الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ١٧
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء السابع عشر
خلف بن إسماعيل - راشد أبو عبد الجبار
دار الفكر
للطباعة - والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت - لبنان
دار الفكر: حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - تلكس: 41392 فكر
ص. ب 7061 / 11 - تلفون: 643681 - 838053 - 837898 - دولي: 860962
فاكس: 0012124187875
2

" ذكر من اسمه خلف "
1997 خلف بن إسماعيل
أبو سعيد الفاخوري المعروف بابن الأعمى
قرأ عليه والدي رحمه الله حكايات بالإجازة المطلقة عن عبد العزيز الكتاني
سمعت أكثرها وكان شيخا مسنا مستورا ملازما لصلاة الجماعة وتلاوة القرآن
1998 خلف بن تميم بن مالك أبي عتاب
أبو عبد الرحمن التميمي الدارمي
ويقال البجلي ويقال المخزومي (1)
مولى آل جعدة بن هبيرة كوفي نزل المصيصة (2) وطاف بالشام
وسمع إبراهيم بن أدهم بجبيل من ساحل دمشق وحدث عنه وعن إسماعيل بن
إبراهيم بن مهاجر الكوفي وعبد الله بن محمد بن سعد الأنصاري وعبد الله بن
السري الأنطاكي الزاهد وزائدة بن قدامة الثقفي وأبي الأحوص سلام بن سليم
ومحمد بن عبد العزيز التميمي والمفضل بن يونس وعمار بن سيف وسفيان
الثوري وعاصم بن محمد بن يزيد العمري وأبيه (3) تميم بن مالك

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 90 بغية الطلب 7 / 3334 الوافي بالوفيات 13 / 356 سير الاعلام
10 / 212 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) المصيصة: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام، بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس
(ياقوت).
(3) الأصل وم: " وابنه " والصواب ما أثبت.
3

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفراوي والحسن بن الصباح
وعبد العزيز بن المبارك الدينوري وعلي بن محمد بن علي بن أبي المضاء
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وعبد الله بن خبيق الأنطاكي وهارون بن الحسن
والفضل بن سهل الأعرج وأحمد بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن الفرج الأزرق
وأحمد بن الخليل البغدادي نزيل نيسابور وأبو حميد عبد الله بن محمد بن تميم
المصيصي ومحمد بن الحسين البرجلاني ومحمد بن علي السرخسي وسريج (1) بن
يونس ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه
ومحمد بن الحسين بن إشكاب (2) ومحمد بن غالب بن حصن الأنطاكي ومحمد بن
إسحاق الصغاني وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن بكر البالسي وإسماعيل بن
أبي الحارث ومحمد بن يزيد المستملي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
صفوة المصيصي ويعقوب بن شيبة وغيرهم (3)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو الحسن أحمد بن بكر
البالسي نا خلف بن تميم نا زائدة عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتمثل بالشعر
ويأتيك بالأخبار من لم تزود (4)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو عمر بن
مهدي أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار نا محمد بن علي السرخسي
نا خلف بن تميم نا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أبي بردة
أن أبا موسى قال إنه قد كان فيكم أمانان قوله عز وجل " وما كان الله ليعذبهم وأنت
فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون (5) " أحسبه قال أما النبي (صلى الله عليه وسلم) فقد مضى
لسبيله وأما الاستغفار فهو كائن فيكم إلى يوم القيامة

(1) في بغية الطلب 7 / 3339 شريح، وفيه ص 3334 كالأصل سريج.
(2) في بغية الطلب 7 / 3339 بشران وص 3334 كالأصل.
(3) بغية الطلب 7 / 3338 - 3339 نقلا عن ابن عساكر.
(4) البيت لطرفة، من معلقته، وصدره:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
(5) سورة الأنفال، الآية: 33.
4

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه الشافعي نا أبو محمد عبد العزيز بن
أحمد الصوفي إملاء أنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن هارون المنقي (1) نا محمد بن
عبد الله الشافعي نا محمد بن الفرج الأزرق نا خلف بن تميم نا عبد الله بن
السري عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا لعنت آخر هذه الأمة
أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على
محمد (صلى الله عليه وسلم)
تابعه أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري عن خلف
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن
موسى أنا أبو بكر بن أبي علي المزكي أنا أبو أحمد محمد بن
أحمد بن إبراهيم الحافظ نا العباس بن حمدان الحنفي نا أبو يحيى صاعقة (2) نا
خلف بن تميم نا عبد الله بن السري وكان من الصالحين عن محمد بن المنكدر
عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا لعنت آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده يومئذ
علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على محمد
(صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي قال (3) قال لنا ابن صاعد وقد
رواه شريح (4) بن يونس وقدماء شيوخنا عن خلف بن تميم هكذا وكانوا (5) يرون أن
عبد الله بن السري هذا شيخ قديم ممن لقي ابن المنكدر وسمع منه وممن (6) صنف
المسند فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا عن ابن المنكدر فحدثنا به عن شيخ
خلف بن تميم فإذا هو أصغر منه وإذا خلف قد أسقط من الإسناد ثلاثة نفر
قال ابن صاعد حدثناه موسى بن النعمان أبو هارون بمصر نا عبد الله بن

(1) غير واضح اعجامها بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
ترجمته في سير الاعلام 17 / 447.
(2) ترجمته في سير الاعلام 12 / 295.
(3) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4 / 212 في ترجمة عبد الله بن السري الأنطاكي.
(4) ابن عدي: سريج.
(5) الأصل وم: وكان والصواب عن ابن عدي.
(6) الأصل وم: " ومن " والمثبت عن ابن عدي.
5

السري بأنطاكية نا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن
محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر فذكره
قال لنا ابن صاعد وقد حدثونا عن الشيخ الذي حدث به عنه شيخ خلف بن
تميم
حدثناه محمد بن معاوية الأنماطي نا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن
عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال (1) قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا لعن (2) آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلم يظهره (3) فإن
كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
رواه أحمد بن نصر النيسابوري عن عبد الله بن السري مثل رواية موسى بن
النعمان عنه وقد وقع إلي من حديث عبد الله بن السري أعلى من هذا
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وأبو الحسن علي بن الحسن بن
سعيد قالا نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن
عبيد الله الأصبهاني بها نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن خليد الحلبي نا
عبد الله بن السري الأنطاكي نا سعيد بن زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن
عن محمد بن زاذان (4) عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا
لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل
على محمد (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول وسألت يحيى بن معين عن خلف بن تميم أيش حاله فقال هو المسكين
صدوق قلت يروي عن عبد الله بن السري من هو قال هو رجل (5)

(1) كانت اللفظة موجودة بالأصل ثم شطبت، والمثبت عن ابن عدي وم.
(2) في ابن عدي: لعنت.
(3) كذا بالأصل، وفي ابن عدي وم: فليظهره وهو أظهر.
(4) بالأصل: " زدان " والصواب ما أثبت وفي م: زادان، وقد مر التعريف به.
(5) الخبر في الكامل لابن عدي 4 / 211 - 212.
6

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب أنا رشأ بن نظيف المعدل أنا
الحسن بن إسماعيل الضراب أنا أحمد بن مروان الدينوري نا محمد بن عبد العزيز
أنا أبي قال سمعت خلف بن تميم يقول رأيت إبراهيم بن أدهم بجبيل وسألته من كم
قدمت الشام قال مذ أربع وعشرين سنة فقلت هنيئا لك مرابط ومجاهد فقال
والله ما قدمت مرابطا ولا مجاهدا وإنما قدمت الشام لأشبع من خبز الحلال تراني
أحمل هذا الحطب من الجبل فأبيعه فلا يراني أحد إلا قال فلاح أو حمال (1)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا أبو بكر الخرائطي نا العباس بن عبد الله الترقفي نا خلف بن تميم البجلي أبو
عبد الرحمن نا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر بحديث (2)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن محمد بن
علي بن يعقوب أنا محمد بن أحمد بن محمد البابسيري أنا أبو أمية
الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي (3) أنا أبي قال قال أبو زكريا يحيى بن معين
خلف بن تميم مولى جعدة بن هبيرة
(4) أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (5) خلف بن تميم أبو عبد الرحمن سمع
إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر يقال مولى جعدة بن هبيرة قال الحسن بن الصباح
نا خلف بن تميم أبو عبد الرحمن الكوفي نا عبد الله بن السري عن محمد بن
المنكدر عن جابر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا لعن آخر هذه الأمة أولها [* * * *] قال أبو عبد الله لا
أعرف عبد الله ولا له سماعا من ابن المنكدر

(1) نقله ابن العديم 7 / 3335.
(2) المصدر نفسه ص 3338.
(3) بالأصل وم: العلاي خطا والصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
(4) نقله في بغية الطلب 7 / 3337 - 3338.
(5) التاريخ الكبير 2 / 1 / 197.
7

أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن حمدون
أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول (1) أبو عبد الرحمن خلف بن
تميم المصيصي سمع إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وعمار بن محمد
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم
التميمي قراءة أنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم أنا الخصيب بن عبد الله
أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد الرحمن خلف بن
تميم
(2) قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر الأنباري أنا هبة الله بن إبراهيم أنا
محمد بن أحمد المهندس أنا أبو بشر الدولابي قال (3) أبو عبد الرحمن خلف بن
تميم
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن
علي الحافظ أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو عبد الرحمن خلف بن
تميم التميمي الدارمي من أنفسهم ويقال مولى جعدة بن هبيرة المصيصي سمع
إسماعيل بن إبراهيم وزائدة روى عنه إبراهيم بن محمد أبو إسحاق
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن المبارك بن عبد الجبار أنا
أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي بن الكوفي أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن
أحمد بن حمة الخلال أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثني جدي
قال وخلف بن تميم أبو عبد الرحمن ثقة صدوق أحد النساك والمجاهدين صحب
إبراهيم بن أدهم (4)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي

(1) الكنى والأسماء للإمام مسلم ص 145.
(2) بغية الطلب 7 / 3339.
(3) الكنى للدولابي 2 / 65.
(4) ابن العديم 7 / 3340.
8

حاتم قال (1) خلف بن تميم بن أبي عتاب أبو عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك
وسألته عنه فقال هو ثقة صالح الحديث
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن أحمد
المؤدب نا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنا الحسن بن عبد الرحمن نا عبد الله بن
أحمد الغزاء أنا يوسف بن مسلم نا خلف بن تميم قال سمعت من سفيان الثوري
عشرة آلاف حديث أو نحوها فقال لي لا تحدث منها إلا بما تحفظ بقلبك وتسمع
بأذنك (2) قال فألقيتها
قال وأنا الحسن بن عبد الرحمن نا عبد الله بن أحمد بن معدان نا يوسف بن
مسلم نا خلف بن تميم قال أتيت حياة بن شريح فسألته فأخرج إلي كتابا قال
اذهب فانسخ هذا واروه عني قلت لا نقبله إلا سماعا قال كذا أفعل بغيرك فإن
أردته وإلا فذره قال فتركته (3)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي
الأهوازي أنا عمران بن الحسين بن يوسف الخفاف نا عبد الله بن ضوء الرقي نا
إبراهيم بن محمد نا محمد بن العباس قال كنت عند يوسف بن أسباط وعنده
خلف بن تميم فقال له خلف أوصني قال أوصيك يا عم بترك الحديث فقال له
خلف يا أبا محمد فلم كتبناه فأدلجنا منه بالأسحار ولم رحلنا فيه فقال له يوسف يا
أبا عبد الرحمن أليس قد أكل به الألباء العقلاء واستزاروا به الولاة واستطالوا به على
أهل بلادهم أينا جلس مجلسا فأحب أن يقوم منه حتى يعرف مكانه فمن سلم من هذا
فما أحسن (4) ما هذا أو كلام هذا معناه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر
محمد بن عبيد الله بن الشخير نا عبد الله بن إسحاق المدائني نا الحسن بن الصباح
البزار نا خلف بن تميم قال ابن المبارك من أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة
فليقل يرحم الله عثمان قال دخلتها يوما فأردت أن أجعل إصبعي في أذني فأنادي بها

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 370.
(2) عن ابن العديم 7 / 3340 - 3341، وبالأصل: وسمع اذنك.
(3) المصدر نفسه.
(4) ابن العديم 7 / 3341 فما أخشى.
9

فالتفت فإذا مواربتهم (1)
(2) فقلت يا خلف الساعة يقولها (3) فيرمونك فأريح نفسك (3)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا نا أبو العباس الأصم نا عباس بن محمد نا خلف بن تميم نا
عبد الله بن المبارك قال سمعته يقول من أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة
فيترحم على عثمان قال خلف بن تميم فدخلت دار البطيخ بالكوفة فرأيت الأرطال
والكيالج فكرهت أن أقول شيئا
قال يحيى بن معين وكان الفزاري (4) يحدث عن خلف بن تميم يقول خلف
مولى جعدة بن هبيرة (5)
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب أنا أبو القاسم رمضان بن علي بن
عبد الساتر الزيادي بتنيس أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن نصير أنا أبو
عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي (6) أنا أبو أمية محمد بن إبراهيم
الطرسوسي نا أبو مسلم المستملي قال ومات حجاج الأعور سنة ست ومائتين وفيها
مات الهيثم بن عدي ويزيد بن هارون وشبابة بن سوار ومحاضر وعمر بن حبيب
وخلف بن تميم ومحمد بن جعفر المدائني (7)
وذكر أبو عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي فيما سقط من رواية أحمد بن
معروف عن الحسين بن الفهم عنه قال خلف بن تميم الكوفي وكان عالما توفي
بالمصيصة سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون (8)

(1) كذا رسمها بالأصل وفي م: موازينهم.
(2) لفظة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا وفي م: وسنجاتهم.
(3) كذا العبارة بالأصل وتبدو ومضطربة وفي م: فاريح.
(4) بالأصل: تقرا: الفراوي، والمثبت عن ابن العديم وفي م مهملة بدون نقط.
(5) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3337.
(6) ترجمته في سير الاعلام 15 / 422.
(7) بغية الطلب 7 / 3341 - 3342 وانظر تهذيب التهذيب 2 / 90 والوافي بالوفيات 13 / 356 وفيه: أبو مسلم
النهشلي.
(8) انظر طبقات ابن سعد 7 / 491 وعنه تهذيب التهذيب 2 / 90 وسير اعلام 10 / 213 والوافي بالوفيات
13 / 356 وبغية الطلب 7 / 3342.
10

وبلغني من وجه آخر أن خلف بن تميم توفي بدمشق ودفن بباب الصغير وأن
قبره إلى جانب مقبرة ابن المصيصي وهي مقبرة البهجة بن أبي عقيل
1999 خلف بن سعيد بن خلف اللخمي المغربي
سمع أبا الحسن علي بن الحسين الأذني (1)
روى عنه أبو علي الأهوازي وأظنه سمع منه بدمشق
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو
علي الأهوازي نا خلف بن سعيد بن خلف اللخمي نا أبو الحسن علي بن الحسين القاضي
يعني الأذني نا أبو الأزهر صدقة بن منصور بن عبيد الله الكندي نا محمد بن بكار
نا زافر بن سليمان عن عبد الله بن أبي صالح عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى إذا أنزل عاهة من السماء على أهل الأرض صرفت عن عمار
المساجد [* * * *]
2000 خلف بن سليمان البخاري
سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها أبا مصعب الزهري ويعقوب بن
حميد بن كاسب
روى عنه سهل بن السري البخاري
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد أنا عبد الرحمن بن محمد بن
إسحاق أنا أبي أبو عبد الله أنا سهل بن السري نا خلف بن سليمان نا هشام بن
عمار نا يحيى بن حمزة عن عروة بن رويم عن شيخ من جرش حدثني سليمان
قال كنت جالسا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في عصابة من أصحابه فجاءته عصابة فقالوا يا
رسول الله إنا كنا قريب عهد بجاهلية نصيب من الآثام والزنا فائذن لنا في الجلوس في
البيوت نصوم ونقوم حتى يدركنا الموت فسر النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى عرف البشر في وجهه
فقال إنكم ستجندون أجنادا ويكون لكم ذمة وخراج وأرض يمنحها الله لكم فيها
مدائن وقصور فمن أدركه ذلك منكم فاستطاع أن يحبس نفسه في مدينة من تلك

(1) ترجمته في سير الأعلام 16 / 464.
11

المدائن أو قصر من تلك القصور حتى يدركه الموت فليفعل [* * * *]
وقد وقع إلي هذا الحديث عاليا وقد ذكرته في أبواب فضائل الشام في صدر هذا
الكتاب
2011 خلف بن القاسم بن سليمان
أبو سعيد القيرواني المغربي
قدم دمشق طالب علم فسمع بها عبد الوهاب الكلابي وأبا بكر بن هلال
النحوي
وحدث بها وبغيرها عن أبي بكر المهندس وأبي القاسم عبيد الله بن محمد بن
خلف (1) المصريين وأبي بكر أحمد بن الخطاب وأبي بكر بن أبي الحديد
وعبد الله بن محمد بن هلال
روى عنه عبد الوهاب الكلابي
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان نا أبو عبد الله محمد بن
علي بن أحمد بن المبارك الفراء لفظا أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن
عبيد الله بن عبدان أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قراءة عليه حدثني
خلف بن القاسم بن سليمان القيرواني أبو سعيد أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل المهندس (2) وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل البزاز
يعرف بابن أبي غالب العدل قالا نا أبو بكر محمد بن زبان قال سمعت محمد بن
رمح يقول حججت مع أبي وأنا صبي لم أبلغ الحلم فنمت في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) في
الروضة بين القبر والمنبر فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) قد خرج من القبر وهو متوكئ على أبي
بكر وعمر فقمت فسلمت عليهم فردوا علي السلام فقلت يا رسول الله أين أنت
ذاهب قال أقيم لمالك الصراط المستقيم فانتبهت وأتيت أنا وأبي فوجدت الناس
مجتمعين على مالك وقد أخرج لهم الموطأ وكان أول خروج الموطأ
كذا كان في جزء أبي محمد بن عبدان وأظنه هو الذي سمع من خلف بن القاسم

(1) ترجمته في سير الأعلام 16 / 522.
(2) سير الأعلام 16 / 462.
12

لأنه قدم دمشق طالبا للعلم فكتب عن الكلابي وأبي بكر بن أبي الحديد فرآه من كتبه
من ظهر خزائن عبدان فظن أنه عن الكلابي لأن الجزء كان من رواية ابن عبدان عن
الكلابي والله أعلم وأظنه الذي روى عنه الأهوازي وسماه خلف بن سعيد
2002 خلف بن القاسم بن سهل بن محمد بن يونس بن الأسود
أبو القاسم المعروف بابن الدباغ الأزدي القرطبي الحافظ (1)
سمع بدمشق أبا الميمون بن راشد وأبا القاسم بن أبي العقب وبمكة أبا بكر
أحمد بن محمد بن سهل بن رزق الله المعروف ببكير الحداد وأبا بكر بن أبي الموت
وبمصر عبد الله بن محمد بن المفسر الدمشقي وحمزة بن محمد الكناني (2)
الحافظ والحسن بن رشيق وغيرهم
روى عنه أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر الحافظ وأبو الفتح بن مسرور
البلخي وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي وأبو عمرو عثمان بن
سعيد بن عثمان الداني
أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد نا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي
قراءة قال قرأ لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ بلفظه من كتابه بدمشق قال
قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي بخطه نا أبو القاسم
خلف بن القاسم بن سهلون الأندلسي نا أحمد بن يحيى بن زكريا بن الشامة حدثني
أبي حدثني خالي إبراهيم بن قاسم بن هلال حدثني فطيس الشيباني قال سمعت
مالكا يقول في قول الله عز وجل " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " قال يكتب
عليه حتى الأنين في مرضه (4)
وأخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد قال قال لنا أبو عبد الله الحميدي في

(1) ترجمته في تاريخ علماء الأندلس ص 136، جذوة المقتبس ص 209 بغية الطلب 7 / 3346 الوافي
بالوفيات 13 / 364 سير الاعلام 17 / 113 و 241 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة
ترجمت له.
(2) في بغية الطلب: " الكتاني " وانظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 179.
(3) سورة ق، الآية: 18.
(4) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3348.
13

كتاب تاريخ الأندلس (1) تصنيفه خلف بن قاسم بن سهل ويقال له أيضا ابن سهلون بن
أسود أبو القاسم المعروف بابن الدباغ كان محدثا مكثرا حافظا (2) سمع
بالأندلس من يحيى بن زكريا بن الشامة وغيره ورحل قبل الخمسين وثلاثمائة إلى
مصر ومكة والشام وسمع جماعة منهم أبو الحسن محمد بن عثمان بن أبي التمام إمام
جامع مصر صاحب أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وأبو قتيبة سالم (3) بن
الفضل البغدادي وأبو بكر محمد بن الحارث بن الأبيض القرشي الأطروش
وأحمد بن محمد بن موسى بن عيسى الحضرمي صاحب أحمد بن شعيب النسائي
والحسن بن الخضر الأسيوطي وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح بن شجاع
المعروف بابن المفسر بمصر وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت
المكي صاحب علي بن عبد العزيز وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن
الورد بن زنجويه البغدادي وعلي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب الدمشقي وأبو
محمد الحسن بن رشيق المصري المعدل وأبو بكر محمد بن أحمد بن المسور
المعروف بابن أبي طينة وأبو الميمون عبد الرحمن بن عمرو بن راشد البجلي
صاحب أبي زرعة الدمشقي وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس
الكناني وأبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الخالق الحطاب بالحاء
المهملة وأبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وأحمد بن محبوب بن سليمان
الفقيه وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي وأبو الحسن علي بن الحسن بن
علان صاحب تاريخ الجزيرة وأحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بابن أشتة صاحب
كتاب المحبر في القراءات والحسن بن أبي هلال صاحب النسائي وأبو بكر أحمد بن
صالح بن عمر البغدادي المقرئ صاحب ابن مجاهد لقيه بمصر وأبو حفص عمر بن
محمد بن القاسم التنيسي (6) صاحب بكر بن سهل الدمياطي وأبو الفضل يحيى بن

(1) الخبر في كتاب جذوة المقتبص في ذكر ولاة الأندلس لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي
ص 209.
(2) بالأصل حافظ والصواب عن م.
(3) جذوة المقتبس: سلم.
(4) جذوة المقتبس: ابن أبي طنة.
(5) الأصل وم: " عمر " والمثبت عن الحميدي.
(6) في جذوة المقتبس: التنسي.
14

الربيع بن محمد العبدي لقيه بمصر وأبو الحسن علي بن العباس بن محمد بن
عبد الغفار المعروف بابن الون وأبو بكر محمد بن أحمد بن كامل بن الوليد بن
صالح بن خروف وأبو علي عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي الخصيب وأبو
الحسن علي بن محمد بن إبراهيم المعلم الجلاب وأبو عمر محمد بن يوسف بن
يعقوب وعبد الله بن محمد بن إسحاق بن معمر الجوهري والحسين بن جعفر
الزيات وأحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحداد والسليل (1) بن أحمد بن
السليل صاحب محمد بن جرير الطبري وأبو علي سعيد بن السكن الحافظ وذكر
غيرهم ثم قال وجمع مسند (2) حديث مالك بن أنس ومسند حديث شعبة بن
الحجاج وأسماء المعروفين بالكنى من الصحابة وسائر المحدثين وكتاب الخائفين
وأقضية شريح وزهد (3) بشر بن الحارث وغير ذلك
روى عنه شيخنا أبو عمر بن عبد البر (4) الحافظ فأكثر وكان لا يقدم عليه من
شيوخه أحدا وذكره لنا فقال أما خلف بن القاسم بن سهل الحافظ فشيخ لنا وشيخ
لشيوخنا أبي الوليد بن الفرضي وغيره كتب بالمشرق عن نحو الثلاثمائة رجل وكان
من أعلم الناس برجال الحديث وأكتبهم له وأجمعهم لذلك والتواريخ والتفاسير
ولم يكن له بصر بالرأي يعرف بابن الدباغ وهو محدث الأندلس في وقته
قال الحميدي وقد كتب عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور
ذكر أبو الوليد عبد الله بن محمد بن الفرضي (5): أنه قرأ القرآن على جماعة من
أهل القراءة وكان حافظا للحديث عالما بطرقه ألف كتبا حسانا في الزهد ومولده سنة
خمس وعشرين وتوفي ليلة السبت (6) لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة
ثلاث وتسعين وثلاثمائة ودفن يوم الأحد

(1) بالأصل: " وإسماعيل " والمثبت عن الحميدي وم.
(2) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(3) الزيادة عن جذوة المقتبس، ومكانها بياض بالأصل وم.
(4) في جذوة المقتبس: أبو عمر بن عبد الله.
(5) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص 137.
(6) عند ابن الفرضي: ليلة الأحد.
15

2003 خلف بن محمد بن علي بن حمدون
أبو محمد الواسطي الحافظ (1)
صاحب كتاب أطراف أحاديث صحيحي البخاري ومسلم حدث عن أحمد بن
جعفر القطيعي والحسين بن أحمد المديني وأبي بكر الإسماعيلي وأبي العباس
أحمد بن سعيد بن معدان المروزي الفقيه وأبي الحسن أحمد بن إبراهيم العبدوي
النيسابوري وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي وأبي بكر محمد بن
أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد وأبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن
عيسى بن بشر بن شيرويه الفسوي (2)
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد الحنائي
الدمشقي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو علي الأهوازي وأبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن عثمان الأزهري وعبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر بن رجاء بن أبي
العيش الأطرابلسي
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ (3) نا خلف بن محمد بن علي بنيسابور وكتب لي بخطه نا أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي نا محمد بن عثمان بن أبي سويد نا عروة بن سعيد الربعي نا أبو عامر
نا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) شرب لبنا فمضمض
وقال إن له دسما [* * * *]
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ قال خلف بن محمد الواسطي أبو محمد وكان من الحفاظ قدم نيسابور
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وسمع من مشايخنا ثم دخل مرو وهراة وانصرف إلينا
مدة ولنا به أنس ثم انصرف إلى العراق وثبت على طلب الحديث ودخل الشام

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 334 تاريخ أصبهان لأبي نعيم 1 / 310 تذكرة الحفاظ 3 / 1067 الوافي
بالوفيات 13 / 366 وسير الاعلام 17 / 260 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) ابن العديم: " القشيري " وفي تاريخ بغداد: " التستري ".
(3) ذكر أخبار أصبهان 1 / 310.
16

ومصر وورد علي كتابه وقد أخذ لي جملة من الإجازات بأحاديث استفدتها وكان حافظا
لحديث شعبة وغيره (1)
أنبأنا أبو علي وحدثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ قال (2)
خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي قدم علينا قدمتين وصحبناه بنيسابور
وأصبهان من الكتبة آخر قدمته علينا سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو
بكر الخطيب (3) خلف بن محمد بن علي بن حمدون أبو محمد الواسطي سمع
عبد الله بن عثمان المزني وورد بغداد (4) فسمع من ابن مالك القطيعي وأبي محمد بن
ماسي ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في رحلته فكتب الكثير وسمع من أبي بكر
الإسماعيلي بجرجان ودخل بلاد خراسان فكتب عن شيوخها وعاد إلى بغداد فأقام بها
مدة ثم خرج إلى الشام فسمع ممن (5) أدرك بها ودخل مصر فانتقى على شيوخها
وكتب الناس بانتخابه وخرج أطراف الصحيحين وكان له حفظ ومعرفة ونزل بعد
ذلك ناحية الرملة واشتغل بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات هناك وقد كان
حدثنا ببغداد شيئا يسيرا حدثني عنه الأزهري
قال وسمعت الأزهري يقول كان خلف بن محمد الواسطي حافظا وكان
محمد بن أبي الفوارس أستاذه وقال وقال لي محمد بن علي الصوري مات خلف
الواسطي بعد سنة أربع مائة
2004 خلف بن محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محرز
أبو القاسم العنبسي الداراني (6)
كان قاضي داريا روى عن أبي يعقوب الأذرعي وأبي الحسن بن حذلم

(1) بغية الطلب 7 / 3352.
(2) ذكر أخبار أصبهان 1 / 310.
(3) تاريخ بغداد 8 / 334.
(4) الأصل: " ببغداد " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل: " من " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) ترجمته في تاريخ داريا ص 116 وفيه " العنسي " بدل " العنبسي " و " محمد " بدل " محرز " والداراني: نسبة
إلى داريا: قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة (معجم البلدان).
17

وجعفر بن محمد بن هشام
روى عنه عبد العزيز الكتاني وعلي الحنائي وأبو علي الأهوازي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا القاضي أبو القاسم
خلف بن محرز الداراني قراءة عليه بداريا نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي
نا أبو جعفر محمد بن الخضر بن علي البزاز نا أبو سفيان عبد الرحيم بن مطرف
الرواسي نا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال أخذ
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببعض جسدي وقال يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
واعدد نفسك في الموتى [* * * *]
قال وأنا خلف بن محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محرز العنبسي الداراني
قراءة عليه بداريا سنة (1) ثمان وأربعمائة نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن
زامل الأذرعي (2) نا أبو جعفر محمد بن الخضر بن علي البزاز بالرقة نا أبو سفيان
عبد الرحيم بن مطرف الرواسي نا وكيع بن الجراح عن سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يا معاذ أتبع السيئة
الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد أيضا نا عبد العزيز قال توفي شيخنا أبو القاسم خلف بن
محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محرز العنبسي الداراني القاضي في سنة تسع
وأربعمائة حدث عن أبي يعقوب الأذرعي وأبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم
2005 خلف بن مسعود
أبو القاسم ويقال أبو سعيد الأنصاري الأندلسي المقرئ
روى عن أحمد بن علي المروزي الصفار وسمع بدمشق محمد بن رزق الله
المنيني وأبا بكر أحمد بن جرير بن أحمد السلماني وأبا الحسن العتيقي ورشأ بن

(1) بين لفظتي " داريا.. وسنة ثمان " كررت فقرة بالأصل من نا أبو يعقوب بن إبراهيم إلى قوله: يا
عبد الله. حذفناها، وقد نبه بالأصل إلى بداية التكرار بقوله: مكرر، وفي نهايته بقوله: إلى هنا.
18

نظيف وعلي بن محمد الحنائي وأبا علي إسماعيل بن موسى الزنجاني
وعبد الوهاب بن حزور
روى عنه شيخه علي الحنائي وعبد العزيز الكتاني وعلي بن أحمد بن زهير
المالكي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو سعيد خلف بن
مسعود الأنصاري قراءة عليه نا أحمد بن علي المروزي الصفار نا حمد بن محمد بن
إبراهيم نا محمد بن هاشم نا الدبري عن عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن
عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال قال رجل يا رسول الله أي الناس
أفضل قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال ثم من قال رجل معتزل
في شعب من الشعاب يعبد ربه ويريح الناس من شره [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين (1) أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد
بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله أو عطاء بن يزيد معمر يشك عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر مثله سواء إلا أنه قال ويدع الناس من شره
2006 خلف بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر (2)
2007 خلف بن يزيد الأفقم بن هشام
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم
له ذكر (3)
2008 خلف والد أحمد بن خلف الدمشقي
حكى عن الربيع بن سليمان صاحب الشافعي حكى عنه ابنه أحمد بن خلف
حكاية تقدمت "

(1) الأصل " الحسين " والصواب عن م واسمه: هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين (فهارس
شيوخ ابن عساكر، المطبوعة 7 / 447).
(2) كان برصافة هشام مع أبيه، ذكره ابن العديم 7 / 3360.
(3) ابن أخي المتقدم، كان برصافة هشام أيضا، ذكره ابن العديم 7 / 3360.
19

ذكر من اسمه خليد "
2009 خليد بن دعلج (1) أبو حلبس (2)
ويقال أبو عبيد ويقال أبو عمرو ويقال أبو عمر السدوسي البصري
سكن الموصل ثم قدم الشام فسكن بيت المقدس
حدث بدمشق عن عطاء بن أبي رباح والحسن وقتادة وابن سيرين
وسعيد بن عبد الرحمن أخي (3) حرة ومعاوية بن قرة وأبي سعد (4) سعيد بن
المرزبان البقال وكلاب بن أمية ومالك بن دينار وثابت البناني
روى عنه الوليد بن مسلم وأبو الجماهر وزيد بن يحيى بن عبيد وبقية بن الوليد وموسى بن
داود ورواد بن الجراح وإسحاق بن سعيد بن الأركون وأبو توبة
الربيع بن نافع وسلمة بن سليمان الموصلي وروح بن عبد الواحد الحراني ومنبه بن
عثمان اللخمي ويحيى بن اليمان وأبو جعفر النفيلي وعلي بن الحسن القرشي
وجرول بن جيفل (5) أبو توبة النميري وعمر بن حفص العسقلاني وعلي بن معمر
القرشي

(1) بفتح فسكون ففتح كما في المغني.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 95 ميزان الاعتدال 1 / 663 بغية الطلب 7 / 3360 الوافي بالوفيات
13 / 39 وسير الاعلام 7 / 195 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) في ابن العديم: ابن أخي حرة.
(4) بالأصل " سعيد " والمثبت عن تهذيب التهذيب 2 / 332 وم.
(5) بالأصل: " حنبل " والمثبت عن ابن العديم.
20

أخبرنا أبو محمد السيدي وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا أبو عثمان
البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا الحسن بن سفيان نا صفوان بن صالح نا
الوليد بن مسلم نا خليد بن دعلج عن قتادة عن عمران بن حصين عن ابن مسعود
قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إني لأرجو أن من أمتي شطر أهل الجنة ثم تلا " ثلة من الأولين
وثلة من الآخرين " [* * * *] (1)
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو طاهر أحمد بن محمود وأبو الفتح
منصور بن الحسين قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو علي الحسن بن القاسم بن
دحيم الدمشقي بمصر نا أبو حفص عمر بن مضر
وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ
حدثني الحسن بن القاسم بن دحيم بن اليتيم الدمشقي نا أبو حفص عمر بن مضر بن
عمر العبسي نا منبه بن عثمان أنا خليد بن دعلج عن الحسن عن عبد الرحمن بن
سمرة قال قال حسن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تسأل الإمارة فإنه من سألها
وكل إليها ومن ابتلي بها ولم يسألها أعين عليها [* * * *]
قال ابن دعلج وقال عمر بن عبد العزيز إن هذا شئ ما سألت الله عز وجل قط
لفظهما سواء وقال الصيرفي سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) (2)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو الحسن الربعي أنا
الحسن بن عبد الله الكندي قال قرأت على علي بن جعفر المالكي قلت حدثكم
أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان أن خليد بن دعلج دمشقي (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (4) نا عبد الله بن محمد بن عمر الحراني نا محمد بن
عبيد الله بن يزيد القردواني (5) نا أبي نا خليد بن دعلج أبو عمر (6) البصري

(1) سورة الواقعة، الآيتان: 39 و 40.
(2) نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3361.
(3) بغية الطلب 7 / 3363.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3 / 47.
(5) بالأصل " الفردواني " بالفاء، والمثبت عن مم وابن عدي، وفيه " عبد الله " بدل " عبيد الله " ومثله في بغية الطلب.
(6) ورد هنا في ابن عدي: أبو عمرو.
21

قال وأنا أبو أحمد نا محمد بن منير نا محمد بن إسماعيل الترمذي نا
إسحاق بن سعيد الدمشقي نا خليد بن دعلج يكنى أبا عمر (1) ويقال أبو عمرو
السدوسي جزري ويقال أصله بصري قال البخاري يحدث عن قتادة روى عنه
يحيى بن يمان
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد أخبرني أبي نا محمد بن جعفر بن محمد بن هشام نا الحسن بن
محمد بن بكار بن بلال حدثني أبو مسلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون أن خليد بن
دعلج كان يكنى أبا عمر وكان سدوسيا (2)
كتب إلي أبو جعفر الهمداني أنا أبو بكر الصفار أنا أبو بكر الأصبهاني أنا
الحاكم أبو أحمد قال أبو عمرو خليد بن دعلج السدوسي بصري الأصل نزل
الموصل سمع الحسن بن أبي الحسن (3)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد نا أبو
عبد الله جعفر بن محمد نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية نفر قدموا الشام
خليد بن دعلج
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو
أحمد زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل قال (4) خليد بن دعلج سمع الحسن وعن ابن
سيرين وسمع عطاء وقتادة روى عنه يحيى بن اليمان والنفيلي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال أبو حلبس

(1) بالأصل: " أبو عمرو " والمثبت عن ابن عدي وم.
(2) بغية الطلب 7 / 3362.
(3) المصدر نفسه.
(4) التاريخ الكبير 2 / 1 / 199.
22

خليد بن دعلج ليس بثقة (1)
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنا
هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو
بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي (2) قال أبو حلبس خليد بن دعلج
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسن أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال (3) وخليد بن دعلج بصري الأصل
تحول إلى الشام وهو أمثل من سعيد بن بشير
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال خليد بن دعلج سمع الحسن وابن سيرين وعطاء وقتادة ومطر
الوراق روى عنه يحيى بن اليمان وأبو الجماهر ومنبه بن عثمان وسلمة بن سليمان وأبو
جعفر النفيلي وغيرهم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أحمد بن
محمد بن أحمد أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو بن موسى (4) نا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سئل أبي عن خليد بن دعلج فقال ضعيف الحديث
قال العقيلي خليد بن دعلج شامي
أخبرنا ابن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم السهمي أنا أبو
أحمد بن عدي (5) نا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن
خليد بن دعلج فقال ضعيف
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو

(1) بغية الطلب 7 / 3363 والكامل لابن عدي 3 / 47.
(2) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 156.
(3) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 2 / 457 ونقله عن يعقوب ابن العديم في بغية الطلب
7 / 3364 وكتب محققه بالحاشية أن الخبر لم يرد في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع وهذا خطأ
فاحش، فالخبر موجود، انظر ما مر.
(4) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 19.
(5) الكامل لابن عدي 3 / 47.
23

الحسن بن السقاء نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عباس بن محمد
يقول سمعت يحيى بن معين يقول خليد بن دعلج ليس بشئ (1)
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فخليد بن دعلج فقال ضعيف (2)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي نا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء محمد بن
علي أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي
أنا أبي أبو عبد الرحمن قال وضعف يحيى بن معين سعيد بن بشير وخليد بن دعلج
جميعا وقال في موضع آخر سعيد بن بشير وخليد بن دعلج ضعيفان (3)
قال وأنا ثابت أنا أبو العلاء أنا محمد أنا الأحوص أنا أبي قال قال
يحيى بن معين خليد بن دعلج وسعيد بن بشير وعثمان بن عطاء يضعفون
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *]
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم قال (4) سمعت أبي يقول سألت يحيى بن معين عن خليد بن دعلج فقال
ضعيف الحديث قلت لأبي فما تقوله أنت في خليد فقال صالح ليس بالمتين في
الحديث حدث عن قتادة أحاديث بعضها منكرة
وحكى أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد الكتاني الأصبهاني أنه قال لأبي
حاتم ما تقول في خليد بن دعلج فقال كان بصري الأصل سكن بيت المقدس ليس
بمشهور بالبصرة وليس هو عندي بالمتين
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي وأبو يعلى حمزة بن علي قالا أنا
أبو الفرج سهل بن بشر أنا علي بن منير أنا الحسن بن رشيق أنا أبو عبد الرحمن

(1) نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3365.
(2) المصدر السابق، ونقله ابن عدي أيضا 3 / 47.
(3) المصدر السابق 3364.
(4) الجرح والتعديل 1 / 2 / 384.
24

النسائي قال خليد بن دعلج ليس بثقة
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو أحمد بن عدي قال (1) وعامة حديثه
يعني خليدا تابعه عليه غيره وفي بعض حديثه إنكار وليس بالمنكر الحديث جدا
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق أنا محمد بن علي بن علي وعلي بن
محمد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز أنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب إجازة قال هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني
من المتروكين خليد بن دعلج شامي عن قتادة وأبي الحسن
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو منصور محمد بن الحسين أنا أبو بكر
البرقاني قال سألت أبا الحسن الدارقطني قلت له خليد بن دعلج ثقة قال لا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنا الحسن بن
الحسن بن علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا علي بن أبي مريم عن خالد بن
يزيد حدثني مرزوق (3) الموصلي قال قال لي خليد بن دعلج دع من الكلام ما لك
منه بد فعسى إن فعلت ذلك تسلم ولا أراك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (3) حدثني محمد بن عثمان قال رأيت خليد بن دعلج سنة
ثلاث وستين ومائة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف نا أبو أحمد بن عدي (4) نا أبو عروبة نا محمد بن يحيى بن كثير قال
سمعت أبا جعفر بن نفيل يقول مات خليد بن دعلج سنة ست وستين ومائة
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن

(1) الكامل لابن عدي 3 / 49.
(2) كذا بالأصل وم ومختصر ابن منظور 8 / 84 وفي بغية الطلب: مروان.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 2 / 704.
(4) الكامل لابن عدي 3 / 47.
25

أحمد الرازي أنا علي بن الحسين بن بندار الأذني أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن
مودود الحراني (1) قال خليد بن دعلج بصري نزل الموصل وحدث عنه أهل
حران وأهل الشام يحدث عن قتادة (2)
وحدثني محمد بن عبيد الله حدثني أبي نا خليد بن دعلج أبو عمرو
السدوسي من أهل البصرة قال ونا إسحاق بن زيد ومحمد بن يحيى بن كثير قالا
سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول مات خليد بن دعلج سنة ست وستين ومائة
2010 خليد بن سعد السلاماني (3)
ويقال مولى أم الدرداء ويقال مولى أبي الدرداء
روى عنه عثمان بن أبي سودة وطلحة بن نافع وعطاء بن أبي مسلم
الخراساني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان نا
هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة حدثني عطاء الخراساني عن خليد السلامي عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه أشغل في كتاب في يوم دحو الناس في صلاة العشاء ولم
يصل المغرب وصلى العشاء فلما فرغ صلى ركعة قال ثلاث للمغرب وركعتان
تطوع ثم قام فصلى العشاء
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد
أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل
أنا محمد بن إسماعيل قال خليد مولى أبي الدرداء قال أبو عاصم عن الأوزاعي عن

(1) ترجمته في سير الاعلام 14 / 510.
(2) انظر بغية الطلب 7 / 3366.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب في ترجمة خليد بن عبد الله العصري، ميزان الاعتدال 1 / 664 وفيه:
وسلامان من قضاعة. والوافي بالوفيات 13 / 378.
(4) بالأصل: لم يصلى.
(5) التاريخ الكبير 2 / 1 / 197.
26

عثمان بن أبي سودة عن خليد (1) عن أم الدرداء ما أبالي لو صليت
على خمس طنافس وقال ابن المبارك عن الأوزاعي حدثني عثمان حدثني خليد أن
أبا الدرداء وقال هشام بن عمار ح نا يحيى بن حمزة نا عطاء الخراساني عن خليد
السلامي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء في المغرب روى عنه طلحة بن نافع قوله هو الأنصاري يعد في الشاميين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد نا
جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال في موالي أم الدرداء وأصحابها خليد مولى أم
الدرداء يحدث عنه ابن جابر (2)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع
يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام خليد بن سعد السلاماني
قال وأنا أحمد بن عمير قال خليد بن سعد السلامي من بني سلامان من قضاعة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال خليد بن سعد السلامي من سلامان من قضاعة ذكر ذلك أبو الحسن
محمود بن إبراهيم بن سميع في تاريخه
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا
أبو بكر بن راشد يعني محمد بن أحمد بن راشد بن معدان نا أبو عمير بن النحاس
نا ضمرة عن علي يعني ابن أبي حملة قال ما ضرب الناقوس ببيت المقدس قط
إلا وخليد بن سعيد (3) قد جمع ثيابه وقام يصلي على الصخرة التي على شام الصخرة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي

(1) عند البخاري: خالد.
(2) كذا نسبه إلى جده، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
(3) كذا وقع هنا.
27

نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة نا أبو مسهر نا صدقة بن خالد نا ابن
جابر قال كانوا يجتمعون في بيت أم الدرداء يقرأ عليهم خليد بن سعد وكان رجلا
قارئا
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن أنا أبي الأستاذ أبو
القاسم أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ
أخبرني العباس بن الوليد العذري حدثني أبي نا ابن جابر قال كان خليد بن سعد
رجلا قارئا حسن الصوت وكانوا يجتمعون في بيت أم الدرداء فتأمره أم الدرداء يقرأ
عليهم (1)
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي وخالي (2) أبو المعالي محمد بن
يحيى وأبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي (3) قالوا أنا أبو القاسم بن أبي
العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحسن بن حذلم نا خالد بن روح نا
هشام بن عمار نا الوليد نا ابن جابر عن خليد بن سعد وكان حسن الصوت
بالقرآن فكان يقرأ على أم الدرداء في بيتها ويجتمع إليها أهل المسجد يقرأون عليه
بأمر أم الدرداء فكان إذا حضرهم أبو أسيد قالت أم الدرداء لخليد لا تقرأ عليه إلا بكل
آية ليست شديدة لا يشق على الرجل وكان يصعق إذا قرئ عليه بآية شديدة ويقول أم
الدرداء الحمد لله يبتغي (4) لنا كل آية شديدة ولأبي أسيد كل آية لينة
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين أنا أبو بكر
أحمد بن محمد بن غالب قال سألت أبا الحسن الدارقطني قلت عطاء الخراساني
عن خليد السلامي عن أم الدرداء فقال مجهول يترك (5)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا

(1) الخبر في الوافي بالوفيات 13 / 378 وفيه: خويلد بن سعد.
(2) الوافي بالوفيات 13 / 378.
(3) الأصل وم: وخال.
(4) غير واضحة بالأصل والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 294.
(5) كلمة غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م.
28

هارون بن معروف نا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عقبة بن أبي نسيبة قال
رأيت خليد بن سعد في منامي بعد موته فقلت ما صنعت قال أفلتنا ولم نكد
قلت متى عهدكم بالقرآن قال لا عهد لنا به منذ فارقناكم الصواب ابن أبي ثبيب
2011 خليد بن سعوة (1)
وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما من سعد ويقال سعيد بن مسعود والي
عمان من قبل عدي بن أرطأة والي البصرة من قبل عمر
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي الفقيه عن أبي
الحسين المبارك بن عبد الجبار أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر
الشيرازي [* * * *]
وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن عبد العزيز بن علي الأزجي قالا أنا أبو
الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة (2) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
يعقوب بن شيبة حدثني جدي يعقوب قال ويقولون إن سعيد أو سعد بن مسعود
وثب على خليد بن سعوة فضربه مائة سوط في سبب ناقة طلبها منه فأبى خليد أن يعطيها
إياه فركب خليد إلى عمر فأنشده قول بعض الشعراء فيه
* إن كنت تحفظ ما لديك فإنما * عمال أرضك بالعراق ذئاب
لن يستقيموا للذي تدعو له * حتى تضرب بالسيوف رقاب
بالكف منصلتين أهل بصائر * في وقعهن مواعظ وعقاب
لولا قريش نصرها وعقافها * ألفيت منقطعا بك الأسباب *
قالوا فكتب عمر إلى عدي أن اعزل سعيدا واحمله إلي فعزله وحمله مقيدا
فقدم به إلى عمر فسأله عن ضربه خليدا فقال أطلقني أخبرك فأطلقه فأخبره فلما
خشي عمير بن سعد أن يجلد أبوه قال أنا الذي ضربته قال إذا أقصه منك فأقيم
ليضرب فقال له أبوه أصرر (3) أذنيك إصرار الفرس الجموح واذكر أحاديث عدو
آبائك واذكر الله فإنها معجزة

(1)
(4) (2) الاعتدال 1 / 664.
(3) صر الفرس والحمار بأذنه وصرها وأصر بها: سواها ونصبها للاستماع (قاموس).
29

2012 خليد بن عتبة بن حماد
وهو خليد بن أبي خليد الحكمي
حكى عن أبيه
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عيسى بن
عبد الله السعدي (1) نا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثني أبو علي
أحمد بن إسماعيل حدثني أبي إسماعيل بن محمد بن وهب بن المهاجر القرشي نا
أحمد بن أبي الحواري حدثني خليد عن أبيه قال قبلت يد مالك بن أنس فقال لي
يا أبا خليد على العلم لا بأس به

(1) ترجمته في سير الاعلام 81 / 5.
30

" ذكر من اسمه خليل "
2013 الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل
ابن موسى بن عبد الله بن عاصم بن جنك
أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي (1)
سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا وبنيسابور أبا (2) العباس السراج وأبا
بكر بن خزيمة وأبا العباس أحمد بن جعفر بن نصر بالري وأبا القاسم البغوي وأبا
محمد بن صاعد وأبا بكر بن أبي داود وأبا سعيد الحسن بن علي العدوي وأبا
جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي وأبا بكر محمد بن حمدون بن خالد
النيلي (3) وأبا جعفر (4) محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي بطبرستان
روى عنه أبو منصور أحمد بن محمد بن إبراهيم البلخي وأبو مضر محلم بن
إسماعيل بن مضر الضبي والحاكم أبو عبد الله وأبو العباس جعفر بن محمد بن
المعتز المستغفري وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ وأبو الفضل أحمد بن

(1) ترجمته في معجم الأدباء 11 / 77 يتيمة الدهر 4 / 338 النجوم الزاهرة 4 / 153 بغية الطلب لابن العديم
7 / 3373 الوافي بالوفيات 13 / 392 سير الاعلام 16 / 437 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى
ترجمت له.
وجنك بجيم مفتوحة ونون ساكنة.
والسجزي تصحفت في بعض مصادر ترجمته إلى: " السحري " و " الشجري " وهذه النسبة على غير قياس
إلى سجستان.
(2) بالأصل: أبو والمثبت عن م.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر وم.
(4) في ابن عدي نقلا عن ابن عساكر: " أبا الحسن " وفي م أيضا: " أبا الحسن " وفي سير الاعلام 14 / 407
ترجمته " أبو الحسين ".
31

محمد بن عبد الله الرشيدي اللوكري وابنه أبو سعيد عبيد الله (1) بن الخليل وأبو
الحسن علي بن بشرى وأبو عمر النوقاني وأبو سهل عبد الرحمن بن يوسف بن
داود بن سليمان السجزيون وأبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن فضالة
النيسابوري الحافظ وقيل إن اسمه محمد وخليل لقب
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي بهراة أنا أبو مضر محلم بن
إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي العصمي أنا القاضي أبو سعيد الخليل بن
أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله السجزي نا أبو العباس محمد بن
إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج نا قتيبة بن سعيد نا هشيم عن أبي الزبير عن
جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [* * * *]
أخبرني أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي أنا أبو أحمد إسماعيل بن
عبد الله بن أبي عمرو البيع أنا أبو منصور أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
البلخي الكاتب نا القاضي الخليل بن أحمد إملاء نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن
يوسف بن جوصا نا سعيد بن رحمة بن نعيم نا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي
عباد عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أكل درهما ربا فهو
مثل ثلاث وثلاثين زنية [* * * *]
أنبأنا أبو الحسن محمد وأبو القاسم الحسين ابنا إسماعيل بن أميرك العلويان
قالا أنا أبو عمرو إلياس بن مضر بن محمد التميمي قال سمعت إسحاق بن إبراهيم
الحافظ يقول سمعت الخليل بن أحمد القاضي يقول سمعت أبا الحسن عبد الله بن
محمد بن الفقيه بمرو يقول سمعت أبا عاصم عمرو بن محمد يقول سمعت أبا عصمة
سعد بن معاذ يقول سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم يقول أول بركة العلم إعارة
الكتب
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي إجازة أنا أبو عبد الله
الحافظ قال الخليل بن أحمد بن الخليل القاضي شيخ أهل الرأي في عصره وكان
من أحسن الناس كلاما في الوعظ والذكر (2) مع تقدمه في الفقه وكان ورد نيسابور

(1) ابن العديم: عبد الله.
(2) في ابن العديم: والفكر.
32

قديما سمع من محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانه وسمع بالري أبا العباس أحمد بن
جعفر بن نصر وأقرانه وسمع بالعراق أبا القاسم بن منيع وأبا محمد بن صاعد
وأقرانهما وسمع بالحجاز محمد بن إبراهيم الديبلي وأقرانه ورد نيسابور محدثا
ومفيدا سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وأنا ببخارا ثم جاءنا إلى بخارا فكتبت عنه
بها (1)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أنا جنك أوله
جيم مفتوحة بعدها نون ساكنة فهو أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن
موسى بن عبد الله بن عاصم بن جنك حدث عن ابن صاعد ومحمد بن حمدان بن
خالد وغيرهما جليل مكثر
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأشرف الحسيني (3) المروزي
بدمشق قال لنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ بن أحمد السجزي
بها القاضي الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله كنيته أبو
سعيد سكن سجستان ثم انتقل إلى بلخ وسكنها وسمع الكبار في البلدان روى عن
الأصم والثقفي وابن خزيمة والبغوي وغيرهم روى عنه ابنه القاضي أبو سعد وأبو
عمر النوقاني وعبد الرحمن الطبري الحافظ وأبو الحسن علي بن بشرى
وعبد الرحمن بن يوسف وغيرهم (4)
أخبرنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن إبراهيم الزنجاني بزنجان أنشدنا
القاضي أبو حفص عمر بن أبي بكر البخاري أنشدنا أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد
المفسر أنشدنا القاضي الإمام أبو سعيد الخليل بن أحمد لنفسه (5)
* سأجعل لي النعمان في الفقه قدوة * وسفيان في نقل الأحاديث سيدا

(1) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3373 - 3374 من أكثر من طريق نقلا عن أبي عبد الله
الحاكم.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 567.
(3) ابن العديم: الحسني.
(4) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3374.
(5) الأبيات في بغية الطلب 7 / 3375 وفي معجم الأدباء 11 / 77 يمدح أبي حنيفة النعمان بن ثابت
وصاحبيه والأئمة القراء، وبعضها في سير الاعلام 16 / 438.
33

وفي ترك ما لم يعنني عن عقيدتي (1) * سأتبع يعقوب العلا ومحمدا
وأجعل درسي (2) من قراءة عاصم * وحمزة بالتحقيق درسا مؤكدا
وأجعل في النحو الكسائي قدوة (3) ومن بعده الفراء ما عشت سرمدا
وإن عدت للحج المبارك مرة * جعلت لنفسي كوفة الخير مشهدا
فهذا اعتقادي وهو ديني ومذهبي * فمن شاء فليبرز ليلقى موحدا
ويلقى لسانا مثل سيف مهند * يفل إذا لاقى الحسام المهندا *
أنشدنا أبو عبد الله الفراوي أنشدنا والدي الإمام الزاهد أبو مسعود الفضل بن
أحمد بن محمد أنشدنا أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني أنشدنا أبو بكر عقيل بن
محمد الخطيب ببست أنشدنا الخليل بن أحمد يعني البستي (4) إذا ضاق باب الرزق عنك ببلدة * فثم بلاد رزقها غير ضيق
وإياك والسكنى بدار مذلة * فتسقى بكأس الذلة المتدفق
* فما ضاقت الدنيا عليك برحبها * ولا باب رزق الله عليك (5) مغلق *
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد أنشدنا أبي أبو الحسين
الفقيه أنشدني الشريف أبو محمد زيد بن الحسن الموسوي أنشدنا أبو القاسم
عبد الوهاب الخطابي أنشدني أبو سعيد الخليل بن أحمد القاضي لنفسه (6) ليس التطاول رافع (7) من جاهل * وكذا التواضع لا يضر بعاقل
لكن تزاد بأن تواضع رتبة * ثم التطاول ماله من حاصل *
أخبرنا أبو المراوح عبد المعز بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله بن
محمد بن علي الأنصاري الهروي أنا الحاكم أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي أنا

(1) معجم الأدباء: عقيدة.
(2) معجم الأدباء: حزبي.
(3) معجم الأدباء: عمدتي.
(4) الأبيات في معجم الأدباء 11 / 78 - 79.
(5) معجم الأدباء: عنك بمغلق.
(6) البيتان في معجم الأدباء 11 / 79.
(7) معجم الأدباء: رافعا.
34

أبو عبد الله محمد بن سعيد بن علي الخطابي أنشدنا القاضي أبو سعيد الخليل بن
أحمد لنفسه (1)
* رضيت من الدنيا بقوت يقيمني * ولا أبتغي من بعده أبدا فضلا
ولست أروم القوت إلا لأنه * يعين على علم أرد به الجهلا
فما هذه الدنيا بطيب (2) نعيمها * لأصغر ما في العلم من نكتة عدلا *
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي إجازة أنا هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي أنا
القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم [* * * *]
وأنبأنا أبو الحسن الموازيني وحدثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر
عنه قال كتب إلي هناد بن إبراهيم النسفي قال أنشدنا إسماعيل بن عبد الله
البخاري المستملي أنشدنا الخليل بن أحمد القاضي لنفسه (3)
الله يجمع بيننا في غبطة * ويزيل وحشتنا بوشك تلاق
ما طاب لي عيش فديتك بعد ما * ناحت علي حمامة بفراق
إن الإله لقد قضى في خلقه * إن لا يطيب العيش للمشتاق *
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال توفي الخليل بن أحمد بسمرقند (4) وهو قاض بها في جمادى الآخرة من سنة ثمان
وسبعين وثلاثمائة ورد بذلك علي كتاب أبي محمد الزهري بخطه وقال غيره مات
بفرغانة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة (5)
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا سهل بن بشر أنا أبو رجاء هبة الله بن محمد بن
علي الشيرازي إجازة أنشدني أحمد بن أصرم أبو حامد السجزي بالبصرة وكان يكتب
معنا الحديث أنشدني أبو بكر عبد العزيز بن محمد الطبسي أنشدنا أبو الحسن
الضرير أنشدنا أبو بكر الخوارزمي في الخليل بن أحمد في المرثية

(1) الأبيات في معجم الاباء 11 / 79 بغية الطلب 3367 الوافي بالوفيات 13 / 393.
(2) معجم الأدباء: يكون نعيمها.
(3) الأبيات في معجم الأدباء 11 / 80.
(4) في ابن العديم 7 / 3376 " بسرخس ".
(5) مولده سنة تسع وثمانين ومئتين كما في السير، وفي الوافي: " سنة إحدى وسبعين ومئتين ".
35

ولما رأينا الناس حيرى لهدة * بدت بأساس الدين بعد تأطد
أفضنا دموعا بالدماء مشوبة * وقلنا عسى مات الخليل بن أحمد * (1)
2014 الخليل بن زياد المحاربي الخواص الكوفي
(2) سكن دمشق وروى عن علي بن عابس وعلي بن مسهر وأبي بكر عياش
وعمرو بن ثابت ومروان بن معاوية
روى عنه أبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد نا أبو محمد بن أبي
نصر نا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني خليل بن زياد جليس لأبي
مسهر نا علي بن مسهر قال قال سفيان الثوري حفاظ الحديث أربعة إسماعيل بن
أبي خالد وعاصم الأحول ويحيى بن سعيد وعبد الملك بن أبي سليمان
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال خليل بن زياد المحاربي الخواص الكوفي نزيل دمشق
روى عن علي بن عابس وعمرو بن ثابت وعلي بن مسهر وأبي بكر بن عياش
ومروان بن معاوية روى عنه أبي
2015 الخليل بن سليمان بن خالد بن عباد
ابن زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان
له ذكر ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وغوطتها
من بني أمية وذكر أنه كان يسكن جرود من إقليم معلولا (5)

(1) الخبر والبيتان في بغية الطلب 7 / 3376 - 3377.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 100.
(3) الخبر ليس في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع.
(4) الجرح والتعديل 1 / 2 / 381.
(5) من أعمال غوطة دمشق.
36

2016 الخليل بن عبد الرزاق بن الحسين بن أبي الخليل
أبو علي الثقفي
حدث عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني
روى عنه طاهر الخشوعي وسمع منه عمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو
محمد بن السمرقندي
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي أنا الخليل بن عبد الرزاق بن الحسين بن أبي
الخليل أبو علي بدمشق في جامعها نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي أنا
تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ نا علي بن يعقوب بن شاكر نا أحمد بن أبي
رجاء نا سعيد بن محمد المصيصي نا يحيى بن صالح نا سعيد بن عبد العزيز عن مسلم عن
أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلم الله موسى ببيت لحم [* * * *]
2017 الخليل بن عبد القهار
أبو جعفر الصيداوي
روى عن هشام بن خالد ويحيى بن المبارك
روى عنه خيثمة ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن نصر بن بحير
الذهلي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا خيثمة بن سليمان نا الخليل بن عبد القهار الصيداوي نا هشام بن خالد
نا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال حين خلق الله عز
وجل جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي
فقالت قد أفلح المؤمنون [* * * *]
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن
حمزة بن أبي كريمة قال سمعت محمد بن الحسن بن قتيبة يقول ما كتبت في
الإسلام عن شيخ أهيأ ولا أنبل منه يعني الخليل بن عبد القهار ومن ابن أبي
37

الخناجر وسمعت جماعة من أهل بلدنا يقولون إنه كان رجلا أديبا (1) ومن أهل
المروءات ما رئي في حمام قط ولا في سوق إلا أن يكون في جنازة ولا رئي في
ميضأة قط وكان فصيحا أبو يعلى هو القائل وسمعت جماعة من أهل بلدنا
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها (2) يعني سنة سبع وسبعين مات الخليل
الصيداوي
2018 الخليل بن محمد بن سعيد
أبو الحسن الصيمري (3)
روى عن هشام بن عمار روى عنه أبو هاشم المؤدب بالإجازة له منه
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن موهوب بن علي بن حمزة السلمي المعروف بابن
المقصص أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الجزور الأزدي أنا أبو
الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني (4) أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن
علي بن إسماعيل السلمي (5) أنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض
القرشي (6) وأبو بكر محمد بن خريم العقيلي وأبو العباس محمد بن صالح بن أبي
عصمة وأبو العباس محمد بن العباس محمد (7) بن الحسن بن قتيبة العسقلاني
بالرملة وأبو عبد الله محمد بن المعافى بصيدا وأبو الحسن الخليل بن محمد بن
سعيد الصيمري إجازة وأبو عبد الله أحمد بن هشام بن عمار قالوا نا هشام بن
عمار بن نصير بن ميسرة أبو الوليد السلمي نا مالك بن أنس قال وأنا أبو عبيد الله
محمد بن عبدان بمكة نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري نا مالك حدثني ابن
شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل مكة وعلى رأسه المغفر [* * * *]

(1) الأصل وم: رجل أديب.
(2) عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(3) له ترجمة في بغية الطلب 7 / 3381.
(4) انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 550.
(5) ترجمته في سير الاعلام 16 / 152.
(6) ترجمته في سير الاعلام 14 / 230.
(7) كذا بالأصل وفي م: وأبو العابس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.
38

أخبرناه عاليا أبو العز بن كادش أنا أبو الحسين بن النرسي وأبو الحسن
علي بن محمود الزوزني (1) قالا أنا عبد الوهاب بن الحسن نا محمد بن خريم نا
هشام فذكره
2019 الخليل بن محمد بن فيروز الحلبي (2)
سمع بدمشق وغيرها هشام بن عمار والمسيب بن واضح وعمرو بن عثمان بن
سعيد الحمصي ومحمد بن سليمان لوينا وأبا سعيد الأشج
روى عنه أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني
2020 الخليل بن منصور بن محمد
أبو سعيد البستي (3)
قدم دمشق وحدث بها عن أبي عبد الله محمد بن أبي حاتم الشروطي
روى عنه علي الحنائي وعبد العزيز الكتاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو سعيد الخليل بن
منصور بن محمد البستي قدم علينا نا أبو عبد الله محمد بن أبي حاتم الشروطي نا
الشيخ الإمام أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان نا الفضل بن الحباب نا
عمرو بن مرزوق نا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي
هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس شئ أكرم عليك من الدعاء [* * * *]
كذا قال والمحفوظ ليس شئ أكرم على الله من الدعاء
أخبرناه أعلى من هذا على الصواب أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو
محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي وأبو علي عبد الحميد بن محمد أخوه ح
قالوا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل

(1) إعجامها ورسمها غير واضحين قد تقرأ " الروزني " وتقرأ: " الدوزبي " وتقرأ " الدوزني " والصواب ما
أثبت عن م انظر الأنساب، وهذه النسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور.
(2) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3381.
(3) هذه النسبة إلى بست بضم الباء، بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة.
(4) انظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 92 وبالأصل: " محمد بن حيان ".
39

الحسن بن يعقوب العدل نا يحيى بن جعفر بن أبي طالب نا أبو داود الطيالسي نا أبو
العوام عمران بن القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ليس شئ أكرم على الله من الدعاء [* * * *]
2021 الخليل بن موسى الباهلي البصري (1)
سكن دمشق وحدث بها عن سليمان التيمي وحميد الطويل ويونس بن عبيد
وعبد الله بن عون ويحيى بن أبي إسحاق وداود بن أبي هند وهشام بن عروة
ومحمد بن إسحاق وسعيد الجريري وروح بن القاسم وعبد الرحمن بن إ سحاق
وعبيد الله بن أبي (2) حميد
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار وأبو سليمان
عبد الرحمن بن الضحاك البعلبكي ومحمد بن أبي المتوكل العسقلاني وسويد بن
سعيد وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء
أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري أنا أبو عمر محمد بن موسى بن
فضالة بن إبراهيم القرشي (3) نا أبو قصي إسماعيل بن محمد (4) نا سليمان بن
عبد الرحمن نا الخليل بن موسى نا سليمان التيمي عن أنس بن مالك أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار [* * * *]
ومن عالي حديثه ما أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم
إسماعيل بن أحمد قالا أنا أبو الحسين بن النقور نا علي بن عمر بن محمد بن
الحسن الحربي نا أحمد بن سعيد الدمشقي نا هشام بن عمار نا الخليل بن موسى
نا ابن عون عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ مر على
حجرة فرأى فيها قوما جلوسا يتحدثون فدخل الحجرة وأرخى الستر فجئت أبا طلحة
فقال لئن كان كما تقول لينزلن الله عز وجل قرآنا فأنزل الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا "

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 1 / 668 لسان الميزان 2 / 410 سير أعلام النبلاء 9 / 300.
(2) كتبت فوق السطر، بين السطرين.
(3) ترجمته في سير الاعلام 16 / 157.
(4) هو إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل، أبو قصي العذري، ترجمته في سير الاعلام 14 / 185.
40

" لا تدخلوا بيوت النبي " الآية (1)
وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أنا أبو سعد الجنزرودي
أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس بن محمد التميمي الكرابيسي (2) أنا أبو لبيد
محمد بن إدريس الشامي (3) السرخسي نا سويد بن سعيد نا خليل بن موسى عن
عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اعتموا (4)
تزدادوا حلما [* * * *]
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي
إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر أنا أبو الحسن قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم
قال (5) خليل بن موسى البصري سكن دمشق روى عن يونس بن عبيد وابن عون
وهشام والجريري ويحيى بن أبي إسحاق وداود بن أبي هند ومحمد بن إسحاق
روى عنه محمد بن المتوكل العسقلاني وأبو سليم عبد الرحمن بن الضحاك البعلبكي
وهشام بن عمار سمعت أبي يقول ذلك وسئل أبي عنه فقال يكتب حديثه ولا يحتج
به وسألته عنه فقال ما بحديثه بأس ليس بالمشهور ومحله الصدق ولا يعرفونه
بالبصرة في حديثه بعض الإنكار
2022 الخليل بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الخليل
أبو بكر التميمي البزاز
سمع عبد الوهاب الكلابي وأبا علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه
وأبا بكر محمد بن مسلم بن السمط
روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمان وعبد العزيز بن أحمد ونجا بن
أحمد وسهل بن بشر ومحمد بن علي بن أحمد بن المبارك وأبو نصر الطريثيثي

(1) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(2) ترجمته في سير الاعلام 16 / 415.
(3) كذا بالأصل وم " الشامي " وفي سير الاعلام: السامي، بالسين المهملة، ترجمته 14 / 464.
(4) في مختصر ابن منظور 8 / 86 " اعتمروا " والذي بالأصل عندنا كانت " اعتمروا " ثم شطبت الواو،
وصححت اللفظة " اعتموا " وتصويبها واضح وفي م: اعتموا.
(5) الجرح والتعديل 1 / 2 / 380 - 381.
41

ونصر بن أحمد بن الفتح الهمذاني المعلم وأبو طاهر بن الحنائي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أخبرني أبو عبد الله محمد بن
علي بن أحمد بن المبارك البزار بقراءتي عليه أنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن
محمد بن الحسن بن أحمد بن الخليل التميمي أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد
قراءة عليه أنا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي نا محمد بن مصفى نا بقية بن
الوليد حدثني أبو شريح ضبارة (1) بن مالك الحضرمي سمع أباه يحدث عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أباه حدثه عن سفيان بن أسد (2) الحضرمي أنه سمع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به
كاذب [* * * *]
كذا فيه وصوابه سفيان بن أسيد (2) (3)
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم أنا أبو القاسم نصر
بن أحمد المؤدب أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي الحسن بن
محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه (4) نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو
الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نا عبد الله بن عثمان نا عبد الله هو ابن
المبارك أنا جعفر بن حيان عن الحسن أن رجلا مر على رجل يكلم امرأة فرأى ما لم
تملك نفسه فجاء بعصى فضربه حتى سالت الدماء فشكى الرجل ما لقي إلى عمر بن
الخطاب فأرسل عمر إلى الرجل فسأله فقال يا أمير المؤمنين إني رأيته يكلم امرأة
فرأيت منه ما لم أملك نفسي فتكلم عمر ثم قال وأينا كان يفعل هذا ثم قال للرجل
اذهب عين من عيون الله أصابتك
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد وحدثنا أبو البركات الخضر بن أبي

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الإصابة 2 / 53 ترجمة سفيان بن أسد ونص على ضبطها بفتح
المعجمة والموحدة المخففة وفي م: ضبارة.
(2) في الإصابة 2 / 53 سفيان بن أسد بفتحتين أو أسيد بوزن عظيم فقوله: " كذا قال، وصوابه " لا لزوم له،
لأنه يقال فيه: أسد ويقال أسيد.
(3) الحديث في الإصابة (ترجمة سفيان بن أسد).
(4) ترجمته في سير الاعلام 16 / 558.
42

طاهر الفقيه عنه أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله في رجب سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة أنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه نا أبو العباس محمد بن
جعفر بن هشام بن ملاس نا أبو محمد شعيب بن عمرو نا سفيان بن عيينة عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أم قيس ابنة محصن الأسدية أخت عكاشة
قالت دخلت بابني على النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد أعلقت (1) عليه من العذرة (2) فقال على ما
تدغرن أولادكن بهذا العلاق (3) عليكن بهذا العود الهندي (4) فإن فيه سبعة أشفية
يسعط (5) به من العذرة وتلد به (6) من ذات الجنب [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني قال توفي أبو بكر
خليل بن هبة الله بن الخليل في شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة وكان
ثقة حدث عن عبد الوهاب بن الحسن وغيره "

(1) أعلقت عليه، وفي رواية: أعلقت عنه. والاعلاق: معالجة عذرة الصبي، وهو وجع في حلقه وورم
تدفعه أمه بإصبعها أو غيرها. وحقيقة: أعلقت عنه: أزلت العلوق عنه، وهي الداهية.
(2) العذرة بالضم، وجع في الحق يهيج من الدم، وقيل هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الانف والحق
تعرض للصبيان عند طلوع العذرة. فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا وتدخلها في أنفه فتطعن
ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود، وذلك الطعن يسمى الدغر.
(3) كذا في الرواية وإنما هو الاعلاق، وهو مصدر أعلقت.
(4) العود الهندي: القسط (الكست) انظر الطب النبوي لابن قيم الجوزية.
(5) أي يقطر في الانف.
(6) يلد به، من اللدود وهو ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم (القاموس وانظر النهاية لابن
الأثير).
وذات الجنب: قرحة تصيب الانسان داخل جنبه، وقيل: تثقب البطن (اللسان).
43

من اسمه خليفة "
2023 خليفة بن المبارك
أبو الأغر (1)
ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق مكة فقتل منهم جماعة وأسروا منهم
صالح بن مدرك بالحيلة وقدم بغداد في المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين فخلع عليه
وطوق بطوق ذهب ثم ولي حلب وقدم دمشق مع محمد بن سليمان وغيره من الأمراء
الذين وجههم المكتفي لحرب الطولونية بمصر وغزا بلاد الروم مع مؤنس الخادم في
ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائتين ثم خالف على السلطان فأخذ وأدخل بغداد هو
وأولاده فقيدوا يوم الاثنين لأربع بقين من شوال سنة سبع وتسعين ومائتين ثم أطلق يوم
الخميس وخلع عليه يوم الخميس مستهل شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة فمات فجاءة يوم
الأربعاء لثمان خلون من ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثمائة " (2)

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 13 / 383 وبغية الطلب لابن العديم 7 / 3370.
(2) ابن العديم نقلا عن ابن عساكر، وكتب محققه بالحاشية (بغية الطلب 7 / 3372) " لا ترجمة له في تاريخ
دمشق لابن عساكر " وهذا خطأ فاحش.
44

من اسمه (1) خمار "
2024 خمار بن أحمد بن طولون المعروف بخمارويه
أبو الجيش الأمير ابن الأمير (2)
ولي إمرة دمشق ومصر والثغور بعد أبيه أحمد بن طولون وكان جوادا ممدحا
ذكر أحمد بن يوسف بن إبراهيم بن جعفر الكاتب عن أحمد بن خاقان أن
المستعين بالله وهب أحمد بن طولون جارية اسمها مياس فولدت منه بسامرة (3) أبا
الجيش خمارويه بن أحمد في المحرم سنة خمسين ومائتين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال خمار بن أحمد بن طولون المعروف بخمارويه يستغنى بشهرته عن ذكر
أخباره
وقرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) وأما خمار
أوله خاء مضمومة بعدها ميم مخففة وآخره راء فهو خمار بن أحمد بن طولون والي
مصر يعرف بخمارويه
وبلغني أن مدة ولايته على مصر ثنتا عشرة سنة وثمانية عشر يوما

(1) زيادة منا.
(2) ترجمته في تاريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير (انظر فهارس)، والنجوم الزاهرة 3 / 49 ولاة مصر
للكندي ص 258 الوافي بالوفيات 13 / 416 سير الاعلام 13 / 446 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر
أخرى ترجمت له.
(3) سامرة: بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا، وهي سامرا (ياقوت).
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 550.
45

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال قال أحمد بن يوسف اجتمع الحسن بن
مهاجر وأحمد بن محمد الواسطي الغد من يوم مات أحمد بن طولون على أخذ البيعة
لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون فبدأوا بالعباس بن أحمد بن طولون قبل
سائر الناس لأنه أخوه وأكبر منه سنا فوجهوا إليه عدة من خواص خدم أبيه يستحضرونه
لرأي رأوه فلما وافى العباس قامت الجماعة إليه وصدروه وأبو الجيش داخل قاعد في
صدر مجلس أبيه فعزاه الواسطي وبكى وبكت الجماعة ثم أحضر المصحف وقال
الواسطي للعباس تبايع أخاك فقال العباس أبو الجيش فديته ابني وليس يسومني
هذا ومن المحال أن يكون أحمد أشفق عليه مني فقال الواسطي ما أصلحتك هذه
المحبة أبو الجيش أميرك وسيدك ومن استحق بحسن طاعته لك التقديم عليك فلم
يبايع العباس فقام طبارجي وسعد الأيسر (1) فأخذا سيفه ومنطقته وعدلا به إلى حجرة
من الميدان فلم يخرج منها إلا ميتا وبايع الناس كلهم لأبي الجيش وأعطاهم البيعة
وأخرج مالا عظيما ففرقه على الأولياء وسائر الناس وصحت البيعة لأبي الجيش يوم
الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين
أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي في كتابه أنا أبو عبد الله
محمد بن علي الصوري إجازة أنا عبد الله بن أبي الزبر قراءة عليه نا أبو الفتح
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور البلخي (2) إجازة حدثني علي بن محمد
المادرائي (3) حدثني أبو علي الحسين بن أحمد المادرائي (3) عم أبي المعروف بأبي
زنبور قال كان أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون يتنزه في مرج عذراء (4)
بدمشق قال أبو محمد وكان أبو زنبور عامل أبي الجيش قال فغنى له المعزفاني في
الليل صوتا أبدل منه كلمة والصوت
قد قلت لما هاج قلبي الذكرى * وأعرضت وسط السماء الشعرى
كأنها ياقوتة في مذرى * ما أطيب الليل بسر من را (5)

(1) في الطبري: سعد الأعسر.
(2) سير الاعلام 16 / 422.
(3) كذا بالأصل والأنساب وهذه النسبة إلى مادرايا، ووردت فيه بالدال المهملة، وفي ياقوت: ماذرايا
بالذال المعجمة.
(4) مرج عذراء: عذراء من قرى غوطة دمشق.
(5) الإشار الأول والثاني والرابع في الوافي بالوفيات 13 / 416 والخبر في السير 13 / 447 بدون الشعر.
46

* فجعله المعزفاني ما أطيب الليل بمرج عذرا
فأمر له الجيش بمائة ألف دينار قال أبو زنبور فقلت أيها الأمير تعطي مغني
في بدل كلمة مائة ألف دينار وتضايق المعتضد قال فقال لي فكيف أعمل وقد
أمرت وليس أرجع فقلت له تجعلها مائة ألف درهم قال فقال لي أفعل اطلقها له
معجلة يعني المائة الألف درهم وما بقي له يبطسها (1) له في سنين يعني المائة ألف
دينار حتى تصير إليه
قال الصوري وأخبرنا أبو الفتح بن مسرور إجازة حدثني أبو محمد حدثني
أبي قال كنت مع أبي الجيش خمارويه بن أحمد وهو في الصيد على نهر ثورا (2)
بدمشق فانحدر من الجبل أعرابي عليه كساء فجاء حتى أخذ بشكيمة لجامه وهو منفرد
علي يده بازي فنفر البازي فصاح عليه الغلمان فقال لهم دعوه فقال له أيها الملك
قف واستمع فقال له قل فقال (3)
* إن السنان وحد السيف لو نطقا * لحدثا عنك بين الناس بالعجب
أفنيت (4) مالك تعطيه وتنهبه * يا آفة الفضة البيضاء والذهب *
قال فالتفت أبو الجيش إلى الخادم الذي معه الخريطة فقال فرغها قال وكان
رسم الخريطة خمس مائة دينار ففرغها في كسائه فقال له أيها الملك زدني فالتفت
إلى الغلمان فقال لهم اطرحوا سيوفكم ومناطقكم عليه قال فطرحوا قال فقال له
أيها الملك أثقلتني فقال أعطوه بغلا يحمله عليه قال فلما انصرف أمرني أن أعطي
كل من طرح سيفه ومنطقته عليه سيفا ومنطقة ذهب قال فصنعناها لهم ودفعناها
إليهم
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا محمد بن
أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي حدثني محمد بن يوسف الطولوني قال أراني

(1) مختصر ابن منظور: تقسطها.
(2) نهر ثورا: فرع من نهر بردى، يفترق عنه عند قرية دمر (ياقوت).
(3) البيتان في الوافي بالوفيات 13 / 417 وسير الاعلام 13 / 447.
(4) سير الاعلام: أتلف.
47

فرهيوه كاتب ابن مهاجر ثبت ما حمل إلى الحضرة للمعتمد وفرق في جماعة لأربع
سنين أولهن سنة اثنتين وستين ومائتين وآخرهن سنة ست وستين ومائتين مما نفذت
به سفاتج (1) ولم تظهر تفريقه فكان في جملته ألفا ألف دينار ومائتا ألف دينار يعني
من جهة أحمد بن طولون قال فقلت له أيما كان أوسع نفقة أحمد أو أبو الجيش
فقال لي كان أبو الجيش أوسع صدرا وأكثر نفقة وأحمد كان يجد في نفقته وأبو
الجيش يهزل فيها
قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال أبو الفتح علي بن الفتح الكاتب المعروف
بالمطوق كان من دهاء عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير أنه لم يترك للمعتضد عدوا
إلا أصلح الحال بينه وبينه قال فكاتب عبيد الله بن سليمان خمارويه بن أحمد بن
طولون وكان متغلبا على أعمال المغرب كلها من حد الرحبة إلى أقصى الأرض في
المغرب في الصلح على أن يقتصر خمارويه على أعمال حمص ودمشق والأردن
وفلسطين ومصر وبرقة وما والاها مما كان في يده وتخلى عن ديار مضر وقنسرين
والعواصم وطريق الفرات والثغور فأجابه إلى ذلك وكتب به سجلا أشهد فيه على
المعتضد بالله وعلى خمارويه بن أحمد ووقع من كل واحد منهما مرضاة (2)
قال أبو الحسين وحدثني إبراهيم بن محمد بن صالح الدمشقي (3) قال كان
أبو الجيش كثير اللواط بالخدم معجبا به مجترئا على الله عز وجل في ذلك وبلغ من أمره
في اللواط بهم أنه دخل مع خدم له الحمام فأراد من واحد منهم الفاحشة فامتنع الخادم
واستحيا من الخدم الذين معه في الحمام فأمر أبو الجيش أن يدخل في دبره يد
كرنيب (4) غليظ مدور ففعل ذلك به فما زال الخادم يضطرب ويصيح في الحمام حتى

(1)
سفاتج جمع سفتجة، وهو أن يعطي مالا لاخر وللاخذ مال في بلد المعطي فيوفيه إياه هناك، فيأمن خطر
الطريق.
(2) انظر النجوم الزاهرة 3 / 53.
(3) ترجمته في سير الاعلام 15 / 534.
(4) على هامش الأصل: " ذنب ورق الكرنب ".
والكرنب بالضم: أو نوع منه أحلى واغض من القنبيط، والبري منه مر (قاموس).
وفي النجوم الزاهرة 3 / 64 فأمر أن يضرب، فلم يزل يصبح حتى مات في الحمام.
48

مات فبغضه سائر الخدم وشنفوه (1) وتبرموا (2) به واستقبحوا ما كان يفعله بهم وأنفوا
من ذلك فاستفتوا العلماء في حد اللوطي فقالوا حده القتل فتواطأ على قتله بعد الفتيا
جماعة من خدمه فقتلوه ليلة الأحد لليلتين بقيتا إلى العيد من ذي الحجة (3) سنة اثنتين
وثمانين ومائتين في قصره بدير المران (4) خارج مدينة دمشق وهربوا على طريق البرية
على أن يوافوا بغداد فخرج خلفهم طغج بن جف فأخذهم وأدخلهم إلى دمشق
مشهورين (5) وذهب بهم إلى طريق دير المران طريق القصر فضرب أعناقهم وصلبهم
بالقرب من قصر أبي الجيش
وذكر أبو جعفر محمد بن الأزهر البغدادي غير هذا حكى أن إبراهيم بن أحمد
المادرائي أتى مدينة السلام مقبلا من دمشق على طريق البرية فأعلم السلطان أن أبا
الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون اتهم خادما له من خواص خدمه بجارية له وأنه
تهدده وتواعده أن يقتله فلما حذر الخادم على نفسه استغوى جماعة من الخدم الخاصة
وحضهم على قتله فأجمعوا على ذلك في ليلتهم وشرب خمارويه ذلك اليوم شربا كثيرا
فاحتملوه وأدخلوه بيت مرقده فلما كان في الليل ذبحوه ذبحا وأصبح أهل الدار فلم
يروا حركته ولا رأوه يقوم في وقته ففتشوا عن أمره فأصابوه مذبوحا فجاءوا بجيش ابنه
فوقفوه عليه وقرر الخدم فأقروا بذلك فضرب أعناقهم وصلبهم ودعا الجند والموالي إلى
بيعته فبايعوه (6) وانصرف من دمشق إلى مصر (7)
وقال أحمد بن الخير إن أبا الجيش حمل في تابوت من دمشق إلى مصر ودفن

(1) ضنف له أبغضه وتنكره (القاموس).
(2) أي ضجروا منه وملوه (انظر القاموس).
(3) في النجوم الزاهرة: ذبحوه في منتصف ذي الحجة، وقيل: لثلاث خلون منه.
(4) موضع قرب دمشق على تل مشرف على مزارع ورياض.
(5) وكانوا نيفا وعشرين خادما كما في النجوم الزاهرة.
(6) كان جيش أكبر ولد خمارويه، وهو صبي لم يؤدبه الزمان، ولا محنه التجارب والعرفان.
وكان بيعته - كما في النجوم الزاهرة - في يوم سابع عشر ذي القعدة سنة 282 فأقام أياما بدمشق ثم عاد
إلى مصر.
(7) وقيل في قتله أنه قتل على فراشه، ذبحه جواريه وخدمه (ورواية أخرى في النجوم الزاهرة 3 / 64) وقيل
في قتله رواية أخرى (انظر الكامل لابن الأثير 7 / 3475.
49

إلى جانب قبر أبيه أحمد بن طولون وذكر غيره أن (1) أبا الجيش قتل ليلة الأحد لليلتين
بقيتا من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين بدمشق قتله خدمه طاهر ولؤلؤ
وناشئ وشابور ومحافظ ونظيف فقتلوا جميعا
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا أبو الحسن مكي بن
محمد أنا أبو سليمان الربعي قال وفيها يعني سنة اثنتين وثمانين ومائتين قتل أبو
الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون بدمشق آخر ذي القعدة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني نا أبو نصر بن الجبان نا
عبد الوهاب بن الحسن عن أبيه قال لحقنا غلاء في بعض السنين قال فخرجت
إلى حمص اشتري لأهلي قوتا فأتيت حمص فنزلت بها ودخلت جامعها فإذا رجل
مؤذن قد عرفني وأضافني عنده في المأذنة وكانت ليلة مقمرة قال فلما كان وقت
السحر الأول قام يؤذن فانتبهت فقمت فأشرفت من المأذنة فإذا بكلب قد أقبل إلى
كلب عند المأذنة فقام إليه فقال له من أين جئت قال من دمشق الساعة قال له وما
رأيت فيها قال الساعة قتل أبو الجيش بن طولون قال ومن قتله قال بعض
غلمانه قال فقلت للمؤذن ألا تسمع ما أسمع قال نعم وأصبحنا قال فورخت
ذلك اليوم عندي ثم إني سرت إلى دمشق فوجدت الخبر صحيحا وأنه قتل في تلك
الساعة التي حدث بها الكلب
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي فيما حكاه على غالب ظنه عن أبي أحمد بن
بكر الطبراني قال سمعت عبد المنعم بن عبد الملك يذكر عن بعض من حدثه أن أبا
الجيش بن طولون لما مات دفنوه بحوران (2) وأراه قال قريبا من قبر أبي عبيد
البسري (3) وأنه رئي (4) بعد ذلك في المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي
ورحمني فقيل له بماذا فقال عادت علي بركة مجاورة قبر أبي عبيد البسري "

(1) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.
(2) كروة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار (ياقوت).
(3) في النجوم الزاهرة 3 / 64 " أبي عبيدة البراني " وبحاشيته: أبي عبيد التستري.
(4) النجوم الزاهرة: رآه بعض أصحابه في المنام.
50

من اسمه خمخام "
2025 خمخام الراسبي
بعثه معاوية من دمشق إلى العراق ليأتيه بيزيد بن ربيعة بن مقرح الحمري (1) من
جيش ابن زياد بالعراق له ذكر في خبر ويقال حمحام بالحاء ويقال إن الذي بعثه
يزيد بن معاوية فالله أعلم
" من اسمه خنابة "
2026 خنابة (2) ويقال حنابة بن كعب العبشمي (3)
أحد الشعراء المعمرين دخل على معاوية وأنشده من شعره
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو منصور
محمد بن علي بن إسحاق الكاتب خازن دار العلم أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد
الخرقي نا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني نا أبو حاتم السجستاني (4) قال

(1) كذا بالأصل " ربيعة بن مقرح الحمري "؟ وفي م: " بن مفرع الحمميري ".
(2) ضبطت بخاء معجمة مكسورة ونون ثقيلة عن التبصير 1 / 395.
(3) ترجمته في تبصير المنتبه 1 / 395 الإصابة 1 / 463.
(4) الأصل: " السختياني " والمثبت عن الإصابة وم. واسمه سهل بن محمد بن عثمان انظر ترجمته في سير
الاعلام 12 / 267.
51

ذكر العمري حدثني عطاء بن مصعب عن الزبرقان قال عطاء سمعته أنا وخلف
الأحمر عنه قال دخل خنابة بن كعب العبشمي على معاوية حين اتسق له الأمر ببيعة
يزيد وقد أتت لخنابة يومئذ أربعون ومائة سنة فقال له معاوية يا خنابة كيف نفسك
اليوم فقال يا أمير المؤمنين أمتعني الله بك (1)
* علي لسان صارم إن هززته * وركني ضعيف والفؤاد موفر
كبرت وأفنى الدهر حولي وقوتي * فلم يبق إلا منطق ليس يهذر
وبين الحشا قلب كمي مهذب * متى ما يرى اليوم العشنزر يصبر
أهم بأشياء كثير فيعيقني * مشيئة نفس أنها ليس تقدر
تلعبت الأيام بي فتركنني * أجب السنام حائرا حين أنظر
أرى الشخص كالشخص والشيخ مولع * يقول أرى الله ما ليس يبصر *
وقال خنابة لابنيه حين كبر وحالا بينه وبين ماله (2)
ما أنا إن أحسنتما لي وحلتما * عن العهد بالغر (3) الصغير فأجزع
جزيت من الغايات تسعين حجة * وخمسين حتى قيل أنت المقزع *
المقزع المسود
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) وأما خنابة أوله
خاء معجمة مكسورة وبعدها نون مشددة مفتوحة (5) وبعد الألف باء معجمة بواحدة
فهو خنابة بن كعب العبشمي شاعر من المعمرين أدرك معاوية وقد بلغ مائة وأربعين
سنة ذكره أبو حاتم في المعمرين "

(1) البيتان الأول والثاني في الإصابة.
(2) البيتان في الإصابة 1 / 464.
(3) الإصابة: بالفتى الصغير فأخدع.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 373 - 374.
(5) هذه اللفظة سقطت من الاكمال.
52

ذكر من اسمه خويلد "
2027 خويلد بن خالد بن محرث (1) بن أسد (2)
ابن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن غنم (3) ابن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر
أبو ذؤيب الهذلي (3)
شاعر مجيد مخضرم وأدرك الجاهلية وقدم المدينة عند وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم
فحسن إسلامه (5) وغزا الروم في خلافة عمر بن الخطاب ومات ببلاد الروم (6) وكان
أشعر هذيل وكانت هذيل أشعر أحياء العرب روى عنه صعصعة والد الهرماس
الهذلي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا عبد الرحمن بن عبد الله الدينوري نا محمد بن عمرو المكي نا عبد الله بن
محمد البلوي نا عمارة بن يزيد نا إبراهيم بن سعد نا أبو الأكارم الهذلي عن
ح الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه قال حدثني أبو ذؤيب الشاعر قال قدمت

(1) في معجم الأدباء: محرز بن زبيد.
(2) الأغاني: زبيد.
(3) أسد الغابة: تميم.
(4) ترجمته في معجم الأدباء 11 / 83 الأغاني 6 / 264 بغية الطلب 7 / 3386 شرح أشعار الهذليين للسكري
1 / 3 الوافي بالوفيات 13 / 437 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر كثيرة ترجمت له أغنانا عن إعادتها.
(5) زيادة عن الوافي بالوفيات ومعجم الأدباء والأغاني.
(6) كذا وفي الأغاني: مات في غزاة أفريقيا. (وانظر الوافي 13 / 439).
53

المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا (1) جميعا بإحرام فقلت مه
فقالوا هلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يزد عليه (2)
وقد أخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا أبو الفضل
أحمد بن علي بن طاهر بن الفرات أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا عبد الوهاب بن
جعفر بن علي الميداني أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر أنا أبي أنا
محمد بن عبد السلام البصري نا محمد بن إسحاق المديني نا يعقوب بن إبراهيم بن
سعد حدثني أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني أبو الأكارم الهذلي عن
الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر الهذلي حدثه قال بلغنا أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليل وقع ذلك إلينا عن رجل من الحي قدم مغتما فأوجس أهل الحي
خيفة وأشعرنا حزنا فبت بليلة باتت النجوم طويلة الإباء (3) لا ينجاب ديجورها (4)
ولا يطلع نورها فظللت (5) أقاسي طولها وأقارن غولها (6) حتى إذا كان دوين
السفر (7) وقرب السحر خفت فهتف الهاتف وهو يقول (8)
* خطب أجل أناخ بالإسلام * بين النخيل ومعقد الآطام
قبض النبي محمد فعيوننا * تذري الدموع عليه بالتسجام (9) *
قال أبو ذؤيب فوثبت من نومي فزعا فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح
فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب وعلمت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد قبض أو هو ميت فركبت
ناقتي وسرت فلما أصبحت طلبت شيئا أزجره (10) فعنج لي شيهم يعني القنفذ قد
قبض على صل يعني الحية فهو يلتوي عليه والشيهم يقضمه حتى أكله فزجرت

(1) أي رفعوا أصواتهم بالتلبية.
(2) الخبر نقله في معجم الأدباء 11 / 84.
(3) في معجم الأدباء: الأناة.
(4) اي لا ينكشف ديجورها.
(5) الأصل وم: " فظلت " والمثبت عن معجم الأدباء.
(6) معجم الأدباء: وأقارع غولها.
(7) معجم الأدباء: السمر.
(8) البيتان في معجم الأدباء 11 / 85.
(9) التسجام: كثرة سيلان الدموع.
(10) الزجر: ضرب من التكهن.
54

ذلك وقلت تلوي الصل انفتال الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم
أولت أكل الشيهم إياه غلبة القائم على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالعالية (1)
زجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت من شر ما
عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا
أهلوا بالإحرام فقلت مه فقيل قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجئت إلى المسجد فوجدته
خاليا فأتيت بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأصبته مرتجا وقد خلا به أهله فقلت أين الناس
فقيل لي هم في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار فجئت إلى السقيفة فأصبت
أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما وجماعة من قريش ورأيت الأنصار
فيهم سعد بن عبادة ومعهم شعراؤهم حسان بن ثابت وكعب وملأ منهم فأويت إلى
قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله من
رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لتكلم بكلام لا يسمعه سامع
إلا انقاد له ومال إليه ثم تكلم بعده عمر بدون كلامه ومد يده فبايعه ورجع أبو
بكر ورجعت معه
قال أبو ذؤيب فشهدت الصلاة على محمد (صلى الله عليه وسلم) وشهدت دفنه ولقد بايع الناس
من أبي بكر رجلا (2) حل قداماها ولم يركب ذناباها (3)
وأنشد أبو ذؤيب يبكي النبي (صلى الله عليه وسلم) * (4) لما رأيت الناس في أحوالهم (5) * ما بين ملحود له ومضرح
فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت * جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها * وتزعزعت آطام بطن الأبطح * (6)

(1) اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة، من قراها وعمائرها إلى تهامة فهي العالية (ياقوت).
(2) عن هامش الأصل.
(3) انظر الخبر في أسد الغابة 5 / 102 - 103 في ترجمة أبي ذؤيب.
(4) الأبيات في شرح أشعار الهذليين للسكري 3 / 1307 فيما نسب لأبي ذؤيب من السفر. وسقطت من
ديوان الهذليين.
وأسد الغابة 5 / 103 - 104 والاستيعاب 4 / 16540.
(5) أسد الغابة وشرح الاشعار: عسلاتهم.
(6) الآطام جمع أطم وهي الأبنية المرتفعة كالحصون. والأبطح: المسيل الواضح.
55

* وتحركت (1) أكام يثرب كلها * ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته * بمصابه وزجرت سعد الأذبح
(2) وزجرت (3) إذ لقب المشحج سانحا * متفائلا فيه بفأل أقبح *
قال ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن
عبد الوهاب بن السكري البزاز إجازة أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري
قراءة أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلام بن راشد الختلي أنا أبو خليفة
الفضل بن الحباب الجمحي نا أبو عبد الله محمد بن سلام بن عبيد الله بن زياد
الجمحي قال في الطبقة الثالثة من شعراء الجاهلية (4) أبو ذؤيب الهذلي وهو
خويلد بن خالد بن محرث بن ربيعة بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن
غنم بن سعد بن هذيل
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال أبو ذؤيب الهذلي الشاعر روى عنه صعصعة الهذلي
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني حمزة بن عتبة بن إبراهيم اللهبي قال صحب أبو ذؤيب الهذلي عبد الله بن
الزبير في غزاة أفريقية فأعجب أبو ذؤيب ما رأى من شجاعة عبد الله بن الزبير وصلابته
وشدته فقال يذكره (5)

(1) شرح الاشعار وأسد الغابة: وتزعزعت أجيال.
(2) سعد الذابح منزل من منازل القمر ن وهما كوكبان نيران بينهما مقدار ذراع ن وفى نحر أحدهما نجم
صغير، لقربه منه كأنه يذبحه، فسمي لذلك ذابحا.
(3) البيت سقط من شرح أشعار الهذليين، وصدره في أسد الغابة:
وزجرت أن نعب المشحج سائحا
(4) طبقات الشعر لمحمد بن سلام الجمحي ص 55.
(5) الخبر باختلاف الرواية في الأغاني 6 / 265 - 266 دون ذكر الشعر، والخبر والابيات في شرح أشعار
56

* فأما تحبين أن تهجري (1) * وتنأى نواك وكانت طروحا
وأما تحبين (2) أن تهجري * وتستبدلي بدلا أو نصيحا
فصاحب صدق كسيد الضراء * ينهض في الغزو نهضا نجيحا
يريع الغزاة فما أن يزال * مضطبرا طرفاه طليحا (3)
وشيك الفضول بعيد القفول * إلا مشاحا به أو مشيحا
قد أبقى لك الأين (4) من جسمه * نواشر سيد ووجها صبيحا
أربت لصحبته (5) فانطلقت * أزجي لحب اللقاء السنيحا *
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد الواحد
التميمي أنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة إملاء أنا أبو
عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري أنا أبو عبد الله محمد بن العباس
اليزيدي قال قال أبو الفضل العباس بن الفرج قال الأصمعي أبرع بيت قالته العرب
قول أبي ذؤيب (6) * والنفس راغبة إذا رغبتها * وإذا ترد إلى قليل تقنع *
وأخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا الحسين بن محمد بن عبيد نا محمد بن العباس اليزيدي
قال قال أبو الفضل الرياشي قال الأصمعي أبرع بيت قالته العرب قول أبي ذؤيب *
والنفس راغبة إذا رغبتها * وإذا ترد إلى قليل تقنع *

(1) صدره في شرح أشعار الهذليين:
فإما يحينن أن تصرمي
(2) شرح أشعار الهذليين: واما يحينن... خلفا أو نصيحا.
(3) شرح أشعار الهذليين: مضطمرا طرتاه طليحا.
(4) الأين: الاعياء، وفي شرح أشعار الهذليين: الغزو.
والواشر: عصب باطن الذراع. والسيد: الذئب.
(5) شرح أشعار الهذليين: " لاربته " والسنيح ما يسنح له فيتشاءم به إذا مرت به طير لم يلتفت إليها.
(6) البيت في شرح أشعار الهذليين 1 / 11 من قصيدة طويلة.
يقول النفس تسمو ورغبتها في كثرة المال فإذا جعلت تعطى النفس حاجتها رغبت، وإذا لم تخل النفس
وما تريد ن ارتدت ورضيت وقنعت.
57

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف الشاهد أنا الحسن بن
إسماعيل الضراب أنا أحمد بن مروان الدينوري نا إبراهيم الحربي نا الرياشي قال
سمعت الأصمعي يقول أبرع بيت قالته العرب بيت أبي ذؤيب *
والنفس راغبة إذا رغبتها * وإذا ترد إلى قليل تقنع *
وأحسن ما قيل في الاستعفاف
من يسأل الناس يحرموه * وسائل الله لا يخيب * (1)
وأحسن ما قيل في حفظ المال قول المتلمس *
قليل المال تصلحه فيبقى * ولا يبقى الكثير مع الفساد (2)
وأحسن ما قيل في الكبر
أرى بصري قد رابني بعد صحة * وحسبك داء أن يصح وتسلما * (3)
وأحسن مرثية قول أوس بن حجر الكندي
أيتها النفس أجملي جزعا * إن الذي تحذرين قد وقعا (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي
أبو بكر أنا أبو محمد بن زبر نا الحسن بن عليل أنشدنا الرياشي أنشدنا الأصمعي
لأبي ذؤيب الهذلي
والعين (5) ساهمة كأن حداقها * سملت بشرك فهي عور تدمع *
لم يزد على هذا
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن
نظيف أنا أبو الفتح إبراهيم البغدادي أنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري

(1) البيت لعبيد بن الأبرص، ديوانه ط بيروت ص 26 وفيه: من يسل.
(2) البت في الأغاني 21 / 209 وبرواية مختلفة في الشعر والشعراء ص 88 وصدره فيه:
وإصلاح القليل يزيد فيه
(3) نسبه بحواشي مختصر ابن منظور 8 / 94 لحميد بن ثور.
(4) ديوانه ط بيروت ص 53.
(5) البيت في شرح أشعار الهذليين 1 / 9 برواية: فالعين بعدهم.. سملت بشوك.
58

أنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب لأبي ذؤيب الهذلي يرثي بنين له ماتوا *
وإذا المنية أنشبت أظفارها * ألفيت كل تميمة لا تنقع
فالعين بعدهم كأن حداقها * سملت بشوك (2) فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين أريهم * أني لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مروة * بصفا المشرق كل يوم تقرع
والنفس راغبة إذا رغبتها * وإذا ترد إلى قليل تقنع *
قال أبو العباس المشرق نحو مسجد الخيف (3) والمرو الحجارة (4)
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار
حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحراني عن أبيه قال يقول ابن الزبير قال أبو
ذؤيب الهذلي (5) * وعيرها الواشون أني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
فإن أعتذر منها فإني مكذب * وإن تعتذر يردد عليها اعتذارها *
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو الحسن بن
رزقويه نا أبو الحسن عبد الله بن عمر بن يعقوب الهروي نا جعفر بن أحمد بن عاصم
الدمشقي نا هشام بن عمار نا عثمان بن عبد الرحمن الجزري نا عبيد الله بن
العباس عن جويبر بن سعيد الأزدي عن الضحاك بن مزاحم في حديث سؤال نافع بن
الأزرق لابن عباس قال يعني ابن عباس أما سمعته يقول أبو ذؤيب الهذلي
وهو يقول (6)
* كأن النصل والفوقين منه * خلال الريش سيط به المشيح (7)

(1) من قصيدة طويلة رثى بنيه الخمسة في عام واحد، أصابهم الطاعون شرح أشعار الهذليين 1 / 8.
(2) عن شرح أشعار الهذليين وبالأصل " بشرك ".
(3) وقيل: المشرق سوق الطائف.
(4) في شرح أشعار الهذليين: الحجارة البيض.
(5) البيتان في شرح أشعار الهذلي 1 / 70 - 71 ومعجم الأدباء 11 / 89.
(6) شرح أشعار الهذليين: مشيج.
59

فجالت فالتمست به حشاها * وخر كأنه خوط مريح * (1)
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد (2) أخبرني محمد بن
الحسن بن دريد نا السكن بن سعيد نا العباس بن هشام حدثني أبو عمرو
عبد الله بن الحارث الهذلي من أهل المدينة قال خرج أبو ذؤيب مع أبيه وابن أخ
له يقال له أبو عبيد حتى قدموا على عمر بن الخطاب فقال له أي العمل أفضل يا أمير
المؤمنين قال الإيمان بالله وبرسوله قال قد فعلت فأيه أفضل بعده قال الجهاد
في سبيل الله قال ذلك كان عملي (3) ولا أرجو جنة ولا أخاف نارا ثم خرج فغزا
الروم مع المسلمين فلما قفلوا أخذه الموت (4) فأراد ابنه وابن أخيه أن يتخلفا عنه
جميعا فمنعهما صاحب الساقة (5) وقال ليتخلف عليه أحدكما وليعلم أنه مقتول
فاتكلا بينهما من يتخلف عليه فقال لهما أبو ذؤيب أقرعا فطارت القرعة لأبي عبيد
فتخلف عليه ومضى ابنه مع الناس فكان ابن أخيه يحدث قال قال لي أبو ذؤيب يا أبا
عبيد احفر ذاك الجرف برمحك ثم اعضد من الشجر بسيفك واجررني إلى هذا النهر
فإنك لا تفرغ حتى أفرغ فاغسلني وكفني بكفني ثم اجعلني في حفيرتك وانثل (6)
علي الجرف برمحك وألق علي الغصون والحجارة ثم اتبع الناس فإن لهم
رهجة (7) تراها في الأفق إذا أمسيت كأنها جهامة (8) قال فما أخطأ مما قال شيئا
ولولا نعته لم أهتد لأثر الجيش وقال وهو يجود بنفسه
(9) * أبا عبيد وقع (10) الكتاب * واقترب الموعود (11) والحساب

(1) لم يرد إلا العجز في شرح الاشعار وقافيته: مريج.
(2) الخبر في الأغاني 6 / 278 - 279.
(3) الأغاني: علي.
(4) وقيل في موته أنه: مات في غزوة أفريقيا في أيام عثمان بن عفان.
(5) أي صاحب مؤخرة الجيش.
(6) كذا بالال والأغاني.
(7) الرهجة: ما أثير من الغبار.
(8) الجهامة: السحابة لا ماء فيها.
(9) البيتان في الأغاني 6 / 279 ومعجم الأدباء 11 / 89.
(10) الأغاني: وقع.
(11) الأغاني: " الموعد "، معجم الأدباء: " الوعيد ".
60

وعند رحلي جمل نجاب (1) * أحمر في حاركه (2) انصباب *
ثم مضيت حتى لحقت الناس فكان يقال إن أهل الإسلام أبعدوا الأثرة في بلاد
الروم فما كان وراء قبر أبي ذؤيب قبر يعلم للمسلمين
وقيل إنه مات في غزوة أفريقية
كتب إلي أبو طالب بن يوسف ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري لفظا أنا أبو
الحسين بن الطيوري قالا أنا إبراهيم بن عمر البرمكي زاد ابن الطيوري وعلي بن
عمر القزويني قالا أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري نا
عبد الله بن مسلم بن قتيبة حدثني الرياشي عن الأصمعي أنه قال كان أبو ذؤيب
صاحب عبد الله بن الزبير في مغزى إلى أفريقية ومات أبو ذؤيب ودلاه ابن الزبير في
حفرته وفيه يقول أبو ذؤيب في هذه الغزاة
وصاحب صدق كسيد الضراء * انهض في الغزو نهضا صحيحا
وشيك الفضول بعيد القفول * إلا مشاحا به أو مشيحا *
2028 خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب الكلابي
شاعر وفد على الحارث بن شمر الغساني متظلما
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف
ح وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو
الحسن بن العلاف قالا أنا عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم أنا
محمد بن جعفر الخرائطي نا علي بن الأعرابي عن بعض شيوخه قال كان
الحارث بن أبي شمر الغساني إذا أعجبته امرأة من قيس بعث إليها فاغتصبها نفسها
فبعث إلى الداهرية بنت خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب فاغتصبها فأتاه أبوها
فقال في ذلك

(1) معجم الأدباء: منجاب.
(2) الحارك اعلى الكاهل.
(3) في مختصر ابن منظور 8 / 96 الزاهرية ورسمها مضطرب في م.
61

* يا أيها الملك المخوف أما ترى * ليلا وصبحا كيف يختلفان
هل تستطيع الشمس أن تأتي بها * ليلا وهل لك بالمليك يدان
واعلم وأيقن أن ملكك زائل * واعلم بأن كما تدين تدان *
فقال الحارث من هذا قالوا الكلابي المغتصب ابنته فتذمم (1) وخاف
العقوبة فردها وأعطاه ثلاثمائة بعير
2029 خلاد بن سليمان العذري
كان من أصحاب يزيد بن الوليد فهرب إلى البصرة حين انتشر أمر يزيد فلما
قتل الوليد بن يزيد قدم دمشق له ذكر
2030 خلاد بن محمد بن هانئ بن واقد
أبو يزيد الأسدي الخناصري (2)
من أهل خناصرة
حدث بدمشق وحلب عن أبيه محمد بن هانئ وعبد الله بن خبيق الأنطاكي
واليمان بن سعيد والمسيب بن واضح
روى عنه محمد بن مروان وأبو بكر محمد بن الحسين بن صالح بن إسماعيل
السبيعي الحلبي وأبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد (3) بن إبراهيم بن فيل
الأنطاكي (4)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان قراءة عليه نا أبو يزيد خلاد بن
محمد بن هانئ بن واقد الأسدي حدثني أبي محمد بن هانئ نا عبد العزيز بن

(1) أي استنكف واستحيا.
(2) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3388 وكناه: أبا زيد، وسماه ياقوت فيمن نسب إلى خناصرة " أبو يزيد بن
خالد بن محمد بن هانئ الخناصري الأسدي، وذكره وترجمه السمعاني في " الخناصري ".
وفي اللباب: " أبو يزيد بن خلاد ".
(3) عن بغية الطلب وبالأصل وم " محمد ".
(4) انظر بغية الطلب 7 / 3389 وفيه زيادة.
62

عبد الرحمن القرشي البالسي نا خصيف عن عكرمة عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أفضل الهدية أو أفضل العطية الكلمة من كلام الحكمة يسمعها
العبد ثم يتعملها ثم يتعلمها أخاه خير له من عبادة سنة على نيتها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن علي بن الحسن بن سكينة
الأنماطي (1) أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان أنا
محمد بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل نا خلاد بن محمد بن هانئ بن واقد
الأسدي إمام مسجد خناصرة حدثني أبي نا عبد العزيز بن عبد الرحمن الطيالسي
نا خصيف عن سعيد بن جبير عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما وتصدق به لم يقبل منه [* * * *] الصواب
البالسي "

(1) ترجمته في سير الاعلام 18 / 346.
63

ذكر من اسمه خيار "
2031 خيار (1) بن أوفى ويقال ابن أبي أوفى النهدي
شاعر مجيد دخل على معاوية وأنشده من شعره
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر الخطيب
أنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنا إسماعيل بن سعيد المعدل نا الحسين بن القاسم
الكوكبي نا ابن أبي الدنيا أنا العباس بن بكار عن عيسى بن يزيد قال دخل خيار بن
أوفى النهدي على معاوية فقال (2) ما صنع بك الدهر قال ضعضع (3) قناتي وشتت
سراتي (4) وجرأ على عداتي (5) قال فأنشدني ما قلت في الخمر والنهي عنها فقال
أنهد بن زيد ليس في الخمر رفعة * فلا تقربوها إنني غير فاعل
فإني وجدت الخمر شينا ولم يزل * أخو الخمر حلالا شرار المنازل
فكم قد رأينا من فتى ذي جهالة * صحا بعد أزمان وطول تجاهل
ومن سيد قد قنعته خزاية (6) * فعاد (6) ذليلا ضحكة في المحافل

(1) كذا ضبط الأصل بتشديد المثناة المفتوحة. وضبطت بالقلم في مختصر ابن منظور بتخفيفها. وضبطت
أيضا في معجم الأدباء 11 / 90 بالقلم بكسر الخاء وفتح الياء وتخفيفها.
(2) الخبر والشعر في معجم الأدباء 11 / 90 - 91 وباختلاف الرواية فيه وفي أمالي القالي 2 / 92 والابيات
في الأمالي مختلفة تماما وبقافية رائية.
(3) في الأمالي: صدع.
(4) معجم الأدباء: وشيب سوادي.
(5) معجم الاباء: أعدائي.
(6) معجم الأدباء: مذلة فعاش.
64

فلله أقوام تمادوا بشربها * فأضحوا وهم أحدوثة في القوافل *
فقال معاوية صدقت والله لكم من سيد أدمنها فتركته ضحكة وأحدوثة ومن ذي
رغبة فيها قد صحا عنها فصار سيد قومه وغيرهم والله ما وضع شئ قط الرجل كما
وضعه الشراب والله لهي الداء العياء وما رأيت كذي عقل شربها أو رأى من شربها
فعاد لشربها وقد علم ما فيها من العار والشنار وإنها لهي الداعية إلى كل سوأة (1)
والحاملة على كل بلية والمحسنة لكل قبيح وما هي بأكرومة وما يريد الله بها خيرا
وإنها لتورث الفقر والفاقة وتحمل على العظيمة وتزري بالكريم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان الدينوري نا محمد بن عبد العزيز نا
(2) عن النضر عن عمر بن الحسن عن أبيه قال دخل ابن أبي أوفى النهدي
على معاوية بن أبي سفيان وكان كبير السن فقال له معاوية لقد غيرك الدهر فقال
له (3) يا أمير المؤمنين ضعضع قناتي وشتت شواتي (4) وأفنى لذاتي (5) وتجرأ علي
عداتي ولقد بقيت زمانا آنس الأصحاب (6) وأسبل الثياب وآلف الأحباب فبادوا
عني ودنا الموت مني
قال الشوي جلدة الرأس والشوي اليدان والرجلان
قال لنا أبو القاسم الواسطي قال لنا أبو بكر الخطيب وأما خيار بالخاء
المعجمة المكسورة والياء المعجمة باثنتين من تحتها خيار بن أوفى النهدي شاعر كان في
زمن معاوية بن أبي سفيان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (7) في باب خيار
بالخاء المعجمة والراء خيار بن أوفى النهدي شاعر له مع معاوية خبر

(1) غير واضحة بالأصل وفى م: " سوهه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 97.
(2) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا وفي م: " نا أيضا ".
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) كذا بالأصل هنا، وتقدمت في الرواية السابقة: " سراتي " وفي معجم الأدباء والأمالي: وشيب سوادي.
(5) كذا، وتقدمت " لداتي ".
(6) معجم الأدباء: " بالأصحاب " وفي الأمالي: وأسر الأصحاب.
(7) الاكمال لابن ماكولا 2 / 39 - 41 وفيه: وأما خيار أوله خاء مكسورة بعدها ياء مفتوحة.
65

2032 خيار بن رياح بن عبيدة البصري
كان في صحابة عمر بن عبد العزيز
وحكى عنه أخوه موسى بن رياح (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا سليمان بن إسحاق الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (2) أنا
مسلم بن إبراهيم نا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق نا موسى بن رياح بن عبيدة عن
أخيه الخيار قال كنت في مجلس قال فجاءنا عمر بن عبد العزيز قال وذلك قبل
أن يستخلف فقعد ولم يسلم قال فذكر فقام فسلم ثم قعد
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن
هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (3) نا ابن بكير وأبو زيد نحوه قالا نا
يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن أبيه أن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أتى إلى
أبيه وهو خليفة يستكسي أباه فقال يا أبة اكسني فقال اذهب إلى الخيار بن
رياح (4) البصري فإن عنده ثيابا فخذ منها ما بدا ذلك قال فذهب إلى الخيار بن
رياح (5) فقال إني استكسيت أبي فأرسلني إليك وقال لي إن لي عند الخيار بن رياح (5)
ثيابا فقال صدق أمير المؤمنين فأخرج إليه ثيابا سنبلانية (6) أو قطرية (7) فقال هذا ما
لأمير المؤمنين عندي فخذ منها (8) فرجع عبد الله بن عمر إلى أبيه عمر بن
عبد العزيز فقال يا أبتاه استكسيتك فأرسلتني إلى الخيار بن رياح (5) فأخرج لي ثيابا
ليست من ثيابي ولا من ثياب قومي قال فذاك ما لنا عند الرجل فانصرف

(1) بالأصل هنا رباح وفي م: " رباح " في كل المواضع.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 385 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(3) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ج 1 / 580 وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن
الجوزي ص 273.
(4) بالأصل: " رباح " والصواب عن المعرفة والتاريخ.
(5) الأصل: رباح.
(6) السنبلانية: السابغة الطويلة.
(7) القطرية: برود حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة (لسان).
(8) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
66

عبد الله بن عمر حتى إذا كاد أن يخرج ناداه فقال هل لك أن أسلفك من عطائك مائة
درهم قال نعم يا أبتاه فأسلفه مائة درهم فلما خرج عطاؤه حوسب بها فأخذت منه
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق وأبو الحسين
المبارك بن عبد الجبار قالا أنا الحسين بن علي الطناجيري نا محمد بن إبراهيم
الدارمي نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة
الثالثة من الأسماء المنفردة خيار بن عبيدة أخو رياح بن عبيدة شامي هو خيار بن
رياح بن عبيدة لا أخوه وقد سمي بهذا الاسم غيره
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني [* * * *]
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي
عن أبي الحسن الدارقطني [* * * *]
قال الخيار بن رياح بن عبيدة بصري روى عنه أخوه موسى بن رياح (1)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر
البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى نا نصر بن إبراهيم
المقدسي أنا أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال خيار بن رياح (2) بن
عبيده عن أبيه
قرأت علي أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) في باب خيار
بالخاء المعجمة والياء خيار بن رياح بن عبيدة بصري يحدث عن أبيه روى عنه أخوه
موسى بن رياح (4)

(1) الأصل: رباح.
(2) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 39 وفيه: خيار أوله خاء مكسورة بعدها ياء مفتوحة، وانظر الاكمال 2 / 40.
(4) عن الاكمال وبالأصل " رباح ".
67

" ذكر من اسمه خيثمة "
2033 خيثمة بن سليمان بن حيدرة
ويقال خيثمة بن سليمان بن الحر بن حيدرة بن سليمان
ابن هزان بن سليمان بن حيان ويقال خيثمة بن سليمان
ابن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة
أبو الحسن القرشي الأطرابلسي (1)
أحد الثقات المكثرين الرحالين في طلب الحديث سمع بالشام واليمن وبغداد
والكوفة وواسط
حدث عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ويحيى بن أبي طالب جعفر بن
الزبرقان وأبي عتبة الحجازي وأبي بكر الحسين بن محمد بن أبي معشر
وإبراهيم بن عبد الله بن عمر القصار ومحمد بن الحكم (2) القطري الرملي
والحسن بن مكرم وأبي عبيدة السري بن يحيى الكوفي ومحمد بن عوف الطائي
ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني وإسحاق بن سيار النصيبي وأبي إسماعيل (3)
محمد بن إسماعيل الترمذي وعثمان بن خرزاد وعبد الله بن أحمد بن حنبل
وعبد العزيز بن معاوية البغدادي وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن غالب وأبي
الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل وأبي الحسين خلف بن محمد بن عيسى كردوس
وأبي يحيى بن أبي مسرة (4) ومحمد بن مسلمة الواسطي وأبي قلابة الرقاشي (5)

(1) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3389 شذرات الذهب 2 / 365 النجوم الزاهرة 3 / 312 الوافي بالوفيات
13 / 442 سير الاعلام 15 / 412 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) بغية الطلب: " محمد بن عبد الحكم القنطري الرملي " وفي سير الاعلام مثله ولكن سقطت " القنطري ".
(3) بغية الطلب: " وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل الترمذي " كذا.
(4) كذا بالأصل وسير الاعلام وم وفي ابن العديم: ميسرة.
(5) اسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي.
68

ويعقوب بن يوسف القزويني ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ومحمد بن أحمد بن
أبي العوام الرياحي وعبد الكريم بن الهيثم ومحمد بن سعد العوفي وأحمد بن
حازم بن أبي غرزة (1) وأبي عوف عبد الرحمن بن مرزوق البزوري (2) وعبيد بن
محمد الكشوري وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة سمع منه
بدمشق وأبي الوليد بن برد الأنطاكي وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر ومحمد بن
علي بن زبر الصائغ وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وسليمان بن
عبد الرحمن (3) البهراني وأحمد بن المعلى بن يزيد والحسين بن الحكم الحيري
وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني وأبي
الحسن علي بن عبد الله بن موسى القراطيسي علان الواسطي ومحمد بن علي الطبري
بصور وأبي علي بن قيراط ونجيح بن إبراهيم النخعي وموسى بن عيسى بن
المنذر (4)
روى عنه أبو علي محمد بن القاسم بن أبي نصر وأبو الحسن بن داود الداراني
المقرئ وعبد الوهاب الكلابي وأبو بكر بن أبي الحديد وأبو الحسين بن جميع
وتمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر والحسن بن جبارة الضراب وأبو
عبد الله بن أبي كامل وأبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيني وعلي بن
محمد بن أحمد بن إدريس الأنماطي وأبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي الإخباري
الأديب وعبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي وأحمد بن
عبد الله بن حميد بن رزيق والقاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد
الحلبي وأبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاو الزرافي وأبو عبد الله
محمد بن جعفر بن عبيد الله الكلاعي وأبو نصر عبد الله بن محمد بن بندار
الهمداني وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر

(1) عجامها غير واضح وفي م: " عروبة " والصواب ما أثبت عن سير الاعلام وابن عدي.
(2) ترجمته في سير الاعلام 12 / 530.
(3) ابن العديم: عبد الحميد.
(4) نقله بتمامه ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3392 - 3393 نقلا عن ابن عساكر.
(5) بالأصل " الله الله " بدل " وعبد الله " والمثبت عن ابن العديم وم.
(6) ترجمته في سير الاعلام 16 / 552 وفي ابن العديم: زريق بتقديم الزاي.
69

أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حيان السكسكي المقرئ (1)
وذكر أبو عبد الله بن أبي كامل أن مولده سنة خمسين ومائتين
(2) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو
القاسم عبيد الله بن عبد الله بن هشام بن سوار العنسي الداراني قراءة عليه قالا أنا أبو
محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قال أملى علينا أبو الحسن
خيثمة بن سليما بن حيدرة القرشي الأطرابلسي في يوم الجمعة في مسجد الجامع
بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة نا يحيى بن أبي طالب نا
علي بن عاصم أنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال إن رجلا في الجاهلية جعل يتبختر وعليه حلة قد لبسها فأمر الله الأرض فأخذته
فهل يتجلجل فيها إلى يوم القيامة [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي نا نصر بن إبراهيم أنا أبو زكريا أنا
عبد الغني بن سعيد قال في باب حيدرة بالحاء والياء خيثمة بن سليمان بن حيدرة
الطرابلسي (3)
أخبرنا أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنا أبو الفضل المقدسي
الحافظ أنا أبو الحسن (4) بن مكي بن الحسن الشيزري بحلب أنا أبو عبد الله
الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل (5) بأطرابلس الشام قال (6)
سمعت خيثمة بن سليمان بن حيدرة يقول كنت في البحر وقصدت جبلة (7) أسمع من
يوسف بن بحر وخرجت منها أريد أنطاكية لأسمع من يوسف بن سعيد بن المسلم

(1) نقله بتمامه ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3392 - 3393 نقلا عن ابن عساكر.
(2) سير الاعلام 15 / 412.
(3) كذا بالأصل وم.
(4) وفي ابن العديم: " أبو محمد الحسن بن مكي بن الحسن الشيزري ".
(5) ترجمته في سير الاعلام 17 / 339.
(6) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3394 - 3395 وسير أعلام النبلاء 15 / 413 - 414.
(7) بلد مشهور بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية (معجم البلدان).
70

فلقينا مركب من مراكب العدو فقاتلناهم وكنت ممن قاتل فسلم المركب قوم من
مقدمه فأخذوني فضربوني ضربا وجيعا وكتبوا أسماء الأسرى فقالوا لي اسمك
قلت خيثمة قالوا ابن من قلت قلت ابن حيدرة فقالوا اكتب حمار بن حمار
قال فلما ضربوني سكرت ونمت فرأيت في النوم كأني في الآخرة وكأني أنظر إلى
الجنة وعلى بابها من الحور العين جماعة يتلاعبن فقالت إحداهن لي يا شقي أيش
فاتك فقالت الأخرى أيش فاته قالت لو كان قتل مع أصحابه كان في الجنة مع
الحور العين فقالت لها الأخرى يا فلانة لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل
من الشرك خير من أن يرزقه شهادة في ذل من الإسلام وعز من الشرك ثم انتبهت
وجعلت في الأسرى فرأيت في بعض الليالي في منامي كأن قائلا يقول لي اقرأ " براءة
من الله ورسوله " (1) فقرأتها إلى أن بلغت " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " (1) قال
وانتبهت فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر ففك الله أسري
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد عبيد الله بن إبراهيم بن كبينة النجار
إجازة أنا تمام بن محمد بن عبد الله قراءة عليه نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن
حيدرة الأطرابلسي قال كنا في بلاد الروم في الحبس عشرة أنفس فبينا أنا نائم إذا
بإنسان يقول اقرأ قلت ما أقرأ قال اقرأ " براءة من الله ورسوله " فقرأت إلى أن
بلغت " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي (2) الله وأن الله مخزي
الكافرين " فانتبهت فقال لي أصحابي يا أبا الحسن سمعناك تقرأ ببراءة فقلت لهم
سمعتموني قالوا لي نعم تصيح فبعد ثلاثة أيام جاء فرسان فحملونا إلى رسول
الملك ابن طولون خمار قال خيثمة فلم أزل أعد الأيام يوما يوما إلى تمام أربعة أشهر
صرت إلى أطرابلس
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن
حمزة بن الحسن بن أبي فجة (3) البعلبكي أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي
كامل إجازة قال سمعت خيثمة يقول (4) كنت بدمشق فحدثت بحديث سفيان

(1) سورة التوبة، الآية: 2.
(2) الأصل " معجز " والصواب عن التنزيل العزيز.
(3) كذا بالأصل وم.
(4) انظر سير الاعلام 15 / 414 وتذكرة الحفاظ 3 / 858 - 859.
71

الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال التمسوا
الخير عند حسان الوجوه [* * * *] فأنكر القاضي البلخي هذا الحديث
وكتب ابن عقدة بالكوفة وأنفذ فيها قاصدا يسأله عن هذا الحديث فكتب ابن عقدة
إليه قد كان السري بن يحيى حدث بهذا الحديث في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا في
سنة كذا وكذا فإن كان هذا الشيخ قد حضر في ذلك فقد سمعه فأنفذ البلخي وأنا مقيم
بدمشق أن أنفذ إلي الأصل فأنفذته إليه فوافق ما كتب به ابن عقدة من التاريخ
فاستحلني البلخي فلم أحله قال أبو عبد الله حدثنا بن خيثمة نا السري بن يحيى
عن قبيصة عن سفيان وذكره
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي سألت أبا بكر الخطيب عن خيثمة بن
سليمان فقال ثقة ثقة قلت يقال إنه كان يتشيع فقال ما أدري غير أنه قد جمع
فضائل الصحابة لم يخص واحدا عن الآخر (1)
أخبرنا أبو محمد بن الكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال وجدت في
كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس والد شيخنا سعيد توفي أبو الحسن خيثمة بن سليمان
الأطرابلسي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وذكر أنه سأله عن مولده فذكر أن
مولده سنة سبع وعشرين (2)
وقال غيره سمع الحديث على كبر سنه سبع عشرة ومائتين سمع بعد الستين
ومائتين وحدث عن شيوخ الشام والساحل وحمص ودمشق وغيرهم من الكوفيين
والبغداديين حدث عن العباس بن الوليد البيروتي وعن أحمد بن الفرج الحمصي
ومحمد بن عوف الطائي الحمصي وإسحاق بن سيار النصيبي وغيرهم ثقة مأمون
كان يذكر أنه من العباد غير أن بعض الناس رماه بالتشيع حدثنا عنه أبو القاسم
صدقة بن محمد بن مروان القرشي وأبو نصر حديد بن جعفر الرماني
وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعده غيرهم وذكر ابن فطيس أنه مات وهو ابن مائة
وستة (3) وعشرين سنة وذكر غيره أنه توفي في رجب من هذه السنة فالله أعلم "

(1) نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3394.
(2) نقل الذهبي الخبر في سير الاعلام 15 / 413 وصوب قول ابن أبي كامل أنه ولد سنة 250.
(3) كذا بالأصل وم.
72

ذكر من اسمه خيران "
2034 خيران بن العلاء
أبو بكر الكلبي الكيساني الأصم
من أهل دمشق روى عن الأوزاعي وزهير بن محمد وإبراهيم بن العلاء بن
محمد وحماد بن سلمة
روى عنه ابنه عمرو بن خيران وأبو عمرو الأوزاعي وهو شيخه وأحمد بن
عيسى المصري وروح بن صلاح بن سيابة الحارثي وعبد العزيز بن عبد الله
الأويسي وعلي بن حجر وخالد بن نجيح ويحيى بن بكير
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحطاب أنا أبو القاسم علي بن
عبد الواحد بن عيسى النجيرمي نا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد
إملاء نا عبيد الله بن الحسين نا يحيى بن صالح [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة الملطي قراءة عليه نا عبيد الله بن
عبد الرحمن بن الحسين الصابوني القاضي نا يحيى بن عثمان بن صالح نا روح بن
صلاح بن سيابة الحارثي زاد ابن المسلم من بني الحارث بن كعب من أنفسهم
وقالا قال حدثني خيران بن العلاء الكلبي عن الأوزاعي عن مكحول قال سمعت واثلة بن الأسقع الليثي قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أول من يلحقني من
أهلي أنت يا فاطمة وأول من يلحقني من أزواجي زينب وهي أطولهن كفا قال وكانت
73

زينب من أعمد الناس لقبال (1) أو شسع (2) أو قربة أو إداوة وتفتل وتحمل وتعطي في
سبيل الله فلذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أطولكن كفا [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنا أبو إبراهيم أسعد بن
مسعود بن علي العتبي بنيسابور أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري نا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم نا أبو الدرداء هاشم بن محمد بن صالح الأنصاري نا
عبد العزيز بن عبد الله بن عامر الأويسي نا حمران (3) بن العلاء الكيساني ثم
الدمشقي عن زهير بن محمد عن ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال لا تكثروا الكلام عند مجامعة النساء فإن منه يكون الخرس والفأفاء [* * * *] كذا
والصواب خيران
قرأنا على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر الصواف نا أبو بكر أحمد (4) بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن
إبراهيم المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي أنا أحمد بن شعيب
نا علي بن حجر نا خيران الكلبي أبو بكر الأصم عن الأوزاعي عن سليمان بن
حبيب عن ابن عمر قال لو أدخلت إصبعي في الخمر ما أحببت أن تتبعني
وفي موضع آخر قال قال عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد
الباقلاني وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل قال (5) خيران الدمشقي الكلبي سمع الأوزاعي روى عنه
أحمد بن عيسى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن

(1) قبال النعل: زمامها.
(2) الشسع: سير النعل يدخل بين الإصبعين.
(3) كذا بالأصل وم، والصواب: خيران، وسينبه المصنف إلى الصواب في آخر الحديث.
(4) ترجمته في سير الاعلام 16 / 462.
(5) التاريخ الكبير 2 / 1 / 229 باب الواحد.
74

عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (1) خيران الكلبي الدمشقي روى عن الأوزاعي روى عنه
أحمد بن عيسى المصري سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد هو خيران بن العلاء
الكيساني الدمشقي روى عن زهير بن محمد روى عنه عبد العزيز بن عبد الله
الأويسي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى نا أبي نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
بكر خيران أنا علي بن حجر أنا خيران الكلبي أبو بكر الأصم عن الأوزاعي
وقرأنا على أبي القاسم عن أبي طاهر الأنباري أنا أبو القاسم الصواف أنا أبو
بكر المهندس أنا أبو بشر الدولابي قال أبو بكر خيران الكلبي يروي عنه علي بن
حجر
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنا أبو القاسم بن مندة عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
خيران بن العلاء الكيساني يكنى أبا بكر الدمشقي قدم مصر يروى عن الأوزاعي كتب
عنه روى عنه خالد بن نجيح ويحيى بن بكير وإدريس بن يحيى ومحمد بن رمح
وابنه عمرو بن خيران
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال خيران بن العلاء الدمشقي
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا أحمد بن
محمد بن زنجويه أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري قال وخيران بزيادة
ألف ونون الكلبي الدمشقي روى عن الأوزاعي روى عنه أحمد بن عيسى المصري
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أما خيران أوله
خاء معجمة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها فهو خيران بن العلاء الدمشقي الكلبي

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 405.
(2) الاكمال لابن ماكولا 3 / 208 - 209.
75

سمع الأوزاعي وزهير بن محمد سمع منه عبد العزيز الأويسي وأحمد بن عيسى
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله
الحافظ حدثني أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه نا الحسن بن سفيان نا أحمد بن
عيسى المصري حدثني خيران بن العلاء وكان الأوزاعي يروي عنه وكان من خيار
أصحاب الأوزاعي
2035 خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل
أبو طاهر المصري (1)
مولى الأنصار سمع بدمشق وغيرها سليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن
المتوكل وعروة بن مروان (2) العرقي وإبراهيم بن حرب العسقلاني ختن آدم بن أبي
إياس وخيرة بن شريح الحمصي ويزيد بن عبد ربه الجرجسي وعبد الله بن
عبد الحكم بن أعين المصري وهانئ بن المتوكل الإسكندراني ويحيى بن
عبد الله بن بكير وأبي صالح عبد الله بن صالح ومحمد بن حاتم حيي (3)
الجرجاني (4) ومحمد بن خلاد الجرجرائي ومحمد بن خلاد الإسكندراني
روى عنه أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن كامل الحضرمي وسليمان
الطبراني وأبو طالب عمر بن الربيع بن سليمان الخشاب وأبو عبد الله محمد بن
إدريس بن إسحاق الدلال وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي
وأبو الحسن علي بن محمد الواعظ المعروف بالمصري ومحمد بن عبد الله الرازي
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله
الحبال بمصر أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة أنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن كامل الحضرمي سنة تسع
وثلاثين وثلاثمائة نا خير بن عرفة نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 413.
(2) الأصل: " مرو " والمثبت عن م، وانظر سير الاعلام 13 / 414.
(3) غير واضح بالأصل والمثبت عن م وتقريب التهذيب، وهو لقبه، وفي سير الاعلام 11 / 451 " حبى " لقبه.
(4) في م وتقريب التهذيب: " الجرجرائي " بجيمين بينهما راء، وفي سير الاعلام: المصيصي.
76

حدثني إسماعيل بن عياش حدثني مجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن
نفير عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قال الله تعالى ابن آدم لا تعجزني من أربع
ركعات من أول النهار أكفك آخره [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم [* * * *]
وأخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا سليمان بن أحمد
نا خير بن عرفة التجيبي أبو الطاهر المصري نا عروة بن مروان الرقي والصواب
العرقي نا عبد الله بن المبارك عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة [* * * *]
قال الطبراني لم يروه عن عاصم إلا ابن المبارك تفرد به عروة بن مروان
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن أحمد (2) المطرز
وأخبرني أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي الحدادي بتبريز عنه
أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن فورك المؤدب نا سليمان بن أحمد بن أيوب نا
خير بن عرفة المصري نا حياة بن شريح الحمصي نا بقية بن الوليد حدثني
صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير وشريح بن عبيد الحضرميان
عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قال الله عز وجل إني والجن والإنس في نبأ
عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري
كتب إلي أبو محمد (3) حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل بن سليم قالا
أنا أحمد بن الفضل أنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس خير بن
عرفة بن عبد الله بن كامل مولى الأنصار يكنى أبا طاهر توفي ليلة الجمعة لثلاث ليال
خلون من المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين وكان قد أسن حدث عن عروة بن مروان
العرقي وغيره

(1) بالأصل: " زيدة " خطأ وفي م: ريده والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) بالأصل وم " ممد " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 254 وفهارس شيوخ ابن عساكر
(المطبوعة 7 / 441).
(3) زيادة للايضاح عن م انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 419).
77

" حرف الدال "
2036 دارا بن منصور بن دارا بن العلاء بن أحمد
ابن علي بن عبد الرحمن بن علي بن عيسى بن يزدجرد بن شهريار
أبو الفتح الفارسي
ورد دمشق في صحبة نور الدين رحمه الله وكان يكتب له بالعربي والعجمي
وتولى ديوان الأشراف بحماة وأقام مدة بحمص مرابطا لحصن الأكراد وكان جده دارا
كاتبا للسلطان أبي الفتح ملك شاه ثم ترك الكتابة وانقطع في منزله وقال يصف حاله في
ما أنشدنا القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد الله أنشدنا أبو الفتح دارا قال أنشدني
جدي (1) * قالت أميمة إذ رأت من عطلتي * ما استنكرته وحق ذا من شأني
أنبابك الديوان أم بك نبوة (2) * عنه فتقعد خارج الديوان (3)
إذ أنت من شهد اليراعة أنه * في حلبتيها (4) فارس الفرسان
أو كنت من أفنى ثميلة عمره * وشبابه في خدمة السلطان
ولكم مقام قمت فيه ومجلس * رفعت فيه إلى أعز مكان
وكتابة سيرت من إبرادها * ما سيرته البرد في البلدان
فلم اطرحت ولم جفتك عصابة * لهم بحقك أصدق العرفان

(1) الشعر في الوافي بالوفيات 13 / 451.
(2) عن الوافي والمختصر، وم وبالأصل: نبرة.
(3) ورد هذا البيت والذي قبله نثرا بالأصل.
(4) الأصل وم: " عدة تيها " والمثبت عن الوافي بالوفيات.
78

فأجبتها إن الأحاجي لم تزل * مقدورة لرجال كل زمان
إن لم أنل فيهم كفاء فضيلتي * فالفضل ينطق لي بكل لسان
ولو أن نفسي طاوعتني لم أكن * في نيل أسباب الغنى بالواني
ولربما لحق الجواهر بذلة * من بعدما رصعن في التيجان
79

* " ذكر من اسمه داود "
2037 داود بن ايشا بن عربد (1) بن ناعر (2) ابن سلمون بن بحشون (3) بن عوينادب (4) بن إرم (5) بن حصرون
ابن كارص (6) بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
ويقال داود بن زكريا بن بشوي
نبي الله وخليفته في أرضه من أهل بيت المقدس
روي أنه جاء إلى ناحية دمشق وقتل جالوت عند قصر أم حكيم بقرب مرج
الصفر (7)
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين عن أبي الحسن علي بن محمد بن شجاع
الربعي أنا أبو عثمان سعيد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن فطيس نا
أبي نا محمد بن بكار بن بلال نا (8) أبو الحسن السكسكي نا يزيد بن محمد بن
عبد الصمد نا أبو مسهر قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول في قول الله عز

(1) الطبري وابن كثير: " عوبد " وفي ابن العديم: عوبذ.
(2) الطبري: " باعز " ابن كثير: " عابر ".
(3) المصادر: نحشون.
(4) الطبري: عمى نادب.
(5) الطبري: رام.
(6) الطبري: " فارص " ابن كثير وابن العديم: فارض.
(7) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 12 وفي مروج الذهب: كان ببيسان من أرض الغور من بلاد
الأردن.
(8) زيادة للايضاح سقطت اللفظة من الأصل وم.
80

وجل " إن ا لله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني " (1)
قال هو النهر الذي عند قنطرة أم حكيم بنت الحارث بن هشام قال وسمعت
سعيد بن عبد العزيز يقول وفيه غسل يحيى لعيسى عليهما السلام
أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين المقرئ في كتابه أنا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنا أحمد بن
سندي بن الحسين نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا
عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ومقاتل عن عطاء عن
ابن عباس وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس وسعيد بن بشير عن قتادة
وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن وابن سمعان عن من يخبره عن
مكحول وإدريس بن إلياس عن وهب بن منبه كل يحدث بقصة داود عليه السلام
وزاد بعضهم على بعض فاختلف بعضهم قالوا كان سبب ما أراد الله عز وجل من
الخير والكرامة بداود أنه كان داود مع أربعة إخوة له وكان أبوهم شيخا كبيرا فخرج
إخوة داود مع طالوت وتخلف أبوهم وأمسك داود يرعى غنما له وقد تقارب الناس
للقتال ودنا بعضهم من بعض فحدثني سعيد بن بشير وابن أبي عروبة عن قتادة عن
الحسن أن داود كان رجلا قصيرا أزرق أزعر قليل شعر الرأس طاهر القلب فبينما
هو في غنمه يرعاها إذ أتاه نداء يا داود أنت قاتل جالوت فما تصنع ههنا استودع غنمك
ربك عز وجل والحق بإخوتك فإن طالوت قد جعل لمن يقتل جالوت نصف ماله
ويزوجه ابنته قال فاستودع غنمه ربه وخرج حتى أتاه فقال له ما جاء بك قال
جئت ألحق بإخوتي فأنظر ما حالهم وكره أن يخبر أباه بما سمع
قال وأنا إسحاق أنا ابن سمعان عن من يخبره قال قال مكحول إن أباه
اتخذ لإخوته زادا فقال له يا بني انطلق إلى أخوتك بما صنعنا لهم يتقوون به على
عدوهم فادفعه إليهم وانظر ما حالهم وعجل الانصراف إلي وإلي ضيعتك
قال وأنا إسحاق أنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن داود لما سمع
النداء استودع غنمه ربه عز وجل وانصرف إلي أبيه فقال له أبوه ما صنعت بغنمك

(1) سورة البقرة، الآية: 249.
81

قال وكلت بها من يحفظها ولا يظن أبوه إلا أنه قد وكل بها بعض أصحابه من الرعاة
فقال يا بني فإنا قد صنعنا لإخوتك زادا (1) فاخرج به إليهم وعجل الانصراف إلي
قال وأنا إسحاق قال قال هؤلاء المسمون جميعا بإسنادهم أن داود خرج
وحمل زادا لإخوته ومعه عصاه ومخلاته ومرجمته وهي القذافة وهي المقلاع الذي
يرمى به السباع عن غنمه فبينا هو يمشي إذ ناداه حجر فقال يا داود احملني أقتل
لك جالوت قال من أنت قال أنا حجر إبراهيم الذي قتل بي كذا وكذا أنا أقتل
جالوت بإذن الله قال فحمله فجعله في مخلاته قال ثم مضى فناداه حجر آخر
فقال يا داود احملني قال من أنت قال أنا حجر إسحاق الذي قتل بي كذا وكذا
أنا قاتل جالوت بإذن الله قال فحمله وجعله في مخلاته قال ثم مضى فإذا هو
بحجر آخر فقال يا داود احملني معك قال من أنت قال أنا حجر يعقوب أنا أقتل
جالوت بإذن الله عز وجل
قال وأنا إسحاق نا جويبر عن الضحاك ومقاتل عن الضحاك قال فقال له
داود كيف تقتله قال استعين بالريح فتلقي بيضته وأصيب جبهته وأنفذها منه
فأقتله فحمله وجعله في مخلاته
قال وأنا إسحاق قال وأنا أبو إلياس عن وهب بن منبه قال لما تقدم داود
أدخل يده في مخلاته فإذا تلك الحجارة الثلاثة صارت حجرا واحدا قال فأخرجه
فوضعه في مقلاعه فأوحى الله إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود وانصروه قال فتقدم
داود وكبر قال فأجابه الخلق غير الثقلين الملائكة وحملة العرش فمن دونهم فسمع
جالوت وجنده شيئا ظنوا أن الله عز وجل قد حشر عليهم أهل الدنيا وهبت ريح
وأظلمت عليهم وألقت بيضة جالوت وقذف داود الحجر في مقلاعه ثم أرسله فصار
الحجر ثلاثة فأصاب أحدهم جبهة جالوت فنفذها منه فألقاه قتيلا وذهب الحجر
الآخر فأصاب ميمنة جند جالوت فهزمهم والثالث أصاب الميسرة فهزمهم وظنوا أن
الجبال قد خرت عليهم فولوا مدبرين وقتل بعضهم بعضا ومنح الله عز وجل بني
إسرائيل أكتافهم حتى أبادهم وانصرف طالوت ببني إسرائيل مظفرا قد نصرهم الله عز

(1) الأصل: زاد.
82

وجل على عدوهم فزوج ابنته من داود عليه السلام وقاسمه نصف ماله (1)
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي أنا
يوسف بن الحسن قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن جعفر
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو بكر بن فورك أنا
عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن
أبي إسحاق عن بشر بن حزن النصري قال افتخر أصحاب الإبل والغنم عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث داود وهو راعي غنم وبعث موسى وهو راعي غنم وبعثت أنا وأنا
أرعى غنما لأهلي بأجياد [* * * *]
كذا قال وقد أنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة
قال سمعت أبا إسحاق يحدث أنه سمع ابن حزن قال تفاخر أهل الإبل وأهل الشاء
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث الله موسى وهو راعي غنم وبعث داود وهو راعي غنم
وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بأجياد [* * * *] (3) رواه غيره عن غندر فقال عن عبدة بن
حزن وكذا قال محمود بن غيلان عن أبي داود
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن عبيدة (4) النصري قال تفاخر رعاء الإبل ورعاء
الغنم عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث موسى راعي
غنم وبعثت أنا راعي غنم بأجياد [* * * *] فغلبهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهكذا رواه عثمان بن أبي جبلة عن شعبة ونسبه
فقال ابن حزن ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق فقال عبدة
أخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمد في كتابه ثم حدثني أبو المحاسن

(1) قال المسعودي: أن طالوت أبى أن يفي لداود بما تقدم من شرطه. فلما رأى ميل الناس إليه زوجه ابنته،
وسلم إليه ثلث الجباية، وثلث الحلم وثلث الناس (مروج الذهب 1 / 52).
(2) الحديث في دلائل النبوة للبيهقي 2 / 134.
(3) موضع بأسفل مكة من شعابها.
(4) كذا بالأصل وم وقد تقدم " عبدة ".
83

عبد الرزاق بن محمد عنه أنا أبو بكر الحيري أنا أبو العباس الأصم نا محمد بن
خالد بن خلي نا أحمد بن خالد الوهبي نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدة بن
حزن النصري قال تفاخر عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحاب الإبل وأصحاب الغنم فقال
أصحاب الإبل وما أنتم يا رعاة الشاء هل تحيون شيئا أو تصيدونه ما هي إلا شويهات
أحدكم يرعاها ثم يروحها (1) حتى أصمتوهم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث داود وهو راعي
غنم وبعث موسى وهو راعي غنم وبعثت أنا وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد [* * * *] فغلبهم
أصحاب الغنم
رواه بندار عن أبي داود فقال نصر بن حزن
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب أنا أبو الفضل
محمد بن أحمد بن عيسى أنا أبو عبد الله بن بطة قال قرئ على أبي القاسم
البغوي نا محمد بن بشار بندار نا أبو داود وابن أبي عدي قالا نا شعبة عن أبي
إسحاق عن نصر بن حزن قال افتخر أهل الإبل والغنم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث داود
وهو راعي غنم وبعث موسى وهو راعي غنم وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي في
جياد [* * * *]
قال ابن أبي عدي قال شعبة فقلت لأبي إسحاق أنصر أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
نعم (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا جمح بن القاسم نا أبو قصي إسماعيل بن محمد نا سليمان بن
عبد الرحمن نا هاشم بن أبي هريرة نا أبي عن علي هو ابن أبي طلحة عن ابن
عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنزلت الصحف على إبراهيم في ليلتين من رمضان
وأنزل الزبور على داود في ست وأنزلت التوراة على موسى لثمان عشرة من رمضان
وأنزل الفرقان على محمد (صلى الله عليه وسلم) لأربع وعشرين من رمضان [* * * *]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد

(1) الأصل: " يزوجها " وفي م: يروجها والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 107.
(2) انظر الاستيعاب الترجمة 2605 وانظر ترجمة نصر في أسد الغابة 4 / 539.
84

البزاني (1) أنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنا عبد الله بن
محمد بن عمر نا عمي عبد الرحمن بن عمر رسته (2) نا يزيد بن هارون نا العوام بن
حوشب عن مجاهد قال قلت لابن عباس أسجد في " ص " فتلا هذه الآية " ومن
ذريته داود وسليمان " إلى قوله " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " (3) قال كان
داود ممن أمر نبيكم (صلى الله عليه وسلم) أن يقتدى به (4)
قال ونا عمي نا روح بن عبادة نا العوام بن حوشب يعني عن مجاهد قال
سألت عنها ابن عباس فقرأ علي " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب " إلى قوله "
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " قال فكان داود ممن أمر نبيكم أن
يقتدي به (5)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات بن محمد المقدسي أنا أبو محمد
عبد الله بن الحسن بن عمر بن رداد التنيسي المقرئ قدم بيت (6) المقدس نا أبو ذر
عبد بن أحمد الحافظ (7) بقراءته علينا بمكة أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي
ببلخ نا عبد الله بن محمد بن دينار الساوي بساوة (8) نا أبو علي أحمد بن
محمد بن الحارث الساوي نا أبو الحسين أحمد بن محمد نا أبي عن نوفل بن
سليمان الهناني عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول حقا لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا صمصامة كثير التفكر
حسن الظن أحب الله فأحبه وضمن عليه بالحكمة كان نائما نصف النهار إذ جاءه
نداء يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق فانتبه
فأجاب الصوت فقال إن يخيرني ربي قبلت فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلمني

(1) ترجمته في سير الاعلام 18 / 549.
(2) ترجمته في سير الاعلام 12 / 242.
(3) سورة الأنعام، الآيات من 84 إلى 90.
(4) يريد أن داو عليه السلام سجدها، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أمر اقتداء بداود.
(5) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 16.
(6) ما بين معكوفتين زيادة مرجحة منا، ومكانها بالأصل لفظة غير مقروءة ورسمها: " قعرم " وفي م: قدم
القدس.
(7) ترجمته في سير الاعلام 17 / 554.
(8) ساوة: بلدة بين الري وهمذان.
85

وعصمني وإن خيرني ربي قبلت العافية ولم أقبل البلاء فقالت الملائكة بصوت لا
يراهم لم يا لقمان قال لأن الحاكم بأشد (1) المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل
مكان ينجو ويعان وبالحري أن ينجو وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكن في الدنيا
ذليلا خير (2) من أن يكون شريفا ومن يختر الدنيا على الآخرة (3) تفتنه الدنيا ولا يصيب
ملك الآخرة قال فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه
فتكلم بها ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فهوى في الخطيئة غير مرة
وكل ذلك يصفح الله ويتجاوز ويغفر له وكان لقمان يؤازره بالحكمة وعلمه فقال له داود
طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية وأوتي داود الخلافة وابتلي بالرزية
أو الفتنة [* * * *]
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن الحسن أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون حدثنا أبو كريب محمد بن فضيل حدثني
محمد بن سعد عن عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عائذ الله أبي إدريس عن
أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان داود يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من
يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن
الماء البارد [* * * *]
قال وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ذكر داود وحدث عنه قال كان أعبد البشر [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو
مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله نا أبو محمد بن حبان من أصله نا الحسن بن محمد بن أسيد
الأبهري أبو علي نا محمد بن سعيد نا علي بن مجاهد عن بن الغصن عن
أنس بن مالك أن رجلا قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا خير الناس قال ذاك إبراهيم قال يا أعبد
الناس قال ذاك داود [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا إبراهيم بن محمد بن
يحيى المزكي ملاء أنا أبو بكر محمد بن إسحاق نا بشر بن معاذ العقدي نا

(1) الأصل: " باشل " كذا، والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 107.
(2) في المختصر: حرم.
(3) سقط بالأصل وما بين معكوفتين زيادة عن م.
86

حماد بن يحيى الأبح نا سعيد بن مينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت
يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم الدهر قال لا قلت فأصوم يومين وأفطر
يوما قال لا قال فجعلت أناقصه حتى قال لي صم صوم داود فإنه كان يصوم يوما ويفطر يوما [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا محمد بن مسلم عن عمرو قال
سمعت عمرو بن أوس يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال خير الصيام صيام داود كان يصوم نصف الدهر وخير الصلاة صلاة داود كان
يرقد نصف الليل الأول ويصلي آخر الليل حتى إذا بقي سدس الليل رقده [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا عبد الله بن محمد البغوي
نا علي بن الجعد أنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس المكي
يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عبد الله بن عمرو
إنك تصوم الدهر وتقوم الليل إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونقهت له النفس
لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله فقلت إني أطيق أكر
من ذلك فقال صم صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقا [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي المذهب لفظا أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن عبيد نا محمد يعني ابن إسحاق
عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال كان عبد الله بن عمرو بن
العاص فذكر الحديث وقال فيه قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صم صيام داود عليه السلام
صم يوما وأفطر يوما فإنه أعدل الصيام عند الله عز وجل [* * * *]
هذا هو الصحيح في صومه
وقد أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي أنا المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء
محمد بن علي أنا أبو بكر بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي
نا سليمان بن داود نا محمد بن أبان وأبو بكر عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال
كان داود النبي (صلى الله عليه وسلم) يصوم يوما ويفطر يومين يوما لقضائه ويوما لنسائه
87

أخبرنا أبو القاسم الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن علي بن خلف ومحمد بن
القاسم الصفار وعلي بن أحمد النافقي
ح وأخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا عبد الرحمن بن محمد
الماليني قالوا
أنا محمد بن محمد الفقيه أنا محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف
السلمي
ح وأخبرنا أبو الفضل الفضيلي وأبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى المليجي
قالا أنا أبو عمرو المليجي أنا محمد بن عمرو بن حفصويه وعبد الله بن الليث
والحسن بن محمد الخذاباني قالوا أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب أنا سلمة بن
شبيب
ح وأخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين أنا أبو الغنائم
عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا أبو الحسن... أنا أبو عمر القاضي أنا
الحسن بن أبي ربيع قالوا أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما
حدثنا أبو هريرة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر المقرئ
أنا أبو يعلى الموصلي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا عبد الرزاق أخبرنا معمر نا
همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خفف على داود القرآن فكان يأمر بدابته فتسرح فكان يقرأ
القرآن من قبل أن تسرح دابته وكان لا يأكل إلا من عمل يديه [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعيد
محمد بن علي بن محمد الخشاب أنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق أنا جدي
أبو بكر نا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر قالا نا عبد الرزاق أنا معمر عن
همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
88

ح وأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني أنا أبي أبو العباس
وعبد العزيز بن أحمد التميمي وأبو عبد الله بن أبي الرضا وغنائم بن أحمد
وعلي بن أبي العلاء
ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي وأبو
يعلى حمزة بن علي وأبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل والحسين بن
الحسن بن محمد وأبو العشاير محمد بن الخليل قالوا أنا علي بن محمد بن أبي
العلاء (1)
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البري (2) أنا عمي أبو
الفضل عبد الواحد بن علي قالوا أنا محمد بن أبي نصر أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن ثابت أنا محمد بن حماد الطهراني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن
منبه عن أبي هريرة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) خفف على داود القرآن فكان يأمر بدابته
تسرج فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته وكان لا يأكل إلا من عمل يديه وفي
حديث ابن أبي ثابت بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج وكان لا يأكل إلا من
عمل يديه [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد النرسي (3)
أنا موسى بن عيسى بن عبد الله أنا عبد الله بن سليمان
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عبد الرحمن بن علي بن محمد أنا
محمد بن أحمد بن محمد
ح وأخبرنا أبو محمد وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو يعلى الصابوني أنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة السليطي نا أبو حامد بن
الشرقي قالا أنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي نا إبراهيم بن طهمان عن
موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خفف على داود القرآن فكان يأمر بدابته تسرج وفي حديث ابن

(1) إلى هنا ينتهي ما استدرك عنم، وكل الزيادة المثبتة بين معكوفتين في السند السابق عن م.
(2) لفظة مطموسة بالأصل وما بين معكوفتين عن م.
(3) ترجمته في سير الاعلام 14 / 84.
89

الشرقي فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج وكان لا يأكل إلا من عمل يديه [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا أبو
بكر محمد بن هارون بن حميد المجدر (1) نا محمد بن حميد الرازي (2) نا كنانة بن
جبلة عن إبراهيم بن طهمان (3) عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن
عطاء عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان داود عليه السلام خفف عليه القرآن
فكان يأمر بدابته أن تسرج فلا تسرج حتى يقرأ القرآن [* * * *]
قال ونا محمد بن هارون نا عقبة بن مكرم (4) نا أبو عاصم نا أبو بكر
التستري عن صفوان بن سليم أن عطاء بن يسار حدثه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
بنحوه
قال وأنا الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا محمد بن هارون بن حميد بن
المجدر نا محمد بن حميد نا كنانة بن جبلة عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن
عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
كان داود يأكل من عمل يديه [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن
قريش البنا أنا أبو الحسن أحمد بن محمد الأهوازي ويعرف بابن الصلت نا محمد بن
مخلد العطار نا العباس بن محمد الدوري نا أبو معمر القطيعي نا سفيان قال
سألت الأعمش عن قوله " وألنا له الحديد " (5) قال مثل الخيوط
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أبو سعد المظفر بن الحسن أنا أحمد بن
إبراهيم بن فراس أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله نا سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي نا سفيان عن ابن أبي نجيح في قوله تعالى " وقدر في السرد " (6) قال

(1) الأصل " المجذر " والمثبت عن ترجمته في سير الاعلام 14 / 436.
(2) ترجمته في سير الاعلام 11 / 503.
(3) أبو سعيد الهروي، ترجمته في سير الاعلام 7 / 378.
(4) ترجمته في سير الاعلام 12 / 178.
(5) سورة سبأ، الآية: 10.
(6) سورة سبأ، الآية: 11.
90

لا يدق المسمار فيسلس في الحلقة ولا يجله فيفصمها (1) واجعله قدرا
أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي (2) أنا أبو مسلم محمد بن
علي بن محمد بن الحسين النحوي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو عروبة الحسين بن
أبي معشر بن محمد الحراني نا سلمة بن شبيب نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة "
وعلمناه صنعة لبوس لكم " (3) قال كانت صفائح وأول من سردها وحلقها
داود (4)
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن
أحمد بن رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا
إسحاق بن بشر أنا أبو إلياس عن وهب بن منبه قال وأقام داود عليه السلام صدرا من
زمانه على عبادة ربه ورحمته للمساكين وكان قل يوم إلا وهو يخرج متنكرا لا يعرف
فإذا لقي القدام ساءلهم عن مقدمهم ثم يقول أرأيتم داود النبي كيف حاله هو لأمته
ومن هو بين ظهريه وهل تنقمون من أمره شيئا فيقولون لا هو خير خلق الله عز
وجل لنفسه ولأمته حتى بعث الله ملكا في صورة رجل قادم فلقيه داود فسأله كما
كان يسأل غيره فقال هو خير الناس لنفسه وأمته إلا أن فيه خصلة لو لم تكن فيه كان
كاملا قال ما هي قال يأكل ويطعم عياله من مال المسلمين فعند ذلك نصب داود
إلى ربه عز وجل في الدعاء أن يعلمه عملا بيده يستغني به ويغني بن عياله فألان الله عز
وجل له الحديث وعلمه صنعة الدروع فعمل الدرع وهو أول من عملها فقال الله عز
وجل " أن اعمل سابغات وقدر في السرد " يعني المسامير في الحلق قال وكان يعمل
الدرع فإذا ارتفع من عمله درع باعها فتصدق بثلثها واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله
وأمسك الثلث يتصدق به يوما بيوم إلى أن يعمل غيرها وقال إن الله عز وجل أعطى
داود شيئا لم يعطه غيره من حسن الصوت من خلقه إنه كان إذا قرأ الزبور تسمع
الوحش إليه حتى يؤخذ بأعناقها وما تنفر وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط

(1) ممحوة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 108 وفي ابن العديم: وفي رواية: " فتنقصم " وفي م:
فيعصها.
(2) بالأصل وم: " الكبرتي " والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 439).
(3) سورة الأنبياء، الآية 80.
(4) انظر البداية والنهاية 2 / 13 وبغية الطلب 7 / 3407 - 3408.
91

والصنوج (1) إلا على أصناف صوته وكان شديد الاجتهاد وكان إذا افتتح الزبور
بالقراءة فكأنما ينفخ في المزامير وكان قد أعطي سبعين مزمورا في حلقه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا أنا
عبد الدائم بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن
الزفتي نا أحمد بن أبي الحواري نا أبو معاوية نا هشام عن أبيه قال كان داود
يجعل القفة من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها فيبيعها ويأكل (2) ثمنها
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن
النضر الديباجي البغدادي نا علي بن عبد الله بن معشر الواسطي نا
محمد بن حرب أبو عبد الله النسائي نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن
هشام بن عروة قال كان داود النبي (صلى الله عليه وسلم) يخطب الناس وهو نبي وهو يعمل قفة من
خوص ويقول لبعض من يليه اذهب فبعها
قال ونا محمد بن حرب نا حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن
أبي الزاهرية قال كان داود النبي (صلى الله عليه وسلم) يعمل القفاف فيبيعها ويأكل ثمنها وكان
موسعا عليه (3)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي الصقلي أنا أبو
عبد الله بن مندة أنا محمد بن محمد بن الأزهر الجوزجاني نا أبو معشر الحسن بن
سليمان الدارمي نا محمد بن جامع العقيلي العطار نا عيسى بن شعيب نا عمار بن
أيوب عن حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن دلهم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شكى داود عليه السلام إلى ربه عز وجل قلة الولد فأوحى الله إليه أن خذ البيض [* * * *] قال
ابن مندة هذا حديث منكر
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن أنا أبو القاسم علي بن محمد أنا أبو
الحسن علي بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن ياسر حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل
البزاز نا يحيى بن عبدك القزويني نا خالد بن عبد الرحمن المخزومي نا مالك بن

(1) الصنج شئ يتخذ من صفر، يضرب أحدهما على الاخر، وآبة بأوتار يضرب بها، معرب (القاموس).
(2) بالأصل: " وكل " والمثبت عن م.
(3) نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3404.
92

أنس عن الزهري " أوبي معه " (1) قال سبحي معه (2)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي أنا أبو
عبد الله الحافظ وأبو محمد بن بن أبي حامد المقرئ قالا نا أبو العباس محمد بن
يعقوب نا الخضر بن أبان نا سيار بن حاتم أنا جعفر بن سليمان الضبعي قال
سمت ثابتا يقول كان داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قد جزأ ساعات الليل والنهار على أهله ولم
يكن يأتي ساعة من ساعات الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي فعمهم الله
في هذه الآية " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " (3)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا
أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الخرقي أنا أحمد بن سلمان نا أبو بكر بن أبي
الدنيا نا علي بن الجعد أخبرني مزاحم بن زفر عن مسعر قال لما قيل لهم "
اعملوا آل داود شكرا " لم يأت على القوم ساعة إلا ومنهم مصل
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو حازم
الحافظ حدثني أبو أحمد الحافظ أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أنا أحمد بن
صالح أنا ابن وهب حدثني عبد الله بن سعيد عن عبد الجليل بن حميد أنه سمع ابن
شهاب يقول في قول الله عز وجل " اعملوا آل داود شكرا " قال قولوا الحمد لله
أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ
وإسماعيل بن أحمد بن عمر وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر
الباخمشي وأبو النجم بدر بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو
القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن مسلم نا سيار نا جعفر نا ثابت
البناني قال كان داود عليه السلام يطيل الصلاة ثم يركع ثم يرفع رأسه ثم يقول
إليك رفعت رأسي يا عامر السماء انظر نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا الحسين بن محمد بن علي نا

(1) سورة سبأ، الآية: 10.
(2) البداية والنهاية 2 / 3 وابن العديم 7 / 3407.
(3) سورة سبأ، الآية: 13.
93

عبد الرحمن بن سعيد بن هارون نا الحسن بن محمد بن التياح نا محمد بن يزيد بن
خنيس قال قال وهيب بن الورد كان داود النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جعل الليل عليه وعلى أهل
بيته دولا لا تمر ساعة من ليل إلا وفي بيته لله ساجدا وذاكر فلما كان نوبة داود قام
يصلي لنوبته فكأنه دخل قلبه مما هو وأهل بيته من العبادة فاطلع الله على قلبه وعجبه
مما هو فيه وأهل بيته من العبادة وكان بين يديه نهر فأنطق الله ضفدعا من ذلك النهر
فنادته فقالت يا داود ما يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك من العبادة فوالذي أكرمك
بالنبوة إني لقائمة لله على رجل ما استراحت أوداجي من تسبيحه منذ خلقني الله إلى هذه
الساعة فوالذي يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك قال فتصاغر إلى داود ما هو فيه
وأهل بيته من العبادة
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن بن فراس أنا أبو
جعفر الديبلي نا أبو عبيد الله المخزومي نا سفيان في قوله تعالى " واذكر عبدنا داود
ذا الأيد " (1) ذا القوة في أمر الله والنصرة في أمر الله والبصيرة
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا
أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني وأبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد
الحراني قالا قرئ على أبي القاسم الحسن بن علي البجلي نا أبو بكر أحمد بن
علي بن سعيد نا يحيى بن معين نا عبد الحميد بن أبي راود عن صدقة بن يسار قال
بينا داود في محرابه إذ أبصر دودة فتفكر في خلقها فقال ما يعبأ الله بهذه شيئا فأنطقها
الله له فقالت يا داود أتعجبك نفسك لأنا على قدر ما أتاني الله أكثر ذكرا لله وأشكر له
منك قال الله تعالى " وإن من شئ إلا يسبح بحمده " (2) كذا قال ورواه غيره عن
عبد المجيد عن أبيه
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله محمد بن
الفضل بن نظيف بمكة نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد التنيسي قدم علينا
إملاء نا الحسن بن منير الوشاء نا شريح بن يونس نا عبد المجيد بن

(1) سورة ص، الآية: 17.
(2) سورة الإسراء، الآية: 44.
(3) ترجمته في سير الاعلام 17 / 476.
94

عبد العزيز بن أبي رواد (1) عن أبيه عن صدقة بن يسار قال كان داود في محرابه إذ
نظر إلى دودة صغيرة فعجب من خلقها فأنطقها الله تعالى فقالت يا داود أنا على
صغري أطوع لله منك على كبرك
قال وأنا أبو (2) عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا أنا أبو العباس هو
الأصم نا محمد بن إسحاق نا يحيى هو ابن معين نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن
أبي رواد قال قال أبي عن صدقة بن يسار قال كان داود في محرابه فأبصر دودة
صغيرة قال ففكر في خلقها وقال ما يعبأ الله جل ذكره بخلق هذه قال فأنطقها الله
عز وجل فقالت يا داود أتعجبك نفسك لأنا على قدر ما أتاني الله عز وجل أذكر لله
وأشكر له منك على ما أتاك الله قال الله عز وجل " وإن من شئ إلا يسبح
بحمده " (3)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو القاسم الحربي أنا
أحمد بن سلمان نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن بشير الكندي نا عبد المجيد عن أبيه عن
صدقة بن يسار قال بين داود عليه السلام في محرابه إذ مرت به ذرة فنظر إليها وفكر في
خلقها وعجب منها وقال ما يعبأ الله عز وجل هذه فأنطقها الله عز وجل فقالت يا ذا
تعجبك نفسك فوالذي نفسي بيده لأنا على ما أتاني الله عز وجل من فضله أشكر منك
على ما أتاك الله من فضله (4)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم
بن أبي العلاء قال أبو القاسم الحربي أنا أحمد بن سلمان نا عبد الله أنا محمود بن غيلان وفي رواية زاهر
قال قال محمود بن غيلان نا أبو أسامة حدثني خالد بن محدوج أبو روح قال
سمعت أنس بن مالك يقول إن داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه
أفضل مما مدحه وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جنبه فقال يا

(1) ترجمته في سير الاعلام 9 / 434.
(2) كتبت فوق السطر.
(3) سورة الإسراء، الآية: 44.
(4) نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3406 وفيه: درة بالدال المهملة.
95

داود افهم إلى ما يصوت الضفدع فأنصت داود فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه
بها داود فقال له الملك كيف ترى يا داود فهمت ما قالت قال نعم قال ماذا
قالت قال قالت سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود لا والذي
جعلني نبيه إني لم أمدحه بهذا (1)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا
عبد الرحمن نا جابر بن يزيد عن المغيرة بن عتيبة قال قال داود يا رب هل بات
أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني فأوحى الله إليه نعم الضفدع وأنزل الله
عليه " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " قال يا رب كيف أطيق
شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم قال يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي
ثم ترزقني على النعمة الشكر ثم تزيدني نعمة بعد نعمة فالنعمة منك يا رب والشكر
منك فكيف أطيق شكرك قال الآن عرفتني يا داود حق معرفتي
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد
عبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
الخضر بن أبان نا سيار بن حاتم نا جعفر بن سليمان حدثني ثابت
وعبد الوهاب بن أبي حفص قال أمسى داود عليه السلام صائما فلما كان عند إفطاره
أتي بشربة لبن فقال من أين لكم هذا اللبن قالوا من شاتنا قال ومن أين ثمنها
قالوا يا نبي الله من أين يسأل قال إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات
ونعمل صالحا
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا أبو عاصم الفضيل بن
يحيى الفضيلي أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر
البلخي نا أبو عبيد الله نا سيار يعني ابن حاتم نا جعفر حدثني ثابت
وعبد الوهاب بن أبي حفص أن داود نبي الله أمسى صائما فأتي بشربة لبن فقال من
أين لكم هذا اللبن قالوا من شاة لنا قال ومن أين لكم الشاة قالوا اشتريناها فلم
تسأل يا نبي الله قال إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات وأن نعمل صالحا

(1) ابن العديم 7 / 3407.
96

أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي (1) نا صامت بن معاذ قال قرأنا على
أبي قرة قال ذكر ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه قال قال داود يا رب قد
أنعمت علي كثيرا فدلني على أن أشكرك كثيرا قال اذكرني كثيرا فإذا ذكرتني فقد
شكرتني وإذا نسيتني فقد كفرتني
أخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو عثمان العيار (2) أنا أبو سعيد محمد بن
عبد الله بن حمدون نا محمد بن أحمد بن دلويه نا محمد بن يزيد نا إبراهيم بن
الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول قال داود عليه السلام كيف لي أن
أشكرك إلا بنعمتك فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أما علمت أن ما بك من النعمة مني
فقد شكرتني
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا أنا أبو القاسم عبد
الرحمن بن عبيد الله الخرقي ببغداد أنا أحمد بن سلمان النجاد نا عبد الله بن أبي
الدنيا نا إسماعيل بن بسام نا صالح المري (3) عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد (4)
قال قرأت في مسلة (5) داود عليه السلام أنه قال أي رب كيف لي أن أشكرك وأنا لا
أصل إلى شكرك إلا بنعمتك قال فأتاه الوحي إن يا داود أليس تعلم أن الذي بك من
النعم مني قال بلى يا رب قال فإني أرضى بذلك منك شكرا (6)
لفظ البيهقي أتم
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن

(1) ترجمته في سير الاعلام 14 / 257.
(2) اسمه سعيد بن أحمد بن ممد بن نعيم بن إشكاب. ترجمته في سير الاعلام 18 / 86.
(3) في البداية والنهاية " المزي " وقد صوبناه فيها (البداية والنهاية 2 / 18 بتحقيقنا) وهو صالح بن بشير
المري البصري.
(4) هو جيلان بن فروة، أبو الجلد.
وضبطت بفتح الجيم عن الاكمال 3 / 181.
(5) في البداية والنهاية وبغية الطلب: مسألة.
(6) نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 18 وابن العديم في بغية الطلب 7 / 3423.
97

محمد بن علي بن معاوية النيسابوري نا أبو حامد أحمد بن محمد العفصي نا
أحمد بن سلمة نا إسحاق بن موسى الخطمي نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد
العزيز التنوخي أن داود عليه السلام كان يقول سبحان مستخرج الشكر بالعطاء
ومستخرج الدعاء بالبلاء
قال وأنا البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان أنا أبو بكر بن
أبي الدنيا قال وقال أبو نصر التمار نا سعيد بن عبد العزيز قال قال داود سبحان
مستخرج الدعاء بالبلاء سبحان مستخرج الشكر بالرجاء
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا أنا أبو القاسم
الخرقي نا أحمد بن سلمان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا عبيد الله بن عمر نا
معاوية بن عبد الكريم نا الحسن قال قال داود إلهي لو أن لكل شعرة مني لسانين
يسبحانك الليل والنهار ما قضيا نعمة من نعمك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر نا أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو بكر بن بالويه نا محمد بن يونس القرشي نا روح بن عبادة حدثني عبد الله بن
لاحق عن ابن شهاب قال قال داود عليه السلام الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز
جلاله فأوحى الله إليه إنك أتعبت الحفظة يا داود (2)
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
أبو سعيد المفضل بن محمد نا صامت بن معاذ قال قرأنا على أبي قرة نا أبو المنذر
قال داود عليه السلام لما أصاب الذنب وتاب الله عليه اللهم ألهمني شكرا يرضيك
عني قال فألهم داود أن قل الحمد لله رب العالمين كما ينبغي لكرم وجهك وعز
جلالك فجعل يقولها فنودي من السماء يا داود أتعبت الكتبة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا علي بن محمد قالا أنا أبو القاسم الخرقي نا

(1) مر قريبا " الحربي " وفي م: الحرفي.
(2) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 18 عن البيهقي.
98

أحمد بن سليمان (1) نا عبد الله بن أبي الدنيا نا علي بن الجعد قال سمعت
سفيان بن سعيد وذكر داود النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الحمد لله حمدا ينبغي لكرم وجه ربي وعز
جلاله فأوحى الله إليه يا داود أتعبت الملائكة (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن الحسن بن سعيد قالا نا
وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب نا أبو القاسم المغيري يعني
عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد في سنة خمس عشرة وأربعمئة نا عمر بن
جعفر بن سالم نا عبد الله بن محمد بن الكريم الرازي بأصبهان نا عمي أبو زرعة
نا العباس بن الوليد الدمشقي حدثني أبي عن الأوزاعي حدثني عبد الله بن عامر قال
أعطي داود (صلى الله عليه وسلم) من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط حتى إن كان الطير والوحش
لتعكف (3) حوله حتى تموت عطشا وجوعا وإن الأنهار لتقف (4)
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5) نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن
أبي مسلم أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا إسحاق بن إبراهيم
الختلي نا محمود بن أبي بشر نا محمد بن صالح نا الحسين بن جعفر قال سمعت
أبي يقول قال وهب بن منبه كان داود إذا قرأ القرآن لم يسمعه شئ إلا حجل كهيئة
الرقص (6)
كتب إلي أبو علي بن نبهان ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر الباقلاني
وأبو الحسن بن مخلد وأبو علي الكاتب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر الكرجي قالوا (7) أنا أبو
علي بن شاذان أنا أبو بكر بن مقسم المقرئ أنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي
أنا ابن عائشة قال كان لداود صوت يطرب المحموم ويسلي الثكلى وتصغي له الوحش

(1) كذا بالأصل، وقد مر: أحمد بن سلمان، وفي م هنا: سلمان.
(2) انظر البداية والنهاية 2 / 18.
(3) البداية والنهاية: ينعكف.
(4) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 14.
(5) بالأصل: " المزرقي " بالقاف، والصواب بالفاء عن م.
(6) البداية والنهاية 2 / 14.
(7) كذا.
99

حتى تؤخذ بأعناقها وما تشعر
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن
رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى نا
إسحاق بن بشر القرشي قال وأنا أبو العباس عن وهب بن منبه إن بدء ما صنعت
المزامير (1) والبرابط والصنوج (2) على صوت داود كان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان
بمثله قط فتعكف الجن والإنس والطير والدواب على صوته حتى يهلك بعضها
جوعا () 3 فخرج إبليس مذعورا لما رأى من استئناس الناس والدواب بصوت داود
بالزبور فدعا عفاريته فقال ما هذا الذي دهاكم فيمن أنتم بين ظهريه قالوا مرنا بما
أحببت قال فإنه لا يصرفهم عنه إلا ما يشبه ما يسمعون منه فعند ذلك احتفروا
المزامير والبرابط واتخذوا الصنوج على أصناف صوته (4) فلما سمع ذلك غواة الناس
والجن انصرفوا إليهم وانصرفت الدواب والطير أيضا وقام داود في بني إسرائيل يحكم
فيهم بأمر الله نبيا حكيما عابدا مجتهدا وكان أشد الأنبياء اجتهادا وأكثرهم بكاء حتى
عرض له من فتنة تلك المرأة ما عرض وكان له محراب يتوحد فيه لتلاوة الزبور
ولصلاته إذا صلى وكان أسفل منه بستان لرجل من بني إسرائيل يقال له أوريا بن
صوري وكانت امرأته سابع بنت حنانا التي أصاب داود عليه السلام منها ما أصاب
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبي أبو
القاسم أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم الإسفرايني نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن منصور الطوسي قال
سمعت صبيحا أبا تراب [* * * *] قال أبو عوانة وحدثني أبو العباس المري (5) نا محمد بن
صالح العدوي نا سيار هو ابن حاتم عن جعفر عن مالك قال كان داود النبي (صلى الله عليه وسلم)
إذا أخذ في قراءة الزبور تفنقتت العذاري (6)

(1) جمع مزمار، وهو ما يزمر به.
(2) البرابط جمع بربط وهو العود.
(3) البداية والنهاية 2 / 14.
(4) تاريخ الطبري 1 / 478.
(5) البداية والنهاية: المدني.
(6) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 14 وقال ابن كثير: وهذا غريب.
100

قال وأنا أبو عوانة نا يوسف بن مسلم نا أحمد بن الحجاج بن محمد وأبوه
جالس معنا حدثني أبي [* * * *] قال أبو عوانة ونا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن
عبد الرزاق كلاهما عن ابن جريج قال سألت عطاء عن القراءة على الغناء قال وما
بأس بذلك سمعت عبيد بن عمير يقول كان داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يأخذ المعزفة فيضرب بها
ويقرأ عليها يرد عليه صوته يريد بذلك يبكي ويبكي (1) هذا حديث يوسف والآخر
بمعناه
أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي (2) أنا طراد بن محمد أنا
عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري نا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن
منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنا ابن جريج قال سألت عطاء عن القراءة على
الغناء قال وما بأس بذلك حدثني عبيد بن عمير أن داود النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يأخذ
المعزفة (3) فيضرب بها ثم يقرأ فترد عليه صوته يلتمس بذلك أن يبكي ويبكي
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا أنا
أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه عن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري قال داود أول من
قال أما بعد وهو " فصل الخطاب " (4) (5)
أنبأنا أبو بكر السيوري ثم أخبرنا أبو المحاسن الطبسي عنه أنا أبو بكر
الحيري نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن جعفر بن أبي طالب أنا عبد الوهاب يعني
ابن عطاء أنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة في قوله " وآتيناه الحكمة وفصل
الخطاب " (6) قال البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه (7)

(1) المصدر نفسه 2 / 14.
(2) غير مقروءة بالأصل وم، والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد الله بن جابر - بن زيد
ص 685) وانظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 170.
(3) الأصل وم: المعرفة، والصواب ما أثبت عن الرواية السابقة.
(4) سورة ص، الآية: 20.
(5) البداية والنهاية 2 / 15.
(6) سورة ص، الآية: 20.
(7) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 15 وفيها: واليمين على من أنكر.
101

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أحمد بن عثمان الأدمي نا أبو قلابة نا بشر بن عمر نا شعبة عن الحكم عن شريح
في قوله " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " قال الأيمان والشهود (1) وكذا قال
مجاهد (2)
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا نا
أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان نا أبو يحيى الحماني عن
مسعر عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي أن داود النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالقضاء
فقطع به فأوحى الله عز وجل إليه أن استحلفهم باسمي وسلهم البينات قال فذلك "
فصل الخطاب "
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه أنا علي بن أحمد بن محمد
المفسر أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز فيما أجازني أن أبا الفضل وهو
محمد بن الحسين الحدادي أخبرهم عن أبي يزيد الخالدي أنا إسحاق بن إبراهيم أنا
عبد الله بن يزيد المقرئ نا داود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة
عن ابن عباس أن رجلا من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داود
فقال إن هذا غصبني بقرا لي فسأل داود الرجل عن ذلك فجحده فسأل الآخر البينة
فلم يكن له بينة فقال لهما داود قوموا حتى أنظر في أمركما فقاما من عنده فأوحى
الله عز وجل إلى داود في منامه أن يقتل الرجل الذي استعدي عليه فقال هذه رؤيا
ولست أعجل حتى أتثبت فأوحى الله إليه في منامه أن يقتله فلم يفعل فأوحى الله إليه
في الثالثة أن يفعل أو تأتيه العقوبة فأرسل داود إليه فقال له إن الله أوحى إلي أن أقتلك
فقال الرجل تقتلني بغير بينة قال داود نعم والله لأنفذن أمر الله فيك فلما عرف
الرجل أنه قاتله قال لا تعجل علي أخبرك إني والله ما أخذت بهذا الذنب (3) ولكني
كنت اغتلت أبا هذا فقتلته فبذلك أخذت فأمر به داود فقتل فاشتدت هيبة بني إسرائيل

(1) البداية والنهاية 2 / 15.
(2) نقل ابن كثير عن مجاهد أنه قال: هو الفصل في الكلام وفي الحكم. ونقل عنه أيضا قوله: هو إصابة
القضاء وفهمه.
(3) يعني أن ادعاءه على الرجل في اغتصابه البقرة كان صحيحا ومحقا ولم يرتكب ذنبا في هذا الدعاء.
102

لداود عند ذلك وشدد به ملكه وهو قوله " وشددنا ملكه " (1)
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين البزاز نا أبو بكر الخطيب
أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه أنا أحمد بن سندي نا أبي الحسن بن علي
نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر أنا أبو إلياس يعني إدريس بن
سنان (2) عن وهب بن منبه قال لما كثر الشر في بني إسرائيل وشهادات
الزور أعطى (3) الله تعالى داود سلسلة بفصل الخطاب قال وهب كانت السلسلة سلسلة
من ذهب معلقة من السماء إلى الأرض بحيال الصخرة إلى بيت المقدس فإذا تشاجر
اثنان في شئ قال لهما داود اذهبا إلى السلسلة فكان أولاهما بالعدل ينالها وإن كان
قصيرا قال فاستودع رجل لؤلؤة لها خطر ثم ابتغاها منه فقال له رددتها عليك
فاستعدى عليه فانطلق المستعدي عليه فثقب عصا فجعل فيها اللؤلؤة ثم قبض على
العصا وغدا معه إلى داود فقال داود اذهبا إلى السلسلة فذهبا فجاء صاحب اللؤلؤة
فقال اللهم إن كنت تعلم أني استودعت هذا اللؤلؤة فلم يردها علي فأسألك أن أنالها
فنال السلسلة وقال الآخر كما أنت حتى أدعو أنا أيضا أمسك عصاي هذه فدفعها إليه
فقال اللهم إن كنت تعلم أني دفعت إليه لؤلؤته فأسألك أن أنالها فنالها فقال داود
ما هذا ينالها الظلوم والمظلوم فأوحى الله إلى داود إن اللؤلؤة في العصا فارتفعت
السلسلة (4)
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا أحمد بن يوسف نا خلف نا إسماعيل نا
عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول (5) إن داود أراد أن يعلم عدة لبني
إسرائيل كم هم فبعث لذلك نقباء وعرفاء وأمرهم أن يدفعوا إليه ما بلغ عددهم فعتب
الله عليه ذلك وقال قد علمت أني وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفي ذريته حتى أجعلهم
كعدد نجوم السماء وأجعلهم لا يحصى عددهم فأردت أن تعلم عددها قلت إنه لا

(1) نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3409 والبداية والنهاية 2 / 15.
(2) غير مقروءة بالأصل والزيادة عن م وفي البداية والنهاية: إدريس بن سنان.
(3) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م، وانظر البداية والنهاية.
(4) انظر بغية الطلب 7 / 3410 والبداية والنهاية 2 / 15.
(5) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 485.
103

يحصى عددهم فاختاروا بين أن أبتليكم بالجوع ثلاث سنين أو أسلط عليهم العدو ثلاثة
أشهر أو الموت ثلاثة أيام فشاور داود بني إسرائيل فقالوا ما لنا بالجوع ثلاث سنين
صبر ولا بالعدو ثلاثة أشهر فإن كان لا بد فالموت بيده لا بيد غيره فذكر وهب
مات منهم في ساعة من نهار ألوف كثيرة (1) لا يدري ما عددهم فلما رأى ذلك داود
شق عليه ما بلغه من كثرة الموت فتبتل إلى الله فدعاه فقال أي رب أنا آكل
الحماض (2) وبنو إسرائيل يضرسون أنا طلبت ذلك وأمرت به بني إسرائيل فما كان من
شئ فبي واعف عن بني إسرائيل فاستجاب الله له ورفع عنهم الموت فرأى داود
الملائكة سالين سيوفهم (3) ثم يغمدونها وهم يرفعون (4) في سلم من ذهب من الصخرة
إلى السماء فقال داود هذا مكان ينبغي أن نبني لله فيه مسجدا ونكرمه فأسس داود
قواعده وأراد أن يأخذ في بنائه فأوحى إليه إن هذا بيت مقدس وإنك قد صبغت يديك
في الدماء فلست ببانيه ولكن ابنا لك أملكه بعدك اسمه سليمان وأسلمه من الدنيا فلما
ملك سليمان بناه وشرفه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو القاسم بن أبي العلاء وأخبرنا أبو
المعالي الحسين بن حمزة أنا أبو السرايا نجيب بن عمار بن أحمد الغنوي قالا أنا
أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان أنا الحسن بن مكرم نا عبد الله بن بكر
السهمي نا عباد بن شيبة قال بلغني أن داود النبي (صلى الله عليه وسلم) خلا يوما فقال يا رب هجرني
الناس فيك وهجرتهم لك فأوحى الله إلى نبيه عليه السلام ألا أدلك على شئ يستوي
فيه وجوه الناس إليك أن تخالط الناس بأخلاقهم وتحتجز الإيمان فيما بيني وبينك
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر محمد بن عبد الله العمري أنا
أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح أنا أبو (5) جعفر محمد بن أحمد بن
عبد الجبار الرذاني (6) نا حميد بن زنجويه النسوي نا عبيد الله بن موسى نا

(1) الطبري: ألوف كبيرة.
(2) الحماض: ما في جوف الأترجة.
(3) مطموسة بالأصل، والمثبت عن الطبري.
(4) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م، وانظر مختصر ابن منظور 8 / 117 وفي الطبري: يرتقون.
(5) زيادة لازمة سقطت من الأصل وفي م: أخبرنا انظر ما يلي.
(6) بالأصل وم " الرداني " بالدال المهملة، والمثبت والضبط عن الأنساب، وذكره السمعاني وترجم له
وسماه: " أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون النسوي الرذاني ".
والرذاني نسبة إلى رذان قرية من قرى نسا، يقال لها: ريان بالياء.
104

إسرائيل عن منصور عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب قال كان داود
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يقول هؤلاء الكلمات ثلاثا حين يصبح وحين يمسي اللهم خلصني من كل
مصيبة نزلت الليلة من السماء إلى الأرض اللهم اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت
الليلة من السماء إلى الأرض
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري
أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح نا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن
الغبري البزاز نا أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن الحصين بن عدي الكندي نا أبو خالد
الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد قال كان من دعاء داود اللهم لا تكثر علي
فأطغى ولا تقل لي فأنسى فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى اللهم رزق يوم بيوم
فإذا رأيتني أجوز (1) مجلس الذاكرين إلى مجالس المتكبرين فاكسر رجلي فإنها نعمة
منك تمن بها علي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا
الحسن بن إسماعيل الضراب أنا أحمد بن مروان الدينوري نا أبو بكر بن أبي الدنيا
نا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال كان من
تحميد داود الحمد لله عدد قطر المطر وورق الشجر وتسبيح الملائكة وعدد ما
يكون في البر والبحر والحمد لله عدد أنفاس الخلق ولفظهم وطرفهم وظلالهم وعدد
ما عن أيمانهم وعن شمائلهم وعدد ما قهره ملكه ووسعه حفظه وأحاطت به قدرته
وأحصاه (2) علمه والحمد لله عدد ما تجري به الرياح ويحمله السحاب وعدد ما
يختلف به الليل والنهار وتسير به الشمس والقمر والنجوم والحمد لله عدد كل شئ
أدركه بصره ويعد فيه علمه والحمد لله الذي حلم في الذنوب عن عقوبته (3) حتى كان لا
ذنب لي ولم يؤاخذني لم يظلمني سيدي والحمد لله الذي أرجوه أيام حياتي وهو
ذخري في آخرتي ولو رجوت غيره لا انقطع رجائي والحمد لله الذي تمسي أبواب

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م.
(2) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.
(3) في م ومختصر ابن منظور: عقوبتي.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن المختصر وفي م: دخري.
105

الملوك مغلقة دوني وبابه مفتوح لكل ما شئت من حاجتي بغير شفيع (1) فيقضيها لي
والحمد لله الذي أخلو به في حاجتي وأضع عنده سري في أي ساعة شئت والحمد لله
الذي يتحبب إلي وهو غني عني
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا أبو عاصم الفضيل بن
يحيى الفضيلي أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن
الأزهر بن عقيل البلخي نا أبو عبد الله الوراق يعني حماد بن الحسن بن عنبسة نا
حبان يعني ابن هلال نا صالح يعني المري نا أبو عمران عن أبي الجلد قال
قرأت في دعاء داود عليه السلام إلهي إذا ذكرت ذنوبي ضاقت علي الأرض برحبها
فإذا ذكرت رحمتك وسعت علي إلهي أن أذوق مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة أهون علي
من أن أذوق مرارة الآخرة بحلاوة الدنيا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الخضر بن أبان نا سيار نا جعفر نا مالك بن دينار
قال بلغنا أن داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول في دعائه اللهم اجعل حبك أحب إلي من
سمعي وبصري ومن الماء البارد
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا أحمد يعني ابن عبد الرحمن بن وهب نا عمي نا
حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعبا حلف
بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا
انصرف من صلاته قال اللهم أصلح ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي
الذي جعلت فيها معاشي اللهم أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك
وأعوذ بك منك اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك
الجد
قال وحدثني كعب أن صهيبا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقولهن عند انصرافه من
صلاته
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر العمري الهروي أنا أبو محمد

(1) الأصل: سفيع والمثبت عن م.
106

الأنصاري أنا أبو جعفر الرذاني (1) نا حميد بن زنجويه نا ابن أبي أويس نا ابن أبي
الزناد عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب الأحبار قال
إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا انصرف من صلاته قال اللهم أصلح لي
ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي التي جعلت فهيا معاشي اللهم إني أعوذ
برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك لا مانع لما أعطيت ولا
معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك جده
قال كعب وأخبرني صهيب أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ينصرف بهذا الدعاء
من صلاته
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا محمود بن عمر بن
جعفر أنا علي بن الفرج بن أبي روح نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا عمر بن سعيد الدمشقي عن سعيد
بن عبد العزيز عن مكحول قال كان من دعاء داود عليه
السلام يا رازق النعاب في عشه وذاك أن الغراب إذا فقص عن فراخه فقص عنها
بيضا فإذا رآها كذلك نفر عنها فيفتح أفواهها فيرسل الله عليها ذبابا يدخل في أفواهها
فيكون ذلك غذاءها حتى تسود فإن اسودت انقطع الذباب عنها وعاد الغراب إليها
فغذاها (3)
كذا في الأصل ولعله سقط منه شيخ ابن أبي الدنيا فهو يروي عن رجل عن
عمر بن سعيد
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنا أبو القاسم عبد الله بن
الحسن بن محمد الخلال أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ نا أبو محمد
يزداد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزداد الكاتب نا أبو سعيد عبد الله بن سعيد
الأشج نا أبو خالد عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال كان من دعاء داود
عليه السلام اللهم إني أعوذ بكمن جار السوء ومن زوج يشيبني قبل المشيب ومن
ولد يكون علي وباء ومن مال يكون علي عذابا ومن خليل ماكر عيناه ترياني وقلبه

(1) تقرأ بالأصل: " الردائي " أو " الرداي " والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(2) غير واضحة بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 119 وابن العديم وم.
(3) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3429.
107

يرعاني إذا رأى حسنة دفنها وإذا رأى سيئة أذاعها (1)
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي وأبو المحاسن أسعد بن علي بن
الموفق بن زياد (2) وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن وأبو الوقت عبد الأول بن
عيسى بن شعيب (3) قالوا أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر أنا أبو
محمد عبد الله بن أحمد الحمري السرخسي أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس
السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنا عبد الله بن محمد بن
أبي شيبة نا مروان بن معاوية عن عوف عن عباس العمي (4) قال بلغني أن داود
النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول في دعائه سبحانك اللهم أنت ربي تعاليت فوق عرشك وجعلت
خشيتك على من في السماوات والأرض فأقرب خلقك منك منزلة أشدهم لك خشية
وما علم من لم يخشك أو ما حكمة من لم يطع أمرك
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا
أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا محمد بن أيوب البجلي أنا عمرو بن الحصين
نا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه
عن عبد الله بن مغيث عن كعب قال أخبرني صهيب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم
إنك لست بإله استحدثناه ولا رب استبدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه وندرك
ولا أعانك على خلقك أحد فنشك فيك تباركت وتعاليت [* * * *]
قال هكذا كان داود عليه السلام يقوله (5)

(1) نقله باختلاف ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3429.
(2) ترجمته في سير الاعلام 20 / 212.
(3) سير الاعلام 20 / 303.
(4) ممحوة بالأصل، والمثبت عن م.
(5) وهنا ينتهي الجزء المخطوط من م وكتبت في آخره: تم هذا الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه.
يتلوه إن شاء الله تعالى قوله: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما وأبدا إلى يوم الدين آمين.
داود بن إبراهيم مولى سفيان بن زياد
من بني قيس بن الحارث بن فهد المديني،
حدث عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري روى عنه محمد بن عجلان، وشعبة، ومحمد بن إسحاق
وعبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، ويزيد بن عبد الملك النوفلي وأبو عتبان محمد بن مطرف وزياد أبو
سفيان الكاتب المدني. وقدم على الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو بكر محمد بن (الأكفاني) أنبأ أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن
الزيات حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البواني (كذا) حدثني علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن داود بن
إبراهيم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ح. قال: وأنبأنا ابن الزيات قال: حدثنا أبو حفص عمر بن
إسماعيل بن أبي غيلان أنبأنا علي بن الجعد. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن
هبة الله بن عبد المسلم (كذا) قالا: أنبأنا أبو محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد، حدثنا علي أنبأنا شعبة عن داود بن إبراهيم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ما زال
جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ".
108

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء شفاها أنا أبو الفتح منصور (1) عن
علي الأزدي قال كان داود عليه السلام يقول اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغي
وفقر ينسي وهوى يردي وعمل يخزي (2) (3)

(1) كلام غير مقروء حوالي ثلاث أسطر، تركنا مكانه بياضا.
(2) الخبر كله غير واضح تماما بالأصل وصحح عن مختصر ابن منظور 8 / 119.
(3) بداية خبر من أربعة أسطر غير مقروءة.
هنا ينتهي المجلد الخامس المخطوط ولما تنتهي ترجمة نبي الله داود عليه السلام، ويبدو أن جزءا كبيرا
سقط من الأصل بدليل أن القسم الباقي أخذ أكثر من خمس وعشرين صفحة في مختصر ابن منظر
8 / 118 إلى 142 هذا مع العلم أنه حذف السند، ومن عادته ألا يكرر رواية حديث أخبر ما، فيكتفي
إذا تكررت روايات خبر ما أن يختار الأكثر دقة والأتم.
وفي مختصر ابن منظور أيضا 8 / 142 ترجمة: داود بن أحمد بن عطية العنسي. وقد سقطت أيضا من
الأصل هنا، والمجلد المخطوط السادس يبدأ بترجمة داود بن الأسود الجهني.
ولا نجزم أن ترجمة داود بن أحمد العنسي هي التي سقطت فقط، فمن عادة ابن منظور أيضا ألا يذكر
كل التراجم...
109

بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله التوفيق (1)
2038 داود بن الأسود ويقال ابن أبي الأسود الجهني
دمشقي ممن سعى في بيعة يزيد بن الوليد الناقص حكى عن وضين بن عطاء
وهشام بن عروة
روى عنه محمد بن راشد المكحولي
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب في كتابه أنا أبو العباس أحمد بن
إبراهيم الرازي أنبأنا أبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن أحمد بن المنهال بن
حبيب (2) أنبأنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكناني (3)
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المعافا ثنا محمود بن خالد ثنا أبي نا محمد بن راشد
عن داود بن الأسود وسفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا صلى تطوعا فشق عليه طول القيام ركع ثم سجد سجدتين
ثم قعد فقرأ قاعدا ما بدا له فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع وسجد (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو
الحسين بن المهتدي نا أبو حفص بن شاهين إملاء نا أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي بدمشق نا
محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث نا محمد بن بكار بن بلال نا محمد بن راشد عن
داود بن أبي الأسود وسفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا صلى قائما في التطوع فشق عليه القيام ركع ثم سجد سجدتين
ثم قعد فقرأ ما بدا له وهو قاعد فإذا أراد أن يركع قام فقرأ بعض ما يريد أن يقرأ ثم يركع
ويسجد [* * * *]
قال ابن شاهين وهذا الحديث من طريق سفيان الثوري عن هشام بن عروة
غريب

(1) في م كتبت العبارة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال.
(2) ترجمته في سير الاعلام 17 / 513.
(3) ترجمته في سير الاعلام 16 / 179.
110

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا ثنا أبو أحمد زاد
الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنبأ
محمد بن إسماعيل قال (1) داود بن الأسود عن هشام بن عروة قاله موسى بن
إسماعيل عن محمد بن راشد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا عبد الرحمن بن مندة أنا
حمد بن عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا
أبو محمد بن أبي حاتم قال داود بن الأسود روى عن هشام بن عروة روى عنه
محمد بن راشد سمعت أبي يقول ذلك
2039 داود بن أيوب بن سليمان بن عبد الأحد
ويقال عبد الواحد بن أبي حجر
أبو بشر ويقال أبو سليمان بن أبي سليمان الأيلي (3)
حدث عن أبيه أيوب بن سليمان وهشام بن عمار وإبراهيم بن المنذر
روى عنه خيثمة بن سليمان وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو القاسم علي بن
جعفر بن موسى الكاتب ومحمد بن حمدان بن سفيان
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأ أبو الحسن الخلعي أنا
أبو محمد بن النحاس أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي نا داود بن أيوب بن سليمان بن أبي
حجر الأيلي بأيلة سنة سبعين نا أبي نا بكر بن صدقة عن هشام بن سعد (4) عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد الجهني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من
توضأ وأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر الله له ما تقدم من
ذنبه [* * * *]

(1) لم أعثر له على ترجمة في التاريخ الكبير.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 401.
(3) هذه النسبة غلى أيلة، مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام
(ياقوت).
(4) أبو عباد القرشي مولاهم المدني الخشاب يتيم زيد بن أسلم ترجمته في تهذيب التهذيب 11 / 39.
111

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد
نبأ أبو الحسن خيثمة بن سليمان نا داود بن أبي حجر بأيلة نا هشام بن عمار نا
عمرو بن واقد نا عمر بن يزيد البصري عن الزهري عن عروة عن عائشة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خرج ثلاثة نفر فأصابتهم السماء فدخلوا غارا فانطبق عليهم الجبل فقال
بعضهم لبعض هذا بأعمالكم فليقم كل رجل فليدع الله بخير عمل عمله [* * * *] وذكر
حديث الغار
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسين بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو الفضل بن سليم قالا أنبأنا
أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو (1) سعيد بن
يونس داود بن أيوب بن سليمان بن عبد الأحد بن أبي حجر الأيلي يكنى أبا سليمان
يروي عن أبيه وعن إبراهيم بن المنذر
وأنبأنا أبو محمد العلوي وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر عنهما قالا
أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأ أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد أيوب بن
سليمان بن عبد الواحد بن أبي حجر الأيلي يكنى أبا سليمان وقد رأيت من يحدث
عنه يروى عن بكر بن صدقة روى عنه داود بن أيوب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال أيوب بن سليمان بن عبد الواحد بن أبي حجر الأيلي أبو سليم
(2) يروي عن بكر بن صدقة الجدي (3) روى عنه ابنه داود
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري [* * * *]
وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا أبو زكريا
أنبأ عبد الغني بن سعيد قال وأيوب بن أبي حجر الأيلي بالفتح أيضا وداود من
ولده

(1) بالأصل: " ابن " واسمه عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى، أبو سعيد، ترجمته في سير
الاعلام 15 / 578.
(2) كذا ورد هنا بالأصل وم.
(3) عن الاكمال لابن ماكولا 2 / 388 في باب حجر: " الجدي " وإعجامها بالأصل مضطرب.
112

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) وأما حجر
بفتح الحاء والجيم داود بن أيوب بن سليمان بن عبد الأحد بن أبي حجر الأيلي
يكنى أبا بشر يروي عن أبيه وعن إبراهيم بن المنذر
2040 داود بن بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه وأخبرني أبو المعمر
الأنصاري عنه وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو علي بن أبي جعفر وأبو
الحسن بن العلاف قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا
محمد بن جعفر الخرائطي نا علي بن بحر بن أيوب الكوفي نا محمد بن عبيد الله
العتبي عن محمد بن الحكم قال كانت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان تحت
عمر بن عبد العزيز فهويت داود بن بشر بن مروان وهوى بها فلما مات عمر بن
عبد العزيز قالت لأخيها مسلمة إني قد اشتهيت أن أجد رائحة الولد قال ويحك بعد
عمر قالت لا بد من ذلك قال لا جرم لا تسوري (3) بك الأزواج قالت قد
تسورت منهم داود وكان أعور قبيح المنظر فقال في ذلك الأحوص (4)
* أبعد الأغر ابن عبد العزيز * قريع قريش إذا تذكر
تبدلت داود مختارة * ألا ذلك الخلف الأعور *
وقيل إنها تزوجت سليمان بن داود بن مروان بن الحكم وهو الخلف الأعور
فالله أعلم (5)
2041 داود بن جناح بن روح بن جناح القرشي
مولى الوليد بن عبد الملك حكى عنه ابنه سليمان بن داود

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 388.
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 13 / 459.
(3) في الوافي بالوفيات: لا تسورن.
(4) البيتان في الوافي بالوفيات 13 / 460.
(5) وقيل إن الذي خلف عليها بعد عمر داود بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وكان يسكن دار
البخت من أعمال دمشق.
113

2042 داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد
أبو سليمان النيسابوري ثم البيهقي الخسروجردي (1)
رجل وسمع بالشام محمد بن هاشم البعلبكي وأبا التقي (2) هشام بن عبد الملك
اليزني ومحمد بن خلف العسقلاني أبا نصر وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
وبمصر محمد بن رمح وعيسى بن حماد وعبد الملك بن شعيب بن الليث وأبا
الطاهر وحرملة بن يحيى وبالعراق عبد الله بن معاوية الجمحي ونصر بن علي
الجهضمي وبشر بن آدم بن بنت أزهر بن سعد السمان وبالحجاز أبا مصعب
الزهري (3) ويعقوب بن حميد بن كاسب وبخراسان يحيى بن يحيى وإسحاق بن
راهويه وقتيبة بن (4) سعيد وسعد بن يزيد العداء وعلي بن حجر وعمرو بن زرارة
الكلابي
روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو بكر بن علي الحافظان وعبد الله بن
محمد بن مسلم (5) الإسفرايني وبشر بن أحمد الإسفرايني وأبو حامد أحمد بن
محمد بن الحسين البيهقي وأبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو يوسف
يعقوب بن (6) محمد بن يعقوب الأزهري الخسروجردي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن
أبي بكر قالا أنا أبو الحسين (7) عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سنة ثمان
وأربعين أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر بن محمود الإسفرايني (8) سنة تسع وستين
وثلاثمائة نبأ أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي بخسروجرد سنة ثلاث

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 579 والأنساب (الخسرجردي) ومعجم البلدان: " خسروجرد ".
والخسروجردي - ضبطت عن الأنساب - نسبة إلى خسروجرد وهي قرية من ناحية بيهق وكانت قصبتها ثم
صارت سبزوار (الأنساب) وهي من أعمال نيسابور بينها وبين قومس (ياقوت).
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 200.
(3) اسمه أحمد بن أبي بكر.
(4) في الأنساب سمع منه ببلخ.
(5) الأنساب: سلم.
(6) الأنساب: " يعقوب بن أحمد بن محمد " ومثله في معجم البلدان.
(7) الأصل: " أبو الحسين بن عبد الغافر " انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 19.
(8) ترجمته في سير الاعلام 16 / 228.
114

وسبعين ومائتين نا أبو زكريا يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري أنا
الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله أنه وجد بردا شديدا وهو في سفر فأمر المؤذن
ومن معه بأن يصلوا في رحالهم فإني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمر بذلك إذا كان مثل هذا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ
نا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي نا داود بن الحسين نا محمد بن
هاشم البعلبكي نا سويد بحديث ذكره
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال أجاز لنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأ
أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال داود ابن الحسين بن عقيل بن سعيد النيسابوري
أبو سليمان الخسروجردي وهي قصبة رستاق بيهق سمع بخراسان يحيى بن يحيى
وإسحاق بن إبراهيم وسعد بن يزيد الفراء وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر
وعمرو بن زرارة وأقرانهما (1) وسمع بالعراق عبد الله بن معاوية الجمحي
ونصر بن علي الجهضمي وبشر بن آدم والطبقة وسمع بالحجاز أبا مصعد الزهري
ويعقوب بن حميد وأقرانهما وسمع بمصر عيسى (2) بن حماد ومحمد بن رمح وأبا
الطاهر وحرملة وأقرانهم وسمع بالشام أبا التقي اليزني ومحمد بن خلف العسقلاني
وأقرانهما روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو بكر بن علي الحافظ وعبد الله بن
محمد بن مسلم قال وسمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخطيب
الخسروجردي يقول سمعت داود بن الحسين بن عقيل يقول مولدي سنة مائتين
ومات بخسروجرد سنة ثلاث وتسعين ومائتين (3)

(1) كذا بالأصل وفي م: وأقرانهم.
(2) بالأصل تقرأ: " عليه " وقد تقدم في بداية الترجمة: " عيسى وهذا ما أثبتناه عن م، انظر مصادر ترجمته.
(3) في الأنساب: " مات بقريته سنة ست وتسعين ومائتين، وقيل سنة ثلاث ". وفي معجم البلدان: " توفي
في خسروجرد سنة 299 وقيل سنة 300 ".
115

2043 داود بن دينار أبي هند بن عذافر (1)
أبو بكر ويقال أبو محمد (2)
ويقال اسم أبي هند طهمان القشيري مولاهم البصري
حدث عن مكحول والوليد بن عبد الرحمن وأبي منيب الجرشي (3)
وسعيد بن المسيب والحسن البصري وعكرمة والشعبي وابن سيرين وعمرو بن
سعيد وأبي العالية وعبيد الله بن عبيد الأنصاري وسعيد بن أبي حمزة وأبي
نضرة (4) وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة الجرمي (5) وعبد الله بن عون وعباد بن
منصور وخلاس بن عمرو والعباس بن عبد الرحمن الهاشمي وبشر بن نمير
وسماك بن حرب وأبي صالح مولى آل طلحة بن عبيد الله وعطاء الخراساني
روى عنه شعبة والثوري وحماد بن سلمة وحماد (6) بن زيد ووهيب بن
خالد وهشيم ويزيد بن زريع وابن علية وخالد بن عبد الله الطحان ويزيد بن
هارون ومسلمة بن علقمة أبو أحمد العدل وإبراهيم بن طهمان وأبو شهاب الحناط
وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ومحمد بن فضيل الحلبي وعدي (7) بن عبد الرحمن
الطائي والهيثم بن حميد الدمشقي وقدم دمشق وحدث بها
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي قالا أنبأ أبو عثمان
البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن
عبد الجبار الصوفي ببغداد [* * * *]

(1) الأصل: " عدافر " والمثبت عن مصادر ترجمته. وفي مختصر ابن منظور: غدافر وفي الوافي بالوفيات
" عدافر " كالأصل وفي م: عمراقد.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 121 شذرات الذهب 1 / 208 تذكرة الحفاظ 1 / 146 الوافي بالوفيات
13 / 496 سير أعلام النبلاء 6 / 376 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) بالأصل: " وأبي مثبت الحر سفيان " كذا، وفي م: أبي شيبة الخرشين والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
(4) إعجامها بالأصل وم غير واضح تقرأ " نصرة " وتقرأ " نصره "، والمثبت عن سير الاعلام، وفي تهذيب
التهذيب: أبي بصرة.
(5) الأصل: " الحرمي " والصواب عن م، واسمه عبد الله بن زيد (ترجمته في تهذيب التهذيب).
(6) زيادة لازمة عن م، انظر سير الاعلام وفيها حدث عنه: حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وفي تهذيب
التهذيب: وعنه:... والحمادان.
(7) تهذيب التهذيب: عزرة.
116

وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأ أحمد بن محمود أنبأ محمد بن إبراهيم أنبأ
أحمد بن علي بن المثنى قالا نا محرز بن عون نا علي بن مسهر عن داود بن أبي
هند عن ابن سيرين زاد أبو يعلى يعني محمدا عن أبي هريرة قال نهى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تنكح المرأة على خالتها أو على عمتها [* * * *] وأن تسأل المرأة طلاق
أختها لتكتفئ ما في صحفتها زاد الصوفي فإن الله عز وجل رازقها
أخرجه مسلم عن محرز (1)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد السيرافي
نبأ القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
يعقوب المتوثي (2) نا أبو داود سليمان بن الأشعث نا الحسن بن شوكر نا
إسماعيل بن إبراهيم نا داود بن أبي هند قال قدمت دمشق فسألوني عن أولاد
المشركين فحدثتهم عن الحسن عن أبي هريرة أنه قال كل مولود يولد على الفطرة
وحدثتهم عن الشعبي عن علقمة أن ابني مليكة قالا (3) يا رسول الله إن أمنا وأدت
موؤودة في الجاهلية فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوائدة والموؤدة في النار إلا أن تدرك
الوائدة الإسلام فتسلم [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم نا عبد الله بن محمد بن جعفر قال في
كتابي عن محمد بن أبان المديني نا يحيى بن الفضل الحرفي نا سعيد بن عامر قال
قال داود بن أبي هند أتيت الشام فلقيني غيلان فقال يا داود إني أريد أن أسألك عن
مسائل قلت سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين قال سل يا داود
قلت أخبرني ما أفضل ما أعطي ابن آدم قال العقل قلت فأخبرني عن العقل هو
شئ مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء تركه أو هو مقسوم بينهم قال فمضى ولم
يجبني (3)

(1) صحيح مسلم (16) كتاب النكاح، (ح 1408) ج 2 / 1030 وفيه: على عمتها أو خالتها.
(2) الأصل: " المتوتي " والمثبت عن الأنساب، وهذه النسبة غلى متوث وهي بليدة بين قرقوب وكور
الأهواز.
(3) بالأصل: قال.
(4) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 6 / 377.
117

أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح بن وكيع النخعي نا عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله المروزي نا عبد الله بن محمد بن النصر الأصم نا العلاء بن
عمران نا خارجة قال قال لي داود بن أبي هند أين مسألتك قلت مرق على نهر
الماء جار قال لي تعرف قصر يونس قلت بلى قال فإني ولدت في دار قبالة ذلك
القصر قال أبو بكر وهو قبالة سلة عمار بن قرة قال وكان أبي دينار بن غذافر مولى
لامرأة من بني قشير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو المعالي ثابت بن
بندار قالا أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنا
الأحوص بن المفضل بن غسان أنا أبي قال نا يحيى (1) بن معين قال داود بن أبي
هند أبو عبد (2) زاد ثابت في موضع آخر بهذا الإسناد داود بن أبي هند بن عذافر وأبو
هند دينار
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
قال سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول داود بن أبي
هند أبو هند اسمه دينار وداود بن أبي هند أبو بكر كان ينزل البصرة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين بن الطيوري أنا أبو
الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال
أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثني جدي قال سمعت علي بن
المديني يقول داود بن أبي هند أبو هند اسمه دينار بن العذافر قال وكان دينار
مولى لامرأة من قشير وكان العذافر مولى لعبد الله بن عامر بن ليزيد قال يعقوب
وداود بن أبي هند ثقة ثبت بصري

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا للايضاح، ومكانها بياض بالأصل والسند مضطرب في م.
(2) كذا بالأصل " أبو عبد " وبعد " عبد " بياض مقدار كلمة.
(3) بالأصل " عياش " والصواب عن م، وهو عباس بن محمد الدوري انظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 522.
118

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنا
أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) قال قال لي أبو
موسى (2) يعني الزمن قال لي عامر بن صالح بن رستم داود بن من قلت
داود بن أبي هند قال داود بن دينار
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (3) أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر
الإسفرايني وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطبرسي قالا أنبأ أبو الفضل
محمد بن أحمد السعدي أنبأ أبو العباس منير بن أحمد أنبأ جعفر بن أحمد بن
إبراهيم نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم قال قال أبو نعيم الفضل بن دكين داود بن أبي
هند داود بن دينار سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول سمعت إسماعيل بن
مسعدة يقول سمعت أبا عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي يقول سمعت أبا أحمد
بن عدي يقول سمعت الساجي (4) يقول سمعت ابن المثنى يقول عباد بن راشد بن
خالة داود بن أبي هند مولى بني قشير اسم أبي هند دينار وكان أصله من خراسان (5)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن أنبأ أبو
القاسم بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة قال قال أبي داود بن أبي هند أبو هند اسمه طهمان مولى بني قشير لامرأة منهم
تسمى بحيرة بنت ضمرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي أمية قال
سمعت نوح بن حبيب يقول داود بن أبي هند اسم أبيه دينار بن عذافر مولى بني
قشير وداود يكنى أبا بكرة

(1) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 2 / 346.
(2) هو محمد بن المثنى العنزي الزمن (ترجمته في تهذيب التهذيب 9 / 425).
(3) مهملة بالأصل، والمثبت عن م، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 449).
(4) مهملة بالأصل ورسمها غير واضح قد تقرأ: " اللساحي " وفي م: " الشامي " والمثبت عن ابن عدي.
(5) الخبر ورد في الكامل لابن عدي 4 / 340 في ترجمة عباد بن راشد البصري.
119

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وعلي بن عبد السيد بن محمد وأبو
العباس أحمد بن علي بن الحسن وأبو النجم بدر بن عبد الله قالوا أنبأ أبو محمد
الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن حبابة أنبأ أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن
إسحاق عن ابن نمير قال داود بن أبي هند داود بن دينار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن
يزداد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص نا أبو القاسم البغوي
قال قال قطن بن نسير (1) داود بن أبي هند بن مهران قال ابن منيع وليس هو كما
قال إنما هو داود بن دينار
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو عمرو بن مندة أنبأ الحسن بن
محمد بن يوسف أنبأ أحمد بن محمد بن عمر أنبأ أبو (2) بكر بن أبي الدنيا نا
محمد بن سعد قال داود بن أبي هند مولى بني قشير ويكنى أبا بكر واسم أبي هند
دينار وسمعت يزيد بن هارون يقول مات سنة تسع وثلاثين ومائة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (4) في الطبقة الرابعة
من أهل البصرة داود بن أبي هند ويكنى أبا بكر واسم أبي هند دينار سمعت
عمرو بن عاصم يقول هو مولى آل الأعلم القشيريين (5) وتوفي داود سنة تسع وثلاثين
ومائة وكان من أهل سرخس وبها ولده وكان ثقة كثير الحديث
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (6) داود بن أبي هند أبو

(1) بالأصل وم " بشير " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.
(2) بالأصل " أبي " والصواب عن م.
(3) الخبر برواية ابن أبكر الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد 7 / 255.
(5) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل، والمثبت عن ابن سعد وم.
(6) التاريخ الكبير 2 / 2371.
120

محمد واسم أبي هند دينار مولى بني قشير البصري قال محمد بن المثنى سمعت
قريش بن أنس يقول مات سنة تسع وثلاثين ومائة في طريق مكة سمع سعيد بن
المسيب وعكرمة والشعبي والحسن ومحمد بن سيرين روى عنه الثوري قال
علي سمع داود وعاصم من الشعبي بواسط وقال أحمد عن يزيد بن هارون مات
داود سنة تسع وثلاثين ومائة مر بنا هو وسعيد بن أبي عروبة قبل ذلك سمعت منهما
ويقال كنيته أبو بكر أيضا
قرأنا على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر بن أبي الصقر الأنباري أنا
هبة الله بن إبراهيم المصري أنا أحمد بن محمد المهندس المصري نا أبو بشر
الدولابي حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول داود بن أبي
هند كنيته أبو بكر قال الدولابي أبو بكر داود بن أبي هند
أخبرنا أبو بكر الشقاني (1) أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور أنبأ أبو سعيد بن
حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو محمد داود بن
أبي هند سمع ابن المسيب وعكرمة والحسن روى عنه الثوري ويزيد بن هارون
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر
الوائلي أنبأ الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني
أبي قال أبو بكر داود بن أبي هند وقيل أبو محمد عن سعيد بن المسيب والشعبي
وقال في موضع آخر أبو محمد داود بن أبي هند وهو داود بن دينار بصري ثقة
وقرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر أنا هبة الله بن إبراهيم أنا أبو
بكر المهندس أنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال أبو محمد داود بن أبي هند
وهو داود بن دينار
كتب إلي أبو جعفر الهمذاني أنا أبو بكر الصفار أنا أبو بكر بن منجويه أنا أبو
أحمد الحافظ قال أبو محمد ويقال أبو بكر داود بن أبي هند القشيري مولاهم
البصري واسم أبي هند دينار ويقال طهمان مولى لبني قشير لامرأة منهم تابعي رأى
أنس بن مالك الأنصاري وعبادة بن عبد الخثعمي وسمع أبا عثمان عبد الرحمن بن

(1) الأصل: " السقاني " والصواب ما أثبت.
121

مل النهدي ورفيعا أبا العالية الرياحي وأبا عمر والشعبي وأبا محمد سعيد بن
المسيب القرشي والحسن بن أبي الحسن حدث عن عبادة بن دعامة ويحيى بن
سعيد الأنصاري وعبد الله بن عبد العزيز (1)
ومسعر بن (2)
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنا محمد بن علي بن
يعقوب الواسطي أنا علي بن الحسن بن الجراحي [* * * *]
قال وأنا ابن خيرون أنا أبو علي الحسن بن الحسين النعالي حدثني إسحاق بن
محمد النعالي قالا أنا عبد الله بن إسحاق المدائني نا قعنب بن المحرز الباهلي
قال داود بن أبي هند أبو هند اسمه طهمان مولى بني قشير مولى بحيرة ابنة ضمرة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأ نصر بن إبراهيم الفقيه أنبأ
سليم بن أيوب الفقيه أنبأ طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم الجوزي نا
أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد بن محمد القاضي
المقدمي يقول داود بن أبي هند هو ابن دينار مولى بني قشير يكنى أبا بكر
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (3) داود بن أبي هند أبو
هند دينار بن العذافر مولى بني قشير ودينار مولى لعبد الله بن عامر بن كريز
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن التفكري (4) أنبأ أبو
علي الحسن بن علي بن بندار الريحاني أنبأ أبو سعيد القاسم بن علقمة الأبهري أنبأ
أبو علي الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي قال ويقال أبو هند اسمه
دينار وداود يكنى بأبي محمد
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأ أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه قال سئل صالح بن محمد

(1) كلمة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.
(2) بعد لفظة بن بياض بالأصل مقداره سطر.
(3) المعرفة والتاريخ 3 / 71.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن سير الاعلام (ترجمته) 18 / 551.
122

جزرة (1) عن سماع داود بن أبي هند عن أنس فقال لم يسمع داود بن أبي هند من أنس
شيئا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو
القاسم بن بشران أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة نا هاشم بن محمد نا الهيثم بن عدي قال في الطبقة الثالثة من أهل البصرة
داود بن أبي هند مولى بني قشير
أخبرنا أبو البركات أيضا أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ يوسف بن رباح بن
علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا أبو بشر محمد بن حماد نا معاوية بن
صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة داود بن أبي هند
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه
أنبأ أبو محمد بن النحاس أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي نا أبو بكر يوسف بن يعقوب
المطوعي قال وسمعت محمد بن سلام قال سمعت وهيب بن خالد يقول دار
الأمير بالبصرة على أربعة أيوب ويونس وابن عون وسليمان التيمي فذكرت ذلك لأبي
فقال فأين داود بن أبي هند (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (3) نا سليمان بن حرب قال قال
حماد يعني ابن زيد ما رأيت أحدا أفقه فقها من داود بن أبي هند
قال يعقوب (4) وكان داود خرج إلى الكوفة فسمع منه أبو معاوية وحفص بن
غياث وابن إدريس (5) بالكوفة وذكر ابن عيينة عن أبيه قال كان داود يقال له القاري
وكان في بعض قرى السواد يقرأ عليه
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الشافعي عن أبي الحسين المبارك بن

(1) ترجمته في سير الاعلام 14 / 22.
(2) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 6 / 377 والوافي بالوفيات 13 / 497.
(3) المعرفة والتاريخ 2 / 250.
(4) المصدر نفسه 2 / 653.
(5) في المعرفة والتاريخ: " وحفص بن إدريس " خطأ، انظر ترجمة حفص بن غياث في سير الاعلام 9 / 22.
123

عبد الجبار أنبأ عبيد الله بن أحمد بن علي بن الكوفي أنا عبد الرحمن بن عمر بن
حمة أنبأ محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثني جدي حدثني عبد الرحمن بن
محمد حدثني محمد بن الصباح الأعرابي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول يا
عجبا لأهل البصرة يسألون البتي يريد عثمان (1) وعندهم داود بن أبي هند (2)
قال وحدثني جدي حدثني محمد بن صالح حدثني أبو هاشم بن ابنة داود بن
أبي هند قال أرسل ابن هبيرة إلى داود بن أبي هند وإلى حميد الطويل وإلى ابن
شبرمة وابن أبي ليلى فكانوا يحضرونه فيسألهم عن الشئ فيبتدر ابن شبرمة وابن أبي
ليلى الجواب ويسكت هاذان قال ابن هبيرة ما بالكما تسكتان قال داود لها ذين
أخبراني عما تجيبان فيه أشيئا سمعتما فيه شيئا أم برأيكما فقالا بل برأينا قال داود
ما بال الرأي يبادر إليه أو يسارع إليه
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد نبأ عبد العزيز بن أحمد أنبأ
عبد الرحمن بن عثمان أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (3) حدثني عبد الله بن النصر (4)
قال قال مالك بن أنس للثوري يا أبا عبد الله من خلفت بالعراق قال فكرهت أن
أذكر له أهل الكوفة قال فقلت له تركت بها أيوب ويونس بن عبيد وابن عون
والتيمي قال فقال لي ذكرت الناس
قال أبو زرعة (3) ومعهم من نحوهم داود بن أبي هند وخالد الحذاء (4)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال أخبرنا أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال نا محمد بن مسلم وعبد الملك بن أبي عبد الرحمن قالا نبأ عبد الرحمن
بن الحكم بن بشير نا نوفل عن ابن المبارك عن سفيان قال

(1) بالأصل: " النبي يزيد عثمان " والصواب عن م وانظر سير الاعلام، وانظر ترجمته في سير الاعلام 6 / 148.
(2) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 6 / 377.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 475.
(4) في تاريخ أبي زرعة: عبيد الله بن النضر.
(5) أبو المنازل البصري خالد بن مهران الحذاء ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 120.
(6) الجرح والتعديل 1 / 2 / 411.
124

داود بن أبي هند من حفاظ البصريين
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب أنا هبة الله بن الحسن بن
منصور الطبري أنا علي بن منصور بن محمد بن أحمد بن يعقوب وعلي بن محمد بن
عمر قالا أنبأ عبد الرحمن بن أبي حاتم نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن نا عبد الرحمن بن
الحكم نا نوفل عن ابن المبارك عن سفيان قال حفاظ البصريين
ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أحفظهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن عبد السيد بن محمد وأبو العباس
أحمد بن علي بن الأحمسي وأبو النجم بدر بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد
الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن ميمون
الخياط نا سفيان بن عيينة عن ابن جريج قال ما رأيت مثل داود بن أبي هند إن كان
ليقرع العلم قرعا (1)
قال وحدثنا البغوي حدثني عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن داود بن
أبي هند فقال عن مثل داود تسأل عنه (2)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت
أبي يقول داود بن أبي هند ثقة قال وسألته مرة أخرى فقال ومثل داود يسأل عنه
قال ابن أبي حاتم وذكره أبي عن إسحاق الكوسج عن يحيى بن معين أنه قال
داود بن أبي هند ثقة
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نبأ أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول سألت يحيى عن داود بن أبي هند فقال ثقة قلت داود أحب

(1) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 6 / 377 وفي الوافي بالوفيات 13 / 497 ومختصر ابن منظور 8 / 145.
ليفرع... فرعا، بالفاء في اللفظتين.
(2) سير الاعلام 7 / 377 وفيها: يسأل عنه.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 411.
125

إليك أو خالد الحذاء فقال داود أحب إلي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد
السلماسي وأبو نصر محمد بن الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر بن مخلد أنبأ
علي بن أحمد بن زكريا نبأ صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال (1) داود بن أبي
هند بصري ثقة (2) جيد الإسناد رفيع وكان خياطا
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي وأبو القاسم زاهر بن طاهر
قالا أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي قدم علينا
نيسابور أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب بالمغرب في منزله نا أبو
مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي حدثني أبي أحمد
قال (3) وكان داود بن أبي هند خياطا وكان رجلا صالحا ثقة حسن الإسناد سمع
يزيد بن هارون منه مائة حديث إلا حديث (4) وقد سمعتها أنا من يزيد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنا أبي المفضل أنا (5) أبي عن
خلاد بن جبير قال كان حديث داود بن أبي هند مثل كلامه يعني في الصواب
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأ أبو عمر بن
مهدي أنبأ محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال قال جدي يعقوب قتادة
وداود بن أبي هند ثقتان ثبتان
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن
المبارك أنا رشأ بن نظيف أنبأ محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي أنبأ محمد بن محمد بن

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 148 ونقله عن العجلي الذهبي في سير الاعلام 6 / 377 وابن حجر في
التهذيب 2 / 122.
(2) زيادة عن تاريخ الثقات.
(3) ثقات العجلي ص 148.
(4) كذا بالأصل وم.
(5) ما بين معكوفتين زيادة مستدركة منا، ومكانها بالأصل بياض والسند مضطرب في م.
126

داود بن عيسى نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1) قال
داود بن أبي هند بصري ثقة وهو داود بن دينار القاري وذكر أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن داود بن أبي هند فقال ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ عبد الرحمن بن مندة أنا
حمد بن عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا
أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) وسألت أبي عن داود بن أبي هند وقرة وعوف فقال
داود أحب إلي وداود بن أبي هند أحب إلي من (3) عاصم الأحول ومن خالد الحذاء
وهو ثقة
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ (4) نا محمد بن علي نا علي بن
أحمد بن سليمان نا محمد بن أبي حمزة (5) نا سفيان بن عيينة حدثني أبي قال
رأيت داود بن أبي هند بواسط وإنه لشاب يقال له داود القارئ ولقد كان يفتي في زمان
الحسن
قال وأنا أبو نعيم (6) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا أبو بكر بن أبي عاصم
نا ابن عبد الأول قال سمعت يزيد بن زريع يقول كان داود بن أبي هند مفتي أهل
البصرة
قال وأنا (7) أبو نعيم (8) نا أبو محمد بن حيان (9) نا يحيى بن عبد الله القسام
قال ثنا (10) أبو سيار (11) نا أبو بكر بن خلاد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول

(1) بالأصل حراس، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 13 / 508.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 412.
(3) زيادة عن الجرح والتعديل.
(4) حلية الأولياء 3 / 92.
(5) في الحلية: محمد بن أبي خيرة.
(6) المصدر نفسه / الجزء والصحفة.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(8) المصدر نفسه ص 94.
(9) بالأصل: حبان، والمثبت عن الحلية.
(10) زيادة لازمة للايضاح عن الحلية.
(11) عن الحلية وبالأصل: يسار.
127

حدثني أبي قال كنا إذا قدم داود بن أبي هند خرجنا نتلقاه ننظر إلى هيبته وتشميره (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا أبو عبد الله نا سفيان حدثني
أبي قال رأيت داود بن أبي هند بواسط فقال هذا داود القاري
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا أبو العباس الأصم قال سمعت
عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول قدم داود بن أبي هند عليهم
الكوفة فقام مستملي أهل الكوفة فقال كيف حديث سعيد يكفن الصبي في ثوب قال
يحيى يريد يكفن الصبي في ثوب قال يحيى سمع من داود بالكوفة أبو معاوية
وحفص وابن إدريس قال قلت ليحيى فأبو أسامة ووكيع لم يسمعا منه قال لم
يدركوه
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أحمد بن عبد الله وفي
نسخة ابن عبيد الله نا عبد الله بن وهب نا أبو عيسى (3) بن النحاس نا ضمرة بن
ربيعة نا سفيان الثوري قال سمعت داود بن أبي هند وكان عاقلا يقول إنك إذا
أخذت بالذي أجمعوا عليه لم يضرك الذي اختلفوا فيه إن الذي اختلفوا فيه هو الذي
نهوا عنه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأ أبو
الحسن بن السقا قال ثنا أبو العباس الأصم نا عباس بن محمد قال سمعت
يحيى بن معين يقول داود بن أبي هند أحب إلي من عاصم الأحول وهو ثقة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال قالا أنا أبو
الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن السما ك نا حنبل بن إسحاق نا مسلم بن

(1) مهملة بالأصل والمثبت عن الحلية.
(2) حلية الأولياء 3 / 92.
(3) غير واضحة بالأصل والمثبت عن الحلية.
128

إبراهيم نا حماد بن زيد قال قلت لداود بن أبي هند يا أبا بكر ما تقول في القدر
فقال أقول كما قال مطرف بن عبد الله (1) لم توكلوا إلى القدر وإلى القدر تصيرون
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم (2) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا
سلم (3) بن عصام نا محمد بن مرزوق نا الأنصاري قال رأيت داود بن أبي هند
وعوف بن أبي جميلة قد تكلما في القدر حتى أخذ كل واحد منهما برأس صاحبه وكان
داود مثبتا
قال وأنا أبو نعيم (4) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا محمد بن أحمد
بن سليمان نا محمد بن المثنى قال سمعت ابن أبي عدي يقول أقبل علينا داود بن أبي
هند فقال يا فتيان أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به كنت وأنا غلام اختلف إلى
السوق فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا فإذا
بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل
قال وأنا أبو نعيم (5) نا عبد الله بن محمد حدثني الفضل بن جعفر عن
عمرو بن علي قال سمعت ابن أبي (6) عدي يقول صام داود أربعين سنة لا يعلم به
أهله وكان خزازا يحمل (7) معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء
فيفطر معهم
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأ أبو بكر الخطيب أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا الحسين بن علي
العجلي نا عمرو بن خالد الأسدي نا داود بن أبي هند قال مرضت مرضا شديدا
حتى ظننت أنه الموت فكان باب بيتي قبالة باب حجرتي وكان باب حجرتي قبالة باب

(1) ترجمته في سير الاعلام 4 / 187.
(2) الحلية 3 / 92.
(3) الحلية: سالم بن عصام.
(4) حلية الأولياء 3 / 93.
(5) المصدر نفسه.
(6) بالأصل: أبو والمثبت عن م.
(7) عن الحلية وبالأصل " خزان الحمل " وفي م: " حران الحمل ".
129

داري قال فنظرت إلى رجل قد أقبل ضخم الهامة ضخم المناكب كأنه من هؤلاء
الذين يقال لهم الزط قال فلما رأيته شبهته بهؤلاء الذين يعملون الرحن (1) فاسترجعت
وقلت تقبضني وأنا كافر قال وسمعت أنه يقبض أنفس الكفار ملك أسود قال فبينا
أنا كذلك إذ سمعت سقف البيت ينتقض ثم انفرج حتى رأيت السماء قال ثم نزل
علي رجل عليه ثياب بياض ثم أتبعه آخر فصارا اثنين فصاحا بالأسود فأدبر وجعل
ينظر إلي من بعيد قال وهما يزجرانه قال داود وقلبي أشد من الحجارة قال
فجلس واحد عند رأسي وجلس واحد عند رجلي قال فقال صاحب الرأس لصاحب
الرجلين المس فلمس بين أصابعي ثم قال له كثير النقل بهما الصلاة ثم قال
صاحب الرجلين لصاحب الرأس المس فلمس لهواتي ثم قال رطبة تذكر الله عز جل
قال ثم قال أحدهما لصاحبه لم يأن له بعد قال ثم انفرج السقف فخرجا ثم عاد
السقف كما كان
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنبأ
محمد بن خلف بن المرزبان نا أحمد بن منصور نا عبد الله بن صالح عن علي بن
معبد عن رجل عن داود بن أبي هند قال جالست الفقهاء فوجدت ديني عندهم
وجالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم وجالست شرار الناس فوجدت أحدهم
يطلق امرأته على ما لا يساوي شعيرة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
نا أحمد بن مروان نا أبو إسماعيل الترمذي نا عبد الله بن صالح عن رجاء عن
داود بن أبي هند قال جالست الفقهاء فوجدت ديني عندهم وجالست أصحاب
المواعظ فوجدت الرقة في قلوبهم وجالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم
وجالست شرار الناس فوجدت أحدهم يطلق امرأته على شئ لا يساوي شعيرة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (2) أنا علي بن عبد الله
نا سفيان قال سمعت داود بن أبي هند يقول أصابني يعني الطاعون فأغمي علي

(1) كذا بالأصل وفي مختصر ابن منظور 8 / 146 " الرب " وفي م: " الرب ".
(2) طبقات ابن سعد 7 / 255.
130

فكأن اثنين أتياني فغمز أحدهما عكوة (1) لساني وغمز (2) الآخر أخمص قدمي فقال
أي شئ تجد فقال تسبيحا وتكبيرا وشيئا من خطو إلى (4) المساجد وشيئا من قراءة
القرآن قال ولم أكن أخذت القرآن حينئذ قال فكنت أذهب في الحاجة فأقول لو
ذكرت الله حتى آتي حاجتي قال فعوتبت (5) فأقبلت على القرآن فتعلمته
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ (6) نا أبو محمد بن حيان (7) نا أبو
العباس الهروي قال سمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول سمعت ابن أبي عدي
يحدث عن داود بن أبي هند قال بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي
والآخر عن رجلي فقال أحدهما للآخر انظر فأدخل يده في فمي فقال كم من خير
تكلمت به وقال أحدهما للآخر انظر فنظر إلى رجلي فقال كم من خير مشيت فيه
ثم قال لم يأن (8) له فارتفعا
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأ أبو القاسم علي بن محمد أنبأ أبو
علي بن أبي نصر أنبأ أبو (9) سليمان بن زبر أنا أبي أبو محمد نبأ محمد بن العباس
أبو عبد الله الكابلي نا خالد بن خداش نا حماد قال بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما
أوصى به داود بن أبي هند أوصى بتقوى الله ولزوم طاعته وطاعة رسوله (صلى الله عليه وسلم) والرضا
بقضائه والتسليم لأمره وأوصاهم بما وصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم
الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وداود يشهد بما شهد الله عز وجل عليه وملائكته أن
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وبالجنة والنار وبالقدر كله على ذلك يحيا
وعلى ذلك يموت وعلى ذلك يبعث إن شاء الله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسين أنبأ

(1) الأصل " فعمد " والمثبت عن ابن سعد.
(2) عن ابن سعد وبالأصل وم: " علوه ".
(3) الأصل " وعمر " والمثبت عن ابن سعد وم.
(4) بالأصل وم: " خطواتي " والمثبت عن ابن سعد.
(5) في ابن سعد: فعوفيت.
(6) حلية الأولياء 3 / 93.
(7) الأصل " حبان " والمثبت عن الحلية.
(8) رسمها مضطرب بالأصل وتقرأ: " كان " والمثبت عن الحلية.
(9) الأصل: أبي وفي م: " نصر ابناني أبي سليمان ".
131

عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا أبو جعفر بن أبي شيبة نا
هاشم بن محمد قال قال الهيثم بن عدي مات داود بن أبي هند مولى لبني قشير
هلك في أول خلافة أبي جعفر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأ
أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد أنبأ حنبل بن إسحاق نا أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن حنبل نا يزيد بن هارون قال مات داود بن أبي هند سنة تسع
وثلاثين مر بنا هو وسعيد بن أبي عروبة قبل ذلك فسمعت منهما
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن علي بن
أبي بكر الطرازي بنيسابور أنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ نا سهل بن
عمار العتكي نا يزيد بن هارون قال مات داود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين ومائة
وكنيته أبو بكر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال (1) قال أحمد بن
حنبل عن يحيى بن سعيد مات داود سنة تسع وثلاثين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله قال سمعت
يحيى بن سعيد يقول داود في سنة تسع وثلاثين يعني ومائة مات
أخبرنا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم الأزهري أنا
محمد بن العباس أنا إبراهيم بن محمد الكندي نا أبو موسى بن المثنى قال سألت
قريش بن أنس سنة (2) كم مات داود بن أبي هند قال مات سنة تسع وثلاثين ومائة في
طريق مكة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 475.
(2) بالأصل: " سيد " وفى م: " سنة ثم " ولعل الصواب ما أثبت.
132

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا سلمة قال قال أحمد قال يحيى
وداود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين ومائة يعني مات
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن عبد السيد وأبو العباس أحمد بن
علي وأبو النجم بدر بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن
حبابة قال ثنا أبو القاسم البغوي حدثني ابن هاني نا أحمد بن حنبل نا يزيد بن
هارون قال مات داود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف أنبأ
أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنبأ أبو الفتح
الرزاز أنا أبو حفص بن شاهين [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الحسين
بن الطيوري أنبأ أبو الحسن العتيقي أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمد المخرمي نا إسماعيل بن محمد الصفار قالا
أنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود
قال قال سعيد يعني ابن عامر ولد عوف سنة تسع وخمسين ومات يونس وداود سنة
تسع وثلاثين يعني ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن محمد أنبأ أبو طاهر
المخلص إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد قال سنة تسع وثلاثين ومائة
فيها مات داود بن أبي هند مولى بني قشير وكذا ذكر أبو حسان الزيادي (2) وذكر أنه
مات وهو ابن خمس وسبعين سنة يكتب هنا قول خليفة من كتابيه
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنبأ مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن أبي محمد الربعي قال قال الهيثم فيها يعني سنة تسع
وثلاثين مات بالبصرة داود بن أبي هند ويونس بن عبيد وقال عمرو وفيها يعني

(1) المعرفة والتاريخ 1 / 121.
(2) بالأصل: " الرباذي " وفي م: الريادي والصواب ما أثبت.
133

سنة أربعين مات داود بن أبي هند وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد عن الهيثم
بذلك ومصعب بن إسماعيل عن محمد بن أحمد بن ماهان عن عمرو بذلك
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا الحسن بن علي أنبأ علي بن محمد بن
أحمد بن بصير (1) أنبأ محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص عمرو بن علي
الفلاس قال داود بن أبي هند هو داود بن دينار مولى امرأة من قشير ومات داود بن
أبي هند سنة أربعين ومائة سمعت يزيد بن زريع يقول سنة ثمانين ومائة داود بن أبي
هند فاستفهمه رجل فقال من ذكرت فقال رجل مات منذ أربعين سنة وكان مولى لبني
قشير
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ثنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأ علي بن
أحمد الرزاز أنبأ محمد بن أحمد بن الحسن نا بشر بن موسى نا عمرو بن علي قال
مات داود بن أبي هند سنة أربعين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ محمد بن علي أنبأ أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (2) وفيها يعني سنة
تسع وثلاثين مات يونس بن عبيد وداود بن أبي هند مصدر الناس عن الحج
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (3) وقال علي مات داود بن
أبي هند سنة أربعين ومائة في طريق مكة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن
خيرون [* * * *]
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأ أبو طاهر الباقلاني قالا أنا محمد بن
الحسن بن أحمد أنبأ محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد نا خليفة بن
خياط قال داود بن أبي هند اسم أبي هند دينار مولى بني قشير ويكنى أبا بكر

(1) كذا مهملة بالأصل وفي م: نصر.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 418.
(3) المعرفة والتاريخ 1 / 123.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 375 رقم 1827.
134

مات منصرف (1) الناس عن الحج سنة تسع وثلاثين أو أول سنة أربعين ومئة (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسن بن
الحمامي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحبشي أنا إبراهيم بن أبي أمية قال
سمعت نوح بن حبيب يقول مات داود بن أبي هند سنة إحدى وأربعين ومائة وقال
نوح في موضع آخر مات داود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين ومائة
2044 داود بن رشيد (3) أبو الفضل الخوارزمي (4)
سمع بدمشق الوليد بن مسلم وأبا الزرقاء عبد الملك بن محمد الصنعاني (5)
وشعيب بن إسحاق وسويد بن عبد العزيز وعمر بن عبد الواحد والهيثم بن
عمران ومروان بن معاوية روى عنهم وعن عباد بن العوام وأبي المليح الحسن بن
عمر الرقي وبقية بن الوليد وصالح بن عمر وحسان بن إبراهيم الكرماني وأبي
حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار وأبي غسان محمد بن مطرف المديني
روى عنه أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة وزهير بن محمد بن فهر
ومسلم بن الحجاج في صحيحه وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو العباس
أحمد بن خالد الدامغاني وأحمد بن سهل بن بحر النيسابوري ومحمد بن نعيم
وإبراهيم بن إسحاق الحربي ويعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي ونصر بن قتيبة
وزكريا بن يحيى السجزي (6) وعلي بن إبراهيم بن مطر السكري وأبو الأزهر
صدقة بن منصور بن محمد الكندي الحراني وأحمد بن الحسين (7) بن عبد الجبار

(1) في طبقات خليفة: مصدر.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن طبقات خليفة.
(3) بالتصغير، كما نص عليه في تقريب التهذيب.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 110 بغية الطلب لابن العديم 7 / 3441 تاريخ بغداد 8 / 367 الوافي
بالوفيات 13 / 470 سير أعلام النبلاء 11 / 133 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى
ترجمت له.
(5) ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 512 والصنعاني نسبة إلى صنعاء دمشق.
(6) بالأصل: " الشجري " والمثبت عن تهذيب التهذيب وفي م: " السحري ".
(7) بالأصل " الجشي " وفي م: الحسن " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 14 / 153.
135

الصوفي وإسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة وأبو موسى عمران بن موسى
المؤدب وأبو القاسم البغوي وصالح بن محمد جزرة وإبراهيم بن عبد الله بن
الجنيد وعبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسي وأبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم
الأصبهاني
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنبأ أبو طالب محمد بن
محمد بن إبراهيم بن غيلان أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم ثنا أحمد بن
يعقوب المقرئ وعبد الله بن ناجية قالا نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن
أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن حسين (1) عن سعيد بن
مرجانة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أعتق رقبة أعتق الله بكل إرب منها إربا
منه من النار حتى باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج [* * * *] فقال له علي بن حسين
يا سعيد سمعت هذا من أبي هريرة قال نعم قال لغلام له أقرب غلمانه ادع لي
قبطيا فلما قام بين يديه قال اذهب فأنت حر لوجه الله عز وجل
أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ أنبأ أبو حفص عمر بن
أحمد بن عمر [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا محمد بن
عبد الرحمن بن محمد قالا أنا أبو الحسين أحمد بن محمد البختري
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وأبو القاسم الشحامي
قالوا قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمد البختري أنبأ جدي أبو الحسين قال أن
أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن أبي
غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن
مرجانة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله
بكل عضو منه عضوا من النار [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم
الشحامي قالوا أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد

(1) هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، رضي الله عنهم.
136

الفقيه زاد أبو المظفر وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بمدينة السلام
قالا أنا [* * * *]
وحدثناه أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد لفظا وأبو (1) القاسم
إسماعيل بن أحمد وعبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف
والمبارك بن أحمد بن علي القصار وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن توبة
الأسدي وعلي بن المبارك بن الحسين المصريان وزوجه كريمة بنت أبي بكر محمد بن
أحمد بن عبد الباقي بن الخاضبة بقراءتي عليهم ببغداد قالوا أنا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن النقور أنبأ محمد بن عبد الله بن أخي ميمي نا عبد الله بن
محمد نا داود بن رشيد زاد السرخسي أبو الفضل نا الوليد بن مسلم عن أبي غسان
محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن
أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وقال أبو المظفر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أعتق
رقبة [* * * *] زاد السرخسي مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى فرجه
بفرجه [* * * *] وفي حديث الشحامي بكل عضو منه عضوا منها وهو وهم
وأخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم قالا أنبأ أبو عثمان سعيد بن محمد أنا أبو عمرو بن حمدان أنبأ
الحسن بن سفيان نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن محمد بن مطرف عن
زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار
حتى فرجه بفرجه [* * * *]
أخرجه البخاري (3) عن أبي يحيى بن محمد بن عبد الرحيم المعروف بصاعقة عن
داود بن رشيد وأخرجه مسلم (4) عن داود نفسه

(1) بالأصل: " وأبا ".
(2) إعجامها غير واضح بالأصل وتقرأ " الخاصية " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي بكر محمد في سير
الاعلام 19 / 109 وفي م: بن الماضية.
(3) صحيح البخاري، فتح الباري 11 / 599 وكنز العمال رقم 29567.
(4) صحيح مسلم (20) كتاب العتق، (5) باب فضل العتق ح 1509 وفيه: " رقبة " وسقطت لفظة " مسلمة "
منه.
137

حدثنا أبو عبد الله بن البنا لفظا وأبو القاسم بن السمرقندي والمبارك بن
أحمد بن علي القصار قراءة قالوا أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو الحسين بن أخي
ميمي أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي
نا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن
محمد بن غالب قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو القاسم بن منيع نا داود بن
رشيد نا سلمة بن بشر نا سعيد بن عمارة الكلاعي نا الحارث بن النعمان أنه سمع
أنس بن مالك يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكرموا أولادكم
وأحسنوا أدبهم [* * * *]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1) في تسمية أهل
بغداد داود بن رشيد نزل مدينة أبي جعفر وهو من أبناء أهل خراسان من أهل خوارزم
روى عن الوليد بن مسلم وبقية بن الوليد وإسماعيل بن عياش وغيرهم من الشاميين
وكتب عنه أهل بغداد وهو ثقة كثير الحديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأ
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (2) داود بن رشيد أبو الفضل كان ببغداد
سمع أبا المليح الحسن والوليد بن مسلم وبقية
أخبرنا أبو بكر الشقاني (3) أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور أنبأ أبو سعيد بن
حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو الفضل
داود بن رشيد البغدادي سمع الوليد بن مسلم
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال أجاز لنا أبو الفضل بن الحكاك أنا أبو نصر

(1) طبقات ابن سعد 7 / 349.
(2) التاريخ الكبير 2 / 1 / 244.
(3) بالأصل: الشفاني، بالفاء، والصواب بالقاف نسبة إلى شقان عن م.
138

الوائلي أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال أخبرني أبي قال
أبو الفضل داود بن رشيد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنا أبو علي إجازة [* * * *] قال وأنبأ الحسين بن سلمة أنبأ علي بن
محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (1) داود بن رشيد أبو الفضل البغدادي
روى عن صالح بن عمر وحسان بن إبراهيم الكرماني وعباد بن العوام وأبي حفص
الأبار روى عنه أبي وأبو زرعة سئل أبي عنه فقال صدوق
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصفر أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأ محمد بن أحمد بن إسماعيل نا أبو بشر الدولابي قال أبو
الفضل داود بن رشيد
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد الهمذاني أنا أبو بكر الصفار أنبأ
أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو الفضل داود بن
رشيد الهاشمي مولاهم الخوارزمي سكن بغداد سمع أبا العباس الوليد بن مسلم
القرشي وصالح بن عمر الواسطي روى عنه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري
وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي كناه لنا (2) أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم المدائني
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال داود بن رشيد الخوارزمي أبو الفضل يروي عن أبي حفص الأبار
وعبد الله بن جعفر بن نجيح وإسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم وغيرهم حدثنا
عنه أبو القاسم بن منيع بحديثه على الوجه وهو آخر من حدث عنه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر الكلاباذي قال داود بن رشيد أبو الفضل
البغدادي وكان قد كف بصره سمع الوليد بن مسلم روى البخاري عن محمد بن

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 412.
(2) غير واضحة وقد تقرأ " أنا " ولعل الصواب ما أثبت.
139

عبد الرحيم عنه في كفارات الأيمان مات يوم الجمعة لسبع خلون من شعبان سنة تسع
وثلاثين ومائتين قاله البخاري
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال أنا أبو بكر
الخطيب (1) داود بن رشيد أبو الفضل مولى بني هاشم خوارزمي الأصل بغدادي الدار
سمع أبا المليح الرقي وإسماعيل بن جعفر المدني والوليد بن مسلم وشعيب بن
إسحاق الدمشقيين وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية وأبا حفص الأبار
ومروان بن معاوية ومحمد بن ربيعة وعباد بن العوام وصالح بن عمر الواسطي
روى عنه أبو يحيى صاعقة وأبو جعفر بن المنادي وإبراهيم بن هانئ النيسابوري
وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وأبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا وعمر بن أيوب
السقطي وأبو القاسم البغوي وغيرهم
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنبأ أبو عبد
الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الدارقطني قال داود بن رشيد خوارزمي ثقة
نبيل (2)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو أحمد علي بن محمد الحسني المروزي قال سألت يعني صالح بن
محمد جزرة عن داود بن رشيد فقال كان يحيى بن معين يوثقه (3)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن
إسماعيل ثنا أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا داود بن أبي (4) رشيد قال قمت
ليلة أصلي فأخذني البرد لما أنا فيه من العري فأخذني النوم فرأيت فيما يرى النائم كأن
قائلا يقول لي يا داود أنمناهم وأقمناك فتبكي علينا قال إبراهيم فأرى داود ما نام
بعدها (5)

(1) تاريخ بغداد 8 / 367 - 368.
(2) تهذيب التهذيب 2 / 110 وسير الاعلام 11 / 134.
(3) المصدر نفسه.
(4) كذا بالأصل هنا، وهو صاحب الترجمة ولفظة " أبي " مقحمة.
(5) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 11 / 134.
140

قال (1) سمعت إبراهيم الحربي يقول سمعت داود بن رشيد يقول قالت
حكماء الهند لا ظفر مع بغي ولا صحة مع نهم ولا ثناء مع كبر ولا صداقة مع خب (2) ولا شرف مع
سوء أدب ولا بر مع شح ولا اجتناب محرم مع حرص ولا
محبة مع هزو ولا ولاية حكم مع عدم فقه ولا عذر مع إصرار ولا سلم قلب مع
الغيبة ولا راحة مع حسد ولا سؤدد مع انتقام ولا رياسة مع غزارة (3) نفس وعجب
ولا صواب مع ترك المشاورة ولا ثبات ملك مع تهاون وجهالة وزراء (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن
العلاف قالا أنا أبو الحسن الحمامي أنبأ الحسن بن محمد بن الحسن السكوني نا
محمد بن عبد الله بن سليمان قال مات داود بن رشيد سنة تسع وثلاثين ومائتين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب أنبأ أحمد بن أبي جعفر أنبأ محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن
محمد البغوي مات داود بن رشيد سنة تسع وثلاثين يعني ومائتين (6)
2045 داود بن الزبرقان
أبو عمرو الرقاشي البصري (7)
حدث عن داود بن أبي هند وعلي بن زيد بن جدعان وسعيد بن أبي عروبة
ومعلم الوراق ويزيد بن أبي مريم الدمشقي وثابت البناني وأبي عبد الله
الفلسطيني وأيوب السختياني وعاصم الأحول ومحمد بن جحادة وشعبة بن
الحجاج ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الزبير وعطاء بن السائب وزيد بن
أسلم ويونس بن عبيد وأبان بن أبي عياش ومجالد بن سعيد وحجاج بن أرطأة

(1) كذا، والقائل أحمد بن مروان كما يفهم من سند الخبر السابق.
(2) الخب بالكسر والفتح: الخداع والخبث.
(3) في مختصر ابن منظور 8 / 148 " عرارة " وفي سير الاعلام " عزة ".
(4) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 11 / 134.
(5) تاريخ بغداد 8 / 368.
(6) في سير الاعلام 11 / 135: " وكان من أبناء الثمانين ".
(7) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 111 وميزان الاعتدال 2 / 7 وتاريخ بغداد 8 / 357.
141

ومحمد بن عبيد الله العرزمي (1)
يروي عنه سعيد بن أبي عروبة وهو من شيوخه وشعبة بن الحجاج وهو أكبر
منه ومحمد بن شعيب بن شابور وأظنه سمع منه حين سمع هو من يزيد بن أبي مريم
ومحمد بن أبي بكر المقدمي وزكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي وبشير بن هلال
الصواف وأحمد بن عبدة الضبي ومحمد بن معاوية بن صالح الأنماطي وأبو
إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسام الترجماني (2) وداود بن مهران الدباغ
ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني والحسن بن عمر بن شقيق وأزهر بن مروان
الرقاشي فريح (3) وعلي بن حجر وخلف بن يحيى قاضي أصبهان وإسماعيل بن
موسى بن بنت السدي والعباس بن الفرج المصيصي وإسماعيل بن زرارة البرقي
والفضل بن جبير الوراق وإسماعيل بن عيسى العطار ومحرز بن عون وأحمد بن
منيع والحسن بن عروة (4) وغيرهم
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
الحسن بن علي القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار نا داود بن الزبرقان عن مطر
يعني الوراق وهشام ويونس يعني ابن عبيد عن الحسن عن عبد الرحمن بن
سمرة القرشي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها
عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو
خير وكفر عن يمينك [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا
أحمد بن أبي جعفر القطيعي أنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي نا الحسين بن
محمد بن سعيد نا جحدر نا بقية عن شعبة عن داود البصري عن زيد بن أسلم
عن محمود بن أسد عن رافع بن خديج قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسفروا بالفجر (5)
فإنها مسفرة [* * * *]

(1) بالأصل وم: " محمد بن عبد الله العزيز " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) رسمت بالأصل وم: " الرحماني " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) كذا رسمها بالأصل وفي م: فرتج.
(4) تاريخ بغداد وتهذيب التهذيب: عرفة.
(5) أسفر الصبح إذا انكشف وأضاء.
وقوله أسفروا بها: أي أخروها (يعني صلاة الفجر) إلى أن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه. (النهاية لابن الأثير).
142

قال الخطيب حديث عن أبي الحسن الدارقطني أن داود البصري هو داود بن
الزبرقان
كتب إلي أبو نصر أحمد بن محمد بن علي بن البخاري أنبأ أبو بكر محمد بن
عبد الملك بن بشران أنبأ أبو الحسن الدارقطني حدثني أبي نا يحيى بن محمد بن
صاعد نا عبد الله بن محمد بن أبي بكر نا يحيى بن أبي بكر نا داود بن الزبرقان
قال حدثت يزيد بن أبي مريم قلت حدثني مطر الوراق عن قتادة عن سالم بن أبي
الجعد عن معدان بن طلحة عن أبي نجيح السلمي أنه كان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين
حاصر أهل الطائف فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رمى بسهم [* * * *] الحديث
قال داود فقال لي يزيد بن أبي مريم ابتدي ما أتيتم أبو نجيح هو عمرو بن
عبسة السلمي وكنيته أبو نجيح وحدثني بهذا الحديث الذي حدثني عبادة بن أوفى أنه
سمعه من عمرو بن عبسة
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم فاللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد
أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (1) قال داود بن الزبرقان أبو عمرو بصري عن داود
بن أبي هند
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *]
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم قال (2) داود بن الزبرقان بصري روى عن داود بن أبي هند وسعيد بن أبي
عروبة وعلي بن زيد روى عنه زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي سمعت أبي يقول
ذلك قال أبو محمد روى داود بن الزبرقان عن مطر الوراق روى عنه محمد بن
شعيب بن شابور ومحمد بن أبي بكر المقدمي

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 243.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 412.
143

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا
قال أنا أبو بكر الخطيب (1) داود بن الزبرقان أبو عمرو الرقاشي البصري نزل بغداد
وحدث بها عن زيد بن أسلم وأيوب السختياني ومحمد بن جحادة وعلي بن زيد بن
جدعان ويونس بن عبيد وأبان بن أبي عياش ومطر الوراق وحجاج بن أرطأة
وشعبة بن الحجاج ومحمد بن عبيد الله العرزمي ومجالد بن سعيد وسعيد بن أبي
عروبة روى عنه داود بن مهران الدباغ والفضل بن جبير الوراق وإسماعيل بن عيسى
العطار وأبو إبراهيم الترجماني ومحرز بن عون وأحمد بن منيع ومحمد بن
معاوية بن صالح والحسن بن عرفة وغيرهم
قال الخطيب (2) وبلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال قلت
ليحيى بن معين داود بن الزبرقان قال قد كتبت عنه كان يكون في قصر الوضاح
قال الخطيب (2) وأخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي نا محمد بن المظفر أنا
علي بن أحمد بن سليمان المصري نا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال وداود بن
الزبرقان كان يكون ببغداد
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
عباس بن محمد قال سمعت [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنبأ أبو أحمد بن عدي (3) ثنا ابن أبي بكر وابن حماد قالا أنا عياش بن
محمد عن يحيى قال داود بن الزبرقان ليس بسئ زاد ابن حماد وقد روى عنه
سعيد بن أبي عروبة حديثا (4) في أصنافه (5) قلت ليحيى من روى عن سعيد قال
الخفاف

(1) تاريخ بغداد 8 / 357.
(2) المصدر نفسه ص 358.
(3) الخبر في الكامل لابن عدي 3 / 95 باختلاف، وعبارته: ثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد قلت
ليحيى بن معين: فداود بن الزبرقان؟ قال: ليس بشئ.
وانظر تاريخ بغداد 8 / 358.
(4) بالأصل: حدثنا، والمثبت عن ابن عدي.
(5) مهملة بالأصل والمثبت عن ابن عدي.
144

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
الحسين بن الأبنوسي أنا أبو بكر بن بيري إجازة أنا محمد بن الحسين الزعفراني (1)
نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول داود بن الزبرقان ليس
حديثه بشئ
أخبرنا أبو القاسم الواسطي وأبو الحسن بن سعيد قالا حدثنا وأبو النجم
الشيحي (2) قال أنبأ أبو بكر الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم قال
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول قلت ليحيى بن معين فداود بن الزبرقان قال ليس بشئ (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر أنا
أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا أبو يعقوب يوسد بن أحمد بن يوسف نا أبو
جعفر محمد بن عمرو العقيلي (4) نا محمد بن عبد الحميد السهمي نا أحمد بن محمد
الحضرمي قال سألت يحيى بن معين عن داود بن الزبرقان فقال ليس بشئ
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد قالا نا وأبو النجم الشيحي (4) أنبأ أبو بكر
الخطيب أخبرني الأزهري نا عبد الله بن عثمان الصفار نا محمد بن عمران بن
موسى نا عبد الله بن علي بن المديني قال سمعت أبي يقول داود الزبرقان كتبت
عنه شيئا يسيرا ورميت به وضعفه جدا
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قالا ثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا بدمشق نا
عبد الوهاب بن جعفر الميداني نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي نا

(1) الأصل: الزعفران.
(2) غير واضحة بالأصل وم وتقرأ " السنحى " والصواب ما أثبت. وهذه النسبة إلى شيحة، بكسر الشين. وقد
مر.
(3) انظر تاريخ بغداد 8 / 358.
(4) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 34.
(5) تاريخ بغداد 8 / 357.
145

القاسم بن عيسى العصار نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال داود بن الزبرقان
كذاب (1)
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد قالا ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (2) أخبرني الأزهري قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال نا
محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي قال داود بن الزبرقان متروك الحديث
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو نصر بن
الجبان إجازة نا أحمد بن القاسم الميانجي نا أحمد بن طاهر بن النجم حدثني
سعيد بن عمرو البردعي قال قلت يعني لأبي زرعة الرازي داود بن الزبرقان قال
واهي الحديث
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (3) أنبأ البرقاني نا يعقوب بن موسى الأردبيلي نا أحمد بن طاهر بن النجم
نا سعيد بن عمرو البردعي (4) قال قلت لأبي زرعة داود بن الزبرقان قال متروك
الحديث قلت ترى أن نذاكر عنه أو نكتب حديثه قال لا
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (5) سمعت أبي يقول داود بن الزبرقان ضعيف الحديث
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (6) أنبأ أحمد بن أبي جعفر أنبأ محمد بن عدي البصري في كتابه نا أبو عبيد
محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود يقول داود بن الزبرقان ترك حديثه

(1) المصدر نفسه: الجزء والصفحة.
(2) المصدر نفسه: 8 / 359.
(3) تاريخ بغداد 8 / 358 - 359.
(4) تاريخ بغداد: " البرذعي " بالذال المعجمة، نسبة إلى برذعة بلدة بأقصى أذربيجان. وتقال بردعة بإهمال
الدال. والأكثر بإعجامها.
(5) الجرح والتعديل 1 / 2 / 413.
(6) تاريخ بغداد 8 / 359.
146

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي
قالا أنبأ سهل بن بشر أنا علي بن منير بن أحمد بن منير أنبأ الحسن بن رشيق أنا
أبو عبد الرحمن النسائي قال داود بن الزبرقان ليس بثقة
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قال نا وأبو النجم بدر بن
عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأ أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال وداود بن
الزبرقان ضعيف (1)
قال ونا يعقوب قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا
يضعفونهم فذكرهم وذكر فيهم داود بن الزبرقان (2)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأ أبو القاسم الإسماعيلي أنا حمزة يوسف أنبأ أبو
أحمد بن عدي (3) نا علان نا ابن أبي مريم قال وقال لي غير يحيى بن معين
اجتمع الناس على طرح هؤلاء النفر ليس يذاكر بحديثهم ولا يعتد بهم فذكر داود بن
الزبرقان فيهم وقال كان يكون ببغداد
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم الشيحي (4) أنا أبو
بكر الخطيب (5) أنا علي بن طلحة المقرئ أنا علي (6) بن إبراهيم الغازي نا
محمد بن محمد بن داود الكرجي (7) نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش (8) قال

(1) تاريخ بغداد 8 / 359 والمعرفة والتاريخ 2 / 669.
(2) كتاب المعرفة والتاريخ 3 / 34 - 35.
(3) كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3 / 95.
(4) رسمها بالأصل وم: " السنحى " والصواب ما أثبت وقد مر قريبا، وانظر الأنساب (الشيحي، نسبة إلى شيحة
من قرى حلب).
(5) تاريخ بغداد 8 / 359.
(6) تاريخ بغداد وم: محمد.
(7) بالأصل " الكرخي " والصواب عن م وتاريخ بغداد، والكرجي بفتح الكاف والراء كما في الأنساب نسبة إلى
الكرج وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان. ذكره السمعاني وترجم له.
(8) بالأصل: حراش، والمثبت عن تاريخ بغداد وم.
147

داود بن الزبرقان بصري ضعيف الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أبو أحمد بن عدي (1) قال داود بن الزبرقان أبو عمر وقد قيل أبو عمرو البصري
قال البخاري داود بن الزبرقان أبو عمرو البصري عن داود بن أبي هند مقارب
الحديث
قال ابن عدي (2) ولداود بن الزبرقان حديث كثير وعامة ما يرويه عن كل من
روى عنه مما لا يتابعه عليه أحد وهو في جملة الضعفاء الذي يكتب حديثهم (3)
2046 داود بن سلم (4) يقال إنه مولى بني تيم بن مرة
ثم لآل أبي بكر الصديق
ويقال لآل طلحة
شاعر من أهل المدينة
قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية دمشق ومدحه وله مدائح مستحسنة مستفيضة
وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأ أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار قال (5) سألت محمد بن موسى بن طلحة بن عمر عن داود بن سلم هل هو
مولاهم فقال كذلك يقول الناس وليس بمولانا أبوه رجل من النبط وأمه ابنة حوط
مولى عمر بن عبيد الله فنسب إلى ولائه (6) قال وفي ذلك يقول وهو يمدح بني معمر
وإذا دعا الجاني النصر (7) لنصره * وارتني أوجهها النضيرة معمر

(1) الكامل لابن عدي 3 / 95.
(2) الكامل لابن عدي 3 / 98.
(3) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قرأت بخط الذهبي: مات سنة نيف وثمانين ومئة.
(4) ترجمته في الأغاني 6 / 10 معجم الأدباء 11 / 95 الوافي بالوفيات 13 / 467.
(5) الخبر والشعر في الأغاني 6 / 10 - 11 عن طريق محمد بن سليمان الطوسي.
(6) الأغاني: ولاء أمه.
(7) الأغاني: النصير لنصره وارتني الغرر النصيرة معمر.
148

متخارزين (1) كأن أشد خفية * فمقامها متبسلات (2) نزير
يتجاسرون بحمل كل ملمة * يتجبرون على الذي يتجبر
غسل الرضا فإذا بلغت خطابهم * خلط السماء ثم يقبل صاب ممقر (3)
لا يطبعون ولا نرى أخلاقهم * إلا تطيب كما يطيب العنبر
رفعوا بنائي فكان حوط قصره (4) * جدي ومنهم الذي لا أنكر *
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا
البنا قالوا أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنبأ أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا
الزبير بن بكار قال وحدثني غير عمي قال سمعت داود بن سلم ينشد لنفسه في
قثم بن العباس رضي الله عنهما (5) * نجوة من حل ومن رحلة (6) * يا ناق إن قربتني (7) من قثم
إنك إن بلغتنيه غدا * عاش لنا بشير (8) ومات العدم
في باعه طول وفي وجهه * نور وفي العرنين منه شمم (9)
لم يدر مالا وبلى قد درى * فعافها واعتاض منها نعم *
قال الزبير وأنشدني عبد الله بن محمد بن موسى بن عمر لداود بن سلم يمدح
قثم بن العباس وأنشدني ذلك يونس بن عبد الله قال سمعته من داود بن أسلم
كما صارخ بك من راج وصارخة * يدعوك يا قثم الخيرات يا قثم

(1) الأصل وم: " متحد بين ".
(2) الأغاني: مستبسلات تزأر.
(3) الأغاني: عسل الرضا.... خلط السمام بفيك صاب ممقر.
(4) الأغاني: دنية.
(5) الأبيات في الأغاني 6 / 20 ومعج الأدباء 11 / 97 والكامل للمبرد 2 / 773 ونسبت فيه لسليمان بن قتة.
(6) صدره في الأغاني: عتقت من حلي ومن رحلتي.
(7) الأغاني: أنيتني.
(8) الأغاني ومعجم الأدباء: حالفني اليسر.
(9) هذه رواية الكامل للبيت، وفي معجم الأدباء:
في كفه بحر وفي وجهه * بدر...
وفي الأغاني: في وجهه بدر وفي كفه * بحر....
149

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم (1)
يكاد يعلقه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
هذا الذي لم يضع للملل حرمته * إن الكريم الذي يحظى به الحرم *
قال (2) ونا الزبير حدثني يونس بن عبد الله عن داود بن سلم قال كنت يوما
جالسا مع قثم بن العباس قبل أن يمللوا (3) بفنائه فمرت جارية فأعجبت قثم فتمناها ولم
يمكنه ثمنها فلما ولي ثقم اليمامة اشترى الجارية إنسان يقال له صالح فكتب داود بن
سليم إلى قثم بن العباس
يا صاحب العيس ثم راكبها * بلغ إذا ما أثبته قثما (4)
إن العزال الذي أجاز بنا * معارضا إذ توسط الحرما
حوله صالح فصار مع الإنس * وخلا الوحوش والسلما *
فأرسل قثم في طلب الجارية يشتريها فوجدها قد ماتت
قال الزبير وقال داود بن سلم (5) وكنا حديثا قبل تأمير جعفر * وكان المنى في جعفر أن يؤمرا
فرحت بتأمير الأمير فكلما * لقيت خليلا لمته أو تشزرا
كصاد أصابته سموم ظهيرة * بأرض مغاز حين راح فهجرا
أرى عارضا يرجي إليه سحابة * فلما علاه الويل سمح فأمطرا
كأن بني حواء صفوا أمامه * فخير في أنسابهم فتخيرا
حوته فروع المجد من كل جانب * إذا نسبوا حاز النبي المطهرا
سليل نبي الله وابن ابن عمه * فيا لك فخرا ما أجل وأكثرا

(1) الأبيات الثاني والثالث والرابع للفرزدق وهي في ديوانه ط بيروت 2 / 178 من قصيدة يمدح علي بن
الحسين، زين العابدين.
(2) الخبر في الأغاني 6 / 18.
(3) الأغاني: يملكوا.
(4) الأغاني: أبلغ إذا ما لقيته ثما.
(5) بعض الأبيات في الأغاني 6 / 15 يمدح جعفر بن سليمان، والوافي 13 / 468.
150

صفا كصفاء المري في نافع الثرى * من الرفق حتى ماؤه غير أكدرا
حوى المنبرين الطاهرين فجعفر (1) إذا ما خطا عن منبر أم منبرا *
قال الزبير فحدثني يونس بن عبد الله بن سالم الخياط أن جعفر بن سليمان
أعطى داود بن سلم فيها عشرة آلاف درهم قالها حين ولي جعفر المدينة ومكة
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أنا أبو بكر الخطيب
أنا الحسن بن أبي بكر أنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي نا جدي
قال وأبو عبد الله بن محمد أبو الكرام محمد بن عبد الله أمه الجلاس بنت خالد بن
محمد بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة وأمها أم الحارث بنت خالد بن العاص بن
هشام بن المغيرة وله يقول داود بن سلم
* يا ابن بنت النبي زارك زور * لم يكن ملحقا ولا سآلا
زار خير الأنام نفسا وأما * والذي يمنح الثدي السؤالا
وإذا مر عابرا من سبيل * يجمع القاطنين والقفالا
بهت الناس ينظرون إليه * مثل ما ترقب العيون الهلالا *
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
في تسمية ولد جعفر قال ومنهم ابن أبي الكرام محمد بن عبد الله بن محمد بن
علي بن عبد الله بن جعفر كان مع عيسى بن موسى حين قاتل محمد بن عبد الله بن
حسين وهو حمل رأس محمد بن عبد الله ورؤوس من قتل معه إلى أمير المؤمنين
المنصور بن جعد وله يقول داود بن سلم
يا ابن بنت النبي أراك زور * لم تكن ملحقا ولا سؤالا
وواراه يا ابن النبي رجال * كلهم سائلوه ما منك بالا
ذاك خير الأنام نفسا وأما * والذي يمنح الثدي السوالا
وإذا مر عابر السبيل * يجمع القاطنين والقفالا
بهت الناس ينظرون إليه * مثل ما ترقب العيون الهلالا *

(1) الأغاني: " كليهما " بدل " فيجعفر ".
151

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال وحدثني أبو
غزية محمد بن موسى الأنصاري قال خطب أبو بكر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير
امرأة من قريش فأرسلت إليه إني لا أريد التزوج ولو أردته ما عدوتك ولكنت لذاك
أهلا فبلغت القصة داود بن سلم فقال
* الله يعلم ما صاحبت من أحد * خيرا وأكرم منه حين يختضل
أما لحمزة أو عياد والده * أو ثابت منه جزل الرأي والجدل
قوم يفون بأموال وإن عظمت * أعراضهم ويرون الغنم ما فعلوا
إن الزبير وأياما خلون له * مع التي بها قد يضرب المثل
ثم العيادة والإقدام قد عرفا * لابن الزبير إذا ما قيل من رجل
فأين لا أين عنهم معدل أبدا * هم الكرام إذا ما حملوا احتملوا
أتيت جود بني اللكعاء انباها * قدر جسم وعرض ليس يبتذل
لو كان ينكح شمس الناس من أحد * لكانت الشمس في أبياتهم تقل
أو كان يبلغ حذو النجم ذو شرف * لكان جارهم في جوها زحل
أو كان يعدل عن قوم لفضلهم * ريب المنون لما وافاهم الأجل
ما آن لهم ولكم شبه ولا مثل * إلا البرود وسحق الفروة العمل *
فأرسل إليهم أبو بكر إن المرأة لم تردنا رد مكروه وأقسمت عليك إلا أمسكت
عنها وإنما هي امرأة فقال أما والله لولا تقدمك إلي لهجوتها بمائة شعر فبلغ المرأة
بعدما كان منه فبعثت إليه أن أخطبني فإني غير رادتك فأرسل إليها إن الذي كان فينا
مثل الذي عطف علينا هو كان أولى أن يصبرني به إلى قضاء حاجتنا ولو علمت جئت
خطبتك أنك لا ترمي خيرا منك ما خطيتك لا حاجة لي قيل فتزوجها بعد رجل من
قريش كان مكبرا فأساء إليها فكانت تقول ابن الزبير وتمره خير منك والدنيا لك فكان
يقول لها إن الله عز وجل عاتبك له لي فيقول صدقت والله فقال داود عند ذلك
لقد خبرت زينب حين تشكو * تقول لربها ها ذي ذنوبي
أحل وتقي كثير لم تريحه * لحاك الله من عجب عجيب
أبعد ابن الزبير نكحت بعلا * فأين الملح من ماء عذوب
152

* قال وثنا الزبير حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز الزهري حدثني أخي
إبراهيم بن محمد أن أباه محمد بن عبد العزيز الزهري لما عزل عن قضاء المدينة وقف
عليه داود بن سلم فقال
* أمين كنت تحكم حين كنت * تريد الله جهدك ما استطعتا
تذكرنا الأمين إياك بخ بخ * غداة له تقول الناس أنتا
فإن يعزل فليس بشر سوم * أتاك اليوم منه ما أردتا *
فقال محمد بن عبد العزيز لكاتبه محرز بن جعفر مولى أبي هريرة يا محرز
أعطه خمسين دينارا فإنه والله علمي فيه إذا مدح يصح وإذا ذم شرح قال فقال داود بن
سلم والله لقول محمد في شعري كان أعظم عندي قدرا من عطيته
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الجلابي (1) الواسطي من
واسط يخبرني عن أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال أنشدنا
علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار قال أنشدنا أبو الفرج علي بن الحسين
الأصبهاني قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب لداود بن سلم الأدلم
ما ذر قرن الشمس إلا ذكرتها * ويذكرنيها ما ذب الغروب (4)
وأذكرها ما بين دار وبعده * وبالليل أحلامي وعند هبوبي
وأفنيتها (5) شوقا وأبلاني الهوى * وأعيى الذي من طب كل طبيب
وأعجب أني لا أموت صبابة * وما كل من وامق بعجيب (6)
وكل محب قد سلا غير أنني * غريب الهوى (7) ويح كل غريب

(1) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت، وانظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 171 والأنساب.
والجلابي، ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الجلاب وفي م: الخلاني.
(2) كذا، وفي الأغاني: الادم، وهما بمعنى الأسود.
وسمي بالأدلم (الادم) لشدة سواده، وكان من أقبح الناس وجها.
(3) الأبيات في الأغاني 6 / 20...
(4) الأغاني: وما ذر... وأذكرها في وقت كل غروب.
(5) صدره في الأغاني: وقد شفني شوقي وأبعدني الهوى.
(6) في الأغاني: وما كمد من عاشق بعجيب.
(7) الأصل " الايا " والمثبت عن الأغاني.
153

وكم لام فيها من أخ ذي (1) نصيحة * فقلت له أقصر فغير مصيب
أتأمر أشياء يا مفارق قلبه * أتصلح أجساد بغير قلوب *
2047 داود بن سليمان بن داود بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي
له ذكر
2048 داود بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
ابن عبد مناف القرشي الأموي (2)
أمه أم ولد ولاه بعض الصوائف وأراد أن يجعله ولي عهده بعد موت أخيه
أيوب بن سليمان فلم يفعل
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد بن سليمان نا
الزبير بن بكار قال فولد سليمان بن عبد الملك الحارث وعمرو وعمر
وعبد الرحمن وداود لأمهات أولاد شتى
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أحمد بن معروف
إجازة نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) نا محمد بن عمر نا داود بن خالد
أبو سليمان عن سهيل بن أبي سهيل قال سمعت رجاء بن حيوية (4) يقول لما كان
يوم الجمعة لبس سليمان بن عبد الملك ثيابا خضرا من خز ونظر في المرآة فقال أنا
والله الملك الشاب فخرج إلى الصلاة فصلى بالناس الجمعة فلم يرجع حتى وعك
فلما ثقل كتب كتابا عهده إلى ابنه أيوب وهو غلام لم يبلغ فقلت ما تصنع يا أمير
المؤمنين إنه مما يحفظ به الخليفة في قبره أن يستخلف الرجل الصالح فقال سليمان

(1) الأصل: " من مود بصيحة " والمثبت عن الأغاني.
(2) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3445.
(3) الخبر في طبقات ابن سعد 5 / 335 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(4) كذا، مختلف في اسم أبيه، انظر ترجمته في سير الاعلام 4 / 557.
154

كتاب أستخير الله فيه وأنظر ولم أعزم عليه فمكث يوما أو يومين ثم خرقه (1) ثم دعاني
فقال ما ترى في داود بن سليمان فقلت هو غائب بقسطنطينة وأنت لا تدري أحي هو
أو ميت قال يا رجاء فمن ترى قال فقلت رأيك يا أمير المؤمنين (2)
الصحيح أن أيوب مات قبل أبيه سليمان فأما داود فبقي بعده
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه ثنا أبو محمد الكتاني أنا أبو (3)
محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر نا ابن
عائذ قال فحدثنا الوليد بن مسلم قال فحدثني بعض المشيخة أن سليمان بن
عبد الملك في سنة ثمان وتسعين نزل بدابق وأغزا على صائفة الجزيرة عبد الله بن
عمر بن الوليد وداود بن سليمان فافتتح حصن المرأة (4) وحصن الأحرب وكان مسلمة
على حصار القسطنطينة في ذلك العام (5)
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو
القاسم بن جنيقا الدقاق نا إسماعيل بن علي الخطبي قال توفي أيوب في حياة أبيه
سليمان وأراد سليمان أن يعقد العهد لابنه داود فمنعه من ذلك أنه كان ابن أمة وكان
يكرهون ذلك ولا يولون إلا ابن منهم فعدل عنه (6)
وبلغني أن داود هذا قتل يوم نهر أبي فطرس ولا أظنه بقي إلى ذلك الوقت والله
أعلم

(1) بالأصل " حرفه " وفي م: " حرمه " والمثبت عن ابن سعد.
(2) كذا بالأصل، والخبر لما ينته بعد، انظر تتمته في طبقات ابن سعد وفيه ما يتعلق بتولية عمر بن
عبد العزيز الخلافة وكتاب العهد الذي كتبه سليمان بن عبد الملك.
(3) زيادة منا للايضاح انظر مطبوعة ابن عساكر (عبد الله بن جابر - ابن زيد ص 564) وفهارس شيوخ ابن
عساكر (نفس المصدر: ص 696 و 795) وفي م: الكتابي.
(4) وهو مما يلي ملطية، انظر الطبري 6 / 545 حوادث سنة 98 ولم يذكر الطبري أنه فتح حصنا آخر.
(5) المصدر نفسه ص 530 - 531.
(6) ذكر ابن العديم أنه لما عزم أن يعهد إلى ابنه داود صدفه عن ذلك رجاء بن حياة فعهد إلى عمر بن
عبد العزيز، وقيل إن رجاء أشار به أولا فامتنع سليمان لكونه ابن أمة، وكانت بنو أمية يتجنبون ولاية
الخلافة لأولاد الإماء، ويقولون إنها تخرج عنهم من يد ابن أمة فخرجت من يد مروان بن محمد وهو
آخرهم، وكان ابن أمة (بغية الطلب 7 / 3445).
155

2049 داود بن سليمان بن هشام بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم الأموي
قتله السفاح مع أبيه سليمان بن هشام بالعراق له ذكر
2050 داود بن أبي شيبان العنسي
أخو إبراهيم بن أبي شيبان
من علماء أهل دمشق يأتي له حكاية في ترجمة سويد بن عبد العزيز إن شاء الله
2051 داود بن عبيد الله بن مروان بن الحكم
ابن أبي العاص بن أمية الأموي
له ذكر وكان له ابن اسمه سليمان قتل مع بني أمية يوم نهر أبي فطرس سنة (1)
اثنتين وثلاثين ومائة
2052 داود بن علي بن عبد الله بن العباس
ابن عبد المطلب بن هاشم
أبو سليمان الهاشمي (2)
كان بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء وولي إمرة الكوفة في زمن ابن أخيه أبي
العباس السفاح ثم ولاه المدينة والموسم ومكة واليمن واليمامة
روى عن أبيه
روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز والحكم بن عبد الله البصري
ومسور بن الصلت والحسن بن عمارة ومحمد بن شعيب بن شابور (3) وشريك بن
عبد الله النخعي القاضي وقيس بن الربيع الأسدي وعتبة بن يقظان ومحمد بن

(1) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت، ونهر أبي فطرس بالضم اسم نهرب قرب الرملة بأرض
فلسطين (ياقوت) وفي م: " نظر ".
(2) ترجمته وأخباره في تاريخ الطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرها من كتب التاريخ (انظر فيها الفهارس)
ونسب قريش للزبيري ص 182 وبغية الطلب لابن العديم 7 / 3446 والوافي بالوفيات 13 / 478 وسير
الاعلام 5 / 444 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) بالأصل " سابور " والصواب ما أثبت.
156

سليمان بن أبي ضمرة الحمصي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وابن جريج
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (1) وجابر بن يزيد
وقدم دمشق غير مرة وكان بها حين وصل الخبر بوفاة هشام بن عبد الملك فكتب
إلى أخيه محمد بذلك وكان بها أيضا حين ابتدأ أهل المزة في التدبير على الوليد بن يزيد
وعزموا عليه أن يبايع يزيد بالخلافة فأبى وقيل إنه كان قدريا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو سعد الجنزرودي وأبو سعد أحمد بن
إبراهيم المقرئ قالا أنا أبو طاهر بن خزيمة أنبأ جدي نا محمد بن خلف
العسقلاني نا آدم يعني ابن أبي إياس نا قيس يعني ابن الربيع عن محمد بن أبي
ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال بعثني العباس إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يصلي من الليل فلما صلى ركعتي الفجر قال اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي
بها قلبي وتجمع بها شملي وتلم بها شعثي وترد بها ألفتي وتصلح بها ديني وتحفظ
بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها
رشدي وتعصمني بها من كل سوء اللهم أعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر
ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء
ونزل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء اللهم أنزل بك
حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك وأسألك يا قاضي الأمور
ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة
الثبور ومن فتنة القبور اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه شئ من
خير وعذبه (2) أحدا من عبادك أو خير أنت معطيه أحدا من خلقك فإني أرغب إليك فيه
وأسألك يا رب العالمين اللهم اجعلنا هداة (3) مهتدين غير ضالين ولا مضلين حربا
لأعدائك سلما لأوليائك تحب بحبك الناس وتعادي بعداوتك من خالفك (4) اللهم

(1) بالأصل " يومان " وفي م: " نومان " والمثبت عن ابن العديم.
(2) مختصر ابن منظور 8 / 150 وعدته.
(3) مختصر ابن منظور: هادين مهديين.
(4) المختصر: من خالفك من خلقك.
157

هذا الدعاء وعليك الاستجابة أو الإجابة شك ابن خلف (1) وهذا الجهد وعليك
التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن
يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين
بالعهود إنك رؤوف رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد سبحان الذي تعطف (2) العز
وقال به سبحان الذي لبس المجد وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له
سبحان الذي أعطى كل شئ بعلمه سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي القدرة
والكرم اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبري ونورا في سمعي ونورا في بصري ونورا في
شعري ونورا في بشري ونورا في لحمي ونورا في دمي ونورا في
عظامي ونورا من بين يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي
ونورا من فوقي ونورا من تحتي اللهم زدني نورا وأعطني نورا واجعل لي نورا [* * * *]
ورواه عاصم عن علي بن عاصم عن قيس بن الربيع
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو علي عبد الحميد وأبو محمد عبد الجبار أنبأ أبو محمد
الفقيهان وأبو الحسين عبيد الله بن محمد بن أحمد قالوا
أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأ أبو نصر بن قتادة نا أبو الحسن محمد بن الحسن بن
الحسين بن منصور التاجر (3) أنبأ أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان نا عاصم بن
علي نا قيس بن الربيع [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقرئ أخبرنا سهل بن بشر أنبأ
علي بن منير الخلال أنبأ القاضي أبو طاهر الذهلي نا أبو الحسن محمد بن يحيى بن
سليمان المروزي نا عاصم بن علي نا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن داود بن
علي عن أبيه عن عبد الله بن عباس قال بعثني العباس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيته
ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة قال فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي من الليل فلما صلى
الركعتين قبل الفجر قال اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها
شملي وتلم بها شعثي وترد بها ألفتي وتصلح بها ديني وتحفظ بها غايتي وترفع بها

(1) بالأصل: " إن حلف " والصواب عن م، وهو محمد بن خلف العسقلاني أحد رواة الحديث.
(2) الأصل: يعطف.
(3) مهملة بالأصل وم، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 66.
158

شاهدي وتزكي بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من
كل سوء اللهم أعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف
كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ونزل الشهداء وعيش
السعداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء اللهم أنزل بك حاجتي وإن قصر
رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور
كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور
اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم يبلغه نيتي أو أمنيني شك عاصم من
خير وعدته أحدا من عبادك أو خير أنت معطيه أحدا من خلقك فإني أرغب إليك فيه
وأسألك يا رب العالمين اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين حربا
لأعدائك سلما لأوليائك نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك
اللهم هذا الدعاء وعليك الاستجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا
بالله اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم
الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود
وأنت تفعل ما تريد سبحان الذي تعطف العز وقال به سبحان الذي لبس المجد
وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان ذي
الفضل والنعم سبحان ذي القدرة والكرم سبحان الذي أحصى كل شئ بعلمه اللهم اجعل لي نورا في قلبي
ونورا في قبري ونورا في سمعي ونورا في بصري ونورا في شعري ونورا في بشري
ونورا في لحمي ونورا في دمي ونورا في عظامي ونورا من بين يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا من
فوقي ونورا من تحتي اللهم
زدني نورا وأعطني نورا واجعل لي نورا [* * * *] لفظهما قريب إلا أن الذهلي لم يقل ممسيا
وقال ومنازل الشهداء وقال والجبل الشديد ولم يقل ونورا في قبري وقال
شيخنا أبو الحسن والجبل
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأ
محمد بن الحسين أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (2) قال أبو بكر

(1) الأصل: يعطف.
(2) كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 2 / 700 - 701.
159

الحميدي في حديث سفيان عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي في زمن بني أمية ورواه
الحسين بن عمارة عن داود
أخبرناه أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم الكشميهني الخطيب وأبو بكر
محمد بن أحمد بن الجنيد الميهني وأبو بكر فضل الله بن المفضل بن فضل الله وأبو
الثناء المنور وأبو الضياء نصر ابنا أسعد بن سعيد بن فضل الله وأبو علي الحسن بن
عبد الرحمن بن سلمان وأبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور قالوا أنبأ أبو
الفضل محمد بن أحمد العارف الطوسي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري نا أبو
العباس الأصم نا محمد بن خالد بن خلي نا أحمد بن خالد الوهبي عن داود بن
علي عن أبيه عن ابن عباس أنه كان ربما بات عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا فرغ
من صلاته جلس فدعا بهذا الدعاء اللهم إني أسألك أن تهب لي رحمة من عندك تهدي
بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وترد بها ألفتي وتحفظ بها غائبي وتزكي
بها عملي وترفع بها شاهدي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها
من كل سوء اللهم إني أسألك إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أتاك بها شرف
كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء
والنصر على الأعداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء اللهم إني أسألك وإن قصر بها
عملي وضعف رأيي افتقرت (1) إلى رحمتك فإني أسألك يا قاضي الأمور ويا شافي
الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن
فتنة القبور اللهم ما قصر عنه عملي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من عبادك أو
خير أنت تعطيه أحدا من خلقك فإني أسألك إياه وأرغب إليك فيه برحمتك يا رب
العالمين اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين حربا لأعدائك سلما
لأوليائك نحب (2) بحبك الناس ونعادي (3) بعداوتك من خالفك اللهم رب الأمر
الرشيد والحبل الشديد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين
الشهود الركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد اللهم

(1) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن م وفيها: وافتقرت.
(2) الأصل وم: تحب.
(3) الأصل وم: نعادي.
160

ربي وإلهي هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا
بالله اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبري ونورا في سمعي ونورا في
بصري ونورا في لحمي ونورا في دمي ونورا في مخي ونورا في عظامي ونورا في
شعري ونورا في بشري ونورا من بين يدي ونورا من خلفي ونورا من فوقي ونورا
من تحتي اللهم زدني نورا واعطني نورا سبحان الذي لبس العز ولاق (1) به سبحان
الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الذي أحصى كل شئ بعلمه سبحان ذي المن
والنعم سبحان ذي الطول والفضل سبحان ذي القدرة والكرم [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن
محمد نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا
نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي نا أبي نا داود بن علي بن
عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس قال أردت أن أعرف صلاة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الليل فسألت عن ليلته فقيل لميمونة الهلالية فأتيتها فقلت إني
تنحيت عن الشيخ ففرشت لي في جانب الحجرة فلما صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأصحابه
صلاة العشاء الآخرة دخل إلى منزله فحس حسي فقال يا ميمونة من ضيفك
قالت ابن عمك يا رسول الله عبد الله بن عباس قال فأوى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى
فراشه فلما كان في جوف الليل خرج إلى الحجرة فقلب في أفق السماء وجهه ثم قال
نامت العيون وغارت النجوم والله حي قيوم ثم رجع إلى فراشه فلما كان في ثلث الليل
الآخر خرج إلى الحجرة فقلب في أفق السماء وجهه وقال نامت العيون وغارت النجوم
والله حي قيوم ثم عمد إلى قربة في ناحية الحجرة فحل شناقها (2) ثم توضأ فأسبغ
وضوءه ثم قام إلى مصلاه فكبر فقام حتى قلت لن يركع ثم ركع فقلت لن يرفع
صلبه ثم رفع صلبه ثم سجد فقلت لن يرفع رأسه ثم جلس فقلت لن يعود ثم سجد فقلت لن يقوم ثم
قام فصلى ثمان ركعات كل ركعة دون التي قبلها يفعل في
كل ثنتين بالتسليم وصلى ثلاثا أوتر بهن بعد الاثنتين (3) وقام في الواحدة الأولى فلما

(1) كذا، ومر في الرواية السابقة: الذي تعطف العز، وقال به.
(2) الشناق ككتاب خيط يشد به فم القربة (القاموس).
(3) بالأصل: الاثنين.
161

ركع الركعة الأخيرة فاعتدل قائما من ركوعه قنت فقال اللهم إني أسألك رحمة من
عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وترد بها ألفتي وتحفظ بها
غيبتي وتزكي بها عملي وتلهمني به رشدي وتعصمني بها من كل سوء أسألك إيمانا
لا يرتد ويقينا ليس بعده كفر ورحمة من عندك أنال بها شرف كرامتك في الدنيا
والآخرة أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء إنك
سميع الدعاء اللهم إني أسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين
البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن فتنة القبور دعوة الثبور اللهم ما قصر عنه
عملي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك أو أنت معطيه أحدا من عبادك
الصالحين فأسألكاه وأرغب إليك فيه رب العالمين اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير
ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك حربا لأعدائك نحب بحبك ونعادي لعداوتك من
خالفك اللهم إني أسألك بوجهك الكريم ذي الجلال الشديد الأمن يوم الوعيد والجنة
يوم الخلود مع المقربين الشهود والموفين بالعهود إنك رحيم ودود إنك تفعل ما
تريد اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا
بك اللهم اجعل لي نورا في سمعي وبصري ومخي وعظمي وشعري وبشري
ومن بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي اللهم أعطني نورا وزدني نورا
وزدني نورا وزدني نورا (1) ثم قال سبحان من لبس العز ولاق به سبحان الذي تعطف
بالمجد وتكرم به سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان من أحصى كل شئ
بعلمه سبحان ذي الفضل والطول سبحان ذي المن والنعم سبحان ذي القدرة
والكرم [* * * *] ثم سجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان فراغه من وتره وقت ركعتي الفجر فركع في
منزله ثم خرج فصلى بأصحابه صلاة الصبح
ومن أعلى ما وقع لي من حديثه
ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن العالمة
وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله بن سكينة (2) قالوا أنا أبو محمد الصريفيني
أنبأ أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا ابن ثوبان عن

(1) كذا مكررة ثلاث مرات بالأصل، وأربع مرات في م.
(2) ترجمته في سير الاعلام 20 / 49.
162

داود بن علي أن أباه أخبره عن جده ابن عباس قال أكل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحما ثم صلى
ولم يتوضأ [* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأ أبو الفضل الباقلاني
وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد
الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنبأ
محمد بن إسماعيل قال (1) داود أخو عيسى ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس
القرشي الهاشمي عن أبيه روى عنه ابن أبي ليلى والمسور بن الصلت
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ أبو علي
الأصبهاني إجازة قال وأنا أبو طاهر بن سلمة بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم قال داود بن علي بن عبد الله بن العباس روى عن أبيه روى (3) عنه ابن أبي
ليلى والأوزاعي سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ تمام بن محمد أنبأ
جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال وولد علي بن عبد الله بن عباس ممن يحدث
داود بن علي وذكر غيره
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ عبد الله بن
عتاب (4) أنبأ الحسن بن جوصا إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة داود بن علي بن عبد الله بن عباس
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأ أبو بكر الخطيب أنبأ أبو بكر أحمد بن
محمد بن إبراهيم قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت
عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألت يحيى بن معين عن داود بن علي بن عبد الله بن

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 235.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 418 - 419.
(3) بالأصل: روى عنه ابنه، والصواب عن الجرح والتعديل وم " روى عن أبيه ".
(4) الأصل " غياث " والصواب ما أثبت عن م.
163

عباس قال شيخ هاشمي قلت كيف حديثه فقال أرجو أنه ليس يكذب إنه
وقال غيره عن الدارمي إنما يحدث بحديث واحد (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (2) قال وعندي أنه لا بأس برواياته يعني داود عن
أبيه عن جده فإن عامة ما يرويه عن أبيه عن جده
قال وأنبأ أبو أحمد (3) ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن زياد
النيسابوري نا عبد الملك بن محمد أبو قلابة عن جارود بن أبي الجارود السلمي
حدثني محمد بن أبي رزين الخزاعي قال سمعت داود بن علي حين بويع لبني العباس
وهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال شكرا شكرا إنا والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا
ولا لنبني قصرا ظن عدو الله أن لن نقدر عليه أمهل له في طغيانه وأرخي (4) له من
زمامه حتى عثر في فضل خطامه فالآن أخذ القوس باريها وعاد النبال إلى النزعة (5)
وعاد الملك في نصابه في أهل بيت نبيكم أهل الرأفة والرحمة والله إن كنا لنشهد
لكم (6) ونحن عل فرشنا أمن (7) الأسود والأبيض لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة
العباس ها ورب هذه البنية لا نهيج أحدا ثم نزل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري (8)
ح وأخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الجواليقي (9)
وأبو الحسين أحمد بن الطيب بن الصباغ قالا أنا أبو القاسم بن البسري قالا أنا أبو

(1) نقله ابن عدي في الكامل 3 / 88.
(2) المصدر نفسه 3 / 92.
(3) المصدر نفسه 3 / 89.
(4) الأصل " وأرجى " والمثبت عن ابن عدي.
(5) يريد أن الحق عاد إلى أصحابه (انظر اللسان).
(6) رسمها مضطرب، والمثبت عن ابن عدي.
(7) ابن عدي: " أمر ".
(8) الأصل: السري وفي م: " السرى " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(9) بالأصل وم " الحصر " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 20 / 89.
(10)
164

طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد نا محمد بن حميد قال سمعت جريرا قال
سمعت سالم بن أبي حفصة يطوف بالبيت وهو يقول لبيك مهلك بني أمية فأجازه
داود بن علي بألف دينار
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة العصفري قال (1) وأقام الحج يعني
سنة اثنتين وثلاثين ومائة داود بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
وقال (2) واستعمل يعني السفاح على الكوفة عمه داود بن علي ثم عزله
وبعثه فصلى بالموسم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال حج داود بن علي سنة اثنتين وثلاثين
ومائة
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال وداود بن علي أول من ولي المدينة من بني العباس وأقام الحج حين ولي بنو (3)
العباس الناس سنة اثنتين وثلاثين ومائة وتوفي بالمدينة واستخلف عليها ابنه موسى بن
داود وله يقول إبراهيم بن علي بن هرمة
يا أيها الشاعر المكارم بالمدح * رجالا لكنهم (4) ما فعلوا
حسبك من قولك الخلاف كما * نحا خلافا ببوله الحمل
الآن فانطق بما أردت * فقد أبدت بهاجا وجوهها السبل
وقل لداود منك ممدحة * لها زها من خلفها نغل
أروع لا يخلف العدات ولا * تمنع منه سؤاله العلل
لكنه سابغ عطيته يدرك * منه السؤال ما سألوا

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 404.
(2) المصدر نفسه ص 412 في تسمية عمال أبي العباس (السفاح).
(3) الأصل: " بني ".
(4) غير مقروءة بالأصل وم، والمثبت عن تهذيب ابن عساكر.
165

لا عاجز عازب مروءته * ولا ضعيف في رأيه زلل
يحمده الجار والمعقب * والأرحام شتى بحسن ما يصل
يسبق بالفضل ظن صاحبه * ويقبل الرثب عرفه العجل
حل من المجد والمكارم * في خير محل يحله رجل *
وقال إبراهيم بن علي بن هرمة لداود بن علي
أوصى غنيا مما أنفك اذمره * أخشى عليه أمورا ذات عقال
أما هللت ولم تنظر إلى نشب * كما تعطل بعد الخلقة الحال
فقد فتحت لك الأبواب مغلقة * فأدخل على كل ذي ناجين مفصال
دار الملوك تعش في غمر بحرهم * وأرفع رجاك عن عمر وعن خال
الق الرجال بما لاقوك من كتب * ضرا بضر وإبهالا بإبهال
داود داود لا تفلت حبائله * واشدد يديك بباق الود وصال
فما نسيت فداك الناس كلهم * وما أثمر من أهل ومن مال
يوم الرديئة والأعداء قد حضروا * إذا جئت أمشي على خوف وأهوال
والناس يرمون عن شرر بأعينهم * كالصفر أصبح فوق المرقب العالي
لا يرفعون إليه الطرف خشية لا * خوف فحش ولكن خوف إجلال
حتى تلاقيت حاجاتي فسوتهم * فقد تبرأ أولو الشحناء أحوالي
ثم استقل بهم ضخم حمالته * ألقى أشطة ظهري بعد أثقال
خفضت حاشى وقد رام النشوز وقد * جئت لتلحق بالمصرين إجمالي *
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة قال (1) سنة ثلاث وثلاثين ومائة
فيها مات داود بن علي بن عبد الله بن العباس في غرة شهر ربيع الأول
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال (2) وفي هذه السنة يعني سنة ثلاث
وثلاثين مات داود بن علي بن عبد الله بن عباس وهو وال على المدينة فهلك ليلة

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 410.
(2) المعرفة والتاريخ 3 / 350.
166

هلال شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن
حيوية أنبأ سليمان بن إبراهيم الحلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد
قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة داود بن علي بن عبد الله بن عبد المطلب
وأمه أم ولد وكان داود لما ظهر أبو العباس عبد الله بن محمد بالكوفة صعد المنبر
ليخطب بالناس فحضر فلم يتكلم فوثب داود بن علي بين يدي المنبر فخطب وذكر
أمرهم وخروجهم ومنى الناس ووعدهم العدل فتفرقوا عن خطبته وولاه أبو العباس
مكة والمدينة وحج بالناس سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهي أول حجة حجها ولد
العباس ثم صار داود إلى المدينة فأقام بها أشهرا أثم مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة وهو
ابن اثنتين وخمسين وإنما أدرك من دولتهم ثمانية أشهر وقد روى محمد بن
عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيره عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس وروى داود
عن أبيه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد بن أحمد التميمي أنا علي بن
محمد بن الغمر أنا أبو سليمان الربعي قال وفيها يعني سنة ثلاث وثلاثين ومائة
مات داود بن علي بن عبد الله بن العباس في شهر ربيع الأول بالمدينة وذكر الواقدي
أن ولايته كانت ثلاثة أشهر وذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن داود ولد سنة
إحدى وثمانين قال وقالوا ولد سنة ثمان وسبعين وتوفي داود سنة اثنتين
وثلاثين وقالوا سنة ثلاث منصرفه من الحج عاش في ملكهم تسعة أشهر وأمه وأم
عيسى بريرية اسمها لبابة
2053 داود بن عمر بن حفص (3)
حدث بدمشق عن عمرو (4) بن عثمان الحمصي وأبي سهل أحمد بن عمر

(1) الخبر سقط من طبقات ابن سعد الكبرى ضمن الضائع من طبقات أهل المدينة.
(2) نقل ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3449 عن كتاب نسب بني العباس أنه ولد سنة اثنتين وثمانين.
(3) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3452.
(4) في بغية الطلب " عمر " خطأ، انظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 305.
167

الهمداني نزيل طرسوس ومحمد بن الحسين القاضي بحلوان (1) وأحمد بن محمد
الزنجاني (2) نزيل طرسوس
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الحلبي الحبال الصوفي
قرأت بخط علي بن محمد بن منصور العقيلي قرئ على أبي بكر محمد بن
عبد الله الحرمي المقرئ بدمشق ثنا أبو بكر أحمد بن علي الحبال الحلبي أنا داود بن
عمر بن حفص بدمشق نا عمرو بن عثمان الحمصي نا سويد بن عبد العزيز عن
يحيى بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من
أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان وإن أفاضلكم أحاسنكم
أخلاقا وإن من الإيمان حسن الخلق [* * * *]
2054 داود بن عمرو الأودي الدمشقي (3)
عامل واسط
روى عن بشر بن عبيد الله وأبي سلام الأسود ومكحول والقاسم بن
مخيمرة وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي وعطية بن قيس
روى عنه هشيم ومحمد بن يزيد وخالد بن عبد الله الطحان الواسطيون
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد وأبو زيد شكر بن
أحمد بن محمد قالا أنا القاسم بن الفضل [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو القاسم بن البسري (4) وأبو علي بن
المسلمة وعمر بن عبيد الله بن عمر بن البقال وأبو الوفاء طاهر بن الحسين بن

(1) حلوان: بالضم ثم السكون، في عدة مواضع، انظر معجم البلدان 2 / 290.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل والمثبت يوافق عبارة بغية، وقد ذكره السمعاني (الزنجاني) وياقوت في مادة
زنجان، ولم يذكرا أن داود حدث عنه وفي م: الريحاني.
(3) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 117 ميزان الاعتدال 2 / 17.
(4) رسمها مضطرب وقد تقرأ " السرى " وفي م: التسري والصواب ما أثبت.
168

القواس (1) وعاصم بن الحسن وأبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري وأبو
الفوارس طراد بن محمد [* * * *]
وأخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري (2) [* * * *] وأبو
محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدرسي (3)
وصاحبته شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري قالوا أنا النقيب أبو الفوارس طراد بن
محمد قالوا أنبأ هلال بن محمد الحفار أنا الحسين بن يحيى بن عياش نا
إبراهيم بن محشر نا هشيم عن داود بن عمرو عن بسر (4) بن عبيد الله الحضرمي
عن أبي إدريس الخولاني أنا عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر بالمسح
على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم [* * * *]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ علي بن
محمد بن لؤلؤ أنبأ زكريا بن يحيى الساجي نا الحسن بن علي الواسطي نا خالد
وهشيم [* * * *]
وأخبرنا أبو سهل محمد بن بزيع إبراهيم أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن
الحسن أنبأ جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا إسحاق بن شاهين نا هشيم عن
داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك
الأشجعي قال أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك بالمسح ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر
ويوم وليلة للمقيم [* * * *]
وفي حديث أبي سهل يمسح على الخفين وزاد وقال هشيم وهي آخر غزوة
غزاها وزاد قراتكين قال هشيم ولم أسمع في المسح شيئا أحسن من هذا
أخبرتنا أم المجتبا العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأ أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي نا أبو معمر نا هشيم عن داود بن
عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول

(1) مهملة بالأصل والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 452.
(2) بالأصل: " الشهر " والمثبت عن ترجمته في سير الاعلام 20 / 289.
(3) كذا رسمها بالأصل وفي م: الدريني.
(4) بالأصل وم: بشر.
169

إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم [* * * *]
قال وأنا أبو يعلى نا زكريا بن يحيى الواسطي نا هشيم عن داود بن عمرو
عن عبد الله بن أبي زكريا عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم تدعون يوم
القيامة [* * * *] فذكر مثله
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي الحافظ ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر
أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم
محمد بن علي واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن
الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
قال (1) داود بن عمرو الأودي عن بسر (2) بن عبيد الله وأبي سلام سمع منه هشيم
قال محمد بن يزيد عن داود بن عمرو الدمشقي هو عامل واسط سمع القاسم بن
مخيمرة قوله ومكحول مرسل
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنبأ حمد بن عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأ
علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (3) داود بن عمرو الدمشقي
عامل واسط روى عنه مكحول وبسر (4) بن عبيد الله والقاسم بن مخيمرة وأبي
سلام وعبد الله بن أبي زكريا وعطية بن قيس روى عنه هشيم ومحمد بن يزيد
الواسطي سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنبأ حمزة بن
يوسف أنبأ أبو أحمد بن عدي (5) نا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد عن أبيه
قال داود بن عمرو حديثه مقارب روى عنه هشيم ومحمد بن يزيد
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله نا أبو بكر الخطيب أنبأ أحمد بن

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 276.
(2) بالأصل: بشر، والمثبت عن البخاري.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 419.
(4) بالأصل " بشر " والمثبت عن الجرح.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 84.
170

محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى فداود بن عمرو الذي يروي عنه هشيم ما حاله
فقال ثقة (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن
الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد
حدثني أبي قال (2) داود بن عمرو شامي يكتب حديثه وليس بالقوي
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (3) سمعت أبي يقول داود بن عمرو شامي قدم عليهم
واسط قلت ما حاله قال هو شيخ سألت أبا زرعة عن داود بن عمرو فقال
لا بأس به
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنبأ أبو أحمد بن عدي قال (4) داود بن عمرو قال البخاري داود بن عمرو
عن بسر (5) بن عبيد الله وهو الأودي روى عنه هشيم كان قدم واسط يعد في
الشاميين
2055 داود بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (6)
حدث عن أبيه وأبي بكر بكار بن عبد الله بن مصعب الزبيري
روى عنه ابن ابنه محمد بن عيسى بن داود بن عيسى ومحمد بن عبد الرحمن

(1) تهذيب التهذيب 2 / 117.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 147.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 420.
(4) الكامل لابن عدي 3 / 420.
(5) بالأصل: بشر والصواب عن ابن عدي.
(6) ترجمته في أخبار القضاة 1 / 256 و 3 / 184 والوافي بالوفيات 13 / 493.
171

المخزومي القاضي وسعيد بن عمرو وولي إمرة الحرمين ودخل دمشق
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي (1) أنا أبو الفضائل
محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا
محمد بن إبراهيم بن علي إملاء نا أحمد بن محمد بن عيسى بن داود بن عيسى بن
علي بن عبد الله بن عباس حدثني أبي محمد بن عيسى نا جدي داود بن عيسى عن
أبيه عيسى بن علي عن علي بن عبد الله عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن قول لا حول ولا قوة إلا بالله تدفع عن قائلها تسعا وتسعين بابا أدناها الهم [* * * *]
أنبأنا أتم من هذا بأعلى أبو الفرح سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني أنبأ
منصور بن الحسين بن علي بن القاسم وأحمد بن محمود بن أحمد قالا أنبأ أبو
بكر بن المقرئ نا أحمد بن محمد بن عيسى بن داود بن عيسى بن علي بن
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالرقة نا أبي محمد بن عيسى حدثني جدي
داود بن عيسى عن أبيه عيسى بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن
عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن صدقة السر تطفئ غضب الرب وإن صلة الرحم
تزيد في العمر وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وإن قول لا إله إلا الله تدفع عن
قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء أدناها الهم [* * * *]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأ أبو منصور بن شكرويه
ومحمد بن أحمد بن علي السمسار قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن
خرشيذ (2) قوله نا أبو عبد الله المحاملي نا عبد الله بن نسيب حدثني محمد بن
مسلمة المخزومي حدثني محمد بن عبد الرحمن المخزومي القاضي عن داود بن
عيسى عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن العباس (3) قال دخلت يوما على عمر بن
عبد العزيز و (4) عنده شيخ من النصارى فقال له عمر بن عبد العزيز من تجدون
الخليفة بعد سليمان بن عبد الملك قال له النصراني أنت فأقبل عمر بن عبد العزيز

(1) تقرأ بالأصل وم: السريري، والصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 7 / 442).
(2) مهملة بالأصل وم والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 17 / 69.
(3) الأصل: العياش والصواب عن م.
(4) زيادة عن م.
172

علي فقال دمي في ثيابك يا أبا عبد الله قال محمد بن علي فلما كان بعد ذلك جعلت
ذلك النصراني من بالي فرأيته يوما في الطريق فأمرت غلامي أن يحبسه علي فذهبت
به إلى منزلي وسألته عما يكون بعد (1) خلفاء بني أمية واحدا واحدا وتجاوز عن
مروان بن محمد قال قلت له ثم من قال ثم ابنك ابن الحارثية قال داود بن
عيسى فأخبرتني مولاة لنا هي أثبت للحديث مني أنه قال هو الآن حمل
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال وكان داود بن عيسى واليا على المدينة ومكة فكان بالمدينة ثم خرج إلى مكة فأقام
بها فكتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق *
ألا قل لداود ذي المكرمات * والعدل في بلد المصطفا
مكة ليست بدار المقام * فهاجر كهجرة من قد مضى *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو
القاسم عبد الله بن الحسن بن هلال عنه قال أخبرني
عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ أنا أبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري نا أبو
عبيد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم المادرائي نا محمد بن العباس المبرد نا
محمد بن الوليد حدثني عمي سعيد بن عمرو قال كنا عند داود بن عيسى يوما وعنده
جماعة من القرشيين وغيرهم إذ قال لقد شهدت من أبي بكر بن عبد الله بن مصعب
مشهدا ما شهدت مثله لقد رأيتنا يوما عند أمير المؤمنين الرشيد وأبو بكر بن عبد الله
عنده إذ قال أمير المؤمنين من العمران فأسكت الناس فلم يجبه أحد قال فقال أبو
بكر بن عبد الله أبو بكر وعمر يا أمير المؤمنين قال وكيف يكون أبو بكر وعمر
فقال قد قال الفرزدق (2)
* أخذنا بآفاق السماء عليكم * لنا قمراها والنجوم الطوالع *
وإنما أراد الشمس والقمر فعجب لذلك منه وقال أحسنت يا أبا بكر

(1) رسمها بالأصل: " فعد " وفي م: فقد والصواب عن مختصر ابن منظور 8 / 153.
(2) البيت في ديوانه 1 / 419 والكامل للمبرد 1 / 187.
173

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الحسن السيرافي أنبأ أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (1) مات هارون وعليها
يعني مكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي القاضي وعزله المخلوع وولى داود بن
عيسى بن علي فولاها داود ابنه إبراهيم بن داود ثم وثب فخلع داود بن عيسى
المخلوع ودعا إلى المأمون فلما خرجت المبيضة غلب ابن الأفطس (2) على مكة
وأقام الحج يعني سنة إحدى ومائتين داود بن عيسى بن علي (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (4) سنة ثلاث وتسعين ومائة
حج بالناس داود بن عيسى بن موسى وسنة خمس وتسعين ومائة حج بالناس داود بن
عيسى بن موسى
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأ أحمد بن
عبيد
وقرأنا على أبي عبد الله عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز أنبأ
علي بن محمد بن خزفة قالا نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أخبرني
سليمان بن أبي شيخ قال قال وكيع بن الجراح أهل الكوفة اليوم بخير أميرهم
داود بن عيسى وقاضيهم حفص بن غياث ومحتسبهم حفص الدورقي (5)
أنبأنا أبو علي الحسن بن خلف بن هبة الله بن قاسم الشامي أنبأ أبي أبو القاسم
خلف نا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس (6) نا أبي أحمد نا أبي
إبراهيم نا أبو محمد إسحاق بن نافع الخزاعي أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن

(1) لم أجد الخبر في تاريخ خليفة بن خياط، وليس لداود ترجمة في طبقاته.
(2) الأفطس واسمه: الحسن بن علي بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. قاله قاله المصعب الزبيري.
والذي غلب على مكة محمد بن علي بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب قاله خليفة في تاريخه
ص 469.
(3) في تاريخ خليفة: داود بن عيسى بن موسى.
(4) كتاب المعرفة والتاريخ 1 / 181 و 184.
(5) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 3 4 184.
(6) لفظة غير واضحة بالأصل وم ورسمها: " العنعسى " كذا. تركنا مكانها بياضا.
174

المكي عن محمد بن العياش المكي أخبرني بعض المشايخ (1) أن
داود بن عيسى بن موسى لما ولي مكة والمدينة أقام بمكة وولى ابنه سليمان بن داود
المدينة وأقام بمكة عشرين شهرا فكتب إليه أهل المدينة وقال الزبير بن أبي بكر كتب
إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق يسأله التحول إليهم ويعلمه أن مقامه بالمدينة
أفضل من مقامه بمكة وأهدوا إليه في ذلك شعرا قاله شاعرهم يقول فيه
أداود قد فزت بالمكرمات * وبالعدل في بلد المصطفا
وصرت ثمالا لأهل الحجاز * وسرت بسيرة أهل التقا
وأنت المهذب من هاشم * وفي منصب العز والمرتجى
وأنت الرضا للذي نابهم * وفي كل حالك وابن الرضا
وبألفي أعنيت أهل الحصاص * فعدلك فينا هو المنتهى
ومكة ليست بدار المقام * فهاجر كهجرة من قد مضا
مقامك عشرين شهرا بها * كثير لهم عند أهل الحجى
فصم ببلاد الرسول التي بها * الله خص نبي الهدى
ولا يلفتنك عن قرية * مشير مشورته بالهدى
فقبر النبي وآثاره * أحق بقربك من ذي طوى *
قال فلما ورد الكتاب والأبيات على داود بن عيسى أرسل إلى رجال من أهل مكة
فقرأ عليهم الكتاب فأجابه رجل منهم يقال له عيسى بن عبد العزيز الشعلبوشي بقصيدة
يرد عليه ويذكر فيها فضل مكة وما خصها الله به من الكرامة والفضيلة ويذكر المشاعر
والمناقب فقال *
أداود أنت الإمام الرضا * وأنت ابن عم نبي الهدى
وأنت المهذب من كل عيب * كبير ومن قتل في الصبا
وأنت المؤمل من هاشم * وأنت ابن قوم كرام تقا
وأنت غياث لأهل الخصاص * تسد خصاصتهم بالغنا
أتاك كتاب حسود جحود * أسى في مقالته واعتدا

(1) لفظة غير مقروءة بالأصل وم تركنا مكانها بياضا.
175

بخير يثرب في شعره * على حرم الله حيث ابتنى
فإن يك (1) يصدق فيما يقول * فلا يسجدن إلى ما هنا
وأي بلاد تفوق أمها * ومكة مكة أم القرى
وربي دحا الأرض من تحتها * ويثرب لا شك فيما دحا
وبيت المهيمن فينا مقيم * يصلى إليه برغم العدى
ومسجدنا بين فضله * على غيره ليس في ذا مرا
صلاة المصلى تعدلنه * ما بين الوفا صلاة وفا
كذلك أتى في حديث النبي * وما قال حق به يقتدى
وأعمالكم كل يوم وفود إلينا * شوارع مثل القطا
فيرفع منها إلآهي الذي * يشاء ويترك ما لا يشا
ونحن تحج إلينا العباد * ويرمون شعثا بوتر الحصا
ويأتون من كل فج عميق * على أينق ضمر (2) كالقنا
ليقضوا مناسكهم عندنا * فمنهم شتات ومنهم معا
فكم من ملب بصوت حزين * ترى صوته في الهوى قد علا
وآخر يذكر رب العباد * ويثني عليه بحسن الثنا
وكلجهم أشعث أغبر يؤم * المعرف (3) أقصى المدى
فصلوا به يومهم كله * وقوفا على الجبل حتى المسا
حفاة ضحاة قياما لهم * عجيج ينادون رب السما
رجاء وخوفا لما قدموا * وكل يسائل دفع البلا
يقولون يا ربنا اغفر لنا * بعفوك واصفح عمن أسا
فلما دنا الليل من يومهم * وولى النهار أجدوا البكا
وسار الحجيج لهم رجة * فحلوا بجمع (4) بعيد العشا
فيأتوا بجمع فلما بدا * عمود الصباح وولا الدجى

(1) الأصل " بك ".
(2) أينق جمع ناقة.
(3) المعرف كمعظم الموقف بعرفات (القاموس).
(4) يوم جمع هو يوم عرفة، وأيام جمع أيام منى (القاموس).
176

دعوا ساعة ثم شدوا النسوع * على قلص (1) ثم أموا منى
فمن بين من قد قضا نسكه * وآخر يبدأ بسفك الدما
وآخر يهوى إلى مكة * ليسعا ويدعوه فيمن دعا
وآخر يرمل جوف الطواف * وآخر ماض بأم الصفا
فأتوا بأفضل مما رجوا * وما طلبوا من جزيل العطا
وحج الملائكة المكرمون * إلى أرضنا قبل فيما مضا
وآدم قد حج من بعدهم * ومن بعده أحمد المصطفا
وحج إلينا خليل الإله * وهجر بالرمي فيمن رمى
فهذا لعمري لنا رفعة * جبانا بهذا شديد القوى
ومنا النبي نبي الهدى * وفينا تنبى ومنا ابتدى
ومنا أبو بكر بن الكرام * ومنا أبو حفص المرتجا
وعثمان منا فمن مثله * إذا عدد الناس أهل التقا
ومنا علي ومنا الزبير * وطلحة منا وفينا انتشا
ومنا ابن عباس ذو المكرمات * نسيب النبي وخلف الندى
ومنا قريش وآباؤها * فنحن إلى فخرنا المنتها
ومنا الذين بهم يفخرون * فلا يفخرون علينا بنا
نفخر الآبي لنا رفعة * وفينا من العجز ما قد كفا
وزمزم والحجر فينا فهل * لكم مكرمات كما قد لنا
وزمزم طعم وشرب لمن * أراد الطعام وفيه الشفا
وزمزم ينقي هموم الصدور * وزمزم من كل سقم دوا
ومن جاء زمزم من جائع * إذا ما تضلع (2) منها اكتفا
وليست كزمزم في أرضكم * كما ليس نحن وأنتم سوا
وفينا سقاية عم الرسول * ومنها النبي امتلأ وارتوا

(1) قلص وقلائص جمع قلوص، من الإبل الشابة خاص بالإناث (قاموس).
(2) تضلع: امتلأ شبعا أو ريا حتى بلغ الماء أضلاعه (القاموس).
177

وفينا المقام فأكرم به * وفينا المحصب (1) والمجتبا
وفينا الحجون (2) ففاخرته * وفينا كداء (3) وفينا كدا
وفينا الأباطح (4) والمرويان * فبخ بخ فمن مثلنا يا فتى
وفينا المشاعر منشأ النبي * وأجياد والركن والمتكا
وثور فهل عندكم مثل ثور * وفينا ثبير (5) وفينا حرا (6)
وفيه اختبأ نبي الإله * ومعه أبو بكر المرتضا
وكم بين أجداد جاء فخر * وبين العبسي فيما ترا
وبلدتنا حرم لم تزل محرمة * الصيد فيما حلا
ويثرب كانت فلا تكذبن * حلالا فلم بين هذا وذا
فحرمها بعد ذاك النبي * فمن أحل ذلك جاز كدا
ولو قتل الوحش في يثرب * إلى فدى الوحش حتى اللقا
ولو قتلت عندنا نملة * أخذتم بها أو تودوا الفدا
ولولا زيارة قبر النبي * لكنتم كسائر من قد يرى
وليس النبي بها ثاويا * ولكنه في جنان العلا
فإن قلت قولا خلاف الذي * أقول فقد قلت كل الخطأ
فلا تفحشن علينا المقال * ولا تنطقن بقول الخنا
ولا تفخرن بما لم يكن * ولا ما يشينك عند الملا
ولا تهج بالشعر أرض الحرام * وكف لسانك عن ذي طوى
وإلا فجاءك ما لا تريد * من الشتم في يثرب والأذا

(1) المحصب: الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعة من الليل، أو المحصب: موضع رمي الجمار بمنى
(القاموس).
(2) الحجون: جبل بمعلاة مكة.
(3) كداء بالفتح والمد بأعلى مكة عند المحصب دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وكدى بضم الدال وتنوين الدال بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعيين.
(4) الأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى لان المسافة بينه وبينهما واحدة.
(5) ثور وثبير: جبلان بمكة، والأثبرة أربعة انظر معجم البلدان.
(6) وحراء بالكسر والتخفيف جبل من جبال مكة.
178

فقد تمكن القول في أرضكم * نسب العقيق (1) ووادي قبا *
فأجابهما رجل من بني عجل ناسك كان مقيما بجدة مرابطا فحكم بينهما
فقالا
* إن قضيت على الذين تماريا * في فضل مكة والمدينة فاسئلوا
فلسوف أخبركم بحق فافهموا * فالحكم حينا قد يجور ويعدل
وأنا الفتى العجلي جدة مسكني * وخزانة الحرم التي لا تجهل
وبها الجهاد مع الرباط وإنها * لبها الوقيعة لا محالة ينزل
من آل حام في أواخر دهرها * وشهيدها بشهيد بدر يعدل
شهداؤنا قد فضلوا بسعادة * وبها السرور لمن يموت فيقتل
يا أيها المدني أرضك فضلها * فوق البلاد وفضل مكة أفضل
أرض بها البيت المحرم قبلة * للعالمين له المساجد تعدل
حرم حرام أرضها وصيودها * والصيد في كل البلاد محلل
وبها المشاعر والمناسك كلها * وإلى فضيلتها البرية ترحل
وبها المقام وحوض زمزم مترعا * والحجر والركن الذي لا يرحل
والمسجد العالي الممجد والصفا * والمشعران لمن يطوف ويرمل
هل في البلاد محلة معروفة * مثل المعروف أو محل تحلل
أو مثل جمع في المواطن كلها * أو مثل خيف (2) منا بأرض منزل
فلكم مواضع لا يرى بحرابها * إلا الدماء ومحرم ومحلل
شرفا لمن وافى المعرف ضيفه * شرفا له ولأرضه إذ ينزل
وبمكة الحسنات يضعف أجرها * وبها المسئ عن الخطيئة يسأل
يجزي المسئ عن الخطيئة مثلها * وتضاعف الحسنات منه وتقبل
ما ينبغي لك أن تفاخر يا فتى * أرض بها ولد النبي المرسل
بالشعب دون الردم (3) مسقط رأسه * وبها نشأ صلى عليه المرسل

(1) العقيق بناحية المدينة فيه عيون ونخل.
وقبا: قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة.
(2) خفيف بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره فاء انظر معجم البلدان 2 / 412.
(3) الردم: وهو ردم بني جمح بمكة.
179

وبها أقام وجاءه وحي السما * وسرا به الملك الرفيع المنزل
ونبوة الرحمن فيها أنزلت * والدين فيها قبل دينك أول
هل بالمدينة هاشمي ساكن * أو من قريش ناشئ أو مكهل
إلا ومكة أرضه وقراره * لكنهم عنها نبوا فتحولوا
فكذاك هاجر نحوكم لما أتى * إن المدينة هجرة فتجملوا
فاخرتم وقربتم ونصرتم * خير البرية حقكم أن تفعلوا
فضل المدينة بين ولأهلها * فضل قديم نوره يتهلل
من لم يقل إن الفضيلة فيكم * قلنا كذبت وقول ذلك أرذل
لا خير فيمن ليس يعرف فضلكم * من كان يجهله فلسنا نجهل
في أرضكم قبر النبي وبيته * والمنبر العالي الرفيع الأطول
فيها قبور السابقين بفضلهم * عمر وصاحبه الرفيق الأفضل
والعترة الميمونة اللاتي * سبقت فضيلتهم كل من يتفضل
آل النبي بنو علي أنهم * أمسوا ضياء للبرية يشمل
يا من يبص إلى المدينة عينه * قبل الصغار وصغر خدك أسفل
إنا لنهواها ونهوى أهلها * وودادها حقا على من يعقل
قل للمديني الذي يرى * دار داود الأمير ويستحث ويعجل
قد جاءكم داود بعد كتابكم * قد كان خيلك في أميرك يقتل
فاطلب أميرك فاستزره ولا تقع * في بلدة عظمت فوعظك أفضل
فساق الإله لبطن مكة ديمة * يروي بها وعلى المدينة يسبل *
2056 داود بن عيسى النخعي
من أهل الكوفة سكن دمشق وروى عن أبي جحيفة السوائي ومنصور
وسليمان الأعمش وعرو بن دينار وليث بن أبي سليم وسعيد بن جبير وسعيد بن
مسروق الثوري وعاصم بن عبيد الله وميسرة بن حبيب وإسماعيل بن مسلم
المكي وأبان بن تغلب وأبي هارون العبدي وسماك بن حرب ومحمد بن
180

عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) وزبيد بن الحارث اليامي (2) وعمرو بن قيس الملائي
وأبان بن أبي عياش والصباح بن يحيى
روى عنه سويد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة وإسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
عبدان بن أحمد الجواليقي وأبو عروبة قالا نا محمد بن المصفى نا سويد بن
عبد العزيز عن داود بن عيسى عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن
خبير عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما دعا عبد بهؤلاء الدعوات لمريض إلا
شفاه الله إلا مريض حضر أجله قوله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك [* * * *]
سبع مرات
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري أنا أبو إسحاق الرملي أنا
أبو عمر بن حيوية نا أبو بكر الباغندي محمد بن محمد نا محمد بن هاشم البعلبكي
نا سويد بن عبد العزيز عن داود بن عيسى عن ميسرة عن المنهال عن سعيد بن
خبير عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحو حديث
قبله أنه كان يعود الحسن الحديث
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل
السلامي أنا أبو الفضل الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد
الباقلاني وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل
أنا محمد بن إسماعيل قال (3) داود بن عيسى عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن
عبد الله عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من اشترى شاة لدرتها حلبها ثلاثة أيام فهو
بالخيار إن شاء أمسك وإلا رد صاعا من تمر [* * * *] قال هشام بن عمار نا سويد بن
عبد العزيز نا داود بن عيسى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو

(1) ترجمته في سير الاعلام 6 / 310.
(2) الأصل " النامي " والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 5 / 296.
(3) التاريخ الكبير 2 / 1 / 242.
181

محمد بن أبي حاتم قال (1) داود بن عيسى مولى للنخع (2) روى عن سعيد بن جبير
وسعيد بن مسروق وميسرة بن حبيب وعاصم بن عبيد الله وهو من أقران قيس بن
الربيع روى عنه سويد بن عبد العزيز وإسماعيل بن عياش (3) وروى الفزاري عن
ابن أبي غنية (4) عنه سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد وروى عن إسماعيل بن
مسلم المكي
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنبأ أبو
عبد الله الحافظ قال سمعت أبا علي الحافظ يقول داود بن عيسى النخعي كوفي
رفع حديثه إلى الشام روى عنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وإسماعيل بن
عياش
قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن إبراهيم أنا
أبو بكر المهندس أنا أبو بشر الدولابي قال أبو سليمان داود بن عيسى
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة قال داود بن عيسى كوفي نزل الشام
2057 داود بن فراهيج مولى سفيان بن زياد (5)
من بني قيس بن الحارث بن فهر المدينة
حدث عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري
روى عنه محمد بن عجلان وشعبة ومحمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن
إسحاق بن الحارث ويزيد بن عبد الملك النوفلي وأبو غسان محمد بن مطرف
وزياد أبو سفيان المدني الكاتب
وقدم على الوليد بن يزيد بن عبد الملك

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 419.
(2) بالأصل: " النخعي " والمثبت عن الجرح والتعديل وفي م: النخع.
(3) الأصل وم: " عباس " والمثبت عن الجرح.
(4) عن الجرح وبالأصل " عتبة ".
(5) ترجمته في الكامل لابن عدي 3 / 81 وميزان الاعتدال 2 / 19 والجرح والتعديل 1 / 2 / 422.
182

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو حفص
عمر بن محمد بن علي بن الزيات (1) نا أحمد بن محمد بن خالد البراثي (2) حدثني
علي بن الجعد أنبأ شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
قال وأنا ابن الزيات قال نا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان أنا
علي بن الجعد [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن
عبد السلام قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم
عبد الله بن محمد نا علي أنبأ شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن
حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا أبو غسان قال سمعت داود بن
فراهيج يقول سمعت أبا هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة في مسجدي هذا خير
من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام (3) [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أنا محمد بن جعفر بن أحمد نا جدي نا أبي
عن أبيه يحيى بن حمزة حدثني أبو غسان المديني عن داود بن فراهيج قال أبو غسان
قدمنا معه الشام ومعنا رجل من بني وعلة السبائي كان صاحب علم وحلم فقال له داود
أنت رجل شريف الق هذا الرجل وتعرض له يعني الوليد بن يزيد فبالحري أن ترد
علينا خيرا أو تجر إليهم منفعة مع حظ مثلك من الخلفاء فقال إنه مقتول فقال داود
مه لا تقل ذاك قال نعم لتمام أربعين ليلة من هذا اليوم وهو انقضاء خلافة العرب
إلى قيام صاحب الوادي من آل أبي سفيان ثم تعود إلى الشام سنتهم حتى يكونوا
أصحاب الأعماق فقال داود بن فراهيج سمعت أبا هريرة يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول صاحب الأعماق الذي يهز من الله العدو على يديه نصر [* * * *] فقال إنما

(1) ترجمته في سير الاعلام 16 / 323.
(2) الأصل " البراتي " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 14 / 92.
(3) الحديث نقله ابن عدي في الكامل 3 / 82.
183

سمي نصر لنصر (1) الله إياه فأما اسمه فسعيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام قالا أنا أبو
محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا خلاد بن أسلم نا
النضر بن شميل أنا شعبة نا داود بن فراهيج من أهل المدينة بحديث ذكره
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ
يوسف بن رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة
ومحدثيهم داود بن فراهيج
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنبأ الحسن بن محمد
أنا أبو الحسن اللبناني نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة
من أهل المدينة داود بن فراهيج مولى لقريش قال الواقدي أحسبه مولى لبني مخزوم
سمع أبا هريرة وأبا سعيد وهو قديم الموت (2)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
إجازة أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب نا حارث بن
أبي أسامة نا محمد بن سعد قال (3) في الطبقة الثالثة من أهل المدينة داود بن فراهيج
مولى لقريش قال محمد بن عمر أحسبه مولى لبني مخزوم وسمع من أبي هريرة
وأبي سعيد الخدري وهو قديم الموت وله أحاديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أخبرنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (4) داود بن فراهيج مولى بني قيس بن
الحارث بن فهر نسبه موسى الزمعي سمع أبا هريرة روى عنه شعبة قاله (5) علي أراه

(1) كذا بالأصل وم.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقطت من طبقات ابن سعد الكبرى.
(3) الخبر في طبقات ابن سعد 5 / 310.
(4) التاريخ الكبير 1 / 2 / 230.
(5) بالأصل: قال.
184

مديني قدم البصرة محمد بن أبي عون أبو بكر قال نا يعقوب بن إسحاق الحضرمي
نا شعبة عن داود بن فراهيج (1) وكان كبر وافتقر
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم أنا أحمد إجازة [* * * *]
قال وأنا أبو طاهر أنا علي قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) داود بن
فراهيج مولى قيس بن الحارث بن فهر روى عن أبي سعيد وأبي هريرة روى عنه شعبة
وعبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث ومحمد بن إسحاق وزياد أبو سفيان الكاتب
ويزيد بن عبد الملك سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنبأ حمزة بن
يوسف أنن أبو أحمد بن عدي قال (3) نا الحسن بن سفيان حدثني عبد العزيز بن
سلام قال سمعت أبا بكر أو محمد (4) بن يحيى يقول حدثني علي بن عبد الله قال
سألت يحيى بن سعيد عن داود بن فراهيج قال ثقة فقلت من وثقه قال سفيان
وشعبة
أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة أنا
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة (5) الخلال (6) إجازة أنا حمزة بن القاسم بن
عبد العزيز الإمام نا أبو علي حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله داود بن فراهيج
مديني صالح الحديث
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي
أنا أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأ محمد بن الحسين بن محمد قال ثنا أبو بكر بن أبي
خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول داود بن فراهيج ليس به بأس روى عنه
شعبة
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني أبي علي عن أبي الحسن محمد بن محمد بن

(1) وقعت في البخاري هنا " فرهيج " وصدر ترجمته " فراهيج ".
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 422.
(3) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3 / 81.
(4) كذا بالأصل، وفي ابن عدي: أبا بكر ومحمد بن يحيى.
(5) رسمها غير واضح، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير، وانظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 82.
(6) الأصل " الحلال " والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
185

مخلد أنبأ علي بن محمد بن خزفة (1) أنبأ محمد بن الحسين الزعفراني نا
ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول داود بن فراهيج روى عنه شعبة
ليس به بأس وسئل يحيى بن معين مرة أخرى عن داود بن فراهيج فقال ضعيف
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي
إجازة [* * * *] قال وأنبأ أبو طاهر الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) سمعت أبي يقول داود بن فراهيج
صدوق
وذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم ما
تقول في داود بن فراهيج فقال هو صحيح أو قال صالح الحديث إلا أن شعبة روى
عنه فقال حدثني بعدما كبر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أحمد بن
محمد بن أحمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو
العقيلي (3) نا أحمد بن محمد بن صدقة نا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن
حبيب البصري نا حجاج بن نصير نا شعبة نا داود بن فراهيج بعدما كبر وافتقر
وافتتن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأ محمد بن
الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (4) نا محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال
قال علي كان شعبة يقول حدثنا داود بن فراهيج وكان ضعيفا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام قالا أنا أبو
محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا صالح بن أحمد
نا علي قال سمعت يحيى يعني القطان وذكر داود بن فراهيج فقال كان شعبة
يضعفه (5)

(1) بالأصل: حزفة، والصواب والضبط عن التبصير.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 422.
(3) كتاب الضعفاء الكبير 2 / 40.
(4) كتاب المعرفة والتاريخ 2 / 33.
(5) نقله ابن عدي في الكامل 3 / 81 من طريق ابن حماد، وانظر ميزان الاعتدال 2 / 19.
186

قال ونا البغوي ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي نا وكيع قال ذكر شعبة
داود بن فراهيج فغصبه يعني تكلم فيه قال أبي وقال يحيى بن سعيد داود بن
فراهيج مديني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا ابن حماد حدثني عبد الله حدثني أبي نا وكيع
قال ذكر شعبة داود بن فراهيج فغصبه (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن السماك نا حنبل بن إسحاق قال سمعت عليا قال
سمعت يحيى بن سعيد وذكر داود بن فراهيج قال كان شعبة يضعفه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا أبو العباس الأصم نا عباس بن
محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول داود بن فراهيج قد روى عنه شعبة
ومحمد بن مطرف أبو غسان وهو ضعيف الحديث
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول سألت يحيى عن داود بن فراهيج كيف حديثه فقال ليس به
بأس (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي
قالا أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر أنبأ علي بن منير أنا الحسن بن رشيق نا أبو
عبد الرحمن النسائي قال داود بن فراهيج ضعيف
2058 داود بن محمد بن الجراح الكاتب (3)
قدم دمشق مع المتوكل فيما قرأته بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي

(1) كذا بالأصل، وفي ابن عدي: " فقصبه " وفي القاموس: قصب فلانا " عابه وشتمه. ولعل عبارة ابن عدي
أظهر وفي م: فغضبه.
(2) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3464.
187

الشاعر وكان داود هذا على مظالم المتوكل وولى ديوان الزمام (1) في أيام المتوكل وفي أيام المستعين
2059 داود بن محمد بن الحسين (2) بن أبي خالد
أبو سليمان الأصيلي (3) ثم الموصلي
الفقيه الشافعي قاضي دمشق غيرة مرة
قال لي بعض أصحابنا إنه ولد بالموصل في سنة ثلاث وتسعين وتفقه بالعراق
وسمع الحديث من جماعة منهم أبو (4) القاسم بن بيان الرزاز ودخل خراسان وأقام
بمرو مدة وسمع بها من أبي منصور الكراعي (5) وأبي طاهر الفضل بن عمر بن أحمد (6)
النسائي المعروف بليلى (7) الصوفي وحدث بدمشق والموصل وغيرهما (8) من
البلاد وتولى القضاء بحصن (9) كيفا وذكر لي بعض أصحابنا أنه ذاكره يوما فيما عنده
من مسموعات الكتب الكبار وأخبر أنه سمع منها قطعة صالحة منها الجامع الصحيح
للبخاري وذكر أن بينه وبين البخاري فيه ثلاثة أنفس وسمعت والدي رحمه الله يستبعد
ذلك وقال الآفة في ذلك من شيوخ القاضي فإن القاضي أبا سليمان لم يتعمد ذلك
وإنما دخل الوهم فيه على شيخه أو شيخ شيخه ولا شك أنه سقط من الإسناد رجل
وتوفي رحمه الله بالموصل في يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (10)

(1) بالأصل: " الزمان " والصواب عن م، وديوان الزمام أو الأزمة يشبه اليوم ديوان المحاسبة، وهذا
الديوان يعتبر من أهم دواوين الدولة وكانت مهنة صاحب هذا الديوان جمع ضرائب بلاد العراق وتقديم
حساب الضرائب في الأقاليم الأخرى. ومن اختصاص صاحب هذا الديوان جمع الضرائب النوعية
المسماة بالمعادن (انظر تاريخ الاسلام السياسي حسن إبراهيم حسن 2 / 218).
(2) في بغية الطلب 7 / 3464 " الحسن " ومثله في الأنساب (الأربلي).
(3) بغية الطلب: " الأربلي " ومثله في الأنساب.
(4) الأصل: " بنو " والمثبت عن ابن العديم.
(5) واسمه: محمد بن علي بن محمود أبو منصور الكراعي (الأنساب: الأربلي).
(6) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل وم، وما استدرك عن بغية الطلب.
(7) بياض بالأصل وم، واللفظة المستدركة عن ابن العديم.
(8) بالأصل: وغيرها.
(9) رسمها بالأصل: " بمصر كنعا " كذا والصواب عن بغية الطلب.
(10) انظر الوافي بالوفيات 13 / 494.
188

2060 داود بن محمد المعيوفي الحجوري (1)
من أهل قرية عين ثرماء من غوطة دمشق
حدث عن أبي عمرو المخزومي ونمير بن أوس بن نمير بن أوس الأشعري
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد السلمي وأحمد بن عبد الواحد
الجوبري
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد
السلمي صاحب تفسير سعيد بن داود نا داود بن محمد الحجوري من عين ثرماء نا
أبو عمرو المخزومي نا علي بن الحسن الشامي نا حفص بن ميسرة عن عروة عن
أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القرآن أفضل من كل شئ دون الله ومن قرأ
القرآن فقد وقر الله ومن استخف بحق القرآن استخف بحق الله وحرمة القرآن في التوراة
وقار الله وحملة القرآن المخصوصون برحمة الله ومن والاهم فقد والى الله يدفع عن
مستمع القرآن بلاء الدنيا ويدفع عن قارئ القرآن بلاء الآخرة ثم قال يا حملة القرآن
إن أهل السماء يدعونكم [* * * *] وذكر الحديث كذا كان في الأصل
2061 داود بن مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
أدرك عصر الصحابة له ذكر وداره بدمشق في ناحية البزوريين وكانت له دار
أخرى في جيرون وإليه تنسب الأرض المعروفة بالداوودية في شام الأرزة من إقليم بيت
لهيا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر الأنباري أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني أنا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي (2) نا إسحاق بن إبراهيم بن عباد

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 20 ومعجم البلدان " عين ثرماء ".
(2) ترجمته في سير الاعلام 16 / 141.
189

الدبري (1) أنبأ عبد الرزاق بن همام عن ابن جريج قال سمعت سليمان بن موسى
يحدث عطاء قال أراد داود بن مروان أن (2) يجيز بن يدي أبي سعيد وهو يصلي
وعليه حلة له ومروان أمير المدينة فرده فكأنه أبى فلهده (3) في صدره فذهب الفتى
إلى أبيه فأخبره فدعا مروان أبا سعيد وهو يظن إنما لهده (3) من أجل حلته قال فذكر
ذلك له فقال نعم قال النبي (صلى الله عليه وسلم) اردده فإن أبي فجاهده [* * * *]
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ
أبو محمد يوسف بن رباح أنا أبو بكر أحمد بن محمد المهندس نا أبو بشر الدولابي
نا معاوية بن صالح قال سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال عبيد الله وأبان
وعثمان وداود وذكر غيرهم
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار قال فولد مروان بن الحكم أبان وعبيد الله وعبد الله درج وعثمان
وأيوب وداود ورملة تزوجها أبو بكر بن الحارث (4) بن الحكم وأمهم أم أبان بنت
عثمان بن عفان وهي التي شبب بها عبد الرحمن بن الحكم فقال * (5)
وأكبدا من غير جوع ولا ظما * وأكبدا من حب أم أبان *
وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة
2062 داود بن نفيع ويقال نافع بن العبسي
من أهل دمشق وهو عم إبراهيم بن أبي شيبان لقي عبد الله بن إياس بن أبي
زكريا
وحكى عن عبيد الله بن أبي المهاجر

(1) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 13 / 416 وفي م: الديري.
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور 8 / 155.
(3) بالأصل: " فلهذه " والصواب عن م، ولهده: دفعه، أو ضربه في أصول ثدييه، أو أصول كتفيه (القاموس
المحيط).
(4) في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 أبو بكر بن الحكم.
(5) البيت في نسب قريش ص 112 و 161.
190

حكى عنه ابن أخيه إبراهيم بن أبي شيبان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأ عبد الرحمن بن عبد الله البجلي نا أبو زرعة النصري (1) نا
عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل (2) نا إبراهيم بن أبي شيبان عن عمه داود بن نافع
قال عدت عبيد الله بن أبي المهاجر وابن أبي زكريا قال فقال له بعض القوم أبشر يا
أبا الوليد فقال ما استعفيت الله من شكوى أصابتني منذ عقلت ولا لقيت أحدا إلا
بالذي في نفسي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد أنا
عبد الله بن عتاب أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن الحسن بن أحمد أنا
علي بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة داود بن نفيع العتيقي الدمشقي
2063 داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان
أبو سليمان البوشنجي (3)
مشهور ببلده (4) له تصانيف معروفة
ورحل في طلب الحديث
فسمع بدمشق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نزيل دمشق وعبد الرحمن بن
الحسن بن يزيد والعباس بن الوليد بن مزيد ومحمد بن هاشم البعلبكي وأحمد بن
موسى بن صاعد الصوري وجعفر بن مسافر وأحمد بن عبد الواحد بن عبود
ومحمد بن عزيز الأيلي وعمرو ويحيى ابني عثمان الحمصي ومحمد بن عوف

(1) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 585 - 586.
(2) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (ط الهند 6 / 294).
(3) ترجمته في بغية الطلب 7 / 3471.
وبالأصل " البوسنجي " والصواب ما أثبت بالشين المعجمة، وهذه النسبة إلى بوشنج ويقال لها بوشنك،
بلدة على سبعة فراسخ من هراة.
(4) الأصل: " ببلدة ".
191

وكثير بن عبيد وهشام بن عبد الملك أبو التقي وأبا العباس أحمد بن سعيد بن
يعقوب وعلي وموسى ابني سهل الرملي وهارون بن زيد بن أبي الزرقاء وعيسى بن محمد وعيسى بن
يونس الرمليين ومحمد بن خلف العسقلاني وحفص بن عمرو
الرباني ومحمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ الملس (1) وعمر بن شبة النميري
وعبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير الحجابي ومحمد بن الوليد القرشي البسري
ومحمد بن معمر القيسي وجميل بن الحسن العتكي وموسى بن عبد الرحمن
المسروقي وأبا سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهمداني ومحمد بن إسماعيل
الأحمسي وعمرو بن عبد الله الأودي وأحمد بن سنان القطان ومحمد بن
عبد الملك بن زنجويه وعمار بن خالد ومحمد بن وزير ومحمد بن حسان الأزرق
والحسن بن عرفة والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وإبراهيم بن هانئ
النيسابوري نزيل بغداد وخلقا كثيرا أمثالهم
روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن النيرجاني (2) وأبو القاسم منصور بن
العباس الفقيه وأبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وأبو عبد الله محمد بن
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يونس البوشنجي (3)
أخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجري ببوشنج (4) أنبأ أبو
منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي (3) أنا الخطيب أبو الحسين أحمد بن محمد بن
منصور العالي أنا أبو عبد الله محمد بن النيرجاني (2) وأبو القاسم منصور بن العباس
الفقيه قالا نا أبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان نا عبد الرحمن بن
الحسن الدمشقي حدثنا مروان بن معاوية بن أسماء بن خارجة الفزاري الكوفي عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ويل للذي يحدث
ويكذب فيضحك القوم ويل له ويل له [* * * *] مرتين
قال ونا داود بن الوسيم نا أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد الدمشقي نا

(1) كذا بالأصل وفي م: المكي.
(2) عن بغية الطلب 7 / 3472 وتقرأ بالأصل: " البيدخاني " أو: " البيدخاني ".
(3) الأصل: البوسنجي.
(4) الأصل: بوسنج، والصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان.
192

الوليد بن الوليد نا ابن ثوبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي رزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما
تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول
مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني أخبرتنا أم سعد أسماء بنت
أحمد بن مهران قراءة عليها قالت أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور بن
الحسين الخطيب البوشنجي (1) العالي إجازة قال سمعت أبا عبد الله محمد بن
الحسن النيرجاني (2) يقول دخل داود العراق والشام في كتبة العلم نيف وعشرين سنة
قال أبو الحسين داود بن الوسيم بن سليمان البوشنجي (1) الخسفي أبو سليمان
وفي حاشية الأصل قرية (3) من قرى بوشنج (4)
2064 داود بن هلال بن عبيد الله
أبو القاسم السلمي المحاملي
حدث عن من لم يسم لنا
كتب عنه أبو الحسين الرازي
قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من
كتب عنهم من شيوخ مدينة دمشق أبو القاسم داود بن هلال بن عبيد الله السلمي
المحاملي شيخ ثقة صاحب سنة رحمه الله تعالى مات في ذي القعدة سنة أربعين
وثلاثمائة
2065 داود بن أبي هند هو داود بن دينار
تقدم ذكره فيما مضى

(1) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 381.
(2) بالأصل وم هنا: " البيذجاني " وتقرأ: " اليبذجاني " والمثبت عن بغية الطلب.
(3) يريد: الخسفي (كذا) نسبة إلى خسف (كذا)، ولم أجدها.
(4) الأصل: بوسنج، والصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان.
193

2066 داود بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي
كان يسكن دير البخت من أعمال دمشق (1) وهو الذي خلف على فاطمة بنت
عبد الملك بن مروان بعد عمر بن عبد العزيز وقد قيل إن الذي خلف عليها بعد عمر
هو داود بن بشر وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة داود بن بشر بن مروان
2067 داود بن يزيد بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية
أمه أم ولد له ذكر يأتي ذكره في ترجمة أخيه سليمان بن يزيد
2068 داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري
كان أبوه وجده أميرين على العراق وهم من أهل دمشق له ذكر
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (2) فيها يعني سنة
إحدى وثلاثين ومائة توجه قحطبه ابن شبيب من جرجان بعد قتل حنظلة (3) يعني ابن
شبابة فبلغ ابن هبيرة فوجه عامر بن ضبارة (4) إلى إصطخر (5) ووجه ابنه داود بن
يزيد بن عمر بن هبيرة فسار داود وعامر من إصطخر إلى أصبهان وبعث ابن هبيرة
مالك بن أدهم الباهلي في خيل عظيمة والمصعب بن ضحضح (6) الأسدي وغطيف (7)
السلمي متساندين فنزل بعضهم ماه وبعضهم همذان فوجه قحطبة ابنه الحسن إلى تلك
الجيوش فبلغهم مسير الحسن فانضموا إلى نهاوند ونزل بهم الحسن فحاصرهم

(1) على فرسخين من دمشق، كان يسمى دير ميخائيل، وكان عبد الملك بن مروان قد ارتبط عنده بختا، هي
جما الترك، فغلب عليها.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 396.
(3) عند خليفة: نباتة.
(4) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت عن خليفة.
(5) إصطخر: بلدة بفارس (ياقوت).
(6) عند خليفة: صحصح.
(7) كذا.
194

فحدثني محمد بن معاوية عن بيهس بن حبيب قال توجه قحطبة فلقي عامر بن
ضبارة وداود فالتقوا بجابلق رستاق أصبهان يوم السبت لسبع بقين من رجب سنة إحدى
وثلاثين ومائة فقتل عامر وانهزم داود فلحق بأبيه يعني بواسطة
فلما (1) كان يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة اثنين (2) وثلاثين
ومائة بعث أبو جعفر يعني المنصور خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة وقتلوا داود بن
يزيد بن عمر بن هبيرة وكان (3) أبو جعفر حينئذ أميرا من قبل أخيه أبي العباس
السفاح
(3) 2069 داود بن يزيد بن معاوية
إن كان الذي ذكر اسمه حقق ذلك وإلا فالمعروف خالد بن يزيد بن معاوية
قرأت بخط محمد بن عمران المرزباني حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي
سعيد البزار حدثني محمد بن القاسم بن خلاد قال سمعت ابن عائشة يقول كتب
ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان إنك أحدثت في القراطيس ما لم يكن ولئن لم
تنته عن ذلك لأشتمن نبيك (صلى الله عليه وسلم) في كل ما يعمل في مملكتي فأهم ذلك عبد الملك
فدخل عليه داود بن يزيد بن معاوية فرآه مهموما بما ورد عليه فقال له اضرب دنانير
ودراهم انقص من دنانيره وأثبت فيها اسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليستغني بها عما يضرب
عنده ففعل وكان ذلك في سنة سبعين
ولا يؤخذ شئ مؤرخ بما قبل السبعين من الدنانير والدراهم العربية
لم أجد ذكر داود هذا في كتاب النسب وهو تصحيف والصواب خالد بن يزيد "

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 402.
(2) كذا.
(3) العبارة بين الرقمين ليست في تاريخ خليفة.
195

ذكر من اسمه (1) دثار "
2070 دثار بن الحارث النهدي الكوفي
وفد على عمر بن عبد العزيز
وحدث عن عثمان بن صرد
روى عنه الثوري ومسعر ومحمد بن قيس
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأ أبو بكر البرقاني أنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي نا أبو معاوية نا محمد بن قيس عن دثار بن الحارث النهدي عن سليمان بن
صرد قال قال علي يوم الجمل ليتني مت قبل هذا بعشرين قال ابن
عمار أراه قال سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن الطيوري نا
عبد العزيز بن علي الأزجي أنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي نا جعفر
الفريابي نا محمد بن العلاء أنا ابن إدريس عن عمر بن ذر قال قدمنا على عمر بن
عبد العزيز خمسة موسى بن أبي كثير ودثار النهدي ويزيد الفقير والصلت بن
بهرام وعمر بن ذر فقال إن كان أمركم واحدا فليتكلم متكلمكم فتكلم موسى بن
أبي كثير وكان أخوف ما يتخوف عليه أن يكون عرض بشئ من أمر القدر قال فعرض
له عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لو أراد الله أن لا يعصى لم يخلق إبليس وهو رأس

(1) زيادة منا.
196

الخطيئة وإن في ذلك لعلما (1) من كتاب الله عز وجل علمه من علمه وجهله من
جهله ثم تلا هذه الآية " إنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال
الجحيم " (2) ثم قال لو أن الله عز وجل حمل خلقه من حقه على قدر عظمته لم تطق
ذلك أرض ولا سماء ولا ماء ولا جبل ولكنه رضي من عباده بالتخفيف
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم
الرازي كان دثار النهدي كوفيا فقال نعم روى عنه الثوري ومسعر صالح الحديث
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله أنا عبد الرحمن بن مندة أنا أبو علي
إجازة [* * * *] قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم قال دثار بن الحارث النهدي قال خطبنا علي روى عنه محمد بن قيس
أظنه الهمداني سمعت أبي يقول ذلك "

(1) الأصل: لعلم.
(2) سورة الصافات، الآيات: 161 - 163 وفي التنزيل العزيز: فإنكم.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 436.
197

ذكر من اسمه (1) دحمان "
2071 دحمان الجماني (2)
قدم الشام واستقدمه بعد ذلك الوليد بن يزيد إليه
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (3) أخبرني محمد بن خلف وكيع
حدثني أبو أيوب المديني عن أبي محمد العامري قال كان دحمان جمالا يكري إلى
المواضع ويتجر وكان له مروءة
فبينا هو ذات يوم قد أكرى جماله وأخذ ماله إذ سمع
رنة فقام واتبع الصوت فإذا جارية قد خرجت تبكي فقال لها أمملوكة أنت قالت
نعم قال لمن قالت لامرأة من قريش ونسبتها (4) له فقال لها أتبيعك قالت
نعم ودخلت على مولاتها فقالت هذا إنسان يشتريني قالت ائذني له فدخل
فساومها بها حتى استقر الأمر بينهما على مائتي دينار فاشتراها ونقدها الثمن وانصرف
بالجارية
قال دحمان فأقامت عندي مدة أطرح عليها ويطارحها معبد والأبجر ونظراؤهما
من المغنين ثم خرجت بعد ذلك إلى الشام وقد حذقت فكنت لا أزال أنزل ناحية

(1) زيادة منا.
(2) في مختصر ابن منظور 8 / 157 " الجمال " وانظر ترجمته وأخباره في الأغاني 6 / 21 وفيها: دحمان لقب
واسمه عبد الرحمن بن عمرو مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، يكنى أبا عمرو، ويقال له:
دحمان الأشقر.
قال إسحاق: كان جحمان مع شهرته بالغناء رجلا صالحا كثير الصلاة معدل الشهادة مدمنا للحج.
(3) لخبر في الأغاني 6 / 25 - 26.
(4) الأغاني: وسمتها.
198

واعتزل بالجارية في محمل وأطرح على المحمل أعبية (1) من أعبية الجمالين وأجلس
أنا وهي تحت ظلها ثم أخرج شيئا آكله وتتغنى حتى نرحل فلم نزل كذلك حتى قربنا
من الشام فينا أنا ذات يوم نازل وأنا ألقي عليها لحني (2) * وإني لآتي البيت ما إن أحبه * وأكثر هجر البيت وهو حبيب
وأغضي على أشياء منكم تسوئني * وأدعى إلى ما سركم فأجيب *
قال ولم أزل أردده عليها حتى أخذته واندفعت تغنيه فإذا أنا براكب قد طلع
علينا فسلم علينا فرددنا عليه السلام فقال لنا أتأذنون لي أن أنزل تحت ظلكم هذا
ساعة قلنا نعم فنزل وعرضت عليه الطعام فأجاب فقدمت إليه السفرة فأكل واستعاد
الصوت مرارا ثم قال للجارية أتروين لدحمان شيئا من غنائه قالت نعم قال
فغنني صوتا فغنته أصواتا من صنعتي وغمزتها ألا تعرفيه أني دحمان فطرب وامتلأ
سرورا والجارية تغنيه حتى قرب وقت الرحيل فأقبل علي وقال أتبيعني هذه الجارية
قلت نعم قال بكم قلت كالعابث بعشرة آلاف دينار قال قد أخذتها فهلم دواة
وقرطاسا فجئته بذلك فكتب فيه ادفع إلى حامل هذا الكتاب ساعة تقرأه عشرة آلاف
دينار وتسلم منه الجارية واستعلم مكانه وعرفنيه واستوص به خيرا وختم به الكتاب
ودفعه إلي وقال إذا دخلت المدينة فسل عن فلان فاقبض منه المال وسلم إليه
الجارية ثم ركب وتركني فلما أصبحنا رحلنا ودخلنا المدينة فحططت رحلي وقلت
للجارية البسي ثيابك وقومي معي وأنا والله لا أطمع في ذلك ولا أظن الرجل إلا
عابثا فقامت معي فخرجت بها وسألت عن الرجل فدللت عليه وإذا هو وكيل
الوليد بن يزيد فأتيته فأوصلت إليه الكتاب فلما قرأ وثب قائما وقبله ووضعه على
عينه وقال السمع والطاعة لأمير المؤمنين ثم دعا بعشرة آلاف دينار فسلمت إلي وأنا
لا أصدق أنها لي وقال لي أقم حتى أعلم أمير المؤمنين خبرك فقلت له حيث كنت

(1) جمع عباء، وهو ضرب من الأكسية.
(2) هنا في الأغاني ذكر بيتين غيرهما. وقد ورد هذان البيتان في الأغاني بعد الخبر بصفحات 6 / 31 وهما
للأحوص.
(3) الأغاني: أتغنين.
(4) في رواية الأغاني أنه دفع إليه الجارية فور اتفاقهما، وسأله دفع الكتاب إلى فلان المرسل إليه ويقبض
منه المال.
199

فأنا ضيفك وقد كان أمر لي بمنزل وكان بخيلا قال وخرجت فصادفت كراء (1)
فقضيت حوائجي في يومي وغدي ورحلت رفقتي ورحلت معهم وذكرني صاحبي بعد
أيام فسأل عني وأمر بطلبي فعرف أن الرفقة قد ارتحلت فأمسك فلم يذكرني إلا بعد
شهر فقال لها وقد غنته صوتا من صنعتي لمن هذا قالت لدحمان قال وودت
والله أني قد رأيته وسمعت غناءه قالت فقد والله رأيته وسمعت غناءه قال لا والله ما
رأيته قط ولا سمعته قالت بلى والله قد رأيته وسمعت غناءه فغضب وقال لها أنا
أحلف لك أني لم أره ولم أسمعه وأنت تعارضيني وتكذبيني قالت إن الرجل الذي
اشتريتني منه دحمان قال ويحك فهلا أعلمتني قالت نهاني عن ذلك قال وإنه
لهو أم والله لأجشمنه السفر ثم كتب إلى عامل المدينة بأن يحمل إليه فحمل فلم
يزل أثيرا (2) عنده "

(1) في مختصر ابن منظور: كرا.
(2) الأثير: المكرم.
200

ذكر من اسمه (1) دحية "
2072 دحية (2) بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد
ابن امرئ القيس بن الخزج (3) بن عامر بن بكر
ابن عامر الأكبر بن بكر بن زيد اللات
ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب
ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي (4)
له صحبة وهو الذي كان جبريل يأتي النبي (صلى الله عليه وسلم) في صورته وبعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) بكتابه
إلى قيصر فأوصله إلى عظيم بصرى
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا يسيرا
روى عنه خالد بن يزيد بن معاوية وعبد الله بن شداد بن الهاد وعامر
الشعبي ومنصور بن سعيد بن الأصبغ الكلبي ومحمد بن كعب القرظي
وشهد اليرموك وكان أميرا على كردوس ثم سكن دمشق بعد ذلك وكان منزله
بقرية المزة

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) ضبطت في التبصير 2 / 558 بالفتح والكسر معا. وضبطت بالكسر وسكون الحاء كما في المغني.
(3) الاستيعاب والإصابة: الخزرج، وضبطها ابن حجر في الإصابة: بفتح المعجمة وسكون الزاي ثم جيم.
والأصل مثل أسد الغابة وضبط ابن الأثير اللفظة بالنص: الخزج بفتح الخاء وسكون الزاي وبعدها جيم.
(4) ترجمته في الاستيعاب 1 / 472 الإصابة 1 / 473 أسد الغابة 2 / 6 سير الاعلام 2 / 550 الوافي بالوفيات
14 / 5.
201

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي نا محمد بن عبيد نا عمر من آل حذيفة عن
الشعبي عن دحية الكلبي قال قلت يا رسول الله ألا أحمل لك حمارا على فرس فتنتج
لك بغلا فتركبها قال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون [* * * *]
رواه أبو بكر يحيى بن أبي طالب عن محمد بن عبيدة ونسب الرجل الحذيفي
أخبرنا بحديثه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي بن شجاع
أنبأ محمد بن إسحاق بن مندة [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الأصبهاني أنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأ أبي أنا محمد بن يعقوب بن يوسف نا
يحيى بن جعفر بن الزبرقان نا محمد بن عبيد نا عمر وهو ابن أبي حسيل بن
حذيفة عن الشعبي عن دحية الكلبي قال قلت يا رسول الله ألا أحمل لك حمارا
على فرس فتنتج لك بغلة فقال إنما يفعل ذلك الذين لا يعقلون [* * * *]
رواه عيسى بن يونس السبيعي وغيره عن عمر بن الحذيفي عن الشعبي أن
حذيفة قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) فصار (2)
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن أنا أبو القاسم علي بن محمد الشافعي أنا
أبو علي وأبو الحسين ابنا عبد الرحمن أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أبي الحسن
الحسيني أنبأ أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر (3) ثنا أبو
سليمان محمد بن عبد الله بن زيد نا أحمد بن عبد الوارث حدثنا عيسى بن حماد
أنبأ الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحسن عن منصور الكلبي أن
دحية بن خليفة خرج من قريته بدمشق المزة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط وذلك ثلاثة
أميال في رمضان ثم إنه أفطر وأفطر معه أناس وكره آخرون أن يفطروا فلما رجع إلى
قريته قال والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه إن قوما رغبوا عن هدي

(1) كذا بالأصل وم.
(2) ترجمته في سير الاعلام 17 / 648.
(8) مسند الإمام أحمد 4 / 211.
202

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يقول ذلك للذين صاموا ثم قال عند ذلك اللهم اقبضني
إليك
رواه أبو داود عن عيسى (1)
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة أنا أبو علي
الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد
الهاشمي نا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم نا حميد بن الربيع نا سعيد بن أبي
مريم عن يحيى بن أيوب عن موسى بن جبير مولى أم سلمة أن عياش بن عباس حدثه
عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية بن خليفة الكلبي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه أتي بقباطي
فأعطاني منه ثوبا وقال اصدعه صدعين صدعا تجعله قميصا وصدعا تختمر به
امرأتك فلما وليت قال قل لها تجعل تحته شيئا لا يصفها [* * * *]
كذا وقع في هذه الرواية ورواه غير حميد عن ابن أبي مريم فقال عن
عباس بن عبد الله بن عباس ويقال ابن عبيد الله
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عابد بن أحمد بن محمد الحداد بأصبهان أنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأ أبي
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله
محمد بن إسحاق بن محمد العبدي أنبأ الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر نا
أحمد بن حماد بن زغبة (3) نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب عن موسى بن
جبير أن عباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب حدثه عن خالد بن يزيد بن
معاوية عن دحية بن خليفة الكلبي حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى هرقل [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي أنبأ أحمد بن أبي الحسين بن
علي أنبأ محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي
قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني نا ابن أبي
مريم أنبأ يحيى بن أيوب حدثني موسى بن جبير أن عباس بن عبد الله بن عباس بن

(1) سنن أبي داود، في كتاب الصوم رقم 2413 وسير الاعلام 2 / 555.
(2) القباطي ثياب كتان بيض رقاق، منسوبة إلى القبط، تعمل بمصر.
(3) الأصل " رعية " ومهملة بدون نقط في م والصواب ما أثبت، وزعبة لقب ترجمته في سير الاعلام
13 / 533.
203

عبد المطلب حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية بن خليفة قال بعث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى هرقل فلما رجع أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبطية (1) قال اجعل
صديعها وفي حديث زغبة (2) صدعتها قميصا واعط صاحبتك صديعا (3) تختمر به
فلما ولى دعاه قال مرها تجعل تحته شيئا لئلا يصف [* * * *]
ورواه عبد الله بن لهيعة الحضرمي المصري عن موسى فاختلف عليه فيه
فرواه زيد بن الحباب عنه على ما أخبرنا به أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم
الواعظ أنبأ أبو الحسن بن عمر الحافظ أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر أنا أبو العباس
محمد بن أحمد الأثرم نا حميد بن الربيع نا زيد بن الحباب العدائي (4) حدثني ابن
لهيعة حدثني موسى بن جبير مولى أم سلمة عن عبيد الله بن عدي حدثني خالد بن
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان عن دحية الكلبي فذكر الحديث
ورواه عبد الله بن وهب المصري عنه كما أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن
عبد الله بن داود المقرئ الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي البصري
الماوردي قالا أنا أبو علي علي بن أحمد التستري بالبصرة أنبأ أبو عمر القاسم بن
جعفر الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أبو داود سليمان بن
الأشعث نا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني قالا أنا ابن وهب أنا ابن
لهيعة عن موسى بن جبير أن عبيد الله بن عباس حدثه عن خالد بن
يزيد بن معاوية عن دحية بن خليفة الكلبي أنه قال أتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقباطي فأعطاني
منها قبطية فقال اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا واعط الآخر امرأتك تختمر
به فلما أدبر قال وأمر امرأتك تجعل تحته ثوبا لا يصفها [* * * *] ورواه عنه أبو الأسود
المقرئ
كما أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن الحسين المقرئ في كتابه أنبأ أبو نعيم
أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ثنا سليمان بن أحمد نا المقدام بن داود نا أبو

(1) الأصل: فيظنه والمثبت عن م.
(2) الأصل: رعبه وفي م: رعته.
(3) بالأصل وم غير مقروءة ورسمها: " صنفا " كذا، والمثبت يوافق ما جاء في أول الحديث، ولعلنا أثبتنا
الصواب.
(4) كذا رسمها بالأصل وفي م: العكلي.
204

الأسود النضر بن عبد الجبار نا ابن لهيعة عن موسى بن جبير أن عبد الله بن عباس
حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية الكلبي قال أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قباطيا
فأعطاني قبطية فقال اصدعها صدعتين فاقطع أحدهما قميصا واعط الآخر امرأتك
تختمر بها فلما أدبرت قال مر امرأتك تجعل تحت صدعتها ثوبا لا يصفها [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو عمرو بن مندة أنبأ الحسن بن محمد
ثنا أبو الحسن اللبناني ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال دحية بن
خليفة الكلبي أسلم قبل بدر ولم يشهدها وكان رسول (1) الله (صلى الله عليه وسلم) أتى قيصر بكتابه
وكان يشبه بجبريل عليه السلام وبقي إلى زمن معاوية (2)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر حدثنا عمي
رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف أنا الجوهري قراءة على أبي عمر قال قال وأنا
(3) إجازة أنا أبو عمرو أنا الفقيه أنبأ أبو عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن
معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) قال دحية بن خليفة بن فروة بن
فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج وهو زيد مناة بن عامر
بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن
وبرة بن ثعلب (5) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأسلم دحية بن خليفة
قديما ولم يشهد بدرا وكان يشبه بجبريل وشهد دحية مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المشاهد بعد
بدر وبقي إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن
ناصر عنه أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو الحسين بن المظفر أنبأ أبو علي أحمد بن
علي المدائني أنبأ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال ومن كلب بن
وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة دحية بن خليفة بن فروة بن

(1) كذا بالأصل، ولعله: وكان رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد استدركت اللفظة على هامش م.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد، ونقل قسم منه الذهبي في سير الاعلام
2 / 551.
(3) بياض قدر كلمتين بالأصل والسند مضطرب في م.
(4) طبقات ابن سعد 4 / 249.
(5) ابن سعد: تغلب.
205

فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عوف بن عذرة بن
زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة وكان يشبه بجبريل جاء عنه حديثان
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ الحسن بن أحمد أنبأ علي بن الحسن
أنبأ عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن بن سميع
يقول ودحية بن خليفة قال أبو سعيد ولده بالبقاع
أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ثم حدثنا أبو
الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين
الأصبهاني قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
قال (2) دحية بن خليفة الكلبي (2)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة
أنبأ حمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأ الحسين بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا
أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (3) دحية بن خليفة الكلبي له صحبة سكن مصر
وروى عنه خالد بن يزيد بن معاوية ومنصور الكلبي سمعت أبي يقول ذلك قال أبو
محمد روى عنه عبد الله بن شداد بن الهاد وعامر الشعبي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح الضبي أنا أبو الحسن علي بن عمر
الدارقطني قال دحية بن خليفة الكلبي له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو الذي كان
ينزل جبريل عليه السلام في صورته روى عنه عبد الله بن شداد بن الهاد وغيره وكان
رسول الله (4) (صلى الله عليه وسلم) أتى قيصر وفيه نزلت " وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها " (5)

(1) موضع قريب من دمشق، وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة
(ياقوت).
(2) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 254 ولم يزد على ذلك.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 439.
(4) كذا بالأصل، ولعل الصواب: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد استدركت اللفظة على هامش م.
206

ونسبه فيما ذكره أبو سعيد السكري عن ابن جبير عن هشام بن الكلبي دحية بن
خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزج بن عامر بن بكر بن عامر
الأكبر بن عوف واسم الخزج زيد سمي لعظم لحمه
أخيرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن
إسحاق أنبأ أبي
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن مندة قال دحية بن خليفة الكلبي كان يشبه بجبريل عليه السلام روى عنه
عامر الشعبي وعبد الله بن شداد بن الهاد وخالد بن يزيد بن معاوية ومنصور
الكلبي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) وأما خزج بخاء
معجمة مفتوحة وزاي ساكنة وجيم فقال ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة
الخزج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف واسمه زيد وإنما سمي الخزج لعظم
لحمه ومن ولده دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن
الخزج صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان رسوله أتى قيصر ووجدته في كتاب ابن سعيد دحية بفتح
الدال ولدحية (2) صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (2)
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ نا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي نا محمد بن أحمد بن الوضاح
قال وجدت في كتاب جدي علي بن كليب الجعفي نا الهيثم بن عدي عن الكلبي
عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه عن دحية الكلبي قال قدمت من الشام فأهديت
إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فاكهة يابسة من فستق ولوز وكعك فوضعته بين يديه فقال اللهم ائتني
بأحب أهلي إليك أو قال ألي يأكل معي من هذا فطلع العباس فقال ادن يا عم فإني
سألت الله أن يأتيني بأحب أهلي إلي وإليه يأكل معي من هذا فأتيت قال فجلس
يأكل [* * * *] (3)

(1) الاكمال لابن ماكولا 3 / 142 - 143.
(2) ما بين الرقمين العبارة ليست في الاكمال في هذا الباب، وقد وردت فيه في باب دحية 3 / 314.
(3) الحديث نقله باختصار الذهبي في سير الاعلام 2 / 552.
207

قال وثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن مندة نا محمد بن حميد بن
الضريس عن عنبسة بن سعيد عن جابر بن عامر عن دحية الكلبي قال أهديت
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) جبة صوف وخفين فلبسهما حتى تخرقا ولم يسئل عنهما ذكيتا أم لا (1)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (2) سنة خمس فيها بعث
النبي (صلى الله عليه وسلم) دحية بن خليفة إلى قيصر في الهدنة
قرأت على أبي غالب بن علي الحنبلي حدثنا عمي أنا أبي يوسف أنا الجوهري
قراءة عن أبي عمر بن حيوية [* * * *] قال وأنا البرمكي إجازة أنا ابن عمر قراءة عن
إبراهيم بن عمر البرمكي أنا أبو عمر محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا
الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد قال (3) قال محمد بن عمر لقيه (4) بحمص فدفع
إليه كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان قالا أنبأ أبو
العباس أحمد بن منصور المالكي أنبأ عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنا خيثمة بن
سليمان القرشي أنبأ العباس بن الوليد أخبرني أبي قال سمعت ابن جابر يقول
حدثني أخ لي عن الزهري حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود حدثني
ابن عباس قال كتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه مع
دحية بن خليفة الكندي وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد أنبأ أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأ أبو علي بن
الصواف نا محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة نا يحيى بن عبد الحميد نا
يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عبد الله بن شداد عن دحية الكلبي قال

(1) نقله الذهبي في سير الاعلام 2 / 552.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 79 ورد الخبر فيه في حوادث سنة ست. ونقله الذهبي في سير الاعلام
2 / 555 قلت: كذا قال، وإنما كان ذلك بعد الحديبية في زمن الصلح، كما ذكره أبو سفيان في الحديث
الطويل الذي في الصحيح.
(3) طبقات ابن سعد 4 / 251.
(4) في ابن سعد: لقي عظيم بصرى.
208

بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) معي بكتاب إلى قيصر فقمت بالباب فقلت أنا رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ففزعوا لذلك فدخل عليه الآذن فقال هذا رجل بالباب يزعم أنه رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فأذن لي فدخلت عليه فأعطيته الكتاب فقرئ عليه
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم
فإذا ابن أخ له أحمر أزرق سبط (1) الشعر قد نخر (2) ثم قال لم كتب إلى ملك
الروم ولم يبدأ بك لا تقرأ كتابه اليوم فقال لهم اخرجوا فدعا الأسقف وكانوا
يصدرون عن رأيه ويقبلون قوله فلما قرئ عليه الكتاب قال هو والله رسول الله
الذي بشرنا به موسى وعيسى بن مريم هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسى
وعيسى هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسى وعيسى قال فأي شئ ترى قال
أرى أن نتبعه قال قيصر وأنا أعلم ما تقول ولكن لا أستطيع أن أتبعه يذهب ملكي
ويقتلني الروم (3)
رواه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن جده عن
سلمة نحوه
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المقرئ أنا أبو طالب
محمد بن علي بن الفتح الحربي (4) المعروف بالعشاري سنة أربع وأربعين وأربعمائة نا
أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل (5) المعروف بابن
سمعون [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ثنا أبو الحسين
محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن
أبي مسلم الفرضي أنا عثمان بن أحمد بن يزيد نا إسحاق بن إبراهيم الختلي نا
عمر بن إبراهيم بن خالد نا نجيح أبو معشر عن محمد بن كعب عن دحية بن

(1) السبط ويحرك وككتف: نقيض الجعد (قاموس).
(2) نخر: مد الصوت في خياشيمه (قاموس).
(3) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 2 / 553 وانظر تخريجه فيه.
(4) انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 48.
(5) ترجمته في سير الاعلام 16 / 505.
209

خليفة قال وجهني النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى ملك الروم بكتابه وهو بدمشق فناولنيه وفي
حديث أبي بكر قال فناولته كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقبل خاتمه ووضعه تحت شئ كان عليه
قاعدا (1) ثم نادى فاجتمع البطارقة وقومه فقام على وسائد ثنيت له وكذلك كانت فارس
والروم وفي حديث أبي بكر تقوم فارس والروم لم تكن لها منابر ثم خطب أصحابه
فقال هذا كتاب النبي الذي بشرنا به المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم قال
فنخروا نخرة فأومئ وفي حديث أبي بكر قال فأومئ بيده أن اسكتوا وقال أبو
بكر أن اسكتوا ثم قال إنما جربتكم كيف نصرتكم النصرانية وقال المقرئ
للنصرانية قال فبعث إلي من الغد سرا فأدخلني بيتا عظيما فيه ثلاثمائة وثلاثة عشر (2)
صورة فإذا هي صور الأنبياء المرسلين قال انظر أين صاحبكم من هؤلاء قال فرأيت
صورة النبي (صلى الله عليه وسلم) كأنه ينظر وفي حديث أبي بكر كأنه ينطق قلت هذا قال
صدقت فقال صورة من هذا عن يمينه قلت رجل من قومه يقال له أبو بكر الصديق
قال فمن ذا عن يساره قلت رجل من قومه يقال له عمر بن الخطاب قال أما أنا
وقال أبو بكر أما إنه يجد في الكتاب أن بصاحبيه هذين يتمم الله هذا الدين فلما
قدمت على النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرته فقال صدق بأبي بكر وعمر يتمم الله هذا الدين [* * * *] زاد أبو
بكر بعدي وقالا ويفتح
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأ أبو
عمر بن حيوية حدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة أنا أبو عمر إجازة [* * * *]
قال وأنا البرمكي إجازة أنا ابن حيوية قراءة أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن
الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا وكيع بن الجراح عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دحية الكلبي سرية وحده [* * * *]
هذا مرسل إلا أن إسناده صحيح
أخبرناه عاليا أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد نا سعدان بن نصر نا سفيان بن عيينة عن

(1) الأصل: قاعد والصواب عن م.
(2) كذا، والصواب: ثلاث عشرة.
(3) طبقات ابن سعد 4 / 250 - 251.
210

ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قد بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ابن مسعود وخبابا سرية وبعث
دحية سرية وحده [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنبأ الحسن بن
علي أنبأ أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا سفيان عن مجالد
عن الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة قالت رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واضعا يده على
معرفة فرس وهو يكلم رجلا قلت [* * * *]
وأخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي أنبأ علي (1) بن الحسن بن
الحسين الخلعي (2) الشافعي بمصر أنبأ عبد الرحمن بن عمر بن محمد (3) أبو محمد
البزار أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون السمرقندي نا
أحمد بن شعبان الرملي نا سفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن أبي سلمة
قال قالت عائشة رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واضعا يده على معرفة فرس دحية الكلبي وهو
يكلمه قالت قلت يا رسول الله رأيتك واضعا يديك وفي حديث خالي يدك على
معرفة فرس دحية الكلبي وأنت تكلمه قال ورأيتيه وفي حديث خالي أو
رأيتيه قالت نعم قال ذلك جبريل وهو يقرئك السلام قالت وعليه السلام
ورحمة الله وبركاته جزاه الله من صاحب ودخيل خيرا فنعم الصاحب ونعم الدخيل [* * * *]
قال سفيان الدخيل الضيف
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو طالب بن غيلان أنبأ أبو بكر الشافعي
حدثني ابن ياسين واسمه عبد الله بن محمد نا محمد بن كرامة نا خالد بن مخلد نا
عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت وثب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وثبة فنظرت فإذا معه رجل واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء قد سدل
طرفها بين كتفيه ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) واضع يده على معرفة برذونه قالت يا رسول الله لقد
راعني وثبتك من هذا قال ورأيتيه قالت نعم قال ومن رأيتيه قالت دحية
الكلبي قال ذاك جبريل [* * * *]

(1) ترجمته في سير الاعلام 19 / 74.
(2) الخلعي: ضبطت عن التبصير 2 / 550.
(3) ترجمته في سير الاعلام 17 / 313.
211

اختلف على عبد الله العمري فيه فيروى عنه هكذا وروى عنه عن
عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وروى عنه عن أخيه عبيد الله عن القاسم
فأما رواية من رواه عنه عن عبد الرحمن بن القاسم
فأخبرنا بها أبو القاسم (1) ابن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد أنبأ
محمد بن عبد الله الشافعي نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار حدثنا سعيد بن
أبي مريم أنبأ العمري عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لما
رجع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الخندق بينا هو عندي إذ دق الباب فارتاع لذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووثب
وثبة منكرة وخرج فقمت فخرجت في أثره فإذا رجل على دابة والنبي (صلى الله عليه وسلم) متكئ على
معرفة الدابة يكلمه فرجعت فلما دخلت قلت من ذاك الرجل الذي كنت تكلمه قال
ورأيتيه قلت نعم قال بمن شبهته قلت بدحية بن خليفة الكلبي قال ذاك
جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة [* * * *]
وأما رواية من رواه عنه عن أخيه عبيد الله
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي
نا محمد بن محمد المطرز وعبد الله بن ياسين قالا نا محمد بن معمر [* * * *] قال
وثنا الهيثم بن خلف نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قالا أنا روح بن عبادة [* * * *] قال
ونا الحسين بن عبد الله نا عمرو بن علي نا عبد الرحمن بن مهدي قالا ثنا
عبد الله بن عمر عن أخيه عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أتى
جبريل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على برذون عليه عمامة طرفها بين كتفيه فسألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقالت هل رأيتيه ذاك جبريل [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو الفضل محمد بن إسماعيل
الفضيلي قالا أنبأ سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم أنا أبو الفضل عبيد الله بن
محمد الفامي نا محمد بن إسحاق السراج نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا
أبي نا أبو العنبس سعيد بن كثير عن أبيه عن عائشة قالت رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقاوم رجل على فرس أبيض أخذ بمعرفته قالت ثم أتاني فقلت من صاحب الفرس

(1) زيادة لازمة عن م.
212

الأبيض قال رأيتيه قلت نعم قال ومن قلت دحية الكلبي قال ذاك
جبريل وهو يقرئك السلام فقلت على الذي أرسله وعليه وعليك السلام [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي أنا محمد بن إسماعيل بن أبي
سمينة (1) نا معمر عن أبيه عن أبي عثمان قال قالت أم سلمة كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقال ابن حمدان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث رجلا فلما قام قال يا أم سلمة من هذا
قلت وفي حديث ابن المقرئ قالت دحية الكلبي فلم أعلم أنه جبريل حتى
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث أصحابه ما كان بيننا [* * * *]
قلت لأبي عثمان من حدثك هذا قال حدثني أسامة بن زيد
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو طالب محمد بن محمد أنبأ محمد بن
عبد الله الشافعي نا محمد بن بشر بن مطر نا عبيد الله بن معاذ نا معتمر قال قال
أبي عن أبي عثمان واللبب (2) أن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده أم سلمة فجعل يتحدث ثم
قام فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأم سلمة من هذا أو كما قال قالت دحية الكلبي قالت أم
سلمة وأيم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبر خبرنا أو كما قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت لأبي عثمان مما سمعت هذا قال من أسامة بن زيد [* * * *]
أخبرنا أبو المنذر (3) إبراهيم بن محمد بن منصور أنا (4) أحمد بن محمد بن
النقور (5) نا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ الصيدلاني نا المحاملي
نا هارون بن عبد الخالق أبو موسى نا معاوية بن عبد الله الزبيري نا سلام أبو المنذر

(1) إعجامها غير واضح، والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 10 / 693.
(2) كذا رسمها بالأصل وم.
(3) كذا رسمها وكناه الذهبي في سير الاعلام (ترجمته 20 / 79) أبا البدر: قال: حدث عنه ابن عساكر....
سمع من أبي الحسين بن النقور وسقط الخبر من م.
(4) بالأصل " بن " خطأ، والصواب ما أثبتناه، انظر الحاشية السابقة.
(5) انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 372.
213

عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة قال قدم دحية الكلبي
المدينة وكان جميلا فخرج ناس (1) يعني يوم الجمعة من المسجد والنبي (صلى الله عليه وسلم)
يخطب يسألوني عن السعر وخرج جوار من جواري المدينة يضربن بدفوفهن (2)
فأنزل الله عز وجل " وإذا رأوا تجارة أو لهوا (3) انفضوا إليها وتركوك قائما " (4)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا عبد المحسن بن محمد بن
علي أنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن مسكين نا أبو العباس
أبيض (5) بن محمد بن أبيض (5) نا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي إملاء أنبأ
الحسن بن محمد نا عفان نا حماد عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان جبريل يأتي النبي (صلى الله عليه وسلم) في صورة دحية الكلبي
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (6) ثنا سليمان بن
أحمد نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي نا أبو المغيرة نا عفير بن
معدان عن قتادة عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول يأتيني جبريل عليه السلام على
صورة دحية الكلبي وكان دحية رجلا جميلا [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأ أبو الحسن
العتيقي [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنبأ الحسين بن جعفر قالوا
أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد بن صالح العجلي
حدثني أبي أحمد عن أبيه (8) قال قال رجل لعوانة بن الحكم أجمل الناس جرير بن

(1) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، وما استدرك عن مختصر ابن منظور 8 / 163.
(2) ما بين معكوفتين مكان بياض بالأصل والمستدرك عن المختصر.
(3) قوله: " أو لهوا " استدركت عن هامش الأصل.
(4) سورة الجمعة، الآية: 11.
(5) مهملة بالأصل، والصواب عن م، ترجمته في سير الاعلام 16 / 318.
(6) مهملة بالأصل، وما أثبت وضبط عن التبصير.
(7) نقله الذهبي في سير الاعلام 2 / 553 والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 378.
(8) الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص 377 في ترجمة عوانة بن الحكم. ونقله الذهبي في سير الاعلام عن
العجلي 2 / 554 ونقله ابن حجر في الإصابة 3 / 191.
214

عبد الله قال له عوانة أجمل الناس من نزل جبريل على صورته يعني دحية
الكلبي
كتب إلي أبو طالب بن يوسف أنا أبو إسحاق البرمكي [* * * *]
ثم حدثني أبو المعمر الأنصاري أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن بن
القزويني وأبو إسحاق البرمكي قالا أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الله بن
عبد الرحمن السكري قالا أنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال (1) في
حديث ابن عباس أنه قال كان دحية إذا قدم لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه
المعصر الجارية إذا دنت من الحيض ويقال هي التي أدركت (2) قال الشاعر
قد أعصرت أو قد دنا إعصارها (3)
وإنما كن يخرجن ينظرن إليه لجماله وكان جبريل (صلى الله عليه وسلم) يتشبه به وإذا خرج
المعاصير (4) وهن (5) يحجبن (6) ويمنعن من الخروج وكان النساء أحرى الخروج
وقال الفراء في قول الله عز وجل " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " (7) هي
السحاب والأصل معاصير الجواري كلها شبهت بها وقال أبو عمرو والمعصرات
الكثيرات الطير (8) ويقال هي ذوات الأعاصير
فأما ما أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ أبو محمد الجوهري
أنا محمد بن العباس الخزاز نا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر نا الوليد بن
شجاع أبو همام السلولي نا الحسين بن عيسى نا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن
عباس أن دحية الكلبي إنما أسلم في زمن أبي بكر (9) رضي الله عنه فإنه منكر

(1) الخبر في الوافي بالوفيات 14 / 5 والذهبي نقله عن ابن قتيبة في السير 2 / 554.
(2) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، والمستدرك زيادة عن الوافي بالوفيات واللفظة مضطربة في م.
(3) الرجز في اللسان (عصر) وقبله شطران، ونسبه إلى منصور بن مرثد الأسدي.
(4) معاصير جمع معصر، وتجمع على معاصر.
(5) بالأصل وم: " وهو " والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 163.
(6) بالأصل: تحجيز، والمثبت عن المختصر ورسمها مضطرب في م.
(7) سورة النبأ، الآية: 14.
(8) في اللسان: " عصر ": المطر.
(9) نقله الذهبي في سير الاعلام 2 / 554.
215

والحسين بن عيسى الحنفي أخو سليم القارئ صاحب مناكير ولو لم يكن دحية
مسلما في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يبعثه سرية وحده ولا كان جبريل (صلى الله عليه وسلم) يتشبه في
صورته والله أعلم "
ذكر من اسمه دحيم "
2073 دحيم بن عبد الجبار بن دحيم
بن محمد بن دحيم أبو الحسن العنسي الداراني
حدث عن أبي الحسن علي بن الحسن بن ميمون بن بكر الربعي
روى عنه عبد العزيز بن أحمد
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي أنبأ
أبو الحسن دحيم بن عبد الجبار بن دحيم بن محمد بن دحيم العنسي الداراني قراءة
عليه نا أبو الحسن علي بن بكر نا عبد الوهاب بن موسى نا أحمد بن محمد نا
إبراهيم بن يعقوب نا عمرو بن عاصم نا عمران أبو العوام القطان نا معمر بن راشد
عن الزهري عن أنس أن أبا بكر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا شهدوا أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة عصموا مني دماءهم
وأموالهم [* * * *]
عبد الوهاب بن موسى هو الكلابي نسبة إلى جد أبيه وأحمد بن محمد هو أبو
الدحداح وأبو الحسن بن بكر هو علي بن الحسن بن علي بن بكر بن ميمون بن أبي
زروان الربعي الحافظ نسبه إلى جد أبيه وهو من شيوخ عبد العزيز وإنما نزل في
رواية هذا الحديث لأجل اسم دحيم
2074 دحيم بن عمرو بن عمار بن صالح بن ميمون
ابن الأخضر بن الحارث السلمي
حكى عن أبيه
حكى عنه ابنه محمد بن دحيم
216

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال أخبرني أبو عمرو دحيم بن محمد بن
دحيم بن عمرو بن عمار السلمي الدمشقي قال سمعت أبي يذكر عن أبيه عن جده
عمرو بن عمار قال (1) لما أن أخذ أصحاب أبي العميطر المصيصة قرية على باب
دمشق (2) دخل عليه بعض أصحابه فقال يا أمير المؤمنين قد أخذنا المصيصة فخر أبو
العميطر ساجدا (3) وهو يقول الحمد لله الذي ملكنا الثغر توهم (4) أنهم قد أخذوا
المصيصة التي عند طرسوس
2075 دحيم بن محمد بن دحيم بن عمرو بن عمار
ابن صالح بن ميمون بن الأخضر بن الحارث
ابن أبي عمرو بن عنبسة
صاحب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أبو عمر السلمي
حدث عن أبيه
كتب عنه أبو الحسين الرازي
قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من
كتب عنهم من شيوخ دمشق أبو عمر دحيم بن محمد بن دحيم وساق باقي نسبه
وقال مات في ذي الحجة سنة ثلاثين وثلاث مائة "

(1) الخبر نقله ياقوت في معجم البلدان (مادة: المصيصة).
(2) المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد، قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا (ياقوت).
(3) الأصل: ساجد والصواب عن م.
(4) أبو العميطر، اسمه علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد، أبو الحسن القرشي الأموي السفياني، ترجمته في
سير الاعلام 9 / 284.
217

ذكر من اسمه (1) دراج "
2076 دراج بن سمعان ويقال اسمه عبد الرحمن ودراج لقب
أبو السمح المصري مولى عبد الله بن عمرو بن العاص (2)
أدرك عبد الله بن عمرو وحدث عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي
وأبي الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العتواري وعبد الرحمن بن حجيرة والسائب
مولى أم سلمة
روى عنه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث وعبد الله بن لهيعة وسالم بن
غيلان وسعيد بن يزيد الغساني وخلاد بن سليمان وحياة بن شريح المصريون
وقدم دمشق طالبا للعلم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرأ على علي بن إبراهيم بن عيسى
الباقلاني حدثكم أبو بكر بن مالك حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي نا أبو
زكريا يحيى بن إسحاق نا أبن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجنة مائة درجة فلو أن الناس كلهم في
درجة واحدة لوسعتهم [* * * *]
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنبأ سعيد بن أحمد بن
محمد أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي المعروف بالرومي نا أبو العباس

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 123 ميزان الاعتدال 2 / 24 الوافي بالوفيات 14 / 6 والكامل لابن عدي
3 / 112.
218

السراج نا قتيبة نا ابن لهيعة عن دراج قال سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء
يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما أن في النار لحيات مثل أعناق البخت تلسع أحدهم
اللسعة يجد حموها أربعين خريفا وإن في النار لعقارب أمثال البغال الموكفة تلسع
أحدهم اللسعة يجد حموها أربعين خريفا [* * * *]
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو
بكر المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة بن يحيى أنبأ ابن وهب أخبرني
عمرو أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال صدق (1) الرؤيا بالأسحار [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص نا عبد الله بن محمد بن زياد نا يونس بن عبد الأعلى أنبأ عبد الله بن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصدق الرؤيا بالأسحار [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد أنبأ أبو الحسن علي بن
إبراهيم بن عيسى المقرئ الباقلاني نا أبو بكر بن مالك إملاء نا أبو مسلم إبراهيم بن
عبد الله حدثني يحيى بن كثير نا ابن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصدق الرؤيا بالأسحار [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا عبد الله بن محمد بن زياد [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا الحسن بن أحمد
المخلدي أنبأ أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي قالا حدثنا
يونس بن عبد الأعلى أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عمرو وفي حديث وجيه عن
عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث وجيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الشتاء ربيع
المؤمن [* * * *]

(1) في الكامل لابن عدي ومختصر ابن منظور: أصدق.
219

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنبأ أبو طاهر بن محمود أنبأ أبو بكر بن
المقرئ أنبأ أبو العباس بن قتيبة نا حرملة بن يحيى نا ابن وهب أنبأ عمرو أن
دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أكثروا
ذكر الله حتى يقولوا (1) مجنون [* * * *]
ذكر القاضي أبو القاسم الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم
الأنباري أنبأ أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي
نا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا ابن بكير نا خلاد بن سليمان قال سمعت دراج أبا السمح يقول
كنت بالشام أطلب العلم فأوافي الليل إلى رفيقة طبخوا قدرا لهم فتعشيت معهم فقاموا
إلى الصلاة من غير وضوء فأنكرت ذلك عليهم وقلت أكلتم طعاما قد مسته النار لا
تتوضؤون منه فقال رجل منهم ترى من ترى ها هنا ليس منهم رجل إلا وقد بايع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يتوضؤون مما مسته النار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (2) نا ابن بكير (3) نا
عبد الله بن لهيعة نا دراج أبو السمح رجل من أهل مصر واسمه عبد الرحمن عن
أبي الهيثم واسمه سليمان بن عمرو (4) مديني (5)
وقال يعقوب قال سمعت ابن بكير قال حج (6) دراج كان قاصا أظنه في زمن
هشام مات وكان قديما
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا عبد الرحمن بن
مندة أنا حمد بن عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر أنبأ علي بن محمد قالا أنا

(1) الأصل: " تقولوا " والصواب عن ابن عدي 3 / 113 ونصه في ميزان الاعتدال: اذكروا الله حتى يقال
مجنون.
(2) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 3 / 203.
(3) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل: " ابن تكين " واسمه يحيى بن عبد الله بن بكير.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 212.
(5) بالأصل: " حدثني " والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ.
(6) هذه اللفظة " حج " ليست في المعرفة والتاريخ.
220

أبو محمد بن أبي حاتم (1) نا علي بن الحسن الهسنجاني (2) قال سمعت أحمد بن
صالح يقول دراج مصري ولا يعرف اسم أبيه قال أبو رجاء وحدثنا حسين (3) بن
عبد العزيز الجروي (4) نا أبو حفص يعني عمرو بن أبي سلمة قال سمعت
منذر (5) بن يونس التنيسي يقول سمعت دراج مولى عمرو بن العاص يقول في
قصصه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأ
عبد الواحد بن محمد بن عثمان أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا إسماعيل بن
إسحاق بن إسماعيل قال سمعت علي بن المديني يقول أبو السمح دراج وأبو
الهيثم معروف بالرواية عن أبي سعيد الخدري واسمه سليمان بن عمرو بن عبد
العتواري والعتواريون فخذ (6) من كنانة من بني كعب
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنبأ أبو الفضل وأبو
الحسن وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل
ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنبأ محمد بن
إسماعيل قال (7) دراج أبو السمح المصري سمع عبد الله بن الحارث بن جزء
الزبيدي وأبا الهيثم وابن حجيرة ويقال اسمه عبد الرحمن
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأ أبو سعيد بن
حمدون أنبأ مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو السمح دراج
واسمه عبد الرحمن عن أبي الهيثم روى عنه عمرو بن الحارث وسالم بن غيلان
قرأت على أبي الفضل السلامي عن أبي الفضل التميمي أنا أبو نصر الوائلي نا

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 442.
(2) الأصل وم: " الهسيجاني " والصواب ما أثبت، ضبطت عن الأنساب نسبة إلى هسنجان قرية من قرى الري
يقال لها هسنكان.
(3) الجرح: الحسن.
(4) بالأصل وم " الحروى " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(5) قوله: " بن يونس " عن الجرح والأصل رسمها مضطرب.
(6) مهملة بالأصل ولعل الصواب ما أثبتناه وسقطت اللفظة من م.
(7) التاريخ الكبير 2 / 1 / 256.
221

الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
السمح دراج مصري ليس بالقوي وقيل اسمه عبد الرحمن (1)
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق وأبو الحسين
المبارك (2) بن عبد الجبار قالا أنا أبو الفرج الطناجيري نا محمد بن إبراهيم
التميمي نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون بن روح البرديجي
الحافظ قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة (3) دراج وعبد (4) الرحمن روى عنه
عمرو بن الحارث وابن لهيعة مصري
قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر الأنباري أنا أبو القاسم الصواف أنا أبو
بكر المهندس أنا أبو بشر الدولابي قال أبو السمح دراج ويقال أيضا اسمه
عبد الرحمن
كتاب إلي أبو جعفر الهمداني أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي الأصبهاني
أنا الحاكم أبو أحمد قال أبو السمح دراج واسمه عبد الرحمن يعد في المصريين
سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وسليمان بن عمرو أبا الهيثم العتواري
روى عنه أبو أمية عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري وسالم بن غيلان الحسني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنبأ أبو أحمد بن عدي (5) قال دراج يقال هو ابن سمعان أبو السمح المصري سمع
عبد الله بن الحارث بن جزء (6) وأبا الهيثم وابن حجيرة روى عنه عمرو بن الحارث
هكذا ذكره البخاري
كتب إلي أبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم وأبو محمد حمزة بن العباس ثم
حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل بن سليم قالا أنا أبو بكر أحمد بن الفضل

(1) تهذيب التهذيب 2 / 124.
(2) الأصل " المنزل " خطأ، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 213.
(3) الأصل: المتفردة والمثبت عن م.
(4) كذا. ولعل الصواب بحذف الواو. باعتبار ما سبق من أنه يقال أن اسمه أيضا عبد الرحمن، وفي م:
رواح بن عبد الرحمن.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 112.
(6) بالأصل " جر " والمثبت عن ابن عدي.
222

أنا أبو عبد الله بن مندة قالا أنا أبو سعيد بن يونس حدثني إسماعيل بن داود بن
وردان نا هارون بن سعيد نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج قال
رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص كره الزينة
قال وأنا ابن يونس حدثني أبي عن جدي نا ابن وهب قال سمعت خلاد بن
سليمان الحضرمي يقول سمعت دراجا أبا السمح يقول أدركت زمانا إذا سمعنا
بالرجل قد جمع القرآن حججنا إليه فنظرنا إليه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا ثنا أبو العباس الأصم قال سمعت عباس بن محمد يقول سمعت
يحيى بن معين يسأل عن حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال ما كان
هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس فقلت له إن دراجا يحدث عن أبي الهيثم عن أبي
سعيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أصدق الرؤيا بالأسحار [* * * *] ويروي أيضا اذكروا الله حتى
يقولوا مجنون [* * * *] فقال هما ثقة دراج وأبو الهيثم قال يحيى وقد روى بعض
هذه الأحاديث عن عمرو بن الحارث فقلت ليحيى دراج من هو قال مصري وهو
أبو السمح قلت ليحيى أبو الهيثم من هو قال مصري واسمه سليمان بن
عمرو (1)
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر الأشناني قال
سمعت أبا الحسن بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت
ليحيى بن معين فدراج أبو السمح فقال ثقة
قال أبو سعيد دراج ومشرح بن هاعان ليسا بكل ذاك وهما صدوقان (2)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن المظفر بن بكران أنبأ أبو الحسن
العتيقي أنبأ يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو العقيلي (3) نا عبد الله بن
أحمد قال سمعت أبي يقول دراج أبو السمح أحاديثه أحاديث مناكير

(1) الخبر نقله ابن عدي في كامله 3 / 113 من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر بن عباس.
(2) الخبر في تهذيب التهذيب 2 / 124 وابن عدي 3 4 112 - 113.
(3) كتاب الضعفاء الكبير 2 / 43.
223

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنبأ أبو أحمد بن عدي (1) نا ابن أبي عصمة نا أحمد بن أبي يحيى قال
سمعت أحمد بن حنبل يقول أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم أنا حمد إجازة [* * * *]
قال وأنا أبو طاهر أنا علي قالا أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (2) سمعت أبي
يقول دراج في حديثه صنعة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو يعلى حمزة بن علي البزار
قالا أنا أبو الفرج سهل بن بشر (3) أنبأ أبو الحسن بن منير أنبأ الحسن بن رشيق نا
أبو عبد الرحمن النسائي قال دراج أبو السمح ليس بالقوي
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو أحمد قال (4) سمعت
ابن حماد يقول دراج أبو السمح منكر الحديث قاله (5) أحمد بن شعيب النسائي
قال وأنا أبو أحمد (6) قال سمعت محمد بن حمدان (7) بن سفيان الطائفي
يقول سمعت فضلك الرازي وذكر له قول يحيى بن معين في دراج أنه ثقة فقال
فضلك ما هو بثقة ولا كرامة له
كذا قال وهو الطرائفي
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري وغيره عن أبي بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله
الحافظ أنا أبو الحسن الدارقطني قال دراج أبو السمح ضعيف (8)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ محمد بن الحسين بن عبد الله أنبأ أبو بكر

(1) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3 / 112.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 442.
(3) بالأصل: " بسر " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 162.
(4) الكامل لابن عدي 3 / 112.
(5) الأصل: " قال " والمثبت عن ابن عدي.
(6) الكامل لابن عدي 3 / 113.
(7) في ابن عدي: أحمد.
(8) تهذيب التهذيب 2 / 124.
224

البرقاني قال قال أبو الحسن الدارقطني دراج أبو السمح هو ابن سمعان مصري
متروك
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنبأ أبو القاسم أنا أبو أحمد بن عدي
قال (1) وعامة الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه وفيها ما قد روي عن
غيره ومن غير هذا الطريق ولدراج عن ابن جزء وأبي الهيثم وابن حجيرة غير ما ذكرت
من الحديث ويروي عن دراج عمرو بن الحارث وابن لهيعة وحياة بن شريح
وغيرهم ومما ينكر من أحاديثه بعض ما ذكرت وهو قوله أصدق الرؤيا بالأسحار
والشتاء ربيع المؤمن والسباع حرام (2) وأكثروا من ذكر الله حتى يقال مجنون
وقد روي عنه بهذا الإسناد أيضا لا حليم إلا ذو عثرة عن عمرو عن دراج عن أبي
الهيثم عن أبي سعيد يرويه عن ابن وهب الغرباء وسائر أخبار دراج غير ما ذكرت من
هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها وأرجو إذا أخرجت دراجا وبرأته من (3) هذه الأحاديث
التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها ويقرب (4) صورته مما قال فيه يحيى بن
معين
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو
بكر اللفتواني أنبأ أبو الفضل قالا أنا أبو الفضل قالا أنا أبو بكر أحمد بن الفضل
أنبأ أبو عبد الله بن مندة قال قال أنا أبو سعيد بن يونس دراج بن سمعان مولى
عبد الله بن عمرو بن العاص يكنى أبا السمح رأى عبد الله بن عمرو بن العاص
وسمع من عبد الله بن الحارث بن جزء روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد
وسالم بن غيلان وسعيد بن يزيد القتباني وعبد الله بن لهيعة وخلاد بن سليمان
وغيرهم وكان يقص بمصر يقال توفي سنة ست وعشرين ومائة

(1) الكامل لابن عدي 3 / 114.
(2) السباع ككتاب الجماع، والفخار بكثرته، وفي الضعفاء للعقيلي 2 / 43 وتهذيب التهذيب: الشباع
بالشين المعجمة، وشرحها العقيلي بالمفاخرة بالجماع.
(3) قوله: " وبرأته من " رسمت بالأصل هكذا: " وبرسن " كذا، والمثبت عن ابن عدي.
(4) بالأصل: " وبعرت " كذا، والصواب عن ابن عدي.
225

" ذكر من اسمه (1) درباس "
2077 درباس بن حبيب بن درباس بن لاحق بن معد (2) ابن ذهل ويقال درواس بن حبيب بن درواس
وفد على هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ جدي أبو محمد مقاتل بن مطكود
السوسي ثنا أبو علي الأهوازي ثنا [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد شفاها نا عبد العزيز بن أحمد
لفظا أنا أبو القاسم علي بن بشرى بن عبد الله العطار أنبأ أبو علي محمد بن هارون بن
شعيب الأنصاري نا محمد بن أحمد بن رجاء حدثني بدر بن عبد الله ثنا
عبد الملك بن قريب الأصمعي وفي حديث هبة الله قال حدثني الأصمعي عن أبي
عمرو بن العلاء المقرئ قال (3) سمعت عاصم بن الحدثان يحدث أن البادية
قحطت زمان هشام بن عبد الملك فقدمت وفود العرب من القبائل فجلس هشام
لرؤسائهم فدخلوا عليه وفيهم درباس (4) بن حبيب بن لاحق بن معد وله أربع عشرة
سنة عليه شملتان له ذؤابة فأحجم القوم وهابوا هشاما فوقعت عين هشام على درباس
فاستصغره فقال لحاجبه ما يشاء أحد يصل إلي إلا قد وصل حتى الصبيان فعلم درباس

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) بالأصل " معبد " والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور 8 / 165 وسيأتي في الخبر التالي: صوابا.
(3) الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 3 / 324 في ترجمة لاحق بن معد بن ذهل.
(4) في الإصابة: درواس بن حبيب بن درواس.
226

أنه يريده فقال يا أمير المؤمنين إن دخولي لم يضرك ولا أنقصك ولكنه شرفني وإن
هؤلاء قدموا لأمر فأحجموا دونه وإن الكلام لنشر وإن السكوت طي لا يعرف إلا
بنشره قال فانشر لا أبا لك وأعجبه كلامه فقال إنه أصابنا سنون (1) ثلاثة فسنة
أكلت اللحم وسنة إذابة الشحم وسنة أنقت (2) العظم وفي أيديكم فضول أموال
فإن وفي حديث ابن السوسي إن كانت لله عز وجل ففرقوها على عباده وفي حديث
ابن السوسي عباد الله وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم وإن كانت لكم
فتصدقوا بها فإن الله عز وجل يجزي المتصدقين ولا يضيع أجر المحسنين يا أمير
المؤمنين أشهد بالله لقد سمعت أبي حبيب بن درباس بن لاحق بن معد يحدث عن أبيه عن
جده لاحق بن معد بن ذهل أنه وفد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسمعه يقول كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته وإن الوالي من الرعية كالروح من الجسد لا حياة له إلا
بها (3) [* * * *] فاحفظ ما استرعاك الله عز وجل من رعيتك فقال هشام سمعا لمن فهم عن الله
وذكر به ثم قال هشام ما ترك الغلام في واحدة عذرا ثم أمر أن يقسم في أهل البوادي
ثلاثمائة ألف وأمر لدرباس بمائة ألف درهم فقال يا أمير المؤمنين ارددها إلى جائزة
المسلمين فإني أخاف أن تعجز عن بلوغ كفايتهم قال فما لك حاجة قال تقوى الله
والعمل بطاعته قال ثم ماذا قال ما لي حاجة في خاصة نفسي دون عامة
المسلمين
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا محمد بن أحمد بن
إبراهيم بن قريش الحكيمي نا عون بن محمد وأبو العيناء البصري قالا نا أحمد بن
أبي المتوكل نا سعدان الكاتب الأيلي حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن
عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده قال أصاب
الناس مجاعة شديدة على عهد هشام بن عبد الملك فأذن هشام للناس فدخل في
غمارهم درواس بن وردان العجلي وعليه جبة صوف منفصلا عليها بشملة فلما نظر إليه

(1) كذا بالأصل وم.
(2) الأصل: " أبقت " والصواب عن م، ونقي العظم استخرج نقيه (اللسان)، والنقي: المخ (القاموس).
(3) إلى هنا ينتهي الخبر في الإصابة، ثم قال ابن حجر: وأورده ابن عساكر لكنه قال: درياس ورأيته بخط
شيخ شيخنا الحافظ العلائي بباء موحدة من تحت.
227

هشام أنكر دخوله ثم نظر إلى حاجبه قال أتدخل علي من شاء بغير إذن فعرف
درواس أنه إنما عناه فقال يا أمير المؤمنين ما أخل بك دخولي عليك ولا وضع من
قدرك ولكنه شرفني ورفع من قدري رأيت الناس قد دخلوا لأمر فأحجموا عنه فإن
أذنت لي تكلمت قال هشام تكلم فإني أظنك صاحبهم قال يا أمير المؤمنين
توالت علينا سنون ثلاث فأما أولهن فأذابت الشحم وأما الثانية فأكلت اللحم وأما
الثالثة فهاصت (1) العظم ونقت المخ وعندك أموال فإن تكن لله فعد بها على عباد الله
وإن تك لعباد الله فعلى ما تحبسونها وإن تكن لك فتصدق إن الله يجزي المتصدقين
قال هشام والله ما تركت لنا واحدة من ثلاث وأمر بمائة ألف دينار فقسمت في الناس
وأمر له بمائة ألف درهم فقال يا أمير المؤمنين الكل رجل منا مثلها قال لا قال
لا حاجة لي فيها تبعث علي صدقة فلما صار إلى منزله بعث إليه بالمائة ألف درهم
ففرق درواس في تسعة أبطن من العرب حوله عشرة آلاف وأخذ لنفسه عشرة آلاف
فقال هشام إن الصنيعة عند درواس لتضعف على سائر الصنائع
رواه أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي عن أبي الفضل الربعي عن إسحاق بن
إبراهيم قال يروي عن عاصم بن الحدثان قال قحطت البادية فذكر معناه وسماه
درواشا "
ذكر من اسمه (2) درباح "
2078 درباح (3) بن أحمد بن محمد بن المرجى
أبو الحسن السلمي الشاهد
سمع أبا الحسن بن أبي الحديد وعبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله وعلي بن
الخضر بن سليمان والقاضي أبا المظفر عبد الجليل بن عبد الجبار المروزي الفقيه
وقرأ عليه شئ من الفقه وأبا القاسم عبد الرزاق بن عبد الله بن الفضيل

(1) الهيص: العنف بالشئ، ودق العنق، (القاموس).
(2) زيادة منا.
(3) في مختصر ابن منظور 8 / 166 درباج، بالجيم.
228

سمع منه أبو الفتيان عمر الدهستاني وطاهر الحسني عن رغيب بن علي
وعبد الرحمن بن صابر
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي أنبأ درباح بن
أحمد بن محمد بن مرجى السلمي أبو الحسن الدمشقي بها أنبأ أحمد بن محمد بن
سليمان الدمشقي أنا محمد بن أحمد بن الحكم الدمشقي نا أحمد بن محمد بن
إسماعيل التميمي نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم نا محمد بن شعيب عن أبي
مهدي عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الإسلام ثلاثمائة وستون
شريعة من أتى الله عز وجل بخصلة منها دخل الجنة [* * * *]
ومما حدث أبو الحسن درباح بن أحمد أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ
جدي محمد بن أحمد بن عثمان السلمي أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا
عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري حدثني أنس بن مالك قال ما صليت
خلف إمام قط أخف ولا أتم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حدثنا بالحديثين معا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن
المسلم الفقيهان قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد فذكراهما
سألت فرقد بن درباح عن وفاة أبيه في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة فقال توفي
منذ أربع وثلاثين سنة فقلت له في سنة خمسمائة فقال نعم ثم وجدت فيما ذكر
أبو محمد بن الأكفاني أن درباح بن محمد المرجى الوراق توفي في يوم الأحد النصف
من ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربع مائة بدمشق
وهكذا ذكر أبو محمد بن صابر في
وفاته "

(1) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، والمثبت عن م، باعتبار أن ابن عساكر سمع من أبي الحسن علي بن
أحمد بن منصور، انظر مطبوعة ابن عساكر (7 / 431).
229

ذكر من اسمه (1) درع "
2079 درع بن عبد الله
أبو الحسن (2) الزهري
حدث عن أبي القاسم علي بن عبد الله المقرئ الإمام
روى عنه علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنا أبو الخير درع بن عبد الله الزهري أنا أبو
القاسم علي بن عبد الله المقرئ الإمام نا خيثمة بن سليمان أخبرنا العباس بن
الوليد أنا محمد بن شعيب [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا عباس أنبأ ابن شعيب أنا شيبان بن
عبد الرحمن التميمي نا الحسين بن دينار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عروة بن
الزبير أن رجلا قال سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته أيعيد الوضوء فقالت قد كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل بعض نسائه ثم لا يعيد الوضوء قال فقلت لها لأن كان ذلك ما كان
إلا منك قال فسكتت
أبو القاسم هذا أظنه علي بن بشرى بن عبد الله العطار نسبه الجياني إلى جده
عبد الله تدليسا له لنزول الحديث والله أعلم "

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) كذا بالأصل هنا، وفي مختصر ابن منظور 8 / 167 " أبو الخير " وسيأتي في الخبر التالي " أبو الخير " وفي م:
أبو الحبر.
230

ذكر من اسمه (1) درهم "
2080 درهم
مولى عمر بن عبد العزيز
روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه عبد الله بن ميمون
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنبأ حمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (2) درهم مولى عمر بن عبد العزيز روى عنه (3)
عبد السلام بن هاشم عن أبي الحكم بن عبد الله بن ميمون عن أبيه عنه سمعت أبي
يقول ذلك كذا قال وإنما هو أدهم الذي تقدم في حرف الألف والله أعلم
2081 دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة (4) بن خزاعة بن غزية
ابن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور
ويقال دريد بن الصمة بن الحارث بن بكر بن جلهمت
ابن خزاعي بن عريف بن جشم (5) بن معاوية بن بكر
أبو قرة الجشمي (6)
واسم الصمة معاوية وفد على الحارث بن أبي شمر المعروف بابن جفنة
الغساني

(1) زيادة منا.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 435.
(3) سقطت هذه اللفظة من الجرح والتعديل.
(4) كذا بالأصل، وقيل: علقمة وفي م: علقمة.
(5) هنا بالأصل: فشم والمثبت عن م.
(6) الأصل: الخشمي، والمثبت عن م وانظر اللباب وجمهرة ابن حزم ص 270.
231

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال وأما دريد فدريد بن الصمة وهو الذي خطب الخنساء ابنة عمرو بن
الشريد فلم تجبه فقال فيها (1)
* كفاك (2) الله يا بنة آل عمرو * من الفتيان أمثالي ونفسي
أتزعم (3) أنني شيخ كبير * وهل أنبأتها (3) أني ابن أمس *
في أبيات وكان مع مالك بن عوف النصري قائد المشركين يوم حنين فسيره في
أمر الحارث وقتل يومئذ كافرا وهو يعد في الشعراء والفرسان
حدثنا حبيب بن الحسن نا المروزي يعني محمد بن يحيى نا ابن أيوب
عن إبراهيم بن سعد عن أبي إسحاق قال الذي قتل دريد بن الصمة ربيعة بن
رفيع بن لهبان (4) بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سماك (5) بن عوف بن امرئ القيس
يوم هوازن
قال الدارقطني وأما عريف فهو عريف بن جشم من ولده دريد بن الصمة بن
الحارث بن بكر بن جلهمة بن خزاعي بن عريف بن جشم كانت له أيام وغارات وكان
من فرسان قيس المعدودين ذكر ذلك أبو عبيدة فيما أخبرنا أبو طاهر القاضي عن أبي
عمران الجوني عن أبي عثمان المازني عنه
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي (6) ابن هبة الله
قال (7) أما دريد مثل الذي قبله (8) إلا أن عوض الواو راء فهو دريد بن الصمة بن
الحارث بن معاوية بن خزاعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن فارس

(1) خبر خطبته للخنساء في الأغاني 10 / 22 - 23 والبيتان من عدة أبيات فيها.
(2) الأغاني: وقاك.
(3) الأغاني: وتزعم... وهل خبرتها.
(4) في سيرة ابن هشام 4 / 95 عن ابن إسحاق: أهبان.
(5) سيرة ابن هشام: سمال.
(6) بالأصل " بن ".
(7) الاكمال لابن ماكولا 3 / 388.
(8) وقد ذكر ابن ماكولا قبله: دويد.
232

شاعر أحضره مالك بن عوف النصري يوم حنين معه فقتل كافرا
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب (1) أخبرني
محمد بن الحسن بن دريد حدثني عمي عن العباس بن هشام عن أبيه قال حدثني
بعض بني الحارث بن كعب قال أبو الفرج وأخبرني عمي يعني الحسين بن محمد
حدثني عبد الله بن أبي سعد حدثني علي (2) بن الصباح عن ابن الكلبي عن أبيه
قال قدم يزيد بن عبد المدان وعمرو بن معدي كرب ومكشوح المرادي على ابن (3)
جفنة (4) زوارا (5) فلقوا عنده وجوه قيس ملاعب الأسنة عامر بن مالك ويزيد بن
عمرو بن الصعق ودريد بن الصمة
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن خلف بن المرزبان نا الحارث بن أبي أسامة قال قال
المدائني قال دريد بن الصمة كفى بالمروءة صاحب ومن كانت له مروءة فليظهرها
وقومه أعلم به
أنبأنا أبو علي محمد بن عبد العزيز بن المهدي عن أبي الحسين محمد بن
عبد الواحد بن علي بن رزمة البزار أنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان
السيرافي القاضي النحوي قراءة عليه نا أبو بكر محمد بن أبي الأزهر نا الزبير بن
بكار حدثني المهاص الخزاعي قال لما فارق دريد بن الصمة زوجته أم معبد
قال (6) * أرت (7) جديد الوصل من أم معبد * بعافية واختلفت كل موعد
وبانت (8) ولم أحمد إليك جوارها * ولم ترج منها ردة اليوم أو غد *

(1) الخبر في الأغاني 12 / 9 و 13 في ترجمة وأخبار الأعشى وبني عبد المدان
(2) الأغاني: عبد الله.
(3) الأصل: " إن ".
(4) مهملة بالأصل والمثبت عن الأغاني.
(5) رسمها بالأصل: " رورا " كذا، والصواب عن الأغاني.
(6) البيتان في الأغاني 10 / 7 و 11.
(7) في الأغاني: أرث جديد الحبل من أم معبد بعاقبة...
(8) بالأصل: " وباتت ولم أحفك إليك " والمثبت عن الأغاني.
233

قالت بئس ما أثنيت علي أبا قرة فوالله لقد أطعمتك مأدومي وحديثك مكتومي
وجئتك باهلا (1) بغير صرار
كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف [* * * *]
وأخبرني أبو المعمر (2) الأنصاري عنه [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي نا محمد بن
جعفر الخرائطي نا نصر بن داود نا أبو عبيد القاسم بن سلام أنا هشام بن محمد
الكلبي أن دريد بن الصمة خطب الخنساء بنت عمرو إلى أخويها صخر ومعاوية فوافقها
وهي تهنأ (3) إبلا لها فاستأمرها أخواها فيه فقالت أترونني تاركة بني عمي كأنهم عوالي
الرماح ومرتثة شيخ بني جشم قال فانصرف دريد وهو يقول (4) * ما إن رأيت ولا سمعت به * كاليوم هاني أينق صهب (5)
متبذلا (6) تبدوا محاسنه * يضع الهناء مواضع النقب) (7) *
قال أبو عبيد يقال ارتث الرجل فهو مرتث إذا حمل من المعركة وبه رمق من
الجراحات قال كان قد مات فحمل ميتا فليس بمرتث فشبهت الخنساء دريد بن
الصمة لهرمه وكبر سنه بالمجروح الذي لم يبقى منه إلا الرمق
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أحمد بن عمر بن روح
أنا المعافا بن زكريا نا الحسين بن القاسم الكوكبي نا أبو عكرمة نا الرياشي قال

(1) بالأصل: ناهل، والمثبت عن الأغاني، وكتب محققه بالحاشية: الباهل في الأصل الناقة لا صرار عليها،
تريد أنها أباحته نفسها.
(2) بالأصل: أبو العمر والمثبت عن م.
(3) أي تطليه بالهناء، القطران.
(4) البيتان - من عدة أبيات - في الأغاني 10 / 22.
(5) الزيادة عن الأغاني للوزن، وعجزه فيها:
كاليوم طالي أينق جرب
(6) بالأصل: " متبدلا " بالدال المهملة، والمثبت عن الأغاني.
(7) النقب القطع المتفرقة من الجرب، والواحدة نقبة، وقيل: هي أول ما يبدو من الجرب.
(8) بالأصل: " بمرتب " وفي م: بمربث.
234

هجا دريد بن الصمة عبد الله بن جدعان بأقبح الهجاء وأفحشه (1) فوقف عبد الله بن
جدعان بالموسم بعكاظ فأتاه دريد بن الصمة فحياه وقال (2) هل تعرفني يا دريد قال
لا قال فلم هجوتني قال ومن أنت قال عبد الله قال هجوتك لأنك كنت امرأ
حسيبا فأحببت أن أضع شعري موضعه قال عبد الله أين كنت هجوت لقد مدحت
فحمله على ناقة برحلها وكساه حلة فقال دريد بن الصمة
* إليك ابن جدعان أعملتها * معرضة السرى والنصب
فلا خفض حتى تلاقي امرء * جواد الضحى (3) وحليم الغضب
وجلدا إذا الحرب مرت به * كأن (4) عليها بجزل الحطب
وجئت البلاد فما إن رأى * شبيه ابن جدعان وسط العرب *
أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره عن أبي بكر الخطيب أنا أبو منصور محمد بن
علي بن إسحاق الكاتب أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي أنا أبو روق
أحمد بن محمد بن بكر الهزاني أنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني
قال وعاش دريد بن الصمة الجشمي من جشم بن معاوية بن بكر نحوا من مائتي سنة
حتى سقط حاجباه على عينيه وأدرك الإسلام ولم يسلم وقتل يوم حنين وإنما
خرجت به هوازن تتيمن به وقال دريد *
فإن يك رأسي كالثغامة نسله * يطوف به الولدان أحدب كالقرد *
نسله ما ينسل من شعره أن يسقط
* رهينة قعر البيت كل عشية * كأني أزق أو أصوت في المهد
فمن بعد فضل من شباب دفوه * وشعر أثيث حالك اللون مسود *
وإنه لما كبر أراد أهله أن يحبسوه فقالوا إنا حابسوك ومانعوك من كلام الناس
وقد خشينا أن تخلط فيروي ذلك الناس علينا ويرون منك علينا عارا فقال أو قد

(1) بعض ما هجاه فيه ذكر في الأغاني 10 / 20 - 21 ومنها:
هل بالحوادث والأيام من عجب * أم بابن جدعان عبد الله بن كعب
(2) الخبر والابيات في الأغاني 10 / 21.
(3) الأغاني: الرضا.
(4) الأغاني: يعين عليها.
235

خشيتم ذلك مني قالوا نعم قال فانحروا جزورا واصنعوا طعاما واجمعوا لي قومي
حتى أحدث إليهم عهدا فنحروا جزورا وعملوا طعاما ولبس ثيابا حسانا وجلس
لقومه حتى إذا فرغوا من طعامهم قال اسمعوا مني فإني أرى أمري بعد اليوم صائرا
لغيري قد زعم أهلي أنهم قد خافوا علي الوهم وأنا اليوم خبير بصير إن النصيحة لا
تهجم على فضيحة أما أول ما أنهاكم عنه فأنهاكم عن محاربة الملوك فإنهم
كالسبيل (1) بالليل لا تدري كيف تأتيه ولا من أين يأتيك وإذا دنا منك الملك واديا
فاقطعوا بينكم وبينه واديين وإن أجزيتم (2) فلا ترعوا حمى الملوك وإن أذنوا لكم فإن
من يرعاه غانما لم يرجع سالما ولا تحقرن شرا فإن قليله كثير واستكثروا من الخير
فإن زهيده كثير اجعلوا السلام محياة بينكم وبين الناس ومن خرق ستركم فارقعوه
ومن حاربكم فلا تغفلوه وروا منه ما يرى منكم واجعلوا عليه حدكم كله ومن ترككم
فاتركوه ومن أسدى إليكم خيرا فأضعفوه له وإلا فلا تعجزوا أن تكونوا مثله وعلى
كل إنسان منكم بالأقرب إليه يكفي كل إنسان ما يليه إذا التقيتم على حسب فلا تواكلوا
فيه وما أظهرتم من خير فاجعلوه كبيرا ولا يرى رفدكم صغيرا ولا تنافسوا السؤدد
وليكن لكم سيد فإنه لا بد لكل قوم من شريف ومن كانت له مروءة فليظهرها ثم
قومها أعلم وحسبه بالمروءة صاحبا ووسعوا الخير (3) وإن قل وادفنوا الشر يمت ولا
تنكحوا دنيئا من غيركم فإنه عار عليكم ولا يحتشمن شريف أن يرفع وضيعه
بأياماه (4) وإياكم والفاحشة في النساء فإنها عار أبد وعقوبة غد وعليكم بصلة الرحم
فإنها تعظم الفضل وتزين النسل وأسلموا ذا الجريرة بجريرته (5) ومن أبى الحق
فأعلقوه إياه وإذا عنيتم بأمر فتعاونوا عليه تبلغوا ولا تحضروا ناديكم السفيه ولا
تلجوا الباطل فيلج بكم
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي قراءة عليه نا عبد العزيز بن أحمد
لفظا أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي قالا أنا أبو القاسم بن أبي

(1) في مختصر ابن منظور: كالسيل.
(2) المختصر: أجدبتم.
(3) بالأصل: الخبر والصواب عن م.
(4) الأيامي جمع أيم، وهو من لا زوج له.
(5) بالأصل: " وأسلموا والحريرة بخريرته " كذا وفي م: ذا الحريرة كحريرته، والصواب عن مختصر ابن منظور
8 / 169.
236

العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ (1) أنا الوليد بن مسلم
عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم خرج يعني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عامها لحنين ورئيس المشركين مالك بن عوف النصري (2) معه دريد بن
الصمة ينعش من الكبر وأصيب من المشركين دريد بن الصمة في بشر كثير وضربه رجل
بسيفه فلم يغن شيئا فقال دريد بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي فإذا أتيت أمك فقل
قتلت دريد بن الصمة وقتله رجل من بني سليم ثم أحد بني سماك (3) ويزعمون أن دريدا
أشار على قومه حين لقوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يلتفت إليه فقال قائلهم قد كبر سنك فليس
لك رأي فقال دريد مجيبا له ليتني فيها جذع (4) هذا يوم لم يسبقني ولم أدركه
فقتله الله على ضلالته
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (5) أنا أبو عبد الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال (6) فلما انهزم المشركون أتوا الطائف ومعهم
مالك بن عوف وعسكر بعضهم بأوطاس (7) وتوجه بعضهم نحو نخلة وقال
الفراوي نخيلة ولم يكن فيمن توجه نخلة (8) وقال الفراوي نخيلة من ثقيف إلا
بنو غيرة فتبعت خيل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سلك في نخلة وقال الفراوي نخيلة من
الناس ولم تتبع من سلك الثنايا فأدرك ربيعة بن
رفيع بن وهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن عوف (9) بن امرئ القيس وكان يقال له ابن لدغة ولدغه أمه فغلبت على

(1) بالأصل " عايد " بالدال المهملة، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 11 / 104.
(2) عن سيرة ابن هشام 4 / 80 وبالأصل: النضري.
(3) كذا، وفي ابن هشام 4 / 95 سمال.
(4) الرجز في الشعر والشعراء ص 471.
(5) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 153.
(6) انظر سيرة ابن هشام 4 / 95.
(7) أوطاس: واد في ديار هوازن، فيه كانت وقعة حنين (ياقوت).
(8) نخلة، يريد نخلة اليمانية وهي واد يصب فيه يدعان، وبه عسكرت هوازن يوم حنين (ياقوت).
(9) الأصل: عود، والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي.
(10) في سيرة ابن هشام: " ابن الدغنة " ويقال: ابن لذعة فيما قال ابن هشام. وفي البيهقي: لذعة.
237

اسمه فأدرك دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة وذلك أنه كان في
شجار (1) له فإذا هو برجل فأناخ به فإذا هو بشيخ كبير وإذا هو دريد ولا يعرفه
الغلام فقال له دريد ماذا تريد قال قتلك قال ومن أنت قال أنا ربيعة بن رفيع
السلمي ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا فقال دريد بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي هذا
من مؤخر الشجار ثم اضرب به وارفع عن الطعام وقال الفراوي عن العظام
واخفض عن الدماغ فإني كذلك كنت أقتل الرجال فإذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت
دريد بن الصمت رب يوم والله قد تبعث فيه نساءك قال فقتله فزعمت بنو سليم أن
ربيعة قال لما ضربته ووقع تكشف فإذا عجانه (2) وبطون فخذيه أبيض كالقرطاس من
ركوب الخيل أعراء (3) فلما رجع ربيعة (4) إلى أمه أخبرها بقتله إياه فقالت لقد أعتق
أمهات لك زاد ابن السمرقندي ثلاثا
قال ونا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ورجع إلى إسناده الأول قال (5)
وأقبل مالك بن عوف فيمن معه ممن جمع من قبائل قيس وثقيف ومعه دريد بن الصمة
شيخ كبير في شجار له فعاد به حتى نزل الناس بأوطاس فقال دريد حين نزلوا بأوطاس
فسمع رغاء البعير ونهيق الحمير وقال الفراوي الحمار ويعار (6) الشاء وبكاء
الصغير بأي وادي أنتم فقالوا بأوطاس فقال نعم مجال الخيل لا حزن (7)
ضرس ولا سهل دهش (8) ما لي أسمع رغاء البعير وبكاء الصغير ونهيق الحمير
وقال الفراوي الحمار ويعار الشتاء فقالوا ساق مالك مع الناس أموالهم وذراريهم
ونساءهم ونساءهم (9) قال فأين مالك فدعي مالك فقال يا مالك إنك قد أصبحت

(1) الشجار: شبه الهودج إلا أنه مفتوح الاعلى.
(2) العجان: الدبر، وقيل هو ما بين الدبر والقبل.
(3) الأصل: " أعرى " والمثبت عن ابن هشام والبيهقي. وأعراء جمع عري وهو الفرس الذي لا سرج له. ولا
يقال فرس عريان كما لا يقال رجل عرى.
(4) الأصل: " تتبعه " والصواب ما أثبت عن ابن هشام والبيهقي.
(5) انظر سيرة ابن هشام 4 / 80 وما بعدها ودلائل البيهقي 5 / 121 وما بعدها.
(6) أي صوتها، وفي الأغاني: ثغاء بدل يعار.
(7) المرتفع من الأرض، والضرس: الموضع الذي فيه حجارة محددة.
(8) كذا، وفي سيرة ابن هشام والدلائل للبيهقي: " دهس " وهو المكان اللين الكثير التراب
(9) كذا مكررة بالأصل فقط.
238

رئيس قومك وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام فما دعاك إلى أن تسوق مع الناس
أبناءهم ونساءهم وأموالهم قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل
عنهم فانقض (1) به دريد وقال راعي ضأن والله وهل يرد وجه المنهزم شئ إنها إن
كانت لك لم تنفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك
زاد ابن السمرقندي إنك لم تصنع بتقديمك البيضة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا
ثم اتفقا فقالا فارفع الأموال والنساء والذراري إلى علياء قومهم وممتنع (2) بلادهم
زاد ابن السمرقندي ثم الق الصباء على متون الخيل فإن كانت لك لحق من وراءك
وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك ما فعلت كعب وكلاب وفي رواية
الفراوي ثم قال دريد وما فعلت كعب وكلاب فقالوا لم يحضرها منهم أحد
فقال غاب الحد (3) والجد لو كان يوم غلاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب
ولوددت لو فعلتم ما فعلت كلاب وكعب فمن حضرها زاد ابن السمرقندي من
سواهم من قومهم ثم اتفقا فقالا فقالوا عمر بن عامر وعوف بن عامر فقال ذلك
الجذعان لا يضران ولا ينفعان فكره مالك أن يكون لدريد فيها رأي زاد ابن
السمرقندي أو قول وقالا فقال إنك قد كبرت وكبر علمك والله لتطيعني (4) يا
معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري فقالوا أطعناك زاد
رضوان فقال دريد هذا يوم لم أشهده ولم يفتني حرب عوان (5) * يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع (6)
أقود وطفاء الزمع * كأنها شاة صدع * (7)
ثم اتفقا فقالا ثم قال مالك للناس إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ثم
شدوا شدة رجل واحد

(1) أي زجره.
(2) سيرة ابن هشام: متمنع بلادهم.
(3) بالأصل " الجد " والمثبت " الحد " عن دلائل البيهقي.
(4) ابن هشام: " لتطيعنني " دلائل البيهقي: لتطيعن.
(5) الرجز في سيرة ابن هشام 4 / 82 الشعر والشعراء ص 471 الأغاني 10 / 31.
(6) الخبب والوضع ضربان من السير.
(7) الوطفاء: الطويلة الشعر، والزمع: الشعر الذي فوق مربط قيد الدابة.
239

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي (1) أنا محمد بن عمر
الواقدي (2) نا محمد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر وابن أبي سبرة ومحمد بن
صالح وأبو معشر وابن أبي حبيبة ومحمد بن يحيى بن سهل وعبد الصمد بن
محمد السعدي ومعاذ بن محمد وبكير بن مسمار ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة
فكل قد حدثنا بطائفة من هذا (3) الحديث وبعضهم أوعى له من بعض وقد جمعت كل
ما حدثوني فذكر قصة اجتماع هوازن لحرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحنين قالوا وحضرها (4)
دريد بن الصمة في (5) بني جشم وهو يومئذ ابن ستين ومائة سنة شيخ كبير ليس فيه
شئ إلا التيمن به ومعرفته بالحرب وكان شيخا مجربا وقد ذهب بصره يومئذ
وجماع الناس ثقيف وغيرها من هوازن إلى مالك بن عوف النصري فلما أجمع مالك
المسير بالناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر الناس فجاءوا معهم بأموالهم ونساءهم وأبناءهم
حتى نزلوا بأوطاس واجتمع الناس به فعسكروا وأقاموا به وجعلت الأمداد تأتيهم من
كل ناحية ودريد بن الصمة يومئذ في شجار يقاد به على بعير فمكث على بعيره فلما
نزل الشيخ لمس الأرض بيده فقال بأي واد أنتم قالوا بأوطاس قال نعم مجال
الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير
وثغاء (6) الشاء وخوار البقرة وبكاء الصغير قالوا ساق مالك مع الناس أبناءهم
وأموالهم ونساءهم قال يا معشر هوازن أمعكم من بني كلاب بن ربيعة أحد قالوا
لا قال فمعكم من بني كعب بن ربيعة أحد قالوا لا قال فمعكم من بني هلال بن
عامر أحد قالوا لا قال دريد لو كان خيرا ما سبقتوهم إليه ولو كان ذكرا وشرفا ما
تخلفوا عنه فأطيعوني يا معشر هوازن وارجعوا وافعلوا ما فعل هؤلاء فأبوا عليه
قال فمن شهدها منكم قالوا عمرو بن عامر وعوف بن عامر قال ذانك الجذعان

(1) مغازي الواقدي: الثلجي.
(2) مغازي الواقدي 3 / 885 تحت عنوان: غزوة حنين.
(3) عن مغازي الواقدي وبالأصل " أهل ".
(4) مغازي الواقدي 3 / 886 ونصرها.
(5) الأصل " من " وما أثبت عن الواقدي.
(6) بالأصل: " ويغار " والمثبت عن الواقدي.
240

من عامر لا يضران ولا ينفعان ثم قال أين مالك قالوا هذا مالك فدعا له فقال يا
مالك إنك تقاتل رجلا كريما وقد أصبحت رئيس قومك وإن هذا اليوم كائن له ما بعده
من الأيام يا مالك ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وخوار البقرة وبكاء الصغير
وثغاء (1) الشاة قال مالك سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم قال دريد
ولم قال مالك أردت (2) أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله وولده ونساءه حتى
يقاتلوا عنهم قال فأنفض بيده ثم قال راعي ضأن ما له وللحرب وهل يرد
المنهزم شئ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك
فضحت في أهلك ومالك ثم قال ما فعلت كعب وكلاب قالوا لم يشهدها منهم
أحد قال غاب الجد والحد ولو كان يوم رفعة وعلاء لم تغب عنه كعب ولا كلاب يا
مالك إنك لم تصنع بتقديم بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا فإذا صنعت ما صنعت فلا
تعصني في هذه الخطة ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم وعزهم ثم الق القوم على
متون الخيل فإن كان لك لحق بك من ورائك وكان أهلك لا فوت عليهم وإن كانت
عليك ألفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك فغضب مالك من قوله وقال والله لا
أفعل ولا أغير أمرا صنعته إنك قد كبرت وكبر علمك وحدث بعدك من هو أبصر
بالحرب منك قال دريد يا معشر هوازن والله ما هذا لكم برأي هذا فاضحكم في
عورتكم وممكن منكم عدوكم ولاحق بحصن ثقيف وتارككم فانصرفوا واتركوه قال
فسل مالك سيفه ثم نكسه ثم قال يا معشر هوازن والله (3) لتطيعنني أو لأتكئن على
السيف حتى يخرج من ظهري وكره مالك أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي فمشى
بعضهم إلى بعض فقالوا والله إن عصينا مالكا وهو شاب ليقتلن نفسه ونبقى مع
دريد شيخ كبير لا قتال فيه ابن ستين ومائة سنة فأجمعوا رأيهم مع مالك فلما رأى
ذلك دريد أنهم قد خالفوه قال هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه
يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع *
وكان دريد قد ذكر بالفروسية والشجاعة ولم يكن له عشرون سنة وكان سيد بني

(1) بالأصل: " ويغار " والمثبت عن الواقدي.
(2) زيادة لازمة عن مغازي الواقدي.
(3) عن مغازي الواقدي وبالأصل: ليطيعني.
241

جشم وأوسطهم نسبا ولكن السن أدركته حتى فني فناء وهو دريد بن الصمة بن بكر بن
علقمة وذكر الحديث في انهزام هوازن
وقال (1) فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيلا تتبع من سلك نخلة (2) ولم تتبع من سلك
الثنايا ويدرك ربيعة بن رفيع بن وهبان
بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال (4) بن
عوف بن امرئ القيس من بني سليم دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه
امرأة وذلك أنه كان في شجار له فإذا هو رجل فأناخ به وهو شيخ كبير ابن ستين ومائة سنة
فإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام فقال (5) له دريد ما تريد قال أقتلك قال وما تريد
إلى المرعش الكبير الفاني الأدرد (6) قال (5) الفتى ما أريد إلى غيره ممن هو على مثل
دينه قال له دريد من أنت قال أنا ربيعة بن رفيع السلمي قال فضربه بسيفه فلم
يغن شيئا قال دريد بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي من وراء الرحل في الشجار
فاضرب به وارفع عن العظام (7) واخفض عن الدماغ فإني كنت كذلك أقتل الرجال
ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة فرب يوم قد منعت فيه نساءك
زعمت بنو سليم أن ربيعة لما ضربه تكشف للموت عجانه وبطون فخذيه مثل القراطيس
من ركوب الخيل فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه فقالت والله لقد أعتق
أمهات لك ثلاثا في غداة واحدة وجز ناصية أبيك قال الفتى لم أشعر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق قال فقالت عمرة ابنة دريد في قتل ربيعة دريدا (8)

(1) انظر مغازي الواقدي 3 / 914 وما بعدها.
(2) الأصل: " نحلة " والصواب عن الواقدي.
(3) الواقدي: أهبان.
(4) بالأصل " سهل " وفي أصل مغازي الواقدي " سهيل " وقد صوبها محققه كما أثبتناه، وقد مر.
(5) ما بين الرقمين سقط من مغازي الواقدي.
(6) الواقدي: الطعام.
(7) الأدرد: الذي ليس في فمه سن (اللسان).
(8) الأبيات في سيرة ابن هشام 4 / 96 والأغاني 10 / 33.
242

* جزى عنا الإله بني سليم * وأعقبهم (1) بما فعلوا عقاق (2)
وأسقانا إذا قدنا (3) إليهم * دماء خيارهم عند التلاقي
فرب عظيمة دافعت عنهم * وقد بلغت نفوسهم التراقي
ورب كريمة أعتقت منهم * وأخرى قد فككت من الوثاق
ورب منوة بك من سليم * أجبت وقد دعاك بلا رماق (4)
فكان جزاؤنا منهم عقوقا * وهما ماع فيه مخ ساقي
عفت آثار خيلك بعد أين * بذي بقر (5) إلى فيف النهاق (6)
* * لعمرك ما خشيت على دريد * ببطن شعيرة (7) جيش العناق *
وقالت عمرة ابنة دريد أيضا (8)
* قالوا قتلنا دريدا قلت قد صدقوا * وظل دمعي على (9) السربال ينحدر
لولا الذي قهر الأقوام كلهم * رأت سليم وكعب كيف تأتمر
إذا لصبحهم (10) غبا وظاهرة * حيث استقرت نواهم جحفل ذفر (11) *
2082 دري بن عبد الله المستنصري
الملقب بشهاب الدولة (12)
ولي إمرة دمشق في أيام الملقب بالمستنصر فقدمها في العشر الأخير من ذي

(1) السيرة: وعقتهم.
(2) وعقاق على وزن فعال، بالبناء على الكسر، بكسر اللام، من العقوق.
(3) الأغاني: سرنا.
(4) المنوه: الذي يناديك بأشهر أسمائك. والرماق: بقية الحياة.
(5) بالأصل: " إلى نغر " وتقرأ " إلى نفر " والمثبت عن سيرة ابن هشام وذو بقر: موضع. والفيف.
(6) الفيف: القفر، والنهاق: موضع، وأين: موضع.
(7) السيرة: " سميرة "، وهو واد قرب حنين قتل فيه دريد.
(8) الأبيات في سيرة ابن هشام 4 / 97 والأغاني 10 / 33.
(9) الأغاني: على الخدين يتدر.
(10) غير واضحة الرسم والاعجام بالأصل، والمثبت عن السيرة والأغاني.
(11) تقرأ بالأصل " زنر " والمثبت عن السيرة.
(12) ترجمته في الوافي بالوفيات 14 / 8.
243

القعدة سنة ست وخمسين وأربعمائة بعد عزل حيدرة بن منزو وانصرف عنها في بقية
هذه السنة وولي الرملة فتوجه إليها وقتل بها في شهر ربيع الآخر سنة ستين وأربعمائة
وخلت دمشق بعده من الولاة مدة إلى أن أعيد إليها المعروف بأمير الجيوش واليا لها
ولايته الثانية سنة ثمان وخمسين في شعبان
قرأت ذلك بخط شيخنا أبي محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني سوى ذكر حيدرة بن
منزوا "
244

ذكر من اسمه (1) دعبل "
2083 دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل
ابن ورقاء ويقال دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم
ابن بهز بن دواس بن خلف بن عبد بن دعبل
ابن أنس بن مالك بن خزيمة بن مالك بن مازن
ابن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى
ابن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر ويقال ابن تميم
ابن نهشل وقيل بهنس بن حراس بن خالد بن عبد
ابن دعبل بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفصى
ابن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقيا
أبو علي الخزاعي (2)
الشاعر المشهور له شعر رائق وديوان مجموع وصنف كتابا في طبقات الشعراء
يقال إن أصله من الكوفة ويقال من قرقيسياء (3) وكان أكثر مقامه ببغداد ويسافر إلى
غيرها من البلاد قدم دمشق ومدح بها نوح بن عمرو بن حوي السكسكي بعدة قصائد
ذكر في بعضها قصيدة إليه ورحلته نحوه وخرج منها إلى مصر ومدح بها
ويقال إن اسمه محمد وكنيته أبو جعفر ودعبل لقب ويقال الدعبل البعير
المسن ويقال الشئ القديم

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) في نسبه اختلاف، انظر ترجمته وأخباره ونسبه في الأغاني 20 / 120 تاريخ بغداد 8 / 382 معجم الأدباء
11 / 99 الشعر والشعراء ص 539 الوافي بالوفيات 14 / 12 سير أعلام النبلاء 11 / 519 وانظر بالحاشية
فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(3) بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم البلدان).
245

حدث عن المأمون ومالك بن أنس ويقال إنه حدث عن يحيى بن سعيد
الأنصاري وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وسالم بن نوح العطار وخزيمة بن
حازم الأزدي والحكم بن عبد الملك البصري ومحمد بن عمر الواقدي وموسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي وعبيد الله بن كلثوم الخزاعي البصري
وأبي سفيان بن العلاء أخي أبو عمرو المقرئ وشريك بن عبد الله النخعي
روى عنه أحمد بن أبي دؤاد (1) ومحمد بن موسى بن حماد البربري وأخوه
إسماعيل بن علي بن رزين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ثنا أبو بكر الخطيب (2) نا هلال بن محمد الحفار
نا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي بواسط نا أبي علي بن علي ثنا أخي
دعبل بن علي وقتيبة بن سعيد البغلاني قالا نا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن
جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم الإدام الخل [* * * *] رواه الدارقطني عن إسماعيل أتم
منه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم المستملي قالا أنا أبو عثمان
البحيري قراءة عليه أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن عمران العطار نا أبو عمر
محمد بن الحسين بن عمران نا إسماعيل بن علي بن رزين الخزاعي بواسط نا
أخي (3) دعبل بن علي قال سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يحدث هارون الرشيد
قال يا أمير المؤمنين حدثنا صدقة بن يسار أبو محمد عن سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة قال لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتختم في يمينه حتى قبضه الله عز وجل إليه [* * * *]
أخبرنا أبو نصر زاهر بن محمد بن القاسم المغازلي وأبو عمرو عبد الرزاق بن
أحمد بن حمد الأبهري المؤدب وأبو الفتح إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد
الطرسوسي وأبو إبراهيم عبد الكريم بن عمر بن أحمد الجهبذ بأصبهان قالوا أنبأ أبو
عبد الله القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي نا هلال بن محمد نا إسماعيل بن

(1) بالأصل: " داود ".
(2) الحديث في تاريخ بغداد 6 / 307 في ترجمة إسماعيل بن علي بن أخي دعبل.
(3) كذا، وإسماعيل ابن أخي دعبل، كما مر في الحاشية السابقة، فثمة انقطاع في السند سببه سقط في
الكلام لعله: " حدثنا أبي علي " كما تقدم في السند السابق.
246

علي بن علي بن رزين بواسط نا أبي علي بن علي نا أخي دعبل بن علي نا شعبة بن
الحجاج عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
في قول الله عز وجل " يثبت الله الذي آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة " (1) قال في القبر إذا سئل المؤمن
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر
محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الملحمي نا أبو
عمير عبد الكبير بن محمد الأنصاري بمصر حدثني الحسن بن الخضر بن علي
الأزدي قال سمعت أحمد بن أبي دواد (2) يقول خرج دعبل بن علي إلى خراسان
فنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به فكان في كل يوم ينادمه فيه يأمر له بعشرة آلاف
درهم وكان ينادمه في الشهر خمسة عشر يوما وكان ابن طاهر يصله في كل شهر بمائة
وخمسين ألف درهم فلما كثرت صلاته له توارى عنه دعبل يوم منادمته في بعض
الخانات فطلبه فلم يقدر عليه فشق ذلك عليه فلما كان من الغد كتب (3)
* هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة * وهل ترتجا فيك الزيادة بالكفر
ولكنني لما أتيتك (4) زائرا * فأفرطت في بري عجزت عن الشكر
فملآن (5) لا آتيك إلا معذرا * أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر
فإن زدت في بري تزيدت جفوة * ولم نلتقي حتى القيامة والحشر (6) *
وقد حدثني أمير المؤمنين المأمون عن أمير المؤمنين الرشيد عن المهدي عن
المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من لا يشكر
الناس لا يشكر الله عز وجل ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير [* * * *] فوصله بثلاثمائة ألف
درهم وانصرف

(1) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(2) بالأصل: " داود ".
(3) لم أجد الأبيات التالية في ديوان دعبل ط دار الكتاب اللبناني - بيروت وهي في الأغاني منسوبة لعلي بن
جبلة 20 / 24 قالها في أبي دلف.
(4) عن الأغاني، وبالأصل: أشك.
(5) في الأغاني: فهأنا لا آتيك إلا مسلما.
(6) روايته في الأغاني.
فإن زدتني برا تزايدت جفوة * ولم تلقني طول الحياة إلى الحشر
247

كتب إلي أبو الحسن بن العلاف وحدثني أبو المعمر الأنصاري عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنا عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا
محمد بن جعفر الخرائطي نا الحسين بن أيوب العكبراني نا أبو عبد الله بن أسباط
حدثني دعبل قال كنت بالثغر فنودي بالنفير فخرجت مع الناس فإذا أنا بفتى يجر رمحه
بين يدي فالتفت فنظر إلي فقال لي أنت دعبل قلت نعم قال اسمع مني بيتين
فأنشدني
* أنا في أمري رشاد * بين غزو وجهاد
بدني يغزو عدوي * والهوى يغزو فؤادي *
ثم قال كيف ترى قلت جيد قال والله ما خرجت إلا هاربا من الحب ثم (1)
التقينا فكان أول قتيل (2)
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال أنا أبو سعيد بن يونس
دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي من أهل
قرقيسيا قدم مصر هاربا من المعتصم لهجو هجاه به وخرج منها إلى المغرب إلى الأغلب
وكان يجالس بمصر جماعة من أهل الأدب منهم محمد بن يحيى بن أبي المغيرة وكان
محمد بن يحيى بن أبي المغيرة يحكي عنه حكايات وإنشادات (3)
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال أنا أبو بكر
الخطيب (4) دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أبو علي
الخزاعي الشاعر أصله من الكوفة ويقال من قرقيسا وكان ينتقل في البلاد وأقام
ببغداد مدة ثم خرج منها هاربا من المعتصم لما هجاه وعاد إليها بعد ذلك وكان خبيث
اللسان قبيح الهجاء وقد روي عنه أحاديث مسندة عن مالك بن أنس وعن غيره وكلها

(1) بالأصل " من " والمثبت عن بغية الطلب.
(2) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3499.
(3) المصدر السابق ص 7 / 3528.
(4) تاريخ بغداد 8 / 382 - 383.
248

باطلة نراها (1) من وضع ابن أخيه إسماعيل بن علي الدعبلي فإنها لا تعرف إلا من
جهته وروى عنه قصيدته التي أولها مدارس آيات (2) وغيرها من شعره أحمد بن
القاسم أخو أبي الليث الفرائضي وزعم أحمد بن القاسم أن دعبلا لقب واسمه الحسن
وقال ابن أخيه اسمه عبد الرحمن وقال غيرهما اسمه محمد وكنيته أبو جعفر فالله
أعلم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) دعبل بن
علي بن رزين بن سليمان بن نهشل وقيل بهنس بن خراش بن خالد بن عبد بن
دعبل (4) بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر
مزيقيا شاعر محسن واسمه محمد وكنيته أبو جعفر ودعبل لقب وهو البعير المسن
ثم قال في موضع آخر (5) وأما دعبل أوله دال مهملة ثم عين ساكنة مهملة وباء
معجمة بواحدة (6) مكسورة فهو دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور روى عن
مالك بن أنس وغيره روى عنه أخوه علي بن علي وله كتاب في الشعراء تقدم نسبته في
حرف الباء (7)
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله قال أنا أبو بكر
الخطيب (8) أخبرني الأزهري نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال سمعت أبا بكر
أحمد بن القاسم أخا أبي الليث يقول كان دعبل بن علي أطروش (9) وكان في قفاه

(1) الأصل يراها، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) كذا، والبيت في قصيدة رقمه 30 وتمامه:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
من قصيدة مطلعها:
تجاوبن بالارنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات
ديوانه ط بيروت ص 124 و 131.
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 377 باب بهنس.
(4) عن الاكمال وبالأصل خزعبل.
(5) الاكمال لابن ماكولا 4 / 80.
(6) الأصل: " واحدة " والمثبت عن الاكمال.
(7) يعني في باب بهنس.
(8) تاريخ بغداد 8 / 383.
(9) كذا، والأطروش: الأصم.
249

سلعة وكان يجئ إلى علوي وكان بالقرب منا قد سماه وعنده كان ينشدنا وأسمع منه
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري أنا أبو الحسين بن الطيوري
أنا عبد العزيز بن علي الأزجي أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري نا
أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي أخبرني بعض أصحابنا عن أبي عبد الله بن أبي
داود قال استنشد المأمون يوما عبد الله بن طاهر بن الحسين من شعر
دعبل بن علي قوله (1)
* سقيا ورعيا لأيام الصبابات * أيام أرفل في أثواب لذاتي
أيام غصني رطيب من لدونته * أصبو إلى غير كناتي وجاراتي (2)
دع عنك ذكر زمان فات مطلبه * واقذف برجلك عن متن الجهالات
واقصد بكل مديح أنت قائله * نحو الهداة بني بيت الكرامات *
فلما أتى على القصيدة قال المأمون لله دره ما أغوصه وأنصفه وأوصفه ثم قال
إنه وجد والله مقالا فقال ونال من بعيد ذكرهم ما من غيرهم لا ينال
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه نا أبو محمد بن أحمد قال أنشد الحسن بن إسماعيل
المصري بها نا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق نا الحسين بن القاسم حدثني
محمد بن أحمد قال أنشد المأمون أبا دلف شعرا لدعبل قاله في بعض عبثاته (3) (4)
* وقائلة لما استمرت بها النوى * ومحجرها فيه دم ودموع
ترى (5) لقض للسفر الذين تحملوا * إلى بلد فيه الشجي رجيع
فقلت ولم أملك سوابق عبرة (6) * نطقن بما ضمت عليه ضلوع

(1) الأبيات في ديوانه ص 146 والأغاني 20 / 152 - 153.
(2) الديوان: جاراتي وكنات.
(3) في بغية الطلب: غنياته.
(4) الأبيات في ديوانه 226 - 227 وبغية الطلب 7 / 3522 والأغاني 20 / 153 وفيها باختلاف.
(5) روايته في الديوان والأغاني:
ألم يأن للسفر الذين تحملوا * إلى وطن قبل الممات رجوع
(6) الأصل: " غيره يطفن " والمثبت عن الديوان والأغاني.
250

تبين (1) فكم دار تفرق شملها * وشمل شتيت عاد وهو جميع
كذاك الليالي صرفهن كما ترى * لكل أناس جدبة وربيع *
قال ثم قال يا قاسم ما عزمت على سفر قط إلا هيأت هذه الأبيات مخاطبة لي
ونصبا بين عيني رعدة في أوبتي ومسلية لي في فرقتي أن الفهم إذا فهم المعنى
استحسنه والمستغلق إذا لم يفهمه استبرمه
أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل الطوسي بنوقان (2) نا أبو
بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف (3) قال أنشدونا لدعبل (4) * لا تعجبي يا هند (5) من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكا
لا تأخذوا بظلامتي أحدا * عيني وقلبي (6) في دمي اشتركا *
كذا قال يا هند والمحفوظ يا سلم
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (7) أنبأ الحسن بن أبي بكر أنبأ أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف
الأصبهاني أنشدنا أبو طالب الدعبلي أنشدنا علي بن الجهم وليست له وجعل
يعيدها ويستحسنها
* لما رأت شيبا يلوح بمفرقي * صدت صدود مفارق متجمل
فظللت أطلب وصلها بتذلل * والشيب يغمزها بأن لا تفعلي *
قال أبو طالب ومن أحسن ما قيل في هذا قول جدي *
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكا
أين الشباب وأية سلكا * لا أين يطلب ضل بل هلكا

(1) عن الديوان والأغاني، وبالأصل: تأن.
(2) نوقان إحدى مدينتي طوس.
(3) ترجمته في سير الاعلام 18 / 478.
(4) البيتان في ديوانه ص 249 وبغية الطلب 7 / 3507 و 3520 والأول في الأغاني 20 / 153.
(5) ديوانه: " يا سلم " وسينبه المصنف إلى هذا.
(6) ديوانه: لا تأخذا.. قلبي وطرفي.
(7) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 8 / 384.
251

لا تأخذي بظلامتي أحدا * طرفي وقلبي في دمي اشتركا *
قال وقرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني
أخبرني محمد بن يحيى نا محمد بن يزيد النحوي قال حدثني من سمع دعبلا
يقول أنشدت أبا نواس شعري
* أين الشباب وأية سلكا * لا أين يطلب ضل (1) بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكا *
فقال أحسنت ملء فيك وأسماعنا قال وكان والله فصيحا
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي أنبأ سهل بن بشر أنبأ
محمد بن الحسين بن أحمد بن السري أنا الحسن بن رشيق نا يموت بن المزرع نا أبو
هفان قال أنشدني دعبل لنفسه (2)
* وداعك مثل وداع الحياة (3) * وفقدك مثل افتقاد الديم
عليك السلام فكم من وفاء * أفارق منك وكم من كرم *
فقلت له قد أحسنت غير أنك سرقت البيت الأول من (4) الربعيين النصف
الأول من القطامي
* ما للكواعب ودعن الحياة بأن * ودعيني واتخذن الشيب ميعادي *
والنصف الثاني من ابن بجرة حيث يقول *
عليك سلام الله وقفا فإنني * أرى الموت وقاعا بكل شريف (5) *
فقال لي بل الطائي والله سرق هذا البيت بأسره من ابن بجرة في قصيدته التي
تعرف بالمسروقة رثى بها محمد بن حميد الطوسي وأولها

(1) زيادة للوزن عن الديوان ص 249 وتاريخ بغداد 8 / 385.
(2) البيتان في ديوانه ص 286 قالها في الوداع.
(3) الديوان: الربيع.
(4) الزيادة عن بغية الطلب 7 / 3525.
(5) البيت في بغية الطلب 7 / 3526 وانظر تخريجه في مختصر ابن منظور 8 / 75 1.
252

* كذا فليجل الخطب أو يقدح الأمر * وليس لعين لم ينص ماؤها عذر (1) *
إلى قوله
* عليك سلام الله وقفا فإنني * رأيت الكريم الحر ليس له عمر * (2)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأ أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن
الحسين العكبري أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت نا أبو الفرج علي بن
الحسين بن محمد الأصبهاني (3) أخبرني محمد بن يزيد حدثني الحسين بن دعبل بن
علي الخزاعي حدثني أبي قال بينا أنا جالس على باب دار كنت أنزلها في الكرخ إذ
مرت بي غصن جارية بن الأحدب وكانت شاعرة مغنية يبلغني خبرها ولم أكن شاهدتها
فرأيت وجها جميلا وقدا حسنا وقواما وشكلا وهي تخطر في مشيتها وينظر في
أعطافها فقلت لها *
دموع عيني بها انبساط * ونوم عيني به انقباض *
فقالت مسرعة *
ذاك قليل لمن دهته * بلحظها الأعين المراض *
فقلت
* فهل لمولاتي عطف قلب * أم للذي في الحشاء انقراض *
فقالت *
إن كنت تهوى الوداد منا * فالود في ديننا قراض *
فما دخل أذني كلام أحلى من كلامها ولا رأت عيني (4) أنضر وجها منها
فعدلت بها عن ذلك الروي فقلت
* أترى الزمان يسرنا بتلاق * ويضم مشتاقا إلى مشتاق *

(1) البيت من قصيدة لأبي تمام الطائي ديوانه ص 355 وروايته:
كذا فليجل الخطب وليفدح الامر * فليس لعين لم يفض...
(2) ديوانه ص 357.
(3) الخبر والشعر في الأغاني 19 / 47 - 48 في أخبار مسلم بن الوليد، وبغية الطلب 7 / 3526 - 3527.
(4) الزيادة عن بغية الطلب، وفي الأغاني: ولا رأيت أنضر.
253

فقالت
* ما للزمان يقال فيه وإنما (1) * أنت الزمان فسرنا بتلاق *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأ أبو علي
محمد بن الحسين أنا المعافا بن زكريا (2) نا محمد بن يحيى الصولي نا عون (3) بن
محمد قال قال دعبل لإبراهيم بن العباس أريد أن أصحبك إلى خراسان فقال له
إبراهيم حبذا أنت صاحبا مصحوبا إن كنا على شريطة بشار قال وما شريطة بشار (4)
قال قوله
* أخ خير من آخيت أحمل ثقله * ويحمل عني حين يفدحني ثقلي *
* أخ إن نبا دهر به كنت دونه * وإن كان كون كان لي ثقة مثلي *
* أخ ما له لي لست أرهب بخله * ومالي له لا ترهب الدهر من بخلي *
قال ذلك لك ومزية فاصطحبا
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ أنشدنا أبو عمرو الزردي وهو أحمد بن محمد بن عبد الله الأديب الإسفرايني
والزرد قرية من قرى إسفراين قال أنشدني بعض الأدباء لدعبل بن علي
الخزاعي (6)
* العلم ينهض بالخسيس إلى العلى * والجهل يقعد بالفتى المنسوب
وإذا الفتى نال العلوم بفهمه * وأعين بالتشذيب والتهذيب
جرت الأمور له فبرز سابقا * في كل محضر مشهد ومغيب * (7)

(1) الأغاني: ما للزمان وللتحكم بيننا.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 365 ونقله عن المعافى ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3519 -
3520.
(3) الجليس الصالح: عوف.
(4) عن الجليس الصالح وبالأصل: " يسار.
(5) قيدها ياقوت بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة، ومعناها بالفارسية الأصفر. من قرى أسفرايين من
أعمال نيسابور.
(6) الأبيات في ديوانه ص 117 قالها في العلم.
(7) الأصل: " ومعيب " والصواب عن الديوان.
254

أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأ أبو يعلى أنبأ أبو يعلى بن الفراء أنبأ أبو القاسم
إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد المعدل نا أبو علي الحسين بن
القاسم بن جعفر الكوكبي أنشدنا أبو العباس المبرد لدعبل (1) * أخ لك عاداه الزمان فأصبحت * مذممة فيما لديه العواقب
متى ما تحذره (2) التجارب صاحبا * من الناس تردده إليك التجارب *
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ نا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري قال (3) كان علي بن القاسم الخوافي
مدح أبا عمرو أحمد بن نصر وتردد إليه بعد أن مدحه ولم يخرج الجواب كما أحبه
فكتب إليه رقعة يقول فيها قال علي بن الجهم في مثل ما نحن فيه (4) * يا من يوقع لا في قصتي أبدا * ماذا يضرك لو وقعت لي نعما
وقع نعم ثم تنوي الوفاء بها * إن كنت من قوله باللفظ محتشما
أولا فوقع عسى كيما تعللني * فإن قولك لا يبكي العيون دما *
قال وكتب في رقعته ومن أحسن ما يذكر لعبد الله بن طاهر
* افعل الخير ما استطعت وإن * كان قليلا فلن تحيط بكله
ومتى تفعل الكثير من الخير * إذا كنت تاركا لأقله *
قال وكتب في رقعته أن دعبل بن علي كتب في رقعة إلى عبد الله بن طاهر (5):
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي * ماذا أخذت من الجواد المفضل (6)
إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل * ضن الأمير بماله لم يجمل (7)

(1) البيتان في ديوانه ص 104 قالهما في الاخوان.
(2) الديوان: تذوقه.
(3) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3527 - 3528.
(4) الأبيات ليست في ديوان علي بن الجهم، وهي في بغية الطلب.
(5) الأبيات في ديوانه ص 267 وانظر تخريجها فيه، ونقلها ابن العديم 7 / 3528.
(6) روايته في الديوان:
ما ذا أقول إذا أتيت معاشري * صفرا يداي من الجواد المجزل
(7) أثبت عجزه عن الديوان، وبالأصل: " من الحق ادعا له لمن يحمل ".
255

فاحتل لنفسك كيف شئت فإنني * لا بد مخبرهم وإن لم أسأل *
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم الشيحي (1) أنا أبو بكر
الخطيب (2) أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنا المعافا بن
زكريا نا أحمد بن إبراهيم الطبري حدثني محمد بن يحيى الحنفي حدثني أبو كعب
الخزاعي قال وفد دعبل بن علي الخزاعي إلى عبد الله بن طاهر فلما وصل إليه قام
تلقاء وجهه ثم أنشأ يقول (3) * أتيت مستشفعا بلا سبب * إليك إلا بحرمة الأدب
فاقض ذمامي فإنني رجل * غير ملح عليك في الطلب *
فانتعل عبد الله ودخل إلى الحرم (4) ووجه إليه برقعة معها ستون (5) ألف
درهم وفي الرقعة بيتان فكانا (6)
* أعجلتنا فأتاك أول (7) برنا * قلا ولو أخرته لم يقلل
فخذ القليل فكن كمن (8) لم يقبل * ونكون نحن كأننا لم نفعل *
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المفضل بن يسار الدهان بهراة أنا أبو سهل
يحيى بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي أنا أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن
أحمد بن خالد الخالدي أنشدني إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي أنشدني أبي
أنشدني أخي دعبل بن علي (9)
* هدايا الناس بعضهم لبعض * تولد في قلوبهم الوصالا
وتوزع في الضمير هوى وودا * وتكسوهم إذا حضروا جمالا *

(1) بالأصل: " الشيخي " والصواب ما أثبت نسبة إلى شيخة، من قرى حلب.
(2) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 384 ونقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3523.
(3) ديوانه ص 119 وتخريجهما فيه.
(4) الزيادة عن الأغاني 20 / 184.
(5) في الأغاني: " ألف درهم " فقط.
(6) البيتان في الأغاني 20 / 184.
(7) في الأغاني: عاجل برنا * ولو انتظرت كثيرة لم يقلل.
(8) الأغاني: كأنك لم تسل.
(9) ديوانه ص 260 قالهما في الهدايا وتأثيرها في الناس.
256

قال وأنشدني دعبل بن علي (1) * أرى منا قريبا بيت زور * وزور لا يزور ولا يزار
ولا يهدي ولا يهدى إليه * وليس كذاك في العرب الحوار *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم
العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم سيبخت
نا أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي أنشدني ثعلب قال أنشدني أبو عمرو
الشيباني أنشدني عمرو بن عثمان لدعبل بن علي الخزاعي (2) * أهملته حين لم أملك مقادته * ثم انقبضت بودي عنه وانقبضا
وقلت للنفس عديه فتى (3) نزحت * به النوى أو من القرن الذي انقرضا
* * فما بكيت عليه حين فارقني * ولا وجدت له بين الحشا مضضا *
قال رشأ وأخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ أنبأ أبو العباس
أحمد بن محمد الكاتب أنا أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى بن الوشاء النحوي
قال وقال دعبل بن علي
كيف اختيالي لبسط الضيف من حصر * عند الطعام فقد ضاقت به حيلي
أخاف يزداد قولي كل فأحشمه * والكف يحمله مني على البخل * (4)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنبأ رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان قال سمعت ابن قتيبة يقول (5) سمعت دعبلا يقول
أدخلت على المعتصم فقال لي يا عدو الله أنت الذي يقول في
بني العباس إنهم في الكتب سبعة وأمر بضرب عنقي وما كان في المجلس إلا من كان عدوا لي وأشدهم

(1) ديوانه ص 188.
(2) الأبيات في ديوانه ص 216 - 217.
(3) بالأصل: " عد به " والمثبت عن الديوان، " وفتى " عن الديوان وبالأصل مهملة وغير مقروءة ورسمها
" سي ".
(4) البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت دار الكتاب اللبناني.
(5) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3519.
257

علي بن شكلة فقام قائما فقال يا أمير المؤمنين أنا الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل
فقال له وما أردت بهذا قال لما يعلم بيني وبينه من العداوة فأردت أن أشيط بدمه
قال فقال أطلقوه فلما كان بعد مدة قال لابن شكلة سألتك بالله أنت الذي قلته
فقال لا والله يا أمير المؤمنين وما نظرة أنظر أبغض إلي من دعبل فقال له فما الذي
أردت بهذا قال علم أن ماله في المجلس عدو أعدى مني (1) فنظر إلي بعين العداوة
ونظرت إليه بعين الرحمة قال فجزاه خيرا أو نحو ذلك
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وقرأته من خطه أنبأ أبو بكر أحمد بن علي
الخطيب بقراءتي عليه أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ العطار أنبأ
أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي الكوفي المعروف بابن النجار أنبأ أبو بكر بن
الأنباري قراءة ثنا أبي قال قرأت على أبي جعفر أحمد بن عبيد (2) قال قال (3) ضبي
وهو أحمد بن عبد الله راوية كلثوم بن عمرو العتابي وكان سميرا لعبد الله بن طاهر
إن عبد الله بن طاهر بينا هو معه ذات ليلة إذ تذاكرا (4) الأدب وأهله وشعراء الجاهلية
والإسلام إلى أن صار إلى المحدثين فذكرا دعبل بن علي الخزاعي فقال له عبد الله بن
طاهر ويحك يا ضبي (3) إني أريد أن أوعز إليك بشئ تستره علي أيام حياتي قال
قلت أصلح الله الأمير أنا عبدك وأنا عندك في موضع تهمة فقال لا ولكن أطيب
لنفسي أن توثق لي بالأيمان لأركن إليها ويسكن قلبي عندها فأخبرك قال قلت
أصلح الله الأمير إن كنت عندك في هذه الحال فلا حاجة بك إلى إفشاء سرك إلي
واستعفيته مرارا فلم يعفني فاستحييت من مراجعته فقلت ليرى الأمير رأيه فقال يا
ضبي قل والله فقلت والله فأمرها علي غموسا ووكدها بالبيعة والطلاق وكلما
يحلف به مسلم ثم قال ويحك يا ضبي (3) أشعرت أني أظن أن دعبلا مدخول النسب
وأمسك قال قلت أصلح الله الأمير أفي هذا أخذت علي الأيمان والعهود والمواثيق
قال أي والله قلت ولم ذاك قال لأني رجل لي في نفسي حاجة ودعبل رجل قد
حمل جذعه على عنقه ولا يجد من يصلبه عليه فأتخوف إن بلغه أن يلقي علي من الخزي

(1) بالأصل: في المجلس " عداوتي " والمثبت عن ابن العديم.
(2) الخبر بطوله نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3505 الأغاني 20 / 178 وما بعدها.
(3) بغية الطلب: " صيني " خطأ والصواب ما أثبت واسمه: محمد بن موسى الضبي.
(4) بالأصل: " تذاكر " والمثبت عن ابن العديم، وفي الأغاني: يذاكرنا.
258

ما يبقى علي الدهر وقصاراي (1) إن أنا ظفرت به وأمكنني ذلك وأسلمته اليمن وما
أراها تسلمه لأنه لسانها وشاعرها والذاب عنها والمحامي دونها أن أضربه مائة سوط
وأثقله حديدا وأصيره في مطبق (2) باب الشام وليس في ذلك عوضا مما سار في من
الهجاء وفي عقبي من بعدي
قلت أتراه كان يفعل ويقدم عليك قال يا عاجز أهون عليه مما لم تكن تراه
أقدم على سيدي هارون ومولاي المأمون وعلى أبي نضر الله وجهه ولم يكن يقدم علي
قال قلت إذا كان الأمر على ما وصف الأمير فقد وفق فيما أخذ علي قال وكان دعبل
لي صديقا فقلت هذا قد عرفته ولكن من أين قال الأمير إنه مدخول النسب فوالله
لعلمته في البيت الرفيع من خزاعة وما أعلم فيها بيتا أكرم من بيته إلا بيت أهبان مكلم
الذئب وهم بنو عمه دنيه
قال ويحك كان دعبل غلاما خاملا أيام ترعرع لا يؤبه له وكان خله لا يدرك
بقله وكان بينه وبين مسلم بن الوليد إزار لا يملكان غيره شيئا فإذا أراد دعبل الخروج
جلس مسلم بن الوليد في البيت عاريا وإذا أراد الخروج فعل دعبل مثل ذلك وكانا إذا
اجتمعا لدعوة يتلاصقان يطرح هذا شيئا منه عليه والآخر الباقي وكانا يعبثان بالشعر إلى
أن قال دعبل بن علي هذا الشعر (3)
* أين الشباب وأية سلكا * لا أين يطلب ضل بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك الشيب برأسه فبكا
قصر الغواية عن هوى قمر * وجد السبيل إليه مشتركا
وغدا بأخرى عزج مطلبها * صبا يطامن دونها الحسكا
يا ليت شعري كيف نومكما * يا صاحبي إذا دمي سفكا
لا تأخذا بظلامتي أحدا * قلبي فطر في في دمي اشتركا *
إلى آخرها (4) قال فثقف أوله بعض المغنين فغنى به هارون الرشيد فاستحسنه
جدا واستجاد قوله

(1) بالأصل: " قصاياي " والمثبت عن بغية الطلب.
(2) المطبق: السجن تحت الأرض.
(3) الشعر في ديوانه ص 249 وقد تقدم بعضه قريبا.
(4) كذا ولم يذكر غيرها في ديوانه.
259

* ضحك المشيب برأسه فبكا
فقال للمغني لمن هذا الشعر ويحك قال لبعض أحداث خزاعة ممن لا يؤبه له يا
أمير المؤمنين قال ومن هو قال دعبل بن علي الخزاعي قال يا غلام أحضرني
عشرة آلاف درهم وحلة من حللي ومركبا من مراكبي خاصة يشبه هذا فأحضر ما أمره
قال ادع لي فلانا فدعاه له فقال له اذهب بهذا حتى توصله إلى دعبل وأجاز المغني
بجائزة عظيمة وتقدم إلى الرجل الذي بعثه إلى دعبل أن يعرض عليه المصير إلى هارون
فإن صار وإلا أعفاه من ذلك فانطلق الرسول حتى أتى دعبلا في منزله وخبره كيف كان
السبب في ذكره وأشار عليه بالمصير إليه قال فانطلق دعبل معه فلما مثل بين يديه سلم
فرد عليه هارون السلام وقربه ورحب به حتى سكن رعبه واستنشده الشعر فأنشده
وأعجب به وأقام عنده يمتدحه وأجرى عليه الرشيد أجزل جراية وأسناها وكان الرشيد
أول من ضراه (1) على قول الشعر وبعثه عليه فوالله ما كان إلا بعدما غيب هارون في
حفرته إذ أنشأ يمتدح آل الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويهجو الرشيد فمن ذلك قوله (2)
* وليس حي من الأحياء يعرفه (3) * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم * كما يشارك أيسار على جزر
قتل وأسر وتحريق ومنهبة (4) * فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر
أبناء حرب (5) ومروان وأسرتهم * بنو معيط ولاة الحقد والوغر
قوم قتلتم على الإسلام أولهم * حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر
أربع بطوس على القبر الزكي به * إن كنت تربع من دين على وطر
قبران في طوس خير الناس كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع النجس (6) من قرب الزكي ولا * على الزكي بقرب النجس (6) من ضرر

(1) ضراه: عوده، وفي الأغاني: حرضه.
(2) الأبيات من قصيدة في ديوانه ص 197 والأغاني 20 / 180 وابن العديم 7 / 3508.
(3) الديوان والأغاني: نعلمه.
(4) الألفاظ الأربع في الديوان منصوبة.
(5) الأصل: " حرث " والمثبت عن الديوان.
(6) في الديوان والأغاني: " الرجس " وفي ابن العديم: النحس.
وبالأصل " بقرت " والمثبت: " بقرب " عن المصادر المذكورة.
260

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * يداه (1) حقا فخذ ما شئت أو فذر *
قال العباس والقبران (2) اللذان ذكرهما بطوس قبر هارون والآخر قبر الرضا
علي بن موسى (3) فوالله ما كافأه وكان سبب نعمته بعد الله عز وجل فهذه واحدة
يا ضبي وأما الثانية فإنه لما استخلف المأمون جعل يطلب دعبلا إلى أن كان من أمره مع
إبراهيم بن شكلة (4) وخروجه مع أهل العراق يطلب الخلافة فأرسل إليه دعبلا بشعر
يقول فيه (5)
* علم وتحكيم وشيب مفارق * طلسن (6) ريعان الشباب الرائق
وإمارة من دولة ميمونة * كانت على اللذات أشغب عائق
فالآن لا أغدو ولست برائح * في كبر معشوق وذلة عاشق
أنى يكون وليس ذاك بكائن * يرث الخلافة فاسق عن فاسق
نفر (7) ابن شكلة بالعراق وأهلها * فهفا إليه كل أطلس (8) مائق
إن كان إبراهيم مضطلعا بها (9) * فلتصلحن من بعده لمخارق *
فضحك المأمون وقال قد غفرنا لدعبل كل ما هجانا به بهذا البيت *
إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق (10) *
قال فكتب إلى أبي طاهر أن يطلب له دعبلا حيث كان ويعطيه الأمان قال
فكتب أبي إليه وكان واثقا بناحيته فأقرأه كتاب أمير المؤمنين وحمله وخلع عليه وأجازه
بالكثير وأشار عليه بالمصير إلى المأمون قال فتحمل دعبل إلى المأمون

(1) الديوان: له يداه، فخذ.
(2) بالأصل: " قال القبران والعباس " وفوق اللفظتين علامتا تحويل إلى أن تبدل وفيهما تقديم وتأخير.
(3) كذا والمحفوظ المشهور أن الرضا قتل بدس السم له في ولاية المأمون بعد أن جعله ولي عهده.
(4) هو إبراهيم بن المهدي عم المأمون، وكان قد بويع له بالخلافة خلال وجود وإقامة المأمون بخراسان،
وشكلة هي أمه، جارية سوداء، كان كثير الشبه بها.
(5) الشعر في ديوانه ص 244 والأغاني 20 / 181 وابن العديم 7 / 3508.
(6) الأصل: " طليس " والمثبت عن الديوان، وفي الأغاني: طمسن وطلس: محاه أو عفاه.
(7) الديوان: نعر.
(8) يريد به الأسود أو الأمرد، وأصل الأطلس: الذئب في لون إلى السواد، والمائق: الأحمض.
(9) يعني بالخلافة.
(10) وهو مخارق بن يحيى بن ناوس الجزار، موالي الرشيد وكان مغنيا.
261

قال وثبت في الخلافة المأمون وضرب الدنانير باسمه وأقبل يجمع الآثار
في فضائل آل (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فتناهى إليه فيما تناهى من فضائلهم قول دعبل (2)
* مدارس آيات خلت من بلاده * ومنزل وحي مقفر القرعات (3)
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات *
فما زالت تردد في صدر المأمون حتى قدم عليه دعبل فقال أنشدني ولا بأس
عليك ولك الأمن من كل شئ فيها فإني أعرفها وقد رويتها إلا أني أحب أن أسمعها
من فيك قال فأنشده حتى صار إلى هذا الموضع *
ألم تر أني مذ ثلاثون حجة (4) * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم (5) متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
وآل رسول الله نحف جسومها (6) * وآل زياد غلظ القصرات
* * بنات زياد في الخدور (7) مصونة * وبنت رسول الله في الفلوات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع قلبي إثرهم حسرات *
قال فبكى المأمون حتى اخضلت لحيته وجرت دموعه على نحره وكان دعبل
أول داخل إليه وآخر خارج من عنده فوالله إن شعرنا بشئ إلا وقد عتب على المأمون
وأرسل إليه بشعر يقول فيه (8)
ويسومني المأمون خطة ظالم * (9) أو ما رأى بالأمس رأس محمد
توفي على هام الخلائق مثل ما * توفي الجبال على رؤوس القردد

(1) بالأصل: " إلى " والمثبت عن ابن العديم.
(2) ديوانه ص 131 وابن العديم 7 / 3509 والأول في الأغاني 20 / 181.
(3) الديوان: من تلاوة... العرصات.
(4) الديوان ص 141 من ثلاثين حجة.
(5) عن الديوان، وبالأصل: وغيرهم.
(6) الديوان: جسومهم.
(7) الديوان: في الصدور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات.
(8) الديوان: أيسومني المأمون خطة جاهل.
262

لا تحسبن جهلي كحكم أبي فما * حكم المشايخ (1) مثل جهد الأمرد
إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
سادوا بذكرك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأبعد * (2)
فلما سمع هذا المأمون قال كذب علي متى كنت خاملا وإني لخليفة وابن خليفة
وأخو خليفة ومتى كنت خاملا فرفعني دعبل فوالله ما كافأه ولا كافئ أبي ما أسدى إليه
وذلك أنه لما توفي أنشأ يقول (3) * وأبقى طاهر فينا خلالا (4) * عجائب تستخف لها الحلوم
ثلاثة إخوة (5) لأب وأم * تمايز عن ثلاثتهم أروم
فبعضهم يقول قريش قومي * ويدفعه الموالي والصميم
وبعض في خزاعة منتماه * ولاء غير مجهول قديم
وبعضهم يهش لآل كسرى * ويزعم أنه علج لئيم
لقد كثرت مناسبهم علينا * فكلهم على حال زنيم * (6)
فهذه الثالثة يا ضبي أما الرابعة فإنه لما استخلف المعتصم بالله دخل عليه دعبل
ذات يوم فأنشده قصيدة فقال أحسنت والله يا دعبل فاسألني ما أحببت قال مائة
بدرة (7) قال نعم على أن تمهلني مائة سنة وتضمن لي أجلي معها قال قد أمهلتك ما
شئت وخرج مغضبا من عنده فلقي خصيا قد كان عوده أن يدخل مدائحه إلى أمير
المؤمنين ويجعل له سهما من الجائزة إذا قبضها فقال ويحك إني كنت عند أمير
المؤمنين وأغفلت حاجة لي أن أذكرها له فأذكرها في أبيات وتدخلها إليه قال نعم
ولي نصف الجائزة فماكسه ساعة ثم أجابه إلى أن يجعل له نصف الجائزة فأخذ الرقعة
فكتب فيها * (8)

(1) الديوان: كحلم أبي فما حلم المشايخ.
(2) الديوان: شادوا... الأوهد.
(3) الشعر في ديوانه ص 273 والأغاني 20 / 156 وبغية الطلب 7 / 3510.
(4) الديوان والأغاني: أعبد.
(5) الديوان: والأغاني: أعبد.
(6) الزنيم: الدعي، والمستلحق فيمن ينتمي إليهم وليس منهم ولا حاجة بهم إليه.
(7) بدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار، جمع بدور وبدر (القاموس).
(8) ديوانه ص 307 وابن العديم 7 / 3511.
263

بغداد دار الملوك كانت * حين دهاها الذي دهاها
ما غاب عنها سرور ملك * أعاره (1) بلدة سواها
ما (2) سر من را بسر من را * بل هي بئس لمن يراها
عجل ربي لها خرابا * برغم أنف الذي ابتناها
وختمها ودفعها إلى الخصي فأدخلها إلى المعتصم فلما نظر إليها قال للخصي
من صاحب هذه الرقعة قال دعبل يا أمير المؤمنين وقد جعل لي يا أمير المؤمنين
نصف الجائزة فطلب فكأن الأرض انطوت عليه فلم يعرف له خبر قال فقال
المعتصم أخرجوا الخصية فأجيزوه بألف صوت فإنه زعم أن له نصف الجائزة فقد
أردنا أن نجيز دعبلا بألفي صوت قال ثم لم يلبث أن كتب إليه من قم أبياتا وهي
هذه (3)
* ملوك بني العباس في الكتب سبعة * ولم يأتنا في ثامن (4) منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة * عداة ثووا فيه وثامنهم كلب
وإني لأزهي (6) كلبهم عنك رغبة * لأنك ذو ذنب وليس لهم ذنب
كأنك إذ (7) ملكتنا لشقائنا * عجوز عليها التاج والعقد والإتب (8)
فقد ضاع أمر الناس (9) حين يسوسهم * وصيف وأشناس وقد عظم الخطب
وإن لأرجو أن يرى من مغيبها * مطالع شمس قد يغص بها الشرب
وهمك تركي عليه مهانة * فأنت له أم وأنت له أب *

(1) الديوان: عاد إلى بلدة.
(2) صدره في الديوان: ليس سرور بسر من را.
(3) الأبيات في ديوانه ص 102 وابن العديم 7 / 3511 - 2512 وبعضها في الأغاني 20 / 144.
(4) يريد أنه لا يعترف بملك المعتصم ولا بخلافته، فالمعتصم هو الخليفة العباسي الثامن.
(5) عجزه في الديوان: كرام إذا عدوا، وثامنهم كلب.
(6) الديوان والأغاني: لاعلي.
(7) الأصل: إذا.
(8) الأتب: برد يشق فتلبسه المرأة من غير جيب ولا كمين.
(9) الديوان والأغاني: إذ ساس ملكهم.
ووصيف وأشناس: غلامان من الأتراك، صارا فيما بعد من قواد المعتصم المتنفذين والحاكمين.
264

وأما الخامسة فإن ابن أبي دؤاد (1) كان يعطيه الجزيل من ماله ويقسم له على أهل
عمله فعتب عليه فقال فيه (2)
أبا عبد الإله أصخ لقولي * وبعض القول يصحبه السداد
يرى تصمن تعود بها الليالي * إلى الدنيا كما رجعت إياد
قبائل جذ أصلهم فبادوا * وأودى ذكرهم زمنا فعادوا
وكانوا غرزوا في الرمل بيضا * فأمسكه كما غرز الجراد
فلما أن سقوا درجوا ودبوا * وزادوا حين جادهم العهاد (3)
هم بيض الرماد يشق منهم * وبعض البيض يشبه الرماد
غدا تأتيك أخوتهم جديش * وجرهم قصرا وتعود عاد
فتعجز عنهم الأمصار ضيفا * وتمتلئ المنازل والبلاد
فلم أر مثلهم بادوا فعادوا * ولم أر مثلهم قلوا فعادوا (4)
توغل فيهم سفك وخوز * وأوباش فهم لهم مداد
وأنباط السواد قد استحالوا * بها عربا فقد خرب السواد
فلو شاء الإمام أقام سوقا * فباعهم كما بيع السماد *
وقال فيه وقد تزوج في بني عجل (5) * أيا للناس من خبر طريف * تفرد (6) ذكره في الخافقين
أعجل أنكحوا ابن أبي دواد (7) * ولم يتأملوا فيه اثنتين
أرادوا نقض عاجلة فباعوا * رخيصا عاجلا نقدا بدين
بضاعة خاسر بارت عليه * فباعك بالنواة التمرتين
ولو غلطوا بواحدة لقلنا * يكون الوهم بين الغافلين (8)

(1) الأصل وم: داود.
(2) ديوانه ص 166 - 167 وبغية الطلب 7 / 3512.
(3) العهاد: المفرد عهد وعهدة: أول مطر الربيع.
(4) عن الديوان، وبالأصل " فلوا ".
(5) الأبيات في ديوانه ص 297 وبغية الطلب 7 / 3513.
(6) الديوان: يغرد.
(7) الأصل: داود، والمثبت عن الديوان.
(8) الديوان: العاقلين.
265

ولكن شفع واحدة بأخرى * تدل على فساد المنصبين
* * لحا الله المعاش بفرج أنثى * ولو زوجتها من ذي رعين
ولما أن أفاد ظريف مال * وأصبح رافلا في الحلتين
تكنى وانتمى لأبي دواد (1) * وقد كان اسمه ابن الفاعلين
فردوه إلى فرج أبيه * وزرياب فالأم والدين *
وهجاه بغير قصيدة وقال في الحسن بن وهب وكان على برد الأفاق (2)
ألا أبلغا عني الإمام رسالة (3) * رسالة ناي عن جنابيه شاحط
بأن ابن وهب حين يشحج شاحج * يمر على القرطاس أقلام غالط *
وقال عنه أيضا (4)
من مبلغ عني إمام الهدي * قافية للستر (5) هتاكه
هذا جناح المسلمين الذي * قد قصه تولية الحاكه *
وهؤلاء أهل قم (6) كانوا يعطونه الكثير من أموالهم ويمنعون الخلفاء منهم
فكافأهم بأن قال فيهم (7)
تلاشى أهل قم فاضمحلوا * تحل المخزيات بحيث حلوا
وكانوا شيدوا في الفقر مجدا * فلما جاءت الأموال ملوا *
وقال فيهم أيضا (8)
* ظلت بقم مطيتي يعتادها * همان غربتها وبعد المدلج
ما بين علج قد تعرب فانتمى * أو بين آخر معرب مستعلج *

(1) الأصل: داود، والمثبت عن الديوان.
(2) ديوانه ص 223 وبغية الطلب 7 / 3513.
(3) صدره في الديوان: ألا أبلغ أمير المؤمنين محمدا.
(4) ديوانه ص 250 وبغية الطلب 7 / 3514.
(5) الديوان: للعرض.
(6) بين قم وساوة اثنا عشر فرسخا، ومثل ذلك تبعد عن كاشان.
(7) ديوانه ص 257 وبغية الطلب 7 / 3514.
(8) ديوانه ص 160 وبغية الطلب 7 / 3514.
266

قال وهجاهم بغير قصيدة
قال وهذا علي بن عيسى الأشعري قد دل بعض شعره على أنه قد أخذ منه ألوفا
وذلك في قوله لعلي بن عيسى (1) * فلا تفسدن خمسين ألفا وهبتها * وعشرة أحوال (2) وحق تناسب
وشكرا تهاداه الرجال تهاديا * إلى كل مصر بين جائي وذاهب
بلا زلة كانت وإن تك زلة * فإن عليك العفو ضربة لازب *
فما كان بين هذا القول وبين أن هجاه إلا أيام قلائل حتى قال فيه هذه الأبيات (3) * كنت من أرفض خلق الله إذ كنت صبيا *
فتوالية (4) أبا بكر وأرجأت الوليا *
وتجنبت عليا إذ تسميت عليا
قال وهذه خزاعة هجاهم وهي قبيلته فقال (5) فيهم (6)
* أخزاع غير الكرام فأقصروا * وضعوا القلم (7) على الأفواه
الراتقين ولات حين مراتق * والفاتقين شرائع (8) الأستاه
فدعوا الفخار فلست من أهله * يوم الفخار ففخركم بسياه *
قال وهذا المطلب بن عبد الله الخزاعي قال فيه يمتدحه وكان يعطيه الجزيل
فقال (9) * إن كاثرونا جئنا بأسرته * أو واحدونا جئنا بمطلب

(1) ديوانه ص 117 وبغية الطلب 7 / 3514.
(2) جمع حول وهي السنة.
(3) ديوانه ص 309 وبغية الطلب 7 / 3515.
(4) ديوانه: فتوليت.
(5) الأصل: يقال.
(6) ديوانه ص 361.
(7) ديوانه أخزاعة... أكفكم.
(8) ديوانه: شرائج.
(9) ديوانه ص 119.
267

أبعد مصر وبعد مطلب * نرجو الغنا إن ذا من العجب *
وقال فيه يهجوه (1) * شعارك في الحرب يوم الوغا * بفرسانك (2) الأول الأول
فأنت (3) إذا أقبلوا آخر * وأنت إذا أدبروا أول
فمنك الرؤس غداة اللقاء * وممن يحاربك المفصل (4)
فذلك ذاتكما إذ يموت * من القوم بينكما الأعجل *
قال وهذا الحسن بن رجاء وابنا هشام ودينار بن عبد الله ويحيى بن أكثم
وكان ينزلون المخرم (5) ببغداد فقال فيهم يهجوهم كلهم (6) * ألا فاشتروا مني ملوك المخرم (7) * أبع حسنا وابني هشام بدرهم
وأعطي رجاء بعد ذاك زيادة * وأغلط (8) بدينار بغير تندم
فإن رد من عيب علي جميعهم * فليس يرد العيب يحيى بن أكثم *
وقال أيضا في يحيى بن أكثم يهجوه (9)
رفع الكلب فاتضع * ليس في الكلب مصطنع
بلغ الغاية التي * دونها كل مرتفع
إنما قصر كل شئ * إذا طار أن يقع
قيل ليحيى بن أكثم * إن ما خفت قد وقع
لعن الله نخوة * كان من بعدها ضرع *

(1) ديوانه 254 وبغية الطلب 7 / 3515.
(2) عجزه في الديوان: إذا انهزموا عجلوا عجلوا.
(3) روايته في الديوان: فأنت لأولهم آخر * وأنت لاخرهم أول
(4) الديوان: المنصل.
(5) محلة كانت ببغداد بين الرصافة ونهر المعلى (انظر ياقوت).
(6) ديوانه ص 353 وبغية الطلب 7 / 3516 والأغاني 20 / 156.
(7) الأغاني: المخزم.
(8) الديوان والأغاني: وأسمح.
(9) ديوانه ص 233 - 234 وبغية الطلب 7 / 3516.
268

قال وهؤلاء بنو أهبان مكلم الذئب وهم بنو عمه دنية هجاهم فقال فيهم (1)
تهتم علينا بأن الذئب كلمكم * فقد لعمري أبيكم (2) كلم الذئبا
فكيف لو كلم الليث الهصور إذا * جعلت (3) الناس مأكولا ومشروبا
هذا السنيدي لا يسوأ أتاوته * يكلم الذئب تصعيدا وتصويبا
فاذهب إليك فإني لا أرى أبدا * بباب دارك طلابا ومطلوبا *
قال وهذا الهيثم بن عثمان الغنوي قد دل شعره على أنه قد كان إليه محسنا إذ
يقول فيه * (4) يا هيثما يا ابن عثمان الذي افتخرت
به المكارم والأيام تفتخر
أضحت ربيعة والأحياء من يمن * تيها بنجدته لا وحدها مضر *
وقال فيه يهجوه (6)
* سألت أبي وكان أبي عليما * بساكنة الجزيرة والسواد
فقلت أهيثم من حي قيس * فقال نعم كأحمد من دواد (7)
فإن يك هيثم من حي قيس * فأحمد غير شك من إياد
وقال في أخيه رزين بن علي الخزاعي يهجوه (8)
مهدت له ودي صغيرا ونصرتي * وقاسمته مالي وبوأته حجري
وقد كان يكفيه من العيش كله * رجاء ويأس يرجعان إلى فقر
وفيه عيوب ليس يحصى عدادها * فأصغرها عيبا يجل عن الفكر

(1) بغية الطلب 7 / 3516.
(2) ابن العديم: أبوكم.
(3) ابن العديم: جعلتم.
(4) ديوانه ص 187 بغية الطلب 7 / 3516.
(5) ديوانه: " تبهى ".
(6) ديوانه ص 330 وبغية الطلب 7 / 3517.
(7) في الديوان:
فقلت له: أهيثم من غني * فقال: كأحمد بن أبي داود
(8) ديوانه ص 201 وبغية الطلب 7 / 3517.
269

ولو أنني أبديت للناس بعضها * لأصبح من بصق الأحبة في بحر
فدونك عرضي فاهج حيا وإن أمت * فأقسم إلا ما خريت على قبري *
وقال في امرأته يهجوها (1) * يا ركبتي خزز وساق (2) نعامة * وزنبيل كناس ورأس بعير
يا من أشبهها بحمى نافض * قطاعة للظهر ذات زئير
صدغاك قد شمطا ونحرك يابس * والصدر منك كجؤجؤ الطنبور (3)
يا من معانقها يبيت كأنه * في محبس قمل وفي ساجور (4)
قبلتها فوجدت طعم (5) لثاتها * فوق اللثام كلسعة الزنبور *
وله هجاء قبيح في امرأته عالية وله في جاريته غزال يهجوها (6)
رأيت غزالا وقد أقبلت * فأبدت لعيني عن مبصقة
قصيرة الخلق دحداحة (7) * تدحرج في المشي كالبندقة
كأن ذراعا على كفها * إذا حسرت ذنب الملعقة
تخطط حاجبها بالمداد * وتربط في عجزها مرفقة
وأنف على وجهها ملصق * قصير المناخر كالفستقة
وثديان ثدي كبلوطة * وآخر كالقربة المفهقة (8)
وصدر نحيف كثير العظام * تقعقع من فوقه المخنقة (9)
وثغر إذا كسرت (10) خلجته * نحانح (11) فامية مغلقة *

(1) ديوانه ص 202 وبغية الطلب 7 / 3517.
(2) مهملة بالأصل والمثبت عن الديوان، والخزر: ولد الأرنب والزبيل: وعاء، والقفة.
(3) الطنبور: آلة معروفة ذات عنق طويل، فارسية (اللسان).
(4) الساجور: خشبة تعلق في عنق الكلب.
(5) الديوان: لدغة ريقها فوق اللسان.
(6) ديوانه ص 240 - 241 وبغية الطلب 7 / 3517 - 3518 وفيهما اسم الجارية: غزال وهو ما أثبتناه
وبالأصل " غربال ".
(7) الدحداحة: القصيرة.
(8) المفهفة: الواسعة الممتلئة.
(9) المخنقة: القلادة.
(10) الديوان: " كثرت " وفي ابن العديم: " كشفت ".
(11) الديوان: تخالج فانية.
270

ثم قال عبد الله بن طاهر لضبي فعلى من بقي هذا ويحك يا ضبي ما أحسبه إلا
كما قلت فبقيت من حفظه لهذه الأشياء متعجبا
قال فلقيت دعبلا بعد ذلك فخفت أن أذكر له شيئا فضحكت فقال لي ويلي
عليك قد تحاماني الناس وأنا عندك موضع مطنزة وسخرية قلت لا ولكني إنما
ضحكت استبشارا بالنظر إليك قال ثم لقيته من بعد فضحكت فقال ويلك أنت على
ذاك الذي عهدت فالتفت إلى غلامه نفنف فقال خذ برجله ابن كذى وكذا قال قلت يا
أبا علي إن هجرتني وصلتك وإن وصلتني وددتك وإن جفوتني زرتك ولا سبيل إلى
إخبارك بهذا الذي أنا فيه فلم يزل كذلك حينا حتى توفي عبد الله بن طاهر
قال فلقيت دعبلا يوما بكرخ بغداد فضحكت فقال ليس لضحكك هذا آخر يا
ابن الفاعلة قال فقلت له امض بنا فقد فرج الله عني وعنك فذهبت به إلى منزلي
فطعمنا وأخبرته الخبر على جهته فقال ويلي على ابن العوراء الفاعلة والله لو
أعلمتني قبل وفاته لأعلمتك كيف كانت تكون حاله قال قلت هو والله كان أبصر
منك وأعرف بك إذ أخذ علي في أمرك ما أخذ ثم أمسك متعجبا
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قال ثنا وأبو النجم بدر بن
عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب (1) أخبرني عبيد الله بن أبي (2) الفتح أنا محمد بن
العباس الخزاز نا محمد بن خلف بن المرزبان المحولي حدثني إسحاق بن محمد
بن أبان قال كنت قاعدا مع دعبل بن علي بالبصرة وعلى رأسه غلام يقال له نفنف فمر به
أعرابي يرفل في ثياب خز فقال لغلامه ادع هذا الأعرابي إلينا فأومأ الغلام إليه فجاء
فقال له دعبل ممن الرجل فقال رجل من بني كلاب قال من أي بني كلاب قال من ولد أبي بكر قال
أتعرف الذي يقول (3)
* ونبئت كلبا من كلاب يسبني * ومحض كلاب يقطع الصلوات
فإن أنا لم أعلم كلابا بأنها * كلاب وأني باسل النقمات

(1) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 383 والأغاني 20 / 142 - 143 وبغية الطلب 7 / 3499 - 3500.
(2) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(3) ديوان دعبل ص 154 وتاريخ بغداد وبغية الطلب.
271

فكان إذا من قيس عيلان والدي * وكانت إذا أمي من الحبطات * (1)
يعني بني تميم وهم أعدى الناس لليمن قال أبو يعقوب وهذا الشعر لدعبل في
عمرو بن عاصم الكلابي فقال له الأعرابي ممن أنت فكره أن يقول له من خزاعة
فقال أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم الشاعر
* أناس علي الخير منهم وجعفر * وحمزة والسجاد ذو الثفنات
إذا افتخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والقرآن والسورات * (2)
وهذا الشعر أيضا له قال فوثب الأعرابي وهو يقول محمد وجبريل والقرآن
والسورات ما إلى هؤلاء مرتقى ما إلى هؤلاء مرتقى
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو الحسن محمد بن جعفر النهدي بالكوفة أنا أبو بكر
الصولي أخبرني أبو عبد الله الآلوسي أخبرني أبو محمد الخزاعي المكي صاحب
كتاب مكة عن الأزرقي قال بلغ دعبلا أن أبا تمام قد هجاه عند قوله قصيدته التي رد
فيها على الكميت وهي
أفيقي من ملامك يا ظعينا * كفاك الشيب مر الأربعينا (3)
فقال أبو تمام (4) * نقضنا للحطيئة ألف بيت * فذاك الحي يغلب ألف ميت
كذلك دعبل يرجوا شفاها * وحمقا أن ينال مدى الكميت
إذا ما ألحي ناقض حثو رمس * فذلكم ابن فاعلة بزيت *
فقال دعبل (5)

(1) الحبطات هم أولاد الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم، سمي بالحبط كسبب، لأنه أكل شيئا فورم بطنه
فأصابه منه مثل الحبط.
(2) البيتان ليسا في ديوانه، وهما في المصدر السابقة.
(3) ديوان دعبل ص 291 وفيه: كفاك اللوم.
(4) لم أجد الأبيات في ديوانه ط بيروت، وهي في الأغاني 20 / 123 منسوبة لأبي سعد المخزومي قالها في
دعبل باختلاف واضح.
(5) الأبيات في ديوانه ص 355 قالها: " في هجاء الخاركي البصري أو أبي تمام " وهي في الأغاني 20 / 130
باختلاف، هجا الخاركي النصري.
272

* يا (1) عجبا من شاعر مفلق * آباؤه في طيئ تنمي
أتيته يشتم من جهله * أمي (2) وما أصبح من همي
فقلت لكن (3) خبذا أمه * طاهرة زاكية علمي
كذبت والله على أمه * ككذبه أيضا على أمي *
قال أنا الصولي وقد رويت الأبيات الثانية لأبي سعد المخزومي ورويت أيضا
لغير دعبل في أبي تمام
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي أنبأ أبو بكر الخطيب أنا أبو
علي المقرئ أنا محمد بن جعفر التميمي أنشدنا أبو علي المنصوري لدعبل بن
علي
* قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم * واستوثقوا من لزوم الباب والدار
لا يقبس الجار منهم فضل نارهم * ولا تكف يد عن حرمة الجار *
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنا أبو البركات بن طاوس أنا
علي بن المحسن التنوخي أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا أبو بكر محمد بن خلف بن
المرزبان إجازة قال أنشد لدعبل بن علي الخزاعي (4) * عدو راح في ثوب الصديق * شريك في الصبوح وفي الغبوق
له وجهان ظاهره ابن عم * وباطنه ابن زانية (5) عتيق
يسرك مقبلا ويسوءك غيبا * كذلك يكون أولاد الطريق *
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي أنا أبو بكر الخطيب (6)
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أنا محمد بن العباس أنا محمد بن خلف بن

(1) رواية الديوان والأغاني.
وشاعر عرض لي نفسه * لخارك آباؤه تنمي
(2) الديوان: يشتم عرضي عند ذكري وما أمسى.
(3) الديوان والأغاني:
لا بل حبذا أمه * خيرة طاهرة علمي
(4) ديوانه ص 347 وبغية الطلب 7 / 3527.
(5) الأصل: " وابنه " والمثبت عن الديوان.
(6) تاريخ بغداد 8 / 385 وبغية الطلب 7 / 3525.
273

المرزبان أخبرني أحمد بن منصور قال أهدى بعض العمال إلى دعبل بن علي برذونا
فوجده زمنا فرده وكتب إليه (1)
* وأهديته زمنا فانيا * فلا للركوب ولا للثمن (2)
حملت على زمن شاعرا (3) * فسوف تكافأ بشعر زمن *
وقال محمد بن خلف أخبرني عبد الرحمن بن حبيب قال قدم صديق لدعبل
من الحج فوعده أن يهدي له نعلا فأبطأت عليه فكتب إليه (4)
* وعدت النعل ثم صدفت عنها * كأنها تبتغي شتما وقذفا
فإن لم تهد لي نعلا فكنها * إذا أعجمت بعد النون حرفا *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله
قالا أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الخطيب أنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن جعفر الجائع أنا سليمان بن أحمد الطبراني أنشدنا أبو العباس
المبرد أنشدنا دعبل لنفسه [* * * *]
وأخبرنا أبو السعادات المتوكلي أنا أبو بكر أحمد بن علي
أنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ أنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي الكوفي
أنشدنا أبو بكر الصولي لدعبل بن علي الخزاعي (5) * رأيت أبا عمران يبذل عرضه * وخبز أبي عمران في أحرز الحرز
يحن إلى جاراته بعد شبعه (6) * وجاراته غرثى تحن إلى الخبز *
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي وحدثنا عمي رحمه الله لفظا أنا أبو
طالب الزينبي قراءة أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري أنا أبو

(1) البيتان في ديوانه ص 305 وتاريخ بغداد، والأغاني 20 / 133 كتبهما إلى عبد الرحمن بن خاقان، وبغية
الطلب 7 / 3525.
(2) الأصل: " للتمني " والمثبت عن المصادر السابقة.
(3) الأغاني: ظالع.. بشكر زمن.
(4) البيتان في ديوانه ص 238 وتاريخ بغداد وبغية الطلب.
(5) البيتان في ديوانه ص 210 والكامل للمبرد ص 1071.
(6) الأصل: " سبعه " والمثبت عن الديوان.
274

عمر بن حيوية الخزاز نا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان قال قال الحارث
يعني ابن أبي أسامة وأنشدني يعني محمد بن يحيى لدعبل يعني ابن علي (1)
شهدت الزطاطي (2) في مجلس * وقد كان عندي بغيضا مقيتا
فقال اقترح بعض ما تشتهي * فقلت اقترحت عليك السكوتا *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش فيما قرأ على إسناده وناولني
إياه وقال أروه عني أنبأ محمد بن الحسن أنبأ أبو الفرج المعافا بن زكريا
القاضي (3) نا محمد بن يحيى حدثني عون بن محمد قال لما هجا دعبل
المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي فقال (4)
اضرب ندى طلحة الطلحات متئدا * ببخل (5) مطلب فينا وكن حكما
تخرج خزاعة من لؤم ومن كرم * فلا تعدلها لؤما ولا كرما *
ويروي تسلم خزاعة فدعاه بعد ذلك المطلب فلما دخل عليه قال والله
لأقتلنك لهجائك لي فقال له فأشبعني إذا ولا تقتلني جائعا فقال قبحك الله هذا
أهجا من الأول ثم وصله فحلف أنه يمدحه ما عاش فقال فيه (6)
سألت الندى لا عدمت الندى * وقد كان منا زمانا عزب
فقلت له طال عهد اللقاء * فهل غبت بالله أم لم تغب *
* فقال بلى لم أزل غائبا * ولكن قدمت مع المطلب *
قال القاضي وفي هذا الخبر ما دل على (7) دهاء دعبل ولطف حيلته وأنبأ عن
ذكاء المطلب ودقة فطنته وقد روي مثل هذا عن معن بن زائدة وأتي بجماعة قد عاثوا
في عمله فأمر بقتلهم فقال له أحدهم أعيذك بالله أن تقتلنا عطاشا فأمر بإحضار ماء

(1) ديوانه ص 327 وانظر تخريجهما فيه.
(2) الديوان: الرقاشي.
(3) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 4 154 - 155 ونقله عن المعافى ابن العديم في بغية الطلب
7 / 3523 - 3524 وكتب محققه بالهامش أنه " ليس في المطبوع من الجليس الصالح ".
(4) البيتان في مصدري الخبر، وفي الأغاني 20 / 152 و 161 وديوانه ص 278.
(5) الديوان والأغاني: بلؤم.
(6) الأبيات في ديوانه ص 121 وبغية الطلب 7 / 3524.
(7) زيادة عن الجليس الصالح.
275

يسقونهم فأحضر فلما شربوا قال أيها الأمير لا تقتل أضيافك فقال أولى لك وأمر
بتخليتهم
قال وأنا المعافا نا محمد بن يحيى الصولي نا عون أنشدني دعبل لنفسه يرثي
المطلب (1)
* مات الثلاثة لما مات مطلب * مات الحياء ومات الرعب والرهب
لله أربعة قد ضمها كفن * أضحى يعزى بها الإسلام والعرب
يا يوم مطلب أصحبت أعيينا * دمعا يدوم لها ما دامت الحقب
هذي خدود بني قحطان قد لصقت * بالترب منذ استوى من فوقك الترب *
قال القاضي قول دعبل في شعره في الخبر المتقدم اضرب ندى طلحة
الطلحات أسكن اللام في قوله الطلحات للضرورة وحقها التحريك والعرب تقول
طلحة الطلحات وحمزة وحمزات وتمرة وتمرات وجمرة وجمرات ومثله الركعات
والسجدات بفتح عين الفعل من فعلات في الأسماء من هذا الباب ما لم تكن العين واوا
أو ياء أو ألفا وقد أسكن الراجز العين من الاسم في الباب الذي وصفت فقال
* على (2) صروف الدهر أودلاتها * تديلنا اللمة من لماتها
فتستريح النفس من زفراتها
بعث إلي أبو الغيث منقذ بن مرشد بن علي بن المقلد كتابا كان لأبيه أبي سلامة
جمعة أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المضري في التواريخ
فكان فيه سنة عشرين ومائتين فيها قتل المعتصم بالله دعبل بن علي الخزاعي لهجائه له
وكان قد استجار بغير الرشيد بطوس فلم يجره كذا ذكر هذا المعري ولا أدري عمن أخذ
ذلك والصحيح في هلاكه غير ذلك
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (3) أنا بشرى بن عبد الله الرومي نا عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل حدثني

(1) ديوانه ص 320 وبغية الطلب 7 / 3524.
(2) الجليس الصالح: عل.
(3) تاريخ بغداد 8 / 385.
276

محمد بن القاسم المعروف بابن أخي السوس قال قال أبو القاسم إسماعيل بن علي
الخزاعي ولد دعبل سنة ثمان وأربعين ومائة ومات سنة ست وأربعين ومائتين
بالطيب (1) فعاش سبعا وتسعين سنة وشهورا من سنة ثمان ويكنى أبا علي واسمه
عبد الرحمن بن علي وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال
دالا
وبلغني أن سبب وفاته أنه هجا مالك بن طوق التغلبي فبعث إليه رجلا ضمن له
عشرة آلاف درهم وأعطاه سما فلم يزل يطلبه حتى وجده قد نزل في قرية بنواحي
السوس (2) فاغتاله في وقت من الأوقاف بعد صلاة العتمة فضرب ظهر قدمه بعكازة لها
زج مسموم فمات من غد ودفن بتلك القرية وقيل بل حمل إلى السوس فدفن بها (3)
2084 دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن
أبو محمد السختياني (4) الفقيه الثقة نزيل بغداد (5)
سمع بدمشق أبا (6) الحسن بن جوصا وبمكة علي بن عبد العزيز البغوي
وبخراسان محمد بن إبراهيم البوشنجي (7) وجعفر بن محمد بن الحسين النرك
ومحمد بن عمرو الحرسي كشمرد (8) وأبا بكر بن خزيمة ومحمد بن إسحاق بن
راهويه وعبد الله بن محمد بن شيرويه (9) والحسن بن سفيان وأبا العباس
أحمد بن خالد الدامغاني وأحمد بن محمد بن مهدي الهروي وبالري علي بن
الحسين بن الجنيد ومحمد بن أيوب وبالعراق العباس بن الفضل الأسفاطي (10)

(1) بلدة بين واسط وخوزستان (ياقوت).
(2) بلدة بخوزستان (ياقوت).
(3) بغية الطلب 7 / 3530.
(4) في مصادر ترجمته: السجستاني.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 387 تذكرة الحفاظ 3 / 881 بغية الطلب 7 / 3531 الوافي بالوفيات 14 / 17
سير الاعلام 16 / 30 وبالحاشية فيهما ثبت بأسماء أخرى ترجمت له.
(6) بالأصل: أنا.
(7) بالأصل: البوسنجي، بالسين المهملة، خطأ.
(8) سير الاعلام: قشمرد.
(9) الأصل: سيرويه، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(10) بالأصل: الاسقاطي، بالقاف، والمثبت عن تاريخ بغداد وسير الاعلام وم.
277

وهشام بن علي السدوسي وعبد العزيز بن معاوية وأبا المثنى الحسن بن مثنى بن
معاذ العنبري وأحمد بن علي الأبار وبشر بن موسى وعبد الله بن أحمد بن حنبل
ومحمد بن سليمان بن الحارث الواسطي وابنه محمد بن محمد بن سليمان
ويوسف بن يعقوب القاضي وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ومحمد بن
غالب بن حرب التمتام وموسى بن هارون الحمال (1) وعبد الله بن أحمد بن الحسن
الحراني وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وجعفر بن محمد بن الحسن
الفريابي وأحمد بن إبراهيم بن ملحان وأبوي بكر بن أبي داود وعبد الله بن
محمد بن إياد وأبا القاسم البغوي وخلقا غيرهم
روى عنه أبو عمر بن حيوية وأبو الحسن الدارقطني والحاكم أبو عبد الله
الحافظ وأبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبو
الحسين بن جميع الصيداوي وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي وأبو محمد
الحسن بن إسماعيل الضراب وأبو عبد الله أحمد بن عمر بن محمد الحيري وأبو
علي بن شاذان ومحمد بن أحمد بن روق البزار وأبو الحسين بن الفضل القطان
وعلي وعبد الملك ابنا بشران وعلي بن أحمد الرزاز وأحمد بن علي البادا
(2) وغيرهم
كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف المقرئ وأخبرني أبو
طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو عنه أنبأ أبو الحسن بن الحمامي أنبأ
دعلج بن أحمد بن دعلج نا موسى بن إبراهيم وأنا سألته نا الحارث بن عبد الله
الهمذاني بهمذان (3) نا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه
قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه الخمس [* * * *]
قال أبو محمد دعلج حدثناه عبد الله بن علي بن الجارود نا محمد بن
إسحاق بن خزيمة حدثني موسى بن هارون قال الجارودي ثم لقيت موسى بن
هارون فحدثني به

(1) الحمال بالمهملة كما في تقريب التهذيب، وفي بغية الطلب: الجمال.
(2) في سير الاعلام: البادي.
(3) بالأصل: الهمداني، بهمدان، بإهمال الدال في اللفظتين.
278

قال أبو محمد دعلج وحدثناه ابن خزيمة قال حدثني موسى بن هارون قال
أبو محمد ثم لقيت موسى بن هارون فحدثني به
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنا أبو الحسن الدارقطني قال سمعت دعلج بن أحمد يقول دخلت دمشق
وكتب لي عن ابن جوصا جزء
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنبأ عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال أنا أبو سعيد بن يونس
دعلج بن أحمد بن دعلج يكنى أبا محمد سجستاني سكن بغداد وقدم منها إلى مصر
وحدث بها عن أهل خراسان وعن أهل بغداد وكان ثقة (1)
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال دعلج بن أحمد بن دعلج الفقيه أبو محمد السجزي شيخ أهل الحديث في عصره
له صدقات جارية على أهل الحديث بمكة وبغداد وسجستان وكان أول رحلة له إلى
نيسابور ثم انصرف مرة أخرى بعد دخوله العراق إلى نيسابور فسمع المصنفات من أبي
بكر بن خزيمة وكان يفتي على مذهبه سمعته يقول ذلك ثم إنه سكن مكة وجاور بها
ثم انتقل إلى بغداد (2)
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب قال (3) دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن أبو محمد السجستاني
المعدل سمع الحديث ببلاد خراسان وبالري وحلوان وبغداد والبصرة
والكوفة ومكة وكان من ذوي اليسار والأحوال وأحد المشهورين بالبر والإفضال
وله صدقات جارية ووقوف محبسة على أهل الحديث ببغداد وبمكة وسجستان
وكان جاور بمكة زمانا ثم سكن بغداد واستوطنها وحدث بها عن محمد بن عمرو
الحرشي ومحمد بن النضر الجارودي وجعفر بن محمد الترك وعبد الله بن شيرويه

(1) انظر سير الاعلام 16 / 31.
(2) المصدر نفسه.
(3) تاريخ بغداد 8 / 387.
279

النيسابوريين وعن عثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني (1)
الهرويين (2) وعن محمد بن إبراهيم البوشنجي (3) والحسن بن سفيان النسوي
ومحمد بن أيوب وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازيين وإبراهيم بن زهير الحلواني
ومحمد بن رمح البزاز ومحمد بن أحمد بن البراء العبدي وأحمد بن القاسم بن
المساور ومحمد بن شاذان الجوهريين ومحمد بن سليمان الباغندي ومحمد بن
غالب التمتام وبشر بن موسى الأسدي وعلي بن الحسن بن بنان (4) الباقلاني
وإسحاق بن الحسن الجرمي (5) وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن علي الأبار
وموسى بن هارون الحافظ ومعاذ بن المثنى العنبري وأبي مسلم الكجي
وعبيد الله بن موسى الإصطخري ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز البصري
وعباس بن الفضل الأسفاطي (6) وعبد العزيز بن معاوية القرشي وأحمد بن موسى
الحمار (7) الكوفي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وعلي بن عبد العزيز البغوي
ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي وخلق كثير سوى هؤلاء روى عنه أبو عمر بن
حيوية وأبو الحسن الدارقطني وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن
الفضل وعلي وعبد الملك ابنا بشران وعلي بن أحمد الرزاز وأحمد بن علي البادا
وأحمد بن عبد الله بن المحاملي وغيلان بن محمد السمسار وأبو علي بن شاذان
وغيرهم وكان ثقة ثبتا قبل الحكام شهادته وأثبتوا عدالته وجمع له المسند وحديث
شعبة ومالك وغير ذلك وبلغني أنه بعث بكتابه المسند إلى أبي العباس بن عقدة لينظر
فيه وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارا وكان أبو الحسن الدارقطني هو الناظر في
أصوله والمصنف له كتبه فحدثني القاضي أبو العلاء الواسطي عن الدارقطني قال
صنفت لدعلج المسند الكبير فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ولم أر في مشايخنا

(1) هذه النسبة إلى جكان بالفتح ثم التشديد محلة على باب مدينة هراة (ياقوت، ذكره ممن انتسب إليها
وترجم له).
(2) في تاريخ بغداد: القزويني.
(3) الأصل وتاريخ بغداد " البوسنجي " بالسين المهملة خطأ.
(4) عن تاريخ بغداد، وإعجامها غير وضاح بالأصل وتقرأ " يبان " أو " بيان ".
(5) تاريخ بغداد: الحربي.
(6) عن تاريخ بغداد، وبالأصل " الاسقاطي " بالقاف.
(7) الحمار هذه النسبة إلى بيع الحمير (انظر اللباب).
280

أثبت منه قال لي أبو العلاء وقال عمر بن جعفر البصري ما رأيت ببغداد ممن
انتخبت عليهم أصح كتبا ولا أحسن سماعا من دعلج بن أحمد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي قال كتب إلي أبو ذر
عبد بن (1) أحمد وحدثني عبد الغفار بن عبد الواحد عنه قال سمعت علي بن
عمر وذكر حكاية عن دعلج ثم قال كان أبو محمد قليل الهزو سمعت أن معز الدولة
استرجع من غلامه جاشتبكين وأشهد عليه العدول وهو من وراء الستر فشهدوا فلما
شهد الناس قالوا لدعلج اشهد قال أين المشهود عليه لعله مقيد لعله مكره أبرزوه
لي حتى أراه وكان خلف الستر فقال معز الدولة ما كان فيهم مسلم غيره
قال أبو ذر وسمعت أن أول مال أخذه معز الدولة من المواريث مال دعلج خلف
ثلاثمائة ألف مثقال ذهبا فقال معز الدولة دغرا (2) ما أريده فقالوا إنه كثير فأخذه (3)
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت علي بن عمر الحافظ يقول صنفت لدعلج المسند الكبير فكان إذا شك في
حديث ضرب عليه ولم أر في مشايخنا أثبت منه
قال وسمعت عمر بن جعفر البصري يقول ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم
أصح كتبا ولا أحسن سماعا من دعلج بن أحمد (4)
أنبأ أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنبأ أبو عبد الرحمن
السلمي قال وسألته يعني الدارقطني عن دعلج بن أحمد فقال الثقة المأمون
ملازم أصوله وكتبه (5)
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
قال سئل أبو الحسن الدارقطني عن دعلج بن أحمد فقال كان ثقة مأمونا وذكر له
قصة في أمانته وفضله ونبله (6)

(1) زيادة لازمة.
(2) بالأصل: " مزدغراما " والمثبت عن بغية الطلب، وبهامشه كتب محققه: الدغر: الاقتحام من غير تثبت.
(3) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 7 / 3533 - 3534.
(4) سير الاعلام 16 / 32 وبغية الطلب 7 / 3533.
(5) بغية الطلب 7 / 3533.
(6) المصدر نفسه.
281

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد قال حدثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله قال أنا
أبو بكر الخطيب (1) حدثني أبو القاسم الأزهري عن أبي عمر محمد بن العباس بن
حيوية قال أدخلني دعلج إلى داره وأراني بدرا من المال معبأة في منزله وقال لي يا
أبا عمر خذ من هذه ما شئت فشكرت له وقلت أنا في كفاية وغنى عنها فلا حاجة لي
فيها
قال الخطيب (2) وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عن دعلج أنه سئل عن
سبب مفارقته مكة بعد أن سكنها فقال خرجت ليلة من المسجد فتقدم ثلاثة من
الأعراب فقالوا أخ لك من أهل خراسان قتل أخانا فنحن نقتلك به فقلت اتقوا الله
فإن خراسان ليست بمدينة واحدة فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلوا عني
فكان هذا سبب انتقالي إلى بغداد وكان يقول ليس في الدنيا مثل داري وذلك أنه ليس
في الدنيا مثل بغداد ولا ببغداد مثل القطيعة ولا في القطيعة مثل درب أبي خلف
وليس في الدرب مثل داري
قال (3) وحدثني أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله الحداد وكان من أهل الدين
والقرآن والصلاح عن شيخ سماه فذهب عني حفظ اسمه قال حضرت يوم جمعة
مسجد الجامع بمدينة المنصور فرأيت رجلا بين يدي في الصف حسن الوقار ظاهر (4)
الخشوع دائم الصلاة لم يزل يتنفل مذ دخل المسجد إلى قرب قيام الصلاة قال ثم
جلس قال فغلبني هيبته ودخل قلبي محبته ثم أقيمت الصلاة فلم يصل مع الناس
الجمعة فكبر علي ذلك من أمره وتعجبت من حاله وغاظني فعله فلما قضيت
الصلاة تقدمت إليه وقلت له أيها الرجل ما رأيت أعجب من أمرك أطلت النافلة
وأحسنتها وتركت الفريضة وضيعتها فقال يا هذا إن لي عذرا ولي علة منعتني عن
الصلاة قلت وما هي قال أنا رجل علي دين اختفيت في منزلي مدة بسببه ثم
حضرت اليوم الجامع للصلاة فقبل أن تقام التفت فرأيت صاحبي الذي له الدين علي
ورائي فمن خوفه أحدثت في ثيابي فهذا خبري فأسألك بالله إلا سترت علي وكتمت

(1) تاريخ بغداد 8 / 388 - 389.
(2) المصدر نفسه ص 389 ونقله عن الخطيب الذهبي في سير الاعلام 6 / 32.
(3) المصدر نفسه.
(4) عن م وتاريخ بغداد وبالأصل " طاهر ".
282

أمري قال فقلت ومن الذي له عليك الدين قال دعلج بن أحمد قال وكان إلى
جانبه صاحب لدعلج قد صلى وهو لا يعرفه فسمع هذا القول ومضى في الوقت إلى
دعلج فذكر له القصة فقال له دعلج امض إلى الرجل واحمله إلى الحمام واطرح
عليه خلعة من ثيابي وأجلسه في منزلي حتى انصرف من الجامع ففعل الرجل ذلك
فلما انصرف دعلج إلى منزله أمر بالطعام فأحضر وأكل هو والرجل ثم أخرج حسابه فنظر
فيه وإذا له عليه عليه خمسة آلاف درهم فقال له انظر لا يكون عليك في الحساب
غلط أو نسي لك نقد فقال الرجل لا فضرب دعلج على حسابه وكتب تحته علامه
الوفاء ثم أحضر الميزان ووزن خمسة آلاف درهم وقال له أما الحساب الأول فقد
حللناك مما بيننا وبينك فيه وأسألك أن تقبل هذه الخمسة آلاف الدرهم وتجعلنا في حل
من الروعة التي دخلت قلبك برؤيتك إيانا في مسجد الجامع أو كما قال
قال (1) وحدثني أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري حدثني أبو
الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي
عشرة آلاف دينار ليتيم فضاقت يده وامتدت إليها فأنفقها فلما بلغ الغلام مبلغ الرجال
أمر السلطان بفك الحجرة عليه وتسليم ماله إليه وتقدم إلى ابن أبي موسى يحمل
المال ليسلم إلى الغلام قال ابن أبي موسى فلما تقدم إلي بذلك ضاقت علي الأرض
بما رحبت وتحيرت في أمري لا أعلم من أي وجه أغرم المال فبكرت من داري
وركبت بغلتي وقصدت الكرخ لا أعلم أين أتوجه فانتهت بي البغلة إلى درب
السلولي ووقفت بي على باب مسجد دعلج بن أحمد فثنيت رجلي ودخلت المسجد
فصليت خلفه صلاة الفجر فلما سلم انفتل إلي ورحب بي وقام وقمت معه ودخل إلى
داره فلما جلسنا جاءته الجارية بمائدة لطيفة وعليها هريسة فقال يأكل الشريف
فأكلت وأنا لا أحصل أمري فلما رأى تقصيري قال أراك منقبضا فما الخبر
فقصصت عليه القصة وأنني أنفقت المال فقال كل فإن حاجتك تقضى ثم أحضر
حلواء فأكلنا فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا قال يا جارية افتحي ذلك الباب فإذا خزانة
مملوءة زبلا (2) مجلدة فأخرج إلي بعضها وفتحها إلى أن أخرج النقد الذي كانت الدنانير

(1) المصدر نفسه ص 390.
(2) الزبل جمع زبيل، كأمير، القفة أو الجراب أو الوعاء (القاموس).
283

منه واستدعى الغلام والتخت (1) والطيار (2) فوزن عشرة آلاف دينار وبدرها وقال
يأخذ الشريف هذه فقلت يثبتها الشيخ علي فقال أفعل وقمت وقد كاد عقلي يطير
فرحا فركبت بغلتي وتركت الكيس على القربوس (3) وغطيته بطيلساني وعدت إلى
داري وانحدرت إلى دار السلطان بقلب قوي وجنان ثابت فقلت ما أظن إلا أنه قد استشعر في أني قد
أكلت مال اليتيم واستبددت (4) به والمال فقد أخرجته فأحضر
قاضي القضاة والشهود والنقباء وولاة العهود وأحضر الغلام وفك حجره وسلم المال
إليه وعظم الشكر لي والثناء عليه فلما عدت إلى منزلي استدعاني أحد الأمراء من أولاد
الخليفة وكان عظيم الحال فقال قد رغبت في معاملتك وتضمينك أملاكي ببادوريا (5)
ونهر الملك (6) فضمنت ذلك بما تقرر بيني وبينه من المال وجاءت السنة ووفيته
وحصل في يدي من الربح ماله قدر كثير (7) وكان ضماني لهذه الضياع ثلاث سنين فلما
مضت حسبت حسابي وقد تحصل في يدي ثلاثون ألف دينار فعزلت عوض العشرة
آلاف التي أخذتها من دعلج وحملتها إليه وصليت معه الغداة فلما انفتل من صلاته
ورآني نهض معي إلى داره (8) وقدم المائدة والهريسة فأكلت بجأش ثابت وقلب طيب
فلما قضينا الأكل قال لي خبرك (9) وحالك فقلت بفضل الله وبفضلك قد أفدت بما
فعلته معي ثلاثين ألف دينار وهذه منها عشرة آلاف دينار عوض الدنانير التي أخذتها
منك فقال يا سبحان الله والله ما خرجت الدنانير عن يدي ونويت آخذ عوضها حل
بها الصبيان فقلت له أيها الشيخ إيش هذا المال حتى يهب لي عشرة آلاف دينار فقال
نشأت وحفظت القرآن وسمعت الحديث وكنت أتبزز فوافاني رجل من تجار البحر
فقال لي أنت دعلج بن أحمد فقلت نعم فقال قد رغبت في تسليم مالي إليك

(1) التخت: الكرسي أو المقعد.
(2) الطيار: ميزان الدراهم.
(3) القربوس: حنو السرج، قال الأزهري: وللسرج قربوسان، (انظر اللسان).
(4) تاريخ بغداد: واستلذذت.
(5) بادوريا: ناحية من كورة الاستان بالجانب الغربي من بغداد (ياقوت).
(6) نهر الملك: كورة واسعة ببغداد، بعد نهر عيسى، يقال إنه يشتمل على ثلاث مئة وستين قرية (ياقوت).
(7) تاريخ بغداد: كبير.
(8) بالأصل: ذكره، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(9) الأصل: " أخبر " والمثبت عن تاريخ بغداد.
284

لتتجر به فما سهل الله من فائدة كانت بيننا وما كان من جائحة كانت في أصل مالي
وسلم إلي بارنامجات بألف ألف درهم وقال لي ابسط يدك ولا تعلم موضعا ينفق فيه
هذا المتاع إلا حملته إليه واستبنت فيه الكفاءة ولم يزل يتردد إلي سنة بعد سنة يحمل
إلي مثل هذا والبضاعة تنمي فلما كان في آخر سنة اجتمعنا فيها قال لي أنا كثير
الأسفار في البحر فإن قضى الله علي بما قضاه على خلقه فهذا المال لك على أن تصدق
منه وتبني المساجد وتفعل الخير فأنا أفعل مثل هذا وقد ثمر الله المال في يدي
فأسألك أن تطوي هذا الحديث أيام حياتي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ نا
محمد بن الحسين القطان قال توفي دعلج بن أحمد في سنة إحدى وخمسين
وثلاثمائة
وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي (1) أنا أبو بكر الخطيب
قال (2) أنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان والحسن بن أبي بكر بن شاذان
قالا توفي دعلج بن أحمد يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت وقال ابن شاذان
لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره نصر (3) بن القشيري عن أبي بكر البيهقي أنا
أبو عبد الله الحافظ قال توفي أبو محمد دعلج بن أحمد ببغداد في عشر ذي الحجة
من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وهو ابن أربع أو خمس وتسعين سنة وكان السلطان
بها لا يتعرض للتركات ثم لم يصبروا عن أموال دعلج إذ لم يكن في الدنيا على ما يقال
أيسر منه من التجار فقبضوا على أمواله إلا الأوقاف

(1) الأصل: " السنجي " وبدون نقط في م والصواب ما أثبت. وقد مر.
(2) تاريخ بغداد 8 / 392.
(3) كذا، ثمة سقط في السند وهو شديد الاضطراب في م.
285

" ذكر من اسمه (1) دغفل "
2085 دغفل بن حنظلة بن زيد (2) بن عبدة بن عبد الله
ابن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة
ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب
ابن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة
السدوسي الذهلي الشيباني النسابة (3)
يقال إن له صحبة ويقال لا صحبة له
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه الحسن البصري ومحمد بن سيرين وعبد الله بن بريدة وسعيد بن
أبي الحسن
واستقدمه معاوية فقدم عليه وأمره أن يعلم ابنه يزيد
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان
الفقيه [* * * *]
وأخبرتنا أم المجتبا قالت قرأ على إبراهيم بن منصور أنا محمد بن
إبراهيم بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو هشام زاد ابن المقرئ الرفاعي نا

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) أسد الغابة: يزيد.
(3) ترجمته في الاستيعاب 1 / 477 هامش الإصابة، أسد الغابة 2 / 8 الإصابة 1 / 475 تهذيب التهذيب
2 / 125 ميزان الاعتدال 2 / 27 الوافي بالوفيات 14 / 18.
286

معاذ بن هشام حدثني وفي حديث ابن حمدان نا أبي عن وفي حديث ابن حمدان
نا قتادة عن الحسن عن دغفل أن النبي (صلى الله عليه وسلم) توفي وهو ابن خمس وستين
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأ علي بن الحسن الفقيه
أنا أبو محمد بن النحاس نا أبو سعيد بن الأعرابي نا أبو سعيد عبد الرحمن بن
محمد بن منصور الحارثي [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة [* * * *]
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد أنا عبد الرحمن بن أبي عبد الله
أنبأ أبي أنا إسماعيل بن محمد البغدادي وأحمد بن محمد بن زياد وعبد الله بن
عبد الرحمن بن حماد العسكري قالوا حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور نا
معاذ بن هشام نا أبي عن قتادة عن الحسن عن دغفل قال كان على النصارى صوم
شهر رمضان فمرض ملك منهم فقال لئن شفاه الله ليزيدن عشرة أيام ثم كان ملكا بعده
فأكل لحما فوجع فاه فقال لئن شفاه الله ليزيدن سبعة أيام ثم كان ملكا بعده فقال ما
ندع (1) هذه الثلاثة أيام أن نتمها (2) ونجعل صومنا في الربيع ففعل فكانت خمسين يوما
واللفظ لابن مندة رواه إسحاق بن راهويه عن معاذ بن هشام بهذا الإسناد ورفعه (3)
إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخرجه البخاري في تاريخه عن إسحاق مرفوعا
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي أنا محمد بن عبيد أنا محمد بن
الحسين أنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا الفضل بن غانم نا سلمة
عن أبي إسحاق قال بنو عمرو رهط دغفل العلامة من ولد عليا بن شيبان بن ذهل بن
ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل
أحمد بن الحسن [* * * *]

(1) مهملة بالأصل، والمثبت عن أسد الغابة وفي م: يدع.
(2) الأصل: " تتمها " والمثبت عن ميزان الاعتدال، وفي أسد الغابة: نزيدها وفي م: يتمها.
(3) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة مرفوعا 2 / 8.
287

وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر قالا أنا محمد بن الحسن بن
أحمد نا محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط
قال (1) في ذكر التابعين من أهل البصرة من بني سدوس بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن
صعب بن علي دغفل بن حنظلة بن زيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن
شيبان بن ذهل بن ثعلبة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (2) أنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال قلت لأحمد بن
حنبل دغفل بن حنظلة له صحبة قال ما أعرفه قال أبو محمد يعني لا يعرف له
صحبة أم لا
أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو القاسم إسماعيل بن محمد قالا أنا أبو
الحسين الصيرفي أنا أبو إسحاق البرمكي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله أنا أبو حفص
الجوهري نا أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل قال
قد سمعت منه يعني معاذ بن هشام حديث دغفل بن حنظلة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قبض وهو
ابن خمس وستين قلت لأبي عبد الله دغفل بن حنظلة له صحبة فقال لا من أين له
صحبة هذا كان صاحب نسب قيل لأبي عبد الله روي عنه غير هذا الحديث فقال
نعم حديث آخر يرويه أبان العطار كان على النصارى صوم قال أبو عبد الله لا
أعلمه روي عن دغفل غيرهما (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء (4) الواسطي
نا محمد بن أحمد البابسيري أنا..... (5)
أخبرنا أبو العز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 340 رقم 1585.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 441.
(3) انظر الإصابة 1 / 475 وتهذيب التهذيب 2 / 125.
(4) بياض بالأصل، ولعل الصواب ما استدركناه قياسا إلى سند مماثل وتقرأ في م: أبو الهلال.
(5) بياض بالأصل قدره أرباع السطر وفي م بياض بمقدار كلمتين.
288

محمد بن أحمد أنا محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس (1) قال
دغفل بن حنظلة وليس بصحيح أنه سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قبض وهو
ابن خمس وستين وكان علامة (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن نا أبو
الحسين بن بشران نا عثمان بن أحمد نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن
المديني والذين روى عنهم الحسن من المجهولين فذكرهم وذكر منهم دغفل بن
حنظلة (3)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن الحمامي نا
إبراهيم بن أحمد بن الحسن نا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب
القومسي يقول ودغفل بن حنظلة يقال إنه رأى النبي (4) (صلى الله عليه وسلم) وقال نوح في موضع آخر
في تسمية أهل البصرة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ممن روى عنه دغفل السدوسي وهو الذي
يقال له النسابة (5)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال
في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة دغفل بن حنظلة السدوسي لم يسمع من
النبي (صلى الله عليه وسلم) وفد على معاوية (6)
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرأ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا
محمد بن سعد قال (7) في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة دغفل بن حنظلة

(1) الأصل: القلاس وفي م: العلانين.
(2) انظر تهذيب التهذيب 2 / 125.
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه.
(5) تهذيب التهذيب 2 / 125.
(6) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(7) طبقات ابن سعد 7 / 140.
289

السدوسي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يسمع منه شيئا ووفد على معاوية بن أبي سفيان وكان له
علم ورواية للنسب وعلم به
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد
ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل قال (1) دغفل بن حنظلة النساب هو السدوسي الذهلي الشيباني (2)
ولا يتابع عليه يعني حديث الصوم ولا يعرف سماع الحسن من دغفل ولا يعرف
لدغفل إدراك النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأ محمد بن الحسن بن محمد نا
أحمد بن الحسين النهاوندي
أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل قال وإن لم
يصح لدغفل إدراك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا يعرف سماع الحسن من دغفل
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي أنبأ أبو بكر أحمد بن
عبيد أنا محمد بن الحسين الزعفراني نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا موسى بن
إسماعيل نا أبو هلال عن محمد بن سيرين قال كان دغفل رجلا عالما ولكن
اعتلته (3) النسبة وقال أبو بكر بلغني أن دغفل لم يسمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق وأبو الحسين
المبارك بن عبد الجبار قالا أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري نا أبو بكر
محمد بن إبراهيم الدارمي نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون
الحافظ قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة وهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دغفل
وقد قيل لا صحبة له روى عنه الحسن البصري (4)
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي عن أبي زكريا

(1) التاريخ الكبير 2 / 254 - 255.
(2) لم ترد اللفظة في البخاري.
(3) تهذيب التهذيب: ولكن أعتلبه النسب.
(4) الإصابة 1 / 475.
290

عبد الرحيم بن أحمد [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا إبراهيم بن يونس بن محمد الخطيب أنا أبو
زكريا [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبار أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنبأ
رشأ بن نظيف قالا نا عبد الغني بن سعيد كان دغفل بن حنظلة الشيباني النسابة له
حديث يرويه في صيام النصارى لا يرويه غيره
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنا أبي [* * * *]
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا محمد بن
إسحاق قال دغفل بن حنظلة النساب الشيباني من بني عمرو بن شيبان وهو
السدوسي الذهلي عاش إلى أيام معاوية روى عنه الحسن ومحمد بن سيرين
وروى أبو هلال عن عبد الله بن بريدة أن معاوية بعث إلى دغفل فسأله عن أنساب
العرب قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قلت لأحمد بن حنبل دغفل له صحبة
قال ما أرى وقال البخاري لا يعرف للحسن سماع من دغفل ولا يعرف لدغفل إدراك
النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي أنبأ أبو بكر
البيهقي [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن
البقال قالا أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق
نا عاصم بن علي نا أبو هلال نا عبد الله بن بريدة قال أرسل معاوية إلى دغفل
فسأله عن أنساب العرب وعن النجوم والعربية وعن أنساب قريش فأخبره فإذا
رجل عالم فقال من أين حفظت هذا يا دغفل قال بلسان سؤول وقلب عقول زاد
أبو القاسم وإن آفة العلم النسيان قال فأمره أن يذهب إلى يزيد بن معاوية فيعلمه
العربية وأنساب قريش وأنساب العرب (1)

(1) انظر أسد الغابة 2 / 8 - 9 ميزان الاعتدال 2 / 27 وعيون الاخبار 2 / 118.
291

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن عيسى السعدي أنبأ أبو عبد الله بن بطة قال قرأ علي أبي القاسم
البغوي ثنا شيبان بن فروخ نا أبو هلال نا عبد الله بن بريدة أن معاوية أرسل إلى
دغفل فسأله عن العربية وسأله عن أنساب الناس وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم
فقال يا دغفل من أين حفظت هذا قال حفظت هذا بلسان سؤول وقلب عقول وإن
غائلة العلم النسيان قال اذهب إلى يزيد فعلمه العربية وأنساب قريش والنجوم (1)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنا رشأ بن نظيف المعدل أنا
محمد بن الحسن بن إسماعيل أنا أبو بكر أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا
الرياشي قال سمعت الأصمعي يقول قيل لدغفل النسابة بم (2) أدركت ما أدركت
من العلم قال بلسان سؤول وقلب عقول وكنت إذا لقيت عالما أخذت منه (3)
وأعطيته (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنبأ أحمد بن عبد الواحد السلمي
أنا جدي أبو بكر أنا أبو محمد بن زبر نا بشر بن موسى نا الأصمعي نا أبو هلال
عن ابن بريدة إن شاء الله أن دغفل أتى معاوية فأنشده الأشعار وروى له الأحاديث
فقال له معاوية بما حفظت هذا قال بقلب عقول ولسان سؤول [* * * *]
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن عبدة أنا الحسن بن محمد أنا
أحمد بن محمد اللبناني نا عبد الله بن محمد العروبي حدثني عبد الرحمن بن
صالح نا أبو بكر بن عياش قال قال معاوية لدغفل أنى لك هذا الحديث قال
بمفاوضة الرجال
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد بن أحمد أنا أبو
سليمان الطائي قال في حديث معاوية أنه قال لدغفل بن حنظلة بما ضبطت ما أرى

(1) الإصابة 1 / 475.
(2) الأصل: " ثم " والمثبت عن الوافي.
(3) الأصل: " أحدث "، والمثبت عن الوافي.
(4) نقله في الوافي بالوفيات 14 / 19.
292

قال بمفاوضة العلماء قال وما مفاوضة العلماء قال كنت إذا لقيت عالما أخذت ما
عنده وأعطيته ما عندي
حدثنيه ابن الزنبقي نا أبي عن أبيه عن نا الأصمعي عن أبي هلال الراسبي
عن قتادة أخبرني بعض أصحابنا عن أبي عمر قال أصل المفاوضة المساواة قال
ومنها شركة المفاوضة وذلك لأن كل واحد من الشريكين يساوي صاحبه فيما يستفيده
ولا ينفرد بشئ دون صاحبه قال ومنه قول الشاعر
* لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم * ولا سراة إذا جهالهم سادوا (1) *
أي لا يصلح أمورهم وهم أكفاء متساوون في الدرجة ليس لهم رئيس يقودهم
فيصدروا عن أمره وينتهوا إلى رأيه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أحمد بن الحسين البيهقي (2) نا أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه
الشاشي نا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي (3) حدثني عبد الجبار بن كثير
الرقي نا محمد بن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن تغلب (4)
عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال لما أمر الله
تعالى رسوله (صلى الله عليه وسلم) أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر فدفعنا إلى
مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة
فسلم وقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأي ربيعة أنتم أمن هامها أم من
لهازمها فقالوا بل من الهامة العظمى فقال أبو بكر وأي هامتها العظمى أنتم قالوا
من ذهل الأكبر قال منكم عوف الذي يقال لا حر بوادي عوف قالوا لا قال
فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار قالوا لا قال فمنكم بسطام بن
قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها

(1) البيت صحح برواية اللسان (فوض) ونسبه للأفوه الأودي، ورواية الأصل:
لا يصلح الناس فوضى لا شراة لهم * ولا شراة إذا جالهم سادوا
وفي اللسان: قوم.
(2) دلائل البيهقي 2 / 422 وما بعدها.
(3) عن دلائل البيهقي وبالأصل " الساسي ".
(4) عند البيهقي: ثعلب.
293

أنفسها قالوا لا قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا قال
فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا قال فمنكم أصهار الملوك من لخم قالوا
لا قال أبو بكر فلستم ذهل الأكبر أنتم ذهل الأصغر قال فقام إليه غلام من بني
شيبان يقال له دغفل حين بقل (1) وجهه فقال *
إن على سائلنا أن نسأله * والعبء لا نعرفه أو نجهله *
يا هذا إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل قال أبو بكر
الصديق أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة من أي القرشيين
أنت قال من ولد تيم بن مرة قال الفتى أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة أمنكم
قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا قال لا قال فمنكم
أظنه قال هاشم الذي هشم الثريد لقومه *
ورجال مكة مسنتون عجاف
قال لا قال فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كان
وجهه القمر يضئ في الليلة الداجية الظلماء قال لا قال فمن أهل الإفاضة بالناس
أنت قال لا قال فمن أهل الحجابة أنت قال لا قال فمن أهل السقاية أنت
قال لا قال فمن أهل الندوة أنت قال لا قال فمن أهل الرفادة أنت قال لا
واجتذب أبو بكر زمام الناقة راجعا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال الغلام
* صادف در السيل درأ يدفعه * يهيضه حينا وحينا يصدعه *
أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش قال فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال علي
فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة قال أجل أبا حسن ما من طامة إلا
وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق قال ثم رجعنا (2) إلى مجلس آخر عليهم السكينة
والوقار فتقدم أبو بكر فسلم فقال ممن القوم قالوا من بني شيبان بن ثعلبة
فالتفت أبو بكر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال بأبي وأمي هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق بن
عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق قد

(1) في البيهقي: " تبين " وبالحاشية عن نسخة " بقل " كالأصل.
(2) البيهقي: دفعنا.
294

غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان يسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا
فقال أبو بكر كيف العدد فيكم فقال مفروق إنا لنزيد على ألف ولن يغلب ألف من
قلة فقال أبو بكر وكيف المنعة فيكم فقال المفروق علينا الجهد ولكل قوم
جد (1) فقال أبو بكر كيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما
نكون غضبا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على
الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى
لعلك أخا قريش فقال أبو بكر قد بلغكم أنه رسول الله ألا هوذا فقال مفروق بلغنا
أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس وقام أبو بكر يظله
بثوبه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أدعوكم إلى شهادة أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإلى أن تؤوني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله
وكذبت رسوله (2) واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد [* * * *]
فقال مفروق بن عمرو إلى ما تدعون يا أخا قريش فوالله ما سمعت كلاما أحسن
من هذا فتلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " إلى قوله " فتفرق
بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " (3)
فقال مفروق وإلى ما تدعون يا أخا قريش زاد فيه غيره فوالله ما هذا من كلام
أهل الأرض ثم رجعنا إلى روايتنا قال فتلا " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " (4)
فقال مفروق بن عمرو دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن
الأعمال وقد أفك قوم كذبوك فظاهروا عليك وكأنه أحب أن يشركه في الكلام
هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعت
مقالتك يا أخا قريش وإني أرى إن تركنا ديننا واتبعناك على دينك بمجلس جلسته إلينا
ليس له أول (5) ولا آخر إنه زلل في الرأي وقلة نظر في العافية (6) وإنما تكون الزلة مع

(1) البيهقي: جهد.
(2) البيهقي: رسله.
(3) سورة الأنعام، الآية: 151 إلى 153.
(4) سورة النحل، الآية: 90.
(5) بالأصل أولا، والمثبت عن البيهقي.
(6) البيهقي: العاقبة.
295

العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر
وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا
وصاحب حربنا فقال المثنى بن حارثة قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب فيه
جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك وإنا إنما نزلنا بين صرتين (1)
اليمامة والشأمة (2) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما هاتان الصريان [* * * *] فقال أنهار كسرى ومياه
العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول (3)
وأما ما كان مما يلي العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على
عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي
تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك فإن أحببت أن نؤيك وننصرك مما يلي مياه العرب
فعلنا
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن
ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم إن لم يلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله
أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه [* * * *] فقال
النعمان بن شريك اللهم فلك ذلك قال فتلا " إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا (4) " ثم نهض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قابضا على يدي أبي بكر
وهو يقول يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله عز وجل بأس
بعضهم عن (5) بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم [* * * *]
قال فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم (6)
رواه غيره فقال أبان بن عثمان الأحمر قرأته على أبي محمد السلمي عن أبي
بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد

(1) في البيهقي: " صربين ".
(2) البيهقي: والسمامة.
(3) عن البيهقي، وبالأصل: معقول.
(4) سورة الأحزاب، الآية: 45.
(5) الأصل: " من " والمثبت عن البيهقي.
(6) ورواه أبو نعيم في الدلائل 1 / 237.
296

القطان نا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي نا إسماعيل بن مهران بن أبي
نصب السموني حدثني أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان
الأحمر عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال حدثني علي بن
أبي طالب قال لما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه
وأبو بكر فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان رجلا نسابة فسلم
فردوا عليه السلام فقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال من هامها أم من لهازمها
قالوا بل هامتها العظمى قال فأني هامتها العظمى أنتم قالوا ذهل الأكبر قال
أفمنكم عوف الذي كان يقال لا حر بوادي عوف قالوا لا قال أفمنكم بسطام أبو
اللواء ومنتهى الأحباء قالوا لا قال أفمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع
الجار قالوا لا قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالتها أنفسها قالوا لا قال
فمنكم المزدلف صاحب العلمة (1) الوردة قالوا لا قال أفأنتم الملوك من كندة
قالوا لا قال أفأنتم أختان (2) الملوك من لخم قالوا لا قال فلستم ذهل الأكبر
أنتم ذهل الأصغر فقام إليه غلام من شيبان حين بقل وجهه يقال له دغفل فقال إن
على سائلنا أن نسأله
يا هذا إنك قد سألتنا فلم نكتمك شيئا فممن الرجل قال رجل من قريش
قال بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي قريش أنت قال من تيم بن مرة قال
أمكنت والله الرامي من صفا الثغرة أفيكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر
فكان يدعى مجمعا قال لا قال أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة
مسنتون عجاف قال لا قال أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأنه وجه
قمر يضئ ليلة الظلام الداجي قال لا قال أفمن المقتصين بالناس أنت قال لا
قال أفمن أهل الندوة أنت قال لا قال أفمن أهل الرفادة أنت قال لا قال
أفمن أهل الحجابة أنت قال لا أفمن أهل السقاية أنت قال لا واجتذب أبو

(1) كذا هنا بالأصل " العلمة الوردة " وتقدم في الرواية السابقة: العمامة الفردة.
(2) كذا، ومر في الرواية السابقة: أخوال.
(3) دار الندوة بناها قصي بمكة، وكانت دار القبائل يدخلون إليها للتشاور فيما يهمهم من مشاكل، وكانت
بيد بني عبد الدار.
الرفادة: صاحب الرفادة كان المسؤول عن إطعام الفقراء وحجاج البيت، وكانت الأموال المنفقة تجمع
من قبائل قريش وتكون لديه، وكانت بيد بني نوفل، ثم في بني هامش.
الحجابة: خدمة الكعبة.
297

بكر زمام ناقته فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال دغفل
صادف در السيل درا يدفعه * يهيضه حينا وحينا يصدعه *
أما والله لو ثبت لأخبرتك إنك من زمعات (1) قريش وأما أنا فدغفل قال فتبسم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال علي له يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة (2) فقال
أجل أبا حسن إن لكل طامة طامة والبلاء موكل بالمنطق
قال علي ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليه السكينة والوقار فتقدم أبو بكر فسلم
فردوا عليه السلام فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له بأبي أنت وأمي ليس بعد هؤلاء عز في قومهم وكان في القوم
مفروق بن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان
مفروق بن عمرو قد غلبهم جمالا (3) ولسانا وكان له غديرتان (4) تسقطان على تريبته (5)
وكان أدنى القوم إلى أبي بكر مجلسا فقال له أبو بكر كيف العدد فيكم قالوا إنا نزيد
على ألف ولن يغلب ألف من قلة قال فكيف المنعة فيكم قال علينا الجهد ولكل
قوم جد قال فكيف الحرب فيما بينكم وبين عدوكم قالوا إنا أشد ما نكون لقاء حين
نغضب وأشد ما نكون غضبا حين نلقى وإنا لنؤثر جيادنا على أولادنا والسلاح على
اللقاح والنصر من عند الله يديل لنا ويديل علينا لعلك أخو قريش قال إن كان قد
بلغكم أنه رسول الله فها هوذا قال قد بلغنا إنه يقول ذاك فإلام تدعو يا أخا قريش
قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن
تؤوني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت عن أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل
عن الحق والله هو الغني الحميد [* * * *]

(1) زمعات قريش: أتباعهم.
(2) الباقعة: الداهية، يقال رجل باقعة أي ذو حيلة ومكر.
(3) دلائل أبي نعيم 1 / 285.
(4) أي ضفيرتان من شعره.
(5) عند أبي نعيم: صدره.
298

قال وإلام تدعو أيضا قال فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " قل تعالوا أتل ما حرم
ربكم عليكم أن لا تشركوا بن شيئا وبالوالدين إحسانا " إلى قوله " ذلكم وصاكم به
لعلكم تتقون " قال وإلام تدعو أيضا قال فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الله يأمر
بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون "
فقال مفروق بن عمرو دعوت إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد
أفك (1) قوم ظاهروا عليك وكذبوك وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة
فقال وهذا هانئ بن قبيصة فقال يا أخا قريش قد سمعت مقالتك وإنا لنرى تركنا
ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته منا لم ننظر فيه في أمرك ولم نتثبت في عاقبة ما
تدعونا إليه زلة في الرأي وإعجالا في النظر والزلة تكون مع العجلة ومن ورائنا قوم
نكره أن نعقد عليهم عقدا ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى (2)
فقال يا أخا قريش قد سمعت مقالتك فأما الجواب في تركنا ديننا واتبعناك على
دينك فهو جواب هانئ بن قبيصة وأما أن نؤويك وننصرك فإنا نزلنا بين صريين (3) بين
اليمامة والسمامة (4) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما هذان الصريان [* * * *] قال مياه العرب
وأنهار كسرى فأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وأما
ما كان مما يلي أنهار كسرى أن لا نحدث (5) حدثا ولا نؤوي محدثا ولسنا بأمر أن يكون
هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك فإن أحببت أن نؤويك مما يلي مياه العرب
آويناك ونصرناك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أسأتم في الرد إنما فصحتم بالصدق وليس يقوم
بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله
أموالهم ويورثكم ديارهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه [* * * *]
فقال النعمان بن شريك اللهم لك ذلك قال فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إنا

(1) أفك: كذب.
(2) بعدها في م: فقال: وهذا المثنى بن حارثة وهو شيخنا وكبيرنا وصاحب حزبنا (كذا) فتكلم المثنى.
(3) كذا، وفي أبي نعيم: صيرين.
(4) كذا هنا، وفي البداية والنهاية: السماوة وفي م: السيامة.
(5) الأصل: " يحدث " والمثبت عن دلائل أبي نعيم وم.
299

" " أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " فوثب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فأخذ بيدي فقال يا علي أي أخلاق في الجاهلية يرد الله بأس بعضهم عن بعض بها في
هذه الدنيا
قال الخطيب وروى بعض أهل العلم هذا الحديث فقال فيه أمنكم المزدلف
صاحب العمامة الفردة بالفاء وقال سمي صاحب العمامة الفردة لأنه كان إذا ركب لم
يعتم معه غيره وقال أيضا فيه لا حر بوادي عوف لشرف عوف وعزه وإن الناس
له كالعبيد والخول وهو عوف بن محلم بن ذهل
قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش
سبيع بن المسلم عنه أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي نا أبو
طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ إملاء نا إسماعيل بن يونس نا
عمر بن شبة حدثني العتبي حدثني أبي عن هشام بن صالح عن سعد القصر قال
مر نفر من الأنصار بدغفل النسابة بعدما ذهب بصره فسلموا عليه فقال من أنتم قالوا
أشراف أهل اليمن قال من أهل ملكها القديم وشرفها العميم (1) كندة قالوا لا
قال فمن الطوال قصبا والممحضين نسبا بني عبد المدان قالوا لا قال فمن أقودها
للزحوف وأخرقها للصفوف وأضربها بالسيوف بني زبيد رهط عمرو بن معدي
كرب قالوا لا قال فمن أحضرها قراء وأطنبها فناء وأصدقها لقاء طئ قالوا
لا قال فمن الغارسين النخل والمطعمين في المحل والقائلين بالعدل الأنصار
قالوا نعم
أنبأنا خالي القاضي أبي المعالي محمد بن يحيى القرشي أنا سهل بن بشر أنا
أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد أنبأ الحسن بن رشيق العسكري أنا يموت بن
المزرع بن يموت البصري نا رفيع بن سلمة دماذ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال
جاء قوم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى دغفل النسابة فسلموا عليه وهو مولى
ظهره للشمس في مشرفة له فرد عليهم من غير أن يلتفت إليهم ثم قال لهم من القوم
قالوا نحن سادة مضر قال أنتم إذن قريش الحرم أهل العز والقدم والفضل

(1) في مختصر ابن منظور 8 / 203 الصميم.
300

والكرم والرأي في البهم (1) قالوا لسنا منهم قال لا قالوا لا قال فأنتم إذا
هوازن أجرأوها فوارسا وأجملها مجالسا قالوا لسنا بهم قال لا قالوا لا قال
فأنتم إذا سليم فوارس عصاصها (2) ومناع أعراضها قالوا لسنا بهم قال لا قالوا
لا (3) قال فأنتم إذا غطفان أعظمها أحلاما وأسرعها إقداما قالوا لسنا منهم قال
لا قالوا لا قال فأنتم إذا بنو حنظلة أكرمها جدودا وأسهلها خدودا وألينها جلودا
قالوا لسنا بهم قال لا قالوا لا اذهبوا لا أفلا أراكم إلا من ربعات مضر وأنتم
تأبون إلا أن تترقوا في الغلاصم منهم اذهبوا لا كثر الله بكم من قلة ولا أعز بكم
من ذلة
وقد روي هذا من وجه آخر
أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيوية أنا محمد بن خلف بن المرزبان نا أحمد بن منصور الرمادي نا
عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن
سليمان بن عبد الله أنه قال وقف رجل من بني سعد مناة يقال له طلبة بن قيس هو
وأصحاب له على دغفل رجل من شيبان وذلك في الجاهلية فقال دغفل من القوم
قال خيار مضر قال دغفل قريش أهل المروة والقدم والعلاء والكرم وعامرة الحرم
قال لا قال فغطفان خيرها أياما وأعظمها أحكاما وأسرعها إقداما قال لا قال
فبنو حنظلة أرقها خدودا وأعظمها وفودا وخيرها جدودا قال لا قال فبنو عامر
أوسعها محابس وأعظمها مجالس وخيرها فوارس قال لا قال فلست من خيار
مضر
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو
محمد بن زبر نا إسماعيل بن إسحاق نا نصر بن علي قال أخبرنا (4) الأصمعي
قال والنسابون أربعة دغفل وأبو ضمضم وصبيح والكيس النمري

(1) البهم جمع بهمة، وهي مشكلات الأمور (اللسان).
(2) المختصر: عظاظها.
(3) زيادة منا.
(4) الأصل: خيرنا والمثبت عن م.
301

قال وأخبرنا (1) الأصمعي عن مسمع بن عبد الملك قال قيل للنساب البكري
قد نسبت كل شئ حتى نسبت الذر قال الذر ثلاثة أبطن الذر وفازر (2) وعقفان
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا الحسين الصفار وهو محمد بن محمد بن الحسين يقول سمعت
الدريدي يقول حدثني عبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه أن دغفل دخل على
معاوية فقال له معاوية أي بيت قالته العرب أفخر وأندى قال له قول الشاعر
* لهم همم لا منتها لكبارها * وهمته الصغرى أجل من الدهر
له راحة لو أن مغشاه جودها * على البر كان البر أندى من البحر *
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن
علي أنبأ محمد بن عمر بن محمد نا محمد بن عبد الله بن محمد قال قرأت على
محمد بن أحمد بن هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد حدثني أحمد بن
إبراهيم بن كثير حدثني عبد الملك بن قريب الأصمعي نا العلاء بن أخي العلاء بن
زياد العدوي عن رؤبة بن العجاج قال أتيت النساب البكري فقال لي من أنت يا
غلام قال قلت أنا ابن العجاج قال قصرت والله وعرفت لعلك كقوم عندي إن
سألت عنهم لم يسألوني وإن حدثتهم لم يعوا عني قال قلت أرجو أن لا أكون
كذلك قال فما أعداء المروءة قال قلت تخبرني قال بنو عم السوء رأوا صالحا
دفنوه وإن رأوا قبيحا أذاعوه قال ثم قال لي إن للعلم آفة ونكدا وهجنة فآفته
نسيانه وهجنته نشره عند غير أهله كذا قال ابن سلم وإنما هو ابن أسلم
أخبرناه أبو المعالي الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد نا بشر بن موسى نا الأصمعي
عبد الملك بن قريب أبو سعيد سنة إحدى عشرة ومائتين بالبصرة في بني أصمع نا
العلاء بن أسلم عن رؤبة بن العجاج قال أتيت النسابة العنبري (3) فقال من أنت
قلت ابن العجاج قال قصرت وعرفت لعلك كأقوام يأتونني فإن سكت عنهم لم

(1) الأصل: خيرنا والصواب عن م.
(2) بالأصل: وقان، والمثبت عن اللسان (عقف) وفي م: الدر وقارب وعقفار.
(3) كذا بالأصل وم هنا، وليس في عامود نسبه ما يشير إلى هذه النسبة فلعله تحريف: البكري.
302

يسألوني وإن حدثتهم لم يعوا عني قلت أرجو أن لا أكون كذاك قال فما أعداء
المروءة قلت تخبرني قال بنو عم السوء إن رأوا صالحا دفنوه وإن رأوا شرا
أذاعوه ثم قال إن للعلم آفة ونكدا وهجنة فآفته نسيانه ونكده الكذب فيه وهجنته
نشره في غير أهله
وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا بكر إسماعيل بن محمد الضرير بالري قال سمعت بشر بن
موسى الأسدي يقول سمعت الأصمعي يقول حدثنا العلاء بن أسلم عن رؤبة بن
العجاج قال دخلت على النسابة البكري فقال من أنت قلت رؤبة بن العجاج
فقال قصرت وعرفت لعلك كأقوام يأتونني إن حدثتهم لم يعوا عني وإن سكت عنهم
لم يسألوني قال قلت أرجو أن لا أكون كذلك فقال لي فما أعداء المروءة قلت
تخبرني قال بنو عم السوء إن أرادوا حسنا دفنوه وإن أرادوا سيئا أذاعوه ثم قال
إن للعلم آفة وهجنة ونكدا فآفته الكذب ونكده النسيان وهجنته نشره (1) عند غير
أهله
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الفرضي المقرئ أنا أبو بكر الخطيب أنبأ
أبو الحسن بن رزقويه (2) [* * * *]
وأخبرنا أبو المعالي الفارسي أنا أبو بكر البيهقي [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر قالا أنا أبو
الحسين بن بشران قالا أنبأ أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا عفان نا
معاذ بن السفير قال حدثني أبي قال قال دغفل العلامة في العلم خصال إن له آفة
وله هجنة وله نكد فآفته أن تخزنه فلا تحدث به ولا تنشره وهجنته أن تحدثه من لا
يعيه ولا يعمل به ونكده أن تكذب فيه (3)
بلغني أن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب (4) من فارس في قتال الخوارج

(1) زيادة لازمة عن م.
(2) بالأصل وم بتقديم الزاي، والصواب ما أثبت.
(3) الخبر في الإصابة 1 / 475.
(4) دولاب قرية بينها وبين الأهواز أربعة فراسخ (مراصد الاطلاع) وكان ذلك سنة سبعين، كما في الإصابة،
وفي الوافي: وقيل إنه توفي في حدود الستين للهجرة.
303

" ذكر من اسمه (1) دقاق "
2086 دقاق بن تتش بن ألب رسلان
أبو نصر المعروف بالملك شمس الملوك (2)
ولي إمرة دمشق بعد قتل أبيه تاج الدولة في سنة سبع وثمانين وأربع مائة وكان
بحلب فراسله خادم لأبيه اسمه ساوتكين كان نائبا لأبيه في قلعة دمشق سرا من أخيه
رضوان بن تتش صاحب حلب فخرج دقاق إلى دمشق وحصل بها وأجلسه ساوتكين
في منصب أبيه ثم دبر هو وطغتكين المعروف بأبي بكر زوج أم الملك دقاق على
ساوتكين فقتل وأقام دقاق بدمشق وقدم أخوه رضوان فحاصرها فلم يصل منها إلى
مقصود فرجع إلى حلب ثم عرض لدقاق مرض تطاول به وتوفي منه في الثاني (3) عشر
من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وأربعمائة فغلب طغتكم حينئذ على دمشق وقيل
إن دقاق مات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وأن أمه زينت له جارية فسمته في عنقود
عنب معلق في شجرته ثقبته بإبرة فيها خيط مسموم وأن أمه ندمت على ذلك بعد الفوت
وأومأت إلى الجارية أن لا تفعل فأشارت إليها أن قد كان وتهرى جوفه فمات
(4)

(1) زيادة منا.
(2) ترجمته في النجوم الزاهرة 5 / 189 والوافي بالوفيات 14 / 21.
(3) الوافي: الثامن عشر.
(4) دفن بخانقاه الطواويس كما في الوافي.
304

" ذكر من اسمه دكين "
2087 دكين بن رجاء الفقيمي (1)
راجز وفد على الوليد بن عبد الملك
حكى عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة أبو محمد الحضرمي
المصري عن أدهم بن محرز الحمصي ولم يدركه عن أبيه قال أجرى الوليد بن
عبد الملك الخيل فقاد إليه دكين بن رجاء الفقيمي فرسا فلما رآه الوليد قال أخرجوه
من الحلبة قبح الله هذا فقال دكين يا أمير المؤمنين والله مالي مال غيره فإن لم يسبق
خيلك فهو حبيس في سبيل الله فضحك الوليد وأمر بختمه وأرسلت الخيل فجاء سابقا
فقال دكين (2)
* قد أغتدي والطير في أكنات (3) * وما (4) يحدوني من الفلات
والليل لم يحسر عن القنات * وللندى لم (5) على لماتي
بذي شنيب (6) سابغ الصلعات * ناتي المعد (7) مشرف القطات
من قارح (8) وا أو من وآت * ومن رباع ورباعيات

(1) ترجمته في الشعر والشعراء ص 387 ومعجم الأدباء 11 / 113 وهو من بني فقيم.
(2) الأبيات في معجم الأدباء 11 / 113 - 114.
(3) جمع أكنة وهو عش الطائر.
(4) عجزه في معجم الأدباء: يحدوني الشمأل في الفلاة.
(5) عن معجم الأدباء: وبالأصل: ما.
(6) أي فرس ذو أسنان بيضاء مفلجة.
(7) المعد: موضع السرج، يصفه باتساع ما بين الجنبين.
(8) القارح الذي جاء عليه خمس سنوات. والرباع ما جاء عليه أربع سنوات.
305

ومن ثني ومثنيات * وجذع عبل ومجذعات
بتن على الخيل مسطرات * حتى إذا انشقت دجى الظلمات
ووضع الخيل على اللبات (1) * وفرق الغلمان بالوصاة
من كل ذي قرط مقزعات (2) * أرسلن يغبطن ذرى الصعدات
يسري دوين الشمس ملخصات (3) * من قسطلان القاع مسحلات (4)
حتى إذا كن بمهويات * بالنصف بين الخط والغايات
عض بنابيه على الشبات * وسط سنا ضنط ملمحات (5)
مثل السراجين مصليات * جاء أمام سبق الغايات
منهن من عرض للذمات
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا
أبي علي بن البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن
سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال وكان دكين بن رجاء التميمي ثم الفقيمي يمدح
مصعب بن الزبير * (6)
يا ناق خبي بالقيود خببا * حتى تزوري بالعراق مصعبا
قد علم الأنام إذ ينتخبا * بيانه ورأيه المجربا
وفي الأمور عقله المؤدبا * يا مرسل الريح الجنوب والصبا
وآذنا للبحر تجرني خببا (7) * وخالق الماء وشيجا نسبا
يعيد خلقا بعد خلق عجبا * عظما ولحما ودما وقضبا (8)
خالا وعما وابن عم وأبا * أعط الأمير مصعبا ما احتسبا

(1) اللباب جمع لبة، وهي الحبل من الرمل.
(2) من الخيل التي نتف شعر ناصيتها حتى ترق. أو هي كذلك خلقة.
(3) صدره أثبت عن معجم الأدباء للوزن، وكان بالأصل:
يسر دون الشمس ملحفات
(4) أي موضوع فيها اللجام.
(5) الشباة: الحد، هنا اللجام، والضبط: الزحام.
(6) الأبيات في معجم الأدباء 11 / 116 - 117.
(7) معجم الأدباء: وآذنا للفلك تجري خببا.
(8) معجم الأدباء: وعصبا.
306

واجعل له من سلسبيل مشربا * فرعا يزين المنبر المنصبا
قلبا دهيا ولسانا قصعبا (1) * هذا وإن قيل له هب وهبا
جواريا وفضة وذهبا * والخيل تعلكن الحديد المنشبا
فودا تلجلجن أبازيم الشبا * قد جعل الناس إليه سببا (2)
من صادر ووارد أيدي سبا
2088 دكين بن سعيد الدارمي التميمي
ويقال ابن سعد بن زيد مناة بن تميم الدارمي الراجز (3)
من أهل البصرة
وفد على عمر بن عبد العزيز
قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر قال أنا أبي
أنبأ أبو إبراهيم الزهري والحسن بن عليل العنزي وهذا لفظ العنزي حدثني
الوليد بن عثمان القرشي قال سمعت علي بن حجر الشامي يقول حدثنا أبو مطرز عن
سعيد بن عمرو بن جعدة قال لما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة كان ينقطع إليه رجل
من بني دارم يقال له تكين وقال الزهري في حديثه دكين بن سعد (4) يسامره بالليل مع
أبي عون وسالم قال فقال له ليلة من ذاك أصلحك الله إني لأرى لك هيئة (5) ما الدنيا
عنك بمنقطعة حتى تلي ولاية أجشم من هذه قال وما علمك قال ما هي إلا فراسة فما
لي عليك قال إن كان ذلك أحسنت إليك قال هات يدك فأعطاه يده قال فلما
ولي عمر الخلافة انقطع إليه دكين فاستأذن فقال له البواب إنه عنك في شغل إنه في
رد المظالم فأعد أبياتا لخروج عمر إلى الصلاة ثم ناداه نداء الأعرابي (6)

(1) يعني طلقا.
(2) أي متفرقين.
(3) ترجمته في معجم الأدباء 11 / 117 والشعر والشعراء ص 387 وقد اشتبه عليه فجعله ودكين بن رجاء
الفقيمي واحدا.
(4) كذا بالأصل وم.
(5) الأصل وم: " هبة " والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 205.
(6) الرجز في الأغاني 9 / 261 في ترجمة عمر بن عبد العزيز، والشعر والشعراء في ترجمة دكين الراجز (بن
رجاء الفقيمي) ومعجم الأدباء 11 / 118.
307

* يا عمر الخيرات ذا المكارم * وعمر الدسائع (1) العظائم
إني امرؤ من قطن بن دارم * أنشد (2) حق المسلم المسالم
بيع يمين بالإخاء الدائم * إذ ينتحي والله (3) غير نائم
ونحن (4) في ظلمة ليل عاتم * عند أبي عون وعند سالم *
قال فعرف عمر القصة فدخل على أمهات أولاده فما زال يجمع له من عندهن
العشرة والعشرين حتى جمع له ثلاثمائة وكانت من عمر عطية
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي (5) بها أنا أبو الفضائل
محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهاني بها أنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله بن إسحاق نا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي نا أبو عبيد الله معاوية بن
صالح أنشدني أحمد بن سعيد المصري الكاتب للدكين *
رب أمر تشرق النفس به * جاءها من خلل الباب الفرج
ودياجي مطبق إظلامها * مزق الصبح دجاها فبلج
لا تكن من وشك زوج آنسا * فكأن قد فرجت تلك الرتج
بينما المرء كئيب موجع * جاءه الله بفتح فبهج
قل ما أدمن قرعا قارع * غلق الأبواب إلا سيلج *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسين بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنشدنا محمد بن الحسين
لدكين الراجز (6)

(1) الدسائع جمع دسيعة، وهي العطايا أو الشمائل.
(2) في الشعر والشعراء: أطلب ديني من أخ مكارم
وفي الأغاني:
طلبت ديني من أخي مكارم
(3) الأغاني: والليل.
(4) الشعر والشعراء: في ظلمة الليل وليل عاتم.
(5) بالأصل وم: " السريري " والصواب ما أثبت.
(6) البيتان في الأغاني 9 / 262 والشعر والشعراء ص 381 منسوبان لدكين.
308

* إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه * فكل رداء يرتديه جميل
فإن هو لم يدنس من اللوم نفسه * فليس إلى حسن الثناء سبيل *
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنبأ الأمير أبو محمد
الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري نا ابن
الأنباري حدثني أبي نا أحمد يعني ابن عبيد عن أبي عبيدة قال ابتنى رجل من بني
مخزوم وكان ينزل ضاحية بني تميم فوافى دكين الراجز فقال للبواب إني ألاع إلى
السخن فأدخلني فأبى البواب أن يدخله فوقف دكين على دكان وقد انصرف بعض
القوم وأنشأ يقول
* اجتمع الناس وقالوا عرس * إذا قصاع كالأكف خمس
زلجلجات (1) قد جمعن ملس * ففقئت عين وفاضت نفس *
فقال له البواب من أنت لا حياك الله قال أنا دكين الراجز فأدخله
قال أبو بكر بن الأنباري تفسير هذا قال لي أي قال أحمد بن عبيد ألاع
معناه أتوقد حرصا عليه ويحترق فؤادي طلبا له قال والزلجلجات التي تحرك
وتذهب ويجاء بها لا تقر في موضع واحد
قال وجرى بين الأصمعي وأبي عبيدة في هذا البيت وفاضت نفس تشاحر
ومنازعة فقال الأصمعي العرب لا تقول فاظت نفسه ولا فاضت نفسه وإنما
يقولون فاض الرجل إذا مات قال وكان يرويه وطن الضرس (2)
وقال أبو عبيدة كذب الباهلي يعني الأصمعي ما هو إلا فاضت نفس
قال أبو بكر وقال أصحابنا الكسائي والفراء ومن نقل عنهما يقال فاضت نفس
وفاظت نفس وفاض الميت نفسه وأفاضه الله نفسه (3)

(1) مختصر ابن منظور 8 / 206 زبحلحات... وفاظت نفس وفي اللسان: زلحلحات، بحاءين، واحدتها
زلحلحة وهي القصعة المنبسطة التي لا قعر لها.
(2) بالأصل: " وظن الضرس، والمثبت عن اللسان " فيص " وفي م: وجلس العرتين.
(3) انظر بحثا قيما في اللسان " فيض " أتى فيه على مختلف الأقوال في " فاض " و " فاظ ".
309

2089 دكين بن شماخ الكلبي
حكى شيئا من أمر يزيد بن الوليد الناقص
روى عنه عمر بن مروان الكلبي
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنا
عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد الفرغاني أنا
محمد بن جرير (1) حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد عن عمر (2) بن مروان
الكلبي قال حدثني دكين بن الشماخ الكلبي وأبو علاقة بن صالح السلاماني أن يزيد بن
الوليد أمر رجلا فنادى من ينتدب إلى الفاسق وله ألف درهم فاجتمع إليه أقل من ألف
رجل فأمر رجلا فنادى من ينتدب له وله ألف وخمسمائة فانتدب يومئذ ألف
وخمسمائة فعقد لمنصور بن (3) جمهور على طائفة وعقد ليعقوب بن
عبد الرحمن بن سليم الكلبي على طائفة أخرى وعقد لهرمز (4) بن عبد الله بن دحية
على طائفة أخرى وعقد لحميد بن حبيب اللخمي على طائفة أخرى وعليهم (5) جميعا
عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فخرج عبد العزيز فعسكر بالحيرة بالجمرتين

(1) تاريخ الطبري 7 / 243 حوادث سنة 126.
(2) الطبري: عمرو.
(3) زيادة عن الطبري وم.
(4) الطبري: لهرم وفي م: وعقد لهم من عبد الله بن دحية على طائفة أخرى وعليهم...
(5) ما بين معكوفتين زيادة لازمة للايضاح عن تاريخ الطبري.
310

" ذكر من اسمه (1) دواس "
2090 دواس بن سيدهم بن مولاهم بن أفلاسوا أبو الفتيان الكناني
شاعر محسن
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن مارح المقدسي أنشدني الأمير أبو الفتيان أبياتا 1 قالها عند ذاهب يده وهي
أصبحت في حالة جلت فليس لها * حد بحد وضر غير منكشف
ما زال جفني على راجي يسح دما * حتى أنطقا أسفا طرفي على طرفي
فليتني كنت مكفوفا بلا بصر * وكان كفي من الخطب الملم كفي *
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال ذكر لي الأمير أبو تراب علي بن
الحسين الربعي أن الذي قطع يد ابن أفلاسوا حصن الدولة يعني ابن منزوا لاطلاعه
منه على عمل الزغل وهو دمشقي
2091 دويد بن نافع ويقال ذو يد
أبو عيسى (2)
أخو مسلمة بن نافع مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان
من أهل دمشق ويقال من أهل حمص

(1) زيادة لازمة منا للايضاح.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 127.
311

حدث عن كعب الأحبار مرسلا وعن عبد الله بن مسلم أخي الزهري وعن
الزهري ومالك بن كثير التجيبي وأبي صالح السمان وعطاء بن أبي رباح
وعروة بن الزبير بن العوام وأبي (1) منصور غير مسمى
روى عنه ابنه عبد الله بن دويد وضبارة (2) بن عبد الله بن أبي السليك (3)
وإسماعيل بن رافع أبو رافع المديني والليث بن سعد وأخوه مسلمة بن نافع
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر الهروي
العمري أنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح أنا أبو جعفر محمد بن
أحمد بن عبد الجبار الرذاني ثنا حميد بن زنجويه نا حياة بن شريح نا بقية بن
الوليد عن ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك وكان يسكن اللاذقية قال أخبرني
دويد بن نافع عن ابن شهاب الزهري قال قال سعيد بن المسيب ان أبا قتادة بن ربعي
أخبره قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4)
وأخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجزي ببوشنج (5) أنا أبو
منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي (6) أنا الخطيب أبو الحسين أحمد بن
محمد بن منصور العالي نا أبو عبد الله محمد بن الحسن وأبو القاسم منصور بن
العباس الفقيه قالا نا أبو سليمان داود بن الرستم بن أيوب بن سليمان نا يحيى بن
عثمان الحمصي نا بقية بن الوليد حدثني ضبارة بن عبد الله بن أبي سليك أخبرن
دويد بن نافع عن الزهري قال قال سعيد بن المسيب أن أبا قتادة أخبره أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قال الله عز وجل إني فرضت على أمتك خمس صلوات
وعهدت (7) عندي عهدا أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة في عهدي ومن لم

(1) بالأصل: " وأبو " والمثبت عن م.
(2) بضم الضاد وفتح الموحدة كما في التقريب.
(3) كذا بالأصل وفي ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 565 (ترجمته) وفي تقريب التهذيب والتاريخ الكبير
وتهذيب التهذيب (هنا) ابن أبي السليل (بلامين).
(4) كذا بالأصل وم.
(5) الأصل: ببوسنج، الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان.
(6) الأصل: البوسنجي، الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
(7) مختصر ابن منظور: وعقدت.
312

يحافظ عليهن فلا عهد له عندي [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم
وأنبأنا أبو الفتح الحداد أنا عبد الرحمن بن عبيد الله قالا أنا سليمان بن أحمد
الطبراني نا محمد بن أحمد بن روح نا محمد بن عباد المكي نا حاتم بن إسماعيل
عن محمد بن عجلان عن إسماعيل بن رافع عن مولى لسعيد بن عبد الملك بن
مروان يقال له دويد عن أم هانئ بنت أبي طالب فذكر حديثا هذا مرسل
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن
محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (1) دويد بن نافع إسحاق عن بقية عن
مسلمة بن نافع القرشي عن أخيه دويد بن نافع وقال بقية عن ضبارة نا دويد بن
نافع عن الزهري ذكره في حرف الدال المهملة
أخبرنا (2) أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ
علي بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أحمد قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة دويد بن نافع
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن وحدثني أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو الفضل قالا أنا أبو بكر الباطرقاني
أنا أبو عبد الله بن مندة
ح وحدثنا أبو بكر اللفتواني قال وأنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه قال
قال أنا أبو سعيد بن يونس في حرف الدال المهملة دويد بن نافع مولى سعيد بن
عبد الملك بن مروان يكنى أبا عيسى كان بمصر وروى عنه جماعة من أهل مصر

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 251.
(2) زيادة لازمة.
313

كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر عنه قال
أنا عمي عن أبيه أبي عبد الله قال قال أنا أبو سعيد بن يونس دويد بن نافع مولى
سعيد بن عبد الملك بن مروان يكنى أبا عثمان دمشقي قدم مصر وسكنها وكان ينزل
بجنب دار أبي صالح الحراني بالراية (1) في ظهر حمام حريب بن زيد صاحب ديوان
مصر وقد كان من ولده بقية إلى قريب من سنة عشر وثلاثمائة (2)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال في باب دويد بالدال المهملة دويد بن نافع يروي عن الزهري
وضبارة بن عبد الله بن أبي السليك روى عنه بقية بن الوليد
قرأت على أبو محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما دويد أوله
دال مهملة فهو دويد بن نافع يروي عن الزهري وضبارة بن عبد الله بن أبي السليك
روى عنه بقية بن الوليد
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني وذكر أنه وجد بخط بعض أصحاب الحديث
مسلمة بن نافع أخو دويد بن نافع دمشقي
وبلغني عن محمد بن عوف الطائي الحمصي قال دويد بن نافع حمصي
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم
قال (4) سمعت أبي يقول هو شيخ
2092 دويد العاملي
شاعر جاهلي كان قد ورد العراق لبعض أمره فاتهمه النعمان بن المنذر أنه كان في
قوم أخذوا مالا لبعض التجار فأخذه فحبسه فقال

(1) محلة عظيمة بفسطاط مصر.
(2) انظر تهذيب التهذيب 2 / 127.
(3) الاكمال لابن ماكولا 3 / 386 و 387.
(4) الجرح والتعديل 2 / 438 ترجمته دويد بن نافع.
314

يا أيها الملك الذي غشم الأنام علانية * السجن أضر عني إليك ولن أعود الثانية
لعن الإله عشيرة تمسي لفعلك راضية * لا تسرفن على الرعية إنها لك فالية
المال آخذه سواي وكنت عنه ناحية * إني أؤديه (1) إليك ولو بقرطي مارية
أزدية أضحت بقرطيها عليكم عالية * لا مثل أمكم التي قد قلدتكم داهية
كم بين هادمة البنا وبين أخرى بانية
ومارية هذه هي أم بني جفنة الغسانيين الذين قال فيهم حسان بن ثابت * أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل (2)

(1) بالأصل: " أدويته " والمثبت عن م.
(2) ديوان حسان ط بيروت ص 179.
315

* " ذكر من اسمه (1) دهثم "
2093 دهثم بن خلف بن الفضل
أبو سعيد القرشي الرملي (2)
سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل وبغيرها ضمرة بن
ربيعة وسوار بن عمارة ومؤمل بن إسماعيل ورواد بن الجراح وسلم بن ميمون
الخواص وأيوب بن سويد ومحمد بن عليم
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد المغلس وعبد الله بن
محمد بن ناجية وإسحاق بن إبراهيم بن محمد بن غالب الأنباري والعباس بن
أحمد بن أبي شحمة الختلي وأبو الربيع سليمان بن داود الرازي وأبو يوسف
يعقوب بن يوسف بن حازم الطحان وأبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي وحدث
ببغداد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن
العباس أنا أبو القاسم بن إبراهيم بن محمد بن غالب الأنباري نا دهثم بن أبي (3)
خلف بن الفضل الرملي نا سوار بن عمارة نا السري بن يحيى نا العلاء بن هارون
عن شهر بن حوشب قال أتيت أبا أمامة وهو في مسجد حمص فقلت يا أبا أمامة
حدثت بشئ عنك أنك حدثت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 386 وفي م: دهيم.
(3) كذا بالأصل هنا: ابن أبي خلف وجاء صوابا في م.
316

الخير وهو على كل شئ قدير عشر مرات في دبر صلاة الغداة كتب له بكل واحدة
منها عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكانت له خيرا من
عشر محررين يوم القيامة ومن قالها في دبر صلاة العصر كان له مثل ذلك [* * * *] فقلت له
أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا
أربع ولا خمس حتى ضم أصابعه
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب (1) أنا أبو طاهر
محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ نا مخلد بن جعفر الدقاق نا العباس بن
أحمد بن أبي شحمة نا دهثم بن الفضل نا رواد (2) بن الجراح نا أبو صالح الجزري
عن ضرار بن عمرو عن مجاهد عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الرجل متقلدا
بسيفه يعني تفضل على صلاة غير متقلد سبع مائة ضعف [* * * *] وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إن الله عز وجل يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل الله عز وجل ملائكته (3) وهم
يصلون ما دام متقلده [* * * *]
قال الخطيب دهثم بن خلف بن الفضل القرشي الرملي قدم بغداد وحدث بها
عن ضمرة بن ربيعة وسوار بن عمارة ومؤمل بن إسماعيل وسلم بن ميمون
الخواص وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد بن المغلس وعبد الله بن
محمد بن ناجية وإسحاق بن إبراهيم بن غالب الأنباري والعباس بن أحمد بن أبي
شحمة وغيرهم
أنبأنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا عبد العزيز بن
علي الأزجي
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا
جدي قال روى شيخ يقال له دهثم بن الفضل قدم بغداد قال نا ابن بنت شرحبيل
فذكر حديثا "

(1) تاريخ بغداد 8 / 386.
(2) في تاريخ بغداد: داود.
(3) عن تاريخ بغداد وبالأصل: ملايكة.
(4) كذا بالأصل ومثله في تاريخ بغداد 8 / 387 نسبه في هذا الخبر إلى جده.
317

ذكر من اسمه (1) دينار "
2094 دينار بن بنان (2) الجوهري
حدث عن الحسن بن جرير الصوري
روى عنه أبو عبد الله بن مندة وأظنه من ولد إسحاق بن إبراهيم بن بنان أو
من ولد ابن عمه علي بن شيبان بن بنان نسب إلى جده الأعلى والله أعلم
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أحمد بن محمد بن عمر
النقاش وحمد بن أحمد الصيرفي قالا ثنا أبو عبد الله بن مندة أخبرنا دينار بن بنان
الجوهري نا الحسن بن جرير الصوري نا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا عمر بن
عمار المدني عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال العلم ثلاثة كتاب
ناطق وسنة ماضية ولا أدري كذا قال وإنما هو عمر بن عصام
أخبرناه عاليا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم وأبو القاسم زاهر بن
طاهر قالا أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حمدان أنا أبو العباس
الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني إملاء وقراءة ما لا أحصي من مرة نا إبراهيم بن
المنذر الحزامي نا عمر بن عاصم نا مالك بن أنس وقال زاهر عن مالك عن
نافع عن ابن عمر قال العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة ماضية ولا أدري

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) في م: ينار.
318

2095 دينار بن عبد الله بن زاذا (1)
ابن عم الفضل والحسن ابني سهل بن راد العروح
ولي إمرة دمشق في خلافة المعتصم ولم تطل مدته
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني بكر بن عبد الله بن حبيب قال قال
علي بن حرب وفي سنة خمس وعشرين ومائتين ولى المعتصم بالله دينار بن عبد الله
دمشق فأقام بها أيام ثم عزل وولي البحر وولي مكانه محمد بن الجهم الشامي ثم
ولي برقة فقتل بها
ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي أن دينارا مات ببرقة سنة إحدى وثلاثين
ومائتين وهو ابن سبع وسبعين سنة
وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق أنه مات للنصف من جمادى
الآخرة سنة ثلاثين ومائتين "

(1) لفظة غير واضحة بالأصل وم قد تقرأ القروح، تركنا مكانها بياضا.
(2) كذا بالأصل هنا: راد العروح وفي م: زاد العروح.
319

حرف الذال
" " ذكر من اسمه (1) ذكر "
2096 ذكر ويقال ابن ذكر الألهاني
دمشقي ويقال إنه حمصي
وكان في رسل يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير يدعوه إلى طاعته له ذكر في وقعة
مرج راهط
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة (2) أخبرني محمد بن معاذ عن أبيه عن
الهيثم بن عمران أنه سمع إسماعيل بن عبيد الله يذكر أن الضحاك بن قيس وهمام بن
قبيصة وذكر الألهاني وأبي ثور قتلوا برهط "

(1) زيادة لازمة منا.
(2) الخبر في تاريخ بغداد أبي زرعة الدمشقي 1 / 233 - 234.
320

ذكر من اسمه (1) ذكوان "
2097 ذكوان بن إسماعيل بن يحيى البعلبكي القاضي
حدث عن إسماعيل بن حصن الجبيلي
روى عنه ابن شعيب
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن
صصري أنا تمام بن محمد أنا محمد بن هارون بن شعيب حدثني ذكوان بن
إسماعيل بن أخي القاضي ببعلبك ومحمد بن عثمان بن حماد الأنصاري
الكفرسوسي (2) قالا ثنا أبو سليم إسماعيل بن حصن نا سويد بن عبد العزيز نا
سفيان بن حسين عن الحسن البصري عن عبد الرحمن بن حمزة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال له لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير
مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير
وكفر عن يمينك [* * * *]
2098 ذكوان مولى عمر بن الخطاب (3)
قدم على معاوية
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد

(1) زيادة لازمة منا.
(2) ضبطت عن اللباب بفتح أولها وسكون الفاء نسبة إلى كفرسوسية قرية بغوطة دمشق.
(3) ترجمته في الوافي بالوفيات 14 / 40.
321

الكلاعي اللباد قراءة عليه أنا تمام بن محمد أخبرني أبي أبو الحسين أخبرني أبو
الميمون يعني أحمد بن محمد بن بشر بن مامية أخبرني أبي نا أبو الحكم يعني
الهيثم بن مروان حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال استعمل معاوية ذكوان مولى
ابن الخطاب على عشور الكوفة فمكث زمانا ثم بلغه عنه بعض ما كره فعزله فلما
استعمل الضحاك بن قيس الفهري على الكوفة أمره أن يقيمه للناس ويأخذ منه خمسين
ألفا ففعل ذلك به ثم كتب إليه معاوية فقدم فلما قام بين السماطين قال معاوية يا
ذكوان قد علمت قريش أنا أحلاس الخيل قال ذكوان ونحن فرسانها فقال معاوية يا
ذكوان أرض ولك مائة ألف قال لا قال فمائتي ألف قال فلم يزل يزيده فرضي
قال وقد كان ذكوان صبر للضحاك حتى نجا منه وهجاه فقال (1) * تطاولت (2) للضحاك حتى رددته * إلى حسب في قومه متقاصر
فلو شهدتني من قريش عصابة * قريش البطاح لا قريش الظواهر
فريقان منهم ساكن بطن يثرب * ومنهم فريق ساكن بالمشاعر

(1) الأبيات في الوافي بالوفيات 14 / 41 (الأول والثاني).
(2) الوافي: تطاولت.
322

" ذكر من اسمه (1) ذكي "
2099 ذكي بن عبد الله
أبو الحسن المشرقي (2)
حدث بدمشق عن أبي بكر محمد بن عبيد الله بن أبي المغيث
روى عنه علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنا أبو الحسن ذكي بن عبد الله المشرقي نا
أبو بكر محمد بن عبيد الله بن أبي المغيث نا عبد الله بن سليمان نا العباس بن
الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي وعقبة بن علقمة قالا نا الأوزاعي حدثني
عبد الواحد بن قيس عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كل مسكر خمر [* * * *]
عبد الله بن سليمان هذا هو خيثمة بن سليمان دلسه الحنائي
وقد أخبرناه عاليا من حديث خيثمة أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأ أبو
القاسم بن أبي العلاء أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان قراءة عليه سنة
خمس عشرة وأربع مائة أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي أنا
العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي وعقبة بن علقمة قالا ثنا
الأوزاعي حدثني عبد الواحد بن قيس عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
كل مسكر خمر [* * * *]

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) في م: " الشرقي " وسترد في الخبر التالي " المشرقي ".
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن م.
323

" ذكر من اسمه (1) ذواد "
2100 ذواد العقيلي الجزري
حدث بالرصافة
حكى عنه معمر
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد وأبو منصور بن الجواليقي وأبو
الفضل محمد بن محمد بن عطاف قالوا أنا طراد بن محمد أنبأ علي بن محمد بن
عبد الله بن بشران نا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار نا عبد الرزاق أنا
معمر قال سمعت رجلا من أهل الجزيرة يقال له ذواد يحدث محمد بن علي بن
عبد الله بن عباس ودخلنا عليه بالرصافة فقال دخل سعد بن أبي وقاص على
معاوية فقال السلام عليك أيها الملك فقال معاوية فهلا غير ذلك أنتم المؤمنون
وأنا أميركم فقال سعد نعم إن كنا أمرناك فقال معاوية لا يبلغني أن أحدا يقول
إن سعيدا ليس من قريش إلا فعلت به وفعلت فقال محمد بن علي لعمري إن سعدا
لوسط من قريش ثابت النسب
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد ابن خيرون وأبو
الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل قال (2) ذواد العقيلي أن سعدا روى عن معمر مرسل

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) التاريخ الكبير 2 / 1 / 263.
324

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا حمد بن
عبد الله إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم
قال (1) ذواد العقيلي روى عن سعد ومعاوية روى عنه معمر سمعت أبي يقول
ذلك "

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 452.
325

ذكر من اسمه (1) ذؤالة "
2101 ذؤالة بن الأصبغ بن ذؤالة الكلبي
أحد فرسان كلب المشهورين وكان أبوه ممن قام مع يزيد بن الوليد الناقص ثم إن
ذؤالة وحمزة وفرافصة بني الأصبغ خلعوا مروان بن محمد تبع جماعة من أهل الشام
وساروا من تدمر إلى حمص وتحصنوا بها فأقبل إليهم مروان فحاصرهم بها حتى
غلب عليها وقتل ذؤالة وصلبه على باب حمص فقال في ذلك بعض الشعراء
* ألا هل أتى حسان كلب بأننا * تركنا بحمص من ذؤالة مرقبا
فبدل بعد السير فيها إقامة * وبعد ركوب الخيل جذعا مشذبا *
2102 ذؤالة بن محمد
حدث عن أبيه عن جده
روى عنه أبو صالح الجسريني (2)
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنبأ
أبو إسحاق بن سنان نا أبو صالح الجسريني (3) حدثني ذؤالة بن محمد عن أبيه عن جده عن
الأوزاعي قال أنست (4) عن ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) بالأصل " السحروي " والمثبت " الجسريني " نسبة إلى جسرين من قرى غوطة، كما في معجم
البلدان، ذكره ياقوت واسمه: محمد بن هاشم بن شهاب أبو صالح العذري الجسريني.
(3) مهملة بالأصل وم، انظر ما سبق.
(4) لفظة مهملة وغير مقروءة، وكذا رسمها بالأصل وم.
(10)
326

أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يبيت حتى يقرأ بهاتين الصورتين ألم تنزيل وتبارك [* * * *]
أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم
الغانمي الفقيه الهروي بها
أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي ببلخ أنبأ أبو القاسم
علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي (1) أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي
نا أبو عبيدة الشريف بن يحيى نا أحمد ين يونس نا أبو بكر بن عياش وزهير
وفضيل هو ابن عياض والحسين بن صالح وأبو معاوية وأبو الأحوص وحفص
هو ابن غياث وعبد السلام هو ابن حرب ومندل وحبان عن ليث عن أبي
الزبير عن جابر قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك [* * * *]
وكذا رواه أيوب السختياني وأبو الأحوص سلام بن سليم وعبد الرحمن بن
محمد المحاربي عن ليث ونافع أتيا على روايته هكذا المغيرة بن مسلم السراج
وذكر أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي أنه سأل أبا الزبير فقال لم أسمعه من جابر
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي
الرازي الصوفي أنبأ أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم
البغوي نا علي بن الجعد أنا زهير قال قال قلت لأبي الزبير أسمعت جابر بن
عبد الله يذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده
الملك قال ليس جابر حدثني صفوان أو ابن صفوان

(1) ترجمته في سير الاعلام 17 / 199.
327

" ذكر من اسمه (1) ذؤابة "
2103 ذؤابة بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
أمه أم ولد ذكر نعساى (2) ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد ولم يعقب ذؤابة
عقبا
. ذكر من اسمه (1) ذو ظليم "
2104 ذو ظليم
اسمه حوشب تقدم ذكره في حرف الحاء "

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) هكذا بالأصل وم، ولعل الصواب: سيأتي.
328

ذكر من اسمه (1) ذو الفقار "
2105 ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن الحسن (2)
ابن أحمد المعروف بحميدان
أبو الضمضام (3) الحسني العلوي المروزي الضرير الواعظ
سمع ببغداد مالكا البانياسي والوزير أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق
المعروف بنظام الملك وقدم علينا دمشق قبل العشرين والخمسمائة وحضرت مجلس
وعظه بها وأظهر الميل إلى الروافض وتعصب له جماعة منهم وكان يروي الحديث
على كرسيه بإسناده عن نظام الملك فلم أحفظ عنه شيئا وخرج عن دمشق بعد حدوث
فتنة جرت وسكن الموصل وسمع منه بها واستجيز لي منه
أخبرنا ذو الفقار (4) بن محمد في كتابه إلى من الموصل أنا أبو عبد الله مالك بن
أحمد بن إبراهيم البانياسي ببغداد سنة تسع وسبعين وأربعمائة أنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن أحمد بن الصلت نا إبراهيم بن عبد الصمد نا محمد بن عبد الله بن يزيد
المقرئ نا أبي نا أبو هلال نا أبو الوازع عن أبي برزة قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقلت علمني شيئا لعل الله أن ينفعني به قال انظر ما يؤذي الناس فنحه عن
الطريق [* * * *]
قال لي أبو سعد بن السمعاني سألت أبا الضمضام ذو الفقار بن محمد بن معبد
العلوي بالموصل عن ولادته فقال في سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمرو في سكة أبي
عاصم "

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) في م ومختصر ابن منظور 8 / 211 الحسين.
(3) في م والمختصر: أبو الصمصام، بصادين.
(4) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام.
329

ذكر من اسمه (1) ذو القرنين "
2106 ذو القرنين واسمه الإسكندر بن فيلفتين (2)
ابن مضريم (3) بن هرمس بن هردس بن ميطون بن رومي
ابن أنطي (4) بن يونان بن يافث بن نونة (5) بن سرحون
ابن رومة (6) بن ثرنط (7) بن توفيل بن رومي
ابن الأصفر بن أليفر (8) بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم
ويقال اسمه مرزبا بن مردفة اليوناني من ولد يونن بن يافث بن نوح وقيل ابن
ملنوس بن مطرنوس وذكر إسماعيل بن أبي أويس قال بلغنا أن اسم ذي القرنين
صعب بن عبد الله بن فنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن غوث بن نبت بن
مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن قحطان
وذكر عبد الله بن جعفر الزهري عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن زيد بن
عمرو بن نفيل قال وجدت في كتاب أبي سلمة بن عبد الرحمن أن الضحاك بن معد
ولد رجلين عبد الله بن الضحاك وهو ذو القرنين وعباد بن الضحاك

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) في تاريخ الطبري 1 / 577: ابن فيلفوس " وقيل: " ابن بيلبوس بن مطريوس " وفي ابن الأثير 1 / 285:
فيلبوس وفي م: فيلفس.
(3) في المصدرين: مصريم.
(4) في المصدرين: ليطي.
(5) في المصدرين: ثوبة.
(6) الطبري: " رومية " الأثير: " روميط " وفي م: رومية.
(7) في المصدرين: زنط.
(8) في المصدرين: اليفز.
330

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار حدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن
إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال ذو
القرنين عبد الله بن الضحاك بن معد
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى قال قد قال بعض الفرس (1) أنه يعني
الإسكندر بن دارا بن بهمن الملك والقرنين تسمية الإسكندر قال أبو عبيدة ولكن
الثبت عندنا أن ذا القرنين الإسكندر كان من الروم وإنه فيلوس بن مضريم بن هرمس بن
هردش بن مبطون بن رومي بن ذو القرنين لنطي بن نوفان بن يافث بن نونة بن سرود بن
يرويبة بن نوفيل (2)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي
عن أبي الحسن الدارقطني [* * * *]
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال وأما يونان فهو فيما ذكر الحسن بن عليل العنزي عن أبي كريب عن
هشام بن الكلبي قال ومن بني يونان بن يافث بن نوح النبي (صلى الله عليه وسلم) رومي بن لنطي بن
يونان بن يافث بن نوح ومنهم ذو القرنين وهو هرمس ويقال هرديس بن فيطون بن
رومي بن لنيطي بن كسلوحين بن يونان بن يافث بن نوح وان دبيل وباجروان وورتان
ودبيل وببلقان بن أرميني بن لنطي بن يونان وفلسطين وهو فلستين بن كسلوحيم بن
لنطي بن يونان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما يونان
أوله ياء معجمة باثنتين من تحتها وبعد الواو نون فهو يونان بن يافث بن نوح من
ولد رومي بن لنطي بن يونان ومن ولده ذو القرنين وهو هرمس ويقال هرديس بن

(1) الأصل وم: القرنين، والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 212.
(2) كذا ورد بالأصل نسبه هنا عن أبي عبيدة، انظر ما تقدم في نسبة في بداية الترجمة، وقارن ما ذكره ابن
منظور في مختصره عن أبي عبيدة وأخر في م إلى ما بعد الخبرين التاليين.
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 559 - 560.
331

فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوحين (1) بن يونان كذا قال بالفتح وقال غيره
بالضم
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ إبراهيم بن يونس بن محمد أنا
عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي نا عمر بن
الفضل بن مهاجر نا أبي نا الوليد بن حماد نا محمد بن العباس نا عمران بن موسى
البغدادي نا السام بن داود نا أحمد بن نباتة عن سلمة بن أبي سلمة الأبرش عن
محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال سمعت
إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يحدث عن أبيه عن جده يرفعه قال إن
ذا القرنين كان ابن رجل من حمير حميريا وكان قد وفد إلى الروم فأقام فيهم وكان
يسمى أبوه الفيلسوف لعقله وأدبه فتزوج في الروم امرأة من غسان وكانت على دين
الروم فولدت ذا القرنين فسماه أبوه الإسكندر فهو الإسكندر بن الفيلسوف من
حمر (2) وأمه رومية غسانية
قال ابن إسحاق قال أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ولذلك يقول تبع
الحميري لما فخر بأجداده وجده ملكهم في قصيدة يقولها يفخر بذي القرنين إلى
أجداده * قد كان ذو القرنين جدي مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحسد (3)
بلغ المشارق والمغارب يبتغي * أسباب أمر من حكيم مرشد (4)
فرأى مغيب الشمس عند غروبها * في عين ذي خلب (5) وثأط حرمد

(1) في الاكمال: كسلوجين.
(2) قال أبو الريحان المنجم الهروي البيروني في كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية: قيل هو أبو كرب
شمر بن عبير بن أفريقس الحميري، وقال: ويشبه أن يكون هذا القول أقرب لان الاذواء كانوا من اليمن
وهم الذين لا تخلو أساميهم من ذي.
وقال المسعودي إلى مروج الذهب: قيل إن بعض التبابعة غزا مدينة رومية وأسكنها خلقا من اليمن وأن
ذا القرنين الذي هو الإسكندر من أولئك العرب المتخلفين بها (تفسير الرازي 21 / 164).
(3) في تفسير الرازي والقرطبي: قبلي بدل جدي، وفي القرطبي: تسجد بدل تحسد، وعجزه في الرازي:
" ملكا في الرازي: أسباب ملك من كريم سيد.
(4) عجزه في الرازي: أسباب ملك من كريم سيد.
(5) خلب: الطين أو صلبه اللازب أو أسوده (القاموس).
والثأطة: الطين والحمأة جمعها ثأط (القاموس).
332

من بعده بلقيس كانت عمتي * ملكتهم حتى أتاها المزهد *
قال السام بن داود وليس كل الناس يعلم أنه من حمير ولا يعرف أباه وإنما نسبته
الروم إلى أمه كان أبوه مات وهو صغير وخلفه في حجر أمه فلذلك جهل العلماء
ونسبوه إلى أمه ولقد كان أبوه من أهل الملك والمروءة ولذلك سمي الفيلسوف في
حديث طويل اختصرناه
أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن
الحسين في كتابيهما قالا نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
محمد أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله وأبو بكر أحمد بن سندي قالا ن
الحسن بن علي العطار أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن محمد بن
إسحاق حدثني سعيد بن بشير عن قتادة أنه قال الإسكندر هو ذو القرنين وأبوه قيصر
وهو أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليهما السلام
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل أنبأ أبو مضر (1) محلم (2) بن
إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي أنا أبو سعيد الخليل (3) بن أحمد بن محمد بن
الخليل بن موسى بن عبد الله القاضي نا أبو العباس السراج نا قتيبة بن سعيد [* * * *]
وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن أنا جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا خالد بن يوسف بن خالد
السمتي قالا نا أبو عوانة عن وفي حديث أبي سهل نا سماك عن حبيب بن
جماز قال كنت عند علي بن أبي طالب وسأله رجل عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق
والمغرب فقال سخر له السحاب ومدة له الأسباب وبسط له في النور وقال أزيدك قال
فسكت الرجل وسكت علي رضي الله عنه (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن
محمد بن غالب العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون الحضرمي

(1) في سير الاعلام: أبو مضمر.
(2) عن سير الاعلام 20 / 64 في ترجمة أبي الفضل محمد بن إسماعيل، و 18 / 334 وبالأصل " محكم ".
(3) ترجمته في سير الاعلام 16 / 437.
(4) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 125.
333

نا سعيد بن يحيى نا أبي نا بسام الصيرفي نا عامر بن واثلة أن رجلا جاء إلى
علي بن أبي طالب فقال يا أمير المؤمنين ما " الذاريات ذروا " (1) قال الرياح قال
فما " الحاملات وقرا (2) " قال السحاب قال فما " الجاريات يسرا " (3) قال
السفن قال فما " المدبرات أمرا " (4) قال الملائكة قال فمن " الذين بدلوا
نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " (5) قال هم منافقو قريش قال فمن "
الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " (6) قال
منهم أهل حروراء قال فما ذو القرنين نبي أو ملك قال ليس بنبي ولا ملك ولكن
كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه بعثه الله إلى قوم فضرب على قرنه
الأيمن فمات فبعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار حدثني يعني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن
سعد عن سعيد بن أبي هلال عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عامر بن
واثلة قال سمعت ابن الكوا قال لعلي بن أبي طالب أخبرني يا أمير المؤمنين ما كان
ذو القرنين قال كان رجلا أحب الله فأحبه الله بعثه الله إلى قوم فضربوه على قرنه
ضربة مات منها ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله فسمي
ذا القرنين ولا نعلم (7) أحد من الناس كان له قرنين
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا
أبو علي بن شاذان أنا أبو سهل بن زياد القطان نا أبو الحسين علي بن إبراهيم
الواسطي إملاء نا محمد بن أبي نعيم نا ربعي بن عبد الله بن الجارود نا سيف بن

(1) سورة الذاريات، الآية: 1.
(2) سورة الذاريات، الآية: 2.
(3) سورة الذاريات، الآية: 3.
(4) سورة النازعات، الآية: 5، وفي التنزيل العزيز: فالمدبرات.
(5) سورة إبراهيم، الآيتان: 28 و 29.
(6) سورة الكهف، الآية: 104.
(7) بالأصل وم: " يعلم ".
334

وهب مولى لبني تيم قال دخلت شعب ابن عامر على أبي الطفيل عامر بن واثلة
قال فإذا شيخ كبير قد وقع حاجبه على عينه (1) قال فقلت له أحب أن تحدثني
بحديث سمعته من علي ليس بينك وبينه أحد قال أحدثك به إن شاء الله وتجدني له
حافظا أقبل علي يتخطى رقاب الناس بالكوفة حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى
علي فيم أنزلت ولا أين أنزلت ولا ما عني بها والله لا تلقوا أحدا يحدثكم ذاكم بعدي
حتى تلقوا نبيكم (صلى الله عليه وسلم) قال فقام رجل يتخطى رقاب الناس فنادى أيا أمير المؤمنين قال
فقال علي ما أراك بمسترشد أو ما أنت مسترشد قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول
الله عز وجل " والذاريات ذروا " قال الرياح ويلك قال " فالحاملات وقرا " قال
السحاب ويلك قال " فالجاريات يسرا " قال السفن ويلك قال " فالمدبرات
أمرا " قال الملائكة ويلك قال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عز وجل "
والبيت المعمور والسقف المرفوع " (2) قال ويلك بيت في ست سماوات يدخله
كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة وهو الضراح وهو حذاء
الكعبة من السماء قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل " ألم تر إلى
الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم " قال ويلك ظلمة قريش
قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل " قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا
الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا " قال ويلك منهم أهل حروراء (3) قال يا أمير
المؤمنين حدثني عن ذي القرنين أنبي كان أو رسول قال لم يكن نبيا ولا رسولا
ولكنه عبد ناصح الله عز وجل فناصحه الله عز وجل وأحب الله فأحبه الله وإنه دعا
قومه إلى الله فضربوه على قرنه فهلك فغبر زمانا ثم بعثه الله عز وجل إليهم فدعاه إلى
الله عز وجل فضربوه على قرنه الآخر فهلك بذلك قرناه
أنبأنا أبو الفضل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن
علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا

(1) كذا بالأصل: حاجبه على عينه وفي م: دفع حاجبه على عينه.
(2) سورة الطور، الآيتان 4 و 5.
(3) قرية بظاهر الكوفة.
335

محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد وأحمد بن سندي قالا نا
الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنبأ إسحاق عن عبد الله بن زياد بن سمعان
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن ذا القرنين أنه دعا ملكا جبارا إلى الله
عز وجل ودينه فضرب على قرنه فكسره ورضه ثم قال ثم دعاه إلى الله فدق قرنه الثاني
فكسره فسمي ذا القرنين
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن
بكار حدثني إبراهيم عن عبد العزيز عن حازم بن حسين عن يونس بن عبيد عن
الحسن قال إنما سمي ذو القرنين أنه كانت له غديرتان في رأسه من شعر يطا فيهما
قال وحدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز عن سليمان بن أسيد عن ابن
شهاب قال إنما سمي ذو القرنين أنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها فسمي ذا القرنين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل أحمد بن
الحسن قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي الصواف نا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة نا أبي نا إسماعيل بن أبان نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن
أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله الوادعي (1) قال سمعت معاوية يقول ملك
الأرض أربعة سليمان بن داود النبي وذو القرنين ورجل
من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر قال لا (2)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك عن أبيه عن سفيان الثوري قال
بلغني أنه ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران سليمان النبي (صلى الله عليه وسلم) وذو القرنين
ونمرود وبخت نصر (3)

(1) نسبة إلى وادعة بطن من همدان.
(2) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 126.
(3) المصدر نفسه.
336

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا أبو الفرج سهل بن بشر أنا أبو
القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن
عبد الله (1) المعروف بابن المفسر قراءة عليه نا أبو سليمان حوشب بن أحمد بن أبي
حكيم القرشي قراءة عليه في ذكره بسوق البقل في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين
ومائتين نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي نا سعيد بن بشير قال ملك
الأرض أربعة اثنان مؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين واثنان كافران نمرود بن
كوش بن حام بن نوح وبخت ناصر (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد وأبو
القاسم بن أبي العلاء وأبو نصر بن طلاب وأبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد الله
الخياط وأبو الحسن علي بن الخضر بن عبد البر [* * * *]
وأخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنبأ أبو القاسم الحنائي [* * * *]
وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن النوبي (3) أنا عمي أبو الفضل
عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد قالوا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو (4)
إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت نا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق عن معمر
عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا أدري أتبع
كان لعينا أم لا ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ولا أدري ذو القرنين كان (5) نبيا
أم لا [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا وكيع
عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال ذو القرنين نبي

(1) ترجمته في سير الاعلام 16 / 282.
(2) كذا بالأصل هنا " بخت ناصر " وفي م: بخت نصر.
(3) كذا رسمها بالأصل وفي م: " الهوى ".
(4) زيادة عن م سقطة من الأصل، وذكره الذهبي في سير الاعلام في ترجمة ابن أبي نصر 17 / 366 ذكر اسمه:
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت البغدادي.
(5) كذا بالأصل " كان نبيا "، وفوق اللفظتين إشارتين تفيدان التقديم والتأخير ويريد: نبيا كان أم لا.
337

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنبأ علي بن
أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا محمد بن يونس نا عبد الله بن مسلمة القعنبي نا
عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن
سعيد (2) بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا استطلنا يومنا فانطلقنا إلى
عقبة بن عامر الجهني فوجدناه في ظل داره جالسا فقلنا له إنا استطلنا يومنا فجئنا
نتحدث عندك فقال وأنا استطلت يومي فخرجت إلى هذا الموضع قال ثم أقبل
علينا وقال كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل
الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا من يستأذن لنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخلت على
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته فقال ما لي ولهم يسألونني عما لا أدري إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما
علمني ربي عز وجل ثم قال أبغني وضوءا فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى
المسجد فصلى ركعتين ثم انصرف فقال لي وأنا أرى السرور والبشر في وجهه فقال
أدخل القوم علي ومن كان من أصحابي فأدخله أيضا قال فأذنت لهم فدخلوا فقال
لهم إن شئتم أحدثكم عما جئتم تسألونني عنه من قبل أن تكلموا وإن شئتم فتكلموا
قبل أن أقول قالوا بل أخبرنا قال جئتم تسألوني عن ذي القرنين إن أول أمره أنه
كان غلاما من الروم أعطي ملكا فسار حتى أتى ساحل أرض مصر فابتنى مدينة يقال لها
الإسكندرية فلما فرغ من بنائها (3) بعث الله تعالى ملكا ففرع به فاستعلى بين السماء
والأرض ثم قال انظر ما تحتك فقال أرى مدينتين ثم استعلى به ثانية ثم قال انظر ما
تحتك فنظر فقال (4) أرى مدينتين قد أحاطت بهما ثم استعلى به وقال (4) انظر ما تحتك
فنظر فقال ليس أرى شيئا فقال المدينتين هو البحر المستدير وقد جعل الله تعالى
له مسلكا يسلك به فعلم الجاهل وثبت العالم قال ثم جوزه فابتنى السد جبلين
زلقين لا يستقر عليهما شئ أصلا فلما فرغ منهما صار في الأرض فأتى على أمه أو
على قوم وجوههم كوجوه الكلاب فلما قطعهم أتى على قوم قصار فلما قطعهم أتى

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 6 / 295 - 296 ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى 2 / 101 عن
البيهقي.
(2) في البيهقي: سعد.
(3) البيهقي: شأنها.
(4) ما بين الرقمين سقط من دلائل البيهقي.
338

على قوم من الحيات تلتقم الحية منهم الصخرة العظيمة ثم أتى على الغرانيق وقرأ هذه
الآية " وآتيناه من كل شئ سببا (1) فأتبع سببا " فقالوا هكذا نجده في كتابنا [* * * *]
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن
علي بن بركات قالوا ثنا أبو بكر الخطيب لفظا أنا أبو الحسن بن رزقويه أنبأ أبو
عمرو الدقاق وأبو بكر بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا
إسحاق بن بشر عن عثمان بن الساج عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه
قال كان ذو القرنين ملكا صالحا أرضى الله عز وجل عمله وأثنى عليه في كتابه وكان
منصورا وكان الخضر وزيره (2)
وأنبأنا أبو الفضائل وأبو تراب قالا ثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن أنبأ
أبو عمرو وأبو بكر قالا أنا الحسن نا إسماعيل نا إسحاق عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن قال كان ذو القرنين ملك بعد نمرود وكان من معه أنه
كان رجلا مسلما صالحا أتى المشرق والمغرب مد الله عز وجل له في الأجل وبصره
حتى قهر البلاد واحتوى (3) على الأموال وفتح المدائن وقتل الرجال وجال في البلاد
والقلاع فصار حتى أتى المشرق والمغرب فلذلك قول الله عز وجل " ويسألونك عن ذي
القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا " (4) يعني خبرا " إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من
كل شئ سببا " (5) أي علما أن يطلب أسباب المنازل (6) ثم أتبع سببا

(1) سورة الكهف، الآيتان: 84 - 85.
(2) نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 122.
في ذي القرنين واسمه تنازع الناس وكثرت الأقوال حتى التناقض، والخلاف فيه كثير ولا ظائل تحته.
قال ناس أنه من الملائكة ومنهم من قال: نبيا ومنهم من قال أنه كان عبدا صالحا.
وفي تسميته بذي القرنين قيل: لأنه انقض في وقته قرنان من الناس. وقيل: لأنه كان على رأسه ما يشبه
القرنين، كان لتاجه قرنان. وقيل: نقلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لأنه طاف قرني الدنيا يعني شرقها وغربها.
وقيل: لأنه رأى حلما في المنام كأنه تعلق بطرفي الشمس وقرنيها.
وقيل: لأنه دخل النور والظلمة. وقيل: لأنه كان له ضفيرتان أي قرنان. (راجع: مروج الذهب - تفسير
الرازي - تفسير القرطبي - المعارف لابن قتيبة).
(3) كلمة غير مقروءة رسمها وأخنوا والمثبت عن البداية والنهاية.
(4) سورة الكهف، الآية: 3...
(5) سورة الكهف، الآية: 84.
(6) الخبر نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 127.
339

قال إسحاق فزعم مقاتل وزاد على ما قال سعيد بن أبي عروبة قال كان يفتح
المدائن ويجمع الكنوز فمن اتبعه على دينه وشايعه عليه وإلا قتله (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى
نا الأصمعي نا الفضل بن عطية عن عطاء وعبد الله بن عبيد بن عمير أن ذا القرنين
حج ماشيا
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا
أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب نا علي بن حرب نا سفيان عن
الفضل بن عطية سمع عبيد بن عمير يحدث أن ذا القرنين حج ماشيا فسمع به
إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) فخرج يتلقاه كذا في هذه الرواية
ورواه غيره عن سفيان عن الفضل عن عطاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير
أخبرناه أبو البركات الأنماطي وأبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل
أحمد بن الحسن قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنبأ أبو علي بن الصواف نا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة عن الفضل بن
عطية عن عطاء أن عبد الله بن عبيد بن عمير قال حج ذو القرنين ماشيا أول من حج
فسمع به إبراهيم فخرج يتلقاه (2)
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن
علي بن بركات قالوا حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد وأبو بكر أحمد بن سيدي قالا ثنا الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى نا علي بن عاصم حدثني أصبغ بن زيد الوراق عن بعض
أصحابه قال كان إبراهيم خليل الرحمن جالسا بمكان فسمع صوتا فقال ما هذا
الصوت قال قيل له هذا ذو القرنين قد أقبل في جنوده فقال لرجل عنده أئت
ذا القرنين فاقرئه السلام فأتاه فقال إن إبراهيم يقرئك السلام قال ومن إبراهيم

(1) نقله ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 126 وفيها وتابعه عليه بدل وشايعه.
(2) المصدر نفسه 2 / 123.
340

قال خليل الرحمن قال وإنه لهاهنا قال نعم قال فنزل قال فقيل له أن بينك
وبينه هنيهة قال ما كنت لأركب في بلد فيه إبراهيم قال فمشى إليه قال فسلم عليه
وأوصاه إبراهيم فأوحى الله إلى ذي القرنين أن الله قد سخر لك السحاب فاختر أيها
شئت إن شئت صعابها وإن شئت ذللها فاختار ذلولها فكان إذا انتهى إلى مكان من بر
أو بحر لا يستطيع أن يتقدم احتملته السحاب فقذفته وراء ذلك حيث شاء
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة نا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني إبراهيم بن المنذر عن سفيان بن عيينة عن ليث بن أبي سليم عن من حدثه
عن علي بن أبي طالب أنه سئل ما كان ذو القرنين ركب في مسيرة يوم سار قال خير
بين ذلك السحاب وصعابه فاختار ذلك وهو الذي لا برق فيه ولا رعد
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو تراب الأنصاري وأبو الحسن الخشوعي
قالوا حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد وأحمد
بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق عن
مقاتل بن سليمان عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين كان إذا انتهى إلى الأرض أو
كورة ففتحها أمر أصحابه الذين معه أن يقيموا بها وأخرج هؤلاء معه إلى الأرض التي
تليهم فبذلك كان يقوى الناس على المسير معه فكان ذو القرنين إذا سار يكون أمامه
على مقدمته ستمائة ألف وعلى ساقته مائة ألف وهو في ألف ألف لا ينقصون كلما
هرم رجل جعل مكانه غيره وإذا مات رجل جعل مكانه غيره فهذه العدة معه وكان الله
عز وجل ألهمه الرشد ولقنه الحكمة والصواب وأعطاه القوة والظفر والنصر
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات قال أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن العدل قالا أنبأ أبو
القاسم بن بشران أنبأ أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
عباد بن يعقوب ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير قال سار
ذو القرنين من مطلع الشمس إلى مغربها اثنتي عشرة سنة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن
إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان نا محمد بن موسى القطان نا عبد الله بن جعفر
341

الرقي قال وشى واش برجل إلى الإسكندر فقال له أتحب أن نقبل منك ما قلت فيه
على أنا نقبل منه ما قال فيك فقال لا فقال له فكف عن الشر يكف الشر عنك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن بشران أنا
أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني
إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان نا ليث بن أبي سليم قال مر ذو القرنين في مسيره
على ملك منبطح على وجهه آخذ بأصل جبل فقال له ذو القرنين يا عبد الله أمعذب
أم مأمور قال بل مأمور قال فما هذا فقال الجبال كلها محدقة بهذا الجبل فأنا
ممسك بأصله فمن أنت قال أنا ذو القرنين قال ألكم خلقت الجنة والنار قال
نعم قال لقد خلقتم لأمر عظيم
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن الحسن أنبأ الحسين بن
الحسن الغضائري (1) نا أحمد بن سلمان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا سفيان
بن وكيع نا أبي عن عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن البصري عن الثقة من أصحابه
قال حدثني أبو أمامة أن ذا القرنين سار في الظلمة حتى انتهى إلى جبل قاف (2)
قال ونا أحمد بن سلمان نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى عن
إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين سار في الظلمة
فلما دنا إذا هو بملك قابض على ظهر جبل وهو جبل قاف فقال له ما خلف هذا الجبل
قال سبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من دخان وسبعون حجابا من نار وسبعون
حجابا من ظلمة غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ومن خلف هؤلاء حملة
الكرسي أرجلهم تحت الثرى السابعة وجاوزت رؤوسهم فوق سبع سماوات ولولا
هذه الحجب لاحترقت أنا وهذا الجبل من نورهم قال فما خلف أولئك من الحجب
بعد ذلك قال بعد ذلك وخلف تلك الحجب حملة العرش خرقت الأرضين السابعة
وجاوزت رؤوسهم السماء السابعة كما بين سبع سماوات ولهم قرون غلظ كل قرن ملك
ما بين الخافقين قال وما خلف أولئك قال أرض ملساء ضوءها من نورها ونورها

(1) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 34 وسير الاعلام 17 / 327.
والغضائري نسبة إلى الغضارة، وهو إناء يؤكل فيه الطعام وفي م: العصايدي.
(2) انظر جبل قاف في معجم البلدان.
342

من ضوءها مسيرة الشمس أربعون يوما يكون مثل الدنيا عامرها وغامرها ضعفا ليس
فيها موضع شبر وإلا وملك ساجد لم يرفع رأسه منذ خلقه الله عز وجل ولا يرفعه إلى يوم
القيامة فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم فقالوا ربنا لم نعبدك حق عبادتك قال
فما خلف أولئك قال ملائكة يضعفون على هؤلاء أربعين ضعفا طول كل ملك منهم
ما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين ليس في جسده موضع ظفر ابن آدم إلا وفيه لسان
ناطق يحمد الله عز وجل ويقدسه قال فما خلف أولئك قال ملك قد أحاط بجميع
ما ذكرت لك لو أذن الله تبارك وتعالى له بجميع ما ذكر في ذلك وما في سبع سماوات
وسبع أرضين ما خلا العرش والكرسي لالتقمهم في لقمة واحدة قال فما خلف ذلك
قال انقطع علمي وعلم كل عالم وكل ملك ليس وراء ذلك إلا الله جل وعز وسلطانه
وبهاؤه
وفي حديث إبراهيم الذي رواه عن أبي أمامة فقال له أخبرك أن هذا الجبل يحيط
بالماء كله وليس خلف هذا الجبل أحد من الخلائق إلا الظلمة والملائكة الذين يحملون
الكرسي وخلف ذلك سبعون حجابا من ثلج غلظ كل حجاب خمسمائة سنة وخلف
ذلك الملائكة الذين يحملون العرش وقوائم العرش على ظهورهم ورقابهم وغلظ كل
ملك وطول قامته كطول أيام العالم وكطول السماوات السبع والأرضين السبع ولولا ما
جعل الله بين هؤلاء وهؤلاء من الحجاب احترقت الملائكة الأربعة الذين يحملون
الكرسي من نور الملائكة الذين يحملون العرش وإني أخبرك أن الله جل وعز ربي
وربك أيها الإنسان جعل بيني وبين الملائكة الذين يحملون العرش هذا الجبل ولولا هذا
الجبل لاحترقت من نورهم وبيني وبينهم كعدد أيام العالم وبيني وبينهم سبعون
حجابا من الظلمة والثلج وأن ذا القرنين سأله ما لك قابض على هذا الجبل قال
إن الله عز وجل خلق الأرض وكان عرشه على الماء وخلق السماء
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو تراب الأنصاري قالا نا أبو بكر الخطيب
أنبأ محمد بن أحمد بن محمد أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي الحداد
قالا نا الحسن بن علي أنا إسماعيل بن عيسى أنبأ إسحاق بن بشر عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين لما سد الردم على يأجوج ومأجوج سار
يريد ما وراء المشرق والمغرب فسار حتى بلغ ظلمة عجز أصحابه عن المسير
343

وأعطى الله ذا القرنين تلك القوة والجلادة حتى سار ثمانية عشر يوما وحده لا يقف
على سهل ولا جبل ولا حجر ولا شجرة ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يركب إذا
سمع صوتا من مسيرة يوم وليلة مثل الرعد القاصف ورأى ضوءا مثل البرق الخاطف
وقائل يقول سبحان ربي من منتهى الدهر سبحان ربي من منتهى قدمي من الأرض
السابعة سبحان من بلغ رأسي السماء سبحان من بلغ يدي أقصا العالم فلما دنا منه إذا
هو بملك قابض على طرفي جبل قاف وهو جبل من زمردة خضراء فلما نظر إليه
الملك ظن أنه ملك بعثه الله إليه يأمره أن يزيل الدنيا فقال له آدمي أم ملك قال بل
آدمي قال من أين أقبلت قال جاوزت المشرق والمغرب وأنا أسير منذ ثمانية عشر
يوما في ظلمة على أرض ملساء قال الملك لم تمش على الأرض وإنما مشيت ساعة
من النهار وإنما مشيت على البحر السابع فشك ذو القرنين أن يكون قد مشا على
الماء فانغمس في الماء إلى ركبتيه فقال له الملك ابن آدم شككت أنك مشيت على
الماء فاستيقن فاستوى على الماء قيل يا أبا سعيد (1) من سماه ذا القرنين قال ذلك
الملك فقال له يا ذا القرنين فقال له ذو القرنين لعلك سببتني أو لقبتني إن اسمي
غير هذا قال ما سببتك ولا لقبتك ولكنك جاوزت قرن المشرق والمغرب فهذا
اسمك واسم من يعمل كعملك قال فما لي أراك قابضا على هذا الجبل قال إن الله
جعل هذا الجبل وتد هذه الأرض والجبال من دونه أوتادا وكانت الأرض لا تستقر
حتى وضع الله هذا الجبل وأنبت الجبال من هذا كنبات الشجر من عروقها وبعثني أن
أمسك هذا الجبل أن لا تزول الدنيا قال فما خلف هذا الجبل قال سبعون حجابا
من نار وسبعون حجابا من دخان وسبعون حجابا من ثلج وسبعون حجابا من ظلمة
غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ومن خلف هؤلاء حملة الكرسي أرجلهم من
تحت الثرى وقد جاوزت رؤوسهم فوق سبع سماوات ولولا هذه الحجب احترقت
أنا وهذا الجبل من نورهم قال فما خلف أولئك قال من الحجب بعد ذلك وخلف
تلك الحجب حملة العرش قد مرقت أرجلهم أرضين السابعة وجاوزت رؤوسهم فوق
السماء السابعة كما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين ولولا تلك الحجب لاحترقت

(1) أبو سعيد، هو راوي الخبر، الحسن بن أبي الحسن البصري، انظر ترجمته في سير الاعلام 4 / 563.
(2) في مختصر ابن منظور 8 / 219 من تحت الثرى السابعة.
344

حملة الكرسي من نور حملة العرش ولهم قرون غلظ كل قرن كل ملك ما بين
الخافقين قال فما خلف أولئك قال أرض بيضاء ملساء ضوءها من نورها ونورها
من ضوءها مسيرة الشمس أربعين يوما تكون مثل الدنيا عامرها وغامرها أربعين
ضعفا ليس فيه موضع شبر إلا وملك ساجد لم يرفع رأسه منذ خلقه الله ولا يرفعه إلى
يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم فقالوا ربنا لم نعبدك حق عبادتك
قال فما خلف أولئك قال ملائكة يضعفون عليهم أربعين ضعفا لكل ملك منهم
أربعون رأسا في كل رأس أربعون وجها في كل وجه أربعون فما في كل فم أربعون
لسانا في كل لسان أربعون لغة تسبح الله وتقدسه بكل لغة أربعين نوعا قال فما خلف
أولئك قال ملائكة يضعفون على هؤلاء أربعين ضعفا طول كل منهم ما بين سبع
سماوات إلى سبع أرضين ليس في جسده موضع ظفر ابن آدم إلا وفيه لسان ناطق
يحمد الله ويقدسه قال فما خلف أولئك قال ملك قد أحاط بجميع ما ذكرت لك
لو أذن الله له لجمع جميع ما ذكرت لك وما في سبع سماوات وسبع أرضين ما خلا
العرش والكرسي لالتقمهم بلقمة واحدة قال فما خلف ذلك قال انقطع علمي
وعلم كل عالم وكل ملك ليس وراء ذلك إلا الله وبهاءه وسلطانه فانصرف ذو القرنين
إلى أصحابه
فقال الحسن إنما حمل ذا (1) القرنين على أن يأتي المشرق والمغرب أنه وجد في
بعض الكتب أن رجلا من ولد سام بن نوح يشرب من عين في البحر وهي من الجنة
فيعطى الخلد قال فطلب (2) تلك العين
قال إسحاق وبلغني أن الخضر كان وزيره وكان معه يسايره وكان يقال كان ابن
خالته فبينما هو يسير معه في البحر إذ تخلف عنه الخضر فهجم على تلك العين فشرب
منها وتوضأ فلما رجع إلى ذي القرنين أخبره فقال له إني أردت أمرا وفزت به أنت
فارجع عني فحسده ورده واغتم لذلك ذو القرنين حين فاته ما أراد فقال له العلماء
والحساب لا تحزن فإنا نرى لك أيها الملك مدة طويلة وإنك لا تموت إلا على أرض
من حديد وسماء من خشب فانصرف راجعا يريد الروم ويدفن كنوز كل أرض بها

(1) بالأصل وم: ذو.
(2) بالأصل وم: يطلب.
345

ويكتب ذكر ذلك ومبلغ ما دفن وموضعه فيحمله معه في كتاب حتى بلغ بابل فرعف
وهو في المسير فسقط عن دابته وبسط له درع وكانت الدرع إذ ذاك من الصفائح
والجواشن وإنما استحدث هذه الدرع داود عليه السلام قال فنام على ذلك الدرع فأذته
الشمس فدعوا له ترسا فأظلوه به فنظر فإذا هو على حديد مضطجع وفوقه خشب
فقال هذه أرض من حديد وسماء من خشب فدعا كاتبه واستعان بعلماء بابل فكتب
بسم الله الرحمن الرحيم من الإسكندر بن قيصر رفيق أهل الأرض ببدنه قليلا
ورفيق أهل السماء بروحه الطويل إلى أمه روقية ذات الصفاء التي لم تمتع بثمرة قلبها
في ذات القرب وهي مجاورته عما قليل في ذكر البعد يا روقية يا ذات الصفاء هل
رأيت معطيا لا يأخذ ما أعطا ولا معيرا لا يأخذ عاريته ولا مستودعا لا يأخذ وديعته يا
روقية إن كان أحد بالبكاء حقيقا فلتبك السماء على شمسها كيف يعلوها الطمس
والكسوف وعلى قمرها كيف يعلوه السواد وعلى كواكبها كيف تنهار وتناثر ولتبك
الأرض على خضرتها ونباتها والشجر على ثمارها وأوراقها كيف تتحات وتصير
هشيما ولتبك البحار على حيتانها يا أمتاه هل رأيت نعيما لا يزول أو حيا دائما فهما
مقرونان بالفناء يا أمتاه لا يبغينك (1) موتي فإنك كنت مستيقنة بأني أموت وأنا لم
يبغتني الموت لأني كنت مستيقنا أني من الذين يموتون يا أمتاه اعتبري ولا تحزني
فكوني في مصيبتي كما كنت تحبين أن أكون في الرجال يا أمتاه اقرأ عليك السلام إلى
يوم اللقاء
قال فمات قال وكان فيمن ملك الضحاك بن الأهيون بعده
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي وهبة الله بن أحمد بن
الأكفاني قالا أنبأ أبو الحسن علي بن الحسين بن صصري أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنبأ خيثمة بن سليمان نا أبو عبيدة بن أخي هناد بن السري بن يحيى نا
سفيان بن وكيع بن الجراح نا أبي ثنا معتمر بن سليمان عن أبي جعفر عن أبيه أنه
سئل عن ذي القرنين فقال كان ذو القرنين (2) عبدا من عباد الله صالحا وكان من الله
بمنزل ضخم وكان قد ملك ما بين المشرق والمغرب وكان له خليل من الملائكة يقال

(1) في مختصر ابن منظور 8 / 220 يبغتنك.
(2) الخبر في البداية والنهاية 2 / 127 - 128 باختصار.
346

له زيافيل (1) وكان يأتي ذا القرنين يزوره فبينما هما ذات يوم يتحدثان إذ قال له
ذو القرنين حدثني كيف عبادتكم في السماء فبكا ثم قال يا ذا القرنين وما عبادتكم
عند عبادتنا إن في السماء لملائكة قيام لا يجلسون أبدا ومنهم سجود لا يرفع رأسه
أبدا وراكع لا يستوي قائما أبدا أو رافع وجهه لا يطرف شاخصا أبدا يقولون سبحان
الملك القدوس رب الملائكة والروح رب ما عبدناك حق عبادتك فبكا ذو القرنين
بكاء شديدا ثم قال يا زيافيل إني أحب أن أعمر حتى أبلغ عبادة ربي حق طاعته قال
وتحب ذاك يا ذا القرنين قال نعم قال زيافيل فإن لله عين تسمى عين الحياة من
شرب منها شربة لم يمت أبدا حتى يكون هو الذي يسأل ربه الموت قال ذو القرنين
فهل تعلمون أنتم موضع تلك العين قال زيافيل لا غير أنا نتحدث في السماء أن لله
في الأرض ظلمة لم يطأها أنس ولا جان فنحن نظن أن العين في تلك الظلمة
فجمع ذو القرنين علماء أهل الأرض وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة فقال
أخبروني هل وجدتم في كتاب الله وفيما عندكم من أحاديث الأنبياء والعلماء قبلكم
أن الله وضع في الأرض عينا سماها عين الحياة قالوا لا قال ذو القرنين فهل وجدتم فيها
أن الله وضع في الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان قالوا لا قال عالم
منهم أيها الملك لم تسأل عن هذا قال فأخبره بما قال له زيافيل فقال له أيها
الملك إني قرأت وصية آدم فوجدت فيها أن الله وضع في الأرض ظلمة لم يطأها إنس
ولا جان قال ذو القرنين فأين وجدتها من الأرض قال وجدتها عند قرن الشمس
فبعث ذو القرنين فحشر الفقهاء والأشراف والملوك والناس ثم سار يطلب مطلع
الشمس فسار إلى أن بلغ طرف الظلمة اثنتي عشرة سنة فأما الظلمة فليست بليل وهي
ظلمة تفور مثل الدخان فعسكر ثم جمع علماء أهل عسكره فقال لهم إني أريد أن أسلك
هذه الظلمة فقالوا أيها الملك قد كان قبلك من الأنبياء والملوك لم يطلبوا هذه الظلمة
قبل أن تطلبها فإنا نخاف أن ينبعق (2) عليك أمر تكرهه ويكون فيه فساد أهل الأرض

(1) في البداية والنهاية: " رناقيل " وفي قصص الأنبياء للثعلبي: " رفائيل " وفي الدر المنثور: " زرفائيل ".
وهذا الملك على ما ذكره الدارقطني في الاخبار: هو الذي يطوي الأرض يوم القيامة. وينقصها فتقع
أقدام الخلائق كلها بالساهرة، فميا ذكره بعض أهل العلم. والساهرة: أرض يجددها الله يوم القيامة.
(2) ابعق المزن: ابنعج بالمطر، وانبعق بالكلام: اندفع.
والانبعاق: أن ينبعق عليك الشئ فجأة وأنت لا تشعر (القاموس).
347

قال ذو القرنين لا (1) بد من أن أسلكها فخرت العلماء سجودا ثم قالوا أيها الملك
كف عن هذه ولا تطلبها فإنا لو كنا نعلم أنك إذا طلبتها ظفرت بما تريد ولم يسخط الله
علينا لكان ولكنا نخاف العيب (2) من الله وأن ينبعق علينا منها أمر يكون فيها فساد أهل
الأرض ومن عليها فقال ذو القرنين إنه لا بد من أن أسلكها قالوا فشأنك
قال فأخبروني أي الدواب أبصر قالوا البكارة فأرسل فجمع له ستة آلاف
فرس أنثى بكارة وانتخب من عسكره ستة (3) آلاف رجل من أهل العقل والعلم فدفع
إلى كل رجل فرس وعقد للخضر على مقدمته في ألفي رجل وبقي هو في أربعة آلاف
وقال لمن بقي من الناس في العسكر لا تبرحوا من عسكركم اثنتي عشرة سنة فإن نحن
رجعنا إليكم وإلا فارجعوا إلى بلدكم فقال الخضر أيها الملك إنما نسلك ظلمة لا
ندري كم مسيرها ولا بعضنا بعضا فكيف تصنع بالضلل إذا أضللنا فدفع ذو القرنين
خرزة حمراء فقال إذا أصابكم الضلل فاطرح هذه الخرزة إلى الأرض فإذا صاحت
فلترجع أهل الضلال فسار الخضر بين يدي ذي القرنين يرتحل الخضر وينزل
ذو القرنين وقد عرف الخضر ما يطلب ذو القرنين وذو القرنين يكتمه ذلك
فبينما الخضر يسير إذ عارضه واد فظن أن العين في ذلك الوادي فلما أتى شفير
الوادي قال لأصحابه قفوا ولا يبرحن رجل منكم من موضعه ورمى الخضر بالخرزة
فإذا هي على حافة العين فنزع الخضر ثيابه فإذا ماء أشد بياضا من اللبن وأحلا من الشهد
فشرب منه وتوضأ واغتسل ثم خرج فلبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو صاحبه فوقعت
الخرزة فصاحت فرجع الخضر إلى صوت الخرزة وإلى أصحابه فركب وقال
لأصحابه سيروا بسم الله ومر ذو القرنين فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوما
ثم خرجوا إلى ضوء ليس بضوء شمس ولا قمر أرض حمراء خشاشة وإذا في تلك
الأرض قصر مبني طوله فرسخ في فرسخ مبوب له (4) أبواب فنزل ذو القرنين
بعسكره ثم خرج وحده حتى نزل القصر فإذا حديدة قد وضع طرفها على حافتي القصر

(1) الأصل: " ما " والمثبت عن م.
(2) الأصل وم " العبث " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) في المختصر: ألف فرس.
(4) في مختصر ابن منظور: ليس له أبواب.
348

من هاهنا وهاهنا وإذا طائر أسود كأنه الخطاف مزموما بأنفه إلى الحديدة معلق بين
السماء والأرض فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين قال من ذا قال ذو القرنين
قال الطائر أما كفاك ما ورائك حتى وصلت إلي يا ذا القرنين حدثني قال سل عم
شئت قال هل كثر بنا الجص والآجر قال نعم قال فانتفض انتفاضة ثم انتفخ
ثلث الحديدة ثم قال يا ذا القرنين أخبرني قال سل قال هل كثرت
شهادات الزور في الأرض قال نعم قال فانتفض الطائر ثم انتفخ حتى ملأ ثلثي
الحديدة ثم قال يا ذا القرنين أخبرني هل كثرت المعازف في الأرض قال نعم
فانتفض الطائر ثم انتفخ حتى ملأ الحديدة وسد ما بين جداري القصر ففرق ذو القرنين
فرقا شديدا فقال الطائر يا ذا القرنين لا تخف حدثني قال سل قال هل ترك
الناس شهادة أن لا إله إلا الله بعد قال لا فانتفض الطائر ثلاثا ثم قال حدثني قال
سل قال هل ترك الناس صلاة المكتوبة بعد قال لا فانتفض الطائر ثلاثا ثم قال
حدثني قال سل قال ترك الناس الغسل من الجنابة بعد قال لا قال فعاد الطائر
كما كان
ثم قال يا ذا القرنين أسألك الدرجة إلى أعلا القصر فسلكها ذو القرنين وهو
خائف حتى إذا استوى على صدر الدرجة إذا سطح ممدود وإذا عليه رجل نائم أو شبهه
بالرجل شاب عليه ثياب بياض رافع وجهه إلى السماء واضع يده على فيه فلما سمع
حس ذي القرنين قال من هذا قال أنا ذو القرنين فمن أنت قال أنا صاحب
الصور قال فما لي أراك واضعا يدك على فيك رافعا وجهك إلى السماء قال إن
الساعة قد اقتربت فأنا انتظر من ربي أن يأمرني أن أنفخ فأنفخ ثم أخذ صاحب الصور
من بين يديه شيئا كأنه حجر فقال خذ هذا يا ذا القرنين فإن شبع هذا الحجر شبعت
وإن جاع جعت فأخذ ذو القرنين الحجر ثم رجع إلى أصحابه فحدثهم بالطائر وما
قال له وما رد عليه وما قال له صاحب الصور وما رد عليه فجمع ذو القرنين أهل
عسكره ثم قال أخبروني عن هذا الحجر ما أمره فأخذ العلماء كفتي الميزان فوضعوا
الحجر في إحدى الكفتين ثم أخذوا حجرا مثله فوضعوه في الكفة الأخرى فإذا الحجر
الذي جاء به ذو القرنين يميل بجميع ما وضع معه حتى وضعوا معه ألف حجر فقال
العلماء أيها الملك انقطع علمنا دون هذا أسحر هذا أم علم ما ندري ما هذا
والخضر ينظر ما يصنعون وهو ساكت فقال ذو القرنين للخضر هل عندك علم من
349

هذا قال نعم فأخذ الميزان بيده وأخذ الحجر الذي جاء به ذو القرنين فوضعه في
إحدى الكفتين ثم أخذ حجرا من تلك الحجارة مثله فوضعه في الكفة الأخرى ثم أخذ
كفا (1) من تراب فوضعه مع الحجر الذي جاء به ذو القرنين فاستوى (2) فخر العلماء
سجدا وقالوا سبحان الله إن هذا العلم ما نبلغه فقال ذو القرنين للخضر فأخبرنا ما
هذا فقال الخضر أيها الملك إن سلطان الله قاهر لخلقه وأمره نافذ فيهم وإن الله
ابتلى خلقه بعضهم ببعض فابتلى العالم بالعالم والجاهل بالجاهل وابتلى العالم
بالجاهل والجاهل بالعلم والله ابتلاني بك وابتلاك بي فقال له ذو القرنين حسبك
قد أبلغت فأخبرني
قال أيها الملك هذا مثل ضربه لك صاحب الصور إن الله سيب لك البلاد
وأوطأك منها ما لم يوطئ أحدا فلم تشبع وأبت نفسك إلا شرها حتى بلغت من
سلطان الله ما لم يبلغه أحمد ولم يطلبه إنس ولا جان فهذا مثل ضربه لك صاحب
الصور وأن ابن آدم لن يشبع أبدا دون (3) أن يحثا عليه التراب فبكا ذو القرنين ثم قال
صدقت يا خضر في ضرب هذا المثل لا جرم لا أطلب أثرا في البلاد بعد مسيري هذا
حتى أموت ثم ارتحل ذو القرنين راجعا حتى إذا كان في وسط الظلمة لقي (4) الوادي
الذي كان فيه الزبرجد فقال الذين معه أيها الملك ما هذا تحتك وسمعوا خشخشة
تحتهم فقال ذو القرنين خذوا فإنه من أخذ ندم ومن ترك ندم فأخذ الرجل منه
الشئ بعد الشئ وترك عامتهم فلم يأخذوا شيئا فلما خرجوا إذا هو زبرجد فندم
الآخذ والتارك ثم رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل وكان منزله بها فقام بها حتى
مات
قال أبو جعفر كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يرحم الله أخي ذا القرنين لو ظفر
بالزبرجد في مبدئه ما ترك منه شيئا حتى يخرجه إلى الناس لأنه كان راغبا في الدنيا
ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها [* * * *]

(1) في البداية والنهاية: حفنة من تراب.
(2) البداية والنهاية: فرجح به.
(3) في البداية والنهاية: حتى يوارى بالتراب.
(4) غير مقروءة بالأصل وتقرأ في م: " لظى " والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 224.
350

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن
أبي الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي نا أبو بكر
أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الوهاب بن عطاء نا أبو خشرم عن وهب بن منبه
قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس
قال إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة رجل يغني الموتى ومحادثة من لا يعقل بمنزلة
رجل يبل الصخر حتى يبتل ويطبخ الحديد يلتمس إدامه ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة
من يضع الموائد لأهل القبور ونقل الحجارة أيسر من محادثتك من لا يعقل
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسني بن عبد الملك أنا أبو طاهر أحمد بن
محمود أنبأ أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن أحمد بن أبي يوسف الخلال المصري
بمصر نا أبو غسان بن سيف يعني مالكا نا عبد الوهاب بن عطاء نا أبو خشرم عن
وهب بن منبه أن ذا القرنين لما بلغ مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف
لي الناس فقال إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يغني الموتى ومحادثتك من لا
يعقل بمنزلة من يبل الصخر حتى يبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه (1) ونقل الصخر من
رؤوس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل
وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي
طالب أنا عبد الوهاب أنا أبو خشرم عن وهب بن منبه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع
الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال إن محادثتك من لا يعقل
بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة من يبل الصخرة
حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه نقل الحجارة من رؤوس الجبال أيسر من
محادثتك من لا يعقل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان وعاصم بن
الحسن قالا أنبأ القاضي أبو القاسم الحسن بن علي بن المنذر
نا الحسين بن صفوان البرذعي نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1) نا أحمد بن

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.
351

محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه أن
ذا القرنين قال لبعض الأمم ما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قالوا من قبل
أنا لا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا أحمد بن عبدان الأزدي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن
منبه أن ذا القرنين أتى مغرب الشمس فرأى قوما لا يعملون عملا وإذا منازلهم ليس
لها أبواب وليس لهم حكام ولا قضاة فاجتمعوا إليه فقال لهم قد رأيت منكم عجبا
قالوا وما رأيت من العجب قال أرى قبوركم على باب منازلكم قالوا كي لا ننسى
الموت قال فما لي أرى بيادركم واحدة قالوا نتقاسم بالسوية فنعطي من زرع ومن
لم يزرع قال فما لي أرى بيوتكم ليس لها أبواب قالوا ليس فينا متهم قال فما لي
أرى الحيات والعقارب تدور في ما بينكم ولا تضركم قالوا نزع الله من قلوبنا الغش
والحناث فنزع منها السموم قال فما لي لا أرى فيكم حكاما قالوا ليس فينا من
يظلم صاحبه قال فما لي أراكم أطول الناس أعمارا قالوا وصلنا أرحامنا
فطول الله عز وجل أعمارنا
قال ونا أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز يعني الدينوري نا أبي
المحاربي عن بكر بن خنيس عن شعيب بن سليمان قال أتى ذو القرنين
مغيب الشمس (1) فرأى ملكا من الملائكة كأنه يترجح في أرجوحة من خوف الله
عز وجل فهاله ذلك فقال له علمني علما لعلي أزداد إيمانا فقال إنك لا تطيق ذلك
فقال لعل الله عز وجل أن يطوقني لذلك فقال له الملك لا تغتم لغد واعمل في اليوم
لغد وإذا أتاك الله من الدنيا سلطانا فلا تفرح به وإن صرف عنك فلا تأس عليه وكن
حسن الظن بالله وضع يدك على قلبك فما أحببت أن تصنع بنفسك فاصنع بأخيك
ولا تغضب فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب فرد الغضب بالكظم
وسكنه بالتؤدة وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت وكن سهلا لينا للقريب
والبعيد ولا تكن جبارا عنيدا
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا

(1) زيادة عن م للايضاح.
352

الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر [* * * *]
وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن
محمد بن عمر بن سيبويه أنا أبو سعد محمد بن موسى أنا محمد بن عبد الله الصفار
قالا نا عبد الله بن محمد بن عبيد نا يعقوب بن إسماعيل أنا حبان بن موسى قال
ونا عبد الله بن المبارك أنا رشدين بن سعد نا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي
هلال أنه بلغه أن ذا القرنين في بعض مسيره دخل مدينة فاستكف عليه أهلها ينظرون
إلى موكبه الرجال والنساء والصبيان وبها شيخ على عصا له فمر به ذو القرنين فلم يلتفت
الشيخ إليه فعجب ذو القرنين فأرسل إليه فقال ما شأنك استكف الناس ينظرون إلى
موكبي فما بالك أنت قال لم يعجبني ما أنت فيه إني رأيت ملكا مات في يوم هو
ومسكين ولموتانا موضع يجعلون فيه فادخلا جميعا فاطلعتهما بعد أيام وقد تغير أكفانهما
ثم اطلعتهما بعد أيام وقد تزايلت لحومها ثم رأيتهما قد تفصلت العظام واختلطت فما
أعرف الملك من المسكين فما يعجبني ملكك أنت فلما خرج استخلفه على المدينة
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد (1) بن علي بن ثابت
الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن الحسين القطان وأبو علي الحسن بن أحمد بن
شداد [* * * *] قالا أنا محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار نا محمد بن إسحاق
الصاغاني (2) نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن
عبد الله الخزاعي أن ذا (3) القرنين كان فيما مكن الله عز وجل له (4) فيما سار من مطلع
الشمس إلى مغربها إلى السد وكان إذا نصر على أمة أخذ منها جيشا فسار بهم إلى أمة
غيرهم فإذا فتح له وزاد ذلك الجيش أخذ من الآخرين الذين يفتح له عليهم حتى يبلغ
مكانه الذي يريد أتى على أمة من الأمم ليس في أبدانهم شئ مما يستمتع به الناس من
دنياهم قد احتفروا قبورهم فإذا أصبحوا تعاهدوا تلك القبور فكسوها (5) وصلوا
عندها فرعوا البقل كما ترعى البهائم وقد قيض لهم في ذلك معاش من نبات الأرض

(1) الأصل: أبو بكر بن أحمد والمثبت عن م.
(2) جزء من الكلمة سقط من الأصل، والصواب ما أثبت وفي م: العايمان.
(3) بالأصل: ذو والمثبت عن م.
(4) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام.
(5) المختصر: فنكسوها وفي م: وكسنوها.
353

فأرسل ذو القرنين إلى ملكهم فقيل له أجب الملك ذا القرنين فقال ما لي إليه من
حاجة فأقبل إليه ذو القرنين فقال له إني أرسلت إليك لتأتيني فأبيت (1) فها أنذا قد
جئتك فقال له لو كانت لي إليك حاجة لأتيتك فقال له ذو القرنين ما لي أراكم على
الحال التي رأيت لم أر أحدا من الأمم التي رأيت قال وما ذاك قال ليس لكم دينا
ولا شئ أفلا اتخذتم الذهب والفضة فاستمتعتم بها فقال إنما كرهناها لأن أحدكم
لا يعطي منها شيئا إلا تاقت نفسه ودعته إلى أفضل منه قال فما بالكم قد حفرتم قبورا
فإذا أصبحتم تعاهدتموها فكنستموها وصليتم عندها قالوا أردنا إذا نحن (2) نظرنا
إليها وأملنا الدنيا منعتنا قبورنا من الأمل قال وأراكم لا طعام لكم إلا البقل من نبات
الأرض أفلا اتخذتم البهائم من الأنعام فاحتلبتموها وركبتموها واستمتعتم بها قال
كرهنا أن نجعل بطوننا قبورا لشئ من خلق ربنا عز وجل ورأينا أن في نبات الأرض
بلاغا وإنما يكفي ابن آدم أدنى العيش من الطعام وإن ما جاوز الحنك منها لم نجد له
طعما كائنا ما كان من الطعام
ثم بسط ملك تلك الأمة يده خلف ذي القرنين
فتناول جمجمة وقال يا ذا القرنين أتدري من هذا قال لا ومن هو قال ملك من ملوك الأرض أعطاه الله عز وجل
سلطانا على أهل الأرض فغشم وظلم وعتا (3) فلما رأى الله ذلك منه حسمه بالموت
فصار كالحجر الملقى قد أحصى الله عز وجل عليه عمله حتى يجئ به في آخرته ثم
تناول جمجمة أخرى بالية فقال يا ذا القرنين أتدري من هذا قال لا ومن هو
فقال هذا ملك ملكه الله بعده قد كان يرى ما يصنع الذي قبله بالناس من الظلم والغشم
والتجبر فتواضع وخشع لله عز وجل وعمل بالعدل في أهل مملكته فصار كما قد ترى قد
أحصى الله عز وجل عليه عمله حتى يجزيه في آخرته ثم أهوى إلى جمجمة
ذي القرنين فقال وهذه الجمجمة كأن قد كانت كهاتين فانظر يا ذا القرنين ما أنت
صانع فقال ذو القرنين هل لك في صحبتي فاتخذك أخا ووزيرا وشريكا فيما آتاني الله
عز وجل من هذا الملك فقال له ما أصلح أنا وأنت في مكان ولا أن نكون جميعا
فقال له ذو القرنين ولم فقال من أجل أن الناس كلهم لك عدو ولي صديق قال

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وفي م: فأتيت والصواب ما أثبت.
(2) ما بين معكوفتين بياض بالأصل، وما استدرك عن م.
(3) مهملة بالأصل وفي م: وعيا.
354

وكل (1) ذلك قال يعادونك لما في يديك من الملك والمال والدنيا ولا أجد أحدا
يعاديني لرفضي ذلك ولما عندي من الحاجة وقلة الشئ فانصرف عنه ذو القرنين
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر بن سيبويه أنا أبو سعيد الصيرفي أنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال وقال سعيد بن
سليمان نا خلف بن خليفة نا أبو هاشم الرماني قال بلغني أن ذا القرنين لما بلغ
المشرق والمغرب مر برجل معه عصا يقلب عظام الموتى وكان إذا أتى مكانا أتاه ملك
ذلك المكان فسائلوه (2) بعلم ما به فعجب ذو القرنين فأتاه فقال لم لا تأتيني ولم تسألني
قال لم يكن لي إليك حاجة وعلمت أنك إن يكن لك إلي حاجة فستأتيني قال فقال
له ما هذا الذي تقلب قال عظام الموتى هذا عملي منذ أربعين سنة أعرف الشريف من
الوضيع وقد اشتبهوا علي فقال له ذو القرنين هل لك أن تصحبني وتكون معي قال
إن ضمنت لي أمرا صحبتك قال ذو القرنين ما هو قال تمنعني من الموت إذا نزل
بي قال ذو القرنين ما أستطيع ذلك قال فلا حاجة لي في صحبتك
قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني الحارث بن محمد التميمي عن شيخ من قريش
قال مر الإسكندر بمدينة قد ملكها أملاك سبعة وبادوا فقال هل بقي من نسل (3)
الأملاك الذين ملكوا هذه الدنيا أحد قالوا نعم رجل يكون في المقابر فدعا به
فقال ما دعاك إلى لزوم المقابر قال أردت أن أعزل عظام الملوك من عظام عبيدهم
فوجدت عظامهم وعظام عبيدهم سواء فقال له فهل لك أن تتبعني فأورثك شرف
آبائك إن كانت لك همة قال إن همتي لعظيمة إن كانت بغيتي عندك قال وما بغيتك
قال حياة لا موت فيها وشباب لا هرم معه وغنى لا فقر فيه وسرور بغير مكروه قال
لا قال فامض لشأنك ودعني أطلب ذلك ممن هو عنده عز وجل ويملكه قال
الإسكندر وهذا أحكم منا (4)
أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي أنبأ أبو بكر محمد بن علي الخياط

(1) اللفظة استدركت عن هامش الأصل، وفي المختصر: وعم ذلك.
(2) كذا بالأصل.
(3) بالأصل: " يسكن " والمثبت عن المختصر.
(4) في المختصر: أحكم من رأيت.
355

المقرئ نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف البزار نا أبو محمد جعفر بن نصير
الخلدي أخبرنا إبراهيم بن أحمد الخواص قال قال سليمان الأشج صاحب كعب
الأحبار كان ذو القرنين ملكا صالحا وكان طوافا في الأرض وها هو يطوف يوما إذ
وقف على جبل الهند فقال له الخضر وكان صاحب لوائه الأعظم ما لك أيها
الملك قد فزعت ووقفت فقال وما لي لا أفزع وأقف وهذا أثر الآدميين وموضع
قدمين وكفين (1) وهذه الأشجار ما رأيت في طوافي أطول منها يسيل منها ماء أحمر
إن لها لشأنا قال وكان الخضر قد قرأ كل كتاب فقال للملك أما ترى الورقة المعلقة
في الشجرة الكبرى قال بلى قال هي تخبرك بنبأ هذا المكان قال فرأى كتابا فيه
بسم الله الرحمن الرحيم من آدم أبي البشر عليه السلام إلى ذريته أوصيكم ذريتي
بني وبناتي بتقوى الله وأحذركم كيد عدوي وعدوكم إبليس اللعين الذي يلين كلامه
ويجوز أمنيته أنزلني من الفردوس الأعلى إلى البرية فألقيت في موضعي هذا لا يلتفت
إلي مائتي سنة لخطيئة واحدة عملتها وهذا أثري وهذه الأشجار تنبت من دموعي وعلي
في هذا الموضع أنزلت التوبة فتوبوا إلى ربكم قبل أن تندموا وقدموا قبل أن تقدموا
وبادروا قبل أن يبادر بكم والسلام
قال فنزل ذو القرنين فمسح جلوس آدم عليه السلام فإذا هو مائة وثمانون ميلا
وعد الأشجار التي نبتت من دموع آدم فإذا هي سبع مائة شجرة قال فلما قتل قابيل
هابيل جفت الأشجار وسال منها الماء الأحمر فقال ذو القرنين للخضر ارجع بنا
فوالله لا طلبت الدنيا بعدها أبدا
أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا النضر بن عبد الله الحلواني نا عبد المنعم عن أبيه
عن وهب قال ظفر الإسكندر ببعض الملوك فسأله ما تشاء أن أفعل بك قال ما يحمل
بالكرام أن يفعلوا إذا ظفروا
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو الحسن
علي بن بركات بن إبراهيم قالوا حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه

(1) الأصل: هذا والمثبت عن م.
356

نا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا
إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
الحسن أن ذا القرنين كان يتفقد أمور ملوكه وعماله بنفسه وكان لا يطلع على أحد
منهم خيانة إلا أنكر ذلك عليه وكان لا يقبل ذلك حتى يطلع هو عليه بنفسه قال فبينا
هو يسير متنكرا في بعض المدائن قال فجلس إلى قاض من قضاتهم أياما لا يختلف
إليه أحد في خصومه فلما أن طال ذلك بذي القرنين ولم يطلع على شئ من أمر ذلك
القاضي وهم بالانصراف إذ هو برجلين قد اختصما إليه فادعى أحدهما فقال أيها
القاضي إني اشتريت من هذا دارا عمرتها ووجدت فيها كنزا وإني دعوته إلى أخذه
فأبى علي فقال له القاضي ما تقول قال ما دفنت ولا علمت به فليس هو لي ولا
أقبضه منه قال المدعي أيها القاضي مر من يقبضه فيضعه حيث أحببت فقال
القاضي تفر من الشر وتدخلني فيه ما أنصفتني وما أظن هذا في قضاء الملك فقال
القاضي هل لكما في أمر أنصف مما دعوتماني إليه قالا نعم قال للمدعي ألك
ابن قال نعم وقال الآخر ألك ابنة قال نعم قال اذهب فزوج ابنتك من ابن هذا
وجهزوهما من هذا المال وادفعوا فضل ما بقي إليها يعيشان به فتكونا قد صليتما
بخيره وشره فعجب ذو القرنين حين سمع ذلك ثم قال للقاضي ما ظننت أن في
الأرض أحدا يفعل مثل هذا أو قاضي يقضي بمثل هذا فقال القاضي وهو لا
يعرفه فهل أحد يفعل غير هذا قال ذو القرنين نعم قال القاضي فهل تمطرون في
بلادهم فعجب ذو القرنين من ذلك فقال بمثل هذا قامت السماوات والأرض
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن
علي المقرئ أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان (1) أنا الحسن بن
الحسين بن حمار (1) أنا النقاش أبو بكر نا الحسن بن عامر بنسا نا أبو موسى (2)
قال سمعت الشافعي يقول جلس الإسكندر يوما فلم يأتيه طالب حاجة فلما قام من
مجلسه قال هذا يوم لا أعده من عمري
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد المجلي (3) أنا أبو بكر أحمد بن

(1) بياض بالأصل مقدار كلمة والمثبت عن م.
(2) كلمة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م، ورسمها بالأصل " مول ".
(3) بالأصل وم " المحلى " والصواب ما أثبت وضبط.
357

علي حدثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي نا عبد الرحمن بن محمد بن محمد أبو
سعد الأستراباذي (1) قال سمعت عبد الله بن محمد بن ساه يقول سمعت أبا ثور
عمرو بن جعفر الفقيه اللبناني بسمرقند يقول قيل للإسكندر ما لنا نرى تجليلك (2)
أستاذك أكثر من تجليلك لوالدك فقال لأن والدي سبب حياتي الفانية وأستاذي سبب
حياتي الباقية
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو يعلى أحمد بن
عبد الواحد بن محمد الوكيل أنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي قال قال أنا
أبو سعيد الواعظ النيسابوري كتب الإسكندر على باب مدينة الإسكندرية أجل قريب
بيد غيرك وسوق حثيث من الليل والنهار وإذا انتهت المدة حيل بينك وبين العدة
فأكرم أجلك بحسن صحبة سائقيك وإذا بسط لك الأمل فاقبض نفسك عنه بالأجل
فهو المورد وإليه الموعد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة نا أبي نا أبو داود عن سفيان قال بلغنا أن أول من صافح ذو القرنين (3)
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأ أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون أنا أحمد بن عبد الرحمن أخبرني عمي أخبرني ابن
لهيعة حدثني سالم بن غيلان عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية بن أبي سفيان قال
لكعب الأحبار أنت تقول إن ذا القرنين لما حضرته الوفاة كتب إلى أمه يأمرها أن
تصنع طعاما ثم تجمع عليه نساء أهل المدينة فإذا وضع الطعام بين أيديهن فاعزمي
عليهن ألا تأكل منه امرأة ثكلى ففعلت ذلك فلم تمد امرأة يدها إليه فقالت
سبحان الله كلكن ثكلى قلن أي والله ما منا امرأة إلا أثكلت (4)
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن

(1) نسبة إلى أستراباذ بالفتح، بلدة كبيرة مشهورة، من أعمال طبرسان بين سارية وجرجان (ياقوت).
(2) كذا بالأصل وم.
(3) البداية والنهاية 2 / 129.
(4) المصدر نفسه / الجزء والصفحة.
358

علي بن بركات قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأ محمد بن أحمد بن محمد بن
أحمد أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا
إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن عبد الله بن زياد قال حدثني بعض من
قرأ الكتب أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل فمرض
مرضا شديدا أشفق من مرضه أن يموت بعدما دوخ البلاد وحول العباد واستعبد الرجال
وجمع الأموال ونزل بأرض بابل فدعا كاتبه فقال خفف علي في الموتة بكتاب تكتبه
إلى أمي تعزيها بي واستعن ببعض علماء أهل فارس ثم اقرأه عليه فكتب الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم من الإسكندر قال ابن سمعان وهو بنى الإسكندرية
وعمل الوشي الإسكندراني فباسمه سميت الإسكندرية والإسكندراني فكتب من
الإسكندر بن قيصر رقيق أهل الأرض بجسده قليلا ورقيق أهل السماء بروحه طويلا
إلى أمه روقية ذات الصفاء التي لم تمنع بثمرتها في دار القرب وهي مجاورته عما قليل
في دار البعد يا أمتاه يا ذات الحلم أسألك برحمتي وودي وولادتك إياي هل وجدت
لشئ فرارا باقيا أو خيالا دائما ألم تري إلى الشجرة كيف تنضر أغصانها ويخرج
ثمرها وتلتف أوراقها ثم لا يلبث ذلك الغصن أن ينهشم والتمرة أن تتساقط والورق أن
يتناثر ألم تري إلى النبت الأزهر يصبح نضيرا ويمشي هشيما أم تري إلى النهار
المضئ كيف يخلفه الليل المظلم ألم تري إلى القمر الزاهر ليلة نوره يغشاه الكسوف
ألم تري إلى الشهب النار الموقدة ما أوشك ما تخمد ألم تري إلى عذب المياه الصافية
ما أسرعها إلى البحور المتغيرة ألم تري إلى هذا الخلق كيف يعيش في الدنيا وقد
امتلأت منه الآفاق واستقلت به الأشياء ولهت به الأبصار والقلوب إنما هو شيئان إما
مولود وإما ميت كلاهما مقرون بهما الفناء ألم تري أنه قيل لهذه الدار روحي بأهلك
فإنك لست لهم بدار يا واهبة الموت ويا مورثة الأحزان ويا مفرقة بين الأحبة يا
مخربة العمران ألم تري أن كل مخلوق يجري على ما لا يدري وإن كان مستقيما منهم
غير راض بما فيه وذلك أنه منزل بغير قران هل رأيت يا أمتاه معطي (1) لا يأخذ ومقرض
لا يتقاضى ومستودع لا يرد وديعته يا أمتاه إن كان أحد بالبكاء حقيقا فلتبك السماوات
على نجومها ولتبك الحيتان على بحورها وليبك الجو على طائره ولتبكي الأرض

(1) كذا بإثبات الياء.
359

على أولادها والنبت الذي يخرج منها وليبك الإنسان على نفسه التي تموت في كل
ساعة عند كل طرفة وقول وفي كل هم وفعل بل على ما يبكي الثاني لفقد ما فقد أكان
قبل فراقه إياه قابل لذلك من فقده أم هو لما بقي باق له لبكائه والحزن عليه أو هو باق
بعده فإن لم يكن هذا ولا هذا فليكن للباكي على ذلك دليل يتبع وإلا فإنه غير هادي يا
أمتاه إن الموت لا يبعثني من أجل أني كنت عارفا أنه نازل بي ولا يبعثنك الحزن فإنك لم
تكوني جاهلة بأني من الذين يموتون
يا أمتاه إني كتبت كتابي هذا وأنا أرجو أن تعتبري به وتحسن موقعه منك ولا
تخلفي ظنك ولا تحزني روحك يا أمتاه إني قد علمت يقينا أن الذي أذهب إليه خير من
مكاني الذي أنا فيه أظهر من الهموم والأحزان والأسقام والنصب والأمراض فاغتبطي
لي بمذهبي (1) واستعدي في احتمالك لاتباعي
يا أمتاه إن ذكري قد انقطع عن الدنيا فإنما كنت أذكر به من الملك والرأي
فاجعلي لي من بعدي ذكرا اذكريه في حلمك وصبرك وطاعة الفقهاء والرضا بما يقول
الحكماء يا أمتاه إن الناس سينظرون إلى هذا منك وما يكون منك من بين راض وكاره
ومدل مستمع وما كل قول ومخبر فاحسبي إلي في ذلك وإلى نفسك من بعدي
يا أمتاه السلام عليك في هذه الدار قليل زائل فليكن عليك السلام وعلينا في دار
الأبد السلام الدائم ففكري بن عمهم (2) ورغبة عن نفسك أن تكون سنة النساء في الجزع كما
كنت لا أرضا أن أكون شبه الرجال في الرقة والجزع والاستكانة والضعف ولم يكن
ذلك يرضيك مني ثم مات
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد البغدادي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب
قال لما مات ذو القرنين وحمل على النعش اجتمعت الحكماء حواليه فتكلم كل واحد
منهم على قدر علمه حتى كان آخرهم رجل من عظماء الحكماء فقال يا ذا القرنين كنا
نعجب بالنظر إلى وجهك فقد صرنا الساعة نتقذر من النظر إلى وجهك فقد أمن من كان
يخافك فليت شعري قد أمنت ممن كنت تخافه

(1) كذا بالأصل وم.
(2) كذا رسمها بالأصل وم.
360

وأنبأنا أبو الفضائل وأبو تراب قالا نا أبو بكر أنا أبو الحسن أنا عثمان
وأحمد قالا أنا الحسن أنا إسماعيل قال وأنا إسحاق عن عبد الله بن زياد بن
سمعان قال بلغني عن بعض مؤمني أهل الكتاب أن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف (1) سنة
وذلك أنه ولد بالروم حين تولى (2) سام الروم فكان هو من القرن الأول والله أعلم
وبلغني من وجه آخر أن ذا القرنين مات وله ست وثلاثون سنة وقيل اثنتان
وثلاثون وبلغني أن من ملك داود إلى ملك الإسكندر سبع مائة وأربعون سنة ومن آدم
إلى ملك الإسكندر خمسة آلاف ومائة وإحدى وثمانون سنة وكان ملك الإسكندر ست
عشرة سنة (3)
2107 ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن
ابن عبد الله بن حمدان
أبو المطاع التغلبي المعروف بوجيه الدولة الشاعر (4)
كان أديبا فاضلا شاعرا سائسا مدبرا ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراوي (5) في سنة
إحدى وأربعمائة
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي قال دفع إلي مجير الكتامي شيخ
من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها ثم ولي الأمير أبو
المطاوع بن حمدان سنة اثنتين وأربع مائة ثم ولي وجيه الدولة ابن حمدان سنة اثنتي
عشرة ثم ولي ابن حمدان ولايته الثالثة سنة ست عشرة

(1) البداية والنهاية 2 / 129.
(2) في مختصر ابن منظور: نزل شام الروم.
(3) نقل الخبر ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 129 نقلا عن ابن عساكر، وفي مروج الذهب: مات بان ست
وثلاثين سنة وكان عمره لما ملك إحدى وعشرين سنة وكان ملكه خمس عشرة سنة.
وفي الطبري: مات في طريقه بشهزور، وكان عمره ستا وثلاثين سنة في قول بعضهم، وحمل إلى أمه
بالإسكندرية.
قال: وأما الفرس فتزعم أن ملك الإسكندر كان أربع عشرة سنة.
(4) ترجمته في وفيات الأعيان 2 / 44 معجم الأدباء 11 / 119 النجوم الزاهرة 5 / 27 الوافي بالوفيات
14 / 42 سير الاعلام 17 / 516 و 537.
(5) عن الوافي ومختصر ابن منظور: " البشراوي " وسيأتي صوابا، وبالأصل البشهاوي.
361

قال أنا أبو محمد بن الأكفاني وفي يوم عيد النحر وهو يوم الجمعة على العدد
سنة إحدى وأربعمائة بعد صلاة العيد وصل السجل من مصر إلى الأمير أبي المطاع
ذي القرنين بن ناصر الدولة بن حمدان بولاية دمشق وتدبير العساكر وخلع عليه وقرأ
الشريف القاضي الحسيني النصيبي السجل وعزل لؤلؤ البشراوي فكان جميع ما أقام
واليا ستة أشهر وثلاثة أيام وسير الأمير أبو المطاع الأمير لؤلؤا مقيدا في يوم السبت
لثمان بقين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعمائة إلى مصر وورد الأمير لؤلؤ البشراوي
الملقب بمنتخب الدولة على يد ابن الأمير أبي المطاع ثم عزله عنها بمحمد بن نزال (1)
في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة ثم ولي الأمير أبو المطاع دمشق مرة أخرى في
صفر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للملقب بالظاهر بعد ولي العهد ثم ولي بعده
سختطين (2) وعزل عنها في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ووليها مرة ثالثة
في يوم الأربعاء لتسع خلون من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة ويقال في شهر ربيع
الآخر سنة ست عشرة وأربعمائة إلى أن عزل عنها في سنة تسع عشرة بالدزبري (3)
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط عبد الوهاب الميداني وجاءت
الولاية إلى ذي القرنين بن حمدان وكان شاعرا ولقب بوجيه الدولة وبرز إلى المزة يوم
السبت لست خلون من جمادى الآخرة من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وسار في عد هذا
اليوم يعني معزولا إلى مصر وقدم وجيه الدولة يوم الأربعاء لتسع خلون من شهر
ربيع الأول سنة خمس عشرة فنزل في المزة ودخل في عد هذا اليوم يوم الخميس لعشر
خلون من شهر ربيع الأول فنزل في القصر
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا أبو محمد الجوهري قال
أنشدني الأمير أبو المطاع بن ناصر الدولة (4)
* لو كنت أملك صبرا أنت تملكه * عني لجازيت منك التيه بالصلف
وبت تضمر وجدا بت أضمره * جزيتني كلفا عن شدة الكلف
تعمد الرفق بي يا حب محتسبا * فليس يبعد ما تهواه من تلفي *

(1) وفي سير الاعلام: ابن بزال.
(2) الوافي وسير الاعلام: سختكين.
(3) مهملة بالأصل بدون نقط، ورسمها وإعجامها مضطربان في م والمثبت عن الوافي وسير الاعلام.
(4) الأبيات في الوافي بالوفيات 14 / 43.
362

قال وأنشدني أبو المطاع لنفسه (1)
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا * وشهدت حين نكرر (2) التوديعا
أيقنت أن من الدموع محدثا * وعلمت أن من الحديث دموعا *
قال وأنشدني أبو المطاع لنفسه (3)
* ومفارق ودعت عند فراقه * ودعت صبري عنه في توديعه
ورأيت منه مثل لؤلؤ عقده * من ثغره وحديثه ودموعه *
أنشدنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن محمد الفقيه السمناني المعروف بالعلم
سمنان قال أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم أنشدنا الشريف أبو الحسن
عمران بن موسى المغربي لأمير أبي المطاع (4)
أفدي الذي زرته بالسيف مشتملا * ولحظ عينيه أمضى من مضاربه
فما خلعت نجادي للعناق له * حتى (5) لبست نجادا من ذوائبه
فبات أسعدنا في نيل بغيته * من كان في الحب أشقانا بصاحبه *
أنشدنا أبو شجاع ناصر بن محمد بن أحمد بن محمد النوقاني القاضي بها
أنشدنا الإمام أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم إملاء بنيسابور أنشدنا الشريف أبو
الحسن عمران بن موسى المغربي قال كتب ابن أخي الأمير أبي المطاع بن حمدان
إليه لا أحب مخاطبتك ولا مكاتبتك فقال (6)
* يا غانيا عن خلتي * أنا عنك إن فكرت أغنا
إن التقاطع والعقوق * هما أزالا الملك عنا
وأظن أن لن يتركا * في الأرض مؤتلفين منا
يفنى الذي وقع التنازع * بيننا فيه ونفنى (7)

(1) الوافي 14 / 42 ومعجم الأدباء 11 / 120 وسير الاعلام 17 / 537.
(2) تقرأ بالأصل: " تكدر " والمثبت عن المصادر السابقة.
(3) البيتان في الوافي 14 / 42.
(4) الأبيات في معجم الأدباء 11 / 121 وسير الاعلام 17 / 537 والأول والثاني في الوالي 14 / 45.
(5) سير الاعلام: " إلا لبست " والنجاد: علاقة السيف.
(6) الأبيات ما عدا الأول وفي معجم الأدباء 11 / 120.
(7) الأصل: ويفنا.
363

ووجدت هذه الأبيات من غير هذه الرواية لوجيه الدولة على غير هذا الوجه
يا من أقام على الصدود * لغير جرم كان منا
أخطر بقلبك عند ذكرك * كيف نحن وكيف كنا
لم يغن عني صاحب * إلا وعنه كنت أغنا
وإذا أساء فلست أحمل * في الضمير عليه ضغنا
يفنى الذي وقع التنازع * بيننا فيه ونفنى (1)
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر بن
أحمد أنبأ أبو الحسن علي بن عبيد الله الهمداني إجازة قال لوجيه الدولة ذي القرنين
وأجاز لي أن أرويه عنه (2)
* بأبي من هويته فافترقنا * وقضى الله بعد ذلك اجتماعا
وافترقنا حولا فلما التقينا (3) * كان تسليمه علي وداعا *
وله (2)
* من كان يرضى بذل في ولايته * خوف الزوال فإني لست بالراضي
قالوا فتركب أحيانا فقلت لهم * تحت الصليب ولا في موكب القاضي *
ومن مستحسن شعره قوله * (4) موعدي بالبين ظنا * أنني بالبين أشقا
ما أرى بين مماتي * وفراقي لك فرقا
لا تهددني ببين * لست منه أتوقا
إنما يشقى ببين * منك من بعدك يبقا *
قال أنا أبو محمد بن الأكفاني توفي الأمير وجيه الدولة ذو القرنين أبو
المطاع بن حمدان والي دمشق في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وكان شاعرا
وذكر ابن الأكفاني في موضع آخر أنه مات بمصر

(1) الأصل: ويفنا.
(2) البيتان في معجم الأدباء 11 / 120 والوافي 14 / 45.
(3) الوافي: اجتمعنا.
(4) الأبيات في الوافي 14 / 45.
364

" ذكر من اسمه (1) ذو قربات "
2108 ذو قربات (2) الحميري (3)
يقال إنه صحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه شعيب بن الأسود المعافري وهانئ بن جدعان اليحصبي ويزيد بن
قودر
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي أنبأ محمد بن
أحمد بن عيسى السعدي أنا أبو عبد الله بن بطة قال قرئ على أبي القاسم البغوي
حدثني محمد بن هارون حدثني محمد بن يحيى بن معاوية الكلبي الحراني نا
عثمان بن عبد الرحمن عن سعيد بن عبد العزيز عن ذي قربات قال لما توفي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قيل يا قربات من بعده قال الأمين يعني أبا بكر قيل فمن بعده
قال قرن من حديد يعني عمر قيل فمن بعده قال يعني عثمان قيل فمن بعده
قال الوضاح الأزهر المنصور يعني معاوية قال البغوي وهذا الحديث رواه
عثمان بن عبد الواحد وهو ضعيف الحديث ولا أحسب سعيد بن عبد العزيز أدرك ذا
قربات ولا أحسب ذا قربات سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) (4)
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الفتح علي بن

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) قربات، بفتحات كما في الإصابة.
(3) ترجمته في الإصابة 1 / 487 أسد الغابة 2 / 24، وفيه: ذو قرنات.
(4) نقله ابن حجر في الإصابة 1 / 487.
365

الفضل بن طاهر بن الفرات الدمشقي أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنبأ
أحمد بن عمير بن يوسف قال سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في تسمية
الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام ذو قربات جابر بن أزد المقرائي (1) كذا ذكر
الخطيب اسم ذي قربات جابر بن أزد لأنه لم يكن في كتابه بينهما فاصلة وجابر غير ذي
قربات
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا علي بن
الحسن أنبأ عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أبو الحسن بن جوصا قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في تسمية من روى عن عمر وأبي عبيدة ومعاذ وبلال ممن
أدرك الجاهلية ذو قربات (2)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم (3) قال ذو قربات صاحب الملاحم والفتن قرأ كتب الأوائل
روى معاوية بن صالح عن مرثد بن سمي عنه
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن في كتابيهما وحدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل قالا أنا أبو بكر
الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة قال وأنبأني أبو عمرو (4) بن مندة عن أبيه
قال قال أنا أبو سعيد بن يونس ذو قربات الحميري صاحب أخبار الملاحم يقال إن
له صحبة روى عنه شعيب بن الأسود المعافري وهانئ بن جدعان اليحصبي
ويزيد بن قودر وغيرهم
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد أنبأ عبد الرحمن بن

(1) نسبة إلى مقرى، من قرى دمشق.
(2) الإصابة 1 / 487.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 448.
(4) بالأصل " رو " وباقي اللفظة ممحو والمثبت عن م.
366

محمد بن إسحاق أنبأ أبي أبو عبد الله قال ذو قربات اختلف في صحبته روى عنه
يونس بن ميسرة بن حلبس (1) مرفوعا
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي أنبأ أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن أنبأ جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون الروياني ثنا أحمد
يعني ابن أخي ابن وهب ثنا عمي ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه
يذكر أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب دلني على أعلم الناس فقال ما أعلمه إلا ذو
قربات وهو باليمن يا أمير المؤمنين قال فبعث إليه معاوية فأتى به ومعاوية يومئذ
بالغوطة غوطة دمشق قد نصبت الأبنية والأروقة والفساطيط فتلقاه كعب فلما لقي
الحبر اليهودي وضع رأسه الحبر لكعب ووضع كعب رأسه للحبر كما فعل فبلغ ذلك
معاوية بن أبي سفيان قبل أن يدخلا عليه فبعث إلى كعب وحبس الحبر فقال يا كعب
أكفرت بعد إيمانك قال لا لم أفعل قال أولم يبلغني أنك سجدت للحبر اليهودي
قال لم أفعل ولم أكفر ولكنها تحية حياني بتحية فحييته بمثلها يقول الله عز وجل
" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " (2) قال وأخبرني أبا إسحاق أقبح منها
بلغني أنك تضاهي إلى اليهودية وأنك تبدأ بالتوراة قبل القرآن إذا قرأت قال نعم إني
لأبدأ بها بدأ الله بالتوراة قبل القرآن ثم أقرأ ما علمني الله من القرآن قال له معاوية ما
أراك تنجو مما أقول لك ثم خرج كعب إلى الحبر اليهودي فلما غشينا منزل معاوية
ورأى الأبنية والأروقة والفساطيط بكى الحبر فقال له ما أبكاك قال ذكرت بعض
الأمراء أنشدك بالله وبالتوراة التي أنزلت على موسى إن أنا أخبرتك ما أبكاك أتخبرني
أنت قال نعم قال كعب أنشدك الله أتجد في كتاب الله أن موسى عليه السلام نظر
في التوراة إني أجد أمة مرحومة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول ويؤمنون بالكتاب الآخر ويقتلون أهل الضلالة
حتى يقاتلوا الأعور الدجال قال موسى يا رب اجعلهم أمتي قال يا موسى هم أمة
محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال الحبر نعم قال كعب أنشدك الله أتجد في كتاب الله المنزل أن
موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة هم الحامدون رعاة الشمس والقمر هم

(1) بالأصل: " جليس " خطأ وفي م: حليس، والصواب ما أثبت وقد مر التعريف به.
(2) سورة النساء، الآية: 86.
367

المحكمون إذا أرادوا أن يفعلوا أمرا قالوا نفعل إن شاء الله قال موسى رب اجعلهم
أمتي قال هم أمة محمد يا موسى قال الحبر نعم قال كعب أنشدك الله أتجد في
كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على
شرف كبر الله وإذا هبط واديا حمد الله الصعيد لهم طهورا والأرض حيث ما كانوا
لهم مسجدا يتطهرون من الجنابة طهروهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون
الماء غر محجلون من أثر الطهور قال موسى رب اجعلهم أمتي قال لموسى هم أمة
محمد قال الحبر اللهم نعم قال كعب أنشدك الله أتجد في كتاب الله المنزل أن
موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد في التوراة أمة إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها
كتبت له حسنة مثلها وإذا عملها ضعفت له عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وإذا هم
بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه وإذا عملها كتبت سيئة بمثلها قال موسى رب اجعلهم
أمتي قال هم أمة محمد يا موسى قال الحبر نعم قال كعب أنشدك بالله أتجد في
كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة يأكلون كفاراتهم
وصدقاتهم في بطونهم يكفر الرجل عن يمينه فيطعم اليتيم والمسكين والأرملة وذا
الحاجة وكان الأولون يحرقونها بالنار لا ينتفعون بها غير أن موسى كان يجمع صدقات
بني إسرائيل فلا يجد عبدا مملوكا ولا أمة إلا اشتراها من تلك الصدقات وما فضل حفر له
بئر عميقة القعر فألقاه فيها ثم دفنه فيه لا يرجعوا (1) في صدقاتهم وهم المستجيبون
والمستجاب لهم والشافعون المشفعون قال موسى رب اجعلهم أمتي قال هم أمة
أحمد يا موسى قال الحبر نعم قال كعب أنشدك الله أتجد في كتاب الله المنزل أن
موسى نظر في التوراة فقال أني أجد أمة مرحومة ضعفي يرثون الكتاب الذين
اصطفيناهم فمنهم ظالم لنفسه ومنهم سابق بالخيرات فلا أجد أحدا منهم إلا مرحوما
يقول الله تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات (2) " قال موسى رب اجعلهم أمتي قال هم
أمة محمد قال الحبر نعم قال كعب أنشدك الله أتجد في كتاب الله المنزل أن موسى
نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة مصاحفهم في صدورهم أهل قباب بيض

(1) كذا بالأصل وم.
(2) سورة فاطر، الآية: 32.
368

يلبسون اللواث (1) يصفون في صلاتهم صفوف الملائكة أصواتهم في مساجدهم
كدوي النحل لا يدخل النار منهم أحد إلا من هو يرى من الحسنات مثل ما الحجر يرى
من الورق ورق الشجر وهي هذه الكتائب التي تكتب حين نظرت إليها قال موسى
اللهم اجعلهم أمتي قال هم أمة أحمد يا موسى قال الحبر نعم فلما أن عجب موسى
من الخير الذي أعطاه الله محمدا وأمته يجد صفتهم في التوراة قبل أن يخرجوا بألفي
سنة قال يا ليتني من أمة محمد قال فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن قال " يا
موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي " إلى آخر (2) الآية " وكتبنا له في الألواح "
إلى آخر الآية (3) ثم قال " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " (4) قال
فرضي موسى كل الرضا (5)
ولا أرى هذا الحديث صحيحا لأن كعبا لم يدرك خلافة معاوية (6) وإنما مات
في خلافة عثمان

(1) كذا رسمها بالأصل وم.
(2) سورة الأعراف، الآية: 144.
(3) سورة الأعراف، الآية: 145.
(4) سورة الأعراف، الآية: 159.
(5) باختصار شديد نقله ابن حجر في الإصابة 1 / 487.
(6) صوب ابن حجر قول ابن عساكر.
369

2109 ذو الكفل (1)
قيل اسمه شبر ويقال بشر بن أيوب النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد ذكرت الخلاف في نسب
أبيه في ترجمته كان مع أبيه نذير أيوب وتنبأه الله بعد أبيه أيوب على ما ذكره أبو جعفر
الطبري في تاريخه (2) ويقال إن ذا الكفل هو إلياس ويقال يوشع ويقال اليسع
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول قال الخليل بن أحمد
خمسة من الأنبياء ذو اسمين محمد وأحمد نبينا (صلى الله عليه وسلم) وعيسى والمسيح عليه السلام
وإسرائيل ويعقوب ويونس وذو النون وإلياس وذو الكفل
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو تراب الأنصاري وأبو الحسن علي بن بركات
قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي أنا محمد بن أحمد بن محمد نا أبا عثمان بن
أحمد وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا
إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن الخضر كان اسمه اليسع
وإنما سمي لأنه هجم على عين من عيون الجنة فشرب منها وتوضأ منها وكان بعد ذلك لا
يضع قدمه بالأرض إلا اخضر موضع قدمه فلذلك سمي الخضر
قال ابن عباس ومن الأنبياء خمسة لهم اسمان اليسع وهو الخضر ويونس

(1) انظر خبره في الطبري 1 / 325 الكامل لابن الأثير 1 / 136 والبداية والنهاية بتحقيقنا 1 / 259.
والكفل: قال الزجاج: الكفل في اللغة، الكساء الذي يجعل على عجز البعير، والكفل أيضا النصيب.
(2) انظر تاريخ الطبري 1 / 325.
370

وهو (1) ذو الكفل ويعقوب وهو إسرائيل وإنما سمي إسرائيل لأنه أسري به في سبع
سماوات وإنما سمي يوشع ذو الكفل لأنه يكفل على جبار مترف من ملوك الأرض إن
هو تاب وراجع أن يدخله الله الجنة فوفى الله عز وجل له بذلك ويونس وهو ذو النون
وإنما سمي ذا النون لأنه كان في بطن النون أربعين يوما وعيسى وهو المسيح وإنما
سمي المسيح لأنه كان سياحا في الأرض فهو فضل محمد (صلى الله عليه وسلم) عليهم فاسمه في القرآن
محمد وفي الإنجيل أحمد وفضل أحيد (2) واسمه في التوراة أحيد
أنبأنا أبو تراب الأنصاري نا أحمد بن علي أنا محمد بن أحمد نا أحمد بن
سندي قال أنا الحسن نا إسماعيل نا إسحاق قال وحدثت عن ابن سمعان عن
بعض أهل العلم بالكتب أن ذا (3) الكفل كان اليسع بن خطوب (4) الذي كان مع الناس
وليس اليسع الذي ذكره الله جل وعز في القرآن وأليسع وذا الكفل ويقال كان
غيرهما والله أعلم ولكنه كان قبل داود عليه السلام وذلك أن ملكا جبارا يقال له
كنعان وكان من العماليق ويقال بل كان من بني إسرائيل وكان لا يطاق في زمانه لظلمه
وطغيانه وكان ذو الكفل يعبد الله عز وجل سرا منه ويكتم إيمانه وهو في مملكته فقيل
للملك إ ن في مملكتك رجلا يفسد عليك أمرك ويدعو الناس إلى غير عبادتك فبعث إليه
ليقتله فأتى به فلما دخل عليه قال له الملك ما هذا الذي بلغني عنك أنك تعبد غيري
فقال له ذو الكفل اسمع مني ولا تعجل وتفهم ولا تغضب فإن الغضب عدو للنفس
يحول بينها وبين الحق ويدعوها إلى هواها وينبغي لمن قدر أن لا يغضب فإنه قادر على
ما يريد قال تكلم قال فبدأ ذو الكفل وافتتح الكلام بذكر الله عز وجل والحمد لله
ثم قال له تزعم أنك إله فإله من يملك أو إله جميع الخلق فإن كنت إله من تملك
فإن لك شريكا فيما لا تملك وإن كنت إله الخلق فمن إلهك فقال له ويحك فمن
إلهي قال إله السماء والأرض وهو خالقهما وهذه الشمس والقمر والنجوم فاتق الله
واحذر عقوبته فإن أنت عبدته ووحدته رجوت لك ثوابه والخلود في جواره قال له

(1) كذا بالأصل وم ويبدو أن سقطا في الكلام بعد لفظة " وهو... " باعتبار ما يأتي في الفقرة التالية.
(2) اللفظتان: وفضل أحيد، كذا وردتا بالأصل ويبدوا أنهما مقحمتان وفي م: وفضل باحيد.
(3) بالأصل: ذو والمثبت عن م.
(4) في مختصر ابن منظور 8 / 231 حطوب بالحاء المهملة.
371

الملك اختر ثم أخبرني (1) من عبد إلهك ما جزاؤه قال الجنة إذا مات قال فما
الجنة قال دار خلقها الله بيده فجعلها مسكنا لأوليائه يبعثهم يوم القيامة شبابا مردا أبناء
ثلاث وثلاثين سنة فيدخلهم الجنة في نعيم وخلود شباب لا يهرمون مقيمين لا
يظعنون أحياء لا يموتون في نعيم وسرور وبهجة قال فما جزاء من لم يعبده وعصاه
قال النار مقرونين مع الشياطين مغلغلين بالأصفاد لا يموتون أبدا في عذاب مقيم
وهوان طويل تضربهم الزبانية بمقامع الحديد طعامهم الزقوم (2) والضريع (3)
وشرابهم الحميم قال فرق الملك وبكى لما كان قد سبق له فقال إن أنا آمنت بالله
فما لي قال الجنة قال فمن لي بذلك قال أنا لك الكفيل على الله جل وعز
وأكتب لك على الله كتابا فإذا أتيته تقاضيته ما في كتابك وفى لك فإنه قادر قاهر يوفيك
ويزيدك ففكر الملك في ذلك وأراد الله به الخير فقال له أكتب لي على الله كتابا
فكتب
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه فلان الكفيل على الله لكنعان الملك
ثقة منه بالله أن لا يضيع أجر من أحسن عملا ولكنعان على الله بكفالة فلان إن تاب
ورجع وعبد الله أن يدخله الجنة ويبوئه منها حيث يشاء وأن له على الله ما لأوليائه
وأن يجيره من عذابه فإنه رحيم بالمؤمنين واسع الرحمة سبقت رحمته غضبه
ثم ختم على الكتاب ودفعه إليه ثم قال له الملك أرشدني كيف أصنع قال قم
فاغسل والبس ثيابا جددا ففعل ثم أمره أن يتشهد بشهادة الحق وأن يبرأ من الشرك
ففعل ثم قال كيف أعبد ربي فعلمه الشرائع والصلاة ثم قال له يا ذا الكفل استر
هذا الأمر ولا تظهره حتى ألحق بالنساك قال فخلع الملك وخرج سرا فلحق بالنساك
فجعل يسيح في الأرض ولحق بالنساك وفقده أهل مملكته وطلبوه فلما لم يقدروا عليه
قال اطلبوا ذا الكفل فإنه هو الذي غر آلهتنا قال فذهب قوما في طلب الملك وتوارى

(1) بالأصل: " اخترني " والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور 8 / 232.
(2) الزقوم: شجرة بجهنم (القاموس) قال تعالى فيها في سورة الصافات (إنها شجرة تخرج في أصل
الجحيم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين).
(3) الضريع: الشبرق، أو يبيسه، أو نبات رطبه يسمى شبرقا ويسمى يابسه ضريعا لا تقربه دابة لخبثه.
(القاموس).
372

ذو الكفل فقدروا على الملك على مسيرة شهر من بلادهم فلما نظروا إليه قائم يصلي
خروا له سجدا فانصرف إليهم فقال اسجدوا لله ولا تسجدوا لأحد من الخلق فإني
آمنت برب السماوات والأرض والشمس والقمر فوعظهم وخوفهم قال فعرض له وجع
وحضره الموت فقال لأصحابه لا تبرحوا فإن هذا آخر عهدي بالدنيا فإذا مت
فادفنوني وأخرج كتابه فقرأه عليهم حتى حفظوه وعلموا ما فيه وقال لهم هذا كتاب
كتب لي استوفي منه ما فيه فادفنوا هذا الكتاب معي قال فمات فجهزوه ووضعوا
الكتاب على صدره ودفنوه فبعث الله عز وجل ملكا فجاء به إلى ذي الكفل فقال يا
ذا الكفل إن ربك قد وفى لكنعان بكفالتك وهذا الكتاب الذي كتبته له وإن الله يقول
إني هكذا أفعل بأهل طاعتي فلما أن جاءه الملك بالكتاب ظهر للناس أخذوه فقالوا
أنت غررت ملكنا وخدعته فقال لهم لم أغره ولم أخدعه ولكن دعوته إلى الله
وتكفلت له بالجنة وقد مات ملككم اليوم في ساعة كذا وكذا ودفنه أصحابكم وهذا
الكتاب الذي كنت كتبته له على الله بالوفاء وقد أوفاه الله حقه وهذا الكتاب تصديق
لما أقول لكم فانتظروا حتى يرجع أصحابكم فحبسوه حتى قدم أصحابهم فسألوهم
فقصوا عليهم القصة وقالوا لهم تعرفون الكتاب الذي دفنتموه معه قالوا نعم
فأخرجوا الكتاب فقرؤوه فقالوا هذا الكتاب الذي كان معه ودفناه في يوم كذا وكذا
فنظروا وحسبوا فإذا ذو الكفل كان قد قرأ عليهم الكتاب وأعلمهم بموت الملك في اليوم
الذي مات فيه فآمنوا به واتبعوه فبلغ من آمن به مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وتكفل
لهم مثل الذي تكفل لملكهم على الله فسماه الله ذا الكفل
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد البغدادي أنبأ أبو الحسين عاصم (1) بن
الحسن بن محمد العاصمي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا
أبو علي الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان نا إسحاق بن
إسماعيل نا قبيصة نا سفيان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن
الحارث في ذي الكفل قال قال نبي من الأنبياء لمن معه هل منكم من يكفل لي لا
يغضب ويكون معي في درجتي ويكون بعدي قال شاب من القوم أنا ثم أعاد عليه
فقال الشاب أنا ثم أعاد عليه فقال الشاب أنا فلما مات قام بعده في مقامه فآتاه

(1) زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 598.
373

إبليس وقد قال ليغضبه يستعديه فقال لرجل اذهب معه فجاء فأخبره أنه لم ير شيئا ثم
أتاه فأرسل معه آخر فجاء فقال لم أر شيئا ثم أتاه فقام معه فأخذ بيده فانفلت منه
فسمي الكفل لأنه كفل بالغضب أن لا يغضب
أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ في كتابه نا أبو بكر أحمد بن علي أنا
أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سندي نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى
أنا علي بن عاصم عن الحريري عن أبي نظرة قال كان نبي في بني إسرائيل
فأرسل إليهم أن اجتمعوا عندي فاجتمعوا عنده فقال إني لا أحسبني إلا قد احتضر
أجلي فالتمسوا لي رجلا يصوم النهار ويقوم الليل ويقضي بين بني (1) إسرائيل ولا
يغضب فلما سمع ذلك المشيخة سكتوا وقام غلام من بني إسرائيل فقال أنا لك
بهذا فقال ألا أراك غلاما فاجلس قال ثم أرسل إليهم أن اجتمعوا إلي فاجتمعوا
فقال لهم مثل ذلك فسكت المشيخة وقام الغلام فقال أنا لهذا فقال ألا أراك غلاما
فاجلس قال فأرسل إليهم أن اجتمعوا إلي فقال لهم مثل ذلك فسكت المشيخة وقام
الغلام فقال أنا لك بهذا قال تصوم النهار وتقوم الليل وتقضي بين بني إسرائيل ولا
تغضب قال نعم قال قد وليتك أمر بني إسرائيل بعدي قال ومات نبيهم قال
فجعل ذو الكفل يصوم النهار ويقوم الليل ويقضي بين بني إسرائيل فإذا انتصف النهار
وقام فأوى إلى بيته فقال ثم يخرج فيقضي بينهم قال قال إبليس لعنه الله لجنوده
احتالوا أن تغضبوه فأرادوه بكل شئ فجعلوا لا يقدرون على أن يغضبوه فلما رأى
ذلك إبليس قال أنا صاحبه فجاءه في صورة شيخ كبير يمشي على عصا له حتى قعد
حيث يراه فجعل ذو الكفل ينظر إليه ويرق له ويحسب أنه لا يستطيع الزحام فلما
كانت الساعة التي يقوم فيها للقائلة (2) قام حتى قعد بين يديه فقال شيخ كبير مظلوم
ظلمني بنو فلان قال له ذو الكفل فهل لا قمت إلي قبل هذه الساعة قال شيخ كبير
لم أستطيع الزحام قال فأخذه بخدعته حتى مضت ساعته فالتفت ذو الكفل فإذا ساعته
التي يقيل فيها قد مضت فقال يا شيخ منعتني من القائلة قال إني شيخ كبير ملهوف
قال فكتب معه قال فأخذ الكتاب فرمى به ثم تحينه (3) من الغد فأتاه في الساعة التي

(1) زيادة لازمة عن م.
(2) القائلة: نوم منتصف النهار.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل وفي م: ثم تجنبه والمثبت عن مختصر ابن منظور.
374

أتاه فيها فقعد بحياله فجعل ذو الكفل ينظر إليه ولا يقوم فيها للقائلة فقام فقعد بين يديه
فقال قد أخبرتك (1) أن القوم لا يلتفتون إلى كتابك طردوني ولم يجيبوني وأخذه
بخدعته حتى ذهبت ساعته فالتفت فإذا ساعته قد ذهبت فقال يا شيخ منعتني أمس
واليوم من القائلة وإنما أنام هذه السويعة قال شيخ كبير مظلوم ضعيف قال فكتب
معه وشدد عليهم فقال إنهم لا يلتفتون إلى كتابك قال وكل ذلك يريد أن يغضبه
قال فكتب معه وتشدد على القوم قال فانطلق فمزق الكتاب وخمش وجهه ومزق
ثيابه ثم تحين الساعة التي يقوم فيها قام فقعد بين يديه قال هذا ما لقيت منك
ضربوني ومزقوا علي ثيابي وقد أخبرتك أنهم لا يجيبوك وأخذه بخدعته حتى مضت
ساعته فالتفت ذو الكفل فإذا ساعته قد ذهبت فقال أول من أمس وأمس واليوم اللهم
إنما أنا بشر لا أستطيع ألا أغضب قال فرفع يده فطرف لإبليس فساخ (2) الخبيث
فذهب فسماه الله ذا الكفل لأنه كفل بشئ فوفى (3) به (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ جدي أبو بكر
أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي نا محمد بن إسماعيل بن سالم نا
عفان نا حماد
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو
القاسم بن بشران أنبأ أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا
عون نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي موسى أن ذا الكفل إنما سمي ذا الكفل أن
رجلا كان يصلي كل يوم مائة صلاة فتكفل به فسمي ذا الكفل
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي وأبو الحسن علي بن الحسن
الموازيني قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ جدي أنبأ محمد بن يوسف بن
بشر أنبأ محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة في قوله " وذا
الكفل " (5) قال قال أبو موسى الأشعري لم يكن ذو الكفل نبيا ولكنه يكفل بصلاة

(1) بالأصل: " اخترتك " وفي م: أجرتك والصواب عن المختصر.
(2) ساخ الشئ: رسب، وساخت الأرض بهم: انخسفت (القاموس).
(3) غير مقروءة بالأصل وفي م: فوافاه والمثبت عن المختصر.
(4) انظر قصص الأنبياء لابن كثير 1 / 277 والبداية والنهاية 1 / 260.
(5) من الآية 86 من سورة الأنبياء.
375

رجل كان يصلي كل يوم مائة صلاة فتوفي فكفل بصلاته فلذلك سمي ذا الكفل (1)
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد نا أبو بكر أحمد بن علي أنا محمد بن أحمد بن
محمد أنبأ أحمد بن سندي حدثنا الحسن بن علي نا إسماعيل أنبأ إسحاق بن بشر أنبأ
أبو إلياس عن وهب بن منبه قال كانت قبل إلياس وقبل داود
أحداث وأمور في بني إسرائيل وأنبياء منهم اليسع صاحب إلياس وذو الكفل وكان
عيلون مستخلفا خلافة نبوة ولم تكن له نبوة غير أن بني إسرائيل كانوا يسمون خليفة
النبي نبيا وكان فيهم من جمع التوراة يسمونهم أنبياء ومنهم من كان نبيا في منامه وكان
إسمويل (2) بعده وكان ذو الكفل يكتب الكفالات على الله بالوفاء لمن آمن به فكان
من شأنه أنهم كانوا ثلاثة أخوة عباد تواخوا في الله حين عظمت الأحداث في بني
إسرائيل فخرجوا عنهم واعتزلوهم وتعبدوا في موضع لا يعرفون حتى إذا اشتد البلاء
في بني إسرائيل وكادوا (3) أن يتفانوا وضيعت فيهم الأحكام والسنن والشرائع فلما أن
خاف القوم الهلاك طلبوا الثلاثة ليملكوا أحدهم على أنفسهم ليقيم فيهم الحدود
والأحكام ويجمع ألفتهم قال فقدروا عليهم فخيروهم بين القتل وبين أن يكون
أحدهم عليهم فاختاروا القتل وكان أصغرهم أعبدهم وأشدهم اجتهادا فقال اثنان
منهم للثالث وهو أصغرهم سنا أنت أحدثنا سنا وأقوانا فهل لك أن تحتسب بنفسك
عليهم فتقيم لهم أحكامهم وشرائعهم فقال أفعل بشرط أن لا تقرباني ولا تنظرا إلي
ولا أنظر إليكما حتى يبلغكما أني عدلت عن الحق فقالا نعم
فمضى مع القوم فتوجوه وأقعدوه (4) على سرير الملك فأقام فيهم الحق وأحيا فيهم
السنن وحسنت حال بني إسرائيل واغتبطوا به فجاءه الشيطان من قبل النساء فلم يزل
حتى واقع النساء ثم أتاه من قبل الشراب فلم يزل به حتى خالط الناس بالشراب ولم
يزل به حتى ركب المعاصي وضيع الحدود وانتهك المحارم وخالط الدماء فبلغ أخويه
فجاءا حتى دخلا عليه فأمر بهما فحبسا فلما أمسى دعا بهما فقالا له أي عدو الله
غررتنا بدينك وطلبت الدنيا بعمل الآخرة فقال لهما فدعاني عنكما فقد ارتكبت ما

(1) انظر البداية والنهاية 1 / 260 - 261.
(2) في مختصر ابن منظور: أشموئيل.
(3) بالأصل: " وكانوا " والصواب عن المختصر وم.
(4) بالأصل: " فعدوه " والصواب عن المختصر وم.
376

بلغكما وأنا غير مقصر وقد أصبت الدنيا وقد علمت علما يقينا أن لا آخرة لي
فدعاني أتمتع (1) من دنياي فقال له أحدهما يقال (2) له عايوذا كان وأخاه في الله عز
وجل أفلا خير من ذلك قال وما ذاك قال ترجع وتتوب إلى الله وأتكفل لك
بالمغفرة والرحمة والجنة قال أتفعل قال نعم فقال اكتب لي على ربك كتابا
بالوفاء فكتب له ثم خلع الملك وعاد إلى ما كان ولحق بالعباد وقال لهما لا
تصحباني وكان عباد بني إسرائيل حين عظمت الأحداث فيهم اعتزلوهم ولحقوا
بالجبال والسواحل يعبدون الله فلحق هذا بشعب العباد فانتهى إلى رجل قائم يصلي
إلى جنب شجرة جرداء ليس عليها ورق كثيرة الشوك فقام إلى جنبه يصلي وكانت
تلك الشجرة تحمل كل عشية رمانة عند إفطار العابد فهي رزقه إلى (3) مثلها من
القابلة فلما أمسى قال في نفسه إني أطوي ليلتي هذه وأجعل رزقي لضيفي هذا قال
فحملت الشجرة رمانتين فدفع إحداهما إلى الفتى وأكل الأخرى فقال له الفتى هل
أمامك من العباد أحد قال امض أمامك قال فلما أصبح مضى حتى انتهى إلى رجل
قائم يصلي على صخرة عليه برنس له من مسوح (4) فقام إلى جنبه يصلي وكان له كل
ليلة إناء من ماء عليها رغيف وهو رزقه
فلما أمسى جعل في نفسه أن يجعل رزقه لضيفه ويمسك عن نفسه فأتاه الله بإناءين على كل واحد منهما رغيف فأطعم أحدهما
الفتى وأكل الآخر وشربا فلما أصبح الفتى قال له هل في الوادي من هو أعبد منك
قال امض أمامك قال فمضى فانتهى إلى رجل قائم على تل بغير حذاء ولا قلنسوة في
يوم شديد الحر عليه إزار من مسوح وجبة من مسوح قائم يصلي فقام إلى جنبه
وكانت وعلة سخرها الله عز وجل تجئ في كل ليلة من الجبل فتقوم بين يديه وتفرج
بين رجليها وضرعها يدر لبنا وعنده قعبة (5) له فيحلب من الوعلة ملء قعبته فذلك
طعامه وشرابه فقال في نفسه أجعل رزقي لضيفي هذا وأمسك عن نفسي فلما أمسى
جاءت الوعلة حتى وقفت فقام العابد إليها فحلبها وسقا الفتى وهي واقفة وضرعها يدر

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وم، والصواب عن المختصر.
(2) بالأصل وم: فقال.
(3) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.
(4) جمع مسح، كساء من شعر.
(5) القعبة: شبه حقة للمرأة، أو حقة مطبقة للسيويق (القاموس).
377

لبنا وهي تومئ إلى العابد أن احتلب قال فاحتلب حتى ملأ قعبته وانصرفت الوعلة
فلما أصبح قال له الفتى هل في الوادي من هو أعبد منك قال امض أمامك قال
فمضى حتى انتهى إلى شيخ في أعلا الجبل قائم يعبد الله عز وجل منذ مائة وثمانين سنة
اعتزل الناس طعامه عشب الأرض وله عين تجري إذا أمسى جرت تلك العين بما
تكفيه لشرابه ووضوئه وتعشب الأرض حول عينه وهو على صخرة كقدر ما يغنيه فلما
أمسى جعل في نفسه أن يجعل رزقه لضيفه ويمسك عن نفسه فلما أمسى فجر الله
عينين وأعشب الأرض حولهما فقال للفتى هذا طعامي وهذا شرابي وهذا رزق
ساقه الله إليك على قدر رزقي ولا يكلف الله نفسا إلا طاقتها وليس عندنا إلا ما ترى
قد رضينا من الدنيا بهذا وهذا من الله عز وجل إن رزقنا القناعة والرضا فقال الفتى
قد رضيت بهذا ولا أريد بهذا بدلا فأقام معه يتعبد حتى أدركه الموت فقال للشيخ قد
صحبتك فأحسنت صحبتي ورزقني الله بصحبتك الخير والفضل ولي عندك حاجة
قال وما هي قال أن تحفر لي وتدفني ثم أخرج الكتاب فدفعه إليه وقال ضع هذا
الكتاب بين كفني وصدري فقال له الشيخ فكيف لي بأن (1) أحفر لك قال قل أنت
نعم إن شاء الله فإن الله سيهيئ ذلك لك فقال الشيخ نعم فمات الفتى فقام الشيخ
ليحفر له لما وعده فلم يصل إنما هو يحفر بيده حتى تقطعت أنامله إذ بعث الله أسدا له
مخاليب من حديد فحفر له قبرا فلما أن رأى العابد ذلك اشتد سروره بذلك فدفن
الفتى وأهال عليه ووضع الكتاب بين صدره وكفنه فبعث الله إليه ملكا فأخذ الكتاب
وكتب إن الله عز وجل قد وفى له بشرطك وتمت كفالتك ونفذ كتابك فجاء بالكتاب
حتى دفعه إلى عايوذا وهو الذي كان كتب له الكفالة وكان بعد ذلك يكتب الكفالات
على نفسه لله عز وجل فسمي ذا الكفل فالله أعلم أي ذلك كان مما قالوا
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو
أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك نا
إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي حدثني اليمان بن عيسى أبو سهل الحذاء أنا
أسباط بن محمد قال كان في بني إسرائيل رجل يقال له ذو الكفل وكان له يتورع عن
ذنب عمله فأتته امرأة فسألته فأبى أن يعطيها إلا أن تمكنه من نفسها فلما جلس معها

(1) بالأصل: " باب " والصواب عن م وانظر مختصر ابن منظور.
378

ارتعدت وبكت فقال لها ما يبكيك قالت إن هذا عملا ما عملته قط وما حملني عليه
إلا الحاجة قال فتركها وسلم لها الدنانير ولم يصب منها فمات من ليلته فأصبح
مكتوب على بابه اشهدوا جنازة ذي الكفل إن الله قد غفر له كذا رواه اليمان منقطعا
وقد رواه غيره عن أسباط فأسنده إلا أنه قال الكفل لم يقل ذا الكفل
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان [* * * *]
وأخبرناه أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة
وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين قال نا أبو علي بن المذهب لفظا أنبأ
أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي قالا
حدثنا أسباط بن محمد نا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى
طلحة عن ابن عمر قال سمعت وقال أحمد لقد سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا
لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرار (2) ولكن قد سمعته أكثر من ذلك قال
كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على
أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل زاد أحمد من امرأته فقالا أرعدت
وقال أبو خيثمة ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتك قالت لا ولكن هذا عمل
لم أعمله قط وإنما حملني عليه الحاجة قال فتفعلين هذا ولم تفعليه قط قال ثم نزل
فقال اذهبي والدنانير (3) لك ثم قال والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته
فأصبح مكتوبا على بابه قد غفر الله للكفل
وكذا رواه عبد الرزاق بن منصور عن أسباط وكذا رواه محمد بن فضيل الضبي
الكوفي والفضل بن موسى الشيباني وشيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش
فأما حديث ابن فضيل

(1) مسند الإمام أحمد 2 / 23 ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 261 وفي قصص الأنبياء 1 / 379.
(2) مرار بالكسر، واحدتها مرة، وتجمع أيضا على " مر ومرر " ومرور.
(3) في المسند: " فالدنانير لك " وفي البداية والنهاية وقصص الأنبياء: بالدنانير لك.
379

فأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد أنا أبو الفرح محمد بن
أحمد بن محمد بن علان الخازن (1) أنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن
الحسين الجعفي (2) أنبأ أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن رياح الأشجعي نا
علي بن المنذر نا محمد بن فضيل نا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد
مولى طلحة عن عبد الله بن عمر قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا
مرة أو مرتين لم أحدث به ولكن قد سمعته أكثر من سبع مرات قال كان في بني
إسرائيل رجل يقال له الكفل لا يتورع من ذنب عمله فاتبع امرأة فأعطاها سبعين
دينارا على أن تعطيه نفسها فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة ارتعدت وبكت
فقال ما شأنك فقالت إن هذا العمل ما عملته قط فقال أكرهتك قالت لا
ولكن حملتني عليه الحاجة قال فقال اذهبي فهي لك ثم قال والله لا أعصى الله
أبدا قال فمات من ليلته فقيل مات الكفل فوجد على باب داره مكتوب إن الله قد
غفر للكفل
وأما حديث الفضل بن موسى
فأخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا أبو عاصم الفضيل بن
يحيى الفضيلي أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح (3) أنا
أبو (4) عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل البلخي نا علي بن خشرم (5) نا
الفضل بن موسى نا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة أو
سعيد شك علي قال سمعت ابن عمر يقول كان رجل في بني إسرائيل يقال له
الكفل يعمل بالمعاصي ويقطع الطريق ويغصب الأموال فأعجبته امرأة فراودها فأبت عليه
فرضيت بعد أن يجعل لها ستين دينارا فجلس منها مجلس الرجل من امرأته فأرعدت
فقال لها ما شأنك أكرهتك قالت (6) لا ولكن هذا شئ لم أفعله قط وما حملني

(1) ترجمته في سير الاعلام 18 / 451.
(2) ترجمته في سير الاعلام 17 / 101.
(3) ترجمته في سير الاعلام 16 / 526.
(4) زيادة لازمة عن م، انظر ترجمة محمد بن عقيل في سير الاعلام 14 / 415.
(5) بالأصل وم: حشرم بالحاء المهملة والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 11 / 552.
(6) بالأصل: قال وفي م: فارتعدت فقال لها: ما يبكيك أكرهتك قال: لا.
380

عليه إلا الحاجة قال فقال لها قومي فهي لك ثم قال هذه لم تذنب وأنا عملت
ما عملت لا أعصي الله أبدا فمات من ليلته فقالت بنو إسرائيل مات الكفل وهم لا
يريدون أن يصلوا عليه فأصبحوا فوجدوا مكتوبا على بابه إن الله عز وجل قد غفر
للكفل فأقربه علي
وأما حديث شيبان
فأخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه وأخبرني أبو المعمر
المبارك بن أحمد بن عبد العزيز عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو علي محمد بن محمد بن أحمد وأبو
الحسن علي بن محمد قالا أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنا
أحمد بن إبراهيم الكندي أنا محمد بن جعفر الخرائطي نا عباس بن محمد الدوري
نا عبيد الله بن موسى نا شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش عن عبد الله عن سعد
مولى طلحة عن ابن عمر قال لقد سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا لو لم أسمعه إلا
مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ما حدثت به ولكن سمعته أكثر من ذلك قال كان
الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن
يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتك
قالت لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط قال فتفعلين هذا ولم تفعليه قط قالت
حملتني عليه الحاجة قال فنزل ثم قال اذهبي بالدنانير لك ثم قال والله لا
يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه غفر الله للكفل
بلغني أن ذا الكفل كان عمره خمسا وسبعين سنة " (1)

(1) الطبري 1 / 325.
381

ذكر من اسمه (1) ذو الكلاع "
2110 ذو الكلاع وهو أسميفع (2) بن باكورا (3) ويقال سميفع بن حوشب بن عمرو بن قعقر (4) بن يزيد
وهو ذو الكلاع الأكبر بن النعمان
أبو شرحبيل ويقال أبو شراحيل الحميري الأحاظي (5)
ابن عم كعب الأحبار أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره (6) وراسله بجرير البجلي
روى (7) عن عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وعوف بن مالك
روى عنه أزهر بن سعيد وزامل بن عمرو الحذامي وأبو نوح الحميري
وكان يسكن حمص وكانت له بدمشق حوانيت وشهد وقعة اليرموك وفتح

(1) زيادة منا.
(2) الأصل وم: بالقاف، وفي الاستيعاب: أيفع، والصواب ما أثبت عن أسد الغابة والإصابة وضبطت اللفظة
عن الإصابة بالنص.
(3) الاستيعاب: وأسد الغابة: ناكور.
(4) الإصابة: يعفر وفي م: جعفر.
(5) ترجمته في الاستيعاب 1 / 485 هامش الإصابة، أسد الغابة 2 / 24 الإصابة 1 / 492 الوافي بالوفيات
14 / 46.
(6) قوله: " ولم يره " جاءت بالأصل بعد لفظة " البجلي " وفوق اللفظتين علامة تحويل إلى أنها وقعت في غير
مكانها. وهذا ما أثبتناه وهو يوافق عبارة م.
(7) الزيادة عن الوافي بالوفيات.
382

دمشق وصفين وكان على أهل حمص وهم الميمنة ويقال إن معاوية أنزله حين قدم
دمشق بدار المدنيين (1)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد أنا عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنبأ أبي أنبأ محمد بن سعد البيوردي (2) ومحمد بن أحمد بن
أحمد بن إبراهيم قالا نا محمد بن أيوب حدثنا عبد الله بن محمد العبسي نا ابن
إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال كنت
باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا الكلاع وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3) واستخلف أبو بكر والناس صالحون قال فقالا أخبر صاحبك إنا قد
جئنا وسنعود إن شاء الله فرجعت فأخبرت أبا بكر بحديثهما قال ألا جئت بهم فلما
كان بعده قال لي ذو عمرو يا جرير إن بك كرامة وإني مخبرك خبرا إنكم معشر
العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير أمرتم آخر فإذا كان السيف كانوا ملوكا
يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك (4)
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي نا عبد الله بن محمد قال عبد الله
وسمعته أنا من ابن أبي شيبة نا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم عن جرير قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن فلقيت بها رجلين
ذا كلاع وذا عمرو قال وأخبرتهما شيئا من خبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ثم أقبلنا فإذا قد
رفع لنا ركب من قبل المدينة قال فسألناه ما الخبر قال فقالوا قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
واستخلف أبو بكر والناس صالحون قال فقال لي أخبر صاحبك (6) إنا قد جئنا
وسنعود إن شاء الله فرجعت فأخبرت أبا بكر بحديثهما قال ألا جئت بهم فلما كان
بعد قال فرجعنا (6) ثم لقيت ذا عمرو فقال لي يا جرير إنكم لن تزالوا بخير ما إذا هلك

(1) الوافي بالوفيات 14 / 47.
(2) هذه النسبة إلى أبيورد بلدة من بلاد خراسان، والنسبة الصحيحة إليه " أبيوردي " (الأنساب).
(3) كذا الرواية بالأصل، وثمة سقط بالكلام، انظر الخبر في الإصابة.
(4) 1 / 492 وأسد الغابة 2 / 23 ورد فيهما في ترجمة ذي الكلاع.
(5) مسند الإمام أحمد 4 / 363.
(6) العبارة ما بين الرقمين لم ترد في المسند، ومكانها فيه: قال: فرجعا ويتابع: ثم لقيت....
383

أمير ثم (1) تأمرتم في آخر وإذا كانت بالسيف غضبتم غضب الملوك ورضيتم رضا
الملوك
رواه مسلم عن ابن أبي شيبة
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب بن البنا قالا أنا أبو يعلى بن الفراء أنا
أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني نا عبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري نا علي بن حرب نا هارون بن عمران نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي
إسحاق عن جرير قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى ذي الكلاع وذي عمرو فأما
ذو الكلاع فقال ادخل على أم شرحبيل والله ما دخل أحد بعد أبي شرحبيل قبلك
وأسلما وأما ذو عمرو فقال يا جرير هل شعرت أن من بادئ كرامة الله وجل وعز
للعبد أن يحسن صورته وكان أمر لي بدجاجة وقال لولا أن أمنعك دجاجتك
لأنبأتك (2) أن صاحبك الذي جئت من عنده إن كان نبيا فقد مات اليوم فأهويت إلى قائم
سيفي لأضربه به ثم كففت فلما كنت ببعض الطريق لقيني وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنا محمد بن العباس
أنا أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (4) أنبأ محمد بن
عمر الأسلمي حدثني معمر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس [* * * *]
قال ونا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال وحدثنا
عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال ونا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي
حثمة عن جدته الشفاء قال ونا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي (5) قال
ونا معاذ بن محمد الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري

(1) الزيادة عن مسند أحمد.
(2) بالأصل: " لاتيانك " والمثبت عن م.
(3) انظر الخبر مختصرا في الإصابة في ترجمة ذي عمرو 1 / 492.
(4) الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 258 في ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرسل بكتبه. و 1 / 265 - 266.
(5) تقرأ بالأصل " الحضري " والصواب ما أثبت عن ابن سعد وم.
384

عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا وبعث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن
حسان بن تبع وإلى ذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما وأسلمت ضريبة (1) بنت
أبرهة بن الصباح امرأة ذي الكلاع وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجرير عندهم فأخبره ذو عمرو
بوفاته فرجع جرير إلى المدينة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن عبد الله بن يوسف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم
نا سيف بن عمر نا طلحة بن الأعلم عن عكرمة عن ابن عباس قال وبعث يعني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جرير بن عبد الله إلى ذي الكلاع أسميقع بن ناكورا وإلى ذي ظليم
حوشب بن طخمة
وقال سيف وكان ذو الكلاع على كرودس يعني يوم اليرموك (2)
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور السلمي
أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي حدثنا علي بن
الجعد نا عمرو بن شمر نا جابر الجعفي عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان
قال سمعت زامل بن عمرو الجذامي (3) يحدث عن ذي كلاع الحميري قال سمعت
عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنما يبعث المقتتلون على النيات [* * * *]
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر
قالا أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو العباس بن قتيبة
نا حرملة نا ابن وهب أنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد قال سمعت الكلاع
يقول كان كعب يقص في إمارة معاوية فقال لي عوف بن مالك يا أبا شرحبيل أرأيت
ابن عمك هذا بأمر الأمير يقص قال لا أدري قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
القاص ثلاثة أمير أو مأمور أو محتال [* * * *] كذا قال سمعت الكلاع
وأخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأ أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن

(1) مهملة بالأصل بدون نقط، والمثبت عن ابن سعد.
(2) الطبري (ط بيروت) 2 / 336.
(3) بالأصل: " الحذامي " والمثبت عن م، وهذه النسبة إلى جذام قبيلة نزلت بالشام.
385

عبد الله نا محمد بن هارون نا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي نا
معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن ذي الكلاع عن عوف بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القصاص ثلاثة أمير أو مأمور أو محتال [* * * *]
ذكر أبو الحسين الرازي عن مشايخه الدمشقيين أن الصف القبلي من الحوانيت
عند باب الجابية كانت لذي الكلاع
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1) في الطبقة الأولى
من تابعي أهل الشام ذو الكلاع واسمه سميفع بن حوشب
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ [* * * *]
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي أنا
أبو الحسن علي بن علي وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه قالوا حدثنا أبو
العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
يقول ذو الكلاع [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون نا أبو المعالي
ثابت بن بندار قال نا أبو العلاء المقرئ أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن
المفضل نا أبي عن يحيى قال كان ذو الكلاع يكنى أبا شرحبيل
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي الحافظ ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر
الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ
له قالوا أنبأ عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن
الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل
قال (2) ذو الكلاع أبو شراحيل ابن عم كعب يعد في الشاميين قال ابن المنذر حدثنا
معن سمع معاوية عن أزهر بن سعيد عن ذي الكلاع كان كعب يقص في إمارة معاوية

(1) طبقات ابن سعد 7 / 440.
(2) التاريخ الكبير 2 / 1 / 266.
386

فقال عوف بن مالك لذي الكلاع يا أبا شراحيل أرأيت ابن عمك أبأمر الأمير يقص
فإن سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول القصاص ثلاثة أمير أو مأمور أو محتال (1) [* * * *] فمكث كعب
سنة لا يقص حين أرسل إليه معاوية فأمر بأن يقص ويقال أبو شرحبيل (2) قدم
الشام
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم أنبأ عبيد الله بن
سعيد بن حاتم أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن الخصيب
أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو شرحبيل
ذو الكلاع
قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر الأنباري أنا هبة الله بن إبراهيم أنا أبو
بكر المهندس أنا أبو نضر الدولابي قال أبو شرحبيل ذو الكلاع
كتب إلي أبو جعفر الهمذاني (3) قال أنا أبو بكر الصقل أنا أبو بكر بن منجويه
قال أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو شرحبيل ويقال أبو شراحيل ذو
الكلاع ابن عم كعب بن ماتع الحميري عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي
روى عنه أزهر بن سعيد الحرازي (4) حديثه في الشاميين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) سميفع بن
ناكور بن عمرو بن يعفر بن يزيد وهو ذو الكلاع الأكبر بن النعمان (6) وهو الذي كتب
إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) مع جرير بن عبد الله فأعتق أربعة آلاف بيت (7) كانوا ثيبا (8) له وقتل يوم

(1) في البخاري: مختال.
(2) في البخاري: " أبو شراحيل " كذا، وقد مر في أول الترجمة في البخاري: أبو شراحيل، فإحداهما
تصحيف، والصواب ما ورد بالأصل عن البخاري.
(3) الأصل بالدال المهملة.
(4) بالأصل الحراري " براءين " والمثبت عن ترجمته في التاريخ الكبير 1 / 1 / 456.
(5) الاكمال لابن ماكولا 7 / 334 في باب يعفر.
(6) عن الاكمال وبالأصل " ابن البهني ".
(7) مهملة بالأصل ورسمها " بيت " وتقرأ في م: بنت والمثبت عن الاكمال.
(8) كذا بالأصل، وإن كانت هذه اللفظة صوابا فيفترض باللفظة التي قبلها والتي اثتناها " بيت " أن تكون
" بنت " والذي في الاكمال " أربعة آلاف بيت كانوا قنا ". وفي الوافي عن ابن ماكولا: " بنت " وفي م: " بنت
كانوا قبا ".
387

صفين مع معاوية وكان رؤبة يقول يعفر بضم الياء والفاء وهي لغة حكاها يونس عنه
ويقال يعفر بضم الياء وكسر الفاء وهو اختيار ابن الأعرابي ويقال بفتح الياء وضم
الفاء يعفر مثل يشكر وكله مأخوذ من العفر والعفر (1) وهما التراب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد بن علي الواسطي
أنا محمد بن أحمد البابسيري نا الأحوص بن المفضل بن غسان (2) قال قال
أبي....
(3) أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأ أبو يعلى بن الفراء أنبأ إسماعيل بن سعيد بن
إسماعيل بن محمد بن سويد أنبأ أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي
حدثني أبو العباس الهروي حدثني سليمان بن معبد نا ابن عفير حدثني علوان بن
داود عن رجل من قومه قال بعثني أهلي بهدية إلى الكلاع في الجاهلية فلبثت على
بابه حولا لا أصل إليه ثم إنه أشرف ذات يوم من القصر فلم يبق أحد حول القصر إلا
خر له ساجدا قال فأمر بهديتي فقبلت ثم رأيته بعد في الإسلام وقد اشترى لحما
بدرهم فسمطه (4) على فرسه وهو يقول
* أف للدنيا إذا كانت كذا * أنا منها كل يوم في أذى
ولقد كنت إذا ما قيل من * أنعم الناس معاشا قيل ذا
ثم بدلت بعيشي شقوة * حبذا هذا شقاء حبذا * (5)
رواه أبو عبد الله محمد بن الوضاح عن أبي داود سليمان بن معبد السنجي عن
سعيد بن عفير فقال إلى ذي الكلاع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة
أنبأ علي بن أحمد بن عمر أنبأ محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان
نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق فسمعت من

(1) الزيادة عن القاموس وم، وفيه: العفر محركة ظاهر التراب، ويسكن.
(2) مكان اللفظة بياض بالأصل، والصواب ما أثبتناه، انظر الأنساب (الغلابي).
(3) بياض بالأصل قدره عدة كلمات.
(4) أي علقه.
(5) الخبر والابيات في الوافي بالوفيات 14 / 47.
388

حدثني عن أنس بن مالك قال أتيت أهل اليمن فبدأت بهم حيا حيا أقرأ عليهم كتاب
أبي بكر حتى إذا فرغت قلت الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
ورسوله أما بعد فإني رسول خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورسول المؤمنين ألا واني تركتهم
معسكرين ليس يثقلهم عن الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم فاحتملوا إلى إخوانكم
بالنصر رحمة الله عليكم أيها المسلمون قال فكل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع
مني هذا القول يرد أحسن الرد ويقول نحن سائرون إلى إخواننا حين انتهينا إلى ذي
الكلاع فلما قرأنا عليه الكتاب وقلت هذا القول فدعا بفرسه وسلاحه ثم نهض في
قومه وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر وقام فيهم فقال لهم أيها الناس إن من
رحمة الله عليكم ونعمته فيكم أن بعث منكم نبيا أنزل عليه الكتاب وأحسن عنه
البلاغ فعلمكم ما يرشدكم ونهاكم عما يفسدكم حتى علمكم ما لم تكونوا تعلمون
ورغبكم فيما لم تكونوا ترغبون فيه من الخير وقد دعاكم إخوانكم الصالحون إلى جهاد
المشركين واكتساب الأجر العظيم فلينفر من أراد النفر معي قال فنفر معه بعدة من
الناس وأقبل إلى أبي بكر قال ورجعنا نحن فسبقناه بأيام فوجدنا أبا بكر بالمدينة
ووجدنا ذلك العسكر على حاله وأبو عبيدة يصلي بأهل العسكر فلما قدمت حمير
معها أولادها ونساؤها قال لهم أبو بكر عباد الله ألم نكن نتحدث فنقول إذا مرت
حمير معها نساؤها وأولادها نصر الله المسلمين وخذل المشركين أبشروا أيها الناس
قد جاءكم النصر
كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر الأنصاري
عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم أنبأ محمد بن جعفر
الخرائطي أنا علي بن الأعرابي نا علي بن عمروس عن هشام بن محمد بن السائب
الكلبي عن أبيه عن أبي صالح قال كان يدخل مكة رجال متعممون من جمالهم
مخافة أن يفتتن بهم منهم عمرو الطهوي وأعيفر اليربوعي وسبيع الطهوي
وحنظلة بن مرثد من بني قيس بن ثعلبة والزبرقان بن بدر وعمرو بن حممة وأبو
خيثمة بن رافع وزيد الخيل بن مهلهل الطائي وقيس بن سلمة بن شراحيل
389

الجعفي (1) وذو الكلاع الحميري وامرؤ القيس بن حجر الكندي وجرير بن عبد الله
البجلي (2)
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الله بن أحمد قالا ثنا عبد العزيز بن
أحمد أنبأ أبو محمد بن أبي نصر نا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعد بن فطيس قال
قرأ على أبي عبد الملك نا ابن عائذ (3) قال وأخبرني الهيثم بن عمران قال
سمعت إسماعيل بن عبيد الله (4) يحدث أن ذا الكلاع رأى أن ملكا نزل من السماء فقام
إليه رجل من أهل العراق فقال إن الله بعث إلينا رسولا فعمل فينا بكتاب الله حتى قبضه
الله ثم استخلف أبو بكر فعمل بمثل ذلك حتى قبضه الله ثم استخلف عمر فعمل بمثل
ذلك حتى قبضه الله ثم استخلف عثمان فعمل بغير ذلك فأنكرنا عليه فقتلناه ثم قمت
إليه فقلت مثل ما قال حتى انتهيت إلى عثمان فقلت غير ما قال فألقى حصا بيضا وحصا
سودا فلقطت الحصا البيض ولقط الحصا السود فقلت اقض بيننا فقال قد فعلت
أو قال ألم أفعل
أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمد بن زيد أنا أبو جعفر بن المسلمة إجازة
قال أجاز لنا أبو عبيد الله بن محمد بن عمران بن موسى قال (5) ذو الكلاع الأصغر
اسمه سميفع بن ناكول (6) مخضرم له مع عمر بن الخطاب أخبار وبقي إلى أيام معاوية
ولما بلغ عمر كثرة شرب (7) الناس للخمر بالشام وإقامة الحدود عليهم أمر أن يطبخ كل
عصير بالشام حتى يذهب ثلثاه فقال ذو الكلاع (8) * صبرت ولم أجزع وقد مات أخوتي * ولست عن الصهباء يوما بصابر

(1) بالأصل وم " الجعفري " والصواب ما أثبت، وهو من ولد جعفي بن سعد العشيرة انظر جمهرة ابن حزم
ص 409.
(2) الخبر في الإصابة 1 / 493 والوافي 14 / 47 واختصرا بعض الأسماء.
(3) بالأصل بإهمال الدال، والصواب ما أثبت بالذال المعجمة.
(4) في المختصر: عبد الله.
(5) الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 1 / 493 عن المرزباني عن معجم الشعراء، وليس لذي الكلاع ترجمة
في معجم الشعراء المطبوع.
(6) كذا بالأصل هنا، وانظر ما مر فيه وفي م: باكورا.
(7) بالأصل: " صرف " والمثبت عن الإصابة وفي م: " حثرة سور الناس ".
(8) البيتان الثاني والثالث في الإصابة.
390

رماها أمير المؤمنين بحتفها * فخلانها يبكون حول المعاصر
فلا تجلدوني (1) واجلدوها فإنها * هي العيش للباقي ومن في المقابر *
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنبأ أبو علي بن شاذان
أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا إبراهيم بن الحسين بن علي
الكسائي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثني خلاد بن يزيد الجعفي نا عمرو بن
سمر الجعفي نا جابر الجعفي عن عامر الشعبي قال أو عن أبي جعفر محمد بن علي
شك خلاد قال لما ظهر أمر معاوية بالشام وبايعوه على أمره دعا علي رجلا فأمره أن
يتجهز وأن يسير إلى دمشق وأمره إذا دخل دمشق أناخ راحلته يعني ويقول لهم تركت
عليا قد نهد إليكم فذكره وقال فخرج معاوية حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال أيها الناس إن عليا قد نهد إليكم في أهل العراق فما الرأي فقام ذو الكلاع
الحميري فقال عليك الرأي وعلينا أمر فعال قال وهي بالحميرية يعني الفعال
وأخبرني أبو عبد الله أيضا أنبأ أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني
أنبأ أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين نا علي بن
الجعد أنبأ عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال
سمعت زامل بن عمرو الجذامي (2) قال طلب معاوية إلى ذي الكلاع أن يخطب الناس
ويحرضهم على قتال علي ومن معه من أهل العراق فقعد (3) على فرسه وكان من
أعظم أصحاب معاوية خطرا فقال
الحمد لله حمدا كثيرا ناميا جزيلا واضحا منيرا بكرة وأصيلا أحمده وأستعينه
وأؤمن به وأتوكل عليه وكفى بالله وكيلا ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالفرقان إماما وبالهدى ودين الحق حين ظهرت
المعاصي ودرست الطاعة وامتلأت الأرض جورا (4) وضلالة واضطرمت الدنيا كلها
نيرانا وفتنة وورك (5) عدو الله إبليس على أن يكون قد عبد في أكنافها واستولى على

(1) في الإصابة: فلا تجلدوهم.
(2) الخبر نقله في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 239 - 240.
(3) وقعة صفين: فعقد فرسه.
(4) بالأصل: وجورا والمثبت عن م.
(5) ورك بالمكان: أقام، وورك على الامر: قدر عليه.
391

جميع أهلها فكان الذي أطفأ نيرانها ونزع أوبارها (1) وأوهن (2) به قوى إبليس وآيسه
مما كان قد طمع من ظفره بهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله فأظهره على الدين كله
ولو كره المشركون صلى الله على محمد والسلام عليه ورحمة الله وبركاته وقد كان
مما قضى الله أن ضم بيننا وبين أهل ديننا بصفين وإن لنعلم أن منهم قوما قد كانت لهم
مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سابقة ذات شأن وخطر عظيم ولكني قلبت (3) هذا الأمر ظهرا وبطنا
فلم أر أن يسعنا أن يهدر دم ابن عفان صهر نبينا (صلى الله عليه وسلم) ومجهز جيش العسرة (4) واللاحق
في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيتا وباني سقاية المسلمين وبايع له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده
اليمنى على اليسرى واختصه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكريمتيه أم كلثوم ورقية ابنتي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن كان أذنب ذنبا فقد أذنب من هو خير منه قال الله عز وجل من قائل
لنبيه (صلى الله عليه وسلم) " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " (5) وقتل موسى عليه السلام نفسا
ثم استغفر الله فغفر له وقد أذنب نوح عليه السلام ثم استغفر الله فغفر له وقد أذنب
أبوكم آدم عليه السلام ثم استغفر الله فغفر له فلم يعر أحد من الذنوب وإنا لنعلم أنه قد
كانت لابن أبي طالب سابقة حسنة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن لم يكن مالأ على قتل عثمان فقد
خذله وإنه لأخوه في دينه وابن عمه وسلفه وابن عمته (6) وقد أقبلوا من عراقهم
حتى نزلوا شامكم وبلادكم وبيضتكم وإنما عامتهم بين قاتل وخاذل فاستعينوا بالله
واصبروا فقد ابتليتم أيتها الأمة والله لقد رأيت في منامي في ليلتي هذه لكأنا وأهل
العراق قد اعتورنا مصحفا نضربه بأسيافنا ونحن في ذلك ننادي ويحكم الله الله مع
إنا والله ما نحن بمفارقي العرصة (7) حتى نموت عليكم بتقوى الله ولتكن النيات لله عز
وجل فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول إنما يبعث المقتتلون على النيات (8) أفرغ

(1) وقعة صفين: أوتادها.
(2) وقعة صفين: وأوهى.
(3) وقعة صفين: ضربت.
(4) يريد في غزوة تبوك.
(5) سورة الفتح، الآية: 2.
(6) أم عثمان هي أروى بنت كريز، وأم أمه البيضاء بنت عبد المطلب.
(7) أي ساحة الحرب.
(8) كذا، وقد مر قريبا حديثا مرفوعا، وفي وقعة صفين: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: وذكره.
392

الله علينا الصبر وأعز لنا ولكم النصر وكان لنا ولكم وليا وناصرا وحافظا في كل
أمر وأستغفر الله لي ولكم
قال وثنا إبراهيم بن الحسين نا يحيى هو ابن سليمان نا نصر هو ابن
مزاحم (1) نا عمر (2) بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي وذكر
أهل صفين فقال كانوا عربا يعرف بعضهم بعضا في الجاهلية والتقوا في الإسلام
معهم تلك الحمية ونية الإسلام فتصابروا واستحيوا من الفرار وكانوا إذا تحاجزوا
دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فيستخرجون قتلاهم فيدفنونهم
فلما أصبحوا يوما وذلك يوم الثلاثاء خرج الناس إلى مصافهم فقال أبو نوح
الحميري وكنت في خيل علي فبينا أنا واقف إذ نادى رجل من أهل الشام من دلني
على أبي نوح الحميري قال أبو نوح فقلت أيهم تريد فقال الكلاعي فقلت قد
وجدته فمن أنت قال أنا ذو الكلاع فسر إلي قال أبو نوح فقلت معاذ الله أن أسير
إليك إلا في كتيبة فقال سر فلك ذمة الله وذمة رسوله وذمة ذي الكلاع حتى ترجع
فإنما أريد أن أسألك عن أمر فيكم فسار إليه أبو نوح وسار إليه ذو الكلاع حتى التقيا
فقال له ذو الكلاع إنما دعوتك أحدثك حديثا حدثناه عمرو بن العاص في إمارة عمر
فقال أبو نوح وما هو فقال ذو الكلاع حدثنا عمرو بن العاص أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يلتقي أهل الشام وأهل العراق في إحدى الكتيبتين الحق أو
قال الهدى ومعها عمار بن ياسر فقال أبو نوح نعم والله إن عمارا لمعنا وفينا فقال
أجاد هو على قتالنا فقال أبو نوح نعم ورب الكعبة لهو أجد على قتالكم مني
ولوددت أنكم خلق واحد فذبحته
أخبرنا أبو غالب الموردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال قال أبو
عبيدة وكان على أهل حمص الميمنة ذو الكلاع يعني بصفين مع معاوية (3)
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد أنبأ محمد بن الحسن بن أحمد أنبأ أبو

(1) الخبر في وقعة صفين ص 332 - 333.
(2) في وقعة صفين: نصر: عمر، حدثني صديق أبي، عن الإفريقي ابن أنعم قال:
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 195.
393

علي بن شاذان أنا أبو الحسن بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين نا يحيى بن سليمان
حدثني نصر بن مزاحم (1) نا عمر بن سعد عن الحارث بن حصيرة (2) أن ابن ذي
الكلاع أرسل إلى الأشعث بن قيس رسولا فقال له إن ابن عمك ابن ذي الكلاع يقرأ
عليك السلام ويقول لك إن ذا الكلاع قد أصيب وهو في المسيرة أفتأذن لنا فيه فقال
له الأشعث أقرئه السلام وقل له إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين فاطلبوا ذلك
إلى سعيد بن قيس الهمداني فإنه في الميمنة فذهب إلى معاوية فأخبره وذلك بينهم
يتراسلون في اليوم والأيام فقال معاوية ما عسيت أن أصنع وقد كانوا منعوا أهل
الشام أن يدخلوا عسكر علي وخافوا أن يفسدوا أهل العسكر فقال معاوية لأصحابه
لأنا أشد فرحا بقتل ذي الكلاع مني بفتح مصر لو افتتحتها لأن ذا الكلاع كان يعرض له
في أشياء كان يأمر بها فخرج ابن ذي الكلاع إلى سعيد بن قيس فاستأذنه في أبيه فأذن له
فيه قال عمر (3) بن سعد وقال سعد الإسكاف (4) والحارث بن حصيرة (5) إن
سعيد بن قيس قال لابن ذي الكلاع حين قال له إنهم يمنعوني من دخول عسكرهم
كذبت لم يمنعوك إن أمير المؤمنين لا يبالي من دخل عسكره لهذا الأمر ولا يمنع
أحدا من ذلك فادخل فدخل من قبل الميمنة فلم يجده فأتى الميسرة فوجده قد ربط
برجله طنب من أطناب فسطاط فسلم عليهم ومعه عبد له أسود فقال لهم أتأذنون لنا
في طنب من أطناب فسطاطكم فقالوا نعم ثم قالوا له معذرة إلى ربنا وإليكم أما إنه
لولا بغيه علينا ما صنعنا ما ترون فنزل عليه وقد انتفخ وكان عظيما جسيما فلم يستطيعا
احتماله فقال ابنه هل من فتى معوان فخرج إليه الخندف (6) رجل من أصحاب علي
فقال تنحوا فقال ابن ذي الكلاع ومن يحمله قال يحمله الذي قتله فاحتمله
الخندف (6) حتى رمى به على ظهر بغل ثم شداه بالحبال وانطلقا إلى عسكرهم
أخبرنا أبو غالب المواردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا

(1) الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 302 - 303.
(2) بالأصل " حضيرة " والمثبت عن وقعة صفين.
(3) بالأصل هنا، وقد مر في بداية الخبر " عمر " وفي وقعة صفين " عمر ".
(4) هو سعد بن طريف الحنظلي، مولاهم، يقال له سعد الخفاف (انظر تهذيب التهذيب).
(5) بالأصل: حضيرة.
(6) بالأصل: " الخندق " والمثبت عن وقعة صفين وفيها: خندف البكري.
394

أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة قال في تسمية من قتل مع معاوية ذو
الكلاع (1)
أخبرنا أبو طالب الزينبي في كتابه وأخبرنا عمي رحمه الله أنا الزينبي قراءة أنا
أبو القاسم التنوخي أنا محمد بن المظفر أنا بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن
محمد بن عيسى قال ذو الكلاع يكنى أبا شرحبيل واسمه سميفع قتل يوم صفين وكانت صفين
سنة سبع وثلاثين
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدثنا عنه أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه
عنه حدثني عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنبأ أبو محرز عبد الواحد بن
إبراهيم بن عبد الواحد العبسي ومحمد بن عبد الله بن أحمد القاضي قالا ثنا أبو
صالح يحيى بن محمد بن محمد البغدادي ببيت سوا (2) نا عمرو بن علي الفلاس نا
يحيى بن سعيد نا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي ميسرة عمرو بن
شرحبيل قال رأيت في المنام قبابا في رباض فقلت لمن هذه قالوا لعمار بن ياسر
وأصحابه ورأيت قبابا في رياض فقلت لمن هذه فقالوا لذي الكلاع وأصحابه
فقلت كيف وقد قتل بعضهم بعضا قال إنهم وجدوا الله واسع المغفرة (3)
أخبرناه أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو
علي بن شاذان أنبأ أبو الحسين بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين نا يحيى بن سليمان
الجعفي حدثني يحيى بن اليمان نا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل
شقيق بن سلمة عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني قال رأيت عمار بن ياسر
وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض بأفنية الجنة فقلت ألم يقتل بعضكم بعضا
فقالوا بلى ولكن وجدنا الله واسع المغفرة (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأنبأ أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان
وأبو القاسم بن البسري وأبو الحسن علي بن محمد بن الأخضر الأنباري وأبو طاهر

(1) يعني يوم صفين، انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 194.
(2) بيت سوا بالفتح والقصر، (انظر معجم البلدان).
(3) في الاستيعاب 1 / 487 هامش الإصابة والإصابة 1 / 493.
(4) أسد الغابة 2 / 23.
395

أحمد بن إبراهيم القصاري قالوا أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن
يعقوب نا جدي نا عثمان بن محمد نا يحيى بن يمان عن سفيان عن الأعمش
عن أبي وائل قال رأى أبو ميسرة ذا الكلاع وعمارا في قباب بيض بفناء الجنة فقال
ألم يقتل بعضكم بعضا قال بلى ولكن وجدنا الله واسع المغفرة
خالفهما قبيصة بن عقبة عن سفيان وقال عن أبي الضحى بدلا من أبي وائل
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن
الفهم نا محمد بن سعد أنا قبيصة بن عقبة قال سفيان أخبرنا عن الأعمش عن أبي
الضحى قال رأى أبو ميسرة في المنام روضة خضراء فيها قباب مضروبة فيها عمار
وقباب مضروبة فيها ذو الكلاع قال قلت كيف هذا وقد اقتتلوا قال فقيل لي
وجدوا ربا واسع المغفرة
وقد رواه عمرو بن مرة عن أبي وائل
أخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد
أنبأ علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري
وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر وأبو طاهر أحمد بن إبراهيم
القصاري (1) قالوا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنبأ محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب عن
عمرو بن مرة عن أبي وائل (2) قال قال أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل فكان من أفاضل
أصحاب عبد الله قال رأيت في المنام كأني أدخلت الجنة فإذا قباب مضروبة فقلت
لمن هذه فقالوا لذي الكلاع وحوشب وكلنا ممن قتل مع معاوية قلت فأين عمار
وأصحابه قالوا أمامك قلت وقد قتل بعضهم بعضا قيل إنهم لقوا الله فوجدوه
واسع المغفرة قلت فما فعل أهل النهر قال لقوا برحا (3)

(1) بالأصل " العصاري " والصواب عن م، وقد مر قريبا، وانظر الأنساب، ذكره باسم أبي طاهر أحمد بن
محمد بن إبراهيم القصاري الخوارزمي.
(2) الخبر من هذه الطريق ورد في الاستيعاب 1 / 487 هامش الإصابة، وفيه: عمر بن مرة.
(3) أي شدة.
396

قال يزيد سمعت الجراح بن منهال يقول كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت
من المسلمين فبعث إليه عمر فقال نشتري (1) هؤلاء نستعين بهم على عدو المسلمين
فقال لا هم أحرار فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة (2) قال يزيد بن هارون يا
أصحاب الدنيا لا تغتروا "

(1) بالأصل: " يشتري "، والمثبت عن الإصابة وم.
(2) الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 1 / 492.
397

ذكر من اسمه (1) ذو النون "
2111 ذو النون بن إبراهيم ويقال ابن أحمد اسمه ثوبان
ويقال اسمه الفيض
أبو الفيض وقيل أبو الفياض
الإخميمي المصري الزاهد (2)
قدم الشام للسياحة وطاف جبل لبنان من أعمال دمشق ودخل دمشق وله صحبه
مع ابن سيد حمدويه
وحدث عن مالك والليث بن سعد وسالم الخواص ويلز بن سليم
وفضيل بن عياض وعبد الله بن لهيعة وسفيان بن عيينة ورشدين بن سعد
ومروان بن معاوية الفزاري ويونس بن يزيد
روى عنه أحمد بن صبيح بن رسلان الفيومي وأبو قضاعة ربيعة بن محمد
الطائي وأبو اليقين رضوان بن محيميد ومقدام بن داود تليد والحسن بن مصعب
النخعي والجنيد بن محمد ومحمد بن قطن
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا أبو
سعد الجنزرودي أنا أبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطار

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 393 حلية الأولياء 9 / 331، 10 / 3 ميزان الاعتدال 2 / 33 سير أعلام النبلاء
11 / 532 وانظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
والإخميمي بكسر الهمزة نسبة إلى إخميم، بلدة من ديار مصر بالصعيد.
398

الطوسي (1) أنبأ أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي أنبأ أبو قضاعة ربيعة بن محمد
الطائي نا ثوبان بن إبراهيم حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن
سعيد بن يسار عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما الصبر عند الصدمة
الأولى واتقوا النار ولو بشق تمرة [* * * *] كذا وقع في الأصل والصواب سعد بن سنان
ويقال سنان بن سعد
وقد وقع لي الحديث بحمد لله عاليا من حديث الليث على الصواب
أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن خالد التاجر أنبأ
عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة قراءة عليه وأنا حاضر أنبأ أبو بكر محمد بن
إبراهيم نا محمد بن زيان بن حبيب المصري نا محمد بن رمح أنبأ الليث عن
يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن سنان عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
إنما الصبر عند الصدمة الأولى واتقوا النار ولو بشق تمرة [* * * *]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني حدثني أبو أحمد المادرائي الحسن بن أحمد بن علي قال قرأ علي أبو عمر
الكندي محمد بن يوسف بن يعقوب كتابه هذا تصنيفه في أعيان الموالي من جند مصر
من الفقهاء والمحدثين والزهاد وغيرهم فذكر فيه ومنهم أبو الفيض ذو النون بن
إبراهيم الإخميمي مولى لقريش فيما أخبرنا به علي بن الحسن بن قديد قال كان أبوه
إبراهيم نوبيا قال الدارقطني ذو النون بن إبراهيم روى عنه عن مالك أحاديث في
أسانيدها نظر وكان واعظا (2)
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر أنبأ أبو بكر يحيى بن
إبراهيم أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت عبد الله بن محمد الحلواني ببغداد
يقول قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ذو النون بن
إبراهيم الإخميمي الزاهد يكنى أبا الفيض وكان حكيما فصيحا عالما أصله من
النوبة وكان من قرية من قرى الصعيد يقال لها إخميم توفي في ذي القعدة سنة خمس
وأربعين ومائتين (3)

(1) ترجمته في سير الأعلم 17 / 6.
(2) الخبر نقله الذهبي في سير الاعلام 11 / 533.
(3) سير الاعلام 11 / 533.
399

وقال أبو عبد الرحمن السلمي ذو النون بن إبراهيم أبو الفيض ويقال الفيض
بن إبراهيم ذو النون لقب كذلك ذكره أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن
عبد الله البغدادي صاحبه ويقال أن اسمه ثوبان بن إبراهيم وذو النون لقب ويقال
ذو النون بن أحمد كذلك ذكره عبد الله بن عطاء الشجري
وذكر أبو يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي صاحبه أن كنيته أبو الفياض واسمه
الفيض أخبرني بذلك عنه عبد الواحد بن بكر الورثاني (1) ثنا إبراهيم بن حماد
الأبهري نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي قال ذو النون كنيته أبو الفياض
واسمه الفيض وقال أبو عبد الرحمن رئيس القوم والمرجوع إليه والمقبول على جميع
الألسنة وأول من عبر عن علوم المنازلات أحاديث عن مالك وغيره له السياحات
المشهورة والرياضيات المذكورة وذو النون من أهل إخميم من نواحي مصر ودخل
ذو النون العراق فدخل بغداد ولم يقم بها كثيرا ونزل بسر من رأى سنة أربع وأربعين
ومائة حمل إلى المتوكل على البريد استحضره من مصر فدخل عليه ووعظه وكان إذا
ذكر بين يدي المتوكل أهل الورع بكا (2) وقال إذا ذكر أهل الورع فحي هلا بذي
النون وكانوا أربعة إخوة ذو النون وذو الكفل وعبد الخارق وعبد الباري وكان
أهل مصر يسمونه الزنديق فلما مات أظلت الطير جنازته فاحترموا بعد ذلك قبره (3)
ولما مرض ذو النون مرضه الذي مات فيه قيل له ما تشتهي قال أن أعرفه قبل موتي
بلحظة ولما مات وجد على قبره مكتوبا مات ذو النون حبيب الله من الشوق قتيل الله
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ
أبو بكر الخطيب (4) أنبأ أحمد بن علي المحتسب نا أبو عبد الرحمن السلمي قال
ذو النون بن إبراهيم كنيته أبو الفيض ويقال إن اسمه الفيض بن إبراهيم وذو النون
لقب ويقال إن اسمه ثوبان

(1) مهملة بالأصل، والصواب عن م، وضبط وهذه النسبة إلى ورثان بفتح الواو والراء، قرية من قرى شيراز،
ذكره السمعاني وترجم له في الأنساب.
(2) المصدر نفسه.
(3) المصدر نفسه.
(4) تاريخ بغداد 8 / 393.
400

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد
البخاري وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي نا (1) أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنبأ أبو زكريا البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال أبو الفيض بالفاء ذو
النون بن إبراهيم أبو الفيض المصري العابد الصالح أصله إخميمي
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم الشيحي قالا قال أنا أبو بكر
الخطيب (2) ذو النون بن إبراهيم أبو الفيض المعروف بالمصري أصله من النوبة (3)
وكان من قرية من قرى صعيد مصر يقال لها إخميم فنزل مصر وكان حكيما فصيحا
زاهدا وجه إليه جعفر المتوكل على الله فحمل إلى حضرته بسر من رأى حتى رآه
وسمع كلامه ثم انحدر إلى بغداد فأقام بها مديدة وعاد إلى مصر وقيل إن اسمه
ثوبان وذو النون لقب له وقد أسند عنه أحاديث غير ثابتة والحمل فيها على من
دونه وحكى عنه من البغداديين سعيد بن عياش الخياط (4) وأبو العباس بن مسروق
الطوسي
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري قال سمعت أبي الأستاذ
أبا القاسم يقول ومنهم أبو الفيض ذو النون المصري واسمه ثوبان بن إبراهيم وقيل
الفيض بن إبراهيم وأبوه كان نوبيا توفي سنة خمس وأربعين ومائتين فاتق هذا
اللسان وأوحد وقته علما وورعا وحالا وأدبا سعوا به إلى المتوكل فاستحضره من
مصر فلما دخل عليه وعظه فبكى ورده مكرما وكان المتوكل إذا ذكر بين يديه أهل
الورع يبكي ويقول إذا ذكر أهل الورع فحي هلا بذي النون وكان رجلا نحيفا تعلوه
حمرة ليس بأبيض اللحية
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) أما ذو النون

(1) زيادة لازمة للايضاح.
(2) تاريخ بغداد 8 / 393.
(3) النوبة: في عدة مواضع، بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر، (انظر معجم البلدان).
(4) تاريخ بغداد: الحناط.
(5) في مختصر ابن منظور 8 / 246 صفرة.
(6) الاكمال لابن ماكولا 3 / 389.
401

آخره نون ذو النون ذو النون (1) بن إبراهيم أبو الفيض الإخميمي مولى لقريش وكان
أبوه نوبيا وذو النون هذا أحد الزهاد الوعاظ المذكورين قال الدارقطني روى عن
مالك بن أنس أحاديث في إسنادها نظر توفي سنة خمس وأربعين ومائتين
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنبأ أبو مطيع محمد بن
عبد الواحد الصحاف أنبأ أبو منصور معمر قال وسمعته يعني أبا الفتح الفضل بن
جعفر يقول سمعت أبا غالب الورداسي يقول سمعت أبا عبد الله الهاشمي يقول
دخل ذو النون المصري مسجد دمشق فاجتمع مع سيد حمدوية فدعانا بعض أبناء الدنيا
إلى داره فلما أكلنا قال صاحب الدار هاهنا سماع فيكم من يرغب فقال ذو النون
فهلا قبل الطعام أما علمت أن المقدحة إذا ابتلت لم تور
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ أحمد بن محمود أنبأ أبو بكر بن
المقدمي قال سمعت عبد الحكم بن أحمد بن محمد بن سلام الصدفي المصري (2)
يقول كان ذو النون رجلا نحيفا تعلوه صفرة ليس بأبيض اللحية
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأ أبو بكر الخطيب قال كتب
إلي أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال (3) من مصر وحدثني محمد بن
فتوح الأندلسي عنهما ثنا يحيى بن علي بن محمد بن إبراهيم الحضرمي نا أبو الحسن
علي بن نعيل بن محمد بن عبد الله الإخميمي قال سمعت عمران بن أحمد
الإخميمي يقول حدثني أيوب بن إبراهيم مؤذن ذي النون قال كان أصحاب المطالب
أتوا ذا النون وخرج معهم إلى قفط (4) وهو شاب فاحتفروا قبرا فوجدوا فيه شيئا
ووجدوا لوحا فيه اسم الله الأعظم فأخذه ذو النون وسلم إليهم ما وجدوا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا سعيد بن
محمد بن أحمد البحيري

(1) كذا وردت " ذو النون " مكررة بالأصل، ولم تذكر في الاكمال إلا مرة واحدة.
(2) ترجمته في سير الاعلام 14 / 522.
(3) ترجمته في سير الاعلام 18 / 495.
(4) إعجامها بالأصل وم مضطرب، والمثبت والضبط عن ياقوت، وهي مدينة في صعيد مصر، بينها وبين النيل
نحو ميل إلى الشرق.
402

ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال سمعت والدي أبا القاسم يقول سمعت
الشيخ أبا عبد الرحمن زاد البحيري محمد بن الحسين بن موسى وقالا السلمي
يقول سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان وقال البحيري محمد بن عبد الله
الرازي يقول سمعت يوسف بن الحسين يقول حضرت مجلس ذي النون يوما
وجاءه وفي حديث البحيري ذي النون المصري ذات يوم وفيه سالم المغربي فقال
زاد البحيري له وقالا يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك وفي حديث البحيري
أصل توبتك قال عجب لا نطيقه فقال زاد البحيري سألتك وقالا بمعبودك إلا
أخبرتني فقال ذو النون أردت الخروج من مصر إلى بعض القرى فنمت في الطريق في
بعض الصحاري وقال البحيري فلما كنت في الصحاري نمت وقالا ففتحت عيني
فإذا أنا بطير يقال له القنبرة (1) أعمى معلق بمكان ذكره فسقط إلى الأرض وفي حديث
القشيري فإذا أنا بقنبرة (1) عمياء سقطت من وكرها إلى الأرض وقالا فانشقت
الأرض فخرج منها سكرجتان (2) إحداهما ذهب والأخرى فضة في إحداهما سمسم
وفي الأخرى ماء فجعل يأكل من هذا ويشرب من هذا فقلت حسبي قد تبت ولزمت
الباب إلى أن قبلني (3)
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو الفتح منصور بن الحسين وأبو
طاهر بن محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ قال سمعت علي بن حاتم العثماني
بمصر سمعت ذا النون يقول القرآن كلام الله غير مخلوق (4)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال سمعت أبي يقول سمعت أبا حاتم
السجستاني يقول سمعت أبا نصر الطوسي السراج يحكي عن يوسف بن الحسين
قال قام رجل بين يدي ذي النون المصري فقال أخبرني عن التوحيد ما هو فقال هو
أن
وسمعت أبا المظفر يقول سمعت أبي يقول سمعت إلخ أنا عبد الرحمن

(1) بالأصل: " العنبرة " والصواب عن م، وهي عصفورة من فصيلة القبريات.
(2) ضبطت عن اللسان، وهي فارسية، والسكرجة إناء صغير يؤكل فيه الشئ من الادم. وأكثر ما
يوضع فيها الكوامخ.
(3) نقله الذهبي في سير الاعلام 11 / 534.
(4) المصدر السابق ص 535.
403

السلمي يقول سمعت محمد بن عبد الله بن معاذان يقول سمعت يوسف بن الحسين
يقول سمعت ذا النون المصري يقول وقد سئل عن التوحيد فقال أن تعلم أن قدرة الله
في الأشياء لا مزاج وصنعه للأشياء بلا علاج وعلة كل شئ صنعه ولا علة لصنعه
ومهما تصور في نفسك شئ فالله بخلافه هذا لفظ السلمي وفي رواية أبي حاتم
وليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى مدبر غير الله وكل ما تصور في
وهمك فالله بخلاف ذلك
أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل أنبأ أبو بكر يحيى بن إبراهيم
المزكي
ح وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم أنبأ أبو بكر الخطيب (1)
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قالا أنبأ محمد بن الحسين بن موسى
قال سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت محمد بن داود الرقي يقول سمعت ابن
الجلاء يقول لقيت ستمائة شيخ ما لقيت فيهم مثل أربعة أحدهم ذو النون
قال وأنا أبو بكر المكي أنا أبو عبد الرحمن
ح قال الخطيب (2) وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري نا محمد بن الحسين
قال سألت علي بن عمر عن ذي النون فقال إذا صح السند إليه فأحاديثه مستقيمة
وهو ثقة
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي أنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأ
الأزهري أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال ذو النون بن إبراهيم المصري
روى عنه عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر وكان واعظا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو
سعد الماليني أنا أبو محمد الحسن بن أبي الحسن العسكري نا محمد بن أحمد بن عبد الله العامري
حدثني عمر بن صدقة الجمال قال كنت من ذي النون بإخميم فسمع صوت لهو ودفاف

(1) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 393.
(2) المصدر نفسه.
(3) المصدر نفسه.
404

وأكبار (1) فقال ما هذا فقيل عرس لبعض أهل المدينة وسمع إلى جانبه بكاء
وصياحا وولولة له فقال ما هذا فقالوا فلان مات فقال لي يا عمر بن صدقة
أعطوا (2) هؤلاء فما شكروا وابتلوا (3) هؤلاء فما صبروا ولله علي إن بت في هذه
المدينة فخرج من ساعته من إخميم إلى الفسطاط (4)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني أنبأ أبو سعد
عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الوشاء بمصر نا
الحسن بن رشيق نا أحمد بن جعفر السمسار قال سمعت ذا النون يقول دخلت
إخميم الصعيد فدخلت في بعض البراري فسمعت صوتا ولم أر شخصا وهو يقول يا
أبا الفيض أقبل علي فاتبعت الصوت فإذا أنا بوجه قد خرج من موضعه فقال لي
أنت ذو النون المصري فقلت نعم فقال لي أنت زاهد أهل زمانك قلت يا
عبد الله كذا يقال فقال لي يا أبا الفيض أليس تقولون إن الدنيا ليس تسوى عند الله
جناح بعوضة فازهدوا في الآخرة خير لكم فقلت له وكيف نزهد في الآخرة قال
تزهدون في جنتها ونارها وترغبون في النظر إلى الله جلت عظمته ثم أمسك عني ورجعت
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (5) أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب نا الحسن بن الحسين
الهمداني (6) الفقيه قال سمعت محمد بن أبي إسماعيل العلوي يقول سمعت
أحمد بن رجاء بمكة يقول سمعت ذا الكفل المصري وهو أخو ذي النون يقول دخل غلام لذي النون
إلى بغداد فسمع قوالا يقول فصاح غلام ذي النون صيحة
فخر ميتا فاتصل الخبر بذي النون فدخل إلى بغداد فقال علي بالقوال واسترده
الأبيات فصاح ذو النون صيحة فمات القوال ثم خرج ذو النون وهو يقول النفس
بالنفس والجروح قصاص

(1) أكبار جمع كبر محركة، الطبل وتجمع على كبار (القاموس).
(2) كذا بالأصل وم.
(3) كذا بالأصل وفي م: " وايتلف " كذا.
(4) كتب بعدها في م: عورض اخر الثامن والخمسين بعد المئة، يتلوه أنبأنا أبو سعيد، أخبرنا والدي الحافظ أبو
القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال:
(5) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 396.
(6) تاريخ بغداد: الهمذاني.
405

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن
الحسين يقول سمعت عبد الواحد بن علي يقول سمعت القاسم بن القاسم يقول
سمعت محمد بن موسى الواسطي يقول سمعت محمد بن الحسين الجوهري يقول سمعت ذا النون المصري يقول
وجاءه رجل فقال ادع الله لي فقال إن كنت قد أيدت
في علم الغيب بصدق التوحيد فكم من دعوة مجابة قد سبقت لك وإلا فإن النداء لا
ينقذ الغرقى
سمعت أبا المظفر يقول سمعت أبي يقول سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول سمعت أبا الحسن بن إسماعيل بن عمرو بن كامل يقول سمعت أبا محمد نعمان بن
موسى الجيزي بالجيزة يقول رأيت ذا النون المصري وقد تقاتل اثنان أحدهما من أولياء
السلطان فعدا الذي من الرعية عليه فكسر ثنيته فتعلق الجندي بالرجل فقال بيني
وبينك الأمير فجازوا بذي النون فقال لهم الناس إصعدوا إلى الشيخ فصعدوا إليه
فعرفوه ما جرى فأخذ السن ثم بلها بريقه وردها إلى فم الرجل في الموضع الذي كانت
فيه وحرك شفتيه فتعلقت بإذن الله فبقي الرجل يفتش فاه فلم يجد الأسنان إلا سواء
أخبرنا أبو العلاء عيسى (1) بن محمد بن عيسى (1) نا أبو المظفر منصور بن
محمد إملاء نا القاضي أبو القاسم الفضل بن أحمد البصري أنا والدي أبو العباس
أحمد بن محمد بن يوسف قال سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز
الواعظ قال سمعت محمد بن علي الكتاني بمكة قال سمعت محمد بن يعقوب
الفرجي (2) يقول رأيت ليلة ذا النون التف في عباءة ورمى بنفسه طويلا ثم كشف عن
وجهه العباءة ونظر إلى السماء فقال اللهم إنك تعلم أن كثرة استغفاري مع مقامي على
الذنوب لؤم ثم غطى رأسه طويلا ثم كشف عن وجهه ونظر إلى السماء وقال اللهم
إنك تعلم أني أعلم إن تركي الاستغفار مع علمي بسعة رحمتك عجز
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (3) أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي أنا

(1) في م: عنبس.... عنبس.
(2) ضبطت عن الأنساب، قال السمعاني: وهذه النسبة إلى الفرج وهو اسم رجل. ذكره وترجم له وقال:
نسب إلى جده الاعلى من أهل سر من رأى.
(3) تاريخ بغداد 8 / 393 والخبر في حلية الأولياء 9 / 341 عن سعيد بن عثمان.
406

جعفر بن محمد بن نصير الخلدي نا أحمد بن محمد بن (1) مسروق قال سمعت
ذا النون المصري يقول بينا أنا في بعض مسيري إذ لقيتني امرأة فقالت لي من أين
قلت رجل غريب فقالت لي ويحك وهل يوجد مع الله أخوان (2) الغربة وهو مؤنس
الغرباء ومعين الضعفاء فبكيت فقالت لي ما يبكيك فقلت وقع الدواء على داء قد
قرح فأسرع في نجاحه قالت إن كنت صادقا فلم بكيت قلت والصادق لا يبكي
قالت لا قلت ولم قالت لأن البكاء راحة القلب وملجأ يلجأ إليه وما كتم
القلب شيئا أحق من الشهيق والزفير فإذا أسبلت الدمعة استراح القلب وهذا ضعف
عند الألباء يا بطال فبقيت متعجبا من كلامها فقالت لي مالك قلت تعجبا من هذا
الكلام قالت وقد أنسيت القرحة التي سألت عنها قلت لا قلت علميني شيئا
ينفعني الله به قالت وما أفادك الحكيم في مقامك هذا من الفوائد ما تستغني به عن
طلب الزوائد قلت لا ما أنا بمستغن عن طلب الزوائد فقالت صدقت أحب (3)
ربك واشتق (4) له فإن له يوما يتجلى فيه على كرسي كرامته لأوليائه وأحبائه فيذيقهم
من محبته كأسا لا يظمئون بعدها أبدا قال ثم أخذت في البكاء والزفير والشهيق وهي
تقول سيدي إلى كم تخلفني في دار أجد فيها أحدا يسعدني على البكاء أيام حياتي
ثم تركتني ومضت
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا أبو بكر أحمد بن علي لفظا وأبو
القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الزهري
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي
البيهقي قالوا أنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (5) قال سمعت محمد بن الحسن

(1) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(2) رسمها وإعجامها مضطرب قد تقرأ " احزان " وقد تقرأ: " أخر ان " والمثبت عن تاريخ بغداد، وفي الحلية
" أحزان " وفي م: أجران.
(3) بالأصل: " حب " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) بالأصل: " واشتاق " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب وهذه النسبة للبقال ببغداد، ومن يبيع
الأشياء التي تتعلق بالبزور والبقالين. ذكره السمعاني وترجم له وفي م: " الحرمي ".
وله ترجمة في سير الاعلام 17 / 411.
407

النقاش يقول سمعت يوسف بن الحسين بالذي يقول سمعت ذا النون يقول في
مناجاته كم من ليلة بارزتك يا سيدي فيما استوجبت منك الحرمان وأشرفت بقبيح
فعالي منك على الخذلان فسترت عيوبي عن الاخوان وتركتني مستورا بين الجيران
لم تكافئني بجريرتي ولم تهتكني بسوء سريرتي فلك الحمد على صيانة جوارحي
ولك الحمد على ترك إظهار فضائحي فأنا أقول كما قال النبي الصالح " لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين " (1)
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأ أبو عثمان البحيري أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن
محمد بن الشاه التميمي بمرو الروذ نا أبو بكر محمد بن علي النيسابوري
وأخبرنا أبو صالح ذكوان بن سيار بن محمد الهروي أنا أبو عاصم الفضل بن
يحيى الفضيلي نا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه نا محمد بن
عبد الله حفيد العباس بن حمزة قال سمعت جدي العباس يقول سمعت ذا النون
المصري يقول
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا بكر الحفيد يقول سمعت جدي يعني العباس بن حمزة يقول
سمعت ذا النون المصري يقول عرف المطيعون عظمتك فخضعوا وسمع المذنبون
بجودك فطمعوا
أخبرنا أبو حامد محمد بن الفضل بن أحمد الفقيه الطوسي بطابران (2) في جامعها
قال سمعت أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن يقول سمعت الشيخ أبا
صالح منصور بن عبد الوهاب الشالنجي الصوفي يقول سمعت أبا عبد الله أحمد بن
عبد الرحمن العباسي يقول سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول سمعت يوسف بن
الحسين الرازي يقول سمعت ذا النون المصري يقول أنا أسير قدرتك فاجعلني طليق
رحمتك
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني بمرو أنبأ أبو بكر بن

(1) سورة الأنبياء، الآية: 87.
(2) طابران إحدى مدينتي طوس. (ياقوت).
408

خلف بنيسابور أنبأ الشيخ السعيد والدي أبو الحسن علي بن عبد الله بن خلف
الشيرازي نا أبو سعيد الواعظ أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد الإخميمي بمصر نا
أحمد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال قال ذو النون رحمه الله في دعائه اللهم استر
عن خلقك عيوبي واغفر لي جملة ذنوبي ولا تردني إلى ذنب تركته ولا تقطعني عن
خير عملته
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ سهل بن بشر أنا أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل بن القاسم الحداد ببانياس نا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسين بن بكر نا عمي عبد الله بن بكر الطبراني قال وذكر أبو إسحاق محمد بن
القاسم بن شعبان القرطي (1) شيخنا رحمه الله وكان إماما
حدثني محمد بن سليمان بن داود القوصي (2) عن سعيد (3) الإسكاف عن عمرو
السراج (4) قال قلت لذي النون يا أبا الفيض كيف كان خلاصك من المتوكل وقد أمر
بقتلك قال لما أوصلني الغلام إلى الستر رفعه ثم قال لي ادخل فنظرت فإذا
المتوكل في غلالة (5) مكشوف الرأس وعبيد الله قائم على رأسه متكئ على السيف
وعرفت في وجوه القوم الشر ففتح لي باب قلت في نفسي يا من ليس في السماوات
قطرات ولا في البحار قطرات ولا في ديلج (6) الرياح دلجات ولا في الأرضين (7)
خبيات ولا في قلوب الخلائق خطرات ولا في أعصابهم (8) حركات ولا في عيونهم
لحظات إلا وهي لك شاهدات وعليك دالات (9) وبربوبيتك معترفات وفي قدرتك
متحيرات فبالقدرة التي تحير بها من في الأرضين ومن في السماوات إلا صليت على
محمد وعلى آل محمد وأخذت قلبه عني قال فقام إلي المتوكل يخطو حتى اعتنقني ثم

(1) بالأصل " القرظي " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى بيع القرط. ترجمته في سير الاعلام 16 / 78.
(2) نسبة إلى قوص بلدة على طرف البحر، بين مكة ومصر، من صعيد مصر.
(3) كذا، ومر قريبا " سعد ".
(4) كذا بالأصل ومختصر ابن منظور، وفي سير الاعلام: عمرو بن السرح.
(5) الغلالة بالكسر شعار تحت الثوب (القاموس).
(6) في مختصر ابن منظور: " ذيل ".
(7) في سير الاعلام: الأرض خبيئات.
(8) في المختصر: أعضائهم.
(9) سير الاعلام: دليلات.
409

قال أتعبناك يا أبا الفيض إن تشأ أن تقيم عندنا فأقم وإن تشأ أن تنصرف فانصرف
فاخترت الانصراف (1)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا أنا أبو
بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب (2) أنبأ أبو الفرج
محمد بن عبيد الله الخرجوشي (3) لفظا نا أبو العباس الحسن بن سعيد (4)
المطوعي نا أبو محمد (5) بنان بن عبد الله المصري بمصر قال سمعت أبا الفيض
ذا النون بن إبراهيم المصري يقول سألني جعفر المتوكل أمير المؤمنين أن أكتب له
دعاء يدعو به وأمر يحيى بن أكثم أن يكتبه له فقلت له اكتب رب أقمني في أهل
ولايتك مقام رجاء الزيادة من محبتك واجعلني ولها بذكرك في ذكرك إلى ذكرك وفي
روح بحابح أسمائك لا سمك وهب لي قدما أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن
طاعتك وأحقق بها ارتياحا في القرب منك وأحف بها (6) جولا في الشغل بك ما حييت وما
بقيت رب العالمين إنك رؤوف رحيم اللهم بك أعوذ وألوذ وأؤمل البلغة
إلى طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك وأنت ولي قدير
قال ذو النون فقال لي يحيى بن أكثم هذا بس (7) يا أبا الفيض فقلت له هذا
لهذا كثير إن أراد الله به خيرا قال ثم خرجت وودعته
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم الشيحي أنبأ أبو بكر الخطيب (8) أنا

(1) الخبر نقله الذهبي عن عمرو بن السرح، ببعض اختلاف 11 / 535.
(2) تاريخ بغداد 8 / 395 - 396.
(3) بالأصل " الحرجوشي " والمثبت عن تاريخ بغداد وضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى خرجوش اسم
بعض الأجداد.
(4) كذا بالأصل والأنساب، وفي تاريخ بغداد " أسعد ".
(5) في تاريخ بغداد: حدثنا أبو بكر محمد بن بنان بن عبد الله.
(6) إعجامها غير واضح بالأصل، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) كذا بالأصل وتاريخ بغداد وبهامشها: أراد بها استقلال المرغوب فيه، وهي عربية بمعنى حسب، وقد
تظن عامية.
(8) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 394.
410

أبو علي (1) عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري أخبرنا
محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي بنيسابور قال سمعت يوسف بن الحسين
يقول حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل وكان المتوكل مولعا به يفضله على
العباد والزهاد فقال له المتوكل يا أبا الفيض صف لي أولياء الله عز وجل
فقال ذو النون يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم ألبسهم الله عز وجل النور الساطع من
محبته وجللهم بالبهاء من أردية كرامته ووضع على مفارقهم تيجان مسرته ونشر لهم
المحبة في قلوب خليقته ثم أخرجهم وقد أودع القلوب ذخائر الغيوب فهي معلقة
بمواصلة المحبوب فقلوبهم إليه سائرة وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة ثم أجلسهم
بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدواء وعرفهم منابت الأدواء وجعل
تلاميذهم أهل الورع والتقى وضمن لهم الإجابة عند الدعاء وقال يا أوليائي إن أتاكم
عليل من فرقي فداووه أو مريض من إرادتي فعالجوه أو مجروح بتركي إياه فلاطفوه
أو فار مني فرغبوه أو آبق مني فخادعوه أو خائف مني فأمنوه أو راغب في مواصلتي
فمنوه أو قاصد نحوي فأدوه أو جبان من متاجرتي فجرئوه أو آيس من فضلي فعدوه
أو راج لإحساني فبشروه أو حسن الظن بي فباسطوه أو محب لي فواصلوه أو معظم
لقدري فعظموه أو مستوصف نحوي فأرشدوه أو مسئ بعد إحساني فعاينوه (2) أو
ناس لإحساني فذكروه وإن استغاث بكم ملهوف فأغيثوه ومن وصلكم في فواصلوه
فإن غاب عنكم فافتقدوه وإن ألزمكم جناية فاحتملوه وإن قصر في واجب حق
فاتركوه وإن أخطأ خطيئة فانصحوه وإن مرض فعودوه وإن وهبت لكم هبة
فشاطروه وإن رزقتكم فأثروه بأوليائي لكم عاتبت ولكم خاطبت وإياكم رغبت
ومنكم الوفاء طلبت لأنكم بالإثرة آثرت وانتخبت وإياكم استخدمت واصطنعت
واختصصت لا أريد استخدام الجبارين ولا مطاوعة الشرهين جزائي لكم أفضل
الجزاء وإعطائي لكم أوفر العطاء وبذلي لكم أغلى البذل وفضلي عليكم أكبر
الفضل ومعاملتي لكم أوفى المعاملة ومطالبتي لكم أشد المطالبة أنا مفتش القلوب
أنا علام الغيوب أنا ملاحظ اللحظ أما مراصد الهمم أنا مشرف على الخواطر أنا

(1) بالأصل: أبو علي بن عبد الرحمن.
(2) في تاريخ بغداد: فعاتبوه.
411

العالم بأطراف الجفون ولا يفزعكم صوت جبار دوني ولا مسلط سواي فمن أرادكم
قصمته ومن آذاكم آذيته ومن عاداكم عاديته ومن والاكم واليته ومن أحسن إليكم
أرضيته أنتم أوليائي وأنت أحبائي أنتم لي وأنا لكم
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الحناط يقول سمعت ذا النون
يقول طوبى لمن يطهر ولزم الباب طوبى لمن تضمن للسياق طوبى لمن أطاع الله
أيام حياته
قال وسمعت ذا النون يقول من صحح استراح ومن تقرب قرب ومن صفا
صفى له ومن توكل وثق ومن تكلف ما لا يعنيه ضيع ما لا يعينه
قال وسمعت ذا النون لا يسئل بما يعرف العارفون ربهم عز وجل قال إن كان
شئ فيقطع الطمع والإسراف منهم على الإياس مع التمسك منهم بالأحوال التي أقامهم
عليها وبذل المجهود من أنفسهم وما وصلوا بعد إلى الله إلا بالله
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
قال سمعت أبا عمرو يعني محمد بن أحمد بن جعفر البحيري يقول سمعت
أحمد بن محمد بن إبراهيم الشروطي يقول سمعت علي بن محمد الوراق يقول
سمعت أبا الحسين المهلبي يقول قال ذو النون المصري علامة السعادة للعبد ثلاث
متى زيد في عمره نقص من حرصه ومتى ما زيد في ماله زاد هو في سخائه وبذله ومتى
ما زيد في قدره زاد في تواضعه وعلامة الشقاء ثلاث متى ما زيد في عمره زيد في
حرصه ومتى ما زيد في ماله زيد بخله ومتى ما زيد في قدره زيد في تجبره وتكبره
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنبأ أبو بكر بن المقرئ
قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الأعلى قال قال ذو النون المصري
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على سعيد بن أحمد البحيري
قال سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت الحسين بن يحيى
الواعظ الصوفي يقول سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت يوسف
ح وأخبرنا أبو روح لطف الله بن سعد بن أسعد بن سعيد بن فضل الله بن أبي
412

الخير وأبو المظفر سعد بن محمد بن أبي الفتوح بن فضل العامري الميهنيان (1)
الصوفيان بمرو قالا أنبأ أبو سعد أسعد بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير وأبو
القاسم نوح بن منصور بن إسحاق الميهنيان قالا أنبأ أبو بكر خلف بن أحمد الميهني
المعروف بالمقيد نا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت عبد الله بن الحسين
الصوفي يقول سمعت عبد الرحمن بن محمد بن علوية يقول سمعت يوسف بن
الحسين يقول سمعت ذا النون يقول من جهل قدره هتك ستره
أخبرنا أبو بكر صديق بن عثمان بن إبراهيم الديباجي بتبريز أنبأ محمد بن
أبي نصر الحميدي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الطيب بمصر أنا أبو القاسم يحيى بن
علي الحضرمي نا محمد بن أحمد الإخميمي نا عمران بن محمد الإخميمي نا
أحمد بن عبد الله نا إبراهيم بن متقنة الإخميمي قال سمعت ذا النون الزاهد
ح وحدثني أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو عبد الله
الصوري نا عبد الغني بأطرابلس من حفظه
ح وكتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم وحدثنا عنه أبو بكر
يحيى بن سعدون القرطبي عنه قال سمعت أبا الحسن علي بن عبيد الله بن محمد
الكسائي بمصر قال سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول سمعت
عبد الله بن جعفر بن الورد يقول سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي
يقول سمعت ذا النون المصري
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا سعد بن أبي سعيد العلاف يقول سمعت عبيد الله بن القاسم
الواعظ يقول سمعت أبا دجانة يقول
وأخبرنا أبو القاسم أنا أحمد بن الحسين أنا أبو سعد الشعيبي (2) أنبأ أبو علي
الحسين بن محمد الزبيري يقول سمعت أبا محمد الحسن بن محمد بن نصر الرازي

(1) هذه النسبة إلى ميهنة بكسر الميم وسكون الياء وفتح الهاء، وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس
وأبيورد.
(2) نسبة إلى الجد وهو شعيب (الأنساب).
413

ببلخ يقول سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون بن إبراهيم يقول
الأنس بالله نور ساطع والأنس بالناس غم (1) واقع وفي رواية أبي دجانة مع الله ومع
الناس وقال سم قاطع
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الحناط يقول حدثنا
ذو النون بن إبراهيم المصري قال إن الله عز وجل خلق القلوب أوعية العلم ولولا أن
الله سبحانه وبحمده أنطق اللسان بالبيان وافتتحه بالكلام ما كان الإنسان إلا بمنزلة البهيمة
يومئ بالرأس ويشير باليد
قال وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام المراقبة مآثر الله وتعظيم ما عظم
الله وتصغير ما صغر الله
قال وثلاثة من أعلام الاغترار بالله التكاثر بالحكمة ولبس بالعشرة
والاستعانة بالله وليس بالمخلوقين والتذلل لأهل الدين في الله وليس لأبناء الدنيا
وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام الخوف الورع عن الشبهات بملاحظية
الوعيد وحفظ اللسان مراقبة للنظر العظيم ودوام الكيد استطلق من غضب الحكيم
وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام الهدى الاسترجاع عند المصيبة
والاستتابة عند النعمة وبقي الإحسان عند الغضب
قال وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام المحبة الرضا في المكروه
وحسن الظن به في المجهود (2) والتحسين لاختياره في المحذور
وثلاثة من أعلام المعرفة الإقبال على الله والانقطاع إلى الله والافتخار بالله
عز وجل
وثلاثة من أعلام الاتعاظ (3) بالله الهرب من كل شئ إليه وسؤال كل شئ منه
1 والدلالة في كل وقت عليه

(1) عن حلية الأولياء 9 / 377 وبالأصل " عمر ".
(2) في حلية الأولياء 9 / 341 وحسن الظن في المجهول.
(3) حلية الأولياء 9 / 393 وبالأصل: الألفاظ، والمثبت عن الحلية.
414

قال وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام الأنس بالله استلذاذ الخلوة
والاستيحاش من الصحبة واستحلاء الوحدة وثلاثة من أعلام الوصول الأنس به
في جميع الأحوال والسكون إليه في جميع الأعمال وحب الموت لغلبة الشوق في
جميع الأشغال
قال وثلاثة من أعلام الشوق حب الموت مع الراحة وبغض الحياة مع الدعة
ودوام الحزن مع الكفاية (2)
قال وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام الصبر التباعد عن الخلطاء في
الشدة والسكوت عليه مع تجرع غصص البلية وإظهار الغنى مع كثرة العيال وجفاء
الخلق وهجرانهم له وقوله الحق فيهم باحتمال الضرر في المال والبدن
وقال في موضع آخر وإظهار المعنى مع حلول الفقر بساحة المعيشة من أعلام
التسليم مقابلة القضاء بالرضا والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن
الحسين يقول سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت يوسف بن الحسين
يقول سمعت ذا النون المصري يقول ما أعز الله عبدا بعز هو أعز له من أن يذله على
ذل نفسه وما أذل الله عبدا بذل هو أذل له من أن يحجبه عن ذل نفسه (3)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن الحسن بن سعيد قالا
ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب (4) أنبأ أبو نعيم الحافظ نا
محمد بن أحمد بن يعقوب نا عبد الله بن محمد بن ميمون قال سألت ذا النون عن
الصوفي فقال من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق وإذا سكت نطقت عنه الجوارح بقطع
العلائق
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعد الماليني قال
سمعت أبا حفص بن عبيد الله قال ذكر الحسن بن علي الأبرش قال سمعت ذا النون

(1) حلية الأولياء 9 / 342.
(2) المصدر نفسه.
(3) الخبر في الحلية 9 / 374 من طريق محمد بن عبد الملك.
(4) الخبر سقط من ترجمته في تاريخ بغداد.
415

يقول سلب الغنى من حرم الرضا من لم يقنعه اليسير افتقر في طلب الكثير
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد بن سملويه الخياط بأصبهان أنبأ
جدي لأمي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الخياط أنا (1) أبو سعيد محمد بن علي بن
عمرو بن مهدي النقاش (2) إملاء أنبأ أبو علي الحسين بن علي الأسير قإني المقتول
ظلما قال سمعت أبا بكر محمد بن الحسن النقاش قال سمعت يوسف بن الحسين
الرازي قال قال ذو النون المصري عبد ذليل ولسان كليل وعمل قليل لرب طويل
ونيل جزيل فأين أذهب يا سيدي إلا بالدليل
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأ أبو بكر
الخطيب (3) حدثني الحسن بن أبي طالب نا يوسف بن عمر القواس نا إبراهيم بن
ثابت الدعاء قال سمعت أبا ثمامة الأنصاري قال كنت عند ذي النون المصري فقال
له رجل ممن كان حاضرا رضي الله عنك يا أبا الفيض عظني بموعظة أحفظها عنك
فقال له وتقبل قال وأرجو إن شاء الله قال توسد الصبر وعانق الفقر وخالف
النفس وقاتل الهوى وكن مع الله حيث كنت
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكل أنا أبو محمد عبد الكريم بن
حمزة ثنا أبو بكر الخطيب نا محمد بن أحمد بن أخي الفوارس إملاء نا محمد بن
أحمد الوراق نا محمد بن عبد الملك بن هاشم بمصر قال سمعت ذا النون يقول
الدرجات التي عمل لها أبناء الآخرة سبع درجات أولها التوبة ثم الخوف ثم الزهد
ثم الشوق ثم الرضا ثم الحب ثم المعرفة ثم قال بالتوبة تطهروا من الذنوب
وبالخوف جازوا قناطر النار وبالزهد تخففوا من الدنيا وتركوها وبالشوق استوجبوا
المزيد وبالرضا استعجلوا الراحة وبالحب عقلوا النعم وبالمعرفة وصلوا إلى
الأمل
قال الخطيب وأخبرني سلامة بن عمر الكاتب أنا أحمد بن جعفر نا العباس بن
يوسف الشكلي نا سعيد بن عثمان قال سمعت ذا النون يقول من علامة المحب لله

(1) زيادة لازمة.
(2) ترجمته في سير الاعلام 17 / 307.
(3) الخبر في تاريخ بغداد في ترجمة إبراهيم بن ثابت الدعاء 6 / 49.
416

ترك كلما يشغله عن الله حتى يكون الشغل بالله وحده ثم قال إن من علامة المحبين لله
أن لا يأنسوا بسواه ولا يستوحشوا معه ثم قال إذا سكن حب الله القلب أنس بالله
لأن الله أجل في قلوب العارفين من أن يحبوا سواه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنا أبو محمد الحسن بن
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل نا أحمد بن مروان المالكي نا محمد بن عبد الله
الرزاز قال سمعت ذا النون المصري يقول إن لله عبادا نصبوا أشجار الخطايا نصب
رامق القلوب وسقوها بماء التوبة فأثمرت نعما وأحزانا فجنوا من خير جنون وتبلدوا
من غير عيوبهم ذلا بكم وإنهم لهم الفصحاء البلغاء الرزناء العارفون بالله وبرسوله
وبأمر الله ثم شربوا بكأس الصفا فورثوا الصبر على طول البلاء حتى تولهت قلوبهم في
الملكوت وجالت بين سرايا حجب الجبروت فاستظلوا تحت رواق الندم فقرؤا
صحيفة الخطايا وأورثوا أنفسهم الجزع حتى وصلوا علو علو (1) الزهد بسلم الورع
واستعذبوا مرارة الترك للدنيا واستلانوا خشونة المضجع حتى ظفروا بحبل النجاة
وعروة السلامة وسرحت أرواحهم في العلا وجعلت قلوبهم في خفية خفيات الهوى
حتى أناخوا في رياض النعيم وجنوا من ثمار النسيم وخاضوا في بحر النجاة وأردموا
خنادق الجزع (2) وغيروا جسور الهوى حتى أناخوا بفناء العلم فاستقوا (3) من غدير
الحكمة وركبوا بالحياة سفينة الفطنة فأقلعوا بربح النجاة في بحر السلامة حتى وصلوا
إلى رياض الراحة ومعدن العز والكرامة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ثنا سليمان بن إبراهيم بن محمد وسهل بن
عبد الله بن علي وأبو شكر غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم الخطيب وأبو الخير
محمد بن أحمد الإمام وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني (4) وأبو بكر
محمد بن علي بن محمد بن جولة ورجاء بن عبد الواحد بن عبد الله بن قولويه [* * * *]

(1) كذا مكررة بالأصل ولم تكرر في م.
(2) بالأصل بإهمال الراء والمثبت عن م.
(3) مهملة بالأصل، والصواب عن م.
(4) ترجمته في سير الاعلام 19 / 103.
417

وأخبرنا أبو القاسم رجاء بن حامد بن رجاء المعداني الخطيب (1) نا سليمان
بن إبراهيم ح
وأخبرنا أبو غانم صاعد بن رجا بن
محمد بن عبد الوهاب أنبأ رجاء بن قولويه قالوا حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء قال سمعت محمد بن
محمد بن عبيد الله الجرجاني يقول سمعت محمد بن بشير يقول سمعت محمد بن
عبيد يقول سمعت ذا النون يقول لو عرف الناس ذل أهل المعرفة في أنفسهم عند
أنفسهم لحثوا في وجوههم الرماد قال فذكر ذلك لطاهر المقدسي فقال رحم الله أبا
الفيض حقا ما قال ولكني أقول لو أبدى الله نور أهل المعرفة للزاهدين والعابدين
لاحترقوا وتلاشوا واضمحلوا حتى كأنهم لم يكونوا
أخبرنا بها بتمامها أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد العزيز الضبي أنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن أسيد المديني قال سمعت أبا عبد الله الجرجاني يقول
سمعت محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني يقول سمعت محمد بن بشر يقول
سمعت محمد بن عبيد يقول سمعت ذا النون يقول لو عرف الناس ذل أهل المعرفة
في أنفسهم لحثوا في وجوههم (2) قال فذكر ذلك لطاهر المقدسي فقال رحم الله أبا
الفيض حقا ما قال ولكني أقول لو أبدى الله نور أهل المعرفة للزاهدين والعابدين
لاحترقوا وتلاشوا واضمحلوا حتى كأنهم لم يكونوا (3) لا يزال العارف (4) مترددا بين
الفخر والفقر فإذا ذكر الله افتخر وإذا ذكر نفسه افتقر
وقال ذو النون يوما ذكر الله لك أكبر من ذكرك له لأنك ذكرته بعد أن ذكرك
وحبه لك أشد من حبك له
لأنه أحبك قبل أن يخلقك ومن حبه لك ثواب حبك له وقال يوما الله يعبده في
أوان معاصيه وإعراضه عن ربه أشد نظرا له وحيا من العبد في أوان تتابع نعمه وكمال
كرامته وعظم ستره وإحسانه

(1) ترجمته في سير الاعلام 20 / 544.
(2) في حلية الأولياء 9 / 361 لحثوا التراث على رؤوسهم وفي وجوههم.
(3) الخبر في حلية الأولياء 9 / 369.
(4) هذا القول نقله في الحلية من كلام ذي النون 9 / 353.
418

ثم قال إلهي وهل يليق بك إلا ذلك
وقال حذر قوم عقوبة وعقوبة العارف انقطاعه من ذكره (1) ومن لم يذق مرارة
الكفر لا يجد حلاوة الإيمان ومن لم يذق ذل المعاصي لم يجد عز الطاعة ومن يذق
نعمة الوقيلة لم يجد طعم قرب الذكر وبالعبد حاجة إلى اختلاف الأحوال عليه ليخلص
إلى ربه حقيقة الفاقة إليه وهم على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم
الخوف فقد تركوا الطريق وأخذ بهم ذات الشمال
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله
نا محمد بن هارون حدثنا بعض أصحابنا نا محمد بن الحسن الهمداني ح
قال وحدثنا عيسى بن عبد الله نا محمد بن الحسن الهمداني قال سمعت ذا
النون بن إبراهيم المصري يقول المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه أوسع شئ
صدرا وأذل شئ نفسا زاجر عن كل أفن حاض على كل جنس المؤمن لا حقود ولا حسود ولا
وثاب لا سباب ولا عياب ولا مغتاب يكره الرفعة ويشنأ للسمعة طويل
العمر بعيد الهم كثير الصمت المؤمن وفور ذكور صبور شكور مغمور بفكره مسرور
سهل الخليفة لين العريكة رضين الوفاء قليل الأذى لا متأفك ولا متهتك إن ضحك لم
يخرق وإن غضب لم ينزف والمؤمن ضحكه تبسم واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم
كثير علمه عظيم حلمه رحمة المؤمن لا يبخل ولا يعجل ولا يضجر ولا يتطير ولا
يسخر ولا يحيف في حكمه ولا يخون في علمه يقينه أصلب من الصلد ومنادمته
أحلى من الشهد لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متعمق ولا متكلف
وصول في غير عنف بذول في غير سرف المؤمن جميل المنازعة كريم المراجعة عدل
إن غضب رقيق إن طلب أخليص ألوف وفي بالوعد شفيق وصول عليم حمول قليل
الفصول راض عن الله مخالف لهواه لا يغلظ على من يؤذيه ولا يخوض في ما لا يعنيه
إن سب بقدح لم يسبب وإن سأل ومنع لم يغضب المؤمن لا يشمت بمصيبة ولا يذكر
أحدا بعينه كثير الفضل رحيب سهل لين الجنان صدوق اللسان عفيف الطعمة خفيف
المؤنة كثير المعونة ورع عن الحرمات وقاف عن الشبهات عظيم الشكر على البلاء
طويل الصبر على الأذى عزيز خيره قليل شره إن سئل أعطى وإن ظلم عفا وإن قطع

(1) في حلية الأولياء 9 / 355 من ذكر الله.
419

وصل مستهتر لعلته مستأثر لربه يأنس إلى البلاء كما يستوحش منه أهل الدنيا أمار
بالحق بها بالصدق غضاب لله مسارع في رضاه مكادح بعمله مسرور لأمله مترقب لأجله
المؤمن قد عرف قدر نفسه فشنا كبرها ومقت فخرها وأكرمها كل دله ونواها كل مهنة
المؤمن ناصر للدين محام عن المؤمنين كهف للمسلمين لا يخرق الثناء سمعه ولا ينكأ
الطمع قلبه ولا يصرف العبء حلمه ولا يتطلع الجهل علمه قوال عمال عالم حازم لا
بفحاش ولا بطياش المؤمن ولا يقتفي أثرا ولا يحيف شرا رقيق بالحلف سارح في
عون الضعيف عونه للملهوب لا يهتك سترا ولا يكشف سرا كثير البلوى قليل
الشكوى إن رأى خيرا ذكره وإن عاين شرا ستره يستر العيب ويحفظ الغيب ويقبل
العثرة ويغتفر الذلة لا يطلع على نصح فيذره ولا يرى جنح (1) حيف فيصله
المؤمن أمين رصين نقي تقي زكي رضي يقبل العذر ويحمل الذكر ويحسن بالناس
ظنه ويتهم على العيب نفسه يحب في الله بفقه وعلم ويقطع في الله بحزم وعزم
خلطته فرحة ورؤيته حجة صفاه العلم من كل خلق نكد كما تصفي النار خبث
الحديد المؤمن مذاكر للعالم معلم للجاهل لا يتوقع له غائلة كل سعي عنده أخلص
من سعيه وكل نفس عنده أخلص من نفسه المؤمن عالم بعيبه مشغول بغمه ولا
يفيق لغير ربه فريد وحيد لا يشتم لنفسه ولا توانى في سخط ربه مجالس لأهل الفقر
مصادق مؤازر لأهل الحق المؤمن عون للغريب أب لليتيم بعل للأرملة خفي بأهل
المسكنة مرجو لكل كربة (2) مأمول لكل شدة هشاش بشاش لا (3) ولا
نجيب كظام بسام دقيق النظر عظيم الخطر لا يبخل وإن بخل عليه
صبر المؤمن إن تفكر فعليه السكينة شكرا متواضع ورضى فلم يهتم وخلى الدنيا
فنجا من الشر وطرح الحسد فظهرت له المحبة وترك الشهوات فصار حرا وانفرد
فكفى وسلة نفسه عن كل فان فاستكمل العقل
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
قال سمعت أبا يعلى المهلبي يقول سمعت حفدة (4) عباس بن حمزة يعني محمد بن

(1) لفظة غير مقروءة رسمها " حح " والمثبت عن م، وبعدها: خيف.
(2) تقرأ بالأصل: كريه والمثبت عن م.
(3) اللفظة غير مفهومة ورسمها بالأصل وم: " لا نحساس ولا نعباس ".
(4) كذا بالأصل وم.
420

عبد الله يقول سمعت جدي أبا الفضل عباس بن حمزة (1) يقول سمعت ذا النون
يقول هل ندري من تطلب ومن تعامل أرفض التواني والخداع من أكرم وأعز ممن انقطع
إلى من ملك الأشياء بيده
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الخياط
يقول سمعت ح
قال وأنبأ أبو سعد بن عثمان الزاهد أنا عبد الله بن محمد الفقيه نا
عبد الله بن موسى المسيبي نا سعيد بن عثمان قال سمعت ذا النون يقول ويحك
من ذكر الله على حقيقة ذكره نسي في حب (2) الله كل شئ ومن نسي في حب (3) الله كل
شئ حفظ الله عليه كل شئ وكان له عوضا من كل شئ
قال وسمعت ذا النون يقول لا يزال العارف ما دام في الدنيا مترددا (4) بين
الفقر والفخر فإذا ذكر الله افتخر وإذا ذكر نفسه افتقر (5) وأراد الزاهد في روايته ثم
قال بالله فخرنا وإلى الله فقرنا
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي القاضي وأبو القاسم زاهر بن
طاهر المستملي قالا أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنا أبو بكر بن عبدوس أنا أبو
محمد الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال سمعت ذا
النون يقول ينبغي للمريد أن يحكم الأصل ثم يطلب الفرع كيف يسأل عن الزهد وهو
لم يحكم الورع وقيل الورع التوبة ولربما نظرت إلى الرجل يسأل عن الرضا وهو لا
يدري ما القنوع
أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الطيوري في كتابه عن عبد العزيز بن علي
الأزجي

(1) بالأصل " حمره " والمثبت عن م.
(2) بالأصل: " بشئ في جنب الله " والصواب عن حلية الأولياء.
(3) الخبر في حلية الأولياء 9 / 353.
(4) زيادة عن الحلية.
(5) الخبر في حلية الأولياء 9 / 353.
421

وأنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني عن عبد العزيز بن بندار
الشيرازي وأنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد المكي أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم
أنا الحسين بن علي بن محمد قالوا أنا أبو الحسن بن جهضم نا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن عيسى زاد المكي الواعظ حدثني محمد بن الحسن الجوهري قال
سمعت ذا النون زاد المكي بن إبراهيم يقول يا أيها الناس هذا أوان تنصح فيه
الأحياء إذ الأموات في غمرتهم يعمهون حين غدا الدين غريبا منبوذا وغدا أهله غرباء
مهينون قد أقبلوا على أهل الحرام وتركوا طلب الحلال ورفضوا المعروف وأقبلوا
على المنكر وتركوا الجهاد فأظلمت الأرض بعد نورها ورضيت (1) العلماء من العلم
بعلمهم فانتبهوا أيها الأموات أبناء الأموات وأخوات الأموات وجيران الأموات وعن
قليل أنتم (2) أموات قد أخليتم الدور وعمرتم القبور ألا فقد برح الخفاء لمن فهم
الجفاء وخانت (1) العلماء زاد ابن الطيوري (3) والموازيني فارتقبت وقالوا أو قلن
وقال المكي وهي الخطيات كثرة الدواهي وقل النواهي وكثر الأشرار وقل
الأخيار وانتهكوا الآثام وقطعوا الأرحام ورضوا بالسلام وجلس بعضهم مجالس
العلماء يقولون ما لا يعلمون وقال المكي يفعلون عبيد الدنيا فهم لها متصنعون
ولها متخشعون غنيهم فقير وجارهم ذليل لا يبالي غنيهم ما طوى عليه جاره من جوع
أو عري إن سألوا ألحوا وإن سئلوا شحوا لبسوا الثياب على قلوب الذئاب اتخذوا
مساجد الله الذي يذكر فيها اسمه لرفع أصواتهم وجمع لمصوماتهم لا تجالسوهم فليس
لله فيهم حاجة
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (4) أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل نا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي نا أحمد بن محمد بن مسروق قال سمعت ذا النون المصري يقول أعلموا
أن الذي أقام الحياء من الله معرفته بإحسانه إليهم وعلمهم بتضييع ما افترض من شكره

(1) كذا بالأصل وم.
(2) بالأصل " أنت " والمثبت عن م.
(3) بالأصل: " الطيور " والمثبت عن م.
(4) تاريخ بغداد 8 / 394.
422

فليس لشكره نهاية كما (1) ليس لعظمته نهاية (1)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن
محمد المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق أنا أبو عثمان سعيد بن عثمان
الخياط قال سمعت ذا النون يقول اعلموا أن القاتل يعترف بذنبه ويحسن ذنب
غيره ويجود بما لديه ويزهد فيما عند غيره ويكف أذاه ويتحمل الأذى من غيره
قال وسمعت ذا النون يقول تجوع وتخلي ترى العجب من أحب الله عاش
ومن مال إلى غير الله طاش والأحمق يغدو ويروح في لاس (2) والغافل عن خواطر
نفسه فتاش
حدثنا أبو محمد بن طاوس إملاء قال ثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن
شكرويه إملاء نا أحمد بن موسى بن مردويه نا أحمد بن محمد بن سياه في ما أراه نا
أحمد بن روح بن أيوب قال سمعت ذا الكفل بن إبراهيم قال سمعت أخي ذا
النون بن إبراهيم يقول من أحب الله تعالى عاش ومن مال إلى غير الله طاش والأحمق
يغدو ويروح في لاش والعاقل عن خاطر نفسه فتاش
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الخياط يقول سمعت ذا
النون بن إبراهيم يقول من أحب الله عاش ومن مال إلى غيره طاش والأحمق يغد
ويروح في لاش (2) والعاقل عن خواطر نفسه فتاش
أخبرنا أبو المعالي محمد بن بكر بن محمد أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن علي المقرئ المقيم بمكة نا الحسن بن رشيق نا أحمد بن
إبراهيم بن الحكم قال سمعت ذا النون بن إبراهيم يقول ثلاثة من أعلام الخير في
المتعلم تعظيم العلماء بحسن التواضع لهم والعمى عن عيوب الناس بالنظر في عيب
نفسه وبذل المال في طلب العلم إيثارا له على متاع الدنيا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي قال وأنا أبو عبد الله

(1) ما بين الرقمين ليس في تاريخ بغداد.
(2) كذا رسمها بالأصل وم.
423

الحافظ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول
ثلاثة من أعمال الكياسة ترك المراء والجدال في الدين
والإقبال على العمل بيسير العلم والاشتغال بإصلاح عيوب النفس غافلا عن عيوب
الناس (1)
قال وثلاثة من أعلام التواضع تصغير النفس معرفة بالعيب وتعظيم الناس
حرمة للتوحيد وقبول الحق والنصيحة من كل أحد (2)
وثلاثة أعلام حسن الخلق قله الخلاف على المعاشرين وتحسين ما يرد عليهم
من أخلاقهم وإلزام النفس اللائمة فما يختلفون فيه كفا عن معرفة عيوبهم (3)
قال سمعت أبا عبد الرحمن يقول سمعت ابن عبد الله بن المطلب يقول
سمعت عبد الله بن محمد بن عبيد التميمي يقول سمعت ذا النون بن إبراهيم
الإخميمي يقول ثلاثة مفقودة وثلاثة موجودة العلم موجود والعلم بالعلم مفقود
والعمل موجود والإخلاص فيه مفقود والحب موجود والصدق فيه مفقود
أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن القشيري وابن عمه أبو
المكارم عبد الرازق بن عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن قالا أخبرتنا حديثا فاطمة
بنت الحسن بن علي الدقاق قالت سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول
سمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام الصفاء رقة القلب وسرعة الدمع والانتفاع
بالموعظة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه حدثني نجاء بن أحمد العطار أنا
محمد بن الحسين الطفال بمصر نا الحسن بن رشيق ثنا ذو النون بن أحمد بن
صالح نا عبد الباري بن إسحاق نا ذو النون بن إبراهيم قال ثلاثة من أعلام الكياسة
ترك المراء والجدال في الدين والإقبال على العمل بيسير العلم والاشتغال بإصلاح
عيوبك عن عيوب الناس

(1) زيادة لازمة للايضاح.
(2) حلية الأولياء 9 / 362.
(3) المصدر نفسه.
424

وثلاث من أعلام المراقبة إيثار ما أمر الله وتعظيم ما عظم الله وتصغير ما
صغر الله
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا عبد الله بن يوسف
الأصبهاني قال سمعت أبا عمرو محمد النجاد الزاهد يقول سمعت عبد الرحمن بن
عبد ربه يقول قال ذو النون من قبلته عبادته فدينه جنته ومن قبله حبه فدينه النظر إليه
وأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت
سعيد بن عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام موت القلب
الأنس مع الخلق والوحشة في الخلوة مع الله وافتقاد حلاوة الذكر للقسوة
وثلاثة من أعلام الوله إلى الله اضطراب الروح في البدن عند الذكر تشوقا ولو
صاح العقل عند النجوى تملقا ودلوج الهمة في العيوب نحو الله تخلقا
قال وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام التوكل نقص العلائق وترك
التلون في السلائق واستعمال الصدق في الخلائق (1)
وثلاثة من أعلام الثقة بالله السخاء بالموجود وترك الطلب للمفقود
والاستنابة (2) إلى فضل الودود (3)
وثلاثة من أعلام الاستغناء بالله التواضع للفقراء المتذللين وترك تعظيم الأغنياء
المكثرين وترك المخالطة لأبناء الدنيا المتكبرين
قال وسمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام الخير في العالم المتقي فمع الطمع
عن القلب في الخلق وتقريب الفقير والرفق به في التعليم والجواب والتباعد من
السلطان
وثلاثة من أعلام الخير في المتعلم تعظيم العلماء بحسن التواضع لهم والعمى
عن عيوب الناس بالنظر في عيب نفسه وبذل المال في طلب العلم إيثارا له على متاع
الدنيا

(1) حلية الأولياء 9 / 362 وفيها: وترك التملق في السلائق.
(2) غير واضحة بالأصل والمثبت عن حلية الأولياء 9 / 342.
(3) في الحلية: الموجود.
425

وثلاثة من أعلام الفهم تلقف معاني الأقوال وإيجاز الجواب في المقال ولقاءه
الخصم مؤونة التكرار
وثلاثة من أعلام الأدب الصمت حتى يفرغ المتكلم من كلامه ورد الجواب إذا
اقتضى منه الجواب وإعطاء الجليس حظه من المؤانسة والمكاشرة في وجهه حتى
يقوم
قال وسمعت رجلا يسأل ذا النون فقال يا أبا الفيض ما التوكل قال له خلع
الأرباب وقطع الأنساب فقال له زدني فيه حالة أخرى قال إلقاء النفس في العبودية
وإخراجها من الربوبية (1)
قال وسمعت ذا النون يقول صفة الحكيم ألا يطلب بحكمته المنزلة والشرف
فإذا أحب الحكيم الرياسة زال حب الله من قلبه غلب عليه من حب ثناء المستمعين له
فصار لا بلفظ لمسموع ينفع للذي غلب على قلبه من حب تبجيل الناس له
قال وسمعت ذا النون يقول لا تنفق بمودة من لا يحبك إلا معصوما
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي أنبأ أبي أبو العباس الفقيه المالكي
أنبأ القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي نا أبو الفتح
يوسف بن مسرور القواس نا أبو الفضل الخراساني الصيرفي كان ينزل قطيعة الربيع
إملاء سمعته من لفظه من أصله نا سعيد يعني ابن عثمان الخياط قال وسمعت ذا
النون وقيل ما فساد النية قال إذا انفسدت النية وقعت البلية
قال وسمعت ذا النون يقول تجوع وتخلا وتفرذ واصحرتر العجب من
أحب الله عاش ومن مال إلى غيره طاش والأحمق يغدو ويروح في لاش
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو القاسم الحناني أنا أبو الحسن
علي بن عبد القادر بن بزيع الطرسوسي قال وحدثني أبي الحسين بن محمد السروي
نا أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان العثماني نا محمد بن أحمد بن عيسى الرازي
قال سمعت يوسف بن الحسن يقول سمعت ذا النون المصري يقول حرمة الجليس
أن تسره فإن لم تسره فلا تسوءه ما اكتسب محبة الناس في هذا الزمان إلا رجل

(1) حلية الأولياء 9 / 380.
426

خفيف المؤنة عليهم فأحسن القول فيهم وأطاب العشرة معهم
أنبأنا بهذه الحكاية أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا (1) أبو القاسم
الحنائي (2) فذكره
أخبرنا أبو الفتح ميمون بن عبد الله بن محمد الدبوسي بمرو نا أبو المظفر
منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني الفقيه بمرو ثنا أبو محمد عبد الله بن ثابت
السهمي بجرجان قال سمعت الفقيه أبا الحسن واصل بن عمر المطوعي نا الحاكم
أبو بكر الفارسي نا فائق الخاصة قال سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان قال
سمعت يوسف بن الحسين قال سمعت ذا النون يقول علامة أهل الجنة خمس
وجه حسن وخلق حسن وقلب رحيم ولسان لطيف واجتناب المحارم
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال سمعت والدي الأستاذ أبا القاسم يقول
سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أحمد بن جعفر يقول سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن
سهل يقول سمعت سعيد بن عثمان يقول سمعت ذا النون
المصري يقول من علامات المحب لله متابعة حبيب الله (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقه وأفعاله وأوامره
وسننه (3)
وسئل ذو النون عن السفلة فقال من لا يعرف (4) الطريق إلى الله ولا يتعرف
وأنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسين بن يحيى بن
إبراهيم أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن جهضم
حدثني أبو عبد الله محمد بن فليح قال ذكر أحمد بن يحيى خادم ذي النون بن
إبراهيم أنه سئل ما أخفى ما يخدع به المريد عن الله عز وجل فقال الألطاف
والكرامات ورؤية الآيات قيل له فيما يخدع قبل وصوله إلى ذا الموضع فقال بوطئ
الأعقاب وتعظيم الناس إياه والتوسع له في المجالس وكثرة من يغشاه من أتباعه ونحو
هذا ثم قال به نستعيذ من مكره وخدعه

(1) ترجمته في سير الاعلام 19 / 591.
(2) بالأصل " الجبائي " والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
(3) الرسالة القشيرية ص 433.
(4) في الرسالة القشيرية ص 433 يعرفون... يتعرفونه.
427

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي قال سمعت أبا محمد
عبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول سمعت أبا بكر الوراق يقول سمعت يوسف بن
الحسين يقول سمعت ذا النون المصري يقول ليس العجب ممن ابتلي فصبر وإنما
العجب ممن ابتلي فرضي
قال وأنا أبو عبد الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت
سعيد بن عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول إذا لم يكن في عملك حب حمد
المخلوقين ولا مخافة ذمهم فأنت حكيم مخلص إن شاء الله
قال وسمعت ذا النون يقول اعلموا أنه لا يصفوا لعامل عمل إلا بأخراج الخلق
من القلب في عمله وهو الإخلاص فمن أخلص لله لم يرج غير الله فكن على علم أنه
لا قبول لعمل يراد به غير الله فمن أراد طريق تجريد إلى الإخلاص فلا يدخلوا في
إرادته أحد سوى الله عز وجل فشمر عن ساقط واحذر حذر الرجل أن تدخل في
العظمة لله تعظيم غير الله واجعل الغالب على قلبك ذلك وقد صفا قلبك بالإخلاص
قال وسمعت ذا النون يقول قال بعض العلماء ما أخلص العبد لله إلا أحب أن
ون في حب لا يعرف (1)
قال وسمعت أبا الفيض يقول إن من أراد أن يلقى العدو بغير سلاح خفت أن لا
تسلم من القتل
قال سمعت ذا النون يقول عبدوا الله بالخالص من الصدق فأوصل إليهم خالصا
من البر
قال وسمعت ذا النون يقول وأتاه رجل فقال له رجل يا أبا الفيض رحمك الله
دلني على طريق الصدق المعرفة بالله فقال يا أخي أد إلى الله صدق حالتك التي أنت
عليها على موافقة الكتاب والسنة ولا ترق حيث لم ترق فتزل قدمك فإنه إذا زال لم
تسقط وإذا ارتقيت أنت سقطت وإياك أن تترك ما تراه يقينا لما ترجوه شكا
قال وسمعت ذا النون يقول وسئل متى يجوز للرجل أن يقول أراني الله كذا وكذا
قال إذا لم يطق نطق ذلك ثم قال ذو النون أكثر الناس إشارة إلى الله في

(1) حلية الأولياء 9 / 366.
428

الظاهر أبعدهم من الله عز وجل
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني أنا أبو يعلى حمزة بن
عبد العزيز المهلبي قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن حمشاد يقول سمعت
يوسف بن الحسين الرازي يقول سمعت ذا النون المصري يقول اعلموا أنه لا يصفو
للعامل عمل إلا بالإخلاص فمن أخلص لله لم يرج غير الله واعلم أنه لا قبول لعمل يراد
به غير الله فمن أراد طريقا قريبا إلى الإخلاص فلا يدخلن في إرادته أحدا غير الله
فشمر عن ساقك واحذر حذر رجل لم يدخل في العظمة لله تعظيم غير الله وجعل
الغالب على قلبه أنه لولا الله ما عملت عملا فإذا علت على قلبك ذلك فقد صفا لقلبك
بالإخلاص
حدثنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله إملاء وقراءة قال نا محمد بن
أحمد بن علي إملاء نا أحمد بن موسى نا أحمد بن محمد بن سياه فيما أرى نا
أحمد بن روح بن أيوب قال سمعت ذا الكفل بن إبراهيم قال سمعت أخي ذا النون
يقول العاقل لا ينبغي لنفسه مسرة تكون على غيره مضرة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين نا أبو سعد الشعبي
قال سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول سمعت أحمد بن محمد بن
هاشم يقول سمعت بكر بن عبد الرحمن يقول سمعت ذا النون يقول إلهي أنا لا
أصبر عن ذكرك في الدنيا فكيف أصبر عنك في الآخرة
قال وأنا بكر بن أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال
سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول سمعت أبا الفضل العباس بن
حمزة قال سمعت ذا النون يقول كان الرجل من أهل العلم يزداد بعلمه بغضا للدنيا
وتركا لها واليوم يزداد الرجل بعلمه للدنيا حبا ولها طلبا كان الرجل ينفق ماله على
علمه واليوم يكسب الرجل بعلمه مالا وكان يرى على صاحب العلم زيادة في باطنه
وظاهره واليوم يرى على كثير من أهل العلم فساد الباطن والظاهر
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز قال سمعت
يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون المصري يقول الناس كلهم موتى إلا
العلماء والعلماء كلهم نيام إلا العاملون والعاملون كلهم مغترون إلا المخلصون
429

والمخلصون على خطر عظيم قال الله عز وجل " ليسأل الصادقين عن صدقهم " (1)
قال وأنا أبو محمد بن يوسف قال سمعت أبا المكارم ناصر بن محمد يقول
سمعت أبا بكر الشبلي يقول سمعت الجنيد بن محمد البغدادي يقول سمعت ذا النون
المصري يقول من كمال سعادة المرء سبع خصال صفاء التوحيد وغزارة (2) العقل
وكمال الخلق وحسن الخلق وخفة الروح وطيب المولد وتحقيق التواضع
قال وأنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني نا أبو العباس رافع بن عصم الضبي
بهراة قال سمعت أبا الحسن موسى بن عيسى الدينوري يقول سمعت يوسف بن
الحسين يقول سمعت ذا النون يقول الجود بالموجود غاية الجود والبخل بالموجود
سوء ظن بالمعبود
أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن الحسن القيسية قالت أنبأ أم
الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن
محمد بن شاه الشيرازي إملاء حدثني عبد الواحد بن بكر حدثني همام بن الحارث
قال سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون يقول ترك الربا للربا أقبح من
كل ربا (3)
قال وقال أمت نفسك أيام حياتك لتحيا بين الأموات بعد وفاتك
أخبرني أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن محمد
الخلال نا أبو بكر بديل بن أحمد بن محمد الهروي قدم علينا أنبأ أبو محمد
منصور بن الحسن الخزاعي الدينوري نا محمد بن قطن الأدبي قال سمعت ذا النون
يقول الحب ينطق والحياء يسكت والشوق يغلغل
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن علي بن فهر المصري المقيم بمكة في المسجد الحرام نا ابن رشيق نا
أحمد بن إبراهيم بن الحكم [* * * *]

(1) سورة الأحزاب، الآية: 8.
(2) غير واضحة بالأصل والمثبت عن حلية الأولياء 9 / 382.
(3) في مختصر ابن منظور 8 / 252 ترك الرياء للرياء أقبح من كل رياء.
430

قال البيهقي وأنا أبو سعد الماليني أنا أبو محمد الحسن بن رشيق نا أحمد بن
إبراهيم أبو دجانة قال سمعت ذا النون زاد الماليني بن إبراهيم يقول وقال له
بعض إخوانه وقال الماليني أصحابه كيف أصبحت فقال أصبحت وبنا من نعم الله
عز وجل ما لا يحصى مع كثير ما نعصي فلا ندري على ما نشكر على جميل ما يسر أم
على قبيح ما ستر
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول (1)
سمعت علي بن عمر الحافظ يقول سمعت ابن رشيق يقول سمعت أبا دجانة يقول
سمعت ذا النون يقول لا يسكن الحكمة معدة ملئت طعاما
وسئل ذو النون عن التوبة قال توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من
الغفلة (2)
أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي بنوقان (3) قال سمعت أبا
سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري يقول سمعت الشيخ أبا صالح منصور بن
عبد الوهاب الصوفي يقول أنا عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العباسي يقول
سمعت جعفر بن محمد الخلدي يقول سمعت يوسف بن الحسين الرازي يقول
سمعت ذا النون المصري يقول ما أكلت طعام امرئ بخيل ولا منان إلا وجدت ثقله
على فؤادي أربعين صباحا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي يقول سمعت
يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون يقول الشوق أعلى الدرجات وأعلى
المقامات إذا بلغها العبد استبطأ الموت شوقا إلى ربه وحبا للقائه والنظر إليه
قال وأنا أبو عبد الرحمن قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول
سمعت أبا عمر الدمشقي يقول سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول سألت ذا (5) النون

(1) الرسالة القشيرية ص 433.
(2) الرسالة القشيرية ص 434.
(3) نوقان إحدى مدينتي طوس.
(4) بالأصل: ذو والمثبت عن م.
431

متى يكون العبد مفوضا قال إذا آيس من نفسه وفعله والتجأ إلى الله في جميع أحواله
ولم تكن له علاقة سوى ربه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت يوسف بن الحسين يقول قال
لي ذو النون عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهر الغيب كسلامتك منه في المشاهدة
قال أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب إملاء أنا أبو
عمر الحسن بن عثمان الواعظ أنا أحمد بن جعفر بن حمدان نا العباس بن يوسف
الشكلي حدثني سعيد بن زيد المدني قال قال عبد الباري سألت ذا النون رحمه الله
قال قلت يا أبا الفيض أصير الموقف بالمشعر ولم يصير بالحرم فقال لي ويحك
الكعبة بيت الله والحرم حجابه والموقف بابها فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب
يتضرعون فلما أذن لهم بالدخول أوقفهم بالحجاب الثاني وهو المزدلفة فلما نظر
إلى طول تضرعهم له أمرهم بتقريب قربانهم حتى إذا قربوا قربانهم وقضوا تفثهم
وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيادة على طهارة قلت يا أبا
الفيض فلم كره الصوم أيام التشريق فقال ويحك القوم في ضيافة الله فلا ينبغي
للرجل أن يصوم عند من ضاف به قلت يا أبا الفيض فما بال القوم يتعلقون بأستار
الكعبة فقال لي ويحك مثل ذلك كمثل رجل له على رجل دين فهو يتعلق بثوبه
ويخضع له رجاء أن يهب له ذلك الدين
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد الغزي أنبأ أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن السري بن بنون أنا أبو عبد الرحمن قال سمعت أحمد بن علي بن
جعفر يقول سمعت فارس يقول سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون
يقول ما خلع الله عز وجل على عبد من عبيده خلعة أحسن من العقل ولا قلده قلادة
أجمل من العلم ولا زينه بزينة أفضل من الحلم وكمال ذلك التقوى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان
الخياط يقول سمعت ذا النون يقول من نظر في عيوب الناس عمي عن عيوب نفسه
ومن عني بالنار والفردوس شغل عن القال والقيل ومن هرب من الناس سلم من
432

شرورهم ومن شكر زيد (1)
قال وأنا أبو محمد بن يوسف قال سمعت ناصر بن محمد يقول سمعت
إبراهيم بن المولد يقول سمعت الجنيد بن محمد يقول سمعت ذا النون المصري
يقول والاستئناس بالناس من علامة الإفلاس
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل نا سليمان بن إبراهيم نا أبو
سعيد النقاش أنا محمد بن أحمد بن شاذان البجلي نا يوسف بن الحسين الرازي
قال سمعت ذا النون المصري وهو يوصي أخاه ذا الكفل يا أخي كن بالخير موصوفا
ولا تكن للخير وصافا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الحسين بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الخياط قال سمعت ذا النون يقول
إياك أن تكون في المعرفة مدعيا أو تكون بالزهد محترفا أو تكون بالعبادة متعلقا قيل له
فسر لنا ذلك رحمك الله فقال أما علمت أنك إذا أشرت في المعرفة إلى نفسك بأشياء
أنت معرى من حقائقها كنت مدعيا وإذا كنت في زهدك موصوفا بحالة وبك دون
الأحوال كنت محترفا وإذا علقت بالعبادة قلبك وظننت أنك تنجو من الله تعالى بالعبادة
لا بالله في العبادة كنت بالعبادة متعلقا لا بوليها والمنان بها عليك
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي وأبو القاسم زاهر بن
طاهر بن محمد قالا أنبأ أحمد بن منصور بن خلف قال سمعت أبا علي القضاعي
وهو الحسن بن حفص الأندلسي يقول سمعت عبد الخالق بن أحمد يقول أخبرني
عثمان بن محمد البصري أخبرني أحمد بن محمد بن عيسى قال سمعت محمد بن
أحمد بن سلمة النيسابوري يقول بينا أنا نائم في صحن مسجد ذي النون إذ سمعت
نغمته في جوف الليل وهو يقول (2)
* حبك قد أرقني * وزاد قلبي سقما *
* كتمت في القلب وفي * الأحشاء حتى انكتما

(1) كذا وفي م: شكررتم.
(2) الأبيات في حلية الأولياء 9 / 383 الخبر.
(3) الحلية: كتمته.
433

لا تهتك الستر (1) الذي * ألبستني تكرما
ضيعت نفسي سيدي * فردها مسلما *
ثم قال سقى الله أرواح قوم مناهم إن ذكروا (2) نسوا النفوس ولم يذكروا مع الله
غير الله ثم قال هم والله مرادون قد خصوا وصفوا وطيبوا فعاشوا بروح الله في
أعظم القدر
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو عثمان الصابوني أنشدني أبو القاسم بن
حبيب المفسر أنشدني أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم البلاذري (4) الطوسي
أنشدني بكر بن عبد الرحمن لذي النون المصري
* أنت في غفلة وقلبك ساهي * نفذ العمر والذنوب كما هي
جمة حصلت عليكم جميعا * في كتاب وأنت عن ذاك لاهي
لم تبادر بتوبة منك حتى * صرت شيخا فحبلك اليوم واهي
فاجتهد في فكاك نفسك واحد * ويوم تبدو السمات فوق الجباه *
قال وأنا أبو عثمان قال سمعت أبا يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي يقول
سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن حمشاد العدل يقول سمعت يوسف بن الحسين
يقول سمعت ذا النون المصري يقول كان لي عكازة مكتوب عليها
سر في بلاد الله سياحا * وابك على نفسك نواحا
وامش بنور الله في أرضه * كفى بنور الله مصباحا *
قال وكان لي عصا مكتوب عليها (5) * عبرات كتبن في الخد سطرا * قد قرأه من ليس يحسن يقرا
إن موت الحب من ألم الشوق * وخوف الفراق يورث عذرا *
صابر الصبر فاستغاث به * الصبر فصاح المحب بالحب صبرا *

(1) الحلية: ستري.
(2) في الحلية: إن ذكروا الله فنسوا النفوس.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء، ومكانها بالأصل: أدون وفي م: هم مرادون.
(4) البلاذري: ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى البلاذر وهو معروف (الأنساب).
(5) بالأصل: عليه.
434

فقال وكان لي مخلاة مكتوب عليها
* لا ربك ينساك * ولا رزقك يعدوك
ومن يرغب إلي الناس * فهو للناس مملوك
يكن سعيك لله * فإن الله يكفيك *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنشدنا أبو القاسم
بن حبيب أنشدنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم البلاذري أنشدنا بكر بن
عبد الرحمن أنشدنا ذو النون المصري
قلبي إلى ما ساءني داعي * يكثر أسقامي وأوجاعي
كيف احتراسي من عدوي إذا * كان عدوي بين أضلاعي *
كتبت عن أبي نصر محمد بن حمد بن عبد الله ولم يتفق لي سماعه منه وهو لي
إجازة نا أحمد بن الفضل بن محمد قال سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن زكريا
النسوي شيخ الحرم قال سمعت أبا حفص عباس (1) بن عبيد الله بن عتيق
الإخميمي بها قال ذكر عبد الوهاب بن يزيد قال سمعت ذا النون المصري يقول
لقيت بعض الشيوخ فقلت له من أين أقبلت فأنشأ يقول
من عند من علق الفؤاد بحبه * وشكا إليه بخاطر مشتاق
يبغي إليه من الوصال تقربا * فيه الشفا لوامق تواق *
ثم قال ذو النون
أطلعت قلبي على سري وأحشائي * من نظرة وقعت مني على دائي
قد كنت غرا ما حيفت من نظري * لا علم لي أن بعضي بعض أعدائي *
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ سهل بن بشر أنا محمد بن
إسماعيل بن القاسم الحداد ثنا أبو علي محمد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني
نا عمي عبد الله بن بكر أخبرني إبراهيم بن أحمد عن عثمان بن أحمد نا الحسن بن
مصعب قال سمعت ذا النون يقول لقيت بعض السواح فقلت له من أين أقبلت
فأنشأ يقول

(1) لفظة قسم منها ساقط والمثبت عن م، ورسم الموجود: " معا ".
435

* من عند من علق الفؤاد بحبه * وشكا إليه بخاطر مشتاق
يبغي إليه من الوسائل قربة * فيها الشفا لوامق تواق *
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ (1) نا عثمان بن محمد العثماني
حدثني علي بن عبد الله بن سويد نا محمد بن حمدان (2) بن الصباح نا أبو بكر
محمد بن خلف المؤدب وكان من خيار عباد الله قال رأيت ذا النون المصري على
ساحل البحر عند صخرة موسى فلما جن الليل خرج فنظر إلى السماء والماء فقال
سبحان الله ما أعظم شأنكما بل شأن خالقكما أعظم منكما ومن شأنكما فلما تهور
الليل لم يزل ينشد هذين البيتين إلى أن طلع عمود الصبح
اطلبوا لأنفسكم * مثل ما وجدت أنا
قد وجدت لي سكنا * ليس (3) في هواه عنا
إن بعدت قربني * أو قريب (4) منه دنا *
قال وأنا أبو نعيم قال (5) أنشدنا عثمان بن محمد العثماني أنشدني العباس بن
أحمد لذي النون
* إذا ارتحل الكرام إليك يوما * ليلتمسوك حالا بعد حال
فإن رحالنا حطت لترضى * بحكمك (6) من حلول وارتحال
أنخنا في فنائك يا إلهي * إليك معرضين بلا اعتلال
فسسنا كيف شئت ولا تكلنا * إلى تدبيرنا يا ذا المعالي *
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر
الخطيب (7) نا عبد العزيز بن علي الوراق نا علي بن عبد الله الهمذاني نا أحمد
بن مقاتل الحريري مذاكرة قال لما وافى ذو النون إلى بغداد اجتمع إليه جماعة من

(1) الخبر والشعر في حلية الأولياء 9 / 344 وثمة اختلاف في السند عما هنا.
(2) الحلية: أحمد.
(3) الحلية: ليس هو في هواه عنا.
(4) الحلية: قربت.
(5) حلية الأولياء 9 / 344.
(6) الحلية: بحلمك عن حلول وارتحال.
(7) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 8 / 396.
436

الصوفية ومعهم من يقول فاستأذنوه أن يقول شيئا عنده فقال نعم فابتدأ القوال
صغير هواك عذبني * فكيف به إذا احتنكا
وأنت جمعت من قلبي * هوى قد كان مشتركا
أما ترثي (1) لمكتئب * إذا ضحك الخلي بكا *
فقام ذو النون قائما ثم سقط على وجهه فرأى الدم يجري منه ولا يسقط إلى
الأرض منه شئ ثم قام بعده رجل ممن كان حاضرا في المجلس يتواجد فقال له ذو
النون الذي يراك حين تقوم فجلس الرجل
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر المزكي نا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت عبد الواحد بن بكر يقول سمعت أحمد بن مقاتل البغدادي
يقول لما دخل ذو النون بغداد دخل عليه صوفية بغداد ومعهم قوال فقالوا بادر له حتى
يقول قال نعم فقال القوال
صغير هواك عذبني * فكيف به إذا احتنكا
وأنت جمعت من روحي * هوى قد كان مشتركا
أما ترثي لمكتئب * إذا ضحك الخلي بكا *
قال فقام ذو النون وتواجد وطال تواجده ثم قعد فقام رجل آخر يتواجد فقال له
ذو النون الذي يراك حين تقوم فقعد الرجل
وقال ذو النون من كان في توحيده ناظرا إلى نفسه لم ينجه توحيده من النار
أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن
يوسف قال قرأت على أبي الحسن محمد بن علي بن صخر في كتابه لذي النون
المصري
خلا من الذكر قلبه فقسا * كالعود طال الظمأ به فعشا
عساه أما بكا واعول أن * يدرك ما فاته عسا وعسا
عساه يلقى النعيم إن نعمت * عيناه لما توسط الغلسا

(1) عن تاريخ بغداد ورسمها بالأصل: ترقى.
437

يسير حزنا كأن صورته * دارس رسم من البلاد درسا
لا تفقد العين في تأمله * ضوء سراج لطالب قبسا
من عرف الله حق معرفة * باين فيه الأصحاب والجلسا
يخشى ويرجو ولو أحسى لظى * وهي تلظا عليه ما ينسا
يخاف من لا يزال راجيه * وهو يريه السرور والأنسا
يوحشه أن يرى الغني وأن * يرى فقير يقويه أنسا
إن قام قامت همومه معه * ويجلس الحري حيث ما جلسا
كأنه في ظلام ليلته أسير * حزن لنفسه حبسا
من أول الليل قائما حذرا * لو مات من كده لما جلسا *
أخبرنا أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر الحافظ أنا عبد الله بن يوسف
الأصبهاني قال سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت يوسف بن
الحسين الرازي يقول سمعت ذا النون المصري يقول كنت في الطواف فإذا أنا
بجاريتين قد أقبلتا فتعلقت إحداهما بأستار الكعبة فإذا هي تقول
أما لفتاة حرد الهجر بينها * وبين الذي تهواه يا رب من وصل
حججت ولم أحجج لسوء عملته * ولكن لتعذيبي على قاطع الحبل
ذهبت بعقلي في هواه صغيره * فقد كبرت سني فرد به عقلي
وإلا فساو (1) الحب بيني وبينه * فإنك يا مولاي توصف بالعدل * (2)
قال فصحت بها فقلت ويحك أمثل هذا الشعر يقال لله عز وجل فقالت إليك
عني يا ذا النون فلو أطلعك الخبير على الضمير لرحمت من عذلت ثم وثبت
الأخرى فقالت يا ذا النون لأقولن أعجب من هذا ثم أنشأت تقول
صبرت وكان الصبر خير مغبة * وهل جزع يجدي علي فأجزع
صبرت على ما لو تحمل بعضه (3) * جبال شرورى أصبحت تتصدع ملكت دموع العين ثم رددتها * إلى ناظري فالعين في القلب تدمع *

(1) بالأصل وم " فشا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 253.
(2) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
(3) عن م وبالأصل: بغضه.
(4) جبل مطل على تبوك في شرقيها، قيل: لبني سليم (ياقوت).
438

فقلت مماذا يا جارية فقالت من مصيبة نالتني لم تصب أحدا قط قلت وما
هذه المصيبة قالت يا ذا النون كان شبلان يلعبان أمامي وكان أبوهما ضحى بكبش
فقال أحدهما لأخيه يا أخيه (1) أريك كيف ضحى أبونا بكبشه فنام أحدهما فأخذ الآخر
شفرة فنحره وهرب القاتل فدخل أبوهما فقلت إن ابنك قتل أخاه وهرب فخرج في
طلبه فوجده قد افترسه السبع فرجع الأب فمات في الطريق ظمأ وجوعا وكان لي طفل
صغير وكنت أطبخ قدرا فغفلت عنه فأصاب (2) فسقط القدر عليه فمات حرقا قال ذو
النون فلم أسمع بشئ أعجب من ذلك
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنبأ الحسن بن يحيى بن
إبراهيم أنبأ الحسن بن علي بن محمد الشيرازي أنبأ علي بن عبد الله بن جهضم نا
أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى الواعظ حدثني يوسف بن الحسين قال قال لي
أبو نصر فتح بن شخرف (3) الكسي (4) دخلت على أبي الفيض ذي النون بن إبراهيم عند
موته فقلت كيف تجدك فقال * (5)
أموت وما ماست (6) إليك صبابتي * ولا رويت من صدق حبك أوطاري
أموت وشيكا فيك يا علة المنى * ولم أقض يا ذا الكبر يا منك أفكاري
مناي المنى كل المنى أنت لي مني * وأنت الغنى كل الغنى عند أقتاري (7)
وأنت مدا سؤلي وغاية رغبتي * وموضع آمالي (8) ومكنون إضماري
تضمن قلبي منك ما لك قد بدا * وإن طال سري فيك أو طال إظهاري (9)

(1) وتقرأ بالأصل وم: لأخته يا أخته.
(2) كذا بالأصل وم.
(3) مهملة بالأصل وم، والصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 384.
(4) كذا بالأصل وم: الكسي، بالسين المهملة ومثله في تاريخ بغداد.
وهذه النسبة إلى " كس " بكسر الكاف وتشديد السين، بلدة بما وراء النهر (الأنساب) قال السمعاني: غير
أن المشهور كش بفتح الكاف والشين المنقوطة، بقرب نخشب.
(5) بعض الأبيات في حلية الأولياء 9 / 390.
(6) كذا رسمها بالأصل، وفي الحلية: ماتت.
(7) الحلية: منادي المنى.. إقصاري.
(8) الحلية: شكواي.
(9) رواية الحلية:
تحمل قلبي فيك ما لا أبثه * وإن طال سقمي فيك أو طال اضراري
439

وبين ضلوعي منك ما (1) لا أبثه * ولم أبد باديه لأهل ولا جار
سرائر لا يخفى عليك خفيها * ولست أبح حتى التنادي بأسراري
فهب لي نسيما منك أحيا بروحه * وجد لي لليسر منك بطرد إعساري
فلا روح إلا ما به النفس روحت * وما فيك لاقت في رواحي وإبكاري
آثرت الهدى للمهتدين ولم يكن * من العلم في أيديهم غير معشار (2)
وعلمتهم علما فباتوا بنوره * وبانت لهم منه معالم أسرار
معاينة للعين حتى كأنها * لما غاب عنها منه حاضرة الدار
فأبصارهم محجوبة وقلوبهم * تراك بأوهام حديدات أبصار
جمعت لها الهم المعرف والتقى * على قدر والهم يجري بمقدار
فاصمت إقرارا لما أنا مؤمن * به إن هذا الصمت قائد أفكاري
ألست دليل الركب إذ هم تحيروا * وعصمة من أمسى على جرف هار *
قال فتح بن شخرف فلما ثقل قلت له كيف تجدك فقال
فما لي سوى الإطراق والصمت حيلة * ووضعي على خدي يدي عند تذكاري
فإن طرقتني عبرة بعد عبرة * تجرعتها حتى إذا عيل تصباري
أفضت دموعا جمة مستهلة * أطفي بها حرا تضمن أسراري
وينعش قلبي حسن ظني بواحدي * فأحيا ولولا ذاك بحت بأسراري
فيا منتهى سؤل المحبين كلهم * أبحني محل الأنس مع كل زوار
ولست أبالي فائتا بعد فائت * إذا كنت في الدارين يا واحدي جار *
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد نا وأبو النجم بدر بن عبد الله قال أنبأ أبو بكر
الخطيب (3) أنا الجوهري أنا محمد بن العباس [* * * *]
قال وأنا الأزهري أنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي قالا أنا أبو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي قال ودخلها يعني بغداد أبو الفيض ذو النون النوبي
المعروف بالمصري حين أشخص إلى سر من رأى أيام المتوكل ثم زار جماعة من

(1) الحلية: ما لولاك قد بدا.
(2) الحلية: أنثرت الهدى.... من النور في أيديهم عشر معشاري.
(3) تاريخ بغداد 8 / 397.
440

إخوانه فأقام ببغداد أياما (1) يسيرة ثم رجع إلى مصر
قال (2) وأنا أبو سعد الماليني إجازة أنا الحسن بن رشيق المصري حدثني
جبلة بن محمد الصدفي حدثني عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير قال توفي ذو
النون سنة خمس وأربعين ومائتين وقال ابن رشيق ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي
مالك الإخميمي قال سمعت أبا العباس حيان بن أحمد السهمي يقول مات ذو النون
بالجيزة (3) وحمل في مركب حتى عدي به إلى الفسطاط خوفا عليه من زحمة الناس
على الجسر ودفن في مقابر أهل المعافر وذلك يوم الاثنين لليلتين خلتا من ذي القعدة
سنة ست وأربعين ومائتين وكان والده يقال له إبراهيم مولى لإسحاق بن محمد
الأنصاري وكان له أربعة (4) بنين ذو النون والهميسع وعبد الباري وذو الكفل ولم
يكن منهم أحد على مثل طريقة ذي النون
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا أبو الحسن المؤدب
أنبأ أبو سليمان الربعي قال قال الحسن بن علي فيها يعني خمس وأربعين ومائتين
مات ذو النون بن إبراهيم الإخميمي
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل بن سليم قالا أنا أبو بكر
الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة [* * * *] وحدثني أبو بكر قال وأنبأني أبو عمرو بن
مندة عن أبيه قال قال لنا أبو سعيد بن يونس ذو النون بن إبراهيم الإخميمي الزاهد
يكنى أبا الفيض توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين قد لقيت غير واحد
من أصحابه
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا يحيى بن إبراهيم أنا أبو
عبد الرحمن السلمي أخبرني الحسن بن رشيق إجازة حدثني جبلة بن محمد
الصدفي نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير قال مات سنة خمس وأربعين

(1) بالأصل: أيام.
(2) تاريخ بغداد 8 / 397.
(3) الجيزة: بليدة في غربي فسطاط مصر قبالتها (ياقوت).
(4) بالأصل " أربع " والمثبت عن تاريخ بغداد.
441

ومائتين وقال أبو عبد الرحمن السلمي توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين والأول
أصح (1)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ سهل بن بشر أنا محمد بن إسماعيل
الحداد نا أبو علي محمد بن الحسين الطبراني نا عمي عبد الله بن بكر حدثني
عبد الرحمن بن معاذ المصري حدثني أبي عن أبي بكر بن زيان قال وقعت في
حمام الغلة بمصر وقد جاءوا بنعش ذو النون فرأيت طيورا خضرا ترفرف عليه إلى أن
وصل به إلى قبره فلما دفن غابت
2112 ذو النون بن علي بن أحمد بن الحسن بن صدقة
أبو الكرم السلمي الصوفي
حدث عن عبد الدائم بن الحسن
روى عنه عمر بن أبي الحسن الدهستاني (2) وطاهر الخشوعي وهو نسبه
والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو نا عمر بن أبي
الحسن بن سعدويه الحافظ أنبأ ذو النون بن علي بن صدقة السلمي أبو الكريم (3)
الصوفي الدمشقي بوادي ينبع (4) أنبأ أبو الحسن بن أبي القاسم البرزي (5) بدمشق نا
أبو الحسين أخو تبوك بن الحسن الكلابي نا طاهر بن محمد الإمام نا هشام بن عمار
ثنا عثمان بن عبد الرحمن نا حفص بن سليمان عن كثير بن زاذان عن عاصم بن
ضمرة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرأ القرآن فحفظه

(1) نقله الذهبي في سير الاعلام 11 / 536 وصحح وفاته أيضا سنة ست وأربعين ومئتين.
وزيد في السير: وكان من أبناء التسعين.
(2) بالأصل: الدهشاني، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 317.
والدهستاني نسبة إلى دهستان بكسر الدال وسكون السين بلدة مشهورة عند مازندران وجرجان
(الأنساب).
(3) كذا بالأصل وم هنا.
(4) ينبع بين مكة والمدينة، تبعد عن المدينة سبع مراحل، وواديها يليل (معجم البلدان).
(5) نسبة إلى برزة: ضيعة من سواد دمشق (الأنساب).
442

واستظهره أدخله الله عز وجل الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له
النار [* * * *]
قد ذكرت قبل هذا أن عبد الدائم لم يسمع هذا الحديث من عبد الوهاب وما
أعجب إلا من قول الدهستاني (1) فيه ثنا أبو الحسين (2)
أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ
على أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى بن الطيب بن حمزة البلخي سنة سبع
وثلاثمائة نا علي بن حجر السعدي نا حفص بن سليمان عن كثير بن زاذان عن
عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرأ القرآن
وحفظه واستظهره وأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله عز وجل الجنة وشفعه في عشرة
من أهل بيته كلهم قد استوجب له النار [* * * *]
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر أخبرنا ذو النون بن علي بن أحمد بن
الحسن بن صدقة السلمي قراءة عليه بدمشق أنا أبو الحسن بن أبي القاسم
الدمشقي أخبرني أبو الحسين عبد الوهاب بن موسى سعيد بحديث ذكره " ذكر
من اسمه (3) ذو يد "
2113 ذو يد بن نافع ويقال دويد
تقدم في حرف الدال المهملة "

(1) الأصل: الدهساني وفي م: الدهاني والصواب ما أثبت.
(2) كذا بالأصل وم.
(3) زيادة منا للايضاح.
443

ذكر من اسمه (1) ذيال "
2114 ذيال بن محمد بن ذيال بن عامر السلمي
من أهل قرية جوبر (2)
حدث عن أحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن علي السلمي
روى عنه أبو العباس بن السمسار وأبو الحسين الرازي والد تمام
قرأت بخط تمام بن محمد الرازي
ثم أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة
عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد حدثني أبو العباس محمد بن موسى
الحافظ حدثني ذيال بن محمد بن ذيال بن عامر السلمي الجوبري نا أحمد بن
عبد الرحيم بن محمد بن علي السلمي نا عمي عبد الله بن محمد حدثني المسيب بن
شريك عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل
مكة وعلى رأسه المغفر [* * * *]
أخبرناه أعلا من هذا بثلاث درجات أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو
الحسن علي بن الحسن الموازيني قالا أنا أبو الحسين بن أبي نصر أنا القاضي أبو
بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي (3) نا أبو خليفة الفضل بن الحباب نا أبو

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) جوبر قرية بالغوطة من دمشق (ياقوت).
(3) تقرأ بالأصل: " المنابحي " وهو خطأ والصواب ما أثبت وضبط، وهذه النسبة إلى ميانج، موضع
بدمشق.
444

الوليد والحجبي قالا نا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل مكة
وعلى رأسه المغفر فلما وضعه على رأسه قيل هذا ابن خطل (1) متعلق بأستار الكعبة فقال
اقتلوه [* * * *]
أخرجه البخاري عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد
حدثني أبي حدثني ذيال بن محمد بن ذيال من أهل قرية جوبر نا أحمد بن
عبد الرحيم حدثني عمي عبد الله بن عامر نا المسيب بن شريك عن عتبة بن
يقظان عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر حديث الجساسة (2)
بطوله "

(1) اسمه عبد الله بن خطل.
(2) الجساسة دابة في جزائر البحر، تجس الاخبار ويأتي بها الدجال (اللسان) مر هذا الحديث بطوله في
كتابنا في ترجمة تميم بن أوس الداري.
445

حرف الراء
" " ذكر من اسمه راشد "
2115 راشد بن داود
أبو المهلب
ويقال أبو داود اليرسمي (1) الصنعاني (2) صنعاء دمشق
روى عن أبي الأشعث شراحيل بن أدة (3) وأبي عثمان شراحيل بن مرثد
الصنعانيين وأبي أسماء الرحبي ونافع ويعلى بن شداد بن أوس وعبد الرحمن بن
حسان الكناني وأبي صالح الأشعري
روى عنه يحيى بن حمزة وعبد الملك (4) بن محمد الصنعاني
وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ومعاوية بن يحيى أبو مطيع وإسماعيل بن
عياش والهيثم بن حميد وصدقة بن عبد الله السمين
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيد قالا أنا أبو سعد (5) محمد بن
عبد الرحمن الجنزرودي (6) أنا أبو أحمد الحاكم أنا محمد بن سليمان نا هشام بن
عمار نا عبد الملك بن محمد نا راشد بن داود عن نافع عن يعلى بن شداد عن

(1) كذا بالأصل ومختصر ابن منظور 8 / 256 " اليرسمي " بالياء، وفي التهذيب " البرسمي " والبرسمي
نسبة إلى برسيم: زقاق بمصر وفي معجم البلدان: " الرسمي ".
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 134 وميزان الاعتدال 2 / 35 ومعجم البلدان (صنعاء).
(3) انظر ترجمته في سير الاعلام 4 / 357.
(4) في معجم البلدان: عبد الله.
(5) بالأصل: " أبو سعيد " والصواب ما أثبت وقد مر التعريف به، والسند مضطرب في م.
(6) بالأصل: " الجيزرودي " والصواب ما أثبت.
446

أبيه قال إني لمع النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيت ونفر من أصحابه فقال انظروا هل فيكم من
غيركم وهو يعني أهل الكتابين فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا لا قال
أجف الباب فأغلق الباب ثم قال ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله ورفع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده ورفعنا أيدينا فقلنا لا إله إلا الله فقال أبشروا ثم قال ضعوا
أيديكم فوضعنا أيدينا ثم قال أبشروا فقد غفر لكم إني بها بعثت وبها أمرت وعليها
وعدت وعليها أدخل الجنة [* * * *]
رواه أحمد بن المعلى الدمشقي عن هشام بن عمار فلم يذكر نافعا في إسناده
وكذلك رواه إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود
فأما حديث ابن (3) المعلى
فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأ أبو
نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار نا
عبد الملك بن محمد الصنعاني حدثني راشد بن داود الصنعاني نا يعلى بن شداد بن
أوس عن أبيه فذكر نحوه
وأما حديث ابن عياش
فأخبرناه أبو غالب بن الحسن بن البنا وأبو نصر بن رضوان وأبو القاسم بن
الحصين قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا جعفر بن محمد هو
الفريابي نا إبراهيم بن العلاء نا إسماعيل بن عياش حدثني راشد بن داود عن
يعلى بن شداد (4) بن أوس حدثني أبي شداد بن (5) أوس وعبادة بن الصامت حاضر
فصدقه قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب فقلنا
لا يا رسول الله فأمر فأغلق الباب فقال ارفعوا أيديكم قولوا لا إله إلا الله فرفعنا

(1) بالأصل " أحف " والصواب ما أثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور واللسان وفيه أجاف الباب: رده.
(2) بالأصل وم: فقلت.
(3) بالأصل: أبي والمثبت عن م.
(4) بالأصل وم " راشد ".
(5) زيادة عن م.
447

أيدينا ساعة قال ثم (1) وضع نبي الله صد يده ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه
الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال اشتروا (2)
فإن الله قد غفر لكم [* * * *] وهذا هو الصواب
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين بن الطيوري أنبأ أبو
محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأ محمد بن القاسم الكوكبي نا إبراهيم بن
الجنيد قال سألت يحيى بن معين عن راشد بن داود الصنعاني فقال ليس به بأس
ثقة روى عنه أبو مطيع معاوية بن يحيى وإسماعيل بن عياش (3) قال يحيى وأنا
أسمع صنعاء هذه قرية من قرى الشام منها راشد بن داود وأبو الأشعث الصنعاني
وحنش ليس صنعاء اليمن (4)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
أبو أحمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (5) راشد بن داود الصنعاني الشامي أبو
المهلب سمع أبا الأشعث الصنعاني وأبا عثمان وأبا أسماء روى عنه إسماعيل بن
عياش كناه أبو اليمان وقال في موضع آخر راشد فيه نظر
أخبرنا أبو بكر الشقاني (6) أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبأ أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
المهلب راشد بن داود الصنعاني سمع أبا الأشعث الصنعاني وأبا عثمان روى عنه
يحيى بن حمزة وإسماعيل بن عياش
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا أحمد بن

(1) بالأصل: " ثم قال " وفوق اللفظتين علامتا تحويل وتقديم وتأخير وهو ما أثبت بتقديم " قال " وتأخير
" ثم ".
(2) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور: أبشروا.
(3) بالأصل هنا " عباس " والصواب ما أثبت، وقد مر في بداية الترجمة، وانظر تهذيب التهذيب 2 / 134.
(4) انظر معجم البلدان " صنعاء " في خبره عن راشد بن داود.
(5) التاريخ الكبير 2 / 1 / 297.
(6) النون مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت عن م، وقد مر.
448

عبد الله إجازة قال وأنا أبو طاهر بن سلمة نا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن
أبي حاتم قال (1) راشد بن داود الصنعاني أبو المهلب شامي روى عن أبي الأشعث
وأبي أسماء وأبي عثمان الصنعاني روى عنه يحيى بن حمزة وعبد الرحمن بن
سليمان ومعاوية بن يحيى أبو مطيع وإسماعيل بن عياش وعبد الملك بن محمد
الصنعاني سمعت أبي يقول ذلك
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي (2) أنا
الخصيب (3) بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
داود راشد الصنعاني عن أبي الأشعث روى عنه يحيى بن حمزة وقال في موضع
آخر أبو المهلب راشد بن داود
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم
أبو المهلب راشد بن داود الصنعاني
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير (4) إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ
أبو الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي ثنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة من (5) أهل الشام راشد بن داود
الصنعاني
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن
إبراهيم الصواف أنا محمد بن أحمد المهندس أنا أبو بشر الدولابي قال أبو
المهلب راشد بن داود الصنعاني

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 486.
(2) الأصل: الوابلي، والصواب ما أثبت عن م.
(3) بالأصل: " أبو الخصيب " خطأ، والصواب عن م، ترجمته في سير الاعلام 17 / 349 وكنيته أبو الحسن.
(4) بالأصل " عمر " والصواب عن م، وقد مر كثيرا، وهو أحمد بن عمير بن يوسف أبو الحسن بن جوصا.
(5) الزيادة للايضاح.
449

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد أنا أبو بكر الصفار أنا أبو بكر
أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو المهلب
راشد بن داود الصنعاني سمع أبا أسماء عمرو بن مرثد الرحبي وأبا الأشعث
شراحيل بن دأدة الصنعاني روى عنه أبو عبد الرحمن يحيى بن حمزة الحضرمي وأبو
عتبة إسماعيل بن عياش العنسي وأبو أحمد الهيثم بن حميد الغساني
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين أنا أبو بكر
البرقاني قال سمعت أبا الحسن (1) الدارقطني يقول راشد بن داود أبو المهلب
حمصي ضعيف لا يعتبر به هو دمشقي ليس بحمصي
2116 راشد بن سعد المقرائي (2) ويقال الحبراني (3) الحمصي (4)
حدث عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أمامة
الباهلي ويعلى بن مرة وعمرو بن العاص وعبد الله بن بشر السلمي المازني وأبي
الدرداء والمقدام بن معدي كرب وعتبة بن عبد السلمي وجبلة بن الأزرق
وعبد الرحمن بن قتادة وعبد الرحمن بن عائذ (5) اليماني (6) وعبد الله بن لحي
الهوزني (7)
روى عنه ثور بن يزيد الكلاعي وحريز بن عثمان الرحبي ومعاوية بن صالح
الحضرمي وأبو ضمرة محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السلمي ومحمد بن الوليد
الزبيدي الحمصيون وشهد مع معاوية صفين
أخبرنا أبو الوفا عبد الواحد بن حمد الشرابي وأم المجتبا فاطمة بنت ناصر
قالا أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأ أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو العباس محمد بن

(1) بالأصل " الحسين " خطأ والصواب عن م.
(2) هذه النسبة إلى مقرى، قرية بدمشق.
(3) بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة بعد الألف والراء ونون كما في الوافي.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 134 بغية الطلب لابن العديم 8 / 3549 ميزان الاعتدال 2 / 35 الوافي
بالوفيات 14 / 62.
(5) بالأصل " عايد " والمثبت عن بغية الطلب.
(6) في بغية الطلب: الثمالي.
(7) عن تهذيب التهذيب واللفظة بدون نقط بالأصل.
450

الحسن بن قتيبة نا حرملة بن يحيى التجيبي نا عبد الله بن وهب حدثني معاوية بن
صالح عن راشد بن سعد حدثني عبد الرحمن بن قتادة السلمي وكان من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خلق
الله آدم عليه السلام ثم أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي قال قائل يا
رسول الله فعلى ماذا نعمل قال على مواقع القدر [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد
الشاهد عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ثنا سليمان بن أحمد نا بكر بن سهل نا
عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن المقدام بن
معدي كرب الكندي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ترك دينا أو ضيعة فإلي (1) ومن
ترك مالا فلورثته وأنا مولى من لا مولى له أفك عانيه وأرث ماله [* * * *]
أخبرنا أبو محمد السلمي ثنا أبو بكر الخطيب [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) حدثني حياة بن شريح نا
بقية قال سمعت صفوان بن عمرو السكسكي قال ذهبت عين راشد بن سعد يوم
صفين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ
يوسف بن رباح بن علي أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن
حماد نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل
الشام راشد بن سعد المقرائي
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنبأ أبو محمد
الحسن بن محمد أنا أبو الحسن أحمد بن محمد أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا
محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الثالثة من التابعين من أهل الشام راشد بن سعد
الحميري توفي سنة ثلاث عشرة ومائة وهذا القول في وفاته وهم ولا أراه بقي إلى هذا

(1) في ابن الأثير (النهاية: ضيع): ضياعا، والضياع: العيال.
(2) كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان النسوي 2 / 385.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
451

التاريخ إلا أن يكون غير صاحب الترجمة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1) في الطبقة الثالثة
من أهل الشام راشد بن سعد الحميري من أهل حمص وكان ثقة مات سنة ثمان
ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك
قال أبو عبد الله الصوري فيما وجدته بخطه كان في الأصل ثلاث عشرة
ومائة فضرب عليه وكتبت فوقه سنة ثمان ومائة وقال كذا في كتاب ابن معروف
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد نا
جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص راشد بن سعد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأ أبو عبد الله
الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنبأ عبد الوهاب بن الحسن أنبأ أبو الحسن بن
جوصا قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة راشد بن سعد
المقرائي من اليمن حمصي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أبو
الفضل ابن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن علي واللفظ له قالوا
أخبرنا أبو أحمد زاد بن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (2) راشد بن سعد الحمصي المقرائي
سمع ثوبان ويعلى بن مرة وعن جبلة بن الأزرق روى عنه ثور قال حياة حدثنا
بقية عن صفوان بن عمرو ذهبت عين راشد يوم صفين وقال إسماعيل بن عياش
عن صفوان عن راشد بن سعد الحبراني
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنبأ محمد بن القاسم بن جعفر نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا الحوطي نا بقية

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 7 / 456.
(2) التاريخ الكبير 2 / 1 / 292.
452

نا أرطأة بن المنذر قال دخلت على طاوس فقال ما فعل راشد بن سعد قلت
بخير قال اقرئه مني السلام
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال (1) قلت له يعني عبد الرحمن بن
إبراهيم دحيما فمن يوازي عندك (2) خالد بن معدان في مذهبه وعلمه فذكر ابن أبي
عوف (3) وراشد بن سعد فقلت له إن الوليد بن عبد الملك كتب يحمل القضاة على
قول خالد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري (4) أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي (5) قال يحيى بن معين
راشد بن سعد ليس به بأس كان القطان يقدمه على مكحول قال أبي راشد بن سعد
المقرائي من حمير من أثبت أهل الشام (6)
أخبرني أبو محمد بن الأكفاني شفاها أنا عبد العزيز بن أحمد إجازة أنبأ
تمام بن محمد إجازة حدثني أبي أخبرني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة
الربعي نا جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي قال سمعت يحيى بن معين
يقول قال يحيى القطان راشد بن سعد أحب إلي من مكحول (7)
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبأ أحمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم (8) نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني -،

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 601.
(2) بالأصل: " عبدك " والمثبت عن أبي زرعة.
(3) هو عبد الرحمن بن أبي عوف الحمصي الجرشي، ترجمته في تهذيب التهذيب 6 / 246.
(4) بالأصل: بالشين المعجمة والصواب ما أثبت نسبة إلى بابسير، قرية من قرى واسط وقيل من قرى
الأهواز.
(5) بالأصل: نا أبي يحيى قال يحيى، يحيى الأولى مقحمة فحذفناها.
(6) تهذيب التهذيب 2 / 135.
(7) المصدر نفسه.
(8) الجرح والتعديل 1 / 2 / 483.
453

قال قلت ليحيى يعني القطان تروي عن راشد بن سعد قال ما شأنه هو أحب
إلي من مكحول
قال أبو محمد وأنبأ علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي ثنا الأثرم قال سمعت
أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول راشد بن سعد لا بأس به وسئل أبي عن راشد بن
سعد فقال ثقة
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ثنا أبو بكر الخطيب أنبأ أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول قلت ليحيى فراشد بن سعد فقال ثقة (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر
محمد بن الحسن قالا أنا الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن
أحمد حدثني أبي قال راشد بن سعد شامي ثقة (2)
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنبأ الحسين بن جعفر [* * * *]
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو الحسين بن الطيوري أنبأ الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي قالوا أنا الوليد بن بكر أنا
علي بن أحمد أنا صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال (2) راشد بن سعد شامي
تابعي ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي الحسين بن
حمد أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي قال روى أبو بكر بن
عبد الله بن أبي مريم وهو ثقة عن راشد بن سعد وهو ثقة
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأ أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة أنبأ
أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال قال أبو الحسن الدارقطني وراشد بن سعد

(1) بغية الطلب 8 / 3551.
(2) المصدر نفسه 3550.
(3) تاريخ الثقات للعجلي ص 151.
454

الحمصي لا بأس به وهو يعتبر به إذا لم يحدث عنه متروك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا هاشم بن محمد
قال قال الهيثم بن عدي مات راشد بن سعد المقرائي زمن هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني
زاد الأنماطي وأبو الفضل بن حمدون قالا أنا محمد بن الحسن الأصبهاني أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط قال (1)
في الطبقة الثانية من أهل الشام راشد بن سعد المقرائي مات سنة ثلاث عشرة ومائة
حمصي
أخبرنا ابن السمرقندي أنا ابن السري أنا المخلص إجازة أنا عبد الله بن
عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي أنا أبو
عبيد بن سلام قال سنة ثلاث عشرة ومائة فيها مات راشد بن سعد
2117 راشد بن سعيد بن راشد
أبو بكر القرشي الرملي (2)
سمع بدمشق الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور وبغيرها ضمرة بن
ربيعة ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى
روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة
وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي وأبو المنذر محمد بن سفيان بن المنذر الرملي
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الرازي الفقيه أنبأنا أبو
منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي القزويني (3) أنبأ أبو طلحة
القاسم بن أبي المنذر الخطيب نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان نا أبو
عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني الحافظ نا راشد بن سعيد بن راشد الرملي

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 567 رقم 2934.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 135.
(3) ترجمته في سير الاعلام 18 / 530.
455

نا الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع عن سمي مولى أبي بكر عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المشاؤون إلى المساجد في الظلم
أولئك الخواضون في رحمة الله [* * * *]
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن
عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (1) راشد بن سعيد القرشي (2) أبو بكر روى عن الوليد
وضمرة ومحمد بن شعيب كتب عنه أبي رضي الله عنه ببيت المقدس سنة ثلاث
وأربعين ومائتين سئل أبي عنه فقال صدوق
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال
راشد بن سعد ثلاثة منهم راشد بن سعد الرملي حدث عن الوليد بن مسلم روى
عنه عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ثم ساق له حديثا عن الصوري عن أبي
العباس بن الحاج عن أبي بكر بن أبي دجانة عن أبي سلم سماه فيه راشد بن سعد
بغير ياء وذلك وهم (3) والصواب ما قدمناه
2118 راشد بن أبي سكنة (4) ويقال سكنة
أبو عبد الملك العبدري مولاهم
سكن مصر وولي الخراج بها
روى عن أبي الدرداء ومعاوية وواثلة بن الأسقع وسمع منهما بدمشق
روى عنه ابناه محمد وإبراهيم ابنا راشد وعمرو بن الحارث
وكان مقدما عند عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنا أبو طاهر
محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الشاهد أنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو

(1) الجرح والتعديل 1 / 2 / 488.
(2) في الجرح والتعديل: المقدسي.
(3) نقل ابن حجر أيضا الخبر عن أبي بكر الخطيب في المتفق والمفترق، ووهمه أيضا (التهذيب 2 / 135).
(4) بالأصل: " سكيه " وفي م: شلبه ويقال: سكنة والمثبت والضبط عن مختصر ابن منظور 8 / 258.
456

المديني نا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي نا عبد الله بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث أن راشد بن أبي سلمة (1) حدثه أنه سمع معاوية على المنبر
فيقول إنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من يرد الله بن خيرا يفقهه في الدين [* * * *] كذا قال
والصواب ابن أبي سكنة
أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن (2) حمد بن عبد الواحد أنا أبو طاهر
أحمد بن محمود بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي نا أبو العباس
محمد (3) بن الحسن بن قتيبة العسقلاني نا حرملة بن يحيى أنا عبد الله بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث أن راشد بن أبي سكنة حدثه أنه سمع معاوية وهو على المنبر
يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين [* * * *] ورواه غيره
عن عمرو فقال راشد أبي سكنة
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب أنا
الحسن بن أبي بكر أنا محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي نا أبو الأحوص
محمد بن الهيثم بن حماد القاضي نا عمرو بن خالد نا بكر يعني ابن مضر عن
عمرو بن الحارث عن راشد بن أبي سكنة قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على
المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين [* * * *] قال
أبو الأحوص كذا قال عمرو
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
سليم في كتابيهما وحدثني أبي بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأ أبو بكر الباطرقاني أنا
أبو عبد الله بن مندة نا أبو سعيد بن يونس حدثني أبي عن جدي نا ابن وهب
حدثني حرملة بن عمران أنه سمع حمد بن راشد يخبر عن أبيه أنه قال عرضت القرآن
على أبي الدرداء وواثلة بن الأسقع صاحبي النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يردا علي شيئا وأنه كان يقرأ "
يقضي الحق وهو خير الفاصلين " (4)

(1) كذا بالأصل وم هنا، وهو صاحب الترجمة. والصواب: " سكنة " وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى
الصواب.
(2) زيادة لازمة عن م.
(3) مطموسة بالأصل والصواب عن م، انظر ترجمته في سير الاعلام 14 / 292.
(4) سورة الأنعام، الآية: 57 وفي التنزيل العزيز: يقص.
457

حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو طالب عمر بن
إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن أخي ميمي
الدقاق أنا أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذاء أنا أبو بكر محمد بن يونس
المقرئ حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المقرئ نا أبو علي الحسن بن
محمد الحراني نا شباب خليفة بن خياط نا أبو عبد الرحمن يعني المقرئ نا
حرملة بن عمران قال سمعت محمد بن راشد عن أبيه قال عرضت القرآن على
أبي الدرداء وواثلة بن الأسقع ثلاث مرات بدمشق
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل قال (1) راشد بن أبي سكنة سمع معاوية روى عنه عمرو بن
الحارث يعد في الشاميين
وقال البخاري محمد بن راشد بن أبي سكنة روى عنه حرملة بن عمران يحدث
عن أبيه في المصريين
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأ عبد الرحمن بن مندة أنا
حمد بن عبد الله إجازة [* * * *] قال وأنا أبو طاهر أنا علي قال أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2) قال راشد بن أبي سكنة روى عن معاوية روى عنه عمرو بن الحارث
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد في كتابيهما ثم
حدثني أبو بكر اللفتواني أنا أبو الفضل قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو
عبد الله بن مندة [* * * *]
وحدثني أبو بكر أيضا قال أنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه قال قال أنا أبو
سعيد بن يونس راشد بن أبي سكنة مولى لبني عبد الدار ولي خراج مصر يروي عن

(1) التاريخ الكبير 2 / 1 / 292.
(2) الجرح والتعديل 1 / 2 / 484.
458

معاوية بن أبي سفيان وأبي الدرداء روى عنه ابنه محمد بن راشد وعمرو بن
الحارث روى عن ابنه محمد بن راشد حرملة بن عمران يقال وتوفي سنة تسع عشرة
ومائة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال وأما سكنة فهو راشد بن أبي سكنة يكنى أبا عبد الملك عداده في
أهل مصر هو من موالي بني عبد الدار روى عن معاوية بن أبي سفيان وكان مقدما عند
عمر بن عبد العزيز فيما يقال وقال أحمد بن يحيى بن الوزير مات راشد بن أبي
سكنة سنة تسع عشرة ومائة روى عنه عمرو بن الحارث
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي نا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا أبو زكريا
البخاري نا عبد الغني بن سعيد قال سكنة بالنون ساكنة الكاف راشد بن أبي
سكنة عن معاوية بن أبي سفيان روى عنه عمرو بن الحارث
قال أنا أبو القاسم الواسطي قال أنا أبو بكر الخطيب قال أبو الحسن
راشد بن أبي سكنة يكنى أبا عبد الملك عداده في أهل مصر قال الخطيب كذا كان
مضبوطا في الكتاب عن أبي الحسن سكنة بتحريك الحروف كلها وذلك وهم
والصواب سكنة بتسكين الكاف وهكذا ذكره أبو محمد
وقال أبو سعيد بن يونس راشد بن أبي سكنة مولى لبني عبد الدار يكنى أبا
عبد الملك كان هو وإخوته قراء فقهاء وكانوا يخلفون في المسجد الجامع العتيق
الأمراء والقضاة إذ غابوا صلوا هم للناس وكان راشد ولي خراج مصر يروي راشد عن
معاوية بن أبي سفيان وأبي الدرداء روى عنه ابنه محمد بن راشد وعمرو بن
الحارث توفي راشد سنة تسع عشرة ومائة فيما ذكر أحمد بن يحيى بن وزير
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما سكنة
بالنون وسكون الكاف وقال الدارقطني بفتح الكاف فهو راشد بن أبي سكنة أبو
عبد الملك عداده في أهل مصر وهو من موالي بني عبد الدار وكان وإخوانه قراء

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 320 - 321.
459

فقهاء ولي راشد خراج مصر روى عن أبي الدرداء ومعاوية بن أبي سفيان روى عنه
عمرو بن الحارث
قال في موضع آخر أما سكنة كذلك هو في كتاب أبي الحسن بفتح الكاف
وصوابه بسكون الكاف فذلك ذكره أبو محمد وقد ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ
مصر بسكون الكاف فقال راشد بن أبي سكنة مولى لبني عبد الدار يكنى أبا
عبد الملك كان هو وإخوته قراء فقهاء وكانوا يخلفون في الجامع العتيق الأمراء والقضاة
إذا غابوا صلوا هم للناس وكان راشد ولي خراج مصر يروي راشد عن معاوية بن
أبي سفيان وأبي الدرداء روى عنه ابنه محمد بن راشد وعمرو بن الحارث توفي
راشد سنة تسع عشرة ومائة فيما ذكر أحمد بن يحيى بن وزير
قال ابن ماكولا وهذا هو المعتمد عليه وقد روى حديثه أبو الأحوص محمد بن
الهيثم بن حماد القاضي عن عمرو بن خالد عن بكر بن مضر عن عمرو بن
الحارث عن راشد أبي سكنة فجعل كنية راشد أبا سكنة وليس بشئ وقول ابن يونس
هو الصحيح والله تعالى الموفق
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر
وأخبرنا أبو البركات أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي قالوا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن
أحمد أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال (1) راشد مصري تابعي ثقة
2119 راشد بن عبد الرحمن الأزدي
شهد اليرموك
وحكى عن أبي عبيدة بن الجراح
روى عنه المهاصر بن صيفي العذري
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو محمد بن الأكفاني وعبد الله بن
أحمد بن عمر قالوا حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو الحسين أحمد بن علي بن

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 151.
460

محمد الدولابي البغدادي نا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن
أحمد بن ذكوان نا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جش بن محمد المصيصي نا أبو
بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي نا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي قال فحدثني
الصعوب بن زهير عن المهاصر (1) بن صيفي العذري عن راشد بن عبد الرحمن
الأزدي، قال: حدثنا أبو عبيدة
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى
العطار نا أبو حنيفة إسحاق بن بشر عن سعيد بن عبد العزيز القرشي عن قدماء أهل
الشام وغيرهم قالوا حديث عن بعض من شهد اليرموك أنهم قالوا صلى بنا أبو
عبيدة بن الجراح الغداة التي لقينا فيها الروم باليرموك فقرأ ب " الفجر وليال عشر " (2)
وقال فلما قرأ " ألم ترك كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في
البلاد " (3) إلى قوله " إن ربك لبالمرصاد " (4) قال فقلت في نفسي ظهرنا بالذي أجرى
الله على لسانه وسررنا بذلك وقلت عدونا نظير لهذه الأمم في الكفر والكبر والمعاصي
قال ثم قرأ في الثانية " والشمس وضحاها " (5) فلما قرأ " كذبت ثمود بطغواها " (6)
إلى قوله " ولا يخاف عقباها " (7) قال فقلت في نفسي هذه أحرى إن صدق الطير
ليصبن الله عليهم سوط عذاب وليدمرن عليهم كما دمدم على هذه القرون واللفظ
لحديث أبي حذيفة

(1) كذا بالأصل وفي م: المهاجر.
(2) سورة الحجر، الآيتان 1 و 2 وفي التنزيل العزيز: والفجر.
(3) سورة الفجر، الآيات: 6 - 8.
(4) سورة الفجر، الآية: 14.
(5) سورة الشمس، الآية الأولى.
(6) سورة الشمس، الآية: 11.
(7) الآية 15 من سورة الشمس.
461

2120 راشد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي الميمون
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد
أبو نصر البجلي
حدث عن وجوده في كتاب حداثته وعن أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر
الإمام
روى عنه علي الحنائي وأبو سعد إسماعيل بن علي السمان
قرأت بخط علي بن محمد أنبأ أبو نصر راشد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن
أبي الميمون البجلي قال وجدت في كتاب جد أبي أبي الميمون عبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر بن راشد البجلي وحدثني عنه أبو القاسم الإمام نا أبو عبد الملك
أحمد بن إبراهيم القرشي نا الخليل بن زياد نا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه
رفعه إلى النبي a أنه قنت بهم في صلاة الصبح فقال بعدما قضى الصلاة إنما قنت
بكم لتسألوا الله حوائجكم وتدعوا فادعوا [* * * *]
2121 راشد بن محمد بن عقيل بن جنن (1) أبو طاهر القرشي المعروف بابن المكبري العطار
كان شيخا مسنا وذكر أنه سمع من إبراهيم بن عقيل بن المكبري (2) وأبي بكر
الخطيب وأبي الحسن بن أبي الحديد وأنه سمع بالعراق ولم يكن عنده شئ من
الحديث ولم يظفر له بشئ من سماعه وقرئ عليه شئ يسير بالإجازة المطلقة من
عبد العزيز الكتاني وقد سمعت منه شيئا من ذلك مات أبو طاهر يوم الخميس الخامس
من شهر رمضان سنة اثنين (3) وأربعين وخمس مائة وهو في عشر المائة
2122 راشد اليماني مولى عبد الملك بن مروان
حكى عن كعب بن مالك الحبر حكى عنه هاشم بن عفيف وذكر أنه كان من
المصلين العابدين

(1) هكذا رسمها بالأصل وفي م: " رس ".
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبجانب كلمة صح.
(3) كذا.
462

2123 راشد أبو عبد الجبار
حكى عن عمر بن عبد العزيز
حكى عنه نوح بن قيس
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد أنا هبة الله بن
إبراهيم نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر الدولابي نا عبيد الله بن
عبد الكريم أبو زرعة الرازي (1) نا إبراهيم بن موسى نا نوح بن قيس نا راشد أبو
عبد الجبار قال رأيت عمر بن عبد العزيز إذا حضرت الصلاة يجبه المؤذن فيقول قد
حضرت الصلاة قد حضرت الصلاة لا يقول الصلاة يرحمك الله

(1) ترجمته في سير الاعلام 13 / 65.
463