الكتاب: تاريخ بغداد
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء: ٧
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ بغداد
أو مدينة السلام
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي
الخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء السابع
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

الطبعة الأولى 1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر من اسمه أيوب
3466 - أيوب بن طهمان، أبو عطاء الثقفي:
من أهل المدائن. أدرك علي بن أبي طالب روى عنه شبابة بن سوار.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إبراهيم بن محمد المكي حدثنا محمد بن
إسحاق السراج حدثنا سعدان بن نصر حدثنا شبابة بن سوار - أبو عمر الفزاري -
حدثنا أبو عطاء أيوب بن طهمان الثقفي: أنه رأى علي بن أبي طالب حين دخل
الإيوان بالمدائن أمر بالتماثيل التي في القبلة فقطع رؤوسها ثم صلى.
3467 - أيوب بن عتبة، أبو يحيى اليمامي قاضيهم:
حدث عن أبي كثير الغبرى، ويحيى بن أبي كثير، وقيس بن طلق. روى عنه أبو
النضر هاشم بن القاسم. وأسود بن عامر شاذان، وأبو يوسف القاضي، وعبد الله بن
صالح العجلي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: أيوب بن عتبة فيه لين، قدم
بغداد ولم يكن معه كتبه، فكان يحدث من حفظه على التوهم فيغلط.
3

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن كامل القاضي حدثنا محمد بن سعد
العوفي حدثنا أسود بن عامر حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن عطاء
عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر.
أخبرني على بن الحسن بن محمد الدقاق أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن
حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق. قال: قال أبو
عبد الله أحمد بن حنبل: أيوب بن عتبة ضعيف الحديث.
وقال في موضع آخر: أيوب بن عتبة ثقة إلا أنه لا يقيم حديث يحيى بن أبي
كثير.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا - هو ابن المديني وسئل عن أيوب بن عتبة
اليمامي فقال: كان عند أصحابنا ضعيفا.
أخبرني على بن محمد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال: وسألته - يعنى أباه - عن
أيوب بن عتبة اليمامي فضعفه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن
أحمد الواسطي حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أيوب بن عتبة ضعيف، وكان
سيئ الحفظ وهو من أهل الصدق.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر
ابن النجم حدثنا سعيد بن عمر البرذعي قال سمعت أبا زرعة يقول: حديث أهل
العراق عن أيوب بن عتبة ضعيف، ويقال: حديثه باليمامة أصح.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول:
أيوب بن عتبة كان صحيح الكتاب، تقادم موته.
أخبرني عبيد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا
4

جعفر بن محمد الأزهري حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:
أيوب بن عتبة لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا على بن أحمد
ابن سليمان المصري أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: أيوب بن عتبة ضعيف.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن معين قال: سمعت والله أبا
كامل مظفرا يقول: أيوب بن عتبة كان يضعف حديثه. قال يحيى: وأيوب بن عتبة
ضعيف الحديث، قال ابن كامل أولم يقل.
وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول: أيوب بن عتبة ليس حديثه بشئ.
أخبرني على بن عبد العزيز الطاهري أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
محمد الزهري قال: وجدت في كتاب جدي محمد بن عبيد الله بن سعد عن يحيى
ابن معين.
وأخبرنا يوسف بن رباح البصري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
- بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي قال حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين.
قال: أيوب بن عتبة ضعيف.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: قال ابن الغلابي ليحيى بن معين
- وأنا أسمع -: أيما أحب إليك، محمد بن أبان، أو أيوب بن عتبة؟ قال أيوب بن
عتبة أحب إلى منه، وأيوب ضعيف ليس بذاك القوي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
على بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح حدثني أبي، قال: أيوب بن عتبة قاضي اليمامة يكتب حديثه، وليس
بالقوي.
5

أخبرنا البرقاني أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرية الهروي أخبرنا الحسين بن إدريس
قال: قال ابن عمار: أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد
الوهاب بن جعفر الميداني حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا
القاسم بن عيسى العصار حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: أيوب بن عتبة
اليمامي ضعيف.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو يحيى
أيوب بن عتبة ضعيف الحديث.
حدثنا ابن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن
سفيان حدثنا أبو الوليد حدثنا محمد بن جابر، وحدثنا أيوب بن عتبة، ضعيفين
لا نفرح بحديثهما.
وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس
حدثنا البخاري. قال: أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة عندهم لين.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي قال: أيوب بن عتبة مضطرب الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا على صالح بن محمد عن أيوب بن عتبة عن يحيى بن
أبي كثير. فقال: أيوب بن عتبة قاضي اليمامة ضعيف الحديث.
أخبرنا على بن طلحة المقرئ أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف الحديث جدا.
6

أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: أيوب بن عتبة عن يحيى
ابن أبي كثير هو يمامي يترك.
وقال مرة أخرى: يعتبر به شيخ، قيل له: هو مثل أيوب بن جابر؟ قال: لا، هذا
أقوى - يعنى أيوب بن عتبة أقوى -.
3468 - أيوب بن مدرك، أبو عمرو الحنفي اليمامي، وقيل: الدمشقي:
قدم بغداد وحدث بها عن مكحول الشامي. روى عنه أبو إبراهيم الترجماني.
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي أخبرنا أبو زياد بن سليمان
الصوفي قال حدثنا الفضل بن هارون البغدادي حدثنا الترجماني إسماعيل بن إبراهيم
حدثنا أيوب بن مدرك عن مكحول عن واثلة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمسح
الرجل جبهته حتى يفرغ من صلاته، ولا بأس أن يمسح العرق عن صدغيه وإن
الملائكة تصلى عليه ما دام أثر السجود بين عينيه ".
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سألت يحيى بن معين عن أيوب
ابن مدرك فقال: كذاب. كان هاهنا يمامي قد رأيته وكتبت عنه ليس بشئ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن
سعيد بن مرابا حدثنا عباس قال سمعت يحيى.
وأخبرنا الصيمري حدثنا الرازي حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن زهير
قال سمعت يحيى بن معين يقول: أيوب بن مدرك الحنفي ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني حدثني محمد بن العباس الخزاز حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة
الفزاري حدثنا جعفر بن درستويه حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال
سمعت يحيى بن معين - وقيل له أيوب بن مدرك يحدث عن مكحول؟ - قال:
كان يكذب.
أخبرنا البرقاني حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب
النسائي حدثنا أبي، قال: أيوب بن مدرك يروى عن مكحول متروك الحديث.
7

أخبرنا محمد بن علي المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا على صالح بن محمد عن أيوب بن مدرك فقال:
ضعيف.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان. قال:
وأيوب بن مدرك ضعيف.
3469 - أيوب بن المتوكل المقرئ:
من أهل البصرة سمع فضيل بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي. روى عنه على
ابن المديني، ويحيى بن معين، وعيسى بن شاذان، ومحمد بن يحيى القطيعي.
وذكر خلف بن هشام البزار أنه قدم بغداد، ونحن نسوق الخبر بذلك في أخبار
خلف إن شاء الله.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثني محمد بن العباس حدثنا أحمد بن محمد بن
مسعدة الفزاري حدثنا جعفر بن درستويه حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز
قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أيوب بن المتوكل من القراء البصراء.
أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي. قال: قال على بن المديني: كان أيوب بن
المتوكل ثقة.
أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: أيوب بن المتوكل ثقة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت عبد الله
ابن سليمان بن الأشعث يقول سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: مات أيوب بن
المتوكل سنة مائتين.
3470 - أيوب، أبو سليمان الحمال:
أحد الزهاد، وكان صاحب كرامات. حكى عنه أحمد بن محمد بن مسروق
الطوسي وغيره، سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أيوب الحمال من العباد المجتهدين.
له كرامات عجيبة، وهو بغدادي.
وأخبرنا إسماعيل الحيري أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أيوب الحمال من
8

قدماء مشايخ بغداد ينزل في المخرم، كنيته أبو سليمان، وهو من أجل المشايخ
وأورعهم، ومن أقران السري وبشر، صحبه سهل بن عبد الله.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا على بن
الحسن بن محمد القزويني حدثنا على بن محمد القاضي حدثنا جعفر بن محمد
قال: سمعت محمد بن خالد الآجري يقول قلت لأيوب الحمال: يخطر في نفسي
مسألة فاشتهى أن أراك! قال: إذا أردتني فحرك شفتيك، قال فكنت إذا أردته حركت
شفتي فأراه يدخل وعلى كتفه كارته، فأسأله فيجيبني!.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حكى جعفر الخالدي عن محمد بن خالد قال سمعت
أيوب الحمال يقول: عقدت على نفسي أن لا أمشى غافلا، ولا أمشى إلا ذاكرا،
فمشيت غفلة فأخذتني عرجة، فعلمت من أين أتيت، فبكيت واستغثت وتبت
فزالت العلة والعرجة، ورجعت إلى الموضع الذي غفلت فيه فرجعت إلى الذكر
فمشيت سليما!.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا على بن عبد الله بن الحسن الهمذاني قال
حدثني الخالدي قال سمعت الجنيد يقول أخبرني أحمد بن محمد بن وهب عن بعض
أصحابه أنه حج مع أيوب الحمال قال: فلما أن ظعنا في البادية وسرنا منازل إذا
عصفور يحوم علينا وحولنا، فرفع أيوب رأسه فنظر إليه فقال له: قد جئت إلى هاهنا؟
ثم أخذ خبزا ففته له في كفه، فوقع العصفور على يده وجعل يأكل منها، ثم صب
له ماء فشرب، ثم قال له: اذهب الآن، فطار العصفور، فلما كان من الغد رجع
العصفور، ففعل به أيوب مثل ما فعل في اليوم الأول، ثم لم يزل يفعل به كذلك إلى
أن انتهى إلى آخر السفر.
3471 - أيوب بن نصر بن موسى، أبو أحمد العصفري:
حدثنا محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: أيوب بن نصر بن
موسى العصفري يكنى أبا أحمد، بغدادي قدم مصر وحدث بها، وتوفى بها ليلة
الخميس لست بقين من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين.
9

3472 - أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، أبو سليمان:
وهو أخو يحيى بن إسحاق، انتقل إلى الرملة فسكنها وحدث بها وبمصر عن
محمد بن عبد الله الأنصاري وخالد بن مخلد القطواني، وموسى بن داود الضبي،
ومعاوية بن عمرو، وأبى حذيفة موسى بن مخلد القطواني، وموسى بن داود الضبي،
ومعاوية بن عمرو، وأبى حذيفة موسى بن مسعود، وعبد الله بن رجاء، وزكريا بن عدي
. روى عنه جماعة من الغرباء.
وقال ابن أبي حاتم: أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري البغدادي كتبنا عنه
بالرملة، وذكرته لأبي فعرفه وقال: كان صدوقا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن عليك
الجوهري - بمرو - حدثنا محمد بن علي الحافظ حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري
بغدادي - بالرملة - حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني حدثنا أيوب بن محمد أبو
الجمل حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس
على المرأة إحرام إلا في وجهها ".
قال الدارقطني: لم يرفعه غير أبي الجمل وكان ضعيفا، وغيره يرويه موقوفا.
حدثنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا ابن مسرور حدثنا أبو سعيد
ابن يونس. قال: أيوب بن إسحاق بن سافري يكنى أبا سليمان، قدم مصر وحدث
بها وكان إخباريا، يقال إنه بغدادي، ويقال مروزي سكن بغداد، وقدم إلى دمشق
فأقام بها، وكان قدومه إلى مصر من دمشق، وكانت في خلقه دعارة، وسأله أبو
حميد في شئ يكتبه عنه من الأخبار فمطله - وكان شاعرا - فكتب إليه:
- الحمد لله لا نحصي له عددا * ما زال إحسانه فينا له مددا -
- إذ لم أخط حديثا عنك أعلمه * ولا كتبت لغيري عنك مجتهدا -
- إلا أحاديث خوات وقصته * عن البعير ولما قال قد شردا -
- فسوف أخرجها إن شئت من كتبي * ولا أعود لشئ بعدها أبدا -
وله أيضا:
- أبا سليمان لا عريت من نعم * ما أصبح الناس في خصب وفي جدب -
- لا تجعلني كمن بانت إساءته * ليس المسئ كمن لم يأت بالذنب -
- فابعث إلينا بذاك الجزء تنسخه * كيما نجد لما يبقى من الكتب -
10

قال ابن يونس: توفى بدمشق سنة تسع وخمسين ومائتين.
وقال في موضع آخر: توفى بدمشق يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر
ربيع الآخر سنة ستين ومائتين.
3473 - أيوب بن الوليد، أبو سليمان الضرير:
حدث عن أبي معاوية الضرير، ويحيى بن السكن البصري، وإسحاق بن يوسف
الأزرق، روى عنه العباس بن يوسف الشكلي، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي،
ومحمد بن مخلد.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن
إسماعيل بخط يده: حدثنا أيوب بن الوليد الحداد الضرير حدثنا أبو معاوية قال حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن أم هانئ. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتخذوا الغنم فإنها
بركة ".
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن
مخلد العطار قال: ومات أيوب الضرير سنة ستين. وكذلك قرأت بخط ابن مخلد
وزاد في المحرم.
3474 - أيوب بن سليمان بن داود، المعروف بالصغدي:
حدث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي، وعبد العزيز بن موسى اللاحوني،
وآدم بن أبي إياس، والربيع بن روح، ويحيى بن يزيد الخواص، وعلي بن الجعد. روى
عنه أبو محمد بن صاعد، وأبو عبد الله الحكيمي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن حماد
العسكري وأبو عمرو بن السماك، وأبو سهل بن زياد، وكان ثقة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي
حدثنا أيوب بن سليمان الصغدي حدثنا يحيى بن يزيد أبو زكريا الخواص حدثنا
مصعب بن سلام التميمي عن عباد القرشي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه " قال فقيل لابن عباس: كم من
11

رجل قبيح الوجه قضاء للحاجة؟ قال: إنما - يعنى حسن الوجه عند طلب الحاجة -.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: قال عثمان بن أحمد الدقاق: مات أيوب بن
سليمان الصغدي في سنة أربع وسبعين ومائتين.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: مثله، وزاد في رمضان.
3475 - أيوب بن يوسف بن أيوب بن سليمان بن داود، أبو القاسم البزاز
المصري:
سكن بغداد وحدث بها عن عنبس بن إسماعيل القزاز، ويوسف بن سعيد بن
مسلم، وأبى الوليد بن يزد الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي. روى عنه
عمر بن محمد بن إبراهيم بن سفيان، وأبو بكر الأبهري، وأبو حفص بن شاهين.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي أخبرنا جدي أبو القاسم
أيوب بن يوسف بن أيوب حدثنا عنبس بن إسماعيل حدثنا أيوب بن مصعب
الكوفي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل توتا
في قصعة.
وعن البراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " على منى بمنزلة رأسي من بدني " لم أكتبه
إلا من هذا الوجه.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح
الأبهري حدثنا أيوب بن يوسف البزاز - بغداد - أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ.
قال: قال أبي: ومات أيوب بن يوسف المصري سنة خمس عشرة وثلاث مائة.
* * *
12

ذكر من اسمه إدريس
3476 - إدريس بن قادم، المدائني:
روى عن عطاء بن أبي رباح. روى عنه شبابة بن سوار، وسعيد بن زكريا
المدنيان. ذكر ذلك عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
3477 - إدريس بن الحكم، أبو يحيى العنزي:
حدث عن يوسف بن عطية الصفار وخلف بن خليفة، وعلي بن غراب. روى عنه
الحسين بن محمد بن زنجي الدباغ والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأخوه أبو عبيد.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني حدثنا إسماعيل بن الحسن
الدهقان حدثنا الحسن بن إسماعيل الضبي قال: حدثنا إدريس بن الحكم حدثنا على
ابن غراب عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتسوك وهو صائم.
3478 - إدريس بن عيسى، أبو محمد القطان المخرمي:
حدث عن زيد بن الحباب، وأبى داود الحفري، روى عنه يحيى بن محمد بن
صاعد، وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، ولم يكن به بأس.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا إدريس بن عيسى المخرمي حدثنا زيد
ابن الحباب حدثنا سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال:
" الهدى الصالح، والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من
النبوة ".
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار ابن قانع أن أبا محمد إدريس بن عيسى
القطان مات في سنة ست وخمسين ومائتين.
13

3479 - إدريس بن جعفر بن يزيد بن خالد بن أبان بن شيرويه، أبو محمد
العطار:
حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد خمسة أحاديث. روى عنه أبا عمرو بن
السماك وإسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، ولا يعرف
أصحابنا البغداديون لإدريس شيئا مسندا سوى هذه الأحاديث. وقد روى أبو القاسم
الطبراني عنه عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد العزيز بن أبان أحاديث
عدة. وروى أبو محمد بن النحاس المصري عن شيخ له اسمه شعبة بن الفضل الثعلبي
البغدادي عن إدريس بن جعفر عن يزيد بن هارون حديثا. فالله أعلم.
وذكره الدارقطني فقال: متروك.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إدريس بن
جعفر بن يزيد العطار.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي
حدثنا إدريس بن محمد العطار حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدثنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فضل البنفسج على
سائر الأدهان; كفضلي على سائر الناس ".
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال حدثني إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا
أبو محمد إدريس بن جعفر العطار.
وأخبرنا عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم
حدثنا إدريس بن جعفر العطار حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدثنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم خيركم
لأهله، وأنا خيركم لأهلي ".
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا أحمد بن محمد بن الصيرفي حدثنا
14

إسماعيل بن علي قال حدثني إدريس بن جعفر وسألته عن سنه فقال: مائة وست
سنين.
3480 - إدريس بن عبد الكريم، أبو الحسن الحداد المقرئ.
صاحب خلف بن هشام. سمع خلفا، وعاصم بن علي، وداود بن عمرو الضبي،
ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبا الربيع الزهراني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وسعد بن زنبور، وليث بن حماد الصفار، ونعيم بن الهيضم، وإبراهيم بن
عبد الله الهروي وأحمد بن حاتم الطويل، والحكم بن موسى، وعيسى بن سالم
الشاشي، وسهل بن زنجلة الرازي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو بكر بن
الأنباري، وأحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي، ومحمد بن الحسن
ابن مقسم المقرئ، وأبو على بن الصواف، وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي،
وغيرهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا طالب بن عثمان قال سمعت ابن مقسم يقول:
كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى، إذ جاءه إدريس الحداد فأكرمه وحادثه ساعة،
وكان إدريس قد أسن، فقام من مجلسه وهو يتساند، فلحظه أبو العباس بعينه وأنشأ
يقول:
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، قال أنشد
أبو العباس أحمد بن يحيى في أثر منصرف إدريس الحداد:
- أرى بصري في كل يوم وليلة * يكل وطرفي عن مداهن يقصر -
- ومن يصحب الأيام تسعين حجة * يغيرنه والدهر لا يتغير -
- لعمري إن أصحبت أمشى مقيدا * لما كنت أمشى مطلق القيد أكثر -
قال الحسين: لعمري لئن.
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن إدريس بن عبد الكريم الحداد فقال: ثقة وفوق الثقة بدرجة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات
إدريس الحداد في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
15

وأنا أسمع. قال: ومات بالجانب الغربي من مدينتنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم
المقرئ المعروف بالحداد، يوم الأضحى، وهو يوم السبت سنة اثنتين وتسعين - يعنى
ومائتين - كتب الناس عنه لثقته وصلاحه.
قلت: وذكر الدارقطني أنه ولد في سنة تسع وتسعين ومائة.
3481 - إدريس بن خالد البلخي:
سكن بغداد وحدث بها عن جعفر بن النضر الواسطي. روى عنه محمد بن عمر
ابن غالب الجعفي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ وما كتبته إلا عنه - حدثنا محمد بن عمر بن غالب -
ببغداد - حدثنا إدريس بن خالد البلخي حدثنا جعفر بن النضر حدثنا إسحاق الأزرق
حدثنا مسعر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
فاتته صلاة الجمعة فليتصدق بنصف دينار ".
3482 - إدريس بن طهوي بن حكيم بن مهران بن فروخ، أبو محمد
القطيعي:
كان يسكن قطيعة أم جعفر. وحدث عن أبي بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن
سليمان لوين، روى عنه محمد بن المظفر وغيره، وكان ثقة.
حدثنا يحيى بن علي السكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر المقرئ - بأصبهان -
حدثنا أبو محمد إدريس بن طهوي بن حكيم بن مهران بن فروخ ببغداد قال: حدثنا
لوين حدثنا محمد بن جابر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قصر رسول الله
صلى الله عليه وسلم الصلاة حين خرج من المدينة حتى رجع إلى أهله.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن نافع: أن إدريس بن طهوي مات في
سنة ثمان وثلاثمائة.
16

3483 - إدريس بن علي بن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن زنجويه أبو
القاسم المؤدب:
كان يسكن الحربية. وحدث بها عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي
وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ويزداد بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبيد الله بن
العلاء الكاتبين، وأبى بكر بن الأنباري النحوي. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعلى
ابن محمد بن الحسن المالكي، والحسن بن علي الطناجيري، وغيرهم، وكان ثقة.
حدثني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن إدريس بن علي المؤدب قال: ولدت
في سنة اثنتين وثلاثمائة.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي وأحمد بن علي التوزي. قالا: توفى أبو القاسم
إدريس بن علي المعلم في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: قرأ على ابن شنبوز وكان ثقة مأمونا.
* * *
17

ذكر من اسمه أسد
3484 - أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم بن
صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك - وهو غانم - بن نذير بن نسر بن عبقر بن
أنمار بن هراش بن عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان، أبو المنذر البجلي الكوفي:
صاحب أبي حنيفة. سمع إبراهيم بن جرير بن عبد الله، وأبا حنيفة النعمان بن
ثابت، ومطرف بن طريف، ويزيد بن أبي زياد، وحجاج بن أرطاة. روى عنه أحمد
ابن حنبل، ومحمد بن بكار بن الريان، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد
الزعفراني، وذكر الحسن أنه سمع منه ببغداد، وكان قد ولى القضاء ببغداد، وتولى
أيضا قضاء واسط.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا محمد بن معروف
الخشاب حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال: أسد بن عمرو البجلي من
أنفسهم، يكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير وهو ثقة إن شاء الله، وكان قد
صحب أبا حنيفة وتفقه، وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد. تولى قضاء مدينة الشرقية
بعد العوفي.
أخبرنا على بن المحسن القاضي أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر حدثنا على بن
محمد بن عبيد حدثنا أحمد بن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: كان
أسد بن عمرو على قضاء واسط فقال: رأيت قبلة واسط ردية جدا وتبين ذاك لي
فتحرفت فيها، فقال قوم من أهل واسط: هذا رافضي، فقيل لهم: ويلكم هذا من
أصحاب أبي حنيفة، كيف يكون رافضيا؟.
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد
ابن علي الأبار.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز
18

حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قالا: حدثنا محمود بن غيلان قال: ذكر أسد بن عمرو
عند يزيد بن هارون - وفى حديث الأبار - قال سمعت يزيد بن هارون وذكر عنده
أسد بن عمرو - ثم اتفقا فقال: لا تحل الرواية عنه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن الحسن حدثنا حسين
ابن إدريس قال سئل عثمان بن أبي شيبة عن أسد بن عمرو. فقال: هو والريح سواء،
لا شئ في الحديث، إنما كان يبصر الرأي.
أخبرني على بن محمد بن الحسن المالكي حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا
محمد بن عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال وسألته
- يعنى أباه - عن أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن
فضعف أسدا والحسن بن زياد وقال: محمد بن الحسن صدوق.
أخبرنا على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر حدثنا ابن منيع حدثني
محمد بن علي الجوزجاني قال سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن أسد بن عمرو.
فقال: صالح الحديث، وكان من أصحاب الرأي.
حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سألت أبي عن أسد
ابن عمرو فقال: كان صدوقا، وأبو يوسف صدوق لكن أصحاب أبي حنيفة ينبغي
أن لا يروى عنهم شئ.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا على بن أحمد
ابن سليمان المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال وسألته - يعنى يحيى بن
معين - عن أسد بن عمرو فقال: كذوب ليس بشئ، لا يكتب حديثه.
قلت: قد روى غيره عن يحيى بن معين خلاف هذا القول.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا هبة الله محمد بن حبش الفراء حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين - وسأله أبو بديل
التميمي عن أسد بن عمرو - فقال: كان لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا عيسى بن علي حدثنا عبد الله بن محمد
البغوي حدثني عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: أسد بن عمرو
أوثق من نوح بن دراج ولم يكن به بأس، وقد سمع من ربيعة الرأي، ومطرف،
ويزيد بن أبي زياد، ولما أنكر بصره ترك القضاء.
19

أخبرنا على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد حدثنا ابن منيع حدثني عباس بن
محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أسد بن عمرو صدوقا،
وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان سمع من مطرف، ويزيد بن أبي زياد، وولى
القضاء، فأنكر من بصره شيئا، فرد عليهم القمطر، واعتزل القضاء. قال عباس:
وجعل يحيى يقول: رحمه الله، رحمه الله.
أخبرني عبيد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا
جعفر بن محمد الأزهر حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: أسد بن عمرو
ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا محمد بن عبيد الله بن خميرويه الهروي أخبرنا
الحسين بن إدريس قال: قال ابن عمار: أسد بن عمرو البجلي صاحب رأى لا بأس
به.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن أحمد
الواسطي حدثنا أبو حفص عمرو بن علي [الفلاس] قال: وأسد بن عمرو الكوفي
صاحب الرأي ضعيف الحديث.
أخبرنا البرقاني قال: قرأت على حمزة بن محمد بن علي المامطيري - بها -
حدثكم محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري
قال: أسد بن عمرو أبو المنذر البجلي كوفي صاحب رأى ضعيف.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن أسد بن عمرو فقال:
صاحب رأى وهو في نفسه ليس به بأس.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد
ابن شعيب النسائي أخبرنا أبي قال: أسد بن عمرو صاحب أبي حنيفة ليس
بالقوى.
وأخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: أسد بن عمرو البجلي
يعتبر به.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا محمد بن أحمد بن
محمد المفيد حدثنا محمد بن معاذ الهروي حدثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي
حدثنا الهيثم بن عدي قال: وأسد بن عمرو توفى سنة ثمان وثمانين ومائة.
20

أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء أخبرنا الحسين بن علي الحلبي
حدثنا أبو عمران بن الأشيب حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن
سعد قال: مات أسد بن عمرو البجلي سنة تسعين ومائة.
3485 - أسد بن عمار بن أسد، أبو الخير السعدي التميمي الأعرج:
حدث عن الحسين بن علي الجعفي، ويزيد بن هارون، وروح بن عباده، وعبد الله
ابن صالح العجلي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وهدبة بن خالد. روى عنه عبد
الله بن أبي سعد الوراق، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو جعفر الحضرمي مطين، وأبو
حامد محمد بن هارون الحضرمي.
وقال مطين: حدثنا أبو الخير أسد بن عمار البغدادي أخبرنا أبو بكر البرقاني قال:
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن الزيات أخبركم محمد بن هارون الحضرمي
- قراءة عليه - حدثنا على بن مسلم وأبو الخير أسد بن عمار الأعرج قالا: حدثنا
روح بن عباده حدثنا شعبة عن أبي الفيض عن معاوية بن أبي سفيان. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
3486 - أسد بن الحارث بن أسد:
روى عن أبي عبيد القاسم بن سلام مسألة حدث بها عنه محمد بن مخلد
الدوري.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى المرزبان
حدثني محمد بن مخلد قال: حدثني أسد بن الحارث بن أسد قال سألت أبا عبيد
القاسم بن سلام عن إمام لنا يشرب هذا النبيذ، فقال: إن كان يتأول، فصل خلفه في
حال فراغه.
3487 - أسد بن رستم بن أحمد بن عبد الله، أبو سعيد الهروي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن عبد الله القرشي. حدثنا
عنه أبو يعلى عبد الواحد بن عبيد الله بن الرومي الكتبي، وابن أخته أبو سعيد الحسن
ابن علي بن محمد بن خلف.
أخبرني أبو يعلى بن الرومي وابن أخته أبو سعيد الكتبيان. قالا: حدثنا أبو سعيد
أسد بن رستم بن أحمد بن عبد الله الهروي - قدم علينا حاجا، وسمعنا منه في
21

صفر، من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة في جامع المنصور - حدثنا محمد بن إسحاق
القرشي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن
علقمة بن مرثد الحضرمي عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من أحد من المسلمين يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة
الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم ليلة مثل ما كان يعمل من الخير ما دام
محبوسا في وثاقي ".
* * *
22

ذكر من اسمه إسرائيل
3488 - إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، واسم أبي إسحاق
عمرو عبد الله الهمداني:
وسبيع الذي نسب إليه هو ابن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن
حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
وإسرائيل يكنى أبا يوسف، وهو كوفي.
سمع جده أبا إسحاق، وسماك بن حرب، ومنصور بن المعتمر وإبراهيم بن مهاجر،
وسليمان الأعمش. روى عنه إسماعيل بن جعفر، ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي،
وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأسود بن عامر شاذان، ومحمد
ابن سابق، وعبد الله بن صالح العجلي، وجماعة يطول ذكرهم.
وورد إسرائيل بغداد وحدث بها.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزار حدثنا
أحمد بن سعيد السوسي حدثنا عباس بن محمد حدثنا حجين بن المثنى قال: قدم
علينا إسرائيل بغداد فقعد فوق نبت، وقام رجل - والناس قد اجتمعوا - فأخذ دفترا،
فجعل يسأله من الدفتر حتى أتى عليه، أو على عامته، والناس قعود لا ينظرون فيه،
فقام الشيخ فقعد الناس فكتبوه.
أخبرنا الحسين بن محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز أخبرنا عمر بن محمد بن
سيف حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي داود السجستاني قال: سمعت أبي أو غيره
يقول: لما حدث إسرائيل وكان منزله في السبيع فبلغ سفيان الثوري أنه قد حدث
فقال سفيان: قد نبعت عين في السبيع إلا أنها مالحة. فبلغ ذلك عيسى بن يونس فأتى
23

سفيان فسأله أن يكف عنه. وكان لا يحفظ من القرآن كثير شئ، وعيسى أخو
إسرائيل.
أخبرنا على بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي أخبرنا محمد
ابن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
إسرائيل، كان يحيى - يعنى ابن سعيد القطان - لا يرضاه، وكان ابن مهدي
يرضاه.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال: حدثنا
أحمد بن سعيد السوسي حدثنا عباس بن محمد. قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
كان القطان - يعنى يحيى - لا يحدث عن إسرائيل، ولا شريك. وقال عباس: سئل
يحيى عن إسرائيل فقال: قال يحيى بن آدم: كنا نكتب عنده من حفظه. قال يحيى:
كان إسرائيل لا يحفظ ثم حفظ بعد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا محمد بن العباس الخزاز أخبرنا محمد بن مخلد
حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا على - يعنى ابن المديني - قال: سمعت عبد
الرحمن بن مهدي قال: قال لي عيسى بن يونس قال لي إسرائيل: كنت أحفظ
حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب حدثني جدي حدثني أحمد بن داود الحداني قال سمعت
عيسى بن يونس يقول: كان أصحابنا سفيان وشريك - وعد قوما - إذا اختلفوا في
حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل، فهو أروى عنه
منى. وأتقن لها منى، وهو كان قائد جده.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دعلج أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال حدثنا الحسين بن
عبد الرحمن الجرجرائي حدثنا خلف بن تميم قال: سمعت أبا الأحوص - إن شاء الله -
ذكر عن أبي إسحاق. قال: ما ترك لنا إسرائيل كوة، ولا سفطا، إلا دحسها
كتبا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن
إسحاق حدثني على بن عبد الله قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: إسرائيل فوق
أبي بكر بن عياش.
24

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الحنين قال: سمعت أبا نعيم سئل أيهما أثبت; إسرائيل أو أبو عوانة؟ قال: إسرائيل.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
محمد بن الحسين بن أبي الحنين قال سمعت أبا نعيم - وسئل عن إسرائيل وأبى
عوانة - فقال: إسرائيل أثبت من أبي عوانة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا أحمد بن المظفر أخبرنا على بن أحمد
ابن سليمان المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سألته - يعنى يحيى بن
معين - عن إسرائيل. فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن
سعيد السوسي حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: إسرائيل أثبت في
أبي إسحاق من شيبان. قال وسمعت يحيى يقول: إسرائيل أثبت حديثا من
شريك.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيي بن معين: أيما أثبت
شريك، أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل أقرب حديثا وشريك أحفظ.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن
سفيان حدثنا الفضل - هو ابن زياد - قال قلت: - يعنى لأبي عبد الله أحمد بن
حنبل - من أحب إليك: يونس، أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ فقال: إسرائيل. قلت:
إسرائيل أحب إليك من يونس؟ قال: نعم: إسرائيل صاحب كتاب. قيل: فشريك
أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل كان يؤدي على ما سمع، كان أثبت من شريك، ليس على
شريك قياس، كان يحدث الحديث بالتوهم.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي أخبرنا
الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد
ابن حنبل: إسرائيل إذا تفرد بحديث، يحتج به؟ قال: إسرائيل ثبت الحديث، كان يحيى
يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات، قال: روى عنه مناكير. قال أحمد: ما حدث
25

عنه يحيى بشئ. قلت لأحمد: إسرائيل أحب إليك أو شريك؟ قال: إسرائيل إذا
حدث من كتابه لا يغادر، ويحفظ من كتابه.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
العكبري حدثنا إبراهيم بن علي بن الحسن البغدادي القطيعي حدثني الحسن بن الهيثم
ابن الحلال بن توبة حدثنا محمد بن موسى بن مشيش قال: وسئل أحمد بن حنبل
فقيل: أيما أحب إليك: شريك، أو إسرائيل؟ فقال: إسرائيل هو أصح حديثا من شريك
إلا في أبي إسحاق، فإن شريكا أضبط عن أبي إسحاق، وما روى يحيى عن إسرائيل
شيئا. فقيل: لم؟ فقال لا أدري أخبرك، إلا أنهم يقولون من قبل أبي إسحاق لأنه خلط.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: إسرائيل أصح حديثا
من شريك.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء. قال: قال على بن المديني: إسرائيل ضعيف.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
على بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبيد الله
العجلي حدثني أبي قال: وإسرائيل ويوسف ابنا يونس جائزا الحديث.
وقال في موضع آخر: إسرائيل ويوسف ابنا يونس بن أبي إسحاق كوفيان ثقتان.
أخبرنا الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي قال: إسرائيل بن يونس صالح الحديث وفى حديثه
لين.
وقال في موضع آخر: إسرائيل ثقة صدوق، وليس بالقوى في الحديث ولا
بالساقط.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال أبو نعيم.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي حدثنا عبيد الله بن محمد حدثنا
أحمد الدورقي حدثنا أبو نعيم. قال: مات إسرائيل بن يونس سنة ستين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي أخبرنا جدي إسحاق بن محمد بن إسحاق
أخبرنا عبد الله بن إسحاق المديني أخبرنا قعنب بن المحرر. قال: ومات إسرائيل بن
يونس سنة ستين ومائة.
26

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني حدثنا هارون بن حاتم حدثنا دبيس
ابن حميد. قال: ولد إسرائيل بن يونس سنة مائة، ومات سنة إحدى وستين.
أخبرنا ابن الفضل حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن عبد
الله بن سليمان الحضرمي قال: مات إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق سنة إحدى
وستين، ويقال اثنتين وستين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط. قال: وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق
مات سنة اثنتين وستين ومائة.
أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي
بن أبي أسامة الحلبي حدثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب حدثنا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي يكنى
أبا يوسف، مات سنة اثنتين وستين ومائة.
3489 - إسرائيل بن إسماعيل، جد محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق لأمه:
حدث عن نجيح أبي معشر المدني، وفليح بن سليمان. روى عنه محمد بن أحمد
ابن الجنيد.
أخبرنا على بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا على بن إسحاق
المادرائي حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد حدثني إسرائيل بن إسماعيل حدثنا أبو
معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن حنين عن علي قال: نهاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم. أن أقرأ وأنا راكع، أو أتختم بالذهب، أو ألبس المعصفر.
3490 - إسرائيل بن يونس الطرازي:
كان ببغداد يسمع مع شيوخنا من محمد بن المظفر ونحوه، ويديم حضور
المجالس، وحدث عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري. حدثني عنه أبو القاسم
الأزهري وكان لا بأس به.
* * *
27

ذكر من اسمه آدم
3491 - آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو
عمر الأموي:
كان شاعرا، خليعا ماجنا، ثم نسك بعد ذلك، وكان ببغداد في صحابة أمير
المؤمنين المهدي.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني قال أخبرني
على بن يحيى أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه عن سليمان بن أبي
شيخ قال أخبرنا حجز بن عبد الجبار الحضرمي. قال رأيت آدم بن عبد العزيز بن
عمر بن عبد العزيز ببغداد أيام أبي جعفر وما رأيت قرشيا أمجن منه.
وقال المرزباني: أخبرنا أحمد بن عيسى الكرخي قال: أنشدنا أبو العيناء لآدم بن
عبد العزيز في البراغيث ببغداد:
- هنيئا لأهل الري طيب بلادهم * وواليهم الفضل بن يحيى بن خالد -
- تطاول في بغداد ليلى ومن يبت * ببغداد يلبث ليله غير راقد -
- بلاد إذا زال النهار تقافزت * براغيثها من بين مثنى وواحد -
- ديازجة شهب البطون كأنها * بغال بريد سرج في موارد -
أخبرني أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد الدمشقي - بها - أخبرنا
جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السلمي أخبرنا عبد الله بن أحمد
ابن ربيعة بن زبر القاضي حدثنا ابن عليل قال حدثنا مسعود بن بشر حدثنا
الأصمعي. قال: كان آدم بن عبد العزيز وهو ابن عمر بن عبد العزيز في أيام حداثته
يشرب الخمر ويفرط في المجون والخلاعة، ويقول الشعر، فرفع إلى المهدي أنه زنديق
وأنشد شعرا له كان قاله في أيام الحداثة على طريق المجون. فأخذه فضربه ثلاثمائة
سوط يقرره بالزندقة فقال: والله لا أقر على نفسي بباطل، ولو قطعت عضوا عضوا،
ووالله ما أشركت بالله طرفة عين قط، فقال المهدى: فأين قولك:
28

- اسقني وأسق خليلي * في مدى الليل الطويل -
- قهوة صهباء صرفا * سبيت من نهر بيل -
- قل لمن يلحاك فيها * من فقيه أو نبيل -
- أنت دعها وارج أخرى * من رحيق السلسبيل -
فقال: يا أمير المؤمنين كنت من فتيان قريش أشرب النبيذ، وأتمجن مع الشباب،
واعتقادي مع ذلك الإيمان بالله وتوحيده، فلا تؤاخذني بما أسلفت من قولي. قال:
فخلى سبيله. قال ومن قوله أيضا:
- اسقني واعص غصينا * لا ترد بالنقد دينا -
- اسقينها مزة الطعم * تريك الشين زينا -
قال ثم تاب وأقلع وقال في ذلك أشعارا منها قوله:
- ألا هل فتى عن شربة الراح صابر * ليجزيه يوما بذلك قادر -
- شربت فلما قيل ليس بمقلع * نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر -
وقال مسعود بن بشر أنشدنا الأصمعي لآدم بن عبد العزيز:
- وإن قالت رجال قد تولى * زمانكم وذا زمن جديد -
- فما ذهب الزمان لنا بمجد * ولا حسب إذا ذكر الجدود -
- وما كنا لنخلد لو ملكنا * وأي الناس دام له الخلود -
3492 - آدم بن أبي إياس، واسم أبي إياس: ناهية، وقال محمد بن إسماعيل
البخاري: هو: آدم بن عبد الرحمن بن محمد، ويكنى أبا الحسن مولى بني تيم أو
تميم:
أصله من خراسان ومنشؤه بغداد، وبها طلب العلم وكتب عن شيوخها، ثم رحل
إلى الكوفة والبصرة، والحجاز، والشام، ولقي الشيوخ وسمع منهم، واستوطن
عسقلان فعرف بالعسقلاني.
وحدث عن شعبة بن الحجاج، وشيبان بن عبد الرحمن، وبكر بن خنيس، وزكن
29

ابن عبد الله صاحب مكحول، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب والليث بن
سعد، وإسماعيل بن عياش، والمسيب بن شريك، والربيع بن صبيح، وحماد بن
سلمة، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن المسعودي، وحفص بن ميسرة، وإسرائيل بن
يونس، والمبارك بن فضالة، والربيع بن بدر، وأبى معشر المدني، وعبد الله بن المبارك،
وأبى خالد الأحمر، وبقية بن الوليد، وخلق سواهم. وكان أحد عباد الله الصالحين.
روى عنه الأئمة الأعلام من المحدثين مثل محمد بن إسماعيل البخاري، وأبى حاتم
الرازي، ويعقوب بن سفيان الفسوي وإبراهيم بن هاني النيسابوري، ومحمد بن أبي
عتاب الأعين، وأبى زرعة الدمشقي، وغيرهم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
على بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي حدثني أبي. قال: آدم بن أبي إياس يكنى بأبي الحسن خراساني، نشأ ببغداد،
وسكن عسقلان، ثقة، يقال إنه كان ممن يكتب عند شعبة، وكان يقرئ القرآن.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني أخبرنا محمد بن نصر بن
مكرم الشاهد أخبرنا الحسين بن الحسن الأنطاكي حدثنا يوسف بن بحر. قال:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: جلس شعبة ببغداد وليس في مجلسه أحد يكتب إلا
آدم بن إياس، وهو يستملي ويكتب وهو قائم!.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه حدثنا الحسين بن
إدريس حدثنا أبو داود. قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: زعموا أن آدم كان
مكينا عند شعبة.
أخبرنا البرقاني قال قرأت على عبيد الله بن عبد الله بن أبي سمرة حدثكم محمد
ابن محمود - أبو بكر السراج - حدثنا ابن عسكر.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن محمود السراج حدثنا
محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: آدم بن أبي إياس من
الستة أو السبعة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شعبة.
قلت: وكان آدم مشهورا بالسنة شديد التمسك بها والحض على اعتقادها.
30

أخبرني الحسن بن علي التميمي حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن
محمد بن مسعدة الأصبهاني حدثنا أبو يحيى مكي بن عبد الله بن يوسف الثقفي
حدثنا أبو بكر الأعين. قال: أتيت آدم العسقلاني فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب
الليث يقرئك السلام. قال: لا تقرئه منى السلام. فقلت له: لم؟ قال: لأنه قال:
القرآن مخلوق: قال: فأخبرته بعذره، وأنه أظهر الندامة، وأخبر الناس بالرجوع. قال:
فاقرئه السلام. فقلت له بعد: إني أريد أن أخرج إلى بغداد، فلك حاجة؟ قال: نعم،
إذا أتيت بغداد، فائت أحمد بن حنبل فأقرئه مني السلام وقل له: يا هذا اتق الله
وتقرب إلى الله بما أنت فيه، ولا يستفزنك أحد، فإنك إنشاء الله مشرف على الجنة،
وقل له: حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه "
فأتيت أحمد بن حنبل في السجن، فدخلت عليه، فسلمت عليه، وأقرأته السلام،
وقلت له هذا الكلام والحديث، فأطرق أحمد إطراقة، ثم رفع رأسه، فقال: رحمه الله
حيا وميتا، فلقد أحسن النصيحة.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس
ابن سعيد قال حدثني القاسم بن عبد الله بن عامر قال: سمعت يحيى بن معين سئل
عن آدم بن أبي إياس فقال: ثقة، ربما حدث عن قوم ضعفي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - أخبرنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود سليمان الأشعث عن آدم
العسقلاني فقال: ثقة.
وقال أحمد: كان آدم مكينا عند شعبة.
أخبرنا على بن الحسين - صاحب العباسي - وأحمد بن عبد الواحد الوكيل.
قالا: حدثنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل حدثنا أبو على الحسين بن القاسم
الكوكبي قال: حدثني أبو علي المقدسي، قال: لما حضرت آدم بن أبي إياس الوفاة،
31

ختم القرآن وهو مسجى ثم قال: بحبي لك إلا رفقت بي بهذا المصرع، كنت أؤملك
لهذا اليوم، كنت أرجوك، ثم قال: لا إله إلا الله ثم قضى.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن معروف الخشاب حدثنا
الحسين بن فهيم حدثنا محمد بن سعد. قال: آدم بن أبي إياس يكنى أبا الحسن،
وكان من أبناء أهل خرسان، من أهل مرو الروذ، طلب الحديث ببغداد، وسمع من
شعبة سماعا كثيرا صحيحا، ثم انتقل، فنزل عسقلان، فلم يزل هناك حتى مات بها
في خلافة أبي إسحاق بن هارون في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين، وهو ابن
ثمان وثمانين سنة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه.
قال: حدثنا يعقوب بن سفيان.
وأخبرنا ابن الفضل أيضا حدثنا جعفر بن محمد الخالدي أخبرنا محمد بن عبد الله
ابن سليمان الحضرمي. قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات آدم بن أبي إياس.
كتب إلى أبو محمد بن أبي نصر الدمشقي وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه.
قال: أخبرنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة. قال: مات آدم بن أبي إياس سنة
إحدى وعشرين ومائتين.
3493 - آدم بن محمد بن آدم، أبو محمد النيسابوري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن أبي عبيد الله أحمد
ابن محمد الفراسي. وقال: توفى ببغداد في درب الربع في سنة ست وعشرين
وثلاثمائة ودفن في مقابر الخيزران.
3494 - آدم بن محمد بن آدم بن محمد بن الهيثم بن توبة، أبو القاسم
العكبري المعدل:
حدث عن أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمى، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد
الباقي بن قانع، وعمر بن جعفر بن سلم، والطيب بن أحمد الهيتي، وغيرهم.
32

حدثني عنه أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الخفاف، وذكر لي أنه سمع منه
بعكبرا، وما علمت من حاله إلا خيرا.
حدثني أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري. قال: مات
أبو القاسم آدم بن محمد بن توبة بعكبرا سحر يوم الجمعة لسبع عشر خلون من
صفر سنة إحدى وأربعمائة.
* * *
33

ذكر من اسمه أصرم
3495 - أصرم بن حوشب، أبو هشام الكندي:
من أهل همذان، حدث عن زياد بن سعد، ونهشل بن سعيد، وأبى جعفر الرازي،
وأبى سنان الشيباني، وقرة بن خالد، ومالك بن أنس، والربيع بن زياد، ومحمد بن
عبد الله الخطمي، وعنبسة بن عبد الرحمن. روى عنه محمد بن حميد الرازي،
وعيسى بن أحمد البلخي وأبو مسعود أحمد بن الفرات، وأحمد بن محمد التبعي.
وعصمة بن الفضل النيسابوري.
وقدم بغداد وحدث بها، فكتب عن أهلها. ثم بان لهم كذبه، فتركوا الرواية عنه
إلا نفرا، منهم محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري
والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وعنبس بن إسماعيل القزاز، وأحمد بن العباس بن
المبارك التركي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن
مخلد العطار حدثنا عنبس بن إسماعيل حدثنا أصرم بن حوشب حدثنا قرة بن خالد
وغيره عن الضحاك عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليوم الرهان، وغدا
السباق، والغاية الجنة، الهالك من دخل النار، أنا الأول، وأبو بكر الثاني، وعمر
الثالث، والناس بعد على السبق. الأول فالأول ".
أخبرني أبو القاسم الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن المالكي قالا: أخبرنا عبد
الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن
عبد الله المديني قال سمعت أبي يقول: أصرم بن حوشب لقيناه بهمذان ثم حدث
بعدنا بعجائب، وضعفه جدا.
وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي يقول: كتبت عن أصرم بن حوشب
أحاديث عن أبي سنان، فضربت على حديثه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
34

عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين:
فأصرم بن حوشب تعرفه؟ فقال: كذاب خبيث.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
سهل بن أحمد الواسطي. قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وأصرم بن حوشب
متروك الحديث، حدث بأحاديث مناكير وكان يرى الإرجاء.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم المستملي أخبرني محمد بن إبراهيم بن
شعيب قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
وأخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ
على مكي بن عبدان وأنا أسمع قال، سمعت مسلم بن الحجاج يقول.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: أصرم بن حوشب متروك - زاد البخاري
ومسلم - الحديث.
أخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا القاسم بن عيسى
العصار حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: أصرم بن حوشب رأيته بهمذان
وكتبت عنه سنة اثنتين ومائتين ضعيف.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - حدثنا أبو الفضل صالح
ابن أحمد الحافظ. قال: أصرم بن حوشب أبو هشام الكندي، ذكره ابن أبي حاتم في
كتاب " الجرح " وقال سمعت أبي يقول: هو متروك الحديث فإنه ذكر أنه رأى زياد
ابن سعد فأنكروا عليه، وتكلم فيه يحيى بن معين وقال صالح: سمعت أبا جعفر
- يعنى الصفار - يقول: بلغني أنه اجتاز رجل من أهل خراسان فقال الأصرم بن
حوشب: أين كتبت عن نهشل؟ لعلك كتبت عنه في الهواء!.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أخبرنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم
الدارمي - بالكوفة - حدثنا عبد الملك بن بدر الهيثم حدثنا أحمد بن هارون بن
روح. قال: أصرم بن حوشب روى عن زياد بن سعد، ضعيف مات بهمذان.
أخبرنا الأزهري حدثنا محمد بن العباس قال أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب
حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: أصرم بن حوشب الهمذاني كان
قدم بغداد فكتب عنه أهل بغداد، ثم رجع إلى همذان فمات بها.
35

3496 - أصرم بن غياث، أبو غياث النيسابوري:
ورد بغداد وحدث بها عن مقاتل بن حيان. روى عنه محمد بن عيسى بن
الطباع، وسريج بن يونس. وغيرهما.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع.
وأخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق - واللفظ له - أخبرنا أبو على عيسى
ابن أحمد بن عمر الطوماري حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا سريج بن
يونس. قالا: حدثنا أصرم بن غياث عن مقاتل بن حيان عن الحسن عن جابر بن عبد
الله. قال: وضأت النبي صلى الله عليه وسلم لا مرة، ولا مرتين، ولا ثلاثا، فرأيته يخلل لحيته بأصابعه،
كأنها أنياب مشط.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - فيما أذن أن نرويه عنه - أخبرنا أبو على بن
الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول: شيخ من أهل
نيسابور قدم علينا، فسمعته يحدث عن مقاتل بن حيان عن الحسن عن جابر. قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته كأنها أنياب مشط، ثم قال أبى: ما أرى هذا الشيخ
كان بشئ، ضعفه جدا.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن
محمد الأزهري حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: وأصرم الخراساني ليس بثقة.
قال الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: قال سألت يحيى بن معين عن أصرم
ابن غياث فقال: شيخ نيسابوري سمعت منه هاهنا ببغداد، ليس بثقة.
أخبرنا ابن الفضل حدثنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس
الدلال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: أصرم بن غياث النيسابوري أبو
غياث عن مقاتل بن حيان الخراساني منكر الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: أصرم بن غياث نيسابوري متروك
الحديث. روى عن مقاتل.
36

ذكر من اسمه أسود
3497 - أسود بن عامر، أبو عبد الرحمن المروف بشاذان:
وأصله من الشام، سمع سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة،
وحماد بن زيد، والحسن بن صالح، وشريك بن عبد الله، وإسرائيل بن يونس، وزائدة
ابن قدامة، أيوب بن عتبة، وعبد الله بن المبارك، وأبا بكر بن عياش. روى عنه بقية
ابن الوليد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة،
ومحمد بن عبد الله المخرمي، وفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن منصور الطوسي
وعباس الدوري، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن
عيسى العطار، والحارث بن أبي أسامة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الجرشي حدثنا أبو العباس أحمد بن
يعقوب الأصم حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا شاذان قال: أخبرنا الحسن بن
صالح عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال " إذا ضحى
أحدكم فليأكل من أضحيته ". قال العباس: ولم أسمع هذا من إنسان في الدنيا
غيره.
قلت: تفرد بوصله شاذان، وخالفه مالك بن إسماعيل فرواه عن الحسن بن صالح
مرسلا لم يذكر فيه أبا هريرة.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الكوفي حدثنا
العباس بن الخليل بن جابر الطائي الإمام بحمص - حدثنا كثير بن عبيد الحذاء قال
حدثنا بقية بن الوليد عن الأسود بن عامر عن ابن حي عن ليث عن مجاهد عن أبي
هريرة. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم محتبيا، آخذا بيده اليمنى على اليسرى، أو قال:
اليسرى على اليمنى، في ظل الكعبة.
37

أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير أخبرنا أحمد بن
جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا الأسود بن عامر
حدثنا أبو بكر - يعنى ابن عياش - عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع بن نون، ليالي سار إلى
بيت المقدس ".
أخبرنا ابن الفضل القطان حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن
سفيان حدثنا الفضل - هو ابن زياد - قال: سألت أبا عبد الله قلت: الأسود بن عامر
عن أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لم تحبس - أو ترد الشمس - على أحد إلا ليوشع بن نون "؟ قال: نعم هكذا أو
نحو هذا.
قلت: رواه غير الأسود بن عامر عن أبي بكر؟ قال: لم أسمعه إلا من الأسود.
أخبرني على بن الحسن بن محمد الدقاق قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن
حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق قال وسمعت أبا
عبد الله - يعنى أحمد بن حنبل - يقول: أسود بن عامر ثقة. قلت له: ثقة؟ قال:
وزاد.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن
معين عن شاذان فقال: لا بأس به.
أخبرنا ابن الفضل حدثنا على بن إبراهيم حدثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا
البخاري. قال: الأسود بن عامر ولقبه شاذان كان يكون ببغداد، يقال أصله شامي،
توفى ببغداد أول سنة ثمان ومائتين.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط.
38

وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي. قالا: سنة ثمان ومائتين فيها مات الأسود بن عامر
شاذان.
3498 - أسود بن سالم، أبو محمد العابد:
سمع حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سليمان،
ويحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه حاتم بن الليث
الجوهري، وعبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، ومحمد بن عبد الله المخرمي،
وأحمد بن زياد السمسار، وكان معروفا بالخير، يذكر مع معروف الكرخي، لأنه
كان بينهما مؤاخاة ومودة ومصافاة ومحبة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمى حدثنا أحمد بن زياد السمسار حدثنا أسود بن سالم حدثنا الأشجعي عن
سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس. قال: ألا أريكم كيف
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتوضأ مرة مرة.
أخبرنا عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران
الكاتب أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد حدثنا أبو عيسى الختلي
حدثنا أبو يوسف القاضي. قال كان عندي أسود بن سالم - وقد كان يستعمل من
الماء شيئا كثيرا - قال: فجاء رجل فسأله عن ذلك فقال: هيهات ذهب ذاك، أو
مضى ذاك، كنت في ليلة باردة قد قمت في السحر، فإني مستعمل ما كنت أستعمله،
فإذا هاتف يهتف بي يقول: يا أسود ما هذا؟. يحيى بن سعيد الأنصاري حدثنا عن
سعيد بن المسيب " إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم يرتفع إلى السماء ". قال: قلت:
أجني؟ ويحك من يك؟ قال: ما هو إلا ما تسمع. قال: قلت: من أنت عافاك الله؟
قال: يحيى بن سعيد الأنصاري حدثنا عن سعيد بن المسيب إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم
يرتفع إلى السماء. قال قلت: لا أعود، لا أعود، فأنا اليوم تكفيني كف من ماء.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا محمد بن علي بن سويد المؤدب حدثنا
عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري قال: سمعت حبش بن الورد يقول: رؤي أسود
39

ابن سالم يغسل وجهه من غدوة إلى نصف النهار، فقيل له: إيش خبرك؟ قال: رأيت
اليوم مبتدعا، فأنا أغسل وجهي منذ رأيته إلى الساعة، وأنا أظنه لا ينقى!!.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء قال: حدثني على بن محمد بن إبراهيم الصفار - أبو الحسن - قال:
حضرت أسود بن سالم ليلة وكان حسن الصوت، فقلت:
- أمامي موقف قدام ربي * يسائلني وينكشف الغطاء -
- وحسبي أن أمر على صراط * كحد السيف أسفله لظاء -
قال: فصرخ أسود صرخة ولم يزل مغشيا عليه حتى أصبح.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي حدثنا عبد الصمد بن علي
الطستي حدثنا أبو جعفر بن زياد السمسار المعدل قال: حدثنا أحمد بن الحكم
الصاغاتي قال جاء رجل إلى ابن حميد. قال: إني اغتبت أسود بن سالم، فأتيت في
منامي فقيل لي: تغتاب وليا من أولياء الله لو ركب حائطا ثم قال له سر لسار!!.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا مخلد بن جعفر حدثنا محمد
ابن جرير الطبري قال: أسود بن سالم كان ثقة، ورعا فاضلا، مات سنة ثلاث عشرة
- أو أربع عشرة - ومائتين.
* * *
40

ذكر الأسماء المفردة في باب الألف
3499 - أشعب الطامع، يقال: إن اسمه شعيب، وكنيته: أبو العلاء، وقيل:
أبو إسحاق مولى عثمان بن عفان، وقيل: مولى سعيد بن العاص، وقيل: مولى عبد
الله بن الزبير، وقيل: مولى فاطمة بنت الحسين:
وهو: أشعب بن أم حميدة، وقيل أم حميدة بضم الحاء وبفتحها، وقيل إن أمه جعدة
مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق.
عمر دهرا طويلا، وأدرك زمن عثمان بن عفان، ورى عن عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبان بن
عثمان بن عفان. وعكرمة مولى ابن عباس. روى عنه عثمان بن فائد. وغياث بن
إبراهيم ومعدى بن سليمان.
وله نوادر مأثورة، وأخبار مستظرفة، وكان من أهل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خال
محمد بن عمر الواقدي. وزعم أبو عثمان الجاحظ أنه قدم بغداد في أيام المهدي.
وقال الأصمعي: حدثني جعفر بن سليمان. قال: قدم أشعب أيام أبي جعفر بغداد
فأطاف به فتيان بنى هاشم، فغناهم فإذا ألحانه طربة، وحلقه على حاله. وقال: أخذت
الغناء عن معبد، وكنت آخذ عنه اللحن، فإذا سئل عنه قال: عليكم بأشعب فإنه
أحسن تأدية له منى. وقيل إن اسم أبيه جبير، ويقال: أشعب بن جبير آخر وليس هو
أشعب الطامع، والذي عندي أنهما واحد، والله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا المظفر بن يحيى الشرابي حدثنا أحمد بن
محمد المرثدي عن أبي إسحاق الطلحي قال: حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثني
المدنيون وخبروني أن أشعب المديني كان خال الأصمعي.
41

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا محمد بن عمر الحافظ القاضي قال
حدثني محمد بن سهل بن الحسن حدثني مضارب بن نديل حدثنا سليمان بن عبد
الرحمن حدثنا عثمان بن فائد عن أشعب الطامع عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة.
قال محمد بن عمر القاضي: أشعب الطمع اسمه شعيب، ويكنى أبا العلاء
وكانت بنت عثمان ربته وكفلته، وكفلت ابن أبي الزناد معه، وكان يقول: حدثني
سالم بن عبد الله، وكان يبغضني في الله، فيقال: دع هذا عنك فيقول: ليس للحق مترك أخبرني بجميع هذا أبو محمد الجريري عن أحمد بن الحارث، كذا قال لنا المقرئ،
والصواب أبو أحمد الجريري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي
حدثني ابن ياسين حدثنا سوار حدثنا معدى بن سليمان قال حدثني أشعب - يعنى
الطامع - قال: دخلت على القاسم بن محمد في حائط له، قال، وكان يبغضني في
الله وأحبه فيه، فقال: ما أدخلك على؟ أخرج عنى. قلت: أسألك بوجه الله لما
جددت لي عذقا. قال: يا غلام جد له عذقا فإنه سأل بمسألة.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي حدثنا
محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي حدثنا سندولا حدثنا أبي عباد بن موسى حدثنا
غياث بن إبراهيم حدثني أشعب بن أم حميدة الذي يقال له الطامع قال غياث: وإنما
حملنا هذا الحديث عن أشعب أنه كان عليه، قال أتيت سالم بن عبد الله أسأله
فأشرف على من خوخة له فقال لي: ويلك يا أشعب لا تسل! فإن أبي حدثني عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليجيئن أقوام يوم القيامة ليس في وجوههم مزعة [لحم] ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان حدثنا أبو بكر الشافعي قال حدثنا محمد بن
الحسين بن سماعة قال حدثني عبد الله بن سوادة أخبرنا أحمد بن شجاع الخزاعي
قال: حدثني أبو العباس نسيم الكاتب - قديم - قال قيل لأشعب: طلبت العلم،
وجالست الناس، ثم تركت وأفضيت إلى المسألة! فلو جلست لنا وجلسنا إليك
42

فسمعنا منك؟ فقال لهم: نعم فوعدهم، فجلس لهم فقالوا له: حدثنا فقال: سمعت
عكرمة يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خلتان لا
تجتمعان في مؤمن " ثم سكت، فقالوا: ما الخلتان؟ فقال: نسى عكرمة واحدة،
ونسيت أنا الأخرى.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا ابن مخلد
حدثنا محمد بن أبي يعقوب قال حدثني روح بن محمد السكوني - بحمص -
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن راشد الرحبي قال: قيل لأشعب: قد أدركت الناس
فما معك من العلم؟ قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لله على عبده نعمتان " ثم سكت أشعب فقيل له: وما النعمتان؟ قال: نسى
عكرمة واحدة، ونسيت أنا الأخرى.
أخبرني أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن أبي شيخ الأصبهاني - بها - حدثنا
جدي عبد الله بن محمد بن جعفر قال حدثني أبو الحسن البغدادي قال سمعت عبد
الله بن هلال البزاز يحكى عن سلمة قال حدثني بعض الثقات قال: أكل أشعب مع
سالم بن أبي الجعد تمرا، فجعل يأكل زوجا زوجا، فقال سالم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى
عن القران في التمر، فقال: أسكت; والله لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم رداءة هذا التمر لرخص
فيه حفنة حفنة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن أبي
الأزهر. قال: قال لنا الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها؟ فقال: أبغوني
امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المرثدي حدثنا أبو إسحاق الطلحي قال حدثني
أحمد بن إبراهيم قال: دعا انسان أشعب، فقال أشعب: لا والله ما أجيئك، أنا أعرف
الناس بك وكثرة جموعك، قال له: على أن لا أدعو أحدا سواك، فأجابه. قال فبينا
هم كذلك إذ طلع عليهم صبي وهو في غرفة، فصاح أشعب: أي أبا فلان: تعال
هاهنا، من هذا الصبي؟ شرطت عليك أن لا يدخل علينا أحد. قال: جعلت فداك يا
أبا العلاء، هذا ابني وفيه عشر خصال، ما هن في صبي، قال: وما هن فديتك؟ قال:
لم يأكل مع ضيف قط، قال: حسبي، التسع لك.
43

أخبرنا ابن زريق أخبرنا المظفر بن يحيى قال حدثنا المرثدي عن الطلحي قال
أخبرني أحمد قال: وجد أشعب دينارا، فكره أن يأكله حراما، وكره أن يعرفه فيأتي
له طالب، فاشترى به قطيفة وانبعث يعرفها.
أخبرني محمد بن علي بن عبد الله أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حدثنا على بن
محمد بن سعيد الموصلي حدثنا الحسن بن عليل العنزي حدثنا مسعود بن بشر المازني
قال حدثني الواقدي. قال: كنت مع أشعب في يوم عيد نريد المصلى، فوجد دينارا
فقال: يا ابن واقد، قلت: ما تشاء يا أبا العلاء؟ قال: وجدت دينارا فما ترى أن أصنع
به؟ قلت: عرفه. قال أم العلاء إذن طالق. قال قلت: فما تصنع به؟ قال: أشتري به
قطيفة ثم أعرفها، وكان أشعب خال الواقدي.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازني
حدثنا أبو الحسن بن سلم حدثنا الزبير بن بكار قال: قال الواقدي: لقيت أشعب يوما
فقال لي: يا ابن واقد، وجدت دينارا فكيف أصنع به؟ قال: تعرفه، قال: سبحان الله
ما أنت في علمك إلا في غرور، قلت: فما الرأي يا أبا العلاء؟ قال: أشتري به قميصا
وأعرفه بقباء، قلت إذا لا يعرفه أحد، قال: فذاك أريد!.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا محمد بن عمر الحافظ حدثني أحمد
ابن جعفر بن علي بن الهيثم حدثنا أبي قال: قال الهيثم بن عدي: كان أشعب مولى
فاطمة بنت الحسين، وأسلمته في البزازين، فقيل له: أين بلغت من معرفة البز! فقال
أحسن النشر ولا أحسن أطوى. وأرجو أن أتعلم الطي. وهو الذي قال لرجل من
الناس، حين سخن دجاجة. ثم بردت فسخنت، ثم بردت فسخنت: دجاج هذا
الرجل كآل فرعون; يعرضون على النار غدوا وعشيا. فضربته فاطمة بنت الحسين
مائة سوط لهذا الكلام، ووهبت له مائة دينار.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى المكي حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد حدثنا الأصمعي قال
حدثني جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عن أشعب أنه قال يوما
لابنه: إني قد كبرت، فاطلب لنفسك المعاش. قال: يا أبت إني مثل الموزة لا تحمل
حتى تموت أمها!!.
44

أخبرنا علي بن أبي على البصري أخبرنا على بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق
حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا أبو داود السنجي حدثنا الأصمعي
عن أشعب الطامع قال: دخلت على سالم بن عبد الله، فقال لي: يا أشعب حمل إلينا
جفنة من هريسة وأنا صائم، فاقعد فكل. قال: فحملت على نفسي، فقال: لا تحمل
على نفسك. ما تبقى تحمله معك. قال: فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتي:
يا مشئوم، بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك، ولو ذهبت إليه لحباك. قال: فما
قلت له؟ قالت: قلت له أنك مريض، قال أحسنت، فأخذت قارورة دهن وشيئا من
صفرة، فدخلت الحمام ثم تمرخت به، ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة وأخذت
قصبة واتكأت عليها. فأتيته وهو في بيت مظلم، فقال لي: أشعب؟ فقلت: نعم،
جعلني الله فداك. ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين. قال: وسالم في البيت وأنا
لا أعلم! فقال لي سالم: ويحك يا أشعب. قال فقلت لسالم: نعم جعلني الله فداك منذ
شهرين ما رفعت ظهري من الأرض، قال فقال سالم: ويحك يا أشعب. قال فقلت:
نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت. قال: فغضب سالم وخرج. قال
فقال لي عبد الله بن عمرو: ويلك يا أشعب، ما غضب خالي إلا من شئ؟ قال
فقلت: نعم جعلت فداك، غضب من أنى أكلت اليوم عنده جفنة من هريسة، قال
فضحك عبد الله وجلساؤه، وأعطاني ووهب لي، قال: فخرجت فإذا سالم بالباب،
فلما رآني قال: ويحك يا أشعب، ألم تأكل عندي؟ قال: بلى جعلت فداك، قال
فقال سالم: والله لقد شككتني!!.
أخبرنا علي بن أبي على أخبرنا على بن محمد بن لؤلؤ حدثنا عبد الله بن سليمان
حدثنا أبو داود السنجي حدثنا الأصمعي. قال: مر أشعب فجعل الصبيان يلعبون
حتى آذوه، قال فقال لهم: ويحكم، سالم بن عبد الله يقسم تمرا، فصدقه الصبيان، قال
فمر الصبيان يعدون إلى دار سالم، قال: فعدا أشعب معهم وقال: ما يدريني والله لعله
حق!.
أخبرني الجوهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو عبد الله بن مخلد حدثنا
محمد بن أبي يعقوب حدثنا الفضل بن صعصعة، حدثنا عمرو بن الضحاك عن أبيه
قال: مر أشعب بقوم يعملون قفة فقال لهم: أوسعوها. قالوا: ولم يا أشعب؟! قال:
لعل يهدى إلى إنسان فيها شيئا.
45

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد بن عبد
الرحمن الشيرازي أخبرنا أبو العباس أحمد أبن سعيد الفقيه المعداني حدثنا عبد الله بن
محمود حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا سعيد بن عنبسة حدثنا الهيثم بن عدي. قال: مر
أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال: اجعله واسعا لعلهم يهدون لنا فيه.
أخبرني هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا
محمد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن راشد. قال: قال أبو عاصم النبيل قيل لأشعب: ما
بلغ من طمعك؟ قال: لم تزف عروس بالمدينة إلى زوجها إلا قلت يجيئون بها إلى
قبلا أخبرنا علي بن أبي على أخبرنا على بن محمد بن لؤلؤ حدثنا عبد الله بن سليمان
حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأعشى حدثنا أبو عاصم. قال: أخذ بيدي ابن جريح
وأوقفني على أشعب الطامع فقال له: حدثه ما بلغ من طمعك؟ قال: بلغ من طمعي
أنه ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلى.
أخبرنا الجوهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو عبد الله بن مخلد حدثنا أحمد
ابن يعقوب - هو الدينوري - حدثنا عبد الله بن أبي حرب - بسلمية - حدثنا
عمرو بن الضحاك بن مخلد عن أبيه قال: كنت يوما أريد منزلي، فالتفت فإذا أشعب
ورائي. فقلت له: مالك يا أشعب؟ فقال: يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت
فتبعتك قلت لعلها تسقط فآخذها إلى؟! قال: فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه، وقلت
له: انصرف.
وقال محمد بن أبي يعقوب حدثني محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبيه.
قال: قال أشعب الطماع: ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنين تتساران إلا ظننت
أن الميت قد أوصى لي بشئ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي
حدثنا محمد بن الحسين بن سماعه حدثني محمد بن أحمد الحسنى - من ولد
الحسن بن علي - عن بعض من سمعه منه قال: قال أشعب: جاءتني جاريتي بدينار،
فأودعتنيه فجعلته تحت المصلى بين يدي، ثم جاءتني بعد أيام فقالت هات الدينار،
فقلت ارفعي المصلى فإن كان ولد فخذي ولده ودعيه، وقد كنت جعلت معه
درهما، فرفعت المصلى وأخذت الدرهم، فقلت لها إن تركتيه ولد لك كل جمعة
46

درهما، فتركته وعادت الجمعة الثانية، وقد كنت أخذته فلم تره، فبكت وصاحت
فقلت: ما يبكيك؟ فقالت: الدينار سرقته؟ فقلت لها: مات دينارك في النفاس، فبكت
فقلت لها: تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس!. قيل إن أشعب توفى
سنة أربع وخمسين ومائة.
3500 - أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير، مولى بني رقاش:
من أهل البصرة. شاعر مطبوع، مقدم في العلم بالشعر والحفظ له، قدم بغداد،
فاتصل بالبرامكة، وانقطع إليهم وحمل لهم كتاب كليلة ودمنة، فحسن موقعه منهم.
ويقال إنه قلب الكتاب في ثلاثة أشهر إلى الشعر، وهو أربعة عشر ألف بيت. وذكر
حمدان ابنه أنه كان يصلى ولوح موضوع بين يديه، فإذا صلى أخذ اللوح فملأه من
الشعر الذي صنعه، ثم يعود إلى صلاته، وعمل أيضا قصيدة ذات الحلل ذكر فيها
مبتدأ الخلق، وأمر الدنيا، وأشياء من المنطق، وغير ذلك، وهي قصيدة مشهورة. وله
مدائح في هارون الرشيد، وفى الفضل بن يحيى بن خالد، وقيل إنه كان جميل
الطريقة حسن التدين متألها.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال أخبرني محمد
ابن العباس حدثنا محمد بن موسى البربري حدثنا حماد بن إسحاق قال: ألزم يحيى
ابن خالد البرمكي أبان بن عبد الحميد دارا لا يخرج منها حتى ينقل كتاب كليلة
ودمنة من الكلام إلى الشعر فنقله، فوهب له عشرة آلاف دينار. قال: ويقال إن كل
كلام نقل إلى شعر فالكلام أفصح منه إلا كتاب كليلة ودمنة.
قال المرزباني وأخبرني محمد بن يحيى حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثني محمد
ابن صالح الهاشمي حدثني ابن لأبان بن عبد الحميد اللاحقي. قال: أحب يحيى بن
خالد أن يحفظ كتاب " كليلة ودمنة " فاشتد عليه ذلك، فقال له أبان بن عبد الحميد:
أنا أعمله شعرا ليخف على الوزير حفظه، فنقله إلى قصيدة عملها مزدوجة. عدد
أبياتها أربعة عشر ألف بيت في ثلاثة أشهر، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف
دينار. وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار. وقال له جعفر بن يحيى: ألا ترضى أن
أكون راويتك لها؟ ولم يعطه شيئا. قال: فتصدق بثلث المال الذي أخذه. وكان أبان
47

حسن السريرة، حافظا للقرآن عالما بالفقه. وقال عند وفاته: أنا أرجو الله وأسأله
رحمته، ما مضت على ليلة قط لم أصل فيها تطوعا كثيرا.
قلت: وأول قصيدته هذه:
- هذا كتاب أدب ومحنه * وهو الذي يدعى كليله ودمنه -
3501 - أشجع بن عمر، أبو الوليد، وقيل: أبو عمرو السلمي الشاعر:
من أهل الرقة، قدم البصرة فتأدب بها، ثم ورد بغداد فنزلها، واتصل بالبرامكة،
وغلب من بينهم على جعفر بن يحيى فحباه واصطفاه وآثره وأدناه، وكان أشجع
حلوا ظريفا سائر الشعر، وله كلام جزل، ومدح رصين. فمدح جعفر بقصائد كثيرة،
ووصله بهارون الرشيد فمدحه، وهو بالرقة، تمكنت بها حاله عند الرشيد،
وأولها:
- قصر عليه تحية وسلام * نشرت عليه جمالها الأيام -
ويقال: إنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه هارون مائة ألف درهم.
3502 - أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة، أبو محمد
القرشي، مولى السائب بن يزيد:
من أهل الكوفة. سمع أبا إسحاق الشيباني، وسليمان الأعمش وعطاء بن
السائب، وليث بن أبي سليم، ومطرف بن طريف، ومسعر بن كدام، وسفيان
الثوري. روى عنه قتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وسعيد بن يحيى الأموي،
ومحمد بن الوليد الفحام، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، والحسن بن
محمد الزعفراني، وعبد الله بن أيوب المخرمي، وغيرهم، وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا هلال بن محمد - أبو جعفر الحفار - أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش
القطان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى القطان حدثنا أسباط حدثنا الشيباني عن
زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك. قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم فجعل الرجل
48

يجئ فيقول: يا رسول الله حلقت قبل أن أذبح، وذبحت قبل أن أحلق - قدموا شيئا
دون شئ - فلما أكثروا قال: " يا أيها الناس [إن] الله قد رفع الحرج إلا من
اقترض من مسلم شيئا ظلما فذلك الذي حرج ".
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر
ابن محمد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي قال.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى
البابسيري - بواسط - حدثنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي. قال:
قال أبي قال أبو زكريا يحيى بن معين: وقد رأيت أسباط بن محمد ببغداد في دار
القطن.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد
ابن سعيد السوسي حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: أسباط
ابن محمد أبوه يروى عن سليمان التيمي يقول: أبو عمر عن عكرمة وهو أبو عمرو
القاص واسمه محمد، وهو أبو أسباط الذي حدث في دار القطن.
وقال يحيى في موضع آخر: وأسباط بن محمد قد كتبت عنه نزل دار القطن
ببغداد.
وقال عباس: سمعت يحيى يقول: أسباط ليس به بأس وكان يخطئ عن سفيان.
أخبرني السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: أسباط بن محمد ثقة والكوفيون
يضعفونه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: فأسباط بن محمد كيف حديثه؟ قال: ليس به بأس.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي. قال: أسباط بن محمد، كوفي ثقة صدوق، وكان
49

من قريش، يكنى أبا محمد، توفي بالكوفة في المحرم سنة مائتين في خلافة المأمون.
قال يحيى بن معين: أسباط بن محمد ثقة، حدثني بذلك عبد الله بن شعيب
عنه.
أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسين بن محمد الفراء حدثنا الحسين بن علي الحلبي
حدثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا
حدثنا محمد بن سعد. قال: أسباط بن محمد القرشي يكنى أبا محمد، مات في
أول سنة مائتين.
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن
مروان الكوفي حدثنا محمد بن عقبة الشيباني أخبرنا هارون بن حاتم التميمي قال:
سألت أسباط بن محمد قلت: يا أبا محمد متى ولدت؟ قال: سنة خمس ومائة.
ومات أسباط بن محمد في سنة تسع وتسعين ومائة في أيام أبي السرايا.
3503 - أسيد بن زيد بن نجيح، أبو محمد الجمال الكوفي، مولى صالح بن
علي، الهاشمي:
حدث عن الحسن بن صالح، وأبى إسرائيل الملائي، ومحمد بن طلحة بن
مصرف، وزهير بن معاوية، وعمرو بن شمر، وجعفر بن زياد الأحمر، وشريك بن
عبد الله، وليث بن سعد، وهشيم بن بشير. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري،
ومحمد بن شعبة بن جوان، وعباد بن الوليد الغبرى، وإبراهيم بن راشد الأدمى،
وعلي بن سهل النسائي، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وأحمد بن علي الخزاز
المقرئ. وقدم أسيد بغداد وحدث بها وكان غير مرضى في الرواية.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي حدثنا
أحمد بن علي - يعنى الخزاز - حدثنا أسيد بن زيد الجمال حدثنا عمرو بن شمر عن
جابر عن عامر عن مسروق عن عائشة. قالت: دخل على الحسن والحسين فوهبت
لهما دينارا، وشققت مرطى بينهما فرديت كل واحد منهما بشقة، فخرجا مسرورين
فرحين يضحكان، فلقيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كفة كفة فقال " قرة الأعين، قرة الأعين،
50

من كساكما بردين، ووهب لكما دينارا فجزاه الله خيرا؟ " قالا: أمنا عائشة. قال:
" صدقتما والله يا بنى، هي والله أمكما وأم كل مؤمن " قالت عائشة: فوالله لما صنعت
وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى من الدنيا وما فيها.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن أسيد بن
زيد الجمال فقال: كذاب، قد أتيته ببغداد في الحذائين فسمعته يحدث بأحاديث
كذب.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن
سعيد السوسي حدثنا عباس.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا الحسن بن محمد - يعنى أبا
سعيد الإصطخري - قال قرأ على العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول: أسيد - يعنى ابن زيد الجمال - كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ، ونزل في دار
الحذائين، فأردت أن أقول له يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: أسيد الجمال متروك الحديث.
أخبرنا الأزهري أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أسيد بن زيد الجمال ضعيف
الحديث.
3504 - أزداذ بن جميل بن موسى بن السبال بن طيشة:
حدثنا عن إسرائيل بن يونس، ومالك بن أنس، وأبى جعفر الرازي. روى عنه على
ابن الحسين بن حبان وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي، وعبد
الله بن إسحاق المدائني.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمى
حدثنا عبد الله بن إسحاق المديني حدثنا أزداذ بن السبال أخبرنا إسرائيل عن أبي
إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للمسلم على المسلم ست
51

خصال: يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس ويجيبه إذا دعاه، ويعوده إذا مرض،
ويشهد جنازته إذا توفى، ويحب له ما يحب لنفسه ".
3505 - أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن
مالك، أبو حمزة الأنصاري:
حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبى زيد الهروي وإسماعيل بن موسى
الفزاري. روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو
العباس الأصم النيسابوري.
أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن
إسماعيل بخطه: حدثنا أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن
مالك أبو حمزة الأنصاري حدثنا الأنصاري حدثني عزرة بن ثابت عن أبي الزبير عن
جابر. أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر منه. فأبى النبي صلى الله عليه وسلم فباعه ودفع إليه ثمنه وقال:
" إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه ".
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبو حمزة الأنصاري حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع
الهروي حدثنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقطع
الصلاة: الحمار، والمرأة، والكلب ".
ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه: أن أبا حمزة الأنصاري مات في جمادى
الأولى من سنة ثمان وستين ومائتين.
3506 - أنيس بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبان، أبو عمر المقرئ
النخاس:
سمع أبا نصر التمار، وأبا معمر الهذلي، وسلم بن قادم، وعبد الرحمن بن يونس
52

المستملي ومحمد بن صالح بن النطاح، والحسن بن أبي الحسن المؤذن. روى عنه
القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمر بن
السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر
الشافعي، وكان ثقة.
ذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا أنيس بن عبد
الله حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا أبو بكر بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عراك
ابن مالك عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس في تهمة.
قال أنيس: وحدثناه أبو معمر مرة أخرى، قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن يحيى
ابن سعيد عن عراك بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس في تهمة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أنيسا النخاس مات في سنة
سبع وثمانين ومائتين.
وقرأت بخط محمد بن مخلد: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو عمر أنيس
ابن عبد الله المقرئ في شهر ربيع الأول.
3507 - أحيد بن سليمان بن المبارك، أبو سعيد البلخي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن يزيد بن زياد أبي تراب الزاهد. روى عنه عبد
الصمد بن علي الطستي نسخة لأبي تراب. حدثنا بها أبو الحسين بن بشران عن
الطستي إلا أن بشران حصل في كتابه أحمد بن سليمان بالميم، وكذلك ذكره الطستي
في " معجم شيوخه ". في تضاعيف من اسمه أحمد، وروى الدارقطني عن الطستي
بعض النسخة فقال: أحيد - بالياء، وكذلك روى دران محمد بن جعفر نزيل مصر
عن محمد بن محمد بن سلم البغدادي قال حدثنا أبو سعيد أحيد بن سليمان البلخي
- قدم حاجا - قال حدثنا يزيد بن زياد أبو تراب الزاهد.
3508 - الأحوص بن المفضل بن غسان، أبو أمية الغلابي:
وهو: الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن
53

غلاب، وغلاب امرأة، وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن غفر بن
حبيب بن وائلة بن همان، نسبه أحمد بن كامل القاضي.
حدث أبو أمية عن أبيه بكتاب التاريخ، وروى أيضا عن محمد بن عبد الملك بن
أبي الشوارب، وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن عبدة الضبي، وكان ببغداد
يتجر في البز، فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في بعض الأوقات وقال له: إن وليت
الوزارة فإيش تحب أن أصنع بك؟ فقال أبو أمية: تقلدني شيئا من أعمال السلطان،
قال: ويحك لا يجئ منك عامل، ولا أمير، ولا قائد، ولا كاتب، ولا صاحب شرطة،
فأي شئ أقلدك؟ قال: لا أدري. قال له ابن الفرات: أقلدك القضاء: قال: قد
رضيت. ثم خرج ابن الفرات وولى الوزارة وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه، وولاه
قضاء البصرة، وواسط، والأهواز، فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة، وكان قليل
العلم، إلا أن عفته وتصونه غطيا نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج
أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات، وكان بين أبي أمية وبين ابن
كنداج وحشة، فأودعه السجن فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه. ولا نعلم أن قاضيا
مات في السجن سواه!.
أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي - فيما أذن أن نرويه عنه - قال: قال
لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل: دخلت يوما على أبي أمية القاضي فقال لي: ما
معنى هذا الحديث؟ فقلت: أي حديث؟ قال قول أبي موسى كنا إذا علونا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم قددا كبرنا. فقلت له: لعلك تريد حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان
النهدي عن أبي موسى الأشعري. قال: كنا إذا علونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفدا كبرنا؟
وكان عنده القاضي الجبيري من ولد جبير بن حية، فقال له: هذا في كتاب الله تعالى،
قال الله: * (كنا طرائق قددا) * [الجن 11] فقلت له: اسكت فسكت. قال: ودخلت
عليه يوما فقال لي: ما معنى هذا الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحائض أن تأخذ قرصة
فتتبع بها أثر الدم؟ فقلت: ليس هو قرصة إنما هو: فرصة والفرصة الخرقة أو القطعة
من القطن الممسكة. وأصحاب الحديث يقولون فرصة، والصواب قرصة. فترك قولي
وأملى فرصة أو قرصة.
54

حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن
خالد بن غلاب فقال: ليس به بأس، كان قاضي البصرة.
أخبرنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قنع: أن أبا أمية الأحوص بن
المفضل مات في سنة ثلاثمائة بالبصرة، ذكر أبو الحسين بن المنادي: أن وفاته كانت
ببغداد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا اسمع. قال: أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي توفى، بمدينتنا، وحمل إلى البصرة
وذلك في ربيع الأول سنة ثلاثمائة. وقول ابن قانع عندي أصح، والله أعلم.
3509 - أسامة بن محمد بن مسعود بن مهران - أبو بكر الدقاق:
كان يسكن دار البطيخ التي بالكرخ، وحدث عن حفص بن عمرو الربالي. روى
عنه القاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس وابن الثلاج.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أسامة بن
محمد بن مسعود بن مهران الدقاق حدثنا حفص - يعنى ابن عمرو - حدثنا عبد
الوهاب حدثنا عبد الله بن عمر عن حبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة. قال:
لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن شدة الحر من فيح جهنم، فأبردوا بالصلاة في
شدة الحر ".
3510 - أزهر بن أحمد بن محمد، أبو غانم الخرقي:
حدث عن أبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن عبيد السمرقندي. روى عنه
الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي المقرئ، وأبو
الحسن بن دوما النعالي، وكان ثقة ينزل في الجانب الشرقي في سوق العطش.
أخبرنا على بن الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أبو غانم أزهر بن محمد الخرقي
حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي أخبرنا أبو عاصم أخبرني عبد الحميد بن جعفر
أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من
55

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فيهم أبو قتادة - فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر رفع يديه حذو منكبيه.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفى أبو غانم أزهر بن أحمد بن محمد الخرقي
في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
انقضى حرف الألف
56

باب الباء
57

ذكر من اسمه بشر
3511 - بشر بن شبر:
أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. نزل المدائن.
أخبرني الأزهري أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل أخبرنا الحسين بن القاسم
الكوكبي حدثنا أحمد بن وهب قال حدثني عبد الرحمن بن صالح عن الوليد بن
صالح عن حسين بن الرماس الهمداني. قال: أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من
أصحاب عمر بن الخطاب، منهم عبد الرحمن بن مسعود، وزيد بن صوحان وعلقمة
ابن شبر، وبشر بن شبر، يتواعدون على الطعام، يوما عند ذا، ويوما عند ذا،
ويضعون النبيذ، فإذا رفع الطعام; رفع النبيذ.
3512 - بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي
العاص الأموي:
شامي، قدم بغداد، وحدث بها عن: عمه عبد العزيز بن عمر. روى عنه محمد
ابن معاوية بن مالج الأنماطي، وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي.
أخبرني علي بن أبي على البصري والحسن بن علي الجوهري. قالا: حدثنا عبد
العزيز بن جعفر الخرقي حدثنا قاسم بن زكريا المطرز حدثنا محمد بن معاوية
الأنماطي حدثنا بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عن عبد العزيز بن عمر بن
عبد العزيز عن عبد الله بن موهب عن تميم الداري. قال: جاء تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: يا رسول الله، الرجل من أهل الشرك يسلم على يدي الرجل من المسلمين، ما
السنة في ذلك؟ قال: " هو أولى الناس بمحياه ومماته ".
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان
58

هاهنا ببغداد بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، قد سمعت منه، ليس به بأس.
3513 - بشر بن سالم بن المسيب، البجلي الكوفي:
قدم بغداد وحدث عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري.
روى عنه ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي حدثنا صالح بن عمران
- أبو شعيب - حدثنا الحسن بن بشر حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس عن جرير. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك في فرسان أحمس ورجالها ".
قال جرير: فدعا لي، ولم أكن أثبت على الخيل فثبت، وقال: " اللهم اجعله هاديا
مهديا ".
حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي
أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرني محمد بن علي حدثنا الأثرم. قال: قال أبو عبد الله
- يعنى أحمد بن حنبل - بشر بن سالم قد رايته كان يجئ إلى أبي النضر، قال أبو
عبد الله: ولم أسمع منه.
3514 - بشر بن محمد بن أبان بن مسلم، أبو أحمد السكري البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عثمان الرحبي، وعبد الملك بن وهب
المذحجي، وشعبة بن الحجاج، والدجين بن ثابت، وحماد بن سلمة، وزياد بن أبي
مسلم الصفار، وبحر السقاء، وورقاء بن عمر، وعثمان [بن مقسم] البري،
وهشيم بن بشير. روى عنه أحمد بن المؤمل الصيرفي، والحسن بن داود بن مهران
المؤدب، وأحمد بن إسحاق الوزان، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه أبي وسألته عنه فقال: هو شيخ.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي.
أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا بشر بن
59

محمد بن أبان قال حدثنا الدجين - يعنى ابن ثابت - قال: كنا نقول لأسلم: حدثنا،
فيقول كنا نقول لعمر حدثنا، فيقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا
فيتبوأ مقعده من النار ".
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ.
قال: أبو أحمد بشر بن محمد بن أبان بن مسلم البصري السكري سكن بغداد.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو الفتح
محمد بن الحسين الأزدي. قال: بشر بن محمد السكري أبو أحمد ليس يرضى،
منكر الحديث.
وفيما أجاز لي أبو سعد الماليني أن عبد الله بن عدي الحافظ أخبرهم، قال: بشر بن
محمد بن أبان بن مسلم السكري أرجو أنه لا بأس به.
3515 - بشر بن آدم، أبو عبد الله الضرير:
سمع حماد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد العزيز بن المختار، وعبثر بن القاسم،
وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وصالح بن موسى الطلحي، وحبان بن علي،
وعلي بن مسهر، وشريك بن عبد الله. روى عنه إسحاق بن راهويه، والعباس بن أبي
طالب، وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وحامد بن سهل
الثغري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه. فقال: هو صدوق.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
عباس بن محمد بن حاتم حدثنا بشر بن آدم حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن
فاطمة عن أم سلمة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق
الأمعاء، وكان في الحولين.
60

أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب
حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: بشر بن آدم سمع سماعا كثيرا،
ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه، والكتاب عنه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عمر بن غالب أخبرنا موسى بن
هارون أخبرني أبي: أن مولد بشر بن آدم سنة خمسين ومائة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن آدم الضرير مات في
سنة ثمان عشرة ومائتين.
زاد غير الصفار عن ابن قانع: في شهر ربيع الأول.
قلت: وفى البصريين شيخ يقال له: بشر بن آدم، إلا أنه دون هذا في الطبقة، وهو
ابن بنت أزهر بن سعد السمان، يروى عن جده أزهر، وعن محمد بن عون الزيادي.
حدث عنه أبو حاد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد،
وغيرهما.
3516 - بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المريسي، مولى زيد
ابن الخطاب.
كان يسكن الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وهو بين نهر الدجاج
ونهر البزازين، وبشر من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، إلا أنه
اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن; وحكى عنه أقوال شنيعة، ومذاهب
مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها، وقد أسند من
الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة وأبي يوسف القاضي،
وعيرهم. فمن ذلك:
ما حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصرى قال حدثنا
محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي - بها - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
61

حدثني الحسن بن علي بن بزيع حدثنا محمد بن عمر الجرجاني حدثنا بشر بن غياث
عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عطاء عن ابن البيلماني عن أبيه عن علي بن أبي
طالب. قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " اركب ناقتي ثم امض إلى اليمين، فإذا وردت عقبة
أفيق ورقيت عليها رأيت القوم مقبلين يريدونك. فقل: يا حجر، يا مدر، يا شجر،
رسول الله يقرأ عليكم السلام ". قال [علي: ففعلت فلما رقيت العقبة قلت: يا حجر
يا مدر يا شجر رسول الله يقرأ عليكم السلام قال] وارتج الأفق فقالوا: على
رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وعليك السلام. فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إلى مسلمين.
وأخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي حدثنا
أبو صفوان الثقفي حدثنا حبيب بن محمد الجوهري - أبو الحسن الوكيل - حدثنا
محمد بن عبد الوهاب حدثنا أبو عبد الرحمن بشر بن غياث عن البراء بن عبد الله
الغنوي عن الحسن. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس سواء كأسنان المشط، وإنما
يتفاضلون بالعافية والمرء كثير بأخيه، ولا خير لك في صحبة من لا يرى لك من الحق
مثل الذي ترى له ".
أخبرني أبو القاسم الأزهري والقاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي. قالا:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن إسحاق الناقد
- أبو الحسين - حدثنا عمارة بن معاوية. أخبرني عبد الله بن إسماعيل بن عياش.
قال: كتب بشر المريسي إلى رجل يستقرض منه شيئا. فكتب إليه الرجل: الدخل
يسير، والدين ثقيل، والمال مكذوب عليه. فكتب إليه بشر: إن كنت كاذبا فجعلك
الله صادقا. وإن كنت معتذرا بباطل فجعلك الله معتذرا بحق.
أخبرني الأزهري حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ حدثنا محمد بن
يحيى النديم حدثنا القاسم بن إسماعيل. قال: قال لي الجاحظ: قال بشر المريسي
- وقد سئل عن رجل - فقال: هو على أحسن حال وأهنأها. فضحك الناس من
لحنه، فقال قاسم التمار: ما هو إلا صوابا مثل قول ابن هرمة:
- إن سليمى والله يكلأها * ضنت بشئ ما كان يرزأها -
قال: فشغل الناس بتفسير القاسم عن لحن بشر المريسي.
62

أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثني محمد بن العباس الخزاز حدثنا جعفر بن محمد
الصندلي قال: قال إسحاق بن إبراهيم عن عمر بن منيع: كان بشر المريسي يقول:
صنوف من الزنادقة، سماهم - صنف كذا وكذا - يقولون ليس بشئ.
أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن عمر البصري المالكي أخبرنا أحمد بن محمد
ابن عمر الخفاف - بنيسابور - حدثنا أبو العباس السراج قال سمعت عبد الله بن
أحمد بن حنبل يقول حدثني زياد بن أيوب قال السراج: وأظن أنى سمعت من زياد
قال سمعت عباد بن العوام يقول: كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر
كلامهم أنه ينتهى إلى أن يقولوا ليس في السماء شئ!.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا يحيى بن أبي
طالب أخبرني عمر بن عثمان بن أخي على بن عاصم أخبرني يحيى بن علي بن
عاصم أخبرني عمر بن عثمان. قال: كنت عند أبي فاستأذن عليه بشر المريسي.
فقلت: يا أبت يدخل عليك مثل هذا؟ فقال يا بنى وماله؟ قال قلت: إنه يقول القرآن
مخلوق، وإن الله معه في الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكير باطل،
وإن الصراط باطل، وإن الساعة باطل، وإن الميزان باطل، مع كلام كثير. قال فقال:
أدخله على، فأدخلته عليه، قال فقال: يا بشر أدنه، ويلك يا بشر أدنه - مرتين أو
ثلاثا - فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر من تعبد، وأين ربك؟ قال
فقال: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: أخبرت عنك أنك تقول القرآن مخلوق وأن الله
معك في الأرض، مع كلام كثير. ولم أر شيئا أشد على أبي من قوله إن القرآن
مخلوق، وإن الله معه في الأرض. فقال له: يا أبا الحسن لم أجئ لهذا. إنما جئت في
كتاب خالد تقرؤه على. قال فقال له: لا ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه أين
ربك، ويلك؟ فقال له: أو تعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك. قال: أما إذ أبيت فإن
ربى نور في نور. قال فجعل يزحف إليه ويقول: ويحكم اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد
كلمت هذا الصنف بخراسان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - قراءة - أخبرنا أبو على بن الصواف قال
وجدت في كتاب أبي حدثنا أبو بكر الباغندي حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت
الشافعي يقول: دخلت بغداد فنزلت على بشر المريسي، فأنزلني في غرفة له، فقالت
لي أمه: لم جئت إلى هذا؟ قلت أسمع منه العلم. فقالت: هذا زنديق!.
63

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا ابن
خزيمة قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول أخبرني الشافعي قال: كلمتني أم
المريسي أن أكلم المريسي أن يكف عن الكلام، فلما كلمته دعاني إليه فقال: إن هذا
دين، قال فقلت إن أمك كلمتني أن أكلمك.
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري - إجازة - أخبرنا
على بن محمد بن عبد الملك القرشي - قراءة - حدثنا عياش بن الحسن البندار حدثنا
محمد بن الحسين الزعفراني أخبرني زكريا بن يحيى حدثنا محمد بن إسماعيل قال
سمعت الحسين بن علي الكرابيسي قال جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي فقالت:
يا أبا عبد الله أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا
الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شئ يواليه الناس عليه
ويحبونه؟ فقال لها الشافعي: أفعل. فشهدت الشافعي - وقد دخل عليه بشر - فقال
له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة. أم
وجوب عن السلف البحث فيه، والسؤال عنه. فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا
فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه، إلا أنه لا يسعنا
خلافه. فقال له الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه
والأخبار، يواليك الناس عليه وتترك هذا؟ قال: لنا نهمة فيه. فلما خرج بشر قال
الشافعي: لا يفلح. قال حسين: كلمت يوما بشرا المريسي شبيها بهذا السؤال. قال:
فرض مفترض. قلت: من كتاب. أو سنة، أو إجماع؟ قال: من كل. قال فكلمته حتى
قام وهو يضحك منه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وأحمد بن عمر بن أحمد الدلال. قالا: حدثنا
أحمد بن سلمان النجاد حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت البويطي
يقول سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران
ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرعة. فقال: يا أبا عبد الله هذا قمار. فأتيت أبا
البختري فقلت له: سمعت المريسي يقول: القرعة قمار. قال: يا أبا عبد الله شاهد
آخر وأقتله.
حدثني الأزهري أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني حدثني الزبير بن عبد
الواحد حدثني يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي - ببغداد - حدثنا داود بن علي
64

الأصبهاني حدثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي. يقول، قلت لبشر المريسي: ما تقول
في رجل قتل وله أولياء صغار وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب بن ملجم، ولعلي أولاد صغار؟
فقال: أخطأ الحسن بن علي. فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟! قال:
وهجرته من يومئذ.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد بن
عبد الرحمن الشيرازي أخبرنا أبو شجاع الفضل بن العباس الهروي حدثنا محمد بن
إسحاق الثقفي. قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: دخل الشافعي على أمير المؤمنين
وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين للشافعي: ألا تدرى من هذا؟ هذا بشر
المريسي! فقال له الشافعي: أدخلك الله في أسفل سافلين مع فرعون، وهامان،
وقارون. فقال المريسي: أدخلك الله أعلى عليين مع محمد وإبراهيم، وموسى. قال
محمد بن إسحاق: فذكرت هذه الحكاية لبعض أصحابنا فقال لي: ألا تدرى أي
شئ أراد المريسي بقوله؟ كان منه طنزا لأنه يقول ليس ثم جنة ولا نارا!.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
جعفر محمد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول سمعت
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين - وعنده
بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدري من هذا يا أبا غانم؟ قال: لا. قال هذا
بشر المريسي! فقال - حميد: يا أمير المؤمنين هذا سيد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب
القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، انظر هل يقدر أن يرفع الموت؟ ثم
نظر إلى بشر، فقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقا.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن
عيسى بن السكين قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ يقول: مررت في
الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون، فمر يهودي فانا سمعته يقول:
لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة! - يعنى أباه كان يهوديا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
على بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
65

ابن صالح العجلي حدثني أبي قال: رأيت بشر المريسي - عليه لعنة الله - مرة
واحدة. شيخا قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شئ باليهود.
وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع؟ ثم قال: لا يرحمه الله، ولقد كان
فاسقا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر
ابن النجم الميانجي حدثنا سعيد بن عمرو البردعي قال سمعت أبا زرعة - يعنى
الرازي - يقول بشر المريسي زنديق.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي بصور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن جميع حدثنا بن مخلد - إملاء - حدثني يوسف بن يعقوب حدثنا بشار بن
موسى قال سمعت أبا يوسف القاضي يقول لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو
الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل زنديق، أو رمى
بالزندقة. يا بشر إنك تتكلم في القرآن، إن أقررت لله علما خصمت، وإن جحدت
العلم كفرت.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران
الرقي - بالرقة - حدثنا سليم بن منصور بن عمار - في مجلس روح بن عبادة -
قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمار: أخبرني القرآن خالق أو مخلوق؟!
قال فكتب إليه: عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة والجماعة
فإنه إن يفعل فأعظم بها من نعمة، وإلا فهي الهلكة، وليست لأحد على الله بعد
المرسلين حجة. نحن نرى ان الكلام في القرآن بدعة، تشارك فيها السائل والمجيب،
وتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله
وما دون الله مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك وبالمختلفين معك، إلى أسمائه
التي سماه الله بها تكن من المهتدين، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من
الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشونه بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت الفضل بن إسحاق الدوري قال سمعت
المعيطي يقول: كنا عند يزيد بن هارون فذكروا المريسي فقال: ما يقول؟ قالوا: يقول
القرآن مخلوق. فقال: هذا كافر.
66

أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا محمد بن جعفر الأدمى القاري
حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي قال: كنا عند يزيد بن هارون وشاذ بن يحيى
يناظره في شئ من أمر المريسي، وهو يدعو عليه، فسمعنا يزيد وهو يقول: من قال
القرآن مخلوق فهو كافر.
أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال حدثني أبو بكر الختلي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال:
كنا عند يزيد بن هارون وشاذ يناظره في شئ من أمر المريسي وهو يدعو عليه،
فتفرقنا على أن يزيد قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا حامد بن يحيى عن يزيد بن
هارون. قال: المريسي حلال الدم يقتل.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي حدثنا أحمد بن الحسين الجرادي حدثنا محمد بن
يزيد. قال: قال يزيد بن هارون: حرضت أهل بغداد على قتل بشر المريسي غير مرة.
أخبرني الحسن بن علي التميمي حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا الحسن بن
أحمد بن صدفة حدثنا أحمد بن أبي خيثمة أخبرنا يحيى بن يوسف الزمي قال
سمعت شبابة بن سوار يقول: اجتمع رأيي، ورأى أبي النضر هاشم بن القاسم،
وجماعة من الفقهاء، على أن المريسي كافر جاحد، أرى أن يستتاب، فإن تاب وإلا
ضربت عنقه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق أخبرنا أحمد بن سلمان حدثنا عبد
الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول: كنا نحضر مجلس أبي يوسف، فكان بشر المريسي
يجئ فيحضر في آخر الناس فيشغب، فيقول: إيش تقول وإيش قلت يا أبا يوسف؟
فلا يزال يصيح ويضج، فكنت أسمع أبا يوسف يقول: إصعدوا به إلى. قال أبي:
وكنت في القرب منه، فجعل يناظر في مسألة فخفي بعض قوله، فقلت للذي كان
أقرب منى: إيش قال له؟ قال: قال له أبو يوسف: لا تنتهي حتى تصعد خشبة.
أخبرنا أبو سعد المظفر بن الحسن - سبط أبي بكر بن لآل الهمذاني - حدثنا
جدي قال سمعت القاسم بن بندار يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول: ركب
67

عفان بن مسلم يوما وأنا قابض على عنان البغلة، فاستقبلنا شيخ قصير، كبير الرأس،
كبير الأذنين، فقال: نح البغلة، نح البغلة، أما ترى الكافر؟ فقلت: من هذا يا أبا
عثمان؟ قال: هذا بشر بن غياث، بشر المريسي. قال إبراهيم: ويوم مات بشر، جعل
الصبيان يتعادون بين يدي الجنازة ويقولون: من يكتب إلى مالك؟ من يكتب إلى مالك.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق أخبرنا أبو بكر أحمد بن
سلمان النجاد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار حدثنا
عبيد بن خلف البزار قال حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح
المضروب - عند المسعودي القاضي - قال: سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني
أن بشر المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله على إن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلها
أحدا قط. واللفظ لحديث ابن أبي طاهر.
أخبرنا أبو القاسم على بن محمد بن عيسى بن موسى البزاز أخبرنا أبو الحسن
على بن أحمد بن محمد المصري حدثنا محمد بن الحسين الأنماطي حدثنا يحيى بن
يوسف الزمي. قال: رأيت ليلة جمعة - ونحن في طريق خراسان، في منازه أموه،
إبليس في المنام. قال: وإذا بدنه ملبس شعرا، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق،
وفى بدنه عيون مثل النار، قال قلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس. قال قلت له: وأين
تريد؟ قال: بشر بن يحيى رجل كان عندنا بمرو يرى رأى المريسي. قال ثم قال: ما
من مدينة إلا ولى فيها خليفة. قلت: من خليفتك بالعراق؟ قال: بشر المريسي، دعا
الناس إلى ما عجزت عنه. قال: القرآن مخلوق.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأنا على محمد بن إسحاق الصفار حدثكم إبراهيم
ابن حماد حدثنا العباس بن أبي طالب حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت في
المنام إبليس رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أسود مثل الليل، وله عينان في
صدره، فلما رأيته قلت: من أنت؟ قال: هو إبليس، فجعلت أقرأ آية الكرسي. قال
فقلت له: ما أقدمك هذه البلاد؟ قال: إلى بشر بن يحيى رجل من الجهمية، قال
قلت: من استخلفت بالعراق؟ قال: ما من مدينة ولا قرية إلا ولى فيها خليفة، قلت:
ومن خليفتك بالعراق؟ فقال بشر المريسي، دعا الناس إلى أمر عجزت عنه.
68

أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا الحسين بن علي
بن الحسين الأسدي حدثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة القصباني
حدثنا محمد بن يوسف العباسي. قال: حدثني محمد بن علي بن ظبيان القاضي.
قال: قال لي بشر بن غياث المريسي: القول في القرآن قول من خالفني غير مخلوق.
قال قلت فالقول قولهم ارجع عنه، قال أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة، ووضعت
فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج.
أخبرني الحسن بن علي التميمي حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن أبي
الثلج حدثنا عبد الله بن محمد بن مرزوق العتكي البصري حدثني أبو بكر بن خلاد
الباهلي. قال: كنت عند ابن عيينة إذ أقبل بشر المريسي، فتكلم بذاك الكلام الردئ،
فقال ابن عيينة: اقتلوه. قال ابن خلاد: فأنا فيمن ضربته بيدي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني حدثني أبو
الزنباع روح بن الفرج المصري حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال قيل لسفيان بن
عيينة: إن بشرا المريسي يقول: إن الله لا يرى يوم القيامة، فقال: قاتله الله دويبة، ألم
يسمع الله يقول: * (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) * [المطففين 15] فجعل
احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء، فأي فضل للأولياء
على الأعداء؟.
أخبرنا محمد أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن بشر بن الوليد. قال: كنت
جالسا عند أبي يوسف القاضي، فدخل عليه بشر المريسي، فقال له أبو يوسف:
حدثنا إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الرؤية ثم قال أبو
يوسف: إني والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك ينكرونه، وكأني بك قد شغلت
على الناس خشبة باب الجسر فاحذر.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال سمعت عمر بن أحمد الواعظ قال سمعت
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول قال عبد الله بن عمر الجعفي سمعت حسينا
الجعفي - حين حدث بحديث الرؤية يقول - على رغم أنف بشر المريسي.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
الكاتب حدثنا محمد بن محمد الواسطي قال حدثني ابن عبد الله الحمال حدثنا
محمد بن أبي كبشة قال سمعت هاتفا في البحر يقول: لا إله إلا الله، على ثمامة
69

وعلى المريسي لعنة الله. قال: وكان معنا في المركب رجل من أصحاب بشر المريسي
فخر ميتا.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي حدثنا أبو
محمد عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن أحمد بن سعيد الجرجاني حدثنا عمران بن
موسى حدثنا الحسن بن محمد بن الأزهر قال سمعت عثمان بن سعيد الرازي قال
حدثنا الثقة من أصحابنا. قال: لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من
أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي، فلما رجع من الجنازة المريسي أقبل عليه
أهل السنة والجماعة، قالوا: يا عدو الله تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟!
قال: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في
شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت: اللهم عبدك هذا
كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك
المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا
لم تعذبه أحد من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه
يوم القيامة. اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحد من خلقك
يوم القيامة. قال: فسكتوا عنه وضحكوا.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
الحسن بن عمرو الشيعي المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت هذا
الذي يقال له المريسي وأنا في السوق، فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر
وسجود، والحمد لله الذي أماته هكذا قولوا!.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا محمد بن علي بن سويد المؤدب حدثنا
عثمان بن إسماعيل بن بكري السكري قال: سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن
الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب، فرأيته في الليل وقد شاب! فقلت:
ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في
المقبرة!.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني على
ابن هارون أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قال: مات بشر المريسي
في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين. قال: ويقال سنة تسع عشرة ومائتين.
70

3517 - بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن
عبد الله، أبو نصر، المعروف بالحافي:
مروزي، سكن بغداد، وهو ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في
الورع والزهد، تفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة
المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول.
وسمع إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحماد بن زيد،
وشريك بن عبد الله، والمعافى بن عمران الموصلي، و عبد الله بن المبارك، وعلي بن
مسهر، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن داود الخريبي وأبا معاوية الضرير، وزيد بن
أبي الزرقاء.
وكان كثير الحديث، إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه
لأجل ذلك. وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل المذاكرة.
روى عنه نعيم بن الهيضم، وابنه محمد بن نعيم، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان،
ونصر بن منصور البزاز، ومحمد بن المثنى السمسار، وسرى السقطي، وإبراهيم بن
هاني النيسابوري، وعمر بن موسى الجلا، وغيرهم.
أخبرنا الحسين بن أبي الحسن الوراق حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال: سمعت
عبد الله بن سليمان. يقول: قلت لعلي بن خشرم لما أخبرني أن سماعه وسماع بشر
ابن الحارث بن عيسى واحد. قلت: فأين حديث أم زرع؟ فقال: سماعي معه،
وكتبت إليه أن يوجه به إلى، فكتب إلي: هل عملت بما عندك حتى تطلب ما ليس
عندك؟! قال علي: وولد بشر في هذه القرية وهي مرو، وكان بشر يتفتى في أول
أمره، وقد جرح.
71

أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة - حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر
الدنانيري حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي حدثنا محمد بن المثنى السمسار
قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت العوفي يذكر عن الزهري عن أنس. قال:
اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما فلبسه، ثم ألقاه. العوفي هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
المقرئ حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر البزاز حدثنا إسحاق بن عمرو القومسي
حدثنا بشر بن الحارث عن عبد الرحمن بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي
سعيد. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث يفطرن الصائم: الحجامة، والاحتلام،
والقئ ".
سمعت محمد بن أحمد بن رزق يقول: سمعت محمد بن المثنى يقول سمعت
بشر بن الحارث يقول سمعت حجاج بن منهال يقول سمعت حماد بن سلمة يقول
سمعت عاصما يقول سمعت زرا يقول سمعت أبا جحيفة يقول: خطبنا علي بن أبي
طالب على منبر الكوفة فقال: ألا إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر،
ولو شئت أن أخبركم بثالث لأخبرتكم. قال: فنزل عن المنبر وهو يقول: عثمان،
عثمان!.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا على
ابن محمد بن سعيد الموصلي حدثنا عبد الله - يعنى ابن محمد الخراساني - حدثنا
إبراهيم بن هانئ. قال: قلت لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، سمعت من مالك بن
أنس؟ قال: نعم! حججت معه وسمعت منه.
أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الخازن حدثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي حدثنا أحمد بن بشر المرثدي قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم - أنا
سألته - قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخلت على حماد بن زيد فرأيت في
بيته بساطا ما أعجبني، ما هكذا يكون العلماء.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن سالم حدثنا أبو العباس أحمد بن
72

محمد الخزاعي. قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت المعافى بن عمران يقول
سمعت التوزي يقول: رضى المتجنى غاية لا تدرك.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال:
سمعت أبا الحسين الحجاجي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت حسنا المسوحي
يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب،
فقيل لي: من؟ فقلت: بشر الحافي. فقالت لي بنته من داخل الدار: لو اشتريت نعلا
بدانقين ذهب عنك اسم الحافي!.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أبو
الحسين الحسن بن عمرو الشيعي المروزي قال: سمعت بشرا - وجاء إليه أصحاب
الحديث يوما وأنا حاضر - فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد أظهرتموه؟
قالوا: يا أبا نصر، نطلب هذه العلوم، لعل الله ينفع بها يوما، قال: قد علمتم أنه تجب
عليكم فيها زكاة، كما تجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة دراهم.
فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث،
وإلا فانظروا إيش يكون هذا عليكم غدا.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن محمد بن عمر الجصاص حدثنا أبو على محمد بن
أحمد بن الحسن بن الصواف حدثنا أحمد بن المغلس الحماني قال سمعت بشر بن
الحارث - وقد أخذ بيد عبيد الوراق - وقد قال عبيد حدثنا - فقال: يا عبيد، احذر
حدثنا، فإن لحدثنا حلاوة، وقد قلت حدثنا وكتب عنك، فكان ماذا؟.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن النضر الديباجي
حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عمرو بن عثمان المعدل - بواسط - حدثنا عبد الله بن
أبي سعد حدثنا محمد بن عبد الله بن علوان قال: قلت لبشر بن الحارث: لم
لا تحدث؟ قال: أنا أشتهي أحدث، وإذا اشتهيت شيئا تركته.
أخبرنا أبو على الحسين بن يوسف بن محمد الإسكاف حدثنا محمد بن عبد الله
ابن إبراهيم الشافعي حدثنا إسحاق بن الحسن الحرمي قال سمعت بشر بن الحارث
73

يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم؟ فقال: أتوب
إلى الله من ذهابي.
أخبرنا على بن عمر بن محمد الحربي الزاهد أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس
الخزاز حدثني أبي العباس بن محمد بن حيويه قال ذكر لنا إبراهيم الحربي عن سليمان
ابن حرب. قال: مكثت دهرا أشتهي أن أرى بشر بن الحارث فلم يقدر لي - أو كما
قال - قال فخرجت يوما من منزلي إلى المسجد، فإذا أنا برجل - أو قال بشيخ -
كثير الشعر، طويل الشارب عليه أطمار - أحسبه قال مرقعة - معه جراب، وجهه
إلى الحائط، فهو يدخل يده في الجراب فيخرج منه كسرا فيأكل. فقلت له: أنت من
الجند؟ قال: لا. قلت: فأنت من خراسان؟ قال: أنا آوى بغداد. قلت فما جاء بك إلى
هنا؟ قال: جئت إليك لأسمع منك حديثا حسنا في الموقف، قلت: الاسم؟ قال: وما
تصنع باسمي؟ قلت: أشتهي أعرف اسمك، قال: أنا أبو نصر. قلت: الاسم أريد؟
قال: ليس أخبرك باسمي، وإن أخبرتك باسمي لم أسمع منك شيئا، قلت: أخبرني
باسمك فإن شئت فاسمع وإن شئت فلا تسمع، قال: أنا بشر بن الحارث. قلت:
الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك - أو كما قال -. قال ووقفت عليه فجعلت
أبكى ويبكي ثم جلست بين يديه فتحدثنا ساعة، ثم قلت له: يا أبا نصر أردت أن
تدخل بلدا فيه فلا تنزل عندي، قال: ليس لي مقام، إنما كنت بعبادان. فقلت: يا
أبا نصر كتبي كلها بين يديك. قال: السلام عليكم، وبكى وبكيت ومضى.
أخبرنا على بن محمد المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن علي
حدثني محمد بن إبراهيم - هو ابن هاشم - حدثني أبي قال: قال بشر: لو أن رجلا
كان عندي في مثال سفيان ومعافى ثم جلس اليوم يحدث ونصب نفسه، لتنقص
عندي نقصانا شديدا. قال بشر: إني وإن أذنت للرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل
أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس، وإنما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا،
ولذة، وما أدرى كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه، لأي شئ يحفظه،
قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي
كتبا كثيرة قد ذهبت، وأراها توطأ ويرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها وأنا
حي صحيح، وما أكره، ترك ذاك خير عندي. وما هو من سلاح الآخرة، ولا من
عدد الموت.
74

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا أحمد بن بشر
المرثدي حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنا لبشر بن الحارث ثمانية عشر، ما بين قمطر
وقوصرة - يعني حديثا.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا أحمد بن منصور النوشري حدثنا محمد بن
مخلد حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن السندي بن هارون الخلال قال: سألت بشر بن
الحارث عن حديث. فقال: اتق الله فإن كنت تريده للدنيا فلا ترده، وإن كنت تريده
للآخرة فقد سمعت. قال أبو إبراهيم: الحديث الذي سألته: عيسى بن يونس عن
الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: " إن الملك ليصعد بعمل العبد معجبا به حتى يقف بين
يدي الله فيقول الله له: اجعلوه في سجين، فإنه لم يردني به ".
أخبرنا على بن محمد المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا الحسن بن عمرو قال:
سمعت بشرا يقول: ربما وقع في يدي الشئ أريد أن أخرجه فلا يصح لي - يعني من
الحديث - وقال: ليس ينبغي لأحد يحدث حتى يصح له، فمن زعم أنه قد صحح،
قلنا: أنت ضعيف. وقال: لا أعلم شيئا أفضل منه إذا أريد به الله - يعني طلب
العلم.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول - وذكر بشر
ابن الحارث - إن كان رجل تأدب بمذهب رجل - يعنى سفيان الثوري - ففاقه،
لقلت بشر، لولا ما سبق لسفيان الثوري من السن والعلم.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت
أبا محمد بن أبي حامد يقول سمعت العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام
البغدادي يقول سمعت جعفر بن عبد الله البرداني يقول: قال لي يحيى بن أكثم قال
لي المأمون: لم يبق أحد في هذه الكور يستحى منه غير هذا الشيخ - يعنى بشر بن
الحارث.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي ذكر بشر بن الحارث فأراه قال: رأيته
75

على باب ابن علية، أو رأيته ونحن منصرفون من عند ابن علية. وقال عبد الله: سمعت
أبي يقول - وذكر بشر بن الحارث - فقال: إني لأذكر به عامر بن عبد الله - يعني
ابن عبد قيس.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي حدثنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا
الحسن بن علي بن شبيب قال سمعت أحمد بن محمد يقول سمعت يحيى بن أكثم
يقول: ما بلغنا عن عامر بن عبد قيس شئ إلا وفى بشر بن الحارث مثله أو أكثر
منه، إلا أن يكون كان في قلب عامر شئ لم يكن في قلب بشر مثله.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا على بن عبد الله بن الحسن الهمذاني
حدثنا القاسم بن الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أبي عتاب عن محمد بن المثنى
قال قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أي الرجال؟ فقلت له:
بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، أو عامر بن عبد قيس، ما مثله
عندي إلا مثل رجل ركز رمحا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترك لأحد
موضعا يقعد فيه؟.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن
محمد الزهري، حدثنا أبو العباس البراني، أخبرني المروذي. قال: لما قيل لأبي عبد
الله أحمد بن حنبل: مات بشر بن الحارث. قال: مات رحمه الله، وماله نظير في هذه
الأمة، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات ولم يترك شيئا. وهذا قد مات ولم
يترك شيئا، ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره.
أخبرني الأزهري أخبرنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا الحسن بن دليل
حدثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل
ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل. وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من
قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه
علم! قال عمر بن أحمد: إبراهيم رأى الثلاثة ولم يحدث إلا عن
أحمد.
76

أخبرني الأزهري، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم القزاز، حدثنا جعفر الخالدي قال:
حدثني أبو حامد أحمد بن خالد الحذاء قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما
أخرجت بغداد أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة
منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، لو قسم عقله على
أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شئ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا أبو على عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري
قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما رأيت بعيني قط أفضل من بشر بن الحارث -
وقد ذكر عنده.
أخبرنا عبد الكريم بن هارون القشيري النيسابوري قال سمعت محمد بن الحسين
السلمي يقول سمعت أبا الفضل العطار يقول سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول،
قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون - وكانت له العبارة - ورأيت سهلا -
وكانت له الإشارة - ورأيت بشر بن الحرث - وكان له الورع - فقيل له: إلى من
كنت تميل؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا.
هكذا قال في هذه الحكاية، وأحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا ولم يدركه، وإنما
أبوه يحيى أدركه وصحبه، فالله أعلم.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد
ابن سلم الختلي حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق حدثنا أبو بكر المروذي قال
سمعت أبا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر فقالت له أخته: يا أخي قد تخرق
إزارك، وهذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل؟ قال فكان يجئ بالإستارين
والثلاثة قال فقالت له: إن الغزل قد اجتمع أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟
قال لها هاتيه. قال فأخرجته فوزنه وأخرج ألواحه وأخذ يحسب الأساتير، فلما رآها
قد زادت فيه قال كما أفسدتيه فخذيه. وقال المروذي سمعت بعض القطانين يقول:
أهدى إلى أستاذ لي رطب، وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذي:
يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكله، قال فجعل يمسه بيده، قال ثم
ضرب بيده لحيته وقال: ينبغي أن أستحيي من الله أنى عند الناس تارك لهذا وآكله في
السر.
77

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أخبرنا طلحة بن أحمد بن الحسن
الصوفي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا عبد الله بن منصور قال سمعت أبا
حفص بن أخت بشر بن الحارث يقول: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي
أمي: يا بنى اطلب لي سفرجلة، قال فجئت بها، قال فأخذها فجعل يشمها، قال ثم
وضعها بين يديه، قال فقالت أمي، يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها، قال فما
زال يشمها حتى مات وما ذاقها.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا
محمد بن جرير الطبري قال حدثني أحمد بن خالد الخلال قال سمعت بعض
أصحابنا يقول: قال بشر بن الحارث: ما أدع الفاكهة زهدا فيها، ولكني أكره أن
أعطيها شهوتها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عيسى بن محمد الطوماري حدثنا أبو صفوان
- يعنى عبد الرحمن بن حرب السمسار - قال سمعت محمد بن المثنى يقول قال لي
عمر بن أخت بشر بن الحارث: دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى، قال فقالت
له أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم. قال فخرج فلما كان
العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل رحم. فقال لها: اطبخي هذا. قال: قالت إيش
أطبخه؟ قال: اطبخيه بماء وملح. قال فطبخت نصفه بماء وملح، واشترت بحبة سلقا
وطبخت النصف الآخر به، قال فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط
أكل عندنا شيئا، قال: فقال لها - أثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه. قال
ففعلت وقدمته إليه، قال فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم. قال فشالته. فلما كان من
الغد جاءنا ومعه رغيف، قال فقال لها إن كان قد بقى من ذلك الماء والملح شئ
فاثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه، قالت: ما بقى من الماء والملح شئ، ولكن كنت قد
اشتريت بحبة سلقا وعملت باقي اللحم، وقد بقى منه شئ، فقال: ولا هذا أيضا لي
فيه حاجة. قالت له: ولم؟ قال لأن الماء والملح قلت لك بقى شئ منه فقلت لا
وكذبت فيه، وهذا أفسدتيه بسلق لا أدرى من أين هو!.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرني أبي حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن
الربيع حدثني أبي أخبرني عبد الله بن عبيد البغدادي. قال: كان بشر بن الحارث
يخرج كل يوم من منزله فيغلق بابه ويضع مفتاحه عند جار له بقال خشية أن يضيع
78

منه، فكان يذهب إلى الجبان، فإذا جاء وقت المغرب جاء إلى البقال فسلم وأخذ
المفتاح، فكان هذا دأبه، فكان البقال يحدث عنه، قال فجاء يوما وقد عملت باذنجانا
بأصباغه، فنظر إليه فعلمت أنه قد اشتهاه، قال فتبعته فقلت له: بأبي أنت هذا
الباذنجان تعمله بنية لي من غزل تغزله وأبيعه لها، فخذ منه ما شئت. قال فقال: ارجع
حفظك الله، قال فرجعت ومضى. ووقفت أنظر في قفاه، قال فسمعته يقول: هيه
افتضحت - يخاطب نفسه - تشتهين الباذنجان بأصباغه، والله لا تذوقينه حتى تفارقي
الدنيا. قال: ومضى.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار حدثنا أحمد بن سلمان
الفقيه حدثنا على بن أحمد بن النضر حدثنا الحسن بن عفان قال: سمعت بشر بن
الحارث يقول: إني لأشتهي شواء من أربعين سنة ما صفا لي درهمه.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أحمد بن نصر الذارع قال
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن مسروق يقول: سئل بشر بن الحارث عن
القناعة فقال: لو لم يكن في القناعة شئ إلا التمتع بعز الغناء لكان ذلك يجزى، ثم
أنشأ يقول:
- أفادتني القناعة أي عز * ولا عز أعز من القناعة -
- فخذ منها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى بضاعه -
- تحز حالين تغنى عن بخيل * وتسعد في الجنان بصبر ساعة -
ثم قال: مروءة القناعة، أشرف من مروءة البذل والعطاء.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك، حدثنا العباس بن يوسف الشكلي، حدثني أبو عبد الله الأسدي.
قال: قال لي بشر بن الحارث يوما:
- قطع الليالي مع الأيام في خلق * والنوم تحت رواق الهم والقلق -
- أحرى وأعذر لي أن يقال غدا * إني التمست الغنى من كف مختلق -
- قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى * ليس الغنى كثرة الأموال والورق -
- رضيت بالله في عسري وفي يسري * فلست أسلك إلا أوضح الطرق -
79

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا
العباس بن يوسف الشكلي حدثني على بن خليد الدمشقي حدثني أحمد بن مسكين
قال: خرجت في طلب بشر بن الحارث من باب حرب فإذا به جالس وحده، فأقبلت
نحوه، فلما رآني مقبلا خط بيده على الجدار وولى، فأتيت موضعه فإذا هو قد خط
بيده.
- الحمد لله لا شريك له * في صبحه دائما وفي غلسه -
- لم يبق لي مؤنس فيؤنسني * إلا أنيس أخاف من أنسه -
- فاعتزل الناس يا أخي ولا * تركن إلى من تخاف من دنسه -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهواذي حدثنا محمد
ابن مخلد العطار حدثنا موسى - يعنى ابن هارون الطوسي - حدثنا محمد - هو
ابن نعيم بن الهيضم - قال سمعت بشرا يقول:
- ذهب الرجال المرتجى لفعالهم * والمنكرون لكل أمر منكر -
وبقيت في خلف يزين بعضهم * بعضا ليدفع معور عن معور -
أخبرني على بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز حدثنا محمد بن الحسن بن زياد
المقرئ حدثني محمد بن يحيى - بدمشق ويعرف بحامل كفنه - قال سمعت أيوب
العطار يقول: انصرفت مع بشر بن الحارث يوم جمعة من مسجد الجامع، فمررنا في
درب أبي الليث، وإذا صبيان يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشرا قالوا: بشر بشر.
واستلبوا الجوز فمروا يحضرون، فوقف بشر ثم قال لي، أي قلب يقوى على
هذا؟ إن هذا الدرب لا مررت فيه حتى ألقى الله عز وجل!.
قال: وسمعت يوسف الجوهري يقول: سمعت عباس بن عبد العظيم العنبري.
قال: كنا عند أحمد بن حنبل فذاكره إنسان بحديث رواه عيسى بن يونس، فقال
أحمد، ما روى عيسى بن يونس هذا الحديث، ثم قال: أستغفر الله ما أدرى إن
صحت رواية عيسى بن يونس لهذا الحديث، ثم قال أستغفر الله فما يوجد إلا عند
بشر بن الحارث. قال عباس فقلت أنا: ما أجد سبيلا إلى وصلة بشر إلا بهذا الحديث
فجئت فسلمت عليه، وحكيت القصة وما قال أحمد، قال فجعل يقول: ألبسني
العافية، ألبسني العافية، إن هذا لبلاء وفتنة، يذكر حديث فيقال لا يصح إلا عند
رجل! قال أقول أنا في نفسي: كم بين الرجلين؟!.
80

أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي أخبرنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الحميدي الشيرازي أخبرنا عمر بن الفياض أخبرنا
أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قال حدثنا عمى حدثنا عبيد الله الوراق قال
خرجت يوم جمعة مع بشر - يعنى ابن الحارث - إذ دخل المسجد وعليه فرو يتقطع -
فرده العون، فذهبت لأكلمه فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعر، فقلت له: يا أبا
نصر لم لم تدعني أكمله؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت
سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف،
حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو حفص عمر ابن أخت
بشر بن الحارث قال: حدثتني أمي، قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من
هذا؟ قال: أريد بشرا، فخرج إليه، فقال له: حاجتك عافاك الله؟ فقال له: أنت بشر؟
فقال: نعم. [قال:] حاجتك؟ فقال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو
يقول لي: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري
فيما قد بثثت لك - أو نشرت لك - في الناس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال:
نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة،
وجعل يبكي ويضطرب ويقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا، ونوهت باسمي،
ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة، الآن فعجل عقوبتي، وخذ منى
بقدر ما يقوى عليه بدني.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ومخلد بن
جعفر. قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي. قال: آخر ما سمعت من
كلام بشر بن الحارث أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير، فجئت في المطر
والطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، شيخ منهم يقول: إنما جئنا نعودك يا
أبا نصر. فقال لهم - وهو يبكى - لا حاجة لي في عيادتكم، اذهبوا عنى قد
آذيتموني، وهو يبكى، وقال: قال فضيل بن عياض: أشتهي أن أمرض بلا عواد.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن علي الخطى حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر! فقال:
81

رحمه الله لقد كان في ذكره أنس - أو فيه أنس - ثم لبس رداءه وخرج، وخرجت
معه، فشهد جنازته.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: مات بشر سنة سبع وعشرين قبل المعتصم
بستة أيام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار حدثنا
على بن أحمد بن النضر. قال: ومات بشر بن الحارث سنة سبع وعشرين.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات
بشر بن الحارث ببغداد في شهر ربيع الأول.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه إلينا -
أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال حدثني أبو
حسان الزيادي قال سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث الزاهد،
ويكنى أبا نصر عشية الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول، وقد بلغ من السن
خمسا وسبعين سنة، وحشر الناس لجنازته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدثنا محمد بن يوسف حدثنا يعقوب الرقي
حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد النحوي - بالرملة - قال: سمعت الحسين بن
أحمد بن صدقة الفرائضي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن
عبد الحميد الحماني يقول: رأيت أبا نصر التمار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن
الحارث يصيحان في الجنازة: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وذلك أن بشر
ابن الحارث أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، ولم يحصل في القبر إلا في الليل،
وكان نهارا صائفا، والنهار فيه طول، ولم يستقر في القبر إلى العتمة.
أخبرني الأزهري حدثنا أحمد بن منصور الوراق حدثنا محمد بن مخلد حدثني
أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب حدثني أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث قال:
كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان يكون فيه غير مرة، سمعت
الجن تنوح عليه.
82

أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن
الحسين بن الجنيد قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول لسليمان اللؤلؤي: رؤي بشر
ابن الحارث في النوم فقيل له: ما فعل الله بك يا أبا نصر؟ قال: غفر لي وقال يا بشر
ما عبدتني على قدر ما نوهت باسمك.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ - بنيسابور - أخبرني
محمد بن عبد الله بن شاذان - بهراة - قال سمعت حمزة بن محمد بن إبراهيم
يقول: سمعت الحسن بن مروان يقول: رأيت بشر بن الحارث في المنام فقلت: يا أبا
نصر، ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وغفر لكل من تبع جنازتي، قال قلت: ففيم
العمل؟ قال: افتقد الكسرة.
أخبرني الحسن بن علي التميمي أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبو
شجاع المروذي - أو غيره الشك من أبي حفص - قال: حدثنا القاسم بن منبه. قال:
رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي،
وقال لي: يا بشر، قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك. فقلت: يا رب ولكل من
أحبني. قال: ولكل من أحبك إلى يوم القيامة.
3518 - بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندي:
سمع مالك بن أنس وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وحماد بن زيد،
وصالحا المري، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص سلام بن
سليم، وأبا يوسف القاضي.
وكان بشر أحد أصحاب أبي يوسف، أخذ عنه الفقه. روى عنه الحسن بن علوية
القطان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتي، وأحمد بن علي الأبار
وحامد بن محمد بن شعيب البلخي. وأبو القاسم البغوي، وعبيد الله بن جعفر بن
أعين. وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولى القضاء بعسكر المهدي من جانب
بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي. وذلك في سنة ثمان
ومائتين، فأقام على ولايته سنين، ثم عزل وولى قضاء مدينة المنصور في سنة عشر،
فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه سنة ثلاث عشرة ومائتين.
83

أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا أحمد
ابن القاسم البرتي حدثنا بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف عن الأجلح عن عبد الله بن
ذكوان - أبي الزناد - عن الأعرج قال حدثني عبد الله بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى من الليل فلم يجلس في الركعتين الأوليين، فسجد سجدتي السهو مكانه.
أخبرنا على بن المحسن حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما عزل المأمون
إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد
الكندي، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم،
واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف، ومن المقدمين عنده. وحمل الناس عنه من
الفقه والمسائل مالا يمكن جمعه.
وقال طلحة: حدثني عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه أن يحيى بن أكثم
شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وكان يحيى قد غلب على
المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون معه على سريره ودعا بشر بن
الوليد فقال له: ما ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال: يا أمير المؤمنين
سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ولا في جواره، فصاح به المأمون وقال:
اخرج، فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين قد سمعت، فاصرفه فقال: ويحك
هذا لم يراقبني فيك، [كيف] أصرفه؟ ولم يفعل.
أخبرني علي بن أبي على البصري حدثني أبي حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان بن
الصباح النيسابوري حدثنا أحمد بن الصلت قال سمعت بشر بن الوليد القاضي
يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول: هاهنا
أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال: بشر، فيقول: أجب فيها، فأجيب، فيقول:
التسليم للفقهاء سلامة في الدين.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ حدثنا مكرم
ابن أحمد حدثنا أحمد بن عطية. قال: كان بشر - يعنى ابن الوليد - يصلى كل يوم
مائتي ركعة، وكان يصليها بعد ما فلج!.
أنشدني الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني، لربيعة بن ثابت
الرقي - يمدح بشر بن الوليد:
84

- بشر يجود بماله * جود السحابة بالديم -
- وأبو الوليد حوى الندى * لما ترعرع واحتلم -
- وأعز بيت بيته * بيت بنته له إرم -
- عمرته كندة دهرها * وبنى فأتقن ما انهدم -
- بشر يجود برفده * عفوا ويكشف كل غم -
- بشر يقول إذا قصدت * تريد جدواه هلم -
- ما قال لا في حاجة * لا بل يقول نعم نعم -
- وهو العفر عن المسئ * وعن قبائح ما اجترم -
- نام القضاة عن الأنام * وعين بشر لم تنم -
- وحكيم أهل زمانه * فيما يدير وما حكم -
- وكأنه القمر المنير * إذا بدا جلى الظلم -
- وكأنه البحر الخضم * إذا تقاذف والتطم -
- وكأنه زهر الربيع * إذا تفتح أو نجم -
- ختم الإله لبشرنا * بالخير منه إذا ختم -
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمد
ابن يحيى المزكى حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي حدثنا
عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي السلمي. قال: قال أبو قدامة: لا أعلم ببغداد
رجلا من أهل الأهواء من أهل الرأي والرافضة، إلا كانوا معينين على أحمد بن
حنبل، ما خلا بشر بن الوليد الكندي - رجل من العرب -.
أخبرني الصيمري حدثنا محمد بن عمر المرزباني حدثني أحمد بن محمد المكي
حدثنا أبو العيناء قال: ادعى خمسة من القضاة أنهم من العرب، ابن أبي ليلى، وأبو
يوسف، وأبو البختري، وبشر بن الوليد، وابن أبي داود.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب
حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: بشر بن الوليد الكندي روى عن
أبي يوسف القاضي كتبه، وإملاءه، وولى القضاء ببغداد في الجانبين جميعا; فسعى به
رجل وقال إنه لا يقول القرآن مخلوق! فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق - يعنى
المعتصم - أن يحبس في منزله، فحبس ووكل ببابه الشرط، ونهى أن يفتى أحدا
85

بشئ، فلما ولى جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه وأن يفتى الناس
ويحدثهم، فبقى حتى كبرت سنه، وتكلم بالوقف، فأمسك أصحاب الحديث عنه
وتركوه.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود سليمان
ابن الأشعث قلت له: بشر بن الوليد ثقة؟ قال؟ لا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
ابن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا على صالح بن محمد
عن بشر بو الوليد فقال: صدوق إلا أنه من أصحاب الرأي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني أبو
أحمد على بن محمد الحبيبي - بمرو - قال سألت أبا على صالح بن محمد جزرة
الحافظ عن بشر بن الوليد القاضي فقال: صدوق، ولكنه لا يعقل ما يحدث به كان قد
خرف.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن الوليد مات ببغداد في
ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: مات بشر بن
الوليد الكندي - القاضي المفلوج، صاحب أبي يوسف - في سنة ثمان وثلاثين،
وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن في مقابر باب الشام.
3519 - بشر بن بشار:
حدث عن يزيد بن هارون، ونعيم بن المورع، وعمر بن يونس، وداود بن المحبر.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن الحباب المقرئ، وأبو العباس السراج
النيسابوري.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا الحسين بن صفوان البردعي حدثنا
عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني بشر بن بشار حدثنا عمر بن يونس اليمامي
حدثني أبي حدثني عكرمة بن خالد: أنه دخل على نافع بن أبي علقمة الكناني -
86

وهو أمير مكة - يعوده، فرآه ثقيلا فقال له: اتق الله وأكثر ذكره، فولى بوجهه إلى
الجدار، فلبث ساعة ثم أقبل على فقال: يا أبا خالد ما أنكر ما تقول، فلوددت أنى
كنت عبدا مملوكا لبني فلان من كنانة - أشقى أهل بيت من كنانة - وأنى لم أل من
هذا العمل شيئا قط.
3520 - بشر بن داود الأنباري:
حدث عن محمد بن جعفر الأنطاكي عن سفيان بن عيينة. روى عنه العباس بن
عبد الله الترقفي.
3521 - بشر بن مطر بن ثابت، أبو أحمد الدقاق الواسطي:
نزل سر من رأى وحدث بها عن سفيان بن عيينة، ومحمد بن يزيد الواسطي،
ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق. روى عنه الحسن بن علي المعمري، ويحيى بن
صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول،
ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وأبو العباس الأثرم، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ حدثنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول الأزرق - إملاء - حدثنا بشر بن مطر
حدثنا محمد بن يزيد عن إسماعيل عن زياد المخزومي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " لا يدخل الجنة أحد بعمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟. قال: " ولا أنا إلا أن
يتغمدني الله منه بفضل " ووضع يده على رأسه.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم حدثنا بشر بن مطر حدثنا سفيان بن عيينة
عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاحسد إلا في اثنتين: رجل آتاه
الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء
الليل وآناء النهار " قال سفيان " في حقه ".
87

حدثني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: بشر بن مطر ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن مطر مات في سنة
تسع وخمسين ومائتين.
وقرأت بخط محمد بن مخلد: سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات بشر بن مطر
ابن ثابت أبو أحمد الدقاق.
3522 - بشر بن حيان بن بشر، أبو المخارق الأسدي:
وجده بشر بن المخارق بن شبيب بن حيان بن سراقة بن مرثد بن حميري بن عقبة
ابن جذيمة بن الصيدا بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. حدث بشر بن حيان
عن محمد بن المنهال البصري. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرني الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا محمد بن مخلد أخبرنا
بشر بن حيان بن بشر أبو المخارق حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا معمر عن الزهري عن أبي أكيمة عن أبي هريرة. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة جهر فيها بالقراءة، فلما انصرف قال: " هل قرأ أحد منكم خلفي؟ " قال رجال:
نعم. فقال: " إني أقول ما لي أنازع القرآن ".
3523 - بشر بن موسى بن صالح، أبو علي الأسدي:
سمع من روح بن عبادة حديثا واحدا، ومن حفص بن عمر العدني حديثا واحدا،
وسمع الكثير من هوذة بن خليفة البكراوي. والحسن بن موسى الأشيب، وخلاد بن
يحيى وأبى عبد الرحمن المقرئ، وخلف بن الوليد، وأبى نعيم الفضل بن دكين،
وعلي بن الجعد، وعبد الصمد بن حسان، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وإسماعيل بن
الخليل الخزاز، وسعيد بن منصور، وأبى سعيد الأصمعي، وعمر بن حكام، وغيرهم.
روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو
الحسين بن المنادى، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد
الصمد بن علي الطستي، وأحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع القاضيان وأبو عمر
88

الزاهد، وجعفر الخالدي، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وابن مالك
القطيعي، وأبو على بن الصواف. وغيرهم.
وهو بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حيان بن سراقة بن مرثد بن
حميري، ثم نسبه كما قدمنا من نسب بشر بن حيان. وكان آباؤه من أهل البيوتات،
والفضل والرياسات، والنبل، وأما هو في نفسه فكان ثقة أمينا، عاقلا ركينا.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل حدثني إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا
أبو على بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة حدثنا روح بن عبادة حدثنا
حبيب - يعنى ابن الشهيد - عن الحسن. قال: ثمر الجنة لا إله إلا الله.
حدثنا يحيى بن علي بن الطيب الدسكري أخبرنا أبو بكر المقرئ الأصبهاني قال
سمعت محمد بن الحسن بن أبي خبزة البزاز قال سمعت بشر بن موسى يقول
سمعت أبا أسامة يقول حدثنا هشام بن عروة، فلم أحفظ عنه غير هذا.
قرأت في كتاب أبي الحسن على بن الفرات بخطه: حدثنا إسماعيل بن علي قال
سمعت بشر بن موسى يقول: ذهب بي خالي حيان بن بشر إلى يحيى بن آدم
وصليت خلف أبي عمرو الشيباني النحوي، فقرأ بسورة السجدة فسجد.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا: حدثنا
أحمد بن أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدني أحمد بن خلف بن أيوب
المعروف بالسايح قال أنشدني بشر بن موسى بن صالح الأسدي لنفسه:
- ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف * وينكر منه كل ما كان يعرف -
- ويمشي رويدا كالأسير مقيدا * تداني خطاه في الحديد ويرسف -
حدثنا عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال. قال: وبشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عمير الأسدي; شيخ
جليل مشهور قديم السماع، كان أبو عبد الله - يعنى أحمد بن حنبل - يكرمه،
وكتب له إلى الحميدي إلى مكة.
أخبرني الأزهري قال: سئل الدارقطني عن بشر بن موسى فقال: ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: بشر بن موسى
الأسدي ثقة نبيل.
89

قرأت في كتاب ابن الفرات حدثنا إسماعيل بن علي قال سمعت بشرا يقول
سمعت أبي يقول: ولدت سنة تسعين ومائة، وكان ربما قال: في أول سنة إحدى
وتسعين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ومات أبو
على بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الشيخ الخضيب الأسدي; يوم
السبت لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين - يعنى ومائتين - وصلى عليه
محمد بن هارون بن العباس الهاشمي صاحب الصلاة. ودفن في مقبرة باب التبن،
وكان الجمع كثيرا.
3524 - بشر بن نصر بن منصور، أبو القاسم الفقيه. سكن مصر:
حدثنا محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: بشر بن نصر بن
منصور يكنى أبا القاسم الفقيه على مذهب الشافعي - يعرف بغلام عرق - وعرق
خادم من خدام السلطان، كان على البريد بمصر، وكان بشر بن نصر قدم معه في
جملة من قدم من بغداد، وتفقه وكان فقيها متضلعا دينا.
توفى بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة. وقد سمعت منه.
* * *
90

ذكر من اسمه بكر
3525 - بكر بن خنيس الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن: ضرار بن عمرو، وإبراهيم بن مسلم الهجري، وليث
ابن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ونهشل بن سعيد. روى عنه ابنه خنيس بن
بكر، ومعروف الكرخي العابد، وصالح بن بيان الأنباري، وأبو النضر هاشم بن
القاسم، وآدم بن أبي إياس، وحجاج بن محمد الأعور، وسلم بن سلام،
وغيرهم.
أخبرني على بن أحمد الرزاز حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق - إملاء - حدثنا
أحمد بن الخليل البرجلاني أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر حدثنا بشر بن خنيس
عن ليث عن زيد بن أرطأة عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أذن الله لعبد
في شئ أفضل من ركعتين يصليهما، وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في
صلاته، وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه - يعنى القرآن - ".
حدثنا أبو حازم العبدوي - إملاء بنيسابور - أخبرنا على بن محمد بن مفلح
حدثنا محمد بن إبراهيم بن تومرد حدثنا عبد الله بن بشر البكري حدثنا محمد
ابن خلف حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا بكر بن خنيس يوما بأحاديث. فقلنا له:
زدنا. فقال: ما يبالي البيطار ما قطع من جلد الحمار!!.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ
أخبرنا على بن أحمد بن سليمان المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال
91

وسألته - يعنى يحيى بن معين - عن بكر بن خنيس فقال: شيخ صالح لا بأس به إلا
أنه يروي عن ضعفاء، ويكتب من حديثه الرقاق.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا الحسن بن أحمد - يعنى أبا
سعيد الإصطخري - قال قرئ على العباس قال سمعت يحيى بن معين يقول.
وأخبرنا الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول: بكر بن خنيس
ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي أخبرنا الحسين بن
إدريس. قال: قال ابن عمار: بكر بن خنيس ليس بمتروك، وهو شيخ صاحب
غزو.
أخبرني على بن محمد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا
محمد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال، وسألته - يعنى
أباه - عن بكر بن خنيس فضعفه.
أخبرنا البرقاني أخبرنا القاضي أبو الحسن على بن محمد بن جعفر المالكي حدثنا
القاضي أبو خازم عبد الرحمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو الجهم
أحمد بن الحسين بن طلاب المغراني.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا القاسم بن عيسى
العصار. قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: بكر بن خنيس كان يروى
كل منكر عن كل - زاد البرقاني - وكان في رأيه لا بأس به.
أخبرني عبيد الله بن أبي حفص بن شاهين حدثنا أبي. قال: وفى كتاب جدي عن
ابن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح يقول: بكر بن خنيس متروك.
أخبرنا البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم
92

حدثنا سعيد بن عمرو البردعي قال قلت لأبي زرعة: بكر بن خنيس؟ قال
ذاهب.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة حدثنا جدي. قال: بكر بن خنيس ضعيف الحديث، وهو موصوف
بالعبادة والزهد.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن
سفيان. قال: باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم;
الحسن بن عمارة، وبكر بن خنيس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي حدثنا أبن زحر البصري - في
كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن
الأشعت عن بكر بن خنيس. فقال ليس بشئ.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: بكر بن خنيس ضعيف.
أخبرنا على بن طلحة المقرئ أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
بكر بن خنيس كوفي متروك الحديث.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: وبكر
ابن خنيس متروك كان ببغداد.
3526 - بكر بن النطاح بن أبي حمار الحنفي، أبو وائل:
شاعر كان في زمن هارون الرشيد جيد القول، حسن الشعر، وهو بصري نزل
بغداد. وكان يباشر أبا العتاهية وأضرابه، وكان أبو هفان يقول: أشعر أهل الغزل من
المحدثين أربعة، أولهم بكر بن النطاح، وله أخبار مأثورة، فمنها.
ما أخبرنا على بن طلحة المقرئ أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد
ابن يحيى النديم حدثنا عثمان بن محمد الكندي حدثنا النضر بن حديد. قال: كنا
93

في مجلس وفيه أبو العتاهية، والعباس بن الأحنف، وبكر بن النطاح، ومنصور النمري،
والعتابي، فقال المنصور: أنشدنا فأنشد مدائح الرشيد، فقال أبو العتاهية لابن
الأحنف: طرفنا بملحك فأنشد أبياته:
- تعلمت ألوان الرضا خوف عتبه * وعلمه حبي له كيف يغضب -
- ولي غير وجه قد عرفت مكانه * ولكن بلا قلب إلى أين أذهب -
فقال أبو العتاهية: الجيوب من هذا الشعر على خطر، ولا سيما إن سنح بين حلق
ووتر، فقال بكر: قد حضرني شئ في هذا فأنشد:
- أرانا معشر الشعراء قوما * بألسننا تنعمت القلوب -
- إذا انبعثت قرائحنا أتينا * بألفاظ تشق لها الجيوب -
فقال العتابي:
- ولا سيما إذا ما هيجتها * بنان قد تجيب وتستجيب -
قال النضر: فما زلت معهم في سرور. وبلغ إسحاق الموصلي خبرنا فقال:
اجتماع هؤلاء ظرف الدهر!!.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن حميد اللخمي حدثنا الصولي حدثنا أحمد بن
يزيد المبرد قال سمعت الحسن بن رجاء يقول: حضرت بكر بن النطاح ومعه جماعة
من الشعراء، وهم يتناشدون، فلما فرغوا من طوالهم، أنشدهم:
- ما ضرها لو كتبت بالرضا * فجف جفن العين أو غمضا -
- شفاعة مردودة عندها * في عاشق تندم لو قد قضى -
- يا نفس صبرا واعلمي أن ما * نأمل منها مثل ما قد مضى -
- لم تمرض الأجفان من قاتل * بلحظة إلا لأن أمرضا -
قال فابتدروه يقبلون رأسه. بلغني أن بكرا لما مات، رثاه أبو العتاهية فقال:
- مات ابن نطاح أبو وائل * بكر فأمسى الشعر قد بانا -
3527 - بكر بن يزيد الطويل:
من أهل حمص. سكن بغداد وحدث بها عن أبي هريرة الحمصي، وعبد الرحمن
ابن يزيد بن جابر، وأبى بكر بن أبي مريم الغساني روى عنه أحمد بن حنبل، وعلى
ابن المديني، وأبو سعيد الأشج.
94

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي حدثنا أحمد بن سلمان النجاد
حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا على بن المديني حدثنا بكر بن يزيد الطويل
- وكان ببغداد، وكان صدوقا - حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عمير بن هانئ قال
حدثنا جنادة بن أمية عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال أشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبده، وابن
أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق; أدخله الله
الجنة من أي أبوابها الثمانية شاء ".
أخبرني الحسن بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله
ابن أحمد قال وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا بكر بن يزيد، قال
عبد الله: وأظنني قد سمعته منه في المذاكرة فلم أكتبه، وكان بكر ينزل المدينة، -
أظنه كان في المحنة قد ضرب على هذا الحديث في كتابه - حدثنا بكر بن يزيد
أخبرنا أبو بكر - يعنى ابن أبي مريم - عن عطية بن قيس الكلابي أن معاوية بن أبي
سفيان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العينين وكاء السه، فإذا نامت العينان
استطلق الوكاء ".
3528 - بكر بن خداش، أبو صالح الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان الثوري، وعيسى بن المسيب البجلي، وفطر بن
خليفة، وحيان بن علي، وأبى الأحوص سلام بن سليم. روى عنه الحارث بن شريح
النقال، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ومحمد بن منصور الطوسي، وسلمان بن
توبة النهرواني، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن علي السرخسي، ويعقوب
ابن شيبة السدوسي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - فيما أذن أن نرويه عنه - حدثنا إبراهيم بن
محمد بن يحيى أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت سليمان بن توبة يقول
حدثنا بكر بن خداش - كوفي، أبو صالح ببغداد - حدثنا سلام بن سليم.
95

3529 - بكر بن محمد بن بقية، وقيل: بكر بن محمد بن عدي بن حبيب،
أبو عثمان المازني النحوي:
من بنى مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن
وائل، من أهل البصرة، وهو أستاذ أبي العباس المبرد. روى عن أبي عبيدة،
والأصمعي، وأبى زيد الأنصاري، ومحبوب بن الحسن. روى عنه الفضل بن محمد
اليزيدي، والمبرد، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وورد بغداد فأخذ عنه أهلها. وروى
عنه منهم الحارث بن أبي أسامة، وموسى بن سهل الحرفي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن
محمد - مولى بنى هاشم - أخبرنا أحمد بن عبيد الله بن عمار حدثني أبو الفضل
ميمون بن هارون: أن أبا عثمان المازني قدم بغداد في أيام المعتصم. وروى أن قدومه
بغداد كان في أيام الواثق.
حدثني على بن الخضر القرشي العثماني - بدمشق - أخبرنا رشأ بن عبد الله
المقرئ أخبرنا إسماعيل بن الحسن الضراب حدثنا أحمد بن مروان المالكي حدثنا
محمد بن يزيد حدثنا أبو عثمان المازني. قال: دخلت على الواثق فقال لي: يا مازني،
ألك ولد؟ قلت: لا. ولكن لي أخت بمنزلة الولد، قال فما قالت لك؟ قلت قالت ما
قالت بنت الأعشى للأعشى:
- فيا أبي لا تنسنا غائبا * فإنا بخير إذا لم ترم -
- أرانا إذا أضمرتك البلاد * نجفي وتقطع منا الرحم -
قال: فما قلت لها؟ قال قلت لها ما قال جرير:
- ثقي بالله ليس له شريك * ومن عند الخليفة بالنجاح -
فقال: أحسنت، أعطه خمسمائة دينار. وللمازني من التصانيف كتاب " ما تلحن
فيه العامة "، وكتاب " الألف واللام "، وكتاب " التصريف "، وكتاب " العروض "،
وكتاب " القوافي "، وكتاب " الديباج ".
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر - الخطيب بالأنبار أخبرنا على بن
أحمد بن الحسين السيرافي - بمصر - أخبرنا هشام بن محمد الرعيني حدثنا أبو
96

جعفر الطحاوي قال سمعت بكار بن قتيبة يقول: ما رأيت نحويا قط يشبه الفقهاء إلا
حيان بن هلال، والمازني - يعني أبا عثمان - بلغني عن أبي سعيد السكري. قال:
توفى المازني سنة ثمان وأربعين ومائتين، وقال غيره: سنة تسع وأربعين بالبصرة.
3530 - بكر بن محمد بن فرقد، أبو أمية التميمي:
حدث عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الوهاب الثقفي. روى عنه محمد بن
مخلد، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار
قال: سمعت أبا أمية بن فرقد قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا إسماعيل عن
قيس عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ".
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني - بخطه - لم يروه عن يحيى بن القطان
غير أبي أمية هذا، ولم يكن بالقوى. وهذا إنما يعرف من رواية حصين بن عمر
الأحمسي عن إسماعيل. ورواه كادح عن إسماعيل.
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع أخبرنا محمد بن
مخلد حدثنا أبو أمية بكر بن محمد التميمي، قال ابن مخلد: كان أبو أمية هذا
الشيخ حافظا.
3531 - بكر بن السميدع، أبو الحسن:
حدث عن أحمد بن الوضاح. روى عنه ابن مخلد أيضا.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد أخبرنا أبو الحسن بكر بن
السميدع حدثنا أحمد بن الوضاح حدثنا إسرائيل بن يونس عن الحسن بن دينار عن
قتادة عن أنس. قال: ما رأيت أحدا أدوم قناعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كأن ملحفته
ملحفة زيات.
3532 - بكر بن أيوب بن أحمد بن عبد القادر، أبو إسحاق القنطري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن محمد بن حسان الأزرق في سنة اثنتين
وثلاثين وثلاثمائة.
97

3533 - بكر بن أحمد بن إدريس، أبو عمرو النخاس الخضيب:
حدث عن إسحاق بن إبراهيم الدبري. حدثنا عنه أبو الحسن بن الحمامي
المقرئ.
أخبرنا على بن أحمد المقرئ أخبرنا بكر بن أحمد بن النخاس - ولم يكن عنده
غير هذا الحديث - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان
الثوري حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عطاء عن سلمان الفارسي قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل أحد منكم الجنة إلا بجواز، هذا كتاب من الله
العزيز الحكيم، لفلان بن فلان، أدخلوه جنة عالية، قطوفها دانية ".
وهكذا روى هذا الحديث أبو إسحاق الطبري المعدل عن بكر بن أحمد، وروى
عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي عنه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حكاية،
فسماه بكران.
3534 - بكر بن أحمد بن محمي بن كثير بن صالح، أبو القاسم النساج:
سكن واسطا وحدث بها عن يعقوب بن تحية. حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ،
والقاضي أبو العلاء الواسطي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب حدثنا أبو القاسم بكر بن
أحمد بن محمى بن كثير بن صالح البغدادي - بواسط - حدثنا أبو يوسف يعقوب
ابن تحية - ببغداد بالجانب الشرقي في سوق الثلاثاء سنة ست وثمانين ومائتين -
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من صلى أربعين يوما في جماعة صلاة الفجر، وعشاء الآخرة أعطى براءة من
النار، وبراءة من النفاق ".
وعن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكرم ذا شيبة فقد أكرم نوحا في قومه،
ومن أكرم نوحا في قومه فقد أكرم الله عز وجل ".
98

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى أربعين يوما في جماعة، ثم انفتل
من صلاة المغرب فأتى بركعتين، قرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب، وقل يا أيها
الكافرون، وفى الثانية بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد. خرج من ذنوبه كما تخرج
الحية من سلخها ".
وهذه الأحاديث الثلاثة جميع ما روى بكر بن أحمد بن محمى.
3535 - بكر بن محمد بن السري بن ياسين. أبو أحمد العطار:
حدث عن أبي بكر بن مجاهد المقرئ. روى عنه محمد بن عمر بن بكير النجاد،
وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
3536 - بكر بن إبراهيم بن محمد، أبو القاسم الرزاز:
حدث عن أبي القاسم البغوي وأحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني. حدثنا
عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
أخبرنا أبو طالب الفقيه أخبرنا أبو القاسم بكر بن إبراهيم بن محمد الرزاز جارنا
- حدثنا عبد الله بن محمد - يعنى البغوي - حدثنا بشر بن الوليد الكندي حدثنا
عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن يكن في شئ من
أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار، توافق داء، وما أحب
أن أكتوي ".
3537 - بكر بن شاذان بن بكر، أبو القاسم المقرئ الواعظ:
ولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وسمع جعفر الخالدي، وعبد الباقي بن
قانع، وأبا بكر الشافعي. وقرأ القرآن على أبي بكر بن علوان، وأبى الحسن بن أبي
عمر النقاش، وزيد بن أبي بلال، وغيرهم. حدثنا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال،
وعبد العزيز بن علي الأزجي، وكان عبدا صالحا ثقة أمينا.
حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التميمي جرى
99

بينهما كلام فبدرت من أبي الفضل كلمة ثقلت على بكر، وانصرف ثم ندم
التميمي، فقصد أبا بكر بن يوسف وقال له: قد كلمت بكرا بشئ جفا عليه وندمت
على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه، فقال له ابن يوسف: سوف نخرج لصلاة
العصر، فخرج بكر وجاء إلى ابن يوسف والتميمي عنده فقال له التميمي: أسألك
بالله أن تجعلني في حل، فقال بكر: سبحان الله، والله ما فارقتك حتى أحللتك.
وانصرف. فقال التميمي قال لي والدي: يا عبد الواحد احذر من أن تخاصم من إذا
نمت كان منتبها. قال ابن غالب: وكان لبكر ورد من الليل لا يخل به.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي والتنوخي: أن بكر بن شاذان توفى يوم السبت
التاسع من شوال من سنة خمس وأربعمائة.
وقال لي عبد العزيز بن علي: مات بكر بن شاذان الواعظ في شوال من سنة خمس
وأربعمائة وله نيف وثمانون سنة.
قال عبد العزيز: وقيل إنه لم تفته جمعة قط إلا الجمعة التي مات في غدها. وكان
موته غداة يوم السبت.
وحدثني الخلال أن بكرا دفن في مقبرة باب حرب.
3538 - بكر بن محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النضر
ابن مسافر بن قصي، أبو منصور التاجر النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن أحمد بن محمد بن عمر الخفاف، وأبى بكر
محمد بن أحمد بن عبدوس المزكى، وأبى الحسن محمد بن الحسين العلوي الحسنى.
كتبت عنه وكان ثقة حسن الاعتقاد صحيح المذهب، كثير الدرس للقرآن، محبا
لأهل الخير، مفتقدا للفقراء بالبر والإرفاق.
حدثنا أبو منصور بن حيد - من حفظه - حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن
عمر الخفاف - بنيسابور - حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا قتيبة بن
سعيد عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئا لغد.
سمعت بن حيد يقول: ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
100

ذكر من اسمه بنان
3539 - بنان:
شيخ، حدث عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. روى عنه الحسين بن
إسماعيل المحاملي ولم ينسبه، دفع إلى أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل
المحاملي كتاب جده فوجدت فيه بخطه.
ثم حدثني الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا بنان حدثنا إبراهيم بن محمد
المدني حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله عن جده عن ابن عباس.
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بناقة قد وسمتها حلقتين في خديها، فلما رآها قال
" يا ابن عباس، سائر الجسد أحمل للبأس من الوجه ".
قال ابن عباس: والذي بعثك بالحق لأجعلنهما في أقصى عظم منها. فجعلهما في
الجاعرتين.
3540 - بنان بن سليمان، أبو سهل الدقاق.
حدث عن عبيد الله بن موسى، ومحمد بن سابق، ومحمد بن مصعب
القرقساني، وخنيس بن بكر بن خنيس، وأحمد بن الحجاج المروزي، والحارث بن
خليفة، وأبى نعيم النخعي، والحسن بن عطية وعبد الله بن رجاء الغداني، وإبراهيم بن
أبي العباس السامري. روى عنه محمد بن الفتح القلانسي، وأبو بكر بن أبي داود
السجستاني، ومحمد بن جعفر الخرائطي ومحمد بن جعفر المطيري وغيرهم. وكان
اسمه داود ولقبه بنان، وهو الغالب عليه، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي حفص بن الزيات أخبركم
محمد بن جعفر المطيري حدثنا بنان بن سليمان حدثنا الحارث بن خليفة حدثنا شعبة
101

عن ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحور
العين خلقن من الزعفران ".
قال المطيري: هكذا قال لنا بنان، وأصلح في كتابي شعبة.
قلت: رواه غيره عن بنان عن الحارث عن ابن علية. وكذلك رواه محمد بن
غالب التمتام عن الحارث بن خليفة عن ابن علية، لم يذكر بينهما شعبة وهو أشبه
بالصواب.
أما حديث بنان عن الحارث عن ابن علية: فأخبرنيه عبد الكريم بن عبد الواحد بن
محمد بن جعفر بن الصباغ حدثنا على بن عمر بن محمد السكري حدثنا النعمان
ابن هارون بن أبي الدلهاث الشيباني حدثنا أبو سهل بنان بن سليمان الدقاق.
وحدثنا يحيى بن علي بن الطيب الدسكري قال أخبرنا أبو بكر بن المقرئ
الأصبهاني حدثنا أبو محمد عبد الله بن عباس البلدي - بملطية - حدثنا بنان بن
سليمان البغدادي حدثنا الحارث بن خليفة حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا عبد العزيز
ابن صهيب عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حور العين خلقن من
الزعفران ".
3541 - بنان بن يحيى بن زياد، أبو الحسن المغازي:
حدث عن عاصم بن علي، وأحمد بن نصر الشهيد، ويحيى بن معين، وأبى
إبراهيم الترجماني، وداود بن معمر البصري، ومحمد بن حفص الشيباني. روى عنه
أبو العباس بن مسروق الطوسي، ومحمد بن خلف وكيع، وعبد الملك بن أحمد بن
نصر الدقاق، ومحمد بن مخلد العطار، وغيرهم. وكان ثقة.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم
المعدل - بنيسابور - حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص حدثنا
بنان بن يحيى البغدادي حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبي عن أبي على الرحبي عن
عكرمة عن ابن عباس. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هاجت الريح استقبلها وجثا على
ركبتيه، ومد يديه وقال: " اللهم إني أسئلك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به،
102

وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم
اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ".
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن بنان بن يحيى المغازلي مات في
رجب سنة أربع وستين ومائتين.
3542 - بنان بن أحمد بن علوية، أبو محمد القطان:
سمع داود بن رشيد، وعبيد بن جناد الحلبي، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن
عمر الجعفي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب الدورقي، وزيد بن أخزم. روى
عنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد بن علي الطستي، ومحمد بن الحسن بن مقسم،
وعبد الله بن إبراهيم الزينبي وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز، ومحمد بن خلف بن
جيان، ومحمد بن المظفر.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ حدثنا بنان
ابن أحمد بن علي القطان حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا عبد الرحيم بن ليث عن
طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقتل المحرم الحدأة، والعقرب والغراب،
والكلب العقور، والفأرة، كل هؤلاء فويسقة ".
حدثنا الأزهري حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: بنان بن أحمد بن علوية القطان
جارنا في دار القطن، لم يكن به بأس. توفى بعد الثلاثمائة بيسير، كتب الناس عنه،
وحدثوا عنه.
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول
سألت الدارقطني عن بنان بن أحمد بن علوية أبي محمد القطان فقال: لا بأس به ما
علمت إلا خيرا، كان شيخا صالحا فيه غفلة.
3543 - بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد، أبو الحسن الزاهد، ويعرف
بالحمال:
سمع الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، والحسن بن محمد الزعفراني، ونحوهم.
103

ذكر غير واحد أنه بغدادي، وقيل واسطى، سكن مصر وحدث بها فحديثه عند
أهلها. روى عنه الحسن بن رشيق، وغيره. وكان عابدا يضرب به المثل في وقته.
فسمعت أبا نعيم الحافظ يقول: بنان بغدادي، وقيل واسطى سكن مصر.
وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: بنان بن محمد
الزاهد الحمال بغدادي، سكن مصر ومات بها بعد الثلاثمائة، وكان فاضلا.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: بنان
ابن محمد بن حمدان بن سعيد أبو الحسن الحمال الواسطي، نزل مصر كان أستاذ
أبي الحسين التوزي.
قلت: وأرى أن أصله كان من واسط ونشأ ببغداد، وسمع بها الحديث وأقام بها
دهرا إلى أن انتقل عنها إلى مصر.
أخبرني الأزهري أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم النيسابوري أنه سمع الزبير بن
عبد الواحد يقول سمعت بنان الحمال يقول: الحر عبد ما طمع، والعبد حر ما قنع!.
أخبرني محمد بن طلحة النعالي حدثنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن المزكى عن
شيخ أظنه الزبير بن عبد الواحد قال سمعت بنانا الحمال يقول: البرئ جرئ،
والخائن خائف، ومن أساء استوحش.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا بنان
الزاهد - بمصر - حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا أحمد بن أبي الغمر قال سمعت
أبا بكر بن عياش يقول: من أمن أن يستثقل ثقل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول سمعت
الحسين بن أحمد الرازي يقول سمعت أبا على الروذباري يقول: كان سبب دخولي
مصر حكاية بنان; وذاك أنه أمر ابن طيلون بالمعروف، فأمر أن يلقى بين يدي السبع،
قيل له: ما الذي كان في قلبك حيث شمك السبع قال: كنت أتفكر في سؤر السباع
ولعابها. واحتال عليه أبو عبد الله القاضي حتى ضرب سبع درر، فقال له: حسبك
الله بكل درة سنة، فحبسه ابن طيلون سبع سنين!.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أخبرني عبد
الملك بن إبراهيم القشيري حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الأردني حدثنا عمر بن
محمد بن عراك: أن رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة إلى أجل، فلما جاء
الأجل طلب الوثيقة فلم يجدها فجاء إلى أبي الحسن بنان فسأله الدعاء، فقال له: أنا
104

رجل قد كبرت. وأنا أحب الحلواء، اذهب إلى دار فرج فاشتر لي رطل معقود وجئني
به حتى أدعو لك، فذهب فاشترى به ما قال ثم جاء به. فقال له بنان: افتح القرطاس
ففتح الرجل القرطاس فإذا هو بالوثيقة فقال لبنان: هذه وثيقتي! فقال خذ وثيقتك،
وخذ المعقود أطعمه صبيانك، فأخذه ومضى.
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول - وسألت
الدارقطني عن بنان بن محمد الصوفي - فقال ذا كان شيخا صالحا.
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد
الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: بنان بن محمد بن
حمدان بن سعيد يكنى أبا الحسن من أهل واسط يعرف بالحمال، كان زاهدا متعبدا
قدم إلى مصر، وكان له بمصر موضع ومنزلة عند العامة والخاصة، وكانت العامة
تضرب بعبادته وزهده المثل، وكان لا يقبل من السلطان شيئا، وكان صالحا متحليا.
حدث عن الحسن بن عرفة وطبقة نحوه وبعده، وكتب عنه، وكان ثقة توفى بمصر يوم
الأحد اليوم الثالث من شهر رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة. وخرج في جنازته
أكثر أهل البلد من الخاص والعام، وكان شيئا عجبا.
3544 - بنان بن محمد بن بنان، أبو القاسم:
خطيب الزعفرانية - وهي قرية أسفل من كلواذي - سمع محمد بن إسماعيل
الوراق، وأبا حفص بن شاهين. كتبت عنه في قريته الزعفرانية وقت انحداري إلى
البصرة، وذلك في جمادى الأولى من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وكان صدوقا.
أخبرنا بنان بن محمد حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق - إملاء - حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عبد العزيز حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا إبراهيم بن سعد عن
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال: " فضل صلاة الجماعة على
صلاة أحدكم وحده; خمسة وعشرون جزءا ". قيل: أذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال:
نعم.
* * *
105

ذكر من اسمه بدر
3545 - بدر بن المنذر بن بدر بن النضر، أبو بكر المغازلي:
وهو بدر بن أبي بدر، وكان اسمه أحمد ولقبه بدر، وهو الغالب عليه، حدث
عن معاوية بن عمر. وروى عنه أحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو
بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وغيرهم. وكان ثقة. ويعد من الأولياء
العازفين عن الدنيا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان حدثنا بدر بن المنذر المغازلي حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة
العشاء وصلاة الفجر، ولو علموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولو علم أحدكم إذا
أتاهما أن يجد عرقا من شاة سمينة، أو مر مأتين حسنتين لأتيتموهما أجمعون، لقد
هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلى بالناس، ثم آتي الذين يتخلفون
عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم ".
أخبرنا على بن أحمد الرزاز أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا أحمد بن المنذر
المعروف ببدر المغازلي الشيخ الصالح - أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد
ابن موسى القرشي.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس. قالا: حدثنا أبو
الحسين بن المنادى. قال: وكان أبو بكر بدر بن المنذر المغازلي الذي ينزل الزمشية
من المعدودين في الصالحين، وقد كتب عنه الحديث، حدث عن: عبد العزيز بن
جعفر قال: حدثنا أبو بكر الخلال - وذكر بدر بن أبي بدر - فقال: كان أبو عبد الله
106

- يعنى أحمد بن حنبل - يقدمه ويكرمه، وكنت إذا رأيته، ورأيت منزله، ورأيت
قعوده، شهدت له بالصلاح، والصبر على الفقر.
وقال الخلال أخبرني الحسن بن منصور الرقي. قال: ربما كان عند أحمد بن حنبل
فيخرج الشئ فيقول: أين بدر؟ ثم يقول: هذه من بابتك - يعنى أحاديث الزهد
ونحو ذلك -.
وقال الخلال أيضا: أخبرني محمد بن علي الحربي قال حدثني محمد بن يزيد قال
كنا عند خطاب نعوده، فدخل إليه بدر بن أبي بدر يعوده، فلما خرج قال: تعرفون
بدرا؟ قلنا: نعم نعرفه. قال: كان أحمد بن حنبل يتعجب منه ويقول: من مثل بدر؟
بدر قد ملك لسانه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: قال أبو
محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت دارا لها بثلاثين دينارا،
فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير في إخواننا ونأكل رزق يوم بيوم، فأجابته إلى ذلك
وقالت: تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون!.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وتوفى أبو الحسن ابن بنت محمد بن حاتم بن ميمون لتسع خلون
من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وأبو بكر بدر بن المنذر المغازلي - كتب
الناس عنه لصلاحه - مات قبل ابن بنت حاتم بن ميمون بيوم واحد بالجانب الغربي
في الزمشية.
3546 - بدر بن عبد الله، أبو الحسن الجصاص الرومي:
حدث عن عاصم بن علي وسعيد بن سليمان الواسطيين، وأبى الربيع الزهراني،
وخليفة بن خياط العصفري روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر النقاش
المقرئ.
أخبرني على بن أحمد الرزاز حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد
المقرئ - إملاء - حدثنا بدر بن عبد الله الجصاص - في دار المعتضد - حدثنا خليفة
ابن خياط حدثنا يحيى بن محمد المدني أبو زكير حدثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن
107

عن أنس بن مالك. قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فأقام بمكة عشرا،
وبالمدينة عشرا، وتوفى وهو ابن ستين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل حدثني إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا أبو الحسن
بدر بن عبد الله الجصاص الرومي في المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين.
3547 - بدر أبو النجم مولى المعتضد بالله، المعروف بالحمامي، ويسمى بدر
الكبير:
ولى الأمارة في بلدان جليلة، وكان له من السلطان منزلة كبيرة، وتولى الأعمال
بمصر مع ابن طولون، إلى أن فسد أمر ابن طولون وقتل، فقدم بدر بغداد وأقام بها
مدة ثم ولاه السلطان بلاد فارس، فخرج إلى عمله وأقام هناك إلى أن توفى. وذكر لي
أبو نعيم الحافظ أنه كان عبدا صالحا مستجاب الدعوة، وقد حدث عن هلال بن
العلاء الرقي، وعبيد الله بن محمد بن رماحس الرملي. روى عنه ابنه محمد بن بدر.
أخبرنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر محمد بن بدر الأمير مولى المعتضد - ببغداد -
حدثنا أبي - أبو النجم بدر الكبير - حدثنا عبيد الله بن محمد بن رماحس.
وأخبرنا أبو نعيم أيضا وأبو الحسن على بن عبيد الله الكاغدي جميعا بأصبهان.
قالا: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني حدثنا عبيد الله بن رماحس
القيسي - برمادة الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين - حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق
- وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة قال - سمعت أبا جرول زهير بن صرد
الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي
أتيته، فأنشأت أقول هذا الشعر:
- امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننتظر -
- امنن على بيضة قد عاقها قدر * مشتت شملها في دهرها غير -
- أبقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر -
- إن لم تداركهم نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يختبر -
- أمنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملؤه من محضها الدرر -
- إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتي وما تذر -
- لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر -
- إنا لنشكر للنعمى إذا كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر -
108

- فألبس العفو من قد كنت ترضعه * من أمهاتك إن العفو مشتهر -
- يا خير من مرحت كمت الجياد به * عند الهياج إذا ما استوقد الشرر -
- إنا نؤمل عفوا منك نلبسه * هدى البرية إذ تعفو وتنتصر -
- فاعفو عفا الله عما أنت راهبه * يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر -
قال: فلما سمع هذا الشعر قال: صلى الله عليه وسلم: " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ".
وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقال الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن زهير بن صرد إلا بهذا الإسناد، وتفرد به
عبيد الله بن رماحس، وكان قد أتى عليه عشر ومائة سنة، ورأيته قد علا شجرة التين
يلتقط منه!
أخبرنا أبو على محمد بن وشاج حدثنا عبد الصمد بن أحمد بن حنش الخولاني
قال أنشدنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد قال أنشدنا المعوج الأنطاكي لنفسه في
بدر الحمامي - وسقط عن فرسه ففصد -:
- لا ذنب للطرف إن زلت قوائمه * وليس يلحقه من عائب دنس -
- حملت بأسا وجودا فوقه وندى * وليس يقوى بهذا كله الفرس -
- قالوا فصدت فما خلق به حرك * خوفا عليك ولا نفس لها نفس -
- كف الطبيب دعا كفا فقبلها * ويطلب الغيث منها حين يحتبس -
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: وورد الخبر في شهر
ربيع الأول سنة إحدى عشرة - يعنى وثلاثمائة - بموت بدر غلام ابن طولون
المعروف ببدر الحمامي، وكان أميرا على بلاد فارس كلها وكورها، وقد طالت أيامه
بها، وصلحت بمكانه، والسلطان حامد لأمره فيها، وشاكر إلى مكانه بها، فورد الخبر
بوفاته، وأن ابنه محمدا قام بالأمر هناك، وسكن الناس، وضبط ما تهيأ له ضبطه،
فأمر السلطان أن يكتب إليه بالولاية مكان أبيه، ويكتب إلى من معه من القواد
بالسمع والطاعة له، فنفذت الكتب بذلك، ووصلت إليه، وتأمر على بلاد فارس،
وأطاعه الناس.
109

3548 - بدر بن الهيثم بن خلف بن خالد بن راشد بن الضحاك بن النعمان
ابن محرق بن النعمان بن المنذر، أبو القاسم اللخمي القاضي الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي كريب محمد بن العلاء، وهارون بن إسحاق
الهمذانيين، وهشام بن يونس اللؤلؤي، ومحمد بن عمر بن الوليد الكندي، وعمرو
ابن عبد الله، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأوديين. روى عنه محمد بن إسحاق
القطيعي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف القواس، وعيسى بن علي
الوزير وغيرهم وكان ثقة، وكان من المعمرين. وسمع الحديث بعد أن مضى له
من عمره أربعون سنة.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال حدثنا بدر بن الهيثم
القاضي - وما كتبت عن شيخ أسن منه - بلغني أنه بلغ مائة وست عشرة سنة.
حدثني الأزهري قال ذكر أبو الحسن الدارقطني: أن بدر بن الهيثم عاش مائة
وسبع عشرة سنة، وكان نبيلا، وقد أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. وما كتب عنه.
قال: ودخل على الوزير على بن عيسى فرفعه وقال له: كم سن القاضي؟ فقال: ما
أدرى كم سنى، ولكن كان قد ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مع أبي سنة خمس
عشرة ومائتين، وكان بين الركبتين مائة سنة!.
سمعت القاضي أبا عبد الله الحسين بن علي الصيمري يحكى هذه الحكاية، إلا أنه
ذكر فيها أن بدرا قال: ركبت مع أبي إلى عامل كان للمأمون، وذلك في سنة خمس
عشرة ومائتين، ثم ركبت إلى حضرة الوزير - يعنى على بن عيسى - في سنة خمس
عشرة وثلاثمائة، وبين الركبتين مائة سنة! قال على بن عيسى: لا يمكن أن يكون
ركب إلى عامل المأمون مع أبيه وله أقل من خمس عشرة سنة. أو كما قال:
أخبرنا الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي. قال: قال لنا أحمد بن
محمد بن عمران: مات بدر بن الهيثم القاضي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
[قلت]: وهذا وهم والصواب ما:
أخبرني الأزهري حدثنا أبو بكر بن شاذان. قال: توفى بدر بن الهيثم القاضي
لعشر خلون من شوال من سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال: مات بدر بن الهيثم القاضي في
شوال سنة سبع عشرة، وحمل إلى الكوفة فدفن بها.
110

ذكر من اسمه البهلول
3549 - البهلول بن حسان بن سنان، أبو الهيثم التنوخي:
من أهل الأنبار، سمع ببغداد، والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، وحدث عن
شيبان بن عبد الرحمن التميمي. وورقاء بن عمر اليشكري، والفرج بن فضالة،
وإسماعيل بن عياش، وأبي غسان محمد بن مطرف، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة
ابن الحجاج، وحماد بن سلمة وأبى شيبة القاضي، وروح بن مسفر، وهيثم بن بشير،
وقيس بن الربيع، وشريك بن عبد الله، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب،
ومالك ابن أنس، ومسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة. روى عنه ابنه إسحاق بن
البهلول.
وسمعت القاضي أبا القاسم على بن المحسن التنوخي يقول: هو البهلول بن
حسان بن سنان بن أوفى بن عوف بن أوفى بن سرح بن أوفى بن خزيمة بن أسد بن
مالك، أحد ملوك تنوخ بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن عمران بن
الحاف بن قضاعة، وقضاعة لقب واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن
مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر. ويقال: هو هود
النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ حدثنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان الأزرق الأنباري الكاتب -
إملاء في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في جامع الرصافة - قال
حدثني جدي إسحاق بن البهلول - في سنة ست وأربعين ومائتين - حدثني أبي
البهلول بن حسان عن ورقاء عن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله أنا عند ظن عبدي، وأنا معه حيث يذكرني ".
111

حدثني علي بن أبي على عن أحمد بن يوسف الأزرق قال أخبرني عمى إسماعيل
ابن يعقوب أخبرني عمى البهلول بن إسحاق بن البهلول قال كان جدي البهلول بن
حسان قد طلب الأخبار، واللغة والشعر، وأيام الناس، وعلوم العرب، فعلم من ذلك
شيئا كثيرا، وروى منه رواية واسعة، ثم طلب الحديث، والفقه، والتفسير، والسير،
وأكثر من ذلك، ثم تزهد إلى أن مات بالأنبار في سنة أربع ومائتين.
3550 - البهلول بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو محمد
التنوخي:
سمع إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة، ومصعب بن عبد الله الزبيريين
وسعيد بن منصور، وأبا مصعب الزهري، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن
حاتم الطويل، وأباه إسحاق بن البهلول، وغيرهم. روى عنه أخوه، أحمد، وابنا أخيه
يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وأبو
طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، وعلي بن إبراهيم بن حماد الأزدي،
وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبزون الضرير وجماعة آخرهم
أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي حدثنا بهلول بن إسحاق حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد
عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال لنسائه: في
حجته " هذه، ثم ظهور الحصر ".
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول وسألت
الدارقطني عن بهلول بن إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري فقال: ثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
مات بهلول بن إسحاق الأنباري سنة تسع وتسعين.
حدثني عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - أخبرنا مكي بن محمد
ابن الغمر المؤدب حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر. قال: سنة
112

ثمان وتسعين فيها مات بهلول بن إسحاق بن بهلول وله خمس وسبعون سنة. كذا
قال.
وحدثني علي بن أبي على عن أحمد بن يوسف الأزرق عن عمه إسماعيل بن
يعقوب أن البهلول بن إسحاق أنباري ولد بها سنة أربع مائتين، ومات بها في
شوال من سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال: وكان قد تقلد القضاء والخطبة على المنابر
بالأنبار وأعمالها مدة طويلة، قبل سنة سبعين ومائتين، وكان حسن البلاغة، مصقعا
في خطبه، كثير الحديث، ثقة فيه ضابطا لما يرويه، وحدث بالأنبار.
3551 - البهلول بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن
سنان، أبو القاسم التنوخي الأنباري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. حدثني عنه القاضي أبو القاسم التنوخي. وذكر
أنه ولد ببغداد لأربع بقين من شوال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، قال: ومات يوم
الثلاثاء لسبع خلون من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة. قال: وسمعت منه شيئا يسيرا،
وكان ينزل في سكة بالمدينة تعرف بسكة أبي العباس الطوسي - يعنى مدينة المنصور.
* * *
113

ذكر من اسمه بيان
3552 - بيان بن حمران المدائني:
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد العلاف قالا: أخبرنا أبو بكر
الشافعي حدثنا محمد بن محمد أبو أحمد المطرز حدثنا عبد الله بن سليمان بن زياد
البصري - بالبصرة - حدثنا بيان بن حمران أخبرنا مفضل بن فضالة عن أيوب
وهشام ويونس عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
دعي أحدكم فليجب، فإن كان مفطرا فليطعم، وإن كان صائما فليصل ".
قلت: هذا مثل حديث قبله. أخبرنا الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال:
بيان بن حمران المدائني روى عن مفضل بن فضالة البصري أخي مبارك، وعمر بن
موسى الوجيهي. روى عنه ابنه محمد بن بيان، ورزق الله بن مهران، وإسحاق بن
إسماعيل السقطي.
3553 - بيان بن الحكم
حدث عن محمد بن حاتم الزمي. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل.
أخبرني الحسن بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل حدثني بيان بن الحكم حدثنا محمد بن حاتم - أبو جعفر - عن
بشر بن الحارث قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن ليث عن الحكم. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهم ".
وروى عبد الله عنه عن محمد بن حاتم عن بشر عدة أحاديث.
3554 - بيان بن يحيى بن بيان، أبو الحسين الكاتب الخراساني:
روى أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أبي الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى
الماسرجسي. وذكر أنه حدثهم في مسجد الشرقية.
* * *
114

ذكر من اسمه بكير
3555 - بكير الشراك:
أحد شيوخ الصوفية. كان ينزل الشونيزية. وذكره أبو عبد الرحمن السلمي في
" تاريخه ". فقال: ما أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين
السلمي. قال: بكير الشراك، سمعت الحسين بن أحمد يقول لم أر في مشايخ
الصوفية أحسن لزوما للفقه منه. مات سنة عشرين وثلاثمائة.
3556 - بكير بن محمد بن أحمد بن سهل، الحداد.
يقال: إن اسمه أحمد ولقبه بكير. سكن مكة وحدث بها عن بشر بن موسى
وجماعة غيره. روى عنه الدارقطني، وقد ذكرناه في باب أحمد.
3557 - بكير الدراج:
أخو أبي الحسين وأبى الحسن، وجميعهم من مشايخ الصوفية البغداديين. ذكر ذلك
أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب " الإخوة والأخوات " من الصوفية.
3558 - بكير الحلاج الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي أيضا في تاريخه. وقال: هو بغدادي من أجلاء
أصحاب الشبلي.
* * *
115

ذكر من اسمه بشار
3559 - بشار بن برد، أبو معاذ الشاعر، مولى بني عقيل:
ويقال إن اسم جده برجوخ. سباه المهلب بن أبي صفرة من طخارستان، ويقال
لبشار المرعث. ولد أعمى، وهو المقدم من الشعراء المحدثين. أكثر الشعر وأجاد
القول، وهو بصري قدم بغداد، وكان المهدي أمير المؤمنين اتهمه بالزندقة فقتله عليها.
أخبرني على بن أيوب الكاتب أخبرنا محمد بن عمران بن موسى أخبرني يوسف
ابن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال حدثني على بن مهدي قال: حدثني أبو حاتم
السجستاني. قال: قال لي أبو عبيدة: قيل لبشار المرعث، لأنه كان يلبس في أذنه وهو
صغير رعاثا. والرعاث القرطة، واحدها رعثة وجمعها على لفظ واحدها رعثات،
ورعثات الديك - المتدلي أسفل حنكه قال الشاعر:
- سقيت أبا المطرح إذ أتاني * وذو الرعثات منتصب يصيح -
- شرابا يهرب الذبان منه * ويلثغ حين يشربه الفصيح -
والرعث: الاسترسال والتساقط، وكأن اسم القرطة اشتق منه.
أخبرنا علي بن أبي على حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين القطيعي حدثنا
محمد بن أبي طاهر حدثنا أبو الصلت العنزي قال: سمى بشار بن برد المرعث
بشعره:
- من لظبي مرعث * فاتن العين والنظر -
- قال لي لست نائلي * قلت أو يغلب القدر -
وأخبرنا على ابن أبي على أخبرنا القطيعي حدثنا ابن الأنباري حدثنا محمد بن
المرزبان حدثني ابن أبي طاهر عن محمد بن سلام. قال: إنما سمى بشار المرعث لأنه
كان لقميصه جيبان، يخرج رأسه مرة من هذا ومرة من هذا، وكان يضم القميص
116

عليه من غير أن يدخله في رأسه. قال: والرعث عند العرب الاسترخاء والاسترسال،
والرعثة القرط، وكذلك الرعث والرعاث القرطة..
قلت: وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى أن بشارا قال الشعر ولم يبلغ عشر سنين!.
أخبرني على بن أيوب أخبرنا محمد بن عمران المرزباني حدثني علي بن أبي عبيد
الله الفارسي أخبرني أبي عن عبد الرحمن بن المفضل عن أبي عبيدة قال: كان بشار
يقول الشعر وهو صغير، وكان لا يزال قوم يشكونه إلى أبيه فيضربه، حتى رق عليه
من كثرة ما يضربه، وكانت أمه تخاصمه، فكان أبوه يقول لها: قولي له يكف لسانه
عن الناس، فلما طال ذلك عليه قال له ذات ليلة: يا أبت لم تضربني كلما شكونى
إليك؟ قال فما أعمل؟ قال احتج عليهم بقول الله تعالى: * (ليس على الأعمى حرج
ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) * [النور 61، الفتح 17] فجاءوه يوما
يشكون بشارا فقال لهم هذا القول، فقالوا: فقه برد أضر علينا من شعر بشار.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ حدثنا
محمد بن يحيى النديم حدثنا محمد بن العباس الرياشي حدثنا أبي عن الأصمعي قال
قلت لبشار: ما رأيت أذكى منك قط؟ فقال: هذا لأني ولدت ضريرا واشتغلت عن
الخواطر للنظر ثم أنشدني:
- عميت جنينا والذكاء من العمى * فجئت عجيب الظن للعلم موئلا -
- وغاض ضياء العين للقلب رائدا * بحفظ إذا ما ضيع الناس حصلا -
- وشعر كزهر الروض لا أمت بينه * نقى إذا ما أحزن الشعر أسهلا -
أخبرني الأزهري حدثنا عبيد الله بن محمد البزاز حدثنا الصولي حدثنا الحذنبل
قال: كنا عند ابن الأعرابي فأنشده رجل لخالد الكاتب:
- رقدت ولم ترث للساهر * وليل المحب بلا آخر -
فاستحسنه، ثم أنشد رجل لبشار:
- خليلي ما بال الدجى لا يزحزح * وما بال ضوء الصبح لا يتوضح؟ -
- أضل الصباح المستقيم طريقه * أم الدهر ليل كله ليس يبرح؟ -
- أظن الدجى طالت وما طالت الدجى * ولكن أطال الليل هم مبرح -
فقال ابن الأعرابي للذي أنشده بيت خالد: نح بيتك لا تأكله هذه الأبيات فإن
بيتك طفل وهذه الأبيات سباع!.
117

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن
القاسم الأنباري حدثني محمد بن المرزبان قال حدثني أحمد بن أبي طاهر حدثنا أبو
الحسن على بن يحيى بن أبي منصور. قال: كان إسحاق بن إبراهيم الموصلي إذا ذكر
بشار بن برد يستصغره ويحتقره ويعيب شعره، فقلت له: أتعيب شعره وهو الذي
يقول:
- إذا كان خراجا أخوك من الوهى * موجهة في كل أوب ركائبه -
- فحل له وجه الفراق ولا تكن * مطية رحال بعيد مذاهبه -
- إذا كنت في كل الأمور معاتبا * خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه -
- فعش واحدا أوصل أخاك فإنه * مقارف ذنب مرة ومجانبه -
فقال لي: حدثني أبو عبيدة قال: أنشدني شبيل الضبعي هذه الأبيات للمتلمس
وكان به عالما صادقا، لأنه من قومه وأحد رهطه، فقلت له: أفليس أبو عبيدة قال
ذكرت ما حدثني به شبيل الضبعي لبشار؟ فقال: كذب والله شبيل، والله لقد مدحت
بهذه القصيدة ابن هبيرة فأعطاني أربعين ألفا! وكيف تكون هذه للمتلمس، وما
رواها أحد في شعره ولا وجدت قط في ديوانه، وبشار يقول فيها:
- رويدا، تصاهل بالعراق جيادنا * كأنك بالضحاك قد قام نادبه -
ويقول فيها:
- فلما تولى الحر واعتصر الثرى * لظى الصيف من وهج توقد آيبه -
- وطارت عصافير الشقاشق واكتسى * من الآل أمثال المجرة لاهبه -
- غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى * إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه -
فقال: هو شعر إذا تأملته مختلف مضطرب، لا يشبه بعضه بعضا، قلت: لم تقل فيه
هذا وهو للمتلمس؟ وكيف يكون هذا للمتلمس وما عرف بشار بسرقة شعر قط
جاهلي ولا إسلامي؟ فسكت. قال أبو بكر بن الأنباري: وفى هذا الشعر:
- أخوك الذي إن تدعه لملمة * يحبك وإن عاتبته لان جانبه -
- إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه -
أخبرني على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي أخبرنا محمد بن الحسن بن
الفضل حدثنا أبو بكر بن الأنباري حدثنا أبي قال: قال أبو الحسن بن حدان سمعت
أبا تمام الطائي يقول: بخراسان أشعر الناس، وأشبههم في الشعر كلاما بعد الطبقة
الأولى، بشار، والسيد [الحميري] وأبو نواس، ومسلم بن الوليد بعدهم.
118

أخبرني على بن أيوب أخبرنا محمد بن عمران بن موسى أخبرني أبو يوسف بن
يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال حدثني على بن مهدي حدثني أبو حاتم. قال قلت
لأبي عبيدة: مروان أشعر أم بشار؟ قال: حكم بشار لنفسه بالاستظهار، لأنه قال
ثلاثة عشر ألف بيت جيد، ولا يكون عدد شعر شعراء الجاهلية والإسلام هذا العدد،
وما أحسبهم برزوا في مثلها ومروان أمدح للملوك.
أخبرنا الجوهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني
محمد بن المرزبان حدثني أحمد بن أبي طاهر حدثنا عمر بن شبة حدثنا محمد بن
الحجاج - هو الشراواني راوية بشار - قال: دخل بشار على عقبة بن مسلم وعنده
ابن لرؤبة بن العجاج. فأنشده ابن رؤبة أرجوزة يمدحه بها. ثم أقبل ابن رؤبة على
بشار فقال: يا أبا معاذ ليس هذا من طرازك، فغضب بشار وقال: إلى تقول هذا؟ أنا
والله أرجز منك ومن أبيك، ثم غدا على عقبة بن مسلم فأنشده:
يا طلل الحي بذات الصمد * بالله خبر كيف كنت بعدي -
يقول فيها:
- بدت بخد وجلت عن خد * ثم انثت كالنفس المرتد -
- وصاحب كالرسل الممد * حملته في رقعة من جلدي -
- حتى اغتدى غير فقيد الفقد * وما درى ما رغبتي من زهدي -
- الحر يلحى والعصا للعبد * وليس للملحف مثل الرد -
- أسلم وحييت أبا الملد * والبس طرازي غير مسترد -
- لله أيامك في معد * وفى بنى قحطان ثم عد -
- يوما بذى طخفة عند الجد * وقبله قصدا بلاد الهند -
ومضى فيها إلى آخرها، فأمر له عقبة بجائزة وكسوة.
وقال ابن المرزبان: حدثنا أحمد بن أبي طاهر حدثنا أبو الصلت العنزي عن التنوخي
عن أبي دهمان الغلابي قال: حضرت بشار بن برد، وعقبة بن رؤبة، وابن المقنع قعودا
يتناشدون ويتحدثون ويتذاكرون، حتى أنشد بشار أرجوزته الدالية. يا طلل الحي بذات
الصمد. ومضى فيها، فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب، وقال: أنا وأبى
فتحنا الغريب للناس، وأوشك والله أن أغلقه، فقال له بشار: ارحمهم رحمك الله!
119

قال: يا أبا معاذ أتستصغرني وأنا شاعر ابن شاعر ابن شاعر؟؟ قال: فأذن أنت من
القوم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!.
أخبرني على بن أيوب أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني محمد بن يحيى
حدثنا محمد بن الحسن اليشكري. قال قيل لأبي حاتم: من أشعر الناس؟ قال الذي
يقول:
- ولها مبسم كثغر الأقاحي * وحديث كالوشى وشى البرود -
- نزلت في السواد من حبة القلب * وزادت زيادة المستزيد -
- عندها الصبر عن لقائي وعندي * زفرات يأكلن صبر الجليد -
- يعنى بشارا - قال: وكان يقدمه على جميع الناس.
وأخبرني على بن أيوب أخبرنا المرزباني أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم
عن أبيه قال حدثني أبو الفضل المروروذي عن أبي غسان رفيع بن سلمة قال حدثنا
محمد بن الحجاج قال قدم بشار على المهدي بالرصافة فدخل عليه، فأنشده نسيبا،
فنهاه عن النسيب، فقال:
- تجاللت عن فهر وعن جارتي فهر * وودعت نعمى بالسلام وبالهجر -
وقال فيها:
- وعارضة سرا، وعندي منادح * فقلت لها لا أشرب الماء بالخمر -
- تركت لمهدي الصلاة رضا بها * وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر -
- ولولا أمير المؤمنين محمد * لقبلت فاها، أو جعلت بها فطرى -
- لعمري لقد أوقرت نفسي خطيئة * فما أنا بالمزداد وقرا إلى وقرى -
- فلا تعجبي من خارج من غواية * نوى رشدا قد يعرض الأمر في الأمر -
- فهذا أراني قد شرعت مع التقى * وباتت همومي الطارقات فما تسرى -
- وم الآن لا أصبو مباهت حاجتي * ومات الهوى وانشق عن هامتي سكرى -
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثنا سلمان بن يزيد البصري حدثني سعيد بن
حميد بن سعيد الشامي حدثني أبو جعفر الأعرج الكوفي. قال: دخل بشار على
120

المهدي يعزيه على البانوجة فقال: يا ابن معدن الملك، وثمرة العلم، إنما الخلق
للخالق، وإنما الشكر للمنعم، ولا بد مما هو كائن، كتاب الله عظتنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
أسوتنا، فأية عظة بعد كتاب الله، وأية أسوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ مات فما أحسن
الموت بعده؟
بلغني أن بشارا قتل في سنة سبع - وقيل ثمان - وستين ومائة. وقد بلغ نيفا
وتسعين سنة.
3560 - بشار بن موسى، أبو عثمان العجلي الخفاف:
بصري الأصل، حدث عن أبي عوانة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعطاء بن
مسلم الحلبي، وابنه عبد الله بن أحمد والعباس بن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد
الدورقي، وجعفر الصائغ، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، والحسن بن علوية
القطان، وأحمد بن علي الخزاز، وعبيد بن خلف البزاز، وعبد الله بن محمد البغوي.
أخبرنا على بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - أخبرنا على بن إسحاق
المادرائي حدثنا جعفر بن محمد الصائغ.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - واللفظ له - حدثنا جعفر بن محمد ابن بنت
حاتم بن ميمون المعدل حدثنا محمد بن الفضل السقطي قالا: حدثنا بشار بن موسى
حدثنا شريك عن فراس عن الشعبي عن الحارث عن علي. قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي
بكر وعمر - وهما مقبلان - فقال: " يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة من
الأولين والآخرين، ممن خلا في الأمم الغابرين ومن يأتي، إلا النبيين والمرسلين، لا
تخبرهما يا علي ". قال على: فلو كانا حيين ما حدثت به.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا محمد بن عمران بن
121

موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان بشار
الخفاف يحدث عن شريك قال: حدثنا فراس عن الشعبي عن الحارث عن علي: " سيدا
كهول أهل الجنة ". فقلت له: هذا الحديث إنما روي شريك عن الحسن بن
عمارة. فكان يقول فيه شريك عن فراس، ثم كان بشار يروي الأحاديث، وكان
صاحب سنة، وقد دافعت عنه ولكنه؟! وضعفه.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب - بالدينور - أخبرنا على بن
أحمد بن علي بن راشد أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال سمعت عليا - يعنى
ابن المديني - وذكر بشار بن موسى فقال: ما كان ببغداد أصلب منه في السنة، وما
أحسن رأي أبي عبد الله فيه - يعني أحمد بن حنبل -.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد
ذكر بشارا الخفاف فقال: كان معروفا صاحب سنة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل. قالا:
أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
قال أبي في - حديث يزيد بن زريع عن شعبة - قال: أنبأنا عمرو بن مرة عن عبد الله
ابن سلمة قال: دخلنا على عمر، معاشر وفد مذحج، وكنت من أقربهم منه مجلسا،
فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره، فقال لي: أمنكم هذا؟ قلت: نعم يا أمير
المؤمنين. قال: ما له قاتله الله، كفى الله أمة محمد شره، والله إني لأحسب أن
للمسلمين منه يوما عصيبا.
قال عبد الله: والحديث حدثناه بشار الخفاف حدثنا يزيد بن زريع حدثني شعبة
حدثني عمرو بن مرة - وقال فيه كلاما كثيرا أكثر من هذا.
قال عبد الله قال أبي قرأته في كتاب عمى صالح بن حنبل عن الهيثم بن عدي عن
عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه - يعنى هذا الحديث.
122

أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا محمد بن الحسين أبو
الفتح الأزدي، حدثني محمد بن جعفر بن أحمد المطيري قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد الدورقي قال: مضيت إلى بشار بن موسى الخفاف، فحدثنا عن يزيد بن زريع،
عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: دخلنا على عمر بن
الخطاب في وفد مذحج ومعنا الأشتر، فجعل ينظر إلى الأشتر، ويصرف بصره عنه،
فقال: ويل لهذه الأمة منك ومن ولدك، إن للمؤمنين منك يوما عصيبا! قال عبد الله:
فأتيت منزلنا، فإذا فيه يحيى بن معين وخلف بن سالم، فناداني يحيى بن معين: يا
عبد الله أين كنت؟ قلت: كنت في ذاك الجانب عند بشار بن موسى، فقال يحيى:
وإيش حدثكم؟ قلت: حدثنا عن يزيد بن زريع، عن شعبة عن عمرو بن مرة، عن
عبد الله بن سلمة وذكرت له الحديث. فقال يحيى: ما له فعل الله به وفعل: والله ما
حدث بهذا يزيد بن زريع قط، ولا سمعه شعبة من عمرو بن مرة. فقال له خلف بن
سالم: يا أبا زكريا، فإيش الحجة عندك؟ قال: سرقوه من حديث الهيثم بن عدي عن
ابن عمرو بن مرة عن أبيه.
قلت: قد رواه العباس بن أبي طالب البصري نزيل مصر أيضا عن يزيد بن زريع
نحو رواية بشار.
أخبرناه أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي حدثني العباس بن أبي طالب حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة حدثنا عبد الله بن سلمة: أن عمر بن الخطاب
نظر إلى الأشتر فصعد فيه النظر ثم صوبه، ثم قال: إن للمسلمين من هذا يوما
عصيبا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته - يعنى
يحيى بن معين - عن بشار الخفاف فقال: ليس بثقة.
قال أبو سعيد عثمان بن سعيد: بلغني أن علي بن المديني كان يحسن القول في
بشار هذا، وكان من رهط أحمد بن حنبل.
123

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول: بشار
الخفاف ليس بثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرني محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي قال: قال يحيى بن معين: بشار
الخفاف من الدجالين.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب حدثنا محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الصيدلاني
حدثنا على بن الحسن بن دليل البزاز حدثنا أبو عبد الله المقدمي حدثنا عبد الله بن
عمرو قال حدثني أحمد بن الحسين بن داود بن سنان حدثني عبدوس بن محمد
القطان - أبو بكر - قال: كنا في مجلس بشار بن موسى الخفاف، فمر له حديث.
فقال له بعض من في المجلس: إن يحيى بن معين ينكر هذا فقال: ترى ما شذ
على يحيى من الحديث؟ ربعه، خمسه، سدسه، حتى بلغ عشره، ثم قال: تدرون ما
كان يقول عندنا ظريف يقال له الحسن بن هانئ.؟
- خل جنبيك لرام * وامض عنه بسلام -
- مت بداء الصمت خير * لك من داء الكلام -
- إنما العاقل من * ألجم فاه بلجام -
- شبت يا هذا وما * تترك أخلاق الغلام -
- والمنايا آكلات * شاربات للأنام -
نعم الموعد القيامة نلتقي أنا ويحيى.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن
أحمد الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: وبشار الخفاف أصله من البصرة
وكان يسكن بغداد، ضعيف الحديث.
وأخبرنا محمد بن الحسين أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن
فارس حدثنا البخاري قال: بشار الخفاف منكر الحديث.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي
- بالأهواز - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال سألت أبا داود سليمان
124

ابن الأشعث: عن بشار الخفاف فقال: ضعيف، كان أحمد يكتب عنه، وكان فيه
حسن الرأي، وأنا لا أحدث عن بشار الخفاف. قال: ومات سنة ثمان وعشرين.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي قال: بشار الخفاف ليس بثقة.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة نقلته من أصله - أخبرنا عبد الله بن عدي
الحافظ. قال: وبشار بن موسى الخفاف رجل مشهور بالحديث، ويروى عن قوم
ثقات، وأرجو أنه لا بأس به، ولم أر في حديثه شيئا منكرا، وقد كتب الحديث
الكثير، وحدث عنه الناس، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا جعفر الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي. قال: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات بشار بن موسى الخفاف.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن
إسحاق. قال: مات بشار الخفاف سنة ثمان وعشرين ومائتين.
حدثنا أحمد بن جعفر أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد
البغوي: ومات بشار بن موسى الخفاف ببغداد في شهر رمضان، سنة ثمان وعشرين،
وكان يخضب، وقد كتبت عنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن عيسى بن القاسم التمار قال
حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزاز. قال: مات بشار بن موسى يوم الجمعة لثمان
بقين من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
* * *
125

ذكر من اسمه بقية
3561 - بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز، أبو يحمد الكلاعي
الحمصي:
سمع محمد بن زياد الألهاني، ويحيى بن سعيد، وصفوان بن عمرو، والأوزاعي،
ومحمد بن الوليد الزبيدي، وأبا بكر بن أبي مريم الغساني، وعبيد الله بن عمر
العمرى وسعيد بن بشير، والصباح بن مجالد، والجراح بن المنهال، وغيرهم. روى
عنه: شعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون،
ونعيم بن حماد، وحاجب بن الوليد، والوليد بن صالح، وداد بن رشيد، وأبو إبراهيم
الترجماني، وأبو همام الوليد بن شجاع، وإسحاق بن راهويه. وقدم بقية بغداد
وحدث بها. وفى حديثه مناكير، إلا أن أكثرها عن المجاهيل. وكان صدوقا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا بقية بن الوليد -
ببغداد - عن عثمان الحوطي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلة، وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين ".
126

أخبرني محمد بن أبي على أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي حدثنا أبو
عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود يقول: سمع يزيد بن هارون من
بقية ببغداد، وسمع شعبة من بقية ببغداد.
أخبرني أبو الفرج بن الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا
إسحاق بن موسى الرملي قال سمعت محمد بن عوف يقول سمعت حيويه يقول
قال بقية قال لي شعبة: إني لأسمع منك أحاديث; لو لم أحفظها لطرت.
أخبرنا أبو سعد الماليني - إجازة - وحدثنيه أحمد بن سلمان بن المقرئ عنه
أخبرنا عبد الله بن عدي قال سمعت محمد بن أحمد بن حمدان يقول: ذهبت إلى
عطية بن بقية فسلمت عليه وهو على باب دارخ فقال: تعرفني؟ قلت: سبحان الله يا
أبا سعيد! ومن لا يعرفك. قال: أنا عطية بن بقية صاحب الأحاديث النقية.
وقال ابن عدي: سمعت يعقوب بن إسحاق يقول سمعت عطية بن بقية يقول:
بلغني أن رجلا بالثغر قال: أنا من ولد بقية، ما لبقية غير عطية، فإذا مات عطية ذهب
نسل بقية.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد
ابن أحمد بن أبي يحيى الزهري حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي قال
سمعت أحمد بن يوسف يقول: تكاثروا على سفيان بن عيينة فقال: مالكم؟ فلست
ببقية بن الوليد، ولا أبي العجب.
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل. قالا: أخبرنا
دعلج بن أحمد قال حدثنا - وفى حديث ابن الفضل أخبرنا - أحمد بن علي الأبار
حدثنا أحمد بن مصعب المروزي عن الفضل بن موسى. قال: قال بقية: ذاكرت
حماد بن زيد بأحاديث. فقال: ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة!.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن
سفيان. قال: وبقية ذكر بحفظ، إلا أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث. ويروى
عن شيوخ فيهم ضعف. وكان يشتهي الحديث فيكنى الضعيف المعروف بالاسم.
ويسمى المعروف بالكنية باسمه.
وسمعت إسحاق بن راهويه. قال: قال ابن المبارك: أعياني بقية، كان يسمى
الكنى ويكنى الأسامي.
127

قال حدثني أبو سعيد الوحاظي فإذا هو عبد القدوس. قال يعقوب بن سفيان: وقد
قال أهل العلم: بقية إذا لم يسم الذي يروى عنه وكناه فلا يساوي حديثه شيئا.
أجاز لي أبو سعد الماليني - وحدثني أحمد بن سلمان المقرئ عنه - أخبرنا عبد
الله ابن عدي قال حدثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة حدثنا أبو حاتم الرازي قال
سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: احذر حديث بقية، وكن منها على نقية،
فإنها غير نقية.
أخبرنا أبو طالب الدسكري أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن أحمد بن
أحمد بن أبي يحيى الزهري أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا وهب بن زمعة عن
عبد الله بن المبارك أنه سئل عن بقية بن الوليد، فقال: كان صدوقا، ولكنه كان يكتب
عمن أقبل وأدبر.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة -
حدثنا محمد بن عمرو العقيلي حدثنا عبد الله بن محمد بن سعدويه المروزي حدثنا
أحمد بن عبد الله بن بشير المروزي حدثنا سفيان بن عبد الملك قال: سمعت ابن
المبارك يقول: إذا اجتمع إسماعيل وبقية في حديث، فبقية أحب إلي.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري أخبرنا على بن محمد بن عمر أخبرنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة قال سمعت إبراهيم بن موسى قال سمعت
رباح بن خالد قال سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن عياش في
حديث، فبقية أحب إلى.
أخبرنا الأزهري أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي حدثنا جعفر بن عبد الواحد - يعنى الهاشمي - قالت سألت أبا عبد
الله - يعنى أحمد بن حنبل - عن إسماعيل بن عياش وبقية؟ فقال: كان إسماعيل
صاحب حديث. وكان بقية، وكان، وكان وفخم أمره، وذكر بقية فقال: كان بقية
أذكاهما. أي كأنه يشتهى الحديث.
أخبرني على بن محمد بن الحسين المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا
128

محمد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وسمعت أبي
يقول: بقية صالح فيما روى عن أهل الشام، وأما حديثه عن عبيد الله بن عمر وأهل
الحجاز والعراق فضعفه فيها جدا.
قال: وسمعت أبي يقول: بقية روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث منكرة.
أخبرني الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد حدثنا الحسين بن صدقة حدثنا بن أبي
خيثمة قال سأل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال إذا حدث عن الثقات - مثل
صفوان وغيره - قيل له: أيهما أثبت؟ - يعنى بقية أو إسماعيل بن عياش -؟ قال
كلاهما صالح.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين:
فبقية بن الوليد كيف حديثه؟ فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي حدثنا عباس بن محمد. قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا لم يسم بقية
الرجل الذي يروى عنه، وكناه، فاعلم أنه لا يساوى شيئا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أخبرنا عبد الله بن عمر
الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي. قال: بقية بن الوليد
صدوق ثقة، ويتقى حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون، وله أحاديث مناكير جدا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
على بن أحد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح العجلي حدثني أبي قال: بقية بن الوليد الحمصي أبو محمد، ثقة، ما روى عن
المعروفين، وما روى عن المجهولين فليس بشئ.
حدثني محمد بن علي الصوري حدثنا عبد الغنى بن سعيد الحافظ أخبرنا الوليد
ابن القاسم قال: سمعت أبا عبد الرحمن النسائي - وسئل عن بقية بن الوليد - فقال:
إذا قال حدثني وحدثنا فلا بأس.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري
قال: سمعت أبا على الحسين بن علي الحافظ يقول: سألت أبا عبد الرحمن النسائي
129

- وكان من أئمة المسلمين - قلت: ما تقول في بقية؟ قال: إن قال أخبرنا أو حدثنا
فهو ثقة، وإن قال: عن فلا يأخذ عنه، لا يدرى عمن أخذه.
حدثنا ابن الفضل أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال يزيد بن
عبد ربه سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر ومائة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن علي الأبار حدثني
عمرو بن عثمان. قال ولد بقية سنة عشر ومائة، ومات سنة سبع وتسعين.
أخبرنا ابن الفضل. أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب حدثنا محمد بن مصفى.
قال: مات بقية بن الوليد سنة سبع وتسعين.
كتب إلى عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد الرحمن بن
عبد الله اليمامي أخبرهم قال أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري حدثني
الوليد بن عتبة قال: مات بقية سنة ست وتسعين ومائة.
3562 - بقية بن مهران الزندرودي:
حدث عن مروان بن معاوية، وعثمان بن عبد الرحمن، وعلي بن ثابت الجزري،
وعبد العزيز بن الحصين، وعدي بن الفضل، وسليمان بن عمرو النخعي. روى عنه
إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي وعلي بن إسحاق بن زاطيا. وغيرهما.
أخبرنا على بن طلحة بن محمد المقرئ أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحريري حدثنا
على بن إسحاق بن زاطيا حدثنا بقية بن مهران الزندروذي قال حدثنا عثمان بن عبد
الرحمن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب قائما،
وقاعدا، ويمشي حافيا، ومنتعلا، وينصرف عن يمينه وعن شماله [في الصلاة].
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني حدثنا محمد بن
عمرو العقيلي حدثنا الحسن بن محمد المقرئ حدثنا بقية بن مهران الزندروذي -
قرية ببغداد...
* * *
130

ذكر من اسمه بسام
3563 - بسام بن يزيد بن صغير، أبو الحسين النقال:
حدث عن حماد بن سلمة، روى عنه إبراهيم بن راشد الأدمي، ويزيد بن الهيثم
البادا، ومحمد بن علي بن شعيب السمسار، وعبد الله بن محمد البغوي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان حدثني يزيد بن الهيثم البادا قال حدثنا بسام بن يزيد حدثنا حماد بن سلمة
حدثنا الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس أن أربعة أعبد وثبوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم زمن الطائف من سور الطائف، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي. قال: بسام بن يزيد النقال بغدادي، يتكلم فيه أهل
العراق.
3564 - بسام بن الفضل:
حدث عن حيان بن بشر القاضي. روى عنه أبو المطلع محمد بن عصمة البلخي.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين
الرازي حدثنا عبد الله بن محمد بن طرخان حدثنا أبو المطلع محمد بن عصمة حدثنا
بسام بن الفضل البغدادي حدثنا حيان بن بشر حدثنا يحيى بن آدم عن الحسن بن
صالح عن أبيه عن حفشيش الكندي يقول قال: قلت يا رسول الله أنت رجل منا،
قال: " نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا ".
* * *
131

ذكر من اسمه بشران
3565 - بشران بن عبد الملك:
حدث عن دهثم بن جناح - أظنه الملطي - روى عنه أحمد بن حبيب الدمشقي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - في كتابه إلينا - وحدثني عبد العزيز
ابن أبي طاهر الصوفي عنه - أخبرنا الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه أخبرنا
أخي حدثنا بشران بن عبد الملك البغدادي - ببغداد - حدثنا أبو عبد الرحمن دهثم
ابن جناح حدثنا عبيد الله بن ضرار عن أبيه عن الحسن البصري. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من اتخذ مغفرا ليجاهد به في سبيل الله غفر الله له، ومن اتخذ بيضة بيض الله
وجهه يوم القيامة، ومن اتخذ درعا كانت له سترا من النار يوم القيامة ".
ولا أعرف هذا الشيخ في البغداديين، لكن في المواصلة: بشران بن عبد الملك
الخزاعي، وأراه ورد في بغداد فسمع بها منه أحمد بن حبيب هذا الحديث، فإن كان
كذلك فإن بشران بن عبد الملك كان يذكر عنه فضل وصلاح. وروى عن غسان بن
الربيع، ومعلى بن مهدي، ويزيد بن موهب، ومحمد بن سليمان لوين، وسلمة بن
شبيب. وغيرهم. وحدث عنه من العراقيين محمد بن جعفر المطيري. وكانت وفاته
سنة أربع وتسعين ومائتين. والحديث الذي سقناه منكر جدا مع إرساله، والحمل فيه
على من أثنى [على] بشران والحسن، فإنهم ملطيون.
وقد حدثني محمد بن علي الصوري قال: سمعت عبد الغنى بن سعيد المصري
الحافظ يقول: ليس في الملطيين ثقة.
3566 - بشران بن محمد بن سيف، أبو بكر القزاز:
حدث عن سعدان بن نصر المخرمي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن
منصور الزيادي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، ونصر بن غالب البزاز، وأبو القاسم
ابن الثلاج.
* * *
132

ذكر من اسمه بشير
3567 - بشير بن ميمون، أبو صيفي الواسطي:
ورد بغداد، وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس، ومجاهد بن جبر، وسعيد
المقبري، وعطاء الخراساني. روى عنه محمد بن بكار بن الريان، وإسحاق بن أبي
إسرائيل، والحسن بن عرفة، وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد الهيثم بن محمد بن عبد الله الخراط بأصبهان - حدثنا سليمان
ابن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا محمد بن أبان قال: حدثنا عمار بن خالد
الواسطي، حدثنا أبو صيفي قال: سمعت مجاهدا أبا الحجاج يحدث عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن رجلا دخل الجنة، فرأى عبده فوق درجته، فقال:
يا رب هذا عبدي فوق درجتي! فقال: له نعم جزيته بعمله وجزيتك بعملك ".
وبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من صدقة أفضل من صدقة
تصدق بها على مملوك عند مليك يسوءه ".
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهاني أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي
أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سئل عن أبي صيفي
الذي يحدث عن مجاهد، فقال: ليس بشئ كان يكون ببغداد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف أخبرنا
133

عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن أبي صيفي يحدث عن مجاهد قال:
كتبنا عنه عن مجاهد وعن سعيد المقبري، ثم قدم علينا بعد، فحدثنا عن الحكم بن
عتيبة، وليس بشئ.
أخبرني على بن محمد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي قال حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال سمعت أبي يقول:
أبو صيفي ضعيف، كان يقول حدثنا مجاهد - واسمه بشير بن ميمون.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن
أحمد الواسطي حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أبو صيفي بشير بن ميمون من
أهل واسط ضعيف في الحديث كان يقول حدثنا مجاهد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا القاضي أبو الحسن على بن محمد بن جعفر المالكي
حدثنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان - ببيروت - أخبرنا أبو
الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب.
وحدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا القاسم بن عيسى
العطار. قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: أبو صيفي بشير بن ميمون
غير ثقة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس
حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: بشر بن ميمون أبو صيفي واسطى منكر
الحديث يتهم بالوضع.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: بشير بن ميمون أبو صيفي واسطي متروك
الحديث.
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
134

- بمصر - أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أخبرني أبي قال: أبو
صيفي بن ميمون ليس بثقة ولا مأمون.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن بشير بن ميمون عن مجاهد
فقال: أبو صيفي واسطى متروك.
أخبرني الأزهري أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال: بشير بن ميمون أبو صيفي
الواسطي متروك الحديث.
3568 - بشير بن زياد البلخي:
قدم بغداد. وحدث بها عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري. روى عنه
يحيى بن أيوب العابد.
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي أخبرنا
هشام بن أحمد بن جعفر الكندي حدثنا عثمان بن خرزاذ حدثنا يحيى بن أيوب
العابد حدثنا بشير بن زياد البلخي.
وقرأت في كتاب أحمد بن تاج الوراق - بخطه - حدثنا على بن الفضل بن طاهر
البلخي حدثني عبد الله بن محمد حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا
يحيى بن أيوب عن بشير بن زياد. قال يحيى: - هذا شيخ قدم من بلخ - قال:
حدثنا عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو
مرت الصدقة على يدي مائة، لكان لهم من الأجر مثل أجر المبتدئ من غير أن ينقص
من أجره شئ ". لفظ حديث الوكيعي.
* * *
135

ذكر من اسمه بكران
3569 - بكران بن عبد الرحمن، أبو القاسم:
حدث عن عبد الحميد بن نهشل. روى عنه عزيز بن الليث الأشروسني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني أخبرنا على بن عمر بن محمد الختلي.
حدثنا أبو نصر عزيز بن الليث بن أبي الليث الأشروسني - قدم علينا حاجا - حدثنا
أبو القاسم بكران بن عبد الرحمن البغدادي قال حدثنا عبد الحميد بن نهشل عن
الفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن
مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فارق الجماعة فاقتلوه ".
3570 - بكران بن عبد الله بن العلاء، أبو القاسم القطان النهرواني:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وأحمد بن حبيب بن عبيد النهرواني،
ونهشل بن دارم المحتسب، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأبى بكر بن أبي داود،
وإبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي، وأحمد بن هشام بن محمد بن هشام الكناني
الطريقي.
حدثني عنه أبو على بن دوما النعالي، وذكر لي أنه سمع منه بالنهروان في سنة
اثنتين وستين وثلاثمائة.
* * *
136

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
3571 - بربر المعروف بالمغني:
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا محمد بن حميد المخرمي حدثنا
على بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: كنا
عند شيخ من ذاك الجانب يقال له بربر المغنى، يحدث عن مالك بن أنس بكتبه،
فذهبت أنا وأحمد إليه، كنا نختلف إليه حتى كتبنا عنه كتب مالك، فبينا نحن عنده
يوما إذ نظر إلى وصيفة له نظيفة فارهة فقال: هذه جاريتي وأنا آتيها في دبرها،
فاستحت الجارية وخجلت.
قال أبو زكريا: فما طابت نفسي بعد ذلك أن أشرب من بيته ماء، ولا أذوق له
طعاما، فقلت له: لم؟ قال خفت أن تكون تلك الجارية تمسه بيدها فقذرتها، فكنت
أكاد أموت من العطش في منزله فلا أذوق الماء، ثم إني رميت بكتبه بعد، لم يكن
يسوى قليلا ولا كثيرا، وجئت بكتبه إلى معن لأسمعها منه فإذا هي لا تصلح، فرميت
بها في دار معن. فقال معن: خذها تنتفع بها. قلت: ليس آخذها فرميت بها.
3572 - بحر بن سويد الحنفي:
حدث عن حماد بن زيد. روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني بحر بن سويد الحنفي. قال سمعت
حماد بن زيد يقول: كان يبلغ أيوب موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك
فيه، ويبلغه موت الرجل قد يذكر بعبادة فلا يرى ذلك فيه!.
3573 - البختري بن محمد بن البختري، أبو صالح اللخمي المعدل:
حدث عن كامل بن طلحة الجحدري، ومحمد بن سماعة القاضي. روى عنه أبو
القاسم الطبراني.
137

وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار التاجر - بأصبهان - أخبرنا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا البختري بن محمد بن البختري البغدادي
- أبو صالح - حدثنا كامل بن طلحة الجحدري حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن
إبراهيم عن الأسود عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم تطيب قبل أن يحرم. قال سليمان: لم
يروه عن مغيرة إلا أبو عوانة وشعبة، تفرد به عن أبي عوانة كامل، وعن شعبة
البرساني وروح بن عبادة.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال قرأنا على أحمد بن الفرج بن
الحجاج الوراق عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: توفى البختري بن
محمد بن البختري - أبو صالح اللخمي - ببغداد سنة إحدى وتسعين - يعنى
ومائتين -.
3574 - بدال بن سعيد بن خالد بن محمد بن أيوب، أبو محمد الفرساني:
من أهل أصبهان حدث عن محمد بن بكير الحضرمي. روى عنه عبد الله بن عدي
الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببغداد.
3575 - بلبل بن هارون، الديرعاقولي:
حدث عن نجيح بن إبراهيم الكوفي، ومحمد بن عبدك القزاز روى عنه أبو
محمد السقا الواسطي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا عبد الله بن محمد المزني
الحافظ - بواسط - حدثنا بلبل بن هارون الديرعاقولي حدثنا نجيح بن إبراهيم
الرماني أخبرنا معمر بن بكار حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري قال حدثني بهز بن
حكيم عن أبيه عن جده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للذي يحدث فيكذب
ليضحك به قومه، ويل له، ثم ويل له ".
3576 - بندار البصلاني:
حدث عن إبراهيم بن راشد الأدمي. روى عنه أبو حفص الكتاني.
138

أخبرنا محمد بن محمد بن علي بن الطبيب - من أصل كتابه - أخبرنا عمر بن
إبراهيم المقرئ حدثنا بندار البصلاني حدثنا إبراهيم بن راشد حدثنا حجاج بن نصير
حدثنا المنذر بن زياد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كما لا ينفع مع الشرك شئ، كذا لا يضر مع الايمان
شئ ".
3577 - بكار بن أحمد بن بكار بن بنان بن بكار بن زياد بن درستويه، أبو
عيسى المقرئ:
حدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن علي
الأبار، وأحمد بن القاسم بن نصر بن دوست، وأبى على الحسن بن الحسين
الصواف المقرئ - صاحب أبي حمدون الطيب بن إسماعيل - وأحمد بن عبد الله
ابن شجاع، والحسين بن محمد بن عفير، والعباس بن يوسف الشكلي وأحمد بن
إسحاق بن البهلول التنوخي، وغيرهم.
قرأ عليه أبو حفص الكتاني، وعلي بن محمد بن يوسف بن العلاف، وأبو الحسن
ابن الحمامي - وهو حدثنا عنه - وأبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق،
وكان ثقة ينزل الجانب الشرقي في سوق يحيى.
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط قال سمعت أحمد بن عبد الله بن الخضر
يقول سمعت أبا عيسى بكار بن أحمد - في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة يقول: أنا
أقرئ منذ ستين سنة، وسألته في أثر ذلك عن سنه فقال لي: ولدت في صفر سنة
خمس وسبعين ومائتين.
حدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصوفي حدثنا على بن أحمد بن عمر
المقرئ. قال: مات أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار المقرئ يوم الأربعاء. ودفن يوم
الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ودفن عند قبر
أبي حنيفة في مقبرة الخيزران.
3578 - بريه بن محمد بن بريه، أبو القاسم البيع:
سكن جرجان وحدث بها عن إسماعيل بن محمد الصفار أحاديث باطلة
139

موضوعة. حدثنا عنه الحسين بن محمد أخو الخلال.
أخبرنا أخو الخلال من أصل كتابه. حدثني أبو القاسم برية بن محمد بن بريه
البغدادي البيع - بجرجان - قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار أخبرنا أحمد بن
منصور الرمادي أخبرنا عبد الرزاق بن همام أخبرنا معمر بن راشد عن الزهري عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما
ضمني وإياه الفراش نظرت إلى السماء فرأيت النجوم مشتبكة، فقلت: يا رسول الله
في هذه الدنيا رجل له حسنات بعدد نجوم السماء؟ فقال: " نعم " قلت: من؟ قال:
" عمر، وإنه لحسنة من حسنات أبيك ".
وفى كتابه بهذا الإسناد أحاديث منكرة المتون جدا.
3579 - بديل بن أحمد بن محمد، أبو بكر الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس الأصم النيسابوري، ومنصور بن الحسن
الدينوري، وعلي بن عبد الرحيم القناد. حدثني عنه الحسن بن محمد الخلال وذكر
لي أنه كان حافظا.
حدثني أبو محمد الخلال حدثنا أبو بكر بديل بن أحمد بن محمد الهروي - قدم
علينا - حدثنا محمد بن يعقوب الأصم حدثنا زكريا بن يحيى.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي حدثنا أبو العباس
الأصم حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس
ابن مالك. قال: سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس، فجحش شقه الأيمن. وذكر الحديث.
3580 - بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي، مولى فاتن مولى المطيع لله:
كان يذكر أنه أسر من بلد الروم وهو كبير، قال وأهداني بعض أمراء بنى
حمدان لفاتن، فعلمني وأدبني. وسمعني الحديث، وكان يروى عن محمد بن جعفر
ابن الهيثم الأنباري ومحمد بن بدر الحمامي، ومحمد بن حميد المخرمي، وعمر بن
محمد بن حاتم الترمذي، وسعد بن محمد الصيرفي، وأبى بكر بن مالك القطيعي،
وأحمد بن جعفر بن سالم الختلي، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن
140

محمد بن سبنك، وأبى يعقوب النجيرمي البصري، وأبى محمد السقاء الواسطي،
وغيرهم من البغداديين والغرباء.
كتبنا عنه وكان صدوقا، صالحا دينا، وحدثني أن أباه ورد بغداد سرا ليتلطف في
أخذه ورده إلى بلد الروم، قال فلما رآني على تلك الصفة من الاشتغال بالعلم،
والمثابرة على لقاء الشيوخ، علم ثبوت الاسلام في قلبي، ويئس منى فانصرف. وكان
بشرى ينزل بالجانب الشرقي، في حريم دار الخلافة بالقرب من باب النوبي. ومات
في يوم عيد الفطر من سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكان يوم سبت.
3581 - باي بن جعفر بن باي، أبو منصور الجيلي الفقيه:
سكن بغداد ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني. وسمع من أبي
الحسن بن الجندي، وأبى القاسم بن الصيدلاني، وعبد الرحمن بن عمر بن حمة
الخلال، وغيرهم.
كتبنا عنه وكان ثقة. وولى القضاء بباب الطاق، وبحريم دار الخلافة. ومات في
أول المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
انقضى باب الباء
141

باب التاء
143

3582 - تليد بن سليمان، أبو إدريس المحاربي الكوفي:
حدث عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، وعبد الملك بن عمير. روى عنه
هشيم بن أبي ساسان وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن
موسى الأنصاري. وغيرهم. وهو ممن قدم بغداد وحدث بها.
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا أحمد
ابن علي الخزاز حدثنا أحمد بن حاتم الطويل. حدثنا تليد بن سليمان عن أبي
الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة. قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على، وفاطمة،
والحسن، والحسين، فقال: " أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم ".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق حدثنا
عمر بن محمد الجوهري حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - وهو أحمد
ابن حنبل - ذكر تليد بن سليمان فقال: كتبت عنه حديثا كثيرا عن أبي الحجاف.
قال أبو عبد الله: أتحفظ عن أبي الجحاف عن أبيه؟ ثم قال: حدثنا تليد عن أبي
الجحاف قال سمعت أبي يقول: ما مررت بدار القصارين قط إلا ذكرت يوم
الجماجم. قلت لأبي عبد الله: كأنه يعنى من أجل الصوت. فقال: نعم.
أخبرنا البرقاني أخبرنا الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الأسفراييني حدثنا أبو بكر المروذي. قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل في
تليد بن سليمان: كان مذهبه التشيع، ولم ير به بأسا.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان
قال: تليد رافضي خبيث، سمعت عبيد الله بن موسى يقول لابنه محمد: أليس قد
قلت لك لا تكتب حديث تليد هذا؟.
144

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
على بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي حدثني أبي. قال: تليد بن سليمان كوفي. روى عنه ابن حنبل، لا بأس به،
وكان يتشيع ويدلس.
أخبرنا البرقاني أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي حدثنا الحسين بن
إدريس حدثنا ابن عمار. قال: تليد بن سليمان، زعموا أنه لا بأس به.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن سعيد
السوسي حدثنا عباس بن محمد. قال: سمعت يحيى بن معين يقول: تليد كان
ببغداد. وقد سمعت منه ولكن ليس هو بشئ.
وقال في موضع آخر سمعت يحيى بن معين يقول: تليد كذاب كان يشتم
عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم; دجال
لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا الحسن بن أحمد - هو أبو سعيد
الإصطخري - قال قرئ على العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول:
تليد بن سليمان ليس بشئ، قعد فوق سطح مع مولي لعثمان بن عفان فذكروا
عثمان فتناوله تليد، فقام إليه مولى عثمان فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر
رجليه فكان يمشى على عصا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن
تليد بن سليمان فقال: رافضي خبيث.
قال: وسمعت أبا داود يقول: تليد رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر، وقد رآه
يحيى بن معين.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي حدثنا
145

أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه. قال: قال صالح بن محمد: تليد بن
سليمان لا يحتج بحديثه، وليس عنده كبير شئ.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: تليد بن سليمان ضعيف.
3583 - تميم بن ناصح:
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب أخبرنا محمد بن حميد المخرمي حدثنا على بن
الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا ء - يعنى يحيى
ابن معين - كان عندنا هاهنا شيخ كيس قصير، حار الرأس جلد، ينزل باب الجسر
في درب الخفافين، وكان يحدث عن أم عبد الله ابنة خالد بن معدان، وعن صفوان بن
عمرو، وعن هؤلاء. فكتبنا عنه، فلما كان ذات يوم أتيته، فقال: الحمد لله الذي جاء
بك يا أبا زكريا; وقد أصبت لك رقعة عن شيخ، اكتب: حدثنا أبو سنان الشيباني
ضرار بن مرة، فقلت له: لا والله الذي لا إله إلا هو ما سمعت أنت من أبي سنان
قط. فقال لي: ويحك، اتق الله سمعت منه في الحربية فقلت له: لا والله ما دخل بغداد
قط، إنما دخل بغداد أبو سنان سعيد بن سنان، فنظرت في الأحاديث فإذا هي
أحاديث أبي سنان ضرار بن مرة! فقال لي: حتى أذهب إلى الحربية فأسأل، فقلت، لا
والله ما سمعت أنت منه قط، فذهب فسأل فإذا هو قد سمع من شيخ عن أبي
سنان، فذهب اسم الشيخ. قال أبو زكريا: فضربت على حديثه كله، وكان اسمه
تميم بن ناصح.
3584 - تميم بن يوسف بن تميم بن سليمان، أبو الحسن الصيدلاني
التنوخي الحمصي:
سكن بغداد وحدث بها عن الربيع بن سليمان المرادي، وسعيد بن أبي كريمة
التنيسي. روى عنه أبو عبد الله بن مخلد، وأبو القاسم الأبندوني، وإسحاق بن سعد
ابن الحسن بن سفيان النسوي، وعبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ أحاديث
مستقيمة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف
الجرجاني يقول: أخبرني تميم بن يوسف بن تميم الحمصي - صيدلاني ببغداد باب
146

الشام - حدثنا الربيع حدثنا ابن وهب أخبرني مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد
ابن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة أن ناسا قالوا: يا رسول الله إنا نركب
البحر، وذكر الحديث.
3585 - تمام بن محمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن العباس بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو بكر الهاشمي:
حدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. حدثنا
عنه أبو الحسن بن رزقويه.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء - حدثنا أبو بكر تمام بن محمد بن سليمان
الهاشمي أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا سفيان عن مجالد عن
الشعبي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، رأيتك
واضعا يدك على معرفة الفرس وأنت تكلم رجلا؟ - قال أبي: وقال سفيان مرة
قالت عائشة: رأيتك يا رسول الله واضعا يدك على معرفة فرس دحية الكلبي وأنت
تكلمه؟ - قال " رأيته "؟ قلت: نعم. قال " ذاك جبريل وهو يقرئك السلام. قالت
وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل فنعم الصاحب
ونعم الدخيل " قال سفيان: الدخيل الضيف.
قرأت بخط أبي الفضل بن ذكوان الهاشمي: ولد تمام بن محمد الهاشمي ليومين
خلوا من المحرم سنة تسع وستين ومائتين، وتوفى في ذي القعدة سنة خمسين
وثلاثمائة.
3586 - تركان بن الفرج بن تركان بن بنان، أبو الحسين الباقلاني:
كان يسكن بباب الشام، وحدث عن أبي بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن
مقسم المقرئ. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا تركان بن الفرج في شهر رمضان من سنة ثمان وأربع مائة - حدثنا أبو
بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار - إملاء - حدثنا أبو جعفر بن أبي الدميك -
147

محمد بن هشام - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن عبد الله بن المختار قال سمعت
موسى بن أنس يحدث عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه وامرأة منهم، فجعل
النبي صلى الله عليه وسلم أنسا عن يمينه، والمرأة خلف ذلك. مات تركان في جمادى الأولى من سنة عشر وأربعمائة.
3587 - تغلب بن محمد بن اليمان بن ريان، أبو الخضر المرجي الصوفي:
سمع عبد الله بن إبراهيم بن ماسى البزاز، ومحمد بن إسماعيل الوراق. كتبت
عنه وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا تغلب بن محمد حدثنا عبد الله بن ماسى حدثنا القاضي يوسف بن يعقوب
حدثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي
سلمة. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في بيت أم سلمة في ثوب واحد.
3588 - تمام بن محمد بن هارون بن عيسى بن المطلب بن إبراهيم بن عبد
العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبد
المطلب، أبو بكر الهاشمي الخطيب:
سمع على بن حسان الجدلي، ويوسف بن عمر القواس وأبا عبيد الله المرزباني.
كتبت عنه وكان صدوقا، شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا فقبل
شهادته، وتقلد الخطابة بجامع الرصافة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ثم أضيف إلى
ذلك تقليد الخطابة في جامع قصر الخلافة، فكان يتناوب هو وأبو الحسين بن المهتدى
الصلاة في جامع الرصافة وجامع القصر، إلى أن ترك ابن المهتدى الصلاة في جامع
الرصافة، واقتصر على مناوبة تمام في جامع القصر فحسب.
أخبرني تمام بن محمد حدثنا أبو الحسين على بن حسان بن القاسم بن الفضل بن
حسان الأنباري حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا يحيى بن عبد
الحميد الحماني حدثنا السيد بن عيسى عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قد عفوت عن صدقة الخيل والرقيق ".
حدثني القاضي أبو القاسم التنوخي. قال: مولد تمام بن محمد الخطيب في سنة
148

إحدى - أو اثنتين - وستين وثلاثمائة، الشك من التنوخي - وقرأت بخط أبي الفضل
ابن دودان: ولد تمام بن محمد يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة ثلاث
وستين وثلاثمائة.
مات تمام بن محمد في يوم الجمعة الثاني عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين
وأربعمائة.
انقضى باب التاء
149

باب الثاء
151

3589 - ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع، أبو جبلة الزهري الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه محمد بن بكير الحضرمي، ومحمد بن
عيسى بن الطباع، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو على بن
الصواف. قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا ثابت بن الوليد
ابن عبد الله بن جميع قال أبي: قدم علينا من الكوفة فنزل مدينة أبي جعفر، فذهبت أنا
ويحيى بن معين - يعنى إليه - قال أبي وحدثنا عنه ابن فضيل ووكيع، وأحسبه قال
ويزيد بن هارون قال حدثني أبي قال: قال لي أبو الطفيل: أدركت ثمان سنين من
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولدت عام أحد.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن
يونس حدثنا أحمد بن حنبل - سنة ثلاث عشرة ومائتين - حدثنا ثابت بن الوليد بن
عبد الله بن جميع.
وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان
حدثني محمد بن يحيى حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثني ثابت بن الوليد بن
جميع على باب هشيم عن أبيه عن أبي الطفيل. قال: أدركت من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثمان سنين، وولدت عام أحد.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب
حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد في تسمية من كان ببغداد من العلماء،
ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع.
3590 - ثابت بن نصر بن مالك بن الهيثم، الخزاعي:
أخو أحمد بن نصر الشهيد، كان يتولى إمارة الثغور، ويذكر عنه فضل وصلاح.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري - من شيراز
- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي
قال حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان ومائتين فيها مات ثابت بن نصر بن
مالك بن الهيثم الخزاعي بالمصيصة، وقد كان ولى الثغور سبع عشرة سنة، وحسن
أثره فيها.
152

3591 - ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد الله، التوزي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي صالح الهذيل بن حبيب الدنداني عن مقاتل بن
سليمان كتاب التفسير. رواه عنه ابنه عبد الله بن ثابت، وقال: سمعته منه في سنة
أربعين ومائتين ومات وهو ابن خمس وثمانين.
3592 - ثابت بن إسماعيل الرفاء:
حدث أحمد بن عبد الله بن نصر، والذارع، عنه عن سريج بن يونس، والذارع غير
ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن نصر بن
الفتح الذارع قال حدثنا ثابت بن إسماعيل الرفاء حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا
هشيم بن منصور بن سيرين. قال: إذا نزعت النعلان استراحت القدمان.
3593 - ثابت بن يحيى بن ثابت، أبو علي الأنباري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان جارهم، وإنه حدثهم عن محمد بن إسحاق
ابن راهويه، وقال: توفى في المحرم من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3594 - ثابت بن جعفر بن السري بن ميمون بن زياد، أبو الطيب
الأنماطي:
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه حدثهم عن عيسى بن أبي حرب الصفار في سنة إحدى
وثلاثين وثلاثمائة، في أصحاب الأنماط بالجانب الغربي.
3595 - ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت بن الهيثم، أبو أحمد الصيرفي:
حدث عن موسى بن سهل الجوني وعلي بن إبراهيم بن مطر السكري.
حدثني عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
أخبرني أبو العلاء الواسطي - من أصل كتابه - حدثنا أبو أحمد ثابت بن عبد الله
ابن محمد بن ثابت بن الهيثم الصيرفي البغدادي - بها - حدثنا أبو عمران موسى بن
سهل الجوني حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي أخبرنا سليمان بن بلال
عن أبي وجزة عن عمر بن أبي سلمة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ادن منى وسم الله،
وكل بيمينك، وكل مما يليك ".
153

3596 - ثابت بن شعيب بن كثير، أبو القاسم:
حدث عن محمد بن محمد بن عمرو الجارودي. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي.
أخبرنا عبد العزيز بن علي أخبرنا ثابت بن شعيب بن كثير أبو القاسم - في
التوميين - حدثنا محمد بن محمد بن عمرو الجارودي البصري حدثنا محمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق
مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ".
3597 - ثابت بن عثمان بن علي بن عبد الله، أبو عمرو القزاز:
حدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وأبى بكر الشافعي. حدثني عنه أحمد بن
محمد العتيقي. والقاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي. وقال لي
التنوخي: سمعت منه في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
3598 - ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان، أبو
نصر البغدادي:
حدث بدمشق بعد سنة ثلاثين وأربعمائة حديثا واحدا.
قال: حدثنا عيسى بن علي بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا
محمد بن خلاد الباهلي حدثني يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل:
سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي
فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ".
ذكر لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنه سمع منه هذا الحديث. قال: ولم يكن
معه من الحديث غيره، كان على ظهر جزء له. قال: وذكر أنه سمع الكثير من عيسى
ابن علي، ومن أبى طاهر المخلص، ومن بعدهما. وكان عارفا بالفرائض وقسمة
المواريث.
154

3599 - ثابت بن عبد الوهاب، أبو عيسى الدوري:
حدث عن حفص بن عمرو الربالي. روى عنه أبو الحسن بن الجندي.
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الغزال أخبرنا أحمد بن أحمد
ابن محمد بن عمران حدثنا ثابت بن عبد الوهاب أبو عيسى الدوري. والحسن بن
أحمد بن يزيد الإصطخري القاضي قالا: حدثنا حفص بن عمرو الربالي حدثنا المنذر
ابن زياد الطائي حدثنا عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر. قال: فرض علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من شعير، وصاعا من تمر. قال ابن عمر: فعدل المسلمون
ذلك بمدين قمحا.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار، أخبرنا حفص بن عمرو
الربالي بإسناده نحوه.
3600 - ثبات بن عمرو بن ميمون بن ثبات بن العباس بن عبد الله بن جرير
ابن عبد الله، أبو العباس البجلي القطان:
حدث عن محمد بن غالب التمتام، وبشر بن موسى، وأبي العباس الكديمي،
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبي مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن العباس المؤدب، وعبيد العجل. روى عنه أبو
القاسم بن الثلاج، وأبو الحسن بن رزقويه، والقاضي أبو القاسم بن المنذر، وطلحة
ابن علي بن الصقر الكتاني وذكر طلحة أنه سمع منه سنة خمسين وثلاثمائة، وكان
صدوقا.
3601 - ثمامة بن أشرس، أبو معن النميري:
أحد المعتزلة البصريين، ورد بغداد واتصل بهارون الرشيد وغيره من الخلفاء. وله
أخبار ونوادر، يحكيها عنه أبو عثمان الجاحظ وغير واحد.
أخبرنا الحسن بن علي الصيمري حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني
حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا محمد بن يزيد النحوي. قال: قال ثمامة بن أشرس:
خرجت من البصرة أريد المأمون، فصرت إلى دير هرقل، فإذا مجنون مشدود. فقال
155

لي: ما اسمك؟ قلت ثمامة قال: المتكلم؟ قلت نعم. قال لم جلست على هذه الآجرة
ولم يأذن لك أهلها؟ قلت: رأيتها مبذولة فجلست عليها، قال فلعل لأهلها تدبيرا غير
البذل. ثم قال لي: أخبرني متى يجد صاحب النوم لذة النوم؟ إن قلت قبل أن ينام
أحلت لأنه يقظان، وإن قلت في حال النوم أبطلت لأنه لا يعقل شيئا، وإن قلت بعد
قيامه فقد خرج عنه ولا يوجد الشئ بعد فقده. فوالله ما كان عندي فيها جواب.
وأخبرنا الصيمري حدثنا المرزباني حدثنا الصولي. قال: قال الجاحظ قال ثمامة:
دخلت إلى صديق لي أعوده وتركت حماري على الباب، ولم يكن معي غلام. ثم
خرجت فإذا فوقه صبي، فقلت: لم ركبت حماري بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب
فحفظته لك، قلت: لو ذهب كان أعجب إلى من بقائه، قال فإن كان هذا رأيك في
الحمار فاعمل على أنه قد ذهب وهبه لي، واربح شكري، فلم أدر ما أقول.
أخبرني أبو الفرج الحسين بن عبد الله بن أبي علانة المقرئ أخبرنا أبو بكر أحمد
ابن جعفر بن سلم حدثنا أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي أخبرنا عمرو بن بحر
الجاحظ - سنة ثلاث وخمسين ومائتين - قال حدثني ثمامة بن أشرس قال: شهدت
رجلا يوما من الأيام وقد قدم خصما إلى بعض الولاة فقال: أصلحك الله ناصبي،
رافضي، جهمي مشبه، مجبر، قدري، يشتم الحجاج بن الزبير، الذي هدم الكعبة على
علي بن أبي سفيان ويلعن معاوية بن أبي طالب! فقال له الوالي: ما أدري مما
أتعجب! من علمك بالأنساب، أو من معرفتك بالمقالات؟ فقال: أصلحك الله
ما خرجت من الكتاب حتى تعلمت هذا كله! أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد
الوكيل أخبرنا محمد بن جعفر النحوي الكوفي أخبرنا أبو الحسن الواقفي حدثنا ابن
النديم. قال: دخل ثمامة بن أشرس على المأمون وعنده أبو العتاهية، فقال أبو
العتاهية: يا أمير المؤمنين أتأذن في مناظرته في القدر؟ قال: أفعل. قال: فأدخل أبو
العتاهية يده في كمه وحرك أصبعه، وقال: من حرك يدي؟ قال ثمامة: من أمه بظراء.
قال: يقول أبو العتاهية: علة قاطعة.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني أخبرني محمد
ابن يحيى حدثنا يموت بن المزرع حدثني الجاحظ. قال: دخل أبو العتاهية على المأمون
فطعن على أهل البدع، وجعل يخص القدرية باللعن، فقال له المأمون: أنت صاحب
شعر ولغة وللكلام قوم. قال: يا أمير المؤمنين لعمري إن صناعتي لتلك، ولكني أسأل
156

ثمامة عن مسألة فقل له يجيبني، فقال له المأمون: لا ترد هذا فلست في هذا الكلام من
طرزه، فقال: يتفضل على أمير المؤمنين بذلك، فقال: يا ثمامة إذا سألك فأجبه.
فاخرج أبو العتاهية يده من كمه، ثم حركها وقال: يا ثمامة من حرك يدي؟ قال: من
أمه زانية،، فقال: شتمني والله. فقال: ثمامة ناقض والله. فقال له المأمون: قد أجاب
عن المسألة، فإن كان عندك زيادة فزده، فانصرف أبو العتاهية.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثنا المبرد أخبرني الميثمي قال: قال رجل لثمامة
أنت إن شئت قضى فلان حاجتي. فقال ثمامة: أنا قدري ولم تبلغ قدريتي هذا كله.
إنما قلت إن شئت فعلت ولم أقل إن شئت فعل فلان.
أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ أخبرنا محمد بن جعفر بن هارون
التميمي أخبرنا أو روق الهزاني حدثنا الفضل بن يعقوب. قال: لما اجتمع ثمامة بن
أشرس ويحيى بن أكثم عند المأمون، قال ليحيى: أخبرني عن العشق ما هو؟ قال يا
أمير المؤمنين سوانح تسنح للعاشق يؤثرها، ويهتم بها تسمى عشقا. فقال له ثمامة: يا
يحيى أنا بسائل الفقه أبصر منك بهذا الباب، ونحن بهذا أحذق منك، قال المأمون:
فهات ما عندك. فقال: يا أمير المؤمنين إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة،
نتجت لمح نور ساطع يستضئ به بواصر العقل، وتهتز لإشراقه طبائع الحياة، ويتصور
من ذلك اللمح نور خاص بالنفس، متصل بجوهرها يسمى عشقا. فقال المأمون: هذا
وأبيك الجواب!!
أخبرنا الصيمري أخبرنا المرزباني أخبرنا أبو بكر الجرجاني حدثنا محمد بن يزيد
المبرد عن الحسن بن رجاء أن الرشيد لما غضب على ثمامة دفعه إلى سلام الأبرش
وأمره أن يضيق عليه، ويدخله بيتا ويطين عليه، ويترك فيه ثقبا، ففعل دون ذلك،
وكان يدس إليه الطعام، فجلس سلام عشية يقرأ في المصحف، فقرأ: * (ويل يومئذ
للمكذبين) *، فقال له ثمامة: إنما هو للمكذبين، وجعل يشرحه له ويقول: المكذبون
هم الرسل، والمكذبون هم الكفار. فقال: قد قيل لي إنك زنديق ولم أقبل، ثم ضيق
عليه أشد الضيق! قال ثم رضى الرشيد عن ثمامة وجالسه، فقال: أخبروني من أسوأ
الناس حالا؟ فقال كل واحد شيئا، قال ثمامة: فبلغ القول إلى. فقلت: عاقل
157

يجري عليه حكم جاهل، قال: فتبينت الغضب في وجهه فقلت: يا أمير المؤمنين ما
أحسبني وقعت بحيث أردت؟ قال: لا والله فاشرح، فحدثته بحديث سلام، فجعل
يضحك حتى استلقى وقال: صدقت والله: لقد كنت أسوأ الناس حالا.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا
موسى بن هارون حدثنا أبي حدثنا محمد بن أبي كبشة قال: كنت في سفينة في
البحر، فسمعت هاتفا يهتف وهو يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي على الله، ثم
عاد الصوت فقال: لا إله إلا الله، على ثمامة والمريسي لعنة الله، قال: وكان معنا في المركب رجل من أصحاب المريسي فخر ميتا.
3602 - ثواب بن يزيد بن ثواب، أبو بكر:
حدث عن محمد بن منصور الطوسي. روى عنه أبو بكر بن شاذان.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا ثواب
ابن يزيد بن ثواب حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن
جريح عن أبي الزبير عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طعام الواحد كافي الاثنين،
وطعام الاثنين كافي الأربعة، وطعام الأربعة كافي الثمانية ".
3603 - ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة بن مهران بن عبد الله، أبو
الحسين الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثني، وأحمد بن الحسين
الجرادي، وعبد الله بن أبي سفيان المواصلة، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي
وأحمد بن محمد بن بكر البالسي، وأبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن
ذكوان الدمشقي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني. وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه،
وطلحة بن علي بن الصقر الكتاني، وكان صدوقا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو الحسين ثوابة بن أحمد بن عيسى بن
ثوابة الموصلي حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الوراق ومحمد بن
إسماعيل بن نباتة الفارقي. قالا: حدثنا إبراهيم بن إدريس العمي حدثنا عامر بن
158

يساف عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى: * (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات
فهم في روضة يحبرون) * [الروم 15] قال: الحبر اللذة والسماع.
حدثني محمد بن علي الصوري. قال: مات ثوابة بن أحمد بمصر في المحرم من
سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة..
انقضى باب الثاء
159

باب الجيم
160

ذكر من اسمه جعفر
3604 - جعفر الأكبر بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب:
كان يتولى إمارة الموصل، ومات في حياة أبيه أبي جعفر المنصور.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه
حدثنا يعقوب بن سفيان. قال: سنة خمسين ومائة فيها توفى جعفر بن جعفر بمدينة
السلام، وصلى عليه أبو جعفر ليلا، ودفن في مقابر قريش. قلت: وهو أول من دفن
في مقابر قريش على ما ذكر.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلى محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري -
من شيراز - يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال أخبرنا أحمد بن يونس
الضبي قال حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة إحدى وخمسين ومائة فيها مات
جعفر بن أبي جعفر المنصور الأكبر في صفر.
ذكر يعقوب بن سفيان أن جعفر بن أبي جعفر الذي مات في سنة إحدى
وخمسين هو الأصغر. وليس بالذي ذكرناه آنفا.
كذلك أخبرنا ابن الفضل حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب. قال: سنة
إحدى وخمسين ومائة فيها مات جعفر الصغير بن أبي جعفر في صفر بمدينة السلام،
ولم يذكر أبو حسان جعفر الأصغر في تاريخه، فالله أعلم.
3605 - جعفر بن زياد، أبو عبد الله - وقيل: أبو عبد الرحمن - الأحمر
الكوفي:
حدث عن بيان بن بشر، ومنصور بن المعتمر، وأبي إسحاق الشيباني. روى عنه
161

سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وعبيد الله بن موسى، وأبو غسان النهدي،
وأسود بن عامر شاذان. وكان قد خرج إلى خراسان فبلغ أبا جعفر المنصور عنه أمر
يتعلق بالإمامة وأنه ممن يرى رأى الرافضة، فوجه إليه بمن قبض عليه وحمله إلى بغداد،
فأودعه السجن دهرا طويلا، ثم أطلقه.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي
الهروي حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين أخبرنا حنيد بن حكيم - في كتابه -
حدثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر قال: كان جدي من رؤساء الشيعة بخراسان،
فكتب فيه أبو جعفر إلى هراة فأشخص إليه: في ساجور مع جماعة من الشيعة،
فحبسوا في المطبق دهرا طويلا، ثم أطلقوا.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد - إجازة - قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أسود
ابن عامر حدثنا جعفر بن زياد الأحمر، قلت لأبي: هو ثقة؟ قال: هو صالح
الحديث.
وقال عبد الله في موضع آخر: سألته - يعنى أباه - عن جعفر بن زياد الأحمر، فقال
حدثنا عنه عبد الرحمن ووكيع وكان يتشيع.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال: وسأل يحيى بن معين الأزرق بن علي بن حكيم
عن جعفر الأحمر، فقال: كان ثقة، وكان من الشيعة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر
162

ابن محمد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي. قال: قال يحيى بن معين: جعفر الأحمر ثقة
شيعي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي أخبرنا عباس بن محمد. قال: سمعت يحيى بن معين يقول: جعفر الأحمر
الكوفي ثقة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد
ابن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسئل يحيى بن
معين عن جعفر الأحمر فقال بيده، لم يثبته ولم يضعفه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي أخبرنا
الحسين بن إدريس قال: قال ابن عمار: وجعفر الأحمر، ليس هو عندهم حجة، كان
رجلا صالحا كوفيا، وكان يتشيع.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عبيد
الله عن جعفر الأحمر، كوفي ثقة.
أخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - حدثنا عبد الوهاب بن
جعفر الميداني حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام حدثنا أبو
بكر القاسم بن عيسى العصار حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال:
جعفر الأحمر مائل عن الطريق.
قلت: يعنى في مذهبه وما نسب إليه من التشيع.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن
جعفر الأحمر فقال: هو ابن زياد، صدوق شيعي، حدث عنه عبد الرحمن بن
مهدي.
163

كتب إلى أبو محمد بن أبي نصر الدمشقي. وأخبرنا عبد العزيز بن أبي طاهر عنه
قال حدثنا أبو ميمون البجلي حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا
نعيم يقول: مات جعفر الأحمر سنة خمس وستين ومائة.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان
الكوفي حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني حدثنا هارون بن حاتم حدثنا
دبيس بن حمير. قال: ومات جعفر الأحمر سنة سبع وستين، وله سبع وستون
سنة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي. حدثنا محمد
ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال مات عبد الرحمن جعفر بن زياد الأحمر
سنة سبع وستين ومائة.
3606 - جعفر بن يحيى بن خالد، أبو الفضل البرمكي.
كان من علو القدر، ونفاذ الأمر، وعظم المحل، وجلالة المنزلة عند هارون الرشيد
بحالة انفرد بها ولم يشارك فيها، وكان سمح الأخلاق، طلق الوجه ظاهر البشر، فأما
جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من أن يذكر، وأبين من أن يظهر، وكان
أيضا من ذوي الفصاحة، والمذكورين باللسن والبلاغة، ويقال إنه وقع ليلة بحضرة
الرشيد زيادة على ألف توقيع، ونظر في جميعها فلم يخرج شئ منها عن موجب
الفقه. وكان أبوه يحيى بن خالد قد ضمه إلى أبي يوسف القاضي حتى علمه وفقهه،
وغضب الرشيد عليه في آخر أمره فقتله، ونكب البرامكة لأجله.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى أخبرني
محمد بن الأزهر حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: زعم الجاحظ أن ثمامة بن
أشرس النميري قال: ما رأيت رجلا أبلغ من جعفر بن يحيى والمأمون.
أخبرنا الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع حدثنا
164

زكريا - يعنى ابن جعفر - حدثنا العباس بن الفضل قال: اعتذر رجل إلى جعفر بن
يحيى البرمكي، فقال له جعفر: قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا، وأغنانا
بالمودة لك عن سوء الظن بك.
أخبرنا أبو القاسم سلامة بن الحسين المقرئ حدثنا على بن عمر الحافظ القاضي
[حدثنا] الحسين بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني محمد بن عبد
الله بن طهمان حدثني أبي قال كان أبو علقمة الثقفي - صاحب الغريب - عند
جعفر بن يحيى في بعض لياليه التي يسمر فيها، فأقبلت خنفساء إلى أبي علقمة،
فقال: أليس يقال إن الخنفساء إذا أقبلت إلى رجل أصاب خيرا، قالوا: بلى؟ قال جعفر
ابن يحيى: يا غلام أعطه ألف دينار، قال فنحوها عنه، فعادت إليه فقال يا غلام،
أعطه ألف دينار فأعطاه ألفي دينار، قال: وأنشد جعفرا مرثية ابن أبي حفصة لمعن بن
زائدة التي يقول فيها.
- كأن الشمس يوم أصيب معن * من الإظلام ملبسة جلالا -
فاستجادها جعفر فوهب له عشرة آلاف درهم.
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب حدثنا علي بن
سليمان الأخفش حدثني بعض أصحابنا قال خرج عبد الملك بن صالح مشيعا لجعفر
ابن يحيى البرمكي، فعرض عليه حاجاته فقال له: قصارى كل مشيع الرجوع وأريد
أعز الله الأمير أن يكون لي كما قال بظحاء العذرى:
- وكوني على الواشين لداء شغبة * فإني على الواشي ألد شغوب -
فقال جعفر: بل أكون لك كما قال جميل:
- وإذا الواشي وشى يوما بها * نفع الواشي بما جاء يضر -
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا أبو
الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال سمعت على بن الحسين بن عبد الأعلى
الإسكافي يحدث. قال: كان أحمد بن الجنيد الإسكافي أخص الناس بجعفر بن يحيى
ابن خالد البرمكي، فكان الناس يقصدونه في حوائجهم إلى جعفر. قال: وإن رقاع
الناس كثرت في خف أحمد بن الجنيد، فلم يزل كذلك إلى أن تهيأ له الخلوة بجعفر
فقال له: يا جعفر جعلني الله فداك، قد كثرت رقاع الناس معي، وأشغالك كثيرة
165

وأنت اليوم خال، فإن رأيت أن تنظر فيهما؟ فقال له جعفر: على أن تقيم عندي اليوم،
فقال له أحمد: نعم! فصرف دوابه وأقام فلما تغدوا جاءه بالرقاع فقال له جعفر: هذا
وقت ذا؟ دعنا اليوم، فأمسك عنه أحمد وانصرف في ذلك اليوم ولم ينظر في
الرقاع، فلما كان بعد أيام خلا به فذاكره الرقاع، فقال: نعم على أن تقيم عندي
اليوم، فأقام عنده ففعل به مثل الفعل الأول حتى فعل به ذلك ثلاثا، فلما كان في آخر
يوم أذكره فقال: دعني الساعة وناما، فانتبه جعفر قبل أحمد فقال لخادم له: اذهب
إلى خف أحمد بن الجنيد فجئني بكل رقعة فيه. وانظر لا يعلم أحمد، فذهب الغلام
وجاء بالرقاع، فوقع جعفر فيها عن آخرها بخطه بما أحب أصحابها، ووكد ذلك، ثم
أمر الخادم أن يردها في الخف، فردها، وانتبه أحمد وأخذوا في، شأنهم ولم يقل له
فيها شيئا، وانصرف أحمد، فركب يعلل أصحاب الرقاع بها أياما، ثم قال لكاتب
له: ويحك هذه الرقاع قد أخلقت في خفي، وهذا - يعنى جعفرا - ليس ينظر فيها،
فخذها تصفحها وجدد ما خلق منها فأخذها الكاتب فنظر فيها فوجد الرقاع موقعا
فيها بما سأل أهلها وأكثر، فتعجب من كرمه ونبل أخلاقه، ومن أنه قد قضى حاجته
ولم يعلمه بها لئلا يظن أنه اعتد بها عليه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن
خلف بن المرزبان حدثنا أبو يعقوب النخعي حدثنا على بن زيد - كاتب العباس بن
المأمون - حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي حدثني أبي. قال: حج الرشيد ومعه
جعفر بن يحيى البرمكي، قال: وكنت معهم، فلما صرنا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قال
لي جعفر بن يحيى: أحب أن تنظر لي جارية، ولا تبقى غاية في حذاقتها بالغناء
والضرب، والكمال في الظرف والأدب، وجنبني قولهم صفراء، قال فوضعتها على
يد من يعرف، قال فأرشدت إلى جارية لرجل، فدخلت عليه فرأيت رسوم النعمة،
وأخرجها فلم أر أجمل منها، ولا أصبح ولا آدب، قال ثم تغنت إلى أصواتا وأجادتها،
قال فقلت لصاحبها: قل ما شئت، قال أقول لك قولا لا أنقص منه درهما، قال قلت
قل، قال أربعين ألف دينار، قال قلت قد أخذتها واشترطت نظرة، قال ذاك لك، قال
فأتيت جعفر بن يحيى فقلت قد أصبت حاجتك على غاية الكمال، والظرف والأدب
والجمال، ونقاء اللون، وجودة الضرب والغناء، وقد اشترطت نظرة، فاحمل المال ومر
بنا، قال فحملنا المال على حمالين وحاء جعفر مستخفيا فدخلنا على الرجل فاخرجها،
فلما رآها جعفر عجب بها، وعرف أن قد صدقته، ثم غنته فازداد بها عجبا، فقال
166

لي: اقطع أمرها قال، قلت لمولاها هذا المال قد نقدناه ووزناه، فإن قنعت وإلا فوجه
إلى من شئت لينقد. فقال: لا بل أقنع بما قلتم قال فقالت الجارية: يا مولاي في أي
شئ أنت؟ فقال: قد عرفت ما كنا فيه من النعمة، وما كنت فيه من انبساط اليد، وقد
انقبضت عن ذلك لتغير الزمان علينا، فقدرت أن تصيري إلى هذا الملك فتنبسطي في
شهواتك وإرادتك، فقالت الجارية: والله يا مولاي لو ملكت منك ما ملكت منى ما
بعتك بالدنيا وما فيها، وبعد فاذكر العهد، وقد كان حلف لها أن لا يأكل لها ثمنا،
قال فتغرغرت عين المولى وقال: اشهدوا انها حرة لوجه الله، وأنى قد تزوجتها
وأمهرتها داري. فقال لي جعفر: انهض بنا، قال فدعوت الحمالين ليحملوا المال، قال
فقال جعفر: لا والله لا يصحبنا منه درهم، قال: ثم أقبل على مولاها فقال: هو لك
مبارك لك فيه، أنفقه عليها وعليك، قال: وقمنا فخرجنا.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا إبراهيم بن
حماد حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن أحمد بن المبارك العبدي
حدثني عبد الله بن علي - أبو محمد - قال: لما غضب على البرامكة أصيب في
خزانة لجعفر بن يحيى في جرة ألف دينار، في كل دينار مائة دينار، على أحد جانبي
كل دينار منها:
- وأصفر من ضرب دار الملوك * يلوح على وجهه جعفر -
- يزيد على مائة واحدا * متى تعطه معسرا يوسر -
أخبرنا سلامة بن الحسين وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب قالا: حدثنا علي
ابن عمر حدثنا إبراهيم بن حماد قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني مثنى بن
محمد المذحجي حدثني أبو عبد الرحمن مؤدب محمد بن عمران بن يحيى بن خالد
قال: أمر جعفر بن يحيى بن خالد أن تضرب دنانير، في كل دينار ثلاثمائة مثقال،
ويصور عليها صورة وجهه، فضربت فبلغ أبا العتاهية، فأخذ طبقا فوضع عليه بعض
الألطاف فوجه به إلى جعفر، وكتب إليه رقعة في آخرها:
- وأصفر من ضرب دار الملوك * يلوح على وجهه جعفر -
- ثلاث مئين يكن وزنه * متى يلقه معسر يوسر -
فأمر بقبض ما على الطبق، وصير عليه دينارا من تلك الدنانير ورده إليه.
167

أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري حدثنا المعافي بن زكريا
الجريري - إملاء - حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو بكر الضرير - وجه
الهرة - قال: حدثني غسان بن محمد القاضي عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي
- صاحب صلاة الكوفة - قال دخلت على أمي في يوم عيد أضحى، وعندها امرأة
برزة في أثواب دنسة رثة، فقالت لي: أتعرف هذه؟ قلت لا، قالت: هذه عبادة أم
جعفر بن يحيى بن خالد، فسلمت عليها ورحبت بها، وقلت لها: يا فلانة حدثيني
ببعض أمركم. قالت أذكر لك جملة كافية فيها اعتبار لمن اعتبر، وموعظة لمن فكر،
لقد هجم على مثل هذا العيد وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وأنا أزعم أن جعفرا ابني
عاق بي، وقد أتيتكم في هذا اليوم، والذي يقنعني جلدا شاتين، أجعل أحدهما شعارا
والآخر دثارا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبي حدثنا عمر بن الحسن بن
علي الشيباني أخبرنا الحارث بن محمد حدثني العباس بن الفضل عن إسماعيل بن
علي قال: قال أبو قابوس النصراني: دخلت على جعفر بن يحيى البرمكي في يوم
بارد، فأصابني البرد، فقال: يا غلام اطرح عليه كساء من أكسية النصارى، فطرح
على كساء خز قيمته ألف. قال فانصرفت إلى منزلي فأردت أن ألبسه في يوم العيد،
فلم أصب له في منزلي ثوبا يشاكله، فقالت لي بنية لي: اكتب إلى الذي وهبه لك
حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثياب، فكتبت إليه:
- أبا الفضل لو أبصرتنا يوم عيدنا * رأيت مباهاة لنا في الكنائس -
- ولو كان ذاك المطرف الخز جبة * لباهيت أصحابي بها في المجالس -
- فلا بد لي من جبة من جبابكم * ومن طيلسان من جياد الطيالس -
- ومن ثوب قوهي وثوب غلالة * ولا بأس إن أتبعت ذاك بخامس -
- إذا تمت الأثواب في العيد خمسة * كفتك فلم تحتج إلى لبس سادس -
- لعمرك ما أفرطت فيما سألته * وما كنت لو أفرطت فيه بآيس -
وذاك لأن الشعر يزداد حدة * إذا ما البلا أبلى جديد الملابس -
قال فبعث إليه حين قرأ شعره بتخوت خمسة، من كل نوع تختا. قال: فوالله ما
انقضت الأيام حتى قتل جعفر بن يحيى وصلب، فرأينا أبا قابوس قائما تحت جذعه
يزمزم، فأخذه صاحب الخبر وأدخله على الرشيد، فقال له ما كنت قائلا تحت جذع
168

جعفر؟ قال فقال أبو قابوس: أينجيني منك الصدق؟ قال نعم، قال ترحمت والله عليه،
وقلت في ذلك:
- أمين الله هب فضل بن يحيى * لنفسك أيها الملك الهمام -
- وما طلبي إليك العفو عنه * وقد قعد الوشاة بنا وقاموا -
- أرى سبب الرضى فيه قويا * على الله الزيادة والتمام -
- نذرت على فيه صيام حول * وإن وجب الرضى وجب الصيام -
- وهذا جعفر بالجسر تمحو * محاسن وجهه ريح قتام -
- أقول له وقمت إليه نصبا * إلى أن كاد يفضحني القيام -
- أما والله لولا خوف واش * وعين للخليفة لا تنام -
- لطفنا حول جذعك واستلمنا * كما للناس بالركن استلام -
قال: فأطرق هارون مليا، ثم قال: رجل أولى جميلا فقال فيه جميلا. يا غلام ناد
بأمان أبي قابوس وأن لا يعرض له. ثم قال لحاجبه: إياك أن تحجبه عنى، صر متى
شئت إلينا في مهمك.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف أخبرني
أبو النضر هاشم بن سعيد بن علي البلدي أخبرني أبي، قال لما صلب الرشيد جعفر بن
يحيى، وقف الرقاشي الشاعر فقال:
- أما والله لولا خوف واش * وعين للخليفة لا تنام -
- لطفنا حول جذعك واستلمنا * كما للناس بالحجر استلام -
- فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى * حساما فله السيف الحسام -
- على اللذات والدنيا جميعا * لدولة آل برمك السلام -
فقيل للرشيد، فأمر به فأحضر، فقال له: ما حملك على ما فعلت؟ قال تحركت
نعمته في قلبي فلم أصبر. قال: كم كان عطاؤك؟ قال: كان يعطيني في كل سنة ألف
دينار، فأمر له بألفي دينار.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل حدثنا
الحسين بن القاسم أخبرني الحسن بن سعيد العنبري حدثني حماد بن إسحاق عن
أبيه. قال: قال أبو يزيد الرياحي: كنت قائما عند خشبة جعفر بن يحيى البرمكي
أتفكر في زوال ملكه، وحاله التي صار إليها، إذ أقبلت امرأة راكبة، لها رواء وهيئة،
169

فوقفت على جعفر فبكت فأحزنت وتكلمت فأبلغت، فقالت: أما والله لئن أصبحت
للناس آية، لقد بلغت فيهم الغاية، ولئن زال ملكك، وخانك دهرك، ولم يطل
عمرك، لقد كنت المغبوط حالا، الناعم بالا، يحسن بك الملك، وينفس بك الهلك، أن
تصير إلى حالك هذه، ولقد كنت الملك بحقه، في جلالته ونطقه، فاستعظم الناس
فقدك، إذ لم يستخلفوا ملكا بعدك، فنسأل الله الصبر على عظيم الفجيعة، وجليل
الرزية التي لا تستعاض بغيرك والسلام عليك وداع غير قال ولا ناس لذكرك، ثم
أنشأت تقول:
- العيش بعدك مر غير محبوب * ومذ صلبت ومقنا كل مصلوب -
- أرجو لك الله ذا الإحسان إن له * فضلا علينا وعفوا غير محسوب -
ثم سكتت ساعة وتأملته، ثم أنشأت تقول:
- عليك من الأحبة كل يوم * سلام الله، ما ذكر السلام -
- لئن أمسى صداك برأي عين * على خشب حباك بها الإمام -
- فمن ملك إلى ملك برغم * من الأملاك أسلمك الهمام -
أخبرنا أبو على بن الحسين بن محمد الجازري أخبرنا المعافى بن زكريا حدثنا
محمد بن مزيد حدثنا الزبير بن بكار.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز - واللفظ له - قال أخبرنا أبو سعيد
الحسن بن عبد الله السيرافي حدثنا محمد بن أبي الأزهر النحوي حدثنا الزبير بن
بكار حدثني عمي مصعب بن عبد الله. قال: لما قتل جعفر بن يحيى، وصلب بباب
الجسر رأسه، وفى الجانب الآخر جسده، وقفت امرأة على حمار فاره، فنظرت إلى
رأسه، فقالت بلسان فصيح: والله لئن صرت اليوم آية، لقد كنت في المكارم غاية، ثم
أنشأت تقول:
- ولما رأيت السيف خالط جعفرا * ونادى مناد للخليفة في يحيى -
- بكيت على الدنيا وأيقنت أنما * قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا -
- وما هي إلا دولة بعد دولة * تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى -
- إذا أنزلت هذا منازل رفعة * من الملك حطت ذا إلى الغاية القصوى -
ثم إنها حركت الحمار الذي كان تحتها، فكأنها كانت ريحا لم يعرف لها أثر.
حدثنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه أخبرنا محمد بن العباس الخزاز
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن خلف المرزبان قال أنشدونا للعباس بن الأحنف:
ولما رأيت السيف خالط جعفرا
170

وذكر هذه الأبيات الأربعة كما سقناها سواء.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي
حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثني إسماعيل بن محمد - ثقة - قال: لما بلغ
سفيان بن عيينة قتل جعفر بن يحيى، وما نزل بالبرامكة، حول وجهه إلى الكعبة
وقال: اللهم إنه كان قد كفاني مؤونة الدنيا، فاكفه مؤونة الآخرة.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري - من شيراز -
يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبره، قال حدثنا أحمد بن يونس الضبي
حدثني أبو حسان الزيادي. قال سنة سبع وثمانين ومائة فيها قتل جعفر بن يحيى بن
خالد، في أول يوم من صفر، بالغمر من أرض الأنبار.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد - إجازة - أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
البغوي. وأخبرنا الأزهري - قراءة - أخبرنا على بن عمر الحافظ أخبرنا عبد الله بن
إسحاق أخبرنا الحارث بن محمد حدثنا محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر
الواقدي: سنة سبع وثمانين ومائة فيها نزل هارون بن محمد بن عبد الله الغمر بناحية
الأنبار منصرفا من مكة، وغضب على البرامكة، وقتل جعفر بن يحيى بن خالد في
أول يوم من صفر، وصلبه على الجسر ببغداد.
3607 - جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري،
ويعرف بالحسني:
ولى القضاء بالجانب الشرقي من بغداد في أيام المأمون، والمعتصم، وحدث عن
حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وسفيان بن حبيب البصريين، ورشدين أبن سعد
المصري، روى عنه إبراهيم بن إسماعيل السوطي، وأبو الأحوص محمد بن نصر
الأثرم، ونصر بن داود الصاغاني، وغيرهم.
وقال أبو زرعة الرازي، ولى قضاء الري وهو صدوق. وقال أبو حاتم الرازي:
جهمي ضعيف. حدثنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي حدثنا
إبراهيم بن إسماعيل السوطي حدثنا جعفر بن عيسى الحسني حدثنا سفيان بن حبيب
أخبرنا عوف عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تسل
الإمارة " فذكر الحديث.
171

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق
بالله أمير المؤمنين حدثنا جدي أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج حدثنا أبو
عبد الله الحسين بن خزيمة البجلي الرازي حدثنا جعفر بن عيسى الحسنى حدثنا
رشدين بن سعد المصري حدثنا معاوية بن صالح عن أبي إسحاق عن عاصم بن
ضمرة عن علي [بن أبي طالب] عن أبي بكر الصديق قال: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب،
وحب رسول الله أفضل من مهج الأنفس، - أو قال ضرب السيف في سبيل الله عز
وجل.
أخبرنا على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: شخص المأمون
عن مدينة السلام فيما أخبرني محمد بن جرير - إجازة - يعنى شخص إلى بلد الروم
- ومعه يحيى بن أكثم يوم السبت لثلاث بقين من المحرم سنة خمس عشرة ومائتين،
فاستخلف يحيى بن أكثم على الجانب الشرقي جعفر بن عيسى البصري ويعرف
بالحسني، ثم أشخص المأمون الحسني إليه فاستخلف مكانه هارون بن عبد الله أبا
يحيى الزهري، ثم عزل الزهري وأعاد الحسني.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد - إجازة - حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي. وأخبرنا
الأزهري - قراءة - أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا عبد الله بن إسحاق أخبرنا
الحارث بن محمد حدثنا محمد بن سعد قال: سنة تسع عشرة ومائتين فيها مات
جعفر بن عيسى الحسني، وهو قاض لأبي إسحاق على عسكر المهدي يوم السبت،
لست ليال بقين من شهر رمضان، وأوصى أن يدفن في مقبرة الأنصار، فدفن هنالك،
وصلى عليه أبو علي بن هارون أمير المؤمنين.
3608 - جعفر بن مبشر بن أحمد بن محمد أبو محمد الثقفي المتكلم:
أحد المعتزلة البغداديين له كتب مصنفة في الكلام وهو أخو حبيش بن مبشر الفقيه
الذي يروى عن محمد بن مخلد العطار. وحدث جعفر عن عبد العزيز بن أبان
القرشي. روى عنه عبيد الله بن محمد اليزيدي.
أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل حدثنا محمد بن عمران بن موسى
172

الكاتب أخبرني محمد بن أحمد الكاتب حدثنا عبيد الله بن محمد اليزيدي حدثني
جعفر بن مبشر حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثني سهل بن شعيب السهمي حدثني أبو
علي - يعنى جليسا لهم - عن عبد الأعلى عن نوف البكالي قال: بايت عليا فأكثر
الدخول والخروج والنظر في السماء، ثم قال لي: أنائم أنت يا نوف؟ قلت: رامق
أرمقك بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين. قال فقال لي: يا نوف طوبى للزاهدين في
الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها
طيبا، والكتاب شعارا، والدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا قرضا على منهاج المسيح
ابن مريم. يا نوف إن الله أوحى إلى عبده المسيح، أن قل لبني إسرائيل لا تدخلوا
بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية - وذكر باقي
الحديث.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا أبو عبيد الله المرزباني. قال: مات جعفر
ابن مبشر في سنة أربع وثلاثين ومائتين.
3609 - جعفر بن حرب الهمداني:
معتزلي أيضا بغدادي. درس الكلام بالبصرة على أبي الهذيل العلاف، وكان لجعفر
اختصاص بالواثق، وصنف كتبا معروفة عند المتكلمين.
أخبرنا الصيرمي حدثنا المرزباني قال: قال أبو القاسم البلخي قال أبو الحسن
الخياط: مات جعفر بن حرب سنة ست وثلاثين ومائتين، وهو ابن تسع وخمسين
سنة.
3610 - جعفر بن محمد بن عمار، البرجمي:
من أهل الكوفة. ولى قضاء القضاة بسر من رأى.
أخبرنا علي بن أبي البصري حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري - لفظا - أخبرنا
أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري - بالبصرة أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة
النميري. قال: كان أيوب بن حسن بن موسى بن جعفر بن سليم عاملا على الصلاة
بالكوفة وأحداثها للمتوكل، وجعفر بن محمد بن عمار على قضائها. فكان ربما أمره
بالصلاة بهم إذا اعتل، وكان كثير العلل من نقرس كان به، فكان جعفر يصلى
173

بهم ويدعو لأيوب على المنبر بالتأمير له، فقال محمد بن نوفل التميمي:
- فما عجب أن تطلع الشمس بكرة * من الغرب إذ تعلو على ظهر منبر -
- ولولا أناة الله جل ثناؤه * لصبحت الدنيا بخزي مدمر -
- إذا جعفر رام الفخار فقل له * عليك ابن ذي موسى بموساك فافخر -
- فقد كان عمار إذا ما نسبته * إلى جده الحجام لم يتكبر -
ثم عزل جعفر بن محمد عن قضاء الكوفة، وحمل إلى سر من رأى فولى قضاء
القضاة إلى أن مات بسر من رأى.
3611 - جعفر بن علي بن السري بن عبد الرحمن، أبو الفضل، المعروف
بجعيفران الشاعر:
ولد ببغداد ونشأ بها، وأبوه من أبناء خراسان. وكان جعفر من أهل الفضل
والأدب، ووسوس في أثناء عمره، وله أخبار وأشعار مستحسنة.
أخبرنا محمد بن الحسين الجازري حدثنا المعافي بن زكريا الجريري حدثنا محمد
ابن عبد الواحد - أبو عمر اللغوي - قال سمعت أحمد بن سليمان المفيدي قال
حدثني خالد الكاتب. قال: ارتج على وعلى دعبل وآخر من الشعراء نصف بيت
قلناه جميعا وهو قولنا: يا بديع الحسن، فقلنا ليس إلا جعيفران الموسوس، فجئناه
فقال: ما تبغون؟ قال خالد: جئناك في حاجة، قال: لا تؤذوني فإني جائع، فبعثنا
فاشترينا له خبزا ومالحا، وبطيخا ورطبا، فأكل وشبع، ثم قال لنا: هاتوا حاجتكم،
قلنا له: قد اختلفنا في بيت وهو:
- يا بديع الحسن حاشا * لك من هجر بديع -
فقال: فقال له دعبل: فزدني أنا بيتا آخر فقال: نعم!
- وبحسن الوجه عوذ * تك من سوء الصنيع -
فقال له الذي معنا: ولى أنا بيتا آخر. فقال نعم!
- ومن النخوة يستعفيك * لي ذل الخضوع -
فقمنا وقلنا: نستودعك الله. فقال: انتظروا حتى أزودكم لي بيتا آخر:
- لا يعب بعضك بعضا * كن جميلا في الجميع -
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري الحيري أخبرنا
الحسن بن محمد بن حبيب الواعظ أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن ملحان
174

البصري حدثنا أبو العباس الأسدي أخبرنا بعض أصحابنا قال: لقيت جعيفران فقلت
له: تجيز لي بيت الشعر؟ قال نعم، بدرهم صحيح، قلت له نعم. قال هات، فأعطيته
الدرهم وأنشدته:
- وما الحب إلا لوعة قذفت بها * عيون المها باللحظ بين الجوانح -
ففكر ساعة، ثم قال:
- ونار الهوى تطفي عن القلب فعلها * كفعل الذي جادت به كف قادح -
وأنشدنا إسماعيل الحيري قال أنشدنا الحسن بن محمد بن حبيب لجعيفران:
- بين السماح وعون * فرق كبير وبون -
- للجود حاتم طي * وحاتم البخل عون -
- له مطابخ بيض * والعرض أسود جون -
3612 - جعفر أمير المؤمنين المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله هارون
الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب، يكنى أبو الفضل:
بويع له بالخلافة بعد الواثق، وكان مولده بفم الصلح، ومنزله بسر من رأى.
أخبرني حسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى حدثنا أبو
عبد الله الحكيمي حدثني ميمون بن هارون عن جماعة سماهم أن الواثق لما مات
اجتمع وصيف التركي، وأحمد بن أبي دؤاد، ومحمد بن عبد الملك، وأحمد بن
خالد المعروف بأبي الوزير، وعمر بن فرج، فعزم أكثرهم على تولية محمد بن الواثق،
فأحضر، وهو غلام أمرد قصير، فقال أحمد بن أبي دؤاد: أما تتقون الله، كيف تولون
مثل هذا الخلافة؟! فأرسلوا بغا الشرابي إلى جعفر بن المعتصم فأحضروه، فقام ابن أبي
دؤاد فألبسه الطويلة ودراعة، وعممه بيده على الطويلة. وقبل بين عينيه، وقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم غسل الواثق وصلى عليه
المتوكل، ودفن.
قال ميمون فحدثني سعيد الصغير قال: كان المتوكل قد رأى في النوم كأن سكرا
175

سليمانيا يسقط عليه من السماء، مكتوب عليه جعفر المتوكل على الله، قال ميمون
فلما صلى على الواثق قال محمد بن عبد الملك نسميه المنتصر، وخاض الناس في
ذلك، فحدث المتوكل أحمد بن أبي داود بما رأى في منامه، فوجده موافقا، فأمضى
في ذلك، وكتب به إلى الآفاق.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس حدثنا
عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. وأخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا أحمد بن
إبراهيم بن محمد بن عرفة. قالا: بويع المتوكل على الله - قال ابن أبي الدنيا بسر من
رأى ثم اتفقا - يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين،
قال ابن عرفة: وسنة ست وعشرون سنة يومئذ، قالا جميعا: وأمه أم ولد يقال لها
شجاع قال ابن عرفة: وكانت من سروات النساء سخاء وكرما، وقال ابن أبي الدنيا
قال يزيد بن المهلبي: سمعت المتوكل على الله يقول: ميلادي سنة سبع ومائتين.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي حدثنا محمد بن إسحاق
ابن إبراهيم القاضي - بالأهواز - حدثنا محمد بن هارون الهاشمي حدثنا محمد بن
شجاع الأحمر. قال: دخلت على أمير المؤمنين المتوكل وبين يديه نصر بن علي
الجهضمي، فجعل نصر يحض المتوكل على الرفق، ويمدح الرفق، ويوصي به، والمتوكل
ساكت، فلما سكت نصر قال المتوكل - والتفت إلى يحيى بن أكثم القاضي - فقال
له: أنت يا يحيى حدثتني عن محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن الأعمش عن
موسى بن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من حرم الرفق حرم الخير " ثم أنشأ يقول:
- الرفق يمن والأناة سعادة * فاستأن في رفق تلاق نجاحا -
- لا خير في حزم بغير روية * والشك وهن إن أردت سراحا -
أخبرني الحسن بن أبي طالب أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران أخبرنا محمد بن
يحيى النديم حدثني أحمد بن يزيد المهلبي عن أبيه. قال: قال لي المتوكل يوما: يا
مهلبي إن الخلفاء كانت تتصعب على الرعية لتطيعها، وأنا ألين لهم ليجيئوني
ويطيعوني.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل حدثنا
الحسين بن قاسم الكوكبي أخبرنا محرز الكاتب. قال اعتل عبيد الله بن يحيى بن
176

خاقان، فأمر المتوكل الفتح أن يعوده، فأتاه فقال: أمير المؤمنين يسألك عن علتك؟
فقال عبيد الله:
- عليل من مكانين * من الأسقام والدين -
- وفى هذين لي شغل * وحسبي شغل هذين -
فأمر له المتوكل بألف درهم.
أخبرنا عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني - بها - أخبرنا أحمد بن عبد
الرحمن الشيرازي أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاة التميمي حدثنا أحمد
ابن عبد الله العبسي الناقد - بمصر - حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق قال حدثني
الأعثم. قال: دخل على بن الجهم على جعفر المتوكل وبيده درتان يقلبهما، فأنشده
قصيدته التي يقول فيها:
- وإذا مررت ببئر عروة * فاسقني من مائها -
قال فدحا بالدرة التي في يمينه، فقلبتها فقال لي: تستنقص بها؟! هي والله خير من
مائة ألف، قلت: لا والله ما استنقصت، ولكن فكرت في أبيات أعملها آخذ التي في
يسارك، فقال لي قل، فأنشأت أقول:
- بسر من رأى أمير عدل * تغرف من بحره البحار -
- يرجى ويخشى لكل خطب * كأنه جنة ونار -
- الملك فيه وفي أبيه * ما اختلف الليل والنهار -
- يداه في الجود درتان * عليه كلتاهما تغار -
- لم تأت منه اليمين شيئا إلا * أتت مثلها اليسار -
قال فدحا التي في يساره، وقال: خذها لا بارك الله لك فيها، وقد رويت هذه
الأبيات للبحتري في المتوكل.
أخبرنا على بن أيوب القمي أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أنشدني علي
ابن هارون للبحتري:
- بسر من رأى لنا إمام * تغرف من بحره البحار -
- خليفة يرتجى ويخشى * كأنه جنة ونار -
- كلتا يديه تفيض سحا * كأنها ضرة تغار -
- فليس تأتى اليمين شيئا * إلا أتت مثله اليسار -
- فالملك فيه وفى بنيه * ما اختلف الليل والنهار -
177

أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا
أبو النضر العقيلي حدثنا أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم حدثني أبي قال:
خرجنا مع المتوكل إلى دمشق، فلحقنا ضيقة بسبب المؤن والنفقات التي كانت تلزمنا،
قال فبعثت إلى بختيشوع وكان لي صديقا أسأله أن يقرضني عشرين ألف درهم - قال
فأقرضنيها، فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل، فلما جلسنا
بين يديه قال: يا علي لك عندي ذنب وهو عظيم، قلت: يا سيدي فما هو، فإني لا
أعرف لي ذنبا ولا خيانة؟ قال: بلى، أضقت فاستقرضت من بختيشوع عشرين ألف
درهم، أفلا أعلمتني؟ قال: قلت: يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي متواترة،
وأرزاقه وانزاله على دارة، واستحيت نعما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن
أسأله، قال: ولم؟ إياك أن تستحى من مسئلتي أو الطلب منى، وأن تعاود مثل ما كان
منك، ثم قال: مائة ألف درهم - بغير صروف - فأحضرت عشر بدر، فقال خذها
واتسع بها.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين
الإستراباذي حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني حدثني
محمد بن الفضل بن عبد الله حدثني أبو عثمان سعد بن عبد الله النوبي قال حدثني
محمد بن إسحاق الوشاء قال دخل محمد بن عبد الله بن طاهر على أمير المؤمنين
المتوكل في شكاة له، فقال:
- الله يدفع عن نفس الإمام لنا * وكلنا للمنايا دونه غرض -
- أتيته عادة العواد من مرض * بالعائدين جميعا لا به المرض -
- ففي الإمام لنا من غيره عوض * وليس في غيره منه لنا عوض -
- وما أبالي، إذا ما نفسه سلمت * لو باد كل عباد الله وانقرضوا -
أخبرنا باي بن جعفر الجيلي أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران أخبرنا محمد بن
يحيى حدثني عبد الله بن المعتز حدثني الحسن بن عليل العنزي حدثني بعض أصحابنا
عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي. قال: دخلت على المتوكل لما توفيت أمه فعزيته.
فقال: يا جعفر ربما قلت البيت الواحد، فإذا جاوزته خلطت، وقد قلت:
- تذكرت لما فرق الدهر بيننا * فعزيت نفسي بالنبي محمد -
فأجازه بعض من حضر المجلس:
178

- وقلت له إن المنايا سبيلنا * فمن لم يمت في يومه مات في غد -
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي حدثنا محمد بن إبراهيم الأنطاكي حدثنا الحارث بن أحمد العبادي حدثنا
أحمد بن يزيد المؤدب سمعت الفتح بن خاقان يقول. دخلت يوما على المتوكل أمير
المؤمنين، فرأيته مطرقا يتفكر، فقلت: ما هذا الفكر يا أمير المؤمنين؟ فوالله ما على
الأرض أطيب منك عيشا، ولا أنعم منك بالا، فقال: يا فتح، أطيب عيشا منى رجل
له دار واسعة، وزوجة صالحة، ومعيشة حاضرة، لا يعرفنا فنؤذيه ولا يحتاج إلينا فنزدريه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى قال:
أنشدني أبو الغوث يحيى بن البحتري لأبيه يهجو ابن أبي دؤاد ويخاطب المتوكل:
- أمير المؤمنين لقد سكنا * إلى أيامك الغر الحسان -
- رددت الدين فذا بعد ما قد * أراه فرقتين تخاصمان -
- قصمت الظالمين بكل أرض * فأضحى الظلم مجهول المكان -
- وفى سنة رمت متجبريهم * على قدر بداهية عوان -
- فما أبقت من ابن أبي دؤاد شيئا * سوى جسد يخاطب بالمعاني -
- تحير فيه سابور بن سهل * فطاوله ومناه الأماني -
- إذا أصحابه به اصطحبوا بليل * أطالوا الخوض في خلق القرآن -
- يديرون الكؤوس وهم نشاوى * يحدثنا فلان عن فلان -
أخبرني الحسن بن شهاب العكبري - في كتابه إلى - حدثنا عبيد الله بن عبد الله
ابن أبي سمرة البندار حدثني معاوية بن عثمان حدثنا علي بن حاتم حدثنا علي بن
الجهم السامي. قال: وجه إلى أمير المؤمنين المتوكل، فأتيته فقال: يا علي رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم الساعة في المنام، فقمت إليه فقال لي: تقوم إلى وأنت خليفة؟ فقلت: أبشر يا أمير
المؤمنين، أما قيامك إليه فقيامك بالسنة، وقد عدك من الخلفاء. قال: فسر بذلك.
أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الخازن قال أخبرنا أحمد بن بشر بن
سعيد الخرقي حدثنا أبو روق الهزاني. وأخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني حدثنا
أبو أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد العسكري. حدثنا الهزاني قال سمعت محمد
ابن خلف يقول كان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة،
179

أبو بكر الصديق، قاتل أهل الردة حتى استجابوا له وعمر بن عبد العزيز رد مظالم
بني أمية، والمتوكل محا البدع وأظهر السنة.
أخبرنا الأزهري حدثنا عبيد الله بن محمد العكبري حدثنا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن سهل النيسابوري حدثنا سعيد بن عثمان الحناط حدثنا علي بن إسماعيل
قال: رأيت جعفر المتوكل بطرسوس في النوم وهو في النور جالس، قلت:؟ المتوكل
قال: المتوكل. قلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال بقليل من السنة
أحييتها.
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي - بأصبهان - حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان - إملاء - حدثني محمد بن عيسى المكتب
عن عمر بن حفص قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: رأيت المتوكل فيما يرى
النائم فقلت: يا متوكل، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي ربي، قلت: غفر لك ربك!
وقد عملت ما عملت؟ قال: نعم بالقليل من السنة التي أظهرتها.
أخبرني الحسن بن أبي طالب أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد بن
يحيى النديم حدثني الحسين بن إسحاق قال سمعت صالح بن أحمد بن حنبل يقول:
سهدت ليلة ثم نمت، فرأيت في نومي كان رجلا يعرج به إلى السماء وقائلا يقول:
- ملك يقاد إلى مليك عادل * متفضل في العفو ليس بجائر -
ثم أصبحنا، فما أمسينا حتى جاء نعي المتوكل من سر من رأى إلى بغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن يوسف بن حمدان الهمذاني
حدثنا أبو علي الحسن بن يزيد الدقاق حدثنا عبد العزيز بن محمد الحارثي حدثنا
عمر بن عبد الله الأسدي قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن العلاء قال: قال لي عمرو
ابن شيبان الحلبي: رأيت في الليلة التي قتل فيها المتوكل فيما يرى النائم حين أخذت
مضجعي، كأن آتيا أتاني فقال لي:
- يا نائم العين في أقطار جثماني * أفض دموعك يا عمرو بن شيبان -
أما ترى الفتية الأرجاس ما فعلوا * بالهاشمي وبالفتح بن خاقان -
- وافى إلى الله مظلوما فضج له * أهل السماوات من مثنى ووحدان -
- وسوف تأتيكم أخرى مسومة * توقعوها لها شأن من الشأن -
- فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم * فقد بكاه جميع الإنس والجان -
180

قال: فأصبحت إذا الناس يخبرون أن جعفرا قد قتل في هذه الليلة. قال أبو عبد
الله: ثم رأيت المتوكل بعد هذا بأشهر كأنه بين يدي الله تعالى فقلت: ما فعل بك
ربك؟ قال: غفر لي، قلت بماذا؟ قال بالقليل من السنة تمسكت بها، قلت: فما تصنع
ها هنا؟ قال: أنتظر محمدا ابني أخاصمه إلى الله الحكيم العظيم الكريم.
أخبرنا الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
قال سمعت أبا علي بن عليل العنزي يقول: خرجت في الليلة التي قتل فيها
المتوكل في جوف الليل، لأتطهر للصلاة من دجلة، فسمعت صائحا يصيح لا أدرى
من هو:
- شال شوال بهم * فهم فيه مزق -
قال فلما كان بالغداة اتصل بنا أن المتوكل قتل في هذه الليلة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الواحد
أخبرني أبو أيوب جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال أخبرنا بعض الزمازمة الذين
يحفظون زمزم. قال: غارت زمزم ليلة من الليالي فأرخناها، فجاءنا الخبر أنها كانت
الليلة التي قتل فيها جعفر المتوكل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء قال: قتل المتوكل بالمتوكلية - وهي الماحوزة - ليلا لأربع خلون من
شوال سنة سبع وأربعين ومائتين. وكان عمره أربعين سنة، وخلافته أربع عشرة سنة
وعشرة أشهر وثلاثة أيام.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا علي بن أحمد بن قيس حدثنا عبد الله
ابن محمد بن أبي الدنيا قال: قتل المتوكل ليلة الأربعاء في أول الليل، ودفن يوم
الأربعاء بالجعفري [قصره] لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين،
وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام، ورأيت المتوكل أسمر
حسن العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، وكان إلى القصر أقرب، ويكنى أبا
الفضل.
3613 - جعفر بن محمد، أبو محمد الفقيه:
أخبرني بحديثه الحسين بن علي الصيمري، حدثنا أحمد بن محمد بن علي
181

الصيرفي قال حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين حدثنا محمد بن عبد الله - أبو
جعفر الحضرمي - حدثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه - وكان في
لسانه شئ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس. قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ".
قال أبو جعفر: لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد. رواه أبو
الصلت فكذبوه.
3614 - جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب:
ولى قضاء القضاة بسر من رأى في سنة أربعين ومائتين. وحدث بها عن محمد
ابن عباد الهنائي، وهارون بن إسماعيل الخزاز، وأبي عاصم النبيل وأبي عتاب الدلال،
وعبيد بن إسحاق العطار، ومحمد بن أبي، مالك المازني. روى عنه أحمد بن هارون
البرديجي، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن أحمد بن موسى السوانيطي،
وعلي بن سراج، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين المصريان.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ أخبرنا أبو جعفر بن محمد بن
أحمد بن الحكم الواسطي حدثنا أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي حدثنا جعفر بن
عبد الواحد قال: قال لنا أبو عتاب الدلال حدثنا أبو بكر الهذلي عن المنصور أبي
جعفر عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنعم على أخيه
نعمة فلم يشكرها فدعا الله عليه استجيب له ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر
182

ابن النجم الميانجي حدثنا سعيد بن عمرو البردعي قال ذاكرت أبا زرعة - يعنى
الرازي - بأحاديث سمعتها من جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قاضي القضاة
فأنكرها وقال: لا أصل لها. فقلت له: إنه حدثنا عن الأنصاري عن ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس وعن أشعث عن الحسن عن عبد الله بن مغفل. وعن عبد الله بن
المثني عن ثمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " من أحب الأنصار فبحبي أحبهم " فقال لي
أبو زرعة: ما لواحد من الثلاثة أصل، وهي موضوعة ثلاثتها - أو نحو هذا من الكلام -
قلت: إنه حدثني عن هارون بن إسماعيل الخزاز عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي
كثير عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت
الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ". فقال باطل. قلت وحدثني عن محمد بن عباد
الهنائي عن شعبة عن قتادة عن الشعبي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم على صلى قبر.
قال شعبة: فقلت لقتادة: سمعته من الشعبي؟ فقال حدثني عاصم الأحول قال شعبة
فقلت لعاصم الأحول سمعته من الشعبي؟ فقال حدثني الشيباني فقال ما خلق الله لهذا
أصلا. ثم قال إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كنت أرى جعفرا هذا وأشتهي أن أكلمه
لما كان عليه من السكينة والوقار، ونسبه في العنقاء! رجل تصلح له الخلافة من ولد
العباس، يرجع إلى حفظ وفقه، قد خرج إلى مثل هذا؟ نسأل الله الستر والعافية. ثم
قال لي: ما أخوفني أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته. قلت: أي شيخ؟ قال
القعنبي، بلغني أنه دعا عليه فقال اللهم افضحه، لا أحسب ما بلى به إلا بدعوة
الشيخ. قلت كيف دعا عليه؟ قال بلغني أنه أدخل عليه حديثا، أحسبه عن ثابت،
جعله عن أنس. فلما فارقه رجع الشيخ إلى أصله فلم يجده، فاتهمه فدعا عليه. قلت
إنه حدثني عن محمد بن محبوب عن جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس ". فقال: باطل وزور، لا أصل له: ثم
جعل يرغب إلى الله في الستر والعافية.
[قلت]: عنى أبو زرعة - إن شاء الله - في حديث جويرية أن لا أصل له مرفوع.
وقد رواه جويرية عن نافع عن ابن عمر فقط، روى عنه جعفر بن سليمان فلا أدرى
لم يحفظه أبو زرعة، أو قال لا أصل له أصلا، وأما أنا فإني أحفظه عن ابن عمر موقوفا.
183

أنبأنا أبو سعد الماليني حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: جعفر بن عبد الواحد
الهاشمي منكر الحديث عن الثقات، وكان يتهم بوضع الحديث.
أخبرنا البرقاني قال: قال الدارقطني فيما رأيت بخطه.
وأخبرنا أبو الطيب عبد العزيز بن علي القرشي. قال: قال لنا أبو الحسن
الدارقطني: جعفر بن عبد الواحد متروك.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سئل
الدارقطني عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فقال: كذاب يضع الحديث.
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة الأزدي قال: وفي هذه السنة - يعنى سنة خمسين ومائتين - نفى جعفر بن عبد
الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، بعد أن صرف عن قضاء
القضاة إلى البصرة، وكان سبب ذلك كلاما رقى عنه إلى المستعين. وكان من حفاظ
الحديث، وكانت له بلاغة ولسن.
حدثني عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني - بدمشق - أخبرنا مكي بن محمد
ابن النمر المؤدب حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: سنة
ثمان وخمسين توفى جعفر بن عبد الواحد قاضي الثغر.
3615 - جعفر بن محمد بن جعفر، الثقفي المدائني:
سمع أباه، وعباد بن العوام، وأبا بكر بن عياش، وهشيما، وأبا حفص العبدي،
وعلي بن غراب، وزياد البكائي، وكان قد نزل الموصل وحدث بها. فروى عنه
محمد بن غالب التمتام، وغيره.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ومحمد بن عمر النرسي. قالا: حدثنا محمد بن عبد
الله الشافعي حدثنا محمد بن غالب حدثني جعفر بن محمد المدائني حدثنا أبي عن
هارون الأعور عن أبان بن تغلب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أن عمر قال: يا
رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى! فنزلت: * (واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى) * [البقرة 125].
أخبرنا أحمد بن علي البادا أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد أخبرنا محمد بن
غالب حدثنا جعفر بن محمد البكائي - وكان قد نزل الموصل وحدث بها - فروى
184

عنه المدائني بإسناده مثله سواء. وزاد قال محمد بن غالب: وحدثنا به جعفر مرة
أخرى فقال: عن مجاهد، ولم يذكر ابن عمر.
بلغني أن جعفر بن محمد المدائني مات سنة تسع خمسين ومائتين.
3616 - جعفر بن محمد، ختن ابن ناصح.
أظنه نزل الكوفة وحدث عن حماد بن بهدلة، وأزهر بن سعد. روى عنه يحيى
ابن زكريا بن شيبان الكوفي.
أخبرنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمدي حدثنا أبو محمد
عبد الله بن مجالد بن بشر بن مجالد البجلي - بالكوفة - حدثنا أبو العباس أحمد
ابن محمد بن سعيد الحافظ حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان حدثنا جعفر بن محمد
البغدادي - ختن ابن ناصح - حدثنا حماد بن بهدلة وأزهر بن سعد الباهلي
عن عون قال سمعت ابن سيرين يقول: الوزن بالشعير ربا.
3617 - جعفر الخصاف من مشايخ الصوفية:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي فيما أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا أبو
عبد الرحمن محمد بن الحسين قال: جعفر الخصاف البغدادي من أقران سري
السقطي، وهو من جلة البغداديين، يرجع إلى سخاوة، وشرف حال.
3618 - جعفر بن محمد العلاف:
صحب بشر بن الحارث، وروى عنه. وكان عبدا صالحا. حدث عنه عبد الله بن
الحسن بن نصر الواسطي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن الحسن بن نصر
الواسطي حدثنا جعفر بن محمد العلاف البغدادي حدثنا بشر بن الحارث قال
سمعت معافى بن عمران يقول سمعت سفيان يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
منامي، وأبو بكر عن يمينه، فدنوت إلى أبي بكر لأسلم عليه فقال لي: سلم على
نبيك، قال: فدنوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأقبل رأسه، قال فقال: مه، قوم من أمتي يتطهرون
ويقولون كلام ربي مخلوق وليس بمخلوق، لا تكلمن هؤلاء، ولا تجالسنهم، ولا تدع
لهم، ولا تشهد جنائزهم " فقلت: يا رسول الله، فمن يتولاهم؟ قال: " يتولاهم
مثلهم، عليهم غضب ربي ".
185

أخبرنا إسماعيل الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: محمد بن جعفر
ابن محمد العلاف البغدادي صحب بشر بن الحارث، كان يقال إنه مجاب الدعوة.
3619 - جعفر بن أحمد بن عوسجة:
من ساكني سر من رأى. روى عن كثير بن هشام، والحسن بن موسى الأشيب،
وروح بن عبادة.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وقال: كتبت عنه مع أبي بسامرا، وسئل
أبي عنه فقال: صدوق.
3620 - جعفر بن منير، أبو محمد العطار:
من أهل الميدان. نزل الري وحدث بها عن شبابة بن سوار، ويزيد بن هارون،
وأبي بدر شجاع بن الوليد، وعبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة. روى عنه أبو
حاتم، ومحمد بن أيوب الرازيان، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وكان أحد عباد الله
الصالحين.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري وهو صدوق.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي حدثنا
محمد بن أيوب البجلي حدثنا جعفر بن منير قال حدثنا شبابة عن شعبة عن قتادة
عن جزي بن كليب. قال: سمعت عليا يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عضب القرن
والأذن، قال قتادة: فقلت لسعيد بن المسيب: ما عضب الأذن؟ قال: إذا كان
النصف أو أكثر.
3621 - جعفر بن محمد بن فضيل، الرسعني:
من أهل رأس العين ويكنى أبا الفضل. قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد
الحمصي، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، وسعيد بن أبي مريم المصري، وعبد المجيد بن
عبد العزيز بن أبي رواد، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، ومحمد بن كثير
المصيصي، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين. روى عنه عبد الله بن أحمد بن
حنبل، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن محمد بن بشار بن أبي العجوز، ويعقوب
186

ابن إبراهيم البزاز ومحمد بن سهل بن الفضيل الكاتب، ويوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول التنوخي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ حدثنا أبو بكر يوسف بن
يعقوب الأزرق حدثنا جعفر بن محمد الرسعني حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا
يحيى - يعنى ابن أيوب - وابن لهيعة. قالا: حدثنا يزيد بن الهاد عن عبد الله بن
جناب عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول من رآني فقد رأى الحق فإن
الشيطان لا يتكون بي ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال حدثنا الحسن بن رشيق
المصري حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني محمد بن علي الصوري وأخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال:
ناولني عبد الكريم - وكتب لي بخطه - قال سمعت أبي يقول: جعفر بن محمد بن
الفضيل كان برأس العين ليس بالقوى.
أخبرني علي بن الحسين - التغلبي - بدمشق - أخبرنا تمام بن محمد الرازي حدثنا
علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ قال: جعفر بن فضيل الرسعني ثقة.
3622 - جعفر بن مكرم بن يعقوب بن إبراهيم، أبو الفضل الدوري التاجر:
سمع عمر بن يونس اليماني، وأبا عامر العقدي، وسعيد بن عامر وروح بن عبادة
وأبا داود الطيالسي، وأزهر بن سعد السمان، وأبا أسامة حماد بن أسامة، وقريش بن
أنيس، وأبا بكر الحنفي. روى عنه محمد بن خلف وكيع، ويحيى بن محمد بن
صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبنا بعض حديثه فلم يقض السماع منه وهو
صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن
مخلد العطار حدثنا جعفر بن مكرم حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن منصور قال:
سمعت مجاهدا يحدث عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الجمعة، إلا أن
يصام يوم قبله، أو بعده.
187

قال لنا أبو بكر البرقاني رأيت بخط الدارقطني: تفرد به جعفر بن مكرم.
قلت: يعنى روايته عن أبي داود عن شعبة مرفوعا، ووقفه غندر وعبد الرحمن بن
زياد الرصافي عن شعبة.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة أربع وستين ومائتين فيها مات أبو
الفضل جعفر بن مكرم بن يعقوب التاجر في جمادى الأولى.
3623 - جعفر بن محمد بن ربال، أبو عبد الله الربالي:
حدث عن أبي عاصم الشيباني وحسين بن حفص الأصبهاني، وسعيد بن عامر،
ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الرومي. روى عنه الحسين بن محمد بن شعبة
الأنصاري، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأخوه أبو عبيد، وما علمت من حاله إلا
خيرا.
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي عن الدارقطني أنه ثقة.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي حدثنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي
حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة حدثنا جعفر بن محمد الربالي حدثنا حسين بن
حفص قال حدثنا هشام بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة
عن أم سلمة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر، وأيكم تختصمون إلى، ولعل
بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قطعت له من
حق أخيه شيئا فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار ".
3624 - جعفر بن محمد بن عيسى بن الطباع:
نزل بسر من رأى وحدث بها عن أبيه روى عنه صالح بن أحمد بن حنبل. ذكر
ذلك ابن أبي حاتم الرازي.
3625 - جعفر بن محمد الوراق الواسطي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الطنافسي وخالد بن مخلد القطواني، وعثمان
188

ابن الهيثم المؤذن، وعامر بن أبي الحسين، ومحمد بن حماد الضرير، وعون بن سلام
الكوفي، والمثنى بن معاذ العنبري، روى عنه أبو بكر بن أبي داود السجستاني،
والقاضي المحاملي، وإبراهيم بن محمد نفطويه النحوي ومحمد بن مخلد الدوري،
وإسماعيل بن محمد الصفار، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل حدثنا
جعفر بن محمد الوراق حدثنا خالد - يعنى ابن مخلد - حدثني يزيد عن المقبري
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله،
فإنها كنز من كنوز الجنة ".
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار
حدثني رحمة بن مصعب عن الشيباني عن جبلى بن سحيم عن ابن عمر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل مع قوم تمرا، فأراد أن يقرن فليستأذنهم ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة خمس وستين ومائتين فيها مات
جعفر بن محمد الوراق الواسطي المفلوج في شهر ربيع الأول.
3626 - جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح:
نزل أذنة وحدث بها عن محمد بن عيسى بن الطباع. روى عنه عبد الله بن جابر
الطرسوسي، وأحمد بن هارون البرديجي وأبو بشر الدولابي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأبو العباس الأصم النيسابوري. وقال البرديجي: كان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ
قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدثنا جعفر بن نوح البغدادي قال
سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول رأيت ابن المبارك في المنام فقلت له كيف
رأيت الحديث؟ فذمه ذما شديدا وقال: ما رأيت الحديث ولا القصص بشئ، ثم
قال: ما لقي فلان - ولم يسمه - وبكى، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن فما الأمر؟ قال
عليك بالقرآن.
3627 - جعفر بن محمد، أبو محمد الوراق:
حدث عن أبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه محمد بن مخلد.
189

أخبرنا علي بن محمد السمسار حدثنا عبيد الله بن عثمان الصفار قال حدثنا عبد
الباقي بن قانع أن جعفرا الوراق صاحب أبي عبيد مات في سنة إحدى وسبعين
ومائتين. وكذلك قال ابن مخلد، وزاد في شعبان.
3628 - جعفر بن محمد بن عامر، أبو الفضل البزاز:
من أهل سر من رأى. حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة،
وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وأحمد بن يونس، وأبي غسان مالك بن إسماعيل،
وعفان بن مسلم، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود
السجستاني، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، وعبد الله بن محمد بن أبي سعيد
البزاز، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل بن محمد
الصفار. وكان أحد الشهود المعدلين.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا جعفر بن محمد
ابن عامر حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثمامة عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءه أصحابه ذات ليلة، فخرج إليهم فصلى بهم فخفف، ثم دخل، فلما أصبح قالوا:
جئنا البارحة يا رسول الله فصليت بنا، ثم دخلت بيتك فأطلت، قال: " إنما فعلت ذلك
من أجلكم ".
قال حماد: وكان حدثنا بهذا الحديث ثابت عن ثمامة، فلقيت ثمامة فسألته.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع أن جعفر بن محمد بن عامر غرق
في طريق البصرة في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع قال: وجاءنا نعي جعفر بن محمد بن عامر البزاز في شعبان سنة ثلاث
وسبعين.
3629 - جعفر بن شاذان، أبو الفضل، ويعرف بشاذويه:
حدث عن أبي حذيفة موسى بن مسعود. روى عنه محمد بن مخلد.
190

3630 - جعفر بن إبراهيم بن عمر بن حبيب، الخلال النهرواني:
حدث عن سعيد بن يعقوب الطالقاني. روى عنه عبد الله بن أحمد بن أخي أبي
زرعة الرازي.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري - بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني
حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الكريم أبو القاسم بن أخي أبي زرعة أخبرنا جعفر
ابن إبراهيم بن عمر بن حبيب الخلال - بالنهروان - قال سمعت سعيد بن يعقوب
الطالقاني يقول: قال رجل لابن المبارك: هل بقى من ينصح؟ قال فقال: وهل تعرف
من يقبل؟!
3631 - جعفر بن محمد بن القعقاع، أبو محمد البغوي:
سكن سر من رأى. وحدث بها عن أبي عقبة عباد بن موسى، وأبي معمر المقعد،
وقيس بن حفص الدارمي، وسعيد بن منصور. روى عنه أبو القاسم البغوي، وعبد الله
ابن إسحاق الخراساني وكان ثقة.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي أخبرنا عبد الله بن إسحاق
الخراساني.
وأخبرنا جعفر بن محمد بن القعقاع حدثنا سعيد بن منصور - بمكة - حدثنا
مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله للوط، إن كان ليأوى إلى ركن شديد ".
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن جعفر بن محمد بن القعقاع
مات في شهر رمضان من سنة خمس وسبعين ومائتين.
3632 - جعفر بن أحمد بن العباس بن عبد الله بن الهيثم بن سام، أبو
الفضل:
سمع إسحاق بن محمد الفروي، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وعبيد الله بن عبد
العزيز الثقفي. وبشر بن عيسى بن مرحوم العطار، روى عنه محمد بن مخلد،
وإسماعيل بن محمد الصفار وأحمد بن كامل القاضي.
وقال الدارقطني: هو ثقة مأمون.
191

أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وجعفر بن سام مات بالبصرة قاضيا، وذلك في ربيع الأول سنة
ست وسبعين.
3633 - جعفر بن هاشم بن يحيى، أبو يحيى العسكري:
سكن بغداد في دار كعب، وحدث عن مسلم بن إبراهيم، وعباس بن بكار، وأبي
الوليد الطيالسي، والقعنبي وسهل بن عثمان العسكري. روى عنه ابن مخلد، وأبو
عمرو بن السماك، وحمزة بن محمد الدهقان، وعبد الصمد بن علي الطستي. وكان
ثقة.
أخبرنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي. أخبرنا عثمان بن أحمد بن
عبد الله حدثنا جعفر بن هاشم حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال قرأت على منصور
قلت له: أقول حدثني منصور؟ قال: نعم سمعت أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة
سمع أبا هريرة سمع الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تنزع الرحمة إلا من شقي ".
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدقيقي. وأخبرنا السمسار
أخبرنا الصفار قال حدثنا ابن قانع. قالا: توفى جعفر بن هاشم في شهر ربيع الأول
سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع: أن جعفر بن هاشم مات لثلاث خلون من ربيع الأول سنة سبع وسبعين.
3634 - جعفر بن محمد بن عبد الله بن يزيد، المنادي:
سمع عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن بحر بن بري، وسعيد بن محمد
الحرمي، ووهب بن بقية الواسطي، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، ومحمد بن
سليمان لوينا، ومحمد بن عبد العزيز أبي رزمة. روى عنه ابنه أبو الحسين. وكان
ثقة.
192

أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه أخبرنا أبو عمر بن حيويه حدثنا
أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي حدثني أبي وجدي. قالا: حدثنا علي
ابن بحر القطان حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني سالم بن
عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس خطيبا، فأثنى على الله بما هو
أهله، ثم ذكر الدجال فقال: " إني أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد
أنذره نوح قومه، ولكن سأقول فيه قولا لكم لم يقله نبي قبلي: تعلمن أنه أعور وأن
ربكم ليس بأعور ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وتوفى أبي جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي يوم السبت بين
الظهر والعصر، ودفن يوم الأحد لإحدى عشرة بقيت من شعبان سنة سبع وسبعين -
يعنى ومائتين - كتب الناس عنه في حياة جدي وبعد ذلك.
3635 - جعفر بن أحمد، وقيل: جعفر بن محمد بن المبارك، أبو محمد المعروف
بكردان:
حدث عن أبي كامل الجحدري، وشيبان بن فروخ، والقاسم بن عيسى الواسطي
وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلي. روى عنه محمد بن مخلد، وعلي بن إسحاق
المادرائي وكان ثقة ينزل نهر طابق.
أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - حدثنا علي بن إسحاق
المادرائي حدثنا محمد بن بشر بن مطر - أخو خطاب وجعفر بن محمد كردان
واللفظ واحد. قالا: حدثنا القاسم بن عيسى حدثنا محمد بن ثابت العبدي أخبرنا
الزبير بن هشام عن أبيه عن سعد أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في ثوب
واحد، قد خالف بين طرفيه. سمى المادرائي أبا كردان محمدا، وسماه ابن مخلد
أحمد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: ومات كردان الخلقاني. أخبرنا بموته في هذه السنة - يعني سنة سبع
وسبعين ومائتين -.
193

3636 - جعفر بن محمد بن الحسن بن زياد بن صالح، أبو يحيى الزعفراني:
من أهل الري قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وسهل بن
عثمان العسكري وإبراهيم بن موسى الفراء، وعمر بن علي بن أبي بكر، ومحمد بن
مهران الجمال، ومحمد بن حميد، وسريج بن يونس، وعلي بن محمد الطنافسي،
وعمرو بن رافع البجلي، وعبد الرحمن بن عمر رسته، وغيرهم. روى عنه محمد بن
مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وإبراهيم بن دبيس الحداد، وأبو عمرو بن
السماك، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن
قانع، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
وقال ابن أبي حاتم سمعت منه وهو صدوق ثقة. وقال أيضا: سألت أبا زرعة
فقلت له: الفضل الصايغ أحفظ أو أبو يحيى الزعفراني؟ فقال: الفضل أحفظ
للمسند، وأبو يحيى أحفظ للتفسير.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق - إملاء -
حدثنا جعفر بن محمد أبو يحيى الرازي حدثنا محمد بن حميد حدثنا علي بن مجاهد
الرازي عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير نساء العالمين
أربع، مريم بنت عمران، وآسية [امرأة فرعون]، وخديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنة
محمد " صلى الله عليه وعليهن.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع: قال:
وأخبرنا أن أبا يحيى الزعفراني صاحب التفسير توفى بالري سنة تسع وسبعين،
وكان قد قدم إلينا وكتب الناس عنه.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج الوراق
عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد. قال: توفى جعفر بن محمد بن الحسن
أبو يحيى الزعفراني الرازي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ومائتين.
194

3637 - جعفر بن محمد بن شاكر، أبو محمد الصائغ:
سمع محمد بن سابق، وعفان بن مسلم، والخليل بن زكريا، والحسين بن محمد
المروزي، وقبيصة بن عقبة، وأبا نعيم، وعمر بن حفص بن غياث، وأبا غسان مالك
ابن إسماعيل، ويحيى بن الحماني وفضيل بن عبد الوهاب، وداود بن مهران،
ومعاوية بن عمرو، وسعيد بن سليمان الواسطي، وخنيس بن بكر بن خنيس، وشريح
ابن النعماني، والوليد بن صالح. روى عنه موسى بن هارون، ويحيى بن محمد بن
صاعد، ومحمد بن خلف وكيع، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسين بن
إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن
محمد الصفار، وأبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن
السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن
زياد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي،
ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار. وكان عبدا زاهدا، ثقة صادقا، متقنا ضابطا.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي حدثنا القاضي
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا أحمد بن منصور وجعفر بن محمد.
قالا: حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي صلاته من الليل فيفرغ منها، فإذا سمع النداء
[للفجر] صلى سجدتين خفيفتين.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا أحمد بن الفضل بن العباس
ابن خزيمة حدثنا جعفر بن محمد الصائغ.
وأخبرنا الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري - بالبصرة - حدثنا إبراهيم
ابن علي الهجيمي حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر أبو محمد الصائغ حدثنا سعيد
ابن سليمان حدثنا يحيى بن سليم الطائفي - كذا في حديث الهجيمي - وفي حديث
ابن خزيمة محمد بن مسلم وهو الصواب - عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن
195

شعيب عن أبيه عن جده قال: أراه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذا في حديث الهجيمي، وقال
ابن خزيمة عن جده رفعه، قال " صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين " وفي حديث
الهجيمي قال: " صلاح هذه الأمة في الزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل وطول
الأمل ".
قال الهجيمي: قال لي علي بن محمد بن بشار الجنابي - وهو أجمع من جمع -
أنه ما سمع في الزهد أحسن من هذا الحديث.
وقال أيضا الهجيمي: وقد سمع هذا الحديث معي أبو داود السجستاني، وعبد الله
ابن أحمد بن حنبل من جعفر الصائغ.
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي.
وأخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس قالا: قال أبو الحسين بن المنادي: وأبو
محمد جعفر بن محمد الصائغ المعروف بابن شاكر كان ذا فضل وعبادة، وزهد،
وانتفع به خلق كثير في الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على بن المنادي
وأنا أسمع. قال: وتوفى أبو محمد جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ يوم الأحد
- يوم الرؤوس - لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين ودفن في
مقابر باب الكوفة صلينا عليه في الشارع الكبير، وكان من الصالحين، أكثر الناس
عنه لثقته وصلاحه، بلغ تسعين سنة غير يسير.
3638 - جعفر بن أحمد بن معبد الوراق:
حدث عن عاصم بن علي، ومسدد، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعبيد الله
القواريري، وحاجب بن الوليد. روى عنه محمد بن مخلد وأبو عمرو بن السماك،
وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وربما قال الشافعي: جعفر بن محمد بن
معبد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
196

قال حدثني جعفر بن أحمد بن معبد الوراق حدثنا حاجب بن الوليد حدثنا محمد
ابن سلمة الحراني عن بكر بن خنيس عن أبي عبد الله الشامي عن بلال. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بصلاة الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهي تكفير للسيئات،
منهاة عن الإثم، مطهرة للداء عن الجسد ".
هكذا رواه لنا ابن أبي طاهر من أصل كتابه عن بكر بن خنيس عن أبي عبد الله
الشامي عن بلال. وروى هذا الحديث أبو النضر هاشم بن القاسم عن بكر بن خنيس
عن محمد القرشي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن بلال عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن جعفر بن أحمد بن معبد مات
في سنة ثمانين ومائتين.
3639 - جعفر بن هشام:
حدث عن أحمد بن عبيد الله الغداني البصري. روى عنه أبو سعيد أحمد بن
محمد بن زياد بن الأعرابي، وذكر أنه سمع منه ببغداد في دار كعب.
3640 - جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أبو الفضل الطيالسي:
سمع عفان بن مسلم، وإسحاق بن محمد الفروي، وسليمان بن حرب، ومسلم
ابن إبراهيم وعارم بن الفضل ومسددا، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وعبد
الرحمن بن المبارك، ومنصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن محمد
ابن عرعرة، وخلف بن سالم ومحمد بن حميد الرازي، وأمية بن بسطام، وإبراهيم
ابن زياد سبلان. روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن محمد
الصفار، ومحمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر النجاد،
وأبو سهل بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة ثبتا، صعب
الأخذ، حسن الحفظ.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن سفيان العمري قال: قلت لجعفر بن محمد
197

الطيالسي: حدثني فقال: أقرأ على، فقرأت عليه حدثكم إسحاق بن محمد الفروي
أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم.
أخبرني الأزهري قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: تفرد به جعفر الطيالسي عن
الفروي. حدثنا علي بن أبي علي البصري حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي
حدثنا جدي أبو بكر أحمد بن محمد بن عمار حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي
قال: قال لي أحمد بن حنبل: بلغني أنك ناظرت أبا خيثمة زهير بن حرب وجماعة
على تحليل النبيذ، فغلبتهم؟ فقلت: فهل لك في أن أناظرك على ذلك؟ فقال: لا.
حدثني مكي بن إبراهيم الشيرازي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي - بمصر -
أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد قال: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي
قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لو أدركت أنت زيد بن الحباب وأبا أحمد
الزبيري لم تكتب عنهم - يعنى في شدة أخذه عن الشيوخ - قلنا لجعفر: لم؟ قال:
إنما كانوا شيوخا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: ومات أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي
- صاحب يحيى بن معين - ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة للنصف من شهر رمضان
سنة اثنتين وثمانين، وكان مشهورا بالإتقان والحفظ والصدق.
3641 - جعفر بن عبد الله البرداني:
صحب بشر بن الحارث، وروى عنه وكان يذكر بالزهد.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري - بحلوان - أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمد
المخلدي - بنيسابور - أخبرنا أبو الفضل العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام
البغدادي حدثني جعفر البرداني الزاهد حدثني بشر بن الحارث حدثني المعافى [بن
عمرو] عن سفيان الثوري. أنه قال: لا يجد العبد طعم الإيمان إلا بالورع الشافي.
وقيل لوهيب بن الورد: يجد حلاوة الإيمان من يعمل بالمعاصي؟ قال: لا، ولا من هم
بمعصية.
3642 - جعفر بن محمد بن هاشم، أبو الفضل المؤدب:
حدث عن عفان بن مسلم. روى عنه عبد الصمد الطستي.
198

3643 - جعفر بن محمد بن عبد الله بن بشر بن كزال، أبو الفضل
السمسار.
حدث عن عفان، والحسن بن بشر بن سلم، ويحيى بن عبدويه، وحماد بن
محمد الفزاري وسعيد بن سليمان الواسطي، ويحيى بن الحماني،، ومنصور بن أبي
مزاحم، وبشر بن هلال، وإبراهيم بن بشير المكي، وخالد بن خداش، وإسحاق بن
إسماعيل، وأحمد بن حنبل. روى عنه أبو مزاحم الخاقاني، ومحمد بن مخلد، ومحمد
ابن أحمد الحكيمي، وأبو سهل بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان
أخبرنا جعفر بن كزال حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا يزيد بن يوسف عن يحيى
ابن سعيد عن نافع عن ابن عمر. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يأكل في معي واحد،
والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وتوفى ابن كزال في شوال سنة اثنتين وثمانين [ومائتين]
3644 - جعفر بن محمد بن علي، أبو القاسم الوراق ثم المؤدب البلخي:
سكن بغداد وحدث بها عن سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن حميد
الرازي. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. وذكر الطستي أنه سمع
منه في قنطرة البردان.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة ثلاث وثمانين ومائتين فيها مات
أبو القاسم جعفر بن محمد المؤدب في شهر رمضان.
3645 - جعفر بن محمد، أبو محمد الخباز المعروف بالخندقي:
حدث عن خالد بن خداش وسريج بن يونس، وأبي ياسر عمار بن نصر. روى
199

عنه عبد الله بن محمد بن ياسين، ومحمد بن مخلد العطار، وكان ثقة حافظا.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن
مخلد حدثنا جعفر بن محمد الخندقي الخباز حدثنا سريج بن يونس حدثنا بشر بن
السري قال حدثني سفيان بن عيينة. قال: لو رأيت الذين كانوا يجالسوني؟ ابتليت
بهؤلاء الصبيان وأعطيتهم أسباب الفتنة، فأنا لا أكاد أن أتخلص منهم؟ حدثني عبد الله
ابن المبارك - وكان عاقلا - عن أشياخ أهل الشام قالوا: من أعطى من أسباب الفتنة
من نفسه أولا لم ينج آخرا، وإن كان جاهدا.
3646 - جعفر بن محمد بن عرفة، أبو الفضل المعدل:
حدث عن [أبي علي]. محمد بن شعبة بن جوان. روى عنه عبد الصمد
الطستي وغيره.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع. قال: أبو الفضل جعفر بن محمد بن عرفة كتب الناس عنه قبل
موته بقليل، وكان ثقة مقبولا عند الحكام أيضا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو
الفضل جعفر بن عرفة منصرفه من الحج بمنزل يقال له العمق يوم الجمعة لسبع بقين
من ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين، وأدخل إلى بغداد فدفن بها يوم الأربعاء
لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين، وصلينا عليه.
3647 - جعفر بن محمد بن سوار، أبو محمد النيسابوري.
حدث عن قتيبة بن سعيد، وأبي مروان العثماني، وعبد الله بن عمر بن الرماح،
وعلي بن حجر، وأحمد بن حفص السلمي. روى عنه يحيى بن منصور القاضي،
وأبو العباس بن حمدان، وإسماعيل بن نجيد النيسابوريون، وغيرهم من الخراسانيين.
وكان ثقة. قدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها محمد بن إبراهيم بن نيروز
الأنماطي، ومحمد بن العباس بن نجيح الحافظ.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ قال: أخبرنا عبيد الله
200

ابن عثمان بن يحيى الدقاق حدثنا محمد بن العباس بن نجيح حدثنا جعفر بن محمد
ابن سوار النيسابوري أخبرنا عبد الله بن عمر بن الرماح حدثنا هشيم عن المغيرة عن
إبراهيم عن أم موسى عن علي قال: شاهد [الناس] ابن مسعود وهو يجتني رطبا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتضحكون
من دقة ساقيه؟ لهما أثقل في الميزان من أحد ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا
الفضل محمد بن إبراهيم. يقول: توفى جعفر بن محمد بن سوار يوم الثلاثاء لإحدى
عشرة ليلة مضت من ذي القعدة سنة ثمان وثمانين ومائتين.
3648 - جعفر بن موسى، أبو الفضل النحوي، يعرف بابن الحداد:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع قال: وأبو الفضل جعفر بن موسى النحوي المعروف بابن الحداد، كتب
الناس عنه شيئا من اللغة وغريب الحديث. وما كان كتب عن أبي عبيد مما سمعه من
أبي عبد الله أحمد بن يوسف التغلبي وغير ذلك. وكان من ثقات المسلمين
وخيارهم، توفى يوم الأحد بالعشى، ودفن يوم الاثنين لثلاث خلون من شعبان سنة
تسع وثمانين، صلى عليه أبو موسى الأنصاري ثم الزرقي، ودفن في الدويرة قرب
منزله عند ساباط حسن وحسين، ظهر قنطرة البردان.
3649 - جعفر بن نصير، يعرف بالتائب:
حدث عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
3650 - جعفر بن محمد الخياط:
صاحب أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي. حدث عن عبد الصمد بن يزيد مردويه.
روى عنه أبو الحسن بن البراء، وأبو عمرو بن السماك.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد السماك قال
حدثنا جعفر الخياط - صاحب أبي ثور - حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت
201

فضيل بن عياض يقول: سئل ابن المبارك: من الناس؟ قال: العلماء. قال: فمن الملوك؟
قال الزهاد. قال: فمن السفلة؟ قال: الذي يأكل بدينه.
3651 - جعفر بن محمد بن عمران بن بريق، أبو الفضل البزاز المخرمي:
حدث عن خلف بن هشام، والفيض بن وثيق، وسعيد بن محمد الجرمي. روى
عنه أبو هارون موسى بن محمد الزرقي، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأحمد بن
كامل القاضي، وأبو القاسم الطبراني، إلا أن الطبراني قال: ابن بويق بالواو، ووهم
في ذلك.
حدثنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عثيرة الموصلي حدثنا أبو هارون موسى
ابن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي حدثنا جعفر بن بريق البزاز أخبرنا سعيد بن
محمد الجرمي حدثنا أبو تميلة - واسمه يحيى بن واضح - حدثنا أبو حمزة عن جابر
عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: * (إن الذي فرض عليك القرآن
لرادك إلى معاد) * [القصص 85] قال: إلى الموت، أو إلى مكة.
حدثنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وجعفر بن محمد بن عمران البزاز المعروف بابن بريق توفى يوم
الخميس لأيام بقيت من صفر سنة تسعين، كان قد حدث قبل موته بقليل، ومات
على ستر جميل.
3652 - جعفر بن محمد بن عبد الله، القطان النهرواني:
حدث عن عبد الله بن معاوية الجمحي، وشاذ بن فياض، وقطن بن بشير، وعمار
ابن عمر بن المختار. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أخبرنا علي بن المظفر بن علي المقرئ حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثني
جعفر بن محمد بن عبد الله القطان - بالنهروان - حدثنا عمار بن عمران - كذا
قال لنا علي بن المظفر - قال حدثنا أبي عمران بن المختار عن غالب القطان - وكان
من خيار الناس - قال: أتيت الكوفة في تجارة، فنزلت قريبا من الأعمش، فلما كان
ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل، فمر بهذه الآية: * (شهد الله أنه لا إله إلا
هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله
الإسلام) * [آل عمران 18، 19] قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله، وأستودع
الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة، إن الدين عند الله الإسلام. قالها مرارا.
202

قلت لقد سمع فيها بشئ، فغدوت إليه فودعته ثم قلت: يا أبا محمد سمعتك
ترددها. قال: وما بلغك ما فيها؟ قلت: أنا عندك منذ سنة لم تحدثني. قال: والله لا
أحدثك بها سنة، قال: وأرسلت متاعي ولبثت على بابه وأقمت سنة! فلما مضت
السنة قلت: يا أبا محمد قد تمت السنة.
قال: حدثني أبو وائل عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤتى بصاحبها يوم
القيامة فيقول: عبدي عهد إلى وأنا أولى من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة ".
3653 - جعفر بن أحمد بن الخليل، أبو العباس العطار - وقيل: القطان -:
من أهل الري قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن غيلان المروزي، ومحمد بن
عمرو المعروف بزنيج ومحمد بن حميد الرازيين، وصالح بن مسمار. روى عنه أبو
هارون الزرقي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد بن علي الطستي، وذكر أنه سمع
منه في دار كعب.
أخبرني أحمد بن علي البادا حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا جعفر بن
أحمد بن الخليل الرازي حدثنا أبو غسان - زنيج - حدثنا يحيى بن ضريس عن
سفيان عن منصور عن ليث عن مجاهد عن الغفار بن المغيرة عن المغيرة بن شعبة: قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اكتوى أو استرقي فقد برئ من التوكل ".
3654 - جعفر بن الفضل، التمار المؤدب:
حدث عن أبي بكر بن شيبة الحزامي المديني روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني التمار المخرمي المؤدب حدثنا عبد
الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك،
حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الرحمن بن إسحاق أن أبا حازم أخبره أن
نافعا مولى ابن عمر أخبره أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من غادر
إلا له لواء يوم القيامة يعرف به " قال سليمان: لم يروه عن أبي حازم - سلمة بن
دينار الزاهد - إلا عبد الرحمن، ولا عنه إلا موسى، ولا عن موسى إلا ابن أبي
فديك. تفرد به عبد الرحمن.
203

3655 - جعفر بن محمد بن اليمان، أبو الفضل المؤدب الصرايي:
حدث عن إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وأحمد بن يونس
اليربوعي، وأبي الوليد الطيالسي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وشيبان بن فروخ،
وشريح بن النعمان، وعبد الرحمن بن نافع، وأحمد بن جميل المروزي، ومحمود بن
غيلان وأبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه أحمد بن عيسى بن السكين البلدي،
وأحمد بن عثمان بن الآدمي، وعبد الصمد الطستي، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر
الشافعي وجعفر بن محمد بن الحكم الواسطي، وغيرهم، وكان ثقة.
حدثنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان
حدثنا جعفر بن محمد بن اليمان الصرايي حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن ورقاء عن
عمرو عن عطاء عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا
صلاة إلا المكتوبة ".
3656 - جعفر بن محمد بن حرب، العباداني:
حدث عن سهل بن بكار، ومحمد بن كثير العبدي، وطبقتهما من البصريين.
روى عنه الغرباء، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها جعفر بن محمد بن
نصير الخالدي.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي حدثنا أبي حدثني
جعفر بن محمد بن حرب العباداني - ببغداد - حدثني إبراهيم بن محمد التيمي
حدثنا عبد الرحمن بن عياض قال: حدثتني عمتي عتيبة عن عبد الملك بن يحيى عن
الزهري عن سعيد بن المسيب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إن الله فضل قريشا بسبع
خصال: أني، منهم، وأن الله أنزل فيهم سورة كاملة من كتابه لم يذكر فيها أحدا
غيرهم، وأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده أحد غيرهم، وأن الله نصرهم يوم الفيل،
وأن الخلافة، والسقاية والسدانة، فيهم، ولله الحمد كثيرا ".
204

3657 - جعفر بن شعيب بن إبراهيم، أبو محمد الشاشي:
سمع أبا حمة محمد بن يوسف وعيسى بن حماد زغبة، ومحمد بن أبي عمر بن
شعيب العدني، وسلمة بن شبيب النيسابوري، ويحيى بن أكثم القاضي، وأحمد بن
السميدع، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، ومحمد بن إبراهيم بن
النضر بن مسعدة السمرقندي. وقدم بغداد حاجا وحدث بها، فروى عنه إسماعيل بن
علي الخطبي، وعبد الله بن إبراهيم بن ماسى.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا: حدثنا إسماعيل بن
علي الخطبي حدثنا أبو محمد جعفر بن شعيب الشاشي - زاد ابن رزق: قدم علينا
مع الحاج ثم اتفقا - قال حدثنا محمد بن يوسف حدثنا أبو قرة عن موسى بن عقبة
عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله
حرم على لساني ما بين لابتي المدينة ".
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد
ابن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: توفى أبو محمد جعفر بن شعيب الشاشي -
بالشاش - في سنة أربع وتسعين ومائتين.
3658 - جعفر بن محمد بن ماجد بن بجاد، أبو الفضل مولى المهدي،
ويعرف بابن أبي القتيل:
حدث عن أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل، ومحمد بن زكريا الحرانيين،
ومحمد بن الحسن بن شقيق المروزي، وخلاد بن أسلم. روى عنه محمد بن مخلد،
وأحمد بن سلمان النجاد، وحامد بن محمد الهروي، وأبو القاسم الطبراني، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا
جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق حدثنا
إبراهيم بن الأشعث - صاحب الفضيل بن عياض - عن فضيل بن عياض عن هشام
ابن حسان عن الحسن عن عمران بن الحصين. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من انقطع
205

إلى الله كفاه الله كل مؤونة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله
إليها " قال سليمان: لم يروه عن هشام إلا فضيل، تفرد به إبراهيم.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد - بخطه - سنة سبع وتسعين ومائتين فيها مات
ابن أبي القتيل جعفر بن محمد بن ماجد.
3659 - جعفر بن محمد، أبو الفضل المعروف بدبيس الثلاج:
حدث عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، ومحمد بن يزيد الأدمي.
روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، و عبد الله بن عدي الجرجاني.
3660 - جعفر بن محمد بن الأزهر، أبو أحمد البزاز، ويعرف بالباوردي،
وبالطوسي:
روى عن المفضل بن غسان الغلابي عن أبيه تاريخ يحيى بن معين، وحدث أيضا
عن وهب بن بقية، ومحمد بن خالد بن عبد الله الواسطيين. روى عنه أحمد بن
عثمان والد أبي. حفص بن شاهين، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو بكر الشافعي
وأحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني، وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني حدثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو أحمد جعفر بن محمد بن
الأزهر الطوسي - ببغداد - حدثنا وهب بن بقية وذكر له خبرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - فيما أذن أن نرويه عنه - أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبد الله الشافعي. قال: توفى أبو أحمد - وهو جعفر بن محمد بن الأزهر -
في رجب سنة تسع وتسعين ومائتين.
3661 - جعفر بن محمد بن حماد، البغدادي:
حدث عن يحيى بن معين، يزيد بن موهب الرملي، وعمرو بن عثمان الحمصي.
روى عنه محمد بن يوسف بن بشر الهروي نزيل دمشق.
3662 - جعفر بن محمد بن بجير العطار:
حدث عن عبد الرحمن بن عفان الصوفي، روى عنه دعلج بن أحمد
السجستاني: وسليمان بن أحمد الطبراني.
206

أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا
جعفر بن محمد بن بجير العطار البغدادي حدثنا عبد الرحمن بن عفان - أبو بكر -
حدثنا حجاج بن محمد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله
ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل حتى ترم قدماه، فقيل: يا رسول
الله، أليس قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أكون عبدا
شكورا ".
قال سليمان: لم يروه عن شعبة إلا حجاج. تفرد به عبد الرحمن. وقد روى هذا
الحديث بعينه عبد الباقي بن قانع عن هذا الشيخ إلا أنه سماه [جعفر بن] أحمد
ابن بجير، ووهم في ذلك. والله أعلم.
3663 - جعفر بن أبو الليث، واسم أبي الليث عامر، وكنية جعفر: أبو
الفضل:
نزل قزوين وحدث بها عن أحمد بن عمار بن نصير الشامي - شيخ مجهول -
وعن الحسن بن عرفة أحاديث منكرة. روى عنه ميسرة بن علي الخفاف، وعلي بن
أحمد بن صالح القزوينيان.
أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد الأبهري - بهمذان - أخبرنا علي بن أحمد بن
حماد المقرئ - وما كتبته إلا عنه - حدثنا أبو الفضل جعفر بن عامر البغدادي.
وحدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي حدثني محمد بن الحسن
الطيبي - بقزوين - حدثنا علي بن أحمد بن صالح المقرئ حدثنا أبو الفضل جعفر
ابن عامر بن أبي الليث البغدادي الصغدي سنة تسع وتسعين ومائتين - حدثنا أحمد
ابن عمار بن نصير الشامي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ليس للدين دواء، إلا القضاء، والوفاء والحمد ".
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا علي بن العباس بن محمد بن أحمد بن جعفر
العلوي القزويني - وكان حافظا - حدثنا أبو سعد ميسرة بن علي الخفاف حدثنا
207

جعفر بن أبي الليث الصغدي البغدادي حدثنا الحسن بن عرفة العبدي حدثنا عبد
الرزاق بن همام حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتم علما ألجم يوم القيامة بلجام من نار ".
قال العلوي: أبو الليث اسمه عامر، والحديث لا أصل له، ولست أعلم أن ابن
عرفة حدث عن عبد الرزاق.
3664 - جعفر بن محمد بن سليمان، أبو الفضل الخلال الدوري:
حدث عن الربيع بن ثعلب، ويعقوب بن حميد بن كاسب. روى عنه أبو بكر
الشافعي، محمد بن عمر بن الجعابي، وعبد العزيز بن جعفر الحنبلي، ومحمد بن
حميد المخرمي.
أخبرنا بشرى بن عبد الله قال أخبرنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن
يزداد الفقيه حدثنا جعفر بن محمد بن سليمان حدثنا الربيع بن ثعلب حدثنا الفرج بن
فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن نقدت الناس
نقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم أدركوك ". قال قلت: فما أصنع؟
قال: " هب عرضك ليوم فقرك ".
قال أبو بكر: قد رأيته في كتاب جعفر الخلال في موضعين، في موضع رفعه، وفي
موضع موقوفا. وقد حدثنا بهذا الحديث جماعة عن الربيع، فمنهم من وقفه، ومنهم
من أسنده. قلت: رواه نعيم بن الهيضم عن فرج بن فضالة موقوفا وهو الصحيح.
حدثناه الحسن بن علي الجوهري - إملاء - حدثنا عمير بن محمد بن علي بن
الزيات حدثنا أحمد بن الحسن عن عبد الجبار حدثنا نعيم بن الهيضم حدثنا أبو
فضالة الحمصي - فرج بن فضالة - عن لقمان عن أبي الدرداء. قال: " إن نقرت
الناس نقروك، وإن تقربت منهم أدركوك، وإن تركتهم لم يتركوك ". قال: فكيف
أصنع قال: " هب عرضك ليوم فقرك ".
هكذا أملاه الجوهري بالراء وكذا كان في أصل كتابه، قرأت في كتاب محمد بن
208

مخلد - بخطه - سنة ثلاثمائة فيها مات جعفر بن محمد الخلال أبو الفضل جارنا
يوم الثلاثاء للنصف من شوال.
3665 - جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو بكر الفريابي قاضي
الدينور:
أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، طوف شرقا وغربا، ولقي أعلام
المحدثين في كل بلد، وسمع بخراسان، وما وراء النهر، والعراق، والحجاز، ومصر،
والشام، والجزيرة، ثم استوطن بغداد. وحدث بها عن هدبة بن خالد، ومحمد بن
عبيد بن حساب، وعبد الأعلى بن حماد، وأبي كامل الجحدري، وعبيد الله بن معاذ،
وعلي بن المديني، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى، وعمرو بن علي
البصريين، وعن منجاب بن الحارث، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأبي كريب
محمد بن العلاء الكوفيين، وعن الهيثم بن أيوب الطالقاني، وأبي قدامة السرخسي،
وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن الحسن البلخيين وعن إبراهيم بن عبد الله الخلال،
ومزاحم بن سعيد، وإسحاق بن راهويه المروزيين، وعن محمد بن حميد، وأحمد بن
الفرات الرازيين، ويونس بن حبيب الأصبهاني، وعبد الرحيم بن حبيب الفريابي،
وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، ويعقوب وأحمد
ابني إبراهيم الدورقي، وعبد الله بن محمد النفيلي وحكيم بن سيف الرقي، وسليمان
ابن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن إبراهيم وهشام بن عمار الدمشقيين، ويزيد بن
موهب الرملي، وإبراهيم بن العلاء الحمصي وأحمد بن عيسى المصري، وإسحاق بن
موسى الأنصاري، وأبي مصعب المديني ومحمد بن أبي عمر العدني، ووهب بن بقية
الواسطي، ومحمد بن عزيز الأبلي، وغير هؤلاء ممن في طبقتهم وبعدهم. روى عنه
محمد بن مخلد الدوري، وأبو الحسين بن المنادي، وعبد الصمد بن علي الطستي،
وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بن
جعفر بن مالك القطيعي، وخلق يطول ذكرهم، وكان ثقة أمينا حجة.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا
إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا جعفر بن محمد
الخراساني حدثنا عمر بن زرارة حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا جعفر بن
209

محمد الخراساني حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا أبو جنادة عن الأعمش عن خيثمة عن
عدي بن حاتم. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤتى يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة،
حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها " ثم ذكر الحديث.
قال الشافعي حدثناه جعفر بن محمد الفريابي حدثنا عمرو بن زرارة النيسابوري
حدثنا أبو جنادة عن الأعمش بإسناده مثله.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال وأحمد بن محمد العتيقي - واللفظ له - قالا:
حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات. قال: سمعت جعفر بن محمد الفريابي يقول:
انصرفت من مجلس عبيد الله بن معاذ بالبصرة فإذا بحلقة وجماعة من الناس قيام فنظرت
فإذا شاب مجنون، فقيل لي: يا فتى تؤذن في أذنه؟ فقلت: أمسكوا يديه ورجليه،
وأذنت في أذنه، فلما بلغت أشهد أن محمدا رسول الله. قال لي على لسان المجنون
بصوت سمعه الحاضرون: من بشوم محمد مكوا - يعنى أنا انصرف ولا تذكر
محمدا.
حدثني محمد بن علي الصوري - مذاكرة - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد
ابن القاسم بن مرزوق المعدل - بمصر - حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله
القاضي قال: سمعت جعفر بن محمد الفريابي يقول: كل من لقيته بخراسان،
والعراق، والشام ومصر، وعدد عدة من الأمصار لم أسمع منه إلا من لفظه، إلا ما
كان من شيخين وهما، أبو مصعب الزهري، وذكر آخر معه - قال الصوري: لا
يحضرني ذكره - فإنهما كانا قد كبرا وضعفا، فكان يقرأ عليهما - أو كما قال -.
أخبرني الحسن بن شهاب العكبري - في كتابه - قال: سمعت أبا علي بن
الصواف يقول سمعت الفريابي يقول: كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين من
المشرق إلى المغرب، فما رأيت أحدا يقرأ عليه، ولا قرأت على أحد، إلا على أبي
مصعب الزهري بالمدينة، فإنه قد كان ثقل لسانه، وعلى المعلى بن مهدي بالموصل.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: بلغني عن شيخنا أبي حفص عمر بن محمد
ابن علي الزيات أنه قال: لما ورد أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي إلى بغداد، واستقبل
بالطيارات والدبادب ووعد له الناس إلى شارع المنار بباب الكوفة ليسمعوا منه،
210

فاجتمع الناس، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل نحو ثلاثين ألفا! وكان
المستملون ثلاثمائة وستة عشر.
قال لنا العتيقي: وسمعت شيخنا أبا الفضل الزهري يقول: لما سمعت من جعفر
الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر ممن يكتب حدود عشرة آلاف إنسان،
ما بقي منهم غيري! سوى من لا يكتب. قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد
ابن كامل القاضي. قال: كان جعفر الفريابي مكثرا في الحديث، مأمونا موثوقا به.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: سمعت أبا محمد
السبيعي يقول: ولد الفريابي في سنة سبع ومائتين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن محمد
ابن جعفر بن محمد الفريابي يقول: ولد أبي سنة سبع ومائتين، وتوفي ليلة الأربعاء
في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة. وهو ابن أربع وتسعين. وكان قد حفر لنفسه قبرا
في مقابر أبي أيوب قبل موته بخمس سنين، وكان يمر إليه فيقف عنده، ولم يقض أن
يدفن فيه، دفناه في الزمشية.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو
بكر الفريابي جعفر بن محمد في المحرم لخمس خلون منه سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر:
مات أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي يوم الثلاثاء بالعشى، ودفن في مقابر باب
الأنبار يوم الأربعاء لأربع بقين من المحرم سنة إحدى وثلاثمائة. وقول عيسى لأربع
بقين هو الصحيح، ذكره كذلك غير واحد.
3666 - جعفر بن محمد بن عيسى، أبو الفضل المعروف بابن القبوري:
حدث عن محمد بن حميد الرازي، وسويد بن سعيد. روى عنه أبو بكر الشافعي،
وأبو علي بن الصواف، وغيرهما.
حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا جعفر بن محمد
ابن عيسى الناقد. وأخبرنا البرقاني حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا
211

جعفر بن محمد بن عيسى الأطروش القبوري - بغدادي أبو الفضل - حدثنا محمد
ابن حميد حدثنا أنس بن عبد الحميد أخو جرير بن عبد الحميد حدثنا هشام بن
عروى عن أبيه عن عائشة. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رابط فواق
ناقة، وجبت له الجنة ".
حدثنا علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت
الدارقطني عن جعفر بن محمد بن عيسى أبي الفضل القبوري فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: وجعفر بن القبوري كان بالقرب من ربضنا، توفى لأيام من ربيع
الأول سنة ثلاث وثلاثمائة، حدث قبل وفاته بسنين، على سلامة وعدم غميزة في
سماعه.
3667 - جعفر بن محمد بن موسى، أبو محمد الأعرج النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن حفص بن
عبد الله، وعبد الله بن محمد الفراء النيسابوريين، وعلي بن بكار بن هارون
المصيصي، وأحمد بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي. روى عنه الحافظ أبو طالب
أحمد بن نصر بن طالب، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن السبيعي، وأبو الفتح
محمد بن الحسين الأزدي، وكان ثقة حافظا، عالما عارفا.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو طالب
أحمد بن نصر بن طالب حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري
- ببغداد - وساق عنه حديثا.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير أخبرنا أبو الفتح
محمد بن الحسين الأزدي حدثنا جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري حدثنا أحمد
ابن محمد بن بكار بن بلال حدثنا أبي حدثنا سعيد بن بشير عن إدريس عن الأعمش
عن شهر [بن حوشب] عن ابن غنم عن أبي ذر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
الله يقول: يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم ".
212

حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا
الحسن الدارقطني عن جعفر بن محمد النيسابوري الحافظ فقال: ثقة مأمون، وعن
مثله يسأل؟!
حدثني محمد بن علي المقبري عن محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ. قال:
جعفر بن محمد بن موسى الحافظ أبو محمد النيسابوري ثقة مأمون حجة، توفى
بحلب سنة سبع وثلاثمائة.
3668 - جعفر بن أحمد بن عاصم، أبو محمد البزاز الدمشقي المعروف بابن
الرواس:
قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن
مصفي الحمصي، وأحمد بن زيد الرملي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وعبد
الصمد بن علي الطستي، وجعفر الخالدي، وأبو علي بن الصواف، وأبو محمد بن
ماسي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن
مخلد العطار حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي حدثنا محمد بن حرب عن
ابن جريج عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة زمن
الفتح وعلى رأسه المغفر.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي قال:
سألت الدارقطني عن جعفر بن أحمد بن عاصم أبي محمد البزاز فقال: ثقة.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب
أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر. قال: سنة سبع
وثلاثمائة فيها توفي أبو محمد جعفر بن الرواس.
قلت: وبدمشق كانت وفاته.
3669 - جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله:
حدث عن عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن علي بن خلف العطار، وأحمد بن
213

عبد المنعم، ومحمد بن مهدي الميموني، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي، وأيوب
ابن محمد الرقي، وإدريس بن زياد الكرتوثي. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو
طالب محمد بن أحمد بن إسحاق البهلول، وأبو بكر بن الجعابي، وعمر بن بشران
السكري، وأبو المفضل الشيباني، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال: قرأنا على أبي حفص بن بشران
حدثكم أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب حدثنا محمد بن مهدي الميموني حدثنا عبد العزيز بن
الخطاب حدثني شعبة بن الحجاج أبو بسطام. قال: سمعت سيد الهاشميين زيد بن
علي بن الحسين بالمدينة في الروضة قال: حدثني أخي محمد بن علي أنه سمع جابر
ابن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سدوا الأبواب كلها، إلا باب
علي " وأومأ بيده إلى باب علي.
تفرد به أبو عبد الله العلوي الحسني بهذا الإسناد.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري
قال: وجدت في كتاب أخي: مات أبو عبد الله العلوي الحسني في سنة ثمان
وثلاثمائة يوم الأربعاء أول يوم من ذي القعدة، ودفنوه يوم الخميس.
3670 - جعفر بن قدامة بن زياد:
أحد مشايخ الكتاب وعلمائهم. وافر الأدب، حسن المعرفة، وله مصنفات في
صنعة الكتابة وغيرها. وحدث عن أبي العيناء الضرير، وحماد بن إسحاق الموصلي،
ومحمد بن مالك الخزاعي، ونحوهم. روى عنه أبو الفرج الأصبهاني.
3671 - جعفر بن أحمد بن الصباح، أبو الفضل، المعروف بالجرجرائي:
حدث عن جده محمد بن الصباح عن بشر بن معاذ العقدي، وعمران بن موسى
القزاز، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبي مصعب الزهري، ومحمد بن عبد الأعلى
الصنعاني، ويحيى بن خلف، وهارون بن عبد الله البزاز. روى عنه أبو حفص بن
الزيات، ومحمد بن إبراهيم بن نيطرا، وأبو الحسين بن المظفر ومحمد بن عبيد الله بن
قفرجل، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وغيرهم.
214

أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب حدثني جدي محمد بن عبيد الله
ابن الفضل بن قفرجل حدثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح
الجرجرائي حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا ابن أبي فديك حدثنا موسى بن يعقوب
عن عبد الرحمن بن إسحاق عن ابن شهاب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة بن بشر
ابن سعيد أن الجهني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهز غازيا فله مثل
أجره ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت
الدارقطني عن جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي فقال: ثقة.
أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يقول:
سنة تسع وثلاثمائة فيها مات جعفر بن محمد بن الصباح.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار أخبرنا ابن قانع: أن جعفر بن أحمد بن محمد بن
الصباح مات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع وثلاثمائة.
3672 - جعفر بن محمد بن عتيب بن حطنطل، أبو القاسم:
حدث عن محمد بن مرزوق البصري، ومحمد بن زياد الزيادي، وحميد بن
الحسن العتكي، وإبراهيم بن بسطام الزعفراني، ومحمد بن معمر البحراني، وحاتم
ابن بكر، وعبدة بن عبد الله الصفار، ويزيد بن عمرو الغنوي. روى عنه عبد الله بن
عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وأبو الحسين
ابن المظفر، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق أخبرنا
جعفر بن محمد بن عتيب حدثنا محمد بن معمر أخبرنا أبو عامر حدثنا زمعة عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل امرأة تنكح من غير ولي
نكاحها باطل ".
3673 - جعفر بن عمر، أبو محمد القرشي:
حدث عن عمرو بن سواد السرحي، وأبي عبيد الله بن أخي بن وهب المصريين.
روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
215

أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى
البزار المعروف بابن العطشي حدثنا أبو محمد جعفر بن عمر القرشي - في كرم.
معرش - حدثنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عبد الله بن سعد بن عبد الله بن أبي
سرح أبو محمد القرشي أخبرني عبد الله بن وهب - قال ابن العطشي: وحدثنا
جعفر بن عمر أيضا - حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم
القرشي حدثنا عمي عبد الله بن وهب قال: وأخبرني يعقوب بن عبد الرحمن عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل
المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختفي اليهودي وراء الحجر، أو الشجر،
فيقول الحجر أو الشجرة: يا عبد الله، هذا يهودي فتعال فاقتله، إلا الغرقدة فإنها
شجر اليهود ".
3674 - جعفر بن محمد بن بشار بن رجاء، أبو العباس، المعروف بابن أبي
العجوز.
حدث عن الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، ومحمود بن خداش، وعمر بن
محمد بن الحسن الأسدي، وعبد الله بن هاشم الطوسي. روى عنه محمد بن جعفر
زوج الحرة، وأبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن عبيد الله بن
الشخير.
أخبرنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المعدل -
إملاء - حدثنا أبو العباس جعفر بن محمد بن بشار بن أبي العجوز الضرير الخضيب
حدثنا الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبذكر
عمر بن الخطاب.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر الحربي قال: وجدت
في كتاب أخي بخطه: مات ابن أبي العجوز في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
3675 - جعفر بن محمد بن عبد الله بن يعقوب بن خالد، أبو الفضل
السراج.
حدث عن سريج بن يونس. روى عنه عبد الله بن أحمد بن مالك البيع.
216

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب حدثنا عبد الله بن أحمد بن مالك البيع
حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن عبد الله بن يعقوب السراج حدثنا سريج بن
يونس حدثني يونس بن محمد حدثنا ليث عن يزيد بن عبد الله عن موسى بن
سرجس عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يموت
وعنده قدح فيه ماء، فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء - ثم يقول: " اللهم
أعني على سكرات الموت ".
3676 - جعفر بن موسى بن أبي شجاع، الضرير القصري:
حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه عبد الله بن علي الجرجاني.
ذكر أنه سمع منه بقصر ابن هبيرة.
3677 - جعفر بن محمد بن العباس، أبو القاسم البزاز الكرخي:
حدث عن جبارة بن مغلس، وهناد بن السري، وأبي كريب، ويعقوب وأحمد
ابني إبراهيم الدورقي وسفيان بن وكيع، وعمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، ومحمد
ابن بشار، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، والحسن بن عرفة. روى عنه
أبو عمرو بن السماك، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وعلي
ابن عمر السكري، وحدث عنه ابن عدي الجرجاني، إلا أنه سمى أباه أحمد.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقتري أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد
الهروي أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: جعفر بن أحمد بن العباس البزاز
يعرف بالبابيا في كتبنا عنه ببغداد. وكان يسرق الحديث ويحدث عمن لم يرهم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن جعفر بن أحمد بن العباس البزاز فقال: كان لا يساوي شيئا.
3678 - جعفر بن أحمد بن علي بن السكين - وقيل: السكن - بن ماهان
أبو القاسم العطار:
حدث عن الحسن بن يزيد الجصاص، ورجاء بن سهل الصاغاني والحسين بن
عبد الله الواسطي البزاز. روى عنه علي بن عمر السكري.
217

أخبرني محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي أخبرنا علي بن عمر
الحربي حدثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد بن علي بن السكين بن ماهان العطار - في
درب هشام - حدثنا الحسن بن يزيد الجصاص حدثنا مسلم بن عبد ربه حدثنا سفيان
عن أبي محمد - يعني سفيان بن عيينة ولكن لم يسمه - عن أبي الزبير عن جابر عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بعثت بالحنيفية السمحة - أو السهلة - ومن خالف سنتي فليس
مني ".
3679 - جعفر بن محمد بن سعيد بن حسان، أبو محمد السمان - ويقال:
السمسار -:
حدث عن يوسف بن موسى، ومحمود بن خداش، والفضل بن سهل الأعرج
والحسن بن عرفة. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وعلي بن عمر الحربي وأبو
بكر بن المقرئ الأصبهاني.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا أبو محمد
جعفر بن محمد بن سعيد بن حسان السمان - في درب الآجر نهر طابق - حدثنا فضل
ابن سهل الأعرج حدثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري. قال: كثرة العيال شؤم،
فمن تهيأ لطلب الدنيا فليتهيأ للذل.
3680 - جعفر بن عبد الله بن جعفر بن مجاشع، أبو محمد الختلي:
حدث عن محمد بن الحسين بن أشكاب، ومحمد بن الحجاج الضبي، وعبيد الله
ابن جرير بن جبلة وإبراهيم بن راشد، ويحيى بن ورد بن عبد الله. روى عنه أبو
الفضل الزهري ومحمد بن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين،
وكان ثقة.
حدثني عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال: ومات جعفر بن مجاشع الختلي سنة
سبع عشرة - يعنى وثلاثمائة -.
3681 - جعفر بن محمد بن إبراهيم بن حبيب، أبو بكر، المعروف بابن أبي
الصعو، الصيدلاني:
حدث عن أبي موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن منصور الطوسي، والحسن بن
218

عبد العزيز الجروي، ويعقوب الدورقي، والحسين بن مهدي الأبلي. روى عنه محمد
ابن جعفر زوج الحرة، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي، وأبو حفص بن
شاهين، وعلي بن عمر السكري.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن أبي الصعو الصيدلاني - كان ببغداد -
فقال: ثقة.
أخبرنا علي بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا عبد
الباقي بن قانع: أن ابن أبي الصعو الصيدلاني مات في آخر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
3682 - جعفر بن هارون بن زياد، أبو محمد النحوي:
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا الحسين بن علي - أبو أحمد النيسابوري - حدثنا
أبو محمد جعفر بن هارون بن زياد النحوي - ببغداد - حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى
تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له ".
3683 - جعفر بن محمد بن كامل، أبو القاسم البزاز:
حدث عن إبراهيم بن مالك روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي.
3684 - جعفر بن محمد بن الفرج بن عون بن الحر بن عبيد الله الخلال:
حدث عن أبي بدر بن عباد بن الوليد. روى عنه ابنه أحمد.
3685 - جعفر بن أحمد بن بحر، أبو القاسم النجار:
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، وحمدان بن علي بن الوراق. روى عنه
علي بن عمر بن محمد السكري.
سمع إبراهيم بن مجشر الكاتب وإسحاق بن إبراهيم البغوي، والحسن بن محمد
الزعفراني، وعلي بن حرب الطائي ومحمد بن إسماعيل الحساني، ومحمد بن خلف
الحدادي، ومحمد بن المثني السمسار. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي
219

وأبو عمر بن حيويه، ويوسف بن عمر القواس. وكان ثقة صالحا دينا يسكن باب
الشعير.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أبو الفضل جعفر
ابن محمد الصندلي الأطروش سنة سبع عشرة ومات فيها. وكان يقال إنه من
الأبدال.
[قلت] هذا القول في وفاته وهم والصحيح:
ما أخبرنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن جعفر الصندلي مات في
شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وذكر أبو القاسم بن الثلاج: أن وفاته كانت في صفر من سنة ثمان
عشرة، كذلك قرأت بخطه.
3687 - جعفر بن حمدان بن يحيى، أبو القاسم الشحام الموصلي:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحيم بن محمد بن يزيد السكري، وأبي مسلم
عبد الرحمن بن واقد الواقدي، وأحمد بن عبيد الله العنبري، ويوسف بن موسى
القطان، والحسن بن عمران بن ميسرة. روى عنه محمد بن جعفر زوج الحرة،
ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين. وكان مكفوف البصر، ورواياته
مستقيمة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ أخبرنا جعفر بن
حمدان الموصلي الضرير الشحام حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن يزيد السكري
حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس. قال: كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي
صلى الله عليه وسلم رجاء أن يجئ شئ فنزلت * (فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث) *.
3688 - جعفر بن محمد بن المغلس، أبو القاسم:
وهو أخو أبي عبد الله أحمد. وكان الأصغر. حدث عن حوثرة بن محمد
المنقري، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق الهمذاني، وأحمد بن سنان القطان،
220

وعمار بن خالد التمار، وإسحاق بن سيار النصيبي. روى عنه أبو حفص بن شاهين،
ومحمد بن جعفر النجار، ويوسف بن عمر القواس، وأبو حفص الكتاني.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا
الحسن الدارقطني عن جعفر بن محمد بن المغلس. فقال: ثقة.
حدثنا عبيد الله بن عمر بن شاهين عن أبيه.
وأخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر. قالا: مات أبو القاسم
جعفر بن محمد المغلس في سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال ابن شاهين: في ذي
الحجة.
3689 - جعفر بن أحمد بن الفرج، أبو محمد الدوري:
حدث عن هارون بن إسحاق الهمذاني، وعلي بن هاشم الكرماني. روى عنه
محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، ومحمد بن المظفر.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي وعلي بن محمد بن الحسن الواسطي. قالا: حدثنا
هارون بن إسحاق حدثنا عبد الله بن نمير عن أشعث عن أبي إسحاق عن عبد الله بن
أبي بصير - رجل من عبد القيس - عن أبي بن كعب. قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر
فقال: " أهاهنا فلان؟ أهاهنا فلان؟ ". وساق الحديث.
3690 - جعفر بن حم بن حفص، أبو محمد النخشبي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن أيوب الرازي. روى عنه علي بن
عمر السكري.
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا علي بن عمر الحربي حدثنا أبو محمد جعفر
ابن حم بن حفص النخشبي - قدم علينا حاجا سنة عشرين وثلاثمائة - حدثنا
محمد بن أيوب القعنبي حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة.
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن خياركم أحسنكم أخلاقا وألطفكم بأهله ".
3691 - جعفر بن إبراهيم بن نعيم:
حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه علي بن محمد بن موسى البصري.
221

أخبرنا أبو على الحسين بن أحمد بن ماهان الضبي حدثنا علي بن محمد بن
موسى التمار - بالبصرة - حدثنا جعفر بن إبراهيم بن نعيم البغدادي حدثنا الحسن
ابن عرفة حدثني عمار بن محمد عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله
ابن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله جعل حسنات ابن آدم بعشر أمثالها إلى
سبعمائة ضعف. قال الله: إلا الصوم، الصوم لي وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين،
فرحة حين يفطر، وفرحة يوم القيامة، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح
المسك ".
3692 - جعفر أمير المؤمنين المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد
الموفق بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور،
يكنى أبا الفضل. استخلف بعد أخيه المكتفي:
فأخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال:
وأقعد جعفر بن المعتضد - وهو المقتدر بالله واسم أمه شغب - يوم الأحد لأربع
عشرة مضت من شهر ذي القعدة من سنة خمس وتسعين ومائتين.
وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال: حدثنا
إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي. قال: المقتدر بالله جعفر بن أحمد المعتضد بالله
بويع له يوم مات المكتفي وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة ونحو من شهرين، وكان
مولده لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين وكنيته أبو الفضل.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي. قال: قال أبو محمد إسماعيل بن
علي: استخلف جعفر المقتدر بالله - أبو الفضل - وسنه يومئذ ثلاث عشرة سنة
وشهر وعشرون يوما، ولم يل الأمر قبله أحد أصغر منه سنا. وقتل يوم الأربعاء
لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة، فكانت خلافته منذ يوم بويع له
بالخلافة إلى يوم قتل أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما. وقد
خلع من خلافته مرتين وأعيد. فأما المرة الأولى فكانت بعد استخلافه بأربعة أشهر
وسبعة أيام، وذلك عند قتل العباس بن الحسن الوزير، وفاتك مولى المعتضد بالله،
واجتماع أكثر الناس ببغداد عل البيعة لأبي العباس عبد الله بن المعتز بالله، ولقبوه
222

الراضي بالله. وخلع المقتدر، واحتجوا في ذلك لصغر سنه وقصوره عن بلوغ الحلم،
ونصبوا عبد الله بن المعتز للأمر في يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول سنة ست
وتسعين، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وبايعوا له بالخلافة. ثم فسد الأمر وبطل من
الغد في يوم الأحد وثبت أمر المقتدر بالله، وجددت له البيعة الثانية في يوم الاثنين.
وظفر بعبد الله بن المعتز، فقتل وقتل جماعة ممن سعى في أمره. والمرة الثانية في الخلع
بعد إحدى وعشرين سنة وشهرين ويومين من خلافته، اجتمع القواد والجند الأكابر
والأصاغر مع مؤنس الخادم ونازوك على خلعه، فقهروه وخلعوه وطالبوه بأن يكتب
رقعة بخطه يخلع نفسه فيها، ففعل، وأشهد على نفسه بذلك. وأحضروا محمد بن
المعتضد بالله فنصبوه للأمر وسموه القاهر بالله وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وذلك يوم
السبت للنصف من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة. فأقام الأمر على ذلك يوم
السبت ويوم الأحد. فلما كان يوم الاثنين اختلف الجند وتغير رأيهم ووثبت طائفة
منهم على نازوك وعبد الله بن حميدان المكني بأبي الهيجاء، فقتلوهما وأقيم القاهر من
مجلس الخلافة وأعيد المقتدر بالله إلى داره وجددت له بيعة. وكان قد تبرأ من الأمر
يومين وبعض الثالث، ولم يكن وقع للقاهر بيعة في رقاب الناس، وقتل المقتدر بالله
بباب الشماسية وسنه ثمان وثلاثون سنة وشهر وأيام. قال أبو محمد: وكان رجلا
ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، جميل الوجه، أبيض مشربا حمرة، حسن الخلق،
حسن العينين، بعيد ما بين المنكبين، جعد الشعر، مدور الوجه، قد كثر الشيب في
رأسه وأخذ في عارضيه أخذا كثيرا، كذا رأيته في اليوم الذي قتل فيه، وأمه أم ولد
يقال لها شغب، أدركت خلافته.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا أبو منصور القشوري شيخ من الجند
المولدين. قال: كنت أخدم وأنا حدث في دار لنصر القشوري المرسومة بالحجبة من
دار المقتدر بالله، فركب المقتدر يوما على غفلة وعبر إلى بستان الخلافة المعروف
بالزبيدية، في نفر من الخدم والغلمان - وأنا مشاهد لذلك - وتشاغل أصحاب الموائد
والطباخون بحمل الآلات والطعام وتعبيتها في الخون، فأبطأت وعجل هو في طلب
الطعام، فقيل له: لم يحمل بعد، فقال: انظروا ما كان. قال: فخرج الخدم كالمتحيرين
ليس يجسروا أن يعودوا فيقولون ما جاء شئ، وهم يبادرون فيما يعملون، فسمعهم
جعفر - ملاح طيار المقتدر والرئيس على الملاحين برسم الخدمة كلهم - فقال: إن
كان ينشط مولانا لأكل طعام الملاحين فمعي ما يكفيه، فمضوا فقالوا له فقال: هاتوا
223

ما معه، فأخرج من تحت الطيار جونة خيازر نظيفة فيها جدي بارد، وسكباج مبردة،
وبزما ورد، وإدام، وقطعة مالح منقور طيبة، وأرغفة سميد جيدة، وكل ذلك نظيف،
وإذا هي جونة تعمل له في منزله كل يوم، وتحمل إليه فيأكلها في موضعه من الطيار
ويلازم الخدمة، فلما حملت إلى المقتدر استنظفها فأكل منها واستطاب المالح والإدام
فكان أكثر أكله منه. ولحقته الأطعمة من مطبخه فقال: ما آكل اليوم إلا من طعام
جعفر الملاح، فأتم أكله منه وأمر بتفرقة طعامه على من حضر، ثم قال: قولوا له هات
الحلواء، قال فقال: نحن لا نعرف الحلواء. فقال المقتدر: ما ظننت أن في الدنيا من
يأكل طعاما لا حلواء بعده. قال فقال الملاح: حلواؤنا التمر والكسب فإن نشط
أحضرته فقال: لا هذا حلواء صعب لا أطيقه فأحضروا من حلوائنا فأحضرت عدة
جامات، فأكل ثم قال لصاحب المائدة: اعمل في كل يوم جونة ينفق عليها ما بين
عشرة دنانير إلى مائتي درهم وسلمها إلى جعفر الملاح تكون برسم الطيار أبدا، فإن
ركبت يوما على غفلة كما ركبت اليوم كانت معدة، وإن جاءت المغرب ولم أركب
كانت لجعفر، قال فعملت إلى أن قتل المقتدر، وكان جعفر يأخذها وربما حاسب
عليها لأيام وأخذها دراهم، وما ركب المقتدر بعدها على غفلة ولا احتاج إليها.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي حدثني أبي حدثنا أبو علي الحسين بن محمد
الأنباري الكاتب قال: سمعت دلوية الكاتب يحكي عن صافي الحرمي الخادم مولى
المعتضد أنه قال: مشيت يوما بين يدي المعتضد وهو يريد دور الحرم، فلما بلغ إلى
باب شغب أم المقتدر وقف يسمع ويطلع من خلل في الستر، فإذا هو بالمقتدر وله إذ
ذاك خمس سنين أو نحوها، وهو جالس وحواليه مقدار عشر وصائف من أقرانه في
السن، وبين يديه طبق فضة فيه عنقود عنب في وقت فيه العنب عزيز جدا، والصبي
يأكل عنبة واحدة، ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة على الدور، حتى إذا بلغ الدور إليه
أكل واحدة مثل ما أكلوا حتى أفنى العنقود، والمعتضد يتميز غيظا، قال: فرجع ولم
يدخل الدار، ورأيته مهموما فقلت: يا مولاي ما سبب ما فعلته، وما قد بان عليك؟
فقال: يا صافي والله لولا النار والعار لقتلت هذا الصبي اليوم، فإن في قتله صلاحا
للأمة، فقلت: يا مولاي حاشاه أي شئ عمل، أعيذك بالله، يا مولاي العن إبليس.
فقال: ويحك أنا أبصر بما أقوله، أنا رجل قد سست الأمور، وأصلحت الدنيا بعد
فساد شديد ولا بد من موتى، وأعلم أن الناس بعدي لا يختارون غير ولدي،
وسيجلسون ابني عليا - يعني المكتفي - وما أظن عمره يطول للعلة التي به. فقال
224

صافي: - يعنى الخنازير التي كانت في حلقه - فيتلف عن قرب ولا يرى الناس
إخراجها عن ولدي، ولا يجدون بعده أكبر من جعفر، فيجلسونه وهو صبي، وله من
الطبع في السخاء هذا الذي قد رأيت من أنه أطعم الصبيان مثل ما أكل، وساوى بينه
وبينهم في شئ عزيز في العالم، والشح على مثله في طباع الصبيان، فيحتوي عليه
النساء لقرب عهده بهن، فيقسم ما جمعته من الأموال كما قسم العنب ويبذر ارتفاع
الدنيا ويخربها، فتضيع الثغور، وتنتشر الأمور، وتخرج الخوارج، وتحدث الأسباب التي
يكون فيها زوال الملك عن بني العباس أصلا. فقلت: يا مولاي يبقيك الله حتى ينشأ
في حياة منك، ويصير كهلا في أيامك، ويتأدب بآدابك، ويتخلق بخلقك، ولا يكون
هذا الذي ظننت. فقال: احفظ عني ما أقوله، فإنه كما قلت. قال: ومكث يومه
مهموما، وضرب الدهر ضربته ومات المعتضد وولى المكتفي، فلم يطل عمره ومات.
وولى المقتدر. فكانت الصورة كما قاله المعتضد بعينها، فكنت كلما وقفت على رأس
المعتضد وهو يشرب ورأيته قد دعا بالأموال فأخرجت إليه، وحلت البدر، وجعل
يفرقها على الجواري والنساء ويلعب بها، ويمحقها ويهبها، ذكرت مولاي المعتضد
وبكيت. قال وقال صافي: كنت يوما واقفا على رأس المعتضد فقال: هاتوا فلانا
الطيبي - خادم يلي خزانة الطيب - فأحضر فقال له: كم عندك من الغالية؟ فقال
نيف وثلاثون حبا صينيا مما عمله عدة من الخلفاء، قال: فأيها أطيب؟ قال: ما عمله
الواثق، قال أحضرنيه، فأحضره حبا عظيما يحمله خدم عدة بدهق ومثقلة، ففتح فإذا
بغالية قد ابيضت من التعشيب وجمدت من العتق، في نهاية الذكاء، فأعجبت المعتضد
وأهوى بيده إلى حوالي عنق الحب، فأخذ من لطاخته شيئا يسيرا من غير أن يشعث
رأس الحب، وجعله في لحيته وقال: ما تسمح نفسي بتطريق التشعيب على هذا الحب،
شيلوه، فرفع، ومضت الأيام، فجلس المكتفى للشرب يوما، وهو خليفة وأنا قائم على
رأسه، فطلب غالية، فاستدعى الخادم وسأله عن الغوالي، فأخبره بمثل ما كان أخبر به
أباه فاستدعى غالية الواثق، فجاءه بالحب بعينه ففتح فاستطابه وقال أخرجوا منه
قليلا. فأخرج منه مقدار ثلاثين - أو أربعين مثقالا - فاستعمل منه في الحال ما أراده،
ودعا بعتيدة له فجعل الباقي فيها ليستعمله على الأيام، وأمر بالحب فختم بحضرته
ورفع، ومضت الأيام وولي المقتدر الخلافة، وجلس مع الجواري يشرب يوما كنت
على رأسه، فأراد أن يتطيب فاستدعى الخادم وسأله، فأخبره بمثل ما أخبر به أباه وأخاه.
225

فقال: هات الغوالي كلها، فأحضرت الحباب كلها فجعل يخرج من كل حب مائة
مثقال، وخمسين، وأقل وأكثر، فيشمه ويفرقه على من بحضرته حتى انتهى إلى حب
الواثق واستطابه فقال: هاتم عتيدة حتى يخرج إليها من هذا ما يستعمل، فجاءوه
بعتيدة وكانت عتيدة المكتفي بعينها، ورأى الحب ناقصا والعتيدة فيها قدح الغالية ما
استعمل منه كبير شئ، فقال: ما السبب في هذا؟ فأخبرته بالخبر على شرحه، فأخذ
يعجب من بخل الرجلين ويضع منهما بذلك، ثم قال: فرقوا الحب بأسره على
الجواري، فما زال يخرج منه أرطالا أرطالا، وأنا أتمزق غيظا، وأذكر حديث العنب
وكلام مولاي المعتضد إلى أن مضى قريب من نصف الحب، فقلت له: يا مولاي إن
هذه الغالية أطيب الغوالي وأعتقها، وما لا يعتاض منه، فلو تركت ما بقي فيها لنفسك
وفرقت من غيرها كان أولى. قال: وجرت دموعي لما ذكرته من كلام المعتضد
فاستحيا منى ورفع الحب، فما مضت إلا سنين من خلافته حتى فنيت تلك الغوالي،
واحتاج أن عجن غالية بمال عظيم.
أخبرنا علي بن المحسن بن علي قال: حدثني أبي قال: أجرى في مجلس أبي يوما
ذكر المقتدر بالله وأفعاله، فقال بعض الحضار: كان جاهلا. فقال أبي: مه؟ فإنه لم
يكن كذلك، وما كان إلا جيد العقل صحيح الرأي، ولكنه كان مؤثرا للشهوات،
ولقد سمعت أبا الحسن علي بن عيسى يقول - وقد جرى ذكره بحضرته في خلوة -
ما هو إلا أن يترك هذا الرجل النبيذ خمسة أيام متتابعة حتى يصح ذهنه، فأخاطب منه
رجلا ما خاطبت أفضل منه، ولا أبصر بالرأي، ولا أعرف بالأمور، وأسد في التدبير،
ولو قلت إنه إذا ترك النبيذ هذه المدة في أصالة الرأي، وصحة العقل كالمعتضد
والمأمون، ومن أشبههما من الخلفاء ما خشيت أن أقع بعيدا.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. قال: ولليلتين بقيتا
من شوال سنة عشرين وثلاثمائة، قتل المقتدر فوق رقة الشماسية.
3693 - جعفر بن محمد بن مرشد، أبو القاسم البزاز:
حدث عن عباس بن يزيد البحراني، والحسن بن عرفة العبدي. روى عنه علي بن
محمد بن لؤلؤ، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: قال لنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان: توفى
أبو القاسم بن مرشد البزاز في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
226

3694 - جعفر بن أحمد المعروف بحمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله،
أبو الفضل القطيعي:
والد أبي بكر بن مالك. حدث عن الهيثم بن سهل التستري، ومحمد بن مسلمة
الواسطي. روى عنه ابنه أحمد، وعمر بن إبراهيم الكتاني.
أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن نصر الأسداباذي - بها - حدثنا
أحمد بن جعفر حمدان - ببغداد - حدثني أبي جعفر بن حمدان بن مالك حدثنا
الهيثم بن سهل التستري حدثنا المسيب بن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة أنها قالت: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه وهو صائم. ثم ضحكت.
3695 - جعفر بن محمد بن أحمد بن الوليد، القافلائي أبو الفضل:
حدث عن محمد بن إسحاق الصاغاني، وعلي بن داود القنطري، وأحمد بن
الوليد الفحام، وعيسى بن محمد الإسكافي، وعبد الله بن روح المدائني، وأحمد بن
أبي خيثمة. روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو
الفضل الزهري، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، ويوسف
القواس.
حدثت عن يوسف بن عمر قال حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن أحمد بن
الوليد القافلائي - سمعت منه في جامع المدينة وكان من الثقات يعرف شيئا من
الحديث -.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن جعفر بن محمد القافلائي
مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن قانع: في جمادى الأولى.
3696 - جعفر بن محمد بن عبدويه، أبو عبد الله، المعروف بالبراثي:
مروزي الأصل حدث عن حفص بن عمرو الربالي، ومحمد بن الوليد البسري،
وإسماعيل بن أبي الحارث، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وعلي بن عبدة التميمي،
وإبراهيم بن راشد الأدمي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري. روى عنه أبو حفص بن
227

شاهين، والمعافى بن زكريا الجريري، وأحمد بن منصور النوشري، وعبد الله بن
عثمان الصفار. وكان ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن جعفر بن محمد البرائي مات
يوم السبت سلخ جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
3697 - جعفر بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، أبو الفضل القصار:
حدث عن أبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي. روى عنه عبد الله بن عثمان
الصفار.
3698 - جعفر بن أبي العيناء محمد بن القاسم بن خلاد:
حدث عن أبيه. روى عنه العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري.
3699 - جعفر بن محمد العطار:
أخبرنا الحسين بن الحسن الوراق حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال حدثنا جعفر
ابن محمد العطار حدثنا جدي عبد الله بن الحكم، قال سمعت عاصما أبا علي يقول
سمعت حميدا الطويل قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول،
" إن الله يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم على كثيب كافور أبيض ".
3700 - جعفر بن محمد بن الحسن بن الوليد بن السكن، أبو عبد الله
الصفار القنطري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة عن الحسن
ابن عرفة.
3701 - جعفر، أبو محمد المرتعش:
من كبار مشايخ الصوفية. وهو نيسابوري كان من ذوي الأحوال، وأرباب
الأموال، فتخلى منها، وصحب الفقراء، وسافر كثيرا ثم استوطن بغداد إلى أن مات
بها.
228

حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق قال سمعت على بن عبد الله بن الحسن
الهمذاني يقول حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عامر بن هارون الدهان حدثنا
جعفر المرتعش - ببدو أمره وخروجه إلى هذا الأمر - يعنى التصوف - قال: كنت
ابن دهقان، فبينا أنا جالس على باب داري بنيسابور، إذ جاء شاب عليه مرقعة،
وعلى رأسه خرقة، وأشار إلى متعرضا لي إشارة لطيفة، فقلت في نفسي: شاب جلد
صحيح البدن لا يأنف من هذا؟! ولم أرد عليه جوابا، فصاح في وجهي صيحة
أفزعتني، ووجدت من قوله رعبا شديدا، ثم قال: أعوذ بالله مما خامر في سرك،
واختلج به صدرك، فغشي على وسقطت على وجهي. فخرج خادم لنا فرآني على
تلك الحال، فرفع رأسي من الأرض وجعله في حجره، واجتمع حولي خلق كثير، فما
أفقت إلا بعد حين، وقد مر الشاب وليس أراه، فتحسرت عليه وندمت على ما كان
مني. فبت ليلتي بغم. فرأيت علي بن أبي طالب في منامي ومعه ذاك الشاب، وعلي
يشير إلى ويؤنبني ويقول: إن الله لا يجيب سؤال مانع سائليه. فانتبهت، ففرقت ما كان
لي، وخرجت إلى السفر، فسمعت بوفاة والدي بعد خمس عشرة سنة، فرجعت
وسألت الله تعالى العون على خلاصي مما ورثت، فأعان الله تعالى.
أخبرنا علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني أخبرنا علي بن المثنى التميمي
- بأسترآباذ - قال سمعت المرتعش - وسئل أي الأعمال أفضل - فقال:
- إن المقادير إذا ساعدت * ألحقت العاجز بالحازم -
ذكر محمد بن مأمون البلخي أنه سمع أبا عبد الله الرازي يقول: حضرت وفاة
أبي جعفر المرتعش في مسجد الشونيزية سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فقال:
انظروا ديوني؟ فنظروا فقالوا بضعة عشر درهما. فقال: انظروا خريقاتي؟ فلما قربت
منه قال اجعلوها في ديوني. وأرجو أن الله يعطيني الكفن. ثم قال: سألت الله ثلاثا
عند موتى فأعطانيها، سألته أن يميتني على الفقر رأسا برأس، وسألته أن يجعل موتى في
المسجد فقد صحبت فيه أقواما، وسألته أن يكون حولي من آنس به وأحبه. وغمض
عينيه ومات بعد ساعة رحمه الله.
3702 - جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الجبار بن عبد
الرحمن، أبو محمد القارئ المؤذن:
مروزي الأصل ويعرف بالبارد، حدث عن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
229

مولى بنى هاشم، وعن السري بن يحيى بن السري التميمي، وإبراهيم بن سليمان
السهمي، وسليمان بن الربيع النهدي الكوفيين، وموسى بن هارون الطوسي. روى
عنه محمد بن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو عبيد الله
المرزباني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: جعفر بن أحمد بن
محمد المؤذن ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن جعفر القارئ
المعروف بالبارد مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3703 - جعفر بن محمد بن أسد، أبو الطيب الصفار:
حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلدي. روى عنه يوسف بن عمر القواس، وذكر أنه
كان جارهم.
3704 - جعفر بن علي بن سهل، أبو محمد الدقاق الدوري الحافظ:
حدث عن أبي إسماعيل الترمذي، وعن محمد بن زكريا الغلابي، وإبراهيم بن
ماسي، وأبو أحمد الغطريفي الجرجاني، وعلي بن عمرو الحريري، وأبو الحسن
الدارقطني.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب حدثنا
جعفر بن علي الحافظ حدثنا محمد بن زكريا الغلابي - بالبصرة - حدثنا عبيد الله بن
عائشة، أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال: دخل أبو بكر الصديق على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عنده، ثم استأذن علي بن أبي طالب فدخل، فلما رآه أبو بكر
تزحزح له وتزعزع له. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لم فعلت هذا يا أبا بكر؟ ". فقال: إكراما له
وإعظاما يا رسول الله. فقال: " إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول سمعت أبا
زرعة محمد بن يوسف الجرجاني يقول: جعفر الدقاق الحافظ ليس بمرضى في
الحديث، ولا في دينه، كان فاسقا كذابا.
230

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: توفى أبو جعفر بن علي بن
سهل الدقاق الحافظ الدوري في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
3705 - جعفر بن محمد بن يعقوب بن إسحاق، الثقفي الوراق، أبو الفضل
الشيرجي:
حدث عن علي بن الحسين بن أشكاب، والمغيرة بن محمد المهلبي، وغيرهما.
روى عنه أبو الفضل الزهري، وعمر بن أحمد بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج،
وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
وذكر ابن الثلاج: أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال
سمعت أبا الفضل الشيرجي يقول سمعت أبا العباس الخلقاني الوراق يقول سمعت
ابن ثابت يقول قال بشر بن الحارث: لو علمت أن أحدا يعطى لله لأخذت منه،
ولكن يعطى بالليل ويتحدث بالنهار.
قرأت في كتاب أبي عمر محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ولد أبو الفضل
جعفر بن محمد بن يعقوب الوراق المعروف بالشيرجي - على ما ذكر لي في جمادى
الأولى - أو الثانية - من سنة ثمان وأربعين ومائتين.
3706 - جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسين السمسار الرصافي:
حدث عن بكر بن محمود القزاز، وحمدان بن علي الوراق، وعبد الكريم بن
الهيثم العاقولي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن
الفرج بن الحجاج وكان ينزل في سوق يحيى.
3707 - جعفر بن أحمد بن محمد الجراح، أبو محمد الضراب:
حدث عن عمر بن حفص الشطوي، وأبي الأصبغ محمد بن عبد الرحمن
القرقساني، ومحمد بن خلف بن عبد السلام المروزي. روى عنه القاضي أبو الحسن
الجراحي، وابن الثلاج.
231

3708 - جعفر بن أحمد، أبو الفضل الشيلماني:
حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي روى عنه محمد بن عبد الله بن خلف بن.
بخيت الدقاق.
3709 - جعفر بن عبد الله بن الهيثم بن خالد القصباني:
حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلدي. يروى عنه أبو الحسن الدارقطني.
3710 - جعفر بن عمر بن هبيرة، أبو عمر الكرميني:
من كرمينية، وهي مدينة بين سمرقند وبخارى. ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم
بغداد حاجا وحدثهم بها في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة عن محمد بن نصر
المروزي.
3711 - جعفر بن محمد بن الأشعث، السمرقندي:
ذكر كعب بن عمرو البلخي أنه قدم بغداد وحدثهم بها عن عبد الله بن روح
المدائني.
أخبرني أبو سعيد الحسن بن علي بن محمد بن خلف الكتبي حدثنا أبو النضر
كعب بن عمرو بن جعفر البلخي حدثنا جعفر بن محمد بن الأشعث السمرقندي -
قدم علينا بغداد حاجا - قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن روح المدائني حدثنا شبابة
ابن سوار حدثنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عبد الله
الشافعي حدثنا عبد الله بن روح حدثنا شبابة بن سوار حدثنا أبو زبر عبد الله بن
العلاء الشامي، قال: سمعت القاسم يقول: سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أول
ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، أن يقال له: ألم أصح جسمك، وأروك من
الماء البارد؟ ".
232

هذا لفظ حديث كعب. وفي حديث الشافعي حدثنا أبو زبر حدثنا الضحاك بن
عرزب، قال: سمعت أبا هريرة: وهو الصواب.
3712 - جعفر بن هارون بن إبراهيم بن الحضر بن ميدان، أبو محمد
النحوي الدينوري:
نزل بغداد وكان يؤدب بها أولاد ابن عبد العزيز الهاشمي، وحدث عن إسحاق
ابن صدقة بن صبيح الدينوري، وعبد الله بن محمد بن سنان الروحي وعبد الله بن
محمد بن وهب الحافظ، وغيرهم. حدثنا عنه الحسين بن الحسن المخزومي، وأبو
الحسين بن الفضل القطان، وأبو على بن شاذان، وذكر لنا ابن الفضل أنه سمع منه في
جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي حدثنا أبو
محمد جعفر بن هارون النحوي المؤدب حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان السعدي
حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا زائدة بن قدامة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء. بنصف يوم
خمسمائة سنة ".
3713 - جعفر بن محمد بن يزداد، أبو محمد البغدادي:
حدث بمصر عن عيسى بن بشر الأرموي. روى عنه أبو الفتح بن مسرور، وقال:
كان ثقة.
3714 - جعفر بن محمد بن أحمد بن بنت حاتم بن ميمون أبو الفضل
المعدل:
كان ينزل في سويقة غالب، وحدث عن القاسم بن محمد الدلال، ومحمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأحمد بن حماد بن سفيان القرشي الكوفيين، وعن
أحمد بن محمد بن حميد المقرئ، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن عيسى بن
السكن الواسطي، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي، وعبد الله بن محمد بن عزيز
الموصلي حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان
الهيتي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر الهيتي حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن حاتم المعدل - إملاء
233

ببغداد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة - أخبرنا أبو القاسم بن محمد - قراءة عليه
بالكوفة - حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال حدثنا أبي قال حدثني ابن أبي
ليلى عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن بابا عن عبد الله بن مسعود. قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: " اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات،
وملء الأرض، وما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد أهل الكبرياء وأهل المجد ".
قال محمد بن أبي الفوارس: توفى أبو الفضل جعفر بن محمد بن أحمد ابن بنت
حاتم بن ميمون الشاهد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من شوال سنة ست
وأربعين وثلاثمائة.
3715 - جعفر بن محمد نصير بن القاسم، أبو محمد الخواص المعروف
بالخلدي:
شيخ الصوفية. سمع الحارث بن أبي أسامة التميمي، وبشر بن موسى الأسدي،
وأبا شعيب الحراني، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعمر بن حفص السدوسي، والحسن
ابن علي المعمري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ومحمد بن جعفر القتات
والحسن بن علوية القطان، وخلف بن عمرو العكبري، وأحمد بن محمد بن مسروق
الطوسي، ومحمد بن يوسف بن التركي، وأحمد بن علي الخزاز، وجعفر بن محمد
ابن حرب العباداني، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي،
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم من أهل الكوفة، والمدينة، ومكة، ومصر،
وكان سافر الكثير، ولقي المشايخ الكبراء من المحدثين، والصوفية، ثم عاد إلى بغداد
فاستوطنها، وروى بها علما كثيرا. حدث عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين. وحدثنا عنه أحمد بن محمد بن أحمد بن
الصلت الأهوازي، وعبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري، والحسين بن الحسن
المخزومي، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان،
والحسن بن عمر بن برهان الغزال، وعبد الله بن يحيى السكري، ومحمد بن أحمد
ابن أبي طاهر الدقاق، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وعلي بن أحمد الرزاز وأبو
234

الحسن الحمامي المقرئ، ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزار،
وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وكان ثقة صادقا، دينا فاضلا.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري
المقرئ قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا.
مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلسا واحدا، وخرجت من عنده
فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصوفية فقال: إيش هذا معك؟ فأريته إياه. فقال:
ويحك، تدع علم الخرق، وتأخذ علم الورق! قال: ثم خرق الأوراق، فدخل كلامه
في قلبي. فلم أعد إلى العباس.
حدثني أبو القاسم الأزهري عن محمد بن العباس بن الفرات. قال: مولد جعفر
الخلدي في سنة اثنتين - أو ثلاث - وخمسين ومائتين.
حدثني مسعود بن ناصر السجزي قال سمعت أبا صالح منصور بن عبد الوهاب
الصوفي يقول سمعت أبا عبد الله أحمد بن عبد الرحمن الهاشمي - بسمرقند -
يقول سمعت جعفر بن محمد الخلدي يقول: كنت يوما عند الجنيد بن محمد وعنده
جماعة من أصحابه يسألونه عن مسألة فقال لي: يا أبا محمد أجبهم، قال: فأجبتهم
فقال: يا خلدي من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى اسم الخلدي على إلى يومي
هذا، ووالله ما سكنت الخلد، ولا سكنه أحد من آبائي، وسألته عن السؤال فقال:
قالوا: أنطلب الرزق؟ فقلت: إن علمتم أنه نسيكم فذكروه، فقالوا: أندخل البيت
ونتوكل على الله؟ فقلت أتجربون الله بالتوكل؟ فهذا شك. قالوا: فكيف الحيلة؟ فقلت
ترك الحيلة.
حدثنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري قال
سمعت الحسين بن أحمد - هو ابن جعفر - أبو عبد الله الرازي يقول: كان أهل بغداد
يقولون: عجائب بغداد ثلاثة، إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات جعفر!.
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني - بها - حدثنا معمر بن
أحمد بن زياد الأصبهاني أخبرني يحيى بن القاسم قال سمعت الحسن بن سليمان.
يقول قال: جعفر الخلدي: كنت في ابتداء أمري وإرادتي ليلة نائما، فإذا بهاتف يهتف
بي ويقول: يا جعفر امض إلى موضع كذا وكذا واحفر، فإن لك هناك شيئا مدفونا،
قال فجئت إلى الموضع وحفرت، فوجدت صندوقا فيه دفاتر، وإذا فيه حزمة
235

فأخرجتها وقرأتها، فإذا فيها أسماء ستة آلاف شيخ من أهل الحقائق، والأصفياء
والأولياء. من وقت آدم إلى زماننا هذا، ونعوتهم وصفتهم وكلهم كانوا يدعون هذا
- يعنى مذهب الصوفية - قال الحسن بن سليمان: وكان في تلك الكتب عجائب،
فقرأ ولم يدفع إلى أحد، ثم دفنها ولم يظهر ذلك لأحد إلى أن مات!
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا إبراهيم بن أحمد الطبري حدثنا جعفر الخلدي.
قال: ودعت في بعض حجاتي المريني الكبير الصوفي فقلت: زودني شيئا فقال: إن
ضاع منك شئ، أو أردت أن يجمع الله بينك وبين إنسان فقل: يا جامع الناس ليوم
لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، اجمع بيني وبين كذا وكذا، فإن الله يجمع بينك
وبين ذلك الشئ، أو ذلك الإنسان بتلك. فجئت إلى الكتاني الكبير الصوفي فودعته،
وقلت: زودني شيئا، فأعطاني فصا عليه نقش كأنه طلسم وقال: إذا اغتممت فانظر
إلى هذا فإنه يزول غمك، قال: فانصرفت فما دعوت الله بتلك الدعوة في شئ إلا
استجيب، ولا رأيت الفص وقد اغتممت إلا زال غمي، فأنا ذات يوم قد توجهت
أعبر إلى الجانب الشرقي من بغداد حتى هاجت ريح عظيم وأنا في السميرية، والفص
في جيبي، فأخرجته لأنظر إليه، فلا أدري كيف ذهب مني، في الماء أو في السفينة، أو
ثيابي؟ فاغتممت لذهابه غما عظيما، فدعوت بالدعوة وعبرت، فما زلت أدعو الله
بها يومي وليلتي ومن غد وأياما. فلما كان بعد ذلك أخرجت صندوقا فيه ثيابي
لأغير منها شيئا، ففرغت الصندوق فإذا بالفص في أسفل الصندوق، فأخذته وحمدت
الله على رجوعه.
أخبرنا علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني حدثنا علي بن المثنى التميمي -
بأستراباذ - قال: سمعت جعفرا الخلدي يقول لرجل: كن شريف الهمة فإن الهمم
تبلغ بالرجل لا المجاهدات.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري
قال: سمعت أبا علي الأبهري يقول سمعت جعفرا يقول: ما عقدت لله على نفسي
عقدا فنكثته.
أخبرنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري حدثنا أبو الحسن محمد بن علي
العلوي الهمذاني قال: سمعت جعفر بن محمد الخلدي يقول: دخلت البرية وحدي
فلما دخلت الهبير استوحشت، فإذا هاتف يهتف بي: يا جعفر قد نقضت العهد، لم
236

تستوحش، أليس حبيبك معك؟! حدثنا عبد العزيز بن الوراق حدثنا علي بن عبد الله
الهمذاني. قال سمعت الخلدي يقول: خرجت سنة من السنين إلى البادية، فبقيت
أربعة وعشرين يوما لم أطعم فيها طعاما، فلما كان بعد ذلك رأيت كوخا وفيه غلام،
فقصدت الكوخ فرأيت الغلام قائما يصلي، فقلت في نفسي: بالعشى يجئ إلى هذا
طعام فآكل معه، فبقيت تلك الليلة والغد وبعد غد ثلاثة أيام لم يجئه أحد بطعام. ولا
رأيت أحدا، فقلت: هذا شيطان ليس هذا من الناس، فتركته وانصرفت، فلما كان
بعد وقت أنا قاعد في منزلي أميز شيئا من الكتب، إذا بداق يدق الباب، فقلت: من
هذا؟ ادخل، فدخل الغلام وقال لي: يا جعفر أنت كما سميت، جاع فر!
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال سمعت معروف بن محمد بن
معروف الصوفي - بالري - قال: سمعت الخلدي يقول: إني أخاف أن يوقفني
المشايخ بين يدي الله تعالى يقولون لم أخرجت أسرارنا إلى الناس؟!
أخبرنا علي بن المحسن القاضي - غير مرة - قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن
أحمد الطبري. قال: قال لي جعفر الخلدي: وقفت بعرفة ستا وخمسين وقفة منها
إحدى وعشرون على المذهب! فقلت لأبي إسحاق: أي شئ أراد بقوله على
المذهب؟ فقال: يصعد إلى قنطرة الياسرية فينفض كميه حتى يعلم أنه ليس معه زاد
ولا ماء، ويلبي ويسير!!
أخبرنا أبو حاتم أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدون يقول
سمعت جعفر الخلدي يقول: حججت نيفا وعشرين حجة على قدمي، ما حملت في
شئ منها زادا ولا درهما ولا دينارا. وكنت إذا نزل الناس في المنزل يكون حولي من
المأكول والمشروب ما يكفي جماعة، فلما كان يوم من الأيام لقيتني امرأة ومعي ركوة
فارغة فقالت: هل أصب لك فيها ماء؟ قلت: افعلي، فصبت في ركوتي الماء ومشيت
فأثقلني فصببته في أصل شجرة ثم سرت. وكان حالي في جميع الحج ما ذكرته.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري
قال: سمعت أبا سعيد الرازي يقول: لقيت جعفرا آخر ما لقيته وكان قد حج أربعا
وخمسين حجة، ثم حج بعد ذلك حججا. قال محمد بن الحسين: حج جعفر ستين
حجة!
أخبرنا علي بن محمود الصوفي قال: سمعت أبا القاسم القصري في دار أبي مسلم
ابن مامكا يقول: رأينا جعفر الخلدي في آخر عمره وفي فرد رجله جورب من جلود.
237

فقالوا: أيها الشيخ إيش سبب هذا، فرد رجلك مكشوفة، وفرد رجلك مغطاة؟ فقال:
حججت الحجة الأخيرة، فلما رجعت من مكة كنت في كنيسة فجاز علي فقير
فقال لي: أيها الشيخ أجد عندك رمانة؟ فقلت له: هاهنا موضع رمان؟! أطلب منى
حبة كعك، أو ماء، الذي يوجد هاهنا. فقال لي: أتريد أنت رمانا؟ قلت: نعم.
فأدخل يده في كمه فأخرج رمانة ورماها إلى المحمل، ولم يزل يرمي رمانة رمانة
حتى امتلأت الكنيسة رمانا ثم غاب عني. قال فبقيت أتعجب منه، وفرقت الرمان في
القافلة، وحملت منه إلى بغداد، فلما كان من الغد جاز علي فرآني نائما، وفرد رجلي
خارج الكنيسة فقال لي: أما يكفيك أن تنام بين يدي سيدك حتى تمد رجلك؟ قال
وضرب بفرد كمه على رجلي فوقع في رجلي مثل النار، فكلما غطيتها سكن
الضربان، وكلما كشفتها يعود ذلك الضربان.
حدثنا إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني حدثنا معمر بن أحمد الأصبهاني قال
سمعت أبا عبد الله البغدادي يقول: سمعت هبة الله الضرير - ببغداد - يقول: دخل
جعفر الخلدي بلد حمص، فسألوه القيام عندهم سنة. فقال: على شريطة. قيل له: وما
هي؟ قال تجمعون لي كذا وكذا ألف دينار، قال فجمعوا له ما سأل. فقال احملوها
إلى الجامع قال فجعلت على قطع، قال ففرق كل ذلك على الفقراء فلم يأخذ منها
شيئا، ثم قال: لم أكن أحتاج إلى الدنانير ولكن أردت أن أجرب رغبتكم في وقوفي
عندكم!!
سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق يقول: مات جعفر الخلدي في سنة
ثمان وأربعين وثلاثمائة.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان. قال: توفي جعفر الخلدي يوم الأحد
لسبع خلون من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
3716 - جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أبو محمد المقرئ:
بغدادي نزل مكة فأقام بها إلى حين وفاته، وحدث بها عن أحمد بن الهيثم بن خالد
البزاز صاحب أبي نعيم. وعن عياش بن محمد الجوهري، وغيرهما. روى عنه منير
ابن أحمد المصري.
238

ذكر لي جميع ذلك محمد بن علي الصوري وقال لي: عاش هذا الشيخ إلى سنة
خمسين وثلاثمائة، ومات قريبا من ذلك.
3717 - جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم، أبو محمد المؤدب:
واسطي الأصل سمع إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي،
وموسى بن الحسن النسائي وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن يونس الكديمي،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عثمان بن
أبي شيبة، وموسى بن هارون الحافظ، وجعفر بن محمد بن اليمان المؤدب، وأحمد
ابن علي الأبار، وأحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي
ابن أحمد الرزاز، وطلحة بن علي الكتاني، وأبو علي بن شاذان، وكان ثقة.
قال لنا ابن شاذان: توفى أبو محمد جعفر بن محمد الواسطي المؤدب في النصف
من شهر رمضان من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وقال محمد بن أبي الفوارس:
توفى يوم الأربعاء لإحدى عشرة من شهر رمضان، وكان شيخا ثقة كثير الحديث.
3718 جعفر بن أحمد الضرير الفرضي:
حدث عن حامد بن محمد بن شعيب. روى عنه إبراهيم بن مخلد الباقرحي.
3719 - جعفر بن علي بن فروخ، الدوري البغدادي:
حدث عن محمد بن جرير الطبري. روى عنه محمد بن سعيد الكسائي الجرجاني.
3720 - جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان، أبو
محمد التنوخي:
أصله من الأنبار، وذكر لي أبو القاسم التنوخي أنه ولد ببغداد في ذي القعدة من
سنة ثلاث وثلاثمائة. قال: وكان أحد القراء للقرآن بحرف عاصم، وحمزة والكسائي،
وكتب هو وأخوه علي الحديث في موضع واحد. قال: وأصل كل واحد منهما أصل
الآخر، وشيوخ كل واحد منهما شيوخ الآخر.
وحدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي الليث
الفرائضي، وأحمد بن القاسم أخي أبي الليث، وأحمد بن عبيد الله بن عمار، وجده
239

أحمد بن إسحاق بن البهلول، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن
هارون بن المجدر، وعبد الوهاب بن أبي حية، وأحمد بن سليمان الطوسي، ويحيى
ابن محمد بن صاعد وغيرهم. وعرض عليه القضاء والشهادة فأباهما تورعا، وتقللا،
وصلاحا. حدثنا عنه التنوخي.
أخبرنا علي بن المحسن حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق
ابن البهلول حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن
قتادة عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما ونقش فيه محمد رسول الله.
قال لي علي بن المحسن: مات جعفر بن أبي طالب بن البهلول ببغداد ليلة الأربعاء
لثمان وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن من
الغد إلى جانب داره بسكة أبي العباس الطوسي.
قلت: وهو أخو على والبهلول ابني محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول.
3721 - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن
مصعب بن رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، أبو محمد الطاهري:
حدث عن أبي القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري، وأبي
عبيد بن المحاملي، وعبد الله بن العباس بن جبريل الشمعي. حدثنا عنه أحمد بن
محمد العتيقي، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي.
أخبرنا العتيقي حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الطاهري حدثنا أبو
عبيد القاسم بن إسماعيل حدثنا زيد بن إسماعيل حدثنا معاوية - هو ابن هشام -
حدثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الخوف في بعض أيامه، فكانت طائفة منهم صفا، وطائفة بينه وبين العدو،
فصلى بهم ركعتين، ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء فصلى
بهم ركعتين. قال ابن عمر: وإذا كان خوف أكثر من ذلك صلوا قياما، يومون
إيماء.
سألت العتيقي عن الطاهري فقال: ثقة، كان ينزل شارع دار الرقيق، ومات في
شوال من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
240

3722 - جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد الله، أبو القاسم الدقاق، ويعرف
بابن المارستاني:
قدم بغداد من مصر، وحدث عن أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد وأحمد
ابن عثمان بن يحيى الأدمي. حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال، ومحمد بن عمر
الداودي، والحسن بن علي بن المذهب، وعلي بن المحسن التنوخي.
وقال لي التنوخي: قدم علينا من مصر في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وقال:
ولدت ببغداد في سنة ثمان وثلاثمائة.
قال التنوخي: وكان صاحب رحلة، سمع الناس منه فأكثروا. وروى قراءات
وكتبا مصنفة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: أبو
القاسم جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد الله الدقاق المعروف بابن المارستاني، هو
بغدادي قدم بغداد من مصر في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. حدث عن ابن مجاهد
بكتاب القراءات، وحدث عن ابن صاعد، وأبي بكر النيسابوري.
قيل للدارقطني بحضرتي: إنه يدعى عن هؤلاء المشايخ؟ فقال: يكذب، ما سمع من
ابن مجاهد، ولا من هؤلاء.
قال لي محمد بن علي الصوري: رجع ابن المارستاني إلى مصر فأقام بها إلى أن
مات، وكان كذابا، وحدث بمصر عن محمد بن مخلد الدوري ونحوه. قال: ولم يرو
بمصر عن ابن صاعد، ولا النيسابوري.
قلت: وبلغني أنه مات في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
3723 - جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، أبو الفضل،
المعروف بابن حنزابة الوزير:
نزل مصر وتقلد الوزارة لأميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر بالله. حدث أبو
الفضل عن محمد بن هارون الحضرمي، وطبقته من البغداديين، وعن محمد بن سعيد
الترخمي الحمصي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، الحسين بن أحمد بن بسطام،
241

ومحمد بن زهير الأبليين، والحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن عمارة بن حمزة
الأصبهاني.
وكان يذكر أنه سمع من عبد الله بن محمد البغوي مجلسا ولم يكن عنده فكان
يقول: من جائني به أغنيته! فكان يملي الحديث بمصر. وبسببه خرج أبو الحسن إليه
وأقام عنده مدة يصنف له المسند، وحصل له من جهته مال كثير. وروى عنه
الدارقطني في كتاب " المدبج " وغيره أحاديث.
حدثني محمد بن أحمد بن محمد اللخمي - بالأنبار - قال: أنشدني أبو القاسم
عمر بن عيسى المسعودي - بمصر - قال: أنشدنا الوزير أبو الفضل جعفر بن محمد
ابن الفرات بن حنزابة لنفسه - ولا نعلم له غيره:
- من أخمل النفس أحياها وروحها * ولم يبت طاويا منها على ضجر -
- إن الرياح إذا اشتدت عواصفها * فليس ترمى سوى العالي من الشجر -
قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ولد أبو الفضل جعفر بن
محمد بن الفرات في ذي الحجة لثمان ليال خلون من سنة ثمان وثلاثمائة.
وذكر لي محمد بن علي الصوري: أن وفاته كانت قبل سنة تسعين وثلاثمائة.
وقال لي عبد الله بن سبعون القيرواني: ليس كذلك، إنما توفى في إحدى وتسعين،
وهذا القول الصحيح.
ذكر بعض المصريين أنه توفى يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول
سنة إحدى وتسعين.
3724 - جعفر بن إبراهيم، أبو الفضل، يعرف بابن البساط:
حدث عن إبراهيم بن علي الهجيمي البصري. حدثني عنه عبيد الله بن أحمد
ابن عثمان الصيرفي.
3725 - جعفر بن حمدان بن جعفر بن حمدان، أبو محمد الفامي:
حدث عن أحمد بن سلمان النجاد. روى عنه عبد العزيز بن علي الخياط الأزجي.
3726 - جعفر بن عبد الله بن عيسى، أبو محمد الفامي:
حدث عن أبي بكر بن محمد بن عبد الله الشافعي. حدثني عنه عبد العزيز
الأزجي أيضا، وقال لي: كان يسكن بنهر طابق.
242

3727 - جعفر بن بابا، أبو مسلم الجيلي:
سمع أبا بكر بن المقرئ الأصبهاني. وأبا عبد الله بن بطة العكبري. ورد بغداد
فدرس بها فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني، ثم نزل قرية يقال لها بريدة وبنى
بها، وكان يقدم في الأوقات إلى بغداد، فسمعنا منه في جامع المدينة، وكان ثقة
فاضلا، دينا عالما.
أخبرنا أبو مسلم الجيلي أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن
زاذان بن المقرئ - بأصبهان - أخبرنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الله بن محمد بن
أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
حمل علينا السلاح فليس منا ".
مات أبو مسلم في شهر رمضان من سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكانت وفاته
ببريدة، ودفن في تلك القرية.
3728 - جعفر بن محمد بن المظفر بن محمد بن أحمد بن محمد، ويعرف
بزبارة، بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب، أبو إبراهيم النيسابوري:
قدم علينا بغداد في سنة أربعين وأربعمائة، حدث بها عن أحمد بن محمد بن
عمر الخفاف، ويحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكى،
وعبد الله بن أحمد بن محمد بن الرومي، والحاكم أبي عبد الله بن البيع، وأبي عبد
الرحمن السلمي النيسابوريين، وعن جده المظفر بن محمد العلوي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان يعتقد مذهب الرافضة الإمامية، ولقيته
بمكة في آخر سنة خمس وأربعين، فسمعت منه أيضا هناك.
أخبرني أبو إبراهيم العلوي - ببغداد - حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
محمد بن الرومي الصيرفي - بنيسابور - أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن
إبراهيم الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس: أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخر شيئا لغد.
سألته عن مولده فقال: ولدت في شوال من سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وبلغني
أنه مات بنيسابور في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
* * *
243

ذكر من اسمه جابر
3729 - جابر، أبو خالد:
من تابعي أهل الكوفة، شهد مع علي بن أبي طالب وقعة النهروان. روى عنه ابنه
خالد.
أخبرنا أبو الصهباء ولاد بن علي الكوفي أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني
حدثنا أحمد بن حازم أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا سكين بن عبد العزيز قال:
حدثنا حفص بن خالد بن جابر عن أبيه عن جده. قال: إني لشاهد عليا يوم النهروان
- لما أن عاين القوم - قال لأصحابه: كفوا، فناداهم أن أقيدونا بدم عبد الله بن
خباب - قال وكان عامل علي على النهروان - قالوا: كلنا قتله، فقال: الله أكبر.
قال فقال لأصحابه: ارموا فرموا، قال فقال احملوا فحملوا فقتلهم، ثم قال: اطلبوا
المجدع: فطلبوه فلم يجدوه، فقال اطلبوه فإني والله ما كذبت، ولا كذبت. ثم قال: يا
عجلان ائتيني ببغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه بالبغلة فركبها، ثم سار في القتلى فقال:
اطلبوه هاهنا، قال فاستخرجوه من تحت القتلى في نهر وطين له عضيدة مثل الثدي،
تمدها فتمتد فتصير مثل الثدي، وتتركها فتنخمص، قال: الله أكبر والله لولا أن تبطروا
لحدثتكم ما وعدكم الله على لسان نبيكم لمن قاتلهم!
3730 - جابر بن نوح بن جابر، أبو بشير الحماني:
من أهل الكوفة حدث عن إسماعيل بن خالد، وعبيد الله بن عمر العمري،
وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، روى عنه الحسين بن علي الجعفي،
والحسن بن حماد الضبي، ومحمد بن جعفر الفيدي، ومحمد بن طريف البجلي،
وأبو كريب الهمداني. ورد بغداد وحدث بها.
244

أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
إبراهيم بن عبد الحميد حدثنا محمد بن جعفر الفيدي حدثنا جابر بن نوح عن
إسماعيل عن قيس عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم
على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلوا بعدي ".
قرأنا على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا
محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن
معين عن جابر بن روح الحماني فقال: قد كان هاهنا، فقلت: كتبت عنه شيئا؟
فقال: لا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا الحسن بن أحمد قال قرئ على
العباس بن محمد. قال أبي: وحدثنا الحسين بن صدقة حدثنا ابن أبي خيثمة. قالا: سمعنا
يحيى بن معين يقول: وجابر بن نوح - إمام مسجد بنى حمان - لم يكن بثقة.
أخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس - قراءة - حدثنا محمد بن القاسم
الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين - وأنا أسمع -
عن جابر بن نوح الحماني فضعفه وقال: ورأيت حفص بن غياث يهزأ به، ثم قال
يحيى: ليس بشئ.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث
عن جابر بن نوح. فقال: ما أنكر حديثه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة ثلاث ومائتين فيها مات جابر بن
نوح بن جابر أبو بشير الحماني.
245

3731 - جابر بن كردي، أبو العباس الواسطي:
حدث بسر من رأى عن يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر،
وأبي سفيان الحميري، ومحمد بن سابق، وموسى بن داود، وإسماعيل بن أبي
أويس، روى عنه محمد بن جرير الطبري وأسلم بن سهل، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وغيرهم.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان
الكوفي - بها - حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الجبار - أبو إسحاق مولى بني
هاشم - حدثنا جابر بن الكردي الواسطي - بسامرا - أخبرنا يزيد - يعنى ابن
هارون - حدثنا إسرائيل عن محمد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، أو أمير جائر ".
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم وكتب
لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: جابر بن كردى واسطي لا بأس به.
3732 - جابر بن عيسى، أبو سهل العوفي:
حدث عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي روى عنه عبد الصمد بن علي
الطستي.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن
مكرم حدثنا أبو سهل جابر بن عيسى العوفي حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن أنس.
قال: قال رسول الله عليه وسلم: " إن لكل دين خلقا، وإن خلق هذا الدين الحياء ".
246

3733 - جابر بن عبد الله بن المبارك، أبو القاسم الموصلي الجلاب:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الحسين بن محمد الملطي. روى عنه إبراهيم
ابن مخلد بن جعفر.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد - إجازة - حدثنا أبو القاسم جابر بن عبد الله بن المبارك
الجلاب الموصلي - من حفظة بغداد - حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الملطي
- بها - حدثنا الحسن بن زيد. قال جابر: سألت أبا يعلى عنه فقال كان رجلا حل
عندنا على جهة الجهاد، وكتبنا عنه. قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه تعالى فليقرأ ".
3734 - جابر بن ياسين بن الحسن بن محمد بن محمويه، أبو الحسن
العطار:
سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وعمر بن إبراهيم الكتاني. كتبت
عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرني جابر بن ياسين أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي حدثنا
ابن منيع حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن
أبي حازم قال: دخلنا على خباب بن الأرت فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن
ندعو بالموت لدعوت به.
سألته عن مولده فقال: لثمان خلون من المحرم من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
قال: وأول سماعي في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة!.
* * *
247

ذكر من اسمه الجهم
3735 - الجهم بن بدر السامي:
أخبرني أبو القاسم الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا أحمد بن
سليمان الطوسي حدثنا الزبير بن بكار. قال: والجهم بن بدر ولى أحد جانبي بغداد
والشرط أيام الواثق، وولى قبل ذلك لأمير المؤمنين المأمون بريد اليمن وطرازها، وولى
له الثغر.
قلت: وهو أبو الشاعر علي بن الجهم بن بدر الجهم بن مسعود بن أسيد بن
أذينة بن كراز بن كعب بن جابر بن مالك بن عتبة بن الحارث بن قطن بن مدلج بن
قطن بن أخزم بن ذهل بن عمرو بن مالك بن عبيدة بن الحارث بن سلمة بن لؤي بن
غالب بن فهر بن مالك.
3736 - الجهم بن البختري:
أحد أصحاب بشر بن الحارث. حكى عن بشر. روى عنه محمد بن يوسف
الجوهري.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن
محمد بن يزيد قال حدثني محمد بن يوسف الجوهري حدثني الجهم بن البختري
قال: قلت لبشر بن الحارث - وذكرت له رجلا - فقال: إذا أصبح الرجل لا يهمنه
من أين يأتيه قرصاه، فلا تعبأ به.
3737 - الجهم بن أخي محمد بن الجهم بن هارون السمري، صاحب
الفراء:
روى عن عمه. حدث عنه أبو بكر بن الأنبار النحوي.
* * *
248

ذكر من اسمه الجنيد
3738 - الجنيد بن حكيم بن الجنيد، أبو بكر الأزدي الدقاق:
سمع أحمد بن محمد بن أيوب، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وعلي بن
المديني، ومنجاب بن الحارث، وموسى بن محمد بن حيان، وحامد بن يحيى
البلخي، وعبادة بن زياد، وعبيد بن عبيدة التمار، وأحمد بن جناب، والقاسم بن
محمد بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، وحرملة بن يحيى
المصري. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن
محمد الصفار، وأبو سهل بن زياد القطان، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر
الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوى.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
جنيد بن حكيم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزعراء عن أبي
الأحوص الجشمي عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إلى م تدعو؟ قال: " إلى الله
تعالى، وإلى صلة الرحم ".
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن جنيد بن حكيم الدقاق مات
في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
3739 - الجنيد بن محمد بن الجنيد، أبو القاسم الخزاز، ويقال: القواريري:
وقيل: كان أبوه قواريريا، وكان هو خزازا، وأصله من نهاوند إلا أن مولده ومنشأه
ببغداد وسمع بها الحديث، ولقي العلماء. ودرس الفقه على أبي ثور، وصحب جماعة
من الصالحين، واشتهر منهم بصحبة الحارث المحاسبي، وسرى السقطي، ثم اشتغل
249

بالعبادة ولازمها حتى علت سنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال
والكلام على لسان الصوفية، وطريقة الوعظ، وله أخبار مشهورة وكرامات مأثورة.
وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة.
أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن
مقبل البغدادي حدثنا جعفر بن محمد الخلدي حدثنا الجنيد بن محمد عن الحسن بن
عرفة.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن
مخلد حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا محمد بن كثير الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي
عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور ربه " ثم قرأ: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * [الحجر 75].
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
سألت أبا القاسم النصراباذي قلت له: الجنيد كان من أهل بغداد؟ قال: هو بغدادي
المنشأ والمولد، ولكني سمعت مشايخنا ببغداد يقولون: كان أصله من نهاوند قديما.
أخبرنا الأزهري أخبرنا أحمد بن موسى القرشي.
وأخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس قالا: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد
ابن عبيد الله المنادي قال: كان الجنيد بن محمد بن الجنيد قد سمع الحديث الكثير من
الشيوخ، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الجوابات في
فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من قرنائه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن
كان ينسب منهم إلى العلم الباطن والعلم الظاهر، في عفاف وعزوف عن الدنيا
وأبنائها، لقد قيل لي: إنه قال ذات يوم: كنت أفتى في حلقة أبي ثور الكلبي الفقيه
ولى عشرون سنة.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
سمعت أحمد بن محمد بن زكريا يقول سمعت أحمد بن عطاء الصوفي يقول: كان
الجنيد يتفقه لأبي ثور، ويفتي في حلقة أبي ثور بحضرته.
250

أخبرني أحمد بن علي المحتسب حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني قال:
سمعت جعفر الخلدي يقول: قال الجنيد ذات يوم: ما أخرج الله إلى الأرض علما
وجعل للخلق إليه سبيلا، إلا وقد جعل لي فيه حظا ونصيبا!
قال وسمعت جعفر الخلدي يقول: بلغني عن أبي القاسم الجنيد أنه كان في سوقه،
وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة، وثلاثين ألف تسبيحة، وكان يقول لنا: لو
علمت أن لله علما تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع
أصحابنا وإخواننا، لسعيت إليه وقصدته.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول:
سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت الجنيد يقول: ما نزعت ثوبي للفراش منذ أربعين
سنة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت علي بن هارون الحربي ومحمد بن أحمد بن
يعقوب الوراق يقولان: سمعنا أبا القاسم الجنيد بن محمد غير مرة يقول: علمنا
مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث ولم يتفقه، لا يقتدى
به.
حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور - قال
سمعت عبد الله بن علي السراج يقول سمعت عبد الواحد بن علوان الرحبي قال
سمعت الجنيد بن محمد يقول: علمنا هذا - يعنى علم التصوف - مشبك بحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا إسماعيل الحيري أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت أبا
الحسين بن فارس يقول سمعت أبا الحسين علي بن إبراهيم الحداد يقول: حضرت
مجلس أبي العباس بن سريج فتكلم في الفروع والأصول بكلام حسن أعجبت به، فلما
رأى إعجابي قال لي: تدري من أين هذا؟ قلت: يقول القاضي، فقال: هذا بركة
مجالستي لأبي القاسم الجنيد بن محمد.
وأخبرنا إسماعيل أخبرنا محمد بن الحسين قال سمعت أبا سعيد البلخي يقول
سمعت أبا الحسين الفارسي يقول سمعت أبا القاسم الكعبي. قال: رأيت لكم شيخا
ببغداد يقال له الجنيد بن محمد، ما رأت عيناي مثله كان الكتبة يحضرونه، لألفاظه،
والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه، وكلامه بائن عن
فهمهم وكلامهم وعلمهم.
251

وقال محمد بن الحسين سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت الجنيد يقول:
رأيت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بعضدي من خلفي، فما زال يدفعني حتى أوقفني
بين يدي الله تعالى، فسألت جماعة من أهل العلم فقالوا: إنك رجل تقود العلم إلى أن
تلقى الله تعالى.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت أبا
حاتم محمد بن أحمد بن يحيى السجستاني يقول سمعت أبا نصر السراج الطوسي
يقول سمعت الوجيهي يقول: قال الجريري: قدمت مكة فبدأت بالجنيد لكيلا يتعنى
إلى فسلمت عليه ثم مضيت إلى المنزل، فلما صليت الصبح في المسجد إذا أنا به
خلفي في الصف. فقلت: إنما جئتك أمس لئلا تتعنى. فقال: ذاك فضلك - وهذا
حقك -.
أخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب حدثنا الحسن بن الحسين
الشافعي قال: سمعت جعفر بن محمد الخلدي يقول: لم نر في شيوخنا من اجتمع له
علم وحال غير أبي القاسم الجنيد، وإلا فأكثرهم كان يكون لأحدهم علم كثير ولا
يكون له حال، وآخر يكون له حال كثير وعلم يسير، وأبو القاسم الجنيد، كانت له
حال خطيرة، وعلم غزير، فإذا رأيت حاله رجحته على علمه، وإذا رأيت علمه
رجحته على حاله.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرني جعفر الخلدي - في كتابه - قال: سمعت الجنيد
يقول مكثت مدة طويلة لا يقدم البلد أحد من الفقراء إلا سلبت حالي ودفعت إلى
حاله،، فاطلبه حتى إذا وجدته تكلمت بحاله ورجعت إلى حالي. وكنت لا أرى في
النوم شيئا إلا رأيته في اليقظة!
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت معروف بن محمد بن
معروف - بالري - يقول: سمعت عيسى بن كاسه يقول قال الجنيد: سألني سرى
السقطي ما الشكر؟ فقلت ألا يستعان بنعمه على معاصيه. فقال: هو ذاك يا أبا
القاسم.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي قال: سمعت الإمام أبا سهل
محمد بن سليمان يقول سمعت أبا محمد المرتعش يقول. قال الجنيد: كنت بين يدي
السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر، فقال
252

لي: يا غلام ما الشكر؟ فقلت ألا يعصى الله بنعمه، فقال لي: أخشى أن يكون
حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها السري
لي.
وأخبرنا أبو حازم قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم يقول:
سمعت محمد بن علي بن حبيش يقول: سئل أبو القاسم الجنيد بن محمد عن مسألة
فقال: حتى أسأل معلمي، ثم دخل منزله وصلى ركعتين وخرج فأجاب عنها.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال سمعت أبا على الحسن بن علي الدقاق يقول
رؤي في يد الجنيد سبحة، فقيل له: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟ فقال: طريق
به وصلت إلى ربي لا أفارقه.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي قال: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول سمعت أبا الحسن
المحلبي يقول قيل للجنيد: ممن استفدت هذا العلم؟ قال: من جلوسي بين يدي الله
ثلاثين سنة، تحت تلك الدرجة - وأومأ إلى هذه الدرجة في داره -.
وقال أبو عبد الرحمن: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان يجئ كل يوم
إلى السوق فيفتح باب حانوته فيدخله، ويسبل الستر ويصلي أربعمائة ركعة، ثم يرجع
إلى بيته.
قال: وسمعت جدي يقول دخل عليه أبو العباس بن عطاء وهو في النزع، فسلم
عليه فلم يرد عليه، ثم رد عليه بعد ساعة وقال: اعذرني كنت في وردي، ثم حول
وجهه إلى القبلة كبر ومات!
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد الوراق قال: سمعت الجنيد بن
محمد يقول: أعلا درجة الكبر وشرها أن ترى نفسك، وأدناها ودونها في الشر أن
تخطر ببالك.
أخبرني أبو القاسم بكران بن الطيب بن الحسن بن سمعون السقطي - بجرجرايا
- حدثنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال سمعت الجنيد - وقال له رجل
أوصني - فقال الجنيد: أرض القيامة كلها نار، فانظر أين تكون رجلك.
قال: وسمعت الجنيد يقول: لا تكون من الصادقين أو تصدق مكانا لا ينجيك إلا
الكذب فيه.
253

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي قال سمعت
جعفر بن محمد الخلدي قال حضرت شيخنا جنيدا - وسأله ابن كيسان النحوي
عن قوله تعالى: * (سنقرئك فلا تنسى) * [الأعلى 6] فقال له جنيد: لا تنسى العمل
به. قال: وسأله أيضا فقال له في قوله تعالى: * (ودرسوا ما فيه) * [الأعراف 169]
فقال له الجنيد: تركوا العمل به. فقال ابن كيسان لجنيد: لا يفضض الله فاك.
أخبرنا أبو حازم الأعرج - عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ بنيسابور - أخبرني
محمد بن نعيم الضبي أخبرني أبو بكر بن أبي نصر المروزي. قال: سمعت فارسا
البغدادي يقول قال الجنيد بن محمد: كنت إذا سئلت عن مسألة في الحقيقة لم يكن
لي - يعنى فيها - منازلة أقول قفوا على. قال فارس: فكان يدخل فيعامل الله بها ثم
يخرج ويتكلم في علمها!
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى
الصوفي. قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت الحريري يقول سمعت
الجنيد يقول: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل: لكن عن الجوع وترك الدنيا، وقطع
المألوفات والمستحسنات، لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزف
عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا. فأسهرت ليلى وأظمأت
نهاري.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب حدثنا الحسن بن الحسين الشافعي قال
سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: رأيت إبليس في النوم
فقلت يا لص إيش مقامك هاهنا؟ فقال: وإيش ينفعني قيامي لو أن الناس كلهم مثلك
ما نفعتني لصوصيتي شيئا.
أخبرنا إسماعيل الحيري أخبرنا محمد بن الحسين قال سمعت جدي إسماعيل بن
نجيد يقول كان يقول كان يقال: إن في الدنيا من هذه الطبقة ثلاثة لا رابع لهم،
الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلا بالشام.
وقال محمد بن الحسين سمعت عبد الواحد بن علي يقول سمعت عبيد الله بن
إبراهيم السوسي يقول: لما حضرت سريا السقطي الوفاة قال له الجنيد: يا سرى، لا
يرون بعدك مثلك. قال: ولا أخلف عليهم بعدي مثلك!
أخبرنا أبو حازم العبدوي - بنيسابور قراءة - وعبد العزيز بن علي الخياط - لفظا
- قال أبو حازم: أخبرني، وقال الآخر حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني
254

حدثنا علي بن محمد الحلواني قال: حدثني خير. قال: كنت يوما جالسا في بيتي،
فخطر لي خاطر أن أبا القاسم جنيدا بالباب أخرج إليه، فنفيت ذلك عن قلبي وقلت
وسوسة، فوقع لي خاطر ثان يقتضى مني الخروج أن الجنيد على الباب فأخرج إليه،
فنفيت ذلك عن سرى، فوقع لي خاطر ثالث فعلمت أنه حق وليس بوسوسة،
ففتحت الباب فإذا بالجنيد قائم، فسلم علي وقال: يا خير، ألا خرجت مع الخاطر
الأول؟! اللفظان متقاربان.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي أخبرنا عمار بن عبد الله الصيرفي - بالرحبة
- قال: سمعت محمد بن حماد - المعروف بالحميدي الرحبي بالرحبة - يقول
سمعت أبا عمرو بن علوان يقول: خرجت يوما إلى سوق الرحبة في حاجة، فرأيت
جنازة فتبعتها لأصلي عليها، ووقفت حتى يدفن الميت في جملة الناس، فوقعت عيني
على امرأة مسفرة من غير تعمد، فلححت بالنظر واسترجعت واستغفرت الله، وعدت
إلى منزلي، فقالت لي عجوز لي: يا سيدي مالي أرى وجهك أسود؟ فأخذت المرآة
فنظرت فإذا وجهي أسود، فرجعت إلى سرى أنظر من أين دهيت. فذكرت النظرة فانفردت في موضع أستغفر الله وأسأله الإقالة أربعين يوما، فخطر في قلبي أن زر
شيخك الجنيد فانحدرت إلى بغداد، فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب
فقال لي: ادخل يا أبا عمرو، تذنب بالرحبة، ونستغفر لك ببغداد!
حدثنا إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني حدثنا معمر بن أحمد الأصبهاني قال: قال
أبو زرعة الطبري قال لي جعفر الخلدي: رأيت شابا دخل على الجنيد - وهو في
مرضه الذي مات فيه - ووجهه قد تورم، وبين يديه مخدة يصلى إليها. فقال له
الشاب: وفي هذه الساعة أيضا لا تترك الصلاة؟ فلما سلم دعاه وقال: هذا شئ
وصلت به إلى الله، ولا أحب أن أتركه. فمات بعد ساعة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال
سمعت أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا محمد الحريري يقول: كنت واقفا على
رأس الجنيد في وقت وفاته، وكان يوم جمعة، ويوم نيروز وهو يقرأ القرآن، فقلت له:
يا أبا القاسم ارفق بنفسك. فقال: يا أبا محمد رأيت أحدا أحوج إليه مني في هذا
الوقت؟ وهو ذا تطوى صحيفتي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول: سمعت
255

أبا عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا بكر العطوي يقول: كنت عند الجنيد حين
مات، فختم القرآن، ثم ابتدأ من البقرة فقرأ سبعين أية ثم مات.
وأخبرنا أبو نعيم أخبرنا جعفر الخلدي - في كتابه - قال: رأيت الجنيد في النوم
فقلت ما فعل الله بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت
تلك العلوم، ونفذت تلك الرسوم، وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها في الأسحار.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني - بمكة -
حدثنا علي بن محمد بن حاتم. قال لما حضر جنيد بن محمد الوفاة، أوصى بدفن
جميع ما هو منسوب إليه من علمه، فقيل: ولم ذلك؟ فقال: أحببت أن لا يراني الله وقد
تركت شيئا منسوبا إلى، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم.
أخبرنا الأزهري أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى.
وأخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس. قالا: حدثنا أبو الحسين بن المنادي.
قال: مات الجنيد بن محمد ليلة النيروز، ودفن من الغد، وكان ذلك في سنة ثمان
وتسعين ومائتين، فذكر لي أنهم حزروا الجمع يومئذ الذين صلوا عليه نحو ستين ألف
إنسان، ثم ما زال الناس ينتابون قبره في كل يوم نحو الشهر أو أكثر، ودفن عند قبر
سرى السقطي في مقابر الشونيزي.
أخبرنا إسماعيل الحيري حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت علي بن
سعيد الشيرازي - بالكوفة - يقول سمعت أبا محمد الحريري يقول: كان في جوار
الجنيد رجل مصاب في خربة، فلما مات الجنيد ودفناه ورجعنا من جنازته، تقدمنا
ذلك المصاب وصعد موضعا رفيعا واستقبلني وقال: يا أبا محمد أتراني أرجع إلى
تلك الخربة، وقد فقدت ذلك السيد؟ ثم أنشأ يقول:
- وا أسفي من فراق قوم * هم المصابيح والحصون -
- والمدن والمزن والرواسي * والخير والأمن والسكون -
- لم تتغير لنا الليالي * حتى توفتهم المنون -
- فكل جمر لنا قلوب * وكل ماء لنا عيون -
256

ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
3740 - جندب بن عبد الله الأزدي:
من أهل الكوفة. حضر مع علي بن أبي طالب قتال الخوارج بالنهروان، وروى
خبرهم. حدث عنه أبو السابغة النهدي.
أخبرنا ولاد بن علي الكوفي أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا
أحمد بن حازم أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن - يعنى ابن أبي ليلى - حدثنا سعيد بن
خثيم عن القعقاع بن عمارة عن أبي الخليل عن أبي السابغة عن جندب الأزدي قال:
لما عدلنا إلى الخوارج - ونحن مع علي بن أبي طالب - قال: فانتهينا إلى معسكرهم
فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن، وفيهم ذوو الثفنات. وأصحاب
البرانس - وساق الحديث - إلى أن قال: ثم قام علي فأمسكت له بالركاب ثم
عدلت إلى درعي فلبستها، وإلى فرسي فركبته، وأخذت رمحي وسرت معه حتى إذا
نظر إلى رابية. قال: يا جندب ترى تلك الرابية؟ قال قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرني أنهم يقتلون عندها، وذكر بقية الحديث.
3741 - جوين، والد أبي هارون العبدي:
سمع علي بن أبي طالب وحضر معه يوم النهروان، روى عنه ابنه أبو هارون.
أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني - بأصبهان - أخبرنا أبو
257

القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا
عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون قال: أخبرني أبي أنه كان مع علي بن أبي
طالب حين قتلوا الحرورية. قال: فلما قتلوا أمر أن يلتمسوا الرجل، فالتمسوه مرارا
فلم يجدوه، حتى وجدوه في مكان قال خربة أو شئ لا أدرى ما هو - قال فرفع علي
يديه يدعو والناس يدعون قال ثم وضع يديه، ثم رفعهما أيضا، ثم قال: والله فالق
الحبة، بارئ النسمة، لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما سبق من الفضل لمن قتلهم على
لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله
الجوزقي يقول قرئ علي مكي بن عبدان سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو هارون
العبدي عمارة بن جوين.
3742 - جويبر بن سعيد، أبو القاسم البلخي، كناه يحيى بن معين:
أخبرنا عبد الله بن أبي الفتح حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: جويبر بن سعيد
البلخي سكن بغداد يروى عن الضحاك بن مزاحم، ومحمد بن واسع. روى عنه
الثوري، ومعمر وأبو معاوية الضرير.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان حدثنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد
ابن فارس حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: قال لي علي [بن المديني]
قال يحيى بن سعيد القطان: كنت أعرف جويبرا بحديثين - يعنى ثم أخرج هذه
الأحاديث بعد - فضعفه.
258

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني - بأصبهان - أخبرنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال:
كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن جويبر بن سعيد، وكان سفيان يحدث
عنه.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث معمر عن جويبر عن
الضحاك عن النزال عن علي " لا رضاع بعد فطام " فقال: جويبر لا يشتغل به،
والحديث عن علي غير مرفوع.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود عن جويبر والكلبي؟ فقدم
جويبرا، وقال جويبر عل ضعفه، والكلبي متهم.
أخبرني علي بن محمد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن
عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وسأله - يعني أباه -
عن جويبر بن سعيد فضعفه جدا.
قال: وسمعت أبي يقول: جويبر أكثر على الضحاك. روى عنه أشياء مناكير.
قال: وحدث يزيد بن زريع عن جويبر عن النزال بن سبرة عن علي " لا وصال " [يعني
في الصيام] ثم حدث عن الضحاك عن النزال بن سبرة ومسروق أراه - قال عن
علي - وضعفه جدا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور - قال
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فجويبر كيف حديثه؟ فقال: ضعيف.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن سعيد بن
مرابا حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا الحسين بن صدقة أخبرنا أحمد بن أبي
خيثمة قال: سمعت يحيى يقول: وجويبر ليس بشئ.
259

أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن
سفيان. قال: باب من يرغب عن الرواية عنهم، فذكر جماعة، منهم جويبر بن
سعيد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: جويبر بن سعيد الخراساني متروك
الحديث.
3743 - جراح بن مليح بن عدي بن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو
ابن عبيد بن رواس - واسمه الحارث - بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
ابن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان
ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو وكيع الرواسي:
وهو والد وكيع بن الجراح الكوفي، حدث عن أبي إسحاق السبيعي، وسليمان
الأعمش. روى عنه ابنه وكيع، وسهل بن حماد الدلال، ومحمد بن بكار بن الريان،
ومنصور بن أبي مزاحم. وولى الجراح بيت المال ببغداد في زمن هارون الرشيد.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان
الحافظ - ببخارى - حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المعدل
قال: سمعت أبا جعفر مسبح بن سعيد الوراق يقول: سمعت حنش بن حرب يقول
سمعت وكيعا يقول: ولد أبي بالسغد، وولد شريك ببخارى.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن معروف الخشاب أخبرنا الحسين بن فهم حدثنا
محمد بن سعد. قال: الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن
عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهو أبو وكيع
260

ابن الجراح، ولي بيت المال بمدينة السلام في خلافة هارون، وكان ضعيفا في الحديث،
وكان عسرا في الحديث ممتنعا به.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي حدثنا جعفر الطيالسي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ما كتبت عن
وكيع عن أبيه ولا من حديث قيس شيئا قط.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول: وسألته - يعنى يحيى بن معين - عن
أبي وكيع فقال: ليس به بأس.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: الجراح بن مليح ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي حدثنا عباس بن محمد قال: سألت يحيى عن الجراح بن مليح بن فرس أبي
وكيع فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن
سفيان حدثنا الوليد بن هشام بن عبد الملك حدثنا أبو وكيع الجراح بن مليح وهو
ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا
أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن أبي وكيع فقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني حدثنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي أخبرنا الحسين بن
إدريس. قال قال ابن عمار أبو وكيع ضعيف.
261

وأخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن الجراح أبي وكيع فقال:
ليس بشئ هو كثير الوهم. قلت: يعتبر به؟ قال: لا.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن
أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: والجراح بن مليح من بني رؤاس
ابن كلاب، مات بعد سنة خمس وسبعين ومائة.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع: أن الجراح بن مليح بن عدي بن
فرس الرؤاسي مات في سنة ست وسبعين ومائة.
3744 - جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال، أبو عبد الله
الضبي الرازي:
وهو كوفي الأصل. رأى أيوب السختياني بمكة، وجماعة من طبقته، وسمع مغيرة
ابن مقسم، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر
وهشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وسهيل بن أبي صالح، وليث بن أبي سليم.
روى عنه عبد الله بن المبارك، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بن حرب، ومحمد بن
عيسى بن الطباع، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة
زهير بن حرب، وإسحاق بن إسماعيل، ويعقوب الدورقي ويوسف بن موسى،
وإبراهيم بن مجشر، ويحيى بن السري، والحسن بن عرفة، وغيرهم. وقدم جرير بغداد
وحدث بها.
حدثنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال:
262

جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال بن أبي قيس بن وحف بن عبد غنم
ابن عبد الله بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد، كذا نسبه عيسى بن سليمان القرشي
الوراق عن يوسف بن موسى القطان، وقال: توفى وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا
جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء. قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر ورفع يديه إلى أذنيه، حتى تكون إبهاماه قريبا من أذنيه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - في آخرين قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد
الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن
أبي زرعة عن أبي هريرة. قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل؟ قال: " لتنبأن
أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخاف الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت
الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان ".
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان
حدثنا إبراهيم بن مجشر حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن إبراهيم. قال:
صلى عمر في يوم شديد الحر، قال: فكان يطرح ثوبة ويسجد عليه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن
إسحاق حدثني أبو عبد الله. قال: ولد جرير بن عبد الحميد سنة سبع ومائة.
وقال حنبل حدثنا أحمد بن محمد الرازي قال سمعت محمد بن حميد قال
سمعت جريرا الضبي قال: ولدت سنة عشر، سنة مات الحسن. قال ومات جرير سنة
ثمان وثمانين ومائة.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، حدثنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا أبو غسان وهو محمد بن عمرو زنيج قال: سمعت جريرا يقول: رأيت
ابن أبي نجيح ولم أكتب عنه شيئا، ورأيت جابرا الجعفي ولم أكتب عنه شيئا،
ورأيت ابن جريج ولم أكتب عنه شيئا، فقال رجل: ضيعت يا أبا عبد الله! فقال: لا،
أما جابر فإنه كان يؤمن بالرجعة، وأما ابن أبي نجيح فكان يرى القدر، وأما ابن
263

جريج فإنه أوصى بنيه بستين امرأة. وقال: لا تزوجوا بهن فإنهن أمهاتكم، وكان يرى
المتعة!
وأخبرني محمد أخبرنا دعلج أخبرنا الأبار حدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير.
قال: رأيت لقيطا أبيض الرأس واللحية، ورأيت زياد بن علاقة يخضب بالسواد،
ورأيت ابن أبي نجيح أبيض الرأس واللحية، ورأيت معاوية بن إسحاق يأتي الجمعة
على بغل، ورأيت عبد الله بن الحسن يكبر يوم عيد يرفع صوته بالتكبير حتى يأتي
المصلى، ورأيته يخضب بالحمرة، ورأيت عبد الله بن الحسن يلبس السواد، ورأيت
الحسن بن الحسن يخضب بالحمرة، ورأيت جعفر بن محمد يكبر يوم عيد ويرفع
صوته بالتكبير، ورأيته يلبس السواد، ورأيت معن بن عبد الرحمن يخضب الحمرة،
ورأيت أيوب السختياني يخضب بالحمرة، ورأيته بمكة عليه رداء أبيض معلم، عريض
العلم، وقد تغلف بدهن أسود، ورأيت عياشا العامري عليه عمامة بيضاء، وهو راكب
بغلا، ورأيت محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يخضب بالسواد، ورأيت الحجاج
يخضب بالسواد، ورأيت محمد بن جحادة وكان زاهدا يلبس الخلقان يغسلها،
ورأيت داود بن سليك وكان إمام مسجد المغيرة، ورأيت ابن شبرمة يخضب لحيته
بالحناء، ويغسله فتراه أصفر، ورأيت محمد بن إسحاق يخضب بالسواد، ورأيت
غيلان بن جامع يخضب بالسواد، وكان غيلان بن جامع على قضاء الكوفة، وكان
أحمد من ابن أبي ليلى، وكان القاسم بن معن يخضب رأسه، ويصفر لحيته، ورأيت
موسى بن أبي عائشة لا يخضب، وإذا رأيته ذكرت الله لرؤيته، وكان بين عينيه أثر
السجود، ورأيت الحصين بن عبد الرحمن السلمي يخضب بالحناء، ورأيت هشاما
يخضب رأسه ولا يخضب لحيته، ورأيت عاصم بن أبي النجود يخضب رأسه ولحيته،
ورأيت عبد العزيز بن رفيع يصفر لحيته، ورأيت جامع بن راشد أبيض الرأس واللحية،
ورأيت محمد بن جحادة لا يخضب نظيف الثياب، ورأيت عبد الله بن يزيد
الأنصاري أبيض الرأس واللحية.
أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد علي الصيرفي أخبرنا عبد الرحمن بن
عمر الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال حدثني عبد الرحمن
ابن محمد قال سمعت أبا الوليد الطيالسي. قال: قدمت الري بعقب موت شعبة،
ومعي أبو داود الطيالسي. قال: وحملت معي أصل كتابي عن شعبة، قال: فكان جرير
264

يجالسنا عند رجل من التجار، قال: فسمعناه يذكر الحديث فيعجب بالحديث
إعجاب رجل سمع العلم وليس له حفظ، قال: فسمعني أتحدث بحديث شعبة عن
عمرو بن مرة عن عبد الله بن مسلمة حديث صفوان بن عسال أو حديث علي
" إنكما علجان فعالجا عن دينكما ". قال فقال: اكتبه لي. قال: فكتبته له وحدثته
به. قال: وتحدثت بحديث فضالة بن عبيد " حديث القلادة " فاستحسنه وقال: اكتبه لي
قال: فكتبته. وحدثته به عن ليث بن سعد قال: فقال لي قد كتبت عن منصور
ومغيرة، وجعل يذكر الشيوخ. فقلت له: حدثنا. فقال: لست أحفظ، كتبي غائبة
عني، وأنا أرجو أن أوتى بها قد كتبت في ذاك، فبينا نحن كذا إذ ذكر يوما شيئا من
الحديث، فقلت له: أحسب أن كتبك قد جاءت! قال: أجل! فقلت لأبي داود:
جليسنا جاءته كتبه من الكوفة، اذهب بنا ننظر فيها. قال فأتيناه ونظرت في كتبه أنا
وأبو داود.
قال جدي: وحدثني عبد الرحمن بن محمد قال سمعت سليمان بن حرب يقول:
كان جرير بن عبد الحميد وأبو عوانة يتشابهان في رأي العين، ما كانا يصلحان إلا أن
يكونا راعيي غنم.
قال عبد الرحمن: ولقد حدثنا يوما سليمان بن حرب بأحاديث عن جرير الرازي
فقلت له: أين كتبت يا أبا أيوب عن جرير الرازي؟ قال: بمكة، أنا وعبد الرحمن
شاذان. أخرج إلينا جرير كتابا فدفعه إلى عبد الرحمن والى شاذان فهذه الأحاديث
انتقاؤهما.
وأخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد أخبرنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد
ابن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال سمعت إبراهيم بن هاشم يقول: ما قال لنا
جرير قط ببغداد " حدثنا " ولا في كلمة واحدة! قال إبراهيم: فقلت تراه لا يغلط
مرة؟ فكان ربما نعس فنام، ثم ينتبه، فيقرأ من الموضع الذي انتهى إليه.
265

أخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي قال سمعت إبراهيم بن هاشم يقول: لما قدم
جرير بن عبد الحميد - يعنى بغداد - نزل علي بني المسيب، فلما عبر إلى الجانب
الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر؟ فقال: أمي لا تدعني. قال:
فعبرت أنا، فلزمته، ولم يكن السندي [الأمير] يدع أحدا يعبر - يريد لكثرة المد -
فمكثت عنده عشرين يوما فكتبت عنه ألفا وخمسمائة حديث. وكتبت عنه قبل أن
يخرج إلى مكة حديثا بالسفينتين على دابته.
وأخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
حدثنا جدي قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان جرير بن عبد الحميد الرازي
صاحب ليل، وكان له رسن، يقولون إذ أعيا تعلق به يريد أنه كان يصلي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الأسفراييني حدثكم داود بن
الحسين بن علي البيهقي قال سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كان جرير بن عبد
الحميد يقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم علي، أحب إلى من عثمان، ولأن أخر من السماء
أحب إلي من أن أتناول عثمان بسوء. وإني إلى تصديق علي أعجب إلى من تكذيبه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن سعيد
السوسي حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت سفيان
ابن عيينة يقول قال لي ابن شبرمة: عجبا لهذا الرازي عرضت عليه أن أجري عليه
مائة درهم في الشهر من الصدقة فقال: يأخذ المسلمون كلهم مثل هذا؟ قلت لا،
قال: فلا حاجة لي فيها. يعني يحيى بن معين، جرير بن عبد الحميد.
وقال عباس: سمعت يحيى يقول سمعت جريرا الرازي يقول: عرضت على
بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت، ثم جئت اليوم أطلب ما عندهم - أو ما
في أيديهم.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب
ابن سفيان حدثنا أبو بكر - هو الحميدي - حدثنا سفيان قال سمعت ابن شبرمة
266

يقول: كنت على صدقات السهمان فقلت لجرير تعال حتى أوليك ربعا من الأرباع،
وأرزقك مائة درهم. فقال: أخاف أن لا يجوز لي أن آخذ من الصدقة مائة درهم،
قلت له فتأخذ منها ما ترى أن يجوز لك وتصدق بما بقى، فقال إني أخاف أن لا
تطيب نفسي إن أخذتها. وأبى على.
قال يعقوب: حدثنا بشر بن الأزهر قال كان جرير إذا حدث حديث الأعمش
يقول: ديباج الأعمش إلا أنها مرفوعة. كنا نتذاكر بيننا ويصحح بعضنا من بعض، أو
نحو هذا.
قال وقال جرير: عرضت علي بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت، ثم
جئت اليوم أطلب ما عندهم - أوما في أيديهم -.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب حدثنا أبو بكر الحميدي قال
حدثنا سفيان قال رأيت جرير بن عبد الحميد يقود مغيرة، فقلت لعمر بن سعيد:
من هذا الشاب؟ قال لي عمر: هذا شاب لا بأس به.
أخبرنا البرقاني أخبرنا ابن خميرويه أخبرنا الحسين بن إدريس قال قال ابن عمار:
وجرير الرازي هو ابن عبد الحميد حجة. كانت كتبه صحاحا وإن لم يكن كتب، إذا
نظرت إليه في بزته ما كنت ترى أنه محدث. ولكنه كان إذا حدث - أي كان شبه
العلماء -.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن التميمي - بدمشق - قال أخبرنا
يوسف بن القاسم الميانجي حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: سمعت يحيى بن معين -
وقيل له: أيما أحب إليك: جرير، أو شريك؟ فقال: جرير.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن
معين: جرير أحب إليك في منصور أو شريك؟ فقال: جرير أعلم به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن
267

إسحاق قال: وسئل أبو عبد الله: من أحب إليك؟ جرير بن عبد الحميد، أو شريك؟
قال: جرير أقل سقطا من شريك، شريك كان يخطئ، قيل له: فأبو الأحوص أو
شريك؟ قال شريك. قيل له فمن في أبي إسحاق؟ قال شريك، شريك سمع قديما.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن
صالح حدثني أبي قال: وجرير بن عبد الحميد الضبي نزل الري كوفي ثقة. وكان
رباح إذا أتاه الرجل فقال: أريد أن اكتب حديث الكوفة، قال: عليك بجرير، فإن
أخطأت فعليك بمحمد بن فضيل بن غزوان.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
حدثنا جدي قال: ذكر لأبي خيثمة يوما إرسال جرير الحديث، وأنه لم يكن يقول
" حدثنا "، وقيل له: تراه كان يدلس؟ فقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس، لأنا كنا إذا
أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة، ابتدأ فأخذ الكتاب فقال: حدثنا
فلان ثم يحدث عنه مبهم في حديث واحد، ثم يقول بعد ذلك. منصور منصور،
والأعمش أعمش، لا يقول في كل حديث " حدثنا " حتى يفرغ من المجلس.
وقال جدي: حدثني عبد الرحمن بن محمد قال سمعت سليمان بن داود
الشاذكوني يقول: قدمت على جرير، فأعجب بحفظي وكان لي مكرما، قال: فقدم
يحيى بن معين والبغداديون الذين معه وأنا، ثم، قال: فرأوا موضعي منه، فقال
له بعضهم: إن هذا إنما بعثه يحيى وعبد الرحمن ليفسد حديثك عليك، ويتتبع عليك
الأحاديث. قال: وكان جرير قد حدثنا عن مغيرة عن إبراهيم في طلاق الأخرس،
قال: ثم حدثنا به بعد عن سفيان عن مغيرة عن إبراهيم. قال: فبينا أنا عند ابن أخيه
يوما إذ رأيت على ظهر كتاب لابن أخيه: عن ابن المبارك عن سفيان عن مغيرة عن
إبراهيم، قال: فقلت لابن أخيه: عمك هذا مرة يحدث بهذا عن مغيرة، ومرة عن
سفيان عن مغيرة، ومرة عن ابن المبارك عن سفيان عن مغيرة،، فينبغي أن تسأله
ممن سمعه؟ قال سليمان: وكان هذا الحديث موضوعا، قال: فوقفت جريرا عليه
268

فقلت له: حديث طلاق الأخرس ممن سمعته؟ فقال: حدثنيه رجل من أهل خراسان
عن ابن المبارك. قال: فقلت له فقد حدثت به مرة عن مغيرة، ومرة عن سفيان عن
مغيرة، ومرة عن رجل عن ابن المبارك عن سفيان عن مغيرة، ولست أراك تقف على
شئ، فمن الرجل؟ قال: رجل كان جاءنا من أصحاب الحديث. قال: فوثبوا بي
وقالوا: ألم نقل لك إنما جاء ليفسد عليك حديثك؟ قال: فوثب بي البغداديون، قال:
وتعصب لي قوم من أهل الري حتى كان بينهم شر شديد.
قال عبد الرحمن: فقلت لعثمان بن أبي شيبة: حديث طلاق الأخرس عمن هو
عندك؟ قال: عن جرير عن مغيرة قوله. قال عبد الرحمن: وكان عثمان يقول
لأصحابنا: إنما كتبنا عن جرير من كتبه، فأتيته فقلت: يا أبا الحسن كتبتم عن جرير
من كتبه؟ قال فمن أين؟ قال: وجعل يروغ. قال: قلت: من أصوله أو من نسخ؟
قال: فجعل يحيد ويقول من كتب. فقلت: نعم، كتبتم على الأمانة من النسخ؟ فقال:
كان أمره على الصدق، وإنما حدثنا أصحابنا أن جريرا قال لهم حين قدموا عليه
- وكانت كتبه تلفت -: هذه نسخ أحدث بها على الأمانة، ولست أدري، لعل لفظا
يخالف لفظا. وإنما هي على الأمانة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الغازي
قال أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش قال: جرير بن عبد الحميد الضبي كان من أهل الكوفة، نزل الري صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إدريس بن
عبد الكريم قال سمعت إسحاق بن إسماعيل.
وأخبرني محمد بن الحسين القطان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن علي
الأبار قال: سمعت ابن حميد قالا: ومات جرير في سنة ثمان وثمانين، زاد إسحاق
ومائة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن
سليمان الحضرمي. قال: سنة ثمان وثمانين ومائة، فيها مات جرير بن عبد الحميد،
وبلغني أنه مات في شهر ربيع الآخر.
قلت: وبالري كانت وفاته.
269

أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الصيرفي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال حدثني يوسف بن موسى. قال: مات
جرير بن عبد الحميد عشية الأربعاء ليوم خلا من جمادى الأولى في سنة ثمان وثمانين
ومائة، وتوفي وهو ابن ثمان وسبعين إلى التسع والسبعين. وصلى عليه عبد الله
ابنه.
قال يوسف: وأخبرنا جرير بسنه، وأخبرنا عبد الله ابنه أنه كبر عليه أربعا.
3745 - جارود بن يزيد، أبو الضحاك النيسابوري:
حدث عن بهز بن حكيم، وعمر بن ذر. روى عنه أهل نيسابور، وقدم بغداد
وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، ومحمد بن عبد
الملك بن زنجويه، والحسن بن عرفة.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي - إملاء - حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني، قال: حدثنا عبد الجبار بن
عاصم حدثنا الجارود عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أترعون عن ذكر الفاجر؟ متى تعرفه الناس؟ اذكروه بما فيه يعرفه الناس ".
أخبرناه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور -
أخبرنا أبو منصور محمد بن القاسم الصبغي قال حدثنا محمد بن سعيد الحلاب
حدثنا الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أترعون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس ".
كذا قال لنا السراج محمد بن سعيد الجلاب، وكتبنا عنه هذا الحديث بانتخاب
أبي حازم العبدوي الحافظ وتخريجه له.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق حدثنا
عمر بن محمد الجوهري حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد
270

ابن حنبل - ذكره له حديث بهز الذي يرويه الجارود - وهو حديثه عن أبيه عن جده
" أترعون عن ذكر الفاجر " قيل له: رواه غيره؟ فقال: ما علمت.
قلت: فقد روى أيضا عن سفيان الثوري، والنضر بن شميل، ويزيد بن أبي حكيم
عن بهز. ولا يثبت عن واحد منهم ذلك. والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا
الحديث.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد الهمذاني الحافظ
قال حدثنا القاسم بن بندار بن أبي صالح الهمذاني قال سمعت عمر بن مدرك - وأنا
برئ من عهدته - يقول: كنا في مجلس مكي بن إبراهيم فقام رجل فقال: يا أبا
السكن هاهنا رجل يقال له الجارود، روى عن بهز بن الحكيم عن أبيه عن جده
" أترعون عن ذكر الفاجر - الحديث " فقال: ما تنكرون؟ هذا معمر قد تفرد عن بهز
ابن حكيم أحاديث.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا أبو سعيد بن رميح النسوي قال سمعت أحمد بن
محمد بن عمر بن بسطام يقول قال أحمد بن سيار: روى الجارود بن يزيد العامري
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أترعون عن ذكر
الفاجر " وأنكر عليه وقد سمعت يوسف - وكان طلابة - يذكر أنه رأى هذا
الحديث في كتاب مكي بن إبراهيم قال: وامتنع أن يحدث به، فقيل له في ذلك، فقال
أما ترى ما لقي فيه الجارود؟
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي أخبرني محمد
ابن إبراهيم بن شعيب الغازي قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
جارود بن يزيد النيسابوري منكر الحديث، كان أبو أسامة يرميه بالكذب.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن مخلد حدثنا العباس
ابن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: الجارود ليس بشئ.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا
أبو حفص عمرو بن علي. قال: الجارود بن يزيد النيسابوري فيه ضعف، حدث عن
بهز بن حكيم بحديث منكر.
أخبرني علي بن محمد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن
عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول:
271

جارود بن يزيد شيخ خراساني، روى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا
حديثا ذكره وهذا منكر، وضعف الجارود.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود يقول: الجارود
النيسابوري غير ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: جارود بن يزيد نيسابوري متروك الحديث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ غيرة مرة. قال: كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر
جده في مقبرة الحسين بن معاذ يقول: يا أبة، لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم
لزرتك.
وأخبرنا ابن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد
العاصمي يقول سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول: مات الجارود بن يزيد سنة
ثلاث ومائتين. وقال ابن نعيم: قرأت بخط محمد بن سعيد الجلاب: مات الجارود بن
يزيد سنة ست ومائتين.
3746 - جامع بن القاسم بن الحسن بن حيان، البغدادي:
حدث عن أبي عمرو الدوري، وعن عمرو بن ثوابة، وأحمد بن هاشم الرملي،
روى عنه أحمد بن إبراهيم بن جامع المصري.
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي - بمصر -
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، حدثنا جامع بن القاسم البغدادي حدثنا
أحمد بن هاشم الرملي حدثنا ضمرة عن علي بن حكيم بن أخت شوذب عن موسى
ابن علي عن أبيه عن أبي قيس عن عمر بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فضل ما بين
صيامكم وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ".
ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أن جامع بن القاسم هذا بلخي قدم مصر وحدث
بها وقال: توفى بمصر في سنة ست وثمانين ومائتين.
272

3747 - جبريل بن الفضل بن مجاع أبو حاتم السمرقندي:
ورد بغداد حاجا في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وحدث عن قتيبة بن سعيد،
ويحيى بن موسى خت، وإبراهيم بن يوسف البلخيين. روى عنه عبد الباقي بن قانع،
وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا جبريل
ابن مجاع السمرقندي - أبو حاتم - حدثنا إبراهيم بن يوسف البلخي حدثنا عبد
المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن حنظلة عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " الأكثرون هم الأسفلون " قالوا: يا نبي الله، إنا نراهم من صالحينا وخيارنا!
قال: " إلا من قال بالمال وهكذا، وهكذا يمينا وشمالا ".
عاش جبريل إلى سنة ست وثلاثمائة.
3748 - جبير بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو عيسى
الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن عمار بن خالد التمار، وسعدان بن نصر، وعبيد الله بن
جرير بن جبلة، وأحمد بن منصور زاج، وشعيب بن أيوب، روى عنه أبو حفص
الزيات، ومحمد بن المظفر، وموسى بن محمد بن جعفر بن عرفة، وأبو بكر بن
شاذان وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم. وكان ثقة.
حدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا جبير
ابن محمد بن أحمد الواسطي - قدم علينا - حدثنا سعدان بن نصر.
وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عبيد الله بن أحمد الدقاق وأبو محمد بن عبد الله
ابن يحيى بن عبد الجبار السكري. قالا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
سعدان بن نصر حدثنا عبد الله بن واقد - وهو أبو قتادة الحراني - عن مسعر عن
علي بن الأقمر عن أبي جحيفة. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه.
فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أكون عبدا
شكورا ".
273

تفرد برواية هذا الحديث هكذا عن مسعر، أبو قتادة وخالفه محمد بن بشر
العبدي، فرواه عن مسعر عن قتادة عن أنس، كذلك قال عبد الله بن عون الحراز
عنه، وتابعه الحسين بن علي بن الأسود العجلي عليه عن بشر، وخالفهما سيف بن
محمد ابن أخت سفيان الثوري، فرواه عن مسعر عن عطية العوفي عن أبي سعيد
الخدري، ورواه محمد بن إسحاق بن يسار عن مسعر عن زياد بن علاقة عن عمه
قطبة بن مالك عن المغيرة بن شعبة. ورواه خلاد بن يحيى وغيره من الكوفيين عن
مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة، لم يذكروا قطبة في إسناده، وهو المحفوظ، والله
تعالى أعلم.
274

باب الحاء
275

ذكر من اسمه الحسن
جعلت ترتيبهم فيه على نسق الحروف من أول أسماء آبائهم فمن ذلك:
حرف الألف من آباء الحسنين
3749 - الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، واسم أبي شعيب عبد الله بن مسلم
الأموي مولى عمر بن عبد العزيز، وكنية الحسن: أبو مسلم:
وهو من أهل حران. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن سلمة الباهلي:
ومسكين بن بكير الحرانيين. روى عنه أبو شعيب، ومعاذ بن المثنى العنبري، وأبو بكر
ابن أبي الدنيا، و عبد الله بن إسحاق المدايني، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن
صاعد، وعبد الله بن جعفر بن خشيش، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب حدثنا
محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن طاوس. قال: سمعت رجلا
يسأل ابن عمر قبل موته بعام عن امرأة حاضت في أيام منى، أترحل إلي بلادها وقد
زارت البيت؟ فقال: قد كانت عائشة تروى رخصة في ذلك.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي
قال: حدثنا عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب - وهو أبو شعيب -
حدثنا جدي وأبي جميعا. قالا: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن
276

عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان. قال: كان أهل بيت
يقال لهم بنو أبيرق بشير وبشر ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر ويهجو
به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب - وذكر الحديث بطوله.
قال أبو شعيب قال لي أبي: سمعه منى يحيى بن معين ببغداد في مسجد الجامع،
وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
أخبرني تمام بن محمد الرازي حدثنا علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ
قال: الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ثقة مأمون.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي حدثنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن
محمد البغوي: ومات محمود بن خداش في سنة ستين في شعبان وفيها مات أبو مسلم
الحسن بن أحمد بن أبي شعيب بسامرا.
قلت: وهذا القول وهم ولا أشك أنه من بعض النقلة، لأن محمودا مات في سنة
خمسين ومائتين لا يختلف في ذلك.
وقد ذكره جماعة من أهل العلم - ورأيت في بعض الكتب - عن موسى بن
هارون: أن أبا مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب مات بسر من رأى سنة خمسين
ومائتين.
وقرأت على أبي بكر البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي قال: مات أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب
بالعسكر - وكان مكتبا - في الفتنة أو قبل الفتنة بقليل سنة اثنتين وخمسين
ومائتين أو نحوه.
3750 - الحسن بن أحمد بن فهد، ويعرف بالنرسي:
حدث عن إبراهيم بن سعيد الجوهري. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد بن
277

أيوب الطبراني حدثنا الحسن بن أحمد بن فهد النرسي البغدادي حدثنا إبراهيم بن
سعيد الجوهري حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان الثوري عن أيوب، وإسماعيل
ابن أمية عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه "
فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر.
قال الطبراني: ولم يروه عن سفيان إلا أبو أحمد تفرد به إبراهيم بن سعيد.
3751 - الحسن بن أحمد بن حفص، أبو القاسم الحلواني:
قدم بغداد وحدث بها عن قطن بن إبراهيم النيسابوري. روى عنه علي بن عمر
السكري.
حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد الهاشمي الخطيب حدثنا علي
ابن عمر بن محمد السكري حدثنا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن حفص الحلواني
قدم علينا لستة أيام من ذي الحجة سنة ست وثلاثمائة -.
حدثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري حدثنا الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " أترعون عن ذكر الفاجر؟ متى يعرفه الناس،
اذكروه بما فيه يعرفه الناس ".
3752 - الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي العطاردي:
كوفي الأصل حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن سليمان لوين،
ووهيب بن حفص الحراني. روى عنه محمد بن المظفر، ومحمد بن عبد الله
الأبهري.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري حدثنا أبو بكر الأبهري حدثنا الحسن بن
أحمد بن إسحاق العطاردي أبو علي الكوفي ببغداد حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل
عن الفضل بن حرب البجلي حدثنا عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس بن مالك.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل شئ حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن ".
278

3753 - الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى بن الفضل بن بشار بن عبد
الحميد بن عبد الله بن هانئ بن قبيصة بن عمرو بن عامر، أبو سعيد المعروف
بالأصطخري:
قاضي قم، سمع سعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، وأحمد بن منصور
الرمادي، وعيسى بن جعفر الوراق، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن سعد
الزهري، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وجميل بن إسحاق. روى عنه محمد بن
المظفر، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس
وأبو الحسن بن الجندي وأبو القاسم بن الثلاج - وهو نسبه - وكان الأصطخري
أحد الأئمة المذكورين، ومن شيوخ الفقهاء الشافعيين، وكان ورعا زاهدا متقللا.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا صالح بن أحمد بن محمد
الحافظ قال: الحسن بن أحمد بن يزيد أبو سعيد قاضي قم، ويعرف بالأصطخري،
كان أحد الفقهاء، مع ما رزق من الديانة والورع، ويدل كتابه الذي ألفه في القضاء
على سعة فهمه ومعرفته.
حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حكى لي عن أبي
القاسم الداركي أنه قال سمعت أبا الحسن المروزي يقول: لما دخلت بغداد لم يكن
بها من يستحق أن أدرس عليه إلا أبو العباس بن سريج وأبو سعيد الأصطخري. قال
الطبري: وهذا يدل على أن أبا علي بن خيران لم يكن يقاس بهما.
قال أبو إسحاق المروزي: فسئل يوما أبو سعيد عن المتوفى عنها زوجها إذا كانت
حاملا، هل يجب لها النفقة؟ فقال: نعم. فقيل له: ليس هذا مذهب الشافعي! فلم يصدق،
فأروه كتابه فلم يرجع، وقال: إن لم يكن مذهبه فهو مذهب علي وابن عباس.
قال أبو إسحاق: فحضر يوما مجلس النظر مع أبي العباس بن سريج وتناظرا
فجرى بينهما كلام فقال له أبو العباس: أنت سئلت عن مسألة فأخطأت فيها، وأنت
رجل كثرة أكل الباقلاء قد ذهب بدماغك! فقال له أبو سعيد في الحال: وأنت فكثرة
أكل الخل والمرى قد ذهب بدينك، قال الطبري: وكان من الورع والزهد بمكان،
279

ويقال إنه كان قميصه وسراويله وعمامته وطيلسانه من شقة واحدة، وكانت فيه
حدة، وله تصانيف كثيرة، فمن ذلك كتاب أدب القضاء، ليس لأحد مثله، وكان قد
ولى الحسبة ببغداد، وأحرق طاق اللعب من أجل ما يعمل فيه من الملاهي، وكان
القاهر الخليفة قد استفتاه في الصابئين فأفتاه بقتلهم، لأنه تبين له أنهم يخالفون اليهود
والنصارى، وأنهم يعبدون الكواكب. فعزم الخليفة على ذلك حتى جمعوا بينهم له
مالا كثيرا له قدر فكف عنهم.
قال الطبري: وحكى عن الداركي أنه قال: ما كان أبو إسحاق المروزي يفتى
بحضرة أبي سعيد الأصطخري إلا بإذنه! قال لي عبد العزيز بن علي الوراق: ولد أبو
سعيد الأصطخري في سنة أربع وأربعين ومائتين.
أخبرني الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان. قال: توفي أبو سعيد
الأصطخري في شعبان سنة ثمان وعشرين.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا سعيد مات في
جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وهكذا ذكر ابن قانع.
وقرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض: توفي الأصطخري يوم
الخميس، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة
ثمان وعشرين وثلاثمائة.
3754 - الحسن بن أحمد بن صالح بن كثير، أبو الحسين الزيات الواسطي:
حدث ببغداد عن جعفر بن عامر العسكري، وأحمد بن عبيد بن ناصح. روى عنه أبو
بكر بن شاذان، وغيره. وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا أبو
الحسين الحسن بن أحمد بن صالح بن كثير الزيات الواسطي - ببغداد - حدثنا أبو
الفضل جعفر بن عامر العسكري حدثنا محمد بن يزيد أخبرني موسى بن داود
الضبي حدثني معاوية بن حفص قال: إنما سمع إبراهيم بن أدهم من منصور حديثا
فأخذ به فساد أهل زمانه، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول حدثنا منصور عن
ربعي بن خراش قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عمل
يحبني الله عليه، ويحبني الناس، فقال: " إذا أردت أن يحبك الله فابغض الدنيا، وإذا
280

أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فأنبذه إليهم ". فأخذ به فساد
أهل زمانه.
3755 - الحسن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن يحيى بن خالد، أبو محمد
السلمي:
من أهل الرها. قدم بغداد وحدث بها عن جده سعيد بن محمد، وعبد الله بن
الزبير بن محمد الرهاوي، وجعفر بن محمد القضاعي، وإبراهيم بن عبد السلام،
وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم الجزريين. روى عنه محمد بن المظفر،
والدارقطني، وابن شاهين، وإسماعيل بن سعيد بن سويد. وغيرهم.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا الحسن بن
أحمد بن سعيد الرهاوي حدثنا إبراهيم بن عبد السلام حدثنا سعيد بن حفص حدثنا
يونس بن راشد حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا جد به السير، جمع بين المغرب والعشاء.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع قال: وعرفني من أثق به أن أبا
محمد الرهاوي الذي قدم علينا، توفي في رجب من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة
بالرها، وأنه عرفه ذلك رجل من أهل الناحية.
3756 - الحسن بن أحمد بن الحسن، أبو علي الصيدلاني:
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ السمسار حدثنا محمد بن إسماعيل
الوراق - إملاء - قال حدثني أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الصيدلاني قال:
حدثني أبو الفضل بزيع بن عبيد بن بزيغ البزاز المقرئ قال: قرأت على سليمان بن
موسى الخمري فأخذ علي خمسا - يعقدها بيده - ثم قال: حسبك، فقلت: زدني
فقال لي: قرأت على سليم بن عيسى فأخذ على خمسا ثم قال لي: حسبك، فقلت:
زدني فقال لي: قرأت على حمزة بن حبيب الزيات فأخذ على خمسا فقال لي:
حسبك، فقلت: زدني. فقال لي: قرأت على سليمان بن مهران الأعمش فأخذ على
خمسا ثم قال لي: حسبك، فقلت: زدني. فقال لي: قرأت على يحيى بن وثاب فأخذ
على خمسا ثم قال لي: حسبك، فقلت: زدني. فقال: إني قرأت على أبي عبد
الرحمن السلمي فأخذ على خمسا ثم قال لي: حسبك فقلت: زدني. فقال لي
281

قرأت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأخذ على خمسا ثم قال لي: حسبك،
فقلت: يا أمير المؤمنين زدني، فقال لي: حسبك، هكذا أنزل القرآن خمسا، خمسا،
ومن حفظه خمسا خمسا لم ينسه، إلا سورة الأنعام، فإنها نزلت جملة في ألف، يشيعها
من كل سماء سبعون ملكا حتى أدوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ما قرئت على عليل قط إلا
شفاه الله عز وجل.
3757 - الحسن بن أحمد بن الربيع بن يحيى، أبو محمد الأنماطي:
سمع الحسن بن عرفة، وعمر بن شبة، وعلي بن الحسين بن أشكاب، وحميد بن
الربيع. روى عنه علي بن الحسن الجراحي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، في آخرين وكان ثقة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن ابن الربيع الأنماطي
مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وكذلك ذكر ابن قانع وزاد: في ذي القعدة.
3758 - الحسن بن أحمد الصوفي الحربي:
شيخ مجهول. حدث عن الحسن بن عرفة حديثا منكرا.
أخبرناه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدثنا محمد بن علي بن عبد
الله البرتي - بواسط - أخبرنا الحسن بن أحمد الصوفي الحربي حدثنا الحسن بن عرفة
حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل البنفسج
على الأدهان، كفضلي على سائر الناس ".
3759 - الحسن بن أحمد بن عيسى بن الحكم.
حدث عن محمد بن هارون المنصوري روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق.
أخبرنا أبو المرجي تغلب بن محمد بن اليمان الصوفي حدثنا محمد بن إسماعيل
ابن العباس الوراق حدثنا الحسن بن أحمد بن عيسى بن الحكم حدثنا محمد بن
هارون بن منصور المنصوري حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا أبي حدثنا حجر بن
282

عبد الرحمن عن الفضل بن الربيع عن أبيه عن أبي جعفر المنصور - أمير المؤمنين -
عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليمين الفاجرة، تعقم
الرحم ".
3760 - الحسن بن أحمد بن صالح، أبو محمد السبيعي:
سمع محمد بن حبان البصري، وعبد الله بن ناجية، وأحمد بن هارون البرديجي،
ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ويموت بن المزرع
العبدي، وعمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبا معشر الدارمي،
وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي، وجماعة من الغرباء بحلب. روى عنه الدارقطني،
وحدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو طالب محمد بن الحسن بن
بكير وغيرهم.
وكان ثقة حافظا مكثرا، وكان عسرا في الرواية، ولما كان بأخرة عزم على
التحديث والإملاء في مجلس عام فتهيأ لذلك ولم يبق إلا تعيين يوم المجلس فمات.
حدثت عن أبي الحسن الدارقطني قال: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن
صالح السبيعي يقول: قدم علينا الوزير الفضل بن جعفر أبو الفتح إلى حلب، فتلقاه
الناس فكنت فيمن تلقاه، فعرف أني من أصحاب الحديث فقال لي: تعرف إسناد ا فيه
أربعة من الصحابة كل واحد منهم عن صاحبه؟ فقلت له: نعم وذكرت له حديث
السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن
الخطاب في العمالة، قال: فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة.
قلت: وحديث السائب هذا يرويه الزهري. فرواه عن الزهري معمر، واختلف عنه
فقال سفيان بن عيينة: حدثني معمر - أو غيره - عن الزهري عن السائب عن
حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر، وكذلك رواه يونس بن
يزيد وعقيل وعمرو بن الحارث عن الزهري. ورواه عبد الله بن المبارك عن معمر عن
الزهري عن السائب عن عبد الله بن السعدي - لم يذكر بينهما حويطبا. وكذلك
رواه أشعث بن سوار عن الزهري.
قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي: رأيت أبا الحسن الدارقطني
جالسا بين يدي أبي محمد السبيعي كجلوس الصبي بين يدي المعلم هيبة.
283

قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو محمد السبيعي يوم الاثنين السابع عشر من
ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وكان ثقة قد كتب كتابا كبيرا، وكان
يحفظ حفظا حسنا ويذاكر، وكان عسرا في الحديث، وكان له أخلاق غير مرضية.
3761 - الحسن بن أحمد بن عبيد الله، أبو الغادي الصوفي:
حكى عن إبراهيم بن شيبان وغيره. روى عنه أبو عبد الله بن البيع النيسابوري،
وأبو سعد الماليني وأبو علي بن حمكان الفقيه.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب قال حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه
الشافعي قال سمعت أبا الغادي الحسن بن أحمد البغدادي يقول: سمعت عليا الحداد
البغدادي يقول قيل لبشر بن الحارث: لم لا تدخل الجامع تعظ الناس؟ فقال إنما يدخل
الجامع جامع، قال وقيل لبشر: لم لا تصلي في الصف الأول فقال: أنا أعلم إيش
يريد، يريد القلوب لأقرب الأجسام.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال
سمعت أبا الغادي الحسن بن أحمد بن عبيد الله الصوفي البغدادي يقول: سمعت
إبراهيم بن شيبان يقول: كان عندنا شاب عبد الله عشرين سنة، فأتاه الشيطان فقال
له: يا هذا أعجلت في التوبة والعبادة، وتركت لذات الدنيا، فلو رجعت فإن التوبة بين
يديك، قال: فرجع إلى ما كان عليه من لذات الدنيا، قال فكان يوما في منزله قاعدا
في خلوة فذكر أيامه مع الله فحزن عليها. وقال أترى إن رجعت يقبلني؟! قال فنودي
يا هذا عبدتنا فشكرناك، وعصيتنا فأمهلناك، وإن رجعت إلينا قبلناك.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن نعيم الضبي. قال: الحسن بن
أحمد بن عبيد الله أبو الغادي الصوفي المجرد، كان صحب المشايخ بالعراق،
والحجاز، والشام، وأقام بنيسابور مدة، وخرج إلى مرو، وبلغني أنه مات بها.
3762 - الحسن بن أحمد بن علي، أبو علي السقطي:
سمع الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، وأبا القاسم البغوي. حدثني عنه عبد
العزيز بن علي الأزجي - وذكر أنه سمع منه قديما.
حدثني الأزجي حدثنا الحسن بن أحمد بن علي - أبو علي السقطي - حدثنا ابن
منيع حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني حدثنا رباح
284

ابن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين
سحري ونحري.
سألت الأزجي عن هذا الشيخ فقال: فاضل ثقة، وأثني عليه ثناء كثيرا وقال:
سمعت منه في أصحاب السقط.
3763 - الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان، أبو علي الفارسي
النحوي:
سمع على بن الحسين بن معدان - صاحب إسحاق بن راهويه - وكان عنده عنه
جزء واحد حدثنا عنه الأزهري، والجوهري، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد،
وعلي بن محمد بن الحسن المالكي، والقاضي أبو القاسم التنوخي.
أخبرني الأزهري والجوهري والتنوخي قال الأزهري حدثنا - وقالا: أخبرنا - أبو
علي الحسن بن أحمد الفارسي حدثنا علي بن الحسين بن معدان قال: حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل وأبو عامر العقدي. قالا: حدثنا شعبة عن
أبي عمران الجوني قال: سمعت طلحة بن عبد الله - وهو ابن أخي عبد الرحمن بن
عوف - عائشة. قالت: قلت يا رسول الله: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدى؟ قال:
" إلى أقربهما منك بابا ".
قال لي التنوخي: ولد أبو على الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي
بفسا، وقدم بغداد فاستوطنها، وسمعنا منه في رجب سنة خمس وسبعين وثلاث مائة.
وعلت منزلته في النحو، حتى قال قوم من تلامذته: هو فوق المبرد. وأعلم منه!
وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها، واشتهر ذكره في الآفاق، وبرع له
غلمان حذاق، مثل عثمان بن جنى، وعلي بن عيسى الشيرازي. وغيرهما. وخدم
الملوك ونفق عليهم، وتقدم عند عضد الدولة، فسمعت أبي يقول سمعت عضد
الدولة يقول: أنا غلام أبي علي النحوي الفسوي في النحو. وغلام أبي الحسين
الرازي الصوفي في النجوم.
قلت: ومن مصنفاته " الإيضاح " في النحو، وكتاب. " المقصور والممدود "، وكتاب
" الحجة " في [علل] القراءات.
285

قال محمد بن أبي الفوارس: في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة توفي أبو علي الفسوي
النحوي. ولم أسمع منه شيئا، وكان متهما بالاعتزال.
حدثني أحمد بن علي التوزي. قال: توفي أبو على الفارسي النحوي في يوم
الأحد السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
3764 - الحسن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم الصوفي:
حدث عن إسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري،
وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي، وغيرهم. حدثنا عنه الأزهري، ومحمد بن
عمر بن بكير المقرئ.
أخبرنا ابن بكير أخبرنا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن جعفر الصوفي حدثنا أبو
بكر عبد الله بن محمد بن زياد الخراساني قال سمعت المزني يقول سمعت الشافعي
يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة
رق طبعه، ومن تعلم الحساب تجزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته ومن لم
يصن نفسه لم ينفعه علمه.
3765 - الحسن بن أحمد بن سعيد بن أنس بن عثمان، أبو علي المؤذن،
يعرف بالمالكي:
سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبا عمر محمد بن يوسف
القاضي. حدثنا عنه حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، وأحمد بن محمد العتيقي،
والقاضي التنوخي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر وأحمد بن محمد العتيقي. قالا: حدثنا أبو على
الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
حدثنا يحيى بن معين حدثنا قريش بن أنس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم خيركم لأهلي من بعدي ".
أخبرنا أبو القاسم التنوخي حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن سعيد بن أنس بن
عثمان المؤذن - ومولده سنة اثنتين وتسعين ومائتين وكان ثقة.
286

حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم
حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي حدثنا بكر بن بكار حدثنا شعبة حدثني محمد بن
عبيد الله عن عطاء عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم يوم العيد بغير أذان ولا
إقامة، لم يصل قبلها ولا بعدها.
غريب من حديث شعبة عن محمد بن عبيد الله العرزمي، تفرد به بكر بن بكار.
سألت حمزة بن محمد بن طاهر عن هذا الشيخ فوثقه. قرأت في كتاب أبي
القاسم بن الثلاج بخطه: توفى الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي في سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة.
3766 - الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن النضر بن محمد بن
محم، أبو علي النيسابوري المعروف بالمحمي:
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن محمد بن حبيب وأبي صخر محمد بن مالك
المروزيين، وأحمد بن سهل البخاري الفقيه، وأبي العباس الأصم، وأبي علي الحافظ
النيسابوريين. حدث عنه محمد بن طلحة النعالي، والأزهري.
وذكر لنا الأزهري أنه سمع منه في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وكان ثقة.
3767 - الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل، أبو محمد
المعروف بابن سمعون.
وهو أخو أبي الحسين الواعظ. روى عن أحمد بن عبد الله بن سليمان الوراق
كتاب " تسمية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده " لأبي عبيد معمر بن المثنى. حدثناه عنه أبو
الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الأبنوسي وذكر لنا أنه سمعه منه في
سنة تسعين وثلاث مائة.
3768 - الحسن بن أحمد بن علي، أبو الفرج الهماني:
حدث عن عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان وغيره. حدثنا عنه العتيقي.
وروى عنه القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله المهتدي بالله
الخطيب.
287

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا أبو الفرج الحسن بن أحمد بن علي الهماني
- في جامع المنصور - حدثنا أحمد بن علي الواسطي حدثنا ابن أبي الدنيا بحديث
ذكره. ورأيت في كتاب عبد العزيز بن علي الأزجي هذا الحديث قد كتبه عن
الهماني.
3769 - الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت، أبو
عبد الله المجبر:
حدث عن أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي حدثني عنه عبد العزيز بن
علي الأزجي.
3770 - الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل، أبو الفوارس البزاز:
وهو أخو محمد بن أحمد بن أبي الفوارس. سمع أبا بكر الشافعي، وأبا علي بن
الصواف، وأحمد بن إبراهيم القديسي، وإسحاق بن محمد النعالي، ومحمد بن
الحسن اليقطيني كتبنا عنه وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي.
أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن بن
الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا سليمان بن داود أخبرنا
أبو عوانة حدثنا الحكم وأبو بشر عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطير.
توفى أبو الفوارس يوم الاثنين السابع عشر من صفر سنة إحدى وعشرين
وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة الخيزران. وكان مولده في سحر يوم الخميس
لاثنتي عشر بقين من شعبان سنة أربع وأربعين وثلاث مائة.
3771 - الحسن بن أحمد، أبو محمد المؤدب:
من أهل الحربية. حدث عن أبي بكر بن مالك القطيعي إجازة، وكتبت عنه في
سنة سبع عشرة وأربعمائة، تفرد بقرية بشلا، وكان خطيبها.
3772 - الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن محمد شاذان بن
حرب بن مهران، أبو علي البزاز:
ولد في ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين
288

وثلاثمائة، كذلك قرأت بخط أبيه. وسمع عثمان بن أحمد الدقاق، وأحمد بن
سليمان العباداني، وأحمد بن سلمان النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وأحمد بن
عثمان بن الأدمي، وعبد الصمد بن علي الطستي وجعفر الخلدي، وعبد الله بن
إسحاق البغوي، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وأبا سهل بن زياد
القطان، ومحمد بن الحسن بن زايد النقاش، وأحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع
القاضيين، وأبا بكر بن مقسم المقرئ، ودعلج بن أحمد، وأبا بكر الشافعي، وحامد
ابن محمد الهروي، وأبا الحسن بن الزبير، وأبا الحسين بن ماسى الكوفيين، وأبا
جعفر بن بريه الهاشمي، وخلقا غيرهم يطول ذكرهم.
كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب. وكان يفهم الكلام على مذهب
الأشعري، وكان مشتهرا بشرب النبيذ إلى أن تركه بأخرة، وكتب عنه جماعة من
شيوخنا كأبي بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، وأبي محمد الخلال، وأبي
القاسم الأزهري وعبد العزيز الأزجي، وغيرهم.
سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: أبو علي بن شاذان ثقة. وسمعت الأزهري
يقول: أبو علي بن شاذان من أوثق من برأ الله في الحديث، وسماعي منه أحب إلى من
السماع من غيره - أو كما قال.
حدثني محمد بن يحيى الكرماني قال: كنا يوما بحضرة أبي علي بن شاذان فدخل
علينا رجل شاب لا يعرفه منا أحد، فسلم ثم قال: أيكم أبو علي بن شاذان؟ فأشرنا
له إليه، فقال له: أيها الشيخ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: سل عن أبي علي
ابن شاذان، فإذا لقيته فاقرئه منى السلام. ثم انصرف الشاب فبكى أبو علي وقال: ما
أعرف لي عملا استحق به هذا، اللهم إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث على،
وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره.
قال الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات. توفى
ابن شاذان في ليلة السبت مستهل المحرم من سنة ست وعشرين وأربعمائة بعد صلاة
العتمة. ودفن من الغد وهو يوم السبت وقت صلاة العصر في مقبرة باب الدير،
وحضرت الصلاة على جنازته.
289

3773 - الحسن بن أحمد بن ماهان، أبو علي الصيني:
من أهل صينية الحوانيت. وهي مدينة بين واسط والصليق قدم علينا في سنة ست
وعشرين وأربعمائة، وحدث عن علي بن محمد بن موسى التمار البصري، وأحمد
ابن عبيد الواسطي. كتبنا عنه وكان لا بأس به.
وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة تسع وستين وثلاثمائة، وزعم أنه قاضي
أهل بلده وخطيبها.
3774 - الحسن بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم، أبو علي المعروف بابن
حمديه:
أخو عبد الله وهو الأصغر، أصبهاني الأصل، حدث عن أبي بكر الشافعي. وكان
عنده مجلس واحد، كتبه عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا، وكان صدوقا.
مات في يوم الاثنين لعشر بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
3775 - الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو
ابن خالد بن الرفيل، أبو محمد المعدل المعروف بابن المسلمة:
حدث عن محمد بن المظفر شيئا يسيرا. كتب عنه بعض أصحابنا، وكان صدوقا
ينزل بدرب سليم من الجانب الشرقي.
ومات في ليلة الأحد الثامن عشر من صفر سنة ثلاثين وأربعمائة، وكان مولده في
سنة تسع وستين وثلاثمائة.
3776 - الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن حمزة بن الحسين، أبو
علي الخطيب البلخي:
قدم علينا بغداد حاجا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وحدثنا عن محمد بن
أحمد بن شاذان الفقيه البلخي، وعن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي صالح
البغدادي نزيل بلخ، وكان ثقة.
سئل عن مولده - وأنا أسمع - فقال: ولدت في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
290

وحدثني عبد العزيز بن محمد النخشبي أنا أبا علي الخطيب مات ببلخ في سنة ثلاثين
وأربعمائة.
3777 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن حداد، أبو علي الباقلاني:
وهو كرجي الأصل. كتب معنا، وسمع من شيوخنا: أبي عمر بن مهدي، وأبي
الحسين بن متيم، وأبي عبد الله بن دوست، وابن الصلت الأهوازي، وأبي الحسين
المحاملي، ومن بعدهم. وحدث بشئ يسير. كتبت عنه وكان صدوقا دينا، خيرا،
من أهل القرآن والسنة.
ومات في يوم الأربعاء الرابع عشر من المحرم سنة أربعين وأربعمائة. ودفن من الغد
في مقبرة باب حرب. وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
3778 - الحسن بن إبراهيم بن موسى، البياضي:
حدث عن سعيد بن سليمان الواسطي وأبي النضر هاشم بن القاسم، وأسود بن
عامر شاذان، وعفان بن مسلم، وداود بن مهران الدباغ. روى عنه أحمد بن محمد
ابن أسيد الأصبهاني، ومحمد بن قادن بن العباس الرازي، وقال ابن أبي حاتم
الرازي: سمعت منه بمكة وهو صدوق.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا الخضر بن السري بن الفضل الكاتب حدثنا أحمد
ابن محمد بن أسيد حدثنا الحسن بن إبراهيم البياضي البغدادي حدثنا سعيد بن
سليمان حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " وقد
روى عن البياضي أيضا المفضل بن محمد الجندي:
3779 - الحسن بن إبراهيم بن سالم:
حدث عن شجاع بن أشرس. روى عنه أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن عبد الواحد الزاهد حدثنا الحسن
ابن إبراهيم بن سالم حدثنا شجاع بن أشرس بن ميمون - أبو العباس البلخي -
حدثنا
291

عبد الغفور بن الصباح عن همام عن كعب قال: اطلبوا العلم لله، وتواضعوا له، فإن
الملائكة تتواضع لأهله، ثم ضعوه في أهله، فإنه قال بعض الأنبياء: لا تلقوا دركم في
أفواه الخنازير. - يعنى بالدر العلم - قال كعب: وطالب العلم كالغادي الرائح في
سبيل الله عز وجل.
3780 - الحسن بن إبراهيم بن توبة، أبو علي الخلال:
حدث عن محمد بن منصور الطوسي، وأبو بكر المروذي - صاحب أحمد بن
حنبل. روى عنه أبو حفص بن الزيات.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد
حدثنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن توبة الخلال. قال سمعت المروذي يقول: كان
سفيان بن عيينة في مجلسه فقال لقوم: من أين أنتم؟ قالوا: من أهل اليمامة. قال: فيكم
الحكم بن أبان، ذلك الرجل الذي يصلي من الليل، فإذا عيى نزل إلى البحر، قال
أسبح مع حيتان البحر؟!
3781 - الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد المجيد، أبو محمد المقرئ:
وهو ابن أخت أبي الأذان. سمع محمد بن هارون الختلي، وإبراهيم بن جبلة
الباهلي، وعبد الرحمن بن أزهر البلخي، وأبا البختري العنبري، ومحمد بن أحمد بن
أبي المثنى الموصلي. روى عنه أبو حفص بن الزيات، وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما.
أخبرني الأزهري حدثنا علي بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد
المجيد حدثنا محمد بن هارون الختلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل
عن منصور عن سلمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم
رجل فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اغسلوه ولا تقربوه - يعنى
طيبا - ولا تغطوا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة يلبي ".
قال علي بن عمر: هذا حديث غريب من حديث سلمة بن كهيل عن سعيد بن
جبير، وهو غريب من حديث منصور عن سلمة، تفرد به محمد بن هارون عن عبيد
الله بن موسى عن إسرائيل ولم يكتبه إلا عن ابن عبد المجيد.
292

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح. قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني ذكر الحسن بن
إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ فقال: هو من الثقات.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: توفى أبو محمد الحسن بن إبراهيم
ابن عبد المجيد المقرئ في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وذكر غيره أنه توفى في
آخر سنة سبع وعشرين.
3782 - الحسن بن إبراهيم، أبو القاسم المكتب:
حدث عن محمد بن الفضل بن سلمة الوصيفي. روى عنه أبو بكر بن شاذان.
حدثنا علي بن عمر الحربي الزاهد - لفظا - قال قرئ على أحمد بن إبراهيم بن
شاذان وأنا أسمع. قال: حدثني أبو القاسم الحسن بن إبراهيم المكتب حدثنا محمد
ابن الفضل الوصيفي حدثنا سهل بن نصر المطبخي حدثنا محمد بن الفرات قال
حدثني سعيد بن لقمان عن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي هريرة. قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الأكل في السوق دناءة ".
3783 - الحسن بن إبراهيم بن مزاحم بن عبد الله بن خالد، أبو علي المزين
العطشي:
حدث عن الحسين بن محمد المطبقي، وأبو طالب علي بن محمد بن الجهم
الكاتب وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي. سمع منه محمد بن عبد الله بن أخي
ميمي وأبو الحسن بن الفرات، وأحمد بن محمد الأبنوسي. وحدثنا عنه أبو الحسن
ابن الحمامي المقرئ، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن طلحة المقرئ.
أخبرني علي بن طلحة حدثنا الحسن بن إبراهيم بن مزاحم بن عبد الله بن خالد
المزين - بسوق يحيى - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي حدثنا
محمد بن عزيز حدثني سلامة عن عقيل قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قالت: ما كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصوم من أشهر السنة أكثر من صيام شعبان، كان يصومه كله.
293

حدثني الأزهري عن هذا المزين قال: ثقة يسكن بسوق العطش في جوار ابن
الفرات، وكان يحلق الرؤوس.
قلت: وكان حيا في سنة ثمانين وثلاثمائة.
3784 - الحسن بن إسماعيل بن رشيد، أبو علي الرملي:
نزل بغداد، وحدث بها عن: أبيه، وعن ضمرة بن ربيعة، ومحمد بن يوسف
الفريابي. روى عنه: إسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الملك بن يحيى بن أبي ذكار،
وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ومحمد بن الحسن المعروف بالكاراتي، ومحمد بن مخلد
العطار.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس الوراق حدثني أبي حدثنا الحسن بن
إسماعيل بن رشيد الرملي - أبو علي - قال سمعت أبي إسماعيل بن رشيد يقول
حدثنا مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم من نومه، وطعامه، وشرابه، فإذا قضى أحدكم
نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله ".
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: سنة سبعين ومائتين فيها مات الحسن بن
إسماعيل بن رشيد أبو علي في شوال. وكذلك أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا
ابن قانع.
3785 - الحسن بن إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن
درهم، أبو علي الأزدي:
حدث عن أبيه. روى عنه علي بن إبراهيم بن حماد الأهوازي القاضي، وكان
الحسن مألفا لأهل الأدب، ومعاشرا لأهل الفضل، وكان فهما حسن المحاضرة، مليح
النادرة، جميل الأخلاق، سمح النفس، ولم يسند من الحديث إلا شيئا يسيرا.
حدثني الأزهري والجوهري - قال الأزهري حدثنا وقال الآخر - أخبرنا أحمد
ابن إبراهيم بن الحسن. قال: قال لنا أبو بكر بن أبي الأزهر: دعاني يوما علي بن
294

إبراهيم بن موسى - كاتب مسرور البلخي، فتشاغلت عن المضي إليه، فلما كان في
اليوم الثاني بكرت إليه معتذرا، فتلقاني في بعض داره، وهو يريد إلى الحسن بن
إسماعيل بن إسحاق القاضي، فقال لي: انتظرني قليلا فإني أريد دخول الحمام،
فدخلت إلى الموضع الذي يجلس فيه، وتقدم إلى غلمانه أن يغيبوا سرج الحمار ولجامه
عني، فإن طلبته قالوا: الحمار عرى، ما ندري أين سرجه! وأقمت كذلك، مرة أعذل
الغلام، ومرة أهم بضربه، فلما انتصف النهار عرفت أنه في دعوة الحسن بن إسماعيل،
فكتبت إليه رقعة فيها:
- يا ابن قاضي القضاة والحكام * وكريم الأخوال والأعمام -
- يا ابن من بينت به سنن الدين * وتمت شرائع الإسلام -
- اقض بيني وبين خلك والمصفى * لك الود من جميع الأنام -
- إنه كادني بأخذ حماري * وتعدى في سرجه واللجام -
- ومنعت الخروج ظلما وألجئت * إلى الرفق صاغرا بالغلام -
- مرة أثني عليه بضرب * غير مجد ومرة بالكلام -
- وهو في كل حالة مستخف * بأموري مزاول إرغامي -
- وأشد الأمور أني قد جعت * كأني محالف للصيام -
- فتراه أجاز أخذ حماري * أتراه يجيز منع الطعام؟ -
- كل ما نالني ففيه لي الذنب * وإلا فلم رددت غلامي -
وطلبت من يحمل الرقعة إليه، فرأيت امرأة من دار القاضي إسماعيل بن إسحاق
تأنس بهم، فدفعت الرقعة إليها، وقلت: أوصليها إلى أبي علي بن القاضي، فأوصلتها
إلى القاضي بنفسه، فقرأها وقلبها ووقع عليها بخطه: يا بني هذا الرجل متظلم منكم
فأنصفوه، وبعث [بها] إلى ابنه فلما قرأها وجهوا إلى يسألوني المضي إليهم، فوافي
الرسول وقد انصرفت، فلم يلقني.
3786 - الحسن بن إسحاق بن يزيد، أبو علي العطار:
حدث عن عمر بن شبيب المسلي وزيد بن الحباب العكلي، والحسن بن موسى
الأشيب، وعبد الله بن صالح العجلي وإسماعيل بن أبان الوراق، وعبد العزيز بن
295

الخطاب، وقبيصة بن عقبة، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن بكير الحضرمي،
وسعيد بن منصور، ومحمد بن كثير العبدي، وأبي حذيفة النهدي، ومعلى بن أسد،
وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد العطار، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد
ابن يعقوب الأصم، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
الحسن بن إسحاق العطار الحربي حدثنا عمر بن شبيب المسلي قال: رأيت أبا إسحاق
السبيعي - وهو شيخ كبير أعمى - يسوقه إسرائيل بن يونس، ويقوده يوسف بن
إسحاق بن أبي إسحاق، ورأيه ينور بالفجر، ويبرد بالظهر، ويؤخر العصر بعض
التأخير ويصلي المغرب إذا وجبت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم حدثنا الحسن بن إسحاق العطار - ببغداد - قال سمعت عبد الرحمن
ابن هارون يقول: كنا في البحر سائرين إلى إفريقية، فركدت علينا الريح، فأرسينا إلى
موضع يقال له البرطون، وكان معنا صبي صقلبي يقال له أيمن، وكان معه شص
يصطاد به السمك. قال فاصطاد سمكة نحوا من شبر أو أقل، فكان على صنيفة أذنها
اليمني مكتوب لا إله إلا الله، وعلى قذالها وصنيفة أذنها اليسرى مكتوب محمد
رسول الله. قال وكان أتقن من نقش على حجر، وكانت السمكة بيضاء، والكتابة
كتابة سوداء كأنها كتبت بحبر، قال فقذفناها في البحر، ومنع الناس أن يصيدوا من
ذلك الموضع، حتى أوغلنا.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن الحسن بن إسحاق العطار مات
في صفر من سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
3787 - الحسن بن أيوب المدائني:
حدث عن عبد الله بن سلمة الأفطس، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي عبد الصمد
العمي. روى عنه القاضي المحاملي.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسن بن إسماعيل المحاملي حدثنا الحسن بن أيوب المدائني حدثنا عبد الله
ابن سلمة حدثنا الأعمش عن يزيد بن وهب عن قيس بن أبي غرزة. قال: أتانا رسول
296

الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالسوق، ونحن نسمى السماسرة، فسمانا بأحسن من أسمائنا فقال:
" يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بصدقة ".
3788 - الحسن بن أيوب، البغدادي:
حكى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل. روى عنه الحسن بن علي بن نصر
الطوسي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثني أبو بكر
محمد بن جعفر البستي أخبرني الحسن بن علي بن نصر حدثنا الحسن بن أيوب
البغدادي قال قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أحياك الله يا أبا عبد الله على
الإسلام. قال: والسنة.
3789 - الحسن بن أبان، أبو محمد البغدادي:
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر القواس قال قرئ على أحمد
ابن إسحاق بن بهلول - وأنا أسمع - قيل له: حدثكم محمد بن عبد الله البصري -
بمكة - حدثنا الحسن بن أبان أبو محمد البغدادي حدثنا بشير بن زاذان حدثنا جعفر
ابن محمد عن أبيه عن آبائه. قالوا: كان علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة فسمع
رجلا يشتم الدنيا ويفحش في شتمها، قال له علي: اجلس، فجلس، فقال له مالي
أسمعك تشتم الدنيا وتفحش في شتمها؟ أو ليس هو الليل والنهار، والشمس والقمر،
سامعين مطيعين، فأنشأ علي يقول: إن الدنيا لمنزل صدق لمن صدقها، ودار بلاء لمن
فهم عنها، وعافية لمن تزود منها، منزل أحباء الله ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته،
ومتجر أوليائه، اكتسبوا الجنة، وربحوا فيها المغفرة، فذمها أقوام غداة الندامة، وحمدها
آخرون، ذكرتهم فذكروا وحدثتهم فصدقوا، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت
بانقطاعها؟ راحت بفجيعة، وأسكرت بعاقبة، تخويف وترهيب، يا أيها الذام الدنيا،
المقبل بتغريرها متى استدنت إليك، أم متى غرتك؟ أبمضاجع آبائك من الثرى؟ أو
بمنازل أمهاتك من البلى، أم ببواكر الصريخ من إخوانك، أم بطوارق النعي من
أحبابك؟ هل رأيت إلا ناعيا منعيا، أو رأيت إلا وارثا موروثا، كم عللت بيديك؟ أم
كم مرضت بكفيك؟ تبتغي له الشفاء. وتستوصف الأطباء. لم ينفعه بشفاعتك. ولم
297

تنجح له بطلبتك. بل مثلت لك به الدنيا نفسك، وبمضجعه مضجعك، غداة لا يغنى
عنك بكاؤك، ولا ينفعك أحباؤك، فهيهات، أي مواعظ الدنيا لو نصت لها؟ وأي دار
لو فهمت عنها. وأي عافية لو تزودت منها! انصرف إذا شئت.
3790 - الحسن بن أفقي، أبو علي الصيرفي الفقيه:
من أهل سر من رأى، حدث عن إسحاق بن موسى الأنصاري. وخلاد بن أسلم.
روى عنه أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال حدثنا الحسن بن
أفقي الصيرفي - أبو علي بالعسكر بسر من رأى - حدثنا أبو موسى الأنصاري حدثنا
أنس بن عياض حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه
كان إذا طاف للحج أو للعمرة - أو ما يقدم - سعى ثلاث أطواف بالبيت. ومشى
أربعة، ثم يصلى سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة. روى عبد الله بن عدي
الجرجاني عن هذا الشيخ فقال: حدثنا الحسن بن محمد بن أفقي.
3791 - الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان، أبو القاسم القافلائي:
حدث عن عبد الله بن أيوب المخرمي، والفضل بن موسى مولى بني هاشم،
ومحمد بن مهاجر أخي حنيف، وعبد الرزاق بن منصور البندار، وعيسى بن أبي
حرب الصفار، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو
الحسن الدارقطني وأبو القاسم بن الثلاج.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا علي بن عمر الدارقطني حدثنا الحسن
ابن إدريس القافلائي - من أصله - حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي حدثنا شبابة
حدثنا شعبة عن الحسن بن عمارة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فأصلحه، وبكى عليه.
قال الدارقطني: هكذا وقع في كتاب هذا الشيخ: شعبة عن الحسن بن عمارة.
وذكر شعبة فيه وهم.
وإنما رواه شبابة عن الحسن بن عمارة حدثنا به أحمد بن العباس البغوي حدثنا
الحسن بن يزيد الجصاص. وحدثنا محمد بن أحمد بن أسد حدثنا عبد الله بن
298

أيوب وعبد الله بن روح قالوا: حدثنا شبابة حدثنا الحسن بن عمارة بهذا الإسناد
مثله، ليس فيه شعبة وهو الصواب.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا القاسم القافلائي مات في
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3792 - الحسن بن أنس بن عثمان بن علي، أبو القاسم الأنصاري:
من أهل قصر ابن هبيرة، حدث عن أحمد بن حمدان بن إسحاق العسكري
بأحاديث مستقيمة حدثنا عنه القاضي أو العلاء الواسطي، وأحمد بن أحمد بن
محمد السيبي. وذكر لنا أبو العلاء أنه سمع منه بالقصر في سنة تسع وستين
وثلاثمائة.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري حدثنا أبو القاسم
الحسن بن أنس بن عثمان الأنصاري - بقصر ابن هبيرة - حدثنا أحمد بن حمدان
العسكري الخطيب حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال
حدثني محل بن خليفة [الطائي] قال سمعت عدي بن حاتم يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة لينة ".
سألت أبا عبد الله بن السيبي عن الحسن بن أنس فأثني عليه خيرا وقال: كان أبو
الفتح بن أبي الفوارس يحثني على إخراج حديثه والرواية عنه.
حرف الباء [من آباء الحسنين]
3793 - الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب البجلي، أبو علي:
كوفي الأصل. سمع أباه وزهير بن معاوية، وقيس بن الربيع، والحكم بن عبد
299

الملك، والمعافى بن عمران روى عنه عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، وحنبل بن
إسحاق، محمد بن الحسين بن سعيد بن البستنبان، وأبو شعيب صالح بن عمران
الدعا، وجعفر بن محمد بن كزال، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن علي بن شعيب
البزاز وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج - بنيسابور -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا
حسن بن بشر الهمداني حدثنا الحكم بن عبد الملك عن منصور بن زاذان عن الحسن
عن عمران بن حصين. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يناح عليه يعذب " فقال
رجل: يموت الميت بخراسان ويناح عليه هاهنا يعذب؟ فقال عمران: صدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكذبت.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق حدثنا
عمر بن محمد الجوهري حدثنا أبو بكر الأثرم قال: وسمعت أبا عبد الله يسأل عن
الحسن بن بشر بن سلم الكوفي فقال: ما أدري أخبرك، قد روى عن زهير عن
أبي الزبير عن جابر في الجنين. قال أبو عبد الله: ما أرى كان به بأس في نفسه، قال
أبو عبد الله: وأبوه بشر بن سلم قد رأيته كان يجئ إلى أبي النضر، قال أبو عبد الله:
ولم أسمع من أبيه شيئا. قال أبو عبد الله: وروى عنه مروان بن معاوية حديثا
فأسنده، قال أبو عبد الله وأنا قد سمعته من مروان بن معاوية عن يحيى بن العجمي
عن الزهري حديثا في العرب. قيل لأبي عبد الله: وحدث عن الحكم بن عبد الملك
بأحاديث؟ فقال: هذا الآن من قبل الحكم بن عبد الملك.
300

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: الحسن بن
بشر بن سلم كوفي منكر الحديث.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي قال: الحسن بن بشر بن سلم ليس بالقوي.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن الحسن بن بشر بن سلم مات
في سنة إحدى وعشرين ومائتين.
3794 - الحسن بن بدر بن عبد الله، أبو محمد مولى الموفق بالله:
حدث عن أنس بن محمد بن الطحان الواسطي. روى عنه عبد الله بن عثمان
الصفار.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا أبو محمد
الحسن بن أبي الحسن بدر بن عبد الله - مولى الموفق بالله - حدثنا أبو القاسم أنس بن
محمد بن علي الطحان - بواسط - حدثنا محمد بن بشر الأرطباني حدثنا محمد
ابن معمر قال: حدثني حميد بن حماد عن مسعر بن كدام عن عبد الله بن دينار عن
ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دفن البنات من المكرمات ".
حرف الثاء [من آباء الحسنين]
3795 - الحسن بن ثواب، أبو علي التغلبي:
سمع يزيد بن هارون الواسطي، وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة البصري،
وإبراهيم بن حمزة المديني، وعمار بن عثمان الحلبي. روى عنه عبد الله بن محمد بن
إسحاق المروزي، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع، وإسماعيل بن محمد الصفار،
ومحمد بن عمرو الرزاز.
301

أخبرنا عبد الله بن بشران المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن
ابن ثواب المخرمي حدثنا عمار بن عثمان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو التياح
عن أبي حمزة عن ابن عباس أنه كان يقرؤها * (فإن آمنوا بالذي آمنتم به) *.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أخبرنا أبو بكر الخلال قال: والحسن
ابن ثواب المخرمي شيخ كبير، جليل القدر، حدثنا عن يزيد بن هارون ونحوه.
أخبرنا البرقاني. قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني: الحسن بن ثواب التغلبي
بغدادي ثقة.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه. سنة ثمان وستين ومائتين، فيها مات
الحسن بن ثواب أبو علي يوم الجمعة في جمادى الأولى.
* * *
حرف الجيم [من آباء الحسنين]
3796 - الحسن بن الجنيد بن أبي جعفر:
بلخي الأصل. حدث عن سعيد بن مسلمة، وعيسى بن يونس، ووكيع بن
الجراح، وغسان بن عبيد، ومصعب بن المقدام، ومحمد بن عبد الله الأنصاربي. روى
عنه أبو بكر بن أبي الدنيا. وعبد الله بن إسحاق المدائني، وقاسم بن زكريا المطرز،
وسعيد بن محمد المعروف بأخي زبير الحافظ. ومحمد بن غيلان الخراز.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن جعفر البزار
حدثنا محمد بن عبد الله بن غيلان الخراز حدثنا الحسن بن الجنيد حدثنا وكيع حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة
ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن الحسن بن الجنيد البزار مات في
سنة سبع وأربعين ومائتين.
3797 - الحسن بن جحدر، أبو علي الصيدلاني:
حدث عن هارون بن عبد الله الحمال. روى عنه ابن مالك القطيعي.
302

3798 - الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح بن جعفر بن بشير بن عطاء
ابن دينار، أبو سعيد السمسار الحربي المعروف بالحرفي:
حدث عن أبي شعيب الحراني، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الحسن بن
سماعة، ومحمد بن جعفر القتات. وجعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسن بن
عبد الجبار الصوفي. حدثنا عنه محمد بن علي بن مخلد الوراق، وأبو القاسم
الأزهري، وأبو الحسن بن سبنك. وعلي بن محمد بن الحسن المالكي، وعبد العزيز
ابن علي الأزجي، والحسين بن جعفر السلماسي. وعلي بن المحسن التنوخي.
حدثني الأزهري حدثنا الحسن بن جعفر الحرفي قال: سمعت أبا الحسن بن سماعة
يقول سمعت أبا نعيم يقول رأيت أعرابيا وقد أقبل بجنازة فقال: بخ بخ لك بخ بخ
لك، فقلت: يا أعرابي هل تعرفه؟ قال لا. ولكن أعلم أنه قدم على أرحم الراحمين.
حدثني الحسن بن محمد الخلال أن الحرفي مات في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وحدثني أحمد العتيقي قال: سنة ست وسبعين وثلاثمائة فيها توفى أبو سعيد
الحرفي السمسار. يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء الثامن عشر من رجب. وكان فيه
تساهل.
* * *
حرف الحاء [من آباء الحسنين]
3799 - الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
سمع: أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب. روى عنه: عمر بن شبيب
المسلي. وهو من أهل المدينة، قدم الأنبار على السفاح أمير المؤمنين مع أخيه عبد الله
ابن الحسن وجماعة من الطالبيين، فأكرمهم السفاح وأجازهم ورجعوا إلى المدينة فلما
303

ولي المنصور حبس الحسن بن الحسن، وأخاه عبد الله لأجل محمد وإبراهيم ابني عبد
الله، فلم يزالا في حبسه حتى ماتا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي حدثنا جدي
قال حدثنا غسان الليثي عن أبيه. قال: كان أبو العباس قد خص عبد الله بن الحسن
ابن الحسن حتى كان يتفضل بين يديه في قميص بلا سراويل، فقالوا له يوما: ما رأى
أمير المؤمنين على هذه الحال غيرك ولا أعدك إلا والدا. ثم سأله عن ابنيه فقال له:
ما خلفهما عني؟ فلم يفدا مع من وفد علي من أهلهما، ثم أعاد عليه المسألة عنهما
مرة أخرى. فشكى ذلك عبد الله بن الحسن إلى أخيه الحسن بن الحسن فقال له: إن
أعاد المسألة عليك عنهما فقل له: علمهما عند عمهما. فقال له عبد الله: وهل أنت
محتمل ذلك لي؟ قال: نعم. فأعاد أبو العباس على عبد الله المسألة فقال له: يا أمير
المؤمنين علمهما عند عمهما، فبعث أبو العباس إلى الحسن فسأله عنهما فقال: يا أمير
المؤمنين أكلمك على هيبة الخلافة أو كما يكلم الرجل ابن عمه؟ فقال له أبو العباس:
بل كما يكلم الرجل ابن عمه. فقال له الحسن: أنشدك الله يا أمير المؤمنين إن الله قدر
لمحمد وإبراهيم أن يليا من هذا الأمر شيئا فجهدت وجهد أهل الأرض معك أن
تردوا ما قدر لهما، أ يردونه؟ قال: لا، قال: فأنشدك الله إن كان الله لم يقدر لهما أن
يليا من هذه الأمر شيئا فاجتمعا واجتمع أهل الأرض جميعا معهما على أن ينالا ما لم يقدر لهما أينا لأنه؟ قال: لا، قال: فما تنغيصك على هذا الشيخ النعمة التي أنعمت
بها عليه؟ قال أبو العباس: لا أذكرهما بعد اليوم، فما ذكرهما حتى فرق الموت
بينهما.
قال العلوي: قال جدي: وتوفي الحسن بن الحسن سنة خمس وأربعين ومائة في ذي
القعدة بالهاشمية في حبس أبو جعفر، وهو ابن ثمان وستين سنة.
3800 - الحسن بن الحكم، أبو علي القطربلي:
حدث عن المشمعل بن ملحان الطائي، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب.
304

روى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة السدوسي، ومحمد بن
أحمد بن النضر الأزدي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان
حدثنا محمد بن أحمد بن النضر بن بنت معاوية حدثنا الحسن بن الحكم - أبو علي
القطربلي - حدثنا المشمعل الطائي عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالوا لها: إذا دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت - أو المنزل - بأي شئ كان يبدأ؟ قالت:
بالسواك.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن المظفر
البغوي: مات الحسن بن حكم القطربلي بقطربل سنة ثلاثين ومائتين، وقد سمعت
منه.
3801 - الحسن بن حماد، الضبي الوراق الكوفي:
قدم بغداد، وحدث بها عن وكيع ويحيى بن أبي غنية، وعبد الرحمن المحاربي،
وإبراهيم بن عيينة، ويحيى بن يمان وأبي خالد الأحمر. روى عنه أبو بكر بن المطوعي،
وهشيم بن خلف الدوري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. وذكر الصوفي
أنه سمع منه بباب المحول في خان اليمانية سنة ثلاثين ومائتين.
وقال ابن أبي حاتم: سألت موسى بن إسحاق عنه فقال: ثقة مأمون.
أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي أخبرنا عمر بن جعفر بن سلم الختلي حدثنا
يعقوب بن يوسف المطوعي حدثنا حسن بن حماد الوراق حدثنا أبو خالد الأحمر عن
مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيز شهادة اليهود بعضهم
على بعض.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا بن قانع: أن الحسن بن حماد الوراق مات
بالكوفة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
305

3802 - الحسن بن حماد بن كسيب، أبو علي الحضرمي المعرف بسجادة:
سمع أبا بكر بن عياش، وعطاء بن مسلم الخفاف، وأبا خالد الأحمر، وعبد الرحيم
ابن سليمان، وأبا معاوية، وعلي بن ثابت الجزري. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا،
وأحمد بن محمد بن بكر القصير، والحسن بن علي المعمري، وأبو العباس البراثي،
وعمر بن أيوب السقطي وإبراهيم بن أيوب المخرمي، وأحمد بن الحسن الصوفي،
وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن السري النهرواني حدثنا محمد بن محمد بن أحمد بن
عبد الله بن مالك الإسكافي حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار حدثنا علي
ابن فيروز بن المنذر قال: سألت سجادة الحسن بن حماد بن كسيب قلت: رجل
حلف بالطلاق أن لا يكلم كافرا، فكلم من يقول: القرآن مخلوق؟ قال سجادة:
طلقت امرأته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا عبد الله بن محمد بن
عثمان المزني الحافظ حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم حدثنا الحسن بن الصباح
البزار قال قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إن سجادة سئل عن رجل قال لامرأته
أنت طالق ثلاثا إن كلم زنديقا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجادة:
طلقت امرأته؟ فقال أبو عبد الله: ما أبعد.
أخبرني علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله: أن عمه أبا علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان سأل أحمد بن
حنبل عن سجادة فقال: صاحب سنة، وما بلغني عنه إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا
306

محمد بن عبد الله الحضرمي. قال: ومات الحسن بن حماد الحضرمي ببغداد سنة
إحدى وأربعين ومائتين.
3803 - الحسن بن أبي حليمة:
رازي الأصل. سمع يحيى بن معين. روى عنه الحسين بن أحمد بن صدقة
الفرائضي.
أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ حدثنا إسماعيل بن الحسن الصرصري
حدثنا الحسين بن أحمد بن صدقة حدثني الحسن بن أبي حليمة حدثنا يحيى بن معين
حدثنا عمر بن عبيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير (ولا يشرك بعبادة ربه
أحدا) قال: لا يرائي.
3804 - الحسن بن الحسين، أبو سعيد المؤدب:
حدث عن هدبة بن خالد الأزدي وعبد الملك بن بشير السامي. روى عنه محمد
ابن مخلد، وذكر أنه سمع منه في نهر القلايين.
3805 - الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة بن
المهلب، أبو سعيد السكري النحوي:
سمع يحيى بن معين وأبا حاتم السجستاني، والعباس بن الفرج الرياشي، ومحمد
ابن حبيب، وعمر بن شبة، وغيرهم. وكان ثقة دينا صادقا، يقرئ القرآن، وانتشر عنه
من كتب الأدب شئ كثير، وحدث عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، وأبو
سهل بن زياد القطان. وكان عند أبي سهل عنه كتاب أخبار لصوص العرب
وأشعارهم حدثناه أبو علي بن شاذان عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان
حدثنا أبو سعيد السكري حدثنا الرياشي حدثنا ابن أبي رجاء عن الهيثم عن عمر بن
مجاشع عن تميم بن الحارث عن أبيه عن علي: أنه كان يكره أن يتزوج الرجل أو يسافر،
إذا كان القمر في محاق الشهر أو العقرب. قال الهيثم: والمحاق لثلاث بقين من الشهر.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
307

وأنا أسمع. قال: ومات أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري - رواية عن البصريين -
سنة خمس وسبعين ومائتين، كان ميلاده فيما بلغنا سنة اثنتي عشرة ومائتين.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن أبا سعيد السكري النحوي
مات سنة تسعين ومائتين. والأول أصح، والله أعلم.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن العباس. قال: قال لنا الصولي:
كنا عند أحمد بن يحيى ثعلب، فنعى إليه السكري. فقال:
- المرء يخلق وحده * ويموت حين يموت وحده -
- والناس بعدك إن هلكت * كمن رأيت الناس بعده -
3806 - الحسن بن الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر، أبو علي الصواف
المقرئ:
سمع موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأبا سعيد الأشج، ورباح بن الجراح
الموصلي، وأحمد بن منصور زاج. وقرأ القرآن على أبي حمدون اللؤلؤي. روى عنه
بكار بن أحمد، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقريان، وأبو القاسم بن النخاس، وأحمد
ابن جعفر بن محمد الخلال، وعبد العزيز جعفر الحنبلي، ومحمد بن المظفر
ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو الفضل الزهري، وغيرهم. وكان ثقة فاضلا
نبيلا، يسكن الجانب الشرقي.
أخبرني بشري بن عبد الله الرومي أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداذ
الفقيه حدثنا الحسن بن الحسين الصواف حدثنا رباح بن الجراح بن عباد العبدي
- أبو الوليد الموصلي الزاهد - حدثنا سابق بن عبد الله عن أبي خلف - خادم أنس
- عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مدح الفاسق اهتز لذلك العرش،
وغضب له الرب تعالى.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال سمعت أحمد بن كامل القاضي يقول: قال لي أبو
علي الصواف: كنت أختم القرآن وأنا راكع؟ فقلت: هذا لا يجوز. فقال: ما كنت
أعلم في ذلك الوقت أنه لا يجوز.
308

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط قال: سمعت أحمد بن عبد الله بن الخضر
يقول: سمعت أبا عيسى بن بكار بن أحمد يقول: سمعت أبا بكر الجهبذ يقول
سمعت ابن أبي القاسم الغزال يقول: رأيت في النوم كأن قائلا يقول: يا ملك الموت
أقبض روح الرجل الصالح - يعنى أبا علي الصواف - قال فخرجت في السحر فإذا
الناس يقولون: قد مات أبو علي الصواف.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا على الصواف
المقرئ مات في شهر رمضان من سنة عشر وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
وأنا أسمع. قال: ومات في سنة عشر وثلاثمائة أبو علي الحسن بن الحسين الصواف
المقرئ يوم الاثنين بالعشى، ودفن يوم الثلاثاء ليومين خلوا من شهر رمضان.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا علي بن عمر بن محمد الحربي. قال:
وجدت في كتاب أخي - بخطه - مات أبو علي الصواف المقرئ ليومين خلوا من
شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة، ودفن في مقابر الخيزران.
3807 - الحسن بن الحسين بن محمد، أبو علي التميمي:
من أهل الكوفة. ذكر أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي: أنه قدم عليهم
بغداد في سنة نيف وعشرين وثلاثمائة، وحدثهم عن محمد بن تسنيم.
3808 - الحسن بن الحسين بن أبي هريرة، أبو علي الفقيه القاضي:
كان أحد شيوخ الشافعيين، وله مسائل في الفروع محفوظة، وأقواله فيها مسطورة.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. قال: سنة خمس
وأربعين وثلاثمائة فيها مات أبو علي بن أبي هريرة الفقيه في رجب.
سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يقول: توفي أبو علي بن أبي هريرة في سنة
خمس وأربعين وثلاثمائة.
3809 - الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن
نوبخت، أبو محمد النوبختي الكاتب:
حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، والقاضي المحاملي، وكان سماعه
309

صحيحا. حدثني عنه أبو بكر البرقاني، والأزهري والطناجيري، وأبو القاسم
التنوخي.
وقال لي الأزهري: كان النوبختي رافضيا ردئ المذهب. سألت البرقاني عن
النوبختي فقال: كان معتزليا، وكان يتشيع، إلا أنه تبين أنه صدوق. وكان يذكر أن
ابن مبشر الواسطي أقعده في حجره لما سمع منه.
حدثني علي بن المحسن قال: ولد النوبختي في أول سنة عشرين وثلاثمائة.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة اثنتين وأربعمائة فيها توفى أبو محمد
الحسن بن الحسين النوبختي وكان ثقة في الحديث، ويذهب إلى الاعتزال.
ذكر غيره أن وفاته كانت يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي القعدة.
3810 - الحسن بن الحسين بن حمكان، أبو علي الهمذاني:
أحد فقهاء الشافعيين، نزل بغداد في درب يونس بقرب دار القطن. وحدث عن
عبد الرحمن بن حمدان الجلاب الهمذاني، ومحمد بن هارون الزنجاني، والزبير بن
عبد الواحد الأسدباذي وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي، ومحمد بن الحسن بن
زياد النقاش، وغيرهم من البغداديين، والبصريين. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري،
وأحمد بن علي بن التوزي، وغيرهما.
حدثني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب. قال: قال لي أبو علي بن
حمكان: كتبت بالبصرة وحدها عن أربعمائة ونيف وسبعين شيخا! قال أبو الفضل:
وقد كتب بغيرها من البلدان، وكان في شبيبته عنى بالحديث ثم طلب الفقه بعد،
ودرس على أبي حامد المروروذي.
سمعت الأزهري يقول: أبو علي بن حمكان ضعيف ليس بشئ في الحديث.
حدثني العتيقي قال: سنة خمس وأربعمائة فيها توفى أبو علي بن حمكان الهمذاني
الفقيه يوم أربعاء في جمادى الأولى.
حدثني الحسن بن محمد الخلال. قال: مات أبو علي بن حمكان الفقيه الشافعي
لعشر بقين من جمادى الأولى سنة خمس وأربعمائة، ودفن في منزله.
310

3811 - الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين، أبو محمد
القاضي الإستراباذي:
نزل بغداد وحدث بها عن خلف بن محمد الخيام البخاري، ومحمد بن الحسين
ابن إسماعيل السراج النيسابوري، وبشر بن أحمد الأسفرائيني، ونعيم بن أبي نعيم
الإستراباذي، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بن جعفر
ابن مالك القطيعي، ويوسف بن القاسم الميانجي، والحسن بن إبراهيم بن يزيد
الفسوي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، وغيرهم.
كتبت عنه وكان صدوقا فاضلا صالحا، سافر الكثير، ولقي شيوخ الصوفية،
وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري، والفقه على مذهب الشافعي، ومات
ببغداد في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
3812 - الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة، أبو علي، المعروف بابن
دوما النعالي:
من أهل الجانب الشرقي. سمع أبا بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد وأبا
سعيد بن رميح النسوي، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي وسعد بن محمد الصيرفي،
وعلي بن هارون السمسار، ومخلد بن جعفر الدقاق، ومحمد بن الحسين اليقطيني،
وأحمد بن نصر الذارع، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان كثير السمع إلا أنه أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع في أشياء
لم تكن سماعه، وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
ذكرت لمحمد بن علي الصوري خبرا من الحديث الشافعي كان حدثنا به ابن
دوما. فقال الصوري: لما دخلت بغداد رأيت هذا الجزء وفيه سماع ابن دوما الأكبر،
وليس فيه سماع أبي علي، ثم سمع فيه أبو علي لنفسه، وألحق اسمه مع اسم أخيه.
ومات ابن دوما يوم السبت، ودفن يوم الأحد الخامس من ذي الحجة سنة إحدى
وثلاثين وأربعمائة.
3813 - الحسن بن الحباب بن مخلد بن محبوب، أبو علي المقرئ الدقاق:
سمع محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن سليمان لوينا، ومحمد بن إسماعيل
311

المباركي، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، والعباس بن أبي طالب، وأحمد بن محمد
ابن عبد الله بن أبي بزة المقرئ، ومحمد بن سهل بن عسكر البخاري. وقرأ القرآن
على محمد بن غالب صاحب شجاع بن أبي نصر، وكان يقرئ بقراءة أبي عمرو من
هذه الطريقة. روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وأحمد بن كامل القاضي، ومحمد
ابن عبد الله الشافعي، ومحمد بن عمر بن الجعابي، وأبو علي بن الصواف، وغيرهم.
وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
حدثنا الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق حدثنا محمد بن حميد حدثنا هارون بن
المغيرة عن عمرو، عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في
الفجر يدعو على حي من بني سليم.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: وسألت
الدارقطني عن الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق المقرئ ببغداد فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي -
وأنا أسمع - قال ومات بجانبنا وناحيتنا أبو علي الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق
المقرئ لخمس مضين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثمائة، وقد قارب التسعين، وكان
أصله من واسط كثير الحديث، قريب الأمر.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفى أبو علي
الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق المقرئ في يوم التروية يوم جمعة، ودفن يوم عرفة
يوم السبت. من سنة إحدى وثلاثمائة ولم يغير شيبه.
3814 - الحسن بن حباش بن يحيى بن محمد بن أبان بن الفيرزان، أبو
محمد الدهقان:
من أهل الكوفة حدث عن هناد بن السري، وجبارة بن مغلس، وإسماعيل بن
موسى الفزاري، وعباد بن يعقوب، وهارون بن موسى الفزاري، والحسن بن علي
الحلواني، وأبي سعيد الأشج، وإبراهيم بن يوسف الصيرفي، والحسن بن عبد الواحد،
ومحمد بن عبد الحميد العطار الكوفيين. روى عنه أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر بن
أبي دارم، وعبد الله بن يحيى الطلحي، والحسن بن محمد السكوني. وقدم بغداد
وحدث بها. فروى عنه من أهلها محمد بن جعفر بن المهلب ومحمد بن مخلد،
وعبد الباقي بن قانع القاضي.
312

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا عبد الباقي بن قانع الحافظ
قال حدثنا الحسن بن حباش بن يحيى الكوفي حدثنا الحسن بن عبد الواحد حدثنا
حسن بن حسين حدثنا سندل عن إدريس الأزدي عن أبي إسحاق عن الحارث عن
علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق "
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد أخبرنا علي بن إبراهيم بن عمر الحافظ
حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبو محمد الحسن بن حباش الدهقان - ببغداد - حدثنا
إبراهيم بن يوسف بحديث ذكره.
كتب إلى أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل من الكوفة - وحدثني
بذلك محمد بن علي الصوري عنه - قال حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن
سفيان. قال: سنة ثلاث وثلاثمائة فيها مات الحسن بن حباش بن يحيى الدهقان،
وكان الكلام فيه كثيرا، وكان في الظاهر يظهر الأمانة، وكان يرمى بغير ذلك في
الدين بأمر عظيم.
وحدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن رباح النحوي قال: أتيته في يوم من شهر
رمضان ومعي ابن هيثم، فخرج إلينا وهو يتخلل، وفي يده أثر قلية صفراء، وكان
صاحب أدب وأخبار.
3815 - الحسن بن حمدان بن داود، أبو علي الأنماطي:
حدث عن عباس بن يزيد البحراني، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي. روى
عنه محمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري.
3816 - الحسن بن حامد بن علي بن مروان، أبو عبد الله الوراق الحنبلي:
قال لي أبو يعلى بن الفراء: كان مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه، وكان
له المصنفات العظيمة، منها كتاب " الجامع " أربعمائة جزء، تشتمل على اختلاف
الفقهاء، وله مصنفات في أصول السنة، وأصول الفقه، وكان معظما في النفوس مقدما
عند السلطان والعامة.
قلت: وحدث عن أبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن
جعفر بن سلم الختلي، شيئا يسيرا. حدثنا عنه الحسن بن علي الأهوازي.
313

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي المقرئ - بدمشق - أخبرنا
أبو عبد الله الحسن بن حامد بن علي بن مروان البغدادي الحنبلي - بمكة - حدثنا
محمد بن عبد الله الشافعي - ببغداد - حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب تمتام حدثنا
دينار بن عبد الله عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفارة الاغتياب أن
تستغفر لمن تغتابه ".
حدثني أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء. قال توفى أبو عبد الله الحسن بن
حامد في طريق مكة سنة ثلاث وأربعمائة بقرب واقصة.
3817 - الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن
ابن حامد أبو محمد الأديب:
سمع علي بن محمد بن سعيد الموصلي. حدثني عنه محمد بن علي الصوري.
وكان صدوقا، وكان تاجرا ممولا، وإليه ينسب خان ابن حامد الذي في درب
الزعفراني ببغداد.
أخبرنا الصوري أخبرنا الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد
ابن الحسن بن حامد البغدادي الأديب - وأصله ديبلي سمعت منه بمصر - قال حدثنا
علي بن محمد بن سعيد الموصلي حدثنا الحسن بن عليل العنزي حدثنا عبد العزيز بن
مسلمة بن قعنب أخو عبد الله بن مسلمة - وما رأينا عنده إلا شيئا يسيرا. وكان
يحدث ويبكي - قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي سعيد المقبري
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه في
العمر ".
قال لي الصوري: كتبه عبد الغني بن سعيد الحافظ عن رجل عن شيخنا أبي علي
ابن حامد. قال: وذكر لنا ابن حامد أنه سمع من دعلج، وأبي بكر محمد بن الحسن
النقاش، وأبي علي الطوماري، إلا أنه لم يكن عنده عنهم شئ.
314

أنشدنا الحسن بن علي الجوهري وعلي بن المحسن التنوخي قالا: أنشدنا أبو
محمد الحسن بن حامد لنفسه:
- شريت المعالي غير منتظر بها * كسادا ولا سوقا يقوم لها أخرى -
- ولا أنا من أهل المكاس وكلما * توفرت الأثمان كنت لها أشرى -
حدثني الصوري قال: ذكر لي الحسن بن حامد أن المتنبي لما قدم بغداد نزل عليه،
وأنه كان القيم بأموره، وأن المتنبي قال له: لو كنت مادحا تاجرا لمدحتك، قلت:
ومات بمصر في يوم الأحد مستهل شوال من سنة سبع وأربعمائة.
3818 - الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أبو القاسم القاضي:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبا عمرو بن
السماك، وأحمد بن سلمان النجاد وعبد الصمد بن علي الطستي، وجعفر الخلدي،
وأبا محمد الخراساني، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وأبا بكر الشافعي، ومحمد بن
علي بن دحيم الكوفي، وجماعة غيرهم من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان صدوقا ضابطا، صحيح النقل، كثير الكتاب، حسن الفهم. وذكر
ابنه يحيى أنه الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر بن عفان بن علي بن عيسى بن
الوليد بن ديمي بن المز الفارسي. وكان حسن العلم بالفرائض وقسمة المواريث،
وخلف القاضي أبا عبد الله الحسين بن هارون الضبي على القضاء ببغداد، ثم خرج
إلى ميا فارقين فتولى القضاء هناك سنين كثيرة، ثم عاد بأخرة إلى بغداد وأقام يحدث
بها إلى حين وفاته.
ومات في يوم الأربعاء الثامن عشر من شعبان سنة إحدى عشرة وأربعمائة، ودفن
من الغد في مقبرة جامع المنصور.
وكان مولده في يوم الأربعاء مستهل جمادى الآخرة من سنة إحدى وثلاثين
وثلاثمائة.
* * *
315

حرف الخاء] من آباء الحسنين]
3819 - الحسن بن خلف بن شاذان، أبو علي الواسطي:
قدم بغداد، وحدث بها عن: إسحاق بن يوسف الأزرق، ويزيد بن هارون،
ومحمد بن أبي عدي، ويحيى بن سعيد القطان، وأبي أسامة حماد بن أسامة. روى
عنه محمد بن إسماعيل البخاري ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن هارون
ابن المجدر، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي، وكان ثقة، أخرج البخاري
حديثه في كتاب " الصحيح ".
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا محمد بن المظفر حدثنا أبو بكر محمد
ابن هارون بن حميد حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر
عن سعد بن إبراهيم عن مصعب بن سعد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين
درعين.
قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج. قال: مات الحسن بن شاذان الواسطي ببغداد سنة ست
وأربعين ومائتين.
3820 - الحسن بن خير بن عبد الله، أبو علي الخوارزمي:
حدث ببغداد عن زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي. روى عنه محمد بن مخلد،
ومحمد بن العباس بن نجيح إلا أن ابن نجيح سماه الحسين.
* * *
316

حرف الدال [من آباء الحسنين]
3821 - الحسن بن داود بن مهران، أبو بكر الأزدي المؤدب:
حدث بسر من رأى عن داود بن المحبر، وشبابة بن سوار، ومنصور بن سلمة
الخزاعي، وعاصم بن علي وموسى بن داود، ويحيى بن أبي بكير، وعثمان بن عمر،
وخلف بن تميم، ويونس بن محمد، وأبى بدر شجاع بن الوليد، وبشر بن محمد
السكري، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن مخلد الدوري،
ومحمد بن أحمد الأثرم، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وكان
صدوقا.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد الأثرم حدثنا الحسن بن داود
ابن مهران الأزدي - أبو بكر المؤدب سنة ثمان وخمسين ومائتين - حدثنا بشر بن
محمد - وفى كتاب القاضي بشر بن أحمد - أبو أحمد السكري، حدثنا عبد الملك
ابن وهب المذحجي من النخع عن الحر بن الصياح عن أبي معبد الخزاعي: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة، ودليلهم
عبد الله بن أريقط الليثي، فمروا بخيمة أم معبد الخزاعية. وساق الحديث بطوله.
3822 - الحسن بن داود بن علي بن عيسى، أبو عبد الله العلوي الحسني:
أظنه من أهل خراسان قدم بغداد حاجا، وحدث بها.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله المقرئ
الضرير حدثنا أبو عبد الله الحسن بن داود بن علي بن عيسى العلوي الحسني - قدم
علينا حاجا - حدثنا أحمد بن محمد بن حريث حدثنا محمد بن يحيى الأزدي:
بحديث ذكره.
3823 - الحسن بن داود بن باشاد بن داود بن سليمان، أبو سعيد المصري:
قدم بغداد ودرس فقه أبي حنيفة على القاضي أبي عبد الله الصيمري، وتوجه فيه
حتى درس، وكان مفرط الذكاء، حسن الفهم، يحفظ القرآن بقراءات عدة، ويحفظ
317

طرفا من علم الأدب، والحساب والجبر، والمقابلة، والنحو، وكتب الحديث بمصر
عن أبي محمد بن النحاس وطبقته.
كتبت عنه أحاديث، وكتب عنى، وكان ثقة حسن الخلق، وافر العقل. وكان أبوه
يهوديا، ثم أسلم وحسن إسلامه. وذكر بالعلم، وهو فارسي الأصل. وأقام أبو سعيد
ببغداد إلى أن أدركه أجله. فتوفى ليلة السبت، ودفن في صبيحة تلك الليلة في يوم
السبت لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن في مقبرة
الشونيزي. ولم تكن سنه بلغت الأربعين.
* * *
حرف الراء [من آباء الحسنين]
3824 - الحسن بن ربيع، أبو علي البجلي البوراني:
سمع مهدي بن ميمون، وعبد الجبار بن الورد. وحماد بن زيد، وأبا عوانة وعبثر
ابن القاسم، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وأبا إسحاق الفزاري. روى
عنه عباس الدوري، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وجعفر الصائغ،
وإسحاق بن الحسن الحربي، وخلف بن عمرو العكبري، وهو من أهل الكوفة، قدم
بغداد، وحدث بها.
318

أخبرنا عثمان بن أحمد بن يوسف العلاف أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي
حدثنا إسحاق بن الحسن حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا ابن المبارك عن إسماعيل
المكي عن الحسن عن عمران بن حصين قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلا أمرنا
فيها بالصدقة. ونهانا عن المثلة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني أبو
محمد بن زياد حدثنا أبو نعيم - يعنى ابن عدي - حدثنا أحمد بن يوسف التجيبي
- بجرجان - قال سمعت الحسن بن الربيع يقول: قدمت بغداد، فلما خرجت شيعني
أصحاب الحديث، فلما برزت إلى خارج قال لي أصحاب الحديث: توقف، فإن
أحمد بن حنبل يجئ! فتوقفت، فجاء أحمد بن حنبل فقعد، فأخرج ألواحه، فقال: يا
أبا علي أمل علي وفاة عبد الله بن المبارك في أي سنة مات؟ فقلت: سنة إحدى
وثمانين. فقيل له: ما تريد بهذا؟ قال: أريد أريه الكذابين!.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال
حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الخالق بن منصور
قال: وسئل يحيى بن معين - وأنا أسمع - عن الحسن بن الربيع فقال: لو كان يتقى
الله لم يحدث بالمغازي، ما كان يحسن يقرؤها. فقال له ابن بنت لأبي أسامة: إنه
يحدث عن ابن المبارك عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (ملك يوم
الدين) فقال يحيى: كل من يحدث به عن حميد فقد كذب.
قلت: لم يعبه يحيى إلا بأنه كان لا يحسن قراءة المغازي وما فيها من الأشعار
وذلك لا يوجب ضعفه، وما ذكره ابن بنت أبي أسامة عنه من رواية الحديث عن
حميد إنما هو حكاية بلغته، وليس كل حكاية تكون حقا، وقد كان الحسن بن الربيع
ثقة صالحا متعبدا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق ومحمد بن عبد الواحد الأكبر - قال
حمزة حدثنا وقال محمد أخبرنا - الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن أحمد بن
زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال:
حسن بن الربيع البوراني - يبيع البواري، كوفي [ثقة] رجل صالح متعبد.
319

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الله بن يوسف بن خراش. قال: الحسن بن الربيع
كوفي ثقة: يقال له: الخشاب، ويقال: البوراني يبيع القصب.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد
ابن فارس حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: الحسن بن الربيع أبو علي
الكوفي مات سنة عشرين ومائتين أو نحوها.
حرف الزاي [من آباء الحسنين]
3825 - الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد
الهاشمي المديني:
حدث عن أبيه، وعن عكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم. روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار، ومالك بن أنس، وابن أبي
ذئب، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهم.
وكان أحد الأجواد، وولاه أبو جعفر المنصور المدينة خمس سنين، ثم غضب عليه
فعزله، واستصفى كل شئ له، وحبسه ببغداد، فلم يزل محبوسا حتى مات المنصور
وولى المهدي، فأخرجه من محبسه، ورد عليه كل شئ ذهب له، ولم يزل معه.
وذكر محمد بن خلف وكيع أن الحسن بن زيد مات ببغداد، ودفن في مقابر
320

الخيزران. وذلك خطأ إنما مات بالحاجر وهو يريد الحج، وكان في صحبة المهدي، ودفن
هناك.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي حدثنا جدي
قال حدثني علي بن إبراهيم بن الحسن قال: حدثني عمى عبيد الله بن حسن وعبد الله
بن العباس. قالا: كان أول ما عرف به شرف الحسن بن زيد: أن أباه توفي وهو غلام
حدث، وترك دينا على أهله أربعة آلاف دينار، فحلف الحسن بن زيد ألا يظل رأسه
سقف بيت إلا سقف مسجد أو سقف بيت رجل يكلمه في حاجة حتى يقضى دين
أبيه، فلم يظل رأسه سقف بيت حتى قضى دين أبيه!.
وقال جدي: قال أبو يعقوب حدثنا أبو عمران النحوي عن الضحاك بن المنذر.
قال: لزم المنذر بن عبد الله الحرامي دين، فخرج إلى الحسن بن زيد فقعد على طريقه إلى
ضيعته وقال: أيها الأمير اسمع منى شيئا قلته. قال الحسن: الحق يا أبا عثمان نسمع منك
على مهل، فأنا عجلان، فكسر ذلك المنذر بن عبد الله حتى هم أن يرجع، ثم ذكر كلا
وعيالا، فتحامل حتى أتاه، فرفعه معه على فرشه، وبسطه بالحديث، وحضر الغداء فجعل
يناوله بيده ثم قال له: أسمعنا ما قلت يا أبا عثمان. فأنشده:
- يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان -
- من زمان ألح ليس بناج * منه من لم يجيره الخافقان -
- من ديون تنوبنا فادحات * بيد الشيخ من بنى ثوبان -
فجزاه خيرا ودعا بقرطاس فكتب صكا كأذن الفأرة وختم عليه وناوله إياه إلى ابن
ثوبان. فخرج به لا يظن به خيرا حتى دفعه، فقرأه ابن ثوبان وقال: سألني الأمير أن أنظر
بمالي إلى ميسرتك، وقد فعلت، وأمر لك بمائة دينار وهذه هي.
ذكر إسماعيل بن الحسن بن زيد أن هذه القصة لمصعب بن ثابت الزبيري لا للمنذر
ابن عبد الله.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا عبد الله بن
محمد بن أبي الدنيا حدثني عمر بن أبي معاذ قال حدثني محمد بن يحيى بن علي
الكتاني أخبرني إسماعيل بن حسن بن زيد. قال: كان أبي يغلس بصلاة الفجر، فأتاه
321

مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وابنه عبد الله بن مصعب يوما حين انصرف من
صلاة الغداة وهو يريد الركوب إلى ما له بالغابة، فقال: اسمع منى شعرا، قال: ليست
هذه ساعة ذلك، أهذه ساعة شعر؟! قال: أسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
سمعته، قال: فأنشده لنفسه:
- يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان -
- من زمان ألح ليس بناج * منه من لم يجرهم الخافقان -
- من ديون حفزننا معضلات * من يد الشيخ من بنى ثوبان -
- في صكاك مكتبات علينا * بمئتين إذا عددن ثمان -
- بأبي أنت إن أخذن وأمي * ضاق عيش النسوان والصبيان -
قال فأرسل إلى ابن ثوبان فسأله فقال: على الشيخ سبعمائة وعلى ابنه مائة، فقضى
عنهما وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثنا أبو عكرمة الضبي قال: قال سليمان بن
أبي شيخ قال راوية ابن هرمة: بعث إلى ابن هرمة في وقت الهاجرة: صر إلي فصرت
إليه. فقال: اكتر حمارين إلى أربعة أميال من المدينة، أين شئنا، فقلت: هذا وقت
الهاجرة، وأرض المدينة سبخة، فأمهل حتى تبرد، فقال لا، لأن لابن جبر الحناط على
مائة دينار. قد منعتني القائلة وضيقت علي عيالي، فاكتريت حمارين، فركبنا فمضيت
معه حتى انتهينا إلى الحمراء قصر الحسن بن زيد، فصادفناه يصلى العصر، فأقبل على
ابن هرمة فقال: ما جاء بك في هذا الوقت والحر شديد؟ فقال: لابن جبر الحناط على
مائة دينار قد منعتني القائلة، وضيقت على عيالي، وقد قلت شعرا فاسمعه. فقال:
قل! فأنشأ يقول:
- أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا * نيلي الصياب التي جمعت في قرن -
- فما بيثرب منهم من أعاتبه * إلا عوائد أرجوهن من حسن -
- الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن -
فقال: يا غلام افتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار، وأحضر ابن جبر الحناط وليكن
معه ذكر دينه وماله على ابن هرمة، فحضر فأخذ منه ذكر دينه فدفعه إلى ابن هرمة،
322

وسلم إلى ابن جبر مائة دينار، وقال: يا غلام بع بمائة دينار أخرى وادفعها إلى ابن
هرمة يستعين بها على حاله، فقال له ابن هرمة: يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا
تمرا لعيالي، قال يا غلام افعل ذلك، فانصرفنا من عنده، فقال لي، ويحك أرأيت نفسا
أكرم من هذه النفس، أو راحة أندى من هذه الراحة. فإنا لنسير على السيالة إذا غامز
قد غمز ابن هرمة، فالتفت إليه فإذا هو عبد الله بن حسن بن حسن، فقال: يا دعي
الأدعياء أتفضل على وعلى أبي الحسن بن زيد؟ فقال: والله ما فعلت هذا!.
أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أخبرنا علي بن الحسن الرازي
أخبرنا أبو علي الكوكبي حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي حدثني ابن أبي
سلمة قال حدثني أبي قال: كنت ببغداد عند باب الذهب. قال: فقيل: الحسن بن
زيد يخرج من السجن ينازع محمد بن عبد العزيز، وكان على قضاء مدينة أبي
جعفر: الجمحي، فأمر أن ينظر بينهما، أمره أمير المؤمنين بذلك. قال: فجاء الحسن بن
زيد، وجاء محمد بن عبد العزيز فجلس إلى جانبه في مجلس الحكم، فأقبل الحسن بن
زيد على ابن المولى فقال: تعال فاجلس بيني وبين هذا الرجس، وكره أن يلتزق به.
فأقبل أخ لمحمد بن عبد العزيز - يقال له سندلة - على الحسن بن زيد فقال: إيها يا
ابن أم رقوق وباسور المراق، يا ابن عم من يزعم أن في السماء إلها وفى الأرض إلها،
ولاك أمير المؤمنين فكفرت نعمته وأردت الخروج عليه، يا معشر الملأ هل ترون وجه
خليفة؟ قال: فأقبل عليه الحسن بن زيد فقال: مثلي ومثلك كما قال الشاعر:
- وليس بنصف أن أسب مجاشعا * بآبائي الشم الكرام الخضارم -
- ولكن نصفا لو سببت وسبني * بنو عبد شمس من مناف وهاشم -
قال: فتركهم الجمحي ساعة يتنازعون، ثم إن الجمحي أقبل عليهم فقال: دعونا
منكم، هات يا ابن عبد العزيز ما تقول؟ قال: أصلح الله القاضي، جلدني مائة، وشقق
قضاياي، وعلقها في عنقي، وأقامني على البلس، فقال: ما تقول يا حسن؟ قال
أمرني أمير المؤمنين بذلك. قال: حجتك؟ فأخرج كتابا من كمه وقال هذا حجتي.
قال هاته. قال: ما كنت لأدفع حجتي إلى غيري، ولكن إن أردت أن تنسخه
فانسخه، ثم أعاده إلى كمه.
323

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال: حسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا محمد، مات بالحاجر وهو يريد مكة من
العراق في السنة التي رجع فيها المهدي، سنة ثمان وستين ومائة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلينا محمد بن إبراهيم الجوري من شيراز
يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال
حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان وستين ومائة فيها مات الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا محمد بالحاجر، على خمسة أميال من
المدينة. وهو ابن خمس وثمانين، وصلى عليه علي بن المهدي.
3826 - الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي
ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أبو محمد الجعفري:
من أهل وادي القرى. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن جعفر بن محمد
القلانسي الرملي، وعبيد الله بن رماحس القيسي حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو محمد الحسن بن زيد الجعفري قال
حدثنا جعفر بن محمد القلانسي حدثنا زيد بن المبارك حدثنا سلام بن وهب الجندي
عن ابن طاوس عن طاوس عن ابن عباس عن عثمان. أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بسم الله
الرحمن الرحيم فقال: " اسم الله الأعظم، ما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد
العين وبياضها ".
حدثنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو محمد الحسن
ابن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب، كان ينزل وادي القرى، وسمعنا منه في سويقة أبي الورد في جمادى
الأولى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أبو محمد الحسن بن زيد بن
الحسن - من أهل وادي القرى - قال: مولدي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
حدثني الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال: اتصل بنا أن أبا محمد الحسن بن
324

زيد الجعفري توفى في خروجه من ههنا مع الحاج إلى الري في الطريق، في شهر
ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
3827 - الحسن بن زياد، أبو علي اللؤلؤي مولى الأنصار:
أحد أصحاب حنيفة الفقيه، حدث عن أبي حنيفة. روى عنه محمد بن سماعة
القاضي، ومحمد بن شجاع الثلجي، وشعيب بن أيوب الصريفيني، وهو كوفي نزل
بغداد.
وكذلك أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا الحسين بن هارون الضبي
أخبرنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ. قال: أبو علي الحسن بن زياد اللؤلؤي كان
ببغداد، وأصله من الكوفة.
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة. قال: توفى حفص بن غياث في سنة أربع وتسعين ومائة، فجعل مكانه - يعنى
على القضاء - الحسن بن زياد اللؤلؤي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمى
حدثنا محمد بن علي الإيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: يقال إن اللؤلؤي
كان على القضاء، وكان حافظا لقولهم - يعنى أصحاب الرأي - وكان إذا جلس
ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم في ذلك. فإذا قام عن مجلس
القضاء عاد إلى ما كان عليه من الحفظ!.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري أخبرنا عبد الله بن محمد الحلواني حدثنا مكرم
القاضي حدثنا أحمد بن عطية حدثنا أحمد بن يونس. قال: لما ولى الحسن بن زياد
القضاء لم يوفق فيه، وكان حافظا لقول أصحابه، فبعث إليه البكائي، ويحك إنك لم
توفق للقضاء، وأرجو أن يكون هذا الخيرة، أرادها الله بك، فاستعف. فاستعفى،
واستراح.
وقال أحمد بن عطية: سمعت محمد بن سماعة قال: سمعت الحسن بن زياد
قال: كتبت عن ابن جريج اثنى عشر ألف حديث، كلها يحتاج إليها الفقهاء.
أخبرنا الصيمري حدثنا العباس بن أحمد الهاشمي حدثنا أحمد بن محمد المكي
325

حدثنا علي بن محمد النخعي حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: ما رأيت
أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذا، ولا أسهل جانبا. قال: وكان
الحسن يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا
محمد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال سمعت أبي يقول
سمعت المعيطي قال: كنا في طريق مكة ومعنا الحسن اللؤلؤي، فقال: حدثنا عاصم
عن ذر أن عمر. قال: يهتشم تطليقة، قال فأتيت عبد الرحمن بن مهدي فسألته
فقال: إنما هذا عاصم عن ذر عن عمر مترس أمان.
قال عبد الله: وسمعت أبي يقول: اللؤلؤي ضعيف الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - حدثنا
محمد بن عمرو العقيلي حدثني إدريس بن عبد الكريم حدثنا إسحاق بن إسماعيل
قال كنا عند وكيع فقيل إن السنة مجدبة. قال: وكيف لا تجدب وحسن اللؤلؤي
قاض، وحماد بن أبي حنيفة؟!.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا أحمد بن عمر بن العباس القزويني حدثنا
أحمد بن محمد الذهبي البلخي قال: سمعت الفتح بن عمرو الكشي يقول: قدمت
مرو - وقد كنت أقمت على الحسن بن زياد حتى كتبت كتبه - قال فأتيت النضر
- يعنى ابن شميل - فقال له رجل: يا أبا الحسن إن هذا الكشي قد حمل كتب
الحسن بن زياد وأقام عليها حتى كتبها، قال فقال لي: يا كشي لقد جلبت إلى بلدك
شرا كثيرا، لقد جلبت إلى بلدك شرا كثيرا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن
ابن محمد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سألت أبا
علي صالح بن محمد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي كوفي؟ فقال: ليس بشئ لا هو
محمود عند أصحابنا، ولا عندهم. فقلت بأي شئ كان يتهم؟ قال بداء سوء وليس
هو في الحديث بشئ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا أحمد بن علي
الأبار.
326

وأخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا دعلج أخبرنا الأبار حدثنا محمد بن نافع. قال:
كان الحسن اللؤلؤي يرفع رأسه قبل الإمام، ويسجد قبله، وسمعته يقول: أليس قد
جاء الحديث من قطع سدرة، صوب رأسه في النار. قالوا: جاء الحديث في السدرة؟!
قال: من قطع نخلة صوب رأسه في النار مرتين.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو بكر بن أبي
داود حدثني أبي عن الحسن بن زياد الحلواني. قال: رأيت الحسن بن زياد اللؤلؤي
قبل غلاما وهو ساجد.
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري - إجازة - أخبرنا
علي بن أحمد بن أبي غسان البصري حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثني ابن أبي
شيبة قال: سمعت أبا أسامة يسمى الحسن بن زياد اللؤلؤي الجبت.
أخبرنا ابن رزق وابن الفضل. قالا: أخبرنا دعلج، وفى حديث ابن الفضل أخبرنا
الأبار.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قالا:
حدثنا محمود بن غيلان قال قلت ليزيد بن هارون: ما تقول في الحسن بن زياد
اللؤلؤي؟ قال: أو مسلم هو؟!.
وقال البغوي قال أبو أحمد محمود بن غيلان قال يعلى بن عبيد: اتق اللؤلؤي، اتق
اللؤلؤي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمد بن
سعد العوفي يقول سمعت يحيى بن معين يقول: الحسن بن زياد اللؤلؤي كذاب
خبيث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء حدثنا
أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: وسمعت يحيى بن معين وسئل عن
الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال: كان ضعيفا في الحديث.
أخبرني علي بن محمد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن
عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال سمعت أبي يقول: أسد بن
عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي; لا يكتب حديثهما.
327

أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا
يعقوب بن سفيان. قال: الحسن اللؤلؤي كذاب.
أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد
الشافعي - بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سألت أبا داود
عن حسن اللؤلؤي فقال: كذاب غير ثقة ولا مأمون.
قال أبو داود: قال لي أبو ثور: ما رأيت أكذب من اللؤلؤي، كان على طرف
لسانه ابن جريج عن عطاء. وسمعت ابن أبي شيبة قال: سمعت أبا أسامة ذكره
فقال: الخبيث؟
قلت: لمحمد بن شجاع الثلجي عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة
روايات كثيرة، وقد حدث محمد بن مروان الكوفي والد جعفر وإسحاق عن الحسن
ابن زياد عن الحسن بن عمارة، والذي يحدث عنه محمد بن مروان ليس باللؤلؤي بل
هو الحسن بن زياد بن عمر الهمداني شيخ كوفي، ذكرت ذلك لئلا يشكل فيظن
أنهما واحد.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي قال: الحسن بن زياد اللؤلؤي ليس بثقة ولا مأمون.
وأخبرنا البرقاني قال سألت أبا الحسن الدارقطني عن الحسن بن زياد اللؤلؤي.
فقال: كذاب كوفي متروك الحديث.
أخبرنا الصيمري أخبرنا عبد الله بن محمد الأسدي أخبرنا أبو بكر الدامغاني
الفقيه قال أخبرناه الطحاوي أن الحسن بن زياد والحسن بن أبي مالك توفيا جميعا في
سنة أربع ومائتين.
3828 - الحسن بن زكريا بن أسد، أبو علي السكري:
حدث عن إسماعيل بن عيسى العطار، وعبد الله بن مطيع البكري، ويحيى بن
المبارك المباركي، وما شاء الله ابن دينار، وهاشم بن الوليد الهروي. روى عنه أبو
علي بن الصواف، وأبو أحمد الحسن بن علي بن عبيد الخلال.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا الحسن بن
زكريا بن أسد السكري حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار حدثنا محمد بن الفضل
328

عن أبيه عن سالم ونافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة ذات
مطر وظلمة، نادى مناديه " أن صلوا في رحالكم ".
حرف السين من آباء الحسنين
3829 - الحسن بن سوار، أبو العلاء البغوي:
قدم بغداد وحدث بها عن عكرمة بن عمار، وموسى بن علي بن رباح، والليث
ابن سعد، والمبارك بن فضالة. روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وأبو قدامة
السرخسي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإسحاق بن الحسن
الحربي.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي
حدثنا إسحاق بن الحسن حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار حدثنا ليث بن سعد عن
معاوية بن صالح أن ربيعة بن زيد حدثه عن مسلم الأشجعي عن عوف بن مالك
الأشجعي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خياركم وخيار أئمتكم الذين تبغضونهم
ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم " قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال " لا، ما أقاموا الصلوات
الخمس ألا ومن وليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما أتى من معصية
الله. ألا ولا تنزعوا يدا من طاعة ".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
إسماعيل - هو أبو إسماعيل الترمذي - حدثنا الحسن بن سوار أبو العلاء - الثقة
الرضى - وقلت له: الحديث الذي حدثتنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت
329

أعده علي، وكان قد حدثني به قبل هذه المرة بسنتين، قال: نعم، حدثنا عكرمة بن
عمار اليمامي عن ضمضم بن جوس عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب. قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك.
قال أبو إسماعيل سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: هذا الشيخ ثقة
ثقة، والحديث غريب، ثم أطرق ساعة وقال: أكتبتموه من كتاب؟ قلنا: نعم.
أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا
عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله
- يعنى أحمد بن حنبل - حدثنا الحسن بن سوار حدثنا ليث بن سعد قال أبو عبد
الله وكان شيخا من أهل خراسان قدم علينا ليس به بأس - يعنى الحسن بن سوار -
دفع إلي محمد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد
القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى أخبرنا مكرم حدثني يزيد
ابن الهيثم البادا قال سمعت يحيى بن معين يقول: الحسن بن سوار ليس به
بأس.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني على بن
محمد المروزي قال وسألته - يعنى صالح بن محمد البغوي - عن الحسن بن سوار
فقال: يقولون عنه صدوق، ولا أدرى كيف هو؟.
أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب
حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: الحسن بن سوار يكنى أبا العلاء
مروروذي، كان ثقة، قدم بغداد يريد الحج، فروى عنه الناس، وكتبوا عنه، ثم رجع
إلى خراسان فمات بها في آخر خلافة المأمون.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال أخبرنا محمد بن إسحاق السراج
قال سمعت حاتم بن الليث. قال: الحسن بن سوار أبو العلاء البغوي من أهل
330

خراسان، قدم بغداد للحج، فكتب الناس عنه، ثم رجع، ومات بخراسان سنة ست
عشرة - أو سبع عشرة - ومائتين.
3830 - الحسن بن سهل بن عبد الله، أبو محمد:
وهو أخو ذي الرياستين، الفضل بن سهل. كانا من أهل بيت الرياسة في المجوس
وأسلما، هما وأبوهما سهل في أيام هارون الرشيد، واتصلوا بالبرامكة، وكان سهل
يتقهرم ليحيى بن خالد بن برمك، وضم يحيى الحسن والفضل ابني سهل إلى ابنيه
الفضل وجعفر يكونان معهما، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون، وهو ولى
عهد فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون إلى الحسن
ابن سهل وهو ببغداد يعزيه بأخيه، ويعلمه أنه قد استوزره، ويأمره بإجراء الأمر مجراه.
فلم يكن أحد من بنى هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن أمرا، ولا يخرج له
عن طاعة، إلى أن بايع المأمون لعلي بن موسى الرضا بالعهد. فغضب بنو العباس
وخلعوا المأمون، وبايعوا إبراهيم بن المهدي. فحاربه الحسن بن سهل ثم ضعف عنه
فانحدر الحسن إلى فم الصلح فأقام بها، وأقبل المأمون من خراسان، فقوى لذلك
الحسن بن سهل ووجه إلى فم الصلح من حارب إبراهيم بن المهدي. فضعف أمر
إبراهيم واستتر، ثم دخل المأمون بغداد. وكتب إلى الحسن بن سهل فقدم عليه، فزاد
المأمون في كرامته وتشريفه عند تسليمه عليه، وذلك في سنة أربع ومائتين.
ثم إن المأمون تزوج بوران بنت الحسن بن سهل، وانحدر إلى فم الصلح للبناء على
بوران بها في شهر رمضان سنة عشر ومائتين فدخل بها ثم انصرف وخلف بوران
عند أمها إلى أن حملت إليه.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان حدثني جدي أبو بكر
محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا عون
ابن محمد حدثنا عبد الله بن أبي سهل قال: لما بنى المأمون على بوران بنت الحسن
بن سهل وانحدر إليهم إلى ناحية واسط، فرش له يوم البناء حصير من ذهب مسفوف
ونثر عليه جوهر كثير فجعل بياض الدر يشرق على صفرة الذهب وما مسه
331

أحد، فوجه الحسن إلى المأمون: هذا نثار يجب أن يلقط، فقال المأمون: لمن حوله من
بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة، وبقى
باقي الدر يلوح على الحصير الذهب، فقال المأمون: قاتل الله أبا نواس لقد شبه بشئ
ما رآه قط! فأحسن في وصف الخمر والحباب الذي فوقها فقال:
- كأن صغرى وكبرى من فواقعها * حصباء در على أرض من الذهب -
- فكيف لو رأى هذا معاينة! وكان أبو نواس في هذا الوقت قد مات.
قلت: وقيل إن الحسن نثر على المأمون ألف حبة جوهر، وأشعل بين يديه شمعة
عنبر وزنها مائة رطل، ونثر على القواد رقاعا فيها أسماء ضياع فمن وقعت بيده رقعة
أشهد له الحسن بالضيعة التي فيها، وأنفق الحسن في وليمته أربعة آلاف ألف دينار،
وكان يجرى مدة إقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح! فلما أراد المأمون
أن يصعد أمر له بألف ألف دينار، وأقطعه مدينة الصلح وعاش الحسن إلى أيام جعفر
المتوكل.
أخبرنا أبو يعلى الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل حدثنا الحسين بن القاسم
الكوكبي أخبرنا أبو على محرز الكاتب قال: حضرت مجلس أبي محمد الحسن بن
سهل ووردت عليه رقعة من الحسن بن وهب، واستأذنته في نسخها فأذن لي،
وكانت نسختها: بسم الله الرحمن الرحيم أعز الله الأمير وأيده وأكرمه، وأتم نعمته
عليه، إن من اكتتم - أبقى الله الأمير - بحاجته وسترها عمن لا مذهب له فيها إلا
إليه، ولا سداد له إلا عنده، فقد أضاع حظه، وظاهر على نفسه، وقد أصبحت
- أعز الله الأمير - موصول الرغبة بالأمير، ممدود الأمل في فضله، لا أنسب قديما
إلا إليه، ولا أرجو حديثا إلا عنده. فاستوهب الله بقاء الأمير، ودوام الكرامة له، وقد
ابتعت منزلا بالحضرة جمعت فيه ما كان متفرقا من أمري، وتوخيت أن تظهر به نعم
الأمير عندي ومبلغ ثمنه أربعون ألف درهم، فإن رأى الأمير أن يتحمل عن عبده
وصنيعته ما رأى تحمله من هذه النائبة، ويصل ذلك بما تقدم من إحسانه وإنعامه،
ويلحقه فيه بنظرائه الذين شملتهم نعم الأمير، وتظاهرت عليهم فعل إن شاء الله.
فوجه إليه بمائة ألف درهم.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن همام
الشيباني أخبرنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ الخاقاني
332

حدثني أبي عن أبيه. قال: حضرت الحسن بن سهل وجاءه رجل يستشفع به في
حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل: علام تشكرنا ونحن
نرى أن للجاه زكاة، كما أن للمال زكاة؟ ثم أنشأ الحسن يقول:
- فرضت علي زكاة ما ملكت يدي * وزكاة جاهى أن أعين وأشفعا -
- فإذا ملكت فجد وإن لم تستطع * فاجهد بوسعك كله أن تنفعا -
أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي حدثنا محمد بن عبد الرحمن المازني حدثنا
الحسين بن القاسم الكوكبي حدثنا جعفر بن أبي العيناء. قال: لما مات الحسن بن
سهل قال أبي: والله لئن أتعب المادحين لقد أطال بكاء الباكين، ولقد أصيبت به
الأيام، وخرست بموته الأقلام، ولقد كان بقية وفى الناس بقية، فكيف اليوم وقد
بادت البرية؟
أخبرني محمد بن علي الصوري أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حدثنا علي بن
محمد بن سعيد الموصلي قال قرئ على الحسن بن عليل وأنا أسمع: حدثكم مسعود
ابن بشر المازني حدثنا يأنس بن عبد الله الخادم. قال: سأل محمد بن عبد الملك
الزيات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي عرض رقعة على الحسن بن سهل فعرضها
عليه فقال له الحسن: نحن في شغل عن هذا. فقال له أبو دلف: مثلك أطال الله بقاءك
لا يشتغل عن محمد بن عبد الملك. فقال لخازنه: احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف
درهم، قال فلما وصلت إلى محمد كتب إليه بهذين البيتين:
- أعطيتني يا ولى الحق مبتديا * عطية كافأت مدحي ولم ترني -
- ما شمت برقك حتى نلت ريقه * كأنما كنت بالجدوى تبادرني -
فعرضها أبو دلف على الحسن بن سهل فقال: يا غلام احمل إلى محمد خمسة
آلاف دينار.
أخبرني أبو القاسم الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا إبراهيم بن
محمد بن عرفة. قال: سنة ست وثلاثين - يعنى ومائتين - فيها مات الحسن بن
سهل، وقد أتت له سبعون سنة، وكان من أسمح الناس وأكرمهم فحدثني بعض
ولده أنه رأى سقاء يمر في داره، فدعا به فقال: ما حالتك؟ فشكا ضيقه، وذكر أن له
ابنة يريد زفافها. فأخذ ليوقع له بألف درهم فأخطأ فوقع بألف ألف درهم، فأتى بها
السقاء وكيله فأنكر ذلك، وتعجب أهله منه واستعظموه، وتهيبوا مراجعته، فأتوا
333

غسان بن عباد بن عباد، وكان غسان أيضا من الكرماء فأتى الحسن بن سهل فقال
له: أيها الأمير إن الله لا يحب المسرفين، فقال له الحسن: ليس في الخير إسراف ثم
ذكر أمر السقاء فقال: والله لا رجعت عن شئ خطته يدي. فصولح السقاء على
جملة منها ودفعت إليه.
3831 - الحسن بن سهل بن سختويه، أبو علي المقرئ:
بغدادي سمع سعيد بن سليمان الواسطي. ذكره أبو أحمد محمد بن محمد بن
أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري في كتاب الأسماء والكنى.
3832 - الحسن بن سهيل:
حدث عن إسحاق بن يوسف الأزرق. روى عنه أحمد بن حماد بن سفيان
الكوفي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر الطلحي حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان
الكوفي حدثنا الحسن بن سهيل البغدادي حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال حدثنا
مسعر عن عطاء عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يخلط التمر والزبيب.
قال أبو نعيم: رواه الناس عن مسعر، فمنهم من رفعه، ومنهم من أوقفه، ومنهم
من قال: نهى.
3833 - الحسن بن السكين بن عيسى، أبو المنصور البلدي:
سكن بغداد وحدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر العبدي،
ومحمد بن عبيد الطنافسي. وأسود بن عامر شاذان. روى عنه يحيى بن صاعد،
والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي، وعمر بن يوسف الزعفراني، وعبد الله بن
محمد بن إسحاق المروزي، ومحمد بن مخلد الدوري، إلا أن ابن مخلد سماه
الحسين، وسنعيد ذكره في باب: الحسين إن شاء الله.
3834 - الحسن بن سعيد بن عبد الله، أبو محمد الفارسي البزاز ويعرف
بابن البستنبان.
قرابة سعدان بن نصر وجاره، سمع سفيان بن عيينة، ومعمر بن سليمان الرقي،
وإسماعيل بن علية، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وخالد بن العوام، وداود بن المحبر،
وغسان بن عبيد الموصلي، وعلي بن مزيد الصدائي، ويونس بن محمد، وأبا بدر
334

شجاع بن الوليد. روى عنه أبو ذر الباغندي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل
الأدمى، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، ويعقوب بن عبد الرحمن الجصاص،
ومحمد بن أحمد بن معمر الحربي، وأبو سعيد بن الأعرابي.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: أتيناه فلم يقض مصادفته. وهو صدوق.
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا إسماعيل بن محمد بن زنجي
الكاتب. حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن الجصاص حدثنا الحسن بن سعيد
ابن عم سعدان بن نصر المخرمي حدثنا يعلى - يعنى ابن عبيد - عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد;
اعتزل الشيطان يبكى، يقول يا ويله، أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت
بالسجود فعصيت فلي النار ".
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بن مخلد بخطه: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها
مات قرابة سعدان بن نصر أبو محمد الحسن بن سعيد المعروف بابن البستنبان في
شهر ربيع الأول.
3835 - الحسن بن سعيد بن مهران، أبو علي الصفار المقرئ:
من أهل الموصل. قدم بغداد وحدث بها عن غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي،
وإبراهيم بن حيان. روى عنه محمد بن مخلد، و عبد الصمد بن علي الطستي، وأحمد
ابن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وأبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الموصلي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف. قالا: أخبرنا محمد بن
عبد الله الشافعي حدثنا الحسن بن سعيد أبو على الموصلي - في الرصافة سنة سبع
وثمانين - قال حدثنا غسان بن الربيع حدثنا ثابت بن يزيد عن داود بن أبي هند عن
الشعبي عن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال: أبشر يا أمير المؤمنين
أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس، وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله
- يعنى الناس - وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك
رجلان، فقال عمر: أعد. فأعدت فقال عمر: المغرور من غررتموه. لو أن ما على
ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع!.
335

كتب إلي أبو الفرج محمد بن إدريس، وحدثني بذلك أبو النجيب عبد الغفار بن
عبد الواحد الأرموي عنه حدثنا المظفر بن محمد الطوسي حدثنا أبو زكريا يزيد بن
محمد بن إياس الأزدي. قال: أبو علي الحسن بن سعيد، بن مهران الصفار كثير
الكتاب، وكان متعففا، وحدث وكتب الناس عنه، وانحدر إلى مدينة السلام، وكثر
الناس عليه وكتبوا عنه، وتوفى في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
3836 - الحسن بن سعيد بن ماهان، أبو علي القطان الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخه، أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا
محمد بن الحسين السلمي. قال: الحسن بن سعيد بن ماهان أبو علي القطان،
بغدادي صحب أبا جعفر الوساوسي من جلة مشايخهم، وقدمائهم.
3837 - الحسن بن سعيد البزوري:
حدث عن فزان صاحب أحمد بن حنبل روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر العتيقي وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد
البيع. قالا: حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا الحسن بن سعيد البزوري حدثنا عبد الله بن
محمد فوزان حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن أبي قدامة
الحنفي قال: قلت لأنس: بأي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل؟ قال: سمعته سبع مرار
بعمرة وحجة.
3838 - الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن، أبو القاسم:
الوراق، يعرف بابن الهرش:
مروزي الأصل حدث عن إسحاق بن إبراهيم البغوي، وإبراهيم بن هانئ
النيسابوري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو
حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو بكر بن شاذان أن ابن الهرش مات في سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
3839 - الحسن بن سلام بن حماد بن أبان بن عبد الله، أبو علي السواق:
سمع عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان مالك بن
إسماعيل، وقبيصة بن عتبة، وعلي بن قادم، وعفان بن مسلم، وعبد العزيز الأويسي
336

وعبد الله بن رجاء الغدائي، وأبا حذيفة النهدي، ومحمد بن سابق، وسعيد بن
سليمان الواسطي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعمرو بن حكام، وأبا عبد الرحمن
ابن هانئ النخعي. روى عنه يحيى بن صاعد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو
عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة صدوق.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم. قال: مات الحسن
ابن سلام السواق يوم الخميس لثلاث خلون من صفر سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى -
وأنا أسمع - قال: توفى الحسن بن سلام السواق لأربع بقين من صفر سنة سبع
وسبعين.
3840 - الحسن بن سليمان بن نافع، أبو معشر الدارمي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، والعباس بن
الوليد النرسي، وعمرو بن الحسين العقيلي، ونصر بن علي الجهضمي. روى عنه
عبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، ومخلد بن
جعفر الدقاق، وأبو الحسين الزينبي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وغيرهم.
حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول
سألت الدارقطني عن أبي معشر الحسن بن سليمان الدارمي فقال: ثقة.
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدثنا علي بن محمد بن
لؤلؤ. قال: مات أبو معشر الدارمي سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال قال لنا عيسى بن حامد القاضي:
مات أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي يوم الأربعاء لليلتين خلتا من جمادى
الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب الكوفة.
3841 - الحسن بن السري بن سهل بن ميمون بن الحباب، أبو علي العطار
الحربي:
حدث عن أبي قلابة الرقاشي. حدث عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر أنه
سمع منه في جامع المنصور، وقال: كان ثقة.
* * *
337

حرف الشين من آباء الحسنين
3842 - الحسن بن شوكر، أبو علي:
حدث عن إسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة. روى عنه
محمد بن عبيد الله المنادى، وأبو أحمد بن عبدوس السراج، والقاسم بن يحيى بن
نصر المخرمي، ومحمد بن سليمان بن فهرويه العلاف.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا
محمد بن سليمان بن فهرويه المخرمي حدثنا الحسن بن شوكر قال حدثنا إسماعيل
ابن جعفر حدثني أبو حازم عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أنها قالت: يا
ابن أختي، والله إن كنا لننظر إلى الهلال بعد الهلال، ثلاثة أهلة، ما يوقد في أبيات
رسول الله صلى الله عليه وسلم نار!! قلت: فماذا كان يعيشكم في ذلك الزمان يا خالة؟ فقالت:
الأسودان، التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار - نعم
الجيران - كانت لهم منايح فيمنحون لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها.
3843 - الحسن بن شبيب بن راشد بن مطر، أبو علي المؤدب:
حدث عن شريك بن عبد الله، وهشيم بن بشير، وأبى يوسف القاضي، وخلف
ابن خليفة الأشجعي. روى عنه يعقوب بن شيبة السدوسي، وعمر بن أيوب
السقطي، وهيثم بن خلف الدوري، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن محمد بن
ياسين، وأحمد بن الحسن الكرخي، وإسماعيل بن إبراهيم المعروف بسمعان، ويحيى
ابن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - لفظا - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ -
بأصبهان - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن خليد المقرئ بمكة - حدثنا الحسن
ابن شبيب المؤدب - أبو علي الأعسر - حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم [يحيى
ابن دينار] الرماني عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
338

" لما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث ثم قاله له بنوه:
يا أبانا تكلم. قال فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده، وولد ولده، وولد ولد ولده،
وولد ولد ولد ولده، فقال: إن الله أمرني فقال " يا آدم أقل كلامك حتى ترجع إلى
جواري ".
قال ابن المقرئ: هكذا حدثنا هذا الشيخ ولم أكتبه إلا عنه، وكتب عنه جماعة
أصحابنا، وكان يوثق.
قلت: خالفه القاضي المحاملي فرواه عن الحسن بن شبيب عن خلف عن أبي
هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله.
كذلك أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي حدثنا
الحسين بن إسماعيل حدثنا الحسن بن شبيب المعلم حدثنا خلف بن خليفة عن أبي
هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أهبط الله آدم إلى الأرض
أكثر ذريته، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده، ولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون
حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا: يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم؟
قال: يا بنى إن الله لما أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إلى فقال: " يا آدم أقل
الكلام حتى ترجع إلى جواري " لا أعلم رواه عن خلف بن خليفة إلا الحسن بن شبيب.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ أخبرنا أبو سعيد الماليني أخبرنا عبد الله
ابن عدي الحافظ. قال: الحسن بن شبيب المكتب بغدادي، حدث عن الثقات
بالبواطيل، ووصل أحاديث هي مرسلة.
أخبرنا البرقاني. قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: الحسن بن شبيب المؤدب؟
فقال إخباري يعتبر به، وليس بالقوى، يحدث عنه المحاملي.
3844 - الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب، أبو علي العكبري:
ولد بعكبرا في المحرم من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وسمع الحديث على كبر
السن من أبي علي بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبى على الطوماري،
وحبيب بن الحسن القزاز، وابن مالك القطيعي، ومن بعدهم.
وكان فاضلا يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ويقرئ القرآن، ويعرف الأدب،
ويقول الشعر. كتبت عنه بعكبرا.
339

سمعت أبا بكر البرقاني - وذكر بحضرته أبو علي بن شهاب - فقال: ثقة أمين.
حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني. قال: قال لي أبو علي بن شهاب يوما: أرني
خطك، فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة، فنظر فيه لم يرضه، ثم قال لي: كسبت في
الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية، قال: وكنت أشتري كاغدا بخمسة دراهم
فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليال، وأبيعه بمائتي درهم، وأقله بمائة وخمسين
درهما، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.
سمعت الأزهري يقول: أخذ السلطان من تركة ابن شهاب ما قدره ألف دينار،
سوى ما خلفه من الكروم والعقار، وكان أوصى بثلث ما له لمتفقهة الحنابلة فلم يعطوا
شيئا، مات ابن شهاب في ليلة النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
* * *
حرف الصاد من آباء الحسنين
3845 - الحسن بن الصباح بن محمد، أبو علي البزار:
سمع سفيان بن عيينة، ومعن بن عيسى، وأبا معاوية الضرير، وروح بن عبادة،
وجعفر بن عون، وحجاج بن محمد الأعور، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر، وشبابة
ابن سوار، وأبا عبد الرحمن المقرئ. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد
ابن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم الحربي وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو إسماعيل
الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا و، جعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد،
وآخر من حدث عنه القاضي المحاملي.
340

وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال: صدوق، وكان له جلالة عجيبة ببغداد.
وكان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله.
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرني الخطيب بن عبد الله القاضي - بمصر -
أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي. قال: أبو علي الحسن بن
صباح بن محمد البزار ليس بالقوى.
هكذا ذكره النسائي في كتاب " الأسماء والكنى "، وذكره في تسمية شيوخه فقال
ما:
أخبرنا البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا الحسن بن رشيق - بمصر -
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري أخبرنا الخطيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم - وكتب
لي بخطه - قال سمعت أبي يقول: الحسن بن الصباح بغدادي صالح.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرنا محمد
ابن خضر قال سمعت ابن أحمد بن حنبل يقول: ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو
يعمل فيه خيرا، ولقد نختلف إلى فلان المحدث - وسماه - قال فكنا نقعد نتذاكر
الحديث إلى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلى إلى خروج الشيخ، وما يأتي عليه
يوم إلا وهو يعمل فيه الخير.
قال الخلال: وأخبرني الحسن بن صالح العطار حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي
قال: سمعت أبي يقول إنه سأل أبا عبد الله عن الحسن بن البزار قال: اكتب عنه. ثقة
صاحب سنة.
أخبرنا البرقاني قال قرئ على الحسين بن علي التميمي - وأنا أسمع - حدثكم
أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ، حدثنا الحسن بن الصباح - وكان من أجل
الصالحين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى أخبرنا محمد بن إسحاق السراج
341

قال: سمعت الحسن بن الصباح يقول: أدخلت على المأمون ثلاث مرات، رفع إليه
أول مرة أنه يأمر بالمعروف وكان نهى أن يأمر أحد بمعروف - فأخذت فأدخلت
عليه، فقال لي: أنت الحسن البزار؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين; قال: وتأمر بالمعروف؟
قلت: لا ولكني أنهى عن المنكر. قال: فرفعني على ظهر رجل وضربني خمس درر
وخلى سبيلي. وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع إليه أنى أشتم علي بن أبي طالب، قال
فلما قمت بين يديه قال لي أنت الحسن؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وتشتم علي
ابن أبي طالب؟ فقلت صلى الله عليه وسلم الله على مولاي وسيدي علي، يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم
يزيد بن معاوية، لأنه ابن عمك فكيف أشتم مولاي وسيدي؟! قال: خلوا سبيله.
وذهبت مرة إلى أرض الروم إلى بدندون في المحنة، فدفعت إلى أشناس، فلما مات
خلى سبيلي.
قال السراج: مات الحسن بن الصباح بن محمد أبو علي الواسطي وكان لا
يخضب، من خيار الناس - ببغداد يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الآخر سنة تسع
وأربعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار حدثنا
عبيد بن محمد بن خلف البزار. قال: مات الحسن بن الصباح البزار في ربيع الأول
سنة تسع وأربعين ومائتين.
3846 - الحسن بن صبيح بن عبد الله، أبو علي المؤدب، يعرف بأبي هريسة:
حدث عن علي بن عاصم. روى عنه علي بن محمد بن يحيى السواق، ومحمد
ابن مخلد العطار.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال أخبرنا محمد بن جعفر بن عباس النجار أخبرنا
أبو الحسن على بن محمد بن يحيى السواق - قراءة عليه - قال حدثنا الحسن بن
صبيح المؤدب - المعروف بأبي هريسة - حدثنا علي بن عاصم حدثنا عمران بن
حدير عن عكرمة. قال: شهدت ابن عباس صلى على جنازة رجل من الأنصار، فلما
سوى في اللحد، وحثى التراب عليه، قام رجل منهم فقال: اللهم رب القرآن ارحمه،
اللهم رب القرآن أوسع عليه مداخله، فالتفت إليه ابن عباس مغضبا. فقال: يا عبد الله
أما تتقى الله؟ يا عبد الله أما تتقى الله؟ أما علمت أن القرآن منه؟! قال: فرأيت الرجل
نكس رأسه ومضى استحياء مما قال له ابن عباس، كأنه أتى على كبيرة!!
342

3847 - الحسن بن صديق بن مسلم، أبو مسلم الزجاج:
حدث عن علي بن الحسين بن أشكاب، ومحمد بن عبد الله بن مهران الدينوري.
روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلال.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن
الفرج الخلال حدثنا أبو مسلم الحسن بن صديق بن مسلم الزجاج حدثنا على بن
الحسين بن إبراهيم بن الحر بن أشكاب حدثنا أبو بدر حدثنا أبو خالد - الذي كان
في بنى دالان - عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن ابن عباس. قال:
صلى الله عليه وسلم الركعتين قبل الفجر، ثم جاء بلال فأذن والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم اجعل في قلبي نورا، اللهم اجعل في سمعي نورا، اللهم اجعل في
بصري نورا، اللهم اجعل أمامي نورا، اللهم اجعل خلفي نورا، اللهم اجعل من تحتي
نورا، اللهم اجعل من فوقي نورا، اللهم اجعل عن يميني نورا، اللهم اجعل عن شمالي
نورا، اللهم أعظم لي نورا ".
3848 - الحسن بن صاحب بن حميد، أبو علي الشاشي:
أحد الرحالين، كتب ببلاد خراسان. والجبال، والعراق، والحجاز، والشام، وقدم
بغداد في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدث بها عن علي بن خشرم، وإسحاق بن
منصور، وأبى زرعة الرازي، وعمرو بن عبد الله الأزدي، ومحمد بن عوف
الحمصي، وعبدة بن سليمان البصري نزيل مصر، وعيسى بن غيلان، وهبيرة بن
الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، وغيرهم. روى عنه أبو بكر محمد
ابن الجعابي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وعمر بن محمد بن سبنك، ومحمد بن
المظفر، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد العتيقي والقاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن
الواسطي. قالا: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا الحسن بن صاحب حدثنا ابن
مسعود الخياط حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا هشيم حدثنا إسماعيل
343

ابن أبي خالد وداود بن أبي هند وعبيدة كلهم عن الشعبي عن الجعفيين سلمة
وأخ له أنهما سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إن أمنا وأدت ابنة لها في
الجاهلية، فهل ينفعها إن صلينا عليها مع صلاتنا، أو صمنا عنها مع صيامنا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الوائدة والموؤدة في النار، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيغفر
لها ".
أخبرنا محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ. قال:
سمعت علي بن بندار الزاهد يقول: توفى الحسن بن صاحب بالشاش سنة أربع عشرة
وثلاثمائة.
* * *
حرف الطاء من آباء الحسنين
3849 - الحسن بن الطيب بن حمزة بن حماد، أبو علي البلخي المعروف
بالشجاعي:
قدم بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد، وأبى الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد
الله بن نمير، وعثمان بن أبي شيبة، وقطن بن نسير، وقتيبة بن سعيد، والحسن بن
عمر بن شقيق، وأبى كامل الجحدري، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر. روى عنه
إسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، وأبو بكر بن مالك
القطيعي، وعمر بن محمد بن الزيات، وأبو بكر بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن
المظفر، في آخرين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد حدثني إسماعيل بن علي الخطبي قال حدثنا الحسن بن
الطيب - أبو علي البلخي - حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن يونس
وحميد عن الحسن وأيوب وهشام وحبيب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ".
كتب إلي القاضي أبو محمد جناح بن نذير المحاربي - من الكوفة - وحدثنيه
344

محمد بن علي الصوري عنه قال أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن
إسماعيل السكوني قال: سألت أبا بكر محمد بن فريان بن فرقد البلخي عن الحسن
ابن الطيب البلخي الشجاعي - الذي كان عندنا بالكوفة - فقال لي: وهو باق؟ قلت
نعم! قال: ذاك رحله أبوه إلى قتيبة بن سعيد بالنفقة الواسعة على البغل الفاره.
أنبأنا أبو سعد الماليني - وكتبت من أصل كتابه - أخبرنا عبد الله بن عدي.
قال: الحسن بن الطيب بن شجاع أبو علي البلخي من ساكني الكوفة كان له عم
يقال له الحسن بن شجاع، فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه، أخبرني عبدان بهذا،
وكان عبدان يحدث عن عمه. قال ابن عدي: وقد حدث أيضا - يعنى الحسن بن
الطيب - بأحاديث سرقها.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أبو علي محمد بن أحمد العطشى حدثنا
الحسن بن الطيب البلخي حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو الجواب عن
عمار بن رزيق عن الأعمش حدثني شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك. قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين.
قال الأعمش: قلت لشعبة: لو كان غير قتادة؟! قال: لم لا ترضى بقتادة؟.
حدثني ثابت عن أنس أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ أخبرنا أحمد بن
محمد بن أحمد الهراوي أخبرنا عبد الله بن عدي قال: في كتابي عن الحسن بن
الطيب عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبي الجواب عن عمار بن رزيق عن
الأعمش عن شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، كانوا
يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.
قال ابن عدي: وكان الحسن بن الطيب قد حمل إلى بغداد ومات بها وقرئ عليه
أجزاء من فوائده، وكان هذا الحديث في وسط جزء منها فامتنع من أن يقرأ عليه هذا
الحديث، وخاف الشنعة عليه إذا رواه عن ابن نمير لأن هذا الحديث لا أعلم رواه عن
ابن نمير غير حميد بن الربيع الخزاز، وإنما روى هذا الحديث جماعة عن أبي الجواب عن
عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس.
حدثني البرقاني قال: كلمت أبا بكر الإسماعيلي في روايته عن الحسن بن الطيب
الشجاعي فقال: نحن سمعنا منه قديما، وكان إذ ذاك مستورا وكتبه صحاحا، وإنما
أفسد أمره بأخرة، أو كما قال.
345

سألت البرقاني عن الحسن بن الطيب فقال: كان الإسماعيلي حسن الرأي فيه،
فذكرت له أنه عند البغداديين ذاهب الحديث فقال: لما سمعنا منه كان حاله صالحا.
قال البرقاني: وهو ذاهب الحديث. قلت للبرقاني مرة أخرى: هل الحسن بن
الطيب الشجاعي ضعيف؟ فقال: نعم ضعيف، ضعيف.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا
الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ - بالكوفة - عن الحسن بن الطيب فقال:
حدثني أحمد بن علي الخراز قال سمعت ابن زيدان - وذكر له أن ابن سعيد يتكلم
في الحسن بن الطيب الشجاعي فقال ابن زيدان: ما للبلخي؟ كتبت عنه قمطرا، قال
ابن سفيان: وأحسبه قال: ثقة.
وقال ابن سفيان: حدثني زيد بن علي الخلال قال سمعت ابن سعيد يعاتب أبا
القاسم بن منيع في البلخي ويقول له: أنزلته عليك، وأفدت عنه؟! فقال: ما للبلخي؟
ما سألته عن شيخ إلا أعطاني صفته، وعلامته، ومنزلته.
وقال: حمزة سألت الدارقطني عن الحسن بن الطيب البلخي فقال: لا يساوى
شيئا، لأنه حدث بما لم يسمع.
قال حمزة: وسمعت ابن سفيان الحافظ يقول: حدثني غير واحد عن الحضرمي أنه
قال: هو كذاب. والله أعلم بما اختلفوا فيه.
كتب إلى أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل - من الكوفة - يذكر أن
أبا الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان القرشي حدثهم. قال: سنة سبع
وثلاثمائة فيها مات أبو علي الحسن بن الطيب البلخي ببغداد. وقيل إنه اجتمع عليه
ببغداد من الناس ما لا يحصى عددهم إلا الله، وقد كان الحضرمي فيما بلغني يكثر
الكلام فيه ويكذبه، ورأيت كثيرا من مشايخنا المتقدمين يوثقونه، ثم ساق عن أحمد
ابن علي الخراز، وعن زيد بن علي الخراز، نحو ما قدمنا ذكره.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا علي بن عمر بن محمد الحربي قال
وجدت في كتاب أخي بخطه: مات الحسن بن الطيب البلخي لثلاث عشرة خلت من
جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة، يوم الثلاثاء وكان به وضح في يديه ورجليه،
وكان به ضعف البصر في عينيه جميعا، وكان في أذنه ثقل، وكان يسمع ما يقرأ
عليه، وإذا أملى لقنوه، وكان جيد الحفظ لحديثه.
346

3850 - الحسن بن أبي طيبة، القاضي المصري:
قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار الدمشقي، وأحمد بن صالح المصري.
روى عنه محمد بن المظفر.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا محمد بن المظفر حدثنا الحسن بن أبي
طيبة القاضي حدثنا هشام بن عمار حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس أن النبي
صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء، فشرب وناول الأعرابي وقال: " الأيمن فالأيمن ".
أخبرنا علي بن المحسن المعدل - من أصله - أخبرنا محمد بن المظفر حدثني
الحسن بن أبي طيبة المصري - ببغداد - حدثنا أحمد بن صالح. قال: قال ابن وهب:
كنا عند مالك فذكرت السنة، فقال مالك: السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن
تخلف عنها غرق. وحدث أبو بكر المفيد عن أبي على الحسن بن يوسف بن أبي طيبة
المصري المالكي عن عمرو بن ثور. والله أعلم.
* * *
حرف العين [من آباء الحسنين]
3851 - الحسن بن عبد الرحمن بن عباد بن الهيثم بن الحسن بن عبد
الرحمن، أبو علي المعروف بالاحتياطي:
حدث عن جرير بن عبد الحميد، ويوسف بن أسباط وسفيان بن عيينة، وعبد الله
ابن وهب. روى عنه الهيثم بن خلف الدوري، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي،
وغيرهما.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن نصر الستوري حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي
حدثنا الهيثم بن خلف حدثنا حسن بن عبد الرحمن - أبو علي - حدثنا جرير عن
ليث عن مجاهد عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس في الجنة شجرة إلا
على كل ورقة منها مكتوب; لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر
الفاروق، عثمان ذو النورين ".
347

أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي. قال: الحسن بن عبد الرحمن بن
عباد يعرف بالاحتياطي، يسرق الحديث، منكر عن الثقات، ولا يشبه حديثه حديث
أهل الصدق.
قلت: روى عنه غير واحد فسماه الحسين، ونحن نعيد ذكره في باب: الحسين إن
شاء الله.
3852 - الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن جبير، أبو محمد
البزاز النهاوندي:
سكن بغداد وحدث بها عن صالح بن علي النوفلي الحلبي، وعبد الملك بن عبد
الحميد الميمون الرقي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي. روى عنه القاضي
أبو الحسن الجراحي.
3853 - الحسن بن عبد العزيز بن الوزير، أبو علي الجذامي ويعرف
بالجروي:
من أهل مصر. قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن حسان، وبشر بن بكر، وأبى
حفص التنيسيين، وعبد الله بن يحيى البرلسي، وأيوب بن سويد الرملي، روى عنه
أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، ويحيى بن
محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وهو: الحسن بن عبد العزيز بن الوزير بن صابئ بن مالك بن عامر بن عدي -
ولعدي صحبة - بن حمرس بن نفر بن نصر بن عدي بن القاطع بن [جري بن]
عوف بن أسود بن يزيد بن جشم بن جذام، وذكر نسبه هذا ابنه محمد
348

ابن الحسن، وقال غيره: جذام اسمه عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد
ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان.
وكان الجروي من أهل الدين والفضل، مذكورا بالورع والثقة، موصوفا بالعبادة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم، سئل أبي عنه فقال: ثقة.
وذكره الدارقطني فقال: لم ير مثله فضلا وزهدا.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي قال حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي
حدثنا يحيى - يعنى ابن حسان - حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه قال
سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أحثوا في وجوه المداحين
التراب ".
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
أحمد بن محمد الحداد - بتنيس - حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن
عبد العزيز الوزير الجروي - بتنيس - قال: سمعت جدي الحسن بن عبد العزيز
يقول: من لم يردعه القرآن والموت، ثم تناطحت الجبال بين يديه، لم يرتدع.
أخبرني أبو القاسم الأزهري أخبرنا علي بن عمر الدارقطني. قال: الحسن بن عبد
العزيز أبو علي الجروي مصري سكن بغداد.
أخبرني أحمد بن محمد العتيقي حدثنا علي بن أبي سعيد بن يونس المصري حدثنا
أبي قال: الحسن بن عبد العزيز الجذامي ثم الجروي يكنى أبا علي، حمل من مصر إلى
العراق بعد قتل أخيه علي بن عبد العزيز، فلم يزل في العراق إلى أن توفى بها سنة سبع
وخمسين ومائتين، وكانت له عبادة وفضل، وكان من أهل الورع والثقة.
349

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: وجدت في
كتاب جدي سمعت ابن بكر. قال: ورد الكتاب بموت الحسن بن عبد العزيز الجروي
في رجب سنة سبع وخمسين ومائتين.
3854 - الحسن بن عبد العزيز، الهاشمي الإمام:
كان يتقلد الصلاة في مسجد الجامع بالرصافة.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفى الحسن بن عبد
العزيز الهاشمي - وهو والى الصلاة بالحرمين، ومسجد الرصافة ببغداد - يوم الأحد
لثلاث خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وله من السن خمس وسبعون
سنة وشهور.
3855 - الحسن بن عبد الوهاب، أبو بكر الخراز:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وتوفى أبو بكر الحسن بن عبد الوهاب الخراز في شعبان سنة اثنتين
وتسعين - يعنى ومائتين - قد كتب عن أبيه وعن غيره، ولم يتفرغ للناس للسماع
منه على ثقته وديانته، وقد سمعت منه حكايات يسيرة.
قلت: وذكر ابن مخلد أن وفاته كانت في يوم الأربعاء لثلاث بقين من شعبان.
3856 - الحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر، أبو محمد:
حدث عن حفص بن عمر السياري، ومحمد بن حماد المقرئ، ومحمد بن
سليمان المنقري البصري، ومقدام بن داود، وخير بن عرفة المصريين، ومحمد بن
حبيب البزاز. روى عنه أبو عمرو بن السماك وغيره. وكان ثقة دينا مشهورا بالخير
والسنة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع: أن أبا محمد بن أبي العنبر توفى في جمادى الآخرة من سنة ست وتسعين
ومائتين، وقال: كتب الناس عنه ووثقوه.
350

3857 - الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو علي الإسكافي الكاتب،
يعرف بابن الأعمى:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثهم في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن
مجاهد بن موسى.
3858 - الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، أبو محمد الأموي:
ولى قضاء مدينة المنصور بعد عزل أبي الحسين بن الأشناني عنها، وكانت ولاية
ابن الأشناني لها ثلاثة الأيام حسب.
فأخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: بعد الثلاثة أيام
التي تقلد فيها ابن الأشناني مدينة المنصور استقضى المقتدر على مدينة المنصور أبا
محمد الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب في يوم
الاثنين لست بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وهذا رجل حسن
السير، جميل الطريقة، قريب الشبه من أبيه وجده، على طريقتهم في باب الحكم
والسداد، ولم يزل واليا على المدينة إلى يوم النصف من شهر رمضان سنة عشرين
وثلاثمائة، ثم صرفه المقتدر.
حدثني الصيمري عن محمد بن عمران المرزباني قال حدثني عبد الباقي بن قانع:
أن الحسن بن عبد الله بن علي بن أبي الشوارب القاضي مات يوم عاشوراء من سنة
خمس وعشرين وثلاثمائة.
3859 - الحسن بن عبد الله، أبو القاسم يعرف بأخي عياش:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم عن أحمد بن يوسف التغلبي وقال: توفى في جمادى
الأولى من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
3860 - الحسن بن عبد الله بن حمدون. أبو القاسم البزاز:
حدث عن العباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه أبو العباس
محمد بن نصر بن مكرم المعدل، وابن الثلاج.
351

3861 - الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، أبو محمد النسوي -
وقيل: المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدث عن محمد بن عبد
الله بن قهزاذ، ومحمد بن حمدان بن مهران المهراني النيسابوري. روى عنه محمد
ابن المظفر وابن الثلاج.
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا محمد بن المظفر الحافظ - لفظا - حدثنا أبو
محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى النسوي حدثنا أبو جابر محمد بن
عبد الله بن قهزاذ حدثنا محمد بن القاسم الطايكاني حدثنا عمر بن هارون حدثنا
سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي دعوة تعجلها في الدنيا، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم
القيامة للمذنبين المتلطخين ".
3862 - الحسن بن عبد الله بن سقلاب، أبو عبد الله:
حدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري.
3863 - الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد القاض السيرافي النحوي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن أبي الأزهر البوشنجي، وأبى عبيد بن
حربويه الفقيه، و عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأبى بكر بن دريد.
ونحوهم حدثنا عنه الحسين بن محمد بن جعفر الخالع ومحمد بن عبد الواحد بن
رزمة، وعلي بن أيوب العمى.
وكان يسكن بالجانب الشرقي، وولى القضاء ببغداد، وكان أبوه مجوسيا اسمه
بهزاد، فسماه أبو سعيد عبد الله، سمعت رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى أبا
القاسم علي بن الحسن يذكر أن أبا سعيد السيرافي كان يدرس القرآن، والقراءات.
352

وعلوم القرآن، والنحو، واللغة، والفقه، والفرائض، والكلام والشعر، والعروض،
والقوافي، والحساب، وذكر علوما سوى هذه. وكان من أعلم الناس بنحو البصريين،
وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق.
قال رئيس الرؤساء: وقرأ على أبي بكر بن مجاهد القرآن، وعلى أبي بكر بن دريد
اللغة، ودرسا عليه جميعا النحو، وقرأ على أبي بكر بن السراج وعلى أبي بكر المبرمان
النحو. وقرأ عليه أحدهما القرآن، ودرس عليه الآخر الحساب. قال: وكان زاهدا لا
يأكل إلا من كسب يده.
فذكر جدي أبو الفرج عنه أنه كان لا يخرج إلى مجلس الحكم، ولا إلى مجلس
التدريس في كل يوم، إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرتها عشرة دراهم
يكون قدر مؤونته. ثم يخرج إلى مجلسه.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أبا سعيد فقال: كان يذكر عنه الاعتزال، ولم يكن
يظهر من ذلك شيئا، وكان نزيها عفيفا جميل الأمر، حسن الأخلاق.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: كان أبو سعيد السيرافي
عالما فاضلا منقطع النظير في علم النحو خاصة. وكانت سنه يوم توفى ثمانين سنة.
حدثني هلال بن المحسن. قال: توفى القاضي أبو سعيد السيرافي يوم الاثنين الثاني
من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة، عن أربع وثمانين سنة.
حدثني الأزهري. قال: توفى أبو سعيد السيرافي بين صلاتي الظهر والعصر في
يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة. ودفن في مقبرة الخيزران بعد
صلاة العصر من هذا اليوم.
3864 - الحسن بن عبد الله بن عمر، أبو علي الكرميني:
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون البزاز حدثنا أبو علي الحسن بن
عبد الله بن عمر الكرميني - قدم علينا من بخارى - حدثنا أبو حفص أحمد بن أحيد
ابن حمدان البخاري حدثنا أبو عمر قيس بن أنيف حدثنا محمد بن تميم الفريابي
حدثنا عبد الله بن عيسى الجرجاني حدثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر بن كدام عن
عون عن الحسن عن أنس بن مالك. قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك،
فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: " ما هذا الذي اكتفت
353

يداك؟ " فقال: يا رسول الله أضرب بالمر والمسحاة في نفقة عيالي، قال فقبل النبي صلى الله عليه وسلم
يده فقال: " هذه يد لا تمسها النار أبدا ".
هذا الحديث باطل، لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك، وكان
موته بعد غزوة بني قريظة من السهم الذي رمى به، ومحمد بن تميم الفريابي كذاب
يضع الحديث.
3865 - الحسن بن عبيد الله بن يحيى، أبو محمد بن الهماني الدقاق:
سمع أبا بكر الشافعي. وحبيب بن الحسن القزاز. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا الحسن بن عبيد الله بن الهماني - في دكانه بباب الشعير في سنة ثمان
وأربعمائة - قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن
مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج عن أبي إسحاق وثابت بن
عبيد عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية.
3866 - الحسن بن عبيد الله، أبو علي البندنيجي الفقيه القاضي:
سكن بغداد ودرس بها فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني، وكان له حلقة
في جامع المنصور للفتوى، وكان صالحا دينا ورعا.
سمعت أبا عبد الله عبد الكريم بن علي القصري يقول: لم أر فيمن صحب أبا
حامد أدين من أبي علي البندنيجي.
قلت: وخرج بأخرة إلى البندنيجين فمات في جمادى الأول من سنة خمس
وعشرين وأربعمائة.
3867 - الحسن بن عبيد الله بن محمد بن الحسين بن إبراهيم، أبو علي
المقرئ الصفار:
سمع ابن مالك القطيعي، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب، وأبا العباس بن أبي
غسان البصري، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن النضر الموصلي. كتبنا عنه
وكان ثقة يسكن نهر القلايين.
354

وسمعته سئل عن مولده فقال: في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وقال لنا مرة
أخرى: ولدت في سنة ست وخمسين، ومات في ليلة الاثنين التاسع والعشرين من
شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
3868 - الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف، أبو محمد:
سمع على بن عمر السكري، وأبا القاسم بن جابة، وموسى بن عيسى السراج،
وأبا الحسن الدارقطني وعيسى بن علي الوزير، وأبا طاهر المخلص، ومحمد بن عبد
الله بن أخي ميمي، كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا الحسن بن عبد الواحد حدثنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير - إملاء -
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا
أبو شهاب عن عاصم الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن المغيرة بن شعبة. قال
قلت: يا رسول الله، خطبت امرأة، فقال: " هل رأيتها؟ " قلت: لا قال: " فانظر إليها
فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "
سمعت منه في مجلس التنوخي وسألته عن مولده فقال: في سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
3869 - الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن محمد بن عبيد
الله بن المهتدي بالله بن هارون الواثق بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد، أبو علي
الهاشمي:
سمع أبا القاسم الصيدلاني، وأبا عبد الله بن الهرواني ومن بعدهما. كتبت عنه
وكان صدوقا، مقبول الشهادة عند الحكام، ومسكنه بباب البصرة.
أخبرنا الحسن بن عبد الودود أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقبري حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن عمرو بن سليمان حدثنا النضر بن شميل
قال حدثنا شعبة عن أبي سلمة قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد. قال
أخبرني من هو خير منى أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار ومسح التراب عن
رأسه: " بؤسا لك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية ".
355

قال لي الحسن بن عبد الودود: سمعت ابن أبي طاهر المخلص، إلا أنى لم يحصل
عندي ما سمعته منه وسألته عن مولده فقال: في شهر رمضان من سنة ثمانين
وثلاثمائة.
3870 - الحسن بن عمارة بن المضرب، أبو محمد الكوفي مولى بجيلة:
حدث عن الزهري، والحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت، وأبى إسحاق السبيعي،
وأبى الزبير المكي، وعمرو بن دينار، والحسن بن عبيد الله، وحبيب بن أبي ثابت.
روى عنه أبو يوسف القاضي، ويونس بن بكير، وشبابة بن سوار، وأبو قطن عمرو
ابن الهيثم، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ حدثنا يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول الأزرق حدثنا جدي حدثنا أبو قطن عن الحسن بن عمارة عن
الحكم عن مجاهد قال: ذكرنا لابن عباس أن ضباعة أمرت أن تشترط أو معنى هذا
قال: قد كان هذا ولكنه نسخ. ولى الحسن بن عمارة القضاء ببغداد في خلافة
المنصور.
كذلك أخبرنا علي بن محمد بن عيسى البزاز فيما أجاز لنا حدثنا محمد بن عمر
ابن سالم الحافظ قال: الحسن بن عمارة من بجيلة، كان قاضيا ببغداد لأبي جعفر.
وأخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: كان الحسن بن
356

عمارة على الحكم - يعنى ببغداد - ثم بعث المنصور إلى عبيد الله بن محمد بن
صفوان إلى مكة من يقدم به عليه، فلما قدم ولاه القضاء، وضم الحسن بن عمارة إلى
المهدي، وكان أبو جعفر يبعث بأسلم إلى المهدي ليعرف حاله، وكيف هو في مجلسه،
وربما وجه إليه في السر فرآه أسلم مقبلا على مقاتل بن سليمان، فأخبر المنصور
بذلك، فقال له المنصور: يا بنى بلغني إقبالك على مقاتل فسرني ذلك، وإنك إنما
تعمل غدا بما تسمع اليوم، فلا تقبل على مقاتل وأقبل على الحسن بن عمارة للفقه،
وعلى محمد بن إسحاق للمغازي، وما جرى فيها.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار أخبرنا محمد بن إبراهيم الربيعي حدثنا أبو
عبد الله اليزيدي حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثني صلة بن سليمان. قال: جاء إلى
الحسن بن عمارة فقال: إن لي على مسعر بن كدام سبعمائة درهم من ثمن دقيق
وغير ذلك، وقد مطلني ويقول: ليس عندي اليوم، فدفعها إليه الحسن بن عمارة،
وقال له: أعط مسعرا كلما أراد، وإذا اجتمع لك عليه شئ فتعال إلي حتى أعطيك.
قال: وكان مسعر والحسن يجلسان جميعا في موضع واحد، وكان مسعر إذا سئل عن
الحديث - والحسن بن عمارة حاضر - لم يحدث. وقال: اسأل أبا محمد.
وقال سليمان بن أبي شيخ: حدثني أبي أبو شيخ قال: قدمت الكوفة أريد الحج،
فجئت الحسن بن عمارة أسلم عليه، فقال لي: إنه ليس شئ من آلة الحج إلا وعندنا
منه شئ، فخذ حاجتك. فقلت له: ما أحتاج إلى شئ، قد هيأت بواسط جميع ما
أحتاج إليه فهي معي، فدعا غلاما شاميا من أهل شاطا فقال: هذا غلام جبار، قل من
يسلك هذا الطريق بمثله، خذه فهو لك، فأبيت، وقلت: ما أفعل به؟ فجهد بي
فأبيت، وما أشك أنه قد كان يسوى يومئذ ألف درهم.
أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر حدثني محمد بن
العباس اليزيدي حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني أبي. قال: كان بالكوفة رجل
غريب يكتب الحديث، وكان يختلف إلى الحسن بن عمارة يكتب عنه، فجاءه، فودعه
ليخرج إلى بلاده وقال له: إن في نفقتي قلة، فكتب له الحسن رقعة وقال: اذهب بها
357

إلى الفرات إلى وكيل لنا هناك يبيع القار فادفعها إليه، فظن الرجل أنه قد كتب له
بدريهمات، فإذا هو قد كتب له بخمسمائة درهم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
محمد بن عبيد بن عتبة حدثنا بكار بن أسود العيذي حدثنا إسماعيل بن أبان قال:
بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش يقع فيه. فبعث إليه بكسوة، فلما كان بعد ذلك
مدحه الأعمش، فقيل له: كنت تذمه ثم مدحته؟ فقال: إن خيثمة حدثني عن عبد الله
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من
أساء إليها ".
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد
ابن فارس حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني عبد الله بن محمد. قال: قيل
لابن عيينة: أكان الحسن بن عمارة يحفظ؟ فقال: كان له فضل، وغيره أحفظ
منه.
وقال البخاري: قال أحمد بن سعيد: سمعت النضر بن شميل، عن شعبة قال:
أفادني الحسن بن عمارة، عن الحكم - قال أحمد: أحسبه قال: سبعين حديثا -
فلم يكن لها أصل.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد
ابن إسحاق الصاغاني حدثنا ابن أبي رزمة أخبرني عبدان أخبرني أبي عن شعبة قال:
روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي سبعة أحاديث،
فسألت الحكم عنها فقال: ما سمعت منها شيئا.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي أخبرنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: الحسن بن
عمارة كان شعبة يشهد أنه كذاب.
358

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا جعفر الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن
سليمان الحضرمي حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي قال: قال شعبة:
ائت جرير بن حازم فقل له: لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عمارة، فإنه يكذب.
قال: فقلت لشعبة: وما علامة ذلك؟ قال: روى عن الحكم أشياء فلم نجد لها أصلا.
قلت للحكم: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد؟ قال: لم يصل عليهم
قال الحسن: حدثني الحكم عن مقسم عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم
ودفنهم، فقلت للحكم: ما تقول في أولاد الزنا؟ قال: يعتقون. قلت: من يذكره؟
قال: يروى من حديث الحسن البصري عن علي.
قال الحسن بن عمارة: حدثني الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي قال:
" يعتقون ".
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد
ابن علي الأبار حدثنا الحسن بن علي - يعنى الحلواني - حدثنا الحداني. قال:
سمعت عيسى بن يونس وسئل عن الحسن بن عمارة فقال: شيخ صالح، وكان
صديقا لأخي إسرائيل، قال فيه شعبة، وأعانه عليه سفيان!!.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا
الحسن بن علي المعمري حدثنا عيسى بن يونس - يعنى الرملي - قال سمعت أيوب
ابن سويد يقول: كنت عند سفيان الثوري فذكر الحسن بن عمارة فغمزه، فقلت له:
يا أبا عبد الله، هو عندي خير منك، قال: وكيف ذلك؟ قال: جلست معه غير مرة
فيجري ذكرك فما يذكرك إلا بخير. قال أيوب: فما سمعت سفيان ذاكرا الحسن بن
عمارة بعد ذلك إلا بخير حتى فارقته.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا الحسين بن صدقة حدثنا ابن أبي
خيثمة حدثنا ابن أبي رزمة أخبرني أبي أخبرني ابن عيينة: قال: كنت إذا سمعت
الحسن بن عمارة يروى عن الزهري، وعمرو بن دينار، جعلت أصبعي في أذني.
حدثنا الأزهري حدثنا محمد بن المظفر حدثنا علي بن أحمد بن سليمان حدثنا
359

هارون بن سعيد الأيلي. قال: سألت أيوب بن سويد عن الذي كان شعبة يطعن به
على الحسن بن عمارة؟ فقال: كان يقول إن الحكم بن عتيبة لم يحدث عن يحيى
الجزار إلا ثلاثة أحاديث، والحسن يحدث عن الحكم أعطاني حديثه عن يحيى في
كتاب لأحفظه فحفظته.
أخبرني ابن الفضل أخبرنا دعلج أخبرنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أبو بكر
- يعنى الطالقاني - حدثنا النضر بن شميل قال: قال الحسن بن عمارة: الناس كلهم
في حل، ما خلا شعبة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم قال: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت وهب
ابن جرير بن حازم يقول: رأيت شعبة في النوم كارها لما قال فيه - يعنى الحسن بن
عمارة.
أخبرنا محمد بن عمر الداودي أخبرنا محمد بن المظفر حدثنا الطحاوي حدثنا
أحمد بن عبد المؤمن المروزي قال سمعت علي بن يونس المروزي يقول: سمعت
جرير بن عبد الحميد يقول: ما ظننت أني أعيش إلى دهر يحدث فيه عن محمد بن
إسحاق ويسكت فيه عن الحسن بن عمارة!.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا
محمد بن عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت
أبي - وذكر حسن بن عمارة - فقال: ما أحتاج إلى شعبة فيه، أمر الحسن بن عمارة
أبين من ذاك. قيل: أكان يغلط؟ فقال: أي شئ كان يغلط؟ وذهب إلى أنه كان
يضع الحديث.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال: الحسن بن
عمارة ضعيف.
360

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا علي بن أحمد
ابن سليمان المعروف بعلان المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم. قال: وسألته
- يعنى يحيى بن معين - عن الحسن بن عمارة؟ فقال: لا يكتب حديثه.
أخبرنا الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني
وأخبرنا عبيد الله بن عمر حدثنا أبي حدثنا الحسين بن صدقة قالا: حدثنا ابن أبي
خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول: الحسن بن عمارة ليس حديثه بشئ.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو عوانة يعقوب
ابن إسحاق الأسفراييني حدثنا أبو بكر المروذي - بطرسوس - قال: قلت - يعنى
لأحمد بن حنبل - فكيف الحسن بن عمارة؟ فقال: متروك الحديث.
حدثنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن علي الكتاني - لفظا بدمشق - حدثنا أبو
الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد
السلمي الإمام حدثنا القاسم بن عيسى العصار حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.
قال: الحسن بن عمارة ساقط.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن
أبي سهل الواسطي حدثنا عمرو بن علي أبو حفص. قال: والحسن بن عمارة رجل
صدوق، صالح، كثير الخطأ والوهم، متروك الحديث.
أخبرنا أبو حازم العبدوي. قال: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ
على مكي بن عبدان - وأنا أسمع - قيل له: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو
محمد الحسن بن عمارة البجلي متروك الحديث.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة حدثنا جدي قال: الحسن بن عمارة مولى لبجيلة، يكنى أبا محمد
متروك الحديث.
361

أخبرنا محمد بن علي المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال أخبرنا عبد المؤمن
ابن خلف النسفي قال سألت أبا علي صالح بن محمد عن الحسن بن عمارة فقال: لا
يكتب حديثه.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن
شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: الحسن بن عمارة متروك الحديث، كوفي.
وأخبرنا البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمى حدثنا
محمد بن علي الإيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: الحسن بن عمارة أبو
محمد مولى بجيلة ضعيف الحديث، متروك أجمع أهل الحديث على ترك حديثه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد
ابن فارس حدثنا البخاري قال قال يحيى بن بكير: مات - يعنى الحسن بن عمارة -
سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وأخبرنا محمد بن الحسين أخبرنا جعفر الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن
سليمان الحضرمي. قال وتوفى الحسن بن عمارة بن المضرب، أبو محمد مولى بجيلة
سنة ثلاث وخمسين ومائة.
3871 - الحسن بن عياش بن سالم، مولى بنى أسد:
وهو أخو أبي بكر بن عياش القاري من أهل الكوفة، وكان وصي سفيان الثوري،
وسمع أبا إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وجعفر بن
محمد بن علي، وسفيان الثوري. روى عنه: يحيى بن آدم، وعاصم بن يوسف،
وقبيصة بن عقبة، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وغيرهم. وقدم بغداد.
362

كذلك أنبأنا علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزاز قال حدثنا محمد بن عمر
ابن سالم الحافظ حدثني أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أبو بكر بن أبي سعيد عن
أبيه. قال: قدم الحسن بن عياش بغداد.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور - قال سمعت أبا
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول: قلت ليحيى بن معين: والحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش كيف حديثه؟
فقال: ثقة. قلت: هو أحب إليك أو أبو بكر؟ فقال: هو ثقة، وأبو بكر ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إجازة - أخبرنا محمد بن العباس بن أبي ذهل
الهروي حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي
قال سمعت يحيى الحماني يقول: مات الحسن بن عياش سنة اثنتين وسبعين
[ومائة].
3872 - الحسن بن عنبسة النهشلي:
والد أبي عبيد الله حماد بن الحسن. حدث عن خلف بن خليفة الأشجعي. روى
عنه ابنه حماد بن الحسن.
3873 - الحسن بن عيسى بن ماسرجس، أبو علي النيسابوري:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها، وكان قد سمع من أبي الأحوص سلام بن سليم،
وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة، وسعيد بن الحسن وجرير بن عبد الحميد،
363

وعبد السلام بن حرب وأبي بكر بن عياش، ووكيع، وأبى معاوية الضرير. سمع منه
أحمد بن حنبل. وروى عنه محمد بن أبي عتاب الأعين، ومحمد بن إسماعيل
البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وعبد الله بن أحمد
ابن حنبل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وعبد الله بن محمد بن
ناجية، وهارون بن يوسف بن مقراض، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم.
وكان الحسن بن عيسى من أهل بيت الثروة والقدم في النصرانية، ثم أسلم
على يدي عبد الله بن المبارك ورحل في العلم، ولقي المشايخ، وكان دينا ورعا ثقة،
ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا
علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الماسرجسي يحكى عن جده وغيره من
أهل بيته قال: كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجس أخوين يركبان معا،
يتحير الناس في حسنهما وبزتهما، فاتفقا على أن يسلما، فقصدا حفص بن عبد
الرحمن ليسلما على يده، فقال لهما حفص: أنتما من أجل النصارى، وعبد الله بن
المبارك خارج في هذه السنة إلى الحج، وإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند
المسلمين، وأرفع لكما في عزكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق وأهل المغرب،
يعترفون له بذلك، فانصرفا عنه فمرض الحسين بن عيسى، فمات على نصرانيته قبل
قدوم ابن المبارك، فلما قدم ابن المبارك أسلم الحسن على يده.
قال ابن نعيم: وسمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يحكي عن شيوخه أن عبد
الله بن المبارك قد كان نزل مرة رأس سكة عيسى، وكان الحسن بن عيسى يركب
فيجتاز به وهو في المجلس، والحسن من أحسن الشباب وجها، فسأل عنه عبد الله بن
المبارك فقيل: إنه نصراني، فقال: اللهم ارزقه الإسلام، فاستجاب الله دعوته فيه.
أخبرنا الحسن بن محمد بن عمر النرسي وباي بن جعفر بن باي الجيلي قالا:
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن
364

صاعد حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري في شوال سنة تسع وثلاثين ومائتين في
الرحبة - إملاء وكتبته بخطى.
أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا أسامة بن زيد حدثني سعيد بن أبي هند عن أبي
مرة مولى عقيل - فيما أعلم - عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لعب
بالنرد فقد عصى الله ورسوله ".
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا سعيد
المؤذن يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول: حدثنا الحسن بن عيسى
ابن ماسرجس - مولى عبد الله بن المبارك - وكان عاقلا عد في مجلسه بباب الطاق
اثنتا عشر ألف محبرة.
أخبرنا محمد بن علي المعدل أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت أبا
القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: كان أبو العباس السراج وجد على
بعض إخواني في شئ، فلما كان يوم مجلسه في الإملاء حضرت مجلسه فقال: حدثنا
الحسن بن عيسى المستسلم - كان نصرانيا فأسلم على يدي عبد الله بن المبارك -
فتقدمت إلى أخي حتى ركب إليه وترضاه، واعتذر إليه.
فلما كان في المجلس الثاني حضرته فابتدأني في أول حديث وقال: حدثنا أبو
علي الحسن بن عيسى صاحب عبد الله بن المبارك، وحزرنا، في مجلسه بباب الطاق،
بضع عشرة ألف محبرة!.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال وجدت في كتاب
جدي سمعت أحمد بن محمد بن بكر قال: بلغني أن الحسن بن عيسى بن
ماسرجس مات بالثعلبية سنة أربعين ومائتين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج. قال: مات الحسن بن عيسى مولى ابن المبارك في المنصرف من مكة بالثعلبية
سنة تسع وثلاثين ومائتين.
365

أخبرني ابن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم أخبرني محمد بن إبراهيم بن الفضل
المزكى حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: توفى الحسن بن عيسى بن ماسرجس
النيسابوري أبو علي سنة تسع وثلاثين ومائتين منصرفنا من الحج.
قال ابن يعقوب: حججت مع أبي بكر وأبى القاسم محمد وعلي ابني المؤمل بن
الحسن بن عيسى، فلما بلغنا الثعلبية زرت معهما قبر جدهما الحسن بن عيسى،
فقرأت على لوح قبره، بسم الله الرحمن الرحيم: * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى
الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) * [النساء 100] هذا قبر
الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى عبد الله بن المبارك توفى في صفر سنة أربعين
ومائتين.
قال ابن نعيم: سمعت أبا بكر وأبا القاسم يقولان أنفق جدنا في الحجة التي
أدركته المنية عند منصرفه منها ثلاثمائة ألف درهم.
أخبرني ابن يعقوب أخبرنا ابن نعيم قال سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن
الحسن بن عيسى - ونحن في البادية عند منصرفنا من زيارة قبر الحسن بن عيسى -
يقول: سمعت أبا يحيى البزاز يقول لأبي رجاء القاضي - محمد بن أحمد
الجورجاتي - كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين
ومائتين. ودفن بها فاشتغلت بحفظ محملي وآلاتي عن حضور جنازته والصلاة عليه،
لغيبة عديلي عنى، فحرمت الصلاة عليه، فأريته بعد ذلك في منامي فقلت له: يا أبا
علي ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: غفر لك؟ ربك كالمستخبر. قال نعم! غفر لي
ربى ولكل من صلى علي، قلت فإني فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل عن الرحل.
فقال: لا تجزع فقد غفر لي ربى ولمن صلى علي ولكل من يترحم علي.
3874 - الحسن بن عيسى بن أخي معروف الكرخي:
سمعه عمه معروف بن الفيرزان روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إسحاق بن
سنين الختلي حدثني الحسن بن عيسى بن أخي معروف قال: سمعت عمى أبا محفوظ
معروف بن الفيرزان يقول: النظر في المصحف عبادة، والنظر إلى الوالدين عبادة،
والقعود في المسجد عبادة.
366

3875 - الحسن بن عيسى بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن
أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن
المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو محمد:
سمع مؤدبه أحمد بن منصور اليشكري، وأبا الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن
الكاتب.
كتبنا عنه وكان فاضلا دينا، حافظا لأخبار الخلفاء، عارفا بأيام الناس، وسمعته
يقول: ولدت في يوم السبت السابع من المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة بمدينة
السلام. ومات في ليلة الخميس التاسع عشر من شعبان سنة أربعين وأربعمائة، وكان
قد أوصى أن يدفن في مقبرة باب حرب، فأمر أمير المؤمنين القائم بأمر الله أن يؤخر
دفنه إلى يوم الجمعة ففعل ذلك، وغسله القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن عبيد
الله بن المهتدى بالله - وكان وصيه - ودفن في صبيحة يوم الجمعة لعشر بقين من
شعبان بقرب قبر أحمد بن حنبل.
3876 - الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء، أبو علي الجرمي البصري:
كان يتجر إلى بلخ فعرف بالبلخي، وقدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عبد
الوارث بن سعيد، وجعفر بن سليمان، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل
وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وموسى بن إسحاق الأنصاري، والحسن بن الطيب
الشجاعي.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: لا بأس به. وسئل أبي عنه فقال:
صدوق.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ومحمد بن عبد
367

الله الشافعي - فرقهما - قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا الحسن بن عمر
ابن شقيق - من أهل بلخ وكان ينزل البصرة سمعت منه ببغداد - قال أخبرنا عبد
الوارث عن يزيد - زاد البغوي أبي عبيدة - ثم اتفقا، عن عمار مولى بنى هاشم عن
أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه
وينصرانه، كما تنتجون الإبل، هل تجدون فيها جدعاء حتى تجدعوها؟.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي قال سمعت أحمد بن عمر بن بسطام يقول سمعت أحمد بن سيار يقول:
أبو علي الحسن بن عمر بن شقيق البصري، رأيته ببلخ، كثير الرواية عن البصريين،
عن حماد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وجعفر بن سليمان ن ونحوهم. وله عن
أبيه أحاديث حسان، وكان يخضب بالحمرة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس قال:
قال محمد بن إسماعيل البخاري: الحسن - يعنى ابن عمر بن شقيق - صدوق.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني علي بن
محمد الحبيبي - بمرو - قال: سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ عن
الحسن بن عمر بن شقيق فقال: شيخ صدوق.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول: الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء
الجرمي يقال مات سنة ثلاثين ومائتين.
3877 - الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد، أبو
حسان الزيادي:
سمع شعيب بن صفوان، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن
بشير، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سليمان، وعباد بن العوام، وجرير بن عبد
الحميد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع بن الجراح، وشعيب بن إسحاق
الدمشقي، والوليد بن مسلم، وسعيد بن زكريا المدائني، وأبا داود الطيالسي،
368

ومحمد بن عمر الواقدي. روى عنه أبو العباس الكديمي، وإسحاق بن الحسن
الحربي، وأحمد بن الحسين الصوفي ومحمد بن محمد الباغندي، وسليمان بن داود
ابن كثير الطوسي، وغيرهم.
وكان أحد العلماء الأفاضل، ومن أهل المعرفة، والثقة والأمانة، وولى قضاء
الشرقية بعد محمد بن عبد الله بن المؤذن في خلافة المتوكل.
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا
أحمد بن الحسين - أبو الحسن الصوفي - حدثنا أبو حسان الزيادي حدثنا شعيب بن
صفوان بن الربيع بن الركين عن إبراهيم بن مهاجر عن قيس بن مسلم عن طارق بن
شهاب عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تداووا بألبان البقر، فإني
أرجو أن يجعل الله فيها شفاء، فإنها تأكل من كل الشجر ".
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا
أبو محمد سليمان بن داود بن كثير الطوسي قال سمعت أبا حسان الزيادي يقول
سمعت حسان بن زيد يقول: لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ، نقول للشيخ سنة
كم ولدت؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه!. قال أبو حسان: فأخذت في
التاريخ فأنا أعلمه من ستين سنة.
أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: استقضى المتوكل
أبا حسان الزيادي بعد ابن المؤذن فيما أخبرني محمد بن جرير سنة إحدى وأربعين
ومائتين، وكان أبو حسان صالحا دينا فهما، قد عمل الكتب، وكانت له معرفة بأيام
الناس وله تاريخ حسن، وكان كريما واسعا مفضالا.
وأخبرنا علي أخبرنا طلحة حدثني أبو الحسين عمر بن الحسن حدثنا ابن أبي الدنيا
قال: كنت في الجسر واقفا وقد حضر أبو حسان الزيادي القاضي، وقد وجه إليه
المتوكل من سر من رأى بسياط جدد في منديل ديبقي مختومة، وأمره أن يضرب
عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم - وقيل أحمد بن محمد بن عاصم صاحب
خان عاصم - ألف سوط، لأنه شهد عليه الثقات وأهل الستر أنه شتم أبا بكر وعمر
وقذف عائشة، فلم ينكر ذلك ولم يتب منه، وكانت السياط بثمارها، فجعل يضرب
369

بحضرة القاضي وأصحاب الشرط قيام، فقال: أيها القاضي قتلتني. فقال له أبو
حسان: قتلك الحق، لقذفك زوجة الرسول، ولشتمك الخلفاء الراشدين المهديين. قال
طلحة: وقيل: لما ضرب ترك في الشمس حتى مات، ثم رمى به في دجلة.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو
مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أن عمه عبد الرحمن بن يحيى سأل
أحمد بن حنبل عن المعروف بأبي حسان الزيادي؟ فقال: كان مع ابن أبي دؤاد،
وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي
حدثنا أحمد بن محمد الدقاق حدثنا بعض أصحابنا عن إسحاق الحربي قال: بلغني
أن أبا حسان الزيادي رأى رب العزة تعالى في النوم، فلقيته فقلت بالذي أراك ما أراك
إلا حدثتني بالرؤيا، قال نعم! رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه ورأيت فيه شخصا
يخيل إلي أنه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يشفع إلى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول:
ألم يكفك أنى أنزلت عليك في سورة الرعد: * (وإن ربك لذو مغفرة للناس على
ظلمهم) * [الرعد 6] ثم انتبهت.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني
حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي حدثنا أبو خازم القاضي وأبو على أحمد بن
إسماعيل. قالا: حدثنا أبو سهل الرازي حدثنا أبو حسان الزيادي. قال: ضقت ضيقة
بلغت فيها إلى الغاية، حتى ألح علي القصاب والبقال والخباز وسائر المعاملين، ولم
يبق لي حيلة، فإني ليوما على تلك الحال وأنا مفكر في الحيلة، إذ دخل على الغلام
فقال: حاجي خراساني بالباب يستأذن؟ فقلت له: ائذن له، فدخل الخراساني فسلم،
وقال: ألست أبا حسان؟ قلت: نعم فما حاجتك؟ قال: أنا رجل غريب وأريد الحج،
ومعي عشرة آلاف درهم، واحتجت إلى أن تكون قبلك إلى أن أقضى حجى وأرجع،
فقلت هاتها، فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وختمها، فلما خرج فككت الخاتم على
المكان، ثم أحضرت المعاملين فقضيت كل من كان له علي دين، واتسعت وأنفقت
وقلت أضمن هذا المال للخراساني، إلى أن يجئ [يكون] قد أتى الله بفرج من
عنده، فكنت يومى ذلك في سعة وأنا لا أشك في خروج
370

الخراساني، فلما أصبحت من غد ذلك اليوم دخل إلى الغلام فقال: الخراساني الحاجي
بالباب يستأذن، فقلت: ائذن له، فدخل فقال: إني كنت عازما على ما أعلمتك، ثم
ورد على الخبر بوفاة والدي، وقد عزمت على الرجوع إلى بلدي فتأمر لي بالمال الذي
أعطيتك أمس! فورد علي أمر لم يرد على مثله قط، وتحيرت فلم أدر بما أجيبه،
وفكرت فقلت ماذا أقول للرجل؟ ثم قلت له نعم - عافاك الله - منزلي هذا ليس
بالحريز، ولما أخذت مالك وجهت به إلى من هو قبله، فتعود في غد لتأخذه،
فانصرف وبقيت متحيرا لا أدرى ما أعمل؟ إن جحدته قدمني واستحلفني، وكانت
الفضيحة في الدنيا والآخرة، والهتك، وإن دافعته صاح وهتكني، وغلظ الأمر على
جدا، وأدركني الليل، وفكرت في بكور الخراساني إلى، فلم يأخذني النوم ولا قدرت
على الغمض، فقمت إلى الغلام فقلت أسرج البغلة، فقال: يا مولاي هذه العتمة بعد،
وما مضى من الليل شئ، فإلى أين تمضي؟ فرجعت إلى فراشي فإذا النوم ممتنع، فلم
أزل أقوم إلى الغلام وهو يردني حتى فعلت ذلك ثلاث مرات وأنا لا يأخذني القرار،
وطلع الفجر وأسرج البغلة وركبت، وأنا لا أدرى أين أتوجه وطرحت عنان البغلة،
وأقبلت أفكر وهي تسير، حتى بلغت الجسر فعدلت إليه فتركتها فعبرت، ثم قلت إلى
أين أعبر، وإلى أين أمضى؟ ولكن إن رجعت وجدت الخراساني على بابي، أدعها
تمضي حيث شاءت، ومضت البغلة فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة ناحية دار
المأمون، فتركتها إلى أن قاربت باب المأمون والدنيا بعد مظلمة، فإذا فارس قد تلقاني،
فنظر في وجهي، ثم سار وتركني، ثم رجع إلي فقال: ألست بأبي حسان الزيادي؟
قلت: بلى. قال [أجب] الأمير الحسن بن سهل، فقلت في نفسي وما يريد الحسن بن
سهل منى؟ فسرت معه حتى صرنا إلى بابه واستأذن لي عليه فدخلت، فقال أبا
حسان ما خبرك؟ وكيف حالك؟ ولم انقطعت عنا؟ فقلت: لأسباب، وذهبت
لأعتذر. فقال: دع هذا عنك أنت في لوثة أو في أمر، فما هو؟ فإني رأيتك البارحة
في النوم في تخليط كثير، فابتدأت فشرحت له قصتي من أولها إلى أن لقيني صاحبه،
ودخلت عليه، فقال: لا يغمك الله يا أبا حسان قد فرج الله عنك، هذه بدرة
للخراساني في مكان بدرته، وبدرة أخرى لك تتسع بها، وإذا نفذت أعلمنا. فرجعت
من مكاني فقضيت الخراساني، واتسعت وفرج الله وله الحمد.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرفة حدثني محمد بن يونس الكديمي حدثني أبو حسان الزيادي. قال: مطرنا يوما
371

مطرا شديدا فأقمت في المسجد للصلاة، فإذا أنا بشخص حيالي إذا أطرقت نظر إلي،
وإذا رفعت رأسي أطرق - فعل هذا مرات - فدعوت به وقلت ما شأنك؟ فقال
ملهوفا: أنا رجل متجمل جاء هذا المطر فسقط بيتي، ولا والله ما أقدر على بنيانه،
قال فأقبلت أفكر من له؟ فخطر ببالي غسان بن عباد، فركبت إليه معه وذكرت له
شأنه فقال: قد دخلتني له رقة ههنا عشرة آلاف درهم قد كنت أريد تفرقتها فأنا
أدفعها إليه، فبادرت إليه وهو على الباب فأخبرته، فسقط مغشيا عليه من الفرح،
فلامني ناس رأوه، وقالوا ما صنعت؟ فدخلت إلى غسان فأمر بإدخاله، ورش على
وجهه من ماء الورد حتى أفاق، فقلت: ويحك ما نالك؟ قال ورد على من الفرح ما
أنزل بي ما ترى. ثم تحدثنا مليا فقال لي غسان قد دخلتني له رقة، قلت فمه؟ قال:
أحمله على دابة، فقلت له إن الأمير قد عزم في أول أمرك على شئ، أفمن رأيك أن
تموت إن أخبرتك؟ قال لا: قلت قد عزم على حملك على دابة، قال أحسن الله
جزاءه، ثم تحدثنا مليا فقال لي قد دخلتني لهذا الرجل رقة، قلت فما تصنع به؟ قال
أجرى له رزقا سنيا وأضمه إلي، فقلت له: إن الأمير قد عزم في أمرك على شئ أفمن
رأيك أن تموت؟ قال لا، قلت: إنه قد عزم على أن يجرى لك رزقا سنيا ويضمك إليه،
قال أحسن الله جزاءه، ثم ركب ودفعت البدرة إلى الغلام يحملها، فلما سرنا بعض
الطريق قال لي: ادفع البدرة إلي أحملها، قلت: الغلام يكفيك، قال آنس بمكانها على
عنقي! ثم غدوت به إلى غسان، فحمله وضمه إليه وخص به، فكان من خير تابع.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: توفى أبو حسان
الزيادي في رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وكان من كبار أصحاب الواقدي.
أخبرنا على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: ومات أبو حسان
الزيادي فيما أخبرني محمد بن جرير سنة اثنتين وأربعين ومائتين في رجب، وله تسع
وثمانون سنة وأشهر، ومات هو والحسن بن علي بن الجعد في وقت واحد، وأبو
حسان على الشرقية، والحسن بن علي على مدينة المنصور.
3878 - الحسن بن عثمان بن محمد بن عثمان، أبو محمد بن بنت محمد
ابن غالب بن حرب التمتام، ويعرف بالتمتامي:
حدث ببلاد خراسان، وما وراء النهر عن عبد الله بن إسحاق المدايني، وطبقته.
372

روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع النيسابوري وغيره.
حدثني محمد بن علي المقرئ عن محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ. قال:
الحسن بن عثمان بن محمد بن عثمان التمتامي البغدادي كان يحفظ وليس بالمعتمد في
المذاكرة والتحديث، فإنه حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبى بكر الباغندي، وعبد
الله بن إسحاق المدايني، وعبد الله بن زيدان البجلي، بأحاديث لا يتابع عليها. قدم
نيسابور سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ثم خرج إلى ما وراء النهر، وبلغني أنه توفى
باسبيجاب، سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو سعد الإدريسي. قال:
الحسن بن عثمان التمتامي البغدادي كان يحفظ، يروى عن جبير بن محمد الواسطي،
وأحمد بن محمد بن عبد الرزاق، وغيرهما من أهل العراق، لم أرزق السماع منه،
وكتبت حديثه ممن هو أسند منه.
حدثني عنه محمد بن أبي سعيد الحافظ السرخسي وسمعت محمد بن أبي سعيد
يقول: كتب عنى الحسن بن عثمان التمتامي أحاديث لبهز بن حكيم، ثم ذهب
فحدث بها عن مشايخي، كان يخلط، مات بالشاش سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3879 - الحسن بن عثمان بن عبدويه بن عمرو، أبو محمد البزاز:
سمع محمد بن يحيى بن الحسين العمى، ومحمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير
المقرئ، وكان ثقة.
أخبرنا ابن بكير حدثنا أبو محمد الحسن بن عثمان بن عبدويه بن عمرو البزاز
حدثنا محمد بن يحيى بن الحسين العمى البزاز قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن
عائشة التيمي - بالبصرة - حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " الحجر الأسود من الجنة، كان أشد
بياضا من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك ".
3880 - الحسن بن عثمان بن بكران بن جابر، أبو محمد العطار:
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري. وأبا
373

عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبا سهل بن زياد، ومحمد بن الحسن
ابن زياد النقاش. حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال، وأبو بكر البرقاني، والقاضي
أبو عبد الله الصيمري، وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد الكوفي الصيرفي، وكان ثقة
صالحا دينا.
حدثني أبو محمد الخلال وأبو القاسم الأزهري أن الحسن بن عثمان بن جابر
مات في شعبان من سنة خمس وأربعمائة، قال الخلال: ودفن في مقبرة باب حرب.
قلت: وكان يذكر أنه ولد في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
3881 - الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سورة، أبو عمر الواعظ
المعروف بابن الفلو:
سمع جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي، وأبا العباس ختن
الصرصري، وابن مالك القطيعي، وأباه عثمان بن أحمد. كتبت عنه وكان لا بأس به
ينزل الخلالين، ثم سكن في دهليز دار القطن مدة، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي فنزل
دار أبي الحسين بن السماك، وأقام هناك إلى أن مات، وكان له لسان، وعارضة
وبلاغة، وكان سمحا كريما.
أنشدنا أبو عمر بن الفلو لنفسه:
- دخلت على السلطان في دار عزه * بفقري ولم أجلب بخيل ولا رجل -
- وقلت انظروا ما بين فقري وملككم * بمقدار ما بين الولاية والعزل -
سمعت ابن الفلو يقول: ولدت في عشية يوم الجمعة وقت صلاة المغرب لعشر
خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الأحد ودفن صبيحة تلك الليلة وذلك يوم الأحد الرابع عشر من
صفر سنة ست وعشرين وأربعمائة، وصلى عليه في جامع المدينة، وحضرت الصلاة
عليه، ودفن بباب حرب إلى جنب أبي الحسين بن السماك.
3882 - الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب، أبو محمد مولى قريبة بنت
محمد بن أبي بكر الصديق، وهو أخو عاصم بن علي:
واسطى الأصل. سكن بغداد وحدث بها عن أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو
374

الأوزاعي، وعبد الملك بن مسلم بن سلام. روى عنه أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر أخبرنا أبو بكر بن شاذان حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي. قال: قال علي بن الجعد: كان الحسن بن علي بن عاصم عند شعبة
بمنزلة الولد.
أخبرنا الأزهري حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن عمران بن
موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال سمعت أبي يقول: حسن بن
علي بن عاصم قد رأيته سمع من الأوزاعي، وسعيد والناس، ولم أكتب عنه شيئا.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا حسن بن علي بن عاصم
حدثنا الأوزاعي عن واصل عن أبي قلابة: أنه كان لا يرى بأسا أن يستقرض الرجل
الرغيف من الخبز. قال أبي: كان حسن بن علي بن عاصم أعقل أهل بيته، أعقل من
أبيه، وأخيه، جاء ذات يوم ونحن على باب هشيم، فقمت إليه فساءلته.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -
بمصر - حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال:
على بن عاصم ليس بشئ، ولا ابنه الحسن.
أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب حدثنا جدي قال: سألت يحيى بن معين عن عاصم بن علي، فطعن فيه، وفى
أبيه، وفى أخيه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ - إجازة - أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى
أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت الفضل بن سهل ويحيى بن أبي
طالب. يقولان: مات الحسن بن علي بن عاصم في حياة أبيه.
3883 - الحسن بن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، مولى أم سلمة
المخزومية زوجة أبي العباس السفاح:
ولى قضاء مدينة المنصور بعد عبد الرحمن بن إسحاق الضبي.
أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: عزل الواثق عبد
375

الرحمن بن إسحاق سنة ثمان وعشرين ومائتين، واستقضى الحسن بن علي بن الجعد
وكان سريا ذا مروءة، وكان من العلماء بمذهب أهل العراق، أخذ عن أبيه وولى
القضاء في حياة أبيه.
وأخبرني الأزهري أخبرنا أحمدة بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة
قال: وأما الحسن بن علي بن الجعد فإنه تولى القضاء وأبوه حي، ومات أبوه بعد توليه
القضاء بسنتين.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله أن عمه عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان سأل أحمد بن حنبل عن
الحسن بن علي بن الجعد فقال: كان معروفا عند الناس بأنه جهمي، مشهورا بذلك.
ثم بلغني عنه الآن أنه قد رجع عن ذلك.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: توفى الحسن بن علي بن
الجعد قاضي مدينة المنصور في رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أخبرنا علي بن المحسن حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: وتوفى الحسن بن علي
بن الجعد، وأبو حسان الزيادي في وقت واحد، وكل واحد منهما قاض، كان
أحدهما على المدينة، والآخر على الشرقية، في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في أيام
المتوكل.
قال محمد بن خلف: فأنشدني ابن أبي حكيم لنفسه:
- سر بالكرخ والمدينة قوم * مات في جمعة لهم قاضيان -
- لهف نفسي على الزيادي منهم * ثم لهفي على فتى الفتيان -
قلت: والصحيح أن موتهما كان في سنة اثنتين وأربعين.
3884 - الحسن بن علي، أبو محمد، ويقال: أبو علي الخلال، المعروف
بالحلواني:
سمع يزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وزيد
376

ابن الحباب، وأبا عاصم النبيل، وعفان بن مسلم، ومحمد بن عيسى بن الطباع،
وعبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه محمد بن أبي عتاب الأعين، ومحمد بن
إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وإبراهيم
الحربي وأبو داود السجستاني. وأحمد بن علي الأبار، ومحمد بن هارون بن المجدر.
وكان حافظا ثقة، وورد بغداد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أبو علي بن الصواف حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الحسن بن الخلال الذي يقال له الحلواني. قال:
ما أعرفه بطلب الحديث، وما رأيته يطلب الحديث. قلت: إنه يذكر أنه كان ملازما
ليزيد بن هارون، قال: ما أعرفه إلا أنه جاءني إلى هنا يسلم علي، ولم يحمده أبي. ثم
قال: يبلغني عنه أشياء أكرهها، ولم أره يستخفه. وقال أبي مرة أخرى - وذكره:
أهل الثغر عنه غير راضين. أو كلاما هذا معناه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الأسفراييني قال لكم أبو
سليمان داود بن الحسين البيهقي: بلغني أن الحلواني الحسن بن علي قال: إني لا أكفر
من وقف في القرآن، فتركوا علمه.
قال أبو سليمان: سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلواني، قال: يرمى في
الحش. ثم قال أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.
حدثنا الحسن بن علي الجوهري - إملاء - أخبرنا علي بن محمد بن الفتح
الأشناني حدثنا أحمد بن عبد الرحمن البزوري قال: سألت الحسن بن علي الحلواني
فقلت: إن الناس قد اختلفوا عندنا في القرآن، فما تقول؟ فقال: القرآن كلام الله غير
مخلوق، ما نعرف غير هذا.
377

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه -
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
يقول: كان الحسن بن علي الحلواني لا ينتقد الرجال ثم قال: كان عالما بالرجال،
وكان لا يستعمل علمه.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم حدثنا
محمد - يعنى ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة - حدثنا يعقوب قال: الحسن بن علي
- يعنى الخلال - كان ثقة ثبتا متقنا.
أخبرنا الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
حدثنا جدي قال: الحسن بن علي صاحب حديث، متقن ثقة.
أخبرنا محمد بن علي الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله أخبرنا عبد الكريم بن
أحمد بن شعيب النسائي أخبرني أبي. قال: أبو محمد الحسن بن علي الحلواني
ثقة.
3885 - الحسن بن علي الأعرج:
حدث عن سعيد بن سليمان الواسطي، ونعيم بن حماد. روى عنه أحمد بن أبي
خيثمة، وزعم أنه كان ينزل مدينة أبي جعفر المنصور.
3886 - الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد العسكري:
كان ينزل بسر من رأى وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة، وكان مولده
على ما:
أخبرني علي بن أبي علي حدثنا الحسن بن الحسين النعالي أخبرنا أحمد بن عبد
الله الذارع حدثنا حرب بن محمد حدثنا الحسن بن محمد العمى البصري حدثنا أبو
سعيد سهل بن زياد الأزدي. قال: ولد أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي
ابن موسى; في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفى في يوم الجمعة. قال بعض الرواة:
في يوم الأربعاء لثمان خلون من ربيع الأول سنة مائتين وستين.
378

قلت: وبسر من رأى مات، وبها قبره إلى جنب أبيه.
3887 - الحسن بن علي، أبو علي المسوحي:
أحد الكبراء من شيوخ الصوفية حكى عن بشر بن الحارث. روى عنه الجنيد بن
محمد، وأبو العباس بن مسروق والقاضي المحاملي. وأسند عنه محمد بن هارون بن
بريه الهاشمي حديثا عن بشر بن الحارث.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي قال: حسن المسوحي كنيته أبو على، كان أستاذ أكثر البغداديين مثل
أبي حمزة، وأبى محمد الجريري، وغيرهما. وهو من كبار أصحاب سرى، وهو أول
من عقدت له الحلقة ببغداد يتكلم في هذه العلوم، ولما قعد حضره جماعة أصحاب
السري، ولم يتخلف عن مجلسه أحد.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: بلغني عن الجنيد وابن مسروق أن حسنا المسوحي
لم يكن له منزل يأوى إليه، وكان يأوى بباب الكناس في مسجد يكنه من الحر
والبرد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إجازة - أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي
حدثني الجنيد وأبو العباس بن مسروق وأبو أحمد المغازلي والجريري وغيرهم قالوا
سمعنا حسنا المسوحي يقول: كنت آوى باب الكناس كثيرا، وكنت أقرب من
مسجد، ثم أتفيأ فيه من الحر، وأستكن فيه من البرد، فدخلت يوما وقد كان كظنى
الحر واشتد علي فتفيأت فغلبتني عيني فنمت فرأيت كأن سقف المسجد قد انشق،
وكأن جارية قد تدلت علي من السقف عليها قميص فضة يتخشخش، ولها ذؤابتان،
قال فجلست عند رجلي، فقبضت رجلي عنها، فمدت يدها فنالت رجلي فقلت لها
يا جارية لمن أنت؟ قالت أنا لمن دام على ما أنت عليه.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت
أبا العباس البغدادي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت أبا القاسم - يعنى الجنيد - يقول: كلمت يوما حسن المسوحي في شئ من الأنس فقال لي: ويحك ما
الأنس؟ لو مات من تحت السماء ما استوحشت.
379

3888 - الحسن بن علي بن مالك بن أشرس بن عبد الله بن منجاب، أبو
محمد الشيباني المعروف بالأشناني:
حدث عن عمرو بن عون، ويحيى بن معين، ومؤمل بن الفضل الحراني، وسويد
ابن سعيد الحدثاني. روى عنه ابنه عمر، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد
الحكيمي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي
حدثنا الحسن بن علي بن مالك الأشناني حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني حدثنا عيسى
ابن يونس عن إسماعيل عن قيس قال: قال الحسن لأبيه: يا أبت أتأذن؟ قال نعم، ولا
تحن حنين الجارية، قال: ذر العرب حتى ترجع إليها عوازب عقولها، فوالله لئن كنت
في وجار ضبع ليستخرجنك منه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات الأشناني في سنة ثمان وسبعين - يعنى ومائتين -.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى -
وأنا أسمع - قال: والحسن بن علي بن مالك القراطيسي المعروف بالأشناني مات ليلة
الأربعاء، ودفن يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وسبعين، وصلى عليه
أبو بكر المعروف بابن أبي الدنيا القرشي. كتب الناس عنه وكان به أدنى لين.
3889 - الحسن بن علي بن ياسر، أبو علي الفقيه:
وهو خال أبي الآذان الحافظ، حدث عن محمد بن بكار بن الريان، وعن سعيد
ابن يحيى بن الأزهر الواسطي، ومحمد بن عباد المكي، ومحمد بن أبي عتاب الأعين،
روى عنه علي بن محمد المصري، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما، وكان ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد بن
أيوب حدثنا الحسن بن علي بن ياسر البغدادي - خال أبي الأذان - حدثنا سعيد بن
يحيى بن الأزهر الواسطي قال حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا شريك عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع اسما قبيحا غيره،
فمر على قرية يقال لها عقرة فسماها خضرة.
قال سليمان: لم يروه عن شريك إلا إسحاق.
380

حدثني الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: الحسن بن ياسر البغدادي الفقيه
يكنى أبا علي، قدم إلى مصر وكتب عنه بها، توفى في شهر ربيع الآخر سنة تسع
وثمانين ومائتين.
3890 - الحسن بن علي بن بطحا:
حدث عن هارون بن معروف. روى عنه ابن أخيه إبراهيم بن محمد بن علي بن
بطحا:
3891 - الحسن بن علي بن المتوكل بن الميمون، أبو محمد مولى عبد الصمد
ابن علي الهاشمي:
سمع أبا الحسن المدائني، وشريح بن النعمان، وعاصم بن علي، وعفان بن مسلم،
وخالد بن أبي يزيد القرني. روى عنه محمد بن أحمد بن تميم الخياط، وعبد الباقي
ابن قانع، وإسماعيل الخطبي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا الحسن بن علي
ابن المتوكل - مولى بنى هاشم - حدثنا خالد بن بهوذان القرني - وكان فارسيا وهو
خالد بن أبي يزيد - حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن محمد عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن ثمن الكلب، وكسب الزمارة.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد: سنة إحدى وتسعين ومائتين، فيها مات الحسن
ابن علي بن المتوكل أبو محمد، جار المطوعي في المحرم.
3892 - الحسن بن علي بن شبيب، أبو علي المعمري الحافظ:
رحل في الحديث إلى البصرة، والكوفة، والشام، ومصر. وسمع هدبة بن خالد
القيسي، وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي وعبيد الله بن معاذ العنبري، ومحمد بن
عبيد بن حساب وحفص بن عبيد الله الحلواني، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين،
وداود بن عمرو الضبي وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وجبارة بن مغلس، وشيبان
381

ابن فروخ، والعباس بن الوليد النرسي، وخلف بن سالم، وزهير بن حرب، ومحمد
ابن جعفر الوركاني وعبد الله بن عون الخراز، وأحمد بن عيسى المصري، وعيسى بن
حماد زغبة، وسويد بن سعيد، وشيبان بن أبي شيبة، وخلف بن هشام، والمسيب بن
واضح، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيما، وأحمد بن عمرو بن السرح، وخلقا
سواهم يطول ذكرهم.
حدث عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وجعفر الخلدي، وإسماعيل الخطبي وأحمد بن
كامل القاضي، وأحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، وغيرهم.
وكان المعمري من أوعية العلم يذكر بالفهم، ويوصف بالحفظ، وفى حديثه
غرائب وأشياء ينفرد بها.
وذكره الدارقطني فقال: صدوق حافظ، جرحه موسى بن هارون، وكانت بينهما
عداوة، وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله العتق بها، ثم ترك روايتها.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي أخبرنا محمد
ابن مخلد العطار حدثنا الحسن بن علي بن شبيب حدثنا سليمان بن أيوب حدثنا
حماد بن زيد عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن حذيفة فيما أرى - كذا قال -
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت
أبا عمر بن حمدان يقول سمعت أبي يقول قصدت الحسن بن علي المعمري من
خراسان في حديث محمد بن عباد عن ابن عيينة عن عمرو عن سعيد بن أبي بردة،
فامتنع علي، فبينا أنا عنده ذات يوم وعبيد العجل عنده يذاكره، فسألته عن الحديث
فردني فقمت وقلت: لا ردك الله كما رددتني، فقال لي: اقعد وذاكرني. ثم قال لي:
سل عن غير هذا، فقلت: حديث أبي أسامة عن بريدة عن أبي بردة عن أبي موسى
عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أراد رحمة أمة "؟. قال: لا أعرفه. فقال عبيد العجل: أنا
أعرفه حدثناه إبراهيم الجوهري حدثنا أسامة. فقلت: حدثني به فقال لا أحدث
بحديث بحضرة هذا الشيخ فصبرت حتى قام، ثم تبعته فقلت: حديث أبي أسامة؟
فقال: لا أحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راكب على الطريق، فما زلت أعدو معه
382

حتى بلغ باب داره، ونزل عن حماره، فسألته فحدثني به، قلت: الأصل؟ فأخرج
الأصل فكتبته منه.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ أخبرنا أحمد بن محمد الهروي أخبرنا عبد الله
ابن عدي الحافظ. قال: الحسن بن علي بن شبيب المعمري رفع أحاديث هي موقوفة،
وزاد في المتون أشياء ليس منها.
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي قال سمعت عبدان يقول سمعت
فضلك الرازي وجعفر بن الجنيد يقولان: المعمري كذاب. ثم قال لي عبدان: حسداه
لأنه كان رفيقهم وأنا معه. فكان المعمري إذا كتب حديثا غريبا لا يفيدهما، قال لنا
عبدان: وما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت
أبا عمرو بن حمدان يقول سمعت موسى بن هارون يقول استخرت الله سنتين حتى
تكلمت في المعمري وذاك أنى كتبت معه عن الشيوخ وما افترقنا فلما رأيت تلك
الأحاديث قلت: من أين أتى بها؟ قال أبو طاهر: وكان المعمري يقول: كنت أتولى
لهم الانتخاب فإذا مربى حديث غريب قصدت الشيخ وحدي فسألته عنه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت
الزبير بن عبد الله الثوري يقول سمعت أبا تراب محمد بن إسحاق الموصلي - بهراة -
يقول سمعت المعمري يقول: أما تعجبون من موسى بن هارون يطلب لي متابعا في
أحاديث خصني بها الشيوخ وقطعتها من كتبهم؟!.
أنبأنا الماليني أخبرنا ابن عدي قال: سمعت ابن سعيد يقول سألت عبد الله بن
أحمد بن حنبل عن المعمري فقال: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أنه صحب قوما
يوصلون الحديث.
قال ابن عدي: وكان أحمد بن هارون البرديجي يقول: ليس بعجب أن ينفرد
المعمري بعشرين أو ثلاثين حديثا أو أكثر، ليست عند غيره في كثرة ما كتب.
قال ابن عدي: وكان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قال
عبدان إنه لم ير مثله وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في المتون، فإن هذا موجود
في البغداديين خاصة، وفى حديث ثقاتهم وأنهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل،
ويزيدون في الأسانيد. والمعمري كما قال عبد الله بن أحمد لا يتعمد الكذب، ولكنه
صحب قوما يصلون ويزيدون، والله أعلم.
383

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قالا: مات أبو
علي المعمري سنة خمس وتسعين ومائتين. قال الخطبي: في المحرم.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: مات أبو علي
المعمري في ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين
ومائتين، ودفن في يوم الجمعة بعد صلاة العصر على الطريق عند مقابر البرامكة بباب
البردان، وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماما ربانيا وكان قد شد أسنانه بالذهب،
ولم يغير شيبه.
وقيل بلغ اثنتين وثمانين سنة، وكان قديما يكنى أبا القاسم، ثم اكتنني بأبي علي،
أحسب أنه كره أن يذكر بكنيته فيسب، فنزه الكنية عن ذلك والله أعلم. وقد كان
ولى القضاء للبرتى على القصر وأعمالها، وقيل له المعمري بأمه أم الحسن بنت سفيان
ابن أبي سفيان صاحب معمر بن راشد.
3893 - الحسن بن علي بن الوليد، أبو جعفر الفارسي الفسوي:
سكن بغداد وحدث بها عن سعيد بن سليمان الواسطي، وعلي بن الجعد
الجوهري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وفيض بن وثيق البصري، وعبد الرحمن بن
نافع درخت، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وعمرو بن محمد الناقد. روى
عنه أبو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع
القاضي، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز أخبرنا عثمان
ابن أحمد الدقاق - إملاء - حدثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي أخبرنا سعيد
بن سليمان عن عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة: أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة، فقال
لأصحابه: " أمسكوا فإنها مسمومة. فقال: ما حملك على ما صنعت "؟ فقالت:
أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله علي، وإن كنت كاذبا أريح الناس منك.
384

أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - حدثنا الحسن بن عثمان بن جابر
العطار أخبرنا علي بن إبراهيم بن حماد القاضي حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي
الفسوي. قال: ولدت سنة اثنتين ومائتين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ. قال سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول:
سنة تسعين ومائتين فيها مات الحسن بن علي بن الوليد الفسوي.
أخبرنا علي بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا ابن قانع:
أن الحسن بن علي الفسوي مات في سنة ست وتسعين ومائتين.
3894 - الحسن بن علي بن أحمد بن يعقوب بن يحيى بن طالب بن غراب:
قرابة خلف بن هشام بن طالب بن غراب البزار المقرئ. حدث عن محمود بن
خداش روى عنه عبد الصمد الطستي.
3895 - الحسن بن علي الحجاج، الأنصاري، يلقب حمصة:
حدث عن عبد الله بن معاوية الجمحي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني
قال حدثنا الحسن بن علي بن الحجاج الأنصاري البغدادي - يلقب حمصة - حدثنا
عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا حماد - يعنى ابن زيد - حدثنا أيوب عن يزيد
الرشك عن معاذة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من غير احتلام، ثم يغتسل
ويصوم قال سليمان: لم يروه عن أيوب إلا حماد، تفرد به عبد الله بن معاوية.
3896 - الحسن بن علي بن سعيد بن شهريار، أبو علي الرقي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عامر بن سيار الحلبي، وعبد الملك بن
سليمان القرقساني، وعلي بن ميمون، وزريق بن الورد الرقيين. روى عنه محمد بن
العباس بن نجيح الحافظ وأبو سهل بن زياد القطان. وقال الدارقطني: هو ضعيف.
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان أخبرنا الحسن بن علي بن شهريار الرقي حدثنا أبي حدثنا محمد بن
مصعب حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه. قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم
على أبي وهو مريض يعوده، فرقاه فتفل من قرنه إلى قدمه، فرأيت رحاض البزاق على
خده.
385

أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز حدثنا ابن
سعيد بن شهريار حدثنا عامر بن سيار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا يحيى بن
سعيد عن محمد بن إسحاق عن شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد بن أنس بن
مالك قال: سمعت جدي يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بجارية من الأنصار وقد
رضها يهودي بين حجرين فقتلها، وانتزع حليها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
تتهمون؟ " قالوا: نتهم رجلا من اليهود، فأتى باليهودي ورجلين من اليهود معه، فدعا
أحد الرجلين اللذين لم يكن منهما متهم بقتلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية - وبها
رمق - " أهذا قتلك؟ " فأشارت برأسها أن لا، ثم أتى بالآخر فقالت مثل ذلك، فأتى
باليهودي الذي اتهم بها فقال: " هذا قتلك؟ " فأشارت برأسها أن نعم فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقتل اليهودي، فرض بين حجرين ونحن قعود!.
حدثني الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن
محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: الحسن بن علي بن سعيد بن
شهريار يكنى أبا على، رقى، توفى بمصر يوم الخميس ليومين بقيا من شهر ربيع الأول
سنة سبع وتسعين ومائتين لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتنكر.
3897 - الحسن بن علي بن محمد بن سليمان، أبو محمد القطان ويعرف
بابن علوية:
سمع عاصم بن علي، وإسماعيل بن عيسى العطار، وعباد بن موسى الختلي،
ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وإبراهم بن المنذر، ويزيد بن مروان الخلال، ونصر
ابن الحكم الياسري، وعبيد الله بن محمد العيشي، وبشار بن موسى الخفاف، وبشر
ابن الوليد، ومحمد بن حميد الرازي، ويحيى بن المبارك المباركي، وأبو الصلت
الهروي، وأبا عبيدة بن الفضيل بن عياض. روى عنه أبو عمرو بن السماك وأحمد
ابن سلمان النجاد، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن سندي الحداد
وأبو علي بن الصواف، ومخلد بن جعفر الدقاق، وأبو الحسين الزينبي، وكان ثقة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت
الدارقطني عن الحسن بن علي بن سليمان القطان فقال: ثقة.
أخبرنا محمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو
386

محمد الحسن بن علوية القطان صاحب المبتدأ يوم السبت لليلتين خلتا من شهر ربيع
الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأخبرني أن مولده في شوال سنة خمس ومائتين.
3898 - الحسن بن علي بن دلويه:
حدث عن أحمد بن ثابت الجحدري. روى عن أبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا
الحسن بن علي بن دلويه البغدادي حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري حدثنا محمد بن
خالد بن عثمة حدثنا عبد الله بن المنيب المدني حدثني أبي قال سمعت أنس بن مالك
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم اغفر للأنصار ولأزواج الأنصار وذراريهم
وذراري ذراريهم ".
قال سليمان: لم يروه عن عبد الله بن المنيب إلا محمد بن خالد بن عثمة، تفرد به
أحمد بن ثابت.
3899 - الحسن بن علي السرخسي:
قدم بغداد وحدث بها عن حمدان بن ذي النون، روى عنه الطبراني أيضا.
أخبرنا ابن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسن بن علي السرخسي
- ببغداد - حدثنا حمدان بن ذي النون حدثنا شداد بن حكيم حدثنا زفر بن الهذيل
عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري عن عبد الله والحسن ابني محمد بن
الحنفية عن أبيهما عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء. قال سليمان: لم
يروه عن زفر إلا شداد.
3900 - الحسن بن علي بن عمر، أبو سعيد الفقيه:
نزل المصيصة وحدث بها عن أحمد بن عيسى المصري، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
روى عنه إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني، ومحمد بن أحمد بن يعقوب
الهاشمي المصيصي.
أخبرنا لحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن يعقوب
الهاشمي حدثنا الحسن بن علي بن عمر البغدادي - بالمصيصة - حدثنا إسحاق
387

ابن أبي إسرائيل حدثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بأمير خيرا جعل له وزيرا صالحا ".
3901 - الحسن بن علي بن إسماعيل، أبو سعيد الجصاص:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: ومات أبو سعيد الحسن بن علي بن إسماعيل الجصاص في ذي
القعدة سنة إحدى وثلاثمائة، عن ستر وصدق، وكان نزل بالجانب الغربي مربعة
بلا شوية، كثير الحديث سيما عن أهل مصر، كالربيع بن سليمان، والمذكورين معه.
3902 - الحسن بن علي، أبو محمد الخفاف البغدادي:
روى عن يحيى بن معاذ الرازي حدث عنه أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني
الكوفي.
3903 - الحسن بن موسى:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نصيف الفراء - في كتابه إلينا من مصر -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خروف بن كامل المديني - إملاء - قال حدثنا
الحسن بن علي بن موسى البغدادي قال حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة.
3904 - الحسن بن علي بن مصعب بن بدر اللخمي:
أحد الغرباء. حدث ببغداد عن هشام بن عمار الدمشقي. وحرملة بن يحيى
المصري. روى عنه الحسن بن سليمان بن عبد الله الأصبهاني.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن
أحمد بن جميع قال: سمعت أبا على الحسن بن سليمان بن عبد الله بن سليمان
الأصبهاني يقول سمعت الحسن بن علي بن مصعب بن بدر اللخمي - ببغداد -
يقول: سمعت هشام بن عمار يقول سمعت مالك بن أنس يقول: لا يفلح كذاب
أبدا، ولا يأتي بخير.
3905 - الحسن بن علي بن سهل، العاقولي:
حدث عن حمدان بن المختار. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي.
388

أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - قطيط - أخبرنا محمد بن أحمد بن
عبد الرحمن المعدل - بأصبهان - حدثنا محمد بن عمر التميمي الحافظ حدثنا
الحسن بن علي بن سهل العاقولي حدثنا حمدان بن المختار حدثنا حفص بن عبيد الله
ابن عمر عن سفيان الثوري عن علي بن زيد عن أنس. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ".
3906 - الحسن بن علي، أبو علي النخعي:
يعرف بأبي الأشنان:
أجاز لي أبو سعد الماليني - وكتبت من أصل كتابه - قال: أخبرنا عبد الله بن عدي
الحافظ قال: الحسن بن علي أبو على النخعي يلقب أبو الأشنان، رأيته ببغداد
في الخلد ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب كذبا فاحشا، ويحدث عن قوم لم يرهم،
ويلزق أحاديث قوم تفردوا به على قوم ليس عندهم.
حدث عن عبد الله بن يزيد الدمشقي - وما أظنه رآه - عن الأوزاعي عن عطاء
عن عبيد عن عمير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " تجاوز الله عن أمتي الخطأ
والنسيان وما استكرهوا عليه ".
وهذا إنما يروى عن بشر بن بكر عن الأوزاعي، ورواه عن بشر ثلاثة أنفس،
البويطي، والربيع، والحسين بن أبي معاوية.
وروى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم،
ولم يذكر في إسناده عبيد بن عمير.
قال: وحدث أيضا أبو الأشنان عن هدبة عن جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل ".
وأبطل أبو الأشنان في روايته هذا الحديث عن هدبة عن جرير، وليس الحديث عند
هدبة عن جرير، وإنما يروى عن محمد بن أبان الواسطي عن جرير، ويروى عن
وهب بن جرير عن أبيه، فأما حديث محمد بن أبان فحدث عنه إبراهيم بن إسحاق
السراج، ثم كان يقول من بعد إبراهيم حدثني أخي - يعنى أبا العباس السراج -
389

عنى عن محمد بن أبان، وقد حدث أبو الأشنان هذا عن عبد الله بن يزيد الدمشقي
عن الأوزاعي بأشياء معضلة، وعن غيره بالمناكير، وهو بين الأمر في الضعفاء.
3907 - الحسن بن علي بن عبد الصمد بن يونس بن مهران، أبو سعيد
البصري، يعرف بالأزمي:
سكن بغداد وحدث بها عن صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب وبحر بن الحكم
الكسائي، وغيرهما. روى عنه محمد بن مخلد، وابن الجعابي، ومحمد بن حميد
المخرمي، ومحمد بن المظفر. وعلي بن عمر السكري.
أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي حدثنا محمد بن المظفر
الحافظ حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد حدثنا بحر بن يحيى حدثنا عبد الكريم
ابن روح حدثنا سلم بن مسلم. قال: سمعت الشعبي يقول: إن فاطمة بنت قيس
حدثت أن زوجها طلقها ثلاثا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لا سكنى، ولا نفقة ".
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر السكري. قال
وجدت في كتاب أخي: مات أبو سعيد الأزمي سنة ثمان وثلاثمائة في وسط آخر
جمعة من رجب، ومنزله مربعة أبي عبيد الله.
3908 - الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد، أبو بكر الشاعر
المعروف بابن العلاف:
حدث عن أبي عمر الدوري المقرئ، وحميد بن مسعدة البصري، ونصر بن علي
الجهضمي، ومحمد بن إسماعيل الحساني. روى عنه عبد الله بن الحسن بن النخاس،
وأبو الحسن الجراحي القاضي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي وعلي بن المحسن القاضي. قالا حدثنا محمد بن
العباس الخزاز حدثنا أبو بكر بن العلاف حدثنا أبو عمر الدوري حدثنا على بن قدامة
الجزري عن مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبد ربه عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم....) * -
390

فأهل البدع والأهواء - * (.... وأما الذين ابيضت وجوههم....) * [آل عمران
106، 107] فأهل السنة والجماعة.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثني الغمر بن
محمد حدثنا أبو بكر الحسن بن علي بن بشار العلاف الشاعر بمجلس أبي الحسن
الأخفش. قال: صك لي على علي بن يحيى برزق، فأعطاني دنانير وأمر ألا أحتسب
بها عليه، فكتبت إليه بهذه الأبيات، وذكر أن أبا هفان كتبها بيده:
- أبا حسن لما سبقت إلى العلى * تفردت فيها بالفضيلة في السبق -
- فصيرت لي حقا بفضلك واجبا * وأعطيتني شيئا سوى ذلك الحق -
- فقدت بها قلبي إليك وإن تسل * خبيرا به يخبرك صدقك عن صدقي -
- ملكت قيادي يا ابن يحيى بنعمة * فإن زدتني أخرى ملكت بها رقي -
- فمن أين لي في الخلق مثلك سيد * إذا كان لم يسمع بمثلك في الخلق -
- وقد سار شعري فيك غربا ومشرقا * كجودك لما سار في الغرب والشرق -
- فإن قابلوا شعري بجودك سائرا * فما بين أشعاري وجودك من فرق -
- فليتك - إذا خلدت حمدك - باقيا * على غابر الأيام تبقى كما تبقى -
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل حدثني أبي قال حدثني عبد العزيز بن أبي بكر
الحسن العلاف الشاعر - وكان أحد ندماء المعتضد - قال: حدثني أبي قال: كنت
ذات يوم في دار المعتضد وقد أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة
كانت موسومة بالندماء، فلما أخذنا مضاجعنا، وهدأت العيون، أحسسنا بفتح
الأبواب، وتفتيح الأقفال بسرعة، فارتاعت الجماعة لذلك، وجلسنا في فرشنا،
فدخل إلينا خادم من خدم المعتضد فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم أرقت الليلة بعد
انصرافكم فعملت:
- ولما انتهينا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفر والمزار بعيد -
وقد ارتج علي تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفى
الجماعة كل شاعر مجيد مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة وأطالوا
الفكر، فقلت مبتدرا لهم:
- فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود -
فرجع الخادم إليه بهذا الجواب، ثم عاد إلي، فقال: أمير المؤمنين يقول لك
أحسنت وما قصرت، وقد وقع بيتك الموقع الذي أريده، وقد أمر لك بجائزة وها هي،
فأخذتها، وازداد غيظ الجماعة منى.
391

حدثني أحمد بن علي التوزي: قال: مات الحسن بن علي بن العلاف الشاعر في
سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وله مائة سنة! وقال لي: هلال بن المحسن: مات في سنة
تسع عشرة وثلاثمائة عن مائة سنة.
3909 - الحسن بن علي، أبو علي المعروف بالطوابيقي:
حدث عن علي بن أحمد البصري شيخ له مجهول. روى عنه يوسف القواس.
حدثني أحمد بن علي المحتسب والحسن بن محمد الخلال قالا: حدثنا يوسف بن
عمر القواس حدثنا أبو على الحسن بن علي المعروف بالطوابيقي - زاد أحمد صاحب
موسى الصنوبري إملاء ثم اتفقا - قال حدثنا علي بن أحمد البصري جار الطويل
قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلوا على
أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني ".
3910 - الحسن بن علي بن زكريا بن صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن
أسلم، أبو سعيد العدوي البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن عمرو بن مرزوق، وعروة بن سعيد، ومسدد بن
مسرهد، وهدبة بن خالد، وطالوت بن عباد، وكامل بن طلحة، وجويرية بن أشرس،
وعبد الله بن معاوية الجمحي، وشيبان بن فروخ، وجبارة بن مغلس، وخراش بن عبد
الله، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وأبو
القاسم بن النخاس، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص
الكتاني في آخرين.
أخبرني التنوخي. قال: قال لنا أبو بكر بن شاذان: سألت أبا سعيد الحسن بن علي
البصري في أي سنة ولدت؟ قال في سنة عشر ومائتين.
أخبرنا محمود بن عمر العكبري أخبرنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله
حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قال:
مررت بالبصرة بباب عثمان بن أبي العاص الثقفي فإذا الناس مجتمعون في منخل
طحان، فملت إليهم لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا بهذا الشيخ فقلت: من هذا؟
392

فقالوا: هذا خراش بن عبد الله خادم أنس بن مالك، قلت: كم له من سنة؟ قالوا:
ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه، والباقون
نظارة، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلي،
وذلك في سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن
إسحاق الحافظ. قال: أبو سعيد الحسن بن علي العدوي البصري سكن بغداد، رأيت
مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر، يقال حبسه إسماعيل بن إسحاق
القاضي إنكارا عليه فيما كان يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعد الماليني - وأجاز لي روايته عنه - أخبرنا عبد الله بن
عدي الحافظ. قال: أبو سعيد الحسن بن علي العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث
ويلزقه على قوم آخرين، ويحدث عن قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن الله لم
يخلقهم، وعامة ما حدث به - إلا القليل - موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أنه هو
الذي وضعها.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت
الدارقطني عن الحسن بن علي أبي سعيد البصري فقال: ذا متروك، قلت: كان يسمى
الذئب؟ قال: نعم.
وقال حمزة: سمعت أبا محمد الحسين بن علي الصيمري يقول: الحسن بن علي
ابن زكريا أبو سعيد العدوي أصله بصري سكن بغداد، كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يقول على النبي ما لم يقل، زعم لنا أن خراشا حدثه عن أنس بن مالك أحاديث فوق
العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عن ابن عون نسخة.
ومما حدث به - لا جزاه الله خيرا - عن شيخ قد سماه لنا عن شعبة عن توبة العنبري
عن أنس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحى
أن يعذب وجها مليحا بالنار " وأشياء كثيرة تبين كذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو سعد الماليني - قراءة - أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان
النخاس المقرئ حدثنا الحسن بن علي بن زفر حدثنا الصباح بن عبد الله أبو بشر
393

حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالحدق
السود، فإن الله يستحى أن يعذب الوجه الحسن بالنار ".
رواه أبو سعد مرة أخرى عن شيخ غير الصباح سماه إبراهيم بن سليمان الزيات
عن شعبة.
أخبرناه الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع
حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي. وأخبرنيه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن عبد
الواحد الوكيل قالا: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري أخبرنا محمد بن
طاهر القرشي حدثنا الحسن بن صالح البصري حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات
حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم
بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحى أن يعذب وجها مليحا بالنار " وكذا
رواه أبو بكر الطرازي عن أبي سعيد.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدثنا
أبو سعيد العدوي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبان بن تغلب
حدثنا الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري. قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " الدال على الخير كفاعله ".
وهذا الحديث يرويه عارم بن الفضل عن حماد بن زيد هكذا، وقد سرقه العدوي
فرواه عن مسدد، وليس الحديث عند مسدد، وإنما عارم يتفرد به. وقد رواه الحسن
ابن عمر العبدي عن حماد، فقال فيه عن ابن مسعود، وأخطأ في ذلك; لأنه عن أبي
مسعود.
أخبرنا الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا الحسن بن علي العدوي
حدثنا كامل بن طلحة حدثنا ابن لهيعة حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي
هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون
الله لمن أحب أبا بكر وعمر، وفى السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا
394

بكر وعمر " وهذا الحديث وضعه العدوي عن كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد
الرزاق بن منصور البندار عن أبي عبد الله الزاهد السمرقندي عن ابن لهيعة، وأبو عبد
الله الزاهد مجهول، فألزقه العدوى على كامل وكامل ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عن
ابن لهيعة.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو القاسم
الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافلائي حدثنا عبد الرزاق بن منصور البندار
حدثنا أبو عبد الله السمرقندي الزاهد حدثنا ابن لهيعة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي هريرة. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون
لمن أحب أبا بكر وعمر، وفى السماء الثانية ثمانين ألف ملك يلعنون من أبغض أبا
بكر وعمر، ومن أحب جميع الصحابة فقد برئ من النفاق ". وقد صنع العدوي
لهذا الحديث اسنادا آخر.
أخبرناه أحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدثنا
أبو سعيد العدوي حدثنا طالوت عن عباد الجحدري حدثنا الربيع بن مسلم القرشي
عن محمد بن زياد عن أبي هريرة. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في السماء الدنيا ثمانين
ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر، وفى السماء الثانية ثمانين ألف
ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر ".
وهذا الإسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات، وقد أتى العدوي أمرا عظيما وارتكب
أمرا قبيحا، في الجرأة بوضعه أعظم من جرأته في حديث ابن لهيعة.
قال محمد بن أبي الفوارس: قرأت على أبي الحسن الدارقطني. قال: حسن بن
علي العدوي أبو سعيد متروك.
حدثنا علي بن أبي علي قال: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: رأيت أبا سعيد
العدوي وقد اسودت طاقات يسيرة من شعر لحيته بعد بياضها لفرط الكبر.
قال لي الحسن بن محمد الخلال: مات أبو سعيد العدوي سنة ثمان عشرة
وثلاثمائة. وكان مولده سنة عشر ومائتين.
395

ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أن أبا سعيد العدوي مات في شهر
ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قال غيره: مات في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة
تسع عشرة.
3911 - الحسن بن علي بن زيد بن حميد بن عبيد الله بن مقسم، أبو محمد
مولى علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
من أهل سر من رأى. حدث ببغداد عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي،
وعمرو بن علي الفلاس، وأبي موسى محمد بن المثنى، وحجاج بن يوسف الشاعر،
وعباس بن يزيد البحراني، وأبى هشام الرفاعي، والحسين بن علي الأسود العجلي،
وطاهر بن خالد بن نزار وعثمان بن معبد بن نوح، وعلي بن حرب، وعبد الله بن
عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو عبد الله بن
بطة العكبري، وأبو القاسم بن الثلاج، وغيرهم أحاديث مستقيمة تدل على صدقه.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا محمد بن علي بن الحسن العنبري
حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن زيد بن حميد السامري - قراءة عليه في سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة ببغداد - حدثنا حجاج بن يوسف بن الشاعر حدثنا عبد
الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن الحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن
الأوزاعي عن محمد بن عمرو بن حسن عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ".
كذا في أصل شيخنا وهذا الحديث إنما يرويه الأوزاعي عن أبي جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن ابن المسيب. كذلك رواه عنه عامة
أصحابه.
قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب: مات الحسن بن علي بن زيد بن
حميد في المحرم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت في كتاب ابن الثلاج - بخطه - توفى الحسن بن علي بن زيد بن حميد
البزاز في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
396

3912 - الحسن بن علي، أبو سعيد البرذعي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن أيوب روى عنه الدارقطني:
3913 - الحسن بن علي بن إسحاق بن يحيى بن شيرزاذ، أبو علي المعروف
بالشيرزاذي:
حدث عن العباس بن محمد الدوري، وعلي بن داود القنطري، وعيسى بن جعفر
الوراق، وعلي بن سهل بن المغيرة، والحسن بن مكرم، وعبد الكريم بن الهيثم حدثنا
عنه أبو الحسن بن رزقويه، وكان ثقة.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق - إملاء في سنة ست وأربعمائة. حدثنا الحسن
ابن علي الشيرزاذي حدثنا عباس بن محمد الدوري، وعيسى بن جعفر الوراق. قالا:
حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي
أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا عاد المسلم المسلم كان في خرفة الجنة حتى
يرجع ".
3914 - الحسن بن علي بن عبد الله بن حماد بن زكويه، أبو سعيد الوراق:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن يحيى بن هارون الأهوازي.
3915 - الحسن بن علي بن حماد، الوراق:
حدث عن إسحاق بن داود بن سليمان. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
3916 - الحسن بن علي بن نعيم بن سهل بن أبان، أبو محمد البغدادي،
يعرف بالنعيمي:
حدث بمصر عن غسان بن خلف الضرير المقرئ. روى عنه أبو الفتح بن مسرور
وذكر أنه كان غير ثقة.
3917 - الحسن بن علي بن عبيد بن الحسن بن محمد، أبو أحمد الخلال
المعروف بابن الكوسج:
سمع الحسن بن علوية القطان، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج وأبا شعيب
الحراني، وأحمد بن حماد بن سفيان، وأحمد بن يحيى الحلواني، والحسن بن
397

علي المعمري، ونحوهم. روى عنه المعافى بن زكريا، وحدثنا عنه ابن رزقويه وكان
صدوقا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أبو أحمد الحسن بن علي بن عبيد الخلال
حدثنا محمد بن حاضر بن حيان بن سعيد حدثنا عمران بن عبد الله الثوري حدثنا
محمد بن حفص عن ميسرة بن عبد الله عن موسى بن جابان عن أنس بن مالك. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
حدثني الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات. قال: توفى أبو أحمد الحسن بن علي
ابن عبيد الخلال - يعرف بابن الكوسج - في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة.
3918 - الحسن بن علي، أبو سعيد الرازي:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال سمعت أبا سعيد الحسن بن علي الرازي -
في مجلس أبي بكر الشافعي - قال: سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي. يقول: دلالة ولاية أبي بكر الصديق من القرآن قول الله تعالى: * (قل
للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، فإن
تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما) *
[الفتح 16]
3919 - الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن الخطاب بن جبير
الوراق:
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن شريك الكوفيين، ومحمد
ابن محمد الباغندي. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم حدثنا أبو علي بن الصواف ومحمد بن علي بن سهل الإمام والحسن
ابن علي بن الخطاب الوراق البغدادي وسليمان بن أحمد الطبراني. قالوا: حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا يحيى بن سالم حدثنا أشعث بن
عم حسن بن صالح - وكان يفضل على الحسن - حدثنا مسعر عن عطية عن جابر.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي
أخو رسول الله، قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي عام ".
398

3920 - الحسن بن علي بن عبد الله، الفرغاني:
حدث ببغداد عن علي بن أحمد بن مروان السامري. حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ.
أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت الحسن بن علي بن عبد الله الفرغاني - ببغداد -
يقول سمعت على بن أحمد بن مروان يقول سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس
يقول سمعت محمد بن يزيد بن سنان يقول سمعت أبي يقول سمعت عطاء بن أبي
رباح يقول سمعت مجاهدا يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت صهيبا يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ".
3921 - الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان، أبو عبد الله
الشاهد المعروف بابن البادا:
سمع أبا شعيب الحراني، والحسن بن علوية القطان، وشعيب بن محمد الذراع.
حدثنا عنه ابن ابنه أحمد بن علي بن الحسن، والقاضي أبو الفرج بن سميكة ومحمد
ابن الحسين بن الحراني، وكان ثقة.
أخبرنا أبو الحسين بن الحراني أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن الحسن بن
البادا، حدثنا الحسن بن علوية القطان حدثنا عاصم بن علي بن عاصم حدثنا عباد بن عباد حدثنا عاصم الأحول عن معاذة العدوية عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستأذننا يوم إحدانا، بعد ما أنزلت: * (ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء) *
[الأحزاب 51] قالت معاذة: فما كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنك؟ قالت
أقول: إن كان ذلك إلي لم أوثر على نفسي أحدا.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا قال: مولد جدي في سنة أربع
وسبعين ومائتين، ومات في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، عمر سبعا وتسعين سنة،
مكث منها في آخر عمره خمس عشرة سنة مقعدا أعمى، قال محمد بن أبي
الفوارس: توفى أبو عبد الله بن البادا الشاهد يوم السبت لثمان خلون من رجب سنة
إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان لا بأس به.
399

3922 - الحسن بن علي بن داود بن سليمان بن خلف، أبو علي المطرز
المصري:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وأبى غسان
القلزمي، وعبد الكريم بن إبراهيم بن حبان المرادي، وأبى شيبة داود بن إبراهيم بن
روزبة البغدادي، وكهمس بن معمر، وعلان الصيقل، وأبى بشر الدولابي. حدثنا عنه
علي بن عبد العزيز الطاهري، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن عبد الله المحاملي،
ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ، والقاضي أبو العلاء الواسطي.
وكان ثقة. كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وذكر لنا ابن بكير أنه سمع منه
في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن داود بن سليمان
ابن خلف المصري المطرز - إملاء - حدثنا عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان بن
إبراهيم المرادي أبو عبد الله - بمصر - حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا عبد الله بن
وهب حدثنا الفضيل بن عياض عن سليمان الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة
عن أبي موسى الأشعري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله باسط يده لمسئ النهار
ليتوب بالليل، ولمسئ الليل ليتوب بالنهار، حتى تطلع الشمس من مغربها ".
بلغني أن أبا علي المطرز ولد في سنة خمس وثمانين ومائتين، ومات بمكة في صفر
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
3923 - الحسن بن علي بن أحمد بن عون، أبو محمد الحريري:
سمع القاضي المحاملي وعثمان بن عبدويه البزاز، وعبد الله بن عيسى الفامي
الوراق، وعبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن الزيات، وعبد الله بن أحمد بن
إسحاق المصري، وحمزة بن القاسم الهاشمي. حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي.
أخبرنا العتيقي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا يوسف
ابن موسى حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن البلاء موكل بالقول، ما قال عبد لشئ والله
لا أفعله أبدا، إلا ترك الشيطان كل عمل وولع بذلك منه حتى يؤثمه ".
400

قال لي العتيقي: توفى ابن عون الحريري في جمادى الأولى من سنة تسع وثمانين
وثلاثمائة وكان ثقة.
3924 - الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد بن سهل، أبو علي الفارسي:
من أهل مرو قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبي صخر محمد بن مالك
السعدي. حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي.
أخبرنا محمد بن طلحة حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد بن
سهل الفارسي - قدم علينا من مرو حاجا - حدثنا محمد بن
مالك بن الحسن بن
مالك.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا أبو صخر محمد بن مالك بن الحسن بن مالك بن
الحكم بن سنان السعدي المروزي - من لفظه بمرو - حدثنا صعصعة بن الحسين
الرقي - بمرو - حدثنا محمد بن صدام بن ريحان بن جميل حدثنا أبي حدثنا أبو
العتاهية الشاعر - إسماعيل بن القاسم - حدثنا سليمان بن مهران الأعمش عن أبي
سفيان طلحة بن نافع عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكثر
صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
3925 - الحسن بن علي بن هارون بن علي بن يحيى، أبو محمد المعروف
بابن المنجم:
روى عن أبيه. حدثني عنه علي بن المحسن التنوخي:
3926 - الحسن بن علي بن الصقر، أبو محمد الكاتب المقرئ:
قرأ على زيد بن أبي بلال الكوفي بحرف أبي عمرو بن العلاء، وأقرأ بتلك القراءة،
وكان كثير الدرس للقرآن، ومات لثلاث عشرة خلون من جمادى الأولى سنة تسع
وعشرين وأربعمائة. وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
3927 - الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شبيل بن
فروة بن واقد أبو علي التميمي الواعظ المعروف بابن المذهب:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا محمد بن ماسى، ومحمد بن إسماعيل
الوراق، ومحمد بن المظفر، وأبا سعيد الحرقي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ
401

الوراق، وأبا حفص بن شاهين، ومحمد بن عبد الله بن أيوب القطان، وأبا بكر بن
شاذان، وأبا الحسن الدارقطني، وأبا العباس بن مكرم، ومن في طبقتهم.
كتبنا عنه وكان يروى عن ابن مالك القطيعي مسند أحمد بن حنبل بأسره، وكان
سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه، فإنه ألحق اسمه فيها، وكذلك فعل في أجزاء من
فوائد ابن مالك، وكان يروى عن ابن مالك أيضا كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل " ولم
يكن له به أصل عتيق، وإنما كانت النسخة بخطه، كتبها بأخرة، وليس بمحل للحجة.
حدثنا ابن المذهب في مجلسه بالجانب الشرقي في مسجد ابن شاهين - إملاء -
قال حدثنا ابن مالك وأبو سعيد الحرقي. قالا: حدثنا أبو شعيب الحراني الباتلي حدثنا
الأوزاعي حدثنا هارون بن رئاب. قال: من تبرأ من نسب لدقته فهو كفر، ومن ادعاه
فهو كفر، وجميع ما كان عند ابن مالك عن أبي شعيب جزء واحد، وليس هذا
الحديث فيه.
حدثني ابن المذهب حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق وعلي بن عمر الحافظ وأبو
عمر بن مهدي. قالوا: حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن شبيب حدثنا
عبد الله بن نافع حدثنا داود بن سعيد بن أبي زنبر عن مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله أنفق أنفق
عليك ".
قال علي بن عمر: تفرد به داود عن مالك بهذا الإسناد، وعند مالك فيه إسناد
آخر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة هكذا حدثنيه ابن المذهب من لفظه
فأنكرته عليه، وأعلمته أن هذا الحديث لم يكن عند أبي عمر بن مهدي، فأخذ القلم
وضرب على اسم ابن مهدي وكان كثيرا يعرض علي أحاديث في أسانيدها أسماء
قوم غير منسوبين ويسألني عنهم، فأذكر له أنسابهم فيلحقها في تلك الأحاديث،
ويزيدها في أصوله موصولة بالأسماء، وكنت أنكر عليه هذا الفعل فلا ينثني عنه.
وسألته عن مولده فقال: في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وكان مسكنه بدار
القطن، ومات في ليلة الجمعة سلخ شهر ربيع الآخر من سنة أربع وأربعين وأربعمائة،
ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب.
3928 - الحسن بن علي بن عبد الله، أبو علي المقرئ المؤدب الأقرع:
سمع أبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص وعيسى بن علي بن عيسى الوزير،
402

وأبا القاسم بن الصيدلاني، ومحمد بن جعفر بن النجار الكوفي، ومحمد بن بكران
ابن الرازي، وإسماعيل بن هشام الصرصري، ومن بعدهم. كتبت عنه ولم يكن به
بأس.
أخبرنا الحسن بن علي الأقرع حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ
الكتاني، وأبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي - واللفظ له - قالا:
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا طالوت بن عباد أبو عثمان الصيرفي
حدثنا فضال بن جبير قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " اكفلوا لي ستا أكفل لكم الجنة، إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا اؤتمن فلا
يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا
فروجكم ".
قال الحسن: ليس عندي عن أبي حفص الكتاني سوى هذا الحديث، وقد سمعت
منه أشياء غيره.
مات أبو علي الأقرع في ليلة السبت التاسع عشر من صفر سنة سبع وأربعين
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
3929 - الحسن بن علي بن محمد بن خلف بن سليمان، أبو سعيد الكتبي
ابن أخت أبي علي بن الرومي:
سمع أبا حفص بن شاهين، وعيسى بن علي الوزير، وكعب بن عمرو البلخي،
وأسد بن رستم الهروي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرني أبو سعيد الحسن بن علي حدثنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يعقوب القمي عن ليث
عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
أوصني. قال: " عليك بتقوى الله، فإنه جماع كل خير، عليك بالجهاد فإنه رهبانية
المسلمين، عليك بذكر الله وتلاوة كتابه فإنه نور لك، وذكر في السماء، واخزن
لسانك إلا من خير فإنك تغلب الشيطان ".
403

سألته عن مولده فقال: في آخر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ومات في ذي
الحجة من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
3930 - الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله، أبو محمد
الجوهري:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، ومحمد بن أحمد
ابن المتيم، وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، وأبا سعيد الحرقي،
وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعلي بن محمد بن الفتح
الملحي، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشى، وأبا حفص بن الزيات، وعلي بن محمد
ابن لؤلؤ ومحمد بن المظفر، وأبا عمرو بن حيويه، وخلقا كثيرا نحوهم.
كتبنا عنه وكان ثقة أمينا كثير السماع. وهو شيرازي الأصل، ومسكنه بدرب
الزعفراني.
وسمعته سئل عن مولده فقال: في شعبان من سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ومات
في ليلة الثلاثاء السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة. ودفن في يوم
الثلاثاء بالجانب الشرقي في مقبرة باب مبرز.
3931 - الحسن بن علي بن محمد بن باري، أبو الجوائز الكاتب الواسطي:
سكن بغداد دهرا طويلا، وعلقت عنه أخبارا، وحكايات، وأناشيد، رواها لي عن
ابن سكرة الهاشمي وغيره، ولم يكن ثقة، فإنه ذكر لي أنه سمع من ابن سكرة،
وكان يصغر عن ذلك. وكان أديبا شاعرا، حسن الشعر في المديح، والأوصاف
والغزل، وغير ذلك.
ومما أنشدني لنفسه:
- دع الناس طرا واصرف الود عنهم * إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح -
- ولا تبغ من دهر تظاهر رنقه * صفاء بنيه فالطباع جوامح -
- وشيئان معدومان في الأرض درهم * حلال وخل في الحقيقة ناصح -
سمعت أبا الجوائز يقول: ولدت في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وغاب عنى
خبره بعد ستين وأربعمائة.
404

3932 - الحسن بن عرفة بن يزيد، أبو علي العبدي:
سمع إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، والمبارك بن سعيد، وعيسى بن
يونس، ومروان بن شجاع وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، وأبا حفص الأبار،
وخلف بن خليفة، وعباد بن عباد المهلبي، وبشر بن المفضل، وسلم بن سالم البلخي،
وخالد بن الحارث، ويزيد بن هارون، ومعتمر بن سليمان، وعبد السلام بن حرب،
وجرير بن عبد الحميد، وأبا بكر بن عياش، وحفص بن غياث، ويحيى بن سليم
الطابقي، وعلي بن ثابت الجزري، وشبابة بن سوار. روى عنه معاذ بن المثنى العنبري،
وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وقاسم بن زكريا
المطرز، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد والحسن
ابن أحمد بن الربيع الأنماطي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، ويوسف بن
يعقوب الأزرق، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، ومحمد بن أحمد الأثرم
ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان
أخبرنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن
الأعرج عن أبي هريرة. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الصلاة حذو منكبيه،
حين يفتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد. وبإسناده عن صالح عن نافع عن
ابن عمر مثل ذلك.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ
حدثني موسى بن محمد الأزدي. قال: سمعت الحسن بن عرفة يقول: حدثني وكيع بن
الجراح بأحاديث، فلما كان من الغد سألته عنها فقال لي: ألم أحدثك بها أمس؟! قلت:
بلى، ولكني شككت، قال لا تشك فإن الشك من الشيطان.
405

حدثت عن يوسف بن عمر القواس قال حدثنا أحمد بن عيسى الخواص. قال:
قال - يعنى عبد الله بن أحمد -: وجاءنا يحيى بن معين إلى منزلنا فقال لي - اذهب
إلى هذا الشيخ المعلم الحسن بن عرفة - ينزل حوض هيلانة - عنده عن مبارك بن
سعيد وغيره، ليس به بأس. فقال له أبي: إن عبد الله قد كتب عنه منذ نحو من سنتين،
قال: وأثنى عليه يحيى بن معين خيرا.
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري
الحافظ - بالري - قال: سمعت أبا أحمد يوسف بن محمد الطوسي يقول:
سمعت محمد بن المسيب يقول: سمعت الحسن بن عرفة يقول: كتبت عن خمسة
قرون.
أجاز لي محمد بن مكي المصري، وحدثني نصر بن إبراهيم الفقيه - ببيت المقدس
عنه - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن رزيق المخزومي، حدثنا الحسن بن رشيق،
حدثنا أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي قال: سمعت الحسن بن عرفة - وسئل
كم تعد من السنين؟ فقال: مائة سنة وعشر سنين، لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا
السن غيري.
سمعت أبا القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري يقول: سمعت علي بن
محمد بن يعقوب يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: عاش الحسن بن
عرفة مائة وعشر سنين، وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة: أبو بكر،
وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن، وأبو
عبيدة.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي يحيى بن معين: كتبت عن ذلك الشيخ
المعلم في الشهارسوك - يعني المربعة؟ قلت: نعم، هو الحسن بن عرفة؟ قال: نعم
يروي عن مبارك بن سعيد، وهو ثقة.
قال عبد الله: وكان يختلف إلى أبي.
406

حدثت عن أبي الحسن الدارقطني قال حدثني محمد بن عبد الله بن زكريا أخبرني
أحمد بن محمد بن أبي حاتم قال سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يقول: الحسن بن
عرفة لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثني الحسين
ابن فهم: أن الحسن بن عرفة ولد في سنة ثمان وخمسين ومائة، وهي السنة التي ولد
فيها يحيى بن معين.
سمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: ولد الشافعي، وبشر بن الحارث، وخلف
ابن هشام، والحسن بن عرفة، سنة مائة وخمسين. ومات الشافعي سنة أربع ومائتين،
ومات بشر سنة سبع وعشرين ومائتين، ومات خلف سنة تسع وعشرين ومائتين،
ومات الحسن بن عرفة سنة سبع وخمسين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن محمد
البغوي: مات الحسن بن عرفة بسامرا سنة سبع وخمسين.
3933 - الحسن بن عمرو بن الجهم، أبو الحسين الشيعي - وقيل: السبيعي:
حدث عن علي بن المديني. وروى عن بشر بن الحارث حكايات. روى عنه أبو
عمرو بن السماك، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
الحسن بن عمرو السبيعي حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الفضل بن العلاء حدثنا
ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كيف تقدس أمة لا
يؤخذ من شديدها لضعيفها؟ ".
أخبرني الأزهري. قال قال أبو الحسن الدارقطني: الحسن بن عمرو الشيعي أبو
الحسين ثقة، وكان أبو عمرو بن السماك يقول: السبيعي، وإنما هو الشيعي من شيعة
المنصور.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن الحسن بن عمرو بن الجهم
مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
407

3934 - الحسن بن العلاء الأنباري:
حدث عن وضاح بن حسان الأنباري. روى أبو العباس بن عقدة عن جعفر بن
محمد بن نوح عنه حديثا لمحمد بن سوقة.
3935 - الحسن بن العباس بن أبي مهران، أبو علي المقرئ الرازي، ويعرف
بالجمال:
سكن بغداد وحدث بها عن سهل بن عثمان العسكري، وعبد المؤمن بن علي
الزعفراني، وعبد الله بن هارون الفروي، ويعقوب بن حميد بن كاسب. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد
ابن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد، ومحمد بن الحسن النقاش المقرئ، وعبد الباقي
ابن قانع، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا
الحسن بن العباس الجمال حدثنا عبد الله بن هارون بن موسى الفروي قال حدثني
قدامة بن خشرم عن أبيه عن بكير بن الأشج عن ابن شهاب عن أنس. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى أخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله حلة خضراء يحبر بها
يوم القيامة " قيل: يا رسول الله، ما يحبر؟ قال: " يغبط بها يوم القيامة ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: والحسن بن العباس بن أبي مهران الجمال الرازي المقرئ - يعنى
مات - في شهر رمضان لأيام خلت منه سنة تسع وثمانين. وكان بالجانب الغربي
في دار القطن، ثم انتقل إلى كرخايا، وهناك مات.
3936 - الحسن بن العباس بن عبد الله بن المغيرة، أبو علي الجوهري:
حدث عن إبراهيم بن إسحاق، وإسحاق بن الحسن الحربيين، وأبى العباس
الكديمي وأبى شعيب الحراني، وعباد بن علي السيريني. روى عنه عبد الرحمن بن
عمر بن النخاس المصري، وذكر أنه سمع منه بمكة في سنة أربعين وثلاثمائة.
3937 - الحسن بن العباس بن الفضل، أبو علي الشيرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن علي بن مهران الصيدلاني، والحسن بن
408

إبراهيم بن يزيد القطان الفسوي، ومحمد بن إبراهيم بن عمران الجوري. حدثنا عنه
الحسن بن محمد الخلال.
أخبرنا أبو محمد الخلال حدثنا الحسن بن العباس بن الفضل الشيرازي الداودي.
قدم علينا - حدثنا محمد بن علي بن مهران الصيدلاني - بأصطخر - حدثنا
إسماعيل بن يحيى حدثنا الليث عن حماد عن غورك بن الحضرمي أبي عبد الله
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في
الخيل السائمة في كل فرس دينار ".
3938 - الحسن بن عليل بن الحسين بن علي بن حبيش بن سعد، أبو علي
العنزي:
حدث عن أبي نصر التمار، ويحيى بن معين، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وهدبة
ابن خالد، وأبى خيثمة زهير بن حرب، وعبد الله بن مروان بن معاوية، وقعنب ابن
المحرر الباهلي، وأبى الفضل الرياشي، وأبى كريب محمد بن العلاء، وعمر بن
محمد بن الحسن الأسدي. روى عنه قاسم بن محمد الأنباري، والحسين بن القاسم
الكوكبي، وأحمد بن محمد الجوهري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وعبد الباقي
ابن قانع، وغيرهم.
وكان صاحب أدب وأخبار، وكان صدوقا، واسم أبيه علي، ولقبه عليل، وهو
الغالب عليه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا العنزي
الحسن بن علي قال حدثنا عمر بن محمد حدثنا أبي حدثنا سفيان عن ابن جريج عن
أبي الزبير عن جابر. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تباع صبرة الطعام، بصبرة الطعام،
لا يدرى ما كيل هذا ولا كيل هذا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا
الحسن بن عليل العنزي حدثنا أبو عمرو الباهلي قعنب، والرياشي. قالا: حدثنا
الأصمعي عن ابن أبي طرفة. قال: مجالسة الثقيل حمى الروح.
409

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع
- بالنهروان - قال أنشدنا الحسن بن عليل وذكر أنها له:
- كل المحبين قد ذموا السهاد وقد * قالوا بأجمعهم طوبى لمن رقدا -
- وقلت يا رب لا أبغي الرقاد ولا * ألهو بشئ سوى ذكرى له أبدا -
- إن نمت نام فؤادي عن تذكره * وإن سهرت شكا قلبي الذي وجدا -
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: وأبو علي الحسن بن عليل العنزي - يعنى مات - سلخ المحرم - أو
غرة صفر - سنة تسعين ومائتين.
قلت: وبسر من رأى كانت وفاته.
3939 - الحسن بن علان، أبو علي الخراط:
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه حدثنا أبو علي الحسن بن علان
الخراط - في الكرخ إملاء - من حفظه، قال: سمعت الدقيقي يقول حدثنا يزيد بن
هارون عن حميد الطويل عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجيبوا صاحب الوليمة
فإنه ملهوف ".
قال أبو علي: ما سمعت من الحديث غير هذا.
قلت: وهو باطل، والحمل فيه على الخراط، إن كان ابن الثلاج صدق في روايته
عنه.
3940 - الحسن بن علان بن إبراهيم بن مروان بن يحيى، أبو علي الخطاب
الفامي:
حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وجعفر الفريابي، وأحمد بن
الحسين بن إسحاق الصوفي، وأحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري، وعبد الله بن
محمد بن أسيد الأصبهاني. حدثنا عنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن البقال الفقيه
وأبو نعيم الحافظ، وسألته عنه فقال: ثقة يعرف بالوراق، سمعنا منه ببغداد.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن علي الفقيه حدثنا أبو علي الحسن بن علان
410

ابن إبراهيم الفامي حدثنا أبو خليفة - إملاء - حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن
أبي حازم عن سهل بن سعد. قال: كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفى أبو علي الحسن بن علان الفامي يوم الخميس
لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وكان ثقة مستورا كثير الحديث
كتبت عنه أشياء كثيرة، مولده سنة أربع وثمانين.
* * *
411

حرف الغين [من آباء الحسنين]
3941 - الحسن بن غالب بن علي، أبو علي المقرئ، يعرف بابن المبارك:
كان زوج بنت إبراهيم بن عمر البرمكي، وحدث عن عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، وإدريس بن علي المؤدب، ومحمد بن
جعفر بن النجاد الكوفي، وعبد الله بن محمد بن جعفر بن راذان، وحكى عن أبي
الحسين بن سمعون.
كتبنا عنه، وكان له سمت وهيبة، وظاهر وصلاح، وكان يقرئ القرآن، فاقرأ
بحروف خرق بها الإجماع، وادعى فيها رواية عن بعض الأئمة المتقدمين، وجعل لها
أسانيد باطلة مستحيلة فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلى أن استتيب منها وذكر أيضا أنه
قرأ على إدريس المؤدب، وأن إدريس قرأ على أبي الحسن بن شنبوذ، وأن ابن شنبوذ
قرأ على أبي خلاد سليمان بن خلاد، وكل ذلك باطل لأن ابن شنبوذ لم يدرك أبا
خلاد. وكان يروى عن قاسم الأنباري عنه وإدريس لم يقرأ على ابن شنبوذ، وادعى
ابن غالب أشياء غير ما ذكرناه تبين فيها كذبه، وظهر فيها اختلاقه.
أخبرنا الحسن بن غالب أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا
جعفر بن محمد الفريابي أخبرنا عبد الواحد بن غياث حدثنا أبو عوانة عن خالد بن
علقمة عن عبد خير. قال: سألت عائشة عن الآنية التي ينتبذ فيها؟ فقالت: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والمزفت.
سألت ابن غالب عن مولده فقال: في آخر سنة ست وستين وثلاثمائة.
ومات في ليلة السبت العاشر من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة،
ودفن صبيحة تلك الليلة عند قبر إبراهيم الحربي.
* * *
412

حرف الفاء [من آباء الحسنين]
3942 - الحسن بن الفلاس:
أحد المتعبدين من البغداديين، عاصر سريا السقطي وكان سرى يحسن ذكره،
ويفخم أمره.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إجازة - أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي قال
حدثني الجنيد قال سمعت سريا السقطي يقول: يعجبني طريقة حسن الفلاس. وكان
لا يأكل إلا القمام.
3943 - الحسن بن الفضل بن السمح، أبو علي الزعفراني المعروف
بالبوصراني:
حدث عن مسلم بن إبراهيم، وأبى معمر المنقري، ومحمد بن أبان الواسطي،
ومنصور بن أبي مزاحم، وعبد الحميد بن صالح، وأحمد بن أبي سريج الرازي.
روى عنه محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن صاعد، وأبو عبد الله الحكيمي،
وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وغيرهم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
الحسن بن الفضل بن السمح حدثنا أبو هارون الرازي محمد بن خالد بن يزيد حدثنا
عبد الصمد بن عبد العزيز عن عمرو بن أبي قيس عن شعيب بن خالد الرازي عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من أدرك ركعتين من العصر، ثم غربت الشمس، فقد أدرك العصر، ومن أدرك
ركعة من صلاة الغداة، ثم طلعت الشمس، فقد أدرك الصلاة ".
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي
حدثنا الحسن بن الفضل الزعفراني وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي. قالا: حدثنا عبد
الحميد بن صالح حدثنا عيسى بن عبد الرحمن عن السدى عن أبي عبد الله الجدلي
عن أم سلمة قالت: يا أبا عبد الله، أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم على المنابر؟ قال:
413

سبحان الله، وأنى يكون هذا؟. قالت أليس يسب على ومن يحبه؟ فأنا أشهد على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحبه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن عباس قال قرئ على ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: ومات البوصراني في أول جمادى الآخرة سنة ثمانين، وكان ينزل
بالجانب الشرقي قرب المزوقين. أكثر الناس عنه، ثم انكشف ستره فتركوه، وخرق
أخي كل شئ كتب عنه لأنه تبين له أمره، وكذلك تبين له محمد بن خزر الحلواني،
وكان هذا أحد الأثبات فرمى كل حديث كتبه عنه.
3944 - الحسن بن فهد بن حماد، أبو علي:
حدث عن يحيى بن عثمان الحربي وداود بن رشيد. روى عنه أبو علي بن
الصواف.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا أبو علي
الحسن بن فهد بن حماد حدثنا يحيى بن عثمان الحربي حدثنا إسماعيل بن عياض
عن عبد الرحمن بن سليمان عن أبي سعد عن معاوية بن إسحاق عن سعيد بن
المسيب قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى إلى غريم بحقه
صلت عليه دواب الأرض، ونون الماء، وتكتب له بكل خطوة شجرة تغرس في الجنة،
وذنب يغفر ".
3945 - الحسن بن فهد، أبو علي النهرواني:
صاحب أبي الحسين بن روح، ذكر لي أبو الحسين أنه كان معه بالكوفة، وسمع
من محمد بن إبراهيم الكهيلي. كتبت عنه بالنهروان شيئا يسيرا.
أخبرنا الحسن بن فهد في سنة سبع وعشرين وأربعمائة أخبرنا أبو الحسين محمد
ابن إبراهيم بن سلمة الكهيلي أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا
وهب بن بقية أخبرنا خالد عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتجى عليا في غزوة الطائف يوما، فقالوا: لقد طالت مناجاتك مع علي هذا اليوم؟
فقال: " ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه ".
414

3946 - الحسن بن الفضل، أبو علي الشرمقاني المؤدب:
نزل بغداد وكان أحد حفاظ القرآن، ومن العالمين باختلاف القراءات ووجوهها.
وحدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، وأبى القاسم بن
الصيدلاني، ومحمد بن بكران بن الرازي. كتبت عنه وكان صدوقا.
وقال لي: سمعت من زاهر بن أحمد السرخسي. قال: وشرمقان قرية من قرى نسأ.
أخبرنا الشرمقاني حدثنا إبراهيم بن أحمد بن محمد المعدل حدثنا أبو الحسن علي
ابن أحمد بن نوح القطان حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي حدثنا يعلى بن
عبيد حدثنا سالم المرادي عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي بن خراش عن ربعي
ابن خراش عن حذيفة بن اليمان. قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال:
" إني لا أدرى كم قدر بقائي فيكم؟ فاقتدوا باللذين من بعدي - وأشار إلى أبي بكر
وعمر - واهتدوا بهدى عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ".
تفرد به أبو فروة عن يعلى بن عبيد عن سالم، وغيره يرويه عن يعلى عن سالم
المرادي عن عمرو بن هرم.
مات الشرمقاني في يوم الخميس ثامن صفر من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
حرف القاف [من آباء الحسنين]
3947 - الحسن بن قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس
ابن أكلف بن سعد بن عمرو بن الصامت بن عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن
نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ، أبو الحسين الطائي:
أحد قواد الدولة العباسية، وهو أخو حميد بن قحطبة الذي ينسب إليه ربض
حميد ببغداد، وكان الحسن من رجالات الناس، وقد روى عنه حديث مسند.
أخبرناه أبو نعيم الحافظ حدثنا الحسن بن عبد الحميد الكناسي - بالكوفة - حدثنا
محمد بن هارون الهاشمي حدثنا محمد بن علي أبو علي القزويني - حدثنا إسماعيل
ابن ثوبة القزويني قال حدثنا الحسن بن قحطبة بن شبيب - صاحب
415

الدولة - قال حدثني أبو جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس. قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجبن داء، فإذا أكل بالجوز فهو شفاء ".
وهو حديث منكر، والقزويني المذكور في إسناده محمد بن علي مجهول،
والهاشمي يعرف بابن بريه ذاهب الحديث يتهم بالوضع.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه إلينا -
أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال حدثني أبو
حسان الزيادي، قال: سنة إحدى وثمانين ومائة فيها مات الحسن بن قحطبة الطائي
القائد، ويكنى أبا الحسين.
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: سنة إحدى
وثمانين فيها توفى الحسن بن قحطبة وهو ابن أربع وثمانين سنة.
3948 - الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني:
حدث عن مسعر بن كدام، وعكرمة بن عمار، وموسى بن عبيدة، وحسين المعلم،
وحجاج بن أرطأة، ويونس بن أبي إسحاق، وعباد بن راشد، وفرج بن فضالة، وأبى
جعفر الرازي، وإسرائيل بن يونس، وحمزة الزيات، وسفيان الثوري، وحماد بن
سلمة، وحماد بن زيد. روى عنه سنيد بن داود، والحسن بن عرفة، وأبو أمية
الطرسوسي ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، والحسن بن مكرم، والحارث بن
أبي أسامة، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا
الحارث بن محمد حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا مسعر عن سماك عن عكرمة عن ابن
عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله لأغزون قريشا ثلاثا، - ثم سكت ساعة ثم
قال: إن شاء الله ".
هكذا رواه الحسن بن قتيبة عن مسعر، وخالفه ابن عيينة فرواه عن مسعر عن
سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه ابن عباس.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
416

القطان حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا موسى بن عبيدة عن
محمد بن كعب القرظي قال سمعت ابن عباس يقول: ما آسى على شئ إلا أنى لم أكن
حججت راجلا، لأني سمعت الله تعالى يقول: * (يأتوك رجالا) * [الحج 27]
وهكذا كان يقرؤها.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قال: حسن بن قتيبة المدائني واهي الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: الحسن بن قتيبة متروك
الحديث.
3949 - الحسن بن القاسم، جار أحمد بن حنبل:
حدث عن مسلم بن إبراهيم روى عنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني:
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
حدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا الحسن بن القاسم - جار لأحمد بن حنبل - حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو الحتروش شملة بن هزال عن سعد الإسكاف عن ابن
أشوع قال: سألته عن حديثه لعائشة في الواصلة والمستوصلة، فأسكتني وقال: إنك
لمنقر. فألححت عليه فقال قالت عائشة: ليست الواصلة بالتي تعنون، وما بأس أن
تكون المرأة زعراء الشعر فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود، ولكن الواصلة التي
تكون بغيا في شبيبتها، فإذا أسنت وصلته بالقيادة.
3950 - الحسن بن القاسم، أبو علي الشعيري البغدادي:
حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي. روى عنه أبو الفتح بن مسرور
وقال: كان ثقة.
3951 - الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء بن خسرو، أبو علي الدباس:
سمع أحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو
محمد الخلال وأحمد بن محمد العتيقي، وغيرهم، وكان ثقة.
حدثني الأزهري. قال: توفى أبو على الحسن بن القاسم الدباس في صفر من سنة
اثنتين وأربعمائة.
417

وذكر لي أن مولده في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وأصله من شهر زور.
حرف الكاف [من آباء الحسنين]
3952 - الحسن بن كليب بن معلى، أبو علي الأنصاري الخزرجي:
حدث عن يزيد بن أبي حكيم العدني، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبيد الله بن
موسى، ومصعب بن المقدام، ويونس بن محمد المؤدب، وعمر بن يونس اليمامي،
وأبى عبد الرحمن المقرئ. روى عنه محمد بن إسحاق السراج النيسابوري، ومحمد
ابن جعفر بن محمد الفريابي، ومحمد بن الحسن العجلي المعروف بالكاراتي، وأبو ذر
القاسم بن داود الكاتب.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أخبرنا أبو
العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا الحسن بن كليب حدثنا مصعب بن المقدام
حدثنا سفيان عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ فليتمضمض وليستنثر، والأذنان من الرأس ".
قال لنا البرقاني قال أبو الحسن الدارقطني: هذا حديث منكر بهذا الاسناد،
متصلا، تفرد به الحسن بن كليب، وهو ضعيف الحديث. والمحفوظ عن ابن جريج
عن سليمان بن موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه مرسلا.
قلت: أخبرناه علي بن محمد بن عبد الله المعدل. أخبرنا علي بن محمد بن أحمد
المصري أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي
حدثنا سفيان عن ابن جريج أخبرني سليمان بن موسى. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
توضأ فليتمضمض، وليستنثر، والأذنان من الرأس ".
أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي بن يحيى الأسداباذي حدثنا أبو زرعة عبيد الله
ابن عثمان بن علي البنا حدثنا أبو ذر القاسم بن داود الكاتب حدثنا حسن بن كليب
ابن معلى حدثنا يونس بن محمد حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة
ملجما بلجام من نار ".
* * *
418

حرف الميم [من آباء الحسنين]
3953 - الحسن بن محمد بن الصباح، أبو علي الزعفراني:
سمع سفيان بن عيينة، وعبيدة بن حميد، وإسماعيل بن علية، وأبا بحر البكراوي،
ومحمد بن أبي عدى ووكيع بن الجراح، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، ويزيد بن
هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الله بن بكر السهمي، وأبا عباد يحيى بن
عباد، وشبابة بن سوار وعفان بن مسلم، وسعيد بن سليمان الواسطي. وروى عن
محمد بن إدريس الشافعي كتابه القديم. حدث عنه محمد بن إسماعيل البخاري في
صحيحه، وقاسم بن زكريا المطرز، وإسماعيل بن العباس الوراق، ويحيى بن محمد
ابن صاعد، وأبو عبيد بن حربويه، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، والحسين
ابن يحيى بن عياش القطان، وغيرهم. ودرب الزعفراني المسلوك فيه من باب الشعير
إلى الكرخ إليه ينسب.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح
حدثنا شبابة بن سوار حدثنا الليث عن يزيد عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج
عن معاوية بن أبي سفيان أنه سأل أخته أم حبيبة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في
الثوب الذي يجامعها فيه؟ قالت: نعم إذا لم ير فيه أذى.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي
419

الزعفراني حدثنا أبو بحر البكراوي عن إسماعيل بن مسلم قال حدثنا محمد بن المنكدر
عن جابر. قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر فقال: من كان له على رسول الله
صلى الله عليه وسلم دين، أو عدة، فليقم. فقمت فقلت أنا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فقال " ليس
عندي، فإذا كان عندي أعطيتك هكذا، وهكذا، وهكذا " فأتى أبا بكر مال
فأعطاني، فإذا هي ألف وخمسمائة، والذي نفسي بيده ما زادت درهما ولا نقصت.
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان
حدثنا الحسن بن محمد - يعنى الزعفراني - حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن
الحكم ومنصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رمى عبد الله [بن
مسعود] الجمرة سبع حصيات، فجعل الكعبة عن يساره، وعرفة عن يمينه، وقال
هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا عياش بن الحسن البندار حدثنا محمد
ابن الحسين الزعفراني أخبرني زكريا بن يحيى الساجي قال سمعت الحسن بن محمد
الزعفراني قال: قدم علينا الشافعي واجتمعنا إليه فقال: التمسوا من يقرأ لكم، فلم
يجترئ أحد يقرأ عليه غيري، وكنت أحدث القوم سنا، ما كان في وجهي شعرة،
وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي، وأتعجب من جسارتي
يومئذ، فقرأت عليه الكتب كلها، إلا كتابين، فإنه قرأهما علينا، كتاب المناسك،
وكتاب الصلاة. ولقد كتبنا كتب الشافعي يوم كتبناها وقرأناها عليه، وإنا لنحسب
أنا في اللعب، وما يحصل في أيدينا شئ، وأنه ضرب من اللعب، ولا نصدق أنه
يكون آخر أمره إلى هذا. وذلك أنه قد كان غلب علينا قول الكوفيين.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا علي بن الحسن الجراحي حدثنا أحمد بن
محمد بن الجراح قال سمعت الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. قال: لما قرأت
كتاب " الرسالة " على الشافعي قال لي: من أي العرب أنت؟ فقلت: ما أنا بعربي، وما
أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية. قال لي: فأنت سيد هذه القرية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين المحتسب حدثنا الحسن بن الحسين الهمداني
420

حدثنا جعفر الخلدي أخبرنا ابن مسروق قال كنت يوما في مجلس الزعفراني -
الحسن بن الصباح - فجاء أبو ثور فسلم على الزعفراني، وتساءلا وتكلما فتخاصما،
ثم سلم عليه أبو ثور وانصرف. فقال لنا الزعفراني خذوا، فأملى علينا:
- أبدا بين المحبين * جدال وقتال -
- فإذا ما عريا من * ذاك فالحب محال -
- لا يطب حب إذا ما * لم يكن فيه جدال -
- وامتناع من حبيب * عنده عز الوصال -
أخبرني علي بن أيوب القمي حدثنا محمد بن عمران الكاتب حدثني إبراهيم بن
شهاب حدثنا أحمد بن محمد الشطوي وعبيد الله بن محمد بن علي بن شهاب
قالا: سمعنا أبا علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ينشد - وقد اجتمع إليه
الناس ليحدثهم:
- لا والذي تسجد الجباه له * مالي بما دون ثوبها خبر -
- ولا بفيها ولا هممت به * ما كان إلا الحديث والنظر -
فقال له رجل: يا أبا علي إن هذا يغنى به؟ فقال: ثكلتك أمك، وهل يغنى إلا
بالشعر الجيد.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم
موسى بن عبيد الله قال قال لي عمى وسألته - يعنى أحمد بن محمد بن حنبل - عن
الزعفراني أو ابن الزعفراني الذي ينزل بقرب أبي ثور - فقال: ما بلغني عنه إلا الخير.
أخبرنا البرقاني أخبرنا على بن عمر الدارقطني حدثنا الحسن بن رشيق المصري
حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم أخبرني الصوري أخبرنا
الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قال سمعت أبي
يقول: الحسن بن محمد الزعفراني أبو علي ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال حدثنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادى وأنا أسمع. قال: أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، أحد
الثقات بالجانب الغربي من مدينة السلام - يعنى مات سنة ستين ومائتين.
421

أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر الخلدي أخبرنا محمد بن عبد الله
ابن سليمان الحضرمي قال: مات الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني في آخر يوم
من شعبان سنة ستين ومائتين.
أخبرني الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن مخلد. قال:
ومات الحسن بن محمد الزعفراني في رمضان سنة ستين.
3954 - الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، القرشي ثم
الأموي:
ولى القضاء بسر من رأى في أيام جعفر المتوكل وبعده.
فأخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: سنة أربع
ومائتين فيها ولى جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب قضاء القضاة، واستخلف على القضاء بسر من رأى الحسن بن محمد بن
أبي الشوارب، وكان أفتى فقيه وقاض، وكان من السخاء، وإظهار المروءة، والكرم،
على حالة لم ير عليها حاكم قط، ولم يزل في أهل هذا البيت إمارة، وقيادة،
ورياسة، منهم عتاب بن أسيد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله سبع وعشرون سنة ومنهم
خالد بن أسيد وهو جد أبى الشوارب.
قال ابن عرفة: وأخبرني من حضر محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وقد ورد
عليه كتاب ابنه الحسن بولايته القضاء فكتب إليه: وصل إلى كتابك بتوليتك القضاء،
وحاشا لوجهك الحسن يا حسن من النار.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا الحسين بن هارون القاضي أخبرنا محمد
ابن عمر بن سالم حدثني محمد بن أحمد أبو عبد الله الكاتب حدثنا أبو توبة صالح
ابن دراج الكاتب. قال كان المعتز يقول: ما رأيت أفضل من الحسن بن محمد بن
أبي الشوارب، ولا أحسن وفاء، ما حدثني قط فكذبني ولا ائتمنته قط على شئ من
سر أو غيره فخانني فيه، وإني لأرى حسن بن محمد يستوحش من ذكر القبيح،
قال، ويحسن عليه الثناء
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادى
422

وأنا أسمع. قال: ودخل إلى مدينة السلام الحسن بن محمد بن أبي الشوارب قاضي
القضاة للمعتمد فتوفى بمدينة السلام لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة إحدى
وستين، وصلى عليه في مدينة أبي جعفر. صلى عليه يوسف بن يعقوب.
قلت: وبلغني أن مولده كان في سنة سبع ومائتين. وذكر محمد بن جرير الطبري
أنه توفى بمكة بعد أن قضى حجه.
3955 - الحسن بن محمد بن عباد، أبو علي البغدادي:
حدث عن محمد بن يزيد بن سنان. روى عنه أحمد بن عمرو البزاز. ذكر ذلك
محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني في كتاب " الأسماء والكنى ".
3956 - الحسن بن محمد، أبو العباس الفريابي:
حدث ببغداد عن أحمد بن صالح المصري، وسفيان بن وكيع بن الجراح. روى
عنه محمد بن مخلد الدوري.
3957 - الحسن بن محمد، أبو عبد الله الفريابي:
حدث ببغداد عن سليمان بن داود الصيدلاني الهروي. روى عنه ابن مخلدة أيضا.
3958 - الحسن بن محمد بن نصر، أبو سعيد النخاس:
حدث عن عبد الواحد بن غياث، وقرة بن العلاء البصريين. روى عنه محمد بن
مخلد، وعبد الصمد الطستي، وأبو القاسم الطبراني.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا الحسن بن محمد بن نصر أبو سعيد النخاس
البغدادي حدثنا قرة بن العلاء بن قرة السعدي حدثنا أبو يونس الخصاف حدثنا داود بن أبي
هند أنه سمع سعيد بن جبير يقول حدثني أبو هريرة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب
من ماء زمزم قائما.
قال سليمان: لم يروه عن داود إلا أبو يونس الخصاف، ولا عن أبي يونس إلا
قرة، تفرد به أبو سعيد النخاس.
3959 - الحسن بن محمد بن الحسن، أبو محمد الأزرق الرازي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن مقاتل، وعبد الرحمن بن سلمة الرازيين.
روى عنه محمد بن مخلد وذكر أنه سمع منه في مجلس أبي علي المعمري.
423

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي أخبرنا محمد بن مخلد
العطار حدثنا الحسن بن محمد الأزرق قال حدثنا عبد الرحمن بن سلمة بن عمر
الرازي حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن الأعمش
عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنها كانت تقول: من
زعم أن محمدا رأى ربه، وذكر الحديث.
3960 - الحسن بن محمد، أبو علي القطان القطيعي:
حدث عن العباس بن أبي طالب روى عنه ابن مخلد أيضا.
3961 - الحسن بن محمد بن الجنيد، أبو علي الختلي:
حدث عن أبي معمر القطيعي، ومحمد بن إبراهيم العباداني. روى عنه أحمد بن
الفضل بن العباس بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا
الحسن بن محمد بن الجنيد الختلي - أبو علي - حدثنا أبو معمر عن أبي أسامة.
قال: كنت عند سفيان الثوري فحدثنا زائدة عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن سعيد
ابن جبير في قول الله تعالى: * (فصعق من في السماوات ومن في الأرض) * فقال
سفيان: يا أبا الصلت إنك لثقة، وإنك لتحدث عن ثقة، ولكن قلبي لا يحتمل أن ذا
من حديث سلمة، فكتب سفيان: من سفيان إلى شعبة بن الحجاج، إنك قد حدث
عنك رجل ثقة عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير: * (فصعق من في السماوات
ومن في الأرض) * [الزمر 68] فكتب إليه: من شعبة إلى سفيان إن هذا الرجل قد
غلط علي، إنما حدثني عمارة بن أبي حفصة عن حجر عن سعيد بن جبير.
3962 - الحسن بن محمد بن الحسين العطار:
حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي القصرى - لفظا - حدثنا محمد بن
حماد بن سفيان الكوفي - بها - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني
الحسن بن محمد بن الحسن العطار البغدادي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني
يحيى بن نصر عن أبي حنيفة عن المنهال عن ثمامة عن أبي القعقاع عن عبد الله بن
مسعود. قال: " حرام أن يؤتى النساء في المحاش ".
424

3963 - الحسن بن محمد بن يزيد، أبو علي:
حدث عن أزهر بن مروان الرقاشي روى عنه محمد بن يوسف بن يعقوب المقرئ
الواسطي.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر الدقاق أخبرنا موسى بن محمد بن
جعفر بن عرفة السمسار حدثنا أبو عمرو محمد بن يزيد البغدادي حدثنا أزهر بن
مروان حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح عن أبي مخلد عن ابن عمر. قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الوتر ركعة من آخر الليل ".
3964 - الحسن بن محمد بن أبي حازم، أبو سعيد:
حدث عن كامل بن طلحة الحجدري روى عنه دعلج بن أحمد السجستاني.
حدثنا دعلج قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن أبي حازم - ببغداد في
مسجد الجامع - قال سمعت كامل بن طلحة يقول: سمعت أبا معمر الخراز قال
سمعت الحسن يقول: يجب للعالم ثلاث خصال، تخصه بالتحية، وتعمه بالسلام مع
الجماعة، ولا تقول حدثنا فلان، تقول حدثنا أبو فلان وإذا قرأ فمل، لا تضجر.
3965 - الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام، أبو علي الخراز المعروف
بابن بنت مطر:
حدث عن أبيه، وعن علي بن المديني، وأبى معمر القطيعي، وهشام بن عمار،
وغيرهم. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو علي بن الصواف، وسليمان بن أحمد
الطبراني.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا أبو
علي الحسن بن محمد بن سليمان الخراز ابن بنت مطر حدثنا المسيب بن واضح
حدثنا سويد ين عبد العزيز عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الله بن عمر. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار: " تقتلك الفئة الباغية ".
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت
425

الدارقطني عن أبي علي الحسن بن محمد بن سليمان الشطوي فقال: ثقة ليس به
بأس.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن الحسن بن محمد أخي هشام
مات في سنة سبع وتسعين ومائتين.
3966 - الحسن بن محمد بن الفرج بن محمود، أبو علي بن الأزرق:
حدث عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، وزياد بن أيوب، ويعقوب بن إبراهيم
الدورقي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. روى عنه الحسن بن الحسن بن
عامر الكوفي حدثنا أبو علي الحسن بن محمد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا أبو زيد بن عامر الكوفي
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الفرج الأزرق - من كتابه إملاء في سنة سبع
وثلاثمائة - حدثنا زياد بن أيوب حدثنا زياد بن عبد الله البكائي حدثنا منصور بن
علي الأقمر عن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنا فلا آكل متكئا ".
3967 - الحسن بن محمد بن عنبر بن شاكر بن سعيد - وقيل: سعيد بن
قيس - أبو علي الوشاء:
حدث عن علي بن الجعد، وعبد الله بن عون الخراز، والحكم بن موسى، ويحيى
ابن أيوب العابد، وأبى الربيع الزهراني، ومنصور بن أبي مزاحم وسريج بن يونس،
وسويد بن سعيد، ويحيى بن معين، وأبى بكر بن أبي شيبة وعلي بن المديني، ومحمد
ابن سماعة. روى عنه محمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن جعفر بن سلم، وأبو
القاسم بن النخاس، وأبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي ومحمد بن عبد الله بن
الشخير، وعبد الله بن أبي أيوب البغوي، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم.
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: الحسن بن محمد بن
عنبر أبو علي ليس بذاك، حدث بأحاديث أنكرتها عليه.
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري عن محمد بن عمران المرزباني قال حدثني
عبد الباقي بن قانع. قال: ابن عنبر الوشاء ضعيف.
426

حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول وسألت
الدارقطني عن الحسن بن محمد بن عنبر قال: تكلموا فيه. قلت: من جهة سماعة؟
قال نعم.
ذكرت ابن عنبر لأبي بكر البرقاني فوثقه.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن ابن عنبر الوشاء مات في سنة
ثمان وثلاثمائة. وقال غيره في جمادى الأولى.
3968 - الحسن بن محمد بن عبد الله بن شعبة بن امرئ القيس بن رفاعة
ابن رافع بن خديج، أبو علي الأنصاري:
سمع حوثرة بن محمد المنقري، وإبراهيم بن بسطام الأسلي، ومحمد بن الوليد
القلانسي، ويحيى بن حكيم المقوم، وأبا سعيد الأشج، وعمرو بن عبد الله الأودي،
وعلي بن المنذر الطريقي، وإسحاق بن شاهين، وعمار بن خالد الواسطيين، ويعقوب
الدورقي، وحرمى بن يونس بن محمد، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق بن
إبراهيم الشهيدي، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وأبا السائب سلم بن
جنادة، والفضل بن سهل الأعرج. روى عنه محمد بن عبد الله بن الشخير، وإبراهيم
ابن أحمد بن بشران الصيرفي، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وعثمان بن
محمد الأدمى، وأبا الفضل الزهري، وأبو حفص شاهين. وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا محمد بن المظفر قال
حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة - وما سمعناه إلا منه، وسمعه منه ابن عقدة -
حدثنا علي بن المنذر حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجوزوا في الصلاة فإن خلفكم الضعيف، والمريض،
وذا الحاجة ".
قال أبو العلاء قال لنا ابن المظفر سمعت ابن عقدة - وذكرت له هذا الحديث فقال:
حدثناه ابن شعبة عن علي بن المنذر، وذاك أن علي بن المنذر هكذا حدث به مرة.
427

قلت: رواه يعقوب الدورقي عن وكيع عن الأعمش نفسه، لم يذكر بينهما
سفيان.
كذلك أخبرنا أبو العلاء الواسطي حدثنا محمد بن المظفر حدثنا يحيى بن محمد
ابن صاعدة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت
الدارقطني عن أبي الحسن بن محمد بن عبيد الله بن سعيد - كذا قال - وإنما هو ابن
شعبة بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري فقال: لا بأس به.
حدثني عبد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا علي بن شعبة
مات في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
3969 - الحسن بن محمد بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو الحسين
الأسدي:
حدث عن علي بن خشرم المروزي، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وعثمان بن
سعيد الدارمي، والعباس بن يزيد البحراني، وعلي بن الحسين بن أشكاب، وأحمد بن
منصور الرمادي، وأبى زرعة الرازي. روى عنه عمر بن محمد بن سبنك، وأبو
حفص بن شاهين، وعلي بن عمر السكري، وكان ثقة.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا الحسن بن
محمد بن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة حدثنا علي بن خشرم حدثنا هضيم
عن مغيرة عن إبراهيم قال: النظر في مرآة الحجام دناءة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع أن أبا الحسين الشيخي ابن عم بشر
ابن موسى مات في سنة خمسة عشرة وثلاثمائة.
3970 - الحسن بن محمد بن يحيى، أبو أحمد العقيلي:
قاضي شمشاط. حدث عن حميد بن الربيع اللخمي، والحسن بن السكين
البلدي، وإبراهيم بن راشد الأدمى، وإبراهيم بن الهيثم البادا. روى عنه أبو بكر بن
شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعلي بن معروف البزاز، ويوسف القواس.
428

أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أبو أحمد
الحسن بن محمد العقيلي - قاضي شمشاط - قدم علينا سنة سبع عشرة - حدثنا
حميد وهو ابن الربيع بحديث ذكره.
3971 - الحسن بن محمد بن عمر بن جعفر بن سنان، أبو علي النيسابوري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف
السلمي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أشرس، ومحمد بن إسماعيل
الإسماعيلي، والفضل بن محمد البيهقي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن
عمرو شمر. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، والقاضي أبو الحسين
الجراحي، ويوسف القواس، وغيرهم.
وكان غير ثقة.
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ أخبرنا
أبو علي الحسن بن محمد بن عمر النيسابوري حدثنا محمد بن أشرس حدثنا الحسين
ابن الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدرك والديه، أو أحدهما فدخل النار، فأبعده الله وأسحقه ".
قال لي الحسن بن أبي طالب في حديثه: عن زرارة بن أوفى عن أنس بن مالك،
وإنما هو أبي بن مالك.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس. قال: قدم علينا
الحسن بن محمد بن جعفر بن عمر النيسابوري للحج سنة تسع عشرة وثلاثمائة،
ومات ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة.
3972 - الحسن بن محمد بن أحمد بن الهيثم، الأموي عم أبي الفرج علي
ابن الحسن المعروف بالأصبهاني:
حدث عن عمر بن شبة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق. روى عنه ابن أخيه أبو
الفرج.
429

3973 - الحسن بن محمد بن بشر بن داود بن يحيى بن سالم، أبو القاسم
البجلي الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار، وعلي بن الحسين
ابن عبيد بن كعب، وعبد السلام بن الحسين بن مالك الكوفيين روى عنه محمد بن
المظفر، والدارقطني وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج: أنه نزل باب المحول وسمع منه في سنة اثنتين وعشرين
وثلاثمائة.
3974 - الحسن بن محمد، أبو محمد البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن علي بن طرخان البلخي. روى عنه علي بن
عمر السكري.
3975 - الحسن بن محمد بن سعدان بن عبيد الله، أبو علي العرزمي
الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن إسحاق بن سافري، والحسن بن علي بن
عفان. وعلي بن عبيد الله بن المبارك الصنعاني. وإبراهيم بن الهيثم البلدي، ومحمد
ابن عبيد بن هارون الفراء، وغيرهم. روى عنه علي بن عمر والحريري، وأبو حفص
الكتاني، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبو القاسم بن الثلاج، في
آخرين.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد القرميسي
حدثنا الحسن بن محمد بن سعدان العرزمي الكوفي - ببغداد - حدثنا حميد بن علي
ابن الخلال حدثنا جعفر بن عون عن قدامة بن موسى عن سالم عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
3976 - الحسن بن محمد بن هلال، أبو علي الواسطي الضرير:
ذكر ابن الثلاج أنه كان شيخا يسأل الناس ببغداد، عند السجن من الجانب
الغربي. وروى عنه الحسن بن عرفة حديثا ذكر أنه حدثهم به من حفظه في سنة أربع
وعشرين وثلاثمائة.
430

3977 - الحسن بن محمد بن يحيى بن مهران، أبو علي السواق الضرير:
حدث عن محمد بن إبراهيم البوشنجي. روى عنه الدارقطني، وأحمد بن الفرج
ابن الحجاج وما علمت من حاله إلا خيرا.
3978 - الحسن بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد العلوي:
حدث عن حجر بن محمد السامي عن رجاء بن سهل الصنعاني عن أبي البحتري
القاضي كتاب مولد علي بن أبي طالب، ومنشئه وبدء إيمانه، وتزويجه فاطمة. رواه
عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وقال: كان أسود.
3979 - الحسن بن محمد بن أحمد بن أبي الشوك، أبو محمد الزيات:
سمع أبا فروة يزيد بن محمد الرهاوي، وعبد الملك بن عبد الحميد الميموني،
وهلال بن العلاء الرقي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعبد الرحمن بن محمد
ابن منصور الحارثي، ومحمد بن عيسى بن حيان المدايني، والحسن بن مكرم البزار،
وأحمد بن الأسود الحنفي. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، والدارقطني، وابن
شاهين وجماعة آخرهم أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، وكان
ثقة.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا الحسن
ابن محمد بن أحمد - يعرف بابن أبي الشوك - حدثنا أحمد بن الأسود الحنفي -
بالرقة حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن ابن عمر: أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكبا، وماشيا.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن ابن أبي الشوك
مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3980 - الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق بن موسى، أبو علي
الأنصاري:
سمع جده موسى بن إسحاق، وأبا مسلم الكجي، وأبا بكر بن أبي الدنيا،
431

ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبا العباس محمد بن يزيد المبرد - حدثنا عنه
القاضي أبو القاسم بن أبي عمرو، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني، وكان
ثقة.
أخبرنا ابن أبي عمرو أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن موسى الأنصاري في
ذي الحجة سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة.
3981 - الحسن بن محمد بن الحسن، أبو علي السرخسي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي لبيد محمد بن إدريس المخرمي. روى عنه محمد
ابن إسماعيل الوراق، وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في قطيعة الربيع في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3982 - الحسن بن محمد، أبو الفتح البغدادي:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي حدثنا أبو الفتح الحسن بن محمد
البغدادي ببالس حدثنا ابن بنت منيع حدثنا عيسى بن سالم عن عبد الله بن المبارك عن
شعبة عن عمرو بن مرة أنه قال سمعت خيثمة يحدث عن عدي بن حاتم عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ".
3983 - الحسن بن محمد بن محمد بن شيظم [الشيظمي]، أبو علي
الفامي البلخي:
قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها عن نصر بن مكي
البلخي، ومحمد بن عمران بن عصمة الجوزجاني، وغيرهما. روى عنه الدارقطني،
ويوسف القواس وأبو الحسن بن رزقويه، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - قراءة - حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن
محمد بن شيظم الفامي - قدم للحج - أخبرنا نصر بن مكي - ببلخ - حدثنا محمد
ابن عبد الله بن عبد الحكم قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة
خمسين، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين.
432

قال: وأخبرني غيره عن الشافعي قال: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في
الحداثة، أوهب وأستوهب الظهور أكتب فيها.
3984 - الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد المعروف بابن أخي
طاهر العلوي:
مدني الأصل سكن بغداد في مربعة الخرسي، وحدث بها عن جده يحيى بن
الحسن وعن إسحاق بن إبراهيم الدبري، وغيره من أهل اليمن. حدثنا عنه ابن رزقويه
وابن الفضل القطان، وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة، ومحمد بن
أبي الفوارس، وأبو علي بن شاذان.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد القطيعي حدثني
أبو محمد العلوي الحسن بن محمد بن يحيى - صاحب كتاب " النسب " - حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الصنعاني حدثنا عبد الرزاق بن همام أخبرنا سفيان الثوري عن
محمد بن المنكدر عن جابر: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي خير البشر فمن امترى
فقد كفر ".
هذا حديث منكر لا أعلم رواه سوى العلوي بهذا الإسناد، وليس بثابت.
قال لنا أبو علي بن شاذان: مات أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي
في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين
وثلاثمائة.
3985 - الحسن بن محمد بن الحسن بن جبير، أبو سعيد الصيرفي المخرمي:
حدثنا عباس بن عمر الكرداني عنه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعباس غير
ثقة.
أخبرنا عباس بن عمر أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الحسن بن جبير
الصيرفي المخرمي حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا علي بن حكم الأودي
أخبرنا شريك عن أبي ربيعة عن أبي بريدة عن أبيه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
433

يكافئ من يسعى لأخيه المؤمن في حوائجه، في نفسه، وولده إلى سبعة أبناء، فلا تملوا
نعم الله عليكم. وقد جعلكم لها أهلا، فإن مللتموها حرمكم فضله ".
باطل بهذا الإسناد، والحمل فيه عندي علي عباس، والله أعلم.
3986 - الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان، أبو محمد الحربي:
وهو أخو علي بن محمد وكان الأكبر. روى عن إسماعيل بن إسحاق القاضي
كتاب النوادر، وروى أيضا عن بشر بن موسى، ويوسف القاضي، وموسى بن
هارون. حدثنا عنه القاضي أبو الفرج بن سميكة، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم
الأصبهاني.
أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو محمد
الحسن بن أحمد بن كيسان الحربي حدثنا بشر بن موسى حدثنا خلف بن الوليد عن
إسحاق بن أبي إسرائيل عن أبي ميسرة عن عائشة. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يباشرني في لحافي وأنا حائض، ويدخل معي في اللحاف، ولكنه كان أملككم
لإربه صلى الله عليه وسلم.
سألت أبا نعيم الحافظ عن أبي محمد بن كيسان فقال: كان ثقة.
قال لنا ابن شاذان: توفى الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي لأيام
خلون من شوال من سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
3987 - الحسن بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم الدقاق:
روى عن الحسين بن إسماعيل المحاملي - حدثني عنه عبد العزيز بن علي
الأزجي، وسألته عنه فقال: كان جارنا بباب الأزج، وكان من أهل القرآن والخير
وصحيح السماع، وأثنى عليه ثناء كثيرا.
3988 - الحسن بن محمد بن الحباب، أبو علي المقرئ:
سمع أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومن بعده. حدثني عنه أحمد بن علي
التوزي، وكان ثقة فهما بعلم القرآن، حسن التصنيف فيه، وكان يسكن بباب الطاق.
434

أخبرني ابن التوزي أخبرنا الحسن بن محمد بن الحباب المقرئ - بباب الطاق
وكان ثقة - حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي حدثنا أبو محمد عيسى بن
مشاور الجوهري حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من شئ ولا وال إلا له بطانتان، بطانة
تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، فمن وقى شرهما فقد وقى،
وهو من التي يغلب عليه منهما ".
3989 - الحسن بن محمد بن بشران، أبو محمد:
روى عنه القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري. حدثنا عنه أحمد بن
محمد العتيقي، وسألته عنه فقال: هو من بنى بشران وكان ثقة.
3990 - الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة، أبو علي المروزي السبخي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي كتاب " الجامع "
عن أبي عيسى الترمذي، وروى أيضا عن إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن
علي بن حبيش الناقد، وأبى بحز بن كوثر البربهاري. حدثنا عنه العتيقي، وأبو يعلى
أحمد بن عبد الواحد الوكيل.
وقال لي أبو القاسم الأزهري: سمعت من هذا الشيخ بعض كتاب الجامع لأبي
عيسى، وكان شيخا فهما، ثقة له هيبة.
قرأت في كتاب أبي بكر أحمد بن عمر بن البقال بخطه: توفى أبو علي الحسن بن
محمد المروزي ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء النصف من ذي الحجة سنة إحدى
وتسعين وثلاثمائة.
3991 - الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن يحيى بن حلبس بن عبد
الله بن يحيى بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن
عمر بن مخزوم بن نقطة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو علي المخزومي
المؤدب:
حدث عن أبي بكر بن أبي داود، وأبى بكر النيسابوري وأبى بكر بن مجاهد المقرئ
حدثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وجماعة غيرهما، وكان ثقة.
435

أخبرنا العتيقي. قال: سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فيها توفى أبو علي الحسن بن
القاسم المخزومي المؤدب.
حدثني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس بن المهدي الخطيب. قال: مات
أبو علي الحسن بن محمد المخزومي المؤدب في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان
يسكن باب الشام.
أخبرنا الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق قال: توفى أبو علي الحسن بن محمد
ابن القاسم المؤدب المخزومي في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
ودفن في مقبرة باب حرب، وكان مولده في سنة إحدى وثلاثمائة.
3992 - الحسين بن محمد بن يحيى، أبو محمد المعروف بابن الفحام:
من أهل سر من رأى. حدث عن أحمد بن علي بن يحيى بن حسان السامري،
وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز ومحمد بن الفرخان الدوري،
ومن بعدهم وقرأ القرآن على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش. حدثني عنه
أبو سعد السمان الرازي ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وغيرهما.
وكان ثقة على مذهب الشافعي، وكان يرمى بالتشيع، ومات بسر من رأى.
سمعت أبا الفضل بن السامري يقول: مات ابن الفحام في سنة ثمان وأربعمائة.
3993 - الحسن بن محمد بن غانم، أبو علي الفقيه الشافعي:
روى عن محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري. حدثني عنه أحمد بن علي بن
التوزي، وكان ينزل في ناحية الرصافة، وسألته عنه فقال: صدوق.
3994 - الحسن بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم اليشكري البغال:
من أهل الكوفة سكن بغداد، وحدث بها عن علي بن عبد الرحمن البكائي.
كتبت عنه في سنة ثمان وأربعمائة، وكان جميل الطريقة، حسن الاعتقاد، من أهل
القرآن، وسكن سوق الطعام.
أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله اليشكري أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن أبي
السري أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا عثمان بن أبي شيبة
436

حدثنا أبو أسامة عن خالد بن العباس عن الحارث عن علي. قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشرة من الناس، آكل الربا، وموكله وكاتبيه، وشاهديه، والواشمة، والمؤتشمة،
ومانع الصدقة، والمحلل، والمحلل له، وكان ينهى عن النوح.
3995 - الحسن بن محمد بن جعفر بن داود، أبو محمد عم أبي عبد الله
السلماني:
حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري. سمع منه علي بن أحمد بن
الشعيري. ومات في ليلة الخميس الرابع عشر من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة،
ودفن يوم الخميس في مقبرة جامع المدينة.
3996 - الحسن بن محمد بن عمر بن القاسم، أبو علي النرسي البزار
المعروف بابن عديسة:
سمع أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن الصيدلاني، ومحمد بن عبد الله بن
جامع الدهان، ومن بعدهم.
كتبت عنه وكان صدوقا من أهل القرآن، والمعرفة بالقراءات، وانتقل بأخرة إلى
مكة فسكنها.
وسمعته سئل عن مولده فقال: ذكر لي أبي أنى ولدت في سنة ثمانين وثلاثمائة.
وبلغنا أنه توفى بمكة في ليلة النصف من رجب سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
3997 - الحسن بن محمد بن الحسن بن علي، أبو محمد الخلال:
وهو الحسن بن أبي طالب. سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل
الوراق، وأبا سعيد الحرقي، وأبا عبد الله بن العسكري، وعلي بن محمد بن لؤلؤ.
وأبا حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، والقاضي الجراحي،
وأبا بكر بن شاذان، ومحمد بن عبد الله الأبهري، ومن في طبقتهم ومن بعدهم.
كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة، وتنبه، وخرج " المسند " على الصحيحين، وجمع
أبوابا وتراجم كثيرة.
وسألته عن مولده فقال: في صفر غداة يوم السبت من سنة اثنتين وخمسين
وثلاثمائة.
437

ومات في ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين
وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة باب حرب. حضرت الصلاة عليه في جامع
المدينة، وكان يسكن بنهر القلايين، ثم انتقل بأخرة إلى باب البصرة.
3998 - الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس، مولى جعفر المتوكل،
ويكنى أبا علي، ويعرف بابن الحمامي البزار.
سمع الحسن بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن محمد بن سبنك، وعبيد الله
ابن محمد بن عابد الخلال، وأبا الحسن بن بؤبؤ، وخلقا من هذه الطبقة. كتبت عنه
شيئا يسيرا، وكان سماعه صحيحا إلا أنه كان رافضيا خبيث المذهب، وكان له
مجلس في داره بالكرخ يحضره الشيعة، ويقرأ عليهم مثالب الصحابة، والطعن على
السلف.
وسألته عن مولده فقال: في شوال من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الأربعاء الثالث من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن
صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الكناس.
3999 - الحسن بن محمد بن الحسن بن فاقة، أبو يعلى الرزاز:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسى، والقاضي أبا الحسن
الجراحي، كتبت عنه وكان يتشيع، وسماعه صحيح.
وسألته عن مولده فقال لي: ولدت لأربع خلون من صفر سنة ست وخمسين
وثلاثمائة.
أخبرني ابن فاقة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان - إملاء - حدثنا أبو شعيب
عبد الله بن الحسن الحراني حدثنا يحيى بن عبد الله حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.
مات ابن فاقة في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
4000 - الحسن بن موسى، أبو علي الأشيب:
سمع محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار،
438

وشيبان بن عبد الرحمن المؤدب، وورقاء بن عمرو، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن
سلمة، وأبا هلال الراسبي، وزهير بن معاوية، وعبد الله بن لهيعة، ويعقوب القمي.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن منيع، وأحمد بن
منصور الرمادي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، وعباس الدوري، وأحمد بن الخليل
البرجلاني، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى الأسدي.
وكان أصله خراسانيا، وأقام ببغداد وحدث بها حديثا كثيرا، وولى القضاء
بالموصل، وبحمص.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي حدثنا أحمد بن منصور حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير أبو
بلج أن عمر بن ميمون حدثه. قال: قال لي أبو هريرة. قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا
هريرة ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟ " قلت: نعم - فداك أبي وأمي - قال:
" تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ".
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر
ابن محمد بن الأزهر. قال قال لي ابن الغلابي: سألت يحيى بن معين عن الأشيب
فقال: هو الحسن بن موسى، ولاه أبو يوسف القضاء لخبث لسانه، كان يقع في
أصحاب الرأي.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي
أخبرهم قال حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال سمعت أبا اليمان يقول: قدم
الحسن بن موسى الأشيب علينا قاضيا بحمص، فقال: دلني على رجل ثقة موسر
439

أستعين به في بعض أمري، فقلت: لا أعرف أحدا أوثق من يحيى بن صالح. قلت:
يعنى الوحاظي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي أخبرنا الحسن محمد بن العباس بن أحمد
ابن الفرات حدثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي حدثنا أبو أيوب سليمان بن
أيوب الحناط حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: كان
بالموصل بيعة للنصارى قد خربت، فاجتمع النصارى على الحسن بن موسى الأشيب
وجمعوا له مائة ألف درهم على أن يحكم بها حتى تبنى، فقال ادفعوا المال إلى بعض
الشهود، ثم قال لهم: إذا كان غد فاغدوا علي إلى الجامع، ووعد الشهود، فلما
حضروا الجامع قال للشهود: اشهدوا علي أني قد حكمت أن لا تبنى هذه البيعة،
فتفرق النصارى، ورد عليهم مالهم، ولم يقبل منه درهما واحدا، والبيعة خراب.
قلت: وإنما فعل الأشيب ذلك لثبوت البينة عنده أن البيعة محدثة بنيت في
الإسلام.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا
محمد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال سمعت أبي يقول:
الحسن بن موسى الأشيب كان ببغداد، كأنه! وضعفه.
قلت: لا أعلم علة تضعيفه إياه، وقد وثقه يحيى بن معين وغيره.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال سمعت أبا الحسن أحمد
ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت
ليحيى بن معين فالأشيب - أعني الحسن بن موسى -؟ فقال: ثقة.
أخبرني السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر حدثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين. قال: الحسن بن موسى الأشيب لم
يكن به بأس.
440

أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسن بن أحمد الهروي
الصفار حدثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال قلت - يعني
لصالح بن محمد البغدادي الحافظ - فالأشيب الحسن بن موسى؟ فقال: صدوق.
أراه قال: ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الفازي أخبرنا
محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
الحسن بن موسى الأشيب بغدادي كان من أبناء الجند، صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا حسن الأشيب. قال: جاءني سعد بن إبراهيم
ابن سعد قال: عارضني بحديث شعبة.
قال الخطيب: وكان الأشيب ضابطا لحديث شعبة وغيره، فلذلك طلب إليه
سعد أن يعارضه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا
محمد بن عبد الله الحضرمي. قال: سنة تسع ومائتين فيها مات الحسن بن موسى
الأشيب.
أخبرنا ابن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق. قال:
ومات حسن بن موسى الأشيب سنة تسع - أو عشر - ومائتين.
أخبرنا الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدثنا
الحسن بن فهم حدثنا محمد بن سعد. قال: الحسن بن موسى الأشيب من أبناء
خراسان ولى قضاء حمص والموصل لهارون أمير المؤمنين، ثم قدم بغداد في خلافة
المأمون، فلم يزل ببغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان، فتوجه إليها فمات بالري
في شهر ربيع سنة تسع ومائتين.
441

4001 - الحسن بن موسى بن ناصح بن يزيد، أبو سعيد الخفاف الرسعني:
قدم بغداد وحدث بها عن ابن سليمان، وسعيد بن عبد الملك الجراني، والحسن بن
عمر بن شقيق البلخي، وعقبة بن مكرم الضبي. روى عنه محمد بن خلف ووكيع،
ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري،
وأبو ذر القراطيسي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا علي بن عمر الحافظ
وعمر بن أحمد الواعظ. قالا: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص حدثنا الحسن بن
موسى بن ناصح بن يزيد الخفاف - قدم من رأس العين - حدثنا سعيد بن عبد الملك
الحراني حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي إسحاق الفزاري عن ابن جريج عن عطاء عن
ابن عمر. قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال فقال: " يا بلال امض، أبي الله إلا ذلك "
ثلاث مرات.
4002 - الحسن بن موسى بن الحسن بن عباد بن أبي عباد، يعرف بابن أبي
السري الجلاجلي:
حدث عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام. روى عنه ابن شاهين.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا الحسن بن
موسى بن الحسن النسائي، ويعرف بابن أبي السري الجلاجلي، حدثنا أحمد بن المقدام.
وأخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل وهلال بن محمد الحفار - قال إبراهيم حدثنا
وقال هلال أخبرنا - الحسين بن يحيى بن عياش القطان حدثنا أبو الأشعث أحمد بن
المقدام حدثنا محمد بن بكر البرقاني حدثنا حميد أبو عبد الله الكندي حدثنا خالد
الربعي عن أبي هريرة. قال أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن أبدا،
أوصاني بالوتر قبل النوم، وأوصاني بالغسل في كل جمعة، وأوصاني بثلاثة أيام في
كل شهر. واللفظ الحديث للطناجيري.
4003 - الحسن بن موسى بن بندار بن حرشاد أبو محمد الديلمي:
قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وعبد الحميد بن
442

موسى اليشكري، وأحمد بن محمد الجارودي، وأحمد بن الحسين بن شعبة
البصري، ومحمد بن إسحاق بن داد الأهوازي، وغيرهم. حدثنا عنه البرقاني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا الحسن بن موسى بن بندار الديلمي - ببغداد -
وحدثني الحسن بن سعيد بن الفضل الأدمى حدثنا أبو نصر أحمد بن حمدون
الخفاف.
وأخبرنا أبو بكر الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد بن حمدون
الموصلي حدثنا عفيف بن سالم حدثنا سفيان الثوري عن ليث عن طاوس عن عبد الله
ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائتدموا ولو بالماء ".
زاد الأدمى قال: و حدثنا عفيف عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه.
قال البرقاني قدم هذا الديلمي بغداد حاجا وسمعت منه في سنة ثلاث وستين
وثلاثمائة، وكان شابا حافظا.
4004 - الحسن بن المبارك، أبو علي الأنماطي المقرئ المعروف باليتيم:
روى عن عمرو بن الصباح الضرير عن أبي عمر حفص بن سليمان عن عاصم بن
أبي النجود حروفه في القرآن. حدث عنه وهب بن عبد الله المروزي - ينزل بغداد -
وذكر أنه كان يقرئ القرآن في مسجد الصحابة عند قنطرة العتيقة.
4005 - الحسن بن منصور بن إبراهيم، أبو علي الشطوي، يعرف بابن علوية
الصوفي:
حدث عن سفيان بن عيينة، وحجاج بن محمد الأعور، والحارث بن النعمان
البزاز. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، والعباس بن علي
النسائي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن خلف وكيع، وصالح بن أحمد القيراطي،
والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري.
443

أخبرنا عيلان بن محمد السمسار حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا العباس
ابن علي بن العباس حدثنا الحسن بن منصور الشطوي حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن
دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " انطلقوا بنا إلى البصير
نعوده الذي في بنى واقف ".
قال وكان رجلا أعمى. هكذا رواه العباس عن علي عن بن علوية، وخالفه محمد
ابن مخلد فقال:
ما أخبرنا الأزهري حدثنا علي بن عمر الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد - ولم
نسمعه إلا منه - حدثنا ابن علوية الصوفي الحسن بن منصور حدثنا سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مروا بنا إلى البصير الذي في
بنى واقف نعوده " وكان ضريرا.
قال الدارقطني: تفرد به ابن عيينة. وقال إبراهيم بن بشار ومحمد بن يونس
الجمال عن ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن جبير عن أبيه، والمحفوظ عن محمد
ابن جبير فقط.
قلت: رواه كذلك عن ابن عيينة مرسلا عبد الجبار بن العلاء، وأبو عبد الله بن
المخزومي، وكل من ذكرنا أنه روى عن ابن علوية سماه الحسن، إلا ابن مخلد فإنه
سماه الحسين، وسنعيد ذكره في باب: الحسين إن شاء الله.
4006 - الحسن بن محبوب بن أبي أمية، أبو علي:
نزل أنطاكية وحدث بها عن إبراهيم بن عيينة وحجاج بن محمد الأعور، وعبد
الله بن نمير، وأبى أسامة حماد بن أسامة. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ولا أشك
أنه سمع منه ببغداد قبل انتقاله عنها وعبد الله بن محمد بن مسلم الأسفراييني،
وغيرهما.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن يعقوب الرازي - بالري -
حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان القزويني المعدل حدثنا أبو
444

بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفراييني حدثنا الحسن بن محبوب بن أبي أمية
البغدادي - بأنطاكية - حدثنا إبراهيم بن عيينة قال سمعت ابن حيان التيمي يذكر
عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الغنم من دواب الجنة فامسحوا
رغامها، وصلوا في مرابضها ".
أخبرنا أبو القاسم بن عبد العزيز بن بندار الشيرازي - بمكة - أخبرنا أبو نزار
أحمد بن عبد القوى بن جعفر - بمصر - حدثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد
السلام البزاز حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب بن أبي أمية البغدادي - بأنطاكية سنة
إحدى وستين ومائتين - حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا
الحسن بن علي بن عفان حدثنا أبو أسامة بإسناده: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء
والعسل.
4007 - الحسن بن مكرم بن حسان، أبو علي البزار:
سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عمر بن
فارس، وروح بن عبادة، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعفان بن مسلم. روى عنه
القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن
محمد الصفار، وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن
زياد، وغيرهم، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي حدثنا الحسن بن مكرم البزار حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن
طلق بن حبيب عن بشر بن كعب عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدلك على كنز
من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى، قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي
حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا علي بن عاصم أخبرنا الجريري عن أبي عثمان عن
سليمان. قال: إن الله تعالى حي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه إليه أن يرجعهما
خائبتين، ليس فيهما خير.
445

قرأت بخط الدارقطني قال لنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي
سألت الحسن بن مكرم: متى ولدت؟ قال: ولدت في جمادى الأولى سنة اثنتين
وثمانين ومائة.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أخبرنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال سمعت أبا علي الحسن بن مكرم البزاز يقول: مات علي بن
عاصم سنة ست وتسعين ومائة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول
سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات الحسن
ابن مكرم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع. قال: والحسن بن مكرم البزاز توفى لخمس بقين من شهر رمضان سنة أربع
وسبعين، وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
وذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه أنه مات في يوم الثلاثاء لخمس خلون من
شهر رمضان، والله أعلم.
4008 - الحسن بن ماهان، أبو الزبير النيسابوري:
سكن بغداد وحدث بها عن أسباط بن محمد، والمعافى بن سليمان. روى عنه
موسى بن هارون الحافظ، وأبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله المروزي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثنا أبو أحمد
علي بن محمد بن عبد الله المروزي حدثنا أبو الزبير الحسن بن ماهان النيسابوري
ببغداد حدثنا المعافى بن سليمان.
4009 - الحسن بن مروان، السكري:
حدث عن محمد بن حميد الرازي، وبشار بن موسى الخفاف، روى عنه محمد بن
عبد الله بن ميمون نزيل الإسكندرية وقال: حدثني الحسن بن مروان السكري ببغداد.
4010 - الحسن بن مهران، أبو علي:
حدث عن دهثم بن الفضل، وأبى الخطاب زياد بن يحيى الحساني روى عنه
محمد بن مخلد الدوري.
446

قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة ثمان وسبعين ومائتين فيها مات أبو علي
الحسن بن مهران في شهر رمضان.
4011 - الحسن بن معلى بن عبد السلام، أبو بكر:
كان إمام جامع المنصور فيما سوى الجماعات، وحدث عن نصر بن علي
الجهضمي روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
4012 - الحسن بن محمي بن بهرام، أبو علي البزاز المخرمي:
حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وسويد بن سعيد، وعلي بن المديني،
وعبيد الله بن عمر القواريري، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن أبي
إسرائيل. روى عنه محمد بن حميد المخرمي، ومحمد بن جعفر المعروف بزوج
الحرة، وعمر بن محمد بن سبنك، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وعبد الله
ابن موسى الهاشمي ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وغيرهم.
أخبرنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان حدثنا محمد بن جعفر بن أحمدة المعدل
حدثنا أبو علي بن محمي بن بهرام البزاز المخرمي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا هارون
ابن مسلم عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن أبيه. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي أسبغ الوضوء وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تنز الخيل على
الحمر، ولا تجالس أصحاب النجوم ".
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي. قال: الحسن بن محمى بن بهرام -
أبو علي البزاز - كان ينزل ببغداد بقرب دار الخليفة، كتبنا عنه، رأيتهم مجمعين على
ضعفه، وقد حدث بغير حديث أنكرته عليه، ورأيت له ابنا أعور كهلا، ذكر
البغداديون أنه يلقن أباه ما ليس من حديثه.
4013 - الحسن بن مهدي بن عبدة، أبو علي الكيساني المروزي:
قدم بغداد حاجا في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وحدث عن أبي الموجه محمد بن
عمرو، ويحيى بن ساسويه المروزيين وأحمد بن محمد بن مقاتل، ومحمد بن عمير
الرازيين، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن محمد بن المنكدر. روى عنه
447

عمر بن محمد بن سبنك، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم
ابن الثلاج.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي حدثنا
أبو علي الحسن بن مهدي بن عبدة المروزي حدثنا محمد بن عمير الرازي حدثنا عبيد
ابن فراس البصري حدثنا حرمي بن عمارة عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن
عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشاة من دواب الجنة ".
* * *
حرف النون [من آباء الحسنين]
4014 - الحسن بن ناصح، أبو علي الخلال المخرمي:
نزيل كرخ سر من رأى حدث عن اسود بن عامر شاذان، وأبي النضر هاشم بن
القاسم، ومكي بن إبراهيم، ويونس بن محمد المؤدب، ومنصور بن سلمة الخزاعي،
ومحمد بن نابن وإسحاق بن منصور السلولي، ويعقوب بن محمد الزهري،
وعبد العزيز بن أبان القرشي. روى عنه عبد الله بن الهيثم بن خالد الخياط، ويحيى بن
صاعد، وعبد الله بن إسحاق المروزي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن
مخلد الدوري.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: أدركته ولم أكتب عنه وكان صدوقا.
4015 - الحسن بن ناصح، السراج:
حدث عن الحسن بن قتيبة المدائني. روى عنه محمد بن مخلد.
أخبرنا عمر بن محمد بن علي الحارثي - ويعرف بابن أبي طالب المكي - حدثنا
يوسف بن عمر القواس قال: قرئ على محمد بن مخلد - وأنا أسمع - قيل له
حدثكم الحسن بن ناصح السراج حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا عبد الله بن زياد عن
عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:
448

" لا نموت حتى نسمع بقوم يكذبون بالقدر، ويحملون الذنوب على العباد، اشتقوا
قولهم من قول النصارى فابرأ إلى الله منهم ".
قال: وكان ابن عباس إذا حدث بهذا الحديث رفع يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك
منهم كما برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4016 - الحسن بن نصر بن الحسن، أبو علي الحنبلي الخرقي، يعرف بابن
الشريكي:
سمع موسى بن عيسى السراج، ومحمد بن محمد بن معاذ الهذلي، ومحمد بن
عبد الله بن أخي ميمي. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.
* * *
حرف الهاء [من آباء الحسنين]
4017 - الحسن بن هانئ، أبو علي الحكمي الشاعر المعروف بأبي نواس:
ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة، واختلف في طلب الحديث. فسمع من حماد بن
زيد، وعبد الواحد بن زياد، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وأزهر بن
سعد السمان، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي واختلف إلى أبي زيد النحوي
فكتب عنه الغريب والألفاظ، وحفظ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أيام الناس، ونظر
في نحو سيبويه، وانتقل إلى بغداد فسكنها إلى حين وفاته.
وهو: الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الأول بن الجراح بن هنب بن ددة
ابن غنم بن سليم بن حكم بن سعد العشيرة بن مالك بن عمرو بن الغوث بن طي بن
أدد بن شبيب بن عمر بن سبيع بن الحارث بن زيد بن عدي بن عوف بن زيد بن
هميسع بن عمر بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشند بن سام بن نوح. ذكر نسبه هكذا
عبد الله بن أبي سعد الوراق.
449

وحدثني أبو القاسم الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا عبيد الله بن
عبد الرحمن السكري حدثنا ابن أبي سعد بذلك وقيل هو الحسن بن هانئ بن
الصباح مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والى خراسان.
حدثني الأزهري أخبرنا عبد الله بن عثمان بن يحيى حدثنا محمد بن أحمد بن
إبراهيم الكاتب أخبرنا ميمون بن هارون الكاتب حدثني عمر بن شبة أبو زيد. قال
قال أبو عبيدة: كان أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين.
قال ميمون: وحدثني الجريري عن إسحاق بن إسماعيل. قال قال أبو نواس: ما
قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب، منهم الخنساء، وليلى، فما ظنك
بالرجال؟!
وقال ميمون: سألت يعقوب بن السكيت عما يختار لي روايته من أشعار الشعراء
فقال: إذا رويت من الجاهليين لامرئ القيس، والأعشى ومن الإسلاميين لجرير
والفرزدق، ومن المحدثين لأبي النواس، فحسبك.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني
حدثني الحكيمي حدثني ميمون بن هارون الكاتب عن أبي عثمان الجاحظ قال: ما
رأيت أحدا كان أعلم باللغة من أبي نواس، ولا أفصح لهجة، مع حلاوة ومجانبة
للاستكراه.
وأخبرني الصيمري حدثنا المرزباني أخبرني محمد بن العباس حدثنا محمد بن
يزيد النحوي حدثنا الجاحظ قال سمعت النظام يقول: - وقد أنشد شعرا لأبي نواس
في الجبر - هذا الذي جمع له الكلام فاختار أحسنه.
حدثني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا عبيد الله بن عبد
الرحمن السكري حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثنا أبو ثابت حبيب بن النعمان
الحميري قال سمعت كلثوم بن عمرو العتابي يقول لرجل - وتناظرا في شعر أبي
نواس - فقال: لو أدرك الخبيث الجاهلية ما فضل عليه أحد.
وقال ابن أبي سعد: حدثني أحمد بن العباس بن الحكم حدثني محمد بن يزيد
النحوي حدثني عبد الله بن يعقوب بن داود. قال كنا عند سفيان بن عيينة فجاءه
ابن مناذر، فحدث وأنشد، فقال له سفيان: يا أبا عبد الله ظريفكم هذا أشعر الناس!
450

قال كأنك عنيت أبا نواس؟ قال: نعم، قال: يا أبا محمد فيم استشعرته؟ قال في هذه
القصيدة:
- يا قمرا أبصرت في مأتم * يندب شجوا بين أتراب -
- أبرزه المأتم لي كارها * برغم دايات وحجاب -
- يبكى فيذرى الدر من عينه * ويلطم الورد بعناب -
- لا زال موتا دأب أحبابه * ولم تزل رؤيته دابى -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال أخبرنا
محمد بن خلف بن المرزبان - إجازة - وحدثناه محمد بن عبيد الله بن حريث
الكاتب عنه قال حدثني أبو عبد الله اليمامي حدثنا محمد بن مسعر قال كنا عند
سفيان بن عيينة فتذاكروا شعر أبي نواس، فقال ابن عيينة أنشدوني شعرا، فأنشدوه:
- ما هوى إلا له سبب * يبتدى منه وينشعب -
- فتنت قلبي محببة * وجهها بالحسن منتقب -
- تركت والحسن تأخذه * تنتقى منه وتنتخب -
- فاكتست منه طرائقه * واستزادت بعض ما تهب -
فقال ابن عيينة: آمنت بالذي خلقها.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني حدثنا
مسبح بن حاتم عن ابن عائشة: قال: كنا على باب عبد الواحد بن زياد ومعنا أبو
نواس، فقال: ليسأل كل واحد منكم ثم قال: سل يا فتى فأنشأ يقول:
- ولقد كنا روينا * عن سعيد عن قتادة -
- عن سعيد بن المسيب * أن سعد بن عباده -
- قال: من مات محبا * فله أجر الشهادة -
فالتفت إليه عبد الواحد بن زياد وقال: أغرب عنى يا خبيث، والله لا حدثتك
بشئ وأنا أعرفك.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أحمد بن نصر الذارع حدثنا
الحسين بن عليل حدثنا مسعود بن بشر المازني حدثني رجل عن غندر محمد بن
جعفر. قال لقي شعبة أبا نواس فقال له: يا حسن حدثنا من طرفك فقال:
451

- حدثنا الخفاف عن وائل * وخالد الحذاء عن جابر -
- ومسعر عن بعض أصحابه * يرفعه الشيخ إلى عامر -
- قالوا جميعا أيما طفلة * علقها ذو خلق طاهر -
- فواصلته ثم دامت له * على وصال الحافظ الذاكر -
- كانت لها الجنة مفتوحة * ترتع في مرتعها الزاهر -
- وأي معشوق جفا عاشقا * بعد وصال دائم ناضر -
- ففي عذاب الله بعدا له * وسحق دائم داحر -
فقال له شعبة: إنك لجميل الأخلاق، وإني لأرجو لك.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أحمد بن جعفر بن سالم حدثنا أبو
العباس بن عمار حدثني الحسن بن علي بن المديني عن سليم بن منصور. قال: رأيت
أبا نواس في مجلس أبي بكى بكاء شديدا فقلت إني لأرجو ألا يعذبك الله بعد هذا
البكاء أبدا، فأنشأ يقول:
- لم أبك في مجلس منصور * شوقا إلى الجنة والحور -
- ولا من القبر وأهواله * ولا من النفخة والصور -
- لكن بكائي لبكا شادن * تقيه نفسي كل محذور -
ثم قال: أما ترى الأمرد الذي عن يمين أبيك؟ إنما بكيت لبكائه!.
أخبرنا القاضي أبو الطيب هارون بن عبد الله الطبري حدثنا المعافى بن زكريا
الجريري حدثنا يعقوب بن محمد بن صالح الكريزي حدثنا محمد بن زكريا بن
دينار الغلابي حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة أبو عبد الرحمن. قال: جنى أبو
نواس بالبصرة جناية فخرج منها، ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد،
فقال أرجو أن يكون صلح، ثم نظرت فإذا إلى جنبه غلام وهو يقرص خده! قال فنظر
إلى وقد نظرت إليه فانصرفت إلى منزلي وإذا قد سبقت [ببطاقة] وإذا فيها مكتوب:
- لولا غزال كغصن بان * يجرى مع الشمس في عنان -
- ما كنت أسعى إلى فقيه * مباعد الدار غير دان -
- أسمع من لفظه فصولا * عنها قد أغنيت بالقرآن -
- أنا بوصفي مقدمات * من الأباريق والقنان -
- أحذق منى بأن أنادي * حدثنا ثابت البناني! -
452

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب الأصبهاني حدثنا الضبعي
حدثنا أحمد بن حمزة بن زياد الربعي. قال: دخل الحسن بن هانئ - فيما حدثني
على أمير المؤمنين [الأمين] فقال: يا حسن بن هانئ! قلت: نعم يا أمير المؤمنين
قال: إنك زنديق، فقلت يا أمير المؤمنين وأنا أقول مثل هذا الشعر؟!:
- أصلى صلاة الخمس في حين وقتها * وأشهد بالتوحيد لله خاضعا -
- وأحسن غسلا إن ركبت جنابة * وإن جاءني المسكين لم أك مانعا -
- وإني وإن حانت من الكأس دعوة * إلى بيعة الساقي أجبت مسارعا -
- وأشربها صرفا على لحم ماعز * وجدي كثير الشحم أصبح راضعا -
- بجوذاب جودي وجوز وسكر * وما زال للمخمور مذ كان نافعا -
وأجعل تخليط الروافض كلهم * لفقحة بختيشوع في النار طابعا -
فقال لي: كيف وقعت على فقحة بختيشوع ويلك؟! قلت: بها تمت القافية.
فضحك وأمر لي بجائزة وانصرفت.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو بكر
محمد بن القاسم الأنباري حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد السوسنجردي العسكري
حدثنا ابن أبي الذيال المحدث - بسر من رأى - قال: حضرت وليمة حضرها
الجاحظ، فسمعته يقول: حضرت وليمة حضرها أبو نواس وعبد الصمد بن المعدل،
فسمعت عبد الصمد يقول لأبي نواس: لقد أبدعت في قولك:
- جريت مع الصبا طلق الجموح * وهان علي مأثور القبيح -
قال أبو بكر بن الأنباري; أنشدني - أي - لأبي نواس:
- جريت مع الصبا طلق الجموح * وهان علي مأثور القبيح -
- رأيت ألذ عافية الليالي * قران العود بالنغم الفصيح -
- ومسمعة إذا ما شئت غنت * متى كان الخيام بذى طلوح -
- تزود من شباب ليس يبقى * وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح -
- وخذها من مشعشعة كميت * تنزل درة الرجل الصبوح -
- ألم ترني أبحت اللهو عيني * وعض مراشف الظبي المليح -
- وأيقن رائدي أن سوف تنأى * مسافة بين جسماني وروحي -
453

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل. أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدقاق
حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي حدثنا ميمون بن هارون الكاتب حدثنا الحسن بن
أبي المنذر. قال: كان أبو نواس يشرب عند عبيد بن المنذر، فبات ليلة، ثم قال لا بد
لي من عمى فقوموا بنا فأتيناها. ودخلنا حانة خمار قد كان يعرفه، ومعه غلام قد
كان أفسده على أبويه وغيبه عنهما زمانا، ونحن في أطيب موضع، فذكرنا الجنة
وطيبها، والمعاصي وما يحول عنه منها، وهو ساكت فقال:
- يا ناظرا في الدين ما الأمر * لا قدر صح ولا جبر -
- ما صح عندي من جميع الذي * تذكره إلا الموت والقبر -
فامتعضنا من قوله، وأطلنا توبيخه، وأعلمناه أنا نتخوف صحبته، فقال: ويلكم
والله إني لأعلم بما تقولون، ولك المجون يفرط علي، وأرجو أن أتوب ويرحمني الله،
ثم قال:
- أية نار قدح القادح * وأي جد بلغ المازح -
- لله در الشيب من واعظ * وناصح لو حذر الناصح -
- يأبى الفتى إلا اتباع الهوى * ومنهج الحق له واضح -
- فاعمد بعينيك إلى نسوة * مهورهن العمل الصالح -
- لا يجتلي العذراء من خدرها * إلا امرؤ ميزانه راجح -
- من اتقى الله فذاك الذي * سيق إليه المتجر الرابح -
- فاغد فما في الدين أغلوطة * ورح بما أنت له رائح -
ثم قال: هذا عمل الشيطان ألقى أكثر هذا الكلام ليفسد نومكم، فلم نزل في
أطيب موضع، فلما أردنا الانصراف. قال: أمهلوا ثم أنشدنا:
- يا رب مجلس فتيان لهوت به * والليل مستحلس في ثوب ظلماء -
- نسف صافية من صدر خابية * تعشى عيون نداماها بلألاء -
قال ميمون بن هارون قال لي إبراهيم بن المنذر قال الجاحظ: لا أعرف من كلام
الشعر كلاما هو أوقع ولا أحسن من كلام أبي نواس. أية نار قدح القادح. وأنشد
هذا الشعر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
454

محمد بن أحمد بن البراء قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان - صاحب البصري
حدثني أبو عمر السلمي. قال: مررت بأبي نواس فقال لي تعال اكتب فقلت أنشدك
الله أن تسمعني اليوم مكروها. فقال أنا أعرف طريقتك اكتب فكتبت:
- ألا رب وجه في التراب عتيق * ألا رب رأس في التراب زنيق -
- أرى كل حي هالكا وابن هالك * وذا حسب في الهالكين عريق -
- فقل لمقيم الدار إنك ظاعن * إلى سفر نائي المحل سحيق -
- إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق -
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي أخبرنا أحمد بن نصر الذارع حدثنا منصور بن
اليمان الضرير حدثنا أبو سفيان قال حدثني خالي مسلمة بن مهدي قال لقيت أبا
العتاهية. فقلت: من أشعر الناس؟ فقال: جاهليا، أم إسلاميا، أم مولدا؟ فقلت كل.
قال الذي يقول في المديح:
- إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت كما نثني وفوق الذي نثني -
- وإن جرت الألفاظ منا بمدحة * لغيرك إنسانا فأنت الذي نعنى -
والذي يقول في الزهد:
- وما الناس إلا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق -
- إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق -
- قال مسلمة: ولقيت العتابي فسألته عن ذلك فرد علي مثل ذلك.
أخبرني أبو العباس بن مكرم بن عبد الصمد بن محمد بن محمد بن نصر بن أحمد
ابن مكرم البزاز أخبرنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن إسماعيل النوبختي حدثنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سام الضبعي النحوي حدثنا أبو محمد القاسم بن
محمد بن بشار الأنباري قال حدثنا مسعود بن بشر. قال لقيت ابن مناذر بمكة وكان
عالما بالشعر زاهدا في الدنيا قد أقام بمكة، فقلت له: من أشعر الناس؟ فقال: من إذا
شبب لعب، وإذا أخذ فيما قصد جد. قلت: مثل من؟ قال جرير إذ يقول:
- إن الذين عدوا بلبك غادروا * وشلا بعينك لا يزال معينا -
- غيضن من عبراتهن وقلن لي * ماذا لقيت من الهوى ولقينا -
ثم قال حين جد:
- إن الذي حرم الخلافة تغلبا * جعل الخلافة والنبوة فينا -
- مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم * يا جرو تغلب من أب كأبينا -
- هذا ابن عمي في دمشق خليفة * لو شئت ساقكم إلي قطينا -
455

ومن هؤلاء المحدثين هذا الحبيب الذي يتناول الشعر من كمه - يعنى أبا العتاهية،
إذ يقول:
- الله بيني وبين مولاتي * أبدت لي الصد والملالات -
- منحتها مهجتي وخالصتي * وكان هجرانها مكافاتي -
- لا تغفر الذنب إن أسأت ولا * تقبل عذري ولا ملاماتي -
- أقلقني حبها وصيرني * أحدوثة في جميع جاراتي -
ثم قال حين جد:
- ومهمه قد قطعت طامسه * قفر على الهول والمخافات -
- بحرة جسرة عذافرة * حوصاء عيرانة علندات -
- تبادر الشمس كلما طلعت * بالسير تبغى بذاك مرضاتي -
- يا ناق حثى بنا ولا تعدى * نفسك مما ترين راحات -
- حتى تنيخي بنا إلى ملك * توجه الله بالمهابات -
- عليه تاجان فوق مفرقه * تاج جلال وتاج إخبات -
- يقول للويح كلما نسمت * هل لك يا ريح في مباراتي -
- من مثل عمه الرسول ومن * خاله أكرم الخؤولات؟ -
فقلت لابن مناذر: أنا أنشدك أحسن مما أنشدتني، فقال هات. فأنشدته:
- ذكرتم من الترحال أمرا فغمنا * فلو قد فعلتم صبح الموت بعضنا -
- زعمتم بأن البين يحزنكم، نعم * سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا -
- تعالوا نقارعكم لنعلم أينا * أمض قلوبا أم من أسخن أعينا -
- أطال قصير الليل يا رحم عندكم * فإن قصير الليل قد طال عندنا -
- وما يعرف الليل الطويل وهمه * من الناس إلا من يحم أو أنا -
- خليون من أوجاعنا يعذلوننا * يقولون لم تهوون؟ قلنا بذنبنا -
- فلو شاء ربى لابتلاهم بمثل ما * ابتلانا فكانوا لا علينا ولا لنا -
- يقومون في الأقوام يحكون فعلنا * صفاقة أبشار وسخرية بنا -
- سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد * هواكم لعل الفضل يجمع بيننا -
- أمير رأيت المال في نعماته * مهانا مذل النفس بالضيم قد فنى -
- وللفضل أجرأ مقدما من ضيارم * إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى -
- إليك أبا العباس من بين من مشى * عليها امتطينا الحضرمي الملسنا -
- قلائص لم تحمل حنينا على طلى * ولم تدر ما قرع الفنيق ولا الهنا -
456

فقال: أحسن والله صاحبك في التشبيب، وأغرب علينا في صفة النعال، وتصييره
إياها مطايا، من هذا؟ قلت: أبو نواس. قال، لعن الله أبا نواس. وندم على ما مدح
من شعره.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أحمد بن محمد بن عمران الكاتب حدثنا
صالح بن محمد عن أخيه صدقة بن محمد بن صالح قال: اجتمع عند المأمون ذات
يوم عدة من الشعراء فقال: أيكم القائل؟
- فلما تحساها وقفنا كأننا * نرى قمرا في الأرض يبلع كوكبا -
قالوا: أبو نواس. قال: فالقائل؟
- إذا نزلت دون اللهاة من الفتى * دعا همه عن صدره برحيل -
قالوا: أبو نواس. قال: فالقائل؟:
- فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم -
- قالوا: أبو نواس. قال: هو أشعركم إذا.
أخبرنا هبة الله الحسن بن منصور الطبري أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا علي بن الأعرابي قال قال لنا أبو العتاهية: لقيت
أبا نواس في مسجد الجامع فعذلته، وقلت له: أما آن لك أن ترعوى؟ أما آن لك أن
تزجر؟ فرفع رأسه إلي وهو يقول:
- أتراني يا عتاهي * تاركا تلك الملاهي؟ -
أتراني مفسدا بالنسك * بين الناس جاهي؟
قال: فلما ألححت عليه بالعذل أنشأ يقول:
- لن ترجع الأنفس عن غيها * ما لم يكن منها لها زاجر -
قال: فوددت أنى قلت هذا البيت بكل شئ قلته.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري حدثنا أبي حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي حدثنا
محمد بن إسحاق عن أحمد بن مطهر الكوفي. قال: قال أبو العتاهية: قد قلت
عشرين ألف بيت في الزهد، ووددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو
نواس:
457

- يا نواسي توقر * وتعزى وتصبر -
- إن يكن ساءك دهر * إن ما سرك أكثر -
- يا كبير الذنب عفو * الله من ذنبك أكبر -
قال الحسن بن عبد الرحمن قال أبو مسلم: كانت هذه الأبيات مكتوبة على قبر
أبي نواس، فزادني - أي فيها - بغير هذا الإسناد:
- أعظم الأشياء في * أصغر عفو الله يصغر -
- ليس للإنسان إلا * ما قضى الله وقدر -
- ليس للمخلوق تدبير * بل الله المدبر -
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا عبيد الله بن عثمان حدثنا يعقوب بن
زيد الفارسي. قال: رأيت أبا نواس بالبصرة فقلت: أنشدني في الشيب شيئا يزجرني،
فأنشدني:
- انقضت شرتي فعفت الملاهي * إذ رمى الشيب مفرقي بالدواهي -
- ونهتني النهى فملت إلى العذل * وأشفقت من مقالة ناهى -
- أيها الغافل المقيم على اللهو * ولا عذر في المعاد لساهي -
- لا بأعمالنا نطيق خلاصا * يوم تبدو السمات فوق الجباه -
- غير أنا على الإساءة والتفريط * نرجو لحسن عفو الإله -
أخبرنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي أخبرنا أبو الهيثم أحمد
ابن عمر بن محمد بن شبرمة المروزي حدثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي قال حدثنا
محمد بن هشام الرازي حدثنا محمد بن أحمد بن سلمة الأنصاري قال حدثنا الربيع
ابن سليمان قال سمعت الشافعي يقول: دخلنا على أبي نواس وهو يجود بنفسه فقلنا:
ما أعددت لهذا اليوم؟ فقال:
- تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربى كان عفوك أعظما -
- فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما -
- ولولاك لم يغوى بإبليس عابد * وكيف وقد أغوى صفيك آدما -
أخبرني علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا
محمد بن أحمد بن البراء حدثنا علي بن محمد بن زكريا قال: دخلت على أبي
نواس وهو يكيد بنفسه، قال: فقال تكتب؟ قلت: نعم. فأنشأ يقول:
458

- دب في الفناء علوا وسفلا * وأراني أموت عضوا فعضوا -
- ذهبت شرتي بحدة نفسي * فتذكرت طاعة الله نضوا -
- ليس من ساعة مضت بي إلا * نقصتني بمرها بي حذوا -
- لهف نفسي على ليال وأيام * سلبتهن لعبا ولهوا -
- وأسأنا كل الإساءة يا رب * فصفحا عنا إلهي وعفوا -
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبيد الله بن عبد
الرحمن السكري حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أخي
أبي نواس حدثني أبو جعفر الصائغ الأدمى. قال: لما حضر أبا نواس الموت قال:
اكتبوا هذه الأبيات على قبري:
- وعظتك أجداث صمت * ونعتك أزمنة خفت -
- وتكلمت عن أوجه * تبلى وعن صور سبت -
- وأرتك قبرك في القبور * وأنت حي لم تمت -
قال أبو سعيد: مات أبو نواس في سنة ثمان وتسعين - يعنى ومائة.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد أخبرنا عبيد الله بن عثمان حدثني الحكيمي أخبرنا
ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب. قال: قال محمد بن حفص الفأفاء -
مولى جعفر بن سليمان - وقطن بن كبير النهشلي، وأبو يعقوب العنبري، ومحمد بن
الحسن الأنصاري - سلف أبي نواس - ولد - يعنون أبا نواس - في سنة خمس
وأربعين ومائة، ومات سنة ست وتسعين ومائة.
وقال أبو هفان: حدثني محمد بن حرب بن خلف بن مهزوم - وهو عم أبي
هفان - وأخبرنا سليمان سخطة والبربري والجماز البصريون ويوسف بن الداية وعلي بن
أبي حاضنة وأبو دعامة البغداديون: أن أبا نواس ولد بالأهواز بالقرب من الجبل
المقطوع سنة ست وثلاثين ومائة، ومات ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائة وكان
عمره تسعا وخمسين سنة، ودفن في مقابر الشونيزية في تل اليهود.
أخبرنا علي بن محمد بن المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد
ابن البراء حدثنا عمر بن مدرك حدثني أحمد بن يحيى عن محمد بن نافع. قال:
كان أبو نواس لي صديقا، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره، ثم بلغني وفاته
فتضاعف على الحزن، فبينا أنا بين النائم واليقظان، إذا أنا به فقلت: يا أبا نواس!؟
459

قال: لات حين كنية، قلت: الحسن بن هانئ؟ قال نعم! قلت ما فعل الله بك؟ قال
غفر لي بأبيات قلتها هي تحت ثنى الوسادة. فأتيت أهله فلما أحسوا بي أجهشوا
بالبكاء فقلت لهم هل قال أخي شعرا قبل موته؟ قالوا لا نعلم إلا أنه دعا بدواة
وقرطاس وكتب شيئا لا ندري ما هو. فقلت أتأذنون لي فأدخل؟ قال فدخلت إلى
مرقده فإذا ثيابه لم تحرك بعد، فرفعت وسادة فلم أر شيئا. فرفعت أخرى فإذا برقعة
فيها مكتوب:
- يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم -
- إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يدعو ويرجو المجرم؟ -
- أدعوك رب كما أمرت تضرعا * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم -
- ما لي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك، ثم إني مسلم -
4018 - الحسن بن هارون بن عفان، ابن أخي سلمة بن عفان:
حدث عن جرير بن عبد الحميد، وإسماعيل بن علية، وأبى خالد الأحمر. روى
عنه أحمد بن علي الخزاز، وأبو العباس بن مسروق الطوسي، وأحمد بن محمد بن
بشار بن أبي العجوز.
أخبرنا محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي وعلي بن أبي علي المعدل. قالا:
أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا أحمد بن محمد بن بشار حدثنا الحسن بن
هارون بن عفان بن أخي سلمة بن عفان حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك
ابن عمير عن جابر بن سمرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يملين مصاحفنا إلا غلمان
قريش وثقيف ".
هكذا رواه الحسن بن هارون عن جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن
سمرة مرفوعا. ورواه سعيد بن منصور عن جرير عن عبد الملك عن جابر بن سمرة
عن عمر بن الخطاب قوله. وخالفه جرير بن حازم فرواه عن عبد الملك بن عمير عن
عبد الله بن معقل عن عمر بن الخطاب.
أما حديث سعيد:
فأخبرناه محمد بن الحسين القطان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا محمد بن علي بن
زيد الصائغ أن سعيد بن منصور حدثهم قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد
460

الملك بن عمير عن جابر بن سمرة. قال قال عمر بن الخطاب: لا يملين مصاحفنا إلا
غلمان قريش وثقيف.
وأما حديث جرير بن حازم:
فأخبرنيه أبو القاسم الأزهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا عبد الله بن محمد الزهري
حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي قال سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن
عبد الله بن معقل. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يملين مصاحفنا إلا غلمان قريش
وثقيف ".
4019 - الحسن بن الهيثم، أبو علي المزني البغدادي:
حدث عن إبراهيم بن أبي بكر الشيباني. روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن
حميد الكعبي.
4020 - الحسن بن الهيثم بن الخلال بن توبة:
حدث عن محمد بن موسى بن مشيش - صاحب أحمد بن حنبل -. روى عنه
إبراهيم بن علي بن الحسن القطيعي.
* * *
حرف الياء من [آباء الحسنين]
4021 - الحسن بن يزيد، أبو علي الأصم الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدى. روى عنه سعيد
ابن منصور، وإبراهيم بن أبي العباس السامري، ومحمد بن بكار بن الريان، وأبو
همام الوليد بن شجاع.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول سألت يحيى بن معين عن الحسن بن
يزيد الأصم فقال: لا بأس به، كان ينزل الرصافة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي وعلي بن محمد بن الحسن الواسطي. قالا:
أخبرنا محمد بن المظفر حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا محمد بن بكار
حدثنا الحسن بن يزيد الكوفي عن السدى عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود عقبة
461

ابن عمرو الأنصاري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن
كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في العلم سواء فأقدمهم هجرة،
فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا; ولا يؤم الرجل الرجل في سلطانه إلا بإذنه،
ولا يقعد على تكرمته في بيته إلا بإذنه ".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال سئل أبي عن الحسن بن يزيد الأصم الذي يحدث عن
السدى فقال: ثقة ليس به بأس، إلا أنه حدث عن السدى عن أوس بن ضمعج كذا
كان يقول، قلت: فأوس بن ضمعج من يحدث عنه؟ قال: إسماعيل بن رجاء
الزبيدي، وإسحاق الهمذاني، والسدي، وابن أبي خالد. دفع إلى محمد بن أحمد بن
رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري أخبرنا عبيد الله بن عثمان أخبرنا مكرم حدثني يزيد بن الهيثم
البادا قال سمعت يحيى بن معين يقول: الحسن بن يزيد يروى عن السدى ثقة.
أخبرنا البرقاني قال سألت أبا الحسن الدارقطني عن الحسن بن يزيد الأصم
صاحب السدى. فقال: كوفي لا بأس به ثقة مستقيم الحديث.
4022 - الحسن بن يزيد المؤذن، وهو الحسن بن أبي الحسن:
حدث عن سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسماعيل بن أبي يزيد، وحماد بن خالد
الخياط، وعصمة بن محمد الأنصاري، وإسحاق بن عيسى الطباع. روى عنه قاسم
ابن زكريا المطرز وهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وصالح بن
أبي مقاتل وأبو بكر بن عبد الخالق الوراق.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق
- ببغداد - حدثنا الحسن بن يزيد حدثنا إسحاق بن عيسى عن سلام بن أبي مطيع
عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: حفظت من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
" اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب النار ". الحديث بطوله.
قال البرقاني: قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس: الحسن بن يزيد يعرف بالمؤذن،
هو بغدادي ضعيف.
462

أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال - بصور -
أخبرنا محمد بن المظفر حدثنا الهيثم بن خلف الدوري حدثنا الحسن بن يزيد
- ويعرف بأبي الحسن - حدثنا عصمة بن محمد الأنصاري أخبرنا أبو سعد الماليني.
- إجازة - أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: الحسن بن أبي الحسن المؤذن;
بغدادي منكر الحديث عن الثقات، يقلب الأسانيد، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق.
4023 - الحسن بن يزيد بن معاوية بن صالح، أبو علي الحنظلي الجصاص
المخرمي:
سكن سر من رأى. وحدث بها عن علي بن عاصم، وخلف بن تميم، وشبابة بن
سوار، وداود بن المحبر، وعبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، ومحمد بن عمر
الواقدي، وإسماعيل بن يحيى التميمي، وعبد العزيز بن أبان، وعمر بن سعيد
الدمشقي، ويونس بن محمد المؤدب، والحسن بن بشر بن سالم، وعثمان بن أبي
شيبة. روى عنه أحمد بن العباس البغوي، وصالح بن أبي مقاتل، وعلي بن أحمد بن
مروان بن نقيش، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الأثرم. وغيرهم، وكان ثقة.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة -
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حماد الأثرم حدثنا الحسن بن يزيد الجصاص،
حدثنا الحسن بن بشر بن سالم بن المسيب البجلي، حدثنا قيس بن الربيع عن سهيل
ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من علم الرمي ونسيه،
فهي نعمة جحدها ".
أخبرنا أحمد بن محمد القطيعي أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الكوفي
حدثني علي بن أحمد بن مروان أبو الحسن المقرئ - من كتابه - حدثنا الحسن بن
يزيد الجصاص المخرمي - سكن سر من رأى - وحدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيد
الله التميمي عن ابن جريج عن عطاء بن السائب الثقفي - من أهل الكوفة - عن
سويد بن غفلة عن عمر بن الخطاب أنه رأى رجلا يسب عليا، فقال: إني أظنك
منافقا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما علي منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي ".
463

4024 - الحسن بن يزيد بن ماجة بن محمد، القزويني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن إسماعيل بن توبة القزويني. روى عنه أبو طالب
أحمد بن نصر الحافظ.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو طالب
أحمد بن نصر حدثنا أبو محمد الحسن بن يزيد بن ماجة القزويني - قدم علينا حاجا
حدثنا إسماعيل بن توبة القزويني حدثنا خلف بن خليفة عن رجل عن أبي إسحاق
الشيباني عن صلة بن زفر عن عبد الله بن عمر. قال: جاء الزبير إلى عمر - وكان
رجلا شجاعا مهيبا - قد كان يخاف منه الذي كان، فقال لعمر: ائذن لي أن أخرج
فأقاتل في سبيل الله، قال: حسبك قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق الزبير وهو
يتذمر. فقال عمر: من يعذرني من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ لولا أنى أمسك بفم هذا
الشغب لأهلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
4025 - الحسن بن أبي الربيع، أبو علي الجرجاني، وهو الحسن بن يحيى بن
الجعد بن نشيط:
سكن بغداد، وحدث بها عن عبد الرزاق بن همام، وأبى نعيم بن الحكم بن أبان،
ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وأبى عامر العقدي، ووهب بن جرير، وعبد
الصمد بن عبد الوارث، روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا
المطرز، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد وعبد الله بن محمد بن
إسحاق المروزي، والقاضي المحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي وهو صدوق.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله بن مهدي أخبرنا القاضي أبو
464

عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني حدثنا أبو
عامر حدثنا عكرمة عن عبد الله بن عبيد عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت
المنى عن ثوبه بالأذخر، قالت: وكان يبصره في ثوبه يابسا فيحته بيده، ثم يصلى فيه.
أخبرنا هلال بن محمد الحفار أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان حدثنا
الحسن بن أبي الربيع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن
سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من جاء منكم
الجمعة فليغتسل ".
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ علي ابن المنادى
وأنا أسمع: أن الحسن بن أبي الربيع الجرجاني مات بالكرخ في مدينة السلام يوم
الاثنين سلخ جمادى الأولى من سنة ثلاث وستين ومائتين. قال: وكان قد بلغ
- فيما قيل لي - ثلاثا وثمانين سنة، وقيل لنا أيضا: إنه مات وله خمس وثمانون
سنة.
4026 - الحسن بن يحيى بن الحسين بن زهير بن عثمان بن راشد بن يزيد
ابن كعب بن زهير بن عمرو، الربعي، أبو عيسى المقرئ:
حدث عن عباس بن محمد الدوري والحسن بن مكرم البزاز. روى عنه محمد بن
إسماعيل الوراق.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثني أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا أبي وأبو
عيسى الحسن بن يحيى بن زهير المقرئ. قالا: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم
حدثنا عيسى بن يزيد الواسطي - صاحب البواري - حدثنا شعبة - مثل حديث قبله -
عن محارب بن دثار قال سمعت ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " مثل الرجل
المؤمن - أو المسلم - مثل شجرة خضراء، لا يسقط ورقها، ولا يتحات " فقال القوم
كلهم: هي كذا، هي كذا، قال: فقال ابن عمر فأردت أن أقول وأنا غلام شاب: هي
النخلة، فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة ".
ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه سمع من هذا الشيخ بالكرخ بين السورين في سنة
ثلاث وثلاثمائة، وكان ثقة.
465

4027 - الحسن بن يونس بن مهران، أبو علي الزيات:
حدث عن محمد بن كثير الكوفي، ومحمد بن بشر العبدي، وأسود بن عامر
شاذان، وأبى قطن عمر بن الهيثم، وأبى المنذر إسماعيل بن عمر، وإسحاق بن
يوسف الأزرق، وإسحاق بن منصور السلولي، وسلام بن سليمان المدائني. روى عنه
قاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، ويحيى بن محمد
ابن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وكان ثقة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسن المحاملي قال: هذا كتاب جدي الحسن بن
إسماعيل - ودفعه إلينا - فكان فيه: حدثنا حسن بن يونس الزيات أبو علي.
وأخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا ابن
صاعد حدثنا الحسن بن يونس الزيات حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا هريم بن
سفيان البجلي عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على
ميت بعد موته بثلاث.
4028 - الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن، أبو علي المعروف بأخي الهرش:
حدث عن بقية بن الوليد. روى عنه العباس بن محمد الدوري، وأبو بكر بن أبي
الدنيا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبو سعيد محمد بن موسى
الصيرفي قالا: حدثنا العباس بن محمد بن يعقوب الأصم حدثنا العباس بن محمد بن
حاتم الدوري حدثنا أبو علي الحسن بن يوسف أخبرنا الهرش - جار أحمد بن حنبل
- حدثنا بقية بن الوليد حدثني الضحاك بن حمزة عن حميد الطويل عن أنس بن
مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرته
الأدنين. فيقولان: اللهم لا نعلم إلا خيرا إلا قال الله للملائكة اشهدوا أنى قد قبلت
شهادتهما، وغفرت ما لا يعلمان ".
4029 - الحسن بن يوسف، أبو علي المديني:
حدث ببغداد عن هشام بن عمار الدمشقي. روى عنه علي بن عمر السكري.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا أبو علي الحسن
ابن يوسف المديني - إملاء من لفظه بباب دار البطيخ في الصيارف - حدثنا هشام
466

ابن عمار بن نصير الدمشقي عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك: أن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر.
4030 - الحسن بن يوسف بن علي، أبو علي الصيرفي:
حدث عن أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي. سمع منه محمد بن العباس
ابن الفرات، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق.
وذكر محمد بن أبي الفوارس أنه مات في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر
رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، ومولده في سنة ثمانين ومائتين.
وقال: سمعه ابن الفرات، وابن حنيف، ولم يكتب عنه كبير أحد غير هؤلاء.
4031 - الحسن بن يوسف بن يحيى، أبو معاذ البستي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن مخلد، والحسين بن يحيى بن عياش، وأبي ذر
القاسم بن داود الكاتب ولم يكن سماعه على قدر سنه، لأنه سمع الحديث على
الكبر. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، محمد بن طلحة النعالي، وكان ثقة.
أخبرني محمد بن طلحة حدثنا أبو معاذ الحسن بن يوسف البستي، والقاضي أبو
محمد عبد الله بن محمد الأسدي قالا: حدثنا محمد بن حفص حدثنا هشام بن
منصور أبو سعيد. قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: تدرى ما قال لي يحيى بن آدم؟
قلت: لا. قال: يجيئني الرجل الذي أبغضه وأكره مجيئه، فاقرأ عليه كل شئ معه حتى
أستريح منه ولا أراه، ويجئ الرجل الذي أوده فأرده حتى يرجع إلي.
قال محمد بن أبي الفوارس: توفى أبو معاذ البستي يوم الخميس السابع والعشرين
من ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. قال: وكان ثقة مستورا جميل المذهب،
ولم أسمع منه شيئا.
آخر الجزء السابع
467