الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ١٤
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيقه
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الرابع عشر
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

الطبعة الأولى 1417 ه‍ 1997 م
2

بسم الله الرحمن الرحيم
باب الهاء ذكر من اسمه هارون
7346 - هارون بن موسى، أبو عبد الله - وقيل: أبو موسى - القارئ النحوي
الأعور:
من أهل البصرة سمع طاووسا اليماني، وشعيب بن الحبحاب، وثابتا البناني، وداود
ابن أبي هند، والزبير بن الحريث، وبديل بن ميسرة، ويزيد الرقاشي، وحميدا الطويل،
وأبان بن تغلب. روى عنه شعبة، وأبو عبيدة الحداد، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطيالسي، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ. وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه
من أهلها شبابة بن سوار، ويونس بن محمد المؤدب وبشر بن محمد السكري،
وعلي بن الجعد.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا يونس بن محمد
المؤدب، حدثنا هارون - يعنى بن موسى الأعور - عن داود بن أبي هند عن الشعبي
عن علقمة عن أبي الدرداء: انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرا: (والذكر والأنثى) (النجم 45).
4

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد العلاف. قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان، حدثنا علي بن الجعد،
حدثنا هارون الأعور وعثمان بن مطر عن ثابت عن شهر عن أم سلمة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرأ هذا الحرف: (إنه عمل غير صالح).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، حدثنا أبو
شبيل يعنى الواقدي - قال: سمعت أبا العباس الوراق يقول: كان هارون يهوديا،
فطلب القراءة فصار رأسا.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا سليمان بن أيوب المعدل قال: سمعت
عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: سمعت أبي يقول: كان هارون الأعور يهوديا،
فأسلم وحسن إسلامه، حفظ القرآن وضبطه، وحفظ النحو، فناظره انسان يوما في
مسألة فغلبه هارون، فلم يدر المغلوب ما يصنع. فقال له: أنت كنت يهوديا
فأسلمت! فقال له هارون: فبئسما صنعت؟! قال: فغلبه أيضا في هذا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
سليمان بن حرب، حدثنا هارون الأعور، وكان شديد القول في القدر.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أخبرنا محمد بن عبد الله
الشافعي، حدثنا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع بن شبرمة
الضبي، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا هارون
الأعور، وكان صدوقا حافظا.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز،
حدثنا هيثم بن خلف الدوري، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا شبابة قال: سمعت
شعبة يقول: هارون النحوي من أصحاب القرآن.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هارون الأعور، هو
هارون بن موسى، وكان شعبة دلهم عليه ببغداد.
5

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا بن الغلابي قال: قال أبو زكريا: هارون الأعور،
وهو النحوي هو هارون بن موسى وقد دلهم عليه شعبة ببغداد.
حدثنا الصوري قال: حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: هارون بن موسى الأعور النحوي أبو عبد
الله - وقيل: أبو موسى.
أخبرنا أبو عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد - هو أبو
سعيد الإصطخري - قال: قرئ على العباس - وانا اسمع - قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: هارون صاحب القراءة ثقة، روى عنه حماد بن زيد.
وأخبرنا عبيد الله حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا أبو
حاتم السجستاني قال: سألت الأصمعي عن هارون بن موسى النحوي مولى العتيك،
وهو هارون الأعور فقال: كان ثقة مأمونا.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن هارون النحوي فقال: ثقة ولو كان
لي عليه سلطان لضربته (1). 7347 - هارون أمير المؤمنين، الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو جعفر:
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن المفيد،
حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال: سمعت
أبا موسى العباسي يقول: حدثني عبد الله بن عيسى الأموي، أخبرني إبراهيم بن المنذر
قال: هارون الرشيد أمة الخيزران الجرسية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة
خمسين ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء،
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا عباس - يعنى بن هشام
- عن أبيه قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات اخوه موسى بن محمد
سنة سبعين ومائة. قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة.
6

وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة، وثلاثة أشهر، وأياما. وكان هارون أبيض
طويلا، مسمنا جميلا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يقال لها
الخيزران.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء
قال: الرشيد هارون بن المهدى وكنيته أبو جعفر ولد بالري، وكان يحج سنة، ويعزو
سنة، قال أبو الشغلي (1).
فمن يطلب لقاءك أو يرده * فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمر * وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق * من المستخلفين على الأمور
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال:
أخبرني أبو موسى العباس عن عبد الله بن عيسى الأموي قال: أخبرني إبراهيم بن
المنذر قال: استخلف هارون وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من
شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو بن تسع عشرة سنة، وشهرين، وثلاث
عشرة ليلة.
وقال أبو بشر: أخبرني جعفر بن علي الهاشمي، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب
قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدى بن أبي جعفر المنصور يوم
الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة ببغداد مدينة
السلام.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: الرشيد يكنى أبا جعفر، وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفى فيه
الهادي، ولد المأمون في تلك الليلة، فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد كان
يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولى خليفة، ومات خليفة. وكان ينزل الخلد،
وحكى بعض أصحابه انه كان يصلى في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، الا ان
يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج
أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة
السابغة، والكسوة الظاهرة. وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بها الا في العطايا
7

والجوائز. فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالا، وكان لا يضيع عنده ولا
عارفه. وكان لا يؤخر عطاء اليوم إلى عطاء غد، وكان يحب الفقه والفقهاء، ويميل
إلى العلماء، ويحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره
المراء في الدين والجدال، ويقول إنه لخليق ان لا ينتج خيرا، وكان يصغى إلى المديح
ويحبه، ويجزل عليه العطاء، لا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت علي بن
عبد الله يقول: قال أبو معاوية الضرير: حدثت هارون الرشيد بهذا الحديث، يعنى
قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وددت ان اقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم اقتل)) فبكى هارون حتى
انتحب ثم قال: يا أبا معاوية ترى لي أن أغزو؟ قلت: يا أمير المؤمنين مكانك في
الاسلام أكبر ومقامك أعظم، ولكن ترسل الجيوش. قال أبو معاوية: وما ذكرت
النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه قط الا قال: صلى الله عليه وسلم الله على سيدي.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد ابن عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو القاسم على بن أحد الخزاعي، حدثنا أبو الحسين
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عتاب البزاز البخاري، حدثنا أبو هارون سهل بن
شاذويه بن الوزير البخاري قال: حدثني محمد بن عيسى بن يزيد السعدي
الطرسوسي قال: سمعت خرزاذ القائد يقول: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية
الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى
حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: ((أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم
الذي أخرجتنا من الجنة!)) (2) وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال: فغضب الرشيد. وقال: النطع والسيف،
زنديق والله يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول:
منه بإدارة ولم يفهم يا أمير المؤمنين حتى سكنه.
أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب القاضي، أخبرنا عبد الله بن محمد
المزني - بواسط - حدثنا أبو طاهر المزني عبد الله بن محمد بن مرة - بالبصرة - حدثنا
8

حسن الأرزي قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا معاوية يقول: اكلت
مع هارون الرشيد - أمير المؤمنين - طعاما يوما من الأيام، فصب على يدي رجل لا
اعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية تدرى من يصب على يديك؟ قلت: لا!
قال: انا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم إجلالا للعلم.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا
الحسين بن القاسم الكوكبي، أخبرني الربعي عن أبيه قال: كان الرشيد يقول: إنا من
أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزئنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقيت فينا خلافة الله.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني، حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق
الشاهد - الأهواز - حدثنا بن منيع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت
منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض،
وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن عبد العزيز، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: لما لقى هارون الرشيد
فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسؤول عن هذه الأمة. (لبقرة 166) قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق. أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن دريد، أخبرنا عبد الرحمن
- يعنى بن أخي الأصمعي - عن عمه.
قال أحمد بن إبراهيم: وقال محمد بن عرفة: أخبرنا أحمد بن يحيى،
حدثنا أبو زيد عن الأصمعي قال: سمعت بيتين لم أحفل بهما، قلت: هما على كل
حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يوما وعنده عيسى بن جعفر،
فاقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور. قال: ليس
فيه شئ فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى
فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتنم عيسى
وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين، فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا * وجداه في الماضين، كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما * تكشف أخبار الرجال الدراهم
9

قال: فتجلى عن الرشيد وقال لمسرور: أعطه بيت مال السرور ألفى دينار،
وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا
محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على هارون
الرشيد - ومجلسه حافل - فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا، وأجفاك لحضرتنا! قلت:
والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى اتيتك. قال: فأمرني بالجلوس
، فجلست وسكت عنى، فلما تفرق الناس - الا أقلهم - نهضت للقيام، فأشار إلى أن
اجلس، فجلست حتى خلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان،
فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين (وانشدت) (3):
كفاك كف ما تليق درهما * جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن وقرنا في الملا، وعلمنا في الخلاء، وامر لي بخمسة
آلاف دينار.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الدمشقي، أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد
ابن عثمان القسملي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة القاضي، حدثنا أحمد بن
عبيد، حدثنا الأصمعي قال: دخلت أنا وابن أبي حفص الشطرنجي على هارون
الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس. فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير
المؤمنين. قال: فأيكما قال بيتا وأصاب به المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف
درهم، قال بن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته. فأنشأ
يقول:
مجلس يألف السرور إليه * لمحب ريحانه ذكراك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة ألف درهم، ثم قال ابن أبي حفص: قد
حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فانشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادت - * - ه حنينا، ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في
ذلك اليوم ما لم ينزل قط مثله، ان بن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر
10

ذلك المجلس، وارجع صفرا منهما جميعا! ثم حضرني بيت فقلت: يا أمير المؤمنين قد
حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لم ينلك المنى بأن تحضريني * وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثم قال هارون: قد
حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين ان ينشدنا فعل. فانشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الل - * - ه نعاسا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال:
جوائزكما لكما. وانصرفا.
أخبرنا التنوخي والجوهري. قالا: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أبو
الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: قال محمد بن حبيب: حدثنا أبو عكرمة عامر
ابن عمران الضبي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: دخلت على أمير المؤمنين
الرشيد يوما، فقال: أنشدني من شعرك فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري * فذلك شئ ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى * بخيلا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى - لو علمته * إذا نال خيرا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما * ومالي - كما قد تعلمين - قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله * ويحقر يوما أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغني * ورأى أمير المؤمنين جميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بها
ما أحسن فصولها، وأثبت أصولها. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
أخبرني الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة،
أخبرني أبو العباس المنصوري عن عمرو بن بحر قال: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع
لأحد من جد وهزل. وزراؤه البرامكة، لم ير مثلهم سخاء وسرورا، وقاضيه أبو
يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم
أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس، وأشدها
تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره
11

برصوما، زوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع
الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن
القاسم الكوكبي، حدثنا محمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العباس
ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب،
فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني * بثينة لا يخفى على كلامها
قال له هارون: أنت وا لله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم * حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولا منى ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تملكيني * وان الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي * لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله وضحك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا محمد
ابن موسى بن حماد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمى علي ابن
صالح قال: قال هارون الرشيد بن المهدى بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني * وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها * وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى * وبه قوين أعز من سلطاني
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسا مع فضيل بن عياض بمكة
قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز
على منه، لو أنه حتى يضع رأسه لرأيت أمورا عظاما.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد
ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عثمان بن
كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد على موتا
من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه - أو قال ولو وددت - ان الله زاد في عمره من
12

عمري، فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما
حمل الناس على أن القرآن مخلوق، قلنا الشيخ كان أعلم بما تكلم به.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، أخبرنا عمر بن
حفص السدوسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد قال: استخلف هارون الرشيد
ابن المهدى سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفى سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث
بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة، وشهرين، وثلاثة عشر
يوما - ونحو هذا - وذكرت وفاته. ونعاه هارون بن محمد بمدنية السلام يوم الجمعة،
لست عشرة خلت من جمادى الآخرة وأمه الخيزران.
قال أبو بكر السدوسي: ومات بطوس وصلى عليه صالح بن الرشيد فتوفى وله
ست وأربعون سنة.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن
البراء قال: ومات الرشيد بطوس لغرة جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان
عمره خمسا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثا وعشرين، سنة وشهرين وستة عشر يوما.
أخبرني علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا
أبو بكر بن أبي الدنيا قال: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى
الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية يقال لها سناباذ، وصلى عليه ابنه
صالح.
7348 - هارون بن عمر، أبو عمرو الدمشقي:
روى عنه أحمد بن علي المعروف بخسرو فقال: حدثنا هارون بن عمر أبو عمرو
الدمشقي ببغداد سنة اثنتين وعشرين ومائتين. حدثنا أيوب بن سويد الرملي.
7349 - هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير بن معن بن عبد الرحمن
بن عوف، أبو يحيى الزهري المديني:
سمع مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز الدراوردي،
وعبد الله بن سلمة الزبيري، روى عنه يحيى بن بكير المصري، وعبد السلام بن صالح
الهروي، والزبير بن بكار المديني، وولى قضاء عسكر المهدى ببغداد في أيام المأمون ثم
13

عزل عنه، وولى قضاء مصر، وكان من فقهاء أصحاب مالك، وكا أيضا متأدبا
شاعرا.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: ومن ولد معن بن عبد الرحمن هارون بن عبد الله بن كثير
ابن معن بن عبد الرحمن بن عوف وأمه سهلة بنت معن بن عمر بن معن بن عبد
الرحمن بن عوف. وكان من الفقهاء وكان يقوم بنصرة قول أهل المدينة فيحسن، ولاه
المأمون قضاء المصيصة ثم صرفه عنها، وولاه قضاء الرقة حتى صرفة عنها، وولاه قضاء
عسكر المهدى ببغداد ثم صرفه، وولاه قضاء مصر حتى صرفه في آخر خلافة أمير
المؤمنين المعتصم.
7350 - هارون بن معروف، أبو علي المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل، وسفيان
ابن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وهاشم بن بشير، ومخلد بن يزيد الحراني، ومروان بن
شجاع الجزري، وعبد الله بن وهب المصري. روى عنه أحمد بن حنبل وهو حي،
وكان أسن من أحمد بسبع سنين. وروى عنه أيضا هارون بن عبد الله الحمال، وأبو
يحيى صاعقة، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن يوسف
التغلبي، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد، وإدريس بن عبد الكريم
الحداد، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وصالح جزرة، وأبو القاسم
البغوي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هارون - يعنى بن معروف - قال
14

عبد الله: وسمعته أنا من هارون قال: أخبرنا ابن وهب، حدثنا عبد الله بن الأسود
القرشي أن يزيد بن حصيفة حدثه عن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجوم)) (1).
هذا حديث غريب من حديث يزيد بن حصيفة المدني لا أعلم رواه عنه غير عبد
الله بن الأسود، ولا عن عبد الله الا ابن وهب.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد
الله القطان، حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: سمعت هارون بن معروف
يقول: رأيت في المنام - قبل أن يذهب بصرى بسنة - كأن قائلا يقول من آثر الحديث
على القرآن عذب.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبى العباس بن حمدان حدثكم أبو العباس السراج
قال: سمعت هارون بن عبد الله يقول: سمعت هارون بن معروف يقول: من زعم أن
القرآن مخلوق، فكأنما عبد اللات والعزى، احكها عنى يا أبا موسى.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - عن يحيى
ابن معين قال: هارون بن معروف ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: هارون بن معروف سكن بغداد ثقة.
أخبرنا أحمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: وسئل أبو علي صالح بن محمد عن هارون بن معروف فقال:
ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي قال: سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فيها مات هارون بن معروف البغدادي.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني،
15

حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت هارون بن معروف يقول: سنة سبع وعشرين
ومائتين، أنا في سبعين سنة. ومات هارون سنة إحدى وثلاثين ومائتين في منزله وكان
لا يخضب.
7351 - هارون أمير المؤمنين الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون
الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، ويكنى أبا جعفر:
استخلف بعد أبيه المعتصم. وكان يسكن سر من رأى.
فأخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا،
حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفى فيه أبوه
المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ بن تسع وعشرين سنة وورد رسوله إلى بغداد يوم
الجمعة على إسحاق بن إبراهيم - فلم يظهر - ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو
ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد
والناس بحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ
البيعة، فبايع الناس.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا محمد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر الدولابي، أخبرني
أبو موسى العباسي قال: ولد هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد
سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لها قراطيس وولى الخلافة سنة سبع وعشرين
ومائتين، وتوفى لستة أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء
قال: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، أخبرنا عمر بن
حفص السدوسي، حدثنا محمد بن يزيد قال: واستخلف هارون ابن أبي إسحاق
الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفى يوم الأربعاء في ذي
الحجة لثلاث بقين سنة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. فكانت خلافته خمس سنين، وثلاثة
أشهر، وخمسة عشر يوما، وكانت أمه أم ولد يقال لها قراطيس، وكنيته أبو جعفر.
16

أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة،
ومولدة سنة ست وتسعين ومائة، ولما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل
ابن علي الخزاعي أبياتا ثم أتى بها الحاجب فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل: مديح
لدعبل، قال: فأخذ الحاجب الطومار فأدخله إلى الواثق، ففضه فإذا فيه:
الحمد لله، لا صبر ولا جلد * ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد * وآخر قام لم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه * وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي -
إجازة - حدثنا محمد بن الخضر قال: قال الأمير منصور بن طلحة يمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمدا * وهب الخلافة للإمام المهتدي
غمر إذا أجدى ونار إن سطا * لا يعدلان عن الطريق الأقصد
اشرب على وجه السرور مدامة * حمراء كالعيون أو كالفرقد
من كف أغيد قد تضرج كفه * من لونها أو خده المتورد
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا
الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، حدثنا أبو بكر بن عجلان، أخبرني حمدون بن
إسماعيل قال: كتب محمد بن حماد للواثق بيتين من شعر، هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى * وقلت لها: عفى عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه * مدار رحي الأرزاق دائبة تجرى
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانها، دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما
طلبت هنيئا.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن محمد بن عروة، أخبرنا محمد بن
يحيى قال: حدثني علي بن محمد قال: سمعت خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل
هارون بن زياد - مؤدب الواثق - على الواثق فأكرمه و أظهر من بره ما شهر به فقيل
له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟! فقال: هذا أول من فتق لساني
بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
17

أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا الخزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم
عيد - وكان عليلا - فلما انصرف. قال له: يا أبا عبد الله كيف كان عيدكم؟ قال:
كنا في نهار لا شمس فيه: فضحك وقال: يا أبا عبد الله أنا مؤيد بك.
قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة،
ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
فأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا
إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدثني حامد بن العباس عن رجل عن المهتدى: إن
الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن.
أخبرنا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران،
أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن المعتز، حدثنا عبد الله بن هارون
النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدى قال: قال محمد بن المهتدى: كنت
أمشي مع الواثق في صحن داره فقال لي: يا محمد ادع لي بداوة وقرطاس، فدعوت
له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده * ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد * إذا كاد العدو ولم تكده
ثم قال اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها * واصبر فليس لها صبر على حال
ثم فكر طويلا، فلم يأته شئ آخر فقال: حسبك.
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني محمد بن
يحيى، حدثني علي بن محمد بن نصر بن بسام قال: حدثني خالي أحمد بن حمدون
قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شئ، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح
ابن خاقان نحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف
حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم * فالحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكى على قلبي وأندبه * قلب ألح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو على حدة * نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
18

فقال الفتح: أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم
وأظرف.
أخبرنا ابن أبي جعفر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن يحيى
قال: سمعت الحسين بن فهم يقول: سمعت يحيى بن أكثم يقول: ما أحسن أحد إلى
آل أبي طالب من خلفاء بنى العباس. ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
أخبرنا أبو حاتم أحمد بن الحسين بن محمد الرازي الواعظ - في كتابه إلينا بخطه -
قال: حدثنا محمد بن عبد الواحد بن محمد المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي
أبو الحسن الحافظ، حدثنا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، حدثنا زرقان بن أبي
داود قال: لما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جميع الخلق مشترك * لا سوقة بينهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تنافرهم * وليس بغني عن الأملاك ما ملكوا
ثم أمر بالبسط فطويت وألصق خذه بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه،
ارحم من قد زال ملكه.
أخبرنا التنوخي قال: أخبرني أبي قال: حدثني الحسين بن الحسن بن أحمد بن
محمد الواثقي قال: حدثني أبي أحمد بن محمد أمير البصرة قال: حدثني أبي قال:
كنت أحد من مرض الواثق في علته التي مات فيها فكنت قائما بين يدي الواثق أنا
وجماعة من الأولياء والموالي والخذم، إذ لحقته غشية، فما شككنا أنه قد مات. فقال
بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما
صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه، لحقته إفاقة، ففتح عينيه،
فكدت أن أموت فزعا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى
خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه فاندق سيفي
وكاد أن يدخل في لحمي ويجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفا ومنطقة
أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك
جماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء
الفراشون فأخذوا ما تحته في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جميعه مثبت عليهم،
وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد
البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك
19

الرجل وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني
الواثقي، باسمه، فحزنت عليه حزنا شديدا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب
المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم
أجربة: وهو بين بستانين فحسست بعد ساعة في البيت بحركة أفزعتني، فدخلت أنظر
ما هي؟ فإذا بجرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها فقلت:
لا إله إلا الله، العين التي فتحها منذ ساعة، فاندق سيفي هيبة لها صارت طعمة لدابة
ضعيفة!! قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه
فأخبرته قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا بن البراء قال:
ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لست بقين من ذي
الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة. وخلافته خمس
سنين، وتسعة أشهر وخمسة أيام.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا
ابن أبي الدنيا قال: حدثني أحمد بن الواثق قال: بلغ أبى ثمانيا وثلاثين سنة. قال ابن أبي
الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه جعفر أخوه ودفن هناك وكانت خلافته خمس
سنين، وشهرين، وأحدا وعشرين يوما، وكان أبيض يعلوه صفرة حسن اللحية في
عينه نكت.
7352 - هارون بن أبي هارون، العبدي:
حدث عن أبي المليح الرقي، وبقية بن الوليد الحمصي، روى عنه جعفر بن محمد
ابن شاكر الصائغ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وموسى بن إسحاق
الأنصاري، وعبد الله بن محمد بن ناجية.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت موسى بن إسحاق عنه فقال: هو
صدوق.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني - بها - أخبرنا عمر بن محمد بن علي
الناقد، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا هارون بن أبي هارون العبدي،
حدثنا بقية بن الوليد عن مسلمة الجهني، حدثني هاشم الأوقص قال: سمعت ابن
20

عمر يقول: ((من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام لم تقبل له فيه صلاة))
قال: ثم وضع ابن عمر يديه على أذنيه ويقول: صمتا إن لم أكن سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا رواه هارون عن بقية، وخالفه أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، حدثنا بقية، حدثنا يزيد بن عبد
الله الجهني عن أبي جعونة عن هاشم الأوقص قال: سمعت ابن عمر يقول: ((من
اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفي ثمنه درهم من حرام لم تقبل له صلاة ما كان
عليه)) (2). ثم أدخل أصبعيه في أذنيه ثم قال: صمتا إن لم أكن سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم، مرتين أو ثلاثا، خالفهما مؤمل بن الفضل الحراني فقال ما:
أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد الدمشقي - بها - أخبرنا تمام بن
محمد بن عبد الله الرازي، حدثنا علي بن الحسن بن علان الحراني، أخبرنا الحسن بن
أحمد - وهو ابن سعيد الحراني - حدثنا أحمد بن مروان بن عبد الله أبو يحيى، حدثنا
مؤمل بن الفضل، حدثنا بقية عن جعونة عن هاشم الأوقص عن نافع عن ابن عمر
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام، لم يقبل الله له
صلاة ما دام عليه)) ذكر بعض أهل العلم أنه جعونة بن الحارث العامري.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدثنا أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي -
لفظا - حدثنا إبراهيم بن أبي حصين الوادعي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي، حدثنا بن هارون بن أبي هارون العبدي - ببغداد - حدثنا أبو المليح الرقي.
7353 - هارون بن عبد الله بن مروان، أبو موسى البزاز المعروف بالحمال:
سمع سفيان بن عيينة، وابن أبي فديك، وسيار بن حاتم، ومعن بن عيسى، وأبا
أسامة وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأبا عاصم النبيل، وأبا عامر العقدي.
21

روى عنه ابنه موسى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن
النسائي وأحمد بن محمد البراثي، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وعبد الله بن محمد
البغوي ويحيى بن صاعد، كان ثقة حافظا عارفا. أخبرني عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ،
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل أبو العباس المؤذن جارنا قال: سمعت هارون بن
عبد الله الحمال يقول: جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب على فقلت: من هذا؟
فقال: أنا أحمد، فبادرت أن خرجت إليه فمساني ومسيته، قلت حاجة يا أبا عبد
الله؟ قال: شغلت اليوم قلبي، قلت: بماذا يا أبا عبد الله؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت
قاعد تحدث الناس في الفئ، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر لا تفعل مرة
أخرى. إذا قعدت فاقعد مع الناس.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات قال: أخبرنا الحسن
ابن يوسف الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرنا أبو بكر
المروذي أنه سأل أبا عبد الله عن هارون الحمال فقال: أكتب عنه؟ قال: أي والله،
قلت إنهم حكوا عنك انك سكت حين سألوك قال ما اعرف هذا
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن
الخليل الجلاب قال: وسمعته يعنى إبراهيم الحربي - يقول: كان هارون بن عبد الله
صدوقا. لو كان الكذب حلالا لتركه تنزها.
أخبرني الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمداني - بطرابلس - أخبرنا
عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: هارون بن
عبد الله الحمال ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي قال: سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيما مات هارون بن عبد الله الحمال
وكان لا يخضب.
22

أخبرنا بن رزق، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا عبيد الله بن
محمد بن خلف البزار قال: مات هارون بن عبد الله الحمال لعشر مضين من شوال
سنة تسع وأربعين ومائتين كذا قال وهو وهم، والصواب سنة ثلاث.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا علي بن الحسين بن بندار الأذني - بمصر -
حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري قال: وتوفى هارون بن عبد الله بن مروان البزار -
وكان يلقب بالحمال - سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
7354 - هارون بن مسلم بن سعدان، الكاتب:
من أهل سر من رأى. حدث عن مسعدة بن صدقة العبدي. روى عنه رجاء بن
يحيى العبرتائي.
أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي، أخبرنا أبو الفضل
محمد بن عبد الله الشيباني، أخبرنا رجاء بن يحيى بن شاذان أبو الحسين العبرتائي
الكاتب، حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب - بسر من رأى سنة أربعين
ومائتين - قال: حدثني مسعدة بن صدقة العبدي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن
محمد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده على قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((المجالس بالأمانة، ولا يحل لمؤمن أن يأثر على مؤمن - أو قال عن أخيه المؤمن -
قبيحا)) (1).
قال أبو عبد الله: ليس لأحد أن يتحدث بحديث أخيه إلا أن يستأذنه، إلا أن يكن
فقها أو ذكر بخيرا. 7355 - هارون بن عبد الله بن سليمان، والد أبى حامد الحضرمي:
حدث عن أصرم بن حوشب الهمداني. روى عنه ابنه محمد بن هارون.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن علي بن الفضل البيع، حدثنا أبو حامد محمد بن
هارون الحضرمي، حدثنا أبي هارون بن عبد الله، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا
زياد بن سعد أبو عبد الرحمن عن أبي الزبير عن جابر قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حاجة وهو يصلى، فأشار إلى ما صنعت؟ وأومأ هشام بيده كيف صنع.
23

7356 - هارون بن سفيان بن راشد، أبو سفيان المستملي المعروف بمكحلة:
حدث عن محمد بن حرب الخولاني، وبقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق،
ويحيى بن سليم الطائفي. روى عنه إبراهيم بن موسى الجوزي، وعبد الله بن إسحاق
المدائني وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم القاضي
قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حثنا هارون بن سفيان المعروف بمكحلة،
حدثنا محمد بن حرب، حدثنا الزبيدي عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف
أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهيل أخبره أن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من ظلم من الأرض شبرا فإنه يطوقه من سبع أرضين)) (1).
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار حدثنا محمد بن حميد بن سهيل
المخرمي، حدثنا أحمد بن الجعد - في درب الآجر نهر طابق، حدثنا هارون المستملي
الكبير مكحلة حدثنا علي بن الأشدق عن عبد الله بن جراد قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفرس فركبه وقال: ((يركب هذا الفرس من يكون الخليفة من بعدي)) (2) فركبه أبو
بكر الصديق.
أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن
المخلص، حدثنا عبد الله بن جعفر بن خشيش، حدثنا إبراهيم بن هانئ النيسابوري
قال: سمعت هارون المستملي يقول: قال لي أبو نعيم: هارون اطلب لنفسك
صناعة غير الحديث، فكأنك بالحديث قد صار على مزبلة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال:
أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: مات هارون مكحلة ببغداد في شعبان سنة
سبع وأربعين ومائتين.
7357 - هارون بن سفيان بن بشير، أبو سفيان مستملي يزيد بن هارون،
يعرف بالديك:
حدث عن يزيد بن هارون، ومعاذ بن فضالة، وأبى زيد النحوي، وزياد بن سهل
24

الحارثي، ومطرف بن عبد الله المديني، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبى نعيم الفضل
ابن دكين، وعبد الله بن جعفر الرقي. روى عنه جعفر بن محمد بن كزال، وعبيد
العجل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
أخبرني الأزجي، حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن إسحاق
المدائني، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بالديك، حدثنا زياد بن سهل الحارثي أبو
سفيان - وكان ثقة بمصرنا - قال: حدثتني أم سلمة الأنصارية - وكانت أخت أم معبد
ابن خالد، قالت: سمعت أنسا يقول: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة ليصلي عليها. فقال:
((ما تقولون))؟ قالوا: لا نعلم إلا خيرا. قال: ((لكن الله يعلم غير ما علمتم)) قالوا:
يا رسول الله فما حاله؟ قال: ((قبل شهادتكم فيه وغفر له مالا تعلمون)) (1).
قرأت على البرقاني عن المزكى قال: أخبرنا السراجي قال: مات هارون بن سفيان
الديك ببغداد سنة إحدى وخمسين.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن هارون بن سفيان المستملي مات في سنة خمسين ومائتين، وذكر
عبد الباقي فيما بعد أنه مات في سنة إحدى وخمسين، وقال: أخبرني ابنه بذلك.
7358 - هارون بن أحمد، أبو القاسم الورداني:
بلخي، نزل بغداد وحدث بها عن النضر بن شميل. روى عنه القاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي أبى عبيد الله
الحسين بن إسماعيل - بخط يده - حدثنا هارون بن أحمد أبو القاسم البلخي
الورداني، أخبرنا النضر - يعنى ابن شميل - أخبرنا عون عن أوفى بن دلهم العدوي
عن معاذ قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينال من وجوهنا وهو صائم.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد وعلي بن أبي علي البصري والحسين بن علي
على الجوهري قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي
النحوي، حدثنا علي بن الحسن بن معدان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا
النضر بإسناده نحوه.
25

7359 - هارون بن محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة، أبو موسى
الكاتب، المعروف بابن الزيات:
حدث عن سليمان بن أبي شيخ. ومحمد بن صالح بن النطاح والزبير بن بكار،
وعمر بن شبة، وأحمد بن أبي خيثمة، ومغيرة بن محمد المهلبي. روى عنه محمد بن
عبد الملك التاريخي، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، والقاضي المحاملي،
والحسين بن القاسم الكوكبي، كان ثقة.
قرأت في كتاب القاضي أبى عبيد الله بن إسماعيل المحاملي - بخطه - ثم
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا
الحسين بن إسماعيل قال: حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات الكاتب،
حدثنا ابن النطاح، حدثني أبو اليقظان سحيم بن حفص، حدثني جويرية بن أسماء،
حدثني عبد الله بن حسن بن حسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: بلغ عبد
الله بن الزبير أن معاوية عزم على أن يحج ويقبض مالا لابن الزبير، فخرج بمن خف
معه فبلغني، فخرجت إليه، فرأيت خيلا مربوطة وآله من آلة الحرب، فقلت له: تريد
أن تقاتل؟ قال: أي والذي لا إله إلا هو، إن أبى حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ((من قتل دون ماله فهو شهيد)) (1).
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن الزبير عن الزبير، تفرد
به أبو اليقظان عن جويرية، ولم يكتبه إلا القاضي المحاملي.
7360 - هارون بن معسود، أبو موسى الدهان (1) المؤذن:
حدث عن عبد الله بن داود الخريبي، وأبى عتاب الدلال، وعلي بن إسحاق
المروزي، وزراد بن سعيد الكندي البصري، روى عنه أبو أحمد بن محمد
المطرز، والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ، ومحمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا أبو أحمد المطرز قال: حدثنا هارون بن مسعود، حدثنا أبو عتاب الدلال،
حدثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء)) (2).
26

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن هارون بن مسعود مؤذن
مسجد دار عمارة مات في سنة ست وستين ومائتين.
7361 - هارون بن العباس، أبو العباس الهاشمي:
حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبى موسى إسحاق بن موسى الأنصاري،
وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبى مصعب الزهري، وداود بن سليمان الخراساني.
روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا هارون بن العباس الهاشمي، حدثنا أبو موسى الأنصاري قال:
سمعت معن بن عيسى يقول: إن طال بالناس زمان كان كلام مالك مثل رواية ابن
عون بن وابن سيرين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
وأنا أسمع - قال: وجاءنا الخبر بوفاة هارون بن العباس الهاشمي الامام، إنها كانت
بالرويثة - وقيل بالعرج - (1) في آخر ذي الحجة سنة خمس وسبعين. ثم حمل فدفن
بالمدينة في أول المحرم سنة ست وسبعين، وكان قد استكمل سبعا وستين سنة،
وميلاده كان في سنة ثمان ومائتين.
7362 - هارون بن عيسى، المدائني:
حدث عن إبراهيم بن نافع أظنه الجلاب، روى عنه أبو العباس بن عقدة الحافظ.
7363 - هارون بن عيسى، أبو جعفر الهاشمي المنصوري:
والد محمد بن هارون المعروف بابن برية، حدث عن صالح بن جميل المدني
الزيات، وداود بن عمرو الضبي، والحسين بن عمرو العنقزي، روى عنه زكريا بن
يحيى والد القاضي أبى الفرج بن طراوى وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبة المعدل،
ودعلج بن أحمد السجستاني.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن بن
27

محمد بن أبي روبة، حدثنا هارون بن عيسى الهاشمي، حدثنا الحسين بن عمرو
العنقري، حدثنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت سهيل بن صالح عن أبيه عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان مصليا بعد الجمة فليصل أربعا، فإن
عجلت بك حاجة فصل ركعتين بالمسجد، وركعتين في أهلك)) (1).
7364 - هارون بن عيسى، أبو حامد الخياط:
سمع أحمد بن حنبل، روى عنه ابن مخلد.
أخبرني محمد بن طلحة الكتاني، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا محمد
ابن مخلد قال: حدثنا هارون بن عيسى - أبو حامد الخياط - قال: سئل أحمد بن
حنبل - وأنا شاهد - عن رجل حلف بالطلاق ثلاثا أن لا يتزوج ما دامت أمه في
الاحياء؟ قال: إن كان قد تزوج لم آمره أن يطلق، وإن كان لم يتزوج لم آمره أن
يتزوج. وسأله: ما تقول في المسكر. فقال: لا آمر أن يشرب مسكرا.
قال: ابن مخلد: قال لي هارون بن عيسى: الذي سأل أبا عبد الله، ابن عمتك.
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة ست وتسعين ومائتين، فيها مات أبو
حامد هارون بن عيسى الخياط جارنا يوم الخميس لثلاث عشرة بقين من جمادى
الأولى.
7365 - هارون بن أبي هارون، المخرمي:
أخبرنا محمد بن طلحة الكتاني، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا هارون بن أبي هارون المخرمي، حدثنا أبو السكن محمد بن يحيى بن
السكن، حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الخالق بن زيد بن وا قد عن أبيه قال: حدثني
عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريدة فقالت لي: إن فيك خصالا خليق أن
تلي الأمر، فإن وليته فاتق الدماء، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرجل
ليدفع عن باب الجنة - بعد أن ينظر إليها - بملء ء محجمة من دم امرئ مسلم
28

أراقه)) (1). 7366 - هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، أبو أحمد، المعروف بابن
مقراض الشطوي:
سمع محمد يحيى بن أبي عمر العدني، وأبا مروان محمد بن عثمان العثماني،
والحسن بن عيسى بن ما سرجس النيسابوري، وأبا هشام الرفاعي. روى عنه محمد بن
الحسن بن مقسم، وأبو بكر بن الجعابي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو عبد الله بن
العسكري، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون
القطيعي كان ثبتا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي بن المنادى -
وأنا أسمع - قال: ومات أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون الشطوي يوم
الأربعاء، لأربع عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة.
7367 - هارون بن الحسين - وقيل: الحسن - بن سعيد بن سابور، أبو موسى
النجاد:
حدث عن زيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، والسري
ابن عاصم الهمداني، وعلي بن عبدة التميمي. روى عنه محمد بن مخلد، وأحمد بن
جعفر الخلال المقرئ، وأبو الفضل الزهري.
أخبرني الأزهري والتنوخي قالا: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، حدثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النجاد، إملاء من حفظه في
جوار أبى العباس بن سابور الدقاق - حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، حدثنا روح
ابن عبادة، حدثنا شعبة عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لابنته فاطمة: ((مالي لا أسمك بالغداة ولا والعشي تقولين: يا حي يا
قيوم أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي؟)).
تفرد برواية هذا الحديث هارون بن الحسين النجاد بإسناده، وكذا روى عنه ابن
الخلال فسمى أباه الحسين، وأما ابن مخلد فسماه الحسن.
29

7368 - هارون بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن زيد بن
درهم، الأزدي:
حدث عن عباس الدوري. روى عنه أبو القاسم الطبري.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا هارون بن إبراهيم بن حماد القاضي، حدثنا العباس بن محمد،
حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام بن حرب عن شعبة عن مطرف بن طريف عن
الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتنع من شئ من
وجهي وهو صائم.
قال سليمان: لم يروه عن شعبة إلا عبد السلام بن حرب، ولا عنه إلا أبو نعيم
تفرد به العباس.
7369 - هارون بن علي بن الحكم، أبو موسى المزوق:
سمع يعقوب بن ماهان، وأبا عمر الدوري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري،
والحسين بن علي الصدائي، وزياد بن أيوب الطوسي. روى عنه أبو الحسين بن
المنادى، ومحمد بن حميد المخرمي، وعثمان المجاشي، وعمر بن أحمد بن يوسف
الوكيل، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي بن المنادى
- وأنا أسمع - قال: وأبو موسى هارون بن علي المرزوق توفى ليلة الثلاثاء، ودفن يوم
الأربعاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثمائة.
7370 - هارون بن عبد الرحمن، أبو موسى العكبري (1):
روى عنه أحمد بن حنبل مسألة. وحدث عن أبي موسى محمد بن المثنى،
وسعدان بن نصر، وغيرهما. روى عنه يحيى بن محمد بن سهل الخضيب العكبري،
وأبو بكر بن بخيت الدقاق.
أخبرني أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت،
أخبرني جدي، حدثنا أبو موسى هارون بن عبد الرحمن العكبري، حدثنا محمد بن
30

المثنى، حدثني عبد السلام بن هاشم أبو عثمان عن الحسن بن حصين عن أبي عبيد الله بن
الحسن قال: رأيت طاوسا مر برواس بمكة قد أخرج رأسا، فلما رآه صعق.
7371 - هارون، أبو محمد الطرسوسي (1):
قدم بغداد وحدث بها عن أبي موسى محمد بن المثنى، وأحمد بن بديل الكوفي،
وأبى أمية الطرسوسي (2). روى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري، حدثنا جدي،
حدثنا أبو محمد هارون الطرسوسي - في جامع الرصافة - حدثنا أحمد بن
بديل، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا الشيباني عن عدي بن ثابت، عن البراء بن
عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: ((أهج المشركين فإن جبريل معك)) (3).
7372 هارون بن محمد بن سعدان:
حدث عن عبد الاعلى بن حماد النرسي، روى عنه أبو حفص بن شاهين.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم بن الخليل الجلاب، وهارون بن محمد بن سعدان البغدادي، والفضل بن
أحمد الزبيدي. قالوا: حدثنا عبد الاعلى بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن أبي رفاع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى،
فأرصد الله له على مدرجته ملكا فقال: أين تريد؟ قال: أزور أخا لي في هذه القرية.
قال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، ولكني أحببته في الله، قال: فإني رسول
الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) (1).
7373 - هارون بن صاحب، أبو موسى الآرينجي:
أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي، أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري،
حدثنا أبو موسى هارون بن صاحب الآرينجي - قدم علينا - حدثنا محمد بن
31

موسى، حدثنا يحيى بن أكثم، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن موسى الجهني عن عبد
الملك بن ميسرة قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كان
يوم القيامة ودخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار، النار، نادى منادي من تحت العر ش: يا
أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم، وثوابكم على)).
7374 - هارون بن موسى بن هارون بن حيان، أبو موسى القزويني (1):
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حاتم الرازي. روى عنه علي بن عمر الحربي.
أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري، حدثنا جدي، حدثنا أبو موسى هارون بن موسى بن هارون بن حيان القزويني، حدثنا أبو حاتم،
حدثنا عبد الله بن يحيى بن سليمان - أبو حصين الرازي - حدثنا يونس بن بكير قال: حدثني يونس بن عمرو - وهو ابن أبي إسحاق الهمداني - عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء فيستمعون الكلمة من
الوحي فيهبطون بها إلى الأرض، فيزيدون معها تسعا، فيجد أهل الأرض تلك الكلمة
حقا والتسع باطلا، فلا يزالون كذلك، حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فمنعوا تلك
المقاعد، فذكروا ذلك لإبليس فقال: لقد حدث في الأرض حدث، فبعثهم فوجدوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فقالوا: هذا والله الحدث. وذكر بقية الحديث.
7375 - هارون بن محمد بن هارون الضبي، أبو جعفر والد القاضي أبي
عبد الله الحسين بن هارون:
وهو من أهل عمان سكن بغداد وحدث بها عن صالح بن محمد بن مهران
الأبلي وغيره. روى عنه ابنه القاضي أبو عبد الله.
أخبرنا عبد لكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني -
وذكر هارون بن محمد بن هارون بن موسى بن عمرو بن جابر بن يزيد بن جابر،
والد القاضي أبي عبد الله الحسين بن هارون الضبي - فقال: يكنى أبا جعفر، استولى
على الفضائل، وساد بعمان في حداثة سنة ثم خرج عنها فلقى العلماء بمكة، والكوفة،
والبصرة. ورحل إلى مدينة السلام سنة خمس وثلاثمائة فعلت منزلته عند السلطان،
وارتفع قدره، وانتشرت مكارمه وعطاياه، وانتابه الشعراء من كل موضع، وامتدحوه
32

وأكثروا، وأجزل صلاتهم، وأنفق أمواله في بر العلماء والإفضال عليهم، وفي صلات
الأشراف من الطالبيين والعباسيين وغيرهم واقتناء الكتب المنسوبة، وكان متبرزا في
العلم باللغة، والشعر، والنحو، ومعاني القرآن والكلام. وكانت داره مجمعا لأهل
العلم في كل فن، إلى أن توفى في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قلت: كان أسلاف الضبي ملوك عمان في قدم الدهر، ويزيد بن جابر أدرك
الإسلام فأسلم وحسن إسلامه، وهو: يزيد بن جابر بن عامر بن أسيد بن سالم بن
قيم بن صبح بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أدد. قيل إن سالم بن تيم
أول من دخل عمان من بني ضبة فتملك بها، ثم لم يزل ولده من بعده يرثون هناك
السيادة والشرف. وأول من انتقل منهم هارون بن محمد الضبي.
7376 - هارون بن عيسى بن السكين بن عيسى، أبو يزيد الشيباني
البلدي (1):
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن الحسين بن بكير الحضرمي، وحميد بن الربيع
الكوفي، و عبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه محمد بن المظفر، وعبيد الله بن
خليفة البلدي. وقد ذكرنا له حديثا في باب عبيد الله.
7377 - هارون بن سعيد، أبو موسى الدعاء (1):
حدث عن أحمد بن المغيرة، حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير المقرئ
النجار.
أخبرنا ابن بكير، حدثنا أبو موسى هارون بن سعيد الدعاء، حدثنا أحمد بن
محمد بن المغيرة - بعبادان سنة أربع عشرة وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن الهيثم، حدثنا
أبو نصر التمار، حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الرحمن بن
غنم عن شهر بن حوشب عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في دبر صلاة
الفجر - وهو ثان رجله قبل أن يكلم جليسه - لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ
33

قدير، يقول ذلك عشر مرات، كتب الله له، بكل واحدة عشر حسنات، ومحا عنه
عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان له بكل واحدة عتق رقبة من النار،
وكان يومه ذلك في حرز الله من كل مكروه، وحرز عليه من الشيطان الرجيم، ولا
ينبغي لذنب أن يدركه إلا الإشراك بالله عز وجل)) (2).
7378 - هارون بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك، أبو موسى الهاشمي:
حدث عن القاسم بن يحيى بن نصر بن أخي سعدان، والحسين بن محمد بن
عفير. روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وذكر أنه سمع
منه ببغداد.
7379 - هارون بن عيسى بن المطلب بن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبيد الله
ابن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو موسى
الهاشمي الخطيب (1):
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي، حدثنا عنه بشرى بن عبد الله الرومي، ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ،
وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، وعبد العزيز بن علي الأزجي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، أخبرني أبو موسى هارون الهاشمي الخطيب،
حدثنا ابن أبي داود. حدثنا الحسين بن علي بن مهران، حدثنا عامر بن الفرات عن أبي
جعفر الرازي عن ليث عن عطاء عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يصيب المؤمن
وصب ولا نصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا سقم إلا كفر الله بها ذنوبه)) (2).
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن الحسين بن ذودان الهاشمي: توفي هارون بن
عيسى بن المطلب الهاشمي في شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
7380 - هارون بن أحمد بن محمد بن خلف بن محمد بن أسلم بن زيد بن
أسلم، أبو القاسم القطان:
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، حدثنا عنه
عمر بن إبراهيم الفقيه، وأبو علي بن المذهب.
34

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم هارون بن أحمد بن خلف بن
محمد بن أسلم بن زيد بن أسلم القطان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز،
حدثنا خلف بن هشام، حدثنا مندل بن علي عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس مني من حلف بالأمانة، أوخبب امرأة رجل
أو مملوكه)) (1).
حدثني الحسن بن علي بن محمد بن المذهب الواعظ - من أصل كتابه العتيق -
قال: حدثني أبو القاسم هارون بن أحمد العلاف المعروف بالقطان - إملاء من لفظه
في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي
المقرئ - سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد
الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن عائشة قالت: كانت ليلتي
من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ضمني وإياه الفراش قلت: يا رسول الله ألست أكرم
أزواجك عليك؟ قال: ((بلى يا عائشة)) قلت: فحدثني عن أبي بفضيلة. قال: ((حدثني
جبريل أن الله تعالى لما خلق الأرواح، اختار روح أبى بكر الصديق من بين الأرواح،
وجعل ترابها من الجنة، وماؤها من الحيوان، وجعل له قصرا في الجنة من درة بيضاء،
مقاصيرها فيها من الذهب والفضة البيضاء، وأن الله تعالى آلى على نفسه أن لا يسلبه
حسنة، ولا يسأله عن سيئة، وإني ضمنت عل الله كما ضمن الله على نفسه إن لا
يكون لي ضجيعا في حفرتي، ولا أنيسا في وجدتي، ولا خليفة على أمتي من بعدي
إلا أبوك يا عائشة، بايع على ذلك جبريل وميكائيل، وعقدت خلافته براية بيضاء،
وعقد لواؤه تحت العرش، قال الله تعالى للملائكة: رضيتم ما رضيت لعبدي؟ فكفى بأبيك
فخرا أن بايع له جبريل وميكائيل، وملائكة السماء وطائفة من الشياطين يسكنون
البحر، فمن لم يقبل هذا فليس مني ولست منه)) قالت عائشة: فقبلت أنفه وما بين
عينيه، فقال: ((حسبك يا عائشة. فمن لست بأمه فوالله ما أنا بنبيه، فإن أراد أن يتبرأ
من الله ومني فليتبرأ منك يا عائشة)) (2).
قلت: لا يثبت هذا الحديث، ورجال إسناده كلهم ثقات، ولعله شبه لهذا الشيخ
القطان - أو أدخل عليه - مع أني قد رأيته من حديث محمد بن بابشاذ البصري عن
35

سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق. وابن باشاذ راوي مناكير عن الثقات، وقد كان في
أصل بن المذهب أحاديث صالحه عن هارون القطان عن البغوي وكلها مستقيمة.
وسألت ابن المذهب عنه فقال: كان يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إسحاق
ولم يكن ممن يظن به الكذب، ولا تلحقه التهمة لأنه لم يكن ممن يتصدى للحديث
ولا يحسنه، وكان من أهل القرآن والخير.
7381 - هارون بن أحمد بن إبراهيم بن موسى، أبو القاسم القاضي:
حدث عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق، وأحمد بن عثمان
ابن يحيى الادمي، وأبى عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي والقاضي أبو عبد الله الصيمري وقال لي الصيمري: سمعت منه بباب
الطاق.
7382 - هارون بن موسى، أبو بكر المقرئ الدقاق (1):
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأبا بكر الشافعي، وجعفر بن محمد بن الحكم
المؤدب. حدثني عنه عبد العزيز الأزجي.
7383 - هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو المنذر - وقيل: أبو عبد الله
الأسدي المديني:
رأى عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد
وسمع عمه عبد الله بن الزبير، وأبا عروة بن الزبير، ووهب بن كيسان. ومحمد بن
36

المنكدر، وكريبا مولى ابن عباس، وابن شهاب الزهري. روى عنه يحيى بن سعيد
الأنصاري، وأيوب السختياني، ومالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر السمري، وابن
جريج، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد
القطان، ووكيع بن الجراح، وجماعة سواهم لا يتسع ذكرهم. قدم هشام على أبي
جعفر المنصور ببغداد، فأدركه أجله بها.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: يحيى بن سعيد أكبر من هشام بن عروة، وقد بلغني أن يحيى بن سعيد
يروي عن هشام بن عروة. قال هشام بن عروة: رأيت سهل بن سعد، وجابر بن عبد
الله وأنس بن مالك، وابن عمر.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا
بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان عن هشام بن عروة قال: أتى بي إلى
عبد الله بن عمر، فمسح على رأسي وصلى علي - يقول دعا لي -.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا
أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة قال: رأيت
ابن عمر له جمة، أظنها تضرب أطراف منكبيه.
وأخبرنا أبو سعيد أيضا، حدثنا الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي،
حدثنا وكيع عن هشام بن عروة قال: رأيت جابر بن عبد الله وابن عمر ولكل
واحد منهما جمة.
37

أخبرنا البرقاني قال: قرئ علي بن علي بن الصواف - وأنا أسمع - حدثكم جعفر
ابن محمد الفريابي، حدثنا منجاب، أخبرنا ابن مسهر عن هشام قال: انطلق بي،
وبأخ لي يقال له محمد، إلى عبد الله بن عمر، فصعد بنا إليه وهو على المروة، فأخذنا
فأجلسنا في حجرة وقبلنا، وأنا يومئذ ابن عشر سنين - أو نحو ذلك - قال: وله جمة
قد فرقها من مقدم رأسه ومن مؤخره.
وقال منجاب: أخبرنا علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت عبد الله بن الزبير إذا
صلى العصر، قام فصفنا خلفه، فصلى بنا ركعتين.
وقال: أخبرنا علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت عبد الله بن الزبير بمكة يصعد
المنبر يوم الجمعة وفي يده عصا، فيسلم، ثم يجلس على المنبر ويؤذن والمؤذنون، فإذا
فرغوا من أذانهم قام فتوكأ على العصا فخطب، فإذا فرع من خطبته جلس من غير أن
يتكلم، ثم يقوم فيخطب، فإذا فرغ من خطبته نزل.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
بشر بن موسى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت عبد الله بن داود
يقول: طلحة بن يحيى والأعمش وهشام بن عروة وعمر بن عبد العزيز ولدوا مقتل
الحسين. قال أبو حفص: مقتل الحسين سنة إحدى وستين.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي وأحمد بن عبد الله الوراق
قالا: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني مصعب بن
عثمان عن المنذر بن عبد الله قال: ما سمعت من هشام بن عروة رفثا قط، إلا يوما
واحدا، فإن رجل من أهل البصرة كان يلزمه قال: يا أبا المنذر، نافع مولى ابن عمر
كان يفضل أباك عروة على أخيه عبد الله، فقال: كذب نافع وما يدرى نافعا عاض
بظر أمه؟ عبد الله والله خير وأفضل من عروة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن محمد بن يحيى المزكى،
أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم، حدثنا
موسى، حدثنا وهيب قال: قدم علينا هشام بن عروة فكان فينا مثل الحسن وابن
سيرين. أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بكار، أخبرني عثمان بن عبد الرحمن قال: قال أمير المؤمنين المنصور
38

لهشام بن عروة حين دخل عليه هشام: يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا
وإخوتي الخلائف، وأنت تشرب سويقا بقصبة يراع، فلما خرجنا من عندك قال لنا
أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه، فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي؟ قال: لا أذكر
ذلك يا أمير المؤمنين. فلما خرج هشام قيل له: يذكرك أمير المؤمنين ما تمت به إليه،
فتقول: لا أذكره؟ فقال: لم أكن أذكر ذلك. ولم يعودني الله في الصدق إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وأخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عاصم بن عمر بن علي أبو بشر المقدمي - إملاء في
سنة تسع وعشرين قال: حدثني أبي عن هشام بن عروة أنه دخل على أبى جعفر
المنصور قال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: وكم دينك؟ قال: مائة ألف، قال:
وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دينا مائة ألف ليس عندك قضاؤها؟ قال: يا أمير
المؤمنين شب فتيان من فتياننا فأحببت أن أبوئهم، وخشيت أن ينتشر على من أمرهم
ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم منازل، وأولمت عنهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين. قال:
فردد عليه: مائة ألف، مائة ألف؟ استعظاما لها. ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلا ف،
فقال: يا أمير المؤمنين فأعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس. فإني سمعت أبي يحدث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي
وللمعطى)) (1) قال فإني بها طيب النفس.
أخبرنا الأزهري والخلال - قال الأزهري: أخبرنا وقال الخلال: حدثنا - محمد بن
العباس الخزاز، أخبرنا أبو بكر بن المرزبان، حدثني عبد الرحمن بن محمد، حدثني
علي بن محمد الباهلي، عن شيخ من قريش قال: أهوى هشام بن عروة إلى يد أبي
جعفر المنصور يقبلها فمنعه. وقال: يا ابن عروة إنا نكره ذلك، إنا نكرمك عنها،
ونكرمها عن غيرك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قال: قال يحيى بن
سعيد قال هشام بن عروة: جلست في مجلس فيه مجمع من قريش، فحدثت بحديث
فأنكره على بعضهم. فقلت: أنا سمعته من أبى، فممن سمعته أنت؟ فلم يكن عنده
حجة. قال يحيى: رأيت مالك بن أنس في النوم، فسألته عن عبيد الله بن عمر فقال
39

شيئا لا أحفظه، وسألته عن هشام بن عروة فقال: ما حدث به وهو عندنا فهو - أي
كأنه يصححه - وما حدث به بعد ما خرج من عندنا فهو - فكأنه يوهنه -.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: هشام بن
عروة كان مالك لا يرضاه، وكان هشام صدوقا تدخل أخباره في الصحيح. قال ابن
خراش: بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق. قدم الكوفة ثلاث مرات قدمة
كان يقول: حدثني أبي قال: سمعت عائشة، وقدم الثانية، فكان يقول: أخبرني أبي
عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة. سمع منه بأخرة وكيع، وابن
نمير، ومحاضر.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: وهشام بن عروة ثبت ثقة، لم ينكر عليه شئ إلا بعد ما
صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه (2)، فأنكر عليه ذلك أهل بلده. قال
جدي: والذي يرى أن هشاما يتسهل لأهل العراق، أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما
سمعه منه، فكان تسهله أن أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس
الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعنى ليحيى بن معين -
هشام بن عروة أحب إليك عن أبيه، أو الزهري؟ فقال: كلاهما، ولم يفضل.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: وهشام بن عروة بن الزبير كان ثقة.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمرو
ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله
ومات هشام بن عروة ههنا أو بالكوفة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
حدثنا الزبير بن بكار قال: وتوفى هشام بن عروة. بمدينة السلام عند أمير المؤمنين أبي
جعفر في صحابته، سنة ست وأربعين ومائة.
40

قال الزبير: حدثني شيخ من بني هاشم قال: توفى هشام بن عروة ومولى لأمير
المؤمنين المنصور له عنده قدر، فخرج بهما في وقت واحد، فبدا أمير المؤمنين المنصور
بهشام بن عروة فصلى عليه، وكبر عليه أربع تكبيرات، ثم صلى على مولاه وكبر
عليه خمس تكبيرات، قال الزبير: كبر عليه أربع تكبيرات بالقرشية، وكبر على هذا
خمس تكبيرات بالهاشمية.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مهيار - واسمه محمد بن
عمران بن موسى أبو أحمد قال: حدثنا الحسن بن عليل، حدثني عباد بن يعقوب،
حدثني الزبير بن بكار - وغيره من مشايخنا - قالوا: كان هشام بن عروة قد زار أمير
المؤمنين، فتوفى عنده، قال: فخرج المنصور للصلاة عليه، وقد توفي في ذلك ليوم مولى
للعباسيين، عظيم القدر عندهم، فأحضر سريره مع سرير هشام، قال: فأمر المنصور
بتقديم سرير هشام فصلى عليه وكبر أربعا، ثم نحى وقدم سرير مولاهم، فصلى عليه
وكبر خمسا، ثم قال: صلينا على هذا برأيه، وعلى هذا برأيه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
أبو نعيم: وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أبو نعيم
قال: مات هشام بن عروة سنة خمس وأربعين ومائة. أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ومات هشام بن عروة، وعبد الملك بن أبي
سليمان سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا هيثم بن مجاهد، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: سمعت عبد
الله بن داود يقول: مات هاشم بن عروة سنة ست وأربعين ببغداد.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الأنصاري، أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم، حدثنا
عبدة بن سليمان الكلابي قال: مات هاشم بن عروة سنة ست وأربعين ومائة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
أخبرنا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود السنجي، حدثنا الهيثم بن
41

عدي قال: وهشام بن عروة بن الزبير العوام الأسدي توفى سنة ست وأربعين
ومائة ببغداد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: هشام بن عروة
ابن الزبير يكنى أبا المنذر، قال الهيثم بن عدي: توفي ببغداد سنة ست وأربعين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد
الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا خليفة بن
خياط قال: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، أمه أم ولد، يكنى أبا المنذر توفي سنة
ست وأربعين ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ومات هشام بن عروة سنة سبع وأربعين ومائة،
ويكنى أبا المنذر.
7384 - هارون بن الغاز بن ربيعة، أبو العباس - وقيل: أبو عبد الله الجرشي
الشامي:
سمع عطاء بن أبي رباح، ونافعا مولى بن عمر، ومكحولا الدمشقي، وعبادة بن
نسي، وحيان أبا النضر. روى عنه عبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، ووكيع بن
الجراح، وشبابة بن سوار، وغيرهم. نزل هشام بغداد وحدث بها، وولاه المنصور
بيت المال.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن
42

يحيى بن عياش القطان، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا شبابة، حدثنا
هشام بن الغاز عن مكحول، وعبادة بن نسي قالا: مر سلمان بكعب بن عجرة -
وهو مرابط ببعض فارس - فقال: ألا أحدثك بحديث يكون لك عونا على مرابطتك؟
قال: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((رباط ليلة خير من صيام شهر وقيامه،
ومن مات مرابطا في سبيل الله أجير من فتنة القبر، وجرى عليه عمله إلى يوم
القيامة)) (1).
أخبرنا العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم أن العباس بن محمد بن حاتم حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: كان هشام بن الغاز ببغداد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
هشام - يعنى ابن عمار - حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا أبو العباس هشام بن الغاز
الجرشي وهو ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: هشام بن الغاز صالح الحديث.
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - أخبرنا سليمان
ابن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن
هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي فقال: صالح الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قلت
لعبد الرحمن بن إبراهيم: هشام بن الغاز ما أحسن استقامته في الحديث. قال: وكان
الوليد يثني عليه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هشام بن الغاز ليس به بأس.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خمرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: هاشم بن الغاز شامي ثقة.
43

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: هشام بن
الغاز شامي كامن خيار الناس.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن هشام بن الغاز مات في سنة ثلاث وخمسين ومائة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح قال: هشام بن الغاز بن ربيعة
الجرشي، قال أبو مسهر: مات قبل سعيد - يعنى ابن عبد العزيز - في سنة ست
وخمسين، وكان على بيت مال أبي جعفر.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: مات هشام بن الغاز في سنة
ست وخمسين ومائة، وكان هشام ابن الغاز على بيت مال أبي جعفر.
7385 - هارون بن لاحق، أبو عثمان المدائني:
حدث عن عاصم الأحول، ونعيم بن حكيم. روى عنه أحمد بن حنبل، وهشام
ابن بهرام المدائني.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هشام بن لاحق - أبو عثمان
المدائني - سنة خمس وثمانين ومائة - حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي عن
سلمان قال: جاء رجل، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وعليك السلام ورحمة الله)) قال: ثم جاء آخر فقال: السلام عليك
يا رسول الله ورحمة الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: ((وعليك السلام ورحمة الله وبركاته))
ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((وعليك)) فقال الرجل: يا رسول الله أتاك فلان وفلان فحييتهما بأفضل مما حييتني به؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنك لن - أولم - تدع شيئا، قال الله تعالى: (وإذا حييتم بتحية
فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فرددت عليك التحية)) (1).
44

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن سليمان قال: قال
عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هشام بن لاحق فقال: كان يحدث عن عاصم
الأحول. كتبنا عنه أحاديث، لم يكن به بأس، ورفع عن عصام أحاديث لم ترفع
أسندها إلى سلمان.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: أخبرنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: أبو عثمان هشام بن لاحق المدائني ليس به
بأس.
7386 - هشام بن محمد بن السائب بن بشر، أبو المنذر الكلبي صاحب
النسب: حدث عن أبيه. روى عنه ابنه العباس، و خليفة بن خياط، و شباب (العصفري) (1)
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن أبي السري وأبو الأشعث أحمد بن
المقدام، وغيرهم. وهو من أهل الكوفة. قدم بغداد، وحدث بها.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
أخبرنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: محمد بن السائب الكلبي بن
بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزي بن امرئ القيس بن عامر
ابن عبد ود بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا
علي بن محمد بن الجهم الكاتب، حدثنا العباس بن المفضل، حدثني محمد بن أبي
السرى - بغدادي - قال: قال لي هشام بن الكلبي: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت
ما لم ينسه أحد، كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن فدخلت بيتا وحلفت أن لا
أخرج منه حتى أحفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيام ونظرت يوما في المرآة فقبضت
على لحيتي لآخذ ما دون القبضة، فأخذت ما فوق القبضة.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد
ابن إسماعيل بن محمد المعدل، حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي،
حدثنا أبو النضر الفقيه قال: قال أحمد بن إبراهيم: دعاني ابن الكلبي يوما فاقعدني في
45

بيت خيش فرشه ميساني، وأطعمني في يوم حار فجلية ثم قال لي: مات أبي ندم
المأمون أشد ندامة في الدنيا، قلت: أكان عذبه حتى مات؟ قال: لا، قلت: فحبسه في
ضيق؟ قال: لا، قلت: فإنما مات حتف أنفه؟ قال: نعم، قلت: فما سبب ندامته؟ قال:
لا والله ما أدري هكذا حدثني سعد غلامنا.
أخبرنا العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو العقيلي،
حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: هشام بن محمد بن السائب الكلبي
من يحدث عنه؟ إنما هو صاحب نسب وسمر، وما ظننت أن أحدا حدث عنه. بلغني أن
هشام بن الكلبي مات في سنة أربع ومائتين - وقيل سنة ست ومائتين -.
7387 - هشام بن سعيد، أبو أحمد البزاز:
طالقاني الأصل سمع عبد الله بن لهيعة، وأبا عوانة، ومعاوية بن سلام، وحماد بن
زيد، ومحمد بن مهاجر الأنصاري. روى عنه أحمد بن حنبل، وهارون بن عبد
الله الحمال، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو بكر بن أبي خيثمة النسائي.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: أخبرنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أحمد هشام بن سعيد البغدادي ليس
به بأس.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: هشام بن سعيد البزاز يكنى أبا أحمد.
وكان ثقة مات قبل أن يسمع منه الناس.
قلت: أراد أنه روى شيئا يسيرا وعاجله أجله قبل أن يتسع روايته وينتشر حديثه.
7388 - هشام بن معدان:
كاتب أبى يوسف القاضي. خرج إلى بلاد المغرب وسكن إفريقية ومات بها.
46

أخبرنا العتيقي، حدثنا علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى
المصري، حدثني أبي أبو سعيد، حدثني محمد بن موسى بن النعمان، حدثني يحيى بن
محمد بن خشيش، حدثنا سليمان بن عمران قال: سمعت هشام بن معدان قال:
حضرت أبا العتاهية في مقبرة بغداد وهو ينشد، فقلت له: يا أبا العتاهية ما أشعر
ما قلت؟ قال قولي:
الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن
قال علي: قال أبي أبو سعيد: توفي هشام بن معدان بإفريقية سنة ثلاث عشرة
ومائتين.
7389 - هشام بن بهرام، أبو محمد المدائني:
حدث عن أبي شهاب الحناط، وسفيان بن عيينة، وهشام بن لاحق، وحاتم بن
إسماعيل، وعلي بن مسهر، ومعافى بن عمران، وعبد الله بن رجاء المكي. روى عنه
عباس الدوري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعيسى بن عبد الله الطيالسي،
وأحمد بن زياد السمسار، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، وكان ثقة. وذكر
عثمان بن خرزاد أنه سمع منه ببغداد في سنة تسع عشرة ومائتين.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن
محمد الصفار قال: حدثنا عباس بن محمد، حدثنا هشام بن بهرام المدائني، حدثنا
حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو عن عطاء عن ابن
المسيب عن معمر عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحتكر إلا خاطئ)) (1).
أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن السري النهرواني، حدثنا علي بن محمد
ابن سعيد الموصلي، أبو غالب علي بن أحمد.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر - واللفظ لحديثه، وهو أتم - قال: أخبرنا محمد بن
عبد الله الشافعي، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر، حدثنا هشام بن
47

بهرام المدائني، حدثنا المعافى بن عمران، عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد،
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل مصر
والشام من الجحفة، وأهل اليمن من يلملم، وأهل العراق من ذات عرق)) (2).
قال أبو غالب: بلغنا أن شيوخنا كتبوا هذه عنه - يعنى عن هشام - أحمد بن
حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وابنا أبى شيبة.
7390 - هشام بن منصور بن شبيب بن حبيب بن مالك بن حوذ بن كامل
ابن نعمان بن عبد الملك. أبو سعيد السكسكي (1)، ويعرف باليخامري:
حدث عن كثير بن هشام الكلابي، ويعقوب بن محمد الزهري، وأحمد بن
سلمان الباهلي. وكان ضريرا. روى عنه هيثم بن خلف الدوري، وأحمد بن محمد
ابن إسماعيل السوطي، ومحمد بن مخلد العطار.
أخبرني محمد بن طلحة الكتاني، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا محمد
ابن مخلد، حدثنا هشام بن منصور اليخامري، حدثنا يعقوب بن محمد - يعنى
الزهري - حدثنا رفاعة بن هرير عن جده قال: كان لرافع بن خديج خاتم، فصه
أخضر.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه -: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات
اليخامري الضرير، هشام بن منصور.
7391 - هشام بن محمد بن أحمد بن علي بن هشام، أبو محمد السملي (1)
الكوفي:
قدم بغداد عدة دفعات. فسمع بها من أبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص،
ومن بعدهما. وآخر ما دخلها قبيل سنة عشر وأربعمائة، وكان سمع معنا في ذلك الوقت من أبي الحسن إلى بن الصلت، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران،
ثم خرج إلى الكوفة وأقام بها دهرا طويلا، إلى أن علت سنة وحدث،
48

وكان قد سمع الكثير وكتب. وله أدنى فهم وتصور. وكنت قد سمعت منه ببغداد
حديثا واحدا حدثني به.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا يوسف بن
يعقوب بن البهلول، حدثني جدي، حدثني أبي، عن أبي شيبة عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشعر حكما، وأصدق بيت تكلمت به العرب: ألا كل شئ ما خلا الله باطل)) (2).
ثم سهل الله - وله الحمد - فسمعت هذا الحديث من أبي الحسين أحمد بن محمد
ابن أحمد بن حماد بعد أن حدثنيه هشام عنه.
وحدث هشام بالكوفة قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الكتاني المقرئ -
ببغداد - قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شريك
عن أبي الوقاص العامري، عن محمد بن عامر بن ياسر، عن أبيه عمار بن ياسر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن حافظي علي بن أبي طالب ليفخران على سائر الحفظة
لكينونتهما مع علي بن أبي طالب، وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل
يسخطه)) (3).
حدثني الصوري - بلفظه - قال: حدثنا هشام بهذا الحديث، قال الصوري: فوافقته
عليه وطالبته بإخراج أصله فوعدني بذلك، ثم طالبته بعد ذلك فذكر أنه لم يجده، ثم
راجعته فيما بعد، فذكر أنه اجتهد في طلبه ولم يقدر عليه، فقلت له: ولا تقدر عليه
ابدا. والذي عند البغوي عن علي بن الجعد محصور مشهور محفوظ لا يزد فيه ولا
ينقص منه، وشيخكم أبو حفص فمن الثقات، وأرى لك أن تخط على هذا الحديث
ولا تذكره. فقال لي: لم؟ أتظن بي أني وضعته أو ركبته؟ فقلت: هذا لا يؤمن، وإن
أحسن الظن بك في ذلك أن يقال: إنه دخل عليك حديث في حديث طولبت بالأصل
لينظر فيه فلم تقدر عليه فتوجه عليك فيه الحمل. فسكت عني ثم حدث به بعد
ذلك.
قلت: وهذا الحديث إنما يروى من طريق مظلم عن شريك وهو حديث لا
أصل له.
49

حدثنيه الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا علي بن محمد
المصري، حدثنا عبد الرحمن بن معاوية القعنبي، حدثنا محمد بن إبراهيم العوفي،
حدثنا أحمد بن الحكم البراجمي قال: حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي الوقاص
العامري، عن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه عمار بن ياسر قال: سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن حافظي علي بن أبي طالب ليفتخران على جميع الحفظة بكينونتهما مع علي
وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشئ منه يسخط الله تعالى)).
وأخبرنيه علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، حدثنا عبد الله بن
إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، حدثنا جعفر بن علي الحافظ، حدثنا محمد بن
الحسين الكوفي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن خشيش الرؤاسي، حدثنا أحمد بن
إبراهيم العوفي، عن شريك، عن أبي الوضاح، عن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن حافظي علي بن أبي طالب ليفخران على جميع الحفظة
لكونهما معه، وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشئ يسخطه منه قط)).
وفي إسناده غير واحد من المجهولين. وقد وقع هذا الحديث إلى أبي سعيد الحسن
ابن علي العدوي، فوثب عليه ورواه عن الحسن بن علي بن راشد عن شريك عن أبي
الوقاص، فمن رآه فلا يغتر به لأن أبا سعيد العدوي كان كذابا أفاكا وضاعا.
قال لي لا مع بن عبد الرحمن السجستاني: مات هشام بن محمد الكوفي في
جمادى الأولى من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بالكوفة.
ذكر من اسمه الهيثم
7392 - الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن جابر بن عدي
ابن خالد بن خيثم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بن عنبر بن
سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث، أبو عبد الرحمن الطائي:
حدث عن هشام بن عروة، ومحمد بن إسحاق، ومجالد بن سعيد، ومحمد بن
50

عبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم. روى
عنه العلاء بن موسى ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، والقاسم بن سعيد بن المسيب
ابن شريك، وعلي بن عمرو الأنصاري، وأحمد بن عبيد بن ناصح. وكان أبوه
واسطيا، وأمه من سبي منبج. وأما هو فمن أهل الكوفة، بها ولد ونشأ، ثم انتقل إلى
بغداد فسكنها وحدث بها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا
أحمد بن عبيد بن ناصح، حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقرن التمرتان في الأكلة، وأن تفتش التمرة عما
فيها.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا علي بن عمر السكري، حدثنا أبو الحسين
الحسن بن محمد بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، حدثنا أبو السميدع يحيى
ابن سيف المروزي، أخبرنا الهيثم بن عدي - ببغداد - قال: حدثنا المجالد بن سعيد عن
الشعبي قال: سألنا ابن عباس - أو سئل بن عباس - عن أول الناس إسلاما؟ قال: فقال
أبو بكر الصديق، أما سمعت إلى قول الشاعر:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة * فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها * - إلا النبي - وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده * وأول الناس منهم صدق الرسلا
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: حدثني أحمد بن العباس قال: قلت ليحيى بن معين:
حديث مجالد عن الشعبي عن ابن عباس. أول القوم إسلاما أبو بكر، أو لم تسمع إلى
قول الشاعر؟ قال: من حدث به عن هيثم؟ قلت له: بشر الخفاف، فقال: باطل ما
علمت هيثما سمعه من مجالد ولم يحدث به هشيم. قلت: أفرواه أحد قال: نعم الهيثم
ابن عدي، قلت: أفثقة هو؟ قال: ليس هو بثقة، قلت: سمعه منه؟ قال: نعم!
وأحاديث وليس بثقة.
رفع إلى محمد بن أحمد بن رزق - أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد
القاضي فنقلت منه - ثم أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا مكرم بن
51

أحمد، حدثنا يزيد بن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الهيثم بن عدي ليس بشئ.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد قال: قرئ
على العباس بن محمد.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا، حدثنا
عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة، كان
يكذب.
أخبرنا العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثني عمرو بن موسى القارئ، حدثنا المغيرة بن محمد المهلب المهلبي
قال: سمعت علي بن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ولا
أرضاه في الحديث، ولا في الأنساب ولا في شئ.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: الهيثم بن عدي الطائي كذاب وقد رايته.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حدثنا القاضي أبو حازم
عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن
طلاب المشعراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار. قالا:
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: الهيثم بن عدي ساقط قد كشف
قناعه.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت - يعني لأبي زرعة الرازي -
الهيثم بن عدي؟ قال: ليس بشئ.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: والهيثم بن عدي كانت له معرفة بأمور الناس وأخبراهم،
52

ولم يكن في الحديث بالقوي، ولا كانت له به معرفة وبعض الناس يحمل عليه في
صدقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد قال: قرئ
على العباس بن محمد قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: قالت جارية الهيثم: كان
مولاي يقوم عامة الليل يصلى، فإذا أصبح جلس يكذب.
أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد.
وأخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن الهيثم بن عدي فقال:
كذاب.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: هيثم بن عدي متروك الحديث.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدقاق،
حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي، حدثنا ميمون بن هارون الكاتب، عن أبي شبل
عاصم بن وهب الشاعر البصري قال: حدثني جماعة من أصحابنا أن أبا نواس صار في
حداثته إلى مجلس الهيثم بن عدي، فجلس والهيثم لا يعرفه، فلم يستدنه ولم يقرب
مجلسه، فقام محفظا، وتبين الهيثم في وثبته الغضب. فسأل عنه فأخبرنا باسمه فقال: إنا
لله، وهذه والله بلية لم أجنها على نفسي قوموا بنا إليه لنعتذر، فصار إليه فدق الباب
عليه، وتسمى له فقال ادخل، فدخل وإذا هو قاعد يصفي نبيذا له وقد أصلح بيته بما
يصلح به مثله، فقال: المعذرة إلى الله ثم إليك، لا والله ما عرفتك، وما الذنب إلا لك
حين لم تعرفنا بنفسك، فنقضي حقك، ونبلغ الواجب من برك، فأظهر له قبول
العذر، فقال له الهيثم ما استعهدك، من قول يسبق منك في، فقال: ما قد مضى فلا
حيلة فيه ولك الأمان فيما ويستأنف، قال: وما الذي مضى - جعلت فداك؟ قال: بيت مر، وأنا فيما ترى، قال: فتنشدنيه؟ فدافعه، فألح عليه، فأنشده:
إذ نسبت عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب
قال ميمون بن هارون: أنشدنا أبو شبل لأبي نواس في الهيثم - تمام هذه
الأبيات -:
53

الهيثم بن عدي في تلونه * في كل يوم له رحل على خشب
فما يزال أخا حل ومرتحل * إلى الموالي وأحيانا إلى العرب
له لسان يزجيه ليهجوهم * كأنه لم يزل يعدي على قشب
لله أنت فما قربى تهم بها * إلا اجتلبت لها الأنساب من كثب
إذا نسبت عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب
فعاد إليه الهيثم حين بلغته الأبيات فقال: يا سبحان الله أليس قد لقيتني وجعلت
لي عهدا أن لا تهجوني؟ فقال: وإنهم يقولون ما لا يفعلون.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان الصيرفي، أخبرنا أبي، حدثنا عثمان بن
محمد السمرقندي - بتنيس - حدثنا أبو أمية الطرسوسي قال: سنة ست ومائتين فيها
مات الهيثم بن عدي.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي
المروزي - إجازة - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني - حدثنا أحمد بن
سيار، حدثنا عبيد الله بن يحيى بن بكير قال: مات الهيثم بن عدي سنة ست
ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: سنة سبع ومائتين فيها
مات الهيثم بن عدي الطائي في أول المحرم بفم الصلح.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة سبع ومائتين فيها مات الهيثم بن عدي.
قلت: وقيل إنه بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
7393 - الهيثم بن عبد الرحمن:
حدث عن عمارة بن سيف الضبي. روى عنه إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا.
أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قال: حدثنا محمد
ابن عمرو بن البختري الرزاز، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر، حدثنا الهيثم بن
عبد الرحمن - بمدينة أبي جعفر - حدثنا عمار بن سيف عن عاصم، عن أبي عثمان،
عن جرير بن عبد الله قال: كنت أسير معه، فلما انتهينا إلى قطر بل قال: أي قرية
54

هذه؟ قلت: قطربل، قال: فضرب بطن فرسه حتى وقف بها ثم قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تبنى مدينة بين دجلة والدجيل وقطربل والصراة تجيء إليها خزائن
الأرض وجبابرتها، يخسف بأهلها، فلهى أسرع هويا بأهلها من الوتد الحديد في
الأرض الرخوة)) (1).
7394 - الهيثم بن عبد الغفار، الطائي:
من أهل البصرة قدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: كان يقدم علينا من البصرة رجل
يقال له الهيثم بن عبد الغفار الطائي، يحدثنا عن همام عن قتادة رأيه، وعن رجل يقال
له الربيع بن حبيب عن همام عن جابر بن يزيد، وعن رجاء بن أبي سلمة أحاديث،
وعن سعيد بن عبد العزيز، وكنا معجبين به. فحدثنا بشئ أنكرته - أو ارتبت به - ثم
لقيته فقال لي: ذاك الحديث اتركه - أو دعه - فقدمت على عبد الرحمن بن مهدي
فعرضت عليه بعض حديثه فقال: هذا رجل كذاب - أو قال هو غير ثقة - قال أبي
ولقيت الأقرع فذكرت له بعض هذا فقال: هذا حديث البراء عن قتادة - يعني
أحاديث همام - قلبها. قال: فخرقت حديثه وتركناه بعد. وقال في حديث آخر
عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار الطائي عن همام وغيره فقال:
هذا يضع الحديث.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن الحربي. قالا: أخبرنا عبد الله بن
عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي
ابن عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول: كان الهيثم بن عبد الغفار يروي عن همام
وعن هشام بن سعد أمرا عظيما، وعن زهير بن محمد كتبه، وكان أعلم الناس يقول
جابر بن زيد وكنا نكتب عنه، وكان شابا أسود الرأس واللحية، خرج إلى بغداد
فحدث واجتمع الناس عليه، وجاءوا إلى عبد الرحمن بن مهدي بأحاديث حدث بها،
فأذكرها عبد الرحمن. وتكلم فيه بشئ غمزه به فسقط وذهب حديثه.
قال: وسمعت أبي يقول: الهيثم بن عبد الغفار كتبت عنه أحاديث وخرجت عليها.
55

7395 - الهيثم بن جميل، أبو سهل:
نزل أنطاكية بأخرة وحدث عن مالك بن أنس، وزيد بن عياض بن جعدية، وزهير
ابن معاوية، وأبي عوانة، وعبد الله بن عمرو، وأبي الأحوص، وشريك بن عبد الله،
وعبد الله بن المثنى الأنصاري وجرير بن حازم وحسام بن مصك وحماد بن
سلمة، وعبد الله بن عمر العمري، وسفيان بن عيينة، وقيس بن الربيع، روى عنه
أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وفضل بن يعقوب الرخامي،
وسعدان بن يزيد، ومحمد بن عبد الله الزهيري، وأبو الوليد بن برد الأنطاكي،
وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا محمد بن
مخلد الدوري، حدثنا محمد بن عبد الله الزهيري، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا
قيس عن غيلان بن جامع عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن خزيمة بن
ثابت قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاتين بجمع بإقامة واحدة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: سمعت موسى بن داود يقول:
أفلس الهيثم بن جميل في طلب الحديث مرتين، وكان من أهل بغداد، تحول فنزل
أنطاكية حتى مات بها. وكان ثقة.
نقلت من أصل أبي الحسن بن رزقويه قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي - وذكر الهيثم بن جميل -
56

فقال: كان من أصحاب الحديث ببغداد هو أبو كامل، وأبو سلمة الخزاعي وكان
الهيثم أحفظ الثلاثة، وكان أبو كامل أتقن للحديث منه.
قلت: أبو كامل هو مظفر بن مدرك.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي ابن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال: الهيثم بن جميل ثقة صاحب سنة بغدادي سكن
أنطاكية.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال: سئل إبراهيم الحربي: ممن كان الهيثم بن جميل؟ فقال: كان من أبناء
خراسان، وكان ببغداد ثم انتقل إلى الشام وهو ثقة. فقيل لإبراهيم: كان صدوقا في
الحديث؟ قال: أما الصدق فلا يدفع.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: الهيثم بن جميل ثقة حافظ.
أخبرنا علي بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء، أخبرنا سفيان المصيصي قال: شهدت الهيثم بن جميل - وهو يموت
وقد سجى نحو القبلة - قال: فقامت جاريته تغمز رجله فقال: اغمزيها فإنه يعلم أنه ما
مشت إلى حرام قط.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا عبد الباقي بن قانع، أن الهيثم بن جميل
مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
7396 - الهيثم، أبو علي، صاحب معروف الكرخي:
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي محمد بن ماسي - وأنا أسمع - أخبركم
إبراهيم بن موسى الجوزي، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا الهيثم أبو علي - وكان من
أصحاب معروف - قال: جاء رجل إلى معروف. فقال: يا أبا محفوظ هذه عشرة
دنانير أرسل بها إليك فلان، قال: نعم فارددها عليه. قال: لا أفعل أتخوف أن يحدث
عليها شئ فأضمنها: ضعها في حجرك في حجرة. قال: فدخل سائل
يسأل فقال: ادفعها إليه، قال: كلها؟ قال: كلها قال: كلها قال: كلها. أيسرك
57

تدفعها إلى؟ قال: نعم! قال: فأنا أمرك أن تدفعها إلى هذا قال: فدفعها إليه فأخذها
وذهب.
7397 - الهيثم بن خارجة، أبو أحمد:
خراساني الأصل، سمع الليث بن سعد، ويعقوب القمي، والجراح بن مليح
البهراني، وإسماعيل بن عياش. روى عنه أحمد بن حنبل، وإسماعيل بن أبي
الحارث، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأحمد بن أبي
خيثمة، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
وإسحاق بن إبراهيم بن سفيان، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
قرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سمعت أبا يحيى - يعني - صاعقة - يقول: الهيثم بن خارجة
يكنى أبا يحيى.
قلت: كناه صاعقة أبا يحيى، وكناه الناس أبا أحمد.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الحافظ، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد قال: سمعت هشام بن عمار - وذكر
الهيثم بن خارجة - فقال: كنا نسميه شعبة الصغير. قال صالح: وكان أحمد بن حنبل
يثني عليه، وكان يتزهد وكان سيئ الخلق مع أصحاب الحديث. والهيثم بن خارجة
أصله من مرو الروذ وقع ببغداد.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: وسئل يحيى بن معين عن الهيثم بن خارجة فقال: ثقة.
58

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي إذا رضى عن انسان وكان عنده ثقة حدث عنه
وهو حي، فحدثنا عن الحكم بن موسى وهو حي، وعن هيثم بن خارجة، وأبي
الأحوص وخلف وشجاع، وهم احياء.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله قال:
الهيثم بن خارجة قال أحمد - يعني ابن حنبل - اكتب عنه فقد كتبت عنه.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أحمد الهيثم بن خارجة ليس به بأس.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: الهيثم بن خارجة يكنى أبا أحمد توفى في آخر
ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي قال: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات الهيثم بن خارجة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات
الهيثم بن خارجة في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وكان لا يخضب، وقد رأيته وما
كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمد قال: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها توفي الهيثم
ابن خارجة المحدث يوم الاثنين لثمان ليال بقين من ذي الحجة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: حدثني الجوهري وإسماعيل بن أبي الحارث قالا: رأينا الهيثم بن خارجة
أبا أحمد أبيض الرأس واللحية. مات ببغداد في المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين.
7398 - الهيثم بن خالد، أبو الحسن القرشي:
قال لي أبو نعيم الحافظ: هو بصري الأصل انتقل إلى بغداد، فنسب إليها. حدث
عن الهيثم بن جميل، ويزيد بن قيس، ويحيى بن صالح الوحاظي.
59

قلت: وحدث أيضا عن أبي خليفة موسى بن مسعود النهدي. روى عنه أبو بكر
ابن أبي الدنيا، وعلي بن الحسن بن سالم الأصبهاني، وغيرهما.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان،
حدثنا حمدان بن الهيثم، حدثنا الهيثم بن خالد البغدادي، حدثنا يحيى بن صالح
الوحاظي قال: حدثنا جميع بن ثوب، حدثنا يزيد بن حميد عن أبي أمامة عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث أميرا قال: ((أقصر الصلاة الكلام،
فإن من الكلام سحرا)) (1). (يعني في الجمعة) (2).
7399 - الهيثم بن خلف:
حدث عن جميل. روى عن عبدان بن محمد المروزي، وما أظنه إلا
الهيثم بن خالد الذي ذكرته آنفا، غير أن في الرواية الهيثم بن خلف بالفاء فالله أعلم.
أخبرنا البرقاني، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعدل الهروي - بها
- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن المنكدر المنكدري، حدثنا أبو
محمد عبدان بن محمد بن عيسى المروزي الفقيه، حدثنا الهيثم بن خلف - ببغداد -
حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن
ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أذن فهو يقيم)) (1).
قال عبدان: دخلت مع أحمد بن السكري على هذا الشيخ فسأله عن هذا الحديث
وسمعته منه واستغربه جدا.
7400 - الهيثم بن صفوان بن هبيرة، أبو علي:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو بكر بن الخنازيري.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثني أبو بكر
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيرفي - يعرف بابن الخنازيري -
60

حدثنا أبو علي الهيثم بن صفوان بن هبيرة - ببغداد - حدثنا أبي، عن ابن جريج
قال: وأخبرني محمد بن عجلان أن سعيد بن أبي سعيد أخبره عن أبي هريرة أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس
فليجلس، فإذا قام فليسلم، فإن الأولى لست بأحق من الآخرة)) (1).
7401 - هيثم بن سهل، التستري:
سكن بغداد وحدث بها عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وعبثر بن القاسم، وعلي ابن
مسهر، والمسيب بن شريك، وعمران بن عيينة، ومحمد بن فضيل بن غزوان،
ووكيع بن الجراح. روى عنه علي بن حماد الخشاب، وجعفر بن حمدان والد أبي
بكر بن مالك القطيعي، ومحمد بن يوسف بن سليمان الزيات، وأبو سعيد بن
الأعرابي، وغيرهم.
أخبرنا العتيقي، حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه الأصبهاني، أخبرنا
أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر البصري - بمكة - قال: حدثنا الهيثم بن
سهل - وسمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة، حدثنا حماد بن زيد،
حدثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال محمد صلى الله عليه وسلم: ((أما يخشى الذي يرفع
رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار)) (1) لم يرو حماد بن زيد عن محمد
ابن زياد سوى هذا الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا محمد
ابن القاسم ابن بنت كعب، حدثنا الهيثم - يعني ابن سهل التستري، قال: رأيت
حماد بن زيد جاء على حمار إلى دار قاروندا، وكان بزازا، فقام إليه شاب يقال له
عمارة القرشي ليأخذ بركابه لينزل، فقال: مه فقال تنفس على الأجر؟ قال: لا
ولكن أجلك. فقال عمارة: حدثني والدي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة
لا يستخف بحقهم إلا منافق بين النفاق، ذو الشيبة في الاسلام، ومعلم الخير، وإمام
عادل)) (2).
61

حدثني الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يذكر أن إسماعيل بن
إسحاق القاضي ضرب الهيثم بن سهل على تحديثه عن حماد بن زيد وأنكر عليه
ذلك.
وقال لي الصوري: توفى الهيثم بن سهل بعد سنة ستين ومائتين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: الهيثم بن سهل كان ضعيفا.
7402 - الهيثم بن خالد بن يزيد:
هروي الأصل. ينسب إلى ولاء والد عثمان بن عفان، وحدث عن هانئ بن
يحيى، وحجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وعبد الله بن عبد
الرحمن الواقعي، وموسى بن محمد المقدسي. روى عنه محمد بن محمد الباغندي،
ويحيى بن صاعد، وصالح بن أبي مقاتل، والقاضي المحاملي.
دفع إلى أحمد بن عبد الله المحاملي كتاب جده القاضي أبي عبد الله الحسين بن
إسماعيل بخطه فقرات فيه. ثم حدثني أبو محمد الخلال قال: حدثنا أمة الواحد
بنت الحسين بن إسماعيل المحاملي قالت: حدثني أبي، حدثنا هيثم بن خالد الهروي
مولى عثمان بن عفان، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن
سعيد عن عمرة عن أم سلمة. قالت: مر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ميته لسودة فقال: ((ألا انتفعتم
بإهابها، فإنه يحلها دباغها كما يحل خل الخمر)).
7403 - الهيثم بن خالد، أبو عمرو الكندي المراغي:
حدث ببغداد عن عبد الله بن عمر الأصبهاني أخي رسته. روي عنه محمد بن
مخلد.
أخبرني محمد بن طلحة الكتاني، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا الهيثم بن خالد - أبو عمرو المراغي الكندي كتبت عنه عند عبد الله بن
أحمد بن حنبل - قال: حدثنا عبد الله بن عمر الأصبهاني أخو رسته، حدثنا
62

عبد الله بن محمد بن أبي الوضاح عن الحسن في تفسير هذه الآية: (إنا عرضنا
الأمانة على السماوات والأرض والجبال) (الأحزاب 72) فقال الحسن: إن أقواما
غدوا في المطارف العتاق، والعمائم الرقاق يطلبون الإمارات يتعرضون للبلاء، وهم
منه في عافية، حتى إذا أصابوها خافوا من فوقهم من أهل العقد، وظلموا بها من
تحتهم من أهل العهد، هزلوا بها دينهم، وسمنوا بها براذينهم، ووسعوا بها دورهم،
وضيقوا بها قبورهم، ألم ترهم قد جددوا الثياب، وأخلقوا الدين؟ يتكئ أحدهم على
يمينه فيأكل من غير طعامه، طعامه غصب، وخدمه سخرة، يدعو بحلو بعد حامض،
ورطب بعد يابس، حتى إذا أخذته الكظة تجشأ من البشم. ثم قال: يا جارية هاتي
خاطوما هاتي ما يهضم الطعام. يا أحمق، لا والله! إن يهضم إلا دينك، أين جارك،
أين يتيمك، أين مسكينك، أين ما أوصى الله به؟.
7404 - الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد، أبو محمد
الدوري:
سمع إسحاق بن موسى الأنصاري، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعثمان بن أبي
شيبة ومحمود بن غيلان، وعبد الاعلى بن حماد، ومحمد بن يوسف الغضيفي،
ومحمد بن حميد الرازي، روى عنه الشافعي، وعثمان بن أحمد بن سمعان
الرزاز، عبد العزيز بن جعفر الحرقي، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وعلي بن
محمد بن لؤلؤ الوراق، وغيرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: الهيثم بن خلف الدوري كان أحد
الاثبات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
مات هيثم الدوري سنة سبع وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - أن الهيثم بن خلف الدوري مات يوم الخميس في صفر من سنة سبع
وثلاثمائة.
63

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سنة سبع
وثلاثمائة توفي الهيثم الدوري في شهر ربيع الأول منها فلم يغير شيبه، وكان كثير
الحديث جدا ضابطا لكتابه.
7405 - الهيثم بن جابر بن الهيثم، أبو القاسم البصري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم عليهم من البصرة في سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة، وحدثهم عن هشام بن علي السيرافي. قال: توفي بالبصرة في سنة أربعين.
ذكر من اسمه هاشم
7406 - هاشم بن القاسم، أبو النضر الكناني:
من بني ليث بن كنانة من أنفسهم خراساني الأصل، سمع شعبة من الحجاج،
وشيبان بن عبد الرحمن، وسليمان بن المغيرة، وعبد الرحمن المسعودي، وأبا مالك
النخعي، وليث بن سعد، وزهير بن معاوية، وعبيد الله الأشجعي، روى عنه أحمد بن
حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسحاق
الصاغاني، وعباس الدوري ومحمد بن عبيد الله المنادي، ويعقوب بن شيبة، والحسن
ابن مكرم، وأحمد بن الخليل البرجلاني، والحارث بن أبي أسامة، وكان يلقب
قيصرا.
64

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الكناني من بني ليث من
أنفسهم وهو من أهل خراسان يلقب قيصرا - وإنما لقب بقيصر إن نصر بن مالك بن
الهيثم الخزاعي وكان على شرطة هارون الرشيد دخل الحمام في وقت صلاة العصر.
وقال للمؤذن لا تقم الصلاة حتى أخرج. فجاء أبو النضر إلى المسجد وقد أذن المؤذن،
فقال له أبو النضر: مالك لا تقيم الصلاة؟ قال: أنتظر نصرا، فقال له أبو النضر أقم،
فأقام الصلاة، فصلوا فلما جاء نصر بن مالك قال للمؤذن: ألم أقل لك لا تقم حتى
أخرج؟ قال: لم يدعني هاشم بن القاسم وقال لي أقم، فقال نصر: ليس هذا هاشم،
هذا قيصر، تمثل بملك الروم فبقى هذا اللقب على أبي النضر.
وقال الحارث: كان أحمد بن حنبل يقول: أبو النضر شيخنا من الآمرين بالمعروف
والناهين عن المنكر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: قال أبو النضر ولدت سنة أربع
وثلاثين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا عبد الله بن جعفر
القزويني قال: سمعت علي بن سهل بن المغيرة قال: قال لي أبو نعيم: أما يتقي الله
قيصر يحدث عن الأشجعي بكتاب سفيان؟ يعني بقيصر أبا النضر.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أول ما كتبنا
عن أبي النضر - هاشم بن القاسم - قال: إن عندي كتابا لشعبة نحوا من ثمانمائة
حديث، سألت عنها شعبة فحدثنا بها، وقال: عندي غير هذه لست أجترئ عليها،
ثم حضرناه من بعد تلك الأحاديث الباقية، فكان يقول فيها حدثنا شعبة -
والحديث فتنة، وكانت نحوا من أربعة آلاف. كذا قال يحيى.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت - يعنى ليحيى
ابن معين - فهاشم بن القاسم ما حاله؟ فقال: ثقة.
65

أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
قال: سمعت أحمد بن منصور الرمادي يقول: اجتمعت ليلة مع محمد بن مسلم بن
وارة فذكرنا أصحاب شعبة فقلت أنا: أبو النضر أثبت من وهب بن جرير. وقال هو:
وهب بن جرير أثبت، فغدونا على أبي عبد الله أحمد بن حنبل. فقال: أبو النضر
كتب عن شعبة إملاء.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرني
محمد بن علي، حدثنا مهنى قال: سمعت أحمد يقول: أبو النضر أثبت من شاذان.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وأبو النضر هاشم بن القاسم من الأبناء يسكن بغداد ثقة صاحب سنة، وكان
أهل بغداد يفخرون به.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا الحارث
ابن محمد، حدثنا محمد بن واضح - وغيره - أن رجلا جاء إلى أبي النضر فسأله أن
يكلم له عبد الله بن مالك، فقال له أبو النضر: قد مضيت إليه مع رجل وسألته له
فاعتذر. وقال: فقال الرجل لأبي النضر: لعل ذاك لم يرزق وأنا أرزق، فثقل على أبي
النضر العود إلى عبد الله بن مالك فأشار إلى وجهه وقال: أخلقه ليوم تجدد فيه الوجوه.
وأخبرنا النرسي، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا الحارث قال: مات أبو النضر
ببغداد سنة سبع ومائتين.
أخبرنا ابن القطان، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي قال: سنة سبع ومائتين فيها مات هاشم بن القاسم.
قلت: وذكر محمد بن جرير الطبري أنه دفن في مقابر عبد الله بن مالك بالجانب
الشرقي.
7407 - هاشم بن الحارث، أبو محمد المروروذي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين. روى عنه أبو
بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن علي السمسار، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة.
66

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد بن علي بن
شعيب، حدثنا هاشم بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد عن عدي بن
ثابت عن زر بن حبيش عن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق:
((شغلونا عن صلاة العصر لم نصلها حتى غابت الشمس ملأ الله قبورهم نارا - أو
بيوتهم نارا)) (1).
أنبأنا ابن رزق، أنبأنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون
قال:
وأخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي:
مات هاشم بن الحارث سنة أربع وثلاثين. قال موسى: ببغداد، وقال البغوي: وقد
كتبت عنه.
7408 - هاشم بن الوليد بن خالد بن محمد بن خالد بن بحران، مولى علي ابن
أبي طالب، يكنى أبا طالب:
من أهل هراة قدم بغداد وحدث بها عن فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة،
ومسلم بن خالد، ويحيى بن سليم، وأبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عياش، وعرعرة
ابن البرند، وأبي معاوية الضرير، والنضر بن شميل ويحيى بن سعيد القطان، وأبي
حفص العبدي. روى عنه إسحاق بن الحسن الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبيد
ابن محمد بن خلف البزار، ومحمد بن بشر بن مطر، وأحمد بن الحسن بن الجعد،
ومحمد بن هارون بن المجدر، وكان ثقة.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان قال: حدثنا محمد بن بشر بن مطر، حدثنا أبو طالب الهروي هاشم بن الوليد، حدثنا أبو بكر بن عياش قال: قال عاصم قال: قال زر: قال
عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعلكم تدركون قوما يؤخرون الصلاة، فإن
أدركتموهم فصلوا في بيوتكم للوقت الذي تعرفون، وصلوا معهم واجعلوها
سبحة)) (1).
67

وأخبرنا عبد الملك، أخبرنا أبو سهل، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا أبو طالب،
حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قيل
لهاشم عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أي والله، مثله.
أخبرنا الصيمري، حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، حدثنا أبو بكر القاضي
محمد بن عمر الجعابي قال: وأبو طالب هاشم بن الوليد بن خالد بن محمد بن خالد
ابن بحران مولى علي بن أبي طالب من أهل هراة قدم بغداد فكتبوا عنه.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي حامد الحسنوني حدثكم أبو جعفر السامي
وهو محمد بن عبد الرحمن الهروي قال: مات هاشم بن الوليد أبو طالب الهروي
سنة أربعين. 7409 - هاشم بن سعيد بن سعد بن عبد الله بن سيف بن حبيب، السمسار:
حدث عن الحسين بن علوان الكلبي، وسعيد بن رزين، روى عنه ابنه القاسم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
محمد بن القاسم بن هاشم بن سعيد السمسار، حدثنا أبي عن جندي قال: حدثنا
الحسين بن علوان، حدثنا سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمى الله على وضوئه لم يزل كاتباه يكتبان له الحسنات
حتى يحدث)) (1). 7410 - هاشم بن عبد العزيز المخرمي:
حدث عن روح بن عبادة. روى عنه أبو لبيد السامي السرخسي.
أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي - بمكة - قالت: حدثنا أبو علي زاهر
ابن أحمد الفقيه - بسرخس - حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي، حدثنا هاشم
ابن عبد العزيز المخرمي، حدثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي
التياح، عن المغيرة بن سبيع، عن عمرو بن حريث، عن أبي بكر الصديق قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج الدجال من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن
وجوههم المجان المطرقة)) (1).
68

أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن المعدل - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني، حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله المقرئ ومحمد بن عبيد الله المنادي والحارث
ابن محمد بن أبي أسامة، وأحمد بن عبيد الله النرسي. قالوا: حدثنا روح بن عبادة
بإسناده نحوه.
7411 - هاشم بن محمد بن هارون بن عبد الله بن مالك، أبو خلف
الخزاعي:
حدث عن عباس بن الفرج الرياشي، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي. روى عنه
أحمد بن جعفر بن سلم، ومحمد بن أحمد بن حماد بن المتيم.
وبلغني أنه مات في يوم السبت لعشر بقين من رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
7412 - هاشم بن القاسم بن هاشم بن عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
سمع الزبير بن بكار الزبيري، وعلي بن عبد الله بن معاوية الشريحي، وعباس بن
يزيد البحراني وأبا حاتم الرازي. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ. وأبو بكر
ابن شاذان ويوسف بن عمر القواس، وكان ثقة.
أخبرني الخلال، حدثنا القواس قال: هاشم بن القاسم بن هاشم الهاشمي،
كان يقال له راهب بني هاشم.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا العباس هاشما مات
بسر من رأى في جمادى الآخرة من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
7413 - هاشم بن مسرور بن عبد الله، أبو بكر المؤدب:
حدث عن أبي العباس المبرد. روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن نصر العطار، وأحمد بن محمد العتيقي - قال
العتيقي: حدثنا وقال الآخر: أخبرنا - علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو بكر هاشم بن
مسرور بن عبد الله المؤدب، حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر النحوي،
حدثنا أبو عثمان المازني، حدثنا محبوب بن الحسن عن الكلبي عن أبي صالح في قول
الله عز وجل: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا
69

بالمعروف ونهوا عن المنكر) (الحج 41) قال: هم بنو هاشم، ثم قلت: من مضى
منهم أم من بقى؟ قال: من مضى منهم ومن بقى. قال العتيقي: قال علي بن عمر: ما
كتبناه إلا عن هذا الشيخ.
ذكر من اسمه هبة الله
7414 - هبة الله بن عبد الوهاب بن محمد بن عبيد الله بن المهدي، أبو
محمد بن أبي تمام الهاشمي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن أبي شعيب الحراني في سنة ثلاث وثلاثين
وثلاثمائة.
7415 - هبة الله بن جعفر بن الهيثم بن القاسم، أبو القاسم المقرئ:
حدث عن موسى بن هارون الحافظ، وأحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز،
وأحمد بن الصلت الحماني، وغيرهم. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا هبة الله بن جعفر بن الهيثم بن القاسم
المقرئ - من لفظه في منزله بدرب الخوارزمية عند باب الكوفة في المحرم سنة خمسين
وثلاثمائة - حدثنا موسى بن هارون، حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا مطيع
الغزال قال: سمعت عبد الملك بن عمير النخعي يذكر عن ابن عباس - وكان قد
أدركه - قال: كان ينبذ للنبي صلى الله عليه وسلم من الليل فيشربه من الغد، ومن بعد الغد. فإذا كان
المساء إن كان في الاناء شئ أمر به فأهريق.
قرأت في كتاب ابن الثلاج - بخطه - توفي هبة الله بن جعفر المقرئ في صفر سنة
خمسين وثلاثمائة.
7416 - هبة الله بن محمد بن حبش، أبو الحسين الفراء (1):
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبا العباس الكديمي، وإبراهيم بن إسحاق
الحربي، وأحمد بن يحيى السوطي، وأحمد بن علي الخراز، وعبد الله بن أحمد بن
70

حنبل، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن عبد بن عامر
السمرقندي. وغيرهم. حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو القاسم عبد الواحد بن
محمد بن أبي عمرو القاضي، وكان ثقة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الحسين هبة الله بن محمد بن حبش الفراء
ليلة الأحد، ودفن يوم الأحد، لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة خمسين
وثلاثمائة، ومولده في سنة سبعين ومائتين.
7417 - هبة الله بن سلامة، أبو القاسم الضرير المفسر:
كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكان له حلقه في جامع المنصور. وقد سمع
الحديث من أبي بكر بن مالك القطيعي وغيره.
ذكر لي أبو عبد الله الحسين بن محمد الرقي أنه سمع منه حديثا، وتوفي يوم
الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء العاشر من رجب سنة عشر وأربعمائة في مقبرة جامع
المنصور.
7418 - هبة الله بن الحسن بن منصور، أبو القاسم الرازي، طبري الأصل،
ويعرف باللالكائي:
قدم بغداد فاستوطنها ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الإسفرييني وسمع
عيسى بن علي الوزير، وأبا طاهر المخلص، وأبا الحسن بن الجندي وطبقتهم
ومن بعدهم. وكان قد سمع بالري من جعفر بن عبد الله الفناكي، وعلي بن محمد
ابن عمر القصار، والعلاء الروياني، وغيرهم. كتبنا عنه وكان يفهم
ويحفظ. وصنف كتابا في السنن، وكتابا في معرفة أسماء من في الصحيحين وكتابا في
شرح السنة، وغير ذلك. وعاجلته المنية فلم ينشر عنه كثير شئ من الحديث.
حدثني البرقاني قال: جاءني هبة الله الطبري يوما نصف النهار فقال لي ذكر أبو
مسعود الدمشقي في تعليقه أن مسلما أخرج في الصحيح حديث أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافق ثلاث)) من طريق إسماعيل بن جعفر عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة، فأريد أن تخرجه لي من كتابك، قال البرقاني: فنظرت في صحيحي فرأيت
71

مكان الحديث مبيضا فقلت له: ليس الحديث عندي. فقال هبة الله: قد غلط أبو
مسعود في ترجمته، وإنما هذا الحديث عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه،
عن أبي هريرة، وأبو سهيل هو نافع بن مالك. قال البرقاني: فنظرت فإذا الأمر على
ما قال. قال البرقاني: وقد غلط خلف الواسطي أيضا في تعليقه، ذكر حديثا آخر بهذا
الإسناد وجعله في ترجمة إسماعيل بن جعفر عن سهيل وإنما هو عن أبي سهيل.
مات هبة الله الطبري بالدينور، وكان خرج إليها لحاجة له فتوفي يوم الثلاثاء لست
خلون من شهر رمضان سنة ثمان وأربعمائة.
حدثني علي بن الحسين العكبري قال: رأيت أبا القاسم هبة الله بن الحسن الطبري
في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ فكأني به قال كلمة خفية
يقول: بالسنة.
7419 - هبة الله بن الحسن، أبو الحسين، المعروف بالحاجب:
كان من أهل الفضل والأدب متدينا مواظبا على الجمعات، وكا شاعرا مليح
الشعر. أنشدني لنفسه:
مل ليلة سلك الزما * ن. بطيبها في كل مسلك
إذا أرتعي روض المسر * ة مدركا ما ليس يدرك
والبدر قد فضح الظلا * م، فستره فيه مهتك
وكأنما زهر النجوم * م بلمعها شعل تحرك
والغيم أحيانا يلو * ح، كأنه ثوب ممسك
وكأن تجعيد الريا * ح، لدجلة ثوب مفرك
وكان نشر المسك سف - * - ح في النسيم إذا تحرك
وكأنما المنثور مصف - * - ح الذرى ذهب مشبك
والنور يبسم في الريا * ض، فإن نظرت إليه سرك
شارطت نفسي أن أقو * م بحقها والشرط أملك
حتى تولى الليل من - * - هزما وجاء الصبح يضحك
واه الفتى، لو أنه * في ظل طيب العيش يترك
والدهر يحسب عمره * فإذا أتاه الشيب فذلك
72

مات الحاجب أبو الحسين هبة الله بن الحسن فجأة في آخر شهر رمضان من سنة
ثمان وعشرين وأربعمائة.
7420 - هبة الله بن محمد بن علي، أبو رجاء الشيرازي (1) الكاتب:
قدم بغداد في أيام أبي الحسين بن بشران فسمع منه ومن أبي الفضل القطان
وغيرهما من شيوخ ذلك الوقت، وكن قد سمع بأصبهان من أبي سعيد محمد بن علي
النقاش، وعلي بن محمد بن أحمد بن نميلة الفقيه، وسمع أيضا من الفضل بن
عبيد الله الأردستاني، ومن الحسن بن أحمد بن الليث الحافظ صاحب أبي العباس
الأصم. علقت عنه شيئا يسيرا وكان ثقة يفهم، وخرج من عندنا إلى مصر فسكنها
إلى أن توفي بها. وكانت وفاته - على ما بلغنا ونحن بمكة - في سلخ صفر من سنة
خمس وأربعين وأربعمائة.
7421 - هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين بن أحمد، أبو
الفضل، المعروف بالمأموني:
سمع أبا طاهر المخلص. كتبت عنه وكان لا بأس به، يسكن قطيعة عيسى بن علي
الهاشمي.
أخبرنا أبو الفضل المأموني، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص،
حدثنا عبد الله بن عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد بن الفرج - مولى بني هاشم -
حدثنا محمد بن الزبرقان، حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان، عن سلمان
قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال: ((أكثر جنود الله لا آكلة ولا أحرمه)) (1).
مات المأموني في يوم السبت الرابع من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربعمائة.
7422 - هبة الله بن علي بن محمد بن الطيب بن الحاز، أبو الفتح القرشي
الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن القاضي أبي عبد لله بن الهرواني، ومحمد بن جعفر
ابن النجار. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
73

أخبرنا هبة الله بن علي أبو الفتح، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد
التيمي النحوي - بالكوفة - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي،
حدثنا عباد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن الفضل عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن تعتري الحدة أحدا من أمتي الا خيارها)).
سألت أبا الفتح عن مولده فقال: في سنة إحدى - أو اثنتين - وتسعين وثلاثمائة،
شك في ذلك.
ذكر من اسمه هلال
7423 - هلال بن خباب، أبو العلاء مولى زيد بن صوحان العبدي:
وهو بصري سكن المدائن وحدث بها عن أبي جحيفة السوائي، وسعيد بن جبير،
وعكرمة مولى ابن عباس، ويحيى بن جعدة. روى عنه مسعر بن كدام، وسفيان
الثوري، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وعباد بن العوام، ويحيى بن نصر بن حاجب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو
نعيم قال: حدثنا سفيان عن هلال بن خباب - كان ينزل المدائن ثقة إلا أنه تغير -
عمل فيه السن.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
74

الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن
حنبل قيل له هلال بن خباب؟ قال: شيخ ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين عن هلال بن خباب فقال: ثقة.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن هلال بن خباب،
وقلت إن يحيى القطان زعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط؟ فقال يحيى: لا، ما
اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: ثقة هو؟ قال: ثقة مأمون.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أحمد - هو
الإصطخري - قال: قرئ على العباس بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن هلال
ابن خباب فقال: مدائني ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس
قال: سمعت ابن عمار يقول: هلال بن خباب كوفي ثقة، وكان هنا بالموصل، وولده
هنا بالموصل، ويونس بن خباب هو أخوه ضعيف.
قلت: وقد وهم محمد بن عبد الله بن عمار في قوله: إن يونس بن خباب أخو
هلال بن خباب، لأنا لا نعلم بينهما مناسبة. وزعم إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أن
هلال بن خباب، ويونس بن خباب، وصالح بن خباب، الذي حدث عنه الأعمش
ثلاثتهم إخوة، ووهم الجوزجاني أيضا في ذلك.
أخبرنا الصيمري، حدثني علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هلال بن خباب
ثقة ليس بينه وبين يونس بن خباب رحم.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: كان يونس بن
خباب ينزل فارس، وكان كوفيا، وهلال بن خباب مدائني ثقة، فليس بينه وبين هذا
قرابة.
75

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال أبو العلاء: هلال بن خباب ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: هلال بن خباب كان أصله من البصرة،
ثم نزل المدائن ومات بها في آخر سنة أربع وأربعين ومائة.
7424 - هلال بن النجم بن هلال بن عصام، أبو النجم الباهلي:
حدث عن أبي قلابة الرقاشي. روى عنه الدارقطني.
أخبرني محمد بن عبد الملك، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو النجم هلال
ابن النجم بن هلال بن عاصم الباهلي، حدثنا أبو قلابة، حدثني خداش بن الدحداح،
حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو يونس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الحرب
خدعة)) (1).
7425 - هلال بن عمر، الصريفيني:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي. سمع منه صاحبانا
محمد بن الحسن بن العباس الكرخي، والحسين بن محمد الوني.
7426 - هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهويه بن
مهيار بن المرزبان، أبو الفتح الحفار:
قرأت نسبه هذا بخطه. سمع الحسين بن يحيى بن عياش القطان، وإسماعيل بن
محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وعلي بن محمد المصري، وأبا عمرو بن
السماك، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، ومحمد بن جعفر الأدمي القارئ،
وحمزة بن محمد الدهقان، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبا علي بن الصواف،
وأحمد بن يوسف بن خلاد. كتبنا عنه وكان صدوقا ينزل بالجانب الشرقي قريبا من
الحطابين.
وسألته عن مولده فقال: ولد في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وعشرين
وثلاثمائة بعد قتل المقتدر بسنة ونصف، لأن المقتدر قتل في سنة عشرين.
76

مات هلال الحفار في يوم الجمعة الثالث من صفر سنة أربع عشرة وأربعمائة.
7427 - هلال بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله الطيبي، مؤدبي:
سكن بغداد وحدث بها عن ابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل
الوراق، وأبى محمد بن الجرادي. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وبلغني أن
قوما قرأوا عليه بآخرة شيئا عن أبي بكر الشافعي، وما عرفت الحال في ذلك،
فالله أعلم.
مات مؤدبي أبو عبد الله الطيبي في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
7428 - هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال، أبو الحسين الكاتب:
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، وعلي بن عيسى الرماني،
وأبا بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز. كتبنا عنه وكان صدوقا. وجده هو أبو
إسحاق الصابئ صاحب الرسائل. وكان أبوه المحسن صائبا أيضا، وأما أبو الحسين
فأسلم بأخرة وسمع من العلماء في حال كفره، لأنه كان يطلب الأدب.
وسألته عن مولده فقال: في شوال من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الخميس، ودفن يوم الخميس السابع عشر من شهر رمضان سنة
ثمان وأربعين وأربعمائة.
ذكر من اسمه الهذيل
7429 - هذيل بن بلال، أبو البهلول الفزاري المدائني:
حدث عن نافع مولى عبد الله بن عمر، وعبد الملك بن أبي محذورة، وعبد الله
ابن عبيد بن عمير، وهشام بن خالد بن الوليد. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي،
وأبو داود الطيالسي، والهيثم بن جميل، والحسين بن محمد المروزي، وعبد الصمد
ابن النعمان، وخلف بن الوليد، وسعيد بن سليمان الواسطي، ومنصور بن أبي
مزاحم، ومحمد بن سليمان لوين.
77

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
عبد الله بن أحمد، حدثنا منصور بن بشير، حدثنا أبو البهلول الهذيل بن بلال عن
عبد الملك بن أبي محذروة عن أبيه قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان لنا ولموالينا،
والسقاية لبني هاشم، والحجابة لبني عبد الدار.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق.
وحدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قيل لأبي عبد الله أحمد
ابن حنبل: هذيل بن بلال كيف هو؟ قال: ما أرى به بأسا.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح قال: الهذيل بن بلال الفزاري قال
لي أحمد ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال
ابن عمار: الهذيل أبو البهلول مدائني صالح.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الحافظ، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال: سمعت سعدويه يقول:
لم أغرم في الحديث إلا درهمين، وركبت بهما زورقا إلى المدائن إلى هذيل بن بلال
الفزاري فلم يبارك لي فيه، كان ضعيفا. حدثنا عن نافع مولى ابن عمر قال: سمعت
أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاء إلى الجمعة فليغتسل)) قال: وسمعت
هذيلا - خرب الله بيته - يقول: رأيت زر بن حبيش. قال صالح كأنه أنكر ذلك عليه.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: وذكر يحيى بن معين الهذيل بن بلال الفزاري فقال:
مدائني ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الهذيل بن بلال ليس بشئ،
وكان ينزل المدائن.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: الهذيل بن بلال الفزاري كان ضعيفا في الحديث
78

أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سألت أبا زرعة عن الهذيل بن بلال
فقال: ليس بالقوي.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن هذيل بن بلال فقال: قال سعدويه:
رحلت إليه فبطلت رحلتي، وضاعت نفقتي، ووهاه أبو داود.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: هذيل بن بلال ضعيف مدائني.
7430 - الهذيل بن ميمون، الجعفي:
من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن مطرح بن يزيد السامي، ويحيى بن أبي
أنيسة الجزري، وزكريا بن أبي زائدة الكوفي. روى عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن
الصباح الجرجرائي.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو الهذيل بن ميمون الكوفة الجعفي - كان
يجلس في مسجد المدينة يعنى مدينة أبي جعفر - قال عبد الله: هذا شيخ قديم يروي
عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يدي فقلت: ما
هذا؟ قال: بلال، فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين، ولم
أر فيها أحدا أقل من الأغنياء والنساء، قيل لي أما الأغنياء فهم ههنا بالباب يحاسبون
ويمحصون، وأما النساء فألهاهم الأحمران الذهب والحرير. قال: ثم خرجنا من أحد
أبواب الجنة فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة
فرجحت بها، ثم أتى بأبي بكر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتي فوضعوا فرجح أبو
بكر، ثم أتى بعمر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتي فوضعوا، فرجح عمر، وعرضت
على أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف، ثم جاء بعد
الأياس فقلت: عبد الرحمن؟ فقال: بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق
ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدا، إلا بعد المشيبات. قال: وما ذاك؟
قال: من كثرة مالي، أحاسب فأمحص)) (1).
79

7431 - الهذيل بن حبيب، أبو صالح الدنداني:
حدث عن حمزة بن حبيب الزيات. روى عن مقاتل بن سليمان كتاب التفسير.
حدث عنه ثابت بن يعقوب التوزي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر. أخبرنا عبد الخالق بن الحسن المعدل قال: قال عبد الله
ابن ثابت - وهو المقرئ التوزي - رأيت في كتاب أبي مكتوبا: سمعت هذا الكتاب
من أوله إلى آخره - يعني كتاب التفسير - من هذيل أبى صالح عن مقاتل بن سليمان
ببغداد في درب السدرة بالمدينة في سنة تسعين ومائة.
7432 - الهذيل بن عمير بن أبي العريف، الهمذاني الكوفي:
وهو أخو محمد بن عمير. قدم بغداد وحدث بها عن يعقوب بن عبد الله
القمي، وموسى بن هلال النخعي، وعبد الله بن المبارك. روى عنه محمد بن خلف
الحدادي.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد
ابن خلف، حدثنا الهذيل بن عمير بن أبي العريف الهمذاني، حدثنا يعقوب القمي
عن حفص بن حميد، عن أبي المرفع قال: أتينا عثمان بن عمرو بن أبي العاص فسألناه
أن يحدثنا بما حدث به إخواننا من أهل الكوفة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام، المقهورون
المستأثر عليهم المتقي بهم ما يكره)) (1).
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى،
أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو بكر محمد بن خلف الحدادي قال:
حدثنا الهذيل بن عمير بن أبي العريف - كوفي ثقة مرضى - قال: حدثنا موسى بن
هلال النخعي، حدثنا أبو إسحاق عن هبيرة بن يريم عن علي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((إن أخوف ما أخاف على أمتي النساء والخمر)) (2).
80

قال السراج: سمعت أبا بكر بن خلف يقول: الهذيل بن عمير أخو محمد بن
عمير قدم علينا بغداد، صدوق إلا أنه يتشيع، مات سنة خمس عشرة - أو ست عشرة -
ومائتين.
ذكر من اسمه همام
7433 - همام بن إدريس بن محمد بن جعفر، أبو سعد البخاري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي شهاب معمر بن محمد البلخي، والحسن بن
سهيل بن أبان البصري، وغيرهما. روى عنه أحمد بجعفر بن محمد بن الخلال،
وعلي بن عمر السكري.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد المطرز، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
الفرج الخلال المقرئ، حدثنا أبو سعيد همام بن إدريس بن محمد البخاري - قدم
حاجا - حدثنا أبو عمر الحسين بن عمرو قال: سمعت وكيعا يقول: روى شعبة
حديثا فقال له إنك مخالف في هذا الحديث، فقال: من يخالفني؟ قالوا: سفيان، قال:
دعوه سفيان أحفظ مني.
7434 - همام بن الصقر، أبو علي الموصلي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن العباس بن الفضل بن الخياط، حدثنا عنه
العتيقي وسألته عنه فقال: كان ثقة ينزل بغداد.
ذكر الأسماء المفردة في هذ الباب
7435 - الهياج بن بسطام، أبو بسطام - وقيل: أبو خالد، وقيل: أبو يحيى -
التميمي الحنظلي الهروي:
رحل إلى العراق وسمع علماء عصره، مثل يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند،
81

وعبد الله بن عون، ويزيد بن كيسان، وإسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سليم،
وسعيد الجريري، وهشام الدستوائي، وعوف الأعرابي، وحسين بن ذكوان المعلم،
وحبيب بن أبي العالية، وأبي حنيفة الفقيه، روى عنه ابنه خالد، وغيره من
الخراسانيين، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها يحيى بن أبي بكير، وداود
ابن عمرو، ومحمد بن بكار الريان، وإسماعيل بن عيسى العطار، وعلي بن أبي
هاشم طبراخ، ويحيى بن يوسف الزمي، وحدث عنه أيضا زافر بن سليمان
القوهستاني، ومعلى بن منصور الرازي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن
عبد الله الهروي.
أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف، أخبرنا عمر بن محمد بن علي
الناقد، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي،
حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا الهياج بن بسطام التميمي، أخبرنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال:
إني لعلي أنهاكم عن أشياء تصلح لكم، وآمركم بأشياء لا تصلح لكم، وإن من آخر
القرآن نزولا آية الربا، وإنه قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينها لنا، فدعوا ما يريبكم
إلى ما لا يريبكم.
أخبرنا محمد بن عمرو بن بكير المقرئ، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد الصفار
الهروي، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين، أخبرنا محمد بن عبد
الرحمن - هو السامي - حدثنا خالد بن الهياج بن بسطام، حدثنا أبي الهياج بن
بسطام أبو بسطام قال: حدثنا ابن ياسين.
وسمعت يزيد بن خالد ابن ابنة الهياج ويذكر عن أهل بيته أن كنيته الهياج بن
بسطام أبو خالد. قال: وأخبرنا علي بن عبد العزيز - بمكة - قال: حدثنا إبراهيم بن
عبد الله الهروي، حدثنا الهياج بن بسطام الهروي أبو يحيى.
82

قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن القزاز -
بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي الهروي، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد
ابن ياسين الهروي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت أبا الهذيل خالد بن
الهياج يقول: أنا خالد بن الهياج بن بسطام بن الهياج بن عمران بن الفضيل بن عابد
ابن قنبرة بن عجر بن همس بن غالب بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر
ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قلت: وكان خالد بن الهياج يروي عن أبيه عن جده أن عمران بن الفضيل أبا
الهياج وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأقام بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازما له إلى أن مات،
وأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه ودفنه بيده.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، أخبرنا أحمد بن
محمد بن ياسين قال: سمعت محمد بن عاصم يقول: سمعت أبي يحكيه عن أبيه
قال: حج الهياج بن بسطام معنا، فلما أن قدمنا بغداد حدث الناس، اجتمع عليه من
الخلائق ما لا يصحون، فلما أراد الخروج مع الناس قال أصحاب الحديث: فنى ما في
جراب الخراساني فهو يهرب، ففاسخ الكرى وأقام فيهم أشهرا يحدثهم.
قال ابن ياسين: وسمعت الحسين بن إدريس يحكي هذه الحكاية.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد بن
محمد بن ياسين قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القريشي يقول: سمعت محمد بن سعيد بن هناد يقول: سمعت أبي يقول: ما رأيت محدثا أفصح
لسانا من الهياج بن بسطام الحنظلي ولقد حدث بالعراق واجتمع عليه مائة ألف من
الناس يتعجبون من فصاحته يكتبون عنه. قال أبي: فكنت عند جرير بن عبد الحميد
وكنت مقدما عنده فذكرت له الهياج فقلت له: أكنت تراه عند المحدثين؟ فقال:
كنت أراه عند ليث بن أبي سليم، وكان نبيل الطيلسان ما علمته.
وقال ابن ياسين: سمعت يوسف بن إدريس يحكي عن أحمد بن جرير قال:
سمعت ابن مكي بن إبراهيم يقول: قال المكي بن إبراهيم: ما علمنا الهياج إلا ثقة
صادقا عالما، وكانت فتيا بغداد عليه ما كان بها، ومحدثهم، لم يجتمع بغداد على أحد
ما اجتمع عليه، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانا.
83

قال: وسمعت المكي يقول: فتيا بغداد كانت إلى الهياج، وكان فقيها أديب
النفس.
وقال ابن ياسين: سمعت الفضل بن عبد الله يقول: سمعت مالك بن سليمان
يقول: كان الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع
الناس، وأكمل الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس في دين الله عز وجل.
وقال: سمعت الفضل بن عبد الله يقول: سمعت مالك بن سليمان يقول: كنا
نكتب عن الهياج بن بسطام، فكلما فرغنا من الحديث دعا بالوضوء والخوان، فلم
يدع أحدا منا شاء أو أبى حتى أكلنا الجميع.
وقال: أخبرنا الفضل، حدثنا الحسين بن عمير الأعمش قال: كان الهياج بن
بسطام لا يمكن أحدا من حديثه حتى يطعم من طعامه، كان له مائدة مبسوطة
لأصحاب الحديث، كل من يأتيه لا يحدثه إلا من يأكل من طعامه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن هياج بن بسطام فقال: ليس بشئ.
أخبرنا السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: هياج بن بسطام ليس بثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا
العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هياج بن بسطام هروي ضعيف
الحديث.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هياج بن بسطام
حديثه ليس بشئ.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا محمد أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود عن هياج بن بسطام فقال: هروي
تركوا حديثه ليس بشئ.
84

أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسائي قال: سألت أبا علي صالح بن
محمد عن الهياج بن بسطام فقال: تركوا حديثه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بنعيم الضبي، أخبرنا إبراهيم
ابن محمد الفقيه البخاري قال: قال صالح بن محمد: هياج بن بسطام شيخ هروي
منكر الحديث، ليس فيه معنى، لا يكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاختيار. ولم
أعلم أنه بكل ذلك منكر الحديث حتى قدمت هراة، فرأيت عند الهرويين حديثا كثيرا
مناكير.
قال ابن نعيم: تلك المناكير التي رواها صالح بن محمد بهراة من حديث الهياج
ليس الذنب فيها للهياج، إنما الذنب لابنه خالد والحمل عليه فيها.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن داود بن سليمان يقول: سمعت يحيى بن أحمد بن زياد
الهروي يقول: كل ما أنكر على الهياج من جهة ابنه خالد، فإن الهياج في نفسة ثقة.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: هياج بن بسطام هروي ضعيف.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، فذكر جماعة منهم
الهياج بن بسطام.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن
ياسين قال: سمعت الحسين بن إدريس يقول: سمعت خالد بن الهياج يقول: مرض
أبي فوجه إليه الأمير خزيمة بن حازم بطبيب هندي، فنهاه سبعة أيام أن لا يأكل شيئا،
فصبر وجهد فجاءه في السبع الآخر فنهاه سبعة أيام آخر، فوجه أبي إلى خزيمة بن
حازم: أي شيطان وجهت إلى تريد أن تقتلني! قال: فوجه إليه طبيبا آخر قال: فقال
له اعمد إلى حمل سمين فيشوى ثم كل حتى تشبع، قال: ففعل أبي فبرأ.
قال ابن ياسين: سمعت يزيد بن خالد ابن بنت الهياج يقول: قال خالد بن الهياج جدي قال أبي الهياج: لولا الأكل والباه ما أردت الدنيا، ولولا لقاء الله والجنة
ونعيمها والحور وحسنها ما أردت الآخرة، ولولا الله ما أردت الدنيا والآخرة.
85

أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدثنا ابن ياسين قال: سمعت محمد
ابن عبد الرحمن السامي يقول: مات الهياج قبل الفزع سنة سبع وسبعين ومائة.
وكذلك سمعت أحمد بن حيويه قال: سمعت أبا الصلت يقول: مات الهياج سنة
سبع وسبعين.
قال أبو الصلت: سمعت من الهياج قبل أن أدخل إلى العراق.
7436 - هشيم بن بشير بن أبي خازم، واسم أبي خازم: القاسم بن دينار،
وكنية هشيم: أبو معاوية السلمي الواسطي:
قيل إنه بخاري الأصل سمع عمرو بن دينار، والزهري، ويونس بن عبيد، وأيوب
السختياني، وابن عون، وخالد الحذاء، وأشعث بن عبد الملك، ومنصور بن زاذان،
ومغيرة بن مقسم، و عبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن أبي خالد، وحسين بن عبد
الرحمن، وأبا بشر جعفر بن أبي وحشية، وعبيد الله بن عمر العمري، وسليمان
الأعمش. روى عنه مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبد الله بن المبارك،
ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وغندر ووكيع ويزيد بن
هارون، وأسود بن عامر، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وسعيد بن سليمان، وقتيبة
ابن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة، وأبو
86

الربيع الزهراني، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وشجاع بن مخلد، وزياد بن أيوب،
ويعقوب الدورقي، وإبراهيم بن مجشر، والحسن بن عرفة. وكان قد انتقل عن واسط
قديما إلى بغداد فسكنها إلى أن مات بها.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحالي - إملاء - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا
هشيم عن خالد عن أبي قلابة عن كعب بن عجرة قال: قملت حتى ظننت أن كل
شعرة من رأسي فيها القمل من أصلها إلى فرعها، فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى ذلك
فقال: ((احلق)) ونزلت هذه الآية (1).
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا هشيم بن
بشير، عن يونس بن عبيد، عن الحسن وعبيدة، عن إبراهيم أنهما كانا لا يجيزان
شهادة النساء في الطلاق، ولا في الحدود.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
محمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن
موسى البزاز، حدثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي قال: سمعت أبا معشر
حمدويه بن الخطاب يقول: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: كان هشيم بن
بشير بخاريا، وكان أبوه بشير طباخ الحجاج بن يوسف.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس
محمد بن يعقوب الأصم - وذهب أصله به - ثم أخبرنا العتيقي، أخبرنا عثمان بن
محمد المخرمي، أخبرني الأصم أن العباس بن محمد حدثهم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: هشيم أكبر من سفيان بن عيينة بثلاث سنين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الأنصاري - بالكوفة - أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن
حاتم البزاز، حدثنا نصر بن حماد الوراق قال: سألت هشيما متى ولدت؟ قال: في
سنة أربع ومائة.
87

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثني أبو عبد الله قال: ولد هشيم سنة أربع ومائة.
أخبرني العتيقي، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أحمد بن شبيب،
حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا هشيم قال: رأيت إياس بن معاوية أبا واثلة وكان جارنا
بواسط. فقيل له: ما كان خضابه؟ قال: كان أبيض الرأس واللحية ما يخضب.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري وأبو القاسم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله السراج قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا
إبراهيم بن سليمان البرلسي، عمرو بن عون قال: سمعت هشيما يقول:
سمعت من الزهري نحوا من مائة حديث فلم أكتبها، وسمعت من أبي الزبير ثمانية.
قلت لعمرو بن عون في تلك السنة: سمع من الزهري وأبي الزبير وعمرو بن دينار؟
قال: نعم قلت له: كم سمع من جابر الجعفي؟ قال: حديثين. قلت: وقد دلس
هشيم عن جابر الجعفي وعن غيره من شيوخه أحاديث كثيرة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا الحسين بن فهم،
أخبرني الهروي: أن هشيما كتب عن الزهري نحوا من ثلاثمائة حديث، فكانت في
صحيفة، وإنما سمع منه بمكة فكان يظن أن (2) الصحيفة في المحمل، فجاءت الريح
فرمت بالصحيفة فنزلوا فلم يجدوها. وحفظ هشيم منها تسعة أحاديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
الفضل - وهو ابن زياد - وسألت أحمد: أين كتب هشيم عن الزهري؟ قال: بمكة، ثم
رجع الزهري فمات بعد قليل.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال: قال أبو إسحاق الحربي: كان هشيم رجلا كان أبوه صاحب صحبنا (3)
يقال له بشير، فطلب ابنه هشيم الحديث فاشتهاه وكان أبوه يمنعه، فكتب الحديث
حتى جالس أبا شيبة القاضي فكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم فقال أبو
شيبة ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجئ إلينا؟ قالوا: عليل، قال: فقال قوموا بنا حتى
نعوده. فقام أهل المجلس جميعا يعودونه حتى جاءوا إلى منزل بشير فدخلوا
88

إلى هشيم، فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناة فقال: الحق ابنك قد جاء القاضي
إليه يعوده، فجاء بشير والقاضي في داره، فلما خرج قال لابنه: يا بني قد كنت
أمنعك من طلب الحديث فأما اليوم فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي متى أملت أنا
هذا؟.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن
محمد - هو البغوي إملاء - حدثني جدي قال: حدثني أبو كنانة - أخو أبي مسلم
وكان مستملي هشيم - قال: لما قدم هشيم الكوفة قال له الكوفيون: حدثنا بحديث
أبي بشر عن أبي عمير عن أنس عن عمومته من الأنصار في رؤية الهلال، فإن الثوري
حدثنا عنك أظنه قال فحدثهم به.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا
القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد
ابن بنت أحمد بن منيع يقول: سمعت جدي وذكر هشيما ومن روى عنه من
القدماء فقال: روى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس.
قرأت علي ابن الفضل عن دعلج قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت
يعقوب بن الدورقي يقول: كان عند هشيم عشرين ألف حديث.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي
قال: حدثني شجاع بن مخلد، حدثنا وهب بن جرير قال: قدم علينا هشيم البصرة
في أيام شعبة، فسألنا شعبة: نكتب عن هشيم؟ فقال شعبة: إن حدثكم هشيم عن ابن
عمر فصدقوه.
حدثنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن الغطريفي العبدي - بجرجان - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن
الأعين قال: حدثني يحيى بن أيوب.
وحدثني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا ابن منيع، حدثنا يحيى
ابن أيوب.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ - واللفظ له - حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن
محمد، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت أبا عبيدة الحداد قال: قدم علينا
هشيم بالبصرة فذكرناه لشعبة فقلنا: قدم صديقك هشيم نكتب عنه؟ فقال: إن
89

حدثكم عن ابن عباس وابن عمر فصدقوه. هذا آخر حديث أبي حازم، وزاد الآخران
فاتينا هشيما فحدثنا برقائق مغيرة، فأتينا شعبة فأخبرناه، فأعرض بوجهه وقال: أكثر
أبو معاوية.
انتهى حديث الأزهري وزاد قال عبد الله بن محمد وأخبرت عن هشيم قال: كان
جدي القاسم وأبو شعبة بن الحجاج شريكين في بناء قصر الحجاج - يعنى بواسط -.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن
إسماعيل - بخط يده - حدثنا عثمان بن سعيد الخياط - يعنى الواسطي بواسط - وقال:
سمعت عمرو بن عون يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: ما رأيت في المحدثين أنبل
من هشيم.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: قال لنا
الحسن بن علوية: سمعت بشار بن موسى الخفاف يقول: دخلت أنا وعبد الرحمن
ابن مهدي على هشيم، فقال له عبد الرحمن: يا أبا معاوية، بلغني عنك بالبصرة
حديث حسن قد نسيته، فقال له هشيم: في أي باب هو؟ قال: في التفسير: قال: فأنا
أحدثك. أخبرنا الحجاج عن عطاء عن ابن عباس في قول الله تعالى: (ثم أنشأناه خلقا
آخر) (المؤمنون 14) قال: نفخنا فيه الروح. قال عبد الرحمن: وهو والله هو بعينة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هشيم، أخبرنا أشعث قال: قلت له: يا أبا معاوية
من أشعث؟ قال: ابن عبد الملك عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لاقود إلا بحديدة)) (4).
قال عبد الله: سمعت أبي يقول: لزمت هشيما أربع - أو خمس سنين - ما سألته
عن شئ هيبة له إلا مرتين، مسألة في الوتر، وهذا الذي قلت له من أشعث. قال أبي:
كان هشيم كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك لا إله إلا الله يد بها صوته.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر
90

ابن محمد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله
يقول: حفظت كل شئ سمعته من هشيم، وهشيم حي قبل موته.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني قال: حدثني جعفر بن محمد بن نوح قال: سمعت محمد بن عيسى بن
الطابع يقول: رأيت وكيعا قد لج في هشيم، وجد أن يطرح حديثه فلم يقدر عليه.
حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن
حمدان الطرسوسي قال: حدثنا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزاز قال: سمعت جعفر
ابن محمد بن عيسى بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: جهد
وكيع أن يسقط هشيما ويرفع علي بن عاصم، ويقول إنما كانت الحلقة لعلي بن
عاصم، قال: فهذا أمر من الله تعالى سقط علي وارتفع هشيم.
وقال عبد الله بن جابر، حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: قال محمد بن
عيسى بن الطباع: قال عبد الرحمن بن مهدي: كان هشيم أحفظ للحديث من
سفيان الثوري. قال محمد: فقلت لعبد الرحمن معجبا كان أحفظ منه؟ فقال: إن
هشيما كان يقوى من الحديث على شئ لم يكن يقوى عليه سفيان. وقال محمد بن
عيسى: قال وكيع: اغربوا عني هشيما وهاتم من شئتم - يعنى في المذاكرة -.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا ابن منيع، حدثني يحيى
ابن أيوب العابد قال: قال هشيم: من سمعت من خمسين حديثا أو نحوها ما كتبتها
قط. قال يحيى: يعني أني كنت أحفظها.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسن
الكرخي، حدثنا محمد بن حاتم المؤدب قال: قيل لهشيم: كم كنت تحفظ يا أبا
معاوية؟ قال: كنت أحفظ في مجلس مائة، ولو سئلت عنها بعد شهر لأجبت.
وأنبأنا الماليني، أخبرنا ابن عدي، حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد،
حدثنا يعقوب بن شيبة، حدثني إبراهيم بن هاشم قال: سمعت يزيد بن هارون يقول:
ما رأيت أحفظ من هشيم إلا سفيان الثوري إن شاء الله.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد
ابن علي الآجري قال: قيل لأبي داود أيما أحفظ هشيم أو سفيان؟ فقال: حدثني الثقة
91

عن محمد بن عيسى قال: قال لي ابن مهدي: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان
قال: وقال: وكان هشيم يقدر من الحديث على شئ لا يقدر عليه سفيان.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: حدثني من سمع محمد بن عيسى بن الطباع يقول:
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان هشيم أحفظ من سفيان. قلت: أحفظ
من سفيان؟ قال: كان يقوى من الحديث على ما لا يقوى عليه سفيان. قال محمد بن
عيسى: وسمعت وكيعا يقول: نحوا هشيما وهاتوا من شئتم.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي، حدثنا أبو يعلى - هو الموصلي - حدثنا الحارث بن سريج قال: سمعت عبد
الرحمن بن مهدي يقول: هشيم أعلم الناس بحديث هؤلاء الأربعة، أعلم الناس
بحديث منصور بن زاذان، ويونس، بن سيار (5) وأثبت الناس في حصين. قال الحارث
ابن سريج: فقلت لعبد الرحمن بن مهدي: إذا اختلف الثوري وهشيم؟ قال هشيم
أثبت فيه، قلت: شعبة وهشيم؟ قال: هشيم حتى يجتمعا - يعني يجتمع سفيان وشعبة
في حديث -.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد
الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت عبد الرحمن
يقول: أحاديث حصين عند هشيم أحب إلى منها عند سفيان.
أجاز لي أبو عمر بن مهدي وحدثني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ عنه قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت الحارث بن سريج
قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي يقولان: هشيم في
حصين أثبت من سفيان وشعبة.
أخبرنا البرقاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس الأنصاري، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قال أحمد بن حنبل:
ليس أحد أصح حديثا عن حصين من هشيم.
أخبرنا ابن الفضل، دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال:
92

سمعت علي بن حجر يقول: هشيم في أبي بشر مثل ابن عيينة في الزهري، سبق الناس
هشيم في أبي بشر.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أبو أحمد بن فارس:
قال البخاري: قال لي إبراهيم بن موسى: سمع عنبسة عن ابن المبارك. قال: من غير
الدهر حفظه لم يغير حفظ هشيم.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حفظ
هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة وكتاب أبي عوانة أثبت عندي من حفظ
هشيم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خمرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال
ابن عمار: إذا اختلف أبو عوانة وهشيم فالقول قول هشيم، لم يعد عليه خطا.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال: قال لي إبراهيم الحربي: كان حفاظ الحديث أربعة كان هشيم شيخهم،
كان هشيم يحفظ هذه الأحاديث - يعني المقطوعة - حفظا عجيبا كان يقول يونس
عن الحسن كذا وكذا، مغيرة عن إبراهيم، يقول بعده يونس عن الحسن مثله إذا كان
في الدار ثقبة. قال إبراهيم: وكان هشيم يصف المعنى.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أحمد بن محمد بن حسنويه أخبركم الحسين بن
إدريس، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشيم بن بشير،
قال عثمان: وما رأيت يزيد يثنى على أحد ما يثني على هشيم.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال: سألت أبى قلت: من أروى عن يونس؟ عن هشيم أروى الناس عن يونس،
وكان بعض الناس يقول وهيب. بلغني عن هشيم أنه قال: كنت أسأل يونس فكان
وهيب يجيء فيحضر مسألتي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: وهشيم بن بشير أبو معاوية واسطي ثقة، وكان يدلس، وكان يعد من حفاظ
الحديث.
93

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد
المصري، حدثنا أبو سهل عبدة بن سليمان بن بكر، حدثنا علي بن معبد قال: جاء
رجل من أهل العراق ذاكر مالك بن أنس بحديث: فقال مالك: وهل بالعراق أحد
يحسن يحدث إلا ذاك الواسطي - يعني هشيما -.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن
إسماعيل حدثنا عثمان بن سعيد الحناط قال: سمعت إسحاق الزيادي يقول: كنت
ببغداد وكنت أختلف إلى هشيم، فرأى رجل النبي صلى الله عليه وسلم في النوم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
((ممن هو ذا تسمع)) فتبعت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله نسمع من هشيم. فكست
النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الرجل: يا رسول اله نسمع من هشيم؟ قال: نعم اسمعوا من هشيم،
فنعم الرجل هشيم.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن
إسحاق الفاكهي - بمكة - حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة قال:
سمعت سعيد بن منصور يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام: فقلت: يا رسول الله ألزم أبا
يوسف أو هشيما قال: الزم هشيما.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا إسحاق بن يعقوب
العطار قال: سمعت يحيى بن أيوب العابد يقول.
وحدثني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو القاسم ابن بنت منيع،
حدثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب العابد.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ - واللفظ له - حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن
محمد، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني نصر بن بسام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا
أبا محفوظ معروفا الكرخي فقال لنا: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لهشيم: يا
هشيم جزاك الله عن أمتي خيرا. قال ابن بسام: فقلت له: يا أبا محفوظ أنت رايته؟
قال: نعم هشيم خير مما تظن، هشيم خير مما تظن، رضى الله عن هشيم.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي
الدنيا قال: حدثني من سمع عمرو بن عون قال: مكث هشيم يصلى الفجر
بوضوء عشاء الآخرة قبل أن يموت عشر سنين.
94

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول:
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا محمد بن وزير،
وأخبرنا البرقاني قال: قرأت على بشر الأسفرائيني حدثكم عبد الله بن محمد بن
ناجية، حدثنا محمد بن ناجية، حدثنا محمد بن عباد قالا: مات هشيم سنة ثلاث
وثمانين ومائة.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيام.
أخبرني الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي، أخبرنا
محمد بن محمد بن عقبة، حدثنا هارون بن حاتم قال: ومات هشيم بن بشير
الواسطي ببغداد سنة ثلاث وثمانين.
أخبرنا ابن رزق وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل قالا: أخبرنا أبو علي بن
الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
دلويه زياد بن أيوب قال: ومات هشيم في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة. زاد زياد
يوم الأربعاء.
أخبرنا ابن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا إدريس بن عبد
الكريم المقرئ قال: سمعت إسحاق بن إسماعيل والهروي يقولان: مات هشيم في
سنة ثلاث وثمانين ومائة في شعبان.
قال الهروي: يوم الأربعاء لعشر مضين من شعبان.
7437 - هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، أبو
الأشهب الثقفي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن سليمان التميمي، وعوف الأعرابي، وعبد الله بن عون،
95

وابن جريج، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وغيرهم. روى عنه محمد بن سعد كاتب
الواقدي، ويوسف بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن المبارك الخرمي، وعباس
الدوري، ومحمد بن الفرج الأزرق، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن شاذان
الجوهري، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن علي الخراز، وبشر بن موسى
الأسدي.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن.
وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب المعروف بالزعفراني، أخبرنا
أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، حدثنا هوذة بن
خليفة، حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفرد يوم
الجمعة بصوم.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هوذة بن خليفة
عن عوف ضعيف.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثني أحمد بن محمد بن
مسعدة، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: هوذة لم يكن بالمحمود، قيل له: لم؟ قال: لم يأت
أحد بهذه الأحاديث كما جاء بها، وكان أطروشا أيضا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد يقول: هوذة بن
خليفة ما كان أصلح حديثه.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد
96

ابن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله ذكر عوفا
الأعرابي فقال: أدرك شريحا، وذكر عن عوف: شهدت هشام بن هبيرة يقضي في كذا
وكذا قال: وهذا في زمان شريح. قال أبو عبد الله: ما أضبط هذا الأصم عنه - يعني
هوذة - قال أبو عبد الله: أرجوا أن يكون صدوقا إن شاء الله. قال هذا أبو عبد الله في
شوال سنة أربع عشرة ومائتين، وهوذة يومئذ حي.
وقال أبو عبد الله: حدثني بعض أصحاب الحديث قال: سمعت عمرو بن عاصم
الكلابي يقول: كتبت عن هوذة صحيفة عوف منذ كم.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الأشهب هوذة بن خليفة بصري سكن
بغداد ليس به بأس.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري - من شيراز
- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي
قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: مات هوذة بن خليفة البكراوي في شوال سنة
خمس عشرة ومائتين ببغداد، وهو ابن نحو من التسعين، وصلى عليه ابنه عبد الملك،
وفدن بباب البردان.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: ولد هوذة بن خليفة سنة خمس وعشرين
ومائة، وطلب الحديث، وكتب عن يونس، وهشام، بن عوف وابن عون، وابن جريج،
وسليمان التيمي، وغيرهم، فذهبت كتبه ولم يبق عنده إلا كتاب عوف، وشئ يسير
لابن عون، وابن جريج، وأشعث، والتيمي. ومات ببغداد ليلة الثلاثاء لعشر ليال
خلون من شوال سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون ودفن خارج باب خراسان،
وصلى عليه ابنه، وكان رجلا طويلا أسمر يخضب بالحناء.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: مات هوذة سنة ست عشرة ومائتين وهو ابن
اثنتين وتسعين سنة.
بلغني أنه ولد سنة خمس وعشرين ومائة وكان يخضب بالحناء.
97

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو
الأشهب هوذة بن خليفة ببغداد سنة ست عشرة ومائتين، وقبره مشهور إلى اليوم في
مقابر باب البردان.
7438 - هيذام بن قتيبة، يعرف بالمروزي:
سمع سليمان بن حرب، وعصام بن علي وأبا بلال الأشعري، وغسان بن الربيع،
وعبد الله بن صالح العجلي، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وعبد الملك بن زيد
المدائني. روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، وعبد الله بن محمد بن
إسحاق المروزي حامض رأسه، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو عمرو بن
السماك وأحمد بن سلمان النجاد، وكان ثقة عابدا.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا عثمان بن أحمد
الدقاق، حدثنا هيذام بن قتيبة، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا زهير بن عباد
ابن كثير قال: حدثني أبو عبد الله قال: حدثني عطاء بن يسار عن أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فلا يقض بين
اثنين وهو غضبان)).
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: سنة
أربع وسبعين فيها مات هيذام بن قتيبة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: ذكر أبو عمرو بن السماك أن هيذام بن قتيبة
المروزي توفي في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وهيذام بن قتيبة توفي يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الآخر سنة
أربع وسبعين.
7439 - هبيرة بن محمد بن أحمد، أبو علي الشيباني: حدث عن أبي ميسرة أحمد بن عبد الله الحراني. روى عنه أبو حفص عمر بن
محمد بن الزيات، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، ومحمد بن جعفر
ابن العباس النجار، وأبو القاسم ابن الثلاج.
98

وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في صفر من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بباب الشام.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو علي هبيرة
ابن محمد بن أحمد بن هبيرة الشيباني، حدثنا أبو ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة
الحراني - بنهاوند - حدثنا أبو قتادة الحراني، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن
أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم فكبر عليه أربعا.
قال علي بن عمر: هذا حديث غريب من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
أنس، تفرد به أبو قتادة الحراني، عنه ولا نعلم حدث به غيره أبي ميسرة.
7440 - هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن إسماعيل بن عصمة، أبو
المظفر النسفي:
قدم علينا بغداد في حياة أبي الحسين بن بشران فسمع منه، ومن ابن الفضل القطان
وغيرهما من شيوخ ذلك الوقت. وكان قدم سمع بالبصرة من القاضي أبي عمر بن
عبد الواحد الهاشمي، وأبي الحسن بن النجاد، وسمع بنيسابور من أبي عبد الرحمن
السلمي وغيره، ببخاري من أبي عبد الله الغنجار، فعلقت عنه أحاديث.
أخبرنا هناد، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله الهروي الواعظ،
حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله أبو عمر
الرملي، حدثنا ذو النون بن إبراهيم الزاهد المصري، حدثنا فضيل بن عياض الزاهد،
حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تجاوزوا عن ذنب
السخي، وزلة العالم، وسطوة السلطان العادل، فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر
عاثر منهم)) (1).
لما أردت الخروج إلى نيسابور دفع إلى هناد كتابه وفيه أحاديث عن شيخ ذكر أنه
حي بالنهروان يعرف بابن كردي، عن جعفر الخلدي وأحمد بن سلمان النجاد،
فعلقت بعضها، ولما صرت بالنهروان اجتمعت مع ذلك الشيخ وأردت قراءة تلك
الأحاديث عليه. فأنكر أن يكون يعرف الخلدي والنجاد، وقال: إنما حدثني عبد الملك
ابن بكران المقرئ بهذه الأحاديث عمن سميت من المشائخ (2).
99

ولم يزل هناد بالعراق وسكن قرية من سواد عكبرا وولى قضاء حربي وكان يقدم
إلى بغداد في الأحايين، وآخر عهدي به في سنة خمسين وأربعمائة.
انقضى حرف الهاء
100

باب اللام ألف
101

7441 - لاهز بن عبد الله، أبو عمر التميمي - وقيل التيمي -:
حدث عن معتمر بن سليمان التيمي. روى عنه أحمد بن عيسى الخشاب
التنيسي.
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري الحيري، أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبدوي، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي
الجرجاني، حدثنا أحمد بن عيسى التنيسي، حدثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله التميمي
البغدادي، حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حدثنا أنس بن مالك قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بزرة الأسلمي. فقال له - وأنا
أسمعه: ((يا أبا برزة إن رب العالمين تعالى عهد إلى في علي بن أبي طالب عهدا فقال:
علي، راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا بزرة
علي، بن أبي طالب معي غدا في القيامة على حوضي، وصاحب لوائي، ومعي غدا
على مفاتيح خزائن جنة ربي)) (1).
لم أر للاهز بن عبد الله غير هذا الحديث.
حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الوراق قال: أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: لاهز بن عبد الله التيمي البغدادي غير
ثقة ولا مأمون، وهو أيضا مجهول.
7442 - لاحق بن غالب، أبو الفضل التميمي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة عن خالد
ابن طاهر البالسي.
7443 - لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد، أبو عمر، يعرف
بالمقدسي:
تغرب وحدث بأصبهان، وخراسان، وما وراء النهر، عن خلق لا يحصون من
الغرباء والمجاهيل أحاديث مناكير وأباطيل. حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني.
102

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن محمد بن أبي
الورد البغدادي - قدم علينا في سنة أربع وستين وثلاثمائة - حدثنا أبو سعيد
محمد بن عبد الحكيم الطائفي - بها - حدثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم
الطائفي، حدثنا سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب
لبه)) (1).
حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد أخو الخلال والقاضي أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي - كلاهما عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي - قالا:
لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد بن عمران بن محمد بن سعيد بن
المسيب بن حزن كنيته أبو عمر كان يذكر أنه مقدسي الأصل، وربما كان يقول إنه
بغدادي، كان كذابا أفاكا يضع الحديث عن الثقات، ويسند المراسيل، ويحدث عمن
لم يسمع منهم. حدثنا يوما عن الربيع بن حسان الكسي، والمفضل بن محمد
الجندي، فقلت: أين كتبت، ومتى كتبت عنهما؟ فذكر أنه كتب عنهما بمكة بعد
العشرين والثلاثمائة. فقلت: كيف كتبت عنهما بعد العشرين؟ وقد ماتا قبل العشر
والثلاثمائة؟! ووضع نسخا لأناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث مثل طرغال
وطربال وكركدن وشعبوب، ومثل هذا شيئا غير قليل، ولا نعلم رأينا في عصرنا مثله
في الكذب والوقاحة، مع قلة الدراية.
قيل: إن اسمه كان محمدا فتسمى بلاحق لكي يكتب عنه أصحاب الحديث،
فقلت له فقال: سماني أبي لاحقا فأنا سميت نفسي محمدا.
كتبنا بسمرقند حتى قال لي ما بقيت عندي شيئا.
وكتب لي بخطه زيادة على خمسين جزءا من حديثه، وكانت كتابتي عنه لأعلم ما
وضعه وما يسند من المراسيل والمقطوعات، ومع ذلك فقد رأيناه حدث بعد أن فارقنا
بأحاديث أنشأها بعد أن خرج من سمرقند ذكر لي أنه خرج إلى نواحي خوارزم في
سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ومات بها في تلك الأيام وتخلص الناس من وضعه
الأحاديث، ولعله لم يخلف مثله من الكذابين، إن شاء الله.
103

أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارى
قال: توفي لاحق بن الحسين المقدسي بخوارزم في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وكان
كذابا.
7444 - لاحق بن القاسم بن خالد بن محمد، أبو القاسم العماني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة الأسفرائيني.
حدثني عنه القاضي أبو القاسم التنوخي وقال لي: سمعت منه في سنة اثنتين
وتسعين وثلاثمائة في دار أبي إسحاق الطبري وبحضرته.
7445 - لا مع بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن حمدون، أبو
عبد الرحمن الثقفي من أهل سجستان:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن حمد بن أحمد بن صالح السجزي. كتبنا
عنه وذكر لنا أنه سمع بنيسابور من الحاكم أبي عبد الله بن البيع، وأبي عبد الرحمن
السلمي.
حدثنا لا مع بن عبد الرحمن - بلفظه في مجلس القاضي أبي القاسم التنوخي، في
سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة - حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح
السجزي - بهراة - حدثنا أبو القاسم علي بن صالح بن سليمان النميري الحافظ
البصري - قدم علينا سجستان - حدثنا أبو جعفر محمد بن الهيثم الجوزي - من
حفظه - حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العباس بن بكار، حدثنا عبيد الله بن
كثير - أخو عباد بن كثير - قال: حدثني أخي عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم قدماه، فقيل له: أتفعل هذا
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) (1).
انقضى حرف اللام ألف
104

باب الياء
105

ذكر من اسمه يحيى
7446 - يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن
زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، أبو سعيد الأنصاري المديني:
سمع أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وأبا أمامة
ابن سهل بن حنيف، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق،
وسليمان بن يسار، وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وغيرهم. روى عنه هشام
ابن عروة ومالك بن أنس، وابن جريج، وشعبة، والثوري، والحمادان، وليث بن سعد
وسفيان بن عيينة، وزهير بن معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك
وهشام، بن يحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وأبو أسامة، وعبد الله بن
نمير، ويزيد بن هارون. وكان يتولى القضاء بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقدمه المنصور
العراق، وولاه القضاء بالهاشمية، وذكر غير واحد من أهل العلم أنه ولى القضاء
بمدينة السلام وليس ذلك ثابتا عندي، إنما وليه بالهاشمية قبل أن تبنى بغداد والله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إجازة - حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر
الجعابي - لفظا - ثم أخبرنا الصيمري - قراءة - حدثنا أحمد بن محمد بن علي
الصيمري، حدثنا القاضي أبو بكر بن الجعابي قال: قال خليفة فيما أخبرني علي
106

ابن أحمد الزعفراني عن محمد بن الحسن بن مطهر الجنديسابوري عنه: ومن أبناء
بغداد يحيى بن سعيد الأنصاري أبو سعيد قال ابن الجعابي وقد ذكر بعض أهل العلم
أن ذكره في بغداد وهم من قائله، وإنه إنما كان جاء إلى الهاشمية استدعاه أبو جعفر
يقضي بها، وكان معه ربيعة الرأي، وأنهما لم يدخلا بغداد.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا إسماعيل بن علي الخبطي قال: قضاة المنصور ببغداد
في خلافته: أولهم يحيى بن سعيد الأنصاري، كان قاضي أبي العباس بالأنبار فأقره أبو
جعفر، وقدم بغداد وهو معه على القضاء، والحسن بن عمارة على المظالم.
أخبرنا علي بن المحسن، حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر المعدل قال: كان أبو
جعفر لما قدم بغداد معه يحيى بن سعيد وهو قاضي لأبي العباس السفاح على المدينة
الهاشمية بالأنبار، والحسن بن عمارة على المظالم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: ويحيى بن سعيد الأنصاري
يكنى أبا سعيد، وكان قاضيا لبني أمية، وقضى لبني العباس، وأول من ولاه القضاء
الوليد بن عبد الملك، لما استخلف استعمل على المدينة يوسف بن محمد بن يوسف
الثقفي، واستقضى يوسف بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ثم عزله،
واستعمل على المدينة يحيى بن سعيد الأنصاري، ثم قضى بعد ذلك لأبي جعفر
المنصور.
وقال جدي: سمعت يزيد بن هارون يقول: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري -
قاضي أمير المؤمنين أبي جعفر - أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن
عبيد الواسطي، أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة،
حدثنا ابن سلام، حدثنا محمد بن القاسم الهاشمي قال: كان يحيى بن سعيد خفيف
الحال فاستقضاه أبو جعفر، وارتفع شأنه، فلم يتغير حاله، فقيل له في ذلك فقال: من
كانت نفسه واحدة لم يغيره المال.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: يزيد بن هارون لقي يحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عنه نحوا من مائة حديث
وسبعين حديثا، لقيه بالحيرة وكان يحيى قاضيا على الحيرة. وقال أبو مسلم: قلت له
107

من استقضاه؟ قال: بعض بني أمية، ثم لقية يزيد وكان جد يحيى من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم من الأنصار، وكان يحيى رجلا صالحا. قال: وقال يزيد يوما بالبصرة: حدثني
يحيى بن سعيد، قيل له من يحيى بن سعيد؟ قال: الأنصاري وليس بقطانكم هذا.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد يعقوب، حدثنا جدي،
حدثنا الحارث بن مسكين، أخبرنا ابن وهب قال: قال لي عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم كان يحيى بن سعيد قاضيا بالمدينة في زمن بني أمية، وقضى في زمان بني هاشم
بالعراق.
قال جدي أبو يوسف: وإنما ولى يوسف بن محمد الثقفي يحيى بن سعيد القضاء
في زمن الوليد بن عبد الملك، لأن ولاة الأمصار كانوا يستقضون القضاة ويولونهم
دون الخلفاء حتى استخلف أبو جعفر المنصور.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني علي بن محمد بن
عبيد عن أحمد بن زهير قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا يحيى بن محمد بن
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: حدثني سليمان بن بلال
قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وإصابة ضيق شديد وركبة الدين، فبينا هو
على ذلك إذ جاءه كتاب أبى العباس يستقضيه، قال سليمان فوكلني باهلة وقال لي:
والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا، فلما قدم العراق كتب إلى إني كنت قلت لك حين
خرجت قد خرجت وما أجهل شيئا، وإنه والله لأول خصيمين جلسا بين يدي
فاقتضيا والله بشئ ما سمعته قط، فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة بن أبي عبد
الرحمن واكتب إلى بما يقول ولا يعلم أني كتبت إليك بذلك.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا العباس بن محمد.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد قال: قدم أيوب مرة من المدينة، فقيل له يا أبا
بكير من بالمدينة؟ فقال: ما تركت بها أحدا أفقه من يحيى بن سعيد. لفظ حديث ابن
مخلد.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي،
حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قدم أيوب فجالس
108

عمرو بن دينار من العشاء إلى الصبح، فلما أراد الخروج إلى المدينة قال: اكتب لي
عيون حديث يحيى بن سعيد.
وأخبرنا ابن مهدي، أخبرنا محمد، حدثنا جدي قال: سمعت أحمد، حدثنا
سفيان وذكر أيوب فقال: لم يكن يصنع بي ما يصنع بي غيره في الكلام، فكنت أظن أنه
يمنعه مني أني رجل موسر، يكره أن ينبسط إلي فغمني ذلك، فتركت الحج عاما
لم أحج، فلما كان من قابل حججت فأي شئ صنع بي. قال سفيان: وكتبت له
أحاديث عن يحيى بن سعيد، وكان يريد المدينة وكان معجبا بيحيى بن سعيد قال
سفيان: فأخبرت أنه قال: سقطت الرقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أبو أحمد بن فارس:
قال البخاري: قال أحمد بن ثابت عن عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: كان محدثو
الحجاز، ابن شهاب، وابن حريج، ويحيى بن سعيد يجيئون بالحديث على وجهه.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي،
حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، أخبرنا عبد الرحمن عن وهيب قال: قدمت المدينة فما
رأيت أحدا إلا تعرف وتنكر، إلا يحيى بن سعيد، ومالك بن أنس.
وأخبرنا ابن مهدي، أخبرنا محمد قال: قال جدي: ومما نسخت من كتاب علي ابن
المديني مما أخبرني أنه سماعه من يحيى بن سعيد - وقال لي اروه عني - قال
ذكرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عند يحيى بن سعيد القطان فقال يحيى بن سعيد
القطان: كان يحيى بن سعيد، وجعل يعظمه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا عمر بن
حفص السدوسي، حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا هشام
ابن عروة، حدثني الثقة يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري.
أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق،
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، محمد بن خلاد الباهلي قال: سمعت
يحيى - وهو ابن سعيد القطان - لا يقدم على يحيى بن سعيد أحدا من الحجازيين،
فقيل له: الزهري؟ فقال: الزهري خولف عنه، ويحيى لم يختلف عنه.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني ابن عبيد، حدثنا أحمد
ابن زهير عن يحيى بن معين قال: يحيى بن سعيد ثقة.
109

أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خمرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: موازين أصحاب الحديث من الكوفيين والمدنيين: عبد
الملك بن أبي سليمان، وعاصم الأحول، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد
الأنصاري.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدثني أبي قال: ويحيى
ابن سعيد الأنصاري مدني تابعي ثقة، وكان له فقه وولى القضاء، وكان رجلا
صالحا.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرخي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف قال: يحيى بن سعيد
الأنصاري أحد الأئمة مديني.
أخبرني علي بن السحن الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر بن محمد
ابن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: ومات يحيى بن
سعيد الأنصاري ههنا - قلت: يعني بالعراق -.
أخبرنا بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت
محمد بن عبد الله بن نمير يقول: مات يحيى بن سعيد سنة ثلاث وأربعين ومائة،
وكانوا إخوة ثلاثة، يحيى بن سعيد، وعبد ربه بن سعيد، وسعد بن سعيد.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا
عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا
خلفية بن خياط قال: ويحيى بن سعيد يكنى أبا سعيد توفى سنة ثلاث وأربعين
ومائة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: يحيى بن
سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل الأنصاري أحد بنى مالك بن النجار ويكنى أبا
سعيد، توفي بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قاضيا بها لأبي جعفر.
أخبرنا ابن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت
الحسن بن عثمان يقول: قال الواقدي: مات يحيى بن سعيد الأنصاري القاضي -
110

ويكنى أبا سعيد - بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة. ويقال سنة أربع وأربعين
ومائة.
وأخبرنا ابن مهدي، أخبرنا محمد، حدثنا جدي، حدثنا سليمان بن أحمد قال:
قال يزيد بن هارون: مات يحيى بن سعيد بالهاشمية سنة أربع وأربعين ومائة، وكان
يكنى أبا سعيد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت ابن بكير يقول: مات يحيى بن سعيد في سنة ست وأربعين ومائة.
7447 - يحيى بن زياد، الحارثي، وهو: يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد
الله - وكان يقال له عبد الحجر - بن عبد الله المدان بن الديان بن قطن بن زياد بن
الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن
جلد بن مالك بن أدد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب
ابن يعرب بن بقحطان:
وكانت عمته ريطة بنت عبيد الله زوجة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس،
فولدت السفاح، فيحيى بن زياد ابن خال أبي العباس السفاح، وهو من أهل
الكوفة، وكان شاعرا أديبا ماجنا نسب إلى الزندقة، وكان صديق إياس بن مطيع،
وحماد بن عجرد، ووالبة بن الحباب، وغيرهم من ظرفاء الكوفيين، وله في السفاح
مدائح، وفي المهدى أيضا. وقدم بغداد فأقام بها مدة ثم خرج عنها.
قرأت على الجوهري عن محمد بن عمران بن موسى قال: أخبرني علي بن
هارون عن عمه أبي أحمد عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن
الفضل السكوني قال: قدم يحيى بن زياد بغدادا فلم يحمد زمانه فيها فقال:
لقد جاورت بغداذا * فما أحببت بغداذا
ولا أحببت كرخايا * ولا أحببت كلوذا
ولا وافقني فيها * أخي ذاك ولا هذا
111

أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو عبيد الله المرزباني قال: أنشدنا علي بن
سليمان الأخفش عن ثعلب قال: قال مطيع بن إياس يرثى يحيى بن زياد
الحارثي:
أنظر إلى الموت حين بادهه * والموت مقدامة على البهم
لو قد تدبرت ما سعيت به * قرعت سنا عليه من ندم
اذهب بمن شئت إذ ذهبت به * ما بعد يحيى للرزء من ألم
قال: وأنشدنا ثعلب لمطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي:
قد راح يحيى ولو تطاوعني ال - * - ا قدار لم نبتكر ولم نرح
يا خير من يجمل البكاء به ال - * - يوم ومن كان أمس للمدح
قد ظفر الحزن بالسرور وقد * أديل مكروهة من الفرح
7448 - يحيى بن أبي سليمان، المديني:
ورد بغداد وحدث بها عن عطاء بن أبي رباح. روى عنه عبد الله بن رجاء
الغداني.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن أيوب الحافظ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا
عبد الله بن رجاء، أخبرنا يحيى بن أبي سليمان عن عطاء.
وأخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن عمر الخلال، أخبرنا محمد بن جعفر بن
أحمد بن يزيد الصيرفي.
وأخبرني الحسن بن علي بن محمد المقرئ، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف،
أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا بنان بن سليمان الدقاق، حدثنا عبد الله بن
رجاء عن يحيى بن أبي سليمان - لقيناه ببغداد - قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا هريرة أين كنت أمس؟)) قال: زرت ناسا من
أهلي، قال: ((زر غبا تزدد حبا)) (1) لفظ حديث بنان.
وأخبرني الحسن بن علي المقرئ، حدثنا أحمد بمحمد بن يوسف، أخبرنا
محمد بن جعفر المطيري قال: حدثني بنان، حدثنا عبد الله برجاء عن يحيى بن أبي
112

سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال: ذكر السودان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((دعوني من
السودان، إنما الأسود لبطنه (2) وفرجه (3))).
7449 - يحيى بن المتوكل، أبو عقيل الضرير:
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن بهية وعن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن
عمر بن الخطاب. روى عنه عبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم الفضل
ابن دكين، وأبو الوليد الطيالسي، وسعيد بن سليمان بن سعدويه، وعمر بن عون،
ومحمد بن بكار بن الريان، وعلي بن الجعد، ومحمد بن جعفر الوركاني، وبشر بن
الوليد الكندي، وأبو الربيع الزهراني.
أخبرنا الحسن بن غالب المقرئ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا أبو عقيل عن بهية
قالت: سمعت عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن ترى المرأة ليس بيدها أثر
الحناء والخضاب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سئل علي بن المديني وأنا أسمع - عن أبي عقيل يحيى
ابن المتوكل فقال: ذاك عندنا ضعيف وكان منزله ببغداد.
113

أخبرني علي بن محمد المالكي، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وسألته - يعني أباه - عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل فضعفه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي أبا سعيد يقول: قلت
ليحيى بن معين: وأبو عقيل يحيى بن المتوكل؟ قال: ليس به بأس. قال أبو سعيد: هو
ضعيف.
دفع إلي أبو الحسن بن رزقويه أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي
فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري قراءة. أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أخبرنا مكرم،
حدثني يزيد بن الهيثم، حدثنا البادا قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عقيل
روى عن بهية، كان ببغداد، ضعيف.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن موسى البابسيري -
بواسط - أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: قال أبي: قال
أبو زكريا: أبو عقيل كوفي مات في مدينة أبي جعفر، منكر الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو عقيل صاحب بهية اسمه يحيى بن
المتوكل ليس حديثه بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: سمعت ابن عمار يقول: أبو عقيل صاحب بهية، وبهية ليس هؤلاء بحجة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص بن عمرو بن علي قال: وأبو عقيل يحيى بن المتوكل فيه
ضعيف شديد، وقد سمعت ابن أبي داود، وأبا الوليد يحدثان عنه.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عمرو بن علي قال: وأبو عقيل صاحب بهية - هو ضعيف - اسمه يحيى بن
المتوكل.
114

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: يحيى بن المتوكل أبو عقيل يروي عن بهية ضعيف.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن أبا عقيل يحيى بن المتوكل مات في سنة سبع وستين ومائة.
7450 - يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
من أهل المدينة. وهو أخو محمد إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن، ذكر يحيى بن
محمد العلوي صاحب كتاب ((نسب الطالبين)) أن يحيى بن عبد الله كان قد صار
إلى جبل الديلم في سبعين رجلا من أصحابه، ثم أمنه هارون الرشيد وكتب له أمانا
وللسبعين الذين كانوا معه أشهد على ذلك شهودا وأجازه بمائتي ألف دينار.
قلت: وقدم يحيى بن عبد الله على الرشيد بغداد.
فأخبرنا الحسين بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا
جدي قال: حدثنا موسى بن عبد الله قال: حدثني أبي ومحمد بن عبد الله البكري
قالا: حدثنا سلمة بن عبد الله بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدثني عبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر بن حفص العمري قال: دعينا ليحيى بن عبد الله أنا وأبو البختري
وهب بن وهب وعبد الله بن مصعب وأبو يوسف الفقيه، فإذا بيحيى بن عبد الله
جالس عند هارون الرشيد أمير المؤمنين، قال: فقال لنا يا هؤلاء إني أمنت هذا الرجل
وسبعين رجلا معه، فكلما أخذت رجلا قال منهم، فقلت له اسمهم لي. فقال
يحيى: أنا رجل من السبعين معروف بنسبي وعيني فهل ينفعني ذلك؟ والله لو كانوا
تحت قدمي ما رفعتها عنهم قال: فقلنا له يا يحيى اتق الله فليس لك أمان إلا أن تخبر
بهم فأبى فقلت يا يحيى:
لأنت أصغر من حرباء تنضبه * لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
قال: فنظر إلي ثم قال: يا عدو الله أتضرب بي الأمثال. قال: وأخذ أبو البختري
الأمان فشقه وقال: يا أمير المؤمنين لا أمان له، وسأل أبا يوسف القاضي فقال: ليس
لك أن تسأله عنهم قال: ثم أقمنا أياما ثم دعينا له مرة أخرى، فإذا هو مصفر متغير،
115

وإذا هارون يكلمه فلا يكلمه، فقال: ألا ترون إلى هذا الرجل أكلمه فلا يكلمني؟
فلما أكثرنا عليه أخرج لسانه كأنه كرفسة ووضع يده عليه، أي إني لا أقدر
أتكلم. قال: فجعل هارون يتغيظ ويقول إنه إني سقيته السم، والله لو رأيت
عليه القتل لضربت عنقه قال: وقال على أيمان البيعة إن كنت سقيته ولا أمرت
أن يسقي قال: فالتفت حين بلغت الستر وإذا بيحيى قد سقط على وجهه لا حركة
به.
قال جدي: وسمعت في غير هذا الحديث أن عبد الله بن مصعب جعل يفحش
على يحيى في المجلس ويشتمه ويقول له فيما يقول: لقد سمج الله خلقك وخلقك،
قال: فقال يحيى لما أكثر عليه: يا أمير المؤمنين، إن هذا عدو لي ولك وهو يضرب
بعضنا ببعض، هذا بالأمس مع أخي محمد بن عبد الله وهو القائل:
قوموا بأمر كمو نجب بطاعتنا * إن الخلافة فيكم يا بني حسن
وهو اليوم يأمر بقتلي قال: فقال له ابن مصعب قلت هذا الشعر؟ فقال له يحيى
فاحلف إن برئت من حول الله وقوته ووكلك إلى حولك وقوتك إن كنت قلت هذا.
قال ابن مصعب لا أحلف، فالتفت إليه الرشيد فقال احلف بما حلفك به، فحلف.
فقال يحيى: الله أكبر قطعت والله أجله.
حدثني بذلك إسماعيل بن يعقوب وغيره.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى، حدثني جدي قال:
حدثني محمد بن أحمد المنصوري قال: سمعت في عبد الله بن مصعب حديثين أن
يحيى بن عبد الله لما حلفه لم يمض به ثلاث حتى مات. ويقال ممات من يومه، انقلب
إلى منزله فسقط عن دابته فانتجع فمات، فكان الرشيد إذا ذكره قال: لا إله إلا الله ما
أسرع ما أديل ليحيى من ابن مصعب.
قال جدي: وكان إدريس بن محمد بن يحيى يقول: مات جدي يحيى بن عبد
الله بن الحسن في حبس أمير المؤمنين هارون.
قال جدي: وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول: لما توفي يحيى بن عبد الله
وخرج بجنازته بعث أمير المؤمنين إلى رجل من العلويين يقال له العباس بن الحسن بن علي،
فقال يقول لك أمير المؤمنين صل على صاحبكم، فقال الرجل: ما كنت لأصلي
على جيفة خرج منها روحها وأمير المؤمنين عليها ساخط.
116

7451 - يحيى بن عبد العزيز، الأردني:
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبى - بخط يده - قال أبو
زكريا: يحيى بن عبد العزيز الأردني حدث عنه الوليد بن مسلم كان ههنا ببغداد،
وهو أبو الشافعي الأعمى هذا أبو عبد الرحمن. قلت لأبي زكريا: فكيف حديثه؟
قال؟: ما أعرفه لم يحدث عنه الوليد بن مسلم.
قلت: قد حدث أيضا عمر بن يونس اليماني (1) عنه يحيى بن أبي كثير.
7452 - يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، وأبو القاسم الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن جحادة، وهشام بن عروة، وجعفر بن
محمد بن علي، روى عنه الربيع بن ثعلب، ومحمد بن بكار بن الريان، وعبد
الرحمن بن واقد الواقدي.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا محمد بن حميد بن سهيل
المخرمي، حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا يحيى بن
عقبة بن أبي العيزار، حدثنا محمد بن جحادة عن أنس بن مالك قال: سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم؟ قال: ((لا بأس، إنما هي ريحانة يشمها)) (1).
دفع إلى أبو الحسن بن رزقويه أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي
فنقلت منه.
ثم أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ - قراءة - قال: حدثنا أبي، حدثنا مكرم بن
أحمد، حدثنا يزيد بن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن عقبة بن أبي
العيزار شيخ كوفي ليس بثقة يكذب.
117

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو
زكريا يحيى بن معين: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار لم يكن ثقة. قال ابن الغلابي قد
رآه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن يحيى بن عقبة بن أبي
العيزار فقال: ليس بشئ.
وفيما ذكره لنا البرقاني أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال: حدثنا أحمد
ابن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمر البرذعي قال: قلت لأبي زرعة: يحيى بن
عقبة بن أبي العيزار؟ قال: ضعيف الحديث.
أخبرنا البرقاني، قال: قال محمد بن العباس الهروي: حدثنا أبو الفضل يعقوب بن
إسحاق بن محمود الحافظ، أخبرنا أبو الفضل صالح بن محمد الأسدي قال: يحيى بن
عقبة بن أبي العيزار كوفي قدم بغداد ضعيف منكر الحديث جدا.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار ليس بثقة.
7453 - يحيى بن سابق، أبو زكريا المديني:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي حازم سلمة بن دينار، وزيد بن أسلم، وعبد
الرحمن بن حرملة، وخيثمة بن خليفة الجعفي. روى عنه حجين بن المثنى، ومحمد
ابن معاوية النيسابوري، وأبو العوام أحمد بن يزيد الرياحي، وقتيبة بن سعيد، وعلي ابن حجر.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن همام بن الصقر الموصلي، حدثنا عمر بن أحمد
الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا سليما بن خلاد، حدثنا حجين بن
المثنى، حدثنا يحيى بن سابق المديني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا
تشهدوهم)) (1) يعني القدرية -.
118

حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
- بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا أبي قال: أبو زكريا
يحيى بن سابق المديني عن ابن حرملة روى عنه علي بن حجر، وقال: رأيته ببغداد.
7454 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد:
قيل إنه وادعي من أنفسهم وقيل إنه مولى محمد بن المبشر الهمداني من أهل
الكوفة. سمع أباه، وهشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش،
وعبيد الله بن عمر العمرى، وحجاج بن أرطاة. روى عنه يحيى بن آدم، وقتيبة بن
سعيد، وهناد بن السري، وأبو داود الحفري، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وأحمد
ابن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وسريج بن يونس، وأبو
كريب محمد بن العلاء وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة. ولى يحيى قضاء المدائن
وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن عراك
ابن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس في الخيل والرقيق زكاة، إلا أن في
الرقيق صدقة الفطر)) (1).
119

أخبرنا علي بن أبي على البصري، أخبرنا عبد الله بن موسى الهاشمي، حدثنا
شعيب بن محمد الذراع، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
- في سنة اثنتين وثمانين ومائة قال زياد: ولم يحدث ببغداد غير هذا المجلس، وخرج
إلى النصيرية على القضاء فمات في الطريق - قال: حدثنا حجاج عن أبي الزبير عن
جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمرة قبل أن يبدوا صلاحها.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زكريا بن أبي زائدة
هو زكريا بن ميمون بن فيروز.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد قال: قال أبو العباس: أحمد بن علي
الأبار: واسم أبي زائدة جد يحيى بن زكريا ميمون بن فيروز.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
زكريا بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز، ميمون إسلامي، وفيروز جاهلي، وهم
موالي عمور بن عبد الله الوادعي.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمد
ابن كأس النخعي حدثهم قال: حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال: سمعت علي بن
المديني يقول: انتهى العلم إلى ابن عباس في زمانه ثم إلى الشعبي في زمانه، ثم إلى
سفيان الثوري في زمانه، ثم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار،
حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: قال علي بن المديني: ولم يكن بالكوفة
بعد سفيان الثوري أثبت من يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب - بالدينور - أخبرنا علي بن
أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة وذكرهم، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى
أصحاب الأصناف ممن يصنف العلم وسماهم، وقال: ثم انتهى علم هؤلاء إلى يحيى
ابن سعيد، ويكنى أبا سعيد مولى بني تميم، ومات في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة،
120

إلى يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويكنى أبا سعيد مولى الهمدان، مات في سنة
اثنتين وثمانين ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: مات يحيى بن زكريا بن أبي
زائدة سنة اثنتين وثمانين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن إبراهيم الحكيمي،
حدثنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت حارثا النقال قال:
سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما بالكوفة رجل يخالفني أشد علي من يحيى بن أبي
زائدة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أبو أحمد بن فارس
قال البخاري: قال لي إبراهيم بن موسى: سمعت أبا خالد الأحمر يقول: كان يحيى
جيد الأخذ للحديث. قال إبراهيم: وسمعت الحسن يقول: نزلتم بأفقه أهل الكوفة
يعني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
أخبرنا حمزة بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: زكريا بن أبي زائدة ثقة، وابنه يحيى بن زكريا ثقة، وهم ممن جمع له الفقه
والحديث وكان على قضاء المدائن ويعد من حفاظ الكوفيين للحديث. مفتيا ثبتا
صاحب سنة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى بن أبي زائدة.
قلت: وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أن يحيى بن أبي زائدة أول من صنف
الكتب بالكوفة.
حدثني الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر النخعي، أخبرنا أحمد بن محمد
ابن زياد، حدثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال: سمعت حسينا العنقري يقول:
سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول: يحيى بن أبي زائدة في الحديث مثل
العروس العطرة.
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين.
121

وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى بن
زكريا كيسا ولا أعلمه أخطأ إلا في حديث واحد، حدث عن سفيان عن أبي إسحاق
- وقال السكري عن سفيان عن أبي حصين ثم اتفقا - عن قبيصة بن برمة قال:
قال عبد الله: ما أحب أن يكون عبيد كم مؤذنيكم، وإنما هو عن واصل عن
قبيصة.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا عمرو الناقد قال: سمعت ابن عيينة يقول:
ما قدم علينا من أصحابنا أحد يشبه هذين الرجلين، عبد الله بن المبارك، ويحيى بن
زكريا بن أبي زائدة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن زرق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا محمد بن داود قال: سمعت عيسى بن يونس - وسئل عن يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة - فقال ثقة، قال: وقد رأيت زكريا يجيء به إلى مجالد بن سعيد
فيقول له يا بني احفظ.
أخبرني أحمد بن محمد أبو بكر الأشناني قال: سمعت أبا الحسن الطرائفي
يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين فابن مسهر
أحب إليك أو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة؟ قال: كلاهما ثقتان.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثقة.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
كوفي ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ - إجازة - حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: كان يحيى بن زكريا
ابن أبي زائدة ولى قضاء المدائن أربعة أشهر، ثم مات، وكان يحيى بن أبي زائدة
يحدث حفظا.
122

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
أخبرنا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود السنجي، حدثنا الهيثم بن عدي قال: ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمذاني توفي في خلافة هارون.
أخبرنا أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري،
أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم.
وأخبرنا أبو خازم بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا
أبو عمران بن الأشيب، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قالا: ومات
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة بالمدائن سنة ثلاث وثمانين ومائة، زاد ابن سعد وهو
قاض بها.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: وأما يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فإنه همداني
من بني وادعة يكنى أبا سعيد، توفي بالمدائن وهو قاض بها لهارون أمير المؤمنين.
كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة، وبلغ من السن يوم توفي ثلاثا وستين سنة،
وكان ثقة حسن الحديث. ويقولون إنه أول من صنف الكتب بالكوفة، وكان يعد في
فقهاء محدثي أهل الكوفة، وكانت وفاته في جمادى الأولى.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها مات أبو سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة بالمدائن.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط قال: ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة مولى
همذان مات سنة ثلاث - أو أربع - وثمانين ومائة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال:
حدثنا مسروق بن المرزبان قال: مات ابن أبي زائدة سنة أربع وثمانين ومائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يحيى بن زكريا بن أبي
زائدة مات في سنة أربع وثمانين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت
يحيى بن معين يقول.
123

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: ومات يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة وهو ابن ثلاث وستين.
7455 - يحيى بن يزيد (1) بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى،
الأشعري، يكنى أبا بردة:
حدث عن أبيه، وعن إسماعيل بن أبي مخالد، وابن جريج، روى عنه العلاء بن
عمرو الحنفي، ومحمد بن عقبة السدوسي، وعبيد اللبن عمر القواريري وهو من
أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها وسمع منه يحيى بن معين.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن الحربي قالا: أخبرنا عبد الله بن
عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي
ابن المديني قال: سمعت أبي يقول: حديث يحيى بن أبي بردة عن إسماعيل عن قيس
عن أبيه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رث الهيئة، هو حديث منكر، إنما هو حديث أبي
إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه. وقد سمعته من يحيى بن أبي بردة.
وأخبرني الحربي، أخبرنا الصفار، أخبرنا محمد بن عمران، حدثنا عبد الله بن علي
قال: سمعت أبي يقول: يحيى بن أبي بردة روى أحاديث منكرة.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه
سمعه من أبى العباس محمد بن يعقوب الأصم - وذهب أصله به - ثم أخبرني
العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني الأصم بن العباس بن محمد بن
حاتم حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ههنا رجل يقال له يحيى من
ولد يزيد بن أبي بردة كان على السيب، وقد سمع منه وهو ضعيف الحديث. قيل
ليحيى (يحيى بن يزيد) (2) كيف هو؟ قال: ليس به بأس.
وفيما ذكرنا لنا البرقاني أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال: حدثنا أحمد
ابن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمر البرذعي قال: قلت - يعني لأبي زرعة
الرازي - أبو بردة يحيى بن أبي بردة؟ قال: كان واهي الحديث.
124

أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران قال: قرأت على محمد بن طالب بن علي - فأقر به -
قال: قال أبو علي صالح بن محمد: يحيى بن بريد (3) بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي
موسى ضعيف الحديث، يروي عن جده أحاديث مناكير، وحديث ((إذا جلس
القاضي)) ليس له أصل، ابن جريج لا يحتمل هذا.
قلت: وهو الحديث الذي: أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي،
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي،
حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا يحيى بن بريد الأشعري عن ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جلس القاضي في مكانه هبط عليه
ملكان يسددانه، ويوفقانه، ويرشدانه، ما لم يجر، فإذا جار عن الجادة تركاه)) (4).
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال:
يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة ليس بالقوي في الحديث.
7456 - يحيى بن يمان، أبو زكريا العجلي:
من أنفسهم كوفي سمع سفيان الثوري، وأشعث القمي، ومعمر بن راشد. روى
عنه جماعة من أهل الكوفة وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها محمد بن
عيسى بن الطباع، ويحيى بن معين، والحسن بن عرفة.
125

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمد
ابن جعفر المطيري، حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني يحيى بن اليمان العجلي عن
معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج في
سفر أقرع بين نسائه.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الأنصاري، أخبرنا محمد محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم قال:
سألت يحيى بن يمان، فقلت: يا أبا زكريا متى ولدت؟ قال: سنة سبع عشرة ومائة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري - من شيراز -
يذكر أن عبد الله بن أحمد الهمذاني حدثهم قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول:
سمعت ابن الطباع يقول: كنا ببغداد فقدمها الأشجعي ويحيى بن يمان فدعوناهما
إلى البستان فأجابا، وحملا معهما كتبا وانتخبنا عليهما.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق،
حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي قال: سمعت بشرا - وهو ابن الحارث - يقول: كنت
جالسا بين يدي يحيى بن يمان قال: فكنت أعجب من ثيابه وكان يعجب من ثيابي.
قال بشر أخذت جوربا فخطته ثم شددته - أي على عورته - لأنه لم يكن تسترني
ثيابي، وذكر كثرة رقاع في جبة يحيى بن يمان قال: بشر فمر إنسان عليه مرة، فقال
ثيابك أحسن من ثيابي قال بشر: أراد أن يقويني.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا محمد بن عمران الأخنسي قال: سمعت أبا
بكر بن عياش وذكر يحيى بن يمان فقال: ذاك راهب.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: سمعت عبد الرحمن بن عفان يقول: سمعت وكيع بن
الجراح يقول: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان كان
يحفظ في المجلس خمسمائة حديث ثم نسي، فلا أعلم بالكوفة أحدا أحفظ من داود
ابنه.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا القاضي أبو
بكر بن يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن حفص قال:
126

سمعت أحمد بن محمد قال: سمعت أبا هاشم الرفاعي يقول: سمعت يحيى بن
يمان يقول: أحفظ عن سفيان أربعة آلاف حديث في التفسير.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أبو
هشام قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ما حملت إلى سفيان ألواحا قط. كنت أقوم
من عنده بالسبعين ونحوها، ويقومون من عند سفيان فيطلبون إلى فأملي عليهم،
فذكر لوكيع قول يحيى فقال: صدق، كان إذا كتبها نسيها.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس
الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: قال وكيع:
وكنا نعدها عند سفيان، ثم نكتب في البيت، وكان يحيى بن يمان يعقد خيطا - يعني
يعد به الحديث عند سفيان ثم يذهب إلى البيت فيحل عقدة ويكتب حديثا ولكن
عنده تخليط. وقال مرة فأيش خلط - يعني ابن اليمان -.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس، حدثنا محمد بن عمار قال: سمعت يحيى بن يمان - وقد أفلج - ولم يكن
يحدثنا من كتاب إنما كان يحدثنا حفظا ويحيى بن يمان لا يحتج به.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: سألت أبي عن
يحيى بن اليمان فقال: صدوق وكان قد أفلج فتغير حفظه.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
ربما عارضت أحاديث يحيى بن يمان بأحاديث الناس، فما خالف ضربت عليه، وقد
أتيت بحديثه وكيعا، فقال وكيع: ليس هذا سفيان الذي سمعنا نحن منه، أنكرها جدا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سألت
ابن نمير أن يخرج إلي حديث يحيى بن اليمان، فأخرج إلي أجزاء، ثم رأيته يتثاقل
فقلت له: ما هذا؟ قال: تخفف فأن حديثه لا يشبه حديث أصحابنا، يتوهم الشئ
فيحدث به، وخاصة لما فلج. فامتنع علي أن يخرج إلى بقية سماعه منه. قال يعقوب:
وبلغني عن يحيى بن معين قال: قال لي وكيع: إن كان سفيان الذي يحدث عنه يحيى
ابن يمان الذي لقيناه نحن فليس هو ذاك.
127

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن الطرائفي يقول:
سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين فيحيى بن يمان؟ قال:
أرجو أن يكون صدوقا. قلت: كيف هو في حديثه؟ قال: ليس بالقوي.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سئل يحيى بن معين عن يحيى بن اليمان فقال: ليس به بأس.
أخبرنا محمد أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء أبو
جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين وذكر يحيى بن
يمان فقال: كان يضعف في آخر عمره في حديثه.
أخبرني السكري، أخبرنا محمد عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: يحيى بن اليمان
ضعيف.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن يحيى بن اليمان فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل ابن إسحاق قال:
سمعت أبا عبد الله يقول: ليس يحيى بن يمان حجة في الحديث.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
قال: قال جدي: ويحيى بن يمان وكان صدوقا كثير الحديث، وإنما أنكر أصحابنا عليه
كثرة الغلط، وليس بحجة إذا خولف، وهو من متقدمي أصحاب سفيان في الكثرة عنه
ويعد من أصحاب سفيان مع أبي أحمد الزبيري، ومؤمل بن إسماعيل وقبيصة بن
عقبة، ومحمد بن يوسف الفريابي، ونظرائهم من المتأخرين. ويعد في كثرة الرواية عن
سفيان عن الأشجعي والمتقدمين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود - وذكر يحيى بن يمان - فقال: يخطئ
في الأحاديث ويقلبها.
128

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: يحيى بن اليمان ليس بالقوي.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: يحيى بن يمان ضعفه أحمد بن حنبل،
قال: حدث عن الثوري بعجائب لا أدري لم يزل هكذا أو تغير حين لقيناه أو لم يزل
الخطأ في كتبه. وروى من التفسير عن الثوري عجائب.
أخبرني الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان، أخبرنا محمد بن
محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم قال: ومات يحيى بن اليمان العجلي
سنة ثمان وثمانين ومائة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت أبا
هشام فقال: مات ابن يمان في سنة تسع وثمانين.
أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات
أبو زكريا يحيى بن اليمان العجلي سنة تسع وثمانين ومائة في رجب (1).
7457 - يحيى بن ميمون بن عطاء، أبو أيوب التمار:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: هو بغدادي.
قلت: ولم يكن بغداديا وإنما كان من أهل البصرة وسكن بغداد وحدث بها عن
عاصم الأحول، وعلي بن زيد بن جدعان، وليث بن أبي سليم، وعبد الله بن المثني.
روى عنه محمد بن أبي الوليد الفحام، وحفص بن عمرو الربالي، والحسن بن
الصباح البزاز، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن مرزوق البصري.
129

أخبرنا أبو الطيب عبد العزيز بن علي بن محمد القرشي، أخبرنا علي بن عمر
الحافظ، حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن أبي الوليد الفحام، حدثنا أبو
أيوب التمار يحيى بن ميمون قال علي وحدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكر
الخوارزمي، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا يحيى بن ميمون عن عطاء القرشي عن
علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام يا غليم -
أو يا غليم يا غلام - احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، إذا سألت فاسأل
الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)) زاد ابن صاعد: ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
عند الشدة، فقد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلق أن يضروك
بغير ما كتب الله لك لم يقدروا، ولو جهدوا أن ينفعوك بغير ما كتب الله لك لم
يقدروا، واعلم أن مع العسر يسرا)) وقال ابن صاعد: ((فلو أن الناس اجتمعوا على أن
يعطوك شيئا لم يعطك الله لم يقدروا عليه ولو أنهم اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا
قدره الله لك وكتبه لك ما استطاعوا، اعبد الله بالصبر مع اليقين، واعلم أن لكل شدة
رخاء، وأن مع العسر يسرا، وأن مع العسر يسرا)) (1).
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: علي ابن
زيد عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأس العقل بعد الإيمان بالله
مداراة الناس)) (2) قال: هذا رواه شيخ ضعيف يقال له أبو أيوب التمار، وكان عندي
ضعيفا، ولم يسمعه هشيم عن علي بن زيد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: ويحيى بن ميمون بن عطاء التمار كان
كذابا، قال أبو حفص: سمعته يحدث عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس: ((يا غليم ألا أعلمك كلمات؟)).
قال أبو حفص: وسمعته يحدث عن علي بن زيد عن أبي نضرة، عن أبي سعيد
عن أبي بكر الصديق قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيظ عام الأول. قال أبو حفص:
130

وروى عن عاصم أحاديث منكرة، منها: رأيت حفصة كبرت فرفعت يديها.
وروى عن عاصم قال: رأيت عبد الله بن سرجس مضببا أسنانه بالذهب.
قال: وسمعته يقول حدثنا حماد عن إبراهيم، فقلت له أنت سمعته من حماد؟
فقال: أستغفر الله حدثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أيوب
يحيى بن ميمون بن عطاء التمار منكر الحديث.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيوب يحيى بن ميمون بن عطاء التمار
بصري ليس بثقة ولا مأمون.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خمرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدثنا ابن عمار
قال: يحيى بن ميمون البصري التمار رأيته ببغداد في مسجد ابن رغبان، قلت: كيف
هو؟ قال: لا أدري.
قلت: بلغني أن يحيى بن ميمون قدم بغداد في سنة تسعين ومائة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: يحيى بن ميمون بن عطاء
بغدادي أبو أيوب التمار متروك.
7458 - يحيى بن واضح، أبو تميلة الأنصاري:
من أهل مرو. سمع أبا عمرو الأوزاعي ومحمد بن إسحاق بن يسار، والحسين
ابن واقد، وأبا المنيب العتكي، روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير، وسعيد بن محمد
الحربي، وإسحاق بن راهويه، وقدم بغداد وحدث بها فروى من أهلها محمد بن
عيسى بن الطباع، وعلي بن بحر بن بري، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله
الأرزي، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة.
131

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم البزاز - بالبصرة - قال: حدثنا يزيد بن
إسماعيل الخلال، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الرزي، حدثنا
يحيى بن واضح، حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب
عن أنس بن مالك أنه قال: قامت الصلاة، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أتى بقعب من
ماء فتوضأ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم وضع كفه على فمه ثم قال: ((أدنو إلى
الوضوء)) قال فتوضأنا منه يخرج علينا الماء من القعب من بين أصابعه حتى فرغنا.
قال: قلت له كم كان القوم يا أبا حمزة؟ قال: مائتي رجل.
قال: وحدثني به أيضا حميد الطويل غير أنه قال إنهم كانوا ثمانين رجلا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أبو
غسان - يعني زنجيا - قال: قال أبو تميلة كان أبي والمبارك - يعني أبا عبد الله بن
المبارك - وكانا تاجرين، فكانا قد جعلا لنا من حفظ من قصيدة فله درهم،
قال: فكنت أحفظ أنا وابن المبارك القصائد. قال أبو غسان: فخرجا شاعرين
كلاهما.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي - وسئل عن
يحيى بن واضح والسيناني - فقدم يحيى بن واضح على الفضل بن موسى، قال:
روى الفضل أحاديث مناكير.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يسأل
عن أبي تميلة يحيى بن واضح كيف هو، ثقة هو؟ فقال: ليس به بأس، ثم قال: أرجو
إن شاء الله ألا يكون به بأس، ثم قال: كتبنا عنه على باب هشيم، كان يجئ إلى باب
هشيم ثم بقى بعد ذلك زمانا وكان يختلف يكتب الحديث قيل له خراساني
فقال: نعم من أهل مرو، جارنا.
132

ثم أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت يحيى - يعني ابن معين - يقول:
أبو تميلة قد رأيته ما كان يحسن شيئا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن يحيى بن واضح فقال: ليس به بأس.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي
خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول.
وأخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال يحيى بن معين: أبو تميلة ثقة.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو تميلة يحيى بن واضح مروزي ليس به
بأس.
أجاز لنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ،
أخبرنا قاسم بن القاسم السياري - بمرو - حدثنا عيسى بن عبد الرحمن، حدثنا أبو
الفضل العباس بن مصعب بن بشر قال: كان أبو تميلة يحيى بن واضح عالما بأيام
الناس وكان يقال من دخل مرو واليا - أو صاحب خراسان - كان يكفيه أن يسأل
عن أمور مرو أبا تميلة ومعاذ بن شهرب. وكان أبو تميلة وقع عليه دين في كفالة
لرجل فخرج إلى العراق حتى أصلح أمره، ومات بها.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
أبو تميلة يحيى بن واضح المروزي صدوق.
7459 - يحيى بن خالد بن برمك، أبو علي:
كان المهدى قد ضم هارون الرشيد إليه وجعله في حجره، فلما استخلف هارون
عرف ليحيى حقه وكان يعظمه، وإذا ذكره قال أبي. وجعل إصدار الأمور وإيرادها
133

إليه، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه، وخلده الحبس إلى أن مات فيه، وقتل
جعفرا ابنه.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا أبو
بكر محمد بن يحيى النديم قال: قال يحيى بن خالد: ثلاثة أشياء تدل على عقول
أربابها، الهدية، والكتاب، والرسول. وكان يقول لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون،
واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز
- إملاء - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان قال: حدثني محمد بن أبي رجاء قال:
كان يحيى بن خالد يقعد في بيت مجتمع صغير مكتوب عليه:
كفى بملتمس التواضع رفعة * وكفى بملتمس العلو سفالا
حدثني الحسن بن أبي طالب - لفظا - حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبيد
الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا الأصمعي قال:
سمعت يحيى بن خالد يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ونحن لمن
بعدنا عبرة.
أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي قال: حدثنا المعافى بن
زكريا الجريري، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني محرز الكاتب قال:
سمعت الفضل بن مروان يقول: قال يحيى بن خالد: من لم أحسن إليه فأنا مخير فيه،
ومن أحسنت إليه فأنا مرتهن به.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد البزاز، حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله
- أبو الأزهر النحوي - حدثنا الزبير بن بكار قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كانت صلات يحيى بن خالد إذا ركب لمن تعرض له مائتي درهم، فركب ذات يوم
فتعرض له أديب شاعر فقال له:
يا سمى الحصور يحيى أتيحت * لك من فضل ربنا جنتان
كل من في الطريق عليكم * فله من نوالكم مائتان
مائتا درهم لمثلي قليل * هي منكم للقابس العجلان
قال يحيى: صدقت. وأمر بجملة إلى داره. فلما رجع من دار الخليفة سأله عن
حاله فذكر أنه تزوج وقد أخذ بواحدة من ثلاث، إما إن يؤدي المهر وهو أربعة
134

آلاف، وإما أن يطلق، وإما أن يقيم جاريا للمرأة ما يكفيها إلى أن يتهيأ له نقلها. فأمر
له يحيى بأربعة آلاف للمهر، وبأربعة آلاف لثمن منزل، وأربعة آلاف لما يحتاج
إليه المنزل، وأربعة آلاف للبنية، وأربعة آلاف يستظهر بها، فأخذ عشرين ألف
درهم.
وقال الزبير: سمعت إسحاق يقول: حدثني يحيى بن أكثم أنه سمع المأمون
يقول: لم يكن كيحيى بن خالد وكولده في الكتابة، والبلاغة، والجود والشجاعة.
ولقد صدق القائل حيث يقول:
أولاد يحيى أربع * كالأربع الطبائع
فهم إذا اختبرتهم * طبائع الصنائع
فقلت: يا أمير المؤمنين أما الكتابة والبلاغة والسماحة فنعرفها، ففيمن الشجاعة؟
فقال. في موسى بن يحيى، وقد رأيت أن أولية ثغر السند.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الدمشقي، أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد
ابن عثمان السلمي، أخبرنا محمد بن جعفر السامري قال: أنشدني أبو الفضل الربعي
لأبي قابوس الحميري في يحيى بن خالد:
رأيت يحيى - أتم الله نعمته * عليه - يأتي الذي لم يأته أحد
ينسى الذي كان من معروفة ابدا * إلى الرجال ولا ينسى الذي يعد
أخبرنا أحمد بن عمر النهرواني ومحمد بن الحسين الجازري - قال أحمد، أخبرنا
وقال محمد: حدثنا - المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج، حدثنا
حسين بن فهم قال: قال ابن الموصلي: حدثني أبي قال: أتيت يحيى بن خالد بن
برمك فشكوت إليه ضيقة فقال: ويحك ما اصنع بك؟ ليس عندنا في هذا الوقت
شئ، ولكن ههنا أمر أدلك عليه فكن فيه رجلا قد جاءني خليفة صاحب مصر
يسألني أن أستهدي صاحبه شيئا. وقد أبيت ذلك عليه، فألح علي وقد بلغني أنك قد
أعطيت بجاريتك فلانة آلاف دنانير، فهو ذا أستهديه إياها وأخبره أنها قد أعجبتني،
فإياك أن تنقصها من ثلاثين ألف دينار. وانظر كيف يكون. قال: فوالله ما شعرت إلا
بالرجل قد وافاني فساومني، بالجارية، فقلت لا أنقصها من ثلاثين ألف دينار، فلم يزل
يساومني حتى بذلك عشرين ألف دينار، فلما سمعتها ضعف قلبي عن ردها فبعتها.
وقبضت العشرين ألفا، ثم صرت إلى يحيى بن خالد فقال لي، كيف صنعت في بيعك
135

الجارية؟ فأخبرته فقلت: والله ما ملكت نفسي أن أجبت إلى العشرين ألفا حين
سمعتها، فقال إنك لخسيس. وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا، فخذ
جاريتك فإذا ساومك بها فلا تنقصها من خمسين ألف دينار، فإنه لا بد أن يشتريها
منك بذلك. قال: فجاءني الرجل فأسمت عليه خمسين ألف دينار، فلم يزل يساومني
حتى أعطاني ثلاثين ألف دينار فضعف قلبي عن ردها ولم أصدق بها فأوجبتها له
بها، ثم صرت إلى يحيى بن خالد فقال لي بكم بعت الجارية؟ فأخبرته فقال: ويحك
ألم تؤدبك الأولى عن الثانية؟ قال: قلت ضعفت والله له عن رد شئ لم أطمع فيه،
قال: فقال هذه جاريتك فخذها إليك. قال: فقلت: جارية أفدت بها خمسين ألف
دينار ثم أملكها أشهدك أنها حرة، وأني تزوجتها.
أخبرنا الحسن بن الخلال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا أبو عبد الله
الحكيمي، حدثني ميمون بن هارون، حدثني علي بن عيسى بن بردا نيزوذ (1) قال:
كان يحيى بن خالد يقول: إذا أقبلت الدنيا فأنفق فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت فانفق فإنها لا تبقى.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم، أخبرنا أبو علي عيسى بن أحمد بن
أحمد الطوماري، حدثنا محمد بن يزيد المبرد، حدثني محمد بن جعفر بن يحيى بن
خالد بن برمك قال: قال أبي لأبيه يحيى بن خالد بن برمك - وهم في القيود
والحبس: يا أبت بعد الأمر والنهي والأموال العظيمة أصارنا الدهر إلى القيود ولبس
الصوف والحبس؟ قال: فقال له أبوه: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها، ثم أنشأ يقول:
رب قوم قد غدوا في نعمة * زمنا والدهر ريان غدق
سكت الدهر زمانا عنهم * ثم أبكاهم دما حين نطق
قد تقدم في أخبار الفضل بن يحيى بن خالد أن يحيى مات في سنة تسعين ومائة
وكانت وفاته في حبس الرشيد بالرافقة، لثلاث خلون من المحرم، وهو ابن سبعين
سنة، صلى عليه ابنه الفضل، ودفن على شاطئ الفرات في موضع يقال له ربض
هرثمة.
136

7460 - يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو أيوب القرشي ثم الأموي:
من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن سعيد الأنصاري: وهشام
ابن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وعبيد الله العمري، وابن
جريج. وروى عن محمد بن إسحاق كتاب المغازي. حدث عنه ابنه سعيد، وأحمد
ابن حنبل، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، ومحمد بن حسان الأزرق.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثنا عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع حبل الحبلة.
أخبرنا الصيمري قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس أحمد
ابن محمد بن سعيد قال: يحيى بن سعيد الأموي كوفي نزل بغداد.
وأخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت سعيد بن يحيى بن سعيد قال: قال
أبي: كان محمد بن سعيد أخي والعوفي سمعوا المغازي سماعا من ابن إسحاق، وأما
أنا وأبو يوسف وأصحاب لنا عرضا، إلا الشئ يمر - يعني أبا يوسف القاضي -.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا
قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال يحيى بن سعيد
137

الأموي: كنت أقعد إلى حلقة أبى بكر بن عياش، فقال لي رجل منهم: يا غلام قم
فاسقني ماء، فقمت فلما وليت قال له رجل: تدري من هذا؟ هذا ابن سعيد بن
العاص، تقول له قم فاسقني ماء؟ ثم قال لي: ما تصنع بحلقة هؤلاء؟ وهذه حلقة
الأعمش قال فذهبت إلى الأعمش.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الأسفرائيني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سئل - يعني أحمد بن حنبل - عن
يحيى بن سعيد الأموي فقال: لم تكن له حركة في الحديث.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد ابن جعفر الراشدي.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف، حدثنا عمر بن محمد
الجوهري قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله ذكر يحيى بن سعيد
الأموي فقال لي: ما كنت أظن عنده هذه الكتب الكثيرة - وقال البرمكي: هذا
الحديث الكثير - فإذا هو يزعمون أن عنده عن الأعمش حديثا كثيرا، وعن غيره. وقد
كتبنا عنه وكان له أخ كان له قدر وعلم يقال له: عبد الله بن سعيد، ولم يثبت أمر
يحيى في الحديث. كأنه يقول كان يصدق وليس بصاحب حديث. فقلت له: روى
عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله حديثا منكرا أعني قوله ((لا يزال المسروق
يتظنى حتى يكون أعظم إثما من السارق))؟ فقال أبو عبد الله: نعم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد
ابن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأموي ليس به بأس، عنده عن الأعمش
غرائب.
دفع إلي أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه أصل كتابه الذي سمعه من مكرم
ابن أحمد القاضي فنقلت منه - ثم أخبرنا الأزهري - قراءة - أخبرنا عبيد الله بن
عثمان بن يحيى، أخبرنا مكرم، حدثني يزيد بن الهيثم البادا قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: يحيى بن سعيد الأموي من أهل الصدق وليس به بأس.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول.
138

وأخبرني الصيمري، حدثنا الرازي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا أحمد بن
زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن سعيد الأموي ثقة. زاد عباس:
وكان يلقب جملايا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خمرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال
ابن عمار: يحيى بن سعيد الأموي كوفي ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي قال: سألت أبا داود عن يحيى بن سعيد الأموي فقال: لا بأس به
ثقة.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
- بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو
أيوب يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص كوفي سكن بغداد وليس به
بأس.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: يحيى بن سعيد بن أبان بن
سعيد بن العاص الأموي؟ قال: ثقة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ويكنى أبا أيوب، تحول فنزل بغداد فمات بها.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت بن يحيى الأموي قال:
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا محمد
ابن إسحاق السراج قال: سمعت سعيد بن يحيى يقول: مات أبى سنة أربع وتسعين
ومائة.
زاد السراج في النصف من شعبان، وبلغ ثمانين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلينا محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو
139

حسان الزيادي قال: سنة أربع وتسعين ومائة فيها مات يحيى بن سعيد بن أبان بن
سعيد بن العاص ويكنى أبا أيوب للنصف من شعبان، وهو ابن أربع وسبعين.
7461 - يحيى بن سعيد بن فروخ، أبو سعيد القطان الأحول، يقال: مولى
بنى تميم:
من أهل البصرة سمع أبا جعفر الخطمي، وهشام بن عروة، وعبيد الله العمرى،
ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان الأعمش، وابن جريج، وسفيان الثوري،
وشعبة، ومالكا، في آخرين من أمثالهم. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وعفان بن
مسلم، وعلي بن المديني، ومسدد وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة،
وعبيد الله القواريري، وبندار، ومحمد بن المثنى، وعمرو بن علي، ومحمد بن عبد
الله المخرمي، ويعقوب الدورقي، وحفص بن عمرو الربالي، وغيرهم. وقدم يحيى بن
سعيد بغداد وحدث بها.
أخبرنا أبو الفرج الطناجيري قال: حدثنا عمر بن أحمد الوعظ، حدثنا محمد بن
زهير بن الفضل، حدثنا أبو بكر الأصفري البغدادي قال: سمعت بشر بن الحارث
يقول: لقيني يحيى بن سعيد القطان ببغداد فقال: معك ألواح؟ فقلت: نعم! فقال:
ناولني فناولته وكتب لي عشرة أحاديث وقرأها، فلما مضى محوته، قال: فقيل له: لم
ذلك؟ قال: لم أكن أراه يفعل بغيري هذا.
140

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى،
حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ولدت سنة عشرين في
أولها، وولد معاذ بن معاذ سنة تسع عشرة في آخرها، وهو أسن مني بشهرين، وما
اجتمعت أنا وخالد ومعاذ في شئ إلا قدماني.
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ،
حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا عمرو بن علي قال: قال يحيى:
كنت أنا وخالد ومعاذ نجتمع، فما تقدماني في شئ قط.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا أبو الوليد قال: قلت ليحيى كم اختلفت إلى شعبة؟ قال: عشرين
سنة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا معاذ بن المثنى
قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لزمت شعبة
عشرين سنة، فما كنت أرجع من عنده إلا بثلاثة أحاديث وعشرة، أكثر ما كنت
أسمع منه في كل يوم.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي، حدثنا يحيى بن معين قال: قال لنا
يحيى بن سعيد القطان: ليس لأحد على عقد ولاء.
أنبأنا أبو زرعة روح بن محمد الرازي، أخبرنا علي بن محمد بن عمر القصار،
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ذكره أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر
رسته الأصبهاني قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اختلفوا يوما عند شعبة
فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما فقال: قد رضيت بالأحول - يعني يحيى بن سعيد
القطان - فما برحنا حتى جاء يحيى فتحاكموا إليه فقضى على شعبة، فقال شعبة:
ومن يطيق فقدك يا أحول.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
حدثني أبو عبيد الله بن عرعرة، حدثني أبي قال: قال خالد بن الحارث: غلبنا يحيى
بسفيان الثوري.
141

أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي، حدثنا محمد بن عبدة بن حرب، حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي،
حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: كنت إذا أخطأت قال لي سفيان الثوري: أخطأت
يا يحيى، فحدث يوما عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) (1) قال
يحيى بن سعيد فقلت: أخطأت يا أبا عبد الله هذا أهون عليك. قال: فكيف هو يا
يحيى؟ قال: فقلت أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لي صدقت يا يحيى اعرض على
كتبك، قلت: تريد أن ألقي منك ما لقي زائدة؟ قال: وما لقي زائدة له
كتبه وذكرته حديثه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن علي بن الهيثم المقرئ، حدثنا
يزيد
البادا قال: سمعت عبيد الله بن عمر قال: وقال يحيى بن سعيد: بات عندي سفيان
ليلة فحدثته بحديثين، حديث عن شعبة وحديث عن عمرو بن عبيد قال: وقام يتوضأ
فنظرت تحت المصلى الذي كان عليه جالسا وإذا هو قد كتبهما عني. قلت: يا أبا
سعيد حدثني بهما قال: حدثته عن شعبة عن أبي بشر عن عكرمة في قول الله تعالى:
(وتعزروه) (الفتح 9) قال: تقاتلوا دونه بالسيف. وحدثته عن عمرو بن عبيد عن
الحسن في قول الله تعالى: (فعززنا بثالث) (يس 14) قال: شددنا.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على الحسين بن علي التميمي، حدثكم محمد بن
المسيب، حدثنا أبو الخصيب المصيصي قال: سمعت القواريري يقول: سمعت عبد
الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدا أحسن أخذا للحديث، ولا أحسن طلبا له،
من يحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن حبيب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الرحمن بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت عليا - وذكر من طلب الحديث - فقال:
لم يكن من أصحابنا ممن يطلب وعنى به وحفظه وأقام عليه حتى حدث ولم يزل فيه
إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب، ويزيد بن زريع. هؤلاء لم يدعوه منذ
طلبوه، لم يشتغلوا عنه، لم يزالوا فيه إلى أن حدثوا.
142

أخبرنا البرقاني، حدثنا محمد بن عبد الله بن خمرويه، حدثنا الحسين بن إدريس
قال: قال ابن عمار: أدخل عبد الرحمن بن مهدي في تصنيفه ألفي حديث ليحيى بن
سعيد القطان وهو حي، فكان يحدث بها عنه وهوي.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي، حدثنا الحسن بن علي قال: سمعت إبراهيم بن محمد التميمي يقول: ما
رأيت أعلم بالرجال من يحيى القطان، وما رأيت أعلم بصواب الحديث من ابن مهدي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن الطرائفي يقول:
سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: يحيى أحب
إليك في سفيان أو عبد الرحمن بن مهدي؟ فقال يحيى.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس، حدثني خالي محمد بن إسحاق النعالي،
حدثنا علي بن الحسن بن دليل، حدثنا أبو عبد الله المقدمي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
ابن حبيب بن الشهيد قال: قال لي علي بن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال من
يحيى بن سعيد.
أخبرنا منصور بن ربيعة الخطيب - بالدينور - أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن
راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: لم أر أحدا أثبت
من يحيى بن سعيد القطان.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا، حدثنا
عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن سعيد أثبت من عبد
الرحمن بن مهدي في سفيان.
أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي قال: حدثنا زكريا الساجي قال: حدثت عن علي بن المديني قال: ما رأيت
أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد القطان، ولا رأيت أعلم بصواب الحديث والخطأ
من عبد الرحمن بن مهدي، فإذا اجتمع يحيى بن عبد الرحمن على ترك حديث رجل
تركت حديثه وإذا حدث عنه أحدهما حدثت عنه.
143

أخبرنا البرقاني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر البوشنجي، حدثنا محمد بن
إسحاق بن خزيمة، حدثنا الإمام محمد بن بشار بندار، حدثنا يحيى بن سعيد القطان
إمام أهل زمانه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عمران
ابن موسى بن هلال، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول:
حدثني يحيى القطان وما رأت عيناي مثله.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أخبرنا دعلج
ابن أحمد - قال: حدثنا وفي حديث ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا
أحمد بن الحسن الترمذي قال: سمعت أحمد بن حنبل - وسئل عن يحيى بن سعيد
ووكيع - فقال: لم ترعيني مثل يحيى بن سعيد.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، حدثنا محمد بن علي بن داود قال: سمعت أحمد بن
حنبل يقول: ما رأيت في هذا الشأن مثل يحيى بن سعيد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله - وذكر يحيى بن سعيد القطان - فقال: لا والله
ما أدركنا مثله.
ثم قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال: لم تر
عيناك مثله.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا ابن مرابا، حدثنا
عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال لي عبد الرحمن بن مهدي،
لا ترى بعينيك مثل يحيى بن سعيد القطان أبدا.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، حدثنا محمد بن عبد
الله بن محمد الحافظ - بنيسابور - قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ
يقول: سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى
ابن سعيد أثبت الناس، قال أحمد وما كتبت عن مثل يحيى بن سعيد.
144

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله المزني
الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا عبد الله بن محمد قال: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت أحدا أثبت من يحيى - يعني القطان -.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال لي أبو عبد الله: رحم الله يحيى القطان ما
كان أضبطه وأشد تفقده، كان محدثا. وأثنى عليه فأحسن الثناء عليه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس
الأنصاري، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد: كان يحيى يحدثكم من
حفظه؟ قال: ما رأينا له كتابا، كان يحدثنا من حفظه، ويقرأ علينا الطوال من كتابنا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق. أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ما رأيت أحدا أقل خطا من يحيى بن سعيد،
ولقد أخطأ في أحاديث، ثم قال أبو عبد الله: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف.
أخبرنا الأزهري ومحمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي والحسن بن
محمد الخلال - قال: محمد أخبرنا وقالا حدثنا - علي بن عمر الختلي، حدثنا محمد
ابن عبدة القاضي، حدثنا أبو بكر بن خالد قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول: لو كنت لقيت إسماعيل بن أبي خالد لكتبت عن يحيى وعن إسماعيل
لأعرف صحيحهما من سقيمها.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي وحدثنا عبد العزيز بن أبي طاهر عنه
قال: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة قال: قلت ليحيى بن معين: يحيى بن
سعيد فوق ابن مهدي؟ قال: نعم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن الفضل بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس
قال: قال ابن عمار: وكنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد ظننت أنه رجل لا يحسن
شيئا، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء. وقال في موضع آخر: كان يحيى بن سعيد يشبه
التجار إذا نظرت إليه، حتى يأخذ في الحديث، فإذا أخذ في الحديث علمت أنه
صاحب حديث.
أنبأنا أبو زرعة الرازي، أنبأنا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن
ابن أبي حاتم، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: لم
145

يكن أبو سعيد - يعني جده يحيى بن سعيد - يمزح، ولا يضحك إلا تبسما، ما أعلم
اني رأيته قهقه قط، ولا دخل حماما قط، ولا اكتحل، ولا ادهن، وكان يخضب
خضابا حسنا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
علي: كان يحيى يختم القرآن في كل يوم وليلة بين المغرب والعشاء.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أحمد بن علي
بن العلاء الجوزجاني، حدثنا إسماعيل بن أبي مريم، حدثنا علي بن المديني قال:
وقال ابن يحيى بن سعيد أن أباه يختم القرآن في كل يوم قال علي: فتفقدته وأنا معه
في البستان فختمه بين المغرب والعشاء.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: حدثني الحسن
ابن الحباب، حدثنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أقام
يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد
أربعين سنة. وما رؤي يطلب جماعة قط.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى بن
سعيد لم يفته الزوال منذ أربعين سنة.
أخبرني طاهر بن عبد العزيز الدعاء، أخبرنا إسحاق بن سعيد بن الحسن بن سفيان
النسوي قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت بندارا
يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد القطان - وذكر أكثر من عشرين سنة - فما أظن أنه
عصى الله قط.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكيم
الواسطي، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا يحيى بن
معين، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: كنا عند يحيى بن سعيد فجاء محمد بن
سعيد الترمذي، فقال له يحيى بن سعيد: اقرأ فقرأ، فغشي على يحيى بن سعيد حتى
حمل.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت عفان
146

يقول: رأيت رجل ليحيى بن سعيد قبل موته بعشرين سنة بشر يحيى بن سعيد بأمان
من الله يوم القيامة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي وعلي بن المحسن التنوخي وأبو طاهر محمد
ابن همام بن الصقر الموصلي قالوا: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، حدثنا محمد بن هارون بن حميد، حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثني
أبو بحر البكراوي قال: حدثني عبد الله بن سوار بن عبد الله أنه رأى في المنام.
وأخبره رجل أنه رأى في المنام، كأن كتابا تعلق من السماء، قال: فقرأته فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب براءة من الله ليحيى بن سعيد الأحول القطان.
أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق،
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: قال أبو بكر بن خلاد: سمعت
محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: رأيت أبي في المنام، فرأيت أمرا عظيما جليلا،
قال: فجعلت أهابه أن أدنو. فقلت: ما هذا؟ قال: أثبت الناس في حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم منذ ثلاثين سنة.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبى العباس عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
البوشنجي - بها - حدثكم محمد بن إسحاق بن خزيمة.
قال: و أخبرني طاهر بن عبد العزيز الدعاء. أخبرنا إسحاق بن سعيد بن الحسن بن
سفيان قال: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت محمد بن أبي
صفوان الثقفي يقول: كان يحيى بن سعيد نفقته من غلته، إن دخل من غلته حنطة
أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرا، وإن دخل تمر أكل تمرأ. لفظهما سواء. وقال
ابن حيان: هذا معنى الحكاية.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: ويحيى بن سعيد القطان يكنى أبا سعيد بصرى ثقة. نقي الحديث
كان لا يحدث إلا عن ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: قلت ليحيى بن
سعيد.
147

وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن
جعفر بن حمدان قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا رجل
قال: قلت ليحيى بن سعيد - في ربيع الأول سنة تسعين ومائة - كم لك من سنة؟
قال: إذا مضى شهر - أو شهران - استوفيت سبعين، ودخلت في إحدى. قيل له في
أي سنة ولدت؟ قال: في سنة عشرين ومائة في أولها.
قلت: والرجل الذي روى هذا الخبر عنه أحمد بن حنبل ولم يسمه هو علي ابن
المديني.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا أبو غالب علي ابن
أحمد بن النضر قال: ومات يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي في
سنة ثمان وتسعين، عبد الرحمن قبله بأربعة أشهر.
قلت: هذا القول الأخير وهم، لأن يحيى بن سعيد تقدمت وفاته على وفاة عبد الرحمن بأربعة أشهر. أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب قال: سمعت أبا
موسى يقول:
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثني قال: ومات يحيى بن سعيد القطان سنة ثمان
وتسعين ومائة، ومات عبد الرحمن بن مهدي بعده بأربعة أشهر.
أخبرنا الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي، حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي قال: ومات يحيى بن سعيد
القطان سنة ثمان وتسعين ومائة.
أخبرنا علي بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال:
قرئ على محمد بن أحمد بن البراء - وأنا حاضر - قال: قال علي بن عبد الله المديني يحيى بن سعيد القطان يكنى أبا سعيد، وهو مولى لبني تميم ومات سنة ثمان و تسعين ومائة في صفر.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي وعبد الملك بن محمد بن عبد الله
الواعظ قالا: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا
148

جعفر بن أبي عثمان، حدثني محمد بن عمرو بن عبيدة العصفري قال: سمعت علي ابن
المديني يقول: مكنت أشتهي أرى يحيى بن سعيد القطان في النوم مدة قال: فصليت ليلة العتمة، ثم أوترت واتكأت على سريري قال: فسنح لي خالد بن الحارث
فقمت فسلمت عليه وعانقته، ثم قلت له: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي على أن
الأمر شديد، قلت أين معاذ فقد كان رسيلك في الحديث؟ فقال لي محبوس، قلت:
فما فعل يحيى بن سعيد القطان؟ قال: نراه كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء. 7462 - يحيى بن عباد، السعدي:
حدث عن ابن جريج. روى عنه داود بن شبيب البصري.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،
حدثنا حمدان بن علي، حدثنا داود بن شبيب، حدثنا يحيى بن عباد قال: لقيته ببغداد
- عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) (1).
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا ابن مخلد،
حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد وحمدان بن علي قالا: حدثنا داود بن شبيب،
حدثنا يحيى بن عباد السعدي - وكان من خيار الناس - حدثنا ابن جريج بإسناده
نحوه. أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن يحيى بن عباد السعدي
فقال: لا أعرفه. فقلت له: حدث عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر؟ فأنكر الحديث.
قرأت بخط الدارقطني: يحيى بن عباد السعدي ضعيف.
149

7463 - يحيى بن عباد، أبو عباد الضبعي:
نزل بغداد وحدث بها عن شعبة، والحمادين، وفليح بن سليمان، وإبراهيم بن
سعد، ووهيب بن خالد. روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، ومحمد بن
سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن حاتم السمين، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف،
والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن
يحيى بن عياش القطان، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا أبو عباد، حدثنا
شعبة، أخبرني سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا أمامة يسأل الأغر عن هذا الحديث
يحدث (به) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من الصلاة فيما سواه إلا الكعبة)) (1).
أخبرنا علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: سمعت أبي
يقول: يحيى بن عباد ليس ممن أحدث عنه، وبشار الخفاف أمثل منه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخطه يده - سألت أبا
زكريا قلت له: فأبو عباد يحيى بن عباد البصري قال: لم يكن بذاك، قد سمع وكان
صدوقا. وقد أتيناه فأخرج كتابا فإذا هو لا يحسن يقرؤه فانصرفنا عنه قلت له:
فيحيى بن السكن أثبت عندك منه؟ قال: نعم! هذا أيقظهما وأكيسهما.
أخبرني البرقاني، حدثنا محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي،
حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: يحيى بن عباد بصري نزل بغداد ضعيف، حدث
عنه أهل بغداد.
سمعت الحسن بن محمد الزعفراني يحدث عنه عن شعبة وغيره، لم يحدث عنه
أحد من أصحابنا بالبصرة، لا بندار، ولا ابن المثني.
قلت: ترك أهل البصرة الرواية عنه لا يوجب رد حديثه، وحسبك برواية أحمد بن
150

حنبل، وأبي ثور عنه. ومع هذا فقد احتج بحديثه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأحاديثه مستقيمة لا نعلمه روى منكرا.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: يحيى بن عباد الضبعي أبو
عباد؟ قال: بغدادي يحتج به.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن أبا عباد يحيى بن
عباد الضبعي مات في سنة ثمان وتسعين ومائة.
7464 - يحيى بن السكن، البصري:
نزل الرقة وقدم بغداد وحدث بها عن شعبة بن الحجاج، ومستمر بن الريان،
وعمران القطان. روى عنه الفضل بن يعقوب الرخامي، ويحيى بن أبي طالب،
وهلال بن العلاء، وغيرهم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا الفضل بن يعقوب، حدثنا يحيى بن السكن، حدثنا شعبة عن أبي
إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)) (1).
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن
محمود الحافظ، أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال: يحيى بن السكن
البصري كان يكون بالرقة، وكان أبو الوليد يقول: وهو يكذب، وهو شيخ مقارب
كان يكون بالرقة وببغداد.
قرأت على القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي عن أبي مسلم بن مهران
قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: قال أبو علي صالح بن محمد: يحيى
ابن السكن لا يسوى فلسا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يحيى بن السكن الرقي أصله
بصري، مات بالرقة سنة اثنتين ومائتين.
151

7465 - يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو محمد العدوي المعروف باليزيدي
المقرئ:
صاحب أبي عمرو بن العلاء البصري. سكن بغداد وحدث بها عن أبي عمرو بن
العلاء، وابن جريج. روى عنه ابنه محمد، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي، وأبو
عبيد القاسم بن سلام، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، وأبو عمر الدوري، وأحمد بن
محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، وإبراهيم بن محمد أخوه. وهو مولى عدي بن عبد مناة من الرباب، وإنما قيل له اليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور
الحميري. خال ولد المهدى يؤدب ولده، فنسب إليه، ثم اتصل بالرشيد فجعل المأمون
في حجرة وأدبه. وكان اليزيدي ثقة، وكان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العر ب،
وله كتاب نوادر في اللغة، على مثال كتاب نوادر الأصمعي الذي عمله لجعفر بن
يحيى، وفي مثل عدد ورقه. وكان أيضا أحد الشعراء وله شعر جامع وأدب، وكان
قد أخذ علم العربية وأخبار الناس عن أبي عمرو بن أبي إسحاق الحضرمي، والخليل
ابن أحمد، ومن كان معهم في زمانهم.
وحكى عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل أنه قال: شهدت ابن أبي العتاهية
وكتب عن أبي محمد اليزيدي قريبا من ألف جلد عن أبي عمرو بن العلاء خاصة
يكون ذلك نحو عشرة آلاف ورقة، لأن تقدير الجلد عشرة ورقات.
وأخذ عن الخليل من اللغة أمرا عظيما، وكتب عنه العروض في ابتداء صنعته إياه
إلا أن اعتماده كان على أبي عمرو، لسعة علم أبي عمرو باللغة. وكان اليزيدي يعلم
بحذاء منزل أبي عمرو، وكان أبو عمرو يدينه ويميل إليه لذكائه. وكان اليزيدي
صحيح الرواية صدوق اللهجة. وألف من الكتب كتاب ((النوادر))، وكتاب ((المقصور
والممدود))، وكتاب ((مختصر النحو))، وكتاب ((النقط والشكل))، وكان يجلس في أيام
الرشيد مع أبي الكسائي ببغداد في مسجد واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي يؤدب
محمد الأمين، وكان اليزيدي يؤدب عبد الله المأمون. فأما الأمين فإن أباه أمر
152

الكسائي أن يأخذ عليه بحرف حمزة، وأما المأمون فإن أباه لما اختار له اليزيدي تركه
يتعلم منه حرف أبي عمرو.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر - إجازة - وحدثنيه أحمد بن محمد بن أحمد
ابن قفرجل الكاتب عنه، حدثنا المظفر ابن يحيى الشرابي، حدثنا العنزي، حدثني
إبراهيم بن سعدان قال: حدثني الأثرم قال: دخل اليزيدي على الخليل بن أحمد يوما
وعنده جماعة - وهو على وسادة جالس - فأوسع له، فجلس معه اليزيدي على
وسادته، فقال له اليزيدي: أحسبني قد ضيقت عليك؟ فقال الخليل: ما ضاق شئ
على اثنين متحابين، والدنيا لا تسع متباغضين.
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن
يحيى النديم، حدثنا المبرد قال: سأل المأمون يحيى بن المبارك عن شئ فقال: لا -
وجعلني الله فداك - يا أمير المؤمنين. فقال: لله درك ما وضعت واو قط موضعا أحسن
من موضعها في لفظك هذا، ووصله وحمله.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله
السيرافي، حدثنا محمد بن أبي الأزهر النحوي، حدثنا الزبير بن بكار قال: أنشدني
إسحاق بن إبراهيم قال: أنشدني أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي:
إذا نكبات الدهر لم تعظ الفتى * وتقرع منه لم تعظه عواذله
ومن لم يؤدبه أبوه وأمه * تؤدبه روعات الردى وزلازله
فدع عنك ما لا تستطيع ولا تطع * هواك ولا يغلب بحقك باطله
قرأت بخط أبي عبيد الله المرزباني، حدثني أحمد بن عثمان، وحدثني أبو القاسم
عبيد الله بن محمد اليزيدي قال: توفي أبو محمد اليزيدي في سنة اثنتين ومائتين.
7466 - يحيى بن المتوكل، أبو بكر الباهلي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن أسامة بن زيد الليثي، وهلال بن أبي هلال، وإبراهيم
ابن يزيد الخوارزمي، وهشام بن حسان، وعنبسة وبن مهران. روي عنه محمد بن عمر
ابن أبي مذعور، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وإسحاق بن البهلول التنوخي.
153

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول الأزرق، أخبرني جدي أبو يعقوب إسحاق
ابن البهلول - قراءة عليه - حدثني يحيى بن المتوكل الباهلي، عن إبراهيم بن يزيد
الخوزي قال: حدثنا سالم عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤون: (مالك يوم الدين).
قرأنا على الجوهري عن محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن يحيى
ابن المتوكل - أبي بكر البصري - كان قدم بغداد فحدثهم عن هشام بن حسان
وغيرهم خرج إلى المصيصة فمات بها؟ قال: لا أعرفه.
7467 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور، أبو زكريا الفراء مولى بني
أسد:
من أهل الكوفة: نزل بغداد وأملى بها كتبه في معاني القرآن وعلومه. وحدث عن
قيس بن الربيع، ومندل بن علي، وخازم بن الحسين البصري، وعلي بن حمزة
الكسائي وأبي الأحوص سلام بن سليم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، روى
عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما، وكان ثقة إماما.
ويحكى عن أبي العباس ثعلب أنه قال: لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها
وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية، لأنها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد
ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن
أحمد بن حماد العسكري - إملاء في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة - حدثنا محمد بن
الجهم السمري - حدثنا يحيى بن زياد الفراء، حدثني خازم بن حسين البصري عن
مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: قرا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان: (مالك يوم الدين) بالألف.
154

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون
التميمي - بالكوفة - حدثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حدثنا أبو بديل
الوضاحي قال: أمر أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع به أوصل النحو وما سمع من العرب، وأمر أن يفرد في حجرة من حجر الدار، ووكل به جواري وخدما
يقمن بما يحتاج إليه حتى لا يتعلق قلبه، ولا تتشرف نفسه إلى شئ، حتى أنهم كانوا
يؤذنونه بأوقات الصلاة، وصير له الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، فكان يملي
والوراقين يكتبون، حتى صنف الحدود في سنين، وأمر المأمون بكتبه في الخزائن، فبعد أن فرغ
من ذلك خرج إلى الناس وابتدأ يملي كتاب ((المعاني)). وكان وراقيه سلمة وأبو نصر، قال: فأردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب ((المعاني)) فلم يضبط. قال: فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا، فلم يزل يمليه حتى أتمه، وله كتابان في المشكل، أحدهما أكبر من الآخر.
قال: فلما فرغ من إملاء المعاني خزنه الوراقون عن الناس ليكسبوا به، وقالوا
لا نخرجه إلى أحد إلا إلى من أراد أن ننسخه له على خمس أوراق بدرهم، فشكى
الناس ذلك إلى الفراء فدعا الوراقين فقال لهم في ذلك، فقالوا إنما صبحناك لننتفع بك، وكل ما صنفته فليس بالناس إليه من الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعش به قال: فقاربوهم تنتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم. وقال للناس: إني ممل كتاب معان أتم شرحا، وأبسط قولا من الذي أمليت. فجلس يمل فأمل الحمد في
مائة ورقة، فجاء الوراقون إليه فقالوا نحن نبلغ للناس ما يحبون، فنسخوا كل عشرة أوراق بدرهم، قال: وكان المأمون قد وكل الفراء يلقن ابنيه النحو، فلما كان يوما أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يقدمانه له، فتنازعا أيهما يقدمه ثم اصطلحا أن يقدم كل واحد منها فردا، فقدمها. وكان المأمون
له على كل شئ صاحب، فرفع ذلك إليه في الخبر، فوجه إلى الفراء فاستدعاه، فلما
دخل عليه قال له: من أعز الناس؟ قال: ما أعرف أعز من أمير المؤمنين، قال: بلى!
من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليا عهد المسلمين، حتى رضى كل وا حد أن
يقدم له فردا. قال: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما عن ذلك ولكن خشيت أن
أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها، أو أكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها. وقد
يروى عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده،
فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحديثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟ قال له
155

أسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. قال له المأمون: لو
منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوما وعتبا، وألزمتك ذنبا، وما وضع ما فعلاه من
شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبين عن جوهرهما وقد ثبتت لي مخيلة الفراسة
بفعلهما، فليس يكبر الرجل - وإن كان كبيرا - عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه،
ووالده، ومعلمه العلم. وقد عوضتهما عما فعلاه عشرين ألف دينار، ولك عشرة
آلاف درهم على حسن أدبك لهما.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، حدثنا
محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس ثعلب عن ابن نجدة قال: لما تصدى أبو
زكريا للاتصال بالمأمون كان يتردد إلى الباب، فلما أن كان ذات يوم جاء ثمامة،
قال: فرأيت أبهة أدب، فجلست إليه وففاتشته عنه اللغة فوجدته بحرا، وفاتشته عن
النحو فشاهدت نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم،
وبالنجوم ماهرا، وبالطب خبيرا، وبأيام العرب وأشعارها حاذقا، فقلت: من تكون؟
وما أظنك إلا الفراء؟ قال: أنا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين المأمون، فأمر
بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله به.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق، حدثنا أبو بكر بن
الأنباري، حدثني أبي قال: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: ما أحد برع في علم
إلا دلة على غيره من العلوم. قال بشر المريسي للفراء: يا أبا زكريا أريد أن أسألك عن مسألة من الفقه. فقال: سل. فقال: ما تقول في رجل سها في سجدتي السهو؟
قال: لا شئ عليه، قال: من أين قلت؟ قال: قسته على مذاهبنا في العربية، وذلك أن المصغر عندنا لا يصغر، فكذلك لا يلتفت إلى السهو في السهو. فسكت بشر. وحكى
أن محمد بن الحسن سأل الفراء عن هذه المسألة، لا بشر.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أحمد بن أحمد بن سعيد،
حدثنا بنان بن يعقوب الزقومي أخو حمدان الكندي قال: سمعت عبد الله بن الوليد
صعودا يقول: كان محمد بن الحسن الفقيه ابن خالة الفراء، وكان الفراء يوما عنده
جالسا، فقال الفراء: قل رجل أمعن النظر في باب من العلم فأراد غيره إلا سهل عليه، فقال له محمد: يا أبا زكريا فأنت الآن قد أنعمت النظر في العربية، فنسألك عن باب
من الفقه؟ قال: هات على بركة الله تعالى. قال: ما تقول في رجل صلى فسها
156

فسجد سجدتي السهو فسهى فيهما؟ ففكر الفراء ساعة ثم قال: لا شئ عليه. قال له
محمد: ولم؟ قال: لأن التصغير عندنا لا تصغير له، وإنما السجدتان إتمام الصلاة ليس
للتمام تمام. فقال محمد بن الحسن: ما ظننت آدميا يلد مثلك.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز قال:
قال أبو بكر بن الأنباري: ولم لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا
الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار على جميع الناس، إذ انتهت العلوم إليهما، وكان يقال: النحو الفراء، والفراء أمير المؤمنين في النحو.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، أخبرنا أبو علي
الحسن بن داود، حدثنا أحمد بن أبي موسى العجلي، حدثنا هناد بن السري
قال: كان الفراء يطوف معنا على الشيوخ، فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء قط،
لكنه إذا مر حديث فيه شئ من التفسير، أو متعلق بشئ من اللغة، قال للشيخ: أعده
علي. وظننا أنه كان يحفظ ما يحتاج إليه.
قرأت على علي بن أبي علي البصري عن طلحة بن محمد بن جعفر المعدل،
حدثنا أبو بكر بن مجاهد قال: قال لي محمد بن الجهم: كان الفراء يخرج إلينا وقد
لبس ثيابه في المسجد الذي في خندق عبويه. وعلى رأسه قلنسوة كبيرة، فيجلس فيقرأ
أبو طلحة الناقط عشرا من القرآن، ثم يقول له، أمسك. فيملي من حفظه المجلس،
ثم يجيء سلمة بعد أن ننصرف نحن، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عليه، ويغير ويزيد
وينقص، فمن ههنا وقع الاختلاف بين النسختين.
قال ابن مجاهد: وسمعت ابن الجهم يقول: ما رأيت مع الفراء كتابا قط إلا
كتاب يافع ويفعة. قال ابن مجاهد، وقال لنا ثعلب: لما مات الفراء لم يوجد له إلا
رؤوس إسفاط، فيها مسائل تذكرة، وأبيات شعر.
أخبرني محمد بن علي الشروطي، حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد
ابن علي الكاتب المروزي، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا أبو
العباس أحمد بن يحيى النحوي، حدثنا سلمة قال: أمل الفراء كتبه كلها حفظا، لم
يأخذ بيده نسخة إلا في كتابين، كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة.
قال أبو بكر بن الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء
ثلاثة آلاف ورقة.
157

أخبرنا الجوهري والتنوخي قالا: حدثنا محمد بن العباس، حدثنا الصولي، حدثنا
عون - هو ابن محمد - حدثنا سعدون قال: قلت للكسائي: الفراء أعلم أم الأحمر؟
فقال: الأحمر أكثر حفظا، والفراء أحسن عقلا، وأبعد فكرا، وأعلم بما يخرج من
رأسه.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي.
وأخبرنا هلال بن المحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح - قال محمد أخبرنا
وقال أحمد حدثنا - أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا أبو العباس أحمد بن
يحيى، حدثنا سلمة قال: خرجت من منزلي فرأيت أبا عمر الجرمي واقفا على بابي،
فقال لي يا أبا محمد امض بي إلى فرائكم هذا، فقلت له: امض، فانتهينا إلى الفراء، وهو جالس على بابه يخاطب قوما من أصحابه في النحو، فلما عزم على النهوض قلت له: يا أبا زكريا هذا أبو عمر صاحب البصريين يحب أن تكلمه في شئ فقال: نعم! ما يقول أصحابك في كذا وكذا قال: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد
هذا من جهة كذا وكذا، قال: فألقى عليه مسائل وعرفه الإلزامات فيها، فنهض وهو
يقول: يا أبا محمد ما هذا الرجل إلا شيطان - يكرر ذلك مرتين أو ثلاثا.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين السليطي - بنيسابور - حدثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت محمد بن الجهم يقول: سمعت الفراء
يقول: كان عندنا رجل يفسر القرآن برأيه، فقيل له: (أرأيت الذي يكذب بالدين)
فقال: رجل سوء والله، فقيل: (فذلك الذي يدع اليتيم) (الماعون 1، 2) قال:
فسكت طويلا ثم قال: من هذا أعجب.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو الحسن بن النجار الكوفي فقال: أنشدنا
أبو علي الحسن بن داود النقاد قال: أنشدنا أبو عيسى بن زهير التغلبي عن محمد بن
الجهم السمري يمدح الفراء:
يا طالب النحو التمس علم ما * ألفه الفراء في نحوه
أفاد من يأتيه ما لم يكن * يعلم من قبل ولم يحوه
ستين حدا، قاسها عالما * أملها بالحفظ من شدوه
على كلام العرب المنتقى * من كل منسوب إلى بدوه
سوى لغات ومعان، لقد * أرشده الله ولم يغوه
158

وجمع ما احتيج إلى جمعه * والوقوف في القرآن أو بدوه
ومصدر الفعل وتصريفه * في كفن جاء من نشوة
إلى حروف طرف أثبتت * في أول الباب وفي حشوه
وصنف المقصور والممدود (1) والت - * - حويل في الخاطين أو شلوه
أو مثل بادي الرأي في قولهم * يخطف البرق لدى ضوه
وفي البهي الكلم المرتضى * من حسنه والنهي عن سوه
رام سواه فانثنى خائبا * وأخطأ المعنى ولم يشوه
فرحمة الله على شيخنا * يحيى مع الأبرار في علوه
كافأه الرحمن عنا، كما * أروى الصدى بالسيب من نوه
فاصطف ما أملاه من علمه * وصنه واستمسك به واروه
وقول سيبويه وأصحابه * وقطرب مشتبه فازوه
عنك وما أملى هشام وما * صنفه الأحمر في زهوه
أو قاسم مولى بنى مالك * من المعاني، فاسم عن غروه
فليس من يغلط فيما روى * كحافظ يؤمن من سهوه
ولا ذوو ضحل إذا ما اجتدوا * كالبحر إذا يغرق عن رهوه
ولا وضيع القوم مثل الذي * يحتل بالأشراف من سروه
بلغني إن الفراء مات ببغداد في سنة سبع ومائتين وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل
بل مات في طريق مكة.
أخبرنا الحسن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، أخبرنا
محمد بن يحيى الصولي قال: وفي سنة سبع ومائتين مات يحيى بن زياد الفراء
النحوي.
7468 - يحيى بن الحسين، المدائني مولى بني هاشم:
حدث عن عبد الله بن لهيعة. روى عنه محمد بن مغيرة الشهرزوري.
قرأت في كتاب القاضي أبى بكر محمد بن عمر بن سلم الجعابي - بخط يده - ثم
أخبرنا الصيمري - قراءة - حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، حدثنا محمد بن
159

عمر بن سلم، حدثني محمد بن هارون بن حميد، حدثنا محمد بن مغيرة
الشهرزوري، حدثنا يحيى بن الحسن المدائني - مولى بني هاشم - حدثنا ابن لهيعة
عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين، مؤمن آل ياسين، وعلي بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون)).
7469 - يحيى بن أبي بكير، أبو زكريا العبدي:
واسم والد أبي بكير: نسر - وقيل: بشر - وقيل بشير - بن أسيد، كوفي الأصل.
سكن يحيى بغداد. وولى قضاء كرمان وحدث عن شعبة، وا إبراهيم بن طهمان،
وإسرائيل، وحسن بن صالح، وأبي جعفر الرازي، وشبل بن عباد، وزائدة بن قدامة،
وجعفر الأحمر، وشريك بن عبد الله. روى عنه محمد بن سعيد الأصبهاني، وعبد
الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، وعيسى بن أبي حرب الصفار، وعلي بن سهل
البزاز، وعباس الدوري، ومحمد بن سعد العوفي، والحارث بن أبي أسامة التميمي،
وأحمد بن عبد الله النرسي.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وأبو الحسن محمد
ابن عبيد الله بن محمد الحنائي قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز - إملاء - حدثني العباس بن محمد الدوري.
وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا
عباس بن محمد، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا إسرائيل عن الأعمش، عن أبي
سفيان عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجزئ صلاة يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود)) (1).
160

قال أبو الفضل عباس بن محمد: هذا حديث لم يروه إلا يحيى بن أبي بكير، وهو
حديث غريب جدا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر بن خزيمة، حدثنا
عبد الله بن محمد بن حاتم الدوري - بخبر خطا كان يفتخر به - قال: حدثنا يحيى ابن أبي بكير، حدثنا إسرائيل
، عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجوز صلاة لا يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود)) (2).
قلت: تفرد برواية هذا الحديث هكذا عن الأعمش وإسرائيل بن يونس ولا نعلم
رواه عن إسرائيل إلا يحيى بن أبي بكير، وخالفه غير واحد، فرووه عن الأعمش عن
عمارة بن عمير عن أبي معمر، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذاك المحفوظ الصحيح.
أخبرني عبد الله بن يحيى السركي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان كوفي هو ابن بشر بن أسيد بن عبد القيس.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال أبو عبد الله: كان
يحيى بن أبي بكير كيسا، ثم قال: قل إنسان كتب عن شعبة إلا جاء بشئ، جاء
بلفظه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن يحيى بن أبي بكير فقال: ثقة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن حمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي
قال: يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان كوفي ثقة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو موسى محمد بن المثني قال: ومات سنة ثمان ومائتين يحيى بن أبي بكير
الكرماني.
161

أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يحيى بن أبي بكير مات في
سنة تسع ومائتين.
7470 - يحيى بن إسحاق، أبو زكريا البجلي المعروف بالسيلحيني:
سمع حماد بن سلمة، وعبد الله بن لهيعة، وفليح بن سليمان، وأبان بن يزيد،
ويحيى بن أيوب والربيع بن بدر، وشريك بن عبد الله. روى عنه أحمد بن حنبل،
وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن سعد الكاتب الواقدي، ومحمد بن
الحسين بن أشكاب وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن أبي خيثمة، وعباس الدوري،
وبشر بن موسى الأسدي، وغيرهم.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس العقبي، حدثنا عباس بن
محمد الدوري، حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا فليح
ابن سليمان عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال: سمعت أبي
يقول: كان عبد الرحمن ينكر حديث مبارك عن الحسن في حل العقدة القبر - يعني
على السيلحيني -.
أخبرنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي
يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت
فالسالحيني (1) إيش حاله؟ فقال: صدوق المسكين. قال أبو سعيد عثمان بن سعيد: هو
يحيى بن إسحاق. روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة.
162

أخبرني علي بن الحسن الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمر بن محمد
ابن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: يحيى
ابن إسحاق أبو زكريا السيلحيني شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين ومن ابن لهيعة،
وهو صدوق.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: أبو زكريا السيلحيني البجلي ذكر أنه
من أنفسهم وكان ثقة حافظا لحديثه، وكان ينزل بغداد في دار الرقيق، ومات بها في
سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة عشر ومائتين فيها مات يحيى بن إسحاق
السليحيني.
7471 - يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة، الأسلمي من
خزاعة:
سمع مالك بن أنس، وأبا عوانة، ومفضل بن فضالة، ورشدين بن سعد، ويزيد بن
زريع. روى عنه أحمد بن حنبل. وفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن عبد الله بن أبي
الثلج، وإسحاق بن الحسن الحربي، وكان ثقة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثني محمد بن سعد قال: يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء
ابن حارثة من خزاعة وكان ثقة نزل بغداد، ثم خرج إلى البصرة في حاجة له فمات
هناك سنة عشر ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة عشر ومائتين فيها مات يحيى بن غيلان.
163

7472 - يحيى بن نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة، القرشي:
من أهل مرو نزل بغداد وحدث بها عن عاصم الأحول، وهلال بن خباب،
وحياة بن شريح، ويونس بن يزيد، وورقاء بن عمر، ومغيرة بن مسلم، وثور بن
يزيد، وأبي حنيفة الفقيه، وعبد الله بن شبرمة، روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري،
ورجاء بن الجارود، ومحمد بن الجارود القطان، وأحمد بن منصور بن راشد،
وحمزة بن العباس المروزيان، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشمي.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا رجاء بن
الجارود قال: حدثني يحيى بن نصر بن حاجب، حدثنا هلال بن خباب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يحشر الناس يوم القيامة مشاة عراة غرلا)) (1) - يعني قلفا.
قرأت في أصل كتاب أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات، أخبرنا أبو سعيد
ابن رميح، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي، حدثنا أحمد بن سيار
قال: نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة القرشي المخزومي كان شيخا قديما، وأما
ابنه يحيى بن نصر بن حاجب فقد رأيته وكتبت عنه كان شيخا طوالا ممشوق البدن،
خفيف اللحية طويلها صاحب عربية ولسان، وكتبنا عنه. وكان يحدث عن سفيان
الثوري، وعن مالك بن أنس، وعن حنظلة بن أبي سفيان، ويونس بن يزيد الأيلي،
وابن شبرمة، وثور بن يزيد، وكان يقول لنا تعالوا حتى أحدثكم عن أستاذي
أستاذكم - يعني عبد الله بن المبارك - وكان أول ما حدث كان عليه جماعة عظيمة،
فلما حدث عن هلال بن خباب وإسحاق بن سويد برد أمره قليلا، وفتر الناس عنه،
وبقى في شرذمة، ثم خرج من ههنا ومات بالعراق.
حدثت عن عبد الله بن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا الحسن بن يوسف الصيرفي،
أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي - هو الوراق - حدثنا مهني قال:
سألت أحمد بن يحيى بن نصر بن حاجب فقال: خراساني كان قدم ههنا -
164

يعني بغداد - قلت: كيف كان؟ فقال: كان جهيما يقول قول جهم، كان قدم ههنا
بغداد فأول من دخل عليه بشر المريسي.
قلت: وبلغني عن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: سمعت أبي يقول: قلت
ليحيى بن نصر بن حاجب: أيش قصتك من أصحاب الحديث متقبضين عنك؟ قال:
كان بيني وبين بشر المريسي في الحداثة معرفة. فلما قدمت أتاني مسلما علي. قيل
لأبي: فضعف حاله لذلك؟ قال: هو ادعى ذلك وعندي بليته قدم رجاله.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت - يعني لأبي زرعة الرازي - يحيى
ابن نصر بن حاجب؟ قال: ليس بشئ.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال:
أنبأنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي قال:
مات يحيى بن نصر بن حاجب سنة خمس عشرة ومائتين ببغداد.
7473 - يحيى بن أبي الخصيب، وهو: يحيى بن زياد:
قاضي عكبرا. سمع حماد بن زيد ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وعلي بن
مسهر، وهشام بن يوسف، والوليد بن مسلم، وهانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة
الشامي، ومحمد بن يحيى بن قيس المازني. روى عنه علي بن المديني، ويعقوب بن
شيبة، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن عامر بن العلاء الأنطاكي.
وبلغني عن أبي حاتم الرازي قال: يحيى بن أبي الخطيب ثقة لا أعلم في زمانه
أكثر حديثا منه.
أخبرنا أبو الحسن مشرق بن عبد الله الفقيه الزاهد - بحلب - حدثنا الحسين بن علي
ابن عبد الله بن أبي أسامة، أخبرنا عبد الله بن الحسين الصابوني، حدثنا محمد بن
عامر بن العلاء، حدثنا يحيى بن أبي الخصيب البغدادي، حدثنا محمد بن يحيى بن
قيس المازني، عن أبيه، عن ثمامة بن شراحيل، عن سمى بن قيس، عن شمير، عن
أبيض بن حمال قال: استقطعت النبي صلى الله عليه وسلم الماء الذي بمأرب فاقطعنيه، فلما وليت قال
له رجل:، إنما أقطعته الماء العد قال: ((فرجعه)) أو قال: ((فلا إذا)).
165

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد، حدثنا عبد
الله بن محمد بن ناجية، حدثنا محد بن يحيى بن أبي سمينة التمار، حدثنا محمد
ابن يحيى بن قيس المازني، عن ثمامة بن شراحيل بإسناده نحوه ولم يذكر أبا محمد
ابن يحيى في إسناده، ولا بد منه.
7474 - يحيى بن العريان، الهروي:
نزل بغداد وحدث بها عن حاتم بن إسماعيل. روى عنه الجراح بن مخلد
البصري.
قرأت في كتاب أبى الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين قال: يحيى بن العريان الهروي
ابن عم بنى نجدة كان ببغداد محدثا.
أخبرنا محمد بن عثمان بن سعيد وجعفر بن أحمد قالا: حدثنا الجراح بن مخلد
البصري، حدثنا يحيى بن العريان، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن
نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الأذان من الرأس))
7475 - يحيى بن عنبسة، القرشي:
بصري الأصل. حدث عن حميد الطويل، وعن مالك بن أنس، وسفيان الثوري،
وأبي حنيفة النعمان بن ثابت. روى عنه علي بن إسحاق العصفري، ويوسف بن
سعيد بن مسلم، وعلي بن الحسن بن بيان المقرئ، وأحمد بن زياد الحداد، ومحمد
ابن غالب التمتام.
أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا يحيى بن عنبسة القرشي، حدثنا
حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال الملائكة تصلي على الغازي ما دام حمائل سيفه في عنقه)) (1).
لا نعلم رواه عن حميد غير يحيى بن عنبسة.
166

أخبرنا الحسين بن علي بن محمد المعدل، حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا
أيوب بن يوسف المصري، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، حدثنا يحيى
ابن عيسى - قلت: كذا رواه ابن شاهين وإنما هو يحيى بن عنبسة - حدثنا أبو حنيفة
عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع على مؤمن خراج وعشر)) (2).
أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي، حدثنا محمد بن
حامد المعدل - بالموصل - حدثنا محمد بن أحمد بن أبي مهزول المصيصي، حدثنا
يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا يحيى بن عنبسة، حدثنا أبو حنيفة مثل حديث ابن
شاهين سواء تفرد بروايته عن أبي حنيفة يحيى بن عنبسة، وليس يروى إلا بهذا
الإسناد.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدل،
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: يحيى بن عنبسة ليس بشئ.
قال محمد بن أبي الفوارس: قرأت على أبي الحسن الدارقطني. قال يحيى بن
عنبسة بغدادي كذاب.
7476 - يحيى بن أبي الحكم الواسطي، المعروف بدهقانه:
روى عن أيوب بن سيار وعباس بن العوام، والحكم بن عمرو صاحب عمر بن
عبد العزيز.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: سمع منه أبي ببغداد مع أبي بكر الأعين،
وسالت أبي عنه فقال: صدوق.
7477 - يحيى بن عمران، أبو زكريا:
من ساكني شارع دار الرقيق، حدث عن سليمان بن أرقم، وحصين بن عمر
الأحمسي، روى عنه القاسم بن المغيرة الجوهري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن
غالب التمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وأحمد بن سيار المروزي. وكان أبو يوسف
القاضي ولاه قضاء فارس.
167

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا يحيى بن عمران - في شارع دار الرقيق -
حدثنا سليمان بن أرقم عن الحسن عن علي قال: كفنت النبي صلى الله عليه وسلم في قميص أبيض، وثوبي حبرة.
7478 - يحيى بن الصامت، المدائني:
سمع أبا إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك. روى عنه عباس بن محمد
الدوري، وموسى بن هارون الطوسي، ومحمد بن غالب التمتام، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو
عيسى الطوسي موسى بن هارون، حدثنا يحيى بن الصامت المدائني، حدثنا أبو
إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن الزبيدي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه -
قال ابن رزق كذا في الأصل - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل الرجل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)) (1).
قلت: قوله عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه خطا، والصواب عن عامر عن
عمرو بن سليم عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رواه أبو صالح الفراء عن الفزاري عن الأوزاعي عن الزبيدي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه عمر بن عبد الواحد الدمشقي والوليد بن مزيد البيروتي ومحمد بن يوسف الفريابي ثلاثتهم عن الأوزاعي عمن سمع عامر بن عبد الله بن زبير عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
7479 - يحيى بن هاشم بن كثير بن قيس، الغساني، أبو زكريا السمسار:
حدث عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ويونس
ابن أبي إسحاق، وابن أبي ليلى، وسفيان الثوري. روى عنه الحارث بن أبي أسامة،
ومحمد بن خلف بن عبد السلام المروزي، والحسين بن بشار الخياط، ومحمد بن
غالب التمتام، ومعاذ بن المثني العنبري، وموسى بن إسحاق الأنصاري.
168

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن
خلف المروزي وحسين بن بشار الخياط قالا: حدثنا يحيى بن هاشم حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب ودين، كما أن الرياضة لا تصلح إلا في نجيب)) (1).
أخبرني إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا القاسم
ابن عبد الرحمن بن زياد الأنباري قال: سألت يحيى بن معين عن يحيى بن هاشم
السمسار أهو كذاب؟ فقال: لا أعرفه كاذبا، ولكنه شيخ قد خرف وكبر.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخطه يده - قال: أبو
زكريا السمسار كذاب خبيث دجال عدو الله، كان جارنا ههنا، وكان يحدث
بحديث إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد. فقلت له تلك الأيام: عندك
كتاب، عندك شئ عن إسماعيل أو عن الأعمش؟ فقال: لا.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على بشر الأسفرائيني سمعت أبا يعلى الموصلي قال:
سمعت يحيى بن معين - وذكر له السمسار - وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن
عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو يعلى الموصلي
قال: وذكر له - يعني ليحيى بن معين - السمسار الذي كان يحدث عن هشام بن
عروة عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد، فكأنه وقف عنه وقال: كان جاري لا
يحمل عن مثله الحديث هكذا - أو قال الميانجي - كذا قال إنشاء الله.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سمعت يحيى بن معين يقول: السمسار - يعني يحيى بن هاشم - دجال
هذه الأمة.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه النسوي، حدثنا أحمد بن محمد بن
القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: السمسار كذاب خبيث، هو
169

الدجال أبو زكريا هذا، يخرج الدجال من هذه القرية، وهو أشرهم - يعني أشر من
الملطي، ومن أبي البختري، ومن أبي داود.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن
يوسف الصيرفي، حدثنا أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهني قال:
سألت أحمد عن يحيى بن هاشم السمسار؟ فقال: آه آه لا يكتب عنه. قال مهني
وقال يحيى بن معين: ليس هو بالثقة كذاب خبيث. قلت ليحيى: قد حدث عنه يزيد
ابن هارون؟ قال: ولو حدث عن منصور بن المعتمر لم يكن بالثقة. قلت ليحيى: تراه
وضع هذه الأحاديث؟ قال: هو لا يحسن يضع هذه الأحاديث، ولكن وضعت له.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت أبا يحيى - وهو محمد بن عبد الرحيم - يقول: كان يحيى بن
هاشم السمسار يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، وكان يضع الحديث.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن يحيى بن هاشم فقال: رأيته
وكان يكذب في الحديث.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب، حدثنا أبي. قال: يحيى بن هاشم السمسار أبو زكريا متروك الحديث.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: كان يحيى بن هاشم السمسار
ضعيفا.
7480 - يحيى بن عبدويه، أبو زكريا مولى عبيد الله بن المهدى:
حدث عن شعبة وشيبان النحوي، وقيس بن الربيع. روى عنه جعفر بن محمد بن
كزال، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سنين الختلي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا دعلج بن أحمد المعدل، حدثنا عبد الله بن أحمد
ابن حنبل، حدثني يحيى بن عبدويه، حدثنا شعبة عن أيوب وخالد عن الحسن عن أمه
عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل أمة أمين، وأبو عبيدة أمين هذه الأمة)) (1).
170

يقال تفرد برواية هذا الحديث دعلج عن عبد الله، فإنه لم يوجد عند غيره.
أخبرنا البرقاني، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سألت يحيى بن معين عن يحيى بن عبدويه - شيخ كان في الربض كبير - فقال: ليس
بشئ.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا
محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور
قال: سئل يحيى بن معين عن يحيى بن عبدويه فقال: هو في الحياة؟ فقالوا: نعم!
فقال: كذاب رجل سوء.
أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم يقول: عبد الله بن
أحمد بن حنبل لم يكن عنده عن رجل عن شعبة إلا عن يحيى بن عبدويه عن شعبة
ولم يسمع من علي بن الجعد، منعه أبوه عنه إذا أجاب في الفتنة. وحثه أبوه على
السماع من يحيى بن عبدويه وأثنى عليه.
7481 - يحيى بن عبد الله، الأواني:
من أهل أوانا. حدث عن أبي زيد ثابت بن بن يزيد الأحول. روى عنه أحمد بن
يحيى الأحول.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد أبو بكر
البزاز - وهو ابن سعيد -، حدثنا أحمد بن أبي يحيى الأحول، حدثنا يحيى بن عبد
الله الأواني، حدثنا ثابت أبو زيد، عن عاصم عن الأحول، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يصلي الرجل على دابته تطوعا حيثما توجهت به)).
تفرد بروايته مرفوعا ثابت أبو زيد عن عاصم. ورواه زهير بن معاوية وغيره عن
عاصم عن أنس موقوفا، وهو الصحيح.
7482 - يحيى بن يوسف بن أبي كريمة، أبو يوسف الزمي:
سكن بغداد وحدث بها عن شريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عمرو، وأبي المليح،
171

وضمام بن إسماعيل ونجيح أبي معشر. وإسماعيل بن عياش، وأبي بكر بن عياش،
وسفيان بن عيينة. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن إسماعيل
البخاري، وأبو حاتم الرازي، ونصر بن داود بن طوق، وحنبل بن إسحاق، والقاسم
ابن زاهر بن حرب، ومحمد بن غالب التمتام، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي،
وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كتبنا عنه بالري قديما، ثم كتبنا عنه
ببغداد.
وسألت أحمد بن حنبل عنه فأثنى عليه. قلت لأبي: ما قولك فيه؟ قال: هو عندي
صدوق.
قال ابن أبي حاتم: وسئل أبو زرعة عنه فقال هو ثقة، وهو من قرية بخراسان يقال
لها زم.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حسين،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة: قال: كان القرآن يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم في كل رمضان مرة. فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين، وكان يعتكف في كل رمضان العشر الأواخر فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف فيه عشرين يوما.
أخبرنا العتيقي. أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد البغوي:
مات يحيى بن يوسف الزمي في رجب سنة خمس وعشرين ومائتين.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن نافع: أن يحيى بن يوسف الزمي مات
في رجب من سنة ست وعشرين ومائتين.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكى قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت الجوهري - وهو حاتم بن الليث - يقول: مات يحيى بن يوسف
الزمي يكنى أبا زكريا ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين.
172

7483 - يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن،
وميمون يلقب: كشمين - ويكنى يحيى أبا زكريا الحماني الكوفي.:
قدم بغداد وحدث بها عن سليمان بن هلال، وإبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد
الله، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وقيس بن الربيع، وسفيان بن
عيينة، وأبي بكر بن عياش، وأبي خالد الأحمر، وجرير بن عبد الحميد، وأبي إسرائيل
الملائي، والحكم بن ظهير، ويحيى بن يمان، وهشام، ووكيع، وأبي معاوية. روى عنه
حمدان بن علي الوراق، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد، وموسى بن هارون، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو قلابة الرقاشي، و عبد الله بن محمد البغوي، وغيرهم.
أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد
ابن علي الإيادي، حدثنا زكريا الساجي قال: حدثني أحمد بن محمد قال: سمعت
القعنبي يقول: رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة، فقال ابن عيينة: من يسأل لأهل الكوفة؟ ثم قال: أين ابن الحماني؟ فقام. فقال: من أنت؟ فانتسب له فقال: نعم كان أبوك جليسنا عند مسعر فجعل يسأل.
وقال أحمد: حدثنا الرمادي، حدثنا إبراهيم بن بشار قال: رأيت عند سفيان بن
عيينة جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث، قال فتحرك سفيان للكوفية فسمعته
يقول: أين أصحابنا الكوفيون؟ أين ابن آدم، أين ابن عبد الحميد الحماني؟.
173

أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا
محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: سئل يحيى بن معين أن ابن الحماني يزعم أن هذه الأحاديث التي يحدث بها ابن سليم، وضرار بن صرد إنما سمعاها مني فقال يحيى: صدق منه سمعاها.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر قال: كتب إلينا محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
عبدان بن أحمد بن أبي صالح الهمذاني حدثهم.
قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: سألت يحيى بن معين عن الحماني فأجمل
القول فيه. وقال: ماله؟ وكان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا، وشريك ثلاثة آلاف
وخمسمائة كمثل. وذكر أبو حاتم نحو عشرة آلاف، وقال كان أحد المحدثين.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن الحماني صدوق مشهور. ما بالكوفة مثل ابن الحماني ما يقال فيه إلا من حسد. قال أبو سعيد: وكان ابن الحماني شيخا فيه غفلة لم يكن يقدر أن يصون
نفسه كما يفعل أصحاب الحديث، ربما يجيء رجل فيفتري عليه، وربما يلطمه.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن عبد
الحميد الحماني ثقة، وما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه، هؤلاء يحسدونه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت يحيى بن معين، عن يحيى بن
عبد الحميد فقال: ثقة. وكان أبوه عبد الحميد بن عبد الرحمن ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد
ابن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: أبو يحيى الحماني وابنه
ثقة. قال عباس: ناظرناه في هذا غير مرة.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق قال: حدثنا عيسى بن
حامد بن بشر الرخجي، حدثنا أبو بكر أحمد بن الجعد بن الوشاء قال: سمعت
عباسا الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو يحيى الحماني ثقة، ويحيى
ابن عبد الحميد الحماني ثقة. قال عباس: لم يزل يحيى يقول هذا حتى مات.
174

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
النضر محمد بن محمد الفقيه. قال: قال صالح بن محمد: سمعت يحيى بن معين -
وسئل عن يحيى بن عبد الحميد الحماني - فقال: ((صاحب حديث صدوق)).
أخبرنا علي بن الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن
إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: سئل
يحيى بن معين عن يحيى بن الحماني فقال: صدوق ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثني عمر بن أبي السري الحافظ
البصري قال: سمعت عبد الله بن محمد بن منيع يقول: كنا على باب يحيى بن عبد
الحميد الحماني، فجاء يحيى بن معين على بغلته فسأله أصحاب الحديث - يعني أن
يحدثهم - فأبى، وقال: جئت مسلما على أبي زكريا، فدخل ثم خرج، فسألوه عنه.
فقال: ثقة ابن ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن عمر
العقيلي قال: سمعت علي بن عبد العزيز يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني
يقول لقوم غرباء في مجلسه. من أين أنتم؟ فأخبروه ببلدهم، فقال: سمعتم ببلدكم
أحدا يتكلم في ويقول إني ضعيف في الحديث؟ لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم
يحسدوني لأني أول من جمع المسند وقد تقدمتهم في غير شئ.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سمعت أبي علي صالح بن محمد يقول: سمعت أحمد بن يوسف
السلمي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: أدركت ثلاثة يحدثون بما لا يحفظون،
يحيى بن عبد الحميد، وعبد الاعلى السامي، والمعتمر بن سليمان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى
الحماني؟ فقال: هو ثقة، هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه.
وسألت أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى بن الحماني. قلت له: تعرفه، لك به
علم؟ فقال أحمد: كيف لا أعرفه؟ فقلت له: كان ثقة. فقال أحمد: أنتم أعرف
بمشايخكم.
وسألت يحيى بن معين عن يحيى الحماني فقال: ثقة.
175

أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي أخبركم
محمد بن عبد الرحمن السامي قال: وسئل أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى
الحماني فسكت عنه فلم يقل شيئا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو
سعيد أحمد بن سليمان بن نوح، حدثنا البوشنجي محمد بن إبراهيم، حدثنا يحيى
ابن عبد الحميد، حدثنا أحمد بن حنبل.
قال البوشنجي: وحدثناه أحمد بن حنبل، حدثنا إسحاق الأزرق عن شريك عن
بيان عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الظهر بالهاجرة فقال لنا: ((أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم)) (1).
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قلت لأبي
عبد الله - وقدمت من الكوفة - حدثنا يحيى الحماني عن أبي عبد الله بحديث إسحاق
الأزرق، حديث بيان ((أبردوا بالصلاة)) فقلت لأبي عبد الله: إن ابن الحماني حدثنا عنك بهذا الحديث؟ فقال أبو عبد الله: ما أعلم أني حدثته، ولا أدري لعله على المذاكرة حفظه، وأنكر أن يكون حدثه به.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الإسفرائيني، حدثنا أبو بكر المروزي قال: وذكر - يعني أحمد بن حنبل -
الحماني، فقلت: إنه روى عنك حديث إسحاق الأزرق حديث المغيرة بن شعبة ((أبردوا بالصلاة)) وزعم أنه سمعه على باب ابن علية؟ فأنكر أن يكون سمعه وقال: ليس من ذا شئ. قلت: إنه ادعى أن هذا على المذاكرة فقال: وأنا علمت في أيام إسماعيل أن هذا عندي - يعني إنما أخرجته بأخرة - وقال: قولوا لهارون الحمال يضرب على حديث الحماني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: حدث يحيى بن عبد الحميد عن
أحمد بن حنبل بحديث إسحاق الأزرق عن شريك عن بيان حديث المغيرة بن شعبة،
فأنكره أحمد وقال: ما حدثته به فقال يحيى: حدثنا أحمد على باب إسماعيل بن
176

علية. فقال أحمد: ما سمعناه من إسحاق إلا بعد موت إسماعيل يعني حديث
المواقيت. وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود يقول: كان حافظا.
وسألت أحمد بن حنبل عنه قال: ألم تره؟ قلت: بلى، قال: إنك إذا رأيته عرفته.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد
الله بن أحمد قال: سمعت أبي ذكر ابن الحماني فقال: وقد كان كتب وطلب، لو
اقتصر على ما سمع.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل قال: قلت لأبي: إن ابني (2) أبي شيبة ذكروا أنهم يقدمون بغداد فما ترى
فيهم؟ فقال: قد جاء ابن الحماني إلى ههنا فاجتمع عليه الناس، وكان يكذب جهارا،
ابن (3) أبي شيبة على حال يصدق. قلت لأبي، إن ابن الحماني حدث عنك عن
إسحاق، الأزرق عن شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم
((أبردوا بالصلاة))؟ فقال: كذب ما حدثته به. فقلت: حكوا عنه أنه قال قد سمعته
منه في المذاكرة على باب إسماعيل بن علية. فقال: كذب، إنما سمعته بعد ذلك من
إسحاق، أنا لم أعلم تلك الأيام أن هذا الحديث غريب، حتى سألوني عنه هؤلاء
الشباب - أو هؤلاء الأحداث - قال: أي وقت التقينا على باب ابن عليه؟ إنما كنا
نتذاكر الفقه والأبواب، قال: أي كان وقع إلينا كتاب إسحاق الأزرق فانتخبت منه
هذا الحديث. قلت لأبي: أخبرني رجل أنه سمع ابن الحماني يحدث عن شريك عن
منصور عن إبراهيم (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) (الشورى 39) قال:
كانوا يكرهون أن يستذلوا. فقال رجل: هذا الحديث في كتب ابن المبارك عن شريك
عن الحكم البصري عن منصور فقال ابن الحماني: حدثناه شريك عن الحكم البصري
عن منصور فقال أبي: ما كان أجرأه، هذه جرأة شديدة. وقال: ما زلنا نعرفه أنه
يسرق الأحاديث أو يلتقطها أو يتلقفها قال: وسمعت أبي مرة أخرى وذكر ابن
الحماني فقال: قد طلب وسمع، ولو اقتصر على ما سمع لكان له فيه كفاية. قال أبو
عبد الرحمن وهذا أحسن ما سمعت من أبي فيه.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي - بنيسابور - أخبرنا أبو أحمد محمد بن
177

أحمد بن القاسم العبدي - بجرجان - حدثنا جعفر بن سهل الدقاق قال: قلت لعبد الله
ابن أحمد: أبو عبد الله ترك حديث الحماني من أجل الحديث الذي ادعى أنه سمع
منه عن إسحاق الأزرق عن شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم)).
حدثنيه محمد بن عثمان أبو عمرو، حدثنا الحماني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا
إسحاق الأزرق قال الحماني. سمعته منه على باب هشيم. فقال أحمد: ما حدثت به
الحماني و لا سمعه مني ولا سألني عن شئ. فقال عبد الله بن أحمد: ليس العلة هذا
في ترك حديثه وكذبه، ولكن حدث عن قريش بن حبان عن بكر بن وائل عن
الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأظفار، وقريش بن حبان مات قبل أن يدخل الحماني البصرة وإنما سمعه من وكيع عن قريش.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله ما
تقول في ابن الحماني؟ فقال: ليس هو واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون
عنه، ثم قال: الأمر فيه أعظم من ذاك. وحمل عليه حملا شديدا في أمر الحديث.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد
ابن جعفر الراشدي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قال أبو عبد الله: الحديث الذي
كان أبو الهيثم يرويه عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس عن أبي: (للذين يؤلون من نسائهم) (البقرة 226) رأيته في كتب عبد الله
ابن موسى؟ فقلت: لا، فقال: قد رواه يحيى بن إسماعيل ذاك الواسطي عن عباد
وعن سفيان فان بن حسين ليس فيه أبي (4) أوقفه على ابن عباس. قلت لأبي عبد الله (5):
فإن ابن الحماني يرويه فنفض يده نفضة شديدة ثم قال: ابن الحماني الآن ليس عليه قياس. أمر ذلك عظيم - أو كما قال - إلا أنه قال: ابن الحماني الآن ليس عليه قياس (6). ثم قال: سبحان الذي يستر من يشاء، ورأيته شديد الغيظ عليه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وأما
178

الحماني فإن أحمد بن حنبل سيئ الرأي فيه، وأبو عبد الله متحر في مذهبه، مذهبه
أحمد من مذهب غيره (7).
أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: سمعت ابن عمار يقول: ويحيى بن عبد الحيد الحماني قد سقط حديثه. قيل: فما عليه؟ قال: لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب، ولا لأهل
المدينة، ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه، فهذا يكون هكذا؟
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا
يحيى أحمد بن محمد بن صالح السمرقندي - بنيسابور - يقول: سمعت أبا العباس
أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عبد الله بن
عبد الرحمن السمرقندي يقول: قدمت الكوفة فنزلت بالقرب من يحيى الحماني
فذاكرته بأحاديث سمعتها بالبصرة من أحاديث سليمان بن بلال، وكان يستغربها
ويقول: ما سمعت هذا من سليمان، ثم أردت الخروج إلى الشام فأودعت كتبي
وختمت عليها، فلما انصرفت وجدت الخواتم قد كسرت. فقلت: ما شأن هذه الكتب وهذه الخواتيم؟ فقال: ما أدري. ووجدت تلك الأحاديث التي كنت ذاكرته
بها عن سليمان بن بلال قد أدخلها في مصنفاته، فقلت له، سمعت من سليمان بن
بلال؟ قال: نعم!
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن يزيد
الفارسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف
ابن خراش، حدثنا محمد بن يحيى عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال:
أودعت يحيى الحماني كتبي وكان فيها حديث خالد الواسطي عن عمرو بن عون،
وفيها حديث سليمان بن بلال عن يحيى بن حسان، وكنت قد سمعته منه المسند
ولم يكن فيه من حديث خالد وسليمان حديث واحد، فقدمت فإذا كتبي على
خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خالد وسليمان ووضعه في المسند. قال
محمد بن يحيى: ما أستحل الرواية عنه. وقال الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر
ابن أبي شيبة، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة حدثنا محمد بن
179

عمرو بن موسى العقيلي، حدثنا سليمان بن داود القطان - بالري - قال: سمعت عبد
الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول: قدمت الكوفة حاجا فأودعت يحيى بن عبد
الحميد كتبا لي وخرجت إلى مكة، فلما رجعت من الحاج أتيته فطلبتها منه فجحدني
وأنكر، فوقفت به فلم ينفع ذلك فصايحته واجتمع الناس علينا، فقام إلي وراقة فأخذ بيدي فنحاني وقال لي: إن أمسكت تخلصت لك الكتب، فأمسكت فإذا الوراق قد جاءني بالكتب وكانت مشدودة في خرقة ولبد، فإذا الشد متغير، فنظرت في الأخرى
فإذا فيها علامات بالحمرة ولم يكن نظر فيها أحد، وإذا أكثر العلامات على حديث
مروان الطاطري عن سليمان بن بلال وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، فافتقدت
منها جزأين.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال: سمعت أبا عمرو محمد بن محمد
الفاني يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت محمد بن يحيى -
وذكر يحيى بن عبد الحميد الحماني - فقال: ذهب كالأمس الذاهب.
وفيما ذكر لنا أبو بكر البرقاني أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال: حدثنا
أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قال لي أبو عبد الله
محمد بن يحيى النيسابوري أخذت كتاب قيس من يحيى الحماني فرأيت على ظهره
شيئا مضروبا عليه. قال محمد بن يحيى: فبلغني أنه كان كتاب محمد بن الصلت،
وأنه كان ضرب على اسمه.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي أنه
سمع محمد بن المسيب يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: اضربوا على حديث
يحيى بن عبد الحميد الحماني ستة أقلام.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكى قال: حدثنا محمد بن يحيى بن
إسحاق السراج قال: سمعت أبا يحيى - يعني محمد بن عبد الرحيم - يقول: كنا إذا
قعدنا إلى الحماني تبين لنا منه بلايا.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثني أحمد بن محمد بن صدقة قال: سمعت زياد بن أيوب دلويه.
وأخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي، أخبرنا محمد بن العباس بن
الفرات، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: سمعت أبا شيخ الأصبهاني يقول:
180

سمعت دلويه يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول: كان معاوية. وفي حديث
العتيقي: مات معاوية على غير ملة الإسلام. وزاد الداودي قال دلويه: كذب عدو الله.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني قال: يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون، ترك حديثه فلا
ينبعث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: ابن عبد الحميد الحماني ضعيف.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا أبو غالب علي ابن أحمد بن النضر قال: ومات يحيى الحماني في سنة خمس وعشرين.
قلت: هذا القول خطا، والصواب ما:
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي قال: قال أبو عبيد الله معاوية بن صالح: توفي يحيى
الحماني سنة ثمان وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات يحيى بن عبد الحميد الحماني - وكان
لا يخضب في رمضان من سنة ثمان وعشرين ومائتين بالعسكر.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: ومات يحيى بن عبد الحميد الحماني بسر من رأى في شهر رمضان سنة ثمان
وعشرين، وكان أول من مات بسامرا من المحدثين الذين أقدموا، وكان لا يخضب،
وقد كتبت عنه.
7484 - يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن، وقيل:
يحيى بن معين بن غياث بن زياد بن عون بن بسطام، أبو زكريا المري، مرة غطفان:
سمع عبد الله بن المبارك، وهشاما، وعيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة، وغندرا
181

ومعاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيعا، وأبا
معاوية، في أمثالهم، روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ومحمد
ابن سعد الكاتب، ويعقوب وأحمد الدورقيان، ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعباس
الدوري، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأحمد بن أبي خيثمة،
وحنبل بن إسحاق، وأبو داود السجستاني، وجعفر الطيالسي، والحسين بن فهم،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن الجنيد، وغيرهم. وكان إماما ربانيا، عالما حافظا، ثبتا متقنا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا
السحين بن فهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ولدت في خلافة أبي جعفر سنة
ثمان وخمسين ومائة في آخرها.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني - قراءة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ،
أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني أبو العباس المروزي قال: كان يحيى
من قرية نحو الأنبار يقال لها نقيا ويقال إن فرعون كان من أهل نقيا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال:
حدثني أبي قال: يحيى بن معين من أهل الأنبار على اثنى عشر فرسخا من بغداد،
كان أبوه كاتبا لعبد الله بن مالك.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمد بن موسى
182

الصيرفي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العباس بن
محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول بالبصرة - وسأله عباس العنبري -
ونحن عند عباس النرسي نسمع منه. فقال له: يا أبا زكريا من أي العرب أنت؟ قال:
لست من العرب، ولكني مولى للعرب.
أخبرنا الصيرمي، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أنا مولى للجنيد
ابن عبد الرحمن المري.
أخبرنا أبو سعيد الماليني، حدثنا عبد الله بن عدي قال: أخبرني شيخ كاتب ببغداد
في حلقة أبي عمران بن الأشيب ذكر أنه ابن عم ليحيى بن معين قال: كان معين على
خراج الري، فمات فخلف لابنه يحيى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم. فأنفقته
كله على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب - بالدينور - أخبرنا أبو القاسم
علي بن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي
ابن المديني: انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى أبي إسحاق والأعمش، وانتهى علم الحجاز إلى ابن شهاب وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة إلى اثنى عشر رجلا منهم بالبصرة سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، ومعمر، وحماد بن سلمة، وأبو عوانة، ومن أهل الكوفة سفيان الثوري وسفيان بن عيينة، ومن أهل الحجاز إلى مالك بن أنس، ومن أهل الشام إلى الأوزاعي. وانتهى علم هؤلاء إلى محمد بن إسحاق، وهشام، ويحيى بن سعيد بن أبي زائدة، ووكيع، وابن المبارك - وهو أوسع هؤلاء علما - وابن مهدي، وابن آدم. فصار علم هؤلاء جميعا إلى يحيى ابن معين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النفسي قال: سمعت أبا على صالح بن محمد يقول: سمعت علي بن المديني
يقول: انتهى علم الحجاز إلى الزهري وعمرو بن دينار، وعلم الكوفة إلى الأعمش
وأبي إسحاق، وعلم أهل البصرة إلى قتادة ويحيى بن أبي كثير، وذكر كلاما وقال:
ثم وجدت علم هؤلاء انتهى إلى يحيى بن معين.
183

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدثنا علي بن أحمد
ابن النضر قال: قال علي بن المديني: انتهى العلم إلى يحيى بن آدم، وبعده إلى يحيى
ابن معين.
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن علي بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن
محمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - حدثنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا علي
صالح بن محمد يقول: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى علم الناس إلى يحيى بن
معين.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن
منصور قال: قلت لابن الرومي: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: لولا يحيى بن معين
ما كتبت الحديث. فقال لي ابن الرومي: وما تعجب فوالله لقد نفعنا الله به، ولقد
كان المحدث يحدثنا لكرامته ما لم يكن نحدث به أنفسنا. قلت لابن الرومي: فان أبا سعيد الحداد حدثني قال: إنا لنذهب إلى المحدث فننظر في كتبه فلا نرى فيها إلا كل حديث صحيح، حتى يجيء أبو زكريا فأول شئ يقع في يده يقع الخطأ، ولولا أنه
عرفناه لم نعرفه. فقال لي ابن الرومي: وما تعجب لقد كنا في مجلس لبعض أصحابنا فقلت له: يا أبا زكريا نفيدك حديثا من أحسن حديث يكون - وفينا يومئذ علي وأحمد وقد سمعوه - فقال: وما هو؟ قلنا: حديث كذا وكذا، فقال: هذا غلط،
فكان كما قال.
قال: وسمعت ابن الرومي يقول: كنت عند أحمد فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد
الله انظر في هذه الأحاديث فإن فيها خطا، قال: عليك بأبي زكريا فإنه يعرف الخطأ. وقال عبد الخالق: قلت لابن الرومي: حدثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل
يقول: السماع من يحيى بن معين شفاء لما في الصدور. فقال لي: وما تعجب من
هذا؟ كنت أختلف أنا وأحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي ويحيى بالبصرة،
فقال أحمد: ليت أن يحيى ههنا. قلت له: وما تصنع به؟ قال: يعرف الخطأ.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم،
حدثنا علي بن سهل قال: سمعت أحمد بن حنبل في دهليز عفان يقول لعبد الله بن
184

الرومي: ليت أن أبا زكريا قد قدم - يعني ابن معين - فقال له اليمامي ما تصنع
بقدومه؟ يعيد علينا ما قد سمعنا، فقال له أحمد: اسكت هو يعرف خطا الحديث.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول:
سمعت العباس الدوري يقول: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة سنة
خمس ومائتين يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له: يا أبا زكريا كيف حديث
كذا، وكيف حديث كذا، يريد أحمد أن يستثبته في أحاديث قد سمعوها. فما قال
يحيى كتبه أحمد. وقلما سمعت أحمد بن حنبل يسمى يحيى بن معين باسمه، إنما
كان يقول قال أبو زكريا قاله أبو زكريا.
أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد أبو سعد الهروي، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البخاري - بها - قال:
سمعت الحسين بن إسماعيل الفارسي يقول: سمعت أبا مقاتل سليمان بن عبد الله
يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ههنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يظهر كذب
الكذابين - يعني يحيى بن معين -.
أخبرنا التنوخي وأبو الحسن محمد بن طلحة النعالي قالا: حدثنا أبو نصر أحمد
ابن محمد بن إبراهيم البخاري، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حريث قال:
سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت محمد بن رافع قال: سمعت أحمد بن حنبل
يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث. وقال ابن طلحة: فليس
هو بثابت.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد لله بن عدي، حدثنا يحيى بن زكريا بن
حيويه، حدثنا العباس بن إسحاق قال: سمعت هارون بن معروف يقول: قدم علينا
بعض الشيوخ من الشام وكنت أول من نكر عليه، فدخلت عليه فسألته أن يملي علي
شيئا. فأخذ الكتاب يملي علي فإذا بإنسان يدق الباب، فقال الشيخ من هذا؟ قال
أحمد بن حنبل فأذن له والشيخ على حالته والكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر
يدق الباب فقال الشيخ: من هذا؟ قال أحمد الدورقي، فأذن له والشيخ على حالته
والكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال عبد الله ابن الرومي فأذن له والشيخ على حالته والكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال أبو خيثمة زهير بن حرب، فأذن له والشيخ على
185

حالته والكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال:
يحيى بن معين. قال: فرأيت الشيخ ارتعدت يده وسقط الكتاب من يده!
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن
الجراح قال: سمعت محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (1) يقول: سمعت جعفر
الطيالسي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لما قدم عبد الوهاب بن عطاء أتيته
فكتبت عنه فبينا أنا عنده إذ أتاه كتاب من أهله من البصرة فقرأه وأجابهم، فرأيته
وقد كتب على ظهره: وقدمت بغدادي وقبلني يحيى بن معين والحمد لله رب العالمين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي بن عبد
الله؟ قال: يحيى عالم بالرجال، وليس عند علي من خبر أهل الشام شئ.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد: من أعلم بالحديث؟ يحيى بن
معين، أم أحمد بن حنبل؟ فقال: أما أحمد فأعلم بالفقه والاختلاف، وأما يحيى
فأعلم بالرجال والكنى.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر العطار،
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - وهو ابن المديني - يقول:
كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة كان الذي يذاكرني أحمد بن حنبل، فربما
اختلفنا في الشئ فنسأل أبا زكريا يحيى بن معين فيقوم فيخرجه، ما كان أعرفه
بموضع حديثه.
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق -
فيما أجاز لنا أن نرويه عنه - حدثنا أبو الحسين بن البراء قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت يحيى بن معين استفهم حديثا قط ولا رده.
أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن
إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخلاق بن منصور قال: قلت
لابن الرومي: سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى ويقول: حدثني
من لم تطلع الشمس على أكبر منه؟ فقال: وما تعجب.
186

سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت في الناس مثله.
أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري، أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا
أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: ما أعلم أحدا كتب ما كتب
يحيى بن معين.
أخبرنا الحسن بن أحمد الدروقي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق - فيما أجاز لنا -
حدثنا أبو الحسن بن البراء قال: سمعت عليا يقول: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب
من الحديث ما كتب يحيى بن معين.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا محمد بن ثابت، حدثنا
موسى بن حمدون قال: سمعت أحمد بن عقبة قال: سألت يحيى بن معين كم كتبت
من الحديث يا أبا زكريا؟ قال: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث. قال أحمد:
وإني أظن أن المحدثين قد كتبوا له بأيديهم ستمائة ألف.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - قال: حدثنا
صالح بن أحمد الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبي
يقول: خلف يحيى من الكتب مائة قمطر، وأربعة عشر قمطرا، وأربعة حباب
شرابية مملوءة كتبا.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، حدثنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سمعت أبا على صالح بن محمد يقول: ذكر لي أن يحيى بن
معين خلف من الكتب لما مات ثلاثين قمطرا، وعشرين حبا. وطلب يحيى بن أكثم
كتبه بمائتي دينار فلم يدع أبو خيثمة أن تباع.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا موسى بن القاسم بن
الحسن بن موسى بن الأشيب عن بعض شيوخه قال: كان أحمد ويحيى وعلي عند
عفان - أبو سليمان بن حرب - فاتى بصك فشهدوا فيه، وكتب يحيى فيه: شهد
يحيى بن أبي علي. وقال عفان لهم: أما أنت يا أحمد فضعيف في إبراهيم بن سعد،
وأما أنت يا علي فضعيف في حماد بن زيد، وأما أنت يا يحيى فضعيف في ابن
المبارك. قال: فسكت أحمد وعلي، وقال يحيى: وأما أنت يا عفان فضعيف في
شعبة.
قلت: لم يكن واحد منهم ضعيفا، وإنما جرى هذا الكلام بينهم على سبيل المزاح.
187

أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن إسماعيل
الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: قلت لابن الرومي:
سمعت أبا سعيد الحداد يقول: الناس كلهم عيال على يحيى بن معين. فقال: صدق
ما في الدنيا أحد مثله، سبق الناس إلى هذا الباب الذي هو فيه، لم يسبقه إليه أحد.
وأما من يجيء بعد فلا ندري كيف يكون.
قال: وسمعت ابن الرومي يقول: ما رأيت أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير
يحيى، وغيره كان يتحامل بالقول.
أخبرني الصوري، أخبرنا الحسن بن حامد الأديب، حدثنا علي بن محمد بن
سعيد الموصلي، حدثنا الحسن بن علي - إملاء - حدثنا يحيى بن معين قال: أخطأ
عفان في نيف وعشرين حديثا ما أعلمت بها أحدا، وأعلمته فيما بيني وبينه. ولقد
طلب إلي خلف بن سالم فقال: قل لي أي شئ هي؟ فما قلت له. وكان يحب أن
يجد عليه. قال يحيى: ما رأيت على رجل قط خطا إلا سترته وأحببت أن أزين أمره،
وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطاه فيما بيني وبينه، فإن
قبل ذلك وإلا تركته.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى: إني لأحدث
بالحديث فأسهر له مخافة أن أكون قد أخطأت فيه.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد الهمداني، حدثنا
عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان قال: قال لي أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذاب.
أخبرنا أبو زرعة روح بن محمد الرازي - إجازة شافهني بها - أخبرنا علي بن
محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت محمد بن
هارون الفلاس المخرمي يقول: إذا رأيت الرجل يقع في يحيى بن معين فاعلم أنه
كذاب يضع الحديث، وإنما يبغضه لما يبين من أمر الكذابين.
188

حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو زكريا يحيى بن معين الثقة المأمون أحد
الأئمة في الحديث.
حدثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ،
أخبرنا دعلج، حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: قال يحيى بن معين: كتبنا عن
الكذابين، وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نضيجا.
أخبرنا أبو سعيد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت عبد الله بن أبي
داود السجستاني يقول: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أكلت
عجنة خبز (2) وأنا ناقة من علة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان السليطي - بنيسابور -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري
يقول: سئل يحيى بن معين عن الروس (3) فقال: ثلاثة بين اثنين صالح.
أخبرني عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون الهاشمي، أخبرنا علي بن عمر
السكري، حدثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان القرشي قال: أنشدني داود بن رشيد
قال: أنشدني يحيى بن معين:
المال يذهب حله وحرامه * طرا ويبقى في غد آثامه
ليس التقى بمتق لإلهه * حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما تحوى وتكسب كفه * ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبي لنا به عن ربه * فعلى النبي صلاته وسلامه
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: حدثني يحيى الأحول قال: لقينا يحيى بن معين
- قدومه من مكة - فسألناه عن حسين بن حبان، فقال: أحدثكم أنه ما كان بآخر
رمق قال لي: يا أبا زكريا أترى ما مكتوب على الخيمة؟ قلت: ما أرى شيئا،
قال: بلى أرى مكتوبا: يحيى بن معين يقضي - أو يفصل - بين الظالمين. قال: ثم خرجت
نفسه.
189

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان،
حدثنا إسحاق بن بنان قال: سمعت حبيش بن مبشر الفقيه يقول: كان يحيى بن
معين يحج فيذهب إلى مكة على المدينة، ويرجع على المدينة. فلما كان آخر حجة
حجها خرج على المدينة ورجع على المدينة، فأقام بها يومين - أو ثلاثة - ثم خرج
حتى نزل المنزل مع رفقائه. فباتوا فرأى في النوم هاتفا يهتف به يا أبا زكريا أترغب عن جواري؟ فلما أصبح قال لرفقائه: امضوا فإني راجع إلى المدينة، فمضوا ورجع فأقام بها ثلاثة ثم مات. قال: فحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم، وصلى عليه الناس وجعلوا يقولون: هذا الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب.
قلت: الصحيح أن يحيى توفي في ذهابه قبل أن يحج.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا حمزة بن
القاسم، حدثنا عباس - هو الدوري - قال: مات يحيى بن معين بالمدينة أيام الحج قبل أن يحج وهو يريد مكة سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين. وصلى عليه والي المدينة، وكلم
الحزامي الوالي فأخرجوا له سرير النبي صلى الله عليه وسلم فحمل عليه، فصلى عليه الوالي ثم صلى عليه مرارا. ومات يحيى وسنة سبع وسبعون سنة إلا أياما.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثني أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أحمد بن
محمد بن غالب قال: لما مات يحيى بن معين نادى إبراهيم بن المنذر الحزامي من أراد أن يشهد جنازة المأمون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليشهد. أخبر ني أبو بكر أحمد ابن محمد بن عبد الواحد المنكدري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ - بنيسابور - قال: سمعت بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر بن محمد بن كزال يقول: كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه وتوفي بالمدينة، فحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل ينادي بين يديه: هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا الحسن بن محمد بن جعفر الخالع - فيما أذن أن نرويه عنه - أخبرنا علي بن
محمد الهمذاني، حدثني موسى بن هارون الزيات، حدثني عبد الله بن أحمد قال:
قال بعض المحدثين في يحيى بن معين:
ذهب العليم بعيب كل محدث * وبكل مختلف من الإسناد
وبكل وهم في الحديث ومشكل * يعيى به علماء كل بلاد
190

أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبى بكر بن أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم أبو
أيوب أحمد بن بشر الطيالسي قال: مات أبو زكريا يحيى بن معين سنة ثلاث
وثلاثين وهو الحاج بالمدينة ذاهبا قبل أن يحج لتسع - أو لسبع - ليال بقين من ذي
القعدة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري وأبو سعيد الصيرفي قالا: حدثنا أبو العباس محمد
ابن يعقوب الأصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: مات يحيى بن معين
سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وكان قد بلغ سنه سبعا و سبعين إلا عشرة أيام - أو نحوه
-. قلت: هكذا ذكر الدوري مبلغ سنة، والصحيح ما:
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: ولد يحيى بن معين سنة ثمان وخمسين ومائة،
ومات بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وقد استوفى خمسا وسبعين سنة ودخل في الست. ودفن بالبقيع وصلى عليه صاحب الشرطة.
أخبرنا محمد بن الحسن الأزرق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
القطان، حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: سمعت حبيشا - يعني ابن مبشر -
الفقيه يقول: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل ربك بك؟ قال: أعطاني
وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء، ومهد لي بين الناس.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي، حدثنا أبو أحمد بن المهدي
بالله، حدثني الحسين بن الخصيب، حدثني حبيش بن مبشر قال: رأيت يحيى بن معين
في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلني عليه في داره. وزوجني ثلاثمائة
حوراء، ثم قال للملائكة: انظروا إلى عبدي كيف تطرى (4) وحسن -.
7485 - يحيى بن عبد الرحيم بن محمد، أبو زكريا البغدادي الخشرمي (1):
نزيل مصر. روى عنه عبد الله بن عثمان بن سعد بن أبي وقاص المديني، والفضل
ابن عبد الحميد الموصلي، وابن أبي علاج الموصلي. ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي وقال: سمع منه أبي بمصر.
191

7486 - يحيى بن أيوب، أبو زكريا العابد المعروف بالمقابري:
سمع شريكا، وإسماعيل بن جعفر، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وأبا
إسماعيل المؤدب، وحسان بن إبراهيم الكرماني، وعبد الله بن وهب، وخلف بن
خليفة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن عليه. روى عنه أحمد بن
حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومحمد بن إسحاق
الصاغاني، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن أبي خيثمة، أبو شعيب الحراني، وحامد
ابن شعيب البلخي، وأبو القاسم البغوي.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات)) قالوا: يا رسول الله، ما المبشرات؟ قال: ((الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له)) (1).
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وقد سمعت من يحيى أيوب يروي هذا
الحديث غير مرة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد - إجازة - أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد
ابن عبد الله السمري قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد يقول: ولدت سنة سبع
وخمسين ومائة.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري - وكان من خيار
عباد الله -.
192

أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأشهلي، حدثني أبي قال:
مررت بمقابر فسمعت همهمة، فاتبعت الأثر فإذا يحيى بن أيوب في حفرة من تلك
الحفر، وإذا هو يدعو ويبكي ويقول: يا قرة عين المطيعين، ويا قرة عين العاصين، ولم
لا تكون قرة عين المطيعين وأنت مننت عليهم بالطاعة، ولم لا تكون قرة عين
العاصين وأنت سترت عليهم الذنوب. قال: ويعاود البكاء، قال: فغلبني البكاء قال:
ففطن بي فقال لي تعال، لعل الله إنما بعث بك لخير.
حدثني الصوري، أخبرنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين المعدل -
بعكبرا - أخبرنا الحسن بن محمد السكوني، حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله
قال: سريج بن يونس ويحيى بن أيوب رجلان صالحان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان. وأخبرنا
ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: قالا: سنة
أربع وثلاثين ومائتين فيها مات يحيى بن أيوب البغدادي.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب،
حدثنا الحسين بن فهم قال: يحيى بن أيوب يكنى أبا زكريا وكان ينزل عسكر
المهدي، وكان ثقة ورعا مسلما يقول بالسنة، ويعيب من يقول بقول جهم وبخلاف
السنة، وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
7487 - يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
سكن بغداد وحدث عن أبيه. روى عنه علي بن حفص بن عمر العبسي.
أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز - فيما أذن أن نرويه عنه - حدثنا محمد بن
عمر بن سلم الحافظ قال: يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي،
قالوا: كان ببغداد ومات يوم الأربعاء لأربع خلون من شهر ربيع الآخر من سنة سبع
وثلاثين ودفن في مقابر قريش ببغداد، وصلى عليه عبد الله بن هارون ودخل قبره.
7488 - يحيى بن عثمان، أبو زكريا الحربي:
يقال: إن أصله من سجستان سمع هقل بن زياد، وأبا المليح الرقي، وإسماعيل بن
193

عياض، وسويد بن عبد العزيز، وبقية بن الوليد، كتب عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين. وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعلي بن
الحسين بن حبان، وإبراهيم بن أسباط، وأحمد بن علي الأبار، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا
إبراهيم بن السكن، حدثنا يحيى بن عثمان الحربي، حدثنا هقل عن الأوزاعي، عن
إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يصلي فإذا امرأة تصلي بصلاته، فلما أحس بها التفت إليها فقال لها ((اضطجعي إن شئت)) فقالت إني أجد نشاطا، ثم قام فصلى فالتفت إليها الثانية فقال لها مثل ذلك، ثم قام فصلى فالتفت إليها الثالثة فقال لها ((اضطجعي إن شئت)) فقالت إني أجد نشاطا، فقال: ((إنك لست مثلي، إنما جعل قرة عيني في الصلاة)).
تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولا هقل بن زياد عن الأوزاعي، ولم أره إلا
من رواية يحيى بن عثمان عن هقل، وخالفه الوليد بن مسلم فرواه عن الأوزاعي
عن إسحاق عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا لم يذكر فيه أنسا.
أخبرناه كذلك أحمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي - بدمشق - أخبرنا جدي
أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي، حدثنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن
إسماعيل التميمي، حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، حدثنا الوليد بن
مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قام يصلي من الليل وامرأة من أزواجه تصلي خلفه، فصلى ركعتين، ثم قال لها ((اضطجعي إن شئت)) قالت: يا رسول الله إني أجد قوة - أو قالت نشاطا - قال: ثم صلى ركعتين، ثم قال لها: ((اضطجعي إن شئت)) فقالت: يا رسول الله إني أجد قوة - أو قالت - نشاطا - فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إني أنا جعلت قرة عيني في الصلاة)).
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا
أبو بكر الخلال، أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهني قال: سألت أحمد عن يحيى
ابن عثمان الذي يكون في الحربية فقال: لا أعرفه. وسألت يحيى - يعني ابن معين عنه فقال ثقة.
194

قرأت على البرقاني عن أبي عمر بن حيويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة، أخبرنا جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال:
سئل يحيى بن معين - وأنا أسمع - عن يحيى بن عثمان فقال: ليس به بأس.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
أحمد علي بن محمد الحبيبي - بمرو - قال: سألت أبا علي صالح بن محمد بن جزرة عن
يحيى بن عثمان البغدادي الذي يروي عن إسماعيل بن عياش فقال: هو السمسار
صدوق. وكان من العباد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال:
وأخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: ما ت
يحيى بن عثمان - زاد البغوي الحربي ثم اتفقنا - في سنة ثمان وثلاثين، زاد الأبار
ومائتين، قال البغوي: وكتبت عنه.
7489 - يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان بن مشنج، من ولد
أكثم بن صيفي التميمي، يكنى أبا محمد:
وهو مروزي سمع عبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وحفص بن
عبد الرحمن النيسابوري، ويحيى بن الضريس، ومهران بن أبي عمر الرازيين، وجرير
ابن عبد الحميد الضبي، وعبد الله بن إدريس الأودي وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز
الدراوردي، وعيسى بن يونس، ووكيع بن الجراح، وعلي بن عياش الحمصي، وأبا
195

توبة الحلبي. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو حاتم الرازي،
وإسماعيل ابن إسحاق القاضي، وأخوه حماد بن إسحاق، ومحمد بن إبراهيم
البرتي، وأبو عيسى بن العراد، وغيرهم. وكان عالما بالفقه، بصيرا بالأحكام، وولاه
المأمون القضاء ببغداد.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم التميمي - بدمشق
- أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو عيسى بن عراد -
ببغداد - حدثنا يحيى بن أكثم، حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن
ابن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب (في حد الزنا) (1) وأن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب.
قال القاضي أبو بكر الميانجي: هكذا حدثناه ابن عراد عن يحيى بن أكثم، وهذا
الحديث إنما هو معروف عن أبي كريب وأنه المنفرد به.
قلت: الأمر على ما ذكر إلا أن جماعة قد رووه عن عبد الله بن إدريس هكذا
مرفوعا مفصلا، ولم يكن فيهم ثبت سوى أبي كريب.
ورواه يوسف بن محمد بن سابق عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن النبي
صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وخالفه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج فروياه عن بن إدريس عن
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب،
ولم يذكرا النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: لما سمع يحيى بن أكتم من ابن المبارك وكان صغيرا صنع
أبوه طعاما ودعا الناس ثم قال: اشهدوا إن هذا سمع من ابن المبارك وهو
صغير.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، أخبرنا أبو الفضل بن خمرويه الهروي،
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد السامي، عن أبي داود السنجي قال: سمعت يحيى
ابن أكثم يقول: كنت عند سفيان فقال: ابتليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من
196

جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أعظم مني مصيبة! فقلت: يا أبا محمد الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أعظم مصيبة منك.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، حدثنا أبو بكر
الصولي، حدثنا الكديمي، حدثنا علي بن المديني قال: خرج سفيان بن عيينة إلى
أصحاب الحديث وهو ضجر. فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن
سعيد وجالس أبا سعيد الخدري وجالست عمرو بن دينار، وجالس جابر بن عبد الله،
وجالست عبد الله بن دينار وجالس ابن عمر، وجالست الزهري، وجالس أنس بن
مالك. حتى عدد جماعة، ثم أنا أجالسكم! فقال له حدث في المجلس: أتنصف يا أبا
محمد؟ قال: إن شاء الله، قال له: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بك أشد من شقائك بنا، فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس:
خل جنبيك لرام * وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير * لك من داء الكلام
فسئل من الحدث؟ فقالوا: يحيى بن أكثم. فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة
هؤلاء - يعني السلطان -.
أخبرنا أحمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، حدثنا أبو
نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن شجاع البخاري، حدثنا خلف بن محمد الخيام،
حدثنا سهل بن شاذويه قال: سمعت عليا - يعني ابن خشرم - يقول: أخبرني يحيى
ابن أكثم أنه لما صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده، فأتى حفص بعس فشرب
منه، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له: يا أبا بكر أيسكر كثيره؟ قال: أي والله! وقليله، فلم يشرب.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا عبد
الله محمد بن يعقوب الشيباني يقول: سمعت أبي يقول: قال رجل ليحيى بن أكثم:
يا أبا زكريا، فقال له يحيى: قست فأخطأت، وكان كنيته أبو محمد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون
النحوي الكوفي، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد، أخبرنا وكيع، أخبرني أبو بكر
محمد بن علي، وراق المخرمي - قال: حدثني قاسم بن الفضل قال: قرأت كتابا
ليحيى بن أكثم بخطه إلى صديق له:
197

جفوت وما فيما مضى كنت تفعل * وأغفلت من لم تلفه عنك يغفل
وعجلت قطع الوصل في ذات بيننا * بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل
فأصبحت لولا أنني ذو تعطف * عليك بودي صابر متحمل
أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى * إلى الله فيما المشتكى والمعول
فأقسم لولا أن حقك واجب * علي وإني بالوفاء موكل
لكنت عزوف النفس عن كل مدبر * وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل
ولكنني أرعى الحقوق وأستحي * وأحمل من ذي الود ما ليس يحمل
فإن مصاب المرء في أهل وده * بلاء عظيم عند من كان يعقل
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق أن أبا
أيوب العثماني الضرير أخبرهم قال: أخبرني بعض الأدباء عن بكر بن أحمد البزاز
النضري انه دخل على يحيى بن اكتم فقال له أيها القاضي أتأذن في الكلام فإن
مجلسك مجلس حكم، فقال له: قل فأنشأ يقول:
ماذا تقول كلاك الله في رجل * يهوى عجوزا أراها بنت تسعين
قال: فنكت القاضي في الأرض ورفع رأسه وأنشأ يقول:
يبكي عليه وقد حق البكاء له * إن العجوز لها حين من الحين
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله
المالكي البصري - بجرجان، حدثنا أبو إسحاق الهجيمي قال: سمعت أبا العيناء يقول
: تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا، فطلبوه وطالبوه
فلم يعطهم، فاجتمعوا فلما انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوه
وطالبوه فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شئ. فقالوا: إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا على هذا القول شيئا؟ فقال: لا! فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فقال: الحبس الحبس. فأمر بهم فحبسوا جميعا، فلما كان الليل ضجوا، فقال المأمون ما هذا؟ فقالوا الأضراء حبسهم يحيى بن أكتم فقال: لم حبسهم؟ فقالوا كنوه فحبسهم. فدعاه فقال له حبستهم أن كنوك! فقال: يا أمير المؤمنين لم أحبسهم على ذلك، إنما حبستهم على التعريض قالوا لي يا أبا سعيد يعرضون بشيخ لائط في الخريبة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان بن
بسام المحولي، حدثني أبو العباس أحمد بن يعقوب قال: كان يحيى بن أكثم يحسد
198

حسدا شديدا، وكان مفتنا، فكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث،
فإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو، فإذا رآه يعلم النحو سأله عن الكلام، ليقطعه
ويخجله. فدخل إليه رجل من أهل خراسان ذكي حافظ فناظره فرآه متقنا فقال له:
نظرت في الحديث؟ قال: نعم! قال: فما تحفظ من الأصول؟ قال: أحفظ، شريك عن أبي
إسحاق عن الحارث أن عليا رجم لوطيا. فأمسك فلم يكلمه بشئ.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن
المأمون، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثني محمد بن مرزبان، حدثني
علي بن مسلم الكاتب قال: دخل على يحيى بن أكثم ابنا مسعدة - وكانا على نهاية
الجمال - فلما رآهما يمشيان في الصحن أنشأ يقول:
يا زائرينا من الخيام * حيا كما الله بالسلام
لم تأتياني وبي نهوض * إلى حلال ولا حرام
يحزنني أن وقفتماني * وليس عندي سوى الكلام
ثم أجلسهما بين يديه وجعل يمازحهما حتى انصرفا.
قال أبو بكر: وسمعت غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكي أن يحيى عزل عن
الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدنا لما دخل عليه ابنا مسعدة.
حدثني الصوري، أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع النسائي، حدثنا أبو روق
الهزاني قال: أنشد أبو صخرة الرياشي في يحيى بن أكثم:
أنطقني الدهر بعد إخراس * لنائبات أطلن وسواسي
يا بؤس للدهر لا يزال كما * يرفع من ناس يحط من ناس
لا أفلحت أمه وحق لها * بطول نكس وطول إتعاس
ترضى بيحيى يكون سائسها * وليس يحيى لها بسواس
قاض يري الحد في الزناء ولا * يرى على من يلوط من باس
يحكم للأمرد الغرير على * مثل جرير ومثل عباس
فالحمد لله كيف قد ذهب ال‍ * - عدل وقل الوفاء في الناس
أميرنا يرتشي وحاكمنا * يلوط والرأس شر ما رأس
لو صلح الدين واستقام لقد * قام على الناس كل مقياس
لا أحسب الجور ينقصني وعلى ال - * - أمة قاض من آل عباس
199

قلت: ليست هذه الأبيات للرياشي، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الحسن بن المأمون قال: قال المأمون
ليحيى بن أكثم: من الذي يقول؟ - وهو يعرض به -:
قاض يرى الحد في الزناء ولا * يرى على من يلوط من باس
قال: أو ما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قال: لا، قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي
نعيم الذي يقول:
أميرنا يرتشي وحاكمنا * يلوط والرأس شر ما رأس
لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال - * - أمة وال من آل عباس
قال: فأفحم المأمون وأسكت خجلا، وقال: ينبغي أن ينفي أحمد بن أبي نعيم إلى
السند.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني أحمد بن جعفر
الصباع، حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول: اختصم إلي
ههنا - في الرصافة - الجد الخامس يطلب ميراث ابن ابن ابن ابنه.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا، أخبرنا إسماعيل بن
محمد بن إسماعيل الصفار قال: سمعت أبا العيناء في مجلس أبي العباس محمد بن
يزيد قال: كنت في مجلس أبي عاصم النبيل، وكان أبو بكر بن يحيى بن أكثم
حاضرا، فنازع غلاما فارتفع الصوت، فقال أبو عاصم: مهيم؟ فقالوا: هذا أبو بكر
ابن يحيى بن أكثم ينازع غلاما. فقال: إن يسرق فقد سرق أب له من قبل.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن العباس قال: سمعت أبا
أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب يقول: إبراهيم بن إسحاق
الحربي يقول: جاء رجل يسأل يحيى بن أكثم، فقال له: إيش توسمت في؟ أنا قاض
والقاضي يأخذ ولا يعطي، وأنا من مرو وأنت تعرف ضيق أهل مرو، وانا من تميم،
والمثل إلى بخل تميم.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو محمد يحيى بن أكثم أحد الفقهاء روى
عنه علي بن المديني، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق. أخبرني محمد بن علي
200

المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ النيسابوري قال: يحيى بن أكثم ابن محمد التميمي وأبو محمد القاضي المروزي كان من أئمة أهل العلم، ومن نظر
له في كتاب التنبيه عرف تقدمه في العلوم.
أخبرنا التنوخي قال: قال طلحة بن محمد بن جعفر: ويحيى بن أكثم أحد أعلام
الدنيا، ومن قد اشتهر أمره وعرف خبره، ولم يستر عن الكبير والصغير من الناس
فضله وعلمه، ورياسته وسياسته لأمره، وأمر أهل زمانه من الخلفاء والملوك. واسع
العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائم بكل معضلة. وغلب على المأمون.
حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا. وكان المأمون ممن برع في العلوم، فعرف
من حال يحيى بن أكثم وما هو عليه من العلم والعقل ما أخذ بمجامع قلبه، حتى قلده
قضاء القضاء، وتدبير أهل مملكته. فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى بن أكثم، ولا نعلم أحدا غلب على سلطانه في زمانه إلا يحيى بن أكثم وابن أبي دؤاد.
أخبرني الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني أبو عبد الله
الحكيمي عن أبي العيناء قال: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وابن أبي
دؤاد أيهما أنبل؟ فقال: كان أحمد يجد مع جاريته وابنته، ويحيى يهزل مع خصمه
وعدوه.
قلت: وكان يحيى سليما من البدعة ينتحل مذهب أهل السنة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا منصور محمد بن القاسم العتكي يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني
يقول: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال مخلوق يستتاب، فإن
تاب وإلا ضربت عنقه.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال: أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبد الله قال: حدثني عمي - من لفظه غير مرة - قال: سألت أحمد بن
حنبل عن يحيى بن أكتم؟ فقال: ما عرفناه ببدعة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد
ابن هارون بن المجدر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: ذكر يحيى بن
أكثم عند أبي فقال: ما عرفت فيه بدعة، فبلغت يحيى فقال: صدق أبو عبد الله، ما
201

عرفني ببدعة قط. قال: وذكر له ما يرميه (2) الناس. فقال: سبحان الله! سبحان الله،
ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان - قال:
سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت منصور بن إسماعيل يقول: ولى يحيى بن
أكثم قضاء البصرة وهو شاب ابن إحدى وعشرين سنة - أو كما قال - قال:
فاسترزى به مشايخ البصرة واستصغروه فامتحنوه. فقالوا: كم سن القاضي؟ قال:
سن عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: ذكر أبو علي عيسى بن محمد الطوماري أنه
سمع أبا حازم القاضي يقول: سمعت أبي يقول: ولى يحيى بن أكتم القاضي البصرة
وسنة عشرون - أو نحوها - قال: فاستصغره أهل البصرة فقال له أحدكم: كم سنو
القاضي؟ قال: فعلم أنه قد استصغره فقال له: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه
به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل مكة يوم الفتح، وأكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به
النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سور الذي وجه ابن عمر
ابن الخطاب قاضيا على أهل البصرة. قال: وبقى سنة لا يقبل بها شاهدا. قال: فتقدم
إليه أبي - وكان أحد الأمناء - فقال له: أيها القاضي قد وقف الأمور وترتبت، قال:
وما السبب؟ قال: في ترك القاضي قبول الشهود، قال: فأجاز في ذلك اليوم شهادة
سبعين شاهدا.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران
المرزباني، أخبرنا الصولي، حدثنا أبو العيناء، حدثنا أحمد بن أبي دؤاد. قال الصولي:
وحدثنا محمد بن موسى بن حماد، المشرف بن سعيد، حدثنا محمد بن
منصور - واللفظ لأبي العيناء - قال: كنا مع المأمون في طريق الشام، فأمر فنودي
بتحليل المتعة، فقال لنا يحيى بن أكثم: بكرا غدا إليه فإن رأيتما للقول وجها فقولا،
وإلا فاسكتا إلى أن أدخل. قال: فدخلنا إليه وهو يستاك ويقول - وهو مغتاظ - متعتان
كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى عهد أبي بكر، وأنا أنهى عنهما. ومن أنت يا
أحول حتى تنهي عما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فأومأت إلى محمد بن منصور أن
أمسك، رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه نحن؟ فأمسكنا وجاء يحيى
202

فجلس وجلسنا، فقال المأمون ليحيى: مالي أراك متغيرا؟ قال: هو غم يا أمير لمؤمنين
لما حدث في الإسلام، قال: وما حدث فيه؟ قال النداء بتحليل الزنا. قال: الزنا؟ قال:
نعم المتعة زنا، قال: ومن أين قلت هذا؟ قال: من كتاب الله، وحديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون) إلى قوله: (والذين هم لفروجهم حافظون.
إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك
فأولئك هم العادون) (المؤمنون 1: 7) يا أمير المؤمنين زوجه المتعة ملك يمين؟ قال:
لا! قال: فهي الزوجة التي عنى الله ترث وتورث، ويلحق الولد، ولها شرائطها؟ قال:
لا! قال: فقد صار متجاوز هذين من العادين، وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن
عبد الله والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما محمد بن علي عن علي بن أبي
طالب قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها، بعد أن كان
أمر بها. فالتفت إلينا المأمون، فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزهري؟ فقلنا: نعم يا
أمير المؤمنين، رواه جماعة. منهم مالك. فقال: أستغفر الله، نادوا بتحريم المتعة، فنادوا
بها. قال الصولي: فسمعت إسماعيل بن إسحاق يقول - وقد ذكر يحيى بن أكثم -
فعظم أمره وقال: كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله، وذكر هذا اليوم. فقال
له: رجل فما كان يقال؟ قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد،
وكانت كتبه في الفقيه أجل كتب، فتركها الناس لطولها.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد
النقاش أن أحمد بن يحيى ثعلبا أخبرهم قال: أخبرنا أبو العالية الشامي - مؤدب ولد
المأمون - قال: لقى رجل يحيى بن أكثم - وهو يومئذ على قضاء القضاة - فقال له
أصلح الله القاضي، كم آكل؟ قال: فوق الجوع ودون الشبع. قال: فكم أضحك؟
قال: حتى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك قال: فكم أبكي؟ قال: لا تمل البكاء من
خشية الله تعالى. قال: فكم أخفي من عملي؟ قال: ما استطعت. قال: فكم أظهر منه؟
قال: ما يقتدي بك البر الخير، ويؤمن عليك قول الناس. فقال الرجل: سبحان الله،
قول قاطن وعمل ظاعن.
قلت: وكان المتوكل على الله لما استخلف صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد وخلع عليه خمس خلع، وولى يحيى وعزل مدة، ثم جعل في مرتبته جعفر بن
عبد الواحد الهاشمي.
203

فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: ولما عزل يحيى بن أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد جاءه كاتبه فقال:
سلم الديوان. فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك. فأخذ منه
الديوان قهرا، وغضب عليه المتوكل فأمر بقبض أملاكه ثم أدخل مدينة السلام وألزم
منزله.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة: كتبت عن
يحيى بن أكثم شيئا؟ فقال: ما أطعمته في هذا قط. ولقد كان شديد الإيجاب لي. لقد
مرضت مرضه ببغداد فما أحسن أصف ما كان يوليني من التعاهد والافتقاد، وحدث
ذات يوم عن الحارث بن مرة الحنفي بحديث الأشربة، فقال: يعيش وصحف فيه.
فقلت: له نشيش فقال: نفيش من أسامي العبيد، وخجل. فقلت له: حدثنا أحمد بن
حنبل والقواريري، قالا: حدثنا الحارث بن مرة. فرجع لما ورد عليه أحمد
والقواريري قال أبو زرعة جبلان - أو نحو ما قال - يعني أن أحمد والقواريري جبلان
أو نحوه.
أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا الساجي، حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري قال: سمعت أبا عاصم يقول: يحيى بن أكثم كذاب.
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي، أخبرنا علي بن عمر
الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد العطار قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج قال:
سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ذاك الدجال - يعني يحيى بن أكثم - يحدث عن ابن
المبارك.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمار
المخرمي، حدثنا جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يحيى بمعين يقول: يحيى بن
أكثم كان يكذب، جاء مصر وأنا بها مقيم سنتين وأشهرا، فبعث يحيى بن أكثم
فاشترى كتب الوراقين وأصولهم، فقال: أجيزوها لي.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخطه يده - قال أبو
204

زكريا: قال لي أحمد بن خاقان أخو يحيى بن خاقان: كان يحيى بن أكثم رفيقي
بالكوفة، فما فسمع من حفص بن غياث إلا عشرة أحاديث، فنسخ أحاديث حفص
كلها، ثم جاء بها معه إلى البيت.
وقال أبو زكريا: سمعت يحيى بن أكثم يقول: سمعت من ابن المبارك عن يونس
الأيلي أربعة آلاف حديث، أملى علينا ابن المبارك إملاء. قال أبو زكريا: ولا والله ما سمع ابن المبارك من يونس ألف حديث.
وأنبأنا أحمد بن محمد بن محمد الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: قرأت
على أبي الحسين محمد بن طالب بن علي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد
البغدادي عن يحيى بن أكثم. قلت: أكان يكتب عنه؟ فقال: نعم! كان عنده حديث
كثير إلا أني لم أكتب عنه، وذاك أنه كان يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه.
حدثني أحمد بن محمد الغزال، أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: يحيى بن أكثم قاضي القضاة يتكلمون
فيه، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليها.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة قال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين فيها مات أبو محمد بن أكثم
التميمي.
وأخبرني محمد بن جعفر عن داود بن علي قال: صبحت يحيى بن أكثم تلك
السنة إلى مكة وقد حمل معه أخته، وعزم على أن يجاور، فلما اتصل به رجوع
المتوكل له بدا له في المجاورة، و رجع يريد العراق، حتى إذا صار إلى الربذة مات بها فقبره هنالك.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات يحيى بن أكثم - أبو زكريا - بالربذة منصرفه من الحج يوم الجمعة
لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
قال محمد بن علي ابن أخيه: بلغ يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن الأسدي ثلاثا
وثمانين.
205

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال أحمد بن كامل القاضي: توفي أبو محمد
يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان بن مشنج من ولد أكثم بن صيفي في
غرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد منصرفه من الحج ودفن بالربذة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي سليمان المعدل، أخبرنا أبو الفضل الزهري،
حدثنا أحمد بن محمد الزعفراني،
وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال:
حدثني أبو الحسن الزعفراني، حدثنا أبو العباس بن واصل المقرئ قال: سمعت محمد
ابن عبد الرحمن الصيرفي قال: رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه، فقال له: ما فعل بك ربك؟ قال: وقفت بين يديه فقال لي سوءة لك يا شيخ، فقلت: يا رب إن رسولك قال إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذبهم وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض، فقال لي: صدق رسولي، قد عفوت عنك.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد، حدثنا
عمر بن سعد بن سنان الطائي، حدثنا محمد بن سلم الخواص - الشيخ الصالح - قال:
رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذ العبد بن يدي مولاه، فلما أفقت قال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه، فلما أفقت قال لي: يا شيخ السوء، فذكر الثالثة مثل الأوليين، فلما أفقت قلت: يا رب ما هكذا حدثت عنك، فقال الله تعالى: وما حدثت عني - وهو أعلم بذلك - قلت: حدثني عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر بن راشد، عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك، عن نبيك صلى الله عليه وسلم عن جبريل عنك يا عظيم أنك قلت: ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة إلا استحييت منه أن أعذبه بالنار. فقال الله: صدق عبد الله الرزاق و صدق معمر و صدق الزهري وصدق أنس و صدق نبيي وصدق جبرائيل، أنا قلت ذلك انطلقوا به إلى الجنة.
7490 - يحيى الجلاء:
صحب بشر بن الحارث، وحكى عنه وكان عبدا صالحا. روى عنه أحمد بن
محمد بن مسروق الطوسي.
206

أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، حدثنا
جعفر بن محمد بن نصير الخلدي - إملاء - حدثنا أبو العباس أحمد بن مسروق
الطوسي، حدثنا يحيى الجلاء - وكان من عباد الله الصالحين - قال: سمعت بشرا
يقول لجلسائه: سيحوا فإن الماء إذا ساح طاب وإذا وقف تغير واصفر.
بلغني عن محمد بن مأمون البلخي قال: سمعت أبا عبد الله الرازي يقول:
سمعت الرقي يقول: قلت لابن الجلاء لم سمي أبوك الجلاء؟ فقال: ما جلا أبي
قط شيئا، وما كان له صنعة قط، وكان يتكلم على الناس فيجلوا القلوب فسمي
الجلاء.
أخبرنا عبد الكريم بن هوزان القشيري النيسابوري قال: سمعت محمد بن
الحسين السلمي يقول: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت الرقي يقول: سمعت
ابن الجلاء يقول: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت مثل أربعة، ذو النون المصري، وأبي،
وأبو تراب النخشبي، وأبو عبيد البشري.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت محمد
ابن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعت ابن الجلاء
يقول: قلت لأبي وأمي: أحب أن تهباني لله تعالى. قالا: قد وهبناك لله تعالى فغضب
عنهما مدة ورجعت من غيبتي وكانت ليلة مطيرة، فدققت عليهما الباب فقالا: من؟ قلت: ولدكما، قالا: كان لنا ولد فوهبناه لله، ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا. وما فتحا لي الباب.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسين الهمذاني -
بمكة - حدثنا محمد بن داود، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء قال: مات
أبي، فلما وضع على المغتسل رأيناه يضحك فالتبس على الناس أمره، فجاءوا بطبيب وغطوا وجهه. فأخذ مجسه فقال: هذا ميت. فكشفوا عن وجهه الثوب فرأوه
يضحك، فقال الطبيب: ما أدري حي هو أو ميت. وكان إذا جاء إنسان ليغسله
لبسته منه هيبة لا يقدر على غسله، حتى جاء رجل من إخوانه فغسله، وكفن وصلوا
عليه ودفن.
207

7491 - يحيى بن واقد بن محمد بن عدي بن حاتم، أبو صالح الطائي
البغدادي:
نزيل أصبهان، ذكره لي أبو نعيم الحافظ وقال يروى عن هشيم، وابن أبي زائدة،
وابن علية، والأصمعي. وقال لي أبو نعيم: وثقة إبراهيم بن أورمه. وكان ولد في
خلافة المهدي سنة خمس وستين، وكان رأسا في العربية والنحو، هذا كله قول أبي
نعيم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد
ابن إبراهيم الكناني، حدثني يحيى بن واقد الطائي قال: أخبرنا هشيم بن بشير، حدثنا
منصور عن الحكم بن عتبة عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: إن أول ما خلق الله
القلم فأمره فكتب ما هو كائن، وكتب فيما كتب تبت يدا أبي لهب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، حدثنا أبو
صالح يحيى بن واقد بن محمد الطائي البغدادي، حدثنا الأصمعي عن النمر بن هلال
قال: الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فأثنى عشرة ألف للسودان، وثمانية للروم
وثلاثة للفرس، وألف للعرب.
أخبرنا أبو نعيم قال: أنشدنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: أنشدنا أبو
العباس الجمال قال: أنشدني يحيى بن واقد لنفسه:
تمسك بكلب لا خلاق له * في المكرمات فقد شاع الخنازير
7492 - يحيى بن محمد بن السكن، أبو عبيد الله القرشي البزار البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن معاذ بن هشام، وروح بن عبادة، وأبي عاصم، وعبيد
الله بن عبد المجيد الحنفي، ويحيى بن كثير بن درهم، وبدل بن المحبر، وأبي عتاب
الدلال، ومحمد بن جهضم، روى عنه البخاري في صحيحه، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأحمد
208

ابن محمد بن أبي شيبة، ويحيى بن صاعد، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني،
والقاضي المحاملي.
أخبرنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس العصمي: حدثنا أبو الفضل يعقوب بن
إسحاق بن محمود الفقيه، أخبرنا أبو صالح بن محمد قال: ويحيى بن محمد بن
السكن البزاز لا بأس به.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن بصري
ليس به بأس.
7493 - يحيى بن محمد بن شاكر، خال أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي:
حدث عن الحسين بن علوان الكوفي. روى عنه ابن أخته أحمد بن الحسن.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني - بها - أخبرنا عمر بن محمد بن علي
الصيرفي، حدثنا أبو عبد الله الصوفي، حدثنا خالي يحيى بن محمد الصوفي.
وأخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى العطشي، حدثنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا خالي، الحسين بن علوان عن
عمرو بن خالد قال: حدثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عودوا ألسنتكم الاستغفار، فإن الله لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم)) (1).
7494 - يحيى بن شبيب، اليماني:
حدث بسر من رأى عن حميد الطويل، وسفيان الثوري. روى عنه محمد بن
السري بن سهل الدوري، وعلي بن محمد بن الفتح العسكري، وغيرهما أحاديث
باطلة.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي - بمكة - أخبرنا أحمد بن
محمد بن عمرو الجيزي - بمصر - حدثنا أبو الحسين عثمان بن محمد الذهبي، حدثنا
209

محمد بن السرى بن سهل بن عبد الرحمن الدوري، حدثنا يحيى بن شبيب اليماني،
حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة، يستغفرون لأصحاب العمائم البيضاء)) (1).
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج - بخطه - حدثنا أبو الحسن علي بن الفتح بن
عبد الله العسكري، حدثنا يحيى بن شبيب اليماني - بسامرا في زمان المهتدي - حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة بابا يقال له ضحى، فمن صلى صلاة الضحى حنت إليه صلاة الضحى كما يحن الفصيل إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة)) (2).
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن النعيمي - بلفظه - حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبد الله بن البختري الحلواني - وأبرأ من عهدته - حدثنا علي بن الفتح بن
عبد الله السامري، حدثنا يحيى بن شبيب اليماني، حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة بابا يقال له الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى)).
روى عنه العباس بن مرداس القاساني أيضا فقال: حدثنا يحيى بن شبيب اليماني
بالنون.
7495 - يحيى بن مخلد، أبو زكريا البغدادي:
كان يسكن قريبا من دار القطن وحدث عن عمرو بن عاصم البصري. روى عنه
أبو عبد الرحمن النسائي، ويحيى بن محمد بن صاعد.
حدثني أبو محمد الخلال، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا بن
صاعد، حدثنا يحيى بن مخلد - أبو زكريا جار يوسف القطان - حدثنا عمرو بن
عاصم الكلابي، حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن سهيل بن أبي
صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة،
210

الدين النصيحة)) قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين)) أو قال ((عامتهم)) (1).
قال معتمر: وسمعت أبي حدث عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله يرضى لكم أن تناصحوا من ولاه الله أمركم)). أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم، وكتب
لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: يحيى بن مخلد بغدادي ثقة.
7496 - يحيى بن زهير، أبو عبد الرحمن القرشي الفهري:
حدث عن محمد بن ربيعة الكلابي، وعبد الرحمن بن مسهر، وجرير بن عبد
الحميد، وأزهر بن سعد السمان. وروى عنه يعقوب بن إسحاق المخرمي، وأحمد بن
محمد بن يزيد الزعفراني، وإسماعيل بن العباس الوراق، ومحمد بن مخلد
الدوري.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ السمسار، حدثنا محمد
ابن إسماعيل الوراق، حدثنا أبي، حدثنا أبو عبد الرحمن بن زهير الفهري
القرشي سنة أربع وخمسين ومائتين.
وأخبرني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبد الله النجار، حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبو عبد الله بن مخلد، حدثني أبو عبد الرحمن يحيى بن زهير القرشي، حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي، عن الأعمش، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يقضي حاجته لم يرفع ثوبه حتى يأخذ مقعده من الأرض. هذا لفظ ابن مخلد.
وقال إسماعيل: عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع ثوبه إذا أراد الخلاء حتى يدنو منه.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يحيى بن زهير القرشي مات
في سنة ست وخمسين ومائتين.
211

7497 - يحيى بن معاذ، أبو زكريا الرازي الواعظ:
سمع إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد
الطنافسي. روى عنه الغرباء من أهل الري، وهمذان، وخراسان، أحاديث مسندة
قليلة. وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بها وقدم بغداد واجتمع
بها إليه مشايخ الصوفية.
فأخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يحيى بن علي القصري، حدثنا جعفر
ابن محمد بن نصير الخلدي قال: بلغني أن يحيى بن معاذ قدم إلى بغداد فاجتمع إليه
النساك ونصبوا له منصبه وأقعدوه عليها وقعدوا بين يديه يتجارون، فتكلم الجنيد فقال له يحيى: اسكت يا خروف مالك والكلام إذا تكلم الناس؟ قال: وكان ليحيى بن
معاذ أخ يقال له إسماعيل بن معاذ وكان صاحب أدب وشعر ومجالسة للملوك،
وكانت له امرأة يقال لها فاطمة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن محمد بن عبيد الله المقرئ، حدثنا الحسن
ابن علوية قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من لم يكن ظاهره مع العوام فضة،
ومع المريدين ذهبا، ومع العارفين المقربين درا وياقوتا، فليس من حكماء الله المريدين قال: وسمعت يحيى يقول: أحسن شئ، كلام صحيح، من لسان رجل فصحيح، في وجه
صبيح، كلام رقيق، يستخرج من بحر عميق، على لسان رجل رفيق.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد بن
عبد الرحمن الهروي، أخبرنا أبو إسحاق محمد بن إبراهيم الوكيل، أخبرنا محمد بن
محمود السمرقندي قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: الكلام الحسن حسن،
وأحسن من الكلام معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه،
وأحسن من ثوابه رضى من يعمل له. قال: وسمعت يحيى يقول: إلهي حجتي
حاجتي، وعدتي فاقتي، وسبيلي إليك نعمتك علي، وشفيعي لديك إحسانك إلي.
سمعت أبا سعد إسماعيل بن علي بن المثنى الاستراباذي - ببيت المقدس - يقول:
سمعت أبي يقول: سمعت الحسن بن علوية يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول:
إلهي أعلم أن لا سبيل إليك إلا بفضلك، ولا انقطاع عنك إلا بعدلك، إلهي
212

كيف أنساك وليس لي رب سواك؟ إلهي لا أقول لا أعود، لا أعود، لأني أعرف من
نفسي نقض العهود لكني أقول لا أعود، لعلي أموت قبل أن أعود.
قال: وسمعت يحيى يقول: عمل كالسراب، وقلب من التقوى خراب، وذنوب
بعدد الرمل والتراب، ثم نطمع في الكواعب الأتراب، هيهات أنت سكران بغير
شراب. ما أكملك لو بادرت أملك، ما أجلك لو بادرت أجلك، ما أقواك لو خالفت هواك.
أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت محمد بن عبيد الله المقرئ يقول: سمعت
أحمد بن محمد بن مسعود البذشي يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: الكيس من
فيه ثلاث خصال، من بادر بعمله، وسوف بأمله، واستعد لأجله.
أخبرنا أبو القاسم بكران بن الطيب بن الحسن السقطي - بجرجرايا - حدثنا محمد
ابن أحمد بن محمد المفيد، حدثنا السري بن سهل الرازي - بمصر - قال: سمعت
يحيى بن معاذ الرازي يقول: ما صحت إرادة مريد قط فمات حتى حن إلى الموت
واشتهاه اشتهاء الجائع الطعام، لارتداف الآفات، واستيحاشه من الأهل والإخوان،
ووقوعه فيما يتحير فيه صريح عقله.
أخبرنا إسماعيل بن علي بن المثني قال: سمعت أبي يقول: سمعت الحسن بن
علوية يقول: قال يحيى بن معاذ: كل مريد لم يحول نفسه عن لذاذة الدنيا فقد صار
ضحكة للشيطان، وعجبت من قوم باعوا ربهم بشهوات أنفسهم ورفضوا آخرتهم
بدنياهم، وطرحوا دينهم، ورفعوا طينهم، كلاب الأماني كأنهم لا يؤمنون بيوم
الحساب. أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي الهروي، حدثنا أبو محمد
عبد الله بن إسفيدباذا الدامغاني الشيخ الصالح بدامغان قال: سمعت الحسن - يعني
ابن علي بن يحيى بن سلام الدامغاني المعروف بالحسن بن علوية الواعظ - يقول:
سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: ومن لي بمثل ربي؟ إن أدبرت ناداني، وإن
أقبلت ناجاني، وإن دعوت لباني، حسبي ربي وأنشأ يقول:
حسبي حياة الله من كل ميت * وحسبي بقاء الله من كل هالك
إذا ما لقيت الله عني راضيا * فان سرور النفس فيما هنالك
213

أخبرنا أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال: سمعت محمد بن
أبي إسماعيل العلوي يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن موسى يقول: سمعت
يحيى بن معاذ الرازي يقول: كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمتنع بذنبي من العطاء؟
وأخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت منصور بن عبد الوهاب يقول: قال أبو
عمرو محمد بن أحمد الصرام: دخل يحيى بن معاذ الرازي على علوي ببلخ زائرا له
ومسلما عليه، فقال العلوي ليحيى: أيد الله الأستاذ ما يقول فينا أهل البيت؟ قال: ما
أقول في طين عجن بماء الوحي، وغرس بماء الرسالة، فهل يفوح منهما إلا مسك الهدى، وعنبر التقى، قال: فحشا العلوي فاه بالدر، ثم زاره من الغد، فقال يحيى
ابن معاذ: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورا.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا علي بن الحسن بن
محمد القزويني قال: سمعت أبا بكر الوراق يقول: سمعت عبد الله بن سهل يقول:
سمعت يحيى بن معاذ يقول: ما بعد طريق إلى صديق، ولا استوحش في طريق من (1)
سلك فيه إلى حبيب.
حدثنا يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - قال: سمعت عبد الله
ابن محمد بن عبد الله الدامغاني بها - يقول: سمعت الحسن بن علي بن يحيى بن
سلام يقول: قال يحيى بن معاذ: طبيب المحب حبيب، هو أرفق به من كل طبيب،
وقال يحيى: حبك للحبيب يذللك، وحبه لك يدللك. وقال يحيى: لو أن مؤمنا مات
من حب ملك أو نبي لم يكن عجبا منه، فكيف من حب الله؟ وقال يحيى: العيش في
حبه، أعجب من الموت في حبه.
أخبرنا أحمد بن علي الحسين التوزي، حدثنا محمد بن الحسين السلمي قال:
سمعت يعقوب بن يوسف الأبهري يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول: كان
ليحيى بن معاذ أخ يقال له إسماعيل، وكان أكبر منه، فقال رجل: مع من يريد أن
يعيش أخوك يحيى، وقد هجر الخلق؟ قال: فذكر ذلك ليحيى. فقال له يحيى: ألا
214

قلت له مع من هجرهم فيه! أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع قال: سمعت أبا
العباس أحمد بن محمد بن مسروق يقول: قال يحيى بن معاذ الرازي.
وأخبرنا أبو عقيل أحمد بن عبسي بن زيد القزاز قال: سمعت أحمد بن نصر بن
محمد بن أشكاب البخاري يقول: سمعت جعفر بن نمير القزويني يقول: سمعت أبا
زكريا يحيى بن معاذ الرازي يقول: مسكين ابن آدم، لو خاف النار كما يخاف الفقر
دخل الجنة.
أخبرنا أحمد بن علي النوزي، حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال:
خرج يحيى بن معاذ الرازي إلي بلخ وأقام بها أياما ثم رجع منها إلي نيسابور ومات بها في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
أخبرني محمد بن علي المقرى عن محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سكن
يحيى بن معاذ نيسابور إلي أن توفي بها.
وقال محمد بن عبد الله: قرأت علي اللوح في قبر يحيى بن معاذ الرازي: مات
حكيم الزمان يحيى بن معاذ الرزاي، رحمه الله وبيض وجهة، وألحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لست عشرة خلت من جمادي الأولي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
7498 - يحيى بن معلى بن منصور، أبو زكريا - ويقال: أبو عوانة:
رازي الأصل، سمع أباه، وأبا سلمة التبوذكي، وموسى بن مسعود النهدي، وعتيق
ابن يعقوب الزبيري، وإسماعيل بن أبي أويس، وخالد بن خداش، وكامل بن طلحة،
وعبد الرحمن بن المتوكل. روى عنه إسماعيل بن الفضل البلخي، والعباس بن علي
النسائي، وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يحيى بن المعلى بن منصور، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال: حدثنا معاوية بن سلام عن
يحيى عن نافع عن ابن عمر أخبره عن حفصة أم المؤمنين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.
215

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن زكريا
الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - سمعت مسلم بن الحجاج
يقول: أبو عوانة يحيى بن معلى بن منصور الرازي سكن بغداد.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان يحيى بن معلى بن منصور صاحب حديث.
7499 - يحيى بن السري بن يحيى، أبو محمد الضرير:
حدث عن هشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأصرم بن
حوشب، وشبابة بن سوار، وأسود بن عامر، وأبي النضر هاشم بن القاسم. روى عنه
أحمد بن نصر الضبعي، وعمر بن محمد بن شعيب الصابوني، وعبد الله بن جعفر
التغلبي، وأحمد بن محمد بن أبي العجوز، والقاضي المحاملي، وابن عياش القطان.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش
القطان، حدثنا يحيى بن السري، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن أبي المليح عن عبد
الله بن عتبة بن أبي سفيان عن عمته أم حبيبة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندها في يومها وسمع المؤذن، قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ.
7500 - يحيى بن محمد بن عبد الملك بن قرعة، أبو الصقر:
نزيل سر من رأى. روى عن يحيى بن محمد المروذي، ومحمد بن سابق، وموسى
ابن داود.
ذكره ابن أبي حاتم الرازي وقال: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
7501 - يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت،
أبو عقيل الأسدي الجمال الكوفي:
سكن سر من رأى وحدث بها عن أبي أسامة حماد بن أسامة، ومحمد بن عبيد
الطنافسي، ومحمد بن القاسم الأسدي، ومحاضر بن المورع، وقردوس بن الأشعري،
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن صاعد، والعباس بن العباس بن المغيرة
الجوهري، ومحمد بن مخلد، ويعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوريان.
216

وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه أبي وهو صدوق.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر
الجوزي، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا أبو عقيل الأسدي، حدثنا أبو أسامة عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: جاء رجل يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((بئس أخو العشيرة)) فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فبش به، قالت عائشة: فقلت له في ذلك، فقال: ((يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش)) (1).
7502 - يحيى بن الورد بن عبد الله، أبو زكريا التميمي المخرمي:
طبري الأصل وهو أخو محمد بن الورد. سمع أباه. روى عنه أبو العباس السراج
النيسابوري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو عبيد محمد بن أحمد المؤمل الناقد،
ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا يحيى بن الورد، حدثنا أبي، حدثنا عدي بن الفضل عن داود
عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما جلسة. أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ
قال: قرأت على محمد بن مخلد العطار قال: مات يحيى بن الورد في المحرم سنة
اثنتين وستين - يعني ومائتين -.
7503 - يحيى بن مسلم بن عبد ربه، أبو زكريا العابد:
سمع وهب بن جرير. روى عنه ابن مخلد، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا يحيى بن مسلم بن
عبد ربه، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت قيس بن سعد يحدث عن
عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا وقصته ناقته وهو محرم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اغسلوه بماء وسدر، ولا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة وهو يلبي)) (1).
217

أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان، حدثنا ابن مخلد، حدثني أبو عبد
الله أحمد بن محمد بن عبد الحميد قال: سمعت يحيى بن مسلم يقول: كان في
جيراننا فتى يتنسك، فأحسن المذهب فلزم بشر بن الحارث حتى أنس به قال: فقال
لي الفتى يوما: قال لي بشر بن الحارث أين تنزل؟ قلت: من ذاك الجانب يا أبا نصر، قال: أين من ذاك الجانب؟ قال: قلت موضعا يقال له درب البقر، قال: فقال لي أين أنت من منزل ذاك العابد يحيى بن مسلم؟ قلت: يا أبا نصر أنا جاره، قال: فاقرأ عليه السلام إذا رأيته. قال يحيى فكان يحييني الفتى من عنده بالسلام، وأرد إليه السلام. قال يحيى بن مسلم: فعبرت يوما إلى ذاك الجانب في حاجة فاستقبلت ابن الحارث كفه لكفه، فما كلمته، فلما جاوزني التفت أنظر إليه فإذا هو قائم متلفت ينظر إلي.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات
يحيى بن مسلم بن عبد ربه أبو زكريا في جمادى الآخرة.
7504 - يحيى بن محمد بن أعين بن أبي الوزير، أبو عبد الرحمن المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن النضر بن شميل، وأبي عاصم النبيل. روى عنه أحمد
ابن محمد بن الجراح الضراب، ومحمد بن مخلد، وكان ثقة. وجده أعين كان
وصي عبد الله بن المبارك.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا يحيى بن محمد بن
أعين، حدثنا النضر بن شميل، أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أخيه
يحيى بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي: ((لبيك حقا حقا، تعبدا ورقا)) (1).
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن مخلد بن
حفص بإسناده مثله.
قال الدارقطني: تفرد به يحيى بن أعين عن النضر بن شميل بهذا
الإسناد، وما سمعناه إلا من ابن مخلد.
قلت: قد رواه هدبة بن عبد الوهاب المروزي عن النضر بن شميل. كرواية ابن
أعين عنه.
218

أخبرناه محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا الحسين بن الهيثم الرازي، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن
أخيه يحيى بن سيرين عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يلبي: ((لبيك حقا حقا، تعبدا ورقا)) (2).
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد قال: قرأت على محمد بن
مخلد العطار قال: ومات يحيى بن محمد بن أعين في رمضان سنة اثنتين وستين
ومائتين.
7505 - يحيى بن موسى بن مارمي - ويقال: مارمه - أبو زكريا الوراق:
حدث عن عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عتبة، وعفان بن مسلم. روى عنه
إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن مخلد.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، حدثنا يحيى بن موسى بن مارمي، حدثنا عفان،
حدثنا همام عن فرقد عن يزيد أخي مطرف عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكذب الناس الصواغون، والصباغون)) (1).
قال يحيى: فذهبت إلى أبي عبيد القاسم بن سلام فسألته عن تفسير هذا الحديث
فقال: إنما الصباغ: الذي يزيد في الحديث من عنده يزينه به، وأما الصائغ: فهو الذي
يصوغ الحديث ليس له أصل.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد، حدثنا يحيى بن مارمه
أبو زكريا، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء، عن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة)) (2).
219

7506 - يحيى بن يوسف، أبو زكريا الصياد:
مروزي الأصل حدث عن محمد بن عبد الله بن كناسة الكوفي، ويحيى بن أبي
بكير الكرماني، روى عنه محمد بن مخلد.
قرأت في كتاب ابن مخلد - بخطه -: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات أبو
زكريا الصياد يحيى بن يوسف المروزي في جمادى الأولى.
7507 - يحيى بن زكريا بن يحيى، أبو زكريا الأحول:
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وأحمد بن يونس، ومحمد
ابن أبي بكر المقدمي، وقتيبة بن سعيد. وسأل يحيى بن معين. روى عنه ابن
مخلد.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا محمد بن بكران البزاز، أخبرنا
محمد بن مخلد، حدثنا يحيى بن زكريا الأحول قال: سألت يحيى بن معين عن
مصعب بن سليم فقال: ثقة مأمون.
قرأت في كتاب ابن مخلد - بخطه -: سنة خمس وستين ومائتين فيها مات يحيى بن
زكريا الأحول.
7508 - يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب،
أبو زكريا الذهلي النيسابوري، يلقب حيكان:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي عمر الحوضي، وسهل بن بكار، وعلي بن عثمان
اللاحقي، ويحيى بن يحيى التميمي. روى عنه محمد بن مخلد. وقال ابن أبي حاتم
الرازي: سمعت منه وهو صدوق.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا ابن مخلد، حدثنا أبو زكريا
يحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري، قال:
220

وحدثنا ابن مخلد، حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو علي القوهستاني. قالا: حدثنا
يحيى بن محمد بن يحيى، أخبرنا ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة عن
عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بالباكورة من الفاكهة وضعها على فيه، ثم وضعها على عينيه، ثم قال: ((اللهم كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره)) (1). قال أبو علي القوهستاني: سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول: في هذا
الحديث عروة عن عائشة في كتابي بين السطرين، وزاد يحيى بن محمد في حديثه:
ثم يناوله (ع) من بحضرته من الولدان.
قلت: رواه قتيبة عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه عائشة ولا عروة، وذاك أصح.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي -
إجازة - قال: حدثني أبو علي الحسن بن محمد وغيره أن محمد بن يحيى وابنه يحيى
اختلفا في مسألة فقال: أحدهما للآخر اجعل بيننا في ذلك حكما، فرضيا بمحمد بن
إسحاق بن خزيمة، فقضى ليحيى بن محمد على أبيه، قال المزكي: كان يحيى بن
محمد له موضع من العلم والحديث، وكان سمع من العيشي ونحوه.
وحدثني السراج قال: كان يحيى بن محمد أخرجه القراء، وجماعة من أصحاب
الحديث، وأصحاب الرأي، وأركبوه دابة وألبسوه سيفا. قال المزكي: بلغني أنه كان
سيف خشب، وقابلوا سلطان نيسابور ويقال له أحمد بن عبد الله الخجستاني،
خارجي غلب على البلد، وكان ظالما غاشما، وكان الناس أو أكثرهم مجتمعين مع
يحيى بن محمد عليه، فكانت الدائرة على العامة. وهرب يحيى بن محمد إلى رستاق
من رساتيق نيسابور يقال له بشت، فدل عليه أحمد بن عبد الله وجئ به، فيقال إن
عامة من كان مع يحيى من الرؤساء انقلبوا عليه لما واقفه أحمد بن عبد الله، وقال له ألم أحسن إليك؟ ألم أفعل ألم أفعل؟ وكان يحيى بن محمد فوق جميع أهل البلد -
فقال يحيى بن محمد: أكرهت على ذلك واجتمعوا علي قال: فرد عليه الجماعة - أو
من حضر منهم - فقالوا: ليس كما قال. فأخذه أحمد بن عبد الله فقتله، ويقال
إنه بنى عليه، ويقال أمر بجر خصيتيه حتى مات، وذلك في سنة نيف وستين
ومائتين.
221

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو
جعفر محمد بن صالح بن هانئ قال: أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد
قتله أحمد بن عبد الله الخجستاني ظلما في جمادى الآخرة من سنة سبع وستين
ومائتين.
وقال ابن نعيم: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ يقول: ما رأيت مثل
حيكان، لا رحم الله قاتله.
7509 - يحيى بن زيد بن يحيى بن زيد، أبو زكريا الفزاري:
حدث عن خنيس بن بكر بن خنيس، ومحمد بن سابق، وبشار بن موسى
الخفاف، ومحمد بن مصفى الحمصي. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن أحمد بن
جميع، حدثنا ابن مخلد، حدثنا أبو زكريا يحيى بن زيد الفزاري - في دار كعب -
حدثنا بشار - يعني ابن موسى - أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن
عكرمة. إن عمر دعا حجاما، فتنحنح عمرو وكان مهيبا فأحدث الحجام، فأعطاه عمر
أربعين درهما.
7510 - يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، أخو أيوب:
سمع علي بن قادم، والحسن بن عطية، وزكريا بن عدي، وأحمد بن جناب.
روى عنه محمد بن أحمد بن البراء، وقاسم بن زكريا المطرز، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن جعفر المطيري وأبو عبد الله الحكيمي، وكان ثقة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
إبراهيم الحكيمي، حدثنا يحيى بن إسحاق بن سافري، حدثنا علي بن قادم، حدثنا
خالد بن إياس عن محمد بن المنكدر عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب يوم الخميس، ويحب السفر يوم الخميس.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يحيى بن إسحاق بن سافري
المدائني مات في سنة ثمان وستين ومائتين.
وكذلك ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه وقال: في شهر ربيع الآخر.
222

7511 - يحيى بن عياش بن عيسى، أبو زكريا القطان:
حدث عن عمر بن حبيب القاضي، والسكن بن نافع، ومحمد بن أبي الوزير،
وحفص بن عمر الأبلي. روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر
المطيري.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا يحيى بن عياش، حدثنا
سكن بن نافع، حدثنا ابن عون، عن محمد عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: ((في الجمعة ساعة - يزهدها - ثم قال: لا يوافقها رجل مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه)) (1).
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا بن قانع أن يحيى بن عياش، القطان مات
في سنة تسع وستين ومائتين.
7512 - يحيى بن أبي طالب - واسم أبي طالب: جعفر بن عبد الله بن
الزبرقان، يقال: مولى العباس بن عبد المطلب عتاقة، وكنية يحيى: أبو بكر:
وهو أخو العباس والفضل وأصلهم من واسط. حدث يحيى عن علي بن عاصم،
ويزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي، وأبي داود
الطيالسي وأبي عامر العقدي، وأبي بدر شجاع بن الوليد، ووهب بن جرير، وأبي
بكر الحنفي وأبي عاصم النبيل، وزيد بن الحباب. روى عنه جعفر بن أبي عثمان
الطيالسي وأبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن صاعد، وعلي بن محمد بن عبيد
الحافظ وأبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، وإسماعيل
ابن محمد الصفار، ومحمد بن عمر الرزاز، وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن
سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد القطان، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني،
وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وسألت أبي عنه فقال محله الصدق.
أخبرني محمد بن الحسن بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن
محمد - الشافعي بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: خط أبو
داود سليمان بن الأشعث على حديث يحيى بن أبي طالب.
223

أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، حدثنا أبو بكر أحمد بن
إبراهيم بن شاذان قال: سمعت أبا القاسم ابن بنت منيع يقول: سمعت موسى بن
هارون يقول: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب.
أخبرنا أحمد بن علي اليزدي - إجازة - أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن
إسحاق الحافظ قال: يحيى بن أبي طالب ليس بالمتين.
سألت أبا بكر البرقاني عن يحيى بن أبي طالب والحارث بن أبي أسامة؟ ففضل
يحيى وقال: أمرني أبو الحسن الدارقطني أن أخرج عنهما في الصحيح.
قلت: روى الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سمع الدارقطني ذكر يحيى بن أبي
طالب. فقال: لا بأس به عندي، ولم يطعن فيه أحد بحجة.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال: سمعت أبا بكر يحيى بن أبي طالب يقول: لأيام بقين من شوال في سنة
ثمان وستين ومائتين: قد استكملت سبعا وثمانين - يعني سنة - إلا شهرا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ومات أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب الواسطي يوم
الخميس للنصف من شوال سنة خمس وسبعين، صلينا عليه في الشونيزية بالجانب
الغربي، وهنالك دفن. وكان ميلاده سنة اثنتين وثمانين ومائة، فمات وقد بلغ خمسا
وتسعين سنة، صلى عليه هارون بن العباس الهاشمي.
7513 - يحيى بن محمد بن مرداس، يعرف بالشطوي:
حدث عن عفان بن مسلم. روى عنه ابنه محمد.
7514 - يحيى بن ربيع بن ثابت بن موسى بن يحيى بن الحسن، البرجمي (1)
الكوفي:
حدث عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي. روى عنه محمد بن مخلد وذكر
أنه سمع منه في مدينة أبي جعفر المنصور، وروى عنه العباس بن عقدة أيضا عن يزيد
ابن هارون، ونصر بن حماد الوراق، وإسحاق بن عيسى بن الطباع، و عبد الله بن
صالح العجلي.
224

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي - بمكة - أخبرنا القاضي
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي (2) بالكوفة، حدثنا أحمد بن
محمد بن سعيد الحافظ قال: حدثني يحيى بن الربيع بن ثابت البرجمي الكوفي -
ببغداد - حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا قيس عن عطاء بن السائب عن أبي
البختري عن عبيدة عن عبد الله قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد ((التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)) (3).
فرأينا عبد النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول: السلام علي النبي ورحمة الله وبركاته.
7515 - يحيى بن إسماعيل، أبو زكريا البغدادي:
حدث عن إسماعيل بن أبي أويس وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة زهير بن
حرب. روى عنه أبو جعفر الطحاوي الفقيه وذكر أنه سمع منه بطبرية.
7516 - يحيى بن صالح بن مهران، أبو زكريا البزاز:
حدث عن عاصم بن علي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
7517 - يحيى بن الفضيل، أبو محمد الكاتب:
نزل مصر وحدث بها عن عبد الملك بن قريب الأصمعي، وعون بن عمارة
الغبري. روى عنه عبد العزيز بن أحمد بن الفرح الغافقي، ومحمد بن أحمد بن عبد
الله بن وردان العامري، ومحمد بن أحمد بن أبي يوسف الخلال المصريون.
أخبرنا العتيقي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر بن حفص اليمني -
بمصر - حدثنا عبد العزيز بن أحمد - يعني الغافقي - حدثنا يحيى بن فضيل، حدثنا
عيسى بن موسى بن إسماعيل التبوذكي قال: قال لي أبو عاصم: تلعب بالشطرنج؟
قلت: نعم يا أبا عاصم! قال: علمت أن عندي شطرنج؟ قلت: من أين لك؟ قال:
كانت لأبي، قلت: هبها لي، قال: ما تصنع بها؟ قال: قلت: أنت عن أبيك إسناد.
فوهبها له.
قال أبو محمد يحيى بن فضيل: ورأيت الشطرنج عند عيسى.
225

حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا
عبد الواحد بن محمد بن مسروق، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: يحيى بن الفضيل
الكاتب بغدادي قدم مصر وكتب عنه، توفي سنة ثمانين ومائتين.
7518 - يحيى بن محمد بن خشيش بن يحيى، أبو زكريا الأفريقي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن بشر بن يزيد، وداود بن يحيى،
ويحيى بن عون بن يوسف الأفريقيين. روى عنه محمد بن عمر بن حفص النفيلي
وغيره. وفي حديثه غرائب ومناكير.
أخبرني العتيقي، حدثنا علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن
عبد الأعلى المصري، حدثنا أبي قال: يحيى بن محمد بن خشيش بن يحيى من موالي
أهل إفريقية: يكنى أبا زكريا خرج إلى العراق، فكانت وفاته ببغداد بعد سنة ثمانين ومائتين.
7519 - يحيى بن بدر بن يحيى بن بدر بن الجهم، أبو الفضل القرشي
السامي (1): سكن سمرقند وحدث بها عن علي بن الجعد وطبقته. روى عنه السمرقنديون.
قرأت على الحسين بن محمد - أخي الخلال - عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي قال: يحيى بن بدر بن يحيى بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد
ابن أذينة بن كراز بن مكعب بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب القرشي السامي البغدادي، كنيته أبو الفضل.
سكن سمرقند وحدث بها عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن عبد الله
المديني، وخلف بن هشام البزار، وخلف بن سالم المخرمي، وعلي بن الجعد، وهدبة
ابن خالد، ورجاء بن مرجي الحافظ المروزي، وجماعة غيرهم. روى عنه أبو بكر
أحمد بن إسماعيل الفقيه الحافظ، وأحمد بن صالح بن عجيف الكاتب، ومحمد بن
عثمان بن سلم الجهني، وشيخنا أبو عمر محمد بن إسحاق بن عامر العصفري
السمرقنديون، وغيرهم من أهل ما وراء النهر.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي
226

الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: سألت أبا علي صالحا -
يعني ابن محمد الأسدي - عن يحيى بن بدر السامي فقال: صدوق أنكرت عليه
حديثا رواه عن علي بن الجعد عن شعبة عن سماك عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم ((من كذب)) فقلت له: دخل حديث في حديث بهذا الإسناد، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا.
7520 - يحيى بن زكريا بن يزيد، أبو زكريا الدقاق:
حدث عن أحمد بن إبراهيم الموصلي وعبد الله بن المثنى أخي أبي موسى الزمن،
ومحمد بن إبراهيم الشامي. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا يحيى
ابن زكريا بن يزيد أبو زكريا الدقاق - بسوق يحيى - حدثنا محمد بن إبراهيم أبو
عبد الله الشامي - بعبادان - حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسكنوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن المغزل وسورة النور)) (1).
7521 - يحيى بن المختار بن منصور بن إسماعيل، أبو زكريا النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن سليمان بن سلمة الحمصي، والحسن بن محمد بن
عمر الشامي، وعيسى بن يونس الفاخوري الرملي، والقاسم بن محمد بن مكي
المروزيين. روى عنه محمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وأحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد، وأبو بكر الشافعي. وكان صدوقا.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن الحسن المؤدب، والحسن بن الحسين بن العباس
النعالي - قال الحسن: حدثنا، وقال الآخر أخبرنا - محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
يحيى بن المختار بن منصور بن إسماعيل أبو زكريا النيسابوري، حدثنا محمد بن
مكي المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن أبي هلال محمد بن سليم عن حميد
ابن هلال عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار عمدا)) وربما قال: ((بالتعمد)).
227

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: يحيى
ابن المختار أبو زكريا النيسابوري شيخ ثقة.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة ثلاث وثمانين ومائتين فيها مات
أبو زكريا يحيى بن المختار النيسابوري في صفر.
7522 - يحيى بن المختار، البغدادي:
سمع أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، روى عنه أحمد بن مروان الدينوري
المالكي.
7523 - يحيى بن محمد، أبو القاسم القرشي:
حدث عن أحمد بن هشام بن بهرام المدائني. روى عنه محمد بن مخلد، وقد
ذكرنا حديثه عنه في باب عبد الرحمن.
7524 - يحيى بن أبي نصر، أبو سعد الهروي:
واسم أبي نصر منصور بن الحسن بن منصور. سمع حيان بن موسى، وسويد بن
نصر، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني،
وعبد الله بن جعفر البرمكي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن
عبد الله بن نمير، وأبا مصعب الزهري، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن
أبي عمر العدني. روى عنه أهل بلده. وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها
أبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد الطستي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر
الشافعي، وكان ثقة حافظا صالحا زهدا.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا أبو
سعيد يحيى بن أبي نصر بن الحسن الهروي الشيخ الصالح الخضيب الخراساني، حدثنا
سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم عن
عبد الله قال: كان أكثر ما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين: ((لا ومقلب القلوب)) (1).
228

حدثت عن محمد بن العباس العصمي قال: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق
هو الحافظ يقول: توفي أبو سعد يحيى بن منصور بهراة في شعبان من سنة سبع
وثمانين ومائتين.
7525 - يحيى بن عبدويه بن حبيب، أبو زكريا مولى آل أبي بكرة الثقفي:
حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني قال: أخبرنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا أبو زكريا يحيى بن عبدويه بن حبيب البغدادي -
مولى آل أبي بكرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجالد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة القاعد، على النصف من صلاة القائم)) (1).
7526 - يحيى بن محمد بن أبي بشر، أبو القاسم الدقاق:
سمع عمرو بن محمد الناقد، ويعقوب بن سواك، والحسن بن مكرم البزاز. روى
عنه أبو عمرو بن السماك، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل قالا: أخبرنا
عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا يحيى بن محمد بن أبي بشر الدقاق أبو القاسم،
حدثنا عمرو الناقد عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن محمد بن مسلم الطائفي
عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن عمه عمرو بن أوس قال: المخبتون الذين لا
يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا.
7527 - يحيى بن يعقوب بن مرداس بن عبد الله، أبو زكريا البقال، المعروف
بالمباركي:
حدث عن سليمان بن محمد المباركي، وسويد بن سعيد. روى عنه عبد الصمد
ابن علي الطستي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم (1)
229

الطبراني. أخبرنا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو زكريا يحيى بن يعقوب البقال سنة ست وسبعين، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا
عمرو بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قريش والأنصار وجهينة ومزينة، وأسلم وغفار، أولياء لي ليس لهم مولى دون الله ورسوله)) (2).
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
يحيى بن يعقوب المباركي - ببغداد - حدثنا سليمان بن محمد المباركي، حدثنا أبو
شهاب الحناط عن الأجلح بن عبد الله عن حبيب بن أبي ثابت عن ربعي بن خراش
قال: التقي حذيفة بن اليمان وعقبة بن عمرو وأبو مسعود الأنصاري فقال أحدهم
لصاحبيه: حدثنا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فحدث أحدهما وصدقه الآخر. فقال أحدهما: ((يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول ما وراءك؟ فيقول: كنت أبايع الناس فإذا بايعت معسرا تركت له، وإذا بايعت موسرا أنظرته، فيقول الله تعالى أنا أحق بالتجاوز من عبدي، فيغفر له)) فقال الآخر: صدقت هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال سليمان: لم يروه عن حبيب ابن أبي ثابت إلا الأجلح، ولا عنه إلا أبو شهاب
عبد ربه بن نافع. تفرد به سليمان بن محمد.
7528 - يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو
القاسم الثغري:
من أهل أذنه. قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن سليمان لوين، وإبراهيم بن
سعيد الجوهري، وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي، وأبي عمير بن النحاس الرملي،
وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي، وأحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني،
ومحمد بن وزير الدمشقي، والمسيب بن واضح السلمي، ويحيى بن عثمان الحمصي.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو الحسين بن المنادي، وأحمد بن إسحاق بن
وهب البندار، وأبو عمرو بن السماك، وإسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الباقي بن
قانع، وكان ثقة.
230

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا يحيى بن عبد
الباقي الأذني، حدثنا محمد بن عبد الله بن القاسم الصاغاني، حدثنا عمرو بن عبد
الله الصنعاني، حدثنا محمد بن عيينة عن عبيد الله بن الوليد وصدقة بن أبي عمران
عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده. قال: طلق بعض
آبائي امرأته ألفا فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفا فهل له من مخرج؟ فقال: ((إن أباكم لم يتق الله فيجعل له من أمره مخرجا، بانت منه بثلاث على غير السنة، وتسعمائة وسبع وتسعون إثم في عنقه)) (1).
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي بن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وجاءتنا وفاة أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي من أذنه أنها كانت
في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين كتب عنه الناس فأكثروا لثقته وضبطه.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع قال: ويحيى بن عبد الباقي بلغنا
- يعني خبر وفاته بطرسوس - سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان ببغداد قبل ذلك قد
حدث أيام المعتضد.
7529 - يحيى بن أحمد بن هارون، أبو زكريا المزوق:
حدث عن محمد بن عبيد المحاربي الكوفي. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي
الجرجاني.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرنا يحيى بن أحمد بن
هارون المزوق بغدادي أبو زكريا، حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا قبيصة بن
الليث عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور. ثم قال: ((زوروها فإن فيها موعظة)) (1).
7530 - يحيى بن أبي عبادة الوليد بن عبيد، البحتري (1) الشاعر، يكنى أبا
الغوث:
كان مقيما بالشام وقدم بغداد وروى عن أبيه شعره. روى عنه أبو بكر الصولي،
وأبو سهل بن زياد.
231

حدثني التنوخي عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أبو الغوث يحيى بن البحتري
الشاعر قدم بغداد قبل الثلاثمائة، وسمع منه وجوه أهلها أشعار أبيه ونفي بعد ذلك.
قال: هو القائل يمدح أبا العباس بن بسطام:
ملك يقوم له الملوك إذا احتبى * وتخر للأذقان عند قيامه
برقت مخايل جوده وتخرقت * بالنيل للعافين غر غمامه
صلحت به الأيام بعد فسادها * وأضاء وجه الدهر بعد ظلامه
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى قال: أنشدنا أبو
سهل بن زياد لأبي الغوث بن البحتري:
وقام يحث الكأس فينا مهفهف * ضعيف قوي الأجفان أحور فتان
لنا فيه ما نهواه من كل تحفة * جمال وإجمال وحسن وإحسان
7531 - يحيى بن محمد بن البختري، أبو زكريا الحنائي (1):
سمع محمد بن عبيد بن حساب، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وطالوت
ابن عباد، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وعثمان بن أبي شيبة. روى عنه أبو مسلم الكجي - وكان أكبر منه -، وأبو الحسين بن المنادي،
وأحمد بن إسحاق بن الفضل الزيات، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الصمد بن
علي الطستي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر بن الجعابي،
ومخلد بن جعفر الدقاق، وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن عبيد العسكري
وكان ثقة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أبو زكريا
يحيى بن محمد بن البختري الحنائي في شهر رمضان سنة تسع وتسعين ومائتين، ولم
يطعن عليه في الحديث، ولم يغير شيبه.
7532 - يحيى بن عبد الله بن عبدويه، الصفار:
حدث عن أبيه. روى عنه الطبراني.
أخبرنا أبو الفرج بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا يحيى بن
عبد الله بن عبدويه الصفار البغدادي، حدثني أبي عبد الله بن عبدويه، حدثنا
232

عبد الوهاب بن عطاء عن يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عبد أطاع الله وأطاع مواليه، يدخله الله الجنة قبل مواليه، فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا، فيقول جازيته بعمله وجازيتك بعملك)) (1). قال سليمان: لم يروه عن يونس إلا عبد الوهاب، تفرد به يحيى بن عبد الله عن
أبيه.
7533 - يحيى بن أحمد بن عبدة، أبو علي الطائي الكاتب:
حدث عن الزبير بن بكار. روى عنه مخلد بن جعفر.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الواعظ قال: حدثنا مخلد بن جعفر الدقاق قال:
حدثني أبو علي يحيى بن أحمد بن عبدة الطائي الكاتب، حدثنا الزبير بن بكار،
حدثنا أبو ضمرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بهذه الرقية: ((امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف إلا
أنت)) (1).
7534 - يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور، أبو أحمد بن المنجم:
حدث عن أبيه، وعن الزبير بن بكار، وأحمد بن الحارث الخزاز، وإسحاق
الموصلي، وعن أبي هناد العبدي (1). روى عنه ابنه يوسف، وابن أخيه علي بن
هارون بن علي ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأبو بكر الصولي. وكان أديبا شاعرا،
ونادم غير واحد من الخلفاء.
فحدثني التنوخي عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أبو أحمد يحيى بن علي بن
يحيى بن أبي منصور المنجم أديب شاعر مطبوع، أشعر أهل زمانه وأحسنهم أدبا،
وأكثرهم افتنانا في علوم العرب والعجم، وجالس الموفق، والمعتصم وخص به،
وبالمكتفي من بعده. وهو من شجرة الأدب الناضرة، وأنجمه الزاهرة، فاضل الآباء
والأجداد، منجب الأهل والأولاد. وولد أبو أحمد في سنة إحدى وأربعين ومائتين،
وتوفي في سنة ثلاثمائة.
233

قال لي هلال بن المحسن: مات أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم ليلة
الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وسنة ثمان
وخمسون سنة.
7535 - يحيى بن محمد بن محمد، أبو صالح البغدادي:
حدث عن عمرو بن علي الفلاس. روى عنه أبو سليمان محمد بن عبد الله بن
أحمد بن زبر، وأبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم الدمشقيان، وذكرا أنهما سمعا منه
ببيت سوا، وهي ضيعة من ضياع دمشق.
7536 - يحيى بن إبراهيم بن الريان، أبو زكريا الخازن:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع
منه بسر من رأى.
7537 - يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، أبو محمد مولى أبي جعفر
المنصور:
كان أحد حفاظ الحديث وممن عني به، ورحل في طلبه. وسمع الحسن بن عيسى
ابن ماسرجس، ومحمد بن سليمان لوينا، ويحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي،
وسوار بن عبد الله العنبري، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن يزيد الأدمي،
ويعقوب وأحمد ابني إبراهيم الدورقيين، والحسين بن الحسن المروزي، وإبراهيم بن
سعيد الجوهري، وأبا هشام الرفاعي، وخلاد بن أسلم، وعمرو بن علي، وبندارا،
ومحمد بن المثني، وسعيد بن يحيى الأموي، والحسن بن الصباح البزار، ومحمد بن
عمرو الباهلي، ويوسف بن موسى القطان، ومحمود بن خداش، ومحمد بن سهل بن
عسكر، وزياد بن أيوب، ومحمد بن إسماعيل البخاري. في أمثالهم من البصريين
والكوفيين، والشاميين، والمصريين. روى عنه عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن
عمر بن الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الدارقطني
وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن حبابة، وخلق سواهم يتسع ذكرهم. وكان له
أخوان أحدهما اسمه يوسف، والآخر يسمى أحمد.
234

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال أحمد بن كامل القاضي: مولد يحيى بن
صاعد في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
أخبرني أبو محمد الخلال قال: قال لنا أحمد بن محمد بن عمران قال ابن
صاعد: ولدت سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكتبت الحديث سنة تسع وثلاثين
ومائتين، ولي إحدى عشرة سنة.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: سمعت أبا
العباس الهاشمي يقول: سمعت أبا محمد بن صاعد يقول: ولدت في سنة ثمان
وعشرين في المحرم، وكتبت الحديث سنة تسع وثلاثين في أولها، وصنفت وعندي
خمسة أجزاء - أو ستة -.
أخبرني عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قال: قال لنا أبو حفص بن
شاهين: وأما أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان
وعشرين ومائتين، ومات في آخر سنة ثمان عشرة، فكان عمره تسعين سنة وأول من
كتب - فيما بلغني - عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني سنة تسع وثلاثين،
ومات وصليت عليه، ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي. وأخبرنا الحسين بن علي الطناجيري،
حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت عثمان بن عبدويه الحربي - صاحب
إبراهيم الحربي - يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: بنو صاعد ثلاثة، أوثقهم
يحيى.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: بنو صاعد ثلاثة: يوسف، وأحمد، ويحيى
بنو محمد بن صاعد. يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه، وأحمد يحدث
عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، ولهم عم يقال له عبد الله بن صاعد يحدث عن
سفيان بن عيينة، يوسف أكبرهم، وأحمد أوسطهم ويحيى أصغرهم وأعلمهم
وأثبتهم.
سمعت البرقاني يقول: قال لي أبو بكر الأبهري الفقيه: كنت عند يحيى بن
محمد بن صاعد، فجاءته امرأة فقالت له: أيها الشيخ ما تقول في بئر سقطت فيها
دجاجة فماتت، هل الماء طاهر أم نجس؟ فقال يحيى: ويحك كيف سقطت الدجاجة
235

في البئر؟ قالت: لم تكن البئر مغطاة فقال يحيى: ألا غطيتها حتى لا يقع فيها شئ؟
قال الأبهري: فقلت لها يا هذه إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة.
قلت: هذا القول تظنن من الأبهري، وقد كان يحيى ذا محل من العلم، وله
تصانيف في السنن وترتيبها على الأحكام يدل من وقف عليها وتأملها على فقهه
ولعل يحيى لم يجب المرأة لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فتورع أن يتقلد
قول بعضهم، وكره أن ينصب نفسه للفتيا، وليس هو من المرتسمين بها، وأحب أن
يكل ذلك إلى الفقهاء المشتهرين بالفتاوي والنظر، والله أعلم.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: تجمع في الحديث ابن منيع،
وابن أبي داود، وابن صاعد، من تقدم؟ فقال: ابن منيع لسنه، ثم ابن صاعد. قلت ابن صاعد أحب إليك من ابن أبي داود؟ قال: ابن صاعد أسن، مولده سنة ثمان وعشرين
وابن أبي داود سنة ثلاثين.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا علي الحافظ يقدم أبا محمد بن صاعد على أبي القاسم بن منيع وأبي بكر بن أبي
داود في الفهم والحفظ.
حدثني علي بن محمد بنصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت ابن
عبدان عن ابن صاعد أهو أكثر حديثا أو الباغندي؟ فقال: ابن صاعد أكثر حديثا، ولا
يتقدمه أحد في الدراية، والباغندي أعلى إسنادا منه.
وقال حمزة: سمعت أبا بكر بن عبدان يقول: يحيى بن صاعد يدري. ثم قال
وسئل ابن الجعابي أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ،
كان يدري. قلت لأبي بكر بن عبدان: إيش الفرق بين الدراية والحفظ؟ فقال: الدراية فوق الحفظ.
حدثني القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال: سمعت شيخا من أصحاب
الحديث - حسن الهيئة لا أحفظ اسمه يقول - حضر رجل عند يحيى بن صاعد ليقرأ
عليه شيئا من حديثه، وكان معه جزء من حديث أبي القاسم البغوي عن جماعة من
شيوخه، فغلط وقرأه علي ابن صاعد وهو مصغ إلى سماعه، ثم قال له بعد: أيها
الشيخ إني غلطت بقراءة هذا الجزء عليك وليس من حديثك، إنما هو من حديث أبي
236

القاسم البغوي. فقال له يحيى: جميع ما قرأته علي هو سماعي من الشيوخ الذين
قرأته عنهم، ثم قام فأخرج أصوله وأراه كل حديث قرأه عليه عن الشيخ الذي هو
مكتوب في الجزء عنه - أو كما قال -.
قلت: إن كانت تلك الأحاديث عن متأخري شيوخ البغوي الذين شاركه يحيى
ابن صاعد في السماع منهم، فيحتمل أن تكون الحكاية صحيحة إلا أنها طريفة
عجيبة، وقد أوردناها كما حكيت لنا. فالله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي أبو
محمد يحيى بن محمد بن صاعد في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة،
ودفن بباب الكوفة.
7538 - يحيى بن عبد الله بن يحيى بن إبراهيم، أبو القاسم العطار، ويعرف
بالزعفراني (1):
سمع محمد بن حسان الأزرق، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني،
ومحمد بن عمر بن أبي مذعور، والحسن بن عرفة، وعبد الله بن أيوب المخرمي،
ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، روى عنه ابن
شاهين، ويوسف القواس، والحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، وأبو القاسم بن
الثلاج، وكان ثقة.
وذكر عبيد الله بن أحمد النحوي المعروف بجحجح أنه مات في شعبان من سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت بخط ابن الثلاج: توفي يحيى بن عبد الله العطار في سنة خمس وعشرين.
7539 - يحيى بن محمد بن موسى بن عيسى بن أبان، أبو علي:
حدث ابن الثلاج عنه عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
7540 - يحيى بن محمد بن عبيد، أبو أحمد القزويني (1):
قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن عبدك القزويني. روى عنه محمد بن المظفر.
237

أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو أحمد
يحيى بن محمد بن عبيد القزويني، حدثنا يحيى بن عبدك، حدثنا خالد بن عبد
الرحمن المخزومي، حدثنا محمد بن عبيد الله عن الوليد بن سريع - مولى عمرو بن
حريث - عن عمرو بن حريث أن النبي صلى الله عليه وسلم: قرأ في الفجر بالتين والزيتون.
7541 - يحيى بن الحسين بن جبير، أبو أحمد النهاوندي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن سنان السعدي، وعمير بن
مرداس الدونقي، ومحمد بن عبد العزيز بن المبارك القيسي، ومحمد بن يحيى
الطوسي. روى عنه يوسف القواس وابن الثلاج.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثني يحيى بن
الحسين بن جبير أبو أحمد النهاوندي قدم علينا وما كان يحدث وإنما سألته فأملى
علي وحدي - قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان السعدي.
7542 - يحيى بن محمد بن يحيى، أبو القاسم القصباني:
حدث عن أحمد بن إسماعيل بن أبي محمد اليزيدي، ومحمد بن عبد الرحيم
الأصبهاني المقرئ أبي أحمد، ومحمد بن موسى بن حماد البربري. روى عنه أبو
حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري
المقرئ، وكان ثقة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال:
توفي أبو القاسم يحيى بن محمد بن يحيى القصباني يوم الخميس لست خلون من
صفر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، مولده سنة ستين ومائتين.
7543 - يحيى بن محمد بن عبد الواحد، أبو عبد الله الناقد:
حدث عن أبي مسلم الكجي، حدثنا عنه القاضي أبو الفرج بن سميكة.
أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي، أخبرنا أبو عبد الله
يحيى بن محمد بن عبد الواحد الناقد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي،
حدثنا أبو الوليد وسليمان بن حرب قالا: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت
عبد الله بن أبي أوفى - وكان من أصحاب الشجرة - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه
238

قوم بصدقتهم قال: ((اللهم صل عليهم)) فأتاه أبي بصدقته فقال: ((اللهم صل على آل
أبي أوفى)) (1).
7544 - يحيى بن وصيف بن عبد الله، أبو الحسن الخواص (1):
سمع أحمد بن علي الخراز، وأبا شعيب الحراني. حدثنا عنه عبد الله بن يحيى
السكري، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأحمد بن علي بن عثمان الخطبي، وأبو
بكر البرقاني، والقاضي أبو العلاء الواسطي.
سألت البرقاني عن يحيى بن وصيف فقال: كان شيخا لا بأس به. قلت: أكان
صحيح السماع؟ قال: نعم!
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال: توفي يحيى بن وصيف الخواص في جمادى
الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
7545 - يحيى بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عمر بن
بيان بن دينار الأخباري (1) الكاتب، يكنى أبا عمر:
حدث عن أحمد بن محمد الضبعي، ومحمد بن محمد الباغندي، ونصر بن
القاسم الفرائضي، ومحمد بن هارون بن المجدر، ويعقوب بن يوسف بن خازم
الطحان، وعبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن بكر الوراق. حدثنا عنه محمد بن
عمر بن بكير المقرئ.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن حفص بن بيان بن دينار الإخباري - في منزله بدرب الساج، في جوار ابن الشونيزي،
في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة - حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي - أبو سعيد الأشج - حدثنا العلاء بن سالم العطار عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا - بالرحبة - ينشد الناس من سمع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه
239

وعاد من عاداه))؟ فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) (1). 7546 - يحيى بن الشبل بن العباس بن سليمان بن عبد الله بن يحيى بن
الشبل بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، مولى العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا
محمد ويعرف بالحنيني (1):
حدث عن المظفر بن عاصم صاحب حديث مكلبة بن ملكان، وعن أحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي، عمر بن أبي غيلان الثقفي، والقاسم بن يحيى بن
نصر المخرمي، وأحمد بن محمد بن عبد الخالق، ومحمد بن محمد الباغندي،
والعباس بن أحمد بن أبي شحمة الختلي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني. حدثنا
عنه محمد بن عمر بن بكير أيضا.
أخبرنا ابن بكير، حدثنا أبو محمد يحيى بن الشبل بن العباس الحنيني - في سنة
اثنتين وستين وثلاثمائة - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي
سمع بسر بن أرطاة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: ((اللهم أحسن عاقبتي في الأمور كلها، وأجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)) (2).
قرأت بخط أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب: توفي أبو محمد
يحيى بن الشبل الحنيني يوم الجمعة الرابع والعشرين من شوال سنة ست وستين
وثلاثمائة.
7547 - يحيى بن محمد بن سهل، أبو عيسى الخضيب:
من أهل عكبرا حدث عن خلف بن عمرو، ومحمد بن صالح بن ذريح
العكبريين. حدثنا عنه أبو علي بن شهاب.
أخبرني الحسن بن شهاب بن الحسن العكبري - بها - حدثنا أبو عيسى يحيى بن
محمد بن سهل الخضيب، حدثنا خلف بن عمرو، حدثنا أبو إبراهيم - وهو
240

الترجماني - حدثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعوتم الله فادعوه وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب ساه غافل)) (1).
7548 - يحيى بن محمد بن الروزبهان، أبو زكريا، يعرف بالدنبائي:
جد عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي لأمه من أهل واسط. سكن بغداد
وحدث بها شيئا يسيرا عن أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، وأبي علي الحسن بن
إبراهيم الخلال الواسطي. وكان يذكر أنه سمع من علي بن عبد الله بن مبشر وغيره.
حدثني عنه ابن بنته أبو القاسم الأزهري وكان ثقة.
حدثني الأزهري، حدثني جدي يحيى بن محمد بن الروزبهان، حدثنا أحمد بن
عيسى بن السكين، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا محمد بن بشر العبدي عن
إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد عن سعد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يضرب بإحدى يديه على الأخرى وهو يقول - ((الشهر هكذا وهكذا وهكذا)) وقبض في الثالثة الإبهام.
قال لي الأزهري: سمعت جدي أبا زكريا يحيى بن محمد الدبنائي يقول: ما
رفعت ذيلي على حرام قط. ومات بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
7549 - يحيى بن علي بن يحيى بن عوف بن الحارث بن الطفيل بن أبي
معمر عبد الله بن سخبرة، وأبو معمر صاحب عبد الله بن مسعود، ويكنى يحيى أبا
القاسم:
من أهل قصر ابن هبيرة. نزل بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد البغوي،
ويحيى بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، وعبيد الله بن عبد الصمد بن
المهتدي بالله، و عبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، والقاسم بن إسماعيل المحاملي، وغيرهم. حدثنا عنه أبو محمد الخلال. وكان ثقة عدلا يشهد عند الحكام، وهو أخو أحمد بن علي بن أبي معمر.
ذكر لي الخلال أنه مات في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
241

7550 - يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أبو زكريا المزكي:
من أهل نيسابور، ويعرف بالحربي. سمع أبا العباس السراج، ومكي بن عبدان،
وغيرهما من النيسابوريين، وقدم بغداد وحدث بها، حدثني عنه أبو بكر الأردستاني
ومحمد بن أبي عمرو بن يحيى النيسابوري.
حدثني محمد بن إبراهيم الأردستاني - بلفظه - حدثنا أبو زكريا يحيى بن
إسماعيل النيسابوري المزكي - ببغداد - حدثنا مكي بن عبدان، حدثنا أبو الأزهر
أحمد بن الأزهر بن منيع، حدثنا سعيد بن واصل عن شعبة عن عمرو بن دينار عن
ابن عباس قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، قال: وكان يلقننا ((فيما استطعتم)).
أخبرني محمد بن علي المقرئ، عن أبي عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ
النيسابوري قال: يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب المزكي أبو زكريا
الحربي أديب إخباري كثير العلوم حدث بنيسابور، والري، وبغداد. وتوفي عشية يوم الأحد الحادي عشر من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
7551 - يحيى بن محمد بن عبد الله بن سلام، أبو القاسم البزاز:
حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق. روى عنه القاضي أبو
الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله المهتدي بالله الخطيب.
7552 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزني (1) النحوي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي شيئا يسيرا.
حدثني عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب وقال لي: مات
في المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة.
7553 - يحيى بن عمر بن أحمد بن علي، أبو الحسن المقرئ الدعاء (1)،
يعرف بالشارب:
سمع حامد بن محمد الهروي، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وأبا بكر الشافعي.
وكتبنا عنه وكان ثقة صالحا مشهورا بالسنة.
242

أخبرني يحيى بن عمر المقرئ - في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة - حدثنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا فليح بن
سليمان عن سعيد بن الحارث عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه عن عثمان بن
عفان قال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثلاثا.
وذكر عبد العزيز بن علي الأزجي أنه سأل يحيى بن عمر عن مولده فقال: ولدت
في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
ومات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع عشرة وأربعمائة.
7554 - يحيى بن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن علي، أبو القاسم
البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي،
ومحمد بن أحمد بن علي بن نصير النيسابوري، ومحمد بن محمد الطرازي، وأبي
الهيثم الكشميهني وأبي الفضل محمد بن الحسين المهراني المروزي، وأحمد بن محمد
ابن عمير الخفاف. كتبنا عنه وما كان به بأس.
حدثنا يحيى بن علي البخاري - من لفظه، بجزيرة سوق يحيى، في ذي القعدة، من
سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
الرازي، أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدمشقي - بها - حدثنا محمد
ابن يحيى بن فياض الزماني، حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد
الأنصاري يقول: حدثني مالك بن أنس عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري،
أخبره أن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي أخبراه أن أباهما محمد بن علي
أخبرهما أن علي بن أبي طالب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن متعة النساء.
بلغني أن يحيى بن علي مات في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
7555 - يحيى بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن براذق، أبو البركات
المؤدب:
سمع أبا المفضل الشيباني. كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا يسكن بنهر القلايين
في جوار القاضي أبي جعفر السمناني.
أخبرنا يحيى بن محمد المؤدب، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الكوفي،
حدثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي، حدثنا علي بن حميد
243

الرازي، حدثنا إبراهيم بن المختار، حدثنا النضر بن حميد عن أبي إسحاق عن الأصبغ
عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما في أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي)).
سألت أبا البركات عن مولده فقال: ولدت في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. قال:
وجدي براذق كان مجوسيا. قال: وقد سمعت من محمد بن إسماعيل الوراق،
وضاع كتابي.
ومات في يوم الأحد سابع جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
7556 - يحيى بن الحسين بن الحسين بن علي بن المنذر، أبو محمد:
كان يتولى النظر في المواريث وفي الحسبة، وحدث عن الدارقطني، وابن شاهين،
وإسماعيل بن سويد المعدل. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا ابن المنذر، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين
ابن الحسين بن عبد الرحمن الأنطاكي - قاضي الثغور - حدثنا أحمد بن شيبان
الرملي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن يزيد،
عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليله كفتاه)) (1).
قال علي بن عمر: لم يحدث به عن ابن عيينة عن منصور عن الشعبي غير أحمد
ابن شيبان. وأصحاب ابن عيينة يروونه عن منصور عن إبراهيم.
قال لنا ابن المنذر: ولدت في شوال من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ومات في
يوم الأربعاء سلخ شهر رمضان من سنة أربعين وأربعمائة، وكان الثناء عليه سيئا،
والذكر له قبيحا، في ظلمه وتعديه وتجاوزه الحق فيما يليه.
7557 - يحيى بن الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن المعافى، أبو
القاسم الأنباري الدوسي:
سكن بغداد مدة وحدث بها عن أبي غانم محمد بن يوسف الأزرق، وعن محمد
ابن علي بن مهدي الشاهد الأنباريين. كتبت عنه وكان يسكن ببغداد في سكة
الخرقي من نواحي باب البصرة، وهناك سمعت منه.
244

أخبرنا يحيى بن الحسن الدوسي، حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول التنوخي - بالأنبار - حدثنا أبي، حدثنا جدي، حدثنا علي بن يزيد الصدائي عن أبي شيبة الجوهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا، ولا عدلا)) (1).
سألته عن مولده فقال: ولدت بالأنبار لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ثمانين
وثلاثمائة.
ومات بالأنبار في شعبان من سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ذكر من اسمه يعقوب
7558 - يعقوب بن إبراهيم، أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة:
كوفي سمع أبا إسحاق الشيباني، وسليمان التيمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري،
وسليمان الأعمش وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر العمري، وحنظلة بن أبي
سفيان وعطاء بن السائب، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وحجاج بن أرطأة،
والحسن بن دينار وليث بن سعد، وأيوب بن عتبة. روي عنه محمد بن الحسن
الشيباني، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وعمرو بن محمد الناقد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي، وعبدوس
ابن بشر، والحسن بن شبيب، في آخرين. وكان قد سكن بغداد، وولاه موسى بن
المهدي القضاء بها، ثم هارون الرشيد من بعده، وهو أول من دعي بقاضي القضاة في
الإسلام.
245

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا عبدوس بن بشر الرازي، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أبو
حنيفة عن نافع ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى الجمعة فليغتسل)) (1).
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: حدثنا عمرو
الناقد قال: حدثنا أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا هشام بن عروة
عن أبيه أن عبد الله بن جعفر أتى الزبير بن العوام فقال: إني اشتريت كذا وكذا، وإن عليا يريد أن يأتي أمير المؤمنين عثمان، فذكر حديث الحجر. فقال عثمان: كيف
أحجر على رجل في بيع شريكه فيه الزبير؟ فقال: إنا لم نسمع هذا الأمر إلا من
حديث أبي يوسف القاضي.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدثنا مكرم بن
أحمد قال: قال محمد بن خلف بن حبان بن صدقة المقرئ، أبو يوسف يعقوب بن
إبراهيم بن حبيب بن سعد بن بجير بن معاوية، وأم سعد حبتة بنت مالك من بني
عمرو بن عوف، وسعد بن حبتة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كان فيمن عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مع رافع بن خديج، وابن عمر.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: وأبو يوسف يعقوب بن
إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري، وكان - يعني سعدا - فيمن عرض على
النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فاستصغره، وحبيب بن سعد أخو النعمان بن سعد الذي يروي عن علي بن أبي طالب وحبتة أمه، وهو سعد بن بجير بن معاوية بن قحافة بن بليل بن سدوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن شحمة بن سعد بن عبد بن قدار بن معاوية ابن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن العوذ بن بجيلة. وأم سعد حبتة بنت مالك من بني عمرو بن عوف.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، حدثنا أحمد بن كامل، حدثنا أحمد بن القاسم البرتي، حدثنا بشر بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف يعقوب ابن إبراهيم بن سعد بن حبتة القاضي. قال ابن كامل: هو قاضي موسى الهادي
وهارون الرشيد ببغداد. وقال: ولم يختلف يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل،
246

وعلي ابن المديني في ثقته في النقل. قال: وهو أول من خوطب بقاضي القضاة، وكان
استخلف ابنه يوسف على الجانب الغربي، فأقره الرشيد على عمله، وولي قضاء
القضاة بعد موت أبي يوسف أبا البختري وهب بن وهب القرشي.
أخبرنا الحسين بن علي بن محمد المعدل، أخبرنا عبد الله بن محمد الأسدي،
أخبرنا أبو بكر الدامغاني الفقيه قال: سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول: مولد أبي
يوسف سنة ثلاث عشر ومائة.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم، حدثنا مكرم بن أحمد، حدثنا عبد
الصمد بن عبيد الله عن علي بن حرملة التيمي عن أبي يوسف قال: كنت أطلب
الحديث والفقه وأنا مقل رث الحال، فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة فانصرفت
معه. فقال: يا بني لا تمدن رجلك مع أبي حنيفة، فإن أبا حنيفة خبزه مشوي، وأنت
تحتاج إلى المعاش، فقصرت عن كثير من الطلب، آثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو
حنيفة وسأل عني، فجعلت أتعاهد مجلسه. فلما كان أول يوم أتيته بعد تأخري عنه
قال لي: ما شغلك عنا؟ قلت: الشغل بالمعاش وطاعة والدي، جلست فلما انصرف
الناس دفع إلي صرة، وقال: استمتع بهذه، فنظرت فإذا فيها مائة درهم. فقال لي: الزم الحلقة وإذا نفذت هذه فأعلمني، فلزمت الحلقة فلما مضت مدة يسيرة دفع إلي مائة أخرى، ثم كان يتعاهدني وما أعلمته نحلة قط ولا أخبرته بنفاذ شئ، وكان كأنه
يخبر بنفاذها حتى استغنيت وتمولت. وحكى أن والد أبي يوسف مات وخلف أبا
يوسف طفلا صغيرا، وأن أمه هي التي أنكرت عليه حضوره حلقة أبي حنيفة.
كذلك أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: ذكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش أن
محمد بن عبد الرحمن السامي أخبرهم بهراة قال: أخبرنا علي بن الجعد، أخبرني
يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي قال: توفي أبي إبراهيم بن حبيب وخلفني
صغيرا في حجر أمي، فأسلمتني إلى قصار أخدمه، فكنت أدع القصار وأمر إلى حلقة
أبي حنيفة فاجلس استمع، فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة، فتأخذ بيدي وتذهب
بي إلى القصار، وكان أبو حنيفة يعني بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم،
فلما كثر ذلك على أمي وطال عليها هربي، قالت لأبي حنيفة: ما لهذا الصبي فساد
غيرك، هذا صبي يتيم لا شئ له، وإنما أطعمه من مغزلي وآمل أن يكسب دانقا يعود
به على نفسه. فقال لها أبو حنيفة: مري يا رعناء هذا هو ذا يتعلم أكل الفالوذج
247

بدهن الفستق، فانصرفت عنه وقالت له: أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك، ثم
لزمته فنفعني الله بالعلم ورفعني حتى تقلدت القضاء، وكنت أجالس الرشيد وآكل
معه على مائدته، فلما كان في بعض الأيام قدم إلي هارون فالوذجة فقال لي هارون يا يعقوب كل منه فليس كل يوم يعمل لنا مثله. فقلت: وما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذه فالوذجة بدهن الفستق، فضحكت. فقال لي: مم ضحكت؟ فقلت: خيرا، أبقى
الله أمير المؤمنين، قال: لتخبرني - وألح علي - فخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها فعجب من ذلك. وقال: لعمري إن العلم ليرفع وينفع دينا ودنيا، وترحم على أبي حنيفة، وقال: كان ينظر بعين عقله مالا يراه بعين رأسه.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي
ابن محمد بن كأس النخعي أخبرهم قال: حدثنا جعفر بن محمد بن خازم، حدثنا
عبيد بن محمد قال: سمعت عمر بن حماد يقول: سمعت أبا يوسف يقول: ما كان
في الدنيا أحب إلي من مجلس أجلسه مع أبي حنيفة وابن أبي ليلى، فإني ما رأيت
فقيها أفقه من أبي حنيفة، ولا قاضيا خيرا من ابن أبي ليلى. وقال النخعي: سمعت
محمد بن إسحاق البكائي يقول: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول:
كان أصحاب أبي حنيفة عشرة: أبو يوسف، وزفر، وأسد بن عمرو البجلي وعافية
الأودي، وداود الطائي، والقاسم بن معن المسعودي، وعلي بن مسهر، ويحيى بن
زكريا بن أبي زائدة، وحبان، ومندل ابنا علي العنزي. ولم يكن فيهم مثل أبي
يوسف وزفر.
وقال النخعي: حدثنا أحمد بن عمار بن أبي مالك. قال: سمعت عمار بن أبي
مالك يقول: ما كان فيهم مثل أبي يوسف لولا أبو يوسف ما ذكر أبو حنيفة ولا ابن
أبي ليلى، ولكنه هو نشر قولهما وبث علمهما.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: وأبو يوسف مشهور الأمر
ظاهر الفصل وهو صاحب أبي حنيفة وأفقه أهل عصره، ولم يتقدمه أحد في زمانه،
وكان النهاية في العلم والحكم، والرياسة والقدر، وأول من وضع الكتب في أصول
الفقه على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها وبث علم أبي حنيفة في أقطار
الأرض.
248

أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا أبو ذر أحمد بن علي بن محمد
الأسترآباذي، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن منصور الدامغاني الفقيه، حدثنا أبو
جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي
ثور الرعيني - المعروف بابن عبدون قاضي إفريقية - قال: حدثني سليمان بن عمران
قال: حدثني أسد بن فرات قال: سمعت محمد بن الحسن يقول: مرض أبو يوسف
في زمن أبي حنيفة مرضا خيف عليه منه، قال: فعاده أبو حنيفة ونحن معه، فلما خرج
من عنده وضع يديه على عتبة بابه. وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها.
وأومأ إلى الأرض.
أخبرنا الحسين بن علي المعدل، أخبرنا القاضي عبد الله بن محمد الأسدي، حدثنا
أبو بكر الدامغاني الفقيه، حدثنا أبو جعفر الطحاوي، حدثنا ابن أبي عمران، حدثنا
بشر بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف يقول - سألني الأعمش عن مسألة فأجبته فيها، فقال لي: من أين قلت هذا؟ فقلت: لحديثك الذي حدثتناه أنت، ثم ذكرت له
الحديث. فقال لي: يا يعقوب إني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك فما
عرفت تأويله حتى الآن.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا محمد بن إبراهيم
ابن حبيش البغوي الشاهد قال: حدثني جعفر بن يس قال: كنت عند المزني، فوقف
عليه رجل فسأله عن أهل العراق فقال له: ما تقول في أبي حنيفة؟ فقال: سيدهم.
قال: فأبو يوسف؟ قال: أتبعهم للحديث، قال: فمحمد بن الحسن قال: أكثرهم
تفريعا قال فزفر؟ قال: أحدثهم قياسا.
أخبرني الخلال، أخبرنا علي بن عمر الحريري أن علي بن محمد النخعي حدثهم
قال: حدثنا أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز عن بكر العمى (2) عن هلال بن
يحيى قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب وكان أقل علومه
الفقه.
وقال النخعي: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي عن أبيه عن عمر بن حماد بن
أبي حنيفة عن أبيه قال: رأيت أبا حنيفة يوما وعن يمينه أبو يوسف، وعن يساره زفر، وهما يتجادلان في مسألة، فلا يقول أبو يوسف قولا إلا أفسده زفر، ولا يقول
249

زفر قولا إلا أفسده أبو يوسف إلى وقت الظهر، فلما أذن المؤذن رفع أبو حنيفة يده
فضرب بها على فخذ زفر وقال: لا يطمع في رياسة ببلدة فيها أبو يوسف. قال:
وقضى لأبي يوسف على زفر.
حدثنا أحمد بن علي البادا، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا محمد بن
الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا سليمان بن الربيع قال: سمعت الفضل بن مقاتل
الخراساني ذكر عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال: سمعت محمد بن عمارة
يقول: رأيت أبا يوسف وزفر يوما افتتحا مسألة عند أبي حنيفة من حين طلعت
الشمس إلى أن نودي بالظهر، فإذا قضى لأحدهما على الآخر قال له الآخر أخطأت
ما حجتك؟ فيخبره حتى كان آخر ذلك أن قضى لأبي يوسف على زفر حين نودي
بالظهر. فقام أبو يوسف، قال: فضرب أبو حنيفة على فخذ زفر وقال: لا تطعمن في
الرياسة بأرض يكون هذا بها.
أخبرني الخلال، أخبرنا الحريري علي بن عمرو أن علي بن محمد النخعي حدثهم
قال: حدثنا نجيح - يعني ابن إبراهيم - حدثنا ابن كرامة قال: كنا عند وكيع يوما فقال رجل: أخطأ أبو حنيفة، فقال وكيع: كيف يقدر أبو حنيفة يخطئ ومعه مثل أبي
يوسف وزفر في قياسهما، ومثل يحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، وحبان،
ومندل في حفظهم الحديث، والقاسم بن معن في معرفته باللغة والعربية، وداود الطائي، وفضيل بن عياض في زهدهما وورعهما؟ من كان هؤلاء جلساؤه لم يكد يخطئ لأنه
إن أخطأ ردوه.
وقال النخعي: حدثنا عبد الله بن محمد بن بهلول، حدثنا القاسم بن محمد
البجلي قال: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول: قال أبو حنيفة يوما:
أصحابنا هؤلاء ستة وثلاثون رجلا، منهم ثمانية وعشرون يصلحون للقضاء، ومنهم
ستة يصلحون للفتوى، ومنهم اثنان يصلحان يؤدبان القضاة وأصحاب الفتوى، وأشار
إلى أبي يوسف وزفر.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن الجهم قال: قال إبراهيم بن عمر بن حماد بن أبي
حنيفة: كان أبو حنيفة حسن الفراسة، فقال لداود الطائي: أنت رجل تتخلى للعبادة.
وقال لأبي يوسف تميل إلى الدنيا. وقال لزفر وغيره كلاما فكان كما قال. وقال ابن
250

السماك في كلامه: لا أقول إن أبا يوسف مجنون ولو قلت ذاك لم يقبل مني، ولكنه
رجل صارع الدنيا فصرعته.
أخبرني محمد بن علي بن مخلد الوراق، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران
بن موسى بن عروة، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا عون بن محمد، حدثنا طاهر
ابن أبي أحمد الزبيري قال: كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصمت. فقال له
أبو يوسف: ألا تتكلم؟ فقال: بلى متى يفطر الصائم. قال: إذا غابت الشمس، قال:
فإن لم تغب إلى نصف الليل؟ قال: فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك،
وأخطأت أنا في استدعاء نطقك، ثم تمثل:
عجبت لإزراء العيي بنفسه * وصمت الذي قد كان للقول أعلما
وفي الصمت ستر للعيي، وإنما * صحيفة لب المرء أن يتكلما
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد
النقاش أن عبد الله بن أحمد بن حنبل أخبرهم قال: أخبرنا أبي قال: سمعت أبا
يوسف القاضي يقول: صحبة من لا يخشى العار عار يوم القيامة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أبو بكر النقاش أن عبد الله بن أحمد أخبره عن أبيه
قال: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: رؤوس النعم ثلاثة، فأولها نعمة الإسلام التي
لا تتم نعمة إلا بها، والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها، فأعجبني ذلك.
أخبرنا محمد بن القاسم الأزرق، أخبرنا محمد بن الحسن المقرئ أن محمد بن
عبد الرحمن السامي أخبرهم - بهراة - قال: حدثنا علي بن الجعد قال: سمعت قاضي
القضاة - يعني - أبا يوسف - يقول: العلم شئ لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك،
وأنت إذا أعطيته كلك من إعطائه البعض على غرر.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن
إبراهيم بن الخليل الجلاب قال: قال لي إبراهيم الحربي: قال أبو يوسف: من أراد أن يتعلم الرأي فليأكل خبزا دبنا (3) حتى يحرق كبده، ولا يأكل التين والعنب قال
إبراهيم: وقال من نظر في الرأي ولم يل القضاء فقد خسر الدنيا والآخرة (ذلك هو
الخسران المبين) (الحج 11، والزمر 15).
251

أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال:
حدثني محمد بن المزربان، حدثنا العلاء بن مسعود، حدثني أبي قال: كان أبو
يوسف راكبا وغلامه يعدو وراءه فقال له رجل: أتستحل أن يعدو غلامك لم لا
تركبه؟ فقال له: أيجوز عندك أن أسلم غلامي مكاريا؟ قال: نعم! قال: فيعدو معي
كما يعدو لو كان مكاريا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة،
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد، أخبرنا وكيع، أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن
يحيى بن عبد الصمد قال: خوصم موسى - أمير المؤمنين - إلى أبي يوسف في بستانه
فكان الحكم في الظاهر لأمير المؤمنين وكان الأمر على خلاف ذلك. فقال أمير
المؤمنين لأبي يوسف: ما صنعت في الأمر الذي يتنازع إليك فيه؟ قال: خصم أمير
المؤمنين يسألني أن أحلف أمير المؤمنين أن شهوده شهدوا على حق. فقال له موسى:
وترى ذلك؟ قال: قد كان ابن أبي ليلى يراه. قال: فاردد البستان عليه، وإنما احتال عليه أبو يوسف.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ومحمد بن الحسين بن محمد الجازري -
قال أحمد أخبرنا وقال محمد حدثنا - المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن
أبي الأزهر، حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي، حدثني أبي قال: حدثني بشر بن
الوليد وسألته من أين جاء؟ قال: كنت عند أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي
وكنا في حديث ظريف، قال: فقلت له: حدثني به. فقال: قال لي يعقوب: بينا أنا
البارحة قد أويت إلى فراشي، وإذا داق يدق الباب دقا شديدا، فأخذت علي إزاري
وخرجت فإذا هو هرثمة بن أعين، فسلمت عليه فقال: أجب أمير المؤمنين، فقلت: يا أبا حاتم لي بك حرمة، وهذا وقت كما ترى ولست آمن أن يكون أمير المؤمنين
دعاني لأمر من الأمور، فإن أمكنك أن تدفع بذلك إلى غد؟ فلعله أن يحدث له رأي
فقال: ما إلى ذلك سبيل. قلت: كيف كان السبب؟ قال: خرج إلي مسرور الخادم
فأمرني أن آتي بك أمير المؤمنين، فقلت: تأذن لي أصب على ماء وأتحنط فإن كان
أمر من الأمور كنت قد أحكمت شأني، وإن رزق الله العافية فلن يضر فأذن لي،
فدخلت فلبست ثيابا جددا، وتطيبت بما أمكن من الطيب، ثم خرجنا، فمضينا حتى
أتينا دار أمير المؤمنين الرشيد، فإذا مسرور واقف فقال له هرثمة: قد جئت به؟ فقلت
252

لمسرور: يا أبا هاشم خدمتي وحرمتي وميلي، وهذا وقت ضيق فتدري لم طلبني أمير
المؤمنين؟ قال: لا. قلت: فمن عنده؟ قال: عيسى بن جعفر. قلت: ومن؟ قال: ما
عنده ثالث. قال: مر وإذا صرت إلى الصحن فإنه في الرواق وهو ذاك جالس، فحرك
رجلك بالأرض، فإنه سيسألك، فقل أنا فجئت ففعلت فقال: من هذا؟ قلت:
يعقوب، قال: ادخل، فدخلت فإذا هو جالس وعن يمينه عيسى بن جعفر، فسلمت
فرد علي السلام وقال: أظننا روعناك قلت: إي والله وكذلك من خلفي. قال:
اجلس، فجلست حتى سكن روعي، ثم التفت إلي فقال: يا يعقوب تدري لم
دعوتك؟ قلت: لا. قال: دعوتك لأشهدك على هذا أن عنده جارية سألته أن يهبها
لي فامتنع، وسألته أن يبيعها فأبى. والله لئن لم يفعل لأقتلنه. قال: فالتفت إلى عيسى، وقلت: وما بلغ الله بجارية تمنعها أمير المؤمنين وتنزل نفسك هذه المنزلة؟ قال: فقال لي:
عجلت علي في القول قبل أن تعرف ما عندي؟ قلت: وما في هذا من الجواب؟ قال:
إن علي يمينا بالطلاق والعتاق وصدقة ما أملك أن لا أبيع هذه الجارية ولا أهبها.
فالتفت إلي الرشيد فقال: هل له في ذلك من مخرج؟ قلت: نعم! قال: وما هو؟ قلت: يهب لك نصفها ويبيعك نصفها. فتكون لم تبع ولم تهب، قال عيسى: ويجوز ذلك؟
قلت: نعم! قال: فأشهد أني قد وهبت له نصفها وبعته النصف الباقي بمائة ألف دينار، فقال: الجارية، فأتى بالجارية وبالمال، فقال: خذها يا أمير المؤمنين بارك الله لك فيها.
قال: يا يعقوب بقيت واحدة، قلت: وما هي؟ قال: هي مملوكة ولا بد أن تستبرأ ووالله إن لم أبت معها ليلتي إني أظن أن نفسي ستخرج، قلت: يا أمير المؤمنين تعتقها وتتزوجها فإن الحرة لا تستبرأ. قال: فإني قد أعتقتها فمن يزوجنيها؟ قلت: أنا، فدعا بمسرور وحسين، فخطبت وحمدت الله ثم زوجته على عشرين ألف دينار، ودعا
بالمال فدفعه إليها، ثم قال لي: يا يعقوب انصرف، ورفع رأسه إلى مسرور فقال يا
مسرور قال: لبيك أمير المؤمنين، قال: احمل إلى يعقوب مائتي ألف درهم وعشرين
تختا ثيابا، فحمل ذلك معي. قال: فقال بشر بن الوليد: فالتفت إلى يعقوب فقال: هل رأيت بأسا فيما فعلت؟ قلت: لا قال: فخذ منها حقك قلت: وما حقي؟ قال: العشر
قال: فشكرته ودعوت له وذهبت لأقوم وإذا بعجوز قد دخلت فقالت: يا أبا يوسف
بنتك تقرئك السلام وتقول لك: والله ما وصل إلي في ليلتي هذه من أمير المؤمنين إلا المهر الذي قد عرفته، وقد حملت إليك النصف منه وخلفت الباقي لما أحتاج إليه.
253

فقال: رديه، فوالله لا قبلتها، أخرجتها من الرق، وزوجتها أمير المؤمنين وترضى لي
بهذا. فلم نزل نطلب إليه أنا وعمومتي حتى قبلها، وأمر لي منها بألف دينار.
وأخبرنا أحمد بن عمر بن روح ومحمد بن الحسين الجازري - قال أحمد أخبرنا
وقال محمد حدثنا - المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني
أبو الحسن الديباجي، حدثني أبو عبد الله اليوسفي: أن أم جعفر كتبت إلى أبي
يوسف: ما ترى في كذا وأحب الأشياء إلي أن يكون الحق فيه كذا. فأفتاها بما
أحبت، فبعثت إليه بحق فضة فيه حقاق فضة مطبقات في كل واحدة لون من الطيب،
وفي جام دراهم وسطها جام فيه دنانير، فقال له جليس له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أهديت له هدية فجلساؤه شركاؤه فيها)) (4) فقال أبو يوسف: ذاك حين كانت هدايا الناس التمر واللبن.
وأخبرني محمد بن الحسن القطان، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش أن
محمد بن علي الصائغ أخبرهم - بمكة - قال: أخبرني يحيى بن معين قال: كنت عند
أبي يوسف القاضي وعنده جماعة من أصحاب الحديث وغيرهم، فوافقه هدية من أم
جعفر احتوت على تخوت ديبقي، ومصمت، وشرب، وطيب، وتماثيل ند، وغير
ذلك، فذاكرني رجل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها)) فسمعه أبو يوسف فقال: أبي تعرض؟ ذاك إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم والهدايا يومئذ الأقط والتمر والزبيب، ولم تكن الهدايا ما تر ون يا غلام: شل إلى الخزائن.
أخبرني الخلال، أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمد النخعي حدثهم
قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن بشر بن غياث قال: سمعت أبا يوسف يقول:
صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة ثم قد انصبت على الدنيا سبع عشرة سنة، فما أظن
أجلي إلا وقد قرب، فما كان إلا شهور حتى مات.
وقال النخعي: حدثنا أبو عمرو القزويني، حدثنا القاسم بن الحكم العرني قال:
سمعت أبا يوسف عند موته يقول: يا ليتني مت على ما كنت عليه من الفقر، وأني
لم أدخل في القضاء على أني ما تعمدت بحمد الله ونعمته جورا، ولا حابيت خصما
على خصم من سلطان ولا سوقة.
254

أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا محمد بن بكران الرازي، حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: سمعت عثمان بن
حكيم يقول: إني لأرجو لأبي يوسف في هذه المسألة، رفع إلى هارون زنديق، فدعا
أبو يوسف يكلمه، فقال له هارون: كلمه وناظره، فقال له: يا أمير المؤمنين، ادع
بالسيف والنطع، وأعرض عليه الإسلام فإن أسلم وإلا فاضرب عنقه، هذا لا يناظر،
وقد ألحد في الإسلام.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال: قال لي إبراهيم الحربي: تدري إيش قال أبو يوسف - وكان من عقلاء
الناس -؟ قال: لا تطلب الحديث بكثرة الرواية فترمى بالكذب، ولا تطلب الدنيا
بالكيميا فتفلس، ولا تحصل بيدك شئ، ولا تطلب العلم بالكلام فإنك تحتاج تعتذر
كل ساعة إلى واحد.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن
الليث الجوهري قال: حدثني أبو سليمان بن أبي رجاء قال: سمعت أبا يوسف يقول:
العلم بالكلام جهل.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا علي بن عمر بن محمد التمار، حدثنا مكرم
ابن أحمد القاضي، حدثنا أحمد بن عطية قال: سمعت بشار الخفاف قال: سمعت
أبا يوسف يقول: من قال القرآن مخلوق فحرام كلامه، وفرض مباينته.
أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر بن
النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة - وهو الرازي -
يقول: كان أبو حنيفة جهميا، وكان محمد بن الحسن جهميا، وكان أبو يوسف
سليما من التجهم.
أخبرنا أبو مسلم جعفر بن بأي الجيلي، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان -
حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: سمعت عمر الناقد يقول: ما أحب أن أروي عن أحد
من أصحاب الرأي إلا عن أبي يوسف فإنه كان صاحب سنة.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق
ابن دارا القاضي - بالأهواز - قال: حدثنا موسى بن إسحاق، حدثنا علي بن عمروس
القرظي - من ولد قرظة بن كعب - قال: قدم إلى أبي يوسف مسلم قتل ذميا، فأمر أن
255

يقاد به ووعدهم ليوم، وأمر بالقاتل فحبس، فلما كان في اليوم الذي وعدهم حضر
أولياء الذمي وجئ بالمسلم القاتل، فلما هم أبو يوسف أن يقول أقيدوه، رأى رقعة
قد سقطت، فتناولها صاحب الرقاع وخنسها، فقال له أبو يوسف ما هذه
التي خنستها؟ فدفعها إليه فإذا فيها أبيات شعر، قالها أبو المضرجي شاعر
ببغداد:
يا قاتل المسلم بالكافر * جرت وما العادل كالجائر؟
يا من ببغداد وأطرافها * من فقهاء الناس أو شاعر
جار على الدين أبو يوسف * إذ يقتل المسلم بالكافر
فاسترجعوا وابكوا على دينكم * واصطبروا فالأجر للصابر
قال: فأمر بالقمطر فشد وركب إلى الرشيد فحدثه بالقصة وأقرأه الرقعة. فقال له
الرشيد: اذهب فاحتل، فلما عاد أبو يوسف إلى داره وجاءه أولياء الذمي يطالبونه
بالقود. قال لهم: ائتوني بشاهدين عدلين أن صاحبكم كان يؤدي الجزية.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثنا أبو
منصور محمد بن القاسم العتكي، حدثنا أحمد بن حفص بن عمر الفقيه - بجرجان -
حدثنا علي بن سلمة اللبقي، حدثنا يحيى بن يحيى قال: سمعت أبا يوسف القاضي
عند وفاته يقول: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق كتاب الله وسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني مكرم بن أحمد،
حدثنا أحمد بن عطية قال: سمعت محمد بن سماعة يقول: سمعت أبا يوسف في
اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت به بين
عبادك متعمدا. ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك، وكل ما أشكل
على جعلت أبا حنيفة بيني وبينك، وكان عندي والله ممن يعرف أمرك ولا يخرج عن
الحق وهو يعلمه.
أخبرني الخلال، أخبرنا علي بن عمرو أن علي بن محمد النخعي حدثهم قال:
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، حدثنا بشر بن الوليد الكندي قال: سمعت أبا
يوسف يقول في مرضه الذي مات فيه: ((اللهم انك تعلم أني لم أطا فرجا حراما قط
وأنا أعلم، اللهم انك تعلم أني لم آكل درهما حراما قط وأنا أعلم.
256

أخبرنا التنوخي، حدثنا طلحة بن محمد، حدثني مكرم بن أحمد، حدثنا أحمد بن
عطية قال: سمعت محمد بن سماعه يقول: كان أبو يوسف يصلي بعد ما ولى
القضاء في كل يوم مائتي ركعة.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادراني قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان
أبو يوسف القاضي يحب أصحاب الحديث ويميل إليهم. قال يحيى: وقد كتبنا عنه
أحاديث.
قال أبو الفضل - يعني العباس - وسمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما طلبت
الحديث ذهبت إلى أبي يوسف القاضي، ثم طلبنا بعد فكتبنا عن الناس.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن المالكي. قالا: أخبرنا عبد الله بن
عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي
ابن عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول: قدم أبو يوسف - يعني القاضي - البصرة مرتين، أولا سنة ست وسبعين فلم آته، والثانية سنة ثمانين فكنا نأتيه فكان يحدث بعشرة أحاديث وعشرة رأي. وأراه قال: ما أجد على أبي يوسف شئ إلا حديث
هشام في الحجر، وكان صدوقا ولم يرو عن هشام غيره - يعني هذا الحديث -.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو بكر بن الأنباري، حدثني
محمد بن المرزبان قال: حدثنا المغيرة المهلبي، حدثنا هارون بن موسى الفروي،
حدثني أخي عمران بن موسى قال: حدثني عمي سليمان بن فليح قال: حضرت
مجلس هارون الرشيد ومعه أبو يوسف فذكر سباق الخيل فقال أبو يوسف: سابق
رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الغاية إلى بنية الوداع. فقلت: يا أمير المؤمنين صحف، إنما هو من الغابة إلى ثنية الوداع، وهو في غير هذا أشد تصحيفا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت سعيد بن منصور يقول: قال رجل لأبي يوسف: رجل صلى مع الإمام في
مسجد عرفة، ثم وقف حتى دفع بدفع الإمام قال: ماله؟ قال: لا بأس به قال: فقال
سبحان الله، قد قال ابن عباس: من أفاض من عرنة فلا حج له، مسجد عرفة في بطن
عرنة. فقال: أنتم أعلم بالأحكام ونحن أعلم بالفقه. قال: إذا لم تعرف الأصل فكيف تكون فقيها؟
257

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن
علي قال: سمعت يحيى - يعني القطان - وقال له جار له: حدثنا أبو يوسف عن أبي
حنيفة عن جواب التيمي. فقال: مرجئ عن مرجئ عن مرجئ.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق،
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا نعيم بن حماد قال:
سمعت ابن المبارك - وذكروا عنده أبا يوسف - فقال: لا تفسدوا مجلسنا بذكر أبي
يوسف.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي، حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا حبان بن موسى قال: سمعت ابن
المبارك يقول: إني لأستثقل مجلسا فيه ذكر أبي يوسف.
أخبرني محمد بن أحمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا جعفر
محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن مهران يقول:
سمعت المسيب بن واضح يقول: ما سمعت ابن المبارك ذكر أحدا بسوء قط إلا أن
رجلا قال له: مات أبو يوسف قال: مسكين يعقوب، ما أغنى عنه ما كان فيه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني
أحمد - يعني ابن يحيى بن عثمان - قال: سمعت عبد الرزاق بن عمر البزيعي.
وحدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري - واللفظ له - أخبرنا الخصيب بن
عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي،
أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: سمعت عبد الرزاق بن عمر يقول: كنت عند
عبد الله بن المبارك فجاءه رجل فسأله عن مسأله فأفتاه فيها. فقال له: قد سألت أبا يوسف فخالفك، فقال له: إن كنت صليت خلف أبي يوسف صلوات تحفظها
فأعدها.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدينوري، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - حدثنا خلف بن محمد، حدثنا سهل بن شاذويه، حدثنا مسلم بن
سالم الباهلي، حدثنا علي بن مهران الرازي، حدثنا ابن المبارك - بالري - قال: فيما حدثنا يعقوب قال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف؟ فقال
258

ابن المبارك: لأن أخر من السماء إلى الأرض فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في
مكان سحيق أحب إلي من أن أروي عن ذلك (5).
حدثنا يعقوب القمي. أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد
الأدمي، حدثنا محمد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا الساجي قال: يعقوب بن
إبراهيم أبو يوسف صاحب أبي حنيفة مذموم مرجئ.
حدثني أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا عبدة بن عبد الله الخراساني قال: قال
رجل لابن المبارك: أيما أصدق أبو يوسف أو محمد؟ قال: لا تقل أيهما أصدق، قل
أيهما أكذب. قيل لعبد الله بن المبارك: أيما (6) قال أبو يوسف: قال: ما ترضى أن تسميه حتى تكنيه؟ قل قال يعقوب.
قال أبو داود: وسمعت المسيب بن واضح قال: قيل لابن المبارك مات أبو يوسف.
فقال: الشقي يعقوب.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا رجاء بن السندي قال: سمعت عبد الله بن
إدريس يقول: كان أبو حنيفة ضالا مضلا، وأبو يوسف فاسق من الفاسقين.
أخبرنا البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف، حدثنا عمر بن محمد
الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا يحيى بن محمد بن ثابت قال: سمعت ابن
إدريس يقول: رأيت أبا يوسف - والذي ذهب بنفسه - بعد موته في المنام يصلي إلى غير القبلة، قال: وكان
جاره. قال: وسمعت وكيعا - وسأله رجل عن مسألة - فقال
الرجل: إن أبا يوسف يقول كذا وكذا، فحول رأيه وقال: أما تتقي الله! بأبي يوسف
تحتج عند الله عز وجل؟.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا محمود بن غيلان. قال: قلت ليزيد بن هارون: ما تقول في أبي
يوسف؟ قال: لا تحل الرواية عنه، إنه كان يعطي أموال اليتامى مضاربة، ويجعل الريح لنفسه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إبراهيم بن
259

شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول حكى لي لنا عن النعمان
أنه قال: ألا تعجبون من يعقوب؟ يقول علي ما لم أقل.
أخبرنا محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي،
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: سمعت يوسف بن موسى القطان - في سنة خمس وعشرين ومائتين في دار القطن - يقول: سمعت أبا نعيم الفضل بن
دكين يقول: سمعت أبا حنيفة يقول لأبي يوسف: ويحكم، كم تكذبون علي في هذه
الكتب ما لم أقل (7).
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا علي
ابن أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن أبي يوسف. فقال: لا يكتب حديثه.
قلت: قد روى غير ابن أبي مريم عن يحيى أنه وثقه.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: حدثني أحمد بن داود الحداني قال: سمعت عيسى بن
يونس - وسئل عن أبي يوسف - فقال: يعقوب؟ كان يحفظ الحديث عند الأعمش.
قال جدي وذكره يحيى بن معين يوما فقال كلاما نسبه فيه إلى الصدق لا أقدم
عليه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: وسمعته - يعني يحيى بن معين - وذكر
له أبو يوسف القاضي فقال: لم يكن يعرف بالحديث.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: أبو يوسف
القاضي لم يكن يعرف بالحديث وهو ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا أبو عبد الله بن مهران
المستملي، حدثنا حسين بن فهم قال: سمعت أبي يسأل يحيى بن معين عن أبي
يوسف فقال: ثقة إذا حدث عن الثقات.
260

أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
قال: سمعت عباسا - يعني الدوري - يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو
يوسف أنبل من أن يكذب.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، حدثني مكرم بن أحمد،
حدثني أحمد بن عطية قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس أحد من أصحاب
الرأي أثبت عندي من أبي يوسف، ولا في أصحاب أبي حنيفة أحفظ للفقه عندي
منه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي
قال: سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول: سمعت محمد بن سعيد
العوفي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو يوسف ثقة، إلا أنه كان ربما
غلط.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب،
حدثنا جدي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كتبت عن أبي يوسف وأنا أحدث
عنه. وقال جدي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول من كتبت عنه الحديث أبو
يوسف وأنا لا أحدث عنه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت عبد الله بن حنبل يقول: قال أبي: أبو يوسف صدوق،
ولكن أصحاب أبي حنيفة لا ينبغي أن يروي عنهم شئ.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبد الواحد بن علي الفامي، حدثنا عبد الله
ابن سليمان بن عيسى الفامي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال: سمعت أبا
عبد الله أحمد بن حنبل وسئل عن أبي حنيفة يروي عنه؟ قال: لا. قيل له فأبو
يوسف؟ قال: كأنه أمثلهم. ثم قال: كل من وضع الكتب من كلامه فلا يعجبني أو
يجرد الحديث.
أخبرنا البرقاني، قال: قرئ على إسحاق النعالي - وأنا أسمع - حدثكم عبد الله بن
إسحاق المدائني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت عمي - يعني أحمد بن حنبل -
يقول: كان يعقوب أبو يوسف يروي عن حنظلة وعن المكيين، وكان منصفا في
الحديث.
261

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن
أحمد الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أبو يوسف صدوق كثير
الغلط.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: يعقوب بن إبراهيم أبو
يوسف القاضي تركوه.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي يوسف صاحب أبي
حنيفة فقال: هو أقوى من محمد بن الحسن.
حدثنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: سمعت أبا الحسن
الدارقطني سئل عن أبي يوسف القاضي فقال: أعور بين عميان. وكان القاضي أبو
عبد الله الصيمري حاضرا فقام فانصرف ولم يعد إلى مجلس الدارقطني بعد ذلك.
أخبرنا ابن رزق، حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي، حدثنا علي بن
موسى بن داود القمي الفقيه قال: سمعت محمد بن شجاع يقول: حدثني عبد
الرحيم القواس، قال ابن شجاع وسمعت أصحاب معروف - يعني قال - قال معروف
وهو الكرخي بلغني أن أبا يوسف عليل ثقيل من علته. فأحب أن تأتي منزله، فإذا
مات أعلمتني، قال فجئته فحين صرت إلى باب دار الرقيق إذا جنازة أبي يوسف قد
أخرجت، فقلت لا أدرك أن آتي معروفا فأخبره. فصليت عليه مع الناس، ثم أتيت
معروفا فأخبرته، فاشتد ذاك عليه وجعل يسترجع. فقلت له: يا أبا محفوظ وما أسفك على ما فاتك من جنازته
؟ فقال: رأيت كأني دخلت الجنة فإذا قصر قد بنى، وتم
شرفه وجصص، وعلقت أبوابه وستوره، وثم أمره. فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لأبي
يوسف القاضي. فقلت لهم: وبم نال هذا؟ فقالوا بتعليمه الناس الخير وحرصه على
ذلك، وبأذى الناس له.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
أخبرنا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود السنجي قال: قال الهيثم بن عدي: وأبو يوسف يعقوب القاضي توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون
كذا قال وهو خطأ، والصواب ما:
262

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط. قال: وأبو يوسف القاضي يعقوب بن
إبراهيم. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سنة
اثنتين وثمانين ومائة فيها توفي أبو يوسف يعقوب القاضي.
وأخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثنا
أبو حسان الزيادي قال: سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات أبو يوسف يعقوب بن
إبراهيم القاضي وهو ابن تسع وستين. فمات في شهر ربيع الأول لخمس خلون منه،
وولى القضاء سنة ست وستين أيام خرج موسى بن المهدي إلى جرجان، فولى القضاء
إلى أن مات ست عشرة سنة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب،
حدثنا جدي قال: وتوفي أبو يوسف القاضي ببغداد لخمس ليال خلون من شهر ربيع
الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، أخبرنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة قال: سمعت أبي يقول: سمعت شجاع بن مخلد يقول: حضرنا
جنازة أبي يوسف القاضي ومعنا عباد بن العوام فسمعت عبادا يقول: ينبغي لأهل
الإسلام أن يعزي بعضهم بعضا بأبي يوسف.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرنا
محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا السكن بن سعيد عن أبيه عن هشام بن محمد
الكلبي قال: قال ابن أبي كثير، مولى بني الحارث بن كعب - من أهل البصرة - يرثي
أبا يوسف القاضي:
سقى جدنا به يعقوب أضحى * رهينا للبلى هزج ركام
تلطف بالقياس لنا فأضحت * حلالا بعد شيعتها المدام
فلولا أن قصدن له المنايا * وأعجله عن الفطر الحمام
لأعمل في القياس الرأي حتى * يعز على ذوي الريب الحرام
263

7559 - يعقوب بن داود بن عمر بن طهمان، أبو عبد الله مولى عبد الله بن
خازم السلمي:
استوزره أمير المؤمنين المهدي، وقرب من قلبه وغلب على أمره، ثم نكبه وأودعه
السجن، فلم يزل فيه محبوسا إلى أن ولى هارون الرشيد الخلافة فأطلق عنه. ويقال: إن يعقوب كان سمحا جوادا، كثير البر والصدقة واصطناع المعروف. وذكره دعبل بن
علي في شعراء أهل بغداد.
أخبرنا أبو القاسم سلامة بن الحسين المقرئ وأبو طالب عمر بن محمد بن عبيد
الله المؤدب قالا: أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ، حدثنا الحسن بن إسماعيل،
حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طهمان، حدثني أبي
قال: جاءت امرأة من اليمامة جعدية مملوكة لبني جعدة يقال لها وحشية، قد كاتبت
على ولدها وأخيها وأهل بيتها بألف دينار، فوقفت بين يدي يعقوب بن داود فقالت:
أما ومعلم التوراة موسى * ومرسى البيت في حرم الإلال
وباعث أحمدا فينا رسولا * فعلمنا الحرام من الحلال
لشهرا نحو يعقوب سرينا * فأداني له وقت الهلال
أغثني يا فداك أبي وأمي * وعمي لا أحاشيه وخالي
يبشرني بنجحي كل طير * جرت لي عن يميني أو شمالي
قال: فقال: صدقت طيرك فأعطاها ألف دينار، وقال: ارحلي فاشتري أهلك،
وولدك وأقدميهم، ففعلت، فما زالت في عيال يعقوب هي وأهلها أجمعون حتى ماتت. ولسلم الخاسر، وأبي الشيص، وأبي حنش، وغيرهم من الشعراء مدائح في
يعقوب، وأما بشار بن برد فكان يعقوب عنه منحرفا، فهجاه بشار وهجا المهدي
بسببه عند غلبة يعقوب عليه. فمما قال بشار في المهدي بسببه:
بني أمية هبوا، طال نومكم * إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا * خليفة الله بين الزق والعود
وقيل: إن يعقوب كان يعمل على لسان بشار الشعر في هجاء المهدي وينشده
المهدي على أنه لبشار، وما زال يسعى عليه عند المهدي حتى قتله.
264

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري،
حدثنا محمد بن أبي العوام، حدثني أبي، حدثني عبد الله بن محمد المؤدب، حدثني
عبد الله بن أيوب قال: رأيت يعقوب بن داود في الطواف. فقلت له: أحب أن تخبرني كيف كان سبب خروجك من المطبق والمهدي كان من أغلظ الناس عليك؟ فقال ل‍ ي إني كنت في المطبق - وقد خفت على بصري - فأتاني آت في منامي فقال لي: يا
يعقوب كيف ترى مكانك؟ قلت: وما سؤالك؟ أما ترى ما أنا فيه ليس يكفيك هذا؟ قال: فقم فأسبغ الوضوء فصل أربع ركعات وقل: يا محسن، يا مجمل، يا منعم، يا
مفضل، يا ذا النوافل والنعم، يا عظيم يا ذا العرش العظيم، اجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا. فانتبهت فقلت يا نفس هذا في النوم. فرجعت إلى نفسي وتحفظت الدعاء وقمت فتوضأت وصليت ودعوت به، فلما أسفر الصبح جاؤوا فأخرجوني. فقلت:
ما دعاني إلا ليقتلني، فلما رآني أومأ بيده، واذهبوا به إلى الحمام فنظفوه وائتوني به، فطابت نفسي فسجدت شكرا لله فأطلت السجود، فقالوا لي قم. فقال لهم المهدي دعوه ما كان ساجدا، ثم رفعت رأسي، فلما ردوني إليه خلع علي وضرب بيده
على ظهري وقال لي: يا يعقوب لا يمنن عليك أحد بمنة، فما زلت منذ الليلة قلقا
بأمرك.
كذا جاء في هذا الخبر أن المهدي أطلقه، وليس ذلك بصحيح، إنما الرشيد أطلقه
كما حكينا أولا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي الحسن بن صفوان
البرذعي.
وأخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد قالا:
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني خالد بن يزيد الأزدي:
حدثني عبد الله بن يعقوب بن داود قال: قال أبي: حبسني المهدي في بئر، وبنيت
على قبة، فمكثت فيها خمس عشرة حجة، حتى مضى صدر من خلافة الرشيد.
وكان يدلي إلى في كل يوم رغيف وكوز من ماء، وأوذن بأوقات الصلاة. فلما كان
في رأس ثلاث عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال:
حنا على يوسف رب فأخرجه * من قعر جب وبيت حوله غمم
265

قال: فحمدت الله وقلت أتى الفرج. قال: فمكثت حولا لا أرى شيئا، فلما كان
رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال لي:
عسى فرج يأتي به الله إنه * له كل يوم في خليقته أمر
قال: ثم أقمت حولا لا أرى شيئا، ثم أتاني ذلك الآتي بعد الحول فقال:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه * يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عان * ويأتي أهله النائي الغريب
قال: فلما أصبحت نوديت، فظننت أني أوذن بالصلاة، فدلي لي حبل أسود وقيل
لي: أشدد به وسطك، ففعلت فأخرجوني، فلما قابلت الضوء غشي بصري، فانطلقوا
بي فأدخلت على الرشيد فقيل: سلم على أمير المؤمنين، فقلت: السلام عليك أمير
المؤمنين ورحمة الله وبركاته المهدي، قال لست به. قلت السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي، قال: ولست به. قلت السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، قال الرشيد، فقلت الرشيد. فقال: يا يعقوب بن داود إنه والله ما شفع فيك إلي أحد، غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي فذكرت حملك إياي على عنقك، فرثيت لك من المحل الذي كنت به فأخرجتك. قال: فأكرمني وقرب مجلسي، قال: ثم إن يحيى بن خالد تنكر لي كأنه خاف أن أغلب على أمير المؤمنين دونه، فخفته فاستأذنت للحج فأذن لي، فلم يزل مقيما بمكة حتى مات بها.
قلت: وكان سبب غضب المهدي عليه أنه دفع إليه رجلا علويا وقال له: أحب أن
تكفيني مؤونته وتريحني منه، فأخذه يعقوب إليه وأطلقه، وانتهى الخبر إلى المهدي، فوضع الأرصاد على العلوي حتى ظفر به، ثم جعله في بيت وبعث إلى يعقوب فسأله
عن العلوي، فقال: يا أمير المؤمنين قد أراحك الله منه، قال: مات؟ قال: نعم! قال: والله؟ قال: والله! قال: فضع يدك على رأسي واحلف به ففعل، ففتح المهدي الباب على العلوي فبقي يعقوب متحيرا، فقال له المهدي: قد حل دمك ولو أردت لأرقته، ولكن احبسوه في المطبق، فأقام فيه حتى أخرجه الرشيد. وذكر سعيد بن مسلم
الباهلي أن يعقوب مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
7560 - يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزدي المديني:
وقيل: أبو هلال كناه كذلك محمد بن الصباح الجرجرائي. سكن بغداد وحدث
266

بها عن أبي حازم سلمة بن دينار وهشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وابن أبي
ذئب، ومالك بن أنس. روى عنه يحيى بن أيوب العابد، والصلت بن مسعود
الجحدري، ومحمد بن الصباح الجرجرائي وأحمد بن منيع البغوي، والحسن بن عرفة
العبدي.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني
يعقوب بن الوليد المديني عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان - مولى الزرقيين -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رقد المرء قبل أن يصلي العتمة وقف عليه ملكان يوقظانه يقولان الصلاة، ثم يوليان عنه ويقولان: رقد الخاسر وأبي)) (1).
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت
أبي يقول: يعقوب بن الوليد المديني أبو يوسف كتبت عنه، وخرقت حديثه منذ دهر
وكان من الكذابين، وكان يضع الحديث. وكان يكذب يحدث عن أبي حازم وهشام
ابن عروة، وابن أبي ذئب.
وسمعت أبي غير مرة يقول: كان كذابا يضع الحديث.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: أبو يوسف
يعقوب بن الوليد حدث عن جعفر بن محمد، كذاب رأيته ببغداد.
267

أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى. يقول: يعقوب بن الوليد كان
بحضرة الرصافة ولم يكن بشئ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، وحدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: يعقوب بن الوليد المديني ضعيف
الحديث جدا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حدثنا القاضي أبو خازم
عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار قالا: حدثنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: أبو يوسف يعقوب بن الوليد غير ثقة ولا مأمون
- زاد العصار - هو صاحب حديث سهل بن سعد في الرطب بالقثاء.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الرواية عنهم - فذكر جماعة، منهم يعقوب بن الوليد.
أخبرني محمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي -
بالأهواز - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن يعقوب بن الوليد المديني فقال: غير ثقة كان يكون ببغداد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: يعقوب بن الوليد ليس بشئ، متروك.
أخبرني أبو طالب عمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: يعقوب بن الوليد ضعيف.
7561 - يعقوب بن الربيع، حاجب أبي جعفر المنصور:
وهو أخو الفضل بن الربيع كان أحد الأدباء الشعراء، وكان ماجنا خليعا حسن
268

الافتنان في العلوم، وكان له جارية طلبها سبع سنين يبذل فيها ماله وجاهه حتى
ملكها، وأعطى بها مائة ألف دينار فلم يبعها، ولم تمكث عنده إلا ستة أشهر حتى
ماتت، فرثاها بمراث كثيرة، وإحسانه كله مجموع في مراثيها، وكان غير مقصر فيما
سوى ذلك.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال: أنشدنا علي بن سليمان
الأخفش ليعقوب بن الربيع:
أضحوا يصيدون الظباء وإنني * لأرى تصيدها علي حراما
أشبهن منك سوالفا ومدامعا * فأرى بذاك لها علي ذماما
أعزز علي بأن أروع شبهها * أو أن تذوق علي يدي حماما
أخبرنا الجوهري، أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى قال: أنشدنا
علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس أحمد بن يحيى ليعقوب بن الربيع في
جاريته:
لئن كان قربك لي نافعا * لبعدك أصبح لي أنفعا
لأني أمنت رزايا الدهو * ر - وإن جل خطب - بأن أجزعا
7562 - يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف،
أبو يوسف الزهري:
من أهل المدينة. وهو أخو سعد بن إبراهيم سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. وعن
محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري، وعن شعبة بن الحجاج. روى عنه ابن
أخيه عبيد الله بن سعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني،
269

وخلف بن سالم، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وعمرو الناقد، ومحمد بن منصور
الطوسي، وعباس الدوري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن شيبة،
وغيرهم.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا
أبي عن صالح بن كيسان قال: حدثني نافع أن عبد الله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع)) (1).
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال: ثقة. قلت: فأخوه؟ فقال: ثقة.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم
سمع المغازي من أبيه وعرضها؟ قال: أحسن حالاته أن يكون عرضها، لأن العرض
والسماع عندهم واحد.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
ثقة.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا
الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: يعقوب بن إبراهيم بن سعد يكنى أبا
يوسف، وكان ثقة مأمونا، يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث، ولم يزل
ببغداد، ثم خرج إلى الحسن بن سهل - وهو بفم الصلح - فلم يزل معه حتى توفي
هناك في شوال سنة ثمان ومائتين، وكان أصغر من أخيه سعد بأربع سنين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله الحضرمي قال: مات يعقوب بن إبراهيم بن سعد سنة ثمان ومائتين.
270

7563 - يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد
الرحمن بن عوف، أبو يوسف الزهري المديني:
قدم بغداد وحدث بها عن صالح بن قدامة، وسفيان بن حمزة، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وإبراهيم بن سعد ومحمد بن فليح، وحاتم ابن إسماعيل، وابن أبي فديك. روى عنه حاتم بن الليث الجوهري، وحجاج بن الشاعر، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن زياد السمسار،
وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبو العباس الكديمي،
وأبو العيناء محمد بن القاسم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد، حدثنا حاتم بن الليث، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن
محمد بن عمارة بن غزية عن حميد بن أبي الصعبة عن سعد بن عبادة: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمره أن يسقي الماء.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال: قرأنا على عبد الرحمن بن عمر
الخلال عن محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثني أبي قال: سمعت
يعقوب بن المعدل يقول: قال لي يعقوب بن محمد: مررت ببغداد يوما فعرض لي
رجلان قاما من مجلس، فأخذا بعنان دابتي، ثم قالا: اختلفنا في شئ فأردنا أن نعر ف فيه قول أهل بلدك، فقلت وما هو؟ فقال أحدهما: قلت القرآن مخلوق، وقال الآخر: قلت ليس بمخلوق؟ قال يعقوب: فقلت لهما قول أهل بلدي أنهم لو أخذوكما
لأوجعوكما ضربا.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
271

العقيلي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: يعقوب بن
محمد الزهري ليس بشئ.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن يعقوب بن محمد بن عيسى
الزهري فقال: سمعت الدقيقي يقول: سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن محمد
فقال: إذا حدث عن الثقات.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا علي
ابن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا: يعقوب
ابن محمد الزهري صدوق ولكن لا يبالي عمن حدث. حدث عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود)) (1).
هذا كذب وباطل لا يحدث بهذا أحد يعقل.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرني عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين -
وسئل عن يعقوب بن محمد - فقال: أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي محمد بن عمر
ابن واقد - يعني تركوا حديثه -.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
النضر محمد بن أحمد الفقيه (2) قال: سئل صالح بن محمد عن يعقوب بن محمد
الزهري فقال: حديثه يشبه حديث الواقدي، كأنه يضعفه.
وفيما ذكر لنا البرقاني أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال: حدثنا أحمد
ابن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة - هو
الرازي - يقول: ليس على يعقوب الزهري قياس، يعقوب الزهري، وابن زبالة،
والواقدي، وعمر بن أبي بكر المؤملي، يتقاربون في الضعف في الحديث.
أخبرنا الأزهري والجوهري قالا: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أبو أيوب
272

سليمان بن إسحاق الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال:
يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف يكنى
أبا يوسف، وكان أبوه محمد بن عيسى من سراة أهل المدينة وأهل المروءة منهم،
وكان يعقوب كثير العلم والسماع للحديث، ولم يجالس مالكا ولكنه قد لقى من
كان بعد مالك من فقهاء أهل المدينة ورجالهم (3) أهل العلم منهم، وكان حافظا
للحديث.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يعقوب بن محمد بن عيسى
الزهري مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
7564 - يعقوب بن عيسى بن ماهان، أبو يوسف المؤدب:
مروزي الأصل، حدث عن إبراهيم بن سعد الزهري. روى عنه أحمد بن حنبل،
وابنه عبد الله بن أحمد - وكان جاره - وأبو يعلى الموصلي.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو يوسف المؤدب يعقوب - جارنا -.
وأخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا
عبد الله بن أحمد، حدثنا يعقوب - أبو يوسف جارنا -.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
الحافظ.
وأخبرنا أبو الفرج الطناجيري وأبو محمد الجوهري قالا: أخبرنا محمد بن النضر
ابن محمد بن سعيد النخاس - قال عبد الله: حدثنا وقال محمد: أخبرنا - أبو يعلى
أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا يعقوب بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن سعد
عن عبد العزيز بن المطلب عن عبد الرحمن بن الحارث - زاد أبو يعلى بن عبد الله بن عياش ثم اتفقا - عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((من قتل دون ماله - وقال أبو يعلى دون حقه - فهو شهيد)) (1).
273

7565 - يعقوب بن القاسم بن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيد
الله، أبو يوسف القرشي ثم التيمي:
حدث عن عاصم بن سويد، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن المبارك،
والوليد بن مسلم، وخلف بن خليفة، والمطلب بن زياد، وسفيان بن عيينة، ومحمد
ابن فضيل بن غزوان، روى عنه محمد بن سعد العوفي، والحارث بن أبي أسامة،
و عبد الله بن أبي سعد الوراق. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم كتب أبي عنه ببغداد.
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن
خلاد، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا يعقوب بن القاسم أبو يوسف الطلحي،
حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي عن محمد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبة أنه قال لعثمان حين حصر: إنه قد نزل بك من الأمر ما ترى، فاختر بين ثلاث، إن شئت أن
نفتح لك بابا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فلن
يستحلوك بها، وإن شئت أن تلحق بالشام وفيها معاوية، وإن شئت خرجت بمن
معك فقاتلناهم، فإنا على الحق وهم على الباطل. قال: فقال عثمان: أما قولك تأتي مكة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة)) (1) فلن أكونه، وأما أن آتي الشام فلم أكن لأدع دار هجرتي ومجاورة نبي الله صلى الله عليه وسلم وآتي الشام، وأما قولك أن أخرج بمن معي فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بإراقة محجمة دم.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
أخبرنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح. قال أبو يوسف
الطلحي: قال يحيى بن معين: صدوق ثقة إذا حدث عن الثقات المعروفين.
7566 - يعقوب بن إسحاق بن السكيت، أبو يوسف النحوي اللغوي:
صاحب كتاب ((إصلاح المنطق))، كان من أهل الفضل والدين، موثوقا بروايته.
وكان يؤدب ولد جعفر المتوكل على الله. وروي عن أبي عمرو الشيباني. حدث عنه
274

أبو عكرمة الضبي، وأبو سعيد السكري، وميمون بن هارون الكاتب، وعبد الله بن
محمد بن رستم، وأحمد بن فرج المقرئ، وأبوه إسحاق - هو المعروف بالسكيت -
وحكي أن الفراء سأل السكيت عن نسبه؟ فقال: خوزي أصلحك الله من قرى دورق
من كور الأهواز.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو الحسين أحمد بن
جعفر المنادي، حدثني محمد بن فرج قال: كان يعقوب بن السكيت يؤدب مع أبيه -
بمدينة السلام في درب القنطرة - صبيان العامة، حتى احتاج إلى الكسب فجعل يتعلم
النحو، وحكي عن أبيه أنه حج فطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، وسال الله
أن يعلم ابنه النحو. قال: فتعلم النحو واللغة، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة، فاجروا له كل دفعه عشرة وأكثر، حتى اختلف إلى بشر وإبراهيم ابني هارون -
أخوين كانا يكتبان لمحمد بن عبد الله بن طاهر - فما زال يختلف إليهما وإلى
أولادهما دهرا، فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلم ولده، وجعل ولده في حجر إبراهيم،
ثم قطع ليعقوب رزقا خمسمائة درهم، ثم جعلها ألف درهم. وكان يعقوب قد خرج
قبل ذلك إلى سر من رأى، وذلك في أيام المتوكل، فصيره عبيد الله بن يحيى بن
خاقان عند المتوكل، فضم إليه ولده وأسنى له الرزق.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن العباس الخزار قال:
سمعت أبا عمر اللغوي يقول: سمعت ثعلبا - وقد ذكر يعقوب بن السكيت - فقال:
ما عرفنا له خربة قط.
حدثني أبو القاسم عبيد الله الرقي، حدثنا أبو أحمد عبيد الله
ابن محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا الحسن بن الحسين
الأزدي، حدثني أبو الحسن الطوسي قال: كنا في مجلس علي اللحياني - وكان عازما
على أن يملي نوادره ضعف ما أملى. فقال يوما: تقول العرب مثقل استعان بذقنه،
فقام إليه ابن السكيت - وهو حدث - فقال: يا أبا الحسن إنما هو تقول العرب مثقل استعان بدفيه، يريدون الجمل إذا نهض بالحمل استعان بجنبيه. فقطع الإملاء، فلما كان في المجلس الثاني أملى فقال: تقول العرب هو جاري مكاشري، فقام إليه
يعقوب بن السكيت فقال: أعزك الله - وما معنى مكاشري؟ إنما هو مكاسري، كسر
بيتي إلى كسر بيته، قال: فقطع اللحياني الإملاء، فما أملى بعد ذلك شيئا.
275

أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء، أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن
سفيان النسوي قال: سمعت أبا أحمد البغدادي يقول: سمعت الحسين بن عبد المجيب
الموصلي يقول: سمعت يعقوب بن سكيت - في مجلس أبي بكر بن أبي شيبة - يقول:
ومن الناس من يحبك حبا * ظاهر الحب ليس بالتقصير
فإذا ما سألته عشر فلس * ألحق الحب باللطيف الخبير
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد بن القطان قال: سمعت ثعلبا يقول: عدي بن زيد العبادي أمير المؤمنين في اللغة، وكان يقول في ابن السكيت قريبا من هذا.
قال أبو سهل: سمعت المبرد يقول: ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب
يعقوب بن السكيت في المنطق.
بلغني أن يعقوب بن السكيت مات في رجب من سنة ثلاث - وقيل من سنة أربع،
وقيل من سنة ست - وأربعين ومائتين، وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة.
7567 - يعقوب بن هامان، البناء مولى بني هاشم:
سمع هشيم بن بشير، والقاسم بن مالك المزني، روى عنه أبو عبد الرحمن
النسائي، ومحمد بن إسحاق السراج النيسابوري، وقاسم بن زكريا المطرز، وهارون
ابن علي المزوق، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هو صدوق قال: وقال لي
حجاج بن الشاعر: ليس ببغداد مثل يعقوب بن ماهان.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا عبد الله بن موسى الهاشمي، حدثنا عبد الله بن إسحاق
ابن حماد، حدثنا يعقوب بن ماهان، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: إذا أخذت كريمتي عبدي، فصبر واحتسب، لم أرض له ثوابا دون الجنة)) (1) ولم يحدث هذا الحديث غير يعقوب بن ماهان.
276

قلت: أظن هذا كلام المدائني عبد الله بن إسحاق والله أعلم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
- وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: يعقوب بن ماهان بغدادي لا بأس به.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: مات يعقوب بن ماهان البناء ببغداد آخر سنة أربع وأربعين
ومائتين.
7568 - يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو يوسف
البصري، مولى آل جرير بن حازم الأزدي:
ولي القضاء بمدينة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير بن حازم، وروح بن عبادة، وأبي عاصم النبيل، وأبي أحمد الزبيري. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبو صخرة عبد الرحمن بن محمد
الكاتب، وعبد الله بن ناجية، وقاسم المطرز.
وقال: ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: صدوق كتبت عنه بسامرا.
أخبرنا محمد بن أبي نصر النرسي، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي، حدثنا محمد
ابن هارون بن حميد بن المجدر، حدثنا يعقوب بن إسماعيل، حدثنا أبو عاصم، حدثنا
ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار عن وهب بن منبه قال: - حسبت انه عن معاوية -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلحفوا في المسألة، فإنه لا يسألني إنسان فتخرج له المسألة مني شيئا وأنا كاره، إلا لم يبارك له فيه)) (1).
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يعقوب بن إسماعيل بن
حماد بن زيد مات في سنة ست وأربعين ومائتين.
قلت: وكانت وفاته ببلد فارس وهو يتولى القضاء عليه.
277

7569 - يعقوب بن موسى بن الفيرزان، أبو يوسف ابن أخي معروف
الكرخي:
حكى عن عمه معروف حكايات. رواها عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي،
وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي.
7570 - يعقوب بن إبراهيم بن صالح:
صاحب المصلى. حدث عن عمه علي بن صالح. روي عنه محمد بن موسى بن
حماد البربري، وقد ذكرت له حديثا عن عمه فيما تقدم.
7571 - يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو يوسف
التنوخي الأنباري:
حدثني علي بن المحسن القاضي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول عن أبيه قال: يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي يكنى أبا
يوسف، وكان من حفاظ القرآن العالمين بعدده وقراءاته، وكان حجاجا متنسكا.
وحدث حديثا كثيرا عن جماعة من مشايخ أبيه إسحاق وغيرهم ولم ينتشر حديثه.
وولد بالأنبار في سنة سبع وثمانين ومائة، ومات ببغداد لتسع ليال بقين من شهر
رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات في حياة أبيه، فوجد عليه وجدا شديدا،
ودفن في مقابر باب التبن، وخلف ابنه يوسف الأزرق، وابنه إبراهيم يتيمين، وبنات وزوجة حاملا، ولدت بعد موته ابنا سمى إسماعيل، فرباهم جدهم إسحاق بن
البهلول، وكان يؤثرهم جدا ويحبهم لمحبته أباهم ولكونهم أيتاما.
وقال أبو الحسن: حدثني عمي إسماعيل بن يعقوب قال: أخبرت عن جدي
إسحاق بن البهلول أنه كان يقول: علي ودي أن لي ابنا آخر مثل يعقوب في مذهبه،
وأني لم أرزق سواه. وأنه لما توفي يعقوب أغمي على إسحاق وفاتته صلوات،
فأعادها بعد ذلك لما لحقه من مضض المصيبة، وأنه كان يقول: ابني يعقوب أكمل
مني.
قلت: وقد روي إسحاق بن البهلول عن ابنه يعقوب عن محمد بن بكار بن
الريان حديثين ذكرتهما في كتاب رواية الآباء عن الأبناء.
278

7572 - يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم،
أبو يوسف العبدي، المعروف بالدورقي:
وهو أخو أحمد بن إبراهيم - وكان الأكبر - رأى الليث بن سعد، وسمع إبراهيم
ابن سعد الزهري، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس،
وعبد الرحمن المحاربي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي،
وإسماعيل بن علية، وغندرا، ووكيعا، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وروح بن
عبادة. روى عنه أخوه أحمد، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ومحمد بن إسماعيل
البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو داود
السجستاني، وابنه أبو بكر، وأبو عبد الرحمن النسائي، وقاسم بن زكريا المطرز،
ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو القاسم
البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون بن المجدر، والقاضي المحاملي، وأخوه
أبو عبيد، وآخر من حدث عنه محمد بن مخلد، وكان ثقة حافظا متقنا صنف
المسند.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار قال: أملى علينا يعقوب بن إبراهيم - وكتبت بيدي - قال: حدثنا روح، حدثنا صالح بن أبي الأخضر، حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى ((لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب، وذكر الله عز وجل)) (1).
أخبرنا العتيقي، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا أبو بكر
أحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز قال: سمعت يعقوب الدورقي يقول: رأيت
279

الليث بن سعد على بغلة، عليه قلنسوة طويلة يدخل الرصافة وأنا صغير، فقال إنسان: هذا الليث بن سعد، وما رأيته إلا مرة واحدة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار، حدثنا عثمان بن حنيف الدراج، حدثنا
عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق، ومحمد بن محمد بن سليمان بن
الحارث، ومحمد بن هارون بن حميد بن المجدر، وأحمد بن عبد الله بن سابور
الدقاق، ويحيى بن صاعد، وصالح بن أبي مقاتل. قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن
كثير الدورقي، حدثنا إسماعيل بن علية عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين،
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الراكد، ويتوضأ منه. قال أبو عمرو الدراج: كل واحد من هؤلاء الشيوخ ذكر أنه سمع هذا الحديث من يعقوب بثلاثة دنانير.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أخبرنا القاضي أبو
بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني، حدثنا
يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، أخبرنا يحيى بن عتيق عن ابن سيرين، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد ثم يغتسل منه.
قال أبو بكر: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عند ابن علية
حديث يحيى بن عتيق لم يصح له. قال أبي: ونهى أحمد بن حنبل يعقوب أن يحدث
به، وهو هذا الحديث. قال أبو بكر: غرمت على هذا الحديث ثلاثة دنانير حتى
سمعته منه، أعطيت فضلك الأحول.
وأخبرنا محمد، أخبرنا الميانجي، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا يعقوب قال:
سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث يحيى بن عتيق هذا فقال: كان
إسماعيل يحدث به ولم أسمعه منه، أليس قد سمعته منه؟ قلت: بلى! قال: فإنه كذاك أليس فيه ((لا يبولن أحدكم في الماء الدائم)) (2)؟ قلت: بلى.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال، حدثنا أبو موسى هارون بن الحسين النجاد، حدثنا السري
ابن عاصم الهمداني وعلي بن عبدة التميمي. قالا: حدثنا ابن علية عن يحيى بن
280

عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الدائم ثم يتوضأ منه.
قلت: السري، وعلي بن عبدة، كانا يسرقان الأحاديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: ذكر أبو داود حديث يعقوب بن الدورقي حديث يحيى
ابن عتيق المرفوع فقال: قال لي بن أبي غالب: قال لي ابن الدورقي مرة: ليس هو عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو داود وكان رواه عن هشام بن حسان ثم جعله بعد ذلك عن يحيى ابن عتيق.
قلت: قد رواه مؤمل بن هشام عن ابن علية عن هشام عن محمد عن أبي هريرة.
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي.
وأخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت أحمد بن عبد الله
ابن سالم - المعروف بابن النيري البزاز - يقول: مات يعقوب بن إبراهيم الدورقي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات يعقوب بن إبراهيم الدورقي - أبو يوسف مولى لعبد القيس - في
سنة اثنتين وخمسين وكان لا يخضب، ولد يعقوب سنة ست وستين وكان بينه وبين
أخيه سنتان.
7573 - يعقوب بن بختان، أبو يوسف:
سمع مسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا،
وجعفر بن محمد الصندلي، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، وكان أحد الصالحين
الثقات.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
يعقوب بن بختان، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: إذا اشتريت شيئا فاشتر أجوده.
281

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري -
بمكة - حدثنا جعفر الصندلي، حدثنا يعقوب بن بختان قال: سمعت أبا عبد الله أحمد ابن حنبل قال: سمعت الشافعي قال: سمعت مالكا قال: سمعت ابن عجلان قال:
إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.
حدثني الخلال - لفظا - حدثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا أبو مقاتل محمد بن
شجاع، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أبو يوسف بن بختان كان من خيار
المسلمين.
7574 - يعقوب بن عبيد بن أبي موسى، النهرتيري (1):
سكن بغداد وحدث بها عن علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم
النبيل، وأبي زيد الهروي، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأبي أسامة، ووكيع، وهشام
ابن عمار. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو أحمد محمد بن محمد المطرز،
وعبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، ومحمد بن مخلد.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا يعقوب بن عبيد
النهرتيري، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: ما كنا نرى بالمزارعة بأسا حتى سمعت رافع بن خديج يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال جدي عن بن بكر:
ومات يعقوب بن عبيد النهرتيري في شوال من سنة إحدى وستين ومائتين.
7575 - يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور، أبو يوسف السدوسي:
من أهل البصرة. سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، روح بن عبادة،
وعفان بن مسلم، ويعلى بن عبيد، ومعلى بن منصور، ومحمد بن عبد الله الأنصاري،
وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأسود بن عامر، وأبا نعيم، وقبيصة بن عتبة، ويحيى بن أبي بكير، وحسينا المروزي، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد بن
كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وأبا أحمد الزبيري، وأحوص بن جواب، وخلقا
282

كثيرا من أمثالهم. روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن البهلول، وكان ثقة. سكن بغداد وحدث بها. وسر من رأى،
وصنف مسندا معللا، إلا أنه لم يتممه.
حدثني الأزهري قال: سمعت جماعة من شيوخنا، وسمى منهم أبا عمر بن
حيويه، وأبا الحسن الدارقطني. يقولون: لو أن كتاب يعقوب بن شيبة كان مسطورا
على حمام لوجب أن يكتب.
قال الأزهري: وبلغني أن يعقوب كان في منزله أربعون لحافا، أعدها لمن كان
يبيت عنده من الوراقين لتبيض المسند ونقله، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة
آلاف دينار. قال: وقيل لي إن نسخة بمسند أبي هريرة شوهدت بمصر فكانت مائتي
جزء.
قال الأزهري: ولم يصنف يعقوب المسند كله. وسمعت الشيوخ يقولون لم يتم
مسندا معلل قط.
قلت: والذي ظهر ليعقوب مسند العشرة، وابن مسعود، وعمار، وعتبة بن
غزوان، والعباس، وبعض الموالى. هذا الذي رأينا من مسنده حسب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، أخبرنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة قال: كنية أبي أبو الفضل، وكنية أبيه يعقوب، أبو يوسف، وشيبة، بن الصلت، وكنية شيبة أبو سهل، والصلت بن عصفور، وكنية الصلت أبو شيبة،
وعصفور بن شندان (1) مولى شداد بن هميان السدوسي. وتوفي جدي ببغداد في
شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين.
حدثنا التنوخي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن إسحاق بن البهلول قال:
حدثني أبي قال: حدثني يعقوب بن شيبة قال: أظل عيد من الأعياد رجلا - يومي إلى
أنه من أهل عصره - وعنده مائة دينار لا يملك سواها، فكتب إليه رجل من إخوانه
يقول له: قد أظلنا هذا العيد ولا شئ عندنا ننفقه على الصبيان، ويستدعي منه ما
ينفقه. فجعل المائة دينار في صرة وختمها وأنفذها إليه، فلم تلبث الصرة عند الرجل
283

إلا يسيرا حتى وردت عليه رقعة أخ من إخوانه، وذكر إضاقته في العيد، يستدعى
منه مثل ما استدعاه، فوجه بالصرة إليه بختمها وبقى الأول لا شئ عنده، فكتب إلى
صديق له وهو الثالث الذي صارت إليه الدنانير يذكر حاله ويستدعي منه ما ينفقه في العيد، فأنفذ إليه الصرة بخاتمها. فلما عادت إليه صرته التي أنفذها بحالها ركب إليه ومعه الصرة وقال له: ما شأن هذا الصرة التي أنفذتها إلى؟ فقال له: إنه أظلنا العيد ولا شئ عندنا ننفقه على الصبيان، فكتبت إلى فلان أخينا أستدعي منه ما ننفقه فأنفذ إلى هذه الصرة، فلما وردت رقعتك علي أنفذتها إليك. فقال له: قم بنا إليه، فركبا جميعا إلى الثاني ومعهما الصرة، فتفاوضوا الحديث ثم فتحوها فاقتسموها أثلاثا.
قال أبو الحسن: قال لي أبي: والثلاثة يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي
القاضي. وأنسيت أنا الثالث.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو مزاحم موسى
ابن عبيد الله. قال: قال لي عمي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء. قال أبو مزاحم: فسأله عمي فأجابه فذكر جماعة، ثم قال: وسألته عن يعقوب بن شيبة؟ فقال: مبتدع صاحب هوى.
قلت: إنما وصفه أحمد بذلك لأنه كان يذهب إلى الوقف في القرآن.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أبو يوسف
يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور بن شداد بن هميان السدوسي - مولى لهم -
لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين ومائتين.
أخبرني بذلك محمد بن أحمد بن يعقوب. قال: وسمعت أبي يقول: ولد أبي
يعقوب بن شيبة في سنة اثنتين وثمانين ومائة. وكان يعقوب من فقهاء البغداديين على قول مالك، من كبار أصحاب أحمد بن المعدل، والحارث بن مسكين، وأخذ عن
عدة من أصحاب مالك، وكان من ذوي السرو، كثير الرواية والتصنيف، وكان يقف
في القرآن ولم يغير شيبه.
7576 - يعقوب بن إسماعيل بن عبد الله بن سعيد بن منصور بن عبد الله بن
شهر بن شرحبيل، الحميري:
كان يسكن في الجانب الشرقي بسوق العطش، وحدث عن شبابة بن سوار،
ويونس بن محمد المؤدب. روى عنه محمد بن مجاهد.
284

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
مخلد العطار، حدثنا يعقوب بن إسماعيل بن عبد الله بن سعيد بن منصور الحميري،
حدثنا شبابة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال: أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث، بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.
قرأت في كتاب ابن مخلد - بخطه - سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات الحميري
يعقوب بن إسماعيل.
7577 - يعقوب بن إسحاق بن صالح، الوزان (1):
حدث عن أبي موسى الهروي. روى عنه أخوه.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على محمد بن المظفر - وأنا أسمع - حدثكم أبو محمد
عبد الله بن إسحاق الدقاق، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوراق، حدثني أخي
يعقوب بن إسحاق، حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، حدثنا العباس بن
الفضل، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين.
قال البرقاني: قال أبو الحسن الدارقطني: هذا لا يثبت، رواه أبو قتيبة عن شعبة عن أنس عن عروة بن المغيرة عن أبيه.
7578 - يعقوب بن أحمد بن أسد، أبو إسحاق:
حدث عن أبي عاصم النبيل، ويحيى بن يعلى بن الحارث، وأحمد بن عبد الله بن
يونس. روى عنه أحمد بن إسحاق الصفار، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد،
وذكر ابن مخلد: أنه سمع منه في قطيعة الربيع.
قرأت في كتاب ابن مخلد: سنة ثمان وستين ومائتين فيها مات يعقوب بن أحمد
ابن أسد أبو إسحاق.
7579 - يعقوب بن سواك، أبو يوسف الختلي:
سكن بغداد وصحب بشر بن الحارث. وحكى عنه حكايات. روى عنه أبو
العباس بن مسروق الطوسي، ومحمد بن هارون بن برية الهاشمي، وغيرهما.
285

أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن بن
محمد بن أبي روبة، حدثنا محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي - أبو إسحاق -
حدثنا يعقوب بن سواك قال: سألت بشر بن الحارث عن حديث عائشة في الوتر؟
فذكر يزيد بن زريع فقال: سعيد عن قتادة. فقلت له عن زرارة بن أوفى؟ فقال عن
زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسلم في ركعتي الوتر.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو القاسم يحيى بن
محمد بن أبي بشر الدقاق قال: سمعت يعقوب بن سواك يحكي عن بشر بن
الحارث. قال: إذا أراد الله أن يتحف عبده صلت عليه من يظلمه.
قرأت في كتاب أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد - بخطه -
سمعت أبا علي حسان بن محمد بن يعقوب بن سواك الختلي يقول: سمعت أبي
يقول: لما حضرت أبي الوفاة قلت: يا أبت إذا قضيت نحبك أدفنك عند أخيك بشر؟ قال: فغرق، ثم إنه أفاق فقال: يا بني إذا مت، فادفني عند أبي وأمي، فإن أحب الله أن يجمعنا في القيامة فسيجمعنا. قال: قلت له: يا أبت فأكفر عنك بشئ؟ فقال: يا بني لا تكفر عني رغيفا، فاني ما حلفت به عز وجل لا على حق ولا على ب‍ اطل.
بلغني عن محمد بن أحمد بن مهدي الإسكافي قال: مات يعقوب بن سواك في
سنة ثمان وستين ومائتين.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يعقوب بن سواك مات في
سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
7580 - يعقوب بن إسحاق بن زياد، أبو يوسف البصري، المعروف
بالقلوسي: سمع أبا عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعثمان بن عمر بن فارس،
وعثمان بن الهيثم، ومسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، وحجاج بن منهال، ويحيى
ابن حماد، وأبا حذيفة النهدي، وسعيد بن داود الزبيري، ومحمد بن الطفيل النخعي،
والحسن بن بشر البجلي، وأبا بكر بن أبي الأسود، وعمرو بن سفيان القطعي،
286

وعبد الله بن الربيع الباهلي، والصلت بن محمد الخاركي، وغيرهم من البصريين
والكوفيين. وكان حافظا ثقة ضابطا، ولى قضاء نصيبين، فخرج إليها، ودخل بغداد
في طريقه وحدث بها. فروي عنه من أهلها أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن عليل
العنزي، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد بن ياسين، ويحيى بن صاعد،
وأبو بكر بن أبي داود، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد، وأحمد بن جعفر بن المنادي.
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ،
حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي.
وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، حدثنا أبو
بشر عيسى بن إبراهيم بن عيسى الصيدلاني، حدثنا أبو يوسف القلوسي، حدثنا عبد
الله بن غالب العبداني، حدثنا هشام بن عبد الرحمن الكوفي - وقال الصيدلاني هشام
ابن عبد الملك لعله ابن عبد الرحمن الكوفي، وقدم علينا مرابطا، ثم اتفقا - عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك أو لعبد مشاحن)) (1).
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه قال: وفي كتاب جدي عن ابن بكر قال:
بلغني موت القلوسي يعقوب بن إسحاق سنة إحدى وسبعين ومائتين بنصيبين، زاد
غيره في جمادي الأولى.
7581 - يعقوب بن داود، الأنباري:
حدث عن عاصم بن علي، روى عنه عبد الرحمن بن حمدان الجلاب الهمذاني.
كتب إلي أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد بن علي الفارسي يذكر ان عبد
الرحمن بن حمدان الجلاب الهمذاني أخبرهم قال: حدثنا يعقوب بن داود الأنباري،
حدثنا عاصم بن علي، حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن عمر بن عبد الله
ابن الأشج أن عمر بن الخطاب قال: إنه سيأتي أناس يجادلونكم بالقرآن فجادلوهم
بالسنن، فان أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل.
7582 - يعقوب بن يوسف بن معقل، أبو الفضل النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه. روى عنه محمد بن مخلد.
287

7583 - يعقوب بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب بن الضحاك،
أبو عمرو القزويني:
قدم بغداد وحدث بها عن القاسم بن الحكم العرني، ومحمد بن سعيد بن سابق.
روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح البزاز، وعبد الصمد بن علي
الطستي، وأبو بكر الشافعي وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز، حدثنا يعقوب
ابن يوسف القزويني، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، حدثنا عمرو بن أبي قيس عن
منصور عن خيثمة قال: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا سمر إلا لأحد رجلين مصل أو مسافر)) (1).
7584 - يعقوب بن إسحاق، يعرف بمتكل:
حدث عن فضيل بن عبد الوهاب السكري، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي.
روى عنه أبو علي بن خزيمة الكاتب.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل
ابن العباس بن خزيمة، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن متكل، حدثنا فضيل بن عبد
الوهاب، حدثنا أبو عوانة وشريك عن سعيد بن مسروق عن إبراهيم التيمي، عن
عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((المسح للمسافر ثلاثا، وللمقيم يوما وليلة)) (1).
7585 - يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف الدعاء:
حدث عن محمد بن كثير الصنعاني، وأبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي، ويزيد
ابن عبد ربه الجرجسي، وحكامة بنت عثمان بن دينار، وعمرو بن عون، وعاصم بن
علي، ويحيى بن عبد الله الدمشقي، وعلي بن المديني، وعبد الله بن عمر القواريري.
روى عنه أبو سهل بن زياد القطان
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان،
288

حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدعاء، حدثنا يحيى بن عبد الله أبو عبد الله
الدمشقي عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) (الأعراف 31) قال: ((الصلاة في النعال))
ذكر محمد بن مخلد - في ما قرأت بخطه - أن هذا الشيخ مات في جمادى الآخرة
من سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
7586 - يعقوب بن يزيد، أبو يوسف التمار:
كان من شعراء العسكر الذين أحسنوا القول في العزل وغيره، واتصل بالمنتصر
بالله، ولم يزل حيا إلى أن توفي على ما بلغني في آخر أيام المعتمد على الله، وكانت وفاة المعتمد في رجب من سنة تسع وسبعين ومائتين. وقد روى عن يعقوب مقطعات من شعره قاسم بن محمد الأنباري، ومحمد بن خلف بن المرزبان.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس قال: أنشدنا أبو بكر بن المرزبان قال:
أنشدني يعقوب التمار:
ولما علاك الشكو كادت نفوسنا * تلاقي الردى أن قيل أصبح شاكيا
أرى الدهر ما عوفيت للناس ضاحكا * فإن تلقى شكوى يصبح الدهر باكيا
7587 - يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج، النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن الضحاك - شيخ يروي عن فرج بن فضالة -
روى عنه عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي قال:
حدثنا يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج النيسابوري بانتقاء عمر بن إبراهيم، حدثنا
الحسين بن الضحاك، حدثنا أبو فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لمسلم أن يمنع جاره أن يضع خشبة على جداره)) (1).
7588 - يعقوب بن إسحاق بن تحية، أبو يوسف الواسطي:
نزل بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون. روى عنه بكر بن أحمد بن يحيى،
وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب الواسطي.
289

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا بكر بن أحمد بن محمي الواسطي، حدثنا يعقوب بن
تحية الواسطي - ببغداد سنة ست وثمانين - قال: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكرم ذا سن في الإسلام كأنه قد أكرم نوحا في قومه، ومن أكرم نوحا في قومه فقد أكرم الله عز وجل)) (1).
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم
الواسطي، حدثنا يعقوب بن إسحاق الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد، يقول في الأولى الحمد لله وقل يا أيها الكافرون، وفي الركعة الثانية الحمد وقل هو الله أحد، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها)) (2).
أخبرنا السكري، أخبرنا جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا يزيد بن هارون عن حميد
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى أربعين صباحا صلاة الفجر وعشاء الآخرة في جماعة أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق)) (3).
أخبرني أحمد بن يحبى المحتسب، حدثنا أحمد بن العباس الدربنائي وعبد السلام
ابن عبد الملك بن حبيب جميعا بواسط. قالا: حدثنا بكر بن أحمد بن محمي أبو
القاسم البغدادي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن تحية البغدادي - ببغداد الجانب الشرقي من سوق الثلاثاء سنة ست وثمانين ومائتين - قال أبو القاسم: كان هذا الشيخ في جوارنا وكان قد جاز المائة فسأله جماعة من جيراننا أن يحدثهم فحدثهم بأربعة
أحاديث، ووعدهم أن يحدثهم في غد فاغتسل ومات - لفظ عبد الملك -.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو بكر الأصبهاني، حدثنا أبو
القاسم بكر بن أحمد بن محمد بن كثير بن صالح النساج البغدادي بواسط قال:
عمر أبو يوسف يعقوب بن تحية مائة واثنتي عشرة سنة، وحدث بأربعة أحاديث،
حفظت أنا ثلاثة ونسيت الواحد، وما حدث غيرها.
قلت: وهي الأحاديث الثلاثة التي ذكرناها.
290

7589 - يعقوب بن يوسف بن أيوب، أبو بكر المطوعي:
سمع أحمد بن حميل المروزي ومحمد بن بكار بن الريان، ومنصور بن أبي
مزاحم، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأحمد بن جناب الحدثي، وأبا بكر بن
أبي شيبة، وخلف بن سالم. روى عنه أحمد بن سلمان النجاد، عبد الصمد بن علي
الطستي، وأبو سهل بن زياد، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جعفر بن
سلم الختلي.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة فاضل مأمون.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: سمعت علي بن عبد الله بن الحسن
الهمذاني - بمكة - يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت أبا بكر المطوعي
يقول: كان وردي في شبيبتي كل يوم وليلة أقرأ فيه (قل هو الله) إحدى وثلاثين
ألف مرة - أو إحدى وأربعين ألف - شك جعفر.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: سمعت مخلد بن جعفر بن مخلد يقول:
سمعت جعفرا - غلام أبي بكر يعقوب بن يوسف المطوعي - قال: جاءوا إلى أستاذي
يعقوب المطوعي بثوبين. فقالوا له: اعطنا خير هذين الثوبين، فدرعهما وقلبهما، فلما فرغ منهما قال: هذا شر من هذا.
قرأت على الحسين بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وفي سنة ثمان
ومائتين ولد أبو بكر يعقوب بن يوسف السمسار المعروف بالمطوعي فيما ذكر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو
بكر يعقوب بن يوسف المطوعي يوم الخمسين لتسع ليل خلون من رجب سنة سبع
وثمانين ومائتين، ودفن من يومه باب البردان.
7590 - يعقوب بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم، أبو الحسن
الضبي المعروف بالبيهسي:
حدث عن عفان بن مسلم، والربيع بن يحيى الأشناني، وأبي الوليد الطيالسي،
ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن كثير العبدي، وشاذ بن فياض، وعبد الرحمن بن
291

المبارك، وعمرو بن عون، وسعيد بن داود الزنبري، وعباد بن موسى الختلي. روى
عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن الفتح القلانسي، ومحمد بن علي بن إسماعيل
الأبلي، وأبو سهل بن زياد، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب.
وقال الدارقطني: هو ضعيف.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان، حدثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي، حدثنا شاذ بن فياض، حدثنا الحسن بن
أبي جعفر، حدثنا أبو الزبير عن جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الموجبتان، من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقي الله مشركا به دخل النار)) (1).
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: وجاءنا الخبر بموت أبي الحسن يعقوب بن إسحاق المؤدب يعر ف بالبيهسي، كان في ربضنا ثم انتقل إلى المخرم ثم خرج إلى البصرة فتوفي بها سنة
تسعين. كتبنا عنه في حياة جدي ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب
التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر. فرمينا كل ما كتبنا عنه، نحن وعدة من أهل الحديث.
7591 - يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر، أبو يوسف المعروف والده
بإسحاق بن أبي إسرائيل:
مروزي الأصل حدث عن أبيه، وعن داود بن رشيد، وأحمد بن عبد الصمد
الأنصاري، والحسن بن شبيب المؤدب، وعمر بن شبة النميري. روى عنه المفضل بن
سلمة بن عاصم، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو القاسم الطبراني.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا أحمد بن عبد
الصمد الأنصاري، حدثنا معن بن عيسى القزاز، حدثنا قيس بن الربيع عن ابن أبي
ليلى عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((قد عفوت عن صدقة الخيل والرقيق، وليس فيما دون المائتين زكاة)) (1).
292

قال سليمان: لا يروي عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به معن بن عيسى.
7592 - يعقوب بن محمد بن الحارث، اللخمي:
من أهل الأنبار. حدث عن وهب بن بقية الواسطي. روى عنه الطبراني.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا يعقوب بن محمد
ابن الحارث اللخمي الأنباري، حدثنا وهب بن بقية الواسطي، حدثنا خالد بن عبد
الله عن الفضل أبي عبد الرحمن عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين عن
عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عمران)) قلت لبيك قال ((قل اللهم إني أستهديك لأرشد أموري، وأستجير بك من شر نفسي)) (1).
قال سليمان: لم يروه عن سعيد إلا الفضل أبو عبد الرحمن بصرى ثقة، تفرد به
خالد بن عبد الله.
7593 - يعقوب بن إسحاق بن ثابت، أبو يوسف البزاز:
أحسبه من أهل الري قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن حمدان بن طريف،
ومحمد بن مهران. روى عنه أحمد بن محمد بن الصباح الكبشي، وأبو بكر
الشافعي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف. قالا: أخبرنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن ثابت، حدثنا
الحسن بن حدان، حدثنا جسر بن فرقد عن ثابت عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى، فسمع صوت صبي مع أمه في مؤخر المسجد خفف الصلاة، كراهية أن تفتن أمه.
أخبرنا غيلان بن محمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم،
حدثنا يعقوب بن إسحاق بن ثابت البزاز أبو يوسف قدم علينا.
7594 - يعقوب بن إسحاق بن علي، أبو يوسف الناقد. سكن مصر:
حدثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور قال: يعقوب بن إسحاق بن علي الناقد يكنى أبو يوسف أخرجه
293

أبو سعيد بن يونس في أهل بغداد. وقال: كتب عنه، وقال: توفي بمصر يوم الأربعاء
لعشرين ليلة خلت من جمادى الأولي سنة اثنتين وتسعين مائتين قال: وذكره
أبو سعيد أيضا في أهل الكوفة فقال: يعقوب بن علي بن إسحاق الناقد يكنى أبو
يوسف. توفي بمصر في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
7595 - يعقوب بن إبراهيم بن حسان، أبو الحسين الأنماطي:
حدث عن إبراهيم بن يوسف، وهارون بن حاتم، وعبد الأعلى بن واصل
الكوفيين، وعن عبد الواحد بن غياث، ومحمد بن صدران، وعمرو بن علي
البصريين، وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن عمر بن الجعابي،
ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي وكان ثقة.
أخبرنا أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي،
حدثنا أبو الحسين يعقوب بن إبراهيم بن حسان الأنماطي، حدثنا هارون بن حاتم،
حدثنا عبيدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولكن التوبة بعد ذلك معروضة)) (1).
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن أبا الحسين يعقوب بن
حسان الأنماطي مات في سنة ثلاث وثلاثمائة.
7596 - يعقوب بن يوسف بن خازم بن زياد بن شريك بن عبد الله، أبو
يوسف الطحان:
سمع محمد بن عمرو بن أبي مذعور، والزبير بن بكار، ومحمد بن عبد الله بن
المبارك المخرمي، وأبا الأشعث أحمد بن المقدام، وعيسى بن يوسف بن الطباع
والسري بن عاصم، وغيرهم من هذه الطبقة. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن
جعفر بن محمد بن خلال، وعمر بن محمد بن الزيات، وعمر بن محمد بن سبنك،
وعلي بن عمر الحربي. وكان ثقة يسكن سوق العطش.
294

أخبرنا أحمد بن علي البادا، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا يعقوب بن
يوسف بن خازم الطحان، حدثنا الحسن بن برند (2) الوراق، حدثنا بشير بن زاذان
عن عمر بن صبح عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أبي أيوب الأنصاري أن
رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فسبقه رجل إلى الحمد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بدر العاطس إلى محامد الله عوفي من وجع الداء والدبيلة)) (3).
7597 - يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن البختري، أبو بكر
البزاز، يعرف بالجراب:
سمع رزق الله بن موسى، وعلي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، وعمر بن
شبة، وجعفر بن محمد بن فضيل الراسبي، وأحمد بن بديل اليامي، والحسين بن علي
ابن الأسود العجلي. روى عن عنه الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس،
وأبو القاسم الصيدلاني المقرئ.
وذكر لي الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: يعقوب بن إبراهيم بن أحمد
ابن عيسى أبو بكر البزاز لقبه جراب. كتبنا عنه كان ثقة مأمونا مكثرا.
أخبرنا الصوري، أخبرنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: يعقوب بن إبراهيم
الجراب ثقة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن يعقوب بن إبراهيم البزاز مات في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال غيره: مات وهو ساجد في
ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الآخر، ومولده في سنة سبع
وثلاثين ومائتين.
7598 - يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب، أبو يوسف الجصاص:
حدث عن حفص بن عمرو الربالي، وعلي بن عمرو الأنصاري، وأبي يحيى
محمد بن سعيد العطار، وعلي بن الحسين بن اشكاب، وحميد بن الربيع، وأبي حذافة
295

السهمي، والحسن بن سعيد بن عمر بن سعدان بن نصر، ومحمد بن أحمد بن
السكري، وأحمد بن ملاعب. روى عنه الدارقطني، وإسماعيل بن محمد بن زنجي،
وغيرهما. وفي حديثه وهم كثير.
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول: سمعت أبا محمد بن غلام الزهري يقول: يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد
ابن يعقوب أبو يوسف الجصاص ليس بالمرضي.
قرأت في كتاب أبي عمرو عثمان بن جابر العطار: توفي أبو يوسف يعقوب بن
عبد الرحمن الجصاص يوم الأربعاء ودفن يوم الخمسين يوم النصف من جمادى الآخرة
سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
7599 - يعقوب بن مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد، أبو يوسف
القلوسي (1):
بصري الأصل. حدث ببغداد عن كتاب جده أبي يوسف القلوسي وجادة، وعن
أبي يعلى الموصلي سماعا، روى عنه ابن شاهين.
7600 - يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب، أبو عيسى الدوري:
حدث عن حفص بن عمرو الربالي، والحسن بن عرفة، ويحيى بن حبيب الجمال.
روى عنه يوسف القواس، وأبو حسن بن الجندي، وغيرهما. وكان صدوقا.
وذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه أنه مات في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
7601 - يعقوب بن طالب بن عمرو، البغدادي:
حدث عن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ. روى عنه عبد الله بن عثمان
الصفار.
7602 - يعقوب بن صدقة، أبو القاسم العسكري (1):
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم عن العباس بن أحمد بن محمد بن أبي شحمة الختلي.
296

7603 - يعقوب بن الحسين بن أحمد، أبو يوسف الضبي الجوهري
النيسابوري:
ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن سليمان بن فارس
الدلال.
7604 - يعقوب بن محمد بن يوسف بن يزيد، أبو يوسف المقرئ
النيسابوري:
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن جعفر بن أحمد بن نصر
الحصيري.
7605 - يعقوب بن موسى، أبو الحسين الأردبيلي:
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي عن سعيد بن عمرو
البرذعي سؤالات وتعاليق عن أبي زرعة الرازي، ولم يكن عنده شئ يرويه غير
ذلك. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه البرقاني. وكان ثقة أمينا فاضلا فقيها على
مذهب الشافعي.
أخبرنا البرقاني والأزهري وهلال بن المحسن الكاتب. قالوا: توفي أبو الحسين
يعقوب بن موسى الأردبيلي الفقيه في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين
وثلاثمائة، قال البرقاني والأزهري: وكان ثقة.
ذكر من اسمه يوسف
7606 - يوسف بن زياد، أبو عبد الله البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن أبي خالد. روى عنه علي بن حجر
المروزي.
297

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إسماعيل
ابن فارس، حدثنا البخاري قال: يوسف بن زياد أبو عبد الله كان ببغداد عن ابن أبي خالد منكر الحديث.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
- بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو
عبد الله يوسف بن زياد البصري كان ببغداد. روى عن ابن أبي خالد ليس بثقة.
أخبرني البرقاني، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: يوسف بن زياد نزل بغداد. يروي عن
ابن أبي خالد منكر الحديث.
7607 - يوسف بن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي:
كان قد نظر في الرأي والفقه وسمع الحديث من يونس بن أبي إسحاق السبعي،
والسري بن يحيى، ونحوهما. وولي القضاء بالجانب الغربي من بغداد في حياة أبيه،
وصلى بالناس الجمعة في مدينة المنصور بأمر هارون الرشيد، ولم يزل على القضاء
ببغداد إلى حين وفاته. وقد حدث شيئا يسيرا. روى عنه أحمد بن منيع، والحسن بن
شبيب المكتب.
أخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا علي بن سراج، حدثنا داود
ابن إبراهيم الأنطاكي، حدثنا الحسن بن شبيب، حدثنا يوسف بن أبي يوسف
القاضي، حدثنا السري بن يحيى عن الحسن عن ميمونة قالت: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجران فقال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، فإن ماتا لم يجتمعا في الجنة، فإذا لقي أحدهما صاحبه فسلم عليه استويا، فإن لم يرد عليه فقد برئ هذا من الآخر)) (1).
أخبرني الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدثنا مكرم بن أحمد قال:
قال محمد بن حيان بن صدقة الناقد: إن محمد بن منصور الطوسي ذكر أن أبا
يعقوب الخريمي سمع يوم مات أبو يوسف رجلا يقول: اليوم مات الفقه. فقال:
298

يا ناعي الفقه إلى أهله * إن مات يعقوب وما يدري
لم يمت الفقه ولكنه * حول من صدر إلى صدر
ألقاه يعقوب إلى يوسف * وآل من طيب إلى طهر
فهو مقيم إذا ما ثوى * حل وحل الفقه في قبر
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق، حدثنا محمد بن
جرير الطبري أن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم القاضي توفي في رجب سنة اثنتين
وتسعين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يوسف بن أبي يوسف
القاضي مات ببغداد في سنة اثنتين وتسعين ومائة.
7608 - يوسف بن الغرق:
بصري الأصل. حدث عن سكين بن أبي سراج، والحارث بن شبل، وهشام
الدستوائي. روى عنه محمد بن سعد الكاتب، ومجاهد بن موسى، وعلي بن حجر،
والحسن بن عرفة، وعلي بن الحسين بن اشكاب.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن أحمد -
نيسابور - حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا
يوسف بن الغرق عن سكين بن أبي سراج.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، حدثنا محمد بن
مخلد، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن اشكاب، حدثنا يوسف بن الغرق قال:
حدثنا سكين بن أبي سراج والمغيرة بن سويد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة المرء خفة لحيته)) (1).
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال أبو علي صالح بن
299

محمد قال بعض الناس: إنما هو تصحيف، إنما هو ((من سعادة المرء خفة لحييه بذكر الله (2))).
وسكين مجهول منكر الحديث، والمغيرة بن سويد أيضا مجهول، ولا يصح هذا
الحديث ويوسف بن الغرق منكر الحديث. ولا تصح لحيته ولا لحييه.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال، أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي،
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: يوسف بن الغرق بغدادي
كذاب.
7609 - يوسف بن البهلول، التميمي:
من أهل الأنبار، سمع شريك بن عبد الله، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد
الله بن إدريس، وأبا خالد الأحمر. روى عنه أحمد بن منصور الرمادي، ويعقوب بن
شيبة، وأبو زرعة الرازي، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز،
وكان ثقة. سكن الكوفة وحدث بها.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات يوسف بن بهلول التميمي وكان ثقة، سنة
ثمان عشرة ومائتين.
7610 - يوسف بن بشر، أبو يعقوب البغدادي:
حدث عن مبارك بن فضالة. روى عنه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر. ذكر ذلك أبو
محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري في كتاب الأسماء والكنى.
7611 - يوسف بن يونس، أبو يعقوب الأفطس (1):
وهو أخو أبي مسلم عبد الرحمن بن يوسف المستملي. سمع مالك بن أنس،
300

وسليمان بن بلال، وشريك بن عبد الله، وهشيم بن بشير. روى عنه أحمد بن
يحيى المعروف بكرنيب، ومحمد بن عوف الحمصي، وأحمد بن خليد الحلبي،
وغيرهم.
حدثني أبو القاسم الأزهري. عن أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني قال: يوسف
ابن يونس الأفطس ثقة. وهو أخو أبي مسلم المستملي.
وقال الفضل بن يعقوب الرخامي: حدثنا إسحاق بن يونس أبو يعقوب الأفطس،
والله أعلم.
7612 - يوسف بن مروان، النسائي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وعيسى بن يونس، وسفيان
ابن عيينة، وعبد الله بن المبارك. روى عنه عباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن
إبراهيم الدورقي، وأحمد بن محمد بن بكر القصير، وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يوسف بن مروان النسائي،
حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد البهراني
عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرجع من سفره وأناس من أصحابه قد انتبذوا نبيذا لهم في نقير وحناتم ودباء، فأمر بها فأهريقت، قال: فأمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء، فكان ينبله من الليل، فيصبح فيشرب يومه ذلك وليلته التي يستقبل ومن الغد حتى يمسي فإذا أمسى شرب منه وسقى، فإذا أصبح في شئ أمر به فأهريق.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا
موسى بن هارون قال: مات يوسف بن مروان ببغداد في المحرم - أو صفر - سنة ثمان
وعشرين لا يخضب (1).
301

7613 - يوسف بن يحيى، أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه صاحب
الشافعي:
سمع عبد الله بن وهب، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عنه أبو إسماعيل
الترمذي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وقاسم بن المغيرة الجوهري، وأحمد بن
منصور الرمادي، والقاسم بن هاشم السمسار.
وكان قد حمل إلى بغداد في أيام المحنة، وأريد على القول بخلق القرآن فامتنع من
الإجابة إلى ذلك، فحبس ببغداد ولم يزل في الحبس إلى حين وفاته. وكان صالحا
متعبدا زاهدا.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الاستراباذي - ببيت المقدس
- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الطيبي - باستراباذ - حدثنا أبو نعيم عبد الملك ابن محمد قال: سمعت
الربيع - هو ابن سليمان - قال: سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول: كان أبو يعقوب البويطي جاري، قال: فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي. قال الربيع: كان أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله - أو نحو ما قال -.
أخبرني الأزهري، أخبرنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الهمداني قال:
حدثني الفضل بن الفضل الكندي، حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن محمد الرازي -
قال: قال الربيع بن سليمان: ما رأيت أحدا أسرع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي.
أخبرنا العتيق والتنوخي. قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم قال: في كتابي عن الربيع بن سليمان. قال: كان لأبي يعقوب
البويطي من الشافعي منزلة، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول: سل أبا
302

يعقوب، فإذا أجابه أخبره فيقول: هو كما قال. قال: وربما جاء إلى الشافعي رسول
صاحب الشرط فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول: هذا لساني.
حدثت عن أبي أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري قال: سمعت محمد
ابن إسحاق - يعني أبا بكر بن خزيمة - يقول: سمعت سعد بن عبد الله بن عبد الحكم
يقول: كان الشافعي ربما جاء راكبا إلى الباب فيقول: ادع لي محمدا، فأدعوه
فيذهب معه إلى منزله فيبقى عنده ويقيل عنده. قال أبو بكر وهم أربعة أخوة، عبد
الحكم، وعبد الرحمن، ومحمد، وسعد، لم ندرك نحن منهم إلا اثنين، وكان محمد
أعلم من رأيت بمذهب مالك وأحفظهم له سمعته يقول: كنت أتعجب ممن يقول في
المسائل لا أدري. قال أبو بكر: فأما الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان أعبدهم وأكثرهم
اجتهادا وصلاة سعد بن عبد الله وكان محمد من أصحاب الشافعي وممن يتعلم منه،
فوقعت وحشة بينه وبين يوسف بن يحيى البويطي في مرض الشافعي الذي توفي فيه.
فحدثني أبو جعفر السكري - صديق للربيع - قال: لما مرض الشافعي مرضه الذي
توفي فيه، جاء محمد بن الحكم ينازع البويطي مجلس الشافعي. فقال البويطي: أنا
أحق به منك، وقال ابن عبد الحكم: أنا أحق بمجلسه منك. فجاء الحميدي - وكان
في تلك الأيام بمصر - فقال قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن
يحيى، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال له ابن عبد الحكم: كذبت، فقال له
الحميدي: كذبت أنت، وكذب أبوك، وكذبت أمك. وغضب ابن عبد الحكم فترك
مجلس الشافعي، وتقدم فجلس في الطاق الثالث، وترك طاقا بين مجلس الشافعي
ومجلسه، وجلس البويطي في مجلس الشافعي في الطاق الذي كان يجلس. قال أبو بكر
وقال لي ابن عبد الحكم: كان الحميدي معي في الدار نحوا من سنة، وأعطاني كتاب
ابن عيينة، ثم أبوا ألا أن يوقعوا بيننا ما وقع.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي الاستراباذي، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ -
بنيسابور - قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب - غير مرة - يقول: رأيت أبي في المنام فقال لي: يا بني عليك بكتاب البويطي، فليس في الكتب أقل خطأ منه. أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب الخطيب - بدمشق - أخبرنا محمد بن
أحمد بن عثمان السلمي، حدثنا محمد بن بشر الزبيري (1) - بمصر - قال: سمعت
303

الربيع بن سليمان يقول: كنت عند الشافعي أنا والمزني وأبو يعقوب البويطي، فنظر إلينا فقال لي: أنت تموت في الحديث، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه - أو جدله - وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد. قال الربيع: فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه، مغلولة يده إلى عنقه.
أخبرنا الخلال، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق قال: حدثني أحمد بن
قاج - من لفظه - حدثنا أبو عبد الله محمد بن حمدان بن سفيان الرازي الطرائفي قال: سمعت الربيع بن سليمان المرادي يقول: كنا جلوسا بين يدي الشافعي: أنا،
والبويطي، والمزني، فنظر إلي البويطي فقال: ترون هذا؟ إنه لن يموت إلا في حديده، ثم نظر إلي المزني فقال: ترون هذا؟ أما أنه سيأتي عليه زمان لا يفسر شيئا فيخطئه، ثم نظر إلي فقال: أما إنه ما في القوم أحد أنفع لي منه، ولوددت أني حشوته العلم حشوا.
حدثنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - إملاء بهمذان - حدثنا
عبد الرحمن بن أحمد الأنماطي، حدثنا محمد بن حمدان الطرائفي، حدثنا الربيع بن
سليمان قال: رأيت البويطي على بغل في عنقه غل، وفي رجليه قيد، وبين الغل والقيد سلسلة حديد، فيها طوبة وزنها أربعون رطلا، وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بكن، فإذا كانت كن مخلوقه فكانت مخلوقا خلق مخلوقا، فوالله لأموتن في حديدي هذا حتى يأتي من بعدي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم، ولئن أدخلت إليه لأصدقنه - يعني الواثق - قال الربيع: وكتب إلي من السجن أنه ليأتي علي أوقات ما أحسن بالحديد أنه على بدني حتى تمسه يدي فإذا قرأت كتابي هذا فأحسن خلقك مع أهل حلقتك، واستوص بالغرباء خاصة خيرا، فكثيرا ما كنت أسمع الشافعي
يتمثل بهذا البيت:
أهين لهم نفسي لكي يكرمونها * ولا تكرم النفس التي لا تهينها
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كتب إلى أبو يعقوب البويطي
أن أصبر نفسي للغرباء، وأظنك خلقك لأهل حلقتك فإني لم أزل أسمع الشافعي
يقول، يكثر أن يتمثل بهذا البيت:
أهين لهم نفسي لكي يكرمونها * ولن تكرم النفس التي لا تهينها
304

أخبرنا أبو سعد الاستراباذي، أخبرنا علي بن محمد الطيني قال: قال أبو نعيم عبد
الملك بن محمد: قلت للربيع سمعت البويطي يقول: إنما خلق الله كل شئ بكن،
فإن كان كن مخلوقة فمخلوق خلق مخلوقا؟ قال: نعم.
أخبرنا العتيقي، حدثنا علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى
المصري، حدثنا أبي قال: يوسف بن يحيى أبو يعقوب البويطي كان من أصحاب
الشافعي، وكان متقشفا، حمل من مصر أيام الفتنة والمحنة بالقرآن إلى العراق، فأرادوه على الفتنة فامتنع، فسجن ببغداد وقيد وأقام مسجونا إلى أن توفي في السجن والقيد ببغداد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقد كتب عنه شئ يسير.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات
البويطي.
قلت: هذا القول في وفاته أصح، وقد ذكره هكذا غير واحد.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي.
وأنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، حدثنا موسى
ابن هارون قال: مات أبو يعقوب البويطي في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال
موسى: وشهدت جنازته، حبس في القرآن فلم يجب.
7614 - يوسف بن نفيس، البغدادي:
حدث عن عبد الملك بن هارون بن عنترة الفزاري. روى عنه أبو جعفر مطين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، وأخبرني الأزهري، حدثنا علي بن عبد
الرحمن البكائي - بالكوفة - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي،
حدثنا يوسف بن نفيس البغدادي، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن
جده عن علي قال: قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا اللهم صلي
على محمد وعلي آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على
محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم)) (1).
وفي حديث الأزهري ((كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)).
305

7615 - يوسف بن موسى بن راشد، أبو يعقوب القطان الكوفي:
كان أصله من الأهواز، ومتجره بالري، ثم سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن
عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وحكام بن سلم، ومهران بن أبي عمر، وسلمة بن
الفضل، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن الضريس، ووكيع، وأبي معاوية ومحمد بن
فضيل، وعبد الله بن نمير، وعبيد الله بن موسى، ويزيد بن هارون. روى عنه محمد
ابن إسماعيل البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن النسائي وقاسم بن زكريا
المطرز، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد، وجماعة آخرهم القاضي أبو
عبد الله المحاملي.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سئل - يعني أباه -
عن حديث رواه يوسف القطان عن عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رجلا كان يتعشق امرأة، فذهب ليواقعها
فصار معه مثل الهدبة، فنزلت: (أقم الصلاة طرفي النهار) (هود 114) فأنكره
جدا.
قلت: وهذا الحديث قد تابع يوسف على روايته هكذا أحمد بن حازم بن أبي
غرزة الغفاري فرواه عن عبيد الله بن موسى فسقطت العهدة فيه عن يوسف ولا نعلم
رواه عن ابن عيينة كذلك سوى عبيد الله. ورواه محمد بن أبي عمر العدني عن ابن
عيينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصف غير واحد من الأئمة يوسف بن موسى بالثقة، واحتج به البخاري في صحيحه.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي، حدثنا أبو سعيد السكري - عند أبي مسلم - قال: سمعت أبا عوانة
306

الرازي يسأل يحيى بن معين عن يوسف القطان فقال: صدوق اكتب عنه. قال أبو
سعيد: ورأيت يحيى بن معين كتب عن يوسف وكتبنا معه عنه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد
الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم
- وكتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: يوسف بن موسى رازي سكن بغداد ولا
بأس به.
أخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت في كتاب جدي:
مات يوسف بن موسى القطان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: مات يوسف بن موسى أبو يعقوب القطان أصله من الكوفة ومتجره
بالري ثم أقام ببغداد فمات يوم السبت بعد العصر لسبع عشرة ليلة خلت من صفر
سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكان يخضب بالحمرة.
7616 - يوسف بن عيسى، الطباع:
أخو إسحاق ومحمد وكان الأصغر. حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري.
روى عنه أبو العباس بن سابور الدقاق.
أخبرنا التنوخي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهاني، حدثنا أحمد بن
عبد الله بن سابور، حدثنا يوسف بن عيسى الطباع - ببغداد - حدثنا محمد بن عبد
الله الأنصاري، عن أبي عامر صالح بن رستم عن الزهري عن عروة عن عائشة. أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أولى معروفا فليكاف به، فإن لم يستطع فليشكر، فان لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره، ومن شبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور)) (1).
7617 - يوسف بن بحر بن عبد الرحمن، أبو القاسم التميمي:
بغداد سكن حمص وتولى قضاءها وحدث بها عن علي بن عاصم، ويزيد بن
307

هارون، وحجاج بن محمد، وأسود بن عامر، ومحمد بن مصعب القرقساني،
وسعيد بن مسلمة الأموي، وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، ومروان بن محمد
الطاطري. روى عنه يحيى بن صاعد، وعباس بن يوسف الشكلي، وعلي بن سراج
المصري، ومحمد بن المسيب الأرغباني، ومحمد بن سليمان أخو خيثمة الأطرابلسي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه بحمص.
أخبرنا البرقاني قال: رأيت بخط أبي الحسن الدارقطني مكتوبا: يوسف بن بحر
ليس بالقوي.
7618 - يوسف بن يعقوب، أبو بكر النجاحي:
سكن مكة وحدث بها عن سفيان بن عيينة. روى عنه القاضي المحاملي،
وإسماعيل بن العباس الوراق، وغيرهما وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد العسكري، حدثنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي - بتستر - حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب
المعروف بالبغدادي، حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة
قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبدا شكورا؟)) (1).
حدثنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو بكر يوسف بن يعقوب بغدادي يعرف
بالنجاحي سكن مكة.
7619 - يوسف بن يعقوب بن عبيد بن أبي موسى، يعرف بابن النهرتيري:
حدث عن محمد بن سابق. روى عنه محمد بن مخلد.
7620 - يوسف بن نوح بن مهران، أبو يعقوب النسائي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن الحسن بن شقيق. روى عنه ابن مخلد أيضا.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، حدثنا
محمد بن مخلد بن حفص، حدثنا يوسف بن نوح بن مهران النسائي - أبو يعقوب -
308

حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا خارجة عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه،
فيعتقه، ومن كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا)) (1).
7621 - يوسف بن محمد بن صاعد بن كاتب:
أخو أحمد ويحيى وكان الأكبر. سمع خلاد بن يحيى المكي، وسليمان بن حرب
الواشجي، والليث بن داود القيسي وسعيد بن سليمان الواسطي، وعبيد بن يعيش
الكوفي. روى عنه أخوه يحيى، وعبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، وعلي بن
إسحاق المادراني.
وقال الدارقطني: كان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة، حدثنا
علي بن إسحاق المادراني، حدثنا يوسف بن صاعد وأبو قلابة الرقاشي قالا: حدثنا
سليمان بن حرب، حدثنا شعبة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود
قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام حتى هممت بأمر سوء، قلت: وما هممت؟ قال: أن أجلس وأدعه. لفظ أبي قلابة.
قرأت في كتاب محمد بن موسى بن سهل البربهاري: مات يوسف بن صاعد
سنة سبع وستين ومائتين، وحدث مجلسا واحدا.
7622 - يوسف بن هارون بن زياد:
والد هارون بن يوسف المعروف بابن مقراض. سمع عبد الله بن الزبير الحميدي.
وذكره محمد بن مخلد في تاريخ وفاة شيوخه فقال: مات في رجب سنة سبعين
ومائتين. كذلك قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه.
7623 - يوسف بن الضحاك بن أبان بن زياد، أبو يعقوب مولى عمر بن عبد
العزيز:
سمع محمد بن سنان العوفي، وأبا سلمة التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي،
وسليمان بن حرب، وإسحاق بن عمر السليطي، ومحمد بن عون. روى عنه حمزة
ابن القاسم الهاشمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
309

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا
يوسف بن الضحاك، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد عن عاصم، عن
أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) (1).
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: أبو يعقوب يوسف بن الضحاك كان يتفقه على مذهب الكوفيين،
كتب الناس عنه. مات لأيام بقيت من صفر سنة تسع وسبعين.
7624 - يوسف بن موسى، العطار الحربي:
كان ينزل في مربعة الخرسي. وروى عن أحمد بن حنبل مسائل كثيرة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي وأثنى عليه ثناء
حسنا. وقال: كان يوسف هذا يهوديا أسلم على يدي أبي عبد الله أحمد بن حنبل
وهو حدث، فحسن إسلامه ولزم العلم، وأكثر من الكتاب ورحل في طلب العلم،
وسمع من قوم جلة، ولزم أبا عبد الله حتى كان ربما كان يتبرم به من كثرة لزومه إياه.
7625 - يوسف بن أحمد بن عبد الله، يعرف بابن كركا الخياط (1):
حدث عن أحمد بن يعقوب البصري. روى عنه عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع
الحافظ، حدثنا يوسف بن أحمد بن عبد الله بن كركا الخياط، حدثنا أحمد بن
يعقوب البصري، حدثنا هشيم - في رحبة عبيد الله بن المهدي - حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى أربع ركعات قبل صلاة المعصر غفر الله له مغفرة عزما)).
7626 - يوسف بن محمد بن أبي محمد بن يحيى بن المبارك، اليزيدي، أبو
يعقوب:
روى عن عمه إسماعيل بن أبي محمد اليزيدي كتابه في ((طبقات الشعراء)). رواه
عنه محمد بن العباس اليزيدي.
310

7627 - يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن حموك، أبو يعقوب القطان
المروروذي:
كان من أعيان محدثي خراسان، مشهورا بالطلب والرحلة في الحديث إلى الآفاق
البعيدة، وحدث عن إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأبي معمر الهذلي، وأحمد
ابن منيع، ومحمد بن موسى الحرشي، ونصر بن علي، وأبي كريب محمد بن العلاء،
وأبي مصعب الزهري، وأحمد بن صالح البصري، وعيسى بن حماد زغبة، والمسيب
ابن واضح، وكثير بن عبيد الحمصي، والمنذر بن الوليد الجارودي، وعمار بن الحسن
النسائي، وأبي حفص الفلاس، وإسحاق بن منصور الكوسج، وإسماعيل ابن بنت
السري، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز، ومحمد بن عبد الله بن عتاب، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى بن عبد الله القطان، حدثنا علي بن
حجر، حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما دخل
النبي صلى الله عليه وسلم مكة قال أهل مكة إن بأصحاب محمد جوعا وهزالا، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يهرولوا ليروهم أنهم ليسوا كذلك، وأنهم أقوياء، فكانوا يهرولون ثلاثة أشواط، ويمشون أربعا.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يوسف بن موسى المروروذي
مات في سنة ست وتسعين ومائتين.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: توفي يوسف بن موسى المروروذي بمروروذ
بعد منصرفه من الحجة الثانية سنة ست وتسعين ومائتين.
7628 - يوسف بن أحمد بن عبد الله، أبو يعقوب الصوفي البغدادي:
أظنه سكن بلاد خراسان وكان قد صحب ذا النون المصري، وحدث عن أحمد
ابن أبي الحواري الدمشقي. روى عنه محمد بن عبد الله الدامغاني، وإبراهيم بن
حماد الأبهري، وغيرهما.
311

أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي الهروي، أخبرنا أبو محمد
عبد الله بن اسفندياد الدامغاني - بها - قال: سمعت والدي قال: سمعت يوسف بن
أحمد البغدادي قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان
الداراني يقول لأحمد بن داود: يا ابن داود إن الناس كلهم قد عملوا على الرجاء فإن استطعت أنت وحدك تعمل على الخوف فاعمل.
7629 - يوسف بن يعقوب بن السكيت:
حدث عن أبيه، وعن محمد بن عمرو الحماني. روى عنه محمد بن عبد الملك
التاريخي.
7630 - يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو
محمد البصري، مولى آل جرير بن حازم الأزدي:
سمع مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن
كثير، ويحيى بن حبيب بن عربي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عبيد بن
حساب، ومسددا، وهدبة بن خالد، وأبا الربيع الزهراني، وكامل بن طلحة، وعبد الله
ابن محمد بن أسماء، وشيبان بن فروخ، و عبد الواحد بن غياث. سكن بغداد
وحدث بها. فروى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن
قانع، وإسماعيل بن علي الخطي، ودعلج بن أحمد، وأبو بكر الشافعي، وأبو محمد
ابن ماسي، وغيرهم.
وكان ثقة. وكان قد ولى القضاء بالبصرة في سنة ست وسبعين ومائتين، وضم إليه
قضاء واسط، ثم أضيف إلى ذلك قضاء الجانب الشرقي من بغداد.
فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: وخلع على أبي محمد يوسف بن يعقوب وولى القضاء بين أهل الجانب الشرقي
إلى ما كان يتولاه من قضاء واسط والبصرة، وجلس في مسجد الجامع سنة ثلاثة
وثمانين ومائتين، فأحمدت مذاهبه، وحسن حكمه، واستقامت طريقته، وكثر الشاكر
له.
وأخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: يوسف بن يعقوب بن
312

إسماعيل بن حماد بن زيد كان رجلا صالح عفيفا خيرا، حسن العلم بصناعة
القضاء شديدا في الحكم، لا يراقب فيه أحدا. وكانت له هيبة ورياسة، وحمل الناس
عنه حديثا كثيرا، وكان ثقة أمينا.
وأخبرنا التنوخي، أخبرني أبي قال: حدثني أبي قال: سمعت القاضي أبا عمر
ومحمد بن يوسف قال: قدم خادم من وجوه خدم المعتضد بالله إلى أبي في حكم،
فجاء فارتفع في المجلس، فأمره الحاجب بموازاة خصمه، فلم يفعل - إدلالا بعظم
مجلسه من الدولة - فصاح أبي عليه وقال: قفاه، أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع؟ يا
غلام! عمرو بن أبي عمرو النخاس الساعة يقدم إليه، ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى
أمير المؤمنين، ثم قال لحاجبه خذ بيده وسو بينه وبين خصمه، فأخذ كرها وأجلس
مع خصمه. فلما انقضى الحكم انصرف الخادم فحدث المعتضد بالحديث - وبكى بين
يديه - فصاح عليه المعتضد وقال: لو باعك لأجزت بيعه، وما رددتك إلى ملكي
أبدا، وليس خصوصك لي يزيل مرتبة الحكم، فإنه عمود السلطان، وقوام
الأديان.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي، أخبرنا أحمد بن محمد بن
عمران، حدثنا أبو محمد بن السكري قال: حدثني بعض أصحابي أنه دخل مع أبي
بكر بن أبي الدنيا إلى القاضي يوسف بن يعقوب، فسأل القاضي عن قوته؟ فقال
القاضي أجدني كنا قال سيبويه:
لا ينفع الهليون والطريفل * انخرق الأعلى وجار الأسفل
ونحن في جد وأنت تهزل
فكيف تجدك أنت يا أبا بكر أصلحك الله؟ فقال:
أراني في انتقاص كل يوم * ولا يبقى مع النقصان شي
طوى العصران ما نشراه مني * فأخلق جدتي نشر وطي
قال: مولدهما جميعا في سنة ثمان وثمانين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سنة سبع
وتسعين ومائتين في يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان منها مات يوسف بن
313

يعقوب القاضي. وكان مصروفا عن القضاء وكان ضعيف الفقه غير مطعون عليه في
الحديث، ولم يغير شيبه. ومولده في سنة ثمان ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو
محمد يوسف بن يعقوب القاضي يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع
وتسعين ومائتين.
7631 - يوسف بن الحكم بن سعيد، أبو علي الضبي الخياط (1) المعروف
بدبيس:
حدث عن بشر بن الوليد، والربيع بن ثعلب، ومحمد بن بشير القاضي، وعمر بن
إسماعيل بن مجالد، ومحمد بن خالد الختلي، وعبد الله بن محمد بن أبان الكوفي،
وداود بن حماد بن فرافصه البلخي، والحسين بن حريث المروزي. روى عنه أحمد بن
كامل القاضي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن عمر الجعابي، وأبو بكر
الشافعي وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وعلي بن هارون الحربي، وأبو القاسم
الطبراني.
وقال الدارقطني: هو صدوق.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا علي بن هارون السمسار الحربي، حدثنا
أبو علي يوسف بن إسحاق بن سعيد دبيس، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا محمد بن
زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد
الطبراني، حدثنا يوسف بن الحكم الضبي الخياط البغدادي، حدثنا داود بن حماد بن
فرافصه قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة تسع وتسعين ومائتين فيها
مات أبو علي الخياط يوسف بن الحكم بن سعيد مولى بني هاشم المعروف بدبيس،
يوم السبت لست بقين من شوال.
314

7632 - يوسف بن محمد بن عيسى، البغدادي:
حدث عن عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي، وأحمد بن منيع البغوي. روى عنه
الفضل بن عبيد الله الهاشمي ساكن بيت المقدس.
7633 - يوسف بن إسماعيل، الأصم البغدادي:
حدث عن محمد بن صدران البصري. روى عنه سليمان الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني، أخبرنا يوسف بن إسماعيل الأصم البغدادي، حدثنا محمد بن صدران
السليمي، حدثنا معتمر بن سليمان عن الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عمل أحب إلى الله من عمل في عشر ذي الحجة، إلا رجل يخرج بماله ونفسه ثم لا يرجع)) (1).
قال سليمان: لم يروه عن أبي حريز إلا فضيل، تفرد به معتمر.
7634 - يوسف بن خالد بن عبدة، الضرير:
من أهل البصرة نزل الأنبار وحدث بها عن بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان.
روى عنه الطبراني أيضا.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا يوسف بن خالد بن
عبده الضرير البصري - بالأنبار - حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر بن سعد السمان،
حدثنا أشعث بن أشعث الشعراني - في الأزد - قال: حدثنا عمران القطان عن سليمان
التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المسلم ليصلي وخطاياه موضوعة على رأسه، فكلما سجد تحاتت، فيفرغ حين يفرغ من صلاته وقد تحاتت خطاياه)) (1).
قال سليمان (الطبراني) (2) لم يروه عن سليمان إلا عمران ولا عن عمران إلا
أشعث بن أشعث. تفرد به بشر.
315

7635 - يوسف بن جعفر بن علي، أبو يعقوب الخوارزمي (1):
حدث عن نوح بن حبيب القومسي. روى عنه عبد الله بن علي الجرجاني. وذكر
أنه سمع منه بسر من رأي.
7636 - يوسف بن يعقوب، أبو محمد السمسار:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي
- وأنا أسمع - قال: ويوسف بن يعقوب أبو محمد السمسار توفي يوم الاثنين ليومين
خلوا من شهر رمضان سنة ثلاثمائة، كتب الناس عنه حديثا صالحا، كان حسن
الحديث قريب الأمر. ومنزله بالقرب منا في شارع أبي الورد مما ما يلي السبخة.
7637 - يوسف بن محمد، أبو يعقوب العطار الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الحميد بن بيان، وشعيب بن أيوب الصريفيني.
روي عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد
الخرقي قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد العطار الواسطي - قدم علينا -
حدثنا عبد الحميد بن بيان، أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا)) (1).
7638 - يوسف بن الحسين بن علي، أبو يعقوب الرازي:
من مشايخ الصوفية. كان كثير الأسفار، وصحب ذا النون المصري وحكي عنه،
وسمع أحمد بن حنبل، وورد بغداد. فسمع منه بها أحمد بن سلمان النجاد.
أخبرني الخلال قال: حدثني عبد الواحد بن علي، حدثنا أحمد بن سلمان قال:
سمعت يوسف بن الحسين قال: سمعت ذا النون المصري قال: من جهل قدره هتك
ستره.
316

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن الحسن المقرئ النقاش قال:
سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: من جهل قدره
هتك ستره.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو علي محمد بن الحسن بن حمزة
الصوفي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد القرشي - بالري - حدثنا يوسف بن الحسين
الرازي قال: قلت لأحمد بن حنبل حدثني، فقال ما تصنع بالحديث يا صوفي؟ فقلت:
لابد حدثني، فقال: حدثنا مروان الفزاري عن هلال أبي العلاء - كذا قال الماليني وإنما هو أبو المعلي - عن أنس قال: أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائران فقدم إليه أحدهما، فلما أصبح قال: ((عندكم من غداء؟)) فقدم إليه الأخر فقال: ((من أين ذا؟)) فقال بلال خبأته لك يا رسول الله. فقال: ((يا بلال لا تخف من ذي العرش إقلالا، إن الله يأتي برزق كل غد)) (1).
ثم أخبرناه أبو الطيب محمد بن أحمد بن موسى بن أحمد الشروطي - بالري من
كتابه - حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان المؤدب، حدثنا يوسف بن الحسين، حدثنا
أحمد بن حنبل، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن أبي هلال الراسبي، عن أنس
ابن مالك قال: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ثلاثة، فأكل طيرا، واستخبأ خادمه طيرين، فلما أصبح قدم خادمه إليه الطيرين فقال: ((ما هذان)) قال: طيران استخبأتهما لك يا رسول الله. قال: ((ألم أنهك أن تدخر شيئا لغد، إن الله تعالى يأتي برزق كل غد)).
قلت: كذا قال عن أبي هلال الراسبي وهو خطأ لا شك فيه، والأول أصح.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد الرازي، حدثنا أبي،
حدثني أبو يعقوب يوسف بن الحسين بن علي الصوفي الرازي، حدثنا أحمد بن
حنبل، حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا هلال بن سويد - أبو المعلى - عن أنس
بنحوه. قال تمام: ليس عنده عن أحمد بن حنبل غيره.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا مروان بن معاوية، أخبرني هلال بن سويد
317

أبو معلى قال: سمعت أنس بن مالك وهو يقول: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر، وساق الحديث.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الفضل الهاشمي - بالري - حدثنا أحمد بن
فارس بن زكريا قال: سمعت أبي يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: كنت أيام
السياحة في أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوب عليها:
سر في بلاد الله سياحا * وابك على نفسك نواحا
وامش بنور الله في أرضه * كفى بنور الله مصباحا
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبد الله النيسابوري يقول: سمعت أحمد بن محمد بن جعفر القطان المذكر يقول:
سمعت أبا علي محمد بن الحسين الحافظ يقول: سمعت فارسا الدينوري يقول:
رأيت ليوسف بن الحسين الرازي مخلاة مكتوب عليها:
لا يومك ينساك * ولا رزقك يعدوك
ومن يطمع في الناس * يكن للناس مملوك
فليكن سعيك لل - * - ه فإن الله يكفيك
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن الحسن النقاش قال: سمعت
يوسف بن الحسين - بالري - قال: قيل لذي النون المصري: ما بال الحكمة لها حلاوة
من أفواه الحكماء؟ قال: لقرب عهدها بالرب عز وجل.
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي - بدمشق - أخبرنا أبو طالب عقيل بن
عبيد الله بن أحمد بن عبدان السمسار، أخبرنا أبو أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي قال: سمعت يوسف بن الحسين الرازي الصوفي يقول: قيل
لي إن ذا النون المصري يعرف اسم الله الأعظم، فدخلت مصر فذهبت إليه، فبصرني
وأنا طويل اللحية، ومعي ركوة طويلة، فاستشنع منظري ولم يلتفت إلي، قال أبو
الحسن محمد بن عبد الله: وكان يوسف يقال إنه أعلم أهل زمانه بالكلام وعلم
الصوفية، فلما كان بعد أيام جاء إلى ذي النون رجل صاحب كلام، فناظر ذا النون
فلم يقم ذو النون بالحجج عليه. قال: فاجتذبته إلي وناظرته فقطعته، فعرف ذو النون مكاني فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب وقال: أعذرني فلم
أعرفك، فعذرته وخدمته سنة واحده، فلما كان على رأس السنة قلت له: يا أستاذ
318

إني قد خدمتك وقد وجب حقي عليك، وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم، وقد
عرفتني ولا تجد له موضعا مثلي، فأحب أن تعلمني إياه، قال: فسكت عني ذو النون
ولم يجبني، وكأنه أومأ إلى أنه يخبرني. قال: فتركني بعد ذلك ستة أشهر، ثم أخرج
إلى من بيته طبقا ومكبة مشدودا في منديل، وكان ذو النون يسكن في الجيزة. فقال:
تعرف فلانا صديقنا من الفسطاط؟ قلت: نعم قال: فأحب أن تؤدي هذا إليه. قال:
فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشي طول الطريق وانا متفكر فيه، مثل ذي
النون يوجه إلى فلان بهدية ترى أيش هي قال: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر فحللت
المنديل وشلت المكبة، فإذا فأرة قفزت من الطبق ومرت، قال: فاغتظت غيظا شديدا! وقلت: ذو النون يسخر بي ويوجه مع مثلي فأرة إلى فلان، فرجعت على ذلك الغيظ. فلما رآني عرف ما في وجهي. قال: يا أحمق إنما جربناك ائتمنتك على فأرة فخنتني، أفأئتمنك على اسم الله الأعظم؟ وقال: مر عني فلا أراك شيئا آخر.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت أبا
حاتم محمد بن أحمد بن يحيى السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول:
حكى لي بعض إخواني عن أبي الحسين الدراج قال: قصدت يوسف بن الحسين
الرازي من بغداد، فلما دخلت الري سألت عن منزله، فكل من أسأل عنه يقول لي
إيش تفعل بذاك الزنديق؟ فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف، فبت تلك
الليلة في مسجد ثم قلت جئت هذا البلد فلا أقل من زيارة، فلم أزل اسأل عنه حتى
وقعت إلى مسجده وهو قاعد في المحراب وبين يديه رجل عليه مصحف يقرا، وإذا
هو شيخ بهي حسن الوجه واللحية. فدنوت وسلمت، فرد السلام، وقال: من أين؟
فقلت: من بغداد قصدت زيارة الشيخ. فقال: لو أن في بعض البلدان قال لك إنسان
أقم عندي حتى اشترى لك دارا وجارية أكان يمنعك عن زيارتي؟ فقلت: يا سيدي ما
امتحنني الله بشئ من ذاك، ولو كان لا أدري كيف كنت أكون؟ فقال: تحسن أن
تقول شيئا؟ فقلت: نعم! وقلت:
رأيتك تبني دائبا في قطيعتي * ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني
فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبه حتى رحمته من كثرة بكائه،
ثم قال لي: يا بني تلوم أهل الري على قولهم يوسف بن الحسين زنديق، ومن وقت
الصلاة هو ذا اقرأ القرآن لم يقطر من عيني قطرة، وقد قامت علي القيامة بهذا البيت.
319

أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن علي الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال:
سمعت عبد الله بن عطاء يقول: كان مرحوم الرازي يتكلم في يوسف بن الحسين،
فاتبعته ليلة وهو يبكي فقيل له: مالك؟ قال: رأيت كتابا نزل من السماء، فلما قرب من الخلق إذا فيه مكتوب بخط جليل: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه، فجاء إليه واعتذر.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه قال:
سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم بن ثابت البغدادي يقول: سمعت أبا عبد الله
الخنقاباذي يقول: حضرنا يوسف بن الحسين الرازي وهو يجود بنفسه، فقيل له: يا أبا يعقوب قل شيئا. فقال: اللهم إني نصحت خلقك ظاهرا، وغششت نفسي باطنا،
فهب لي غشي لنفسي لنصحي لخلقك، ثم خرجت روحه.
أخبرنا إسماعيل الحيري وأحمد بن علي بن التوزي - قال الحيري: أخبرنا وقال
أحمد: حدثنا - محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد الله بن عطاء يقول:
مات يوسف بن الحسين سنة أربع وثلاثمائة. حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي،
حدثنا محمد بن أحمد المفيد - بجرجرايا - قال: سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم
الرازي إمام المسجد الحرام يقول: حكى لي أبو خلف الوزان عن يوسف بن الحسين
الرازي انه رؤي النوم، فقيل له ماذا فعل الله بك؟ قال: غفر لي ورحمني. فقيل:
بماذا؟ قال: بكلمة أو بكلمات قلتها عند الموت قلت: اللهم إني نصحت الناس قولا، وخنت نفسي فعلا، فهب خيانة فعلى لنصيحة قولي.
7639 - يوسف بن موسى بن إسحاق، الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن هارون بن سليمان الأصبهاني. روى عنه محمد بن
جعفر الوراق غندر.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا غندر البغدادي - وهو محمد بن جعفر بن الحسين
الوراق - حدثنا يوسف بن موسى بن إسحاق الأصبهاني، حدثنا هارون بن سليمان،
حدثنا عبد الله بن داود الواسطي، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية عن كرز بن
وبرة عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عمر قال: لعنت القدرية على لسان سبعين
نبيا منهم نبينا صلى الله عليه وسلم، قال لي أبو نعيم: حدث يوسف ببغداد.
320

7640 - يوسف بن يعقوب بن مهران، أبو عيسى الفقيه الأنماطي:
حدث عن محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي، وداود بن علي الأصبهاني. روى
عنه الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي، ومحمد بن المظفر، والقاضي علي بن الحسن
الجراحي.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الخفاف، أخبرنا محمد بن مظفر
الحافظ، حدثنا يوسف بن يعقوب بن مهران الفقيه، حدثنا محمد بن عثمان بن
كرامة، حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن سعد بن عبيدة عن أبي
عبد الرحمن قال: سمعت عليا - وهو يخطب على المنبر - فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس أيما عبد أو أمة زنا أقيموا عليه الحد، وإن كان قد أحصن فاجلدوه فإن خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأرسلني إليه لأضربها فوجدتها حديث عهد بنفاسها، فخفت إذا أنا ضربتها أن أقتلها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنها حديثة العهد بنفاسها وخفت إذا أنا ضربتها أن أقتلها فودعتها حتى تماثل وتشتد. قال: ((أحسنت)).
7641 - يوسف بن يعقوب بن الحسن، أبو بكر المقرئ الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن خالد بن عبد الله المزني. روى عنه أبو عمرو
ابن السماك وقال: حدثنا ببغداد في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن يوسف بن يعقوب المقرئ
مات بواسط في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
7642 - يوسف بن يعقوب بن يوسف، أبو عمرو النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن بكار بن الريان، وأبي بكر بن أبي شيبة،
ونصر بن علي الجهضمي وأحمد بن عبدة، وأبي يزيد عمرو بن يزيد الجرمي، وعبد
الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وعمرو بن علي الفلاس. روى عنه أبو
الحسن بن لؤلؤ الوراق وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن
شاهين، والمعافى بن زكريا، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وغيرهم. وكان
ضعيفا.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال:
321

سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت في رحلتي في أقطار الأرض نيسابوريا يكذب
غير أبي عمرو النيسابوري.
حدثني الصوري قال: رأى أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ معي تاريخ أبو
بكر بن أبي شيبة من رواية أبي عمرو النيسابوري عنه فقال: بهذا الكتاب سقط أبو
عمرو، كان يروي عن عمرو بن علي ونحوه، فوثب إلى الرواية عن أبي بكر بن أبي
شيبة - أو كما قال -.
سألت البرقاني عن أبي عمرو النيسابوري فقال: لا يسوى شيئا.
أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال: قال لنا أحمد بن
محمد بن عمران الجندي: مات أبو عمرو النيسابوري سنة إحدى - أو اثنتين -
وعشرين وثلاثمائة، شك ابن الجندي.
7643 - يوسف بن محمد بن علي، أبو يعقوب المؤدب:
حدث عن الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي، والحسن بن أحمد
ابن سليمان السراج. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج حديثين منكرين، ذكر أنه
سمعهما منه في جامع الرصافة، وروى عنه أيضا أبو الحسن بن الحجاج الوراق.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا أحمد بن الفرج بن منصور
الوراق، أخبرنا يوسف بن محمد بن علي المكتب - سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة -
حدثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السراج، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا علي
ابن هاشم بن البريد عن أبيه، عن أبي سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال:
دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليا. وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم
القيامة)) (1).
7644 - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو
بكر الأزرق التنوخي الكاتب:
سمع جده إسحاق بن البهلول الأنباري، ومحمد بن عمرو بن جناب الحمصي،
322

والزبير بن بكار، والحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، وأبا عتبة أحمد بن الفرج،
وبشر بن مطر الواسطي، وجعفر بن محمد بن فضيل الراسبي، ويعقوب بن شيبة.
روى عنه محمد بن المظفر، والقاضي أبو الحسن الجراحي، والدار قطني، وابن شاهين،
وجماعة غيرهم. وحدثنا عنه أبو الحسين بن المتيم وهو آخر من روى عنه.
وكان ثقة.
أخبرنا التنوخي عن أحمد بن يوسف الأزرق قال: قال لي أبي: ولدت بالأنبار في
رجب سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال: وقال لي أبي: لو شئت أن أقول في جميع
حديث جدي أني سمعته منه لقلت، واعلم أنني فرقت في سنة سبع وأربعين ومائتين
ولي تسع سنين بين أن كتبت في كتابي، وقلت في كتابي قرأ علي جدي وقرأت على
جدي. قال ابن الأزرق: وكان أبي قد كتب لغة ونحوا وأخبارا عن أبي عكرمة الضبي
صاحب المفضل، وحمل عن عم ربن شبة من هذه العلوم فأكثر، وعن الزبير بن بكار،
وعن ثعلبة. وكان كتب عن أحمد بن بديل اليامي، وعباس بن يزيد البحراني فضاع
كتابه عنهما، فلم يحدث عنهما بشئ. قال ابن الأزرق: وسمعت أبي يقول: خرج
عن يدي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة نيف وخمسون ألف دينار في أبواب البر.
قال: وكان بعد ذلك يجري على رسمه في الصدقة.
قال لي التنوخي: كان يوسف بن يعقوب أزرق العين، وكان كاتبا جليلا قديم
التصرف مع السلطان عفيفا فيما تصرف فيه. وكان عريض النعمة متخشنا في دينه،
كثير الصدقة أمارا بالمعروف.
حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا علي بن عمرو الحريري قال: توفي أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول في يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذي الحجة
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهكذا حدثني التنوخي عن أحمد بن يوسف الأزرق
إلا أنه لم يقل يوم الثلاثاء قال: ودفناه إلى جنب قبر أبيه يعقوب بن إسحاق بن مقابر باب الكوفة.
قال لي التنوخي: قال لنا أبو الحسن بن الأزرق: ومات أبي وله اثنتان وتسعون
سنة.
7645 - يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو عبيد الله المرزباني.
323

7646 - يوسف بن عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن
إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو نصر الأزدي:
ولي القضاء بمدينة السلام في حياة أبيه وبعد وفاته.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما كان في المحرم سنة
سبع وعشرين وثلاثمائة خرج الراضي إلى الموصل وأخرج معه قاضي القضاة، وأبا
الحسين - يعني عمر بن محمد بن يوسف - وأمره أن يستخلف على مدينة السلام
بأسرها - أبا نصر بن يوسف بن عمر لما علم أنه لا أحد بعد أبيه يجاريه ولا إنسان
يساويه. فجلس في يوم الثلاثاء لخمس بقين من المحرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة في
جامع الرصافة، وقرأ عهده بذلك وحكم، فتبين للناس من أمره ما بهر عقولهم،
ومضى في الحكم على سبيل معروفة له ولسلفيه، وما زال أبو نصر يخلف أباه على
القضاء بالحضرة من الوقت الذي ذكرنا إلى أن توفي قاضي القضاة في يوم الخميس
لثلاث عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وصلى عليه ابنه أبو
نصر، ودفن إلى جنب أبي عمر محمد بن يوسف في دار إلى جنب داره فلما كان في
يوم الخميس لخمس بقين من شعبان خلع الراضي علي أبي نصر يوسف بن عمر بن
محمد بن يوسف وقلده قضاء الحضرة بأسرها الجانب الشرقي والغربي المدينة
والكرخ، وقطعه من أعمال السواد، وخلع عليه وعلى أخيه أبي محمد الحسين بن
عمر لقضاء أكثر السواد والبصرة وواسط. قال طلحة: وما زال أبو نصر منذ نشأ فتى
نبيلا، فطنا جميلا، عفيفا، متوسطا في علمه بالفقه، حاذقا بصناعة القضاء، بارعا في
الأدب والكتابة، حسن الفصاحة واسع العلم باللغة والشعر، تام الهيبة. اقتدر على
أمره بالنزاهة والتصون والعفة حتى وصفه الناس من ذلك بما لم يوصفوا به أباه وجده مع حداثة سنه، وقرب ميلاده من رياسته، ولا نعلم قاضيا تقلد هذا البلد أعرق في
القضاء منه، ومن أخيه الحسين، لأنه يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب
وكل هؤلاء تقلدوا الحضرة غير يعقوب، فإنه كان قاضيا على مدينة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تقلد فارس ومات بها. وما زال أبو نصر واليا على بغداد بأسرها إلى صفر من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فإن الراضي صرفه عن مدينة المنصور بأخيه الحسين وأقره على الجانب الشرقي والكرخ، ومات الراضي في هذه السنة.
324

قلت: وصرف أبو نصر بعد وفاة الراضي عن عمله على القضاء ببغداد وولي ذلك
محمد بن عيسى المعروف بابن أبي موسى الضرير.
حدثني التنوخي قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد بن علي البتي قال: أنشدنا أبو نصر
يوسف بن عمر بن محمد القاضي لنفسه:
يا محنة الله كفى * إن لم تكفي فخفي
ما آن أن ترحمينا * من طول هذا التشفي
ذهبت أطلب بختي * فقيل لي قد توفى
ثور ينال الثريا * وعالم متخفي
الحمد لله شكرا * على نقاوة حرفي
حدثني هلال بن المحسن قال: مات القاضي أبو نصر يوسف بن عمر بن محمد
ابن يوسف يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاثمائة،
وكان مولده سنة خمس وثلاثمائة.
7647 - يوسف بن جعفر بن أحمد، أبو القاسم الحرقي:
حدث عن محمد بن سهل العطار، حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ.
أخبرنا أبو نعيم، حدثنا يوسف بن جعفر بن أحمد الحرقي - ببغداد - حدثنا محمد
ابن سهل العطار - حدثنا القاسم بن محمد السلاماني، حدثنا يحيى بن سليمان
الجعفي، حدثنا يحيى بن سليمان الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن محمد بن
واسع، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كتم علما علمه الله جيء به يوم القيامة ملجما بلجام من نار)) (1).
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي يوسف الحرقي في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة،
وكان شيخا صالحا ثقة مستورا.
7648 - يوسف بن يعقوب بن إسحاق، أبو يعقوب الأنصاري البلخي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي ذر أحمد بن عبد الله الترمذي. حدثني عنه
محمد بن عمر بن بكير المقرئ.
أخبرني ابن بكير، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسحاق الأنصاري
325

البلخي - قدم علينا حاجا وسمعنا منه في سوق يحيى في المحرم من سنة أربع وستين
وثلاثمائة - حدثنا أبو ذر أحمد بن عبد الله الترمذي، حدثنا أبو موسى - يعني محمد
ابن المثنى - حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا سليمان بن سفيان، حدثني بلال بن يحيى
ابن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: ((اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلام والاسلام، ربي وربك الله (1))).
7649 - يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن
عبد الله بن هشام بن العاص بن وائل، أبو يعقوب السهمي القزاز (1):
من أهل جرجان. قدم بغداد وحدث بها عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد
بن عدي الجرجاني، وعبد الله بن محمد بن مسلم الأسفراييني، وسعيد بن جمعة
الروياني، وعلي بن إسحاق الموصلي، وغيرهم. حدثنا عنه القاضي أبو العلاء
الواسطي، وعبد الله بن أبي الحسين بن بشران، وكان ثقة.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أخبرنا أبو
يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم القزاز الجرجاني - قدم علينا - حدثنا أبو نعيم بن عدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطلقي، حدثنا عفان بن سيار الجرجاني عن عبد الحكم عن أنس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما المؤمن الذي نفسه منه في عناء والناس منه في راحة)).
7650 - يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القواس:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأحمد بن
إسحاق بن البهلول، وأحمد وجعفر ابني محمد بن المغلس، وهاشم بن القاسم
الهاشمي، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وسعد
ابن محمد أخا زبير الحافظ، ويعقوب بن إبراهيم المعروف بالجراب، ومحمد بن عبد
الله بن علان الخزاز، ومحمد بن منصور الشيعي، وخلقا كثيرا من أمثالهم. حدثنا عنه
الخلال، والعتيقي، والتنوخي وعبد العزيز الأزجي، ومحمد بن علي بن الفتح، وتمام
ابن محمد الخطيب، وجماعة غيرهم. وكان ثقة صالحا صادقا زاهدا.
326

حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي قال: سألت يوسف القواس عن مولده. فقال:
مولدي سنة ثلاثمائة.
حدثني أبو محمد الخلال قال: سمعت يوسف القواس يقول: ولدت في أول يوم
من ذي الحجة سنة ثلاثمائة.
أخبرنا التنوخي قال: قال لي يوسف القواس: ولدت سنة ثلاثمائة في ذي الحجة.
وأول سماعي سنة ست عشرة من البغوي وغيره.
أخبرنا العتيقي - من حفظه - قال: سمعت يوسف بن عمر القواس يقول: كنت
أمشي مع أبي في الحذائين، فرآني رجل شيخ في دكان فقال لي: تعال يا فتى أنت
صاحب حديث؟ فقلت: نعم فقال لي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا رأيت
الإنسان يعدو فاعلم أنه مجنون أو صاحب حديث.
سمعت أبا الفتح محمد بن أحمد بن محمد المصري يقول: رأيت في كتاب أبي
الحسين بن جميع أحاديث قد كتبها عن القاضي المحاملي في سنة ثمان
وعشرين وثلاثمائة وبعدها أحاديث قد كتبها عن يوسف بن عمر القواس في ذلك
الوقت.
حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ قال: قال لي
يوسف بن عمر القواس: حضرت مجلس القاضي المحاملي، وكان له أربعة مستملين
يستملون عليه وكنت لا أكتب في مجلس الإملاء إلا ما أسمعه من لفظ المحدث،
فقمت قائما لأني كنت بعيدا من المحاملي بحيث لا أسمع لفظه، فلما رآني الناس
أفرجوا لي وأجازوني حتى جلست مع المحاملي على السرير، فلما كان من الغد
جاءني رجل فسلم علي وقال لي: أسألك أن تجعلني في حل. فقلت له: مماذا؟ قال:
رأيتك أمس قمت في المجلس وتخطيت رقاب الناس. فقلت في نفسي إنك قصدت
القيام لتخطئ رقاب الناس لا سماع الحديث فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لي: من أراد سماع الحديث كأنه يسمعه مني فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس أو كما قال.
سمعت علي بن محمد بن الحسن السمسار يقول: ما أتيت يوسف بن عمر
القواس قط إلا وجدته يصلي. سمعت البرقاني والأزهري ذكر أبي الفتح القواس.
فقالا: كان من الأبدال وقال لنا الأزهري: كان أبو الفتح مجاب الدعوة.
327

كتب إلى أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يذكر أنه سمع أبا الحسن
الدارقطني يقول: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي.
حدثني تمام بن محمد الهاشمي ومحمد بن علي بن الفتح وغيرهما أنهم سمعوا
أبا الفتح يوسف القواس يذكر أنه وجد في كتبه جزءا له فيه فضائل معاوية وقد
قرضته الفأرة، فدعا الله تعالى على الفأرة التي قرضته فسقطت من السقف. ولم تزل تضطرب حتى ماتت، فحدثني عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال: حدثني أبو
الحسن بن حميد قال: سمعت أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول: كنت عند أبي
الفتح القواس وقد أخرج جزءا من كتبه فوجد فيه قرض الفأر فدعا الله على الفأرة التي قرضته، فسقطت من سقف البيت فأره ولم تزل تضطرب حتى ماتت.
سمعت الأزهري يقول: كان يوسف القواس عدلا ثقة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وثمانين وثلاثمائة فيها توفي الشيخ الصالح أبو
الفتح القواس يوم الجمعة لسبع بقين من شهر ربيع الآخر وصليت عليه في جامع
الرصافة وحمل إلى قبر أحمد بن حنبل، وكان مستجاب الدعوة ثقة مأمونا، ما رأيت
في معناه مثله وكان يشار إليه في الخير والصلاح في وقته. 7651 - يوسف بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الخطيب البغدادي:
حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. روى عنه عمر بن
عبد الله بن جعفر الرقي.
7652 - يوسف بن أحمد بن محمد، أبو القاسم التمار (1) البغدادي. نزل
الرقة:
فحدثني عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى الرقي الفقيه قال: كان يوسف بن
أحمد بالرقة يعرف بالبناء. قال: وولى وساطة الحكم بالبلد سنين، وكان شاهدا
بالرقة. وحدثنا عن البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وحدثنا عن أحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي، مجلسا واحدا، وعن الباقين شيئا كثيرا، وحدثنا عن أبي بكر النيسابوري، والمحاملي، ومن بعدهما. وكانت أصوله جيادا وكان ثقة.
وسمعت منه في سني أربع، وخمس، وست وثمانين وثلاثمائة، ومات قبل التسعين
فيما أحسب.
328

7653 - يوسف بن محمد بن الطيب، أبو يعقوب:
حدث عن جعفر بن محمد بن الحكم المؤدب.
حدثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي وقال: كان جارنا.
7654 - يوسف بن رباح بن علي بن موسى بن رباح بن عيسى بن رباح، أبو
محمد الشاهد البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس المصري، وعلي
ابن الحسين بن بندار الأذني، ومحمد بن العوام السيرافي صاحب أبي خليفة الجمحي،
وطاهر بن لبوة البصري، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي وعلي بن عمر السكري،
وأبي حفص الكتاني المقرئ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي طاهر المخلص، وأبن أخي
ميمي. كتبنا عنه وكان سماعه صحيحا. ويقال: إنه كان معتزليا وأقام ببغداد، ثم
خرج إلى الأهواز، فولى القضاء ومات بها، وبلغتنا وفاته في شعبان من سنة أربعين
وأربعمائة.
7655 - يوسف بن هلال بن ببه، أبو منصور صاحب التميميين:
كان يهوديا فأسلم وهو حدث على يد أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز
التميمي، وصحبه وصحب أهله من بعده وتسمى محمدا. وسمع الحديث من عيسى
ابن علي الوزير، وأبي طاهر المخلص، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي. كتبت عنه
وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا أبو منصور بن ببه، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي، حدثنا
ابن منيع، حدثنا عبد الله القواريري، حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت خبابا وقد التوى سبعا (1) في بطنه فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعوا بالموت لدعوت به.
سألت عن مولده فقال: في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رجب سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
بلغتنا وفاته ونحن بدمشق.
329

ذكر من اسمه يزيد
7656 - يزيد بن شريك بن طارق، التيمي - تيم الرباب - وهو والد إبراهيم
التيمي:
روى عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبي ذر، وحذيفة بن اليمان.
حدث عنه ابنه إبراهيم، وجواب التيمي، والحكم بن عتيبة، وكان ثقة يسكن الكوفة
وورد المدائن في حياة حذيفة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
محمد بن أحمد بن النضر، حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأعمش،
عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: رأيت حذيفة بالمدائن يعدو بين الهدفين في قميص.
7657 - يزيد بن عياض بن الجعدية، أبو الحكم الليثي من أنفسهم:
حجازي انتقل البصرة فسكنها وقدم بغداد. وحدث بها عن عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وأبي الزبير المكي، ومحمد بن المنكدر، وابن
شهاب الزهري. روى عنه يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، والهيثم بن جميل،
وعبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا
الفضل - وهو ابن يعقوب الرخامي - حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا يزيد بن عياض،
330

عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله - وهو ابن عمرو - قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم)) (1).
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد
العزيز بن عمران، حدثنا أبو زيد عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة، حدثني ابن القاسم قال: سألت مالكا عن سمعان قال: كذاب. قال: قلت: فيزيد بن عياض؟ قال:
أكذب وأكذب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى أبو عميس
عن ابن جعدية وهو يزيد بن عياض بن جعدية وكان ببغداد. وقال عباس: سمعت
يحيى يقول: يزيد بن عياض بن جعدية ضعيف.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيى بن معين: يزيد بن عياض بن جعدية هو أخو أنس بن عياض؟ قال: لا! قلت فما تقول في يزيد بن
عياض؟ فضعفه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته - يعني يحيى
ابن معين - عن يزيد بن عياض بن جعدية قال: ليس بشئ.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن التميمي - بدمشق - أخبرنا القاضي أبو
بكر يوسف بن القاسم الميانجي، حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: وسألته - يعني يحيى بن معين - عن يزيد بن عياض الجعدي فقال: ليس بشئ.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
سليمان بن محمد المصري، حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى
ابن معين يقول: يزيد بن عياض بن جعدية ليس بشئ، ولا يكتب حديثه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا يزيد
ابن الهيثم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يزيد بن عياض كان يكذب.
331

أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان: قال وجدت في كتاب أبي - بخط يده - سئل أبو
زكريا عن يزيد بن عياض فقال: ليس حديثه بشئ. قلت له يا أبا زكريا، ما كان
قصته؟ قال أفسدوه ههنا ببغداد، جعلوا يدخلون له الأحاديث فيقرؤها فأفسدوه
بهذا، كان لا يعقل ما سمع مما لم يسمع، فكيف يكتب عن مثل هذا؟.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس،
حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: يزيد بن
عياض بن جعدية ليس بثقة
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا وهو بن المديني وسئل عن يزيد بن
عياض بن جعدية. فقال: ضعيف وليس بالقوي.
أخبرني علي بن محمد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد
ابن عمران الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سألت أبي عن يزيد بن
عياض بن جعدية، فضعفه.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ويزيد بن عياض بن جعدية، ضعيف
الحديث جدا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي قال: وفي كتاب جدي عن
بن رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: يزيد بن عياض متروك
الحديث.
أخبرنا البرقاني أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي،
حدثنا أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم بن
طلاب
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار. قالا: حدثنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال يزيد بن عياض بن جعدية الليثي ذهب حديثه
سكت الناس عنه
332

أخبرنا بن الفضل أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إبراهيم بن
شعيب الغازي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: يزيد بن عياض بن
يزيد بن جعدية الليثي حجازي منكر الحديث.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وانا اسمع قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: يزيد بن
عياض بن يزيد بن جعدية منكر الحديث.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: يزيد
ابن عياض بن جعدية وسمه مالك بالكذب.
أخبرنا العتيقي أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن يزيد بن عياض بن جعدية. فقال:
ترك حديثه بن عيينة فتكلم فيه.
أخبرنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدية مدني متروك
الحديث.
أخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد الادمي، حدثنا محمد بن علي
الأيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: يزيد بن عياض بن جعدية ليثي مكي
منكر الحديث.
قلت كان من أهل المدينة وليس بمكي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال: يزيد بن عياض
ابن جعدية الليثي من أنفسهم ويكنى أبا الحكم إنتقل إلى البصرة: مات بها في زمن
المهدي.
7658 - يزيد بن حيان الخراساني
أخو مقاتل بن حيان صاحب التفسير نزل المدائن وحدث بها عن عطاء
333

الخراساني، وأبي مجلز لاحق بن حميد وعن أخيه مقاتل بن حيان. روي عنه شبابة
بن سوار وعبد العزيز بن النعمان القرشي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني وأحمد
بن عبد الله بن يونس اليربوعي.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا أبو زكريا السيلحيني،
أخبرني يزيد بن حيان قال: سمعت أبا مجلز يحدث عن ابن عباس. قال: كانت راية
رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض.
أخبرني البرقاني أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، حدثنا بن أبي العوام
قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يسأل هاشم بن القاسم عن هذا الحديث،
فسمعت هاشم بن القاسم يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، حدثنا يزيد
ابن حيان عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يجتمع حب هؤلاء
الأربعة إلا في قلب مؤمن: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. " (1).
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيى بن معين: حدث شبابة
عن شيخ يقال له يزيد بن حيان قال: هذا شيخ من أهل خراسان كان يكون بالمدائن.
قلت هو أخو مقاتل بن حيان؟ قال: نعم! ليس به بأس.
7659 - يزيد بن يوسف أبو يوسف الشامي:
سكن بغداد. وحدث بها عن حسان بن عطية، والقاسم بن مخيمرة، ومحمد بن
الوليد الزبيدي، وأبي عمرو الأوزاعي. روي عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وسعيد
ابن سليمان الواسطي، ومنصور بن أبي مزاحم، وخلف بن مرداس السراج
334

أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد - إملاء -
حدثنا الحسن بن علي - هو المعمري - حدثنا خلف بن مرداس - أبو الهيثم السراج -
حدثنا يزيد بن يوسف عن محمد بن الوليد عن الزهري قال: حدثني عطاء بن يزيد
قال: سمعت أبا أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الوتر حق فمن
شاء ان يوتر بخمس فليفعل، ومن شاء ان يوتر بثلاث فليفعل، ومن شاء أن يوتر
بواحدة فليفعل " (1).
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم
قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن
عبد العزيز يقول: عالما هذا الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السمط، ويزيد بن يوسف.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: رأيت يزيد بن يوسف أبا
يوسف الشامي وكان قد رأى حسان بن عطية قال أبي رأيت عليه إزارا اصفر ولم
اكتب عنه شيئا
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد الأزهر، حدثنا أبن الغلابي قال: قال أبو زكريا: يزيد بن يوسف
شامي ليس بثقة، روي عن حسان بن عطية، وعن الأوزاعي، قد رايته كان نازلا على
أبي عبيد الله
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عباس
ابن محمد قال: سمعت يحيى يقول: يزيد بن يوسف كان شاميا نزل على أبي عبيد
وزير المهدي، وكان يحدث عن القاسم بن مخيمرة، وقد حدث عنه الوليد بن مسلم
وليس بشئ.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن يزيد بن يوسف. فقال:
335

تركوا حديثه فقال: حدثنا عنه سعدويه، وكان قدم العراق فسألته عن حديثه عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من جهر
بالقراءة نهارا فارجموه " (2) فقال: خطأ لا أصل له إنما هو عن يحيى عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: يزيد بن يوسف متروك الحديث شامي.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن يزيد بن يوسف الدمشقي
فقال: متروك حميري يروي عن الأوزاعي.
وقال لنا مرة أخرى: اختلفوا فيه فيحيى بن معين يغمز عليه وليس يستحق عندي
الترك
(7660) يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن خالد،
الشيباني وهو بن أخي معن بن زائدة:
وكان أحد الامراء المشهورين، والأجواد المذكورين ولي إمارة اليمن في أيام
الرشيد. وقدم بغداد وكان مقصودا ممدوحا.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن
القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي، حدثنا أبو عبد
الله أحمد بن محمد بن سليمان الحنفي، حدثني أبي قال: دخل يزيد بن مزيد علي
الرشيد فقال له: يا يزيد من الذي يقول فيك:
لا يعبق الطيب كفيه ومفرقه * ولا يمسح عينيه من الكحل
قد عود الطير عادات وثقن بها * فهن يتبعنه في كل مرتحل
قال لا أدري يا أمير المؤمنين. قال: أفيقال فيك مثل هذا الشعر ولا تعرف قائله؟
فانصرف خجلا. فقال لحاجبه: من بالباب من الشعراء؟ فقال مسلم بن الوليد فقال
ومنذ كم هو مقيم بالباب؟ قال: منذ زمان طويل منعته من الوصول إليك لما عرفته من
إضافتك. قال: أدخله فدخل فأنشده:
336

أجررت حبل خليع في الصبي غزل * وقصرت همم العذال عن عذلي
رد البكاء على العين الطموح هوى * مفرق بين توديع ومنتقل
أما كفى البين أن أرمى بأسهمه * حتى رماني بلحظ الأعين النجل
مما جنت لي وإن كانت مني صدقت * ضبابه بين إثواء ومرتحل
حتى ختمها. فقال للوكيل: بع ضيعتي الفلانية وأعطه نصف ثمنها واحتبس نصفا
لنفقتنا، فباعها بمائة ألف درهم، فأعطى مسلما خمسين ألفا ورفع الخبر إلى الرشيد،
فاستحضر يزيد وسأله عن الحديث، فاعلمه الخبر. فقال: قد أمرت لك بمائتي ألف
درهم لتسترجع الضيعة بمائة ألف وتزيد الشاعر خمسين ألفا وتحبس خمسين ألفا
لنفسك.
قال أبو بكر الأنباري: وقال أبي: سرق مسلم بن الوليد هذا المعنى من النابغة في
قوله:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم * عصائب طير تنقى بعصائب
جوانح قد أيقن ان قبيله * إذا ما التقى الصفان أول غالب
لهن عليهم عادة قد عرفتها * إذا عرض الخطي فوق الكوائب
أخبرني أبو منصور يوسف هلال صاحب التميمي، أخبرنا محمد بن عبد الله
ابن الحسين الدقاق حدثنا محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدثني أبي، حدثنا
حسن بن عبد الرحمن الربعي، حدثنا محمد بن بدر العجلي قال: هجا سلم
الخاسر يزيد بن مزيد. فقال:
ليت الأمير أبا خالد * يزيد، يزيد كما ينتقص
فخلف يزيد بن مزيد ان يقتله إن وقع في يده فقال سلم الخاسر يمدح يزيد بن
مزيد
إن لله في البرية سيفين * يزيدا وخالد بن الوليد
ذاك سيف النبي في سالف الدهر * وهذا سيف الامام الرشيد
ما مقامي على الثماد وقد فاضت * بحور الندى بكفى يزيد
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري،
حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق
337

الصعيري قال: قدم أبو الشمقمق على يزيد بن مزيد اليمن، ويزيد إذ ذاك على اليمن
فلما دخل عليه أنشأ يقول:
رحل المطي إليك طلاب الندى * ورحلت نحوك ناقتي نعليه
إذ لم يكن لي يا يزيد مطية * فجعلتها لك في السفار مطية
تحدى أمام اليعملات وتفتلي * في السير تترك خلفها المهرية
من كل طارئة الصوى مزورة * قطعا لكل تنوفة دويه
وإذا ركبت بها طريقا عامرا * تنساب تحتي كانسياب الحية
لولا الشراك لقد خشيت جماحها * وزمامها ما أن تمس يديه
تنتاب أكرم وائل في بيتها * حسبا وقبة مجدها مبنية
أعني يزيدا سيف آل محمد * فراج كل شديدة مخشية
يوماه يوم للمواهب والندى * خضل ويوم دم وخطف منية
ولقد أتيتك واثقا بك عالما * أن لست تسمع مدحة بنسيه
فقال: صدقت يا شمقمق، لست اقبل مدحة بنسية أعطوه ألف دينار.
أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني. قال أنشدنا أبو
الحسن الأخفش عن ثعلب، لمسلم - يعني بن الوليد - يرثي يزيد بن مزيد ومات
ببرذعة من أرض الران
قبر ببرذعة استسر ضريحه * خطر تقاصر دونه الاخطار
ألقى الزمان على معد بعده * حزنا لعمر الدهر ليس يعار
نفضت بك الآمال أحلاس الغنى * واسترجعت نزاعها الأمصار
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة * أثنى عليها السهل والأوعار
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان. وأخبرني
الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قالا: سنة خمس
وثمانين ومائة فيها توفي يزيد بن مزيد - زاد يعقوب ببرذعة.
(7661) يزيد بن هارون بن زاذي بن ثابت أبو خالد السلمي مولاهم:
من أهل واسط. سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي وعاصما
338

الأحول، وحميدا الطويل، وداود بن أبي هند و عبد الله بن عون وحسينا المعلم
وحجاج بن أبي زينب، وعوام بن حوشب وحجاج بن أرطاة وبهز بن حكيم
وهشام بن كيسان وأبا غسان محمد بن مطرف، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن
عمرو الليثي، والحمادين، وخلقا سواهم. روي عنه أحمد بن حنبل وعلي بن
المديني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخلف بن سالم، وأحمد بن منيع،
ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن حسان الأزرق،
والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، والحسن بن
عرفة وسعدان بن نصر، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، في آخرين. قدم
يزيد بغداد وحدث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: يزيد بن هارون، ثمان عشرة - يعني ولد سنة
ثمان عشرة ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن
موسى، حدثنا عمرو بن علي قال:
وأخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد
بن إسحاق بن السراج قال: سمعت محمد بن حسان يقول: ولد يزيد بن هارون
سنة ثمان عشرة ومائة.
قلت: ويقال ان أصله كان من بخارى
339

أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
ببخارى، أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البزاز، حدثنا أبو علي
الحسين بن إسماعيل الفارسي قال: سمعت أبا معشر - حمدويه بن الخطاب - يقول:
سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: كان يزيد بن هارون بخاريا.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت أبا يحيى يقول كان يزيد بن هارون يخضب خضابا قانيا إلى
الحمرة ما هو.
أخبرني بن التنوخي، حدثنا علي بن عمر الختلي، حدثنا إسحاق بن بنان قال:
سمعت أبا عبد الله حبيش بن مبشر يقول: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن يزيد
ابن هارون - هو مثل هشيم، وإسماعيل بن علية؟ قال: نعم! إلا أنهم أقل خطأ منه.
أخبرنا بشري بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد
ابن جعفر الراشدي. وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
خلف الدقاق، حدثنا عمر بن محمد الجوهري. قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال:
سمعت أبا عبد الله ذكر سماع يزيد بن هارون من سعيد أبي عروبة فضعفه
وقال: كذا وكذا حديثا خطأ.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يزيد بن هارون
ليس من أصحاب الحديث، لأنه كان لا يميز ولا يبالي عمن روى. قال أحمد بن
زهير: سمعت أبي يقول: كان يعاب على يزيد بن هارون حيث ذهب بصره: أنه ربما
سئل عن الحديث لا يعرفه فيأمر جارية له فتحفظه من كتابه.
قلت قد وصف غير واحد من الأئمة حفظ يزيد بن هارون كان لحديثه وضبطه
له ولعله ساء حفظه لما كف بصره وعلت سنه، فكان يستثبت جاريته فيما شك فيه
ويأمرها بمطالعة كتابه لذلك.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب - بالدينور - أخبرنا علي بن
أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن
المديني: لم أر أحفظ من يزيد بن هارون.
340

وقال في موضع آخر: ما رأيت أحدا أحفظ عن الصغار والكبار من يزيد بن
هارون.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: سمعت محمد بن يزيد القنطري، وعبدوس بن مالك العطار يقولان:
سمعنا علي بن المديني يقول: ما رأيت رجلا قط أحفظ من يزيد بن هارون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا
منصور محمد بن القاسم العتكي يقول: سمعت أحمد بن سلمه يقول: سمعت
محمد بن رافع يقول: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كان بالعراق يعد أربعة من
الحفاظ شيخان وكهلان. فاما الشيخان فهشيم، ويزيد بن زريع. وأما الكهلان فوكيع
ويزيد بن هارون، وأحفظ الكهلين يزيد بن هارون.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال: سمعت يحيى بن أبي طالب يقول: سمعت محمد بن قدامة الجوهري
يقول:
وأخبرنا بن الفضل، أخبرنا، أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان،
حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا محمد بن قدامه قال: سمعت يزيد بن هارون
يقول: أحفظ خمسة وعشرين ألف إسناد ولا فخر وأنا سيد من روى عن حماد بن
سلمه ولا فخر.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت
علي بن شعيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف
حديث إسناد ولا فخر.
وقال السراج سمعت علي بن شعيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ
للشاميين عشرين ألف حديث ولا أسأل عنها.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال سمعت أحمد بن أبي الطيب يقول: سمعت يزيد بن
هارون - وقيل له إن هارون المستملي يريد أن يدخل عليك - يعني في حديثك
فتحفظ، فبينا هو كذلك إذ دخل هارون فسمع يزيد نغمته فقال: يا هارون بلغني
341

إنك تريد أن تدخل على في حديثي فاجهد جهدك لا أرعى الله عليك إن أرعيت،
احفظ ثلاثة وعشرين ألف حديث ولا بغى. لا أقامني الله ان كنت لا أقوم بحديثي.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت
أحمد بن خالد قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت حديث الفتون مرة
فحفظته قال: وسمعت يزيد يقول: أحفظ عشرين ألفا، فمن شاء فليدخل فيها حرفا.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا المزكي، أخبرنا السراج قال: سمعت زياد بن أيوب
يقول: ما رأيت ليزيد بن هارون كتابا قط ولا حديثا الا حفظا وكنت رأيته قبل أن
يذهب بصره بواسط.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا الفضل - يعني بن زياد - قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟
قال نعم! ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه. قيل له: فابن علية؟ فقال: كان له فقه، إلا
أني لم أخبره خبري يزيد بن هارون ما كان أجمع أمر يزيد صاحب صلاة حافظ
متقن للحديث صرامة وحسن مذهب.
أخبرني الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا الحسين بن محمد بن
عفير قال: قال أبو جعفر أحمد بن سنان: ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن
هارون يقوم كأنه إسطوانة كان يصلي بين المغرب والعشاء والظهر والعصر لم يكن
يفتر من صلاة الليل والنهار هو وهشيم، جميعا معروفين بطول الصلاة في الليل والنهار
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي قال يزيد بن هارون واسطي سلمي يكنى أبا حذيفة. ثبت في
الحديث وكان متعبدا حسن الصلاة جدا. وكان قد عمى، كان يصلي الضحى ست
عشرة ركعة، بها من الجودة غير قليل. وقال: ما أحب أن أحفظ القرآن حتى لا
اخطئ فيه شيئا لئلا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج " يقرؤون القرآن لا
يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " (1).
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن حمدون القاضي بيعقوبا، أخبرنا عبيد الله
342

بن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن مخلد قال: سمعت محمد بن العباس
يقول: سمعت عاصم بن علي يقول: كنت انا ويزيد بن هارون عند قيس - يعني ابن
الربيع - سنة إحدى وستين. فاما يزيد فكان إذا صلى العتمة لا يزال قائما حتى يصلي
الغداة بذلك الوضوء نيفا وأربعين سنة واما قيس فكان يقوم ويصلي، وينام ويقوم
وينام. واما أنا فكنت أصلي أربع ركعات وأقعد أسبح.
أخبرنا العتيقي حدثنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب - بمصر - قال:
أخبرنا الحسن بن حبيب بن عبد الملك - بدمشق - قال: سمعت أبا جعفر محمد بن
إسماعيل الصائغ - بمكة - يقول: قال رجل ليزيد بن هارون؟ كم حزبك من الليل؟
فقال: وأنام من الليل شيئا؟ إذا لا أنام الله عيني.
أخبرنا ابن رزق أخبرنا المزكي، أخبرنا السراج قال: سمعت الحسن بن محمد
الزعفراني يقول: ما رأيت أحدا قط خيرا من يزيد بن هارون.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري،
أخبرنا أحمد بن محمد بن الأزهر قال: سمعت الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي
يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين. ثم رأيته بعين
واحدة. ثم رأيته وقد ذهبت عيناه. فقلت يا أبا خالد، ما فعلت العينان الجميلتان؟
قال ذهب بهما بكاء الأسحار
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو سعيد محمد بن موسى
الصيرفي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا يحيى بن أبي
طالب
أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي - وكان محدثا من احفظ الناس - قال: حدثني
ابن عرعرة قال: حدثني ابن أكثم قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون
لأظهرت القرآن مخلوق. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يكون
يتقي؟ قال: فقال: ويحك، إني لا أتقيه لان له سلطانا أو سلطنة، ولكن أخاف إن
أظهرته فيرد على، فيختلف الناس وتكون فتنة، وانا أكره الفتنة. قال: فقال له الرجل
فانا أخبر لك ذلك منه. قال: فقال له: نعم! قال: فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد
فدخل عليه المسجد، وجلس إليه. فقال له: يا أبا خالد ان أمير المؤمنين يقرئك السلام
ويقول لك: إني أريد أن أظهر القرآن مخلوق قال: فقال: كذبت على أمير المؤمنين،
343

أمير المؤمنين لا يحمل الناس على مالا يعرفونه، فان كنت صادقا فاقعد إلى المجلس فإذا
اجتمع الناس فقل. قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقام فقال: يا أبا خالد
رضي الله عنك إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن
مخلوق فما عندك في ذلك؟ قال كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل
الناس على مالا يعرفونه وما لم يقل به أحد. قال فقدم فقال يا أمير المؤمنين كنت
أنت أعلم قال: كان من القصة كيت وكيت، قال: فقال له ويحك تلعب بك.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا المزكي، أخبرنا السراج قال: سمعت محمد بن عيسى بن
السكن الواسطي قال: سمعت شاد بن يحيى يقول: سمعت يزيد بن هارون يحلف
بالله الذي لا إله إلا هو ان من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال السراج: سمعت إبراهيم بن عبد الرحيم قال: سمعت إسماعيل بن عبيد -
وهو ابن أبي كريمة - قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: القرآن كلام الله لعن الله
جهما، ومن يقول بقوله كان كافرا جاحدا.
أخبرني أبو الفتح محمد بن المظفر بن محمد بن غالب الدينوري - بها - أخبري
سعد بن عبد الله المشعبي، أخبرنا أبو القاسم بن زيد، حدثنا عمر بن سهل قال:
امتدح شاعر يزيد بن هارون فأنشأ يقول:
شفى الغليل إذا ما قال حدثنا * يحيى فيالك من ذي منطق حسن
أو قال أخبرنا داود مبتدئا * والعلم والدر منظومان في قرن
يعني - يحيى بن سعيد الأنصاري، وداود بن أبي هند.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: رأيت علي بن الجندي الحراني الذي وفد على
يزيد بن هارون، لحديث الفتون يسمعه منه فقيل له: إنه قد حلف أن لا يحدث به،
فقال قصيدة يستخرج بها الحديث منه. فقام بالقرب منه، فبلغني أنه لما أنشدها يزيد
بن هارون استمع له فكان إذا مر فيها بمدحه نهاه ويعض يده، ثم يستمع له بعد حتى
أتمها فقال:
دع عنك ما قد مضى في سالف الزمن * من نعت ربع ديار الحي والدمن
واذكر مسيرك في غبراء موحشة * من الفدافد والقيعان والمنن
من كل بلقعة ديمومة سحق * تنائف قفرة داوية شزن
344

عسفتها بعلندات مركبة * موارة الضبع ممراح من السمن
تستن بين قراريد الإكام إذا * ترقرق الآل عند الناظر الفطن
وفي الظلام إذا ما الليل ألبسها * جلبابه، وتجلى عين ذي الوسن
حتى إذا ما مضى شهر وقابلها * شهر، وعاودها وهن عن الظعن
ظلت تشكي إلي الأين مرجفة * فقلت: مهلا لحاك الله لا تهني
ما زلت اتبعها سيرا وأدأبها * نصا، وأحضرها بالسير والمشن
حتى تفرقت الأوصال وانجدلت * بين الرمال على الأعفاج والثفن
فجئت أهوى على حيزوم طافية * في لجة الماء لا ألوي على شجن
إلى يزيد بن هارون الذي كملت * فيه الفضائل أو أشفى على ختن
حتى أتيت إمام الناس كلهم * في العلم والفقه والآثار والسنن
والدين والزهد والإسلام قد علموا * والخوف لله في الاسرار والعن
برا، تقيا، نقيا، خاشعا ورعا * مبرأ من ذوي الآفات والابن
ما زال مذ كان طفلا في شيبته * حتى علاه مشيب الرأس والذقن
مباركا هاديا للناس محتسبا * على الأنام بلا من ولا ثمن
إذا بدا خلت بدرا عند طلعته * نورا حباه به الرحمن ذو المنن
يظل منعفرا لله مبتهلا * يدعو الإله بقلب دائم الحزن
يشفي القلوب إذا ما قال أخبرنا * يحيى، فيالك من ذي منظر حسن
أو قال أخبرنا داود مبتدئا * أو عاصم تلك منه أعظم الفتن
أو قال أخبرنا التيمي منفردا * فالعلم والدر مقرونان في قرن
فان بدا بحميد ثم اتبعه * عوام، خلت بنا جنا من الجنن
وان بدا بابن عون، أو بصاحبه * فالمس ثم علينا غير مؤتمن
أو قال حجاج، فالحجاج غايتنا * أو الحسين سها ذو اللب والفطن
والأشجعي وعمرو عند ذكرهما * ينسى الغريب جميع الأهل والوطن
وبعد ذلك أشياخ له أخر * مثل المصابيح أوهى ذكرهم بدني
بهز وعوف، وسفيان، وغيرهم * محمد، وهشام، أزين الزين
والعزرمي وإسماعيل أصغر من * يروي له هكذا من كان فليكن
يا طالب العلم لا تعدل به أحدا * قد كنت في غفلة عنه وفي ددن
بقية الناس من هذا يعادله * في سالف الدهر أو في غابر الزمن
345

يلقى إليه رفاق الناس عامدة * على المحامل والأقتاب والسفن
من الجزيرة أرسالا متابعة * ومن خراسان أهل الريف والمدن
ومن حجاز هناك العير قاصدة * ومن عراق ومن شام، ومن يمن
يأتون عنه غزير العلم محتسبا * ترى الحديث لديه غير مختزن
يزيد، أصبحت فوق الناس كلهم * شيئا خصصت به يا واسع العطن
ساويت شعبة والثوري قد علموا * وابن المبارك لم يصبح على عين
إليك أصبحت من حران مغتديا * شوقا إليك، لعل الله يرحمني
إن الذي جئت أبغيه وأطلبه * منك الفتون حديثا كي تحدثني
عجل سراحي، جزاك الله صالحة * وقل نعم! ونعيما، يا أبا الحسن
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول:
سمعت أبا بكر يحيى بن أبي طالب يقول: كنا في مجلس يزيد يعني بن هارون -
فألحوا عليه من كل جانب يسألونه عن شئ، وهو ساكت لا يجيب حتى إذا سكتوا
قال يزيد إنا واسطيون. يعني ما قيل: تغافل كأنك واسطي.
قرأت على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني الصولي قال: كنا
يوما عند أبي العباس المبرد. فقال له غلام لإسماعيل القاضي: كلمت فلانا فتغافل
واسطية. فسئل أبو العباس عن هذا فقال: كتب الحجاج إلى عبد الملك إني قد بنيت
مدينة على كرش دجلة فكان يصاح بالواحد منهم يا كرش فيتغافل ويقول أنا واسطي
ولست بكرش. ثم أنشدنا الفضل الرقاشي:
تركت عبادتي ونسيت ربي * وقد ما كنت بي برا حفيا
فما هذا التغافل يا بن عيسى * أظنك صرت بعدي واسطيا
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، حدثنا أبو أحمد الحسن بن أحمد بن
عبد الله بن سعيد العسكري، حدثنا الحسن بن علي السراج، حدثنا محمد بن عبد الملك
الدقيقي قال سمعت يزيد بن هارون يقول: لا ينبل أحد من أهل واسط بواسط لأنهم
حساد، وقيل: ولا أنت يا أبا خالد؟ فقال: ما عرفت حتى خرجت من واسط.
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم،
حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: سمعت يزيد بن هارون في المجلس ببغداد. وكان
يقال: إن في المجلس سبعين ألفا.
346

أخبرنا بن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا جابر بن كردي قال: ولد يزيد بن هارون سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة.
وقال الحضرمي: حدثنا جابر بن كردي قال: مات يزيد بن هارون سنة ست
ومائتين وكان واسطيا يكنى أبا خالد.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا أبو
مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: يزيد بن هارون يكنى
بأبي خالد ثقة، وكان أعمى متنسكا عابدا. توفي سنة ست ومائتين.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا المزكي، أخبرنا السراج قال: سمعت أبا يحيى وإسماعيل
بن أبي الحارث يقولان: مات يزيد بن هارون سنة ست ومائتين.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
محمد - يعني بن فضل: مات يزيد أول سنة ست ومائتين، وولد سنة سبع عشرة
ومائة.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي قال: يزيد بن هارون ثقة وهو مولى لبني سليم، وهو يزيد بن
هارون بن زاذي. وكان ممن يعد من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. توفي
بواسط غرة شهر ربيع الآخر سنة ست ومائتين.
أخبرنا أبو الفرج الحسين بن عبد الله بن أحمد بن أبي علانة المقرئ، حدثنا أبو
بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو محمد السكري، حدثنا يحيى بن إسحاق
ابن إبراهيم بن سافري، حدثني أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون قال: كنت عند
أحمد بن حنبل وعنده رجلان - وأحسبه قال شيخان - قال: فقال أحدهما يا أبا عبد
الله رأيت يزيد بن هارون في المنام، فقلت له يا أبا خالد، ما فعل الله بك؟ قال: غفر
لي وشفعني وعاتبني. قال: قلت غفر لك وشفعك قد عرفت. ففيم عاتبك؟ قال: قال
لي: يا يزيد أتحدث عن جرير بن عثمان؟ قال: قلت يا رب ما علمت الا خيرا. قال:
يا يزيد إنه كان يبغض أبا حسن علي بن أبي طالب. قال: وقال الآخر: أنا رأيت يزيد
بن هارون في المنام، فقلت له: هل أتاك منكر ونكير؟ قال أي والله: وسألاني؟ من
ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قال: فقلت المثلى يقال هذا؟ وأنا كنت أعلم الناس
بهذا في دار الدنيا؟ فقالا لي صدقت فنم نومة العروس لا بؤس عليك
347

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن حماد المقرئ، حدثنا وهب
ابن بيان قال رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت: يا أبا خالد أليس قدمت؟ قال:
أنا في قبري وقبري روضة من رياض الجنة.
(7662) يزيد بن هارون أبو خالد المدائني:
حدث عن معاذ بن معاذ العنبري. روى عنه عبد الله بن روح المدائني.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا عبد الله بن
روح المدائني، حدثنا يزيد بن هارون - أبو خالد المدائني - حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا
سفيان بن سعيد عن الأعمش عن أبي الضحى قال قال: الحسن بن محمد بن علي:
لا تجالسوا أهل القدر.
(7663) يزيد بن عمر بن جنزة المدائني:
حدث عن أبي عوانة، والربيع بن بدر وعمر بن علي المقدمي. روى عنه عباس بن
محمد الدوري، وعيسى بن عبد الله الطيالسي وهيذام بن قتيبة المروزي. وما علمت
من حاله إلا خيرا.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان، وأبو الحسين محمد
بن الحسين بن الفضل القطان، قالا: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق،
حدثنا أبو موسى عيسى بن عبد الله رغاث، حدثنا يزيد بن عمر بن جنزة المدائني،
حدثنا عمر بن علي عن عكرمة بن عمار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث فقال: " لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن
الظن بالله تعالى " (1).
(7664) يزيد بن مروان الخلال:
حدث عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن الحجاج اللخمي، وحسان بن
إبراهيم الكرماني، محمد بن عبد الملك الأنصاري، وأبي هدبة إبراهيم بن هدبة
348

روى عنه أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، والحسن بن داود بن مهران المؤدب،
ومحمد بن خلف بن يزيد الآجري وأحمد بن علي الخراز، والحسن بن علوية
القطان، وأبو شعيب الحراني.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع
الحافظ، حدثنا أحمد بن علي الخراز، حدثنا يزيد بن مروان الخلال، حدثنا حسان بن
إبراهيم الكرماني، عن عمرو بن دينار عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضا - وأنا
معه - فقال: " الا ندعو لك طبيبا؟ " قال وأنت تأمر بهذا يا رسول الله؟ قال نعم إن
الله لم ينزل داء إلا وقد انزل له دواء (1).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت
يحيى بن معين يقول: يزيد بن مروان الخلال كذاب. قال أبو سعيد: وقد أدركت
يزيد هذا، وهو ضعيف قريب مما قال يحيى.
(7665) يزيد بن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب
بن المغيرة بن محمد:
بصري. قدم بغداد، ونادم جعفر المتوكل، وكان أديبا شاعرا.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب - العباسي أخبرنا علي بن الحسن الرازي، أخبرنا
علي بن الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا النوفلي قال: كتب أبو خالد يزيد بن
محمد المهلبي إلى عبيد الله بن سليمان في علة ابن له يقال له أيوب:
يا أبا القاسم يا من * غمر الأمجاد مجده
قيل لي قد حم أيوب * وقد بثر جلده
فوقاك الله بأسا * ليس في سعدك رده
واراك الله فيه * ما رآه فيك جده
وقد أسند يزيد بن محمد المهلبي الحديث عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي
وغيره. وحدث عنه أبو بكر بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن عبد الملك
التاريخي.
349

(7666) يزيد بن الهيثم بن طهمان، أبو خالد الدقاق يعرف بالبادا:
سمع عاصم بن علي، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وبسام بن يزيد النقال،
وعبد الله بن مطيع البكري ويحيى بن معين، وصبح بن دينار وعباس بن غالب
الوراق. روى عنه يحيى بن صاعد، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو عمرو بن
السماك، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي وغيرهم وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي بن المنادى
وانا أسمع - قال: ويزيد بن الهيثم أبو خالد المعروف بالبادا، مات في شوال سنة
أربع وثمانين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي يزيد بن
الهيثم الدقاق المعروف بالبادا يوم الأحد لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة أربع
وثمانين ومائتين، وقيل إنما سمي بالبادا لأنه ولد وأخ له توأمان، وكان هو الأول
منهما في الولادة، ولم يغير شيبه. وكان أبيض الرأس واللحية.
قلت: وكان أحمد بن علي البادا وهو من ولد يزيد بن الهيثم يقول: إنما هو
البادي بكسر الدال، ويحكى في تسميته بذلك نحوا مما ذكر أحمد بن كامل. وذكره
الدارقطني فقال: ثقة.
(7667) يزيد بن الحسن بن يزيد، أبو الطيب البزاز، يعرف بابن المسلمة:
سمع محمد بن عبد الملك زنجويه، والحسن بن محمد الزعفراني، والحسن بن
عرفة، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. روى عنه أبو
الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين، والكتاني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج،
وغيرهم. وكان ثقة يسكن سوق يحيى.
أخبرني العتيقي قال: سمعت أحمد بن الفرج بن منصور الوراق يقول: توفي يزيد
ابن الحسن بن يزيد السمسار يوم الأحد لثمان خلون من جمادى الأولى سنة إحدى
وثلاثين وثلاثمائة.
(7668) يزيد بن إسماعيل بن عمر بن يزيد أبو بكر الخلال (1):
سمع عبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، وإبراهيم بن هاني
350

النيسابوري، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباسا الدوري، والحسن بن مكرم، وأبا
عوف البزوري، وإبراهيم بن الوليد الجشاش، ومحمد بن العوام الرياحي. حدثنا عنه
القاضي أبو عمر بن عبد الواحد، وعلي بن القاسم بن النجاد، وعلي بن أحمد بن
إبراهيم البزاز البصريون وكان يزيد قد سكن البصرة وبها مات وكان ثقة.
ذكر من اسمه يونس
(7669) يونس بن محمد بن مسلم، أبو محمد المؤدب:
سمع حماد بن سلمة، وحماد بن زيد وشيبان النحوي، وليث بن سعد، وفليح بن
سليمان، وعبد الله بن عمر العمري، ومعتمر بن سليمان. روى عنه أحمد بن حنبل،
وعلي بن المديني، ومجاهد بن موسى، وحجاج بن الشاعر، وأبو خيثمة زهير بن
حرب، وابنه أبو بكر بن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة، وحبيش بن مبشر، وأحمد
ابن الخليل البرجلاني، ومحمد بن عبيد الله المنادى، في آخرين.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري حدثنا
أحمد بن الخليل البرجلاني، حدثنا يونس بن محمد الصدوق. أخبرنا أبو بكر
الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول: وسئل - يعني يحيى بن معين - عن يونس بن محمد. فقال: ثقة.
أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قال: عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: يونس بن محمد المؤدب ثقة، ثقة.
351

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوزي يذكر أن
أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني
أبو حسان الزيادي قال: سنة سبع ومائتين فيها مات يونس بن محمد المؤدب.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال: يونس بن محمد المؤدب يكنى أبا
محمد، مات سنة ثمان ومائتين.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا جعفر الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:
سنة ثمان ومائتين فيها مات يونس بن محمد المؤدب.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا بن قانع ان يونس بن محمد المؤدب مات
في صفر من سنة ثمان ومائتين.
أخبرنا أبو خازم بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة، حدثنا أبو
عمران بن الأشيب، حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال: يونس بن
محمد المؤدب توفي يوم السبت لسبع ليال خلون من صفر سنة ثمان ومائتين.
(7670) يونس (1) بن عبد الرحيم بن سعد العسقلاني:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن وهب وضمرة بن ربيعة، وسوار بن
عمارة وعبد العزيز بن عبد الغفار وعمرو بن أبي سلمة روى عنه هارون بن عبد
الله البزاز ومحمد بن أبي عتاب الأعين، وحنبل بن إسحاق وبهلول بن إسحاق
الأنباري وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وقال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال كان قدم بغداد تكلموا فيه وليس
بالقوي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق حدثنا يونس بن عبد الرحيم، حدثنا ضمرة، حدثنا الأوزاعي عن الزهري
عن عروة قال: قال لنا المسور بن مخرمة: لقد وارت القبور أقواما لو رأوني فيكم
لاستحييت منهم.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري - بالبصرة - حدثنا
352

محمد بن محمويه العسكري، حدثنا بهلول بن إسحاق الأنباري التنوخي، حدثنا
يونس بن عبد الرحيم بن سعد العسقلاني - سنة ست وعشرين ومائتين بالأنبار -
حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد
الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل،
حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: سألت يحيى بن معين عن يونس بن عبد الرحيم
العسقلاني فقال: لا أعرفه. فقلت له: إن بعض أصحاب الحديث يزعمون أنك قد
ذهبت إليه وكتبت عنه؟ فقال: كذبوا لا والله ما رأيته قط ولا عرفته. ولكن قدم علينا
رجل فزعم أن أهل بلده يسيئون فيه القول
(7671) يونس بن يعقوب أبو إدريس
سمع هشيم بن بشير و أبا معاوية الضرير وأسباط بن محمد. روى عنه محمد بن
مخلد.
أخبرنا أحمد بن علي بن التوزي، أخبرنا عمر بن إبراهيم الكتاني المقرئ، حدثنا
محمد بن مخلد العطار، حدثنا أبو إدريس يونس بن يعقوب - سنة أربع وخمسين
ومائتين - حدثنا هشيم بن بشير الواسطي، حدثنا علي بن زيد بن جدعان عن محمد
ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كن له
ثلاث بنات يأويهن، ويكفلهن، ويرحمهن، وجبت له الجنة " قيل: يا رسول الله أو
اثنتين؟ قال: " أو اثنتين " (1) فرأى بعض القوم ان لو قال أو واحدة لقال أو واحدة.
حدثني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، حدثنا بن مخلد حدثني
أبو إدريس يونس بن يعقوب الثقة.
(7672) يونس بن أحمد بن أيوب، أبو أيوب صاحب اللؤلؤ:
حدث عن هلال بن يحيى الرازي. روى عنه محمد بن مخلد أيضا.
(7673) يونس بن سابق:
حدث عن حفص بن عمر الابلي، ومحمد بن زياد الكلبي. روى عنه أبو العباس
بن عقدة
353

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ - إملاء -
حدثنا يونس بن سابق البغدادي، حدثنا حفص بن عمر بن ميمون، حدثنا مالك بن
مغول، حدثنا صالح بن مسلم عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يكون بعدي اثنى عشر أميرا " ثم تكلم بشئ خفي علي فقال كلهم
من قريش " (1).
قرأت في كتاب البرقاني - بخطه - سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ -
وقد جرى ذكر أبي العباس بن عقدة - فقال: كان حمزة الكناني يحدث عنه ويحسن
القول فيه.
ثم قال عبد الغني: سألت عنه الدارقطني فقال: من يكذب لا يحفظ كذبه. وأبو
العباس كان يحفظ الكثير، ويبعد أن يكون كاذبا فيه.
ثم قال: غير أنه عمل كتابه على كتاب البخاري في الصحيح. روى فيه كل
حديث أخرجه البخاري عن شيوخه، إذا ضاق مخرجه على أبي العباس أخرجه عن
رجل يسميه يونس بن سابق وهذا يونس لا يعرف في الدنيا ولا يدري من هو؟.
(7674) يونس بن عبد الله بن جعفر بن يزيد، أبو الطيب المقرئ
الصيدلاني (1):
يسكن سوق العطش وحدث عن أبي مسلم الكجي. كتب عنه أبو الحسن بن
الفرات. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي
الجرجاني
قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الطيب يونس بن عبد الله الصيدلاني المقرئ
يوم الاثنين لأربع بقين من ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان كبيرا جدا
قد ناهز المائة، وحدث بشئ يسير، ولم أسمع منه شيئا، ويقال كان فيه سلامة.
(7675) يونس بن أبي بكر، الشبلي (1) الصوفي، يكنى أبا الحسن:
حكى عن أبيه. روى عنه محمد بن عبد الواحد الهاشمي.
354

أنبأنا أبو سعد الماليني قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الواحد الهاشمي يقول:
سمعت أبا الحسن يونس بن أبي بكر الشبلي يقول: قام أبي ليلة فترك فرد رجله على
السطح، والأخرى على النادر. فسمعته يقول: لئن أطرفت لأرمين بك إلى الدار. فما
زال على تلك الحال، فلما أصبح قال لي يا بني ما سمعت الليلة ذاكرا لله، الا ديكا
يسوي دانقين.
ذكر من اسمه يعلى
(7676) يعلى بن عقيل بن زياد بن سليم بن هند بن عبد الله بن ربيعة بن
الياس بن يعلى بن محمد بن زيد بن يعلى بن عبد الله، أبو المنذر العنزي
العروضي (1):
كان مؤدب أبا عيسى بن الرشيد، وكان شاعرا. مدح أبا دلف العجلي وروى
أبو عمر الدوري المقرئ عنه ما:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثني قاسم بن زكريا المطرز، حدثنا أبو عمر الدوري، حدثنا أبو المنذر يعلى بن
عقيل. قال: كان الأعمش إذا رأى حمزة قد اقبل، قال هذا حبر القرآن.
(7677) يعلى بن عباد الكلابي:
حدث عن شعبة، والحسن بن دينار وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى وأبي
جبر نصر بن طريف. روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن ملاعب،
وسنان بن سليمان الدقاق، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى وغيرهم.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثني إسحاق بن الحسن، حدثنا يعلى بن عباد، حدثنا همام عن قتادة عن خلاس
عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو تعلمون ما في الصف الأول
لكانت قرعه " (1).
355

أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: روى شعبة عن قتادة عن
خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما في الصف
الأول لكانت قرعة ".
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: روى شعبة عن قتادة عن
خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة عن الهادي صلى الله عليه وسلم قال لو تعلمون ما في
الصف الأول لكانت قرعه ".
تفرد به أبا قطن عن شعبة وغير شعبة لا يستنده. وقد رواه يعلى. بن عباد وهو
بغدادي ضعيف عن همام عن قتادة عن أبي رافع ولا يذكر خلاسا.
قلت: رواه سعيد بن أبي عروبة، وأبان بن يزيد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي
هريرة موقوفا وليس فيه خلاس.
ذكر من اسمه يزداد
(7678) يزداد بن موسى بن جميل بن السبال بن طشه:
حدث عن إسرائيل بن يونس، ومالك بن أنس، وأبي جعفر الرازي روى عنه
علي بن الحسين بن حبان وعبد الله بن إسحاق المدائني. وقيل هو أزداد بن موسى
وقد ذكرناه في باب الألف أول الكتاب.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني - بها - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن
عابد الخلال، حدثنا علي بن الحسين بن حبان، حدثنا يزداد بن السبال، حدثنا أبو
جعفر الرازي عن مطر الوراق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنعله، ورأيته يصلي حافيا ورأيته يشرب قائما، ورأيته يشرب قاعدا،
ورأيته ينصرف عن يساره.
(7679) يزداد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزداد، أبو محمد الكاتب:
مروزي الأصل سمع أبا سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى العنزي. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس وأبو القاسم بن الصيدلاني المقرئ،
وأحمد بن الفرج بن الحجاج وغيرهم.
356

وذكر لي الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله الثابتي قال: قال لنا عبيد الله بن أحمد بن علي
المقرئ: مات يزداد بن عبد الرحمن أبو محمد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
أخبرني العتيقي قال سمعت أبا الحسن أحمد بن الفرج بن منصور الوراق يقول:
توفي يزداد بن عبد الرحمن الكاتب يوم الأحد لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادي
الأولى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه ياسين
(7680) ياسين بن محمد الأنباري:
حدث عن محمد بن أبي داود الأنباري. روى عنه محمد بن القاسم بن أبي نزار.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الخفاف، أخبرنا محمد بن المظفر، حدثنا
محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي نزار، حدثنا ياسين بن محمد الأنباري،
حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الأنباري، حدثنا أبو ضمرة عن ربيعة عن أنس
قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا رافع ورجلا من الأنصار فأنكحاه ميمونة قبل أن يحرم
(7681) ياسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه، أبو محمد الحنائي:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار. حدثني عنه أبو الفضل عبيد الله بن أحمد
الكوفي الصيرفي، وكان صدوقا.
357

ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
(7682) يريم بن أسعد - و قيل: يريم بن عبد - أبو العلاء الهمداني:
من أهل الكوفة وهو والد هبيرة بن يريم. سمع قيس بن سعد بن عبادة وورد في
صحبته مسكن وهو موضع قريب من أوانا. روى عنه أبو إسحاق الهمذاني.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يريم أبو العلاء بن أسعد
الهمذاني - قال زهير بن معاوية وكان إماما في مسجدهم - قال: رأيت قيس بن سعد
ونحن. بمسكن، فرأيته بال ومسح على خفين له من أزيدج، كأني أنظر إلى أثر أصابعه
على الخفين، ثم تقدم وأمنا ونحن عشرة آلاف.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
حدثني أبي، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن يريم أبي هبيرة
ابن يريم - وهو يريم بن عبدد - أنه كان يؤمهم فيقرأ مائة من القرآن من البقرة، ومن
آخر آل عمران. قال: وكان يريم قد قرأ التوراة والزبور، والإنجيل، والقرآن.
(7683) يعمر بن بشر، أبو عمرو المروزي:
من كبار أصحاب عبد الله بن المبارك. سمع ابن المبارك، وأبا حمزة السكري،
والحسين بن واقد، والنضر بن محمد الشيباني روى عنه أهل خراسان، وقدم بغداد
وحدث بها. فروى عنه من العراقيين أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن
أبي شيبة، والفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.
حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - أخبرنا علي بن
إسحاق المادراني، أخبرنا محمد بن أحمد بن الجنيد، حدثنا يعمر بن بشر، حدثنا عبد
الله بن المبارك، أخبرنا سفيان عن أبي هاشم القاسم بن كثير قال: حدثني قيس
الخارفي قال: سمعت عليا على المنبر يقول: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى أبو بكر،
وثلث عمر ثم أصابتنا فتنة - أو خبطتنا فتنة - فما شاء الله عز وجل.
حدثت عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا الحسن بن يوسف الصيرفي
حدثنا أبو بكر الخلال، أخبرني زكريا بن يحيى، حدثنا أبو طالب قال: قلت لأبي
358

عبد الله: يعمر بن بشر قال؟ هذا قدم من خراسان، هذا أول من كتبنا عنه حديث
بن المبارك.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن علي، حدثنا مهني قال: سألت أحمد بن يعمر بن
بشر فقال: ما أرى كان به بأس.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري، حدثنا محمد بن عبد
الله بن الحسين العلاف، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني، حدثني أبي قال: كان
يعمر بن بشر ثقة، وكان له ختن سوء وكان عدوا له.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو
بكر محمد بن عبد الله الجراحي، حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه قال: يعمر بن
بشر من ثقات أهل مرو ومتقيهم، وقد روى عنه أقرانه من أصحاب بن المبارك
خرج من مرو إلى نيسابور ثم خرج إلى العراق وجاور بمكة، ثم انصرف إلى
خراسان ومات بمرو.
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال: قال أبو الحسن الدارقطني: يعمر بن بشر ثقة
ثقة.
(7684) يسع بن إسماعيل، أبو موسى الضرير:
حدث عن سفيان بن عيينة، وزيد بن الحباب، وعفان بن مسلم، ويحيى بن
إسحاق السيلحيني، وغسان بن الربيع. روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي،
وأحمد بن زنجويه القطان، وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، والقاضي أبو عبد
الله المحاملي، ويعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري، ومحمد بن
مخلد العطار. وذكر بن مخلد أنه سمع منه في سنة ست وخمسين
ومائتين.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي أخبرنا علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ، حدثنا أبو العباس أحمد بن زنجويه القطان، حدثنا اليسع بن
إسماعيل، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس. أن
النبي صلى الله عليه وسلم سمع حاديا يحدو فقال: " اعدلوا بنا إليه ".
359

تفرد برواية هذا الحديث هكذا مسندا متصلا يسع بن إسماعيل عن بن عيينة،
ورواه سعدان بن نصر المخرمي، ومحمود بن آدم المروزي عن سفيان مرسلا. لم
يذكرا فيه بن عباس وهو المحفوظ.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني
قال: اليسع بن إسماعيل ضعيف.
(7685) يموت بن المزرع بن يموت، أبو بكر العبدي:
من عبد القيس بصرى قدم بغداد في سنة إحدى وثلاثمائة وهو شيخ كبير،
وحدث بها عن أبي عثمان المازني وأبي غسان رفيع بن سلمة دماذ، وأبي حاتم
السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد الرحمن بن أخي
الأصمعي، ومحمد بن يحيى الأزدي. روى عنه الحسن بن أحمد السبيعي، وعبد
العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله الهاشمي، وسهل بن أحمد الديباجي،
وغيرهم.
وكان صاحب أخبار وملح وآداب وهو ابن أخت أبي عثمان الجاحظ، واسمه
يموت ثم تسمى محمدا ويموت الغالب عليه، وخرج من بغداد إلى الشام فمات هناك،
وقد ذكرناه في باب المحمدين.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز الهاشمي، حدثني جدي أبو
محمد عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله، حدثنا أبو بكر يموت بن
المزرع بن يموت بن موسى العبدي - سنة اثنتين وثلاثمائة - حدثنا محمد بن يحيى
الأزدي، حدثنا حفص بن عمر الحوضي عن الحسن بن عجلان عن الزبير بن الحريث
عن عكرمة قال: أحسبه عن ابن عباس قال: ما صرف الله تعالى سليمان عن الهدهد
أن يذبحه الا ببر الهدهد بأمه.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
إبراهيم الأنباري قال: قال لنا يموت بن المزرع بن يموت بن عبدوس بن سيار بن
المزرع بن الحارث بن ثعلبة بن عمرو بن ضمرة بن دلهاث بن وديعة بن بكر بن
360

وديعة بن بكر بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن
أسد بن ربيع بن نزار. سمعت الجاحظ يقول: السكباجة من جند البلد (1) لا يضرب
عليها بعث، وقال هي قديمة الصحبة.
وأخبرنا الجوهري، حدثنا بن حيويه قال: أنشدنا أحمد بن محمد الأنباري قال:
أنشدني يموت بن المزرع لنفسه:
مهلهل قد حلبت شطور دهر * وكافحني بها الزمن العفوت
وجاريت الرجال بكل ربع * فأذعن لي الحثالة والرتوت
فارجع ما أجن عليه قلبي * كريم غته زمن غتوت
كفى حزنا بضيعة ذي قديم * وأولاد العبيد لها الجفوت
وقد أسهرت عيني بعد غمض * مخافة أن تضيع إذا فنيت
وفي لطف المهيمن لي عزاء * بمثلك ان فنيت وان بقيت
فجب في الأرض وابغ بها علوما * ولا يقطعك جائحة شتوت
وان بخل العليم عليك يوما * فذل له وديدنك السكوت
وقل بالعلم كان أبي جوادا * يقال ومن أبوك؟ فقل يموت
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي - بأصبهان أخبرني
أبو محمد الحسين بن عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي - في كتابه -
قال: سمعت يموت بن المزرع بن يموت يقول: بليت بالاسم الذي سماني به أبي فاني
إذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل من ذا؟ قلت: أنا بن المزرع، وأسقطت اسمي.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب،
أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: سنة ثلاث وثلاثمائة فيها
مات يموت بن المزرع بن يموت بطبرية.
قلت وذكر أبو سعيد بن يونس المصري: أنه مات بدمشق في سنة أربع وثلاثمائة.
(7686) يسر بن أنس أبو الخير البزاز:
سمع أبا عمار الحسين بن حريث المروزي، ومحمد بن (1) بن عبد الكريم
البصري، وعبد الله بن خالد الربعي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبا هاشم
361

الرفاعي، وسلم بن جنادة السوائي. روى عنه أبو بكر بن الأنباري النحوي وأبو بكر
الشافعي وأبو القاسم الطبراني وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو القاسم بن النجار
المقرئ، ومحمد بن المظفر الحافظ ومحمد بن يزيد بن مروان الأنصاري، وكان
ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا يسر بن أنس البغدادي البزاز، حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل بن علية عن روح بن القاسم عن عبد الله بن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد: أن
النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وقلب رداءه، فجعل أعلاه أسفله. قال سليمان لم: يروه عن رافع
الا ابن علية.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي القاسم بن النخاس حدثك يسر بن أنس. قال
بن النخاس: وكان ثقة.
(7687) يمان بن محمد بن مرزوق. أبو عبد الله الصوفي:
روى أبو الفضل الشيباني عنه عن خازم بن يحيى الحلواني. وذكر أبو الفضل أنه
سمع منه بأذرمة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني، حدثني يمان بن محمد بن مرزوق أبو عبد الله البغدادي الصوفي ابن أخت
أبي بكر الصيدلاني الحنبلي - نزيل أذرمة - قال: حدثني خازم بن يحيى بن إسحاق -
بحلوان - حدثنا محمد بن كثير الفهري قال: حدثني أسير بن سفيان عن غالب بن
عبيد الله العقيلي عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ستة أيام لا يصومهن أحد، يوم الأضحى ويوم الفطر، وثلاثة أيام التشريق، واليوم
الذي يشك فيه ".
(7688) ينفع بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل، أبو الطيب الأنصاري:
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن إسحاق بن راهويه وغيرهما.
كتب عنه أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله الهاشمي.
وروى عنه أبو القاسم سليمان بن محمد بن أبي أيوب الشاهد، وأبو القاسم عبد الله
بن الثلاج وكان ثقة.
362

أخبرني أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، أخبرنا أبو القاسم سليمان
بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب الشاهد، حدثنا أبو الطيب ينفع بن إسماعيل
الأنصاري قال: حدثني الحسن بن علي بن الحجاج قال: حدثنا الملائي قال: سمعت
يزيد بن هارون وسئل طلب العلم فريضة؟ قال: لا! ولكنه واجب مثل ما يجب الجهاد
وهو في كتاب الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين
ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) (1).
انقضى حرف الياء
363

باب الكنى
365

هذا ذكر من عرف بكنيته ولم يذكر لنا اسمه أو ذكر على
الاختلاف فيه ولم يتضح لنا الصواب منه فمن ذلك:
(7689) أبو المؤمن الواثلي:
سمع علي بن أبي طالب وحضر معه حرب الخوارج بالنهروان. روى عنه سويد
ابن عبيد العجلي.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب - بأصبهان -
حدثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن سعيد السمسار، حدثنا يحيى بن
مطرف، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سويد بن عبيد العجلي، حدثنا أبو المؤمن
الواثلي قال: سمعت علي بن أبي طالب حين قتل الحرورية قال: أنظروا فيهم رجلا
كأن ثديه مثل ثدي المرأة، أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم أني صاحبه. فقلبوا القتلى فلم يجدوه
قالوا ما وجدناه. قال: لئن كنتم صدقتم لقد قتلتم خيار الناس. قالوا: يا أمير المؤمنين
سبعة تحت نخلة لم نقلبهم، قال: فأتوهم فقلبوهم فوجدوه. قال أبو المؤمن فرأيته حين
جاءوا به يجرونه في رجله حبل، قال: فرأيت عليا حين جاءوا به خر ساجدا وقال:
قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار.
(7690) أبو كثير الأنصاري مولاهم:
حضر مع علي وقعة الخوارج بالنهروان. روى عنه إسماعيل بن مسلم العبدي.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي والحسن بن علي الجوهري قالا: أخبرنا أحمد بن
جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو سعيد
مولى بني هاشم، حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدثنا أبو كثير مولى الأنصار
قال: كنت مع سيدي مع علي بن أبي طالب حين قتل أهل النهروان فكأن الناس
وجدوا في أنفسهم عليه من قتلهم. فقال علي: يا أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون فيه حتى
يرجع السهم على فوقه، وإن آية ذلك أن فيهم رجلا أسود مخدج اليد، إحدى يديه
كثدي المرأة، بها حلمة كحلمة ثدي المرأة حوله سبع هلبات فالتمسوه فإني أراه
فيهم. فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى، فاخرجوه، فكبر علي فقال: الله
أكبر صدق الله ورسوله، و إنه لمتقلد قوسا له عرنية فأخذها بيده فجعل يطعن بها في
366

مخدجته ويقول صدق الله ورسوله وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما
كانوا يجدون.
(7691) أبو صادق الأزدي:
قيل إن اسمه أسلم بن يزيد وقيل عبد الله بن ناجذ. وهو كوفي ورد المدائن
وحدث عن علي بن أبي طالب، وعن ربيعة بن ناجذ، وأرسل الرواية عن أبي
محذورة. روى عنه سلمة بن كهيل، وعثمان بن المغيرة، والحارث بن حصيرة والحكم
بن عتيبة، وعمرو بن عمير.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا يحيى
ابن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن أصبغ بن الفرج - بمصر - حدثني أبي، حدثنا
علي بن عابس أن عمرو بن عمير حدثه عن أبي صادق قال خرجت مع قوم من
الأزد حتى نزلنا المدائن حين انصرف على من صفين، فجلسوا فتذاكروا النكاح. فقال
علي: الا أحدثكم كيف كان تزويجي فاطمة؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين قال: إن أبا
بكر خطبها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى أبو بكر عمر فقال: خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة،
فلم يرد علي شيئا، ثم ذكر أنه زوجها عليا.
أخبرني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا
محمد بن مخلد قال: سمعت أبا الفضل أحمد بن ملاعب يقول: سمعت أبا نعيم
الفضل بن دكين يقول: أبو صادق عبد الله بن ناجذ. قال لنا أحمد بن ملاعب وهو
أخو ربيعة بن ناجذ.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن اسم أبي صادق فقال:
مسلم بن يزيد.
أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي، أخبرنا عبد الرحمن بن
عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: أبو
صادق ثقة، وقد اختلف علينا في اسمه، فقال الفضل بن دكين: اسمه عبد الله بن
ناجذ
367

وسمعت أبا بكر بن أبي الأسود، ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: اسم
أبي صادق مسلم بن يزيد.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول:
قرئ على مكي بن عبدان - وانا أسمع - قيل له سمعت مسلم بن أبي الحجاج يقول:
أبو صادق مسلم الأزدي روى عنه الحكم بن عتيبة، ويقال عبد الله بن ناجذ.
أخبرنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أبو صادق عن أبي هريرة؟
فقال: اسمه عبد الله بن ناجذ أخو ربيعة بن ناجذ، كذا يقول أبو نعيم. ويقال أبو
صادق اسمه مسلم بن مرثد، ويقال هما رجلان أحدهما مسلم والآخر عبد الله بن
ناجذ.
قلت: فإن كان أخا ربيعة بن ناجذ فان ربيعة هو بن ناجذ بن أنيس بن عبد
الأسد بن معاذ بن مازن بن الدؤل بن سعد مناة بن عابد - واسمه عمرو - بن عبد الله
ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث.
(7692) أبو سليمان، المرعشي:
سمع علي بن أبي طالب وحضر معه قتال الخوارج بالنهروان. وروى عنه الجعد
بن عثمان اليشكري.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن علي الطستي، حدثنا جعفر بن
محمد بن شاكر، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبي
عثمان عن أبي سليمان المرعشي قال: لما سار علي إلى أهل النهر سرت معه، فلما
نزلنا بحضرتهم، أخذني غم لقتالهم لا يعلمه إلا الله تعالى، قال: حتى سقطت الماء مما
اخذني من الغم، قال فخرجت من الماء وقد شرح الله صدري لقتالهم. قال: فقال
علي لأصحابه: لا تبدؤوهم. قال: فبدأ الخوارج فرموا، فقيل: يا أمير المؤمنين قد رموا،
قال: فأذن لهم بالقتال. قال: فحملت الخوارج على الناس حملة حتى بلغوا منهم شدة،
ثم حملوا عليهم الثانية فبلغوا من الناس أشد من الأولى، ثم حملوا الثالثة حتى ظن
الناس أنها الهزيمة. قال: فقال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لا يقتلون منكم
عشرة، ولا يبقى منهم عشرة. قال: فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم فقتلوا. قال:
فقال علي: إن فيهم رجلا مخدج اليد، أو مثدون، أو مودن اليد. قال: فأتى به قال:
فقال علي: من رأى منكم هذا؟ فاسكت القوم، ثم قال علي: من رأى منكم هذا؟
368

فاسكت القوم. ثم قال علي: من رأى منكم هذا؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين رايته
جاء لكذا وكذا. قال: كذبت ما رأيته ولكن هذا أمير خارجة خرجت من الجن.
(7693) أبو خليفة الطائي:
سمع علي بن أبي طالب، وورد المدائن وحضر قتال أهل النهر.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدثنا أحمد إبراهيم بن الحسن، أخبرنا
محمد بن أحمد بن يوسف الجريري، حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز أخبرنا أبو
الحسن المدائني عن عمرو بن المقدام عمن حدثه عن أبي خليفة الطائي قال: لما رجعنا
من النهروان لقينا قبل أن ننتهي إلى المدائن أبا العيزار الطائي، فقال لعدي: يا أبا
طريف أغانم سالم، أم ظالم آثم؟ قال: بل غانم سالم. قال: الحكم إذا إليك. فقال
الأسود بن يزيد والأسود بن قيس المراديان - وكانا مع عدي - ما اخرج هذا الكلام
منك الأشر. وإنا لنعرفك برأي القوم. فأخذاه فاتيا به عليا. فقالا: إن هذا يرى رأي
الخوارج، وقد قال: كذا وكذا لعدي. قال فما أصنع به قالا: تقتله. قال: اقتل من
لا يخرج علي! قالا فتحبسه، قال: وليست له جناية أحبسه عليها. خليا سبيل الرجل.
(7694) أبو عبد الله، المدائني:
حدث عن حذيفة بن اليمان. روى عنه عمرو بن هرم.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا سالم الأنعمي
عن عمرو بن هرم عن أبي عبد الله - رجل من أهل المدائن - وعن ابن خراش عن
حذيفة قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: " إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم،
فاقتدوا باللذين من بعدي " يشير إلى أبي بكر وعمر " وبهدي عمار وعهد بن أم
عبد " (1) يعني عبد الله بن مسعود.
(7695) أبو الصهباء النمري:
سكن المدائن وحدث عن سلمان الفارسي. روى عنه عبد الله بن مجالد النمري.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا الحكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي
369

المروزي حدثنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم العبدي، حدثنا جدي،
حدثنا الهيثم بن عدي، أخبرني عبد الله بن مجالد النمري قال: حدثني أبو الصهباء
النمري قال: كنا عند سلمان بالمدائن، فقال لي: من أنت؟ قلت من ربيعة قال: وأي
ربيعة أنت؟ قلت: بن النمر بن قاسط قال: نعم الحي حيك، هذا الحي من ربيعة
يعطون في النائبة، ويقرون الضيف، لولا الأنف الذي فيهم، وأظنه سيدركهم منه ما
يكرهون. ثم قال لنا: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتحبني؟ " قلت: " أي والذي لا إله غيره.
قال: " فلا تبغضني؟ " قلت: ومن يبغضك يا رسول الله؟ قال: " من أبغض العرب فقد
أبغضني! (1).
(7696) أبو عمران المدائني:
حدث عن أنس بن مالك روى عنه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد الله بن جفر بن أحمد بن فارس، حدثنا يونس
بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا المسعودي عن أبي عمران المدائني عن أنس: عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ من ثمان، الهم، والحزن، والعجز، و الكسل، و الجبن،
والبخل، ومن ظلع الدين ومن غلبة الرجال.
(7697) أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، القرشي:
وأبو سبرة صحابي شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا. وهو أبو سبرة بن أبي رهم بن
عبد العزي بن أبي قيس بن عبدة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن
غالب. وأبو بكر من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أخو محمد بن عبد الله بن أبي
سبرة الذي تولى قضاء المدينة من قبل زياد بن عبيد الله الحارثي. حدث عن زيد بن
أسلم وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وموسى بن ميسرة وفضيل بن أبي عبد الله،
وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. روى عنه
بن جريج، وعبد الرزاق بن همام، وأبو عاصم النبيل، وسعيد بن سلام العطار،
ومحمد بن عمر الواقدي، وغيرهم. وقدم بغداد وولي القضاء بها، وبها كانت وفاته.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي،
370

حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني مصعب بن عبد الله قال خرج محمد بن عبد الله
بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة على المنصور أمير المؤمنين، وكان
أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة على صدقات أسد وطيىء، فقدم على
محمد بن عبد الله منها بأربعة وعشرين ألف دينار دفعها إليه، فكانت قوة لمحمد بن
عبد الله، فلما قتل محمد بن عبد الله بالمدينة، قتله عيسى بن موسى، قيل لأبي بكر
اهرب، قال: ليس مثلي يهرب. فأخذ أسيرا فطرح في حبس المدينة ولم يحدث فيه
عيسى بن موسى شيئا غير حبسه، فولى أمير المؤمنين المنصور جعفر بن سليمان المدينة
وقال له: إن بيننا وبين أبي بكر بن عبد الله رحما، وقد أساء وأحسن، فإذا قدمت عليه
فاطلقه وأحسن جواره. وكان الاحسان الذي ذكر أمير المؤمنين المنصور من أبي بكر
أن عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة بعد ما شخص عيسى بن موسى ومعه جند،
فعاثوا بالمدينة وأفسدوا، فوثب عليه سودان المدينة والرعاع والصبيان فقتلوا في جنده
وطردوهم وانتهبوهم. وانتهبوا عبد الله بن الربيع، فخرج عبد الله بن الربيع حتى نزل
ببئر المطلب يريد العراق على خمسة أميال إلى المدينة بالميل الأول، وكسر السودان
السجن وأخرجوا أبا بكر فحملوه حتى جاءوا به إلى المنبر وأرادوا كسر حديده فقال
لهم: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلم. فقالوا له: فاصعد المنبر، فأبى وتكلم
أسفل المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرهم الفتنة، وذكر لهم
ما كانوا فيه، ووصف عفو الخليفة عنهم وأمرهم بالسمع والطاعة. فاقبل الناس على
كلامه واجتمع القرشيون فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع فضمنوا له ما ذهب منه ومن
جنده، وقد كان تأمر على السودان زنجي منهم يقال له وثيق، فمضى إليه محمد بن
عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة فلم يزل يخدعه حتى دنا منه فقبض عليه وأمن
من معه فأوثقوه فشدوه في الحديد، ورد القرشيون عبد الله بن الربيع إلى المدينة
وطلبوا ما ذهب من متاعه فردوا ما وجدوا منه وغرموا لجنده وكتب بذلك إلى أمير
المؤمنين المنصور فقبل منه، ورجع بن أبي سبرة أبو بكر بن عبد الله إلى الحبس حتى
قدم عليه جعفر بن سليمان فاطلقه وأكرمه، وصار بعد ذلك إلى أمير المؤمنين المنصور
واستقضاه ببغداد ومات ببغداد.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، أخبرنا مصعب قال: أبو بكر بن عبد الله بن محمد
ابن أبي سبرة كان من علماء قريش، ولاه المنصور القضاء.
371

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
إبراهيم بن المنذر قال: حدثني معن عن مالك. قال: لما لقيت أبا جعفر قال لي: يا
مالك من يفتي بالمدينة من المشيخة؟ قال: قلت يا أمير المؤمنين بن أبي ذئب، وابن
أبي سلمة، وابن أبي سبرة.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب، حدثنا الحارث بن محمد بن سعد قال: أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن
أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن
حسل بن عامر بن لؤي، كان كثير العلم والسماع والرواية، ولي قضاء مكة لزياد بن
عبيد الله وكان يفتي بالمدينة، ثم كتب إليه فقدم به بغداد. وتولى قضاء موسى بن
المهدي وهو يومئذ ولي عهد، ثم مات ببغداد سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة
المهدي، وهو بن ستين سنة، ثم بعث إلى أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم فاستقضى
مكانه.
وقال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: سمعت أبا بكر بن أبي سبرة
يقول: قال لي ابن جريج اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا، قال: فكتبت له ألف
حديث ودفعتها إليه، ما قرأها علي ولا قرأتها عليه.
قال محمد بن عمر: ثم رأيت بن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من
حديثه، يقول: حدثني أبو بكر بن عبد الله وحدثني أبو بكر بن عبد الله - يعني ابن
أبي سبرة -.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الكبير، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن
سعيد السوسي، حدثنا عباس بن محمد قال: سئل يحيى بن معين عن أبي بكر
السبري فقال: ليس حديثه بشئ، قدم إلى ههنا فاجتمع عليه الناس فقال: عندي
سبعون ألف حديث، ان أخذتم عني كما أخذ عني بن جريج و إلا فلا. قيل ليحيى -
يعني عرض - قال نعم.
أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: حدثني عبد الله بن شعيب قال
372

حدثني يحيى بن معين قال: بن أبي سبرة ضعيف الحديث. وقد كان بن أبي سبرة
قدم العراق فجعل يقول لمن أتاه: عندي سبعون ألف حديث، فإن أخذتم عني كما
أخذ عني بن جريج فخذوا. قال: وكان بن جريج أخذ عنه مناولة.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له السبري هو مدني ومات ببغداد ليس
حديثه بشئ.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمد بن المظفر، أخبرنا علي بن
أحمد بن سليمان المصري، حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: أبو بكر بن أبي سبرة ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة
يعقوب بن إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسألته - يعني أحمد بن
حنبل - عن أبي بكر بن أبي سبرة فقال: ليس هو بشئ، ثم قال: روى عنه ابن
جريج. قال حجاج: قال عندي سبعون ألف في الحلال والحرام.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو
العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: أبو بكر بن أبي سبرة كان يضع
الحديث. قال لي حجاج قال لي أبو بكر السبري: عندي سبعون ألف حديث في
الحلال والحرام، قال أبي: ليس بشئ كان يضع الحديث ويكذب.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - يعني بن المديني - وسئل عن ابن أبي
سبرة فقال: كان ضعيفا في الحديث، وكان بن جريج أخذ منه مناولة.
أخبرني الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن السمسار. قالا: أخبرنا عبد الله
بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله بن علي
ابن عبد الله المديني قال: سمعت أبي يقول: كان أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
روى عنه بن جريج، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، وكان منكر الحديث. وهو عندي
نحو ابن أبي يحيى.
373

أخبرنا بن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن
إبراهيم بن شعيب الغازي، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: أبو بكر بن عبد
الله بن أبي سبرة المديني ضعيف.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم
ابن يعقوب الجوزجاني قال: أبو بكر بن أبي سبرة يضعف حديثه.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب
من يرغب عن الرواية عنهم، فذكر جماعة منهم أبو بكر السبري مديني.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة متروك
الحديث.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال أبو بكر بن عبد
الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى من بني عامر بن لؤي مات
سنة اثنتين وستين ومائة ببغداد، وهو بن ستين سنة، وكان يفتي بالبلد - يعني مدينة
رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان قد ولي قضاء موسى وهو ولي عهد فلما مات بعث إلى أبي
يوسف فاستقضى وكان ولى قضاء مكة لزياد بن عبيد الله.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرني البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الأيادي، حدثنا زكريا الساجي. قالا: مات أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي
سبرة سنة اثنتين وستين ومائة.
(7698) أبو بكر بن عياش بن سالم، الخياط، مولى واصل بن حنان الأسدي:
سمع أبا إسحاق السبيعي: وسليمان التيمي، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن
أبي خالد وهشام بن عروة وحصين بن عبد الرحمن وأبا حصين عثمان بن عاصم،
374

وعبد الملك بن عمير، وعاصم بن بهدلة. روى عنه عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن
ابن مهدي، ويحيى بن آدم، وأبو داود الطيالسي، وحسين بن علي الجعفي، وأحمد
ابن يونس، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأحمد بن
حنبل، وعلي بن المديني، وأحمد بن عمران الأخنسي، وأبو كريب محمد بن العلاء،
وأبو هشام الرفاعي، والحسن بن عرفة. وغيرهم. وهو من أهل الكوفة وقدم بغداد
وحدث بها، ويختلف في اسمه.
فأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن
إسحاق قال: سألت عن اسم أبي بكر بن عياش فقال لي عمي أحمد بن حنبل: قد
اختلفوا في اسمه، وغلبت عليه كنيته. قال حنبل: وقال لي بعض المشايخ: اسمه شعبة
بن عياش، وقالوا غير ذلك.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا عبد
الله بن محمد البغوي قال: حدثني أبو سعيد - يعني الأشج - قال: سمعت أبا أحمد
الزبيري يقول: سمعت سفيان الثوري يقول للحسن بن عياش - وكان أبو بكر غائبا -
قدم شعبة.
أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري، حدثنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن علي بن المقرئ - بأصبهان - قال: سمعت محمد بن عباد البغدادي - بمكة
- يقول: سمعت أبا هشام الرفاعي يقول: قلت لأبي بكر بن عياش ما اسمك؟ قال:
شعبة.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن بكران الرازي، حدثنا
محمد بن مخلد قال: سمعت محمد بن هارون الفلاس يقول: حدثنا أبو هشام عن
حسين بن عبد الأول قال: سألت أبا بكر بن عياش عن اسمه فقال: شعبة.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت
عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول: قال أبي: قال يحيى الحماني: أبو بكر بن
عياش اسمه محمد، ويقال شعبة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان
الكوفي، حدثنا أبو العباس بن سعيد قال: يقال ان اسم أبي بكر بن عياش شعبة ويقال
محمد.
375

حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
- بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو
بكر بن عياش اسمه محمد، وقيل شعبة، وقيل اسمه كنيته.
وقال أبو عبد الرحمن: أخبرنا سليمان بن الأشعث، حدثنا الحسن بن علي
الحلواني، حدثنا موسى بن بلال قال: قلت للحسن بن عياش ما اسم أبي بكر؟ قال:
أما إنه لا يعرف اسمه أحد غيري وغيره، اسمه محمد.
أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا
محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا محمد بن إسماعيل - يعني الصائغ - حدثنا الحسن بن
علي الحلواني، حدثنا موسى بن بلال قال: سمعت رجلا قال للحسن بن عياش: ما
اسم أبي بكر؟ قال: أما إنه لا يعرف اسمه أحد غيري وغيره. قلت: ما اسمه؟ قال:
محمد.
وقال العقيلي: حدثنا عبد الله بن حمدويه البغلاني قال: أخبرنا علي بن خشرم قال:
حدثني إبراهيم بن أبي بكر بن عياش قال: لم يكن لأبي اسم غير أبي بكر.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - قال سمعت أبا
بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قيل
له سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو بكر بن عياش الأسدي: قال أبو حفص اسمه
سالم، وقال غيره شعبة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل - قال بن رزق:
حدثنا وقال الآخر: أخبرنا عمر بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن هشام بن أبي
الدميك، حدثنا أبو طالب الهروي أن هاشم بن الوليد قال سمعت الهيثم بن عدي
يقول: اسم أبي بكر بن عياش مطرف بن عياش النهشلي.
حدثني محمد بن علي الصوري والحسن بن داود المصري. قالا: أخبرنا عبد
الرحمن بن عمر التجيبي، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن
طاهر التجيبي، حدثنا حرملة - يعني بن يحيى - قال: سألت دحيم بن اليتيم: ما كان
اسم أبي بكر بن عياش فقال رؤبة.
376

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد
المصري، حدثنا روح بن الفرج قال: سمعت سفيان بن بشر يقول: أبو بكر بن
عياش، عتيق بن عياش.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
مسلم بن عبد الرحمن قال: سألت عمر بن هارون عن اسم أبي بكر بن عياش فقال:
سألت والله أبا بكر بن عياش عن اسمه، فقال لا أدري، الغالب على اسمي كنيتي.
أخبرنا القاضي أبو محمد بن الحسن بن الحسين بن رامين الاستراباذي، حدثنا الحسن
ابن إبراهيم بن يزيد الفسوي - بها - قال: حدثنا أبو بكر بن أبي سعدان، حدثنا
الحسين بن جعفر قال: سمعت يزيد بن هارون قال: قلت لأبي بكر بن عياش ما
اسمك؟ قال: يوم وضعتني أمي سمتني أبا بكر.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان.
وأخبرنا الفضل بن عبد الرحمن الأبهري، حدثنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أبو
يعلى الموصلي. قالا: حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا يحيى بن آدم قال: سألت أبا
بكر بن عياش عن اسمه فقال هو اسمي.
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي،
حدثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي قال: سمعت أبا هشام الرفاعي يقول: قلت
لأبي بكر بن عياش ما اسمك يا أبا بكر؟ قال: أبو بكر بن عياش.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي والحسن بن أبي طالب قالا: أخبرنا محمد
ابن العباس أخبرنا محمد بن هارون البيع، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة
قال: سمعت الفضل بن موسى يقول: اسم أبي بكر بن عياش كنيته.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: سمعت أبا هشام الرفاعي
يقول: سمعت رجلا سأل أبا بكر بن عياش عن اسمه فقال اسمي وكنيتي واحدة.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا محمد بن العباس بن نجيح، حدثنا أبو إسماعيل محمد
ابن إسماعيل قال: سمعت أحمد بن عبد الله بن يونس يقول: ليس لأبي بكر بن
عياش اسم، ولا يعرف له اسم.
377

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
أخبرنا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي قال: سمعت أبا داود السنجي يقول: لا
يعرف اسم أبي بكر بن عياش.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن
أحمد بن الحكم الواسطي قال: سمعت أبا جعفر بن أبي شيبة يقول: حدثني أبي
قال: بعث هارون الرشيد إلى الكوفة إلى أبي بكر بن عياش، فأحضره وخرج معه
وكيع، فلما قدم استأذن على الرشيد فأذن له فدخل، قال: ووكيع يقوده - وكان قد
ضعف بصره - فلما رآه الرشيد قال له: يا أبا بكر ادن، فلم يزل يدنيه، فلما قرب منه
قال وكيع: تركته، ووقفت حيث أسمع كلامه. فقال له الرشيد: يا أبا بكر قد
أدركت أيام بني أمية، وأدركت أيامنا، فأينا كان أخير؟ قال وكيع فقلت اللهم ثبت
الشيخ. فقال يا أمير المؤمنين أولئك كانوا أنفع الناس، وأنتم أقوم بالصلاة.
فصرفه الرشيد وأجازه بستة آلاف، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف. أو كما قال ابن
أبي شيبة.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل،
أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثني أحمد بن وهب حدثنا عبد الرحمن
ابن صالح قال: دخل أبو بكر بن عياش على موسى بن عسى - وهو على الكوفة -
وعنده عبد الله بن مصعب الزبيري، وأدناه موسى ودعا له بتكاء فاتكأ وبسط رجليه،
فقال الزبيري: من هذا الذي دخل ولم يستأذن له: ثم اتكأته وبسطته؟ قال: هذا فقيه
الفقهاء، والرأس عند أهل المصر أبو بكر بن عياش، قال الزبيري: فلا كثير ولا طيب،
ولا مستحق لكل ما فعلته به. فقال أبو بكر: يا أيها الأمير من هذا الذي سأل عني
بجهل، ثم تتابع في جهله بسوء قول وفعل؟ فنسبه له. فقال: أسكت مسكتا، فبأبيك
غدر ببيعتنا، وبقول الزور خرجت أمنا، وبابنه هدمت كعبتنا، وبك أحرى أن يخرج
الدجال فينا. قال: فضحك موسى حتى فحص برجليه. وقال للزبيري: انا والله أعلم
انه يحوط أهلك وأباك، ويتولاه ولكنك مشئوم على آبائك.
أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو العباس بن حمدان، أخبرنا محمد بن أيوب، أخبرنا
الحسن بن عيسى قال: كان بن المبارك يعظم الفضيل وأبا بكر بن عياش، ولو كانا
على غير تفضيل أبي بكر وعمر لم يعظمها.
378

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي قال: سمعت بن أبي إسرائيل يقول: رأيت
ابن المبارك قدام أبي بكر بن عياش بالكوفة كأنه غلام، وعلى أبي بكر برنس وهو
مستقبل القبلة فلما نظرا إلينا قاما. قال أبو يعقوب: وكان أبو بكر بن عياش عجبا في
السنة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا علي بن
الحسين بن حرب القاضي، حدثنا أبو السكين زكريا بن يحيى قال: سمعت أبا بكر
بن عياش يقول: لو أتاني أبو بكر، وعمر وعلي في حاجة لبدأت بحاجة علي قبل
أبي بكر وعمر، لقرابته من رسول صلى الله عليه وسلم، ولأن أخر من السماء إلى الأرض أحب
إلي من أن أقدمه عليهما.
أخبرنا بن الفضل أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أبو
هشام قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
القرآن، لأن الله تعالى يقول: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم
يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) (الحشر 8)
فمن سماه صادقا فليس يكذبهم. قالوا: يا خليفة رسول الله.
أخبرنا التنوخي، حدثنا محمد بن العباس الخزار وعيسى بن علي بن عيسى الوزير.
وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق وأبو الحسين أحمد بن
محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور الكرخيان قالا: أخبرنا عيسى بن علي قالا:
حدثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي، حدثنا أبو السكين الكوفي قال:
سمعت أبا بكر بن عياش يقول - في مجلسه بالكناسة عند الطاق في القتاتين - إني أريد
أن أتكلم اليوم بكلام لا يخالفني فيه أحد إلا هجرته ثلاثا، قالوا: قل يا أبا بكر. قال:
ما ولد لآدم مولود بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر، قالوا: صدقت يا أبا بكر.
فقال له عاصم بن يوسف - مولى فضيل بن عياض -: يا أبا بكر ولا يوشع بن نون
وصى موسى؟ قال: ولا يوشع بن نون وصى موسى إلا أن يكون كان نبيا. ثم فسره
أبو بكر فقال: قال الله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) (آل عمران 110). وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل هذه الأمة بعدي أبو بكر " (1).
379

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا أحمد بن يونس قال: قلت لأبي
بكر بن عياش: جار لي رافضي قد مرض أعوده؟ قال: عده كما تعود النصراني، أو
اليهودي لا تنو فيه الأجر.
حدثني علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي قال: هذا كتاب جدي أبي الفضل
عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني محمد بن
داود النيسابوري، حدثنا أبو يحيى الخفاف - زكريا بن داود - حدثنا عبيد الله بن
محمد بن يزيد بن خنيس، حدثنا معاوية بن عبد الله العثماني قال: ركب مع أبي بكر
بن عياش - في سفينة - مرجئ ورافضي وحروري فاختلفوا فيما بينهم، فجاءوا إلى
أبي بكر بن عياش فقالوا: احكم بيننا. فقال: قد عرفتم خلافي لكم كلكم. قالوا على
ذلك احكم بيننا، فقال للرافضي في الدنيا قوم أجهل منكم؟ تزعمون أن هذا الأمر
كان لصاحبكم، فتركه حياته وسلمه لغيره، ثم تبغون أن تأخذوا له به بعد وفاته؟ ثم قال
للحروري: تتورعون عن قتل النساء والولدان وتستحلون سفك دماء المسلمين. ثم
قال للمرجئ: أنت أحمق الثلاثة، هذان يزعمان أنك في النار، وأنت تشهد أنهما في
الجنة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، حدثنا إسماعيل بن محمد
الصفار، حدثنا عباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شريك
أثبت من أبي الأحوص، وأبو الأحوص أثبت من أبي بكر بن عياش.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي
مفضل قال: سألت يحيى بن معين عن أبي بكر بن عياش فضعفه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا موسى بن
داود، حدثنا عثمان بن زائدة الرازي قال: سألت سفيان الثوري عمن آخذ العلم
بالكوفة؟ قال: عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة. قلت: فأبو بكر بن عياش؟
قال: ذاك صاحب قرآن.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال:
سمعت إبراهيم بن هاشم قال: سمعت بشر بن الحارث - وذكر المحدثين والفقهاء -
380

فقال منهم أبو بكر بن عياش. قال جدي: وأبو بكر بن عياش شيخ قديم معروف
بالصلاح البارع، وكان له فقه كثير، وعلم بأخبار الناس، ورواية للحديث. يعرف له
سنه وفضله، وفي حديثه اضطراب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا محمد بن
يحيى قال: سمعت أبا نعيم يقول: لم يكن من شيوخنا أكثر غلطا من أبي بكر بن
عياش.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: قال يحيى بن سعيد: لو
كان أبو بكر بن عياش بين يدي ما سألته عن شئ.
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ،
حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان
يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده أبو بكر بن عياش كلح وجهه، وكان عبد الرحمن
يحدث عنه.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا بن الغلابي قال: وسألته - يعني
يحيى بن معين - عن أبي بكر بن عياش فضعفه.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: أبو بكر بن عياش كان يغلط؟ فقال:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو بكر يحدث بحث أي بحث. قال أبو داود:
حدث عن إسماعيل عن الشعبي بحديث فقال أحمد ليس هذا من حديث إسماعيل.
أبو بكر يحدث بحث أي بحث. قال أبو داود أبو بكر ثقة.
أخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان،
حدثني الفضل بن زياد قال: قال أبو عبد الله: أبو بكر يضطرب في حديث هؤلاء
الصغار فاما حديثه عن أولئك الكبار ما أقربه عن أبي حصين وعاصم وانه ليضطرب
عن أبي إسحاق أو نحو هذا. ثم قال ليس هو مثل سفيان وزائدة وزهير وكان
سفيان فوق هؤلاء و أحفظ.
381

أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، أخبرنا محمد
ابن إسحاق الثقفي قال: سمعت المهني بن يحيى يقول: سألت أحمد بن حنبل: أيهما
أحب إليك، إسرائيل أو أبو بكر بن عياش؟ فقال إسرائيل. فقلت: لم؟ قال: لأن أبا
بكر كثير الخطأ جدا. قلت: كان في كتبه خطأ. قال: لا؟ كان إذا حدث من حفظه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا علي بن
عيسى الحيري، حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم
يقول: جاء رجل إلى أبي بكر بن عياش فقال: يا أبا بكر، ألا تحدث الناس؟ قال: قد
حدثت الناس خمسين سنة. ثم قال أبو بكر للرجل (اقرأ قل هو الله أحد) فقرأ ثم
قال الثانية: فقرأ حتى بلغ عشرين مرة. فكأن الرجل وجد في نفسه من ذلك. فقال أنا
لا أضجر و قد حدثت الناس خمسين سنة و أنت في ساعة تضجر.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن
أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي،
حدثني أبي قال: أبو بكر بن عياش كوفي ثقة مولى بني أسد.
أخبرنا البرقاني: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن
إدريس قال: قال ابن عمار: رأيت أبا بكر بن عياش، فكأنما رأيت رجلا من صدر
هذه الأمة - أو نحوه -.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي القاسم بن النخاس أخبركم ابن أبي داود،
حدثنا إسحاق بن وهب قال سمعت يزيد بن هارون - وذكر عنده أبو بكر بن
عياش: فقال كان أبو بكر بن عياش خيرا فاضلا، لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين
سنة.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن معين قال: سمعت أبا عيسى
النخعي قال: لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة.
أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب،
حدثنا جدي، حدثني يحيى بن أيوب، حدثنا أبو عيسى النخعي الحواري قال: لم
يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة.
382

أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ، أخبرنا دعلج بن أحمد. وأخبرنا الحسن بن
أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قالا: حدثنا
موسى بن هارون، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو بكر بن عياش قال: جئت ليلة إلى
زمزم فاستقيت منها دلوا لبنا وعسلا.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا جعفر بن
محمد بن نصير الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثنا يحيى الحماني
قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أتيت زمزم فاستقيت منها عسلا، وأتيتها
فاستقيت منها لبنا، وأتيتها فاستقيت منها ماء.
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الدوادي، حدثنا محمد بن العباس بن
الفرات، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو شيخ الأصبهاني، حدثنا
دلويه قال: سمعت عليا - يعني بن محمد ابن أخت يعلى بن عبيد - يقول: مكث أبو
بكر بن عياش عشرين سنة، قد نزل الماء في إحدى عينيه ما يعلم به أهله.
أخبرنا الجوهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد بن القاسم - أبو الطيب
البزاز - حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس
ابن نذير الضبي قال: كان أبو بكر بن عياش يقوم الليل في قباء صوف، وسراويل
وعكازة يضعها في صدره حين كبر يتكئ عليها، فيحيى ليلته. ومات أبو بكر وهو
ابن ست وتسعين.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي. وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه
قال: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة قال: سمعت أحمد بن يونس يقول:
كان أبو بكر بن عياش مثل سفيان الثوري - يعني في السن -.
أخبرنا ابن رزق وابن الفضل قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا - وفي
حديث ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي قال:
سمعت حسن بن علي يقول: كنا في مجلس سعير بن الخمس، قال أبو عبد الرحمن
وهو مجلس لم يزل الناس يجلسون فيه كان سعيد بن جبير يجلس فيه. قال وهم فيه
مجتمعون قالوا لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله كم أتى عليك؟ قال: خمس و أربعون.
قال زائدة: أنا فيها. قال سفيان بن عيينة: أنا بن ثلاث وأربعين. قال: فقال أبو بكر
ابن عياش: قه قه - يعني ضحك - أنا أكبركم، انا بن ثمان وأربعين.
383

أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي إسحاق المزكي - وأنا اسمع - سمعت أبا
الحسن محمد بن أحمد بن زهير الطوسي قال: سمعت علي بن خشرم قال: سمعت
أبا بكر بن عياش يقول وهو يبكي:
بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر؟
وأخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني يقول:
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن الفضل بن موسى السجستاني - بدمشق -
يقول: سمعت علي بن خشرم قال: سمعت أبا بكر بن عياش ينشد:
بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر؟
علتني السنون فأبلينني * ودقت عظامي وكل البصر
أما في الثمانين من مولدي * ودون الثمانين ما يعتبر؟
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي؟ حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد الكوفي، حدثنا وضاح بن
يحيى النهشلي قال: قال أبو بكر بن عياش:
صرت من ضعفي كالثوب الخلق * طورا ير فيه وطورا ينفتق
من صحب الدهر تقيى بالعلق
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: قال
بن عمار: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: صمت ثمانين رمضانا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد
بن أحمد بن البراء، حدثنا إسحاق بن الحسين قال: كان أبو بكر بن عياش لما كبر
يأخذ افطاره، ثم يغمسه بالماء، في جر كان له في بيت مظلم، ثم يقول: يا ملائكتي
طالت صحبتي لكما، فإن كان لكما عند الله شفاعة، فاشفعا لي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي - بالكوفة -
أخبرنا أبو بكر الدارمي، حدثنا الحسن بن يحيى بن أبان عن أبي هشام الرفاعي قال:
سمعت أبا بكر بن عياش يقول: لي غرفة قد عجزت عن الصعود إليها، وما يمنعني
من النزول منها إلا اني اختم فيها القرآن كل يوم وليلة منذ ستين سنة.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا أبو القاسم بن منيع، حدثنا أبو
زكريا يحيى بن أيوب العابد قال: حدثني نصر بن بسام - صاحب كان لنا ثقة - عن
384

أبيه. قال: سألت حدقة أبي بكر - يعني بن عياش - فقال لي: ضعها على كفي
فوضعتها على كفه ثم بكيت، فقال: أتبكي على وقد قرأت القرآن ثمانين سنة؟
وأخرى أخبرك بها، أي بني ما أتت علي ليلة في مرض إلا وأنا أقرأ فيها القرآن. قال
أبو زكريا: فلما قدم أبو بكر بغداد قال: أنا صاحبكم الذي تعرفون.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسن بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن المثنى قال: سمعت إبراهيم
ابن شماس قال: سمعت إبراهيم بن أبي بكر بن عياش قال: شهدت أبي عند الموت،
فبكيت فقال: يا بني ما يبكيك؟ فما أتى أبوك فاحشة قط.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري أن عبدان بن
أحمد بن أبي صالح الهمذاني حدثهم قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا أحمد بن
خالد قال: قيل لأبي بكر بن عياش: كيف قراءتك بالترتيل فقال: كيف أقدر أرتل
وأنا أقرأ القرآن في كل يوم وليلة منذ أربعين سنة؟
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي؟ حدثنا حبيب بن الحسن القزاز، حدثنا
محمد بن إبراهيم الصعدي، حدثنا علي بن مسلم الهاشمي، حدثنا عبد الرحمن بن
يحيى الصيداوي، حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن عياش قال: بكيت عند أبي حين
حضرته الوفاة فقال لي: ما يبكيك؟ أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم فيها
القرآن كل ليلة؟.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني حدثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: سمعت يحيى الحماني يقول: لما
حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته. فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك
الزاوية التي في البيت، قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمان عشرة ألف ختمه.
أخبرني بن الفضل أخبرنا دعلج أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت مسلم
ابن سلام قال: مات أبو بكر بن عياش سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقد جاز التسعين
فذكر سنين.
أخبرنا بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق
قال: قال أبو عبد الله: مات أبو بكر بن عياش سنة ثلاث وتسعين، وله ثلاث
وتسعون.
385

روى عبد الله بن أحمد والفضل بن زياد عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل في مولد
أبي بكر خلاف هذا.
أخبرني الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ولد أبو بكر بن
عياش سنة أربع وتسعين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن جعفر بن حمدان
قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي حدثنا حسن بن الربيع. قال:
وأخبرنا بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال
الحسن بن الربيع: ولد أبو بكر بن عياش سنة خمس وتسعين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الأنصاري - بالكوفة - أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن
حاتم قال: سمعت منصور بن أبي مويرة الأسدي يقول لأبي بكر بن عياش: يا أبا
بكر متى ولدت؟ قال سنة خمس وتسعين
أخبرنا بن الفضل؟ أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب قال: حدثني الفضل
قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ولد أبو بكر بن عياش سنة ست وتسعين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا: حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: بلغني مات أبو بكر بن عياش سنة ثلاث
وتسعين، وله ست وتسعون.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا
جدي قال: حدثني يوسف بن يعقوب الصفار قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول:
ولدت في زمان سليمان بن عبد الملك سنة سبع وتسعين، وأخذت رزق عمر بن عبد
العزيز، ومكثت خمسة أشهر ما أشرب ماء ما أشرب الا النبيذ قال: وصمت خمسة
وسبعين شهر رمضان. ما أفطرت منها يوما من سفر ولا مرض.
قال يوسف: مات في جمادى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وله ست وتسعون سنة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال: سمعت أحمد بن عبد الجبار العطاردي يقول: وأبو بكر بن
عياش سنة ثلاث وتسعين ومائة - يعني مات -.
386

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى
حدثنا أبو حفص عمرو بن علي.
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي،
حدثنا أبو سعد محمد بن المثنى قالا: ومات أبو بكر بن عياش سنة ثلاث وتسعين
ومائة.
(7799) أبو بكر بن مروان بن الحكم بن يزيد بن عمير، الأسدي (1)
البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن جويرية بن أسماء وعبد الوارث بن سعيد، وحماد بن
زيد. روى عنه عمر بن شبة النميري، والحسن بن علي المعمري.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه فقال: كتبت عنه وليس
به بأس.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
سلم الختلي، حدثنا أبو علي الحسن بن علي المعمري، حدثنا عمر بن شيبة بن عبيدة
النميري، حدثنا أبو بكر بن مروان بن الحكم بن يزيد بن عمير الأسيدي - وكان ثقة
وفوق الثقة -.
حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى على جنازة فله قيراط ومن اتبعها إلى الحفرة فله قيراطان، القيراط
أعظم من جبل أحد " (2).
قال أبو علي المعمري: هكذا قال هذا الشيخ وأراه وهم فيه، وذلك أن عبيد الله بن
عمر حدثنا قال: حدثنا عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن عثمان بن سعيد عن
أبي هريرة موقوفا. وقد رواه حماد بن زيد عن شعيب فقال عن أبي الليث مولى كثير
بن الصلت عن أبي هريرة موقوفا. ورواه عبد الكبير بن شعيب عن أبيه عن كثير
مولى ابن الصلت عن أبي هريرة ورفعه قال أبو علي: وقد كتبت أنا عن أبي بكر
387

الأسيدي هذا الذي رواه عن عبد الوارث، إلا أني لم أكتب هذا عنه. قدم علينا من
البصرة سنة اثنتين وثلاثين يريد سر من رأى فنزل دار ابن جميل، فبتنا على بابه
فحدثنا بمجلس في الليل فيه عن جويرية بن أسماء وحماد بن زيد ثم خرج في
السحر. وكان يسأل عن حديث بن عون عن الحسن لم يحدث به الا الأسيدي عن
بن عون وليس بمسند.
(7700) أبو بكر بن أبي النضر هاشم بن القاسم، الكناني:
سمع أباه وقرادا أبا نوح ومحمد بن بشر العبدي، وأسود بن عامر، والقعنبي.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو قدامة السرخسي،
وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وأبو بكر بن
أبي الدنيا، وجعفر الفريابي وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن إسحاق السراج.
وقال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال صدوق.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا أبو بكر بن هاشم حدثنا أبي أبو
النضر، حدثنا أبو عقيل الثقفي عبد الله بن عقيل، حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن
عمر، حدثنا سالم عن أبيه قال: ربما ذكرت قول الشاعر - وانا انظر إلى وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم - يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب فاذكر قول الشاعر:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل
وهو قول أبي طالب. أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله
بن محمد البغوي: مات أبو بكر بن أبي النضر سنة خمس وأربعين.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: سألت أبا بكر بن أبي النضر ما اسمك؟ قال: اسمي وكنيتي أبو
بكر.
قال السراج: مات أبو بكر بن أبي النضر هاشم بن القاسم ببغداد في رجب سنة
خمس وأربعين ومائتين.
(7701) أبو بكر، الدارقطني المؤدب:
حدث عن داود بن شبيب المصري. روى عنه عثمان بن إسماعيل السكري.
388

أخبرنا أبو الفرج الطناجيري، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن سويد المؤدب،
أخبرنا أبو القاسم عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري، حدثنا أبو بكر المعلم - كتبت
عنه في دار القطن - حدثنا داود بن شبيب، حدثنا حماد بن سلمة وعكرمة بن إبراهيم
جميعا عن أبي هارون عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيأتيكم قوم يطلبون
العلم فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا " (1).
قال عكرمة قال أبو هارون: فكنا إذا أتينا أبا سعيد قال: مرحبا بوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
(7702) أبو بكر المقاريضي، المذكر:
سمع بشر بن الحارث. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدثنا أحمد بن منصور النوشري، حدثنا محمد بن
مخلد قال: سمعت أبا بكر المقاريضي المذكر قال: سمعت بشر بن الحارث قال:
عشرة ممن كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم الا حلالا ولو استفوا التراب
والرماد. قلت من هم يا أبا نصر؟ قال سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وسليمان
الخواص، وعلي بن فضيل، ويوسف بن أسباط، وأبو معاوية نجيح الخادم و حذيفة بن
قتادة المرعشي، وداود الطائي، ووهيب بن الورد، وفضيل بن عياض.
(7703) أبو بكر بن عنبر، الخراساني:
سكن بغداد وحكى عن أحمد بن حنبل ما:
أخبرنيه أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد،
حدثنا الحسن بن إبراهيم بن توبة الخلال قال: سمعت أبا بكر بن عنبر الخراساني.
قال: تبعت أحمد بن حنبل يوم الجمعة إلى مسجد الجامع، فقام عند قبة الشعراء يركع
والأبواب مفتحة، وكان يتطوع ركعتين ركعتين. فمر بين يديه سائل فمنعه منعا
شديدا، وأراد السائل أن يمر بين يديه، فقمنا إلى السائل فنحيناه.
(7704) أبو بكر، النساج:
سمع سري بن مغلس السقطي. روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم.
389

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا بكر
النساج يقول سمعت السري يقول: من استعمل التسويف طالت حسرته يوم
القيامة.
(7705) أبو بكر ختن الجنيد بن محمد:
سمع الجنيد. روى عنه أحمد بن محمد أبو الحسن بن مقسم أيضا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أنشدني أبو الحسن بن مقسم قال: أنشدني أبو بكر
ختن الجنيد قال: أنشدني الجنيد بن محمد:
تحمل عظيم الذنب ممن تحبه * وان كنت مظلوما فقل أنا ظالم
قال: وأنشدني الجنيد:
أناس أمناهم فنموا حديثنا * فلما كتمنا السر عنهم تقولوا
ولم يحفظوا الود الذي كان بيننا * ولا حين هموا بالقطيعة أجملوا
(7706) أبو بكر، القوطي:
من مشايخ الصوفية. حكى عنه محمد بن داود الدقيقي وغيره.
حدثنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني -
بمكة - حدثنا محمد بن داود قال: سمعت أبا بكر القوطي وأبا عمرو بن الأدمي
يقولان: وكانا يتواخيان في الله تعالى - خرجنا من بغداد نريد الكوفة فلما صرنا في
بعض الطريق إذا نحن بسبعين رابضين على الطريق، فقال أبو بكر لأبي عمرو: أنا أكبر
سنا منك، دعني حتى أتقدمك، فإن كانت حادثة استغلوا بي عنك ونجوت أنت.
فقال أبو عمرو: نفسي ما تسامحني بهذا، ولكن نكون جمعا في مكان واحد، فإن
كانت حادثة كنا جميعا. فجازا جميعا في وسط السبعين فلم يتحركا، ومرا سالمين.
(7707) أبو بكر الغزال:
كان يسكن في جوار أبي عبد الله المطبقي. وحدث عن إبراهيم بن عبد الرحيم بن
دنوقا، وأحمد بن أبي يحيى المصري. روى عنه محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي.
حدثني الصوري، أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: أملي على أبو بكر الغزال - في
درب السقائين جار بن المطبقي - حدثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي المصري -. بمكة
- حدثنا محمد بن عافية بن أيوب السدوسي قال: سمعت جدي أيوب بن عافية
390

يقول: الخصر (1) بن فرعون موسى. قال لي الصوري: كان أحمد بن أبي يحيى هذا
يلقب يزيد بن أبي حبيب
(7708) أبو بكر، الشبلي الصوفي:
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري أخيرنا أبو عبد الرحمن محمد
بن الحسين السلمي قال: أبو بكر الشبلي دلف بن جعفر ويقال دلف بن جحدر،
ويقال إن اسم الشبلي جعفر بن يونس.
قال أبو عبد الرحمن: سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يذكر ذلك، وهكذا
رأيت على قبره مكتوبا ببغداد.
قلت: وقيل أيضا أن اسمه جحدر بن دلف، وقيل دلف بن جعترة، وقيل دلف بن
جبغويه، وقيل غير ذلك.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن
عبد الله بن شاذان يقول: الشبلي من أهل أشر وسنة، بها قرية يقال لها شبلية أصله
منها، وكان خاله أمير الامراء بالإسكندرية قال السلمي: كان الشبلي مولده بسر من
رأى، وكان حاجب الموفق، وكان أبوه حاجب الحجاب، وكان الموفق جعل لطعمته
دماوند ثم لما أقعد الموفق - وكان ولي العهد من قبل أبيه - حضر الشبلي يوما مجلس
خير النساج وتاب فيه ورجع إلى دماوند. وقال: أنا كنت صاحب الموفق وكان
ولاني بلدتكم هذه، فاجعلوني في حل. فجعلوه في حل، وجهدوا أن يقبل منهم شيئا
فأبى، وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ونفسا.
قلت: وأخبار الشبلي وحكاياته كثيرة، ولا أعلم روى عنه حديث مسند الا ما:
أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الهروي المعروف بالماليني -
إجازة - وأخبرناه إسماعيل الحيري - قراءة - أخبرنا عبد الرحمن السلمي، أخبرنا
أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الهروي، حدثنا عبد الواحد بن العباس، حدثنا
أحمد بن محمد بن ثابت، حدثنا علي بن محمد الجمال قال: سمعت أبا بكر الشبلي
يقول: حدثنا محمد بن مهدي المصري، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة بن
391

عبد الله عن طلحة بن زيد عن أبي فروة الرهاوي عن عطاء عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: " ألق الله فقيرا ولا تلقه غنيا ": قال يا رسول الله كيف لي
بذلك؟ قال: ما " سئلت فلا تمنع، وما رزقت فلا تخبأ " قال يا رسول الله كيف لي
بذاك؟ قال: " هو ذاك والا فالنار ".
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، أخبرنا الحسين بن
أحمد الصفار - بهراة - قال: سئل الشبلي - وأنا حاضر - أي شئ أعجب؟ قال: قلب
عرف ربه ثم عصاه.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الاستراباذي - ببيت المقدس
قال: سمعت أبي يقول: سمعت الشبلي يقول: ما قلت الله قط إلا واستغفرت من
قولي الله.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت
محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول: سمعت
الشبلي ينشد في مجلسه:
ذكرتك لا أني نسيتك لمحة * وأيسر ما في الذكر ذكر لساني
وكنت بلا وجد أموت من الهوى * وهام علي القلب بالخفقان
فلما أراني الوجد أنك حاضري * شهدتك موجودا بكل مكان
فخاطبت موجودا بغير تكلم * ولاحظت معلوما بغير عيان
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: سمعت أبا الفرج محمد بن عبيد الشاعر
المعروف بالبارد يقول: سمعت الشبلي ينشد:
ليس تخلوا جوارحي منك وقتا * هي مشغولة بحمل هواك
ليس يجري على لساني شئ * علم الله ذا سوى ذكراك
وتمثلت حيث كنت بعيني * فهي إن غبت أو حضرت تراك
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: سمعت أبا حاتم الطبري
الصوفي يقول: سمعت الشبلي يقول: ذكر الله على الصفاء، ينسى العبد مرارة البلاء.
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأردستاني - بمكة في
المسجد الحرام - أخبرنا محمد بن الحسن بن موسى النيسابوري - بنيسابور - قال:
392

سمعت عبد الله بن علي البصري يقول: قال رجل للشبلي: إلى ماذا تستريح قلوب
المحبين والمشتاقين؟ فقال: إلى سرورهم عن أجره وقد اشتاقوا إليه. وأنشد:
أسر بمهلكي فيه لأبي * أسر بما يسر الإلف جدا
ولو سئلت عظامي عن بلاها * لأنكرت البلا وسمعت جحدا
ولو أخرجت من سقمي لنادي * لهيب الشوق بي يسأله ردا
أخبرني هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران
قال: سمعت الشبلي - وسئل - فقيل: ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة؟ فقال:
كم بين عبد إذا أعتق صار حرا، وعبد كلما أعتق ازداد رقا. ثم أنشأ يقول:
لتحشرن عظامي بعد إذا بليت * يوم الحساب وفيها حبكم علق
أخبرني أبو محمد الخلال قال: حدثني أخي الحسين بن محمد. ثم أخبرني
الحسين بن محمد أخو الخلال قال: سمعت أبا الحسن علي بن يوسف بن يعقوب
الأزرقي - بسارية - قال: سمعت أبا الحسن علي بن المثنى العنبري يقول سألت أبا
بكر الشبلي جحدر بن دلف عن التصوف. فقال: التصوف ترويح القلوب بمراوح
الصفاء، وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء، والبشر في اللقاء.
أخبرني أبو الحسن علي بن محمود الزوزني قال: سمعت أبا الحسن علي بن المثنى
التميمي يقول: دخلت علي أبي بكر جحدر بن جعفر الملقب بالشبلي في داره يوما
وهو يهيج ويقول:
على بعدك ما يصبر * من عادته القرب
ولا يقوى على حبك * من تيمه الحب
فإن لم ترك العين * فقد يبصرك القلب
أخبرني أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي - بنيسابور - أخبرنا
علي بن جعفر السيرواني قال: دخلت انا وفقير على الشبلي فسلمنا عليه فقال لنا:
أين تريدان؟ فقلنا البادية، فقال: على أي حكم؟ فقال صاحبي: على حكم الفقراء.
فقال: احذروا ألا تسبقكم همومكم ولا تتأخر. قال أبو الحسن السيرواني: فجمع
لنا العلم كله في هذه الكلمة.
أخبرني الحسن بن غالب المقرئ قال: سمعت أبا القاسم عيسى بن علي بن عيسى
الوزير يقول: كان ابن مجاهد يوما عند أبي، فقيل له: الشبلي؟ فقال: يدخل، فقال ابن
393

مجاهد سأسكته الساعة بين يديك، وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه
موضعا، فلما جلس قال له بن مجاهد: يا أبا بكر أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟
فقال له الشبلي: أين في العلم (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) ص 33 قال:
فسكت بن مجاهد، فقال له أبي: أردت أن تسكته فأسكتك!! ثم قال له: قد أجمع
الناس انك مقرئ الوقت، أين في القرآن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ قال: فسكت ابن
مجاهد. فقال له أبي: قل يا أبا بكر، فقال قوله تعالى: (وقالت اليهود والنصارى
نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم) المائدة 81 فقال بن مجاهد
كأنني ما سمعتها قط.
أخبرنا أبو سعد الحسين بن عثمان العجلي الشيرازي، حدثنا أبو الحسين زيد بن
رفاعة الهاشمي قال: دخل أبو بكر بن مجاهد على أبي بكر الشبلي دلف بن جبغويه
الأشروسني، فحادثه فسأله عن حاله فقال ترجو الخير، تختم في كل يوم بين يدي
ختمتين وثلاثا. فقال له الشبلي: أيها الشيخ قد ختمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر
ألف ختمة، إن كان فيها شئ قبل فقد وهبته لك، وإني لفي درسه منذ ثلاث
وأربعين سنة ما انتهيت إلى ربع القرآن.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت أبا عبد
الله الرازي يقول: لم أر في الصوفية اعلم من الشبلي ولا أتم حالا من الكتاني.
وقال السلمي: سمعت أبا العباس محمد بن الحسن البغدادي يقول: سمعت
الشبلي يقول: أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في
هذه الدجلة التي ترون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه، وحفظ الموطأ، وقرأ بكذا وكذا
قراءة عنى به نفسه.
أخبرنا أحمد بن علي بن الفتح، أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي
النيسابوري قال: سمعت أحمد بن محمد بن زكريا يقول: سمعت أحمد بن عطاء
يقول: سمعت الشبلي يقول كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين
سنة، وكان يتفقه لمالك، وكان له يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة، فصاح يوما
صيحة تشوش ما حوله من الحلق، وكان بجنب حلقته حلقة أبي عمران الأشيب،
فقال لأبي الفرج العكبري: ما للناس؟ قال: حردوا من صيحتك، وحرد أبو عمران
وأهل حلقته، فقام الشبلي وجاء إلى أبي عمران فلما رآه أبو عمران قام إليه واجلسه
394

بجنبه، فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يرى الناس أن الشبلي جاهل. فقال له: يا
أبا بكر إذا اشتبه على المرأة دم الحيض ودم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب بثمانية
عشر جوابا. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: يا أبا بكر أعرف منها اثنى عشر
وستة ما سمعت بها قط.
أخبرني الحسن بن غالب قال: سمعت أبا الحسين بن سمعون يقول: قال لي
الشبلي: كنت باليمن وكان باب دار الأمير رحبة عظيمة وفيها خلق كثير قيام
ينظرون إلى منظرة. فإذا قد ظهر من المنظرة شخص أخرج يده كالمسلم عليهم،
فسجدوا كلهم، فلما كان بعد سنين كنت بالشام وإذا تلك اليد قد اشترت لحما
بدرهم وحملته، فقلت له: أنت ذلك الرجل؟ قال: نعم من رأى ذاك ورأى هذا يغتر
بالدنيا؟!
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القارئ قال: سمعت زيد بن رفاعة
الهاشمي قال: سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة يوم الجمعة والناس
حوله:
يقول خليلي كيف صبرك عنهم * فقلت: وهل صبر فيسأل عن كيف
بقلبي هوى أذكى من النار حره * وأصلي من التقوى وامضى من السيف
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله
الرازي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: ما أحوج الناس إلى سكرة، فقيل: أي
سكرة؟ فقال: سكرة تغنيهم عن ملاحظات أنفسهم وافعالهم وأحوالهم، والأكوان
وما فيها. وأنشد:
وتحسبني حيا وإني لميت * وبعضي من الهجران يبكي على بعض
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال سمعت أبا الفرج المعروف بالبارد
يقول: سمعت الشبلي يقول: ما أحد يعرف الله، قيل: وكيف؟ قال لو عرفوه لما
اشتغلوا عنه بسواه. وقال: سمعت الشبلي يقول: الأسرار الأسرار صونوها عن رؤية
الأغيار.
وأخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا الحسن بن الحسين
الفقيه الهمذاني قال: سمعت برهان الدينوري يقول: حضر الشبلي ليلة ومعه صبي
395

فقال للصبي: قم نم. فقال الصبي: إني آنس برؤيتك، وأشتهي النظر إليك إلى أن
تنام، فقال الشبلي: إن جاريتي قالت عددت عليك ستة أشهر لم تنم فيها.
سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسن الخفاف - المعروف بابن النقيب
- يقول: كنت يوما جالسا بباب الطاق أقرأ القرآن على رجل يكنى بأبي بكر العميش
- وكان وليا لله - فإذا بابي بكر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطيب الجلا -
وكان من أهل العلم، فسلم عليه، وأطال الحديث معه وقام لينصرف فاجتمع قوم
إلى أبي الطيب فقالوا: نسألك ان تسأله أن يدعو لنا ويرينا شيئا من آيات الله عز
وجل - ومعه صاحبان له - فألح أبو الطيب عليه في المسألة، واجتمع الناس بباب
الطاق. فرفع الشبلي يده إلى الله تعالى ودعا بدعاء لم يفهم، ثم شخص إلى السماء
فلم يطبق جفنا على جفن إلى وقت الزوال. وكان دعاؤه وابتداء اشخاص بصره إلى
السماء ضحى النهار، فكبر الناس وضجوا بالدعاء والابتهال. ثم مضى الشبلي إلى
سوق يحيى وإذا برجل يبيع حلواء وبين يديه طنجير فيه عصيدة تغلي. فقال الشبلي
لصاحب له: هل تريد من هذه العصيدة؟ قال نعم! وأعطى الحلاوي درهما وقال أعط
هذا ما يريد ثم قال تدعني أعطيه رزقه؟ قال الحلاوي: نعم، فأخذ الشبلي رقاقة
وأدخل يده في الطنجير والعصيدة تغلي فأخذ منها بكفه وطرحها على الرقاقة. ومشى
الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بكر بن مجاهد، فدخل على أبي بكر فقام إليه أبو
بكر، فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما، وقالوا لأبي بكر: أنت لم تقم لعلي بن
عيسى الوزير وتقوم للشبلي؟ فقال أبو بكر: ألا أقوم لمن يعظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل
الجنة، فإذا جاءك فأكرمه. قال ابن مجاهد فلما كان بعد ذلك بثلاثين - أو أكثر -
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. فقال لي: يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل
الجنة. فقلت: يا رسول الله بم استحق الشبلي هذا منك؟ فقال: هذا رجل يصلي كل
يوم خمس صلوات، يذكرني في أثر كل صلاة ويقرأ: ل (قد جاءكم رسول
من أنفسكم) التوبة 128 الآية. يفعل ذلك منذ ثمانين سنة، أفلا أكرم من يفعل
هذا
أخبرنا إسماعيل الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن
عبد العزيز الواعظ يقول: سمعت أبا جعفر الفرغاني يقول: سمعت الجنيد يقول:
396

لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض فإنه عين من عيون
الله عز وجل.
وقال السلمي: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا عمران الأنماطي
يقول: سمعت الجنيد يقول: لكل قوم تاج، وتاج هؤلاء القوم الشبلي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله الأردستاني - بمكة - أخبرنا محمد بن الحسين
ابن موسى قال: سمعت منصور بن عبد الله يقول: دخل قوم على الشبلي في مرضه
الذي مات فيه فقالوا: كيف تجدك يا أبا بكر؟ فأنشأ يقول:
إن سلطان حبه * قال لا أقبل الرشا
فسلوه - فديته - * لم بقتلي تحرشا
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت أبا حاتم محمد بن أحمد بن
يحيى السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول: بلغني عن أبي محمد
الحريري قال: مكثت عند الشبلي في الليلة التي مات، فكان يقول طول ليلته هذين
البيتين:
كل بيت أنت ساكنه * غير محتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا * يوم يأتي الناس بالحجج
وأخبرنا القشيري قال: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت عبد الله بن
علي التميمي يقول: سأل جعفر بن نصير بكران الدينوري - وكان يخدم الشبلي - ما
الذي رأيت منه - يعني عند وفاته فقال: قال لي على درهم مظلمة، وتصدقت عن
صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم منه. ثم قال: وضيني للصلاة ففعلت،
فنسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه، فقبض على يدي وأدخلها في لحيته، ثم
مات فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب
الشريعة.
أخبرنا محمد بن أبي الفتح، أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي قال:
سمعت أبا نصر الهروي يقول: كان الشبلي يقول: إنما يحفظ هذا الجانب بي - يعني
من الديالمة - فمات هو يوم الجمعة، وعبرت الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت،
مات هو وعلي بن عيسى في يوم واحد.
397

أخبرني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس بن المهدي الهاشمي الخطيب،
حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر الدلال، أخبرني بكير صاحب الشبلي قال:
وجد الشبلي يوم الجمعة آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خفة من وجع
كان به، فقال: تنشط نمضي إلى الجامع؟ قلت: نعم! قال: فاتكأ على يدي حتى انتهينا
إلى الوراقين من الجانب الشرقي، قال فتلقانا رجل جائي من الرصافة فقال بكير؟
قلت لبيك، قال غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن، ثم مضينا وصلينا ثم عدنا، فتناول
شيئا من الغداء، فلما كان الليل مات رحمه الله. فقيل في درب السقائين رجل شيخ
صالح يغسل الموتى، قال: فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم فنقرت الباب خفيا فقلت
سلام عليكم فقال: مات الشبلي؟ قلت: نعم فخرج إلى فإذا به الشيخ. فقلت: لا إله
إلا الله، فقال لا إله إلا الله. تعجبا! ثم قلت قال لي الشبلي أمس لما التقينا بك في
الوراقين: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن، بحق معبودك من أين لك ان الشبلي قد
مات؟ قال: يا أبله فمن أين للشبلي أن يكون له معي شأن من الشأن اليوم!
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني - بها - قال: قال لنا أبو منصور
معمر بن أحمد الأصبهاني: مات الشبلي في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال غيره:
مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قانع ان الشبلي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة والأول أصح.
(7709) أبو هاشم، الزاهد:
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أبو هاشم من قدماء زهاد بغداد، ومن أقران أبي
عبد الله البراثي.
و بلغني أن سفيان الثوري جلس إليه ثم قال: ما زلت أرائي وأنا لا اشعر إلى أن
جالست أبا هشام فأخذت منه ترك الرياء.
أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق، حدثنا أحمد بن
محمد بن مسرور، أخبرنا محمد بن الحسين، حدثني بعض أصحابنا قال: قال أبو
هاشم الزاهد: إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المريدين به دونها، وليقبل
398

المطيعون إليه بالاعراض عنها، فأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون، والى الآخرة
مشتاقون.
وقال بن مسروق: حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا حكيم بن جعفر قال: نظر أبو
هاشم إلى شريك - يعني القاضي - يخرج من دار يحيى بن خالد، فبكى وقال: أعوذ
بالله من علم لا ينفع.
(7710) أبو زياد الكلابي:
أعرابي قدم بغداد أيام أمير المؤمنين المهدي حين أصابت الناس المجاعة، فأقام
ببغداد أربعين سنة ومات بها، وله شعر كثير، وعلق الناس عنه أشياء كثيرة من اللغة
وعلم العربية.
(7711) أبو القاسم بن أبي الزناد - واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان -
وهو أخو عبد الرحمن بن أبي الزناد المديني:
سكن بغداد وحدث بها عن أفلح بن حميد، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة،
وإسحاق بن حازم. روى عنه أحمد بن حنبل وسعيد بن يحيى الأموي.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وأحمد بن عبد الله المحاملي قالا:
أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي،
حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد عن إسحاق بن حازم عن بن مقسم - يعني عبيد الله -
عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البحر فقال: " الحل ميتته الطهور ماؤه " (1).
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم أبو العباس السراج،
حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال: سعيد
سألته عن اسمه فقال: اسمي كنيتي عن ابن أبي حبيب عن داود بن الحسين عن يزيد
ابن رومان عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وانا معترضة بين يديه.
أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ،
حدثني محمد بن حفص، حدثنا حاتم بن الليث قال: سمعت أحمد بن حنبل قال:
أبو القاسم بن أبي الزناد وكان ينزل باب خراسان، كتبنا عنه وهو ثقة.
399

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد
ابن جعفر الراشدي، وأبوا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا محمد بن عبد الله بن
خلف الدقاق، حدثنا عمر بن محمد الجوهري قالا: حدثنا أبو بكر الأثرم قال:
وسمعته - يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل - ذكر أبا القاسم بن أبي الزناد فأثنى عليه
وقال: كتبنا عنه وهو شاب. قيل له: عمن يحدث؟ فقال: عن أفلح بن حميد وهؤلاء.
وقال: كان أبو القاسم إذا عرض له فلم يتنوق في العرض خرق الكتاب.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت العباس بن محمد
الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو القاسم بن أبي الزناد ليس به بأس.
وقد سمع منه أحمد بن حنبل، وأخوه ليس بشئ.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
أبو القاسم بن أبي الزناد ليس به بأس.
(7712) أبو القاسم الطوسي:
سكن بغداد وحدث بها عن الحسين الخياط صاحب بشر بن الحارث، وعن أبي
علي بن عاصم الطبيب. روى عنه أبو محمد الزهري.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثني
أبي، حدثنا أبو القاسم الطوسي قال: سمعت حسينا الخياط يقول: سمعت بشر بن
الحارث يقول اشتهى منذ أربعين سنة أن أضع يدا على يد في الصلاة ما يمنعني من
ذلك إلا أن أكون قد أظهرت من الخشوع ما ليس في قلبي مثله.
(7713) أبو القاسم الهاشمي:
أخو أبي العبر. حدث عن أبيه. روى عنه أحمد بن كامل القاضي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت أبا القاسم
الهاشمي أخا أبي العبر يذكر عن أبيه عن عبد الصمد بن علي جده قال: استصرخ
الناس عام الحرقة على قبور أهليهم بأحد، قال فخرجت فأتيت قبر عمي حمزة بن
عبد المطلب - وقد كاد السيل يكشف عنه - فاستخرجته من قبره فوجدته كهيئته
والنمرة التي كفنه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والإذخر على قدميه فوضعت رأسه في حجري
400

فكان كهيئة المرجل. قال القاضي بن كامل عظم، فأعمقت القبر وكفنته أكفانا على
كفنه وأعدته. قال القاضي وعام الحرقة كان سقف قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرق فتبينت
السماء من أرض القبر، فأتاهما المطر وكثر جدا وهم لا يعلمون بانخراق السقف، ثم
علموا فسد الخرق وانقطع المطر.
(7714) أبو القاسم بن مروان، النهاوندي الصوفي:
كان قد صحب أبا سعيد الخراز، وأقام ببغداد مدة.
حدثني عبد العزيز على اللأزجي قال: سمعت علي بن عبد الله الهمذاني - بمكة
- يقول: حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا أبو القاسم بن مروان ببغداد قال: كان عندنا
بنهاوند فتى يصحبني، وكنت أنا أصحب أبا سعيد الخزاز، فكنت إذا جعت حدثت
ذلك الفتى ما أسمع من أبي سعيد، فقال لي ذات يوم: إن سهل الله لك الخروج
خرجت معك حتى أرى هذا الشيخ الذي تحدثني عنه، فخرجت وخرج معي ووصلنا
إلى مكة، فقال لي: ليس نطوف حتى نلقى أبا سعيد فقصدناه وسلمنا عليه، فقال
الشاب مسألة - ولم يحدثني أنه يريد أن يسأل عن شئ - فقال له الشيخ سل، فقال
ما حقيقة التوكل؟ فقال الشيخ أن لا تأخذ الحجة من حمولا، وكان الشاب قد أخذ
حجة من حمولا - وهو رئيس نهاوند - وما علمت به أنا. فورد علي الشاب
أمر عظيم وخجل فلما رأى الشيخ ما حل به عطف عليه وقال: ارجع إلى
سؤالك.
ثم قال أبو سعيد: كنت أراعي شيئا من هذا الأمر في حداثتي فسلكت بادية
الموصل فبينا أنا سائر إذ سمعت حسا من ورائي، فحفظت قلبي عن الالتفات فإذا
الحس قددنا مني وإذا سبعان قد صعدا على كتفي فلحسا خدي، فلم أنظر إليهما
حيث صعدا ولا حيث نزلا.
(7715) أبو القاسم القاضي، يعرف بالمغازلي:
من أهل الحربية. حدث عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي. روى عنه
القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي.
(7716) أبو القاسم النقاش:
سمع الجنيد بن محمد. روى عنه أبو الحسين بن مقسم.
401

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن
مقسم يقول: سمعت أبا القاسم النقاش يقول: سمعت الجنيد يقول: الانسان لا يعاب
بما في طبعه، إنما يعاب إذا فعل بما في طبعه.
(7717) أبو القاسم السلال (1) الصوفي:
حكى عن الجنيد بن محمد. روى عنه أبو الحسن بن جهضم الهمذاني.
أخبرنا العتيقي قال: سمعت علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني - بمكة - يقول:
سمعت أبا القاسم السلال البغدادي - بمصر - يقول: قال أبو القاسم الجنيد بن محمد:
من لم يكتب الحديث، ويتحفظ القرآن، لا يقتدي به في هذا الأمر.
(7718) أبو راشد البصري:
نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي. روى عنه داود بن
عمرو الضبي.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا أحمد بن زياد المعدل، حدثنا داود بن عمرو، حدثنا أبو راشد
البصري - صاحب المغازي وكان ينزل في سكتنا - حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني
محمد بن مسلم بن شهاب عن عروة عن عائشة. ان أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم
من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به، الرؤيا الصالحة، لا يرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في نومه رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح. قال: وحببت إليه الخلوة، قال: فلم يكن
شئ أحب إليه من أن يخلو وحده.
(7719) أبو قتادة:
شيخ كان يروي عن الأوزاعي. ذكره يحيى بن بن معين فقال فيما:
أخبرني العتيقي قال: أخبرنا عثمان بن محمد المخرمي، أخبرني محمد بن يعقوب
الأصم أن العباس بن محمد الدوري حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول.
وأخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد الأدمي، حدثنا محمد بن علي
الأيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: قال يحيى بن معين: كان عندنا في
402

درب أبي الطيب ببغداد شيخ يكنى بأبي قتادة يروي عن الأوزاعي، وكان يقول
حدثنا أبو عمرو رحمه الله. فذهبنا إليه، واختلفنا إليه، فقعدنا يوما في الشمس وذهبنا
ننظر فإذا في أعلى الصحيفة حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعه عن الأوزاعي،
فطرحنا صحيفته وتركناه. وليس هو أبو قتادة الحراني، هذا كان رجلا آخر. لفظ
البرقاني.
(7720) أبو خالد، السقا:
حدث عن أنس بن مالك. روى عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء النيسابوري.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
أبا الفضل الحسن بن يعقوب المعدل يقول: سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب
الفراء يقول: سمعت أبا خالد السقا يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - ونظر إلى طير - فقال: " طوبى لك يا طير تأوي إلى الشجر،
وتأكل الثمر " قال: وذكر الحديث.
قال بن نعيم: قرأت بخط أبي عمرو المستملي هذا الحديث عن محمد بن عبد
الوهاب قال: سمعت أبا خالد السقا ببغداد وذكر مثله.
قال أبو عمرو: سمعت أبا أحمد الفراء يقول: كنا عند أبي نعيم وعنده يحيى بن
معين وأبو بكر بن أبي شيبة فذكروا هذا فقال أبو نعيم بن كم يزعم أنه؟ قالوا: ابن
خمس وعشرين ومائة سنة، وذلك سنة تسع ومائتين.
فقال أبو نعيم: احسبوا فجعل يلقي عليهم. فقال: بزعمه مات بن عمر قبل أن
يولد هو بخمس سنين، وذلك أنه قيل إنه قال رأيت بن عمر جاء إلى بن الزبير فسلم
عليه وهو مصلوب.
(7721) أبو عبد الرحمن، المدائني:
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عمر بن
الحسن، حدثنا إسماعيل بن الفضل ومحمد بن بشر بن مطر قالا: حدثنا وهب بن
بقية، حدثنا محمد بن عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن المدائني، عن الأعمش، عن
أبي وائل، عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة القابلة. رواه محمد بن إبراهيم أخو
403

أبي معمر القطيعي عن محمد بن عبد الملك وهو الواسطي عن الأعمش، ولم يذكر
بينهما أبا عبد الرحمن المدائني.
(7722) أبو عبد الرحمن، الغفاري:
حدث عن شريك بن عبد الله النخعي. روى عنه أبو جعفر الحضرمي مطين.
كتب إلى محمد بن أحمد بن عبد الله التميمي - من الكوفة أن إبراهيم بن أحمد
بن أبي حصين حدثهم.
ثم أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري - قراءة حدثنا أحمد بن محمد بن علي
الصوفي، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الهمداني، حدثنا أبو جعفر محمد بن
عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو عبد الرحمن الغفاري البغدادي - من ولد شقران -
حدثنا شريك عن سالم عن سعيد في قوله: (و إنا لنراك فينا ضعيفا) هود 91 قال:
قال كان أعمى.
وبإسناده عن سعيد في قوله: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) (الملك 30)
قال: لا تناله الدلاء.
قال الحضرمي: ولم أكتب عنه غير هذين الحديثين. وروى الحماني هذين الحديثين
عن رجل عن شريك.
(7723) أبو عبد الله بن أبي جعفر، البراثي (1) الزاهد:
وهو أستاذ أبي جعفر بن الكرنبي الصوفي. حكى عنه حكيم بن جعفر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي،
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني علي بن محمد بن أبي مريم عن
محمد بن الحسين عن حكيم بن جعفر قال: سمعت أبا عبد الله البراني يقول: قال لي
رجل من العباد: إنك أيها الرجل إن فوضت أمرك إليه اجتمع لك في ذلك أمران.
قلت: ما هما؟ قال قلة الاكتراث بما قد ضمن لك وراحة البدن من مطلب ذلك،
فأي حال أكبر من حال المطيع له، والمتوكل عليه؟ كفاه الله بتوكله عليه الهم، وأعقبه
الراحة.
404

أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق، حدثنا أحمد
بن محمد بن مسروق، حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، حدثنا حكيم بن جعفر
قال: كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد - وكان يسكن براثا - وكانت له امرأة
متعبدة يقال لها جوهر، وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية، وجوهر
جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبل القبلة في بيت واحد. قال: فأتيناه يوما وهو
جالس على الأرض ليس الجلة تحته، فقلنا يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تقعد
عليها؟ قال إن جوهرا أيقظتني البارحة. فقالت: أليس يقال في الحديث إن الأرض
تقول لابن آدم تجعل بيني وبينك سترا، وأنت غدا في بطني؟ قال: قلت نعم! قالت:
فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها، فقمت والله فأخرجتها.
(7724) أبو عبد الله، السلمي:
حدث عن ضمرة بن ربيعة، وأبي داود الطيالسي، وإبراهيم بن عيينة، وعن أحمد
بن حنبل روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل.
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، حدثنا محمد بن
عبد الله الشافعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو عبد الله السلمي، حدثني أحمد
بن حنبل عن زائدة عن الشيباني عن عبد الله بن ميسرة قال: كنت بالمدينة فشهد
رجل أنه رأى الهلال، فأمر بن عمر ان يجيزوا شهادته. قلت لأحمد من عن زائدة؟
قال: معاوية بن عمرو.
(7725) أبو عبيد الله بن أبي أحمد:
حدث عن علي بن سعيد النيسابوري المعروف بالترمذي. روى عنه محمد بن
مخلد.
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، حدثنا أبو الحسين عمر بن القاسم
بن محمد بالمقرئ، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثني أبو عبد الله بن أبي أحمد
- صاحبنا - حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد النيسابوري قال: سألت مالك بن أنس عن
كسب المعلم؟ فقال لا بأس به. قلت: واطلب ولا يعطوني؟ قال لا بأس. قلت
وألح؟ قال لا بأس - وضحك - قلت المحرم يلبس السراويل؟ قال لا، يبيع السراويل
ويشتري إزارا. قلت فالمحرم ينتقب؟ قال لا، قلت فالمحرم يلبس الطيلسان؟ قال لا
بأس به.
405

(7726) أبو عبد الله بن الخلنجي (1)، الصوفي:
كان من كبار مشايخهم. حكى عنه أبو سعيد بن الأعرابي وغيره.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو عبد
الله بن الخلنجي من قدماء مشايخ البغداديين. كان يحضر مجلس إبراهيم الحري.
وسمع الحديث الكثير قبل ذلك عن لوين، وابن زنجويه. وكان عالما ثم اتخذ حلقة في
جامع المدنية يتكلم في الرياضات، وعيوب النفس، وآفات الأعمال، لا يتجاوز ذلك.
فإذا سئل عن شئ فوق ذلك لا يجيب. مات ببغداد ودفن في مقبرة الحربية.
حدثنا عبد العزيز الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني قال: حدثني عبد
السلام بن محمد، حدثني أحمد بن محمد الزيادي - وقد جرى ذكر جنيد - فقال:
لم أر في الصوفية أعقل من جنيد بن محمد القواريري، ولا أفقه من الثوري، ولا أشد
فقرا من ابن الخلنجي لعلي ما رأيت معه قطعة قط.
(7727) أبو الوزير، صاحب ديوان المهدي:
أسند الحديث عن المهدي روى عنه مسلمة بن الصلت.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا عبد الله بن أحمد بن الحسين الخرقي، حدثنا
محمد بن غالب بن حرب، حدثنا محمد بن صالح الهاشمي، حدثنا مسلمة بن
الصلت، حدثنا أبو الوزير صاحب ديوان المهدي، حدثنا المهدي أمير المؤمنين عن أبيه
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " آخر أربعاء من الشهر يوم نحسن مستمر " (1).
(7728) أبو حمزة مولى نصر بن مالك اسمه رزيق - أو زريق - وقع إلي
اسمه غير مقيد فصيرته بالشك:
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا أحمد بن جعفر بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن
القاسم بن محرز قال سمعت يحيى بن معين - وسئل عن أبي حمزة رزيق مولى
نصر بن مالك يحدث عن أبي معشر المدني - قال: لا بأس به كان إمام مسجد
قراد.
406

(7729) أبو الخطاب، كاتب أبي يوسف القاضي:
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان الفامي،
حدثنا محمد بن أبي هارون الوراق، عن محمد بن موسى المعبر قال: حدثني أبو
الخطاب كاتب أبي يوسف القاضي قال: نزل في جوارنا رجل من ستة أشهر لا تفوته
الصلاة معنا في جماعة، ثم فقدناه يوما ويومين وثلاثة لم يخرج إلى الصلاة فجئنا إليه
فقلنا له لم نرك من ثلاث حضرت معنا، فما العلة فقال: لفلان علي عشرة آلاف
درهم فجاء الاجل فتحملت عليه بقوم فأجلني ستة أشهر، ثم أجلني بعدها أربعة
أشهر، فتركت الصلاة حياء، وحاجتي سؤالكم له أن يؤجلني شهرين حتى تدخل
غلتي، فأتيناه فقلنا نزل فلان عندنا وكان يحضر معنا الصلاة فتأخر فأخبرنا أن لك
عليه مال وهو مستحي، ونحن نسألك أتصبر عليه شهرين حتى تدخل غلته. فقال:
أترك الصلاة حياء مني، فقلنا نعم! قال: فليس قدركم عندي أن أنظره شهرين، هو
منها في حل.
(7730) أبو كنانة، مستملي هشيم بن بشير:
وهو أخو أبي مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي. حكى عن هشيم. روى عنه
أحمد بن منيع البغوي.
(7731) أبو الطيب الحربي:
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي،
حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو
زكريا: أبو الطيب الحربي كذاب خبيث، كان قد سمع من معمر ومن هؤلاء، كان
كذابا خبيثا.
(7732) أبو سهل المدائني:
حدث عن سفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب. روى عنه المفضل بن غسان
الغلابي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى
البابسيري، حدثنا القاضي أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي، حدثنا
407

أبي، حدثنا أبو سهل المدائني قال: سئل سفيان بن عيينة عن الرجل يؤم - أو يؤذن -
فيعطى على ذلك من غير تعرض! فقال لا بأس هذا موسى سقى لهما لله، فعرض له
رزق فقبله.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا جعفر بن
محمد بن الأزهر، حدثنا بن الغلابي حدثني أبو سهل المدائني عن شعيب بن حرب
قال: جلست إلى عبد العزيز بن أبي رواد خمسمائة مجلس فما أحسب صاحب
الشمال كتب شيئا.
(7733) أبو سهل المصيصي:
قدم بغداد وحدث بها عن أيوب بن سويد الرملي. روى عنه أحمد بن علي
الخراز.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. وأخبرنا محمد بن
عمر الجصاص، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار قالا: حدثنا أحمد بن علي
الخراز، حدثنا أبو سهل المصيصي - قدم علينا - زاد الخطبي ههنا ثم اتفقا - حدثنا
أيوب بن سويد، حدثنا يونس. وقال ابن خلاد عن يونس عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر. أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال على قارعة الطريق.
(7734) أبو عثمان البغدادي:
حدث عن سفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي، حدثني أبي، حدثني أبو عثمان البغدادي ثقة.
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة
قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم يكن فيما يقرأ: (قاتلوا في الله
في آخر مرة كما قاتلتم فيه أول مرة) قال: متى ذاك؟ قال: إذا كانت بنو أمية الامراء،
وبنو مخزوم الوزراء.
(7735) أبو سلمان، مولى هارون الرشيد:
أنبأنا أبو عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا بن حبان قال: وجدت
في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا زعم أبو خيثمة عن علي بن المديني قال:
408

كنا نجلس إلى ابن عيينة ويجيء أبو سلمان فيقعد خلفنا فيعلق جميع ما يمر لابن عيينة،
فإذا قمنا إلى البيت قرأها علينا من ألواحه، فلا يسقط حرفا واحدا قال أبو زكريا:
وقد رأيت أبا سلمان هذا كان مولى لهارون الرشيد، وكان أبوه سنديا، وكان منزله
مدينة أبي جعفر، وكان خفيف اليد لا يفوته شئ، وكان يخدم بمكة الغرباء أصحاب
الحديث.
(7736) أبو يعقوب، مولى أبي عبيد الله وزير المهدي:
سمع سفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا
أبو علي الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو
يعقوب مولى أبي عبيد الله قال: اسم أبي فاختة، سعيد بن علاقة سمعته من ابن عيينة
- يعني أبو يعقوب - سمعه من ابن عيينة.
(7737) أبو يعقوب الزيات:
كان من الزهاد المذكورين. حكى عنه الجنيد بن محمد.
أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا جعفر الخلدي - في كتابه - قال: سمعت الجنيد بن محمد
يقول: دققت علي أبي يعقوب الزيات بابه في جماعة من أصحابنا. فقال: ما كان لكم
شغل في الله يشغلكم عن المجيء إلى؟ قال الجنيد: فقلت له إذا كان مجيئنا إليك من
شغلنا به لا يقطع عنه ففتح الباب، فسألته عن مسألة في التوكل فأخرج درهما كان
عنده ثم أجابني فأعطى التوكل حقه، ثم قال استحييت من الله أن أجيبك وعندي
شئ.
(7738) أبو يعقوب، الشريطي الصوفي البصري:
كان حافظا لعلوم عدة بصيرا بالحديث، ودخل بغداد في أيام داود بن علي
الأصبهاني.
فحدثني محمد بن علي الصوري - لفظا - أخبرنا أبو أسامة الهروي - قراءة عليه -
وأجاز لنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي - واللفظ له - قالا: حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري، حدثنا محمد بن إسحاق الكثيري قال: قال أبو
سعيد الزيادي: دخل أبو يعقوب الشريطي - وكان من أهل البصرة - مجلس داود
409

الأصبهاني وعليه خرقتان فتصدر لنفسه من غير أن يرفعه أحد، وجلس بجنب داود،
فحرد داود وقال سل يا فتي، فقال أبو يعقوب: يسأل الشيخ عما أحب، فحرد داود
وقال عما أسألك عن الحجامة أسألك؟ قال فبرك أبو يعقوب ثم روى طرق " أفطر
الحاجم والمحجوم " من أرسله من أسنده، ومن أوقف، ومن ذهب إليه من الفقهاء.
وروى اختلاف طرق: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراما لم
يعطه. ثم روى طرقا أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بقرن. وذكر أحاديث صحيحة في الحجامة.
ثم ذكر الأحاديث المتوسطة مثل " ما مررت بملأ من الملائكة " " ومثل شفاء أمتي "
ومثل ذلك. ثم ذكر الأحاديث الضعيفة مثل قوله " لا تحتجموا يوم كذا، ولا ساعة
كذا " ثم ذكر ما ذهب إليه أهل الطب من الحجامة في كل زمان وذكر ما ذكره
الأطباء في الحجامة، ثم قال في آخر كلامه: وأول ما خرجت الحجامة من أصبهان،
فقال داود: والله لا حقرت أحدا بعدك.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو
يعقوب الشريطي من أهل البصرة صحب أبا تراب النخشبي. وكان عالما بعلوم
الظاهر دخل بغداد وعظمه أهلها، ورفعوا من قدره.
(7739) أبو يعقوب بن سليمان بن أبي جعفر المنصور:
حدث عن أخته زينب. روى عنه طلحة بن عبيد الله الطلحي.
(7740) أبو يعقوب، البغدادي:
حدث بخوارزم عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي. روى عنه أبو بكر بن
حبان الخوارزمي.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت علي أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن حباب الخوارزمي -
بها - حدثكم أبو يعقوب البغدادي - قدم عليكم - حدثنا الحسين بن علي الكوفي
العجلي، حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة - لا أدري ذكره عن أبيه أم لا - الشك
من أبي يعقوب. قال: بلغ عائشة أن أقواما يتناولون أبا بكر وعمر، فأرسلت إلى أزفلة
منهم، فلما حضروا سدلت أستارها، ثم دنت، فحمدت الله وصلت على نبيه صلى الله عليه وسلم
وعذلت وقرعت، ثم قالت: أبي، وما أبيه؟ أبي والله تعطوه الأيدي، ذلك طود
منيف، وفرع مديد، وذكر الحديث في خطبة عائشة بطولها.
410

(7741) أبو يعقوب بن أبي الفيصل، العكبري:
حدث عن علي بن حرب الطائي. روى عنه عمر بن القاسم بن الحداد المقرئ.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، أخبرنا عمر بن القاسم بن الحداد، حدثنا أبو
يعقوب بن أبي الفيصل - بعكبرا - حدثنا علي بن حرب، حدثنا أسباط بن محمد،
حدثنا أشعث عن كردوس عن عبد الله قال: مر الملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده
بلال، وسلمان، وصهيب. فقالوا: يا محمد أرضيت بهؤلاء أتريد أن نكون تبعا
لهؤلاء؟ فنزلت: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) إلى قوله: (فتطردهم فتكون من
الظالمين) (الأنعام 52).
(7742) أبو المغيرة:
أحد الغرباء قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة، حكى عنه يحيى بن
معين أنه كان كذابا.
أنبأنا أبو عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا بن حبان قال: وجدت
في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا: أبو المغيرة شيخ قدم علينا ههنا، كان حسن
اللحية، حسن الهيئة، وكان يحدث بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كسر الألوية، فكانوا
يسألونه عنه فذهبت يوما إليه أنا وعامر أخو عجرفة. فقال لي عامر: تعال حتى نصنع
له أحاديث ننظر حين يحدث بها فجعل عامر يلقنه أحاديث يضعها له، وهو يمر فيها
كلها عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الصنيعة لا تنفع إلا
عند ذي حسب " (1).
وأحاديث من هذا الضرب، فجعل يحدث بها كلها، فإذا هو من أكذب الناس
وأخبثه.
(7743) أبو جعفر المخولي:
قال لي أبو نعيم الحافظ: كان من قدماء العارفين من أهل بغداد، سكن باب
المخول فنسب إليه.
أخبرني أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، حدثنا
411

جعفر بن محمد بن نصير الخلدي - إملاء - حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق،
حدثنا محمد بن الحسين، حدثني إسماعيل بن إبراهيم الترجماني قال: سمعت أبا
جعفر المخولي - وكان عابدا عالما - قال: حرام على قلب صحب الدنيا أن يسكنه
الورع الخفي، وحرام على نفس عليها ربانية الناس أن تذوق حلاوة الآخرة، وحرام
على كل عالم لم يعمل بعلمه ان يتخذه المتقون إماما.
(7744) أبو جعفر السماك، العابد:
حكى عنه السري بن المغلس السقطي.
أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا جعفر الخلدي - في كتابه - قال: سمعت الجنيد بن محمد
يقول: سمعت السري يقول: سمعت أبا جعفر السماك - وكان شيخا شديد العزلة -
فرأى عندي جماعة قد اجتمعوا حولي، فوقف ولم يقعد ثم نظر إلي فقال: أبو الحسن
صرت مناخا للبطالين؟ فرجع ولم يقعد وكره لي اجتماعهم حولي.
(7745) أبو جعفر بن أخت بشر بن الحارث:
حكى عن بشر. روى عنه محمد بن هارون بن برية الهاشمي.
(7746) أبو جعفر، الكبريتي:
كان أحد عباد الله الأخيار، وصحب صالح بن عبد الكريم، وحكى عنه. روى
عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي.
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأنا جعفر الخلدلي، حدثنا أحمد بن
محمد بن مسروق، حدثنا أبو جعفر الكبريتي - صاحب صالح بن عبد الكريم - قال:
قيل لصالح بن عبد الكريم: إن قوما يجدون قلوبهم في القصائد، ولا يجدونها في
القرآن؟ قال: فقال صالح: إن القرآن عزيز، ويريد القرآن عقلا عزيزا، وهؤلاء
عقولهم فيها ضعف فاحتملوهم.
(7747) أبو جعفر، الزعفراني:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادى
- وانا أسمع - قال: وأبو جعفر الزعفراني كانت عنده حكايات عن بشر بن
الحارث مات لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة خمس وسبعين - يعني
ومائتين -.
412

(7748) أبو جعفر الحداد:
من مشايخ الصوفية. كان شديد الاجتهاد معروفا بالإيثار.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول:
سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت محمد بن عبد الله الزعفراني يقول:
سمعت أبا جعفر الحداد يقول: مكثت بضع عشرة سنة أعتقد التوكل، وأنا أعمل في
السوق آخذ كل يوم أجرتي ولا انتفع منها بشربة ماء، ولا بدخلة حمام، وكنت
أجيء بأجرتي إلى الفقراء في الشونيزي وأكون على حالي.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي - أبو
عبد الرحمن - قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عمر
الأنماطي يقول: مكث أبو جعفر الحداد عشرين سنة يكسب كل يوم دينارا، يتصدق
به - أو قال ينفقه - على الفقراء، وهو أشد الناس اجتهادا ويخرج بين العشاءين
فيتصدق من الأبواب ولا يفطر إلا في وقت أحل الله عليه الميتة، وكان من رؤساء
المتصوفة. قال أبو عبد الرحمن: أبو جعفر الحداد الكبير بغدادي من أقران الجنيد
ورويم، وكان أستاذ أبي جعفر الحداد الصغير.
حدثنا عبد العزيز الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمداني، حدثني بن إسماعيل
الطلاء قال: حدثني أستاذي محمد بن الهيثم قال: قال لي أبو جعفر الحداد: كنت
أحب ان أدري كيف تجري أسباب الرزق على الخلق؟ فدخلت البادية بعض السنين
على التوكل فبقيت سبعة عشر يوما لم آكل فيها شيئا؟ فضعفت عن المشي. فبقيت
أياما أخر لم أذق فيها شيئا حتى سقطت على وجهي، وغشي علي، وغلب علي
القمل شيئا ما رأيت مثله، ولا سمعت به. فبينا انا كذلك إذ مر بي ركب فرأوني
على تلك الحال، فنزل أحدهم عن راحلته فحلق رأسي ولحيتي وشق على ثوبي
وتركني في الرمضاء، وساروا فمر بي ركب آخر، فحملوني إلى حيهم وأنا مغلوب
فطرحوني ناحية، فجاءتني امرأة وحلبت على رأسي وصبت اللبن في حلقي ففتحت
عيني قليلا وقلت لهم أقرب موضع منكم أين؟ قالوا: جبل الشراة فحملوني إلى
الشراة. قال أبو جعفر: وحين سقطت وكنت قد قبضت على حصاة وجهدوا في
البادية ان يفتحوا يدي فلم يطيقوا إذا هي حصاة كلما هممت برميها لم أجد إلى
رميها سبيلا فدخلت بيت المقدس، فاجتمع حولي الصوفية والحصاة في يدي أقلبها
413

فأخذها مني بعض الفقراء وضرب بها الأرض فتفتت وانا أنظر إليها، فقلت نعم يا
سيدي لم تطلعني على سبب مجاري الأرزاق الا بعد حلق رأسي ولحيتي.
(7749) أبو جعفر بن الكرنبي الصوفي:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم وذكر أبا جعفر بن
الكرنبي وهو من صوفية البغداديين، فرفع منه جدا وقال: فاق أقرانه في الاجتهاد
وكثرة الأوراد، تأدب أكثر نساك بغداد بآدابه وتوارثوا منه شريف الآداب وحميد
الأخلاق.
قال لنا أبو نعيم: وحدثني أبو مقسم عن جعفر الخلدي قال: ذهب الجنيد إليه يوما
بصرة دراهم عرضها عليه، فأبى بن الكرنبي أن يأخذها منه، وذكر غناه عنها. فقال
له الجنيد: إن وجدت غنى عنها ففي أخذها سرور رجل مسلم فأخذها.
قال أبو نعيم: وكان بن الكرنبي من تلامذة أبي عبد الله البراثي.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي
يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجريري يقول: سمعت بن الكرنبي
يقول: إن الفقير الصادق ليحذر من الغنى فيفسد عليه فقره كما أن الغني يحذر من
الفقر حذرا أن يدخل عليه فيفسد غناه عليه.
أخبرنا الأزهري، حدثنا محمد بن الحسن النقاش، أخبرنا أبو الحسن علي بن
محمد بن جعفر بن أحمد البجلي المقرى قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن
بشار يحدث قال: سمعت بن الكرنبي يقول: فررت في أيام المحنة بديني. قال وكان
كبير اللحية وكان عليه جبة ثقيلة، وكان إذا لقيه من يخاف منه وضع لحيته في فمه
وحرك رأسه فيقال هو مجنون، فخرج إلى عبادان. قال: فرأيت رجلا معه غلمان وهو
من أبناء الدنيا ففزعت منه وفزع مني، قال ابن بشار فقلت له هو فزع منك من
منظرك وأنت لم فزعت منه؟ قال: خشيت أن يمتحنني، قال: فإذا قوم من بغداد من
قطيعة الربيع، وإذا هو فر بدينه، فوانسته وقلت له في قول الله تعالى (لن تراني) قال:
بعين فانية، في جسد فان، في دار فانية، ولكن تراني بعين باقية، في جسد باق، في دار
باقية يرى الباقي الباقي. قال: فقال ابن الكرنبي: لو لم يكن محنة الا أن اخرج أسمع
هذا لما كان كثيرا.
414

أخبرنا عبد العزيز بن علي، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدثنا الخدلي،
حدثني جنيد قال: سمعت ابن الكرنبي يقول: أصبت ليلة جنابة احتجت ان اغتسل -
وكانت ليلة باردة - فوجدت في نفسي تأخرا وتقصيرا، وحدثتني نفسي لو تركت
حتى تصبح فيسخن لك الماء، أو تدخل الحمام، والا أعنت على نفسك. فقلت
واعجباه، انا أعامل الله في طول عمري، يجب له علي حق لا أجد المسارعة إليه،
وأجد الوقوف والتباطي والتأخر آليت لا اغتسلت الا في نهر، وآليت لا اغتسلت إلا
في مرقعتي هذه، وآليت لا نزعتها، وآليت لا عصرتها، وآليت لا جففتها في شمس
- أو كما قال -.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الاستراباذي، أخبرنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الحميدي الشيرازي، أخبرني جعفر الخلدي، حدثنا
ابن حباب - أبو الحسن صاحب ابن الكرنبي - قال: أوصى لي ابن الكرنبي بمرقعته
فوزنت فردكم من كمامها فإذا فيه أحد عشر رطلا. قال جعفر: وكانت المرقعات
تسمى في ذلك الوقت الكبل.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى
النيسابوري قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول: جلس
الجنيد عند رأس أبي جعفر الكرنبي عند وفاته فرفع الجنيد رأسه إلى السماء. فقال له
أبو جعفر: بعد، فطأطأ رأسه إلى الأرض. فقال أبو جعفر: بعد معناه ان الحق أقرب
إلى العبد من أن يشار إليه في جهة.
(7750) أبو جعفر المجذوم:
كان شديد العزلة والانفراد، وهو من أقران أبي العباس بن عطاء، ويحكى عنه
كرامات.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت
علي بن سعيد المصيصي يقول: سمعت محمد بن خفيف يقول: سمعت أبا الحسن
الدراج قال: كنت أحج فيصحبني جماعة فكنت احتاج إلى القيام معهم والاشتغال
بهم، فذهبت سنة من السنين، وخرجت إلى القادسية فدخلت المسجد فإذا رجل في
415

المحراب مجذوم عليه من البلاء شئ عظيم فلما رآني سلم علي وقال لي: يا أبا
الحسين عزمت الحج؟ قلت نعم - على غيظ مني وكراهية له - قال: فقال لي
فالصحبة؟ فقلت في نفسي انا هربت من الأصحاء أقع في يدي مجذوم! قلت: لا، قال
لي: افعل. قلت: لا والله لا أفعل، فقال لي: يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى
يتعجب القوي. فقلت نعم - على الانكار عليه - قال: فتركته فلما صليت العصر
مشيت إلى ناحية المغيثة فبلغت كلفد (1) ضحوة فلما دخلت إذا انا بالشيخ فسلم
علي وقال لي: يا أبا الحسن يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي. قال: واخذني
شبه الوسواس في امره، قال: فلم أحس حتى بلغت القرعاء على العدو فبلغت مع
الصبح فدخلت المسجد فإذا أنا بالشيخ قاعد، وقال لي: يا أبا الحسين يصنع الله
للضعيف حتى يتعجب القوي. قال: فبادرت إليه فوقعت بين يديه على وجهي فقلت:
المعذرة إلى الله وإليك، قال لي: مالك؟ قلت: أخطأت، قال: وما هو قلت: الصحبة،
قال: أليس حلفت وإنا نكره ان نحنثك، قال: قلت فأراك في كل منزل؟ قال: لك
ذلك. قال فذهب عني الجوع والتعب في كل منزل ليس لي هم الا الدخول إلى
المنزل فأراه، إلى أن بلغت المدينة فغاب عني فلم أره. فلما قدمت مكة حضرت أبا
بكر الكتاني وأبا الحسن المزين فذكرت لهم، فقالوا لي يا أحمق ذلك أبو جعفر
المجذوم، ونحن نسأل الله ان نراه، فقالوا إن لقيته فتعلق به لعلنا نراه، قلت: نعم! قال:
فلما خرجنا إلى منى وعرفات لم ألقه، فلما كان يوم الجمرة رميت الجمار فجذبني
انسان وقال لي: يا أبا الحسين السلام عليك، فلما رايته لحقني من رؤيته فصحت
فغشي علي وذهب عني، وجئت إلى مسجد الخيف فأخبرت أصحابنا، فلما كان يوم
الوداع صليت خلف المقام ركعتين، ورفعت يدي فإذا انسان خلفي جذبني فقال: يا
أبا الحسين عزمت ان تصبح؟ قلت: لا، أسألك ان تدعو لي. فقال: سل ما شئت،
فسألت الله ثلاث دعوات فأمن علي دعائي فغاب عني فلم أره، فسألته عن الأدعية
فقال أما أحدها فقلت يا رب حبب إلي الفقر فليس في الدنيا شئ أحب إلي منه،
والثاني قلت اللهم لا تجعلني ممن أبيت ليلة ولي شئ ادخره لغد وانا منذ كذا
وكذا سنة مالي شئ ادخره، والثالث قلت اللهم إذا أذنت لأوليائك ان
ينظروا إليك فاجعلني منهم وانا أرجو ذلك. قال السلمي: أبو جعفر المجذوم بغدادي.
416

(7751) أبو جعفر، الصيدلاني الصوفي:
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو جعفر
الصيدلاني البغدادي من أقران ابن عطاء، جاور بمكة سنين ومات بحصن، صحب أبا
سعيد الخراز وكان أستاذ بن الأعرابي.
(7752) أبو هشام، الباعقوبي:
من أهل باعقوبا وهي قرية بأعلى النهروان. حدث عن عبد الله بن داود الخريبي.
روى عنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المؤدب.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم المؤدب، حدثنا أبو هشام الباعقوبي، حدثنا عبد الله بن داود،
حدثنا سويد مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث قال سمعت عليا يقول:
خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.
(7753) أبو الخير:
شيخ كان يسكن بدرب سليمان. وحدث عن أبي البختري وهب بن وهب
القاضي وغيره، وكان كذابا. ذكره إبراهيم الحربي.
أخبرنا العتيقي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق
الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي - غير مرة - يقول: كان في درب سليمان بن أبي
جعفر رجل يقال له أبو الخير، وكنا نجيء إلى عبد الأعلى، وكنا إذا انصرفنا يجيء
أصحاب الحديث فيقولون له أمل علينا، فيملي عليهم فيكتبون عنه. قال: وكنت أنا
عنده أنبل من أن أقول له أمل علينا، قال: فتنحنح ثم قال: أخبرني أبو البختري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شئ خيرة، وخيرته من البقل الهندبا ومن‌الغنم النعجة،
ومن بني آدم أنا " (1) قال إبراهيم لم أسمع أحمد بن حنبل يكذب أحد إلا أبا
البختري هكذا. فاني سمعته يقول: أبو البختري ذاك الكذاب. قال إبراهيم: وجئت
يوما إلى رأس الجسر فإذا هو يسقي الماء من جرة صغيرة، وجارية تنقل عليه بجرة،
والناس حواليه ينظرون إليه ويشربون، وهو يسقي من صعد من الجسر ومن نزل.
417

قال فقمت ناحية أبصر إليه ولم أتقدم إليه أسلم عليه، قال: فاستسقى صبي ورجل،
قال: فسقى الصبي قبل الرجل، ثم تنحنح واحدة بلغت السيب. فكدت أصعق وأقع
على واحد.
ثم قال: أخبرني أبو الزيات قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى الصبي والرجل
فسقى الرجل قبل الصبي غارت عين من عيون الماء " (2).
قال إبراهيم: وكان عليه قميص قصب بأربعة دنانير: ودواج وشي.
(7754) أبو موسى، البغدادي:
حدث عن مسلم بن إبراهيم. روى عنه محمد بن خزيمة البلخي.
أخبرني الأزهري حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد المحمي النيسابوري، حدثنا
أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه البخاري - بها - حدثنا محمد بن خزيمة البلخي، حدثنا
أبو موسى البغدادي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حكيم بن حزام الأزدي عن
العلاء بن كثير الدمشقي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من بركة المرأة بكورها بالأنثى، ألم تسمع بقول الله عز وجل في حم: (يهب لمن
يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) الشورى 49 فبدأ بالإناث قبل الذكور " (1).
(7755) أبو اليقين، الحربي:
سمع بشر بن الحارث. روى عنه محمد بن أبي سهل شيخ لأبي الحسن البصري.
أخبرني الأزهري قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا علي بن
محمد المصري، حدثنا محمد بن أبي سهل، حدثنا أبو اليقين الحربي قال: قال لي
بشر بن الحارث: رضت نفسي في كل شئ فغلبتها، ما خلا مجالستكم، فاني لست
أصبر.
(7756) أبو عاصم المتطبب:
سمع بشر بن الحارث. روى عنه أبو الفضل العباس بن سام.
(7757) أبو شعيب البراثي العابد:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرني جعفر الخلدي - في كتابه وحدثني به محمد بن
418

إبراهيم عنه - قال سمعت الجنيد بن محمد يقول: كان أبو شعيب البراثي أول من
سكن براثا في كوخ يتعبد فيه، فمرت بكوخه جارية من بنات الكبار من أبناء الدنيا،
كانت ربيت في قصور الملوك، فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه،
فصارت كالأسير له، فعزمت على التجرد من الدنيا والاتصال بأبي شعيب، فجاءت
إليه، وقالت: أريد أن أكون لك خادمة؟ فقال لها: إن أردت ذلك فغيري من هيئتك
وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت، فتجردت عن كل ما تملكه ولبست
لبسة النساك وحضرته، فتزوجها فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت
مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت: ما أنا بمقيمة فيها حتى تخرج ما تحتك، لأني
سمعتك تقول: إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل اليوم بيني وبينك حجابا وأنت غدا
في بطني؟ فما كنت لأجعل بيني وبينها حجابا. فأخذ أبو شعيب الخصاف ورمى بها،
فمكثت معه سنين كثيرة يتعبدان أحسن عبادة، وتوفيا على ذلك متعاونين.
(7758) أبو شعيب:
صاحب معروف الكرخي. حكى عن معروف. روى عنه عبيد الله بن محمد
الزيات.
(7759) أبو إسحاق، الدولابي:
من أهل الري. كان يقال إنه من الابدال، صاحب كرامات ورد بغداد زائرا
معروف الكرخي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إجازة - حدثنا جعفر الخلدي، حدثنا أحمد بن
محمد بن مسروق قال: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: جئت مرة إلى
معروف الكرخي فعض على أنامله وقال: هاه، لو لحقت أبا إسحاق الدولابي؟ كان
ههنا الساعة سلم علي فذهبت أقوم فقال لي اجلس لعله قد بلغ منزله بالري.
قال أبو العباس بن مسروق: وكان أبو إسحاق الدولابي من جلة الابدال.
(7760) أبو العباس، البغدادي:
صحب بشر بن الحارث، وتغرب إلى الشام ونواحي مصر. روى عنه العباس بن
يوسف الشكلي وجماعة غيره.
419

أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز - بالبصرة حدثنا الحسن بن محمد بن
عثمان النسوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو محمد محرز قال: كنت مع أبي
العباس البغدادي - بمكة - فنظر إلى نواة مطروحة فأخذها، فلما دخلنا المسجد إذا
سائل يسأل، قال: فناوله النواة وقال هذا جهد المقل.
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني حدثنا محمد بن
مخلد، حدثني علي بن خليد حدثني أبو العباس البغدادي - بحلب - قال: سمعت
بشر بن الحارث يقول: لا تعود نفسك الشبع من الحلال فتأكل الحرام.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان،
حدثنا العباس بن يوسف الشكلي قال: رأيت أبا العباس البغدادي جالسا على صخرة
بساحل الإسكندرية. والأمواج تضرب الصخرة، ويده على خده ينظر إلى الأمواج،
فوقفت انظر إليه فاقبل علي بوجهه وأنشأ يقول:
أنست بالوحدة من بعد ما * كنت من الوحدة مستوحشا
فصرت بالوحدة مستأنسا * وصارت الوحدة لي مجلسا
(7761) أبو العباس الخريمي:
جار أبي مزاحم الخاقاني. حدث عن أبي عمران موسى بن نصر البزاز. روى عنه
أبو مزاحم.
(7762) أبو العباس، الأرجل الصوفي:
أخبرنا إسماعيل الحيري أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو العباس الأرجل
مولى جعفر بن سليمان من قدماء مشايخ بغداد وجلتهم، وكان بفرد رجل، قطع
البادية على التوكل مرارا يحج ولا يتوكأ على عصا. وقال أبو عبد الرحمن: سمعت
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول: رأيت أبا
العباس الأرجل في بعض أطراف بغداد، وعليه ثياب رثة في يوم شديد القر، وهو يقفز
بإحدى رجليه. فقال لي: هل من مبارز؟ فقلت لا.
(7763) أبو العباس، الربضي:
صاحب إبراهيم الحربي. حكى عن إبراهيم حكاية رواها عنه أبو الحسن أحمد بن
محمد بن الحسن بن مقسم.
420

(7764) أبو نصر بن أخت بشر بن الحارث:
حكى عن خاله بشر. روى عنه أبو جعفر البزاز. وهو عندي محمد بن المثنى
السمسار. وقد ذكرنا روايته عنه في خبر فتح الموصلي.
(7765) أبو نصر المحب. من مشايخ الصوفية:
ذكر لي أبو نعيم الحافظ انه بغدادي وقال: قال لي أبو الحسن بن مقسم: كان أبو
نصر ذا فتوة وسخاء ومروءة وحياء، أخبرنا أبو نعيم، أخبرني جعفر الخلدي - في
كتابه - إلى قال: سمعت أبا العباس بن مسروق قال: اجتزت انا وأبو نصر المحب
بالكرخ، وعلي أبي نصر إزار له قيمة، فإذا نحن بسائل يسأل ويقول: شفيعي إليكم
محمد صلى الله عليه وسلم فشق أبو نصر إزاره وأعطاه النصف، ومشى خطوتين، وقال: هذا نذالة،
فانصرف إليه وأعطاه النصف الآخر.
(7766) أبو نصر الفلاس:
صاحب أبي بكر المروذي، حكى عن أبي جعفر محمد بن جعفر الراشدي. روى
عنه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن السماك.
(7767) أبو نصر، البزاز:
كان ينزل مدينة أبي جعفر وحدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي. روى عنه
عبيد الله بن أبي سمرة البغوي. وقد ذكرنا حديثه في آخر باب المحمدين.
(7768) أبو أحمد، البزاز:
حكى عن بشر بن الحارث. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج
المروذي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقري الحذاء، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم
الختلي، حدثنا أحمد بن عبد الخالق، حدثنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا أحمد
البزاز قال: قلت لبشر - يعني ابن الحارث -: بالله يا أبا نصر أيما أحلى، الدنانير أو
الدراهم؟ قال الطاعة والله أحلى منهما جميعا.
(7769) أبو أحمد المغازلي، الصوفي:
من جلة مشايخهم. حكى عنه جعفر الخلدي.
421

أخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا أبو علي الحسن بن
الحسين بن حمكان الفقيه قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت أبا أحمد
المغازلي يقول: كنت يوما من الأيام قاعدا، فخطر على قلبي ذكر من الأذكار فقلت
إن كان ذكر تمشي به على الماء فهو هذا؟ فقمت إلى الماء فوضعت قدمي على الماء
فثبتت ثم رفعت قدمي الآخرة لأضعه على الماء فخطر بقلبي كيفية ثبوت الأقدام على
الماء فغاصتا جميعا.
(7770) أبو أحمد البغدادي:
سمع الحسين بن عبد المجيب الموصلي. روى عنه إسحاق بن سعد بن الحسن بن
سفيان النسوي. وقد ذكرنا روايته عنه في أخبار يعقوب بن السكيت.
(7771) أبو سليمان، المؤدب الكلوذاني:
حدث عن محمد بن يونس الجمال. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال الحنبلي.
(7772) أبو مقاتل، الكشي:
ذكر إسماعيل بن علي الدعبلي أنه قدم بغداد وحدثهم بها عن أبي مقاتل
السمرقندي، والدعبلي غير ثقة.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا إسماعيل بن علي الخزاعي -
بواسط - قال: حدقنا أبو مقاتل الكشي - ببغداد في قطيعة الربيع سنة أربع وسبعين
ومائتين قدم علينا - حدثنا أبو مقاتل السمرقندي، حدثنا مقاتل بن حيان، حدثنا
الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (فصل لربك
وانحر) (الكوثر 2) قال: يا جبرائيل ما هذا النحيرة التي أمرني بها ربي عز وجل؟
قال: يا محمد إنها ليست بنحيرة، ولكنها رفع الأيدي في الصلاة " (1).
(7773) أبو السري، الملقب:
سمع يحيى بن معين. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن
مخلد قال: سمعت أبا السرى الملقب يقول: سمعت يحيى بن معين - وسأله أحمد
بن حنبل - فقال: الحكم بن عتيبة ممن هو؟ قال من بجيلة.
422

وقال سمعت بن إدريس يقول: مولدي سنة مات الحكم سنة خمس عشرة. فقال
عبد الملك بن عمير؟ فقال قبطي. وسأله عن سلمة بن كهيل؟ فقال شيعي. فجعل
أحمد بن حنبل يقول لابن عمه: أكتب، وكان فتى كيسا.
(7774) أبو الفضل بن مالك، الصوفي:
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي قال: أبو الفضل بن مالك البغدادي كان من أستاذي الجنيد.
ذكر عن الجنيد أنه قال: ما رأيت أحدا يسبق فعله قوله الا أبا الفضل بن مالك.
(7775) أبو الفضل، الهاشمي:
كان أحد الأولياء يوصف بالتقلل مع الانفراد والعزلة عن الناس.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت أبا
جعفر الرازي يقول: سمعت زكريا بن دلويه يقول: دخل أبو العباس بن مسروق
الطوسي على أبي الفضل الهاشمي وهو عليل، وكان ذا عيال، ولم يعرف له سببا.
قال: فلما قمت قلت في نفسي من أين يأكل هذا الرجل؟ قال: فصاح يا أبا العباس
رد هذه الهمة الردية، فان لله ألطافا.
(7776) أبو الفضل، المقرئ القيار:
حدث عن عبد الكريم بن الهيثم العاقولي. روى عنه أبو الفضل الزهري.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي الفضل وهو عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري
- وأنا اسمع - حدثكم أبو الفضل المقرئ القيار، حدثني أبو يحيى عبد الكريم بن
الهيثم الدير عاقولي، حدثني حيي بن حاتم كذا كان في كتاب البرقاني مضبوطا - وإنما
هو حبي بن حاتم - حدثنا ابن المبارك، حدثنا شعبة والأوزاعي عن هشام عن قتادة
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام.
(7777) أبو محمد، الصفار:
سمع عباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو بكر بن مرابا السوسي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو
423

بكر أحمد بن سعيد بن علي بن مرابا السوسي الخزاز، حدثنا أبو محمد الصفار قال:
سمعت عباس بن محمد الدوري يقول: سمعت أحمد بن حنبل - وذاكرته بحديث
من حديث الأعمش - فقال: حدثنا وكيع فقلت: إن أبا معاوية طوله وحسنه، فقال:
حدثنا وكيع فقلت له: أبو أسامة حدث به وطوله، فقال أحمد: حدثنا وكيع،
فأكثرت عليه الترداد فقال: حدثنا وكيع، ولو رأيت وكيع رأيت رجلا لم تر بعينيك
مثله قط.
(7778) أبو محمد بن علي بن سهل البغدادي:
حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا البرقاني قال: قرانا على أبي بكر الإسماعيلي حدثك أبو محمد بن علي بن
سهل البغدادي، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي، حدثنا أشعث بن عبد الله الخراساني، حدثنا شعبة عن عطية العوفي:
(أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) النمل 83 قال: معها عصا تمسح وجه
المؤمن وتخطم وجه الكافر. قال البرقاني في آخر الحديث: ليس لشعبة عن عطية إلا
هذا فلا أدري هو من قول الإسماعيلي أو من قيله؟.
(7779) أبو سعيد الخياط الصوفي:
سمع أبا يزيد البسطامي. روى عنه أبو زرعة أحمد بن محمد بن الفضل الطبري.
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني - بها - حدثنا أبو منصور معمر بن
أحمد الأصبهاني أخبرنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن الفضل - إجازة - حدثنا أبو
سعيد الخياط - في جامع الرصافة ببغداد - قال: سمعت أبا يزيد يقول: خيل إلى أن
الأرفاق الواصلة إلي هي مكر بي، وذلك لشهرة حالي ونفسي. فقلت: وعزتك
لأخرجن إلى بلد لا يكون فيه من يعرفني، فسافرت سنة حتى دخلت بلدا بالمغرب،
وما ظننت ان فيهم أحدا يعقل التصوف أو سمع به، وقد كنت جائعا، فلم أستقر في
المسجد حتى جاءني شاب وسلم علي، وقال: عندي طعام فأجب وكل معي. قال:
فمشيت معه فلما خرجنا من المسجد التفت إلي وقال: أقلني ومضى، فرجعت إلى
المسجد وبت طاويا، فلما أصبحت جاءني الشاب وقال عندي طعام فأجب وكل
معي، فمشى واتبعته حتى صار إلى باب داره، ثم التفت إلي وقال أقلني ودخل الدار
424

ورجعت إلى المسجد وأمسيت طاويا، فلما أصبحت جاءني الشاب وهو اليوم الثالث
وقال عندي طعام فأجب فخرجت معه، فدخل الدار واذن لي، فدخلت فاخرج لي
طبقا عليه طعام، وقال لي كل يا أبا يزيد فان من لم يجد في نفسه بصيرة لما يريد فليس
من الله في مزيد ألا وان كل متوجه يتوجه إلى الله ومواضع الأسباب قائمة فيه فإنه لا
يصل إلى الله، وان من علامة مقت الله لعبده ذم الدنيا في العلانية وحبها في السر. قال
أبو يزيد فذكرت في الوقت كلبا رأيته في أيام إرادتي منع من أكل شئ وصيح عليه
ثم طرح ذلك عنده فلم يأكله فأردت ان لا آكل من ذلك شيئا، فقال لي الشاب: يا
أبا يزيد اترك أخلاق الكلاب قال لأبو يزيد وكان ذلك شيئا خطر بسري، فأطلعه الله
عليه. فأكلت واجتهدت والله ان أسأله مسألة فما نطق لساني، ثم قال يا أبا يزيد إنه
لا يدرك بذكر ولا يجيء بالاختيار، كن باختياره تعش وارجع إلى وطنك ولا تتهمه
فيما يعطيك. قال: فرجعت بفائدة.
(7780) أبو علي المفلوج:
حدث عن معروف الكرخي. روى عنه محمد بن السري بن سهل البزاز.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي،
حدثنا محمد بن السري بن سهل البزاز، حدثنا أبو علي المفلوج، حدثنا معروف
الكرخي عن بكير بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن أنس بن مالك. أن رجلا اتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الله به الجنة قال: لا تغضب "
قال فإن لم أطق ذلك يا رسول الله؟ استغفر الله كل يوم بعد صلاة العصر
سبعين مرة يغفر لك ذنوب سبعين عاما " قال: إنه لم يأت على سبعون عاما فقال:
" يغفر لأبيك " قال: إنه مات ولم يأت عليه سبعون عاما قال: " يغفر لأمك " قال: إنها
ماتت ولم يأت عليها سبعون عاما. قال: 2 يغفر لأقاربك وجيرانك " (1).
(7781) أبو علي بن عاصم، الطبيب:
سمع بشر بن الحارث. روى عنه أبو القاسم الطوسي، وأحمد بن المغلس الحماني.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري، حدثني أبي، حدثنا أبو القاسم الطوسي، حدثنا ابن عاصم الطبيب
425

أبو علي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ما أنزه يوم القيامة لمن آمن. ثم قال:
ومن يؤمن يرى الملائكة، ويرى الجن، ويرى الإنس. قال: وسمعت بشرا: وقيل له لم
لا تضع يدا على يد في الصلاة؟ قال: فقال أكره ان أظهر من الخشوع ما ليس في
قلبي
(7782) أبو علي البصري:
سكن بغداد. وكان من عباد الله الصالحين، وممن صحب سهل بن عبد الله
التستري. حكى عنه أبو محمد الجريري.
حدثنا عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عبد الله الهمداني، حدثنا
الخلدي قال: سمعت أبا محمد الجريري يقول: قال لي أبو علي البصري - وكان
ينزل في باب المخول - وصف لنا سهل بن عبد الله رجلا بفارس وذكر من فضله
وشرفه، قال فذهب إليه بعض أصحابنا إلى فارس فرآه قائما على التنور يخبز وقد
عمل للحيته كيسا من خرق، قال: فكأني ازدريته وقلت ضاع سفري ثم قلت أسأله
عن مسألة أعرف موضعه فلما سألته قال لي: يا هذا كيف تسأل من قد ازدريته؟
(7783) أبو علي بن علان:
حدث عن الحسن بن حماد سجادة، ويحيى بن الليث. روى عنه محمد بن مخلد
وذكر انه سمع منه في سنة ست وستين ومائتين.
(7784) أبو علي الفياض:
سمع علي بن الموفق العابد. روى عنه أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب.
(7785) أبو علي بن هشام، الحربي:
حدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي،
حدثني أبو علي بن هشام الحربي، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا عبد الله بن
داود، وعبيد الله بن موسى، ومحاضر بن المورع عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن
زربن حبيش عن علي أنه فيما عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه لا يحبك الا مؤمن، ولا
يبغضك الا منافق " (1).
426

(7786) أبو علي الحرقي، الصوفي:
سمع يوسف بن الحسين الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه أحمد
ابن علي البرذعي، وجعفر الخلدي.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو علي
الحرقي كان ينزل مدينة أبي جعفر. والدور التي تعرف بدور الحرقي كانت له وكان
من أقران الجنيد.
(7787) أبو علي بن بيان:
من أهل دير العاقول. كان عابدا زاهدا يتبرك أهل بلده بزيارة قبره، ويذكرون عنه
أنه كان له كرامات.
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت عبد الواحد بن
الحارث الفقيه يقول: سمعت علي بن نصر الصوفي يقول: سمعت أبا علي بن بيان -
بدير عاقول - يقول: إذ حمى على حر الصيف بردته بذكر النعم، وإذا برد على الشتاء
أحميته بخوف النقم.
(7788) أبو زكريا، غلام أحمد بن أبي خيثمة:
حكى عن يحيى بن معين. روى عنه أبو الفرج محمد بن جعفر الصالحي.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا أبو الفرج محمد جعفر - من ولد صالح صاحب
المصلى - حدثنا أبو زكريا غلام أحمد بن أبي خيثمة. قال: كنت جالسا في مسجد
الجامع بالرصافة مما يلي سويقة نصر عند بيت الزيت وكان أبو خيثمة يصلي صلواته
هناك وكان يركع بين الظهر والعصر، وأبو زكريا يحيى بن معين قد صلى الظهر
وطرح نفسه بإزائه، فجاءه رسول أحمد بن حنبل فأوجز في صلاته وجلس. فقال له
أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك: هو ذا تكثر الحديث
عن عبيد الله بن موسى العبسي وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان وقد
تركت الحديث عنه؟ قال: فرفع يحيى بن معين رأسه وقال للرسول: اقرأ على أبي
عبد الله السلام، وقل له يحيى بن معين يقرأ عليك السلام، وقال لك انا وأنت
سمعنا عبد الرزاق يتناول عثمان بن عفان فاترك الحديث عنه، فان عثمان أفضل من
معاوية.
427

(7789) أبو المياس الراوية:
من أهل سر من رأى. كان صاحب آداب وأخبار وأناشيد سكن بغداد. وحدث
بها عن أحمد بن عبيد بن ناصح. روى عنه أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي.
حدثني العلاء بن حزم الأندلسي، أخبرنا الوزير أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن
زكريا الزهري، حدثنا محمد بن الحسين الزبيدي، حدثنا أبو علي إسماعيل بن
القاسم حدثني أبو المياس الراوية، حدثني أحمد بن عبيد عن بعض شيوخه قال:
كانت وليمة في قريش تولى أمرها مياس الفقعسي و أجلس عمارة الكلبي فوق هشام
ابن عبد الملك فاحفظه ذلك، وآلى على نفسه أنه متى أفضت الخلافة إليه عاقبه، فلما
جلس في الخلافة أمر أن يؤتى به وتقلع أضراسه وأظفار يديه ففعل به ذلك فأنشأ
يقول:
عذبوني بعذاب * قلعوا جوهر رأسي
ثم زادوني عذابا * نزعوا عني طساسي
بالمدي حزز لحمي * وبأطراف المواسي
قال أبو علي قال لي أبو المياس الطساس الأظفار، ولم أجد أحدا من مشايخنا
يعرفه. ثم أخبرني رجل من أهل اليمن قال يقال له عندنا طسه، إذا تناوله بأطراف
أصابعه. قال أبو علي: وكان أبو المياس من أروى الناس للرجز، وهو من أهل سر من رأى.
(7790) أبو الحسن النخاس:
سمع سهل بن عبد الله التستري. روى عنه أبو الحسن بن مقسم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول: سمعت أبا الحسن
النخاس - جارنا - يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: الفترة غفلة، والخشية يقظة
والقسوة موت.
(7791) أبو الحسن العلوي:
من جلة الصوفية صحب إبراهيم الخواص وحكى عنه.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا محمد بن الحسين الصوفي النيسابوري
قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت أبا الطيب العكي يقول: سمعت أبا
الحسن العلوي البغدادي يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: أول ما يهب الله تعالى
للعالم الرباني خشيته.
428

(7792) أبو الحسن بن أنس، العطار:
ذكر انه سمع أبا بكر الشبلي: حدثني عنه الحسن بن غالب المقرئ.
أخبرني الحسن بن غالب قال: سمعت أبا الحسن بن أنس العطار يقول: سمعت
الشبلي قيل له: من أقرب أصحابك إليك؟ قال مسرعا: ألهجهم بذكر الله وأقومهم
بحق الله، وأسرعهم مبادرة في مرضاة الله عز وجل.
(7793) أبو بدر الخياط، الصوفي:
سمع أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي. روى عنه أبو الحسن بن مقسم.
(7794) أبو عمرو الطبري:
أحد الفقهاء من أصحاب الرأي.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال: كان أبو عمرو الطبري مقيما ببغداد
يدرس في حياة أبي الحسن الكرخي، وشهد عن القاضي أحمد بن عبد الله الحرقي
وكانت وفاته في سنة أربعين وثلاثمائة.
(7795) أبو الفرج الرستمي (1)، الصوفي:
سمع أبا بكر بن علان البغدادي، وأبا الحسن الحصري، وإبراهيم بن المولد. روى
عنه أبو علي بن حمكان الفقيه.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدثنا الحسين بن الحسين بن حمكان
الهمداني قال: سمعت أبا الفرج الرستمي البغدادي الصوفي يقول: سمعت المحترق
البصري يقول: رأيت إبليس في النوم. فقلت له: كيف رأيتنا عزفنا عن الدنيا ولذاتها
وأموالها فليس لك إلينا طريق؟ فقال: كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع
السماع ومعاشرة الأحداث.
(7796) أبو الحسين:
سمع إبراهيم بن إسحاق الحربي. حدثنا عنه عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي.
429

وممن لم يعرف اسمه ولا كنيته
(7797) أخو شجاع بن مخلد:
بغوي الأصل. حدث عن هشيم بن بشير. روى عنه أخوه شجاع.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا
شجاع بن مخلد، حدثني أخي عن هشيم قال: كان إسماعيل بن أبي خالد من
أحسن الناس خلقا، فلم يزالوا به حتى ساء خلقه.
(7798) أخو علي بن الجهم بن بدر الشامي الشاعر:
لم أعرف من أمره إلا ما انا ذاكره.
أنشدنا الحسن بن علي الجوهري قال: أنشدنا إسماعيل بن محمد بن زنجي
الكاتب قال: أنشدني أخو علي بن الجهم:
كريم له نفس تثير بلينها * ليرفع عن سلطانها سنن الكبر
إذا نازعنه نفسه عظم قدره * دعاه إلى تسكينها عظم القدر
(7799) عم أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد، المازني:
سمع قاسم بن محمد الأنباري. روى عنه بن أخيه محمد بن عبد الرحيم.
430

ذكر النساء من أهل بغداد
والمذكورات بالفضل ورواية العلم
(7800) الخيزران:
زوجة المهدي وأم ولده. وكانت جرشية.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن عرفة قال: تزوج المهدي الخيزران. فولدت له الهادي، والرشيد، ولم تلد امرأة
خليفتين غيرها وغير ولادة أم الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان، وفي ولادة
الخيزران موسى وهارون يقول الشاعر:
ليس في الناس مثل موسى * وهارون هجانان أنجبا لهجان
ما استثرنا عرق الخلافة حتى * أورق العود في بني الخيزران
وقد روى عن الخيزران عن المهدي حديث مسند.
أخبرنيه عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، حدثنا القاضي أبو نعيم عبد الملك بن
أحمد الاستراباذي، حدثنا أبو بكر بن رزيق، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
زحمويه بن إبراهيم الخلال، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى، حدثني
أبو عيسى يعقوب بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن أمير المؤمنين المنصور قال:
سمعت محمد بن سليمان بن منصور يقول: حدثتني زينب بنت سليمان قالت:
حدثتني الخيزران قالت: حدثني أمير المؤمنين المهدي عن أبيه عن جده عن بن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اتقى الله وقاه الله كل شئ " (1).
أخبرني الأزهري والحسن بن أبي طالب قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن علي
المقرئ، حدثنا علي بن محمد بن الجهم الكاتب قال: حدثني علي الطويل قال:
حدثني سليمان بن محمد عن الواقدي قال: دخلت يوما إلى المهدي فدعا بمحبرته
ودفتره، وكتب عني أشياء حدثته بها، ثم نهض وقال: كن مكانك حتى أعود إليك
ودخل إلى دار الحرم، ثم خرج متنكرا ممتلئا غيظا، فلما جلس قلت: يا أمير المؤمنين
خرجت على خلاف الحال التي دخلت عليها؟ فقال: نعم! دخلت على الخيزران
431

فوثبت علي ومدت يدها إلي وخرقت ثوبي وقالت: يا قشاش وأي خير رأيت منك؟
وإنما اشتريتها من نخاس ورأت مني ما رأت، وعقدت لابنيها، ولاية العهد، ويحك فانا
قشاش؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إنهن يغلبن الكرام، ويغلبهن
اللئام ". وقال: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " وقال: " وقد خلقت المرأة
من ضلع أعوج إن قومته كسرته " (2) وحدثته في هذا الباب بكل ما حضرني، فسكن
غضبه واسفر وجهه وأمر لي بألفي دينار. وقال: أصلح بهذه من حالك وانصرفت،
فلما وصلت إلى منزلي وافاني رسول الخيزران فقال: تقرأ عليك ستي السلام، وتقول
لك: يا عم قد سمعت جميع ما كلمت به أمير المؤمنين فأحسن الله جزاك، وهذه ألفا
دينار إلا عشرة دنانير بعثت بها إليك لأني لم أحب أن أساوي صلة أمير المؤمنين،
ووجهت إلي بأثواب.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: سنة ثلاث وسبعين - يعني ومائة - فيها توفي محمد بن سليمان، وتوفيت
الخيزران في اليوم الذي توفي فيه محمد بن سليمان.
قلت: وذكر أبو حسان الزيادي أن الخيزران ماتت في ليلة الجمعة لثلاث بقين من
جمادى الآخرة، وقد أوردنا ذلك في خبر محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن
العباس.
(7801) أم عمر، بنت أبي الغصن حسان بن زيد الثقفي:
حدثت عن أبيها، وعن زوجها سعيد بن يحيى بن قيس. روى عنها أبو إبراهيم
الترجماني، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وإبراهيم بن عبد الله
الهروي، وعلي بن مسلم الطوسي.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا منصور بن محمد الزاهد، حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثتنا أم
عمر بنت حسان.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي،
432

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج، حدثنا محمد بن الصباح
قال: أخبرتنا أم عمر بنت حسان بن زيد قالت: سمعت أبي يقول: دخلت المسجد
الأكبر.
وأخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد
بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثتني أم عمر
بنت حسان بن زيد أبو الغصن قالت: سمعت أبا الغصن يقول: دخلت المسجد
الأكبر - مسجد الكوفة - وعلي بن أبي طالب على المنبر وهو يخطب الناس وهو
ينادي بأعلى صوته يا أيها الناس، يا أيها الناس، يا أيها الناس إنكم أكثرتم في وفي
بن عفان وان مثلي ومثله كما قال الله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا
على سرر متقابلين) الحجر 47 واللفظ لحديث بن غيلان كان أبو إبراهيم
الترجماني يقول: أم عمرو، وأما محمد بن الصباح فاختلفت عنه في أم عمرو وأم
عمر.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الزعفراني المؤدب، حدثنا الحسين بن
هارون الضبي، أخبرنا الحسين بن إسماعيل أن علي بن مسلم حدثهم قال: حدثتنا أم
عمر بنت حسان بن زيد - سمعنا منها في ذلك الجانب - قالت: حدثني صاحبي سعيد
ابن يحيى بن قيس الثقفي عن أبيه عن عائشة انها قالت: لا ينتقصني أحد في الدنيا إلا
تبرأت منه في الآخرة.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ، أخبرنا أحمد بن
جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: حدثتنا أم عمر
ابنة لحسان بن زيد قالت: أبي عجوز صدق.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري، حدثنا جعفر بن درستويه الفسوي، حدثنا أحمد بن محمد بن
القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أم عمر بنت أبي الغصن ليست
بشئ، قد سمعت أنا منها كانت تنزل عند دار معاذ - يعني بن مسلم - ببغداد.
وحدث عن أم عمر هذه غير واحد من أصحابنا منهم محمد بن الصباح الجرجرائي،
والهروي.
433

(7802) أم جعفر أمة العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، المعروفة
بزبيدة زوجة هارون الرشيد وأم ولده الأمين:
كانت معروفة بالخير والافضال على أهل العلم، والبر للفقراء والمساكين، ولها
آثار كثيرة في طريق مكة من مصانع حفرتها، وبرك أحدثتها. وكذلك بمكة والمدينة،
وليس في بنات هاشم عباسية ولدت خليفة إلا هي. ويقال إنها ولدت في حياة
المنصور، فكان المنصور يرقصها وهي صغيرة، فيقول لها أنت زبدة، وأنت زبيدة.
فغلب ذلك على اسمها.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا عبد
الله بن سليمان، حدثنا هارون بن سليمان قال: حدثنا رجل من ثقيف يقال له محمد
ابن عبد الله قال: سمعت إسماعيل بن جعفر بن سليمان يقول: حجت أم جعفر
فبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف ألف.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن
السري الهمداني الوراق، أخبرنا جحظة، أخبرني أبو دهقانة قال: سمعت الفضل بن
مروان يقول: قالت زبيدة للمأمون - عند دخوله بغداد: أهنيك بخلافة قد هنأت نفسي
بها عنك قبل أن أراك ولئن كنت قد فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة لم
ألده، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك. وانا اسأل الله أجرا
على ما أخذ، وامتنانا بما عوض.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ماتت أم جعفر بنت
جعفر بن أبي جعفر - واسمها زبيدة - ببغداد في جمادى الأولى سنة ست عشرة - يعني
ومائتين -.
حدثني الحسن بن محمد الخلال - لفظا - قال: وجدت بخط أبي الفتح القواس
حدثنا صدقة بن هبيرة الموصلي، حدثنا محمد بن عبد الله الواسطي قال: قال عبد الله
ابن المبارك الزمن: رأيت زبيدة في المنام. فقلت: ما فعل الله بك؟ قالت: غفر لي بأول
معول ضرب في طريق مكة. قلت: فما هذه الصفرة في وجهك؟ قالت: دفن بين
ظهرانينا رجل يقال له بشر المريسي، زفرت جهنم عليه زفرة فاقشعر لها جلدي فهذه
الصفرة من تلك الزفرة
434

(7803) زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
الهاشمي:
كانت من أفاضل النساء، وحدثت عن أبيها. روي عنها عاصم بن علي الواسطي،
وجعفر بن عبد الواحد القاضي، وعبد الصمد بن موسى الهاشمي، وأحمد بن الخليل
بن مالك.
أخبرني محمد عبد الملك القرشي، أخبرنا محمد بن العباس الباغندي، حدثنا
جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: قالت لي زينب ابنة سليمان عن أبيها عن جدها
عن ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج في الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا دخل في
الشتاء دخل ليلة الجمعة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا
أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص، حدثنا أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون
أبو العباس قال: رأيت زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس أيام المأمون -
وقد دخلت دار أمير المؤمنين، فرفع عطاء لها الستر، وعلي بن صالح يومئذ الحاجب
حاجب المأمون. وعطاء يخلفه، فقام إليها فقبل رجلها في الركاب وهي على حمار لها
أشهب، مختمر بخمارة عدني أسود، وعليها طيلسان مطبق أبيض. فقال علي بن صالح
لها: يا مولاتي، حديث سمعته من أمير المؤمنين يذكره عنك، قالت أذكر منه شيئا،
قال حديث أبيك عبد الله بن عباس حين بعثه العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعت زينب
تقول: أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عبد الله بن عباس قال: بعثني أبي العباس إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فجئت وعنده رجل فقمت خلفه، فلما قام الرجل التفت إلي فقال: " يا
حبيبي متى جئت؟ " قلت: منذ ساعة، قال: " فرأيت عندي أحد؟ " قلت: نعم! الرجل
قال: " ذاك جبرائيل، أما إنه ما رآه أحد إلا ذهب بصره، إلا أن يكون نبيا، وأنا أسأل
الله أن يجعل ذلك في آخر عمرك، اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل، واجعله من
أهل الأيمان " (1).
(7804) زينب بنت سليمان بن أبي جعفر المنصور:
حدثت عن أبيها. روى عنها أخوها أبو يعقوب.
435

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن
الحكم الواسطي، حدثنا طلحة بن عبيد الله الطلحي، أخبرنا أبو يعقوب بن سليمان بن
المنصور قال: حدثتنا زينب بنت سليمان بن المنصور قالت: حدثني أبي عن أبيه عن
جده قال: قال لي بن عباس: يا بني إذا أفضى هذا الأمر إلى ولدك فسكنوا السواد،
ولبسوا السواد وكان شيعتهم أهل خراسان، لم يخرج هذا الأمر منهم إلا إلى عيسى
بن مريم عليه السلام.
(7805) خديجة أم محمد:
كانت تغشى أبا عبد الله أحمد بن حنبل وتسمع منه. وحدثت عن يزيد بن
هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبي النضر هاشم بن القاسم. روى عنها عبد
الله بن أحمد بن حنبل.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله
ابن أحمد قال: حدثتني خديجة أم محمد - سنة ست وعشرين ومائتين، وكانت تجيء
إلى أبي تسمع منه ويحدثها - قالت: حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا المسعودي عن عون
ابن عبد الله قال: كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عندها، فقالوا: لعلنا قد أمللناك؟
قالت: تزعمون أنكم قد أمللتموني، فقد طلبت العبادة في كل شئ فما وجدت شيئا
أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر.
(7806) جوهر، زوجة أبي عبد الله البراثي:
كانت إحدى النساء العوابد وقد سقنا خبرها عند ذكر أبي عبد الله البراثي.
(7807) مضغة، 7808 - و مخة، 7809 - و زبدة:
أخوات بشر بن الحارث. كن مذكورات بالعبادة والورع، وأكبرهن مضغة.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي
النيسابوري قال: أخوة بشر، مخة وزبدة ومضغة، بنوا الحارث وكانت زبدة تكنى بأم
علي، وكانت مضغة أخت بشر أكبر منه. وماتت قبله، وقيل لما ماتت مضغة توجع
436

عليها بشر توجعا شديدا وبكى بكاءا كثيرا فقيل له في ذلك فقال: قرأت في بعض
الكتب أن العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه، وهذه كانت أنيسي في الدنيا.
قلت: ذكر إبراهيم الحربي أن بشرا قال هذا يوم ماتت أخته مخة فالله أعلم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر
الطوماري قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كنت مع أبي يوما من
الأيام في المنزل، فدق داق الباب، قال لي أخرج فانظر من بالباب؟ فخرجت فإذا
امرأة قال قالت لي: استأذن لي على أبي عبد الله - يعني أباه - قال: فاستأذنته فقال
أدخلها، قال: فدخلت فجلست فسلمت عليه وقالت له: يا أبا عبد الله أنا امرأة أغزل
بالليل في بالسراج، فربما طفئ السراج فأغزل في القمر، فعلي أن أبين غزل القمر من
غزل السراج؟ قال: فقال لها: إن كان عندك بينهما فرق فعليك أن تبيني ذلك، قال:
قالت له: يا أبا عبد الله أنين المريض شكوى؟ قال: أرجو أن لا يكون شكوى، ولكنه
اشتكاء إلى الله. قال: فودعته وخرجت. قال: فقال لي: يا بني ما سمعت قط إنسانا
سأل عن مثل هذا، اتبع هذه المرأة فانظر أين تدخل؟ قال: فاتبعتها فإذا قد دخلت إلى
بيت بشر بن الحارث، وإذا هي أخته. قال: فرجعت فقلت له فقال: محال أن تكون
مثل هذه الا أخت بشر.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهاب بن عبد الله المزني قال:
سمعت أبا بكر الأحنف يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل - ببغداد - يقول:
جاءت مخة أخت بشر بن الحارث إلى أبي، فقالت له إني امرأة رأس مالي دانقين،
اشتري القطن فأردنه فأبيعه بنصف درهم، فأتقوت بدانق من الجمعة إلى الجمعة، فمر
بن طاهر الطائف ومعه مشعل فوقف يكلم أصحاب المصالح، فاستغنمت ضوء
المشعل فغزلت طاقات، ثم غاب عني المشعل فعلمت أن لله في مطالبة، فخلصني
خلصك الله، فقال لها تخرجين الدانقين، ثم تبقين بلا رأس مال حتى يعوضك الله
خيرا منهما فقلت لأبي: يا أبة لو قلت لها لو أخرجت الغزل الذي أدركت فيه
الطاقات فقال: يا بني سؤالها لا يحتمل التأويل، ثم قال: من هذه قلت مخة أخت
بشر بن الحارث: فقال من ههنا أتيت.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الختلي، حدثني أبي عبد الله القحطبي قال: كانت لبشر أخت
صوامة قوامة.
437

أخبرني ابن التوزي قال: حدثنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت محمد بن
عبد الله الرازي يقول: سمعت علان القصائدي يقول: قال بشر بن الحارث: تعلمت
الورع من أختي، فإنها كانت تجتهد أن لا تأكل ما للمخلوق فيه صنع.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس
الوراق، حدثني أبي إسماعيل بن العباس، حدثني أبو عبد الله محمد بن يوسف
الجوهري قال: سمعت أبا نصر بشر بن الحارث يوم ماتت أخته يقول: إن العبد إذا
قصر عن طاعة الله سلبه الله من يؤنسه.
أخبرنا بن التوزي، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت أحمد بن
مالك القطيعي يقول: سمعت علان القصائدي يقول: سمعت زبدة أخت بشر بن
الحارث تقول: دخل بشر علي ليلة من الليالي، فوضع إحدى رجليه داخل الدار
والأخرى خارج، وبقي كذلك يتفكر حتى أصبح، فلما أصبح قلت له فيما ذا
تفكرت طول ليلتك؟ فقال: تفكرت في بشر النصراني، وبشر اليهودي، وبشر
المجوسي، ونفسي واسمي بشر. فقلت: ما الذي سبق منك إليه حتى
خصك، فتفكرت في تفضله علي وحمدته على أن جعلني من خاصته وألبسني لباس
أحبائه.
(7810) عباسة بنت الفضل، زوجة أبي عبد الله أحمد بن حنبل وأم صالح
ولده:
كان أحمد يثني عليها وماتت وهو حي:
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: حدثنا أبو بكر الخلال قال: أملى
علينا زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل قال: تزوج جدي أم أبي عباسة بنت الفضل
وهي من العرب من الربض، ولم يولد له منها غير أبي ثم توفيت.
حدثني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه، حدثنا بن مخلد،
حدثنا المروذي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أقامت أم صالح معي
ثلاثين سنة، فما اختلفت انا وهي في كلمة.
(7811) ميمونة أخت إبراهيم بن أحمد الخواص لأمه.
كانت تسلك مسلك أخيها إبراهيم في الورع والتوكل، والزهد والتقلل.
438

أخبرني أحمد بن علي المحتسب، حدثنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي
قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا الخير الأقطع يقول: دخل إبراهيم
الخواص على أخته ميمونة - وكانت أخته لأمه - فقال لها: إني اليوم ضيق الصدر،
فقالت من ضاق قلبه ضاقت عليه الدنيا بما فيها، ألا ترى الله يقول: (حتى إذا ضاقت
عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم) التوبة 118 لقد كان لهم في
الأرض متسع ولكن لما ضاقت عليهم أنفسهم ضاقت عليهم بما فيها الأرض.
وأخبرني المحتسب، حدثنا محمد بن الحسين الصوفي قال: سمعت أبا نصر
منصور بن عبد الله الهروي يقول: سمعت أحمد بن سالم يقول دق داق باب
إبراهيم الخواص، فقالت له أخته من تطلب؟ فقال إبراهيم الخواص، فقالت قد خرج
فقال متى يرجع؟ فقالت له أخته من روحه بيد غيره من يعلم متى يرجع؟.
(7812) الحوارية أخت أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز:
سمعت أخاها أبا سعيد روت عنها فاطمة بنت أحمد السامرية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا علي بن
الحسن بن محمد الصيقلي القزويني قال: سمعت فاطمة بنت أحمد السامرية تقول:
سمعت الحوارية أخت أبي سعيد الخراز تقول: سمعت أخي أبا سعيد الخراز - وسئل
عن قوله تعالى: (ولله خزائن السماوات والأرض) المنافقون 7 قال: خزائنه، في
السماء العبر، وفي الأرض القلوب. لأن الله تعالى جعل قلب المؤمن بيت خزائنه، ثم
أرسل رياحا فهبت فكنسته من الكفر والشرك، والنفاق والغش، والخيانة. ثم أنشأ
سحابة فأمطرت ثم أنبت فيه شجرة فأثمرت الرضا، والمحبة، والشكر، والصفوة،
والاخلاص، والطاعة، فهو قوله تعالى: (أصلها ثابت) إبراهيم 24.
(7813) عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي
قتادة، أم أحمد الأنصارية:
حدثت عن أبيها. روى عنها محمد بن مخلد الدوري، وسليمان بن أحمد
الطبراني.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا أبو
439

القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثتنا عبدة بنت عبد الرحمن بن
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري - ببغداد في مربعة الخرسي في
دارها - قالت: حدثني أبي عبد الرحمن عن أبيه مصعب عن أبيه ثابت عن أبيه عبد
الله بن أبي قتادة عن أبيه أبي قتادة الحارث بن ربعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير
فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع " (1).
قال أبو القاسم الطبراني: وتفسير هذا الحديث أن المشركين أغاروا على لقاح
المدينة، فلحق أبو قتادة مسعدة - وكان رئيس جيش المشركين في ذلك اليوم - فقتله
وأخذ سلبه، وبادر سلمة بن الأكوع فحبس بعض المشركين رميا بالحجارة من قبل
الجبل، حتى لحقتهم خيل النبي صلى الله عليه وسلم الله صلى الله عليه وسلم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله صلى الله عليه وسلم:. " خير فرساننا - يعني في ذلك اليوم
- أبو قتادة وخير رجالتنا - في ذلك اليوم - سلمة بن الأكوع " (2).
وبإسناده عن أبي قتادة أنه حرس النبي صلى الله عليه وسلم الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم
احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة " (3).
وبإسناده عن أبي قتادة قال: أغار المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركبت
فأدركتهم فأظفرتهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآني: # أفلح الوجه
اللهم اغفر له " ثلاثا (4) ونفلني سلب مسعدة.
وبإسناده عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على النساء غزو، ولا
جمعة، ولا تشييع جنازة " (5).
قال الطبراني: لم يرو هذه الأحاديث عن أبي قتادة إلا ولده ولا سمعناها إلا من
عبدة، وكانت امرأة عاقلة فصيحة متدينة.
أخبرني الحسن بن علي التميمي، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن
440

مخلد الدوري قال: حدثتني عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله
بن أبي قتادة أم أحمد الأنصارية قالت: حدثني أبي عن جدي عن أبي
قتادة الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إذا دخلت المسجد فحيه ركعتين قبل
الأمام " (6).
(7814) سمانة بنت حمدان، واسمه محمد بن موسى بن زاذي الأنبارية:
وهي بنت بنت الوضاح بن حسان. حدثت عن أبيها، وعن وجودها في كتاب
جدها الوضاح بن حسان. روى عنها أبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال: حدثتني سمانة بنت حمدان بنت بنت الوضاح بن حسان قالت:
وجدت في كتاب جدي الوضاح بن حسان، حدثنا عمرو بن شمر عن أبي جعفر
محمد بن علي عن علي بن حسين عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا
قعد على المنبر قال: " الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وأعوذ بالله
من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له، واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " (1)
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال:
حدثتنا سمانة بنت محمد بن موسى بنت بنت الوضاح بن حسان الأنبارية - بالأنبار -
قالت: حدثني أبي محمد بن موسى، حدثنا محمد بن عقبة السدوسي، حدثنا محمد
ابن حمران، حدثنا عطية الدعاء عن الحكم بن الحارث السلمي قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " من أخذ من طريق المسلمين شبرا طوقه يوم القيامة من سبع أرضين 2 (2).
(7815) فاطمة بنت عبد الرحمن بن أبي صالح الحراني بن عبد الغفار بن
داود:
أخبرنا محمد بن أحمد العتيقي، حدثنا علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد
ابن يونس بن عبد الأعلى المصري، حدثنا أبي قال: فاطمة ابنة عبد الرحمن بن
441

عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد بن رواد الربعي البكري، تكنى أم محمد
مولدها ببغداد، وأقدم بها إلى مصر وهي حدثة سمعت من أبيها عبد الرحمن بن أبي
صالح وطال عمرها فجازت الثمانين، وكانت تعرف بالصوفية لأنها أقامت تلبس
الصوف ولا تنام إلا في مصلاها بلا وطاء فوق ستين سنة. سمع منها بن أخيها عبد
الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح.
وقال لي أبو صالح أحمد بن عبد الرحمن إنه سمع منها مع أبيه عبد الرحمن بن
القاسم وأراني سماعه على كتاب من كتب أبيها بخط أبيه أبي مسلم، توفيت سنة
اثنتي عشرة وثلاثمائة.
(7816) منية الكاتبة:
جارية خلافة أم ولد المعتمد على الله. حدثت عن أبي الطيب محمد بن إسحاق
ابن يحيى الوشاء. روى عنها عبيد الله بن الحسين بن عبد الله بن البزاز الأنباري.
(7817) أم عيسى بنت إبراهيم بن إسحاق الحربي:
ذكر لي انها كانت فاضلة عالمة تفتي في الفقه، ولما ماتت دفنت إلى جنب أبيها
إبراهيم.
حدثني أبو القاسم الأزهري عن طلحة بن محمد بن جعفر ان أم عيسى بنت
إبراهيم الحربي ماتت في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، قال غيره في رجب.
(7818) أم سلمة فاطمة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني:
حدثت عن أبيها. سمع منها أبو القاسم عبد الواحد بن زوج الحرة محمد بن
جعفر وغيره.
قرأت في كتاب أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن جعفر - بخط يده - حدثتنا أم
سلمة فاطمة بنت عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني - إملاء من حفظها في
منزل أبي إسحاق المزكي في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة - قالت: حدثني أبي قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي
الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة إلا على
شرار الناس " (1).
442

(7819) خديجة بنت أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج:
روت عن أبيها عن روح بن حاتم عن زياد بن عبد الله البكائي كتاب الجمل
تصنيفه. سمعه منها وكتبه عنها إبراهيم بن مخلد بن جعفر.
(7820) أمة الواحد، بنت القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن
محمد الضبي المحاملي:
حدثت عن أبيها وغيره. حدثنا عنها الحسن بن محمد الخلال.
وقال لنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي: اسمها ستيتة وهي
أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي، قال:
وكانت فاضلة عالمة من أحفظ الناس للفقه على مذهب الشافعي.
حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي قال سمعت أبا بكر البرقاني يقول:
كانت بنت المحاملي تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال:
أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل بن محمد القاضي المحاملي سمعت أباها،
وإسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا الحسن المصري،
وحمزة الهاشمي الامام وغيرهم.
وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي، والفرائض وحسابها، والدور
والنحو وغير ذلك من العلوم، وكانت فاضلة في نفسها كثيرة الصدقة، مسارعة في
الخيرات، حدثت وكتب عنها الحديث. وتوفيت في شهر رمضان من سنة سبع
وسبعين وثلاثمائة.
(7821) أمة السلام بنت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن
شجرة، وتكنى أم الفتح:
سمعت محمد بن إسماعيل البصلاني، ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربيع.
حدثنا عنها الأزهري، والتنوخي، والحسين بن جعفر السلماسي، ومحمد بن أحمد
ابن محمد بن حسنون النرسي، وأبو خازم وأبو يعلى محمد ابنا الحسين بن محمد
بن الفرا.
443

أخبرنا أبو يعلى بن الفراء قال: أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل
القاضي قالت: حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي البندار - في سنة تسع
وثلاثمائة - حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف المنجوفي، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري عن جبلة بن سحيم قال: سمعت ابن
عمر يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرن الرجل بين التمرتين حتى يستأذن أصحابه.
سمعت الأزهري والتنوخي ذكرا أمة السلام بنت أحمد بن كامل فأثنيا عليها ثناء
حسنا، ووصفاها بالديانة والعقل والفضل.
وقال لنا التنوخي: توفيت أمة السلام بنت أحمد بن كامل يعني القاضي - يوم
الاثنين الخامس والعشرين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة ودفنت من الغد. قال:
وكان مولدها في رجب سنة تسع وتسعين ومائتين.
أخبرنا العتيقي قال: سنة تسعين وثلاثمائة فيها توفيت أم الفتح أمة السلام ابنة
أحمد بن كامل القاضي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من رجب ومولدها سنة ثمان
وتسعين ومائتين. حدثت عن البصلاني وغيره وسماعها بخط والدها.
(7822) فاطمة بنت أحمد السامرية:
سمعت الحوارية أخت أبي سعيد الخراز. روى عنها علي بن الحسن الصيقلي، وقد
ذكرنا روايته عنها.
(7823) الخلدية بنت جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخلدي:
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب - بالدينور - قال:
حدثتنا بنت جعفر الخلدي - بالدينور وكانت تعرف بالخلدية - قالت: سمعت أبي
جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يحكي عن الخواص أنه قال سمعت بضعة عشر
من مشايخ الصنعة أهل الورع والدين والتمييز وترك الطمع - كلهم مجمعون على أن
القصص في الأصل بدعة، ونعمت البدعة هي، الرحمة تنزل في مجالسهم، والدموع
تذرف من بركة ألفاظهم، وتنفر القلوب عن المعاصي بتخويفهم.
(7824) جمعة بنت أحمد بن محمد بن عبيد الله، المحمية وتكنى أم الحسين:
من أهل نيسابور. قدمت بغداد وحدثت بها عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد
الحافظ وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وبشر بن محمد بن ياسين، وأبي
444

بكر الطرازي. حدثني عنها أبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الازجي، وأبو
الحسين محمد بن محمد الشروطي.
وذكر لي الشروطي أنه سمع منها ببغداد في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
وقال لي الخلال: كان أبو حامد الإسفراييني يعظمها ويكرمها.
أخبرني عبد العزيز الأزجي قال: حدثتنا جمعة بنت أحمد بن محمد المحمية
النيسابورية قالت: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا مسدد بن قطن، حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني أبو ظفر، حدثني جعفر بن سليمان عن
إبراهيم بن عيسى اليشكري عن الحسن قال: إن الموت فضح الدنيا، فلم يترك لذي
لب فيها فرحا.
(7825) فاطمة بنت هلال بن أحمد الكرجي، وتكنى أم فرج:
سمعت أبا عمرو بن السماك، وأبا بكر الشافعي. كتبنا عنها وكانت صادقة
تسكن بالجانب الشرقي ناحية سوق الثلاثاء.
أخبرتنا فاطمة بنت هلال - في سنة تسع وأربعمائة - قالت: أخبرنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد الدقاق - في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة - حدثنا محمد بن عبد الله
المنادى، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي
الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبر بموت النجاشي قال:
" صلوا على أخ لكم مات بغير بلادكم " (1).
(7826) فاطمة بنت محمد بن عبيد بن الشخير الصيرفي، وتكنى أم أبيها:
كانت تنزل في جوار أبي الفتح محمد بن أبي الفوارس، وحدثت عن أبيها. لم
يقدر لي السماع منها لكن حدثني أبو طاهر محمد بن أحمد بن الأشناني عنها
وكانت ثقة.
(7827) طاهرة بنت أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن
البهلول، التنوخية:
حدثت عن أبيها، وسمعنا منها في دار القاضي أبي القاسم التنوخي، وكان
سماعها معه في كتابه.
445

أخبرتنا طاهرة بنت أحمد قالت: حدثنا أبي، حدثنا جدي عن أبي شيبة عن عثمان
بن عمير عن شهر بن حوشب عن محجن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الكمأة من المن،
وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم ".
قالت لنا طاهرة: ولدت مستهل شعبان من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وسمعت
من أبي محمد بن ماسي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وأبي الحسن بن لؤلؤ، وأبي
بكر بن إسماعيل الوراق، وأبي الحسين بن البواب وغيرهم إلا أن كتبي ذهبت.
وماتت طاهرة بالبصرة في سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
(7829) خديجة بنت موسى بن عبد الله، الواعظة المعروفة ببنت البقال
وتكنى: أم سلمة:
سمعت أبا حفص بن شاهين. كتبت عنها وكانت ثقة صالحة، فاضلة تنزل ناحية
التوثة.
أخبرتنا خديجة بنت موسى الواعظة قالت: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن
عثمان المروروذي، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا هشام بن
عمار الدمشقي، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " من تزود في
الدنيا نفعه الله في الآخرة ".
ماتت خديجة بنت البقال في جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين، وأربعمائة.
ودفنت في مقبرة الشونيزي
(7830) جبرة السوداء، مولاة أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس:
حدثت عن شيخنا أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد المعروف بابن
المتيم. كتب عنها غير واحد من أصحابنا، وكان سماعها صحيحا، وماتت في جمادى
الأولى من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
446

(7831) ستيتة بنت القاضي أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان
البجلي المعروف بابن أبي عمرو:
سمعت أبا القاسم عمر بن محمد بن سبنك كتبنا عنها وكانت صادقة فاضلة
تنزل بالجانب الشرقي من حريم دار الخلافة.
أخبرتنا ستيتة بنت عبد الواحد قالت: حدثنا القاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن
إبراهيم البجلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا سويد بن سعيد قال:
حدثني نوح بن قيس عن أشعث بن جابر، عن أنس بن مالك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال: " قال ربكم تعالى من أذهبت كريمتيه فصبر واحتسب كان ثوابه
الجنة " (1).
ماتت ستيتة في رجب من سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
(7832) خديجة بنت محمد بن علي بن عبد الله الواعظة، المعروفة
بالشاهجانية:
سمعت أبا الحسين بن سمعون الواعظ. كتبنا عنها وكانت صالح صادقة تسكن
قطيعة الربيع.
أخبرتنا خديجة بنت محمد قالت: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل
بن سمعون الواعظ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: كتب إلى
عبد الله بن هاشم - ثم لقيته فسألته فحدثنا به - قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن معاوية بن صالح عن أبي عقبة الكندي عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة " قالوا: يا رسول الله من رأيت ومن لم تر؟ قال:
" من رأيت ومن لم أره، غرا محجلين من آثار الوضوء " (1) قالت لنا الشاهجانية: أبي
من بني عبد الدار.
قلت: وفارقت بغداد عند خروجي إلى الشام في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة
وهي يومئذ حية.
447

توفيت يوم الثامن عشر من المحرم من سنة ستين وأربعمائة، ودفنت يوم الخميس
بعده عند قبر بن سمعون، وكان مولدها في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
* * *
(خاتمة الكتاب)
هذا آخر كتاب تاريخ بغداد مدينة السلام تأليف حافظ الاسلام الإمام الهمام أبي
بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي بوأه الله دار السلام. والحمد لله على جزيل
الانعام بالتمام، وحسن البدء والختام، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
السادة الأخيار الكرام.
وذلك برسم من أحياء مآثر ما اندرس من محاسن السنة النبوية، وشيد أركان هذه
الدولة الخاقانية المحمدية، أجل الوزراء العظماء جلالة وجمالا ومهابة ومقدرا
وأعظمهم نجدة وعلماء، وحلما وحزما وآراء وتدبير ووقارا، حضرة مولانا إبراهيم
باشا كافل الديار المصرية حالا. أيد الله دولته بالسعادة والسيادة. وزاده عزة ورفعة
وإقبالا وإفضالا. وبلغه من سعادة الدارين المنتهى مراما وآمالا. آمين آمين آمين
والحمد لله رب العالمين. تحريرا في سادس صفر سنة أربع وثمانين وألف.
تم بحمد الله
448