الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ١٢
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيقه
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الثاني عشر
دار الكتب العلمية
بيروت. لبنان
1

الطبعة الأولى 1417 ه‍ 1997 م
2

بسم الله الرحمن الرحيم
6350 - علي بن عبد الله بن إبراهيم، البغدادي:
حدث عن الحجاج بن محمد الأعور. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في
كتابه الصحيح.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد النيسابوري قال: قرأت بخط أبى عبد
الله المستملي سمعت البخاري وحدث عن علي بن إبراهيم البغدادي، فسئل عنه
فقال: متقن.
6351 - علي بن عبد الله بن موسى، أبو الحسن القراطيسي:
حدث عن يزيد بن هارون، ويحيى بن إسحاق السيلحيني. روى عنه القاضي
المحاملي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق التنوخي.
أخبرني الخلال، حدثنا أحمد بن جعفر بن صالح الذارع قال: حدثنا يوسف بن
يعقوب الأزرق التنوخي، حدثنا علي بن عبد الله القراطيسي، حدثنا يزيد بن هارون،
أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا يرحم ".
6352 - علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريج، القاضي:
من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه أحمد بن علي الأبار،
3

ومحمد بن خلف وكيع القاضي، وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، ومحمد بن
مخلد.
وذكر وكيع أن علي بن عبد الله أملى عليه فقال: شريح القاضي بن الحارث بن
قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش. وقال هشام بن الكلبي: شريح القاضي
ابن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية
ابن ثور بن مرتع بن كندة، وليس بالكوفة من بني الرائش غيره، وسائرهم بهجر
وحضرموت، وقال لم يقدم الكوفة منهم غير شريح.
قلت: وكندة هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن
يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن شريح قال: حدثنا أبي عن أبيه عن
معاوية بن شريح عن ميسرة عن شريح عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".
وروى علي بن عبد الله بهذا الإسناد عن أبيه: أن امرأة تقدمت إلى شريح فقالت:
إن لي إحليلا ولي فرج، وساق الحديث، وفيه: أنه أمر بعد أضلاعها وقال: إن عدد
أضلاع الرجل من الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعا، ومن الجانب الأيسر سبعة عشر
ضلعا.
فقال ابن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح والتعديل " سمعت أبي يقول: كتبت
هذا الحديث لأسمعه من علي بن عبد الله، فلما تدبرته فإذا هو شبيه الموضوع، فلم
أسمعه على العمد.
6353 - علي بن عبد الله بن عيسى بن محمد، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن الحسن بن عرفة. وروى عن عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه
سمع منه بدمشق.
4

6354 - علي بن عبد الله بن عبد البر، أبو الحسن الوراق يعرف بالفرغاني:
حدث عن أبي حاتم الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه القاضي
الجراحي، ومحمد بن المظفر، وأبو يعلى الطوسي الوراق، وابن شاهين، ويوسف
القواس.
حدثنا البرقاني قال: قرأت على أبي يعلى الوراق - وهو عثمان بن الحسن الطوسي
- حدثكم علي بن عبد الله بن عبد البر، وراق ثقة.
حدثنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال: مات علي بن عبد الله الفرغاني في
رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
6355 - علي بن عبد الله بن عمر، أبو الحسن، يعرف بابن البازيار:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله القصار، ونجيح بن إبراهيم الكوفيين، وسليمان بن
المعافى بن سليمان. روى عنه الدارقطني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا علي بن عبد الله بن عمر
البازيار بغدادي ثقة.
قلت: ذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
6356 - علي بن عبد الله الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن عثمان بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو أحمد
الغطريفي الجرجاني.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سمعت أبا أحمد محمد بن أحمد الغطريفي يقول:
سمعت علي بن عبد الله الهروي - كهلا كان معنا ببغداد يحفظ - قال: سمعت عثمان
ابن سعيد يقول: سمعت النفيلي يقول: سمعت زهيرا يقول: سمعت يحيى بن سعيد
يقول: سمعت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول: سمعت عمر بن عبد
العزيز يقول: سمعت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يقول: سمعت أبا
هريرة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أدرك ماله بعينه عند رجل، أو إنسان قد
أفلس، فهو أحق به من غيره ".
5

6357 - علي بن عبد الله بن سليمان بن مطر، أبو عبد الله العطار صاحب
الحكيمي:
حدث عن علي بن حرب، وعباس الدوري. روى عنه عبد الله بن عثمان بن
يحيى الدقاق، وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة في شارع عبد
الصمد.
6358 - علي بن عبد الله بن إبراهيم بن يزيد، أبو الحسن الديباجي
الستري:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في الكرخ بدرب الزعفراني عن موسى بن الحسن
الجلاجلي.
وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثهم عن الكديمي، وقال: كان ثقة.
6359 - علي بن عبد الله بن علي بن هشام بن معن، أبو الحسن الفارسي:
سمع الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، وأحمد بن يوسف بن شاهين،
وعبد الله بن ناجية، وموسى بن سهل الجوني، وأحمد بن سهل الأشناني، ويموت بن
المزرع العبدي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن
رشدين المصري. حدثنا عنه ابنه محمد وكان ثقة ستيرا، دينا عالما بالفرائض وقسمة
المواريث، ومسكنه بدرب الزعفراني.
سألت ابنه محمدا عن وفاته فقال: مات في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ذكر
غيره أنه دفن في داره بدرب الزعفراني.
6360 - علي بن عبد الله بن الفضل بن العباس بن محمد، أبو الحسن
البغدادي:
نزل مصر وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن سوار، والحسين بن عمر بن أبي
الأحوص الكوفيين، وموسى بن هارون بن برطق المكاري، وموسى بن عبد الله
المقرئ، وأبي خليفة الجمحي، وأحمد بن محمد البراثي، وجعفر الفريابي، وعبد الله
6

ابن ناجية، وعلي بن محمد بن عون البزاز، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وزكريا
الساجي، وأبي معشر الدارمي، وأبي مكيل محمد بن عبد العزيز الغلابي، ومحمد بن
صالح بن ذريح العكبري، وعلي بن أحمد بن الحسين العجلي، ويعقوب بن إبراهيم
ابن حسان الأنماطي، ومحمود بن محمد الواسطي. انتقى عليه الدارقطني وسمع منه،
وروى عنه وكان ثقة.
بلغني أنه مات في ليلة الخميس الخامس من شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
6361 - علي بن عبد الله بن العباس بن عبد الله بن العباس بن المغيرة، أبو
محمد الجوهري:
حدث عن جعفر الفريابي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وعبد الله بن
ناجية، وقاسم المطرز، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأحمد بن
سعيد الدمشقي. حدثنا عنه محمد بن أبي الفوارس، وعلي بن عبد العزيز الطاهري،
ومحمد بن جعفر بن علان وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، ومحمد بن عبد
الواحد بن رزمة وغيرهم.
قال ابن أبي الفوارس: توفي علي بن عبد الله بن العباس بن عبد الله بن العباس بن
المغيرة الجوهري يوم الثلاثاء لأربع خلون من شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وكان مولده سنة تسعين ومائتين، وفيه تساهل شديد.
6362 - علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن الزجاج الشاهد:
حدث عن حبشون بن موسى الخلال، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني.
حدثنا عنه التنوخي.
أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد
ابن عبيد الزجاج الشاهد، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني،
حدثنا علي بن مسلم الطوسي، حدثنا محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أربع عشرة،
فلم يجزني ولم يرني بلغت، وعرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني.
قال لي التنوخي: سمعت ابن عبيد يقول: ولدت في شهر رمضان سنة خمس
وتسعين ومائتين.
7

ومات في سنة تسعين - أو إحدى وتسعين - وثلاثمائة، الشك من التنوخي. قال:
وكان نبيلا فاضلا، من قراء القرآن. قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني.
وقال أحمد بن علي التوزي: توفي أبو الحسن بن عبيد الزجاج الشاهد في يوم
الأحد لست بقين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة، وكان مولده في شهر رمضان سنة
خمس وتسعين ومائتين.
أخبرنا العتيقي قال: سنة تسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن بن عبيد الزجاج
الشاهد يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين الخامس والعشرين من رجب، ومولده سنة أربع
وتسعين - يعني ومائتين - سمع على الكبر، وحدث بشئ يسير، ثقة مأمون.
قلت: القول الأول في مولده أصح.
6363 - علي بن عبد الله بن الفرج، المكتب:
من أهل البردان. حدث عن محمد بن محمود السراج الأصم، ونهشل بن دارم
الدارمي. روى عنه أبو الفتح محمد بن الحسين العطار المعروف بقطيط.
أخبرنا أبو الفتح قطيط، حدثنا علي بن عبد الله بن الفرج المكتب البرداني - إملاء
من حفظه بالبردان - حدثنا محمد بن محمود السراج الأصم، حدثنا أحمد بن المقدام -
أبو الأشعث العجلي - حدثنا حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الأمناء عند الله ثلاثة،
جبريل، وأنا، ومعاوية ".
هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، ورجاله كلهم ثقات، والحمل فيه على البرداني.
وقال لي قطيط: كان هذا البرداني رجلا صالحا، وكان يلقب مصطبانس، فسألته
عن لقبه فقال: كنت أصلي بقوم التراويح في شهر رمضان، فسمع قراءتي قوم من
النصارى فاستحسنوها وقالوا: كان قراءة هذا الرجل قراءة مصطبانس - يشيرون إلى
قس لهم - فلقبني الناس بذلك.
قلت: وحديثه عن نهشل بن دارم قد ذكرته في ترجمة أحمد بن أبي سليمان
القواريري وهو أيضا باطل بإسناده لم يأته فيه - فيما أعلمه - غير البرداني وليس
بشئ، والله يغفر لنا وله.
8

6364 - علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن
داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب، أبو الحسن الهاشمي:
سمع محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وأبا عمرو بن السماك، وموسى بن
إسماعيل بن إسحاق القاضي، وعبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله وأبا
بكر الشافعي، وأبا علي الطوماري. كتبنا عنه وكان ثقة يسكن باب البصرة، وكان
قد شهد وتولى قضاء مدينة المنصور، ومات في يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة
خمس عشرة وأربعمائة، ودفن بباب حرب، وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد في رحلتي
إلى خراسان.
6365 - علي بن عبد الله بن
الحسين بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم العلوي
المعروف بابن الشبيه:
سمع محمد بن المظفر. كتبت عنه وكان صدوقا دينا، حسن الاعتقاد يورق
بالأجرة ويأكل من كسب يده، ويواسي الفقراء من كسبه.
أخبرنا أبو القاسم بن الشبيه، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا محمد بن
القاسم، حدثنا زكريا المحاربي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم عن
فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الحسن
ابن علي فقال: " اللهم إني أحبه، وأحب من يحبه ".
سألته عن مولده فقال: ولدت في ليلة عيد الأضحى من سنة ستين وثلاثمائة.
ومات في العشر الأول من رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
6366 - علي بن أبي هاشم بن الطبراخ.
واسم أبى هاشم عبيد الله. حدث عن الوارث بن سعيد، وحماد بن زيد،
وإبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، وأبي معشر المديني، وأيوب بن جابر،
9

وهشيم، ومعتمر، وإسماعيل بن علية، وكان كاتب إسماعيل. روى عنه محمد بن
إسماعيل البخاري في صحيحه، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأحمد بن علي الخزاز،
وأحمد بن علي البربهاري، وخلف بن عمرو العكبري.
وقال ابن أبي حاتم: كتب أبي عنه بالري وببغداد. قال وسمعت أبي يقول: ما
علمته إلا صدوقا، وقف في القرآن فترك الناس حديثه.
أخبرنا أحمد بن علي البادا، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، حدثنا
إسحاق الحربي، حدثنا علي بن أبي هاشم، حدثنا شريك عن شعبة وهمام عن قتادة
عن أبي مجلز عن حذيفة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يجلس وسط الحلقة.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: استخلى بي
رجل فقال لي: إن علي بن طبراخ ثقة كتبت عنه؟ فقلت: نعم هو ثقة. قال يحيى:
قلت: هذا فرقا من ابن أبي دؤاد، وليس بثقة.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
أخبرنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - سألت أبا
زكريا قلت: علي بن طبراخ تعرفونه بطلب الحديث؟ فقال: نعم! وكان من أخص
الناس بإسماعيل، وكان كاتبه، وكان معه بالبصرة، ويدخل عليه منزله بالليل والنهار
[قلت] إنهم يقولون أنهم لم يعرفوه على باب إسماعيل؟ فقال: من يقول هذا؟!
بلى كان من أخص الناس بإسماعيل، ورأيت كتبه عن إسماعيل قبل موت إسماعيل
بدهر.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمر الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: ما زلنا
نعرف أن ابن طبراخ كتب كتب إسماعيل ثم قال: ما يسوى شيئا ومن رأى رأى
هؤلاء فليس أروي عنه شيئا.
10

6367 - علي بن عبيد الله بن عبد الغفار، أبو الحسن اللغوي المعروف
بالسمسماني:
سمع أبا بكر بن شاذان، وأبا الفضل بن المأمون. كتبت عنه وكان صدوقا. ومات
في يوم الأربعاء لأربع خلون من المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة.
6368 - علي بن عبيد الله بن محمد، أبو الحسن الكرخي:
قريب الدارقطني. حدث عن أبي بكر الشافعي. حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي. وكان حيا سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وكان ثقة.
6369 - علي بن عبيد الله بن علي بن محمد بن القاسم، أبو طاهر
البزوري:
سمع ابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق. كتبت عنه وكان مستورا
صدوقا يسكن درب الزرادين، بالقرب من نهر الدجاج.
أخبرني أبو طاهر البزوري، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان - إملاء - حدثنا
محمد بن يونس القرشي، حدثنا المعلى بن الفضل، حدثنا سلمي بن عبد الله بن كعب
عن الشعبي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى، ابن آدم إنك ما
ذكرتني شكرتني، وما نسيتني كفرتني ".
سألته عن مولده فقال: في ذي الحجة من سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، قال
وسمعني مؤدبي من ابن مالك، وكتب لي الإملاء بخطه، ومات في يوم الأحد السابع
من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
6370 - علي بن عيسى، الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن خلاد بن عيسى العبدي. روى عنه يعقوب بن إسحاق
البيهسي المؤدب. وكان علي بن عيسى كاتب عكرمة بن طارق السرخسي لما تقلد
القضاء ببغداد.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثني عثمان بن أحمد الدقاق، أخبرنا أبو الحسن
11

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي، حدثنا علي بن عيسى الكوفي - كاتب
عكرمة القاضي - حدثنا خلاد بن عيسى العبدي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين ".
6371 - علي بن عيسى، المخرمي:
حدث عن محمد بن فضيل بن غزوان، وحفص بن غياث، وهشيم بن بشير.
روى عنه عباس بن محمد الدوري، وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
والحسن بن محمي، وأبو القاسم البغوي.
أخبرني الأزهري، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز والحسن بن محمد بن محمي قالا: حدثنا علي بن عيسى
المخرمي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبي عن محمد بن جحادة عن عطية عن أبي
سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسيل عنق من النار - وقال ابن محمي في حديثه -
يخرج عنق من النار يوم القيامة يقول إن لي ثلاثة، كل جبار عنيد، من جعل مع الله
إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس " لفظ ابن منيع.
وقال ابن محمي في حديثه - وذكر الحديث - رواه يحيى بن صاعد عن عباس
الدوري عن علي بن عيسى.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الضبي الهروي، حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد قال: علي بن عيسى
المخرمي ثقة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز، حدثنا علي بن عيسى المخرمي سنة إحدى وثلاثين ومائتين،
وفيها مات.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
علي بن عيسى المخرمي في ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين - يعني ومائتين -.
12

6372 - علي بن عيسى البغدادي:
حدث عن محمد بن مصعب القرقساني. روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن
العباس الهروي السامي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغرزمي، حدثنا أبو
جعفر السامي، حدثنا علي بن عيسى البغدادي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" لا تجمعوا بين الزهو، والرطب، والتمر، وانتبذوا كل واحد على حدته ".
قال أبو جعفر: هذا حديث غريب، ولم يروه إلا محمد بن مصعب عن الأوزاعي
وهو خطأ، وصوابه يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم. حدث محمد بن إسحاق بن خزيمة عن علي بن عيسى البغدادي عن عبد
الوهاب بن عطاء، ولست أدري أهو شيخ السامي أم غيره، والله أعلم.
6373 - علي بن عيسى الكراجكي:
حدث عن حجين بن المثنى، وشبابة بن سوار، وقبيصة بن عقبة، وهيثم بن
خارجة، ويعقوب بن حميد بن كاسب. روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب
المخرمي، وإبراهيم بن موسى بن الرواس، وعلي بن الحسن بن قحطبة، وعبد الملك بن
أحمد الدقاق، والقاضي المحاملي. وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن أبان الرواس، حدثنا علي بن عيسى
الكراجكي، حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان - يعني الثوري - عن الأعمش
عن سعد بن عبيدة عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه
" سبحان ربي العظيم " وفي سجوده " سبحان ربي الأعلى ".
13

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا القاضي أبو الحسين عيسى بن
حامد الرخجي، حدثني جدي - يعني محمد بن الحسن القنبيطي - قال: ومات علي
ابن عيسى الكراجكي سنة سبع وأربعين ومائتين.
6374 - علي بن عيسى، أبو الحسن المعروف بعلوية النقال:
حدث عن علي بن عاصم. روى عنه محمد بن موسى الدولابي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، حدثنا محمد بن موسى الحافظ،
حدثنا محمد بن موسى الدولابي، حدثنا علوية أبو الحسن، حدثنا علي بن عاصم،
حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن ابن عباس في
قول الله تعالى: * (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) * [الفرقان
72] قال: أعياد المشركين، يعني لا يشهدون الشعانين وغير ذلك.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن
مخلد قال: ومات علوية النقال سنة تسع وخمسين. زاد غيره عن ابن مخلد: وفي ذي
القعدة.
6375 - علي بن عيسى بن فيروز، أبو الحسن الكلوذاني:
حدث عن بشر بن الحارث أحمد بن أبي الحواري. روى عنه محمد بن عمر بن
غالب الجعفي.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - قال: سمعت أبا العباس أحمد بن منصور يقول:
سمعت أبا عبد الله محمد بن عمر بن الفضل يقول: سمعت أبا الحسن علي بن
عيسى بن فيروز الكلوذاني يقول: سمعت بشر بن الحارث الحافي يقول: سمعت
المعافى بن عمران يقول: سمعت الثوري يقول: سمعت الأعمش يقول: سمعت أبا
صالح يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لو أهدي إلى
كراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت ".
6376 - علي بن عيسى بن داود بن الجراح، أبو الحسن:
وزير المقتدر بالله، والقاهر بالله. سمع أحمد بن بديل الكوفي، والحسن بن محمد
14

الزعفراني، وحميد بن الربيع وعمر بن شبة. روى عنه ابنه عيسى، وسليمان بن أحمد
الطبراني، والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن بجير الذهلي. وكان
صدوقا دينا فاضلا عفيفا في ولايته، محمودا في وزارته. كان كثير البر والمعروف،
وقراءة القرآن، والصلاة والصيام، يحب أهل العلم. ويكثر مجالستهم ومذاكرتهم.
وأصله من الفرس، وكان داود جده من دير قني وكان من وجوه الكتاب، وكذلك
أبوه عيسى، ولم يزل علي بن عيسى من حداثته معروفا بالستر والصيانة، والصلاح
والديانة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي الجوهري، حدثنا عيسى بن علي بن
عيسى الوزير - إملاء - حدثني أبي علي بن عيسى، حدثنا أحمد بن بديل، حدثنا ابن
فضيل، أخبرنا عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما رأيت قوما خيرا من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا بضعة عشر مسألة حتى قبض، كلهن من
القرآن، فمنهن: * (يسألونك عن الشهر الحرام) * [البقرة 217]، و * (ويسألونك عن
الخمر والميسر) * [البقرة 219] و * (يسألونك عن اليتامى) * [البقرة 220] و * (يسألونك
عن المحيض) * [البقرة 222] ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبي، حدثني القاضي أبو بكر محمد بن
عبد الرحمن - المعروف بابن قريعة - وأبو محمد عبد الله بن محمد بن داسة البصري
قالا: حدثنا أبو سهل بن زياد القطان - صاحب علي بن عيسى - قال: كنت مع علي
ابن عيسى لما نفي إلى مكة، فدخلنا في حر شديد، وقد كدنا نتلف، قال: فطاف علي
ابن عيسى وسعى وجاء، فألقى نفسه، وهو كالميت من الحر، والتعب، وقلق قلقا
شديدا. وقال: أشتهي على الله شربة ماء مثلوج، فقلت له: سيدنا - أيده الله - يعلم أن
هذا مما لا يوجد بهذا المكان. فقال: هو كما قلت، ولكن نفسي ضاقت من غير هذا
القول، فاستروحت إلى المنى، قال: وخرجت من عنده فرجعت إلى المسجد الحرام،
فما استقررت فيه حتى نشأت سحابة وكثفت، فبرقت ورعدت رعدا متصلا شديدا،
ثم جاءت بمطر يسير، وبرد كثير، فبادرت إلى الغلمان، فقلت: اجمعوا، قال: فجمعنا
منه شيئا عظيما، وملأنا منه جرارا كثيرة، وجمع أهل مكة منه شيئا عظيما، قال:
وكان علي بن عيسى صائما، فلما كان وقت المغرب خرج إلى المسجد الحرام ليصلي
المغرب، فقلت له: أنت والله مقبل والنكبة زائلة، وهذه علامات الإقبال، فاشرب الثلج
15

كما طلبت، قال: وجئته إلى المسجد بأقداح مملوءة من أصناف الأسوقة والأشربة،
مكبوسة بالبرد، قال: فأقبل يسقي ذلك من يقرب منه من الصوفية، والمجاورين في
المسجد الحرام والضعفاء، ويستزيد، ونحن نأتيه بما عندنا من ذلك، وأقول له: أشرب،
فيقول حتى يشرب الناس، فخبأت مقدار خمسة أرطال، وقلت له: لم يبق شئ، فقال:
الحمد لله، ليتني كنت تمنيت المغفرة بدلا من تمني الثلج فلعلي كنت أجاب، فلما دخل
البيت حلفت عليه أن يشرب منه وما زلت أداريه حتى شرب منه بقليل سويق،
وتقوت ليلته بباقيه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثني أحمد بن
يزيد الطوسي قال: سمعت الحسين بن الحسن بن أيوب يقول: دخل شاعر على علي
ابن عيسى الوزير بعد أن ردت الوزارة إليه فأنشأ يقول:
- بحسبك أني لا أرى لك عائبا * سوى حاسد، والحاسدون كثير -
- وأنك مثل الغيث، أما سحابه * فمزن، وأما ماؤه فطهور -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أنشدنا القاضي أبو عبد
الله بن أبي جعفر قال: أنشدني أبي أنشدني الوزير أبو الحسن علي بن عيسى لنفسه:
- فمن كان عني سائلا بشماتة * لما نابني، أو شامتا غير سائل -
- فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرة * صبورا على أهوال تلك الزلازل -
حدثنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير قال:
حضر أبو الحسين عمر بن أبي عمر القاضي، فرأى أبي عليه ثوبا فاستحسنه، فأدخل
يده فيه يستشفه، وقال: بكم اشترى القاضي هذا الثوب؟ فقال بسبعين دينارا، فقال
أبي: لكني لم ألبس ثوبا قط يزيد ثمنه على ما بين ستة دنانير إلى سبعة. فقال أبو
الحسين: ذاك لأن الوزير يجمل الثياب، ونحن نتجمل بلبس الثياب.
أخبرني الأزهري قال: قال لي أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه قال لي ابن
كامل القاضي: سمعت علي بن عيسى الوزير يقول: كسبت سبعمائة ألف دينار،
أخرجت منها في هذه الوجوه - يعني وجوه البر - ستمائة ألف وثمانين ألفا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن علي بن عيسى الوزير مات
في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
16

وقال لي هلال بن المحسن: مات علي بن عيسى الوزير يوم الجمعة لليلة بقيت من
ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وكان مولده في جمادى الآخرة سنة خمس
وأربعين ومائتين.
6377 - علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن النحوي المعروف
بالرماني:
حدث عن أبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن السراج. حدثنا عنه التنوخي،
والجوهري، وهلال بن المحسن الكاتب. وكان من أهل المعرفة، مفننا في علوم كثيرة،
من الفقه والقرآن، والنحو، واللغة، والكلام على مذهب المعتزلة.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو الحسن بن علي بن عيسى بن علي الرماني، حدثنا ابن
دريد، أخبرنا العكلي قال: حدثني شيخ من أهل البصرة قال: رأيت محمد بن واسع
الأزدي - بسوق مرو - يعرض حمارا، فقال له رجل: يا أبا عبد الله أترضاه لي؟ قال:
لو رضيته لما بعته.
حدثني أحمد بن علي التوزي قال: كان مولد علي بن عيسى الرماني في سنة ست
وتسعين ومائتين.
أخبرنا الأزهري والقاضيان أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وابن
التوزي قالوا: توفي علي بن عيسى الرماني في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال
الأزهري: في جمادى الأولى، وقال التنوخي وابن التوزي: في ليلة الأحد الحادي عشر
من جمادى الأولى.
6378 - علي بن عيسى بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أبان بن
أصفروخ، أبو الحسن النفري المعروف بالسكري الشاعر:
أصله من نفر وهي بلد على النرس من بلاد الفرس، وكان مولد علي بن عيسى
ببغداد يوم الخميس لخمس خلون من صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وصحب
القاضي أبا بكر محمد بن الطيب الأشعري، ودرس عليه الكلام، وكان يحفظ القرآن
والقراءات، وكان متفننا في الأدب، وله ديوان شعر كبير، وكله - إلا اليسير منه - في
مدح الصحابة والرد على الرافضة، والنقض على شعائرهم، وتوفي يوم الثلاثاء سلخ
17

شعبان من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير التي فيها
قبر معروف الكرخي.
6379 - علي بن عيسى بن الفرج بن صالح، أبو الحسن الربعي النحوي:
صاحب أبي علي الفارسي، درس ببغداد الأدب على أبي سعيد السيرافي، وخرج
إلى شيراز، فدرس بها على أبي علي الفارسي مدة طويلة، ثم عاد إلى بغداد، فلم يزل
مقيما بها إلى آخر عمره.
سمعت علي بن محمد بن الحسن المالكي يقول: خرج علي بن عيسى الربعي إلى
فارس، وأقام علي أبي علي النحوي عشرين سنة يدرس النحو فقال أبو علي: ما بقى
له شئ يحتاج أن يسأل عنه.
سمعت التنوخي يقول: كان أبو علي يقول سمعت ابن أبي زيد - وكان ابن أخت
أبي علي الفارسي النحوي - يقول: قولوا لعلي البغدادي: لو سرت من الشرق إلى
الغرب لم تجد أنحى منك.
كان مولد علي بن عيسى في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات في ليلة السبت
لعشر بقين من المحرم سنة عشرين وأربعمائة.
6380 - علي بن عبيدة، أبو الحسن الكاتب المعروف بالريحاني:
كان أحد البلغاء الفصحاء، وافر الأدب، كثير الفضل، مليح اللفظ، حسن العبارة،
وله كتب حسان في الحكم والأمثال، وكان له اختصاص بالمأمون، وكان يرمي
بالزندقة. روى عنه أحمد بن أبي طاهر، وغيره.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، أخبرنا عبد الله بن محمد
ابن أبي سعيد، حدثنا أحمد بن أبي طاهر، حدثنا علي بن عبيدة الريحاني قال: التقى
أخوان يتوادان، فقال أحدهما لصحابه: كيف ودك لي؟ فقال: حبك متوشج بفؤادي،
وذكرك سمير سهادي، فقال الآخر: أما أنا فأوجز في وصفي، ما أحب أن يقع على
سواك طرفي.
قال ابن أبي طاهر: وكنت عنده يوما - يعني عند علي بن عبيدة - فورد عليه
18

كتاب أم محمد ابنة المأمون، فكتب جواب الكتاب، ثم أعطاني القرطاس فقال
اقطعه، فقلت: ومالك لا تقطعه أنت؟ فقال: ما قطعت شيئا قط.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع، حدثنا محمد بن
خلف، حدثنا أحمد بن أبي طاهر قال: قال علي بن عبيدة الريحاني: المودة مستفادة.
أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، حدثني
أحمد بن محمد الجوهري، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الذيال قال: قلت لأبي
الحسن - علي بن عبيدة الريحاني: القول " زر غبا تزدد حبا "، فقال لي: يا أبا علي،
هذا مثل للعامة، يجفو عن الخاصة.
قال الحكيم: بكثرة زيادة الثقة يجوز المقة. قال ابن أبي الذيال فحدثت إبراهيم بن
الجنيد فقال: أحسن والله، وكتبه عني.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت أحمد بن الفتح قال: سمعت علي بن عبيدة الريحاني
يقول: لولا لهب من الحرص ينشأ في القلوب، ولا يملك الاعتبار إطفاء توقده، ما
كان في الدنيا عوض من يوم يضيع فيها، يمكن فيه العمل الصالح.
6381 - علي بن عبدة بن قتيبة بن شريك بن حبيب، أبو الحسن التميمي
المكتب:
كان يسكن بالجانب الشرقي في مربعة الخرسي، وحدث عن إسماعيل بن علية،
ويحيى بن سعيد القطان، وأبي عباد يحيى بن عباد، وخالد بن عمرو الكوفي. روى
عنه أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، والقاضي المحاملي، وجعفر بن محمد بن
عبدويه البراني، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا الحسين بن إسماعيل -
سنة ست عشرة وثلاثمائة، من كتابه ولم أسمعه إلا منه، حدثنا أبو الحسن علي بن
عبدة، حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن
جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليتجلى للناس عامة، ويتجلى لأبي بكر
خاصة ".
19

قلت: قد رواه أبو حامد الحضرمي أيضا عن علي بن عبدة.
أخبرناه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري. وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
محمد بن صالح الأبهري قالا: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا علي بن
عبدة - زاد الأبهري - المكتب، ثم اتفقا - قال: حدثنا يحيى بن سعيد - زاد الأبهري
القطان، ثم اتفقا - عن ابن أبي ذئب قال: حدثني محمد بن المنكدر - وفي حديث
المعافى عن محمد بن المنكدر - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
الله يتجلى للناس عامة، ولأبي بكر خاصة ".
وهكذا رواه محمد بن المسيب عن ابن عبدة، وهو باطل، لا أعلم رواه عن
جابر ولا عن ابن المنكدر ولا عن ابن أبي ذئب، ولا عن يحيى بن سعيد، غير علي
ابن عبدة، إلا ما:
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد عبد الله السراج - بنيسابور - أخبرنا
أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا
يحيى بن أبي بكير، حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يتجلى للمؤمنين عامة، ويتجلى لأبي بكر خاصة ".
وهذا أيضا باطل والحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه، فإنه لم يكن ثقة. ونرى
أن أبا حامد وقع إليه حديث علي بن عبدة، فركبه على هذا الإسناد مع أنا لا نعلم أن
الحسن بن علي بن عفان سمع من يحيى بن أبي بكير شيئا، والله أعلم.
حدثني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: علي بن عبدة يضع الحديث.
وأخبرنا البرقاني عن الدارقطني قال: علي بن عبدة متروك.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا الحسن علي بن عبدة
التميمي مات في سنة سبع وخمسين ومائتين.
6382 - علي بن عبد المؤمن بن علي، أبو الحسن الزعفراني الكوفي:
نزيل الري. قدم بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل،
وعبد الرحمن المحاربي، ووكيع، وعبد الله بن نمير. روى عنه القاضي المحاملي وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو صدوق.
20

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسن بن
إسماعيل - بخط يده - حدثنا علي بن عبد المؤمن بن علي الزعفراني، حدثنا وكيع عن
مسعر عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي [بن حراش] عن ربعي عن
حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقتدوا بالذين من بعدي - وأشار إلى أبي بكر
وعمر - واهتدوا بهدي عمار، وإذا حدثكم ابن أم عبد فصدقوه ".
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قال لي أبو حاتم قال لي عبد المؤمن بن
علي: سمع ابني من عبد السلام بن حرب معي فجهدت أنا بعلي بن عبد المؤمن بعد
ما قال لي أبو حاتم هذا أن يخرج إلى عن عبد السلام شيئا فأبى ونحى نحو أنه كان
صغيرا، وكان يثقل عليه الحديث جدا، وكان ينشط إلى وإلى صالح جزرة في أوقات.
وقال لي أبو زرعة: لما مات عبد المؤن بن علي حضرت جنازته وكنت أؤدب
لعلي ابنه، فكنت لا ألتفت إلا وأرى إما رافضيا، وإما مبتدعا، وإما بلية، فما زلت
حتى صليت عليه وانصرفت.
6383 - علي بن عمرو بن الحارث بن سهل بن يحيى بن عباد، أبو هبيرة
الأنصاري:
حدث عن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن أبي عدي، وسفيان بن عيينة،
وأبي معاوية، والهيثم بن عدي، والأصمعي. روى عنه الحسن بن عليل العنزي، وأبو
حامد محمد بن هارون الحضرمي، ووكيع القاضي، ومحمد بن مخلد، ويعقوب بن
أحمد الجصاص، ومحمد بن القاسم بن بنت كعب.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي ومحله الصدق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا علي بن عمرو، حدثنا
21

يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب وغيره
عن خباب عن عبد الله بن مسعود قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة بالهاجرة،
فلم يشكنا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن علي بن عمرو الأنصاري
مات في سنة خمس وخمسين ومائتين.
قلت: هذا عندي خطأ، والصواب: ما أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد
الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد العطار قال: مات علي بن عمرو الأنصاري سنة
ستين - يعني ومائتين - في المحرم.
6384 - علي بن عمر بن سهل، أبو الحسن الحريري:
حدث عن أبي عروبة الحراني وأحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، ومحمد بن
عبد الله بن عبد السلام، المعروف بمكحول البيروتي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول
التنوخي. حدثنا عنه الخلال، والبرقاني، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني،
والتنوخي.
حدثني التنوخي قال: وجدت بخط أبي سألت علي بن عمرو الحريري: في أي سنة
ولدت؟ فقال: بعد التسعين ومائتين. إما بسنتين، أو ثلاث.
أخبرني أحمد بن علي التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان علي بن
عمرو الحريري جميل الأمر، ثقة مستورا، حسن المذهب.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي علي بن عمرو الحريري -
جارنا في شهر ربيع الأول فجأة وهو يصلي، وكان ثقة.
قال لي الخلال: مات علي بن عمر الحريري فجأة سلخ صفر سنة ثمانين
وثلاثمائة.
6385 - علي بن العباس، الدوري - ويقال: المروزي:
حدث عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي. روى عنه
أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن إسماعيل الوراق، حدثنا أبو عبيد المحاملي،
22

حدثنا علي بن العباس الدوري، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا شعبة عن
عبد الملك بن ميسرة عن مجاهد عن رافع بن خديج: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
الحقل.
6386 - علي بن العباس بن واضح. أبو الحسن المعروف بالنسائي:
سمع سعيد بن سليمان، ويحيى بن إسماعيل الواسطيين، وعفان بن مسلم، وأحمد
ابن عبد الله بن يونس الكوفي. روى عنه محمد بن مخلد العطار، وإسماعيل بن
محمد الصفار، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا علي بن العباس النسائي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا خالد عن مغيرة عن
إبراهيم عن علي قال: ما تركتها منذ سمعتها. فقال له الأشعث: ولا ليلة صفين؟
فقال على: ولا ليلة صفين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا الصفار، حدثنا علي بن العباس، حدثنا سعيد، حدثنا
خالد عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة عن فاطمة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قلت: يريد التسبيح ثلاثا وثلاثين و [التحميد] أربعا وثلاثين و [التكبير]
ثلاثا وثلاثين.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد الدوري - بخطه - سنة أربع وسبعين ومائتين، فيها
مات علي بن العباس بن واضح النسائي في آخر شهر ربيع الآخر.
6387 - علي بن العباس بن جريج، أبو الحسن، مولى عبيد الله بن عيسى بن
جعفر يعرف بابن الرومي:
أحد الشعراء المكثرين المجودين في الغزل، والمديح، والهجاء، والأوصاف. روى
عنه غير واحد من أهل الأدب.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، أخبرني أبو الحسين علي بن
جعفر الحمداني قال: كنت في غلمان دار القاسم بن عبيد الوزير، فدخل يوما القاسم
23

داره راجعا من ركوبه، وكان في جملة حاشيته حينئذ رجل أراه يدخل الدار كثيرا
وينادمه، وكان متدرعا متعمما، فالتفت القاسم إلى الرجل فقال له: يا أبا الحسن، أمل
الأبيات على كاتب يكتبها بخطه وهاتها، فأملى على كاتب كتب عنده ثلاثة أبيات
وهي:
- ما أنس لا أنس خبازا مررت به * يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر -
- ما بين رؤيتها في كفه كرة * وبين رؤيتها قوراء كالقمر -
- إلا بمقدار ما تنداح دائحة * في حومة الماء يرمي فيه بالحجر -
وقال للكاتب: اكتب تنداح دائحة، وتندار دائرة، فسألت عنه لأعرفه فقيل لي:
هذا ابن الرومي.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: أنشدني علي بن العباس بن الرومي لنفسه -
وكتب بها إلى بعض إخوانه، وقد قدم من سفر فتأخر عن السلام عليه:
- يا من أؤمل دون كل كريم * وتحب نفسي دون كل حميم -
- أخرت تسليمي عليك كراهة * لزحام من يلقاك للتسليم -
- وذكرت قسمتك التحفي بينهم * عند اللقاء كفعل كل كريم -
- فنفست ذاك عليهم وأردته * من دونهم وحدي بغير قسيم -
- فصبرت عنك إلى انحسار غمارهم * والقلب نحوك دائم التحويم -
- صبر امرئ يعطي المودة حقها * لا صبر مذموم الحفاظ لئيم -
- والسعي نحوك بعد ذاك فريضة * وقضاء حقك واجب التقديم -
- فاعذر فداك الناس غير مدافع * عن طيب خيمك فهو أطيب خيم -
- ومتى استربت بخلة معوجة * فتتبع العوجاء بالتقويم -
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي
الخزاعي - وهو ابن أخي دعبل بن علي - قال: أنشدنا علي بن العباس بن جريج
الرومي لنفسه:
- ومهفهف تمت محاسنه * حتى تجاوز منية النفس -
- ترنو الكؤوس إلى مراشفه * وتجول بين أنامل خمس -
- فكأنه والكأس في يده * قمر يقبل عارض الشمس -
24

أخبرنا الخالع، أخبرنا علي بن جعفر الحمداني قال: أنشدني ابن الرومي وقال: ما
سبقني إلى هذا المعنى أحد:
- إذا دام للمرء الشباب وأخلقت * محاسنه ظن السواد خضابا -
- فكيف يظن الشيخ أن خضابه * يظن سوادا أو يخال شبابا؟ -
أخبرني الحسين بن محمد - أخو الخلال - أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي -
بجرجان - أخبرنا أبو بكر الشذاني قال: حدثني جحظة قال: كنت مع ابن الرومي في
سمارية، فرأينا أبا رياح على دار ابن طاهر. فقلت له: صف هذه الشرفات أبا
رياح، فقال:
- ترى شرفاتها مثل العذارى * خرجن لنزهة فقعدن صفا -
- عليهن الرقيب أبو رياح * فليس لخوفه يبدين حرفا -
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني الصولي،
حدثني علي بن العباس قال: كان البحتري معي جالسا، فسلم علينا ابن عيسى بن
المنصور فقال لي: من هذا؟ فقلت هذا ابن عيسى بن المنصور الذي يقول ابن الرومي
في أبيه:
- يقتر عيسى على نفسه * وليس بباق ولا خالد -
- فلو يستطيع لتقتيره * تنفس من منخر واحد -
فقال لي: أف وتف، هذا من خاطر الجن لا من خاطر الإنس، ووثب ومضى.
أخبرنا الخالع، أخبرنا علي بن جعفر الحمداني قال: أنشدني بن الرومي في عيسى
ابن موسى بن المتوكل:
- يقتر عيسى على نفسه -
وذكر هذين البيتين. كذا قال في عيسى بن موسى بن المتوكل، والله أعلم.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
الحسن بن أحمد بن السري، حدثنا علي بن العباس النوبختي قال: بلغني أن أبا الحسن
علي بن العباس بن جريج الرومي عليل فمضيت إليه لأعوده. أو قال: جئت ابن
الرومي فرأيته عليلا قبل موته بيوم فقلت له: أي شئ خبرك؟ فقال: أيش خبر من
يموت؟ فقلت: كلا، أرى سحنتك صافية حسنة، فقال: هكذا من يموت يكون قبل
ذاك حسن الوجه بيوم فقلت: يعافى الله. فقال: خذ حديثي فإن لم يقطع على أن أموت
25

في هذه العلة فاصنع ما شئت، أحببت أن أسكن في مدينة أبي جعفر، فشاورت صديقا
لي يكنى أبا الفضل - وهو مشتق من الأفضال - فقال لي إذا عبرت القنطرة فخذ على
يدك اليمنى - وهو مشتق من اليمن - واسأل عن سكة النعيمية - وهو مشتق من النعيم
- وعن دار ابن المعافى - وهو مشتق من العافية - فخالفت لشؤمي واقتراب أجلي،
فشاورت صديقا يقال له جعفر - وهو مشتق من الجوع والفرار - فقال لي إذا عبرت
القنطرة فخذ يسرة - وهو مشتق من العسر - واسأل عن سكة العباس - وهو مشتق
من العبوس - واسكن في دار قليب - وهو مشتق من الانقلاب - فقد انقلبت بي الدنيا
كما ترى وأعظم ما علي، يجتمع في هذه السدرة في داري في كل يوم العصافير
يصيحون في وجهي سيق سيق. فإنا في السياق، فعاودته من الغد فإذا هو قد مات.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح ومحمد بن الحسين بن محمد النهروانيان - قال
أحمد أخبرنا وقال محمد حدثنا - المعافى بن زكريا، حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة الأزدي قال: رأيت علي بن العباس بن جريج الرومي يجود بنفسه، فقلت له: ما
حالك؟ فأنشد:
- غلط الطبيب على غلطة مورد * عجزت موارده عن الإصدار -
- والناس يلحون الطبيب وإنما * خطأ الطبيب إصابة المقدار -
أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي
قال: حدثني أبو بكر محمد بن زيد الرملي وأبو محمد الدقاق قالا: حدثنا أبو عثمان
الناجم الشاعر قال: دخلت على ابن الرومي في اليوم الذي توفي فيه فلما قمت
للانصراف قال لي:
- أبا عثمان أنت حميد قومك * وجودك للعشيرة دون لومك -
- تزود من أخيك فما أراه * يراك ولا تراه بعد يومك -
أخبرني التنوخي قال: قال المرزباني: قيل إن ابن الرومي مات في سنة ثلاث
وثمانين، وقيل في سنة أربع وثمانين ومائتين.
6388 - علي بن العباس بن الفضل، أبو الحسن، يعرف بالهروي:
كان يسكن درب رياح وحدث عن الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن
منصور الرمادي، وجعفر الصائغ. روى عنه الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس،
وابن الثلاج.
26

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن علي بن العباس الطيالسي
مات في شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وذكر غيره: أنه مات يوم
الخميس ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الآخر، ودفن في الشونيزية.
6389 - علي بن العباس بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن العلوي القزويني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أحمد بن الحسن بن ماجة، وحفص بن عمرو بن
حفص الشيباني الحافظ، وعلي بن عمر بن أبي خالد الصيدلاني، وعلي بن إبراهيم بن
سلامة القزوينيين، ومحمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي.
حدثنا عنه الأزهري وقال: قدم علينا في سنة نيف وثمانين وثلاثمائة. وأفادني عنه
أبو عبد الله بن بكير، وكان هذا العلوي حافظا.
6390 - علي بن العباس بن عثمان بن سعدويه، أبو الحسن البرداني
الشاهد:
حدث عن أبي سعيد بن الأعرابي نزيل مكة، وأحمد بن إبراهيم الموصلي صاحب
علي بن حرب، وعن إسحاق بن أحمد الكاذي، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي،
ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار.
وحدثنا عنه العتيقي وسألته عنه فقال: صالح. وحدثنا عنه الخلال وقال: سمعت
منه ببغداد.
6391 - علي بن عبد الملك بن عبد ربه، أبو الحسن الطائي:
حدث عن أبيه، وعن بشر بن الوليد القاضي. روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر
الحافظ، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر الجعابي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا علي بن
عبد الملك الطائي، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول
أرحني ولو إلى النار ".
27

6392 - علي بن عبد الملك بن شبانة، أبو الحسن الدينوري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس أحمد بن محمد الرازي، وأبي الحسن بن
فراس المكي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا ابن شبانة، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس - بمكة -
حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، حدثنا ابن
المبارك، أخبرنا حيوة بن شريح، حدثني شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن
الحبلي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الأصحاب عند الله خيرهم
لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ".
مات ابن شبانة - على ما بلغنا - بشهرزور في سنة ثلاثين وأربعمائة.
6393 - علي بن عبد الصمد، أبو الحسن الطيالسي يعرف بعلان ما غمه:
حدث عن مسروق بن المرزبان، وأبي معمر الهذلي، وعبيد الله القواريري، وخالد
بن يوسف السمتي، ومحمد بن يزيد الرؤاسي. روى عنه محمد بن عبد الملك
التاريخي، وأحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع القاضيان، وإسماعيل بن علي
الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة. أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا علي بن
عبد الصمد، حدثنا مسروق قال: حدثنا شريك عن ابن عون عن الشعبي عن النعمان
ابن بشير قال: نحلني أبي نحلا، فأبت أمي حتى يشهد لي النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: " أكل
ولدك نحلت كما نحلت هذا؟ " قال: لا، قال: " فاني لا أشهد على أثرة ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن علي بن عبد الصمد
الطيالسي مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
وقرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة تسع وثمانين ومائتين: فيها مات
علان بن عبد الصمد الطيالسي في شعبان.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال: توفي أبو الحسن علان بن
28

عبد الصمد الطيالسي - يلقب ما غمه - في يوم الاثنين لثلاث مضين من شعبان سنة
تسع وثمانين ومائتين، وكان كثير الحديث قليل المروءة.
6394 - علي بن عثمان بن عبيدة، الفزاري:
حدث عن مسعود بن يزيد الموصلي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا علي بن عثمان بن عبيدة الفزاري البغدادي، حدثنا مسعود بن يزيد
الموصلي، حدثنا عبد الله بن خراش عن قاسط بن الحارث عن نافع عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر حتى يموت، حرمت عليه في الآخرة ".
قال سليمان: لم يروه عن قاسط بهذا اللفظ إلا عبد الله بن خراش الحوشبي.
6395 - علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان، أبو الحسن الغضائري:
سكن حلب وحدث بها عن أبي إبراهيم الترجماني، وعبد الله بن معاوية الجمحي،
وعبيد الله القواريري، ومحمد بن أبي عمر العدني، وعبد الأعلى بن حماد، وبشر بن
الوليد، ومجاهد بن موسى، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وعباس العنبري،
وأحمد بن منيع، وهارون بن عبد الله الحمال. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني
فقال: حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري البغدادي. وروى عنه غيره جماعة من
الغرباء، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي - بها - أخبرني جدي أبو بكر محمد بن
أحمد بن عثمان السلمي، حدثنا أحمد بن عاصم البزاز - بالفسطاط - حدثنا علي بن
عبد الحميد البغدادي - بحلب - أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا علي بن
الحسين بن بندار الأدمي - بمصر - حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري قال: سمعت
من العدني في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. وتوفي
أحمد بن حنبل سنة أربعين، وكنت فيمن حضر جنازته وصلى عليه في يوم الجمعة
بعد أن تناذر به الناس أياما. وهارون بن عبد الله بن مروان البزاز وكان يلقب الحمال
سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
29

قلت: وهم الغضائري في ذكر وفاة العدني بن أبي عمر، وأحمد جميعا، وأصاب
في وفاة هارون. أما ابن أبي عمر فمات في سنة ثلاث وأربعين وأما أحمد فمات في
سنة إحدى وأربعين ومائتين.
أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ -
بأصبهان - قال: سمعت علي بن الحميد الغضائري - بحلب - يقول: سمعت السري
السقطي - ودققت عليه الباب - فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول: اللهم اشغل
من شغلني عنك بك. قال ابن المقرئ - وزادني بعض أصحابنا عنه - أنه قال: وكان
من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة على رجلي من حلب ذاهبا وراجعا.
بلغني أن علي بن عبد الحميد مات في شوال من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
6396 - علي بن عبد العزيز، الضرير الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية ".
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: علي بن
عبد العزيز الضرير البغدادي يكنى أبا الحسن - أو أبا الحسين - من قدماء مشايخهم،
صحب سهل بن عبد الله التستري.
6397 - علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد بن سندويه بن مهران
ابن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزاز:
نسبه أبو عبد الله بن بكير، سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي، ونصر بن منصور الأردبيلي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وعبد
الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، وغيرهم. أخبرنا عنه العتيقي، والحسين بن جعفر
السلماسي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والحسن بن علي الجوهري. والقاضيان
الصيمري والتنوخي، وغيرهم. وكان ثقة.
سمعت القاضي أبا عبد الله الصيمري يقول: كان علي بن عبد العزيز بن مردك
أحد الصالحين، ترك الدنيا عن مقدرة واشتغل بالعبادة. قال: وكان أحد الباعة الكبار
ببغداد فاعتزل الناس ولزم المسجد، وأريد على الشهادة فامتنع من ذلك.
30

أخبرنا العتيقي والتنوخي وابن التوزي قالوا: توفي علي بن عبد العزيز بن مردك
البرذعي في السادس عشر من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. زاد التنوخي وابن
التوزي: يوم الجمعة.
6398 - علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام بن
رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، أبو الحسن الطاهري:
كان يسكن بدكان الأبناء، وحدث عن ابن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن
مسلم، ويحيى بن وصيف الخواص، وعمر بن نوح البجلي، وأبي عبد الله الشماخي
الهروي، وعبيد الله بن العباس الشطوي، وأبي بحر بن كوثر البربهاري، وعيسى بن
حامد الرخجي، ومحمد بن الحسن اليقطيني، ومحمد بن عبد الله بن بخيت العكبري،
ومخلد بن جعفر الدقاق، وعلي بن عبد الله بن المغيرة، وعبيد الله بن أبي سمرة
البغوي، وأبي الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وعثمان بن عمر بن خفيف
الدراج، وأبي بكر الأبهري، وعبيد الله بن عبد الرحمن الزهري. كتبنا عنه وكان دينا
صالحا، ثقة صادقا.
مات في ليلة الأربعاء لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة تسع
عشرة وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب.
6399 - علي بن عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان بن داود، أبو الحسن
المعروف بابن حاجب النعمان:
كاتب القادر بالله، ذكر أنه سمع من أحمد بن سلمان النجاد، وأبي بكر
الشافعي، وأبي بكر بن مقسم المقرئ، ومحمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري. وكان له
لسان وعارضة وبلاغة، ولم يكن في دينه بذاك.
أخبرنا البرقاني قال: أنشدنا الرئيس أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال: أنشدنا أبو
بكر أحمد بن سلمان النجاد قال: أنشدنا هلال بن العلاء لنفسه:
- سيبلي لسان كان يعرب لفظه * فيا ليته في وقفة العرض يسلم -
- وما ينفع الإعراب إن لمن يكن تقي * وما ضر ذا تقوى لسان معجم -
سمعت التنوخي يقول: ولد أبو الحسن بن حاجب النعمان في سنة أربعين
31

وثلاثمائة، ومات في يوم الجمعة الثاني عشر من رجب سنة إحدى وعشرين وأربعمائة
ودفن في داره ببركة زلزل، ثم نقل تابوته إلى مقابر قريش فدفن بها في ليلة الجمعة
الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
6400 - علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن مأتي، أبو الحسن
الكاتب، مولى زيد بن علي بن الحسين:
من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري،
وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، والحسين بن الحكم
الحبري، ومحمد بن منصور المرادي، وأبي جعفر مطين. روى عنه الدارقطني، وحدثنا
عنه ابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وأبو علي بن
شاذان، وكان ثقة.
أخبرنا ابن الفضل وابن شاذان - قال ابن الفضل حدثنا وقال ابن شاذان أخبرنا -
علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن مأتي، حدثنا أحمد بن حازم، أخبرنا جعفر بن
عون عن مسلم الملائي عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الجنازة ويجيب دعوة
العبد، ويركب الحمار.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: سأل أبي أبا الحسين بن مأتي - وأنا أسمع - فقال
له: في أي سنة ولدت؟ فقال أبو الحسين: في أول سنة تسع وأربعين ومائتين. قال
الحسن: وتوفي ابن مأتي في شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
[أخبرنا ابن الفضل. قال: توفي علي بن عبد الرحمن الكوفي ببغداد للنصف من
شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وحمل إلى الكوفة].
6401 - علي بن عبد الرحمن بن وهبان، أبو الحسن القصار:
حدث عن محمد بن إسماعيل الوراق. كتبت عنه وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن وهبان القصار، حدثنا محمد بن
إسماعيل بن العباس، حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، حدثنا
عباد بن يعقوب، حدثنا مخلد بن يزيد الحراني عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة.
32

قال: أتى أبو موسى الأشعري النبي صلى الله عليه وسلم بقدح نبيذ ينش. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اضرب بهذا الحائط، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ".
قلت: ليس عندي عن أبي الحسن القصار غير هذا الحديث.
6402 - علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن الحسن، أبو القاسم
المعروف بابن عليك النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسين بن داود العلوي، وأبي نعيم عبد
الملك بن الحسن الإسفراييني، وأبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، وأبي طاهر
[محمد بن محمد] بن محسن الزيادي، وأبي عبد الله بن البيع الحافظ، وأبي عبد
الرحمن السلمي، وحمزة بن عبد العزيز المهلبي، وعبد الرحمن بن محمد البالوي.
كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني أبو القاسم بن عليك - في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة - قال أخبرنا محمد
ابن الحسين بن داود بن علي العلوي الحسني - بنيسابور - أخبرنا أبو حامد أحمد بن
محمد بن يحيى بن بلال البزاز، حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثني أبي،
حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج عن يونس عن ثابت البناني عن أبي رافع عن
أبي هريرة: أن رجلا كان يتتبع قذى المسجد فيلقطه ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما
فعل فلان "؟ يعني، فقيل مات، قال: فانطلق بمن شاء الله من أصحابه فأمرهم فصفوا [على قبره]، ثم تقدم فصلى عليه بهم.
6403 - علي بن عمر بن نصر، أبو الحسن الدقاق:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا محمد بن صاعد، وأبا عروبة الحراني، ومكحولا
البيروتي، وعلي بن محمد بن سليمان المصري، وطبقتهم. وانتقل إلى خراسان
فسكنها وحدث بها عن فحصل حديثه عند أهلها. روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع
النيسابوري.
أخبرني محمد بن علي المقرئ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ
33

النيسابوري قال: علي بن عمر بن نصر الدقاق أبو الحسن البغدادي - وكان يحفظ -
نزل نيسابور سنين، ثم سكن في آخر عمره مرو الروذ، توفي في سنة تسع وأربعين
وثلاثمائة بمرو الروذ.
6404 - علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار
ابن عبد الله، أبو الحسن الحافظ الدارقطني:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وبدر بن الهيثم
القاضي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبد الوهاب بن أبي حية، والفضل بن
أحمد الزبيدي، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأحمد بن القاسم أخا أبي
الليث الفرائضي، وأبا سعيد العدوي، ويوسف بن يعقوب النيسابوري، وأبا حامد بن
هارون الحضرمي، وسعيد بن محمد بن أخا زبير الحافظ، ومحمد بن نوح
الجنديسابوري، وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي، وإسماعيل بن العباس الوراق،
وإبراهيم بن حماد القاضي، وعبد الله بن محمد بن سعيد الجمال، وأبا طالب أحمد
ابن نصر الحافظ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ومن بعدهم. حدثنا عنه أبو نعيم
الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم بن بشران، وحمزة بن محمد بن طاهر،
والأزهري، والخلال، والجوهري والتنوخي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو بكر بن
بشران، والعتيقي، والقاضي أبو الطيب الطبري، وجماعة غيرهم.
وكان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته. انتهى إليه علم الأثر
والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والفقه
والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم
سوى علم الحديث، منها القراءات فإن له فيها كتابا مختصرا موجزا جمع الأصول في
أبواب عقدها أول الكتاب.
وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي
سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته
في تصانيفهم، ويحذون حذوه، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السنن الذي
صنفه دل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك
الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام. وبلغني أنه درس فقه الشافعي
على أبي سعيد الإصطخري، وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، وكتب
34

الحديث عن أبي سعيد نفسه. ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر، وقيل إنه كان يحفظ
دواوين جماعة من الشعراء.
وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: كان أبو الحسن الدارقطني
يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر. فنسب إلى التشيع لذلك.
وحدثني الأزهري: أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له مسلم بن عبيد الله، وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن
داود عن الزبير بن بكار، وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على
العربية، فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا في سماعه بقراءته،
فأجابهم إلى ذلك. واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب
والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة، أو يظفروا منه بسقطة، فلم
يقدروا على ذلك. حتى جعل مسلم يعجب ويقول له: وعربية أيضا!
حدثنا محمد بن علي الصوري قال: سمعت أبا محمد رجاء بن محمد بن عيسى
الأنصاري المعدل يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني فقلت له: رأى الشيخ مثل
نفسه؟ فقال لي: قال الله تعالى: * (فلا تزكوا أنفسكم) * [النجم 52] فقلت له: لم أرد
هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله، فقال لي: إن كان في فن
واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع في فلا.
حدثني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال: سمعت أبا ذر الهروي يقول:
سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ - وسئل عن الدارقطني - فقال:
ما رأى مثل نفسه. قال لي الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذوكر شيئا من العلم
أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه
حضر مع أبي الحسن في دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شئ من ذكر الأكلة،
فاندفع أبو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم ونوادرهم حتى قطع ليلته - أو
أكثرها - بذلك.
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول: كان الدارقطني أمير
المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه، وسلم له. يعني فسلم
له التقدمة في الحفظ، وعلو المنزلة في العلم.
35

حدثني الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ - بمصر - يقول: أحسن
الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة; علي بن المديني في وقته، وموسى بن
هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
أخبرنا البرقاني قال: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرا إذا حكى عن
أبي الحسن الدارقطني شيئا يقول: قال أستاذي، وسمعت أستاذي. فقلت له في ذلك
فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدارقطني. قال لنا
البرقاني: وما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني بن سعيد.
حدثنا الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل
الصفار، فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملى. فقال له بعض الحاضرين: لا
يصح سماعك وأنت تنسخ! فقال له الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم
قال: تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ فقال: لا، فقال الدارقطني: أملى
ثمانية عشر حديثا. فعدت الأحاديث فوجدت كما قال. ثم قال أبو الحسن: الحديث
الأول منها عن فلان عن فلان، ومتنه كذا. والحديث الثاني عن فلان عن فلان، ومتنه
كذا. ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على
آخرها، فتعجب الناس منه - أو كما قال -.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: كتبت ببغداد من
أحاديث السوداني أحاديث تفرد بها، ثم مضيت إلى الكوفة لأسمع منه، فجئت إليه
وعنده أبو العباس بن عقدة فدفعت إليه الأحاديث في ورقة، فنظر فيها أبو العباس ثم
رمى بها واستنكرها وأبى أن يقرأها وقال: هؤلاء البغداديين يجيئونا بما لا نعرفه. قال أبو
الحسن: ثم قرأ أبو العباس عليه فمضى في جملة ما قرأه حديث منها، فقلت له: هذا
الحديث من جملة الأحاديث، ثم مضى آخر، فقلت: وهذا أيضا من جملتها، ثم مضى
ثالث فقلت: وهذا أيضا منها، وانصرفت وانقطعت عن العود إلى المجلس لحمى نالتني
فبينما أنا في الموضع الذي كنت نزلته إذا أنا بداق يدق على الباب، فقلت: من هذا؟
فقال: ابن سعيد، فخرجت وإذا بأبي العباس، فوقعت في صدره أقبله، وقلت: يا سيدي
لم تجشمت المجيء؟ فقال: ما عرفناك إلا بعد انصرافك، وجعل يعتذر إلى ثم قال: ما
الذي أخرك عن الحضور؟ فذكرت له أني حممت. فقال: تحضر المجلس لتقرأ ما
أحببت، فكنت بعد إذا حضرت أكرمني ورفعني في المجلس - أو كما قال -.
36

سألت البرقاني قلت له: هل كان أبو الحسن الدارقطني يملى عليك العلل من
حفظه؟ فقال: نعم، ثم شرح لي قصة جمع العلل. فقال: كان أبو منصور بن الكرخي
يريد أن يصنف مسندا معلما، فكان يدفع أصوله إلى الدارقطني فيعلم له على
الأحاديث المعللة، ثم يدفعها أبو منصور إلى الوراقين فينقلون كل حديث منها في
رقعة، فإذا أردت تعليق الدارقطني على الأحاديث نظر فيها أبو الحسن ثم أملى على
الكلام من حفظه فيقول: حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود
الحديث الفلاني، اتفق فلان وفلان على روايته. وخالفهما فلان، ويذكر جميع ما في
ذلك الحديث. فأكتب كلامه في رقعة مفردة، وكنت أقول له: لم تنظر قبل إملائك
الكلام في الأحاديث؟ فقال: أتذكر ما في حفظي بنظري. ثم مات أبو منصور والعلل
في الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته - إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إلى
الأجزاء وأرتبها على المسند، فأذن لي في ذلك وقرأتها عليه من كتابي ونقلها الناس
من نسختي.
قال أبو بكر البرقاني: وكنت أكثر ذكر الدارقطني والثناء عليه بحضرة أبي مسلم بن
مهران الحافظ، فقال لي أبو مسلم: أراك تفرط في وصفه بالحفظ، فتسأله عن حديث
الرضراض عن ابن مسعود؟ فجئت إلى أبي الحسن وسألته عنه فقال: ليس هذا من
مسائلك، وإنما قد وضعت عليه. فقلت له: نعم، فقال من الذي وضعك على هذه
المسألة؟ فقلت: لا يمكنني أن أسميه، فقال: لا أجيبك أو تذكره لي، فأخبرته فأملى
على أبو الحسن حديث الرضراض باختلاف وجوهه، وذكر خطأ البخاري فيه،
فألحقته بالعلل ونقلته إليها - أو كما قال -.
سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يقول: حضرت أبا الحسن الدارقطني وقد
قرأت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مس الذكر فقال: لو كان أحمد بن
حنبل حاضرا لاستفاد هذه الأحاديث.
حدثني الخلال قال: كنت في مجلس بعض شيوخ الحديث - سماه الخلال وأنسيته -
وقد حضره أبو الحسين بن المظفر والقاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن
الدارقطني وغيرهم من أهل العلم، فحلت الصلاة، فكان الدارقطني إمام الجماعة،
وهناك شيوخ أكبر أسنانا منه فلم يقدم أحد غيره.
37

قال الخلال: وغاب مستملي أبي الحسن الدارقطني في بعض مجالسه فاستمليت
عليه، فروى حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تقول " اللهم إنك عفو تحب العفو
فاعف عني " فقلت: اللهم إنك عفو - وخففت الواو - فأنكر ذلك وقال: عفو،
بتشديد الواو.
حدثني الصوري قال سمعت رجاء بن محمد الأنصاري يقول: كنا عند
الدارقطني يوما والقارئ يقرأ عليه وهو قائم يصلي نافلة، فمر حديث فيه ذكر نسير
ابن ذعلوق، فقال القارئ كشير بن ذعلوق، فقال الدارقطني: سبحان الله، فقال
القارئ بشير بن ذعلوق فقال الدارقطني: سبحان الله، فقال القارئ يسير بن ذعلوق،
فقال الدارقطني: * (ن والقلم وما يسطرون) * [القلم 1] فقال القارئ نسير بن ذعلوق
ومر في قراءته - أو كما قال -.
حدثني حمزة بن محمد بن طاهر قال: كنت عند أبي الحسن الدارقطني وهو قائم
يتنفل، فقرأ عليه أبو عبد الله بن الكاتب حديثا لعمرو بن شعيب فقال: عمرو بن
سعيد، فقال أبو الحسن: سبحان الله، فأعاد الإسناد وقال عمرو بن سعيد، ووقف،
فتلا أبو الحسن: * (يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا) * [هود 87]
فقال ابن المكاتب: عمرو بن شعيب.
حدثني الأزهري قال: رأيت محمد بن أبي الفوارس - وقد سأل أبا الحسن
الدارقطني - عن علة حديث أو اسم فيه فأجابه، ثم قال له: يا أبا الفتح ليس بين
الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
قرأت بخط حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدارقطني:
- جعلناك فيما بيننا ورسولنا * وسيطا فلم تظلم ولم تتحوب -
فأنت الذي لولاك لم يعرف الورى * - ولو جهدوا - ما صادق من مكذب -
حدثني العتيقي قال: حضرت أبا الحسن الدارقطني - وقد جاءه أبو الحسين
البيضاوي ببعض الغرباء وسأله أن يقرأ له شيئا - فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال
هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا
يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون، جميعها: " نعم الشيء الهدية أمام الحاجة "
وانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه وأملى عليه من حفظه بضعة
عشر حديثا متون جميعها: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ".
38

سمعت عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران يقول: ولد الدارقطني في سنة
ست وثلاثمائة.
حدثنا أبو الحسن بن الفضل قال: قال لي الدارقطني: في المحرم سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة في يوم الجمعة، يا أبا الحسن، اليوم دخلت في السنة التي توفي لي ثمانين.
قال ابن الفضل: وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي قال: توفي الدارقطني يوم الأربعاء لثمان خلون
من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، توفي أبو الحسن الدارقطني يوم
الأربعاء الثاني من ذي القعدة، ومولده سنة خمس وثلاثمائة.
وقال لي العتيقي مرة أخرى: توفي الدارقطني ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء الثامن
من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وقد بلغ ثمانين سنة وخمسة أيام. وقوله الأول هو
الصحيح، وقد ذكر مثله محمد بن أبي الفوارس. ودفن أبو الحسن في مقبرة باب
الدير، قريبا من قبر معروف الكرخي.
حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن ماكولا قال: رأيت في المنام
ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدارقطني في الآخرة وما
آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام.
6405 - علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق
ابن علي بن إسحاق، أبو الحسن الحميري:
أصله ناقلة من حضرموت إلى ختل، ويعرف بالسكري، وبالصيرفي، وبالكيال،
وبالحربي. سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعلي بن الحسين بن حبان،
وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي، وعلي بن سراج المصري، وهيثم
ابن خلف الدوري، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن صالح بن ذريح،
والحسين بن الطيب الشجاعي، وأبا صخرة الشامي، وعباد بن علي السيريني، ومحمد
ابن محمد الباغندي، وأبا خبيب البرتي، ومكي بن عبدان النيسابوري، وشعيب بن
محمد الذارع، وأبا القاسم البغوي، وعيسى بن سليمان القرشي. حدثنا عنه القاضي
39

أبو الطيب الطبري، ومحمد بن علي بن مخلد والأزهري، والخلال، والعتيقي،
والتنوخي، وعبد العزيز الأزجي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وخلق يطول
ذكرهم.
وقال لنا التنوخي: سمعت علي بن عمر السكري يقول: ولدت في سنة ست
وتسعين ومائتين، وأول سماعي الحديث في سنة ثلاث وثلاثمائة من أحمد بن الحسن
ابن عبد الجبار الصوفي.
حدثني الأزجي قال: سألت علي بن عمر السكري عن مولده. فقال: مولدي
مستهل المحرم سنة ست وتسعين ومائتين.
سمعت البرقاني يقول: علي بن عمر الختلي الحربي كان لا يساوي شيئا.
سألت الأزهري عن السكري فقال: صدوق كان سماعه في كتب أخيه، لكن
بعض أصحاب الحديث قرأ عليه شيئا منها لم يكن فيه سماعه، وألحق فيه السماع،
وجاء آخرون فحكوا الإلحاق وأنكروه، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة.
سمعت عبد العزيز الأزجي ذكر الحربي علي بن عمر فقال: كان صحيح السماع،
ولما أضر قرأ عليه بعض طلبة الحديث شيئا لم يكن فيه سماعه ولا ذنب له في ذلك.
قال الأزجي: وسمعت منه وهو صحيح البصر - أو كما قال -.
حدثني الخلال وابن التوزي قالا: مات أبو الحسن السكري الحربي في سنة ست
وثمانين وثلاثمائة. قال ابن التوزي: ليلة السبت لثلاث بقين من شوال.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ست وثمانين وثلاثمائة فيها توفي علي بن عمر السكري
الحربي في شوال، وكان أكثر سماعه في كتب أخيه بخطه، ومولده في المحرم سنة
ست وتسعين ومائتين. حدث قديما وأملى في جامع المنصور، وذهب بصره في آخر
عمره، وكان ثقة مأمونا.
6406 - علي بن عمر بن أحمد، أبو الحسن الفقيه المالكي المعروف بابن
القصار:
سمع علي بن الفضل الستوري السامري. حدثنا عنه القاضي أبو الحسين بن
المهتدي بالله الخطيب، وكان ثقة.
40

حدثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله - لفظا -
أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد - المعروف بابن القصار المالكي - حدثنا علي
ابن الفضل السامري.
وأخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن
الفضل بن إدريس الستوري، حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، حدثنا المحاربي عبد
الرحمن بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك ".
قال لنا ابن المهتدي: توفي أبو الحسن بن القصار في يوم السبت السابع من ذي
القعدة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
6407 - علي بن عمر بن علي بن إبراهيم، أبو الحسن التمار:
حدث عن أحمد بن عبد الله بن سليمان الفامي وغيره. حدثني عنه أبو طالب
عمر بن إبراهيم الفقيه وكان ثقة.
قال لي الأزهري والخلال: توفي علي بن عمر التمار في ربيع الأول سنة اثنتين
وأربعمائة.
6408 - علي بن عمر بن أحمد بن جعفر بن حمدان بن دخان، مولى العباس
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، يكنى أبا الحسن:
حدث عن حمزة بن القاسم الهاشمي، وأبي عمرو بن السماك، وعبد الصمد
الطستي، وجعفر الخلدي، وعلي بن محمد المصري، وأحمد بن سلمان النجاد،
ومحمد بن جعفر الأدمي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبي جعفر بن برية. وأبي
بكر الشافعي. حدثني عنه الأزجي وابن التوزي أحاديث مستقيمة.
وقال لي الأزهري: مات علي بن عمر بن دخان في جمادى الأولى سنة ست
وأربعمائة، وله نيف وثمانون سنة قال: وكان عنده مجلس عن حمزة بن القاسم
الهاشمي، ومجلس عن أبي الحسن المصري.
41

6409 - علي بن عمر، الرقام:
بغدادي. كان يطوف وحدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك
الإسكافي. حدثني عنه أبو الفضل بن الفلكي الهمذاني وذكر لي أنه سمع منه بالبصرة
وهو منكر الحديث.
6410 - علي بن عمر بن زكار بن أحمد بن زكار بن يحيى بن ميمون بن
عبد الله بن دينار، أبو القاسم:
وهو أخو محمد بن عمر. سمع عبد السلام بن علي الجذاع. كتبت عنه وكان
صدوقا.
أخبرنا علي بن عمر بن زكار، حدثنا عبد السلام بن علي بن عمر الجذاع، حدثنا
أبو بكر النيسابوري، حدثنا أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبشر خديجة ببيت في
الجنة من قصب - يعني اللؤلؤ -.
مات ابن زكار في يوم الأربعاء الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين
وأربعمائة.
6411 - علي بن عمر بن محمد بن الحسن، أبو الحسن الحربي المعروف بابن
القزويني:
سمع أبا حفص بن الزيات، وأبا العباس بن مكرم، والقاضي الجراحي، وأبا عمر
ابن حيويه، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبا بكر بن شاذان، وهذه الطبقة. كتبنا عنه
وكان أحد الزهاد المذكورين، من عباد الله الصالحين، يقرأ القرآن، ويروى الحديث،
ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، وكان وافر العقل، صحيح الرأي، وسألته عن مولده
فقال: ولدت ليلة الأحد الثالث من المحرم سنة ستين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الأحد ودفن في منزله بالحربية يوم الأحد لخمس خلون من شعبان
سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وصلى عليه في الصحراء بين الحربية والعتابيين،
وحضرت الصلاة عليه، وكان الجمع متوافرا جدا يفوت الإحصاء لم أر جمعا على
جنازة أعظم منه. وغلق جميع البلد في ذلك اليوم.
42

6412 - علي بن عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن البرمكي:
وهو أخو إبراهيم وأحمد وكان الأصغر، سمع أبا القاسم بن حبابة، ويوسف بن
عمر القواس، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، والمعافى بن زكريا، وأبا محمد بن
الجرادي الكاتب، وأبا الحسين بن سمعون. كتبت عنه وكان ثقة وكان يتفقه. درس
على أبي حامد الإسفراييني مذهب الشافعي.
أخبرنا علي بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرني
صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ولدت في سنة ثلاث
وسبعين وثلاثمائة، ومات في يوم الثلاثاء الثامن من ذي الحجة سنة خمسين وأربعمائة.
6413 - علي بن عبد الوهاب بن أحمد بن نقيش، البزاز:
حدث عن محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبي بكر الشافعي. حدثني عنه عبد
العزيز بن علي الأزجي.
6414 - علي بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد، أبو الحسين
السكري:
سمع ابن حيويه، والدارقطني. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني ابن السكري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو جعفر محمد بن
أحمد المروزي، حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن حماد بن حبيب
ابن سعد - مولى الفضل بن العباس بن عبد المطلب بالكوفة - حدثنا محمد بن فضيل
ابن غزوان الضبي عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: " لا أعرفن ما حدث أحدكم عني بالحديث وهو متكئ على أريكته فيقول اقرأ
على به قرآنا؟ كل ما قيل من قيل حسن قلته - أو لم أقله - فأنا قلته ".
قال لي ابن السكري: ولدت في رجب من سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ومات في
ليلة الجمعة مستهل ذي القعدة من سنة أربعين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في
مقبرة باب حرب، وصليت عليه في جامع المنصور.
43

6415 - علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم، أبو الحسن الوزان:
حدث عن أبي بكر الشافعي. حدثني عنه الأزهري وسألته عنه فقال: كان مقلا
وكان ثقة ثقة.
6416 - علي بن عبد الكريم بن علي بن نصر، أبو الحسن الجواليقي:
سمع أبا القاسم بن الصيدلاني، وأبا أحمد بن جامع الدهان. كتبت عنه وكان ثقة
يسكن بالجانب الشرقي من درب سليم.
أخبرنا أبو الحسن الجواليقي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري، أخبرنا عبد الله بن
المبارك، أخبرنا ورقاء عن إياس عن علي بن ربيعة عن سمرة بن جندب: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قام فخطب الناس فنهى عن الدباء والمزفت.
سألته عن مولده: فقال في شهر رمضان من سنة تسعين وثلاثمائة، ومات في صفر
من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
6417 - علي بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو الحسن
المعروف بابن الصباغ البيع:
أخو محمد وعبد الكريم، سمع أبا حفص بن شاهين. كتبت عنه شيئا يسيرا،
وكان صدوقا.
أخبرني أبو الحسن بن الصباغ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن
الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في شهر رمضان
عشرين ركعة والوتر.
مات ابن الصباغ في يوم الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة.
* * *
44

حرف الغين من آباء العليين
6418 - علي بن غراب، أبو الحسن المحاربي - وقيل: الفزاري - الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمر العمري، وإسماعيل بن مسلم، وعبد
الحميد بن جعفر، وكهمس بن الحسن. روى عنه عبد الرحمن بن صالح الأزدي،
وعمار بن خالد الواسطي، ومحمد بن عبد الله بن سابور الرقي، وزياد بن أيوب الطوسي.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا
أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهني قال: سألت أحمد عن علي بن
غراب فقال: كوفي قد رأيته جاء إلى هشيم. قلت: كيف هو؟ قال: ليس له حلاوة.
قلت: جاء إلى هشيم يسمع منه؟ قال لا. جاء يسلم عليه.
أخبرني العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن علي بن غراب المحاربي فقال:
لي به خبرة وسمعت منه مجلسا واحدا، كان يدلس، ما أراه كان إلا صدوقا.
أخبرنا البرقاني، أخبرني الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسئل - يعني أحمد بن حنبل - عن
علي بن غراب فقال: كان حديثه حديث أهل الصدق.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا أبو بكر
القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: علي بن غراب
ساقط.
45

قلت: أحسب إبراهيم طعن عليه لأجل مذهبه، فإنه كان يتشيع، وأما روايته فقد
وصفوه بالصدق.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن علي بن غراب فقال:
ضعيف قد ترك الناس حديثه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن علي بن غراب كيف هو؟ فقال: هو المسكين صدوق. قال أبو سعيد:
علي بن غراب ليس بقوي.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن بعلي
ابن غراب بأس، ولكنه كان يتشيع.
وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول: علي بن غراب ثقة.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الحسن علي بن غراب كوفي ليس به بأس.
أخبرني البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن علي بن غراب فقال: كوفي
يعتبر به.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
ومات علي بن غراب مولى الوليد بن صخر بن الوليد الفزاري أبو الحسن سنة أربع
وثمانين ومائة.
* * *
حرف الفاء من آباء العليين
6419 - علي بن فرغان:
نزيل بغداد. روى عن سفيان بن عيينة وغيره.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: حدثنا أبي، حدثنا أبو معمر القطيعي قال
قلت لابن عيينة إن عندنا رجلا يقال له علي بن فرغان. روى عنك حديثا؟ فقال: ثقة
هذا؟ قلنا: نعم، قال: لا أحفظه وما أحسنه.
46

6420 - علي بن الفضل، الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون. روى عنه أبو بحر بن كوثر
البربهاري.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، حدثنا علي بن
الفضل الواسطي - ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائتين - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا
حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ليلة أسرى بي
ناسا تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء
خطباء أمتك يأمرون الناس بالعدل، وينسون أنفسهم ".
6421 - علي بن الفضل بن طاهر بن نصر بن محمد، أبو الحسن البلخي:
كان من الجوالين في طلب الحديث صاحب غرائب. سمع محمد بن الفضل
البلخي، وأحمد بن سيار المروزي، وأبا حاتم الرازي، وأبا قلابة الرقاشي، وطبقتهم،
وكان ثقة حافظا قدم بغداد وحدث بها. فروى عنه محمد بن المظفر، والدارقطني،
وابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، و عبد الله بن عثمان الصفار.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: علي بن الفضل بن طاهر البلخي
ثقة.
أخبرنا التنوخي قال: قال لنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان: وفي هذه السنة - يعني
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة - توفي علي بن الفضل بن طاهر البلخي.
قلت: وببغداد كانت وفاته.
6422 - علي بن الفضل بن أحمد بن الحباب، أبو القاسم البزاز:
حدث عن محمد بن الفرج الأزرق. روى عنه الدارقطني.
6423 - علي بن الفضل بن إدريس بن الحسين بن محمد، أبو الحسن
الستوري:
من أهل سر من رأى سكن بغداد وحدث بها عن الحسن بن عرفة أحاديث
47

يسيرة. روى عنه يوسف القواس، وحدثنا عنه الحسين بن عمر بن هارون الغزال،
وأحمد بن محمد بن حسنون النرسي.
أخبرني ابن حسنون، أخبرنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس الستوري
السامري، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني هشيم عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مطل الغني ظلم، فإذا أحلت على ملئ فاتبعه، ولا تبع
بيعتين في بيعة ".
سمعت العتيقي ذكر علي بن الفضل الستوري فقال: ثقة ما سمعت شيوخنا
يذكرونه إلا بجميل.
قال لي ابن حسنون: توفي علي بن الفضل الستوري في سنة ثلاث وأربعين
وثلاثمائة.
6424 - علي بن الفضل، أبو بكر السامري:
حدث عن أحمد بن محمد بن يزيد الايتاخي. روى عنه أبو إسحاق الطبري.
6425 - علي بن الفضل بن العباس بن الفضل، أبو الحسن الفقيه يعرف
بالخيوطي:
حدث ببلاد العجم عن أبي القاسم البغوي، وعمر بن الحسن بن الأشناني. حدثا
عنه أبو نعيم الحافظ.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا علي بن الفضل بن العباس بن الفضل الفقيه - أبو الحسن
البغدادي يعرف بالخيوطي. قدم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة - حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز - فيما سألته عنه - قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري،
حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة عن قتادة قال: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: " أنت ومالك لأبيك ".
48

أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا أبو نصر محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي - بجرجان - قال: توفي أبو الحسن علي بن الفضل بن العباس الفقيه
البغدادي المعروف بالخيوطي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
6426 - علي بن الفتح بن محمد، أبو القاسم القطان:
حدث عن أبي موسى محمد بن المثنى، وأبي الأشعث العجلي، والحسن بن عرفة.
روى عنه محمد بن خلف بن حيان، وابن الثلاج.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن خلف بن حيان الخلال، حدثنا أبو القاسم علي
ابن الفتح بن محمد القطان، حدثنا الحسن بن عرفة.
وأخبرنا أبو عمر الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي وجماعة قالوا:
أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا - وفي حديث
الصفار حدثني - عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن
أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة ".
6427 - علي بن الفتح، القلانسي:
حدث عن عرفة. روى عنه محمد بن عبد الله بن أخي ميمي.
6428 - علي بن الفتح بن عبد الله، أبو الحسن الرومي يعرف بالعسكري:
حدث عن أحمد بن علي العمي، والحسن بن يزيد الجصاص، والحسن بن عرفة،
ويحيى بن شبيب اليماني، وأحمد بن محمد بن رشدين المصري. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وأبو بكر الأزهري،
ومحمد بن عبيد الله بن قفرجل، وابن الثلاج.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المالكي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله
الأبهري، حدثنا أبو الحسن علي بن الفتح بن عبد الله العسكري - ببغداد سنة ست
عشرة وثلاثمائة - حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص
الأبار عن ليث بن أبي سليم عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خياركم ألينكم مناكب [في الصلاة] ".
49

6429 - علي بن فارس بن أبي شجاع، أبو الحسن:
حدثني الأزهري، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثني أبو الحسن
علي بن فارس بن أبي شجاع البغدادي - بمصر يعرف بطرخان - حدثنا أحمد بن علي
ابن المثنى.
قلت: وحدث أيضا عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
* * *
حرف القاف من آباء العليين
6430 - علي بن قدامة، الوكيل:
طوسي الأصل حدث عن مجاشع بن عمرو، وأيوب بن جابر، وعبيدة بن حميد،
وعبد الله بن المبارك. روى عنه ابنه محمد، وعباس بن محمد الدوري، وإسحاق بن
إبراهيم بن سنين الختلي، وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم بن سنين الختلي، حدثنا علي بن قدامة، حدثنا عبد الله بن المبارك عن أبي
بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكيس
من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز
وجل ".
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه الفسوي، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سألت يحيى بن معين عن علي بن قدامة فقال: وكيل ابن هرثمة؟ فقلت:
نعم! فقال: لم يكن البائس ممن يكذب. قيل له: حدث عن مجاشع؟ فقال: قد رأيت
مجاشعا هذا كان يكذب وكان يحدث عن ابن لهيعة.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت في كتاب جدي
50

أحمد بن محمد بن شاهين سمعت أحمد بن محمد بن بكير قال: مات علي بن
قدامة سنة تسع وعشرين - يعني ومائتين -.
6431 - علي بن قرين بن بيهس، أبو الحسن البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الوارث بن سعيد، وجارية بن هرم، ومحمد بن
الحسن صاحب الرأي، وهشيم وجرير بن عبد الحميد. روى عنه محمد بن المطلب
الخزاعي، وأحمد بن محمد بن خالد البراثي، وغيرهما.
أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي سليمان المعدل، أخبرنا أحمد بن جعفر بن
حمدان، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن البراثي، حدثنا علي بن قرين والمستملي
موسى بن هارون، حدثنا جارية بن هرم، حدثنا عبد الله بن بشر عن أبي كبشة عن
أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا - أو قصر شيئا مما
أمرت - فليتبوأ مقعده من النار ".
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي
يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قال لي يحيى بن معين: لا تكتب عن
ابن القرين: شيخ ببغداد من ذاك الجانب - فإنه كذاب خبيث.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سألت يحيى بن معين عن علي بن قرين فقال لي: كذاب فقلت له: يا
أبا زكريا إنه ليذكر أنه كثير التعاهد لكم. قال يحيى: صدق إنه ليكثر التعاهد لنا
ولكني استحي من الله أن أقول فيه إلا الحق، هو كذاب. قلت له: كيف اطلعت على
كذبه؟ قال: كان يذاكرنا الحديث فإذا أصبح غدا به في رقعة يقول أصبت حديثا آخر
في هذه الرقعة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع. قال: وعلي بن قرين لا يكتب
حديثه، كان يضع الحديث.
حدثني أحمد بن محمد المستملي قال: قرأت على محمد بن جعفر الشروطي عن
أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: علي بن قرين البغدادي زائغ كان
ببغداد يحدث في الجانب الشرقي، وكان يحيى بن معين ينهى أن يكتب عنه.
51

أخبرنا البرقاني والأزهري قالا: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: علي بن قرين
كان ضعيفا.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: علي بن قرين كان ضعيفا، وهو أبو الحسن علي بن
القرين بن بيهس.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا
موسى بن هارون قال: مات علي بن قرين سنة ثلاث وثلاثين - يعني ومائتين - وكان
لا يخضب، وكان كذابا.
6432 - علي بن القاسم بن الحسين، أبو الحسن الضبي:
حدث عن العلاء بن مسلمة الرواس وزكريا بن يحيى المدائني، وحجاج بن
يوسف الشاعر. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأبو علي بن
الصواف.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
علي بن القاسم الضبي، حدثنا العلاء بن مسلمة بن عثمان بن محمد بن إسحاق مولى
بني تميم، حدثنا محمد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فرج عن
مؤمن كربة جعل الله له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط، يستضيء بهما عالم
لا يحصيهم إلا رب العزة عز وجل ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا الحسن الضبي مات في
سنة ست وتسعين ومائتين.
6433 - علي بن القاسم بن الفضل بن صالح، العسكري - صاحب المصلى -
يكنى أبا الحسن:
حدث عن أحمد بن بديل، وعمر بن شبة. روى عنه محمد بن إسحاق بن محمد
القطيعي، وابن شاهين، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وكان ثقة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي، حدثنا علي بن القاسم بن
الفضل بن صالح - صاحب المصلى - حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أزهر.
52

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا عبد الملك بن
محمد، حدثنا أزهر عن ابن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم قال في الثالث - أو
الرابع - ثم ينشأ أقوام تسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم ". واللفظ لحديث
ابن شبة وهو أتم.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن علي بن القاسم العسكري -
من ولد صالح صاحب الموصلي - مات في شهر رمضان من سنة أربع عشرة
وثلاثمائة.
6434 - علي بن القاسم بن موسى بن خزيمة، أبو الحسن:
حدث عن الحسن بن عرفة حديثا منكرا. رواه عنه محمد بن عبيد الله بن محمد
المقرئ النجار.
6435 - علي بن القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان، أبو الحسن القاضي
الرازي:
سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الحروري، ومحمد بن عبد الله
ابن جورويه، وعمر بن أحمد المروزي، وأقرانهم. وقدم بغداد وحدث بها. حدثنا عنه
القاضي أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي.
أخبرنا العتيقي، حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن القاسم بن العباس بن الفضل بن
شاذان الرازي. قدم علينا حاجا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن
خالد الحروري، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري
عن عيسى بن جارية عن جابر قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كلاب المدينة، فجاء ابن أم
مكتوم فقال: يا نبي الله منزلي شاسع ولي كلب، فرخص له أياما، ثم أمر بقتله.
قال لي أبو العلاء الواسطي: ورد القاضي أبو الحسن علي بن القاسم بن العباس بن
الفضل بن شاذان بغداد حاجا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانصرف من حجه
فتوفي بالري في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
53

وقال لي أبو العلاء مرة أخرى توفي في شوال.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي أبو الحسن علي بن
القاسم بن الفضل بن شاذان القاضي الرازي بالري في شهر رمضان وكان ثقة.
* * *
حرف الكاف من آباء العليين
6436 - علي بن الكردي بن عمر بن عيسى، أبو الحسن العطار النهرواني:
سمع عبد الملك بن بكران المقرئ النهرواني. كتبت عنه بالنهروان وكان صدوقا
مستورا صالحا.
* * *
حرف الميم من آباء العليين
6437 - علي بن المهدي - واسمه: محمد - بن عبد الله بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو محمد الهاشمي:
تولى أمور الحج وأمارة الموسم غير مرة، وتوفي ببغداد.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي أبو محمد
علي بن أمير المؤمنين المهدي في المحرم سنة ثمانين ومائة في بستانه بعيسا باذ، وهو في
ثلاث وثلاثين سنة، لأن مولده بالري في سنة سبع وأربعين ومائة، وهو أسن من أخيه
هارون الرشيد بشهور.
6438 - علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، أبو الحسن المعروف
بالمدائني:
مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي، وهو بصري سكن المدائن ثم انتقل عنها إلى
بغداد فلم يزل بها إلى حين وفاته. وهو صاحب الكتب المصنفة. روى عنه الزبير بن
بكار، وأحمد بن أبي خيثمة بن أحمد بن الحارث الخزاز، والحارث بن أبي أسامة
والحسن بن علي بن المتوكل، وغيرهم.
قرأت بخط علي بن أحمد النعيمي قال أبو قلابة: حدثت أبا عاصم النبيل بحديث
54

فقال: عمن هذا فإنه حسن؟ قلت: ليس له إسناد ولكن حدثنيه أبو الحسن المدائني
فقال لي: سبحان الله أبو الحسن إسناد.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا عمر بن محمد بن سيف - إجازة - وحدثناه أحمد بن عبد
الله الدوري الوراق عنه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، حدثني
أحمد بن زهير بن حرب قال: كان أبي، ويحيى بن معين، ومصعب الزبيري يجلسون
بالعشيات على باب مصعب، قال فمر عشية من العشيات رجل على حمار فاره، وبزة
حسنة، فسلم وخص بمسائله يحيى بن معين، فقال له يحيى: إلى أين يا أبا الحسن؟
فقال: إلى هذه الكريم الذي يملأ كمي من أعلاه إلى أسفله دنانير ودراهم. فقال: ومن
هو يا أبا الحسن؟ فقال: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال فلما ولى قال
يحيى بن معين: ثقة، ثقة، ثقة. قال: فسألت أبي فقلت من هذا الرجل؟ قال:
المدائني.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: قال لي يحيى بن معين - غير مرة - اكتب عن
المدائني كتبه.
أخبرني علي بن أيوب الكاتب، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: قال أبو
عمر المطرز: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى النحوي يقول: من أراد أخبار
الجاهلية فعليه بكتب أبي عبيدة، ومن أراد أخبار الإسلام فعليه بكتب المدائني.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق - إجازة - أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا
محمد بن جرير الطبري قال: علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف مولى عبد
الرحمن بن سمرة، أخبرني الحارث أنه هو الذي أخبره بنسبه وولائه. وذكر الحارث
أنه سرد الصوم قبل موته بثلاث سنين، وأنه كان قد قارب مائة سنة، فقيل له في
مرضه: ما تشتهي؟ فقال: أشتهي أن أعيش. وكان مولده ومنشؤه بالبصرة، ثم سار
إلى المدائن بعد حين، ثم سار إلى بغداد، فلم يزل بها حتى توفي بها في ذي القعدة سنة
أربع وعشرين ومائتين وكان عالما بأيام الناس، وأخبار العرب وأنسابهم، عالما بالفتوح
والمغازي ورواية الشعر، صدوقا في ذلك.
وذكر غيره أنه مات في سنة خمس وعشرين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة.
55

6439 - علي بن المعتصم بالله - واسمه: محمد - بن هارون بن محمد بن
عبد الله بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل الخطبي قال: سنة أربع وخمسين - يعني
ومائتين - فيها مات علي بن المعتصم ببغداد في جمادى الأولى.
6440 - علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي:
أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سر من
رأى، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي ودفن بها في أيام المعتز
بالله، وهو أحد من يعتقد الشيعة والإمامية فيه ويعرف بابي الحسن العسكري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش،
حدثنا الحسين بن حماد المقرئ - بقزوين - حدثنا الحسين بن مروان الأنباري، حدثني
محمد بن يحيى المعاذي قال: قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته
- من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب، فقال الواثق: أنا أحضركم
من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأحضر فقال: يا أبا الحسن من حلق رأس
آدم؟ فقال: سألتك [بالله] يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني، قال: أقسمت عليك
لتقولن قال: أما إذا أبيت فإن أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر
الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرما ".
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا الحسين بن يحيى قال: اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال، لئن
برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا،
فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال: يتصدق بثلاثة
وثمانين دينارا فعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه، وقالوا: تسأله يا أمير المؤمنين
56

من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه فقال له قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر، لأن
الله تعالى قال: * (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) * [التوبة 25] فروى أهلنا جميعا
أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين
كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له، وأجر عليه
في الدنيا والآخرة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وفي هذه
السنة - يعني سنة أربع وخمسين ومائتين - توفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسر من رأى في داره التي
ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني.
أخبرني التنوخي، أخبرني الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن عبد الله
الذارع، حدثنا حرب بن محمد، حدثنا الحسين بن محمد العمي البصري.
وحدثنا أبو سعيد الأزدي سهل بن زياد قال: ولد أبو الحسن العسكري - علي بن
محمد - في رجب سنة مائتين وأربع عشرة من الهجرة، وقضى في يوم الاثنين لخمس
ليال بقين من جمادى الآخرة سنة مائتين وأربع وخمسين من الهجرة.
6441 - علي بن محمد بن معاوية، أبو الحسن المعروف بالنيسابوري:
حدث عن أبي إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي، وأبي أسامة حماد بن أسامة،
وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، وعبد الله بن داود الخريبي، وعبد الله بن نافع
الصائغ. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي،
ومحمد بن مخلد، ويعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصاص.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي، حدثنا علي بن محمد بن معاوية، حدثنا عبد الله بن داود عن
الأعمش عن سلمة بن كهيل عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع قال:
سمعت عليا على المنبر وهو يقول: ما ينتظر أشقاها، عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لتخضبن هذه من هذه " وأشار ابن داود إلى لحيته ورأسه. فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا
من هو حتى نبتدره؟ فقال: أنشد الله رجلا قتل بي غير قاتلي، قالوا: ألا تستخلف؟
قال ابن داود: وسقط على ما بعد هذا.
57

أنبأنا أبو سعد الماليني، حدثنا محمد بن العباس بن الفرات قال قرئ على محمد
ابن مخلد - وأنا أسمع - قال: سنة ثمان وخمسين ومائتين فيها مات علي بن محمد
ابن معاوية النيسابوري - أبو الحسن - في شوال.
6442 - علي بن محمد بن زكريا، يعرف بميمون:
نزل الرقة وحدث بها عن خلف بن هشام وطبقته. روى عنه غير واحد من
الغرباء، وكان ثقة حافظا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو إسحاق المزكي والحسين بن علي التميمي قالا: حدثنا
محمد بن حمدون بن خالد - أبو بكر - حدثني علي بن محمد بن زكريا البغدادي -
ميمون الحافظ بالرقة - أخبرنا خلف بن هشام البزار، حدثنا علي بن مسهر عن عبيد
الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: كنا إذا أتينا بصدقة عرضناها على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منها ما شاء، ورد منها ما شاء.
قال البرقاني: قال الدارقطني: لا أعلم حدث به إلا ميمون عن خلف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم - وكتب
لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: علي بن محمد بن زكريا - يقال له ميمون -
بغدادي لا بأس به.
6443 - علي بن محمد بن نصر، أبو معاوية:
سمع محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر، ومحمد بن أبي السري صاحب
هشام بن الكلبي. روى عنه ابنه محمد.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا الدارقطني قال: أبو معاوية علي بن محمد بن نصر كان
58

علامة، كتب عن محمد بن حبيب وغيره أنساب العرب، ومحمد بن أبي السري عن
هشام بن الكلبي وغيره.
6444 - علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، أبو الحسن الأموي
البصري:
قاضي سر من رأى وبغداد. سمع أبا الوليد الطيالسي، وأبا عمر الحوضي، وسهل
ابن بكار، وأبا سلمة التبوذكي، وإبراهيم بن بشار. روى عنه يحيى بن محمد بن
صاعد، وموسى بن محمد الزرقي، وأحمد بن عثمان الأدمي، وأبو بكر النجاد،
وإسحاق بن أحمد الكاذي، وأبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر
الشافعي، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان، حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة
عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يجد
النعلين فليلبس الخفين، وليقطعهما من عند الكعبين ".
هذا حديث غريب تفرد بروايته ابن أبي الشوارب عن أبي الوليد عن شعبة،
وبلغني عن إبراهيم الحربي أنه قال: إنما هو عن عبد الله بن دينار. وقول إبراهيم
صحيح غير أن معاذ بن معاذ قد حدث به عن شعبة عن عمرو بن دينار كما رواه ابن
أبي الشوارب عن أبي الوليد. ورواه أيضا عباس بن يزيد البحراني عن سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار عن ابن عمر. ورواه محمد بن عيسى بن أبي قماش عن أبي
الوليد عن شعبة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما مات إسماعيل
ابن إسحاق مكثت بغداد بغير قاض ثلاثة أشهر وستة عشر يوما فاستقضى في يوم
الخميس لعشر خلون من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين ومائتين، علي بن
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب - كان يكنى بأبي الشوارب - بن محمد بن
عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد
شمس على قضاء المدينة - يعني مدينة المنصور - مضافا إلى ما كان يتقلده من القضاء
بسر من رأى وأعمالها، وقبل هذا كان على قضاء القضاة بسر من رأى في أيام
59

المعتز والمهتدي، فلما توفي الحسن وجه المعتمد بعبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى علي
ابن محمد فعزاه بأخيه. وهنأه بالقضاء. فامتنع من قبول ذلك، فلم يبرح الوزير عبيد
الله بن يحيى من عنده حتى قبل، وتقلد قضاء القضاة، ومكث يدعى بذلك إلى إن
توفي. وعلي بن محمد رجل صالح صفيق الستر، عظيم الخطر متوسط في العلم
بمذهب أهل العراق، كثير الطلب للحديث، ثقة أمين، لا مطعن عليه في شئ، حسن
التوقي في الحكم على طريقة الشيوخ المتقدمين، متواضع مع جلالته، حمل الناس عنه
حديثا كثيرا.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفي علي بن
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القاضي ببغداد في يوم السبت لإحدى عشرة
ليلة خلت من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وكان حسن الحديث كثير الرواية
عن أبي الوليد الطيالسي، غير متهم، وكان يتقلد مدينة أبي جعفر، فتقلدها بعده أبو
عمر محمد بن يوسف.
أخبرني محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وتوفي علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب بمدينتنا في
الجانب الغربي منها ليلة السبت، وصلى عليه يوم السبت بين الظهر والعصر، لعشر
خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين، تولى الصلاة عليه يوسف بن يعقوب، ثم حمل
إلى سر من رأى وهناك تربته.
6445 - علي بن محمد بن عقبة، الصيرفي:
حدث عن منصور بن أبي مزاحم. روى عنه أبو علي محمد بن يوسف بن أحمد
ابن المعتمر البيع البصري، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
6446 - علي بن محمد، المخرمي:
حكى عن سري السقطي. روى عنه عباس الشكلي.
أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا العباس
ابن يوسف الشكلي [قال سمعت علي بن محمد] المخرمي قال: سمعت سري
ابن مغلس السقطي يقول: من أحب فراق فرش الضنى، صبر على مرارة الدواء، ولم
يخالف الأطباء.
60

6447 - علي بن محمد بن ناجية بن نجية، مولى بني هاشم:
وهو أخو عبد الله حدث عن أبي معمر الهذلي. روى عنه أخوه عبد الله.
حدثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء وما كتبته إلا عنه - حدثنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن يوسف الصرصري، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثني أخي علي
ابن محمد، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا ابن عيينة عن صفوان بن
سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري - يرفعه - قال: " المؤذن يغفر له مدى
صوته، ويشهد له ما سمعه - أو من سمعه - ".
6448 - علي بن محمد بن عبد الوهاب بن جبلة، أبو أحمد الكاتب، يعرف
بالمروذي:
سكن أصبهان وحدث بها عن يحيى بن هاشم السمسار، والحسن بن بشر بن
سالم، وعبد الله بن صالح العجلي، وأبي الأشعري. روى عنه أبو القاسم
الطبراني، وأحمد بن بندار الشعار.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني قال: حدثني علي بن جبلة الكاتب البغدادي - بأصبهان - حدثنا الحسن بن
بشر البجلي، حدثنا قيس بن الربيع عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها ".
قال سليمان: لم يروه سهيل إلا قيس تفرد به الحسن بن بشر.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن بندار بن إسحاق، حدثنا أبو أحمد علي بن
محمد بن جبلة، حدثنا يحيى بن هاشم السمسار، حدثنا إسحاق بن أبي خالد عن
عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولاء لحمة كلحمة النسب ".
قال لي أبو نعيم: ابن جبلة هو علي بن محمد بن عبد الوهاب بن جبلة أبو أحمد
المروذي وجد في البغداديين توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
61

6449 - علي بن محمد بن عون، أبو الحسن البزاز:
حدث عن علي بن المديني، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه علي بن
عبد الله بن الفضل البغدادي نزيل مصر، وذكر أنه سمع منه في درب الدجلة.
6450 - علي بن محمد بن مكرم بن حسان، ابن أخي الحسن بن مكرم
البزاز:
حدث عن محمد بن إسماعيل الحساني الواسطي، والحسن بن عرفة. روى عنه
ابنه عبد الصمد.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي - إملاء -
حدثني أبي علي بن محمد بن مكرم بن حسان بن أخي الحسن بن مكرم البزاز،
حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، حدثنا يزيد، أخبرنا شعبة عن ابن عون عن أبي
صالح أن ابن الكواء سأل عليا عن ابنة الأخ من الرضاعة. قال: ذكرت ابنة حمزة
للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنها ابنة أخي ".
6451 - علي بن محمد بن خالد بن بيان، أبو الحسن المطرز:
سمع سعيد بن يحيى الأموي، وأحمد بن بشار الصيرفي، وأبا معمر صالح بن
حرب، ورزق بن سلام الطبري. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وإسماعيل الخطبي،
وعبد الباقي بن قانع وغيرهم.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق،
حدثنا علي بن محمد بن خالد بن بيان المطرز، حدثنا أحمد بن بشار، حدثنا أبو
الحارث الوراق عن شعبة عن إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كره كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: وكانت
وفاة علي بن محمد بن خالد المطرز - الذي سمعنا منه كتاب " المغازي " عن سعيد
الأموي وغير ذلك - في منصرفه من الحج في المحرم من سنة أربع وتسعين ومائتين،
قتلته القرامطة.
62

6452 - علي بن محمد بن عبد الملك، الزيات:
حدث عن محمد بن أبي السري صاحب هشام بن الكلبي. روى عنه ابنه الحسين.
6453 - علي بن محمد بن علي، الثقفي:
حدث عن معاوية بن الهيثم الخراساني. روى عنه الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
علي بن محمد بن علي الثقفي البغدادي، حدثنا معاوية بن الهيثم بن الريان
الخراساني، حدثنا داود بن سليمان الخراساني، حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة، فمن
أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم جابيا ولا عريفا، ولا شريطا ".
قال سليمان: لم يروه عن قتادة إلا ابن أبي عروبة، ولا عنه إلا ابن المبارك. تفرد به
داود بن سليمان وهو شيخ لا بأس به.
6454 - علي بن محمد بن منصور بن نصر بن سام، أبو الحسن الشاعر:
سائر الشعر، مشهور عنه أهل الأدب. روى عنه محمد بن يحيى الصولي، وأبو
سهل بن زياد، وغيرهما.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن خلف
المرزباني قال: طلب علي بن محمد بن نصر بن بسام من بعض جيرانه دابة عارية
فمنعه، فكتب إليه:
- بخلت عنا بأدهم عجف * لست تراني ما عشت أطلبه -
- فلا تقل صنته فما خلق الله * مصونا وأنت تركبه -
قال لي هلال بن المحسن: مات ابن بسام في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة.
6455 - علي بن محمد بن حفص، يعرف بالجويباري:
حدث عن محمد بن قراد أبي نوح. روى عنه محمد بن الحسن السراج
النيسابوري.
63

أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج. ثم
أخبرني أبو إبراهيم جعفر بن محمد بن المظفر العلوي النيسابوري - قراءة - أخبرنا أبو
عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن
إسماعيل الزاهد المقرئ، حدثنا علي بن محمد بن حفص الجويباري - ببغداد - حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن غزوان - قراد - حدثنا مالك عن الزهري عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة " قالوا: يا رسول الله،
فما إخلاصها؟ قال: " تحجزكم عن كل ما حرم عليكم ".
6456 - علي بن محمد بن حفص:
إن لم يكن هذا الجويباري فلا أعرفه. حدث عن عباس بن عبد الله الترقفي. روى
عنه عتاب بن محمد الوارميني.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني، حدثنا أبو عمر ومحمد
ابن أحمد البحيري النيسابوري - ببغداد - حدثنا عتاب بن محمد الحافظ - بالري
وسألته - قال: حدثنا علي بن محمد بن حفص - بغدادي من أصله - حدثنا العباس بن
عبد الله بن أبي عيسى، حدثنا محمد بن المبارك، حدثنا مالك بن أنس عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه
ما لا يعنيه ".
الصحيح عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
6457 - علي بن محمد بن البهلول، أبو الحسن يعرف بابن راسويه:
حدث عن عمرو بن محمد الناقد، وأبي كريب محمد بن العلاء. روى عنه عبد
الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرنا علي بن محمد بن
البهلول - أبو الحسن ببغداد - حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان بن
عبد الرحمن عن جابر عن أبي صالح عن أم هانئ قالت: ما رأيت بطن رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا ذكرت القراطيس المثنى بعضها على بعض.
64

6458 - علي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن القماط:
حدث عن عباس بن زيد البحراني. روى عنه محمد بن عدي وذكر أنه سمع
منه بسر من رأى.
6459 - علي بن محمد بن رشيد:
حدث عن محمد بن الصباح الجرجرائي. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، حدثنا محمد بن المظفر
الحافظ، حدثنا علي بن محمد بن رشيد - ببغداد بسوق يحيى - حدثنا محمد بن
الصباح، حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " مثل المسلمين في تراحمهم وتوادهم وتواصلهم، مثل الإنسان إذا اشتكى عضو
منه تداعى سائر جسده ".
6460 - علي بن محمد بن حاتم بن دينار بن عبيد، أبو الحسين القومسي مولى
بني هاشم. سكن قزوين وقدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن عزيز الأيلي،
وعلي بن الحسين المنبجي، وأحمد بن زيرك العسقلاني، ويحيى بن محمد بن خشيش
القيرواني. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وعلي بن عمر السكري:
أخبرنا العتيقي، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن
حاتم القومسي - قدم علينا حاجا في سنة سبع وثلاثمائة - حدثنا محمد بن عزيز
الأيلي، حدثنا سلامة بن روح، عن عقيل، عن ابن شهاب. قال حدثني أبو سلمة عن
أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون
الله، فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء، فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة ".
6461 - علي بن محمد بن خازم، أبو الطيب الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن محمد بن صدقة العامري، والحسن بن علي
ابن عفان، ومحمد بن عبيد بن عتبة. روى عنه أبو بكر الأبهري.
65

أخبرنا علي محمد بن الحسن الحربي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن
صالح الأبهري، حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد بن خازم الكوفي - ببغداد
سنة عشر وثلاثمائة - حدثنا إبراهيم بن محمد بن صدقة العامري، حدثنا محمد بن
حمير الحمصي، عن عبيد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر. قال: سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل قال: " الصلاة في أول وقتها ".
6462 - علي بن محمد بن بشار، الزاهد أبو الحسن:
حدث عن صالح بن أحمد بن حنبل، وأبي بكر المروذي. روى عنه أبو الحسن
أحمد بن محمد بن مقسم المقرئ وعلي بن محمد بن جعفر البجلي، وعلي بن أحمد
ابن ممويه الحلواني المؤدب.
أخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا الحسن بن الحسين بن
حمكان الفقيه الشافعي قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن مقسم يقول
سمعت أبا الحسن بن بشار يقول - وكان إذا أراد أن يخبر عن نفسه شيئا. قال:
أعرف رجلا حاله كذا وكذا - فقال ذات يوم: أعرف رجلا منذ ثلاثين سنة ما تكلم
بكلمة يعتذر منها. قال: وسمعت علي بن بشار يقول: أعرف رجلا منذ ثلاثين سنة
يشتهي أن يشتهي، ليترك ما يشتهي، فما يجد شيئا يشتهي.
أخبرنا أحمد بن علي بن التوزي، حدثنا الحسن بن الحسين الهمذاني قال: سمعت
أبا محمد الحسن بن عثمان بن عبدويه البغدادي يقول: سمعت ابن شيرويه يقول:
دخل أبو محمد ابن أخي معروف الكرخي إلى أبي الحسن بن بشار وعليه جبة
صوف، فقال له أبو الحسن يا أبا محمد صوفت قلبك أو جسمك؟ مر صوف قلبك
والبس القوهي على القوهي.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، قال: حدثني بعض الشيوخ، قال: قال رجل لأبي الحسن بن بشار: كيف
الطريق إلى الله تعالى؟ فقال له: كما عصيت الله سرا تطيعه سرا حتى يدخل إلى قلبك
طرائف البر.
66

أخبرني الأزهري قال: قال لي أبو عبد الله بن بطة الفقيه: إذا رأيت البغدادي يحب
أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد البربهاري، فاعلم أنه صاحب سنة.
قال لي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء: أبو الحسن علي بن محمد بن بشار
الزاهد كان يروي مسائل صالح بن أحمد، وكان له كرامات ظاهرة، وانتشار ذكر في
الناس، وتوفى في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
حدثني هلال بن المحسن. قال: مات أبو الحسن بن بشار الزاهد يوم الجمعة لسبع
خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
قلت: ودفن بالعقبة قريبا من التحمي وقبره إلى الآن ظاهر معروف يتبرك الناس
بزيارته.
6463 - علي بن محمد بن نيزك بن زياد بن سعد، المقرئ:
حدث عن عبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمد بن خلف بن عبد السلام
المروزي. روى عنه ابن شاهين، وابن الثلاج، وغيرهما.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد الريحاني - بهمذان - حدثنا محبوب بن
محمد بن حمدويه البرديجي قال: قرئ على أبي الحسين علي بن محمد بن نيزك -
شيخ صالح ببغداد وأنا أسمع - فذكر عنه حديثا. حدثني عبيد الله بن عمر الواعظ
عن أبيه قال: مات علي بن نيزك المقرئ سنة إحدى وعشرين. [ولعلها وثلاثمائة].
6464 - علي بن محمد بن أحمد بن عياش، أبو الحسن القاضي البلخي:
قدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وحدث بها عن أبي شهاب
معمر بن محمد الصوفي، ومحمد بن خشتام بن الجعد البلخيين. روى عنه الدارقطني،
وابن الثلاج.
أخبرني الخلال، حدثنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا علي بن محمد بن أحمد
ابن عياش - القاضي البلخي قدم علينا - حدثنا محمد بن خشنام بن الجعد البلخي.
وأخبرنا علي بن أبي بكر الطرازي - بنيسابور - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن
حسنويه المقرئ، حدثنا أبو بكر محمد بن خشنام بن جعفر البلخي، حدثنا العباس
67

ابن زياد أبو صالح البزاز عن سعدان [سعيد بن سعيد] الخلمي عن سليمان
التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله
تعالى يعطي المؤمن جوازا على الصراط بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله
العزيز الحكيم لفلان بن فلان، أدخلوه جنة عالية، قطوفها دانية " واللفظ لحديث
الدارقطني.
6465 - علي بن محمد بن عمر بن حفص، أبو القاسم البزاز، يعرف بابن
الشريحي:
حدث عن علي بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة، وحماد بن الحسن بن
عنبسة. روى عنه أبو القاسم الأبندوني الجرجاني، والدارقطني، وابن شاهين، وابن
الثلاج.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت عبد الله بن إبراهيم الأبندوني يقول: قرأت على أبي
القاسم علي بن محمد بن عمر بن حفص البغدادي - بها - حدثكم حماد بن الحسن،
حدثنا أبي، حدثنا خلف بن خليفة عن مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة
قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى هاتين الركعتين قبل صلاة الصبح، فإن كنت يقظى
كلمني ثم جلس حتى يبلغ ساعته التي كان يأتي فيها المسجد.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا القاسم علي بن محمد بن
عمر المعروف بابن الشريحي مات في شهر رمضان من سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
6466 - علي بن محمد بن هارون بن زياد، أبو الحسن الحميري الفقيه
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي كريب محمد بن العلاء. روى عنه محمد بن
إسماعيل الوراق.
أخبرنا البرقاني، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثنا القاضي علي بن محمد
ابن هارون الحميري - وأثنى عليه وقال: نبيل قدم علينا من الكوفة - كتب إلى أبو
طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل - من الكوفة، وحدثنيه الصوري عنه - قال:
68

حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ قال: توفي أبو الحسن
علي بن محمد بن هارون بن زياد الفقيه الحميري سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة،
وكان يقول: إنه ولى القضاء، وكان شيخا نبيلا. وكان قد ذهب عامة كتبه، وكان
يحفظ عامة حديثه.
وسمعته يقول أنه ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وقال لي: جاء إلى أبي، محمد بن طريف فسلم عليه. فقال له أبي: حدث ابني
بحديث فقال: حدثنا أبو معاوية عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر قال: عرضت
على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر الحديث. وكان هذا في سنة إحدى وأربعين ولم أسمع منه
غيره. ولم أسمع بعد ذلك شيئا حتى سنة سبع وأربعين.
قال لي أبو الحسين بن سفيان: حدثني بهذا مرات، وكان ثقة حسن المذهب.
قال لي الصوري: هو آخر من حدث عن أبي كريب.
6467 - علي بن محمد بن مهرويه، أبو الحسن القزويني:
قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي،
ومحمد بن المغيرة السكري، والحسن بن علي بن عفان الكوفي. روى عنه عمر بن
محمد بن سنبك، وأبو بكر الأبهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وابن
شاهين.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن، أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري، حدثنا أبو
الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني - ببغداد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة -
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا صالح بن
أحمد بن محمد بن التميمي الحافظ قال: علي بن محمد بن مهرويه أبو الحسن القزويني
قدم علينا سنة ثمان عشرة، روى عنه هارون بن هزاري، وداود بن سليمان الغازي
نسخة علي بن موسى الرضي، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن الجهم السمري، والحسن
ابن علي بن عفان، والعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، وابن أبي
معشر، وحمدون بن عباد، وأبي حاتم الرازي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم بن
الحسين، وإبراهيم بن نصر، وجعفر الصائغ، ومحمد بن غالب. سمعت منه مع
أبي وكان يأخذ عليه نسخة علي بن موسى الرضي، وكان شيخا مسنا ومحله
الصدق.
69

6468 - علي بن محمد بن مهران، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن بكار بن قتيبة البصري. روى عنه أبو القاسم الأبندوني.
حدثنا البرقاني قال: سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول: قرئ على أبي الحسن
علي بن محمد بن مهران البغدادي - بها - حدثكم بكار بن قتيبة، حدثنا عثمان بن
عمر بن فارس، أخبرنا مالك عن أبي الزبير عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح عن
نسائه البقرة عن سبعة، والبدنة عن سبعة.
6469 - علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن عمر بن سعيد بن مالك بن
يحيى بن عمرو بن يحيى بن الحارث، أبو القاسم النخعي القاضي المعروف بابن
كأس:
نسبه الدارقطني ووافقه بن الثلاج على نسبه إلى مالك، ثم قال: ابن كامل بن
كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن النخع. وهو كوفي سكن
بغداد وحدث بها عن أحمد بن يحيى بن زكريا، ويعقوب بن يوسف بن زياد
الضبي، والحسن ومحمد ابني علي بن عفان، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن
الربيع النهدي، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، والحسين بن الحكم الحبري وزيادة
ابن علي الأحمسي، والحارث بن أبي أسامة وكان ثقة فاضلا، عارفا بالفقه على
مذهب أبي حنيفة، يقرئ القرآن. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وعلي بن عمرو
الحريري، وابن الثلاج.
كتب إلى محمد بن محمد بن الحسين المعدل - من الكوفة وحدثنيه الصوري عنه
- قال: حدثنا أبو الحسن بن سفيان الحافظ قال: سنة أربع وعشرين وثلاثمائة فيها
مات أبو القاسم علي بن محمد بن كأس النخعي القاضي، وكان من المقدمين في
الفقه من الكوفيين الثقات، وكان خرج من الكوفة قبل الثلاثمائة. وولى ولايات
بالشام ثم قدم إلى بغداد، ثم ولى الرملة فخرج إليها، وقدم بعد ذلك بغداد وركب في
سمارية فغرق وأخرج حيا فمات. وكان مقدما في علم أبي حنيفة، ومقدما في علم
الفرائض.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا القاسم بن كأس الفقيه
غرق في يوم عاشوراء سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ومات في ذلك اليوم.
70

6470 - علي بن محمد بن أحمد بن الجهم، أبو طالب الكاتب:
سمع أبا موسى محمد بن المثنى، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وعباس بن
عبد الله الترقفي، وأحمد بن يحيى السوسي. روى عنه محمد بن المظفر،
والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف بن القواس، وغيرهم. وكان ثقة، عمى في آخر
عمره.
حدثني العتيقي قال: سمعت أحمد بن الفرج بن منصور بن الحجاج يقول: توفي
أبو طالب الكاتب الضرير يوم الجمعة للنصف من ذي الحجة سنة ست وعشرين
وثلاثمائة، وصلى عليه أخوه في جامع الرصافة بعد صلاة الجمعة. ذكر غيره أن مولده
كان في سنة سبع وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله الثابتي قال: قال لنا عبيد الله بن أحمد بن علي
المقرئ: ومات أبو طالب الكاتب في سنة سبع وعشرين.
6471 - علي بن محمد بن يحيى بن مهران، أبو الحسن الصواف الضرير:
حدث عن أحمد بن محمد بن عيسى السكوني، ويحيى بن محمد بن أعين
المروزي، وسليمان بن الربيع النهدي. روى عنه الدارقطني، وأبو حفص الكتاني،
وابن الثلاج، وكان ثقة.
6472 - علي بن محمد بن الليث، أبو الحسن الحكمي:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في مربعة الأشوية عن يعقوب الدورقي.
6473 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الدلال:
حدث عن الربيع بن سليمان المصري. روى عنه أبو العباس بن مكرم.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن
مكرم المعدل، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الدلال، حدثنا الربيع بن سليمان،
حدثنا أسد بن موسى، حدثنا أبو بكر الداهري عن ثور بن يزيد عن خالد بن المهاجر
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ابن آدم عندك ما يكفيك، وأنت
تطلب ما يطغيك يا ابن آدم لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع، يا ابن آدم إذا أصبحت
صحيحا في جسمك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء ".
71

6474 - علي بن محمد بن إسماعيل، أبو الحسن الطوسي:
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو الحسن
علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي - قدم علينا للحج - حدثنا حم بن أبي حفص
الشاسي، أخبرنا حذيفة بن النضر، حدثنا عيسى بن موسى غنجار، حدثنا أبو حمزة
عن سليمان الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى قال: أصابتنا مجاعة - أو أصابنا جوع -
يوم خيبر، فأصبنا حمرا أهلية فانتحرناها فجعلناها في القدور، فقدورنا تغلي إذ نادى
منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن أكفئوا القدور "، فكفأناها. قال: فقلت لعبد الله: أحرمها؟
أو لأنكم فعلتم ذلك قبل أن تخمس؟ قال: لا أدري قال سليمان فسألت سعيد بن
جبير عن ذلك. فقال لي: بل حرمها ألبتة، لأنها كانت جلالة تأكل العذرة.
6475 - علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن العنبري الطوسي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن زنجويه القشيري النيسابوري. روى عنه
الحسين بن أحمد بن دينار المعدل.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن
محمد بن دينار الدقاق الشاهد، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري
الطوسي - قدم علينا - حدثنا أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، حدثنا
عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم
مر بمجلس الأنصار - وهم يضحكون ويمرحون - فقال: " أكثروا ذكر هازم
اللذات ".
6476 - علي بن محمد، أبو الحسن الصوفي المعروف بالمزين:
كان صاحب تبعد واجتهاد.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت
منصور بن عبد الله يقول سمعت أبا الحسن المزين يقول: كلام من غير ضرورة
مقت من الله للعبد.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال:
72

علي بن محمد أبو الحسن المزين الكبير بغدادي الأصل أقام بمكة، سمع بنانا الحمال
وغيره. وقال لي أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري: أبو الحسن علي بن
محمد المزين من أهل بغداد، من أصحاب سهل بن عبد الله والجنيد، مات بمكة مجاورا
سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وكان ورعا كبيرا.
6477 - علي بن محمد بن عمر، يعرف بالنيسابوري:
حدث عن محمد بن إسماعيل - أراه الإسماعيلي - روى عنه ابن البواب المقرئ.
6478 - علي بن محمد بن عتيق بن يوسف، الحرزي:
حدث عن عبد الله بن روح المدائني. روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجاج،
وذكر أنه سمع منه في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
6479 - علي بن محمد بن علي بن بشار بن سلمان، أبو عمر الأنماطي
الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخه.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال: أبو عمر
علي بن محمد بن علي بن بشار بن سلمان الأنماطي بغدادي من أصحاب النوري،
والجنيد. كان أبو العباس بن عطاء أوصى إليه بكتبه حين مات، وكان ينشط إليه،
ومن جهته وقع إلى الناس كتاب ابن عطاء في فهم القرآن.
6480 - علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حساب، أبو الحسن البزاز:
سمع أحمد بن حازم بن أبي عرزة، ومحمد بن الحسين الجنيني، وعباسا الدوري،
ويحيى بن أبي طالب، وعلي بن إسماعيل بن الحكم، وعلي بن سهل البزاز، وحمدان
ابن علي الوراق، وأبا قلابة الرقاشي، وجعفرا الطيالسي، وأبا الأحوص محمد بن
الهيثم، وعيسى بن جعفر الوراق، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبا إسماعيل الترمذي.
روى عنه الدارقطني ومن بعده. وحدثنا عنه أبو الحسين بن المتيم، وكان ثقة أمينا،
حافظا عارفا.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر قال: مات أبو
73

الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ الثقة في شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان
عنده بيت علم.
أخبرنا العتيقي قال: سمعت أبا الحسن بن الحجاج يقول: توفي أبو الحسن علي بن
محمد بن عبيد الحافظ يوم الخميس لثمان خلون من شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة.
ذكر ابن الفرات وغيره أنه مات لثلاث عشرة خلت من شوال. وأنه كان يذكر
أن مولده في سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
6481 - علي بن محمد بن محمود، أبو الحسن البغدادي:
سكن مصر وحدث بها.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: علي بن محمد بن محمود يكنى
أبا الحسن، بغدادي قدم مصر، وكان قد تولى الحسبة بها، وكتب عنه، توفي يوم
الأحد لثمان بقين من شعبان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
6482 - علي بن محمد بن موسى بن سعد بن مهدي، أبو القاسم المقرئ
المعروف بابن صفوان الأنباري، يلقب جسنس:
حدث ببغداد عن عباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، وعيسى بن
جعفر الوراق، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن
ابن مكرم، والحسين بن محمد بن أبي معشر، وأبي قلابة الرقاشي، وأبي عوف
البزوري، وأبي إسماعيل الترمذي والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس
الكديمي، وهلال بن العلاء الرقي، وابن أبي غرزة الكوفي. وعبد الله بن روح
المدائني. روى عنه أبو المفضل الشيباني وابن جميع الصيداوي. وحدثنا عنه أبو بكر
الهيتي، وذكر لنا أنه سمع منه في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي - إملاء في سنة ست وأربعمائة - أنبأنا أبو
القاسم علي بن محمد بن موسى بن صفوان الأنباري المقرئ، حدثنا يحيى بن أبي
طالب، أخبرنا أبو النضر عن الأشجعي عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن
رجل عن معاذ بن جبل قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر: " الحمد لله الذي
أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت ".
74

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني - بصيدا - أخبرنا علي بن محمد بن موسى بن سعيد أبو
القاسم المقرئ - ببغداد - حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبو سليم عبيد بن يحيى
الكوفي، حدثنا القاسم بن معن عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال:
عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ولم أكن أنبت فردني.
6483 - علي بن محمد بن أحمد بن الحسن، أبو الحسن الواعظ المعروف
بالمصري:
وهو بغدادي أقام بمصر مدة طويلة ثم رجع إلى بغداد فعرف بالمصري. سمع أحمد
ابن عبيد بن ناصح، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، ومحمد بن أبي العوام الرياحي،
ومحمد بن إبراهيم بن جناد، وأبا إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد الدورقي،
وأحمد بن إسحاق الوزان، وأحمد بن مسروق الطوسي، وغيرهم من البغداديين
وسمع بمصر مالك بن يحيى بن مالك، وعبد الله بن محمد بن أبي مريم، وأبا يزيد
القراطيسي، وسليمان بن شعيب الكيساني، وعبد الملك بن يحيى بن بكير، وأبا
الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ومقدام بن داود، وخير بن
عرفة، ويحيى بن أيوب العلاف، في أمثالهم. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق،
ومحمد بن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس.
حدثنا عنه محمد بن فارس الغوري، وأحمد بن محمد بن دوست، وأبو الحسن
ابن رزقويه، وأبو القاسم الحصري، وهلال الحفار، وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة
أمينا عارفا. جمع حديث الليث بن سعد، وابن لهيعة، وصنف كتبا كثيرة في الزهد،
وكان له مجلس يتكلم فيه بلسان الوعظ.
فحدثني الأزهري أن أبا الحسن المصري كان يحضر مجلس وعظه رجال ونساء.
فكان يجعل على وجهه برقعا تخوفا أن يفتتن به النساء من حسن وجهه.
قال الأزهري: وحدثت أن أبا بكر النقاس المقرئ حضر مجلسه متخفيا، فلما سمع
كلامه قام قائما وشهر نفسه وقال لأبي الحسن: أيها الشيخ، القصص بعدك حرام.
أخبرنا العتيقي قال: سمعت أبا الحسين بن سمعون الواعظ يقول: سمعت أبا
75

الحسن علي بن محمد المصري يقول: ليس من طبع المؤمن أن يقول لا، وذلك أنه إذا
نظر فيما بينه وبين ربه من أحكام الكرم يستحي أن يقول لا.
سمعت محمد بن أحمد بن رزق يقول: مات أبو الحسن المصري في سنة ثمان
وثلاثين وثلاثمائة.
سمعت أبا القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز يقول: مات أبو الحسن علي بن
محمد المصري في يوم الأحد لتسع بقين من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات: أن المصري دفن في مقبرة الخيزران. قال:
ومولده في المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين.
6484 - علي بن محمد بن نصر بن منصور بن عبد الرحمن بن هشام بن
عبد الله، أبو الحسن المقرئ بغدادي:
نزل مصر وحدث بها عن أبيه محمد بن نصر الصايغ. روى عنه الميمون بن حمزة
العلوي، وكتب عنه أبو الفتح بن مسرور وذكر أنه توفي بمصر في آخر سنة ثمان - أو
أول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. شك أبو الفتح في ذلك وقال: كان فيه بعض اللين.
6485 - علي بن محمد بن أحمد بن يزيد، أبو الحسن المعروف بابن أبي
العوام الرياحي:
حدث عن أبيه. روى عنه ابن شاهين، وعمر الكتاني، وغيرهما، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن أبي
العوام يوم الخميس، ودفن فيه سلخ رجب سنة أربعين وثلاثمائة، ولم أكتب عنه.
6486 - علي بن محمد بن جعفر بن أحمد، أبو الحسن البجلي المقرئ:
حدث عن علي بن محمد بن بشار الزاهد. روى عنه محمد بن الحسن النقار
وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
6487 - علي بن محمد بن أبي الفهم، أبو القاسم التنوخي:
واسم أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم بن جابر بن هانئ بن زيد بن عبيد بن
مالك بن مريط بن سرح بن نزار بن عمرو بن الحارث بن صبح بن عمرو بن الحارث
76

ابن عمرو بن الحارث بن عمرو - وهو أحد ملوك تنوخ الأقدمين - ابن فهم بن تيم الله
ابن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
نسبه لي القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم
التنوخي وقال لي: حدثني أبي أن جدي ولد بأنطاكية يوم الأحد لأربع ليال بقين من
ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائتين.
قلت: وقدم بغداد في حداثته وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وكان قد سمع
الحديث من الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني صاحب مسدد، ومن أحمد بن
خليد الحلبي صاحب أبي اليمان الحمصي، ومن أحمد بن محمد بن أبي موسى
الأنطاكي، وأنس بن سالم الخولاني، والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، والفضل
ابن محمد العطار الأنطاكيين، ومن الحسين بن عبد الله القطان الرقي، وأحمد بن
عبد الله بن زياد الجبلي، ومحمد بن حصن الآلوسي. وسمع ببغداد من الحسن بن
الطيب الشجاعي، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وحامد
ابن شعيب البلخي، وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ونحوهم، وكان
يعرف الكلام في الأصول على مذاهب المعتزلة، ويعرف النجوم وأحكامها معرفة
ثاقبة، ويقول الشعر الجيد، وله ديوان مجموع، أنشدناه علي بن المحسن عن أبيه عنه.
وولى القضاء بالأهواز وسائر كورها، وتقلد قضاء إيذج وجند حمص من قبل المطيع
لله. وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها أبو حفص بن الآجري وأبو القاسم بن
الثلاج.
أخبرنا التنوخي، حدثنا عمر بن أحمد بن محمد بن هارون المقرئ، حدثنا أبو
القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي - قاضي الأهواز قراءة عليه وأقر به شيخ
حافظ ثبت - قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الجبلي.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن
عبد الله بن زياد الإيادي الأعرج - بجبلة - حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا شعيب
ابن إسحاق عن الأوزاعي قال: حدثني سفيان الثوري عن عاصم عن ذر قال: أتيت
صفوان بن عسال فقال: كنا إذا سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ألا ننزع خفافنا
ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، لا ننزعها من غائط، ولا بول ولا نوم. لفظ حديث
التنوخي.
77

أخبرنا التنوخي، أخبرنا أبي، حدثني أبي قال: سمعت أبي ينشد يوما - ولى إذ
ذاك خمسة عشر سنة - بعض قصيدة دعبل الطويلة التي يفخر فيها باليمن ويعد
مناقبهم، ويرد على الكميت فيها فخره بنزار فأولها:
- أفيقي من ملامك يا ظعينا * كفاك اللوم مر الأربعينا -
وهي نحو ستمائة بيت، فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر اليمن أهلي، فقلت له
سيدي تخرجها لي حتى أحفظها، فدافعني فألححت عليه فقال: كأني بك تأخذها
فتحفظ منها خمسين بيتا - أو مائة بيت - ثم ترمي بالكتاب وتخلقه علي؟ فقلت:
ادفعها إلى فأخرجها وسلمها إلى، وقد كان كلامه أثر في، فدخلت حجرة لي كانت
برسمى من داره فخلوت فيها ولم أتشاغل يومي وليلتي بشئ غير حفظها، فلما كان
في السحر كنت قد فرغت من جميعها وأتقنتها، فخرجت إليه غدوة على رسمي
فجلست بين يديه فقال: هيه! كم حفظت من قصيدة دعبل؟ فقلت: قد حفظتها
بأسرها، فغضب وقد رآني قد كذبته وقال: هاتها، فأخرجت الدفتر من كمي وفتحته
فنظر فيه وأنا أنشد إلى أن مضيت في أكثر من مائة بيت فصفح منها عدة أوراق
وقال: أنشد من هاهنا. فأنشدت مقدار مائة بيت أخر، فصفح إلى أن قارب آخرها
بمائة بيت، وقال: أنشد من هاهنا، فأنشدته من مائة بيت منها إلى آخرها، فهاله ما
رآه من حسن حفظي، فضمني إليه وقبل رأسي وعيني وقال: الله يا بني لا تخبر بهذا
أحدا فإني أخاف عليك العين.
وقال أيضا: حفظني أبي وحفظت بعده من شعر أبي تمام والبحتري سوى ما
كنت أحفظ لغيرها من المحدثين والقدماء مائتي قصيدة، قال: وكان أبي وشيوخنا
بالشام يقولون: من حفظ للطائيين أربعين قصيدة ولم يقل الشعر فهو حمار في مسلاخ
إنسان، فقلت: الشعر وسني دون العشرين، وبدأت بعمل مقصورتي - يعني التي
أولها -:
- لولا التناهي لم أطع نهى النهى * أي مدى يطلب من جاز المدى -
أخبرنا التنوخي، حدثني أبي أن جدي مات بالبصرة في يوم الثلاثاء لسبع خلون
من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، ودفن من الغد في تربة اشتريت له
بشارع المربد.
78

6488 - علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام بن الوليد بن عبد الله
ابن الحمارس بن سلمة بن سمير بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن
ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن عصب بن علي بن بكر بن وائل بن هنب بن أفضى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الحسن الشيباني
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن الخضر بن أبان الهاشمي، وإبراهيم بن أبي العنبس،
وسليمان بن الربيع النهدي، وأبي الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله
الحضرمي، وأبي حصين الوادعي. روى عنه الدارقطني ومن بعده. وحدثنا عنه أبو
الحسن بن رزقويه. وكان ثقة أمينا، مقبول الشهادة عند الحكام قديما وحديثا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا علي بن محمد بن محمد بن عقبة،
حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا شريك وفضيل بن
عياض وأبو بكر - يعني ابن عياش - وأبو الأحوص وجرير عن عبد العزيز بن رفيع عن
شداد بن معقل قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: أول ما تفقدون من دينكم
الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة. وسيصلي قوم لا دين لهم.
سمعت التنوخي يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري يقول:
سمعت أبا الحسن بن عقبة الشيباني يقول: شهدت مع أبي بالكوفة عند ابن أبي
العنبس في سنة سبعين ومائتين.
قال أبو إسحاق: وتوفي سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وشهد إلى أن مات ثلاثا
وسبعين سنة.
حدثنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد
ابن محمد الطبري المعدل قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني
يقول: شهدت مع أبي - أبي جعفر - عند إبراهيم بن أبي العنبس بالكوفة سنة سبعين
ومائتين وزكيت.
قال أبو إسحاق: ولم يزل شاهدا إلى أن توفي سنة اثنتين - أو ثلاث - وأربعين،
وسمعته يقول وقد دخل عليه قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمي
79

فقال له: كنت السفير بين والدك حتى زوجته بوالدتك، وحضرت الإملاك والعرس،
والولادة، وتسليم المكتب، وتقلدت القضاة بالكوفة، وشهدت عند خليفتك.
قال أبو إسحاق وسمعته يقول: أذنت في مسجدي نيفا وسبعين سنة، وقال لي إن
جدي أذن نيفا وسبعين سنة، وهو مسجد حمزة بن حبيب الزيات.
كتب إلى محمد بن محمد بن الحسين المعدل - من الكوفة - وحدثنيه الصوري
عنه، حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ قال: سنة ثلاث وأربعين
وثلاثمائة فيها مات أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الرئيس
يوم الجمعة بعد العصر لسبع بقين من رمضان، وكان شيخ المصر والمنظور إليه، ومختار
السلطان الأعظم والأمراء، والقضاة والعمال، لا يجاوزون قوله، يعدل الشهود، معدن
الصدق. وكان حسن المذهب صاحب جماعة، وقراءة للقرآن، وفقه في الدين.
6489 - علي بن محمد بن الزبير، أبو الحسن القرشي الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن أبي العنبس. والحسن ومحمد ابني علي بن
عفان، وإبراهيم بن عبد الله القصار، ومحمد بن الحسين الحنيني، وعلي بن الحسن بن
فضال. حدثنا ابن رزقويه، وأحمد بن محمد بن حسنون النرسي، وأحمد بن عبد
الله بن كثير البيع وابن البياض، ومحمد بن عبيد الحنائي، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو
علي بن شاذان وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي
الكوفي - ببغداد منزله بطاق الحراني - حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس
القاضي، حدثنا يعلى بن عبيد عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر
قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطراف المدينة أن نقتل الكلاب، ولقد رأيتنا نقتل الكلاب
بالمدينة في أعلى المدينة.
حدثنا ابن الفضل القطان وعثمان بن محمد بن دوست العلاف قالا: توفي أبو
الحسن بن الزبير الكوفي في ذي العقدة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. قال ابن الفضل:
ببغداد.
قال ابن أبي الفوارس: توفي يوم الخميس لعشر خلون من ذي القعدة، وحمل إلى
الكوفة ومولده سنه أربع وخمسين ومائتين.
80

6490 - علي بن محمد بن وكيع بن نصر بن بشير، أبو الحسن النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني. روى
عنه يوسف القواس، وابن الثلاج. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة.
6491 - علي بن محمد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن أبي
جعفر المنصور الهاشمي، يكنى أبا محمد ويعرف بأبي جحيفة وابن برية:
سكن مصر وحدث بها عن عمه محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي.
كتب عنه أبو الفتح بن مسرور، وقال: ولد أبو جحيفة ببغداد سنة تسعين
ومائتين، وتوفي بمصر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وكان ثقة.
6492 - علي بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان، أبو
الحسن التنوخي القاضي:
حدثني أبو القاسم التنوخي قال: ولد أبو الحسن علي بن أبي طالب محمد بن
أحمد بن إسحاق بن البهلول ببغداد في شوال سنة إحدى وثلاثمائة، وتوفي بها في
شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وكان حافظا للقرآن.
قرأ على أبي بكر بن مقسم بحرف حمزة، ولقي أبا بكر بن مجاهد وقرأ عليه بعض
القرآن، وسمع منه حديثا، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وحمل من النحو واللغة
والأخبار والأشعار عن جده القاضي أبي جعفر بن البهلول، وعن أبي بكر بن
الأنباري، ونفطويه، والصولي، وغيرهم. وقال الشعر، وتقلد القضاء بالأنبار، وهيت
من قبل أبيه في سنة عشرين وثلاثمائة - أو قبلها - ثم ولى من قبل الراضي بالله سنة
سبع وعشرين القضاء بطريق خراسان، ثم صرف بعد مدة ولم ينفد شيئا إلى أن قلده
أبو السائب عتبة بن عبيد الله في سنة إحدى وأربعين - وهو يومئذ قاضي القضاة -
الأنبار وهيت وأضاف له إليهما بعد مدة الكوفة، ثم أقره على ذلك أبو العباس بن أبي
الشوارب لما ولى قضاء القضاة، مدة وصرفه بعد، ثم لما ولى أبو بشر عمر بن أكثم
قضاء القضاة قلده عسكر مكرم، وإيذج ورامهرمز، مدة ثم صرفه.
قلت: حدث عنه المحسن بن علي التنوخي.
81

6493 - علي بن محمد بن سعيد، أبو الحسن الموصلي:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي، وعلي بن بيان
المقرئ، والحسن بن عليل العنزي، وأبي يعلى الموصلي، وعيسى بن فيروز الأنباري،
وأحمد بن إبراهيم الطائي، وشاهين بن السميدع، وصغدي بن الموفق السراج،
والحسن بن وضاح المؤدب، وأكثر هؤلاء لا يعرفون، حدثنا عنه علي بن أحمد
الرزاز، وأبو نعيم الحافظ.
وسألت أبا نعيم عنه فقال: كذاب، كان محمد بن المظفر يذكره ويقول: المسكين
لا يحسن يكذب.
قلت: هذا القول من ابن المظفر على سبيل الاستنكار لكذبه والاستعظام له، لا
علي نفي الكذب عنه.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: توفي علي بن محمد بن سعيد الموصلي
يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وكان مخلطا
غير محمود.
6494 - علي بن محمد بن بندار، أبو الحسن الطبري:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبد الرحمن بن أبي
حاتم الرازي. حدثنا عنه أبو بكر بن البرقاني.
وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه قبل سنة ستين وثلاثمائة.
أخبرنا البرقاني، حدثنا علي بن محمد بن بندار الحنبلي الطبري - ببغداد - وحدثنا
أحمد بن إسحاق بن بهلول قال: قرئ على أبي كريب - وأنا أسمع - قال: حدثنا
عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: ضرب وغرب،
وأن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب [يعني في حد الزنا].
قال البرقاني: قال لنا الدارقطني: لم يسنده أحد من الثقات غير أبي كريب،
ووقفه أبو سعيد الأشج وغيره.
سألت البرقاني عن الطبري فقال: ثقة.
82

6495 - علي بن محمد، أبو الحسن البديهي الشاعر:
سمع أبا بكر بن دريد، وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه، وأبا بكر بن
الأنباري. ذكره لي أبو نعيم الحافظ قال: قدم أصبهان في غيبتي عنها، ولقيته ببغداد.
وأنشدنا أبو نعيم قال: أنشدنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن قال: أنشدنا أبو
الحسن البديهي لنفسه:
- لا تحفلن بما تشاهده * لذوي الغنى من زهرة النعم -
- والحظ عواقبها فإن لها * عند التنقل وحشة النقم -
- والمرء من عدم تكونه * ومصيرة أيضا إلى عدم -
- فليأت أجمل ما يحاوله * ولينف عنه وساوس الهمم -
- صن ماء وجهك عن إراقته * إن القناعة عمدة الكرم -
6496 - علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن الصفار:
حدث عن جعفر بن حمدان بن يحيى الموصلي، وأحمد بن عبد الله بن النيري.
حدثنا عنه البرقاني.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على علي بن محمد بن عبد الله الصفار - وأنا أسمع
ببغداد - حدثكم جعفر بن حمدان بن يحيى، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا محمد
ابن يعلى بن عبد الكريم بن أخي العلاء بن عبد الكريم الرازي عن عبيد الله عن نافع
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق
المعرس. سألت البرقاني عنه فقال: ثقة فاضل.
6497 - علي بن محمد بن المعلى بن الحسن بن يعقوب بن طالب، أبو
الحسن الشونيزي.
سمع أبا مسلم الكجي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجعفر الفريابي، ويحيى بن
محمد بن البحتري الحنائي، ومحمد بن يونس التركي، وأبا الحريش أحمد بن عيسى
الكلابي، وأحمد بن محمد بن عبد الخالق، وعبد الله بن ناجية، وأبا خبيب البرتي،
وأحمد بن عيسى بن زنجويه، ومحمد بن يحيى المروزي، وطريف بن عبيد الله
الموصلي، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن محمد بن الجعد
83

الوشاء، وأحمد بن محمد البراثي. حدثنا عنه محمد بن أبي الفوارس، والحسين بن
أحمد بن شيطا، وأبو علي بن دوما، وكان صدوقا.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: أخبرني علي بن محمد بن المعلى
الشونيزي أن مولده سنة ثمان وسبعين ومائتين، وكان قد كتب كتابا كثيرا، ويفهم
من الحديث بعض الفهم، وفيه بعض التساهل، وكان عسرا في الحديث قبيح
الأخلاق، وله مذهب في التشيع.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الحسن الشونيزي يوم الأربعاء عشيا، ودفن
يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وثلاثمائة.
6498 - علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسن القصار الأطروش:
حدث عن موسى بن سهل الجوني، وعبد الله بن ناجية، وعلي بن إسحاق بن
زاطيا، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي. حدثنا عنه علي بن عبد العزيز
الطاهري، والبرقاني.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد القصار
حدثكم أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي، حدثنا علي بن الحسين الدرهمي،
حدثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، ومنصور، وأبي حصين عن
مجاهد قال: سئل ابن عباس عن السجود في ص فقرأ: * (أولئك الذين هدى الله
فبهداهم اقتده) * [الأنعام 90].
سألت البرقاني عن القصار فقال: بغدادي ثقة أمين سمعت منه قديما قبل ابن
الزيات.
6499 - علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن القاضي. من أهل قزوين:
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله
القاضي القزويني - قدم علينا - حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الخياط،
حدثنا أبو حبيب زيد بن المهتدي، حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا خالد بن
عبد الله عن ليث عن عطاء عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفطر الحاجم
والمحجوم ".
84

أخبرنا أبو نعيم، حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد القزويني - ببغداد -
حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة.
6500 - علي بن محمد بن سعيد بن العباس بن دينار، أبو الحسن الكندي
الرزاز:
سمع أبا شعيب الحراني، وجعفر الفريابي، وعلي بن حسنويه القطان، وأبا حنيفة
محمد بن حنيفة القصبي. حدثنا عنه البرقاني، وعلي بن الحسن بن محمد بن أبي
عثمان الدقاق، والعتيقي، والأزجي، والتنوخي، وغيرهم.
حدثنا التنوخي قال: سمعت علي بن محمد بن سعيد الرزاز يقول: ولدت لأربع
خلون من رجب سنة ثمانين ومائتين، وسمعت الحديث في سنة تسعين ومائتين من
أبي شعيب الحراني وغيره. ومات عبد الله بن أحمد بن حنبل في سنة تسعين ولم
أسمع منه شيئا.
أخبرنا العتيقي والتنوخي قالا: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز -
قال العتيقي: الشيخ الصالح - يوم الخميس وقال التنوخي: في ليلة الخميس - ودفن يوم
الخميس التاسع عشر من شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: وكان ثقة أمينا مستورا له أصول حسان، ومولده في سنة ثمانين
ومائتين.
قال التنوخي: وكان ينزل درب الديزج.
6501 - علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، أبو الحسن الحربي:
سمع يوسف بن يعقوب القاضي. حدثنا عنه محمد بن علي بن مخلد، والبرقاني،
والحسين بن جعفر السلماسي، والتنوخي، والجوهري، وجماعة غيرهم.
قال لنا التنوخي: سألنا علي بن محمد بن أحمد بن كيسان عن مولده فقال:
ولدت في سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وأخرج إلينا مولده بخط أبيه. ولد علي ومحمد
ابنا محمد بن بطن واحدة ليلة الجمعة لخمس مضين من جمادى الآخرة سنة اثنتين
وثمانين ومائتين أول يوم من آب.
85

قلت: وهو أخو الحسن الذي حدث عن إسماعيل القاضي وكان يسكن بدكان
الأبناء.
قال لنا البرقاني كان ابن كيسان لا يحسن يحدث، سألته أن يقرأ على شيئا من
حديثه، فأخذ كتابه ولم يدر إيش يقول، فقلت له: سبحان الله حدثكم يوسف
القاضي. فقال سبحان الله حدثكم يوسف القاضي، إلا أن سماعه كان صحيحا،
سمع مع أخيه من يوسف القاضي. ذكر الجوهري أنه سمع منه في سنة ثلاث وسبعين
وثلاثمائة.
6502 - علي بن محمد بن الفتح، أبو الحسن مولى المتوكل على الله، يعرف
بابن أبي العصب - ويقال ابن العصب - الأشناني الشاعر:
ولد في سنة خمس وثمانين ومائتين، وسمع ابن أبي عوف البزوري، ومحمد بن
محمد الباغندي. وكان جميع ما عنده عنهما جزءا واحدا. حدثنا عنه محمد بن علي
ابن مخلد، والتنوخي، والجوهري وكان ثقة.
سمعت الحسن بن علي الجوهري يقول: سمعت علي بن محمد بن الفتح بن أبي
العصب الأشناني يقول: سمعت أحمد بن أبي عوف يقول: سمعت هارون الفروي
يقول: لم أسمع أحدا من أهل العلم بالمدينة وأهل السنة إلا وهم ينكرون على من قال
القرآن مخلوق ويكفرونه، قال: وأنا أقول بذلك، هذه السنة. قال أحمد: وأنا أقول بمثل
ذلك، قال ابن أبي العصب: وأنا أقول بمثل ذلك، قال الجوهري وأنا أقول بمثل ذلك.
قلت: وأنا أقول بمثل ذلك: حدثنا الجوهري قال: قال لنا أبو الحسن بن أبي
العصب الملحي: كتب إلى أبو الحسن بن سكرة الهاشمي:
- يا صديقا أفادنيه زمان * فيه ضن بالأصدقاء وشح -
- إنما ألف التباعد منا * أنني سكر وأنك ملح -
فأجبته:
- هل يقول الإخوان يوما لخل * مزج الود منه غش ونصح -
بيننا سكر فلا تفسدنه * أم يقولون بيننا - ويك - ملح -
كان سمع الجوهري من ابن أبي العصب في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
86

6503 - علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن، يعرف بابن الحبش الكاتب:
وجده عبد الله هو الملقب بحبش أنباري الأصل. كان ببغداد وحدث عن جعفر بن
محمد الفريابي. حدثنا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن حبش الكاتب
الأنباري، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي - أبو بكر القاضي إملاء في
رجب سنة أربع وتسعين ومائتين - حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة
عن سلمة بن كهيل سمع إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد
الله بن مسعود يأمرنا أن نقول إذا أصبحنا، وإذا أمسينا، لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد، أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد، اللهم إني أعوذ بك من شر
هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، وعذاب في
القبر، وعذاب في النار.
قال شعبة: وحدثني الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن
يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك. يقال: تفرد بروايته معاذ بن معاذ عن شعبة.
قال لنا التنوخي، ولد ابن حبش في سنة أربع وثمانين ومائتين، وكتب بخطه عن
الفريابي، وكان أبوه ابن خالة أبي الحسن بن الفرات الوزير. وقد سمع منه القاضي أبو العلاء الواسطي.
وكان عند التنوخي عنه عدة أحاديث.
6504 - علي بن محمد بن ينال، أبو الحسن العكبري:
حدث عن محمد بن جعفر بن محمد بن يحيى العسكري - شيخ سمع منه
بالبصرة - يروي عن أبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، ويروي أيضا عن
أحمد بن الفضل بن خزيمة. حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.
وقال لي عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي: ابن ينال بغدادي نزل عكبرا
وتعلم الخط على كبر السن، وسمع الحديث، ورزقه الله تعالى من المعرفة والفهم به
شيئا كثيرا.
قال محمد بن أبي الفوارس: بلغنا وفاة أبي الحسن بن ينال بعكبرا في شهر ربيع
الأول من سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
87

6505 - علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة بن عياض بن ميمون بن
سفيان بن عبد الله، أبو الحسن الثقفي الوراق، يعرف بابن لؤلؤ:
نسبه لي الأزهري. سمع جعفر الفريابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وإبراهيم بن
شريك الكوفي، وأبا معشر الدارمي، وعبد الله بن ناجية، وأحمد بن الصقر بن ثوبان،
وأبا الحسن أحمد بن الحسين الصوفي، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، وحمزة
ابن محمد الكاتب، ومحمد بن أحمد الشطوي، وأبا بكر بن المجدر البيع، وعمر بن
أيوب السقطي، وأحمد بن هارون البرذعي، وأبا العباس بن زنجويه القطان، وزكريا
ابن يحيى الساجي، ومحمد بن خلف وكيعا. حدثنا عنه البرقاني، والأزهري،
والخلال، والعتيقي، والتنوخي، والجوهري، وغيرهم.
أخبرنا التنوخي قال: سمعت ابن لؤلؤ يقول: ولدت في النصف من شوال سنة
إحدى وثمانين ومائتين، وسمعت الحديث في سنة ثلاث وتسعين ومائتين من إبراهيم
ابن هاشم البغوي.
قال لنا الأزهري: ولد أبو الحسن بن لؤلؤ سنة إحدى وثمانين ومائتين.
سمعت البرقاني يقول: ابن لؤلؤ قديم السماع، سماعه سنة ثلاث وتسعين
ومائتين، وكان إلى أن مات يأخذ العوض على الحديث دانقين. يعني البرقاني أن نفسه
كانت تسمو إلى أخذ الشيء الحقير والنزر اليسير على التحديث.
قال البرقاني: وكان له حالة حسنة من الدنيا، وهو صدوق غير أنه رديء الكتاب
- يعني سيئ النقل -.
قال لي الأزهري: ابن لؤلؤ ثقة.
سمعت التنوخي يقول: حضرت عند أبي الحسن بن لؤلؤ مع أبي الحسين
البيضاوي الوراق ليقرأ لنا عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد من
يحضر للسماع، ودفعنا إليه دراهم كنا قد وافقناه عليها، فرأى في جملتنا واحدا زائدا
على العدد الذي ذكر له فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدهليز، وجعل البيضاوي
يقرأ ويرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لؤلؤ: يا أبا الحسين أتعاطى على وأنا
بغدادي، باب طاقي، وراق، صاحب حديث، شيعي، أزرق، كوسج! ثم أمر جاريته
88

بأن تجلس وتدق في الهاون أشنانا حتى لا يصل صوت البيضاوي بالقراءة إلى الرجل -
أو كما قال - قال لي البرقاني لم يكن ابن لؤلؤ يعرف الحديث، وصحف اسم عتي
أراد أن يقول عن عتي عن أبي قال: عن عن عن أبي.
حدثني البرقاني والخلال قالا: توفي أبو الحسن بن لؤلؤ الوراق في المحرم سنة سبع
وسبعين وثلاثمائة عشية الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء لست بقين من المحرم. وكان
مولده سنة إحدى وثمانين ومائتين، وكان ثقة أكثر كتبه بخطه وكان لا يفهم
الحديث، وإنما كان يحمل أمره على الصدق، وذكر أنه ورق سنة إحدى وثلاثمائة
وحدث قديما.
6506 - علي بن محمد بن السري، أبو الحسن الهمداني الوراق:
حدث عن محمد بن نصر الصائغ، ومحمد بن محمد الباغندي. حدثنا عنه
الخلال، والأزجي.
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن محمد بن السري الهمداني،
حدثنا محمد بن نصر بن منصور الصائغ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا
حفص بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا أبا
هريرة تعلم الفرائض فإنه نصف العلم، وإنه ينسى، وإنه أول ما ينتزع من أمتي ".
أخبرناه الحسن بن محمد الخلال. حدثنا علي بن محمد بن السري الهمداني،
حدثنا محمد بن نصر الصائغ، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا حفص بن عمر
المدني عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا
الفرائض وعلموها الناس " وذكر الحديث.
قال لي الخلال: كذا في أصل كتابي عن ابن السري عن محمد بن نصر عن
محمد بن عباد.
قلت: قد روى هذا الحديث عبد الله بن محمد البغوي عن محمد بن عباد عن
حفص، فأما محمد بن نصر فإنما رواه عن ابن أبي أويس عن حفص كما ذكرناه
أولا. والله أعلم.
سألت الأزجي عن علي بن السري فقال: فيه لين. سمعت القاضي أبا بكر محمد
89

ابن عمر الداودي وذكر علي بن محمد بن السري الهمداني فقال: كان كذابا،
حدثني عن محمد بن يحيى المروزي بحديث واحد، وكان يروي عن متقدمي الشيوخ
الذين لم يدركهم.
وقال لي الأزهري: توفي أبو الحسن علي بن السري الوراق في المحرم سنة تسع
وسبعين وثلاثمائة.
6507 - علي بن محمد بن شداد، أبو الحسن المطرز:
حدث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، حدثنا عنه عبيد الله بن
محمد بن عبيد النجار.
أخبرنا النجار حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن شداد المطرز، حدثنا محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا أبو سهيل القطيعي، حدثنا حماد بن زيد - بمكة -
وعيسى بن واقد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها
غرق ".
6508 - علي بن محمد بن علي بن الحسن، أبو الحسن القصري، من أهل
قصر ابن هبيرة، يعرف بابن السيبي:
وهو أخو أحمد بن محمد. روى عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي، ومحمد بن جعفر
ابن رميس. حدثني عنه ابن أخيه أبو عبد الله.
أخبرني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد السيبي، حدثنا عمي أبو الحسن
علي بن محمد بن علي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي
الضرير المقرئ، حدثنا أحمد بن إبراهيم - يعني الدورقي - حدثنا حجاج عن ابن
جريج عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: مشيت وراء رسول الله
صلى الله عليه وسلم أختبره فأنظر كيف يكره أن أمشي وراءه أو يحب ذاك. قال: فالتمسني بيده،
فألحقني به حتى مشيت بجنبه، ثم تخلفت الثانية أمشي وراءه فالتمسني بيده فألحقني
به، فعرفت أنه يكره ذلك.
90

6509 - علي بن محمد بن عبيد الله بن إبراهيم، أبو الحسن الزهري الضرير:
كان يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف. وحدث عن أبي يعلى الموصلي،
وأحمد بن إسحاق بن البهلول. حدثنا عنه العتيقي، والتنوخي، وكان كذابا.
أخبرنا العتيقي والتنوخي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله
الزهري - إملاء من حفظه - حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا
شيبان بن فروخ الأيلي عن عبد العزيز بن صهيب.
وقال لي التنوخي عن شيبان بن فروخ الأيلي عن سعيد بن سليم عن عبد العزيز
ابن صهيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غسل الإناء وطهارة الفناء
يورثان الغناء ".
أخبرنا التنوخي، حدثنا علي بن محمد الزهري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي عن
شيبان بن فروخ عن سعيد بن سليم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تعالى ملكا من حجارة يكنى أبا عمارة " وذكر حديثا فيه
طول.
قال التنوخي لم يسند لنا الزهري غير هذين الحديثين. وقد روى لنا عن ابن دريد
وابن الأنباري وأبي بكر بن مجاهد أخبارا ومقطعات من الشعر، وسمعنا منه في سنة
إحدى وثمانين وثلاثمائة وكان يفسر المنامات.
قلت: قد روى لنا عنه العتيقي غير هذين الحديثين حديثا آخر مسندا والحديث
الأول لم أكتبه إلا من حديث هذا الزهري الكذاب، وأما الحديث الثاني فقد كتبته
من وجه آخر.
أخبرناه الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا أحمد
ابن عيسى بن علي الخواص، حدثنا سفيان بن زياد بن آدم - أبو سهل - حدثنا عبد
الله ابن أبي علاج الموصلي، حدثني أبي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن
جده عن علي قال: غلا السعر بالمدينة، قال: فذهب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
91

فقالوا: يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله هو المعطي وهو
المانع، وإن لله ملكا اسمه عمارة على فرس من حجارة الياقوت، طوله مد بصر،
يدور في الأمصار، ويوقف في الأسواق، فينادي ألا ليغل كذا وكذا ألا ليرخص كذا
وكذا ".
والحديث بهذا الإسناد أليق وأشبه منه بالإسناد الأول، وإن كانا جميعا موضوعين.
6510 - علي بن محمد بن علي بن الصباح، أبو الحسن العطار، يعرف بابن
المريض:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. حدثنا عنه الخلال، والعتيقي
والقاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي بن الفتح
الحربي، وكان صدوقا.
قال التنوخي وأحمد بن علي بن التوزي: مات علي بن محمد بن المريض
العطار في يوم الجمعة التاسع من رجب سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
6511 - علي بن محمد بن أحمد بن شوكر، أبو الحسن المعدل:
سمع أبا القاسم البغوي ويحيى بن صاعد، وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي.
حدثنا عنه الخلال، والحسين بن جعفر السلماسي، والتنوخي وكان ثقة. كتب الناس
عنه بانتخاب الدارقطني.
حدثني الخلال قال: علي بن محمد بن شوكر ثقة. أخبرني التنوخي وابن التوزي
قالا: توفي أبو الحسن بن شوكر الشاهد يوم الثلاثاء - قال ابن التوزي سادس المحرم،
وقال التنوخي السابع من المحرم - سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: أبو الحسن علي بن محمد بن شوكر المعدل ثقة مأمون، توفي
يوم السادس عشر من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
6512 - علي بن محمد بن يحيى بن زكار، أبو الحسين الحياني:
روى عن محمد بن جعفر المطيري. حدثنا عنه الأزهري، وذكر أبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن بكير - فيما قرأت بخطه - أنه مات في غداة يوم الأحد لست
خلون من شهر رمضان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
92

6513 - علي بن محمد بن القاسم، أبو الحسن الوراق يعرف بابن تنج:
حدث عن أبي العباس بن عقدة. حدثني عنه أحمد بن علي التوزي.
أخبرني ابن التوزي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن القاسم المعروف بابن تنج
الوراق، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي،
حدثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثني أبي، حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن
أبي موسى أنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفكاك العاني، وإطعام المسكين، وعيادة المريض.
قال: قلت: ما العاني؟ قال: أسير المسلمين يفادي. قال لي ابن التوزي: كان ابن تنج
وراقا بباب الطاق يبيع الكتب، ولم يكن عنده إلا شئ يسير عن ابن عقدة.
ومات يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
6514 - علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد، أبو الحسن العسكري:
قدم بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز،
ويزيد بن إسماعيل الخلال، ومحمد بن أحمد الأثرم، وعلي بن إسحاق المادراني،
وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل،
وغيرهم. حدثنا عنه العتيقي.
أخبرنا العتيقي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد العسكري -
قدم علينا - حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن أحمد بن حمدان
القشيري وعلي بن محمد بن جعفر مولى بني هاشم. قالوا: حدثنا محمد بن زكريا،
حدثنا ابن عائشة قال: قال بعض الحكماء: من أخذ من العلوم نتفها، ومن الحكم
طرفها، فقد أحرز عيونها، وحاز مكنونها.
6515 - علي بن محمد بن الفضل بن ميمون، أبو القاسم المعدل:
حدث عن أبيه، وأبوه يروي عن أحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن روح المدايني،
وغيرهما.
حدثني عنه ابن التوزي وسألته عنه فقال لا بأس به. وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا،
وكان ينزل بسوق العطش.
قرأت بخط القاضي أبي العلاء الواسطي: مات ابن ميمون الشاهد في شعبان سنة
ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
93

6516 - علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله، أبو الحسن الجوهري
المعروف بالمقنعي:
من أهل شيراز سكن بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن علي الهجيمي. حدثنا عنه
ابنه الحسن وكان ثقة. وشهد ببغداد، وكان يقرئ القرآن.
فحدثني الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ قال قرأت على أبي الحسن الجوهري
القرآن. وكان يقرأ بالبصرة على ابن خشنام، وببغداد على أبي طاهر بن أبي هاشم.
وما رأيت أقرأ لكتاب الله منه.
حدثني ابن الجوهري. قال قال أبي: ما طلع الفجر على قط إلا وأنا أدرس القرآن.
قال لي التنوخي: مات أبو الحسن الجوهري في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
وحدثني هلال بن المحسن. قال: توفى أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن
الجوهري الشاهد في يوم الاثنين التاسع عشر من المحرم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة،
وكان شهد عند أبي بشر عمر بن أكثم في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
6517 - علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو الحسن المقرئ المعروف
بابن العلاف:
سمع علي بن محمد المقرئ ومن بعده. وقرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم ومن
عاصره. حدثنا عنه ابنه محمد، وعبد العزيز الأزجي، وكان ثقة. وذكر ابنه أنه ولد
في سنة عشر وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن بن العلاف
المقرئ في الجانب الشرقي ثقة مأمون.
وذكر لي ابن التوزي وهلال بن المحسن: أن وفاته كانت في شوال من سنة ست
وتسعين وثلاثمائة. قال هلال: وكان شهد عند القاضي أبي محمد بن الأكفاني.
6518 - علي بن محمد بن أبي صابر، أبو الحسن الدلال:
حكى عن أبي بكر الشبلي، حدثنا عنه التنوخي.
أخبرنا التنوخي، حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن صابر الدلال قال: وقفت
94

على الشبلي في قبة الشعراء في جامع المنصور والناس مجتمعون عليه، فوقف عليه في
الحلقة غلام لم يك ببغداد في ذاك الوقت أحسن وجها منه يعرف بابن مسلم، فقال له
تنح فلم يبرح، فقال له الثانية تنح يا شيطان عنا فلم يبرح. فقال له الثالثة تنح وإلا
والله خرقت كل ما عليك - وكانت عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة كثيرة -
فانصرف الفتى فقال الشبلي - ونحن نسمع -:
- طرحوا اللحم للبزاة * على ذروتي عدن -
- ثم لاموا البزاة لم * خلعوا فيهم الرسن -
- لو أرادوا صلاحنا * ستروا وجهه الحسن -
وكان أبي معي فاستملحت هذه الأبيات، وأخذت أكررها على نفسي لأحفظها.
فقال لي أبي: يا بني أنشدك أحسن من هذه الأبيات في معناها؟ فقلت: إن رأيت،
فقال: أنشدني أبو علي بن مقلة:
- أيا رب تخلق أقمار ليل * وأغصان بان وكثبان رمل -
- وتبدع في كل طرف بسحر * وفي كل قد رشيق بشكل -
- وتنهي عبادك أن يعشقوا * أيا حكم العدل ذا حكم عدل؟
6519 - علي بن محمد بن جعفر، أبو الحسين المقرئ المالكي يعرف
بالشواربي:
ولى القضاء بعكبرا وحدث بها عن يونس بن أحمد الرافقي - شيخ يروي عن
هلال بن العلاء - حدثني عنه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري،
وسمعت التنوخي ذكر هذا الشواربي فأثنى عليه وقال: قيل له: هل الشواربي نسبة
إلى ابن أبي الشوارب؟ فقال: لا ذاك قرشي ولست من قريش. قال لي أبو منصور بن
عبد العزيز: مات الشواربي بعكبرا بعد سنة أربعمائة.
6520 - علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علوية، أبو الحسن
الجوهري:
حدث عن محمد بن حمدويه المروزي، ومحمد بن الحسن بن الفرج الأنباري،
وغيرهما. حدثني عنه محمد بن عبد العزيز البرذعي، وأبو بكر المقرئ الواسطي،
وكان ثقة.
95

قال لي الخلال: مات أبو الحسن بن علوية الجوهري في شهر ربيع الآخر من سنة
اثنتين وأربعمائة.
6521 - علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو الحسن
البزار:
حدث عن حمزة بن محمد بن العباس الدهقان. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وكان ثقة.
6522 - علي بن محمد بن علي بن عطاء، أبو سعيد البلدي:
نزل بغداد في قطيعة العجم وحدث عن جعفر بن محمد بن الحجاج، وثواب بن
يزيد بن ثواب الموصليين، وعن يوسف بن يعقوب بن محمد الأرموي، وغيرهم.
حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال وما علمت من حاله إلا خيرا.
6523 - علي بن محمد بن عيسى بن موسى، أبو القاسم البزاز، يعرف بابن
الحصري:
سمع علي بن محمد المصري، وأحمد بن كامل، والقاضي أبا بكر بن الجعابي.
كتبنا عنه وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي قريبا من الرصافة.
وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ثلاثين وثلاثمائة. ومات في يوم السبت
لسبع خلون من شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة.
6524 - علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شبيل بن فروة بن
واقد، أبو الحسن التميمي المؤدب:
والد أبي علي بن المذهب. سمع بن سلمان النجاد، وأبا بكر الشافعي،
وكان صدوقا مضيت إليه لأسمع منه فلم يقض لي لقاؤه، فحدثني عنه الأزجي.
وكانت وفاته يوم الأربعاء لخمس خلون من المحرم سنة عشر وأربعمائة.
6525 - علي بن محمد بن علي بن يعقوب، أبو القاسم الإيادي:
سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبا بكر
ابن خلاد. كتبنا عنه، وكان ثقة دينا يتفقه على مذهب مالك، ويسكن نهر
الدجاج.
وحدثني ابنه محمد قال: ولد أبي في جمادى الأولى من سنة سبع وثلاثمائة.
96

قرأت في كتاب بعض أصحابنا نسب الإيادي: علي بن محمد بن علي بن يعقوب
ابن يوسف بن يعقوب بن الرايد بن علي بن إسحاق بن زيد بن حبيب بن مالك بن
عوف بن مالك بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن عمرو بن عوف بن الهون بن واثلة بن
الظمئان بن عوف بن مناة بن مقدم بن أفضي بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد بن
عدنان. مات الإيادي في يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربعمائة.
6526 - علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد، أبو الحسن
الحذاء المقرئ:
سمع أبا بحر بن كوثر البربهاري، وأحمد بن جعفر بن سلم، وأبا بكر بن مالك
القطيعي ومخلد بن جعفر الدقاق، وجماعة من هذه الطبقة. كتبنا عنه وكان صدوقا
فاضلا عالما بالقراءات يسكن درب سليم من الجانب الشرقي. ومات يوم الأربعاء
لأربع خلون من المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة.
حدثني الوزير أبو القاسم علي بن الحسن بن أحمد بن المسلمة قال: رأيت أبا
الحسن الحذاء في المنام بعد موته ثلاث دفعات، وكأني أقول له في كل دفعة ما فعل
الله بك؟ فيقول: غفر لي، وقلت له في آخر دفعة: كيف عندكم حكم الاختلاف في
القراءات؟ فقال: كله واحد، قلت: فالاختلاف في فروع الدين؟ فقال كله واحد،
فأردت ان أقول فالاختلاف في الأصول، فاعتقل لساني ولم أقدر على الكلام،
فاعتقدت أني ممنوع عن ذلك السؤال ونويت ألا أسأل عنه، فانطلق لساني، فقلت
هذا عارض عرض لي وراجعت العزم على أن أسأل عن الاختلاف في أصول الدين،
فاعتقل لساني فنويت ترك السؤال عنه فانطلق لساني، فراجعني العزم على المسئلة،
فاعتقل لساني، فنويت ترك السؤال، فانطلق لساني وانتبهت.
6527 - علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران
ابن عبد الله، أبو الحسين الأموي المعدل:
وهو أخو عبد الملك سمع علي بن محمد المصري، وإسماعيل بن محمد الصفار،
ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو الحسين بن الأشناني وأبا عمرو بن السماك،
97

والحسين بن صفوان البرذعي، وأحمد بن محمد بن جعفر الجوري، ومحمد بن
جعفر الأدمي القاري، وحمزة بن محمد الدهقان، وأبا بكر النجاد، وأحمد بن
الفضل بن خزيمة، وعبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، وأبا سهل بن زياد،
ودعلج بن أحمد، وأبا بكر الشافعي، وغيرهم. كتبنا عنه، وكان صدوقا ثقة ثبتا
حسن الأخلاق، تام المروءة، ظاهر الديانة، يسكن درب الكيراني.
وسمعت محمد بن أبي الفوارس يذكر أن مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وقال غير ابن أبي الفوارس: ولد ليلة الجمعة الحادي عشر من شهر رمضان. ومات
وأنا غائب في رحلتي إلى نيسابور، وكانت وفاته وقت السحر من يوم الأحد الخامس
والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وأربعمائة، ودفن من يومه بباب حرب.
6528 - علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن القطان يعرف بابن الفتيتي:
من أهل النهروان. سمع عمر بن روح النهرواني، وابن الصلت المجبر، ونحوهما.
كتبت عنه بالنهروان في رحلتي إلى نيسابور، وذلك سنة خمس عشرة وأربعمائة،
وكان لا بأس به.
أخبرنا ابن الفتيتي، أخبرنا أبو بكر عمر بن روح بن علي النهرواني، حدثنا أبو
نصر محمد بن حمدويه المروزي، حدثنا محمود بن آدم المروزي، حدثنا الفضل بن
موسى، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي
وقاص عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع من الشقاء: الجار السوء،
والمركب السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق. وأربع من السعادة: المرأة الصالحة،
والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنئ ".
6529 - علي بن محمد بن أبي صالح، أبو القاسم القطان:
حدث عن أبي بكر الشافعي. حدثني عنه محمد بن أحمد الأشناني.
6530 - علي بن محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد
ابن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب، أبو الحسين الهاشمي، يعرف بابن أم شيبان:
حدث عن محمد بن بدر الأمير، وابن مالك القطيعي. كتب عنه بعض أصحابنا
98

وكان صدوقا، مات في يوم الثلاثاء الثاني عشر من شعبان من سنة عشرين وأربعمائة،
وكان يسكن شارع دار الرقيق.
6531 - علي بن محمد بن عثمان بن عمران، أبو الحسن البندار، يعرف
بابن السواق:
وهو أخو محمد، سمع أحمد بن يوسف بن خلاد، وابن مالك القطيعي. كتب
عنه الأزجي، وغيره، وكان ثقة.
مات يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء التاسع عشر من رجب سنة أربع وعشرين
وأربعمائة، وكان منزله بالجانب الشرقي.
6532 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النضر
ابن مسافر بن قصي، أبو الحسن النيسابوري:
أخو بكر بن محمد قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد بن سماعة الواعظ
النيسابوري. حدثني عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وقال لي: سمعت منه ببغداد.
سألت بكر بن محمد بن حيد عن وفاة أخيه فقال: مات بعد سنة ثلاثين
وأربعمائة بنيسابور.
6533 - علي بن محمد بن عبد الرحيم بن إسحاق، أبو الحسين الأزدي
المازني:
سمع أباه، وابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق. كتبت عنه وكان
صدوقا.
أخبرنا ابن المازني، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ - عبد الله بن يزيد - حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
صدع رأسه في سبيل الله فأحتسب، غفر الله له ما كان قبل ذلك من ذنب ".
مات ابن المازني في يوم الأحد سلخ المحرم من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، ودفن
من الغد.
99

6534 - علي بن محمد بن الحسن، أبو الحسن الحربي السمسار يعرف بابن
قشيش:
سمع ابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وإبراهيم بن أحمد بن
جعفر الخرقي، وأبا سعيد الحرفي، وأبا حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر
ابن شاذان، ومحمد بن عبد الله الأبهري، وأبا القاسم الداركي، وابن شاهين، وأبا
الفضل الزهري، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأبا حفص بن الآجري. كتبت عنه
وكان صدوقا يتفقه بمذهب مالك، وكان حسن الصوت بالقرآن.
وسمعته يقول: ولدت في يوم الاثنين السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة ست
وخمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع وثلاثين وأربعمائة،
ودفن من يومه في مقبرة باب حرب.
6535 - علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي، أبو
منصور الدقاق المعروف بابن الحراني:
سمع أبا طاهر المخلص، والقاضي أبا عبد الله الضبي. كتبت عنه وكان صدوقا.
سألته عن مولده فقال: في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات في آخر ذي
القعدة من سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
6536 - علي بن محمد بن أحمد بن سليمان، أبو عامر القرشي الغزال:
حدث عن ابن شاهين. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل باب الشام.
أخبرنا أبو عامر، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي - إملاء - حدثنا
الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني - بالأبلة - حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا
يحيى بن يمان عن سفيان الثوري عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن حابر قال:
كان السواك من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع القلم من أذن الكاتب.
سألت أبا عامر عن مولده فقال: ولدت في صفر من سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة،
وأملى علي نسبه فقال: أنا أبو عامر علي بن أحمد بن سليمان بن منصور بن عبد الله
ابن محمد بن منصور بن موسى بن سعد بن عبد الله بن مالك بن أنس بن عبدة بن
جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب.
100

مات أبو عامر في يوم الخميس النصف من رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
6537 - علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن جعفر بن الهيثم، أبو الحسن
يعرف بابن الجبان:
سمع محمد بن المظفر، وابن حيويه، وأبا بكر بن شاذان. سمعت منه وكان
صدوقا. سكن دار القطن.
أخبرني ابن الجبان، حدثنا محمد بن المظفر، أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان،
حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم بن
ضمرة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل
القرآن ".
سألته عن مولده فقال: ولدت في شعبان من سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وقال لي عبد العزيز بن محمد بن الفضل القطان: كان مولده لاثنتي عشرة ليلة
خلت من شعبان، ومات في ليلة الخميس الثاني عشر من المحرم سنة أربع وأربعين
وأربعمائة، وقد استكمل ثلاثا وسبعين سنة وخمسة أشهر، ودفن صبيحة تلك الليلة في
داره.
6538 - علي بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل، أبو الحسن البزاز
البلدي:
سمع المعافى بن زكريا الجريري، كتبت عنه وكان صدوقا ينزل درب سليم.
وسألته عن مولده فقال: ولدت في بغداد في أحد الجمادين من سنة ثلاث وسبعين
وثلاثمائة، وأبي ولد ببلد، وحمل إلى بغداد وهو صغير، فنشأ بها، ومات في أول
شوال من سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
6539 - علي بن محمد بن حبيب، أبو الحسن البصري المعروف بالماوردي:
كان من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه،
101

وفي غير ذلك. وجعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة، وسكن ببغداد في درب
الزعفراني وحدث بها عن الحسن بن علي بن محمد الجبلي صاحب أبي خليفة
الجمحي، وعن محمد بن عدي بن زحر المنقري، ومحمد بن المعلى الأزدي، وجعفر
ابن محمد بن الفضل البغدادي. كتبت عنه، وكان ثقة.
مات في يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول من سنة خمسين وأربعمائة، ودفن من
الغد في مقبرة باب حرب، وصليت عليه في جامع المدينة، وكان قد بلغ ستا وثمانين
سنة.
6540 - علي بن محمد بن علي بن عطية، أبو الحسن المعروف والده بأبي
طالب المكي:
حدث عن أبيه، وعن أبي طاهر المخلص، كتب عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا
وذكر أن سماعه كان صحيحا، ومات في ذي الحجة من سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة.
6541 - علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن يزداد، أبو تمام
ابن أبي خازم الواسطي:
سمع محمد بن المظفر، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وأبا الفضل الزهري، وتقلد
قضاء واسط مدة طويلة، ثم عزل، وقدم بغداد فاستوطنها، وحدث بها، فكتبنا عنه
وكان صدوقا، وكان ينتحل الاعتزال. وسمعته يذكر أنه من ولد المنذر بن الجارود
العبدي.
وقال لي أبو تمام قال لي أبي: ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وعاد أبو
تمام في آخر عمره إلى واسط فأقام بها حتى توفي في رمضان من سنة تسع وخمسين
وأربعمائة.
6542 - علي بن المتوكل، مولى بني هاشم:
سمع أبا مطيع الحكم بن عبد الله البلخي وأبا داود النخعي، وأبا حفص عمر بن
حفص العبدي. روى ابنه الحسن عن وجوده في كتابه.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا الحسن بن علي بن المتوكل
قال: وجدت في كتاب أبي - بخطه وأجازه لي - قال: حدثنا أبو حفص العبدي عن
102

ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له
لسانين في النار ".
6543 - علي بن المتوكل، أبو الحسن جار يعقوب بن إسحاق المطوعي:
حدث عن عبد الرحمن بن عفان الصوفي. روى عنه ابن مخلد.
أخبرني أحمد بن علي بن التوزي، حدثنا عمر بن القاسم بن محمد المقرئ، حدثنا
محمد بن مخلد العطار، حدثنا أبو الحسن علي بن المتوكل - جار المطوعي - حدثنا
عبد الرحمن - يعني ابن عفان - قال: حدثنا عطاء بن مسلم عن عمرو بن قيس الملائي
عن إبراهيم قال: يجيء المعلم يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم عليه. قال عطاء: هذا
جزاء الذين يأخذون على القرآن أجرا.
6544 - علي بن المبارك، الأحمر النحوي:
صاحب علي بن حمزة الكسائي. كان مؤدب الأمين، وهو أحد من اشتهر بالتقدم
في النحو، واتساع الحفظ، وجرت بينه وبين سيبويه مناظرة لما قدم بغداد.
أخبرني محمد بن محمد بن علي الشروطي - من أصل كتابه العتيق - حدثنا عبيد
الله بن محمد بن علي المروزي الكاتب، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري
قال: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول: كان علي الأحمر - علي بن المبارك -
مؤدب الأمين، يحفظ أربعين ألف بيت شاهد في النحو، سوى ما كان يحفظ من
القصائد وأبيات الغريب.
أخبرنا هلال بن المحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، حدثنا أبو
بكر بن محمد القاسم بن بشار، حدثنا أبو العباس - يعني ثعلبا - حدثنا سلمة بن
عاصم، حدثنا الفراء - مالا أحصي - قال: قدم سيبويه إلى بغداد فأتى يحيى بن خالد،
فقال له: اجمع بيني وبين الكسائي لأناظره، وأنت تسمع، فقال له يحيى: الكسائي
عندنا رجل عالم لا يمتنع من مناظرة أحد، وأنا أتقدم إليه في الحضور، فإذا كان يوم
كذا وكذا فاحضر. وعرف يحيى الكسائي وعرف الكسائي أصحابه، فسبق الفراء
والأحمر في ذلك اليوم إلى دار يحيى، فجلسا في الموضع الذي أعد للكسائي وسيبويه،
ثم جاء سيبويه فرفعاه، وألقى عليه الأحمر مسألة فأجاب فيها، فقال له الأحمر:
103

أخطأت وألقى عليه أخرى فأجاب فقال له: أخطأت - وكان الأحمر حادا حافظا -
فغضب سيبويه، فقال له الفراء إن معه عجلة. فمن قال: هؤلاء أبون ورأيت أبين،
ومررت بأبين، في جمع الأب على قول الشاعر:
- وكان بنو فزارة شر عم * وكنت لهم كشر بني الأخينا -
كيف نمثل مثاله من أويب؟ فأجابه سيبويه بجواب، فعارضه الفراء بادخال فيه
فانتقل منه إلى جواب آخر، فعارضه بحجة أخرى، فغضب وقال: لا أكلمكما حتى يجيء
صاحبكما، فجاء الكسائي، فجلس بالقرب منه، وأنصت يحيى والناس، فقال له
الكسائي، أتسألني أو أسألك؟ فقال: لا بل سلني، قال: كيف تقول خرجت فإذا
عبد الله قائم؟ فقال سيبويه: قائم بالرفع، فقال له الكسائي: أتجيز قائما بالنصب؟ قال
لا. قال له الكسائي: فكيف تقول كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور، فإذا
أنا بالزنبور إياها بعينها؟ قال: لا أجيز هذا بالنصب، ولكني أقول فإذا الزنبور هو
هي، فقال الكسائي الرفع والنصف جائزان، فقال سيبويه: الرفع صواب والنصب لحن
فعلت أصواتهما بهذا، فقال يحيى: أنتما عالمان ليس فوقكما أحد يستفتي، ولم يبلغ
من هذا العلم مبلغكما أحد، نشرف به على الصواب من قولكما، فما الذي يقطع ما
بينكما؟ فقال الكسائي: العرب الفصحاء المقيمون على باب أمير المؤمنين الذين
نرتضي فصاحتهم، يحضرهم، فنسألهم عما اختلفنا فيه، فإن عرفوا النصب علمت أن
الحق معي، وإن لم يعرفوه علمت أن الحق معه. فأشار إلى بعض الغلمان فلم يكن إلا
ساعة حتى حضر منهم خلق كثير، فقال لهم يحيى: كيف تقولون خرجت فإذا عبد
الله قائم، فلما وقعت المسألة في أسماعهم تكلم بها بعضهم بالنصب، وبعضهم
بالرفع، فلما كثر النصب أطرق سيبويه، فقال الكسائي: أعز الله الوزير إنه لم يقصدك
من بلده إلا راجيا فضلك، ومؤملا معروفك. فإن رأيت أن لا تخيله مما أمل، قال
فدفعت إليه بدرة اختلف فيها الناس، فقال بعضهم كانت من يحيى وقال آخرون
كانت من الكسائي، فقال بعض الجهال: إن الكسائي واطأ الأعراب من الليل حتى
تكلموا بالذي أراده، وهذا قول لا يعرج عليه، لأن مثل هذا لا يخفي على الخليفة
والوزير وأهل بغداد أجمعين.
104

6545 - علي بن المبارك بن عبد الله، المسروري:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. روى عنه
أحمد بن كامل، ومحمد بن جعفر زوج الحرة، وعمر بن محمد بن سبنك، وعلي
ابن عمر السكري.
أخبرنا أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحضرمي، حدثنا جدي، حدثنا علي بن
المبارك، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا الحمادان - حماد بن زيد وحماد
ابن سلمة - عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن رجلا ممن كان
قبلكم كان له مركب في البحر، وكان يبيع الخمر يشوبه بالماء، وكان معه في المركب
قرد ينظر إلى ما يفعل، فلما استتم ما في المركب من الخمر أخذ القرد الكيس.
فصعد الذروة، فجعل يرمي بدينار في البحر ودينار في المركب حتى جزأه
نصفين ".
هكذا كان في أصل كتاب شيخنا. وهو حديث غريب لا أعلم رواه بهذا الإسناد
غير المسروري وخالفه غيره فرواه عن عبد الأعلى عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أبي صالح عن أبي هريرة. وعن حميد عن الحسن عن النبي
صلى الله عليه وسلم؟ وذلك أصح، والله أعلم.
6546 - علي بن مجاهد بن مسلم بن رفيع، مولى حكم بن جبلة بن عبد
القيس، أبو مجاهد الرازي، يعرف بابن الكابلي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن يسار، والجعد بن أبي الجعد،
وغيرهما. روى عن الصلت بن مسعود الجحدري، وأحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب.
أخبرني أحمد بن علي التوزي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن
إسحاق المدائني، أخبرنا زياد بن أيوب، حدثنا علي بن مجاهد الرازي، حدثنا محمد
105

ابن إسحاق عن أبي الرجال عن أمه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كسر
عظم الميت ككسر عظم الحي ".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا علي بن مجاهد
الكابلي - في سنة اثنتين وثمانين ومائة من أهل الري أبو مجاهد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث عن أحمد وقيل له: علي
ابن مجاهد الرازي؟ قال: كتبنا عنه ما أرى به بأسا.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أن محمد بن حميد المخرمي أخبرهم حدثنا علي بن
الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - عن يحيى بن معين قال:
علي بن مجاهد أبو مجاهد بن الكابلي قد رأيته على باب هشيم وما أرى به بأسا، ولم
أكتب عنه شيئا.
[قلت] روى صالح بن محمد المعروف بجزرة عن يحيى بن معين في علي
ابن مجاهد كلاما عظيما، ووصفا قبيحا.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا صالح بن محمد قال:
سمعت يحيى بن معين - وسئل عن علي بن مجاهد الرازي ويعرف بالكابلي - قال:
كان يضع الحديث، وكان صنف كتاب المغازي فكان يضع لكلامه إسنادا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: وسألته - يعني
أبا غسان زنيجا - عن علي بن مجاهد فقال: تركته، ولم يرضه. ورماه يحيى بن
الضريس وأحمد بن جعفر الجمال الرازيان بالكذب. ذكر ذلك عبد الرحمن بن أبي
حاتم في كتاب " الجرح والتعديل ".
6547 - علي بن المغيرة، أبو الحسن الأثرم:
صاحب النحو والغريب واللغة. سمع أبا عبيدة معمر بن المثنى، وأبا سعيد
106

الأصمعي. روى عنه الزبير بن بكار، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو
العباس ثعلب، وغيرهم.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا علي بن المغيرة الأثرم عن
أبي عبيدة البصري قال: مر أبو عمرو بن العلاء بالبصرة، فإذا أعدال مطروحة
مكتوب عليها لأبو فلان، فقال أبو عمرو: يا رب يلحنون ويرزقون.
أخبرنا هلال بن المحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، حدثنا أبو
بكر بن الأنباري قال: وكان ببغداد من رواة اللغة اللحياني، والأصمعي، وعلي بن
المغيرة الأثرم.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي، أخبرنا أحمد بن كامل، حدثنا ثعلب،
حدثني أبو مسحل قال: كان إسماعيل بن صبيح أقدم أبا عبيدة في أيام الرشيد من
البصرة إلى بغداد، وأحضر الأثرم - وكان وراقا في ذلك الوقت - وجعله في دار من
دوره وأغلق عليه الباب ودفع إليه كتب أبي عبيدة وأمره بنسخها، قال: فكنت أنا
وجماعة من أصحابنا نصير إلى الأثرم، فيدفع إلينا الكتاب من تحت الباب، ويفرق
علينا أوراقا، ويدفع إلينا ورقا أبيض من عنده، ويسألنا نسخة وتعجيله، ويوافقنا على
الوقت الذي نرده عليه فيه، فكنا نفعل ذلك، وكان الأثرم يقرأ على أبي عبيدة
ويسمعها، قال: وكان أبو عبيدة من أضن الناس بكتبه، ولو علم بما فعله الأثرم لمنعه
منه ولم يسامحه.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، أخبرنا الحارث بن
محمد قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الحسن الأثرم علي بن المغيرة في
جمادى الأولى.
6548 - علي بن مسلم بن سعيد، أبو الحسن الطوسي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويوسف بن
الماجشون، وهشيم، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد،
وعباد بن العوام، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن بكر البرساني، وعبد الله بن
107

نمير، وأبي داود الطيالسي، وحبان بن هلال، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب
ابن جرير، وروح بن عبادة. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني ومحمد بن
إسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو بكر الأثرم، ومعاذ بن المثنى، وعبد الله بن أحمد
ابن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإبراهيم بن موسى
التوزي، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي. وابن عياش القطان، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو
داود، أخبرنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة " قال رجل لابن عون عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما عن
ابن عمر فلا يشك فيه.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش
القطان، حدثنا علي بن مسلم، أخبرنا روح، حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث
عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لتسع عشرة -
أو لسبع عشرة - من رمضان فصام صائمون، وأفطر مفطرون فلم يعب هؤلاء على
هؤلاء ولا هؤلاء على هؤلاء.
أخبرني الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمداني، حدثنا أبو عيسى عبد
الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: علي بن مسلم
طوسي لا بأس به.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج
قال: مات أبو الحسن علي بن مسلم - أصله من طوس ناقلة - يوم الأحد ودفن يوم
الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين ببغداد.
108

وقال السراج سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت علي بن مسلم
يقول قال لي أبوك: في أي سنة ولدت؟ فقلت: ولدت سنة ستين ومائة، ومات وهو
ابن ثلاث وتسعين سنة.
6549 - علي بن معبد بن نوح، أبو الحسن:
وهو أخو عثمان بن معبد. سكن مصر وحدث بها عن يعقوب بن إبراهيم بن
سعد، ومكي بن إبراهيم، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبي النضر هاشم بن القاسم،
وأبي أحمد الزبيري، وأسود بن عامر، وخالد بن عمرو الكوفي، ويعلى بن منصور،
وعلي بن الحسن بن شقيق، وزيد بن يحيى بن عبيد. روى عنه موسى بن هارون،
وأبو جعفر الطحاوي، وجماعة من المصريين.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثني أبي، حدثنا علي بن معبد بن نوح البغدادي - أبو الحسن في شوال سنة
أربع وخمسين ومائتين - حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشير
عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد
الرحمن أعاذك الله من أمراء يكونون من بعدي من دخل عليهم فصدقهم وأعانهم
على جورهم فليس مني ولا يرد على الحوض، يا عبد الرحمن الصيام جنة، والصلاة
برهان، إن الله أبى على أن يدخل الجنة لحما نبت من سحت، النار أولى به ".
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح، حدثني أبي قال: علي بن معبد يكنى أبا الحسن، سكن مصر، ثقة صاحب
سنة وكان أبوه واليا على طرابلس المغرب.
حدثت عن أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي قال: حدثنا القاضي أبو بكر بن
الجعابي قال: علي بن معبد بن نوح نزل مصر، وأخوه عثمان بن معبد بن نوح نزل
بغداد، عند على عجائب.
109

أخبرنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: علي بن معبد بن نوح يكنى أبا
الحسن بغدادي قدم مصر وحدث بها عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وغيره،
وكان تاجرا توفي بمصر يوم الخميس لخمس خلون من رجب سنة تسع وخمسين
ومائتين، آخر من حدث عنه بمصر إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم العسكري.
قلت: وذكره ابن أبي حاتم فقال: كتبنا شيئا من حديثه بمكة وكان حاجا فلم
يقض لنا السماع منه وكان صدوقا.
6550 - علي بن موفق، العابد:
حدث عن منصور بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري. روى عنه أحمد بن
مسروق الطوسي، وعباس بن يوسف الشكلي، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع، وأحمد
ابن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، وغيرهم وهو عزيز الحديث، وكان ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ،
حدثنا جعفر بن عبد الله الختلي. وأخبرنا علي بن طلحة المقرئ والحسن بن علي
التميمي قالا: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن
مجاشع الختلي، حدثنا علي بن موفق العابد، حدثنا منصور بن عمار عن بشير بن
طلحة عن خالد بن الدريك عن يعلى بن منبه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن النار لتقول
للمؤمن يوم القيامة يا مؤمن جز بي، فقد أطفأ نورك لهبي ".
أخبرني مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكي - إملاء - قال: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي
يقول: سمعت علي بن الموفق يقول: حججت على رجلي ستين حجة منها عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين. قال أبو العباس: فأنا أقتدي بعلي بن الموفق حججت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حجج. وضحيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وسبعين أضحية،
وقرأت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سنة ستين اثني عشر ألف ختمة - أو دونه
بقريب - وجعلت أعمالي كلها للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو إسحاق المزكي: إني قد اقتديت بأبي العباس، حججت عن النبي صلى الله عليه وسلم سبع
حجج، وختمت عنه سبعمائة ختمة.
110

وأخبرني مكي بن علي، حدثنا أبو إسحاق المزكي قال: سمعت أبا الحسن علي
ابن الحسن بن أحمد البلخي - بمكة - يقول: سمعت عبد الرحمن بن عبد الباقي -
بطرسوس - قال: سمعت بعض مشايخنا يقول قال علي بن الموفق: لما تم لي ستون
حجة خرجت من الطواف وجلست بحذاء الميزاب، وجعلت أتفكر لا أدري إيش
حالي عند الله، وقد كثر ترددي إلى هذا المكان، قال فغلبتني عيناي فكأن قائلا
يقول: يا علي أتدعو إلى بيتك الا امرأ تحبه، قال: فانتبهت وقد سرى عني ما كنت
فيه.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن
أحمد بن المهدي قال: سمعت علي بن الموفق يقول: خرجت يوما لأؤذن فأصبت
قرطاسا فأخذته ووضعته في كمي فأذنت وأقمت وصليت فلما صليت قرأته فإذا فيه
مكتوب، بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن الموفق، تخاف الفقر وأنا ربك.
وأخبرني الرزاز وفاطمة بنت هلال بن أحمد الكرجي قالا: حدثنا عثمان بن
أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي قال: سمعت علي بن الموفق - مالا أحصيه -
وهو يقول: اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وإن كنت
تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقا مني إليها فاحرمنيها، وإن كنت تعلم أني
أعبدك حبا مني لك وشوقا إلى وجهك الكريم فأبحنيه مرة واصنع بي ما شئت.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدثنا
أبو نصر محمد بن أحمد الطالقاني قال: سمعت ابن شخرف - يعني الفتح - يقول
وقد رأى الأزر تطرح على جنازة ابن موفق - يعني - عليا فضحك وقال: ما أحسن
هذه المزاحمات لو كانت على الأعمال.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وبمدينتنا علي بن الموفق - يعني مات - سنة خمس وستين ومائتين،
وكان من الزاهدين المذكورين.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - قال: سمعت
شعيب بن علي القاضي يقول: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان، حدثنا جعفر بن إبراهيم
البغدادي على باب محمد بن الجهم السمري - حدثنا أحمد بن عبد الله الحفار قال:
رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال: حباني
111

وأعطاني، وقربني وأدناني. قال: قلت الشيخ الزمن علي بن الموفق ما صنع الله به،
قال: الساعة تركته على زلالي يريد العرش.
6551 - علي بن مالك بن يزيد، العطار المخرمي:
حدث عن الحكم بن موسى، ومحمد بن بشار بندار، وعبد العزيز بن منيب
المروزي، ومحمد بن أحمد بن صالح الإصطخري. روى عنه محمد بن خلف
وكيع، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن عبد الملك التاريخي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات من ناحيتنا علي بن مالك العطار لأربع خلون من شعبان
سنة تسع وسبعين، كان صالح المعرفة بالحديث.
6552 - علي بن موسى بن محمد بن النضر، أبو القاسم الكاتب الأنباري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن وزير الواسطي، وعمرو بن عبد الله الأزدي،
وزياد بن أيوب الطوسي، ويعقوب الدورقي، والحسين بن يحيى البيروذي، وعمر بن
شبة النميري. روى عنه أبو القاسم بن النخاس، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير،
وابن حيويه، وابن شاهين، وغيرهم.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو
القاسم علي بن موسى الأنباري الكاتب - قدم علينا من الأنبار - حدثنا أبو زيد عمر
ابن شبة بن عبيد - بسر من رأى - حدثنا مخشى بن معاوية الباهلي، حدثنا هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: إنما أناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحصبة ليكون أسمح
لخروجه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو القاسم بن النخاس، حدثنا علي بن موسى بن محمد
أبو القاسم بالأنبار ثقة.
6553 - علي بن موسى بن عيسى، أبو الحسن البزاز يعرف بالنفاط:
حدث عن أبي بكر المروذي صاحب أحمد بن حنبل. روى عنه عبد الواحد بن
علي الفامي.
112

6554 - علي بن موسى بن إسحاق، أبو الحسن يعرف بابن الرزاز:
سمع قاسم بن محمد الأنباري، وموسى بن هارون، وطبقتهما ومن بعدهما.
روى عنه ابن حيويه، والدارقطني، وكان فاضلا أديبا، ثقة عالما.
6555 - علي بن معروف بن محمد، أبو الحسن البزاز:
وهو أخو أبي الفرج أحمد. حدث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم
البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، والقاضي
المحاملي. حدثنا عنه غالب بن هلال الحفار وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأحمد بن
علي بن التوزي، وكان ثقة.
وقال لي ابن التوزي: سمعت منه في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان يسكن
المخرم.
6556 - علي بن محمدان بن محمد، أبو الحسن القاضي البلخي ثم
الطائقاني:
قدم علينا حاجا وحدث عن شعيب بن إدريس البلخي، وإبراهيم بن عبد الله بن
داود الرازي. كتبنا عنه وما علمنا من حاله إلا خيرا.
أخبرنا علي بن محمدان - في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة -
حدثنا أبو صالح شعيب بن إدريس الفقيه - ببلخ - حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد
الفارسي - قرأت عليه - قلت له: حدثكم أبو سليمان محمد بن الفضيل العابد، حدثنا
أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة - أو قال كرب الآخرة - ومن يسر على مسلم يسر الله عليه في الدنيا والآخرة،
ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان في
عون أخيه، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا غشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن
عنده، ومن سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، ومن يبطئ به
عمله لا يسرع به نسبه ".
113

6557 - علي بن المظفر بن علي بن المظفر بن علي، أبو الحسن المقرئ:
أصبهاني الأصل كان ينزل شارع العتابيين، وحدث عن أبي بكر الشافعي، وعمر
ابن جعفر بن سلم، ومحمد بن علي بن حبيش، وحبيب القزاز، ومحمد بن عبد الله
ابن مرة النقاش، ومحمد بن حميد المخرمي، وأبي الفضل الزهري.
كتبت عنه وكان قد خلط في بعض سماعاته، وسمعته يذكر أن مولده في سنة
ست وأربعين وثلاثمائة. ومات في يوم السبت الحادي والعشرين من جمادى الأولى
سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
6558 - علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم، أبو القاسم
التنوخي:
وقد ذكرنا نسب جده علي بن محمد على الاستقصاء، وذكر لنا أن تنوخ الذين
ينتسبون إليه اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين وتحالفوا على التوازر والتناصر،
وأقاموا هناك، فسموا تنوخا. سمع أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الزينبي، وعلي بن
محمد بن سعيد الرزاز، وأبا الحسن بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وإسحاق بن سعد
ابن الحسن بن سفيان، وأبا عبد الله العسكري، وعبيد الله بن محمد الحوشبي،
وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وخلقا كثيرا من طبقتهم
وممن بعدهم.
كتبت عنه وسمعته يقول: ولدت بالبصرة في النصف من شعبان سنة خمس وستين
وثلاثمائة، وأول سماعي في شعبان من سنة سبعين وثلاثمائة. وكان قد قبلت شهادته
عند الحكام في حداثته، ولم يزل على ذلك مقبولا إلى آخر عمره. وكان متحفظا في
الشهادة، محتاطا صدوقا في الحديث وتقلد قضاء نواح عدة منها المدائن وأعمالها،
ودرزنجان، والبردان، وقرميسين ومات في ليلة الاثنين الثاني من المحرم سنة سبع
وأربعين وأربعمائة، ودفن يوم الاثنين في داره بدرب التل وصليت على جنازته.
6559 - علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة، أبو الحسن الروزني الصوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، وعلي بن المثنى
الاستراباذي وغيرهما.
114

كتبت عنه وكان لا بأس به. وقال لنا: كان جدي ماخرة مجوسيا. وسألته عن
مولده فقال: في سنة ست وستين وثلاثمائة.
ومات في شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
* * *
حرف النون من آباء العليين
6560 - علي بن نصر بن الصباح بن عبد الله بن مالك بن طوق، التغلبي أبو
الحسن البغدادي:
سكن مصر وحدث بها عن أبي بكر بن مقسم النحوي، وأحمد بن يوسف بن
خلاد، وأبي بكر بن مالك القطيعي شيئا يسيرا. وكان يذكر أنه سمع من أبي سهل
ابن زياد القطان، وأبي بكر النقاش المقرئ، ودعلج بن أحمد، وأبي علي الطوماري.
قال لي الصوري: حكى لنا من حفظه حكايات، قال: وكان شيخا حافظا
للأدب، ويتفقه على مذهب داود. وكانت كتبه التي سمع فيها ببغداد فلم يحصل لنا
عنه حديث مسند غير أحاديث يسيرة عن أبي بكر بن خلاد من مسند الحارث بن
أبي أسامة.
قلت: وقد حدث عنه القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي.
* * *
حرف الهاء من آباء العليين
6561 - علي بن هاشم بن البريد، أبو الحسن الخزاز الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن إسماعيل بن أبي خالد، وعن كثير البوا،
وشقيق بن أبي عبد الله، وإسماعيل بن مسلم، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى. روى عنه يونس بن محمد المؤدب، ومحمد بن الصلت
الأسدي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، والحسن
ابن حماد سجادة وغيرهم.
115

أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن ابن أبي ليلى
عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية.
قال عبد الله: قال أبي: سمعت من علي بن هاشم بن البريد سنة تسع وسبعين في
أول سنة طلبت الحديث مجلسا، ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات، وهي السنة
التي مات فيها مالك بن أنس.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن علي بن هاشم بن البريد فقال: سئل
عنه عيسى بن يونس فقال: أهل بيت تشيع وليس ثم كذب. قلت لأبي داود: من
ذكره؟ فقال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني عن الحداني، أخبرنا محمد بن أحمد بن
رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن
أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر له علي بن هاشم بن البريد - فقال: ثقة.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن علي بن هاشم بن البريد فقال: ثقة.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: علي بن هاشم
ابن البريد ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
116

أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، حدثني عبد الله بن شعيب قال: قرئ على يحيى بن
معين: علي بن هاشم ثقة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي قال: قال علي بن المديني: علي بن هاشم بن البريد كان صدوقا، وكان
يتشيع.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني قال: هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء
مذهبهما.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله عن
علي بن هاشم بن البريد قال: ليس به بأس. مات سنة تسع وسبعين.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: خرجت إلى الكوفة سنة ثلاث وثمانين بعد موت
هشيم.
أخبرنا الصوري قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الحسن علي بن هاشم بن البريد كوفي
ليس به بأس.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد
الكندي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات علي بن هاشم سنة ثمانين
ومائة.
أخبرنا عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال:
توفي علي بن هاشم بالكوفة في رجب - أو شعبان - سنة إحدى وثمانين ومائة في
خلافة هارون.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات علي بن هاشم بن البريد البريدي الخزاز سنة
إحدى وثمانين ومائة في رجب. ويقال في شعبان.
117

6562 - علي بن الهيثم:
حدث عن يعلى بن منصور الرازي. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في
صحيحه.
وقال لنا هبة الله بن الحسن الطبري: وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني أنه
بغدادي.
6563 - علي بن الهيثم، صاحب الطعام:
حدث عن عمر بن يونس بن القاسم اليمامي وحماد بن مسعدة، وأبي شيخ
عبد الله بن مروان الحراني. روى عنه المحاملي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا علي بن الهيثم، حدثنا حماد بن مسعدة
عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن يسار عن جابر بن عبد الله: أن رجلا صام في السفر
فغشي عليه فجعل ينضح بالماء، وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ليس من البر الصوم في
السفر ".
6564 - علي بن الهيثم بن عثمان:
حدث عن مسعود بن جويرية الموصلي. روى عنه إبراهيم بن محمد بن مسلم بن
وارة.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن مسلم بن
وارة، حدثنا علي بن الهيثم بن عثمان البغدادي، حدثنا أبو سعيد مسعود بن جويرية،
حدثنا عبد الله بن خراش عن قاسط عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من
شرب الخمر حتى يموت حرمت عليه في الآخرة ".
6565 - علي بن الهيثم:
والد أبي بكر بن علوان المقرى. روى عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل عن
سليم عن عيسى عن حمزة الزيات حروفه في القراءات. حدث بذلك أبو بكر محمد
ابن علي عن أبيه.
118

6566 - علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور، المنجم:
حدث عن بشر بن موسى، ومحمد بن العباس اليزيدي، ومحمد بن أحمد
المقدمي، وطبقتهم، وكان إخباريا أديبا، شاعرا متكلما. روى عنه ابنه أحمد، والحسن
ابن الحسين النوبختي وأبو عبيد الله المرزباني.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن يحيى بن المنجم،
حدثني أبي قال: كنت وأنا صبي لا أقيم الراء في كلامي وأجعلها غينا، وكانت سني
إذ ذاك أربع سنين - أو أقل أو أكثر - فدخل أبو طالب المفضل بن سلمة - أو أبو بكر
الدمشقي - شك أبو الفتح - إلى أبي وأنا بحضرته، فتكلمت بشئ به راء فلثغت فيها،
فقال له الرجل: يا سيدي لم تدع أبا الحسن يتكلم هكذا؟ فقال له: وما أصنع وهو
ألثغ؟ فقال له - وأنا أسمع وأحصل ما يجري وأضبطه - أن اللثغة لا تصح مع سلامة
الجارحة، وإنما هي عادة سوء تسبق إلى الصبي أول ما يتكلم بتحقيق الألفاظ، أو
سماعه شيئا يحتذيه، فإن ترك على ما يستصحبه من ذلك مرن عليه، فصار له طبعا لا
يمكنه التحول منه، وإن أخذ بتركه في أول نشوئه استقام لسانه وزال عنه، وأنا أزيل
هذا عن أبي الحسن ولا أرضى فيه بتركك له عليه. ثم قال لي: أخرج لسانك،
فأخرجته فتأمله فقال: الجارحة صحيحة، قل يا بني راء، واجعل لسانك في سقف
حلقك، ففعلت فلم يستو لي فما زال يرفق بي مرة، ويخشن على أخرى، وينقل لساني
إلى موضع موضع من فمي ويأمرني أن أقول الراء فيه، فإذا لم يستو نقل لساني إلى
موضع آخر دفعات كثيرة في زمان طويل، حتى قلت راء صحيحة في بعض تلك
المواضع التي نقل إليها لساني، فطالبني بإعادتها وألزمني ذلك حتى استقام لساني
وذهبت اللثغة، فأمر أن أطالب بهذا أبدا، ويتقدم به إلى معلمي ومن يحفظني، وأوخذ
بالكلام به ولا يتسمح لي بالغلط فيه، ففعل ذلك ومرنت عليه، وما لثغت إلى الآن.
قال التنوخي: وحدثني أبو الفتح أنه رأى إنسانا يلثغ في جميع الحرف حتى جعل
السين ثاء، والثاء سينا، والكاف لاما، واللام كافا، وكذلك يفعل في جميع الحروف لا
يقصد حرفا فيمكنه أداؤه، فإذا قصد غيره جرى على لسانه ذلك الحرف الأول
صحيحا في مكان الحرف الثاني، وهذا دليل على أن اللثغة سوء عادة.
حدثني هلال بن المحسن قال: مات علي بن هارون بن المنجم يوم الأربعاء لثلاث
عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وكان مولده لتسع
خلون من صفر سنة ست وسبعين ومائتين.
119

6567 - علي بن هارون بن محمد بن أحمد، أبو الحسن الحربي
السمسار:
سمع موسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ويوسف
ابن يعقوب القاضي، وجعفر الفريابي. حدثنا عنه البرقاني، وأبو علي بن دوما، وأبو
نعيم الحافظ.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: توفي علي بن هارون الحربي في جمادى
الأولى سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكان أمره في ابتداء ما حدث جميلا، ثم حدث
منه تخليط.
ذكر ابن أبي الفوارس أنه توفي يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى، قال:
وكان صالح الأمر إن شاء الله.
6568 - علي بن هارون بن نصر، أبو الحسن النحوي المعروف
بالقرميسيني:
حدث عن علي بن سليمان الأخفش. روى عنه عبد السلام بن الحسين البصري
وحدثنا عنه علي بن أيوب القمي.
قال ابن أبي الفوارس: توفي علي بن هارون القرمسيني النحوي في جمادى الآخرة
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قال وكان عنده عن أبي الحسن الأخفش أشياء كثيرة،
وسمعت منه وكان ثقة جميل الأمر، وكان مولده سنة تسعين ومائتين، وكان جارنا
بالرحبة.
6569 - علي بن هلال بن النجم بن هلال بن عصام، أبو الحسن الباهلي
الصفار:
حدث عن محمد بن الحسن بن بدينا، وأبي القاسم البغوي. حدثنا عنه محمد بن
الحسين بن إبراهيم الخفاف.
أخبرنا ابن الخفاف، حدثنا أبو الحسن علي بن هلال بن النجم الصفار - إملاء من
حفظه - حدثنا أبو جعفر بن بدينا حدثنا محمد بن زنبور المكي قال: احتبس على
الفضيل بن عياض بوله. فقال: سيدي أطلقه عني، قال فما بال. فقال في الثانية
120

وعزتك لو قطعتني إربا إربا ما ازددت لك إلا حبا، قال فما بال. قال فقال في الثالثة
بحبي لك إلا ما أطلقته عني؟ فما برحنا حتى بال.
* * *
حرف الياء من آباء العليين
6570 - علي بن يزيد بن حسان بن سنان، أبو الحسن التنوخي الأنباري:
ابن عم إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان. حدث بالأنبار عن عمه البهلول.
روى عنه عبد الله بن محمد بن ياسين، وداود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول.
6571 - علي بن أبي يحيى، أبو الحسن الأكفاني:
حدث عن شبابة بن سوار، وأبي بدر شجاع بن الوليد. روى عنه الحسن بن
محمد بن عنبر الوشاء.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا عبد الله بن موسى الهاشمي قال: حدثنا الحسن بن محمد
ابن عنبر الوشاء، حدثنا أبو الحسن علي بن أبي يحيى الأكفاني، حدثنا شجاع بن
الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، حدثنا عبد الرحمن بن رافع التنوخي
عن عبد الله بن عمرو قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء، يقول: " اللهم إني أسألك
الصحة والعفة، والأمانة، وحسن الخلق، والرضا بالقدر ".
6572 - علي بن يحيى بن أبي منصور، المنجم:
كان راوية للأخبار والأشعار، شاعرا محسنا. أخذ عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي
الأدب وصنعة الغناء، ونادم جعفر المتوكل وكان من خاصة ندمائه، وتقدم عنده وعند
من بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد، وتوفي آخر أيام المعتمد ودفن بسر من رأى.
6573 - علي بن يحيى بن عبد الله، البزاز:
حدث أحمد بن عبد الله الذارع عنه عن إسماعيل بن الفضل الرازي، والذارع
غير ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع -
بالنهروان - حدثنا علي بن يحيى بن عبد الله البزاز البغدادي، حدثنا إسماعيل بن
121

الفضل الرازي، حدثنا عيسى بن جعفر عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مرض يوم يكفر ذنوب ثلاثين سنة ".
6574 - علي بن يحيى بن الخليل بن زكريا بن عبد الله، أبو الحسن العطار
المفلوج يعرف بالسني:
حدث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، والفضل بن موسى
البصري. روى عنه موسى بن محمد بن عرفة.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، أخبرنا موسى بن محمد بن
جعفر بن عرفة السمسار، حدثنا أبو الحسن علي بن يحيى بن الخليل بن زكريا بن
عبد الله السني العطار - إملاء من لفظه وكان مفلوجا - حدثنا أبو العباس الفضل بن
موسى البصري، حدثنا عبد الملك بن الصباح، حدثنا الأوزاعي عن يحيى وعكرمة بن
عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " إذا تغوط الرجلان فليتوار أحدهما عن صاحبه، ولا يتحدثان على طوفهما،
فإن الله يمقت عليه ".
6575 - علي بن يحيى بن عياش، القطان:
سمع العباس بن أبي طالب. روى أخوه الحسين عن وجوده في كتابه.
أخبر أبو سعيد ظفر بن الفرج الخفاف، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف،
حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش قال: وجدت في كتاب أخي علي بن يحيى، حدثنا
العباس بن أبي طالب، حدثنا يحيى بن آدم عن حفص بن غياث قال: ولدت أم محمد
ابن أبي إسماعيل أربعة بنين في بطن، قال فرأيتهم كلهم قد نيفوا على الثمانين.
6576 - علي بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسن التجيبي الواسطي، يعرف
بالنقيب:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن زهير
122

ابن الفضل الأبلي، ومحمد بن سليمان النعماني، والحسن بن محمد بن شعبة
الأنصاري، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، وعلي بن عبد الله بن مبشر
الواسطي. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو الفرج الطناجيري، وأبو
الحسن بن قشيش، وعبد العزيز الأزجي.
وسالت عنه الأزجي، قلت: أين سمعت من هذا الواسطي؟ قال: ببغداد، وكان
مقيما بها.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن السمسار قال: أنشدنا أبو الحسين علي بن
يحيى بن إسحاق الواسطي - في جامع المدينة - وأخبرني الأزجي، حدثنا علي بن
يحيى بن إسحاق الوراق الواسطي قال: أنشدنا أبو بكر بن أبي داود لنفسه:
- إذا تشاجر أهل العلم في خبر * فليطلب البعض من بعض أصولهم -
- إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن * لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم -
- فاصدع بعلم ولا تردد نصيحتهم * وأظهر أصولك إن الفرع متهم -
قرأت في كتاب الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير: توفي علي بن يحيى النقيب
يوم السبت لست خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وكان
يتشيع، وكان غيره أثبت منه.
6577 - علي بن يوسف، المستملي:
حدث عن علي بن داود القنطري. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا علي بن يوسف المستملي البغدادي، حدثنا علي بن داود
القنطري، حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، حدثنا القاسم بن غصن عن إسماعيل
ابن سميع عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الدرجات العلى
ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر
لمنهم، وأنعما ".
قال سليمان: لم يروه عن ابن سميع إلا ابن غصن، ولا عنه إلا محمد بن عبد
العزيز، تفرد به القنطري.
123

6578 - علي بن يوسف بن أيوب، الدقاق:
حدث عن أحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل. روى عنه عبد العزيز بن جعفر
الخرقي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، أخبرنا علي
ابن يوسف بن أيوب الدقاق، حدثنا أحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل - حدثنا
محمود بن غيلان، حدثنا الوليد بن مسلم عن معان بن رفاعة عن علي بن زيد عن
القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تستشيروا الحاكة ولا المعلمين ".
6579 - علي بن يعقوب بن عيسى:
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا علي بن
يعقوب بن عيسى - إملاء من حفظه - حدثني أبو صالح الهيثم بن خالد - وراق
الفضل بن دكين - عن الأعمش عن أبي صالح قال: رأيت علي بن أبي طالب قاعدا
في زرارة تحت السدرة، وانحدرت سفينة، فقرأ: * (وله الجوار المنشئات في البحر
كالأعلام) * [الرحمن 24] والذي أجراها مجراها ما قتلت عثمان، ولا شايعت في قتله،
ولا مالأت، ولقد غمني.
قال لي الخلال: لم يكن عند علي بن يعقوب غير هذا الحديث.
* * *
ذكر من اسمه العباس
6580 - العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
كان من رجالات بني هاشم، وولى إمارة الجزيرة في أيام الرشيد، وله إلى وقتنا هذا
عقب ببغداد.
فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال، وفي هذه السنة. يعني سنة خمسين وثمانين ومائة - ولى العباس بن محمد - الذي
124

تنتسب إليه العباسية - الجزيرة، وصار إلى الرقة فأمر الرشيد ففرش له في قصر الإمارة،
واتخذت له فيه الآلات، وشحن بالرقيق، وحمل إليه خمسة آلاف ألف درهم. ثم
دخلت سنة ست وثمانين ومائة فيها توفي العباس بن محمد بن علي ببغداد في رجب،
وكانت علته الماء الأصفر، وصلى عليه الأمين، ودفن في العباسية، وسنه خمسة وستون
سنة، وستة أشهر، وستة عشر يوما.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا سهل بن أحمد الديباجي، حدثنا محمد بن أحمد بن
الفضل الخباز، حدثنا أبو سلمة هشام بن عمرو القرشي قال: قال رجل للعباس بن
محمد: إني أتيتك في حاجة صغيرة، فقال له: اطلب لها رجلا صغيرا.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران الكاتب، حدثنا محمد
ابن أحمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد عن محمد بن
عبد الرحمن المهلبي، حدثني العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس - وكان
العباس أجود الناس رأيا، وكان الرشيد يقول: عمي العباس بن محمد يذكرني أسلافنا
- قال العباس قلت للرشيد يوما: إنما مالك تزرع به من أصلحته نعمتك، وسيفك
تحصد به من كفرها. وكان بين يدي الرشيد طبيب يقول له كل كذا ولا تأكل كذا،
فقلت للطبيب: أنت أحمق، إذا صححت فكل كل شئ، وإذا مرضت فاحتم من كل
شئ. وقال له بعض الشعراء:
- لو قيل للعباس يا ابن محمد * قل لا - وأنت مخلد - ما قالها -
- إن السماحة لم تزل معقولة * حتى حللت براحتيك عقالها -
- وإذا الملوك تسايرت في بلدة * كانت كواكبنا وكنت هلالها -
6581 - العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، أبو
الفضل:
أخو محمد وعبيد الله والفضل وحمزة بني الحسن. وهو من أهل مدينة رسول الله
صلى الله عليه وسلم قدم بغداد في أيام هارون الرشيد وأقام في صحابته وصحب المأمون بعده، وكان
عالما شاعرا فصيحا، ويزعم أكثر العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان -
حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار، حدثنا أبو بكر بن النعمان، حدثنا
أبو العباس العلوي الفضل بن محمد بن الفضل قال: قال عمي العباس بن الحسن بن
125

عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب: اعلم أن رأيك لا يتسع لكل شئ، ففرغه
للمهم. وأن مالك لا يغني الناس كلهم، فخص به أهل الحق، وأن كرامتك لا تطيق
العامة، فتوخ بها أهل الفضل. وأن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجتك وإن دأبت
فيهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك من ذلك، فإن ما شغلك من رأيك في
غير المهم إزراء بالمهم، وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحق، وما
عمدت من كرامتك إلى أهل النقص أضر بك في العجز عن أهل الفضل، وما شغلت
من ليلك ونهارك في غير الحاجة أزري بك في الحاجة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب قال: وكان العباس بن الحسن في صحابة أمير المؤمنين هارون، وكان
من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وشعرا. وقال العباس بن الحسن يذكر إخاء أبي
طالب لعبد الله أبى النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وأمه من بين إخوته:
- إنا وإن رسول الله يجمعنا * أب وأم وجد غير موصوم -
- جاءت بنا ربة من بين أسرته * غراء من نسل عمران بن مخزوم -
- حزنا بها - دون من يسعى ليدركها * قرابة من حواها غير مسهوم -
- رزقا من الله أعطانا فضيلته * والناس من بين مرزوق ومحروم -
أخبرنا الجوهري، أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، حدثنا عبد
الواحد بن محمد الخصيبي، حدثني محمد بن إسماعيل قال: دخل العباس بن الحسن
العلوي العباسي على المأمون فتكلم فأحسن، فقال له المأمون: والله ما علمتك إلا
تقول فتحسن، وتشهد فتزين، وتغيب فتؤمن.
أخبرني أبو محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا عثمان بن
بكر، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا عبد الله بن مسلم قال: جاء العباس بن
الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب إلى باب المأمون، فنظر إليه
الحاجب ثم أطرق، فقال له: لو أذن لنا لدخلنا، ولو اعتذر إلينا لقبلنا، ولو صرفنا
لانصرفنا، فإما اللفتة بعد النظرة لا أعرفها. ثم أنشد:
- وما عن رضا كان الحمار مطيتي * ولكن من يمشي سيرضى بما ركب -
126

6582 - العباس بن الأحنف، الشاعر:
كان ظريفا حلوا مقبولا حسن الشعر، ولم يقل في المديح والهجاء إلا شيئا نزرا،
وشعره في الغزل، وله أخبار كثيرة مع هارون الرشيد وغيره. وقيل إنه العباس بن
الأحنف بن الأسود بن طلحة بن جدان بن كلدة بن جذيم بن شهاب بن سالم بن
دحية بن كليب بن عبد الله بن عدي بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن
وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن
معد بن عدنان.
وقال إبراهيم بن العباس الصولي: العباس بن الأحنف من ولد الديل بن حنيفة أخي
عدي بن حنيفة، فالله أعلم.
أخبرنا محمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري -
فيما أذن لنا أن نرويه عنه - أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدثني القاسم
ابن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العباس الكاتب يقول - وقد ذكر العباس بن
الأحنف - فقال: هو العباس بن الأحنف بن الأسود بن قدامة بن هميان - من بني
هميان - بن الحارث بن ذهل بن الذيل بن حنيفة قال: أبو بكر الصولي: وقيل العباس
ابن الأحنف أصله من عرب خراسان، ومنشؤه بغداد، ولم تزل العلماء تقدمه على
كثير من المحدثين، ولا يزال قد ندر له الشيء البارع جدا حتى يلحقه بالمحسنين.
وقال الصولي: سمعت العطوي يقول: كان ابن الأحنف شاعرا مجيدا غزلا، وكان
أبو الهذيل [العلاف] البطال يبغضه ويلعنه لقوله:
- إذا أردت سلوا كان ناصركم * قلبي فهل أنا من قلبي بمنتصر -
- فأكثروا أو أقلوا من إساءتكم * فكل ذلك محمول على القدر -
فكان أبو الهذيل يقول: يعقد الفجور والكذب في شعره، ويلعنه قال العطوي:
وقد أحسن في تمام هذا الشعر:
- وضعت خدي لأدني من يطيف بكم * حتى احتقرت وما مثلي بمحتقر -
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازني، حدثنا الحسين بن
القاسم الكوكبي قال: حدثني محمد بن عجلان، حدثنا يعقوب بن السكيت،
127

أخبرني محمد بن المهني قال: كان عباس بن الأحنف مع إخوان له على شراب،
فجرى ذكر مسلم بن الوليد، فقال بعضهم صريع الغواني. فقال عباس: والله ما
يصلح إلا أن يكون صريع الغيلان. فاتصل ذلك بمسلم فأنشأ مسلم يهجوه ويقول:
- بنو حنيفة لا يرضى الدعي بهم * فاترك حنيفة واطلب غيرها نسبا -
- منيت مني وقد جد الجراء بنا * بغاية منعتك الفوت والطلبا -
- واذهب فأنت طليق الحلم مرتهن * بسورة الجهل ما لم أملك الغضبا -
- اذهب إلى عرب ترضى بدعوتهم * إني أرى لك خلقا يشبه العرب -
أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو
بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي قال: كنت عند أبي ذكوان - وهو القاسم
ابن إسماعيل - فقال: أنشدني عمك إبراهيم بن العباس لخاله العباس بن
الأحنف:
- قد سحب الناس أذيال الظنون بنا * وفرق الناس فينا قولهم فرقا -
- فكاذب قد رمى بالحب غيركم * وصادق ليس يدري أنه صدقا -
ثم قال: كأني أعرف شعرا أخذه العباس منه، فقلت له: أنشدنا أبو العيناء عن
الأصمعي لمزاحم العقيلي:
- ألا يا سرور النفس ليس بعالم * بك الناس حتى يعلموا ليلة القدر -
- سوى رجمهم بالظن والظن مخطئ * مرارا ومنهم من يصيب ولا يدري -
فقال: هو والله الذي أردت، لو رآك عمك لأقر الله عينه بك.
أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا الحسن بن عبد الله اللغوي عن محمد
ابن يحيى قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن المعتز يقول: لو قيل لي ما أحسن شعر
تعرفه. لقلت شعر العباس بن الأحنف:
- قد سحب الناس أذيال الظنون بنا * وفرق الناس فينا قولهم فرقا -
- فكاذب قد رمى بالظن غيركم * وصادق ليس يدري أنه صدقا -
أخبرنا علي بن أيوب القمي، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني،
أخبرني الصولي، حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال: سمعت الزبير يقول: العباس بن
الأحنف أشعر أهل زمانه، وقوله:
- يعتل بالشغل عنا ما يكلمنا * والشغل للقلب ليس الشغل للبدن -
128

ويقول: لا أعلم شيئا من أمور الدنيا - خيرها وشرها - إلا وهو يصلح أن يتمثل
فيه بهذا النصف الأخير. قال المرزباني وهو من هذه الأبيات:
- أغيب عنك بود لا يغيره * نأى المحل ولا صرف من الزمن -
- فإن أعش فلعل الدهر يجمعنا * وإن أمت فبطول الهم والحزن -
- قد حسن الحب في عيني ما صنعت * حتى أرى حسنا ما ليس بالحسن -
أخبرني علي بن أيوب، أخبرنا المرزباني، أخبرني الصولي، روى عن الزبير بن
بكار أن بشارا أنشد قول العباس بن الأحنف أول ما قال الشعر:
- لما رأيت الليل سد طريقه * عني وعذبني الظلام الراكد -
- والنجم في كبد السماء كأنه * أعمى تحير ما لديه قائد -
- ناديت من طرد الرقاد بنومه * عما ألاقي وهو خلو هاجد -
قال: قاتل الله هذا الغلام ما رضى أن يجعله أعمى حتى جعله بلا قائد.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس. وأخبرنا أحمد بن عمر
ابن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا قالا: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري،
حدثني محمد بن المرزبان، حدثني أحمد بن أبي طاهر قال: قال لي بعض أصحابنا
قال بشار: ما كنا نعد هذا الغلام في الشعراء - يعني العباس بن الأحنف - حتى قال
هذين البيتين:
- نزف البكاء دموع عينك فالتمس * عينا لغيرك دمعها مدرار -
- من ذا يعيرك عينه تبكي بها * يا من لعين للبكاء تعار؟ -
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا -
إملاء - حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا أحمد بن إسماعيل، حدثني محمد بن
يزيد المبرد قال: صرت إلى مجلس ابن عائشة - وفيه الجاحظ والجماز - فسأله عيسى
ابن إسماعيل - تينة - من أشعر المولدين؟ فقال الذي يقول:
- يزيدك وجهه حسنا * إذا ما زدته نظرا -
- بعين خالط التفتير * من أجفانها الحورا -
- ووجه سامري لو * تصوب ماؤه قطرا -
يعني العباس بن الأحنف.
أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازني.
129

وأخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري - واللفظ للمازني - قالا: أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي،
حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا عبد الله بن الربيع، حدثني صاحب لنا قال: قال
هارون الرشيد في الليل بيتا ورام أن يشفعه بآخر فامتنع القول عليه، فقال على
بالعباس بن الأحنف الشاعر، فما طرق ذعر وفزع أهله، فلما وقف بين يدي
الرشيد، قال له: وجهت إليك لبيت قلته ورمت أن أشفعه بمثله، فامتنع القول على.
فقال: يا أمير المؤمنين دعني حتى ترجع إلى نفسي فإني قد تركت عيالي على حال
من القلق عظيمة، ونالني من الخوف ما يتجاوز الحد والوصف، فانتظره هنية ثم
أنشده البيت:
- جنان قد رأيناها * ولم نر مثلها بشرا -
فقال العباس بن الأحنف:
- يزيدك وجهها حسنا * إذا ما زدته نظرا -
فقال له الرشيد زدني، فقال:
- إذا ما الليل مال عليك * بالإظلام واعتكرا -
- ودج فلم ترى قمرا * فأبرزها ترى قمرا -
فقال له الرشيد: قد ذعرناك وأفزعنا عيالك، فأقل الواجب أن نعطيك ديتك. وأمر
له بعشرة آلاف درهم وصرفه.
أخبرني علي بن أيوب قال: أنشدنا أبو عبيد الله المرزباني عن محمد بن يحيى
الصولي للعباس بن الأحنف:
- برغمي أطيل الصد عنك وأبتلي * بهجرك قلبا لم يزل فيك متعبا -
- وما أنا في صدي بأول ذي هوى * رأى بعض ما لا يشتهي فتجنبا -
- تجنب يرتاد السلو فلم يجد * له عنك في الأرض العريضة مذهبا -
- فصار إلى أن راجع الوصل صاغرا * وعاد إلى ما تشتهين وأعتبا -
أخبرني علي بن أيوب، أخبرنا المرزباني، حدثني علي بن هارون، أخبرني أبي
قال: من بارع شعر العباس بن الأحنف قوله:
- قد رق أعدائي لما حل بي * فليت أحبابي كأعدائي -
- أملت بالهجران لي راحة * من جمرات بين أحشائي -
- فازداد جهدي وبلائي بها * أنا الذي استشفيت بالداء -
130

قال: وقوله:
- يا ذا الذي أنكرني طرفه * أن ذاب جسمي وعلاني شحوب -
- ما مسني ضر ولكنني * جفوت نفسي إذ جفاني الحبيب -
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن جعفر الأديب، حدثنا أبو القاسم
السكوني - إملاء - حدثنا الحسين بن مكرم، حدثنا محمد بن يزيد الثمالي قال: مات
أبو العتاهية، وعباس بن الأحنف، وإبراهيم الموصلي في يوم واحد، فرفع خبرهم إلى
الرشيد، فأمر المأمون بحضورهم والصلاة عليهم، فوافى المأمون وقد صفوا له في
موضع الجنائز، فقال: من قدمتم؟ فقالوا إبراهيم، قال: أخروه وقدموا عباسا، قال فلما
فرغ من الصلاة اعترضه بعض الطاهرية فقال له: أيها الأمير بم قدمت عباسا؟ فقال يا
فضولي بقوله:
- سماك لي قوم وقالوا إنها * هي التي تشقى بها وتكابد -
- فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم * إني ليعجبني المحب الجاحد -
قلت: في هذا الخبر نظر، لأن وفاة العباس كانت بالبصرة، واختلف في الوقت
الذي مات فيه.
أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي سليمان وعلي بن أبي علي المعدلان قالا: أخبرنا
عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا محمد بن القاسم الشطوي، حدثنا أحمد
ابن عبيد قال: سمعت الأصمعي يقول: بينا أنا ذات يوم قاعد في مجلس بالبصرة، فإذا
أنا بغلام أحسن الناس وجهها وثوابا واقف على رأسي، فقال: إن مولاي يريد أن
يوصي إليك، فقمت معه، فأخذ بيدي حتى أخرجني إلى الصحراء، فإذا أنا بعباس بن
الأحنف ملقي على فراشه، وإذا هو يجود بنفسه وهو يقول:
- يا بعيد الدار من وطنه * مفردا يبكي على شجنه -
- كلما شد النجاء به * دارت الأسقام في بدنه -
ثم أغمي عليه، فانتبه بصوت طائر على شجرة وهو يقول:
- ولقد زاد الفؤاد شجى * هاتف يبكي على فننه -
- شاقه ما شاقني فبكى * كلنا يبكي على سكنه -
ثم أغمي عليه، فظننا مثل الأولى، فحركته فإذا هو ميت.
131

أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، أخبرني
إسماعيل بن يونس، حدثنا عمر بن شبة قال: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان
وثمانين ومائة، ومات في ذلك اليوم الكسائي النحوي، وعباس بن الأحنف.
أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا الحسن بن عبد الله اللغوي عن أبي بكر
الصولي قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العباس الصولي
يقول: توفي العباس بن الأحنف سنة اثنين وتسعين ومائة، وتوفي أبوه الأحنف سنة
خمسين ومائة، ودفن بالبصرة قال: وكان انتقال أهله إلى خراسان من البصرة ولهم
فيها منازل.
قال أبو بكر الصولي: وحدثني عون بن محمد قال: حدثني أبي قال: أنا رأيت
العباس بن الأحنف ببغداد بعد موت الرشيد، وكان منزله بباب الشام، وكان لي
صديقا، ومات وسنه أقل من ستين سنة. قال أبو بكر: فهذا يدل على أنه مات بعد
السنة التي ذكر إبراهيم بن العباس أنه مات فيها، لأن الرشيد توفي سنة ثلاث وتسعين
ومائة.
6583 - العباس بن الفضل بن الربيع، مولى المنصور، يكنى أبا الفضل:
كان أديبا شاعرا. ولما فوض محمد الأمين إلى الفضل بن الربيع أموره، وجعله
وزيره، استحجب ابنه العباس بن الفضل، ولأبي نواس فيه عدة قصائد يمدحه بها
ومات العباس وأخوه حي، فحزن عليه حزنا شديدا حتى امتنع من الكلام والطعام
والشراب، وجعل يعزى فلا يتعزى، إلى أن أتاه أبو العتاهية فمثل بيد يديه وقال الحمد
لله الذي جعلنا نعزيك به ولم يجعلنا نعزيه عنك. فقال: الحمد الله، يا غلام الطعام.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الواعظ الشيرازي، أخبرنا أحمد
ابن محمد بن عمران، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعيد،
حدثنا موسى بن بشير - مولى الفضل بن الربيع بن داية العباس بن الفضل - قال: نظر
العباس بن الفضل بن الربيع في المرآة فنظر إلى شيبة في لحيته فقال:
- أهلا بواحدة للشيب وافدة * تنعي الشباب وتنهانا عن الغزل -
- جاءت لتنذرنا ترحال لذتنا * عن الشباب وشيبا غير مرتحل -
- قد يعذر المرء ما دامت شبيبته * وليس عذر لمعذور كمكتهل -
132

6584 - العباس بن الفضل بن العباس بن يعقوب، العبدي الأزرق:
من أهل البصرة قدم بغداد وحدث بها عن همام بن يحيى، والحمادين، وأبي
الأشهب العطاردي، والسري بن يحيى، وسليمان بن المغيرة، وحرب بن شداد، وعبد
الوارث بن سعيد، والأسود بن شيبان، وسلام بن أبي مطيع، ويزيد بن إبراهيم
التستري، وسعيد بن زيد بن درهم. روى عنه عباس بن محمد الدوري، وجعفر
الصائغ، وإبراهيم بن دنوقا. والحارث بن أبي أسامة، ونصر بن داود بن طوق،
ومحمد بن غالب التمتام، وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي،
حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثنا العباس بن الفضل العبدي - إملاء
ببغداد، وهو من أهل البصرة - حدثنا همام، حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك
قال: حدثني أبو بكر الصديق قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرأيت أقدام
المشركين، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا؟ فقال: " يا أبا بكر، ما
ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ".
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن عباس
الأزرق - فقال: كذاب خبيث.
حدثنا الأزهري وعلي بن محمد السمسار قالا: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال:
سمعت أبي - وسئل عن حديث رواه عباس الأزرق عن أبي الأسود عن حميد عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة - فأنكره وقال: ليس هذا في كتب أبي الأسود،
وضعف عباسا جدا.
6585 - العباس بن حماد، المدائني:
حدث عن يونس بن أبي يعقوب العبدي، وسويد بن عبد العزيز الشامي. روى
عنه إبراهيم بن هانئ.
133

أخبرنا الجوهري، أخبرنا عيسى بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثني
إبراهيم بن هانئ، حدثنا عباس بن حماد المدائني، حدثنا سويد بن عبد العزيز
الدمشقي، حدثنا عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن خالد بن معدان عن
عتبة بن الندر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تقاصر غزوكم وكثرت الغرائم
واستحلت الغنائم فخير جهادكم الرباط ".
رواه الحاكم بن موسى عن سويد فنقص من إسناده خالدا وقال عن مكحول عن
عتبة.
6586 - العباس بن حماد، البغدادي:
إن لم يكن المدائني الذي ذكرناه آنفا فهو آخر يروى عن أبي معاوية الضرير،
ويزيد بن هارون. حدث عنه عمير بن مرداس الدونقي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن
نيخاب الطيبي قال: حدثنا أبو سعيد عمير بن مرداس الدونقي، حدثنا العباس بن
حماد البغدادي، حدثنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ".
وأخبرنا عبد الملك، أخبرنا أحمد، حدثنا أبو سعد، حدثنا العباس بن حماد، حدثنا
يزيد - يعني ابن هارون - حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المعروف كله صدقة وإن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من
كلام النبوة إذا لم تستح فافعل ما شئت ".
6587 - العباس بن غالب، الوراق:
سمع وكيعا، ومحمد بن بكر البرساني. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني،
ومحمد بن عبدك القزاز، ويزيد بن الهيثم البادا، وأحمد بن بشر المرثدي.
وقال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عنه فقال: شيخ ثقة لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري
134

الرزاز، حدثنا محمد بن عبدك القزاز، حدثنا عباس بن غالب، حدثنا وكيع، حدثنا
مسعر وسفيان عن معبد بن خالد عن زيد بن عتبة عن سمرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ
في العيدين ب‍ * (سبح اسم ربك الأعلى) * و * (هل أتاك حديث الغاشية) *.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا علي أبو الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - عن عباس الوراق فقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: عباس بن غالب الوراق
ثقة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت الجوهري وأبا داود يقولان: مات العباس بن غالب الوراق
وكان عنده كتاب المصنف لوكيع، مات ببغداد في صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عباس بن غالب الوراق لأيام مضت من صفر سنة ثلاث وثلاثين وقد رأيته.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: مات عباس بن غالب الوراق لعشر ليال خلون
من صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
6588 - العباس بن الفضل الأنصاري:
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: حدثنا الخضر بن أبان الهاشمي،
حدثني العباس بن الفضل الأنصاري - ببغداد - حدثنا داود بن الزبرقان عن جعفر بن
محمد عن أبيه قال: سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم حاجة فمنعها. فقالت: لو كانت عجوز
بني أسد بن عبد العزى لقضيت حاجتها! قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " أتذكرينها؟
والله لقد آمنت بي حين كفر الناس، وآوتني حين طردني الناس، وأعطتني
مالها فأنفقته في سبيل الله، ورزقني الله تعالى منها الولد وما رزقني من واحدة
منكن ".
135

6589 - العباس بن الحسين، أبو الفضل القنطري:
سمع مبشر بن إسماعيل، ويحيى بن آدم، وسعيد بن مسلمة. روى عنه البخاري
في صحيحه، والحسن بن علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن
هارون الحافظ.
أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن
حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني العباس بن الحسين - ينزل
قنطرة بردان وكان ثقة سألت أبي عن عباس فذكره بخير - قال: حدثنا سعيد بن
مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وأبو
بكر عن يمينه، وعمر عن يساره. فقال: " هكذا نبعث يوم القيامة ".
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول: أبو الفضل عباس بن الحسين القنطري
بغدادي من قنطرة بردان. قال ابن منده: توفي سنة أربعين ومائتين.
6590 - العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة بن كيسان، أبو الفضل
العنبري:
من أهل البصرة سمع يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن
هشام، والنضر بن محمد الجرشي، وصفوان بن عيسى، وعبد الرزاق بن همام. روى
عنه أبو حاتم الرازي، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني. وقدم بغداد
وجالس بها أحمد بن حنبل، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وبشر بن الحارث وذاكرهم.
فسمع منه ببغداد - ومحمد بن يوسف الجوهري، وأبو بكر الأثرم.
حدثنا عبد الكريم بن محمد المحاملي، أخبرنا أحمد بن منصور النوشري، أخبرنا
محمد بن مخلد، حدثني محمد بن يوسف الجوهري قال: سمعت بشر بن الحارث
وذكر له عباس بن عبد العظيم عن يحيى بن يمان قال: إني أرى الله يستحي من حسن
- يعني أن يعذبه - قال بشر: ما أدري ما هذا، وكرهه.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي - بجرجان
- حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر، حدثنا محمد بن إسحاق المعدل، حدثنا محمد
136

ابن مسلمة بن عثمان قال: سمعت معاوية بن عبد الكريم الزيادي يقول: أدركت
البصرة والناس يقولون: ما البصرة أعقل من أبي الوليد، وبعده أبو بكر بن خلاد.
ويقولون: أعقل أهل البصرة بعد أبي بكر عباس بن عبد العظيم.
أخبرني الصوري، أخبرني القاضي أبو الحسن عبيد الله بن القاسم الهمداني -
بأطرابلس - أخبرنا عبد الرحمن بن سعيد العروضي الخشاب - بمصر - حدثنا أبو
عبد الرحمن النسائي قال: العباس بن عبد العظيم العنبري ثقة مأمون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل
ابن إسحاق قال: ومات العباس العنبري في سنة ست - أو سبع - وثلاثين، وكذا قال
حنبل.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال:
حدثنا البخاري قال: عباس بن عبد العظيم أبو الفضل العنبري البصري مات سنة ست
وأربعين ومائتين.
6591 - العباس بن الفرج، أبو الفضل الرياشي:
مولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. من أهل
البصرة. سمع الأصمعي، وأبا معمر المقعد، وعمر بن مرزوق. روى عنه أبو إسحاق
إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بكر محمد بن أبي الأزهر
النحوي، وأبو بكر بن دريد، وأبو روق الهزاني، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها،
وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عال. وكان يحفظ كتب أبي زيد، وكتب
الأصمعي كلها. وقرأ على أبي عثمان المازني كتاب سيبويه، فكان المازني يقول: قرأ
علي الرياشي الكتاب وهو أعلم به مني، وكان ثقة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الأنباري،
حدثنا الأسدي - يعني أحمد بن محمد - حدثنا العنزي قال: جاء أبو شراعة إلى
الرياشي فقال له: أن أبا العباس الأعرج قد هجاك فقال:
- إن الرياشي عباسا تعلم بي * حوك القصيد وهذا أعجب العجب -
- يهدي لي الشعر حينا من سفاهته * كالتمر يهدي لذات الليف والكرب -
فقال له الرياشي: ألا رددتم عني؟ أما سمعتم قول أبي نواس:
137

- لا أعير الدهر سمعي * أن يعيبوا لي حبيبا -
- لا ولا أحفظ عندي * للأخلاء العيوبا -
- فإذا ما كان كون * قمت بالغيب خطيبا -
- احفظ الإخوان يوما * يحفظوا منك المغيبا -
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله
السيرافي قال: الرياشي أبو الفضل عباس بن الفرج مولى محمد بن سليمان بن علي
الهاشمي، ورياش رجل من جذام كان أبو العباس عبدا له فبقى عليه نسبه إلى رياش،
وكان عالما باللغة والشعر، كثير الرواية عن الأصمعي، وروى أيضا عن غيره وقد أخذ
عنه أبو العباس محمد بن يزيد - يعني المبرد - وأبو بكر بن دريد وحدثني أبو بكر بن
أبي الأزهر - وكان عنده أخبار الرياشي - قال: كنا نراه يجيء إلى أبي العباس المبرد في
قدمة قدمها من البصرة، وقد لقيه أبو العباس ثعلب، وكان يفضله ويقدمه.
قال أبو سعيد: ومات الرياشي فيما حدثني به أبو بكر بن دريد سنة سبع وخمسين
ومائتين بالبصرة، قتله الزنج.
أخبرني الحسن بن شهاب العكبري - إجازة - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان
الفقيه، حدثنا أبو بكر بن الأنباري، حدثنا أحمد بن محمد الأسدي، حدثنا علي بن
أبي أمية قال: لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان، وقتلهم بها من قتلوا، وذلك في
شوال سنة سبع وخمسين ومائتين، بلغنا أنهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم.
والرياشي قائم يصلي الضحى، فضربوه بالأسياف وقالوا هات المال، فجعل يقول: أي
مال؟ أي مال؟ حتى مات. فلما خرج الزنج عن البصرة دخلناها فمررنا ببني مازن
الطحانين - وهناك كان منزل الرياشي - فدخلنا مسجده فإذا به ملقي مستقبل القبلة
كأنما وجه إليها، وإذا شملة يحركها الريح وقد تمزقت، وإذا جميع خلقه صحيح
سوي، لم ينشق له بطن، ولم يتغير له حال، إلا أن جلده قد لصق بعظمه ويبس،
وذلك بعد مقتله بسنتين، يرحمنا الله وإياه.
6592 - العباس بن إسماعيل بن حماد، البغدادي:
أخبرنا بحديثه يوسف بن رباح بن علي البصري.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني - بمصر - حدثنا أبو طاهر
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، حدثنا العباس بن إسماعيل بن حماد البغدادي،
138

حدثنا محمد بن الحجاج - مولى بني هاشم - حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سفينة
عن أبيه عن سفينة قال: تعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بشهرين، واعتزل النساء
حتى صار كالحلس البالي. وحدث العباس أيضا عن مسلم بن إبراهيم البصري.
6593 - العباس بن الحسن، أبو الفضل البلخي:
سكن بغداد وحدث بها عن أصرم بن حوشب، وأسود بن عامر، وعبد الله بن
نمير، وعبد الله بن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الصمد بن عبد
الوارث. روى عنه مطين الكوفي - وذكر أنه سمع منه بقنطرة البردان - وأحمد بن
محمد البراثي، وأحمد بن الحسن الصباحي، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي،
والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عابد
الخلال، حدثنا أحمد بن محمد البراثي، حدثنا أبو ثور والعباس بن الحسن القنطري
قالا: حدثنا محمد بن عبد [الله] الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون
ابن مهران عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن مخلد -
فيما قرأت عليه - ومات عباس بن الحسن البلخي سنة ثمان وخمسين.
6594 - العباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، وأبو محمد:
مولى العباس بن عبد المطلب. وهو العباس بن أبي طالب أخو يحيى وكان
الأصغر، واسطي الأصل سمع محمد بن القاسم الأسدي، وإسحاق بن منصور
السلولي، ويحيى بن أبي كثير الكرماني، وقرادا أبا نوح، ونصر بن حماد الوراق،
والحسن بن موسى الأشيب، والحسن بن الربيع البوراني. روى عنه عبد الله بن
إسحاق المدائني، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، ومحمد بن مخلد.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي ببغداد وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا عباس بن أبي طالب، حدثنا حسن بن الربيع، حدثنا أبو شهاب
عن عاصم عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الموقين والخمار.
139

أخبرنا العتيقي، حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن عرفة، وأخبرني عبد العزيز
ابن علي الأزجي، حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي قالا: حدثنا عبد الله بن
إسحاق المدائني، حدثنا العباس بن أبي طالب وكان ثقة.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن مخلد -
فيما قرأت عليه - ومات عباس بن أبي طالب يوم الأربعاء سنة ثمان وخمسين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن العباس بن أبي طالب مات
في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين. قال غيره: مات يوم الأربعاء لعشر
مضين من الشهر.
6595 - العباس بن يزيد بن أبي حبيب، أبو الفضل البحراني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن جعفر غندر، وسفيان بن حبيب، ويحيى بن
سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة، ومروان بن
معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن يزيد يزرانبه، وخالد بن الحارث،
وعاصم بن هلال، ويزيد بن زريع، وعثمان بن عثمان الغطفاني، وأبي معاوية، وأبي
بدر شجاع بن الوليد، وأبي داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وأبي عامر العقدي،
ونعيم بن المورع، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه محمد بن محمد الباغندي،
ويحيى بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي - إملاء - حدثنا العباس بن يزيد، حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الواحد بن
ميمون - مولى عروة - عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ترك الجمعة
ثلاث مرات من غير علة أو قال من غير ضرورة - طبع الله على قلبه ".
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى البزاز - بهمذان - حدثنا أبو الفضل صالح بن
أحمد بن محمد التميمي الحافظ قال: العباس بن يزيد بن أبي حبيب أبو الفضل
البحراني قدم همذان وحدث بها كتبا كثيرة من مصنفاته وغيرها، حدثنا عنه أبو
محمد بن أبي حاتم وقال: كتبت عنه بسامرا مع أبي، وأفادنا عنه إبراهيم بن أورمه
وكتبه لنا بخطه وقال: محله الصدق.
140

وقال صالح: ذكر إبراهيم بن عمروس قال: سمعت محمد بن إسحاق المسوحي -
وكان حافظا أصبهانيا - قال: وافيت البصرة فقال لي المحدثون بها فيما جئت؟ قلت:
طلب الحديث، فقالوا: عندكم العباس بن يزيد البحراني؟ قلت: نعم! فقالوا: ما تصنع
عندنا؟!.
أخبرنا الأزهري قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن عباس البحراني فقال: تكلموا
فيه.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن العباس بن يزيد البحراني
فقال: ثقة مأمون.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: عباس بن يزيد البحراني يلقب بعباسويه، وكان
حافظا.
أخبرنا الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمد بن مخلد - فيما
قرأت عليه -: ومات عباس بن يزيد البحراني سنة ثمان وخمسين.
6596 - العباس بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن
زيد بن ثابت بن الضحاك بن خليفة، الأنصاري الأشهلي:
روى عن أبيه أخبار عقلاء المجانين حدث عنه محمد بن مخلد وذكر فيما قرأت
بخطه أنه مات في سنة ثلاث وستين ومائتين. قال ابن مخلد: أخبرني بذلك ابنه.
6597 - العباس بن نصر، البغدادي:
أخبرنا أبو محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن أحمد
الغافقي - بمصر - قال: سمعت عباس بن نصر البغدادي يقول: سمعت صفوان بن
عيسى يقول: مكث محمد بن عجلان في بطن أمه ثلاث سنين فشق بطن أمه فأخرج
وقد نبتت أسنانه.
6598 - العباس بن [عبد الله بن أبي] عيسى، أبو محمد الباكسائي،
ويعرف بالترقفي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن يوسف الفريابي، ورواد بن الجراح
141

العسقلاني، ومروان بن محمد الطاهري، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وحفص
ابن عمر العدني، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وموسى بن مسعود النهدي، وعبد
الأعلى بن مسهر الغساني. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن صاعد، وعلي
ابن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي،
وابن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن أحمد بن الأثرم، وغيرهم. وكان
ثقة دينا، صالحا عابدا.
وقال ابن مخلد: ما رأيته ضحك قط ولا تبسم.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا العباس بن
عبد الله، حدثنا أبو حذيفة البصري، حدثنا الحارث بن عمير عن أيوب عن أبي عثمان
عن أبي موسى قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي بشئ. فقال: " يا أبا موسى ألا
أعلمك شيئا من كنز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله. قال: " قل لا حول ولا قوة لي
إلا بالله، فإنها من كنز الجنة ".
أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد الله بن عمر التميمي المؤدب - بأصبهان - حدثنا
أحمد بن عمر الخفاف النيسابوري - بها - حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي
السراج، حدثنا العباس بن عبد الله صدوق ثقة.
أخبرني الخلال قال: قال أبو الحسن الدارقطني: عباس بن عبد الله بن أبي عيسى
الترقفي ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
الترقفي سنة سبع وخمسين. وهذا القول خطأ لا شبهة فيه.
والصحيح ما: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ
على ابن المنادي - وأنا أسمع - أن العباس بن عبد الله الباكسائي المعروف بالترقفي
مات بسر من رأى سنة سبع وستين ومائتين.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال: مات العباس بن عبد الله بن
أبي عيسى الباكسائي بسر من رأى في سنة سبع وستين ومائتين. قال واسم أبي
عيسى ازداذ بنداذ.
142

أخبرني بذلك أحمد بن محمد بن العباس قال: وكان عبد الله والد العباس كاتبا
لمحمد بن زهرة الحارثي على ماسبذان، ومهرجان قذق، وكان عاملا بهذه الناحية في
عهد الرشيد. قال ابن كامل: وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قال: قيل في سنة سبع وستين
ومائتين مات عباس بن عبد الله الترقفي، وقيل في المحرم سنة ثمان وستين.
6599 - العباس بن محمد بن حاتم بن واقد، أبو الفضل الدوري:
مولى بني هاشم. سمع شبابة بن سوار، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعبد
الوهاب بن عطاء، ويونس بن محمد، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبا داود
الطيالسي، والحسن بن موسى الأشيب، ويحيى بن أبي بكير، وعبيد الله بن موسى،
وخالد بن مخلد، وخلف بن تميم، وأبا نعيم، والحسن بن علي الجعفي، وعفان بن
مسلم، ويحيى بن معين، في أمثالهم. روى عنه يعقوب بن سفيان، وعبد الله بن أحمد
ابن حنبل، وجعفر الفريابي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وقاسم بن زكريا المطرز،
وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو
الحسين بن المنادي، وحمزة بن القاسم الهاشمي، وإسماعيل بن محمد الصفار،
ومحمد بن عمرو الرزاز، وغيرهم.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: قال عبد الله بن
أحمد بن حنبل - وذكر سنة خمس وثمانين ومائة - فقال: قال لي عباس الدوري: في
هذه السنة ولدت.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري قال، قال لي أبو عبد الله بن
مخلد العطار: كنا ندخل إلى عباس الدوري نكتب عنه الحديث فنرى قنينة النبيذ
مملوءة تحت سريره.
وقال الدوري: سمعت أبا بكر بن كامل القاضي يقول: قال لي أبو جعفر
الطبري: رأيت عباس بن محمد الدوري منتبذا والحيطان تضربه.
حدثني الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد بن الحسين العطار -
أبو بكر - قال: سمعت عباسا الدوري يقول: جاءني غلام نصف النهار، وبين يدي
143

نبيذ وأنا قاعد. فقال لي: يا أبا الفضل إيش تقول في النبيذ؟ قال: قلت حلال، فقال
أيما خير قليله أو كثيره؟ قال: قلت قليله، فقال لي يا شيخ إن حلالا يكون قليله خيرا
من كثيره، إن ذلك لحرام، وجذب الحلقة في وجهي، ففتحت الباب واطلعت فلم أر
أحدا، فتركت النبيذ من ذلك الوقت.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: لم أر في مشايخي أحسن حديثا من عباس
الدوري.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد قال:
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن عتاب بن مريع قال: سمعت يحيى بن معين -
وسأله يحيى بن الحطاب أن يحدثه - فقال: ليس أحدث، فقال له يحيى: هو ذا تحدث
قال من؟ قال عباس الدوري، قال صديقنا - أو صاحبنا -.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه.
ثم أخبرنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم -
وكتب لي بخطه - قال سمعت أبي يقول: العباس بن محمد أبو الفضل الدوري ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال لنا أبو أحمد حمزة بن محمد الدهقان توفي
عباس بن محمد الدوري يوم الثلاثاء بالعشى، لخمس عشرة خلت من صفر سنة
إحدى وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: مات أبو الفضل العباس بن محمد الدوري يوم الأربعاء لست
عشرة خلت من صفر سنة إحدى وسبعين، وقد بلغ ثمانيا وثمانين سنة.
6600 - العباس بن الفضل بن السمح، أبو خيثمة:
وهو أخو الحسن بن الفضل البوصراني، حدث عن هشام بن عبيد الله الرازي،
وإسحاق بن بشر الكاهلي، ووهب بن منصور الوراق. روى عنه محمد بن جعفر
المطيري، ومحمد بن موسى بن علي الدولابي.
أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا أحمد بن أبي بكر العلاف،
أخبرنا محمد بن جعفر بن أحمد الصيرفي، حدثنا أبو خيثمة العباس بن الفضل
144

البوصراني - أخو الحسن بن الفضل - حدثنا وهب بن منصور الوراق، حدثنا سوار بن
مصعب عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي: عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قرأ: * (من ضعف) * [الروم 54].
6601 - العباس بن محمد بن أنس، البغدادي:
أخبرنا أحمد بن علي بن يزداذ القاري، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
جعفر بن حيان الأصبهاني - بها - حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا العباس بن
محمد بن أنس البغدادي قال: قرأت على إبراهيم بن زياد - سبلان - أن عباد بن عباد
حدثهم عن شعبة عن منصور، والأعمش عن سالم عن ثوبان قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ".
6602 - العباس بن الفضل بن رشيد، أبو الفضل الطبري:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن مصعب القرقساني، والحكم بن مروان
الضرير، وعبد الله بن صالح العجلي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وعمر بن عثمان
الكلابي، وعبد الله بن جعفر الرقي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل بن
محمد الصفار، ومحمد بن العباس بن نجيح.
وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس
ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن صالح عن مسلم، حدثنا عبثر عن أشعث عن نافع عن
ابن عمر: أنه طلق امرأته وهي حائض، فاستأمر عمر نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: " مره
فليراجعها ثم يطلقها إذا طهرت، وقال: يستقبل عدتها ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: أبو الفضل العباس بن الفضل بن رشيد الطبرستاني توفي بمدينتنا،
وكان منزله بالقرب من ربضنا، وذلك لأيام خلت من المحرم سنة ثمان
وسبعين.
145

6603 - العباس بن علي بن الحسن - وقيل: الحسين بن مسافر، أبو الفضل
البغدادي:
حدث بمصر عن عفان بن مسلم، وعاصم بن علي، ويحيى بن معين، وعصام بن
رواد بن الجراح. روى عنه إبراهيم بن إسحاق التنيسي، وغيره من المصريين.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم
ابن إسحاق بن محمد التمار - بتنيس - قلت له: حدثكم أبو الفضل العباس بن علي
ابن الحسن البغدادي، حدثنا يحيى بن معين - وسمعته يقول - كان شريح قاضي عمر
ابن الخطاب، قال: وكان عبد الله بن مسعود على بيت المال.
6604 - العباس بن حاتم، البزاز:
حدث عن أبي الوليد الطيالسي، وسعدويه الواسطي. وكان أحد الشهود المعدلين.
روى عنه محمد جعفر المطيري.
أخبرني الحسن بن علي المقرئ، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا
محمد بن جعفر المطيري، حدثنا عباس بن حاتم البزاز - وليس بالدوري - حدثنا
سعيد بن سليمان.
6605 - العباس بن محمد بن عبيد الله بن زياد بن عبد الرحمن بن شبيب،
أبو الفضل البزاز يعرف بدبيس:
مروزي الأصل سمع سريج بن النعمان، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب.
روى عنه محمد بن العباس بن نجيح، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي
الطستي، ومحمد بن علي بن الهيثم المقرئ، وكان ثقة، وكان يشهد عند الحكام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن الهيثم بن
علوان المقرئ، حدثنا العباس بن محمد - دبيس - حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا
شريك عن أبي إسحاق عن عطاء - يعني ابن أبي رباح - عن رافع بن خديج أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ": من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من الزرع شئ، ترد عليه
نفقته ".
146

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: العباس بن محمد أبو الفضل أحد الشهود من الجانب الشرقي،
كان الغم قد غلب على قلبه لحوادث لحقته، فركب ذات يوم وأخذ به الحمار في
طريق خارج السور فسقط، فثبت اليسرى من رجليه في الركاب، فإلى أن لحق مشى
به الحمار مجرورا فمات على ذلك، وحمل إلى منزله فدفن يوم الاثنين بالعشي، ليومين
خلوا من رجب سنة ثلاث وثمانين، وكانت وفاته يوم الأحد.
6606 - العباس بن حبيب بن عبيد بن كثير بن فروخ، أبو الفضل:
النهرواني:
حدث عن قتيبة بن سعيد وغيره. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وحامد
ابن محمد الهروي.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا حامد بن محمد الهروي، حدثنا أبو الفضل
العباس بن حبيب بن عبيد بن كثير بن فروخ النهرواني، حدثنا أبو عمر الحلواني،
حدثنا سعيد بن نصير عن إبراهيم بن عمر قال، حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبي
سعيد الإسكندراني قال: بت ليلة ببيت المقدس، فرأيت الناس قياما، لا يصلون، فقلت
ما بال الناس الليلة قياما لا يصلون؟ فإذا هاتف يهتف بي من جانب القبلة:
- أيا عجبا للناس لذت عيونهم * بطاعم غمض بعدها الموت منتصب -
- فطول قيام الليل أيسر مؤنة * وأهون من نار تفور وتلتهب -
6607 - العباس بن وليد بن المبارك، أبو الفضل البزاز:
حدث عن الهيثم بن خارجة. روى عنه الطستي أيضا.
6608 - العباس بن عبد الله بن العباس، يعرف بالنخشبي:
حدث بمصر عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. سمع منه عبد الرحمن بن
أحمد بن يونس عبد الأعلى المصري.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: العباس بن عبد الله بن العباس
النخشبي يعد في البغداديين، قدم مصر، روى مناكير، وقد كتبت عنه.
6609 - العباس بن الربيع بن ثعلب:
حدث عن أبيه. روى عنه الطبراني.
147

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، أخبرنا العباس بن الربيع بن ثعلب، حدثني أبي، حدثنا أبو إسماعيل
المؤدب - إبراهيم بن سليمان - عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن
أبي أوفى قال: شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " يا خالد، لا تؤذ رجلا من أهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك
عمله " فقال: يقعون في وأرد عليهم؟ قال: " لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله
صبه الله على الكفار ".
قال سليمان: لم يروه عن إسماعيل إلا أبو إسماعيل، تفرد به الربيع.
أخبرنا أحمد على التوزي قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج الوراق
عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: توفي العباس بن الربيع بن ثعلب سنة
إحدى وتسعين ومائتين.
6610 - العباس بن أحمد بن عقيل - وقيل: ابن أبي عقيل - بن عبد الله بن
سليمان، أبو الفضل البزاز:
حدث عن منصور بن أبي مزاحم، وعبد الأعلى بن حماد، وأبي عمار الحسين بن
حريث. روى عنه عبد الصمد الطستي، وإسماعيل الخطبي، ومخلد بن جعفر، وأبو
القاسم الطبراني، والحسن بن محمد السكوني الكوفي.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثني العباس بن
أحمد بن عقيل - أبو الفضل - حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ".
وهكذا قاله الطستي ومخلد ابن جعفر: العباس بن أحمد بن عقيل.
وأخبرنا ابن شهريار، حدثنا الطبراني، حدثنا العباس بن أحمد بن أبي عقيل
البغدادي.
148

6611 - العباس بن الوليد بن الفضل:
أخبرني الحسين بن عمر بن محمد بن عبد الله القصاب، حدثنا أحمد بن جعفر
ابن حمدان - إملاء - حدثنا العباس بن الوليد بن الفضل - إملاء - حدثنا أحمد بن
إبراهيم الموصلي، حدثنا زيد بن زريع، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليليني منكم أولو الأحلام
والنهي، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم
وهيشات الأسواق ".
6612 - العباس بن الوليد:
والد أبي الحسين بن النحوي. حدث عن بشر بن الوليد. روى عنه ابنه أبو الحسين
محمد.
6613 - العباس بن أحمد بن الحسن بن يزيد، أبو الفضل الوشاء يعرف
بالمحب:
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني، وعبد الملك بن عبد ربه الطائي. روى عنه
الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وكان أحد الشيوخ الصالحين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو الفضل
العباس بن أحمد الوشاء - يعرف بالمحب - وكان من الدارسين للقرآن - حدثنا عبد
الملك بن عبد ربه الطائي، حدثنا موسى بن عمير، عن مكحول، عن أبي أسامة. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الأئمة، وادعوا لهم بالصلاح، فإن صلاحهم لكم
صلاح ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة ثمان وتسعين ومائتين فيها مات
عباس المحب في جمادى الآخرة.
6614 - العباس بن عبيد الله الأقطع الرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن هارون بن سعيد الأيلي. روى عنه عبد الصمد بن علي
الطستي.
149

6615 - العباس بن أحمد، أبو الفضل الخطيب المتطبب:
حدث عن محمد بن مقاتل الرازي. روى عنه الطستي أيضا.
6616 - العباس بن نجيح بن سعيد، البزاز:
حدث عن يحيى بن مسلم بن عبد ربه اليمامي. روى عنه ابنه محمد.
6617 - العباس بن مويس، أبو الفضل القطان:
حدث عن يوسف بن موسى الرازي. روى عنه الطستي.
6618 - العباس بن إبراهيم، أبو الفضل القراطيسي:
حدث عن إسحاق بن زياد الأيلي، ومالك بن الخليل اليحمدي، ومحمد بن المثنى
العنزي، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، والحسين بن عمرو العنقري، وإبراهيم بن
راشد الأدمي، وبحر بن نصر المصري. روى عنه أحمد بن سلمان النجاد، وسليمان بن
أحمد الطبراني وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
العباس بن إبراهيم القراطيسي البغدادي، حدثنا إبراهيم بن راشد الأدمي، حدثنا
محمد بن بلال البصري، حدثنا رياح بن عمرو القيسي، عن أيوب السختياني، عن
نافع، عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جر ثيابه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
يوم القيامة ".
قال سليمان: لم يروه عن رياح إلا محمد، تفرد به إبراهيم.
أخبرنا الأزهري قال: قال لنا محمد بن المظفر الحافظ: توفي عباس بن إبراهيم
القراطيسي يوم الخميس لست ليال خلون من المحرم سنة أربع وثلاثمائة.
6619 - العباس بن المهتدي، أبو الفضل الصوفي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: عباس بن
المهتدي من أهل بغداد كنيته أبو الفضل يرجع إلى فتوة ظاهرة، وفراسة حادة، وحب
للفقراء، وميل إليهم، ورفق بهم، دخل مصر وصحب بها أبا سعيد الخراز.
150

حدثني يحيى بن علي الدسكري قال: قال أبو العباس النسوي: عباس بن المهتدي
أبو الفضل من أهل بغداد كان من أقران جنيد، كثير الأسفار على التجريد والتوكل،
وله فطنة وفراسة.
6620 - العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو خبيب بن القاضي
البرتي:
سمع عبد الأعلى بن حماد النرسي، وسوار بن عبد الله العنبري، وجعد بن يحيى
المدني، ومحمد بن يعقوب الزبيري. روى عنه أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن موسى
الهاشمي، و عبد العزيز بن أبي صابر، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وأبو حفص بن
شاهين، وعلي بن عمر السكري، وغيرهم.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، حدثنا
عباس بن أحمد بن محمد أبو خبيب البرتي القاضي الشيخ الجليل الصالح الأمين.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا العباس
ابن أحمد بن محمد بن عيسى أبو خبيب سنة ثمان وثلاثمائة - وفيها مات.
ذكر ابن مخلد - فيما قرأت بخطه - أنه مات يوم الأحد لثلاث عشر ليلة خلت
من شوال.
6621 - العباس بن الفضل، أبو الفضل الذباح:
أخبرنا البرقاني قال: أنبأني علي بن عمر الحافظ، حدثني القاضي أبو بكر محمد
ابن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي، حدثنا أبو الفضل العباس بن الفضل الذباح
البغدادي - بحمص سنة تسع وثلاثمائة - أخبرنا أبو إسماعيل الترمذي.
6622 - العباس بن أحمد بن محمد بن أبي شحمة، أبو الفضل القطيعي:
حدث عن محمود بن غيلان، وأبي همام الوليد بن شجاع، وإسحاق بن البهلول،
ويعقوب الدورقي. روى عنه مخلد بن جعفر، والقاضي أبو بكر بن الجعابي، ومحمد
ابن عبيد الله بن الشخير، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي العباس عبد الله بن موسى الهاشمي - وأنا
أسمع - حدثكم عباس بن أحمد بن أبي شحمة، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا
النضر، حدثنا شعبة عن أبي بشر عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي
صلى الله عليه وسلم بثلاث: النوم على وتر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى.
151

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، حدثنا علي بن عمر الحربي قال:
وجدت في كتاب أخي بخطه: مات ابن أبي شحمة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
6623 - العباس بن يوسف، أبو الفضل الشكلي:
حدث عن محمد بن زنجويه المؤدب وسري السقطي، وعلي بن الموفق، وإبراهيم
ابن الجنيد، ومحمد بن سنان القزاز، ونحوهم. روى عنه ابن مالك القطيعي، وابن
الشخير، وابن شاهين، وكان صالحا متنسكا.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين النيسابوري قال: سمعت محمد بن شاذان الطبري يقول: سمعت عباس بن
يوسف يقول: إذا رأيت الرجل مشتغلا بالله فلا تسأل عن إيمانه، وإذا رأيته مشتغلا
عن الله فلا تسأل عن نفاقه.
أخبرنا الجوهري قال: قال أبو عمر بن حيويه: ومات أبو الفضل الشكلي في يوم
الأحد بالعشي في رجب سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
6624 - العباس بن علي بن العباس بن واضح بن سوار بن عبد الرحمن بن
عبد الله يعرف بالنسائي:
سمع علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح، وأحمد بن منصور
الرمادي، والحسن بن منصور الشطوي، وأنس بن خالد الأنصاري، وأحمد بن الوليد
الكرابيسي، وعيسى بن أبي حرب الصفار. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو الحسين
ابن المظفر، وابن البواب المقرئ، وإسحاق بن محمد النعالي، وكان ثقة.
6625 - العباس بن أحمد بن وهب بن هشام بن عثمان بن حسان، أبو
الفضل الأزدي:
حدث عن أبي زرعة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيين. روى عنه
أبو بكر بن شاذان، وذكر أنه سمع منه في مجلس يحيى بن صاعد.
6626 - العباس بن بشر بن عيسى بن الأشعث، أبو الفضل المعروف
بالرخجي:
كان يسكن بالجانب الشرقي وحدث عن قاسم بن بشر بن معروف، ومحمد بن
152

عبد الله المخرمي، وأبي حذافة السهمي، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن سهل بن
عسكر، ومحمد بن أبي عون، وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن أحمد بن جعفر
الخرقي، ومحمد بن جعفر زوج الحرة، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن الثلاج،
وكان ثقة.
أخبرنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، حدثنا محمد بن جعفر المعدل، حدثنا أبو
الفضل العباس بن بشر بن عيسى الرخجي، حدثنا أبو بكر محمد بن أبي عون، حدثنا
أبو نعيم عن سفيان عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الولد الخالة.
أخبرني الأزهري قال: سئل الدارقطني عن العباس بن بشر الرخجي فقال: شيخ
صالح لا بأس به.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عباس بن بشر الرخجي ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد الرخجي قال:
مات عمي العباس بن بشر بن عيسى الرخجي أبو الفضل يوم الجمعة لثمان بقين من
شوال سنة عشرين وثلاثمائة، ودفن في المالكية.
6627 - العباس بن محمد بن عبد الله بن هلال، أبو الفضل البلخي:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في جامع الرصافة عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي
في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
6628 - العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام، وقيل: العباس بن أحمد بن
عبد الله، أبو الفضل المزني الفقيه الشافعي:
حدث في الغربة عن عبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وعباس الدوري، وطبقة
نحوها. روى عنه أبو القاسم الأبندوني، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وأحمد
ابن موسى الباغشي الجرجاني، وغيرهم.
حدثني أبو القاسم الأزهري، حدثنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن حمدويه
الوزير، حدثنا أبو الفضل العباس بن أحمد الشافعي البغدادي، حدثنا القاسم بن جعفر
العلوي - بحمص - حدثنا أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه علي بن
153

أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صليتم الصبح
فافزعوا إلى الدعاء، وباكروا في طلب الحوائج، اللهم بارك لأمتي في بكورها ".
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا أبو
الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ قال: العباس بن عبد الله بن عصام أبو
الفضل البغدادي قدم علينا سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، روى عن إسحاق بن سيار
النصيبي، وأبي بكر بن أبي معشر الكوفي، وعباس الدوري، ومحمد بن الجهم
السمري، ويحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأبي زرعة الدمشقي، وعثمان بن
خرزاذ، وهلال بن العلاء، وبكر بن سهل الدمياطي، سمعنا منه عامة ما مر له، وحضر
مجلسه المشايخ الكبار: أبو عبد الله بن أوس المقرئ، وأبو جعفر الصفار، وعامة
أصحاب الحديث من الكهولة والشباب لتفسير عبد الغني بن سعيد، وتاريخ يحيى بن
معين، ادعاه عن الدوري. وجمع له نحو مائة دينار، وذكر أن عنده كتاب الفراء عن
محمد بن الجهم.
وقال لي أبو أحمد السراج: رحمنا الله وإياه قد وافقناه على أن نسمع كتاب
الألفاظ للفراء نحو ثلاثة أنفس، ونعطي نحو دينار، فكتب البعض ولم يقض لي
السماع وكانت خيرة إن شاء الله تعالى ولم يكن صدوقا ولا ثقة، ولا مأمونا. كنا
بقزوين ونحن في الجامع نتذاكر وبها شاب يقال له أحمد بن محمد البزاري حسن
المعرفة بالعلم فذكرت عن هذا الشيخ حديثا - أو حكاية - فأنكره على وقال: تذكر
عن مثله. وقال: استعديت عليه بالري إلى أبي بكر بن أبي سعدان وقلت: حدثني عن
هؤلاء المشايخ الذين حدثتنا عنهم. فأنكر وقال: ما حدثته وخرج من عندنا إلى
أذربيجان فسمعت بعض أصحابنا يحكى أنه روى عن إبراهيم بن الحسين ولم يذكر
عندنا أنه دخل بلدنا قبل ذلك، وتركنا الرواية عنه.
6629 - العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى:
والد أبي عمر بن حيويه. حدث عن إبراهيم الحربي. روى عنه ابنه أبو عمر محمد.
6630 - العباس بن أحمد، أبو الفضل القرشي المذكر:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه في سوق العطش في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، عن
154

سري السقطي، وعن أبي العالية سليمان بن داود عن حماد بن زيد. ورأيت حديثين
عنه موضوعين. وروى ابن الثلاج أيضا عنه عن داود بن علي الأصبهاني وقد ذكرنا
ذلك في أخبار داود.
6631 - العباس بن إبراهيم بن صالح بن عياش، أبو الفضل البزاز الشيعي:
حدث عن عمرو بن علي، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه علي بن عمر
السكري وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر البيع، حدثنا جدي، حدثنا
أبو الفضل العباس بن إبراهيم بن صالح البزاز الشيعي، حدثنا أحمد - يعني ابن منصور
الرمادي - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة إنه
وتر يحب الوتر ".
6632 - العباس بن محمد بن معاذ، أبو الفضل النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن سهل بن عمار العتكي. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو
الفضل العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري - قدم للحج - حدثنا سهل بن عمار،
حدثنا البيع بن سعدان، حدثنا نوح بن دراج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ".
6633 - العباس بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر المنصور، أبو الفضل
الهاشمي:
حدث عن محمد بن عبدك القزاز، وعبد الله بن أبي سمرة المكي. روى عنه
محمد بن المظفر، وابن الثلاج.
6634 - العباس بن العباس بن محمد بن عبد الله بن المغيرة، أبو الحسن
الجوهري:
سمع الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وإسحاق بن إبراهيم البغوي،
155

وعبد الله بن الهيثم العبدي، وعبيد الله بن سعد الزهري، وأبا عقيل يحيى بن حبيب
الأسدي، وأحمد بن منصور الرمادي، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أبي
سعد الوراق. روى عنه ابن حيويه، والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف بن عمر
القواس، وأبو عبيد الله المرزباني، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهم، وكان ثقة.
حدثني الخلال أن يوسف القواس ذكر العباس بن العباس في شيوخه الثقات.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن العباس بن العباس بن المغيرة
مات في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. قال غيره: مات يوم الأحد لثمان بقين
من رجب.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي - وذكر العباس بن
العباس بن المغيرة - فقال: كان مولده لست خلون من صفر سنة خمسين ومائتين،
وغير شيبه بصفرة.
6635 - العباس بن محمد بن عبد العزيز، أبو الطيب القطيعي البزار، يعرف
بابن الشهوري:
حدث عن عمر بن مدرك الرازي، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومن بعدهم. روى عنه عبد الله بن عثمان الصفار، وابن الثلاج، وقال ابن
الثلاج: مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
6636 - العباس بن موسى بن إسحاق بن موسى، أبو الفضل الأنصاري:
وهو أخو أحمد وعبيد الله. حدث عن أبيه، وعن محمد بن يونس الكديمي،
وحمدان بن صالح الأشج. روى عنه الدارقطني، وعبد الوهاب بن محمد بن الإمام،
وابن الثلاج.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن العباس بن موسى بن إسحاق
الأنصاري مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
6637 - العباس بن أحمد بن سليمان بن كثير، أبو القاسم المخرمي يعرف
بالمريض:
حدث عن عمر بن مدرك، ويحيى بن أبي طالب، وإبراهيم بن الوليد الجشاش،
ومحمد بن سليمان الباغندي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبي العباس البرتي،
156

وجعفر الصائغ. روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، وأبو عبيد الله
المرزباني.
6638 - العباس بن عبد السميع بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر
المنصور، أبو الفضل الهاشمي:
حدث عن أحمد بن الخليل البرجلاني، والفضل بن الحسن الأهوازي، ومحمد بن
أبي العوام الرياحي، ومحمد بن الحسين بن البستنبان. روى عنه الدارقطني، وابن
شاهين، ويوسف القواس، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا الفضل بن عبد السميع
الهاشمي مات في شوال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
قال لي عبد العزيز بن علي الأزجي: توفي يوم الجمعة لسبع ليال بقين من شوال.
6639 - العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو الخطاب:
وهو والد أبي الحسن بن الفرات. حدث عن أبي سعيد السكري، وأحمد بن فرج
المقرئ، ومحمد بن موسى البربري، وعلي بن سراج المصري. سمع منه ابناه عبيد الله
ومحمد، وكان فاضلا دينا، وأريد على أن يتولى الوزارة فامتنع وبلغني أنه توفي يوم
الاثنين لليلة بقيت من رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وكان مولده في جمادى
الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين.
6640 - العباس بن صالح بن الخليل بن أحمد، أبو الفضل الشاشي:
قدم بغداد وحدث بها عن بكر بن أحمد السمرقندي. روى عنه إبراهيم بن مخلد
الباقر حي.
6641 - العباس بن محمد بن سليمان بن يحيى بن الوليد بن أبان بن قطبة،
أبو الفضل الضبي:
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني
الحافظ قال: عباس بن محمد بن سليمان بن يحيى الضبي البغدادي سمع جعفر بن
محمد الفريابي، وقاسم المطرز، وغيرهما. رحل في طلب الحديث وصنف وحدث
ومات قبل الخمسين والثلاثمائة.
157

ذكر لي الصولي: أن هذا الشيخ حدث بمصر وقال: حدثنا عنه أبو محمد بن
النحاس.
قلت: وحكى أبو الفتح بن مسرور أنه سمع منه قال: وقال لي أبو الفضل: أبي
تميمي، وأمي من بني ضبة، وإليهم نسبت.
6642 - العباس بن محمد بن شهاب، العطار:
أخو إبراهيم. حدث عن عبد الله بن أيوب بن زاذان القربي. روى عنه المرزباني.
6643 - العباس بن محمد بن العباس - وقيل: العباس بن محمد بن أحمد -
ابن إسرائيل، أبو محمد الجوهري:
حدث بنيسابور وبخارى عن أبي القاسم البغوي، وأبي عروبة الحراني، وأبي بكر
ابن أبي داود، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وطبقتهم. روى عنه
الحاكم أبو عبد الله بن البيع، وغيره.
حدثني محمد بن علي المقرئ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري
الحافظ قال: عباس بن محمد بن العباس البغدادي أبو محمد الجوهري كان أحد
الجوالين في طلب الحديث بفهم ومعرفة وإتقان، كتبنا عنه بنيسابور، وأظنه فارقنا سنة
أربعين - أو قبلها بسنة - فجاءنا نعيه من بخارى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: أبو محمد العباس بن محمد بن أحمد بن
إسرائيل يعرف بابن الجوهري البغدادي الحافظ توفي ببخارى يوم السبت الثامن من
صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
6644 - العباس بن محمد بن أحمد بن تميم، أبو الفضل الأنماطي:
حدث عن موسى بن إسحاق الأنصاري. حدثنا عنه محمد بن جعفر بن علان.
أخبرني ابن علان، حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن أحمد بن تميم
الأنماطي، حدثنا موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري، حدثنا أحمد بن يحيى بن
المنذر بن عبد الرحمن، حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ".
158

ذكر ابن الثلاج أن العباس هذا يلقب صعوة وقال - فيما قرأت بخطه توفي في
رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
6645 - العباس بن أحمد بن هاشم بن محمد بن هاشم، أبو الفضل الكناني
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن محمد المزني. حدثنا عنه محمد بن طلحة
النعالي.
أخبرنا محمد بن طلحة، حدثنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن هاشم بن محمد
ابن هاشم الكوفي الكتاني - قدم علينا - حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن
إسماعيل بن عيسى بن هانئ بن مهني بن دينار، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين،
حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا
تسافر امرأة سفرا ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها، أو ابنها، أو أخيها، أو مع ذي
محرم ".
6646 - العباس الآجري:
حكى عن أبي بكر الشبلي. حدثني عنه الحسن بن غالب المقرئ.
أخبرني الحسن بن غالب قال: سمعت عباسا الآجري يقول: سئل الشبلي عن قول
النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية " قال: من هم أهل البلاء؟ قال:
أهل الغفلة عن الله.
قال: وسمعت الشبلي يقول - وقد سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: " حرام على قلب عليه
ربانية من الدنيا أن يجد حلاوة الآخرة " قال: صدق صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، وأنا أقول: حرام على قلب عليه ربانية من الآخرة أن يجد حلاوة التوحيد.
6647 - العباس بن أحمد بن موسى بن أبي مواس، أبو الفضل الكاتب:
حدث عن أبي علي عيسى بن محمد الطوماري. حدثنا عنه أبو طاهر محمد بن
علي السماك وكان صدوقا.
وقال لي أبو طاهر: مات ابن أبي مواس سنة إحدى وأربعمائة.
159

6648 - العباس بن أحمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن
صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن الهاشمي
الأهوازي، يعرف بابن الخطيب:
حدث عن أحمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار البصري، وعلي بن أحمد بن نوح
التستري، وأحمد بن محمود بن خرزاذ القاضي. حدثنا عنه الخلال، والتنوخي، وكان
صدوقا.
سمعت القاضي أبا العلاء الواسطي - وحدثنا عن ابن الخطيب الهاشمي - فقال:
كان ثقة في حديثه، مغموزا في نسبه. وكان ينزل سويقة غالب.
سألت أبا محمد الخلال عن أبي الحسن بن الخطيب فقال: كان مغموز النسب،
وكان سماعه بالأهواز ونواحيها، قلت: كيف حاله؟ قال: كتبنا عنه من أصول
صحاح.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وأربعمائة فيها توفي أبو الحسن بن الخطيب
الهاشمي في شعبان، ثقة مأمون، حدث بشئ يسير.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي والتنوخي قالا: توفي أبو الحسن العباس بن أحمد
الخطيب الهاشمي يوم الأربعاء التاسع من شعبان سنة خمس وأربعمائة.
6649 - العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن سليمان،
يعرف بابن مروان الكلوذاني كنيته أبو الحسن:
حدث عن حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، ومحمد بن يحيى الصولي،
ومحمد بن عمرو الرزاز وغيرهم. كتبت عنه وكان خبيث المذهب رافضيا، وكان
غير ثقة في الحديث. دفع إلى جزءا ذكر أنه سمعه من عم أبيه عن حميد بن الربيع
والحسن بن عرفة ونحوهما. فكتبت منه أوراقا ثم بدا لي فرددته عليه، وخرقت ما
كتبته منه، وكان العباس ادعى في آخر عمره سماعا من القاضي أبي عبد الله
المحاملي، وعمد إلى أحاديث من مناكير الفضائل التي يرويها أبو العباس بن عقدة
فركبها على المحاملي، ورواها عنه، ومات في شهر رمضان من سنة أربع عشرة وأربعمائة.
* * *
160

ذكر من اسمه عمرو
6650 - عمرو بن سلمة بن الخرب، الهمداني:
من أهل الكوفة. سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وسليمان بن
ربيعة. روى عنه ابنه يحيى، والشعبي، ويزيد بن أبي زياد، وكان ممن حضر حرب
الخوارج بالنهروان، وورد المدائن.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني - بها - حدثنا محمد بن إبراهيم بن سلمة
الكهيلي الكوفي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا عبد الله بن
عمر بن أبان، حدثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال: سمعت أبي
يحدث عن أبيه عمرو بن سلمة الهمداني عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: " أن
قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من
الرمية، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم؟ " قال: رأينا عامة أصحاب تلك
الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: قال لي أحمد: حدثنا أبو نعيم قال: مات عمرو بن حريث
وعمرو بن سلمة سنة خمس وثمانين ودفنا في يوم.
وذكر يحيى بن معين أن عمرو بن سلمة بن الخرب ليس هو والد يحيى بن عمرو
ابن سلمة، بل هو آخر. وقال: في أهل الكوفة رجلان كل واحد منهما يقال له عمرو
ابن سلمة، والله أعلم.
قلت: وفي البصريين عمرو بن سلمة أبو يزيد الجرمي أدرك زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ويختلف في لقائه إياه، وله حديث يرويه عنه أبو قلابة الجرمي، وعاصم الأحول،
وأيوب السختياني، ومسعر بن حبيب.
6651 - عمرو بن قيس، أبو عبد الله الملائي الكوفي:
سمع عكرمة مولى ابن عباس والمنهال بن عمرو، وعمرو بن مرة، وأبا إسحاق
161

السبيعي، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب، وفراتا القزاز، ومحمد بن جحادة، وجبلة
ابن سحيم، وحماد بن أبي سليمان وعون بن أبي جحيفة، والحر بن الصياح، وزبيدا
اليامي، وعاصم بن أبي النجود، وعمارة بن غزية، وثوير بن أبي فاختة. روى عنه
سفيان الثوري، وأبو خالد الأحمر، والحكم بن بشير بن سليمان وقيل: إنه قدم بغداد
وبها كانت وفاته.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال: قال
عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا عبد
الرحمن بن الحكم بن بشير بن سليمان، حدثنا أبي قال: رأيت سفيان يجيء إلى عمرو
ابن قيس يجلس بين يديه ينظر إليه لا يكاد يصرف بصره عنه، أظنه يحتسب في ذلك.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب
ابن سفيان، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائي كوفي ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد - إجازة - قال: سألت أبي عن عمرو بن قيس
الملائي فقال: ثقة.
ثم قال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان الثوري - وكان إذا ذكر عمرو بن قيس
افتن فيه - فأثنى.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني - يعرف بالفيج بهمذان -
حدثنا أحمد بن عبدان الشيرازي، حدثنا محمد بن جعفر - أبو عبد الله التمار - حدثنا
يحيى بن يونس، حدثني سليمان بن حرب قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال:
قدم سفيان البصرة وحماد بن سلمة يحدث، قال: فقال له إني لأشبهك بشيخ صالح
162

كان عندنا، أشبهك بعمرو بن قيس الملائي، قال أبو زكريا: ويقال إنه كان من
الأبدال.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي قال:
حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد
الله العجلي، حدثني أبي قال: وعمرو بن قيس الملائي كوفي ثقة من كبار الكوفيين،
متعبد. وكان سفيان يأتيه يسلم عليه يتبرك به، وكان يبيع الملاء. كان إذا نظر إلى أهل
السوق مكسدين قال: إني لأرحم هؤلاء المساكين، لو أن أحدهم إذا كسد في الدنيا
ذكر الله، تمنى يوم القيامة أنه كان أكثر أهل الدنيا كسادا.
وقال أبو مسلم: حدثني أبي عن أبيه عبد الله قال: جاءت امرأة إلى عمرو بن قيس
بثوب، فقالت: يا أبا عبد الله اشتر هذا الثوب، واعلم أن غزله ضعيف قال: فكان إذا
جاءه إنسان فعرضه عليه قال: إن صاحبته أخبرتني أنه كان في غزله ضعف، حتى
جاءه رجل فاشتراه، قال: قد أبرأناك منه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
يوسف الصفار، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: سمعت أبا خالد الأحمر
يقول: سمعت عمرو بن قيس الملائي يقول: إذا بلغك شئ من الخير فاعمل به ولو
مرة تكن من أهله.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: وسمعته - يعني أبا
عبد الله أحمد بن حنبل - يقول: عمرو بن قيس الملائي ثقة.
أخبرنا علي بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا عمر بن حفص بن غياث،
حدثني أبي قال: لما احتضر عمرو بن قيس الملائي بكي، فقال له أصحابه: علام
تبكي؟ من الدنيا، فوالله لقد كنت تبقى منغص العيش أيام حياتك!! فقال: والله ما
أبكي على الدنيا، إنما أبكي خوفا أن أحرم من الآخرة.
أخبرني هبة الله ابن الحسن الطبري، أخبرنا عبيد الله بن أحمد - هو المقرئ - أخبرنا
محمد بن مخلد، حدثنا أبو العباس عيسى بن إسحاق السايح، حدثنا أبي، حدثنا أبو
خالد قال: لما مات عمرو بن قيس الملائي، رأوا الصحراء مملوءة رجالا عليهم ثياب
163

بياض، فلما صلى عليه ودفن لم يرو في الصحراء أحد، فبلغ ذلك أبا جعفر، فقال لابن
سيرين وابن أبي ليلى: ما منعكما أن تذكرا هذا الرجل لي؟ فقالا: كان يسألنا أن لا
نذكره لك.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين
قال: عمرو بن قيس الملائي ثقة.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: ابن عون خير من عمرو بن قيس الملائي، وعمرو بن
قيس رجل صالح مات ههنا - يعني ببغداد - زعموا كان راجعا من الجبل.
قلت: ذكر أبو داود السجستاني أن عمرا مات بسجستان.
أخبرني العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: عمرو بن قيس الملائي مات
بسجستان.
6652 - عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان:
وباب من سبى فارس مولى لآل عرادة قدم من بلعدويه من حنظلة تميم. كان
164

عمرو يسكن البصرة وجالس الحسن البصري وحفظ عنه، واشتهر بصحبته، ثم أزاله
واصل بن عطاء عن مذهب أهل السنة. فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب
الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد، ويقال إنه قدم بغداد على أبي جعفر
المنصور، وقيل إنه اجتمع مع المنصور بغير بغداد، والله أعلم، إلا أنا نذكره على ما
روى لنا في ذلك.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وعبيد
أبو عمرو كان نساجا، ثم تحول شريطيا للحجاج، وهو من سبى سجستان.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران
ابن موسى الكاتب، أخبرني علي بن هارون، أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر
عن أبيه عن عقبة بن هارون قال: دخل عمرو بن عبيد على أبي جعفر المنصور -
وعنده المهدي بعد أن بايع له ببغداد - فقال: يا أبا عثمان عظني. فقال: إن هذا الأمر
الذي أصبح في يدك لو بقى في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك، فأحذرك ليلة
تمخض بيوم لا ليلة بعده، وأنشد:
- يا أيهذا الذي قد غره الأمل * ودون ما يأمل التنغيص والأجل -
- ألا ترى أنما الدنيا وزينتها * كمنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا -
- حتوفها رصد، وعيشها نكد * وصفوها كدر، وملكها دول -
- تظل تفزع بالروعات ساكنها * فما يسوغ له لين ولا جذل -
- كأنه للمنايا والردى غرض * تظل فيه بنات الدهر تنتضل -
- تديره - ما أدارته - دوائرها * منها المصيب ومنها المخطئ الزلل -
- والنفس هاربة والموت يرصدها * فكل عثرة رجل عندها جلل -
- والمرء يسعى بما يسعى لوارثه * والقبر وارث ما يسعى له الرجل -
قال: فبكى المنصور.
وأخبرني الصيمري وعلي بن أيوب القمي قال الصيمري: حدثنا وقال الآخر:
أخبرنا أبو عبد الله المرزباني، أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا أبو علي عسل
ابن ذكوان العسكري - بعسكر مكرم - قال: حدثني بعض أهل الأدب عن صالح بن
سليمان عن الفضل بن يعقوب بن عبد الرحمن بن عياش بن ربيعة بن الحارث بن
عبد المطلب.
165

قال المرزباني: وحدثني أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن الخصيبي وأحمد بن
محمد المكي قالا: حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم، حدثني الفضل بن يعقوب
الهاشمي ثم الربعي قال: حدثنا عمي إسحاق بن الفضل قال: بينا أنا على باب
المنصور. قال المرزباني وحدثني عبد الله بن مرزوق، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي،
حدثنا رجاء بن سلمة، حدثنا عبد الله بن إسحاق الهاشمي عن أبيه إسحاق بن
الفضل قال: إني لعلى باب المنصور - وإلى جنبي عمارة بن حمزة، إذ طلع عمرو بن
عبيد على حمار، فنزل عن حماره ونجل البساط برجله وجلس دونه، فأتلفت إلى
عمارة فقال: لا تزال بصرتكم ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى
خرج الربيع وهو يقول: أبو عثمان عمرو بن عبيد، قال: فوالله ما دل على نفسه حتى
أرشد إليه، فأتكأه يده ثم قال له: أجب أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، فمر متوكئا
عليه، فالتفت إلى عمارة فقلت إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعى وتركنا. فقال:
كثيرا ما يكون مثل هذا، فأطال اللبث ثم خرج الربيع وعمرو متوكئ عليه، وهو
يقول: يا غلام حمار أبي عثمان، فما برح حتى أقره على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه
واستودعه الله. فأقبل عمارة على الربيع. فقال: لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو
فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه، قال: فما غاب عنك والله ما فعله أمير
المؤمنين أكثر وأعجب! قال: فإن اتسع لك الحديث فحدثنا، فقال: ما هو إلا أن سمع
أمير المؤمنين بمكانه، فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودا، ثم انتقل هو والمهدي،
وعلى المهدي سوادة وسيفه، ثم أذن له، فلما دخل سلم عليه بالخلافة فرد عليه، وما
زال يدنيه حتى أتكأه فخذه، وتحفى به ثم سأله عن نفسه وعن عياله فسماهم رجلا
رجلا، وامرأة امرأة، ثم قال: يا أبا عثمان عظني، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم * (والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل
في ذلك قسم لذي حجر. ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق
مثلها في البلاد. وثمود الذين جابوا الصخر بالواد. وفرعون ذي الأوتاد. الذين طغوا
في البلاد. فأكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك سوط عذاب. إن ربك) * يا أبا
جعفر * (لبالمرصاد) * [الفجر 1 - 14] قال: فبكى بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك
الآيات إلا تلك الساعة، وقال: زدني. فقال: إن الله قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر
166

نفسك منه ببعضها، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان
قبلك، ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك، وإني أحذرك ليلة
تمخض صبيحتها عن يوم القيامة. قال: فبكى والله أشد من بكائه الأول، حتى جف
جفناه، فقال له سليمان بن مجالد: رفقا بأمير المؤمنين قد أتعبته منذ اليوم. فقال له
عمرو: بمثلك ضاع الأمر وانتشر، لا أبالك، وماذا خفت على أمير المؤمنين أن بكى
من خشية الله؟! فقال له أمير المؤمنين: يا أبا عثمان أعني بأصحابك أستعن بهم، قال:
أظهر الحق يتبعك أهله، قال: بلغني أن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن - وقال
ابن دريد إن عبد الله بن حسن - كتب إليك كتابا، قال: قد جاءني كتاب يشبه أن
يكون كتابه، قال: فبم أجبته؟ قال: أو ليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت
تختلف إلينا إني لا أراه، قال: أجل لكن تخلف لي ليطمئن قلبي، قال: لئن كذبتك
تقية، لأحلفن لك تقية. قال: والله والله أنت الصادق البر، قد أمرت لك بعشرة آلاف
درهم تستعين بها على سفرك وزمانك، قال: لا حاجة لي فيها. قال: والله لتأخذنها،
قال: والله لا أخذتها. فقال له المهدي: يحلف أمير المؤمنين وتخلف؟! فترك المهدي
وأقبل على المنصور فقال: من هذا الفتى؟ فقال: هذا ابني محمد، وهو المهدي ولي
العهد. قال: والله لقد أسميته اسما ما استحقه عمله، وألبسته لبوسا ما هو من لبوس
الأبرار، ولقد مهدت له أمرا ما يكون به أشغل ما يكون عنه، ثم التفت إلى المهدي،
فقال: يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك، لأن أباك أقدر على الكفارة من
عمك. ثم قال [المنصور]: يا أبا عثمان هل من حاجة؟ قال: نعم! قال: وما هي؟ قال:
لا تبعث إلى حتى آتيك. قال: إذا لا نلتقي، قال عن حاجتي سألتني قال: فاستحفظه
الله وودعه ونهض، فلما ولى أمده بصره وهو يقول:
- كلكم يمشي رويد * كلكم يطلب صيد -
- غير عمرو بن عبيد -
أخبرني الصيمري، حدثنا محمد بن عمران بن موسى، أخبرني أبو ذر القراطيسي،
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو نعيم قال: حدثني عبد
السلام بن حرب قال: قدم أبو جعفر المنصور البصرة، فنزل عند الجسر الأكبر، فبعث
إلى عمرو بن عبيد، فجاءه، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله، فقال المنصور: والله لتقبلنه،
فقال لا والله لا أقبله، فقال له المهدي: يحلف عليك أمير المؤمنين لتقبلنه فتحلف أن لا
167

تقبله؟! فقال: أمير المؤمنين أقوى على كفارة اليمن من عمك. فقال له المنصور: يا
أبا عثمان سل حاجتك. فقال: أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك. ولا تعطيني حتى
أسألك. قال: يا أبا عثمان علمت أني جعلت هذا ولي عهد؟ قال: يا أمير المؤمنين
يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول. قال: يا أبا عثمان ذكرنا، قال: أذكرك ليلة تمخض
عن صبيحة يوم القيامة. وروى أن هذه القصة كانت بالكوفة، وأن هناك اجتمع
المنصور وعمرو بن عبيد، وروى أنهما اجتمعا في هذه القصة بنهر ميمون، وقيل
ببغداد، والله أعلم.
وإذ قد ذكرنا عمرو بن عبيد في هذه الكتاب فنحن نسوق ما انتهت إلينا الروايات
به من قول أهل العلم فيه.
أخبرنا ابن الفضل، عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو
بكر الحميدي قال: قال سفيان: رأى الحسن أيوب فقال: هذا سيد شياب أهل
البصرة، قال ورأى عمرو بن عبيد يوما، فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، إن لم
يحدث.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا فهد بن حيان القيسي. وأخبرنا
محمد بن أحمد بن رزق، وابن الفضل قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا -
وفي حديث ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا
فهد بن حيان، حدثنا سعيد بن راشد المازني قال: سمعت الحسن يقول: سيد شباب
البصرة أيوب، وأوعى علمهم قتادة، ونعم الفتى عمرو بن عبيد إن لم يحدث. هذا
لفظ دعلج، وزاد قال: وأحدث والله أعظم الحدث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا معاذ بن
معاذ قال: سمعت عمرو بن عبيد يقول: إن كانت: * (تبت يدا أبي لهب) * [المسد
1] في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف،
وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: حدثنا
معاذ قال: كنت عند عمرو بن عبيد.
168

وأخبرنا ابن الفضل - واللفظ له أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن
سفيان، حدثني أبو بشر - وهو بكر بن خلف - حدثنا معاذ بن معاذ قال: كنت
جالسا عند عمرو بن عبيد، فأتاه رجل يقال له عثمان أخو السمري، فقال: يا أبا
عثمان سمعت والله اليوم بالكفر، فقال: لا تعجل بالكفر، وما سمعت؟ قال: سمعت
هاشما الأوقصي يقول: إن * (تبت يدا أبي لهب) * [المسد 1] وقوله: * (ذرني ومن
خلقت وحيدا) * [المدثر 11]، * (سأصليه سقر) * [المدثر 26] إن هذا ليس في أم
الكتاب، والله تعالى يقول: * (حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم
تعقلون. وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * [الزخرف 1 - 4] فما الكفر إلا هذا
يا أبا عثمان؟ فسكت عمرو هنية، ثم أقبل على فقال: والله لو كان القول كما يقول
ما كان على أبي لهب من لوم، ولا على الوحيد من لوم. قال: يقول عثمان ذاك؟
هذا والله الدين يا أبا عثمان. قال معاذ: فدخل بالإسلام وخرج بالكفر، أو كما قال.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو هاشم - زياد بن أيوب - حدثنا سعيد بن عامر
قال: سمعت أبا بحر البكراوي قال: قال رجل لعمرو بن عبيد - وقرأ عنده هذه
الآية: * (بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ) * [البروج 21 - 22] - فقال له، أخبرني
عن * (تبت يدا أبي لهب) * كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت، قال
وكيف كانت؟ فقال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب، فقال له الرجل:
هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصلاة، فغضب عمرو. فتركه حتى سكن، ثم قال
له: يا أبا عثمان، أخبرني عن * (تبت يدا أبي لهب) * كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال
ليس هكذا كانت. قال فكيف كانت؟ قال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو
لهب، قال: فردد عليه، فقال عمرو: إن علم الله ليس بشيطان، إن علم الله لا يضر
ولا ينفع.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا عامر عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن
إبراهيم العسال يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بن حاتم البصري يقول:
سمعت عبيد الله بن معاذ العنبري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن عبيد
يقول - وذكر حديث الصادق المصدوق - فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا
لكذبته، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أجبته، ولو سمعت عبد الله بن
169

مسعود ويقول هذا ما قبلته، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته، ولو سمعت
الله تعالى يقول هذا لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: سمعت
جعفر بن محمد بن الحسن يقول: سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت معاذ بن
معاذ - وذكر قصة عمرو بن عبيد إن كانت * (تبت يدا أبي لهب) * في اللوح
المحفوظ فما على أبي لهب من لوم، قال أبو حفص - يعني عمرو بن علي - فذكرته
لوكيع بن الجراح فقال: من قال هذا القول استتيب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، والحسن بن أبي بكر قالا: حدثنا أحمد بن
سليمان بن أيوب العباداني.
وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار
قالا: حدثنا محمد بن عبد الملك - قال الصفار: ابن مروان الواسطي، وقال العباداني:
الدقيقي - حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا حرب بن ميمون عن خويل ختن شعبة بن
الحجاج قال: كنت عند يونس بن عبيد، فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله، تنهانا عن
مجالسة عمرو بن عبيد؟ وقد دخل عليه ابنك قبل، فقال: ابني؟ قال نعم، فتغيظ يونس،
فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟
فجعل يعتذر قال: كان معي فلان فقال: يونس أنهاك عن الزنا، والسرقة، وشرب
الخمر، فلأن تلقي الله بهن أحب إلى من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه. وقال الصفار:
وأصحاب عمرو - يعني القدرية - قال سعيد بن عامر: ما رأينا رجلا قط كان أفضل
منه - يعني يونس - قال سعيد بن عامر: وأهل البصرة على ذا، واللفظ للعباداني.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا محمد بن عبد
الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر، حدثنا محمد بن
السمت البصري، حدثنا سعيد بن عامر أن يونس بن عبيد وقف ومعه ابنه على عمرو
ابن عبيد قال: فأقبل على ابنه فقال له: يا بني أنهاك عن السرقة، وأنهاك عن الزنا،
وأنهاك عن شرب الخمر، والله لأن تلقي الله بهن خير من أن تلقاه برأي هذا وأصحابه
- يشير إلى عمرو بن عبيد - قال: فقال عمرو: ليت القيامة قامت بي وبك الساعة،
فقال يونس بن عبيد: * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون
منها) * [الشورى 18].
170

كتبت إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - وحدثناه عبد العزيز بن أبي طاهر عنه
- قال أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي، حدثنا أبو زرعة عبد
الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت عيسى بن يونس يقول: سلم
عمرو بن عبيد على ابن عون فلم يرد عليه، وجلس إليه فقام عنه.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف،
وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا معاذ
ابن معاذ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم - يعني ابن علية - قال: جاءني عبد العزيز
الدباغ - يعني ابن المختار - وقال لي: إني قد أنكرت وجه ابن عون، فلا أدري ما
شأنه؟ قال فذهبت معه إلى ابن عون فقلت: يا أبا عون، ما شأن عبد العزيز؟ قال
أخبرني قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عمرو بن عبيد في السوق، قال: فقال
عبد العزيز إنما سألته عن شئ، والله ما أحب رأيه. قال وتسأله أيضا؟
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا
عبد الله بن أحمد، حدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا الهيثم بن عبيد الله، حدثنا حماد
ابن زيد قال: كنت مع أيوب ويونس وابن عون وغيرهم، فمر بهم عمرو بن عبيد،
فسلم عليهم ووقف، وقفة فما ردوا عليه، ثم جاز فما ذكروه.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثني أحمد بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا
سلام بن أبي مطيع قال: قال سعيد لأيوب: يا أبا بكر إن عمرو بن عبيد قد رجع عن
قوله، قال سلام وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام أنه قد رجع، قال إنه لم يرجع،
قالها غير مرة. ثم قال أيوب ما سمعت إلى قوله - يعني في الحديث - " يمرقون من
الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه، إنه
لا يرجع أبدا ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا علي بن محمد المصري، حدثنا
نصر بن عمار التنيسي، حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي عن محمد بن ثور عن معمر
قال: كان أيوب إذا ذكر عمرو بن عبيد قال ما فعل المقيت، ما فعل المقيت.
أخبرنا [بن] الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب، حدثنا
171

سليمان، حدثنا سلام بن أبي مطيع قال: قال لي أيوب كيف تثق بحديث رجل لا تثق
بدينه؟ - يعني عمرو بن عبيد - وقال يعقوب قال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن
زيد قال: جلس عمرو بن عبيد وشبيب بن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر،
قال: فما صلوا ليلتئذ ركعتين، قال: وجعل عمرو يقول هيه أبا معمر؟ هيه أبا معمر.
أخبرنا الهيثم بن محمد الخراط - بأصبهان - أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: بلغني عن ابن عيينة. قال: قدم
أيوب وعمرو بن عبيد مكة فطاف أيوب حتى أصبح، وخاصم عمرو حتى أصبح.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن
سيف، حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثنا العباس بن الفرج - هو الرياشي -
حدثنا الأصمعي قال: قيل لأيوب إن فلانا قال: آتي عمرو بن عبيد أجد عنده شيئا
غامضا. قال: من الغامض أفر.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال حدثني شيخ. قال قيل لعبيد بن باب أبي عمرو بن عبيد
- وكان من حرس السجن - إن ابنك يختلف إلى الحسن، ولعله أن يكون، قال وأي
خير يكون من ابني، وقد أصبت أمه من غلول، وأنا أبوه؟
حدثني الأزهري، حدثنا علي بن محمد الوراق، حدثنا أبو يزيد خالد بن النضر -
بالبصرة - حدثنا نصر بن علي، حدثنا الأصمعي، حدثنا أبو عوانة. قال: ما رأيت
عمرو بن عبيد قط ولا جالسته إلا مرة واحدة، فتكلم وطول، ثم قال: لو نزل ملك
من السماء ما زادكم على هذا.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا
معاذ بن المثنى، حدثنا محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا أبو عوانة - غير
مرة - قال: شهدت عمرو بن عبيد - وأتاه واصل الغزال، قال: وكان خطيب القوم
- يعني المعتزلة - فقال عمرو: تكلم يا أبا حذيفة، فخطب فأبلغ، قال ثم سكت، فقال
عمرو: ترون لو أن ملكا من الملائكة - أو نبيا من الأنبياء - كان يزيد على هذا؟
وأخبرنا عبد الله، حدثنا الشافعي، حدثنا محمد بن بشر بن مطر، حدثنا سوار بن
عبد الله، حدثنا الأصمعي عبد الملك بن قريب. قال: جاء عمرو بن عبيد إلى أبي
عمرو بن العلاء، فقال: يا أبا عمرو يخلف الله وعده؟ قال: لا! قال: أفرأيت إن وعده
172

على عمل عقابا يخلف وعده؟ فقال أبو عمرو بن العلاء: من العجمة أتيت يا أبا
عثمان، إن الوعد غير الوعيد إن العرب لا تعد خلفا ولا عارا. إن تعد شرا ثم لا
تفعله، ترى إن ذاك كرما وفضلا، إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله، قال: فأوجدني
هذا في كلام العرب. قال أما سمعت إلى قول الأول:
- لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي * ولا أختشي من خشية المتهدد -
- وإني وإن أوعدته أو عدته * لمخلف إيعادي ومنجز موعدي -
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثني علي بن عبد الله بن جعفر المديني. قال: قال يحيى بن
سعيد: كان عمرو بن عبيد يقول: في حديث سمرة " ثلاث سكتات " قال يحيى
فقلت له عن سمرة، فقال ما نصنع بسمرة، فعل الله بسمرة. وقال علي في موضع
آخر سمعته يقول، قلت لعمرو في حديث السكتتين عن سمرة، قال: ما أرجو
بسمرة؟ فعل الله بسمرة.
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي
قال سمعت يحيى يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن عن سمرة
- يعني في السكتتين في التكبير - فقال: ما نصنع بسمرة، قبح الله سمرة.
وأخبرنا السوذرجاني، أخبرنا ابن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن
بحر.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر - واللفظ له - أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
البغوي، حدثنا الحسن بن عليل. قالا: حدثنا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ
يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن أن عثمان ورث امرأة عبد الرحمن
بعد انقضاء العدة؟ فقال: إن عثمان لم يكن [صاحب] سنة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الأصبهاني، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
عبيد بن عبد الواحد البزاز، أخبرنا نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو
ابن دينار، عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج قوم من النار بعدما
173

امتحشوا فيدخلون الجنة " فقال عمرو بن دينار قال عبيد بن عمير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة " قال: فقال له رجل: يا أبا عاصم ما هذا
الحديث الذي تحدث به؟ قال: فقال عبيد بن عمير: إياك أعني يا علج، فلو لم أسمعه
من ثلاثين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثته. قال سفيان: فقدم علينا عمرو
ابن عبيد ومعه رجل تابع له على هواه فدخل عمرو بن عبيد الحجر يصلى فيه،
وخرج صاحبه على عمرو بن دينار وهو يحدث هذا عن جابر بن عبد الله عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال فرجع إلى عمرو بن عبيد فقال له: يا ضال، أما كنت تخبرنا أنه لا يخرج
أحد من النار؟ قال: بلى! قال فهو ذا عمرو بن دينار يذكر أنه سمع جابر بن عبد الله
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة ": قال: فقال عمرو بن
عبيد: هذا له معنى لا تعرفه، قال: فقال الرجل: وأي معنى يكون لهذا؟ قال: ثم قلب
ثوبه من يومه وفارقه.
أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي محمد بن ماسي حدثكم محمد بن عبدوس،
حدثنا أبو معمر، حدثنا سفيان: قال قال لي عمرو بن عبيد: أليس قد نهاك أبوك عن
مجالستي؟ قال قلت نعم! قال: وكان لعمرو بن عبيد ابن أخ يجالسه يقال له فضالة،
وكان مخالفا له، فضرب عمرو على فخذه وقال: يا فضالة حتى متى أنت على
ضلالة؟ قال سفيان: وكان هو والله على الضلالة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ومحمد بن عمر النرسي. قالا: أخبرنا محمد بن عبد
الله الشافعي، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا
بكر بن حمدان قال: سمعت عمرو بن عبيد يقول: لا يعفى عن اللص دون السلطان.
قال فحدثته بحديث صفوان بن أمية فقال لي: أتحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن النبي
صلى الله عليه وسلم قاله؟ فقلت: تحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله؟ قال: فحلف،
قال: فأتيت ابن عون فحدثته، فلما عظمت الحلقة قال: يا بكر حدث القوم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
سليمان بن حرب قال: حدثنا بكر قال: جلست إلى عمرو بن عبيد في أصحاب
البصري فقال: لا يعفي عن السارق قال فقلت: أين حديث صفوان؟ فقال لي: تحلف
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا؟ قال فقلت فتحلف أنت أنه لم يقل؟ فحلف بالله أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يقل، قال فذكرت ذلك لابن عون، قال فكان بعد ذلك يقول يا بني حدث القوم.
174

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت هارون بن سليمان الأصبهاني قال: سمعت أبا حفص
- يعني الفلاس - قال سمعت الأفطس يقول: سمعت عمرو بن عبيد يقول: لو أن عليا
وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما أجزته.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا الحسن بن
عليل، حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الله بن سلمة الأفطس يقول: سمعت
عمرو بن عبيد يقول: والله لو شهد عندي علي، وعثمان وطلحة، والزبير على
سواك ما أجزته.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الأصبهاني، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
معاذ بن المثنى، حدثنا محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا أبو عوانة قال:
لقيت ذات يوم رجلا من المعتزلة من أصحاب عمرو بن عبيد، قال: فقلت: أيما خير
عمرو بن عبيد، أو قتادة؟ قال: عمرو، قال قلت له: أيما خير، عمرو أو الحسن؟ قال
عمرو، قال: قلت أيما خير، عمرو أو ابن عمر؟ قال: هاه هاه - ووقف.
وأخبرنا عبد الله، حدثنا الشافعي، حدثنا محمد بن غانم، حدثنا هدبة، حدثني
حزم، حدثنا عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه،
فقلت له: يا أبا الخطاب إني أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! فقال: يا أحول، أولا
تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر؟ قال فجئت من عند
قتادة وأنا مهتم بقوله في عمرو بن عبيد، وما رأيت من نسك عمرو بن عبيد،
فوضعت رأسي في نصف النهار، فإذا أنا بعمرو بن عبيد في النوم والمصحف في
حجره، وهو يحك آية من كتاب الله، فقلت: سبحان الله تحك آية من كتاب الله؟
فقال: إني سأعيدها، فتركته حتى حكها فقلت له: أعدها، فقال: لا أستطيع.
أخبرنا الحسين بن يوسف بن الإسكاف وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قالا:
حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري، حدثني الحسن بن عبد الرحمن بن العريان عن ابن عون عن ثابت
البناني.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا الحسن بن عليل،
حدثنا عمرو بن علي، حدثنا موسى بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة عن ثابت
175

قال: رأيت عمرو بن عبيد في المنام وهو يحك المصحف فقلت: ما تصنع؟ قال: أثبت
مكانه خيرا منه. وفي حديث سليمان بن المغيرة - يحك آية من المصحف، فقلت له،
قال أجعل مكانها خيرا منها.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمد بن سيف،
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثنا العباس بن الفضل، حدثنا الأصمعي عن
حماد بن زيد قال: مررت أنا وجرير بن حازم بأبي عمرو بن العلاء، فدفع إلى جرير
رقعة، فنظر فيها، فقال له: ينبغي لصاحب هذه أن يسلسل. قال: فقال: هذه رقعة
عمرو بن عبيد.
أخبرنا عبد الرحمن الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن
أحمد، حدثني محمد بن عبد الله المخرمي.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
محمد بن عبد الله المخرمي، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا ابن المبارك عن معمر قال:
ما عددت عمرا عاقلا قط.
أخبرنا عبد الرحمن الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان وأخبرنا محمد بن أحمد بن
رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن وأحمد بن جعفر بن
حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا -
وفي حديث سلمان حدثني - همام، حدثنا مطر قال: لقيني عمرو بن عبيد فقال: والله
انى وإياك لعلى أمر واحد، قال: وكذب والله، إنما عنى على الأرض. قال وقال مطر:
والله ما أصدقة في شئ.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم القطان، حدثنا أبو علي الداركي، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا حكام بن
سلم عن أبي جعفر الخراساني قال: كنت مع مطر الوراق، فانتهينا إلى عمرو بن
عبيد. فقال مطر: يا عمرو إلى متى تضل؟
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثني جدي عبيد الله بن الوازع
ابن ثور قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، إن عمرو بن عبيد حدث عن الحسن عن
أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت حتى مات، ويحدث به عن يزيد الرقاشي عن أنس؟
قال أيوب: كذب عمرو على الحسن.
176

حدثني حميد بن هلال عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: إن الله أعاننا على
الكذابين بالنسيان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
أحمد بن حنبل، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة قال، كان حميد من أكفهم
عنه، قال فجاء ذاك يوم إلى حميد، قال فحدثنا حميد بحديث، قال: فقال عمرو كان
الحسن يقوله. قال فقال لي حميد: لا تأخذ عن هذا شيئا، فإن هذا يكذب على
الحسن، كان يأتي الحسن بعد ما أسن فيقول يا أبا سعيد، أليس تقول كذا وكذا
للشيء الذي ليس من قوله فيقول الشيخ برأسه هكذا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب، حدثنا سليمان
ابن حرب.
وأخبرني عبد الرحمن الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا عبد الله بن أحمد،
حدثني أبي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب إن عمرا
روى عن الحسن قال: لا يجلد السكران من النبيذ؟ فقال: كذب، أنا سمعت الحسن
يقول يجلد السكران من النبيذ لفظ ابن حنبل.
وقال عبد الله بن أحمد حدثني أحمد - وهو ابن إبراهيم الدورقي - حدثني أبو
داود عن حماد بن زيد قال: كنا نذكر عمرا عند أيوب وما يروى عن الحسن، فيقول
كذب.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا إسماعيل بن إسحاق المعمري،
حدثنا محمد - هو ابن المثنى - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: سمعت حماد بن زيد
يقول: سمعت أيوب يقول: ما زلنا نضعف عمرو بن عبيد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي سمعت معاذ بن معاذ يقول: قلت
لعوف إن عمرو بن عبيد حدثنا عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حمل علينا
السلاح فليس منا " فقال: كذب عمرو، ولكنه أراد أن يجوز هذا إلى كلامه
الخبيث.
177

أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا فهد بن حيان، حدثنا سليمان بن المغيرة القيسي عن
يحيى البكاء قال: شهدت الحسن تأتيه مسائل من قبل عمرو بن عبيد فلا ينظر فيها،
فأقول: إنه مكذوب عليه فلا ينظر فيه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا سليمان بن حرب،
حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه ". فقال: كذب عمرو.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وأحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قالا: أخبرنا
محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد
القاضي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا بكر بن حمدان الرفا قال: قيل لابن عون: إن
عمرو بن عبيد يقول عن الحسن كذا وكذا. قال ابن عون: مالنا ولعمرو، عمرو
يكذب على الحسن.
حدثنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثني جدي قال: سمعت سعيد بن عامر - وذكر عنده عمرو بن
عبيد في شئ قاله - قال فقال: كذب، وكان من الكذابين الآثمين، وذكر سعيد يوما
رجلا لم يسمه. فقال: كان المسكين بارا بأمه، ولكنه كان مبتدعا، فقيل له عمرو بن
عبيد هو يا أبا محمد؟ فقال: لا ولا كرامة لعمرو. كان عمرو أقل من ذاك وأرذل.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي،
حدثني محمد بن هارون - أبو نشيط - حدثني نعيم - يعني ابن حماد - قال: حدثني
أبو داود عن شعبة عن يونس قال: كان عمرو يكذب في الحديث.
قال نعيم: وسمعت ابن عيينة - مرارا - يقول: حدثني عمرو وكان كذابا.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز،
حدثنا هيثم بن خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان قال: سألت قريش بن أنس
عن حديث من حديث عمرو بن عبيد فقال: وما تصنع به؟ فوالله لكف من تراب
خير من عمرو بن عبيد.
178

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا
محمد بن يونس، حدثنا قريش بن أنس. وأخبرنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن
الحسين العلوي المحمدي، حدثنا علي بن محمد بن موسى التمار - بالبصرة - حدثنا
أحمد بن محمد بن بحر العطار، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد،
حدثنا قريش بن أنس قال: سمعت عمرو بن عبيد يقول: يؤتي بي يوم القيامة، فأقام
بين يدي الله تعالى، فيقول لي: لم قلت إن القاتل في النار؟ فأقول أنت قلته، ثم تلا
هذه الآية: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) * [النساء 93] حتى فرغ من
الآية، قلت له - وما في البيت أصغر مني - أرأيت إن قال لك فإني قد قلت * (إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * [النساء 48، 116] من أين علمت
أنت أني لا أشاء أن أغفر لهذا؟ فما رد على شيئا، واللفظ للعلوي.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الواحد بن علي اللحياني، أخبرنا أبو
محمد عبد الله بن عيسى الوراق، حدثنا محمد بن علي الجوزجاني، حدثنا هدبة،
حدثنا سلام بن أبي مطيع قال: لأنا أرجي للحجاج بن يوسف مني لعمرو بن عبيد،
إن الحجاج بن يوسف إنما قتل الناس على الدنيا، وإن عمرو بن عبيد أحدث بدعة،
فقتل الناس بعضهم بعضا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت الحسن بن الربيع يقول: كنا نسمع الحديث من عبد الوارث، فإذا أقيمت
الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه، قال: وقيل لابن المبارك: كيف رويت عن عبد الوارث
وتركت عمرو بن عبيد؟ قال: إن عمرا كان داعيا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
يوسف بن يعقوب السوسي يقول: سمعت محمد بن إبراهيم البوسنجي يقول:
سمعت كامل بن طلحة يقول قلت لحماد بن سلمة: كيف رويت عن الناس وتركت
عمرو بن عبيد؟ قال: إني رأيت - يعني في المنام - الناس يوم الجمعة وهم يصلون
للقبلة، ورأيت عمرو بن عبيد وهو يصلي لغير القبلة وحده، فعلمت أنه على بدعة،
فتركت حديثه.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن محمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو بن
موسى العقيلي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا نعيم قال: سمعت معاذ بن
179

معاذ يصيح في مسجد البصرة، يقول ليحيى بن سعيد القطان: أما تتقي الله تروي عن
عمرو بن عبيد وقد سمعته يقول: لو كانت * (تبت يدا أبي لهب) * في اللوح
المحفوظ لم يكن لله على العباد حجة؟
قلت: قد ترك يحيى القطان الرواية عن عمرو بن عبيد بأخرة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا سهل بن أحمد الواسطي،
حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان عمرو بن عبيد قدريا، يرى الاعتزال
والقدر، ترك حديثه. وروى عنه ابن جريج، وشعبة، وحدث عنه يحيى بن سعيد، ثم
تركه. روى عنه عبد الوارث، وسفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين.
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد
ابن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وكان يحيى حدثنا
عن عمرو بن عبيد ثم تركه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس
قال: وسألته - يعني محمد بن عبد الله بن عمار - عن رواية يحيى بن سعيد عن
عمرو بن عبيد، وقلت له: إن بندارا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد
بغير حديث. فقال: قد تركه بعد.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا
محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال:
سمعت أبي يقول: سمعت معاذ بن معاذ - وذكر عمرو بن عبيد - فقال له إنسان -
يكنى أبا هاشم - يا أبا المثنى من هذا؟ قال: من لا يقبل منه، ولا يؤخذ عنه، عمرو بن
عبيد. قال عبد الله: وسألت أبي عن عمرو بن عبيد، فقلت له: ليس بشئ لا يكتب
حديثه؟ فأومأ برأسه، أي نعم! فقلت: قوم يرمون بالقدر إلا أنهم لا يدعون إليه، ولا
يأتون في حديثهم بشئ منكر، مثل قتادة، وهشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروة،
وأبي هلال، وعبد الوارث، وسلام بن مسكين؟ فقال: هؤلاء الثقات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - يعني ابن المديني - وذكر عمرو بن عبيد -
فقال ليس بشئ، ولا نرى الرواية عنه.
180

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان عن عبد الله بن أحمد قال: كان أبي يحدثنا عن عمرو بن عبيد، وربما قال رجل لا يسميه، ثم
تركه بعد ذلك فكان لا يحدث عنه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، حدثنا أبو عوانة
يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا الميموني قال: وسمعته - يعني أبا عبد الله
أحمد بن حنبل - يقول: ما كان عمرو بن عبيد بأهل أن يحدث عنه.
قرأنا على الجوهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال رجل ليحيى بن معين: إن
يحيى بن سعيد قال: لأن أحدث عن عمرو بن عبيد أحب إلى من أن أحدث عن أبي
هلال الراسبي. فقال يحيى بن معين: عمرو بن عبيد ليس بشئ، رجل سوء، وأبو
هلال صدوق.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن
معين - عن عمرو بن عبيد - الذي روى عن الحسن - فقال: لا يكتب حديثه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد قال: قرئ على العباس
ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن عبيد البصري ليس بشئ.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام، حدثنا القاسم بن
عيسى العصار، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عمرو بن عبيد
غير ثقة ضال.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد - وكيل دعلج - حدثنا
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عمرو بن عبيد بن باب
أبو عثمان بصري، متروك الحديث.
أخبرنا أحمد بن علي بن يزداد القارئ، أخبرنا زيد بن رفاعة الهاشمي، حدثني
أبي، حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثني أبي الحسين بن فضيل قال: قال رجل
181

لعمرو ابن عبيد: يا أبا عثمان، إني لأرحمك مما يقول الناس فيك. قال: يا ابن أخي
أسمعتني أقول فيهم شيئا؟ قال: لا! قال: فإياهم فارحم. وراسله واحد بما يكره،
فقال لمبلغه: قل له إن الموت يجمعنا، والقيامة تضمنا، والله يحكم بيننا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: عمرو بن عبيد بن باب البصري أبو عثمان مولى بني تميم من
أبناء فارس، تركه يحيى بن سعيد القطان.
قال لي محمد بن المثنى عن قريش بن أنس: مات سنة ثلاث - أو اثنتين - وأربعين
ومائة، في طريق مكة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات عمرو بن عبيد بن باب، مولى بني تميم،
وكان من أبناء فارس سنة اثنتين - ويقال ثلاث - وأربعين ومائة.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، حدثنا
محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عمرو بن عبيد بن باب
مات بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قدريا، وكان داعية، تركه أهل
النقل من كان يميز الأثر من أهل البصرة. وروى عنه الغرباء، وكان له سمعت
وإظهار زهد، فرووا عنه وظنوا به خيرا، وقد روى عنه شعبة حديثين ثم تركه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبيد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
أحمد بن خليل، حدثنا موسى بن هلال العبدي قال: مات عمرو بن عبيد سنة أربع
وأربعين ومائة في طريق مكة.
وقال يعقوب: قال أبو نعيم: مات عمرو بن عبيد في سنة أربع وأربعين ومائة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد المفيد، أخبرنا محمد
ابن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي قال: قال الهيثم بن
عدي: وعمرو بن عبيد - مولى بني تميم بن نصر - توفي في سنة أربع وأربعين ومائة.
حدثنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا
عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: دفع إلى أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد
ابن المغيرة الصيرفي كتابا وأخبرني عن أبيه أنه بخط أبي عبيد - القاسم بن سلام -
وتأليفه وأنه سمعه من أبيه فنسخته وقرأته عليه.
182

قال: حدثني أبي قال حدثني أبو عبيد قال: سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات
عمرو بن عبيد.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد، حدثنا محمد بن عمر
الواقدي قال: سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بن عبيد.
أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن
أبي أسامة الحلبي، حدثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب، حدثنا أبو بكر بن
أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: عمرو بن عبيد بن باب - مولى لبني تميم -
يكنى أبا عثمان توفي سنة أربع وأربعين ومائة، ودفن بمران - على ليال من مكة على
طريق البصرة.
قلت: وقيل إن عمرا وواصل بن عطاء ولدا جميعا في سنة ثمانين. فذكر أبو محمد
ابن قتيبة في كتاب المعارف أن أبا جعفر المنصور رثي عمرو بن عبيد فقال:
- صلى الإله عليك من متوسد * قبرا مررت به على مران -
- قبر تضمن مؤمنا متحنفا * صدق الإله ودان بالقرآن -
- فلو ان هذا الدهر أبقى صالحا * أبقى لنا حقا أبا عثمان -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حماد قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
قال أبي: مات عمرو بن عبيد سنة ثمان وأربعين.
أخبرني عبد الله بن أبي الحسين بن بشران الشاهد، أخبرنا أبو جعفر محمد بن
الحسن بن علي اليقطيني، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي شيخ - بكفرتوثى - حدثنا
جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي، حدثنا إسماعيل بن مسلمة - وهو أخو القعنبي -
قال: رأيت الحسن بن أبي جعفر بعبادان في المنام، فقال لي: أيوب ويونس بن عبيد في
الجنة، قلت فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، ثم رأيته الليلة الثانية فقال لي: أيوب
ويونس في الجنة، قلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، ثم رأيته الليلة الثالثة فقال لي:
أيوب ويونس في الجنة، قلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، كم أقول لك؟.
183

6653 - عمرو بن ميمون بن مهران، أبو عبد الله الجزري:
سمع أباه، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز بن مروان. روى عنه سفيان
الثوري، وزهير بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن
زكريا بن أبي زائدة، وبشر بن المفضل، ويزيد بن هارون، ومحمد بن بشر العبدي،
وغيرهم. وكان ثقة. ذكر يحيى بن معين أنه نزل بغداد.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان -
أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق
الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا أبو خازم بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا
أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا محمد
ابن سعد قالا: قال الهيثم بن عدي أخبرنا عمرو بن ميمون بن مهران قال: قلت
لأبي: ممن أنت؟ قال: كان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية فعتق، وكنت مملوكا
لامرأة من الأزد من ثمالة، يقال لها أم نمر، فأعتقتني. هذا آخر حديث خليفة، وزاد
ابن سعد، فلم أزل بالكوفة إلى أن كان هيج الجماجم. فتحولت إلى الجزيرة.
أخبرنا الأزهري والحسن بن محمد بن عمر النرسي قالا: أخبرنا محمد بن عبد
الله بن أحمد بن جامع الدهان، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن
الحراني، حدثنا عبد الملك الميموني قال: حدثت أبا عبد الله بن حنبل، قلت: حدثني
أبي قال: لما رأيت قدر عمي عند أبي جعفر، قلت: يا عم، لو سألت أمير المؤمنين أبا
جعفر أن يقطعك قطيعة؟ قال فسكت عني، قال فلما ألححت عليه قال: يا بني إنك
لتسألني أن أسأله شيئا قد ابتدأني به هو غير مرة، وقلد قال لي يوما: يا أبا عبد
184

الله إني أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة، وإن أحبابي من أهلي وولدي
يسألوني ذلك، فأبى عليهم فما يمنعك أن تقبلها؟ قال قلت: يا أمير المؤمنين إني رأيت
هم الرجل على قدر انتشار صيته، وإني يكفيني من همي ما أحاطت به داري، فإن
رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل، قال: قد فعلت. فقال ابن حنبل: أعده علي، قال:
فأعدته عليه حتى حفظه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي عن أبي زكريا يحيى بن
معين قال: عمرو بن ميمون بن مهران كان بالرقة، وكان ههنا ببغداد.
أخبرني العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني محمد بن يعقوب
الأصم أن العباس بن محمد بن حاتم حدثهم قال: سمعت يحيى يقول: عمرو بن
ميمون كان جزريا نزل بغداد.
أخبرنا الأزهري والنرسي قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن جامع، حدثنا أبو علي
محمد بن سعيد الحراني، حدثنا الميموني قال: سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون
بالقرآن والنحو، وقال: عندنا مصحف من كتابه. وسمعت أبي يقول: ما برى إلا
قلمين، فما غيرهما حتى فرغ منه، أو هذا المعنى إن شاء الله تعالى. قال: وسمعت أبي
يقول: وجه - يعني ميمونا - عمرا ابنه إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من ولاية
الجزيرة فلم يعفه. وولى عمرو البريد، وهو ابن نيف وعشرين سنة.
أخبرنا الأزهري والنرسي قالا: أخبرنا ابن جامع، حدثنا أبو علي الحراني قال:
سمعت الميموني يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمي يقول: لو علمت أنه بقى
على حرف من السنة باليمن لأتيتها. وقال أبو علي: حدثنا الميموني، حدثني أبي قال:
كان عمي عمرو يعطش، فما يستسقى من أحد ماء حتى يشربه من بيته. ويقول: كل
معروف صدقة، وما أحب أن يتصدق علي. وقال: حدثنا الميموني، حدثنا أبي قال: ما
سمعت عمرا اغتاب أحدا قط - أو قال عابه - ولقد ذكر عنده يوما رجل فلم ير فيه
شيئا يذكره به - يعني من الخير - فقال: إنه لحسن الأكل.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين عن عمرو بن ميمون الجزري فقال: ثقة.
185

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، حدثنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
عمرو بن ميمون بن مهران شيخ صدوق.
أخبرنا أبو خازم بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي الحلبي، حدثنا أبو عمران
موسى بن القاسم بن الأشيب، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد
قال: عمرو بن ميمون بن مهران كان ينزل الرقة. قال الواقدي مات سنة خمس
وأربعين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: عمرو بن ميمون بن مهران نزل الرقة،
مات سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد،
وأبو القاسم التنوخي قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري، أخبرنا أبو عروبة
الحسين بن محمد الحراني قال: عمرو بن ميمون بن مهران، قال لي هلال بن العلاء:
مات بالرقة، وكان يؤدب بحصن مسلمة قال: وذكر لي شيوخ الحصن أنه روى
القرآن عن أبيه عن أبي عبد الرحمن السلمي وعن يحيى بن وثاب، وكنيته أبو عبد
الله، وفي رواية غيره أنه مات سنة خمس وأربعين ومائة.
قلت: وذكر ابن أخيه عبد الحميد أن وفاته كانت بالكوفة.
كذلك أخبرنا الأزهري والنرسي قالا: حدثنا ابن جامع، حدثنا أبو علي محمد بن
سعيد، حدثنا الميموني، حدثنا أبي قال: سمعت عمي عمرا يقول - وكان بالكوفة -
بلغني أنه يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب، فأحب أني أموت
بها فمات ودفناه بها.
وقال أبو علي: سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني يقول: مات عمرو بن
ميمون - أظنه - سنة ثمان وأربعين ومائة، وكنيته أبو عبد الله.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: قال لي موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران: مات عمرو
أبو عبد الله سنة أربعين ومائة.
186

6654 - عمرو بن جميع، أبو عثمان:
قاضي حلوان. حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان الأعمش، وليث بن
أبي سليم، وجويبر بن سعيد. روى عنه أبو إبراهيم الترجماني، وسريج بن يونس، وأبو
عمرو الدوري، وغيرهم. وكان يروي المناكير عن المشاهير، والموضوعات عن
الأثبات.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا الحسن بن سعيد الأدمي - بالموصل -
حدثنا محمد بن محمود الصيدلاني، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، حدثنا عمرو بن
جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيخ يقال له عمرو بن جميع
كان بغداديا وقع إلى حلوان ليس بثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن جميع
صاحب الأعمش وصاحب ليث بن أبي سليم كان يحدث في المسجد وكان كذابا
خبيثا يقال له الحلواني وكان قاضي حلوان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم منهم الحسن بن
عمارة، وعمرو بن جميع، كان قاضي حلوان.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عمرو بن جميع متروك الحديث، كان وقع إلى حلوان.
وأخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي،
حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عمرو بن جميع كان قاضي حلوان، وكان ببغداد
جارا لخلف بن سالم. قال يحيى بن معين: كان كذابا ليس بثقة ولا مأمون.
187

قلت: روى عباس الدوري عن يحيى بن معين أن جار خلف بن سالم يقال له عمرو
ابن مجمع - أو ابن جميع - وأنه لم يكن به بأس، وهو غير عمرو بن جميع قاضي حلوان.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عمرو بن جميع متروك الحديث.
6655 - عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ، أبو محمد الأنصاري:
حدث عن هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخدري. روى عنه سعيد بن محمد
الجرمي وقال: لقيته ببغداد. وحدث عنه أيضا يحيى بن معين.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن المصري - ببدر بعد
حجنا ونحن عائدون إلى المدينة - قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
بمصر، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازي، حدثنا أبو زرعة
الرازي، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال: حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن
معاذ الأنصاري - أبو محمد، لقيته ببغداد في ربض الأنصار - قال: حدثتنا هند ابنة
سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمتها قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عائدا لأبي سعيد
الخدري، فقدمنا إليه ذراع شاة فأكل منها، وحضرت الصلاة فدعا بماء فتمضمض
وقام فصلى.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أنه خيثمة بن سليمان القرشي
حدثهم قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، حدثنا عمرو بن معاذ الأنصاري
الشاعر - ولم يكن يحدث غير هذا الحديث -.
وأخبرني الصيمري - قراءة - حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، أخبرنا أحمد بن زهير، حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ
الأنصاري قال: سمعت هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمتها قالت: جاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم عائدا لأبي سعيد الخدري فقدمنا إليه ذراع شاة، فأكل منها وحضرت
الصلاة، ثم قام وصلى ولم يتوضأ.
6656 - عمرو بن الأزهر، أبو سعيد العتكي:
بصري الأصل سكن واسطا ثم انتقل إلى بغداد في آخر عمره فأوطنها. وحدث
بها عن يونس بن عبيد، وبهز بن حكيم وهشام بن حسان. روى عنه أحمد بن البراء
والد أبي الحسن، والحسين بن سيار الحراني.
188

أخبرنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: عمرو بن الأزهر يقال العتكي نزل بغداد يرمى بالكذب، رماه
أبو سعيد الحداد بالكذب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا دعلج
ابن أحمد، حدثنا - وفي حديث ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا
مجاهد بن موسى قال: قال أبو سعيد الحداد: كان عمرو بن الأزهر يكذب مجاوبة،
قلت كيف يكذب مجاوبة؟ قال قالوا له تعرف في الحائك يأخذ الخيوط شيئا؟ فقال
حدثنا هشام عن الحسن. قال: الخيوط بالدقيق. وقيل له في الحجام يرى الرجل
محاجمه؟ فقال: حدثنا هشام عن الحسن. قال لا أكثر الله في المسلمين مثله.
وقال الأبار حدثنا علي بن شوكر قال سمعت أحمد ابن حنبل يقول: كان عمرو
ابن الأزهر يضع الحديث.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا العباس
ابن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن الأزهر كان بواسط وهو
بصري ضعيف.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني قال: عمرو بن الأزهر غير ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي. قال: عمرو بن الأزهر متروك الحديث.
6657 - عمرو بن مجمع بن سليمان، أبو المنذر السكوني الكندي:
من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي
خالد، ويونس بن خباب، وإبراهيم الهجري. روى عنه زكريا بن عدي، وأحمد بن
حنبل، ومحمد بن هشام المروزي، وأبو سعيد الأشج، وحميد بن الربيع، وغيرهم.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم - في سنة ثلاثين وثلاثمائة - حدثنا حميد بن
189

الربيع، حدثنا عمرو بن مجمع - أبو المنذر سنة ثمانين ومائة - حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن البراء بن عازب قال: أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قبل
اليمن. وقال: " ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والقسوة وغلظ القلوب [ههنا] "
ثم أومأ بيده قبل المشرق وقال: " القسوة وغلظ القلوب من الفدادين، في ربيعة
ومضر، عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرن الشيطان ".
قال أبو الحسن حميد بن الربيع وهو خطأ، إنما هو عن أبي مسعود.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: قال لنا الدارقطني: تفرد به عمرو بن مجمع
عن إسماعيل عن قيس عن البراء.
قلت: ورواه الحفاظ عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود وعقبة بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم منهم شعبة، وابن عيينة، عبد الله بن إدريس وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير،
ويحيى بن سعيد القطان، ومعتمر بن سليمان، وقولهم هو الصواب.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن مجمع - أبو المنذر الكندي - أخبرنا
إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبلى كل
عظم من ابن آدم إلا عجب الذنب وفيه يركب الخلق يوم القيامة ".
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا - يعني يحيى
ابن معين - أبو المنذر شيخ كان ينزل دار الدقيق يحدث عن يونس بن خباب، ليس
حديثه بشئ.
6658 - عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر المعروف بسيبويه النحوي:
من أهل البصرة، كان يطلب الآثار والفقه، ثم صحب الخليل بن أحمد، فبرع في
النحو، وورد بغداد وجرت بينه وبين الكسائي وأصحابه مناظرة. قد شرحناها فيما
تقدم من كتابنا هذا.
190

أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران
المرزباني، أخبرني الصولي وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا محمد بن يزيد النحوي
قال: أبو بشر عمرو بن عثمان بن قبر مولى لبني الحارث بن كعب بن عمرو بن
علة بن خالد بن مالك بن أدد قال المرزباني وحدثني محمد بن يحيى، حدثنا
محمد بن يزيد المبرد قال: سيبويه يكنى أبا بشر وأبا الحسن، وهو من موالي بني
الحارث بن كعب. قال المرزباني: ويقال: هو مولى آل الربيع بن زياد الحارثي.
وتفسير سيبويه، بالفارسية رائحة التفاح.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال:
وسمعته - يعني إبراهيم الحربي - يقول: سمى سيبويه سيبويه، لأن وجنتيه كانتا
كأنهما تفاحة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: قال محمد بن جعفر بن هارون التميمي:
كان سيبويه في أول أيامه يعجبه الفقهاء وأهل الحديث، وكان يستملي على حماد بن
سلمة، فلحن في حرف فعابه حماد، فأنف من ذلك ولزم الخليل - وكان من أهل
فارس من البيضا ومنشؤه بالبصرة واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر وكنيته أبو البشر،
وسيبويه لقب وتفسيره ريح التفاح، لأن سيب التفاحة، وويه الريح، وكانت والدته
ترقصه وهو صغير بذلك.
أخبرني التنوخي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
البهلول التنوخي، حدثنا أبو سعد داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول، حدثنا حماد
ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد عن نصر بن علي قال: برز من أصحاب
الخليل أربعة، عمرو بن عثمان أبو بشر المعروف بسيبويه، والنضر بن شميل، وعلي
ابن نصر، ومؤرج السدوسي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي، أخبرنا المرزباني، أخبرنا أبو بكر الجرجاني،
حدثنا محمد بن يزيد قال: كان سيبويه وحماد بن سلمة أكثر في النحو من النضر بن
شميل والأخفش، وكان النضر أعلم الأربعة باللغة والحديث.
قرأت بخط القاضي أبي بكر بن الجعابي - وأخبرناه الصيمري - حدثنا أحمد بن
محمد بن علي الصيرفي، حدثنا ابن الجعابي، حدثنا الفضل - هو ابن الحباب - عن ابن
191

سلام قال: كان سيبويه النحوي مولى بني الحارث بن كعب غاية الخلق في النحو،
وكتابه هو الإمام فيه. وكان الأخفش أخذ عنه وكان أفهم الناس في النحو.
أنبأني القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري، أخبرنا
أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ النجيرمي، أخبرنا أبو الحسين
علي بن أحمد المهلبي، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الروذباري، أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي قال: حدثني المروزي - يعني محمد بن يحيى
ابن سليمان - عن الجاحظ قال: أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك ففكرت في
شئ أهديه له، فلم أجد شيئا أشرف من كتاب سيبويه. فقلت له: أردت أن أهدي
لك شيئا ففكرت فإذا كل شئ عندك، فلم أر أشرف من هذا الكتاب، وهذا كتاب
اشتريته من ميراث الفراء. فقال: والله ما أهديت إلى شيئا أحب إلى منه. قال التاريخي:
وحدثني ابن الأعلم حدثنا محمد بن سلام قال: كان سيبويه النحوي جالسا في حلقة
بالبصرة فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة، فذكر حديثا غريبا، وقال: لم يرو هذا إلا
سعيد بن أبي العروبة. فقال له بعض ولد جعفر: ما هاتان الزيادتان يا أبا بشر؟ قال:
هكذا يقال لأن العروبة يوم الجمعة. فمن قال عروبة فقد أخطأ.
قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس. فقال أصاب، لله دره.
وقال التاريخي: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال: سمعت ابن عائشة يقول:
كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل
علم بسبب، وضرب في كل أدب بسهم مع حداثة سنة وبراعته في النحو، فبينا نحن
عنده ذات يوم إذ هبت ريح أطارت الورق. فقال لبغض أهل الحلقة: انظر أي الريح
هي. وكان على منارة المسجد تمثال فرس، فنظر ثم عاد فقال: ما ثبت الفرس على
شئ. فقال سيبويه: العرب تقول في مثل هذا قد تذاءبت الريح وتذابت أي فعلت
فعل الذئب، وذلك أن يجيء من ههنا وههنا ليختل، فيتوهم الناظر أنه عدة ذئاب.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، وأحمد بن عمر بن روح قالا: حدثنا المعافى
ابن زكريا، حدثنا محمد بن عبد الواحد، أخبرني أبو الحسن بن كيسان قال: سهرت
ليلة أدرس قال ثم نمت فرأيت جماعة من الجن يتذاكرون بالفقه، والحديث،
والحساب، والنحو، والشعر، قال: قلت: أفيكم علماء؟ قالوا: نعم! قال: فقلت - من
همى بالنحو - إلى من تميلون من النحويين؟ قالوا: إلى سيبويه. قال أبو عمر: فحدثت
192

بها أبا موسى - وكان يغيظه لحسد كان بينهما - فقال لي أبو موسى: إنما مالوا إليه
لأن سيبويه من الجن.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، حدثنا أبو
العباس محمد بن الحسن، حدثنا ثعلب عن سلمة قال: لما دخل سيبويه من البصرة إلى
مدينة السلام، أتى حلقة الكسائي وفيها غلمانه الفراء، وهشام، ونحوهما، فقال الفراء
للكسائي: لا تكلمه ودعنا وإياه، فإن العامة لا تعرف ما يجري بينكما وتغليبها
بالظاهر، فدعنا وإياه، فلما جلس سيبويه سأل عن مسائل والفراء يجيب ثم قال له
الفراء: ما تقول في قول الشاعر:
- تمت بقربي الزينبين كلاهما * إليك وقربي خالد وسعيد -
فلحق سيبويه حيرة السؤال، وقال: أريد أمضي لحاجة وأدخل، فلما خرج قال
الفراء لأهل الحلقة قد جاء وقت الانصراف فقوموا بنا فقاموا، فخرج سيبويه فذكر
علة البيت، فرجع فوجدهم قد انصرفوا.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز.
وأخبرنا محمد بن علي الوراق قال: حدثنا المعافى بن زكيرا قالا: حدثنا أبو بكر
محمد بن القاسم الأنباري، أخبرنا أبو بكر مؤدب ولد الكيس بن المتوكل، حدثنا أبو
بكر العبدي النحوي قال: لما قدم سيبويه إلى بغداد فناظر الكسائي وأصحابه، فلم
يظهر عليهم، سأل من يبذل من الملوك ويرغب في النحو؟ فقيل له: طلحة بن طاهر،
فشخص إليه إلى خراسان، فلما انتهى إلى ساوة مرض مرضه الذي مات فيه، فتمثل
عند الموت:
- يؤمل دنيا لتبقى له * فوافى المنية دون الأمل -
- حثيثا يروي أصول الفسيل * فعاش الفسيل ومات الرجل -
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم
الواسطي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المتوكل، أخبرنا أبو الحسن المدائني
قال: قال أبو عمرو بن يزيد: احتضر سيبويه النحوي، فوضع رأسه في حجر أخيه
فأغمي عليه، قال: فدمعت عين أخيه فأفاق فرآه يبكي فقال:
- وكنا جميعا، فرق الدهر بيننا * إلى الأمد الأقصى، فمن يأمن الدهرا؟
193

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار. وأخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي، أخبرنا
المرزباني قالا: حدثنا عبد الباقي بن قانع قال: مات سيبويه النحوي بالبصرة سنة
إحدى وستين ومائة.
قال المرزباني: وهذا غلط قبيح، لأن سيبويه بقى بعد هذا مدة طويلة. وقال
المرزباني: حدثنا ابن دريد قال: مات سيبويه بشيراز وقبره بها.
قلت: وذكر بعض أهل العلم أنه مات في سنة ثمانين ومائة، وقرئ على ظهر
كتاب لأحمد بن سعيد الدمشقي، مات سيبويه سنة أربع وتسعين ومائة.
قلت: ويقال إن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة.
6659 - عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب، أبو قطن القطعي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن شعبة، وهشام الدستوائي، ويونس بن أبي إسحاق،
والمسعودي. روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو ثور الكلبي، وعمرو
الناقد، وإبراهيم بن دينار، وحسين الكرابيسي وغيرهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني،
حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثنا أبو قطن، حدثنا هشام عن
قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني لبعقر
حوضي أذود عنه الناس لأهل اليمن بعصاي حتى يرفضوا عنه " قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما
سعته؟ قال: " من مقامي إلى عمان، يصب فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما
من فضة، والآخر من ذهب ".
194

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة
المروزي، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب قال: قال أبو عيسى
الترمذي: أبو قطن عمرو بن الهيثم بصري نزل بغداد.
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم،
أخبرنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: عمرو بن الهيثم ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: قال أبو قطن - وكان ثبتا - ما أعرت كتابي
أحدا قط.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد قيل له:
أبو قطن؟ قال: ما كان به بأس.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
العكبري، حدثني محمد بن أيوب بن المعافى قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
حدثنا أحمد يوما عن أبي قطن فقال له رجل: إن هذا بعد ما رجع من عندكم إلى
البصرة تكلم بالقدر وناظر عليه، فقال أحمد: نحن نحدث عن القدرية، لو فتشت أهل
البصرة وجدت ثلثهم قدرية.
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله
المديني قال: سمعت أبي يقول: أخبرني ابن برداد أن أبا قطن قدري.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول.
وأخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين،
حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى يقول: أبو قطن ثقة.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: وجدت في كتاب
جدي - بخط يده - حدثنا محمد بن محمد بن أبي عون، حدثنا أبو قطن عن شعبة
195

عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: أظنه رفعه قال: " لو يعلمون ما
في الصف الأول كانت قرعة ".
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن
محمد عن حديث أبي قطن عن شعبة عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " لو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة " فقال أبو علي: هذا
حديث خطأ، حدثنا به أبو ثور ويحيى بن معين عن أبي قطن، ولم يرفعه أحد إلا أبو
قطن. فقلت: ما الصحيح؟ فقال عن أبي هريرة نفسه. فسألت أبا علي عن أبي قطن
ثقة؟ فقال: ثقة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا الواقدي قال: مات
أبو قطن عمرو بن الهيثم المحدث بالبصرة لأربع ليال - يعني من شعبان سنة ثمان
وتسعين ومائة - وهو ابن سبع وسبعين سنة.
6660 - عمرو بن عبد الغفار بن عمرو، الفقيمي الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن عمرو الفقيمي - وهو عمه - وعن هشام بن
عروة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسليمان الأعمش، وجعفر الأحمر،
وهاشم بن البريد، ونصير بن أبي الأشعث. روى عنه قتيبة بن سعيد، وأبو مسعود
أحمد بن الفرات، وإبراهيم بن مالك البزاز، ومحمد بن علي بن خلف العطار،
والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهم.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن ابن أبي ليلى عن
الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لان أعض على جمر الغضا أحب إلى
من أن أقرأ خلف الإمام.
أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الاستوائي، أخبرنا أبو
196

أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ - بنيسابور - أخبرنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن عفير بن محمد بن سهل بن أبي حثمة الأنصاري - ببغداد -
حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، حدثنا عمرو بن عبد الغفار - ببغداد - حدثنا
الحسن بن عمرو عن منذر الثوري عن ابن الحنيفة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم
وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " قيل له: طعنت على أبيك؟ قال: إني لم أفعل
إن الناس انطلقوا إلى أبي فبايعوه طائعين غير مكرهين، فنكث ناكث فقاتله، بغى باغ
فقاتله، ومرق مارق فقاتله. قال أبو أحمد: غريب من حديث الحسن بن عمرو عن
منذر لا أعلم حدث غير ابن أخيه عمرو بن عبد الغفار.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: الفقيمي كوفي نزل بغداد متروك وقد رأيته. أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: عمرو بن
عبد الغفار كان رافضيا، رميت بحديثه، وقد كتبت عنه شيئا.
وقال في موضع آخر: كان رافضيا فتركته للرفض. وكان ابن داود يثني عليه.
حدثنا أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا يحيى بن
محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن موسى بن حماد عن أبي السري عن هشام بن
الكلبي قال: وفي سنة اثنتين ومائتين مات عمرو بن عبد الغفار الفقيمي.
6661 - عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع، أبو عثمان الكلابي
البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وعمران بن داود
القطان. روى عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وبندار بن بشار، وأحمد بن
منصور الرمادي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، ومحمد بن إسماعيل البخاري في
صحيحه وغيرهم.
197

أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق. حدثنا محمد بن عمر الجعابي قال: قال أحمد بن
حنبل: سمعت من عمرو بن عاصم ببغداد حديث جندب عن حذيفة " لا ينبغي
للمؤمن أن يذل نفسه " ذكره عبد الله بن أحمد عن أبيه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعني ليحيى
ابن معين - فعمرو بن عاصم الكلابي؟ فقال: أراه كان صدوقا.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا
أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن عمرو بن عاصم فقال: ثقة.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عمرو بن عاصم الكلابي يكنى أبا
عثمان وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عمرو بن عاصم الكلابي فقال: لا
أنشط لحديثه. قال: وسألت أبا داود عن عمرو بن عاصم والحوضي في همام؟ فقدم
الحوضي وقال: قال بندار: لولا فرقي من آل عمرو بن عاصم لتركت حديثه.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم قال: أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي.
198

وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قالوا: سنة ثلاث عشرة ومائتين فيها مات عمرو بن
عاصم - زاد ابن سعد، الكلابي بالبصرة - في غرة جمادى الآخرة.
6662 - عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول بن صول، أبو الفضل:
وهو ابن عم إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول بن صول، وكان أحد كتاب
المأمون، أسند الحديث عن أمير المؤمنين المأمون.
أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي وعلي بن أبي على البصري
والحسن بن علي الجوهري قالوا: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الشخير، حدثنا أحمد
ابن إسحاق الملحمي، حدثني عمارة بن وثيمة - أبو رفاعة - حدثنا علي بن محمد بن
شبيب عن عمرو بن مسعدة قال: سمعت المأمون أمير المؤمنين يقول: حدثني أبي عن
أبيه عن عمه عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله: " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم ".
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: ومات عمرو بن مسعدة في هذه السنة بأذنة - يعني سنة سبع عشرة ومائتين -
قال: وكان لعمرو بن مسعدة منزلان بمدينة السلام، أحدهما بحضرة طاق الحراني،
والحراني هو إبراهيم بن ذكوان. ومنزل آخر فوق الجسر، وهو المعروف بساباط
عمرو بن مسعدة.
6663 - عمرو بن محمد بن الحسن، الزمن المعروف بالأعسم:
بصري سكن بغداد وحدث بها عن حسام بن مصك، وقيس بن الربيع، وفضيل
ابن مرزوق، وسليمان بن أرقم، وفليح بن سليمان، وإسماعيل بن عياش. روى عنه
بنان بن الحسين السمسار، وعلي بن الحسين بن أشكاب، ورجاء بن الجارود.
199

والعباس بن أبي طالب، ومقاتل بن صالح المطرز، وموسى بن نصر البزاز، وزكريا بن
يحيى الناقد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أبو يحيى
الناقد، حدثنا عمرو بن محمد الزمن البصري. وحدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن
الحسين بن رامين الأستراباذي - إملاء - حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عجب
الأنباري، حدثنا بنان بن الحسين السمسار، حدثنا عمرو بن محمد الأعسم، حدثنا
إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر: ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
المراجيح وأمر بقطعها. هذا لفظ حديث بنان. وقال أبو يحيى: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع
المراجيح.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي قال: قال لنا الدارقطني: عمرو بن محمد
الأعسم منكر الحديث.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عمرو بن محمد الزمن يعرف
بالأعسم بغدادي كان ضعيفا كثير الوهم.
6664 - عمرو بن زياد، الباهلي:
مولى لهم بغدادي قدم الري. روى عنه مالك بن أنس، وأبي المليح الرقي.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل. وقال سألت أبي عنه
فقال: قدم الري فرأيته ووعظته، فجعل يتغافل، كأنه لا يسمع، كان يضع الحديث.
قدم قزوين فحدثهم بأحاديث منكرة، أنكر عليه الطنافسي، وقدم الأهواز فقال: أنا
يحيى بن معين هربت من المحنة، فجعل يحدثهم ويأخذ منهم فأعطوه مالا، وخرج
إلى خراسان وقال أنا من ولد عمر، وخرج إلى قزوين - وكان على قزوين رجل
باهلي - فقال أنا باهلي، وكان كذابا أفاكا كتبت عنه ثم رميت به.
6665 - عمرو بن الصباح بن صبيح، أبو حفص الضرير المقرئ:
قرأ على أبي عمر حفص بن سليمان صاحب عاصم بن أبي النجود، وكان يقرئ
ببغداد في مسجد الصحابة بالقرب من قنطرة العتيقة. روى عنه الحسن بن المبارك
الأنماطي وغيره.
200

6666 - عمرو بن أيوب، العابد:
إمام مسجد عصام، حدث عن جرير بن عبد الحميد. روى عنه عباس الدوري.
أخبرنا الحسن بن علي المقرئ العطار، حدثنا محمد بن بكران بن عمران، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا عمرو بن أيوب - إمام
مسجد عصام وكان من العباد - حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن هلال بن
يساف قال: حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا [أحدكم] بدعوة فلم يستجب
له كتبت له حسنة ".
6667 - عمرو بن محمد بن سابور، أبو عثمان الناقد:
سمع سفيان بن عيينة، وهشيما، ومعتمر بن سليمان، وعبد العزيز بن أبي حازم،
ووكيعا، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد السلام بن حرب. روى عنه محمد بن إسحاق
الصاغاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيدا بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد
ابن عبدوس بن كامل السراج، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأبو القاسم البغوي،
وغيرهم.
أخبرنا الأزهري وعلي بن محمد السمسار قالا: أخبرنا عبد الله بن عثمان
الصفار، أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قلت
لأبي: شئ رواه عمرو الناقد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله:
أن ثقيفا وقرشيا وأنصاريا عند أستار الكعبة، فقال: هذا كذب لم يرو هذا ابن عيينة
201

إنما كان عند ابن عيينة عن منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله وليس هو من
صحيح حديثه، وأنكره من حديث ابن عيينة عن ابن أبي نجيح.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت عبد الله
ابن أحمد قال: سمعت أبي يقول: عمرو الناقد يتحرى الصدق.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت حجاجا بن الشاعر يسأل عن عمرو
الناقد والمعيطي؟ فقال: عمرو يتحرى الصدق. وكذا روى الشافعي هذه الحكاية عن
عبد الله بن أحمد.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت حجاج بن الشاعر يسأل أبي فقال: أيما أحب
إليك عمرو الناقد أو المعيطي؟ فقال: كان عمرو الناقد يتحرى الصدق. وهذه الرواية
أصح.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا أبو بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سألت يحيى بن معين عن عمرو الناقد - وقيل له إن خلفا يقع فيه -
فقال: ما هو من أهل الكذب، هو صدوق.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم قال: عمرو الناقد ثقة صاحب حديث، وكان من الحفاظ المعدودين،
وكان فقيها.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال: سألت أبا داود عن عمرو الناقد فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا
عبيد بن محمد بن خلف البزار قال: مات عمرو الناقد في عشر من ذي الحجة سنة
إحدى وثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات عمرو بن محمد الناقد.
202

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال: سمعت الجوهري يقول.
وأخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين،
حدثنا أحمد بن زهير.
قال: وأخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات عمرو بن محمد الناقد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين - زاد الجوهري
ببغداد في ذي الحجة - وقال البغوي: ليومين مضيا من ذي الحجة وقد كتبت عنه.
6668 - عمرو بن علي بن بحر بن كنيز، أبو حفص الصيرفي الفلاس
البصري:
سمع سفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، وغندرا، ومعتمر بن
سليمان، وخالد بن الحارث، وزياد بن الربيع، وسفيان بن حبيب، ويحيى القطان،
وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ومعاذ بن معاذ،
ووكيعا، وحرمي بن عمارة. روى عنه عفان بن مسلم، والبخاري، وأبو زرعة، وأبو
حاتم الرازيان، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن
النسوي، وغيرهم من الحفاظ. وقدم بغداد فحدث بها فروى عنه من أهلها أحمد بن
منصور الرمادي، وأحمد بن أبي خيثمة، وبشر بن موسى، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحاملي. وقد
روى أبو روق الهراني البصري عن عمرو بن علي، وهو آخر من روى عنه من أهل
الدنيا جميعا.
203

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: وجدت في كتاب
جدي - بخط يده - حدثنا عمرو بن علي الفلاس.
وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الحذاء - بمكة - أخبرنا أحمد
ابن عبد الله بن حميد بن رزيق المخزومي، حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي، حدثنا
أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز السقا بعيسا باذ - في شعبان سنة تسع
وأربعين ومائتين، وكان من نبلاء المحدثين - حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي
عمرو عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفطر الحاجم والمحجوم ".
قلت: أبو عمرو هذا هو محمد والد أسباط بن محمد القرشي.
حدثنا أبو علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة من حفظه - حدثنا أبو
روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني - سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا أبو
حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الصيرفي - بالبصرة سنة سبع وأربعين ومائتين،
وكان يحدث على بابنا في بني سهم - حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس بن
مالك قال: كانت أم سليم مع نسوة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان حاديهم
وخادمهم يقال له أنجشة، فناداه النبي صلى الله عليه وسلم: " رويدا يا أنجشة سوقك بالقوارير ".
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن
الجراحي - إملاء - حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا عمرو بن
علي، حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي، حدثنا سماك بن الوليد عن ابن عباس أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له فرطان من أمتي أدخله الله الجنة ". فقالت عائشة:
وواحد يا رسول الله؟ قال: " وواحد يا موقفة " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يكن له
فرط فأنا فرط لمن لم يكن له فرط، لن يصابوا بمثلي ".
قال أبو حفص عمرو بن علي: كتبه عني أبو عاصم.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد
ابن شعبة المروزي، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، حدثنا أبو عيسى
204

الترمذي قال: سمعت أبا زرعة يقول: روى عفان بن مسلم عن عمرو بن علي حديثا
وقال أبو زرعة لم نر بالبصرة أحفظ من هؤلاء الثلاثة، علي بن المديني، وابن
الشاذكوني، وعمرو بن علي.
سمعت أبا محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم بن رمضان بن علي
ابن أفلح النخشبي يقول: سمعت أبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري
بنخشب يقول: أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زر الرازي
- ببخارى - يقول: سمعت أبا الحسين محمد بن صالح بن عبد الله الصيمري الطبري
- بالري - يقول: سمعت عمرو بن علي أبا حفص الفلاس يقول: حضرت مجلس
حماد ابن زيد وأنا صبي وضئ، فأخذ رجل بخدي ففررت فلم أعد.
حدثني هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي قال: سمعت أبا الحسين عبد الواحد
ابن يوسف يقول: سمعت أحمد بن جعفر بن أبي توبة يقول: سمعت أبا الحسن
الغازي يقول: سمعت عمرو بن علي يقول: السماع من الرجال أرزاق.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سألت أبي عن أبي
حفص الفلاس فقال: قد كان يطلب. قلت: روى عن عبد الأعلى عن هشام عن
الحسن: الشفعة لا تورث؟ فقال: ليس هذا في كتاب عبد الأعلى عن هشام عن الحسن.
وقال الشاذكوني: حدثني أبو عباد عن هشام عن الحسن - يعني روح بن عبادة -
وذهب إلى إنه ليس من حديث روح، إنما قال هو ماجن - يعني سليمان
الشاذكوني -.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول: قال عبد الرحمن - يعني ابن أبي حاتم -
سمعت أبي يقول: سمعت عباس بن عبد العظيم العنبري يقول: ما تعلمت الحديث
إلا من عمرو بن علي. وقال سمعت أبي يقول: كان عمرو بن علي أرشق من علي
ابن المديني، وهو بصري صدوق.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد القزويني
قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني قال: حدث عمرو بن علي أبو حفص بحديث عن
يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري: فبلغ أبا حفص أن بندار قال ما
يعرف هذا من حديث يحيى، وقال أبو حفص من بلغ بندار إلى أن يعرف ولا يعرف،
205

وينكر ولا ينكر؟ قال أبو إسحاق: وصدق أبو حفص، بندار رجل صاحب كتاب،
فإما أن يكون بندار ينكر على أبي حفص [فهذا مما لا يكون].
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد
المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن خليفة بن خياط
فقال: ما رأيت أحدا بالبصرة أكيس منه، ومن أبي حفص الفلاس، وجميعا كانا
متهمين. وما رأيت بالبصرة مثل علي، وابن عرعرة، وأبو حفص كان عندي أرجح
منهما.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على إسحاق النعالي - وأنا أسمع - أخبركم عبد الله بن
إسحاق المدائني قال: سمعت عمرو بن علي يقول: كنت يوما عند أبي داود فقال:
حدثنا شعبة، حدثنا عمرو بن مرة عن طارق بن شهاب. وحدثنا شعبة عن قيس بن
مسلم عن طارق بن شهاب. فقلت: يا أبا داود ليس لحديث عمرو بن مرة أصل،
فقال: اسكت، فلما صرت إلى السوق إذا جاريته قد جاءتني فقالت لي: قال لك
مولاي إذا رجعت فمر بي، فجئت بعد العصر فإذا هو قاعد على درجة المسجد، عليه
الكآبة والحزن فلما رآني قال لا والله ما لحديث عمرو بن مرة أصل، وما حدثتك
بهما إلا وأنا أراهما في الكتاب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن
محمد بن سيار، حدثني بعض أصحابنا عن عباس العنبري قال: حدث يحيى القطان
يوما بحديث فأخطأ فيه، فلما كان من الغد اجتمع أصحابه وفيهم علي بن
المديني وأشباهه، فقال لعمرو بن علي - من بينهم - أخطئ في حديث وأنت حاضر
فلا تنكر؟
وقال الإسماعيلي: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار قال: سمعت عباسا العنبري
يقول: لو روى عمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي ثلاثين ألفا لكان
مصدقا.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت محمد بن
الحسين بن مكرم يقول: سمعت حجاجا الشاعر يقول: لا تبال أخذت من حفظ
عمرو بن علي أو كتابه.
206

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: أنشدني محمد بن الحسين الحذاء - لرجل قاله في عمرو بن علي:
- يزم الحديث باسناده * ويمسك عنه إذ ما وهم -
- فلو شاء قال، ولكنه * يخاف التزيد فيما علم -
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار
الفرهياني قال: سمعت ابن إشكاب الصغير يقول: ما رأيت مثل عمرو بن علي كان
عمرو بن علي يحسن كل شئ. وقال الفرهياني: ولم يكن ابن اشكاب يعد لنفسه
نظيرا.
أخبرنا الأزهري وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قالا: أخبرنا عبد
الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال:
حدثني محمد بن مروان قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو حفص الصيرفي
صدوق.
حدثني محمد بن يوسف النيسابوري، حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر
- حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا أبي قال:
عمرو بن علي بن بحر بن كنيز السقا بصري ثقة صاحب حديث.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو حفص عمرو بن علي
الفلاس كان من الحفاظ الثقات.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار
قال: سمعت ابن أبي خيثمة قال: لما قدم عمرو بن علي يريد الخليفة استقبله أصحاب
الحديث في الزواريق إلى المدائن، فلما دخل بغداد نزل ناحية باب خراسان، و كان
المشايخ إنما ينزلون القطيعة، قال: فاجتمع إليه أصحاب الحديث فأسهروه ليلته جمعاء
فلما أصبحنا اجتمع عليه الخلق ورقوه سطحا، فكان أول شئ حدثنا به قال: حدثنا
فلان بن فلان منذ سبعين سنة قال: حدثنا فلان لصاحبه منذ سبعين سنة، وأرسل
عينيه بالبكاء، وقال: ادعوا الله أن يردني إلى أهلي، ومات بالعسكر.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي.
207

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله المزني
الحافظ قال: سمعت أبا عمر بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز.
وقرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
الثقفي قالوا: مات عمرو بن علي الصيرفي سنة تسع وأربعين ومائتين. قال أبو عمر:
بسر من رأى. وقال الثقفي: بالعسكر في آخر ذي القعدة.
أخبرنا القاضي أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر الهاشمي البصري، حدثنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسقاطي قال: سمعت أبا الحسن سهل بن نوح بن
يحيى البزاز يقول: كنا في مجلس أبي حفص عمرو بن علي فقال سلوني، فإن هذا
مجلس لا أجلسه بعد هذا، فما سئل عن شئ إلا وحدث به ومات يوم الأربعاء
لخمس بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين. وكان آخر حديث حدثنا به
أن قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا عبد الملك بن حسن الجاري، حدثنا
سعد بن عمرو بن سليم الزرقي قال: حدثنا رجل منا أنسيت اسمه إلا أنه معاوية - أو
ابن معاوية - قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن
الميت ليعرف من يغسله ومن يحمله، ومن يدليه في حفرته - أو في قبره - " فقال
له ابن عمر: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي سعيد الخدري، فانطلق ابن عمر إلى أبي
سعيد فقال: ممن سمعت هذا؟ قال: من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الحسن سهل: سمعت رجلا سأل أبا عبد الله محمد بن يحيى الأزدي في
جنازة أبي حفص: أي شئ يحفظ فيمن شيع جنازة؟ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن
قيس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن شيع جنازته ".
6669 - عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ:
المصنف الحسن الكلام، البديع التصانيف، كان من أهل البصرة، وأحد شيوخ
المعتزلة، وقدم بغداد، فأقام بها مدة. وقد أسند عنه أبو بكر بن أبي داود الحديث،
وهو كناني قيل صليبة، وقيل مولى. وكان تلميذ أبي إسحاق النظام. وذكرت يموت بن
208

المزرع أن الجاحظ عمرو بن بحر بن محبوب مولى أبي القلمس عمرو بن قلع الكناني،
ثم القيمي، وهو أحد النسأة وكان جد الجاحظ أسود، وكان جمالا لعمرو بن قلع.
قال يموت: والجاحظ خال أمي.
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي - إملاء من حفظه - حدثنا أبو أحمد
الحسن بن عبد الله بن سعيد، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: دخلت
على عمرو بن بحر الجاحظ فقلت له حدثني بحديث؟ فقال: حدثنا حجاج بن
محمد، حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ".
قال النعيمي: لا أعلم لحجاج بن محمد عن حماد بن سلمة غير هذا.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي - بلفظه - حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني - بالكوفة - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: كنت بالبصرة فأتيت منزل
الجاحظ - عمرو بن بحر - فاستأذنت عليه، فاطلع على من خوخة، فقال: من هذا؟
فقلت: رجل من أصحاب الحديث، فقال: ومتى عهدتني أقول بالحشوية؟ فقلت: إني
ابن أبي داود، فقال: مرحبا بك وبأبيك، فنزل ففتح لي وقال ادخل، إيش تريد؟
فقلت: حدثني بحديث، قال: اكتب حدثنا حجاج عن حماد عن ثابت عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى على طنفسة. قلت: حديث آخر، فقال ابن أبي داود لا يكذب.
قرئ على محمد بن الحسن الأهوازي - وأنا أسمع فأقر به - قيل له حدثكم أبو
علي أحمد بن محمد الصلولي - بالأهواز - حدثنا دعامة بن الجهم، حدثنا عمرو بن
بحر الجاحظ، حدثنا أبو يوسف القاضي قال: تغديت عند هارون الرشيد فسقطت
من يدي لقمة وانتثر ما كان عليها من الطعام، فقال: يا يعقوب خذ لقمتك، فإن
المهدي حدثني عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله بن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل ما سقط من الخوان فرزق أولادا كانوا
صباحا ".
209

أخبرني محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد الموصلي أنه
سمع أبا بكر العمي قال: سمعت الجاحظ يقول: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، فأتيت
أهلي فقلت: بمن أكنى؟ فقالوا: بأبي عثمان.
أخبرني الصيمري، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، حدثني محمد
ابن العباس، حدثني محمد بن يزيد المبرد قال: سمعت الجاحظ يقول لرجل آذاه:
أنت والله، أحوج إلى هوان من كريم إلى إكرام، ومن علم إلى عمل، ومن قدرة إلى
عفو، ومن نعمة إلى شكر.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين
الأصبهاني، أخبرنا يحيى بن علي قال: حدثني أبي قال: قلت للجاحظ: إني قرأت في
فصل من كتابك المسمى كتاب البيان والتبيين: إن مما يستحسن من النساء اللحن في
الكلام، واستشهدت ببيتي مالك بن أسماء يعني قوله:
- وحديث ألذه هو مما * ينعت الناعتون يوزن وزنا -
- منطق صائب ويلحن أحيانا * وخير الحديث ما كان لحنا -
قال: هو كذاك. قلت أفما سمعت بخبر هند بنت أسماء بن خارجة، مع الحجاج
حين لحنت في كلامها فعاب ذلك عليها، فاحتجت ببيتي أخيها؟ فقال لها: إن أخاك
أراد أن المرأة فطنة، فهي تلحن بالكلام إلى غير المعنى في الظاهر لتستر معناه، وتورى
عنه وتفهمه من أرادت بالتعريض، كما قال الله تعالى: * (ولتعرفنهم في لحن القول) *
[محمد 30] ولم يرد الخطأ من الكلام، والخطأ لا يستحسن من أحد. فوجم الجاحظ
ساعة ثم قال: لو سقط إلي هذا الخبر لما قلت ما تقدم فقلت له: فأصلحه، فقال الآن
وقد سار الكتاب في الآفاق هذا لا يصلح - أو نحو هذا من الكلام -.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: أنشدنا الحسن بن
عبد الله البغوي قال: أنشدنا علي بن أحمد بن هشام قال: أنشدنا أبو العيناء
للجاحظ:
- يطيب العيش أن تلقى حكيما * غذاه العلم والظن المصيب -
- فيكشف عنك حيرة كل جهل * وفضل العلم يعرفه الأديب -
- سقام الحرص ليس له شفاء * وداء الجهل ليس له طبيب -
210

أخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال: أنشدنا المبرد
للجاحظ:
- إن حال لون الرأس عن حاله * ففي خضاب الرأس مستمتع -
- هب من له شيب له حيلة * فما الذي يحتاله الأصلع؟ -
أخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، حدثني أحمد بن محمد المكي، حدثني أبو
العيناء عن إبراهيم بن رياح قال: أتاني جماعة من الشعراء فأنشدوني، كل واحد منهم
يدعى أنه مدحني بهذه الأبيات، وأعطى كل واحد منهم عليها وهي:
- بدا حين أثرى بإخوانه * ففلل عنهم شباة العدم -
- وذكره الدهر صرف الزمان * فبادر قبل انتقال النعم -
- فتى خصه الله بالمكرمات * فمازج منه الحيا بالكرم -
- إذا همة قصرت عن يد * تناولها بجزيل الهمم -
- ولا ينكت الأرض عند السؤال * ليقطع زواره عن نعم -
قال إبراهيم: فكان اللاحقي بينهم، وأحسبها له، ثم آخر من جاءني الجاحظ وأنا
والي الأهواز، فأعطيته عليها مالا، ثم كنت عند ابن أبي دؤاد فدخل إلينا الجاحظ
فالتفت إلى ابن أبي دؤاد فقال: يا أبا إسحاق قد امتدحت بأشعار كثيرة ما سمعت
بشئ وقع في قلبي وقبلته نفسي مثل أبيات مدحني بها أبو عثمان، ثم أنشدنيها
بحضرته:
- بدا حين أثرى بإخوانه -
فقلت: وجد أيدك الله مقالا فقال، وعجبت من عمرو وسكوته، ولم أذكر من
ذلك شيئا.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
محمد بن يحيى النديم، حدثنا يموت بن المزرع قال: قال لنا عمرو بن بحر الجاحظ:
ما غلبني أحد قط إلا رجل وامرأة، فأما الرجل فإني كنت مجتازا في بعض الطرق فإذا
أنا برجل قصير بطين كبير الهامة، طويلة اللحية، متزر بمئزر وبيده مشط يسقي به
شقه ويمشطها به، فقلت في نفسي رجل قصير بطين ألحى فاستزريته، فقلت: أيها
الشيخ قد قلت فيك شعرا، قال فترك المشط من يده وقال قل. فقلت:
- كأنك صعوة في أصل حش * أصاب الحش طش بعد رش -
211

فقال لي: اسمع جواب ما قلت فقلت هات فقال:
- كأنك كندب في ذنب كبش * تدلدل هكذا والكبش يمشي -
وأما المرأة فإني كنت مجتازا في بعض الطرقات فإذا أنا بامرأتين، وكنت راكبا على
حمارة، فضرطت الحمارة، فقالت إحداهما للأخرى: ذي حمارة الشيخ تضرط.
فغاظني قولها، فأغننت ثم قلت لها: إنه ما حملتني أنثى قط إلا ضرطت، فضربت
بيدها على كتف الأخرى وقالت: كانت أم هذا منه تسعة أشهر في جهد جهيد.
أخبرني الصيمري، حدثني المرزباني، أخبرنا أبو بكر الجرجاني، أخبرنا المبرد،
لأبي كريمة البصري يقول للجاحظ:
- لم يظلم الله عمرا حين صيره * من كل شئ - سوى آدابه - عاري -
- بتت حبال وصالي كفه قطعت * لما استعنت به في بعض أوطاري -
- فكنت في طلبي من عنده فرجا * كالمستغيث من الرمضاء بالنار -
- إني أعيذك - والمعتاد محترس - * من شؤم عمرو بعز الخالق الباري -
- فإن فعلت فحظ قد ظفرت به * وإن أبيت فقد أعلنت أسراري -
أخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، حدثني أبو بكر الجرجاني، حدثنا المبرد،
حدثني الجاحظ قال: وقفت أنا وأبو حرب على قاص، فأردت الولع به، فقلت لمن
حوله، إنه رجل صالح لا يحب الشهرة فتفرقوا عنه، فتفرقوا فقال لي: حسيبك الله إذا
لم ير الصياد طيرا كيف يمد شبكته.
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو عبد الله النيسابوري قال: سمعت
أبا بكر محمد بن أحمد بن بالويه يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول:
قال لي إبراهيم بن محمود - ونحن ببغداد - ألا تدخل على عمرو بن بحر الجاحظ؟
فقلت ما لي وله؟ فقال إنك إذا انصرفت إلى خراسان سألوك عنه، فلو دخلت إليه
وسمعت كلامه؟ ثم لم يزل بي حتى دخلت عليه يوما، فقدم إلينا طبقا عليه رطب.
فتناولت منه ثلاث رطبات وأمسكت، ومر فيه إبراهيم، فأشرت إليه أن يمسك،
فرمقني الجاحظ فقال لي: دعه يا فتى فقد كان عندي في هذه الأيام بعض إخواني،
فقدمت إليه الرطب فامتنع، فحلفت عليه فأبى إلا أن يبر قسمي بثلاثمائة رطبة.
212

أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو بكر محمد
ابن القاسم الأنباري، حدثنا أبو عمر أحمد بن أحمد السوسنجردي العسكري، حدثني
ابن أبي الذيال المحدث بسر من رأى - قال: حضرت وليمة حضرها الجاحظ،
وحضرت صلاة الظهر، فصلينا وما صلى الجاحظ، وحضرت صلاة العصر فصلينا وما
صلى الجاحظ، فلما عزمنا على الانصراف قال الجاحظ لرب المنزل: إني ما صليت
لمذهب - أو لسبب - أخبرك به؟ فقال له - أو فقيل له - ما أظن أن لك مذهبا في
الصلاة إلا تركها.
أخبرني الصيمري، حدثني المرزباني، أخبرني محمد بن يحيى، حدثني أبو العيناء
قال: كان الجاحظ يأكل مع محمد بن عبد الملك الزيات، فجاءوا بفالوذجة، فتولع
محمد بالجاحظ وأمر أن يجعل من جهته مارق من الجام، فأسرع في الأكل فتنطف ما
بين يديه فقال ابن الزيات: تقشعت سماؤك قبل سماء الناس! فقال له الجاحظ: لأن
غيمها كان رقيقا. وقال أخبرنا أبو العيناء قال: كنت عند ابن أبي دؤاد بعد قتل ابن
الزيات، فجيء بالجاحظ مقيدا - وكان في أسبابه وناحيته - وعند ابن أبي دؤاد محمد
ابن منصور - وهو إذ ذاك يلي قضاء فارس وخوزستان فقال، ابن أبي دؤاد للجاحظ:
ما تأويل هذه الآية: * (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم
شديد) * [هود 102] فقال: تلاوتها تأويلها أعز الله القاضي، فقال: جيئوا بحداد، فقال:
أعز الله القاضي ليفك عني أو ليزيدني؟ فقال: بل ليفك عنك فجيء بالحداد فغمزه
بعض أهل المجلس أن يعنف بساق الجاحظ ويطيل أمره قليلا، ففعل فلطمه الجاحظ
فقال: اعمل عمل شهر في يوم، وعمل يوم في ساعة، وعمل ساعة في لحظة، فإن
الضرر على ساقي وليس بجذع ولا ساجة. فضحك ابن أبي دؤاد وأهل المجلس منه.
وقال ابن أبي دؤاد لمحمد بن منصور: أنا أثق بظرفه ولا أثق بدينه.
أخبرني محمد بن الحسن الأهوازي، حدثنا إيزديار بن سليمان الفارسي قال:
سمعت أبي يقول: سمعت أبا سعيد الجنديسابوري يقول: سمعت الجاحظ يصف
اللسان قال: هو أداة يظهر بها البيان، وشاهد يعبر عن الضمير، وحاكم بفصل
الخطاب وناطق يرد به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء،
وواعظ ينهي عن القبيح، ومعز يرد الأحزان، ومعتذر يدفع الضغينة، ومله يونق
الاسماع، وزارع يحرث المودة، وحاصد يستأصل العداوة، وشاكر يستوجب المزيد،
ومادح يستحق الزلفة، ومؤنس يذهب بالوحشة.
213

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو
بكر محمد بن جعفر المزكي، حدثنا علي بن القاسم الأديب الخوافي، حدثني بعض
إخواني أنه دخل على عمرو بن بحر الجاحظ فقال: يا أبا عثمان كيف حالك؟ فقال
له الجاحظ: سألتني عن الجملة فاسمعها مني واحدا واحدا. حالي أن الوزير يتكلم
برأيي، وينفذ أمري، ويؤاثر الخليفة الصلات إلى، وآكل من لحم الطير أسمنها،
وألبس من الثياب ألينها، وأجلس على ألين الطبري، وأتكئ على هذا الريش ثم أسير
على هذا حتى يأتي الله بالفرج. فقال الرجل: الفرج ما أنت فيه. قال: بل أحب أن
تكون الخلافة لي، ويعمل محمد بن عبد الملك بأمري، ويختلف إلى، فهذا هو الفرج.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا أحمد بن
محمد بن عاصم بن أبي سهل الحلواني.
وأخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، أخبرنا أبو بكر الجرجاني قالا: حدثنا المبرد
قال: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه وهو عليل، فقلت له: كيف أنت؟ فقال:
كيف يكون من نصفه مفلوج ولو نشر بالمناشير ما حس به، ونصفه الآخر منقرس لو
طار الذباب بقربه لآلمه، والآفة في جميع هذا أني قد جزت التسعين، ثم أنشدنا:
- أترجوا أن تكون وأنت شيخ * كما قد كنت أيام الشباب -
- لقد كذبتك نفسك ليس ثوب * دريس كالجديد من الثياب -
أخبرني الصيمري، حدثنا المرزباني، حدثني أحمد بن يزيد بن محمد المهلبي عن
أبيه قال: قال لي المعتز بالله: يا يزيد ورد الخبر بموت الجاحظ. فقلت: لأمير المؤمنين
طول البقاء ودوام العز. قال وذلك في سنة خمس وخمسين ومائتين. قال المعتز: لقد
كنت أحب أن أشخصه إلى وأن يقيم عندي. فقلت له: إنه كان قبل موته عطلا
بالفالج. قال أحمد بن يزيد وفيه يقول أبو شراعة:
- في العلم للعلماء أن * يتفهموه واعظ -
- وإذا نسيت وقد جمعت * علا عليك الحافظ -
- ولقد رأيت الظرف دهرا * ما حواه لافظ -
- حتى أقام طريقه * عمرو بن بحر الجاحظ -
- ثم انقضى أمد به * وهو الرئيس الغائظ -
قرأت في كتاب عمر بن محمد بن الحسن البصير عن محمد بن يحيى الصولي
قال: مات الجاحظ في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين.
214

6670 - عمرو بن معمر، أبو عثمان العمركي:
سمع أبا النضر هاشم بن القاسم، ويعلى بن عبيد، ويحيى بن إسحاق السيلحيني،
وعبيد الله بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وخالد بن مخلد، وإسماعيل بن الخليل،
ويحيى بن حماد. روى عنه هاشم بن القاسم الهاشمي، والحسن بن محمد بن شعبة،
وأحمد بن عبد الله الوكيل، والقاضي المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا عمرو بن معمر العمركي، حدثنا أبو
النضر، حدثنا بكر بن جبير عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن أبي أمامة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أذن الله لعبد في شئ أفضل من ركعتين يصليهما، وإن
الله ليذر البر فوق رأس العبد ما دام في صلاته، وما تقرب العبد إلى الله بمثل ما خرج
منه " يعني القرآن.
6671 - عمرو بن مسلم، أبو حفص النيسابوري الصوفي:
سماه ونسبه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري فيما حدثنيه محمد
ابن علي المقرئ عنه.
وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي قال: سمعت سعيد بن عبد الله بن سعيد يقول: سمعت أبا محمد
البلاذري الحافظ الطوسي يقول: اسم أبي حفص عمرو بن سالم.
وأخبرنا أحمد بن علي التوزي، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو حفص
النيسابوري اسمه عمرو بن سالم، ويقال عمرو بن سلمة، قال: وهو الأصح إن شاء
الله. وكان أحد الأئمة والسادة صحب عبد الله بن مهدي الأبيوردي، وعليا
النصراباذي، ورافق أحمد بن حضرويه البلخي.
قلت: وورد أبو حفص بغداد واجتمع إليه من كان بها من مشايخ الصوفية
وعظموه وعرفوا له قدره ومحله.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني -
215

بمكة - حدثنا علي بن محمد بن حاتم قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: وافى أبو
حفص النيسابوري إلى بغداد ومعه جماعة من أصحابه فرأيت واحدا منهم معتزلا
لا يكلمونه ولا يكلمهم، فسألت بعض أصحابه فقلت: ما بال هذا لا يكلمكم ولا
تكلمونه؟ فقال: هذا جاء إلى الشيخ أبي حفص ومعه مائة ألف درهم، أنفق كلها
عليه ما كلمه منا أحد، ولا كلمه أبو حفص، ولا يقدر أن يدنو إلى واحد منا على ما
ترى.
أخبرنا أبو عبيد محمد بن محمد بن علي النيسابوري قال: سمعت أبا عمرو بن
حمدان يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل الواعظ الرازي يقول: دخلت مع
أبي حفص على مريض، فقال المريض: آه، فقال: ممن؟ فسكت، فقال: مع من.
أخبرنا ابن التوزي، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا أحمد بن
عيسى يقول: سمعت محفوظ بن محمود يقول: سمعت أبا حفص يقول: الكرم طرح
الدنيا لمن يحتاج إليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه.
أخبرني أبو الحسن بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
سمعت منصور بن عبد الله يقول: بلغني أن أبا حفص كان أعجمي اللسان، فلما
دخل بغداد قعد معهم يكلمهم بالعربية.
حدثنا الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمداني، حدثنا الخلدي قال: سمعت
الجنيد - وذكر عنده أبو حفص النيسابوري - فقال: كان رجلا من أهل الحقائق، ولو
رأيته لاستغنيت، وقد كان يتكلم من غور بعيد. ثم قال: كان من أهل العلم البالغين،
وأهل خراسان شيوخهم، أحوالهم وأمورهم وحقائقهم بالغة جدا. وكذلك أتباعهم
أيضا أشباه لهم في الحال. ولقد قال له يوما رجل من أصحابه: كان من مضى لهم
الآيات الظاهرة، وليس لك من ذلك شئ! فقال له: تعال. فجاء به إلى سوق
الحدادين إلى كور محمي عظيم، فيه حديدة عظيمة، فأدخل يده فأخذها فبردت في
يده، فقال له: يجزيك؟ قال: فأعظم ذلك وأكبره، ثم مضى.
أخبرني أبو الحسن بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال:
سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان - وسألته: هل رأيت أبا
حفص النيسابوري عند الجنيد؟ - فقال: لم أكن ثم، ولكن سمعت الحسن يقول: أقام
عندي أبو حفص سنة مع ثمانية أنفس، فكنت في كل يوم أقدم لهم طعاما جديدا،
216

وطيبا جديدا، وذكر أشياء من الثياب وغيره، فلما أراد أن يمر كسوته وكسوت جميع
أصحابه، فلما أراد أن يفارقني قال: لو جئت إلى نيسابور علمناك الفتوة والسخاء،
قال ثم قال: هذا الذي عملت كان فيه تكلف، إذا جاءك الفقراء فكن معهم بلا
تكلف، حتى إن جعت جاعوا، وإن شبعت شبعوا، حتى يكون مقامهم وخروجهم
من عندك شيئا واحدا.
أخبرنا أبو خازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت عبد
الملك بن إبراهيم القشيري يقول: سمعت أحمد بن محمد بن مقسم المقرئ يقول:
سمعت أبا محمد المرتعش يقول: سمعت أبا حفص النيسابوري يقول: ما استحق
اسم السخاء من ذكر العطاء، ولا من لامحه في قلبه، وإنما يستحقه من نسيه حتى كأنه
لم يعط.
أخبرنا ابن التوزي، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الرحمن بن
الحسين الصوفي يقول: بلغني أنه لما أراد أبو حفص النيسابوري الخروج من بغداد
شيعه من بها من المشايخ والفتيان، فلما أرادوا أن يرجعوا قال له بعضهم: دلنا
على الفتوة ما هي؟ فقال: الفتوة تؤخذ استعمالا معاملة لا نطقا، فعجبوا من
كلامه.
قال أبو عبد الرحمن: توفي أبو حفص سنة سبعين ومائتين، ويقال سنة سبع
وستين، ويقال أربع وستين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يذكر عن آبائه أن أبا حفص توفي سنة
خمس وستين ومائتين.
6672 - عمرو بن أحمد بن طشويه، أبو عثمان التاجر. نزل مصر:
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن وينس قال: عمرو بن أحمد بن طشويه يكنى
أبا عثمان بغدادي قدم مصر، وكتب عنه، وكان له بمصر مكان عند الناس،
وكان تاجرا، توفي بمصر يوم الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة سبعين
ومائتين.
217

6673 - عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص، أبو عبد الله المكي:
سمع يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المصريين، وسليمان بن سيف
الحراني، وغيرهم، وكان من مشايخ الصوفية سكن بغداد حتى مات بها، وحدث،
وله مصنفات في التصوف. روى عنه جعفر الخلدي وغيره.
أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر
ابن حيان قال: أملى علينا عمرو بن عثمان المكي الصوفي قال: حدثنا يونس بن عبد
الأعلى، حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة - أو غير أبي هريرة
الشك من أبي عبد الله - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
وفي كل خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز، فإن فاتك شئ فقل كذا قدر،
وكذا كان، وإياك ولو فإنها مفتاح عمل الشيطان ".
فهذا يدل على معنى التوكل بالتكسب، فإذا فاتهم الأمر بعد الكسب قالوا: كذا
أراد الله وكذا قدر الله.
قلت: ما بعد ذكر الشيطان هو كلام عمرو المكي وليس بكلام النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمداني، حدثني محمد بن علي
الشيرواني قال: قال عمرو بن عثمان المكي: ثلاثة أشياء من صفات الأولياء: الرجوع
إلى الله في كل شئ، والفقر إلى الله في كل شئ، والثقة به في كل شئ.
أخبرنا ابن التوزي، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن عبد
الله بن شاذان يقول: سمعت أبا بكر القناديلي يقول: قال عمرو بن عثمان المكي:
التوبة فرض على جميع المذنبين والعاصين، صغر الذنب أو كبر، وليس لأحد عذر في
ترك التوبة بعد ارتكاب المعصية، لأن المعاصي كلها قد توعد الله عليها أهلها ولا
يسقط عنهم الوعيد إلا بالتوبة، وهذا مما يبين أن التوبة فرض. وقال عمرو: اعلم أن
كل ما توهمه قلبك، أو سنح في مجاري فكرتك، أو خطر في معارضات قلبك، من
حسن أو بهاء، أو أنس أو ضياء، أو جمال أو شبح، أو نور أو شخص أو خيال، فالله
بعيد من ذلك كله، بل هو أعظم وأجل وأكبر، ألا تسمع إلى قوله: * (ليس كمثله
شئ) * [الشورى 11]. وقال: * (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) *
[الإخلاص 3، 4]. وقال عمرو: المروءة التغافل عن زلل الإخوان. وقال عمرو: ولقد
علم الله نبيه صلى الله عليه وسلم ما فيه الشفاء، وجوامع النصر، وفواتح العبادة. فقال: * (وإما ينزعنك
218

من الشيطان نزع فاستعذ بالله إنه هو السميع العيلم) * [الأعراف 200] وقال عمرو:
إن العلم قائد، والخوف سائق والنفس حرون بين ذلك، جموح خداعة، رواغة،
فاحذرها وراعها بسياسة العلم وسقها بتهديد الخوف، يتم لك ما تريد.
حدثنا الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمداني، حدثنا الخلدي قال: سمعت
جنيدا وقد قال له أبو القاسم النهاوندي: عمرو المكي يوافي وينزل عند فلان، قال: لا
أحب أن أسلم عليه، وذلك أني معزم على أن لا أكلم أحدا ممن كان يظهر الزهد
ويقول به، ثم تبدوا منه المذمومات من الإيثار في طلب الدنيا، والاتساع في طلبها إلا
أن يتوب.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي - بنيسابور -
قال: سمعت أبا عبد الله الرازي يقول: لما ولى عمرو قضاء جدة هجره الجنيد، فجاء
إلى بغداد وسلم عليه فلم يجبه. فلما مات حضر الجنيد جنازته. فقيل: الجنيد الجنيد.
فقال بعض من حضر: يهجره في حياته ويصلي عليه بعد وفاته؟ لا والله لا يصلي
عليه، فصلى عليه غيره.
قال السلمي: وسمعت بعض أصحابنا يقول: بلغني أن الجنيد لم يصل على عمرو
ابن عثمان المكي حين بلغه موته، وقال: إنه كان يطلب قضاء جدة.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: عمرو بن عثمان أبو عبد الله المكي، من أئمة
المتصوفة، قدم أصبهان فيما ذكر عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان سنة ست
وتسعين، وتوفي بمكة بعد سنة ثلاثمائة، وقيل قبل الثلاثمائة.
قلت: والصحيح أنه مات ببغداد قبل سنة ثلاثمائة.
أخبرنا ابن التوزي، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب طبقات الصوفية
قال: عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص المكي، كنيته أبو عبد الله، لقي أبا عبد الله
البناجي، وصحب أبا سعيد الخراز وغيره من القدماء، وهو عالم بعلم الأصول وله
كلام حسن، وأسند الحديث، مات ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين، ويقال سنة
سبع وتسعين قال: والأول أصح.
أخبرنا الحيري - إسماعيل بن أحمد - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب
" تاريخ الصوفية " - أخبرني أحمد بن أحمد بن محمد بن الفضل - إجازة - قال: مات
219

عمرو بن عثمان المكي سنة سبع وتسعين ومائتين. قال السلمي: ويقال سنة إحدى
وتسعين ومائتين. وهذا أصح.
قلت: بل سنة سبع وتسعين أصح، لأن أبا محمد بن حبان ذكر قدومه أصبهان في
سنة ست وتسعين، وكان ابن حبان حافظا ثبتا ضابطا متقنا.
6674 - عمرو بن بشر بن يحيى، أبو حفص النيسابوري المعروف
بالشاماتي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، ومحمد
ابن حميد الرازي، وهناد بن السري الكوفي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس،
وسعيد بن يحيى الأموي، وعبيد الله بن سعد الزهري، وغيرهم. روى عنه أبو بكر
الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وكان ثقة حافظا.
وذكره الدارقطني فقال: هو صدوق.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا محمد بن عبيد الله بن
إبراهيم الشافعي، حدثنا عمرو بن بشر النيسابوري، حدثنا مسلم بن الحكم أبو
أيوب، حدثنا إسماعيل بن داود عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أنه سمع أنس
ابن مالك قال: ما صليت خلف أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم
من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز -.
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، حدثنا
أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا أبو حفص عمرو بن بشر النيسابوري
ببغداد.
6675 - عمرو بن عثمان بن سعيد بن سلمة بن عثمان، أبو سلمة الكندي
القاضي.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة عشرين وثلاثمائة عن أحمد بن
ملاعب.
220

وقال لي أبو نعيم الحافظ: عمرو بن عثمان بن سعيد بن مسلمة بن عثمان بن
مقسم البري القاضي، أبو سالم. حدث بأصبهان عن سعدان بن نصر، وعباس
الترقفي وكان كثير الحديث.
6676 - عمرو بن أحمد، أبو عثمان العثماني:
أخبرنا علي بن المحسن بن علي القاضي، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري قال: حدثني أبو عثمان عمرو بن أحمد العثماني قال: حدثنا جعفر
ابن هاشم المؤدب قال: سمعت بشر بن الحارث رحمة الله عليه يقول: الأخذ من
الناس مذلة.
6677 - عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن السكن، أبو محمد
القرشي يعرف بمرس:
وهو بخاري قدم بغداد حاجا. وحدث بها عن محمد بن حريث، وسهل بن
شاذويه البخاريين، وعن صالح بن محمد الحافظ المعرف بجزرة. روى عنه محمد بن
إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن
الثلاج.
وذكر ابن الثلاج أن قدومه كان في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا علي بن الحسن بن محمد أبو القاسم بن أبي عثمان الدقاق، حدثنا أبو بكر
محمد بن إسماعيل الوراق قال: حدثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم - أبو محمد
البخاري - حدثنا سهل بن شاذويه البخاري، حدثنا عمرو بن محمد بن الحسين،
حدثني أبي، حدثنا عيسى بن موسى عن محمد بن الفضل بن عطية عن كرز بن وبرة
عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " على الركن اليماني ملك موكل به منذ
خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) * [البقرة 201] فإنه يقول آمين آمين ".
6678 - عمرو بن عثمان بن جعفر بن محمد بن إسماعيل، أبو أحمد
البغدادي المعروف بالسبيعي:
حدث بالرملة عن محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، وعبد الكريم بن أحمد
221

الرواس البصري، وأبي ذر أحمد بن محمد بن محمد الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله
الزينبي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله
الرازي ساكن دمشق.
6679 - عمرو بن علي، أبو حفص البغدادي، يعرف بنقيب الفقهاء:
حدث بدمشق عن أبي سعيد الحسن بن علي العدوي. روى عنه تمام الرازي
أيضا.
* * *
ذكر من اسمه عامر
6680 - عامر بن شراحيل بن عبد - وقيل: ابن عبد ذي قباز، وقيل: عامر
ابن عبد الله بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي:
من شعب همدان، وهو كوفي وأمه من سبى جلولاء، ولد لست سنين خلت من
خلافة عمر بن الخطاب. وسمع علي بن أبي طالب، والحسن والحسين ابني علي،
وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله
ابن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وأسامة بن زيد، وجابر بن عبد الله، والبراء بن
عازب، وأنس بن مالك، والنعمان بن بشير، وغيرهم من الصحابة. روى عنه أبو
إسحاق السبيعي، وعبد الله بن بريدة، وقتادة، ومنصور بن المعتمر، وإسماعيل بن أبي
خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحسين بن أبي عبد الرحمن، ومطرف بن طريف،
وعبد الله بن أبي السفر، وبيان بن بشر، في آخرين. وكان قد خاف من المختار بن
أبي عبيد فخرج إلى المدائن، فنزلها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن هارون بن حميد،
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا شاذان، حدثنا شريك عن المجالد عن
الشعبي قال: أخرج إلينا المختار صحيفة، فقال: جائتني هذه البارحة من علي، قال فتركناه وخرجنا إلى المدائن.
222

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان. وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله
ابن إسحاق البغوي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف، حدثنا إسحاق بن
إسماعيل، حدثنا سفيان عن السري بن إسماعيل قال: قال الشعبي: ولدت عام
جلولاء.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي،
حدثنا حجاج قال: سمعت شعبة يقول: سألت أبا إسحاق قلت: أنت أكبر أم
الشعبي؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنة - أو بسنتين -.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر،
حدثنا أبي عبد الله بن العلاء بن زبر عن الزهري قال: العلماء أربعة: سعيد بن المسيب
بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بن أبي الحسن البصري بالبصرة، ومكحول
بالشام.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي، حدثنا محمود بن غيلان قال: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر
ابن الخطاب في زمانه رأس الناس - وهو جامع - وكان بعده ابن عباس في زمانه،
وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: قال لي أحمد بن ثابت: حدثنا عبد الرزاق عن ابن عيينة قال:
كان في الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس في زمانه، والشعبي في
زمانه، والثوري في زمانه.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا عمرو بن طلحة القناد، حدثنا
محمد بن عثمان البصري عن أبي بكر الهذلي قال: قال لي محمد بن سيرين: يا أبا
بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإن كان ليسأل، وإن أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم لأحياء.
223

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز - إملاء - حدثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حدثنا أبو عبد الرحمن الوكيعي
الضرير.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
أبو سعيد أحمد بن داود الحداد. وأخبرنا أبو بكر البرقاني - واللفظ له - قال: قرأت
على أبي الحسن الكراعي - بمرو - حدثكم عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن خشرم -
قال علي: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا - محمد بن فضيل عن ابن شبرمة قال:
سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل
بحديث قط إلا حفظته. ولا أحببت أن يعيده على.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب، حدثنا
الحميدي قال: حدثنا سفيان، حدثنا ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: ما
سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من
العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
أخبرنا علي بن محمد المعدل، حدثنا محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا إبراهيم بن
الوليد الجشاش، حدثنا نصر بن علي، حدثنا نوح بن قيس عن يونس بن مسلم عن
وادع بن الأسود الراسبي عن الشعبي قال: ما أدري شيئا أقل من الشعر، ولو شئت
لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا يونس بن بكير عن يونس بن
أبي إسحاق قال: كنت مع الشعبي والناس يسألونه من صلاة العصر إلى المغرب.
فقال: لو كنتم تلقموني الخبيص لكرهته.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا محمد بن يوسف بن أبي معمر قال: حدثنا عبد الله بن المغيرة،
حدثنا مالك بن مغول عن نافع قال: سمع ابن عمر الشعبي وهو يحدث بالمغازي.
فقال: لكأن هذا الفتى شهد معنا.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن
محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك عن
224

عبد الملك بن عمير قال: مر ابن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي قال: فقال ابن عمر:
كأنه كان شاهدا معنا.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا
مسدد، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي مخلد قال: ما رأيت فيهم أفقه من
الشعبي. وقال مرة أخرى: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف،
وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي، أخبرني عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن مكحول
قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
أخبرني الحسين بن جعفر السلماني، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس،
أخبرنا أحمد بن نصر بن بجير القاضي، حدثنا علي بن عثمان بن نفيل الحراني.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا علي بن
عثمان بن نفيل، حدثنا أبو مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: ما
لقيت مثل الشعبي.
وقال يعقوب: حدثنا محمد بن أبي عمر عن سفيان عن داود قال: ما جالست
أحدا أعلم من الشعبي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد، حدثنا ابن عائشة
قال: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قال:
يا شعبي أتدري ما كتب إلى به ملك الروم؟ قال: وما كتب به إلى أمير المؤمنين؟ قال:
كتب العجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا رسولك هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين
لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا القاضي أبو سعيد الحسن بن
عبد الله بن المرزبان السيرافي، أخبرنا محمد بن الحسين بن دريد، حدثنا عبد الرحمن
- يعني ابن أخي الأصمعي - عن عمه قال: وجه عبد الملك بن مروان عامرا الشعبي
إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبي. فقال له: من أهل بيت الملك أنت؟
قال: لا، قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة، وقال: إذا رجعت
إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا، فادفع إليه هذه الرقعة. فلما
225

صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده، فلما خرج
ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين: إنه حملني إليك رقعة أنسيتها حتى خرجت،
وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض. فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال:
أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قال: لا. قال فيها: عجبت من العرب كيف ملكت غير
هذا؟ أفتدري لم كتب إلى بهذا؟ فقال: لا، فقال: حسدني بك فأراد أن يغريني
بقتلك. فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك
الروم، فذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن
فضيل، حدثنا عاصم قال: حدثت الحسن بموت الشعبي فقال: رحمه الله، والله إن كان
من الإسلام لبمكان. وقال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا سفيان قال: قال مشيختنا:
اجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قال: لا
والله ما أنا خير منك، بل أنت خير مني، وأسن مني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا محمد بن
الجهم، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا عبد الله بن أشعث بن سوار عن أبيه قال: لما
مات الشعبي انطلقنا إلى البصرة، فدخلت على الحسن فقلت يا أبا سعيد هلك
الشعبي. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن
كان من الإسلام لبمكان. قال: ثم أتيت ابن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي.
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من
الإسلام لبمكان.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، حدثنا عيسى بن حامد بن
بشر الرخجي، حدثنا هيثم بن خلف، حدثنا ابن أبان، حدثنا يحيى بن آدم عن أبي
بكر بن عياش عن أبي حصين قال: لم يوجد للشعبي كتاب بعد موته إلا الفرائض
والجراحات.
أخبرنا ابن رزق وابن الفضل قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا - وفي حديث
ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن
226

موسى عن أبي بكر بن شعيب قال: خرجت مع والدي والشعبي - وهو يريد مكان
القضاء - قال: قلت - أو قيل له - كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
- نفسي تشكي إلي الموت مرجفة * وقد حملتك سبعا بعد سبعينا -
- إن تحدثي أملا يا نفس حادثة * إن الثلاثة توفين الثمانينا -
أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن
أبي أسامة الحلبي، حدثنا القاضي أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب، حدثنا أبو
بكر بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: عامر بن شراحيل الشعبي، قال الهيثم
ابن عدي عن ابن عياش: توفي سنة ثلاث ومائة. وقال أبو نعيم: توفي سنة أربع
ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: قال لي أحمد بن أبي الطيب عن إسماعيل بن مجالد: مات - يعني
الشعبي - سنة أربع ومائة، وبلغ اثنتين وثمانين سنة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري قال: أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي، أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني قال: حدثنا هارون بن حاتم،
حدثنا عمر بن شبيب المسلي قال: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا ابن أبي
رزمة قال: سمعت ابن إدريس يقول: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: الشعبي سنة أربع ومائة
يعني مات.
أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن
جعفر، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: عامر
ابن شراحيل يكنى أبا عمرو، مات سنة أربع ومائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد
الكندي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات الشعبي في سنة أربع
ومائة.
227

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا ابن نمير قال: مات الشعبي سنة خمس ومائة. وقال غير ابن نمير: سنة أربع ومائة
وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، ويقال أيضا سبع ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
بشر بن موسى، أخبرنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ومات الشعبي سنة ست ومائة
وهو عامر بن شراحيل أبو عمرو.
أخبرنا أبو خازم بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة، حدثنا أبو
عمران بن الأشيب، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: قال الواقدي
عن إسحاق بن يحيى: إنه توفي الشعبي - يعني سنة خمس ومائة - وهو ابن سبع
وسبعين.
6681 - عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو
الحارث الأسدي المديني:
سكن بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة، ويونس بن يزيد ومالك بن أنس.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو موسى الهروي، وأبو داود المباركي. وكان عالما
بالنسب وأيام العرب.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، أخبرنا أبو موسى الهروي.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق، أخبرنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو داود المباركي - قال الهروي أخبرنا، وقال
المباركي حدثنا - عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير، حدثنا هشام - وفي
حديث الهروي: عن هشام - بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
باتخاذ - وقال المباركي ببناء - المساجد في الدور، وأن تطهر وأن تطيب - وقال
المباركي - وأن تنظف وتطيب.
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا
أحمد بن حرب بن مسمع، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عامر بن صالح بن عبد الله
228

ابن عروة بن الزبير قال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب ".
قال أحمد بن حنبل: قدم علينا هذا الشيخ سنة ثلاث وثمانين.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن حمدان - وأنا أسمع - حدثكم
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي بإسناده مثله، ولم يذكر قصة قدومه.
قال أبو عبد الرحمن قلت لأبي: إن يحيى بن معين يطعن على عامر بن صالح هذا.
قال يقول: ماذا؟ قال: قلت رآه يسمع من حجاج، قال: قد رأيت أنا حجاجا يسمع
من هشيم، وهذا عيب؟ يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر!
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: وكان عامر بن صالح من أهل الفقه، والعلم والحديث،
والنسب، وأيام العرب، وأشعارها، وهلك ببغداد في آخر زمان أمير المؤمنين هارون
الرشيد. وله أشعار تروى. من ذلك قوله:
- لعلك - إن دهر تمطي بأهله - * وصرف النوى ذو بعدة وتقارب -
- سيدنيك من أهل البقيعين ضمر * كمثل القسي حائلات الحقائب -
وقال أيضا:
- جدي ابن عمة أحمد ووزيره * عند البلاء وفارس الشقراء -
- وغداة بدر كان أول فارس * شهد الوغى في اللامة الصفراء -
- نزلت بسيماه الملائك نصرة * بالخوض يوم تألب الأعداء -
- مدد أمد به الرسول مؤيدا * يرمون أهل الشرك بالحصباء -
- وببطن مكة كان أول مسلم * في الله سل السيف بالبطحاء -
- إذ قيل قد قتل الرسول ولم يحم * حتى تبين ذاك غير خفاء -
- فدعا الرسول بسيفه ودعا له * فمضى به والناس في عمياء -
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان قال: قال
عبد الله بن أحمد قال أبي: عامر بن صالح الزبيري ثقة لم يكن صاحب كذب.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
229

عباس - هو الدوري - قال: سمعت يحيى يقول: عامر بن صالح كان يكون عند
مسجد حصير وكان ضعيف الحديث.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عامر بن صالح
المديني. من آل الزبير - كان كذابا، يروي عن هشام بن عروة كل حديث يسمعه،
قال: وقد لقيته وكتبت عامة هذه الأحاديث عنه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سمعت يحيى بن معين - وسئل عن عامر بن صالح الذي يحدث عن هشام بن عروة -
فقال: كذاب خبيث عدو الله، وهو زبيري قد كتبت عنه. فقلت ليحيى: إن أحمد بن
حنبل يحدث عنه. فقال: لمه؟ وهو يعلم أنا تركنا هذا الشيخ حياته. فقلت: ولم؟ فقال
قال لي حجاج - يعني الأعور - جاءني فكتب عني حديث هشام بن عروة عن ابن
لهيعة وليث بن سعد، ثم ذهب فادعاها فحدث بها عن هشام.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عامر بن صالح من ولد الزبير بن
العوام، قال قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل حدث عن عامر بن صالح،
فقال: ماله؟ جن؟ قال أبو داود: وحدث عنه أحمد بثلاثة أحاديث، قال أبو داود:
استعار كتاب حجاج الأعور عن ليث بن سعد عن هشام بن عروة فنسخه ثم حدث
به عن هشام بن عروة.
أخبرني علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: سمعت أبي يقول: عامر بن
صالح قد رأيته، وكأنه غمزه وأنكر حديثه.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن عامر بن صالح بن عبد الله
ابن عروة بن الزبير بن العوام - شيخ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين - فقال: أساء
القول فيه ابن معين، ولم يتبين أمره عند أحمد، وهو مديني يترك عندي.
230

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عامر بن صالح يروي عن هشام بن عروة ليس بثقة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب،
حدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: عامر بن صالح بن عبد الله
ابن عروة بن الزبير بن العوام توفي ببغداد في خلافة هارون، وكان شاعرا عالما بأمور
الناس، ويكنى أبا الحارث.
6682 - عامر بن عبد الرحمن، أبو الهول الحميري الشاعر:
له مدائح في المهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، وهجى خلقا كثيرا، وكان
خبيث الهجاء غاية فيه ومديحه لم يكن بذاك.
قرأت على الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني عبد الله بن
يحيى العسكري عن أبي إسحاق الطلحي عن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال:
كان أبو الهول هجاء للفضل بن يحيى والفضل غلام، فلما استخلف الرشيد وصارت
البرامكة فيما صارت فيه، وولى الفضل خراسان فعسكر بنهر بين وجلس للشعراء،
فكان أول من دعى به أبو الحجناء ومروان بن أبي حفصة، فقال أبو حنش:
- تسابقت الجدود بنهر بين * فبرز عند ذلك جد زنجي -
- وأقبل جد مروان فصلى * على تعب يزجيه المزجي -
وكان أبو الهول حاضرا فدعا له الفضل فقال له: بأي وجه تنظر إلى وتحضر بابي؟
فقال اسمع أيها الأمير ثم افعل ما بدا لك، فأنشده:
- سما نحوه من غضبة الفضل عارض * له كلمة فيها الصواعق والرعد -
- ومالي إلى الفضل بن يحيى بن خالد * من الجرم ما يخشى على به الحقد -
- سوى أنني حليت شعري بذكره * وما حل بي في ذاك قتل ولا جلد -
- سيأتي أبا العباس حمدي وإنما * يراد على النعمى من الشاكر الحمد -
- سليل ملوك أخلصوه بمجدهم * فجاء كصدر السيف زايلة الغمد -
- وعوده المسعاة في الخير والد * أعدله في كل مكرمة زند -
- كأن يديه النيل في حين مده * إذا راح يعلو فوقه الزبد الجعد -
- فبت راضيا لا يبتغي منك غيره * ورأيك فيما كنت عودتنا بعد -
قلت: في غير هذه الرواية فرضي عنه وأمر له بعشر آلاف درهم.
231

6683 - عامر بن سعيد، أبو حفص البزاز:
سمع عبد الصمد بن معقل اليماني، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري:
وهشام بن يوسف، والقاسم بن مالك المزني، و عبد الوهاب الثقفي. روى عنه محمد
ابن عبد الله المنادي، والحسن بن إسحاق بن يزيد العطار، وعثمان بن خرزاذ
الأنطاكي، ومحمد بن غالب التمتام.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا عامر بن سعيد - في خراب المعتصم - حدثنا
القاسم بن مالك عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك: أن أبا طيبة حجم النبي صلى الله عليه وسلم
وهو صائم فأعطاه أجره.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين وسئل عن عامر بن
سعيد أبي حفص الذي ينزل عند درب على الطويل فقال: أبو حفص البزاز ثقة،
وأحسن القول فيه، هو الذي دخل على رياح بن زيد، وروى عن عبد الصمد بن
معقل.
6684 - عامر بن إبراهيم، الأنباري:
حدثني الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المصري، أخبرنا أبو سعيد بن
الأعرابي، حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا عامر بن إبراهيم الأنباري، حدثنا
سلم بن سالم عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن مجاهد عن ابن عباس قال: من
تعار من الليل فقال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، انسلخ من ذنوبه
كما تنسلخ الحية من جلدها.
6685 - عامر بن إسماعيل، أبو معاذ البغدادي:
حدث في الغربة عن محمد بن بكر البرساني، ومؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد
الرحمن المقرئ. روى عنه أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا علي بن الحسين بن بندار الأذني - بمصر -
حدثنا أبو طاهر بن فيل، حدثنا عامر بن إسماعيل البغدادي، حدثنا مؤمل، حدثنا
سفيان الثوري عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
232

" لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مرتد أعرابيا بعد الهجرة، ولا ولد زنا، ولا من
أتى ذات محرم ".
6686 - عامر بن بشر بن داود بن زياد، أبو الحسن المهلبي:
حدث عن أحمد بن جواس الكوفي. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا محمد بن بكران بن عمران، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثنا أبو الحسن عامر بن بشر بن داود بن زياد المهلبي، حدثني
أحمد بن جواس، حدثنا نوفل بن مظهر قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إن مر
على بابك المهدي فلا تتابعه حتى تجتمع عليه الناس.
6687 - عامر بن محمد بن المتقمر، أبو نصر الكواز البصري:
حدث ببغداد وسر من رأى عن كامل بن طلحة، ومحمد بن بشر بن أبي بشر
المزلق، روى عنه محمد بن جعفر المطيري، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الله بن
إسحاق بن الخراساني، وكان شاهدا معدلا.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن
خزيمة، حدثنا عامر بن محمد بن المتقمر المعدل العسكري، حدثنا كامل بن طلحة،
حدثنا المبارك بن فضالة عن عبيد الله عن حبيب بن عبد الرحمن الأنصاري قال:
أخبرني حفص بن عاصم قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
، سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عدل - أو قال حكم عدل - وفتى
نشأ بعبادة الله - ورجل طالبته امرأة ذات حسب وجمال فقال إني أخاف الله رب
العالمين، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بيمينه فأخفاها عن شماله، ورجل
ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على حب الله، وتفرقا
على حب الله عز وجل ".
6688 - عامر بن سعيد بن أبي داود، أبو حفص البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان. روى عنه
الدارقطني.
233

أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو
حفص عامر بن سعيد بن أبي داود البلخي، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي بن
طرخان، حدثنا محمد بن خشنام، حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا خلف بن موسى،
عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي صعصعة، عن سليمان بن يسار، عن ابن
عباس أن ميمونة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جارية تعتقها. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أعطيها أختك ترعى عليها، وصلي بها رحما فإنه خير لك ".
* * *
ذكر من اسمه العلاء
6689 - العلاء بن هارون، أبو يعلى الواسطي:
أخو يزيد بن هارون. ولي قضاء الأنبار، وانتقل إلى الشام فنزل الرملة وحدث بها
عن عبد الله بن عون، وحسين ابن ذكوان المعلم، وعبيد الله بن عمر العمري، ومحمد
ابن إسحاق المطلبي. روى عنه ضمرة بن ربيعة، وسوار بن عمارة. وليس لأهل
العراق عنه رواية غير أني رأيت لعلي بن الجعد عنه حكاية عن أبي حنيفة، وإنما روى
عنه الرمليون لنزوله عندهم، وكان قد تولى القضاء بالرملة وسكنها إلى حين
وفاته.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، حدثنا أبو قلابة، حدثني علي بن الجعد، حدثنا أبو يعلى أخو يزيد بن
هارون، عن أبي حنيفة قال: كان الشعبي يحدث ورجل خلفه يغتابه، فالتفت
فقال:
- هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت -
6690 - العلاء بن موسى بن عطية، أبو الجهم الباهلي:
سمع الليث بن سعد، وعبد القدوس بن حبيب، وسوار بن مصعب، والهيثم بن
عدي. روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين، وأحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن
محمد البغوي، وكان صدوقا.
234

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، حدثنا شجاع بن أشرس والعلاء بن موسى بن
عطية قالا: حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن رأسي قطع وأنا أتبعه، فزجره النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: " لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام ".
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز، أبو الجهم العلاء بن موسى بن عطية سنة سبع وعشرين،
وتوفى في أول سنة ثمان وعشرين ومائتين.
6691 - العلاء بن مسلمة بن عثمان بن محمد بن إسحاق، أبو سالم
الرواس، مولى بني تميم:
حدث عن أبي حفص عمر بن حفص العبدي، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي
رواد، وجعفر بن عون، ومحمد بن مصعب. روى عنه أبو عيسى الترمذي وإسحاق
ابن سنين الختلي، وإبراهيم بن نصر المنصوري، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث
الفرائضي، ويحيى بن محمد صاعد، وعمر بن محمد الشذائي.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
المنصوري إبراهيم بن نصر - مولى منصور بن المهدي - قال: حدثني العلاء بن مسلمة
أبو سالم الرواس - من أهل سوق يحيى - وأخبرنا محمد بن محمد بن المظفر الدقاق،
أخبرنا علي بن عمر الختلي، حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زيد
النيسابوري، حدثنا العلاء بن مسلمة أبو سالم الرواس، حدثنا أبو حفص العبدي، عن
أبان، عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رفع قرطاسا من الأرض فيه بسم الله
الرحمن الرحيم إجلالا - زاد الرزاز لله ثم اتفقا - أن يداس، كتب عند الله من
الصديقين، وخفف عن والديه وإن كانا كافرين " وقال الرزاز: مشركين.
235

حدثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال قال: قرأت على محمد بن جعفر
الشروطي عن أبي الفتح محمد ابن الحسين الأزدي الحافظ. قال: علاء بن مسلمة أبو
سالم الرواس بغدادي كان رجل سوء، لا يبالي ما روي، وعلى ما أقدم، لا يحل لمن
عرفه أن يروي عنه.
6692 - العلاء، أبو نصر البزاز:
حدث عن بشر بن الحارث. روى عنه محمد بن يوسف البزاز:
أخبرنا الجوهري، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد - إملاء -
حدثنا أبو جعفر محمد بن يوسف البزاز - إملاء على - حدثنا أبو نصر علاء البزاز
قال سمعت بشر بن الحارث يقول [حدثنا] مالك عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب، ثم قال بشر: أستغفر الله، أستغفر الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يغلق
الرهن ".
6693 - العلاء بن سالم، أبو الحسن الحذاء الدوري:
طبري الأصل سمع يزيد بن هارون، وإسحاق بن سليمان، وحفص بن عمر
الرزازين، وأبا الوليد المخزومي، وشعيب بن حرب، وأبا معاوية الضرير، وأبا بدر
شجاع بن الوليد، وأسود بن عامر شاذان. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز، ويحيى
ابن صاعد، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن أحمد بن المؤمل الناقد، وإسماعيل
ابن العباس، ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا العلاء بن سالم، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شريك عن أبي
إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه، عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه أمر
بقتل الحيات كلهن وقال: " من خاف ثأرهن فليس منا ".
236

أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود سليمان بن
الأشعث عن العلاء بن سالم - الذي حدث عن يزيد بن هارون - فقال: تقدم موته،
ما كان به بأس.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ. قال قال محمد بن مخلد -
فيما قرأت عليه -: ومات العلاء بن سالم يوم الاثنين في رجب سنة ثمان وخمسين
ومائتين.
قال غيره عن ابن مخلد: مات يوم الاثنين لسبع بقين من رجب.
6694 - العلاء بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم، أبو الحسن الشاشي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن جعفر بن محمد الشاشي، وأبي موسى هارون
ابن حميد، وغيرهما. روى عنه علي بن عمر الحربي.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر
السكري، حدثنا أبو الحسن العلاء بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم الشاشي - قدم
علينا - حدثنا محمد بن حاتم أبو عبد الله، حدثنا المعافى بن سليمان، حدثنا موسى
ابن أعين، عن الخليل بن مرة، عن إسماعيل، عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من صام يوما في سبيل الله خفف عنه من وقوف يوم القيامة عشرين سنة ".
* * *
ذكر من اسمه عاصم
6695 - عاصم بن سليمان، أبو عبد الرحمن الأحول البصري:
مولى بني تميم - ويقال مولى عثمان بن عفان - ويقال مولى آل زياد - سمع أنس
ابن مالك، وعبد الله بن سرجس، وصفوان بن محرز، وأبا عثمان النهدي، والحسن
البصري، ومحمد بن سيرين، وأبا المتوكل الناجي. روى عنه قتادة، وسليمان التميمي،
وداود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وليث بن أبي سليم، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو
237

عوانة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وثابت بن يزيد، وابن المبارك، وعباد ابن
عباد، وإسماعيل بن زكريا، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن
غياث، ومروان بن معاوية، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، وأبو معاوية
الضرير، وغيرهم. وكان قد ولى القضاء بالمدائن في خلافة المنصور وحمل عنه حديث
كثير.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني. قال قال لنا القاضي أبو بكر محمد بن
عمر الجعابي: عاصم بن سليمان الأحول يكنى أبا عبد الرحمن كان قاضي المدائن.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، أخبرنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم الأحول
كوفي وكان بالمدائن، وقال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: كان عاصم الأحول
بالمدائن على الموازين والمكاييل - يعني كأنه محتسبا -
قلت: قول يحيى فيه إنه كوفي أراد كونه بالكوفة، وإلا فأصله من البصرة.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد
ابن علي قال: سمعت أبا داود يقول: عاصم بن سليمان قاضي المدائن وهو الأحول.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز،
حدثنا هيثم بن خلف، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا
ابن المبارك عن سفيان الثوري قال: أدركت حفاظ الناس أربعة: إسماعيل بن أبي
خالد، وعاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، قال: وأرى هشام الدستوائي
منهم.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
أبو همام قال: سمعت علي بن مسهر يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: أدركت
من الحفاظ أربعة: إسماعيل بن أبي خالد، وعاصما الأحول، ويحيى بن سعيد،
وعبد الملك بن أبي سليمان.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا جعفر بن محمد الوراق، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا سفيان بن عيينة قال:
قال رجل لعاصم الأحول: إن أيوب - يعني السختياني - روى عنك؟ قال: ما زال
أصحابي لي مكرمين.
238

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن
الحسين الأنماطي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حجاج قال: قال سفيان: عاصم عن
أبي عثمان أحب إلى من قتادة. كذا في كتابي، قال سفيان: وإنما هو قال شعبة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا عباس الدوري، حدثنا يحيى بن معين قال: قال حجاج
ابن محمد قال شعبة: عاصم أحب إلى من قتادة في أبي عثمان - يعني النهدي - لأنه
أحفظهما.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: موازين أصحاب الحديث - من الكوفيين والمدنيين - عبد
الملك بن أبي سليمان، وعاصم الأحول، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد
الأنصاري.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: عاصم بن سليمان الأحول بصري تابعي ثقة. روى عن أنس بن
مالك، وعبد الله بن سرجس. وكان على سوق الكوفة، ثم ولى قضاء المدائن.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
وعاصم بن سليمان الأحول مولى بني عامر بن لؤي كان يلي سوق المدائن شبيها
بالقاضي.
أخبرنا هبة الله الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد الواسطي، أخبرنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا ابن الأصبهاني، حدثنا حفص بن غياث
قال: قال ابن سيرين: ما أبالي أسمعت الحديث، أو حدثنيه عاصم الأحول.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني - بنيسابور - حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين قال: سمعت
عمرو بن حفص بن غياث يقول: سمعت أبي يقول: إذا قال عاصم زعم فهو الذي
ليس فيه شك.
239

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا علي.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الصواف، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد -
وذكر عنده عاصم الأحول - فقال يحيى: لم يكن بالحافظ.
أخبرنا هبة الله الطبري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، أخبرنا أحمد بن محمد بن
أبي سعيد، حدثنا أحمد بن سعد، حدثنا إبراهيم بن عرعرة قال: سمعت عبد الرحمن
ابن مهدي ذكر عاصما الأحول. فقال: كان من حفاظ أصحابه.
أخبرنا أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين عن عاصم الأحول كيف حديثه؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - وهو ابن المديني - وسئل عن عاصم بن
سليمان الأحول فقال: كان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة الإسفراييني،
حدثنا الميموني قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: وعاصم الأحول من الحفاظ
للحديث، ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد حنبل
سئل: عامر الأحول أحب إليك، أو عاصم الأحول؟ قال: عاصم الأحول شيخ ثقة.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عن عاصم الأحول فقال:
ثقة. قلت: إن يحيى بن معين تكلم فيه فعجب، وقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال
ابن عمار: عاصم الأحول ثقة.
240

أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: عاصم الأحول عداده في
البصريين، وعاصم بن أبي النجود في الكوفيين، والأحول أثبت. ثم قال لي: ابن أبي
النجود في حفظه شئ.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي وأبو علي بن الصواف، وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: حدثني يحيى بن
سعيد.
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قالا: مات عاصم الأحول في إحدى - أو اثنتين -
وأربعين. زاد ابن المثنى ومائة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عاصم الأحول بن سليمان ويكنى أبا
عبد الرحمن مولى لبني تميم، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة، وكان يتولى الولايات
فكان بالكوفة على الحسبة في المكاييل والأوزان، وكان قاضيا بالمدائن لأبي جعفر،
ومات سنة إحدى - أو اثنتين - وأربعين ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عمرو بن علي قال: مات عاصم الأحول سنة اثنتين وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا
البخاري قال: عاصم بن سليمان الأحول مات سنة اثنتين - أو ثلاث - وأربعين ومائة،
في موته نظر.
6696 - عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب، مولى قريبة بنت محمد بن
أبي بكر الصديق يكنى أبا الحسين:
وهو واسطي نزل بغداد زمانا طويلا وحدث بها عن ابن أبي ذئب، وشعبة،
المسعودي، وعاصم بن محمد بن زيد، والليث بن سعد، وعبد العزيز الماجشون.
روى عنه أحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، وعمرو بن علي، والبخاري في
صحيحه، وحنبل بن إسحاق، والحسن بن محمد الزعفراني، والحسن بن علوية
241

القطان، ومحمد بن سويد الطحان، ومحمد بن يحيى المروزي، وإدريس بن
عبد الكريم المقرئ، وعمر بن حفص السدوسي، وأحمد بن علي الخزاز، وغيرهم.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
عبيد الله المنادي قال: وعاصم بن علي بن عاصم أبو الحسين الواسطي حدث بها -
يعني ببغداد - في مسجد الرصافة، فكان مجلسه يحرز بأكثر من مائة ألف إنسان، كان
يستملي عليه هارون الديك، وهارون مكحلة.
حدثنا أبو محمد الخلال قال: ذكر أبو القاسم منصور بن جعفر بن ملاعب أن
إسماعيل بن علي العاصمي حدثهم قال: حدثنا عمر بن حفص قال: وجه المعتصم
بمن يحرز مجلس عاصم بن علي بن عاصم - في رحبة النخل التي في جامع الرصافة -
قال: وكان عاصم بن علي يجلس على سطح المسقطات وينتشر النساء في الرحبة وما
يليها فيعظم الجمع جدا حتى سمعته يوما يقول: حدثنا الليث بن سعد، ويستعاد
فأعاد أربع عشرة مرة، والناس لا يسمعون. قال: وكان هارون المستملي يركب نخلة
معوجة ويستملي عليها، فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم فوجه بقطاعي الغنم
فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان - فيما أجاز لنا - أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا
محمد بن جرير الطبري، حدثنا أحمد بن خالد الخلدي، حدثنا أبو إسحاق قال:
سمعت عاصم بن علي يقول: رأيت عاصم بن أبي النجود في المنام، فجاءت امرأة
تسأله عن مسألة فقال لها عاصم: تسأليني وهذا عاصم بن علي قاعد، أما ليكونن له
نبأ. قال: فكنت أتوقعها أربعين سنة. وقال أحمد بن خالد: سمعت أحمد بن عيسى
قال: بكرت إلى مجلس عاصم فأصبتني فترة فضجعت ونمت، فأتاني آت في منامي،
فقال: إيت مجلس عاصم، فإنه غيظ لأهل الكفر.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا أبو عبد الله الكوفي الجعفي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم بن علي
ابن عاصم سيد المسلمين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا هيثم الدوري،
حدثنا محمد بن سويد الطحان قال: كنا عند عاصم بن علي، ومعنا أبو عبيد القاسم
ابن سلام وإبراهيم بن أبي الليث - وذكر جماعة - وأحمد بن حنبل يضرب ذلك اليوم
242

فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلمه، قال: فما يجيبه
أحد، قال: فقال إبراهيم بن أبي الليث. يا أبا الحسين أنا أقوم معك، فصاح يا غلام
خفى، فقال له إبراهيم: يا أبا الحسين أبلغ إلى بناتي فأوصيهن وأجدد بهن عهدا، قال
فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط، ثم جاء فقال عاصم: يا غلام خفى، فقال يا أبا
الحسين إني ذهبت إلى بناتي فبكين، قال وجاء كتاب بنتي عاصم من واسط: يا أبانا
إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه بالسوط على أن يقول القرآن
مخلوق، فاتق الله ولا تجبه إن سألك، فوالله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا
أنك قلت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا الحسين
ابن فهم قال: ثلاثة أثبات، كانت عند يحيى بن معين من أشر قوم: المحبر بن قحذم
وولده، وعلي بن عاصم وولده، وابن أبي أويس، كلهم كانوا عنده ضعافا جدا.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد بن عاصم بن علي فقال: قال
يحيى بن معين، كان عاصم ضعيفا.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قال: حدثنا معاوية بن
صالح عن يحيى بن معين قال: عاصم بن علي بن عاصم ليس بشئ.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال لي يحيى بن معين - ابتداء يوما ولم
أسأله عنه -: عاصم ليس بشئ - يعني عاصم بن علي -.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: سألت يحيى بن معين عن عاصم
ابن علي، فذمه واتهمه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح - من لفظه - حدثنا
عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن عاصم بن علي فقال: لقد عرض على حديثه
وهو أصح حديثا من أبيه.
243

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد قيل له: عاصم بن علي بن
عاصم؟ قال: حديثه مقارب، حديث أهل الصدق، ما أقل الخطأ فيه، ولكن أبوه كان
يتهم في الشيء، قام من الإسلام بموضع، أرجو أن يثيبه الله به الجنة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن
عاصم بن علي فقلت إن يحيى قال: كل عاصم في الدنيا ضعيف؟ قال: ما أعلم منه
إلا خيرا، كان حديثه صحيحا، حديث شعبة والمسعودي ما كان أصحهما.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث الواسطي،
حدثنا أسلم بن سهل قالوا: مات علي بن عاصم بن علي سنة إحدى وعشرين
ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال:
مات عاصم بن علي بواسط سنة إحدى وعشرين ومائتين في رجب لأيام بقين منه.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عاصم بن علي كان ثقة وتوفي بواسط
يوم الاثنين للنصف من رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين.
6697 - عاصم بن عمر بن علي بن مقدم، أبو بشر المقدمي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه عباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا عاصم بن عمر المقدمي، حدثنا أبي عن فطر
244

ابن خليفة عن أبي خليفة عن أبي خالد الوالبي قال: حدثنا جابر بن سمرة السوائي
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال هذا الأمر ظاهرا لا يضره من
ناوأه ".
وقال: حدثنا عاصم بن عمر المقدمي، حدثنا أبي عن فطر بن خليفة عن معبد [بن
خالد] الجدلي عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سألت يحيى بن معين عن عاصم بن عمر بن علي المقدمي الذي كان عندنا ببغداد.
فقال: ليس به بأس.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن المقدمي؟ فقال: صدوق، فقلت: أكثر
أحاديث أبيه عنه؟ فقال: اكتبها.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عاصم بن عمر المقدمي سنة إحدى وثلاثين ومائتين ببغداد، وقد كتبت عنه.
6698 - عاصم بن زمزم بن عاصم بن موسى، الحنفي البلخي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبد الصمد بن حسان، ومكي بن إبراهيم،
وعصام بن يوسف البلخيين، وصالح بن محمد الترمذي. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرني الأزهري، حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، حدثنا محمد بن
مخلد، حدثنا عاصم بن زمزم البلخي، حدثنا صالح بن محمد الترمذي، حدثنا عمر
ابن صهبان، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كل مسكر حرام، وكل حرام خمر، وما أسكر كثيرة فالقطرة منه حرام ".
* * *
245

ذكر من اسمه عمار
6699 - عمار بن محمد، أبو اليقظان الكوفي:
ابن أخت سفيان الثوري وهو أخو سيف بن محمد، سكن بغداد وحدث بها عن
عطاء بن السائب، والأعمش، وليث بن أبي سليم، ومحمد بن عمرو الليثي. روى
عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشير الدعاء، وعمرو بن محمد الناقد، وأبو حسان
الزيادي، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي ومحمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن
الفضل القطان، وعبد الله بن يحيى السكري، ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد
البزاز قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني عمار
ابن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مغيرة بن حكيم عن عبد الله بن عمرو قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بقى لأمتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس إذا صليت العصر، إن
حوضي ما بين أيلة إلى المدينة - أو ما بين المدينة إلى بيت المقدس - فيه عدد النجوم من
أقداح الذهب والفضة " وقال: " التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من رمضان:
التاسعة، والسابعة، والخامسة ".
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار،
246

حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سيف وعمار ابنا أخت سفيان الثوري ليسا
بالقويين في الحديث.
قلت: أما سيف فقد ذكره غير واحد بالضعف، وأما عمار فوثقوه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: قال لي عمرو بن محمد: حدثنا عمار أبو اليقظان وكان أوثق من
سيف. دفع إلى محمد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن
أحمد، فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري - قال أخبرنا عبد الله بن عثمان بن يحيى، أخبرنا مكرم،
حدثني يزيد بن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وعمار بن أخت سفيان
ليس به بأس، وأخوه سيف كذاب، وعمار أكبرهما.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سيف بن أخت
سفيان ليس بشئ، وهو سيف بن محمد أخو عمار، وعمار لم يكن به بأس.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا علي بن
حجر قال: كان عمار بن محمد ثبتا ثقة. وقال الأبار سمعت أبا معمر يقول: عمار
ابن محمد بن أخت سفيان ثقة.
وقال الأبار: سمعت عباد بن موسى يقول: بلغني عن سفيان الثوري قال: إن نجا
أحد من أهل بيتي فعمار.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عمار بن محمد أبو اليقظان وهو ابن
أخت سفيان الثوري وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب،
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت الحسن بن عرفة وذكر عمار بن
محمد فقال: كان لا يضحك، وكنا لا نشك أنه من الأبدال.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
مات عمار بن محمد - أبو اليقظان - سنة اثنتين وثمانين ومائة في رجب. ذكر
الواقدي وغيره أنه مات في المحرم.
247

أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عمار بن محمد ابن أخت سفيان
الثوري توفي في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان ثقة.
6700 - عمار بن عبد الملك، أبو اليقظان المروزي:
أنبأنا محمد بن الفرج بن علي البزاز، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن
علي السختياني، أخبرنا أبو عصمة محمد بن أحمد بن عباد - بمرو - وأخبرنا أبو
رجاء محمد بن حمدويه الهورقاني قال: عمار بن عبد الملك أبو اليقظان مولى بني
رباح بن يربوع، سمع من شعبة وابن لهيعة، مات ببغداد سنة خمس ومائتين. كتب
علما كثيرا وكان سيئ الحفظ مغفلا، له صلاح وعبادة.
قلت: وروى أبو رجاء عن محمد بن مسعدة عنه عن كثير بن سليم عن أنس بن
مالك حديثا مسندا.
6701 - عمار بن عطية، الكوفي الوراق. قدم بغداد:
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الكاتب، أنبأنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو
زكريا: عمار بن عطية شيخ وراق كوفي صاحب شعر. كان ههنا، قد رأيته كان
كذابا.
6702 - عمار بن عبد الجبار، أبو الحسن المروزي:
مولى ولد سعد بن أبي وقاص. سمع ابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وشيبان
ابن عبد الرحمن، والهيثم بن جماز، والسري بن يحيى، ومبارك بن فضالة، وفرج بن
فضالة، وغيرهم. روى عنه عباس الدوري، ومحمد بن خلف الحدادي، وإبراهيم بن
دنوقاء، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وأحمد بن زياد السمسار. وكان قد نزل
بغداد مدة وحدث بها ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى آخر عمره.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا
248

محمد بن خلف المقرئ، حدثنا عمار بن عبد الجبار، حدثنا شيبان عن منصور عن
ربعي بن حراش عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال:
" باسمك اللهم أحيا وأموت " وإذا استيقظ من منامه قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعد
ما أماتنا ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد نعيم الضبي قال: سمعت أبا
أحمد علي بن محمد المروزي يقول: سمعت محمد بن موسى الباشاني يقول: رأيت
عمار بن عبد الجبار بمكة سنة عشر ومائتين، وتوفي وأنا بها سنة إحدى عشرة
ومائتين، وكان معلما ببغداد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: عمار بن عبد الجبار مولى بني سعد مات بعد التشريق بيوم، سنة إحدى
عشرة ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عمار بن عبد الجبار مات
سنة اثنتي عشرة ومائتين.
6703 - عمار بن نصر، أبو ياسر المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن
الجراح، ومحمد بن شعيب بن شابور وبقية بن الوليد. روى عنه علي بن سهل بن
المغيرة، وأبو حاتم الرازي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن الحسين الأنماطي،
وصالح بن محمد جزرة، وأبو القاسم البغوي.
وقال أبو حاتم: كتبت عنه ببغداد وهو صدوق.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، حدثنا علي بن سهل، حدثنا عمار بن نصر، حدثنا محمد بن شعيب بن
249

شابور قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن صفوان بن سليم أخبره أن عطاء بن يسار
أخبره عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحسنوا فإن
غلبتم فكتاب الله وقدره، لا تدخلوا اللو فإن من أدخل اللو عليه دخل عليه عمل
الشيطان ".
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن أبي ياسر
عمار المستملي فقال: ليس بثقة. ثم قال: هو صديق لي.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي قال: قال لي موسى بن هارون: عمار أبو ياسر متروك الحديث.
قلت: وفي البصريين عمار أبو ياسر المستملي واسم أبيه هارون سمع منه أبو حاتم
الرازي ولم يرو عنه. وقال هو متروك الحديث. ولعل ما حكاه ابن الجنيد عن يحيى
ابن معين، وما قاله موسى بن هارون إنما هو فيه لا في البغدادي، والله أعلم.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد أبو أحمد الحبيبي قال: وسألته - يعني صالح بن محمد جزرة الحافظ - عن
أبي ياسر عمار بن نصر فقال: كتبت عنه لا بأس به عندي، وكان يحيى بن معين
سيئ الرأي فيه.
قلت: وقد روى عنه يحيى بن معين توثيقه.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا عبد الرحمن بن سهل بن حليمة قال: سمعت يحيى بن معين - غير مرة -
يقول: عمار بن نصر ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عمار بن نصر أبو ياسر ببغداد في رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين.
6704 - عمار بن محمد بن مخلد بن جبير بن عبد الله، أبو ذر التميمي:
سكن بخارى وحدث بها عن يحيى بن محمد بن صاعد، وأبي حامد محمد بن
هارون الحضرمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وإبراهيم بن حماد بن إسحاق،
وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي،
250

ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومحمد بن مخلد العطار، ومحمد بن
يوسف بن بشر الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وغيرهم. روى عنه أبو
عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري، والحاكم أبو عبد الله بن البيع النيسابوري،
وجماعة من أهل خراسان وما وراء النهر.
وقال الغنجار: هو عمار بن محمد بن مخلد بن جبير بن عبد الله بن إسماعيل بن
سعد بن ربيعة بن كعب بن مرة بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد
ابن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن عمرو بن تميم بن مرة بن أد بن
طابخة بن إلياس بن مضر.
أخبرنا أبو سهل عبد الواحد بن محمد اللحياني الخشاب - بنيسابور - أخبرنا أبو
ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي - بمكة - حدثنا أبي، حدثنا حاتم بن الليث
قال: حدثتني حكامة بنت عثمان بن دينار قالت: حدثني أبي عن أخيه مالك بن دينار
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى
للغرباء ".
كذا حدثنا عنه اللحياني بهذا الحديث وبحديث آخر عن الحسن بن أحمد بن
المبارك الطوسي. ولم يذكر الغنجار ولا ابن البيع: أن أبا ذر هذا يروي عن أبيه،
فأخشى أن يكون روى الحديث لشيخنا عن محمد بن مخلد بن حفص الدوري
[الذي] روى عن حاتم بن الليث، فظن شيخنا أن الدوري والده، والله أعلم.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ عن الحاكم أبي عبيد الله محمد بن عبد الله الحافظ
قال: عمار بن محمد بن مخلد أبو ذر التميمي البغدادي ذكر أنه مات ببخارى في
سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
ابن محمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: توفي أبو ذر عمار بن محمد بن
مخلد التميمي البغدادي ببخارى يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة سبع وثمانين
وثلاثمائة، وهذا أصح من الأول، والله أعلم.
* * *
251

ذكر من اسمه عكرمة
6705 - عكرمة بن عمار، أبو عمار العجلي اليمامي:
وأصله من البصرة حدث عن الهرماس بن زياد، وسالم بن عبد الله بن عمر،
والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وإياس بن سلمة
ابن الأكوع، وأبي زميل سماك بن الوليد، وأبي عمار شداد بن عبد الله، وأبي
كثير السحيمي، وطيسلة بن علي، ويحيى بن أبي كثير. روى عنه الثوري، وشعبة،
ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي، ووكيع، ومعاذ بن معاذ، والنضر بن محمد
الجرشي، وأبو الوليد الطيالسي، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، ومحمد بن مصعب
القرقساني، وأبو حذيفة النهدي، وشاذ بن فياض، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. قدم
عكرمة بغداد وحدث بها، ومات بعد قدومه بيسير.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا رجل من أهل اليمامة - وسألته عن عكرمة - فقال:
هو عكرمة بن عمار بن عقبة بن حبيب بن شهاب بن دياب بن الحارث بن حماصنة
ابن الأسعد بن حذيفة بن سعد بن عجل.
252

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله بن المديني قال: قال يحيى بن سعيد:
سمعت عكرمة بن عمار يملي حديث سلمة بن الأكوع الطويل في رحب على الفضل
ابن الربيع، فلم يكن معي شئ أكتبه فيه فحملته عن بشر بن السري، كتبه لي ثم
أملاه على وعلى محمد ابني.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي أحمد قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: حضرت سفيان بمكة يكتب عن
عكرمة بن عمار وهو جاث على ركبتيه، وجعل يوقفه سمعت فلانا سمعت فلانا؟
قال فقلت له: يا أبا عبد الله، أكتب لك؟ قال: لا ليس يكتب سماعي غيري. قال أبو
مسلم قال أبي: عكرمة بن عمار عجلي من أهل اليمامة ثقة، يروي عنه النضر بن
محمد ألف حديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد العلاف قالا: أخبرنا محمد بن عبد
الله الشافعي، حدثنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي قال: قال لي سفيان - وهو مختف عندي -: ادع لي عكرمة بن
عمار، فأتيته به فقال كيف حديث أبي زميل؟ فقال: حدثنا أبو زميل عن مالك بن
مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال: كنت أسأل الناس عن ليلة القدر، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحديث في ليلة القدر، فلما كان بالعشي أتاه ناس من أصحاب الحديث فقال:
حدثنا شيخ من أهل اليمامة قال: حدثنا أبو زميل حتى فرغ منه، ثم التفت إلى فقال:
كيف رأيت، حفظته؟ قلت: نعم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: قال أبي: عكرمة بن عمار مضطرب عن غير إياس بن سلمة،
وكان حديثه عن إياس بن سلمة صالحا.
أخبرني علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن،
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل - إجازة - قال: قال أبي: وعكرمة بن عمار
مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير.
253

كتبت إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
قال: أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أحمد بن حنبل يضعف
رواية أيوب بن عتبة، وعكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير. وقال: عكرمة أوفق
الرجلين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
الفضل - هو ابن زياد - قال: سألت أبا عبد الله قلت: هل كان باليمامة أحد يقوم
على عكرمة بن عمار اليمامي مثل أيوب بن عتبة، وملازم بن عمرو، وهؤلاء؟ فقال:
عكرمة فوق هؤلاء - أو نحو هذا - ثم قال: روى عنه شعبة أحاديث.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الهروي، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال: عكرمة بن عمار كان
يتفرد بأحاديث طوال، ولم يشركه فيها أحد. قال: وقدم عكرمة بالبصرة فاجتمع إليه
الناس فقال: ألا أراني فقيها وأنا لا أشعر.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازي البخاري
قال: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف الحافظ يقول: عكرمة بن عمار ثقة، روى
عنه سفيان الثوري وذكره بالفضل وكان كثير الغلط ينفرد عن إياس - يعني ابن سلمة
ابن الأكوع - بأشياء لا يشاركه فيها أحد.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن
محمد عن عكرمة بن عمار فقال: صدوق إلا أن في حديثه شيئا، روى عنه الناس.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن أصحاب يحيى بن أبي كثير - أعني
من أعلاهم في يحيى - فقال: هشام الدستوائي، والأوزاعي. قلت: ومعمر؟ قال: لا،
قلت: عكرمة بن عمار؟ قال عكرمة مضطرب الحديث، قال يحيى: أعلمهم به ملازم
ابن عمرو.
وقال في موضع آخر: سألت أبا داود عن عكرمة بن عمار فقال: ثقة، في حديثه
عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، كان أحمد بن حنبل يقدم عليه ملازم بن عمرو.
254

أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عكرمة بن عمار هو صدوق، روى
عنه شعبة، والثوري، ويحيى بن سعيد القطان. ووثقه يحيى بن معين، وأحمد بن
حنبل. إلا أن يحيى القطان ضعفه في أحاديث عن يحيى بن أبي كثير، وقدم ملازما
على عكرمة بن عمار.
أخبرنا الأزهري وعلي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال:
سمعت أبي يقول: أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ليست بذاك،
مناكير، كان يحيى بن سعيد يضعفها.
وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي يقول كان يحيى يضعف رواية أهل
اليمامة مثل عكرمة بن عمار وضربه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - هو ابن المديني وسئل عن عكرمة بن
عمار - فقال: كان عند أصحابنا ثقة ثبتا.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أبي، حدثنا علي الطنافسي، حدثنا وكيع عن عكرمة بن
عمار، وكان ثقة.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: عكرمة بن عمار ثبت.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسن بن
إدريس قال: قال ابن عمار: عكرمة بن عمار ثقة عندهم، وروى عنه ابن المهدي، ما
سمعت فيه إلا خيرا.
وقال ابن عمار في موضع آخر: عكرمة بن عمار شيخ اليمامة، وهو أثبت من
الملازم بن عمرو.
255

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن يزيد الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
عكرمة بن عمار صدوقا، في حديثه نكره. روى عنه شعبة، وسفيان، ويحيى،
وعبد الرحمن.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: عكرمة بن عمار يمامي
ثقة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
موسى البابسيري - بواسط - أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي،
حدثنا أبي قال: ومات عكرمة بن عمار زمن المهدي ببغداد.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل - ومات عكرمة بن عمار ههنا بعد ما قدم بيسير، حدث ثم مات.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، حدثنا أبو عبيد الله معاوية
ابن صالح عن يحيى بن معين قال: عكرمة بن عمار ثقة.
قال أبو عبيد الله: توفي في إمارة المهدي، ذكره لي عاصم بن علي وقد حج.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري قال: عكرمة بن عمار أبو عمار العجلي اليمامي مضطرب في حديث
يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب، مات ببغداد زمن المهدي.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن
الحسين، أخبرنا محمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات عكرمة في
رجب سنة تسع وخمسين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: عكرمة بن عمار مات سنة تسع
وخمسين - أو ستين - ومائة.
256

6706 - عكرمة بن إبراهيم، أبو عبد الله الأزدي القاضي:
كوفي سكن البصرة وقدم بغداد وحدث بها عن عبد الملك بن عمير، وهشام بن
عروة، وإدريس بن يزيد الأزدي. روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، وداود بن
شبيب البصريان وأبو الحسن المدائني، وأبو جعفر النفيلي، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
معاذ بن المثنى، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا عكرمة بن إبراهيم عن عبد الملك بن
عمير قال: حدثني موسى بن طلحة بن عبيد الله قال: ما رأيت أحدا أخطب ولا
أغرب من عائشة، لقد رأيتها يوم الجمل وثار الناس إليها فقالوا: يا أم المؤمنين أخبرينا
عن عثمان وقتله، فاستجلست الناس فحمدت الله وأثنت عليه ثم قالت: أيها الناس إنا
نقمنا على عثمان خصالا ثلاثا، إمرة الفتى، وضربة السوط، وموقع الغمامة المحماة،
حتى إذا أعتبنا منهن مصتموه موص الثوب بالصابون عدوتم إليه الحرم الثلاث، حرمة
الشهر الحرام، والبلد الحرام، وحرمة الخلافة. والله لعثمان كان أتقاهم - أو أتقاكم -
للرب، وأوصلهم للرحم، وأحصنهم فرجا. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
قرأت في كتاب إبراهيم بن محمد الطبري تيزون الذي سمعه من عبد الله بن
جعفر بن درستويه عن أبي سعيد السكري - قال: قال أبو عدنان - يعني عبد الرحمن
ابن عبد الأعلى - حدثني علي بن الجعد، أخبرني عكرمة بن إبراهيم الأزدي بحديث
ذكره.
قال علي بن الجعد: كان عكرمة بن إبراهيم من أهل البصرة، وسمعت منه ببغداد
أيام المهدي. قال وقد كان ولى قضاء طبرستان أيام روح بن حاتم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا
البخاري قال: عكرمة بن إبراهيم الأزدي موصلي. قال النفيلي: كان على قضاء الري
يقال أبو عبد الله.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين -.
257

وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا يوسف بن
القاسم الميانجي، حدثنا أبو يعلى الموصلي قال وسألته - يعني يحيى بن معين - عن
عكرمة بن إبراهيم الأزدي فقال: ليس بشئ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وعكرمة بن إبراهيم رجل من أهل
الكوفة قدم البصرة فكتب عنه أهل البصرة، ضعيف منكر الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
وعكرمة بن إبراهيم كان قاضيا منكر الحديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال: سألت أبا داود عن عكرمة بن إبراهيم الأزدي فقال: ليس
بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عكرمة بن إبراهيم ضعيف.
6707 - عكرمة بن طارق، السرجسي:
ولى قضاء الشرقية ببغداد، وكان من أصحاب أبي يوسف القاضي، وحدث عن
أبي يوسف. روى عنه مزاحم بن سعيد المروزي.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي،
حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي، حدثنا أحمد بن سيار قال:
وعكرمة بن طارق كان صاحب حديث وعلم، وكان على قضاء الشرقية ببغداد أيام
المأمون.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: عزل عكرمة بن
طارق سنة أربع عشرة ومائتين، واستقضى أبو حيان إسماعيل بن حماد بن أبي
حنيفة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
258

إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: سنة ثمان ومائتين
فيها استعفى محمد بن سماعة القاضي من القضاء فأعفى، وأقره المأمون في صحابته،
وولى مكانة القضاء بمدينة السلام إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وولى مكان
إسماعيل بن حماد القضاء بالشرقية والكرخ عكرمة بن طارق، وكسى خلعتين،
وعزل عكرمة بن طارق عن قضاء الشرقية يوم الاثنين لغرة شهر ربيع الآخر سنة أربع
عشرة ومائتين.
* * *
ذكر من اسمه عقبة
6708 - عقبة بن أبي الصهباء، أبو خريم، مولى باهلة البصري:
سمع سالم بن عبد الله وبكر بن عبد الله المزني، والحسن البصري ومحمد بن
سيرين، وأبا طالب حزور. روى عنه يزيد بن هارون، وأبو الوليد الطيالسي، وسعيد
ابن سليمان الواسطي. وكان قد انتقل عن البصرة فنزل المدائن وقدم بغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أحمد بن
يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان عن أبي خريم قال: سمعت سالم بن عبد الله
ابن عمر - عشية النفر - [يقول] إني لأظنكم عراقيين، وكانوا يسألونه عن أشياء
فقال: ما رأيت قوما أترك لكتاب الله من أهل العراق، ولا أشد مسألة عن سنة
وفرض، ولا أترك لذلك منهم. حدثني عبد الله بن عمر - يعني أباه - قال: كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال: " يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إليكم؟ " قالوا: بلى إنك رسول الله. قال: " ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه: من
أطاعني فقد أطاع الله؟ " قالوا: بلى نشهد أن من أطاعك فقد أطاع الله، وأن من طاعته
طاعتك. قال: " فإن من طاعته أن تطيعوني، وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم وإن
صلوا قعودا فصلوا قعودا ".
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
259

الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل - إجازة - قال سمعته - يعني أباه - يقول:
عقبة بن أبي الصهباء يكنى أبا خريم صالح الحديث.
حدثت عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا الحسن بن يوسف، أخبرنا
أبو بكر الخلال، أخبرني موسى بن حمدون، حدثنا حنبل قال: سألت أبا عبد الله عن
عقبة بن أبي الصهباء فقال: صالح. وقال: كان قدم بغداد وسمع من سالم بن
عبد الله وهو بصري.
أخبرني السكري، أخبرنا الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن
الغلابي قال: قال أبو زكريا: عقبة بن أبي الصهباء يكنى أبا خريم مولى باهلة، كان
ينزل المدائن.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الدمشقي، أخبرنا القاضي أبو بكر
يوسف بن القاسم الميانجي، أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال: وسألته - يعني يحيى بن
معين - وأخبرنا البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني قال: سمعت أبا يعلى
الموصلي يقول سمعت يحيى بن معين - وسئل عن عقبة بن أبي الصهباء - فقال: ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي
الآجري قال: سألت أبا داود عن عقبة بن أبي الصهباء فقال: ثقة.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال قال: قال الدارقطني: عقبة بن أبي الصهباء ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: أبو خريم بصري ثقة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: سنة سبع وستين - يعني ومائة - فيها مات
عقبة بن أبي الصهباء.
6709 - عقبة بن سنان، الكاتب:
روى عنه حجاج بن محمد الأعور كلام أكثم بن صيفي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة
الإسفراييني، حدثنا سعدان بن يزيد، حدثنا سنيد، حدثنا حجاج، عن عقبة بن سنان.
قال قال أكثم بن صيفي: ليس للمختال في حسن الثناء نصيب.
260

قرأت علي الجوهري، عن محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الجنيد. قال قلت ليحيى بن معين: حجاج بن
محمد عن عقبة بن سنان، من عقبة هذا؟ قال: هذا عقبة بن سنان كان كاتبا ببغداد،
وقال حجاج أعطاني عقبة كتابا أخذه من ابن شبث عن عمرو بن عبد العزيز طويل،
ثم قال يحيى: إيش عندك؟ قلت: حجاج عن عقبة بن سنان حديث طويل الكلام أكثم
ابن صيفي. قال: من حدثكم؟ قلت: حدثنا به سنيد.
6710 - عقبة بن مكرم، أبو عبد الملك العمي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، وسلم
ابن قتيبة، وعون بن عمارة، ويعقوب الحضرمي، وأبي بكر الحنفي، وغيرهم. روى
عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه، وعبيد العجل، وأحمد بن علي الخراز، وعبد الله
ابن أحمد بن حنبل، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن
صاعد.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عقبة بن مكرم العمي - ببغداد - حدثنا عبد الله بن
حرب الليثي، حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى. قال ابن صاعد: ثم خرجنا إلى البصرة
سنة خمس ومائتين فحدثناه أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد، حدثنا أبو عبيدة
معمر بن المثنى قال: حدثني رؤبة بن العجاج، حدثني أبي قال: سألت أبا هريرة
ما يقول في الحداء:
- طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما -
- قامت تريك رهبة أن تصرما * ساقا بخنداة وكعبا أدرما -
فقال أبو هريرة: كان يحدي بنحو هذا - أو بمثل هذا - مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعيبه.
261

أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن
يزداد الفقيه - فيما أجاز لنا - أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرنا الحسن بن عبد الوهاب
قال حدثنا الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله قال له ابنه عبد الله: قد قدم رجل
من البصرة عنده كتب غندر - يعني عقبة بن مكرم - فقال أبو عبد الله: ما أعلم أحدا
كتب الكتب غيرنا، كنا أخذنا من علي كتبه، وإنما كان انتخاب فأخذنا كتب الشيخ
فكنا ننسخها. وقال الخلال: سمعت عبد الله بن أحمد. قال قال أبي: لم يسمع هذا
الكتاب - يعني حديث شعبة - من غندر إلا أنا، ويحيى، وخلف، وهيثم الزمراتي
وصدقة المروزي قال: وكنا نزولا في دار إنسان يقال له الرزي، فقال لنا اذهبوا بابني
معكم فلا أدري سمع الكتاب كله أو بعضه.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني، أخبرنا الحسين بن محمد الشافعي -
بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال وسمعته - يعني أبا داود -
يقول: عقبة بن مكرم العمي ثقة ثقة من ثقات الناس، فوق بندار في الثقة عندي.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن محمد البغوي.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع. قال: مات عقبة بن مكرم
البصري سنة ثلاث وأربعين - يعني ومائتين - زاد بن قانع: بالبصرة.
* * *
ذكر من اسمه عمران
6711 - عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب بن حزن، القرشي المديني:
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي،
262

حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب - ببغداد - أخبرني أبي محمد بن سعيد
عن أبيه سعيد بن المسيب حديثا ذكره. كذا قال أحمد بن زهير ولم يسق الحديث.
6712 - عمران بن سوار بن لاحق، اللاحقي:
ذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سكن بنيسابور وحدث عن إسماعيل بن
عياش، وشريك بن عبد الله، وهشيم، ومروان بن معاوية. وحديثه عند الخراسانيين.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد
الإسماعيلي، أخبرني أبو عمر محمد بن العباس بن الفضل بن محمد بن إبراهيم بن
أزهر التميمي الخزاز - بجرجان - حدثنا عمران بن سوار البغدادي، حدثنا عثمان بن
عبد الرحمن، حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة ".
6713 - عمران بن موسى بن فضالة، أبو الفتح - ويقال: أبو القاسم -
البغدادي:
حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي، وإسحاق بن وهب الجمجمي، ومحمد
ابن عزيز الأيلي، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن المصفي الحمصي، وأحمد بن
عبد الرحيم البرتي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبو محمد بن السقا
الواسطي، وذكر أنهما سمعا منه بالموصل. وكان عمران ناسكا تاركا للدنيا، وكان
ثقة، وسكن الموصل فنسب إليها، وبلغني أنه مات بها في سنة سبع وثلاثمائة.
6714 - عمران بن موسى بن يعقوب، أبو موسى الفرغاني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبد الصمد بن الفضل البلخي. روى عنه علي
ابن عمر السكري.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو موسى عمران بن
موسى بن يعقوب - قدم علينا من خراسان حاجا - حدثنا عبد الصمد بن الفضل
البلخي، حدثنا النضر بن سلمة المكي، حدثنا عبد الله بن نافع المدني عن عبد الله بن
العلاء الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب،
263

قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والمؤذن يؤذن، فعدل إلى النساء فقال لهن:
" قلن مثل ما يقول، فإن لكن بكل حرف ألفي حسنة " قال: قلت: يا رسول الله هذا
للنساء، فما للرجال؟ قال " لهم الضعف يا ابن الخطاب ".
ذكر من اسمه عفان
6715 - عفان بن مسلم، أبو عثمان الصفار البصري:
مولى عزرة بن ثابت الأنصاري سكن بغداد وحدث بها عن شعبة، والحمادين،
وسليمان بن المغيرة، وهمام بن يحيى، والأسود بن شيبان، وغيرهم. روى عنه أحمد
ابن حنبل، وعبيد الله القواريري، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وخلف بن سالم،
والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وقتيبة بن
سعيد، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبيد الله بن نمير، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي
شيبة، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه،
وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، والحسن بن
264

سالم السواق، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وإبراهيم بن إسحاق، وإسحاق بن
الحسن الحربيان وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
وقال أبو حاتم: هو ثقة إمام.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سمعت عفان - يوم الخميس لثمان
عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين - يقول: أنا في ست وسبعين
سنة، كأنه ولد في سنة أربع وثلاثين ومائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد
ابن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني
أبي قال: عفان بن مسلم الصفار يكنى أبا عثمان، بصري ثقة ثبت صاحب سنة.
وكان على مسائل معاذ بن معاذ، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن
تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل، قالوا: قف عنه فلا تقل فيه شيئا فأبى،
وقال: لا أبطل حقا من الحقوق، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل،
فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع، وقد تلطخت بالناطف، فقال له: أي شئ ذا؟ قال له:
إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع، فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب - قراءة - أخبرنا إبراهيم بن محمد بن
يحيى المزكي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا عبد الله بن جعفر بن
خاقان المروزي قال: سمعت أبا حفص عمرو بن علي قال: جاءني عفان في نصف
النهار فقال لي: عندك شئ نأكله؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا، ولا شيئا
يشتري به، فقلت: إن عندي سويق شعير، فقال لي: أخرجه، فأخرجت له من ذلك
السويق فأكل أكلا جيدا، فقال: ألا أخبرك بأعجوبة؟ شهد فلان وفلان عند القاضي
- والقاضي يومئذ معاذ بن معاذ العنبري - بأربعة آلاف دينار على رجل، فأمرني أن
أسأل عنهما، فجاءني صاحب الدنانير فقال لي: لك من هذا المال الذي لي على هذا
الرجل نصفه - وهو ألفا دينار - وتعدل شاهدي، فقلت: استجيب لك - وشهوده عندنا
غير مستورين - قال: وكان عفان على مسألة معاذ بن معاذ. قال: وقيل لمعاذ: ما
تصنع بعفان وهو رجل مغفل لا يحسن قبيله من دبيره؟ فسكت. فوجهه يوما في مسألة
فذهب يسأل عنهم وجعل كتاب المسألة في كمه، فمر بأصحاب القبيط فاشتهى من
265

ذلك القبيط، فاشترى منه وجعله في كمه فوق كتاب المسألة ولم يشعر، فجاء إلى
معاذ بن معاذ فأخرج كتاب المسألة ليدفعه إلى معاذ وذلك القبيط قد اختلط بذلك
الكتاب، قال: فضحك وقال من يلومني على عفان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق. قال: حضرت أبا عبد الله أحمد ويحيى بن معين عند عفان بعد ما دعاه
إسحاق بن إبراهيم للمحنة - وكان أول من امتحن من الناس عفان - فسأله يحيى بن
معين من الغد بعد ما امتحن - وأبو عبد الله حاضر ونحن معه - فقال له يحيى: يا أبا
عثمان أخبرنا بما قال لك إسحاق بن إبراهيم وما رددت عليه. فقال عفان ليحيى: يا
أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك - يعني بذلك أني لم أجب - فقال له:
فكيف كان؟ قال: دعاني إسحاق بن إبراهيم، فلما دخلت عليه قرأ على الكتاب
الذي كتب به المأمون، من أرض الجزيرة من الرقة، فإذا فيه امتحن عفان وادعه إلى أن
يقول القرآن كذا وكذا، فان قال ذلك فأقره على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به
إليك فاقطع عنه الذي يجري عليه - وكان المأمون يجري على عفان خمسمائة درهم
كل شهر - قال عفان: فلما قرأ الكتاب قال لي إسحاق بن إبراهيم ما تقول؟ قال
عفان: فقرأت عليه: * (قل هو الله أحد الله الصمد) * [الإخلاص 1، 2] حتى ختمتها.
فقلت مخلوق هذا؟ فقال لي إسحاق بن إبراهيم: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول إنك
إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجرى عليك، وإن قطع عنك أمير
المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا. فقلت له: يقول الله تعالى: * (وفي السماء رزقكم
وما توعدون) * [الذاريات 22] قال: فسكت عني إسحاق وانصرفت، فسر بذلك أبو
عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان - حدثنا أبو
الفضل صالح بن أحمد التميمي الحافظ قال سمعت القاسم بن أبي صالح يقول
سمعت إبراهيم - يعني ابن الحسين بن ديزيل - يقول: لما دعى عفان للمحنة كنت
آخذا بلجام حماره. فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب، فقيل له يحبس
عطاؤك - قال وكان يعطي في كل شهر ألف درهم - فقال: * (وفي السماء رزقكم
وما توعدون) * * [الذاريات 22] قال: فلما رجع إلى داره عذلوه نساؤه ومن في داره
- قال: وكان في داره نحو أربعين إنسانا - قال فدق عليه داق الباب، فدخل عليه رجل
266

شبهته بسمان - أو زيات - ومعه كيس فيه ألف درهم. فقال: يا أبا عثمان ثبتك الله
كما ثبت الدين، وهذا في كل شهر.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي - بنيسابور - أخبرنا أبو
محمد حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب. قال قال عفان:
اختلفت أنا وفلان إلى حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا، وسألناه الاملاء، فلما أعياه
دعا بنا إلى منزله. قال: ويحكم تسألون على الناس، قلنا: ألا نكتب الإملاء؟ فأملى
علينا بعد ذلك.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا ابن حبان قال وجدت في كتاب أبي - بخط يده - سألت أبا زكريا - يعني يحيى
ابن معين - قلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفان في حديث عن حماد بن سلمة فالقول
قول من هو؟ قال: القول قول عفان، قلت: فإن اختلفوا في حديث عن شعبة؟ قال:
القول قول عفان، وقلت: وفي كل شئ؟ قال: نعم عفان أثبت منه وأكيس، وأبو
الوليد ثقة ثبت. قلت: فأبو نعيم الأحول فيما حدث به، وعفان فيما حدث به، من
أثبت؟ قال: عفان أثبت.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: وذكر له - يعني يحيى بن معين - عفان وثبته، فقال:
قد أخذت عليه خطأ في غير حديث.
أخبرنا البرقاني قال سمعت أبا حامد أحمد بن الحسين الحاكم يقول سمعت عمر
ابن أحمد الجوهري يقول سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول: اجتمع علي بن
المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وعفان بن مسلم فقال عفان: ثلاثة
يضعفون في ثلاثة، علي بن المديني في حماد بن زيد وأحمد بن حنبل في إبراهيم بن
سعد، وأبو بكر بن أبي شيبة في شريك. قال علي بن المديني: ورابع معهم. قال: من
ذاك؟ قال عفان في شعبة. قال عمر بن أحمد: وكل هؤلاء أقوياء ليس فيهم ضعيف،
ولكن قال هذا على وجه المزاح.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل وأبو علي بن شاذان. قالا: أخبرنا محمد بن أحمد
ابن الحسن الصواف، حدثنا إسحاق بن الحسن قال سمعت أحمد بن حنبل يقول:
267

ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان - يعني أنبأنا،
وأخبرنا، وسمعت، وحدثنا - شعبة - وقال ابن شاذان: يعني شعبة.
أخبرني علي بن الحسن الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر بن محمد
ابن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله عن عفان
فقال: عفان، وحبان، وبهز، هؤلاء المتثبتون. قال قال عفان: كنت أوقف شعبة على
الأخبار، قلت له: فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم؟ قال: إلى قول عفان،
هو في نفسي أكبر وبهز أيضا، إلا أن عفان أضبط للأسامي، ثم حبان.
أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي محمد بن ماسي حدثكم أحمد بن أبي عوف،
حدثنا حسن بن علي الحلواني قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان عفان وبهز
وحبان يختلفون إلي، فكان عفان أضبط القوم للحديث، وأمكرهم، عملت عليهم
مرة في شئ، فما فطن لي أحد منهم إلا عفان.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال سمعت أبا داود يقول: عفان أثبت من حبان - كان عفان وحبان
وبهز يطلبون.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المصري، أخبرنا أبو
سعيد أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا حسان بن الحسن المجاشعي قال سمعت عليا
- يعني بن المديني - يقول قال عفان: ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضته عليه، غير
شعبة، فإنه لم يمكني أن أعرض عليه وذكر عنده عفان فقال: كيف أذكر رجلا يشك
في حرف فيضرب على خمسة أسطر. وسمعت عليا يقول قال عبد الرحمن: أتينا أبا
عوانة فقال من على الباب؟ فقلنا عفان وبهز وحبان، فقال: هؤلاء بلاء من البلاء، قد
سمعوا يريدون أن يعرضوا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان. قال قال
أبو طالب: سمعت أبا عبد الله قال: كان عفان يسمع بالغداة، ويعرض بالعشي.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي إسحاق المزكى - وأنا أسمع - حدثكم السراج،
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال قلت لأحمد بن حنبل: من تابع عفانا على
حديث كذا وكذا؟ قال: وعفان يحتاج أن يتابعه أحد - أو كما قال -
268

أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الفقيه - فيما
أجاز لنا - أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني الحسن بن عبد الوهاب، حدثنا الفضل بن
زياد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: من يفلت من التصحيف!! كان يحيى بن سعيد
يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذاك لا، وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفان
وبهز وحبان.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سئل يحيى بن معين عن عفان وبهز أيهما كان أوثق؟ فقال كلاهما
ثقتان، فقيل له: إن ابن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين، فقال: كانا جميعا ثقتين
صدوقين.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة قال حدثني جدي قال سمعت يحيى بن معين يقول: أصحاب
الحديث خمسة، مالك، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعفان.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان عفان أثبت من
زيد بن الحباب فيما رويا، وكان عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة.
كتبت إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - وحدثنيه محمد بن أحمد بن أبي
الصقر الخطيب بالأنبار عنه - قال: أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو العباس
النسائي.
وأخبرنا البرقاني قال قرئ على عمر بن نوح البجلي - وأنا أسمع - حدثكم محمد
ابن أحمد البوراني، حدثنا محمد بن العباس النسائي قال: سألت يحيى بن معين
قلت: من أثبت، عبد الرحمن بن مهدي أو عفان؟ قال: كان عبد الرحمن أحفظ
لحديثه وحديث الناس، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب، وكان عفان أسن منه
بسنتين، وقال خيثمة بسنين.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، أخبرنا حاجب بن أحمد
الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب. قال قال عفان: اختلف يحيى بن سعيد وعبد
الرحمن بن مهدي في حديث، فبعثوا إلي فقال عبد الرحمن أقول شيئا وتسأل عفان!!
269

فقال يحيى: ما أحد أكره إلي أن يخالفني من عفان، قال وخالفتهما، فنظر يحيى في
كتابه فوجد الأمر على ما قلت.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن علي بن الهيثم المقرئ، حدثنا يزيد
الباد، أخبرنا عبيد الله بن عمر. قال قال لي يحيى بن سعيد: ما أحد يخالفني في
الحديث أشد علي من عفان.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي. قال: رأيت يحيى يوما حدث بحديث عبد الله بن بكر بن عبد الله عن الحسن في
مسجد الجامع في الوصية، فقال له عفان: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت
يحيى فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألت الله ألا يكون عندي على خلاف ما قال
عفان.
أنبأنا ابن الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في
كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا: كان يحيى بن سعيد إذا تابعه عفان على شئ
ثبت عليه وإن كان خطأ، وإذا خالفه عفان في حديث عن حماد رجع عنه يحيى لا
يحدث به أصلا.
قرأت في سماع شيخنا غالب بن علي الرازي من أحمد بن محمد بن عمر
الأصبهاني قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد المنادي، حدثنا إبراهيم بن نصر
الكندي قال: سمعت حسنا الزعفراني يقول: رأيت يحيى بن معين يعرض على عفان
ما سمعه من يحيى بن سعيد القطان. وقال إبراهيم سمعت الحسن بن عبد الرحمن
المقرئ يقول سمعت المعيطي يقول: عفان أثبت من يحيى بن سعيد القطان. وقال
إبراهيم: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن فهم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي. وقال أيضا: سمعت يحيى بن
معين يقول: ما أخطأ عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه، فأستغفر الله. قال ابن
فهم: وما سمعت يحيى بن معين يستغفر الله قط إلا ذلك اليوم. وقال إبراهيم: سمعت
خلف بن سالم يقول: ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين، بهز بن أسد، وعفان
ابن مسلم.
270

أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي. قال: كان عفان ثقة ثبتا. متقنا صحيح الكتاب قليل
الخطأ والسقط.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عفان بن
مسلم بصري ثقة من خيار المسلمين.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول: قال لي أبو خيثمة: كتبت أنا ويحيى بن
معين عند عفان، فقال لي كيف تجدك؟ كيف كنت في سفرك؟ بر الله حجك. فقلت
له ما كنت حاجا العام، قال ما شككت أنك حاج. ثم قلت له كيف تجدك يا [أبا]
عثمان؟ قال بخير، الجارية تقول لي أنت مصدع وأنا في عافية، فقلت له إيش أكلت
اليوم؟ فقال أكلت اليوم أكلة رز وليس أحتاج إلى شئ إلى غد، أو بالعشي آكل
أخرى وتكفيني لغد، أو بعدها آكل أخرى تكفيني لبعد غد. قال إبراهيم: فلما كان
بالعشي جئت إليه فنظرت إليه كما حكى أبو خيثمة. فقال له إنسان إن يحيى يقول
إنك قد اختلطت، فقال: لعن الله يحيى، أرجو أن يمتعني الله بعقلي حتى أموت. قال
إبراهيم: الخرف يكون ساعة خرفا، وساعة عقلا.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت أبي ويحيى بن معين يقولان:
أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومائتين، ومات عفان بعد أيام.
قال أبو بكر: توفى عفان ببغداد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس،
حدثنا البخاري. قال: عفان بن مسلم سكن بغداد مات في شهر ربيع سنة عشرين
ومائتين - أو قبلها.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي، قال: مات عفان بن مسلم سنة عشرين ومائتين.
271

أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد. قال: سنة عشرين ومائتين
فيها مات عفان بن مسلم الفقيه، وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال سمعت أبا داود يقول: مات عفان سنة عشرين ببغداد وشهدت
جنازته.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر. قال: مات أبو نعيم وعفان في سنة تسع
عشرة.
قلت: أما أبو نعيم فصحيح موته في سنة تسع عشرة، وأما عفان ففي سنة عشرين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عفان بن مسلم مات في سنة
تسع عشرة ومائتين وله خمس وثمانون سنة، قال ويقال: سنة عشرين وهو أصح.
6716 - عفان بن مخلد، أبو عثمان البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن عمر بن هارون، ويحيى بن يمان، ووكيع بن الجراح.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق
الأنصاري.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثنا عفان بن مخلد البلخي، حدثنا
وكيع، حدثنا أبو الأشهب عن قتادة. قال قال لقمان لابنه: أي بني اعتزل الشر كما
يعتزلك فإن الشر للشر خلق.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق،
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا موسى بن إسحاق الخطمي، حدثنا عفان
ابن مخلد - أبو عثمان البلخي سنة ست وعشرين ببغداد في الجزيرة - حدثنا يحيى بن
يمان بحديث ذكره.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عفان بن مخلد الخراساني سنة ست وعشرين ومائتين بطريق مكة.
272

6717 - عفان بن سليمان بن أيوب، أبو الحسن التاجر:
سكن مصر وشهد بها عند الحكام فقبلت شهادته، وكان من أهل الخير والصلاح،
وله وقوف معروفة بمصر على أصحاب الحديث، وأولاد العشرة من الصحابة
رضي الله عنهم.
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عفان بن سليمان يكنى أبا الحسن
من أهل بغداد، قدم مصر وكان تاجرا واسع الأمر، وكان من أهل الصيانة، قبل قوله
عند القضاة قبل موته بيسير، وقد حكى عنه، توفى بمصر في شعبان سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه عياش
6718 - عياش بن تميم، السكري:
حدث عن مخلد بن مالك السلمسيني. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو القاسم
الطبراني. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن
مخلد، حدثنا عياش بن تميم السكري.
وأخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا عياش بن تميم السكري البغدادي، حدثنا مخلد بن مالك،
حدثنا مخلد بن يزيد عن مسعر، عن سليمان الشيباني، عن عبد الله بن أبي أوفى.
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية. قال الطبراني: لم يروه عن
مسعر إلا مخلد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي -
وأنا أسمع - قال: ومات بالكرخ من الجانب الغربي عياش بن تميم السكري في ذي
القعدة سنة تسع وثمانين.
273

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عياش بن تميم السكري مات
في سنة تسعين ومائتين.
6719 - عياش بن محمد بن عيسى، الجوهري:
حدث عن يحيى بن أيوب المقابري وداود بن رشيد، وأحمد بن حنبل، وسريج بن
يونس. روى عنه علي بن محمد المصري، وأبو بكر الشافعي، وسليمان الطبراني،
وأبو بكر بن الجعابي، والإسماعيلي وكان ثقة.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم،
أخبرنا عياش بن محمد الجوهري، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا حميد الرواسي،
حدثنا الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الدعاء هو العبادة " وقرأ * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) *.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه -: سنة تسع وتسعين ومائتين فيها مات
عياش بن محمد بن عيسى الصائغ في جمادى الآخرة.
6720 - عياش بن الحسن بن عباس، أبو القاسم يعرف بابن الخزري:
سمع عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، والقاضي المحاملي، ومحمد بن
مخلد، وعبد الرحمن أحمد بن ثابت البزاز، وأبا بكر بن الأنباري، ومحمد بن
الحسين الزعفراني. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه عمر بن إبراهيم الفقيه، وأبو
بكر بن بشران، وعبد الكريم بن محمد المحاملي، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، حدثنا عياش بن الحسن بن عياش - أبو القاسم الخزري - حدثنا أبو
بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري - إملاء - حدثنا يونس بن عبد الأعلى،
أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن جعفر بن عمرو بن أمية
عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه مرات.
قال أبو بكر النيسابوري: رواه عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن بكير عن الزبرقان
عن أبي سلمة عن جعفر.
* * *
274

ذكر من اسمه عمارة
6721 - عمارة بن حمزة، مولى بني هاشم:
وهو من ولد عكرمة مولى ابن عباس. وقيل هو عمارة بن حمزة بن مالك بن يزيد
ابن عبد الله بن يزيد بن عبد الله، مولى العباس بن عبد المطلب. كان أحد الكتاب
البلغاء، وكان أتيه الناس حتى ضرب بتيهه المثل، فقيل: أتيه من عمارة. وكان سخيا
جوادا. وإليه تنسب دار عمارة ببغداد.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: قال إبراهيم بن داود: استأذن
قوم على عمارة بن حمزة ليشفعوا إليه في بر قوم أصابتهم حاجة، وكان قد قام عن
مجلسه، فأخبره حاجبه بحاجتهم فأمر لهم بمائة ألف درهم، فاجتمعوا إليه ليدخلوا إليه
للشكر له. فقال له حاجبه. فقال: أقرئهم سلامي وقل لهم إني رفعت عنكم ذل
المسألة فلا أحملكم مؤنة الشكر.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب قالا: أخبرنا
علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا عبد الله بن
أبي سعد، حدثني هارون بن محمد بن إسماعيل القرشي، أخبرني عبد الله بن أبي
أيوب المكي قال: بعث أيوب المكي بعض ولده إلى عمارة بن حمزة، فأدخله
الحاجب، قال: ثم أدناني إلى ستر مسبل، فقال: ادخل، فدخلت فإذا هو مضطجع
محول وجهه إلى الحائط، فقال لي الحاجب: سلم، فسلمت فلم يرد على، فقال
الحاجب: أذكر حاجتك، فقلت: لعله نائم، قال: لا، أذكر حاجتك، فقلت له:
جعلني الله فداك أخوك يقرئك السلام ويذكر دينا بهظني وستر وجهي، ولولاه لكنت
مكان رسولي، فسل أمير المؤمنين قضاءه عني فقال: وكم دين أبيك؟ قلت: ثلاثمائة
ألف درهم، قال: وفي مثل هذا أكلم أمير المؤمنين؟! يا غلام احملها معه، وما التفت
إلى ولا كلمني بغير هذا.
وقال ابن أبي سعد: حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان
275

الهاشمي قال: حدثني محمد بن سلام قال: حدثني الفضل بن الربيع قال: كان أبي
يأمرني بملازمة عمارة بن حمزة، قال فاعتل عمارة - وكان المهدي سيئ الرأي فيه -
فقال له أبي يوما: يا أمير المؤمنين، مولاك عمارة عليل، وقد أفضى إلى بيع فرشه
وكسوته، فقال: غفلت عنه وما كنت أظن بلغ هذا الحال، احمل إليه خمسمائة
ألف درهم يا ربيع، وأعلمه أن له عندي بعدها ما يجب. قال فحملها إلى من ساعته،
وقال لي اذهب بها إلى عمك. وقل له أخوك يقرئك السلام ويقول: أذكرت أمير
المؤمنين أمرك، فاعتذر من غفلته عنك، وأمر لك بهذه الدراهم، وقال لك عندي
بعدها ما تحب قال: فأتيته ووجهه إلى الحائط، فسلمت فقال لي من أنت؟ فقلت ابن
أخيك الفضل بن الربيع، فقال مرحبا بك. فأبلغته الرسالة فقال: قد كان طال لزومك
لنا، وقد كنا نحب أن نكافيك على ذلك ولم يمكنا قبل هذا الوقت انصرف بها فهي
لك. قال: فهبته أن أرد عليه، فتركت البغال على بابه، وانصرفت إلى أبي فأعلمته
الخبر، فقال لي: يا بني خذها بارك الله لك، عمارة ليس ممن يراد، فكان أول مال
ملكته.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا محمد بن يحيى
النديم، حدثنا محمد بن العباس عن أبيه عن الأصمعي قال: قال الفضل بن يحيى:
حل على أبي من مال الأهواز للرشيد ثلاثة آلاف ألف درهم فأرسل إليه: إن أنت
حملت ما وجب عليك - وهو ثلاثة آلاف ألف درهم - في يومنا هذا وقت العصر، وإلا
أنفذت إليك من يجيئني برأسك. قال: فقال لي: يا بني قد ترى ما نحن فيه والله ما
عند أبيك عشرها، وإن لم أحملها فقد طل دم أبيك، فامض إلى عمارة بن حمزة،
فسله أن يقرضنا ذلك بعد أن تحدثه الحديث، فإن فعل وإلا فليس غير القتل. قال
فمضيت إليه، فسمع كلامي وأعرض عني ولم يجبني، فانصرفت من بين يديه فلم
أصل إلى منزلي إلا وقد سبقني المال، فلما كان بعد ذلك وتحصل المال قال لي أبي
امض إلى هذا الكريم واحمل المال بين يديك، واشكره على فعله، قال: فحملته ومضيت
إليه فشكرته، وسألته أن يأمر بقبض المال، فقال لي كالمغضب: أتظن كنت قسطارا
لأبيك؟. اذهب فهو لك. قال فذهبت به إلى أبي وعرفته ما جرى، فقال لي: يا بني
والله ما تسمح نفسي لك بذلك، ولكن خذ ألف ألف درهم، واترك ألفي ألف
درهم.
276

6722 - عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية، الخطفي الشاعر:
من أهل البصرة واسم الخطفى حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن
يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن نزار بن معد
ابن عدنان. كان عمارة واسع العلم، غزير الأدب، وقدم بغداد فأخذ أهلها عنه.
وروى عنه أبو العيناء محمد بن القاسم، وأبو العباس المبرد.
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الأكبر قال: قدم عمارة بن عقيل إلى
بغداد فاجتمع الناس إليه، وكتبوا شعره، وسمعوا منه، وعرضوا عليه الأشعار، وذكر
خبرا طويلا.
أخبرنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله، حدثنا أحمد بن منصور
السكري، حدثنا أبو عبد الله بن عرفة، حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد الأزدي
قال: كنا عند عمارة بن عقيل. قال: ألا أعجبكم! مرت بي امرأة متخفرة، فلما
قربت مني سفرت، ثم قالت: يا شيخ، ألا يعجبك الملاح؟ فقلت: بلى وأنشدت
هذين البيتين:
- ويعجبني الملاح وكل دل * ولكن لا أراك من الملاح -
- وكل مليحة كالبدر تبدو * إذا سفرت وأنت من القباح -
وقال عمارة بن عقيل: كنت امرأ دميما داهيا، فتزوجت امرأة حسنا رعناء ليكون
أولادي في جمالها ودهائي، فجاءوا في رعونتها وفي دمامتي.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن العباس قال: أنشدني نهشل بن دارم
قال: أنشدني أحمد الربعي لعمارة بن عقيل:
- ما ضرني حسد اللئام ولم يزل * ذو الفضل يحسده ذوو النقصان -
- يا بؤس قوم ليس جرم عدوهم * إلا تظاهر نعمة الرحمن -
6723 - عمارة بن هارون بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن حمزة بن
مالك، مولى بني هاشم:
حدث عن محمد بن بشار بندار، وأزهر بن جميل، ومحمد بن مسكين اليمامي،
وأحمد بن سعد الزهري. روى عنه مخلد بن جعفر.
277

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق، حدثنا
عمارة بن هارون بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن حمزة بن مالك بن يزيد بن
عبد الله بن يزيد بن عبد الله مولى العباس بن عبد المطلب، حدثنا أزهر بن جميل مولى
بني هاشم، حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن السدي: * (توفني مسلما وألحقني
بالصالحين) * [يوسف 101] قال: أشتاق العبد الصالح إلى ربه عز وجل. أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن عمارة بن هارون مات في
سنة ثلاثمائة.
* * *
ذكر من اسمه عنبسة
6724 - عنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص،
القرشي الأموي:
من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن عبد الملك بن عمير، ويونس بن عبيد،
وهشام بن عروة، وأبي شيبة الخراساني، وعوف الأعرابي، ومالك بن مغول، وصالح
ابن أبي الأخضر، وسعيد الجريري، وغيرهم. روى عنه ابن ابنه محمد بن عبد الواحد
ابن عنبسة، ومحمد بن عيسى بن الطباع، ومحمد بن بكار بن الريان، وعبد الله بن
عمر بن أبان، وأبو همام السكوني، والحسن بن عرفة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصياد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد،
حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد
القرشي، حدثنا محمد بن يعقوب عن أبي النضر عن جابر بن عبد الله قال: خرج
278

علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة من رمضان والناس يصلون. فقال: " لا يجهر بعضكم على
بعض، فإن ذلك يؤذي المصلي ".
أخبرنا الصيمري، حدثنا الحسين بن هارون الضبي، أخبرنا محمد بن عمر الجعابي
قال: حدثني إسحاق بن موسى - هو الرملي - قال: سمعت أبا داود يقول: عنبسة بن
عبد الواحد - سألت يحيى بن معين عنه؟ فقال: كان هاهنا عندنا ببغداد، وقلما أخذ
أصحابنا عنه.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين.
وأخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عنبسة بن
عبد الواحد القرشي الأعور ثقة. زاد إبراهيم: قال يحيى: قد كتبت عنه.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عنبسة بن
عبد الواحد الكوفي ثقة.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي.
وأخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري الشاهد
- بالبصرة أيضا - أخبرنا محمد بن بكير بن محمد بن عبد الرزاق التمار قال: حدثنا
أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد
القرشي قال: أبو جعفر كنا نقول إنه من الأبدال، قبل أن نسمع أن الأبدال من
الموالى.
6725 - عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية، أبو خالد
القرشي الأموي الكوفي:
أخو محمد، ويحيى، وعبد الله، وأبان بني سعيد، سكن بغداد وحدث بها عن ابن
279

المبارك، وكان يتولى القضاء بالري. روى عنه ابن أخيه سعيد بن يحيى، ومحمد بن
حسان الأزرق، وعلي بن عمرو بن الحارث الأنصاري.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد
ابن إسحاق السراج، حدثنا محمد بن حسان الأزرق، حدثنا عنبسة بن سعيد - أبو
خالد الأموي - حدثنا ابن المبارك عن عمر عن سلمة قال: أخبرني أبي قال: قال لي
جابر: زارني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت إلى عنز لي لأذبحها، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ثغوتها قال:
" يا جابر لا تقطع در ولا نسلا " قلت: يا رسول الله إنما هي عقود علفناها الرطب
والبلح حتى سمنت.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا الكوكبي محمد بن القاسم،
حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وعنبسة بن سعيد
صاحب عبد الله بن المبارك ليس به بأس، كان هاهنا وكان قاضي الري. قلت ليحيى:
كتبت عنه شيئا؟ قال لا، وكان راوية عن ابن المبارك.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: وعنبسة أخو يحيى بن سعيد ثقة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن
العاص يكنى أبا خالد، وكان ثقة صاحب حديث، وقدم بغداد فأقام بها وسمع منه
البغداديون.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني، فعنبسة بن سعيد الأموي؟
فقال: هذا أخو يحيى ومحمد بن عبد الله وعبيد الله وأبان كلهم ثقات.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت العباس بن محمد يقول: مات عنبسة بن سعيد قبل عبد الله
- يعني أخاه - بعد المائتين، وكان عبد الله أسن منه، مات عنبسة وهو شاب.
قلت: وكانت وفاة عبد الله أخيه بعد سنة ثلاث ومائتين.
280

ذكر من اسمه عصمة
6726 - عصمة بن محمد بن فضالة بن محمد بن فضالة بن محمد بن
شريك بن جميع بن مسعود، الأنصاري الخزرجي:
حدث عن موسى بن عقبة، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسهيل
ابن أبي صالح، وعبيد الله بن عمر العمري. روى عنه شعيب بن سلمة الأنصاري،
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، والسري بن عاصم.
أخبرنا أبو تمام عبد الكريم بن علي الهاشمي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، حدثنا السري بن عاصم، حدثنا
عصمة بن محمد بن فضالة الأنصاري عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ".
تفرد بروايته عصمة بن محمد عن هشام بن عروة.
قرأت على الجوهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
عصمة بن محمد الأنصاري إمام مسجد الأنصار ببغداد، كان كذابا، يروي أحاديث
كذبا، قد رأيته وكان شيخنا له هيبة ومنظر من أكذب الناس.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا عبيد بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن عصمة بن
محمد الأنصاري - فقال: هذا كذاب يضع الحديث.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: عصمة بن محمد الأنصاري كان إمام
مسجد الأنصار الكبير ببغداد، وكان عندهم ضعيفا في الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: عصمة بن محمد بن فضالة
الأنصاري متروك.
281

6727 - عصمة بن سليمان، أبو سليمان الخزاز الكوفي:
روى عن سفيان الثوري، وشعبة، والحمادين، وشريك بن عبد الله، وسلام
الطويل، وزهير بن معاوية وجرير بن حازم، وعامر بن يساف، وخلف بن خليفة،
وغيرهم. روى عنه محمد بن الفرج الأزرق، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الله بن أبي
سعيد الوراق، والحارث بن أبي أسامة، وسماعة بن أحمد بن محمد بن سماعة،
والحسن بن علي بن المتوكل، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، وأبو مسلم
الكجي. وقال ابن أبي حاتم الرازي: سكن عصمة بن سليمان بغداد، وروى عنه
أبي، وسألته عنه فقال: ما كان به بأس، كان أحمد بن حنبل في حانوته.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز، حدثنا خلف بن
خليفة عن أبي هاشم الزماني عن نافع - وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، كنا زهاء أربعمائة رجل، فنزلنا في موضع ليس فيه
ماء. فشق ذلك على أصحابه فقالوا: رسول الله أعلم، قال: جاءت شويهة لها
قرنان، فقامت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلبها فشرب حتى روى، وسقى أصحابه
حتى رووا. ثم قال: " يا نافع املكها الليلة وما أراك تملكها " قال: فأخذتها فوتدت لها
وتدا ثم ربطتها بحبل، ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة، ورأيت الحبل مطروحا،
فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته من قبل أن يسألني، فقال لي: " يا نافع ذهب بها الذي
جاء بها ".
وروى هذا الحديث عمرو بن السكن بن اشتويه الواسطي عن خلف بن خليفة عن
أبان بن بشير المكتب عن يوسف بن ميمون الواسطي عن نافع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا محمد بن أبي نصر النرسي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن مالك البيع،
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
الطلحي، حدثنا عصمة بن سليمان البغدادي، حدثنا أحمد بن الحصين، حدثنا رجل
من أهل خراسان عن محمد بن عبد الله العقيلي عن الحسن بن علي قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " ما حسن الله خلق عبد وخلقه، إلا استحيا أن تطعم النار لحمه ".
282

6728 - عصمة بن الفضل، أبو الفضل النميري النيسابوري:
ذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنه سمع بندار، وسمع حرمي بن
عمارة، ويحيى بن آدم، ومحمد بن بشر العبدي، والحسين بن علي الجعفي، وعبد
الوهاب بن عطاء، وعبدان بن عثمان. روى عنه أبو حاتم الرازي، وأبو بكر بن أبي
الدنيا، والحسن بن علي المعمري، وأحمد بن محمد بن المستلم المؤدب، وعبيد
ابن محمد بن خلف صاحب أبي ثور، وعبيد العجل، والحسن بن الحباب
المقرئ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا عبيد
ابن محمد بن خلف، حدثنا عصمة بن الفضل النيسابوري، حدثنا حرمي بن عمارة،
حدثنا أبو طلحة الراسبي، حدثنا غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليجيئن أقوام من أمتي بذنوب أمثال الجبال، فيضعها على اليهود
والنصارى " قال: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: آلله أنت سمعت من أبيك
يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
- وكتب بخطه - قال: سمعت أبي يقول: عصمة بن الفضل نيسابوري ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم المزكي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: توفي عصمة
ابن الفضل النيسابوري سنة خمسين ومائتين.
283

6729 - عصمة بن عصام - أظنه: بن الحكم - بن عيسى بن زياد بن
عبد الرحمن، الشيباني العكبري:
حدث عن حنبل بن إسحاق بن حنبل. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال الحنبلي.
* * *
ذكر من اسمه عصام
6730 - عصام بن عمرو، أبو حميد البغدادي:
حدث عن يحيى بن الوليد الطائي. روى عنه محمد بن عبد الله بن المبارك
المخرمي.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي - بمصر - أخبرنا عبد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك،
حدثنا أبو حميد عصام بن عمرو بغدادي، حدثنا يحيى بن الوليد الطائي عن مخلد
ابن خليفة قال: قال عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على
وضوء.
6731 - عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد بن عبد الرحمن، أبو عصمة
الشيباني العكبري:
حدث عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن آدم، وجميع بن عمر البصري، وإبراهيم بن
هراسة. روى عنه ابنه عبد الوهاب، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وصالح بن
أحمد القيراطي.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن إبراهيم، وصالح بن أحمد بن
يونس البزاز، حدثنا عصام بن الحكم العكبري، حدثنا جميع بن عمر البصري، حدثنا
سوار عن محمد بن جحادة عن الشعبي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت
وشيعتك في الجنة ".
284

6732 - عصام بن غياث بن عصام بن المبارك بن الجراح بن الضحاك، أبو
القاسم الكندي السمسار:
حدث عن عمرو بن علي الفلاس. روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي وغيره.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا القاضي أبو
بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو القاسم عصام بن غياث السمسار - في
المحرم - حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، حدثنا يزيد بن مغلس، حدثنا جامع بن
مطر الحبطي قال: حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة قالت: سألت عائشة عن عثمان
فقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا رأسه على فخذي، وعثمان عن يمينه، وجبرائيل
يوحى إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اكتب عثمان " فما كان الله لينزل تلك المنزلة إلا
كريما على الله ورسوله.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - أن عصام بن غياث بن عصام الكندي البزاز مات يوم الاثنين، قال وهو
اليوم الذي دخلت فيه إلى مدينتنا من طرسوس، كان قد قضى من آخر الليل، وذلك
لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة. كتب عنه الحفاظ ووثقوه،
واستحبوا الاكثار منه، وكان مع ذلك من قراء القرآن على قراءة حمزة الزيات.
* * *
ذكر من اسمه عوف
6733 - عوف بن مالك بن نضلة، أبو الأحوص الجشمي:
سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود. روى عنه أبو إسحاق السبيعي،
وحميد بن هلال العدوي، وعطاء بن السائب. وهو ممن نزل الكوفة وحضر النهروان
مع علي وكان ثقة.
285

أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ،
حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي، حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين، حدثنا
زكريا بن يحيى الحميري، حدثنا الحكم بن عبدة عن أيوب السختياني عن حميد بن
هلال العدوي عن أبي الأحوص قال: لما كان يوم النهروان كنا مع علي بن أبي طالب
دون النهر، فجاءت الحرورية حتى نزلوا من ورائه، قال علي لا تحركوهم حتى يحدثوا
حدثا، فانطلقوا إلى عبد الله بن خباب فقالوا حدثنا حديثا حدثك أبوك سمعه من
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تكون فتنة القاعد
فيها خير من القائم، والقائم خير من الساعي " فقدموه إلى النهر فذبحوه كما تذبح
الشاة، فأتى على فأخبر، فقال: الله أكبر، نادوهم أن أخرجوا إلينا قاتل عبد الله بن
خباب، فقالوا: كنا قتله - ثلاث مرات - فقال علي لأصحابه: دونكم القوم، فما لبث
أن قتلهم علي وأصحابه، وذكر باقي الحديث.
6734 - عوف بن محمد بن عبد الحميد، أبو غسان المدائني:
حدث عن يوسف بن عبدة. روى عنه عمرو بن علي، وبندار. قال ذلك أبو عبد
الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني في كتاب " الأسماء
والكنى ".
وأخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا أبو غسان عوف بن محمد.
وأخبرنا الحسن بن الحسين بن علي - واللفظ له - أخبرنا محمد بن الحسن بن علي
اليقطيني، حدثنا صالح بن أحمد بن يونس، حدثنا محمد بن موسى بن عبد الرحمن،
حدثنا عوف بن محمد أبو غسان، حدثنا أبو تغلب عبد الله بن أحمد بن عبد
الرحمن الأنصاري، حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي قال:
286

كانت خفاضة بالمدينة، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خفضت فأشمي ولا
تنهكي، فإنه أحسن للوجه، وأرضى للزوج ".
وحدث محمد بن يونس أيضا عنه عن يحيى بن عثمان بن عبد الله بن أبي مليكة وسعيد بن السائب الطائفي.
6735 - عوف بن أبي عوف، أبو سهل البخاري:
حدث ببغداد عن يغنم بن سالم بن قنبر. روى عنه محمد بن الحسن بن جعفر.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - حدثنا خلف بن محمد، حدثنا محمد بن سعيد بن مت السراج،
حدثنا محمد بن الحسن بن جعفر، حدثنا عوف بن أبي عوف أبو سهل البخاري -
ببغداد - حدثنا أبو عبد الله يغنم بن سالم بن قنبر عن أبيه عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتقى الله عبد حق تقاته، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه،
وما أخطأه لم يكن ليصيبه ".
6736 - عوف بن عيسى، أبو وائل الفرغاني:
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عوف بن عيسى بن ينفرن بن
يرت بن شفردان الفرغاني من الأبناء، يكنى أبا وائل مولى بني هاشم، من سكان
بغداد قدم مصر، كان يتفقه ويناظر على الفقه على مذهب الشافعي، وذكر أنه جالس
ابن سريج وكتب الحديث. وكتب عنه عن أبي مسلم الكجي وطبقة بعده، توفي بمصر
وله بها عقب.
* * *
287

ذكر من اسمه عون
6737 - عون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود، الكوفي:
ولى القضاء ببغداد في أيام المهدي - ويقال في أيام الرشيد -.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الحافظ
قال: وعون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود استقضاه المهدي ببغداد لما صرف
الحسين بن الحسن بن عطية، ولا أحفظ عنه حديثا مسندا، وأولاده مشهورون
بالكوفة، منهم حمزة بن عون وفضل بن عون وموسى بن عون. هكذا ذكر لي أحمد
ابن سعيد.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات عبد الملك بن
محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فاستقضى هارون مكانه عون بن
عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد عن عمر بن عبد الرحمن قال: قال
عون المسعودي: اجعل المال الذي كسبته ذخرا لك عند ربك، واجعل الله ذخرا
لمخلفيك.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: مات عون بن
عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان قد سمع من
الأعمش وغيره.
6738 - عون بن سلام، أبو جعفر القرشي الكوفي مولى بني هاشم:
نزل بغداد وحدث بها عن إسرائيل بن يونس، وزهير بن معاوية، وبشر بن عمارة،
وعبثر بن القاسم، ومندل بن علي، وأبي إسرائيل الملائي، وعيسى بن عبد الرحمن
288

السلمي، وأبي بكر النهشلي. روى عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه، وموسى بن
إسحاق الأنصاري، وموسى بن هارون، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن علي
الأبار، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرني أحمد بن علي البادا، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد، حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله البزاز، أخبرنا عون بن سلام القرشي،
أخبرنا إسرائيل بن يونس عن عمار الدهني عن رجل من بني هاشم قال: أتى النبي
صلى الله عليه وسلم بقدر فيها لبأ قد أنضجت فأكل منها ثم قال إلى الصلاة ولم يمس ماء. قال
موسى: ولا نعلم عونا حدث عن إسرائيل إلا هذا الحديث.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عون بن سلام، حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن
الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله تعالى: * (وليستعفف الذين لا يجدون
نكاحا) * [النور 33] الآية قال: ليتزوج من لا يجد فإن الله سيغنيه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني علي
ابن محمد المروزي قال وسألته - يعني صالح بن محمد بن جزرة - عن عون بن سلام
فقال: كوفي لا بأس به.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات عون بن سلام أبو جعفر الهاشمي
ببغداد، وكان لا يخضب، وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
عون بن سلام الكوفي ببغداد سنة ثلاثين ومائتين في ذي القعدة، وكان ضرير النظر
فيما بلغني عنه.
قلت: ذكر موسى بن هارون أنه مات يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة.
289

6739 - عون بن محمد، أبو مالك الكندي:
حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ومصعب بن عبد الله الزبيري، وعلي بن المغيرة
الأثرم، وإبراهيم بن العباس الصولي، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن عمرو
الجماز، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي، وغيرهم. وهو أخباري صاحب حكايات
وآداب. روى عنه محمد بن يحيى الصولي فأكثر، ولا أعرف راويا عنه غيره.
* * *
ذكر من اسمه عطاء
6740 - عطاء بن مسلم، أبو مخلد الخفاف الحلبي:
قدم بغداد وحدث عن سليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو، وجعفر بن برقان،
والعلاء بن المسيب. روى عنه موسى بن داود الضبي، والحسن بن حماد سجادة،
وأبو همام السكوني، وعبيد بن جناد الحلبي، وعبد الرحمن بن عفان الصوفي، وعبد
الرحمن بن يوسف الرقي.
أخبرنا الصيمري، حدثنا الحسين بن هارون الضبي، أخبرنا محمد بن عمر بن
الجعابي، حدثني إسحاق بن موسى، حدثنا أبو داود قال: قدم عليهم عطاء بن مسلم
الخفاف بغداد ففرط أصحابنا بنا فيه وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب
ابن إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال قلت - يعني لأحمد بن حنبل -
290

تعرف عن عطاء بن مسلم الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم: " يحشر المتكبرون في صور الذر يطؤهم الناس "؟ فأنكره وقال: ما
أعرفه، وعطاء بن مسلم مضطرب الحديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عطاء بن مسلم الحلبي؟ قال:
ضعيف، روى عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم " اغد
عالما " وليس هو بشئ.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن الغطريف العبدي - بجرجان - حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن
الحسن بن نافع أبو عوانة، حدثنا محمد بن أبي سكينة قال: دخلت على عطاء بن
مسلم أعوده، فما لبثت أن قمت، فقال: جزاك الله خيرا من عائد، لكن عيسى بن
صالح لا جزاه الله خيرا، عادني فما برح حتى بلت في ثيابي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن الطرائفي يقول:
سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: مسلم كيف
هو؟ فقال: ثقة.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: عطاء بن مسلم الخفاف ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: قال أبو بكر بن
أبي داود: عطاء بن مسلم الخفاف من أهل الكوفة سكن أنطاكية في حديثه لين.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا محمد بن علي الأبار، حدثنا
أيوب بن محمد الوزان عن عبيد بن جناد قال: مات عطاء بن مسلم سنة تسعين
ومائة في شهر رمضان صبيحة ثلاث وعشرين.
6741 - عطاء بن جبلة، الفزاري:
حدث عن منصور بن المعتمر، وليث بن أبي سليم وسليمان الأعمش، وابن
جريج، وعمر بن عبد الله بن يعلى. روى عنه يحيى بن أبي بكير، وموسى بن
291

ناصح، وأبو موسى الهروي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وسعيد بن يعقوب
الطالقاني، وإبراهيم بن موسى الفراء.
وبلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أنه قال ليحيى بن معين ما تقول في عطاء
ابن جبلة الفزاري؟ قال: ليس بشئ كان ههنا - يعني ببغداد -.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا قاسم بن
زكريا المطرز، حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، حدثنا عطاء بن جبلة عن ابن
جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: قدمت من سفر، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إذا
أتيت أهلك فاعمل عملا كيسا " فلما أتيت أهلي قلت إن النبي صلى الله عليه و قال لي: " إذا أتيت
أهلك فاعمل عملا كيسا " قالت: دونك.
وفيما ذكر لنا أبو بكر البرقاني أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال: حدثنا
أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قيل - يعني لأبي زرعة
الرازي - عطاء بن جبلة؟ قال: منكر الحديث. قلت: من عطاء بن جبلة؟ قال: شيخ
من أهل جبلاباذ هذه القرية التي بين الدينور وحلوان.
6742 - عطاء بن أحمد، أبو بكر، وهو: والد أبي عبد الله الروذباري
الصوفي:
كان يسكن بغداد وحدث عن حامد بن محمد بن شعيب البلخي. روى عنه ابنه
أبو عبد الله أحمد.
حدثني الصوري، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن السري، حدثنا أبو عبد الله
الروذباري، حدثنا أبي أبو بكر عطاء بن أحمد، حدثنا حامد بن شعيب بحديث
ذكره.
292

ذكر من اسمه علقمة
6743 - علقمة بن قيس بن عبد الله، أبو شبل النخعي الكوفي:
وهو عم الأسود وعبد الرحمن ابني زيد، وخال إبراهيم التيمي. روى عن عمر بن
الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن
اليمان، وأبي الدرداء، وأبي موسى الأشعري، وخباب بن الأرت، وسليمان الفارسي،
وأبي مسعود الأنصاري، وعائشة أم المؤمنين. روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة،
وعامر الشعبي، وإبراهيم بن يزيد النخعي، ومحمد بن سيرين، وعبد الرحمن بن
الأسود، والمسيب بن رافع، وإبراهيم بن سويد النخعي، والحسن العرني، وأبو ظبيان
[الحصين بن جندب] الجنبي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح.
وروى عنه أبو إسحاق السبيعي ولم يسمع منه شيئا، وإنما روايته عنه مرسلة.
وكان علقمة مقدما في الفقه والحديث وورد المدائن في صحبة علي، وشهد معه
حرب الخوارج بالنهروان.
أخبرنا الحسن بن فهد وأحمد بن عمر بن روح النهروانيان - بها - قالا: أخبرنا
محمد بن إبراهيم بن سلمة الكهيلي بالكوفة، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
293

الحضرمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن عيسى، حدثنا أحمد بن بشير قال: وحدثنا
محمد بن مرزوق: حدثنا حسين الأشقر، حدثنا أحمد بن بشير عن الأعمش عن
مسلم البطين قال: رؤي علقمة خاضبا سيفه يوم النهروان مع علي - لفظ حسين -.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله قال: قال أبو نعيم: علقمة عم الأسود. وقال الأسود:
إني لأذكر ليلة بني بأم علقمة.
أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك القطان، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي.
وأخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله الكاتب - بأصبهان - أخبرنا عبد
الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط
قالا، علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر بن
عوف بن النخع يكنى أبا شبل - زاد يعقوب ابن مذحج - شهد صفين مع علي،
وكان علقمة عم الأسود.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثنا آدم، حدثنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم قال: كنى عبد الله بن مسعود علقمة
ابن قيس أبا شبل، وكان علقمة عقيما لا يولد له.
وقال يعقوب: حدثني ابن نمير، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال:
كان علقمة يشبه بعبد الله، أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله أحمد، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة قال: كان عبد الله بن مسعود يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله، وسمته،
وكان علقمة يشبه بعبد الله في دله وسمته.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف،
وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي،
حدثنا عثمان بن عثمان قال: سمعت البتي يقول: كان يقال ما رأينا رجلا قط أشبه
هديا بعلقمة من النخعي ولا رأينا رجلا أشبه هديا بابن مسعود من علقمة، ولا كان
رجل أشبه هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود.
294

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
عمرو بن حفص بن غياث، حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة بن عمير
عن أبي معمر قال: كنا عند عمرو بن شرحبيل قال: انطلقوا بنا إلى أشبه الناس هديا
ودلا وأمرا بعبد الله بن مسعود. فقمنا معه - ما ندري أين يريد - حتى دخل بنا على
علقمة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثا أبو حفص عمرو بن علي، حدثنا عبد الله بن داود عن منخل عن
ابن عون قال: سألت الشعبي: أيهما أفضل قال: كان علقمة مع البطئ ويدرك
السريع، وكان الأسود صواما حجاجا.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل، حدثني أبو عبد
الله، حدثنا وكيع عن إسرائيل عن غالب أبي الهذيل قال: سألت إبراهيم كان علقمة
أفضل أو الأسود؟ قال: لا بل علقمة، وقد شهد صفين.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، حدثنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود،
أخبرنا حماد بن زيد عن أبي حمزة عن رياح قال: ذكر علقمة والأسود، وذكر عبادة
الأسود، قال: قلت: أي الرجلين كان أفضل؟ قال: علقمة.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا أحمد بن
الحسن الصوفي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل بن أبي
خالد عن الشعبي قال: إن كان أهل بيت خلقوا للجنة فهم أهل هذا البيت. علقمة
والأسود.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن الحسن الهاشمي، حدثنا عبد
الملك بن أحمد، حدثنا حفص بن عمرو، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان
ابن أبي قيس قال: رأيت إبراهيم يأخذ بالركاب لعلقمة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن جعفر الأدمي القارئ،
حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، حدثنا خالد بن عمرو، حدثنا مالك بن مغول عن
أبي السفر قال: قال مرة بن شراحيل: كان علقمة من الربانيين.
295

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
محمد المفيد، أخبرنا محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود السنجي، حدثنا الهيثم
ابن عدي، حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: كان الفقهاء بعد أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالكوفة في أصحاب عبد الله بن مسعود، وهؤلاء، علقمة بن قيس النخعي،
وعبيدة بن قيس المرادي ثم السلماني، وشريح بن الحارث الكندي، ومسروق بن
الأجدع الهمذاني ثم الوادعي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا سهل بن أحمد الواسطي قال:
سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول: حدثنا وكيع وعبد الرحمن بن مهدي قالا:
حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله الذين يقرءون
القرآن ويصدر الناس عن رأيهم ستة، علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو
ابن شرحبيل، والحارث بن قيس.
أخبرنا أبو العلاء القاضي، أخبرنا محمد بن أحمد المفيد، أخبرنا محمد بن معاذ،
حدثنا أبو داود السنجي، حدثنا الهيثم بن عدي قال: وعلقمة بن قيس توفي في ولاية
عبيد الله بن زياد في خلافة يزيد بن معاوية.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمد النعالي،
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدثنا قعنب بن المحرر الباهلي قال: ومات علقمة
ابن قيس سنة إحدى وستين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
أبو نعيم: ومات علقمة سنة إحدى وستين.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن الصفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: علقمة بن قيس
ويكنى أبا شبل توفي سنة اثنتين وستين بالكوفة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: علقمة بن قيس مات
سنة خمس وستين - ويقال ثلاث وستين -.
296

أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي،
أخبرنا محمد بن محمد بن عتبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم، حدثنا عبد
الرحمن بن هانئ قال: مات علقمة بن قيس سنة اثنتين وسبعين وله تسعون سنة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات علقمة بن قيس سنة ثلاث وسبعين.
6744 - علقمة بن شبر:
أحد أصحاب عمر بن الخطاب. نزل المدائن.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أحمد بن وهب قال: حدثني عبد الرحمن
ابن صالح عن الوليد بن صالح عن حسين بن الرماس الهمداني قال: أدركت بالمدائن
تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر بن الخطاب، منهم عبد الرحمن بن مسعود، وزيد
ابن صوحان، وعلقمة بن شبر، وبشر بن شبر، يتواعدون على الطعام يوما عند ذا،
ويوما عند ذا، ويضعون النبيذ، فإذا رفع الطعام رفع النبيذ.
* * *
ذكر من اسمه عقيل
6745 - عقيل بن الفضل، أبو القاسم التميمي:
حدث عن أبي توبة الحلبي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر
الهروي.
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، أخبرنا علي بن محمد بن طوق
الطبراني، أخبرنا القاضي أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد الخولاني، حدثنا
أبو عبد الله الهروي، حدثنا عقيل بن الفضل التميمي أبو القاسم بغدادي، حدثنا أبو
توبة الربيع بن نافع الحلبي، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن مسعر
ابن كدام عن زبيد اليامي عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال: كل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصيام جنة حصينة، وهي مغنم
وتركها مغرم، والناس غاديان، فبايع رقبته فموبقها، وشاريها فمعتقها.
297

6746 - عقيل بن الصلت بن عقيل، أبو القاسم:
حدث بالرملة عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه محمد بن هارون بن
شعيب الأنصاري الدمشقي.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - بدمشق - أخبرنا علي بن بشر بن عبد الله
العطار، أخبرنا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري، أخبرنا أبو القاسم عقل بن
الصلت بن عقيل البغدادي - بالرملة - حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا
حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وإن
صاحبكم خليل الله، إن محمدا صلى الله عليه وسلم سيد بني آدم يوم القيامة، ثم
قرأ: * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * [الإسراء 79].
6747 - عقيل بن محمد، أبو الحسن الأحنف المنجم العكبري:
كان متأدبا شاعرا مليح القول. روى عنه أبو علي بن شهاب ديوان شعره،
وأنشدنا عنه عبيد الله بن عبد الله بن توبة الخياط وغيره مقطعات عدة.
أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال: أنشدنا أبو الحسن
عقيل بن محمد بن الأحنف العكبري لنفسه:
- دهينا من زمان ليس فيه * سوى متشامت أو مستريب -
- وحاسد نعمة وصديق وقت * إذا ما غبت ذمك في المغيب -
فمن أولاك ودا من صديق * ومن ذي قربة أو من غريب -
- فحب خديعة لمكان رفق * متى ما زال ذمك من قريب -
أنشدني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: أنشدنا الوليد بن معن للأحنف
المنجم.
- لائم لامني، فطال التعدي * لم يرد بالملام - إذا لام - رشدي -
- قال لي أنت فيلسوف أديب * شاعر حاذق بحل وعقد -
- هات قل لي، ولا تقل قول زور * لم تكدي؟ فقلت من ضعف جدي -
- قد طلبت الغنى بكل ارتياد * واحتيال ما بين هزل وجد -
- فأبى الله أن أكون غنيا * ما احتيالي والنحس يطرد سعدي -
- غير أني لما طلبت فلم أظفر * بشئ، وضعت للدهر خدي -
* * *
298

ذكر من اسمه عرفة
6748 - عرفة بن يزيد. والد الحسن بن عرفة العبدي:
حدث عن عاصم بن سليمان الحذاء البصري. روى عنه ابنه الحسن.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن
ابن سليمان النخاس، أخبرني أبو الحسن علي بن سليم بن إسحاق المقرئ، حدثنا
الحسن بن عرفة عن أبيه قال: حدثني عاصم بن سليمان الحذاء البصري عن ابن جريج
عن عطاء بن أبي رباح قال: جاء نافع بن الأزرق إلى ابن عباس فقال: والذي نفسي
بيده لتفسرن لي آيات من كتاب الله عز وجل أو لأكفرن به، فقال له ابن عباس:
ويحك أنا لها اليوم، أي آي، قال أخبرني عن قوله الله تعالى: * (يوم يجمع الله الرسل
فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا) * [المائدة 109] وقال في آية أخرى: * (ونزعنا من
كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله) * [القصص 75] فكيف علموا
وقد قالوا لا علم لنا؟ وأخبرني عن قول الله: * (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم
تختصمون *) [الزمر 31] وقال في آية أخرى: * (لا تختصموا لدي) * [ق 28] فكيف
يختصمون وقد قال لا تختصموا لدى؟ وأخبرني عن قول الله تعالى: * (اليوم نختم على
أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم) * [يس 65] فكيف شهدوا وقد ختم على
الأفواه؟ فقال ابن عباس: ثكلتك أمك يا ابن الأزرق، إن للقيامة أحوالا وأهوالا
وفظائع وزلازل فإذا شققت السماوات وتناثرت النجوم وذهب ضوء الشمس والقمر،
وذهلت الأمهات عن الأولاد، وقذفت الحوامل ما في البطون، وسجرت البحار
ودكدكت الآكام، ولم يلتفت والد إلى ولد، ولا ولد إلى والد، وجئ بالجنة تلوح
فيها قباب الدر والياقوت حتى تنصب عن يمين العرش، ثم جيء بجهنم تقاد بسبعين
ألف زمام من حديد، ممسك بكل زمام سبعون ألف ملك، لها عينان زرقاوان، تجر
الشفة السفلى أربعين عاما تخطر كما يخطر الفحل، لو تركت لأتت على كل مؤمن
وكافر، ثم يؤتى بها حتى تنصب عن يسار العرش، فتستأذن ربها في السجود فيأذن
لها، فتحمده بمحامد لم يسمع الخلائق بمثلها تقول: لك الحمد إلهي إذ جعلتني أنتقم
من أعدائك، ولم تجعل شيئا مما خلقت تنتقم به مني إلا أهلي، فلهي أعرف
299

بأهلها من الطير بالحب على وجه الأرض، حتى إذا كانت من الموقف على مسيرة
مائة عام وهو قول الله تعالى: * (إذا رأتهم من مكان بعيد) * [الفرقان 12] زفرة
فلا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صديق منتجب، ولا شهيد ما هنالك، إلا
خر جاثيا على ركبتيه قال: ثم تزفر الثانية زفرة فلا يبقى قطرة من الدموع إلا ندرت،
فلو كان لكل آدمي يومئذ عمل اثنين وسبعين نبيا لظن أنه سيواقعها، قال: ثم تزفر
الثالثة زفرة فتتقلع القلوب من أماكنها فتصير بين اللهوات والحناجر، ويعلو سواد
العيون بياضها، ينادي كل آدمي يومئذ يا رب نفسي نفسي لا أسألك غيرها حتى إن
إبراهيم ليتعلق بساق العرش ينادي يا رب نفسي نفسي لا أسألك غيرها ونبيكم صلى الله عليه وسلم
يقول: يا رب أمتي أمتي لا همة له غيركم، قال فعند ذلك يدعى بالأنبياء والرسل
فيقال لهم ماذا أجبتم، قالوا لا علم لنا طاشت الأحلام، وذهلت العقول، فإذا رجعت
القلوب إلى أماكنها نزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم، فعلموا أن الحق لله.
قال وأما قوله تعالى: * (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) * [الزمر 31] فهذا
وهم بالموقف يختصمون فيؤخذ للمظلوم من الظالم، وللمملوك من المالك، وللضعيف
من الشديد، وللجماء من القرناء، حتى يؤدي إلى كل ذي حق حقه، فإذا أدى إلى
كل ذي حق حقه أمر بأهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، فلما أمر بأهل النار
إلى النار اختصموا فقالوا: * (ربنا هؤلاء أضلونا) * [الأعراف 38] و * (ربنا من قدم لنا
هذا فزده عذابا ضعفا في النار) * [ص 671] قال فيقول الله تعالى: * (لا تختصموا لدى
وقد قدمت إليكم بالوعيد) * [ق 28] إنما الخصومة بالموقف وقد قضيت بينكم
بالموقف فلا تختصموا لدى قال: وأما قوله عز وجل: * (اليوم نختم على أفواههم
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم) * [يس 65] فهذا يوم القيامة حيث يرى الكفار ما
يعطى الله أهل التوحيد من الفضائل والخير يقولون تعالوا حتى نحلف بالله ما كنا
مشركين، قال فتتكلم الأيدي بخلاف ما قالت الألسن وتشهد الأرجل تصديقا
للأيدي، قال: ثم يأذن الله للأفواه فتنطق، فقالوا: * (لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا
أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ) * [فصلت 21] يعني جوارحهم.
6749 - عرفة بن الهيثم، أبو محفوظ القصبي:
حدث عن عبد الوهاب بن عطاء، وعبيد الله بن موسى، وعفان بن مسلم. روى
عنه أحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وغيرهما.
300

أخبرنا علي بن يحيى بن جعفر - إمام المسجد الجامع - بأصبهان - حدثنا محمد بن
جعفر بن حفص المغازلي، حدثنا محمد بن العباس بن أيوب الأخرم، حدثنا عرفة بن
الهيثم، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثني سعيد بن أبي عروبة عن حماد بن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس.
قال أبو جعفر الأخرم: كان عرفة هذا صاحب يحيى بن معين وصديقه.
وأخبرني أن يحيى بن معين نظر في كتبه فرأى هذا الحديث فلم ينكره.
* * *
ذكر الأسماء المفردة في باب العين
6750 - عقيصا أبو سعيد التميمي الكوفي:
روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحضر معه صفين، وورد الأنبار أيضا
في صحبته عند عودته من صفين. وحدث عن عبد الله بن عباس. روى عنه سليمان
الأعمش، والحارث بن حصيرة وفضيل بن مرزوق. وقيل إن اسمه دينار ولقبه
عقيصا.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبيد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب
ابن سفيان، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زائدة عن الأعمش عن أبي
سعيد التميمي قال: سمعت عليا وهو يخطب الناس - وهو بمسكن - فقال: انفروا إلى
عدوكم، فجعلوا يتكلمون وقالوا الشتاء، قال فدعا عليهم فقال اللهم أدخل بيوتهم
الذل، واملأ صدورهم رعبا، وأمت قلوبهم كما تميت الملح بالماء.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد التمار،
حدثنا محمد بن محمد الباغندي، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو عوانة عن
الأعمش عن أبي سعيد التميمي قال: أقبلنا مع علي من صفين فنزلنا كربلاء، قال فلما
انتصف النهار عطش القوم.
وأخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا علي بن الحسن بن جعفر أبو الحسين البزاز،
أخبرنا محمد بن الحسين الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، أخبرنا أبو عبد الرحمن
المسعودي قال أبو الحسين: هو عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن
301

مسعود عن الحارث بن حصيرة عن أبي سعيد عقيصا. قال: أقبلت من الأنبار مع علي
نريد الكوفة قال وعلي في الناس، فبينا نحن نسير على شاطئ الفرات إذ لجج في
الصحراء فتبعه ناس من أصحابه، وأخذ ناس على شاطئ الماء، قال فكنت ممن أخذ
مع علي حتى توسط الصحراء، فقال الناس يا أمير المؤمنين إنا نخاف العطش، فقال:
إن الله سيقيكم. قال وراهب قريب منا، قال فجاء علي إلى مكان فقال احفروا
ههنا، قال فحفرنا قال وكنت فيمن حفر، حتى نزلنا - يعني عرض لنا حجر - قال:
فقال علي ارفعوا هذا الحجر، قال فأعانونا عليه حتى رفعناه، فإذا عين باردة طيبة قال
فشربنا ثم سرنا ميلا أو نحو ذلك، قال فعطشنا قال: فقال بعض القوم لو رجعنا
فشربنا، قال فرجع ناس وكنت فيمن رجع، قال فالتمسناها فلم نقدر عليها. قال
فأتينا الراهب فقلنا: أين العين التي هاهنا؟ قال: أية عين؟ قال: التي شربنا منها
واستقينا، والتمسناها فلم نقدر عليها قال: فقال الراهب: لا يستخرجها إلا نبي، أو
وصي.
لفظ حديث الأعمش، والآخر بمعناه. ورواه محمد بن فضيل عن الأعمش هكذا.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: رشيد الهجري وحبة العرني
والأصبغ بن نباتة ذكرهم - يعني يحيى بن معين - بسوء مذهب. وأبو سعيد عقيصا
شر منهم.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار،
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: أبو سعيد عقيصا غير ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أبو سعيد عن علي قال: هو
عقيصا واسمه دينار متروك.
6751 - عدي بن أرطاة، الفزاري الدمشقي:
أخو زيد بن أرطاة، ولاه عمر بن عبد العزيز البصرة وغيرها من بلاد العراق، ونزل
المدائن وحدث عن عمرو بن عبسة وأبي أمامة الباهلي. روى عنه بكر بن عبد الله
المزني، وبريد بن أبي مريم وعروة بن قبيصة، وعباد بن منصور الناجي.
302

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، أخبرنا روح بن عبادة، حدثنا
عباد بن منصور قال: سمعت عدي بن أرطاة يخطب على منبر المدائن فجعل يعظنا
حتى بكى وأبكانا، ثم قال كونوا كرجل قال لابنه وهو يعظه: بني أوصيك أن لا
تصلي صلاة إلا ظننت أنك لا تصلي بعدها غيرها حتى تموت، وتعال بني حتى نعمل
عمل رجلين كأنهما قد أوقفا على النار. ثم سألا الكرة، ولقد سمعت فلانا - نسى
عباد اسمه ما بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره - قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله
ملائكة ترعد فرائصهم من مخافته، ما منهم ملك يقطر دمعة من عينه إلا وقعت ملكا
يسبح، قال وملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا
يرفعونها إلى يوم القيامة، وركوعا لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة،
وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ولا ينصرفون إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة
تجلى لهم ربهم تعالى فنظروا إليه قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ".
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني فعدي بن أرطاة عن عمرو بن
عبسة؟ قال: يحتج به.
6752 - عافية بن يزيد بن قيس بن عافية بن شداد بن ثمامة بن سلمة بن
كعب بن أود بن صعب بن سعد العشيرة بن زيد بن أود بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الكوفي:
ولاه أمير المؤمنين المهدي القضاء ببغداد في الجانب الشرقي وحدث عن محمد بن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو، ومجالد بن سعيد.
روى عنه موسى بن داود الضبي، وأسد بن موسى المصري.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني، حدثنا
بشر بن موسى الأسدي.
وأخبرنا عبد الباقي بن محمد بن أحمد الطحان، أخبرنا محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا موسى بن داود، حدثنا عافية بن يزيد
عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قبله: إنه كان إذا
افتتح الصلاة رفع يديه ثم لا يعود.
303

أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمد
ابن كأس النخعي حدثهم قال: حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخي، حدثنا محمد بن
سعيد الخوارزمي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: كان أصحاب أبي حنيفة الذين
يذاكرونه، أبو يوسف وزفر وداود الطائي وأسد بن عمرو وعافية الأودي والقاسم بن
معن وعلي بن مسهر ومندل وحبان ابنا علي، وكانوا يخوضون في المسألة، فإن لم
يحضر عافية قال أبو حنيفة: لا ترفعوا المسألة حتى يحضر عافية، فإذا حضر عافية فإن
وافقهم قال أبو حنيفة أثبتوها، وإن لم يوافقهم قال أبو حنيفة: لا تثبتوها.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، أخبرني محمد بن
جرير الطبري - في الإجازة - أن المهدي استقضى ابن علاثة وعافية سنة إحدى وستين
ومائة، فكانا يقضيان في عسكر المهدي، وعلى الشرقية عمر بن حبيب العدوي.
أخبرني محمد بن الحسين القطان قال: قال أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد
النقاش: عافية بن يزيد الأودي قلده المهدي القضاء، شرك بينه وبين محمد بن عبد الله
ابن علاثة الكلابي.
فأخبرنا عبد الله بن الحسن الحراني عن علي بن الجعد قال: رأيت محمد بن عبد
الله وعافية بن يزيد الأودي وقد شرك المهدي بينهما في القضاء يقضيان جميعا في
المسجد الجامع في الرصافة، هذا في أدناه، وهذا في أقصاه، وكان عافية أكثرهما
دخولا على المهدي.
أخبرني علي بن المحسن القاضي، أخبرني أبي، حدثني أبو الحسن علي بن هشام
الكاتب، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن سعد مولى بني هاشم - وكان يكتب ليوسف
القاضي قديما - قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي عن أشياخه قال: كان عافية
القاضي يتقلد للمهدي القضاء بأحد جانبي مدينة السلام مكان ابن علاثة، وكان
عافية عالما زاهدا فصار إلى المهدي في وقت الظهر في يوم من الأيام وهو خال
فاستأذن عليه فأدخله، فإذا معه قمطر فاستعفاه من القضاء واستأذنه في تسليم القمطر
إلى من يأمر بذلك، فظن أن بعض الأولياء قد غض منه، أو أضعف يده في الحكم،
فقال له في ذلك. فقال: ما جرى من هذا شئ، قال: فما سبب استعفائك؟ فقال:
كان يتقدم إلى خصمان موسران وجيهان منذ شهرين في قضية معضلة مشكلة، وكل
يدعي بينة وشهودا ويدلي بحجج تحتاج إلى تأمل وتثبت فرددت الخصوم رجاء أن
304

يصطلحوا أو يعن لي وجه فصل ما بينهما، قال فوقف أحدهما من خبري على أني
أحب الرطب السكر، فعمد في وقتنا - وهو أول أوقات الرطب - إلى أن جمع رطبا
سكرا لا يتهيأ في وقتنا جمع مثله إلا لأمير المؤمنين، وما رأيت أحسن منه، ورشا بوابي
جملة دراهم على أن يدخل الطبق إلى ولا يبالي أن يرد، فلما أدخل إلى أنكرت ذلك
وطردت بوابي وأمرت برد الطبق، فرد، فلما كان اليوم تقدم إلى مع خصمه فما
تساويا في قلبي ولا في عيني، وهذا يا أمير المؤمنين ولم أقبل فكيف يكون حالي لو
قبلت، ولا آمن أن يقع على حيلة في ديني فأهلك وقد فسد الناس فأقلني أقالك الله
وأعفني، فأعفاه.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ أن
داود بن وسيم البوشنجي أخبرهم ببوشنج قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله عن
عمه عبد الملك ابن قريب الأصمعي أنه قال: كنت عند الرشيد يوما فرفع إليه في قاض
كان قد استقضاه يقال له عافية، فكبر عليه فأمر بإحضاره فأحضر، وكان في المجلس
جمع كثير فجعل أمير المؤمنين يخاطبه، ويوقفه على ما رفع إليه وطال المجلس، ثم إن
أمير المؤمنين عطس فشمته من كان بالحضرة ممن قرب منه، سواه فإنه لم يشمته،
فقال له الرشيد: ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم؟ فقال له عافية لأنك يا أمير
المؤمنين لم تحمد الله، فلذلك لم أشمتك هذا النبي صلى الله عليه وسلم عطس عنده رجلان فشمت
أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال: يا رسول الله مالك شمت ذلك ولم تشمتني؟
قال: " أن هذا حمد الله فشمتناه، وأنت فلم تحمده فلم أشمتك " فقال له الرشيد: ارجع
إلى عملك أنت لم تسامح في عطسة تسامح في غيرها؟ وصرفه منصرفا جميلا، وزبر
القوم الذين كانوا رفعوا عليه.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا علي بن محمد بن
إبراهيم الرياحي - بواسط - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، أخبرني أبو العباس
المنصوري عن ابن الأعرابي قال: خاصم أبو دلامة رجلا إلى عافية، فقال:
- لقد خاصمتني غواة الرجال * وخاصمتهم سنة وافيه -
- فما أدحض الله لي حجة * وما خيب الله لي قافيه -
- فمن كنت من جوره خائفا * فلست أخافك يا عافيه -
305

فقال له عافية: لأشكونك إلى أمير المؤمنين، قال: لم تشكوني؟ قال لأنك
هجوتني، قال: والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك، قال: ولم؟ قال: لأنك لا تعرف
الهجاء من المديح.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال:
عافية بن يزيد ثقة مأمون.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عافية
القاضي ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن
القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: عافية القاضي كان ضعيفا في الحديث.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث - عن عافية القاضي فقال: عافية يكتب حديثه؟ وجعل يضحك
ويتعجب.
6753 - عبثر بن القاسم، أبو زبيد الكوفي:
سمع أبا إسحاق الشيباني، وسليمان التيمي، ومطرف بن طريف، وسليمان
الأعمش، وليث بن أبي سليم، والعلاء بن المسيب، وسفيان الثوري. روى عنه محمد
ابن بشر العبدي، ويحيى بن آدم، وعبيد الله الأشجعي، ويعلى بن منصور، ومحمد بن
سابق، وعبد الله بن صالح العجلي، وعمرو بن عون، والحسن بن الربيع، وأحمد بن
يونس، وقتيبة بن سعيد، وأبو معمر القطيعي، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن
سليمان لوين، وغيرهم. قدم عبثر بغداد وحدث بها.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، حدثنا
عيسى بن عبد الله الطيالسي، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا أبو زبيد عبثر بن القاسم،
حدثنا مطرف عن عامر عن شريح ابن هانئ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ".
306

حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن أحمد التمار، حدثنا أبو
الفضل جعفر بن أحمد بن مالك القطيعي، حدثنا أبو بشر الهيثم بن سهل التستري،
حدثنا عبثر بن القاسم - أبو زبيد ببغداد في المدينة، سكة المطبق - حدثنا سليمان التيمي
عن أبي مجلز عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر، فسجد ثم قام، فأتم بقية
السورة، فنرى أنه قرأ بهم تنزيل السجدة.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثنا محمد بن سابق البغدادي عن أبي زبيد - عبثر بن القاسم كوفي ثقة.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف - وأنا أسمع - حدثكم
جعفر بن محمد الفريابي قال: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن عبثر؟ فقال:
ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت له - يعني
يحيى بن معين - فعبثر كيف هو؟ فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: عبثر أبو زبيد ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري، حدثنا محمد بن
عبد الله المستعيني، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: حدثني أبي قال: عبثر بن
القاسم شيخ ثقة من أهل الكوفة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا محمد بن جامع، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا يعقوب بن شيبة قال: عبثر أبو زبيد ثقة.
أخبرني أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن عبثر فقال: ثقة ثقة.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو زبيد - واسمه عبثر بن
القاسم - مات بالكوفة سنة ثمان وسبعين ومائة، في خلافة هارون وكان ثقة كثير
الحديث.
307

6754 - عفيف بن سالم، أبو عمرو الموصلي:
مولى بجيلة كان متفقها رحالا في طلب العلم، سمع مالك بن أنس، وابن أبي
ذئب، ومسعر بن كدام، وشعبة، وقرة بن خالد، وأبا عوانة، وفطر بن خليفة،
وشريكا، وليث بن سعد، وبقية بن الوليد وغيرهم. روى عنه كافة المواصلة، وقدم
بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها عبد الله بن عون الخراز، وداود بن عمرو
الضبي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وسعدان بن نصر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا عفيف بن سالم، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا أبان بن
عبد الله عن خالد بن عثمان عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " صلاة المسافر ركعتان حتى يئوب إلى أهله، أو يموت ".
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الرحيم المازني، حدثني أبي، حدثنا
محمد بن هارون، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا أبو عمرو وعفيف بن سالم
الموصلي، أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني قال: مر عبد الله
ابن مسعود بمصاب. فقرأ عليه في أذنه: * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا
ترجعون؟) * [المؤمنون 115] قال فبرأ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو
أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار سمعت عفيفا يقول: كنت باليمن فنفذت نفقتي ولم يبق
308

معي شئ إلا جبة فرو، ليس تحتها ولا فوقها شئ، قال فكنت أدخل القرية فأسأل
بقدر ما أحتاج إليه، فآكل ثم أمسك، حتى قدمت بغداد، قال ابن عمار: فدخل على
أبي يوسف فأعطاه ألفي درهم.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
عفيف بن سالم الموصلي مولى بجيلة ثقة.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
كان عفيف بن سالم الموصلي ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال ابن
عمار: كان عفيف أحفظ من المعافى - يعني ابن عمران - كان كأنه عراقي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
وعفيف بن سالم موصلي ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عفيف بن سالم
فقال: ثقة.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن
داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عفيف موصلي صدوق
من خيار الناس.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن عفيف بن سالم الموصلي
فقال: ربما أخطأ. لا يترك.
قلت: يعني لا يترك الرواية عنه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال عبد الغفار
ابن عبد الله بن الزبير الموصلي: كان عفيف يخضب لحيته بسواد، ومات عفيف سنة
ثمانين ومائة.
309

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: مات عفيف سنة ثلاث وثمانين
ومائة.
كتب إلى أبو الفرج محمد بن إدريس الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن
محمد الطوسي حدثهم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال:
مات عفيف بن سالم سنة ثلاث - أو أربع - وثمانين ومائة.
6755 - عتاب بن زياد، المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة عشر ومائتين وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، وأبي
حمزة السكري. فكتب عنه البغداديون، وروى عنه منهم أحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وأبو عوف البزوري.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف قالا: أخبرنا محمد بن
عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عتاب مربع، حدثنا يحيى بن معين،
حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا أبو حمزة السكري عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن ابن
عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه سلم يفصل ما بين الشفع والوتر بتسليمة، يسمعناها.
وأخبرنا الحسن وعثمان قالا: أخبرنا الشافعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
حدثنا أبي، حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد قال:
أصحاب ابن المبارك القدماء سفيان بن عبد الملك، وعلي بن الحسن وجعل يعد
غيرهما، قال وعتاب بن زياد بعدهم وليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
310

عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة اثنتي عشرة ومائتين فيها مات عتاب بن زياد
المروزي.
6756 - عمير بن إبراهيم، المدائني:
حدث عن عبد الله بن داود الخريبي. روى عنه محمد بن أبي سمينة التمار، وداود
ابن إسماعيل الجوزي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل
ابن خزيمة، حدثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك، حدثنا محمد بن أبي سمينة،
حدثنا عمير بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن داود عن سويد - مولى عمرو بن
حريث - عن عمرو بن حريث قال: سمعت عليا يخطب يقول: خير هذه الأمة بعد
نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.
6757 - عثيم الزاهد:
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان،
حدثنا محمد بن الحسين بن حميد اللخمي، حدثني خضر بن أبان بن عبيدة الواعظ،
حدثني عثيم البغدادي الزاهد، حدثني محمد بن كيسان - أبو بكر الأصم قال: قال
الحسن بن علي ذات يوم لأصحابه: إني أخبركم عن أخ لي، وكان من أعظم الناس
في عيني وكان رأس ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجا من سلطان
بطنه فلا يشتهي مالا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان خارجا من سلطان فرجه فلا
يستخف له عقله ولا رأيه، وكان خارجا من سلطان الجهلة فلا يمد يدا إلا على ثقة
المنفعة، كان لا يسخط ولا يتبرم، كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص
منه على أن يتكلم، كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت، كان أكثر
دهره صامتا، فإذا قال بذ القائلين، كان لا يشارك في دعوى، ولا يدخل في مراء، ولا
يدلي بحجة حتى يرى قاضيا، كان يقول ما يفعل، ويفعل ما يقول، تفضلا وتكرما،
كان لا يغفل عن إخوانه، ولا يختص بشئ دونهم، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر
في مثله، كان إذا ابتدأه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى
هواه فخالفه.
311

6758 - عسكر بن الحصين، أبو تراب النخشبي الزاهد:
كان كثير السفر إلى مكة وقدم بغداد غير مرة واجتمع بها مع أبي عبد الله أحمد
ابن حنبل. حكى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل غيره.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا أحمد بن مروان
المالكي، حدثنا عبد الله بن أحمد حنبل قال: جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي فجعل
أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة. قال أبو تراب: يا شيخ لا تغتاب العلماء. فالتفت
أبي إليه فقال له: ويحك هذه نصيحة، ليس هذا غيبة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد وأحمد بن علي المحتسب قالا: أخبرنا
أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري قال: سمعت عبد
الله بن علي يقول: سمعت الرقي يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلا يقول: لقيت
ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة، أولهم أبو تراب.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح وعمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف قالا: حدثنا
أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثني أبو الطيب أحمد بن جعفر
الحذاء قال: سمعت أبا علي الحسين بن خيران الفقيه يقول: مر أبو تراب النخشبي
بمزين، فقال له تحلق رأسي لله عز وجل؟ فقال له: اجلس، فجلس، ففيما هو يحلق
رأسه مر به أمير أهل بلده، فسأل حاشيته، فقال لهم: أليس هذا أبو تراب؟ فقالوا
نعم! فقال إيش معكم من الدنانير؟ فقال له رجل من خاصته معي خريطة فيها ألف
دينار، فقال إذا قام فأعطه واعتذر إليه وقل له لم يكن معنا غير هذه الدنانير، فجاء
الغلام إليه فقال له: إن الأمير يقرأ عليك السلام وقال لك ما حضر معنا غير هذه
الدنانير، فقال له ادفعها إلى المزين، فقال له المزين: إيش أعمل بها؟ فقال: خذها
فقال: لا والله ولو أنها ألفا دينار ما أخذتها، فقال له أبو تراب: مر إليه، فقل له: إن
المزين ما أخذها، خذها أنت فاصرفها في مهماتك.
أخبرني محمد بن عبد الواحد الأصغر، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال:
سمعت أبا العباس محمد بن الحسن البغدادي يقول: سمعت أبا عبد الله بن الفارسي
يقول: سمعت أبا الحسين الرازي يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت أبا
تراب يقول: ما تمنت على نفسي قط إلا مرة تمنت على خبزا وبيضا وأنا في سفري،
فعدلت من الطريق إلى قرية فلما دخلنا وثب إلى رجل فتعلق بي وقال: إن هذا كان
312

مع اللصوص. قال فبطحوني فضربوني سبعين جلدة، فوقف علينا رجل، فصرخ: هذا
أبو تراب، فأقاموني واعتذروا إلى، وأدخلني الرجل منزله وقدم إلى خبزا وبيضا،
فقلت: كلهما بعد سبعين جلدة.
حدثنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدثنا
محمد بن داود قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلا يقول: قدم أبو تراب مرة إلى مكة، فقلت له: يا أستاذ أين أكلت؟ فقال جئت بفضولك! أكلت أكلة بالبصرة وأكلة
بالنباج، وأكلة عندكم.
أخبرني مكي بن علي المؤذن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال:
سمعت أبا عبيد دارم بن أبي دارم يقول: سمعت أخي أحمد بن محمد قال: قال أبو
تراب النخشبي: وقفت خمسا وخمسين وقفة، فلما كان من قابل رأيت الناس
بعرفات، ما رأيت قط أكثر منهم، ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء، فأعجبني ذلك،
فقلت: اللهم من لم تقبل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له، وأفضنا من
عرفات وبتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا وأنا أسخى
الأسخياء؟ وعزتي وجلالي ما وقف هذا الموقف أحد قط إلا غفرت له، فانتبهت
فرحا بها الرؤيا، فرأيت يحيى بن معاذ الرازي وقصصت عليه الرؤيا، فقال: إن
صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما. فلما كان يوم أحد وأربعين جاءوا إلى يحيى
ابن معاذ الرازي فقالوا: إن أبا تراب مات فغسله ودفنه.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي: أن أبا تراب
توفي في البادية، قيل نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين.
6759 - عوام بن إسماعيل:
حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد، وعلي بن عاصم. روى عنه أحمد بن علي
الأبار.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات العوام بن إسماعيل ببغداد سنة سبع وأربعين ومائتين.
313

6760 - عنبس بن إسماعيل، القزاز:
حدث عن أصرم بن حوشب، وشعيب بن حرب، ومجاشع بن عمرو. روى عنه
ابنه محمد، ومحمد بن مخلد العطار.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا عنبس بن إسماعيل القزاز، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا
سفيان الثوري عن مالك بن أنس، حدثنا عامر بن عبد الله عن عمرو عن أبي قتادة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد ".
هكذا رواه عنبس بن إسماعيل عن شعيب بن حرب، وخالفه غيره فرواه عن
شعيب عن مالك ولم يذكر بينهما سفيان.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أيضا، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا العلاء بن سالم،
حدثنا شعيب بن حرب عن مالك بإسناد لم يذكر سفيان، وقيل: إن هذا أصح، والله
أعلم.
6761 - علان بن الحسن بن عمويه، الواسطي:
حدث ببغداد عن شعيب بن أيوب الصريفيني. روى عنه عبد العزيز بن جعفر
الخرقي.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي،
أخبرنا أبو الحسن بن علان بن الحسن بن عمويه الواسطي، حدثنا شعيب بن أيوب،
حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن حماد عن إبراهيم عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يكره أن يأكل الضب.
6762 - علوان بن الحسين بن سلمان بن علي بن القاسم، أبو اليسير
المالكي:
ختن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدث عن علي بن محمد بن المبارك الصنعاني،
وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبيد بن محمد الكشوري. وهنبل بن محمد
السليحي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا علوان
ابن الحسين بن سلمان - أبو اليسير المالكي - حدثنا علي بن محمد بن المبارك
314

الصنعاني، حدثنا زيد بن المبارك، حدثنا الهيثم بن عدي الطائي، حدثنا عبد الله بن
عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن أبي أوفى أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقته فقال
" اللهم صل على آل أبي أوفى ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال: ومات أبو اليسير علوان بن الحسين
في صفر سنة عشرين وثلاثمائة.
6763 - عدنان بن أحمد بن طولون، أبو معد المصري:
وهو أخو خمارويه بن أحمد، قدم بغداد. وحدث بها عن الربيع بن سليمان
المرادي، وبكر بن سهل الدمياطي. روى عنه عبيد الله بن محمد بن عائذ الخلال،
وأبو بكر محمد بن أحمد المفيد.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائذ الخلال، حدثنا
أبو معد عدنان بن أحمد بن طولون - قدم علينا من مصر - حدثنا بكر بن سهل
الدمياطي.
وأخبرنا الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري - بالبصرة - حدثنا محمد بن
أحمد بن محمويه العسكري، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا شعيب بن يحيى، حدثنا
يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعروا النساء يلزمن الحجال ".
حدثني عبد العزيز الكتاني، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان
ابن زبر: أن عدنان بن أحمد مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
6764 - عزيز بن نصر بن الليث بن أبي الليث، أبو نصر الأشروسني:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن إسماعيل الخجندي، وبكران بن عبد الرحمن
البغدادي. روى عنه علي بن عمر السكري. وقد ذكرنا له حديثا في باب الباء من
هذا الكتاب.
315

6765 - عتبة بن عبد الله بن موسى بن عبيد الله، أبو السائب الهمذاني:
ولى القضاء بمدينة المنصور من الجانب الغربي، ثم نقل إلى قضاء الجانب الشرقي،
ثم تولى قضاء القضاة، وذلك في أيام الخليفة المطيع لله.
فأخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما قبض
المستكفي على محمد بن الحسن بن أبي الشوارب - وكان قاضيا على الجانب الغربي
بأسره - قلد مدينة أبي جعفر القاضي أبا السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد
الله، وذلك في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ثم قتل أبا عبد الله محمد بن عيسى
اللصوص - وكان قاضيا على الجانب الشرقي - فنقل أبو السائب عن مدينة أبي جعفر
إلى القضاء بالجانب الشرقي، وذلك في يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الآخر من هذه
السنة.
قال طلحة: والقاضي أبو السائب رجل من أهل همذان، وكان أبوه عبيد الله
تاجرا مستورا دينا.
أخبرني جماعة من الهمذانيين أنه كان يؤمهم في مسجد لهم فوق الثلاثين سنة،
ونشأ أبو السائب يطلب العلم، وغلب عليه في ابتداء أمره علم التصوف والميل إلى
أهل الزهد في الدنيا، ثم خرج عن بلده وسافر ودخل الحضرة في أيام الجنيد، ولقي
العلماء وعنى بفهم القرآن، وكتب الحديث، وتفقه على مذهب الشافعي، وتقلد
الحكم واتصلت أسفاره، فدخل المراغة وبها عبد الرحمن الشيزي - وكان صديقه -
وكان عبد الرحمن غالبا على أبي القاسم بن أبي السراج، فعرف الأمير أبا القاسم
خبر أبي السائب وما هو عليه من الفضل، وأدخله إليه فرآه فاضلا عاقلا، فقلده
الحكم بالمراغة، وغلب على أبي القاسم بن أبي الساج، وتقلد جميع أذربيجان مع
المراغة، وعظمت حاله. وقبض على ابن أبي الساج وعاد إلى الجبل بعد الحادثة على ابن أبي الساج وتقلد همذان، ثم عاد إلى بغداد فقطن بها، وتقدم عند السلطان
وعرف الرؤساء فضله وعقله، وتقلد أعمالا جليلة بالكوفة، وديار مصر، والأهواز،
وتقلد عامة الجبل، وقطعة من السواد، وتقدم عند قاضي القضاة أبي الحسين بن أبي
عمر وسمع شهادته، واستشاره في كثير من أموره، ثم ما زال على أمر جميل، وفعل
حميد، إلى رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فإنه تقلد قضاء القضاة، وله أخبار
حسان، وعلقت عنه أشياء كثيرة، وجوابات في مسائل القرآن عجيبة، وذكر لي أن
عامة كتبه بهمذان.
316

أخبرنا علي بن المحسن، حدثنا أبي المحسن بن علي القاضي، حدثنا قاضي القضاة
أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى - من حفظه مذاكرة في مجلسه - ببغداد - حدثنا
أبو عثمان سعيد بن جابر الأبهري، حدثنا علي بن نصر الجهضمي، حدثنا محمد بن
يزيد بن خنيس العابد قال دخلت مع سعيد بن حسان على سفيان الثوري نعوده
فقال: كيف الحديث الذي حدثتني به؟ فقلت: حدثتني أم صالح قالت حدثتني صفية
بنت شيبة قالت: حدثتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل
كلام ابن آدم عليه إلا أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو الصلح بين الناس " قال:
فقال: ما أعجب هذا الحديث، امرأة عن امرأة عن امرأة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت وما
يعجبك من ذلك وهو في كتاب الله موجود؟ قال الله تعالى: * (لا خير في كثير من
نجواهم إلا من أمر بصدقة، أو معروف، أو إصلاح بين الناس) * [النساء 114] وقال
* (والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق
وتواصوا بالصبر) * [العصر 1 - 3].
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا محمد بن خنيس قال: حدثنا سفيان
الثوري - في دار ابن الجزار، وأومأ إلى دار العطارين - وإنما دخلنا على سفيان نعوده
فدخل عليه سعيد بن حسان المخزومي، فقال له سفيان: الحديث الذي حدثتنيه عن أم
صالح وساق معنى ما تقدم.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن طلحة بن جعفر، أخبرني
قاضي القضاة أبو السائب قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: اعتل
أبو زرعة الرازي فمضيت مع أبي لعيادته، فسأله أبي عن سبب هذه العلة فقال: بت
وأنا في عافية، فوقع في نفسي أني إذا أصبحت أخرجت من الحديث ما أخطأ فيه
سفيان الثوري، فلما أصبحت خرجت إلى الصلاة وفي دربنا كلب ما نبحني قط، ولا
رأيته عدا على أحد، فعدا على وعقرني، وحممت، فوقع في نفسي أن هذا عقوبة لما
وضعت في نفسي، فأضربت عن ذلك الرأي.
قال طلحة: وأخبرني قاضي القضاة - يعني أبا السائب أيضا - أنه سمع ابن أبي
317

حاتم قال: سمعت محمد بن الحسين النخغي قال: سمعت محمد بن الحسين
البرجلاني يقول: قال الرشيد لابن السماك: عظني، فقال: يا أمير المؤمنين إنك تموت
وحدك، وتغسل وحدك، وتكفن وحدك، وتقبر وحدك، يا أمير المؤمنين إنما هو دبيب
من سقم، فيؤخذ بالكظم، وتزل القدم، ويقع الفوت والندم، فلا توبة تنال، ولا عثرة
تقال، ولا يقبل فداء بمال.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي قال: توفي أبو السائب عتبة بن عبيد الله قاضي
القضاة في يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة، وكان
مولده في سنة أربع وستين ومائتين.
حدثنا علي بن أبي علي المعدل - إملاء - حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن
المخلص قال: حدثني أبو بكر أحمد بن علي الدهني - المعروف بابن القطان - قال:
رأيت أبا السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك
مع تخليطك بهذا اللفظ؟ فقال: غفر لي، فقلت فكيف ذاك؟ فقال: إن الله تعالى عرض
على أفعالي القبيحة، ثم أمر بي إلى الجنة، وقال لولا أني آليت على نفسي أن لا
أعذب من جاوز الثمانين لعذبتك، ولكني قد غفرت لك وعفوت عنك، اذهبوا به
إلى الجنة فأدخلتها.
6766 - عطية بن سعيد بن عبد الله، أبو محمد الأندلسي الحافظ:
قدم بغداد وحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي، وعبد الله بن خيران
القيرواني، وعلي بن الحسين بن بندار الأذني.
حدثني عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب وقال لي: كان
عطية زاهدا، وكان لا يضع جنبه على الأرض، وإنما ينام محتبيا. قال أبو الفضل:
ومات في سنة ثلاث وأربعمائة - فيما أظن -.
انقضى حرف العين
318

باب الغين
319

6767 - غياث بن إبراهيم، أبو عبد الرحمن النخعي الكوفي:
حدث عن إبراهيم بن أبي عبلة، وأبي عمرو الأوزاعي، وموسى الجهني، وعثمان
ابن عطاء الخراساني، ومجالد بن سعيد، وغيرهم. روى عنه بقية بن الوليد، ومحمد
ابن حمران، ومحمد بن خالد الحنظلي، يحيى بن إسماعيل الواسطي، وبهلول بن
حسان الأنباري، وعلي بن الجعد الجوهري، في آخرين. وكان أمير المؤمنين المهدي
أقدم غياث بن إبراهيم بغداد فأقام بها مدة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق، أخبرني جدي - قراءة عليه - عن أبيه عن
غياث بن إبراهيم عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أنها
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي
بعدي ".
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - أخبرنا سليمان
ابن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن جعفر الرازي، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا
غياث بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي قال: سمعت عبد الله بن أم
حرام الأنصاري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز فإن الله سخر لكم به
بركات السماوات والأرض ".
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت أبي يقول: قدم على المهدي
بعشرة محدثين فيهما الفرج بن فضالة، وغياث بن إبراهيم، وغيرهم. وكان المهدي
يحب الحمام ويشتهيها، فأدخل عليه غياث بن إبراهيم فقيل له حدث أمير المؤمنين،
فحدثه بحديث أبي هريرة " لا سبق إلا في حافر أو نصل " وزاد فيه " أو جناح " فأمر له
المهدي بعشرة آلاف، قال فلما قام قال: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وإنما استجلبت ذاك أنا. فأمر بالحمام فذبحت، فما ذكر غياثا بعد ذلك.
320

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي، حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد - إملاء -
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن كثير مولى آل العباس، حدثني داود بن رشيد قال: دخل
غياث بن إبراهيم على المهدي - وكان يحب الحمام التي تجيء من البعد - قال فحدثه -
يعني حديثا - رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا سبق إلا في حافر أو خف أو جناح "
فأمر له بعشرة آلاف درهم، فلما قام قال: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جناح، ولكنه أراد أن يتقرب إلى.
حدثني علي بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله
قال: هذا كتاب جدي، فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري،
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا غياث بن
إبراهيم. قال قال لي المهدي: ما صنعتك؟ قلت: صنعة المفاليس. قال: وما صنعة
المفاليس؟ قلت: طلب الحديث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل. قالا: أخبرنا
دعلج بن أحمد حدثنا - وفي حديث بن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الابار حدثنا
يحيى بن أيوب، حدثنا أبو النذر الكوفي قال: كنا بمكة، فقدم عطاء بن عجلان
البصري، فاخذ في الطواف، فجاء غياث بن إبراهيم، وكدام بن مسعر بن كدام،
وآخر قد سماه. فجعلوا يكتبون حديث عطاء، فإذا مروا بعشرة أحاديث أدخلوا
حديثا من غير حديثه، حتى كتبوا أحاديث وهو يطوف، قال فقال لهم حفص بن
غياث: ويلكم اتقوا الله فاني أراكم ستصيرون آية للعالمين، تريدون أن تهتكوا حرمة
الشهر، وحرمة البلدة، وحرمة الإسلام؟ قال: فانتهروه وصاحوا به وقالوا أنت أحمق،
قال فقام من عندهم وتركهم، فلما فرغ كلموه أن يحدثهم ورققوه، فأخذ الكتاب
فجعل يقرأ حتى انتهى إلى حديث فمر فيه فقرأه، قال فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قرأ
آخر حتى انتهى إلى الثالث فانتبه الشيخ واستضحكوا، قال فقال لهم: إن كنتم أردتم
شيني فعل الله بكم وفعل. قال أبو المنذر: فوثبت خشية أن تصيبني، فإما كدام
فاختلط ووسوس وكوى رأسه أربع كيات وأما غياث فبطل حديثه ولم يصدق، حتى
لو حدث بالصدق لم يصدق.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا الحسين بن أحمد بن صدقة،
321

حدثنا أحمد بن زهير، حدثني محمد بن عباد بن موسى، حدثنا يزيد بن هارون،
حدثني خليفة بن موسى، عن غياث بن إبراهيم قال: كان يكون الحديث الحسن عند
الشيخ الذي لا يجوز حديثه، فأجئ بالشيخ إلى الأعمش فيسمع الحديث منه، فأرويه
عن الأعمش وأطرح الشيخ.
وأخبرني عبيد الله، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا
أبو قلابة عبد الملك بن محمد قال سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول سمعت أبا
أسامة يقول: كنت أذهب أنا وغياث إلى الأعمش، فيحدثنا غياث بالأحاديث ليس
عند الأعمش، ثم ننصرف فيعود فيحدثنا بها الأعمش فيكتبها غياث. فأقول له ويلك
أليس حدثته أنت بها؟ فيقول: اسكت هي من أبي محمد أنفق.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن الحربي قال أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله
المديني. قال: سألت أبي عن غياث بن إبراهيم فضعفه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء،
أخبرنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن معين - وذكر
عنده غياث بن إبراهيم - فقال يحيى: كان ضعيفا.
أخبرني أبو الحسن ممد بن عبد الواحد قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد
الحوشي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا سليمان بن معبد قال
سمعت يحيى يقول: كان غياث بن إبراهيم كذابا.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد
ابن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: غياث
ليس بثقة ولا مأمون. قال أبو الفضل عباس: هو غياث بن إبراهيم.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن محمد بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سئل يحيى بن معين، عن غياث بن إبراهيم فقال: كوفي كذاب خبيث -
قال لي أبو سفيان المعمري - وكان جاره - نسخ كتبي عن معمر كلها ثم وضعها في
كتبه ولم يسمعها مني.
322

حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار،
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: غياث بن إبراهيم - كان فيما سمعت غير
واحد يقول - كان يضع الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: غياث بن إبراهيم
أبو عبد الرحمن يعد في الكوفيين تركوه.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قيل له: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد
الرحمن غياث بن إبراهيم الكوفي متروك الحديث.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني قال أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي - بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا
داود - عن غياث بن إبراهيم قال: غير ثقة ولا مأمون.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب
النسائي، حدثني أبي. قال: غياث بن إبراهيم كوفي متروك الحديث.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن
علي الأيادي، حدثنا زكريا الساجي. قال: غياث بن إبراهيم كوفي تركوه.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن غياث بن إبراهيم فقال:
كوفي كان يضع الحديث.
6768 - غسان بن عبيد، الأزدي:
من أهل الموصل حدث عن أبي عاتكة طريف بن سلمان، ومالك بن أنس، وابن
أبي ذئب، وسفيان الثوري، وعكرمة بن عمار. روى عنه غير واحد من الغرباء، وقدم
بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها الحكم بن موسى روى عنه جامع سفيان
الثوري، و عبد الجبار بن عاصم، وسعدان بن نصر.
ويقال: إن غسان خرج عن الموصل فاستوطن الثغر، وكتب الناس عنه هناك.
323

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وأبو الفتح هلال بن
محمد بن جعفر الحفار. قالا: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز - إملاء -
حدثنا سعدان بن نصر بن منصور البزاز، حدثنا غسان بن عبيد، عن ابن أبي ذئب،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليأتين على الناس زمان لا
يبالي أحدهم بما أخذ من المال، بحلال أم حرام ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن
أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين.
وأخبرني العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني محمد بن يعقوب
الأصم أن العباس بن محمد بن حاتم حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
غسان الموصلي الذي يروي جامع سفيان ثقة.
كذا روى أحمد بن أبي خيثمة وعباس الدوري عن يحيى. وروى إبراهيم بن عبد
الله بن الجنيد عن يحيى أنه ضعفه.
أخبرني الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى - وأنا أسمع - عن غسان بن
عبيد الموصلي فقال: قد رأيته ههنا يعني ببغداد - ضعيف الحديث.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - سألت أبا
زكريا عن غسان بن عبيد الموصلي فقال أبو زكريا: كان قدم علينا ههنا فنزل المدينة،
فأتيناه فإذا هو لا يعرف الحديث، إلا أنه لم يكن من أهل الكذب، ولكنه كان لا
يعقل الحديث. قلت لأبي زكريا: سمع جامع سفيان من سفيان؟ قال لا، إنما عرضه
على سفيان.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: كتبنا عن غسان بن عبيد الموصلي - قدم
علينا ههنا - وكان قد سمع من سفيان أحاديث يسيرة، وكتبت منها أحاديث،
324

وخرجت حديثه منذ حين، وإنما كان سمع من سفيان شيئا يسيرا. وأنكر أن يكون
سمع الجامع سفيان.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن خمرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس
قال: قال محمد بن عبد الله بن عمار: غسان بن عبيد الموصلي كان يعالج الكيمياء،
وما عرفناه بشئ من الحديث، ولا حدث ههنا بشئ.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: غسان بن عبيد
موصلي صاحب التوزي صالح، وضعفه أحمد.
6769 - غسان بن المفضل، أبو معاوية الغلابي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وعبد الوهاب
الثقفي، وبشر بن المفضل، وخالد بن الحارث، وأبي بحر البكراوي، وأبي أسامة
حماد بن أسامة، وغيرهم. روى عنه ابنه المفضل، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبو
الأحوص محمد بن نصر الأثرم، وجعفر بن محمد الصائغ، وعبد الله بن مهران
النحوي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن غالب التمتام.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، أخبرنا عبد الله بن مهران، حدثنا غسان بن المفضل الغلابي، حدثنا معتمر
ابن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سعيد بن زيد وأسامة بن زيد عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ".
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد - في تسمية من كان ببغداد من المحدثين
- غسان بن المفضل الغلابي ويكنى أبا معاوية.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: وغسان بن المفضل - أبو معاوية الغلابي -
كان من عقلاء الناس دخل على المأمون فاستعقله.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
325

حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن الغلابي فقال ثقة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: غسان بن المفضل
الغلابي بصري ثقة.
أخبرنا علي بن محمد السمسار قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا
عبد الباقي بن قانع: أن غسان بن المفضل أبا معاوية الغلابي مات في سنة تسع عشرة
ومائتين.
6770 - غسان بن الربيع بن منصور، أبو محمد الغساني الأزدي:
من أهل الموصل سمع عبد الله بن عمر بن مرة، وأبا إسرائيل الملائي، وجعفر بن
ميسرة، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وحماد بن سلمة، وثابت بن يزيد، وعبد
العزيز الماجشون والليث بن سعد، وإسماعيل بن عياش. روى عنه أبو يعلى الموصلي،
وغيره من أهل بلده. وقدم بغداد وحدث بها فكتب عنه، وحدث عنه من أهلها
أحمد بن حنبل، وحنبل بن إسحاق، ويحيى بن معين، وعباس الدوري، وأحمد بن
يوسف التغلبي، وهيذام بن قتيبة، ويزيد بن الهيثم البادا، وجعفر الصائغ، وإبراهيم
الحربي. وكان نبيلا فاضلا ورعا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا أبو
إسرائيل الملائي - واسمه إسماعيل - عن الحارث بن حصيرة الأزدي عن ابن بريدة عن
أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني أشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه
الأرض من حجر، أو مدر ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا غسان بن الربيع - مع أبي عبد الله - حدثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن
حنش قال: صليت خلف علي في الرحبة وصلى على سهل بن حنيف، فكبر ستا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف قالا: أخبرنا محمد بن
عبد الله الشافعي قال: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي - وسئل: كتب يحيى
بن معين - يعني عن غسان بن الربيع فقال: حديثا واحدا هو هذا.
326

أخبرنا يحيى بن معين، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا يوسف بن عبدة عن ثابت
وحميد عن أنس قال: كانت الأوس والخزرج، فذكر الحديث.
أخبرني الخلال عن الدارقطني قال: وغسان بن الربيع وصالح.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري ومحمد بن عبد الملك القرشي قالا: حدثنا أبو
الحسن الدارقطني قال: غسان بن الربيع ضعيف.
كتب إلى أبو الفرج محمد بن إدريس الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن
محمد الطوسي حدثهم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال:
توفي غسان بن الربيع بالموصل سنة ست وعشرين ومائتين.
6771 - غسان بن رضوان بن شعيب، أبو الحسن البزاز:
حدث عن الحسن بن عرفة، وأحمد بن العباس النسائي. روى عنه محمد بن
إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني.
حدثنا يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ - بأصبهان - حدثنا غسان بن رضوان بن شعيب أبو الحسن البزاز - ببغداد -
حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبد الله بن المبارك عن عاصم الأحول عن الشعبي عن
عدي بن حاتم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد فقال: " إذا رميت بسهمك
فاذكر اسم الله عز وجل، فإن قتل فكل، إلا أن يكون وقع في ماء فلا تأكله، لا تدري
الماء قتله أم سهمك ".
6772 - غانم بن حميد بن يونس بن عبد الله، أبو بكر الشعيري:
حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي وغيره. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج،
وأبو الحسين بن جميع الصيداوي.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - وأبو نصر علي بن
الحسين بن أحمد الوراق - بصيدا - قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني،
حدثنا غانم بن حميد بن يونس بن عبد الله - أبو بكر الشعيري - ببغداد - حدثنا أبو
عمارة أحمد بن محمد، حدثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي، حدثنا
327

القاسم بن مطيب، حدثنا منصور بن صدقة عن أبي معبد عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض، ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة
لأن الله فطمها ومحبيها عن النار ".
في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد، وليس بثابت.
6773 - غانم بن عبد الله بن محمد بن أبان بن بيان، أبو الحسن البزاز:
حدث عن أبي شعيب الحراني، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم السراج، وغيرهما.
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن حجاج، وعلي بن عمر بن
دخان.
وذكر أبو الفتح بن مسرور البلخي أنه سمع منه وقال: كان ثقة.
6774 - غانم بن محمد، الوراق:
حدث عن موسى بن هارون. روى عنه أحمد بن محمد بن عمران الجندي.
6775 - غريب:
مولى ولد علي بن صالح صاحب المصلى. حدث عن الحسن بن عليل العنزي.
روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
6776 - غريب بن عبد الله، الخادم المعتضدي:
حدث عن جعفر بن محمد الفريابي. روى عنه أحمد بن محمد بن عمران
الجندي. وذكر أنه سمع منه في دار الخلافة - باب بيت المال - في سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة.
6777 - غالب بن محمد، البردعي:
حدث ببغداد عن محمد بن مسلم بن وارة الرازي. روى عنه أبو القاسم
الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا غالب بن محمد البردعي - ببغداد - حدثنا محمد بن مسلم بن
328

وارة الرازي، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا جدي عبيد الله بن الوازع عن
أيوب السختياني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث
من فعلهن ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه، وأن يبارك له، من سعى في
فكاك رقبة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن تزوج
ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن أحيا أرضا ميتة ثقة
بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له ".
قال سليمان: لم يروه عن أيوب إلا عبيد الله، تفرد به عمرو بن عاصم.
6778 - غالب بن هلال بن محمد بن سعدان بن جعفر بن عبد الرحمن، أبو
العلاء الحفار:
سمع علي بن معروف بن محمد البزاز. كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا غالب بن هلال الحفار - في سنة تسع وأربعمائة - قال: حدثنا أبو الحسن
علي بن معروف البزاز، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا عبد الرحمن بن مسلم
المقرئ، حدثنا يغنم بن قنبر، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر لا يدخل الحمام إلا بمئزر ".
مات غالب بن هلال الحفار قبل سنة عشرين وأربعمائة.
6779 - غصين بن براق، أبو هلال الأحدب. الشاعر المديني:
سماه وكناه ونسبه دعبل بن علي في كتاب طبقات الشعراء، وذكر أنه كان
أعرابيا، وقال: هاجر إلى بغداد فأقام بها ومات، وله ببغداد بنون، وهو الذي
يقول:
- فلو أن ما بي بالحصى فلق الحصى -
وذكر الشعر.
قلت: وذكر غير دعبل أنه كان مغنيا.
329

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن
عبد الرحيم المازني، حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني محمد بن
المرزبان، حدثنا أبو بكر العامري، حدثنا محمد بن زكريا قال: مررت بالأحدب
المدني المغني، فقلت له أنشدني شيئا من شعرك، فأنشدني:
- فلو أن ما بي بالحصى فلق الحصى * وبالريح لم يوجد لهن هبوب -
- ولو أنني أستغفر الله كلما * ذكرتك لم تكتب على ذنوب -
- ولو أن أنفاسي أصابت بحرها * حديدا إذن ظل الحديد يذوب -
فعجبت من حسنه، وقلت إن هذا الشعر لا يخرج إلا من قلب عاشق، فقد قيل
لبعض العرب لم صارت المرائي، أرق أشعاركم؟ قال: لأنا نبكي بها على الآباء
والأبناء من قلوب قرحة.
6780 - الغمر بن محمد بن عبد الرحمن بن الغمر بن عباد بن النعمان، أبو
أحمد الباوردي:
قدم بغداد وحدث بها عن حامد بن بلال البخاري. كتبت عنه أبو الحسن بن
رزقويه.
6781 - غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن الحكم، أبو القاسم
الهمذاني البزاز:
وهو أخو أبي طالب محمد وكان الأكبر، سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأبا
بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا. كتبنا عنه
وكان ثقة يسكن درب عبدة.
سمعت أبا طالب بن غيلان - وسئل عن مولد أخيه غيلان - فقال: في سنة أربع
وأربعين وثلاثمائة، ومات في ليلة الجمعة ودفن بباب حرب يوم الجمعة التاسع عشر
من شعبان سنة ست عشرة وأربعمائة.
انقضى حرف العين
330

باب الفاء
331

ذكر من اسمه الفضل
6782 - الفضل بن يحيى بن خالد. البرمكي:
أخو جعفر وكان رضيع هارون الرشيد، وولاه الرشيد أعمالا جليلة بخراسان
وغيرها، وكان أندى كفا من أخيه جعفر، إلا أنه كان فيه كبر شديد، وكان جعفر
أطلق وجها، وأظهر بشرا. ولما غضب هارون الرشيد على البرامكة وقتل جعفرا، خلد
الفضل في الحبس مع أبيه يحيى، فلم يزالا محبوسين حتى ماتا في حبسهما.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني
محمد بن يحيى الصولي قال: كان مولد الفضل بن يحيى لسبع بقين من ذي الحجة
سنة سبع وأربعين ومائة. وأم الفضل زبيدة بنت سنين بربرية مولده المدينة، فأرضعت
الخيزران الفضل، وأرضعت زبيدة أم الفضل الرشيد أياما حتى صارا رضيعين، وفي
ذلك يقول مروان بن أبي حفصة في قصيدة يمدح بها الفضل:
- كفى لك فضلا أن أفضل حرة * غذتك بثدي والخليفة واحد -
- لقد زنت يحيى في المشاهد كلها * كما زان يحيى خالدا في المشاهد -
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة، حدثني محمد بن الحسين بن هشام قال: حدثني علي بن الجهم عن أبيه
قال: أصبحت ذات يوم وأنا في غاية الخلة والضيقة، ما أهتدي إلى دينار ولا درهم
ولا أملك إلا دابة عجفاء، وخادما خلقا، فطلبت الخادم فلم أجده، ثم جاء فقلت أين
كنت؟ فقال كنت في احتيال شئ لك، وعلف لدابتك، فوالله ما قدرت عليه.
فقلت: أسرج لي دابتي فأسرجها، وركبت، فلما صرت في سوق يحيى، فإذا أنا
بموكب عظيم، وإذا الفضل بن يحيى بن خالد، فلما بصر بي قال: سر، فسرنا قليلا
وحجز بيني وبينه غلام يحمل طبقا على باب يصيح بجارية، فوقف الفضل طويلا ثم
قال سر! ثم قال أتدري ما وقفني؟ قلت إن رأيت أن تعلمني، قال: كانت لأختي
جارية وكنت أحبها حبا شديدا، وأستحي من أختي أن أطلبها منها، ففطنت أختي
لذلك، فلما كان في هذا اليوم لبستها وزينتها وبعثت بها إلى، فما كان في عمري يوم
هو أطيب عندي من يومي هذا، فلما كان في هذا الوقت جاءني رسول أمير المؤمنين
فأزعجني وقطع على لذتي، فلما صرت إلى هذا المكان دعا هذا الغلام صاحب الطبق
332

باسم تلك الجارية، فارتحت لندائه، ووقفت. فقلت: أصابك ما أصاب أخا بني عامر
حيث يقول:
- وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى * فهيج أحزان الفؤاد وما يدري -
- دعا باسم ليلى غيرها فكأنما * أطار بليلي طائرا كان في صدري -
فقال: اكتب لي هذين البيتين، فعدلت أطلب ورقة أكتب له البيتين فيها فلم أجد،
فرهنت خاتمي عند بقال، وأخذت ورقة فكتبتهما فيها، وأدركته بها فقال لي ارجع
إلى منزلك، فرجعت ونزلت، فقال لي الخادم أعطني خاتمك أرهنه على قوتك اليوم،
فقلت قد رهنته، فما أمسيت حتى بعث إلى بثلاثين ألف درهم جائزة، وعشرة آلاف درهم سلفا لشهرين من رزق أجراه لي.
أخبرني أبو القاسم سلامة بن الحسين الخفاف المقرئ، وأبو طالب عمر بن محمد
ابن عبيد الله المؤدب قالا: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسين بن إسماعيل،
أخبرنا عبد الله بن أبي سعيد قال: حدثني عبد الله بن الحارث المروزي قال: أخبرني
هاشم بن نامجور قال: مر الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك بعمرو بن جميل
التميمي ببلخ - وعمرو في مضربه يطعم الناس - فلم يقف الفضل ولم يسلم عليه،
فوجد عمرو في نفسه، فلما نزل الفضل قال: ينبغي لنا أن نعين عمرا على مروءته،
فبعث إليه بألف ألف درهم.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسن
ابن دريد الأزدي، أخبرنا الحسن بن خضر، حدثني أبي عن العتابي قال: اجتمعنا على
باب الفضل بن يحيى البرمكي بأرمنية أربعة آلاف رجل، يطلب كل بأدب، وشعر،
وكتابة، وشافعة، وكان الزوار يسمون في ذلك العصر السؤال، فقال الفضل - لكرمه -
سموهم الزوار، فلزمهم هذا الاسم إلى اليوم.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني، حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى المكي، حدثنا أحمد بن عمر الأخباري عن جده قال: كان الفضل
ابن يحيى عبسا بسرا وكان سخيا كريما، وكان أخوه جعفر بن يحيى طلقا بشرا،
وكان بخيلا لا عطاء له، وكان الناس إلى لقاء جعفر أميل منهم إلى لقاء الفضل.
وأخبرنا الجوهري، أخبرنا المرزباني، حدثنا أحمد بن أحمد بن عيسى المكي،
حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: بلغ يحيى بن خالد أن ابنه الفضل وهب
333

لغلامه الطباخ مائة ألف درهم، فقال له في ذلك، فقال الفضل: إن هذا غلام
صحبني وأنا لا أملك شيئا، واجتهد في نصيحتي، وقد قال الشاعر:
- إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا * من كان يؤنسهم في المنزل الخشن -
أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قالا: أخبرنا
محمد بن جعفر التميمي الكوفي، أخبرنا أبو بكر الصولي، حدثنا أبو الحسن البرذعي
قال: حدثني محمد بن الحسن مصقول عن العتابي قال: كنا بباب الفضل بن يحيى
البرمكي أربعة آلاف، ما بين شاعر، وزائر، وفينا فتى يحدثنا ونجتمع إليه، فبينا هو
ذات يوم قاعد إذا أقبل إليه غلام له كأجمل الغلمان، فقال له: يا مولاي أخرجتني من
بين أبوي، وزعمت أن لك وصلة بالملوك، فقد صرنا إلى أسوأ ما يكون من الحال.
وقال: إن رأيت أن تأذن لي فأنصرف إلى أبوي فعلت. قال فاغرورقت عينا الفتى ثم
قال ائتني بدواة وقرطاس، فأتاه بهما فقعد حجزة - يعني ناحية - فكتب رقعة، ثم عاد
إلى مجلسه ثم قال للغلام: انصرف إلى وقت رجوعي إليك، فبينا نحن كذلك إذ جاء
رجل يستأذن على الفضل، فقام إليه الفتى فقال: توصل رقعتي هذه إلى الأمير؟ قال
وما في رقعتك؟ قال: أمدح نفسي وأحث الأمير على قبولي، قال: هذه حاجة لك
دون الأمير. فإن رأيت أن تعفيني فعلت، قال: قد فعلت، فعاد إلى مجلسه فخرج
الحاجب فقام إليه، فقال له مثل مقالته الأولى، فاستظرفه الحاجب وقال: إن رجلا
يتصل بمثل الفضل يمدح نفسه لا يمدح الفضل عجيب، فأخذ منه الرقعة ثم دخل
فلوحها للفضل، فقرأ منها سطرين وهو مستلق على فراشه، ثم استوى قاعدا وتناول
الرقعة فقرأها، فلما فرغ من الرقعة قال للحاجب: أين صاحب الرقعة؟ قال أعز الله
الأمير، لا والله لا أعرفه لكثرة من بالباب، فقال الفضل: أنا أنبذه لك الساعة يا غلام
اصعد القصر فناد أين مادح نفسه؟ فقام الغلام فصاح، فقام الفتى من بيننا بغير رداء
ولا حذاء فلما مثل بين يدي الفضل قال له: أنت القائل ما فيها؟ قال: نعم! قال:
أنشدني فأنشأ الفتى يقول:
- أنا من بغية الأمير وكنز * من كنوز الأمير ذو أرباح -
- كاتب حاسب خطيب بليغ * ناصح زائد على النصاح -
- شاعر مفلق أخف من الريشة * مما يكون تحت الجناح -
- ثم أروى عن ابن هرمة للناس * لشعر محبر الإيضاح -
334

- لي في النحو فطنة ونفاذ * لي فيه قلادة بوشاح -
- إن رمى بي الأمير أصلحه الله * رماحا صدمت حد الرماح -
- لست بالضخم يا أمير ولا الفدم * ولا بالمجحدر الدحداح -
- لحية سبطة ووجه جميل * واتقاد كشعلة المصباح -
- وظريف الحديث من كل لون * وبصير بحاليات ملاح -
- كم وكم قد خبأت عندي حديثا * هو عند الملوك كالتفاح -
- أيمن الناس طائرا يوم صيد * في غدو خرجت أم في رواح -
- أبصر الناس بالجوارح والخيل * بالخرد الحسان الملاح -
- كل هذا جمعت والحمد لله * على أنني ظريف المزاح -
- لست بالناسك المشمر ثوبيه * ولا الماجن الخليع الوقاح -
- إن دعاني الأمير عاين مني * شمريا كالجلجل الصياح -
فقال له الفضل:
- كاتب، حاسب، خطيب أديب * ناصح، زائد على النصاح -
قال: نعم أصلح الله الأمير. فقال الفضل: يا غلام الكتب التي وردت من فارس
فأتت بها، فقال للفتى خذها فاقرأها واجب عنها. فجلس بين يدي الفضل يكتب
فقال له الحاجب اعتزل يكون أذهن لك، فقال ههنا الرأي أجمع بحيث الرغبة والرهبة،
فلما فرغ من الكتب عرضها على الفضل، فكأنما شق عن قلبه. فقال الفضل: يا غلام
بدرة، بدرة، بدرة. فقال الفتى للغلام أعز الله الأمير دنانير أو دراهم؟ قال دنانير يا
غلام. فلما وضعت البدرة بين يديه قال الفضل: احملها بارك الله لك فيها، قال الفتى
والله أيها الأمير ما أنا بحمال وما للحمل خلقت، فإن رأى الأمير أن يأمر بعض
غلمانه بحملها على أن الغلام لي، فأشار الفضل إلى بعض الغلمان فأشار الفتى إليه
مكانك، فقال: إن رأى الأمير أيده الله أن يجعل الخيار إلى في الغلمان كما فعل بين
البدرتين فعل، فقال اختر! فاختار أجملهم غلاما فقال احمل فلما صارت البدرة على
منكب الغلام بكى الفتى فاستفظع الفضل ذلك وقال ويلك استقلالا؟ قال لا والله
أيدك الله، ولقد أكثرت، ولكن أسفا أن الأرض توارى مثلك! قال الفضل: هذا
أجود من الأول. يا غلام زده كسوة وحملانا. قال العتابي: فلقد كنت أرى ركاب
الفتى تحت ركاب الفضل.
335

أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: فلم يزل الفضل ويحيى في حبس الرشيد حتى مات يحيى سنة تسعين، ومات
الفضل سنة ثلاث وتسعين ومائة في المحرم.
قلت: وذكر الصولي أن الفضل مات في شهر رمضان من سنة اثنتين وتسعين
ومائة قبل موت الرشيد بشهور.
6783 - الفضل بن حبيب، المدائني السراج:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن العلاء بن زبر، وحيان أبي زهير، والمغيرة
ابن مسلم السراج. روى عنه يحيى بن معين، ويزيد بن عمر بن جنزة المدائني.
حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد الحربي - إملاء - حدثنا
أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا
الفضل بن حبيب السراج عن عبد الله بن العلاء - يعني ابن زبر - عن الضحاك بن عبد
الرحمن قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يسأل عنه
العبد يوم القيامة أن يقال له ألم نصح جسمك ونروك من الماء البارد؟ ".
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن الفضل بن حبيب
السراج فقال: شيخ من أهل المدائن كان ههنا ببغداد في السراجين، لم يكن به بأس.
6784 - الفضل بن سهل بن عبد الله، أبو العباس الملقب ذا الرياستين:
كان من أولاد ملوك المجوس، وأسلم أبوه سهل في أيام هارون الرشيد، واتصل
بيحيى بن خالد البرمكي، واتصل الفضل والحسن ابنا سهل بالفضل وجعفر ابني
يحيى بن خالد فضم جعفر بن يحيى الفضل بن سهل إلى المأمون - وهو ولي عهد -
ويقال إن الفضل بن سهل أراد أن يسلم، فكره أن يسلم على يد الرشيد والمأمون،
فصار وحده إلى المسجد الجامع يوم الجمعة، فأسلم واغتسل ولبس ثيابه، ورجع
مسلما. وغلب على المأمون لما وصل به للفضل الذي كان فيه، فإنه كان أكرم الناس
عهدا، وأحسنهم وفاء وودا، وأجزلهم عطاء وبذلا، وأبلغهم لسانا، وأكتبهم يدا.
وفوض إليه المأمون - لما استخلف - أموره كلهما، وسماه ذا الرياستين لتدبيره أمر
السيف والقلم.
336

وقد روى عنه حديث مسند حدثنيه أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري
- لفظا بحلوان - حدثنا أبو عمر ضرار بن رافع بن ضرار الضبي الكاتب الهروي قال:
حدثني أبو الحسن عبد الله بن موسى البغدادي الكاتب، حدثنا أبو الحسن علي بن
مهدي الفقيه المتكلم النحوي، حدثنا علي أبو محمد المزني - وكان كاتبا أديبا - قال:
حدثني عبد الله بن أحمد البلخي وهو أبو القاسم الكعبي المتكلم - وكان كاتبا لمحمد
ابن زيد - قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن طاهر قال: حدثني طاهر بن
الحسين بن مصعب بن زريق قال: حدثني الفضل بن سهل - ذو الرياستين - قال:
حدثني يحيى بن خالد بن برمك قال: حدثني عبد الحميد الكاتب قال: حدثني سالم
ابن هشام الكاتب قال: حدثني عبد الملك بن مروان كاتب عثمان قال: حدثنا زيد
ابن ثابت كاتب الوحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم
فبين السين فيه ".
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ الخفاف وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب
قالا: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل قال:
حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طهمان قال: حدثني
أبو الخطاب الأزدي قال: كان مسلم بن الوليد الأنصاري والفضل بن سهل
متجاورين في قنطرة البردان، وكان صديقين، فلما ولى الفضل الوزارة بمرو خرج إليه
مسلم فقال له، ألست الذي يقول:
- فاجر مع الدهر إلى غاية * يرفع فيها حالك الحال -
قال: فقال له الفضل: قد صرنا إلى الحال التي أجريت إليه. فأمر له بثلاثين ألف
درهم.
قلت: وهذا البيت من جملة أبيات لمسلم بن الوليد، وأولها:
- بالغمر من زينب أطلال * مرت بها بعدك أحوال -
- وقائل ليس له همة * كلا ولكن ليس لي مال -
- وهيبة المعتز أمنية * عون على الدهر وأشغال -
- لا جدة ينهض عزمي بها * والناس سآل ونحال -
- فاجر مع الدهر إلى غاية * يرفع فيها حالك الحال -
337

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء قال: حدثني الزبير - يعني ابن بكار - قال: سمعت التميمي
ينشد الفضل بن سهل:
- لعمرك ما الأشراف في كل بلدة * - وإن عظموا - للفضل إلا صنائع -
- ترى عظماء الناس للفضل خشعا * إذا ما بدا والفضل لله خاشع -
- تواضع لما زاده الله قدرة * وكل عزيز عنده متواضع -
أخبرنا أبو بشر محمد بن أبي السري الوكيل، حدثني أبو عبيد الله محمد بن
عمران المرزباني، أخبرني الصولي قال: أنشدنا ثعلب وأبو ذكوان قالا: أنشدنا إبراهيم
ابن العباس الصولي لنفسه في الفضل بن سهل:
لفضل بن سهل يد * تقاصر عنها المثل -
- فبسطتها للغني * وسطوتها للأجل -
- وباطنها للندى * وظاهرها للقبل -
فأخذه ابن الرومي فقال للقاسم بن عبد الله:
- أصبحت بين خصاصة وتجمل * والمرء بينهما يموت هزيلا -
- فامدد إلى يدا تعود بطنها * بذل النوال وظهرها التقبيلا -
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا علي بن محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: حدثني أبي، حدثنا أبو عكرمة الضبي قال:
عتب الفضل بن سهل على بعض أصحابه فأعتبه وراجع محبته، فأنشأ الفضل يقول:
- انها محنة الكرام إذا ما * أجرموا أو تجرموا الذنب تابوا -
- واستقاموا على المحبة للإخوان * فيما ينوبهم وأنابوا -
قال: ووجه الفضل بن سهل إلى رجل بجائزة وكتب إليه: قد وجهت إليك بجائزة
لا أعظمها مكثرا، ولا أقللها تجبرا، ولا أقطع لك بعدها رجاء، ولا أستثيبك عليها
ثناء، والسلام.
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا أبو بكر
محمد بن يحيى الصولي، حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم قال: قال الفضل بن
سهل: رأيت جملة البخل سوء الظن بالله تعالى، وجملة السخاء حسن الظن بالله تعالى.
338

قال الله عز وجل: * (الشيطان يعدكم الفقر) * [البقرة 268] وقال الله عز وجل:
* (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين) * [سبأ 29].
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، حدثنا أبو أحمد عبيد
الله بن محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا القاسم بن
إسماعيل قال: حدثني إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب قال: اعتل الفضل بن سهل
ذو الرياستين علة بخراسان، ثم برأ فجلس للناس فهنؤه بالعافية، وتصرفوا في الكلام،
فلما فرغوا أقبل على الناس فقال: إن في العلل لنعما ينبغي للعقلاء أن يعلموها.
تمحيص للذنب، وتعرض لثواب الصبر وايقاظ من الغفلة، وادكار للنعمة في حال
الصحة، واستدعاء للتوبة، وحض على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره بعد الخيار،
فنسي الناس ما تكلموا له وانصرفوا بكلام الفضل.
أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عمر النرسي، أخبرنا أحمد بن محمد بن
المكتفي بالله، حدثنا ابن الأنباري قال: قال رجل للفضل بن سهل: أسكتني عن
وصفك، تساوي أفعالك في السؤدد، وحيرني فيها كثرة عددها، فليس لي إلى ذكر
جميعها سبيل، وإذا أردت وصف واحدة اعترضت أختها إذ كانت الأولى أحق
بالذكر، فلست أصفها إلا بإظهار العجز عن وصفها.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن
حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان
الزيادي قال: سنة اثنتين ومائتين فيها قتل ذو الرياستين الفضل بن سهل - يوم الخميس
- لليلتين خلتا من شعبان ويكنى أبا العباس بسرخس في حمام. اغتاله نفر، فدخلوا عليه
فقتلوه، فقتل به أمير المؤمنين المأمون عبد العزيز بن عمران الطائي، ومويس بن عمران
البصري، وخلف بن عمر المصري، وعلي بن أبي سعيد، وسراجا الخادم.
قلت: وكان عمر الفضل بن سهل على ما ذكر الحافظ إحدى وأربعين سنة
وخمسة أشهر.
6785 - الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن أبي فروة واسم أبي فروة
كيسان، وكنية الفضل أبو العباس:
وكان حاجب هارون الرشيد، ومحمد الأمين وكان أبوه حاجب المنصور،
339

والمهدي، ولما أفضت الخلافة إلى الأمين قدم الفضل عليه من خراسان - وكان في
صحبة الرشيد إلى أن مات بطوس - فأكرم الأمين الفضل وألقى أزمة الأمور إليه،
وعول في مهماته عليه. وقد أسند الحديث عن المنصور والمهدي أميري المؤمنين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن
الحسين، حدثنا محمد بن محمد بن محمد بن عمر الواقدي، حدثنا أبي عن الفضل
ابن الربيع عن المنصور - أبي جعفر - عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمسح يدك بثوب من لا تكسوه ".
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر البرقاني - بأصبهان - حدثنا
الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا عبيد الله بن جعفر بن محمد الرازي، حدثنا عامر
ابن بشر، حدثنا أبو حسان الزيادي، حدثنا الفضل بن الربيع عن أبيه عن المنصور عن
أبيه عن جده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت
مولاه فعلى
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن
يحيى الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، أخبرنا ميمون بن هارون
عن أبي هفان قال: حدثني الحسين الكوفي قال: لما قدم الفضل بن الربيع بغداد إلى
محمد بعد موت الرشيد بالأموال والقضيب والخاتم، اشتد فرحه وسروره، وقربه
وألطفه، وقلده أموره وأعماله، وفوض إليه ما وراء بابه. فكان هو الذي يولى ويعزل،
وتخلى محمد لتوديع يديه واحتجب عن الناس فلم يكن يقعد إلا في الدهر، فقال
له أبو نواس:
- لعمرك ما غاب الأمين محمد * عن الأمر يعنيه إذا شهد الفضل -
- ولولا مواريث الخلافة أنها * له دونه ما كان بينهما فضل -
- وإن كانت الأخبار فيها تباين * فقولهما قول وفعلهما فعل -
- أرى الفضل للدنيا وللدين جامعا * كما السهم فيه الفوق والريش والنصل -
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: مات الفضل بن الربيع سنة سبع ومائتين.
340

أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه إلينا من
شيراز - أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي،
حدثني أبو حسان الزيادي قال: مات الفضل بن الربيع الحاجب سنة ثمان ومائتين يوم
الاثنين سلخ ذي القعدة.
قلت: ويقال إن مولده كان في سنة أربعين ومائة، وقيل في سنة ثمان وثلاثين
ومائة.
6786 - الفضل بن عبد الصمد بن الفضل، أبو العباس الرقاشي الشاعر:
من أهل البصرة قدم بغداد ومدح هارون الرشيد، ومحمد الأمين، والبرامكة.
وكان هو وأبو نواس يتهاجيان، وما أمسك واحد منهما عن صاحبه حتى فرق الموت
بينهما. وقال المبرد: كان الفضل الرقاشي شاعرا، وكان يظهر الغنى وهو فقير،
ويظهر العز وهو ذليل، ويتكثر وهو قليل، فكانت الشعراء تهجوه.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى،
حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي، أخبرنا ميمون بن هارون الكاتب عن الجماز قال:
دعا الرقاشي أبا نواس ولم يكن عنده شئ مهيأ، فتركه في منزله ومضى يصلح له
شيئا يغديه به فأبطأ، فتناول أبو نواس جزازة وكتب فيها:
- حي رسم الغني وأطلال حسن ال‍ * حال أقوين مذ سنين ودهر -
- ثاويات ما بين دار لقيط * لا يجاوزنها فكتاب بحر -
- فحذاء الصباغ من دار حسان * إلى الجدول الذي استن يجري -
- جادها وابل ملح من الإفلاس * يحدوه ريح بؤس وفقر -
- ترتعي عقر شدة الحال فيها * وظبا فاقة وظلمان عسر -
- ليس في بيتها سوى بيت لبن * ذهب السيل منه أيضا بشطر -
- ليس فيها خلا الرقاشي إنس * وكراريس حوله في قمطر -
- وجزاز فيها الغريب إذا جاع * قراه فمال بطنا لظهر -
- والرقاشي من تكرمه تجزي * أمعاؤه بإنشاد شعر -
أخبرني الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني، حدثني علي بن الفارسي، أخبرني
أبي، حدثني ابن أبي طاهر قال: حدثني محمد بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن
طهمان قال: كان أبو نواس يهاجي الفضل بن عبد الصمد الرقاشي، وما أمسك
341

واحد منهما [عن] صاحبه حتى فرق الموت بينهما. فقال الرقاشي يذكر ادعاءه إلى
حكم العشيرة:
- نبطي فإذا قيل له * أنت مولى حكم قال أجل -
- ومعاذ الله إن كان بهم * لاحقا فالله أعلى وأجل -
- واضعا نسبته حيث اشتهى * فإذا ما رابه ريب رحل -
فقال أبو نواس:
- هجوت الفضل دهري وهو عندي * رقاشي كما زعم المسول -
- فلما فتشت عنه رقاش * ليعلم ما تقول وما يقول -
- وجدنا الفضل أكرم من رقاش * لأن الفضل مولاه الرسول -
- فلو نضح القفا منه بماء * بدا النيبوب منه والفسيل -
أراد بقوله مولاه الرسول، رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله عليه السلام " أنا مولى من لا مولى
له ".
6787 - الفضل بن دكين - ودكين لقب واسمه: عمرو - بن حماد بن زهير
ابن درهم، وكنية الفضل: أبو نعيم:
مولى آل طلحة بن عبيد الله التيمي من أهل الكوفة وكان شريك عبد السلام بن
حرب في دكان واحد يبيعان الملاء. سمع أبو نعيم سليمان الأعمش، ومسعر بن
342

كدام، وزكريا بن أبي زائدة، وابن أبي ليلى، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس،
وشعبة بن الحجاج، وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وإسرائيل، وشيبان بن عبد
الرحمن، وشريك بن عبد الله، وأبا عوانة، والحمادين، وهمام بن يحيى، وأبا
الأحوص، وعبثر بن القاسم، وسفيان بن عيينة، في آخرين. سمع منه عبد الله بن
المبارك. وروى عنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن عبد
الله بن نمير، وإسحاق بن راهويه، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو سعيد الأشج،
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة، وأبو
حاتم الرازيان، ويعقوب بن شيبة، وأبو عوف البزوري، وعباس الدوري، وأحمد بن
أبي خيثمة، وإسحاق بن الحسن، وإبراهيم بن إسحاق الحربيان، وأحمد بن الوليد
الفحام، وحنبل بن إسحاق بن حنبل، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن سعيد الجمال.
قدم أبو نعيم بغداد وحدث بها.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة الحافظ
النيسابوري - بالري - أخبرنا إبراهيم بن أحمد المستملي - ببلخ - حدثنا عبد الله بن
محمد بن علي البيكندي، حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي قال:
سمعت أبا نعيم يقول: أنا الفضل بن عمرو بن حماد بن زهير الطلحي، وإنما دكين
لقب.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال:
حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو نعيم الفضل بن عمرو بن حماد بن زهير بن
درهم مولى طلحة بن عبيد الله، وإنما دكين لقب. أخبرني بذلك أبو البراء بن عبدة بن
سليمان.
قلت: وكان أبو نعيم مزاحا ذا دعابة، مع تدينه وثقته وأمانته.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثني علي بن القاسم بن الحسين الضبي أبو الحسن، حدثنا زكريا
ابن يحيى المدائني قال: كنا عند أبي نعيم، فقال له رجل: يا أبا نعيم أشتهي أن أكتب
اسمك من فيك فقال: اكتب واثلة بن الأسقع. قال ابن مخلد: قال لي أبو الحسن
الضبي - شيخنا هذا - فحدثت بهذا شيخا من إخواننا فقال لي: يا أبا الحسن رأيت
خراسانيا بمكة يقول حدثنا واثلة بن الأسقع، فقلت: هذا ممن جاز عليه عبث أبي نعيم.
343

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز - بالبصرة - حدثنا يزيد بن
إسماعيل الخلال، حدثنا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق، حدثنا أبو نعيم قال: قال
لي سفيان مرة - وسألته عن شئ - فقال لي: أنت لا تبصر النجوم بالنهار، فقلت له:
وأنت لا تبصرها كلها بالليل، فضحك.
أخبرنا أحمد بن محمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: قال أبو نعيم: كتبت عن نيف ومائة شيخ ممن كتب عنه سفيان.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي - بمصر -
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا الفضل بن زياد الجعفي، حدثنا أبو
نعيم قال: شاركت الثوري في ثلاثة عشر ومائة شيخ.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا
سعيد بن مسلم قال: حدثنا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: قال لي أبو نعيم:
عندي عن أمير المؤمنين في الحديث - يعني سفيان الثوري - أربعة آلاف.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا أحمد بن
أبي حاتم المعدل، حدثنا محمد بن عبدة بن سليمان قال: كنت مع أبي نعيم جالسا
فقال له أصحاب الحديث: يا أبا نعيم إنما حملت عن الأعمش هذه الأحاديث؟ قال:
ومن كنت أنا عند الأعمش؟ كنت قردا بلا ذنب.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري، حدثنا أبو عروبة الحراني،
حدثني محمد بن يحيى بن كثير قال: سمعت أبا نعيم يقول: جلست إلى يحيى
وعنده شاب، فذكرنا حديث الثوري فذكرت عن سفيان عن مغيرة قال: كنا نهاب
إبراهيم هيبة الأمير. فقال ليس هذا من حديث الثوري. وذكرت عن سفيان عن علي
ابن الأقمر عن أبي الأحوص * (قد أفلح من تزكى) * قال: من رضخ، قال: ليس هذا
من حديث الثوري. فقلت ليحيى: من هذا الفتى؟ وقمت عنه، فلحقني فقال لي: يا
أبا نعيم ما عرفتك، وإذا هو عبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد قال: سمعت أبا نعيم يقول: نظر ابن المبارك في كتبي
فقال: ما رأيت أصح من كتابك.
344

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت
أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: شيخين كان يتكلمون فيهما ويذكرونهما،
وكنا نلقي من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به أحد - أو كثير
أحد مثل ما قاما به -: عفان، وأبو نعيم.
قلت: يعني أبو عبد الله بذلك امتناعهما من الإجابة إلى القول بخلق القرآن عند
امتحانهما. وكان امتحان أبي نعيم بالكوفة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال: سمعت محمد بن يونس قال: لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه وثم ابن
أبي حنيفة، وأحمد بن يونس، وأبو غسان، وعداد فأول من امتحن ابن أبي حنيفة
فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقال قد أجاب هذا، فقال: ما يقول؟ والله ما زلت
أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول: لا بأس أن
ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ الأعمش فمن
دونه يقولون: القرآن كلام [الله] وعنقي أهون عندي من زري هذا، فقام إليه
أحمد بن يونس فقبل رأسه - وكان بينهما شحناء - وقال: جزاك الله من شيخ خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان
النجاد، حدثنا الكديمي محمد بن يونس قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: لما
أن جاءت المحنة إلى الكوفة قال لي أحمد بن يونس: ألق أبا نعيم فقل له، فلقيت أبا
نعيم فقلت له. فقال: إنما هو ضرب الأسياط. قال ابن أبي شيبة فقلت له: ذهب
حديثنا عن هذا الشيخ، فقيل لأبي نعيم فقال أدركت ثلاثمائة شيخ كلهم يقولون:
القرآن كلام الله ليس بمخلوق وإنما قال هذا قوم من أهل البدع. كانوا يقولون لا بأس
أن ترمي الجمار بالزجاج، ثم أخذ زره فقطعه ثم قال: رأسي أهون على من زري.
وأخبرنا أبو طاهر أيضا، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن أحمد
قال: حدثني أحمد بن الحسن الترمذي أبو الحسن قال: سمعت أبا نعيم يقول: القرآن
كلام الله ليس بمخلوق.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، حدثنا أبو القاسم عمر بن
محمد بن سيف الكاتب قال: في كتابي عن عبد الصمد بن المهتدي قال: لما دخل
المأمون بغداد نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك أن الشيوخ ببغداد
345

كانوا يحبسون ويعاقبون في المحال، فنادى بذلك، لأن الناس قد اجتمعوا على إمام،
قال فدخل أبو نعيم بغداد في ذلك الوقت، فنظر إلى رجل من الجند قد أدخل يده بين
فخذي امرأة، فزجره أبو نعيم فتعلق الجندي بأبي نعيم، ودفعه إلى صاحب الشرطة،
وعلى الشرطة يومئذ عياش، وصاحب الخبر أبو عباد، فكتب بخبره إلى المأمون فأمر
بحمله إليه، قال أبو نعيم: فأدخلت عليه وقد صلى الغداة وهو يسبح بحب في شئ من
فضة، فسلمت عليه فرد السلام في خفاء - شبه الواجد - فبينا أنا قائم إذا أتى غلام
بطشت وإبريق فنحاني من بين يديه، وأجلسني حيث ينظر، وقال لي: توضأ، قال
فأخذت الإناء وتوضأت كما حدثنا الثوري حديث عبد خير عن علي، ثم جيء
بحصير، فطرح لي، فقمت وصليت ركعتين كما روى عن أبي اليقظان عمار بن يسار
انه صلى ركعتين فأوجز فيهما ثم صاح بي إليه فجئت، فأمرني فجلست، فقال لي:
ما تقول في رجل مات وخلف أبويه؟ فقلت: لأمه الثلث وما بقي فلأبيه، قال فخلف
أبويه وأخاه، فقلت: لأمه الثلث وما بقي فلأبيه وسقط أخوه، قال: فخلف أبويه
وأخوين، فقلت: لأمه السدس وما بقى فلأبيه، فقال لي: في قول الناس كلهم؟ فقلت:
لا، في قول الناس كلهم إلا في قول جدك، فإنه ما حجبها عن الثلث إلا بثلاث أخوة،
فقال لي: يا هذا من نهى مثلك أن يأمر بالمعروف! إنما نهينا أقواما يجعلون المعروف
منكرا، قال: فقلت: فليكن في ندائك لا يأمر بالمعروف إلا من أحسن أن يأمر به،
فقال لي انصرف - أو كما قال -.
حدثت عن محمد بن عبد الله بن المطلب الكوفي، حدثنا علي بن محمد بن
صغدان المعدل - بالأنبار - حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم قال: قدم جدي أبو نعيم
الفضل بن دكين بغداد ونحن معه، فنزل الرملية، ونصب له كرسي عظيم، فجلس
عليه ليحدث، فقام إليه رجل ظننته من أهل خراسان فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فكره
الشيخ مقالته وصرف وجهه وتمثل بقول مطيع بن إياس:
- وما زال بي حبيك حتى كأنني * برجع جواب السائلي عنك أعجم -
- لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي على الناس يسلم؟ -
فلم يفقه الرجل مراده. فعاد سائلا فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ: يا هذا
كيف بليت بك، وأي ريح هبت إلى بك؟
سمعت الحسن بن صالح يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: حب على عبادة،
وأفضل العبادة ما كتم.
346

أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفوارس الحافظ قال: سمعت
أحمد بن يعقوب يقول: سمعت عبد الله بن الصلت يقول: كنت عند أبي نعيم
الفضل بن دكين فجاءه ابنه يبكي، فقال له: مالك؟ فقال الناس: يقولون إنك تتشيع،
فأنشأ يقول:
- وما زال كتمانيك حتى كأنني * برجع جواب السائلي عنك أعجم -
- لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي على الناس يسلم -
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد
ابن عتاب، حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثني صديق لي يقال له يوسف بن
حسان ثقة قال: قال أبو نعيم: ما كتبت على الحفظة أني سببت معاوية، قال قلت
أحكي هذا عنك؟ قال نعم احكه عني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا محمد بن يونس قال: سمعت أبا نعيم يقول: كثر تعجبي من قول
عائشة:
- ذهب الذين يعاش في أكنافهم -
ولكن أبا نعيم يقول:
- ذهب الناس فاستقلوا وصرنا * خلفا في أراذل النسناس -
- في أناس نعدهم من عديد * فإذا فتشوا فليسوا بناس -
- كلما جئت أبتغي النيل منهم * بدروني قبل السؤال بياس -
- وبكوا لي حتى تمنيت أني * مفلت منهم فرأسا براس -
أخبرنا أبو طالب عمر بن محمد بن عبيد الله النجار، أخبرنا الحسن بن عبد الله بن
عمر الكرميني البخاري، أخبرنا أبو حفص أحمد بن أحيد، حدثنا محمد بن محمد
ابن إبراهيم قال: سمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعا يقول: إذا وافقني في
الحديث هذا الأحول ما باليت من خالفني - يعني أبا نعيم -.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي فيما أجاز لنا روايته
وحدثنيه هبة الله بن الحسن الطبري والحسن بن علي بن عبد الله المقرئ عنه قراءة
قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: وأبو نعيم ثقة
ثبت صدوق.
347

سمعت أحمد بن محمد بن حنبل وذكره فقال: أبو نعيم يزاحم به ابن عيينة،
فناظره إنسان فيه وفي وكيع، فجعل يميل إلى أن يزعم أنه أثبت من وكيع، فقال له
الرجل: وأي شئ عند أبي نعيم من الحديث؟ وكيع أكثر رواية وحديثا، فقال هو
على قلة ما روى أثبت من وكيع.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري
قال: حدثني علي بن يعقوب بن أبي العقب - بدمشق - حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن
ابن عمرو قال: سمعت أحمد بن حنبل - وذكر أبا نعيم - فقال: يزاحم ابن عيينة
فناظره رجل فيه وفي وكيع، فجعل يميل إلى أن أبا نعيم أثبت من وكيع.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ،
حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: سمعت أحمد
ابن حنبل يقول: أبو نعيم أقل حفظا من وكيع.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على علي بن أحمد البزناني سمعت محمد بن أحمد
ابن مسعود يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: أخطأ
وكيع بن الجراح في خمسمائة حديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد محمد بن أحمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد قال: قال
أبو نعيم: كنا عند سفيان بن عيينة على شئ أخذه. كان يعرف في حديث أبي نعيم
الصدق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن زرق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سئل أبو عبد الله قيل له: فوكيع وأبو نعيم؟ قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ
وأنسابهم وبالرجال، ووكيع أفقه.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب
ابن سفيان قال: حدثني الفضل بن زياد قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن
حنبل قلت: يجري عندك ابن فضيل مجرى عبيد الله بن موسى؟ قال: لا. كان ابن فضيل
استر، وكان عبيد الله صاحب تخليط روى أحاديث سوء. قلت: فأبو نعيم يجري
مجراهما؟ قال: لا كان أبو نعيم يقظان في الحديث، وقام في الأمر - يعني في الامتحان -
348

قال: إذا رفعت أبا نعيم من الحديث فليس بشئ. قال أبو يوسف يعقوب: أجمع
أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الاتقان والحفظ وأنه حجة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: قال أبو عبد الله: يحيى وعبد الرحمن،
وأبو نعيم الحجة الثبت، وكان أبو نعيم ثبتا.
قرأت على علي بن أبي علي البصري عن علي بن الحسن الجراحي، حدثنا أحمد
ابن محمد بن الجراح أبو عبد الله قال: سمعت أحمد بن منصور الرمادي يقول:
خرجت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى عبد الرزاق، خادما لهما فلما عدنا
إلى الكوفة قال يحيى بن معين لأحمد بن حنبل: أريد أختبر أبا نعيم. فقال له أحمد
ابن حنبل: لا تريد الرجل ثقة. فقال يحيى بن معين لا بد لي، فأخذ ورقة فكتب فيها
ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم، وجعل على رأس كل عشرة منها حديثا ليس من
حديثه، ثم جاءا إلى أبي نعيم فدقا عليه الباب فخرج، فجلس على دكان حذاء بابه،
وأخذ أحمد بن حنبل فأجلسه عن يمينه وأخذ يحيى بن معين فأجلسه عن يساره، ثم
جلست أسفل الدكان فأخرج يحيى بن معين الطبق فقرأ عليه عشرة أحاديث، وأبو
نعيم ساكت، ثم قرأ الحادي عشر فقال له أبو نعيم: ليس من حديثي فاضرب عليه،
ثم قرأ العشر الثاني وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس من
حديثي فاضرب عليه، ثم قرأ العشر الثالث وقرأ الحديث الثالث، فتغير أبو نعيم
وانقلبت عيناه، ثم أقبل على يحيى بن معين فقال له: أما هذا - وذراع أحمد في يده -
فأورع من أن يعمل مثل هذا، وأما هذا - يريدني - فأقل من أن يفعل مثل هذا، ولكن
هذا من فعلك يا فاعل، ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين، فرمى به من الدكان،
وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم أمنعك من الرجل وأقل لك إنه ثبت، قال
والله لرفسته لي أحب إلى من سفري.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد الرحمن بن
عبد الله بن راشد البجلي أخبرهم قال: أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو
النصري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أثبت من رجلين، من أبي نعيم،
وعفان. قال أبو زرعة: وقال لي أحمد بن صالح: ما رأيت محدثا أصدق من أبي
نعيم.
349

أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا بن عمار قال: أبو نعيم متقن حافظ، فإذا روى عن الثقات فحديثه
حجة أحج ما يكون. قال أبو علي الحسين بن إدريس: خرج علينا عثمان بن أبي
شيبة يوما فقال: حدثنا الأسد، فقلنا من هو؟ قال: الفضل بن دكين.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر ومحمد بن عبد الواحد الأكبر - قال حمزة:
حدثنا وقال محمد: أخبرنا - الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول كوفي ثقت ثبت في الحديث.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في
كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قيل لأبي داود: كان أبو نعيم
الفضل حافظا؟ قال جدا.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن
إسحاق الجلاب قال: قال لي إبراهيم الحربي: كان عندي يوم الجمعة ابن ابنة ابن نمير
سوادة - رجل كوفي - وتمتام، فجعلوا يختصمون في أبي نعيم ووكيع ويقول هذا أبو
نعيم أفضل. ويقول هذا وكيع أفضل، فاختصموا ساعة وأنا محول الوجه في ناحية،
فلما فرغوا من قتالهم قلت لهم: أبو نعيم كان أثبت الرجلين وأقلهما خطأ، ووكيع
كان أفضل الرجلين، وكان يصوم الدهر، وكان كثير الصلاة قال فقالوا لي جميعا
صدقت. قال فقال سوادة لتمتام: يا أبا جعفر اجعلنا في حل لا تكون غضبت، قال:
لا وانصرفوا.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب الجلاب قال: سمعت
إبراهيم الحربي يقول: كان بين أبي نعيم ووكيع سنة، وفات أبو نعيم في تلك السنة
الخلق.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي، أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم قال:
سألت أبا نعيم فقلت: يا أبا نعيم متى ولدت؟ قال سنة تسع وعشرين ومائة.
350

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني
أبي قال: وأبو نعيم - يعني - ولد سنة ثلاثين.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن يونس قال:
سمعت أبا نعيم يقول: ولدت سنة ثلاثين ومائة وولد وكيع قبلي بسنة.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا أبو علي إسماعيل بن
محمد الصفار، حدثنا أحمد بن ملاعب قال: سمعت أبا نعيم يقول: ولدت سنة
ثلاثين ومائة في آخرها.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان
قال: ومات أبو نعيم الفضل بن دكين سنة ثماني عشرة ومائتين، ومولده سنة ثلاثين
ومائة.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد
الكندي، أخبرنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات أبو نعيم سنة ثماني عشرة
ومائتين في آخرها.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق. وأخبرنا
القاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن محمد بن عثمان السواق قالا: أخبرنا أحمد
ابن جعفر القطيعي، حدثنا محمد بن يونس قال: مات أبو نعيم سنة تسع عشرة
ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: توفي أبو نعيم الفضل بن دكين يوم السبت من
رمضان سنة تسع عشرة ومائتين.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا بشر بن موسى قال:
توفي أبو نعيم ليومين من شهر رمضان سنة تسع عشرة ومائتين. وقيل إن رجلا قال
لأبي نعيم: كان اسم أبيك دكينا؟ قال: كان اسم أبي عمرا، ولكنه لقبه فروة الجعفي
دكينا.
351

أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، أخبرنا بعض أصحابنا أن
أبا نعيم خرج عليهم - في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين - يوما بالكوفة
فجاء ابن لمحاضر بن المورع فقال له أبو نعيم: إني رأيت أباك البارحة في النوم وكأنه
أعطاني درهمين ونصفا، فما تؤولون هذا؟ فقلنا خيرا رأيت، فقال: أما أنا فقد أولتهما
أني أعيش يومين ونصفا، أو شهرين ونصفا، أو سنتين ونصفا، ثم ألحق. فتوفي
بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين بعد هذه الرؤيا بثلاثين
شهرا تامة. وقالوا إنه اشتكى قبل أن يموت بيوم ليلة الثلاثاء، فأوصى ابنه عبد الرحمن
ببني ابن له يقال له ميثم كان مات قبله، فلما كان العشاء من يوم الاثنين طعن في
عنقه وظهر به ورشكين في يده، فتوفي ليلة الثلاثاء، وأخذ في جهازه بالليل، وأخرج
بكرا ولم يعلم به كثير من الناس، وأخرج إلى الجبان، وحضره رجل من آل جعفر بن
أبي طالب يقال له محمد بن داود، فقدمه ابنه عبد الرحمن بن أبي نعيم فصلى عليه،
ثم جاء الوالي وهو محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن موسى الهاشمي فلامهم ألا
يكونوا أخبروه بموته، ثم تنحى به عن القبر فصلى عليه ثانية هو وأصحابه ومن لحقه
من الناس، وكانت وفاة أبي نعيم في خلافة المعتصم.
6788 - الفضل بن حكيم:
حدث عن حماد بن سلمة. روى عنه أبو زرعة الدمشقي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المعدل - بدمشق - أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى القطان، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن
إبراهيم الأذرعي، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا الفضل بن حكيم -
ببغداد - حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس
قال: لما توفي عمرو وضعت الموائد، كف الناس عن الطعام، فقال العباس: يا أيها
الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا، وبعد أبي بكر، وإنه لا بد من
الأكل فبسط يده فأكل فأكل الناس.
6789 - الفضل بن يحيى بن المروح، الأنباري:
حدث عن مالك بن أنس. روى عنه محمد بن يوسف الضبي، وعلي بن الحسين
ابن الجنيد الرازي حديثا واحدا أخبرنيه الحسين بن علي الطناجيري.
352

حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي،
حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا الفضل بن يحيى الأنباري، حدثني مالك عن
نافع عن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب فعافه. وقال: " ليس من طعام
قومي ".
6790 - الفضل بن غانم، أبو علي الخزاعي:
مروزي سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وسوار
ابن مصعب، وأبي يوسف القاضي، وعبد الملك بن هارون بن عنترة، وسفيان بن
عيينة، والمسيب بن شريك، وعبد الرحمن بن مغراء، وسلمة بن الفضل. روى عنه
أحمد بن أبي خيثمة، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وموسى بن هارون، ومحمد بن
أحمد بن البراء، ومحمد بن يحيى المروزي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وعبد الله
ابن محمد البغوي وغيره. وكان يتولى القضاء بالري، وبمصر، وتوفي ببغداد.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال:
حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا الفضل بن غانم، حدثنا سوار بن مصعب عن عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت: كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتته فاطمة ومعها علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أنت وأصحابك في الجنة، أنت وشيعتك في
الجنة، إلا أن ممن يحبك قوما يضفزون الإسلام بألسنتهم يقرءون القرآن لا يجاوز
تراقيهم، لهم نبز يسمون الرافضة. فإذا لقيتهم فجاهدهم فإنهم مشركون " قال: قلت
يا رسول الله ما علامة ذلك فيهم؟ قال: " يتركون الجمعة والجماعة، ويطعنون في
السلف الأول ".
حدثنا أبو الحسين أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي - بلفظه - قال:
حدثني عبيد الله بن محمد بن سليمان بن فهرويه العلاف - إملاء - وعمر بن محمد
ابن الزيات الصيرفي - إملاء - وعمر بن أحمد بن أبي نعيم البزاز، وأحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك القطيعي - إملاء - قالوا: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن
أيوب أبو إسحاق المخرمي في درب حبيب باب نهر معلى - وهذا لفظ عبيد الله
353

وحده - قال: حدثنا الفضل بن غانم، حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قال في كل يوم مائة
مرة لا إله إلا الله الحق المبين كان له أمانا من الفقر، واستجلب به الغنى، وأمن من
وحشة القبر، واستقرع به باب الجنة ".
قال الفضل بن غانم: والله لو ذهبتم إلى اليمن في هذا الحديث كان قليلا. رواه
عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشمي، وأحمد بن دهثم الأسدي عن مالك عن
نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر لنا أبو نعيم الحافظ أن سالما الخواص رواه عن مالك عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن الفضل بن غانم
الذي يحدث عن سلمة بالمغازي فقال: ضعيف ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: الفضل بن غانم ليس بالقوي.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: الفضل بن غانم
الخزاعي يكنى أبا علي، مروزي قدم مصر سنة ثمان وتسعين ومائة، فولى قضاء مصر
من قبل الأمير مطلب بن عبد الله، فأقام على قضاء مصر إلى أن صرف عنه في سنة
تسع وتسعين ومائة.
وقال لي أبو القاسم بن قديد: كان الفضل بن غانم متهما في نفسه، وقال لي
حدثني عبيد الله بن عبد الصمد بن ميمون مولى أبي قبيل المعافري عن سعيد بن
عيسى بن تليد الرعيني أنه جاء إلى الفضل بن غانم وقد أرسل إليه سحرا فوجد غلاما
أمرد على باب الفضل بن غانم، وكان ذلك الغلام معروفا بالتخليط مشهورا به، وهو
خارج من داره، فرجع عنه سعيد بن عيسى ولم يدخل. فقال له الفضل بعد ذلك:
أرسلنا إليك في أمر فلم تأت، فما الذي شغلك؟ فقال: قد جئت بكرا والغلام الأمرد
خارج من دارك، فسكت الفضل ولم يعد سعيد بعد ذلك يدخل إليه.
354

قال أبو سعيد بن يونس: وحدث الفضل بن غانم بمصر، وكتب عنه جماعة من
أهل مصر، وخرج فتوفي ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين.
قلت: وهم أبو سعيد في تاريخ وفاته، لأن الفضل مات بعد ذلك.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
الفضل بن غانم سنة ست وثلاثين ومائتين، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا
محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون قال: مات الفضل بن
غانم يوم الثلاثاء لثلاث مضين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكان أبيض
الرأس واللحية.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسين الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: مات الفضل بن غانم ومحمد بن بشر الدعاء
في يوم واحد الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين.
6791 - الفضل بن زياد، أبو العباس الطستي:
حدث عن إسماعيل بن عياش، وعن عباد بن العوام، وعباد بن عباد، وعلي بن
هاشم بن البريد، وخلف بن خليفة. روى عنه إسحاق بن الحسن الحربي، وأبو بكر
ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، إبراهيم بن هاشم البغوي، وجعفر بن أحمد بن
محمد بن الصباح الجرجرائي وكان ثقة.
أخبرني محمد بن الفرج بن علي البزاز، حدثنا محمد بن عبيد الله بن قفرجل،
حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح، حدثنا الفضل بن زياد، حدثنا علي بن
هاشم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات
أحدكم فدعوه ".
6792 - الفضل بن إسحاق بن حيان، أبو العباس البزاز الدوري:
حدث عن أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي، والقاسم بن مالك المزني،
وعمر بن أيوب الموصلي، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أبو أحمد بن عبدوس
السراج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وإبراهيم بن
موسى الرواس، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وغيرهم.
355

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
محمد بن محمد الباغندي قال: حدثنا الفضل بن إسحاق الدوري، حدثنا عمر بن
أيوب عن مصاد بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا
من وضح إلى وضح ".
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو العباس الفضل بن إسحاق الدوري ثقة مأمون.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي، سنة
اثنتين وأربعين فيها مات الفضل بن إسحاق البزاز.
6793 - الفضل بن الصباح، أبو العباس السمسار:
سمع هشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وأبا معاوية الضرير، وأبا عبيدة الحداد،
ووكيعا، ومحمد بن فضيل، ومحمد بن إسماعيل بن أبي ديك. روى عنه شعيب
ابن محمد الذارع، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وإبراهيم بن موسى بن
الرواس، وعبد الله بن محمد البغوي، وأحمد بن الحسن الصباحي وغيرهم.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، حدثنا أحمد بن
الحسن الصباحي، حدثنا الفضل بن الصباح السمسار، حدثنا أبو معاوية الضرير عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كلمة
السوء تطأطأ لها تخطاك، أو قال تجوزك.
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي، أخبرنا عمر بن
أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا الفضل بن الصباح - وكان
من خيار عباد الله -.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء،
أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
وأخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا محمد بن
عثمان قال: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن الفضل بن الصباح فقال: ثقة.
356

أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سألت يحيى بن معين عن الفضل بن الصباح فقال: ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
فضل بن الصباح سنة خمس وأربعين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات الفضل بن الصباح - أبو العباس السمسار - ببغداد في رجب سنة
خمس وأربعين ومائتين، وكان لا يخضب، رأيته أبيض الرأس واللحية.
6794 - الفضل بن السكين بن سحيت، أبو العباس القطيعي يعرف
بالسندي:
وكان أسود. حدث عن صالح بن بيان الساحلي، وأحمد بن محمد الرملي. روى
عنه محمد بن موسى بن حماد البربري، وأبو يعلى الموصلي، وإبراهيم بن عبد الله
المخرمي، ومحمد بن محمد الباغندي.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا الفضل بن سحيت القطيعي،
حدثنا صالح بن بيان، حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد
الله بن مسعود قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فسلمت وجلست،
فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبرك بتفسيرها؟ " قلت:
بلى يا رسول الله، فقال: " لا حول عن معصية الله، إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة
الله إلا بعون الله " وضرب منكبي وقال لي: " هكذا أخبرني بها جبريل يا ابن أم عبد ".
قرأنا على الجوهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين - وذكروا
357

الفضل بن سحيت أبا العباس السندي - فقال: كذاب ما سمع من عبد الرزاق شيئا.
قالوا إنه يحدث قال: لعن الله من يكتب عنه من صغير أو كبير إلا أن يكون لا يعرفه.
6795 - الفضل بن يحيى بن شاهي، الأنباري المقرئ:
قرأ على أبي عمرو حفص بن سليمان، روى عنه حروف عاصم بن أبي النجود.
حدث عنه أحمد بن بشار عم قاسم بن محمد الأنباري.
6796 - الفضل بن أبي حسان، البكائي الوراق:
سمع أبا النضر هاشم بن القاسم ويعقوب الحضرمي، وزيد بن الحباب، وعمر بن
طلحة القناد، ومحمد بن مصعب وسريج بن النعمان، ومحرز بن عون، وهارون بن
معروف. روى عنه أحمد بن علي الأبار، ويحيى بن صاعد، وأحمد بن علي بن العلاء
الجوزجاني، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا أبو محمد طلحة بن أحمد بن
الحسن الصوفي، حدثنا أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، حدثنا فضل بن أبي
حسان، حدثنا هاشم - أبو النضر - حدثنا عقيل الثقفي عن الفضل بن يزيد الثمالي
قال: حدثني أبو عجلان المحاربي قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة وراءه قدر فرسخين، يتوطؤه
الناس ".
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت في
كتاب جدي سمعت أحمد بن محمد بن بكر يقول: وفلج الفضل بن أبي حسان
ومات ودفن في شعبان سنة تسع وأربعين ومائة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: سمعت أبا
عبد الله بن العلاء يقول: توفي الفضل بن أبي حسان الوراق لسبع بقين من شعبان سنة
تسع وأربعين ومائتين.
6797 - الفضل بن زياد، القطان:
أحد أصحاب أحمد بن حنبل وممن أكثر الرواية عنه. حدث عنه يعقوب بن
358

سفيان الفسوي، والحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر، وأحمد بن محمد بن
إسماعيل الأدمي، وجعفر بن محمد الصندلي.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: والفضل
ابن زياد من المقدمين عند أبي عبد الله، وكان أبو عبد الله يعرف قدره ويكرمه،
ويصلي بأبي عبد الله.
6798 - الفضل بن جعفر، البغدادي:
حدث عن خشيش بن القاسم. روى عنه صالح بن بشر بن سلمة الطبراني.
وذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه.
6799 - الفضل بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، أبو سهل المعروف بابن
أبي طالب مولى العباس بن عبد المطلب:
وهو أخو العباس ويحيى. حدث عن حجاج بن محمد الأعور، وعبيد الله بن
موسى، وعبد الكريم بن روح البزاز، وحفص بن عمر العدني، وخلاد بن بزيع،
وعبد الله بن أحمد بن مدكور، وفروة بن أبي المغراء. روى عنه أبو بكر بن أبي
الدنيا، وأحمد بن محمد بن المغلس، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن محمد
ابن المغلس، حدثنا أبو سهل الفضل بن أبي طالب، حدثنا عبد الكريم بن روح البزاز،
حدثنا أبي عن أبيه عن عنبسة بن سعيد عن جدته أم عياش - وكانت أمة لرقية بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا
بوحي من السماء ".
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت يحيى بن أبي طالب يقول: ولد فضل سنة ست وثمانين ومائة.
وقال السراج: مات فضل بن أبي طالب ببغداد سنة اثنتين وخمسين.
359

6800 - الفضل بن سهل بن إبراهيم، أبو العباس الأعرج:
مولى بني هاشم سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد، والحسين بن علي الجعفي،
وشبابة بن سوار، ومحمد بن بشر، ومعلى بن أسد، وأبا أحمد الزبيري، وأسود بن
عامر، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن غيلان، وهشام بن سعيد الطالقاني.
روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأبو حاتم الرزازي وقال: هو صدوق،
والحسين بن عبد الله بن شاكر، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، ويحيى بن
محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا فضل بن سهل، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا أبو
إسحاق الأشجعي، حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن الحر بن الصياح عن هنيدة بن
خالد عن حفصة قالت: أربع لم يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم، صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة
أيام من كل شهر، وركعتي الغداة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا فضل بن سهل، حدثنا محمد
ابن بشر، حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نصح
العبد لسيده، وأحسن عبادة ربه، كان له الأجر مرتين ".
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد
الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود
السجستاني يقول: أنا لا أحدث عن فضل الأعرج، قلت: لم؟ قال: لأنه كان لا
يفوته حديث جيد.
360

وقال ابن عدي: سمعت أحمد بن الحسين الصوفي يقول: فضل بن سهل الأعرج
كان أحد الدواهي.
قلت: يعني في الذكاء، والمعرفة، وجودة الأحاديث، والله أعلم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق المصري،
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن - وكتب لي بخطه - قال سمعت أبي يقول: الفضل بن
سهل الأعرج بغدادي ثقة.
حدثني الأزهري، حدثني محمد بن العباس قال: قال لنا أبو عبيد بن حربويه:
توفي الفضل بن سهل الأعرج يوم الاثنين لسبع وعشرين مضين من صفر سنة خمس
وخمسين ومائتين.
قرأت على البرقاني عن المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: مات
فضل بن سهل الأعرج - أبو العباس - ببغداد يوم الاثنين لثلاث بقين من صفر سنة
خمس
وخمسين ومائتين، وله نيف وسبعون سنة.
6801 - الفضل بن يعقوب بن إبراهيم بن موسى، أبو العباس الرخامي:
سمع يحيى بن السكن البصري، وإدريس بن يحيى الخولاني المصري، وزيد بن
يحيى بن عبيد الدمشقي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وسعيد بن مسلمة الأموي،
ومحمد بن سابق، ووهب الله بن راشد، والحسن بن بلال، وأسد بن موسى، عبد
الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني. روى عنه البخاري في
صحيحه، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، ومحمد بن محمد الباغندي،
ويحيى بن صاعد وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، والحسين بن القاسم ابنا
إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد.
361

وقال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي ببغداد وكان صدوقا ثقة، وسئل أبي عنه
فقال: صدوق. وذكره الدارقطني فقال: ثقة حافظ.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا الفضل بن يعقوب،
حدثنا الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة وسليمان بن يسار
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ".
هكذا روى هذا الحديث فضل الرخامي عن محمد بن يوسف الفريابي، وتفرد
بذكر سعيد - وهو ابن المسيب - ورواه محمد بن يحيى الذهلي عن الفريابي فلم
يذكر سعيدا وكذلك رواه الوليد بن مسلم، وعيسى بن يونس، والوليد بن مزيد،
وبشر بن بكر، أربعتهم عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة، وسليمان بن يسار
حسب ولم يتابع أحد فضلا على ذكر سعيد، وقد وهم في ذلك، والله أعلم.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد بن
حفص العطار قال: مات الفضل بن يعقوب الرخامي في أول شهر جمادى الأولى سنة
ثمان وخمسين ومائتين.
6802 - الفضل بن موسى بن عيسى بن سفيان، أبو العباس البصري:
مولى بني هاشم قدم بغداد وحدث بها، وبسر من رأى عن عبد الرحمن بن
مهدي، وروح بن عبادة، وأبي عاصم النبيل، وحماد بن مسعدة. روى عنه أبو بكر بن
أبي الدنيا والقاضي المحاملي، وإسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الله بن عيسى
القاضي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم. وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا فضل بن موسى،
حدثنا أبو عاصم، حدثنا سهل بن السراج عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ويومي وبين سحري ونحري.
أخبرني الحسن بن علي التميمي، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثني أبي،
حدثنا أبو العباس الفضل بن موسى البصري - مولى بني هاشم بسر من رأى سنة
إحدى وستين ومائتين - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي بحديث ذكره.
362

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قال: وجدت في كتاب جدي
سمعت أحمد بن محمد بن بكر قال: ومات الفضل بن موسى البصري سنة أربع
وستين ومائتين.
وكذلك ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه وقال: في جمادى الآخرة.
6803 - الفضل بن العباس، أبو بكر المعروف بفضلك الرازي:
سمع هدبة بن خالد، وقتيبة بن سعيد، وأبا الربيع الزهراني، وأحمد بن عبدة،
وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعيسى بن مينا قالون، وشيبان بن فروخ، وإسحاق
بن راهويه، وخلقا كثيرا من نظرائهم. حدث عنه من البغداديين صالح بن أبي مقاتل
الحافظ ومحمد بن مخلد. وكان ثقة ثبتا حافظا، وسكن بغداد إلى أن توفي بها.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا الفضل بن العباس،
حدثنا محمد بن مهران، حدثنا عبد العزيز بن عيسى - أبو عيسى - الحراني عن عبد
الكريم بن مالك الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي - والد
أبي الحسن الفقيه الثقة المأمون - يقول: فضلك الرازي وهو الفضل بن العباس إمام
عصره في معرفة الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: قرئ على أبي
الحسين بن المنادي - وأنا أسمع - قال: وتوفي أبو بكر الفضل بن العباس الرازي
المعروف بفضلك يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين في مدينتنا - وبها قبره -
وذلك ببراثا في الجانب الغربي.
ذ كر ابن مخلد - فيما قرأت بخطه - إنه توفي يوم السبت لأربع عشرة بقين من
صفر.
6804 - الفضل بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله، الجواربي:
حدث عن عاصم بن الواسطي، وموسى بن إبراهيم المروزي. روى عنه ابن أخيه
محمد بن صالح الجواربي.
363

6805 - الفضل بن جعفر، أبو العباس الخواص المخرمي:
حدث عن أبي نصر التمار وبشر بن الحارث. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا أبو الفرج الطناجيري وعبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي. قالا:
أخبرنا أحمد بن منصور النوشري، حدثنا ابن مخلد، حدثنا أبو العباس الفضل بن
جعفر الخواص - في المخرم في درب عبد الله بن خازم - قال سمعت بشر بن الحارث -
وتذاكر قوم " من قرأ بسورة كذا وكذا كان له كذا، ومن سبح كذا كان له كذا ".
فقال بشر: هذا أمر الصادق؟ فأما من قرأ فإني أخاف أن لا يجاوز هذا. ووضع يده
شحمة أذنه.
6806 - الفضل بن العباس بن إبراهيم بن مهران:
حدث عن خلف بن هشام المقرئ روى عنه علي بن الحسن بن العبد، وأحمد بن
عبد الكريم الكريزي البصري.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أحمد بن عبد الحكيم بن محمد الكريزي، حدثنا الفضل بن العباس بن إبراهيم
ابن مهران البغدادي، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا عيسى بن ميمون البصري، عن
عسل بن سفيان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة لجاما من النار ".
6807 - الفضل بن العباس بن إبراهيم، أبو العباس:
سكن حلب وحدث بها عن أبي سلمة التبوذكي، والقعنبي، وهانئ بن يحيى
البصري، وغيرهم. روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن بركة المعروف
ببرداعي الحافظ، وأحمد بن محمد بن إسحاق الحلبي.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الاعلى الرقي، أخبرنا عبد الله بن
القاسم بن سهل الصواف - بالموصل - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الحلبي،
364

حدثنا الفضل بن العباس البغدادي، حدثنا هانئ بن يحيى، حدثنا يزيد بن عياض،
أخبرنا أبو الزبير، عن جابر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يستأني بالجراحات سنة ".
هذا غريب من حديث أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله الأنصاري، لا أعلم
رواه غير يزيد بن عياض بن جعدبة عنه.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو بكر الوليد بن القاسم بن أحمد الصوفي
- بمصر - حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، حدثنا الفضل بن
العباس بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أبي حاتم قال حدثني بشر - وهو ابن الحارث -
حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأكل القثاء بالرطب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرني الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم -
وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: الفضل بن العباس بن إبراهيم حلبي
بغدادي الأصل يكنى أبا العباس ثقة.
6808 - الفضل بن صالح، المخرمي:
حدث عن عاصم بن علي بن عاصم. روى عنه ابنه أحمد.
6809 - الفضل بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك، أبو العباس
اليزيدي:
حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن سلامة ويحيى الجمحي،
وأبي عثمان المازني، ومحمد بن صالح بن النطاح، روى عنه محمد بن العباس
اليزيدي، ومحمد بن موسى بن حماد البربري، ومحمد بن عبد الملك التاريخي،
وعلي بن سليمان الأخفش، وأبو عبد الله الحكيمي، وأبو علي الطوماري.
وكان أديبا نحويا عالما فاضلا، وبلغني أنه مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
365

6810 - الفضل بن محمد بن رومي، أبو العباس:
حدث عن خلف بن هشام المقرئ، وأبي إبراهيم الترجماني، وسريج بن يونس،
وجبارة بن مغلس، وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، وعثمان بن عبد الوهاب
الثقفي. روى عنه أبو محمد بن الخراساني، ولم يكن به بأس.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا
الفضل بن محمد بن رومي أبو العباس، حدثنا خلف بن هشام البزار، حدثنا علي بن
مسهر، عن أشعث، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي. قال: أنعم الله علي
أني عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة في الغلمان فلم يجدني أنبت فخلى
سبيلي.
6811 - الفضل بن عبدويه بن كثير، أبو العباس المؤدب:
حدث عن الحسن بن مخلد الكبشي. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا الفضل بن
عبدويه بن كثير - أبو العباس المؤدب - حدثنا الحسن بن مخلد الكبشي، حدثنا أبو
يوسف القاضي، عن عبد الله بن علي، عن عمرو بن دينار قال سمعت ابن عمر
يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت وصلى خلف مقام إبراهيم ركعتين، وطاف
بين الصفا والمروة: * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * [الأحزاب 12].
6812 - الفضل بن الحسن بن محمد بن الفضل بن الأعين، أبو العباس
الأنصاري الأهوازي:
قدم بغداد وحدث بها عن سليمان الشاذكوني، وسعيد بن عنبسة البصري،
وسفيان بن وكيع بن الجراح. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومحمد بن العباس بن
نجيح، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عقيل أحمد بن عيسى بن زيد القزاز، وأبو القاسم طلحة بن علي بن
الصقر الكتاني - قال أبو عقيل حدثنا وقال طلحة أخبرنا - محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي، حدثني الفضل بن الحسن بن محمد بن الفضل بن الأعين الأهوازي
- ببغداد - حدثنا سليمان بن داود المنقري، حدثنا حصين بن نمير - أبو محصن - حدثنا
ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
366

* (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم
سابق بالخيرات) * [فاطر 32] قال: " كلهم في الجنة ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع قال، وجاءنا الخبر بموت الفضل بن الحسن بن محمد بن الفضل بن الأعين
الأنصاري في آخر ذي القعدة سنة ثمان وثمانين - يعني ومائتين - من الأهواز.
6813 - الفضل بن مخلد، بن عبد الله، أبو العباس الدقاق، ويعرف
بفضلان:
حدث عن أبي حمدون المقرئ، وداود بن صغير البخاري. روى عنه أبو الحسين
ابن المنادي، وجعفر الخلدي، وكان ثقة.
6814 - الفضل بن العباس، القرطمي:
حدث عن يحيى بن عثمان الحربي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار - التاجر بأصبهان - أخبرنا سليمان
ابن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا الفضل بن العباس القرطمي البغدادي، حدثنا
يحيى بن عثمان، حدثنا الفضل بن زياد عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جعلت قرة عيني في
الصلاة ".
قال سليمان: لم يروه عن الأوزاعي إلا فضل، تفرد به يحيى.
6815 - الفضل بن العباس بن الوليد، أبو القاسم البزوري - ويقال:
السقطي:
حدث عن يحيى بن عثمان الحربي، وسويد بن سعيد، وداود بن رشيد. روى عنه
محمد بن أحمد بن إسحاق الحجاري، وعبد الصمد الطستي، وعبد الباقي بن قانع.
وأخاف أن يكون القرطمي الذي ذكرناه آنفا، والله أعلم.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر القطان، حدثنا عبد الباقي بن
367

قانع القاضي، حدثنا الفضل بن العباس البزوري، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا أبو
حفص الأبار عن محمد بن إسحاق وشعبة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده -
يعني الحسين - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جذاذ النخل بالليل، وحصاد الزرع بالليل.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا علي بن عمر الدارقطني، حدثني أبو بكر
محمد بن أحمد بن إسحاق الحجاري، حدثني أبو القاسم الفضل السقطي من
الثقات، أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا
عبد الباقي بن قانع: أن الفضل بن العباس البزوري مات في سنة إحدى وتسعين
ومائتين.
6816 - الفضل بن هارون:
صاحب أبي ثور الفقيه. حدث عن أبي إبراهيم الترجماني وعثمان بن أبي شيبة،
وداود بن رشيد، ومحمد بن أبي معشر. روى عنه أبو نعيم بن عدي الجرجاني، وأبو
القاسم الطبراني، وإيزديار بن سليمان الفارسي.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
الفضل بن هارون البغدادي - صاحب أبي ثور - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله تعالى: * (إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد) * [الرعد 7] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المنذر، والهاد، رجل من بني
هاشم ".
قال سليمان: لم يروه عن السدى إلا المطلب، تفرد به عثمان بن أبي شيبة.
6817 - الفضل بن محمد، أبو برزة الحاسب:
حدث عن أحمد بن عبد الله بن يونس وثابت بن موسى، ويحيى الحماني الكوفيين،
ومحمد بن سماعة الرملي، ومالك بن سليمان الألهاني، ونوح بن حبيب القومسي.
روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو محمد بن ماسي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن
يوسف السقطي، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، حدثنا
368

أبو برزة الحاسب، حدثنا محمد بن سماعة، حدثنا مهدي بن إبراهيم، حدثنا مالك
ابن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه قال:
قال لي أبو سعيد: إني أراك تحب البادية، وتحب الغنم، فإذا كنت في غنمك، أو في
باديتك فارفع صوتك بالأذان، فإنه لا يسمع مدى صوتك في غنمك - أو باديتك -
حجر، ولا شجر، ولا مدر، ولا شئ، إلا شهد لك يوم القيامة. قال: ثم قال
أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي برزة الحاسب قلت: أكان ثقة؟ فقال: أي لعمري
وهو جليل.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا برزة الحاسب مات في
سنة ثمان وتسعين ومائتين.
قال لي هلال بن المحسن: مات أبو برزة يوم السبت لأربع بقين من صفر.
6818 - الفضل، أبو العباس الأشج:
حدث عن عباد بن موسى الختلي، وهشام بن بهرام المدائني. روى عنه أبو سعيد
ابن الأعرابي.
حدثني الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المصري، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن
محمد بن زياد، حدثنا أبو العباس فضل الأشج بغدادي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو
غالب علي بن أحمد بن أحمد بن النضر قالا: حدثنا هشام بن بهرام المدائني، حدثنا معافى بن
عمران عن أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق
ذات عرق.
6819 - الفضل بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد، أبو القاسم بن
المنادي:
وهو أخو أبي الحسين أحمد، حدث عن جده أبي جعفر بن المنادي، وعن أبي
قلابة الرقاشي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه أبو جعفر محمد بن عمرو
العقيلي.
369

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: توفي أخي أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد بن عبيد الله
المنادي ليلة الأربعاء وقت السحر الأعلى، لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثمان
وتسعين بالذرب، ودفن من الغد يوم الأربعاء كان قد حدث قبل ذلك بسنيات، كان
عمره سبعا وأربعين سنة وشهرا واحدا وتسعة عشر يوما.
6820 - الفضل بن أحمد، البغدادي:
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة -
حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثني فضل بن أحمد البغدادي، حدثنا محمد بن
المثنى البزاز قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: رأيت الزنجي بن خالد وهو على
حمار، وأقبل يحرك رأسه - يعني قد شرب نبيذا -.
6821 - الفضل بن صالح بن علي بن عيسى بن جعفر بن أبي جعفر
المنصور، يكنى أبا العباس:
حدث عن هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد، ويعقوب بن حميد بن
كاسب، وهدبة بن عبد الوهاب المروزي. روى عنه الحسين بن عياش القطان،
وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن منصور بن مالك
القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو
العباس الفضل بن صالح بن علي بن عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور، حدثنا
هدبة بن خالد الأزدي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة عن أبي مجلز قال: سألت
ابن عباس عن الوتر فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ركعة من آخر الليل ".
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو العباس الفضل بن
صالح الهاشمي - وكان من أفاضل الناس -.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا القاضي أبو الحسين عيسى بن
حامد بن بشر الرخجي قال: ومات الفضل بن صالح بن علي بن عيسى بن جعفر بن
أبي جعفر المنصور ببغداد يوم السبت في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
370

6822 - الفضل بن أحمد بن سيار، البغدادي:
حدث عن علي بن عبدة المؤدب. روى عنه محمد بن هارون بن شعيب
الأنصاري الدمشقي وذكر أنه سمع منه بمصر.
6823 - الفضل بن عبدوس بن محمد، أبو العباس القردواني:
حدث عن علي بن داود القنطري. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه
سمع منه بسر من رأى.
6824 - الفضل بن عبد الملك، أبو عبد الله الهاشمي:
كان إمام الجامع بالرصافة، وصاحب الصلاة بمكة والمدينة.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي أبو عبد الله
الفضل بن عبد الملك الهاشمي - إمام الجامع وصاحب الصلاة بالحرمين والرصافة -
ببغداد يوم السبت بالعشي، ودفن يوم الأحد بالغداة لعشر خلون من صفر سنة سبع
وثلاثمائة، وله من السن سبعون سنة.
6825 - الفضل بن أحمد، أبو العباس الوزان:
حدث عن أحمد بن إبراهيم وراق خلف بن هشام البزار. روى عنه أبو بكر
محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري.
6826 - الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد، أبو العباس الخزاعي
النيسابوري ويلقب فضلان:
سمع أباه، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن
يوسف السلمي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وأبا الأزهر أحمد بن الأزهر، ومحمد
ابن إسماعيل البخاري، وعلي بن حرب الموصلي، وعباسا الدوري، وأبا قلابة
الرقاشي. روى عنه أبو العباس بن عقدة، وكان قدم بغداد وحدث بها فروى عنه
محمد بن عمر بن الجعابي، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري، ومحمد بن
إسحاق القطيعي.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا علي بن عمر الختلي، حدثنا الفضل بن
محمد بن عقيل السلفي - سنة ثلاث وثلاثمائة - حدثنا عبد الله بن هاشم. وأخبرنا
أحمد بن عمر بن روح النهرواني، حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي، حدثني الفضل
371

ابن محمد بن عقيل النيسابوري، حدثني عبد الله بن هاشم الطوسي، حدثنا يحيى بن
سعيد القطان، حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون ما
أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل - وسأله أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي
عثمان عن وفاة أبيه - فقال: توفي أبي سنة تسع وثلاثمائة.
6827 - الفضل بن أحمد، أبو القاسم السراج:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو خبيب
العباس بن أحمد بن محمد البرتي، وأبو القاسم الفضل بن أحمد السراج، ومحمد
ابن علي بن عمر، وأبو بكر الحفار قالوا: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد
ابن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن رجلا زار أخا له
في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال:
أزور أخا لي في هذه القرية، قال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني
أحببته في الله، قال فإني رسول الله إليك فإن الله قد أحبك كما أحببته فيه ".
6828 - الفضل بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو غانم بن أبي حماد، يعرف
بالغلفي:
رازي الأصل حدث عن الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور
الرمادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو
حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا الفضل بن إسماعيل
الرازي، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا أبو أويس
372

عن الزهري عن مالك عن أويس بن الحدثان حدثه أن عمر بن الخطاب قال: قال أبو
بكر الصديق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث، ما تركناه صدقة ".
6829 - الفضل بن أحمد بن منصور بن الذيال، أبو العباس الزبيدي:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد، وأحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب. روى عنه
الدارقطني، ويوسف القواس، والقاضي أبو محمد بن معروف، ومحمد بن جعفر.
أخبرنا الخلال والعتيقي قالا: حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا الفضل بن
أحمد بن منصور - أبو العباس الزبيدي الضرير إملاء من حفظه - زاد العتيقي سنة سبع
عشرة وثلاثمائة ثم اتفقا - قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي - في مدينة أبي
جعفر المنصور - حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال: قلت يا رسول
الله أما تكون الذكاة إلا من اللبة أو الحلق؟ فقال: " وأبيك لو طعنت في فخذها
لأجزت عنك ".
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف
القاضي، حدثنا الفضل بن أحمد بن منصور الزبيدي - إملاء من حفظه - حدثنا زياد
ابن أيوب، حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، أنه تزوج امرأة
فأصابها شمطاء فطلقها، وقال: حصير في بيت، خير من امرأة لا تلد، والله ما أقربكن
شهوة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تزوجوا الودود فإني مكاثر بكم
الأمم يوم القيامة ".
وكذا رواه أبو حفص بن شاهين عن الزبيدي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو العباس الفضل بن أحمد بن
منصور الزبيدي ثقة مأمون، مات قديما.
6830 - الفضل بن محمد بن بشار، أبو القاسم:
حدث عن أبي دجانة أحمد بن إبراهيم المعافري، وعبيد الله بن سعد الزهري،
وعمر بن شبة. روى عنه أبو عمر بن حيويه.
373

6831 - الفضل بن محمد بن الحسين، أبو عيسى الخواص:
حدث عن الفتح بن شخرف العابد، وأبي قلابة الرقاشي. روى عنه المعافى بن
زكريا الجريري، وأبو القاسم بن الثلاج.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو الفرج المعافى بن
زكريا القاضي، حدثنا أبو عيسى الفضل بن محمد بن الحسين الخواص، حدثنا أبو
نصر الفتح بن شخرف، حدثنا أبو معاذ الجارود بن سنان الترمذي، حدثنا الفضل بن
موسى السيناني عن عبد الله بن الوليد عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوا لي صويحبي، فإني بعثت إلى الناس كافة، فلم يبق أحد إلا
قال لي كذبت، إلا أبو بكر الصديق فإنه قال لي صدقت ".
6832 - الفضل بن عبد الله بن مرزوق، أبو الربيع النهرواني:
حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه المعافى بن زكريا.
6833 - الفضل بن جعفر، المدائني، وكيل ابن داهر:
حدث عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. روى عنه أحمد بن محمد
ابن عمران بن الجندي، وذكر أنه سمع منه بالمدائن.
6834 - الفضل بن محمد بن علي بن يزيد، أبو القاسم المعروف بالخردلي
الوراق البغدادي:
حدث عن أبي علي محمد بن سليمان المالكي البصري. وذكر أبو الفتح بن مسور
أنه حدثه ببغداد وقال: كان ثقة.
6835 - الفضل بن العباس بن علي بن الحارث بن محمود، أبو العباس
الهروي:
قدم بغداد وذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة عن أبي
حسان عيسى بن عبد الله البصري.
وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت الحسين بن أحمد بن عبد الله بن
بكير الحافظ يقول: سمعت أبا العباس الفضل بن علي بن الحارث بن محمود الهروي -
374

سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة - يقول سمعت أبا حسان عيسى بن عبد الله العثماني -
بهراة - يقول ذهب بي أبي إلى البصرة إلى بني سهم إلى امرأة يقال لها آمنة ابنة أنس
ابن مالك. فسمعت أبي يقول لها يا آمنة! مالك ممن؟ قالت: من بني ضمضم، ثم
قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لأشفعن يوم القيامة لمن
كان في قلبه جناح بعوضة إيمان " وقالت رأيت أنس بن مالك في يده عكازة على
رأسها رمانة فضة. قال ابن بكير: وقد سمع معنا منه جعفر الخلدي هذا الحديث.
6836 - الفضل أمير المؤمنين المطيع لله بن جعفر بن المقتدر بالله بن أحمد
المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق، ويكنى أبا القاسم. استخلف بعد المستكفي بالله:
وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثني أبي قال المطيع لله الفضل بن
المقتدر بالله، وأمه أم ولد يقال لها مشغلة، أدركت خلافته، واستخلف يوم الخميس
لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وسنة يومئذ ثلاث
وثلاثون سنة، وخمسة أشهر، وأيام. لأن مولده لست بقين من المحرم سنة إحدى
وثلاثمائة، وخلع المطيع نفسه غير مستكره - فيما صح عندي - يوم الأربعاء لثلاث
عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، فكانت خلافته تسعا
وعشرين سنة، وأربعة أشهر، وأياما. وولى ابنه الأكبر المكنى أبا بكر واسمه
عبد الكريم الطائع لله، وكان سنة يوم ولى فيما بلغني ثمانيا وأربعين سنة وخرج
الطائع لله إلى واسط وحمل معه أباه، فمات في المعسكر في المحرم من سنة أربع
وستين، ورده إلى بغداد ودفن في الرصافة في تربته.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال: سمعت أبا الفضل بن التميمي
يقول: سمعت المطيع لله أمير المؤمنين يقول: سمعت شيخي ابن منيع يقول: سمعت
أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذل. سمعت أبا علي بن
شاذان يقول: خلع المطيع لله نفسه من الخلافة، وكانت مدة خلافته تسعا وعشرين
سنة، وأربعة أشهر، وأحد وعشرين يوما، ومات بدير العاقول.
قال لي هلال بن المحسن: مات المطيع لله - الفضل بن المقتدر بالله - في ليلة الاثنين
لثمان بقين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة، وكان وفاته بدير العاقول، وحمل
إلى بغداد فدفن في تربة شغب أم المقتدر بالله بالرصافة، وكانت وفاته عن ثلاث
وستين سنة، ومولده لست بقين من المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.
375

6837 - الفضل بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن المنجم، يكنى أبا
منصور:
حدث عن أبيه. حدثني عنه التنوخي.
6838 - الفضل بن عبد الرحمن بن الفضل بن أحمد بن عبد العزيز، أبو
العباس الأبهري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن المقرئ الأصبهاني، وأبي عبد الله محمد
ابن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي. كتبت عنه وكان ثقة يسكن قطيعة الربيع،
ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وأربعمائة.
6839 - الفضل بن العباس بن يحيى بن الحسين، أبو العباس الصاغاني
الحنفي:
قدم علينا حاجا بعد سنة عشرين وأربعمائة، وحدث ببغداد عن محمد بن محمد
ابن عبدوس الحيري، ومحمد بن الحسين بن داود العلوي، وعبد الرحمن بن إبراهيم
ابن محمد بن يحيى المزكي، ومحمد بن محمد بن حامد القطان، والحسين بن
محمد بن علي السيوري النيسابوريين. كتبنا عنه.
أخبرنا الفضل بن العباس الصاغاني، حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن عبدوس
الحيري - بنيسابور - أخبرني عمي أبو إسحاق إبراهيم بن عبدوس، حدثنا أحمد بن
يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن
سلام عن عبد الله بن الأزرق عن عقبة بن عامر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة تستجاب
دعوتهم، الوالد، والمسافر، والمظلوم ".
6840 - الفضل بن محمد بن الفضل، أبو القاسم الطبري:
الفقيه على مذهب الشافعي. سكن بغداد وحدث بها عن ابن مالك القطيعي،
وأبي محمد بن ماسي. كتبت عنه وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي في جوار أبي
القاسم بن بشران.
أخبرنا الفضل بن محمد الطبري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو
376

مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حمل علينا السلاح فليس منا ".
مات فضل الطبري ببغداد في صفر من سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه الفتح
6841 - الفتح، أبو نصر الموصلي الزاهد:
ورد بغداد زائرا لأبي نصر بشر بن الحارث.
كذلك أخبرنا غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أخبرنا أبو محمد عبد
الخالق بن الحسن بن محمد بن أبي روبا، حدثنا محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا
أبو حفص بن أخت بشر بن الحارث قال: كنت عند خالي بشر بن الحارث جالسا في
منزله، فدق الباب، فقال: انظر من هذا، فخرجت فإذا أنا بشيخ عليه جبة صوف،
وعلى رأسه مئزر صوف، وبيده ركوة، فقال تقول لأبي نصر أخوك أبو نصر،
فدخلت فأعلمته ووصفته له، فخرج خالي مسرعا فسلم عليه، ثم أخذ بيده فأدخله
فجعل يسائله، ثم قال له ما جاء بك؟ قال: حديث سمعته أنا وأنت من عيسى بن
يونس في الغسل قد شككت فيه، فقام خالي فأخرج قمطرا ففتشه ثم أخرج دفترا من
قراطيس فقرأ فيه فقال: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا أشعث بن عبد الملك عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قعد بين شعبها الأربع
وأجهد فقد وجب الغسل ".
فقال له الشيخ: أسمعه مني لا أكون أغلط فيه، فقال له خالي: هاته، وجعل خالي
ينظر في الدفتر، فقال الشيخ: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا أشعث بن عبد الملك عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قعد بين شعبها الأربع
وأجهد فقد وجب الغسل " قال له خالي: قد حفظته، ثم أخرج خالي من كمه فقال
377

هذا نصف درهم، اشتر بدانقين خبزا، وبدانق تمرا، فمضيت فاشتريت به ثم جئت
إليه، فوضعته بين يدي الشيخ، فأكل الشيخ وخالي وأكلت معهما، ثم قال الشيخ
لخالي تأمر بشئ؟ فسلم خالي عليه وخرج معه إلى باب الدار، فلما مضى الشيخ
قلت لخالي، من هذا الشيخ؟ فقال أولا تعرفه؟ هذا فتح الموصلي، الحقه فاسأله أن
يدعو لك.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان،
حدثنا العباس بن يوسف الشكلي،، حدثني أبو جعفر البزاز، حدثني أبو حفص ابن أخت
بشر بن الحارث قال: كنت يوما واقفا ببابنا إذ أقبل شيخ ثائر الشعر ملتف بالعباء،
فقال لي: بشر في البيت؟ قلت نعم! قال ادخل فقل فتح بالباب، فدخلت فقلت يا
خالي شيخ في عباء قال لي قل لبشر: فتح بالباب، قال فخرج مسرعا فصافحه
واعتنقه، فقال له الشيخ يا أبا نصر إني ذكرتك البارحة واشتقت إلى لقائك. قال
فدفع إلى درهما فقال خذ بأربعة دوانيق خبزا - ويكون جيدا - وبدانقين تمرا، فقال الشيخ قل له يكون سهريزا، فجئته به فقال الشيخ قل له يأكل معنا، فقال: كل معنا،
فأكلت معهم، فلما أكلنا أخذ ما فضل في طرف العباء ومضى، فخرج خالي معه
يشيعه إلى باب حرب، فلما رجع قال لي يا بني تدري من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا
فتح الموصلي.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: فتح
الموصلي كان من كبار مشايخ الموصل، وكان يحضر بغداد لزيارة بشر الحافي، وكان
فتح ورد عليه مر زائرا، فأكل عنده وأخذ باقي الطعام، فقال بشر لمن حضر: تدرون
لم حمل باقي الطعام؟ قالوا [لا] قال: أراكم أنه إذا صح التوكل لا يضر الحمل.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا العباس بن العباس بن المغيرة
الجوهري، حدثني عمي القاسم، حدثني أبو بكر بن عفان قال: سمعت بشر بن
الحارث يقول: بلغني أن ابنة لفتح الموصلي عريت، فقيل له: ألا تطلب من يكسوها؟
قال لا، أدعها حتى يرى الله عريها وصبري عليها، قال: وكان إذا كان ليالي الشتاء
جمع عياله وقال بكسائه عليهم؟ ثم يقول اللهم أفقرتني وأفقرت عيالي، وجوعتني
وجوعت عيالي، وأعريتني وأعريت عيالي، بأي وسيلة توسلتها إليك، وإنما تفعل هذا
بأوليائك وأحبابك فهل أنا منهم حتى أفرح؟
378

أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني - بمكة -
حدثني محمد بن جعفر، حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الملك قال: سمعت شيخا
يكنى أبا تراب يقول: قيل لفتح الموصلي أنت صياد بالشبكة، لم لا تصطاد لعيالك؟
فقال أخاف أن أصطاد مطيعا لله في جوف الماء، فأطعمه عاصيا لله على وجه الأرض.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرني أبو
زرعة - إجازة - قال: مات فتح الموصلي سنة عشرين ومائتين.
قلت: وفي الزهاد فتح الموصلي آخر أقدم من هذا، ذكر المعافى بن عمران أنه لم
يلق أعقل منه، ويكنى أبا محمد. وهو الفتح بن محمد بن وشاح الأزدي. وذكر أبو
نصر التمار والهيثم بن خارجة أنه مات في سنة سبعين ومائة.
6842 - الفتح بن هشام، الترجماني:
حدث عن إسماعيل بن علية، والوليد بن مسلم. روى عنه محمد بن إسحاق
السراج النيسابوري.
أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحريصي النيسابوري. أخبرنا
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الخفاف، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق
السراج، حدثنا الفتح بن هشام الترجماني، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي،
حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل ". فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا
موسى بن هارون قال: مات فتح بن هشام ببغداد سنة ثمان وثلاثين.
6843 - الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم، أبو نصر الكسي:
كان أحد العباد السياحين ثم سكن بغداد وحدث بها عن رجاء بن مرجي
المروزي في كتاب السنن وعن أبي شرحبيل عيسى بن خالد ابن أخي ابن اليمان
الحمصي، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ومحمد بن خلف العسقلاني،
379

والجارود بن سنان الترمذي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وغيرهم. روى عنه
أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، وشعيب بن محمد بن الراجيان، وأبو محمد
الجريري، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان
النجاد، وغيرهم. وكان قليل المسانيد كثير الحكايات.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق وعلي بن أحمد الرزاز - قال محمد
حدثنا وقال علي أخبرنا - أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا الفتح بن شخرف العابد
قال: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت سفيان
الثوري يقول لوهيب بن الورد - وهو ينظر إلى الكعبة - ورب هذه البنية إني لأحب
الموت، فقال له وهيب: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: فقال سفيان يا أبا أمية يستقبلك
أمور عظام يستقبلك أمور عظام.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أحمد بن
علي الجوزجاني، حدثنا أبو نصر فتح بن شخرف، حدثنا نصر بن الصباح، حدثنا
خالد بن يزيد القسري عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر قال: أكل علي بن أبي
طالب يوما تمر دقل ثم شرب عليه ماء ثم ضرب بيده بطنه وقال من أدخله بطنه
النار فأبعده الله، ثم تمثل:
- وإنك مهما تعط نفسك سؤلها * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا -
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
الفتح بن شخرف العابد قال: سمعت إسحاق بن الجراح يقول سمعت الهيثم بن
جميل يقول: بلغني عن رجل أنه يكذب، فغدوت عليه لأنكر عليه، قال فرأيته وقد
ضم صبيا لي إلى صدره وقبله، فرق قلبي، ولم أقدر أقول له. ثم قال حدثنا فضيل بن
عياض عن سفيان الثوري عن منصور قال: إن الرجل ليسقيني شربة من ماء، كأن
ضلعا من أضلاعي دقه.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا الفتح بن شخرف - أبو نصر - قال: سمعت محمد بن خلف العسقلاني قال:
سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول: لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول
الله صلى الله عليه وسلم لم يولد لهم صبي فنبتت له رباعية.
380

أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - حدثنا أبو الحسن حامد بن إدريس بن محمد بن
إدريس الموصلي - بها - حدثنا عبد الله بن علي العمري، حدثنا فتح بن شخرف،
حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدثنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلما يوجد في آخر أمتي درهم من حلال، أو أخ
يوثق به ".
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري، حدثنا فتح بن
شخرف - أبو نصر الخراساني وكان من العابدين - قال حدثني طاهر بن عبد الملك
المصيصي قال سمعت أبي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول: أنا منذ عشرين سنة
أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب على.
حدثني الأزهري، حدثني عبد الله بن إبراهيم القزاز، حدثنا جعفر بن محمد
الخواص، حدثني أبو محمد الجريري قال: قال لي فتح بن شخرف: من إعجابي بكل
شئ جيد عندي، قلم كتبت به أربعين سنة، كنت أكتب به بالنهار وأكتب به
بالليل، وكانت دارنا واسعة، فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع، وأقعد على سلم في
دارنا ارتقى إليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم، فإذا تشعث رأس القلم قططته، وهو
عندي، فأخرج لي أنبوبة صفر، وأخرج القلم منها، فأرانيه.
حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني،
حدثنا محمد بن أحمد بن حفص قال: سمعت رويم بن أحمد يقول: لقيني يوما
الفتح بن شخرف فقال لي: يا أبا محمد أنت أمين الله على نفسك، لا ترى على شيئا
أنت تحتاج إليه، ولا عندي شيئا تزحمك الحاجة إليه فتتخلف عن أخذه.
وحدثني عبد العزيز الأزجي قال: سمعت أبا بكر المفيد يقول: سمعت أبا عبد الله
محمد بن عبد الله - صاحب بشر بن الحارث - يقول: قال لي الفتح بن شخرف:
رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم، فقلت: يا أمير المؤمنين علمني شيئا
حسنا، قال فبسط كفه إلى، فإذا فيها مكتوب سطران، فقرأتهما فإذا هما: ما رأيت
أحسن من تواضع الغني للفقير يطلب ثواب الله، وأحسن من ذلك تيه الفقير على
الغني ثقة بالله.
381

أخبرنا محمد بن محمد بن علي الشروطي، حدثنا المعافى بن زكريا الجريري،
حدثنا الليث بن محمد بن الليث المروزي قال: سمعت فارس بن إبراهيم المشرقي
يقول: حدثني محمد بن عمر بن فارس قال: سمعت فتح بن شخرف يقول: كنت
بأنطاكية، وبها جبل يقال له المطل، فنويت أن أصعد عليه ولا أنزل حتى أختم القرآن
- أو أتعلم القرآن - فحملتني عيني فنمت، فبينا أنا نائم إذا أنا بشخصين، فقلت
للذي يقرب مني: من أنت يا هذا؟ فقال لي من ولد آدم قلت كلنا من ولد آدم، قلت
فما الذي وراءك؟ قال لي علي بن أبي طالب، قال: قلت له أنت قريب منه ولا
تسأله، قال أخشى أن يقول الناس إني رافضي، قال: قلت دعني فأقرب منه فيقولوا
إني رافضي، فتنحى من مكانه وقعدت فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين كلمة خير شئ؟
فقال لي: نعم صدقة المؤمن بلا تكلف ولا ملل، قال: قلت: زدني يا أمير المؤمنين،
قال: تواضع الغني للفقير رجاء ثواب الله، قلت زدني يا أمير المؤمنين، قال: وأحسن
من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة بالله، قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: فبسط
كفه، فإذا فيها مكتوب:
- كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تعود ميتا -
- أعيي بدار الفناء بيت * فابن بدار البقاء بيتا -
قال: ثم انتبهت.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا أبو الفضل الزهري عبيد الله بن عبد
الرحمن قال: سمعت أبا الطيب المعلم يقول: سمعت البربهاري يقول: سمعت فتح
ابن شخرف يقول: رأيت رب العزة تعالى في النوم، فقال لي: يا فتح احذر لا آخذك
على غرة، قال: فتهت في الجبال سبع سنين.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت
عبد الله بن محمد بن زياد يقول: سمعت محمد بن المسيب يقول: قال الإمام أحمد
ابن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف.
حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله الحنائي، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي - إملاء - حدثنا أبو محمد الجريري قال: قال لي أبو نصر العابد - وهو الفتح
ابن شخرف - قال لي محمد بن زهير القزاز: رأيت قتيلا في بلاد الروم بعد انصرافنا
من المعركة.
382

- صريع رماح تحجل الطير حوله * قتيل أصابت نفسه ما تمنت -
قال: فقال لي أنا أعرف رجلا مكتوب على عضو من أعضائه لله، والله ما كتبها
كاتب. قال أبو محمد الجريري: فقلت له: هذا حبيس، قال فضحك.
حدثنا عبد العزيز الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدثنا محمد بن
جعفر قال: سمعت أبا محمد الجريري يقول: غسلنا الفتح بن شخرف فرأينا على
فخذه مكتوبا لا إله إلا الله فتوهمناه مكتوبا فإذا عرق داخل الجلد.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحنائي، حدثنا جعفر الخلدي قال: سمعت أبا محمد
الجريري يقول: غلسنا الفتح بن شخرف بعد وفاته، فرأيت على باطن فخذه بالبياض
لله.
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي قال:
سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول: غسلت الفتح بن
شخرف، فقلبته على يمينه، فإذا على فخذه الأيمن مكتوب خلقة، الله، كتابة بينة. قال
جعفر ورأيت أبا فتح بن شخرف هذا وكان رجلا صالحا زاهدا، لم يأكل الخبز
ثلاثين سنة، وكان له أخلاق حسنة وكان يطعم الفقراء ومن يزوره من الأصحاب
الطعام الطيب، وكان حسن العبادة والورع والزهد.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
عبيد الله المنادي قال: مات أبو نصر الفتح بن شخرف الكسي المروزي بالجانب
الغربي من بغداد، ودفن في المقبرة التي بين باب حرب، وباب قطربل، وكان من
المشهورين بالورع والصلاح إلى آخر عمره.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وتوفي أبو نصر الفتح بن شخرف المروزي بالجانب الغربي من
مدينتنا في آخر درب سليمان بن جعفر حيال الجسر الأعلى ليلة الثلاثاء، ودفن يوم
الثلاثاء للنصف من شوال سنة ثلاث وسبعين - يعني ومائتين - في المقبرة التي ما بين
باب قطر بل وباب حرب، وصلى عليه بدر المغازلي.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن
شاذان يقول: سمعت محمد بن سايب يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن هانئ.
يقول: لما مات فتح بن شخرف بن داود ببغداد صلى عليه ثلاثا وثلاثين مرة، أقل قوم
كانوا يصلون عليه كانوا يعدون خمسة وعشرين ألفا، إلى ثلاثين ألفا.
383

6844 - الفتح بن قرة. من ساكني سمرقند:
حدثي الأزهري قال: قال لنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي: الفتح
ابن قرة يقال إنه سمرقندي، وعندي أن أصله من بغداد، وسكن سمرقند فنسب
إليها. كتب الكثير، وجمع وحفظ، أخرج مشايخ الثوري وجود. يروى عن عبد الله
ابن عبد الرحمن - يعني الدارمي - ويعقوب بن يوسف اللؤلؤي، وأبي حفص عمر بن
حفص الباهلي السمرقندي، وصالح بن مسمار الكشميهني، وعبد بن حميد الكشي.
كان دخل العراق بأخرة. كتب بها عن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وأبي
عمران موسى بن الوشاء، وأبي الوليد بن برد الأنطاكي، وغيرهم من أهل العراق،
وخراسان، وسمرقند. حدثني عنه أحمد بن حامد السمرقندي.
6845 - الفتح بن خاقان، وزير المتوكل قتل معه:
6846 - الفتح بن خلف بن ماهك، أبو نصر الثومي:
حدث عن الحسن بن عرفة وعباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو القاسم بن
النخاس المقرئ.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن
الحسن بن سليمان بن النخاس المقرئ، حدثنا فتح بن خلف - أبو نصر الثومي - حدثنا
الحسن بن عرفة، حدثنا قران بن تمام الأسدي عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له
الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، بعد ما يصلي الغداة عشرة مرات، كتب
الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له بعدل
عتق رقبتين من ولد إسماعيل، وكن له حجابا من الشيطان " وذكر الحديث.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي وجماعة قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا الحسن بن عرفة بإسناده نحوه.
* * *
384

ذكر من اسمه فارس
6847 - فارس بن سليمان، أبو الحسن الجهبذ:
حدث عن الحسن بن الفضل البوصرائي، روى عنه عمر بن محمد بن علي الناقد.
أخبرنا البرقاني قال فيما عندي عن أبي حفص بن الزيات - ولم أر عليه علامة
السماع - قال قرأت على أبي الحسن فارس بن سليمان الجهبذ - من أصل كتابه -
حدثكم الحسن بن الفضل بن السمح البوصرائي بحديث ذكره.
6848 - فارس بن محمد بن عمر، البزار:
حدث عن أحمد بن الصباح بن محمد. روى عنه أبو الحسن بن الجندي.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الغزال، أخبرنا أحمد بن
محمد بن عمران، حدثنا فارس بن محمد بن عمر البزار - بسوق قطوطا بحضرة نهر
المهدي - حدثنا أبو بكر أحمد بن الصباح بن محمد، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا
أبو عمرو بن العلاء قال حدثني محمد بن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن علي
قال: لولا أن تبطروا لحدثتكم بما أعده الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن يقتلونهم. قال قلت
لعبيدة: أنت سمعته من علي؟ قال: نعم! فيهم رجل مخدج اليد، أو مثدون اليد - أو
مودن اليد، والمودن الناقص اليد.
6849 - فارس بن الحسن، أبو القاسم البزاز:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم عن موسى بن هارون الحافظ.
6850 - فارس بن عيسى - وقيل: ابن محمد، أبو الطيب الصوفي:
صحب الجنيد بن محمد وأبا العباس بن عطاء، وغيرهما. وانتقل إلى خراسان
فنزلها وكان له لسان حسن. روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع وغيره ويقال إنه
مات بسمرقند.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
فارس بن عيسى يقول: كان أبو القاسم الجنيد كثير الصلاة، ثم رأيناه في وقت موته
385

وهو يدس وتقدم إليه الوسادة فيسجد عليها. فقيل له: إلا روحت على نفسك؟
فقال: طريق وصلت به إلى الله لا أقطعه.
قال أبو نعيم: فارس بن عيسى الصوفي بغدادي وكان من المتحققين بعلوم أهل
الحقائق، ومن الفقراء المجدرين للفقر وترك الشهوات، جالس الجنيد بن محمد،
ويوسف بن الحسين، وأقرانهما من الشيوخ. وورد نيسابور وخرج - علي أكبر ظني -
سنة أربعين، وسكن مرو، ثم لم أقف على أخباره بعد ذلك.
6851 - فارس بن محمد بن محمود بن عيسى، أبو القاسم الواعظ، يعرف
بالغوري:
سمع حامد بن شعيب البلخي، والحسين بن محمد بن عفير، وأبا بكر أحمد بن
محمد بن عبد الخالق، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وعباس بن يوسف
الشكلي، وطبقتهم. حدثنا عنه ابنه محمد بن فارس، وأبو الحسن بن رزقويه،
وعبد العزيز بن محمد الستوري، وكان ثقة.
أخبرني عبد العزيز بن محمد بن نصر، حدثنا أبو القاسم فارس بن محمد
الغوري، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدثنا العلاء بن مسلمة - أبو سالم -
حدثنا ضمرة بن ربيعة قال حدثني ابن شوذب قال يقول الله تعالى: ما أنصفني ابن
آدم يدعوني فاستحى منه، ويعصيني ولا يستحي مني.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أن أبا القاسم الغوري مات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
6852 - فارس بن صافي، أبو شجاع الوراق:
روى عن حمزة بن الحسين السمسار وأبي بكر بن أبي الثلج. حدثنا عنه محمد
ابن عمر بن بكير المقرئ.
أخبرنا ابن بكير المقرئ، حدثنا أبو شجاع فارس بن صافي الوراق - إملاء من
كتابه - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله - وعبد الله يلقب أبا
الثلج - قال حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، حدثنا عمرو بن عبد الغفار، عن
سفيان الثوري، عن حسين بن عبد الله الهاشمي، عن عكرمة عن ابن عباس. قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحجر.
386

6853 - فارس بن نصر بن الحسن بن أحمد، أبو القاسم الخباز:
سمع أبا حفص بن شاهين وأبا الحسين بن سمعون. كتبت عنه وكان صدوقا
يسكن الجانب الشرقي.
أخبرنا فارس بن نصر، حدثنا محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عيسى بن إسماعيل
الواعظ - إملاء - حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم، حدثنا حفص بن عمرو الربالي،
حدثنا عبد الرحمن الرامي، حدثنا واصل مولى ابن عيينة عن أبي الزبير عن جابر قال:
عهدي برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بثلاثة أيام وهو يقول: " إن استطعت أن تموت
وأنت حسن الظن بالله فافعل ".
سألت فارس بن نصر عن مولده فقال: في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة: وكان له
كنيتان، أبو القاسم، وأبو شجاع، ومات في يوم الخميس السابع والعشرين من شهر
ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه الفضيل
6854 - الفضيل بن منبوذ، المدائني:
حدث عن هلال بن خباب. روى عنه أبو معمر القطيعي، ومحمد بن معاوية
الأنماطي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا عبيد
ابن محمد بن خلف، حدثنا محمد بن معاوية بن مالج، حدثنا فضيل بن منبوذ
المدائني.
وأخبرنا البرقاني - واللفظ له - أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني، حدثنا عبد الله
ابن ناجية، حدثنا أبو معمر القطيعي إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا فضيل بن منبوذ - من
أهل المدائن - حدثنا هلال بن خباب عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ قالت: كنت
اسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل يرجع، وأنا نائمة على عريشي.
387

6855 - الفضيل بن عبد الوهاب، الغطفاني، أبو محمد:
وهو أخو محمد بن عبد الوهاب السكري، من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث
بها عن شريك بن عبد الله، وجعفر بن سليمان، والجراح بن مليح أبي وكيع، وسعير
ابن الحمس، ويونس بن أبي يعقوب العبدي، ويزيد بن زريع البصري. روى عنه
الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن سعد، كاتب الواقدي، ومحمد بن أبي عتاب
الأعين، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وسعيد بن عتاب،
وإبراهيم بن إسماعيل السوطي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال بغدادي ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو بكر
ابن زنجويه، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا أبو وكيع عن عبد الله بن
مجالد عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ركعتا الغداة لا تدعهما فإن
فيهما الرغائب ".
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن
محرز قال: سألت يحيى بن معين عن الفضيل بن عبد الوهاب فقال: ليس به بأس.
وقال في موضع آخر: كان ثقة ليس به بأس.
* * *
388

ذكر من اسمه الفرج
6856 - الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم، أبو فضالة الحمصي التنوخي:
من أنفسهم، سكن بغداد وكان على بيت المال بها، وحدث عن لقمان بن عامر،
ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعلي
ابن أبي طلحة، ومحمد بن الوليد الزبيدي. روى عنه ابنه محمد بن الفرج، وشعبة
ابن الحجاج وزيد بن أبي الزرقاء، وإبراهيم بن مهدي، وعلي بن الجعد، ومحمد بن
عيسى بن الطباع، ومحمد بن بكار بن الريان، وإبراهيم بن زياد سبلان، والربيع بن
ثعلب، وسريج بن يونس، وغيرهم. وذكر رجل أن مولده كان في خلافة الوليد بن
عبد الملك بن مروان في غزاة مسلمة [بن عبد الملك] الطوانة جاء الخبر
بولادته يوم فتحت الطوانة، فأعلم أبوه مسلمة خبر ولادته، فقال له مسلمة: ما سميته؟
قال: سميته الفرج لما فرج عنا في هذا اليوم بالفتح، فقال مسلمة لفضالة: أصبت وكان
أصاب المسلمين في الإقامة على الطوانة شدة شديدة وذلك في سنة ثمان وثمانين.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا صدقة بن علي الموصلي، حدثنا محمد بن
القاسم بن بشار الأنباري، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عبيد عن المدائني قال: مر
389

المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له، فقيل له في ذلك فقال: خشيت أن يسألني الله
تعالى: لم قمت؟ ويسأله: لم رضيت؟
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا علي بن
محمد بن الحسن القزويني الصيقلي قال: سمعت بعض أصحابنا قال: أقبل المنصور
يوما راكبا - والفرج بن فضالة جالس عند باب الذهب - فقام الناس فدخل من الباب
ولم يقم له الفرج، واستشاط غضبا ودعا به فقال له: ما منعك من القيام حين رأيتني؟
قال: خفت أن يسألني الله عنه لم فعلت؟ ويسألك لم رضيت؟ وقد كرهه رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: فبكى المنصور وقربه وقضى حوائجه.
أجاز لنا أبو الحسن بن رزقويه قال: حدثنا محمد بن عمر بن الجعابي، وأخبرنا
الحسين بن علي الصيمري - قراءة - حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، حدثنا
القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، حدثني محمد بن حفص، حدثنا أحمد بن
سعد، حدثنا علي بن الجعد قال: كان منزل فرج بن فضالة ببغداد في مدينة أبي جعفر
سكة منارة.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على عمر بن نوح البجلي حدثكم أبو القاسم البغوي
قال: حدثني عمي علي بن عبد العزيز.
وأخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار، حدثنا عيسى بن حامد
الرخجي.
وأخبرنا علي بن أبي علي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالوا:
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثني عمي، حدثنا سليمان بن أحمد
قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت شاميا أثبت من فرج بن فضالة،
وما حدثت عنه، فأنا أستخير الله في الحديث عنه. فقلت له: يا أبا سعيد حدثني عنه،
قال اكتب: حدثني فرج بن فضالة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فالفرج بن فضالة؟ قال: ليس به بأس.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: الفرج بن فضالة
صالح.
390

أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن الفرج بن فضالة
فقال: ضعيف.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: وسألته - يعني علي بن المديني - عن الفرج بن فضالة
فقال: هو وسط وليس بالقوي.
أخبرنا الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن السمسار قالا: حدثنا عبد الله بن
عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي
ابن عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول: فرج بن فضالة ضعيف لا أحدث عنه.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح قال: الفرج بن فضالة - أبو
فضالة - قال أحمد: هو ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل
سئل عن إسماعيل بن عياش أهو أثبت أو أبو فضالة؟ قال: أبو فضالة يحدث عن
ثقات أحاديث مناكير.
وقال أبو داود في موضع آخر: قلت لأحمد: فرج بن فضالة؟ قال: إذا حدث عن
الشاميين فليس به بأس، ولكن حديثه عن يحيى بن سعيد مضطرب.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق،
حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي.
وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قالا: حدثنا أبو حفص
عمرو بن علي قال: وكان عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - لا يحدث عن فرج بن
فضالة، ويقول حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أحاديث منكرة - زاد
السوذرجاني: مقلوبة -.
391

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن سليمان بن
فارس قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري فرج عنده مناكير عن يحيى بن سعيد
الأنصاري.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، أخبرني محمد بن إبراهيم بن شعيب
الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
وأخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت
محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قيل له
سمعت مسلم بن الحجاج يقول: فرج بن فضالة - أبو فضالة الحمصي عن يحيى بن
سعيد الأنصاري منكر الحديث.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، حدثنا
محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: الفرج بن فضالة
الحمصي أبو فضالة ضعيف الحديث، روى عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير، كان
يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني
قال: فرج بن فضالة ضعيف الحديث، يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع
عليها.
أخبرنا البرقاني قال: سألت الدارقطني عن الفرج بن فضالة فقال: ضعيف. قلت
فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة - الحديث " قال هذا باطل. قلت من
جهة الفرج؟ قال نعم. قلت فحديثه عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة؟ فقال هذا
كأنه قريب.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: والفرج بن فضالة - يكنى أبا فضالة - مات
ببغداد.
392

أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: الفرج بن فضالة كان من أهل
الشام من أهل حمص، فقدم بغداد وولى بيت المال في أول خلافة هارون وكان يسكن
مدينة أبي جعفر، ومات بها سنة ست وسبعين ومائة. وكان ضعيفا في الحديث.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: سنة سبع وسبعين فيها مات فرج بن فضالة.
6857 - الفرج بن الخضر بن جامع بن مهدي بن إبراهيم، أبو الخير
الجوهري:
حدث عن علي بن محمد بن أبي العباس، والحسن بن علي بن عبد الله
العلويين. وأبي ذر إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الشيباني، وعبد الله بن أحمد بن عبد
الله الصيدلاني، ومحمد بن زيد بن علي بن مروان، وأبي ذر زيد بن يحيى بن محمد
ابن محمد بن سوار البجلي، وأبي العباس أحمد بن علي بن يحيى بن حسان
الحرشي، وأبي ذر عبد الله بن الحسين بن الأعمى الكناسي، وأبي بكر عبد الله بن
محمد بن أحمد السكوني، وأبي زيد بن عامر الكوفيين. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا الفرج بن الخضر - في سنة ثمان وأربعمائة - أخبرنا أبو زيد الحسين بن
الحسن بن عامر الكندي الكوفي - بها - أخبرنا أبو الحسن علي بن العباس المقانعي،
حدثنا عمار بن خالد، حدثنا محمد بن يزيد عن الحجاج بن أبي زينب [السلمي]
عن أبي عثمان النهدي عن عبد الله بن مسعود قال: مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي
واضعا شماله على يمينه، فأخذ بيمينه فوضعها على شماله.
6858 - الفرج بن عمر بن الحسن بن أحمد بن عبد الكريم بن ديدان، أبو
الفتح الواسطي المقرئ الضرير المفسر:
سكن بغداد، وبقى بها إلى حين وفاته. حدث عن صالح بن محمد بن المبارك
المؤدب، وأقرأ القرآن برواية عاصم رواية أبي بكر عنه عن أبي الحسن علي بن منصور
ابن الشعيري الواسطي. قرأ عليه في سنة ست وسبعين وثلاثمائة عن يوسف بن
يعقوب عن العليمي. وعن القاضي أبي الحسن علي بن أحمد بن الغريب الجامدي -
بالجامدة - عن أبي العباس أحمد بن سعد الضرير عن شعيب الصريفيني.
393

ولد أبو الفتح الواسطي بواسط سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ومات في جمادى
الأولى سنة ست وثلاثين وأربعمائة. كان يسكن درب الناووس من نهر طابق من
بغداد.
* * *
ذكر الأسماء المفردة
6859 - الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص،
الثقفي:
بصري قدم بغداد وحدث بها عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وعبد الواحد بن
زياد، وعبد العزيز بن أبي حازم، ومحمد بن طلحة بن الطويل، وعثمان بن مطر،
والفضل بن عميرة، وجرير بن عبد الحميد. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان،
والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وأحمد بن
يحيى الحلواني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي - أبو العباس - وأحمد بن زهير قالا: حدثنا
الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص - قال أحمد بن زهير
قدم علينا سنة أربع وعشرين ومائتين - حدثنا الفضل بن عميرة، حدثني ميمون
الكردي - مولى عبد الله بن عامر أبو نصير - عن أبي عثمان النهدي عن علي بن أبي
طالب قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديقة، فقلت: يا رسول الله ما أحسنها؟ قال:
" لك في الجنة خير منها " حتى مررت بسبع حدائق - وقال أحمد بن زهير بتسع حدائق -
كل ذلك أقول له ويقول " لك في الجنة خير منها " قال: ثم جذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبكى. فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: " ضغائن في صدور رجال عليك، لن
يبدوها لك، للأمر بعدي " فقلت: بسلامة من ديني؟ قال: " نعم بسلامة من دينك ".
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الفيض
ابن وثيق كذاب خبيث.
394

6860 - فهم بن عبد الرحمن بن فهم:
حدث عن الهيثم بن عدي الطائي. روى عنه ابن أخيه الحسين بن محمد بن
عبد الرحمان بن فهم.
6861 - الفرخان بن روزبة:
مولى المتوكل على الله. حدث ابنه محمد عنه عن الحسن بن عرفة. ومحمد بن
الفرخان غير ثقة.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أبو
الطيب محمد بن الفرخان - قدم علينا - حدثني أبي الفرخان بن روزبة - مولى المتوكل
على الله - حدثنا الحسن بن عرفة أبو معاوية الضرير - حدثنا محمد بن خازم عن
الأعمش عن أبي وائل عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للمعلمين
وأطل أعمارهم، وأظلهم تحت ظلك فإنهم يعلمون كتابك المنزل ".
6862 - فاتن بن عبد الله، أبو الخير:
مولى أمير المؤمنين المطيع لله. حدث عن الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي،
وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وخالد بن محمد بن عبيد الله الدمياطي. حدثنا
عنه أبو الحسن بن رزقويه، وبشرى بن عبد الله.
أخبرنا بشرى الرومي، حدثنا مولاي أبو الخير فاتن بن عبد الله مولى المطيع لله،
حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي، حدثنا محمد بن عزيز، حدثني سلامة عن
عقيل عن ابن شهاب عن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس من البر الصيام في السفر ".
6863 - فاتك بن يانس بن عبد الله، أبو شجاع الموفقي:
مولى المطيع لله. سمع علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق. كتبنا عنه وكان صدوقا
يسكن بالجانب الشرقي في حريم دار الخلافة.
أخبرنا فاتك بن يانس، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير
الوراق، حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري،
395

حدثنا معن، أخبرنا مالك بن أنس، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
انقضى حرف الفاء
396

باب القاف
397

6864 - القاسم بن مالك، أبو جعفر المزني الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن مختار بن فلفل، وعاصم بن كليب، وخيثم بن عراك بن
مالك، وأيوب بن عابد وجميل بن زيد. روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة،
ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإبراهيم بن موسى الفراء. وأبو خيثمة زهير بن حرب،
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومجاهد بن موسى، وسعيد بن محمد الجرمي،
وعمرو بن محمد الناقد، وأبو معمر القطيعي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسن
ابن عرفة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الديباجي ومحمد بن
أحمد بن رزق التاني ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وعبد الله بن يحيى بن
عبد الجبار السكري ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز. قالوا: أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني القاسم بن مالك
المزني، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أول
شفيع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، إن من الأنبياء لمن يأتي يوم
القيامة ما معه مصدق غير واحد ".
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز - إجازة - حدثنا محمد بن عمر
ابن سلم الحافظ، حدثني عبد الله بن هارون الصواف، حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا
398

قاسم بن مالك المزني - في جامع الرصافة - أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا
محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال
سمعت يحيى بن معين يقول: قاسم بن مالك أبو حفص. قال عباس: وقال لي غير
يحيى أبو جعفر. وسمعت يحيى يقول: القاسم بن مالك ثقة.
قلت: كناه جماعة من أهل العلم أبا جعفر.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم بن
مالك ثقة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن القاسم بن مالك
المزني فقال: ما كان به بأس صدوق.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس،
حدثنا ابن عمار، حدثنا القاسم بن مالك. قال ابن عمار: وكان ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي، حدثني أبي. قال: القاسم بن مالك المزني ثقة كوفي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل
ذكر القاسم بن مالك المزني قال: كان صدوقا وذكر أنه يلي بعض العمل في السواد.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد
ابن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: القاسم بن مالك المزني ليس به بأس.
وقال في موضع آخر: سألت أبا داود عن القاسم بن مالك فقال: ثقة عمل
للسلطان عملا، وكان يلبس شاشية.
أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثني محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: القاسم بن مالك المزني هو ضعيف
وقد روى عنه علي بن المديني والناس.
399

6865 - القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف أخي عبد
الرحمن بن عوف الزهري:
حدث عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التميمي وغيره. روى عنه
محمد بن إسحاق المسيبي، والزبير بن بكار الزبيري.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أحمد بن سليمان
الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار. قال: ومن ولد حمنن بن عوف، القاسم بن محمد بن
المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف، كان في صحابة أمير المؤمنين هارون، وكان من
وجوه القرشيين ببغداد، وأمه بنت القاسم بن عياش بن محمد بن معتب بن أبي لهب
وله يقول بعض الشعراء:
- ساءلت منزله بمفصاد الأبر * أين المحل ورسمها عافى الأثر -
- إن المكارم أحرزت أسباقها * للقاسم بن محمد بن المعتمر -
- إن الفتى الزهري سيب زمانه * كالنيل أو فيض الفرات إذا زخر -
- ما أثقف المعروف إلا فيهم * وهم الألى حازوا السماح على البشر -
6866 - القاسم بن أمير المؤمنين هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله
المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
كان أبوه بايع له بالخلافة بعد أخيه المأمون وسماه المؤتمن، فخلعه المأمون. ولم يزل
القاسم ببغداد حتى توفى بها.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: وكان هارون
الرشيد في آخر خلافته عقد العهد بعد الأمين والمأمون لابنه القاسم وسماه المؤتمن
وذلك في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة وشرط فيما عقد من ذلك أن الأمر إذا صار
إلى عبد الله المأمون كان أمر المؤتمن مفوضا إليه، إن شاء أقره، وإن شاء خلعه
واستبدل به من رأى من إخوته وولده، فلما خلص الأمر للمأمون واجتمع الناس عليه
خلع المؤتمن في شهر ربيع الأول من سنة ثمان وتسعين ومائة، وكتب بخلعه في الآفاق
وترك الدعاء له على المنابر. وتوفى المؤتمن ببغداد في صفر سنة ثمان ومائتين وله خمس
وثلاثون سنة، وحضره المأمون وصلى عليه.
400

أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد. قال: مات القاسم بن
هارون أمير المؤمنين يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثمان ومائتين.
6867 - القاسم بن أحمد البغدادي:
حدث عن أبي عامر العقدي. روى عنه أبو داود السجستاني أخبرنا القاضي أبو
عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة - حدثنا أبو علي محمد بن
أحمد بن عمر اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا القاسم بن أحمد
البغدادي، حدثنا أبو عامر، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة
سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اتركوا الحبشة
ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة ".
6868 - القاسم بن سلام، أبو عبيد:
كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة ويحكى أن سلاما خرج يوما وأبو عبيد
مع ابن مولاه في الكتاب فقال للمعلم: علمي القاسم فإنها كيسة، طلب أبو عبيد
العلم وسمع الحديث ودرس الأدب ونظر في الفقه وسمع إسماعيل بن جعفر،
وشريكا، وإسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن
علية، ويزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد القطان، وحجاج بن محمد، وأبا معاوية
الضرير، وصفوان بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وحماد بن مسعدة، ومروان بن
معاوية، وأبا بكر بن عياش، وعمر بن يونس، وإسحاق الأزرق، وغيرهم. روى عنه
نصر بن داود بن طوق، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والحسن بن مكرم، وأحمد
ابن يوسف التغلبي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن
يحيى المروزي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، في آخرين. وكان قد أقام ببغداد مدة ثم
ولى القضاء بطرسوس، وخرج بعد ذلك إلى مكة فسكنها حتى مات بها.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه - أخبرنا محمد بن العباس بن أحمد
401

الذهلي، أخبرنا أحمد بن محمد بن ياسين الهروي قال سمعت عليا بن عبد العزيز
يقول: ولد أبو عبيد بهراة، وكان أبوه سلام عبدا لبعض أهل هراة وكان يتولى الأزد.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو الحسين بن المنادى. قال:
وأبو عبيد القاسم بن سلام كان ينزل بدرب الريحان، ثم خرج إلى مكة في سنة أربع
وعشرين ومائتين.
قرأت على أحمد بن علي بن الحسين المحتسب عن محمد بن عمران بن موسى
المرزباني. قال قال عبد الله بن جعفر - يعني ابن درستويه الفارسي النحوي - من
علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين، ورواة اللغة والغريب عن
البصريين والكوفيين. والعلماء بالقراءات، ومن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب،
في كل فن من العلوم والأدب فأكثر وشهر، أبو عبيد القاسم بن سلام، وكان مؤدبا
لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضل ودين، وستر ومذهب
حسن. روى عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وغيرهم
من البصريين. وروى عن ابن الأعرابي، وأبي زكريا الكلابي، وعن الأموي، وأبي
عمر الشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء، وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة
وعشرين كتابا في القرآن والفقه وغريب الحديث، والغريب المصنف، والأمثال،
ومعاني القرآن، ومعاني الشعر، وغير ذلك. وله كتب لم يروها قد رأيتها في
ميراث بعض الطاهريين تباع كثيرة في أصناف الفقه كله، وبلغنا أنه كان إذا ألف
كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك، وكتبه
مستحسنة مطلوبة في كل بلد، والرواة عنه مشهورون ثقات، ذوو ذكر ونبل.
قال: وقد سبق إلى جميع مصنفاته، فمن ذلك الغريب المصنف - وهو من أجل
كتبه في اللغة - فإنه احتذى فيه كتاب النضر بن شميل المازني الذي يسميه كتاب
الصفات، وبدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس، ثم بالإبل، فذكر صنفا
بعد صنف حتى أتى على جميع ذلك، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود. ومنها
كتابه في الأمثال وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريين والكوفيين، الأصمعي، وأبو زيد،
402

وأبو عبيدة، والنضر بن شميل، والمفضل الضبي، وابن الأعرابي، إلا أنه جمع رواياتهم
في كتابه وبوبه أبوابا فأحسن تأليفه. وكتاب غريب الحديث أول من عمله أبو عبيدة
معمر بن المثنى، وقطرب، والأخفش، والنضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل
أبو عدنان النحوي البصري كتابا في غريب الحديث ذكر فيه الأسانيد، وصنفه على
أبواب السنن والفقه، إلا أنه ليس بالكبير. فجمع أبو عبيد عامة ما في كتبهم وفسره
وذكر الأسانيد، وصنف المسند على حدته، وأحاديث كل رجل من الصحابة
والتابعين على حدته وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث، والفقه، واللغة لاجتماع
ما يحتاجون إليه فيه. وكذلك كتابه في معاني القرآن، وذلك أن أول من صنف في
ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش
وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء. فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه
بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة، والتابعين، والفقهاء. وروى النصف منه، ومات
قبل أن يسمع منه باقيه وأكثره غير مروي عنه. وأما كتبه في الفقه فإنه عمد إلى
مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته،
واحتج فيها باللغة والنحو، فحسنها بذلك، وله في القراءات كتاب جيد ليس
لأحد من الكوفيين قبله مثله. وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه
وأجوده.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: قال أبو الحسن محمد بن
جعفر بن هارون التميمي النحوي: كان طاهر بن الحسين - حين مضى إلى خراسان -
نزل بمرو يطلب رجلا فيحدثه ليله، فقيل ما ههنا إلا رجل مؤدب، فأدخل عليه أبو
عبيد القاسم بن سلام، فوجده أعلم الناس بأيام الناس، والنحو، واللغة، والفقه. فقال
له: من المظالم تركك أنت بهذا البلد، فدفع إليه ألف دينار، وقال له: أنا متوجه إلى
خراسان إلى حرب، وليس أحب استصحابك شفقا عليك، فأنفق هذا إلى أن أعود
إليك. فألف أبو عبيد غريب المصنف إلى أن عاد طاهر بن الحسين من خراسان،
فحمله معه إلى سر من رأى، وكان أبو عبيد دينا ورعا جوادا.
وأخبرنا أبو العلاء القاضي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، حدثنا أبو علي
النحوي قال: حدثنا الفسطاطي قال: كان أبو عبيد مع ابن طاهر، فوجه إليه أبو دلف
403

يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف
وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وقال: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى
صلة غيره، ولا آخذ ما فيه على نقص، فلما عاد إلى طاهر وصله بثلاثين ألف دينار،
بدل ما وصله أبو دلف. فقال له: أيها الأمير قد قبلتها. ولكن قد أغنيتني بمعروفك
وبرك وكفايتك عنها. وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا، وأتوجه بها إلى الثغر
ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل.
حدثني أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن عبد
الرحمن السكري قال: قال أحمد بن يوسف - إما سمعته منه، أو حدثت به عنه -
قال: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر
فاستحسنه. وقال إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق ألا
يحوج إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر. كذا قال لي
الأزهري عشرة آلاف درهم في كل شهر.
وأخبرني القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، حدثنا أبو
الحسن محمد بن هارون التميمي المروروذي، حدثنا أبي قال: سمعت الحسن بن
محمد بن موسى الهروي قال: سمعت حارث بن محمد بن أبي أسامة يقول: حمل
غريب حديث أبي عبيد إلى عبد الله بن طاهر، فلما نظر فيه قال: هذا رجل عاقل
دقيق النظر. فكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمسمائة
درهم، فلما مات عبد الله أجرى عليه إسحاق بن إبراهيم بن ماله، فلما مات أبو
عبيد بمكة أجرى إسحاق بن إبراهيم على ولده حتى مات.
قلت: وذكر وفاة عبد الله بن طاهر في هذا الخبر وهم، لأن أبا عبيد مات قبل ابن
طاهر بعدة سنين.
وأخبرني ابن رامين، حدثنا محمد قال: حدثني أبي قال: سمعت الحسن يقول:
سمعت المسعري محمد بن وهب يقول: قال أبو عبيد: كنت في تصنيف هذا الكتاب
أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من
الكتاب، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة
أشهر أو خمسة أشهر فيقول قد أقمت الكثير. قال أبو علي: أول من سمع هذا
الكتاب من أبي عبيد يحيى بن معين.
404

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت سليمان بن أحمد الطبراني يقول: سمعت
عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي،
فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرا.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز،
حدثنا أبو بكر بن الأنباري، أخبرني موسى بن محمد قال: سمعت عبد الله بن أحمد
ابن حنبل يقول: كتب أبي كتاب غريب الحديث الذي ألفه أبو عبيد أولا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار
قال: سمعت ابن عرعرة يقول: كان طاهر بن عبد الله ببغداد، فطمع في أن يسمع من
أبي عبيد، وطمع أن يأتيه في منزله فلم يفعل أبو عبيد، حتى كان هذا يأتيه فقدم علي
ابن المديني، وعباس العنبري، فأراد أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كل يوم
كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدثهما فيه.
أخبرني علي بن المحسن التنوخي، حدثنا العباس بن أحمد بن الفضل الهاشمي.
وأخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، حدثنا أبو القاسم عبد الله
ابن محمد بن أحمد التوزي - بالبصرة - قالا: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي
الهجيمي، حدثني جعفر بن محمد بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: خرج
أبي إلى أحمد بن حنبل يعوده - وأنا معه - قال فدخل إليه وعنده يحيى بن معين
وذكر جماعة من المحدثين، قال فدخل أبو عبيد القاسم بن سلام، فقال له يحيى بن
معين: اقرأ علينا كتابك الذي علمته للمأمون، غريب الحديث، فقال: هاتوه فجاءوا
بالكتاب، فأخذه أبو عبيد، فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ويدع تفسير الغريب، قال فقال
له أبي: يا أبا عبيد دعنا من الأسانيد نحن أحذق بها منك، فقال يحيى بن معين لعلي
ابن المديني: دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك محمدا معك، ونحن فنحتاج أن نسمعه
على الوجه. فقال أبو عبيد: ما قرأته إلا على المأمون، فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه.
قال فقال له علي بن المديني: إن قرأته علينا وإلا فلا حاجة لنا فيه. ولم يعرف أبو
عبيد علي بن المديني، فقال ليحيى بن معين: من هذا؟ فقال هذا علي بن المديني،
فالتزمه وقرأه علينا. فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول حدثنا، وغير ذلك فلا
يقول.
405

قرأت على أحمد بن علي بن التوزي عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني
محمد بن عبد الواحد، أخبرني أبو عمرو بن الطوسي قال: قال لي أبي: غدوت إلى
أبي عبيد ذات يوم، فاستقبلني يعقوب بن السكيت فقال: إلى أين؟ فقلت إلى أبي
عبيد، فقال أنت أعلم منه. قال فمضيت إلى أبي عبيد، فحدثته بالقصة، فقال لي:
الرجل غضبان قال: قلت: من أي شئ؟ فقال: جاءني منذ أيام فقال لي: اقرأ على
غريب المصنف، فقلت: لا، ولكن تجيء مع العامة، فغضب.
أخبرنا هلال بن المحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، حدثنا أبو
بكر بن الأنباري قال: كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع
الكتب ثلثه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل السقاء الحربي، حدثنا محمد بن عبد
الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن عمرو الباهلي - بمصر - قال سمعت أبا عبد
الله بن أبي مقاتل البلخي - بمصر - يقول: قال أبو عبيد القاسم بن سلام: دخلت
البصرة لأسمع من حماد بن زيد، فقدمت فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى
عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله عز وجل.
أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي وأبو الطيب عبد العزيز
ابن علي بن محمد القرشي - قال عبيد الله حدثنا وقال الآخر أخبرنا - محمد بن
العباس الخزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد المجدر - إملاء - حدثنا أبو
الحسن بن الفافا قال: حدثني أبو حامد الصاغاني قال سمعت أبا عبيد القاسم بن
سلام يقول: فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة، أتيت يحيى القطان - وهو يقول
أبو بكر وعمر [وعلي]. فقلت: معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان
أفضل من علي، قال: بمن؟ قلت: أنت حدثتنا عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن
النزال بن سبرة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود فقال: أميرنا خير من بقى ولم نال.
قال: ومن الآخر؟ قال: قلت: الزهري عن حميد عن عبد الرحمن عن المسور بن
مخرمة قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: شاورت المهاجرين الأولين، وأمراء
الأجناد، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أر أحدا يعدل بعثمان. قال: فترك قوله وقال
أبو بكر وعمر وعثمان، قال: وأتيت عبد الله بن داود الخريبي فإذا بيته بيت خمار، فقلت
406

ما هذا؟ قال: ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا، قلت: اختلف فيه أولكم وآخركم، قال:
ومن أولنا؟ قلت: أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عبيد السلماني قال:
اختلف على في الأشربة، فمالي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل، أو لبن، أو ماء،
قال: ومن آخرنا؟ قال: قلت عبد الله بن إدريس قال: فأخرج كل ما في منزله
فأهراقه. قال: فأرجوا بهاتين الفعلتين الجنة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا محد بن بكران الرازي،
حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن حفص عن عمر الدوري قال: سمعت أبا
عبيد يقول: سمعني عبد الله بن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ، فقال لي: يا أبا
عبيد مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك العمل.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرني محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا الحسين الكارزي يقول: سمعت علي بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا عبيد
القاسم بن سلام يقول: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من
ضرب السيف في سبيل الله عز وجل.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش أن
محمد بن هارون أخبرهم قال: أخبرنا أبو حاتم قال: قال أبو عبيد القاسم بن سلام:
مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الطريفة، مثل القلائد اللائحة، في الترائب الواضحة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي وأبو سعيد محمد بن
موسى بن الفضل الصيرفي - جميعا بنيسابور - قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: سمعت أبا الفضل العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت أبا
عبيد يقول: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي البادا، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن بيان الزبيبي،
حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي قال: سمعت الهلال بن العلاء الرقي يقول: من
الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم، بالشافعي فقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأحمد
ابن حنبل ثبت في المحنة، لولا ذلك كفر الناس، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي عبيد القاسم بن سلام فسر الغريب من حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم، لولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.
407

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا
زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سألت أبا
قدامة عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد، فقال: أما أفهمهم
فالشافعي إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم فأحمد بن حنبل، وأما أحفظهم
فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.
وأخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول:
سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أبو عبيد
أوسعنا علما، وأكثرنا أدبا، وأجمعنا جمعا. إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج
إلينا.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزيدي - بأصبهان - أخبرنا
أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن شجاع الأديب قال: سمعت أحمد بن خشنام بن
معدان يقول: سمعت أحمد بن سلمة النيسابوري قال: سمعت إسحاق بن راهويه
يقول: الحق يحبه الله عز وجل، أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني، وأعلم مني.
حدثني مسعود بن ناصر السجستاني، أخبرنا علي بن بشرى السجستاني، حدثنا
محمد بن الحسين الآجري قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول:
سمعت أحمد بن نصر المقرئ يقول: قال إسحاق بن إبراهيم: إن الله لا يستحي من
الحق، أبو عبيد أعلم مني، ومن ابن حنبل والشافعي.
حدثت عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي قال: سمعت أبا العباس ثعلبا
يقول: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا.
قرأت على أحمد بن علي بن التوزي عن أبي عبيد الله المرزباني، حدثنا أحمد بن
كامل القاضي قال: كان أبو عبيد القاسم بن سلام فاضلا في دينه. وفي علمه، ربانيا
متفننا في أصناف علوم الإسلام من القرآن، والفقه، والعربية، والأخبار. حسن
الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدا من الناس طعن عليه في شئ من أمره ودينه.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا أبو العباس السياري، حدثنا
عيسى بن محمد بن عيسى، حدثنا العباس بن مصعب، حدثنا الثقة من أصحابنا -
قال: وهو عبد المجيد القاضي - عن أبي علي محمد بن عيسى، قال السياري وهو
عم عيسى بن محمد بن عيسى - قال: سمعت عبد الله بن طاهر يقول: كان للناس
408

أربعة، ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد
القاسم بن سلام في زمانه.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي
قال: حدثني محمد بن أبي العباس عن محمد بن عيسى الكاتب قال: رثى عبد الله
ابن طاهر أبا عبيد فقال:
- يا طالب العلم قد أودى ابن سلام * قد كان فارس علم غير محجام -
- أودى الذي كان فينا ربع أربعة * لم يلف مثلهم إسناد أحكام -
- حبر البرية عبد الله عالمها * وعامر ولنعم الثاويا عامي -
- هما أتانا بعلم في زمانهما * والقاسمان ابن معن وابن سلام -
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا عبدان بن محمد
المروزي، حدثنا أبو سعيد الضرير قال: كنت عند عبد الله بن طاهر فورد عليه نعي
أبي عبيد فقال لي: يا أبا سعيد مات أبو عبيد، ثم أنشأ يقول:
- يا طالب العلم قد مات ابن سلام * وكان فارس علم غير محجام -
- مات الذي كان فيكم ربع أربعة * لم يلف مثلهم إسناد أحكام -
- حبر البرية عبد الله، أولهم * وعامر، ولنعم، الثاويا عامي -
- هما اللذان أنافا فوق غيرهما * والقاسمان ابن معن وابن سلام -
قال: وكان عبد الله يقول: علماء الناس أربعة، عبد الله بن عباس في زمانه
والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد القاسم بن سلام في زمانه،
أخبرنا أبو عقيل أحمد بن عيسى القزاز، حدثنا عبد العزيز بن الحارث التميمي،
حدثنا إبراهيم بن محمد الكبشي النساخ قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: أدركت
ثلاثة لن يرى مثلهم أبدا، تعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عبيد القاسم بن
سلام ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث فما شبهته إلا برجل
عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بن حنبل فرأيت كأن الله جمع له علم
الأولين من كل صنف، يقول ما شاء، ويمسك ما شاء.
قرأت علي ابن التوزي عن ابن المرزباني قال: حدثني مكرم بن أحمد قال: قال
إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شئ إلا الحديث،
صناعة أحمد ويحيى. وكان أبو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر وبشير، ثم اتصل
409

بثابت بن نصر بن مالك الخزاعي يؤدب ولده، ثم ولى ثابت طرسوس ثماني عشرة
سنة فولى أبو عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث.
كتب في حداثته عن هشيم وغيره. فلما صنف احتاج إلى أن يكتب عن يحيى بن
صالح، وهشام بن عمار. وأضعف كتبه كتاب " الأموال " يجيء إلى باب فيه ثلاثون
حديثا وخمسون أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيجئ يحدث بحديثين يجمعهما من حديث
الشام، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل " غريب المصنف ". وانصرف أبو
عبيد يوما من الصلاة فمر بدار إسحاق الموصلي، فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه
الدار يقول إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ، فقال أبو عبيد: كتاب فيه
أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية
فلم يعلم فخطأنا، والروايتان صواب ولعله أخطأ في حروف وأخطأنا في حروف
فيبقى الخطأ شئ يسير. وكتاب " غريب الحديث " فيه أقل من مائتي حرف سمعت،
والباقي قال الأصمعي، وقال أبو عمرو، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها، أوتي
فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى، كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح
يتكلم في كل صنف من العلم.
حدثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي، أخبرنا علي بن بقا الوراق - بمصر - أخبرنا
عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: في كتاب الطهارة لأبي عبيد القاسم بن سلام
حديثان ما حدث بهما غير أبي عبيد، ولا عن أبي عبيد غير محمد بن يحيى
المروزي، أحدهما حديث شعبة عن عمرو بن أبي وهب، والآخر حديث عبيد الله بن عمر
عن سعيد المقبري، حدث به يحيى القطان عن عبيد الله وحدث به الناس عن يحيى
القطان عن ابن عجلان.
قلت: أخبرنا بحديث شعبة علي بن أحمد الرزاز:
أخبرنا حبيب بن الحسن القزاز ومحمد بن أحمد بن قريش البزاز قالا: حدثنا
محمد بن يحيى المروزي، أخبرنا أبو عبيد، حدثنا حجاج عن شعبة عن عمرو بن أبي
وهب الخزاعي عن موسى بن ثوران البجلي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي
عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ يخلل لحيته.
وأما حديث عبيد الله بن عمر:
410

فأخبرناه أحمد بن عمر بن روح النهرواني وعلي بن أبي علي البصري قالا:
أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، حدثنا محمد بن يحيى المروزي، حدثنا
أبو عبيد، حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال: رأت عائشة عبد الرحمن توضأ فقالت: يا عبد الرحمن
أسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للأعقاب من النار ".
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد
ابن عبد الرحمن الشيرازي قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي يقول:
سمعت عبد الله بن محمد بن طرخان يقول: سمعت محمد بن عقيل يقول: سمعت
حمدان بن سهل يقول: سألت يحيى بن معين عن الكتابة عن أبي عبيد والسماع منه
فتبسم وقال: مثلي يسأل عن أبي عبيد؟! أبو عبيد يسأل عن الناس، لقد كنت عند
الأصمعي يوما إذ أقبل أبو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه فقال: أترون هذا
المقبل؟ قالوا: نعم! قال: لن تضيع الدنيا - أو لن يضيع الناس - ما حيى هذا المقبل.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسئل يحيى بن معين عن أبي عبيد فقال: ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد
قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد القاسم
ابن سلام ممن يزداد كل يوم عندنا خيرا.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود سليمان بن
الأشعث عن القاسم بن سلام فقال: ثقة مأمون.
أخبرني ابن الفضل القطان قال: قال أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش:
أبو عبيد القاسم بن سلام من أبناء أهل خراسان، كان صاحب نحو وعربية، طلب
الحديث والفقه وولى قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع
ولده. وقدم بغداد فسمع الناس منه غريب الحديث، وصنف كتبا وخرجت إلى الناس
411

واستفيد منه علم كثير وحج وتوفي بمكة سنة اثنتين - أو ثلاث - وعشرين ومائتين في
خلافة المعتصم.
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا أحمد بن محمد بن الخليل بن عمر العنبري - بالبصرة - حدثنا حسن بن علي
قال: خرج أبو عبيد - يعني القاسم بن سلام - إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين،
ومات بمكة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: القاسم بن سلام يكنى أبا عبيد
ولى قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد
ففسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا، وسمع الناس منه وحج فتوفي بمكة سنة أربع
وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال محمد بن سليمان
ابن فارس قال البخاري: القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي مات سن أربع وعشرين
ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: سنة أربع وعشرين ومائتين فيها
مات أبو عبيد القاسم بن سلام صاحب الغريب بمكة.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي حامد الحسنوي حدثكم أبو جعفر السامي
قال: ومات أبو عبيد في سنة أربع وعشرين.
قلت: وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة.
6869 - القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ بن معاوية
ابن خزاعي بن عبد العزى، أبو دلف العجلي:
أمير الكرج. وعبد العزى: هو ابن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن
لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن
412

جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. كان أبو دلف شاعرا أديبا،
وسمحا جوادا، وبطلا وشجاعا، وورد بغداد دفعات عدة وبها مات.
أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا محمد بن الحسن بن
الفضل الهاشمي، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا أبي، حدثنا أبو
بكر أحمد بن الحسن الكاتب، حدثني عيسى بن عبد العزيز بن سهل الحارثي - من
بني الحارث بن كعب - قال: خرجت رفقة إلى مكة فيها القاسم بن عيسى، فلما
تجاوزت الكوفة حضرت الأعراب وكثرت تريد اغتيال الرفقة، فتسرع قوم إليهم
فزجرهم أبو دلف وقال: مالكم ولهذا؟ ثم انفصل بأصحابه فعبى عسكره ميمنة
وميسرة وقلبا. فلما سمع الأعراب أن أبا دلف حاضر انهزموا من غير حرب، ثم
مضى بالناس حتى حج، فلما رجعوا أخبرت القافلة بأن الأعراب قد احتشدوا
احتشادا عظيما وهم قاصدون القافلة، وكان في القافلة رجل أديب شاعر في ناحية
طاهر بن الحسين وآله فكتب إلى أبي دلف بهذا الشعر:
- جرت بدموعها العين الذروف * وظل من البكاء لها حليف -
- بلاد تنوفة ومحل قفر * وبعد أحبة ونوى قذوف -
- نبادر أول القطرات نرجوا * بذلك أن تخطانا الحتوف -
- أبا دلف وأنت عميد بكر * وحيث العز والشرف المنيف -
- تلاف عصابة هلكت فما أن * بها - إلا تداركها - خفوف -
- كفعلك في البدى وقد تداعت * من الأعراب مقبلة زحوف -
- فلما أن رأوك لهم حليفا * وخيلك حولهم عصبا عكوف -
- ثنوا عنقا وقد سخنت عيون * لما لاقوا وقد رغمت أنوف -
فلما قرأ أبو دلف الأبيات أجاب عنها بغير إطالة فكر ولا روية فقال:
- رجال لا تهولهم المنايا * ولا يشجيهم الأمر المخوف -
- وطعن بالقنا الخطى حتى * تحل بمن أخافكم الحتوف -
- ونصر الله عصمتنا جميعا * وبالرحمن ينتصر اللهيف -
413

أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى المكي قال: أنشدني محمد بن القاسم بن خلاد لابن النطاح في أبي دلف:
- وإذا بدا لك قاسم يوم الوغى * يختال خلت أمامه قنديلا -
- وإذا تلذذ بالعمود ولينه * خلت العمود بكفه منديلا -
- وإذا تناول صخرة ليرضها * عادت كثيبا في يديه مهيلا -
- قالوا وينظم فارسين بطعنة * يوم اللقاء ولا يراه جليلا -
- لا تعجبوا لو كان مد قناته * ميلا إذا نظم الفوارس ميلا -
حدثني الأزهري قال: في كتابي عن سهل بن الديباجي حدثنا أحمد بن أحمد بن
الفضل الأهوازي قال: أنشد بكر بن النطاح أبا دلف:
- مثال أبي دلف أمة * وخلق أبي دلف عسكر -
- وإن المنايا إلى الدار * عين بعين أبي دلف تنظر -
فأمر له بعشرة آلاف درهم، فمضى فاشترى بها بستانا بنهر الأبلة ثم عاد من قابل
فأنشده:
- بك ابتعت في نهر الأبلة جنة * عليها قصير بالرخام مشيد -
- إلى لزقها أخت لها يعرضونها * وعندك مال للهبات عتيد -
فقال له أبو دلف: بكم الأخرى؟ قال: بعشرة آلاف، قال: ادفعوها إليه، ثم قال
له: لا تجئني قابل فتقول بلزقها أخرى، فإنك تعلم أن لزق كل أخرى أخرى متصلة
إلى مالا نهاية له.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه والحسن بن علي الجوهري - قال عمر
أخبرنا وقال الحسن حدثنا - محمد بن العباس الخزاز - حدثنا محمد بن المرزبان،
حدثني الحسين بن الصلت العجلي، حدثني سماعة بن سعيد قال: أتى جعيفران أبا
دلف يستأذن عليه وعنده أحمد بن يوسف فقال الحاجب جعيفران الموسوس
بالباب، فقال أبو دلف: مالنا وللمجانين، فقال له أحمد بن يوسف أدخله فلما دخل
قال:
- يا ابن أعز الناس مفقودا * وأكرم الأمة موجودا -
- لما سألت الناس عن واحد * أصبح في الأمة محمودا -
- قالوا جميع إنه قاسم * أشبه آباء له صيدا -
414

قال: أحسنت والله، يا غلام اكسه وادفع إليه مائة درهم. فقال: مره أعزك الله أن
يدفع إلى خمسة منها ويحفظ الباقي لي، قال: ولم؟ قال لئلا تسرق مني أو يشتغل قلبي
بحفظها. قال يا غلام ادفع إليه كلما جاءك خمسة دراهم إلى أن يفرق بيننا الموت قال
فبكى جعيفران، فقال له أحمد بن يوسف ما يبكيك؟ فقال:
- يموت هذا الذي تراه * وكل شئ له نفاد -
- لو كان شئ له خلود * عمر ذا المفضل الجواد -
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا أحمد بن
مروان المالكي - بمصر - حدثنا الحسن بن علي الربعي، حدثنا أبي قال: سمعت العتابي
يقول: اجتمعنا على باب أبي دلف جماعة من الشعراء، فكان يعدنا بأمواله من الكرج
وغيرها، فأتته الأموال فبسطها على الأنطاع، وأجلسنا حولها ودخل إلينا فقمنا إليه
فأومأ إلينا أن لا نقوم إليه، ثم اتكأ على قائم سيفه ثم أنشأ يقول:
- ألا أيها الزوار لا يد عندكم * أياديكم عندي أجل وأكبر -
فإن كنتموا أفردتموني للرجا * فشكري لكم من شكركم لي أكثر -
- كفاني من مالي دلاص وسابح * وأبيض من صافي الحديد ومغفر -
ثم أمر بنهب تلك الأموال فأخذ كل واحد على قدر قوته.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا أحمد بن مروان
المالكي، حدثنا المبرد، حدثنا أبو عبد الرحمن التوزي قال: استهدى المعتصم من أبي
دلف كلبا أبيض كان عنده، فجعل في عنقه قلادة كيمخت أخضر وكتب عليها:
- أوصيك خيرا به فإن له * خلائقا لا أزال أحمدها -
- يدل ضيفي على في ظالم الليل * إذا النار نام موقدها -
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي
الكوفي، أخبرنا أبو بكر الصولي قال: تذاكرنا يوما عند المبرد الحظوظ وأرزاق الناس
من حيث لا يحتسبون، قال: هذا يقع كثيرا، فمنه قول ابن أبي فتن في أبيات عملها
لمعنى أراده:
- مالي ومالك قد كلفتني شططا * حمل السلاح وقول الدارعين قف -
- أمن رجال المنايا خلتني رجلا * أمسى وأصبح مشتاقا إلى التلف -
- يمشي المنون إلى غيري فأكرهها * فكيف أسعى إليها بارز الكتف -
- أم هل حسبت سواد الليل شجعني * أو أن قلبي في جنبي أبي دلف -
415

فبلغ هذا الشعر أبا دلف فوجه إليه أربعة آلاف درهم جاءته على غفلة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو بكر بن شاذان، أخبرنا أبو
محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري - قراءة عليه - قال: حدثني عبد الله بن
عمرو بن عبد الرحمن بن أبي سعد قال: حدثني أحمد بن يحيى الرازي قال: سمعت
البجلي أحمد بن الحسن قال: سمعت أبا تمام الطائي يقول: دخلنا على أبي دلف،
أنا، ودعبل بن علي، وبعض الشعراء - أظنه عمارة، وهو يلاعب جارية له بالشطرنج،
فلما رآنا قال قولوا:
- رب يوم قطعت - لا بمدام * بل بشطرنجنا نجيل الرخاخا -
ثم أجيزوا. فبقينا ينظر بعضنا إلى بعض. فقال لم لا تقولون؟:
- وسط بستان قاسم في جنان * قد علونا مفارشا ونخاخا -
- وحوينا من الظباء غزالا * طريا لحمه يفوق المخاخا -
- فنصبنا له الشباك زمانا * ونصبنا مع الشباك فخاخا -
- فأصدناه بعد خمسة شهر * وسط نهر يشخ ماه شخاخا -
قال: فنهضنا عنه، فقال: إلى أين؟ مكانكم حتى نكتب لكم بجوائزكم، فقلنا: لا
حاجة لنا في جائزتك، حسبنا ما نزل بنا منك اليوم. فأمر بأن تضعف لنا.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا
محمد بن يحيى الصولي، حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني
إبراهيم بن الحسن بن سهل قال: كنا في موكب المأمون فترجل له أبو دلف، فقال له
المأمون: ما أخرك عنا؟ فقال علة عرضت لي، فقال شفاك الله وعافاك، اركب، فوثب
من الأرض على الفرس، فقال له المأمون: ما هذه وثبة عليل؟ فقال بدعاء أمير المؤمنين
شفيت.
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثني أبو عبد
الله الحكيمي قال: حدثني يموت بن المزرع قال: حدثني أبو هفان قال: كان لأبي
دلف العجلي جارية تسمى جنان، وكان يتعشقها وكان لفرط فتوته وظرفه يسميها
صديقتي، فمن قوله فيها:
- أحبك يا جنان وأنت مني * مكان الروح من جسد الجبان -
- ولو أني أقول مكان روحي * خشيت عليك بادرة الزمان -
- لإقدامي إذا ما الخيل كرت * وهاب كماتها حر الطعان -
416

قال أبو هفان: ثم ماتت فرثاها بمراث حسان.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا
الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الفضل جعفر بن محمد الأصبهاني، حدثني
محمد بن إدريس بن معقل عن أبيه قال: اجتمع على باب أبي دلف جماعة من
الشعراء، فمدحوه وتعذر عليهم الوصول إليه، وحجبهم حياء لضيقة نزلت به، فأرسل
إليهم خادما له يعتذر إليهم ويقول انصرفوا في هذا السنة وعودوا في القابلة، فإني
أضعف لكم العطية، وأبلغكم الأمنية، فكتبوا إليه:
- أيهذا العزيز قد مسناه الدهر * بضر وأهلنا أشتات -
- وأبونا شيخ كبير فقير * ولدينا بضاعة مزجات -
- قل طلابها فبارت علينا * وبضاعتنا بها الترهات -
- فاغتنم شكرنا وأوف لنا الكيل * وتصدق علينا فإننا أموات -
فلما وصل إليه الشعر ضحك وقال علي بهم، فلما دخلوا قال أبيتم إلا أن تضربوا
وجهي بسورة يوسف، ووالله إني لمضيق ولكني أقول كما قال الشاعر:
- لقد خبرت أن عليك دينا * فزد في رقم دينك واقض ديني -
يا غلام اقترض لي عشرين ألفا بأربعين، وفرقها فيهم.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن القاسم
الكوكبي، حدثني أبو الفضل الربعي عن أبيه قال: قال المأمون يوما - وهو مقطب -
لأبي دلف: أنت الذي يقول فيك الشاعر:
- إنما الدنيا أبو دلف * عند معدله ومختصره -
- فإذا ولى أبو دلف * ولت الدنيا على أثره -
فقال: يا أمير المؤمنين شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف، وطالب عرف،
وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول:
- دعني أجوب الأرض ألتمس الغنى * فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم -
فضحك المأمون وسكن غضبه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني
محمد بن يحيى الصولي، حدثني أحمد بن إسماعيل بن الخصيب قال: سمعت سعيد
ابن حميد يقول: كان ابن أبي دؤاد قد اصطنع أبا دلف واحتبسه بحيلة من يد الافشين
417

- وقد دعا بالسيف ليقتله - فكان أبو دلف يصير إليه كل يوم يشكره، وكان ابن أبي
دؤاد يقول به ويصفه، فقال له المعتصم: إن أبا دلف حسن الغناء، جيد الضرب
بالعود. فقال: يا أمير المؤمنين القاسم في شجاعته وبيته في العرب يفعل هذا؟ قال نعم!
وما هو هذا؟ هو أدب زائد فيه. فكأن ابن أبي دؤاد عجب من ذلك، فأحب المعتصم
أن يسمعه ابن أبي دؤاد، فقال له: يا قاسم غنني، فقال: والله ما أستطيع ذلك وأنا أنظر
إلى أمير المؤمنين هيبة له وأجلالا، فقال: لابد من ذلك، واجلس من وراء ستارة. فكان
ذلك أسهل عليه، فضربت ستارة وجلس أبو دلف خلفها يغني، ووجه المعتصم إلى
ابن أبي دؤاد فحضر واستدناه، وجعل أبو دلف يغني وأحمد يسمع ولا يدري من
يغني. فقال له المعتصم: كيف تسمع هذا الغناء يا أبا عبد الله؟ فقال: أمير المؤمنين أعلم
به مني، ولكني أسمع حسنا. فغمز المعتصم غلاما فهتك الستارة وإذا أبو دلف، فلما
رأى المعتصم وابن أبي دؤاد وثب قائما، وأقبل علي ابن أبي دؤاد فقال: إني أجبرت
على هذا، فقال: لولا دربتك في هذا من أين كنت تأتي بمثل هذا! هبك أجبرت على
أن تغني، من أجبرك على أن تحسن؟ قال الصولي: ومات أبو دلف سنة خمس
وعشرين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد
ابن يحيى قال، وفي سنة خمس وعشرين ومائتين مات أبو دلف القاسم بن عيسى
العجلي، وكان جوادا شريفا شاعرا شجاعا.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر حدثهم قال أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان
الزيادي قال: مات القاسم بن عيسى العجلي - أبو دلف ببغداد في سنة خمس وعشرين
ومائتين.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال: حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا الحسين
ابن إسماعيل - إملاء - حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن سلمة
البلخي، حدثني محمد بن علي القوهستاني، حدثني دلف بن أبي دلف قال: رأيت
كان آتيا أتاني بعد موت أبي، فقال: أجب الأمير، فقمت معه فأدخلني دارا وحشة،
وعرة سوداء الحيطان، مقلعة السقوف والأبواب، ثم أصعدني درجا فيها، ثم أدخلني
غرفة فإذا في حيطانها أثر النيران، وإذا في أرضها أثر الرماد، وإذا أبي عريان واضعا
رأسه بين ركبتيه، فقال لي كالمستفهم: دلف؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير، فأنشأ يقول:
418

- أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم * ما لقينا في البرزخ الخناق -
- قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا * فارحموا وحشتي وما قد ألاقي -
أفهمت؟ قلت نعم! فأنشأ يقول:
- فلو كنا إذا متنا تركنا * لكان الموت راحة كل حي -
- ولكنا إذا متنا بعثنا * فنسأل بعده عن كل شي -
انصرف، قال: فانتبهت.
6870 - القاسم بن عمر بن عبد الله بن مالك بن أبي أيوب الأنصاري، يكنى
أبا عمرو:
حدث عن محمد بن المنكدر، وعن عبد الله بن طاوس، وداود بن أبي هند. روى
عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي. وذكر أنه سمع منه في دكان يوسف بن
موسى القطان في سنة أربع وعشرين ومائتين. وأتى عليه مائة وتسع وعشرون أو مائة
وسبع وعشرون - سنة.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي، أخبرنا عثمان بن أحمد -
المعروف بابن السماك - حدثنا إسحاق بن سنين قال: حدثني أبو عمرو.
وأخبرني الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن محمد بن يوسف العلاف
قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. وأخبرنا أبو بكر أحمد بن طلحة
ابن أحمد بن هارون الواعظ - واللفظ له - حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم بن سنين، حدثنا أبو عمرو القاسم بن عمر بن عبد الله بن مالك بن أبي أيوب
الأنصاري، حدثنا داود بن أبي هند قال: حدثني عامر الشعبي عن طاوس عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أداء الحقوق، وحفظ الأمانات، ديني ودين النبيين
من قبلي، وقد أعطيتهم ما لم يعط أحد من الأمم، إن الله تعالى جعل قربانكم
الاستغفار، وجعل صلاتكم الخمس بالأذان والإقامة، ولم تصلها أمة قبلكم، فحافظوا
على صلواتكم، وأي عبد صلى الفريضة ثم استغفر الله عشر مرات لم يقم من مقامه
حتى تغفر له ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج وجبال تهامة ".
419

قلت: لا أعلم روى هذا الحديث عن داود بن أبي هند غير هذا الشيخ، وهو منكر
جدا.
6871 - القاسم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب:
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قدم سر من رأى فأقام بها إلى حين وفاته.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب قال: سمعت أبا محمد إسماعيل بن محمد يقول: ما رأيت الطالبيين
انقادوا لأحد بالرئاسة انقيادهم للقاسم بن عبد الله. قال جدي: وكان القاسم بن عبد
الله من أهل الفضل وأهل الخير، وقد كان أشخصه عمر بن فرج من المدينة إلى
العسكر في أيام المعتصم بالله، وكان قد كثر عليه سليمان بن عبد الله بن سليمان بن
علي العباسي - إذ كان واليا على المدينة - وقال لعمر بن الفرج فيما قال: هذا قاسم
ابن عبد الله لو جاءه صبي من الطالبيين يشكوا إليه لجاء، فقال لي: ظلمته. فخرج به
عمر بن فرج فأقام بالعسكر حتى مات بها.
6872 - القاسم بن أبي سفيان - واسمه: محمد - بن حميد، المعمري،
ويكنى القاسم: أبا محمد:
حدث عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب. روى عنه قتيبة بن
سعيد، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، والحسن بن الصباح البزاز، ومحمد بن الوليد
المخزومي.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، حدثنا هارون بن عيسى بن المطلب
الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى، حدثنا محمد بن الوليد المخزومي
- بمكة - حدثنا القاسم بن أبي سفيان المعمري.
420

وحدثت عن دعلج بن أحمد قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشجني، حدثنا
قتيبة بن سعيد، حدثنا القاسم بن محمد - بغدادي ثقة - حدثنا عبد الرحمن بن حبيب
ابن أبي حبيب عن أبيه عن جده قال: سمعت خالد بن عبد لله القسري يخطب الناس
يوم النحر فقال: من كان منكم يريد أن يضحي فلينطلق فليضح فبارك الله له في
أضحيته، فإني مضح بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ
إبراهيم خليلا، سبحان الله عما يقول الجعد علوا كبيرا. ثم نزل إليه فذبحه - واللفظ
لابن بكير -.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن
محمد عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: قاسم المعمري خبيث كذاب. قال أبو سعيد: وقد
أدركت قاسما المعمري وليس هو كما قال يحيى:
قلت: كان في أصل الأشناني قاسم العمري في الموضعين معا، والصواب المعمري
كما ذكرناه، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن الدارمي. وقاسم العمري قديم يروي
عن عبد الله بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وغيرهما. حدث عنه ورد بن عبد الله،
وقتيبة بن سعيد، وطبقتهما. وهو القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص، ولم يدركه
الدارمي، والله أعلم.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصر الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات
القاسم بن أبي سفيان المعمري.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات قاسم المعمري ببغداد سنة ثمان وعشرين.
6873 - القاسم الحربي:
كان أحد الزهاد، وكان بينه وبين بشر بن الحارث مودة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرت عن عبد الله بن مسلم قال: دخل بشر بن
الحارث على القاسم الحربي عائدا في مرضه، فوجد تحت رأسه لبنة. طارحا نفسه على
قطعة بارية خلقة، فلما خرج من عنده قال له جيرانه: قد جاورنا ثلاثين سنة فما
سألنا قط حاجة.
421

6874 - القاسم بن يزيد بن كليب، أبو محمد المقرئ الوزان:
حدث عن محمد بن فضيل بن غزوان، ومليح بن الجراح، وأبي أسامة حماد بن
أسامة. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن إسحاق العطار، وأحمد
ابن الحسن الصباحي، وغيرهم. وقال ابن أبي سعد: كان شيخ صدق من الأخيار.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي، حدثنا أبو محمد قاسم الوزان
البغدادي المقرئ، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عاصم عن أبي عثمان، عن سلمان.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكن أول من يدخل السوق، ولا تكن آخر من يخرج منها،
فإن فيها باض الشيطان وفرخ ".
بلغني أن القاسم بن يزيد الوزان مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
6875 - القاسم بن بشر بن أحمد بن معروف، أبو محمد البغدادي:
سمع يحيى بن سليمان الطائفي، وسفيان بن عيينة، وأبا داود الطيالسي، وخالد بن
عثمان العثماني وعبد الله بن نافع الصائغ. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق،
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن
أحمد بن هلال الشطوي ومحمد بن إبراهيم بن عيسى بن فروخ - نزيل الرقة،
وأحمد بن محمد بن دلان الخيشي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي، حدثنا علي بن عمر السكري، حدثنا
الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا القاسم بن بشر بن معروف، حدثنا سفيان بن عيينة،
422

عن زكريا وحصين ويونس، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة سمعه من أبيه. قال:
قلت: يا رسول الله أتمسح على الخفين؟ قال: " إني أدخلت رجلي وهما طاهرتان ".
6876 - القاسم بن المساور، الجوهري:
حدث عن سويد بن عبد العزيز. روى عنه ابنه أحمد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن القاسم
ابن مساور الجوهري، حدثنا أبي وعمي عيسى ابنا المساور قالا: حدثنا سويد بن عبد
العزيز عن سفيان بن حسين عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الرحمن لا تسل الإمارة " الحديث.
6877 - القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك، أبو بشر التميمي:
حدث عن يزيد بن هارون، ومحمد بن جعفر المدائني، والحارث بن النعمان
الأكفاني وأبي البحتري القاضي، والهيثم بن عدي، ووهب بن جرير. روى عنه
أحمد بن علي الخزاز، وأبو الأذان عمر بن إبراهيم، وقاسم بن زكريا المطرز، وأحمد
ابن عبد الله بن النيري، والقاضي المحاملي، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك
أبو بشر، حدثنا وهب - يعني ابن جرير - حدثنا أبي قال: سمعت منصور بن زاذان -
قال المحاملي - وحدثنا يوسف بن موسى وأحمد بن منصور قالا: حدثنا موسى بن
إسماعيل، حدثنا جرير بن حازم عن منصور بن زاذان عن ميمون بن أبي شبيب عن
قيس بن سعد أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال فأتى على النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت
ركعتين، فضربني برجله وقال: " ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ " قلت: بلى!
قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " وقال موسى بن إسماعيل: فصليت ركعتين
واضطجعت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على فضربني برجله، ثم ذكر هو نحوه.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع: أن القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
423

السراج قال: مات [القاسم بن سعيد] بن المسيب بن شريك ببغداد في آخر
جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين.
6878 - القاسم بن عقيل، أبو جابر الدويري:
حدث عن حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس. روى عنه عبيد الله بن
جعفر بن أعين.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، حدثنا عمي أبو الحسن
عبد الواحد بن الحسين بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عمر الحافظ، حدثنا عبيد الله
ابن جعفر بن محمد - أبو العباس البزار من أصل كتابه - حدثنا القاسم بن عقيل - أبو
جابر في الدويرة - حدثنا حبيب كاتب مالك عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة قالت: ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
6879 - القاسم بن الحسن، الزبيدي:
حدث عن أبي داود الطيالسي، وعن أسيد بن زيد الجمال، ويحيى بن أيوب
العابد، وهارون بن معروف، وداود بن رشيد وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أحمد
ابن ثابت البزاز، ومحمد بن العباس بن الفضل المروزي.
6880 - القاسم بن منصور، التميمي - وقيل: الجشمي -:
ولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد في أيام المهتدي بالله ولم يحمل عنه من العلم
إلا أخبار عن أبي محلم وغيره.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد قال: فلم يزل إسماعيل بن إسحاق على القضاء
حتى ولى المهتدي الخلافة. فعزله وولى مكانه القاسم بن منصور التميمي، فلم يزل
القاسم بن منصور على القضاء حتى قتل المهتدي أمير المؤمنين، فرد إسماعيل بن
إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد على القضاء بالجانب الشرقي.
قلت: وكان قتل المهتدي بالله في سنة ست وخمسين ومائتين.
424

6881 - القاسم بن الفضل بن بزيع، أبو محمد:
حدث عن عمرو بن عاصم، وزكريا بن عطية، وأبي نعيم النخعي. روى عنه
يحيى بن صاعد، وأبي محمد بن شعبة، وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، وأبو
عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد، ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا القاسم بن
الفضل بن بزيع، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام عن مطر عن الزهري عن سالم
عن أبيه قال: سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع عمر، فلم أرهما يزيدان على ركعتين، وكنا
ضلالا فهدانا الله عز وجل.
أخبرني الأزهري، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن مخلد،
حدثنا القاسم بن بزيع وكان ثقة. أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن
أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد قال: ومات القاسم بن بزيع سنة تسع وخمسين
ومائتين.
ذكر ابن مخلد - فيما قرأت بخطه - أن وفاته كانت في آخر شعبان.
6882 - القاسم بن هاشم بن سعيد بن سعد بن عبد الله بن سيف بن حبيب،
السمسار:
حدث عن أبيه، وعن الصباح بن عبد الله الرملي، والخطاب بن عثمان الفوزي،
وعتبة بن السكن، وعلي بن عياش الحمصيين، وحبيش بن حبيش، ومنصور بن صقير.
روى عنه ابنه محمد، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ووكيع القاضي ويحيى بن صاعد، وأبو
عبيد بن المؤمل الناقد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد وكان صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا القاسم بن هاشم السمسار، حدثنا الصباح
ابن عبد الله الرملي، حدثنا صبيح مولى عائشة أم المؤمنين قال سمعت عائشة تقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شرب نبيذا فاقشعر منه مفرق رأسه فالحسوة منه حرام ".
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد قال:
ومات القاسم بن هاشم السمسار سنة تسع وخمسين.
425

ذكر ابن مخلد - فيما قرأت بخطه - أن وفاته كانت ليومين مضيا من شهر
رمضان.
6883 - القاسم بن عاصم، المروزي:
نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن أبي بكير وأبي الدمشقي. ذكره عبد الرحمن
ابن أبي حاتم الرازي وقال: كتبت عنه ببغداد.
6884 - القاسم بن عاصم، أبو السري الصائغ:
حدث عن محمد بن عمر الواقدي، وعلي بن عياش الحمصي، وحنيفة بن
مرزوق، وموسى بن داود. روى عنه ابن مخلد، وعبد الله بن يزيد الدقيقي، وعبد الله
ابن أحمد بن ثابت البزاز، وأخاف أن يكون هو شيخ ابن أبي حاتم، فالله أعلم.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا القاسم بن عاصم أبو
السري الصائغ، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا محمد بن عمرو الأنصاري،
عن ابن الزبير، عن ابن معبد، عن ابن عباس والثوري، عن أبي الزبير، عن جابر. قال:
أوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في وادي محسر.
6885 - القاسم بن محمد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة، أبو
محمد الأزدي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عبد الله بن داود الخريبي وابن عاصم
النبيل، وبشر بن عمر الزهراني. روى عنه عباس بن إبراهيم القراطيسي وعبد الله بن
محمد بن إسحاق المروزي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإسحاق بن محمد بن
الفضل الزيات، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين
ابن إسماعيل المحاملي، حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، حدثنا أبو عاصم،
عن ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة: أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن صلى ركعتين خفيفتين.
426

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد قال حدثنا القاسم بن عباد،
أخبرنا بشر بن عمر، أخبرنا حماد بن زيد، عن سلمة بن علقة، عن ابن سيرين أن
ابن عباس قرأها: * (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) * [البقرة 184] وقال:
هذه منسوخة.
6886 - القاسم بن محمد بن الحارث، المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن سهيل بن يحيى المروزي، ومسدد بن مسرهد،
وعبدان بن عثمان روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبيد العجل، ويحيى بن صاعد،
وعلي بن الحسن بن العلاء السمسار، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، وإبراهيم بن
حماد القاضي، والحسين بن إسماعيل المحاملي. وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي، حدثنا القاسم بن محمد المروزي، حدثنا حمدان، عن أبي حمزة، عن
مطرف، عن أبي إسحاق، عن البراء. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى إبطيه عن
بطنه.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنبأنا أبو بكر الخلال. قال: والقاسم
ابن محمد المرزوي من أصحاب أبي عبد الله المتقدمين، سمع من أبي عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل - التاريخ قديما، وقد كان قدم إلى ههنا وحدث عنه أبو بكر المروذي.
6887 - القاسم بن زاهر بن حرب، أبو محمد:
وهو ابن أخي أبي خيثمة زهير بن حرب. حدث عن محمد بن سابق، وإسماعيل
ابن أبي أويس، وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى بن يوسف الزمي. روى
عنه محمد بن عبد الملك التاريخي، وعلي بن إسحاق المادراني، ومحمد بن أحمد
الحكيمي، وحمزة بن محمد الدهقان، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن الحارث
الدهقان قال حدثنا القاسم بن زاهر، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، حدثنا
يعلى بن عطاء، عن يحيى بن قمطة عن عبد الله بن عمرو. قال: الدنيا سجن
المؤمن، وجنة الكافر، فإن المؤمن إذا مات خلى له عن سربه يسرح حيث يشاء.
427

أخبرنا إبراهيم بن مخلد الفارسي، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا القاسم بن زاهر، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي، حدثنا ابن عيينة. قال: رأيت
سفيان الثوري في المنام فقلت: يا أبا عبد الله أوصى، قال أقل من الأخوان
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة إحدى وسبعين ومائتين فيها مات
أبو محمد قاسم بن زاهر قرابة أبي خيثمة.
6888 - القاسم بن الحسن بن يزيد، أبو محمد الهمذاني الصائغ:
سمع يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي وأبا سلمة التبوذكي، وقبيصة بن
عقبة، ومحمد بن بكران بن الريان. روى عنه أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي،
وأحمد بن علي الأبار ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ،
ومحمد بن الفتح القلانسي وأبو الحسين بن المنادي، وعلي بن إسحاق المادراني،
وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - أن القاسم بن الحسن بن يزيد الصائغ مات في سنة اثنتين وسبعين
ومائتين في الجانب الشرقي في شارع باب الخراسان حذاء منزل بني أشكاب.
ذكر محمد بن مخلد أنه مات في شهر ربيع الآخر وقال ابن قانع: إنه مات بمصر.
6889 - القاسم بن عمر بن المختار، أبو محمد الزبيدي:
حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن يونس اليربوعي، والحسن بن
الربيع البوراني، وأبي خيثمة زهير بن حرب، والحسن بن حماد سجادة، وأحمد بن
إبراهيم الدورقي، والحسن بن الصباح البزار وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد.
قرأت بخط ابن مخلد سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها مات قاسم بن عمر بن
المختار الزبيدي.
6890 - القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفار بن داود، الحراني:
حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: القاسم بن
عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني ولد ببغداد يكنى أبا هشام،
كتب ببغداد عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأخيه يعقوب، وزياد بن أيوب، وطبقة
428

نحوهم. وقدم مصر ورجع إلى بغداد فأقام بها، ورجع ثانية إلى مصر فتوفي في رجوعه
بالرقة سنة اثنتين وسبعين ومائتين. وولد أبي صالح الحراني من ولده.
6891 - القاسم بن عبد الله بن المغيرة، أبو محمد الجوهري:
سمع إسماعيل بن أبي أويس وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، ويحيى بن
يعلى المحاربي، والحسين بن محمد المروزي، وعمر بن حفص بن غياث، ومحمد بن
يزيد بن خنيس، وفضيل بن عبد الوهاب، ومحمد بن سعيد الأصبهاني، وعبد
الصمد بن النعمان، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وعاصم بن علي. روى عنه أبو مسلم
الكجي، ويحيى بن صاعد، وأبو عبد الله الحكيمي، ومحمد بن عبد الله بن عتاب
العبدي، ومحمد بن العباس بن نجيح الحافظ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني
المعدل، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز، حدثنا القاسم
ابن المغيرة الجوهري، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي، حدثنا سعيد بن حسان
قال: حدثتني أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو
ذكرا لله عز وجل ".
أخبرني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال: قاسم بن عبد الله بن
المغيرة أبو محمد الجوهري ثقة مأمون.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - أن القاسم بن المغيرة الجوهري مات في يوم الجمعة غرة المحرم من سنة
خمس وسبعين ومائتين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سنة خمس
وسبعين ومائتين توفي القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري في يوم جمعة مستهل
المحرم منها، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائة، وهو مولى لأم عيسى بنت علي
ابن عبد الله بن عباس.
429

6892 - القاسم بن منبه بن ياسين، أبو محمد الحربي:
روى عن بشر بن الحارث حكايات. حدث عنه أبو مقاتل محمد بن شجاع،
ومحمد بن عمرو الرزاز.
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا محمد بن
عمرو بن البختري الرزاز، حدثنا القاسم بن منبه الحربي قال: قال أبو نصر بشر بن
الحارث: بعث أبو رجاء الذي كان بمكة إلى فضيل يستقرضه دراهم - أو يسأله دراهم
- ثم قال أبو نصر: بعث مسكين إلى مسكين، قال ولم يكن عند فضيل إلا بعير له
يعمل عليه، قال فأمر ابنه أن يدخله السوق فيبيعه ثم يبعث إلى أبي رجاء بنصف ثمنه
ويأتيه بالنصف الآخر، ثم ذكر أبو نصر كرم أهل الخير وفضلهم.
6893 - القاسم بن نصر، المخرمي:
حدث عن إسماعيل بن عمرو البجلي، ويحيى بن هاشم السمسار، وإبراهيم بن
المنذر الحزامي، والحسن بن بشر بن سلم الكوفي، وعلي بن عثمان اللاحقي، وسهل
ابن عثمان العسكري، ومحمد بن بكار بن الريان، وقيس بن حفص الدارمي، وصالح
ابن حاتم بن وردان، وإسماعيل بن يزيد، وعلي بن الحسن بن جعيد الكرماني. روى
عنه محمد بن هارون بن برية الهاشمي، وأبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي، وأبو
بشر بن دستكوتا البصري، وغيرهم وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو بشر عيسى بن إبراهيم بن دستكوتا، حدثنا القاسم بن نصر المخرمي، حدثنا
يحيى بن هشام، حدثنا الأعمش عن شقيق - وهو ابن سلمة أبو وائل - عن عبد الله
ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بات يجعل لله ندا أدخله النار ".
قال عبد الله وأنا أقول: من مات لا يجعل لله ندا أدخله الله تعالى الجنة.
6894 - القاسم بن حمدان، أبو معاوية البزاز:
حدث عن صالح بن سهيل. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا أبو معاوية القاسم بن حمدان البزاز سنة سبع وسبعين قال: حدثنا
430

صالح بن سهيل، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن حارثة بن محمد عن عمرة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يمنع فضل الماء، ونقع البئر ".
6895 - القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى:
والد القاضي أبي عمران موسى بن القاسم بن الأشيب. حدث عن الحسن بن
عرفة، وإسماعيل بن زياد الأبلي. روى عنه ابنه أبو عمران، وأبو الميمون بن راشد
الدمشقي.
6896 - القاسم بن أحمد بن محمد، البغدادي:
حدث بأنطاكية عن عيسى بن عبد الله العسقلاني. روى عنه أبو بكر بن عمير
الجرجاني.
أخبرنا البرقاني قال: أجاز لي أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي - وحدثني به محمد
ابن أبي الفوارس عنه قال: حدثنا أبو بكر بن عمير، حدثني القاسم بن أحمد بن
محمد البغدادي - بأنطاكية - حدثنا عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي - إملاء من
كتابه - حدثنا آدم بن أبي إياس عن شعبة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" العائد في هبته، كالعائد في قيئه " قال البرقاني: ما كتبه إلا عنه.
6897 - القاسم بن العباس، أبو محمد الفقيه المعروف بالمعشري:
سمع أبا الوليد الطيالسي، وسهل بن بكار، ومسددا، وزكريا بن يحيى الخزاز
المقرئ، وعبد الواحد بن عمر العجلي. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن
كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا: حدثنا أحمد بن كامل
القاضي قال: حدثنا القاسم بن العباس المعشري، حدثنا عبد الواحد بن عمرو
العجلي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن سماك بن
حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر، قال:
" عليك العير ليس دونها شئ " قال فناداه العباس - وهو أسير -: لا يصلح، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لمه "؟ قال: لأن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك.
431

قرأت على أبي علي بن شاذان عن أحمد بن كامل قال: وتوفي أبو محمد القاسم
ابن العباس المعشري الفقيه - ابن بنت أبي معشر نجيح المديني - في يوم الجمعة لليلتين
خلتا من شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين، وكان من الثقة والزهد والفقه بمحل رفيع،
ولم يغير شيبه.
6898 - القاسم بن نصر بن سالم، أبو محمد المعروف بدوست العابد:
كان من خيار المسلمين، وأعيان المتعبدين. وحدث عن سريج بن النعمان
الجوهري، وعمرو بن عون الواسطي، وعبيد بن هاشم الكوفي. روى عنه عبد الصمد
ابن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان، وجعفر الخلدي.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل المتوثي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن زياد القطان، حدثنا القاسم بن نصر البزاز - دوست - حدثنا سريج بن النعمان،
حدثنا فليح عن هلال بن علي عن أنس بن مالك قال: شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: " هل منكم من أحد
لم يقارف الليلة؟ " قال أبو طلحة: أنا، قال: " انزل " فنزل في قبرها.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على
ابن المنادي - وأنا أسمع - قال: وأبو محمد دوست من العباد والمصلين كان ينزل في
سيب القاضي من الجانب الشرقي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن عمر النرسي قالا: قال لنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي توفي القاسم بن نصر دوست يوم الأربعاء في
شهر رمضان لست بقين منه في سنة إحدى وثمانين ومائتين، ودفن في مقبرة
الخيزران.
6899 - القاسم بن سعدان، أبو محمد:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: والقاسم بن سعدان أبو محمد من حملة القرآن والحديث، كان
بسر من رأى مدة، ثم عاد إلى مدينتا في ربضنا ربض سليم، توفي لخمس خلون من
جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين.
432

6900 - القاسم بن عبد الرحمن بن زياد، الأنباري:
حدث عن يحيى بن هاشم السمسار، وأبي جعفر النفيلي، ويحيى بن معين، وأبي
الصلت الهروي. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومكرم بن أحمد القاضي،
وعبد الصمد بن علي الطستي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا القاسم بن
عبد الرحمن الأنباري، حدثنا يحيى بن هاشم السمسار، حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نبات الشعر في الأنف أمان من
الجذام ".
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا
عبد الباقي بن قانع: أن القاسم بن عبد الرحمن بن زياد الأنباري مات في سنة أربع
وثمانين ومائتين.
6901 - القاسم بن أحمد بن محمد، أبو محمد الخطابي:
حدث عن هوذة بن خليفة، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه إسماعيل بن
علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا
القاسم بن أحمد الخطابي، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي
الدرداء. قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي أمام أبي بكر الصديق فقال: " يا أبا الدرداء،
أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة؟ ما طلعت الشمس ولا غربت على
أحد - بعد النبيين والمرسلين - أفضل من أبي بكر الصديق ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا القاسم
ابن أحمد بن محمد - أبو محمد الخطابي - حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا زمعة بن
صالح عن عمرو بن دينار عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم السحور التمر ".
433

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن الخطابي صاحب أبي نعيم
مات ببغداد في سنة ست وثمانين ومائتين.
6902 - القاسم بن أحمد بن يوسف بن بريد، أبو محمد التميمي الخياط:
من أهل الكوفة كان صاحب قرآن، ورواية حروف، قرأ على محمد بن حبيب
صاحب أبي يوسف الأعشى. وروى عنه عن أبي بكر بن عياش عن عاصم حروفه.
حدث عن القاسم - وقرأ عليه هذا القراءة - أبو علي الحسن بن داود النقار الكوفي
وقدم بغداد فأدركه أجله بها.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال: قرأنا على أبي الحسن أحمد بن
الفرج بن الحجاج عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: توفي أبو محمد
القاسم بن أحمد بن يوسف بن بريد التميمي الخياط ودفن غداة الجمعة لعشر بقين
من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد. ورأيته ولا يخضب.
6903 - القاسم بن أحمد بن زياد، أبو محمد الشيباني:
حدث عن عفان بن مسلم. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن
أحمد الطبراني، حدثنا القاسم بن أحمد بن زياد - الشيباني أبو محمد البغدادي -
حدثنا عفان بن مسلم الصفار، حدثنا سلام أبو المنذر عن محمد بن واسع عن
عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم " أن لا تأخذني في الله لومة
لائم، وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني بحب
المساكين والدنو منهم، وأوصاني بقول الحق وإن كان مرا، وأوصاني بصلة الرحم
وإن أدبرت، وأوصاني ألا أسأل الناس شيئا، وأوصاني أن أكثر من قول لا حول ولا
قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة ".
قال سليمان: لم يروه عن سلام إلا عفان وابن عائشة وإبراهيم بن الحجاج.
6904 - القاسم بن عبد الوارث، أبو نصر الوراق:
حدث عن أبي الربيع الزهراني وعمرو بن علي الباهلي. روى عنه محمد بن
مخلد، والطبراني.
434

أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا القاسم بن
عبد الوارث الوراق البغدادي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا أبو حفص الأبار -
عمر بن عبد الرحمن - عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عن عثمان بن عفان قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة العشاء في جماعة تعدل بقيام ليلة، وصلاة الفجر في جماعة
تعدل بقيام ليلة ".
قال سليمان: لم يروه عن يحيى إلا أبو حفص، تفرد به الربيع.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة أربع وتسعين ومائتين فيها مات أبو
نصر الوراق القاسم بن عبد الوارث - وراق أحمد الدورقي - في يوم الاثنين لثمان
خلون من شهر رمضان.
6905 - القاسم بن الفرج، أبو محمد العكبري:
حدث عن عيسى بن جعفر العكبري. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي، وأبو
جعفر أحمد بن يعقوب المعروف ببزرويه النحوي.
6906 - القاسم بن أحمد بن القاسم بن صالح، أبو حامد الرفاء يعرف
بالطوسي:
حدث عن حميد بن مسعدة السامي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر
أنه سمع منه ببغداد.
6907 - القاسم بن محمد، أبو الفضل البرتي:
حدث عن حميد بن مسعدة. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
أبو الفضل القاسم بن محمد البرتي - ببغداد - حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا حصين
ابن نمير عن حصين بن قيس الرحبي عن عطاء عن ابن عمر عن عبد الله بن مسعود
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمسة: عن
عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن ما
عمل فيما علم ".
435

قال سليمان: لا يروي عن عبد الله بن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به حميد بن
مسعدة.
6908 - القاسم بن داود، البغدادي:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن محمد المتوثي - قال ابن
رزق حدثنا وقال الآخر أخبرنا - أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش،
حدثنا القاسم بن داود البغدادي - وسمعته يقول كتبت عن سنة آلاف شيخ - قال
حدثنا أحمد بن إسحاق السكري، حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي، حدثنا معروف
الكرخي عن بكر بن خنيس عن ضراب بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: * (فروح وريحان) * [الواقعة 89].
6909 - القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة
ابن قطن بن دعامة، أبو محمد الأنباري:
سكن بغداد وحدث بها عن عمرو بن علي، والحسن بن عرفة، وأحمد بن
الحارث الخزاز، وعمر بن شبة، وأحمد بن عبيد بن ناصح، ونصر بن داود بن طوق،
ومحمد بن الجهم السمري، وعبد الله بن أبي سعد الوراق. روى عنه ابنه محمد،
وعلي بن موسى الرزاز، وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بالولي في آخرين.
وكان صدوقا أمينا عالما بالأدب، موثقا في الرواية.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قال لنا أبو عمر بن حيويه: توفي قاسم الأنباري سنة
خمس وثلاثمائة وكان لي عشر سنين، ولم ألقه.
حدثني أحمد بن علي بن التوزي قال: مات أبو محمد القاسم بن بشار
الأنباري في صفر سنة خمس وثلاثمائة.
6910 - القاسم بن زكريا بن يحيى، أبو بكر المقرئ المعروف بالمطرز:
سمع عمران بن موسى القزاز، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الأعلى، وبشر
ابن خالد، وأبا همام السكوني، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وإسحاق بن موسى،
436

ومجاهد بن موسى، وهارون بن حاتم الكوفي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبا
كريب محمد بن العلاء. روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وجعفر بن الخلدي، وابن
الجعابي، وأبو بكر الشافعي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، ومحمد بن خلف بن
حيان الخلال، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن الزيات، وكان ثقة ثبتا.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: قاسم بن زكريا
أبو بكر المطرز مصنف مقرئ نبيل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
وتوفي قاسم المطرز سنة خمس وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: أبو بكر القاسم بن زكريا المعروف بالمطرز توفي يوم السبت،
ودفن يوم الأحد لسبع عشرة خلون من صفر سنة خمس وثلاثمائة ودفن في مقابر
باب الكوفة، ولم يحدث الناس في سنة خمس هذه شيئا ألبتة فيما بلغنا، وكان من أهل
الحديث والصدق، والمكثرين في تصنيف المسند، والأبواب، والرجال.
6911 - القاسم بن محمد، السقطي:
حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن عرفة. روى عنه إبراهيم بن
أحمد بن جعفر الخرقي.
6912 - القاسم بن يحيى بن نصر بن منصور بن عبد الله، أبو عبد الرحمن
الثقفي:
ابن أخي سعدان بن نصر المخرمي، حدث عن الربيع بن ثعلب، ومحمد بن حميد
الرازي، ويحيى بن عثمان الحربي، وعبد الله بن محمد الأدرمي، والصلت بن مسعود
الجحدري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسن بن شوكر. روى عنه أبو الحسين
ابن البواب المقرئ، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير وعبد الله بن
موسى الهاشمي.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي،
حدثنا القاسم بن يحيى بن نصر، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب
437

عن محمد بن ميسرة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما
يؤمن أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كبش ".
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سألت الدارقطني عن القاسم بن يحيى بن نصر بن أخي سعدان بن نصر فقال:
ثقة.
6913 - القاسم بن علي بن السري، أبو محمد الجوهري:
سمع قعنب بن المحرر الباهلي. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو
محمد قاسم بن علي الجوهري - من أصل كتابه - حدثنا قعنب بن المحرر، حدثنا أمية
ابن خالد عن شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن أبي بكر بن أبي موسى عن حذيفة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: " باسمك الله أحيا وأموت " وإذا استيقظ قال:
" الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ".
المحفوظ عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة السهمي يقول: سألت
الدارقطني عن القاسم بن علي بن أبي محمد الجوهري ببغداد فقال: ثقة.
قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب: مات القاسم بن علي بن السري
الجوهري المخرمي في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
6914 - القاسم، أبو محمد الجصاص:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه ابن لؤلؤ الوراق.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا أبو
محمد قاسم الجصاص - جارنا - قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا
حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله لا تجوز الذكاة إلا
من اللبة؟ قال: " وما عليك لو طعنت في فخذها ".
438

6915 - القاسم بن أحمد بن العباس بن عبد الله، أبو محمد المقرئ
النامي:
حدث عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل المقرئ، ويحيى بن حكيم المقوم. روى
عنه ابن البواب المقرئ، ومحمد بن المظفر.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
المقرئ، أخبرنا قاسم بن أحمد بن العباس المقرئ - أبو محمد قراءة عليه - حدثنا
الطيب بن إسماعيل أبو حمدون المقرئ قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنتم اليوم خير
أهل الأرض ".
6916 - القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي
ابن أبي طالب، أبو محمد العلوي الحجازي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير. روى عنه
ابن الجعابي، وأبو حفص بن المتيم، وعثمان بن عمر بن خفيف المقرئ إلا أن ابن
الجعابي قال: حدثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن عبد الله.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ، حدثنا أبو جعفر
محمد بن أحمد بن محمد بن حماد الواعظ، أخبرنا أبو محمد بن القاسم بن جعفر بن
محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب - في صفر سنة إحدى
عشرة وثلاثمائة قدم من الحجاز - قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن
عبد الله عن أبيه عبد الله بن محمد عن أبيه محمد بن عمر عن أبيه عمر بن علي عن
أبيه علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعملني على اليمن. فقلت له:
يا رسول الله إني شاب حدث السن ولا علم لي بالقضاء، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في
صدري مرتين - أو قال ثلاثا - وهو يقول: " اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه " فكأنما كل
علم عندي، وحشي قلبي علما وفقها، فما شككت في قضاء بين اثنين.
6917 - القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى، الأشيب البغدادي:
ذكره لي أبو نعيم الحافظ في تاريخه. وقال لي: قدم أصبهان وحدث عن أحمد
الدورقي.
439

6918 - القاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن حسان بن سنان، أبو بكر
التنوخي الأنباري:
قرابة إسحاق بن البهلول بن حسان - حدث عن إسحاق بن البهلول ووهب بن
حفص الحراني، ومحمد بن معاوية بن مالج الأنماطي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي،
وعبد الرحمن بن يونس الرقي، ومحمد بن عمرو بن حنان، وأبي عتبة أحمد بن
الفرج الحمصيين. روى عنه محمد بن المظفر، وطلحة بن محمد بن جعفر.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ
- إملاء - قال: حدثنا أبو بكر القاسم بن عبد الرحمن بن محمد التنوخي الأنباري،
حدثنا أحمد بن الفرج - أبو عتبة - حدثنا أبو عفان الفوزي عن شيخ لنا قديم، حدثنا
محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من قرأ خواتم الحشر من ليل أو نهار فقبض من ذلك اليوم، فقد أوجب الجنة ".
حدثني علي بن المحسن التنوخي عن أحمد بن يوسف الأزرق أن القاسم بن عبد
الرحمن التنوخي ولد بالأنبار في سنة تسع وعشرين ومائتين - أو سنة ثمان عشرين -
ومات بها في شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وكان ثقة صدوقا، أحد
عدول القضاة بالأنبار.
6919 - القاسم بن هارون بن جمهور بن منصور، أبو محمد الأصبهاني:
نزل بغداد وحدث بها عن عمران بن عبد الرحيم الأصبهاني، ومحمد بن المغيرة
الهمذاني. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وعبد الله بن محمد بن الثلاج. وذكر
ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثني أبو محمد القاسم بن هارون بن جمهور الأصبهاني - وكتب لي بخطه -
حدثنا أبو سعيد عمران بن عبد الرحيم الباهلي، حدثنا بكار بن الحسن الأصبهاني،
حدثنا حماد بن أبي حنيفة عن مالك بن أنس عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن
جبير بن مطعم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأيم أحق بنفسها من وليها،
والبكر تستأذن في نفسها وصمتها إقرارها ".
440

رواه الدارقطني عن ابن مخلد فقال: عن حماد بن أبي حنيفة عن أبي حنيفة عن
مالك، ورواه أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري عن عمران بن عبد الرحيم إلا أنه
قال: حدثنا عمار بن الحسن، حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبي حنيفة
عن مالك.
6920 - القاسم بن بكر بن محمد بن عاصم، أبو الحسن الطيالسي:
سمع أحمد بن شيبان الرملي، وبكار بن قتيبة البصري، وأحمد بن منصور
الرمادي، ومحمد بن سنان القزاز، وإبراهيم بن مالك، والحسن بن أبي يحيى الأصم،
وأبا أمية الطرسوسي. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، ويوسف بن
عمر القواس، وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن القاسم بن بكر الطيالسي
مات في ذي الحجة من سنة عشرين وثلاثمائة.
6921 - القاسم بن إبراهيم بن أحمد، الملطي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن سليمان لوين. روى عنه علي بن محمد بن
لؤلؤ الوراق، وعلي بن عمر السكري، وكان كذابا أفاكا يضع الحديث روى عنه
الغرباء عن أبي أمية المبارك بن عبد الله وعن لوين عن مالك عجائب من الأباطيل.
حدثنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ، حدثنا القاسم بن
إبراهيم بن أحمد الملطي - المعروف بالصوفي ببغداد - حدثنا لوين، حدثنا سويد بن
عبد العزيز عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله لله
أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته بأرض المهلك، يخاف أن يقتله فيها العطش: "
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا الحسن بن علي بن عمر
ابن محمد الحربي وأبو العباس الحسين بن محمد بن علي الحلبي قالا: حدثنا قاسم بن
إبراهيم الملطي، حدثنا لوين، حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ ثلث القرآن أعطى ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطى
ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن كله أعطى النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة اقرأ وارقه
441

بكل آية درجة، فيقرأ ويصعد درجة درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، ثم يقال له
اقبض فيقبض بيده، ثم يقال له هل تدري ما بيدك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي
الأخرى النعيم ".
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، أخبرني عمر بن القاسم بن محمد الحداد المقرئ،
حدثنا أبو القاسم القاسم بن أحمد الملطي المعروف بالصوفي - بالموصل قدمها سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة - حدثني محمد بن علي الصوري قال: قال لي عبد الغني
ابن سعيد الحافظ: ليس في الملطيين ثقة.
6922 - القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زياد بن بلبل، أبو أحمد
الزعفراني:
من أهل همذان. وهو أخو أبي عبد الله محمد، سمع أبا زرعة الرازي، وأحمد بن
محمد بن سعيد التبعي. وقدم بغداد فسمع من عباس الدوري، ويحيى بن أبي طالب،
وأبي قلابة الرقاشي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبي بكر بن أبي الدنيا وعاد إلى
همذان فحدث بها، ثم قدم بغداد وقد علت سنه فحدث بها، وكتب عنه أهلها.
وروى عنه منهم الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، والمعافى بن زكريا.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - قال: حدثنا
صالح بن أحمد بن محمد الحافظ قال: القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زياد
ابن بلبل أبو أحمد الزعفراني أخو أبي عبد الله، سمعت منه مع أبي، صدوق.
6923 - القاسم بن وهب بن جامع، الصيدلاني:
حدث عن محمد بن داود بن علي الأصبهاني. روى عنه أحمد بن محمد بن
عمران الجندي.
6924 - القاسم بن محمد بن الحسن، أبو أحمد العطار الهمذاني:
قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن إبراهيم بن بهرام الأصبهاني، وغيره. روى
عنه علي بن إبراهيم بن أبي عزة العطار، ويوسف القواس.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أبو أحمد
442

القاسم بن محمد بن الحسن العطار الهمذاني، حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد،
حدثنا شعيب بن يحيى النسائي، حدثنا أبي يحيى بن عبد الأعلى قال: بلغنا أن يحيى
ابن زكريا قال: لئن كان أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم، فالصديقون
كيف ينامون للذة ما هم فيه من حب الله؟ وكم بين النعمتين؟ وكم بينهما!
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف القواس قال: أبو أحمد القاسم بن
محمد الهمذاني شيخ ثقة.
6925 - القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان، أبو عبيد المحاملي:
وهو أخو القاضي أبي عبد الله. سمع عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، والفضل
ابن يعقوب الرخامي، والحسن بن شاذان الواسطي، ويعقوب الدورقي، ورجاء بن
مرجي الحافظ، وأبا الأشعث العجلي، وزياد بن أيوب الطوسي، ومحمد بن شعبة بن
جوان، وعمر بن محمد بن الحسن بن التل الكوفي، وأبا السائب سلم بن جنادة.
روى عنه محمد بن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص
ابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم.
وحدثني الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات. حدثني
الأزهري قال: قال لنا أبو بكر بن شاذان: سألت أبا عبيد بن المحاملي في أي سنة
ولدت؟ قال: في سنة ثمان وثلاثين، والقاضي في سنة ست وثلاثين في أولها.
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، أخبرنا يوسف بن عمر القواس قال: ومات القاسم
ابن إسماعيل أخو القاضي في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا التنوخي قال: قال لنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان: توفي أبو عبيد القاسم بن
إسماعيل بن المحاملي يوم الأحد سلخ رجب من سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ودفن
في يومه.
6926 - القاسم بن نصر، أبو محمد الطباخ:
من أهل سر من رأى. حدث عن سليمان بن محمد بن الفضل النهرواني، وأحمد
ابن إسحاق الوزان. روى عنه علي بن عمرو الحريري.
أخبرني الخلال، حدثنا علي بن عمرو الحريري، أخبرنا أبو محمد القاسم بن نصر
443

الطباخ - بسر من رأى - حدثنا سليمان بن محمد بن الفضل، أخبرنا أبو معمر، حدثنا
إسماعيل عن قرة عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " النية الصادقة معلقة
بالعرش، فإذا صدق العبد نيته تحرك العرش فيغفر له ".
6927 - القاسم بن الفضل بن جعفر، أبو محمد الضراب:
حدث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وأبو الوليد بن برد
الأنطاكي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
وذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في جامع المدينة عن أحمد بن الوليد الفحام في سنة
سبع وعشرين وثلاثمائة.
قلت: وكان ثقة.
6928 - القاسم بن داود بن سليمان بن زياد بن مردانشاه، أبو ذر
الكاتب:
سمع سعدان بن نصر المخرمي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وإبراهيم بن هانئ
النيسابوري، وعمر بن مدرك الرازي، وعبد الله بن أبي عبد الله المقرئ، ومحمد بن
عبد الملك الدقيقي، وعباسا الدوري، وعبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ومحمد
ابن أحمد بن الجنيد الدقاق، وأحمد بن منصور الرمادي، ويحيى بن أبي طالب،
ومحمد بن عبد الله المنادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الرحمن بن محمد
ابن منصور الحارثي، ومحمد بن غالب التمتام، وأبا بكر بن أبي الدنيا. روى عنه أبو
بكر بن شاذان، والمعافى بن زكريا، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهم وكان ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا ذر القاسم بن داود
الكاتب مات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
6929 - القاسم بن الحسن بن أحمد بن حفص، أبو محمد القاضي الحلواني:
قدم بغداد في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وحدث بها عن محمد بن خالد بن
يزيد البرذعي، وأحمد بن العباس بن الوليد الحلواني.
سمع منه وكتب عنه عبد الله بن محمد بن إسحاق المعروف بعبد الله بن أبي سعد
الجواربي وقال: أفادنا عنه محمد بن إسماعيل الوراق.
444

6930 - القاسم بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن القاسم بن منصور بن
شهريار بن فرعدذ أبو الطيب البغدادي:
وجده أبو علي الروذباري شيخ الصوفية كان في وقته، سكن أبو الطيب مصر
وحدث بها عن إسحاق بن الحسن الحربي.
ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه كتب عنه وقال: كان ثقة.
توفي بمصر لثمان خلون من جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، كذلك
قرأت في كتاب أبي الفتح بخطه.
6931 - القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمر، أبو صالح الأخباري:
روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل كتاب الجمل. حدث عنه أبو الحسن
الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران.
قرأت في كتاب أبي عمر محمد بن علي بن عمر بن الفياض عرفني أبو صالح
القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمر المعروف بالأخباري أنه ولد في سنة أربع وسبعين
ومائتين في شهر ربيع الآخر.
وقال أبو القاسم بن الثلاج - فيما قرأت بخطه - توفي القاسم بن سالم الأخباري في
رجب سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
6932 - القاسم بن علي بن جعفر، أبو أحمد البزاز الدوري، يعرف بالبارد:
روى عن حاجب بن أركين الضرير. حدثنا عنه علي بن محمد بن عبد الله المقرئ
الحذاء، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم بن شيطا البزاز.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا، حدثنا القاسم بن علي بن
جعفر الدوري البزاز، حدثنا حاجب بن أركين، حدثنا عباد بن الوليد، حدثنا عباد بن
زكريا، حدثنا هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني
أعوذ بك من غلبة الدين، ومن مخيلة العدو، ومن بوار الأيم، ومن فتنة الدجال ".
سمعت القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب يقول: كان أبو أحمد القاسم
ابن علي بن جعفر الملقب بالبارد ثقة.
445

قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو أحمد قاسم بن علي بن جعفر الملقب بالبارد
في سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال: وكان صالح الأمر في الحديث. وكان ردئ
المذهب معتزليا، وكتب عنه شئ يسير.
ذكر غير ابن أبي الفوارس: أنه مات لخمس بقين من شهر ربيع الأول.
6933 - القاسم بن عبد الله بن محمد بن جعفر، أبو الفرج الحمال:
حدث عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأشناني. حدثنا عنه محمد بن طلحة
النعالي.
6934 - القاسم بن عبد الله، أبو محمد الصيرفي:
حدث عن عمر بن أحمد بن علك المروزي. حدثنا عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم
ابن سعيد الفقيه.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، أخبرنا أبو محمد القاسم بن عبد الله الصيرفي
المروزي - بغدادي - حدثنا عمر بن أحمد بن علي المروزي - قدم علينا حاجا - أخبرنا
عبد العزيز بن حاتم المعدل المروزي أن عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ حدثهم قال:
حدثنا جسر عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عبد
الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة " الحديث.
سألت أبا طالب عن القاسم فقال: أظنه كان ينزل نهر الدجاج.
6935 - القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن
جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو عمر
الهاشمي:
من أهل البصرة. سمع عبد الغافر بن سلامة الحمصي، ومحمد بن أحمد الأثرم،
وعلي بن إسحاق المادراني، وأبا علي اللؤلؤي، ويزيد بن إسماعيل الخلال، ومحمد
ابن الحسين الزعفراني الواسطي، والحسن بن محمد بن عثمان النسوي، وجماعة من
هذه الطبقة، وكان ثقة أمينا. ولى القضاء بالبصرة وسمعت منه بها سنن أبي داود
وغيرها.
وقال لي القاضي أبو العباس أحمد بن محمد الأبيوردي: قدم القاضي أبو عمر بن
446

عبد الواحد الهاشمي بغداد في سنة ثمانين وثلاثمائة، وسمعت منه بها كتاب السنن،
فذكرت هذا القول للقاضي أبو القاسم التنوخي فأنكره وقال: ما حدث أبو عمر
ببغداد قال: وكان قدمها مرتين، الأولى منهما في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة أيام
عضد الدولة، واستأذن أبو محمد الأكفاني عضد الدولة في قبول شهادته، فأذن له في
ذلك، والمرة الثانية في آخر سنة ست وسبعين قدمها مع أبي محمد بن معروف فأقام
مديدة يسيرة، ثم عاد إلى البصرة وذلك كله قبل قدوم الأبيوردي بغداد.
قال لي التنوخي مرة أخرى: قدم القاضي أبو عمر بن عبد الواحد بغداد دفعتين،
الأولى منهما في سنة سبعين، وقدم الثانية في صحبة قاضي القضاة أبي محمد بن
معروف سنة سبع وسبعين، وشهد عند القضاة ببغداد، وأول من قبل شهادته منهم
ابن الأكفاني، ثم ابن صبر.
قلت: والتنوخي كان يضبط هذه الأمور، وما عرفت من حال الأبيوردي إلا
الديانة والصدق، والله أعلم.
سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد القساملي - بالبصرة - يقول: ولد القاضي
أبو عمر بن عبد الواحد في رجب من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قلت: ومات - على ما بلغنا - في ليلة الخميس، ودفن صبيحة تلك الليلة في يوم
الخميس التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة.
* * *
ذكر من اسمه قيس
6936 - قيس بن أبي حازم، أبو عبد الله الأحمسي:
أدرك الجاهلية وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فوجده قد توفي. وروى عن أبي بكر،
447

وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن مالك، وسعيد بن زيد، وعبد الله
ابن مسعود، وبلال بن رباح، وعمار بن ياسر، وجرير بن عبد الله، وخباب بن
الأرت، وحذيفة بن اليمان، وأبي مسعود عقبة بن عمرو، وأبي هريرة، والمغيرة بن
شعبة، وعمرو بن العاص، وأبي سفيان بن حرب، وابنه معاوية، وخالد بن الوليد،
ومرداس الأسلمي، وعقبة بن عامر، والمستورد بن شداد، ودكين بن سعيد، وأبي
شهم، والصنابح بن الأعسر، وقيس بن قهد. روى عنه أبو إسحاق السبيعي،
وإسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، والأعمش، وطارق بن عبد الرحمن، ومجالد
ابن سعيد، والحكم بن عيينة، وأبو حريز السجستاني، وإبراهيم بن مهاجر، وعيسى بن
المسيب بن رافع، وعمر بن أبي زائدة، والمغيرة بن شبيل، وسيار أبو حمزة، وغيرهم.
وقد كان نزل الكوفي وحضر حرب الخوارج بالنهروان مع علي بن أبي طالب.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن
علي الكوفي، حدثنا محمد بن عمرو بن يونس السوسي، حدثنا أبو أسامة عن
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: شهدت النهروان مع علي. فقال
علي: اطلبوا ذا الثدية، قال فطلبوه فلم يوجد. فقال علي ائتوني ببغلة حبيبي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأتوه بها، فركبها، فانتهت إلى جدول، فقال: استخرجوه، فاستخرجوا نيفا
وعشرين قتيلا، وإذا في أسفل الجدول رجل أسود، أدلم طويل، عليه قميص حديد
فقال علي: شقوا عنه فإذا له حلمة كثدي المرأة، عليها طاقان شعر. فكنا إذا جررناها
استوت مع يده الأخرى، فإذا سيبناها رجعت. قال فخر علي ساجدا ثم قال: والله ما
كذبت ولا كذبت، ولولا أن تتكلوا فتتركوا العمل لنبأتكم بما قضى الله على لسان
نبيكم صلى الله عليه وسلم لمبصر الهدى الذي نحن عليه عارف بضلالتهم.
448

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو حازم - أبو
قيس بن أبي حازم - اسمه حصين بن عوف، ويقال: عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: قيس بن أبي حازم، واسم أبي حازم عبد عوف بن
الحارث.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا
يعقوب بن سفيان قال: أبو حازم اسمه عبد عوف بن الحارث.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان -
أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حدثنا عمر بن محمد بن إسحاق
الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: وعوف أبو حازم بن عبد الحارث بن عوف
ابن خشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلفة بن عمرو بن لؤي بن دهر بن
معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن كراش بن عمرو بن الغوث، هو أبو
قيس بن أبي حازم.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: قيس بن أبي حازم سمع من
أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، والزبير، وطلحة، وأبي
شهم، وجرير، وأبي مسعود البدري، وخباب، والمغيرة بن شعبة، ومرداس الأسلمي،
والمستورد بن شداد الفهري، ودكين بن سعيد المزني، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو
ابن العاص، وأبي سفيان بن حرب، وخالد بن الوليد، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله
ابن مسعود، وسعيد بن زيد، وأبي جحيفة، قال: هؤلاء الذين سمع منهم قيس بن
أبي حازم قلت: شهد الجمل؟ قال: لا، كان عثمانيا. وروى أيضا عن أبي هريرة عن
قيس ابن قهد. وروى عن بلال ولم يلقه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال: سمعت محمد بن علي الوراق قال: سمعت إسحاق بن إسماعيل يقول:
قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة أروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيس بن أبي
حازم.
449

أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته - يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث يقول: أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم. روى عن تسعة
من العشرة، لم يرو عن عبد الرحمن بن عوف.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن
يزيد الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن
يوسف بن خراش قال: قيس بن أبي حازم كوفي جليل. وليس في التابعين أحد روى
عن العشرة إلا قيس بن أبي حازم.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا أبو سعيد الأشج قال: سمعت أبا خالد الأحمر يقول لعبد الله
ابن نمير: يا أبا هشام أما تذكر إسماعيل بن أبي خالد وهو يقول حدثنا قيس بن أبي
حازم، هذه الأسطوانة - يعني أنه في الثقة مثل الأسطوانة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي - إجازة - أخبرنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس - بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا
أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال: قال يحيى بن معين: قيس بن أبي حازم أوثق من
الزهري، ومن السائب بن يزيد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز، حدثنا محمد بن الهيثم بن حماد، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثني
يحيى بن أبي غنية، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: كبر قيس بن أبي حازم حتى
جاز المائة بسنين كثيرة، حتى خرف وذهب عقله، قال: فاشتروا له جارية سوداء
أعجمية، قال وجعل في عنقها قلائد من عهن، وودع، وأجراس من نحاس، قال
فجعلت معه في منزله، وأغلق عليه باب، قال: فكنا نطلع إليه من وراء الباب وهو
معها، قال: فيأخذ تلك القلائد فيحركها بيده ويعجب منها، ويضحك في وجهها.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
أخبرنا محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي، حدثنا
الهيثم بن عدي قال: وقيس بن أبي حازم البجلي توفي في آخر خلافة سليمان بن عبد
الملك.
450

حدثنا عبد العزيز بن علي الأزجي - لفظا - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن
المخلص، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: دفع إلى عبد الرحمن بن
محمد بن المغيرة كتابا، فنسخته وقرأته عليه قال: حدثني أبي قال حدثني أبو عبيد
القاسم بن سلام قال: سنة ثمان وتسعين فيها توفي قيس بن أبي حازم.
6937 - قيس، أبو مريم المدائني:
سمع علي بن أبي طالب. روى عنه نعيم بن حكيم المدائني، ونحن نذكر حديثه
بعد في أخبار نعيم بن حكيم بمشيئة الله.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
نعيم بن حكيم روى عنه شبابة، ووكيع، هو مدائني.
وروى نعيم عن أبي مريم المدائني قال: حدثني علي، أخبرنا علي بن طلحة
المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود
الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو مريم عن علي اسمه
قيس، لم يرو عنه إلا نعيم بن حكيم.
6938 - قيس بن الربيع، أبو محمد الأسدي:
من ولد الحارث بن قيس الذي أسلم وعنده تسع نسوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره
النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسك منهن أربعا، ويفارق سائرهن، سمع قيس من عمرو بن مرة،
451

ومحارب بن دثار، وعائذ بن نصيب، والمقدام بن شريح، وهشام بن عروة، وجابر
الجعفي وأبا حصين عثمان بن عاصم، وحكيم بن جبير، وحبيب بن أبي ثابت، ونسير
ابن ذعلوق، وإسماعيل السدي، وعبد الملك بن عمير، في آخرين. روى عنه سفيان
الثوري، وشعبة بن الحجاج، والحسن بن بشر بن سلم، وعبد الله بن المبارك، وجرير
ابن عبد الحميد، وأبو معاوية الضرير، وعفان بن مسلم، وأبو داود الطيالسي وأبو
نعيم الفضل بن دكين، وأسود بن عامر، وهيثم بن جميل، ويحيى بن إسحاق
السيلحيني، وعاصم بن علي، ويحيى بن عبدويه، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن
بكار بن الريان، وغيرهم. وكان قيس من أهل الكوفة. فقدم بغداد وحدث بها.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حدثنا أبو
بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري، حدثنا محمد بن بكار قال: سمعنا من قيس بن
الربيع ببغداد.
أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي العباس محمد بن أحمد بن حمدان حدثكم أبو
العباس السراج.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان
الرزاز، حدثنا هيثم بن خلف الدوري. قالا: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود
قال سمعت شعبة يقول: سمعت أبا حصين يثنى على قيس بن الربيع - زاد ابن بكير
خيرا -.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن
محمد بن سليمان، حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة قال: سمعت
أبا حصين يثنى على قيس. وقال لنا شعبة: أدركوا قيسا قبل أن يموت.
أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي العباس بن حمدان، حدثكم أبو العباس السراج،
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود قال سمعت شعبة يقول: عليك بهذا الأسدي
- يعني قيس بن الربيع -.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان، حدثنا هيثم
452

ابن خلف، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو النضر عن شعبة قال: ذاكرني قيس
حديث أبي حصين فلوددت أن البيت وقع على وعليه حتى يموت لكثرة ما كان
يغرب على. وقال محمود: حدثنا أبو داود عن شعبة قال: ذاكرني قيس بن الربيع
الحديث فجعل يقع على الضحك كأنما أسمعها من أصحابي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا ابن خراش، حدثنا أحمد بن الدورقي، حدثنا أبو
داود قال: سمعت شعبة يقول: كنا نسميه قيسا الجوالي.
أخبرنا العتيقي، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقي - بها -
حدثنا أبو بكر بن أبي الموت المكي، حدثنا عبد الرحمن بن منصور بن حبيب الحارثي
قال: سمعت عبد الرحمن بن يحيى العذري يقول: أعلم أهل الكوفة سفيان الثوري،
وأعبدهم الحسن بن صالح بن حي، وأعرفهم بالحديث قيس بن الربيع، وأحضرهم
جوابا شريك، وأعرفهم بالفقه والأصول النعمان بن ثابت.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن. وأخبرنا
علي بن أبي
علي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق المتوثي قالا: حدثنا عبد الله
ابن محمد البغوي، حدثني علي بن سهل، حدثني مثني بن معاذ، حدثني أبي قال:
قال لي عبد الله بن عثمان: حيث لقيت قيس بن الربيع ما تبالي أن لا تلقي سفيان.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا أبو نوح - وهو عبد الرحمن بن
غزوان - قال: سمعت شعبة يقول: ما أتينا شيخا بالكوفة إلا ورأينا عنده قيسا، فكنا
نسميه قيسا الجوال.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا محمد بن العباس الخراساني، حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ.
وأخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم تميم بن محمد،
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: سمعت يحيى بن سعيد ينتقص قيس بن
الربيع عند شعبة فقال له شعبة: يا أحول تذكر قيسا الأسدي؟ فزجره عن ذاك ونهاه،
واللفظ لابن مخلد.
453

أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عفان، حدثني معاذ بن معاذ قال: قال لي شعبة:
ألا ترى إلى يحيى بن سعيد يقع في قيس بن الربيع الأسدي؟ لا والله ما إلى ذلك سبيل.
قال عفان: قلت ليحيى بن سعيد: هل سمعت سفيان يقول فيه بغلطة، أو يتكلم فيه
بشئ؟ قال لا، قلت ليحيى أفتتهمه بكذب؟ قال لا. قال عفان: فما جاء فيه بحجة.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم أبو العباس السراج
قال: سمعت الجوهري قال: حدثنا عفان قال: كان قيس ثقة يوثقه الثوري، وشعبة.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا
ابن خزيمة قال: سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا الوليد يقول: كتبت عن
قيس بن الربيع ستة آلاف حديث، هي أحب إلى من ستة آلاف دينار.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم أبو العباس السراج،
حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: كان قيس بن الربيع
ثقة حسن الحديث، حدث عنه معاذ بن معاذ قال: وحدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
شهدت جنازة قيس بالكوفة، فسمعت شريكا وهو يقول في جنازة قيس: ما خلف
قيس بعده مثله.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا يحيى محمد بن صاعد، حدثنا
الفضل بن سهل، حدثني أبو الوليد هشام قال: كان شريك في جنازة قيس فقال: ما
ترك بعده مثله.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن قيس بن
الربيع - فقال: قال عفان: أتيناه فكان يحدثنا، فكان ربما أدخل حديث مغيرة في
حديث منصور.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا أحمد بن
سليمان المقرئ، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني يحيى بن
معين - عن قيس بن الربيع فقال: ضعيف لا يكتب حديثه، كان يحدث بالحديث عن
عبيدة وهو عنده عن منصور.
454

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي قال: وكان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن قيس بن الربيع، وكان عبد
الرحمن حدثنا عنه قبل ذلك ثم تركه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: وكان قيس بن الربيع عالما بالحديث، ولكنه ولى المدائن
فقتل رجلا - فيما بلغني - فنفر الناس عنه.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: أبو حصين عثمان بن قاسم كان شيخا عاليا، وكان صاحب سنة
ويقال إن قيس بن الربيع كان أروى الناس عنه، كان عنده عنه أربعمائة حديث.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار،
حدثنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال:
سمعت أبي يقول: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي عن أبيه أن قيس بن
الربيع وضعوا في كتابه عن أبي هاشم الرماني حديث أبي هاشم إسماعيل بن كثير
عن عاصم بن لقيط بن صبرة في الوضوء، فحدث به فقيل له: من أبو هاشم؟ فقال
صاحب الرماني قال أبي: وهذا الحديث لم يروه أبو هاشم صاحب الرماني، ولم
يسمع قيس من إسماعيل بن كثير شيئا، وإنما أهلكه ابن له قلب عليه أشياء من
حديثه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه زمانا ثم تركه. قال عبد الله في
موضع آخر: سألت أبي عن قيس بن الربيع فضعفه جدا.
حدثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري - لفظا - قال: أخبرنا محمد بن عبد
الله بن محمد بن حمدويه الضبي، حدثني محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن
عبد السلام البيروتي، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ قال: سألت ابن نمير عن قيس بن
الربيع قال: كان له ابن - وهو آفته - نظر أصحاب الحديث في كتبه فأنكروا حديثه،
وظنوا أن ابنه قد غيرها.
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرني محمد بن
إبراهيم بن شعيب الغازي قال: سمعت البخاري يقول: قيس بن الربيع قال علي:
455

كان وكيع يضعفه. وقال أبو داود إنما أتى قيس من قبل ابنه كان ابنه يأخذ حديث
الناس فيدخلها في فرج كتاب قيس ولا يعرف الشيخ ذلك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة الإسفراييني
يعقوب بن إسحاق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن
قيس بن الربيع فلينه، قلت: أليس قد روى عنه شعبة؟ قال: بلى. وقال: كان وكيع إذا
ذكر قيس بن الربيع قال: الله المستعان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا سفيان بن وكيع قال: سمعت أبي
قال: كنا لا نسمع من قيس بن الربيع إلا شيئا لا نجده عند غيره.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا أبو جعفر
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال وسمعته - يعني يحيى بن معين - وسئل عن قيس
ابن الربيع فقال: كان ضعيفا.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
- بمصر - حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى
ابن معين قال: قيس بن الربيع ضعيف.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني - بنيسابور - قال: سمعت
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول
قلت - يعني ليحيى بن معين -: قيس بن الربيع؟ قال: ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني قال: سمعت أبا يعلى الموصلي
يقول.
وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا يوسف بن
القاسم الميانجي، حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: وسئل يحيى بن معين عن قيس بن
الربيع فقال: ليس بشئ.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني، حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار،
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: قيس بن الربيع ساقط.
456

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: قيس بن الربيع متروك الحديث كوفي.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قال:
حدثنا أبو زرعة. وأخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثني عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا محمد بن محمويه، حدثنا أبو زرعة قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات قيس سنة
خمس وستين ومائة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا الحسين بن أحمد - يعني
الفرائضي - حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات قيس
ابن الربيع سنة ست وستين ومائة.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد زيد بن علي بن مروان
الأنصاري - بالكوفة - أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن
حاتم، حدثنا دبيس - هو ابن حميد الملائي - قال: مات قيس بن الربيع سنة سبع
وستين ومائة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن
سفيان قال: قال أبو نعيم.
وأخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد،
حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو نعيم قال: مات قيس بن الربيع سنة سبع
وستين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
مات قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي سنة سبع - ويقال سنة ثمان - وستين ومائة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت جبارة
ابن المغلس: سنة كم مات قيس؟ فقال: مات قيس سنة ثمان وستين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا أبو حازم الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا
القاضي أبو عمران بن الأشيب، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد
قالا: قيس بن الربيع الأسدي يكنى أبا محمد مات سنة ثمان وستين ومائة.
457

أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: مات قيس بن الربيع سنة ثمان وستين.
6939 - قيس بن إبراهيم بن قيس، أبو موسى الطوابيقي المؤدب:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وداود بن سليمان الخواص، وسويد بن
سعيد، وبشر بن الوليد، وجعفر بن محمد الجشمي، وعبد الرحمن بن يونس
المستملي. روى عنه محمد بن مخلد، وأحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري،
وإسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن محمد بن رجاء، وأبو
عصمة عبد المجيد بن عبد الوهاب العكبريان.
وقال الدارقطني: هو صالح.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري قال: حدثنا إسماعيل
ابن محمد الصفار، حدثنا قيس بن ابن إبراهيم بن قيس الطوابيقي، حدثني جعفر بن
محمد الجشمي قال: حدثني محمد بن علي بن خلف قال: حدثني عبد الصمد بن
علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن
يوم الجمعة كمثل المحرم، لا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره، حتى يقضي
الصلاة " قلت: متى أتهيأ للجمعة؟ قال: " يوم الخميس ".
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن قيس بن إبراهيم الطوابيقي
مات في سنة أربع وثمانين ومائتين. ذكر محمد بن مخلد - فيما قرأت بخطه - أنه
مات في جمادى الآخرة.
6940 - قيس بن مسلم بن منصور، الأزرق البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن حجر، وعلي بن خشرم، وحامد بن آدم.
والشاه بن سعيد المراوزة. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن الفتح القلانسي،
وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
458

أيوب الطبراني، حدثنا قيس بن مسلم البخاري - ببغداد سنة سبع وثمانين ومائتين -
حدثنا علي بن حجر المروزي، حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن
أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي. قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي ألا أعلمك دعاء
إذا أنت دعوت به غفر لك - مع أنه مغفور لك - " قال بلى! قال: " لا إله إلا الله
العلي العظيم، لا إله إلا الله العلي الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم " قال
سليمان: لم يروه عن الحسين الا الفضل بن موسى.
* * *
ذكر من اسمه قتيبة
6941 - قتيبة بن زياد، الخراساني:
ولي القضاء بالجانب الشرقي من بغداد أيام فتنة إبراهيم بن المهدي. وبقى على
القضاء مدة.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن
إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد. قال: سنة
إحدى ومائتين فيها عسكر منصور بن المهدى بكلواذا، وسمي المرتضي، ودعى له
على المنابر، وسلم عليه بالخلافة فأبى ذلك وقال أنا خليفة أمير المؤمنين المأمون حتى
يقدم أو يولي من يحب. وعزل سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن قضاء الجانب
الشرقي وولاه قتيبة بن زياد، وأقر محمد بن سماعة على قضاء الجانب الغربي.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال قتيبة بن زياد
الخراساني رجل من أهل الفقه على مذهب أبي حنيفة وله فهم ومعرفة، كان قاضيا
على الجانب الشرقي في أيام منصور، وإبراهيم بن المهدي وفي أيامه هاجت العامة على
بشر المريسي وسألوا إبراهيم بن المهدي أن يستتيبه، فأمر إبراهيم قتيبة بن زياد أن
يحضره مسجد الرصافة.
فحدثني محمد بن أحمد بن إسحاق عن محمد بن خلف قال سمعت محمد بن
459

عبد الرحمن الصيرفي يقول: شهدت مسجد الرصافة وقد اجتمع الناس، وجلس قتيبة
ابن زياد للناس، وأقيم بشر على صندوق من صناديق المصاحف عند باب الخدم، وقام
المستمليان أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس مستملي ابن عيينة، وهارون بن موسى
مستملي يزيد بن هارون، يذكران أن أمير المؤمنين بن المهدي أمر قاضية قتيبة
ابن زياد أن يستتيب بشر بن غياث المريسي من أشياء عددها، فيها ذكر القرآن
وغيره، وأنه تائب، قال: فرفع بشر صوته يقول: معاذ الله إني لست بتائب، وكثر
الناس عليه حتى كادوا يقتلونه، فأدخل إلى باب الخدم وتفرق الناس. قال طلحة: ولا
أعلم قتيبة بن زياد حدث بشئ.
6942 - قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله، أبو رجاء الثقفي:
مولاهم من أهل بغلان وهي قرية من قرى بلخ. ذكر أبو أحمد بن عدي
الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة. وقال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده
الأصبهاني اسمه علي، رحل إلى العراق، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، وسمع
مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وبكر بن مضر، ويعقوب بن
عبد الرحمن، وحماد بن زيد، وأبا عوانة، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الواحد بن
زياد، وسفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو
بكر بن أبي شيبة، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، والحسن بن عرفة،
ويوسف بن موسى، وداود السجستاني، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ،
وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان،
والبخاري، ومسلم في صحيحهما، وخلق سوى هؤلاء يتسع ذكرهم. وقدم بغداد
وحدث بها.
460

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو
الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن يعقوب الفقيه الأسفراييني، حدثنا محمد بن
عبدك بن مهدي الإسفراييني، حدثنا إسحاق بن أبي عمران الشافعي، حدثنا أبو
محمد المروزي الإسفراييني - وراق محمود بن غيلان - حدثنا يحيى بن يحيى
النيسابوري، حدثنا علي بن المديني، حدثني أحمد بن حنبل، حدثنا قتيبة بن سعيد،
حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل:
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك، فكان يؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر فيجمع
بينهما.
أخبرناه أبو القاسم الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عبد الباقي بن
قانع، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا أبو بكر الأعين، حدثنا علي بن
المديني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا قتيبة بنحوه.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي
حبيب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا
ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، يصليهما جميعا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا، ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل
المغرب أخر المغرب حتى يصليهما مع العشاء، فإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء
فصلاها مع المغرب.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن علي النصيري النيسابوري، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا قتيبة
ابن سعيد، حدثنا الليث بن سعد - أبو الحارث المصري - عن يزيد بن أبي حبيب، عن
أبي الطفيل - عامر بن واثلة - عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا
ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا، وإذا
ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا، ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل
المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء
فصلاها مع المغرب.
461

قال أبو العباس السراج سمعت قتيبة يقول: رأيت عليه سبع علامات، علامة
أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، ويحيى
الحماني، وعندي أن الرجلين اللذين أغفلهما: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم
الرازي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، والله أعلم.
حدثني هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - أخبرنا أبو عبيد محمد بن عروة الكرميني قال سمعت أبا حسان
مهيب بن سليم يقول سمعت حمد بن محمد بن زياد الكرميني يقول قال لي قتيبة
ابن سعيد: ما رأيت في كتابي من علامات الحمرة فهو علامة أحمد بن حنبل،
وما رأيت فيه من الخضرة فهو علامة يحيى بن معين.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا الحسن
علي بن محمد بن موسى بن عمران الفقيه الصيدلاني يقول سمعت أبا بكر بن
خزيمة يقول سمعت صالح بن حفصويه - نيسابوري صاحب حديث - يقول: سمعت
محمد بن إسماعيل البخاري يقول: قلت لقتيبة بن سعيد مع من كتبت عن الليث بن
سعد حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل؟ قال: كتبته مع خالد المدائني. قال
محمد بن إسماعيل وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ.
قلت: لم يرو حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن الليث غير قتيبة، وهو
منكر جدا من حديثه، ويرون أن خالدا المدائني أدخله على الليث وسمعه قتيبة معه
والله أعلم.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته - يعني أبا داود -
يقول: قدم قتيبة بغداد سنة ست عشرة، فجاءه أحمد ويحيى.
أخبرنا هناد النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، حدثنا
خلف بن محمد قال: سمعت أبا علي البزاز - الحسن بن الحسين - يقول سمعت
محمد بن حميد بن فروة يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: انحدرت إلى
العراق، أول خروجي سنة اثنتين وسبعين ومائة، وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين
سنة.
462

أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ. وأخبرنا محمد
ابن علي الصوري - قراءة - أخبرنا أحمد بن الحسين الرازي قال: سمعت عبد الله بن
عدي يقول: أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين بن مكرم قال: سمعت عبد الله بن
أحمد بن شبويه يقول سمعت قتيبة يقول: كنت في حداثتي أطلب الرأي، فرأيت فيما
يرى النائم أن مزادة دليت من السماء، فرأيت الناس يتناولونها فلا ينالونها، فجئت أنا
فتناولتها، فاطلعت فيها، فرأيت ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت جئت إلى
مضجع البزاز - وكان بصيرا بعبارة الرؤيا - فقصصت عليه رؤياي، فقال: يا بني
عليك بالأثر، فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب، إنما يبلغ الأثر. قال: فتركت الرأي،
فأقبلت على الأثر.
قرأت في كتاب أحمد بن قاج الوراق - بخطه وسماعه من علي بن الفضل بن
طاهر البلخي - قال حدثني الحسن بن محمد بن أبي حمزة التميمي، حدثنا أحمد بن
جرير اللآل، حدثنا قتيبة بن سعيد قال: قال لي أبي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم بيده
صحيفة، فقلت: يا رسول الله ما هذه الصحيفة؟ قال: فيها أسامي العلماء، قلت:
ناولني أنظر فيه اسم ابني، قال: فنظرت فإذا فيها اسم ابني.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: قال لنا عبد الله بن محمد بن
سيار الفرهياني: قتيبة صدوق، وليس أحد من الكبار إلا وقد حمل عنه بالعراق.
وحدث عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس العنبري، والحميدي بمكة.
وسمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: مررت بمنى على قتيبة وعباس العنبري
يكتب عنه، فجزته ولم أحمل عنه، فندمت.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
قرأت بخط أبي بكر أحمد بن علي الرازي الحافظ، حدثني محمد بن نعيم قال:
سمعت قتيبة بن سعيد يقول: كنت يوما ببغداد - وعلي بن المديني قاعد إلى جنبي في
المجلس، فقلت: حدثنا عبد الله بن جعفر، فقام صبي من المجلس فقال: يا أبا رجاء،
ابنه عليه ساخط حتى يرضى عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا موسى بن هارون قال: ولد قتيبة سنة ثمان وأربعين - سنة مات
الأعمش - وتوفي سنة أربعين ومائتين. وسمعت قتيبة يقول: حضرت موت ابن لهيعة،
ومات سنة أربع وسبعين قال: وشهدت جنازته.
463

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن
سيار بن أيوب يقول: أبو رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف مولى الحجاج بن
يوسف، وكان أبو رجاء يتولى ثقيفا، ويذكر كرامة جده على الحجاج فقال: وكان
الحجاج إذا جلس على سريره جلس جدي على كرسي عن يمينه، وكان أبو رجاء
رجلا ربعة أصلع، حلو الوجه، حسن اللحية، حسن الخلق، واسع الرحل غنيا من
ألوان الأموال من الدواب، والإبل، والبقر، والغنم، وكان كثير الحديث. لقد قال لي:
أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج إليك مائة ألف حديث عن خمسة أناسي، قلت
لعل أحدهم عمر بن هارون؟ قال لا، كنت كتبت عن عمر بن هارون وجده أكثر
من ثلاثين ألفا، ولكن عن وكيع بن الجراح، وعبد الوهاب الثقفي، وجرير الرازي،
ومحمد بن بكر البرساني، وذهب على الخامس. وكان ثبتا فيما روى، صاحب سنة
وجماعة. وسمعت أبا رجاء يقول: ولدت سنة خمسين ومائة. ومات لليلتين خلتا من
شعبان سنة أربعين ومائتين، وهو في تسعين سنة من عمره. وكان كتب الحديث عن
ثلاث طبقات، كتب عن الليث، وابن لهيعة، وبكر بن نصر، ويعقوب الإسكندراني،
ونحوهم. بمكة والكوفة، والبصرة، ثم كتب عن وكيع، وابن إدريس، والعنقري،
والثقفي، والبرساني ونحوهم. ثم كتب بعد عن إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن
سليمان.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا
محد بن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال سمعته - يعني أحمد بن حنبل -
ذكر قتيبة فأثنى عليه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين، عن قتيبة بن
سعيد البلخي فقال: ثقة.
أخبرنا الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني - بأطرابلس - أخبرنا
عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي. قال: قتيبة بن
سعيد البغلاني أبو رجاء ثقة مأمون.
464

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
قتيبة بن سعيد صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن متويه البلخي،
حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن المكتب، حدثنا أبو قتيبة عبد الله بن قتيبة بن
سعيد قال: سمعت مؤدبي عصام بن العلاء يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
- لولا القضاء الذي لابد مدركه * فالرزق يأكله الإنسان بالقدر -
- ما كان مثلي في بغلان مسكنه * ولا يمر بها إلا على سفر -
أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - حدثنا أبو
بكر بن المقرئ - بأصبهان - حدثنا أبو عبد الله العبدري - محمد بن عبد ربه
النيسابوري - قال سمعت الحسن بن سفيان يقول: كنا على باب قتيبة، وكان معنا
رجل يقول لا أخرج حتى أكبر على قتيبة، قال فمرض الرجل، فمات، فأخبر قتيبة
فخرج فصلى عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن
محمد البغوي: مات قتيبة بن سعيد بخراسان بقرية رستاق بلخ تدعى بغلان، كان
أقام بها، وترك بلخ سنة أربعين.
وبلغني أن مولده سنة ثمان وأربعين، وقدم إلى بغداد بعد العشرين، فكتب عنه
أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهارون - يعني ابن عبد الله
البزاز -.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن
سفيان. قال: سنة أربعين ومائتين فيها توفى أبو رجاء قتيبة بن سعيد، في شعبان - أو
رمضان -.
* * *
465

ذكر من اسمه قريش
6943 - قريش بن إبراهيم، الصيدلاني:
حدث عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبحر،
وحفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان. روى عنه أحمد بن حنبل، وسريج بن
يونس.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا قريش بن إبراهيم، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن
شبيب عن عبد الملك التميمي، عن مقاتل بن حيان، عن عمته عمرة، عن عائشة أنها
قالت: كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة في سقاء ولا نخمره، ولا نجعل فيه عكرا، فإذا أمسى
تعشى فشرب على عشائه، فإن بقى منه شئ فرغته - أو صببته - ثم يغسل السقاء،
فننبذ فيه من العشى، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه، فإن فضل شئ صببته - أو
فرغته - ثم يغسل السقاء. فقيل له: أفيه غسل السقاء مرتين؟ قال مرتين.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الهروي الحافظ، حدثنا صالح بن محمد الأسدي، حدثنا سريج بن يونس،
حدثنا قريش بن إبراهيم. قال صالح: قريش من أصحاب يحيى بن معين ثقة صاحب
حديث.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: سريج بن يونس كان طلبه الحديث مع قريش بن
إبراهيم، وقريش من علية أصحاب الحديث. مات قبل أن يكتب عنه.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: قريش بن إبراهيم عن عبد
الرحمن بن عبد الملك بن أبجر؟ فقال: قريش بغدادي لا بأس به.
6944 - قريش بن سوار - وقيل: ابن سواه - السمرقندي:
قرأت على الحسين بن محمد - أخي الخلال - عن أبي سعد الإدريسي قال: قريش
ابن سوار - وقيل ابن سواه - السمرقندي حدث ببغداد. يروي عن أبي مقاتل حفص
ابن سالم السمرقندي. روى عنه يحيى بن بدر البغدادي الذي سكن سمرقند.
466

ذكر الأسماء المفردة
6945 - قرط بن حريث، أبو سهل الباهلي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن سلام بن مسكين، وخازم بن جبلة بن أبي نضرة. روى
عنه حجين بن المثنى، وسمع منه يحيى بن معين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد - هو أبو
سعيد الأصطخري - قال قرئ على العباس قال: سمعت يحيى يقول: قرط بن حريث
بصري قد كتبت عنه، وكان يروي عن سلام بن مسكين ولم يكن به بأس، وهو مولى
باهلة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قرط بن حريث
كنيته أبو سهل وهو بصري ليس به بأس، كان ههنا وكان قدريا. أتيناه إلى منزله
فقال لنا: نزهوا الله عن هذه المعاصي، فدعانا إلى القدر فخرجت. قال يحيى: عندي
عنه كتاب كتبته عنه، وكتبت عن حجين بن المثنى عنه.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: قرط بن
حريث الباهلي قد سمعت منه وكان قدريا ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن قرط بن حريث فقال - بصري ليس
به بأس.
6946 - قران بن تمام، أبو تمام الأسدي:
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة، وسهيل بن أبي صالح، وورقاء
ابن إياس، وسعد بن طريف، وأيمن بن نابل وابن أبي ذئب، وعبد الرحمن بن زياد
467

الإفريقي. روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وسريج بن يونس، وعلي بن
حجر، والحسن بن عرفة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الديباجي، أبو الحسن
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق التاني، وأبو الحسين محمد بن الحسين
ابن محمد بن الفضل القطان، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري،
وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قالوا: أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا قران بن تمام
الأسدي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير، بعد ما يصلي الغداة عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر
سيئات، ورفع له عشر درجات وكن له بعدل رقبتين - وقال السكري وابن مخلد
تعدل عتق رقبتين - من ولد إسماعيل فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك، وكن له
حجبا - وقال ابن الفضل حجابا - من الشيطان حتى يصبح ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا، حدثنا
عباس قال: سمعت يحيى يقول: قران بن تمام كوفي، وكان نخاسا، وكان ينزل ناحية
المخرم، ومات ههنا، وقال في موضع آخر: قران بن تمام ثقة، وكان صاحب دواب.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قران بن
تمام الأسدي كان يبيع الدواب، رجل صدوق ووثقه. قيل ليحيى: كان صاحب
حديث؟ قال: لا بأس به.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
أخبرنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: قران بن تمام الأسدي يكنى أبا
تمام وكان نخاسا وقدم بغداد فمات بها، وكانت عنده أحاديث، ومنهم من
يستضعفه.
468

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل قيل له: قران بن تمام؟ قال: ليس به بأس.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن قران بن تمام فقال: أبو تمام
كوفي ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد قال: قال أبي: سمعت من قران بن تمام في سنة إحدى وثمانين ومائة،
وكان ابن المبارك ههنا، وفيها مات.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله
يقول: قران بن تمام الأسدي كوفي ثقة أبو تمام. قال أبو عبد الله: مات قران قبل
هشيم في سنة إحدى وثمانين.
6947 - قبيصة بن عقبة، من بني عامر بن صعصعة، أبو عامر السوائي
الكوفي:
وهو أخو سفيان بن عقبة. سمع سفيان الثوري، وينس بن أبي إسحاق، وابنه
إسرائيل وشريكا، وحماد بن سلمة، وفطر بن خليفة. روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو
469

بكر بن أبي شيبة، وهناد بن السري، وأبو همام الوليد بن شجاع، وأبو كريب محمد
ابن العلاء، وعباس الدوري، والحسن بن سلام السواق. وحمدان بن علي الوراق،
وجعفر الصائغ، في آخرين، وكان قبيصة قدم بغداد وحدث بها.
وقد كتبت عن بعض شيوخنا خبرا لقبيصة يتضمن ذكر قدومه بغداد وتحديثه بها،
وذهب عني فلم أقدر عليه حتى الساعة.
حدثنا أحمد بن علي بن الحسن البادا - لفظا - أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن
شاذان. وأخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان - حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسين
ابن حميد بن الربيع قال سمعت أبا عبد الله محمد بن خلف التميمي، نسب لنا
قبيصة فقال: قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة بن ربيعة بن جنيدب بن
رباب بن حبيب بن سواة بن عامر بن صعصعة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق. قال قال أبو عبد الله: كان يحيى بن آدم أصغر من سمع من سفيان عندنا.
قال وقال يحيى: قبيصة أصغر مني بسنتين. قلت له: فما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال
أبو عبد الله: كان كثير الغلط. قلت له: فغير هذا؟ قال: كان صغير لا يضبط. قلت
له: فغير سفيان؟ قال: كان قبيصة رجلا صالحا ثقة، لا بأس به في تدينه، وأي شئ لم
يكن عنده في الحديث، يذكر أنه كثير الحديث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان،
حدثنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين. قال: وقبيصة ثقة في
كل شئ إلا في سفيان، فإنه سمع وهو صغير.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله ابن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن
محمد، عن قبيصة فقال: كان رجلا صالحا إلا أنهم تكلموا في سماعه من سفيان.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم.
ثم أخبرنا الحضر بن عبد الله المري، بدمشق قراءة - قال أخبرنا عقيل بن عبد الله
الصفار، حدثنا أبو الميمون بن راشد، أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثني
أحمد بن أبي الحواري قال: قلت للفريابي: رأيت قبيصة عند سفيان؟ قال: نعم رأيته
470

صغيرا، فذكرته لمحمد بن عبد الله بن نمير فقال لي: حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلنا
منه.
أنبأنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن
سفيان. قال قال يحيى - يعني بن معين -: قبيصة أكبر من يحيى بن آدم بشهرين. قال
وسمعت قبيصة يقول: شهدت عند شريك فامتحنني في شهادتي، فذكرت ذلك
لسفيان فأنكر على شريك ما فعل. وقال: لم يكن له أن يمتحنه. قال: وصليت بسفيان
الفريضة - ذكر أي صلاة كانت فذهب علي -.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، قال: قبيصة بن
عقبة صدوق.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال: سألت أبا داود عن قبيصة وعبيد الله بن موسى فقال: قبيصة
أسلم من عبيد الله وقال: سمعت أبا داود يقول: كان قبيصة، وأبو عامر، وأبو
حذيفة، لا يحفظون، ثم حفظوا بعد.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني قال: سمعت إسحاق بن سيار يقول: ما رأيت من الشيوخ أحفظ من قبيصة
ابن عقبة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثنا محمد بن
إبراهيم الهاشمي، حدثنا أحمد بن سلمة قال: سمعت هناد بن السري - غير مرة - إذا
ذكر قبيصة قال: الرجل الصالح، وتدمع عيناه. وكان هناد كثير البكاء.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا أبو
الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ قال: سمعت القاسم - يعني بن أبي صالح -
يقول: سمعت جعفر بن حمدويه يقول: كنا على باب قبيصة بن عقبة بالكوفة، ومعنا
دلف بن أبي دلف أبو عبد العزيز - ومعه الخدم، يكتب الحديث - فصار إلى باب
قبيصة، فدق عليه الباب، فأبطأ قبيصة بالخروج، فعاوده الخدم، وقيل ابن مالك الجبل
على الباب، وأنت لا تخرج إليه؟ قال فخرج وفي طرف إزاره كسر من الخبز فقال:
رجل قد رضى من الدنيا بهذا ما يصنع بابن ملك الجبل؟ والله لا حدثته فلم يحدثه.
471

أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي قال: قال أبو عبيد الله معاوية بن صالح: مات قبيصة
ابن عقبة سنة ثلاث عشرة ومائتين.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول: سئل السري بن يحيى عن موت قبيصة فقال: مات
سنة خمس عشرة ومائتين.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة خمس عشرة
ومائتين فيها مات أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي في صفر.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي، أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم قال:
ومات قبيصة بن عقبة السوائي سنة خمس عشرة ومائتين.
6948 - قطن بن إبراهيم، أبو سعيد القشيري النيسابوري:
حدث عن حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله السلمي، وحماد بن
قيراط، وعبدان بن عثمان، والجارود بن يزيد، والحسين بن الوليد، وعبيد الله بن
موسى، وقبيصة بن عقبة، ويحيى بن يحيى. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان،
وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها عباس الدوري، وموسى بن هارون،
وعبد الله بن محمد بن ناجية، والقاسم بن زكريا المطرز، وأحمد بن الحسين الصوفي،
وصالح بن أبي مقاتل، ويحيى بن صاعد.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا عمر بن محمد بن علي بن
الصيرفي، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا قطن بن إبراهيم، حدثنا حسين
ابن الوليد النيسابوري، حدثنا قيس بن الربيع عن أبي الزبير عن جابر قال: قدم
472

وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام غلام يتكلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مه، فأين
الكبراء؟ ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: قرأت بخط أبي
عمرو المستملي سألت قطن عن نسبته فقال: أنا قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم
ابن خالد بن قطن بن عبد الله بن غطفان بن سهيل بن سلمة بن قشير، أبو سعيد
القشيري. قال: وأحفظ نسبتي إلى آدم قال: وسمعت قطن يقول: ولدت سنة ثمانين
ومائة.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا على الحافظ يقول
سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت محمد بن عقيل يقول:
جاءني قطن بن إبراهيم فقال: أي حديث عندك أغرب من حديث إبراهيم بن
طهمان؟ فقلت: حديث أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:: " أيما إهاب
دبغ فقد طهر " فذهب إلى بغداد فحدث به عن حفص.
أخبرناه الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو حفص بن الزيات، حدثنا أحمد بن
الحسين بن إسحاق الصوفي، حدثنا أبو سعيد قطن بن إبراهيم، حدثنا حفص بن عبد
الله، حدثني إبراهيم بن طهمان عن أيوب بن أبي تميمة عن نافع عن ابن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " أيما إهاب دبغ فقد طهر ".
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرني عبد الله محمد بن عبد
الرحمن الرازي قال: سمعت إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول: صار مسلم بن
الحجاج إلى قطن بن إبراهيم، وكتب عنه جملة، وازدحم الناس عليه حتى حدث
بحديث إبراهيم بن طهمان عن أيوب، وطالبوه بالأصل فأخرجه وقد كتبه على
الحاشية، فتركه مسلم.
حدثت عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا محمد بن
سليمان بن فارس، حدثني محمد بن عقيل قال: كنت أبني المنارة، وكان قطن بن
إبراهيم يعينني فيها، فقال لي: يا أبا عبد الله أي حديث لإبراهيم بن طهمان أغرب
فقلت: حدثنا حفص بن عبد الله عن إبراهيم بن طهمان عن أيوب عن نافع عن
473

ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما إهاب دبغ فقد طهر " قال أردده على، فرددته
عليه مرتين - أو ثلاثا - حتى حفظه. فلما كان بعد أيام جاءني الحسن بن أحمد
ابن سليمان فقال: حدثنا قطن، حدثنا حفص بهذا الحديث، فقلت سبحان الله، إنما
حفظه عني. قال محمد بن عقيل: ولم يكن حفظ هذا الحديث إلا أنا ومحمود أخو
خشنام، فكانت الرقعة عند محمود هذا حتى مات محمود ولم يرو الرقعة، ولم يسمع
ابنه ولا أحد غيرنا. فقلت للحسن: سله من أي كتاب سمع هذا؟ فسأله فقال من
كتاب البركة، فذهبت فجئت بكتاب البركة فأريته الحسن بن أحمد بن سليمان،
فقال: أين هو؟ فلم يره. قال محمد بن عقيل: وأنا أحلف بالله وبكل يمين أنه لم
يسمعه.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، حدثني محمد بن إسماعيل السكري
قال: سمعت محمد بن علي المشحاني يقول: توفي قطن بن إبراهيم القشيري سنة
إحدى وستين ومائتين.
6949 - قسطنطين بن عبد الله، أبو الحسن مولى المعتمد على الله:
كان بسر من رأى وحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وإسحاق بن
الضيف، والحسن بن عرفة. روى عنه ابن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا قسطنطين
ابن عبد الله الرومي - مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين، قال ابن عدي في غير هذا
الحديث بسر من رأى - حدثنا إسحاق بن الضيف، حدثنا الوليد بن سلمة الأردني،
حدثنا عمر بن قيس عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي بكر الصديق قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ".
6950 - قريب بن يعقوب: أبو القاسم الكاتب:
حدث عن محمد بن يزيد المبرد وغيره. روى عنه أبو الفضل الشيباني.
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، حدثني قريب بن
يعقوب - أبو القاسم البغدادي الكاتب - حدثني معلى بن أيوب الكاتب قال: حدثني
أحمد بن صالح بن أبي فنن الشاعر قال: كان محمد بن يزيد بن مزيد الشيباني
474

أجود بني آدم في عصره، وكان لا يرد طالبا ولا راغبا عن حاجة، فإن لم يحضر مال
لم يقل لا، ولكن يعد ثم يستدين له وينجزه، وكان بين وعده وانجازه كعطفة لام
على ألف. قال وأنشدني ابن أبي فنن مما يمدح:
- عشق المكارم فهو مشتغل بها * والمكرمات قليلة العشاق -
- وأقام سوقا للثناء ولم تكن * سوق الثناء تعد في الأسواق -
- بث الصنائع في البلاد، فأصبحت * تجبى إليه محامد الآفاق -
6951 - قطبة بن المفضل بن إبراهيم، أبو إبراهيم الأنصاري:
حدث عن أحمد بن مسروق. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
أخبرني الأزهري قال: حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا أبو إبراهيم قطبة بن المفضل
ابن إبراهيم الأنصاري، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، حدثنا سويد بن
سعيد، حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عشق فعف ثم مات مات شهيدا ".
رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن
ابن عباس وهو المحفوظ.
انقضى حرف القاف
475

باب الكاف
477

ذكر من اسمه كثير
6952 - كثير، أبو الحسن البجلي الأحمسي:
يعد في الكوفيين. سمع علي بن أبي طالب، وزيد بن أرقم. وحضر مع علي
الحرب بالنهروان. روى عنه ابنه الحسن.
أخبرنا ولاد بن علي الكوفي، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدثنا
أحمد ابن حازم، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا الحسن بن كثير عن أبيه قال: لما
قتل على أهل النهروان خطب الناس فقال: إلا أن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني أن
هؤلاء القوم يقولون الحق بأفواههم لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية، ألا وإن علامتهم ذو الخداجة. فطلبه الناس فلم يجدوا شيئا، فقال:
عودوا فإني والله ما كذبت ولا كذبت، فعادوا فجيء به حتى ألقي بين يديه، فنظرت
إليه وفي يده شعرات سود.
6953 - كثير بن سلم، أبو سلمة المدائني:
حدث عن أنس بن مالك، والضحاك بن مزاحم. روى عنه إسماعيل بن أبان
الوراق، والهيثم بن جميل، وعمرو بن عون، وإسحاق بن بشر الكاهلي، وأبو صالح
كاتب الليث بن سعد، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وغيرهم.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا عمر بن محمد بن
عبد الرحمن الجمحي - بمكة - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن يونس،
478

حدثني كثير بن سليم - أبو سلمة شيخ لقيته بالمدائن - قال: سمعت أنسا يقول: كان
نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه ويقول: " بسم الله الذي لا إله غيره
الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن ".
وقال ابن يونس: وقال كثير بيده هكذا على جبهته. أخبرنا علي بن أبي علي
البصري، حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو الإمام، حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد، حدثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا الهيثم بن جميل، حدثنا كثير بن سليم
المدائني قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له: يا رسول الله
إني ذرب اللسان، وأكثر ذلك على أهلي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين أنت من
الاستغفار، فإني أستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة ".
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد - هو
الأصطخري - قال: قرئ على العباس بن محمد قال: قال يحيى بن معين: وكثير بن
سليم ضعيف.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - أخبرنا أبو عبيد
محمد بن علي قال: قلت لأبي داود: كثير بن سليم؟ فقال: ضعيف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: كثير بن سليم متروك الحديث.
6954 - كثير بن مروان بن محمد بن سويد، أبو محمد النهري:
والد محمد بن كثير شامي سكن بغداد. وحدث بها عن عبد الله بن يزيد
الدمشقي، وإبراهيم بن أبي عبلة، والحسن بن عمارة. روى عنه أبو جعفر النفيلي،
وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وعبد الله بن مروان بن معاوية
الفزاري، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن معاوية بن مالج، والحسن بن عرفة.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، حدثنا
عمر بن أيوب السقطي، حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، أخبرنا كثير بن مروان
عن عبد الله بن يزيد الدمشقي قال: حدثني أبو الدرداء، وأبو أمامة الباهلي، وواثلة بن
الأسقع وأنس بن مالك قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود
غريبا، فطوبى للغرباء ".
479

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن كثير بن
مروان المقدسي فقال: ليس بشئ كذاب كان ببغداد يحدث بالمنكرات.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا
يحيى بن معين: كثير بن مروان شامي قد رأيته كان كذابا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كثير بن مروان شامي ليس
بشئ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: كثير
ابن مروان شامي ليس حديثه بشئ.
6955 - كثير بن هاشم، أبو سهل الكلابي الرقي:
سكن بغداد وحدث بها عن جعفر بن برقان، وحماد بن سلمة. روى عنه قتيبة بن
سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وعمرو بن الناقد، ومحمد بن
يحيى الأزدي، وأبو موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن حسان الأزرق، والعباس بن
محمد الدوري، وأحمد بن الوليد الفحام، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا محمد بن حسان الأزرق،
حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاحين، أن يتزوج المرأة على عمتها ولا على خالتها.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا إسماعيل بن الحسن بن هشام،
480

حدثنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأنماطي، حدثنا العباس بن محمد بن
حاتم، حدثنا كثير بن هشام - وكان من خيار المسلمين - أخبرنا عبيد الله بن عمر
الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت
يحيى يقول: كثير بن هشام ثقة، نحن أول من كتب عنه، كتبت كتبه مرتين، مرة قبل
أن يصنف ومرة بعد ما صنف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: كثير بن هشام دمشقي سمسار، كان يكون ببغداد.
وقال في موضع آخر: كثير بن هشام أبو سهل كان يجهز إلى دمشق سمسارا وإلى
الرقة، وإلى ذي الناحية، وهو ثقة، وببغداد كان يكون، وسمعت منه ببغداد وهشيم
حي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: كثير بن هشام الكلابي يكنى أبا سهل كان ببغداد رجل ثقة
صدوق، يتوكل للتجار يحترف، من أروى الناس لجعفر بن برقان [روى عنه]
ألف ومائة حديث. ويروي أيضا عن شعبة.
أخبرني محمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي -
بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته - يعني أبا داود سليمان
ابن الأشعث - عن كثير بن هشام فقال: ثقة لما مات كثير بن هشام قيل: اليوم مات
جعفر بن برقان قال أبو عبيد: كثير أراه بغداديا.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: كثير بن هشام نزل بغداد باب الكرخ
في السور، فكان يجهز على التجار إلى الرقة وغيرها من الجزيرة، والشام، وكان ثقة
صدوقا. ثم خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم الصلح، فمات هناك في شعبان سنة
سبع ومائتين.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن
481

الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: كثير بن هشام يكنى أبا سهل توفي في
شعبان سنة سبع ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قالا: سنة سبع ومائتين فيها مات كثير بن هشام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا الحارث
ابن محمد، حدثنا كثير بن هشام - أبو سهل الكلابي، ومات بفم الصلح سنة ثمان
ومائتين.
6956 - كثير بن محمد بن عبد الله بن عبادة بن قيس بن صبيح أبو أنس
التميمي - وقيل الحزامي:
أحسبه من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن سعيد بن عمرو الأشعثي،
وإبراهيم بن إسحاق الضبي، وعبد الرحمن بن المفضل الغنوي. روى عنه محمد بن
مخلد، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف بحامض رأسه،
وأبو العباس بن عقدة، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، أخبرنا محمد بن مخلد الدوري، حدثنا أبو أنس كثير بن محمد التميمي،
حدثنا الأشعثي، حدثنا عبثر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سلمة عن أم سلمة
قالت: إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليتفل عن يساره ثلاثا، ثم يتعوذ بالله من
الشيطان.
6957 - كثير بن شهاب بن عاصم بن مالك، أبو الحسن المذحجي:
من ولد أسد الله بن سعد العشيرة. وهو قزويني روى عنه محمد بن سعيد بن
سابق، وعبد الله بن الجراح القوهستاني، والحسن بن محمد الطنافيسي.
قال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بقزوين وهو صدوق. قدم كثير بن شهاب
بغداد حاجا وحدث بها. فروى عنه من أهلها يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد
الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو الحسين بن
المنادي، وغيرهم.
482

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا كثير بن شهاب، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، حدثنا عمرو
ابن أبي قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر في قوله تعالى: * (نساؤكم حرث لكم
فأتوا حرثكم أنى شئتم) * [البقرة 223] قال: كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل أهله
مدبره جاء الولد أحول. فنزلت هذه الآية: * (فأتوا حرثكم أنى شئتم) *.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنويه النرسي، حدثنا محمد بن
عمرو بن البختري الرزاز - إملاء - حدثنا كثير بن شهاب القزويني، حدثنا عبد الله بن
الجراح، حدثنا زافر عن جعفر بن زياد عن كثير النوا عن عبد الله بن مليل عن علي
قال: إن الله جعل لكل نبي سبعة نجباء، وجعل لنبينا أربعة عشر، منهم أبو بكر،
وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، وحمزة، وجعفر، وأبو ذر، وعبد الله بن مسعود،
والمقداد، وعمار، وسلمان، وحذيفة، وبلال.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال: في كتاب جدي عن ابن بكر قال:
مات كثير بن شهاب القزويني سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
6958 - كثير بن أحمد بن أبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، أبو أحمد
الرفاعي الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي سعيد الأشج. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد في دار القاضي أبي عبد الله المحاملي.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سألته - يعني أبا الحسن الدارقطني - عن كثير بن أحمد بن أبي هشام الكوفي
فقال: ثقة.
* * *
483

ذكر من اسمه كامل
6959 - كامل بن طلحة، أبو يحيى الجحدري البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس، وليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة،
وحماد بن سلمة، والمبارك بن فضالة، وعبد الله بن عمر العمري، وأبي الأشعب. روى
عنه حنبل بن إسحاق، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأحمد بن محمد
البراثي، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا
أحمد بن يحيى الهروي، حدثنا أبو يحيى كامل بن طلحة البصري - وسمعت منه
ببغداد - حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال: " ابنوا لي منبرا " فبنى له
فتحول عن الخشبة إلى المنبر، فلما تحول عنها حنت الخشبة حنين الواله، قال فقال
أنس: والله ما زالت تحن وأنا في المسجد قاعد حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى إليها
فاحتضنها فسكنت. قال المبارك: فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى. فقال: أبا
عباد الله تحن الخشبة شوقا إليه، أو ليس الرجال أحق أن يشتاقوا؟
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا
أحمد بن محمد البراثي، حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن
نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى المصلى يوم العيد، فيذهب في
طريق ويرجع في طريق أخرى، وتركز له عنزه فيصلي إليها.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه
العكبري، حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى البزاز قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق
484

الحربي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قلت لعبد الله: اذهب اكتب في المسجد
عن هؤلاء الشيوخ حتى تخف يدك، فذهب فكتب عن كامل بن طلحة، فأول حديث
حدث به عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى
المصلى يمضي في طريق ويرجع في أخرى، فقال أحمد: لم نسمع بهذا قط. قال فقلت:
حديث مثل هذا مسند فيه حكم عن النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمعه؟! فأتيت هارون بن معروف
فقلت: عندك عن ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر هذا الحديث؟
فقال: نعم، فكتبته عنه. قيل لإبراهيم: فلم لم يكتبه عن كامل بعلو؟ قال: لم يكن
كامل عنده بمنزلة ابن وهب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد قيل له:
كامل بن طلحة؟ قال: قد رأيته بالبصرة وله حلقة، وكان يذهب إلى عبادان يحدثهم،
حديثه حديث مقارب.
أخبرنا العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا أحمد بن أصرم قال: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن كامل بن
طلحة الجحدري قال: كان مقارب الحديث.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي، أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي قال: سألته - يعني أبا داود - عن كامل بن
طلحة قال: رميت بكتبه. وسمعت أحمد بن حنبل يثني عليه قال: وكتب أزهر
السمان عنه حديثين.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي الفقيه، حدثنا
أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: شهدت أبا
زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ذكر كامل بن طلحة فقال: كان أبو كامل الفضيل بن
الحسين بن طلحة، وكان كامل بن طلحة عمه، وكان يحيى بن أكثم ضربه وأقامه
للناس في شهادة. فاتضعت أسبابه، وكان لا يدفع عن سماع.
أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: كامل بن طلحة ثقة. أخبرنا
العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات كامل بن
طلحة أبو يحيى ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
485

وأخبرني موسى - يعني ابن هارون - أن كامل بن طلحة أخبرهم أن مولده سنة
خمس وأربعين ومائة، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم قال: كامل بن طلحة الجحدري توفي بالبصرة سنة اثنتين
وثلاثين ومائة.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن كامل بن طلحة مات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
6960 - كامل بن الحارث، الرسعني:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي. روى عنه
أبو الحسن بن الجندي.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الغزال، أخبرنا أحمد بن
محمد بن عمران قال: حدثني كامل بن الحارث الرسعني - في مجلس القاضي
المحاملي - حدثنا أحمد بن محمد البرتي.
* * *
ذكر الأسماء المفردة
6961 - كلثوم بن عمرو، أبو عمرو العتابي:
كان شاعرا خطيبا بليغا مجيدا، وهو من أهل قنسرين وقدم بغداد ومدح هارون
الرشيد وغيره من الخلفاء والأشراف، وله رسائل مستحسنة، وكان يتجنب غشيان
السلطان قناعة وتنزها، وصيانة وتقززا. وكان يلبس الصوف ويظهر الزهد.
أخبرني الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال: قال أبو الفرج علي بن الحسين
الأصبهاني: العتابي هو كلثوم بن عمرو بن أيوب بن عبيد بن خنيس بن أوس بن
مسعود بن عبد الله بن عمرو بن كلثوم الشاعر. وهو ابن مالك بن عتاب بن سعد بن
زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. شارع مترسل، بليغ
مطبوع، منصرف في فنون من الشعر، مقدم في الخطابة والرواية، حسن المعارضة
486

والبديهة، من شعراء الدولة العباسية ومنصور النمري راويته وتلميذه. وكان العتابي
منقطعا إلى البرامكة، فوصفوه للرشيد ووصلوه به، فبلغ عنده كل مبلغ وعظمت
فوائده منه، ثم فسدت الحال بينه وبين منصور وتباعدت.
قلت: ساق غير أبي الفرج الأصبهاني نسب كلثوم بن عمرو فقال: حبيش مكان
خنيس.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا عبد
الله بن منصور الحارثي، حدثنا أحمد بن أبي طاهر قال: حدثني أبو دعامة الشاعر
قال: كتب طوق بن مالك إلى العتابي يستزيره ويدعوه إلى أن يصل القرابة بينه وبينه،
فرد عليه: أن قريبك من قرب منك خيره، وإن عمك من عمك نفعه، وإن عشيرتك
من أحسن عشرتك، وإن أحب الناس إليك أجداهم بالمنفعة عليك. ولذلك أقول:
- ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم * وخبرت ما وصلوا من الأسباب -
- فإذا القرابة لا تقرب قاطعا * وإذا المودة أكبر الأنساب -
ويروى - أقرب الأنساب.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا علان بن أحمد الرزاز، حدثنا
قاسم الأنباري قال: قال أحمد بن يحيى: قيل للعتابي إنك تلقي العامة ببشر وتقريب.
فقال: رفع ضغينة بأيسر مؤنة، واكتساب إخوان بأهون مبذول.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله
الشيباني قال: حدثني كلثوم بن عمرو بن كلثوم التغلبي قال: أنشدني أبي أن جده
كلثوم بن عمرو أنشده لنفسه.
- إني لأخفي من علمي جواهره * كي لا يرى العلم ذو جهل فيفتتنا -
- ورب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا -
- ولاستحل رجلا دينون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا -
- وقد تقدم في هذا أبو حسن * أوصي حسينا بما قد خبر الحسنا -
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال: ذكر أحمد بن
أبي طاهر عن عبد الله بن أبي سعد أن عبد الله بن سعيد بن زرارة حدثه عن محمد
ابن إبراهيم السياري قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون أذن له، فدخل
487

عليه وعنده إسحاق الموصلي، وكان العتابي شيخا جليلا نبيلا، فسلم فرد عليه، وأدناه
وقربه، حتى قرب منه فقبل يده، ثم أمره بالجلوس فجلس، وأقبل عليه فسأله عن حاله
وهو يجيبه بلسان طلق، فاستظرف المأمون ذلك منه وأقبل عليه بالمداعبة والمزح، فظن
الشيخ أنه استخف به فقال: يا أمير المؤمنين الإيناس قبل الإبساس، فاشتبه على المأمون
قوله، فنظر إلى إسحاق مستفهما، فأومأ إليه بعنيه وغمزه على معناه حتى فهمه، ثم
قال: نعم، يا غلام ألف دينار، فأتى بذلك فوضعه بين يدي العتابي وأخذوا في
الحديث، ثم غمز المأمون إسحاق بن إبراهيم عليه، فجعل العتابي لا يأخذ في شئ إلا
عارضه فيه إسحاق، فبقى العتابي متعجبا. ثم قال: يا أمير المؤمنين أتأذن لي في مسألة
هذا الشيخ عن اسمه، قال نعم سله، فقال لإسحاق يا شيخ من أنت وما اسمك؟ قال
أنا من الناس، واسمي كل بصل. فتبسم العتابي ثم قال: أما النسب فمعروف، وأما
الاسم فمنكر، فقال له إسحاق: ما أقل إنصافك، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل،
واسمك كل ثوم وما كلثوم من الأسماء؟ أو ليس البصل أطيب من الثوم، قال له
العتابي لله درك ما أحجك، أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أصله ما وصلتني به؟ فقال له
المأمون: بل ذلك موفر عليك، ونأمر له بمثله. فقال له إسحاق: أما إذا أقررت بهذه
فتوهمني تجدني. فقال له: ما أظنك إلا إسحاق الموصلي الذي يتناهى إلينا خبره؟ قال:
أنا حيث ظننت. فأقبل عليه بالتحية والسلام. فقال المأمون - وقد طال الحديث بينهما
- أما إذا اتفقتما على المودة فانصرفا. فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده.
وأخبرنا النعالي، أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني، أخبرني إبراهيم بن أيوب عن عبد
الله بن مسلم قال أبو الفرج وأخبرني علي بن سليمان عن محمد بن يزيد قالا جميعا:
كتب المأمون في اشخاص كلثوم بن عمرو العتابي فلما دخل عليه قال له يا كلثوم
بلغتني وفاتك فساءتني، ثم بلغتني وفادتك فسرتني. فقال له العتابي: يا أمير المؤمنين
لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاهم فضلا وإنعاما، وقد خصصتني
منهما بما لا يتسع له أمنية، ولا يبسط لسواه أمل، لأنه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا
معك. قال: سلني، قال: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال، فوصله صلات سنية،
وبلغ به من التقديم والإكرام أعلى محل.
488

أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد
اللغوي، حدثنا أحمد بن عمرو الحنفي، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا
الأصمعي قال: كتب كلثوم بن عمرو إلى رجل:
- أن الكريم ليخفي عنك عسرته * حتى تراه غنيا وهو مجهود -
- وللبخيل على أمواله علل * زرق العيون عليها أوجه سود -
- إذا تكرهت أن تعطي القليل ولا * تكون ذا سعة لم يظهر الجود -
- بث النوال ولا يمنعك قلته * فكل ما سد فقرا فهو محمود -
قال: فشاطره ماله حتى بعث بنصف خاتمه، وفرد نعله.
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا عثمان بن أحمد
ابن عبد الله الدقاق، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال: أنشدت للعتابي:
- ألا قد نكس الدهر * فأضحى حلوه مرا -
- وقد جربت من فيه * فلم أحمدهم طرا -
- فالزم نفسك اليأس * من الناس تعش حرا -
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا أبو
بكر محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا الرقاشي قال: قال مالك بن طوق للعتابي: يا
أبا عمرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك؟ قال: نعم! كانت معي حيرة الداخل
وفكرة صاحب الحاجة، وذل المسألة، وخوف الرد، مع شدة الطمع.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد
ابن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن يزيد قال: دخل العتابي على يحيى بن خالد
البرمكي، وكانت له جارية يقال لها خلوب تجالس الأدباء، وتناقض الشعراء، فقال
لها يحيى: يا جارية سليه عن حاله، فأنشدت الجارية تقول:
- إذا شئت أن تقلي فزر متواترا * وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا -
فأنشأ العتابي يقول:
- بقيت بلا قلب لأني هائم * فهل من معير يا خلوب بكم قلبا -
- حلفت لها بالله إنك منيتي * فكوني بعيني حيث ما نظرت نصبا -
- عسى الله يوما أن يرينيك خاليا * فأحظى بلحظ من محاسنكم قربا -
- وقد قال بيتا ما سمعت بمثله * خلى من الأحزان لم يذق الحبا -
- إذا شئت أن تقلي فزر متواترا * وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا -
489

6962 - كردي بن أحمد بن أحمد، أبو علي الدقاق:
حدث عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي. روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو علي
كردي بن أحمد بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الأسود، حدثنا
محمد بن فضيل عن أبيه عن سالم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إنما قتل موسى الذي من آل فرعون خطا "، فقال الله تعالى: * (وقتلت نفسا
فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) * [طه 40].
6963 - كوشيان بن لياليزور بن الحسين بن عيسى بن مهدي، أبو علي
الجيلي:
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن أحمد بن يوسف القزويني، ومحمد بن
أحمد بن حرارة البردعي، وأحمد بن محمد بن رزمة القزويني، وعمر بن أحمد بن
جرجة النهاوندي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي الجرجانيين، وأبي
شيخ الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله بن بردة الروذراوري، وأبي عروبة محمد بن
جعفر النصيبي، وغيرهم. حدثنا عنه علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق
والحسن بن علي الطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي. وكان ثقة.
أخبرني الطناجيري، أخبرنا أبو علي كوشيان بن لياليزور بن الحسين الجيلي بانتقاء
أبي الحسن الدارقطني، حدثنا علي بن أحمد بن يوسف القزويني - بقزوين - حدثنا
أبو موسى هارون بن هزاري القزويني، حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم
عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.
6964 - كعب بن عمرو بن جعفر بن أحمد بن محمد، أبو النضر البلخي:
سكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي سعيد بن
الأعرابي، وعرس بن فهد الموصلي، وبكر بن أحمد النخاس، وغيرهم. حدثنا عنه أبو
محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وكان غير ثقة.
490

حدثني التنوخي، حدثنا كعب بن عمرو بن جعفر البلخي - إملاء - حدثنا أبو
جابر عرس بن فهد الموصلي - بالموصل - حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، حدثني يزيد
ابن هارون الواسطي عن حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم
والزنا فإن في الزنا ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فاما اللواتي في دار
الدنيا فذهاب نور الوجه، وانقطاع الرزق، وسرعة الفناء، وأما اللواتي في الآخرة
فغضب الرب، وسوء الحساب، والحلول في النار، إلا أن يشاء الله ".
قلت: رجال إسناد هذا الحديث كلهم ثقات سوى كعب.
حدثني أحمد بن علي التوزي، أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان كعب بن
عمرو البلخي المؤدب سيئ الحال في الحديث.
قال لنا التنوخي: سألت كعب بن عمرو البلخي عن مولده فقال: ولدت ببلخ بعد
سنة عشر وثلاثمائة وسماعي بعد سنة عشرين وثلاثمائة.
حدثني الخلال والعتيقي وهلال بن المحسن أن كعب بن عمرو مات في يوم
الجمعة مستهل شهر ربيع الآخرة سنة - وقال هلال لليلة خلت من شهر ربيع الآخر
سنة - إحدى وتسعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: فيه تساهل في الحديث.
6965 - كوهي بن الحسن بن يوسف بن يعقوب بن كوهي، أبو محمد
الفارسي:
حدث عن أخي أبي الليث الفرائضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي.
حدثنا عنه عبد العزيز الأزجي، والقاضيان الصيمري والتنوخي، وأحمد بن عبد
الواحد الوكيل، وكان ثقة.
أخبرني التنوخي، حدثنا أبو محمد كوهي بن الحسن بن يعقوب بن كوهي
الفارسي، حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، حدثنا
محمد بن سليمان لوين - سنة أربعين ومائتين - حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير
491

عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على المنبر: " إن أشعر كلمة تكلمت بها
العرب كلمة لبيد: ألا كل شئ ما خلا الله باطل.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة فيها توفي كوهي بن الحسن في
شوال.. ثقة.
آخر الجزء الثاني عشر
492