاز:
سمع أبا أسامة حماد بن أسامة وزيد بن الحباب، وعبيد الله بن موسى، ومحمد
ابن عبيد الطنافسي، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، ويحيى بن زكريا بن أبي
الحواجب، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وأبا داود
الحفري. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وقاسم بن زكريا
المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعمر بن محمد بن شعيب الصابوني، ومحمد
ابن مخلد الدوري، وابن أبي حاتم الرازي.
183

وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع عبد الله بن أحمد بن حنبل. أخبرنا أبو عمر
ابن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن مالك، حدثنا يحيى بن
زكريا، عن إدريس، عن طلحة. قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس في هذه
الآية: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) [الحجرات 87]. قال: هي السبع الطوال.
حدثني الصوري، أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع، أخبرنا محمد بن مخلد،
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مالك - وكان من خيار المسلمين - حدثني الحسين بن
محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن مالك البزاز ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن شاهين، عن أبيه قال: وجدت في كتاب جدي قال:
سمعت أحمد بن محمد بن بكر. قال: مات إبراهيم بن مالك بن بهبوذ سنة أربع
وستين - يعنى ومائتين -.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن مالك مات يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلون من
رجب سنة أربع وستين، وقد بلغ الثمانين.
3242 - إبراهيم بن مسلم، الحذيفي:
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان - حدثنا أبو
الفضل صالح بن أحمد الحافظ. قال: إبراهيم بن مسلم الحذيفي وهو ابن مسلم بن
عثمان بن مسلم بن مسعود بن مسلم بن ربيعة بن حذيفة بن اليمان العبسي، بغدادي
الأصل سكن همذان. روى عنه عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وأبي الوليد
موسى بن إسماعيل، ومحمد بن كثير، وسعيد بن سليمان، وإبراهيم بن المنذر،
وعمرو بن مرزوق، وسعيد بن يعقوب الطالقاني، محله الصدق. حدثنا عنه الحسن بن
علي - يعنى ابن أبي الحسناء - وأحمد بن محمد - يعنى ابن أوس المقرئ - وقال
صالح: سمعت أبا جعفر - هو الصفار - يقول: بلغني عن إبراهيم أنه قال عندي عن
موسى بن إسماعيل سبعين ألفا.
3243 - إبراهيم بن معاوية بن حبلة، أبو إسحاق الباهلي:
حدث عن عمه عبد الرحمن بن حبلة، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن
184

إبراهيم، وأبى الوليد الطيالسي. روى عنه حمزة بن القاسم الهاشمي، وإسماعيل بن
محمد الصفار وكان من أهل البصرة فسكن بغداد.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار -
إملاء - حدثنا إبراهيم بن معاوية، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي
جعفر، عن ثابت، عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ قل هو الله أحد
مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة ".
3244 - إبراهيم بن موسى بن إسحاق، أبو إسحاق الجوزي المعروف
بالتوزي:
سمع بشر بن الوليد القاضي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، ومحمد بن عبد الله
ابن عمار الموصلي، ومجاهد بن موسى، وأبا بكر وعثمان ابني أبى شيبة، وأحمد بن
عيسى المصري، وعبد الله بن عمر الجعفي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وهارون بن
راشد المستملي، وهارون بن عبد الله البزار، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ
وسعيد بن يحيى الأموي، وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي،
وعبد الباقي بن قانع، وأبو علي بن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم بن ماسي، وأبو
حفص الزيات، وأبو الحسن بن لؤلؤ، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن
موسى الجوزي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، حدثنا معافى بن
عمران، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء،
مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم من تراب. ليدعن رجال فخرهم بأقوام
إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان ".
حدثني أبو القاسم الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن موسى
الجوزي صدوق.
185

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن موسى الجوزي
مات في سنة ثلاث وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: إبراهيم بن موسى أبو إسحاق الجوزي ويقال له أيضا التوزي توفي
يوم الأربعاء مساء ودفن من الغد يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة
أربع وثلاثمائة.
3245 - إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن أبان، أبو إسحاق، ويعرف بابن
الرواس:
حدث عن أبي همام الوليد بن شجاع، وسوار بن عبد الله، ومحمد بن سهل بن
عسكر، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المصريين. روى عنه أبو بكر بن
شاذان، وأبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا أبو
إسحاق إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن أبان الرواس شيخ ثقة يخضب بالحمرة.
3246 - إبراهيم بن محمويه الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية " فقال: أخبرنا إسماعيل بن
أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: إبراهيم بن محمويه بغدادي
من قدماء أصحاب رويم.
3247 - إبراهيم بن مسرور، أبو إسحاق الفامي:
حدث عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى
عنه محمد بن عبيد الله قفرجل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن قفرجل، حدثني جدي محمد بن عبيد الله
ابن الفضل، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مسرور الفامي قال: سمعت ابن زنجويه
يقول: سمعت الحميدي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: اعرف الناس ودعهم.
186

3248 - إبراهيم بن ميمون. أحد شيوخ الصوفية:
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: إبراهيم بن
ميمون بغدادي من أصحاب الجنيد، نزل الرملة ومات بها.
3249 - إبراهيم بن المظفر بن عبيد الله بن خفيف، أبو إسحاق السمسار،
ويقال: البندار:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله الزينبي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي،
وأمية بن محمد بن إبراهيم البصري، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، ويحيى
ابن صاعد. حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير النجار. روى عنه أبو طالب عمر بن
إبراهيم الزهري.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن المظفر بن عبيد الله بن خفيف،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد - بالعسكر - حدثنا علي بن نصر، حدثنا وهب
ابن جرير، حدثنا شعبة عن إسماعيل عن الشعبي، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى
على قبر وصلينا معه.
3250 - إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن
مافيا حسنس بن فيروز بن كسرى قباذ، أبو إسحاق، المعروف بالباقر حي:
ذكر لي نسبه ابنه إسحاق. سمع الحسين بن يحيى بن عياش القطان، وحمزة بن
القاسم الهاشمي، وأبا عبد الله الحكيمي، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن جعفر
ابن درستويه النحوي، وأحمد بن كامل القاضي، ومكرم بن أحمد، وأبا طاهر بن أبي
هاشم المقرئ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب، حسن النقل، جيد الضبط، ومن أهل
العلم والمعرفة بالأدب، واستخلفه القاضي أبو بكر بن صبر على الفرض، وشهد عنده
بعد سنة سبعين وثلاثمائة، وشهد أيضا عند أبي عبد الله الضبي، وأبي محمد بن
الأكفاني، وغيرهم. وكان ينتحل في الفقه مذهب محمد بن جرير الطبري ومسكنه
في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي.
وسمعته يقول: ولدت في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
187

ثم حدثني ابنه إسحاق قال: حدثني أبي أن مولده في يوم الاثنين السابع من شعبان
سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عمر الصيرفي قال: كان القاضي أبو الفرج المعافى
ابن زكريا يقول: اعبروا بأبي إسحاق الباقرحي فإنه نبكة علم.
حدثني أبو إسحاق علي بن المحسن قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد
ابن جعفر لنفسه: إلى القاضي أبي محمد الأسدي يستعتبه في قصة جرت له معه:
ما لي جفيت وعندي عادة لكم * موفورة من حباء الجاه والمال
أعوذ بالله من حال تغيركم * أبوء منها بمعنى اللام والذال
قد أكثر الناس من عرب ومن عجم * على وليكم في القيل والقال
هذا يقول عصى أمرا لسيده * أعوذ بالله من زيف وإضلال
وذا يقول لجرم منه قابله * فقد أطالوا لعمر الله بلبالي
والله يشهد لي أنى أطيعكم * - ديانة - ولو أن الدهر مغتالي
وما أسر بأن الأرض تجمع لي * وأنت منحرف عني ولا قالي
إن كان ذنب فعفو منك يغفره * وذاك أسبق في ظني وآمالي
فانظر لعبدك لا تشمت أعاديه * بتركه بين إغفال وإهمال
انظر إليه بعين منك تلبسه * إقبال جدك منه ثوب إقبال
واجعل له في ذراك اليوم منزلة * تعليه إن الذي أعليته عال
توفي إبراهيم بن مخلد وقت العصر من يوم الأربعاء السابع عشر من ذي الحجة
سنة عشر وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة الخيزران بقرب قبر أبي حنيفة.
* * *
حرف النون من آباء الإبراهيميين
3251 - إبراهيم بن أبي الليث، أبو إسحاق، واسم أبي الليث: نصر:
ترمذي الأصل، بغدادي الدار، حدث عن فرج بن فضالة، وشريك بن عبد الله،
وعبيد الله الأشجعي، وهشيم. روى عنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله، وعلي بن
المديني وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويزيد بن الهيثم البادا، ومحمد بن الفضل
الوصيفي.
188

وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عنه فقال: كان أحمد بن حنبل يجمل القول
فيه، ويحيى بن معين يحمل عليه.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا يزيد بن الهيثم بن طهمان البادا - سنة ست وسبعين ومائتين - حدثنا
إبراهيم بن نصر، حدثنا فرج بن فضالة عن لقمان قال: سمعت أبا أمامة. قال:
حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " يا
أيها الناس لعلكم لا تروني بعد عامكم هذا " فقال رجل طويل أشعث كأنه من رجال
شنوءة: يا رسول الله فما الذي نفعل؟ قال: " أعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم،
وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم،
تدخلوا جنة ربكم ".
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، حدثنا الأشجعي، عن
سفيان، عن عمرو بن يعلى بن مرة الثقفي، عن أبيه، عن جده قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم
رجل عليه خاتم من ذهب عظيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أتزكي هذا؟ " فقال: يا رسول
الله فما زكاة هذا؟ فلما أدبر الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جمرة عظيمة عليه ".
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد بن خطيب الدينور - بها أخبرنا علي
ابن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود، حدثنا علي بن
المديني، حدثنا إبراهيم بن أبي الليث - صاحب الأشجعي - حدثنا هشيم، حدثنا
منصور بن زاذان، عن الحسن، عن أبي بكرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء من
الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار ".
قال ابن الجارود: كان علي يحدث عن إبراهيم هذا، والبغداديون يحملون عنه،
وما زال علي يحدث عنه إلى أن مات.
قلت: قد حكى عبد الله بن علي بن المديني أن أباه ترك الرواية عنه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن
189

عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال: سمعت أبي
- وسئل عن صاحب الأشجعي إبراهيم بن أبي الليث -؟ فقال: ما زلت أسمع أن كتب
الأشجعي عنده وهو إذ ذاك بخراسان، وكنت أسأل عنه فقيل لي إنه روى أحاديث
هشيم عن يعلى بن عطاء فقال: لعل هشيما دلسها لهم، فقيل له: رواها عن هشيم
غيره؟ قال: لا. قلت له: تحدث عن صاحب الأشجعي. قال: لا.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور. قال: وسئل يحيى بن معين عن ابن أبي الليث فقال: ثقة ولكنه أحمق.
قلت: هذا القول من يحيى في توثيقه كان قديما، ثم أساء القول فيه بعد وذمه ذما
شديدا.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث -
وذكر إبراهيم بن أبي الليث - فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: أفسد نفسه في
خمسة أحاديث عنده لو كنت بالجبل لكان ينبغي أن يرحل فيها. قال أبو داود:
صدق. قال أبو داود: حدث عن هشيم حديثا عن يعلى بن عطاء فزعموا أن أبا مالك
حدث به، وحدث عن شريك عن سالم عن سعيد في مقام كريم، وحديث تفترق
هذه الأمة على بضع وسبعين ملة، قوم يقيسون الأمور برأيهم، وحديث إبراهيم بن
سعد في الرؤية، سدرة المنتهى، وحديث هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الحياء من الإيمان ". وحديث سعدويه.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الحافظ، حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد الصيرفي قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن
أحمد بن إبراهيم الدورقي يقول: كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبي الليث سنة
ست عشرة ومائتين أنا وأبي أحمد ويحيى بن معين ومحمد بن نوح وأحمد بن حنبل
في غير مجلس نسمع منه تفسير الأشجعي، فكان يقرؤه علينا من صحيفة كبيرة، فأول
من فطن له - أي أنه كذاب - أبي فقال له: يا أبا إسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل
الأشجعي؟ قال: نعم، كانت له نسختان فوهب لي نسخة، فسكت أبي، فلما خرجنا
190

من عنده قال لي: أي بنى ذهب عناؤنا إلى هذا الشيخ باطلا، الأشجعي كان رجلا
فقيرا وكان يوصل، وقد رأيناه وسمعنا منه، من أين كان يمكنه أن يكون له نسختان؟
فلا تقل شيئا واسكت. فلم يزل أمره مستورا حتى حدث بحديث أبي الزبير عن جابر
في الرؤية، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه، فأنكر عليه ذلك يحيى بن معين
لكثرة حديثه ما ادعى وتوقى أن يقول فيه شيئا. وحدث بحديث عوف بن مالك أن
الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان فقال يحيى: هذا الحديث أنكر على نعيم الفارض
من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم؟! فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى
إبراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة. فقال يحيى: لا يسقط حديث رجل برجل
واحد، فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن
وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض،
وضحك ربنا من قنوط عباده. حدث بها عن هشيم بن بشير، عن يعلى بن عطاء،
فقال يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي الليث كذاب لا حفظه الله! سرق الحديث،
اذهبوا فقولوا له يخرجها من أصل عتيق، فهذه أحاديث حماد بن سلمة لم يشركه
فيها أحد، ولو حدث بها عن هشيم، عن يعلى بن عطاء ليس فيها خير. قلنا: لعل
هشيما أن يكون دلسها كما يدلس؟ فقال: هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء علمنا أنه
كذاب وكان يحيى إذا ذكره قال: أبو عراجة. وكان يجمع. قال أحمد بن الدورقي:
والذي أظن في أمر كتب الأشجعي أن إبراهيم بن أبي الليث خرج إلى مكة مع ولد
أحمد بن نصر فمر بالكوفة، ومضى إلى عيال أبي عبيدة بن الأشجعي بعد موته،
فاشترى كتب الأشجعي وقعد يحدث بها.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: صاحب الأشجعي كذاب خبيث، يسرق حديث الناس. جرير بن عثمان كتبه
له أبو الدرداء، وأما ما روى عن المحاربي عن عاصم فإنه يكذب.
قال لي يحيى بن آدم: إن حديث عاصم عن أبي عثمان عن جرير ما رواه أحد إلا
عمار بن سيف.
قلت: يعنى حديث جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل ".
191

وقد ذكرناه في صدر هذا الكتاب وبينا وجوهه وعلله.
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات. قال: حدثنا الحسن بن يوسف الصيرفي،
أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرنا أبو بكر المروذي. قال: قلت لأبي عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل -: إني سألت يحيى عن صاحب الأشجعي فقال: لا أعرفه، فعجب.
وقال: كان يختلف معنا إليه ما أعجب ذا! ثم قال: كان جليس ليحيى هو الذي
أغرى بينه وبين يحيى حتى تكلم فيه. قلت: إنهم يقولون إنك قد توقفت في أمره؟
قال: أما منذ بلغني أن شعبة حدث بحديث وكيع بن حدس فقد سكن ما بقلبي، وقد
روى معاذ منه شيئا، ورواه ابن أبي عدى عن شعبة، وقد يكون هشيم دلسه. وأما
حديث عيسى بن يونس فقد حدث به رجل بخراسان وحدث به آخر بالرملة،
وحدث به غير واحد. ثم قال: أنا رأيت كتاب الأشجعي في بيته، وقد كان سمع
الجامع وكان لا يحدث به، وكان يقرأ علينا كتاب الأشجعي فيقول: هذا سمعته وهذا
لم أسمعه في كتاب الصلاة. فرجل يدع حديثا كثيرا يقول لم يسمعه، يدعى حديثين!
إيش هذا من الكلام.؟
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم. قال: وسمعت أبا عبد الله ذكر
الحديث الذي رواه إبراهيم بن أبي الليث، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع
ابن حدس، عن أبي رزين. قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا. وتلك الأحاديث معه؟
فقال: بلغني أنه في كتب عبد الله بن موسى. وقال: انظر في كتب عبد الله بن موسى
لعلك أن تجده. فأتيت منزل عبد الله بن موسى فأخرجت إلى كتبه عن هشيم فنظرت
فيها، ثم أتيت أبا عبد الله فقلت له: نظرت في كتب عبد الله بن موسى صاحب
هشيم فلم أجد الحديث، ونظرت في أحاديث يعلى بن عطاء فلم أجده، وذاك أني
وجدت أحاديث يعلى في موضع واحد فلم يكن فيها.
قرأت على أبي بكر البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سمعت يحيى بن معين وذكر إبراهيم بن أبي الليث، فذكر عنه شيئا لم
أحفظه. فقيل له: يا أبا زكريا إن أحمد بن حنبل يختلف إليه ويكتب عنه! فقال: لو
اختلف إليه ثمانون كلهم مثل منصور بن المعتمر ما كان إلا كذابا.
192

أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي. قال: إبراهيم بن أبي الليث كان أصحابنا كتبوا عنه
ثم تركوه، وكانت عنده كتب الأشجعي، وكان معروفا بها ولم يقتصر على الذي
عنده حتى تخطى إلى أحاديث موضوعة.
وقال جدي: حدثني أحمد بن العباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي
الليث يكذب في الحديث، ولو حدث بما سمع كان خيرا له.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن
أحمد الواسطي. قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وإبراهيم بن نصر صاحب
الأشجعي متروك الحديث كان يكذب.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي، حدثنا أبو الفضل يعقوب بن
إسحاق بن محمود الهروي الفقيه، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال:
إبراهيم بن أبي الليث كان يكذب عشرين سنة، وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد
وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه.
وأخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الآدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: إبراهيم بن نصر وهو ابن أبي الليث
صاحب الأشجعي متروك الأحاديث، عمد إلى أحاديث حماد بن سلمة عن يعلى بن
عطاء في الرؤية فحدث بها عن هشيم.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد بن عبد
الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين، فيها مات إبراهيم بن أبي
الليث صاحب الأشجعي.
قلت: وببغداد مات.
3252 - إبراهيم بن نصر بن محمد بن نصر بن زيد بن عبد الله، أبو إسحاق
الكندي:
سمع عفان بن مسلم، ومعاوية بن عمرو، وقبيصة بن عقبة، والحسن بن قتيبة،
وعبد المنعم بن إدريس، والخليل بن زكريا. روى عنه ابنه إسحاق، ومحمد بن
193

مخلد العطار، وعبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، وأبو الحسين بن المنادي وقال:
وكان من عباد الله الصالحين.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا ابن مخلد، حدثنا
إبراهيم بن نصر الكندي - من أصل كتابه - قال: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان بن
عمرو بن دينار. قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أسلم
سالمها الله، وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله ورسوله ".
قال علي بن عمر: ورواه إسحاق بن بهلول عن حسين الجعفي، عن ابن عيينة،
عن عمرو بن دينار، عن جابر، ولم يتابع عليه، والصحيح عن الثوري، عن عبد الله
ابن دينار. وكذلك رواه مالك وإسماعيل بن جعفر.
أخبرني علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون
الضبي عن أبي العباس بن سعيد. قال: إبراهيم بن نصر الكندي البغدادي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: سنة سبع وستين فيها مات إبراهيم بن نصر بسويقة نصر.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن نصر مات في سنة
تسع وستين ومائتين، وهكذا ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه.
3253 - إبراهيم بن نصر المنصوري، مولى منصور بن المهدى:
حدث عن إبراهيم بن بشار الخراساني - صاحب إبراهيم بن أدهم - وعن العلاء بن
مسلمة الرواس. روى عنه جعفر الخالدي، ومحمد بن سعيد الحربي المعروف بابن
الضرير، وأبو بكر المفيد الجرجرائي.
3254 - إبراهيم بن النضر بن مروان بن سويد، العطار:
حدث عن عباس بن عبد الله الترقفي. روى عنه ابنه موسى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر
ابن مروان المقرئ العطار، حدثنا أبي إبراهيم بن النضر، حدثنا عباس الترقفي، حدثنا
رواد بن الجراح، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، حدثنا ربعي عن حذيفة. قال: قال
194

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ " قيل: يا رسول الله وما الخفيف
الحاذ؟ قال: " الذي لا أهل له ولا ولد ".
قال موسى: قال أبي: قال العباس: فتكلم الناس في هذا الحديث، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في المنام. فقلت: يا رسول الله حدثنا رواد بن الجراح، حدثنا سفيان، حدثنا منصور،
حدثنا ربعي عن حذيفة عنك أنك قلت: " خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ "؟
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " صدق رواد بن الجراح، وصدق سفيان، وصدق منصور،
وصدق ربعي، وصدق حذيفة، أنا قلت: " خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ ".
3255 - إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسين أبو القاسم
الفقيه، مولى بنى زهرة:
من أهل الكوفة، نزل بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن محمد بن إسحاق البكائي.
روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن المظفر.
أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي، وأبو محمد عبد الله
ابن محمد بن عبد الله الحذاء. قالا: حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو القاسم
إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا معمر بن بكار السعدي، حدثنا
إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. قال: ارتدت امرأة
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها أم مروان، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرض عليها الإسلام،
فإن أسلمت وإلا قتلت.
كتب إلي أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل - من الكوفة - يذكر أن
محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ حدثهم. قال: سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة فيها مات أبو القاسم إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم الزهري مولاهم الفقيه
ببغداد، وجئ به إلى الكوفة فدفن فيها، وكان فقيه الكوفة لا يتقدم عليه، وكان من
أحفظ الناس للسنن، وصنف كتاب " السنن " وإنما عامته من حفظه، وكان صاحب
قرآن وخير، وفضل وصدق.
195

3256 - إبراهيم بن أبي نعيم القفصي:
حدث عن إبراهيم بن نصر المنصوري. روى عنه علي بن عبد الله بن جهضم
الهمذاني.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني -
بمكة - حدثنا إبراهيم بن أبي نعيم القفصي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ. قالا: حدثنا
جعفر الخالدي قال: أخبرنا إبراهيم بن نصر قال: سمعت إبراهيم بن بشار يقول:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الناس أربعة في الورع، فمنهم ورع عن القليل
والكثير ومنهم ورع عن القليل وإذا أشرف على الكثير لم يتورع عنه، ومنهم ورع
عن الكثير ويدنس ورعه بالقليل، ومنهم من لا يتورع عن قليل ولا كثير.
* * *
حرف الواو من آباء الإبراهيميين
3257 - إبراهيم بن الوليد بن أيوب، أبو إسحاق الجشاش:
سمع أبا نعيم، والقعنبي، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر، وعفان، وأبا سلمة
التبوذكي، وعبد الله بن صالح العجلي، وسعيد بن داود الزبيري، وإسماعيل بن أبي
أويس، وأبا نصر التمار، وأحمد بن يونس، ويحيى بن الحماني، وأبا بلال الأشعري،
وشيبان بن فروخ، وعبيد الله بن محمد بن عائشة. روى عنه الحسن بن يحيى بن
عياش القطان، وأبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو بكر بن أبي
حامد صاحب بيت المال، وعبد الله بن عيسى الفامي، وأبو عمرو بن السماك،
وإسماعيل بن محمد الصفار، وكان ثقة.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار -
وكان ثقة - حدثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حدثنا عفان وشيبان بن فروخ الأبلي.
قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت
196

ليلة أسرى بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار. قلت: يا جبريل من هؤلاء؟
قال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب
أفلا يعقلون! ".
حدثني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن
الوليد الجشاش ثقة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدقاق. قال: مات إبراهيم بن
الوليد الجشاش في المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
* * *
حرف الهاء من آباء الإبراهيميين
3258 - إبراهيم بن هدبة، أبو هدبة الفارسي:
كان بالبصرة ثم خرج إلى أصبهان، والري، ووافى بغداد، وحدث بها عن أنس
ابن مالك بالأباطيل. روى عنه عيسى بن سالم الشاشي، وحميد بن الربيع اللخمي،
وسعدان بن نصر الثقفي، ومحمد بن عبيد الله بن المنادى، والخضر بن أبان الكوفي،
وغيرهم. وسمعت أبا نعيم الحافظ يقول: قدم أبو هدبة إبراهيم بن هدبة أصبهان
وحدث بها عن أنس بن مالك، فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد فصدقه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا سعدان بن نصر قال: سمعت أبا هدبة يقول: سمعت أنس بن مالك يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " طوبى لمن رآني، ومن رأى من رآني، ولمن رأى من
رأى من رآني ".
حدثنا أبو طالب بن يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - حدثنا
أبو أحمد بن محمد أحمد بن الغطريف إملاء بجرجان - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا
عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، حدثنا أبو هدبة. قال - وعرفه محمد بن عبد الله
الأنصاري وكان من أهل دست ميسان - قال: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول
197

الله صلى الله عليه وسلم: " من غسل واغتسل، وبكر وابتكر وأتى الجمعة واستمع وأنصت، غفر له
ما بينه وبين الجمعة الأخرى ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم - بالكوفة -
حدثنا أبو القاسم الخضر بن أبان المقرئ، حدثنا إبراهيم بن هدبة، حدثنا أنس بن
مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة خرجت من غير أمر زوجها كانت في
سخط الله حتى ترجع إلى بيتها، أو يرضى عنها ".
وبإسناده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في جهنم بحرا أسود مظلما منتن الريح
يغرق الله فيه كل من أكل رزقه وعبد غيره ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز - إملاء - حدثنا محمد بن عبيد الله المنادى، حدثنا أبو هدبة، عن أنس بن
مالك. أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع جنازة فإذا هو بنسوة خلف الجنازة، قال: فنظر إليهن وهو
يقول: " ارجعن مأزورات غير مأجورات، مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات ".
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرني
محمد بن زكريا الشروطي - بنسف - حدثنا يحيى بن بدر. قال: قال أحمد بن
حنبل: إبراهيم بن هدبة لا شيء، روى أحاديث مناكير.
قال يحيى بن بدر: وقال يحيى بن معين: إبراهيم بن هدبة هو الفارسي أبو هدبة
لا بأس به ثقة.
قلت: المحفوظ عن يحيى وغيره ضد هذا القول.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أحمد بن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
قدم أبو هدبة فاجتمع عليه الخلق فقالوا له: اخرج رجلك! فقالوا ليحيى: لم قالوا له
اخرج رجلك؟ قال: كانوا يخافون أن تكون رجله رجل حمار، يكون شيطانا، أو
قال: فيكون شيطانا!
198

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن
أبي هدبة - قال: قدم علينا هاهنا فكتبنا عنه عن أنس بن مالك، ثم تبين لنا كذبه،
كذاب خبيث.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: حدثنا
إسماعيل بن محمد الأديب، حدثنا الحسن بن الفضل بن السمح، حدثنا محمد بن
عيسى - يعنى ابن الطباع - حدثنا عمر بن هارون قال: قلت لأبي هدبة: ذهبت إلى
الري فحدثت الناس عن أنس بن مالك. فقال: دعنا منك نريد الخبز.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أخبرنا
الحسين بن محمد بن عفير، حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت محمد بن بلال
راوية عمران القطان. قال: أبو هدبة عدو الله، وكان عندنا هاهنا يحفل الغنم فيبيعها.
قال: وكان ينكر أن يحدث عن أنس.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله
المديني قال: سمعت أبي يقول: كان أبو هدبة يقول: حدثني أنس بن مالك. قيل
لأبي: كان يصدق؟ قال: من أين! وضعفه جدا.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار قال: سألت مجاهد بن موسى عن أبي هدبة. قال: قال علي بن ثابت: هو
أكذب من حماري هذا. وقال هشيم: قد طلبنا أصحاب أنس منذ عشرين سنة فلم
نقدر عليهم.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت عبد الملك بن
محمد - يعنى أبا نعيم الجرجاني - يقول: أخبرني محمد بن عبيد الله المنادى. قال:
كان أبو هدبة هاهنا ببغداد يسأل الناس عن الطريق.
قال عبد الملك: وبلغني أنه كان رقاصا بالبصرة يدعى إلى العرائس فيرقص لهم.
أخبرني الأزهري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عمر بن الحسن قال:
أخبرني محمد بن إسماعيل بن عطية البصري، حدثنا نصر بن علي، حدثنا بشر بن
عمر. قال: كان في جوارنا هاهنا عرس، فدعى إليه أبو هدبة - صاحب أنس - فأكل
وشرب وسكر فجعل يغني ويقول:
199

أخذ النمل ثيابي * فترقصت لهنه
أخذ النمل ثيابي * فترقصت لهنه
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي. قال: إبراهيم بن هدبة أبو هدبة متروك
الحديث.
3259 - إبراهيم بن هاشم بن مشكان:
سمع هشيم بن بشير، ومحمد بن عمر الواقدي، وجرير بن عبد الحميد، ويزيد بن
هارون، وبشر بن الحارث. روى عن يعقوب بن شيبة، وأحمد بن بشر المرثدي،
ومحمد بن يوسف الصابوني الحافظ.
أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق - خازن دار الكتب - أخبرنا محمد
ابن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن بشر المرثدي، حدثنا هاشم عن بشر بن
الحارث عن أبي الوليد قال: سمعت شعبة يقول: وجدت قلبي في الشعر أسلم منه في
الحديث.
أخبرني إبراهيم بن مخلد - فيما أذن أن أرويه عنه - حدثنا أحمد بن كامل
القاضي. قال: قال لي محمد بن موسى - وهو البربري -: الذين اجتمعت عندهم
كتب الواقدي أربعة أنفس، محمد بن سعد الكاتب، وأبو حسان الزيادي، وإبراهيم
ابن سعيد الجوهري، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
دبيس المعدل، أخبرنا علي بن أبي الربيع - وسألته عن هذا -. قال: سمعت بشر بن
الحارث يقول: أريد أن أطلب طرد أو أقصى أو أجفو إبراهيم بن هاشم منذ كذا.
وكذا فقلت له: أبا أبا نصر إنه والله من أمثل من يأتيك، قال: ثم تداركها، فقلت:
أقدمت على بشر في شيء رآه؟! قلت: إني والله يا أبا نصر ما أخبره. قال: فسكت،
قال أبو الفضل - يعني دبيسا - فخرج منه وأقفي مثل الحمار.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن هاشم بن مشكان
صاحب بشر بن الحارث مات في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
200

3260 - إبراهيم بن هاشم بن الحسين بن هاشم، أبو إسحاق البيع، المعروف
بالبغوي:
سمع أمية بن بسطام، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأبا الربيع الزهراني، وعلي
ابن الجعد، ومحرز بن عون، ومحمد بن بكار، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن سعيد
الدارمي. روى عنه أحمد بن سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وجعفر الخالدي
وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن هاشم، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حاتم بن ميمون عن
ثابت عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب
الله له ألفا وخمسمائة حسنة، إلا أن يكون عليه دين ".
أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن هاشم البغوي ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: مات أبو
إسحاق إبراهيم بن هاشم البغوي، يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين
ومائتين.
قلت: وكان مولده سنة سبع ومائتين.
3261 - إبراهيم بن هاني، أبو إسحاق النيسابوري:
كان أحد الأبدال، ورحل في العلم إلى العراق، والشام ومصر، ومكة، ثم
استوطن بغداد، وحدث بها عن عبيد الله بن موسى العبسي، ويعلى ومحمد ابني
عبيد، وقبيصة بن عقبة، وخلاد بن يحيى، وأبي عبد الرحمن المقبري، وأبي المغيرة
عبد القدوس بن الحجاج، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري، وإبراهيم بن عبد
الله بن العلا بن زبر، وأيوب بن خالد الحراني، وعلي بن عياش، وأبي اليمان،
وأمثالهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد
الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن محمد بن صاعد،
وأحمد بن محمد بن هارون الخلال وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري،
201

والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن محمد
الصفار، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن هاني، حدثنا عبيد الله
- يعنى ابن موسى - حدثنا شيبان عن يحيى أن نافعا أخبره عن حفصة أم المؤمنين: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.
رواه جماعة عن يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رواه عمر بن محمد بن زيد، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وموسى
ابن عقبة. وغيرهم عن نافع.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إبراهيم بن
هاني، حدثنا محمد بن عبد الوهاب أبو شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي
بكر بن حفص، عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليشربن ناس من أمتي
الخمر يسمونها بغير اسمها ".
أخبرنا الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز، حدثنا علي بن محمد بن
لؤلؤ الوراق - إملاء - حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي - بواسط - قال:
سمعت أخي قال: حدثنا يزيد بن هارون بن عيسى قال: سمعت من يخبر عن أحمد
ابن حنبل قال: إن يكن أحد ممن يعرف من الأبدال فإبراهيم بن هاني.
كذا أخبرناه ابن أشناس وفي إسناده وهم. وأحسب صوابه قال: سمعت أخي
يزيد بن هارون بن عيسى. والله أعلم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن جعفر المؤدب، حدثنا عمر بن أحمد المروروذي،
حدثنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثني أبو موسى الطوسي - في جنازة إبراهيم بن
هاني - قال: سمعت ابن زنجويه يقول: قال أحمد بن حنبل: إن كان ببغداد رجل من
الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري. واللفظ لابن عبد الواحد.
202

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرنا علي
ابن الحسن بن هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاني. قال: كان أحمد بن حنبل
مختفيا هاهنا عندنا في الدار. فقال لي أحمد بن حنبل: ليس أطيق ما يطيق أبوك - يعني
من العبادة -.
وقال الخلال: أخبرني يوسف بن موسى قال: سألت أبا عبد الله امرأة عن وصية
فذكرت له أبا إسحاق النيسابوري. فقال أبو عبد الله: أبو إسحاق ثقة.
أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن هاني النيسابوري أبو
إسحاق ثقة فاضل، سكن بغداد.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو بكر
النيسابوري. قال: حضرت إبراهيم بن هاني عند وفاته فجعل يقول لابنه إسحاق: يا
إسحاق ارفع الستر قال: يا أبت الستر مرفوع. قال: أنا عطشان، فجاءه بماء قال:
غابت الشمس؟ قال: لا. قال: فرده ثم قال: لمثل هذا فليعمل العاملون. ثم خرجت
روحه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: قرأت على أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار
قال: حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزار. قال: مات إبراهيم بن هاني والرمادي في
سنة خمس وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن هاني النيسابوري صاحب أحمد بن حنبل، توفي يوم
الأربعاء لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين.
3262 - إبراهيم بن هشام، المدايني:
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم
الكندي - بمكة - حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثني أحمد بن جعفر،
حدثني إبراهيم بن هشام المدايني، عن محمد بن الحسين، عن فضيل، عن رزين أبي
أسماء. أن رجلا دخل غيضة فقال: لو خلوت هاهنا بمعصية من كان يراني؟ فسمع
صوتا ملأ ما بين [السماء والأرض]: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [الملك 14].
203

3263 - إبراهيم بن الهيثم بن المهلب، أبو إسحاق البلدي:
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن عياش، وأبي اليمان الحمصيين، وآدم بن أبي
إياس، والهيثم بن جميل، وأبي صالح كاتب الليث، وأبي شيخ الحراني. روى عنه
عبد الله بن محمد بن ناجية، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن
عمرو الرزاز، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، ومكرم بن
أحمد القاضي، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت قال: حدثنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن الهيثم، حدثنا آدم، حدثنا ورقاء، عن جابر، عن
نافع، عن ابن عمر، عن حفصة. قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بعد طلوع
الفجر إلا ركعتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضي،
حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي - ببغداد سنة ثمان وسبعين ومائتين - حدثنا أبي،
حدثنا كريد بن رواحة، عن أبي هلال الراسبي قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ". وهي الريح
العقيم.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: إبراهيم بن الهيثم
البلدي حدث ببغداد بحديث الغار عن الهيثم بن جميل، عن مبارك بن فضالة، عن
الحسن، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكذبه فيه الناس وواجهوه به، وبلغني أن أول من
أنكر عليه في المجلس أحمد بن هارون البرديجي.
قال ابن عدي: سمعت حاجب بن أركين يقول: سمعت محمد بن عوف يقول:
ما سمع من الهيثم بن جميل حديث الغار إلا أنا والحسن بن منصور البالسي. قال ابن
عدي: وإبراهيم بن الهيثم أحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه
عليه، وقد فتشت حديثه فلم أر له حديثا منكرا من جهته، إلا أن يكون من جهة من
روى عنه.
204

قلت: قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعة، وإبراهيم بن الهيثم عندنا ثقة ثبت
لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإنكار عليه لم أر أحدا من علمائنا
يعرفه، ولو ثبت لم يؤثر قدحا فيه، لأن جماعة من المتقدمين أنكر عليهم بعض
رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم، مثل أبى سلمة موسى بن إسماعيل
التبوذكي، فإن يحيى بن معين أنكر عليه رواياته عن همام، عن ثابت، عن أنس، عن
أبي بكر الصديق. قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم - يعني المشركين -
رفع قدميه لأبصرنا! فقال: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
وزعم يحيى أنه وجد هذا الحديث على ظهر كتاب أبى سلمة واتهمه بأنه لم
يسمعه من همام، والتمس يحيى من التبوذكي أن يحلف عليه أنه سمعه، فلم يمنع هذا
الإنكار من الاحتجاج بحديث أبى سلمة، ولو فتش الحديث لوجد فيه مثل هذا كثير.
وأما قول محمد بن عوف أن حديث الغار لم يسمعه من الهيثم بن جميل إلا هو
والحسن بن منصور فلا حجة فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به.
وقد أخبرنا بالحديث الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله القطان، حدثنا إبراهيم بن الهيثم، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك عن
الحسن، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر قصة الغار بطوله.
أخبرناه أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الخفاف، أخبرنا عبد الله بن القاسم
ابن سهل القضية - بالموصل - حدثنا عبد الله بن أبي سفيان، حدثنا محمد بن عوف
الحمصي، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك بن فضالة بإسناده مثله سواء.
قال أبو محمد عبد الله بن أبي سفيان: ما علمت أني كتبت هذا الإسناد إلا عن
محمد بن عوف.
وأخبرنيه عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلى قال: أخبرنا خيثمة بن
سليمان بن حيدرة، حدثنا محمد بن عوف وإبراهيم بن الهيثم البلدي. قالا: حدثنا
الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن
ثلاثة أووا إلى غار فانطبق عليهم "، وذكر الحديث.
أخبرنا أبو المظفر محمد بن الحسن المروزي، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي،
205

حدثنا محمد بن المسيب الأرغياني، حدثني محمد بن عوف وأحمد بن منصور.
قالا: حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثنا الحسن، حدثنا أنس بن
مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن ثلاثة رهط كانوا في غار فانطبق عليهم الغار، قالوا: هلم
فليدع كل إنسان منا بأفضل عمله، وذكر الحديث بطوله.
أخبرنا محمد بن عبد الملك وعبد العزيز بن علي القرشيان. قالا: حدثنا عثمان بن
محمد بن القاسم الآدمي بانتخاب الدارقطني، حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة،
حدثنا الهيثم بن خالد بن يزيد، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك - يعنى ابن فضالة
- عن الحسن، عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان فيمن كان قبلكم
ثلاثة نفر في غار، فانطبق عليهم ". وذكر الحديث.
أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن الهيثم البلدي ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال:
ومات إبراهيم بن الهيثم البلدي في يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من
شهر جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن الهيثم مات في
سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن الهيثم البلدي توفى لأيام بقين من جمادى الآخرة سنة
ثمان وسبعين.
* * *
حرف الياء من آباء الإبراهيميين
3264 - إبراهيم بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو إسحاق
العدوي، المعروف بابن اليزيدي:
وهو بصرى سكن بغداد وكان ذا قدر وفضل، وحظ وافر من الأدب. سمع ابن
أبي زيد الأنصاري، وأبا سعيد الأصمعي، وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون،
206

وهو: ما اتفق لفظه واختلف معناه، نحو من سبعمائة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد
الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، وذكر إبراهيم أنه بدأ يعمل ذلك الكتاب وهو
ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة، وله كتاب " مصادر
القرآن "، وكتاب في بناء الكعبة وأخبارها، وكان شاعرا مجيدا.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قال: حدثنا أبو
الحسن أحمد بن إسحاق الوشاء، حدثنا أبو علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك
اليزيدي. قال: قال إبراهيم بن أبي محمد أخي: كنت يوما عند المأمون وليس معنا إلا
المعتصم، فأخذت الكأس من المعتصم فعربد علي فلم أحتمل ذلك وأجبته. فأخفي
ذلك المأمون ولم يظهر ذلك الإظهار، فلما صرت من الغد إلى المأمون كما كنت
أصير قال لي الحاجب: أمرت أن لا آذن لك، فدعوت بدواة وقرطاس وكتبت:
أنا المذنب الخطاء والعفو واسع * ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما * كرهت وما إن يستوي السكر والصحو
ولا سيما إذ كنت عند خليفة * وفى مجلس ما إن يليق به اللغو
ولولا حميا الكأس كان احتمال ما * بدهت به لا شك فيه هو السرو
تنصلت من ذنبي تنصل ضارع * إلى من إليه يغفر العمد والسهو
فإن يعف عين ألف خطوى واسعا * وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو
قال: فأدخلها الحاجب ثم خرج إلي فأدخلني. فمد المأمون باعيه فأكببت على
يديه فقبلتهما، فضمني إليه وأجلسني.
قال المرزباني: وحدثني العباس بن أحمد النحوي أن المأمون وقع على ظهر هذه الأبيات:
إنما مجلس الندامى بساط * للمودات بينهم وضعوه
فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا * من حديث ولذة رفعوه
3265 - إبراهيم بن يزداذ البهزي:
حدث بأصبهان عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي. روى عنه محمد بن
يحيى بن منده الأصبهاني خبرا ذكرناه في أول هذا الكتاب.
وقرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة تسع وتسعين ومائتين، مات فيها
إبراهيم بن يزداذ أبو إسحاق البهزي في صفر.
207

3266 - إبراهيم بن يوسف، أبو إسحاق البزاز، مولى بني هاشم:
حدث عن عطية بن بقية بن الوليد، وعبد الرحمن بن يونس الرقي. روى عنه أبو
القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا إبراهيم بن يوسف البزاز البغدادي، حدثنا عبد
الرحمن بن يونس الرقي، حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، عن هشام بن سعد، عن
زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر. قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وغلام له حبشي يغمز
ظهره. فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ فقال: " إن الناقة اقتحمت بي ".
قال سليمان: لم يروه عن زيد إلا هشام، ولا عن هشام إلا أبو القاسم. تفرد به
عبد الرحمن.
3267 - إبراهيم بن اليسع، أبو إسحاق الشعبي:
حدث عن الفتح بن شخرف. روى عنه منصور بن محمد الحذاء المقرئ.
* * *
وممن يسمى إبراهيم ولا نعرف اسم أبيه
3268 - إبراهيم الآجري الكبير:
كان أحد المشهورين بالفضل، معروفا بالصلاح والخير.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز. قال: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخالدي
يقول: سمعت الجنيد بن محمد يقول: سمعت عبدون الزجاج يقول: قال لي إبراهيم
الآجري - وكان من الفاضلين - لأن ترد إلى الله همك ساعة خير مما طلعت عليه
الشمس.
3269 - إبراهيم الآجري - آخر -:
يحكي عن إبراهيم الذي تقدم ذكره ما أخبرنيه الأزهري قال: حدثنا عبيد الله بن
عثمان بن يحيى، حدثنا علي بن محمد الواعظ، حدثنا أحمد بن محمد الطوسي
208

قال: سمعت إبراهيم الآجري - وكان من أفاضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت
أستاذنا إبراهيم الآجري الكبير يقول: كنت يوما قاعدا على باب المسجد في يوم
شات، إذ مر بي رجل عليه خرقتان فظننت أنه من هؤلاء الذين يسألون. فقلت في
نفسي: لو عمل هذا بيده لكان خيرا له. قال: ومضى الرجل، فلما كان بالليل أتاني
ملكان فأخذا بضبعي ثم أدخلاني المسجد الذي كنت على بابه قاعدا، فإذا رجل نائم
عليه خرقتان. فكشفا عن وجهه فإذا هو الذي مر بي. فقالا لي: كل لحمه. فقلت:
ما اغتبته. قالا لي: بل حادثت نفسك بغيبته، ومثلك لا يرضى منه بمثل هذا. قال:
فانتبهت فزعا فمكثت ثلاثين يوما أقعد على باب ذلك المسجد لا أقوم منه إلا
لفرض، أنتظر أن يمر بي فأستحله، فلما كان يوم الثلاثين مر بي على حاله والخرقتان
عليه، فوثبت إليه فغمز وغمزت خلفه، فلما خفت أن يفوتني قلت: يا هذا أكلمك!
قال: فالتفت إلى ثم قال: يا إبراهيم وأنت أيضا ممن يغتاب المؤمنين بقلبه؟ قال:
فسقطت مغشيا علي، فأفقت وهو عند رأسي فقال: أتعود؟ قلت: لا، ثم غاب من
بين عيني فلم أره بعد ذلك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي في كتابه، حدثنا أبو
العباس بن مسروق وأبو محمد الجريري وأبو أحمد المغازلي، وغيرهم، عن إبراهيم
الآجري: أن يهوديا جاءه يقتضيه شيئا من ثمن قصب فكلمه [في أن يسلم]
فقال له: أرني شيئا أعرف به شرف الإسلام وفضله على ديني حتى أسلم. قال:
فقال: أو تفعل؟ قال: نعم! قال: هات رداءك قال: فأخذه فجعله في رداء نفسه ولف
رداءه عليه ورمى به في النار - نار أتون الآجر - ودخل في أثره فأخذ الرداء وخرج من
النار، ففتح رداء نفسه فإذا هو صحيح، وأخرج رداء اليهودي حراقا أسود من جوف
رداء نفسه، فأسلم اليهودي.
3270 - إبراهيم الكبشي، المعدل:
كان عنده حديثان أحدهما عن الحكم بن موسى والآخر عن هناد بن السرى.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، أخبرنا ابن قانع: أن إبراهيم الكبشي مات سنة
سبع وتسعين ومائتين.
هذا آخر باب إبراهيم
209

ذكر من اسمه إسماعيل
جعلت أسماء الرجال في ذلك على ترتيب طبقاتهم وموتهم دون اعتبار الحروف:
3271 - إسماعيل بن سالم، أبو يحيى الأسدي:
يقال: إنه أخو محمد بن سالم، وبعض الناس ينكر أن يكون أخاه. سمع عامرا
الشعبي، وسعيد بن جبير، وأبا صالح ذكوان، وعلقمة بن وائل، وأبا صالح الحنفي.
روى عنه سفيان الثوري، وأبو عوانة، وهشيم بن بشير، وابنه يحيى بن إسماعيل.
وهو من أهل الكوفة نزل بغداد قبل تمصيرها.
كذلك أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا الحسين بن
علي بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشنب، حدثنا
عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد. قال: وكان ببغداد - قبل أن
تبنى وتسكن - إسماعيل بن سالم الذي روى عنه هشيم وأصحابه.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أحمد بن
معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إسماعيل بن سالم
الأسدي الذي روى عنه هشيم وأصحابه كان ثقة ثبتا، وكان أصله من أهل الكوفة،
ثم تحول فسكن بغداد قبل أن تبنى وتسكن، وكانت ببغداد لهشام بن عبد الملك
وغيره من الخلفاء خمسمائة فارس رابطة. يغيرون على الخوارج إذا خرجوا في ناحيتهم
قبل أن يضعف أمرهم.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس. قالا: أخبرنا أحمد
210

ابن جعفر بن المنادى. قال: كان بها - يعنى بغداد - أول أيام أبى العباس عبد الله بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب المعروف بالسفاح، وهو أول
الخلفاء من بنى العباس، إسماعيل بن سالم الأسدي، وكنيته أبو يحيى. وذلك قبل أن
تعمر بغداد في سنة نيف وثلاثين ومائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمد بن عبد الله. قالا: أخبرنا محمد
ابن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال: سئل أبى وأنا
أسمع عن فراس بن يحيى، وإسماعيل بن سالم. قال: فراس بن يحيى أقدم موتا من
إسماعيل، وإسماعيل أوثق منه - يعنى في الحديث - فراس فيه شيء من ضعف،
وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه - يعنى في الحديث - وأقدم سماعا، إسماعيل
سمع من سعيد بن جبير.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد.
قال: سألته - يعنى أباه - عن إسماعيل بن سالم. فقال: ثقة ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو
عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج
المروذي - بطرسوس - قال: قلت - يعنى لأحمد بن حنبل -: كيف كان إسماعيل بن
سالم، قال: ليس به بأس. قلت: إنه حكي عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم
أنه سمع زبيرا يقول: وذكر في قصة لمعاوية. قال: ومن سمع هذا من أبى عوانة؟
ثم قال: قد كانت عنده أحاديث الشيعة. وقد نظر له شعبة في كتبه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغرزمي، حدثنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد
ابن حنبل: إسماعيل بن سالم؟ قال: بخ!.
211

وسمعت أحمد بن حنبل يقول: إسماعيل بن سالم صالح الحديث. قلت له: هو
أكبر أو مطرف؟ قال: هو أكبر.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فإسماعيل بن سالم كيف حديثه؟ قال: ثقة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا على
ابن أحمد بن سليمان البزاز - بمصر - حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت
يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن سالم ثقة حجة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة،
حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن سالم الأسدي
ثقة.
قال ابن أبي خيثمة: أصله كوفي نزل بغداد. حدثنا الحسين بن علي الصيمري،
حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن
زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن سالم الأسدي ثقة، أوثق من
أساطين مسجد الجامع، سمع منه هشيم، ولم يسمع منه شريك.
وسمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن سالم قد روى عن أبي صالح ذكوان
صاحب الأعمش، روى أيضا عن أبي صالح الحنفي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو القاسم محمد بن إبراهيم الطرسوسي،
أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قال: إسماعيل بن سالم كوفي ثقة.
أخبرنا البرقاني. قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: هشيم عن إسماعيل بن
سالم كوفي ثقة.
212

3272 - إسماعيل بن إبراهيم، أبو إبراهيم، صاحب الرقيق:
حدث عن شرحبيل بن سعد. روى عنه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي.
أنبأني أحمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق
الحافظ. قال: أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم صاحب الرقيق بغدادي.
وكذا قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن المنادى في كتاب
" الأسماء والكنى " بلغني ذلك عنه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملى، حدثنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: إسماعيل بن إبراهيم
صاحب الرقيق عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله، أوتر النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث،
وصلى في ثوب. سمع منه أبو معمر إسماعيل الهروي.
3273 - إسماعيل بن زكريا بن مرة، أبو زياد الخلقاني، مولى بني أسد بن
خزيمة، يلقب شقوصا:
وهو كوفي الأصل سمع إسماعيل بن أبي خالد. وأبا إسحاق الشيباني وسليمان
الأعمش، وعبيد الله بن عمر العمرى، وسهيل بن أبي صالح، وأشعث بن سوار،
ومحمد بن عجلان، ومالك بن مغول، ومسعرا. روى عنه سعيد بن سليمان
سعدويه، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن بكار بن
الريان، ومحمد بن سليمان لوين.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري، حدثنا عمر بن جعفر
ابن سلم، حدثنا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي - سنة أربع وثمانين ومائتين -
حدثنا محمد بن بكار، حدثنا إسماعيل بن زكريا أبو زياد، عن الأعمش، وعن مسعر
ابن كدام، وعن مالك بن مغول كلهم عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم
صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم
بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد ".
213

أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم
القاضي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري، حدثنا بن بكار. قال:
سمعنا من قيس بن الربيع وإسماعيل بن زكريا ببغداد قديما.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملى، حدثنا أبو
أحمد بن فارس البخاري. قال: حدثني سليمان أبو الربيع قال: سمعت عبد الله بن
داود يقول: كان إسماعيل بن زكريا يأتي الأعمش فيجلس بجنبه، ونحن ناحية.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري. قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله
- يعنى أحمد بن حنبل - وذكر إسماعيل بن زكريا فقال: هو أبو زياد. ثم قال: لم
نكتب نحن عن هذا شيئا، كأنه يقول: لم ندركه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا سليمان بن الأشعث. قال: قلت لأحمد بن حنبل: إسماعيل بن
زكريا؟ قال: هو أبو زياد كان هاهنا، ما كان به بأس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا يوسف بن أحمد بن يوسف
الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال:
سمعت أبي يقول: إسماعيل بن زكريا الخلقاني حديثه حديث مقارب.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، حدثنا أبو
عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو الحسن الميموني قال: قلت لأبي عبد
الله: إسماعيل بن زكريا كيف هو؟ قال لي: أما الأحاديث المشهورة التي يرويها، فهو
فيها مقارب الحديث، صالح ولكن ليس ينشرح الصدر له، ليس يعرف، هكذا
- يريد بالطلب -.
قال الميموني: قلت ليحيى بن معين: إسماعيل بن زكريا؟ قال: هو ضعيف
الحديث.
214

أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان قال: قال الفضل بن زياد: وسألت أبا عبد الله عن أبي شهاب
وإسماعيل بن زكريا فقال: كلاهما ثقة، وكان إسماعيل أقدم رواية من مغيرة وأبى
فروة، إلا أن أبا شهاب كأنه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فإسماعيل بن زكريا أحب إليك في الحديث أو يحيى بن زكريا؟ قال: لم؟ أهما
أخوان عندك؟! قلت: لا. ولكني أردت في الحديث، فقال: يحيى أحب إلي.
قلت: - يعنى يحيى بن زكريا بن أبي زائدة - أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن
علي التميمي، حدثنا أبو عوانة الأسفراييني، حدثنا الميمون قال: قلت لأبي زكريا -
يعنى يحيى بن معين - إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر وابن عباس. قالا: إذا آلى الرجل من امرأته فمضت
أربعة أشهر فهي تطليقة بائنة. قلت: عنهما خلاف ذا؟ قال: نعم سفيان، وشعبة جميعا
يرويان خلاف ذا والحديث خطأ، قلت: ممن أتى؟ قال: إسماعيل بن زكريا هو
ضعيف الحديث، قلت: فمنه أتى؟ قال: لا هو مشهور عن الأعمش، قلت: فمن
الأعمش أتى؟ قال: نعم كذا أظن أنه أتى من الأعمش.
دفع إلى محمد بن أحمد بن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي
فنقلت منه.
ثم أخبرني الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا مكرم، حدثنا
يزيد بن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن زكريا ليس به
بأس.
وقال في موضع آخر: إسماعيل بن زكريا صالح الحديث. قيل له: أفحجة هو؟
قال: الحجة شيء آخر.
215

أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير. قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن
زكريا الخلقاني ثقة.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد
ابن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل
ابن زكريا الخلقاني فقال: ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
إسماعيل بن زكريا الخلقاني صدوق.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إسماعيل بن زكريا بن مرة مولى لبنى
سواءة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ويكنى أبا زياد،
وكان تاجرا في الطعام وغيره، وهو من أهل الكوفة، فنزل بغداد في ربض حميد بن
قحطبة، ومات بها في أول سنة ثلاث وسبعين ومائة، وهو ابن خمس وستين
سنة.
أخبرنا الصيمري، حدثنا الرازي، حدثنا الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا
محمد بن الصباح الدولابي، حدثنا إسماعيل بن زكريا مولى بني أسد - ومات سنة
ثلاث وسبعين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا موسى بن هارون، أخبرني أبي عن أبي الأحوص البغوي. قال: مات إسماعيل
ابن زكريا سنة أربع وسبعين.
216

3274 - إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، أبو إبراهيم الأنصاري، مولى بني
زريق:
قارئ أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أخو محمد وكثير ويحيى ويعقوب بني
جعفر. سمع عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، والعلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة،
وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو،
وأبا سهيل نافع بن مالك، وحميد الطويل، وسعد بن سعيد بن قيس الأنصاري، وعبد
الله بن سعيد بن أبي هند، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس. روى عنه سريج بن
النعمان الجوهري، وسعيد بن سليمان الواسطي وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمد
ابن الصباح الدولابي، ويحيى بن أيوب العابد، وداود بن عمرو الضبي، وأبو معمر
الهذلي، والهيثم بن خارجة، وأبو همام السكوني، وأبو عمر الدوري، وغيرهم.
وكان قد أقام ببغداد يؤدب علي بن المهدى المعروف بابن زرة، ولم يزل بها إلى حين
وفاته.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال، حدثنا أحمد بن سلمان
النجاد، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن
جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " أنا فرطكم على
الحوض ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن
فارس، حدثنا البخاري. قال: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، مولى بنى زريق
الأنصاري المديني، نسيد القطواني كان يكون ببغداد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا أبو
العباس محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت أبا عمر حفص بن عمر الدوري.
قال: إسماعيل بن جعفر يكنى أبا إبراهيم.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت مصعبا يقول: إسماعيل بن جعفر بن
217

أبى كثير من رقيق عبد الله بن الزبير، فانتسبهم الناس فانتموا إلى بني زريق من
الأنصار، ولم يكونوا عبيدا، ولكنهم خافوا حيث أخذوا، وأبى المغيرة أن يكتبهم في
دعوة آل الزبير. قال: أنتم من الأنصار.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن جعفر ثقة
مأمون قليل الخطأ صدوق.
أخبرنا أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فإسماعيل بن جعفر كيف هو؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت
يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن جعفر أثبت من ابن أبي حازم، وأثبت من
الدراوردي، ومن أبي ضمرة.
وقال العباس - في موضع آخر -: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن جعفر المدني
وأخوه محمد بن جعفر ثقتان جميعا.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي. قال: قال يحيى بن معين: وإسماعيل
ابن جعفر وأخوه محمد بن جعفر ثقتان.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر العطار،
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - يعنى ابن المديني - يقول:
إسماعيل بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر المدنيان ثقتان.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن حمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال: إسماعيل
ابن جعفر ويحيى بن جعفر وكثير بن جعفر كلهم صادقون من أهل المدينة.
218

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير
كان ثقة من أهل المدينة، فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا الهيثم بن خارجة.
قال: مات إسماعيل بن جعفر ببغداد سنة ثمانين ومائة.
3275 - إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن، المدائني:
حدث عن جويبر بن سعيد. روى عنه سلام بن سليمان المدايني.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، حدثنا كوهي بن الحسن الفارسي،
حدثنا أحمد بن القاسم أخو أبى الليث الفرائضي، حدثنا محمد بن حبش المأموني،
حدثنا سلام بن سليمان الثقفي، حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن المدائني،
عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: نزلت في علي ثلاثمائة آية.
3276 - إسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عتبة العنسي:
من أهل حمص، سمع: محمد بن زياد الألهاني، وشرحبيل بن مسلم، وبحير بن
سعد، وأبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسهيل بن أبي
صالح، وعبد الله بن عثمان بن حثيم. روى عنه سليمان الأعمش، وفرج بن فضالة،
وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون، وأبو داود الطيالسي، وعبد الله بن صالح
العجلي، ومحمد بن بكار بن الريان، وأبو إبراهيم الترجماني، وداود بن عمرو
الضبي، والحسن بن عرفة العبدي.
وكان إسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور وولاه خزانة الكسوة،
وحدث ببغداد حديثا كثيرا.
219

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز، أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن مخلد العطار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن
موسى بن عقبة ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن
عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين استوت به راحلته.
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي - بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعته - يعنى أبا
داود السجستاني - يقول: قال يزيد بن هارون: ما رأيت عربيا احفظ من إسماعيل
ابن عياش.
قال أبو داود: قدم إسماعيل قدمتين، قدم هو وحريز بن عثمان الكوفة في
مساحة أرض حمص، وقدمة قدمها إلى بغداد، سمع منه البغداديون، وسمع يزيد بن
هارون من إسماعيل بن عياش ببغداد في القدمة الأولى.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين. يقول: مضيت
إلى إسماعيل بن عياش فرأيته قاعدا عند دار الجوهري على غرفة وما معه إلا رجلان،
ينظران في كتابه، فرجعت ولم أسمع شيئا، وكان يحدثهم بنحو من خمسمائة في اليوم
أكثر أو أقل، وهم أسفل وهو فوق، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل.
أخبرني الحسن بن محمد بن الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: سمعت أبا
طالب الحافظ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: قدم علينا إسماعيل بن عياش فنزل شارع عمرو الرومي فقعد على روشن وقرا
على الناس صحيفة ورمى بها إليهم، فلم آخذ منها شيئا لأني لم أكن أنظر فيها.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن أحمد
ابن محمويه بالبصرة، حدثنا سليمان بن عبد الحميد، حدثنا يحيى بن صالح. قال: ما
رأيت رجلا أكبر نفسا من إسماعيل بن عياش، كنا إذا أتينا إلى مزرعته لا يرضى لنا
220

إلا بالخروف والخبيص، وسمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار فأنفقتها في
طلب العلم.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني - أبو أحمد - حدثنا أحمد بن سعد بن
أبي مريم قال: سمعت علي بن عبد الله بن جعفر يقول: رجلان هما صاحبا حديث
بلدهما، إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن لهيعة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا الفضل - يعنى ابن زياد - قال: وقال
أحمد بن حنبل: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش، والوليد
ابن مسلم.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن
جعفر الراشدي.
وأخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف، حدثنا عمر بن
محمد الجوهري. قالا: أخبرنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله: يسأل عن عبد
العزيز بن عبيد الله الذي روى عنه إسماعيل بن عياش فقال: كنت أظن أنه مجهول
حتى سألت عنه بحمص فإذا هو عندهم معروف، ولا أعلم أحدا روى عنه غير
إسماعيل؟ قال: وقالوا: هو من ولد صهيب، قيل لأبي عبد الله: أي شيء الحديث
الذي رواه إسماعيل فأنكره عليه ابن المبارك؟! فقال: كان ابن المبارك كتب عن
إسماعيل بن عياش بحمص عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أنه
كان إذا صلى وحده أيام التشريق لم يكبر، فلما جاء إسماعيل إلى هنا حدث به عن
عبد العزيز وعبيد الله و موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر فذكر ذلك لابن
المبارك: فقال موسى بن عقبة أعطاني كتابه ليس هذا فيه.
قلت: قد روى الحسن بن عرفة هذا الحديث عن إسماعيل بن عياش إلا أنه جعل
مكان عبد العزيز عبد الله بن عمر العمرى.
كذلك أخبرناه أبو عمر بن مهدي ومحمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين
221

ابن الفضل وعبد الله بن يحيى السكري، ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن
مخلد. قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا
إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر وعبد الله بن عمر، عن
نافع، عن ابن عمر: أنه كان في أيام التشريق إذا لم يصل في الجماعة لم يكبر أيام
التشريق.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا الحسن بن علي قال: سمعت يزيد بن هارون قال: شهدت شعبة يسمع
من الفرج بن فضالة عن إسماعيل بن عياش.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: كنت
أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم.
وقال يعقوب: سمعت أبا اليمان يقول: كتبت كتب إسماعيل بن عياش ولم أدع
منها شيئا في القراطيس، وقدم خراساني وكلم إسماعيل أن يحتال له في نسخة تشترى
وتقرأ عليه، قال: فدعاني إسماعيل فقال: يا حكم إنك لم تحج فهل لك أن تبيع
الكتب من هذا الخراساني وتحج فتكتب وأقرأ عليك؟ فقلت: فلعلك تموت! فقال:
استخر الله! وإن قبلت مني فعلت ما أقول لك، فبعت الكتب منه وكانت في
قراطيس بثلاثين دينارا، وحججنا ورجعت وكتبت الكتب بدريهمات، وقرأها علي.
قال: وكان أصحابنا لهم رغبة في العلم، وطلب شديد بالشام، والمدينة، ومكة،
وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب أبداننا، ونغيب فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا
عند إسماعيل.
قال يعقوب: وتكلم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث
الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين
والمكيين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: قال أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبى لداود بن عمرو الضبي وأنا أسمع:
يا أبا سليمان كان يحدثكم إسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه! قال: نعم! ما
222

رأيت معه كتابا قط. فقال له: لقد كان حافظا كم كان يحفظ؟ قال: شيئا كثيرا. قال
له: كان يحفظ عشرة آلاف؟ قال: عشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف، فقال
له أبي: هذا كان مثل وكيع.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور - قال:
سمعت أبا سعيد بن رميح يقول: سمعت عمر بن بحير يقول: سألت محمد بن
إسماعيل البخاري عن إسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عن أهل بلده فصحيح،
وإذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب
ابن إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألته - يعنى أحمد بن حنبل -
عن إسماعيل بن عياش فحسن روايته عن الشاميين. وقال: هو فيهم أحسن حالا مما
روى عن المدنيين وغيرهم.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه الغرزمي، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث. قال: وسألت أحمد عن
إسماعيل بن عياش. فقال: ما حدث من مشايخهم؟ قلت: الشاميين. قال: نعم!
فأما حدث عن غيرهم فعنده منا كير.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
علي: ضرب عبد الرحمن على حديث إسماعيل بن عياش، وعلى حديث المبارك بن
فضالة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي.
قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن إسماعيل بن عياش، فقال له رجل: مرة
223

حدثنا أبو داود عن أبي عتبة. فقال له عبد الرحمن: هذا إسماعيل بن عياش؟ فقال له
الرجل: لو كان إسماعيل بن عياش ما كنيته. فسألت عنه أبا داود فقال: حدثنا
إسماعيل بن عياش أبو عتبة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فإسماعيل بن عياش كيف هو عندك؟ قال: أرجو أن لا يكون به بأس.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا ابن
صدقة قال: قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن عياش
ثقة، والعراقيون يكرهون حديثه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: وسمعت يحيى بن معين - وذكر عنده
إسماعيل بن عياش فقال: كان ثقة فيما يروى عن أصحابه أهل الشام، وما روى عن
غيرهم فخلط فيها.
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن
أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز
فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد الأزهر، حدثنا ابن الغلابي. قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
إسماعيل بن عياش ثقة في أهل الشام. وأما ما روى عن غيرهم ففيه شيء.
أخبرنا علي بن الحسين، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا عبد
الله بن محمد البغوي، حدثني عباس - هو ابن محمد الدوري - قال: سمعت يحيى
يقول: إسماعيل بن عياش ثقة. قال يحيى: كان إسماعيل أحب إلي في أهل الشام من
بقية. وقال يحيى: إسماعيل بن عياش أحب إلي من فرج بن فضالة.
224

أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: وسألته - يعني
أباه - عن إسماعيل بن عياش قلت: إن يحيى بن معين يقول: هو ثقة فيما يروى عن
أهل الشام، وأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه شيء. فضعفه فيما روى عن أهل
الشام وغيرهم.
وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي يقول: ما كان أحد أعلم بحديث أهل
الشام من إسماعيل بن عياش لو ثبت على حديث أهل الشام، ولكنه خلط في حديثه
عن أهل العراق. وحدثنا عنه عبد الرحمن، ثم ضرب على حديثه. قال: وسمعت أبي
يقول: إسماعيل بن عياش عندي ضعيف، وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي قديما
وتركه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت عليا - يعني ابن المديني - عن إسماعيل بن عياش
فقال: كان يوثق فيما يروى عن أصحابه أهل الشام، فأما ما يروى عن غير أهل
الشام ففيه ضعف.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد
ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي. قال: وإسماعيل بن عياش ثقة عند
يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة، وفي روايته عن أهل العراق
وأهل المدينة اضطراب كثير، وكان عالما بناحيته.
أخبرنا بن الفضل القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: وإسماعيل بن عياش إذا حدث عن
أهل بلاده فصحيح، وإذا حدث عن أهل المدينة مثل هشام بن عروة ويحيى بن سعيد
وسهيل بن أبي صالح فليس بشيء.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن
225

عمرو العقيلي، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو صالح
الفراء. قال: قلت لأبي إسحاق الفزاري: إني أريد مكة، وأريد أن أمر بحمص، وثم
رجل يقال له إسماعيل بن عياش فأسمع منه؟ قال: ذاك رجل لا يدرى ما يخرج من
رأسه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي. قال: إسماعيل بن عياش ضعيف.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
إسماعيل بن عياش ضعيف الحديث.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار قال: سألت عمرو بن عثمان عن إسماعيل بن عياش متى مات؟ فقال: سنة
إحدى - أو اثنتين - وثمانين. قال: وقال لي أبي: قال لي ابن عيينة: مولد ابن عياش
قبل سنة ست. قال: وكيف ذهب عنه أصحابه وأنا مولدي سنة ثمان؟ قال: قلت: يا
أبا محمد وأنت بكرت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف. قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد. قال: قال أبي: ولد ابن عياش - يعني
إسماعيل - سنة ست ومائة.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسحاق بن موسى
الرملي قال: سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: كان
مولد إسماعيل بن عياش سنة اثنتين ومائة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
أخبرني محمد بن الحسين، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
الحسن بن علي قال: سمعت حياة يقول: مات إسماعيل بن عياش سنة إحدى
وثمانين.
أخبرنا ابن الفضل،، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت الحجاج بن محمد الخولاني. قال: مات إسماعيل بن عياش سنة إحدى
وثمانين ومائة يوم الثلاثاء لست مضت من جمادى.
226

قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: مات أبو عتبة
إسماعيل بن عياش الحمصي الأزرق عنسي في سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان قد
نزل ببغداد وولاه المنصور خزانة الكسوة.
أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن
أبي أسامة الحلبي.
وأخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد. قالا: حدثنا موسى بن القاسم، حدثنا
عبد الله بن محمد. قال: قال ابن سعد: إسماعيل بن عياش الحمصي ويكنى أبا عتبة،
توفى سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري - في
كتابه إلينا من شيراز - أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس
الضبي، حدثني أبو حسان الريادي. قال: سنة اثنتين وثمانين ومائة، فيها مات
إسماعيل بن عياش الحمصي يكنى أبا عتبة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط. قال: مات إسماعيل بن عياش سنة اثنتين
وثمانين ومائة.
3277 - إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أبو بشر الأسدي مولاهم، ويعرف
بابن علية:
من أهل البصرة وأصله كوفي، سمع من أبى التياح الضبعي حديثا واحدا. وروى
الكثير عن عبد العزيز بن صهيب وأيوب السختياني، وابن عون، وسليمان التيمي،
وداود بن أبي هند، وحميد الطويل، وعبد الله بن أبي نجيح، وسهيل بن أبي صالح،
227

وليث بن أبي سليم، وغيرهم. حدث عنه ابن جريج، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان،
وحماد بن زيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي
ابن المديني، وزهير بن حرب، وداود بن رشيد، وأحمد بن منيع، وبندار بن بشار،
ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، في آخرين. ولى ابن علية
المظالم ببغداد في أيام هارون الرشيد، وحدث بها إلى أن توفي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير
الدورقي، حدثنا ابن علية، حدثنا معمر، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن
أبي موسى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين، رجل آمن
بالكتاب الأول والكتاب الآخر، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها
فتزوجها، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضيل في آخرين قالوا:
أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم بن علية وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي
عثمان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل مسكر حرام،
وما أسكر الفرق فالحسوة حرام ".
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أخبرنا محمد بن عبد
الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا إسماعيل بن علية، أخبرنا عبد
العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل.
أخبرناه أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عابد
الخلال، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البراثي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة
عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك.
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التزعفر.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
228

معروف الخشاب، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إسماعيل بن
إبراهيم بن مقسم مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي - أسد خزيمة - من أهل الكوفة،
وكان مقسم من سبى القيقانية ما بين خراسان وزابلستان، وكان إبراهيم بن مقسم
تاجرا من أهل الكوفة، وكان يقدم البصرة بتجارته فيبيع ويرجع، فتخلف فتزوج علية
بنت حسان مولاة لبنى شيبان - وكانت امرأة نبيلة عاقلة برزة لها دار بالعوقة تعرف
بها، وكان صالح المري وغيره من وجوه البصرة وفقهائها يدخلون عليها فتبرز لهم
وتحادثهم وتسائلهم، فولدت لإبراهيم إسماعيل سنة عشر ومائة فنسب إليها وأقام
بالبصرة، وولدت لإبراهيم بعد إسماعيل ربعي بن إبراهيم، وكان إسماعيل يكنى أبا
بشر وكان ثقة ثبتا في الحديث حجة، وقد ولي صدقات البصرة، وولى ببغداد المظالم
في آخر خلافة هارون، ونزل هو وولده بغداد، واشترى بها دارا، وتوفى ببغداد ودفن
في مقابر عبد الله بن مالك، وصلى عليه ابنه إبراهيم بن إسماعيل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد
ابن إسحاق السراج قال: سمعت إسماعيل بن أبي الحارث يقول: حدثنا أحمد بن
حنبل. قال: ولد ابن علية سنة عشر ومائة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث قال: كان
ابن علية يكره أن يقال له ابن علية، هو رجل من أهل الكوفة بزاز هو مولى بني أسد.
قال: وسمعت أبا داود يقول: إسماعيل بن علية ولى المظالم.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران - إجازة - أخبرنا دعلج بن أحمد قال: سمعت أحمد
ابن سلمة قال: سمعت العلاء بن عمرو يقول: إسماعيل بن إبراهيم يقول: من قال
ابن علية فقد اغتابني.
قلت: وزعم علي بن حجر، أن علية ليست أمه، وإنما هي جدته أم أمه، وقد
سقنا الخبر بذلك في كتاب " الجامع ".
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت مؤملا - يعني ابن هشام - يقول: سمعت إسماعيل
229

يقول: لقيت محمد بن المنكدر وسمعت منه أربعة أحاديث، فقلت: ذا شيخ، فلما
قدمت البصرة فإذا أيوب يقول: حدثنا محمد بن المنكدر.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي،، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت عبيد الله بن
عائشة يقول: قال لي عبد الوارث: أتتني علية بابنها. فقالت: هذا ابني يكون معك
ويأخذ بأخلاقك، قال: وكان من أجمل غلام بالبصرة، قال: فكنت إذا مررت بقوم
جلوس قلت له تقدم، فكنت أجيء بعده إلى المحدث، قال إبراهيم: فخرج [ابن]
علية وأهل البصرة لا يشكون أنه أثبت من عبد الوارث.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد، حدثني أبو بكر بن أبي الأسود.
وأخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب، حدثنا جدي، حدثني أبو بكر بن أبي الأسود قال: سمعت غندرا يقول:
نشأت في الحديث يوم نشأت، وليس أحد يقدم في الحديث على إسماعيل بن
علية.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أخبرنا يعقوب بن
سفيان،، حدثني محمد - يعنى ابن عبد الرحيم - قال: قال علي: ما أقول إن أحدا
أثبت في الحديث من إسماعيل. قال علي: قال يحيى: أنا لم أر إسماعيل يطلب
الحديث، وكنا نعلم به قد سمع وترك. قال علي: وما رأى عبد الرحمن لإسماعيل
كتابا قط.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي - وأنا أسمع - حدثكم أبو العباس السراج قال: سمعت زياد بن أيوب. قال:
ما رأيت لابن علية كتابا قط، وكان يقال: ابن علية يعد الحروف.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن يحيى، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال: سمعت عبيد الله بن جرير بن جبلة يقول: قال أبو سلمة: قال وهيب: حفظ
إسماعيل بن علية، وكتاب عبد الوهاب.
230

وأخبرنا أبو نعيم، أخبرنا إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة بن
سعيد. قال: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة، إسماعيل بن علية، وعبد الوارث، ويزيد
ابن زريع، ووهيب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا علي - وهو ابن المديني - قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن علية
أثبت من وهيب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثني محمد بن
عبد الرحيم قال: سمعت عليا قال: سمعت حاتم بن وردان. قال: كان يحيى
وإسماعيل ووهيب وعبد الوهاب يجلسون إلى أيوب، وإذا قاموا جلسوا كلهم حول
إسماعيل يسألونه كلهم كيف قال؟ قال: وابن علية يرد!.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: أرواهم عن
الحريري إسماعيل بن علية.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن
عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت عبد
الرحمن بن مهدي يقول: ابن علية أثبت من هشيم.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي. قال: حدثني الهيثم بن خالد. قال: اجتمع حفاظ أهل البصرة،
فقال أهل الكوفة لأهل البصرة: نحوا عنا إسماعيل وهاتوا من شئتم.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا
القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال: قال أبو بكر بن أبي داود: سمعت
أبي يقول: أخطأ الناس إلا بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية.
231

أخبرنا البرقاني قال: قرئ على عمر بن نوح البجلي - وأنا أسمع - سمعت عبد الله
ابن سليمان يقول: سمعت أبي يقول: ما أحد من المحدثين ألا وقد أخطأ إلا
إسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل.
وأخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، أخبرنا الحسن
ابن علي بن زفر قال: سمعت عباس بن عبد العظيم يقول: سمعت علي بن المديني
يقول: المحدثون صحفوا وأخطأوا ما خلا أربعة: يزيد بن زريع، وابن علية، وبشر بن
المفضل، وعبد الوارث بن سعيد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني يحيى
ابن منصور القاضي، حدثنا أحمد بن سلمة قال: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي
يقول: لا يعرف لابن علية غلط إلا في حديث جابر، حديث المدبر، جعل اسم الغلام
اسم المولى، واسم المولى اسم الغلام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل. قالا:
أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبى:
كان حماد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب، وكان يهاب - أو يتهيب -
إسماعيل بن علية إذا خالفه.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن إسحاق
الثقفي قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: وذكر
حديثا عن حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد. قال: خرجه علينا علي فقلت له ابن
علية رواه عن أيوب عن مجاهد، قال: خرجه علي، قال: وظن أني قلت ابن عيينة.
فقال: ليس ابن عيينة عندنا في أيوب مثل حماد، فقلت: إنما قلت ابن علية، فقال:
ابن علية! ابن علية! ثم سكت.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا
أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن معين. قال: سمعت من سأل عبد الرحمن بن مهدي
عن إسماعيل بن علية. فقال: ثقة قال أحمد بن زهير: يقال إنه مات ببغداد، ودفن في
مقابر عبد الله بن مالك.
232

أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: سمعت ابن عمار يقول: إسماعيل بن علية كنيته أبو بشر، وكان حجة.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس. قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه [حدثنا] ابن المرزبان، حدثنا أحمد
ابن محمد بن القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن علية كان ثقة
مأمونا صدوقا مسلما ورعا تقيا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: قال أبى: قال لي زيد بن الحباب: أفدني عن ابن علية؟ قال:
فأتيته بكتب من حديث إسماعيل، فجعل لا يكاد يكتب إلا آراء الرجال - الشيء
الصغير - ابن عون عن محمد، وخالد عن أبي قلابة، ورأى الرجال. ثم ذهب إلى ابن
علية فسأله عن تلك الأحاديث، وكان ابن علية يحب إذا سئل أن يسأل عن الأحاديث
المسندة أو الإسناد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: سمعت أبا بكر بن شيبة
يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: فاتني مالك،
فأخلف الله علي سفيان بن عيينة، وفاتني حماد بن زيد، فأخلف الله علي إسماعيل
ابن علية.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، والحسن بن أبي بكر. قالا: أخبرنا أبو
سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال:
سمعت عبيد بن يعيش يقول: سمعت يونس بن بكير يقول: سمعت شعبة يقول: ابن
علية سيد المحدثين.
أخبرنا البرقاني. قال: قرأت على زاهر السرخسي حدثكم محمد بن عبد الرحمن
الدغولي، حدثنا عمران بن موسى، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني عفان بن مسلم
قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: كنا نشبه إسماعيل بن علية بشمائل يونس بن
عبيد.
233

قال أبو عبد الله - يعني أحمد بن إبراهيم - أخبرني بعض أصحابنا أن ابن علية لم
يضحك منذ عشرين سنة!
أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران. قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد
قال: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري قال: سمعت ابن عمرو بن زرارة
يقول: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة، فما رأيته ضحك فيها، وصحبته سبع سنين
فما رأيته تبسم فيها.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - قراءة - أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء، حدثنا ابن المديني. قال: بت عند إسماعيل بن علية ليلة،
فكان يقرأ ثلث القرآن، وما رأيته ضحك قط.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو الفوارس إبراهيم بن
أحمد بن محمد الفارسي، حدثنا أبو الحسين يحيى بن محمد بن قلب، حدثنا مسبح
ابن حاتم، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة
وحماد بن زيد، أن عبد الله بن المبارك كان يتجر في البز، كان يقول: لولا خمسة ما
اتجرت، فقيل له: يا أبا محمد من الخمسة؟ فقال: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة،
والفضيل بن عياض، ومحمد بن السماك، وابن علية، قال: وكان يخرج فيتجر إلى
خراسان، فكلما ربح من شيء أخذ القوت للعيال ونفقة الحج، والباقي يصل به
إخوانه الخمسة. قال: فقدم سنة فقيل له قد ولى ابن علية القضاء، فلم يأته ولم يصله
بالصرة التي كان يصله بها في كل سنة، فبلغ ابن علية أن ابن المبارك قد قدم، فركب
إليه فتنكس على رأسه فلم يرفع به عبد الله رأسا، ولم يكلمه فانصرف. فلما كان من
غد كتب إليه رقعة: بسم الله الرحمن الرحيم، أسعدك الله بطاعته، وتولاك بحفظه،
وحاطك بحياطته، قد كنت منتظرا لبرك وصلتك أتبرك بها، وجئتك أمس فلم
تكلمني، ورأيتك واجدا علي، فأي شيء رأيت منه؟. فلما وردت الرقعة على عبد الله
ابن المبارك دعا بالدواة والقرطاس وقال: يأبى هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا، ثم
كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم،
234

يا جاعل الدين له بازيا * يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما * كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها * عن ابن عون وابن سيرين
أين رواياتك في سردها * لترك أبواب السلاطين
إن قلت أكرهت فذا باطل * زل حمار العلم في الطين
فلما وقف ابن علية على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ بساط هارون
وقال: يا أمير المؤمنين! الله الله ارحم شيبتي فإني لا أصبر للخطأ، فقال له هارون:
لعل هذا المجنون أغرى عليك؟ فقال: الله الله أنقذني أنقذك الله، فأعفاه من القضاء،
فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك، وجه إليه بالصرة!
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد
ابن البراء، أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان. قال: لما ولى ابن علية صدقات البصرة
كتب إليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات:
يا جاعل الدين له بازيا * يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما * كنت دواء للمجانين
أين رواياتك والقول في * إتيان أبواب السلاطين
أين رواياتك في سردها * عن ابن عون وابن سيرين
إن كنت أكرهت فماذا كذا * زل حمار العلم في الطين
قال: فجعل ابن علية يقرؤها ويبكى.
وقال ابن البراء، أخبرنا علي بن المديني قال: بت عند ابن علية، وما رأيته ضحك
بعد توليه صدقات البصرة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله الدقاق، أخبرنا أبو نصر
أحمد بن محمد بن أحمد بن شجاع البخاري، أخبرنا خلف بن محمد بن الخيام،
أخبرنا سهل بن شادويه قال: سمعت عليا - يعين ابن خشرم - يقول: قلت لوكيع:
رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار، يحتاج من يرده إلى منزله! إذا
235

رأيت البصري يشرب فاتهمه، وإذا رأيت الكوفي يشرب فلا تتهمه. قلت: وكيف؟!
قال الكوفي يشرب تدينا، والبصري يتركه تدينا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت علي بن سهل بن المغيرة قال: حدثنا عفان، حدثنا
حماد بن سلمة. قال: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل بن علية إلا بشمائل يونس بن
عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه. قال عفان مرة أخرى: حتى أحدث ما أحدث. قال
عفان: وكان ابن علية وهو شاب، من العباد بالبصرة.
قلت: والحدث الذي حفظ علي ابن علية، شيء يتعلق بالكلام في القرآن.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن إسحاق الجلاب. قال: قال إبراهيم الحربي - وسأله أبو يعقوب فقال -
دخل ابن علية علي محمد بن هارون فقال له: يا ابن كذا وكذا - أي شتمه - إيش
قلت؟ فقال: أنا تائب إلى الله لم أعلم، أخطأت. فقال: إنما كان حدث بهذا الحديث
" تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان - أو غيايتان - أو فرقان من طير
صواف - يحاجان عن صاحبهما ". قال فقيل لابن علية، ألهما لسانان؟ قال: نعم،
فكيف تكلما! فقيل: إنه يقول القرآن مخلوق، وإنما غلط.
كتب إلى أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان
القرشي أخبرهم قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب. قال: كنا مع أبي سلمة
منصور بن سلمة الخزاعي، فأراد أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال:
حدثنا إسماعيل بن علية فقال: لا ولا كرامة أن يكون إسماعيل بن علية مثل زهير،
ثم قال: أردت زهيرا، ثم قال: ليس من قارف الذنب كمن لا يفارقه، ثم قال: أنا
والله استتبته - يعنى إسماعيل -.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني
الفضل بن زياد. قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وإسماعيل بن
إبراهيم بن علية. قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ فقال: وهيب، كان عبد الرحمن
ابن مهدي يختار وهيبا على إسماعيل. قلت: في حفظه؟ قال: في كل شيء ما زال
236

إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب
على رؤوس الناس؟ فقال: بلى ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث بعد كلامه ذاك إلى
أن مات، ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون - ثم قال لي ابن هارون -
قلت: نعم أعرفه قال: فلما رآه زحف إليه وجعل محمد يقول له: يا ابن... يا ابن. تتكلم
في القرآن!؟ قال: وجعل إسماعيل يقول له: جعله الله فداه زلة من عالم جعله الله
فداه زلة من عالم ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه، كأنه يحكي إسماعيل.
ثم قال لي أبو عبد الله: لعل الله أن يغفر له بها - يعني محمد بن هارون - ثم ردد
الكلام وقال: لعل الله أن يغفر له لإنكاره على إسماعيل. ثم قال: بعد هو ثبت - يعني
إسماعيل - قلت: يا أبا عبد الله إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا لقد
رأيته في المنام كأن وجهه أسود، فقال أبو عبد الله: عافى الله عبد الوهاب. ثم قال:
كان معنا رجل من الأنصار يختلف، فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب وقال:
من أدخل هذا علي؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذاك الكلام، لقد لزمته عشر
سنين إلا أن أغيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف ثم قال: وكان لا ينصف في
الحديث. قلت: كيف كان لا ينصف؟ قال: كان يحدث بالشفاعات، ما أحسن
الإنصاف في كل شيء.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب قال: سمعت سليمان بن
حرب يقول: حماد بن زيد في أيوب أكثر من كل من روى عن أيوب. قال: أما
عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي، ومثل هذا يجيء فيه ما
يجيء وكان يثنى على وهيب بن خالد، إلا أنه يعرض به أنه كان تاجرا قد شغله
سوقه. وأما إسماعيل فكان يعرض فيما دخل فيه، فحضرته يوما وكهل من أهل
بغداد يكلمه، ويفخم أمر إسماعيل ويعظمه، وسليمان يأبى عليه، حتى قال: صار
إليكم فرخص إليكم في شرب المسكر، وعن من أخذ الأمانة؟ أراد المذاهب، فقال
البغدادي: يا أبا أيوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذاك الوقار. وإذا نظرت في
قفاه رأيت الخشوع، فقال سليمان: وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيوب ويونس
وابن عون.
قلت: وقد روى عن ابن علية في القرآن قول أهل الحق.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أحمد بن
الحسن بن عبد الجبار قال: حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت إسماعيل
ابن علية يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
237

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حسن بن
إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله. قال: وابن علية - يعنى ولد - سنة عشر ومائة -
سمعته منه. ومات سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
بشر بن موسى، حدثنا عمرو بن علي. قال: وولد إسماعيل بن علية سنة عشر ومائة،
ومات سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت زياد بن أيوب ومحمود بن خداش يقولان: مات ابن
علية سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن
سفيان، حدثني محمد بن فضيل. قال: كنا بمكة سنة ثلاث وتسعين ومائة، فقدم
علينا راشد الخفاف فقال: دفنا إسماعيل بن علية يوم الخميس لخمس أو ست
بقين من ذي القعدة، وقال: سرنا تسعة أيام.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، أخبرنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي. قال: إسماعيل بن علية ثبت جدا، توفي يوم الثلاثاء
لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن يوم الأربعاء
ببغداد.
3278 - إسماعيل بن أبان، أبو إسحاق الغنوي الكوفي:
حدث عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن جريج،
ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري. روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن
238

عبد الله بن أبي الثلج، وأحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، وأحمد بن الوليد الفحام،
وكان سيئ الحال في الرواية، وقدم بغداد وحدث بها أحاديث تبين الناس كذبه فيها،
فتجنبوا السماع منه، واطرحوا الرواية عنه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد عمرو بن البختري
الرزاز، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا هشام، عن
عروة، عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قط عندي ركعتين بعد العصر.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن،
حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سئل أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وأنا أسمع عن إسماعيل بن أبان الغنوي فقال:
أعطانا كتاب فطر، فإذا هو كتاب عتيق ملحق فيه: فطر عن أبي الطفيل عن علي في
لبس الخضرة. فقيل لأبي عبد الله: كيف ذاك؟ فقال: يصف فيه محمد بن زبيدة وما
كان. قال: أبو عبد الله: فرددت الكتاب. قال له عباس العنبري: فناظرته؟ قال: أي
شيء أناظره في هذا. قال أبو عبد الله: فكتب إلي كتابا إني كنت أطلب هذه
الأحاديث. قال: فلم آته بعد.
أخبرنا علي بن محمد المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا عبد
الله بن أحمد - إجازة - قال: سألت أبي عن إسماعيل بن أبان الغنوي فقال: كتبنا عنه
عن هشام بن عروة وغيره، ثم حدث بأحاديث في الخضرة أحاديث موضوعة، أراه
قال: عن فطر أو غيره فتركناه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين. يقول:
وضع إسماعيل بن أبان الغنوي حديثا عن فطر، عن أبي الطفيل، عن علي قال:
السابع من ولد العباس يلبس الخضرة، حديثا لم يكن منه شيء.
بلغني عن إسحاق بن عبد الله بن أخت يحيى بن معين. قال: سألت أبا زكريا عن
حديث جرير، تبنى مدينة بين دجلة ودجيل. فقال: حديث باطل، لما جاء إسماعيل
ابن أبان إلى هاهنا جاءه أحمد وغيره فإذا هو قد حدث بهذا الحديث عن مسعر فقال
له أحمد: ممن سمعت هذا؟. قال: من مسعر. فدفع الكتاب إليه وما حدث عنه إلى
الساعة.
239

أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان إسماعيل بن أبان يضع الحديث.
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت
يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن أبان الغنوي كذاب لا يكتب حديثه وإسماعيل بن
أبان الوراق ثقة.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: وأما
إسماعيل بن أبان الغنوي فكتبت عنه وتركته، وضعفه جدا.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح العجلي، حدثني أبي قال: إسماعيل بن أبان ضعيف الحديث، يحدث عن ابن
أبي خالد وهشام بن عروة، أدركناه ولم نكتب عنه شيئا.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - لفظا بدمشق - حدثنا عبد
الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي
الإمام، حدثنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
يعقوب الجوزجاني. قال: إسماعيل بن أبان الذي كان يروي بالكوفة عن هشام بن
عروة ظهر منه على الكذب.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملى، حدثنا أبو أحمد بن
فارس، حدثنا البخاري. قال: إسماعيل بن أبان متروك الحديث - هو أبو إسحاق
الخياط الكوفي أراه الغنوي - تركه أحمد.
أخبرنا أبو حازم العبدوي الحافظ قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول:
قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو
إسحاق إسماعيل بن أبان الغنوي الخياط متروك الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن
240

أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبا. قال: إسماعيل بن أبان يروى عن هشام بن
عروة كوفي متروك الحديث.
وأخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الآدمي، حدثنا محمد بن
علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: إسماعيل بن أبان الغنوي متروك
الحديث عنده مناكير.
3279 - إسماعيل بن عمر، أبو المنذر الواسطي:
قال أبو زرعة الرازي: يعد في البغداديين، وذكره محمد بن سعد فيمن كان ببغداد
من العلماء. حدث عن قرة بن خالد، وعيسى بن طهمان، والبراء بن سليم الضبي،
ويونس بن أبي إسحاق، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن مغول وسفيان الثوري
ومالك بن أنس. روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وزهير بن حرب،
ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، والحسن بن
الصباح البزاز، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن
أحمد بن الجنيد الدقاق، والحسن بن مكرم البزاز وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن
إسحاق المادرائي، حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد، حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن
عمر، حدثنا داود بن قيس، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن ابن عباس،
عن علي. قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب أو أقرأ راكعا، أو
ساجدا.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا يحيى بن معين، عن أبي
المنذر، من تجار أهل واسط، ليس به بأس، وهو إسماعيل بن عمر.
241

3280 - إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت، يكنى أبا حيان
- وقيل: أبا عبد الله:
ولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد بعد محمد بن عبد الله الأنصاري فأقام مدة
ثم صرف، وولي قضاء البصرة أيضا لما عزل عنه يحيى بن أكثم، وكان إسماعيل أحد
الفقهاء على مذهب جده أبي حنيفة. وحدث عن أبيه، وعن مالك بن مغول، وعمر
ابن ذر، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، والقاسم بن معن، وأبي شهاب
الحناط. روى عنه غسان بن المفضل الغلابي، وعمر بن إبراهيم الثقفي، وسهل بن
عثمان العسكري، وعبد المؤمن بن علي الرازي.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ولي إسماعيل بن
حماد بن أبي حنيفة قضاء الرصافة سنة أربع وتسعين.
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز - فيما أذن أن نرويه عنه - حدثنا محمد بن
عمر بن سلم. قال: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضاه محمد بن هارون
الأمين على الجانب الشرقي بعد أن عزل محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو من كبار
الفقهاء.
قلت: وبلغني أن ولايته قضاء البصرة كانت سنة عشر ومائتين، فأقام بها سنة ثم
عزل بعيسى بن أبان.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني محمد بن
أحمد التنوخي، حدثنا ابن حيان - وهو وكيع القاضي - أخبرني إبراهيم بن أبي
عثمان، عن العباس بن ميمون قال: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري. يقول: ما
ولي القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حماد بن أبي
حنيفة! فقال له أبو بكر الجبى: يا أبا عبد الله ولا الحسن بن أبي الحسن؟! قال: لا
والله! ولا الحسن.
قال ابن حيان: وأخبرني أبو العيناء قال: قال رجل لإسماعيل: قد ذهب نصفك،
قال: لو بقيت منى شعرة لبقي منها ما يقضي عليك!.
وقال ابن حيان: عن أبي العيناء. قال: لما ولي إسماعيل البصرة دس إليه الأنصاري
- يعنى محمد بن عبد الله - إنسانا يسأله عن مسألة فقال: أبقى الله القاضي، رجل
242

قال لامرأته. فقطع عليه إسماعيل وقال: قل للذي دسك إن القضاة لا تفتى.
أخبرنا الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا محمد بن أحمد
الكاتب، حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم قال: قال إسماعيل بن حماد بن أبي
حنيفة: ما ورد علي مثل امرأة تقدمت إلي فقالت: أيها القاضي، ابن عمي زوجني من
هذا ولم أعلم، فلما علمت رددت، قال: فقلت لها: ومتى رددت؟ قالت: وقت
علمت، قلت: ومتى علمت؟ قال: وقت رددت، قال: فما رأيت مثلها.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا،
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال: قال أبو عبد الله محمد بن القاسم:
لما عزل إسماعيل بن حماد عن البصرة شيعوه. فقالوا: عففت عن أموالنا وعن دمائنا،
فقال إسماعيل بن حماد: وعن أبنائكم!! يعرض بيحيى بن أكثم في اللواط.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو العيناء. قال: قال إسماعيل بن حماد
ابن أبي حنيفة قال لي المأمون: ما أطلق بشرك! قال: قلت: إنه يقوم علينا رخيصا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن
مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال: قال أبو علي صالح بن محمد:
إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة كان جهميا ليس هو بثقة. أخبرني البرقاني، حدثني
محمد بن أحمد بن محمد الآدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن
يحيى الساجي، حدثني أبو حاتم الرازي، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال:
سمعت سعيد بن سالم الباهلي يقول: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة - في
دار المأمون - يقول: القرآن مخلوق، وهو ديني ودين أبي ودين جدي. بلغني أنه توفي
في سنة اثنتي عشرة ومائتين.
3281 - إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير بن ذي مران بن شرحبيل بن
ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان - وهو
أو سلة - بن مالك بن زيد بن أو سلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان
ابن سبأ، أبو عمر الهمداني الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن أبيه وعن بيان بن بشر الأحمسي، وإسماعيل بن أبي
243

خالد، وأبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب. روى عنه ابنه عمر بن إسماعيل،
وإبراهيم بن زياد سبلان، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، ومسعد بن زنبور،
وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي، حدثنا جدي. قال: وفي كتابي عن
يحيى بن معين في عرض ما سمعت منه قال: حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن بيان،
عن وبرة، عن همام بن الحارث. قال: قال عمار بن ياسر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما
معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر. قال جدي: ولم أر على هذا الحديث علامة
السماع.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن
مجالد كان يكون عندنا ببغداد.
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف
الصيرفي، أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهني. قال: قال لي
أحمد: إسماعيل بن مجالد كان هاهنا ببغداد، قلت: أدركته؟ قال: نعم. قلت:
سمعت منه؟ قال: لا، قلت: من أين هو؟ قال: كوفي.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان ومكرم بن
أحمد. قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت يحيى بن معين عن
إسماعيل بن مجالد بن سعيد فقال: قد كتبت عنه، كان يحدث عن أبي إسحاق
وسماك، وبيان، ليس به بأس.
قال عبد الله بن أحمد: وسألت أبي فقال: ما أراه إلا صدوقا.
أخبرني الصيمري، حدثنا الرازي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا أحمد بن زهير
قال: سمعت يحيى بن معين يقول.
244

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد
ابن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن
مجالد ثقة.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني. قال: إسماعيل بن مجالد بن سعيد غير محمود.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة - يعنى الرازي -
فإسماعيل بن مجالد كيف هو؟ قال: ليس هو ممن يكذب بمرة، هو وسط.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: إسماعيل بن مجالد هو
أثبت من مجالد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: إسماعيل بن مجالد ليس بالقوي.
3282 - إسماعيل بن إبراهيم، أبو سعيد الأقرع:
حدث عن مالك بن أنس. روى عنه أحمد بن خالد الخلال.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي، حدثنا القاسم بن زكريا المطرز، حدثنا أحمد بن خالد الخلال، حدثنا أبو
سعيد الأقرع - إسماعيل بن إبراهيم - عن مالك، عن أبي بكر بن نافع، عن نافع، عن
ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اعفوا اللحى ".
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: إسماعيل بن إبراهيم أبو سعيد
الأقرع بغدادي.
245

3283 - إسماعيل بن داود الجوزي:
روى عن مالك بن أنس حكاية، ولم يقع إلى له رواية سواها.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن
حماد قال: حدثنا يحيى بن محمد أبو القاسم الدقاق، حدثنا محمد بن صالح، حدثنا
إسماعيل بن داود الجوزي، عن مالك بن أنس. قال: لو كان هذا الحديث هو
المعمول له لعملت به الأئمة، أبو بكر وعمر وعثمان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يصلي
الإمام قاعدا، ومن خلفه قعودا.
قال علي بن عمر: إسماعيل بن داود الجوزي بغدادي.
3284 - إسماعيل بن يحيى بن عبد الله بن طلحة بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، يكنى أبا يحيى:
وهو كوفي، حدث عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام، وأبي حنيفة،
وسفيان الثوري، ومالك بن أنس. روى عنه أبو معمر صالح بن حرب، والحسن بن
يزيد الجصاص، ومحمد بن حرب النشائي، وسعدان بن يزيد العسكري، ومحمد بن
يحيى بن رزين المصيصي، ويحيى بن عبيد الله الذي يروى عنه عبد الله بن المبارك،
هو أبوه.
ونسب بعض الناس إسماعيل بن يحيى إلى أنه من أهل بغداد، وليس بغداديا، إنما
هو كوفي، وأراه حدث ببغداد فنسب إليها.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا منصور البوسنجي - بها - حدثنا أحمد بن جعفر
ابن نصر الجمال، حدثنا العباس بن إسماعيل الرقي قال: حدثنا إسماعيل بن يحيى
البغدادي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سمع سورة يس عدلت له عشرين دينارا في سبيل الله، ومن
قرأها عدلت عشرين حجة، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين، وألف نور،
وألف بركة، وألف رحمة، وألف رزق، ونزعت منه كل غل وداء ".
أخبرنا الصيمري قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن
246

سعيد قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة. قال: سمعت رجلا قال لابن نمير -
وذكره له حديثا عن أبي حنيفة - فقال: من روى هذا عنه؟ قال: إسماعيل بن يحيى
التيمي. فقال: دع ذا عنك، أنا لا أعتد على أبي حنيفة ولا غيره بشيء يرويه عنه
إسماعيل بن يحيى.
أخبرنا الحسن بن محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن
القاسم الدهان، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الحراني. قال: سمعت أبا عمر هلالا
- يعنى ابن العلاء الرقي - يقول: قدم علينا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي،
فنزل دار المضرب على قوم لا يجمل به النزول على مثلهم، فكان أول ما حدثنا قال:
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، ثم ذكر مسعرا وغيره. وكان ها هنا وراق يكنى أبا
عبيد الله يكتب الحديث وكان مما حدثنا إسماعيل بحديث أبي سنان عن الضحاك عن
النزال إلا أنه أقصر من حديث إسحاق الأزرق، فأتاه أبو عبيد الله الوراق فقال:
القاضي يدعوك، فخرجنا معه نصرة له وغضبا له حتى دخل على عبد الرحمن بن
إسحاق القاضي ودخلنا معه، فقال له عبد الرحمن: أين منزلك؟ قال: بالكوفة في
الكناسة قال: مثلك في هذا النسب والسن لا يعرف بالكوفة؟ قال: خرجت منها زمان
المهدى صلوات الله عليه، قال أبو عمر: فلما سمعتها منه ذهب من قلبي، وكان عبد
الله بن جعفر حاضر للمجلس فقال: قدم علينا أيام ابن علية فزعم أنه من آل ابن أبي
مليكة.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي كذاب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني. قال: إسماعيل بن يحيى التيمي
يحدث عن الثقات بما لا يتابع عليه.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: إسماعيل بن يحيى بن عبيد
الله التيمي كوفي الأصل ضعيف متروك الحديث.
3285 - إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، واسم أبي إسماعيل: إبراهيم بن
سليمان بن رزين:
حدث عن أبيه، وعن سليمان بن أرقم. وروى عن مالك بن أنس روى عنه
معاوية بن صالح الأشعري، والحارث بن أبي أسامة التميمي.
247

أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحربي، حدثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي، حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثنا إسماعيل بن أبي
إسماعيل المؤدب، حدثنا سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من الرزقة يمن ".
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق - قراءة -. قال: قال لنا أبو الفتح محمد
ابن الحسين الأزدي الحافظ: إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب ضعيف منكر
الحديث.
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني - وحدثنيه أحمد بن أبي جعفر القطيعي عنه.
قال: إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، واسم أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان -
ضعيف لا يحتج به.
3286 - إسماعيل بن زياد الدولابي:
حدث عن مالك بن أنس، وأبي يوسف القاضي. روى عنه ابنه محمد بن
إسماعيل.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ. قال: إسماعيل بن زياد الدولابي
بغدادي.
3287 - إسماعيل بن أبي مسعود، أبو إسحاق، كاتب الواقدي:
حدث عن عباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس الأودي، وخلف بن خليفة
الأشجعي. روى عنه إبراهيم بن عبد الرزاق، وعباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم
العاقولي.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي. وأبو سعيد محمد بن
موسى بن الفضل الصيرفي - جميعا بنيسابور - قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود، حدثنا
عبد الله بن إدريس، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. قال: قال
رسول الله
248

صلى الله عليه وسلم: " لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماوات، وشهده
سبعون ألفا من الملائكة لم يهبطوا إلى الأرض قبل ذلك ولقد ضم ضمة ثم أفرج
عنه " - يعنى سعد بن معاذ - واللفظ لحديث الدوري.
حدثت عن يوسف بن عمر القواس قال: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص،
حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود - أبو إسحاق، كتبنا
عنه في منزل عمرو الناقد -.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
الأبهري، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا أحمد بن محمد بن
السكن، حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود بغدادي ثقة.
3288 - إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، أبو إسحاق العنزي،
المعروف بأبي العتاهية الشاعر:
أصله من عين التمر، ومنشؤه الكوفة، ثم سكن بغداد. وأبو العتاهية لقب لقب به
لاضطراب كان فيه. وقيل بل كان يحب المجون والخلاعة فكنى لعتوه أبا العتاهية،
وهو أحد من سار قوله، وانتشر شعره، وشاع ذكره، ويقال إن أحدا لم يجتمع له
ديوانه بكماله لعظمه، وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما، ثم تنسك وعدل
عن ذلك إلى الشعر في الزهد وطريقة الوعظ، فأحسن القول فيه، وجود وأربى على
كل من ذهب ذلك المذهب. وأكثر شعره حكم وأمثال، وكان سهل القول، قريب
المأخذ، بعيدا من التكلف، متقدما في الطبع.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عبيد الله
ابن عبد الرحمن السكري، حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق، حدثني علي بن
الحسن بن عبيد الشيباني، حدثني هارون بن سعدان. قال: كنت جالسا مع أبي نواس
249

في بعض طرق بغداد وجعل الناس يمرون به وهو ممدود الرجل بين بني هاشم
وفتيانهم، والقواد وأبنائهم، ووجوه أهل بغداد، فكل يسلم عليه فلا يقوم إلى أحد
منهم، ولا يقبض رجله إليه، إذ أقبل شيخ راكبا على حمار مريسي، وعليه ثوبان
ديبقيان، قميص ورداء، قد تقنع به ورده على أذنيه فوثب إليه أبو نواس، وأمسك
الشيخ عليه حماره واعتنقا، وجعل أبو نواس يحادثه وهو قائم على رجليه، فمكثا
بذلك مليا حتى رأيت أبا نواس يرفع إحدى رجليه ويضعها على الأخرى مستريحا من
الإعياء، ثم انصرف الشيخ، وأقبل أبو نواس فجلس في مكانه، فقال له بعض من
بالحضرة: من هذا الشيخ الذي رأيتك تعظمه هذا الإعظام، وتجله هذا الإجلال؟
فقال: هذا إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية، فقال له السائل: لم أجللته هذا الإجلال؟
وساعة منك عند الناس أكثر منه! قال: ويحك لا تفعل، فوالله ما رأيته قط إلا
توهمت أنه سماوي وأنا أرضي.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا علي بن الحسن الرازي. أخبرنا
الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا ابن أبي سعد. قال: حدثني محمد بن عبد
الرحمن بن معاوية المهلبي. حدثني أبو تمام. قال: تكتب من شعر أبي العتاهية خمسة
أبيات، فإن أحدا لم يشركه فيها ولا تهيأ لأحد مثلها قوله:
الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن
والذي قال في أحمد بن يوسف:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى * وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
وقوله في موسى أمير المؤمنين:
ولما استقلوا بأثقالهم * وقد أزمعوا بالذي أزمعوا
قرنت التفاتي بآثارهم * وأتبعتهم مقلة تدمع
وقوله:
هب الدنيا تساق إليك عفوا * أليس مصير ذاك إلى زوال؟!
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرنا إبراهيم
ابن محمد بن عرفة، عن محمد بن زيد النحوي. قال: لا أعلم شيئا من غزل أبي
العتاهية ومديحه يخلو من صنعة، وربما كانت من القصيدة في موضعين، فمن شعره
الذي كان يستطرف قوله:
250

آه من غمى وكربي * آه من شدة حبي
ما أشد الحب يا سبحانك * اللهم ربي
لم أنل منه نوالا * غير أن كدر شربي
أنت ممن خلق الرحمان * من ذي الخلق حسبي
ولقد قلت وجمر ال‍ * حب قد أقرح قلبي
يا بلائي من غزال * قد سبأ قلبي ولبى
قال: ومن مليح أشعاره قوله:
من لم يذق لصبابة طعما * فلقد أحطت بطعمها علما
إني منحت مودتي سكنا * فرأيته قد عدها جرما
يا عتب ما أنا عن صنيعك بي * أعمى ولكن الهوى أعمى
والله ما أبقيت من جسدي * لحما ولا أبقيت لي عظما
إن الذي لم يدر ما كلفي * ليرى على وجهي به وسما
قال: ومن شعره المختار قوله:
يا عتب هجرك مورثي الأدواء * والهجر ليس لودنا بجزاء
يا صاحبي لقد لقيت من الهوى * جهدا وكل مذلة وعناء
علق الفؤاد بحبها من شقوتي * والحب داعية لكل بلاء
إني لأرجوها وأحذرها فقد * أصبحت بين مخافة ورجاء
بخلت علي بودها وصفائها * ومنحتها ودي ومحض صفائي
فتخالف الأهواء فيما بيننا * والموت عند تخالف الأهواء
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس بن محمد الخزاز، حدثنا محمد
ابن المرزبان، أخبرني عبد الله بن محمد قال: أخبرني الحسين بن عبد الرحمن. قال:
قال الرشيد لأبي العتاهية: الناس يزعمون أنك زنديق؟ فقال: يا سيدي كيف أكون
زنديقا وأنا القائل:
أيا عجبي كيف يعصي الإله * أم كيف يجحده جاحد؟
ولله في كل تحريكة * وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد
251

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب،
حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، حدثني أبو الفضل ميمون بن هارون قال:
حدثني أبو العبر قال: جلس منصور بن عمار بعض مجالسه، فحمد الله وأثنى عليه
وقال: إني أشهدكم أن أبا العتاهية زنديق، فبلغ ذلك أبا العتاهية فكتب إليه:
إن يوم الحساب يوم عسير * ليس للظالمين فيه نصير
فاتخذ عدة لمطلع القبر وهول * الصراط يا منصور
ووجه بها أبو العتاهية إلى منصور، فندم على قوله وحمد الله وأثنى عليه وقال:
أشهدكم أن أبا العتاهية قد اعترف بالموت والبعث، ومن اعترف بذلك فقد برئ مما
قذف به.
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني محمد
ابن يحيى. قال: حدثني محمد بن موسى البربري، أخبرني أبو عبد الله محمد بن
علي الهاشمي، عن أبي شعيب أحمد بن يزيد - صاحب ابن أبي دؤاد - قال: قلت
لأبي العتاهية: يا أبا إسحاق، حدثني بقصتك مع عتبة؟ فقال لي: أحدثك، قدمنا من
الكوفة ثلاثة فتيان شبابا أدباء، وليس لنا ببغداد من نقصده، فنزلنا غرفة بالقرب من
الجسر، فكنا نبكر فنجلس في المسجد الذي بباب الجسر في كل غداة، فمرت بنا يوما
امرأة راكبة معها خدم سودان، فقلنا: من هذه؟ قالوا: خالصة، فقال أحدنا: قد
عشقت خالصة وعمل فيها شعرا. فأعناه عليه، ثم لم نلبث أن مرت أخرى راكبة
معها خدم بيضان، فقلنا: من هذه؟ فقالوا: عتبة، فقلت: قد عشقت عتبة، فلم نزل
كذلك في كل يوم إلى أن التأمت لنا أشعار كثيرة، فدفع صاحبي بشعره إلى خالصة،
ودفعت أنا بشعري إلى عتبة، وألححنا إلحاحا شديدا، فمرة تقبل أشعارنا، ومرة نطرد،
إلى أن أجدوا في طردنا، فجلست عتبة يوما في أصحاب الجوهر، ومضيت فلبست
ثياب راهب ودفعت ثيابي إلى إنسان كان معي، وسألت عن رجل كبير من أهل
السوق، فدللت على شيخ صايغ، فجئت إليه فقلت: إني قد رغبت في الإسلام على
يدي هذه المرأة، فقام معي وجمع جماعة من أهل السوق وجاءها فقال: إن الله قد
ساق إليك أجرا، هذا راهب قد رغب في الإسلام على يديك، فقالت: هاتوه،
فدنوت منها فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وقطعت
الزنار ودنوت فقبلت يدها، فلما فعلت ذلك رفعت البرنس فعرفتني فقالت: نحوه لعنه
الله، فقالوا: لا تلعنيه فقد أسلم! فقالت: إنما فعلت ذلك لقذره، فعرضوا علي كسوة،
252

فقلت ليس لي حاجة إلى هذه، وإنما أردت أن أشرف بولائها، فالحمد لله الذي من
علي بحضوركم، وجلست، فجعلوا يعلمونني الحمد! وصليت معهم العصر، وأنا في
ذاك بين يديها أنظر إليها لا تقدر لي على حيلة، فلما انصرفت لقيت خالصة فشكت
إليها فقالت: ليس يخلو هذان من أن يكونا عاشقين، أو مستأكلين، فصح عزمهما
على امتحاننا بمال على أن ندع التعرض لهما، فإن قبلنا المال فنحن مستأكلان، وإن
لم نقبله فنحن عاشقان.
فلما كان الغد مرت خالصة، فعرض لها صاحبها، فقال له الخدم: اتبعنا فاتبعهم،
ثم لم نلبث أن مرت عتبة، فقال لي الخدم: اتبعنا فاتبعتهم، فمضت بي إلى منزل
خليط لها بزاز، فلما جلست دعت بي فقالت لي: يا هذا إنك شاب وأرى لك أدبا
وأنا حرمة خليفة، وقد تأنيتك، فإن أنت كففت وإلا أنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين، ثم
لم آمن عليك. قلت: فافعلي بأبي أنت وأمي فإنك إن سفكت دمى أرحتني، فأسئلك
بالله إلا فعلت ذلك، إذ لم يكن لي فيك نصيب، فإما الحبس والحياة ولا أراك فأنت
في حرج من ذاك، فقالت: لا تفعل يا هذا وأبق على نفسك، وخذ هذه الخمسمائة
الدينار واخرج عن هذه البلد، فلما سمعت ذكر المال وليت هاربا فقالت: ردوه، فلم
تزل تردني، فقلت: جعلت فداك، ما أصنع بعرض من الدنيا وأنا لا أراك، وإنك
لتبطئين يوما واحدا عن الركوب فتضيق بي الأرض بما رحبت، وهي تأبى إلا ذكر
المال حتى جعلت لي ألف دينار، فأبيت وجاذبتها مجاذبة شديدة، وقلت لو أعطيتني
جميع ما يحويه الخليفة ما كانت لي فيه حاجة وأنا لا أراك بعد أن أجد السبيل إلى
رؤيتك، وخرجت فجئت الغرفة التي كنا ننزلها، فإذا صاحبي مورم الأذنين، وقد
امتحن بمثل محنتي، فلما مد يده إلى المال صفعوه، وحلفت خالصة لئن رأته بعد ذلك
لتودعنه الحبس، فاستشارني في المقام فقلت: أخرج وإياك أن تقدر عليك، ثم التقتا
فأخبرت كل واحدة صاحبتها الخبر، وأحمدتني عتبة وصح عندها أنى محب محق، فلما
كان بعد أيام دعتني عتبة فقالت: بحياتي عليك - إن كنت تعزها - إلا أخذت ما
يعطيك الخادم فأصلحت به من شأنك، فقد غمني سوء حالك، فامتنعت فقالت:
ليس هذا مما تظن، ولكني لا أحب أن أراك في هذا الزي، فقلت: لو أمكنني أن تريني
في زي المهدى لفعلت ذلك، فأقسمت علي فأخذت الصرة فإذا فيها ثلاثمائة دينار،
فاكتسيت كسوة حسنة، واشتريت حمارا.
أخبرنا أبو حنيفة عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدب، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة،
253

حدثنا عتاهية بن أبي عتاهية قال: أقبل أبي يمدح المهدى ويجتهد في الوصول إليه، فلما
تطاولت أيامه أحب أن يشهر نفسه بأمر يصل به إليه، فلما بصر بعتبة راكبة في جمع
من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة، تعرض لها وأمل أن يكون تولعه بها هو السبب
الموصل له إلى حاجته، وانهمك في التشبيب والتعرض في كل مكان لها، والتفرد
بذكرها وإظهار شدة عشقها، وكان أول شعر قاله فيها:
راعني يا زيد صوت الغراب * بحذاري للبين من أحبابي
يا بلائي ويا تقلقل أحشائي * وتعسي لطائر نعاب
أفصح البين بالنعيب وما أفصح * لي في نعيبه بالإياب
فاستهلت مدامعي جزعا منه * بدمع ينهل بالتسكاب
ومنعت الرقاد حتى كأني * أرمد العين أو كحلت بصاب
قلت للقلب إذ طوى وصل سعدى * لهواه البعيد بالأنساب
أنت مثل الذي يقر من القطر * حذار الندى إلى الميزاب
وهي طويلة وقال في عتبة:
ولقد طربت إليك حتى * صرت من ألم التصابي
يجد الجليس إذا دنا * ريح الصبابة من ثيابي!!
وقال فيها أيضا:
وإني لمعذور على طول حبها * لأن لها وجها يدل على عذري
إذا ما بدت والبدر ليلة تمه * رأيت لها فضلا مبينا على البدر
وتهتز من تحت الثياب كأنها * قضيب من الريحان في ورق خضر
أبى الله إلا أن أموت صبابة * بساحرة العينين طيبة النشر
وتبسم عن ثغر نقى كأنه * من اللؤلؤ المكنون في صدف البحر
يخبرني عنه السواك بطيبه * ولست به لولا السواك بذي خبر
أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا،
حدثنا أحمد بن إبراهيم الطبري، حدثني علي بن محمد بن أبي عمرو البكري بن بكر
ابن وائل، حدثني علي بن عثمان قال: حدثني أشجع السلمي. قال: أذن لنا المهدي
254

والشعراء في الدخول عليه، فدخلنا، فأمرنا بالجلوس، واتفق أن جلس إلى جنبي بشار،
وسكت المهدى، وسكت الناس، فسمع بشار حسا، فقال لي: يا أشجع من هذا؟
فقلت: أبو العتاهية. قال: فقال لي: أتراه ينشد في هذا المحفل؟! فقلت: أحسب
سيفعل، قال: فأمره المهدي أن ينشد فأنشده:
ألا ما لسيدتي مالها
قال: فنخسني بمرفقه ثم قال لي: ويحك، ما رأيت أجسر من هذا ينشد مثل هذا
الشعر في هذا الموضع! حتى بلغ إلى هذا الموضع:
أتته الخلافة منقادة * إليه تجرر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له * ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره * لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات النفوس * لما قبل الله أعمالها
قال: فقال بشار: انظر ويحك يا أشجع، هل طار الخليفة عن فراشه! قال: لا،
والله ما انصرف أحد من ذلك المجلس بجائزة غير أبى العتاهية.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي. قال: قال لي أبو عبد الله محمد بن القاسم،
أخبرنا العتبي قال: رؤى مروان بن أبي حفصة واقفا بباب الجسر، كئيبا آسفا، ينكت
بسوطه في معرفة دابته فقيل له: يا أبا السمط ما الذي نراه بك؟ قال: أخبركم
بالعجب، مدحت أمير المؤمنين فوصفت له ناقتي من خطامها إلى خفيها، ووصفت
الفيافي من اليمامة إلى بابه أرضا أرضا، ورملة رملة، حتى إذا أشفيت منه على غناء
الدهر، جاء ابن بياعة النخاخير - يعني أبا العتاهية - فأنشده بيتين فضعضع بهما
شعري، وسواه في الجائزة بي! فقيل له: وما البيتان؟ فأنشد:
إن المطايا تشتكيك لأنها * تطوى إليك سباسبا ورمالا
فإذا رحلن بنا رحلن مخفة * وإذا رجعن بنا رجعنا ثقالا
أخبرنا أبو حنيفة المؤدب، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن القاسم
الكوكبي، حدثنا عسل بن ذكوان، أخبرنا دماذ عن حماد بن شقيق قال: قال أبو
255

سلمة الغنوي: قلت لأبي العتاهية: ما الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟
قال: إذا والله أخبرك، إني لما قلت:
الله بيني وبين مولاتي * أهدت لي الصد والملالات
منحتها مهجتي وخالصتي * فكان هجرانها مكافاتي
هيمني حبها وصيرني * أحدوثة في جميع جاراتي
رأيت في المنام في تلك الليلة كان آتيا أتاني فقال: ما أصبت أحدا تدخله بينك
وبين عتبة يحكم لك عليها بالمعصية إلا الله تعالى؟ فانتبهت مذعورا وتبت إلى الله تعالى
من ساعتي من قول الغزل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر
الطوماري، حدثنا أبو العباس المبرد عن الرياشي. قال: أقبل أبو العتاهية ومعه سلة
محاجم، فجلس إلينا وقال: لست أبرح أو تأتوني بمن أحجمه، فجئنا ببعض عبيدنا،
فحجمه ثم أنشأ يقول:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم * وحبك للدنيا هو الذل والعدم
وليس على عبد تقى نقيصة * إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
ابن أحمد بن البراء قال: حدثت عن يحيى بن معين قال: سمعت أبا العتاهية ينشد:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم * وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وذكر البيت الثاني مثل ما تقدم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا أحمد بن محمد
ابن إسحاق الوراق، حدثنا أحمد بن عبد الله الكوفي، حدثنا ابن أبي شيخ قال:
بكرت إلى سكة ابن نيبخت في حاجة، فرأيت أبا نواس في السكة، فجلست إليه فمر
بنا أبو العتاهية على حمار، فسلم ثم أومأ برأسه إلى أبى نواس وأنشأ يقول:
لا ترقدن لعينك السهر * وانظر إلى ما تصنع الغير *
انظر إلى غير مصرفة * إن كان ينفع عينك النظر
وإذا سألت فلم تجد أحدا * فسل الزمان فعنده الخبر
أنت الذي لا شيء تملكه * وأحق منك بمالك القدر
قال: فنظر لي أبو نواس ثم قال: (أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون) [الطور 15].
256

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد
ابن البراء، حدثنا أحمد بن علي بن مرزوق. قال: دخلت على أبى العتاهية في مرضه
الذي مات فيه - وكان له صديقا - وكان أبو العتاهية قد أغمض عينيه، قال: فقالوا
لي: كلمه. فقلت أبا إسحاق! فلما سمع صوتي فتح عينيه، فقلت له: أعزز على
العلماء بمصرعك. قال: فقال لي أبو العتاهية:
ستمضي مع الأيام كل مصيبة * وتحدث أحداث تنسى المصائبا
ثم أغمض عينيه وخفت.
قال ابن البراء: وأنشدني لأبي العتاهية وهو يكيد بنفسه:
يا نفس قد مثلت حالي * هذه لك منذ حين
وشككت أنى ناصح * لك فاستملت إلى الظنون
فتأملي ضعف الحرا * ك وكله بعد السكون
وتيقني أن الذي * بك من علامات المنون
أخبرنا إبراهيم بن مخلد - إجازة - أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي،
أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد. قال: سنة إحدى عشرة ومائتين
فيها مات أبو العتاهية الشاعر يوم الاثنين لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: مات أبو
العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان الجرار مولى عنزة فيما ذكر، سنة
ثلاث عشرة ومائتين ببغداد.
قلت: ذكر محمد بن أبي العتاهية أن أبا العتاهية ولد في سنة ثلاثين ومائة، وأنه
مات ببغداد وقبره على نهر عيسى قبالة قنطرة الزياتين.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق. قال: سمعت عبيد الله بن أحمد بن علي
المقرى يقول: سمعت محمد بن مخلد العطار يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم
البغوي يقول: قرأت على قبر أبى العتاهية:
أذن حي تسمعي * اسمعي ثم عي وعي
أنا رهن بمضجعي * فاحذري مثل مصرعي
عشت تسعين حجة * ثم فارقت مجمعي
ليس زاد سوى التقى * فخذي منه أو دعي
257

3289 - إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب، أبو الحسن:
كان من وجوه بني هاشم وأفاضلهم، وتوفي ببغداد على ما أخبرني الحسن بن أبي
بكر، قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان
الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي.
قال: سنة ست عشرة ومائتين فيها مات إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن
عبد الله بن العباس ببغداد، وهو ابن سبعين سنة، ويكنى أبا الحسن، وكان طويلا
يخضب بالحناء.
3290 - إسماعيل بن عبد الله، أبو شيخ:
حدث عن علي بن يسار، أو سيار - شيخ له مجهول - روى عنه أحمد بن إبراهيم
ابن ملحان، ولا يحفظ له سوى حديث واحد.
أخبرناه عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وعلي بن محمد بن علي الإيادي
قال علي: حدثنا، وقال الآخر: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا
أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا إسماعيل بن عبد الله - المعروف بأبي شيخ -
حدثنا علي بن يسار قال: وجهني الخرسي إلى عبد الصمد بن علي الهاشمي فأتيته
وعنده خيل تعرض عليه، فمر به فرس أشقر فقال: حدثني أبي عن جدي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الخيل في نواصي شقرها الخير ".
رواه أحمد بن يوسف بن خلاد العطار عن ابن ملحان فقال: علي بن سيار.
حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: إسماعيل بن عبد الله أبو شيخ البغدادي
متروك الحديث.
3291 - إسماعيل بن سيار بن مهدي، أبو زيد الصائغ:
حدث عن عبد القدوس بن حبيب الشامي. روى عنه ابنه زيد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
258

أخبرنا زيد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا أبي، حدثنا عبد القدوس عن مكحول، عن
أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا قطع في زمن المجاع ".
3292 - إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، أبو الحسن السكري الرقي:
قدم بغداد وحدث بها عن حماد بن زيد، وعبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي،
وعبد الوهاب الثقفي، وشريك بن عبد الله النخعي، وداود بن الزبرقان. روى عنه أبو
بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن الفضل بن جابر
السقطي، وإسحاق بن سنين الختلي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وغيرهم.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال، حدثنا عبد الصمد بن علي
الطستي - إملاء - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن
زرارة الرقي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك. أن النبي
صلى الله عليه وسلم حين ثقل جعل يتغشاه الكرب، فأسندته فاطمة إلى صدرها قالت: يا كرب أبتاه،
قال: " إنه لا كرب على أبيك بعد اليوم " ثم قالت حين قبض يا أبتاه من ربه ما أدناه،
يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه أجاب ربا دعاه. قال
أنس: قالت لي فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟
حدثني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إسماعيل بن
عبد الله السكري ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، والحسن بن محمد بن عمر النرسي.
قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان، حدثنا أبو علي محمد
ابن سعيد بن عبد الرحمن الحراني قال: سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن
زرارة يقول: مات أبى بالبصرة سنة تسع وعشرين ومائتين.
3293 - إسماعيل بن عيسى العطار:
سمع إسماعيل بن زكريا الخلقاني، والمسيب بن شريك، وخلف بن خليفة،
259

ومحمد بن الفضل بن عطية، وهياج بن بسطام، وداود بن الزبرقان، وزياد بن عبد
الله البكائي، وطاهر بن عمرو النصيبي، وغيرهم. وروى عن أبي حذيفة إسحاق بن
بشر البخاري كتاب المبتدأ والفتوح. روى عنه الحسن بن علوية القطان، وكان ثقة،
وأحمد بن علي بن جابر البربهاري، ومحمد بن السري بن مهران، وإسماعيل بن
الفضل البلخي، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أحمد بن علي
البربهاري، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدثنا المعلى عن ليث عن مجاهد، عن
ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب الجلالة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عيسى بن الهيثم
التمار، حدثنا أبو محمد عبيد بن محمد بن خلف البزار. قال: مات إسماعيل بن
عيسى العطار في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
3294 - إسماعيل بن شداد المقرئ:
يقال إنه كان من أضبط الناس لقراءة حمزة بن حبيب الزيات، وكان قرأ بها على
سليم بن عيسى، وأقرأ بها دهرا طويلا ببغداد، قرأ عليه أحمد بن علي الخزاز. روى
عنه يحيى بن أبي طالب، عن سفيان بن عيينة.
3295 - إسماعيل بن إبراهيم بن شداد، الخراساني:
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ قال: حدثنا سعيد بن
علي بن الخليل البزار - بنصيبين - أخبرنا مبارك بن عبد الله، حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم بن شداد الخراساني - ببغداد - حدثنا داود بن الزبرقان، عن الأعمش، عن أبي
وائل، عن حذيفة. أنه مر برجل فقيل له إن هذا يبلغ الأمراء، فقال حذيفة: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة قتات " - يعنى نماما.
3296 - إسماعيل بن ذواد:
حدث عن ذواد بن علية الحارثي حديثا منكرا. رواه عنه محمد بن أحمد بن
السكن صاحب الطعام.
260

أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا محمد بن جعفر المطيري،
حدثنا محمد بن أحمد بن السكن، حدثنا إسماعيل بن ذواد - بغدادي - حدثنا ذواد
ابن علية عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن عبد الله
ابن عمرو. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ملك اثنا عشر من بنى كعب بن لؤي كان
النقف والنقاف إلى يوم القيامة ".
قال ذواد: قال لي عبد الله بن عثمان وأنا أطوف معه: ورب هذه البنية لقد
حدثتك كما حدثني أبو الطفيل عامر بن واثلة.
3297 - إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، أبو إبراهيم الترجماني:
سمع شعيب بن صفوان التميمي، وإسماعيل بن عياش، وعامر بن يساف،
وصالحا المري، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد، وداود بن الزبرقان، وهشيم بن
بشير، وأبا حفص الأبار. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وصالح بن محمد جزرة،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال: رأيت أبا إبراهيم جاء يوما فسلم
على أبي فقال لي: إيش يحدث؟ فقلت: يحدث عن شعيب بن صفوان، عن عطاء بن
السائب، عن سعيد بن جبير " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ". قال: الأثيم أبو
جهل. فكتبه وكتب معه أحاديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي - ببغداد - وعبد الوهاب بن الحسين بن عمر
ابن برهان الغزال - بصور - قالا: أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا أبو
الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي. قال: قال لي عبد الله بن أحمد بن
حنبل قال لي أبي: اذهب إلى أبي إبراهيم الترجماني فأقرئه السلام وقل له: وجه
261

إلي بكتاب شعيب بن صفوان، قال: فجئت إليه فأقرأته من أبي السلام وقلت له:
يقول لك أبي ابعث إلي بكتاب شعيب بن صفوان. قال: نعم يا أبا مسعود أخرج
كتاب شعيب بن صفوان، قال: فأخرجه فدفعه إلي، قال: فجئت به إلى أبي، قال:
فجعل ينظر فيه، قال: ثم قال لي: ما رأيت أحسن من هذه الأحاديث! اكتب، قال:
فجعل ينتقي ويملى علي، قال: ثم ذهب أبي وذهبت معه إلى أبي إبراهيم فقرأها علينا.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن
أحمد. قال: سألت أبي عن أبي إبراهيم الترجماني فقال: كان مع أبي أيوب وليس
به بأس.
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان - هو
الفامي -. قال: قال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين عن أبي إبراهيم
الترجماني فقال: ليس به بأس.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سئل أبو داود عن أبي إبراهيم
الترجماني فقال: لا بأس به.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر -
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو إبراهيم
إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ليس به بأس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا
عبيد بن محمد بن خلف البزار. قال: مات أبو إبراهيم الترجماني في سنة خمس
وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة ست وثلاثين ومائتين فيها مات أبو
إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني.
262

قرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمد المزكي، أنبأنا محمد بن إسحاق
الثقفي. قال: مات أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسام - ببغداد - لست خلون
من المحرم سنة ست وثلاثين ومائتين.
3298 - إسماعيل بن محمد بن جبلة، أبو إبراهيم السراج المعقب:
حدث عن عباد بن العوام، وعباد بن عباد المهلبي، ومروان بن معاوية الفزاري.
روى عنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد
ابن العباس الكابلي.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، وأحمد بن عبد الله الأنماطي. قالا: أخبرنا أحمد
ابن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد. حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن
محمد - وهو أبو إبراهيم المعقب - قال: حدثنا عباد - يعني ابن عباد - عن عاصم، عن
أنس بن مالك. قال: حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داري التي في
المدينة.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله: وحدثناه أبو إبراهيم المعقب، وكان من خيار الناس،
وعظم أبو عبد الرحمن أمره جدا.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل. قال: أبو إبراهيم المعقب إسماعيل بن محمد بن جبلة السراج كان
أبي حدثنا عنه وهو حي وبعد ما مات.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، حدثنا عمر بن القاسم بن محمد أبو الحسين
المقرئ، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس
الكابلي. قال: سألت أبا عبد الله - يعنى أحمد بن حنبل - عن أبي إبراهيم الملقب
بالسراج؟ فقال: كان ينزل ها هنا قبل أن يتحول إليكم إلى ذاك الجانب، ثقة، وجعل
يثنى عليه. وذكر حديث عباد عن إسماعيل.
فقال لي الكابلي: فجئت إلى أبي إبراهيم فسألته فحدثني أبو إبراهيم، قال: حدثنا
عباد بن العوام عن إسماعيل بن أبي خالد: كنا في كتاب القاسم بن مخيمرة فكان
يعلمنا ولا يأخذ منا.
263

3299 - إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن، أبو معمر الهذلي، وقيل:
مولى بنى تميم:
من ساكني قطيعة الربيع، كان ينزل درب أبي خلف، وهو هروي الأصل. سمع
إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن المبارك،
وسفيان بن عيينة، وخلف بن خليفة، وجرير بن عبد الحميد، ومروان بن معاوية،
وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان. روى عنه محمد بن
يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج وأبو يحيى
صاعقة، وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وجعفر بن محمد بن كزال،
ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن
صالح البخاري.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل وعبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب.
قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا محمد بن غالب. قالا: حدثنا أبو معمر، حدثنا جرير، عن سفيان الثوري عن
رجل من أهل السوق - قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد زعموا: أنه حاتم بن
إسماعيل - عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثا ".
أخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الله بن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدثنا صالح بن محمد - أبو
علي البغدادي - حدثنا أبو معمر، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سفيان الثوري، عن
سفيان، عن رجل من أهل السوق، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد،
عن العلاء بن الحضرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للمهاجر أن يقيم بعد العصر ثلاثا.
264

قال أبو علي: غلط فيه أبو معمر، إنما روى هذا سفيان عن رجل من أهل السوق،
ويرون أنه حاتم بن إسماعيل.
قلت: أما رواية صالح هذه عن أبي معمر التي ألزمه فيها الغلط بسبب تسميته
الرجل الذي روى الثوري عنه هذا الحديث، فقد روينا عن عبد الله بن أحمد
ومحمد بن غالب - جميعا - عن أبي معمر خلافها، وأنه لم يسم الرجل فيها، ويحتمل
أن يكون أبو معمر روى الحديث لصالح كما ذكره، ثم رجع أبو معمر بعد عن ذلك
إلى القول الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب.
وقد وافقهما على روايتهما الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن أبي معمر،
على أن عثمان بن أبي شيبة أيضا قد روى هذا الحديث عن جرير مثل رواية صالح
عن أبي معمر إياه، وهذا الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة وعن حاتم بن إسماعيل
جميعا عن عبد الرحمن بن حميد، فأما رواية المعمري عن أبي معمر بموافقة عبد الله
ابن أحمد ومحمد بن غالب على قولهما.
فأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني،
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبي قال: سليمان، وحدثنا الحسن بن
علي المعمري، حدثنا أبو معمر القطيعي. قالا: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن
سفيان الثوري، عن رجل من أهل السوق، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد
الرحمن، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
لا يمكث أحد من المهاجرين بمكة بعد قضاء نسكه فوق ثلاث ".
قال أبو القاسم الطبراني: الرجل الذي روى عنه سفيان هذا الحديث هو سفيان بن
عيينة، ويقال هو حاتم بن إسماعيل، ولم يروه عن سفيان إلا جرير.
قلت: وأرى أن الطبراني حمل حديث عثمان بن أبي شيبة على حديث أبي معمر
في ترك تسمية الرجل، لأن المحفوظ عن عثمان أنه كان يسمى الرجل في روايته،
كذلك:
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، حدثنا أبي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن
265

سفيان الثوري، عن سفيان - رجل من أهل السوق - عن عبد الرحمن بن حميد، عن
السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمكث رجل
من المهاجرين بمكة بعد قضاء النسك فوق ثلاثة أيام ".
وأخبرني أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب،
حدثنا جعفر بن أحمد الدهقان، حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا جرير، عن سفيان
الثوري، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن حميد عن السايب بن يزيد، عن
العلاء بن الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يقيم المهاجر بمكة بعد أن يقضي نسكه
ثلاثا ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن النخاس، حدثنا
محمد بن محمد الباغندي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة - في المسند - أخبرنا جرير عبد
الحميد عن سفيان الثوري عن رجل من أهل السوق يقال له سفيان بن عيينة، عن عبد
الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمكث رجل من المهاجرين بمكة بعد قضاء النسك عن فوق ثلاث ".
قال الباغندي: حدثناه عبد الله بن محمد الزهري، حدثنا سفيان بن عيينة بإسناده
مثله.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا محمد
ابن محمد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة نحو ما تقدم، ولم يذكر حديث عبد الله بن
محمد الزهري، وهكذا رواه أبو العباس بن عقدة عن داود بن يحيى عن عثمان بن
أبي شيبة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه النرسي، أخبرنا موسى بن عيسى
ابن عبد الله السراج، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا عثمان بن أبي شيبة
- في مسجد الجامع - حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن
حميد، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه فوق ثلاثة أيام ".
266

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن
محمد بن سليمان، حدثنا عثمان بن أبي شيبة - في " المسند " - حدثنا جرير بن عبد
الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد بالحديث.
وهذا خلاف رواية ابن النخاس التي ذكر الباغندي أن عثمان حدثهم في " المسند "،
فالله أعلم.
وقد رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن عثمان بن أبي شيبة هكذا، ونسب سفيان
في روايته إلى أنه الثوري.
كذلك أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، وأخبرنا أبو
طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن غريب بن عبد الله البزاز. قالا: حدثنا
جعفر بن محمد الفريابي، أخبرنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد،
عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن
الحضرمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمكث رجل من المهاجرين بمكة بعد قضاء
النسك فوق ثلاثة أيام ".
ورواه يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن حميد.
أخبرناه أحمد بن محمد بن غالب الفقيه، حدثنا عمر بن نوح البجلي، حدثنا أبو
خليفة، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد
الرحمن، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يمكث المهاجر بمكة ثلاثا بعد قضاء نسكه ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا
الحسين بن فهم - أبو علي - قال: قال لي جعفر الطيالسي: قال يحيى بن معين:
- وذكر أبا معمر - لا صلى الله عليه، ذهب إلى الرقة فحدث بخمسة آلاف حديث،
أخطأ في ثلاثة آلاف! قال أبو علي: ما حدث أبو معمر حتى مات يحيى بن
معين.
قلت: في هذا القول نظر، ويبعد صحته عند من اعتبر، ولو كان صحيحا لدون
267

أصحاب الحديث ما غلط أبو معمر فيه لعظمه وفحشه، ولم يغفلوا عنه، كما دونوا
ما أخطأ فيه شعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، وغيرهم، مع قلته
في اتساع رواياتهم، والأشبه في هذا المعنى:
ما أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبى بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي:
سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يحكي: أن أبا معمر حدث بالموصل بنحو
ألفي حديث حفظا، فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بالصحيح من أحاديث كان
أخطأ فيها، أحسبه قال - نحو ثلاثين أو أربعين.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور. قال: - وسئل يحيى بن معين عن أبي معمر الكرخي - فقال: مثل أبي معمر
لا يسأل عنه، أنا أعرفه يكتب الحديث وهو غلام، ثقة مأمون.
أخبرني أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني محمد بن
يعقوب الأصم أن العباس بن محمد بن حاتم حدثهم قال: سئل يحيى بن معين عن
أبي معمر وعن هارون بن معروف فقال: أبو معمر كان أكيس من هارون.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم
ابن معمر الهروي صاحب سنة وفضل وخير، وهو ثقة ثبت.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة يقول: كان أحمد بن
حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا
أحد ممن امتحن فأجاب.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال: سمعت أحمد
ابن علي الديباجي يقول: سمعت عبيد بن شريك يقول: كان أبو معمر القطيعي
268

من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت إنها سنية. قال: فأخذ في المحنة
فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن سلمان، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبا معمر - يعني الهذلي - يقول: القرآن كلام الله
ليس بمخلوق، من شك في أنه غير مخلوق فهو جهمي، لا بل شر من جهمي.
أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد،
حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا
يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يغضب ولا يرضى - وذكر أشياء من هذه الصفات -
فهو كافر بالله، إن رأيتموه على بئر فألقوه فيها، بهذا أدين الله لأنهم كفار.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: حدث البخاري عن أبي،
عن معمر القطيعي، وحدث عن رجل عنه، والرجل هو صاعقة، واسم أبي معمر هذا
إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، أصله هروي، ثم أقام ببغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا
عبيد الله بن محمد بن خلف البزار. قال: مات أبو معمر الهذلي يوم الاثنين للنصف
من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين.
3300 - إسماعيل بن خالد بن سليمان المروزي:
قدم بغداد وحدث بها نسخة عن يعلى الأشدق، عن عبد الله بن جراد العقيلي.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي ومعاذ بن المثنى العنبري.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر
الجوزي، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا إسماعيل بن خالد، حدثنا يعلى بن
الأشدق، حدثنا عبد الله بن جراد. قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله، هل يكذب
المؤمن؟. قال: " لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من إذا حدث كذب ".
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا أحمد بن عيسى بن
269

السكين البلدي، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا إسماعيل بن خالد، حدثنا يعلى بن
الأشدق قال معاذ: أملى إسماعيل بن خالد بن سليمان، عند الهيثم بن خارجة.
3301 - إسماعيل بن سلمة، أبي غيلان الثقفي:
حدث عن محمد بن مصعب القرقساني وحجاج بن محمد الأعور. روى عنه
ابنه عمر.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر السراج، أخبرنا علي بن عمر
السكري، حدثنا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، حدثنا أبي،
حدثنا محمد بن مصعب القرقساني - بطرطوس - حدثنا همام عن قتادة، عن أنس بن
مالك، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " فقالت له عائشة - أو بعض أزواجه - يا رسول
الله إنا لنكره الموت! قال: " ليس من ذاك، ولكن العبد المؤمن إذا حضر أجله بشر
عند ذلك برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه من لقائه، فأحب لقاء الله
وأحب الله لقاءه، وإن الرجل الكافر إذا حضر أجله بشر بعد ذلك بسخط الله
وعقابه، فليس شيء أبغض إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه ".
3302 - إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة، أبو أحمد، مولى عثمان
ابن عفان:
وهو من أهل حران. قدم بغداد وحدث بها عن عمه عبد الملك بن عمر بن أبي
كريمة، وعن محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، ويزيد بن
هارون، وغيرهم. روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبو أحمد بن عبدوس
السراج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأحمد بن
الحسين بن نصر الحذاء، وعمر بن أيوب السقطي، والهيثم بن خلف الدوري.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي الهروي، حدثنا أبو الحسن علي بن
270

محمد بن أحمد بن نصير بن لؤلؤ، حدثنا عمر بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن عبيد
ابن أبي كريمة، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدثنا أبي، حدثنا زيد بن أبي أنيسة
عن طلحة الأيامي، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بقصة العرنيين.
قرأت على الحسين بن علي الصيمري، عن أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي
قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم. قال: لعبيد بن عمر بن أبي
كريمة ابن يقال له إسماعيل، قدم بغداد، وكتبوا عنه، يحدث عن محمد بن سلمة
بعجائب.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن عبيد بن أبي
كريمة الحراني ثقة.
أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد
الفارسي وعلي بن أبي على البصري. قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن
صالح الأبهري، أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني. قال:
إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة أبو أحمد مولى عثمان بن عفان مات بالعراق
سنة أربعين ومائتين.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ. قال: وجدت في
كتاب جدي: سمعت أحمد بن محمد بن بكر قال: بلغني موت إسماعيل بن
أبي كريمة الحراني سنة أربعين ومائتين بسر من رأى.
3303 - إسماعيل بن سالم، أبو محمد الصائغ:
نزل مكة، وحدث بها عن: هشيم بن بشير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة،
وعبيد الله بن موسى. روى عنه ابنه محمد ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن
داود المكي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ.
271

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، حدثنا
يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو محمد إسماعيل بن سالم، حدثنا ابن أبي زائدة قال:
قال عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدؤلي. قال: قال عبد العزيز أخو
حذيفة. قال حذيفة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ حزبه أمر صلى.
أخبرنا البرقاني قال: رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي،
حدثنا عبد الرحمن بن قريش الهروي قال: حدثني محمد بن إسماعيل الصائغ. قال:
كنت أصوغ مع أبي ببغداد، فمر بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو ونعلاه في يده، فأخذ
أبى هكذا، بمجامع ثوبه فقال: يا أبا عبد الله ألا تستحي، إلى متى تعدو مع هؤلاء
الصبيان؟ قال: إلى الموت!
3304 - إسماعيل بن زياد الأبلي:
قدم بغداد وحدث بها وبسر من رأى عن عمر بن يونس اليمامي. روى عنه أحمد
ابن الهيثم البزاز، وجنيد بن حكيم، وأبو شبيل عبيد الله بن أبي مسلم، والقاسم بن
موسى بن الحسن بن موسى الأشيب، وذكر القاسم أنه سمع منه بسر من رأى.
3305 - إسماعيل بن يوسف، أبو علي المعروف بالديلمي:
كان أحد العباد الورعين والزهاد المتقللين، مع بصره بالحديث وحفظه له، وتمهره
في علمه، جالس أحمد بن حنبل ومن بعده من الحفاظ، وذاكرهم، وحدث عن مجاهد
ابن موسى. روى عنه الحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر، والعباس بن يوسف
الشكلي.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي. وأخبرنا الحسن بن
علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس. قالا: حدثنا أبو الحسين المنادى. قال:
وإسماعيل الديلمي كان من خيار الناس، وذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف
حديث. قالوا: وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدا محمد بن أشكاب الحافظ
فيذاكره بالمسند، وكان إسماعيل من أشهر الناس بالزهد والورع، والتمسك بالصون،
وأما مكسبه فكان من المساهرة في الأرحاء.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال:
272

سمعت محمد بن الحسن المخرمي يقول: سمعت محمد بن عبد الله الفرغاني وأبا
محمد بن ياسين يقولان: سمعنا محمد بن عبد الله الزقاق يقول: سمعت أبا علي بن
الأبزاري يقول: قلت لإسماعيل الديلمي: تسهر في هذه الرحى بثلث درهم، وأي
شيء يكفي ثلث درهم؟! فقال: يا بني مالم يتصل بنا عز التوكل، فلا ينبغي أن
نستعمل الذل بالتشوف.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح والحسن بن أبي طالب قالا: حدثنا علي بن محمد
ابن إبراهيم الجوهري، حدثنا طلحة بن أحمد بن حفص الصفار، حدثنا عباس
الشكلي قال: حدثنا إسماعيل الديلمي. قال: كنت في البيت عند أحمد بن حنبل فإذا
نحن بداق يدق الباب، قال: فخرجت إليه فإذا أنا بفتى عليه أطمار شعر، قال: فقلت:
ما حاجتك؟ قال: أريد أحمد بن حنبل. قال: فدخلت إليه فقلت: يا أبا عبد الله،
بالباب شاب عليه أطمار شعر يطلبك، قال: فخرج إليه وسلم عليه، فقال له الفتى: يا
أبا عبد الله أخبرني ما الزهد في الدنيا؟ فقال له أحمد: حدثنا سفيان عن الزهري أن
الزهد في الدنيا قصر الأمل. فقال له: يا أبا عبد الله صفه لي، قال: وكان الفتى قائما
في الشمس والفئ بين يديه، فقال: هو أن لا تبلغ من الشمس إلى الفيء، قال: ثم
ذهب ليولى قال: فقال له أحمد: قف. قال: فدخل فأخرج له صرة فدفعها إليه فقال:
يا أبا عبد الله من لا يبلغ من الشمس إلى الفيء، إيش يعمل بهذه؟ قال: ثم تركه وولى.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا
محمد بن مخلد العطار، حدثنا حامد بن محمد بن الحكم بن عبد الرحمن أبو
محمد، حدثنا كردان قال: قال لي إسماعيل الديلمي: اشتهيت حلواء، وأبلغت
شهوته إلى، فخرجت من المسجد بالليل لأبول، فإذا جنبتي الطريق أخاذان حلواء،
فنوديت: يا إسماعيل هذا الذي اشتهيت، وإن تركته خير لك، فتركته. قال ابن
مخلد: وقد كتبت أنا عن كردان كان يكون في قنطرة بنى زريق وقد رأيت إسماعيل
الديلمي هذا - من خيار المسلمين - وكان ما شئت من رجل، رأيته عن أبي جعفر بن
أشكاب. قال المعافى: إسماعيل الديلمي هذا من خيار المسلمين، والناس يزورون قبره
وراء قبر معروف الكرخي، بينهما قبور يسيرة، وهو بينه وبين المسجد المعروف
بمسجد الخضر، وقد زرته مرارا. وحدثني بعض شيوخنا أنه كان حافظا للحديث،
كثير السماع، وأنه كان يذاكر بسبعين ألف حديث.
273

أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن يوسف الديلمي
بغدادي زاهد، ورع فاضل ثقة.
3306 - إسماعيل بن مجمع بن خالد، أبو محمد الكلبي:
حدث عن محمد بن عمر الواقدي، وأبي الحسن المدائني. روى عنه وكيع
القاضي، وأبو سعيد السكري، وأحمد بن محمد بن نصر الضبعي.
3307 - إسماعيل بن أسد بن شاهين، وهو: إسماعيل بن أبي الحراث، أبو
إسحاق:
سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وشجاع بن الوليد، وجعفر بن
عون، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وشبابة بن سوار، وأبا النضر هاشم بن
القاسم، ويحيى بن أبي بكير، والحسن بن موسى الأشيب، وكثير بن هشام وداود بن
المحبر، ومعلى بن منصور، وموسى بن داود. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي،
وأبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم بن موسى الجوزي، والحسن بن محمد بن شعبة،
ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي،
والحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر. والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد
والحسين بن يحيى بن عياش.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة صدوق. وسئل أبي عنه
فقال: صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث،
حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن جابر، عن عمار، عن مسروق، عن
عائشة. قالت: خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يكن طلاقا.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش
القطان، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا موسى بن داود، عن القاسم بن
274

عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد
الخدري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقضى القاضي إلا وهو شبعان ريان ".
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، حدثنا
إسماعيل بن أبي الحارث بن جعفر بن عون قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس، عن أبي مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا فأرعد فقال: " هون عليك فإني
لست يملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ".
أخبرنا حمد بن عبيد الله الحنائي - إجازة - أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
الحسن بن عبد الوهاب. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث بإسناده نحوه. قال
الحسن: وسمعت إسماعيل بن أبي الحارث يقول: بعث إلى حجاج بن الشاعر فقال:
ألا تحدث بهذا الحديث إلا من سنة إلى سنة، فقلت للرسول: أقرئه السلام وقل له:
ربما حدثت به في اليوم مرات.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: وسئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث قيس بن أبي
حازم، عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا فأرعد فقال: " هون عليك فإني لست
بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ". فقال: يرويه إسماعيل بن أبي
الحارث عن جعفر بن عون عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود تفرد به
إسماعيل بن أبي الحارث متصلا، ورواه هاشم بن عمر والحمصي بن عيسى بن
يونس، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، وكلاهما وهم، والصواب عن إسماعيل،
عن قيس مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: قد تابع إسماعيل بن أبي الحارث محمد بن إسماعيل بن علية فرواه عن
جعفر بن عون موصولا.
أخبرناه علي بن أبي علي المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن عمران الجشمي،
حدثنا محمد بن بكار - بدمشق - حدثنا محمد بن إسماعيل - يعني ابن علية القاضي
- حدثنا جعفر بن عون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن
أبي مسعود الأنصاري. قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه فقال: " لا بأس
عليك إنما أنا ابن أمة تأكل القديد ".
275

وممن رواه مرسلا هشيم بن بشير، ويحيى بن سعيد القطان، وزهير بن معاوية،
عن ابن أبي خالد، كذلك:
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا علي
ابن الفتح بن عبد الله العسكري، حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا هشيم، حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فلما قام بين
يديه استقلته رعدة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هو عليك. فإني لست ملكا، إنما أنا ابن امرأة
من قريش كانت تأكل القديد ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم البغوي، حدثنا عبد الرحمن
ابن محمد بن منصور، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد،
حدثنا قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه فأستقلته رعدة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " هون عليك فإني لست بملك، وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل
القديد ".
أخبرني أحمد بن عمر بن علي القاضي - بدرزيجان - أخبرنا محمد بن المظفر،
أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا عبد السلام بن عبد الحميد الإمام، أخبرنا
زهير بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم أن رجلا جاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عليه، فأستقلته رعدة فقال: " هون عليك، لست بملك، إنما أنا
ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ".
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي،
حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث - الشيخ
الصالح -.
وأخبرني محمد بن عبد الملك، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن
مخلد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث - أبو إسحاق من خيار المسلمين - أخبرني
الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن أبي الحارث أبو إسحاق
بغدادي ثقة، صدوق ورع فاضل.
276

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال [حدثنا] عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار. قال: ومات إسماعيل بن أبي الحارث يوم
الجمعة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين - يعني ومائتين -. قال غيره عن ابن
مخلد: لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى.
3308 - إسماعيل بن عمر القطربلي:
حدث عن خالد بن عمرو الأموي، والحسين بن إبراهيم بن أشكاب. روى عنه
محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم المعروف والده بعبيد العجل.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن أحمد التمار، حدثنا أبو الحسن بن عبيد
العجل - إملاء - حدثنا إسماعيل بن عمر القطربلي، حدثنا خالد بن عمر الأموي قال:
حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي ".
3309 - إسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو عبد الله
الأسدي:
وهو ابن عم بشر بن موسى. حدث عن عبد الحميد بن صالح، وعبيد الله بن عمر
القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. روى عنه محمد بن مخلد.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ،
حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو عبد الله إسماعيل بن زكريا بن شيخ بن عميرة،
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن سلم الباهلي قال: سمعت يونس بن
عبيد يقول: لو أصبت درهما حلالا من تجارة لاشتريت به برا، ثم صيرته سويقا، ثم
سقيته المرضى.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة ستين ومائتين فيها بلغني أن أبا عبد
الله إسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة مات بالثغر.
3310 - إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل، أبو إبراهيم الصوفي:
أخو إبراهيم الخواص وهو من أهل سر من رأى. كان مذكورا بالخير والفضل،
277

وكثرة الغزو والحج، وأكثر سفره كان على التجريد وحكم التوكل.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري. قال:
سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عثمان بن الآدمي يقول: سمعت إبراهيم
الخواص يقول: كان أخي إسماعيل يسافر مع أبي تراب النخشبي، ويصحبه، وكان له
آيات وكرامات، مات قديما.
3311 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان، المحاملي
الضبي:
من ضبة البصرة. سكن بغداد وحدث بها عن الفيض بن وثيق، وعبد الله بن عون
الخراز، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري. روى عنه ابناه الحسين والقاسم شيئا
يسيرا.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ،
حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن محمد، حدثني أبي، حدثنا الفيض بن وثيق،
حدثنا حكام الكناني - يعنى ابن سلم الرازي - حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبي
سهل قال: حدثني عمرو بن دينار، عن عمرو بن يعلى الثقفي. قال: حضرت صلاة
فريضة ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم على طائفنا هذا، فأمنا نبينا لا يتقدمنا. قلت لأبي سهل: ما
دعاه إلى ذلك؟ قال: كان المكان ضيقا.
3312 - إسماعيل بن الصلت بن أبي مريم، أبو إسحاق:
سمع محمد بن كثير العبدي وبشر بن آدم الضرير، وعلي بن المديني. وعنده عنه
كتاب صغير في علل الحديث. روى عنه أحمد بن علي الجوزجاني، والقاضي
المحاملي، وعبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي، ومحمد بن مخلد الدوري.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين. قال: هذا كتاب جدي الحسين بن إسماعيل
المحاملي - ودفعه إلينا - وكان فيه: حدثنا إسماعيل بن أبي مريم، حدثنا علي - يعني
ابن عبد الله - حدثنا عمرو بن عاصم، عن معتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن معبد، عن
أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بعثت أنا والساعة كهاتين ".
قال علي: ورواه شعبة عن قتادة عن أنس.
278

أخبرني الحسن بن علي التميمي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على
أبي محمد عبد الله بن سليمان بن عيسى الوراق قال: حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن
أبي مريم - في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين - قال: سمعت علي بن عبد الله بن
جعفر المديني يقول: زكريا الذي روى عنه معرف بن واصل، هو زكريا بن أبي
عتيك.
أخبرنا البرقاني، أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني موسى بن العباس. قال:
إسماعيل بن أبي مريم بغدادي.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن أبي مريم ثقة.
3313 - إسماعيل بن أحمد بن معاوية بن بكر، الباهلي:
بصرى سكن بسر من رأى وحدث بها عن أبيه. روى عنه محمد بن جعفر
الخرائطي.
أخبرنا علي وعبد الملك ابنا محمد بن عبد الله بن بشران. قالا: أخبرنا أحمد بن
إبراهيم بن علي الكندي - بمكة - حدثنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، حدثنا
إسماعيل بن أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي، عن أبيه. قال: قال الأصمعي: قلت
لأعرابي: حدثني عن ليلتك مع فلانة؟ قال: نعم! خلوت بها والقمر يرينيها، فلما
غاب أرتنيه! قلت: فما كان بينكما؟ قال: أقرب ما أحل الله مما حرم، الإشارة لغير
ما باس، والدنو لغير إمساس، ولعمري لئن كانت الأيام طالت بعدها، لقد كانت
قصيرة معها، وحسبك بالحب.
3314 - إسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال، أبو
النضر العجلي:
مروزي الأصل وهو ابن أخي نوح بن ميمون المضروب، سمع عبيد الله بن موسى
العبسي، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وخلف بن
الوليد الجوهري، وعبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي، وأمثالهم. روى عنه
محمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وعبد الله بن شعيب العبدي،
وأبو الحسين بن المنادي، وعلي بن إسحاق المادرائي، وغيرهم.
279

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إسماعيل بن
عبد الله بن ميمون، حدثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، عن محمد بن
سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: " إذا التقى الختانان وجب الغسل ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد
ابن إسحاق الثقفي، قال: أنشدني أبو النضر العجلي لنفسه:
تخبرني الآمال أني معمر * وأن الذي أخشاه عني مؤخر
فكيف ومر الأربعين قضية * علي بحكم قاطع لا يغير
إذا المرء جاز الأربعين فإنه * أسير لأسباب المنايا ومعثر
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أخبرنا عبد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو النضر إسماعيل بن عبد الله
مروزي ليس به بأس.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وتوفي أبو النضر المروزي إسماعيل بن أخي نوح المضروب المعروف
بالفقيه - كان يخضب بالوسمة - ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين لثلاث وعشرين خلت
من شعبان سنة سبعين [ومائتين] وقد بلغ أربعا وثمانين سنة فيما ذكر.
3315 - إسماعيل بن السندي، أبو إبراهيم الخلال:
حدث عن سلم بن إبراهيم الوراق. حكى عن بشر بن الحارث. روى عنه محمد
ابن مخلد.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا إسماعيل بن السندي - أبو إبراهيم الخلال باب الشام - قال: سألت بشر بن
الحارث عن حديث فقال: اتق الله فإن كنت تريده للدنيا فلا ترده، وإن [كنت]
تريده للآخرة فقد سمعت.
280

3316 - إسماعيل بن محمد بن أبي كثير، أبو يعقوب الفارسي الفسوي:
سكن بغداد وحدث بها عن مكي بن إبراهيم البلخي، وعصام بن يوسف، وداود
ابن مخراق الفريابي، وشهاب بن معمر البلخي، والحسن بن عمر بن شقيق، وقتيبة بن
سعيد وإسحاق بن راهويه. روى عنه محمد بن عمرو الرزاز، وأحمد بن محمد بن
عبدان الصفار، وعبد الرحمن بن سيما المجبر، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر
الشافعي، وكان يتولى قضاء المدائن.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو
جعفر محمد بن عمرو البختري الرزاز - إملاء - حدثنا إسماعيل بن محمد
القاضي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا بن لهيعة عن عطاء، عن ابن عباس. أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من قوم تغدو عليهم عشرون عنزا سودا شغرا فيخافون
العيلة ".
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن محمد بن أبي
كثير قاضي المدائن ثقة صدوق.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وتوفي - فيما بلغنا - أبو يعقوب إسماعيل بن محمد الفسوي - وكان
على قضاء المدائن - لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين - يعنى ومائتين -.
3317 - إسماعيل بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو علي
المعروف بابن اليزيدي، أخو محمد وإبراهيم:
كان أديبا راوية عن أبي العتاهية، ومحمد بن سلام الجمحي، وغيرهما، وكان
شاعرا وله كتاب لطيف، صنفه في طبقات الشعراء. روى عنه محمد بن عبد الملك
التاريخي، ومحمد بن القاسم بن مهرويه.
3318 - إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو
إسحاق الأزدي، مولى آل جرير بن حازم:
من أهل البصرة، سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم
281

الفراهيدي، وسليمان بن حرب الواشجي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وعمرو بن
مرزوق، ومحمد بن كثير، ومسدد بن مسرهد، وعبد الله بن سلمة القعنبي، وعبد الله
ابن رجاء الغداني، وأبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأحمد بن
يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، وعلي بن المديني، وإسحاق بن محمد الفروي.
روى عنه موسى بن هارون الحافظ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم
البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي، وإبراهيم بن محمد
ابن عرفة النحوي، وأبو بكر بن الأنباري والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد
ابن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار،
ومحمد بن عمرو الرزاز، وعبد الصمد الطستي، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن
سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وحمزة بن محمد الدهقان، ومكرم بن أحمد القاضي،
وأبو بكر الشافعي، وجماعة سوى هؤلاء.
وكان إسماعيل فاضلا عالما، متقنا فقيها على مذهب مالك بن أنس. شرح مذهبه
ولخصه، واحتج له، وصنف المسند وكتبا عدة في علوم القرآن. وجمع حديث مالك
ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، واستوطن بغداد قديما، وولى القضاء
بها فلم يزل يتقلده إلى حين وفاته.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا
عبد الله بن رجاء، حدثنا عمران القطان، عن عمرو بن عبد الله، عن قابوس بن أبي
ظبيان عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع ركعتي الفجر في السفر
ولا في الحضر، ولا في الصحة ولا في السقم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن
حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " من
سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له ".
قال لنا أبو بكر البرقاني: تفرد به إسماعيل بن إسحاق عن سليمان بن حرب.
282

قلت: ورواه أبو عمر الحوضي عن شعبة عن عدى بن ثابت عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس. موقوفا غير مرفوع.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا مالك عن يحيى
ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول: أنزلت هذه الآية: (فإنه كان
للأوابين غفورا) [الإسراء 25] هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.
أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، أخبرنا جعفر بن محمد بن
أحمد بن الحكم الواسطي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسماعيل بن إسحاق،
حدثنا إسحاق بن محمد الفروي.
وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا الفروي، أخبرنا
مالك، عن نافع، عن ابن عمر. قال: ما شبعت منذ قتل عثمان.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد. قال:
إسماعيل بن إسحاق كان منشؤه البصرة، وأخذ الفقه على مذهب مالك عن أحمد
ابن المعدل، وتقدم في هذا العلم حتى صار علما فيه، ونشر من مذهب مالك وفضله
مالم يكن بالعراق في وقت من الأوقات، وصنف في الاحتجاج لمذهب مالك والشرح
له ما صار لأهل هذا المذهب مثالا يحتذونه، وطريقا يسلكونه، وانضاف إلى ذلك علمه
بالقرآن فإنه ألف في القرآن كتبا تتجاوز كثيرا من الكتب المصنفة فيه. فمنها كتابه في
أحكام القرآن، وهو كتاب لم يسبقه إليه أحد من أصحابه إلى مثله، ومنها كتابه في
القراءات، وهو كتاب جليل القدر عظيم الخطر، ومنها كتابه في معاني القرآن.
وهذان الكتابان يشهد بتفضيله فيهما واحد الزمان، ومن انتهى إليه العلم بالنحو
واللغة في ذلك الأوان، وهو أبو العباس محمد بن يزيد المبرد.
ورأيت أبا بكر بن مجاهد يصف هذين الكتابين، وسمعته مرات لا أحصيها يقول:
سمعت أبا العباس المبرد يقول: القاضي أعلم مني بالتصريف. وبلغ من العمر ما صار
واحدا في عصره في علو الإسناد لأن مولده كان سنة تسع وتسعين ومائة. فحمل
الناس عنه من الحديث الحسن مالم يحمل عن كبير أحد. وكان الناس يصيرون إليه،
فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الآخرون. فمن قوم يحملون الحديث، ومن
283

قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه، إلى غير ذلك مما يطول شرحه. فأما سداده
في القضاء وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشئ
شهرته تغني عن ذكره. وكان في أكثر أوقاته - وبعد فراغه من الخصوم - متشاغلا
بالعلم، لأنه اعتمد على كاتبه أبى عمر محمد بن يوسف فكان يحمل عنه أكثر أمره
من لقاء السلطان. وينظر له في كل أمره. وأقبل هو على الحديث والعلم.
حدثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي، حدثنا علي بن بقاء الوراق، أخبرنا عبد
الغني بن سعيد الأزدي، حدثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن المنتاب قال: سمعت
إسماعيل القاضي. قال: دخلت يوما على يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون في
الفقه. وهم يقولون قال أهل المدينة: فلما رآني مقبلا قال: قد جاءت المدينة!
وقال ابن المنتاب: حدثنا أبو علي بن ماهان القندي قال: سمعت نصر بن علي
الجهضمي يقول: ليس في آل حماد بن زيد رجل أفضل من إسماعيل بن إسحاق.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي. قال: قال أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم: كان إسماعيل بن إسحاق نيفا وخمسين سنة على القضاء. ما عزل
عنه إلا سنتين!
قلت: وهذا القول فيه تسامح، وذلك أن ولاية إسماعيل القضاء ما بين ابتدائها إلى
حين وفاته لم تبلغ خمسين سنة، وأول ما ولى في خلافة المتوكل لما مات سوار بن عبد
الله، وكان قاضي القضاة بسر من رأى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فأمره المتوكل
أن يولي إسماعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد.
كذلك: أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا
إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي. قال: ولى إسماعيل بن إسحاق قضاء الجانب
الشرقي سنة ست وأربعين ومائتين بعقب موت سوار بن عبد الله.
قلت: وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك بسبع عشرة سنة.
كذلك: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: ولى
إسماعيل بن إسحاق القضاء بالجانب الشرقي من بغداد مضموما إلى الجانب الغربي،
فجمعت له بغداد في سنة اثنتين وستين ومائتين.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لم يزل إسماعيل
284

ابن إسحاق قاضيا على عسكر المهدى إلى سنة خمس وخمسين ومائتين، فإن المهتدى
محمد بن الواثق قبض على حماد بن إسحاق أخي إسماعيل بن إسحاق وضربه
بالسياط، وأطاف به على بغل بسر من رأى لشيء بلغه عنه، وصرف إسماعيل بن
إسحاق عن الحكم - واستتر - وقاضي القضاة كان بسر من رأى - الحسن بن محمد
ابن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثم صرف عن القضاء في هذه السنة وولى القضاء
عبد الرحمن بن نائل بن نجيح، ثم رد الحسن بن محمد في هذه السنة إلى القضاء، ثم
استقضى المهتدى على الجانب الشرقي القاسم بن منصور التميمي نحو سبعة أشهر،
وكان قليل النفاذ، ثم قتل المهتدى بالله في رجب سنة ست وخمسين ومائتين - وقيل
سموه - وأخرج، فصلى عليه جعفر بن عبد الواحد بعد يومين من العقد للمعتمد على
الله، وعلى قضاء القضاة بسر من رأى الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، فأعاد المعتمد إسماعيل بن إسحاق على الجانب الشرقي ببغداد، وذلك في
رجب سنة ست وخمسين ومائتين فلم يزل على القضاء بالجانب الشرقي إلى سنة ثمان
وخمسين ومائتين، وغلب على الموفق، ثم سأله أن ينقله إلى الجانب الغربي، وكان
على قضاء الجانب الغربي بالشرقية - وهو الكرخ - البرتي. وعلى مدينة المنصور أحمد
ابن يحيى بن أبي يوسف القاضي فأجابه إلى ذلك وكره ذلك قاضي القضاة ابن أبي
الشوارب، فأجتهد في ترك البرتي وأحمد بن يحيى فما أمكنه لتمكن إسماعيل من
الناصر، فأجيب إسماعيل إلى ما سأل ونقل البرتي عن قضاء الشرقية إلى الجانب
الشرقي، ولم يزل على القضاء بالجانب الشرقي وإسماعيل بن إسحاق على الجانب
الغربي بأسره إلى سنة اثنتين وستين ومائتين، ثم جمعت بغداد بأسرها لإسماعيل بن
إسحاق وصرف البرتي، وقلد المدائن والنهروانات وقطعة من أعمال السواد، وكان
الحسن بن محمد بن أبي الشوارب قد توفي سنة إحدى وستين ومائتين بمكة بعد
الحج، فولى أخوه علي بن محمد مكانه، وبقي ابن أبي الشوارب على قضاء سر من
رأى، وكان يدعى بقاضي القضاة، وصار إسماعيل المقدم على سائر القضاة، ولم
يقلد أحد قضاء القضاة إلى أن توفي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
محمد بن الفضل النحوي يقول: سمعت أبا الطيب عبد الله بن شاذان يقول:
سمعت يوسف بن يعقوب يقول: قرأت توقيع المعتضد إلى عبيد الله بن سليمان بن
وهب الوزير. واستوص بالشيخين الخيرين القاضيين: إسماعيل بن إسحاق الأزدي،
285

وموسى بن إسحاق الخطمي خيرا، فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا دفع
عنهم بدعائهما.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن
القاسم الكوكبي قال: سمعت أبا العباس المبرد يقول: لما توفيت والدة إسماعيل بن
إسحاق القاضي ركبت إليه أعزيه وأتوجع له، فألفيت عنده الجلة من بني هاشم
والفقهاء والعدول ومستوري مدينة السلام، ورأيت من ولهه ما أبداه ولم يقدر على
ستره، وكلا يعزيه وقد كاد لا يسلو، فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم
فأنشدته:
لعمري لئن غال ريب الزمان * فينا لقد غال نفسا حبيبه
ولكن علمي بما في الثواب * عند المصيبة ينسى المصيبة
فتفهم كلامي واستحسنه، ودعا بداوة وكتبه، ورأيته بعد قد انبسط وجهه وزال
عنه ما كان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم
الشطي - بجرجان - قال: أنشدنا أبو عبد الله بن حماد قال: أنشدنا إبراهيم بن حماد
قال: أنشدني عمي إسماعيل القاضي:
همم الموت عاليات فمن * ثم تخطى إلى لباب اللباب
ولهذا قيل الفراق أخو الموت * لإقدامه على الأحباب
وأخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا أبو نصر محمد بن أبي بكر
الجرجاني، حدثنا الحسن بن أحمد الكاتب - بهمذان - حدثنا نفطويه قال: كنت مع
المبرد فمر به إسماعيل بن إسحاق القاضي، فوثب إليه وقبل يده وأنشده:
فلما بصرنا به مقبلا * حللنا الحبى وابتدرنا القياما
فلا تنكرن قيامي له * فإن الكريم يجل الكراما
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر
النحوي - بالكوفة - حدثنا أبو بكر أحمد بن السرى. قال: اجتمع المبرد وأبو العباس
ثعلب عند إسماعيل القاضي فتكالما في مسألة، فطال بينهما الكلام، فقال المبرد
لثعلب: قد رضينا بالقاضي، فسألاه الحكومة بينهما فقال لهما: تكالما، فتكالما، فقال
القاضي: لا يسعني الحكم بينكما لأنكما قد خرجتما إلى مالا أعلم.
286

حدثني أبو القاسم الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: سمعت عبد الرحيم
- ولم ينسبه - يقول إن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل إلى عنده عبدون بن صاعد
الوزير - وكان نصرانيا - فقام له ورحب به، فرأى إنكار الشهود ومن حضره، فلما
خرج قال لهم: قد علمت إنكاركم وقد قال الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم
يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) [الممتحنة 8] الآية. وهذا الرجل
يقضى حوائج المسلمين، وهو سفير بيننا وبين المعتضد، وهذا من البر، فسكتت
الجماعة لما أخبرهم.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة. قال: إسماعيل بن إسحاق كان مولده سنة مائتين، وتوفي عن اثنتين وثمانين سنة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن حيان يقول: ما ت
إسماعيل القاضي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين فجأة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل. قال: توفي إسماعيل بن إسحاق
وهو قاض على الجانبين جميعا فجأة، وقت صلاة العشاء الآخرة ليلة الأربعاء لثمان
بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وأمه وأم أخيه حماد اسمها شاخة
بنت معاذ السدوسية، أخبرني بذلك موسى ابنه.
وأخبرني أبو أحمد ابنه أن أم إسماعيل وحماد أخيه أم ولد اسمها سحيمة. والله أعلم.
3319 - إسماعيل بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هاني، أبو بكر
البلخي:
وهو أخو عبد الصمد بن الفضل، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسن،
والحسن بن عمر بن شقيق، وقتيبة بن سعيد البلخيين، وعن إسماعيل بن يحيى
287

العطار، وإسحاق بن إبراهيم الهروي، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وسليمان بن
عبد الرحمن الدمشقي، وأبي كريب محمد بن العلاء الكوفي. روى عنه محمد بن
مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع
القاضي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن علي البادا، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا إسماعيل بن
الفضل، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا سعدان بن يحيى، حدثنا روح بن
القاسم، عن عمرو بن دينار، عن عامر بن سعد قال: قال أسامة بن زيد: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إنه رجز عذب به طائفة من بني إسرائيل فإذا كان بأرض فلا تدخلوها،
وإذا كنتم بأرض فوقع بها فلا تخرجوا منها ".
قلت: يعني الطاعون.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، حدثنا
أبو بكر إسماعيل بن الفضل بن موسى البلخي، حدثنا محمد بن الحسن، أخبرنا عبد
الله - يعني ابن المبارك - حدثنا شعبة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أن النبي
صلى الله عليه وسلم، أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.
قال أبو بكر إسماعيل بن الفضل: ولم يروه عن شعبة، عن شعيب بن الحبحاب إلا
ابن المبارك وهو غريب.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسماعيل بن الفضل البلخي
مات في رجب من سنة ست وثمانين ومائتين.
3320 - إسماعيل بن نميل بن زكريا، أبو علي الخلال:
سمع عبد الله بن صالح العجلي المقرئ، وأبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس
اليربوعي، ومحمد بن بكار بن الريان، وعياش بن الوليد الرقام، والعلاء بن عمرو
الحنفي. روى عنه أبو عبيد بن المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وعبد الصمد
الطستي، والحسين بن أيوب بن عبد العزيز الهاشمي، وأبو القاسم الطبراني.
وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
288

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا أبو
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا إسماعيل بن نميل الخلال
البغدادي قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حفص بن سليمان، عن
منصور بن حيان، عن أبي الهياج الأسدي، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن
أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى
بالم تنزيل السجدة، وفى الركعة الثانية هل أتى على الانسان.
قال أبو القاسم: لا يروي عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن بكار.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: إسماعيل بن نميل أبو علي
شيخ ثقة بغدادي، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أبو عبد الله بن مخلد، وأبو
عبيد بن المحاملي وغيرهما.
وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا: محمد بن عبد الله بن نميل الخلال، وسقنا رواية
عبد الباقي بن قانع عنه، وأتبعنا ذلك بقوله في تاريخه أن ابن نميل مات سنة ثمان
وثمانين ومائتين، ولا نعلم أن محمدا عنى أم إسماعيل، لأنه لم يسم الذي ذكر
وفاته، إلا أن الظاهر من ذلك أنه أراد محمدا شيخه، والله أعلم.
3321 - إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو بكر السراج
النيسابوري، مولى ثقيف:
وهو أخو إبراهيم ومحمد، سمع يحيى بن يحيى التميمي، وعبد الله بن الجراح
القوهستاني، وعمرو بن زرارة، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن موسى الحرشي،
وجبارة بن المغلس الحماني، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن عمر القواريري، ويحيى
ابن عثمان الحربي. نزل بغداد وحدث بها، وكان له اختصاص بأحمد بن حنبل.
روى عنه أخوه محمد، ومحمد بن مخلد، وأبو سهل بن زياد القطان، وإسماعيل بن
علي الخطبي، وعبد الباقي بن قانع وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق السراج، حدثنا
جبارة قال: أخبرنا شبيب بن شبة قال: سمعت الحسن عن عمران بن حصين قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين ".
289

أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن إسحاق بن
إبراهيم بن مهران النيسابوري السراج ثقة سكن بغداد.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا بكر محمد بن أحمد بن بالويه يقول: توفي إسماعيل بن إسحاق السراج ونحن بها
سنة ست وثمانين ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر إسماعيل بن إسحاق
النيسابوري مات في جمادى الأولى من سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ. أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق
السراج يقول: وا أسفا على بغداد! فقيل له: ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال:
أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب
الدرب يقول لآخر: من هذا الميت؟ قال: غريب كان هاهنا. فقلت: إنا لله. بعد
طول مقام أخي بها، واشتهاره بالعلم والتجارة. يقال: غريب كان هاهنا! فحملتني
هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن.
3322 - إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي:
حدث ببغداد عن أبي هبيرة الدمشقي، وعباس بن الوليد البيروتي. روى عنه أبو
عمرو بن السماك.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا إسماعيل بن
أحمد بن إسماعيل الواسطي، حدثني أبو هبيرة الدمشقي، أخبرنا سلامة بن بشر، عن
يزيد بن السمط، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في
الصلاة.
3323 - إسماعيل بن بكر بن إسماعيل، أبو علي السكري:
حدث عن عمرو بن مرزوق، وخلف بن هشام، وأبى الربيع الزهراني، وعمرو بن
محمد الناقد. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وعبد الله
ابن إبراهيم بن ماسي، وكان صدوقا.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال: حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
إسماعيل بن بكر السكري، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن
290

أيوب، عن نافع، عن ابن عمر. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر حرام، وكل
مسكر خمر، فمن شربها في الدنيا [ثم] لم يتب قبل أن يموت لم يشربها في
الآخرة ".
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي إسماعيل بن بكر السكري في كتاب تاريخ
الصوفية، ولست أعلم أهو أبو علي هذا أم غيره.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي. قال:
إسماعيل بن بكر السكري بغدادي كان من أقران الجنيد، صحب أبا تراب النخشبي،
حكي عن أبي تراب أنه قال: إسماعيل السكري درة لا يزيده مرور الأيام إلا
نورا.
3324 - إسماعيل بن الغصن، أبو جعفر الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي. روى عنه
إسماعيل بن علي الخطبي، وقيل هو محمد بن إسماعيل بن الغصن، فالله أعلم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو جعفر
إسماعيل بن الغصن الموصلي، حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي، حدثنا
علي بن مسهر، عن عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مطل الغنى ظلم ".
وقد ذكرناه في باب المحمدين وسقنا له حديثا رواه الخطبي فسماه فيه محمد
ابن إسماعيل.
3325 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو القاسم، المعروف
باليماني:
حدث عن أحمد بن عبد الصمد النهرواني، وأبى همام الوليد بن شجاع. روى
عنه القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي. روى عنه
أيضا أبو سعيد بن الأعرابي عن إبراهيم بن مجشر.
291

3326 - إسماعيل بن حماد بن الحسن بن حماد، أبو النضر الحضرمي البزاز:
حدث عن محمد بن حميد الرازي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر
أنه سمع منه ببغداد.
3327 - إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان، أبو هاشم:
حدث عن محمد بن حماد المقرئ. روى عنه أبو كريمة عبد العزيز بن محمد
الصيداوي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني - بصيدا -
حدثنا أبي، حدثنا جدي أحمد بن محمد، حدثنا أبو كريمة عبد العزيز بن محمد بن
عبد العزيز الصيداوي المؤذن، حدثنا أبو هاشم إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان
البغدادي، حدثنا محمد بن حماد المقرئ، حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن
الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: أردت بيت المقدس، فرافقت يهوديا، فلما صرنا
إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعا، فشد في عنقه خيطا فصار خنزيرا؟! فقال: حتى
أذهب فأبيعه من هؤلاء النصارى، فذهب فباعه وجاء بطعام، فركبنا فما سرنا غير
بعيد حتى جاء القوم في الطلب، فقال لي: أحسبه صار في أيديهم ضفدعا، قال:
فحانت مني التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية، قال: فوقفت وجاء القوم، فلما
نظروا إليه فزعوا من السلطان ورجعوا عنه، قال: تقول لي الرأس: رجعوا؟ قال:
قلت: نعم، قال: فالتأم الرأس إلى البدن وركبنا وركب. قال: فقلت: لا رافقتك أبدا،
اذهب عني!.
3328 - إسماعيل بن إسحاق بن الحصين بن بنت معمر بن سليمان، أبو
محمد الرقي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن معاوية الجمحي، وحكيم بن يوسف
الرقي، ومحمد بن محمد بن عمر الواقدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن خلاد
الباهلي، وأبيه إسحاق بن الحصين. روى عنه محمد بن العباس بن نجيح الحافظ،
وأبو جعفر بن المتيم، وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، ومحمد بن المظفر.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزار - من لفظه -
حدثنا إسماعيل بن إسحاق الرقي، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: سمعت
292

أبي يحدث عن أبيه عن جده عن أبي غليظ بن أمية بن خلف الجمحي. قال: رآني
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صرد، فقال: " هذا أول طير صام عاشوراء ".
قال إسماعيل بن إسحاق الرقي: وكان عبد الله بن معاوية الجمحي من ولد أبي
غليظ. حدثنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدثني عمر بن أحمد بن يوسف - وكيل
المتقي لله - حدثنا أبو محمد إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت عبد الله بن معاوية
الجمحي يقول: سمعت أبي، فذكر بإسناده مثله سواء، إلا أنه قال: عليط بالعين
والطاء المهملتين في الموضعين جميعا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن متيم قال: حدثنا
إسماعيل بن محمد بن حصين المعمري. قال: سمعت عبد الله بن معاوية يقول:
سمعت أبي سمع أباه يحدث عن جده، عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف
الجمحي. قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على يدي صردا فقال: " هذا أول طير صام
عاشوراء ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة خمس وثلاثمائة فيها مات المعمري
قرابة معمر بن سليمان الرقي، يوم ثلاثاء في ذي القعدة.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن المعمري مات سنة ست
وثلاثمائة.
3329 - إسماعيل بن موسى بن إبراهيم بن المبارك، أبو أحمد البجلي
الحاسب:
سمع بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار بن الريان، وجبارة بن مغلس، وعبيد الله
ابن عمر القواريري، ومحمد بن سليمان لوينا، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. روى
عنه أحمد بن جعفر بن سلم، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسين بن البواب، ومحمد
ابن إسماعيل الوراق، وكان ثقة.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، أخبرنا
293

إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب - إملاء - حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري،
حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس قال: أعتق رسول
الله صلى الله عليه وسلم صفية، وجعل مهرها عتقها، وأولم عليها بحيس.
قال ابن إسماعيل: لم يكن عند الحاسب عن القواريري غير هذا.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الأمين، حدثنا محمد بن إسماعيل
الوراق. قال: توفي أبو أحمد إسماعيل بن موسى الحاسب سنة تسع وثلاثمائة.
وكذلك: أخبرنا السمسار [أخبرنا الصفار] حدثنا ابن قانع وزاد في شهر
ربيع الأول.
3330 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد، أبو علي المعروف بسمعان
الصيرفي:
حدث عن أبي سعيد الأشج، وحميد بن زنجويه، والحسن بن شبيب المؤدب،
ومحمد بن أبي عون ويعقوب الدورقي. روى عنه أبو عبد الله بن الضرير الضراب،
وعبد الله بن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو الفضل عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الهروي، أخبرنا الحسين بن عمر
ابن عمران الضراب - ببغداد - حدثنا أبو علي إسماعيل بن إبراهيم المعروف بسمعان
قال: حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة
ابن أوفى، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا باتت المرأة هاجرة لفراش
زوجها، لعنتها الملائكة حتى تصبح ".
أخبرنا علي بن أبي على المعدل قال: حدثنا الحسين بن عمر الضراب قال: أنشدنا
سمعان الصيرفي:
أشد من فاقة الزمان * مقام حر على هوان
فاسترزق الله واستعنه * فإنه خير مستعان
وإن نبا منزل بحر * فمن مكان إلى مكان
294

3331 - إسماعيل بن إبراهيم بن أبي عطاء، أبو علي المؤدب:
حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو الحسين أحمد بن جعفر بن
المنادي.
3332 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن موسى بن سليمان، البصري،
ويعرف بوكيل أكثم:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويحيى بن
حبيب بن عربي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ونصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن
علي الصيرفي. روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن مظفر
وعلي بن عمر السكري، وغيرهم.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ الأصبهاني - بها - حدثنا إسماعيل بن أحمد البصري - جار العمى
ببغداد - حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن
شبيب قال: سمعته من شهر بن حوشب فسألته عنه فقال: سمعته من عبد الملك بن
عمير فلقيت عبد الملك فقال: حدثني عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين ".
3333 - إسماعيل بن سعدان بن يزيد، أبو معمر البزاز:
سمع أباه، وعبد الله بن محمد بن المسور الزهري، وأبا موسى محمد بن المثنى
العنزي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن الوليد البسري.
روى عنه محمد بن المظفر، وأبو بكر بن شاذان وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن
نصر بن مكرم، ويوسف بن عمر القواس. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا
إسماعيل بن سعدان بن يزيد - أبو معمر البزاز - حدثنا عبد الله بن محمد بن المسور
الزهري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن وردان الرومي. قال: سألت ابن عمر عن
295

الذهب بالذهب، والدراهم بالدراهم، فقال: ضع هذا في كفة، وهذا في كفة، فإذا
اعتدلا فخذ وأعط هذا عهد صاحبنا صلى الله عليه وسلم إلينا.
حدثني الحسن بن محمد بن الحسن الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال:
مات أبو معمر إسماعيل بن سعدان بن يزيد في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة
وثلاثمائة.
3334 - إسماعيل بن عباد بن القاسم بن عباد بن عبد الرحمن بن زياد بن
عبد الله أبو علي القطان، مولى عمر بن الخطاب:
كان ينزل درب السلق من قطيعة الربيع وحدث عن أبيه، وعن عباد بن يعقوب
الدواجني، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وأبي الأشعث
العجلي، وعلي بن حرب الطائي. ورى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو بكر
ابن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن
الثلاج.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ،
أخبرنا أبو علي إسماعيل بن عباد، حدثنا عباد - يعني ابن يعقوب - حدثنا محمد بن
المفضل بن عطية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى استقبلنا بوجهه.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: توفي أبو علي إسماعيل بن عباد في
شهر رمضان من سنة عشرين وثلاثمائة.
3335 - إسماعيل بن يوسف بن دارم، أبو الطيب النيسابوري:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن العباس بن منصور الفرنداباذي، وذكر أنه
قدم بغداد حاجا في سنة عشرين وثلاثمائة، ونزل بباب خراسان.
3336 - إسماعيل بن يونس بن ياسين، أبو إسحاق المعروف بالشيعي:
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعمرو بن علي الفلاس، وعباس بن يزيد
البحراني، وأبي الفضل الرياشي، وعمر بن شبه النميري. روى عنه أبو طاهر بن أبي
هاشم المقرئ، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وابن الثلاج.
296

وذكر فيما قرأت بخطه: أنه مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. قال: وكان
ينزل دكان الأبناء.
3337 - إسماعيل بن يونس بن صغير بن السكن، الصفار الأطروش:
حدث عن أبي سيار الحافظ. ومحمد بن إبراهيم مربع. روى عنه عمر بن أحمد
ابن يوسف الوكيل، أخبرنا بشرى بن عبد الله، حدثنا عمر بن أحمد بن يوسف
المعروف بأبي نعيم الوكيل، حدثني إسماعيل ابن يونس بن صغير السكن الصفار
الأطروش، حدثنا محمد بن إبراهيم بن مربع الأنماطي، ومحمد بن عبد الله أبو سيار،
وغيرهما، قالوا: حدثنا موسى بن محمد النصيبي، حدثنا ابن المبارك عن مسعر قال:
سمعت قتادة يذكر عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها. كذا
في كتاب بشرى بن موسى بن محمد، وأظنه موسى بن أيوب النصيبي، والله أعلم.
3338 - إسماعيل بن محمد بن قاسم الأنباري:
حدث عن الحسين بن نصر الرازي - شيخ يحدث عن هشام بن الكلبي - روى عنه
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عتاب السقطي، وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس.
3339 - إسماعيل بن العباس بن عمر بن مهران بن فيروز بن سعيد، أبو
علي الوراق:
ولد في سنة أربعين ومائتين، وسمع إسحاق بن إبراهيم البغوي، والزبير بن بكار
والحسن بن عرفة، وبشر بن مطر، وعمر بن شبة، وعلي بن حرب، وأحمد بن
منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإبراهيم بن هاني، وخلقا من
هذه الطبقة. روى عنه ابنه محمد، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين
ويوسف القواس، وأبو طاهر المخلص، وأبو حفص الكتاني، وغيرهم.
وحدثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف بن عمر القواس ذكره في جملة شيوخه
الثقات. حدثني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن العباس الوراق
ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن إسماعيل بن
العباس الوراق مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
297

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن شاهين عن أبيه. قال: ومات إسماعيل بن العباس في
رجوعه من الحج في المحرم سنة ثلاث وعشرين.
قلت: كان إسماعيل قد حج سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ثم رجع فمات في
الطريق، وحمل إلى بغداد فدفن بها.
3340 - إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو بكر الناقد:
حدث عن أحمد بن الهيثم البزاز، وإبراهيم بن الهيثم البلدي. روى عنه المعافى بن
زكريا، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
3341 - إسماعيل بن هارون بن عيسى بن زياد بن مرادانشاه، أبو القاسم
البزاز:
حدث عن الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر،
وعثمان بن هشام بن دلهم. روى عنه الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن عبدان
الصفار.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان الصفار،
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن هارون بن عيسى بن زياد بن مردانشاه، حدثنا الحسن
ابن أبي الربيع، حدثنا القاسم بن الحكم البجلي، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن
محمد بن سوقة، عن الحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق من النار لها عن
الشهوات، ومن ترقب الموت لها عن اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه
المصيبات ".
3342 - إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان،
أبو الحسن التنوخي الأنباري:
حدث ببغداد عن أبي العباس أحمد بن محمد البرتي، والحارث بن أبي أسامة،
ومحمد بن غالب التمتام، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وإسماعيل بن محمد
ابن أبي كثير الفارسي، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن يونس الكديمي،
298

وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وبهلول بن إسحاق
الأنباري، وموسى بن هارون الحافظ. روى عنه ابن أخيه أحمد بن يوسف بن يعقوب
التنوخي.
أخبرني علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق،
أخبرنا عمي أبو الحسن إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، أخبرنا إسماعيل
ابن محمد بن أبي كثير - قاضي المدائن - حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا أبو حنيفة،
عن عبد الرحمن بن يزداذ، عن شرحبيل، عن أبي سعيد الخدري. قال: دخل النبي
صلى الله عليه وسلم علي فأتيته بلحم شواء فأكل منه ثم دعا بماء فغسل كفيه ومضمض، ثم صلى ولم
يحدث وضوءا.
قال لي التنوخي: قال أبي: ولد إسماعيل بن يعقوب بالأنبار سنة اثنتين وخمسين
ومائتين ومات بها في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وحدث ببغداد وكان حافظا
للقرآن عالما بأنساب اليمن، كثير الحديث ثقة فيه صدوقا.
3343 - إسماعيل بن محمد الأصبهاني:
ورد بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا إسماعيل بن
محمد الأصبهاني، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا ورقاء، عن العلاء
ابن عبد الرحمن، عن أبي السائب، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل
صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج ".
3344 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن، أبو
علي الصفار النحوي:
صاحب المبرد. سمع الحسن بن عرفة العبدي، وعبد الله بن محمد بن أيوب
المخرمي وزكريا بن يحيى المروزي، وأحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر
المخرمي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن
إسحاق الصاغاني، والحسن بن علي بن عفان العامري، وزيد بن إسماعيل الصائغ،
299

وأبا البختري العنبري، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وعلي بن داود القنطري، وغير
هؤلاء من أهل طبقتهم وممن بعدهم. روى عنه محمد بن المظفر، والدارقطني،
وجماعة نحوهما. وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي، وأحمد بن محمد بن المتيم، وأبو
عبد الله بن دوست، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وعبد العزيز بن محمد الستوري،
والحسين بن عمر بن برهان الغزال، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وأبو العلاء محمد
ابن الحسن الوراق، وهلال الحفار، والقاضي أبو القاسم بن المنذر، والحسين بن
الحسن المخزومي، وأبو الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبو الحسين
ابن الفضل بن القطان. وآخر من حدثنا عنه محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم
ابن مخلد البزاز.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن محمد الصفار ثقة.
وأخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: صام إسماعيل الصفار أربعة
وثمانين رمضانا. قال: وكان متعصبا للسنة.
أخبرني علي بن أبي علي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أن أبا علي إسماعيل
ابن محمد الصفار أنشده لنفسه:
إذا زرتكم لقيت أهلا ومرحبا * وإن غبت حولا لا أرى لكم رسلا
وإن غبت لم أعدم ألا قد جفوتنا * وقد كنت زوارا فما بالنا نقلي؟
أفي الحق أن أرضى بذلك منكم * بل الضيم أن أرضى بها منكم فعلا
ولكنني أعطى صفاء مودتي * لمن لا يرى يوما علي له فضلا
وأستعمل الإنصاف في الناس كلهم * فلا أصل الجافي ولا أقطع الحبلا
وأخضع لله الذي هو خالقي * ولا أعطي للمخلوق من نفسي الذلا
قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر الفياض، أخبرني إسماعيل بن محمد
المعروف بالصفار: أنه ولد في سنة سبع وأربعين ومائتين.
قلت: وقيل إن مولده كان في ليلة الاثنين لليلتين خلتا من شهر رمضان من هذه
السنة.
وأخبرني الأزهري، عن محمد بن العباس بن الفرات. قال: مولد إسماعيل الصفار
سنة ثمان وأربعين ومائتين. وتوفي سحر يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من المحرم
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
300

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسماعيل الصفار مات في
يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان - إملاء - قال: توفي إسماعيل الصفار
في يوم الأربعاء، ودفن في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة إحدى وأربعين
وثلاثمائة.
قلت: ودفن مقابل قبر معروف الكرخي، بينهما عرض الطريق دون قبر أبي بكر
الآدمي وأبى عمر الزاهد.
3345 - إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى، أبو القاسم
المعروف بابن الجراب:
بلغني أنه ولد بسر من رأى في رجب من سنة اثنتين ومائتين، وسمع عبد الله بن
روح المدائني، وموسى بن سهل الوشاء، وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن
محمد البزلي، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي،
ونحوهم. وانتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها فحصل حديثه عند أهلها. روى عنه
عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وغيره.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو إسماعيل بن يونس. قال: إسماعيل بن
يعقوب المعروف بابن الجراب يكنى أبا القاسم بغدادي، قدم مصر. حدث عن
إسماعيل القاضي ونحوه، توفي يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة خمس
وأربعين وثلاثمائة. وكان ثقة.
3346 - إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل، أبو علي البغدادي:
حدث بالبصرة عن أبي أيوب أحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي. روى عنه القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسدآباذي.
3347 - إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى بن بيان، أبو محمد
الخطبي:
سمع الحارث بن أبي أسامة التميمي، وإدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن
301

عثمان بن أبي شيبة، وأبا العباس الكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن
هشام بن أبي الدميك المروزي، وأبا شعيب الحزاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
والحسين بن فهم، وأحمد بن علي الخراز، ومحمد بن عيسى بن السكن الواسطي،
وأبا قبيصة محمد بن عبد الرحمن الضبي، ومحمد بن أحمد بن البراء، والحسن بن
علوية القطان، والحسن بن علي المعمري، وأبا حصين الوادعي، ومحمد بن عبد الله
الحضرمي الكوفي، ومحمد بن علي بن بطحا، وجماعة غيرهم من طبقتهم. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما من المتقدمين. وأخبرنا عنه ابن رزقويه وإبراهيم بن
مخلد بن جعفر، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو علي بن شاذان وغيرهم.
وكان فاضلا فهما عارفا بأيام الناس وأخبار الخلفاء، وصنف تاريخا كبيرا على
ترتيب السنين.
سمعت الأزهري يقول: جاء أبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الخطبي إلى منزل بن
عبد العزيز الهاشمي، فقدم إسماعيل أبا بكر، فتأخر أبو بكر وقدم إسماعيل، فلما
استأذن إسماعيل أذن له في الدخول، فقال إسماعيل: أدخل ومن أنا معه؟ - أو كما
قال.
حدثني علي بن محمد بن نصر. قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني عن أبي محمد إسماعيل بن علي الخطبي فقال: ما أعرف منه إلا
خيرا. كان يتحرى الصدق.
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي عن أبي الحسن الدارقطني. قال:
إسماعيل الخطبي ثقة.
أخبرني الأزهري، عن محمد بن العباس بن الفرات. قال: كان إسماعيل بن علي
الخطبي ركينا عاقلا، ذا رأي حسن، مقدما عند المشايخ المتقدمين من بني هاشم
وغيرهم، من أهل الثقة والأدب، وحسن الحديث والمجلس، والمعرفة بأخبار من تقدم
من الناس، قل من رأيت من المشايخ مثله.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح. قال: سمعت أبا الحسن بن رزقويه يذكر عن
إسماعيل الخطبي. قال: وجه إلى الراضي بالله ليلة عيد فطر، فحملت إليه راكبا بغلة،
ودخلت عليه وهو جالس في الشموع قال لي: يا إسماعيل إني قد عزمت في غد على
الصلاة بالناس في المصلى فما الذي أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي؟
302

قال: فأطرقت ساعة ثم قلت: يقول أمير المؤمنين: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك
التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك
الصالحين * [النمل 19] فقال لي حسبك ثم أمرني بالانصراف، وأتبعني بخادم
فدفع إلى خريطة فيها أربعمائة دينار، وكانت الدنانير خمسمائة. فأخذ الخادم منها
لنفسه مائة دينار - أو كما قال -.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان. قال: توفي إسماعيل الخطبي في
جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاثمائة. وقال محمد بن أبي الفوارس: توفي الخطبي يوم
الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة خمسين. ودفن يوم الأربعاء ومولده يوم
السبت لثلاث خلون من المحرم سنة تسع وستين ومائتين، وكان شيخا ثقة نبيلا.
3348 - إسماعيل بن شعيب، أبو علي النهاوندي المقرئ:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي علي أحمد بن محمد بن سلمويه الأصبهاني
- كتاب قراءة الكسائي رواية قتيبة بن مهران عنه - روى عنه إبراهيم بن مخلد بن
جعفر. حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ. قال: مات إسماعيل بن شعيب النهاوندي المقرئ الفقيه العراقي في سنة
خمسين وثلاثمائة. وكذلك ذكر محمد بن أبي الفوارس وقال: توفي في شهر رمضان
قريبا منه.
3349 - إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن بديل بن ورقاء، أبو القاسم الخزاعي:
وهو ابن أخي دعبل بن علي الشاعر. حدث عن عباس بن محمد الدوري، وعن
محمد بن إسماعيل ابن بنت ربح الصيرفي، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، ومحمد
ابن غالب التمتام، ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بن محمد بن غالب الباهلي،
وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبد الرحمن بن عبد
الرزاق بن همام. وروى عن أبيه عن أخيه دعبل أحاديث مسندة عن مالك بن أنس،
وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وجرير بن حازم، وغيرهم. روى عنه
الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر
الدمشقي، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي،
وهلال بن محمد الحفار، وكان غير ثقة.
303

وذكر ابن جميع وابن زبر وأبو زرعة أنهم سمعوا منه ببغداد، قال ابن جميع: في
درب رباح.
حدثني الأزهري، أنبأنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا إسماعيل بن علي بن علي بن
رزين الدعبلي، حدثني أبي، حدثني أخي دعبل بن علي الشاعر قال: سمعت مالكا
يحدث الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين حدثني أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " نعم الإدام الخل، وما أقفر أهل بيت عندهم الخل ".
أخبرناه هلال بن محمد الحفار، حدثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين
الخزاعي - بواسط - حدثنا أبي علي بن علي، حدثنا أخي دعبل بن علي وقتيبة بن
سعيد البغلاني. قالا: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الإدام الخل ".
قرأت في كتاب بن الثلاج بخطه: قال لنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين:
ولدت في سنة تسع وخمسين ومائتين.
وتوفي بواسط في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
3350 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن عمر، أبو
القاسم الجرجاني:
حدث عن أحمد بن بهزاذ السيرافي. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني وقال: سمعت
منه ببغداد في سنة إحدى وستين وثلاثمائة. قلت: فكيف حاله؟ فقال: ثقة.
3351 - إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الله، أبو الطيب الفحام:
سمع عبد الله بن محمد بن ناجية، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن
ذريح العكبري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ويعقوب بن إبراهيم بن
حسان الأنماطي، ومحمد بن الحسن بن هارون بن بدينا، ومحمد بن عبد الله
المستعيني، ومحمد بن علي بن الحسن بن حرب الرقي، والعباس بن يوسف الشكلي،
أخبرنا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن جعفر بن علان، والقاضي أبو العلاء
الواسطي، ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ. وكان ينزل في الجانب الشرق في ناحية باب
الطاق.
304

أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبى الطيب إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد
الله الفحام - ببغداد - حدثكم أبو يعلى الموصلي، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا عبد
الرحيم بن سليمان، أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت طواف الأول، خب ثلاثة أطواف ومشى أربعا، وكان
يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة.
سألت البرقاني عن هذا الشيخ. فقال: ثقة.
3352 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح، أبو القاسم المعروف
بابن زنجي الكاتب:
حدث عن أحمد بن محمد بن نصر الضبعي، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد
ابن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وإبراهيم
ابن محمد العمرى، وإسحاق بن إبراهيم بن غالب الكتاني، وأحمد بن إسحاق بن
البهلول التنوخي، وغيرهم. حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال، وأبو طالب عمر بن
إبراهيم الفقيه، وهلال بن عبد الله الطيبي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وعلي بن
المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا القاسم بن زنجي فقال: لا يسوى شيئا.
حدثني التنوخي. قال: توفي إسماعيل بن محمد بن زنجي في سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة.
3353 - إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد، أبو القاسم
المعدل:
من أهل الجانب الشرقي، حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري ومحمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر بن الأنباري، والحسين بن القاسم
الكوكبي ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم. حدثنا عنه الأزهري، والتنوخي،
وأحمد بن علي بن التوزي، وحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، وأحمد بن عبد
الواحد بن محمد بن جعفر، ويحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو يعلى بن
الفراء.
وكان بعض سماعاته صحيحا في كتب أخيه، وبعضها مفسودا. رأيت إلحاقه
305

لنفسه السماع مع أخيه في جزء عن ابن الأنباري إلحاقا ظاهرا بين الفساد، وكذلك
رأيته في جزء آخر عن ابن دريد، وحدث بالجميع، وحدث أيضا من كتب لأخيه لم
يكن له فيها سماع قديم ولا ملحق.
وحدثني من سمع محمد بن أبي الفوارس ذكره فقال: كان فيه تساهل في
الحديث والدين.
سألت حمزة بن محمد بن طاهر عن ابن سويد فقال: ثقة غير أنه كان فيه حمق.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي. قال: سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فيها توفى أبو
القاسم بن سويد الشاهد في المحرم. وكان شيخا عسرا في الحديث.
حدثنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز وعلي بن الحسين - صاحب العباسي -
قال: مات إسماعيل بن سعيد بن سويد يوم السبت لتسع خلون - وقال محمد: لعشر
خلون - من المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. قال علي: ودفن في الخيزرانية.
3354 - إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، أبو سعد
الجرجاني، المعروف بالإسماعيلي:
ورد بغداد غير مرة، وآخر وروده كان في حياة أبي الحسن الدارقطني وحدث
عن أبيه أبي بكر الإسماعيلي، وعن أبي العباس الأصم النيسابوري، ومحمد بن
أحمد بن حفص الدينوري، ومحمد بن علي بن دحيم الكوفي، وعبد الله بن عدي
الجرجاني. حدثنا عنه محمد بن أحمد بن شعيب الروياني، وأبو محمد الخلال،
وعلي بن المحسن التنوخي.
وكان ثقة فاضلا، فقيها على مذهب الشافعي وكان شيخا جوادا مفضلا على
أهل العلم. والرياسة بجرجان إلى اليوم في ولده وأهل بيته.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني، أخبرنا أبو سعد إسماعيل
ابن أحمد بن إبراهيم الجرجاني - ببغداد - حدثنا محمد بن علي أبو جعفر الشيباني -
ولم نكتبه إلا عنه - حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق،
حدثنا سلام بن سليمان المدايني، عن أبي إسحاق. قال: خرجت مع زيد بن أرقم إلى
الجمعة، فرأى رجلين بينهما شحناء، فوثب حتى حجز بينهما ثم قال: سمعت
306

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن التارك الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر ليس مؤمنا
بالقرآن ولا بي ".
سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يقول: ورد أبو سعد الإسماعيلي بغداد حاجا
في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. فلم يقض له الخروج، فأقام سنة حتى حج من العام
المقبل. وحدث ببغداد. قال: وعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما أبو حامد
الأسفرائيني. وتولى الآخر أبو محمد البافي فبعث البافي إلى القاضي أبى الفرج المعافى
ابن زكريا بابنه أبي الفضل يسأله حضور المجلس، وكتب على يده هذين البيتين:
إذا أكرم القاضي الجليل وليه * وصاحبه ألفاه للشكر موضعا
ولي حاجة يأتي بنيي بذكرها * ويسأله فيها التطول أجمعا
فأجابه أبو الفرج:
دعا الشيخ مطواعا سميعا لأمره * يواتيه باعا حيث يرسم إصبعا
وها أنا غاد في غد نحو داره * أبادر ما قد حده لي مسرعا
حدثني أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الواعظ الأستراباذي - ببيت المقدس -
قال: توفي أبو سعد الإسماعيلي بجرجان في شهر ربيع الآخر من سنة ست وتسعين
وثلاثمائة.
3355 - إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسن بن هارون، أبو محمد
الفقيه الزاهد البخاري:
ورد بغداد حاجا مرات عدة، وحدث بها عن محمد بن أحمد بن خنب
البخاري، وبكر بن محمد بن حمدان المروزي، ومحمد بن عبد الله بن يزداد الرازي
وخلف بن محمد بن الخيام، وعلي بن محتاج بن حمويه الكشاني، ومحمد بن نصر
الشرغي وسهل بن عثمان بن سعيد، وأحمد بن سعد بن نصر البخاريين.
حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، وذكر أنه سمع منه بعد عوده من الحج في
سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
وحدثني عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني وقال: قدم علينا بغداد
حاجا في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
307

أخبرنا أبو جعفر السمناني، أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن الحسين بن علي
البخاري الفقيه الزاهد، أخبرنا بكر بن محمد بن حمدان المروزي، حدثنا محمد بن
يونس، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة الحنفي، حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا
تعف نساؤكم ومن تنصل إليه فلم يقبل لم يرد علي الحوض ".
هذا الحديث قد وهم فيه على محمد بن يونس الكديمي، لأنه إنما رواه عن علي بن
قتيبة الرفاعي عن مالك. ولم يكن عنده ولا عند غيره عن ابن عثمة وهو محفوظ أن
علي بن قتيبة تفرد بروايته.
وقد أخبرنا بصوابه عن محمد بن يونس أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي.
حدثنا عثمان بن محمد بن بشر بن سنقر السقطي، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا
علي بن قتيبة الرفاعي، حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير عن جابر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه
فلم يقبل فلن يرد علي الحوض ".
وهكذا رواه عن علي بن قتيبة غير واحد، وحدث به بعض الناس عن إبراهيم بن
الحسين بن ديزيل الهمذاني، عن علي بن قادم، عن مالك فوهم فيه أقبح من وهم من
رواه عن ابن عثمة، والله أعلم.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري الحافظ المعروف
بالغنجار: توفي أبو محمد إسماعيل بن الحسين يوم الأربعاء لثمان خلون من شعبان
سنة اثنتين وأربعمائة.
3356 - إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام، أبو القاسم
الصرصري:
من أهل صرصر الدير. سمع محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، والحسين بن
إسماعيل المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، وأبا عيسى أحمد بن محمد بن إسحاق
الأنماطي، وأبا عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، وعمر بن محمد بن أحمد بن
308

هارون العطار، ومحمد بن أحمد بن عمرو البزاز. حدثني عنه أبو بكر البرقاني،
والحسن بن علي بن عبد الله المقرئ العطار، ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني،
ورئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن، وأحمد بن أبي جعفر السمناني.
وسألت البرقاني عنه فقال: صدوق. وسئل عنه وأنا أسمع فقال: ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: مات إسماعيل بن هشام الصرصري ببغداد
في جمادي الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة. وحمل إلى صرصر بعد أن صلى عليه أبو
حامد الأسفراييني في مشهد سوق الطعام.
3357 - إسماعيل بن عمر بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسين المعروف بابن
سبنك:
كان من ولد جرير بن عبد الله البجلي. يسكن بباب الأزج، وكان يتقلد النظر في
الحكم هناك، وحدث عن محمد بن أحمد بن علي بن المحرم، وأبي بكر الشافعي.
حدثني عنه ابنه محمد وعبد العزيز بن علي الأزجي، وكان ثقة.
حدثني محمد بن إسماعيل بن عمر بن سبنك قال: مات أبي سنة ثلاث
وأربعمائة.
وذكر لي أحمد بن علي بن التوزي وعلي بن المحسن التنوخي: أنه مات في يوم
الأحد الثالث من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة. قال التنوخي: ودفن بباب الأزج.
3358 - إسماعيل بن الحسن بن علي بن عتاس، أبو علي الصيرفي:
حدث عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان، وكان صدوقا. أدركته ولم يقض
لي السماع منه.
فحدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري، وعبد العزيز بن علي الأزجي قالا: حدثنا
أبو علي إسماعيل بن الحسن بن علي بن عتاس الصيرفي، حدثنا الحسين بن يحيى بن
عياش.
وأخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن
يحيى بن عياش، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثنا شبابة - زاد
309

ابن عتاس - ابن سوار قال: أنبأنا - وفي حديث ابن مهدي حدثنا - عطاف بن خالد،
عن ابن صهيب، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " من تزوج امرأة بصداق لا يريد
أن يؤديه، جاء يوم القيامة زانيا، ومن تسلف مالا يريد أن لا يؤديه، جاء يوم القيامة
سارقا ".
مات ابن عتاس في يوم الاثنين ثالث عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعمائة.
3359 - إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن عروة، أبو القاسم البندار:
كان يكون في دار البطيخ بنهر طابق، وحدث عن أبي سهل بن زياد، وأبي بكر
الشافعي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا ابن عروة، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان،
حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عمر بن يزيد الرفاء، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة،
عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بال
أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين، ويؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون
ببعض، يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور، والأجل المكتوب، والرزق
المقسوم، لا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور، والسعي المشكور،
والتجارة التي لا تبور ".
حدثني محمد بن علي الصوري قال: قال لي ابن عروة: ولدت في النصف من
رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
قلت: ومات ودفن في يوم الأحد التاسع والعشرين من المحرم سنة ثلاث وعشرين
وأربعمائة.
3360 - إسماعيل بن أحمد بن عبد الله، أبو عبد الرحمن الضرير الحيري:
من أهل نيسابور. قدم علينا حاجا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وحدث
ببغداد عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأحمد بن
310

إبراهيم العبدوي والحسن بن أحمد المخلدي، وأحمد بن محمد بن إسحاق
الأنماطي، وأحمد بن محمد بن عمر الخفاف، وأبي الحسن الماسرجسي، ومحمد بن
عبد الله بن حمدون، وأبي بكر الجوزقي، ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي
النيسابوريين، وأزهر بن أحمد السرخسي، والحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين
الحدادي المروزي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني، وأبي الهيثم محمد بن
المكي الكشميهني وأبي عبد الرحمن السلمي، وغيرهم.
كتبنا عنه ونعم الشيخ كان فضلا وعلما، ومعرفة وفهما، وأمانة وصدقا، وديانة
وخلقا.
سئل إسماعيل الحيري عن مولده فقال وأنا أسمع: ولدت في رجب من سنة
إحدى وستين وثلاثمائة.
ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازما على المجاورة بمكة، وكانت
وقر بعير، وفي جملتها صحيح البخاري، وكان سمعه من أبي الهيثم الكشميهني عن
الفربري فلم يقض لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق، ورجع الناس،
فعاد إسماعيل معهم إلى نيسابور، ولما كان قبل خروجه بأيام خاطبته في قراءة كتاب
الصحيح فأجابني إلى ذلك، فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين
كنت أبتدئ بالقراءة وقت صلاة المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر، وقبل أن أقرا
المجلس الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى،
فمضيت إليه مع طائفة من أصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين،
وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقت طلوع
الفجر، ففرغت من الكتاب!! ورحل الشيخ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة.
وحدثني مسعود بن ناصر السجزي أنه مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة بيسير.
3361 - إسماعيل بن أحمد بن محمد، أبو الفضل السمسار الهروي:
قدم علينا بغداد حاجا. وسمعت منه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة عند مرجعه
من الحج حديثا واحدا حدثنيه بلفظه.
قال: حدثنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يحيى الأنصاري
الزاهد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا خلف بن هشام البزار، حدثنا
عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثني أبي عن سهل بن سعد الساعدي. قال: أخطأ
311

الناس في العدة فما عدوا من مبعثه، ولا عدوا من وفاته، عدوا من مقدمه المدينة صلى الله عليه وسلم.
كان هذا الشيخ ثقة فاضلا من أهل المعرفة بالأدب.
وحدثني مسعود بن ناصر - في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة - أنه خلفه حيا بهراة
في ذلك الوقت.
أنشدني مسعود بن ناصر قال: أنشدني أبو الفضل إسماعيل بن أحمد السمسار
بهراة لنفسه:
وما أرسل الأقوام في نيل حاجة * كأبيض وضاح صحيح مدور
فأرسله مرتادا وأيقن بأنه * سيحصل ما ترتاد وأسمح تصدر
ولا تعتمد شيئا سوى الدرهم الذي * ينال به المحروم حظ الموفر
فما درهم في فعله غير مرهم * ومدراء هم عن فؤاد محير
3362 - إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنى، أبو سعد الواعظ
الإسترآباذي:
قدم علينا بغداد حاجا وسمعت منه بها حديثا واحدا مسندا. وذلك في ذي القعدة
من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
أخبرنا أبو سعد - من حفظه - حدثنا أبي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق
الرملي - ببيت المقدس - حدثنا أبو الوليد هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش،
عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن شداد بن أوس. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " بكى شعيب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله حتى عمى، فرد الله إليه: بصره، وأوحي
إليه: يا شعيب ما هذا البكاء؟ أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار؟ قال: إلهي وسيدي
أنت تعلم ما أبكى شوقا إلى جنتك، ولا خوفا من النار، ولكني اعتدت حبك بقلبي،
فإذا أنا نظرت إليك فما أبالي ما الذي يصنع بي. فأوحى الله إليه يا شعيب إن يك
ذلك حقا فهنيئا لك لقائي، يا شعيب لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي ".
وأنشدنا أبو سعد قال: أنشدني طاهر الخثعمي قال: أنشدني الشبلي لنفسه:
مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى * دمعان في الأجفان يزدحمان
ما أنصفتني الحادثات رمينني * بمودعين وليس لي قلبان
312

هذا جميع ما سمعت من أبى سعد ببغداد ولم يكن موثوقا به في الرواية. ثم لقيته
ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست وأربعين وأربعمائة، فحدثني عن شافع
ابن محمد بن أبي عوانة الإسفراييني، وعن أبي العباس الرازي الضرير، وعن علي بن
محمد الطيبي، وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري، وأبي
عبد الرحمن السلمي، وأبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي. وسألته عن مولده
فقال: ولدت بإسفرايين في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
ومات ببيت المقدس على ما بلغني في المحرم من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
* * *
313

ذكر من اسمه إسحاق
3363 - إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن
عوف الزهري:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سكن بغداد وكان موصوفا بالجود والسخاء، وله
قدر عند الخلفاء والأمراء.
وقد ذكره الزبير بن بكار في كتاب " النسب " فقال: أخبرنا علي بن أبي علي
البصري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، وأحمد بن عبد الله الدوري، قالا:
حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار. قال: ومن ولد حميد بن
عبد الرحمن إسحاق بن غرير. واسم غرير عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد
الرحمن بن عوف، كان في صحابة المهدى أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين موسى، وأمير
المؤمنين هارون، وهلك في خلافة أمير المؤمنين هارون. وكان ذا منزلة منهم وقدر،
وكان حلوا معروفا بالسخاء [وفيه] يقول الشاعر:
استوسق الناس وقالوا معا * لا جود إلا جود إسحاق
قال: وله ولأخيه يعقوب يقول الصهيبي:
نفى الجوع من بغداد إسحاق ذو الندى * كما قد نفى جوع الحجاز أخوه
وما يك من خير أتوه فإنما * فعال غرير قبلهم ورثوه
فأقسم لو ضاف الغريري بغتة * جميع بنى حواء ما حفلوه
هو البحر بل لو حل بالبحر وفده * ومن يجتديه ساعة نزفوه
وأخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الله.
قالا: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير قال: حدثني أبو عزية محمد بن
موسى الأنصاري. قال: كان إسحاق بن غرير معجبا بعبادة - جارية المهلبية - وكانت
المهلبية منقطعة إلى الخيرزان أم أمير المؤمنين، ذات منزلة منها.
314

قال: فركب يوما عبد الله بن مصعب بن الزبير وإسحاق بن غرير إلى أمير المؤمنين
المهدي، وكانا يأتيانه في كل عشية إذا صلى الناس العصر. فيقيمان معه إلى أن ينقضي
سهره. فلقيا في طريقهما عبادة - جارية المهلبية - فقال إسحاق بن غرير لعبد الله بن
مصعب: يا أبا بكر هذه عبادة التي كنت تسمعني أذكرها وركض دابته حتى
استقبلها فنظر إليها ثم رجع، فضحك عبد الله بن مصعب مما صنع. ثم مضيا فدخلا
على أمير المؤمنين المهدى، فحدثه عبد الله بن مصعب حديث إسحاق بن غرير وعبادة
وما كان منه في أمرها تلك العشية، فقال لإسحاق: أنا أشتريها لك، وقام فدخل على
الخيزران فقال: أين المهلبية؟ فأمرت بها فدعيت له، فقال لها: تبيعيني عبادة بخمسين
ألف درهم؟ فقالت له: يا سيدي إن كنت تريدها لنفسك فبها - فداك الله - قال: إنما
أريدها لإسحاق بن غرير، فبكت وقالت: يدي ورجلي ولساني في حوائجي تنزعها
مني لإسحاق بن غرير!! قال: فقالت الخيزران: ما يبكيك؟ لا يقدر والله إسحاق
عليها. وقالت لأمير المؤمنين المهدي: صار ابن غرير يتعشق جواري الناس! فخرج
أمير المؤمنين المهدى فأخبر إسحاق الخبر، وأمر له بالخمسين الألف الدرهم، فأخذها
فقال في ذلك أبو العتاهية:
من صدق الحب لأحبابه * فإن حب ابن غرير غرور
أنساه عبادة ذات الهوى * وأذهل الحب لديه الضمير
خمسون ألفا كلها وازن * خشن لها في كل كيس صرير
قال: وقال في ذلك أيضا أبو العتاهية:
حبك المال لا كحبك عبادة * يا فاضح المحبينا
لو كنت أخلصتها الوفاء كما * قلت لما بعتها بخمسينا
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد الكاتب، حدثني جدي محمد بن عبد الله بن
قفرجل، حدثنا محمد بن يحيى النديم قال: أنشدنا أحمد بن يحيى قال: أنشدني
الزبير لمنكف - وهو من ولد زهير بن أبي سلمى - يرثي إسحاق بن غرير:
بكت العيون فأقرحت أجفانها * عبراتها جزعا على إسحاق
فلئن بكت جزعا عليه فقد بكت * حزنا عليه مكارم الأخلاق
يا خير من بكت المكارم فقده * لم يبق بعدك للمكارم باق
لو طاف في شرق البلاد وغربها * لم يلق إلا حامدا للاقى
ما بت - من كرم الطبائع ليلة * إلا لعرضك من نوالك واق
بخلت بما حوت الأكف وإنما * خلق الإله يديك للإنفاق
315

3364 - إسحاق بن عيسى، أبو هاشم ابن بنت داود بن أبي هند:
سمع سليمان بن مهران الأعمش، وابن أبي ذئب، وعباد بن راشد، وسفيان
الثوري، ومالك بن أنس. روى عنه رزق الله بن موسى الكلوذاني، والحسن بن
الصباح البزار، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وكان ثقة نزل مكة وجاور بها.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ قال: حدثنا يوسف
ابن يعقوب بن إسحاق بن بهلول الأزرق، حدثنا جدي، حدثنا إسحاق بن بنت داود
ابن أبي هند، عن الأعمش، أن أبا بكر وعمر كانا يأكلان على الأرض إرادة التواضع.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن
عيسى بن بنت داود بن أبي هند، بغدادي.
3365 - إسحاق بن يوسف بن محمد، أبو محمد الأزرق الواسطي:
سمع سليمان الأعمش وسعيد الجريري، وزكريا بن أبي زائدة، وعوفا الأعرابي،
وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله. روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
وعمرو الناقد، والحسن بن حماد سجادة، وإسحاق بن البهلول، وسعدان بن نصر،
ومحمد بن عبيد الله المنادي، وغيرهم. ورد إسحاق بغداد وحدث بها وكان من
الثقات المأمونين، وأحد عباد الله الصالحين.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز - إملاء - حدثنا محمد بن عبيد الله
المنادي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا زكريا، عن أبي إسحاق، عن هبيرة
ابن مريم، عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب، وعن القسي، وعن
المياثر الحمر.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي، حدثنا
أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى. قال: قال لي جدي: سمعت من
316

إسحاق الأزرق ببغداد في سنة أربع وتسعين ومائة، وفي مجلسه عرفت أحمد بن
حنبل.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن أبي
أوفى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخوارج كلاب النار ".
أخبرنا أبو نصر محمد بن عبيد الله بن الحسن بن زكريا المقرئ - بالدينور - حدثنا
أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات - ببغداد إملاء - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم
ابن عبد الله بن أيوب المخرمي - إملاء - قال: سمعت الحسن بن حماد سجادة
يقول: بلغني أن أم إسحاق الأزرق قالت له: يا بني إن بالكوفة رجلا يستخف
بأصحاب الحديث، وأنت على الحج، فأسألك بحقي عليك أن لا تسمع منه شيئا. قال
إسحاق: فدخلت الكوفة فإذا الأعمش قاعد وحده، فوقفت على باب المسجد.
فقلت: أمي والأعمش!! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " طلب العلم فريضة على كل مسلم "
فدخلت فسلمت فقلت: يا أبا محمد حدثني فإني رجل غريب. قال: من أين أنت؟
قلت: من واسط. قال: فما اسمك؟ قلت: إسحاق بن يوسف الأزرق قال: لا حييت
ولا حييت أمك، أليس حرجت عليك أن لا تسمع مني شيئا؟ قلت: يا أبا محمد ليس
كل ما بلغك يكون حقا.
قال: لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك! فحدثني عن ابن أبي أوفى قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الخوارج كلاب النار ".
حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث الواسطي،
حدثنا أسلم بن سهل، حدثنا يحيى بن داود قال: كنا نسمع أن إسحاق - يعني
الأزرق - لم يرفع رأسه إلى السماء نحوا من عشرين سنة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار قال: سألت عبد الحميد بن بيان، عن إسحاق الأزرق، وكيف سمع من
شريك؟ قال: سمع منه بواسط. قلت له: في أي شيء جاء إلى واسط؟ قال: جاء في
317

كرى الأنهار، فأخذ إسحاق كتابه، قلت: أيما أكثر سماعا عن شريك إسحاق أو
يزيد بن هارون؟ قال: إسحاق نحو من خمسة آلاف، ويزيد نحو من ثلاثة
آلاف!
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: إسحاق - يعني الأزرق - وعباد بن العوام ويزيد كتبوا عن
شريك بواسط من كتابه، كان قدم عليهم في حفر نهر. قال: كان شريك رجلا له
عقل، فكان يحدث بعقله، فقال أحمد: سماع هؤلاء أصح عنه، قيل: إسحاق الأزرق
ثقة؟ فقال: أي والله ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فإسحاق الأزرق؟ فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي
ابن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي قال: حدثني أبي. قال: إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي ثقة.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن
معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إسحاق بن يوسف
الأزرق كان ثقة، وربما غلط. مات بواسط سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد
ابن هارون.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا ابن الفضل القطان، حدثنا دعلج، حدثنا أحمد بن علي الأبار قال:
سمعت محمد بن حرب.
318

وأخبرنا ابن الفضل أيضا، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد بن وزير قالوا: مات إسحاق الأزرق سنة خمس
وتسعين ومائة.
3366 - إسحاق بن نجيح الملطي، أبو صالح. وقيل: أبو يزيد:
كان يسكن بغداد وحدث عن هشام بن حسان، وعطاء الخراساني، وابن جريج،
وأبي المنيب العتكي، وعبد العزيز بن أبي رواد. روى عنه يزيد بن مروان الخلال،
وسويد بن سعيد، وعلي بن حجر، وأحمد بن بشار الصيرفي، ومحمد بن منصور
الطوسي والحسين بن أبي زيد الدباغ، وإبراهيم بن راشد الآدمي.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا عبد الله بن الحسن بن أحمد، حدثنا يزيد بن مروان، حدثنا إسحاق بن نجيح،
عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي خليلا من أمته،
وإن خليلي عثمان بن عفان ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على إسحاق بن محمد النعالي، حدثكم عبد
الله بن إسحاق المدائني، حدثنا أحمد بن بشار الصيرفي، حدثنا أبو صالح الملطي
- إسحاق بن نجيح - حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال: يتوب على الزاني
والزانية ولا يتوب على القواد.
أخبرنا علي بن أبي على، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي، حدثنا أحمد بن أبي
عوف، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد،
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه ".
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدثنا صالح بن محمد أبو علي
319

البغدادي، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي، حدثنا عبد العزيز
ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال في ديننا برأيه
فاقتلوه ".
قال أبو علي: إسحاق بن نجيح كان يضع الحديث.
وقرأ على هذا الحديث وأمر القلم عليه، وقال: ما تصنع؟ هو باطل.
أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال:
قرأت على محمد بن طالب بن علي - فأقربه - قال: قال أبو علي صالح بن محمد:
إسحاق بن نجيح عن لبن جريج حديث " من حفظ على أمتي أربعين حديثا " قال
أبو علي: حديث باطل، وإسحاق بن نجيح ترك حديثه. قلت لمحمد بن منصور
الطوسي: لم ترك حديث إسحاق بن نجيح الملطي؟ فقال: حدثنا إسحاق بن نجيح
عن هشام بن حسان عن الحسن قال: يغفر للزاني قبل أن يغفر للقواد. فأنكروا
هذا عليه، ثم حدث بعد بأحاديث مناكير عن عطاء الخراساني وغيره.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، أخبرنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: إسحاق بن نجيح الملطي هو من
أكذب الناس - زاد العقيلي - يحدث عن البتي، وعن ابن سيرين برأي أبي حنيفة.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا العباس بن
محمد قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر إسحاق بن نجيح الملطي - فضعفه وقال:
لا رحمه الله.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبيد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي. قال: قال أبو زكريا: إسحاق بن
نجيح الملطي كذاب.
320

أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن نجيح الملطي كذاب، عدو الله، رجل سوء
خبيث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم
يضعون الحديث، منهم إسحاق بن نجيح الملطي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي،
حدثنا أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم أحمد
ابن الحسين بن طلاب.
وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى
العصار. قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: إسحاق بن نجيح الملطي
غير ثقة، ولا من أوعية الأمانة.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني. قال:
وسألت أبى عن إسحاق بن نجيح الملطي فقال بيده هكذا، أي: ليس بشيء،
وضعفه.
وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي يقول: إسحاق بن نجيح الملطي روى
عجائب، وضعفه.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب بن سفيان.
قال: إسحاق بن نجيح الملطي لا يكتب حديثه.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
321

الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: إسحاق بن نجيح الملطي كذاب،
كان يضع الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: إسحاق بن نجيح الملطي متروك
الحديث.
3367 - إسحاق بن الربيع بن نوح، مولى بني ضبة:
قاضي المدائن. حدث عن عمرو بن ثابت البكري. روى عنه المفضل بن غسان
الغلابي.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا إسحاق بن
الربيع الضبي - قاض كان بالمدائن - حدثنا عمرو بن ثابت البكري، عن أبيه قال: ما
كان سعيد بن جبير من المرائين.
قلت: أحسبه يعني من الظاهري الخشوع، بل كان يخفي حاله خوفا من دخول
الرياء في عمله، والله أعلم.
3368 - إسحاق بن سليمان، أبو يحيى العبدي الكوفي:
سمع حنظلة بن أبي سفيان المكي، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسعيد بن
سنان القزويني، وعمرو بن أبي قيس، وأبا جعفر الرازي، ومعاوية بن يحيى الصدفي.
روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو
بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سعيد الأصبهاني، وأبو كريب محمد بن العلاء، وأبو
سعيد الأشج.
وكان ثقة. انتقل إلى الري فسكنها ونسب إليها، وقدم بغداد وحدث بها، فروى
عنه من ساكنيها سعيد بن سليمان الواسطي، وأحمد بن حنبل، وأيوب بن الوليد
الضرير، ومحمد بن الحسن بن أشكاب، والحسن بن مكرم، وغيرهم.
وقال الحسين بن علي الكرابيسي: قدم إسحاق الرازي - يعني بغداد - في سنة تسع
وتسعين ومائة.
322

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا إسحاق بن سليمان
الرازي، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أم سلمة قالت: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين)
[الزمر 59].
كذا رواه الحسن بن مكرم عن إسحاق.
وأخبرناه عبد الملك بن محمد، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حدثنا عبيد بن شريك،
حدثنا نعيم بن حماد، أخبرنا إسحاق الرازي، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، عن
أبي العالية، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ مثله.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي - وأثنى
عليه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا محمد
ابن صالح بن هاني، حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان قال: سمعت إسحاق بن
منصور يقول: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ما كان أهيأه، ما كان أبين
خشوعه، يبكي كل ساعة.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد
ابن زياد النيسابوري، حدثنا أحمد بن الأزهر بن منيع - أبو الأزهر - حدثنا إسحاق
ابن سليمان الرازي، وكان من خيار المسلمين.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: إسحاق بن سليمان الرازي ثقة رجل صالح.
323

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن
معروف الخشاب قال: حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد. قال: إسحاق
ابن سليمان - ويكنى أبا يحيى - مولى لعبد القيس، وكان ثقة، له فضل في نفسه
وورع، وانتقل - يعني من الري - إلى الكوفة، فأقام بها سنين، ثم رجع إلى الري
فمات بها سنة تسع وتسعين ومائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن سليمان الرازي
مات سنة مائتين.
3369 - إسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب الشاعر المعروف
بالخريمي:
جزري نزل بغداد. وأصله من خراسان من أبناء السغد، وكان متصلا بخريم بن
عامر المري وآله فنسب إليه، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خريم، وكان قائدا جليلا،
وسيدا شريفا، وأبو خريم الموصوف بالناعم، فأما أبو يعقوب فشاعر محسن، وله
مدائح في محمد بن منصور بن زياد، ويحيى بن خالد، وغيرهما. ومراث لعثمان بن
خريم وكان يتأله ويتدين.
وقال أبو حاتم السجستاني: الخريمي أشعر المولدين، وروى عنه شيئا يسيرا من
شعره، أبو عثمان الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وذكر أنهما سمعا منه.
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدثنا محمد بن عمران الكاتب، أخبرني الصولي
قال: أنشدني عون بن محمد لأبي يعقوب الخريمي:
باحت ببلواه جفونه * وجرت بأدمعه شؤونه
لما رأى شيبا علاه * ولم يحن في الغد حينه
فعلا على فقد الشباب * وفقد من يهوى أنينه
ما كان أنجح سعيه * وشبابه فيه معينه
واللهو يحسن بالفتى * مالم يكن شيب يشينه
3370 - إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم، أبو حذيفة
البخاري مولى بني هاشم:
ولد ببلخ واستوطن بخارى فنسب إليها، وهو صاحب كتاب المبتدأ، وكتاب
324

" الفتوح ". حدث عن محمد بن إسحاق بن يسار، وعبد الملك بن جريج، وسعيد بن
أبي عروبة، وجويبر بن سعيد، ومقاتل بن سليمان، ومالك بن أنس وسفيان الثوري،
وإدريس بن سنان، وخلق من أئمة أهل العلم أحاديث باطلة. روى عنه جماعة من
الخراسانيين، ولم يرو عنه من البغداديين فيما أعلم سوى إسماعيل بن عيسى العطار،
فإنه سمع منه مصنفاته، ورواها عنه.
وذكر الحسن بن علوية القطان أن هارون الرشيد بعث إلى أبي حذيفة فأقدمه
بغداد، وكان يحدث في المسجد المنسوب إلى ابن رغبان.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن
سيار بن أيوب يقول: وكان ببخارى شيخ يقال له: أبو حذيفة إسحاق بن بشر
القرشي، وكان صنف في بدء الخلق كتابا وفيه أحاديث ليست لها أصول، وكان
يتعرض فيروى عن قوم ليسوا ممن يدركهم مثله فإذا سألوه عن آخرين دونهم يقول:
ومن أين أدركت هؤلاء؟ وهو يروى عمن فوقهم! وكان فيه غفلة، مع أنه كان يزن
بحفظ.
وسمعت إسحاق بن منصور يقول: قدم علينا ههنا، وكان يحدث عن ابن طاوس
ورجال كبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل، قال: فقلنا له: كتبت عن
حميد الطويل؟ قال: ففزع فقال: جئتم تسخرون بي؟ حميد عن أنس، جدي لم يلق
حميدا. قال: فقلنا: أنت تروى عمن مات قبل حميد بكذا وكذا سنة!! قال: فعلمنا
ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول.
قال أحمد بن سيار: وسمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن أبا حذيفة
البخاري قدم - أراه مكة - فجعل يقول: حدثني ابن طاوس، قال: فقيل لسفيان بن
عيينة: قدم إنسان من أهل بخارى وهو يقول: حدثنا ابن طاوس؟ فقال: سلوه ابن كم
هو؟ قال: فسألوه، فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أنبأنا محمد بن عمران
الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: سمعت أبي يقول: أبو حذيفة
الخراساني كذاب، كان يحدث عن ابن طاوس. قال: فجاءوا إلى ابن عيينة فأخبروه
بسنه فإذا ابن طاوس مات قبل أن يولد.
325

حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي، قال: إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث،
ساقط رمى بالكذب.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن بشر
أبو حذيفة متروك الحديث.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
ابن محمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - أخبرنا خلف بن محمد، حدثنا أحمد بن
خالد قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام القاضي يقول: كان
جدي موسى بن سلام يقول: لما قدم أبو حذيفة البلخي - إسحاق بن بشر - صحبته
فتوطن ببخارى، ومات بها.
قال أبو عبد الله: توفي أبو حذيفة إسحاق بن بشر يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين
لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست ومائتين.
3371 - إسحاق بن بشر بن مقاتل، أبو يعقوب الكاهلي:
من حقه أن يؤخر ذكره ويقدم عليه من مات قبله، وإنما جمعنا بينه وبين أبي
حذيفة لاتفاقهما في الاسم والنسب. والكاهلي من أهل الكوفة. يروى عن مالك بن
أنس، وأبي معشر نجيح، وكامل أبي العلاء، وغيرهم من الرفعاء أحاديث منكرة.
وذكره أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي فقال: كان ببغداد. ولا أعلم
قال ذلك أحد غيره، ولعل الكاهلي قدم بغداد وحدث بها، فإن جماعة من البغداديين
يروون عنه، والله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد بن علي الإيادي، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار،
حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا أبو معشر المدائني،
عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحجر
[الأسود] يمين الله في الأرض، يصافح بها عباده ".
326

أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سمعت أبا بكر بن أبي
شيبة - ومررنا على إسحاق بن بشر - فقال لي أبو بكر: من هذا؟ قلت: هذا
الكاهلي. قال: أبو يعقوب؟ كذاب. قال الحضرمي: ولا أحفظ أن أبا بكر قال لي في
أحد كذاب غيره.
وأخبرنا أبو الفضل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمر بن علي وإسحاق بن بشر الكاهلي متروك
الحديث، كان يحدث عن أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب.
قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل دلهام بن لقيس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي. قال: إسحاق بن بشر الكاهلي كان ببغداد منكر الحديث.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع. قال: إسحاق بن بشر الكاهلي
كوفي ضعيف.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي.
قال: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات إسحاق بن بشر الكاهلي.
3372 - إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،
أبو يعقوب الهاشمي:
كان من أولى الأقدار العالية، وولى لهارون الرشيد المدينة والبصرة، ومصر،
والسند، وولى لمحمد الأمين حمص، وأرمينية، وذكر أحمد بن محمد بن حميد
الجهمي النسابة أنه مات ببغداد.
3373 - إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيباني:
صاحب العربية. كوفي نزل بغداد وحدث بها عن ذكن الشامي. روى عنه ابنه
عمرو بن أبي عمرو، وأحمد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سلام. وقيل إنه لم يكن
شيبانيا، ولكنه كان مؤدبا لأولاد ناس من بني شيبان فنسب إليهم، وكان من أعلم
الناس باللغة، موثقا فيما يحكيه وجمع أشعار العرب ودونها.
327

فحكى عن عمرو بن أبي عمرو. قال: لما جمع أبي أشعار العرب كانت نيفا
وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا وجعله
في مسجد الكوفة، حتى كتب نيفا وثمانين مصحفا بخطه، وقال أبو العباس ثعلب:
كان مع أبي عمرو الشيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة.
ولم يكن من أهل البصرة مثل أبى عبيدة في السماع والعلم.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن
الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل يسمى
بملك الأملاك ".
قال عبد الله: سمعت أبي يقول: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع - فقال:
أوضع.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز،
حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: أبو عمرو الشيباني إسحاق بن مرار كان يقال له أبو
عمرو، صاحب ديوان اللغة والشعر وكان خيرا فاضلا صدوقا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو ويكتب أماليه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا المظفر بن يحيى الشرابي، حدثنا أحمد
ابن محمد بن عبد الله المرثدي، عن أبي إسحاق الطلحي قال: أخبرني أحمد بن
محمد بن إبراهيم قال: قال لي أبو عمرو الشيباني: كنت أسير على الجسر ببغداد فإذا
أنا بشيخ على حمار مصري بسرج مديني، فعلمت أنه من أهلها، فكلمته فإذا فصاحة
وظرف، فقلت: من أنت؟ قال: أنا من الأنصار، قال: ثم قال لي ابتداء: أنا ابن المولى
الشاعر إن كنت سمعت به! قال: قلت: أي والإله لقد سمعت به، أنت الذي تقول:
ذهب الرجال فما أحس رجالا * وأرى الإقامة بالعراق ضلالا
قال: نعم. قال: قلت: كيف قلت؟
يا ليت ناقتي التي أكريتها * نحزت وأعقبها النحاز سعالا
قال: لم أقل كذا، وإنما قلت أعقبها القلاب سعالا.. فدعوت عليها بثلاثة أدواء.
328

أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن
أحمد المقرئ، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا أحمد بن يحيى - مولى شيبان -
حدثنا سلمة بن عاصم قال: كنا في مجلس سعيد بن سام الباهلي، وفيه الأصمعي وأبو
عمرو الشيباني، فأنشد الأصمعي بيت الحارث بن حلزة:
عنتا باطلا وظلما كما تعنز * عن حجرة الربيض الظباء
فقال الأصمعي: ما معنى تعنز؟ قال: تنحى، ومنه قيل العنزة [للحربة] التي
كانت تجعل قدام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو عمرو: الصواب كما تعتر عن حجرة
الربيض. أي تنحر فتصير عتائر فوقف الأصمعي، فقال له أبو عمرو: والله لا تنشد
بعد اليوم إلا تعتر.
أخبرنا أبو سعيد الحسين بن عثمان العجلي، أخبرنا أبو الخير زيد بن رفاعة
الهاشمي، حدثنا الصولي، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن الأصمعي، عن يونس بن
حبيب. قال: دخلت على أبى عمرو الشيباني وبين يديه قمطر فيه أمناء من الكتب
يسيرة فقلت له: أيها الشيخ هذا جميع علمك؟ فتبسم إلي وقال: إنه من صدق كثير.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني قال:
سمعت إبراهيم بن محمد بن عرفة وغيره يحكون عن أبي العباس أحمد بن يحيى
ثعلب أنه قال: دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني البادية ومعه دستجتان
حبرا، فما خرج حتى أفناهما بكتب سماعه من العرب. وكان أبو عمرو الشيباني
نبيلا فاضلا، عالما بكلام العرب، حافظا للغاتها، عمل الشعراء: ربيعة ومضر، واليمن،
إلى ابن هرمة. وكان سمع من الحديث سماعا واسعا، وعمر عمرا طويلا حتى أناف
على التسعين، وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية مشهور معروف، والذي قصر
به عند العامة من أهل العلم أنه كان مستهترا بالنبيذ والشرب له قال أبو جعفر:
وسمع الناس من عمرو بن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه سنين، وأبوه أبو عمرو في
الأحياء، وهو يحدث عن أبيه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق. قال: مات أبو عمرو الشيباني النحوي - إسحاق بن مرار - سنة عشر
329

ومائتين يوم الشعانين، وقد كتب عنه أبو عبد الله، حدث عن ذكن عن مكحول
أحاديث.
3374 - إسحاق بن إبراهيم بن معمر، أبو الهذيل الهذلي:
أخو أبي معمر. حدث عن هشيم، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أخوه، أبو
معمر.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو معمر، حدثني أخي أبو الهذيل عن هشيم. قال: دخلنا
على سيار أبي الحكم نعوده وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي العابدين من
قبلي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي اليزدي - في كتابه - أنبأنا أبو أحمد محمد بن
محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي،
حدثنا أبو معمر، حدثني أخي أبو الهذيل. قال أبو العباس: سألت ابن أخيه عن اسم
أبي الهذيل فقال: إسحاق بن إبراهيم.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد
ابن إسحاق السراج قال: سمعت روح بن الفرج يقول: مات أبو الهذيل قبل موت
محمد بن سابق، ومات محمد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
3375 - إسحاق بن عيسى بن نجيح، أبو يعقوب المعروف بابن الطباع:
وهو أخو محمد ويوسف، سمع مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد
الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبا ضمرة أنس بن عياض. روى عنه أحمد بن حنبل،
وابن أخيه محمد بن يوسف، وإسحاق بن بهلول التنوخي، ويعقوب بن شيبة،
وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
وكان قد انتقل في آخر عمره إلى أذنة فأقام بها حتى مات.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن
عيسى بن المنصور الإمام، حدثنا محمد بن يوسف بن عيسى الطباع قال: حدثني أبو
330

يعقوب إسحاق بن عيسى - عمي - حدثنا مالك بن عبد الله بن دينار، عن سليمان بن
يسار، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحرم من الرضاع ما يحرم من
الولادة ".
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي، حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، حدثنا
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم. قال: خرجنا مع عمر بن
الخطاب إلى الشام فاستيقظنا به ليلة وقد رحل رحالنا، وهو يرحل لنفسه وهو يقول:
لا يأخذ الليل عليك بالهم * وألبس له القميص واعتم
وكن شريك رافع وأسلم * واخدم الأقوام حتى تخدم
قال: قلت: رحمك الله يا أمير المؤمنين، لو أيقظتنا كفيناك.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي. قال: وسألت أبا علي صالح بن محمد عن ابن الطباع إسحاق بن
عيسى فقال: لا بأس به صدوق.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدل،
أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد. قال: سنة خمس عشرة ومائتين فيها
مات أبو يعقوب إسحاق بن الطباع الفقيه بأذنه في ربيع الأول.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن عيسى الطباع
مات في سنة أربع عشرة ومائتين، والأول أصح، والله أعلم.
3376 - إسحاق بن كعب، أبو يعقوب مولى بني هاشم:
سمع شريك بن عبد الله القاضي، وعبد الحميد بن سليمان أخا فليح، وعبيدة بن
حميد الحذاء، وموسى بن عمير، وعلي بن غراب، وعباد بن العوام. روى عنه علي
ابن حرب الطائي، وعباس الدوري، وأحمد بن موسى الشطوي، ومحمد بن غالب
التمتام، ومحمد بن الفضل السقطي، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه وهو صدوق. أخبرنا علي بن أحمد بن عمر
331

المقرئ، حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج - بالموصل - حدثنا محمد بن الفضل بن
جابر السقطي، حدثنا إسحاق بن كعب، حدثنا موسى بن عمير، عن الحكم، عن
إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخلق عيال
الله، فأحب الناس إلى الله من أحسن إلى عياله ".
وعن الأسود عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حصنوا أموالكم بالزكاة،
وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء ". تفرد برواية هذين الحديثين
موسى بن عمير عن الحكم بن عتيبة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري.
وحدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أخبرنا عبد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قالا: إسحاق بن كعب أبو يعقوب
بغدادي - زاد البخاري - مولى بني هاشم.
3377 - إسحاق بن يونس، أبو يعقوب الأفطس:
وهو أخو أبي مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي. حدث عن مالك بن أنس،
وهشيم بن بشير. روى عنه الفضل بن يعقوب الرخائي، وروى جماعة عن أبي
يعقوب الأفطس فسموه يوسف، والله أعلم.
3378 - إسحاق بن إسماعيل، أبو يعقوب، المعروف بالطالقاني، ويعرف
أيضا باليتيم:
سمع جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ووكيعا، وسفيان بن عيينة،
وحسينا الجعفي، وأبا أسامة. روى عنه أحمد بن الوليد الكرابيسي، ويعقوب بن شيبة
وجعفر بن محمد الصائغ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإدريس بن عبد الكريم
المقرئ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي.
332

أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الزيات،
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي - إملاء - حدثنا إسحاق بن إسماعيل
اليتيم في مدينة أبي جعفر، في رجب سنة خمس وعشرين ومائتين، ومات سنة ثلاثين
ومائتين.
حدثنا وكيع وأبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:
أخبرني أبو سهلة مولى عثمان بن عفان عن عثمان أنه قال يوم الدار: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه.
وقال أبو أسامة: أخبرني أبو سهلة قال: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صائر إلى عهده.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل، فسئل عن إسحاق بن إسماعيل الذي كان يحدث في مدينة أبي
جعفر. فقال: ما أعلم إلا خيرا، إلا أنه - ثم حمل عليه بكلمة ذكرها - وقال: بلغني أنه
يذكر عبد الرحمن بن مهدي وفلانا، وما أعجب هذا. ثم قال: وهو مغتاظ: مالك
أنت ويلك!! ونحو هذا، ولذكر الأئمة.
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف
الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرنا أبو بكر المروذي أنه
سمع أبا عبد الله سئل عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: لا أعلم إلا خيرا. قلت إنهم
يذكرون أنه كان صغيرا. قال: قد يكون صغير يضبط!!.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن
موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان
إسحاق بن إسماعيل معنا عند جرير، وكانوا ربما قالوا - يعنى البغداديين - جئني
بتراب - وجرير يقرأ - فيقوم، وضعفه.
وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي - وسئل عن إسحاق بن إسماعيل
صاحب جرير - فقال: كان غلاما، وذهب إلى أنه لم يضبط.
333

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: أرجو أن يكون صدوقا.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد
ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سئل يحيى بن معين
- وأنا أسمع - عن إسحاق بن إسماعيل فقال: كان عندي لا بأس به صدوق، ولكنه
بلى من الناس، ولقد كلمني أن أكلم أمه تأذن له في الخروج إلى جرير فكلمتها
فأجابتني، فخرج مع اثنى عشر رجلا مشاة، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قلت: فما
بلى به من الناس؟ قال: يكذبونه، وهو صدوق. قلت: كان يتهم تلك الأيام بالكذب
أو الآن بعد ما حدث؟ قال: لا، الآن بعد ما حدث.
ثم قال يحيى: ما كان به بأس.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سألت يحيى بن معين عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: صدوق.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
ابن شيبة، حدثنا جدي. قال: وعثمان بن محمد وإسحاق بن إسماعيل ثقتان،
وإسحاق أتقن من عثمان رواية، وكان يحيى بن معين يوثق إسحاق بن إسماعيل
جدا. وعثمان بن محمد هو ابن أبي شيبة، من ولد أبي سعدة الذي دعا عليه سعد بن
أبي وقاص.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث
عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: ثقة.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه
334

- قال: أخبرنا هشام بن محمد بن جعفر الكندي، حدثنا عثمان بن خرزاذ. قال:
إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة ثقة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي: مات إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ببغداد في شهر رمضان سنة
ثلاثين، وكتبت عنه سنة خمس وعشرين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين،
وكان لا يخضب.
قلت: وهو أول شيخ كتب عنه البغوي.
3379 - إسحاق بن إبراهيم، أبو موسى:
هروي الأصل. سمع هشيما، وسفيان بن عيينة وحفص بن غياث، وأشعث بن
عبد الرحمن بن زبيد اليامي. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم
البغوي، وغيرهما.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد الله بن
أحمد، حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، أخبرنا العباس بن الفضل قال:
سألت عمر بن عامر عن رجل طلق امرأته وهي حائض؟ فحدثنا عن مطر عن أبي
نضرة عن الجذامي أن عليا قال: لا يعتد بتلك الحيضة.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: فحدثت بهذا الحديث أبي فأعجبه
واستحسنه.
حدثنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن
حنبل سئل عن أبي موسى الهروي. فقال: الطوال؟ ذاك لي صديق، وأعرفه قديما
يكتب، وأثنى عليه خيرا.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
335

حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال: سألت يحيى بن معين عن أبي موسى
الهروي فقال: ثقة، وسألت أبي عنه فعرفه وذكره بخير.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران
الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: أبو موسى
الهروي روى عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن جابر " لا وصية لوارث " حدثنا
به سفيان عن عمرو مرسلا - وغمزه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الماينجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي. قال: قلت لأبي زرعة حديث هشيم
عن منصور بن زاذان عن محمد بن أبان عن عائشة. إسحاق بن إبراهيم الهروي
يرفعه؟ قال: هو حدثنا به مرفوعا. قلت: فكان يتهم؟ قال: أما أنا فقد كنت أظن
ذلك، ولكن أصحابنا البغداديين يقولون هو رجل صالح. وذلك أنه كان يحدثنا
بأحاديث كبار عن المعافى بن عمران، وابن عيينة، وكان تاجرا.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان. قال: سنه ثلاث وثلاثين ومائتين فيها توفي إسحاق بن إبراهيم
البغدادي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات أبو موسى الهروي سنة ثلاث وثلاثين وقد كتبت عنه.
3380 - إسحاق بن إبراهيم بن ميمون، أبو محمد التميمي، المعروف والده
بالموصلي:
يقال إنه ولد في سنة خمسين ومائة، وقيل ولد بعد ذلك، وكتب الحديث عن
سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشر، وأبي معاوية الضرير، وطبقتهم. وأخذ الأدب عن
أبي سعيد الأصمعي، وأبي عبيدة، ونحوهما. وبرع في علم الغناء وغلب عليه فنسب
إليه، وكان حسن المعرفة، حلو النادرة، مليح المحاضرة، جيد الشعر، مذكورا
بالسخاء، معظما عند الخلفاء، وهو صاحب " كتاب الأغاني " الذي يرويه عنه ابنه
حماد، وقد روى عنه أيضا الزبير بن بكار، وأبو العيناء، وميمون بن هارون وغيرهم.
336

أخبرني أحمد بن يعقوب الكاتب، حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل،
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو العيناء، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:
جئت أبا معاوية الضرير ومعي مائة حديث أريد أن أقرأها عليه، فوجدت في دهليزه
رجلا ضريرا، فقال لي: إنه قد جعل الإذن عليه اليوم إلي لينفعني، وأنت رجل جليل،
فقلت له: معي مائة حديث، فأنا أهب لك عنها مائة درهم فقال: قد رضيت، ودخل
واستأذن لي فدخلت، وقرأت المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: الذي ضمنته لهذا
يأخذه من أذناب الناس، وأنت من رؤسائهم، وهو ضعيف معيل، وأنا أحب منفعته.
قلت: قد جعلتها له مائة دينار. فقال: أحسن الله جزاءك، فدفعتها إليه فأغنيته.
حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، حدثنا علي بن أحمد بن إبراهيم
السرخاباذي، حدثنا أحمد بن فارس بن حبيب، حدثني محمد بن عبد الله الدوري
- بمدينة السلام - حدثني علي بن الحسين بن الهيثم، حدثنا الحسين بن علي المرداسي
قال: حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي. قال: قال لي أبي: قلت ليحيى بن
خالد أريد أن تكلم لي سفيان بن عيينة ليحدثني أحاديث، فقال: نعم إذ جاءنا
فأذكرني، قال: فجاءه سفيان بن عيينة، فلما جلس أومأت إلى يحيى فقال له: يا أبا
محمد إسحاق بن إبراهيم من أهل العلم والأدب، وهو مكره على ما تعلمه منه.
فقال سفيان: ما تريد بهذا الكلام؟ فقال: تحدثه بأحاديث، قال: فتكره ذلك، فقال
يحيى: أقسمت عليك إلا ما فعلت. قال: نعم فليبكر إلي، قال: فقلت ليحيى: افرض
لي عليه شيئا، فقال له: يا أبا محمد افرض له شيئا، قال: نعم، قد جعلت له خمسة
أحاديث، قال زده. قال: قد جعلتها سبعة. قال: هل لك أن تجعلها عشرة؟ قال: نعم.
قال إسحاق: فبكرت إليه واستأذنت ودخلت فجلست بين يديه، وأخرج كتابه فأملى
علي عشرة أحاديث. فلما فرغ قلت له: يا أبا محمد إن المحدث يسهو ويغفل
والمحدث أيضا كذلك، فإن رأيت أن اقرأ عليك ما سمعته منك. قال: اقرأ فديتك،
فقرأت عليه، وقلت له أيضا: إن القارئ ربما أغفل طرفه الحرف. والمقروء عليه ربما
ذهب عنه الحرف، فأنا في حل أن أروى جميع ما سمعته منك؟ قال: نعم فديتك أنت
والله فوق أن تستشفع أو يشفع لك، فتعال كل يوم، فلوددت أن سائر أصحاب
الحديث كانوا مثلك.
حدثنا حسن بن علي المقنعي، عن محمد بن موسى الكاتب قال: أخبرني يوسف
ابن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، عن جده، عن إسحاق. قال: بقيت دهرا من
337

دهري أغلس في كل يوم إلى هشيم أو غيره من المحدثين فأسمع منه، ثم أصير إلى
الكسائي أو الفراء أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم آتي إلى منصور زلزل
فيضاربني طريقين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بنت شهدة فآخذ منها صوتا أو صوتين. ثم
آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأحدثهما وأستفيد منهما، ثم أصير إلى أبي
فأعلمه ما صنعت، ومن لقيت، وما أخذت، وأتغدى معه. فإذا كان العشى رحلت إلى
أمير المؤمنين الرشيد.
وقال محمد: أخبرني الصولي قال: حدثني عبد الله بن المعتز، حدثني أبو عبد الله
الهشامي. قال: اعتبر أهلنا على إسحاق بأن دعوه ومدوا ستارة وأقعدوا كاتبين
ضابطين بحيث لا يراهما إسحاق، وقالوا: كلما غنت الستارة صوتا فتكلم عليه
إسحاق، فاكتبا الصوت، واكتبا لفظه فيه، وجعل إسحاق كلما سمع صوتا أخبر
بالشعر لمن هو، ونسب الصوت وذكر جميع من تغنى فيه، وخبرا إن كان له خبر،
كتب ذلك كله وحفظ. ثم دعوا إسحاق بعد مدة طويلة وضربوا ستارة وأمروا من
خلفها أن يغنين بمثل ما كن غنين به في ذلك اليوم، ففعلن وابتدأ إسحاق يتكلم في
الغناء بمثل ما كان تكلم به، ما خرم حرفا. قال: فعلموا وعلم الناس أنه لا يقول إلا
صوابا وحقا. وعجبوا منه.
حدثني علي بن المحسن قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي
الفهم التنوخي، حدثنا الحرمي بن أبي العلاء، حدثنا أبو خالد بن يزيد بن محمد
المهلبي قال: سمعت إسحاق الموصلي يقول: لما خرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي
الأصمعي: كم حملت معك من كتبك؟ قلت: تخففت، فحملت ثانية أحمال، ستة
عشر صندوقا! قال: فعجب فقلت: كم معك يا أبا سعيد؟ قال: ما معي إلا
صندوق واحد، قلت: ليس إلا؟ قال: وتستقل صندوقا من حق! قال أبو خالد:
وسمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: رأيت في منامي كأن جريرا ناولني كبة
من شعر فأدخلتها في فمي، فقال بعض المعبرين: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء،
قال: وجاء مروان بن أبي حفصة يوما إلى أبي فاستنشدني من شعري فأنشدته:
إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي * ورافع ضيمي حازم وابن حازم
عطست بأنف شامخ وتناولت * يداي السماء قاعدا غير قائم
قال: فجعل مروان يستحسن ذلك ويقول لأبي: إنك لا تدرى ما يقول هذا
الغلام!
338

أخبرني أحمد بن محمد الكاتب، حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل،
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يزيد المبرد، حدثنا حماد بن إسحاق بن
إبراهيم، حدثني أبي قال: عوتب أبو عبيدة فيما كان يعطيني من العلم، قال: وما
ينفعه مما أعطيه، إنما ألقيه في وعاء منخرق الأسفل، كلما ألقيت في أعلاه شيئا خرج
من أسفله، فلقيت أبا عبيدة فقلت له: أنا عندك وعاء منخرق، حتى قلت ما قلت؟
[قال]: وأنت لا ترضى أن يأخذ الناس الكلام الذي لا يضرك وتأخذ أنت العلم
وتسكت، ولا تجعل حجة علي.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: قال
إسحاق الموصلي: كان في قلب محمد بن زبيدة علي شيء، فأهديت إليه جارية
ومعها هدية، فردها فكتبت إليه:
هتكت الضمير برد اللطف * وكشفت أمرك لي فانكشف
فإن كنت تحقد شيئا مضى * فهب للخلافة ما قد سلف
وجد لي بالعفو عن زلتي * فبالفضل يأخذ أهل الشرف
فلم يفعل فكتبت إليه:
أتيت ذنبا عظيما * وأنت أعظم منه
فخذ بحقك أو لا * فاصفح بفضلك عنه
فعاد إلى الجميل.
أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال: حدثنا عبيد الله بن
محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى النديم، حدثنا الحسين بن
يحيى الكاتب، حدثنا إسحاق الموصلي. قال: أنشدت الأصمعي شعرا لي على أنه
لشاعر قديم:
هل إلى نظرة إليك سبيل * يرو منها الصدى ويشفي الغليل
إن ما قل منك يكثر عندي * وكثير من الحبيب القليل
قال لي: هذا والله الديباج الخسرواني، فقلت له: إنه ابن ليلته، فقال: لا جرم أن
339

أثر التوليد فيه! فقلت له: لا جرم أن أثر الحسد فيك! قال أبو بكر: وقد أعجب هذا
المعنى إسحاق فردده في شعره فقال:
أيها الظبي الغرير * هل لنا منك مجير
إن ما نولتنا منك * وإن قل كثير
وكان إسحاق يظن أنه ما سبق إلى هذا المعنى حتى أنشد لأعرابي:
قفى ودعينا يا مليح بنظرة * فقد حان منا يا مليح رحيل
أليس قليلا نظرة إن نظرتها * إليك وكل منك ليس قليل
قال: فحلف إسحاق أنه ما كان سمعه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب،
أخبرني محمد بن يحيى، حدثني عون بن محمد الكندي، أن محمد بن عطية
العطوي الشاعر حدثه أنه كان عند يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس فيه.
فوافى إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم، ثم
تكلم في الفقه فأحسن، وقاس واحتج، وتكلم في الشعر واللغة، ففاق من حضر،
فأقبل على يحيى فقال: أعز الله القاضي، أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو
مطعن؟ قال: لا. قال: فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وأنسب إلى فن
واحد قد اقتصر الناس عليه؟ قال العطوي: فالتفت إلي يحيى بن أكثم فقال: جوابه في
هذا عليك. قال: وكان العطوي من أهل الجدل. فقلت: نعم أعز الله القاضي،
الجواب علي. ثم أقبلت على إسحاق فقلت: يا أبا محمد أنت كالفراء والأخفش في
النحو؟ قال: لا، قلت: أفأنت في اللغة وعلم الشعر كالأصمعي وأبي عبيدة؟ قال: لا.
قلت: أفأنت الهذيل والنظام؟ قال: لا. قلت: أفأنت في الفقه كالقاضي؟ قال: لا.
قلت: أفأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس؟ قال: لا. قلت: فمن هاهنا
نسبت إلى ما نسبت إليه لأنه لا نظير لك فيه ولا شبيه، وأنت في غيره دون رؤساء
أهله، فضحك وقام فانصرف، فقال لي يحيى بن أكثم: لقد وفيت الحجة حقها،
وفيها ظلم قليل لإسحاق. وإنه لممن يقل في الزمان نظيره.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني
محمد بن يحيى النديم، حدثنا محمد بن عبد الله الحزنبل قال: ما سمعت ابن
340

الأعرابي يصف أحدا بمثل ما يصف به إسحاق من العلم والصدق والحفظ، وكان
كثيرا ما يقول: أسمعتم أحسن من ابتدائه في قوله:
هل إلى أن تنام عيني سبيل * إن عهدي بالنوم عهد طويل؟
هل تعرفون من شكا نومه بمثل هذا اللفظ الحسن.
وقال محمد بن يحيى: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: كان إسحاق
الموصلي ثقة صدوقا عالما، وما سمعت منه شيئا، ولوددت أني سمعت منه وما كان
يفوتني منه شيء لو أردته. قال محمد: وسمعت أحمد بن يحيى النحوي يقول نحو
هذا القول.
وقال المرزباني: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه قال: أخبرني
أحمد بن القاسم الهاشمي، عن إسحاق بن إبراهيم. قال: دعاني المأمون وعنده
إبراهيم بن المهدى وفي مجلسه عشرون جارية قد أقعد عشرا عن يمينه، وعشرا عن
يساره معهن العيدان يضربن بها، فلما دخلت سمعت من الناحية اليسرى خطأ
فأنكرته، فقال المأمون: يا إسحاق أتسمع خطأ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال
لإبراهيم بن المهدى: هل تسمع خطأ؟ قال: لا. فأعاد علي السؤال. فقلت: بلى والله
يا أمير المؤمنين، وإنه لفي الجانب الأيسر، فأعاد إبراهيم سمعه إلى الناحية اليسرى ثم
قال: لا والله يا أمير المؤمنين ما في هذه الناحية خطأ. فقلت: يا أمير المؤمنين مر
الجواري اللواتي على الميمنة أن يمسكن، فأمرهن فأمسكن، ثم قلت لإبراهيم: هل
تسمع خطأ فتسمع ثم قال: ما ها هنا خطأ. فقلت: يا أمير المؤمنين يمسكن وتضرب
الثامنة، فأمسكن وضربت الثامنة، فعرف إبراهيم الخطأ فقال: نعم يا أمير المؤمنين ها
هنا خطأ. فقال عند ذلك المأمون: يا إبراهيم لا تمار إسحاق بعد اليوم، فإن رجلا فهم
الخطأ بين ثمانين وترا، وعشرين حلقا، لجدير بأن لا تماريه! فقال: صدقت يا يا أمير
المؤمنين.
أخبرنا تركان بن الفرج الباقلاني، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم
العطار - إملاء - حدثنا أبو العباس - وهو أحمد بن يحيى ثعلب. قال: قال إسحاق بن
إبراهيم الموصلي: استبطأني أبو زياد - يعني الكلابي - فقال:
نزورك يا ابن الموصلي لحاجة * ونفعل يا ابن الموصلي قليل
341

قلت: وفي غير هذه الرواية بيت ثان وهو:
فما لك عندي من فعال أذمه * ومالك ما يثنى عليك جميل
فأعتبته.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
الكاتب قال: أنشدنا أحمد بن سعيد - يعني الدمشقي - قال: أنشدني الزبير - هو ابن
بكار - قال: أنشدني أبو سليمان إدريس بن أبي حفصة يمدح إسحاق بن إبراهيم
التميمي:
إذا الرجال جهلوا المكارما * كان بها ابن الموصلي عالما
أبقاك ذو العرش بقاء دائما * لو كنت أدركت الجواد حاتما
كان نداه لنداك خادما * فقد جعلت للكرام خاتما
قال: وأنشدني أيضا في إسحاق يمدحه:
لقد ذهب المعروف إلا بقية * بها أنت يا ابن الموصلي تقوم
إذا ما كريم غير الدهر وده * فودك يا ابن الموصلي يدوم
تطيب بك الدنيا وليس بزائل * من الناس فيها ما بقيت كريم
فما عشت في الدنيا فللعيش لذة * وطيب وإن ودعت فهو ذميم
إذا كان في عود وصوم تشينه * فعودك عود ليس فيه وصوم
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ومحمد بن أحمد بن شعيب
الروياني قالا: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا ابن دريد، أخبرنا عبد الأول
ابن مريد، عن أبيه. قال: مات إسحاق بن إبراهيم الموصلي سنة خمس وثلاثين
ومائتين، ومات فيها إسحاق بن إبراهيم الطاهري. قال: فأنشدني في ذلك الوقت
رجل يعرف بابن سبابة:
تولى الموصلي وقد تولت * بشاشات المعازف والقيان
وأي غضارة تبقى فتبقى * حياة الموصلي على الزمان
ستبكيه المعازف والملاهي * وتسعدهن عاتقة الدنان
وتبكيه الغوية يوم ولى * ولا تبكيه تالية القران
342

3381 - إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم، أبو يعقوب الحنظلي
المروزي المعروف بابن راهويه:
كان أحد أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه،
والحفظ، والصدق، والورع، والزهد، ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشام.
فسمع جرير بن عبد الحميد الرازي، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة،
ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وعبد
الرزاق بن همام، والنضر بن شميل، وعبد العزيز الدراوردي، وعيسى بن يونس،
وعبدة بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وعبد الوهاب الثقفي، ومعتمر بن سليمان،
ومحمد بن بكر البرساني، وعبد الله بن وهب، ومحمد بن سلمة الحراني، وسويد بن
عبد العزيز، ومعاذ بن هشام، والوليد بن مسلم. وورد بغداد غير مرة. وجالس حفاظ
أهلها، وذاكرهم، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها، وانتشر علمه
عند الخراسانيين. وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وإسحاق بن منصور
الكوسج، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عيسى
الترمذي، وأحمد بن سلمة، وخلق يطول ذكرهم. وروى عنه من قدماء شيوخه
يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، ومن أقرانه أحمد بن حنبل، ولم أر في أحاديث
البغداديين شيئا أستدل به على أنه حدث ببغداد إلا أن يكون على سبيل المذاكرة. فالله
أعلم.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن بندار الأستراباذي - بسمرقند - أخبرنا أبو محمد عبد
الله بن إسحاق المدائني، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثنا بقية بن الوليد، عن
إسحاق بن راهويه قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن ابن فضالة، عن أبيه، عن علقمة
ابن عبد الله المزني قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة إلا من
بأس.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد
ابن إسحاق السراج، حدثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري، حدثنا يحيى بن
آدم، حدثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن شيبة، عن ابن
طاوس، عن أبيه قال: ليس في الأوقاص صدقة.
343

قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدثني به.
وقال إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي، عن ابن
عمه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قال: إسحاق بن راهويه هو
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن
الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة، بن كعب بن همام بن أسد بن مرة، بن عمرو،
ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد المروزي، حدثنا محمد بن موسى الباشاني. قال: ولد إسحاق بن راهويه
سنة إحدى وستين ومائة. وقال محمد بن موسى: كان إسحاق بن راهويه سمع
محمد بن عبد الله بن المبارك وهو حدث، فترك الرواية عنه لحداثته، وخرج إلى
العراق سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة.
وقد قيل في مولد إسحاق غير هذا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي قال لي موسى بن هارون: قلت لإسحاق بن راهويه: من أكبر أنت أو
أحمد؟ قال: وهو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق سنة ست وستين فيما
يروى موسى.
قلت: وكان مولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومائة فيما يروى موسى.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو عمرو
عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان، حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن راهويه
قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، قال: فمضى جدي راهويه إلى
344

الفضل بن موسى السيناني فسأله عن ذلك وقال: ولد لي ولد خرج من بطن أمه
مثقوب الأذنين! فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير، وإما في الشر.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا محمد بن محمد
ابن زكريا المطوعي قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن بالويه يقول: سمعت
أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال لي عبد الله
ابن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال:
اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق فقال المراوزة: راهوي لأنه ولد في الطريق،
وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت
أحمد بن حفص السعدي يقول: ذكر أحمد بن حنبل - وأنا حاضر - إسحاق بن
راهويه فكره أحمد أن يقال راهويه، وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وقال لم يعبر
الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم تزل يخالف
بعضهم بعضا.
حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي قال: هذا كتاب جدي أبي
الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني أبو
بكر محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق
يقول: أتيت وهب بن جرير فقال: قد حلفت أن لا أحدث كذا شهرا. قال: قلت:
قد أغنى الله عنك، وأردت أن يكون اسمك عندي، قال: فقال لي: من أين أنت؟
قلت: خراساني. قال: لعلك ابن راهويه؟ قال: قلت: نعم. قال: قد استثنيتك فسلني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثنا أبو نصر أحمد
ابن سهل الفقيه - ببخارى إملاء - حدثنا علي بن الحسن بن عبدة قال: سمعت حاشد
ابن مالك يقول: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه
وصدقة، ومعمر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بأرض المشرق.
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير، حدثنا أبو
محمد عبد الله بن جابر قال: سمعت أبا بكر محمد بن يزيد المستملي يقول: سمعت
345

نعيم بن حماد يقول: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا
رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري
يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون،
حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قال: سمعت أحمد بن الهيثم بن
السميدع الشاسي يقول: قال لي يحيى: بخراسان كنزان، كنز عند محمد بن سلام
البيكندي، وكنز عند إسحاق بن راهويه.
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد
العنبري يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن بشار الوراق يقول:
سمعت محمد بن داود الضبي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين
مات إسحاق الحنظلي: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى:
(إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر 28] وكان أعلم الناس، ولو كان
سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت
بذلك أحمد بن سعيد الرباطي. فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في
الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفار.
فقال: والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة!
حدثني علي بن أحمد الهاشمي قال: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حدثني محمد
ابن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت الدارمي يقول:
ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه.
وقال: سمعت أبا بكر قال: سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول: سمعت
أحمد بن حنبل - وذكر إسحاق - فقال: لا أعلم - أو لا أعرف - لإسحاق بالعراق
نظيرا.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
346

حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله أحمد
ابن حنبل: إسحاق أبو يعقوب - أعني ابن راهويه - ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم
منه الفقه فإنه رجل ممكن؟ فقال: ما أفهمه! هو كيس.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت يحيى بن زكريا
ابن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم
يعبر الجسر مثل إسحاق.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا دعلج بن أحمد السجستاني
قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشامي قال: سئل أحمد بن حنبل -
وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم - فقال: من مثل إسحاق؟ مثل إسحاق يسأل عنه!
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله - وسئل عن إسحاق بن راهويه - فقال: مثل إسحاق
يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، حدثنا عبيد الله بن سعيد البروجردي، حدثنا
عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ، حدثنا مرار بن أحمد - أبو أحمد - قال: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن
راهويه عندنا إمام.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم القاضي الهمذاني -
بطرابلس - حدثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل الخشاب العروضي، حدثنا أبو
عبد الرحمن النسائي. قال: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أحد الأئمة مروزي.
وحدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن
أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد
ابن إبراهيم ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض
مثل إسحاق.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي
347

الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: والله لو أن
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه، وعلمه، وفقهه.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: جلست أنا
وإسحاق بن راهويه يوما إلى الشافعي، فناظره إسحاق في السكنى بمكة، فعلا إسحاق
يومئذ الشافعي.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، حدثنا إبراهيم بن محمد بن
يحيى المزكي - إملاء - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن سعيد - أبو أحمد - حدثنا
إبراهيم بن علي، حدثني الفضل بن عبد الله الحميري قال: سألت أحمد بن حنبل عن
رجال خراسان فقال: أما إسحاق بن راهويه فلم نر مثله، وأما الحسين بن عيسى
البسطامي فثقة، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم، وأما أبو عبد الله
القطان فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته.
أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، حدثنا محمد بن عبد الله بن
محمد الحافظ - بنيسابور - حدثنا الحسن بن حاتم المروزي، حدثنا أبو عمرو نصر بن
زكريا، حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن
موسى حديث ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوى عنقه خلف
ظهره. قال: فحدثته فقال رجل: يا أبا يعقوب، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال له
أحمد بن حنبل: اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به.
حدثني علي بن أحمد الهاشمي، قال: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حدثني
محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت محمد بن
يحيى الذهلي يقول: وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد،
اجتمعوا في الرصافة أعلام أصحاب الحديث، فمنهم أحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وغيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق، وهو الخطيب!!
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا محمد بن يوسف
348

الفربري، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي.
قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا
حفظته، ولا أحببت أن يعبده علي قال علي: فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن
راهويه فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم! قال: كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته،
وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي!!.
أخبرنا ابن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم، أخبرني محمد بن صالح بن هاني -
من أصل كتابه - حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد القهندزي. قال: سمعت
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني.
وحدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - لفظا بأصبهان -
أخبرنا أبو بكر بن المقرئ. قال: سمعت محمد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول:
سمعت جعفر بن محمد بن سوار يقول: سمعت إسحاق - يعني ابن راهويه - يقول:
إني لأدخل الحمام وبين عيني سبعون ألف حديث.
أخبرنا الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه
يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر
إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها.
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد
الرحمن الحافظ - بهمذان - يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد يقول: سمعت
أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص
المروزي - بها - سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: سمعت إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها، وأحفظ
سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. فقيل له: ما
معنى حفظ المزورة؟ قال: إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها
فليا.
349

حدثنا ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا الفضل محمد بن
إبراهيم يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس
الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد
والمتون، فقال أبو زرعة: ما روى أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من
إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي
حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط
الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها.
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - حدثنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا علي البزاز الحسن بن
الحسين يقول: سمعت محمد بن حميد بن فروة يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ثم
محمد بن إسماعيل.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ،
أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت علي بن
سلمة اللبقي يقول: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي
صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا،
وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا
بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل أبو حنيفة بخلاف هذا، فقال إسحاق: حفظته من
كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب إسحاق
على جدي، فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلى أجزاء كذا وكذا من جامعه، فأتى
بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة
ورقة، ثم عد تسعة أسطر، ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد
الله بن طاهر: قد تحفظ المسائل، ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة! فقال
إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزى الله على يدي عدوا مثله.
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
أحمد بن كامل قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي إنك تحفظ
350

مائة ألف حديث؟ قال: مائة ألف حديث ما أدرى ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط
إلا حفظته، ولا حفظت قط شيئا فنسيته.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت يحيى بن زكريا بن
حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر
ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر
أحمد بن إسحاق الصبغي يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: فاتني عن
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس، وكان يمله حفظا، فترددت إليه
مرارا ليعيده علي فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته، وقد حمل إليه حنطة من
الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة، فإذا فرغت أعدت
لك الفائت. قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت عرفته. وكان خرج من منزله، فمشيت
معه حتى بلغ باب المنزل، فقلت له: فيما وعد من الفائت، فسألني عن أول حديث
من المجلس فذكرته له، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا،
وكان قد أملى المسند كله من حفظه، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: أخبرني أبو يحيى
الشعراني: أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان
يخضب بالحناء، وقال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط، وما كان يحدث إلا حفظا!
وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فيه فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته
لا رأي له.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن
351

راهويه تغير قل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام ورميت به،
ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص
المروزي - بها - سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: مات إسحاق بن
إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثنا محمد بن
إبراهيم المزكي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد. قال: توفي إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: مات إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب
الحنظلي وهو ابن سبع وسبعين سنة.
قلت: وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة، قبل مولد أحمد
ابن حنبل بثلاث سنين.
3382 - إسحاق بن موسى بن عبد الله، أبو موسى الأنصاري الخطمي:
مديني الأصل كوفي الدار، ورد بغداد، وحدث بها وبسر من رأى عن سفيان بن
عيينة، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وعبد السلام بن حرب الملائي، وعمر بن عبيد
الطنافسي وعبد الرحيم بن سليمان، ومعن بن عيسى، وعنده عن معن عن مالك
كتاب " الموطأ ". روى عنه ابنه موسى، وإسحاق بن يعقوب العطار، ومحمد بن
أحمد بن البراء، وموسى بن هارون، والهيثم بن خلف الدوري، وسعيد بن سعدان
الكاتب، وكان ثقة.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد المزكى قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: حدثني عيسى بن إسحاق بن موسى قال: أبي إسحاق بن
موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن
352

الحارث بن خطمة، واسم خطمة عبد الله بن جشم بن مالك بن أوس بن حارثة بن
ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء. وإنما سمي خطمة لأنه خطم رجلا بسيفه
على خطمه، وسمي النجار لأنه ضرب رجلا بسيفه على هامته فقده بالسيف فلذلك
سمي النجار، واسمه تيم الله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد
الكريم وكتب لي بخطه. قال: سمعت أبي يقول: إسحاق بن موسى بن عبد الله بن
موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري أصله كوفي وكان بالعسكر - ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري بحمص سنة أربع وأربعين وقد
رأيته.
3383 - إسحاق بن أبي إسرائيل، واسم أبي إسرائيل: إبراهيم بن كامجر،
وكنية إسحاق: أبو يعقوب:
مروزي الأصل، رأى زائدة بن قدامة، وسمع عبد القدوس بن حبيب الشامي،
وحماد بن زيد، ومحمد بن جابر اليمامي، وعبد الوارث بن سعيد، وهشام بن
يوسف الصنعاني، وكثير بن عبد الله الأبلي، وجعفر بن سليمان وسفيان بن عيينة.
روى عنه أبو يحيى صاعقة، وفضل بن سهل الأعرج، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن
إسماعيل البخاري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن ناجية،
وغيرهم.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت الفضل بن سهل الأعرج قال: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل
يقول: أدركت زائدة. قلت: كيف أدركته؟ قال: كان أبي في الغزوة التي غزا فيها
زائدة، فكنت أسأل عن أبي.
353

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، حدثنا علي بن محمد بن أحمد بن
لؤلؤ الوراق، حدثنا موسى بن هارون بن سعيد التوزي - بسر من رأى - حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي قال: أبو يعقوب،
هذا أول من كتبت عنه وأنا في الكتاب. عن عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " يا إخواني تناصحوا في العلم، فلا يكتم بعضكم بعضا، فإن خيانة الرجل في
علمه أشد من خيانته في ماله، وإن الله سائلكم عنه ".
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن
يعقوب، حدثنا عبيد الله بن جعفر بن أعين، حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي،
حدثنا حميد الرواسي، حدثنا سلمة بن جعفر، عن عمرو بن قيس الملائي. قال: قال
علي: إذا علمتم العلم فاكظموا عليه، ولا تكثروا الضحك فتمجه القلوب.
قال إسحاق: سألني عبد الرحمن بن مهدي فحدثته بهذا الحديث.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا علي بن محمد الوراق، أخبرنا أبو العباس
عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين البزاز، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني
أبو هشام عبد الملك بن عبد الرحمن الزماري - من الأبناء يسكن زمار - حدثنا
محمد بن جابر قال: قدمت البصرة فأتاني شعبة بن الحجاج فسألني فحدثته بحديث
قيس بن طلق في مس الذكر، فقال: أسألك بالله لا تحدث بهذا الحديث ما كنت
بالبصرة.
قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل: لما انصرفت من اليمامة من عند هذا
الشيخ - يعني محمد بن جابر - دخلت البصرة ليلا، فسألت عن منزل أبي عوانة،
فقيل لي أمس دفناه، فغمني ذلك وجزعت عليه، ثم أتيت حماد بن زيد: فلما رآني
وأنا قشف الهيئة، على أثر السفر، قال لي: أحسبك غريبا، قلت: نعم. قال: من أين
قدمت؟ قلت: من اليمامة. قال: وما صنعت باليمامة؟ قلت: سمعت من شيخ بها
يقال له محمد بن جابر، قال: قد سمعت منه حديث قيس في مس الذكر، ثم قال لي
354

حدثني عنه بما سمعت؟ فاستحييت وهبت الشيخ، فلم أذكر شيئا ولم يجر على
لساني، فقال لي: يا بني إن المستقفين عندنا كثير، فاتق لا تؤخذ ثيابك. وكنت
أنام في المسجد، فقال: يا جلوة خذي ثياب الرجل إليك، فأودعته ثيابي، ثم دعاني
بعد ذلك حماد بن زيد وجماعة من الغرباء فغداني عنده وهو قائم على رجليه
يتعاهدنا يقول: يا جلوة جيئيهم برطب يا جلوة هاتي موزا، هاتي ماء باردا، فلم يزل
قائما علينا حتى فرغنا، شكر الله ذلك لأبي إسماعيل ورضى عنه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
محمد بن يحيى الصولي، حدثني إبراهيم بن المدبر الكاتب قال: كنا عند المتوكل
فدخل عليه إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: يا أمير المؤمنين حدثنا الفضيل بن عياض
عن هشام بن حسان، عن الحسن أنه قال: المصافحة تزيد في المودة. قال: فمد المتوكل
يده حتى صافحه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا
موسى بن هارون، أخبرني أبي أن مولد بن أبي إسرائيل سنة خمسين ومائة. قال:
وأخبرني أبي أنه سمع إسحاق بن أبي إسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد
ابن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، قال: وأما إسحاق بن أبي إسرائيل فإن أبا
إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر المروزي. ويكنى إسحاق أبا يعقوب، مولده سنة
إحدى وخمسين ومائة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة،
حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل
ثقة، وأبو إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر.
كتب إلي إبراهيم بن سعيد الحبال - من مصر - وحدثني محمد بن أبي نصر
الحميدي عنه قال: أخبرنا يحيى بن علي الحضرمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن
المفسر، حدثنا أحمد بن علي القاضي قال: كنت تركت حديث إسحاق بن أبي
إسرائيل فقال لي حبيش بن مبشر: لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا. فقلت
355

له: يا أبا زكريا كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل؟ فقال: كتبت عنه سبعة وعشرين
جزءا قبل هذا.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال: أبو زكريا
وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلا ما
ضبطه هو في ألواحه، أو كتابه.
وقال: سألت أبا زكريا قلت: اختلف ابن أبي إسرائيل والقواريري في حديث عن
ابن مهدي، فقال: ابن أبي إسرائيل أثبت من القواريري، وأكيس وأضبط منه، ومن
أبيه، ومن أهل قريته أجمعين، ثقة مأمون ضابط، والقواريري ثقة صدوق، وليس هو
مثل إسحاق.
وقال في موضع آخر: ذكر أبو زكريا بن أبي إسرائيل فقال: الثقة الصادق المأمون،
ما زال معروفا بالدين، والخير، والفضل. قيل له: في حديث مبارك بن سعيد؟ فقال
أبو زكريا: لو قال أبو يعقوب: إني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد لكان
الثقة الصدوق المأمون.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان الدارمي يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة.
قال أبو سعيد: إسحاق بن أبي إسرائيل لم يكن أظهر الوقف حين سألت يحيى بن
معين عنه، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: سريج بن يونس شيخ صالح صدوق، وإسحاق بن أبي
إسرائيل أثبت منه.
356

أخبرني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن أبي
إسرائيل ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الصابوني - فيما أذن أو نرويه عنه - أخبرنا علي
ابن محمد بن سعيد المؤمل، حدثنا شاهين بن السميدع العبدي قال: سمعت أبا
عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشئوم، إلا أنه
صاحب حديث كيس.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد
ابن عبد الرحمن الشيرازي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف
الريحاني، حدثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي قال: سألت عبدوس بن
عبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري، عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
فقال: كان حافظا جدا، ولم يكن مثله في الحفظ والورع، وكان لقى المشايخ.
فقلت: كان يتهم بالوقف؟ قال: نعم، اتهم ولم يكن بمتهم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أحمد بن الحسين
المروزي أنه سمع أحمد بن الخضر الخزاعي يقول: سمعت محمد بن جابر بن حماد
الفقيه.
وحدثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل فسئل عن عدالته فقال: (لا تسألوا عن أشياء
إن تبد لكم تسؤكم) [المائدة 101].
حدثنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حدثنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد، عن إسحاق بن أبي إسرائيل
فقال: صدوق في الحديث، إلا أنه كان يقول القرآن كلام الله، ويقف.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك
الآدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: وتركوا
إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقا.
357

قرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا أبو العباس
السراج قال: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون كلام الله
غير مخلوق، ألا قالوا كلام الله وسكتوا - ويشير إلى دار أحمد بن حنبل -.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسحاق بن
محمد بن المفضل الزيات، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم الرازي، حدثنا حفص
ابن عمر المهرقاني سمعته يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم واقفا على إسحاق بن أبي
إسرائيل وهو يقول له: قد عنيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا، أنت الذي تقف في
القرآن؟
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أحمد بن عبدان بن محمد
الشيرازي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي، وكان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير. قال: قال لي مصعب بن عبد الله: ناظرني
إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني في القرآن. فناظرته
فقال: لم أقل على الشك، ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال مصعب:
فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة:
أأقعد بعد ما رجفت عظامي * وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم * وأجعل دينه غرضا لديني
فأترك ما علمت لرأي غيري * وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي لبس * تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام * يلحن بكل فج أو وضين
وكان الحق ليس به خفاء * أعز كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج حمق * بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني * وأما ما جهلت فجنبوني
فلست بمكفر أحدا يصلي * ولن أجرمكم أن تكفروني
وكنا إخوة نرقى جميعا * ونرمى كل مرتاب ظنين
فما برح التكلف أن تساوت * بشأن واحد فرق الشؤون
فأوشك أن يخر عماد بيت * وينقطع القرين من القرين
358

فلما كتبه قال لي: يا أبا عبد الله، لا أجاوز هذا.
قال أبو بكر أحمد بن زهير فقلت: أنا لمصعب: هذا قد كتب الحديث منذ كذا
وكذا لا يجاوز هذا الشعر؟.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملى، أخبرنا أبو
أحمد بن فارس، حدثنا البخاري.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن أبي إسرائيل
مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع: في شعبان بسر من رأى.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي،
حدثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي. قال: مات أبو يعقوب إسحاق بن أبي
إسرائيل سنة خمس وأربعين ومائتين، وولد في سنة خمسين ومائة.
أخبرنا أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا
أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال:
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات إسحاق بن أبي إسرائيل في سنة ست وأربعين. زاد البغوي: بسامرا، في
شعبان.
3384 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل، أبو الفضل الحنفي البارودي:
سكن بغداد وروى عن معاوية بن هشام، وجعفر بن عون، وقريش بن أنس،
وعثمان بن عمر، ووهب بن جرير، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: سمع منه أبى بمصر وهو صدوق.
وذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء الذين حدثوا بمصر فكناه أبا يعقوب، وقال:
هو قديم.
3385 - إسحاق بن عبد الله، أبو يعقوب، وابن أخت يحيى بن معين:
روى عن يحيى جزءا من مسائله عن أحوال الشيوخ. حدث عنه أبو العباس أحمد
ابن محمد بن مسروق الطوسي.
359

3386 - إسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج المروزي:
ولد بمرو، ورحل إلى العراق، والحجاز، والشام. فسمع سفيان بن عيينة، ويحيى
ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبا أسامة، والنضر
ابن شميل، وأبا اليمان الحكم بن نافع. ورد بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها
إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. واستوطن إسحاق بنيسابور
وبها كانت وفاته.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أخبرنا عمر بن جعفر
ابن محمد بن سالم، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا إسحاق بن منصور
المروزي ومحمد بن عبد الملك. قالا: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب بن أبي حمزة،
حدثنا عبد الله بن أبي الحسين، عن نوفل بن مساحق، عن سعيد بن زيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق ".
وكان إسحاق بن منصور عالما فقيها، وهو الذي دون عن أحمد بن حنبل،
وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن أمين الأستراباذي، حدثنا أبو
محمد عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني، حدثنا عبد الملك بن محمد،
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن الربيع بن دينار - وهو من أصدقاء
أحمد بن حنبل - قال: قال أحمد: بلغني أن الكوسج يروى عني مسائل بخراسان،
اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.
أخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو صادق
القزاز - بأستراباذ - أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مثله
سواء.
قال أبو نعيم: قلت لصالح بن أحمد بن حنبل: عندنا شيخ يروى حكاية عن أبي
360

عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال: قد رجعت عما رواه إسحاق الكوسج عني،
وذكرت له هذه الحكاية. فقال لي صالح: إني قلت لأبي: بلغني أن إسحاق بن
منصور روى بخراسان هذه المسائل التي سألك عنها ويأخذ عليها الدراهم، فغضب
أبي من ذلك واغتم مما أعلمته فقال: تسألوني عن المسائل ثم تحدثون بها وتأخذون
عليها؟ وأنكر إنكارا شديدا. قال صالح: فقلت له: إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان
يأخذ على الحديث فقال: لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح: ثم إن
إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي فأعلمته أنه على الباب، فأذن له
ولم يتكلم معه بشيء من ذلك.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن
منصور بلغه أن أحمد بن جنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه، قال:
فجمع إسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب وحملها على ظهره وخرج راحلا
إلى بغداد، وهي على ظهره، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها
فأقر له بها ثانيا، وأعجب بذلك أحمد من شأنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني عبد
الله بن أحمد أبو جعفر، عن أبي حاتم السلمي أنه سأل مسلم بن الحجاج، عن
إسحاق بن منصور فقال: ثقة مأمون.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن قاسم الهمذاني - بطرابلس -
أخبرنا أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل الخشاب العروضي - بمصر - حدثنا أبو
عبد الرحمن النسائي قال: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة.
أخبرنا بن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن
فارس، حدثنا البخاري. قال: مات إسحاق بن منصور الكوسج سنة إحدى وخمسين
ومائتين.
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم
المزكي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني. قال: مات إسحاق بن منصور
361

ابن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشر بقين
من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين.
3387 - إسحاق بن جبريل البغدادي:
حدث عن يزيد بن هارون. روى عنه أبو داود السجستاني.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي، حدثنا أبو داود، حدثنا إسحاق بن جبريل البغدادي،
أخبرنا يزيد، أخبرنا موسى بن مسلم بن رومان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أعطى في صداق امرأة ملء كفه سويقا أو تمرا فقد
استحل ".
روى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن
جابر موقوفا.
3388 - إسحاق بن سليمان البغدادي:
حدث عن معلى بن عبد الرحمن الواسطي، والحسن بن قتيبة المدايني. روى عنه
أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري، أخبرنا علي بن يحيى بن جعفر
الأمام - بأصبهان - قال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا أحمد بن
عمرو البزار، حدثنا إسحاق بن سليمان البغدادي، حدثنا الحسين بن قتيبة، حدثنا
سفيان عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان
يصلى قبل الجمعة ركعتين، وبعدها ركعتين. قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا
الحسن بن قتيبة.
3389 - إسحاق بن حاتم بن بيان، العلاف المدايني:
حدث ببغداد عن يحيى بن سليم الطائفي، ويحيى بن المتوكل، وسفيان بن عيينة،
وعبد الوهاب بن عطاء. روى عنه يعقوب بن سفيان، وعبد الله بن محمد بن ناجية،
ومحمد بن أحمد بن خالد البوراني، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن
إسماعيل المحاملي، وكان ثقة.
362

أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن جعفر البحيري - بنيسابور - وأخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن
علي التميمي - قال البحيري: أخبرنا - وقال التميمي: حدثنا - محمد بن إسحاق بن
خزيمة، حدثنا إسحاق بن حاتم بن بيان المدايني - ببغداد -.
وأخبرنا البرقاني أيضا، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد، أخبرنا إسحاق بن حاتم العلاف، حدثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع
عن ابن عمر. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر. واللفظ لابن خزيمة.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات إسحاق بن حاتم العلاف في شهر رجب - أو شعبان - سنة اثنتين
وخمسين ومائتين ببغداد.
3390 - إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو يعقوب التنوخي:
من أهل الأنبار. رحل في الحديث إلى بغداد، والكوفة، والبصرة، والمدينة، ومكة،
وسمع أباه البهلول بن حسان، ويحيى بن آدم، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية
الضرير، ويعلى ومحمدا ابني عبيد، وأبا يحيى الحماني، وأبا قطن عمرو بن الهيثم،
وإسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم، وشعيب بن حرب، وعفان بن مسلم، وأبا
داود الحفري، وأبا أسامة، وعبد الله بن نمير، وأبا نعيم، وعبيد الله بن موسى وقبيصة
ابن عقبة، ومحمد بن القاسم الأسدي، ومعاوية بن هشام، وحسينا الجعفي وجعفر
ابن عون، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندرا ووهب بن
جرير، وأبا عاصم النبيل، وأبا عامر العقدي، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبا بحر
البكراوي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وابن أبي
فديك، وأبا ضمرة أنس بن عياض، وسفيان بن عيينة وسعيد بن سالم القداح، وأبا
عبد الرحمن المقرئ، وغيرهم.
وكان ثقة. صنف المسند وحدث ببغداد.
فروى عنه محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وإبراهيم الحربي وأبو بكر بن أبي
الدنيا، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز،
363

ومحمد بن موسى النهرتيري، ويحيى بن صاعد، وابناه البهلول وأحمد ابنا إسحاق
ابن البهلول، وابن ابنه يوسف بن يعقوب الأزرق، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن إسحاق بن بهلول الأنباري فقال
صدوق.
وذكر أهله أنه كان فقيها حمل الفقه عن الحسن بن زياد اللؤلؤي، وعن الهيثم بن
موسى صاحب أبي يوسف القاضي، وله مذاهب اختارها ينفرد بها. ويقال: كان
حسن العلم باللغة والنحو والشعر، وصنف كتابا في الفقه سماه: المتضاد، وكتابا في
القراءات. وصنف في غير ذلك من أنواع العلم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزار، حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إسحاق بن بهلول قال: حدثنا
إسحاق الأزرق عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. قال: حججت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصم يوم عرفة، ومع أبى بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، أخبرنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الكاتب - إملاء - أخبرنا جدي قال: حدثنا
يحيى بن المتوكل الباهلي عن عنبسة بن مهران، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي
هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة، صانعه
محتسبا صنعته، والمقوى به، والرامي به ".
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: تفرد به عنبسة
عن الزهري، ولم يرو عنه غير يحيى بن المتوكل، تفرد به إسحاق بن بهلول عنه.
أخبرني علي بن أبي علي المعدل قال: أنبأنا أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب
ابن إسحاق بن البهلول، أخبرني عمي إسماعيل، حدثني عمي البهلول، أخبرني أبي.
قال: كنت في ديوان بادوريا وكنت أمضي مع أبي البهلول بن حسان - ونحن
بمدينة السلام - إلى مسجد الرصافة، فيدخل أبي إلى هشيم بن بشير فيسمع منه،
364

وأمضي أنا إلى الديوان، ثم طلبت الحديث فقصدت هشيما وكتبت منه أحاديث في
درج ضاع مني بعد ذلك، وتوفي هشيم فسمعت من أصحابه.
وقال ابن الأزرق، أخبرني عمي إسماعيل قال: حدثني عمي البهلول. قال: كان
أبى سمحا سخيا، وكان يأخذ من أرزاقه بمقدار القوت، ويفرق ما يبقى بعد ذلك
على ولده وأهله والأباعد، ويفرق في أيام كل فاكهة شيئا منها كثيرا، وكان له غلام
وبغل يستقى الماء ويصبه لقراباته - إرفاقا بهم -.
أخبرني علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن يوسف الأزرق، أخبرني عمي
إسماعيل بن يعقوب، حدثني عمي البهلول بن إسحاق قال: استدعى المتوكل أبى إلى
سر من رأى حتى حدثه وسمع منه وقرئ له حديث كثير، ثم أمر فنصب له منبر
وكان يحدث عليه في المسجد الجامع بسر من رأى. وفي رحبة زيرك بالقرب من باب
الفراعنة، وأقطعه إقطاعا في كل سنة مبلغه اثنا عشر ألفا، ورسم له صلة خمسة آلاف
درهم في السنة فكان يأخذها وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد فخاف أبي الأتراك أن
يكسبوا الأنبار فانحدر إلى بغداد عجلا، ولم يحمل معه شيئا من كتبه، فطالبه محمد
ابن عبد الله بن طاهر أن يحدث، فحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث، لم
يخطئ في شيء منها!
وقال ابن الأزرق، حدثني القاضي أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن
البهلول قال: تذاكرت أنا وأبو محمد بن صاعد ما حدث به جدي ببغداد، فقلت له:
قال لي أنيس المستملى حدث أبو يعقوب إسحاق بن البهلول ببغداد - من حفظه -
بأربعين ألف حديث. فقال لي أبو محمد بن صاعد: لا يدرى أنيس ما قال. حدث
إسحاق بن البهلول من حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألف حديث. وقال أبو طالب:
قال لي أبي: كنت ببغداد مع أبي وأنا جالس على باب داره فخرج من عنده جماعة
من أصحاب الحديث وهم يقولون: قد حدث بالحديث الفلاني عن سفيان بن عيينة
فأخطأ فيه، قال: كذا، وإنما هو كذا، لم يقم أبو طالب على ذكر الحديث. قال أبو
جعفر: فدخلت على أبي فأعلمته ما قالوا فقال: يا غلام ارددهم، فزدهم فقال لهم:
حدثني سفيان بن عيينة بهذا الحديث كما حدثتكم به، وحدثني به سفيان بن عيينة
مرة أخرى، بكيت وكيت، فذكر الوجه الذي ذكره ثم قال: وأنا فيما حدثتكم به
أثبت من يدي على زندي.
365

أخبرني علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن يوسف الأزرق، أخبرني أبي وعمي
إسماعيل: أن إسحاق بن البهلول ولد بالأنبار سنة أربع وستين ومائة، ومات بها في
سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فصلى عليه بحونة بن قيس الشيباني أمير الأنبار إذ ذاك،
وصلى الناس عليه خلفه.
قلت: وذكر عبد الباقي بن قانع: أن وفاته كانت في ذي الحجة.
3391 - إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد، أبو يعقوب الشيباني:
وهو عم أبي عبد الله أحمد بن حنبل، سمع يزيد بن هارون، والحسين بن محمد
المروذي. روى عنه ابنه حنبل، ومحمد بن يوسف الجوهري، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا أبي إسحاق، حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا المسعودي عن عون
ابن عبد الله. قال: قام رجل فقال: يا أهل المدينة إنكم سوق مجلوب إليه، فإن ينفق
عندكم الحق لا يجلب إليكم الباطل، وإن ينفق عندكم الباطل لا يجلب إليكم الحق.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل. قال: ومات أبي إسحاق
ابن حنبل في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وهو ابن أربع وتسعين، وولد سنة إحدى
وستين ومائة وكان بينه وبين أبي عبد الله أقل من ثلاث سنين هذا في أول السنة،
وهذا في آخرها، وكانا يخضبان بالحناء.
قلت: ينبغي أن يكون إسحاق مات وله اثنتان وتسعون سنة.
3392 - إسحاق بن صالح بن عطاء، أبو يعقوب المقرئ الواسطي المعروف
بالوزان:
نزل سر من رأى، وحدث بها عن ريحان بن سعيد، ويزيد بن هارون، ويعقوب
ابن إسحاق الحضرمي.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
3393 - إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عتاب بن بشير، ومعتمر بن سليمان،
366

ومحمد بن فضيل، وأبي معاوية الضرير. روى عنه أحمد بن منصور الرمادي،
والحسن بن محمد بن شعبة وعلي بن حسنويه القطان، وأبو بكر بن أبي داود،
ويحيى بن صاعد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
- وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد
بصرى ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد فقال: ثقة مأمون.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو
أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال: قال إبراهيم الحربي: كان بالبصرة يغسل
محمد بن سيرين، ثم كان بعده أيوب ثم كان بعد أيوب حماد بن زيد، ثم كان
بعد حماد سليمان بن حرب، ثم افترق بعد ذلك فصار إلى الشهيدي، وحسن بن
المثنى، فمات الشهيدي هاهنا، وبقي حسن بالبصرة، فهو يغسل على ذاك [إلى]
اليوم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، حدثنا محمد بن العباس. قال: قال
لنا إبراهيم بن محمد الكندي: ومات إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد في
جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين ومائتين.
3394 - إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، أبو يعقوب المعروف بالبغوي:
قرابة أحمد بن منيع، ويلقب لؤلؤا. سمع إسماعيل بن علية، ومحمد بن ربيعة
367

الكلابي ووكيع بن الجراح، وأبا قطن القطيعي، وإسحاق بن الأزرق، وداود بن عبد
الحميد المعنى، وحسين بن محمد المروذي. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز وعبد الله
ابن محمد بن ياسين، وإسماعيل بن العباس الوراق، وجعفر بن محمد الصندلي،
ومحمد بن مخلد الدوري.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد، وهو صدوق ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن العطار. قال: حدثنا إسحاق بن
إبراهيم البغوي، حدثنا داود بن عبد الحميد، حدثنا ثابت بن أبي صفية - أبو حمزة -
عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل
المؤمن إذا لقى المؤمن فسلم عليه، كمثل البنيان يشد بعضه بعضا ".
أخبرني الأزهري قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: غريب من حديث سعيد بن
أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
تفرد به أبو حمزة الثمالي عنه ولم يروه عنه غير داود بن عبد الحميد.
أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن عمر البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن
أحمد بن عمر الخفاف - بنيسابور - حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي
السراج قال: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عم ابن منيع ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، ومحمد بن علي الحربي. قالا: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: كان إسحاق بن إبراهيم البغوي من الثقات.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن إبراهيم يعرف بلؤلؤ فقال: ثقة مأمون.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن
مخلد. قال: مات إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ في شعبان سنة تسع وخمسين.
3395 - إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الباهلي الجرجرائي:
حدث ببغداد عن محمد بن حاتم المعروف بحبي. روى عنه أبو طالب علي بن
محمد بن الجهم الكاتب.
368

أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، حدثنا أبو جعفر أحمد بن
أبي طالب الكاتب، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي - شيخ كان يحضر
مجلس الترقفي من أهل جرجرايا سنة ستين ومائتين.
حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا وكيع عن سفيان. قال: ليس للوالدين فيه طاعة.
قال أبو يعقوب: يعني في طلب العلم.
3396 - إسحاق بن إبراهيم، أبو الحسين الباجسراوي:
حدث عن الأصمعي. روى عنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد الصائغ.
أخبرنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله، حدثنا أحمد بن منصور
اليشكري، حدثنا أبو القاسم الصائغ، حدثني أبو الحسين إسحاق بن إبراهيم
الباجسراوي - بباجسرا - عن الأصمعي قال: دخلت البادية فلما توسطت نجدا إذا أنا
بخباء، فصرت إليه فإذا شيخ كبير، فسلمت عليه ثم قلت: يا شيخ، كم أتى عليك من
السنين؟ قال: عشرون ومائة سنة. قلت: فما الذي بقي لك أجلك؟ قال: تركت
الجسر وهو الذي بقي لي جسمي. قال: فقلت: هل قلت في ذلك شيئا؟ قال: بيتين.
قلت: هاتهما. فقال:
ألا أيها الموت الذي ليس آتيا * أرحني فقد أفنيت كل خليل
أراك بصيرا بالذين أحبهم * كأنك تنحو نحوهم بدليل
3397 - إسحاق بن عبد الله بن أبي بدر القطربلي:
حدث عن الحسين بن محمد المروذي. روى عنه محمد بن الحسين المعروف بابن
عبيد العجل.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني، أخبرنا محمد بن الحسين بن عبيد بن حمدون الحافظ
- المعروف بابن عجل - قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي بدر القطربلي، حدثنا
حسين بن محمد المروذي قال: حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن
عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة ".
369

3398 - إسحاق بن رمضان البغدادي:
لا أعرف من أمره سوى ما أخبرناه أبو نعيم الحافظ، حدثنا أحمد بن إسحاق،
حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف، حدثنا إسحاق بن رمضان البغدادي، حدثنا
أحمد بن عمر الوكيعي، عن داود بن عمرو الضبي. قال: رأى سليمان التيمي ربه
تعالى في المنام فقال له يا سليمان! قال: لبيك وسعديك وأنا عبدك بين يديك. فقال:
أنت الذي تحدث الناس أنه من قال " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
غرست له شجرة في الجنة "؟ قال: نعم أي رب. حدثني حميد الطويل، عن أنس بن
مالك خادم رسولك عن رسولك. فقال الله تعالى: صدق حميد، صدق أنس، صدق
رسولي.
3399 - إسحاق بن يعقوب، أبو محمد البغدادي:
ذكره أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب " الأسماء والكنى " فقال: ما حدثني
محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو محمد إسحاق بن يعقوب بغدادي
سكن الشام. [وحدث] عن عفان ومعاوية بن عمرو.
3400 - إسحاق بن داود بن صبيح، أبو يعقوب البلخي:
نزل بغداد وحدث عن داود بن المحبر. ذكر ذلك محمد بن إسحاق بن محمد
ابن يحيى بن منده الأصبهاني في كتاب " الأسماء والكنى ". وقال: صاحب مناكير.
قلت: وحدث أيضا عن القاسم بن الحكم العرني. روى عنه أبو بكر أحمد بن
محمد بن أبي شيبة البزاز، وأبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني.
3401 - إسحاق بن عباد بن موسى، أبو يعقوب المعروف والده بالختلي:
حدث عن أبيه، وعن عبد الله بن بكر السهمي، وأبي النضر هاشم بن القاسم،
وهوذة بن خليفة، وعفان بن مسلم، والحسن بن الربيع، والوليد بن الفضل العنزي،
ويحيى بن أيوب العابد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وعثمان بن أبي شيبة.
روى عنه الحسن بن جرير الصوري.
370

3402 - إسحاق بن عباد، أبو يعقوب البغدادي:
لا أعلم أهو هذا المعروف بابن الختلي أم غيره. حدث عن أحمد بن عبد الله بن
يونس الكوفي، وأبي جعفر محمد بن عبد الله الحذاء الأنباري. روى عنه أحمد بن
أبي الحواري الدمشقي.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني،
أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب اللهبي، حدثنا محمد بن العباس بن الدرفس
[الدرفسي] حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا إسحاق بن عباد أبو يعقوب
البغدادي قال: سمعت أحمد بن يونس الكوفي. قال: سمعت الفضيل بن عياض
يقول: إنما يهابك هذا الخلق على قدر هيبتك لله عز وجل. قال: وقال فضيل: إنما
يطيع الله كل إنسان على قدر منزلته منه.
3403 - إسحاق بن داود بن عيسى، أبو يعقوب الشعراني المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، وخالد بن عبد
السلام المصري. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد
ابن مخلد العطار، حدثنا إسحاق بن داود المروزي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق،
أخبرنا أبو عصمة، عن ابن أبي ليلي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن وثاب،
عن علقمة والأسود. قالا: قال عبد الله بن مسعود: شر الليالي والأيام والشهور
والأزمنة أقربها إلى الساعة. وقال في ذهاب العلماء: يذهب العالم فيخلو مكانه إلى
يوم القيامة. ثم أنشأ يقول: أين فلان أين فلان؟ موقوف.
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: سنة إحدى وستين ومائتين فيها مات أبو يعقوب
الشعراني - إسحاق بن داود بن عيسى المروزي.
3404 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد، أبو يعقوب الصفار:
وهو إسحاق بن أبي إسحاق سمع عبد الوهاب بن عطاء، ومحمد بن عمر
الواقدي، وصالح بن بيان الأنباري، وإسماعيل بن أبان الكوفي، وزكريا بن عدي.
371

روى عنه جعفر بن أحمد بن مجاشع، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي
المحاملي، ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الصفار، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا معمر ومحمد بن عبد الله،
عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن خارجة بن زيد، عن أبيه. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " توضئوا مما مست النار ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصفار - بغدادي ثقة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن أبي
إسحاق الصفار بغدادي ثقة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على
محمد بن مخلد العطار. قال: ومات أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصفار سنة
اثنتين وستين.
3405 - إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر:
حدث عن عبيد الله بن موسى العبسي. روى عنه موسى بن العباس الجويني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبى بكر الإسماعيلي أخبرك موسى بن
العباس، حدثنا أبو عمرو بن حازم وإسحاق بن إبراهيم أبو النضر البغدادي. قالا:
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن فراس، عن الشعبي، عن عبد الله بن
عمرو. قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الكبائر؟ قال: " الإشراك بالله " قال:
ثم ماذا؟ قال: " ثم عقوق الوالدين " قال: ثم ماذا؟ قال: " اليمين الغموس ". قلت:
وما اليمين الغموس؟ قال: " الذي يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها كاذب ".
3406 - إسحاق بن عبد الله، أبو يعقوب المخرمي الجلاب:
حدث عن هوذة بن خليفة، وحجاج بن نصير. روى عنه محمد بن مخلد. وذكر
في تاريخه أنه مات في سنة اثنتين وستين ومائتين. كذلك قرأت بخطه.
372

3407 - إسحاق بن إبراهيم بن زياد، أبو يعقوب المقرئ المنادي:
حدث عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، وهدبة بن خالد البصريين، ويحيى بن
أيوب العابد. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
أخبرني الحسن بن علي العطار المقرئ، حدثنا أحمد بن أبي بكر العلاف، أخبرنا
محمد بن جعفر المطيري، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زياد المقرئ - في سوق يحيى
- ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه: أن هذا الشيخ مات في شهر ربيع الأول من
سنة أربع وسبعين ومائتين.
3408 - إسحاق بن إبراهيم بن هاني، أبو يعقوب النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن حنبل قطعة من مسائله. روى عنه محمد
ابن أبي هارون المعروف بزريق الوراق، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري،
وعبد الله بن سليمان الفامي. وكان لإسحاق اختصاص بأحمد بن حنبل، وعنده أقام
أحمد بن حنبل في مدة اختفائه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس. قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: ومات إسحاق بن إبراهيم بن هاني النيسابوري بمدينتنا في هذا
الوقت - يعني سنة خمس وسبعين ومائتين - قال: وكان له صلاح.
3409 - إسحاق بن يعقوب، أبو العباس العطار الأحول:
سمع خلف بن هشام البزار ومحمد بن عباد المكي، وأحمد بن إبراهيم الموصلي،
وأبا إبراهيم الترجماني، ومحمد بن بكار بن الريان، ويحيى بن أيوب العابد،
وإسحاق بن موسى الأنصاري، وسويد بن سعيد، وعبد الرحمن بن صالح، وأحمد
ابن عيسى المصري، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي،
وغيرهم من هذه الطبقة. روى عنه محمد بن أحمد بن أسد الهروي، ومحمد بن
مخلد، وأبو عمرو بن السماك.
وقال الدارقطني: كان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثني أبو العباس
إسحاق بن يعقوب العطار، حدثنا أبو موسى الأنصاري. قال: سألت سفيان بن عيينة
373

فحدثنا عن ابن جريج عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجد عالما
أعلم من عالم المدينة ".
قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس؟
فقال: إنما العالم من يخشى الله، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله من العمري - يعني عبد
الله بن عبد العزيز العمرى.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو
العباس إسحاق بن يعقوب العطار، حدثنا عمار بن نصر، حدثني حكيم بن زيد
الأشعري، عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه
فقتل ".
قرأت بخط محمد بن مخلد سنة سبع وسبعين ومائتين، فيها مات أبو العباس
إسحاق بن يعقوب العطار الأحول.
3410 - إسحاق بن إبراهيم الخصيب الأنباري:
حدث عن عبد الله بن صالح العجلي. روى عنه محمد بن جعفر المطيري.
3411 - إسحاق بن حميد بن نعيم:
مروزي الأصل. حدث عن عفان بن مسلم أحاديث مستقيمة. روى عنه عبد
الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم،
حدثني إسحاق بن حميد المروزي، حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا
أبو روق عطية بن الحارث، عن أبي الغريف عبيد الله بن خليفة، عن صفوان بن
عسال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية قال: " اغزوا بسم الله، لا تغلوا، ولا
تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا " وقال: " للمسافر ثلاثة أيام، وللمقيم يوم وليلة،
مسح على الخفين ".
374

3412 - إسحاق بن إبراهيم، المعروف بابن الجبلي، يكنى أبا القاسم:
سمع منصور بن أبي مزاحم وطبقته، ولم يحدث إلا بشيء يسير، وكان يذكر
بالفهم ويوصف بالحفظ. روى عنه أبو سهل بن زياد القطان.
أخبرني محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن زياد، حدثنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الجبلي الحافظ، حدثنا منصور بن أبي
مزاحم، أخبرنا محمد بن مسلم - أبو سعيد المؤدب - حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن أبي سفيان بن حرب قال: لما خرجت إلى هرقل قال لي: ما علامة هذا الرجل
فيكم؟ ادخل إلى تلك الكنيسة فانظر إلى صورته، قال: فدخلت فجعلت أتعرفه فإذا
عن يمينه صورة أبي بكر وعمر.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا القاسم بن الجبلي مات في
سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وأبو القاسم بن الجبلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي ثم انتقل
إلى بركة زلزل من الجانب الغربي، كان بوجهه ويديه وذراعيه وضح، وكان يفتي
الناس بالحديث ويذاكر ويذاكر، ويسأل ويروى. ولا يحدث إلى أن مات. وكان موته
لثمان بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، ومولده سنة اثنتي عشرة ومائتين،
صلى عليه إبراهيم الحربي.
3413 - إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان، أبو يعقوب النخعي:
حدث عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، ومهدي
ابن سابق، ومحمد بن سلام الجمحي، وإبراهيم بن بشار الرمادي، ومحمد بن عبيد
الله العتبي، وأبي عثمان المازني. والغالب على رواياته الأخبار والحكايات. روى عنه
محمد بن خلف وكيع، ومحمد بن داود بن الجراح، ومحمد بن خلف بن المرزبان،
وحرمي بن أبي العلاء، وعبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، وأبو سهل بن زياد،
وذكر أبو سهل أنه سمع منه لما انصرف من مجلس إبراهيم الحربي. وروى بشر بن
موسى - مع سنه وتقدمه - عن رجل عنه.
375

أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبيد بن الهيثم، حدثنا إسحاق بن محمد بن أحمد
- أبو يعقوب النخعي - حدثنا عبد الله بن الفضل بن عبد الله بن أبي الهياج بن محمد
ابن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب -
أبو منذر الكلبي - عن أبي مخنف - لوط بن يحيى - عن فضيل بن خديج عن كميل بن
زياد النخعي قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة. فخرجنا حتى
انتهينا إلى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء، ثم قال لي: يا كميل بن زياد إن هذه
القلوب أوعية، وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عنى ما أقول لك: الناس ثلاثة، عالم
رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم
يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق. يا كميل بن زياد، العلم خير من
المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق،
يا كميل بن زياد، محبة العالم دين يدان تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد
وفاته، ومنفعة المال تزول بزواله. العلم حاكم والمال محكوم عليه. يا كميل، مات
خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في
القلوب موجودة، ألا إن ههنا - وأشار إلى صدره - لعلما جما لو أصبت له حملة، بلى
أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا. وذكر الحديث كذا في أصل ابن
رزق، وذكر لنا أن الشافعي قطعه من ههنا فلم يتمه.
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثني إسحاق بن محمد النخعي، أخبرني
الحسن بن عبد الله الأصبهاني، عن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن
جعفر.
قال إسحاق: وأخبرني داود بن الهيثم، عن أبيه، عن جده إسحاق أن أعرابيا أتى
عبد الله بن جعفر - وهو محموم - فأنشأ يقول:
كم لوعة للندى وكم قلق * للجود والمكرمات من قلقك؟
ألبسك الله منه عافية * في نومك المعترى وفي أرقك
أخرج من جسمك السقام كما * أخرج ذم الفعال من عنقك
376

فأمر له بألف دينار.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي يقول: إسحاق بن محمد بن أبان
النخعي الأحمر كان خبيث المذهب، ردئ الاعتقاد، يقول: إن عليا هو الله، جل جلاله
وأعز، قال: وكان أبرص، فكان يطلي البرص بما يغير لونه فسمي الأحمر لذلك، قال:
وبالمدائن جماعة من الغلاة يعرفون بالإسحاقية ينسبون إليه. سألت بعض الشيعة ممن
يعرف مذاهبهم ويخبر أحوال شيوخهم عن إسحاق فقال لي مثل ما قاله عبد الواحد
ابن علي سواء. وقال: لإسحاق مصنفات في المقالة المنسوبة إليه التي يعتقدها
الإسحاقية. ثم وقع إلي كتاب لأبي محمد الحسن بن يحيى النوبختي من تصنيفه في
الرد على الغلاة وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية، فذكر أصناف
مقالات الغلاة إلى أن قال: وقد كان ممن جود الجنون في الغلو في عصرنا: إسحاق بن
محمد المعروف بالأحمر، وكان ممن يزعم أن عليا هو الله، وأنه يظهر في كل وقت
فهو الحسن في وقت الحسن، وكذلك هو الحسين وهو واحد، وأنه هو الذي بعث
بمحمد صلى الله عليه وسلم وقال في كتاب له: لو كانوا ألفا لكانوا واحدا. وكان رواية للحديث،
وعمل كتابا ذكر أنه كتاب التوحيد، فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان، فضلا من
أن يدل عليهما، وكان ممن يقول باطن صلاة الظهر محمد صلى الله عليه وسلم لإظهاره الدعوى قال:
ولو كان باطنها هو هذه التي هي الركوع والسجود، لم يكن لقوله: (إن الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت 45] يعني لأن النهي لا يكون إلا من حي
قادر.
قلت: قد أورد النوبختي عن إسحاق في كتابه مما كان يرويه احتجاجا لمقالته أشياء
أقل منها يوجب الخروج عن الملة ونعوذ بالله من الخذلان ونسأله التثبيت على ما
وفقنا له، وهدانا إليه.
3414 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين، أبو القاسم الختلي:
سمع إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وخالد بن مرداس، وعمر بن إبراهيم
الكردي، والمنذر بن عمار الكوفي، وداود بن عمرو الضبي، وموسى بن أيوب
النصيبي، وهشام بن عمار الدمشقي، ويزيد بن خالد الرملي، ومحمد بن أبي السري
العسقلاني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ونصر بن حريش الصامت، وإسماعيل
377

ابن عبد الله بن زرارة الرقي، وكامل بن طلحة الجحدري، وعبد الصمد بن يزيد
مردويه، وعلي بن الجعد، وأبا نصر التمار، وأحمد بن جميل المروذي، وأبا الربيع
الزهراني وحاجب بن الوليد الأعور، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن إبراهيم
الدورقي وهارون بن عبد الله البزاز، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وخلقا كثيرا سوى
هؤلاء. روى عنه محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو
ابن السماك، وأبو سهل بن زياد القطان، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوي. أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا
محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع: أن إسحاق بن إبراهيم بن
سنين مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد وقال: يوم الجمعة ليومين مضيا من شوال.
وقيل إنه مات وقد بلغ ثمانين سنة.
3415 - إسحاق بن شاذة، أبو يعقوب العطار الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن رسته وغيره. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد البزاز
المعروف بابن الحريصي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن شاذة
الأصبهاني العطار، حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني،
عن أبي حنيفة وإبراهيم الصائغ، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبيد الله الجدلي،
عن خزيمة بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسح للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن،
وللمقيم يوم وليلة، إن شاء إذا توضأ قبل أن يلبسهن ". [يعني الخفين].
3416 - إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد، أبو يعقوب الحربي:
سمع الحسين بن محمد المروذي، وعفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وأحمد بن
إسحاق الحضرمي وحرمي بن حفص، وأبا عمر الحوضي، والقضبي، وعثمان بن
سعيد بن مرة القرشي وأبا نعيم الفضل بن دكين، وموسى بن داود الضبي، وأبا غسان
مالك بن إسماعيل، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، والحسن بن الربيع البوراني.
378

روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأحمد بن
سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو
علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أبو
أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال: سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق الحربي، هل
سمع من حسين المروذي؟ قال: هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسينا
لا يلقاه هو؟! وقال سليمان: سألت إبراهيم عن إسحاق الحربي فقال لي: ثقة، لو أن
الكذب حلال ما كذب إسحاق.
قال أبو أيوب: وسألت عبد الله بن أحمد عن إسحاق فقال: ثقة.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إسحاق بن الحسن الحربي ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن
المنادي وأنا أسمع قال: إسحاق بن الحسن الحربي كتب الناس عنه ثم كرهوه
لإلحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات
أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة
بقيت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
3417 - إسحاق بن المأمون بن إسحاق بن إبراهيم، أبو سهل الطالقاني:
نزل بغداد وحدث بها عن سعيد بن يعقوب الطالقاني، وإسحاق بن منصور
الكوسج، والربيع بن سليمان المرادي. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد بن
علي الطستي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عبد الصمد بن علي بن محمد،
حدثنا أبو سهل إسحاق بن إبراهيم الطالقاني، حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني،
حدثنا عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمرو بن أبي سلمة.
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الثوب الواحد مخالفا بين طرفيه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
379

وأنا أسمع. قال: وأبو سهل إسحاق بن المأمون الطالقاني - يعني مات في جمادى
الأولى من سنة خمس وثمانين ومائتين - كان ينزل بالجانب الشرقي بين القصرين،
كثير الكتاب، كتب الناس عنه كتاب الشافعي بروايته إياه عن الربيع ومن الحديث
شيئا صالحا.
3418 - إسحاق بن مروان، أبو يعقوب الدهان:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا إسحاق بن مروان الدهان البغدادي، حدثنا عبد الأعلى بن حماد
النرسي، حدثنا وهيب بن خالد، عن أيوب السختياني، عن الزهري، عن حميد بن
عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " ليس بكذاب من أصلح بين الناس، فقال خيرا أو نمى خيرا ". قال
سليمان: لم يروه عن أيوب إلا وهيب.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة سبع وثمانين ومائتين وفيها مات أبو
يعقوب إسحاق بن مروان الدهان يوم الثلاثاء في رجب.
3419 - إسحاق بن حاجب بن ثابت، المعدل:
حدث عن محمد بن بكار بن الريان والخليل بن عمرو البغوي، وخليفة بن خياط
العصفري، وسويد بن سعيد الأنباري. روى عنه أبو بكر النجاد، وعبد الصمد
الطستي، وكان ثقة.
أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري قال: قرئ على أبي
بكر أحمد بن سليمان وأنا أسمع قال: حدثنا إسحاق بن حاجب، حدثنا سويد بن
سعيد، حدثنا القاسم بن غصن، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأذنان من الرأس ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن حاجب المعدل
مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
380

وقال في موضع آخر: مات إسحاق بن حاجب في سنة سبع وتسعين.
3420 - إسحاق بن إبراهيم بن رجاء، الدوسي الأنباري:
حدث عن وهب بن بقية الواسطي. روى عنه الطبراني.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
ابن رجاء الدوسي الأنباري - بمدينة الأنبار - حدثنا وهب بن بقية الواسطي، حدثنا
خالد بن عبد الله عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم، وأيكم يملك من إربه ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يملك؟
قال سليمان: لم يروه عن بكر إلا حميد، تفرد به خالد الطحان.
3421 - إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب المقرئ - أخو أبي العباس - أحمد
ابن إبراهيم:
وراق خلف، وأصله مروزي. قرأ على خلف بن هشام، وروى عنه اختياره من
القراءات، حدث عنه محمد بن عبد الله بن أبي عمر النقاش.
3422 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، أبو يعقوب الأنماطي:
سمع هشام بن خالد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيما، وأحمد بن أبي الحواري
الدمشقيين، وأحمد بن إبراهيم وراق خلف البزار. روى عنه أبو عمرو بن السماك،
وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر بن مقسم المقرئ.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان أبو يعقوب، حدثنا هشام بن خالد الدمشقي قال:
أخبرنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن أبي السائب - يعني الوليد - عن علي بن يزيد، عن
القاسم، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " ستكون فتن يصبح المرء فيها مؤمنا
ويمسى كافرا إلا من نجاه الله بالعلم ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
381

سألت الدارقطني عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأنماطي. فقال: ثقة وهو
بغدادي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر بن
عيسى الرخجي: مات إسحاق بن أبي حسان الأنماطي في المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة.
قلت: وذكر ابن المنادي أن وفاته كانت يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من
المحرم.
3423 - إسحاق بن إبراهيم بن حاتم الأنباري:
حدث عن سويد بن سعيد. روى عنه أبو العباس بن عقدة الكوفي.
3424 - إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور، أبو يعقوب،
المعروف بالمنجنيقي الوراق:
سكن مصر، وحدث بها عن: محمد بن بكار بن الريان وعبد الأعلى بن حماد
النرسي، وأبي إبراهيم الترجماني وداود بن رشيد، وعبد الله بن مطيع وهناد بن
السرى، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيع، ومحمد
ابن عبيد بن حساب، وحميد بن مسعدة، وعقبة بن مكرم العمي، ويوسف بن موسى،
ويعقوب الدورقي، وأبي كريب محمد بن العلاء، وعبد الله بن أبي رومان
الإسكندراني، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد الحمصيين. روى عنه المصريون،
ومن غيرهم جعفر بن محمد الخلدي، وأبو القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي
الجرجاني، وكان صادقا صالحا زاهدا.
أخبرنا أبو الفرج بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم المنجنيقي البغدادي بمصر، حدثنا عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني،
حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا مالك بن أنس عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ".
قال سليمان: لم يروه عن مالك إلا ابن وهب تفرد به ابن أبي رومان.
382

أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، أخبرني بعض
أصحابنا أن أبا عبد الرحمن النسائي انتقى علي إسحاق بن إبراهيم بن يونس
المنجنيقي مسنده، وكان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء إليه، وكان يذهب
إلى منزل النسائي احتسابا حتى سمع النسائي ما انتقى عليه، وكان شيخا صالحا،
فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب، لا تحدث عن سفيان بن وكيع،
فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرحمن لنفسك ما شئت تحدث عنهم، فأما كل
من كتبت عنه فإني أحدث عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسن بن رشيق،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم
- وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: إسحاق بن إبراهيم بن يونس صدوق،
كنيته أبو يعقوب.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: إسحاق بن إبراهيم بن يونس
المعروف بالمنجنيقي، بغدادي قدم إلى مصر قديما، وحدث بها، وكان رجلا صالحا
صدوقا. توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة في يوم الجمعة لليلتين
بقيتا منه.
3425 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن معدى كرب، أبو
الحسين:
حدث عن جده ابن أبي نافع. روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - أخبرنا عبد الله بن عدي.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي - قراءة - أخبرنا أبو نعيم عبد
الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي - قدم علينا بغداد حاجا - حدثنا عبد الله بن
عدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن معدى كرب خال
عبد المطلب أبو الحسين ببغداد - حدثني أبي ابن نافع - قال: وهو حي وهو ابن مائة
383

سنة واثنتي عشرة سنة - قال: حدثني أبي نافع بن عمرو بن معدى كرب قال: كنت
مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعائشة: " حب يحمل من الهند يقال له الداذي من شرب منه
لم تقبل له صلاة أربعين سنة، فإن تاب تاب الله عليه ".
كل رجال إسناده ما وراء ابن عدي لا يعرف.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمر بن معدي كرب أبي الحسن
البغدادي فقال: ذاك دجال.
3426 - إسحاق اللباني:
أحد مشايخ الصوفية. وهو ابن أخت أبي سعيد الخراز. حكى عن جعفر الخالدي.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني
قال: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخالدي يقول: سمعت إسحاق اللباني ابن
أخت أبي سعيد الخراز يقول: رأيت مرة في نفسي أنه قد صفا لي حال من الذكر، ثم
إني احتجت إلى دخول الحمام، فدخلته وقضيت حاجتي، فخرجت ولبست ثياب
إنسان على بدني، ولبست ثيابي فوق تلك الثياب، وأنا لا أعلم، وخرجت ومشيت
فإذا صائح يصيح بي: يا شيخ! فالتفت فإذا صاحب الحمام، فقال لي: ثياب الرجل
والرجل في الحمام عريان! فقلت له: وأين ثياب الرجل؟ فقال: عليك، فنزع ثيابي
ونزع ثياب الرجل فصرت أعرف في ذلك الموضع بسارق الثياب من الحمامات.
3427 - إسحاق بن إبراهيم بن هشام بن يونس بن وائل بن الوضاح، أبو
يعقوب النهشلي اللؤلؤي الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن جده هشام. روى عنه أبو القاسم بن النخاس المقرئ
وغيره.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن
ابن سليمان المقرئ، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هشام بن يونس بن
وائل بن الوضاح، حدثنا جدي، حدثنا يحيى بن يمان، عن أشعث بن إسحاق القمي،
384

عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير. قال: من عطس عنده أخوه المسلم فلم
يشمته كان دينا له يأخذه منه يوم القيامة.
كتب إلي أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي من الكوفة يذكر أن
الحسين بن حمزة بن الحسين بن حفص الأشناني حدثهم قال: حدثنا أبو يعقوب
إسحاق بن إبراهيم بن هشام بن يونس النهشلي اللؤلؤي الكوفي ببغداد.
3428 - إسحاق بن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بن عبد
الرحمن بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن
زريق، أبو يعقوب الأنصاري الزرقي:
بغدادي حدث برحبة مالك بن طوق، عن محمد بن الحسن بن مسعود الزرقي.
روى عنه أحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن مسعود الزرقي.
3429 - إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سلمة، أبو يعقوب
البزاز الكوفي:
سكن بغداد في قطيعة الربيع، وحدث بها عن محمد بن زياد الزيادي، وأحمد بن
ثابت الجحدري، وأبي بجير محمد بن جابر المحاربي، ويوسف بن موسى القطان،
ومحمد بن عبد الرحيم المصري المعروف ببنان - وأحمد بن مطهر المصيصي ويحيى
ابن معلى بن منصور، وأبى حاتم الرازي، وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب
العسقلاني. روى عنه محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، ومحمد بن علي بن حبيش
الناقد، ومحمد بن المظفر، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وغيرهم.
وكان ثقة. سافر إلى الشام ومصر، وكتب عن شيوخ تلك البلاد، وصنف المسند،
واستوطن بغداد إلى حين وفاته.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر
ابن المقرئ الأصبهاني، حدثنا إسحاق بن سلمة القطيعي الكوفي - أبو يعقوب ببغداد
حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا زيد بن حباب. قال: رأيت سفيان الثوري يقص
أظفاره يوم الخميس، فقلت: يا أبا عبد الله غدا الجمعة؟ فقال: السنة لا تؤخر.
385

حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن عبد الله أبي يعقوب الكوفي البزاز فقال: ثقة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر بن محمد
السكري قال: وجدت في كتاب أخي: مات أبو يعقوب إسحاق بن سلمة الكوفي
بقطيعة الربيع في سنة سبع وثلاثمائة لعشر خلون من شوال.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: ومات أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الكوفي في يوم الأربعاء لأربع
عشرة خلت من شوال سنة سبع وثلاثمائة أحد الثقات، صنف " المسند " فأكثر.
3430 - إسحاق بن ديمهر بن محمد، أبو يعقوب، المعروف بالتوزي:
سمع إبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعلي بن حرب.
روى عنه عبد الباقي بن قانع القاضي، وعمر بن نوح البجلي، وعمر بن بشران
السكري، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري. وكان من الثقات المأمونين،
وأحد الشهود المعدلين.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو يعقوب
إسحاق بن ديمهر التوزي، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا عبد القدوس بن
حبيب الكلاعي، حدثنا عكرمة عن لبن عباس. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا إخواني
تناصحوا في العلم، ولا يكتم بعضكم بعضا، فإن خيانة الرجل في علمه أشد من
خيانته في ماله ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن إسحاق بن ديمهر التوزي
مات بسر من رأى في سنة تسع وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبى عمر وعثمان بن جابر العطار: توفي أبو يعقوب إسحاق بن
ديمهر التوري - جارنا - يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة،
ودفن بعد الظهر في الشونيزية.
386

3431 - إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل، أبو يعقوب:
مديني الأصل. كان ينزل بقرية بزوغي، ثم انتقل إلى عكبرا، وكان خطيب دور
عرباني وهو ابن بنت أبي موسى محمد بن المثنى العنزي، وجده حاتم بن
إسماعيل صاحب جعفر بن محمد بن علي. حدث عن جده لأبيه محمد بن المثنى،
وعن أبي سعيد الأشج، والزبير بن بكار، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، والحسن بن
عرفة، وعمر بن شبة، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس الدوري، وأبي عمرو
العطاردي.
روى عنه محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق كتابا صنفه وسماه " المنير "، يذكر
فيه أشياء من أخبار الأوائل، وأيام الجاهلية، وطرفا من الأنساب، وقطعة من المعارف.
وروى عنه أيضا إبراهيم بن أحمد البزوري المقرئ، أخبرنا أحمد بن الحسين بن
محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق.
أخبرنا جدي، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المدني،
حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا محمد بن خازم، حدثنا سليمان، أخبرنا الحكم بن
عتيبة. قال: أول من خضب بالسواد فرعون، حيث قال له موسى: إن أنت آمنت بالله
سألته لك أن يرد عليك شبابك، فذكر ذلك لهامان، فخضبه هامان بالسواد، فقال له
موسى: ميعادك ثلاثة أيام، ولما كانت ثلاثة أيام نصل خضابه، فكل خضاب ينصل في
ثلاثة أيام!
3432 - إسحاق بن بنان بن معن، أبو محمد الأنماطي:
سمع أبا همام الوليد بن شجاع السكوني، والحسن بن حماد الحضرمي، ومحمد
ابن شجاع المروذي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبا
هشام الرفاعي، وعلي بن أشكاب وحبيش بن مبشر. روى عنه ابن لؤلؤ الوراق، وأبو
الحسين بن البواب المقرئ وموسى بن محمد بن جعفر بن عرفة، وغيرهم. وكان
يسكن سويقة نصر بالجانب الشرقي.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ. قال: إسحاق بن بنان بن
معن الأنماطي بغدادي مات بعد العشر والثلاثمائة، وليس به بأس.
387

حدثنا علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي فقال: ثقة.
حدثني عبد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن إسحاق بن بنان.
مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
3433 - إسحاق بن موسى، أبو يعقوب الضراب:
حدث عن أحمد بن عبدة الضبي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر
أنه سمع منه ببغداد.
3434 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن غالب بن حجاج بن موسى، أبو
القاسم الكتاني المؤدب:
أنباري ورد بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، وسوار بن عبد
الله العنبري، ونصر بن علي الجهضمي، وأبي موسى محمد بن المثني، وعمرو بن علي
الصيرفي، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بن عمرو بن حنان، وأبي عتبة أحمد بن
الفرج الحمصيين. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وطلحة بن محمد بن جعفر،
وأبو عمر بن حيويه، وإسماعيل بن محمد بن زنجي، وغيرهم.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد المفيد، حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم الكتاني - ببغداد - حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، حدثنا أبي، عن أبي
عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن أبي ذر. قال: قلنا: يا رسول الله أي
العمل أفضل؟ قال: " الحب في الله، والبغض في الله، عز وجل ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز. قال: إسحاق بن إبراهيم
ابن محمد بن غالب الأنباري ثقة.
3435 - إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، أبو يعقوب الجلاب:
سمع عبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، والحسن بن
عيسى بن ماسرجس. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعبيد الله الحوشي،
388

وأبو الحسن بن البواب المقرئ، وموسى بن محمد بن جعفر بن عرفة، ومحمد بن
عبيد الله بن الشخير وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة. أخبرنا محمد بن عبد الملك
القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب،
حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة
يقول: نفس لعبد الرحمن بن أبي بكر بغلام. فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين عقي عنه
جزورا. قالت: معاذ الله. ولكن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شاتان مكافأتان.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري. قال: قال أبو عمر بن حيويه: مات أبو يعقوب
إسحاق بن الخليل الجلاب يوم الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء، وصلى عليه أبو عمر
محمد بن يوسف، وذلك غرة شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
3436 - إسحاق بن حمدان بن العباس بن عبد الله، أبو يعقوب النيسابوري:
من ساكني بلخ. سمع إسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد بن رافع، وحم بن
نوح وعيسى بن أحمد العسقلاني، وسهل بن عمار العتكي، وأحمد بن سنان
الخرقي، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الداربجردي.
وكان من أهل الفهم والمعرفة. وورد بغداد وحدث بها.
فروى عنه من أهلها عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، ومحمد بن المظفر،
وأبو عمر بن حيويه، وقيل إنه عاد إلى بلخ فتوفي بها.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن العبدي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا إسحاق
ابن حمدان بن العباس، حدثنا أبو العباس الفضل بن حماد النيسابوري، حدثنا أبو
جابر، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن الحسن، عن أنس
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فقال: " استغفروا " فاستغفرنا فقال: " أتموها
سبعين مرة " قال: فأتممناها سبعين مرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد ولا أمة
استغفر في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب وقد خاب عبد أو أمة
عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب ".
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: كتبنا عن إسحاق بن حمدان
النيسابوري ببغداد، وهو شيخ ثقة عنده غرائب.
389

3437 - إسحاق بن أحمد بن جعفر، أبو يعقوب الكاغدي:
حدث بمصر، وتنيس واستوطن تنيس، وكان إمام الجامع بها، وحدث عن أبي
سعيد الأشج، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وطبقتهما. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني، وغير واحد من المصريين.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن أحمد بن جعفر - أبي يعقوب الكاغدي البغدادي حدث
بمصر - فقال: رأيتهم يثنون عليه، وفي حديثه أوهام.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: إسحاق بن أحمد بن جعفر
القطان بغدادي قدم إلى مصر، وحدث. توفي بدمياط في رجب سنة خمس عشرة
وثلاثمائة.
3438 - إسحاق بن محمد بن مروان، أبو العباس الغزال:
وهو أخو جعفر بن محمد بن مروان. من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن
أبيه. روى عنه محمد بن جعفر زوج الحرة، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد
ابن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق وأبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عبيد الله بن
الشخير، وعلي بن عمر السكري، وغيرهم.
وقال الدارقطني: جعفر وإسحاق ابنا محمد بن مروان ليسا ممن يحتج بحديثهما.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب
الكوفي، أخبرنا إسحاق بن محمد بن مروان الغزال - سنة ثلاث عشرة ببغداد -
حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عمر بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر بن
عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حلف على يمين فقال إن شاء الله، فقد
استثنى ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا أبو الحسين محمد الحجاجي - إملاء - أخبرنا
إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي قال البرقاني: وسألت الحجاجي عنه فقال:
كانوا يتكلمون فيه.
390

كتب إلي أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل من الكوفة يخبرني أن أبا
الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ حدثهم. قال: سنة ثماني عشرة
وثلاثمائة، فيها مات أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان الغزال، يوم الخميس
لأربع خلوان من ربيع الأول، وكان أكثر مقامه بالرقة، ويقدم إلى الكوفة في السنين،
وكان ليس يحسن يقرأ ولا يكتب. وكان ابن سعيد - يعني أبا العباس بن عقدة - يخرج
له السماع من عنده - زعم في كتاب أبيه، فيكتبه منه في الإملاء، ويقرأ عليه. وقلت
لابن سعيد: أشتهي أن أرى شيئا من سماعه، فكان يريني الشيء بعد عسر، فالله
أعلم.
3439 - إسحاق بن محمد بن عيسى بن طارق، القطيعي:
حدث عن سعدان بن يزيد البزاز. روى عنه ابنه محمد بن إسحاق.
3440 - إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى، أبو يعقوب
المؤذن:
حدث عن خراش بن عبد الله. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن جعفر
ابن العباس النجار.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى المؤذن، حدثنا خراش بن عبد الله قال:
حدثني مولاي أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من المروءة أن ينصت الأخ
لأخيه إذا حدثه ".
وبإسناده. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من حسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه إذا انقطع
شسع نعله ". وعنده عن خراش عن أنس عدة أحاديث.
3441 - إسحاق بن موسى بن سعيد بن عبد الله بن أبي سلمة، أبو عيسى
الرملي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عوف الحمصي، وعباس بن الوليد
البيروتي، والحسن بن أحمد بن الطبيب الصنعاني، وأبي داود السجستاني. وكان
عنده عن أبي داود كتاب " السنن " روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي،
391

والحسين بن أحمد بن دينار، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس،
والمعافى بن زكريا الجريري.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إسحاق بن موسى بن سعيد - أبي عيسى الرملي - فقال: ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا عيسى الرملي مات في
سنة عشرين وثلاثمائة - زاد ابن قانع - في جمادى الأولى.
3442 - إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد، أبو يعقوب القاضي الحلبي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن عثمان النفيلي، وسليمان بن سيف الحراني.
كتب الناس عنه بانتقاء أبي طالب الحافظ. وروى عنه أبو الحسن الدارقطني، ويوسف
ابن عمر القواس.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي أبو
يعقوب إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد الحلبي - قدم علينا في المحرم سنة إحدى
وعشرين وثلاثمائة - حدثنا أبو داود سليمان بن سيف، حدثنا سعيد بن سلام، حدثنا
عمر بن محمد بن أبي الزناد، عن أبان بن عثمان بن عفان، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " المحرم لا ينكح ولا ينكح " وقال: حدثنا عمر بن محمد عن عاصم بن
عمر بن عثمان عن أبيه عن جده مثل ذلك.
قال علي بن عمر: هذا حديث غريب من حديث عمر بن عثمان بن عفان عن
أبيه، لم يروه عنه غير ابنه عاصم، تفرد به عمر بن محمد بن صهبان عنه، ولم يروه
غير سعيد بن سلام والذي قبله غريب من حديث أبي الزناد عن أبان بن عثمان عن
أبيه، تفرد به عمر بن محمد عنه. ولم يروه عنه غير سعيد بن سلام.
3443 - إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر، أبو العباس الزيات:
سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعلي بن مسلم الطوسي، وعلي بن شعيب
البزاز، وسلم بن جنادة وأحمد بن منصور زاج، وهارون بن أحمد البلخي. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وغيرهم.
392

وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن محمد بن
الفضل مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قال غيرهما: مات في يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الأولى.
3444 - إسحاق بن عبد الله الغزال:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن
صالح الأبهري، حدثنا إسحاق بن عبد الله الغزال - ببغداد في الجانب الشرقي -
وأخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن
إدريس السامري قالا: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا هشيم عن يونس بن عبيد، عن
نافع، عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مطل الغنى ظلم، فإذا أحيل أحدكم
على ملي فليتبعه " لفظ حديث الغزال.
3445 - إسحاق بن محمد بن إبراهيم، أبو يعقوب الصيدلاني:
حدث عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام. روى عنه عمر بن إبراهيم الكتاني، ولم
يكن عنده غير حديث واحد، وزعم أبو القاسم بن الثلاج أنه سمعه منه بباب المحول.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ، حدثنا أبو
يعقوب إسحاق بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني - وأنا سألته بباب دكاني وهو
راكب على حماره - حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام.
وأخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان،
حدثنا أبو الأشعث، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:
ما مسست بيدي ديباجا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد
خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم
فعلت كذا وكذا؟ ولا لشيء لم أفعله: لم لم تفعل كذا وكذا؟
393

واللفظ لحديث الصيدلاني قال عمر: ما كان عند الشيخ غير هذا الحديث.
قرأت في كتاب عثمان بن جابر العطار: توفي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم
الصيدلاني - الذي كتبنا عنه بباب المحول - يوم الجمعة لست خلون من صفر سنة
خمس وعشرين وثلاثمائة.
3446 - إسحاق بن إبراهيم بن قابوس، أبو يعقوب:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن الحسن بن عرفة وقال: توفي في رجب من
سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
3447 - إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو عيسى الناقد:
كان يسكن قطيعة أم جعفر وحدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه القاضي أبو
الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، وابن الثلاج.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا إسحاق بن
محمد بن إسحاق الناقد.
وأخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن
إدريس السامري قالا: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا المحاربي، عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعمار أمتي ما بين الستين
إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك ".
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا عيسى الناقد
مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وكذلك ذكر ابن الثلاج وزاد في المحرم.
3448 - إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن آزر، أبو القاسم الفقيه الغزال:
حدث عن الحسن بن عرفة، وعلي بن الحسين بن أشكاب، ومحمد بن سعد
العوفي. روى عنه يوسف القواس، وابن الثلاج، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأحمد
ابن الفرج بن الحجاج.
394

وذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه: أنه مات في صفر من سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة.
وقرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ولد إسحاق بن آزر الغزال
على ما ذكر في أول سنة سبع وأربعين ومائتين.
3449 - إسحاق بن إبراهيم، أبو علي الحلواني:
حدث عن علي بن حرب الموصلي، وإبراهيم بن عبد الحميد - قاضي حلوان -
روى عنه علي بن عمرو بن سهل الجريري وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
3450 - إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق، أبو يعقوب
الآملي:
من آمل جيحون. ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن
إبراهيم بن سعيد البوسنجي.
3451 - إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن مزيد
ابن بلال بن عبد الله، أبو يعقوب الأسدي:
وهو أخو أبى بكر بن الحداد، نزل تنيس وحدث بها وبمصر، عن يوسف بن
يعقوب القاضي وطبقته. روى عنه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ.
3452 - إسحاق بن عبد الجليل، أبو بكر الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخه. أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري،
أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: إسحاق بن عبد الجليل البغدادي - أبو بكر
نزيل البصرة - صحب الجنيد وأقرانه ببغداد، وله بالبصرة أصحاب ينتمون إليه.
3453 - إسحاق بن عبدوس بن عبد الله بن الفضيل، أبو الحسن البزاز:
ولد في سنة خمس وستين ومائتين، وسمع أحمد بن عبيد الله النرسي، والحارث بن
أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، وأبا العباس الكديمي، روى عنه أبو إسحاق
الطبري، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، ومحمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، وكان
ثقة.
395

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق،
أخبرنا أبو الحسن إسحاق بن عبدوس بن عبد الله بن الفضيل البزاز - قراءة عليه -
حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو نعامة السعدي، عن
حميد بن هلال، عن بشير بن كعب، عن عمران بن حصين. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " الحياء خير كله ".
قال بشير فقلت: إن منه ضعفا، وإن منه عجزا. فقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتجيبني بالمعاريض؟! لا أحدثك ما عرفتك. فقالوا: يا أبا نجيد أنه طيب الهوى، وإنه
وإنه. فلم يزالوا به حتى سكن وحدث.
أخبرني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر
المقرئ. قال: مات أبو الحسن إسحاق بن عبدوس في النصف من شعبان سنة خمس
وأربعين وثلاثمائة.
3454 - إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب النعماني:
وكان يسكن قطيعة بنى جدار، وحدث عن إسحاق بن الحسن الحربي. حدثنا عنه
أبو الحسن بن رزقويه وكان لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم النعماني، حدثنا
إسحاق الحربي، حدثنا موسى بن داود، حدثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن يونس
ابن عبد الله بن أبي فروة - أخي إسحاق بن أبي فروة - عن شرحبيل بن سعد. قال:
كان الحسن بن علي يقول لبنيه وبنى أخيه: يا بني وبني أخي تعلموا العلم، فمن لم
يستطع منكم أن يحفظه - أو قال يرويه - فليكتبه وليضعه في بيته.
قرأت بخط أبي الفضل بن دودان الهاشمي: توفي أبو يعقوب النعماني في شوال
سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3455 - إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسين الكاذي:
كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث بها. روى عن محمد بن يوسف بن
الطباع، ومحمد بن الهيثم بن حماد القاضي، وأبي العباس الكديمي، وإسحاق بن
396

سليم الختلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبى العباس ثعلب. حدثنا عنه أبو الحسن
ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة. ووصفه لنا ابن رزقويه بالزهد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي، حدثنا محمد
ابن يوسف بن الطباع، حدثنا حجاج بن محمد، أخبرنا حمزة الزيات، عن أبي
إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر
أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه فقال: " رحمة الله علينا وعلى موسى، لو لبث مع صاحبه
لأبصر العجب العاجب، ولكنه قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد
بلغت من لدني عذرا " مثقلة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمد
الكاذي يوم الأربعاء لليلة خلت من شعبان من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قلت: وبكاذة قريته مات.
3456 - إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن علي بن
جارية بن علي بن جارية بن أسامة بن قيس بن مالك بن كعب بن حريش بن
حجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك، أبو الحسين الأنصاري
الأوسي:
سكن مصر وحدث بها عن الحسن بن محمد بن شعبة. كتب عنه أبو الفتح بن
مسرور في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وقال: قال لي أبو الحسين: ولدت ببغداد في
ربض الأنصار في شعبان سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان ثقة.
3457 - إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو يعقوب النعالي:
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب البصري، وجعفر بن محمد الفريابي، وإبراهيم
ابن هاشم البغوي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح
العكبري، وأحمد بن محمد بن دلان الخيشي، وعبد الله بن إسحاق المدائني. حدثنا
عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن أحمد بن أبي الفوارس، وأبو علي بن دوما النعالي،
ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ.
397

سئل أبو بكر البرقاني - وأنا أسمع - عن إسحاق النعالي. فقال: صدوق.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو يعقوب إسحاق بن محمد النعالي يوم
السبت - وهو يوم النحر - سنة أربع وستين وثلاثمائة، وكان شيخا ثقة مأمونا.
3458 - إسحاق بن محمد بن إسحاق بن محمد بن قبيصة بن طريف، أبو
يعقوب النيسابوري المعدل:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسن المحمداباذي، وأبي العباس محمد بن
يعقوب الأصم، وغيرهما. روى عنه الدارقطني. وحدثنا عنه محمد بن الفرج البزاز.
أخبرني أبو بكر محمد بن الفرج بن علي البزاز، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن
محمد بن إسحاق النيسابوري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن حمدون بن مالك بن
إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن المبارك، حدثنا أحمد بن صالح بن رسلان،
حدثنا ذو النون بن إبراهيم، حدثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر ".
3459 - إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن
النعمان بن عطاء، أبو يعقوب الشيباني النسوي:
قدم بغداد وحدث بها عن جده الحسن بن سفيان، وعن محمد بن إسحاق
السراج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وتميم بن يوسف
الحمصي. كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني. وحدثنا عنه طاهر بن عبد العزيز
الحصري، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأحمد بن محمد العتيقي، وعبيد الله بن محمد
ابن عبيد الله النجار، وعبد الغفار بن محمد الأموي، وعلي بن المحسن التنوخي،
وغيرهم.
قال لي التنوخي: إسحاق بن سعد شيخ ثقة، قدم علينا حاجا في سنة إحدى
وسبعين وثلاثمائة، ونزل في قطيعة الربيع، وحدث في المسجد الكبير بدرب السلولي،
وسمعته يقول: مولدي في شهر رمضان من سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري.
398

قال: بلغني أن إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان توفى بن سالم سنة أربع وسبعين
وثلاثمائة.
3460 - إسحاق بن محمد بن حمدان بن محمد بن نوح، أبو إبراهيم
المهلبي الخطيب، ويعرف بالجبني:
من أهل بخاري قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن محمد بن حمدويه المروزي،
وعبد الله بن محمد بن يعقوب المعلم، ومحمد بن صابر بن كاتب، وحامد بن بلال،
وغيرهم. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، والحسين بن محمد - أخو الخلال - وذكر
لنا أخو الخلال أنه سمع منه ببخارى في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة قال: وكان أحد
الفقهاء على مذهب أبي حنيفة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا إسحاق بن محمد بن حمدان - قدم حاجا - حدثنا الوزير
أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المجيد السلمي، حدثنا أحمد بن روح
ابن حاتم - أبو الحسن - حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا نوح بن أبي مريم، عن ابن
جريج، عن عطاء، عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من التواضع أن يشرب
الرجل من سؤر أخيه، ومن شرب من سؤر أخيه رفعت له سبعون درجة، ومحيت عنه
سبعون خطيئة، وكتب له سبعون حسنة ".
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا أبو عبد الله الغنجار الحافظ - ببخارى -
قال: توفي أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن حمدان بن محمد بن نوح الخطيب يوم
الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
3461 - إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن شريح، أبو محمد
الجرجاني:
نزيل نيسابور ويعرف بابن أبي إسحاق الكيال، قدم بغداد وحدث بها عن محمد
ابن أحمد بن سعيد الرازي، وأبي العباس الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار
الأصبهاني، حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي.
399

أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب القاضي، أخبرنا أبو محمد إسحاق بن إبراهيم
ابن أحمد بن علي بن شريح الجرجاني - المعروف بابن أبي إسحاق الكيال قدم علينا
الحج - بفائدة أبي بكر بن البقال، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي -
بنيسابور - حدثنا العباس بن حمزة، حدثنا عبد السلام بن مسلم الدمشقي، حدثنا
وهب بن وهب عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" صلوا خلف من قال لا إله إلا الله، وصلوا على من قال لا إله إلا الله ".
3462 - إسحاق بن أحمد بن شيث، أبو نصر البخاري، ويعرف بالصفار:
قدم بغداد حاجا في سنة خمس وأربعمائة، وحدث بها عن نصر بن أحمد بن
إسماعيل الكشاني صاحب جبريل بن مجاع السمرقندي. حدثني عنه الحسن بن علي
ابن محمد بن المذهب وأثنى عليه خيرا.
3463 - إسحاق بن محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو عبد الله النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس الأصم. حدثني عنه أبو يعلى بن الفراء
الحنبلي.
3464 - إسحاق بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو العلاء التمار
الواسطي:
كان يحضر معنا السماع عن أبي الحسن بن رزقويه قديما، وأخبرنا من حفظه
أحاديث عن علي بن محمد بن موسى التمار البصري، وعن هبة الله بن موسى بن
الحسن الموصلي. وكان لا بأس به.
حدثنا أبو العلاء إسحاق بن محمد التمار - في سنة ثمان وأربعمائة - حدثنا أبو
الحسن هبة الله بن موسى بن الحسن بن محمد المزني المعروف بابن قتيل - بالموصل -
حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي، حدثنا سعيد
ابن سليم الضبي، حدثنا أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كثرت
ذنوبك فاسق الماء على الماء، تتناثر كما يتناثر الورق من الشجر في الريح
العاصف ".
400

3465 - إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن
حمران، أبو الفضل، المعروف بابن الباقرحي:
سمع إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان، وأبا بكر محمد بن عبد الله
الأبهري.
كتبنا عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا يسكن بالجانب الشرقي في مربعة أبي عبيد
الله، وسألناه عن مولده فقال: ولدت في ليلة الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع
الأول من سنة خمس وستين وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين
وأربعمائة.
آخر الجزء السادس
401