الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٢٤
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الامام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الرابع والعشرون
صخير بن أبي الجهم - طرملت بن بكار
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1415 ه‍ / 1995 م
بيروت - لبنان
دار الفكر: حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - تلكس: 41392 فكر
ص. ب: 7061 / 11 - تلفون: 643681 - 838053 - 837898 - دولي: 860962
فاكس: 0012124187875
2

" ذكر من اسمه صخير "
2853 صخير بن أبي الجهم عبيد ويقال عامر بن حذيفة
ابن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج
ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب العدوي القرشي
وفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالا أنا محمد بن
أحمد بن المسلمة أنا أبو طاهر الذهبي أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال في
تسمية ولد أبي جهم بن حذيفة قال وصخر بن أبي جهم وصخير بن أبي جهم لأم ولد
يقال لها مريم بن سليح (1) من اليمن قال عمي مصعب بن عبد الله (2): وكان
صخير بن أبي جهم قد نزل الكوفة وأطعم بها الطعام وكان له بها قدر ودار
وموالي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال فولد أبي جهم
صخرا وصخيرا وأم سلمة وأمهم مريم بنت الأسود من سليح من سبي العرب
قرأت في كتاب أبي (3) الفرج علي بن الحسين الكاتب (4) أخبرني هاشم بن

(1) بالأصل: " سليخ " والمثبت عن نسب قريش ص 370 وانظر نهاية الأرب للقلقشندي ص 271.
(2) نسب قريش ص 372.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(4) الخبر في الأغاني 12 / 260 - 261 ومعجم البلدان " هرشي ".
3

محمد الخزاعي نا الرياشي نا محمد بن سلام حدثني ابن (1) جعدبة قال
عاتب عمر بن عبد العزيز رجلا من قريش أمه أخت عقيل بن علقمة (2)، فقال
له قبحك الله أشبهت خالك (3) في الجفاء فبلغت عقيلا فجاء حتى دخل على عمر
فقال أما وجدت لابن عمك شيئا تعيره به إلا خؤولتي فقبح الله شركما خالا فغضب
عمر بن عبد العزيز فقال له صخير بن أبي الجهم العدوي وأمه قرشية أيضا آمين يا
أمير المؤمنين فقبح الله شركما خالا وأنا معكما أيضا فقال له عمر إنك لأعرابي
جلف جاف (4)، أما لو كنت تقدمت إليك لأدبتك والله ما أراك تقرأ من كتاب الله شيئا
قال بلى إني لأقرأ قال فاقرأ فقرأ " إذا زلزلت الأرض زلزالها " (5) حتى بلغ إلى
آخرها فقرأ " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " (5) فقال له عمر
ألم أقل لك إنك لا تحسن أن تقرأ قال أولم أقرأ قال لا إن الله قدم الخير وأنت
قدمت الشر فقال عقيل *
خذا ببطن هرشى أو قفاها كأنه * كلا جانبي هرشى لهن طريق (6) *
فجعل القوم يضحكون من عجرفته
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر أنبأ أحمد بن
سليمان نا الزبير حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن سعيد بن عبد الكبير بن
عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب في حديث يطول قال خرج
مروان بن الحكم وهو أمير المدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان حاجا فبينا هو يسير
يوما في موكبه ببعض الطريق دنا منه عبد الله بن مطيع بن أبي الأسود فكلمه بشئ فرد
عليه مروان فأجابه ابن مطيع فأغلظ له في القول فأقبل مصعب بن عبد الرحمن بن

(1) عن الأغاني وبالأصل: " أبي جعدبة " وفي معجم البلدان: ابن جعدة.
(2) الأغاني: عقيل بن علفة.
(3) عن الأغاني وبالأصل: خالد.
(4) بالأصل: " الأعرابي حلف حاف " والمثبت عن الأغاني.
(5) سورة الزلزلة، من الآية الأولى إلى آخر السورة آية رقم 8.
(6) البيت في الأغاني: 12 / 261 ومعجم البلدان: هرشي.
وفي الأغاني: " خذا بطن " وفي معجم البلدان: " خذا أنف ".
وهرشي: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة يرى منها البحر.
4

عوف وهو يومئذ على شرط مروان فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه وقال له تنح
قبيحا وأقبل صخير بن أبي جهم يتخلل الموكب حتى دنا من مصعب فخطم أنفه
بالسوط ثم ولى وهو على ناقة له مهرية مبكرة (1) ومصعب على وجهه ثم دنا
من مروان فأخبره الخبر واستعداه على صخير فغضب غضبا شديدا وقال علي به
والله لأقطعن يده فقال له ابن مطيع لقد أردت أن تكثر (2) قريش فاتبعه قوم فلم
يقدروا عليه ولم يتعلقوا به فقال في ذلك صخير بن أبي جهم
* نحن خطمنا بالقضيب مصعبا * يوم كسرنا أنفه ليغضبا
لعل حربا بيننا أن تنشبا * ثم أتينا عاتبا إن تعتبا
فلم تجد إلا السلامة مذهبا * إذا مست حولي عدي عصبا *
وفيها غير ذلك مما كرهت أن أذكره قال الزبير ولطم صخير بن أبي جهم وجه
مصعب يعني ابن عبد الرحمن بن عوف ومصعب على شرط مروان ثم أعجزه
وحالت دونه بنو عدي وجمعت لهم زهرة وكاد الشر يقع بينهم وقدم معاوية حاجا
فمشت إليه رجال بني (3) عدي وكلموه أن يسأل مصعبا أن يعرض عن ذلك وقالوا
كانت طيرة من صاحبنا فليستقد منه وامتنع وقال استخف بسلطاني لا أرضى حتى
أؤتى به وأعاقبه عقوبة مثله فقيل لبني عدي أخطأتم موضع الطلب كلموا مروان
فكلموه فقال أبعد أمير المؤمنين قالوا نعم أنت اصطنعته وأنت أولى به فأتاه مروان
فكلمه فقال له فهلا أرسلت إلي وما غناك لو علمت هواك لفعلته قد تركت ذلك لك
فبلغ معاوية ما صنع فغضب عليه وقال أجبت مروان ولم تجبني فقال له مصعب
وما تنكر من ذلك أخذني مروان وقد أفسدني فاصطنعني وأصلح ما أفسدت مني فشكرته
على ذلك فلم ينكر عليه معاوية يعني لما ادعى على مصعب قبل إسماعيل بن هبار
الأسدي وخالد أتاه بعد استخلافه

(1) غير مقروءة بالأصل ورسمها: وامسسل.
(2) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " حدمي ".
(3) بالأصل: بنو عدي.
5

2854 صخير بن نصير بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد
ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي (1)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وخرج إلى الشام مجاهدا فمات في طاعون عمواس
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله الحنبليان قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو
طاهر أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وولد عويج بن
عدي بن كعب (2) عبيدا فولد عبيد عبد الله فولد عبد الله عامرا فولد عامر
غانما فولد غانم بن عامر نصر بن غانم وولد نصر بن غانم صخرا وصخيرا (3)
وحذافة وأمهم بنت عدي بن نضلة بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن
كعب هلك نصر بن غانم وولده (4) في طاعون عمواس

(1) ترجمته في الإصابة 2 / 181.
(2) بالأصل: " كعب بن عبيد " والصواب ما أثبت ما حذف عن نسب قريش للمصعب ص 369.
(3) جزء من الكلمة ممحو، ولم يبق منها إلا " الراء " والمثبت عن نسب قريش.
(4) بالأصل " وولد " والصواب ما أثبت، انظر الإصابة 2 / 181.
6

" ذكر من اسمه صدقة "
2855 صدقة بن أحمد بن عبد العزيز
أبو القاسم الألهاني (1) البزار
حدث عن أبي خازم (2) بن الفراء وسمع علي بن محمد الحنائي (3).
كتب عنه نجاء بن أحمد العطار
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد وأخبرنيه أبو الحسن علي بن المسلم
إذنا ومحمد بن الأكفاني شفاها عنه أنا أبو القاسم صدقة بن أحمد بن عبد العزيز
الألهاني البزار قراءة عليه قال قرئ على أبي (4) خازم محمد بن الحسين بن
محمد بن خلف بن أحمد البغداذي قدم علينا دمشق قال قرئ على أبي (5) الفضل
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري وأنا أسمع أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن
الحسن بن المستفاض الفريابي إملاء سنة ثمان وتسعين ومائتين نا المعافي بن
سليمان عن أبي النضر عن عبيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خطب الناس فقال
إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله فبكى أبو

(1) هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك (الأنساب).
(2) بالأصل: حازم، بالحاء المهملة خطأ، والصواب ما أثبت بالخاء المعجمة. ترجمته في سير الأعلام
19 / 604.
(3) بالأصل: الجباني، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 565.
(4) بالأصل: أبا حازم.
(5) بالأصل: " أبا ".
7

بكر فعجبنا لبكائه إن خبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن عبد خير فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو
المخير وكان أبو بكر أعلمنا به فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن من آمن الناس علي في
صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن
خلة الإسلام ومودته لا يبقى (1) في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري
ح وأحبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب أنا الحسن بن غالب
الحربي قالا أنا أبو الفضل الزهري نا جعفر الفريابي نا المعافي فذكر مثله إلا أنه
قال أن يجيز رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال إن آمن الناس لم يقل من
2856 صدقة بن حديد بن يوسف بن عبد الله
أبو القاسم المقرئ
حدث عن الميانجي (2)، وأبي القاسم عبد الله بن جعفر المالكي الضرير
والفضيل بن جعفر التميمي وقرح بن إبراهيم النصيبي
روى عنه عبد العزيز الكتاني وعلي بن الخضر وأبو سعد السمان
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو القاسم
صدقة بن حديد بن يوسف المقرئ نا أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي
نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا علي بن الجعد أخبرني المسعودي
عن محارب بن دثار عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان قال فقال رجل لمحارب بن
دثار إن هذا الحديث ثبت فقال وما يمنعه أن يكون ثبتا وهو عن النبي (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال أنبأ إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم أنا أبو يعلى الموصلي ثنا علي بن الجعد نا المسعودي فذكر
بإسناده مثله

(1) بالأصل: " لا تبقين " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 68.
(2) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط (انظر الأنساب).
8

2857 صدقة بن خالد
أبو العباس القرشي (1)
قرأ على يحيى بن الحارث بحرف ابن عامر وروى عن يزيد بن أبي مريم
ومحمد بن عبد الله الشعيثي وعمرو بن شراحيل ويحيى بن الحارث الذماري (2)
وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وخالد بن دهقان وزيد بن واقد وسعيد بن
عبد العزيز وعبد الرحمن بن حسان الكناني (3) وهشام بن الغاز وعثمان بن أبي
العاتكة والأوزاعي وعمر بن قيس سندل وعثمان بن الأسود المكي ومروان بن
جناح
قرأ عليه أبو مسهر (4) وروى عنه هشام بن عمار ومحمد بن المبارك الصوري
وأبو مسهر وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم القرشي والهيثم بن خارجة ومروان بن
محمد والوليد بن مسلم والحكم بن موسى وعبد الله بن يونس التنيسي
وسعيد بن منصور
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن
عمير قالا نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو بكر أحمد بن
سليمان بن زبان الكندي قراءة عليه نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد ثنا ابن
جابر ثنا أبو عبد رب قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (5)، قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم
قال مولد صدقة سنة ثمان عشرة ومائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر

(1) ترجمته في تهذيب الكمال ط دار الفكر 9 / 76 تهذيب التهذيب 2 / 546 العبر 1 / 276 شذرات الذهب
1 / 293 غاية النهاية 1 / 336 (وكناه: أبا عثمان)، الوافي بالوفيات 16 / 290.
(2) ترجمته في سير الأعلام 6 / 189.
(3) تقرأ بالأصل: " الكتاني " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(4) واسمه عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، ترجمته في سير الأعلام 10 / 228.
(5) المعرفة والتاريخ 1 / 171.
9

أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة (1) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال
صدقة بن خالد وشعيب بن إسحاق (2) وعمر بن عبد الواحد مولدهم سنة ثمان عشرة
ومائة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الكرخي
زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسن الأصبهاني أنا أبو
الحسين الأهوازي أنا عمر بن أحمد الأهوازي نا خليفة بن خياط (3) قال في الطبقة
السادسة من أهل الشام صدقة بن خالد
أخبرنا أبو البركات أنا ثابت أنا أبو العلاء أنا أبو بكر البابسيري أنا
الأحوص بن المفضل نا أبي قال قال يحيى بن معين صدقة بن خالد الدمشقي مولى
بني أمية
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
أخبرني أبي نا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس حدثنا الحسن بن محمد بن بكار
قال قال هشام بن عمار صدقة بن خالد القرشي مولى أم المؤمنين (4) بنت
عبد العزيز بن مروان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول كنية صدقة بن خالد أبو العباس
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسين و (5) المبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو
أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (6) قال صدقة بن خالد أبو العباس القرشي مولى أم البنين أخت

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 279.
(2) ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 347.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 580 رقم 3045.
(4) كذا، وفي تهذيب الكمال والوافي بالوفيات: " أم البنين " وهو الأشبه.
(5) زيادة منا للإيضاح.
(6) التاريخ الكبير 4 / 295.
10

معاوية عن زيد بن أسلم وعثمان بن أبي العاتكة روى عنه هشام بن عمار ومحمد بن
المبارك
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي (1) بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2) قال صدقة بن خالد أبو العباس الدمشقي مولى أم البنين أخت معاوية
القرشي روى عنه زيد بن واقد وابن جابر وعثمان بن أبي العاتكة ومروان بن
جناح روى عنه الوليد بن مسلم وأبو مسهر وهشام بن عمار سمعت أبي يقول
ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خالد أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو العباس
صدقة بن خالد عن زيد بن واقد وعثمان بن أبي العاتكة روى عنه محمد بن
المبارك وهشام بن عمار
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
العباس صدقة بن خالد (3) دمشقي ثقة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي
صدقة بن خالد
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الحسن قراءة قال سمعت

(1) بالأصل: " أبو علي " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) الجرح والتعديل 4 / 430.
(3) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.
11

أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة صدقة بن خالد القرشي
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرئ عليه ابن أبي طاهر محمد بن أحمد بن
محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد قال أبو العباس صدقة بن خالد
دمشقي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي (2) علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو العباس صدقة بن خالد القرشي الدمشقي مولى
أم البنين عن زيد بن واقد الشامي وعثمان بن أبي العاتكة القاضي الدمشقي روى عنه
محمد بن المبارك الصوري وهشام بن عمار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن ظاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أحمد بن محمد بن الحسين قال صدقة بن خالد أبو
العباس مولى أم البنين بنت أبي سفيان بن حرب أخت معاوية بن (3) أبي سفيان القرشي
الأموي الدمشقي حدث عن زيد بن واقد روى عنه هشام بن عمار في مناقب أبي بكر
كذا قال وأم البنين ليست بنت أبي سفيان وإنما هي بنت عبد العزيز أخت عمر بن
عبد العزيز (4).
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو القاسم إسماعيل بن محمد إذنا قالا
أنا المبارك بن عبد الجبار أنا إبراهيم عن عمر أنا محمد بن عبد الله بن خلف أنا
عمر بن محمد الجوهري نا أحمد بن محمد بن هانئ قال قال أبو عبد الله أحمد بن
حنبل إن بدمشق عدة صدقة قلت له صدقة بن خالد قال نعم ذاك ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 24.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(3) بالأصل: " وأبي " حذفنا الواو، وأضفنا " بن ".
(4) كذا، وفي تهذيب الكمال نقلا عن البخاري وأبي حاتم هي أم أخت معاوية، قال: وقيل هي أم
البنين أخت عمر بن عبد العزيز قاله هشام بن عمار.
12

حاتم (1) نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قال أبي صدقة بن خالد ثقة ليس به
بأس أثبت من الوليد بن مسلم روى عنه أبو مسهر والحكم بن موسى قال وثنا
علي بن الحسين قال سمعت ابن نمير يقول صدقة بن خالد الدمشقي ثقة وهو
أوثق من صدقة بن عبد الله وصدقة بن يزيد
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقاء ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول صدقة بن خالد هو أبو
العباس مولى أم البنين ثقة قال يحيى وكان صدقة بن خالد يكتب عند المحدثين في
ألواح وأهل الشام لا يكتبون عنه المحدث يسمعون ثم يجيئون إلى المحدث
فيأخذون بسماعهم منه
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم بن
جعفر نا إبراهيم بن الجنيد
قال سمعت يحيى بن معين يقول صدقة بن خالد الدمشقي ثقة وهو صدقة بن
خالد مولى أم البنين
أخبرنا أبو غالب الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بشر البابسيري نا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبو المفضل بن غسان
قال قال يحيى بن معين صدقة بن خالد ثقة
قال وأنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء بهذا الإسناد ونا أبو بكر أنا أبو أمية
أنا المفضل قال سمعت يحيى بن معين يقول كان صدقة أحب إلى أبي (3) مسهر
من الوليد وكان يحيى بن حمزة قدريا وصدقة أحب إلي من يحيى بن حمزة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل الحكاك أنا عبيد الله بن سعيد
أنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني

(1) الجرح والتعديل 4 / 430.
(2) عن الجرح والتعديل وبالأصل: ابن عمير.
(3) الزيادة عن تهذيب الكمال 9 / 77.
13

أبي قال أنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال صدقة بن خالد ثقة (1).
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب (2) أنا أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن حميد قال سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول وسألت يحيى ين معين عن صدقة بن خالد فقال ثقة (3).
أخبرنا أبو عبد الله البلخي وأبو البركات الأنماطي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ومحمد بن
الحسن قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد بن
صالح حدثني أبي (4) قال صدقة بن خالد شامي ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنا
محمد بن عبد الله الهروي أنا الحسين بن إدريس نا محمد بن عبد اله بن عمار أنا
إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبو النضر نا صدقة بن خالد قال ابن عمار وكان ثقة
يعني صدقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو القاسم
تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر القطان
وأبو القاسم بن أبي العقب
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبي أنبأ أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا
علي بن يعقوب
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون قالا نا أبو زرعة قال سمعت أبا مسهر يقول صدقة صحيح
الإعطاء زاد أبو الميمون قال أبو زرعة في موضع آخر ورأيت أبا مسهر يقدم
صدقة بن خالد قال لنا صدقة بن خالد صحيح الأخذ صحيح الإعطاء (5).

(1) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 77.
(2) بالأصل: " الخصيب " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(3) تهذيب الكمال 9 / 77.
(4) تاريخ الثقات للعجلي ص 227.
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 279 وانظر تهذيب الكمال 9 / 77.
14

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة
من أهل الشام صدقة بن خالد وكان ثقة
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم ما
تقول في صدقة بن خالد فقال ثقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد
القرشي مولى أم البنين دمشقي ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن
صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول صدقة بن خالد ثقة توفي سنة سبعين أو
إحدى وسبعين (3).
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
أخبرني أبي قال نا أبو العباس بن ملاس حدثنا الحسن بن محمد بن بكار قال
وتوفي أبو العباس صدقة بن خالد القرشي في سنة ثمانين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال وسألت هشام بن عمار عن موت
صدقة بن خالد فقال مات سنة ثمانين ومائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (4)، قال وحدثني هشام أن صدقة مات في سنة ثمانين
ومائة وكذا قال ابن حبان في مولده ووفاته
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنبأ أبو الحسين بن

(1) طبقات ابن سعد 7 4 469.
(2) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 433.
(3) تهذيب الكمال 9 / 77.
(4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 279.
15

بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
المعروف بدحيم قال ومات صدقة سنة أربع وثمانين وكان صدقة كاتبا لشعيب (1).
2858 صدقة بن الخضر بن أحمد بن الحسين
أبو القاسم البيع
حكى عنه علي بن محمد الحنائي (2).
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي (2)، سمعت أبا القاسم صدقة بن الخضر بن
أحمد بن الحسين البيع قال حضرت بعض الليالي في بعض مسجد دمشق فرأيت فقيرا
قائما يصلي فأفطرنا وعرضنا عليه الفطر فأبى وقال أحسن الله جزاءكم فلما أن هجعنا
هجعة قام واعظ منا فوعظ وذكر وبكى الناس فطلع إليه الفقير فقال يا واعظ حيث
وعظت الناس وعظت نفسك حيث شوقتهم شوقت نفسك حيث خوفتهم خوفت
نفسك فقال له الواعظ إنا الواعظ إنا نهينا عن مجادلة هذه الطائفة فقال الفقير أطلع عندكم
فقلنا اطلع يا سيدي ثم أخذ الواعظ في وعظه فزعق الفقير وقال واسوءتاه ثلاثة
أصوات فأخذته على صدري وطال مداه فحركته فإذا هو ميت فأخذنا في أمره
وغسلناه وكفناه ودفناه في باب كيسان رحمه الله ورضي عنه
2859 صدقة بن عبد الله
أبو معاوية ويقال أبو محمد المعروف بالسمين (3)
روى عن محمد بن المنكدر وهشام بن عروة والأوزاعي والوضين بن
عطاء وموسى بن عقبة وموسى بن يسار وسليمان بن أبي كريمة وشعيب بن أبي
عروبة والوليد بن حميد (4)، ونصر بن علقمة وإبراهيم بن مرة وثور بن يزيد
ويحيى بن الحارث ومحمد بن إسحاق وزهير بن محمد وأبي وهب عبيد الله بن

(1) تهذيب الكمال 9 / 77.
(2) بالأصل " الجبائي " والصواب ما أثبت، وقد مر قريبا.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 78 وتهذيب التهذيب 2 / 547 والعبر 1 / 247 وشذرات الذهب 1 / 261
ميزان الاعتدال 2 / 310 الوافي بالوفيات 16 / 303 وسير الأعلام 7 / 314.
(4) في تهذيب الكمال: جميل.
16

عبيد الكلاعي والقاسم أبي عبد الرحمن (1)، وخارجة بن مصعب والعلاء بن
الحارث والحارث بن عبيد الله الأنصاري وعياض بن عبد الرحمن الأنصاري
وهشام بن الغاز وصفوان بن عمرو (2) وزيد بن واقد والنعمان بن المنذر ويحيى بن يحيى الغساني وغيرهم
روى عنه سعيد بن عبد العزيز وعمرو بن أبي سلمة وعبد الله بن يزيد
المقرئ الدمشقي ومنبه ابن عثمان والوليد بن مسلم وأبو كليم سلامة بن بشر
العذري وأبو عامر موسى بن عامر (3) ووكيع بن الجراح والحسن بن يحيى
الخشني ومسلم بن شعيب بن مسلم الأموي ويحيى بن عبد الله البابلتي
والقاسم بن يزيد الجرمي ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن سليمان بن أبي
داود وعلي بن عياش الحمصي ثابت (4) وغيرهم
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر
المقرئ أنبأ أبي يعلى نا إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الأنطاكي نا بقية بن الوليد
عن صدقة بن عبد الله عن أبي وهب عن مكحول عن أبي أمامة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (5): إن الناس كشجرة ذات حياة يوشك أن تعود الناس كشجرة
ذات شوك إن ناقدتهم ناقدوك وإن تركتهم لم يتركوك وإن هربت منهم طلبوك قال
فقلنا فكيف بالمخرج يا رسول الله قال انقرضهم من عرضك ليوم فقرك [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ
نا سليمان بن أحمد أنا أحمد بن مسعود
ح وأخبرنا أبو سعد البغدادي أنبأ محمود بن جعفر وإبراهيم بن محمد

(1) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام، وبالأصل: عبد الجبار.
(2) عن تهذيب الكمال، وبالأصل: عمر.
(3) عقب الذهبي في سير الأعلام قال: ووهم ابن عساكر، فعد في الرواة عنه موسى بن عامر المري، فقط
سقط بينهما الوليد وانظر ميزان الاعتدال 2 / 311.
(4) كذا بالأصل، ولم أجد في مصادر ترجمته في أن بين الرواة عن صدقة: ثابت، وانظر ترجمة علي بن عياش
في سير الأعلام 10 / 338 ولعل في العبارة سقط وهو يريد: وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، انظر
تهذيب الكمال 9 / 78.
(5) كذا بالأصل: " إنه قال " ولا لزوم لها.
17

الطيان قالا أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قوله أنبأ أبو بكر النيسابوري نا أحمد بن
عيسى
ح وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأ
تمام بن محمد أنبأ أبو علي بن فضالة نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي
قالوا ثنا عمرو بن أبي (1) سلمة نا صدقة بن عبد الله نا نصر بن علقمة عن أبيه
عن عائذ عن وفي حديث البرقي حدثني عمرو بن الأسود بن معاذ بن جبل عن
أبيه عن
أخبرنا أبو البركات أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء أنا أبو بكر أنا أبو أمية
نا أبي قال قال أبو زكريا صدقة السمين هو أبو معاوية
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)، نا محمد بن سعد قال
في الطبقة الرابعة من أهل الشام صدقة السمين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (3) قال صدقة بن عبد الله الدمشقي عن
عبيد الله أبي وهب روى عنه البابلتي يعد في الشاميين هو أبو معاوية كناه أحمد
وقال أحمد صدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين الذي روى عنه وكيع ما كان من حديثه
مرسل عن مكحول فهو أسهل وهو ضعيف جدا أراه صاحب القاسم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا أبو الحسين الفأفاء قالا أنا أبو محمد بن

(1) كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) التاريخ الكبير 4 / 296.
18

أبي حاتم (1) قال صدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين الدمشقي روى عن العلاء بن
الحارث وأبي وهب الكلاعي وابن أبي كريمة روى عنه أبو وكيع الجراح بن مليح
والقاسم بن يزيد الجرمي ووكيع بن الجراح والوليد بن مسلم والفريابي (2)،
وعبد الله بن يزيد الدمشقي سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو معاوية
صدقة بن عبد الله السمين عن أبي وهب الكلاعي منكر الحديث
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله
أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو معاوية صدقة بن
عبد الله السمين
وقرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر محمد بن أحمد الأنباري أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد (3)،
قال أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي
سمع أبا وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي وأبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن
الشامي روى عنه وكيع بن الجراح وأبو يحمد (4) بقية بن الوليد الكلاعي وأبو حفص
عمرو بن أبي سلمة التنيسي ليس بالقوي عندهم
أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو
الحسن الدارقطني قال وأما السمين فهو صدقة بن عبد الله السمين يكنى أبا معاوية

(1) الجرح والتعديل 4 / 429.
(2) بعدها في الجرح والتعديل: " وبقية " واللفظة مستدركة فيه عن إحدى نسخ الجرح والتعديل كما أفاده
محققه بالهامش.
(3) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 117.
(4) بالأصل: " محمد " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 8 / 518.
19

يروي عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وعن هشام بن عروة وعن محمد بن
إسحاق روى عنه أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي وعبد الله بن يزيد الدمشقي
والوليد بن مسلم ويحيى البابلتي ووكيع
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1)، قال أما السمين بفتح
السين وكسر الميم فهو صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية يروي عن
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهشام بن عروة ومحمد بن إسحاق روى عنه أبو
حفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي ووكيع والوليد بن مسلم وعبد الله بن يزيد
الدمشقي ويحيى البابلتي منكر الحديث
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم نا سهل بن بشر أنا
أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن
الحسين بن طلاب المشغرائي (2)، أنا العباس بن الوليد بن صبح نا عمر بن
عبد الواحد نا صدقة بن عبد الله قال قدمت الكوفة قال فأتيت الأعمش لأسمع
منه قال فإذا رجل غليظ ممتنع قال فجعلت أتعجرف عليه تعجرف أهل الشام
قال فأنكر لغتي قال فقال لي أين يكون أهلك قال قلت بالشام قال وأي
الشام قال قلت دمشق قال وما أقدمك هذه البلدة قال قلت جئت لأسمع منك
ومن مثلك الخبر قال فقال لي وبالكوفة جئت تسمع الحديث أما إنك لا تلقى فيها
إلا كذاب حتى تخرج منها (3).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثني علي بن إبراهيم بن
الهيثم نا محمد بن عبد الرحمن (5) هو البرقي نا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن
عبد العزيز قال أتاني الأوزاعي في منزلي فقال لي من حدثك بذاك الحديث فقلت

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 355.
(2) بالأصل: " المشعراني " والصواب عن الأنساب. وهذه النسبة إلى مشغرة من قرى البقاع الغربي
في لبنان.
(3) الخبر في سير الأعلام 7 / 315 - 316 من طريق عمر بن عبد الواحد، وانظر ميزان الاعتدال 2 / 311.
(4) الخبر في الكامل لابن عدي 4 / 74.
(5) في ابن عدي: محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم.
20

حدثني به الثقة عندي وعندك صدقة بن عبد الله هو أبو معاوية السمين الدمشقي
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن
أحمد بن عبد الله بن أبي علاثة أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد
نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي نا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت سعيد بن عبد العزيز
يقول جاءني الأوزاعي فقال لي من حدثك بذاك الحديث قال قلت الثقة عندي
وعندك يعني صدقة بن عبد الله أبا معاوية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا العباس بن الوليد بن صبح نا مروان
قال دخلت المسجد أول ما جالست سعيد بن عبد العزيز قال وذكر صدقة بن
عبد الله منتشر في المسجد وقد كان مات في حياة سعيد قال مروان ولم أدركه كان
عنده علم بن علم الشام ولو كنت أدركته لفتشت عنه
قال ونا يعقوب (2) قال سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم يقول صدقة
من شيوخنا لا بأس به قلت عبد الله (3) بن يزيد يروي عنه مناكير (4) قال أف نحن
لم نحمل عنه وعن أمثاله عن صدقة وعرض بغيره إنما حملنا عن أبي جعفر التنيسي
وأصحابنا عنه
قال ونا يعقوب (5) نا بعض أصحابنا ثنا صدقة بن عبد الله وهو السمين
قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يحسن أمره ويميل إلى عدالته وكذلك ذكر لي
عن مروان الطاطري وهو ضعيف الحديث
وبلغني عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين أنه سأل أحمد بن صالح
المصري عن صدقة بن عبد الله السمين الذي روى عنه عمرو بن أبي سلمة فقال ما به

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 405.
(2) المصدر السابق نفسه / الجزء والصفحة.
(3) بالأصل هنا: " عبيد الله " خطأ والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ، وانظر بداية الترجمة فقد مر
صوابا، وانظر تهذيب الكمال 9 / 79 في ذكر الرواة عن صدقة: عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي
المقرئ.
(4) عن المعرفة والتاريخ، وبالأصل: منادر.
(5) المصدر السابق 2 / 438.
21

بأس عندي قال ورأيته عند أحمد صحيحا مقبولا (1).
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله أنا أبو القاسم أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر أنا أبو الحسن قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2) قال
سمعت أبي يقول نظرت في مصنفات صدقة بن عبد الله السمين عند عبد الله بن
يزيد بن (3) راشد المقرئ الدمشقي قلت لدحيم صدقة السمين قال محله الصدق
غير أنه كان يشوبه القدر وقد حدثنا بكتب عن ابن جريج وسعيد بن أبي عروبة وكتب
عن الأوزاعي ألفا (4) وخمسمائة حديث وكان صاحب حديث كتب إليه الأوزاعي في
رسالة القدر يعظه فيها سئل أبو زرعة عن صدقة الذي روى عنه عبد الله بن يزيد بن
راشد قال شامي كان قدريا لينا (5).
قال وسمعت أبي يقول صدقة بن عبد الله السمين محله الصدق وأنكر عليه أبي
القدر فقط
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال قال
أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل قال سمعت أحمد بن حنبل يقول صدقة بن عبد الله أبو
معاوية ضعيف الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (6)، نا ابن أبي عصمة نا ابن أبي يحيى قال سألت
أحمد بن حنبل عن صدقة السمين فقال ضعيف
قال وأنا أبو أحمد (6)، نا ابن حماد حدثني عبد الله عن أبيه قال صدقة بن

(1) نقل الخبر المزي في تهذيب الكمال 9 / 80 عن أبي القاسم، وبالأصل: صحيح مقبول خطأ والصواب
عن تهذيب الكمال.
(2) الجرح والتعديل 4 / 429 - 430.
(3) بالأصل: " عن " خطأ، والصواب عن الجرح والتعديل، وقد مر قريبا.
(4) بالأصل والجرح والتعديل: " ألف " والمثبت عن تهذيب الكمال 9 / 80.
(5) بالأصل: " كان قدري لين " والصواب ما أثبت، انظر الجرح والتعديل.
(6) الكامل لابن عدي 4 / 74.
22

عبد الله السمين ضعيف أبو معاوية ليس بشئ أحاديثه مناكير ليس يسوى حديثه
شيئا (1).
أنبأنا أبو القاسم الأصبهاني وأبو الفضل البغدادي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري أنا أبو إسحاق البرمكي نا أبو بكر الدقاق أنا أبو حفص عمر بن محمد
الجوهري نا أبو بكر الطائي قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر رواية أبي
حفص التنيسي عن زهير بن محمد فقال أراه سمعها من صدقة بن عبد الله أبي (2)
معاوية فغلط بها نقلها عن زهير بن محمد قلت له وصدقة بن عبد الله هذا بهذا
المنزلة فقال ذاك منكر الحديث جدا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن المظفر بن بكران أنبأ أبو الحسن
العتيقي (3)، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف أنا أبو جعفر محمد بن عمر العقيلي (4)
حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول صدقة بن عبد الله السمين هو
شامي الذي روى عنه الوليد بن مسلم وهو أبو معاوية ليس بشئ وهو ضعيف
الحديث أحاديثه مناكير ليس يسوى حديثه شيئا (5).
وسألت أبي مرة أخرى عن صدقة الدمشقي فقال هذا صدقة السمين ما كان
من حديثه منكرا فمرفوع (6)، وما كان من حديثه مرسل عن مكحول فهو أسهل وهو
ضعيف جدا
وسئل أبي مرة أخرى عن صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي فقال ليس
بشئ
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن محمد بن أحمد بن أبي الصفر أنبأنا أبو
القاسم الصواف نا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي (7) قال سمعت

(1) بالأصل: شئ، والصواب عن ابن عدي.
(2) بالأصل: " إلى " والصواب ما أثبت.
(3) مهملة بدون نقط بالأصل، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 2 / 207.
(5) بالأصل: شئ، والصواب عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
(6) عند العقيلي: ما كان من حديثه من مرفوع منكر.
(7) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 118.
23

عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول صدقة بن عبد الله السمين أبو
معاوية ليس بشئ ليس يسوى حديثه شيئا هو ضعيف أحاديثه مناكير
وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي (1) قال أحمد بن حنبل
صدقة الدمشقي ليس بشئ ضعيف الحديث
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الأشناني قال سمعت أحمد بن
محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول سألت يحيى بن معين عن
صدقة بن عبد الله السمين فقال ضعيف (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا
عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (3)، نا ابن حماد نا عباس
ومعاوية عن يحيى قال صدقة السمين ضعيف
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد ثنا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو بكر أنا أبو
أمية نا أبي قال قال يحيى بن معين صدقة السمين ضعيف
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح المؤذن أنا علي بن محمد بن
السقاء وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد قالا ثنا محمد بن يعقوب ثنا عباس بن
محمد قال سمعت يحيى يقول صدقة السمين يروي عنه وكيع وأبو حفص
التنيسي والوليد بن مسلم
قال وأنا علي بن محمد نا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى
يقول وصدقة السمين ضعيف
أخبرنا أبو الفتح نصر بن محمد فيما قرأت عليه عن أبي الحسين المبارك بن

(1) كذا، وفي تهذيب الكمال: " المروزي ".
(2) انظر تهذيب الكمال 9 / 79.
(3) الكامل لابن عدي 4 / 74.
24

عبد الجبار أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية الخزاز (1)، أنا محمد بن
القاسم الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى يقول صدقة بن عبد الله
الدمشقي وصدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفان ليسا بشئ وأرفعهم صدقة بن خالد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الصوفي أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال قيل له يعني عبد الرحمن بن إبراهيم فما
تقول في أبي معاوية صدقة بن عبد الله قال مضطرب الحديث قلت له ضعيف
قال ضعيف
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أحمد بن محمد العتيقي
نا أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف نا أبو جعفر العقيلي حدثنا جعفر بن
محمد الفريابي قال سمعت ابن أبي السري يقول صدقة بن عبد الله السمين
ضعيف
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز لفظا أنا عبد الوهاب بن جعفر
الميداني أنا عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب أنا القاسم بن عيسى نا إبراهيم بن
يعقوب قال صدقة السمين وصدقة بن يزيد لينا الحديث
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب
ح وحدثني أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسين بن هريسة قالا أنا
أحمد بن محمد بن غالب أنا أبو يعلى المامطيري نا أبو الحسين محمد بن إبراهيم
أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال صدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين روى عنه
وكيع ما كان من حديثه مرفوع فهو منكر وهو ضعيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو
عمرو الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (4)، نا الجنيدي نا البخاري قال قال أحمد

(1) بالأصل: " الخراز " والصواب ما أثبت " بزايين "، انظر ترجمته في سير الأعلام 16 / 409.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 397.
(3) الضعفاء الكبير 2 / 207.
(4) الكامل لابن عدي 4 / 74.
25

صدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين الذي روى عنه وكيع ما كان من حديثه مرفوع
فهو منكر وهو ضعيف جدا
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو يعلى الحبوبي قالا أنبأ سهل بن
بشر أنا علي بن المنير بن أحمد أنا (1) الحسن بن رشيق نا أبو عبد الرحمن النسائي
قال صدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين ضعيف
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا (2) حاتم الرازي
عن صدقة بن عبد الله السمين قال ليس يكتب حديثه ولا يحتج به
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا تمام أنا أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة
قال ونفر متقاربون صدقة بن يزيد وصدقة بن منتصر وصدقة بن عبد الله وذكر
غيرهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة بن يوسف أنا أبو
أحمد بن عدي (3) قال صدقة بن عبد الله السمين يكنى أبا معاوية دمشقي ضعيف
قال وأنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (4)
قال وصدقة هذا حدث عنه الوليد بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة حدث عنه أكثر ما
أخذت عنه الوليد وغيرهما من الشاميين قد روى عنه وأحاديث صدقة منه ما توبع عليه
ومنه ما لا يتابع عليه وهو إلى الضعف أقرب (5) منه إلى الصدق
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال أنا أبو تمام علي بن محمد بن
الحسن وأبو الغنائم محمد بن علي بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني
قال صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية شاكي ضعيف الحديث
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن

(1) بالأصل " بن " ولعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة علي بن منير بن أحمد في سير الأعلام 17 / 619.
(2) بالأصل: أبو.
(3) الكامل لابن عدي 4 / 74.
(4) المصدر السابق نفسه 4 / 76.
(5) زيادة عن ابن عدي.
26

السلمي قال وسألته يعني الدارقطني عن صدقة السمين فقال ابن عبد الله وهو
ضعيف
قرأت على أبي غالب بن البنا عن عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن
سوار أنا عبيد الله بن أحمد الكوفي نا أحمد بن محمد بن عبدان أنا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث نا محمد بن مصفى قال سمعت الوليد قال مات صدقة بن
عبد الله السمين سنة ست وستين ومائة (1).
2860 صدقة بن عبد الله
أبو مسكين الشوا الصوفي
حدث بدمشق عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن اللجلاج
روى عنه أبو نصر بن الجبان وذكر أنه كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن
المنكر
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي مات صدقة الشوا الصوفي بدمشق
في يوم الخميس لخمس وعشرين ليلة خلت من صفر يعني من سنة ثمان وسبعين
وأخرجت جنازته من الغد إلى باب كيسان
2861 صدقة بن عبد الله بن عبد القادر
أبو القاسم الشافعي
حدث عن يوسف الميانجي
روى عنه علي بن الخضر
أخبرنا أبو القاسم (2) عبد المنعم بن علي بن أحمد في كتابه أنا علي بن
الخضر السلمي أنا أبو القاسم صدقة بن عبد الله بن عبد القادر الشافعي نا القاضي
يوسف بن القاسم نا أحمد بن المثنى نا عبد الرحمن بن سلام نا إبراهيم بن

(1) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 81.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبجانبه كلمة صح.
27

طهمان عن أبي إسحاق عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
من ذكرت عنده فليصل علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا كذا
يقول إبراهيم [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وأبو القاسم
الشحامي قالوا أنا أبو سعد الجنزرودي (1).
ح وأخبرنا أبو محمد السعدي أنا أبو عثمان البحيري قالا أبا أبو عمرو بن
حمدان أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى فذكره
2862 صدقة بن عثمان المري (2)
من أهل دمشق وولي الإمرة بها في أيام المأمون نيابة عن عبد الله بن طاهر بن
الحسين
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن غزوان ثنا أحمد بن
المعلى نا عبد الوهاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي قال سمعت أبي يقول لما
لقينا عبد الله بن طاهر وقت مجيئه إلى دمشق لقيناه بثياب سواد (3) جدد ولقيه
صدقة بن عثمان المري بثياب سواد (4) قد رثت فقال له صدقة أيها الأمير من كان عليه
ثياب سواد جدد فهو من أصحاب أبي العميطر ومن كانت سواده رثة فإنه كان في منزله
قديما فقال عبد الله بن طاهر صدقت فلما خرج عبد الله بن طاهر من دمشق إلى
مصر استخلف صدقة بن عثمان المري على دمشق
قال أبو الحسين ولما رجع عبد الله بن طاهر من مصر إلى دمشق عزل صدقة بن
عثمان وولي نضر بن حمزة بن مالك بن الهيثم (4)، حدثني بذلك ابن غزوان عن ابن (5)
المعلى عن صالح بن الحيري

(1) بالأصل: " الخنرودي " والصواب ما أثبت، وقد مر.
(2) ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 64 وتحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 273.
(3) تحفة ذوي الألباب: سود جدد.
(4) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 273 وأمراء دمشق ص 91 وفيهما: " نصر " بدل " نضر ".
(5) بالأصل: " أبي " ومر قريبا " ابن ".
28

2863 صدقة بن علي بن محمد بن المؤمل
أبو القاسم التميمي الدارمي الموصلي (1)
قاضي نصيبين (2).
سمع ببيروت أحمد بن عبد الرحمن بن واقد التنوخي وبدمشق أحمد بن
الحسن بن محمد بن بكار بن بلال وبمصر إبراهيم بن ثمامة الحنفي
وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري وأبا عبيد الله
محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي (3) وبكر بن أحمد بن حفص الشعراني نزيل
تنيس والحسن بن علي بن زياد الطبراني وعبد الله بن زياد بن المغيرة الموصلي
وأبا جعفر الطحاوي وأبا بكر محمد بن القاسم الأنباري وأحمد بن إبراهيم بن
حمويه
روى عنه أبو القاسم التنوخي
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصن أنبأ (4) أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي (4)، نا أبو القاسم صدقة بن علي بن محمد التميمي خليفة أبي علي
القضاء بنصيبين نا إبراهيم بن ثمامة الحنفي بمصر نا قتيبة بن سعيد نا مالك بن
أنس عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن [* * * *]
رواه الخطيب في التاريخ (5) عن التنوخي إلا أنه قال أنبأ صدقة بن علي الموصلي
وكان خليفة أبي على قضاء بنصيبين (6) وأعمالها قرأ علينا من لفظه في منزلنا ببغداد في

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 334.
(2) انظر معجم البلدان 5 / 288.
(3) تقرأ بالأصل " الجبري " وتقرأ " الحيري " والصواب ما أثبت تاريخ بغداد 9 / 335 وعن الأنساب، وهذه
النسبة إلى جيزة: بليدة بفسطاط مصر في النيل.
(4) مكرر الاسم بالأصل.
(5) تاريخ بغداد 9 / 335.
(6) تاريخ بغداد: " قضاء نصيبين " وهو أشبه.
29

ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة بعد أن كتبته (1) أنا من حفظه
أخبرناه أبو النجم الشيحي (2)، أنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو القاسم التنوخي
فذكره
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو القاسم التنوخي ثنا القاضي أبو القاسم
صدقة بن علي بن المؤمل (3) خليفة أبي رحمه الله على القضاء بنصيبين نا
إبراهيم بن ثمامة نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا سفيان بن عيينة نا مالك عن
الزهري عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل (4) مكة وعلى رأسه المغفر (5)، لم يقع إلي عاليا
من حديث صدقة إلا هذان الحديثان
قال أنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم الشيحي (2)، قال أنا أبو بكر
الخطيب (6): صدقة بن علي بن محمد بن المؤمل أبو القاسم التميمي الدارمي من
أهل الموصل كان يتولى القضاء بنصيبين وقدم ببغداد وحدث بها (7) عن
إبراهيم بن ثمامة الحنفي شيخ مجهول ذكر صدقة أنه حدثه عن قتيبة بن سعيد
وعبد الله بن معاوية الجمحي وإسحاق بن أبي (7) إسرائيل وإبراهيم بن سعد (8)
الجوهري وروى صدقة أيضا عن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد (7) الحجاج بن
رشدين المصري وبكر بن أحمد الشعراني الحمصي وأحمد بن الحسن بن
بكار بن (9) محمد الدمشقي وعبد الله بن زياد بن المغيرة الموصلي والحسن (10) بن
علي بن زياد الطبراني وأبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وأحمد بن

(1) تاريخ بغداد: كتبه لنا.
(2) بالأصل: " السبحي " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) بالأصل: " الموصل ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وزيادتها لازمة، عن صحيح مسلم 2 / 990 ح (357).
(5) المغفر: هو ما يلبس على الرأس من درع الحديد.
(6) تاريخ بغداد 9 / 334 - 335.
(7) زيادة عن تاريخ بغداد.
(8) في تاريخ بغداد: " سعيد " وهو الصواب، ترجمته في سير الأعلام 12 / 149.
(9) في تاريخ بغداد: أحمد بن الحسن بن محمد بن بكار الدمشقي.
(10) تاريخ بغداد: الحسين.
30

عبد الرحمن بن واقد التنوخي وأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار (1) الأنباري
وغيرهم حدثنا عنه علي بن المحسن التنوخي
2864 صدقة بن علي أو ابن يحيى
حكى عن القاسم بن بحر أو ابن يحيى
حكى عنه أبو أحمد بن بكر الطبراني
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا محمد بن الحسن بن محمد بن سليم نا أبو
العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة أنا أبو أحمد عبد الله بن بكر بن أحمد
الطبراني بالألواح حدثني صدقة بن علي قال سمعت أبا القاسم بن بحر يقول سئل
المعلم ابن سيد حمدويه وأنا حاضر يا معلم رأيت ليلة القدر قال نعم فما
تريدون قالوا فما دعوت فيها قال قلت اللهم هب لي عقلا أصل به إلى معرفتك
ذكر أبو أحمد عنه حكاية أخرى فقال حدثني صدقة بن يحيى قال سمعت
أبا القاسم بن يحيى والله أعلم بالصواب
2865 صدقة بن محمد بن أحمد بن محمد
ابن عبد (2) الملك بن مروان
أبو القاسم القرشي المعروف بابن الدلم (3)
روى عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن (4) الأعرابي والحسن بن حبيب
الحصائري وخيثمة بن سليمان ومزاحم بن عبد الوارث البصري وأبي الطيب بن
عبادل وأبي مروان عبد الملك بن محمد المرواني القاضي بمدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأبي
الحسين عثمان بن محمد الذهبي
روى عنه (5) أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري وعبد العزيز الكتاني

(1) عن تاريخ بغداد وبالأصل: يسار.
(2) بالأصل: عبد الله الملك.
(3) ترجمته في تذكرة الحفاظ 3 / 1055 العبر 3 / 112 شذرات الذهب 3 / 198 الوافي بالوفيات 16 / 302
وسير الأعلام 17 / 266.
(4) بالأصل: " زبابين " كذا، والصواب ما أثبت.
(5) زيادة منا للإيضاح.
31

وعلي بن الخضر السلمي وعلي بن محمد بن شجاع وعلي بن الحسين بن صدقة
الشرابي وأبو علي الأهوازي المقرئ
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن المسلم
الفقيه قالا نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو القاسم صدقة بن محمد بن أحمد بن
عبد الملك بن مروان القرشي نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي بمكة
نا الزعفراني وهو الحسن بن محمد الصباح البغدادي نا وكيع نا إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال
كنا جلوسا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال أما إنكم
ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن
لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني قال توفي شيخنا أبو
القاسم صدقة بن محمد بن أحمد بن مروان القرشي المعروف بابن الدلم يوم الاثنين
لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة
حدث عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي وأبي الطيب بن
عبادل والحسن بن حبيب وغيرهم وكان ثقة مأمونا مضى على سداد أمر جميل
رحمه الله
2866 صدقة بن محمد بن محمد بن محمد بن خالد بن معيوف (1)
أبو الفتح الهمذاني (2) العين ثرمي (3)
حدث عن أبي الجهم بن طلاب
روى عنه تمام بن محمد
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ

(1) عن معجم البلدان " عين ثرماء " وبالأصل " معتوق ".
(2) في معجم البلدان: الهمذاني.
(3) هذه النسبة إلى عين ثرماء، وهي قرية في غوطة دمشق.
32

تمام بن محمد حدثني أبو الفتح صدقة بن محمد بن محمد بن محمد بن خالد بن
معيوف الهمذاني من أهل عين ثرماء نا أبو الجهم بن طلاب نا يوسف بن يحمر (1)،
نا سعيد بن المغيرة نا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أتى الجمعة والإمام يخطب كانت له
طهرا [* * * *]
2867 صدقة بن مرداس البلوي
حكى أبياتا قرأها على قبور سواها (2) بنواحي أطرابلس
روى عنه ابنه عبيد الله بن صدقة ويقال عبد الله
قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
عطية نا أبو علي محمد بن القاسم حدثني ابن وهو على حدثه رجل من بني قشير
يكنى أبا حزن نا موسى بن هارون بن عمرو بن إسحاق الطوسي أبو عيسى نا
محمد بن الحسين بن أبي (3) شيخ البرجلاني حدثني عبد الله بن صدقة بن مرداس
عن أبيه قال نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض مما يلي بلاد أطرابلس وإذا
على أحدهم مكتوب
* وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن المنايا بغتة ستعاجله *
أسقط منه شيخ محمد بن الحسين
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن الخلال خطيب
الأنبار بها
أنبأنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن الصقر الأنباري بها أنا أبو الحسن
محمد بن المغلس نا أبو محمد الحسن بن رشيق نا أحمد بن جعفر نا إبراهيم بن
الجنيد الختلي نا محمد بن الحسين حدثني أبو عمرو العمري نا عبد الله بن
صدقة بن مرداس البكري عن أبيه قال نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض مما

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) بالأصل: " أبو شيخ " والصواب " ابن أبي شيخ " ترجمته في سير الأعلام 11 / 112 وكنيته: أبو جعفر.
33

يلي بلاد أطرابلس وإذا على أحدهم
* وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن إله العرش لا بد سائله
فيأخذ منه ظلمه لعباده * ويجيز به بالخير الذي هو فاعله *
وإذا على القبر الثاني إلى جنبه
* وكيف يلذ العيش من كان موقنا * بأن المنايا بغتة ستعاجله
فتسلبه ملكا عظيما ونخوة * وتسكنه القبر الذي هو أهله *
وإذا على القبر الثالث إلى جنبه
* وكيف يلذ العيش من كان صائرا * إلى جدث تبلى الشباب منازله
وتذهب رسم الوجه من بعد صونه * سريعا وتبلى جسمه ومفاصله *
الصواب عبد الله بن صدقة وقد رويت هذه القصة أتم من هذا من وجه آخر إلا
أنه سمى راويها صدقة بن يزيد وسيأتي من بعد
2868 صدقة بن المظفر بن علي بن محمد
أبو الفرج الأنصاري
حدث عن أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي وأبي بحر بن كوثر السرنهاني (1)،
وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي البغدادي وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان
ومحمد بن داود الرقي وأبي بكر محمد بن حميد المخرمي وأبي علي بن أبي
الزمزام (2)، وأبي سليمان محمد بن الحسين الحراني
روى عنه علي بن الخضر ونجاء بن أحمد وعلي الحنائي (3)، وأبو نصر بن
الجبان وعلي بن محمد بن شجاع وأبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن
حذلم وأبو علي الأهوازي المقرئ وعبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن
سعيد البخاري

(1) كذا رسمها، ولعلها: السرنجاني؟!.
(2) بالأصل: " الرمرام " والصواب ما أثبت، واسمه الحسين بن إبراهيم بن جابر، ترجمته في سير الأعلام
16 / 140، و 305.
(3) بالأصل: " الحياني ".
34

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الوراق أنا أبو الحسن
علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي الصوفي قراءة عليه أنا الشيخ أبو
الفرج صدقة بن المظفر الأنصاري نا أحمد بن يوسد بن خلاد ببغداد نا الحارث بن
أبي أسامة نا يزيد بن هارون نا الحجاج بن أرطأة عن حبيب بن أبي ثابت عن
نافع بن جبير عن بشر بن سحيم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انطلق فناد أنه لا يدخل
الجنة إلا نفس مسلمة وأن أيام التشريق أيام أكل وشرب [* * * *]
2869 صدقة بن موسى الدقيقي البصري
أبو المغيرة (1) (2)
حدث عن الوضين بن عطاء
روى عنه وكيع
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو بكر بن الحارث
أنبأ أبو محمد بن حيس نا أحمد بن جعفر الحمال نا إدريس بن إبراهيم التمار نا
وكيع نا صدقة بن موسى الدمشقي عن الوضين بن عطاء قال ثلاثة معلمين (3) كانوا
بالمدينة يعلمون الصبيان وكان عمر بن الخطاب يرزق كل واحد منهم خمسة عشر
درهما كل شهر
قال البيهقي وكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع ونسبه إلى موسى خطأ
وعندي أنه السمين فإن ابن موسى هو الدقيقي بصري ويكنى أبا المغيرة حدث عن
أبي عمران الجوني ومحمد بن واسع الأزدي وفرقد السبخي (4)، ومالك بن دينار
الزاهد روى عنه هشيم وأبو سعيد مولى بني هاشم وعبد الصمد بن عبد الوارث
وأبو نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله العالي الزهري وعلي بن الجعد وهو
ضعيف ومن عالي حديثه

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن ميزان الاعتدال للإيضاح.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 88 وكناه بأبي المغيرة، ويقال: أبو محمد وتهذيب التهذيب 2 / 549
وميزان الاعتدال 2 / 312.
(3) بالأصل: معلمون.
(4) بالأصل: السجي، والمثبت عن تهذيب الكمال.
35

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن
حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد نا صدقة الدقيقي عن أبي عمران
الجوني عن أنس بن مالك قال ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وقت لنا أربعين يوما في حلق
العانة ونتف الإبط وقص الأظفار (1) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (2)، نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني
أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين وسئل عن صدقة بن موسى فقال ليس
بشئ
قال ونا أبو أحمد (3) حدثني أحمد بن زهير عن (4) ابن أبي سلمة قال كنية
صدقة بن موسى الدقيقي أبو المغيرة
قال ونا أبو أحمد نا ابن حماد نا معاوية عن يحيى قال صدقة بن موسى
ضعيف
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي الحبوبي (6)،
قالا أنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايني ثنا أبو الحسن علي بن منير الحلال أنبأ
أبو محمد الحسن بن رشيق أنبأ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال صدقة
الدقيقي ضعيف
2870 صدقة بن هشام القارئ
ذكر أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني أنه قرأ على يحيى بن
الحارث قرأ عليه هشام بن عمار (7)، أظنه أراد صدقة بن خالد والله أعلم

(1) بنفس الإسناد نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 89 وانظر تخريجه فيه.
(2) الكامل لابن عدي 4 / 76.
(3) المصدر السابق 4 / 76.
(4) في ابن عدي: عن أبي سلمة.
(5) المصدر السابق 4 / 76.
(6) رسمها بالأصل " الحوبي " والصواب ما أثبت، انظر (المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس)، ترجمته في
سير الأعلام 20 / 357.
(7) بالأصل: عمارة.
36

2871 صدقة بن يحيى
ذكر أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني أنه إمام وأنه قرأ على
يحيى بن الحارث قرأ عليه هشام بن عمار وأظنه أراد صدقة بن خالد قال ابن
هشام وابن يحيى لا أعرفهما من غير من جهة أبي علي هذا والله أعلم
2872 صدقة بن يزيد الخراساني (1)
سكن الشام بدمشق وبيت المقدس ونسبه يحيى بن معين إلى دمشق لسكناه
بها
روى عن العلاء بن عبد الرحمن والأحوص بن حكيم وحماد بن أبي
سليمان وأيوب وإبراهيم بن ميمون الصانع وبنت واثلة بن الأسقع وربيعة بن أبي
عبد الرحمن وقتادة وأبان بن أبي عياش وأبي حمزة الخضري بن سميط
ويحيى بن أبي كثير
روى عنه الوليد بن مسلم وأبو عصام رواد بن الجراح العسقلاني وأبو عتبة
عباد بن عباد وضمرة بن ربيعة ومحمد بن شعيب
حدثنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا لفظا وأبو القاسم إسماعيل بن
أحمد والمبارك بن أحمد بن علي بن القصار الوكيل بقراءتي عليهما قالوا أنا أبو
الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق نا (2) أبو القاسم
البغوي نا داود بن رشيد نا الوليد عن (3) صدقة بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال تراءى الناس الهلال ذات ليلة قالوا ما أحسن ما
أثبته (4) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر لا
يبصره منكم إلا البصير [* * * *]

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 313 التاريخ الكبير 4 / 395 والجرح والتعديل 4 / 431 والكامل لابن
عدي 4 / 77 وسير الأعلام 7 / 57.
(2) زيادة منا للإيضاح، وانظر ترجمة محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله أبو الحسين الدقاق في سير
الأعلام 16 / 564 وترجمة أبي القاسم البغوي في سير الأعلام 14 / 440.
(3) بالأصل: " بن " والصواب ما أثبت.
(4) في سير الأعلام 7 / 58 ما أبينه.
37

أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يوسف يعقوب عن إسحاق بن أبي عبد الرحمن الأنطاكي نا
هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا صدقة بن يزيد عن العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل ان عبدا أصححت له
جسمه ووسعت له في رزقه لا يفد إلي في كل خمسة أعوام إنه لمحروم (1) [* * * *]
وهكذا وقع في هذه الرواية مرسلا
وقد أخبرناه مسندا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا
أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (2)، نا
محمد بن صالح بن أبي عصمة جار هشام بن عمار حدثنا هشام بن عمار نا الوليد بن
مسلم نا صدقة بن يزيد نا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قال الله تعالى إن من أصححته ووسعت عليه لم (3) يزرني في كل
خمسة أعوام عاما لمحروم [* * * *]
وهكذا رواه ابن حذلم عن هشام مسندا
قال أبو أحمد بن عدي وهذا عن العلاء منكر كما قاله البخاري ولا أعلم
يرويه عن العلاء غير صدقة وإنما يروي هذا خلف بن خليفة وهو مشهور روى عن
الثوري أيضا عن العلاء (4) بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة وكان هذا الطريق أسهل عليه وإنما هو العلاء بن المسيب عن
أبيه عن أبي سعيد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأ عبد الله بن علي بن
حمويه الهمذاني بها أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى

(1) نقله الذهبي في ميزان الاعتدال 2 / 313 من طريق الوليد بن مسلم. والزيادة السابقة بين معكوفتين عن
ميزان الاعتدال والكامل لابن عدي.
(2) الكامل لابن عدي 4 / 78.
(3) في ابن عدي: " ولم ".
(4) كررت العبارة من قوله: " غير صدقة إلى هنا " بالأصل. والمثبت يوافق عبارة ابن عدي.
38

الشيرازي (1)، أنا أبو يعلى الحسين بن أسلم بن جابر بن سعد الصفدي بصفد (2) وأبو
أحمد محمد بن أحمد بن عمران الفقيه الشاشي بالشاش قالا نا أبو حفص عمر بن
محمد بن بجير (3)، نا محمد بن خلف نا رواد بن الجراح قال سألني صدقة بن يزيد
أن آتيه بكتب (4) فوعدته فمكثت أياما ثم جئته فقال أين كنت فقلت شغلني عنك
صديق لي فقال قال صديق قال قلت نعم قال أنا أكبر من أبيك وما أعلم لي
صديقا قال سمعت قتادة يقول في قول الله تعالى " أو صديقكم " (5) قال هو الرجل
يكون بينه وبين الرجل الإخاء والمودة فيأتيه فيطلبه في منزله فيقول أين أخي فلان
فيقول له أهله ليس ها هنا فيقول غدونا عشونا أعطوني ثوبه أسرجوا لي دابته
فيفعلون ذلك به فيأتي الرجل فيقول له أهله قد جاء أخوك فلان غديناه عشيناه
أسرجنا له دابتك أعطيناه ثوبك ولا يقع في قلبه إلا كما لو قيل جاء أبوك وأخوك
وعمك فعلنا به ذلك فذلك الصديق
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر نا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو
الفضل وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (6)، قال صدقة بن يزيد سمع بنت واثلة يروي عنه الوليد بن
مسلم وروى عباد بن عباد أبو عتبة عن صدقة بن يزيد عن رجل عن عتبة بن أبي
حكيم حديث أبي ثعلبة مرسل قال أحمد هو بناحية بيت المقدس حديثه ضعيف
وقال الوليد ثنا صدقة نا العلاء (7) عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحج
منكر وقال صدقة قدمت مرو فلقيت إبراهيم الصايغ قال ابن يحيى هو خراساني
الأصل

(1) ترجمته في سير الأعلام 17 / 242.
(2) صفد: مدينة في جبال عاملة المطلة على حمص بالشام، وهي من جبال لبنان (ياقوت).
(3) بالأصل: " بحير " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 14 / 402.
(4) بالأصل: " أبيه يكتب " والمثبت يوافق عبارة مختصرة ابن منظور 11 / 71.
(5) سورة النور، الآية: 61.
(6) التاريخ الكبير 4 / 295.
(7) الزيادة عن البخاري.
39

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1)، قال صدقة بن يزيد خراساني الأصل تحول إلى الشام وسكن الرملة
روى عن العلاء بن عبد الرحمن وحماد بن أبي سليمان والأحوص بن حكيم
وإبراهيم الصايغ وابنة واثلة بن الأسقع روى عنه الوليد بن مسلم ورواد بن الجراح
العسقلاني سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد المزكي قال نا أبو محمد الصوفي أنا أبو القاسم البجلي أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة النصري (2) الدمشقي قال ونفر متقاربون صدقة بن
يزيد وصدقة بن عبد الله وصدقة بن المنتصر وذكر غيرهم
أخبرنا أبو غالب بن البنا قال أنا أبو الحسين بن الأبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن الربعي
أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسين قراءة قال سمعت أبا
الحسين بن سميع يقول في الطبقة الخامسة صدقة بن يزيد الخراساني
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك أنا محمد بن علي بن
محمد نا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول
صدقة بن يزيد الدمشقي صالح الحديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنا أبو العلاء
محمد بن علي قال أنبأ محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي
المفضل بن غسان قال قال يحيى بن معين صدقة بن يزيد أنبل من السمين دمشقي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن

(1) الجرح والتعديل 4 / 431.
(2) مهملة بالأصل، والصواب ما أثبت.
40

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني محمد بن عبد العزيز
الرملي حدثنا الوليد عن صدقة بن يزيد الدمشقي حسن الحديث
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (1) قال وصدقة بن يزيد فشيخ ثقة روى عنه الوليد بن مسلم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا محمد بن أبي
حاتم (2) قال سألت أبي عن حال صدقة الخراساني فقال صالح وصدقة بن خالد
أحب إلي منه
أنبأنا أبو القاسم التيمي وأبو الفضل السلامي قالا أنا أبو الحسين الحمامي
أنا أبو إسحاق الرملي أنا محمد بن عبد الله بن خلف أنا عمر بن محمد الجوهري
أنا أحمد بن محمد بن هاني قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل أن بدمشق عدة
صدقة قلت له صدقة بن خالد قال نعم ذاك ثقة قال وصدقة الذي يروي عن
حماد يروي عنه أبو عصام قلت كيف ذاك قال لا أدري قلت أين من هو فلم
يعرف ذلك وأما غير أبي عبد الله فقال صدقة بن يزيد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنبأ أبو الحسن
العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف أنا أبو جعفر العتيقي حدثنا عبد الله بن أحمد
قال سمعت أبي يقول صدقة بن يزيد كان يكون بناحية بنت المقدس حديثه ضعيف
وهو ضعيف
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو
الفارسي نا أبو أحمد بن عدي (3)، نا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل
عن أبيه قال صدقة بن يزيد إنما حديثه ضعيف كأن يكون بناحية بنت المقدس

(1) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 397.
(2) الجرح والتعديل 4 / 431.
(3) الكامل لابن عدي 4 / 77.
41

يحدث عن حماد بن أبي سليمان وهو ضعيف
قال (1) وسمعت ابن حماد يقول قال البخاري صدقة بن يزيد خراساني
الأصل منكر الحديث
كتب أبو بكر الأنماطي وأبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني أنبأ أبو
الحسين بن الطيوري
ح وقرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين بن
الطيوري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر (2) بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن
القاسم الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى يقول صدقة بن عبد الله
الدمشقي وصدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفان ليسا بشئ وأرفعهم صدقة بن خالد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الوهاب بن جعفر أنا عبد الجبار بن عبد الصمد أنا أبو بكر القاسم بن عيسى
القصار نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال صدقة السمين وصدقة بن يزيد لينا
الحديث
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو يعلى حمزة بن علي قالا أنا الفرج
الإسفرايني أنا علي بن منير بن أحمد أنا الحسن بن رشيق أنا أبو عبد الرحمن
النسائي قال صدقة بن يزيد ضعيف خراساني الأصل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنبأ أبو عمر
الفارسي أنبأ أبو أحمد بن عدي (3) قال وما أقرب أحاديثه من أحاديث صدقة بن
عبد الله وصدقة بن موسى اللذين تقدم ذكرهما يقرب بعضهم من بعض وثلاثتهم إلى
الضعف أقرب منهم إلى الصدق وأحاديثهم بعضها مما يتابعون عليها وبعضها لا
يتابعهم أحد عليها وصدقة بن يزيد خراساني الأصل سكن الشام والله أعلم

(1) المصدر نفسه 4 / 78.
(2) بالأصل: " عمرو " خطأ، والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) الكامل لابن عدي 4 / 78 و 79.
42

2873 صدقة بن يزيد
حكى عنه ابنه عبيد الله بن صدقة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا أبو
محمد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي نا أبو بكر أحمد بن محمد الواسطي
أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي قال قرأت على أبي الحسن
أحمد بن عمير الدمشقي حدثكم عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي نا محمد بن
الحسين قال العتكي وقرأت على الحسن بن الحسين المقدسي حدثكم إبراهيم بن
عبد الله بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين نا العمر بن عبد الرحمن نا
عبيد الله بن صدقة بن يزيد عن أبيه قال
نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض بناحية أطرابلس كذا قال إبراهيم بن
الجنيد قال أحمد بن عمير أنطابلس أحدها مكتوب عليه
* وكيف يلذ العيش من هو موقن * بأن المنايا بغتة ستعاجله
وتسلبه ملكا عظيما ونخوة * وتسكنه القبر الذي هو آهله *
على القبر الثاني مكتوب
* وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن إله الخلق لا بد سائله
فيأخذ منه ظلمه لعباده * ويجزيه بالخير الذي هو فاعله *
وعلى القبر الثالث مكتوب
* وكيف يلذ العيش من هو صائر * إلى جدث تبلي الشباب منازله
وتذهب حسن الوجه من بعد ضوئه * سريعا وتبلى جسمه ومفاصله *
فإذا هي القبور مسنمة على قدر واحد بعضها إلى جنب بعض فنزلت بالقرب
منها فقلت لشيخ بها لقد رأيت عجبا قال وما ذاك قلت هذه القبور قال حدثها
أعجب مما رأيت عليها قلت فحدثني قال كانوا ثلاثة إخوة واحد (1) يصحب
السلطان (2) ويؤمر على الجيوش والمدن وآخر تاجر مطاع في تجارته وآخر زاهد قد

(1) بالأصل: " وأخذ " ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) بالأصل: للسلطان.
43

تخلى وتفرد لعبادة ربه فحضرت العابد الوفاة فأتاه أخوه صاحب السلطان وكان
عبد الملك بن مروان قد ولاه بلادنا وأتاه التاجر فقالا له توصي بشئ (1) قال والله
ما لي مال أوصي فيه ولا علي دين فأوصي به ولا أخلف من الدنيا عرضا فقال ذو
السلطان هذا مالي يا أخي فاعهد إلي بما أحببت فأمسك عنه وقال التاجر قد عرفت
مكسبي ولعل في قلبك غصة من الخير لم تبلغها إلا بالاتفاق فاحكم في مالي بما أنفذه
لك قال لا حاجة لي في مالكما ولكن أعهد إليكما عهدا فلا تخالفاه إذا مت
فادفناني على نشز (2) من الأرض واكتبا على قبري:
* وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن إله العرش لا بد سائله
فيأخذ منه ظلمه لعباده * ويجزيه بالخير الذي هو فاعله *
ثم زورا قبري ثلاثة أيام لعلكما تتعظان ففعلا ذلك وكان أخوه يركب في جنوده
حتى يأتي قبره فيقرأ عليه ويبكي فلما كان اليوم الثالث أتى القبر فلما أراد الانصراف
سمع داخل القبر هدة (3) أرعبته وأفزعته فانصرف مذعورا وجلا فلما كان الليل رأى
أخاه في منامه فقال أي أخي ما الذي سمعت في قبرك قال تلك هذه المقمعة (4)،
قيل لي رأيت مظلوما فلم تنصره فأصبح فدعا أخاه وخاصته فقال ما رأى أخي أراد
بما أوصانا أن يكتب على قبره إلا لنعتبر ونراجع ونتوب وإني أشهدكم أني لا أقيم بين
ظهرانيكم أبدا فترك الإمارة ولزم العبادة وبلغ ذلك عبد الملك فقال خلوه وما اختار
لنفسه وكان مأواه البراري والجبال وبطون الأودية فحضرته الوفاة وهو مع بعض
الرعاء فأتى الراعي أخاه فاعلمه فأتاه فحمله إلى منزله قبل موته فقال يا آخي ألا
توصي إلي فقال ما لي مال ولا علي دين فأوصيك ولكن أعهد إليك إذا أنا مت
فاجعل قبري إلى جنب قبر أخي واكتب عليه:
* وكيف يلذ العيش من هو موقنا * بأن المنايا بغتة ستعاجله
وتسلبه ملكا عظيما ونخوة * وتسكنه البيت الذي هو آهله *

(1) بالأصل: شئ.
(2) بالأصل: " نشر " والصواب ما أثبت، والنشر: المرتفع من الأرض (اللسان).
(3) هدة: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل (اللسان).
(4) المقمعة: جمعها مقامع: وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة (اللسان).
44

ثم تعاهد قبري وادع الله عز وجل لي لعله أن يرحمني فلما مات فعل به أخوه
ذلك فلما كان في اليوم الثالث من إتيانه القبر أراد أن ينصرف فسمع وجبة (1) من القبر
كادت أن تذهل عقله فرجع مرعوبا فلما كان الليل رأى أخاه في منامه قال فوثبت
إليه لما تداخل قلبي من السرور فقال أتيتنا زائر أم راغبا قال هيهات بعد المزار
واطمأنت بنا الدار فليس لنا مزار فقلت كيف أنت قال بكل خير وما أجمع التوبة
لكل خير قلت فكيف أخي قال مع الأئمة الأبرار قال قلت فما أمرنا قبلكم
قال من قدم شيئا وجده فاغتنم وجدك قبل فقرك فأصبح أخوه الثالث معتزلا للدنيا
وفرق ماله وقسم متاعه وأقبل على طاعة الله عز وجل فقال يا بني ما لأبيك مال
فأوصي فيه ولكن أعهد إليك إذا أنا مت أن تدفني مع عميك وأن تكتب على قبري:
* وكيف يلذ العيش من هو صائر * إلى جدث تبلي الشباب منازله
وتذهب رسم الوجه من بعد ضوئه * سريعا ويبلى جسمه ومفاصله *
ثم تعاهد قبري ثلاثة وادع الله عز وجل لي ففعل ذلك الفتى ذلك
فلما كان اليوم الثالث سمع من القبر صوتا هاله وانصرف مهموما فلما كان
الليل رأى أباه في منامه فقال له يا بني أنت عندنا عن قليل والأمر جد فاستعد وتأهب
لرحيلك وطول سفرك وحول جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل
الذي أنت له قاطن ولا تغتر بما اغتر به البطالون من طول آمالهم فقصروا في أمر
معادهم فندموا عند الموت وأسفوا على تضييع العمر ولا الندامة عند الموت نفعتهم
ولا الأسف على التقصير أنقذهم أي بني فبادر ثم بادر ثم بادر
قال الشيخ فدخلت على الفتى صيحة ثالثة رؤياه فقصها علي وقال ما أرى
الأمر الذي قال أبي إلا قد أظلني فجعل يفرق ماله ويقضي دينه واستحل معاملته وودعهم
وداع من أيقن أمرا فهو يتفجعه وكان يقول قال أبي بادر ثم بادر ثم بادر ولا
أحسبها إلا ثلاثة أشهر وثلاثة أيام ولعلي لا أدركها لأنه أنذرني بالمبادرة (2) ثلاثا فلما
كان في آخر اليوم الثالث دعا أهله وولده فودعهم ثم استقبل القبلة وتشهد وجعل
يدعو ويستغفر فلما وجد الموت سجى نفسه ومد الثوب على وجهه ثم مات من

(1) الوجبة: صوت الشئ يسقط (اللسان).
(2) بالأصل: المبادرة.
45

الليل رحمه الله فمكث الناس ثلاثا يزورونه
فهذه قصة القبور وإن فيهم يا ابن أخي لمعتبرا
عبد الرحمن العمري هذا يكنى أبا عمر وقد روى الخرائطي هذا الخبر عن
إبراهيم بن الجنيد عن (1) محمد بن الحسين عن أبي عمر العمري عن عبيد الله بن
صدقة بن مرادس (2) البكري عن أبيه.
2874 صدقة بن اليمان الهمداني
ذكر أنه قدم دمشق وخرج منها غازيا من مسلمة بن عبد الملك إلى
القسطنطينية (3)، وجعل أمير على همدان
حكى ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني وقد تقدم ذكر الأستاذ بذلك
في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي
2875 صدقة الدمشقي
يروى عن أبي عباس
روى عنه أبو هريرة ويقال أبو هزم الحمصي وأبو فضالة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد (4)، نا أبو النضر نا الفرج بن فضالة عن أبي هرم عن صدقة
الدمشقي قال جاء رجل إلى ابن عباس يسأله عن الصيام فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إن من أفضل الصيام صيام أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما كذا قال عن
أبي هرم وإنما هو أبو هريرة [* * * *]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنا أبو الفضل المطهر بن
عبد الواحد بن محمد البزاني (5)، أنا أبو عمر عبد الله بن ومحمد بن أحمد بن

(1) بالأصل " بن ".
(2) بالأصل: " مردا بن " كذا، والصواب ما أثبت، وقد مرت ترجمته قريبا. وفيها البلوى بدل البكري.
(3) بالأصل: القسطنطينة.
(4) الخبر في مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 1 / 673 ح (2878).
(5) إعجامها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 18 / 549.
46

عبد الوهاب السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي
عبد الرحمن بن عمر لقبه رسته (1) نا أبو قتيبة نا فرج بن فضالة نا أبو هريرة
الحمصي عن صدقة الدمشقي
إن رجلا سأل ابن عباس عن الصيام فقال لأحدثنك بحديث كان عندي في
التخت (2) مخزونا إن شئت أنبأتك بصيام داود فإنه كان صواما قواما وكان شجاعا لا
يفر إذا لاقى وكان يصوم يوما ويفطر يوما وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل الصيام صيام
داود وكان يقرأ الزبور سبعين صوتا يكون (3) فيها وكانت له ركعة من آخر الليل
وكان يبكي فيها نفسه ويبكي لبكائه كل شئ ويضطرب لصوته المهموم والمحموم [* * * *]
وإن شئت أنبأتك بصوم ابنه سليمان فإنه كان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام
ومن وسطه ثلاثة أيام ومن آخره ثلاثة أيام يستفتح الشهر بصيام ووسطه بصيام
ويختمه بصيام
وإن شئت أنبأتك بصيام ابن (4) العذراء البتول عيسى بن مريم فإنه كان يصوم
الدهر ويأكل الشعير ويلبس الشعر يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد ليس له ولد
يموت ولا بيت يخرب وكان أينما أدركه الليل صفق بيديه وقام يصلي حتى يصبح
وكان راميا لا يفوته صيد يريده وكان يمر بمجال من بني إسرائيل فيقضي لهم
حوائجهم وإن شئت أنبأتك بصوم أمه مريم ابنة عمران فإنها كانت تصوم يوما وتفطر
يومين وإن شئت أنبأتك بصوم النبي (صلى الله عليه وسلم) العربي الأمي محمد (صلى الله عليه وسلم) فإنه كان يوم من كل
شهر ثلاثة أيام ويقول إن ذلك صوم الدهر [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا محمد بن عبد الله بن عمر أنا
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد نا محمد بن أحمد بن عبد الجبار نا حميد بن
زنجويه نا أحمد بن عبد السلام بن سلم عن أبي فضالة عن صدقة عن ابن عباس
قال

(1) تقرأ بالأصل: " وشقه " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 242.
(2) التخت: وعاء تصان فيه الثياب (اللسان).
(3) كذا وفي مختصر ابن منظور 11 / 75 " يلون فيها " وهو أشبه.
(4) بالأصل: أبي العذراء.
47

جاءه رجل فسأله عن الصيام فقال لأحدثنك حديثا هو عندي في التخت
المخزون أو قال المخزوم إن أردت صيام داود خليفة الرحمن كان من أعبد الناس
وأشجع الناس وكان لا يفر إذا لاقى وكان يقرأ الزبور باثنين وسبعين صوتا لا يكون (1)
فيهن فيقرأ قراءة يطرب منها المحموم وكان إذا أراد أن يبكي نفسه اجتمعت دواب البر
والبحر حول محرابه فينصتن لقراءته ويبكين وكان يسجد لله عز وجل في آخر الليل
سجدة يتضرع فيها إلى الله عز وجل ويسأله حاجته وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أفضل
الصيام صيام أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وإن أردت صيام ابنه سليمان
وكان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام ومن أوسطه ثلاثة أيام ومن آخره ثلاثة أيام فكان
يستفتح الشهر بالصيام ووسطه بالصيام ويختمه بالصيام وإن أردت صيام عيسى بن
مريم فكان يصوم الدهر فلا يفطر ويقوم الليل ولا ينام وكان يلبس الشعر ويأكل
الشعير ويبيت حيث أمسى ولا يحبس شيئا لغد وكان راميا إذا أراد الصيد لم
يخطئه وكان يمر بمجالس بني إسرائيل فمن كانت له إليه حاجة قضاها وكان ينظر
إلى الصيد فإذا رآها قد غربت قام فصف بين قدميه ولا يزال قائما لله عز وجل حتى
يراها حتى طلعت فكان هذا شأنه حتى رفعه الله إليه وإن أدرت صيام أمه مريم فإنها
كانت تصوم يومين وتفطر يوما وإن أردت صيام خير البشر النبي العربي القرشي أبي
القاسم (صلى الله عليه وسلم) فكان يصوم في كل شهر ثلاثة أيام ويقول هي صيام الدهر وهي أفضل
الصيام كذا قال وأبو فضالة هو الفرج بن فضالة يرويه عن أبي هريرة عن
صدقة [* * * *]
أخبرنا أبو سعد البغداذي أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمد أنا أبو عمر
عبد الله بن محمد أنا عبد الله بن محمد بن عمر الزهري ثنا عمي عبد الرحمن بن
عمر ولقبه رستة نا أبو قتيبة نا فرج بن فضالة عن أبي هريرة الحمصي عن صدقة
الدمشقي عن ابن عباس قال
كان عيسى بن مريم يصوم الدهر ويلبس الشعر ويأكل الشعير يأكل ما وجد
ولا يسأل عما فقد ليس له ولد يموت لا بيت بخرب حيث ما أواه الليل صف قدميه
يصلي حتى يصبح (صلى الله عليه وسلم)

(1) كذا وفي مختصر ابن منظور 11 / 75 " يلون فيها " وهو أشبه.
48

2876 صدقة أبو معاوية
حدث عن القاسم بن عبد الرحمن
روى عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (1) قال صدقة أبو معاوية الدمشقي عن القاسم
روى عنه الوليد بن (2) مسلم
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأ أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو معاوية صدقة
الدمشقي عن القاسم بن عبد الرحمن روى عنه الوليد بن مسلم فرق البخاري
ومسلم بين هذا وبين أبي معاوية صدقة بن عبد الله السمين فإن لم يكونا اثنين فلعل
شيخ صدقة الذي روى عنه عن القاسم بن عبد الرحمن سقط وعندي أنهما واحد

(1) التاريخ الكبير 4 / 296.
(2) عن البخاري وبالأصل " أبو " خطأ.
49

" ذكر من اسمه صدي "
2877 صدي (1) بن عجلان بن عمرو
أبو أمامة الباهلي (2)
صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه
وروى عن عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح وأبي الدرداء ومعاذ بن
جبل
وسكن حمص وقدم دمشق
روى عنه القاسم أبو عبد الرحمن وعمر (3) بن عبد الله الحضرمي وسليمان بن
حبيب المحاربي وحصين بن الأسود الهلالي وخالد بن معدان وأبو سلام الأسود
والزبير بن خربق والوليد بن عبد الرحمن الجرشي ويوسف بن حزن الباهلي
وسالم بن أبي الجعد وشرحبيل بن مسلم الخولاني ومحمد بن زياد الألهاني
وحزور (4) أبو غالب وأبو إدريس الخولاني وحاتم بن حريث الطائي ورجاء بن

(1) صدي بالتصغير كما في تقريب التهذيب.
(2) ترجمته في الاستيعاب 2 / 198 هامش الإصابة، وأسد الغابة 2 / 398 والإصابة 2 / 182 وتهذيب الكمال
9 / 93 وتهذيب التهذيب 2 / 550 والوافي بالوفيات 16 / 305 وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى
ترجمت له. والباهلي نسبة إلى باهلة وهم بنو معن وسعد مناة ابني مالك بن أعصر بن سعد بن قيس
عيلان بن مضر.
ويقال: " ابن وهب " بدل " بن عمرو " كما في تهذيب الكمال.
(3) تهذيب الكمال: عمرو.
(4) بالأصل: حرور، والمثبت عن أسد الغابة.
50

حيوية (1) وسليم بن عامر أبو يحيى الكلاعي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات
المقرئ أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي أنا أبو الحسن
أحمد بن عمير بن يوسف نا عمرو بن عثمان نا إسماعيل بن عياش (2)، عن
شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد قالا سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
يا أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم ألا فاعبدوا ربكم وصلوا
خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وأطيعوا ولاة
أموركم تدخلوا جنة ربكم [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وطاهر بن سهل بن بشر وأبو المعالي
ثعلب بن جعفر السراج قالوا أنا أبو القاسم (3) الحنائي أنا أبو الحسين عبد الوهاب
أنا الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد (4) الكلابي لفظا أخبرنا سعيد بن عبد العزيز
الحلبي نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي نا إسماعيل بن عياش (2) حدثني
شرحبيل بن مسلم الخولاني وأسد بن وداعة الكلبي ومحمد بن زياد الألهاني عن
أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ألا أنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم ألا فصلوا خمسكم وصوموا شهركم
وصلوا أرحامكم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا (5) أبو محمد الصريفيني (5)، ثنا أبو
حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني نا عبد الله بن ومحمد نا شيبان بن أبي شيبة
الأيلي نا سلام بن مسكين عن أبي غالب عن أبي أمامة قال

(1) كذا بالأصل، وفي تهذيب الكمال: حياة.
(2) بالأصل: " عباس " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 8 / 312.
(3) بالأصل: " أبو القا ".
(4) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 491 وانظر الفهارس
ص 720.
(5) بين الرقمين مكرر بالأصل.
51

أتي برؤوس حرورية فنصبت على درج مسجد دمشق فنظر إليها أبو أمامة فهي
منصوبة فقال شر قتلى تحت السماء هؤلاء ثلاثا طوبى ثلاثا طوبى لمن قتلهم
وطوبى لمن قتلوه قلت يا أبا أمامة أشئ تقوله أم شئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال إني إذا لجرئ ثلاثا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقولها وإلا فصمتا
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو محمد هبة الله بن أحمد
المقرئ قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أحمد بن محمد بن سلامة التنيسي أنا
خيثمة أنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة نا الحميدي نا سفيان نا أبو غالب
قال رأيت أبا أمامة الباهلي أبصر رؤوس الخوارج على درج بدمشق وذكر الحديث
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغداذي أنا أبو المظفر محمد بن جعفر
الكوسج وأبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن محمود شكرويه وأبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان وأبو بكر محمد وأبو القاسم علي ابنا أحمد بن
محمد السمسار قالوا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الطيار قالوا أنا
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيذ (2) قوله أنا عبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري الفقيه نا العباس أبو الوليد أخبرني أبي نا عبد الله بن شوذب عن أبي
غالب قال كنت في مسجد دمشق إذ قدمت رؤوس من رؤوس الأزارقة مما كان بعث به
المهلب بن أبي صفرة فنصبت عند درج المسجد فاجتمع الناس ينظرون إليها
فدنوت منها فجاء أبو أمامة فدخل المسجد فصلى ثم خرج فلما رآها قال سبحان
الله ما يصنع الشيطان بأهل الإسلام ثم دنا من الرؤوس فقال كلاب جهنم ثلاثا شر
قتلى تحت ظل السماء شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء شر قتلى قتلوا تحت ظل
السماء قتلى قتلهم هؤلاء ثلاثة مرات ثم نظر في القوم فإذا هو في فقال أما إن
هؤلاء بأرضك يا أبا غالب قلت أجل فأعوذ بالله من شرهم قال نعم فأعاذك الله
من شرهم قال أما أن تقرأ الآية التي في أول آل عمران " هو الذي أنزل عليك الكتاب
منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما

(1) بالأصل: " ميسرة " خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12 / 632.
(2) بالأصل: " خرشد " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 69.
52

" " تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله " (1) قال أما أن تقرأ التي في
آخر آل عمران " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد
إيمانكم " (2) الآية قال وافترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين
وسبعين فرقة وهذه الأمة ستزيد عليهم فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة غير السواد
الأعظم قال ألا ترى ما فيه السواد الأعظم وذلك في أول خلافة عبد الملك والقتل
يومئذ ظاهر قال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم قال فقلت أو قيل له ما تقول
في هؤلاء القوم أشئ قلته برأيك أم شئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني إذا
لجرئ لقد سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غير مرة ولا ثنتين ولا ثلاثا ولا أربعة ولا خمسة
ولا ستة ولا سبعة (3).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أنبأ
علي بن حجر أنبأ إسماعيل بن عياش حدثني شرحبيل بن مسلم قال سمعت أبا أمامة
صدي بن عجلان بن عمرو
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأ
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا أحمد بن إبراهيم العبدي حدثني أبو نعيم
قال اسم أبي أمامة الصدي بن عجلان
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج أنا أبو الفرج سهل بن بشر وأبو
نصر أحمد بن محمد بن سعيد قالا نا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى أنا
منير بن أحمد بن الحسن أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحداد أنا أحمد بن الهيثم
البلدي قال قال أبو نعيم الفضل بن دكين أبو (4) أمامة الباهلي صدي بن عجلان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد بن السماك نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله بن أبي

(1) سورة آل عمران، الآية: 7.
(2) سورة آل عمران، الآية: 106.
(3) كذا والأشبه: أربعا.... خمسا.... ستا.... سبعا.
(4) بالأصل: " أبو نعيم الفضل بن أبي أمامة " ولعل الصواب ما أثبت وما أضيف للايضاح.
53

عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد قال أبو أمامة الباهلي صدي (1) بن عجلان
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار قالا أنا عبد الله بن
أحمد بن عثمان الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن العباس بن
محمد أنا صالح بن أحمد قال أبو أمامة الباهلي الصدي بن عجلان
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي أنا نعمة الله بن محمد المرندي (2)،
نا أحمد بن محمد بن عبد الله نا محمد بن أحمد بن سليمان أنا سفيان بن محمد بن
سفيان حدثني عمي الحسن بن سفيان نا محمد بن علي بن محمد بن إسحاق قال
سمعت أبا عمر الضرير يقول أبو أمامة الباهلي الصدي بن عجلان
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن (3)
أبي عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت
أحمد بن حنبل يقول وسمعت أبي يقول أبو أمامة صدي بن عجلان
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثت عن (4) أبي أمامة صدي بن
عجلان بن عمرو بن وهب الباهلي
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا
عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو أمامة الباهلي الصدي بن
عجلان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر أحمد بن
الحسن
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور قال أنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنا

(1) الزيادة لازمة منا للإيضاح.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس ص 853.
(3) بالأصل " بن " خطأ، والصواب " عن " وقد مر السند كثيرا.
(4) زيادة منا للإيضاح.
54

محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن
خياط (1) قال من قيس عيلان (2)، ثم من بني أعصر بن سعد (3) بن قيس بن عيلان (2)،
أبو أمامة اسمه الصدي بن عجلان بن وهب بن عريب (4) بن وهب بن رياح بن
الحارث بن معمر (5) بن مالك بن أعصر من أهل الشام مات سنة ست وثمانين نسبه
ابن قريب نسبوا إلى باهلة وباهلة (6) بنت أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن
أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب هي امرأة معن بن زيد بن أعصر بن قيس عيلان (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأ أبو
القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
سمعت عمي أبا بكر يقول اسم أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر أنبأ
محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي
وأخبرنا أبو البركات ابن المبارك أنا أبو الحسين بن الطيوري وأبو طاهر بن
سوار قالا أنا الحسين بن علي قالا أنا محمد بن زيد الأنصاري أنبأ محمد بن
محمد بن عقبة نا هارون بن حاتم قال اسم أبي أمامة صدي بن عجلان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت
نوح بن حبيب يقول اسم أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (7) قال
في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو أمامة الباهلي واسمه

(1) طبقات خليفة بن خياط رقم 297 ص 93.
(2) بالأصل: " غيلان "، والمثبت عن خليفة.
(3) بالأصل: " أسعد " والمثبت عن خليفة.
(4) عن خليفة وبالأصل " زيب ".
(5) في طبقات خليفة: معن.
(6) مكررة بالأصل.
(7) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
55

الصدي بن عجلان توفي سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة
الرابعة من باهلة بنت صعب (2) بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون أبو أمامة
الباهلي واسمه صدي بن عجلان من بني سهم بن عمرو بن ثعلبة بن عثمان (3) بن
قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وسمع منه وروى عنه وتحول
إلى الشام فنزل بها
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي
ح وأخبرني عنه أبو الفضل بن ناصر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن أنا أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم (4) قال ومن باهلة بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان (5) بن مضر
وباهلة امرأة أم ولد معن بن مالك بن يعصر وهي باهلة بنت سعد العشيرة من مذحج
أبو أمامة الباهلي واسمه الصدي بن عجلان بن عمرو بن غنم بن عمير (6) بن وهب بن
عريب (7) بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن يعصر مات أبو أمامة
الباهلي سنة ست وثمانين لم يختلف أحد فيه من أهل الحديث ولا أهل التاريخ
وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثلاثين سنة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن المسلم ومحمد بن علي واللفظ له
قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (8) قال صدي بن عجلان بن وهب بن عمرو

(1) الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 95 عن محمد بن سعد.
(2) غير واضحة بالأصل ورسمها: " يتنصب " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(3) في تهذيب الكمال: غنم.
(4) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 95.
(5) بالأصل: غيلان.
(6) تهذيب الكمال: عمرو.
(7) الأصل: زيب، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(8) التاريخ الكبير 4 / 326.
56

أبو أمامة الباهلي من قيس عيلان (1) قال لي خالد بن خلي عن محمد بن حرب عن
حميد بن (2) ربيعة رأيت أبا أمامة خارجا من عند الوليد في ولايته قال الحسن
عن (2) ضمرة مات الوليد سنة ست وتسعين ومات عبد الملك سنة ست وثمانين
نزل الشام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال أبو أمامة الصدي بن عجلان الباهلي
من سهم باهلة
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأ أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو أمامة
صدي بن عجلان الباهلي سكن حمص له صحبة
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكرخي أنا أبو عامر محمود بن
القاسم وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد
التاجر قالوا أنا محمد بن عبد الجبار بن محمد بن عبد الله أنا محمد بن أحمد بن
محبوب أنا أبو عيسى الترمذي قال أبو أمامة الباهلي اسمه صدي بن عجلان
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن
ح وأخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد أنا أحمد بن الحسين بن محمد أنا
أحمد بن محمد بن إسحاق قال قال أبو عبد الرحمن النسائي اسم أبي أمامة
صدي بن عجلان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو القاسم البجلي نا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال أبو أمامة الباهلي واسمه صدي بن عجلان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا أبو القاسم
هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا أبو بشر الدولابي (3)،

(1) بالأصل: غيلان.
(2) بالأصل " بن " والمثبت عن البخاري.
(3) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 13.
57

قال أبو أمامة الباهلي صدي بن عجلان
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي أنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا
سليم بن أيوب الفقيه نا علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي نا يزيد بن محمد بن
إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول أبو أمامة الباهلي صدي
بن عجلان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد قال أبو أمامة اسمه صدي بن عجلان من بني سهم بن
عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن
عيلان (1) بن مضر وأم بني معن بن مالك باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من
مذحج بها يعرفون سكن أبو أمامة دمشق وبيت المقدس وتوفي في سنة ست
وثمانين حدثني أحمد بن زهير حدثني أبو الفتح يعني نصر بن المغيرة قال قال
سفيان كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشام أبو أمامة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم (2) قال أبو أمامة الصدي بن عجلان بن والية (3) بن
رياح (4)، ويقال ابن عجلان بن وهب بن عمرو (5)، ويقال ابن وهب بن عمرو (6)،
ويقال (7) بن وهب (8) بن رباح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن
قيس عيلان (1) بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أحد بني سهم له صحبة سكن
مصر ومات بالشام
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن

(1) بالأصل: " غيلان " والصواب بالعين المهملة المفتوحة كما في الاكمال 7 / 4 والمغني ص 182.
(2) كتاب الأسامي والكنى للحاكم 2 / 8.
(3) والبة بكسر لام وفتح موحدة (المغني ص 263).
(4) رياح: بكسر الراء وفتح الباء المعجمة باثنتين من تحتها (الاكمال 4 / 14).
(5) عن الأسامي والكنى للحاكم وبالأصل: عمر.
(6) عن الأسامي والكنى للحاكم، وبالأصل: عزيز.
(7) الزيادة لازمة للإيضاح عن الأسامي للحاكم.
(8) عند الحاكم: ابن وهب عريب بن وهب بن رياح.
58

منده قال صدي بن عجلان بن الحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة أبو أمامة
الباهلي آخر من بقي بالشام من الصحابة (1) مات سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى
وتسعين سنة
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن
ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أبو أحمد بن محمد الكلاباذي قال صدي بن
عجلان بن وهب بن عمرو أبو أمامة الباهلي من قيس عيلان (2) نزل حمص من الشام
سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه خالد بن معدان ومحمد بن زياد الألهاني وسليمان بن
حبيب في المزارعة والأطعمة والجهاد قال الذهلي قال يحيى بن بكير مات
سنة ست وثمانين سنة إحدى وتسعون
وقال عمرو بن علي ومحمد بن سعد نحو قول ابن بكير سواء وقال أبو عيسى
وابن عمير مات سنة ست وثمانين وقال سليم بن عامر قلت لأبي أمامة مثل من أنت
يوم حجة الوداع قال أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أنا أبو محمد بن زبر نا إسماعيل بن إسحاق نا نصر بن علي قال خبرنا
الأصمعي قال أبو أمامة الباهلي من بني الحارث بن سهل من بني قتيبة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا
زكريا بن يحيى المنقري قال قال الأصمعي أبو أمامة الباهلي الصدي بن عجلان من
حي يقال لهم بنو سهم بن عمرو بطن من بني قتيبة ومن بني سهم سلمان بن ربيعة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله أنا أبو منصور محمد بن
الحسن بن محمد بن يونس نا أحمد بن الحسين بن زنبيل نا عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن بن الخليل نا محمد بن إسماعيل نا عبد الله بن صالح حدثني

(1) عقب ابن الأثير في أسد الغابة على هذا القول: وقيل: كان آخرهم موتا عبد الله بن بسر، وهو
الصحيح 2 / 398.
وانظر الاستيعاب 2 4 199 هامش الإصابة.
(2) بالأصل: " غيلان " والصواب بالعين المهملة المفتوحة كما في الاكمال 7 / 41 والمغني ص 182.
59

معاوية بن صالح ثنا سليمان (1) بن عامر أبو يحيى سمع أبا أمامة الباهلي قال
سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع قلت لأبي أمامة مثل من أنت يومئذ قال أنا يومئذ
ابن ثلاثين سنة أزاحم البعير حتى أدحرجه قدما إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قوله أدحرجه تصحيف إنما هو أزحزحه
أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا أنا
أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا
حرملة بن يحيى نا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن أبي (2) يحيى سليم بن
عامر الكلاعي عن جدته (3) قال سمعت أبا أمامة يقول قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينا في
حجة الوداع وهو على ناقته الجذعاء فأدخل رجليه في غرزي الركاب يتطاول يسمع
الركاب والناس فقال ألا تسمعون وطول صوته فقال رجل من طوائف الناس
بماذا تعهد لنا قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة
أموالكم وأطيعوا ولاة (4) أمركم تدخلوا جنة ربكم قال فقلت يا أبا أمامة مثل من
أنت يومئذ قال أنا يا ابن أخي يومئذ ابن ثلاثين سنة أزاحم البعير حتى أزحزحه قربا
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ح
كذا وقع في الأصل وهذا تصحيف فاحش فإن سليما سمعه من أبي أمامة نفسه
ويدل عليه قول له في الحديث يا ابن أخي ولو كان عن جدته لقال يا بنت أخي
ويدل عليه ما قال
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (5)، نا عبد الله بن صالح نا معاوية بن صالح عن
أبي يحيى سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع

(1) كذا بالأصل، ولعل الصواب " سليم " راجع بداية الترجمة يمن يروي عن أبي أسامة، وانظر تهذيب
الكمال 9 / 94 وفيه: سليم بن عامر الخبائري.
(2) بالأصل " ابن " خطأ والصواب ما أثبت.
(3) كذا بالأصل، وهو خطأ والصواب أن سليم سمعه من أبي أمامة، وسينبه المصنف إلى هذا الخطأ في
آخر الخبر.
(4) تقرأ بالأصل " ذا " ولعل الصواب ما أثبت، عن رواية سابقة للحديث، في بداية الترجمة.
(5) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 564.
60

فقلت يا أبا أمامة ابن كم أنت يومئذ قال ابن ثلاثين سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو (1) حسين بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا الحكم بن موسى نا الوليد بن مسلم عن ابن جابر
حدثني سليم بن عامر قال قلت لأبي أمامة ابن كم كنت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال ما سألني عنها غيرك كنت ابن ثلاث وثلاثين سنة ولقد رأيتني حضرت خطبة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم حجة الوداع فجعل رجل يصدر راحلته ليزيلني عن السماع من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأضع كفي في صدر راحلته فأدفعها فأزيلها
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد
ح وأخبرنا أبو محمد أيضا قال أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن سوار
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر ثنا خيثمة بن سليمان نا علي بن الحسن بن معروف
السلمي بحمص نا وهيب بن صدقة عن (2) يوسف بن حزن الباهلي قال سمعت أبا
أمامة الباهلي صدي بن عجلان يقول لما أن نزلت " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ
يبايعونك تحت الشجرة " (3) قال أبو أمامة قلت يا رسول الله أنا ممن بايعك تحت
الشجرة قال يا أبا أمامة أنت مني وأنا معك (4) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ أبو محمد الجوهري أنا محمد بن
المظفر نا محمد بن محمد الباغندي نا شيبان نا مهدي وهو ابن ميمون
ح وأخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو يعلى ثنا شيبان بن فروخ نا مهدي بن ميمون نا
محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن رجاء بن حيوية عن أبي أمامة قال أنشأ
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوا فلقيته فقلت يا رسول الله أدع لي بالشهادة فقال اللهم سلمهم
وفي حديث الباغندي ثبتهم وغنمهم قال فغزونا وسلمنا وغنمنا ثم أنشأ

(1) زيادة لازمة منا قياسا إلى سند مماثل.
(2) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت، انظر أسماء الرواة عن أبي أمامة في بداية الترجمة. وانظر
الحاشية التالية.
(3) سورة الفتح، الآية: 18.
(4) الخبر في الإصابة 2 / 182 وفيها: من طريق وهب بن صدقة وفي الإصابة " وأنا منك ".
61

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوا ثانيا فأتيته فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فقال
اللهم ثبتهم وفي حديث أبي يعلى فقال اللهم سلمهم وغنمهم وزاد أبو يعلى
قال فغزونا فسلمنا وغنمنا قال واتفقا فقالا ثم أنشأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوا ثالثا
فأتيته فقلت يا رسول الله إني قد أتيتك مرتين أسألك أن تدعو الله لي بالشهادة فقال أبو
يعلى تدعو لي بالشهادة وزاد فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا ثم أتيته بعد
ذلك فقلت يا رسول الله مرني بعمل آخذه عنك فينفعني الله به فقال عليك الصوم
فإنه لا مثل له فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صياما قال فإن رأوا نارا أو
دخانا بالنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف قال ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال أبو يعلى ثم أتيته بعد ذلك وقالا فقلت يا رسول الله أمرتني وقال أبو
يعلى إنك أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني زاد أبو يعلى به وقال
الباغندي فمرني بأمر آخر عسى الله أن ينفعني به ثم اتفقا فقالا قال اعلم أنك لا
وقال أبو يعلى لم تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة أو قال حط عنك بها
خطيئة شك مهدي زاد عبادة بن كليب الليثي عن مهدي [* * * *]
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا عبد العزيز بن جعفر بن
محمد الخرقي (1)، نا أحمد بن إسحاق بن البهلول حدثني أبي ثنا عبادة بن كليب
الليثي نا مهدي فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال اللهم سلمهم بدل ثبته وقال
وحط عنك بها خطيئة من غير شك
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبو الغنائم الدجاجي أنا علي بن
معروف نا عبد الله بن سليمان نا محمد بن عقيل نا علي بن الحسن بن واقد
حدثني أبي حدثني أبو غالب عن أبي أمامة قال أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى باهلة فأتيتهم وهم على طعام لهم فرحبوا
بي وأكرموني وقالوا لي تعال فكل فقلت جئت لأنهاكم عن هذا الطعام وأتى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليكم لتؤمنوا به قال فكذبوني وردوني فانطلقت من عندهم وأنا جائع
ظمآن قد نزل بي جهد شديد فنمت فأتيت في منامي بشربة من لبن فشربت فشبعت

(1) مهملة بدون نقط بالأصل والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ذكره السمعاني وترجم له.
62

ورويت فعظم بطني فقال القوم رجل من خياركم وأشرافكم ورددتموه اذهبوا إليه
فأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي قال فأتوني بطعامهم وشرابهم فقلت لا
حاجة لي في طعامكم وشرابكم فإن الله قد أطعمني وسقاني فنظروا إلى حالي التي أنا
عليها فآمنوا بي وبما جئت به من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا عبد الله بن سلمة البصري نا صدقة بن هرم
القسميلي عن أبي غالب عن أبي أمامة قال
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قوم فانتهيت إليهم وأنا طاوي (1) وانتهيت إليهم وهم
يأكلون الدم فقالوا هلم فقلت إنما جئت أنهاكم عن هذا فنمت وأنا مغلوب
فأتاني في منامي آت بإناء فيه شراب قال خذ قال فأخذته فشربته فكظني بطني
فشبعت ورويت فقال رجل من القوم أتاكم رجل من سراة قومكم يعني فلم تكرموه
ولم تتحفوه بمرق فأتوني بمذيقتهم (2)، فقلت لا حاجة لي فيها قالوا إنا رأيناك
تجهد فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3)، أنا أبو عبد الله الحافظ
وأبو صادق العطار قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الله (4)
المنادي نا يونس بن محمد المؤدب نا صدقة بن هرمز (5) عن أبي غالب عن أبي
أمامة قال
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قوم فانتهيت إليهم وأنا طاوي (1) وهم يأكلون الدم
فقالوا هلم فقلت إنما جنت لأنهاكم عن هذا قال فاستهزؤا بي وكنت بجهد
فسمعتهم يقول بعضهم لبعض أتاكم رجل من سراة قومكم فما لكم بد من أن تتحفوه

(1) كذا بالأصل.
(2) بالأصل بالدال المهملة، والمثبت بالدال المعجمة عن القاموس، والمذيق: كأمير، اللبن الممزوج
بالماء (القاموس).
(3) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 6 / 127 والحاكم في المستدرك 3 / 642 وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد
9 / 386.
(4) في البيهقي: عبيد الله.
(5) تقرأ بالأصل " هزم " والمثبت عن البيهقي.
63

ولو مذقة قال فوضعت رأسي ونمت فأتى آت فناولني إناء فأخذته فشربته
فاستيقظت وقد كظني بطني فناولوني إناء وقالوا خذ قلت لا حاجة لي فيه
قالوا قد رأيناك تجهد قال قلت إن الله تعالى أطعمني وسقاني فأريتهم بطني
فأسلموا من عند آخرهم
قال (1): وأنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس القاسم بن القاسم السبار (2)
بمرو نا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنا الحسين بن
واقد حدثني أبو غالب عن أبي أمامة قال
أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أظنه قال لي باهلة (3) فأتيتهم وهم على طعام يعني
الدم فرحبوا بي وقالوا لي كل قال قلت إني لأنهاكم عن هذا الطعام وأنا
رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكذبوني وزبروني قال فانطلقت وأنا جائع ظمآن ونزل بي
جهد فنمت فأتيت في منامي بشربة من لبن وأنا جائع فشبعت ورويت وعظم بطني
فقال القوم أتاكم رجل من خياركم وأشرافكم فرددتموه اذهبوا إليه فأطعموه من
الطعام والشراب ما يشتهي فأتوني بطعام قال قلت لا حاجة لي في طعامكم
وشرابكم فإن الله قد أطعمني وسقاني فانظروا إلى حالتي التي أنا عليها فآمنوا بي وبما
جئتهم من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ وأبو علي الحسن بن المظفر وأبو
عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب قالوا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا
علي بن عمر بن محمد الحربي نا أبو حبيب العباس بن أحمد نا محمد بن
عبد الملك نا بشر نا أبو غالب صاحب أبي أمامه عن أبي أمامة قال
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قوم أدعوهم إلى الله وإلى رسوله وأعرض عليهم شرائع
الإسلام فأتيتهم وقد سقوا إبلهم (4) واحتلبوها وشربوا فلما رأوني قالوا مرحبا
بصدي بن عجلان قالوا بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل قال قلت لا ولكني

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 6 / 126.
(2) كذا، وفي البيهقي: السياري.
(3) في البيهقي: إلى أهله.
(4) غير مقروءة بالأصل، ولعل الصواب ما ارتأيناه.
64

آمنت بالله ورسوله وبعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه قال
فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة من دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها قال
قالوا هلم يا صدي قال قلت ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما
أنزله الله عليه قالوا وما ذاك قال فتلوت عليهم هذه الآية " حرمت عليكم الميتة
والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما
أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق
اليوم " (1) قال فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي فقلت لهم ويحكم أسقوني
شربة من ماء فإني شديد العطش قال وعلي عباء قالوا لا ولكن ندعك حتى تموت
عطشا قال فاغتممت وضربت برأسي في العباءة نمت في الرمضاء في حر شديد
قال فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس
شرابا ألذ منه فأمكنني منها فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت فلا والله ما
عطشت ولا غرثت بعد تلك الشربة
ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
الحافظ الإمام بن محمد نا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا (2) عبد الله بن أبي
دجانة نا محمد بن تمام نا مسيب بن واضح نا بقية عن محمد بن دينار عن أبي
راشد قال أخذ أبو أمامة بيدي ثم قال أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي ثم قال لي يا أبا
أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (3)، حدثني أبي نا ابن نمير (4)، نا مشعر عن أبي العباس (5) عن أبي

(1) سورة المائدة، الآية: 3 والزيادة السابقة عن التنزيل الكريم. وقوله: الموقوذة، هي التي ترمى أو
تضرب بحجر أو عصا حتى تموت من غير تذكية.
والمتردية: هي التي تتردى من العلو إلى السفل فتموت، كان ذلك من جبل أو في بئر ونحوه.
والنطيحة وهي الشاة تنطحها أخرى أو غير ذلك فتموت قبل أن تذكى وما أكل السبع: يريد كل ما افترسه
ذو ناب وأظفار من الحيوان كالأسد والنمر والثعلب والذئب والضبع.
(انظر تفسير القرطبي 6 / 48 وما بعدها تفسير سورة المائدة).
(2) بالأصل: " انا " والصواب ما أثبتناه.
(3) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 8 / 278 رقم 22243.
(4) عن المسند وبالأصل: عمير.
(5) في المسند: أبي العنبس.
65

العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال
خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متوكئ على عصا فقمنا إليه فقال لا تقوموا
كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا قال فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا فقال اللهم
اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا
شأننا كله فكأنا اشتهينا أن يزيدنا فقال قد جمعت لكم الأمر [* * * *]
ح أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا ابن حميد نا جرير عن ليث عن عبد الكريم بن أبي
المخارق عن أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا أحرك
شفتي فقال لم تحرك شفتيك فقلت أذكر الله فقال أفلا أدلك على من (1) هو
أكبر من ذكرك الليل ومع النهار والنهار مع الليل قال قلت بلى يا نبي الله قال قل
الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء (2) ما خلق والحمد لله عدد ما في السماوات
والأرض والحمد لله والأرض وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل
شئ وسبحان الله ملء كل شئ قال فكان أبو أمامة إذا حدث بهذا الحديث إنسانا
قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرني أن أعلمهن عقبي من بعدي فعلمهن عقبك [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو بكر البيهقي (3)، أنا أبو عبد الله (4)
الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عوف الطائي حدثنا
عبد القدوس بن الحجاج حدثني صفوان بن عمرو حدثني سليم بن عامر قال جاء
رجل إلى أبي أمامة فقال يا أبا أمامة إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك كلما
دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست قال أبو أمامة اللهم غفرا دعونا
عنكم وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ثم قرأ " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا
كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى

(1) في مختصر ابن منظور 11 / 80 شئ.
(2) بالأصل: ملأ.
(3) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 7 / 25 وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 387 ورواه الحاكم في
المستدرك 3 / 641، وذكره المزي في تهذيب الكمال 9 / 95 من طريق صفوان بن عمرو.
(4) سقط لفظ الجلالة من الأصل.
66

" " النور وكان بالمؤمنين رحيما " (1).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال أخبرتنا كريمة بنت أحمد إجازة وحدثني
عنها محمد بن أبي نصر الحميدي قالت أنبأ زاهر بن أحمد أنبأ أبو لبيد محمد بن
إدريس نا أبو همام نا بقية عن محمد بن زياد الألهاني قال
كنت آخذا بيد أبي أمامة صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) فانصرفت معه إلى بيته ولا يمر مسلم
لا صغير ولا أحد إلا قال سلام عليكم سلام عليكم فإذا انتهى إلى باب داره التفت
إلينا ثم قال أي أخي أمرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن نفشي السلام (2).
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو
بكر محمد بن إسماعيل قالا ثنا يحيى بن محمد بن صاعد أخبرنا الحسين بن
الحسن أبا عبد الله بن المبارك أنا إسماعيل بن عياش حدثني محمد بن زياد قال
رأيت أنا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده ويدعو ربه فقال
أبو أمامة أنت أنت لو كان هذا في بيتك (3).
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
الحسين بن الآبنوسي أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب نا يحيى بن محمد بن صاعد
نا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك نا سهل بن حصين نا زرارة الباهلي قال
قدمنا على أبي أمامة الشام فنزلنا عليه فأمرنا أن لا نغدو في حوائجنا حتى نتغدا
فنؤتي بقصعة من خبز ولحم فنأكل منها ما شئنا ثم نؤتى بعس من طلاء فنشرب منه
أريبا ثم نرجع إليه آخر النهار فنؤتي بمثلها فنأكل من تلك القصعة ونشرب من ذلك
العس
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون أنا أبو زرعة (4)، ثنا يحيى بن صالح نا يزيد بن زياد (5)، عن

(1) سورة الأحزاب، الآية: 43.
(2) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 95 - 96 من طريق بقية.
(3) المصدر السابق 9 / 96 من طريق إسماعيل بن عياش.
(4) تاريخ أبي زرعة 1 / 238.
(5) هو يزيد بن زياد القرشي الدمشقي (تهذيب التهذيب 11 / 328).
67

سليمان بن حبيب قال دخلت أنا ومكحول وابن أبي زكريا على أبي أمامة قال
فدخلنا على شيخ منطقه أجلد من منظره فقال مكحول لقد دخلنا على شيخ مجتمع
العقل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن أبي الجندي وأبو بكر القطان وأبو القاسم
عبد الرحمن بن أبي العقب قالوا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب نا أبو زرعة نا
يحيى بن صالح نا يزيد بن زياد القرشي نا سليمان بن حبيب المحاربي قال
دخلت على أبي أمامة مع مكحول وابن أبي زكريا فنظر إلى أسيافنا فرأى فيها شيئا
من وضح (1) فقال إن المدائن والأمصار فتحت بسيوف (2) ما فيها الذهب ولا الفضة
فقلنا إنه أقل من ذلك فقال هو ذاك أما إن أهل الجاهلية كانوا أسمح منكم كانوا لا
يرجون على الحسنة عشر أمثالها وأنتم ترجون ذلك ولا تفعلونه قال فقال مكحول
لما خرجنا من عنده لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل (3).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو الحسن علي بن
محمد بن طوق الطبراني أنا عبد الجبار بن عبد الله الخولاني (4) نا عون بن الحسن
نا بكر بن سهل نا عبد الله بن يوسف نا كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب قال
خرجت غازيا فلما مررت بحمص دخلت إلى سوقها أشتري ما لا غناء بالمسافر
عنه فلما نظرت إلى باب المسجد قلت لو إني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت
نظرت إلى ثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول وليس مكحولنا هذا في نفر من
أهل دمشق فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثنا شيئا ثم قالوا إنا نريد أبا أمامة
فقالوا وقمت معهم حتى دخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر وإذا عقله ومنطقه أفضل
مما نرى من منظره فقال في أول ما حدثنا إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته
عليكم فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بلغ ما أرسل به وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا فبلغوا
ما تسمعون ثلاثة كلهم ضامن على الله حتى يدخله الجنة أو يرجع بما نال من أجر

(1) الوضح: الدرهم الصحيح، يتخذ حلية (اللسان: وضح).
(2) بالأصل: " سيوف " والمثبت عن تهذيب الكمال).
(3) الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 96 من طريق يزيد بن زياد القرشي.
(4) الخبر في تاريخ داريا ط دار الفكر ص 100.
68

وغنيمة فاضل (1) فضل في سبيل الله حتى يدخل الجنة ويرجعه بما نال من أجر
وغنيمة (2) ورجل دخل بيته بسلام
قال ثم قال إن في جهنم جسرا له سبع قناطر على أوسطهن القضاء قال
فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له ماذا عليك من الدين قال
فيحسبه (3) ثم تلا هذه الآية " ولا يكتمون الله حديثا " (4) قال فيقول يا رب علي كذا
وكذا قال فيقال اقض دينك قال فيقول ما لي شئ ما أدري ما أقضي به قال
فيقال خذوا من حسناته قال فما زال يؤخذ من حسناته حتى ما يبقى له حسنة فإذا
فنيت حسناته قيل له قد فنيت حسناتك قال فيقال خذوا (5) من سيئات من يطلبه
فيركبوا عليه قال فلقد بلغني أن رجالا يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات فما زال
يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما يبقى لهم حسنة قال ثم يركب عليهم سيئات من يطلبهم
حتى يرد عليهم أمثال الجبال قال وسمعته يومئذ يتقدم (6) في الكذب تقدما ما
سمعت واعظا قط يتقدمه حتى إن كنت أقول لقد بلغ هذا السمج من كذب الناس شيئا
ما أدري ما هو ثم قال إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور
يهدي إلى النار وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة
قال فبينا هو يحدثنا إذ عقد ثم قال يا أيها الناس لأنتم أضل من أهل الجاهلية
إن الله جعل لأحدكم الدينار ينفقه في سبيل الله جل وعز بسبع مائة دينار والدرهم بسبع
مائة درهم ثم إنكم صائرون ممسكون أما والله لقد فتحت الفتوح بسيوف ما حليتها
الذهب والفضة ولكن حليتها العلابي (7) أو الآنك والحديد
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر

(1) في تاريخ داريا: " فاصل فصل " وفي مختصر ابن منظور 11 / 81 قاتل فقتل.
(2) بعدها في تاريخ داريا: ورجل توضأ ثم عمد إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يدخله الجنة أو
يرجعه بما نال من أجر وغنيمة (وهذا هو الرجل الثاني).
(3) في تاريخ داريا: " فيحبسه " والهامش عن نسخة: " قحيسبه " كالأصل، وفي مختصر ابن منظور 11 / 81.
فيجيبه.
(4) سورة النساء، الآية: 42.
(5) عن تاريخ داريا وبالأصل: خذ.
(6) بالأصل: فيقدم، والمثبت عن تاريخ داريا.
(7) العلابي: مشددة الياء: الرصاص، والآنك، نوع ردئ منه (القاموس).
69

أحمد بن يحيى الأذربجاني وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قالوا أنا
عبد الرحمن بن المظفر أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه أنا عيسى بن عمر بن
العباس أنا عبد الله بن عبد الرحمن المدائني أنا أبو المغيرة نا صفوان حدثني
سليم بن عامر قال كان أبو أمامة إذا قعد يجيئنا من الحديث بأمر عظيم ويقول لنا
اسمعوا واعقلوا وبلغوا عنا ما تسمعون قال سليم بمنزلة الذي يشهد على ما علم
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن الهيثم بن الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب أنا أبو نصر
محمد بن الحميدي أنا محمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنا أبي
ح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم (1)
تمام بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر
القطان وأبو القاسم بن أبي العقب
ح وأخبرنا جدي أبو الفضل يحيى وخالاي أبو المعالي محمد وأبو المكارم
سلطان ابنا يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي قالوا أنا أبو القاسم علي بن محمد
الفقيه أنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسين بن علي المعروف بابن طيب الوراق
أنبأ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر قالوا أنا علي بن يعقوب بن أبي
العقب
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون قالا نا أبو زرعة (2)، نا علي بن عياش (3) نا حريز (4) بن
عثمان نا حبيب بن عبيد (5) أنه قال إن أبا أمامة كان يحدث بالحديث كالرجل زاد ابن
السمرقندي الذي وقالوا يؤدي ما سمع

(1) بالأصل: أبو القاسم بن تمام، خطأ.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 543.
(3) عن أبي زرعة وبالأصل " عباس ".
(4) عن أبي زرعة، وبالأصل: " جرير " وانظر ترجمة حريز في سير الأعلام 7 / 79.
(5) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 187.
70

أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي (1) في كتابه إلي من
أصبهان قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأديب قال أنا أبو بكر
عبد الله بن محمد بن فورك العتاب نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل
قال نا دحيم نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة نا الوليد بن أبي السائب أن
الهيثم بن يزيد حدثه عن أبي أمامة
أنه عاد خالد بن يزيد بن معاوية وهو أمير على حمص فلما بصر به خالد ألقى
له مرفعته كان عليها متكئا من حرير فلما رآها تنحى عنها ثم جلس فقال هل
سمعت فيها شيئا يا أبا أمامة قال نعم سمعت أنه لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا
خلاق له في الآخرة وقال له أمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعته فسكت ثم قال أمن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعته فسكت ثم قال أمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعته فسكت ثلاثا ثم
قال اللهم غفرا كنا في قوم يحدثوا (2) ولا يكذبوا ولا نكذبهم
أخبرنا أبو محمد أنا أبو محمد أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (3)، نا علي بن
عياش (4)، نا حريز (5) بن عثمان حدثني سليمان بن عمير (6)، عن أبي أمامة أنه كان
يقول اعقلوا ولا أخال العقل إلا قد رفع لنحن (7) للحديث الذي كنا نسمعه على
عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) أعقل عليه منا على حديثكم اليوم
قال ونا أبو زرعة (8)، حدثني عبد الله بن ذكوان نا ابن وهب عن معاوية بن

(1) تقرأ بالأصل " المرحى " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ الفهارس ص 641 وانظر
ترجمته في سير الأعلام 19 / 320.
(2) كذا بالأصل، ولعل الصواب: " يحدثون ولا يكذبون " وفي مختصر ابن منظور 11 / 83 يحدثونا فلا
يكذبونا.
(3) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 543 - 544.
(4) عن أبي زرعة بالأصل " عباس ".
(5) عن أبي زرعة، وبالأصل " جرير " وانظر ترجمة حريز في سير الأعلام 7 / 79.
(6) كذا بالأصل، وفي أبي زرعة: " سليمان بن شمير " ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 135 " سلمان بن
سمير " وانظر الاكمال 4 / 373 ورجح " شمير " وضبطها في تقريب التهذيب سمير بالمهلة مصغرا.
وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب: سلمان.
(7) بالأصل: " الذي دفع تجسن الحديث " صوبنا العبارة عن أبي زرعة.
(8) تاريخ أبي زرعة 1 / 608.
71

صالح عن الحسن (1) بن جابر قال سألت أبا أمامة عن كتاب العلم فلم ير به بأسا
كذا قال والصواب سلمان
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو منصور بن الحسين وأحمد بن
محمود قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا عباس بن الجليل بن جابر أبو الجليل
الحمصي الطائي نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة
الحضرمي نا أبي عن نصر يعني ابن علقمة عن أخيه يعني محفوظ بن علقمة
عن ابن عائذ (2)، قال
وعظ أبو أمامة الباهلي فقال عليكم بالصبر فما أحببتم وكرهتم فنعم الخصلة
الصبر ولقد أعجبتكم (3) الدنيا وجرت لكم أذيالها ولبست ثيابها وزينتها إن أصحاب
نبيكم (صلى الله عليه وسلم) كانوا يجلسون بفناء بيوتهم يقولون نجلس فنسلم ويسلم علينا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفوارس عبد الباقي بن محمد بن
عبد الباقي بن أبي العيار قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي نا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا أبو الهيثم خالد بن مرداس السراج نا إسماعيل بن
عياش (4) عن (5) صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بشير اليحصبي قال سمعت أبا
أمامة الباهلي يقول حببوا الله إلى الناس يحببكم الله
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس ثنا علي بن عمر بن
محمد بن الحسن بن القزويني إملاء ثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري نا
عثمان بن الحسين القاضي أبو سعيد بعكبرا نا عبد الله بن يزيد المعاربي نا
عمار بن عبد الجبار نا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال
المؤمن في الدنيا بين أربعة بين مؤمن يحسده ومنافق يبغضه وكافر يقاتله وشيطان
قد يوكل به
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو علي

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 259.
(2) بالأصل: ابن عايد.
(3) بالأصل: " أعجبتم " ولعل الصواب ما أثبت، باعتبار السياق.
(4) بالأصل: " عباس " والصواب ما أثبت.
(5) بالأصل: " بن " خطأ والصواب ما أثبت.
72

أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر أنبأ أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر أنبأ أبي
أبو محمد (1) نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي نا إسماعيل بن عياش نا
عبد الله بن محمد عن (2) يحيى بن أبي كثير عن سعيد الأزدي قال
شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال لي يا سعيد إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا مات أحد من إخوانكم فنثرتم عليه التراب
فليقم رجل منكم عند رأسه ثم ليقل يا فلان بن فلان فإنه يستوي جالسا ثم ليقل يا
فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله ثم ليقل أذكر ما خرجت عليه من دار
الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإنك رضيت بالله عز وجل ربا
وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيا وبالإسلام دينا وبمحمد (3) (صلى الله عليه وسلم) نبيا فإنه إذا فعل ذلك أخذ منكر
ونكير أحدهما بيد صاحبه ثم يقول له أخرج بنا من عند هذا ما نصنع به وقد لقن حجته
ولكن الله عز وجل حجته دونهم فقال له رجل يا رسول الله فإن لم أعرف أمه قال
انسبه إلى حواء [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر حدثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثني أبو جعفر
محمد بن العباس بن أيوب الأخرم بأصبهان حدثنا أحمد بن هشام بن بهرام
المدائني نا محمد بن عمر نا خليد بن دعلج عن قتادة عن الحسن قال آخر من
مات من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة جابر بن عبد الله وبالبصرة أنس بن مالك
وبالكوفة عبد الله بن أبي أوفى وبالشام أبو أمامة الباهلي (4).
أخبرنا أبو محمد أيضا ثنا عبد العزيز أنا أبو محمد نا أبو الميمون نا أبو
زرعة (5)، قال قال محمد يعني ابن أبي عمر عن أبي عيينة قال قلت للأحوص (6):

(1) واسمه: عبد الله بن أحمد بن ربيعة، أبو محمد قاضي دمشق، ترجمته في سير الأعلام 15 / 315.
(2) بالأصل: بن.
(3) كذا مكررة بالأصل.
(4) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 69 من طريق الواقدي، ولم يذكر فيه إلا وفاة أبي أمامة.
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 241.
(6) هو الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي (ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 192).
73

من آخر من بقي بالشام أبو أمامة قال آخر من بقي بالشام عبد الله بن بسر (1).
قال سفيان وآخر من بقي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) بالبصرة أنس بن مالك وآخر
من بقي بالكوفة عبد الله بن أبي أوفى وآخر من بقي بالمدينة سهل بن سعد
قال ونا أبو زرعة (2)، حدثني خالد بن خلي (3) القاضي نا محمد بن حرب (4)،
حدثني حميد بن ربيعة القرشي قال رأيت المقدام بن معدي وأبا أمامة صدي بن
عجلان خارجين من عند الوليد بن عبد الملك عليهما برنسان
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن عمير نا أبو الحسن بن سميع
قال وأبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي قال أبو سعيد مات في إمرة الوليد بحمص
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد الشاهد أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (5) حدثني يزيد بن عبد ربه عن ابن عياش قال مات أبو أمامة
سنة إحدى وثمانين
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي وأخبرنا عمي رحمه الله أنا
الزينبي قراءة أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنا أبو الحسين محمد بن
المظفر أنا بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال في
تسمية من نزل حمص (6) أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي شهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) حجة
الوداع وهو ابن ثلاثين سنة ومات في سنة إحدى وثمانين ومنزله دنوه (7).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا مسدد بن

(1) بالأصل: بشر، والصواب عن أبي زرعة وأسد الغابة.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 240.
(3) تقرأ بالأصل: " حكى " والمثبت عن أبي زرعة، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 54.
(4) أبو عبد الله الحمصي، محمد بن حرب الخولاني، ترجمته في تهذيب التهذيب
9 / 109.
(5) تاريخ أبي زرعة 1 / 564.
(6) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 97.
(7) دنوة قرية على عشرة أميال من حمص (تهذيب الكمال 9 / 96).
74

علي بن عبد الله أنا أبي نا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل
حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو أمامة صدي بن عجلان سكن حمص ثم سلس
بوله فاستأذن الوالي إلى أن يصير إلى دنوة فأذن له فمات بها وخلف ابنا يقال له
المغلس (1).
قال ونا عبد الصمد قال سمعت لمحمد بن عوف يقول عن أبي اليمان قال
مات أبو أمامة سنة إحدى وثمانين في قرية يقال لها دنوة من حمص علي عشرة أميال
ومات في إمارة الوليد (2).
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو
نعيم نا سليمان بن أحمد نا أبو الزنباع نا يحيى بن بكير قال توفي أبو أمامة
الباهلي واسمه صدي بن عجلان سنة ست وثمانين وسنة إحدى وتسعون
قال ونا أبو حامد نا محمد بن إسحاق نا المفضل بن غسان
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أبو الفضل أنا أبو العلاء أنا أبو بكر أنا أبو
أمية بن المفضل نا أبي نا أبو الحسن المدائني قال توفي أبو أمامة سنة ست
وثمانين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري نا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال ومات أبو
أمامة الباهلي واسمه صدي بن عجلان سنة وثمانين وست وهو يومئذ ابن إحدى
وتسعين سنة
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنبأ أحمد بن
إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى التستري نا خليفة
العصفري قال وفيها يعني سنة ست وثمانين مات أبو أمامة الباهلي من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن محمد بن علي أنا

(1) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 96.
(2) المصدر السابق / الجزء والصفحة.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 292.
75

محمد بن عبد الرحمن بن العباس إجازة نا أبو محمد السكري
أخبرني أبو الحسن الصيرفي أخبرني أبي محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد
القاسم بن سلام قال سنة ست وثمانين فيها توفي أبو أمامة الباهلي بالشام واسمه
الصدي بن عجلان
قرأت على أبي محمد السلمي عن (1) أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال سنة ست وثمانين فيها مات أبو أمامة الباهلي
صدي بن عجلان وهو ابن إحدى وتسعين سنة.

(1) بالأصل: " بن " والصواب ما أثبت.
76

" ذكر من اسمه صعب "
2878 صعب بن سفيان الحارثي ويقال القيسي
شاعر من أهل الحجاز
وفد على عبد الملك بن مروان ويقال على يزيد بن عبد الملك وكتب إليه
بأبيات من شعره تقدمت في ترجمة شيبان بن الحارث وسيأتي في ترجمة عمرو بن مرة
الحنفي
2879 صعب بن مساحق
حكى عن عبد الملك بن مروان
روى عنه الهيثم بن عمران
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو الفتح نصر المقدسي وأبو محمد بن
فضيل
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد المؤدب أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو
الحسن بن عوف أنا أبو علي بن منير أنبأ أبو بكر بن خريم ثنا هشام بن عمار نا
الهيثم قال سمعت الصعب بن مساحق قال مات رجل من عنس بداريا فبلغ
عبد الملك فأرسل أن لا يدفنوه حتى آتي ففعلوا فلما فرغ من الجنازة أنزلوه في
مسجدهم فتغدى وأتي بعس من طلاء (2) فعب فيه ثم قال ما رأيت كاليوم شرابا أحلا
ولا أطيب فقال رجل منهم والله إن طبخناه إلا على النصف فقال عبد الملك
فعل الله بك وبطعامك وشرابك.

(1) بالأصل: " حريم " والصواب ما أثبت بالخاء المعجمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 428 واسمه
محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك، أبو بكر.
(2) الطلاء ككساء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه (اللسان - القاموس).
77

" ذكر من اسمه صعصعة "
2880 صعصعة بن سلام ويقال ابن عبد الله
أبو عبد الله (1)
من أهل دمشق سكن الأندلس وحدث بها وبمصر عن الأوزاعي وسعيد بن
عبد العزيز ومالك بن أنس
روى عنه موسى بن ربيعة الجمحي وأبو مروان عبد الملك بن حبيب بن
سليمان بن هارون الفقيه وعثمان بن أيوب بن الصلت أبو سعيد القرطبي
كتب إلى أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال أبو سعيد بن يونس صعصعة بن
سلام يكنى أبا عبد الله دمشقي قدم مصر يروي عن الأوزاعي روى عنه من أهل
مصر فيما علمت موسى بن ربيعة الجمحي ثم صار إلى الأندلس وكتب معه فيما هناك
وكان أول من دخل الأندلس ولم يزل بالأندلس إلى زمن هشام بن عبد الرحمن وتوفي
بها قريب من سنة ثمانين ومائة وذكر غير ابن يونس من علماء الأندلس أن صعصعة
توفي سنة اثنين (2) وتسعين ومائة بالجزيرة ودفن بها أيام الأمير الحكم فقام مقامه في
الفتيا عامر بن أبي جعفر وعبد الرحمن بن أبي موسى حين ماتا
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل عن أبي عبد الله محمد بن

(1) ترجمته في جذوة المقتبس ص 244 وتاريخ العلماء لابن الفرضي 1 / 203 وبغية الطلب الملتمس ص 324
العبر 1 / 309 شذرات الذهب 1 / 332 الوافي بالوفيات 16 / 308.
78

أبي نصر الحميدي الأندلسي (1) في تاريخ الأندلس تصنيفه قال صعصعة بن سلام
أندلسي فقيه من أصحاب الأوزاعي وهو أول من أدخل الأندلس مذهب الأوزاعي
مات سنة اثنين (2) وتسعين ومائة قاله أبو محمد علي بن أحمد وقال الحميدي وقال
أبو سعيد بن يونس أن صعصعة بن سلام دمشقي يكنا أبا عبد الله وذكر ما حكيناه
عن ابن يونس ثم قال ولعل أبا محمد علي بن أحمد نسبه إلى الأندلس لاستقراره
فيها وهكذا ذكر أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف (3) بن الفرضي (4) وفاته سنة
اثنين (2) وتسعين وقال كانت الفتيا دائرة عليه بالأندلس أيام الأمير عبد الرحمن بن
معاوية وصدرا من أيام هشام بن عبد الرحمن وولي الصلاة بقرطبة وفي أيامه (5)
غرست الشجر في المسجد الجامع وهو مذهب الأوزاعي والشاميين ويكرهه مالك
وأصحابه روى عنه من أهل الأندلس عبد الملك بن حبيب وعثمان بن أيوب
وغيرهما وقد ذكره عبد الملك في كتاب الفقهاء
2881 صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس (6)
ابن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم
ابن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أقصى بن عبد القيس بن أفصى
ابن جديلة بن دعمي بن أسد بن ربيعة بن نزار (7)
أبو عمر (8)، ويقال أبو طلحة العبدي أخو زيد بن صوحان
من أهل الكوفة

(1) اسم كتابه: جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، انظر صفحة 244 ترجمة رقم 510.
(2) كذا بالأصل.
(3) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.
(4) راجع تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص 203 رقم 610.
(5) بالأصل: " أيام غرسه " والمثبت عن ابن الفرضي.
(6) عن مصادر ترجمته وبالأصل: الهجر.
(7) ثمة اختلاف في عامود نسبه في مصادر ترجمته، قارن ذلك، وراجع ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 100
وتهذيب التهذيب 2 / 551 وأسد الغابة 2 / 403 والإصابة 2 / 186 و 200 والاستيعاب 2 / 196 هامش
الإصابة: والوافي بالوفيات 16 / 309 وسير الأعلام 3 / 528.
(8) في تهذيب الكمال: أبو عمرو.
79

روى عن علي وشهد معه صفين وأمره على بعض الكراديس وروى عن ابن
عباس
وروى عنه إسحاق (1)، والشعبي وعبد الله بن بريدة ومالك بن عمير
والمنهال بن عمرو ومضر (2) والد موسى بن مضر وسيره عثمان إلى الشام ثم قدم
دمشق على معاوية
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن
عبد الله بن محمد نا أبو عروبة نا جدي عمرو بن أبي عمرو نا أبو يوسف نا
الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو عن صعصعة بن صوحان عن علي بن أبي
طالب قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يستمتع (3) من الحرير بشئ [* * * *]
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا
عمر بن محمد بن الزيات أنبأ
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب أنا حسن بن
غالب بن علي الحرقي قالا أنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد نا جعفر
الفريابي نا أبو بكر بن أبي شيبة نا عباد بن العوام عن إسماعيل بن سعيد عن
مالك بن عمرو
أن صعصعة بن صوحان أتى عليا فسلم عليه فقال يا أمير المؤمنين انهنا عما نهاك
عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال نهانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الدباء والحنتم والنقير زاد الزيات
والجعد وحلق الذهب وعن لبس الحرير ولبس القسي (4) والميثرة (5)
الحمراء

(1) كذا بالأصل وهو خطأ، والصواب كما في تهذيب الكمال: أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي،
وانظر سير الأعلام والوافي بالوفيات.
(2) تهذيب الكمال: مطير والد موسى بن مطير.
(3) بالأصل: " تستنقع " إعجامها مضطرب، والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 84.
(4) القسي: ثياب من كتاب مخلوط بحرير، يؤتى بها من مصر، نسبة إلى قرية على شاطئ البحر، قريبة من
تنيس يقال لها: القس (ياقوت واللسان).
(5) الميثرة: وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب (اللسان).
80

وهكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الواحد بن زياد ومروان بن
معاوية الفزاري عن إسماعيل بن سميع ولم يذكرا صعصعة في إسناده
فأما حديث خالد
فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو
القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي نا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن
محمد بن الصباح الجرجرائي (1) نا وهب بن بقية الواسطي أنا خالد بن عبد الله عن
إسماعيل عن مالك بن عمير قال
إني لقاعد مع علي إذ جاءه صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين انهنا عما
نهاك عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نهانا عن الدباء والحنتم والنقير والميثرة الحمراء
ونهانا عن لبس الحرير ونهانا عن لبس القسي وعن حلق الذهب قال وكساني
النبي (صلى الله عليه وسلم) بردين من حرير فخرجت فيهما إلى الناس لينظروا إلى كسوة النبي (صلى الله عليه وسلم) علي
فرأهما علي فأمرني بنزعهما فأعطا أحدهما فاطمة وشق الآخر باثنين لبعض نسائه
ورواه شعبة عن إسماعيل بن سميع فقال جاء زيد بن صوحان بدل صعصعة
أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن
العباس أنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن القزويني الزاهد نا أبو بكر
أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا عبد الله بن محمد البغوي نا أحمد بن حنبل نا
محمد بن جعفر نا شعبة عن إسماعيل بن سميع حدثني بن صوحان إلى علي فقال حدثني ما نهاك عنه رسول مالك بن عمير قال
جاء زيد الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
نهاني عن خاتم الذهب وعن الحرير وعن القسي وعن الميثرة الحمراء
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا
أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود نا المغيرة بن عبد الرحمن
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو عروبة الحراني نا المغيرة بن عبد الرحمن الحراني نا موسى

(1) بالأصل: الجرجراني، انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 196.
والجرجرائي نسبة إلى جرجرايا (انظر الأنساب ومعجم البلدان).
81

يحيى بن السكن نا شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن عبد الله بن بريدة وفي
حديث الخلال عن ابن (1) بريدة عن صعصعة بن صوحان عن علي قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث الخلال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن من البيان سحرا وإن من الشعر
حكما وفي حديث الخلال لسحرا وإن من الشعر لحكما وإن من طلب العلم جهلا
وفي حديث الخلال لجهلا وإن من القول عيالا
وقد روى هذا عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وتفسيره عن صعصعة
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا محمد بن إسحاق نا سعيد الجرمي (2)، نا أبو
تميلة (3)، نا أبو جعفر النحوي عبد الله بن ثابت حدثني صخر بن عبد الله بن بريدة
عن أبيه عن جده قال
بينما هو جالس بالكوفة في مجلس مع أصحابه فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إن من البيان سحرا فإن من العلم جهلا وإن من الشعر حكما وإن من القول
عيالا فقال صعصعة بن صوحان وهو أحدث القوم سنا صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولو لم
يقلها كان كذلك سمعه رجل من الجلساء فقال له بعدما تصدع القوم من مجلسهم ما
حملك على ما قلت صدق نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ولو لم يقلها كان كذلك قال بلى أما قول
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إن من البيان سحرا فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من
صاحب الحق فيسخر القوم ببيانه فيذهب بالحق وهو عليه وأما قوله إن من العلم
جهلا تكلف العالم إلى علمه ما لا يعلمه فيجهله ذلك وأما قوله إن من الشعر حكما
فهي هذه المواعظ والأمثال التي يتغنى بها الناس فإما قوله إن من القول عيالا فعرضك
كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده
رواه غيره عن الجرمي (2) عن أبي تميلة فقال حدثنا أبو جعفر النحوي

(1) بالأصل: " أبي " وما أثبتناه اقتضاه السياق.
(2) بالأصل: الحرمي، والصواب " الجرمي " انظر الحاشية التالية.
(3) مهملة بدون نقط بالأصل، والصواب ما أثبت، وضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب، واسمه:
يحيى بن واضح، ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 248 يروي عنه... وسعيد بن محمد الجرمي
يروي عن... وأبي جعفر عبد الله بن ثابت النحوي.
82

عن (1) عبد الله بن ثابت
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر أنا أبو محمد أحمد بن علي بن
الحسن بن أبي عثمان وأبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد العاصمي قالا أنا
القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر أنا أبو علي الحسين بن
صفوان البردعي نا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي نا سعيد بن محمد الجرمي نا
أبو تميلة نا أبو جعفر النحوي عن (1) عبد الله بن ثابت حدثني صخر بن عبد الله بن
بريدة عن أبيه عن جده قال
بينا هو جالس بالكوفة في مجلس مع أصحابه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إن من البيان سحرا وإن من العلم جهلا وإن من الشعر حكما وإن من القول عيالا
قال فقال صعصعة بن صوحان وهو أحدث القوم سنا صدق الله ورسوله ولو لم
يقلها كان كذلك قال فتوسمه رجل من الجلساء فقال له بعدما تصدق (2) القوم من
مجلسهم ما حملك على أن قلت صدق نبي الله ولو لم تقلها كان كذلك قال بلى
أما قول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن من البيان سحرا فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج
من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق وهو عليه وأما قوله إن من
العلم جهلا تكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك وأما قوله إن من الشعر
حكما فهي هذه المواعظ والأمثال التي يعظ بها وأما قوله إن من القول عيالا
فعرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نا عبد العزيز الصوفي
ح وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد أنا جدي أبو عبد الله
قالا ثنا محمد بن عوف بن أحمد المزني أنا أبو العباس محمد بن العباس بن
موسى بن الحسين بن السمسار أنا محمد بن خريم (3) نا هشام بن عمار نا

(1) كذا بالأصل، وهو خطأ، عبد الله بن ثابت، كنيته أبو جعفر، والصواب حذف " عن " فهي مقحمة، انظر
ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 48 (ط دار الفكر) وانظر ترجمة صخر بن عبد الله بن بريدة في تهذيب
الكمال 9 / 72.
(2) كذا بالأصل هنا، وفي الرواية السابقة: تصدع.
(3) بالأصل: " حريم " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر قريبا.
83

إبراهيم بن أعين نا عقبة بن عبد الله الأصم العبدي قال سمعت حميد بن هلال
العدوي قال قام صعصعة بن صوحان العبدي إلى عثمان بن عفان وهو على المنبر
فقال يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك اعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أمتك قال
أسامع أنت مطيع قال نعم قال فاخرج إلى الشام قال فطلق امرأته كراهة أن
يعضلها (1)، وكانوا يرون الطاعة عليهم حقا
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي
المقرئ الخياط أنا أبو الحسين أحمد بن علي السوسنجردي (2)، أنا أبو جعفر
الكاتب أنا أخي أبو طالب أنبأ محمد بن مروان السعيدي حدثني محمد بن أحمد بن
سليمان الخزاعي عن سليمان وهو ابن أبي شيخ عن محمد بن الحكم عن عوانة
قال قدم على معاوية قوم من أهل الكوفة فيهم صعصعة بن صوحان العبدي
وعبد الله بن الكواء اليشكري فأنزلهم معاوية دارا من دور دمشق وذكر حكاية ستأتي
في ترجمة ابن الكواء
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل أحمد بن
الحسن قالا أنا أبو الحسين محمد بن
الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن
خياط (3) قال زيد بن صوحان وساق نسبه كما قدمنا في ترجمته ثم قال وأخواه
صعصعة وسيحان ابنا صوحان قتل سيحان يوم الجمل يكنى صعصعة أبا عكرمة
نا عمي رحمه الله أنا أبو طالب يوسف قراءة أنا أبو محمد الجوهري
قراءة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري انا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الأولى
من أهل الكوفة صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن

(1) رسمها وإعجامها مضطربان، والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 85.
(2) ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى سوسنجرد قرية بنواحي بغداد.
(3) انظر طبقات خليفة بن خياط ص 243 رقم 1024 و 1025 و 1026.
(4) طبقات ابن سعد 6 / 221.
84

حدرجان بن عساس (1) بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن
وديعة بن أقصى بن عبد القيس بن ربيعة وكان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه وأمه
وكان صعصعة يكنى أبا طلحة وكان من أهل الخطط بالكوفة وكان خطيبا وكان من
أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان
وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة وكان الراية يوم الجمل في يده فقتل فأخذها
زيد فقتل وأخذها صعصعة
وقد روى صعصعة عن علي بن أبي طالب قال قلت لعلي انهنا عما نهى عنه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عن صعصعة أيضا عن عبد الله بن عباس وتوفي صعصعة
بالكوفة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وكان ثقة قليل الحديث وهكذا نسبة
يعقوب بن شيبة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأ يوسف بن
رباح بن علي أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن المهندس نا أبو بشر الدولابي نا
معاوية بن صالح قال سمعت ابن معين يقول في تسمية أهل الكوفة صعصعة بن
صوحان أدرك عليا
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل (2) قال صعصعة بن صوحان العبدي عن علي قال قال عبد الله بن محمد نا
يحيى بن آدم نا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن صعصعة بن صوحان عن
علي نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن حلقة الذهب والقسية والميثرة (3) والجعة
وقال شعبة عن إسرائيل وإسحاق (4)، عن أبي هبيرة (5)، عن علي قال نهى
النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه الشعبي توفي بعد أخيه زيد أدرك خلافة يزيد بن معاوية وقال

(1) عن ابن سعد، ورسمها بالأصل: " عباس ".
(2) التاريخ الكبير 4 / 319.
(3) رسمها بالأصل: " والمسسرة " والمثبت عن البخاري.
(4) في البخاري: عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
(5) البخاري: عن هبيرة.
85

أبو تميلة عن حسين عن أبي بريدة (1): سمعت صعصعة
ح في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا (2) ابن أبي حاتم (3)،
قال صعصعة بن صوحان العبدي روى عنه أبو (4) إسحاق ومالك بن عمير سمعت
أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5) ثنا محمد بن علي بن محمد المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن
أحمد بن علي المقرئ أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم عن عدي قال قال ابن عباس صعصعة بن صوحان يكنى أبا
عمرو
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا عبد الملك بن
محمود أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال صعصعة بن
صوحان أبو عمرو
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسن نا عمرو بن علي الفلاس قال صعصعة بن
صوحان يكنى أبا عمرو
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عمرو ويقال أبو عكرمة صعصعة بن صوحان بن
حجر بن الهجر (6) بن عجل بن عمرو بن وديعة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس

(1) البخاري: " عن حنش عن ابن بريدة " وهو الأشبه.
(2) بالأصل: " أنا أبو حاتم " والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد ممالة.
(3) الخبر في الجرح والتعديل 4 / 446.
(4) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(5) بالأصل: " المحلي " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر كثيرا.
(6) كذا، ومر: الهجرس.
86

ويقال ابن الهجر (1) بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن
وديعة بن عمرو بن وديعة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس أخو زيد بن صوحان
وسيحان سمع علي بن أبي طالب روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأبو سهل
عبد الله بن بريدة
أخبرنا محمد بن صالح نا الحسين ثنا عمرو بن علي قال صعصعة بن
صوحان يكنى أبا عمرو
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها ثنا عبد العزيز لفظا أنا تمام بن محمد
إجازة حدثني أبي أخبرني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة ثنا جعفر بن
محمد بن أبي عثمان الطيالسي قال سمعت يحيى بن معين يقول صعصعة بن
صوحان أبو طلحة
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)، أنا أبو بكر الصفار أنا أبو بكر الحافظ أنا أبو
أحمد ثنا محمد نا موسى نا خليفة قال صعصعة وسيحان ابنا صوحان قتل سيحان
يوم الجمل يكنى صعصعة أبا عكرمة
ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر الواسطي أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن
غسان نا أبي قال قال أبو زكريا زيد بن صوحان وأخواه (3) صعصعة وسيحان ابنا
صوحان خطباء بني عبد القيس
أنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن
يزداد قالا أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم
الشيرازي أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال أنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا محمد بن سعيد الأصبهاني أنا شريك عن
مصعب أبي قدامة العبدي قال دخل علي على صعصعة يعوده فقال لي علي لا تتخذ

(1) كذا، ومر: الهجرس.
(2) بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، والصواب بالذال المعجمة، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ
(الفهارس).
(3) بالأصل: وأخوه، والصواب ما أثبت.
87

بها أبهة على قومك أن عادك أهل بيت نبيك (1) (صلى الله عليه وسلم) في مرضك قال بلى من علي من
الله أن أعادني أهل بيت نبيي في مرضي قال فقال له علي إنك والله ما علمت خفيف
المؤونة حسن المعونة فقال له صعصعة وأنت والله ما علمت بالله عليم والله في
عينك عظيم
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين الطيوري أنبأ عبد
الباقي بن عبد الكريم الشيرازي
ح وأنبأنا أبو سعيد بن الطيوري عن عبد العزيز الأزجي قالا أنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حمة نا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة
حدثني جدي يعقوب نا موسى بن إسماعيل المنقري نا حماد بن سلمة أنا علي بن
زيد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن صعصعة بن صوحان
قام ذات يوم فتكلم فأكثر فقال عثمان يا أيها الناس إن هذا البجباج (2) النفاج (3)
ما تدري من الله ولا أين الله قال صعصعة أما قولك ما أدري من الله فإن الله ربنا ورب
آبائنا الأولين وأما قولك لا أدري أين الله فإن الله بالمرصاد ثم قرأ " أذن للذين
يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " (4) حتى فرغ من هذه الآيات فقال
يعني عثمان ويحك ما نزلت هذه الآية إلا في وفي أصحابنا أخرجنا من مكة بغير
حق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطيوري أنبأ أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (5)، نا أبو بكر الحميدي نا سفيان نا مجالد
قال سمعت الشعبي يقول للمغيرة بن سعيد أيا مغيرة عن من تروي هذه الأحاديث
فقال أروي عن صعصعة فقال الشعبي (6): إن شئت حدثتك بكل ما سمعت من
صعصعة أرسل إليه المغيرة بن شعبة فسأله عن عثمان فذكر صعصعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) تقرأ بالأصل: " بينك " والصواب ما أثبت.
(2) البجباج، الرجل البادن الممتلئ.
(3) رجل نفاج: يتمدح بما ليس فيه.
(4) سورة الحج، الآية: 39.
(5) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 581.
(6) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل: للشعبي.
88

فعزروه وأثنى عليه بما هو أهله ثم ذكر أبا بكر فقال هو أول من جمع المصحف وورث
الكلالة ثم ذكر عمر فقال هو أول من دون الدواوين ومصر الأمصار وخلط الشدة
باللبن ثم ذكر عثمان فقال كانت إمارته قدرا وكانت قتله قدرا (1) فقال له المغيرة
أسكن كانت امارته قدرا وكان قتله قدرا فقال له صعصعة بن صوحان دعوتني
فأجبت واستنطقتني فنطقت وأسكتني فسكت
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلم الفرضي وأبو القاسم بن الحسين بن
الحسن الأسدي بقراءتي عليه أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو النعمان تراب بن
عمر بن محمد بن عبيد الكاتب بمصر نا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
الناصح بن شجاع الفقيه نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي ببيت لهيا
نا علي بن عبد الله بن جعفر نا سفيان عن مجالد قال أقام المغيرة صعصعة بن
صوحان فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر أبا بكر فقرظه وأثنى عليه وقال هو أول
من ورث الكلالة وجمع المصحف وذكر عمر فقرظه وأثنى عليه وقال هو أول من
دون الدواوين وفرض الفرائض ومصر الأمصار ثم ذكر عثمان فقرظه وأثنى عليه
وقال كانت إمرته قدرا وكان قتله قدرا دعوتني فأجبت (3)، وأمرتني فخطبت
وصمتني فصمت
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة الله بن الحبوبي (4)، قالا أنا أبو القاسم
علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر نا
خيثمة بن سليمان الأطرابلسي نا محمد بن الحسين الحسني نا أبو نعيم نا حبان بن
علي عن مجالد عن الشعبي قال
أمر المغيرة بن شعبة صعصعة بن صوحان أن أخطب الناس قال فتكلم
فحمد الله وأثنى عليه فقال إن الله عز وجل بعث محمدا (صلى الله عليه وسلم) حين درست الآثار
وتهدمت الجدار فبلغ ما أرسل به قال فذكر حين قبضه الله عز وجل ثم وصل

(1) في المعرفة والتاريخ: ضررا.
(2) بالأصل: " أبو الحسين " والصواب ما أثبت، والزيادة للإيضاح، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 642.
(3) عن هامش الأصل.
(4) بالأصل: " الحوني " خطأ والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة - عاصم - عائذ (الفهارس ص 627)،
ترجمته في سير الأعلام 20 / 357.
89

واستخلف أبو بكر رضي الله عنه فأقام المصحف وورث الكلالة وكان قويا في أمر الله
عز وجل ثم قبض أبو بكر رضي الله عنه واستخلف عمر فمصر الأمصار وفرض
العطاء وكان قوما في أمر الله تعالى ثم قبض عمر رضي الله عنه ورحمه واجتمع الناس
على عثمان فكانت (1) خلافته قدرا وقتله قدرا رحمه الله
قال المغيرة انظروا ما يقول قال أنت أمرتني أن أخطب فخطبت وأمرتني أن
أجلس فجلست صح عن حمزة
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن (2) رشأ بن نا محمد نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم عن علي بن
إبراهيم بن الحسين بن محمد بن يحيى بن العباس نا يموت بن المزرع ثنا
خالي الجاحظ ثنا علي بن عامر بن عبد العزيز قال قال الزهري
سئل صعصعة بن صوحان كيف كان عمر بن الخطاب فقال خاف ربه
وملك وضبط أمره وأتعب من بعده قالوا فعثمان قال مسلما معضبا منهملا
مستكفيا قيل فعلي قال لم (3) مسند بدله لرأيه ولا مستقصر لرأيه جمع السلم
والإسلام قال فمعاوية قال صانع الدنيا فاقتلدها وضيع الآخرة فنبذها وكان
صاحب من أطعمه وأخافه قيل فزياد قال رفيق الساسة سنته الشر بالعلانية قيل
فعمرو بن العاص قال رجل بدهة وكاشف كربة إن حدث غلب وإن قارب أرب
قيل فالمغيرة قال خلو الصداقة من العدواة ضخم الدسيعة على أبهة فيه (4)،
قيل فالزبير قال سيد الناس عالم بالمراس راغبا في التجارة وليس من رجال
الإمارة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد أنبأ عفان بن مسلم نا
حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن زرارة بن أوفى أن معاوية خطب الناس فقال يا

(1) بالأصل: فكان.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) غير مقروءة بالأصل.
(4) غير مقروءة بالأصل.
90

أيها الناس إنا نحن أحق بهذا الأمر نحن شجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبيضته التي انتقلت عنه
ونحن ونحن فقال صعصعة فأين بنو هاشم منكم قال نحن أسوس منهم وهم خير
منا قال أمرنا بالطاعة وقال فيها إنا لكم جنة قال فقال صعصعة فإذا احترقت
الجنة فكيف نصنع فقال يا أيها الناس ها إن هذا ترابي فقال إني ترابي (1) خلقت
من التراب وإلى التراب أصير
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد نا أحمد
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأ جدي أبو عبد الله قالا أنا أبو
الحسين بن عوف أنبأ أبو العباس محمد بن موسى أنبأ أبو بكر بن خريم (2)، نا
هشام بن عمار نا إبراهيم بن أعين نا إسماعيل بن يحيى الشيباني عن أبي سنان
الشيباني عن عطاء بن أبي رباح
أن صعصعة بن صوحان العبدي دخل على معاوية بن أبي سفيان فلم يسلم عليه
بالخلافة فقال له ممن أنت قال من نزار قال قال وما نزار قال كان إذا غزا
احتوش (3) وإذا انصرف انكمش (4) وإذا لقي افترش (5)، قال فمن أي ولده أنت قال
من ربيعة قال وما ربيعة قال كان يغزو بالخيل ويغير بالليل ويجود بالنبل قال
فمن أي ولده أنت قال من أسد قال وما أسد قال كان إذا طلب أقصى وإذا
أدرك أرضى وإذا آب أنضى قال فمن أي ولده أنت قال من دعمي قال وما
دعمي قال كان يطيل النجاد ويعد الجياد ويحيد الجلاد قال فمن أي ولده أنت
قال من أفصى قال وما أفصى قال كان ينزل القارات ويحسن الغارات ويحمي
الجارات قال فمن أي ولده أنت قال من عبد القيس قال وما عبد القيس قال
أبطال ذادة حجاحجة سادة صناديد قادة فمن أي ولده أنت قال من أفصى قال وما أفصى
قال كان يباشر القتال ويعاشر الأبطال ويبذر الأموال قال ومن
أي ولده أنت قال من عمرو قال ومن عمرو قال كانوا يستعملون السيف

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 11 / 87.
(2) بالأصل: حريم، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر قريبا.
(3) احتوش، يقال احتوش القوم فلانا وتحاوشوه بينهم: جعلوه وسطهم (اللسان).
(4) انكمش في أمره: جد.
(5) في اللسان: فرش: لقي فلان فلانا فافترشه إذا صرعه.
91

ويكرمون الضيف في الشتاء والصيف قال فمن أي ولده أنت قال من عجل قال
وما عجل قال ليوث ضراغمة قروم قشاعمة ملوك قماقمة (1)، قال فمن أي ولده
أنت قال من مالك قال وما مالك قال قال الهمام والقمقام القمقام قال يا ابن
صوحان ما تركت لهذا الحي من قريش شيئا قال بلى تركت لهم الوبر والمدر
والأبيض والأصفر والصفا والمشعر والقبة والمنحر والسرير والمنبر والملك إلى
المحشر ومن الآن إلى المنشر قال أما والله يا ابن صوحان إن كنت لأبغض أن أراك
خطيبا قال إني والله إن كنت لأبغض أن أراك أميرا
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر أنا علي بن الخضر بن
سليمان أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد
السلمي أخبرني الوليد وعبد الرحمن ابنا محمد بن العباس بن الدرفس (2) قالا
أنا وزيرة (3) بن محمد بن وزيرة نا القاسم بن عيسى نا رحمة بن مصعب عن
مجالد عن الشعبي قال
خطب الناس معاوية فقال لو أن أبا سفيان ولد الناس كلهم كانوا أكياسا فوثب
إليه صعصعة بن صوحان فقال قد ولد الناس كلهم من هو خير من أبي سفيان آدم عليه
الصلاة والسلام فمنهم الأحمق والكيس فقال (4) معاوية إن أرضنا قريبة من
المحشر فقال له صعصعة إن المحشر لا يبعد على مؤمن ولا يقرب من كافر قال معاوية
إن أرضنا أرض مقدسة قال له صعصعة إن الأرض لا يقدسها شئ ولا
ينجسها إنما يقدسها الأعمال فقال له معاوية عباد اتخذوا الله وليا واتخذوا خلفاءه جنة
يحترزوا بها فقال له صعصعة كيف كيف وقد عطلت السنة وأحقرت الذمة فصارت
عشواء مطلخمة في دهياء مدلهمة قد استوعبتها الأحداث وتمكنت منها الأمكاث فقال له
معاوية يا صعصعة لأن تقعي على ظلعك خير لك ممن استبرأ رأيك وأبدا ضعفك
تعرض بالحسن بن علي علي ولقد هممت أن أبعث إليه فقال له صعصعة أي والله
وجدتهم أكرمكم حدودا وأحباكم حدودا وأوفاكم عهودا ولو بعثت إليه لوجدته في

(1) قماقمة جمع فمقام وهو السيد الكثير الخير، الواسع الفضل (اللسان).
(2) انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 245.
(3) ضبطت عن تبصير المنتبه.
(4) بالأصل: فقال إن معاوية.
92

الرأي أريبا وفي الأمر صليبا (1) وفي الكرم نجيبا يلدغك بحرارة لسانه ويقرعك بما لا
يستطيع إنكاره فقال له معاوية والله لأجفينك عن الوساد ولأشردن بك في البلاد
فقال له صعصعة والله إن في الأرض لسعة وإن في فراقك لدغة قال له معاوية والله
لأحبس عطاءك قال إن كان ذلك بيدك فافعل إن العطاء وفضائل النعماء في ملكوت
من لا تنفذ خزائنه ولا يبيد عطاؤه ولا يجنيه في قضيته فقال له معاوية لقد استقلت
فقال له صعصعة مهلا لم أقل جهلا ولم أستحل قتلا لا تقتل النفس التي حرم الله إلا
بالحق ومن قتل مظلوما كان الله لقاتله مقيما يرهقه أليما ويجرعه حميما ويصلبه
جحيما فقال معاوية لعمرو بن العاص أكفناه فقال له عمرو وما يجهمك لسلطانك
فقال له صعصعة ويلي عليك يا ماوي مطردي أهل الفساد ومعادي أهل الرشاد فسكت
عنه عمرو
في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا
الحسن بن محمد بن يوه أنا أبو الحسن اللنباني (2)، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
أبو الخطاب البصري حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثني الفضل أن وفدا من أهل
العراق قدموا على معاوية فيهم صعصعة بن صوحان فقال لهم معاوية مرحبا بكم
وأهلا قدمتم خير مقدم قدمتم على خليفتكم وهو جنة لكم وقدمتم أرضا بها قبور
الأنبياء وقدمتم الأرض المقدسة وأرض المحشر فقال صعصعة أما قولك مرحبا
بكم وأهلا فذاك من قدم على الله والله عنه راض وأما قولك قدمتم على خليفتكم
وهو جنة لكم فكيف لنا بالجنة إذا احترقت وأما قولك قدمتم الأرض المقدسة فإنها
لا تقدس كافرا وأما قولك قدمت الأرض المحشر فإنه لا يضر بعدها مؤمنا ولا
ينفع قربها كافرا قال اسكت لا أرض لك قال ولا لك يا معاوية إنما الأرض لله
يورثها من يشاء من عباده قال أما والله لقد كنت أبغض أن أراك خطيبا قال وأنا والله
لقد كنت أبغض أراك خليفة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم

(1) الأصل: صلبيا.
(2) الأصل: البناني.
93

نا سيف بن عمر عن (1) محمد وطلحة قال (2) وكان سعيد بن العاص لا يغشاه إلا
نازلة أهل الكوفة ووجود أهل الإمام وأهل القادسية وقراء أهل البصرة (3)
والمتسمتون (4)، فكان هؤلاء دخلته إذا خلا فأما إذا جلس للناس فإنه يدخل عليه كل
أحد فجلس للناس يوما فدخلوا عليه فبينا هم جلوس يتحدثون فقال حبيش (5) بن
فلان الأسدي ما أجود طلح بن عبيد الله فقال سعيد بن العاص إن من له مثل
النشاستج لحقيق أن يكون (6) جوادا والله لو أن لي مثله لأعاشكم الله به عيشا رغدا
فقال عبد الرحمن بن حبيش (5) وهو حدث والله لوددت أن هذا الملطاط لك يعني
ما كان لآل كسرى على جانب الفرات الذي يلي الكوفة فقالوا فض الله فاك (7) قال
والله لقد هممنا بك فقال حبيش (5) غلام فما تجاوزوه فقالوا له يتمنى له من
سوادنا قال ويتمنا لكم أضعافه قالوا لا يتمنا له ولا لنا ما هذا بكم قالوا أنت
والله أمرته بهذا فقام إليه الأشتر وابن ذي الحبكة وجندب وصعصعة وابن الكواء
وكميل وعمير بن ضابئ فأخذوه فذهب أبوه ليمنعهم فأخذوه فضربوهما حتى
غشي عليهما وجعل سعيد يناشدهم ويأبون حتى قضوا منهما وطرا وسمعت بذلك
بنو أسد فجاءوا فيهم طلحة (8)، فأحاطوا بالقصر وركبت القبائل فعادوا (9) سعيد
وقالوا قلنا وتخلصنا
فخرج سعيد إلى الناس فقال يا أيها الناس قوم تنازعوا وتهاووا وقد رزق الله
العافية وقعدوا وعادوا في حديثهم فتراجعوا فعلهم وردهم وأفاق الرجلان فقال
أبكما حياة قالا قتلتنا غاشيتك قال لا يغشوني والله أبدا فاحفظا على ألسنتكما ولا
تخربا على الناس ففعلا ولما انقطع رجاء أولئك النفر من ذلك قعدوا في بيوتهم

(1) بالأصل: بن.
(2) الخبر في تاريخ الطبري (ط بيروت 2 / 634) حوادث سنة 33.
(3) عن الطبري وبالأصل: المصر.
(4) عن الطبري وبالأصل: والمتسمتين.
(5) في الطبري) خنيس.
(6) زيادة عن الطبري.
(7) بالأصل: " افض الله قال " وصوبت العبارة عن الطبري.
(8) في الطبري: طليحة.
(9) العبارة في الطبري: فعاذوا بسعيد، وقالوا: أفلتنا وخلصنا " وهذا أشبه.
94

وأقبلوا على الإذاعة والضعة حتى لامه أهل الكوفة في أمرهم فقال هذا أميركم وقد
نهاني أن أحرك شيئا فمن أراد منكم أن يحركه فليحركه
فكتب أشراف أهل الكوفة وصلحاؤهم إلى عثمان في إخراجهم فكتب إذا
اجتمع ملاؤكم على ذلك فالحقوهم بمعاوية فأخرجوهم فذلوا وانقادوا حتى أتوه وهم
بضعة عشر وكتبوا إلى عثمان بذلك فكتب إلى معاوية إن أهل الكوفة قد أخرجوا
إليك نفرا خلقوا للفتنة فرعهم وقم عليهم فإن آنست منهم رشدا فأقبل منهم فإن أعيوك
فارددهم عليه فلما قدموا على معاوية رحب بهم وأنزلهم كنيسة تسمى بمريم وأجرى
عليهم ما كان بأمر عثمان يجري عليهم بالعراق وجعل لا يزال يتغدى ويتعشى معهم
فقالوا لهم يوما إنكم قوم من العرب ولكم أسنان وألسنة وقد أدركتكم (1) بالإسلام
شرفا وغلبتم الأمم وحويتم مواريثهم (2)، وقد بلغني أنكم نقمتم قريشا لو لم تكن عدتم
أذلة كما كنتم إن أئمتكم لكم إلى اليوم جنة ولا تتقيدوا (3) عن جنتكم وإن أئمتكم
اليوم يصبرون لكم على الجور ويحتملون منكم المؤنة والله لتنتهين أو ليبتلينكم الله
عز وجل بمن يسومكم ثم لا يحمدكم على الصبر ثم تكونوا شركاءهم فيما جررتم
على الرعية في حياتكم وبعد موتكم
فقال رجل من القوم أما ما ذكرت من قريش فإنها لم تكن أكثر العرب ولا أمنعه
في الجاهلية فتخوفنا بها وأما ما ذكرت من الجنة فإن الجنة إذا احترقت خلص إلينا
فقال معاوية قد عرفتم الآن علمت أن الذي أعداكم على هذا قلة المعقول وأنت
خطيب القوم ولا أرى لك عقلا أعظم عليك أمر الإسلام وأذكرك به وتذكرني في
الجاهلية وقد وعظتك وتزعم أن ما يجنك ولا تنسب ما تحترق إلى الجنة أنه يحترق
أخزى الله قوما أعظموا أمركم (4) ودفعوه إلى خليفتكم افقهوا ولا أظنكم تفقهون إن
قريشا لم تعز في جاهلية ولا إسلام إلا بالله لم تكن بأكثر العرب ولا أشدهم ولكنهم
كانوا أكرمهم أحسابا وأمحضهم أنسابا وأعظمهم أخطارا وأكملهم مروءة ولم

(1) كذا وفي الطبري: أدركتم.
(2) الطبري: وحويتم مراتبهم ومواريثهم.
(3) الطبري: " تشذوا " وفي نسخة أخرى: " تسدوا ".
(4) عن الطبري، وبالأصل: أمر.
95

يمتنعوا في الجاهلية والناس تأكل بعضهم بعضا إلا بالله الذي لا يستبدل من أعز ولا
يوضع من رفع فبوأهم حرما آمنا يتخطف الناس من حولهم هل تعرفون عربا أو عجما
أو سودا (1) أو حمرا إلا قد أصابه الدهر في حرمته وبلده بدولة إلا ما كان من قريش فإنه
لم يردهم أحد من الناس بكيد إلا جعل الله يعلي خده الأسفل حتى أراد الله أن ينفذ من
أكرم واتبع دينه من هوان الدنيا وسوء مرد الآخرة فارتضى لذلك خبر خلقه ثم ارتضى له
أصحابا فكان خيارهم قريش (2)، ثم بنى هذا الملك عليهم وجعل هذه الخلافة فيهم
فلا يصلح ذلك إلا عليهم فكان الله تعالى يحوطهم في الجاهلية وهم على غير دينه
من سلم أفترى أنه لا يحوطهم وهم على دينه منكم وقد حاطهم في الجاهلية من الملوك
الذين كانوا بدينونكم أف لك وأف لأصحابك ولو أن متكلما غيرك لفسرت له
ولكنك ابتدأت أنت يا صعصعة فإن قريتك أشد قرى عربية أنتنها نبتا وأعمقها
واديا (3) وأعرفها بالشر وألأمها جيرانا لم يسكنها شريف ولا وضيع إلا شب وكانت
عليه هجنة ثم كانوا أقبح العرب ألقابا وأخلفه اسما وألأمه أصهارا نزاع الأمم وأنتم
جيران الخط وفعلة فارس حتى أصابتهم دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) ونكبتك دعوته وأنت نزيع
شطير في عمان لم تسكن البحرين فيشركهم في دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنت شر قومك حتى
إذا أبرزك للإسلام وخلطك بالناس وحملك على الأمم التي كانت عليك أقبلت تبغي
دين الله عز وجل عوجا وتنزع إلى الكمه والقلة ولا يضع ذلك قريشا ولن يضرهم ولن
يمنعهم من ناديهم (4) ما عليهم إن الشيطان عنكم غير غافل وقد عرفكم بالشر من بين
أمتكم فأغرى بكم الناس وهو صارعكم لقد علم أنه لا يستطيع أن يرد بكم قضاء
قضاه الله عز وجل ولا (5) أمرا أراده الله ولا تدركوا بالشر أمرا أبدا إلا فتح الله عز وجل
عليكم شرا منه وأخزى ثم قام وتركهم فتدامرت وتقاصرت إليهم أنفسهم
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط (6)، قال وقال أبو عبيدة في

(1) بالأصل: " سوادا " والصواب عن الطبري.
(2) كذا، والصواب: قريشا.
(3) عن الطبري وبالأصل: وأدواها.
(4) كذا، وفي الطبري: " تأدية ما عليهم " وهو أشبه.
(5) بالأصل: أمر.
(6) تاريخ خليفة ص 195.
96

تسمية الأمراء من أصحاب علي بصفين وعلى عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان
العبدي
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي عن أبي جعفر محمد بن
أحمد بن المسلمة عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال
صعصعة بن صوحان العبدي أحد أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المختصين
به وهو القائل:
* هلا سألت بني الجارود أي فتى * عند الشفاعة والباب ابن حوصانا
كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا * عقت ولم تجز بالإحسان إحسانا *
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر بن حيوية أنا أبو محمد بن خلف بن المرزبان أنا أبو جعفر التمامي أنا علي بن
محمد
ح قال وأنبأ أبو محمد التميمي نا المدائني قال وقال معاوية لصعصعة بن
صوحان ما المروءة قال الصبر والصمت فالصبر على ما ينوبك والصمت حتى
تحتاج إلى الكلام
قال وأنا محمد بن خلف أنا أبو محمد البلخي نا أبو الهيثم محمد بن رجاء
الغنوي عن عطاء بن محمد السلولي أنا الحجاج بن مقاعش الشيباني عن عقبة بن
مصقلة بن هبيرة الشيباني قال سمعت صعصعة بن صوحان وسأله عبد الله بن
عياش فقال ما السدد فيكم قال إطعام الطعام ولين الكلام وبذل النوال وكف
المرء نفسه عن السؤال قال فما المروءة قال أخوان إذا اجتمعا ظهرا وإن لقيا
قهرا حارسهما قليل يحتاجان إلى حياطة مع نزاهة قال فهل تحفظ في ذلك شعرا
قال نعم قول مرة بن ذهل بن شيبان حيث يقول
: * إن السيادة والمروءة علفا * حيث السماك من السماك الأعزل
وإذا تفاخر سيدان بمفخر * طرحا القداح ففاز منها الأمثل
وإذا تقابل يجريان لغاية * عين الهجين وأسلمته الأرجل
ونجا الصريح من العثار معودا * فوت الجياد ولم تخنه الأفكل
وكذا المروءة من تعلق خيلها * قتل المرير تعلقته الأحبل *
97

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أحمد بن محمد بن عثمان أنا الحسن بن
الحسن بن علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
الحسين بن عبد الرحمن
وقال في موضع آخر بهذا الإسناد حدثني أبو محمد العمري عن شيخ من قريش
قال قال صعصعة بن صوحان الصمت حتى تحتاج إلى الكلام رأس المروءة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا سليمان بن الحسن نا محمد بن سلام الجمحي
قال مر صعصعة بن صوحان بقوم وهو يريد مكة فقالوا له من أين أقبلت قال من
الفج العميق قالوا فأين تريد قال البيت العتيق قالوا هل كان من مطر قال
نعم عفى الأثر وأنضر الشجر ودهده (1) الحجر قالوا أي آية في كتاب الله أحكم
قال " من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " (2).
قال وثنا أحمد نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا أبي عن وكيع عن مسعر عن
حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب قال قال صعصعة بن صوحان لابن
أخيه إذا لقيت المؤمن فحافظه وإذا لقيت الفاجر فخالفه ودينك فلا تكله إلى أحد
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب نا يحيى بن محمد بن
صاعد نا الحسين بن الحسن المروزي نا ابن مهدي نا سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن ميمون بن أبي شبيب قال صعصعة بن صوحان لرجل وهو ابن لزيد بن
صوحان إني كنت أحب إلى أبيك منك وأنت أحب إلي من ابني أوصيك بتقوى
الله وإذا لقيت المؤمن فخالصه وإذا لقيت الفاجر فخالفه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا محمد بن علي
الخشاب
ح وأخبرنا أبو يعقوب الصدائي أنا عبد الكريم بن الحسن أنا علي بن

(1) دهده الحجر: دحرجه (اللسان).
(2) سورة الزلزلة، الآيتان: 7 و 8.
98

محمد بن عبد الله أنا أحمد بن محمد بن نصر نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا إسحاق بن
إسماعيل قالا حدثنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي نا محمد بن داود بن
دينار نا قبيصة نا سفيان
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعيد الجنزرودي أنا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن جعفر البحيري إملاء أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن
السعتري نا عبد الله بن هاشم الطوسي نا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن ميمون بن أبي شبيب قال قال صعصعة بن صوحان إذا لقيت المؤمن
فخالطه وإذا لقيت الفاجر فخالفه
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي بتبريز أنا أبو الفتح
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان أنبأ أبو نعيم نا
الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا علي بن
عبد الله نا جرير عن منصور عن الشعبي قال صعصعة بن صوحان لابن زيد أنا
كنت أحب إلى أبيك منك وأنت أحب إلي من ابني خصلتان أوصيك بهما احفظهما
مني وقال إسحاق أحفظهما خالف الفاجر وخالص المؤمن فإن الفاجر يرضى
منك بالخلق الحسن وإنه لحق عليك وقال إسحاق بحق عليك أن تخالص المؤمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو حفص
عمر بن إبراهيم بن أحمد (1) الكتاني نا عبد الله بن محمد البغوي نا داود بن رشيد
نا أبو حفص الأبار عن منصور عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان أنه قال لابن
أخيه أنا كنت أحب إلى أبيك منك وأنت إلي أحب من ابني خلتان أوصيك بهما
خالف الفاجر وخالص المؤمن فإن الفاجر يرضى منك بخلق حسن وإن حقا عليك
أن تخالص المؤمن
وأخبرنا أبو يعقوب أنا عبد الكريم بن علي أنا أحمد بن محمد نا أبو بكر
حدثني عبد الرحمن بن صالح نا عبدة بن سليمان عن الأعمش قال قال صعصعة بن
صوحان لابن أخيه إذا لقيت المؤمن فخالصه وإذا لقيت الفاجر فخالفه

(1) بالأصل: " بن الكتاني أحمد " قدمنا " أحمد " إلى موضعها حسب السياق. انظر ترجمته في سير الأعلام
16 / 482.
99

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين بن الطيوري
عن عبد العزيز الأزجي أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي
وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن عبد العزيز الأزجي قالا أنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثني جدي حدثني
إبراهيم بن بشار أخو أبان نا عبد الرزاق حدثني أبي أن صعصعة بن صوحان حين
أصابه ما أصابه قطع بعض لسانه فأتاه رجل فبال في أذنه فإما قال لهم وإما كتب
لهم انظروه فإن كان من العرب فهو من هذيل وإن كان من العجم فهو من بربر
قال فنظروا فإذا هو بربري
قال وحدثني جدي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي وإبراهيم بن موسى
الفراء قالا نا يحيى بن أبي زائدة نا مجالد قال قيل لعامر لم تقول لأصحاب علي
ما تقول وإنما تعلمت منهم قال من أيهم قيل من الحارث الأعور وصعصعة بن
صوحان ورشيد الهجري فقال أما الحارث فكان رجلا حاسبا كنت أتعلم منه
الحساب وأما صعصعة بن صوحان فكان رجلا خطيبا كنت أتعلم منه الخطب والله
ما أفتى فينا يقينا قط وأما رشيد الهجري فإن صاحبا لي قال انطلق بنا إلى رشيد فأتيناه
فدخلنا عليه فنظر إلى صاحبي وكان يعرفه فقال بيده هكذا فحركها فقال له صاحبي هكذا
وعقد مجالد بيده ثلاثين فقلنا حدثنا رحمك الله قال نعم أتينا حسين بن علي بعدما
قتل علي فقلنا استأذن لنا على أمير المؤمنين وسيد المؤمنين قال ذاك قد قتل
قلت إنه ما قتل وإنه الآن ليعرف من الديار النصل ويتنفس بنفس الحي قال
فضحك حسين وقال أما إذ علمتم هذا فأدخلوا عليه ولا تهيجوه قال عامر فما الذي
أتعلم من هذا أو من هؤلاء
2882 صعصعة بن الفرات،
ويقال يزيد بن الفرات النمري
من أهل دمشق له ذكر
قرأت بخط عبد الله بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني قال
وقال بعضهم أتى زامل بن عمرو رجل من لخم فيسكن قرية بينها وبين الغوطة ميلان
100

فقال يزيد بن خالد (1) زراعة لي مستخفيا فأرسل زامل خيلا فأصابه في زراعة
اللخمي عليه قميص سنبلاني (2)، فأخذوه وأقبلوا به على بغل مولف فتلقاهم رجل من
بني نمير يقال له صعصعة أو يزيد بن الفرات على نهر يأخذ من بردا فقتله واحتز رأسه
وأتى به زاملا فقال له زامل كله بخل وخردل قال الأمير أحق بابن عمه وبعث زامل
برأسه إلى مروان وعلق الصبيان في رجله حبلا فجزروه في السكك
ويقال إن النميري مر من بقوم من بجيلة فقطع من لحم يزيد بن خالد فألقى إليهم
فقال كلوه فجعلوا يأكلون لحمه والسيوف على رؤوسهم ثم مضى إلى زامل فقال
زامل كله بخل وخردل
وذكر خليفة بن خياط (3): أن (4) الذي قتل يزيد بن خالد اسمه صعصعة (5).

(1) غير واضحة بالأصل ورسمها: " ناوي " ولعل الصواب: " نازل ".
(2) بالأصل: سبيلاني، ولعل الصواب ما أثبت، وفي التاج: سنبلاني بالضم أي سابع الطول الذي قد
أسبل، أو هو منسوب إلى بلد بالروم (تاج العروس: سنبل).
(3) تاريخ خليفة ص 374 حوادث سنة 127.
(4) غير واضحة بالأصل وقد تقرأ: " كذا " والسياق يقتضي ما أثبت.
(5) زيد في تاريخ خليفة: رجل من بني تميم.
وانظر تاريخ الطبري حوادث سنة 127 (4 / 281) وفيه أن يزيد بن خالد لجأ إلى رجل من لخم من أهل
المزة. فدل عليه زامل فأرسل إليه فقتل قبل أن يوصل به إليه، فبعث برأسه إلى مروان بحمص. وانظر
الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة 127).
101

/ ذكر من اسمه صفوان /
2883 صفوان بن أمية بن وهب بن حذافة بن جمح
ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
أبو وهب (1) القرشي الجمحي المكي (2)
له صحبة أسلم بعد فتح مكة
وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
روى عنه ابنه عبد الله بن صفوان وابن أخيه (3) حميد وسعيد بن المسيب
وعامر بن مالك وطارق بن المرقع وعبد الله بن الحارث بن نوفل وطاوس بن
كيسان اليماني وعطاء بن أبي رباح
وشهد اليرموك وكان أميرا على كردوس وقيل إنه وفد على معاوية وأقطعه
الزقاق المعروف بزقاق صفوان
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني جدي أحمد بن منيع نا سفيان عن
عبد الكريم بن أبي أمية عن عبد الله بن الحارث قال زوجني أبي فدعا أناسا من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم صفوان بن أمية فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال انهسوا

(1) في تهذيب الكمال 9 / 107 أبو وهب، وقيل: أبو أمية.
(2) ترجمته في الاستيعاب 2 / 183 هامش الإصابة، وأسد الغابة 2 / 405 والإصابة 2 / 187 وتهذيب الكمال
9 / 107 وتهذيب التهذيب 2 / 553 والوافي بالوفيات 16 / 313 وسير الأعلام 2 / 562 وانظر بالحاشية
فيهما أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
(3) في تهذيب الكمال وسير الأعلام: ابن أخته واسمه حميد بن حجير، وفي الإصابة " ابن أخيه " كالأصل.
102

اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ [* * * *]
أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع (1).
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده أنا أحمد بن محمد بن زياد نا الحسن بن محمد نا ابن عيينة عن عبد الكريم
عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال زوجني أبي في إمارة عثمان فدعا قوما من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء صفوان بن أمية وهو شيخ كبير فقال إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال انهسوا
اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ وأبر (2) وأشهى [* * * *]
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالوا أنا
أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا أبو مسلم الكشي نا أبو عاصم الضحاك
عن مجالد عن مالك عن ابن (3) شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده
قال قيل لصفوان بن أمية إنه من لم يهاجر فقد هلك فدعا براحلته فركبها فأتى
المدينة قال فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما جاء بك يا أبا وهب قال بلغني أنه لا دين
لمن لا هجرة له فقال ارجع إلى أباطح مكة قال فرجع فدخل المسجد فتوسد
رأسه فجاءه رجل فسرقه فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأمر بقطعه فقال يا رسول الله لم يبلغ
ردائي ما تقطع فيه يد قد جعلتها صدقة عليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهلا قبل أن تأتيني
به [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد الطوسي قالا أنا
أبو الحسين بن النقور زاد ابن السمرقندي وأبو محمد الصريفيني قالا أنا أبو محمد
القاسم بن حبابة
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر بن
محمد بن جعفر بن محمد بن بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب

(1) صحيح الترمذي 26 كتاب الأطعمة 32 باب (الحديث 1835).
(2) كذا، وفي تهذيب الكمال 9 / 109 " أو أشهى وأمرأ ".
وقوله: نهس اللحم: انتزعه بالثنايا للأكل، والشين لغة فيه (انظر اللسان: نهس ونهش).
(3) بالأصل: " مالك بن أبي شهاب " والصواب ما أثبت، انظر ترجمة صفوان بن عبد الله بن صفوان في
تهذيب الكمال 9 / 117 وفيها يروي عنه... ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
103

ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي وأبو نصر عبد الله بن أبي عاصم وأبو
محمد عبد السلام بن أحمد وأبو عبد الله سمرة بن جندب وأخوه أبو محمد
عبد القادر بن جندب قالوا أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي قالا أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح قالا أنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا مصعب بن
عبد الله الزبيري حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن
صفوان أن صفوان قيل له من لم يهاجر هلك قال فقدم صفوان بن أمية المدينة
فنام في المسجد وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه قال فأخذ صفوان السارق
فجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقطع فقال صفوان إني لم أرد
هذا هو عليه صدقة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهلا قبل أن تأتيني به وفي حديث ابن
حبابة قالا قبل أن تأتيني به رواه محمد بن أبي حفصة عن الزهري وزاد في إسناده
أبا صفوان عبد الله بن صفوان [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنبأ أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد (1)، حدثني أبي نا روح نا محمد بن حفصة (2) نا الزهري عن
صفوان بن (3) عبد الله بن صفوان عن أبيه أن صفوان بن أمية بن خلف قيل له هلك
من لم يهاجر قال فقلت لا أصل إلى أهلي حتى آتي (4) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فركبت
راحلتي فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زعموا أنه هلك من لم يهاجر قال
لا أبا وهب فارجع إلى أباطح مكة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم
نا سيف بن عمر التميمي قال في تسمية الأمراء يوم اليرموك وصفوان بن أمية علي
كردوس (5).
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو طاهر قالا أنا محمد بن الحسن بن أحمد أنا محمد بن

(1) في مسند أحمد ط دار الفكر 5 / 223 (الحديث 15303).
(2) في المسند: " محمد بن أبي حفصة " ومثله في سير الأعلام 2 / 564.
(3) عن المسند، وبالأصل " عن " وانظر سير الأعلام 2 / 564.
(4) الزيادة عن المسند للإيضاح.
(5) تاريخ الطبري 3 / 396 حوادث سنة 13.
104

أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد نا خليفة بن
خياط (1) قال صفوان بن أمية بن خلف (2) بن وهب بن حذافة بن جمح أمه صفية بنت
معمر بن حبيب بن وهب (3) بن حذافة بن جمح قال أبو اليقظان أمه ابنة عمير من بني
جمح يكنى أبا وهب مات بمكة سنة اثنين (4) وأربعين
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وصفوان بن أمية وأمه
صفية بنت معمر بن وهب بن حذافة بن جمح وأخواه كلدة وعبد الرحمن ابنا حنبل
وكان صفوان من مسلمة الفتح وكان قد هرب حين دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ
فانصرف معه فوقف على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصفوان على فرسه فناداه في جماعة الناس
إن هذا عمير بن وهب يزعم أنك أمنتني على أن لي تسير شهرين فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انزل فقال لا حتى تبين لي فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انزل فلك
تسيير أربعة أشهر وشهد معه حنينا وهو مشرك واستعاده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سلاحا فقال
له طوعا أو كرها فقال بل طوعا عارية مضمونة فأعاره ووهب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يوم حنين من الغنائم فأدركه فقال أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي فأسلم أقام
بمكة ثم قيل إنه لا إسلام لمن لا هجرة له فقدم المدينة فنزل على العباس فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على من نزلت فقال على العباس فقال ذاك ابن قريش بقريش
ارجع أبا وهب فإنه لا هجرة بعد الفتح وقال له فمن لأباطح مكة فرجع صفوان
فأقام بمكة حتى مات بها (5) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسين بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمرو أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (6)

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 59 رقم 136.
(2) عن طبقات خليفة وبالأصل " خليفة ".
(3) بالأصل: " معمر بن وهب بن حبيب " وفوق اللفظتين حبيب ووهب علامتا م، إشارة إلى تقديم وتأخير،
وهذا ما أثبتناه بما يوافق عبارة خليفة.
(4) كذا، والصواب: اثنتين.
(5) انظر تهذيب الكمال 9 / 107 - 108.
(6) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
105

قال في الطبقة الخامسة في تسمية من أسلم بعد فتح مكة صفوان بن أمية بن خلف بن
وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا وهب مات في أول خلافة معاوية فقال في
موضع آخر بهذا الإسناد أسلم بعد الفتح فقيل له إنه لا إسلام لمن لم يهاجر فقدم
المدينة فأخبر بذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له عزمت عليكم يا أبا وهب لما رجعت إلى
أباطح مكة فلم يزل بها حتى مات أيام خرج الناس من مكة إلى الجمل وكان يحرض
الناس على الخروج أخبرني بذلك كله الواقدي [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1)، قال في الطبقة
الرابعة صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه صفية بنت
معمر بن وهب بن حذافة بن جمح قال محمد بن عمر ولم يزل صفوان صحيح
الإسلام ولم يبلغنا أنه غزا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا ولا بعده ولم يزل مقيما بمكة إلى
أن مات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان وقد روى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو محمد بن الآنبوسي ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأ أبو محمد
الجوهري أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم قال ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي صفوان بن
أمية بن خلف بن وهب بن (2) حذافة بنت جمح وأمه (3) بنت معمر بن حبيب بن
حذافة بن جمح يكنى أبا وهب أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة فأجله النبي (صلى الله عليه وسلم) أربعة
أشهر ثم أسلم بعد ذلك توفي بعد مقتل عثمان وقال بعض أهل الحديث توفي سنة
اثنين (4) وأربعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد قال قال محمد بن سعد صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن
حذافة بن جمح بن عمرو وأمه صفية بنت معمر (5) بن حبيب بن وهب بن حذافة بن

(1) طبقات ابن سعد 5 / 449.
(2) بالأصل: بنت.
(3) رسمها بالأصل: " ينسه " وتقرأ؟ وقد مر: صفية، وفي مغازي الواقدي 1 / 85 كريمة.
(4) كذا.
(5) رسمها بالأصل: " لعمر " وقد مر صوابا قريبا.
106

جمح يكنى صفوان أبا وهب كان يسكن مكة وقدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) قال صفوان بن أمية بن
خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص (2) بن كعب بن لؤي بن
غالب بن فهر زاد ابن السمرقندي يكنى أبا وهب
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (3) قال صفوان بن أمية بن خلف أبو وهب القرشي الجمحي له
صحبة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا أبو القاسم الأصبهاني أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،
قال صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن وهب الجمحي القرشي
المكي له صحبة روى عنه حميد بن أخيه (5) وعبد الله بن الحارث وعامر بن
مالك وعبد الله بن صفوان سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه طاوس
اليماني
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح واسمه تيم بن
عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي أبو وهب الجمحي كناه النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الفتح

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 309.
(2) عن المعرفة والتاريخ - وبقية مصادر - وبالأصل هنا: هيص.
(3) التاريخ الكبير 4 / 304.
(4) الجرح والتعديل 4 / 421.
(5) كذا وفي الجرح والتعديل: ابن أخته.
107

واستعار منه أدراعا قال له يا أبا وهب روى عنه عبد الله بن حارثة وعامر بن
مالك وطارق بن مرقع وابنه عبد الله كذا قال وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم قال صفوان بن
أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح واسمه تيم بن عمرو بن هصيص بن
كعب بن لؤي أبو وهب الجمحي كناه النبي (صلى الله عليه وسلم) أنا وهب أسلم بعد الفتح (2)، وشهد
حنينا وهو مشرك ثم أسلم بعد ذلك توفي مقتل عثمان بن عفان
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)، نا أبو الحسين محمد بن علي
ح وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد أنا أبي أبو يعلى قالا أنا أبو القاسم
الصيدلاني أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري
حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عباس صفوان بن أمية بن خلف يكنى أبا
وهب
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار قالا أنبأ أبو القاسم
الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن العباس بن محمد بن
عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا صالح بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو وهب صفوان بن
أمية بن خلف الجمحي له صحبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
وهب صفوان بن أمية بن خلف الجمحي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا

(1) كذا، وقد مر في أول ترجمته: " عبد الله بن الحارث " وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب: بن
الحارث بن نوفل، وانظر.
(2) تهذيب الكمال 9 / 107.
(3) بالأصل بالحاء المهملة، والصواب ما أثبت بالجيم وقد مر.
108

هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي (1)، قال
صفوان بن أمية يعني يكنى أبا وهب
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا أبو الفتح
سليمان بن أيوب أنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا
يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول صفوان بن أمية
الجمحي يكنى أبا وهب أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو وهب ويقال أبو أمية صفوان بن أمية بن خلف بن
وهب بن حذافة بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي الجمحي القرشي وأمه صفية
بنت يعمر (2) بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويقال أمه بنت عمير من بني
جمح له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) مات بمكة أول ولاية معاوية
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي أنا محمود بن القاسم بن
محمد وعبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنا
عبد الجبار بن محمد بن أحمد المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي (3)، أنا أبو السائب
سلم بن جنادة بن سلم الكوفي ثنا أحمد بن بشير عن عمرو (4) بن مرة عن سالم بن
عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد اللهم العن أبا سفيان
اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن صفوان بن أمية قال فنزلت " ليس لك من
الأمر شئ أو يتوب عليهم " (5) فتاب عليهم فأسلموا وحسن إسلامهم [* * * *]
أخبرناه غالبا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم
وأخبرنا أبو الأسعد هبة الله بن عبد الواحد بن عبد الكريم أنا جدي أبو
القاسم أنا أبو الحسين الخفاف أنا أبو العباس السراج نا أبو السائب سلم بن جنادة

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 92.
(2) كذا، ومر: " بنت معمر ".
(3) صحيح الترمذي 48 كتاب التفسير (الحديث 3004).
(4) في الترمذي: عمر بن حمزة.
(5) سورة آل عمران، الآية: 127.
109

ثنا أبو بكر أحمد بن بشير عن عمرو (1) بن حمزة عن سالم عن ابن عمر قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الفتح اللهم العن الحارث اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت
" ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " فتاب عليهم
فأسلموا فحسن إسلامهم [* * * *]
رواه أبو عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عن عمرو (1) بن حمزة مرفوعا أيضا إلا
أنه سمى بدل أبا سفيان سهل بن عمرو
ورواه معمر عن الزهري عن سالم مسندا إلا أنه لم يسم منهم أحد
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى نا إسحاق هو ابن أبي إسرائيل نا
عبد العزيز بن محمد نا معمر
ح وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا إسحاق نا عبد الرزاق نا سفيان ومعمر عن
الزهري عن سالم عن أبيه قال لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صلاة الصبح فلانا وفلانا ناسا
من المنافقين فأنزل الله عز وجل " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم
فإنهم ظالمون "
وكذا رواه ابن المبارك عن معمر ورواه حنظلة بن أبي سفيان الجمحي المكي
عن سالم مرسلا لم يذكر ابن عمر فيه وسمى سهيلا بدل أبي سفيان
أخبرناه أبو عبد الله أنا خيثمة بن سليمان نا الحسن بن مكرم نا إسحاق بن
سليمان الرازي قال سمعت حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله في
قول الله عز وجل " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم " نزلت في سهيل بن
عمرو وصفوان بن أمية والحارث بن هشام كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو في الصلاة فنزلت
فيهم هذه الآية
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن

(1) في الترمذي: " عمر ".
110

الآبنوسي أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب قالا ثنا يحيى بن
محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن بن حارث أنا ابن المبارك أنا معمر عن
الزهري عن بعض آل عمر (1) عن عمر بن الخطاب أنه قال لما كان يوم الفتح أرسل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى صفوان بن أمية بن خلف وإلى أبي سفيان بن حرب وإلي الحارث بن
هشام قال عمر فقلت قد أمكنني الله عز وجل منهم لأعرفنهم ما صنعوا قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله
لكم وهو أرحم الراحمين (2) " قال عمر فانفضخت حياء من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3)
ح أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنا عثمان سعيد بن محمد البحيري
أنا زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب الزهري ثنا مالك عن
ابن شهاب
أنه بلغه أن نساء كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأرضهن وهن غير مهاجرات
وأزواجهن حين أسلمن كفار منهن بنت الوليد بن المغيرة وكانت تحت صفوان بن
أمية فأسلمت يوم الفتح وهرب زوجها صفوان بن أمية من الإسلام فبعث إليه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابن عمه وهب بن عمير برداء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمانا لصفوان ودعاه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الإسلام وأن يقدم عليه فإن رضي أمرا وإلا سيره شهرين
فلما قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ناداه على رؤوس الناس فقال يا محمد هذا
وهب بن عمير جاءني بردائك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فإن رضيت أمرا
قبلته وإلا سيرتني شهرين قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انزل أبا وهب فقال لا والله لا
أنزل حتى تبين لي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لك تسيير أربعة أشهر [* * * *]
فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل هوازن بحنين (4) فأرسل إلى صفوان أن يستعيره أداة

(1) بالأصل: " عمران " والمثبت عن سير الأعلام 2 / 564.
(2) سورة يوسف، الآية: 92.
(3) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 564 و 565 من طريق الزهري.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن سير الأعلام 2 / 565 ومكان العبارة بالأصل: " قبل
هوازين بحنين ".
111

وسلاحا كانت عنده فقال صفوان أو كرها فقال لا بل طوعا فأعاره الأداة والسلاح
التي كانت عنده ثم خرج صفوان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو كافر يشهد حنينا والطائف
وهو كافر وامرأته مسلمة فلم يفرق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين امرأته حتى أسلم صفوان
واستقرت امرأته بذلك النكاح كذا يقول مالك وهب بن عمير وإنما هو وهب بن
عمير [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1).
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأ أبو
الحسين بن الفضل أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي نا
القاسم بن عبد الله (2) بن المغيرة نا ابن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة
عن عمه موسى بن عقبة قال وفر (3) صفوان بن أمية عامدا للبحر وأقبل عمير بن
وهب بن خلف إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسأله أن يؤمن صفوان بن أمية وقال إنه قد هرب
فارا نحو البحر وقد خشيت أن يهلك نفسه فأرسلني إليه بأمان يا رسول الله فإنك قد
أمنت الأحمر والأسود فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أدرك عمك (4) فهو آمن فطلبه عمير
فأدركه وقال له قد أمنك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال صفوان فوالله لا آمن لك حتى أرى
علامة بأمان فقال عمير أمكث مكانك حتى آتيك بها فرجع عمير إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال إن صفوان أبى أن يوقن لي حتى يرى منك آية يعرفها فانتزع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برد
حبرة كان معتجرا بها حين دخل مكة فدفعه إلى عمير بن وهب فلما رأى صفوان البرد
أيقن واطمأنت نفسه وأقبل مع عمير حتى دخل المسجد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
صفوان أعطيتني ما يقول هذا من الأمان قال نعم قال اجعل لي شهرا قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل لك شهران لعل الله أن يهديك
وقال ابن شهاب نادى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صفوان وهو على فرسه فقال يا محمد
أمنتني كما قال هذا إن رضيت وإلا سيرتني شهرين فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انزل أبا

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 5 / 39 و 46.
(2) بالأصل بعدها: " العبدي " والمثبت يوافق عبارة البيهقي.
(3) دلائل البيهقي: ومر صفوان.
(4) دلائل البيهقي: أدرك ابن عمك.
112

وهب فقال لا 2 والله لا أنزل حتى تبين قال فلك تسيير أربعة أشهر وكذا ذكر
الواقدي بإسناد غير هذا متصل [* * * *]
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي نا أبو عمر بن
حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع البلخي ثنا محمد بن عمر
الواقدي (1) حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن
عبد الله بن الزبير قال لما كانت يوم الفتح أسلمت امرأة صفوان بن أمية البعوم بنت
المعذل من كنانة وأما صفوان بن أمية فهرب حتى أتى الشعيبة (2) وجعل يقول لغلامه
يسار وليس معه غيره ويحك انظر من ترى قال هذا عمير بن وهب قال صفوان ما
أصنع بعمير والله ما جاء إلا يريد قتلي قد ظاهر محمدا علي فلحقه فقال يا عمير ما
كفاك ما صنعت بي حملتني دينك وعيالك ثم جئت تريد قتلي قال أبا وهب قد
جعلت فداك جئتك من عند أبر الناس وأوصل الناس وقد كان عمير قال لرسول الله
سيد قومي خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر وخاف أن لا تؤمنه فأمنه فداك أبي
وأمي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أمنته فخرج في أثره فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد
أمنك فقال صفوان لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خذ عمامتي قال فرجع عمير إليه بها وهو البرد الذي دخل فيه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ معتجرا (3) به برد حبرة (4) فخرج عمير في طلبه الثانية حتى جاءه
بالبرد فقال أبا وهب جئتك من عند خير الناس وأوصل الناس وأبر الناس وأحلم
الناس مجده مجدك وعزه عزك وملكه ملكك ابن أمك وأبيك أذكرك الله في
نفسك قال له أخاف أن أقتل قال دعاك (5) إلى أن تدخل في الإسلام فإن رضيت
وإلا سيرك شهرين فهو أوفى الناس وأبرهم وقد بعث إليك ببرده الذي دخل به متعجرا
تعرفه قال نعم فأخرجه فقال نعم هو هو فرجع صفوان حتى انتهى إلى

(1) مغازي الواقدي 2 / 851 وما بعدها.
(2) بالأصل: الشعبية، والمثبت عن الواقدي، وفي ياقوت: الشعبية: مرفأ السفن من ساحل بحر الحجاز،
وهو كان مرفأ مكة ومرسي سفنها قبل جده.
(3) الاعتجار بالعمامة وهو أن يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجه ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه
(النهاية).
(4) الحبرة: ضرب من ثياب اليمن.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن الواقدي.
113

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي بالمسلمين العصر في المسجد فوقفا فقال كم
يصلون في اليوم والليلة قال خمس صلوات قال يصلي بهم محمد قال نعم
فلما سلم صاح صفوان يا محمد إن عمير بن وهب جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني
إلى القدوم عليك فإن رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين قال انزل أبا وهب قال لا
والله حي تبين لي قال بل لك تسيير أربعة أشهر فنزل صفوان وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل هوازن وخرج
معه صفوان وهو كافر وأرسل إليه يستعيره سلاحه
فأعاره سلاحه مائة درع بأداتها فقال صفوان طوعا أو كرها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عارية مؤداة فأعاره فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحملها إلى حنين فشهد حنينا والطائف ثم
رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الجعرانة (1)، فبينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسير في الغنائم ينظر إليها
ومعه صفوان بن أمية فجعل صفوان ينظر إلى شعب ملئ نعما وشاء ورعاء فأدام إليه
النظر ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرمقه فقال أبا وهب يعجبك هذا الشعب قال نعم قال
هو لك وما فيه فقال صفوان عند ذلك ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأسلم مكانه [* * * *]
أخبرنا أبو بكر أيضا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر نا عبد الله بن يزيد
الهذلي قال استقرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صفوان بن أمية بمكة خمسين ألفا
فأقرضه (8).
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو المظفر محمود بن أحمد الكوسج أنا أبو
علي الحسين بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي نا أبو الفضل بن الخطيب نا
أبو مسعود ثنا الأسود بن عامر وغيره قالوا حدثنا (3) شريك عن عبد العزيز بن
رفيع عن ابن أبي مليكة عن أمية بن صفوان عن أبيه قال استعار النبي (صلى الله عليه وسلم) من
صفوان أدرعا يوم حنين من حديد (4) فقال له يا محمد مضمونة قال مضمونة فضاع
بعضها فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن شئت غرمته لك فقال لا أنا أرغب في الإسلام من
ذلك (5) [* * * *]

(1) الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قسم غنائم هوازن.
(2) سير الأعلام 2 / 566.
(3) بالأصل: أخذتنا.
(4) تقرأ بالأصل: " حدثه " ولا معنى لها، ولعل الصواب ما أثبت.
(5) سير الأعلام 2 / 566 من طريق شريك.
114

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو محمد عبد العزيز نا
أحمد التيمي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو
يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هشام الأذرعي نا أبو زرعة عبد الرحمن بن أحمد بن
عمرو نا أحمد بن خالد الذهبي نا محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال
كان في صفوان بن أمية ثلاث من السنة استعار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سلاحه حين سار
إلى حنين فقال صفوان أعطيت يا محمد قال بل عارية مضمونة قال فضمنت
العارية حتى نودي إلى أهلها قال وقدم علينا المدينة بعد فتح مكة فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما جاء بك يا أبا أمية قال بأمر الله زعم الناس أن لا خلاف لمن لم
يهاجر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لترجعن حتى تتبطح ببطحاء مكة فعرف الناس أن الهجرة
قد انقطعت بعد فتح مكة قال وأتى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسرقت خميصته من تحت
رأسه فظفر بصاحبه فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إن هذا سرق خميصتي فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذهبوا به فاقطعوه فقال يا رسول الله هي له فقال ألا قبل أن
تأتينا فعرف الناس أن لا بأس بالعفو عن الحد ما لم ينته (1) إلى الإمام [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي نا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (2)، قال
وأعطى يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) من غنائم حنين في بني جمح صفوان بن أمية مائة بعير
ويقال إنه طاف مع النبي (صلى الله عليه وسلم) يتصفح الغنائم إذ مر بشعب مما أفاء الله عليه فيه غنم
وإبل ورعاؤها مملوء (3) فأعجب صفوان وجعل ينظر إليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أعجبك يا أبا وهب هذا الشعب قال نعم قال هو لك وما فيه فقال صفوان
أشهد ما طابت بهذا نفس أحد قط إلا نبي وأشهد أنك رسول الله [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور نا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا مسروق بن المرزبان نا ابن المبارك عن
يونس بن يزيد عن سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال لقد أعطاني

(1) الأصل: ينتهي.
(2) الخبر في مغازي الواقدي 3 / 946.
(3) بالأصل: رعاها مملوءا.
115

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين وأنه لمن أبغض الناس إلي فما زال يعطيني حتى أنه لأحب
الخلق إلي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد نا يحيى بن عبد الحميد نا عبد الله بن المبارك عن يونس
عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو
أبغض الناس إلي فأعطاني ثم أعطاني ثم أعطاني فلهو أحب الناس إلي
أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد نا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده أنبأ أحمد بن عمر وأبو طاهر نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب أخبرني
يونس قال قال ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان بن أمية قال والله
لقد أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى إنه
لأحب الناس إلي
هكذا رواه معمر عن الزهري فلم يذكر ابن المسيب
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ
جدي أبو بكر نا محمد بن يوسف بن بشر أنا محمد بن حماد نا عبد الرزاق أنا
معمر عن الزهري قال قال صفوان بن أمية لقد أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أعطاني وأنه
لأبغض الناس إلي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر
حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال اصطف سبعة أربعة في الجاهلية
وثلاثة في الإسلام يطعمون وينادون إليه كل يوم فأما من كان في الإسلام
فعمرو بن عبد الله بن صفوان وفي الجاهلية أبي أمية بن خلف بن وهب بن
حذافة (1).
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن حسن عن

(1) انظر سير الأعلام 2 / 567 وأسد الغابة 2 / 407.
116

نصر بن مزاحم عن معروف بن خربوذ قال صفوان بن أمية أحمد العشرة الذين من
عشرة بطون الذين انتهى إليهم شرف الجاهلية ووصله لهم الإسلام وكانت إلى
صفوان بن أمية في الجاهلية الأيسار وهي الأزلام (1) فكان لا يسبق بأمر عام حتى يجري
يسره على يديه هذا مختصر من حكاية (2).
أخبرنا بها بتمامها أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي
قراءة أنا أبو بكر بن زبيري إجازة أنبأ أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني نا
أبو بكر بن أبي خيثمة نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن حدثني نصر بن
مزاحم عن (3) معروف بن خربوذ قال
من انتهى إليه الشرف من قريش فوصله الإسلام عشرة نفر من عشرة أبطن من
هاشم وأمية ونوفل وأسد وعبد الدار وتيم ومخزوم وعدي وسهم وجمح
فمن هاشم العباس بن عبد المطلب كان قد سقى في الجاهلية الحجيج وبقي له في
الإسلام ومن بني أمية أبو سفيان بن حرب ومن بني نوفل الحارث بن عامر قال
الزبير غلط في الحارث بن عامر ومن بني عبد الدار عثمان بن أبي طلحة ومن بني
تيم أبو بكر الصديق ومن بني أسد يزيد بن زمعة ومن بني مخزوم خالد بن
الوليد بن المغيرة ومن بني عدي عمر بن الخطاب ومن بني سهم الحارث بن
قيس ومن بني جمح صفوان بن أمية
قال ابن خربوذ
صارت مكارم قريش في الجاهلية إلى هؤلاء العشرة فأدركهم الإسلام فوصل
ذلك بهم فكذلك كل من عرف في الجاهلية أدركه الإسلام فوصله فكانت سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام وحلول الثعر (4)، فإن قريشا لم تكن تملك عليها في الجاهلية
أحدا فإذا كانت حرب أقرعوا بين أهل الرياسة من الذكور فإذا حضرت الحرب أجلسوه
لا يبالون صغيرا كان أم كبيرا أجلسوه تيمنا به فلما كان يوم الفجار أقرعوا بين بني

(1) الأزلام: السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها (القاموس المحيط).
(2) انظر الإصابة 2 / 189 وسير الأعلام 2 / 567.
(3) بالأصل: " بن ".
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي مختصر ابن منظور 11 / 92 " الثغر ".
117

هاشم فخرج سهم العباس وهو غلام (1) فإذا جاء أبو طالب هزمت قيس وإذا لم
يجئ هزمت كنانة فقالوا لا أبا لك لا تغب
وأما عمارة المسجد فإنها والسقاية كانت للعباس بن عبد المطلب فأما السقاية
فإنها معروفة وأما العمارة فإنهم لا يدع أحدا يستب في المسجد الحرام ولا يقول فيه
هجرا يحملهم على عمارته بالخير لا يستطيعون لذلك امتناعا لأنه قد أجمع ملأ قريش
على ذلك فهم له أعوان وكانت العقاب عند أبي سفيان راية الرئيس وكانت العقاب إذا
كانت عند رجل أخرجها إذا حمشت الحرب قال أجمعت قريش علي أعطوه إياه
وإن لم يجمعوا على أحد رأسوا صاحبها
وكانت الرفادة إلى الحارث بن عامر بن نوفل والرفادة ما كنت تخرج قريش من
أموالها في رفد منقطع الحاج وكانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن
المطلب بن أسد وقتل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الطائف والمشورة أن قريشا لم يجمعوا
على أمر إلا عرضوه عليه فإن وافق رأيهم رأيه سكت وإلا شغب فيه فكانوا له إخوانا
حتى يرجعوا عنه
وكانت سدانة البيت واللواء إلى عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى والسدانة
الخزانة مع الحجابة وكانت الأشناق إلى أبي بكر الصديق والأشناق الديات كان إذا
حمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه أبو بكر فإن
احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه
وكانت القبة والأعنة إلى خالد بن الوليد فأما الأعنة فإنه كان يكون على خيول
قريش في الجاهلية في الحروب وأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما
يجهزون به الجيوش
وكانت السفارة إلى عمر بن الخطاب إن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه
سفيرا وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا ومفاخرا ورضوا به وكانت
الحكومة والأموال المحجرة إلى الحارث بن قيس بن عدي والأموال التي يغنموا
لآلهتهم وكانت الأيسار إلى صفوان بن أمية والأيسار الأزلام وكان لا يسبق بأمر

(1) بعدها في مختصر ابن منظور: فأجلسوه على ترس. وكان أبو طالب يحضرها، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجئ
معه وهو غلام...
118

عام حتى يكون هو الذي يجري يسره على يديه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الحسن
الدارقطني أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي أنا أبو علي
سهل بن علي الدوري أنا أبو الحسن الأثرم قال قال أبو عبيدة وقالوا إن
صفوان بن أمية بن خلف قنطر في الجاهلية وقنطر أبوه أي صار له قنطار ذهبا (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم
نا سيف بن عمر عن زهرة عن أبي سلمة ومحمد والمهلب وطلحة قالوا لما
أعطى عمر أول عطاء أعطاه وذلك سنة خمس عشرة وكان صفوان بن أمية قد افترض في
أهل القادسية وسهيل بن عمرو فلما دعا صفوان بن أمية وقد رأى ما أخذ أهل بدر ومن
بعدهم إلى الفتح فأعطا في أهل الفتح أقل مما أخذ مما كان قبله أبي أن يقبله وقال يا
أمير المؤمنين لست معترفا لأن يكون أكرم مني أحدا (2) ولست آخذا أقل مما أخذ من
هو دوني أو من هو مثلي فقال إنما أعطيتهم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على
الأحساب قال فنعم إذا فأخذ وقال أهل ذاك هم (3).
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن
شسويه (4) التاجر أنا محمد بن موسى بن الفضل أنبأ محمد بن عبد الله بن أحمد
الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال حديث (5) عن سعيد بن محمد الجرمي (6) نا أبو
تميلة نا يزيد بن عمرو التيمي نا مجالد بن سعيد عن الشعبي قال
كان صفوان بن أمية ببعض المقابر فإذا شعل نيران قد أقبلت ومعها جنازة فلما
دنوا من المقبرة قالوا انظروا قبر كذا وكذا قال وسمع رجل صوتا من القبر حزينا
موجعا يقول

(1) سير الأعلام 2 / 567.
(2) كذا بالأصل: أحدا.
(3) انظر الطبري 3 / 613 حوادث سنة 613.
(4) كذا رسمها بالأصل.
(5) كذا، ولعلها: حدثت.
(6) بالأصل: " الحرمي " والصواب ما أثبت وضبط، ترجمته في سير الأعلام 10 / 637.
119

* أنعم الله بالظعينة عينا * وبمسيراك يا أمين إلينا
جزعا ما جزعت من ظلمة * القبر من مسك التراب أمينا *
قال فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضلوا لحاهم ثم قال هل تدري من
أمينة قلت لا قالوا صاحبة السرير هذه أختها ماتت عام أول فقال صفوان قد
علمت أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني
محمد بن سلام عن أبان يعني ابن عثمان قال جاء نعي عثمان حين سوي على
صفوان وجاء نعي أبي (1) بكر الصديق حين (2) سوي على عتاب بن أسيد بمكة (3).
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (4)، أنا سليمان بن
أحمد نا المقدام بن داود نا خالد بن نزار نا عمر بن قيس أن عبد الله بن صفوان
بينما هو يدفن أباه أتاه راكب فقال قتل أمير المؤمنين عثمان فقال والله ما أدري أي
المصيبتين أعظم موت أبي أم قتل عثمان (5).
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال قال المدائني وفي سنة إحدى وأربعين مات
حبيب بن مسلمة وعثمان بن طلحة وصفوان بن أمية ورفاعة بن رافع وركابة بن
يزيد وفيها قتل عبادة بن قرط
وذكر ابن زبر أن أبان أخبره بذلك عن أحمد بن عبيد بن ناصح المدائني تابعه
الهيثم بن عدي على وفاة صفوان
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن

(1) بالأصل: " أبو ".
(2) بالأصل: حنين.
(3) انظر الإصابة: 2 / 188 و 2 / 451 (ترجمة عتاب بن أسيد).
(4) بالأصل: زيد، خطأ، والصواب ما أثبت وضبط، قياسا إلى سند مماثل.
(5) الخبر في المعجم الكبير للطبراني 8 / 46 رقم 7323 ونقله المزي في تهذيب 9 / 108 من طريق
خالد بن نزار.
120

إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري قال وفيها
يعني سنة اثنين (1) وأربعين مات صفوان بن أمية وذكر غيره معه
2884 صفوان بن رستم
أبو كامل الدمشقي
حدث عن سليم بن موسى وسيف الرقاشي
روى عنه بقية قاله ابن مندة فيما حكى المقدسي عنه وروى عن الأوزاعي
روى عنه محمد بن شعيب
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن (2) أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد نا أبو
القاسم بن إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر
أحمد بن محمد بن حماد ثنا [* * * *]
وقرأت على أبي الفضل عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنبأ
يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا هشام بن إسماعيل نا محمد بن شعيب بن شابور
عن أبي كامل صفوان بن رستم عن الأوزاعي أنه كان يقول في الرجل يحال على الرجل
الملئ بحق حال فيتركه حتى يفلس إنه ضيع حقه لا يرجع على الذي أجازه
قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر أنا أبو القاسم أنا أبو بكر المهندس نا أبو
بشر الدولابي قال أبو كامل صفوان بن رستم يروي عنه محمد بن شعيب بن شابور
2885 صفوان بن سليم
أبو الحارث ويقال أبو عبد الله المديني الفقيه (3)
مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف

(1) كذا.
(2) بالأصل " بن " مشطوبة بخطين، والصواب ما أثبت.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 109 وتهذيب التهذيب 2 / 553 وحلية الأولياء 3 / 158 وصفوة الصفوة
2 / 86 الوافي بالوفيات 16 / 317 وسير الأعلام 5 / 364 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى
ترجمت له. وسليم ضبطت بالضم كما في المغني.
121

روى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبي أمامة بن
سهل بن حنيف وسعيد بن المسيب وحميد بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله
وحمزة بن عبد الله بن عمر وعطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي سعيد ونافع بن
جبير
وروى عن عروة بن الزبير وسعيد بن سلمة وأبي سلمة بن (1) عبد الرحمن
وسليمان بن بشار (2)، وثعلبة بن أبي مالك القرطبي (3)، والقاسم بن محمد
وطاووس وعكرمة وأبي بسرة الغفاري ونافع مولى ابن عمر وأبي صالح ذكوان
السمان
روى عنه مالك والثوري وابن عيينة وزياد بن سعد وعبد العزيز بن
عبد المطلب ومحمد بن عمرو (5)، وزهير بن محمد وإسحاق بن إبراهيم المديني
مولى مزينة وعبد الرحمن بن إسحاق المديني وأسامة بن زيد الليثي وعيسى بن
محمد بن إياس بن البكير (6)، ويزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر وأبو
غسان محمد بن مطرف
واستدعاه الوليد بن يزيد مع غيره من فقهاء أهل المدينة ليستفتيهم في الطلاق قبل
النكاح
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم وأبو محمد هبة الله بن سهل
قالا أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو المزكي أنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي
أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب أحمد وأبو بكر
الزهري نا مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال غسل الجمعة واجب على كل محتلم [* * * *]

(1) زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
(2) في تهذيب الكمال: يسار.
(3) تهذيب الكمال: القرظي.
(4) بالأصل: " سبرة " والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام، وضبطت في تقريب التهذيب: بضم أوله
وسكون المهملة.
(5) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي.
(6) بالأصل " بن النذير " والصواب: " بن البكير " عن تهذيب الكمال.
122

أخرجه البخاري عن أبي يوسف وعن القعنبي وأخرجه مسلم عن يحيى بن
يحيى وأخرجه أبو داود عن القعنبي وأخرجه النسائي عن قتيبة عن مالك (1).
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
أبو العباس بن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عيسى بن
موسى عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله
فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوه أن يستر عوراتكم وأن
يؤمن روعاتكم تابعه عمرو بن الربيع بن طارق عن يحيى بن أيوب [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو القاسم غانم بن خالد بن
عبد الواحد قالا أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنا محمد بن
إبراهيم بن علي أنا محمد بن رمح أنبأ الليث عن عيسى بن موسى عن صفوان بن
سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات (2) رحمة
الله فإن لله عز وجل نفحات يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم
وأن يؤمن روعاتكم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (3)، حدثني سعيد بن أسد السنة نا ضمرة
عن سليمان بن عبد العزيز بن أخي رزيق (4) بن حكيم الأيلي قال مر بنا ربيعة وأبو
الزناد وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر في أشياخ من أهل
المدينة أرسل إليهم الوليد بن يزيد يسألهم عن يمين حلف بها قال فأتاهم في منزلهم
قال فصلوا الظهر والعصر حتى زالت الشمس ثم ركبوا (5).

(1) أخرجه البخاري في الجمعة 1 / 212، ومسلم في الجمعة (846) وأبو داود (341)، والنسائي 3 / 93.
(2) بالأصل: النفحات.
(3) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 698.
(4) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ وضبطت بالتصغير عن تقريب
التهذيب، قال: ويقال فيه: بتقديم الزاي. وحكيم بالتصغير أيضا.
(5) من قوله: قال: فأتاهم إلى هنا ليس في المعرفة والتاريخ.
123

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (1)، حدثني علي بن عياش أنه سمع الليث بن سعد
يقول صفوان بن سليم مولى لبني زهرة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة
ومحدثيهم صفوان بن سليم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أنا علي بن محمد بن
عبد الله المعدل نا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع نا أبو عمرو بن منده أنا أبو محمد
الحسن بن محمد بن يوسف بن يوه أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر
اللبناني (2)، قالا نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (3)، نا محمد بن سعد قال
صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا عبد الله
توفي بالمدينة سنة ثنتين وقال اللبناني اثنين (4) وثلاثين ومائة زاد اللبناني أخبرني
بذلك كله الواقدي
أخبرنا أبو بكر محمد (5) بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية
أخبرنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن
سعد قال في الطبقة الرابعة (6) من أهل المدينة صفوان بن سليم مولى حميد بن

(1) تاريخ أبي زرعة 1 / 641.
(2) بالأصل: " البناني " والصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) كذا.
(5) بالأصل: " محمد بن عبد الله بن عبد الباقي " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس
ص 648) وانظر ترجمته في سير الأعلام 20 / 23.
(6) ليس له ترجمة في الطبقات المطبوع لابن سعد، فهي ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة. انظر
تهذيب الكمال 9 / 110.
124

عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى صفوان أبا عبد الله وكان ثقة كثير الحديث
عابدا وتوفي بالمدينة سنة اثنين (1) وثلاثين ومائة
ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنا أبي قال صفوان بن سليم
أبو عبد الله مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف (2).
أنبأنا أبو الغنائم بن الزينبي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (3) قال صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن قال ابن عيينة كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى الله عز وجل وقال ابن
عيينة حدثني صفوان
وكان ثقة سمع عطاء بن يسار ونافع بن جبير وأبا سلمة مديني
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أنا محمد بن الحسن بن محمد أنا
أحمد بن الحسن بن زنبيل أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن
إسماعيل قال قال علي بن سفيان حدثني صفوان وكان ثقة ثنا سفيان كنت إذا رأيته
علمت أنه يخشى الله عز وجل وهو مولى حميد بن عبد الرحمن الزهري القرشي
المديني
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد زاد
قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) قال صفوان بن سليم مولى حميد بن
عبد الرحمن بن عوف أبو عبد الله روى عن أنس بن مالك وأبي سلمة بن

(1) كذا.
(2) بالأصل: " محفوظ " والصواب عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.
(3) التاريخ الكبير 4 / 307 - 308.
(4) الجرح والتعديل 4 / 423.
125

عبد الرحمن وحميد (1) بن عبد الرحمن وعطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي
سعيد روى عنه الثوري ومالك وزياد بن سعد وابن عيينة وزهير بن محمد
وعبد العزيز بن المطلب سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي
طالب قالا أنا أحمد بن علي بن خلف أنا أبو (2) عبد الله الحافظ حدثني
عبد الله بن أحمد بن جعفر قال سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ يقول
صفوان بن سليم أبو عبد الله
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن منجويه أنبأ
أبو أحمد الحاكم (3) قال أبو الحارث صفوان بن سليم القرشي الزهر مولى حميد بن
عبد الرحمن عن أنس بن مالك وسمع أبا سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف
وعطاء بن يسار روى عنه مالك بن أنس والثوري وزياد بن سعد الخراساني حدثني
علي بن محمد نا محمد بن عبدوس نا محمد بن عمير (4) قال صفوان بن سليم أبو
الحارث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا
مسعود بن ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أبو أحمد بن محمد البخاري قال صفوان بن سليم أبو
عبد الله فقال ابن نمير أبو الحارث مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف القرشي
الزهري المدني سمع عطاء بن يسار روى عنه مالك وابن عيينة في الصلاة
والجمعة الشهادات قال أبو عيسى الترمذي مات سنة أربع وعشرين ومائة وقال
الواقدي توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائة وقال ابن نمير مثل الواقدي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (5)، حدثني سليمان بن عبد الرحمن نا ابن وهب
عن ابن لهيعة أن صفوان بن سليم كان يعلم بالمدينة

(1) عن الجرح والتعديل، ومصادر ترجمته، وفي الأصل: حمد.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(3) كتاب الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 3 / 408.
(4) كذا، وفي الأسامي والكنى: محمد بن عبد الله بن نمير.
(5) تاريخ أبي زرعة 1 / 428 - 429.
126

قال ابن سليم وكان يعلم الكتاب في زمن معاوية ثم إنه ترك التعليم وتفرغ
للعبادة
أخبرنا أبو محمد بن طاوس في كتابه أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو
عمر بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي قال سمعت علي بن
عبد الله يقول كان صفوان بن سليم يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه
النوم (1).
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا
جعفر بن محمد الفريابي أنا أبو أمية نا يعقوب بن محمد نا سليمان بن سالم قال
كان صفوان بن سليم (3) في الصيف يصلي بالليل في البيت فإذا كان في الشتاء صلى في
السطح لئلا ينام
قال (2): وأنا أبو محمد بن حيان نا عبد الرحمن بن محمد بن
إدريس (4)، نا علي بن إدريس نا علي بن الحسين (5) نا إسحاق بن محمد الفروي نا مالك بن
أنس قال كان صفوان يصلي في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت
يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح (6) ثم يقول (7): هذا الجهد من صفوان وأنت
أعلم وأنه لترم رجلا حتى يعود مثل السقط من قيام الليل ويظهر فيها عروق خضر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب عن أبي بكر الخطيب أنا أبو
الحسن بن رزقويه أنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد نا أبو بكر بن أبي الدنيا
حدثني محمد بن الحسين نا عبد الله بن عثمان بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب قال سمعت العمري يذكر أن صفوان بن سليم لم يكن له بالليل وساد ولا كان
يضجع جنبه على فراش بالليل إنما كان يصلي فإذا غلبه عيناه احتبى قاعدا

(1) سير الأعلام 5 / 365 من طريق يعقوب بن شيبة.
(2) حلية الأولياء 3 / 159.
(3) بالأصل: " سليمان " والصواب عن الحلية، وهو صاحب الترجمة.
(4) قوله: " نا علي بن إدريس " سقط من الحلية.
(5) رسمها بالأصل: " الهسحان " كذا، وفي الحلية: " الهجائي " وهي موضوعة فيها بين معكوفتين.
(6) الزيادة عن الحلية.
(7) عن الحلية وبالأصل: " نفحل ".
127

قال ونا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سلمة بن شبيب حدثني سهل بن عاصم
عن محمد بن أبي (1) منصور قال قال صفوان بن سليم أعطي الله عهدا أن لا أضع
جنبي على فراش حتى ألحق بربي قال فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم
يضع جنبه فلما نزل به الموت قيل له رحمك الله ألا تضجع قال وما وفيت لله
بالعهد إذن قال فأسند (2)، قال فما زال كذلك حتى خرجت نفسه قال ويقول أهل
المدينة إنه نقبت (3) جبهته من كثرة السجود
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأ أبو
الحسين الميداني نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الخطاب نا محمود بن
محمد الأديب حدثني أبو بكر بن صدقة حدثني أحمد بن يحيى الصوفي نا أبو
غسان النهدي قال سمعت سفيان بن عيينة وأعانه على الحديث أخوه قال (4) حلف
صفوان بن سليم أن لا يضع جنبه بالأرض (5) حتى يلقى الله تعالى فمكث على ذلك أكثر
من ثلاثين عاما فلما حضرته الوفاة واشتد به النزع والعلز (6) وهو جالس فقالت ابنته
يا أبت لو وضعت جنبك الأرض فقال يا بنية إذا ما وفيت لله عز وجل بالنذر
والحلف فمات فإنه لجالس
قال سفيان فأخبرني الحفار الذي يحفر قبور أهل المدينة قال حفرت قبر رجل
فإذا أنا قد وضعت (7) على قبر فوافيت جمجمة فإذا السجود قد أثر في عظام الجبهة
فقلت لإنسان قبر من هذا فقال أو ما تدري هذا قبر صفوان بن سليم
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (8)، نا مخلد بن جعفر نا جعفر بن محمد
الفريابي نا أبو أمية نا يعقوب بن محمد نا عبد العزيز بن أبي حازم قال عادلني (9)

(1) في تهذيب الكمال 9 / 113 وسير الأعلام 5 / 367: محمد بن منصور.
(2) عن تهذيب الكمال: " فأسند " وبالأصل: فاشتد.
(3) عن تهذيب الكمال وبالأصل وسير الأعلام: بقيت.
(4) الخبر بهذا الإسناد في تهذيب الكمال 9 / 113 وسير الأعلام 5 / 367.
(5) عن المصدرين السابقين وبالأصل: الأرض.
(6) العلز: القلق والكرب عند الموت، وشبه رعدة تأخذ المريض (اللسان).
(7) في المصدرين: وقعت.
(8) حلية الأولياء 3 / 158 وسير الأعلام 5 / 366 وتهذيب الكمال 9 / 111.
(9) عن المصادر السابقة، وبالأصل: عاداني.
128

صفوان بن سليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع
قال (1) ونا الحسن (2) بن علي الوراق نا عبد الله (3) بن محمد بن
عبد العزيز نا محمد (4) بن يزيد الآدمي نا أبو ضمرة أنس بن عياض قال رأيت
صفوان بن سليم ولو قيل له غدا القيامة ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من
العبادة (5).
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنا أبو عبد الله
الحميدي بإسناد ذكره عن عبد الغني سقط عني ذكره قال السبب الذي سمي له
صفوان بن سليم أبو الحارث الزوج أنا أبو أحمد المادرائي له صفوان بن سليم
حدثهم حدثنا الزبير بن بكار عن ذويب بن عمامة السهمي عن عبد العزيز بن محمد
قال
رأيت صفوان بن سليم يعتمد في الصلاة على عصا فكان يسمى وهو وعصاه الزوج
فصلى إلى جنبه غلام من بني عامر بن لؤي فقال له لا تزحمني بعصاك فأكسرها (6)
على رأسك (7) قال فطرحها صفوان بن سليم في منزله فقيل له فيها فقال إنما
كنت أحملها للخير والآن أنا أخاف من الشر
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا جعفر بن أحمد بن الحسين أنا أبو علي بن
شاذان أنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن
الحسين حدثني أحمد بن سهل حدثني أبو علقمة المديني قال كان صفوان بن سليم
لا يكاد يخرج من مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا أراد أن يخرج بكى وقال أخاف أن لا أعود
إليه

(1) حلية الأولياء 3 / 159 وتهذيب الكمال 9 / 111 وسير الأعلام 5 / 366.
(2) في الحلية: الحسين.
(3) الحلية: عبيد الله.
(4) في الحلية: " عبد العزيز بن يزيد الأدمي " خطأ.
(5) عن المصادر السابقة: وبالأصل: " العادة ".
(6) زيادة لازمة للإيضاح.
(7) بالأصل: رأسها.
129

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (1) نا محمد بن سليمان (2) نا محمد بن
أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا أحمد بن محمد بن عاصم نا سعيد بن كثير بن
يحيى حدثني أبي كثير بن يحيى
قال قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وعمر بن عبد العزيز عامله عليها قال
فصلى بالناس الظهر ثم فتح باب المقصورة واستند إلى المحراب واستقبل الناس
بوجهه ثم نظر إلى صفوان بن سليم عن غير معرفة فقال يا عمر من هذا الرجل ما
رأيت سمتا أحسن منه قال يا أمير المؤمنين هذا صفوان بن سليم قال يا غلام كيس
فيه خمس مائة دينار فقال لخادمه ترى هذا الرجل القائم يصلي فوصف للغلام حتى
أتيته قال فخرج الغلام بالكيس حتى جلس إلى صفوان فلما نظر إليه صفوان ركع
وسجد ثم سلم فأقبل عليه فقال ما حاجتك قال أمرني أمير المؤمنين وهوذا ينظر
إليك وإلي ان أدفع إليك هذا الكيس فيه خمس مائة دينار ويقول لك استعن بهذا على
زمانك وعلى عيالك فقال صفوان للغلام ليس أنا بالذي أرسلت إليه فقال له
الغلام لست صفوان بن سليم فقال بلى أنا صفوان بن سليم قال فإليك أرسلت
قال اذهب فاستثبت فإذا أتيت (3) فهلم فقال الغلام فأمسك الكيس معه وذهب
فقال لا إذا أمسكت فقد أخذت ولكن اذهب فاستثبت وأنا ها هنا جالس فولى
الغلام وأخذ صفوان بغلته (4) وخرج فلم ير بها حتى خرج سليمان من المدينة
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد نا نصر بن إبراهيم بن نصر
أنا أبو الفرج عبد الله بن محمد بن يوسف المراغي أنا عيسى بن عبد الله بن
عبد العزيز الموصلي أنا أبو بكر بن صلة الحيوي السنجاري بالمسجد الأقصى نا
نصر بن عبد الملك السنجاري نا إبراهيم بن بشار الرمادي قال سمعت سفيان قال
وأتى رجل من أهل الشام في النوم كأن صفوان بن سليم أدخل الجنة في قميص كساه
مسكينا قال فدخل المدينة فسأل عنه فدلوه عليه فقال أخبرني عن قصة القميص
فأبى أن يخبره فتحمل عليه بأصحابه فقال إني رأيت في النوم كأنه أدخل الجنة في

(1) الخبر في حلية الأولياء 3 / 160 وسير الأعلام 5 / 368.
(2) بين معكوفتين سقط من الحلية.
(3) الحلية وسير الأعلام: نعليه.
130

قميص كساه مسكينا فسلوه يخبرنا عن قصته قال فلم يزالوا به قال خرجت ذات
ليلة إلى المسجد في السحر فإذا مسكين يرتعد من البرد ولم يكن لي في قميص غير
الذي كان علي فكسوته إياه (1).
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو نعيم الحافظ (2)، نا أحمد بن محمد بن
عبد الرحيم الإيرجي (3)، نا سعيد بن محمد البغدادي نا محمد بن يزيد الأدمي نا أبو
ضمرة أنس بن عياض قال انصرف صفوان يوم فطر أو أضحى إلى منزله ومعه صديق له
فقرب إليه خبزا وزيتا فجاء سائل فوقف على الباب فقام إليه فأعطاه دينارا
قال ونا عبد الله بن محمد بن جعفر نا أبو بكر بن راشد نا محمد بن
عبادة نا يعقوب بن محمد الزهري نا أبو مروان مولى بني تميم قال انصرفت مع
صفوان بن سليم من العيد إلى منزله فجاء بخبز يابس وقال أبو يوسف بخبز وملح
فجاء سائل فوقف على الباب وسأل فقام صفوان إلى كوة في البيت فأخذ منها شيئا ثم
خرج إليه فأعطاه فاتبعت السائل لأنظر ما أعطاه فإذا هو يقول أعطاه الله أفضل ما
أعطى أحدا من خلقه وولى وذكر ودعاء مخلصا فقلت ما أعطاك قال أعطاني
دينارا
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (5) قال سمعت الحميدي فحدث عن سفيان
قال حج صفوان بن سليم فذهبت بمنى فسألته عنه فقيل لي إذا دخلت المسجد (6)
فائت المنارة فانظر أمامها قليلا (7) شيخا إذا رأيته علمت أنه يخشى الله فهو صفوان بن
سليم فما سألت عنه أحدا حتى جئت كما قيل لي فإذا أنا بشيخ لما رأيته علمت أنه

(1) الخبر في حلية الأولياء 3 / 161 باختلاف الرواية.
(2) حلية الأولياء 3 / 160.
(3) الياء مهملة غير منقوطة بالأصل، والمثبت يوافق ما جاء في إحدى نسخ الحلية، وهذه النسبة إلى إيرج
وهي قلعة بفارس من أمنع قلاعها.
وفي حلية الأولياء المطبوع: " الأمدحي " وبهامشها عن نسخة: " الأموجي " وفي أخرى: الإيرجي.
(4) المصدر السابق / الجزء والصفحة.
(5) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ 1 / 661 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 112 من طريق الحميدي.
(6) في المصدرين السابقين: مسجد الخيف.
(7) عن المصدرين السابقين، وتقرأ بالأصل: قلت لا.
131

يخشى الله عز وجل فجلست إليه فقلت أنت صفوان قال نعم فسألته
قال وثنا يعقوب (1)، نا أبو بكر نا سفيان قال حج صفوان بن سليم وليس معه
إلا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة فقيل له في ذلك فقال إني سمعت الله يقول
" والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير " (2).
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم (3) نا إبراهيم بن محمد بن يحيى نا
محمد بن إسحاق السراج نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال قال لي علي بن عبد الله
المديني كان صفوان ذكر عنه عبادة وفضلا (4).
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر بن شبويه أنا
أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار ثنا أبو بكر بن
أبي الدنيا حدثني قدامة بن محمد الخشرمي نا محمد بن صالح التمار قال (5):
كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي فاتبعته (6) ذات يوم وقلت
والله لأنظرن ما يصنع فقنع رأسه وجلس إلى قبر منها فلم يزل يبكي حتى رحمته
قال ظننت أنه قبر بعض أهله قال فمر بي مرة أخرى فاتبعته (6) فقعد إلى جنب غيره
ففعل مثل ذلك فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر وقلت إنما ظننت أنه قبر بعض
أهله فقال محمد كلهم أهله وإخوته إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كلما
عرضت له قسوة جعل محمد بن المنكدر بعد يمر بي فيأتي البقيع فسلمت عليه ذات
يوم فقال أما نفعتك موعظتك موعظة صفوان قال فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه
منها
أخبرنا أبو سعد أنا أبو نصر أنا أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله الصفار نا
أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد هو ابن الحسين نا محمد بن يعلى

(1) الخبر في المصدرين السابقين، وباختصار في حلية الأولياء 3 / 160.
(2) سورة الحج، الآية: 36.
(3) ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح، والخبر في حلية الأولياء 3 / 159 - 160.
(4) عن الحلية وبالأصل: وفضل.
(5) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 112 وسير الأعلام 5 / 366 من طريق قدامة بن محمد الخشرمي.
(6) عن المصدرين السابقين وبالأصل: فاتبعه.
132

ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنا أبو الحسن اللبناني نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد ثنا محمد بن
يعلى الثقفي حدثني المنكدر بن محمد بن المنكدر قال
كنا مع صفوان بن سليم في جنازة وفيها أبي وأبو حازم وذكر نفرا من العباد
فلما صلى عليها وقال اللبناني عليه قال صفوان أما هذا فقط انقطعت عنه أعماله
واحتاج إلى دعاء من خلفه قال فأبكى والله القوم جميعا وقال اللبناني من خلف
بعده (1).
أخبرنا أبو بكر أنا أبو عمرو أنا الحسن أنا أبو الحسن أنا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثني محمد وهو ابن الحسين نا يعقوب بن عيسى المديني نا أبو زهرة
مولى بني أمية (2) قال سمعت صفوان بن سليم يقول في الموت راحة للمؤمن من
شدائد الدنيا وإن كان الموت ذا غصص وارث (3) وذرفت عيناه
قرأت في كتاب مكي بن علي بن بيان أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن
عبد الله القزويني قال قرأت على أبي أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن قريش
المروروذي قال سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت علي بن
عبد الله بن المديني يقول قال سفيان بن عيينة صفوان بن سليم ثقة (4).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن المعدل أنا محمد بن
علي بن يعقوب المقرئ الواسطي أنا محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن
المفضل أنا أبي قال قال يحيى بن معين وكان القطان يقدم صفوان بن سليم على
زيد بن أسلم
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن محمد بن محمد بن مخلد
أنا علي بن محمد بن خزقة (5) أنا محمد بن الحسين الزعفراني ثنا أبو بكر بن أبي

(1) تهذيب الكمال 9 / 112 وسير الأعلام 5 / 366.
(2) تهذيب الكمال 9 / 112 وسير الأعلام 5 / 366.
(3) كذا، وفي المصدرين السابقين: " كرب ".
(4) تهذيب الكمال 9 / 110.
(5) بالأصل: حرقة " خطأ، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
133

خيثمة قال قرأت في كتاب علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول
صفوان بن سليم أحب إلي من زيد بن أسلم (1).
أنبأ أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمرو بن مهدي
أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي يعقوب قال دفع إلي علي بن عبد الله
المديني كتابا قال لي أنه سمعه من يحيى بن سعيد يقول صفوان بن سليم أحب إلي من
زيد بن أسلم
قال ونا جدي يعقوب قال سمعت أحمد بن حنبل وذكر صفوان بن سليم
فوثقه
وقال صفوان بن سليم يستسقى بحديثه
قال يعقوب صفوان بن سليم ثقة ثبت مشهور بالعبادة (2).
نا أبو القاسم إسماعيل بن محمد وأبو الفضل محمد بن ناصر في كتابيهما
قالا أنا المبارك بن عبد الجبار وأنا إبراهيم بن عمر البرمكي
قال أنا محمد بن عبد الله بن خلف أنا عمر بن محمد الجوهري قال أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال قال أبي وكان صفوان بن
سليم يقول بالقدر
نا أحمد بن محمد بن هاني قال قال أبو عبد الله صفوان بن سليم من
الثقات فقال من حضرنا أن أبا عبد الله قال من الثقات ممن يستسقى بحديثه ولم
أحفظ أنا هذا
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا الفضل بن يعقوب العدل يقول سمعت أبا عبد الله الأردبيلي
يقول سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول ذكر عند أحمد بن حنبل صفوان بن
سليم قال هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره (3).

(1) تهذيب الكمال 9 / 111.
(2) تهذيب الكمال 9 / 111.
(3) تهذيب الكمال 9 / 111 وسير الأعلام 5 / 365.
134

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1) قال نا عبد الله بن أحمد قال قال أبي صفوان بن سليم ثقة من خيار عباد الله
الصالحين قال ابن أبي حاتم وسئل أبي عن صفوان بن سليم فقال ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر
محمد بن الحسن قالا أنا أبو الوليد أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن
أحمد بن صالح حدثني أبي أحمد (2) قال صفوان بن سليم مدني ثقة رجل
صالح (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا زيد بن بشر نا ابن وهب قال قال ابن
زيد كان صفوان يقول اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم (4)، نا عبد الله بن محمد نا محمد بن
أحمد بن أيوب المقرئ نا أبو بكر بن صدقة نا أحمد بن يحيى الصوفي نا أبو
غسان مالك بن إسماعيل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول وأعانه على بعض
الحديث أخوه قال آلى صفوان بن سليم لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله فلما
حضره الموت وهو منتصب قالت له ابنته يا أبت في هذه الحال لو ألقيت نفسك
قال يا بنية إذا ما وفيت له بالقول
قال وأنا أبو نعيم (5) الحافظ أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه نا
أحمد بن محمد بن عاصم نا أبو مصعب قال قال لي أبو حازم (6): دخلت أنا وأبي

(1) الجرح والتعديل 4 / 424.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 228.
(3) الزيادة عن ثقات العجلي.
(4) الخبر في حلية الأولياء 3 / 159..
(5) المصدر السابق / الجزء والصفحة.
(6) في الحلية: ابن أبي حازم.
135

نسأل عنه يعني صفوان بن سليم وهو في مصلاه فما زال به أبي حتى رده إلى
فراشه فأخبرتني مولاته ساعة خرجتم مات
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأ أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن الدنيا حدثني الحسين بن عبد العزيز نا
عاصم بن أبي بكر
أخبرني ابن أبي (1) حازم أن صفوان بن سليم لما حضره إخوانه فجعل ينقلب
فقالوا كان لك حاجة قال نعم فقالت ابنته ما له من حاجة إلا أنه يريد أن تقوموا
عنه فيقوم فيصلي وما ذاك فيه فقام القوم عنه وقام إلى مسجده يصلي فوقع وصاحت
ابنته بهم فدخلوا عليه فحملوه ومات
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو (2) القاسم
الأزهري أنا علي بن عمر الحافظ أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن
محمد نا محمد بن سعد أنا الواقدي قال سنة اثنين (3) وثلاثين ومائة فيها مات
صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن
قال نا الخطيب قال قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن أبي حامد
أحمد بن الحسين المروزي نا عبيد الله بن محمد البرقاني نا أحمد عن (4) شباب نا
عبد الله بن يحيى بن بكير قال صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن
عوف يكنى أبا عبد الله مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري قال وفي سنة اثنين (3)
وثلاثين مات صفوان بن سليم بالمدينة (5).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأ

(1) بالأصل: " أبي ابن حازم ".
(2) بالأصل: أبي.
(3) كذا.
(4) بالأصل: " بن ".
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 404.
136

أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد أبو الفضل
الزهري نا عمي عن أبيه عن ابن إسحاق حدثني صفوان بن سليم مولى حميد بن
عبد الرحمن بن عوف (1) قال أبو الفضل بلغني أنه مات صفوان بن سليم سنة
ثنتين وثلاثين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
المخلص إجازة ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحيم بن محمد بن
المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة اثنين وثلاثين ومائة فيها مات
صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ثنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن أبي
بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم الحوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر
أخبرهم نا أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان الزيادي قال سنة اثنين (2)
وثلاثين ومائة فيها مات صفوان بن سليم المديني وهو ابن اثنين (2) وسبعين سنة (3).
قال وأنا الخطيب أنا علي بن محمد السمسار أنا عبد الله بن عثمان الصفار
نا ابن قانع أن صفوان بن سليم مات في سنة اثنين (2) وثلاثين ومائة ومات
عبد الله بن أبي نجيح بمكة وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وصفوان بن سليم
مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن أبي بكر بن حزم (4) وهو ابن
اثنين (2) وسبعين سنة
2886 صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار
أبو عبد الملك الثقفي (5)
مؤذن الجامع المسجد بدمشق

(1) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 113 وزيد فيه: سنة اثنتين وثلاثين ومئة.
(2) كذا بالأصل.
(3) تهذيب الكمال 9 / 113 وسير الأعلام 5 / 368.
(4) في تاريخ خليفة ص 404: محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 114 وتهذيب التهذيب 554 وتهذيب التهذيب 2 / 292 شذرات الذهب
2 / 91 سير الأعلام 11 / 475.
137

روى عن ابن عيينة والوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد ومروان بن
معاوية وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن شعيب بن شابور (1)، وضمرة بن ربيعة
وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ووكيع وسعيد بن الفضل بن ثابت
البصري ومروان بن محمد ورواد بن الجراح وخالد بن يزيد الأزرق السلمي
وعبد الله بن كثير القارئ والوزير بن صبيح الثقفي وعبد الخالق بن زيد بن واقد
وأبو حفص عمر بن صالح الأوقص البصري
روى عنه أحمد بن حنبل فيما حكاه ابن حبان ويعقوب بن سفيان وأبو أمية
الطرسوسي وأبو داود في سننه وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو زرعة
النصري (2)، وأحمد بن المعلى الأسدي وزكريا بن يحيى السجزي وأبو العباس بن
قتيبة ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وأحمد بن بشر الهروي (3)، وأحمد بن
محمد بن قسيم وأحمد بن أنس بن مالك وأبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن يزيد
الجوبري وخالد بن روح وعبد الحميد بن روح ومحمد بن النعمان بن بشير
السقطي وأبو علي (4) بن قيراط والحسن بن سفيان وأبو الحارث محمد بن الحسن
الرملي ومحمود بن إبراهيم بن محمد سميع ومحمد بن إدريس بن أبي حمادة
الأنطاكي وأحمد بن نصر بن شاكر وأبو حصين محمد بن إسماعيل التميمي
وموسى بن فضالة بن إبراهيم وعبد الله بن حماد الآملي وجعفر الفريابي وأبو
الأصبع عبد الله بن يزيد ومحمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي وعمرو بن حازم
القرشي
هو كان ينتحل مذهب أهل العراق داره بدمشق في ربض باب الفراديس عند
طرف العقيبة في الزقاق الذي شرقي المقبرة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي قالا أنا أبو عثمان

(1) بالأصل: ضمرة خطأ والصواب عن تهذيب الكمال.
(2) بالأصل: البصري، خطأ، والصواب ما أثبت عن سير الأعلام وفي تهذيب الكمال: أبو زرعة
عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي.
(3) في تهذيب الكمال: الصوري.
(4) اسمه: إسماعيل بن محمد بن قراط العذري الدمشقي.
138

البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان (1) زاد زاهر وكان يحفظ هذه الأحاديث حفظا
ثنا أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني نا صفوان بن صالح الدمشقي نا
الوليد بن مسلم نا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا (2)، إنه وتر يحب الوتر من أحصاها
دخل الجنة هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام
المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار
القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز
المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور
الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب
المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل
القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت
الحي القيوم الماجد الواجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر
الأول الآخر الظاهر الباطن البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك
الملك ذو الجلال والإكرام الوالي المتعالي (3)، المقسط الجامع الغني المغني
المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد
الصبور [* * * *]
أخرجه الترمذي عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن صفوان بن صالح ثم
قال حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان وهو
ثقة عند أهل الحديث وقد روي من غير وجه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا نعلم في كثير شئ من
الروايات في ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث (4).
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ تمام بن محمد

(1) الخبر في تهذيب الكمال 9 / 116 من طريق أبي عمرو بن حمدان وساق سنده كالأصل.
(2) عن تهذيب الكمال، وبالأصل " واحد ".
(3) بالأصل: المتعال.
(4) صحيح الترمذي 49 كتاب الدعوات 83 باب (الحديث 3507).
139

أنبأ جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال في أصحاب الوليد وابن شعيب وغيرهم
صفوان بن صالح
أنبأنا أبو الغنائم محمد ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأ أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأ أبو أحمد زاد أحمد
ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنبأ محمد بن
إسماعيل (1)، قال صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي سمع الوليد بن مسلم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنبأ أبو محمد بن أبي
حاتم (2) قال صفوان بن صالح الدمشقي الثقفي (3) أبو عبد الملك المؤذن مؤذن
مسجد دمشق وهو ابن صالح روى عن الوليد بن مسلم وابن عيينة وعمر بن
عبد الواحد ومروان بن معاوية وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن شعيب
وضمرة بن ربيعة وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ووكيع سمعت أبي يقول
ذلك
روى عنه أبي وأبو زرعة سئل أبي عنه فقال صدوق
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأ أبو سعيد بن
حمدون أنبأ مكي بن حمدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبد الملك
صفوان بن صالح الدمشقي سمع الوليد بن مسلم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو بكر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
عبد الملك صفوان بن صالح دمشقي
قرأت على أبي الفضل عن أبي طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم نا

(1) التاريخ الكبير 4 / 309.
(2) الجرح والتعديل 4 / 425.
(3) سقطت اللفظة من الجرح والتعديل.
140

أحمد بن محمد نا محمد بن أحمد بن حماد (1) قال أبو عبد الملك صفوان بن
صالح الدمشقي (2) راوية الوليد وعمر بن عبد الواحد
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الملك صفوان بن صالح الدمشقي سمع أبا
العباس الوليد بن مسلم الدمشقي وعمر بن عبد الواحد الدمشقي روى عنه أبو
عبد الله محمد بن يحيى الذهلي وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي كناه (3)
أنا محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي (4)، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي
العقب نا أبو الليث سلم بن معاذ قال سمعت محمد بن عبد الرحمن السراج
يقول (5):
قلت لسليمان بن عبد الرحمن إن أبا عبد الملك صفوان بن صالح يأبى أن
يحدثنا وكان صفوان إذا دخل المسجد يبدأ به فيسلم عليه ثم يصير إلى مجلسه فلما
دخل سلم عليه قال أبو أيوب إنه بلغني أنك تأبى أن تحدث فقال له صفوان يا أبا
أيوب منعنا السلطان فقال له ويحك حدث فإنه بلغني أن أهل الجنة يحتاجون إلى
العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا فيأتيهم الرسول من قبل ربهم عز وجل
فيقول سلوا ربكم فيقولون قد أعطانا ما سألنا وما لم نسأل فيقول لهم سلوا ربكم
فيقولون ما ندري ما نسأل فيقول لهم سلوا ربكم فيقول بعضهم لبعض اذهبوا بنا
إلى العلماء الذين كانوا إذا أشكل علينا في الدنيا شئ أتيناهم فيفتحوا علينا فيأتون
العلماء فيقولون إنه أتانا رسول من ربنا عز وجل يأمرنا أن نسأل فما ندري ما نسأل
فيفتح الله عز وجل على العلماء فيقولون لهم سلوا كذا وكذا فيسألون فيعطون
فحدث فلعلك أن تكون منهم فأتيناه فحدثنا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 71.
(2) عند الدولابي: " رواية الوليد بن عمر بن عبد الواحد " كذا.
(3) كذا بالأصل، ويبدو أن ثمة سقط في الكلام أخل بالمعنى.
(4) انظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 400 وفيها أنه ولد سنة 338 ومات سنة 417 ه‍.
(5) الخبر في سير الأعلام 5 / 475 وفيها: " وقال سلم بن معاذ: قلت لسليمان بن عبد الرحمن. ولم يذكر
بينهما محمد بن عبد الرحمن السراج.
141

الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ومات صفوان بن صالح الثقفي الدمشقي
سنة سبع وثلاثين ومائتين مولده سنة ثمان أو تسع وستين ومائة (1).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو نصر محمد بن
أحمد بن هارون بن الجندي أنا جمح بن القاسم المؤذن أنا أبو بكر عبد الرحمن بن
القاسم بن الرواس قال حكى إبراهيم بن أيوب مات سنة ثمان وثلاثين وصفوان بن
صالح قبله بعشرين يوما
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال وقال محمد بن الفيض ومات صفوان بن صالح مولى
عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ تمام بن محمد نا
محمد بن سليمان نا محمد بن الفيض قال مات صفوان بن صالح وإبراهيم بن
هشام الغساني سنة ثمان وثلاثين ومائتين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة قال ومات صفوان بن صالح الثقفي في أول سنة
تسع وثلاثين (2) يعني ومائتين وأخبرنا أن مولده سنة ثمان أو تسع وستين ومائة كذا
في سماعنا وفي نسخة عتيقة في ذكر موته في سنة تسع وثلاثين أو سنة ثمان وثلاثين
بالشك وقال عمرو بن دحيم مات يوم السبت لأربع عشرة خلف من شهر ربيع الأول
سنة تسع وثلاثين ومائتين وكان مولده سنة سبع وستين ومائة (3).
2887 صفوان بن عبد الله الأكبر بن صفوان بن أمية بن خلف
ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي
القرشي الجمحي المكي (4)
روى عن علي بن أبي طالب وابن عمر وأبي الدرداء وأم الدرداء

(1) تهذيب الكمال 9 / 115.
(2) لم أجده في تاريخ أبي زرعة المطبوع، ونقله المزي عن أبي زرعة في تهذيب الكمال 9 / 115.
(3) تهذيب الكمال 9 / 115.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 117 وتهذيب التهذيب 2 / 555.
142

روى عنه الزهري وعمرو بن دينار وأبو الزبير المكي
وقدم دمشق زائرا لأبي الدرداء وكانت الدرداء بنت أبي الدرداء زوجته
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان قالا
أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي ثنا سعدان بن
قديد البزار أنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن عبد الملك بن أبي سليمان
ح وقال ثنا علي بن حرب نا علي نا محمد بن عبيد عن عبد الملك عن أبي
الزبير عن صفوان بن عبد الله بن صفوان وكانت عنده الدرداء قال
قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد
الحج العام قلت نعم قالت ادع الله لنا بخير كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول دعاء
المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب ملك موكل كلما دعا بخير قال الملك آمين ولك
مثل ذلك وزاد سعدان في حديثه قال فخرجت فألقى أبا الدرداء في السوق فقال
مثل ما قالت أم الدرداء يأثره عن النبي (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا سعدان بن نصر نا إسحاق الأزرق نا
عبد الملك هو ابن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن
الدرداء بنت أبي الدرداء كانت تحته فقدم عليهم الشام فوجد أم الدرداء ولم يجد أبا
الدرداء في المنزل فقالت له أم الدرداء أي بني تريد الحج العام قال نعم قالت
ادع الله لنا بخير فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول إن دعوة المرء المسلم مستجابة (1) لأخيه
بظهر الغيب عند رأسه ملك موكل به إذا دعا لأخيه بخير قالت الملائكة آمين ولك
مثله قال فخرجت فألقى أبا الدرداء في السوق فقال لي مثل ما قالت أم الدرداء بأثره
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي أنا
أبو بكر بن المقرئ أنبأ أبو يعلى نا أبو خيثمة وهو زهير بن حرب نا إسحاق بن
يوسف نا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان بن عبد الله بن

(1) الزيادة منا لازمة للإيضاح.
143

صفوان أن الدرداء ابنة أبي الدرداء كانت تحته فقدم عليهم الشام فوجد أم الدرداء ولم
يجد (1) أبا الدرداء في المنزل فقالت له أم الدرداء أتريد الحج قال نعم قالت
فادع الله لنا بخير فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول إن دعوة المرء المسلم تستجاب لأخيه بظهر
الغيب عند رأسه ملك موكل فإذا دعا لأخيه قالت الملائكة ولك بمثل قال فحدثت
أبا الدرداء في السوق فقال لي مثل ما قالت أم الدرداء يأثره عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كذا قال
وإنما هو فلقيت أبا الدرداء [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد عبد الجبار (2)، وأبو علي عبد الحميد
ابنا محمد بن أحمد الخواريان (3) قالوا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا يعلى بن عبيد نا
عبد الملك يعني ابن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان بن عبد الله بن صفوان
وكانت تحته الدرداء قال
أتيت الشام فأتيت (4) أبا الدرداء فلم ألقه ولقيت أم الدرداء فقالت تريد الحج
العام قال قلت نعم قالت فادع لنا بخير فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول دعاء المؤمن
مستجاب لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك موكل ما دعا لأخيه بخير إلا قال آمين
ولك بمثل قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك [* * * *]
قال وأنا محمد بن إسحاق أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة نا يزيد بن هارون عن
عبد الملك عن أبي الزبير عن صفوان مثله قال فلقيت أبا الدرداء فحدثي عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل ذلك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وولد عبد الله بن صفوان
الأكبر صفوان بن عبد الله الأكبر روى عنه ابن شهاب وأمه حقة بنت وهب بن أمية بن
أبي الصلت الشاعر الثقفي

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا اقتضاها السياق للإيضاح.
(2) انظر ترجمته في سير الأعلام 20 / 71.
(3) بالأصل: الحواريان بالحاء المهملة خطأ والصواب ما أثبت، والخواري نسبة إلى خوار بضم الخاء وفتح
الواو، بلدة من أعمال بيهق. (انظر الأنساب ومعجم البلدان).
(4) تقرأ بالأصل " أبي " والصواب " أبا ".
144

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد أنا
يوسف بن رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن
حماد نا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال في تسمية التابعين من أهل مكة
صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن
الفهم نا محمد بن سعد (1) قال في الطبقة الثانية من أهل مكة صفوان بن عبد الله بن
صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه حقة (2) بنت وهب بن
أمية بن أبي الصلت الثقفي وقد روى عنه الزهري وكان قليل الحديث
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الحسين وأبو الفضل وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن
الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان (3)، أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (4)،
قال صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي القرشي المكي أخوه
عمرو سمع ابن عمر وأبا الدرداء (5) وعن علي سمع منه الزهري
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (6) قال صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي روى عن
علي بن أبي طالب وأبي الدرداء وابن عمر وأم الدرداء روى عنه الزهري
وعمرو بن دينار وأبو (7) الزبير المكي سمعت أبي ذلك

(1) طبقات ابن سعد 5 / 474.
(2) عن ابن سعد، وبالأصل: حفصة، وقد مر قريبا عن الزبير بن بكار " حقة ".
(3) بالأصل: " بندار " وما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) التاريخ الكبير 4 / 305.
(5) في البخاري: وأم الدرداء.
(6) الجرح والتعديل 4 / 421.
(7) عن الجرح والتعديل، وبالأصل " وأبي ".
145

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسين وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالوا
أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد بن صالح قال
سمعت أبي (1) يقول صفوان بن عبد الله بن صفوان مدني تابعي ثقة
2888 صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم
واسمه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر (2) بن أسد
ابن مقاعس التميمي المزني البصري
وفد على سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم إجازة قالت أنبأ
أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
عبد الله بن الكاتب أنبأ علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ثنا الزبير حدثني
محمد بن سلام الجمحي قال قال عبد الله بن صفوان بن الأهتم قال
إني كنت على رأس سليمان بن عبد الملك فدخل عليه رجل من حضرموت من
حكمائهم فقال له سليمان تكلم بحاجتك فقال أصلح الله أمير المؤمنين من كان
الغالب على كلامه النصيحة وحسن الإرادة أوفى به كلامه على السلامة وإني أعوذ
بالذي أشخصني من أهلي حتى أوفدني عليك أن ينطقني بغير الحق أو أن يدلك لساني
لك بما فيه سخطه علي وإن أقصار الخطبة ألمح في أفئدة أولي الفهم من الإطالة
والتشدق في البلاغة ألا وإن من البلاغة يا أمير المؤمنين ما يفهم وإن قل ألا وإني
مقتصر على الاقتصار مجتنب من الإكثار شخصني إليك وال عسوف ورعية ضائعة
وإن تعجل تدرك ما فات وإنك إن تقصر تهلك رعيتك هناك ضياعا فخذها إليك
قصيرة موجرة قال فقال سليمان يا غلام ادع لي رجلا من الحرس فاحملاه على
البريد وقل له إذا أتيت البلاد فلا تنزل من مركبك حتى تعزله ومن كانت له قبله ظلامة

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 228.
(2) عن جمهرة ابن حزم ص 217 وبالأصل: منقور.
146

أخذت له بحقه وأمر للحكيم بجائزة سنية فأبى أن يقبل وقال يا أمير المؤمنين أنا
احتسب سفري على الله وأكره أن آخذ عليه من غيره أجرا
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر المخلد أنا عبد الله بن أبي أحمد بن
عبيد الله السكري أنا أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي نا حمزة بن القاسم
الهاشمي نا حنبل بن إسحاق نا محمد بن يزيد بن خنيس (1) قال قال سفيان بن
عيينة
دخل ابن الأهتم على عمر بن عبد العزيز فقال له أطربك قال لا قال
أفأعظك قال نعم قال فافتح الباب وأدخل الناس قال فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال
إن الله تعالى خلق الخلق غنيا عن طاعتهم آمنا معصيتهم أن ينقصه قال فالناس
يومئذ في الحالات والمنازل مختلفون فالعرب منهم بأشر تلك الحال أهل الوبر (2)
والشعر وأهل الحجر لا يتلون كتابا ولا يصلون جماعة منهم في النار وحيهم أعمى
بشر حال مع الذي لا يحصى من عيشهم المزهود فيه والمرغوب عنه فلما أراد الله أن
ينشر فيهم حكمته بعث فيهم رسلا (3) من أنفسهم " عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم " (4)، فبلغ محمد رسالة ربه ونصح لأمته وجاهد في الله حق
جهاده حتى أتاه اليقين ثم ولي أبو بكر من بعده فارتد عليه العرب أو من ارتد
منها فحرصوا أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة فأبى أبو بكر أن يقبل منهم إلا ما كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قابلا منهم لو كان حيا فلم يزل يحرق أوصالهم ويسقي الأرض من
دمائهم حتى أدخلهم من الباب الذي خرجوا منه وقررهم على الأمر الذي نفروا منه
وأوقد في الحرب شعلها وحمل أهل الحق على رقاب أهل الباطل ثم حضرته الوفاة
وقد أصاب من فئ المسلمين شيئا (5) لقوحا كان يرتضح من لبنها وبكرا كان يروي
عليه أهله الماء (6) وحبشية كانت ترضع ابنا له فلم يزل ذلك غصة في حلقه وثقلا

(1) في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 160 " حنديس ".
(2) عن سيرة ابن الجوزي، وبالأصل: الوتر.
(3) كذا، وفي ابن الجوزي: " رسولا " وهو أشبه.
(4) سورة التوبة، الآية: 128.
(5) سبرة ابن الجوزي: سنا.
(6) زيادة عن سيرة ابن الجوزي.
147

على كاهله حتى خرج منه إلى ولي الأمر من بعده عمر ثم ولي عمر فحسر عن
ذراعيه وشمر عن ساقيه وأعد للأمور أقرانها وأمها فأذل صعابها وترك الأمور فيها
إلى يسر ثم حضرته الوفاة وكان قد أصاب من فئ المسلمين شيئا فلم يرض في ذلك
بكفالة من واحد من ولده حتى باع في ذلك ربعه وضم ذلك إلى بيت مال المسلمين
وأيم الله ما اجتمعنا من بعدهما إلا على طلع
قال ثم أقبل على عمر بن عبد العزيز فقال وأنت يا عمر بني الدنيا غذتك
بأطايبها وألقمتك ثديها تطلبها مظانها تعادي فيها وترضى لها حتى إذا ما أفضيت
إليك بأركانها من غير طلب منك لها ولا منشرحا بالك بها رفضتها ورميت بها حيث
رمى الله بها فامض يرحمك الله ولا تلتفت فالحمد لله الذي فرج بك كربنا ونفس بك
غمنا فإنه لا يذل مع الحق حقير ولا يكثر مع الباطل عزيز أقول قولي هذا وأستغفر
الله لي ولكم
2889 صفوان بن عمر بن هرم
أبو عمرو السكسكي الحمصي (2)
حدث عن عبد الله بن بسر (3) المازني وعمرو بن قيس الكندي وحجر بن مالك
وأبي زياد يحيى بن عبيد الغساني ويزيد بن ميسرة وأنس بن مالك مرسلا
وجبير بن نفير الحضرمي وابنه عبد الرحمن بن جبير بن نفير وشريح بن عبيد
وراشد بن سعد ويزيد بن خمير (4)، وعبد الله بن بشر (5) الحبراني الحمصي
وحوشب بن سيف السكسكي وأبي إدريس السكوني وعثمان بن جابر وأزهر بن
عبد الله الحرازي وعقيل بن مدرك الخولاني ويزيد بن أيهم وشراحيل بن معسر
والحجاج بن عثمان السكسكي وأيفع بن عبد الكلاعي وأبي حسبة مسلم بن أكيس

(1) في سيرة ابن الجوزي: فراضها.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 120 تهذيب التهذيب 2 / 555 العبر 1 / 224 شذرات الذهب 1 / 238
الوافي بالوفيات 16 / 318 سير الأعلام 6 / 380 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وبالأصل: " السكسي " خطأ، والصواب " السكسكي " عن مصادر ترجمته.
(3) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام وبالأصل " بشير ".
(4) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام وبالأصل " حمير ".
(5) في تهذيب الكمال: بسر.
148

وعبد الرحمن بن مالك بن يخامر والمثنى بن يزيد وسواد بن عقبة وعبد الله بن
الحجاج وخالد بن معدان وسليم بن عامر وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن ميسرة
الحضرمي وعبد الرحمن بن أبي عوف
روى عنه عبد الله بن المبارك وإسماعيل بن عياش وبقية وأبو إسحاق
الداراني والوليد بن مسلم ومبشر بن إسماعيل الحلبي وأبو المغيرة عبد القدوس بن
الحجاج وأبو حيوية (1) شريح بن يزيد وأبو اليمان الحكم بن نافع ومسكين بن
بكير ويحيى بن عبد الله البلخي البابلتي (2)، ومنصور بن إسماعيل ومحمد بن
إبراهيم العباسي ومحمد بن حمير وسعد (3) بن عبد الجبار الزبيدي وأبو (4) مطيع
معاوية بن يحيى ومروان بن سالم القرقساني ومنبه بن عثمان الدمشقي وعباد بن
يوسف
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه (5)، أنبأ
أبو نعيم الحافظ عنه نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن
الحراني نا يحيى بن عبد الله البابلتي (2)، نا صفوان بن عمرو عن عبد الله بن
بسر (6).
ح قال ونا محمد بن عمرو بن خالد نا أبي نا عيسى بن يوسف عن
صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر (6) قال قال أبي لأمي لو صنعت طعاما
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصنعت ثريدة فانطلق أبي فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوضع النبي (صلى الله عليه وسلم) يده
على ذروتها وقال خذوا بسم الله فأخذوا من نواحيها فلما طعموا قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
اللهم ارحمهم واغفر لهم وبارك لهم في رزقهم (7) [* * * *]

(1) في تهذيب الكمال: أبو حياة.
(2) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام وبالأصل: البابلي.
(3) تهذيب الكمال: سعيد.
(4) بالأصل: " وابن " والصواب عن تهذيب الكمال.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(6) بالأصل: في الموضع الأول: " بشير " وفي الموضع الثاني: " بشر " وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت،
وقد مر، وانظر سير الأعلام 6 / 381.
(7) نقله الذهبي في سير الأعلام 6 / 381 - 382 من طريق الطبراني، وانظر تخريجه فيه.
149

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد نا هارون بن عبد الله نا يعقوب بن محمد الزهري نا
منصور بن إسماعيل الحراني مولى أم البنين نا صفوان عن عبد الله بن بسر (1) قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجلست آكل معهم يا بني أذكر الله وكل بيمينك وكل مما
يليك [* * * *]
قال ونا أبو همام السكوني نا بقية عن صفوان بن عمرو وجريز (2) بن
عثمان قالا رأينا عبد الله بن بسر (1) صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) له جمة لم ير عليه عمامة ولا
قلنسوة شتاء ولا صيفا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو بكر محمد بن أبي
نصر اللفتواني قالا أنا رزق الله بن عبد الوهاب قالا أنا أبو الحسين بن بشران
ببغداد نا إسماعيل بن محمد الصفار نا سعدان بن نصر نا مسكين بن بكير
الحراني عن صفوان بن عمرو قال كنت بباب عمر بن عبد العزيز فخرجت علينا خيل
مكتوب على أفخاذها عدة ثقة
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد نا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم بن نصر أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو
محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي الفقيه أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو
محمد عبد الله بن يونس الربعي نا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا
مبشر بن إسماعيل الحلبي نا صفوان بن عمرو قال خرجت خيل من عند عمر بن
عبد العزيز فرأيتها وقد رسم في أفخاذها عدة في سبيل الله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون أنا أبو زرعة (3)، حدثني أبو اليمان أنه سمع صفوان بن عمرو

(1) بالأصل: " بشر ".
(2) بالأصل: " جرير " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 7 / 79.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 352.
150

في نسبه صفوان بن عمرو (1) بن هرم السكسكي وأمه أم الهجرس بنت عوسجة بن
أبي ثوبان
ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنا أبو
الحسين محمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأ عمر بن أحمد نا
خليفة بن خياط (2) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام صفوان بن عمرو السكسكي
حمصي
أخبرنا أبو البركات أنا أبو طاهر أنا أبو محمد بن يوسف بن رباح نا محمد بن
أحمد بن حماد نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي
أهل الشام صفوان بن عمرو حمصي أدرك إمارة الوليد
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الخامسة
ح وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف قراءة أنا الجوهري
قراءة
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر قال أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا
محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام صفوان بن عمرو السكسكي زاد
ابن الفهم عن ابن سعد وكان ثقة مأمونا
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن قالا أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو عبد الله

(1) قوله: " في نسبه صفوان بن عمرو " مكررة بالأصل.
(2) طبقات خليفة بن خليفة ص 577 رقم 3025.
(3) الخبر برواية الحسين بن الفهم موجود في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد 7 / 467، وبرواية ابن أبي
الدنيا لم يرد في الطبقات الكبرى المطبوع.
151

البخاري (1) قال صفوان بن عمرو الهرمي (2) أبو عمرو السكسكي الحمصي سمع
عبد الرحمن بن جبير روى عنه ابن المبارك والوليد وأبو اليمان
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3)
قال صفوان بن عمرو الحمصي وهو ابن عمرو بن هرم روى عن عبد الله بن
بسر (4)، وروى عن أنس بن مالك مرسل وعن عبد الرحمن بن جبير وشريح بن
عبيد وراشد بن سعد ويزيد بن خمير روى عنه ابن المبارك وأبو إسحاق الفزاري
والوليد وإسماعيل بن عياش وبقية ومبشر وأبو حيوية (5)، وأبو اليمان وأبو
المغيرة سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عمرو صفوان بن
عمرو السكسكي سمع عبد الرحمن بن جبير روى عنه أبو المغيرة وأبو اليمان
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
عمرو صفوان بن عمرو
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام (6) بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم أجل من
بعض صفوان بن عمرو السكسكي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ عبد الله بن عتاب
نا أحمد بن عمير إجازة

(1) الخبر في التاريخ الكبير 4 / 308.
(2) عند البخاري: " بن هرم " بدل " الهرمي ".
(3) الجرح والتعديل 4 / 422.
(4) عن الجرح والتعديل وبالأصل: بشر.
(5) كذا وفي الجرح والتعديل وتهذيب الكمال: " أبو حياة " واسمه شريح بن يزيد.
(6) بالأصل: أنا ابن تمام.
152

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا أبو عبد الله الحسن بن
أحمد أنا أبو الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قال سمعت
أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة صفوان بن عمرو السكسكي
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنا
أحمد بن محمد بن إسماعيل (1)، نا محمد بن أحمد بن
حماد قال أبو عمرو صفوان بن عمرو السكسكي (2).
أخبرنا أبو عمر أيضا وأبو الحسين هبة الله بن الحسن رحمه الله قال أخبرنا
أبو طالب الحسين بن محمد الفقيه أنا علي بن الحسن القاضي أنا محمد بن المظفر
الحافظ أنا بكر بن أحمد بن حفص نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى صاحب:
تاريخ الحمصيين أبو عمرو صفوان بن عمرو السكسكي وأمه أم الهجرس بنت
عوسجة بن ثوبان (3)، وأمها أم بكر بنت أزد المقرائي من مقرى (4)، ومات صفوان بن
عمرو وهو ابن ثلاث (5) وثمانين سنة وكانت وفاته سنة خمس وخمسين ومائة أدرك
أبا أمامة وأدرك خلافة عبد الملك
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنا أبو بكر الحافظ أنا
أبو أحمد الحاكم قال أبو عمرو صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي الحمصي
سمع (6) عبد الرحمن بن جبير وحبيب بن صالح الطائي روى عنه ابن المبارك
والوليد بن مسلم كناه لنا محمد (7).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون نا عبد الرحمن بن عمرو (8) قال حدثنا الحكم بن نافع أن صفوان بن عمرو
أدرك أبا أمامة

(1) قوله: " أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل " مكرر بالأصل.
(2) لم أجده في الكنى والأسماء للدولابي فيمن يكنى بأبي عمرو.
(3) كذا، ومر: بن أبي ثوبان.
(4) مقرى: بالفتح ثم السكون وراء وألف مقصورة قرية بالشام من نواحي دمشق (معجم البلدان).
(5) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن تهذيب الكمال 9 / 122 نقلا عن أحمد بن محمد بن عيسى.
(6) بالأصل: " مع " ولعل الصواب ما أثبت.
(7) بعدها بالأصل: ثنا محمد.
(8) بالأصل: " عمر " خطأ، والصواب ما أثبت، وهو أبو زرعة الدمشقي الخبر في تاريخه 1 / 354.
153

قال ونا عبد الرحمن بن عمرو (1)، حدثني يزيد بن عبد ربه نا بقية بن الوليد
عن صفوان بن عمرو قال رأيت عبد الله بن بسر (2) رضي الله عنه أكثر من خمسين مرة
وكانت له جمة (3) ولم أر عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفا
قال ونا عبد الرحمن بن عمرو (4)، قال نا الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو
قال أدركت من خلافة عبد الملك قال وخرجنا في زحف كان بحمص وعلينا
أيفع بن عبد سنة أربع وتسعين
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الواحد بن أحمد بن مشماس أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت نا زكريا بن
يحيى السجزي أنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي نا المبشر بن إسماعيل عن
إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي قال رأيت عبد الله بن بسر (5)
المازني وخالد بن معدان وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير
وعبد الرحمن بن عائذ وغيرهم من الأشياخ يقول بعضهم لبعض في العيد تقبل الله
منا ومنكم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (6)، قال حدثني الوليد بن عتبة نا بقية بن الوليد قال
قال صفوان بن عمرو وكان عاقلا لو علمت أنك لا تصدقني ما حدثتك
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي نا محمد بن
مصفى قال سمعت بقية بن الوليد يقول أخذت بيد عبد الله بن المبارك فأدخلته على
أبي بكر بن أبي مريم وصفوان بن عمرو (7)، فلما خرج قال لي يا أبا يحمد تمسك
بشيخيك

(1) المصدر السابق نفسه 1 / 314.
(2) بالأصل: بشر، خطأ والصواب عن أبي زرعة.
(3) عند أبي زرعة: جبة.
(4) المصدر السابق نفسه 1 / 353.
(5) بالأصل: " بشر ".
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 352.
(7) بالأصل: " عمير " والصواب ما أثبت، وهو صاحب الترجمة.
154

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1)، نا محمد بن مصفى نا بقية قال أخذت
بيد ابن المبارك فأدخلته على صفوان وأبي بكر فلما خرج من عندهما قال لي يا بقية
عليك بشيخيك هذين قال وإنما تغير أبو بكر بأخرة لحلي ذهب لهم (2).
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو
أحمد بن عدي (3)، نا عبد الله بن محمد بن سالم (4)، قال سمعت ابن مصفى يقول
سمعت بقية يقول أدخلت ابن المبارك على صفوان وابن أبي مريم يسمع منهما فلما
خرجنا قال لي يا أبا يحمد (5) تمسك بشيخيك
أخبرنا عمي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الحافظ بقراءتي عليه قال أخبرنا
أبو طالب الزينبي أنا أبو القاسم التنوخي أنا أبو الحسين بن المظفر أنا محمد بن
أحمد نا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثني
ح قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا الخصيب بن
عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي نا إبراهيم بن
يعقوب حدثني محمد بن أسد الحفافي نا الوليد زاد ونا موسى بن سالم قال
سمعت ابن المبارك سئل عن صفوان بن عمرو فقال بيده هكذا أي راجح
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا إسماعيل بن أحمد التاجر أنا محمد بن الحسن بن قتيبة نا محمد بن أبي السري نا
بقية بن الوليد قال قال لي شعبة ما أحسن حديثكم لو كان لكم أركان قال فقلت
له إنما الأركان لحديثنا وليس لحديثكم تجيئونا بسليمان الأعمش وحميد الأعرج
وسليمان القطان ونحن نجيئكم بأنساب العرب محمد بن زياد الألهاني وأبو بكر بن
أبي مريم الغساني وصفوان بن عمرو السكسكي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر نا أحمد بن

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 387.
(2) قوله: " لحلى ذهب لهم " كذا بالأصل، وسقط من المعرفة والتاريخ.
(3) الكامل لابن عدي 2 / 73 في ترجمة بقية بن الوليد.
(4) في ابن عدي: سليمان.
(5) بالأصل: " محمد " خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 416.
155

الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أبو
بكر أنا أبو الحسن أنا أبو عبد الله البخاري (1) قال قال علي كان يحيى القطان عنده صفوان
أرفع من عبد الرحمن بن يزيد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله أنا أبو القاسم أنا أبو علي إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا أبو الحسن قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)، أنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال أبي صفوان بن عمرو ليس به
بأس
قال وحدثني أبي قال سألت يحيى بن معين عن صفوان بن عمرو فأثنى عليه
خيرا
قال وحدثني أبي قال سمعت دحيما يقول صفوان بن عمرو أكبر من
حريز (6) بن عثمان وقدمه وأثنى عليه وعلى حريز (3).
قال ونا محمد بن إبراهيم قال سمعت عمرو بن علي يقول صفوان بن عمرو
ثبت في الحديث
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (4)، قال قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم من أثبت في الحديث
بحمص قال صفوان وبحير وحريز (5)، وثور وأرطأة
ح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال سألت عبد الرحمن بن إبراهيم يعني
دحيما قلت له صفوان في أصحابه أحد يقدمه عليه قال هو ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن

(1) التاريخ الكبير 4 / 308.
(2) الجرح والتعديل 4 / 422.
(3) بالأصل: " جرير " والصواب ما أثبت عن الجرح والتعديل.
(4) تاريخ أبي زرعة 1 / 398.
(5) بالأصل: " جرير " والصواب عن أبي زرعة.
156

جعفر ومحمد بن الحسن قالا ثنا الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد أنا صالح بن
أحمد حدثني أبي (1) قال صفوان بن عمرو السكسكي شامي ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم أنا حمد إجازة
قال وأنا الحسين أنبأ علي قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2) قال سمعت
أبي يقول صفوان بن عمرو ثقة وسئل أبي عن صفوان بن عمرو قال لا بأس به
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب أنا علي بن
طلحة المقرئ أنا محمد بن إبراهيم الغاري ثنا محمد بن محمد بن داود الكرخي نا
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال صفوان بن عمرو حمصي كان ابن المبارك
يوثقه (3).
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن
المبارك أنا رشأ بن نظيف أنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن الطرسوسي أنبأ أبو بكر
محمد بن محمد بن داود نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال
صفوان بن عمرو حمصي ثقة ولي الخراج وكان يعلق الباب بأيديهم كان ابن
المبارك وغيره يوثقه
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسين بن عبد الله أنا أحمد بن
محمد بن أحمد بن غالب قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول صفوان بن عمرو
يعتبر به
أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال ذكر عن بقية بن الوليد أنه مات
الزبيدي وصفوان بن عمرو في سنة ثمان وأربعين ومائة هذا وهم
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن
الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (4) قال

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 228.
(2) الجرح والتعديل 4 / 422 و 423.
(3) تهذيب الكمال 9 / 121.
(4) التاريخ الكبير 4 / 308.
157

قال يزيد بن عبد ربه مات صفوان سنة خمس وخمسين ومائة
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن الحسن
رشأ بن نظيف أنا أبو شعيب المكتب وعبد الله بن عبد الرحمن قالا أنا الحسن بن
رشيق أنا أبو بشر الدولابي نا محمد بن عوف نا يزيد بن عبد ربه قال مات
صفوان بن عمرو سنة خمس وخمسين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال وسمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة
الخبائري الحمصي قال صفوان بن عمرو مات سنة ثمان وخمسين ومائة (1).
أخبرنا أبو محمد نا أبو محمد نا أبو الميمون نا أبو زرعة (2)، حدثني
الوليد بن عتبة قال قال بقية مات صفوان بن عمرو وقد جاز الثمانين فحدثني
الحكم بن نافع قال مات قبل الأوزاعي
2890 صفوان بن المعطل بن رخصة (3)
ابن المؤمل بن خزاعي بن مخارق بن هلال بن فالج
ابن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور
أبو عمرو السلمي الذكواني
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4)
الذي أثنى عليه وقال ما علمت عليه إلا خير (5) [* * * *]
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثين
روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن المسيب بن
حزن المخزوميان وسعيد المقبري وسلام أبو عيسى

(1) تهذيب الكمال 9 / 122 وسير الأعلام 6 / 381.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 353.
(3) في الاستيعاب وأسد الغابة: " ربيضة " وفي سير الأعلام: " رحضة " وفي الإصابة: " ربيعة ".
(4) ترجمته في الاستيعاب 2 / 187 هامش الإصابة، وأسد الغابة 2 / 412 والإصابة 2 / 190 والوافي
بالوفيات 16 / 320 وسير الأعلام 2 / 545 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 545 وأسد الغابة 2 / 412 والإصابة 2 / 190.
158

وشهد فتح دمشق واستشهد بسميساط (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد نا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الله بن جعفر أخبرني
محمد بن يوسف عن عبد الله بن الفضل عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن
صفوان بن المعطل السلمي قال
كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر فرمقت صلاته ليلة فصلى العشاء الآخرة ثم
قام فلما كان نصف الليل استنبه فتلا العشر آيات آخر سورة آل عمران ثم نام ثم قام
ثم تسوك ثم توضأ وصلى ركعتين فلا أدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده كان أطول ثم
انصرف فنام ثم استيقظ فتلا العشر آيات من آخر سورة آل عمران ثم قام ثم تسوك
ثم قام فتوضأ وصلى ركعتين فلا أدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده أطول ثم انصرف
فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك فلم يزل يفعل كما فعل أول مرة حتى صلى أحد عشرة
ركعة (2).
رواه علي بن حجر المروزي ومحمد بن موسى الحرسي البصري عن
عبد الله بن جعفر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا علي بن محمد بن
عبد الله بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن السماك أنا محمد بن أحمد بن البراء قال
قال علي بن المديني أبو بكر بن عبد الرحمن أحد العشرة أحد الفقهاء وهو قديم
لقي أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا أنكر أن يكون سمع من صفوان بن معطل
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنا أبو علي الحسين بن
علي أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت أخبرنا إبراهيم بن منصور أنبأ أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى قالا ونا محمد بن أبي بكر المقرئ نا حميد بن
الأسود نا الضحاك بن عثمان عن المقبري عن صفوان بن معطل:

(1) ناحية من نواحي الجزيرة كما في الإصابة وأسد الغابة، وهي مدينة على شاطئ الفرات في غربيه في
طرف بلاد الروم.
(2) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 547 من طريق القواريري وعلي بن حجر.
159

أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا نبي الله إني أسألك عما أنت به عالم وأنا به جاهل من
الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صليت الصبح فالمسك
عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس زادت أم المجتبى فصل (1)، وقالا
فإن الصلاة محضورة (2) متقبلة حتى تعتدل على رأسك مثل الرمح فإذا اعتدلت على
رأسك زادت أم المجتبى مثل الرمح فأمسك فإن تيك ساعة واتفقا فقالا تسجر
فيها جهنم وتفتح أبوابها حتى تزول عن حاجبك الأيمن فإذا زالت عن حاجبك الأيمن
فصل فإن الصلاة محضورة متقبلة حتى تصلي العصر كذا رواه حميد ورواه ابن
أبي بديل عن الضحاك فذكره أبا هريرة في إسناديه [* * * *]
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي نا أبو عبد الله بن
منده أنبأ سعيد بن يزيد الحمصي أبو عثمان نا أحمد بن الفرج نا ابن أبي بديل (3)، نا
الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
جاء صفوان بن معطل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا نبي الله إني سائلك عن أمر أنت عالم
به وأنا به جاهل قال وما هو قال هل من ساعات الليل والنهار ساعة تكره فيها
الصلاة قال نعم إذا صليت الصبح فدع الصلاة حتى تطلع الشمس فإنها تطلع بين
قرني الشيطان ثم الصلاة محضورة (4) متقبلة حتى تستوي الشمس على رأسك قيد رمح
فإذا كانت على رأسك فدع الصلاة فإن تلك الساعة التي تسجر (5) فيها جهنم وتفتح فيها
أبوابها حتى ترتفع الشمس عن حاجبك الأيمن فإذا زالت فصل فإن الصلاة محضورة (4)
متقبلة حتى تصلي العصر (6)، ثم ذكر (7) الصلاة حتى تغرب الشمس قال ابن منده هذا
حديث صحيح عزيز غريب
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد

(1) بالأصل: " فصلي ".
(2) بالأصل بالصاد المهملة، والصواب عن أسد الغابة.
ومحضورة أي تحضرها الملائكة.
(3) بالأصل: " هذيل ".
(4) بالأصل: محصورة بالصاد المهملة، وقد صوبناها قريبا.
(5) تسجير أي توقد.
(6) مكررة بالأصل.
(7) في أسد الغابة 2 / 413 " دع ".
160

وعبد الله بن أحمد بن عمر وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالوا ثنا عبد العزيز بن
أحمد أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنا عبد الله بن محمد بن
عبد الغفار بن ذكوان أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن حبيش بن محمد بن حبيش
أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصيصي نا عبد الله بن محمد بن ربيعة
القدامي
قال وحدثني عمر بن عبد الرحمن أن صفوان بن المعطل حمل بداريا (1) على
رجل من الروم عليه حلة الأعاجم فطعنه صفوان فصرعه فصاحت امرأته إلى صفوان
وأقبلت نحوه فقال صفوان (2)
* ولقد شهدت الخيل يسطع نقعها * ما بين داريا دمشق إلى نوى
فطعنت داخلي فصاحت عرسه * يا ابن المعطل ما تريد بما أرى
فأجبتها إني سأترك بعلها * بالدير منعفر المضاحك بالثرى
وإذا عليه حلية فشهرتها * أبي كذلك مولع بذوي الحلى *
أنبأنا أبو سعد بن محمد بن محمد وأبو علي الحسن بن أحمد قالا أنا أبو نعيم
نا أبو حامد بن جبلة نا محمد بن إسحاق نا عبد الله بن سعد نا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي إسحاق قال قتل صفوان بن المعطل بن رخيصة بن
خزاعي بن محاربي بن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم وبجلة هو
ذكوان ومالك ابنا ثعلبة بن بهثة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن بن
أحمد زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا
أبو الحسين محمد بن أحمد أنا عمر بن أحمد نا خليفة بن خياط (3) قال ومن بني
منصور بن عكرمة بن خصفة (4) بن قيس بن عيلان ثم من بني سليم بن منصور
صفوان بن المعطل بن رخيصة (5) بن خزاعي بن محاربي مرة بن هلال بن فالج بن

(1) داريا قرية من قرى دمشق، تبعد عنها أربعة أميال تقريبا.
(2) الخبر والأبيات في سير الأعلام 2 / 547 والأول والثاني في الإصابة 2 / 191.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 98 و 101 رقم 339.
(4) بالأصل: حفصة، والمثبت عن طبقات خليفة.
(5) كذا، وفي خليفة: رحضة.
161

ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم له ذكر بالبصرة ولده في سكة المريد (1)، ومات
بالجزيرة ناحية سميساط وقبره هناك
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد أنا
أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا محمد بن سعد (2) قال في الطبقة
الثانية صفوان بن المعطل السلمي أسلم قبل المريسيع (3)، وكان على ساقة النبي (صلى الله عليه وسلم)
وهو الذي قال فيه أهل الإفك وفي عائشة ما قالوا قالوا ومات بسميساط في آخر خلافة
معاوية حدثني بذلك محمد بن عمر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال ومن بني سليم بن
منصور بن عكرمة بن حفص بن قيس بن عيلان (4) بن مضر صفوان بن المعطل بن
رخصة بن المؤمل بن خزاعي بن محاربي بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن
بهثة بن سليم ويكنى أبا عمرو قال محمد بن عمر وشهد صفوان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الخندق ومشاهده كلها وكان مع كرز (5) بن جابر الفهري في طلب العرنيين الذين
أغاروا على لقاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بذي الجدر (6)، ومات صفوان بسميساط سنة ستين
كتب إلي أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر
عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي أحمد بن علي
المدائني أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال ومن بني سليم بن منصور بن
عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر صفوان بن المعطل يقول من ينسبه
صفوان بن المعطل بن رخيصة بن خزاعي بن محاربي بن مرة بن هلال بن فالج بن

(1) العبارة في طبقات خليفة: " له دار بالبصرة في سكة المربد محلة من محال البصرة.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ونقله عن ابن سعد الذهبي في
سير الأعلام 2 / 546.
(3) المريسيع: ماء لبني خزاعة بينه وبين الفرع مسيرة يوم.
(4) بالأصل: غيلان.
(5) عن أسد الغابة والإصابة وبالأصل: " كند ".
(6) بالأصل: الحدر، بالحاء المهملة، والصواب عن مغازي الواقدي 2 / 568 وفيه أنها على ثمانية أميال من
المدينة.
وفي الطبقات لابن سعد 2 / 67 على ستة أميال من المدينة.
162

ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم له بالبصرة ولد ودار ومات بسميساط من أرض
الجزيرة ويقال إنه استشهد
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل الحافظ (1)، قال صفوان بن المعطل السلمي له
صحبة ويقال كنيته أبو عمرو الذكواني (2).
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا أبو القاسم بن محمد أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر الهمداني أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (3)، قال صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني مديني له صحبة وكنيته
أبو عمرو القيسي وهو المدني (4)، قال فيه أهل الإفك ما قالوا
ذكر بعض الناس أن سعيد بن المسيب وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام رويا (5) عنه فسمعت أبي ينكر ذلك ويقول لا أعلم روى عنه سعيد بن المسيب
شيئا ولا أبو بكر بن عبد الرحمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد قال صفوان بن المعطل السلمي سكن
المدينة قال محمد بن عمر صفوان بن المعطل بن رخصة بن المؤمل بن خزاعي بن
هلال بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم قال ابن عمر مات صفوان بن المعطل
السلمي بسميساط وهو ابن بضع وستين ويكنى أبا عمرو

(1) التاريخ الكبير 4 / 305.
(2) بالأصل: " الدولابي " والصواب عن البخاري.
(3) بالأصل: خالد، خطأ، والصواب ما أثبت، وهو صاحب كتاب الجرح والتعديل. وانظر فيه ترجمة
صفوان بن المعطل 4 / 420.
(4) كذا، وفي الجرح والتعديل: " وهو الذي قال فيه ".
(5) عن الجرح والتعديل وبالأصل: روى.
163

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا عبيد الله بن سعيد بن
حاتم أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي
قال أبو عمرو (1) صفوان بن المعطل
أنبأ أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عمرو صفوان بن المعطل بن رخصة بن
خزاعي بن محاربي بن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي
ويقال الذكواني ونحله (2) هو ذكوان ومالك ابنا ثعلبة بن بهثة له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم)
وكان من صالحي أصحابه أثنى عليه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حين رماه أهل الإفك فقال ما
علمت منه إلا خيرا قتل بعد ذلك (3) في سبيل الله عز وجل في غزوة أرمينية سنة تسع
عشرة ويقال مات بالجزيرة بناحية سميساط وقبره هناك وله بالبصرة دار في سكة
المربد وكأن قول من قال إنه قتل شهيدا في سبيل الله أثبت ويقال أسلم قبل
المريسيع وكان على ساقة النبي (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال صفوان بن المعطل السلمي أبو عمرو الذكواني (4) عداده في أهل المدينة
هو الذي قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما علمت عليه سوءا وضرب حسان بن ثابت لما هجاه
بالسيف فلم يقده النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال إنه خبيث اللسان طيب القلب [* * * *]
روى عنه أبو هريرة وسعد مولى أبي بكر وأبو بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان
أخبرنا وأخبرتنا أو المجتبى العلوية قالت قرئ علي إبراهيم بن منصور أنا أبو
يعلى نا أبو خيثمة نا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال
جاءت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل

(1) بالأصل: " أبو عمر ".
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) بالأصل: " قال " ولعل الصواب ما أثبت.
(4) بالأصل: الدولابي.
164

يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
قال وصفوان عنده فسأله عما قالت فقال يا رسول الله أما قولها يضربني إذا
صليت فإنها تقرأ بسورتي وقد نهيتها عنها فقال لو كانت سورة واحدة لكفت الناس
وأما قولها يفطرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها وأما قولها إني لا أصلي حتى تطلع
الشمس فأنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك إنا لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال فإذا
استيقظت فصل (1) [* * * *]
أخبرنا أبو (2) المظفر أنا أبو سعد أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى نا
محمد بن إسماعيل بن أبي شيبة نا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد
قال
جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت إن صفوان يضربني إذا
قرأت وينهاني أن أصوم ولا يصلي حتى تطلع الشمس فقام صفوان فقال أما قولها
يضربني فإنها تقرأ بسورتي وأما قولها ينهاني أن أصوم فأنا رجل شاب وأما
قولها لا يصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت يعرف لنا ذلك لا نستيقظ حتى تطلع
الشمس فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تصومي إلا بإذنه ولا تقرئي بسورته وأما أنت يا
صفوان فإذا استيقظت فصل [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني عمي وأحمد بن منصور قالا أنا عمر بن
عبد الوهاب الرياحي نا عامر بن صالح بن رستم عن أبيه عن الحسن عن سعيد
زاد ابن منصور مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال شكا صفوان بن المعطل إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال فلان هجاني قال وكان يقول الشعر فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
دعوا صفوان فإنه خبيث اللسان طيب القلب أخرجه البخاري [* * * *]

(1) مختصرا ورد في الإصابة 2 / 191 وسير الأعلام للذهبي 2 / 549 - 550 وعقب الذهبي على قوله: " إنا
أهل بيت... " قال: فهذا بعيد من حال صفوان أن يكون كذلك، وقد جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ساقة
الجيش، فعله آخر باسمه.
وانظر تخريج الحديث في السير.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
165

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي أنا أبو القاسم الخليلي أنا أبو القاسم الخزاعي أنا
الهيثم بن كليب أنا علي بن عبد العزيز أنا عمر بن عبد الوهاب الرماني نا عامر بن
صالح عن أبيه عن الحسن عن سعد (1) قال شكا رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) من صفوان بن
المعطل قال وكان يقول هذا الشعر فقال يا رسول الله إن صفوان هجاني فقال
ادعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب (2) [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
أبو يعلى الموصلي
حدثنا القواريري نا سليم بن أخصر نا ابن عون قال أنبأني الحسن عن
صاحب زاد النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ابن عون كان يسمى سفينة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان في سفر وراحلته عليها زاد النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء صفوان بن
المعطل فقال إني قد جعت قال ما أنا بمطعمك حتى يأمرني النبي (صلى الله عليه وسلم) وينزل الناس
فتأكل قال فقال هكذا بالسيف وكشف عرقوب الراحلة قال وكان إذا حز بهم أمر
قالوا احبس أول احبس أول فسمعوا فوقفوا وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما رأى ما صنع
صفوان بن المعطل بالراحلة قال له اخرج وأمر الناس أن يسيروا فجعل صفوان بن
المعطل يتبعهم حتى نزلوا فجعل يأتيهم في رحالهم ويقول إلى أين أخرجني
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى النار أخرجني قال فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا رسول الله ما زال
يجوب رحالنا منذ الليلة ويقول إلى أين أخرجني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى النار أخرجني
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن صفوان بن المعطل خبيث اللسان طيب القلب [* * * *]
رواه البغوي عن القواريري وخالفه غيره فقال عن الحسن عن (3) سعيد مولى
أبي بكر
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أحمد بن محمد الخليلي أنا
علي بن أحمد بن محمد بن الحسن نا الهيثم بن كليب نا العباس بن محمد بن حاتم

(1) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 548 عن مسند الهيثم بن كليب. وانظر تخريجه فيها.
(2) زيد في سير الأعلام: مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(3) ما بين معكوفتين زيادة استدركت على هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
166

الدوري نا عمر بن عبد الوهاب الرياحي نا عامر بن صالح بن رستم عن أبيه عن
الحسن قال قال سعد
كنا في منزلنا ومعنا شئ من تمر فجاءني صفوان بن المعطل فقال أطعمني من
ذلك التمر فقلت إنما هو تمر قليل ولست آمن أن يدعو به أظنه أراد النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا
نزلوا فأكلوا أكلت معهم قال أطعمني فقد أصابني الجهد فلم يزل بي حتى أخذ
السيف فعقر الراحلة أو قال الناقة التي عليها التمر فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال
قولوا لصفوان فليذهب فلما نزلوا لم يبت تلك الليلة يطوف في أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى أتى عليا فقال أين أذهب أذهب إلى الكفر فدخل علي على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن هذا لم يدعنا نبيت تلك الليلة قال أين أذهب إلى الكفر قال
قولوا لصفوان فليلحق (2) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أنا محمد بن الحسن أنا أحمد بن
الحسين أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل قال نا
الأويسي نا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال قال عروة قالت
عائشة والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل يعني صفوان بن المعطل السلمي ثم
الذكواني يقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشف كنف أنثى قط قالت ثم قتل
بعد ذلك في سبيل الله هذا في قصة الإفك
وقال أبو عوانة وأبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد جاءت
امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت إن صفوان يضربني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد
ح وأخبرنا يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده
نا أبو سعيد بن الأعرابي نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن هشام بن
عروة عن أبيه فذكر حديث الإفك وقال قام النبي (صلى الله عليه وسلم) فحمد الله وأثنى عليه بما هو

(1) بالأصل: " يبيت " والصواب ما أثبت.
(2) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 548 عن مسند الهيثم بن كليب عن طريق سعد مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
167

أهله ثم قل أما بعد فأشيروا علي في أناس أبنوا (1) أهلي وأيم الله إن علمت على
أهلي من سوء قط وأبنوهم بمن (2)، والله إن علمت عليه سوءا قط ولا دخل على أهلي
إلا وأنا شاهد يعني صفوان بن معطل [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3)، أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أبو العباس محمد بن يعقوب قالا أخبرنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار
نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال كان
حسان بن ثابت قد كثر (4) على صفوان بن المعطل في شأن عائشة ثم قال في بيت شعر
يعرض به فيه وبأشباهه فقال
* أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا * وابن الفريعة أمسى بيضة البلد (5) *
فاعترضه صفوان بن المعطل ليلا وهو آت من عند أخواله بني ساعدة فضربه
بالسيف على رأسه فيعدوا عليه ثابت بن قيس بن شماس فجمع يديه إلى عنقه بحبل
أسود فانطلق به إلى دار بني حارثة فلقيه عبد الله بن رواحة فقال له ما هذا فقال ما
أعجبك عدا على حسان بالسيف فقال فوالله ما أراه إلا قد قتله فقال هل علم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما صنعت به فقال لا فقال والله لقد اجترأت خل سبيله فيغدوا
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيعلمه أمره فخلا سبيله فلما أصبحوا غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فذكروا له ذلك فقال أين ابن المعطل فقام إليه فقال ها أنا يا رسول الله فقال
ما دعاك إلى ما صنعت فقال يا رسول الله أذاني وكثر علي ثم لم يرض (6) حتى

(1) ابن الرجل: اتهمه (اللسان).
(2) إلى هنا نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 548 - 549 من طريق عروة.
(3) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 4 / 74 وما بعدها، ورواه ابن هشام في السيرة 3 / 317، ونقله أيضا ابن
كثير في البداية والنهاية (بتحقيقنا).
(4) عن البيهقي، وبالأصل: ان.
(5) الجلابيب: الغرباء، وقيل: السفلة، وقيل إنه لقب كان مشركو مكة يلقبون به أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والفريعة: أم حسان، وقوله: أمسى بيضة البلد أي منفردا لا يدانيه أحد.
قال أبو ذر: وهو في هذا الموضع مدح، وقد يكون ذما، وذلك إذا أريد أنه ذليل ليس معه غيره.
(6) بالأصل: يرضى.
168

عرض في الهجاء فاحتملني الغضب وهذا أنا فما كان علي من حق فحدني به فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ادعوا لي حسان فأتي به فقال يا حسان أتشوهت على قوم أن
هداهم الله للإسلام يقول تنفست عليهم يا حسان أحسن فيما أصابك فقال هي لك يا
رسول الله فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيرين القبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان
وأعطاه أرضا كانت لأبي طلحة تصدق بها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن
الحسين أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة حدثنا
إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال ثم عروة
بني المصطلق بالمريسيع فهزمهم الله عز وجل وسبا في غزوته تلك جويرية بنت
الحارث بن أبي ضرار فقسم لها فكانت من نسائه وزعم بعض بني المصطلق أن أباها
طلبها فافتداها من رسول الله ثم خطبها فزوجه إياها ورجع معه عبد الله بن أبي سلول في
عصابة من المنافقين فلما رأوا أن الله قد نصر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ودفع عنهم أظهروا
قولا سيئا في منزل نزله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجل يقال له
جعال (1) وهو زعموا أحد بني ثعلبة ورجل من بني غفار يقال له جهجاه فعلت أصواتهما
واشتد على المنافقين وردا عليهم قولهم وزعموا أن جهجاها خرج بفرس (2)
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفرس له يومئذ يسقيهما فأوردهما على الماء فوجد على الماء فتية من
الأنصار فتنازعوا على الماء فاقتتلوا فقال عبد الله بن أبي يومئذ هذا ما جزونا
أويناهم ومنعناهم ثم هؤلاء هم يقاتلونا وبلغ حسان بن ثابت الشاعر الذي بين جهجاه
الغفاري وبين الفتية الأنصاريين قال فغضب وقال وهو يريد المهاجرين من القبائل
الذين يقدمون على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للإسلام
* أمسى الجلابيب قد راعوا وقد كثروا * وابن الفريعة أمسى بيضة البلد *
فخرج رجل من بني سليم مغضبا من قول حسان فرصده فلما خرج ضربه
السلمي حتى قيل قتله لا يرى إلا صفوان بن المعطل فإنه بلغنا أنه ضرب حسان
بالسيف فلم يقطع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده في ضربه بالسيف فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضرب

(1) بالأصل: " بفرس له رسول الله...... ".
(2) انظر ترجمته في الإصابة 1 / 235 وأسد الغابة 1 / 339.
169

السلمي حسان فقال لهم خذوه فإن هلك حسان فاقتلوه به فأخذوه فأسروه
وأوثقوه فبلغ ذلك سعد (1) بن عبادة فخرج في قومه إليهم فقالوا (2) أرسلوا الرجل فأبوا
عليه فقال عمدتم إلى قوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تشتمونهم وتؤذونهم وقد زعمتم أنكم
نصرتمونهم فغضب سعد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولقومه فنصروهم قال أرسلوا الرجل فأبوا
عليه حتى كاد أن يكون بينهم قتال ثم أرسلوه فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلة ثم
أرسله فبلغنا أن السلمي دخل المسجد ليصلي فيه فرآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من
كساك كساه الله من ثياب الجنة فقال كساني سعد بن عبادة [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي أنا محمد بن عمر
الواقدي (3)، قال فحدثني عبد الحميد بن جعفر عن ابن رومان ومحمد بن صالح
عن عاصم بن عمر وعبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه (4)، فكل قد حدثني من هذا
الحديث بطائفة وعماد الحديث عن ابن رومان وعاصم وغيرهم قالوا لما قال ابن
أبي ما قال وذكر جعيل (5) بن سراقة وجهجاه (6) وكانا من فقراء المهاجرين قال ومثل
هذين يكثر على قومي وقد أنزلنا محمدا (7) في ذروة (8) كنانة وعزها والله لقد كان جعبل
يرمي (9) أن يسكت ولا يتكلم فصار اليوم يتكلم وقال ابن أبي في صفوان بن المعطل
وما رماه به فقال حسان بن ثابت
* أمسى الجلابيب قد راعوا وقد كثروا * وابن الفريعة أمسى بيضة البلد *
فلما قدموا المدينة جاء صفوان إلى جعيل بن سراقة فقال انطلق بنا نضرب

(1) بالأصل: " سعدان عياده " خطأ والصواب ما أثبت، عن دلائل البيهقي.
(2) الخبر نقله البيهقي في الدلائل 4 / 76 - 77.
(3) الخبر في مغازي الواقدي 2 / 435 وما بعدها.
(4) في مغازي الواقدي: عن أمه.
(5) ويقال فيه: " جعال " أيضا، انظر ما لوحظ بشأنه قريبا.
(6) انظر ترجمته في أسد الغابة 1 / 365 والإصابة 1 / 253 واسمه جهجاه بن قيس وقيل بن سعيد بن سعد بن
حرام بن غفار.
(7) بالأصل: محمد.
(8) في مغازي الواقدي: " دور " وبهامشها عن نسخة: " ذروة " كالأصل.
(9) كذا، وفي الواقدي: " يرضى " وهو أشبه.
170

حسان فوالله ما أراد غيرك وغيري لنحن أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منه فأبى جعيل أن
يذهب قال لا أفعل إن لم يأمرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا تفعل أنت حتى تؤامر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك فأبى صفوان عليه فخرج مصلتا السيف حتى ضرب حسان بن
ثابت في نادي قومه فوثبت الأنصار إليه فأوثقوه رباطا وكان الذي تولى ذلك منه
ثابت بن قيس بن شماس وأسروه أسرا قبيحا فمر بهم عمارة بن حزم فقال ما
يصنعون أمن أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورضاه أم من أمر فعلتموه قالوا ما علم به
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لقد اجترأت خل عنه ثم جاء به وبثابت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال حسان يا رسول الله شهر علي السيف في نادي قومه (1)، ثم ضربني لأن أموت
ولا أراني إلا ميتا من جراحتي فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على صفوان فقال ولم ضربته
وحملت السلاح عليه وتغيظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله أذاني وهجاني وسفه
عليه وحدني على الإسلام ثم أقبل على حسان فقال أسفهت على قوم أسلموا ثم قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) احبسوا صفوان فإن مات حسان فاقتلوه به فخرجوا بحسان فبلغ (3)
سعد بن عبادة ما صنع بصفوان فخرج في قومه من الخزرج حتى أتاهم فقال عمدتم
إلى رجل من قوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تؤذونه وتهجونه بالشعر وتشتمونه فغضب لما قيل ثم
أسرتموه أقبح الإسار ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أظهرهم قالوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبسه
وقال إن مات صاحبكم فاقتلوه قال سعد والله إن أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للعفو (4)
ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد قضى لكم بالحق وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني ليحب أن يترك
صفوان والله لا أبرح حتى يطلق فقال حسان ما كان لي من حق فهو لك يا أبا ثابت
وإلى (5) قومه فغضب قيس ابنه غضبا شديدا فقال عجبا لكم ما رأيت كاليوم إن
حسان قد ترك حقه وتأبون أنتم ما ظننت أن أحدا من الخزرج يرد أبا ثابت في أمر
يهواه فاستحيا القوم وأطلقوه من الوثاق فذهب به سعد إلى بيته فكساه حلة ثم
خرج صفوان حتى دخل المسجد ليصلي فيه فرآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال صفوان
قالوا نعم يا رسول الله قال من كساه قالوا كساه سعد بن عبادة قال كساه من

(1) الواقدي: نادي قومي.
(2) الواقدي: " وحسدني ".
(3) عن الواقدي وبالأصل: " قبلي ".
(4) بالأصل: العفو.
(5) في الواقدي: وأبى قومه.
171

ثياب الجنة (1) ثم كلم سعد بن عبادة حسان بن ثابت فقال لا أكلمك أبدا إن لم تذهب
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتقول كل حق لي قبل صفوان فهو لك يا رسول الله فأقبل حسان في
قومه حتى وقف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله كل حق لي قبل صفوان بن
معطل فهو لك يا رسول الله قال أحسنت وقبلت ذلك وأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرضا
براحا (2) وهي بيرحاء (3) وما حولها وسيرين وأعطاه سعد بن عبادة حائطا كان يجد
مالا كثيرا عوضا له مما عفا من حقه
قال أبو عبد الله الواقدي فحدث (4) بهذا الحديث ابن أبي سبرة فقال أخبرني
سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير أن حسان بن ثابت حبس صفوان فلما برأ حسان
أرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليه فقال يا حسان أحسن فيما أصابك فقال هو لك يا
رسول الله فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) براحا وأعطاه سيرين عوضا [* * * *]
فحدثني أفلح بن حميد عن أبيه قال ما (5) كانت عائشة تذكر حسان إلا بخير
ولقد سمعت عروة بن الزبير يوما يسبه لما كان منه فقال لا تسبه يا بني أليس هو الذي
يقول (6):
* فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء *
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد نا وهب بن جرير
نا أبي قال سمعت الحسن قال لما قال حسان بن ثابت في شأن عائشة ما قال خلف
صفوان بن المعطل لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان ضربة بالسيف فلما أنزل الله عذره
ضرب حسان على كفه بالسيف فأخذه قومه فأتوا به وبحسان إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدفعوا

(1) عند الواقدي: كساه الله من حلل الجنة.
(2) البراح: المتسع من الأرض، لا زرع بها ولا شجر (القاموس المحيط).
(3) بيرحاء، ويقال: بيرحى، وهي مال كانت لأبي طلحة بن سهل، تصدق بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكر
ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 3 / 319).
(4) بالأصل: فحديث، والصواب عن الواقدي.
(5) بالأصل: فحديث، والصواب عن الواقدي.
(6) البيت في ديوان حسان ط بيروت ص 9 من قصيدة يمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلعها:
عفت ذات الأصابع فالجواء * إلى عذراء منزلها خلاء
172

إليهم ليتنصوا منه فلما أدبروا به بكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقيل لهم هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكى
فارجعوا به فتركه حسان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعوا حسان فإنه يحب
أمه ورسوله أو كما قال [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1)، أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا أنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير
عن ابن إسحاق قال حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس (2) أن صفوان بن
المعطل قال حين ضرب حسان
* تلق ذباب السيف عنك فإنني * غلام إذا هوجيت لست بشاعر (3) *
قال حسان لعائشة (4):
* رأيتك وليغفر لك الله حرة * من المحصنات غير ذات غوائل
حصان رزان لا يرن (5) بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
وإن الذي قد قيل ليس بلائق (6) * بك الدهر بل قيل امرئ متماحل
فإن كنت أهجوكم كما بلغكم (7) * فلا رفعت سوطي إلي أناملي
فكيف وودي ما حييت ونصرتي * لآل رسول الله زين المحافل
إن لهم عزا عدا الناس دونه * قصارا وطال العز كل التطاول * (8).

(1) الخبر في سيرة ابن هشام 3 / 318 ودلائل النبوة للبيهقي 4 / 75.
عن سيرة ابن هشام 3 / 318 ودلائل البيهقي 4 / 75.
(2) بالأصل: " عن الأخفش " خطأ والصواب ما أثبت، وهو يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، ترجمته
في تهذيب التهذيب 11 / 392 وسير الأعلام 6 / 124.
(3) البيت في سيرة ابن هشام ودلائل البيهقي.
(4) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 188 وسيرة ابن هشام 2 / 319 ودلائل النبوة للبيهقي 4 / 75.
(5) في المصادر الثلاثة السابقة: ما تزن.
(6) في الديوان: بلائط بها الدهر بل قول امرئ بي ما حل.
(7) الديوان: فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم
(8) روايته بالديوان:
له رتب عال على الناس كلهم * تقاصر عنه سورة المتطاول
173

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كثير السقاء ثنا أبو
قتيبة نا عمر بن منهال نا غلام أبو عيسى نا صفوان بن المعطل قال
خرجنا حجاجا فلما كان بالعرج (1) إذا نحن بحية تضطرب فلم تلبث أن ماتت
فأخرج لها رجل خرقة من عيبته فلفها فيه ودفنها وخد لها في الأرض فلما أتينا مكة
فإنا بالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال أيكم صاحب عمرو بن جابر قلنا
ما نعرفه قال أيكم صاحب الجان قلنا هذا قال جزاك الله خيرا أما إنه كان من
آخر السبعة موتا الذين أتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمعون القرآن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأ أبو علي الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن
عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال وافتتح أبو موسى الأشعري نصيبين (2)
وكل هذا في سنة تسع عشرة وحج بالناس عمر بن الخطاب فبعث عثمان بن أبي
العاص الثقفي إلى أرمينية الرابعة (3) فقاتل أهلها وأصيب صفوان بن المعطل السلمي
شهيدا ثم صالح أهلها على الجزية
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو نصر بن
الجندي أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا
أبو عبد الله محمد بن علي بن عائذ أنا الوليد بن مسلم حدثني أبو الحارث
المنتصر بن سويد الغنوي من الجزيرة نا موسى بن مهران السنجاري أن عكرمة بن أبي
جهل انتهى إلى آمد ووجهه صفوان بن المعطل إلى أرمينية الرابعة يفتحها الله عليه وأنه
حاصر حصنا (4) يقال له بولا فرموه فقتلوه فدفن قدام الحصن قريبا هنالك
قال أبو إسحاق السنجاري أتينا بولا في بعث فقال لي شيخ من أهلها قد بلغ
مائة سنة أو زاد عليها فقال أتريد أن أربك قبر صفوان بن المعطل قلت نعم فإذا هو

(1) العرج: عقبة بين مكة والمدينة على جادة الحاج (معجم البلدان).
(2) مدينة عامرة بن بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام بينها وبين سنجار تسعة فراسخ
(ياقوت).
(3) انظر معجم البلدان 1 / 160.
(4) بالأصل: " خطبنا " ولعل الصواب ما أثبت.
174

من بابها على رمية بحجر وقال رميناه فقتلناه قال فبلغ عمر قتله فدعا علينا
دعوة (1) إنا لنعرفها إلى الساعة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور محمد بن الحسن أنا أحمد بن
الحسين نا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني ابن عباد
يعني محمد أنبأ يعقوب عن محمد حدثني عبد الملك بن القعقاع حدثني مشايخ
من الأرمن يعني أرمينية عن آبائهم أن صفوان بن المعطل السلمي من الروم فدقت
ساقه فلم يزل يطاعن حتى مات
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2)، حدثني محمد بن العباس مولى بني هاشم نا زنيج نا سلمة بن الفضل عن (3)
محمد بن إسحاق أن عمر بن الخطاب وجه عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة
وكان عندها شئ من قتال أصيب فيه صفوان بن المعطل شهيدا
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم نا
عمي عن أبيه عن أبي إسحاق قال (4): وقتل صفوان بن المعطل السلمي شهيدا في سنة
تسع عشرة في أرمينية
أخبرنا أبو محمد السلمي ثنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني عمار بن سلمة عن ابن
إسحاق قال وافتتح أبو موسى نصيبين وذلك في سنة تسع عشرة ثم وجه عياض بن

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 11 / 106 للإيضاح.
(2) الجرح والتعديل 4 / 420.
(3) عن الجرح والتعديل وبالأصل: " بن ".
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 226 - 227 (حوادث سنة 59).
175

غنم عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة فكان عندهما شئ من قتال أصيب فيها
صفوان بن المعطل شهيدا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
أحمد بن عمران حدثنا موسى التستري نا خليفة العصفري (1)، قال ومات في آخر
خلافة معاوية صفوان بن المعطل
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن
حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة أنا
محمد بن سعد أنا محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة ستين مات صفوان بن
المعطل السلمي بسميساط وهو ابن بضع وستين سنة وكان يكنى أبا عمرو
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة ستين مات صفوان بن المعطل السلمي
بسميساط وهو ابن بضع وستين سنة ويكنى أبا عمرو
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن بن
أحمد زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن الأصبهاني
أنا محمد بن أحمد الأهوازي أنا عمر بن إسحاق بن أحمد نا خليفة بن خياط (1)
حدثني زكريا بن بشير وكان أقام بالجزيرة زمانا أن قبر صفوان بن المعطل بناحية
سميساط معروف الموضع يؤتى ويصلى عليه
ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر الباسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي نا
عبد الله بن جعفر قال مات صفوان بن المعطل بجبل سميساط وأهل تلك البادية
يعرفون قبره بشجرة نابتة عليه ساكن ولده بدامان (2) من بلاد الرقة (3).

(1) طبقات خليفة ص 101 رقم 339.
(2) دامان: قرية قرب الرافقة بينهما خمسة فراسخ (ياقوت).
(3) عقب الذهبي في سير الأعلام 2 / 550 على مختلف الأقوال في تاريخ وفاته قال: فهذا تباين كثير في
تاريخ موته، فالظاهر أنهما اثنان، والله أعلم.
176

2891 صفوان بن وهب بن ربيعة بن هلال
ابن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر
أبو عمرو القرشي الفهري المعروف بابن بيضاء (1)
وهي أمه واسمها دعد بنت جحدم بن عمرو بن عايش
له صحبة شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدرا واستشهد بها ويقال بل عاش بعدها
إلى أن مات في طاعون عمواس بناحية الأردن
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده أنا علي بن يعقوب ومحمد بن إبراهيم بن مروان قالا نا أبو عبد الملك
أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ نا محمد بن شعيب بن شابور عن عثمان بن
عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء
فغنموا وفيهم نزلت " يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه " الآية (2).
قال ابن منده هذا حديث غريب بهذا الإسناد تفرد به ابن عائذ (3).
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا
أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وولد مالك بن ضبة
هلال (4)، وأمه هند بنت عامر بن صعصعة فولد هلال بن مالك ربيعة وأمه سلمة
بنت طريف بن الحارث فولد ربيعة بن هلال عامرا ووهبا وأبا شداد وأبا سرح
وأمهم بنت قيس بن الحارث بن فهر فمن ولد مالك بن ضبة بن الحارث سهل
وصفوان ابنا وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث سهل وصفوان ابنا
وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة شهدا بدرا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمهما بيضاء

(1) ترجمته في الاستيعاب 2 / 182 وأسد الغابة 2 / 413 والإصابة 2 / 191 وشذرات الذهب 1 / 13 وسير
الأعلام 1 / 384.
(2) سورة البقرة، الآية: 217.
(3) انظر أسد الغابة 3 / 413 والإصابة 2 / 192.
(4) كذا، والصواب: هلالا.
(5) بالأصل: " شهد " والصواب ما أثبت، انظر ترجمتهما في سير الأعلام 1 / 384 - 385.
177

واسمها دعد بنت جحدم بن عمرو بن عايش واستشهد صفوان بن بيضاء يوم بدر
وسهيل بن بيضاء الذي مشى إلى النفر القرشيين في الصحيفة التي كتب مشركو قريش
على بني هاشم وفي ذلك يقول أبو طالب
* هم رجعوا ابن بيضاء راضيا * فسر أبو بكر بها ومحمد *
أخبرنا أبو بكر بن محمد عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال في الطبقة
الأولى من المهاجرين ممن شهد بدرا من بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وهم آخر
بطون قريش صفوان بن بيضاء وهي أمه وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن
ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا عمرو وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن
عمرو بن عايش بن ظرب بن الحارث بن فهر قالوا آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين
صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى وقتلا يوم بدر جميعا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد بن هارون بن موسى الفروي نا أبو فليح عن (2) موسى بن عقبة
عن الزهري فيمن شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صفوان بن بيضاء
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا إسماعيل بن أبي
أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد
بدرا واستشهد مع المسلمين من بني الحارث بن فهر سهيل بن بيضاء وصفوان بن
بيضاء
وقال موسى في تسمية من استشهد من المسلمين ببدر من بني الحارث بن فهر
صفوان بن بيضاء
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد أنا عيسى
أنا عبد الله البغوي حدثني ابن الأموي حدثني أبي عن ابن إسحاق قال فيمن شهد بدرا

(1) طبقات ابن سعد 3 / 416.
(2) بالأصل: " بن ".
178

صفوان بن أهيب (1) بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أحمد بن محمد أنا أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير بن محمد بن إسحاق قال
في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قريش من بني الحارث بن فهر صفوان بن
بيضاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع البلخي أنا محمد بن عمر (2) قال في
تسمية من شهد بدرا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) من بني الحارث بن فهر صفوان بن بيضاء
وسهيل بن بيضاء
وقال في موضع آخر يكنى أبا عمرو صفوان بن بيضاء
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال يحيى بن معين سهل وسهيل
وصفوان بنو بيضاء
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (3)، قال صفوان بن بيضاء أخو سهيل بن بيضاء من المهاجرين الأولين قتله
طعيمة بن عدي يوم بدر سمعت أبي يقول ذلك ويقول لا نعرف له رواية
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عمرو صفوان بن بيضاء وهي أمه وأبوه
عمرو بن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة الفهري القرشي المدني وأمه البيضاء واسمها دعد بنت جحدم بن

(1) سيرة ابن هشام 2 / 341 وفيها: صفوان بن وهب.
(2) مغازي الواقدي 1 / 157.
(3) الجرح والتعديل 4 / 421.
179

عمرو بن عايش بن الظرب (1)، ويقال جحدم بن أمية بن الحارث بن فهر بن مالك
شهد بدرا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو أخو سهيل بن بيضاء مات في شهر رمضان سنة ثمان
وثلاثين
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال صفوان بن بيضاء وهو ابن وهب بن ربيعة أخو سهل وسهيل من بني
الحارث بن فهر شهدا بدرا ومات في طاعون عمواس قاله موسى بن عقبة عن
الزهري (2).
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال أنبأ أبو نعيم صفوان بن
بيضاء بن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر وبيضاء أمه
وهو أخو سهيل شهد بدرا بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء
توفي في طاعون عمواس
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية إجازة أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة أنا
محمد بن سعد أنا محمد بن عمر قال وفيها مات صفوان بن بيضاء وقد شهد بدرا
في شهر رمضان يعني سنة ثمان وثلاثين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) قال قال محمد بن
عمر حدثني محرز بن جعفر عن جعفر بن عون (4) قال قتل صفوان بن بيضاء
طعيمة بن عدي قال محمد بن عمر هذه رواية وقد روي أن صفوان بن بيضاء لم يقتل
يوم بدر وأنه قد شهد المشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان
وثلاثين وليس له عقب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري (5)، أنا أبو طاهر

(1) بالأصل: الضرب.
(2) انظر أسد الغابة 2 / 413 والإصابة 2 / 192.
(3) طبقات ابن سعد 5 / 416.
(4) في ابن سعد: جعفر بن عمرو.
(5) بالأصل: " السري " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
180

المخلص إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة ثمان وثلاثين توفي
فيها صفوان بن بيضاء وقد شهد بدرا
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد أنا
أحمد بن محمد بن عمرو نا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا محمد بن سعد (1) قال في الطبقة
الأولى من المهاجرين ممن شهد بدرا صفوان بن بيضاء وهي أمه وأبوه وهب بن
ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث يكنى أبا عمرو وأمه البيضاء وهي دعد
بنت جحدم بن عمرو بن عايش بن ظرب مات في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين
2892 صفوان بن يسرة (2) بن صفوان بن جميل (3)
أبو العباس اللخمي البلاطي (4)
حدث عن أبيه وآدم بن أبي إياس وأبي مسهر وعلي بن عياش ويحيى بن
صالح الوحاظي
روى عنه أحمد بن أبي الحواري وأحمد بن أنس بن مالك وسليمان بن
محمد الخزاعي ومحمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني أنا أبو علي الحسن بن
علي المقرئ سنة ست وأربعين وأربعمائة نا أبو أحمد الحسين بن محمد بن الوزير
الحافظ أنا محمد بن جعفر بن ملاس نا أبو العباس صفوان بن بسرة بن صفوان
اللخمي نا آدم بن أبي إياس العسقلاني نا شعبة عن منصور عن ربعي بن خراش
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كذب علي فليلج النار [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو المظفر طاهر بن محمد بن

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) ضبطت بالفتح وفتح المهملة عن تبصير المنتبه 4 / 1493.
(3) في معجم البلدان (البلاطي): حنبل.
(4) البلاطي: يروى بكسر الباء وفتحها، وهو في مواضع، منها بيت البلاط، من قرى غوطة دمشق. (معجم
البلدان).
قال ياقوت: ولم يقل أبو القاسم (ابن عساكر) بيت البلاط (بل قال: من قرية البلاط) فلعلها اثنتان من
قرى دمشق.
181

طاهر بن سعيد البروجردي (1)، أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن جبابة نا أبو
القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة فذكر بإسناده نحوه
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد أنا أبو موسى هارون بن محمد الموصلي نا أحمد بن أنس بن مالك
حدثني صفوان بن يسرة بن صفوان
حدثني بعض إخواننا أن قوما وقفوا براهب فوجدوه يبكي فقالوا ما الذي
أبكاك قال ذكر المعاد وتخوف النداء قالوا فما أعددت لذلك قال وأين تبلغ
العدة إنما هو عفو الله أو النار
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
الحسن بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد
أنا أبو الحسن قال يسرة بن صفوان وابنه صفوان بن يسرة يروي عن إسماعيل بن عياش
كذا قال والصواب وصفوان لم يدرك إسماعيل (2) وإنما يروي عن علي بن عياش
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال وأما صفوان
بالصاد المهملة وبعد الفاء واو (3) ويسرة (4): أوله ياء معجمة باثنين (5) من تحتها
وسين مهملة وهما مفتوحان (6) فهو يسرة بن صفوان وابنه صفوان بن يسرة يروي
عن إسماعيل بن عياش
2893 صفوان مولى يزيد بن معاوية
كان على حجبته وحجبة ابنه معاوية بن يزيد ويقال إنه مولى معاوية بن أبي

(1) رسمها بالأصل: " البروروجردي " والصواب ما أثبت، والبروجردي بضم الباء والراء وكسر الجيم
وسكون الراء نسبة إلى بروجرد من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
(2) الذي يروي عن إسماعيل بن عياش هو يسرة بن صفوان كما في تبصير المنتبه 4 / 1493.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن الاكمال 5 / 187.
(4) الاكمال لابن ماكولا 7 / 328.
(5) كذا.
(6) قوله: " وهما مفتوحان " ليس في الاكمال ومكانه فيه: وسين مهملة مفتوحة.
182

سفيان وإنه كان على حجبته (1) أيضا له ذكر
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2) نا أبو الحسين محمد بن علي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن
أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي عن ابن عباس قال كان يزيد بن معاوية بن صفوان
مولاه

(1) بالأصل: حاجيه.
(2) بالأصل: " المحلى " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
183

/ ذكر من اسمه صفي /
2894 صفي بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي
له عقب وذكر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطرسوسي حدثنا الزبير بن بكار حدثني
عثمان بن عبد الرحمن حدثني إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد الله مولى الزهريين
قال
خرج هارون أمير المؤمنين قبل الحيرة فخرج إليه عمه العباس بن محمد
وخرج معه جماعة أصحابه وخرج معه أبوك عبد الرحمن بن عبد الله فلما نزلنا
الكوفة أقسم لا ينزل إلا معه في منزله وقال ليس معي أحد إلا خدم يخدمونني قال
وكانت معي جارية لي فأمضيت من نزولي بها عنده فأمر ليس بستر فمد بيني وبينه
فكنت أنا والجارية ويكون من دوننا الستر قال فوالله إني لذات يوم محمل بجارتي
إذا صوت إنسان يصيح أي أبا إسحاق أي ابن أبي عبد الله اطلع إلي رأسك من تحت
الستر فأخرجت رأسي فإذا أنا بإسحاق بن زبر فقال لي ما حديث حدثته أمس ابن
المعتمر وبيتا شعر أنشدته إياهما قال فقلت لا أدري فهل تحفظ من ذلك شيئا يعلقني
به لعلي أن أذكر فقال لي ما أحفظ من ذلك شيئا قال فقلت (1) سوى ذلك
يدلني فقال لي ما أذكر الآن من ذلك شيئا فقلت بلى ما أراني إلا قد وقعت على

(1) كلمات غير مقروءة بالأصل ورسمها: " فناقيه بمعين فسى ".
184

الذي تريد وإنما أوقعني عليه (1) حديث ابن المعتمر
أني خرجت ذات يوم أنا ونحاد (2) الزهري حتى إذا كنا بالبلاط إذا بفتى يماشيه
إنسان والفتى يسائله وينظر إلى دار يزيد ولا والله المحيي المميت ما رأيت من خلق
الله عز وجل شيئا إنسانا ولا دابة ولا متاعا ولا شيئا من جميع ما ذر الله وبث في الأرض
إلا وذلك الفتى أحسن منه ما أدري ما أعجب له من خلقته ما تقع (3) عيني على شئ إلا
لهوت به عن غيره منه فقلنا لإنسان أتعرف هذا الفتى فقال لنا لا ولكني رأيت
ذلك الإنسان يكلم الذي معه فسألنا الإنسان عن الفتى هل تعرفه قال لنا نعم هذا
الصفي بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان قال فقال لي بحاد (2) أتراه يحب
أن له بما يرى من دار (4) دار يزيد بدرهمين قال قلت نعم والله (5) كلهما الساعة قال فأنشدني بحاد (2):
* ألم تر أن المال يخلف نسله * ويأتي عليه حق دهر وباطله
فأتلف وأخلف إنما المال عاره * وكله مع الدهر الذي هو آكله *
قال فقال لي إسحاق بن زبر هذا والله الحديث والشعر الذي ذكره لي عبد ابن
المعتمر ودعا بقرطاس ودواة فكتب ألين (6) قال عثمان بن عبد الرحمن فقال لي ابن
أبي عبد الله دلني والله يا أبا عبد الله على ما كان عاريا عرفان يماشيه مذهب ابن عزيز
ونشاكل نحوه والله أعلم

(1) كلمتان غير واضحتين ورسمها: " شرحيل ومعال ".
(2) كذا بالأصل.
(3) بالأصل: يقع.
(4) كلمة ممحوة بالأصل.
(5) كلمات غير واضحة بالأصل ورسمها: مى وحروى فتايا كلهما.
(6) كذا بالأصل.
185

/ ذكر من اسمه صقر /
2895 الصقر بن رستم ويقال السقر
أبو سليمان
روى عن بلال بن سعد
روى عنه بقية
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو محمد بن حيان نا أبو بكر بن
أبي عاصم نا عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى
ح وقرأت على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر عن سهل بن بشر أنبأ
رشأ بن نظيف أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا نا عمرو بن
عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار قالا نا بقية بن الوليد نا الصقر بن رستم الدمشقي
قال سمعت بلال بن سعد يقول ثلاث لا يقبل معهن عمل الشرك والكفر
والرأي قيل يا أبا عمرو ما الرأي قال أن يترك كتاب الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)
ويقول برأيه وفي رواية الحداد رواه محمد بن عامر بن ربيعة الرملي عن بقية عن
أبي سليمان السقر بن رستم نحوه وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويعمل برأيه
2896 صقر بن صفوان الكلاعي
من وجوه أهل حمص شهد مرج راهط وعمر حتى جاء في الجيش الذي توجه
إلى دمشق للطلب بدم الوليد بن يزيد فلما هزم الجيش بنواحي دمشق دخل الصقر فيمن
دخل منهم دمشق فبايع يزيد بن الوليد فأجازه وأكرمه له ذكر وشعر
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد الغنوي عن محمد بن أحمد بن
186

محمد بن عمر عن أبي عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال
الصقر بن صفوان الكلاعي لاحاه مسلمة بن عبد الملك بحضرة أخيه هشام فقال الصقر
* ألا أبلغ مسيلمة بن عبد * مقالة ما جد قلب هجان
أتزعم لا أبا لك أن سيفي * بعيد العهد بالمهج الحواني
ولو ساءلت جدل (1) عن شياه * غداة المرج في رهج الطعان *
2897 الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللخمي الدمشقي
حدث عن عمه العباس بن سالم
روى عنه ابنه فضالة بن الصقر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة أخبرني أبو محمد الحسن بن علي
اللباد أنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو حنتل (2) بشر بن
أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللخمي قراءة عليه نا عمي
أبو الحسن محمد بن فضالة نا أبي فضالة حدثني أبي الصقر بن فضالة حدثني عمي
العباس بن سالم بن جميل اللخمي حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني
عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من توضأ فليستبرء ومن استجمر فليوتر [* * * *]

(1) كذا بالأصل.
(2) ضبطت عن التبصير 1 / 467 بمثناة، ذكره ابن حجر: أبو حنتل بشر ابن أحمد بن فضالة اللخمي.
187

/ ذكر من اسمه صقلات /
2898 صقلات
مولى مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وأدبه له ذكر
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)، نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنبأ أبي أبو يعلى قال أنبأ عبيد الله بن
أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي عن ابن عباس قال وكان مروان بن محمد يأذن
عليه مولاه صقلات وهو سقلات الذي تقدم في حرف السين

(1) بالأصل: " المحلي " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
188

/ ذكر من اسمه صلت /
2899 الصلت بن بهرام
أبو هاشم ويقال أبو هشام
التيمي ويقال الهلالي الكوفي (1)
حدث عن أبي وائل وزيد بن وهب وعبد الملك بن سلع (2) وإبراهيم
النخعي والمنذر بن هوذة ويزيد بن صهيب الفقير وسيار أبي حمزة (3)، وأبي
الجويرية عبد الرحمن بن مسعود العبدي وعامر الشعبي والحارث بن وهب
وجميع بن عامر التيمي
روى عنه الثوري وابن عيينة ومروان بن معاوية الفزاري ونعيم بن ميسرة
وعباد بن العوام وأبو حمزة محمد بن ميمون المروزي ومحمد بن عبيد الطنافسي
وشريك بن عبد الله ويحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية وأبو أسامة
حماد بن أسامة وزافر بن سليمان وإسحاق بن وهب البخاري وجرير بن حازم
وسلام بن سالم الطويل وعبد الله بن داود الخريبي (4)، ويحيي بن سعيد الأموي
ويحيى بن نصير بن حاجب المروزي ويحيى بن أبي زائدة

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 317 والجرح والتعديل 4 / 438 وطبقات ابن سعد 6 / 354 والتاريخ
الكبير 4 / 302.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 45 وفيه يروي عنه: الصلت بن بهرام.
(3) بالأصل: " حمرة " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 393 وفيه روى عنه:
الصلت بن بهرام الكوفي.
(4) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت وضبط، ترجمته في سير الأعلام 9 / 346.
189

وفد على عمر بن عبد العزيز وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة دثار
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي قالا أنا أبو عثمان البحيري
أنا أبو بكر بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا الأزرق بن علي نا حسان بن إبراهيم
نا الصلت بن بهرام عن إبراهيم بن علقمة قال كان عبد الله يقول ربما أمر
النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يتعوذ بهما يعني المعوذتين
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو
القاسم عثمان بن سهل بن مخلد البزاز قراءة عليه نا إبراهيم بن راشد نا داود بن
مهران نا محمد بن الفضل عن الصلت بن بهرام عن شقيق بن البراء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله
أكثر [* * * *]
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني نا أبو بكر بن
خلف أنا الحاكم الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثني خلف بن
محمد الكرابيسي ببخارا ثنا الحسين بن الحسن بن الوضاح حدثني أخي وهو
محمد بن أبي الوضاح حدثني جدي وهو الوضاح بن الحسن نا عيسى وهو
الغنجار عن مخلد بن عمرو قاضي بخارا عن إسحاق بن وهب وهو بخاري عن
الصلت بن بهرام عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم رجل أعطى ماله سفيها وقد قال الله عز
وجل " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " ورجل له امرأة سيئة الخلق فلا يطلقها ورجل
بايع ولم يشهد [* * * *]
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)، نا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى بن علي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن الصريفيني أنا أبو
القاسم بن حبابة قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا علي بن الجعد أنبأ

(1) سورة النساء، الآية: 4.
(2) مهملة بدون نقط بالأصل.
190

شريك عن سالم الأفطس عن سعيد يعني ابن جبير عن ابن عباس وعطاء يعني
ابن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس والصلت بن بهرام عن إبراهيم قالا
في قوله عز وجل " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " (1) من السبايا اللاتي
لهن أزواج فلا بأس بهن هن لك حلال
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن
صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة الصلت بن بهرام
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
علي بن إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت
عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألت يحيى بن معين عن الصلت بن بهرام كيف هو
فقال ثقة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2) قال نا محمد بن حمويه قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن حنبل
الصلت بن بهرام كوفي ثقة (3).
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية (4)، أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (5) قال في
الطبقة الرابعة منهم الصلت بن بهرام من بني تيم الله بن ثعلبة وكان ثقة إن شاء الله
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن

(1) سورة النساء، الآية: 24.
(2) الجرح والتعديل 4 / 438.
(3) زيادة لازمة عن الجرح والتعديل.
(4) بالأصل: " حمويه " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16 / 409.
(5) طبقات ابن سعد 6 / 354.
191

قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (1) قال
الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم نسبه مروان وكان أرجا (2) سمع أبا وائل
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (3) قال صلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم روى عن أبي وائل وزيد بن
وهب وإبراهيم النخعي روى عنه نعيم بن ميسرة ومروان بن معاوية سمعت أبي
يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم أخبرني أبو النضر محمد بن عبد الله البخاري نا
محفوظ يعني ابن عبيدة نا بحير بن النضر نا عيسى يعني ابن موسى التيمي عن
أبي حمزة عن الصلت أبي هشام
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو هاشم
الصلت بن بهرام سمع أبا وائل روى عنه مروان بن معاوية ومحمد بن عبيد
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي
وأنا (4) الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي
قال أبو هاشم الصلت بن بهرام
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي أنا أبو
أحمد قال أبو هشام ويقال أبو هاشم الصلت بن بهرام التيمي الكوفي عن أبي وائل
شقيق بن سلمة الأسدي وأبي عثمان يزيد بن صهيب الفقير (5) الكوفي روى عنه

(1) التاريخ الكبير 4 / 302.
(2) الكلمة ليست في البخاري.
(3) الجرح والتعديل 4 / 438.
(4) كذا بالأصل " وأنا " والأشبه حذف " الواو ".
(5) تقرأ بالأصل: " الفقير " وتقرا " الفقيه " ترجمته في سير الأعلام 5 / 227 قال الذهبي: لقب بالفقير لأنه
اشتكى فقار ظهره.
192

سفيان الثوري وأبو عبد الله مروان بن معاوية الفزاري وأبو عبد الله محمد بن عبيد
الطنافسي وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن المبارك عن عبد الجبار بن
أحمد أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن
عمر بن أحمد بن حمة ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي
يعقوب أنا علي بن عبد الله قال قال عبد الله بن داود قال لي كدام فيما أعلم
(1) من أهل الكوفة الصلت بن بهرام وسعيد بن عبيد والعلاء بن عبد الكريم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2)، حدثني أبي نا أبو معمر القطيعي نا ابن عيينة نا الصلت بن بهرام وكان
أصدق أهل الكوفة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس بن
محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين
ح وقرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل قراءة عليه أنا علي بن محمد بن خزقة (3)، أنا محمد بن
الحسين بن محمد نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا محمد بن علي بن

(1) كلمات غير مقروءة ورسمها بالأصل: " سعيد يتمنا لقاتله " كذا.
(2) الجرح والتعديل 4 / 438.
(3) بالأصل " حزقة " تحريف والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه 1 / 429.
وبعدها بالأصل: " انا محمد بن خرقة " وهي مقحمة لا لزوم لها حذفناها، فابن خزفة يروي تاريخ ابن
أبي خيثمة عن الزعفراني عنه، وهو يريد أبا عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني
ترجم له في الأنساب (الزعفراني) وفيه: سمع أبا بكر بن أبي خيثمة وكان عنده عن ابن أبي خيثمة كتاب
التاريخ.
193

يعقوب أنا محمد بن السكري بن أحمد بن محمد أنا الأحوص بن المفضل
(1) الصلت بن بهرام ثقة
قرأت على أبي الفتح الفقيه عن المبارك بن عبد الجبار أنا عبد الباقي بن
عبد الكريم أنا عبد الرحمن بن عمر نا محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي حدثني
عبد الله بن شعيب قال قرأ علي يحيى بن معين الصلت بن بهرام ثقة
وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي قال أحمد بن حنبل
الصلت بن بهرام ثقة (2).
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأ أبو بكر البرقاني أنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي قال الصلت بن دينار بصري هو ضعيف والصلت بن بهرام كوفي ثقة
ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن
الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم فقال كان صدوقا
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسن بن هريسة أنا أحمد بن
محمد بن غالب أنا حمزة بن محمد بن علي نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا
محمد بن إسماعيل قال الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم نسبه مروان بن
معاوية كان يذكر بإرجاء سمع أبا وائل صدوق في الحديث
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم أنا أحمد
إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3)، قال سمعت
أبي يقول الصلت بن بهرام هو صدوق وليس له عيب إلا الإرجاء
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسين بن عبد الله أنا محمد بن

(1) بياض بالأصل.
(2) بعدها بالأصل: " وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج " زيادة لا لزوم لها فحذفناها.
(3) الجرح والتعديل 4 / 438 - 439.
194

الحسين بن عبد الله بن خميرويه أنا أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال سمعت
أبا الحسن الدارقطني يقول الصلت بن بهرام من أهل الكوفة لا بأس به
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز لفظا أنا أبو نصر بن الجبان
إجازة أنا أحمد بن القاسم إجازة أنا سعيد بن عمرو فيما نسخه من كتاب أبي
زرعة بخط يده في أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين الصلت بن بهرام
مرجئ
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف أنبأ
عبد الرحمن بن محمد وعبد الله بن عبد الرحمن قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو
بشر الدولابي أخبرني محمد يعني إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر
قال وفيها يعني سنة سبع وأربعين ومائة مات سليمان بن بشير والصلت بن بهرام
وهارون وذكر غيرهم
2900 الصلت بن دينار
أبو شعيب البصري المعروف بالمجنون الأزدي (1)
روى عن محمد بن سيرين وعبد الله بن شقيق العقيلي وأبي نضرة (2)
المنذر بن مالك بن قطعة العبدي وعقبة بن صهبان الأزدي وشهر بن حوشب
الأشعري وعلقمة بن قيس النخعي وعطاء بن أبي رباح وأبي المليح عامر أسامة
الهذلي وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه
روى عنه سفيان الثوري وجعفر بن سليمان الضبعي والمعتمر بن سليمان بن
طرخان التيمي ووكيع بن الجراح الرواسي ومكي بن إبراهيم البلخي ومسلم بن
إبراهيم الأزدي وعلي بن نصر الجهضمي والد نصر بن (3) علي وعلي بن ثابت
الجزري وهاشم بن مخلد ومعافى بن عمران الموصلي وأبو جابر محمد بن
عبد الملك الأزدي وعمر بن هارون البلخي ويوسف بن خالد السمتي وأبو داود
الطيالسي

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 131 وتهذيب التهذيب 2 / 559 وميزان الاعتدال 2 / 318.
(2) بالأصل: " نصره " والصواب عن تهذيب الكمال، وترجمته في سير الأعلام 4 / 529.
(3) بالأصل: " والد بصري علي " كذا، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 133.
195

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم
يوسف بن الحسن الزنجاني قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن جعفر بن
أحمد بن فارس نا يونس بن حبيب نا أبو داود الطيالسي نا أبو شعيب الصلت بن
دينار نا عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة أكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي الضحى
قالت لا إلا أن يحيى بن مغيبه
أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد الله بن المميز وأبو محمد
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الحسن الزناني بزنان قالا أخبرنا إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم الطيان أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيذ قوله نا
محمد بن عبد الله بن العلاء الكاتب ببغداد نا عمر بن مدرك نا مكي بن إبراهيم عن
الصلت بن دينار عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن
عبيد الله [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم الدارني (1)، أنا سهل بن بشر أنا
علي بن منير بن أحمد بن الحسن أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد الذهلي نا محمد بن
عبدوس نا القواريري نا جعفر بن سليمان نا الصلت بن دينار قال صليت مع
عمر بن عبد العزيز فسلم واحدة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا عبد الرحمن بن
محمد أنا أبو أحمد نا أحمد بن عبد الرحيم النسوي نا سليمان بن معبد قال قال
يحيى بن معين أبو شعيب المجنون الصلت بن دينار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول وكنية الصلت بن دينار أبو شعيب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري وحدثنا عمي لفظا
أنا أبو طالب بن يوسف قراءة أنا الجوهري قراءة أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن

(1) بالأصل: " الداراني " والصواب ما أثبت، المطبوعة: عاصم - عائذ (الفهارس 635).
196

معروف أنا الحسين بن الفهم
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع نا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن
محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا نا
محمد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من الفقهاء والمحدثين من أهل البصرة
الصلت بن دينار زاد ابن الفهم وهو ضعيف ليس بشئ
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد وأبو الحسين قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن
إسماعيل (2) قال صلت بن دينار هو أبو شعيب الأزدي هو الذي يقال له المجنون
بصري عن أبي نضرة وابن سيرين ويقال الهنائي (3).
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4)، قال صلت بن دينار أبو شعيب المعروف بأبي شعيب المجنون الأزدي روى
عن ابن سيرين وعبد الله بن شقيق وأبي نضرة وعقبة بن صهبان روى عنه
الثوري ومعتمر بن سليمان ووكيع بن الجراح ومكي بن إبراهيم سمعت أبي يقول
ذلك قال أبو محمد روى عن عطاء روى عنه مسلم بن إبراهيم
أخبرنا أبو بكر بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو شعيب
الصلت بن دينار عن عبد الله بن شقيق وعقبة بن صبهان روى عنه الثوري
ومكي بن إبراهيم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحي أنا أبو نصر الوائلي أنبأ

(1) طبقات ابن سعد 7 / 279.
(2) التاريخ الكبير 4 / 304.
(3) رسمها بالأصل: " الهسسابى " كذا، والمثبت عن تهذيب الكمال 9 / 131.
(4) الجرح والتعديل 4 / 437.
197

الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
شعيب الصلت بن دينار المجنون البصري ليس بثقة
قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الأنباري أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر الدولابي (1)، قال أبو شعيب الصلت
بن دينار ضعيف
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو شعيب الصلت بن دينار الأزدي الهنائي البصري
روى عن أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي وأبي بكر محمد بن سيرين الأنصاري
وأبي عبد الرحمن عبد الله بن شقيق العقيلي متروك الحديث روى عنه سفيان
الثوري وشعبة بن الحجاج
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنا محمد بن
عبد الرحمن الفارسي أنبأ أبو أحمد بن عدي (2)، نا محمد بن إبراهيم بن شعيب
الغازي (3)، وخالد بن النضر والحسن بن علي البصري قالوا سمعنا عمرو بن علي
يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ذهبت أنا وعوف نعود الصلت بن دينار فذكر
الصلت عليا فتعوذ (4) منه فقال عوف أملك يا أبا شعيب لا رفع الله تعالى صرعتك
قال وأنا أبو أحمد (5)، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الغزي نا
عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال سمعت عفان بن مسلم قال قال لنا
يحيى بن سعيد فذكر نحوه وقال ما لك لا شفاك الله ولا رفع صرعتك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أخبرنا أحمد بن
محمد بن أحمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو بن

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 4.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4 / 80.
(3) تقرأ بالأصل " العادي " وفي الكامل لابن عدي " الغاربي " وكلاهما تحريف، والصواب ما أثبت، انظر
ترجمته في سير الأعلام 14 / 407.
(4) في الكامل لابن عدي: فنال منه.
(5) الكامل لابن عدي 4 / 80.
198

موسى نا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن علي أنا إبراهيم بن محمد نا يحيى بن
سعيد قال أكترى عوف حمارا بدرهم إلى الصلت بن دينار وكان شاكيا قال فذكر
عليا فتنقصه فقال عوف لا رفع الله جنبك يا أبا شعيب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان (1)، حدثني محمد بن
عبد الرحيم صاعقة قال سمعت عليا قال وقال يحيى ذهب عوف إلى الصلت بن
دينار يعوده واكترى حمارا من بني جمان (2) وكان عوف شيعيا والصلت عثمانيا
فذكروا شيئا فقال له عوف لا رفع الله جنبك يا أبا شعيب
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
عبد الرحمن السلمي نا إسماعيل بن أحمد الجرجاني نا أبو القاسم البغوي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن
عمر بن بكير المقرئ قال قرئ على أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان أنا
الهيثم بن خلف قالا نا محمود بن غيلان نا شبابة قال سمعت شعبة يقول إذا
حدثكم سفيان وفي حديث الفارسي الثوري عن رجل لا تعرفوه فلا تقبلوا منه
فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون الصلت بن دينار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن المظفر بن بكران أنا أحمد بن
محمد بن أحمد أنا يوسف بن أحمد نا محمد بن عمرو العقيلي (3)، نا أحمد بن
علي وعبد الله بن أحمد قالا ثنا أبو سعيد الأشج نا ابن إدريس قال قلت لشعبة
هذا سفيان الثوري أي شئ تستطيع أن تقول فيه قد روى عن أبي شعيب المجنون قال
ابن إدريس يعني الصلت بن دينار
لصواب قال قد روى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو عمرو

(1) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 3 / 135.
(2) عن المعرفة والتاريخ، وبالأصل: " حمان " وهو جمان بن هداد في الأزد. (انظر مشتبه النسبة للذهبي
ص 247).
(3) الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 2 / 209.
199

الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (1)، نا ابن العراد (2)، نا يعقوب بن شيبة قال سمعت
إبراهيم بن هاشم يقول سمعت عبد الله بن إدريس يقول قلت لشعبة ما تقول في
سفيان بن سعيد قال ذاك رجل ما أفادني شيئا إلا وجدته كما أفادني من رجل لا يبالي
عن من روى عن أبي شعيب المجنون الصلت بن دينار
أخبرنا أبو البركات أنا محمد بن المظفر أنا أحمد بن محمد أنا يوسف بن
محمد نا محمد بن عمرو نا محمد بن عيسى نا عمرو بن علي
ح وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو عمرو أنا أبو أحمد (3) قال كتب إلي محمد بن
الحسن نا عمرو بن علي قال كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن الصلت بن
دينار زاد محمد بن الحسن قال عمرو بن علي الصلت بن دينار يكنى أبا شعيب
كثير الغلط متروك الحديث
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو عمرو أنا أبو أحمد (4)، نا ابن أبي
عصمة نا أبو طالب يعني أحمد بن حميد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول أبو
شعيب الصلت بن دينار بصري ترك الناس حديثه لم يروي عنه يحيى شئ
قال ونا أبو أحمد (5)، نا ابن حماد وأحمد بن الحسن القمي (6)، قالا نا
عبد الله بن أحمد قال سألت يحيى بن معين عن الصلت بن دينار أبي شعيب فقال
بصري ليس بشئ قال عبد الله فسألت أبي عنه فقال هو متروك الحديث زاد ابن
حماد ترك الناس حديثه قال كان سفيان الثوري يكنيه أبا شعيب
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن عبد الرحمن أخبرني أبي قال أنا
عبد الله بن أحمد قال سألت يحيى عن الصلت بن دينار قال بصري ليس بشئ

(1) الخبر في الكامل لابن عدي 4 / 80.
(2) عن ابن عدي، وتقرأ بالأصل: " العداد ".
(3) المصدر السابق / الجزء والصفحة.
(4) المصدر السابق نفسه.
(5) المصدر السابق 4 / 79.
(6) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " العصى " والمثبت عن ابن عدي.
200

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا
يوسف بن أحمد أنا أبو عمرو العقيلي (1)، نا عبد الله بن أحمد قال سألت يحيى بن
معين عن الصلت بن دينار فقال بصري ليس بشئ وسألت أبي عنه فقال متروك
الحديث وسألت أبي مرة أخرى عن الصلت بن دينار فقال ترك الناس حديثه
متروك ونهاني أن أكتب من حديث الصلت بن دينار شيئا وقال سفيان الثوري يكنيه
أبا شعيب
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن
سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فالصلت بن دينار قال ليس بشئ
رواها أبو أحمد بن عدي (2)، عن محمد بن علي عن (3) عثمان بن سعيد (4).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا محمد بن يعقوب نا عباس بن
محمد قال سمعت يحيى يقول الصلت بن دينار ليس بشئ قال وسمعت يحيى
يقول الصلت بن دينار يكنى أبا شعيب وليس بشئ
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا يوسف بن
رباح بن علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا
معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو عمرو
الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (5)، نا ابن حماد نا معاوية عن يحيى قال
الصلت بن دينار ضعيف
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو عمرو أنا أبو أحمد (6) قال أنا العباس بن محمد بن

(1) الضعفاء الكبير 2 / 210.
(2) الكامل لابن عدي 4 / 79.
(3) بالأصل " بن " وقد كتبت فوق الكلام بين السطرين، وهي خطأ والصواب ما أثبت عن ابن عدي.
(4) عن ابن عدي وبالأصل: سعد.
(5) الكامل لابن عدي 4 / 79.
(6) المصدر السابق / الجزء والصفحة.
201

العباس البصري بمصر أنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال سألت يحيى عن الصلت
يعني أبا شعيب فقال ليس بشئ
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت
يحيى بن معين يقول الصلت بن دينار بصري ضعيف الحديث
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن دينار أنا محمد بن علي بن
يعقوب أنا محمد بن أحمد بن محمد أنا الأحوص بن المفضل نا أبي عن
يحيى بن معين قال الصلت بن دينار يضعف
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب
الميداني أنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا القاسم بن عيسى العصار قال
سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول
ح أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو عمرو الفارسي أنا أبو أحمد بن
عدي قال سمعت ابن حماد يقول قال السعدي وهو الجوزجاني أبو شعيب
الصلت بن دينار ليس بقوي الحديث (1).
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أو عمرو أنا أبو أحمد (2)، نا الجنيدي نا
البخاري قال وكنية الصلت بن دينار الأزد البصري ويقال الهنائي أبو شعيب
المجنون (3)، كان يقول أنا أبو شعيب المجنون كان شعبة يتكلم فيه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (4)، نا مسلم (5)، عن الصلت بن
دينار وهو ضعيف ليس حديثه بشئ

(1) المصدر السابق 4 / 80 ونقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 132 من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
وفيه: " في الحديث ".
(2) الكامل لابن عدي 4 / 80.
(3) عن ابن عدي وبالأصل: المحبوبي.
(4) المعرفة والتاريخ 2 / 123 وتهذيب لكمال 9 / 132.
(5) هو مسلم بن إبراهيم.
202

قال يعقوب في موضع آخر (1): والصلت بن دينار مرجئ ضعيف
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2) قال سألت أبي عن الصلت بن دينار فقال لين الحديث إلى الضعف ما هو
مضطرب الحديث يكتب حديثه
وسئل أبو زرعة عن أبي شعيب فقال لين بصري
ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي بن
هبة الله قالا أنا سهل بن بشر أنا علي بن منير بن أحمد الخلال أنا الحسن بن
رشيق أنا أبو عبد الرحمن النسائي قال صلت بن دينار أبو شعيب ليس بثقة
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم أنا أبو عمرو أنا أبو أحمد (3)، وذكر أحاديث
من حديث الصلت ثم قال وللصلت (4) بن دينار غير ما ذكرت وليس حديثه بالكثير
وعامة ما يرويه مما لا يتابع الناس عليه
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
عبد الله بن جعفر نا يعقوب (5)، نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد قال كان
إياس بن معاوية والصلت بن دينار في مجلس أيوب فكلما حدث بشئ لم يدعه حتى
قطع عليه فإذا فرغ منه ذهب الصلت يحدث فيقول له إياس اسكت وحدث قال
فقال الصلت ما تدعني أبلغ ربعي (6) دعوني أتنفس قال فقال إياس إن هذا له امرأة
سيئة الخلق قال فقال صدقت قال فقال إياس إنما سوء خلقك من ذاك لأنك
خرجت ضجرا مغتما فسوء خلقك من ذاك

(1) المعرفة والتاريخ 3 / 63.
(2) الجرح والتعديل 4 / 438.
(3) الكامل لابن عدي 4 / 81.
(4) عن ابن عدي وبالأصل: والصلت.
(5) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ 2 / 94.
(6) في المعرفة والتاريخ: ما تدعني أبلغ ريقي أتنفس.
203

2901 الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي الكوفي (1)
سكن دمشق وحدث عن (2) محمد بن سوقة وهشام بن عروة وإسماعيل بن
خالد وعطاء بن السائب وليث بن أبي سليم وأبي سعد سعيد بن المرزبان البقال
وسفيان الثوري
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن التميمي ويحيى بن صالح الوحاظي
أخبرنا أبو علي أحمد بن إسماعيل وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد بن
هبة الله وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الخرفقاني (3)، وأبو علي حسكا بن أبي
مسلم بن أحمد الكورجي الجرباذقانيون بها قالوا أنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن
أحمد بن ملة المحتسب أنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ريذة التاجر أنا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي
النسوي الدمشقي بدمشق سنة تسع وسبعين ومائتين نا سليمان بن عبد الرحمن
الدمشقي نا الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي الدمشقي عن سفيان الثوري عن ابن
عون عن الحسن عن عمران بن الحصين (4) أن عياض بن حمار (5) المجاشعي ثم
النهشلي أهدى لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إني أكره (6) زبد المشركين [* * * *]
قال الطبراني لم يروه عن سفيان إلا الصلت بن عبد الرحمن تفرد به
سليمان بن عبد الرحمن
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم ثنا سليمان بن أحمد (7)، نا أبو عبد الملك
أحمد بن إبراهيم الدمشقي نا سليمان بن عبد الرحمن نا الصلت بن عبد الرحمن
الزبيدي نا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عبد الله عن قتادة عن أبي مجالد

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 319.
(2) بالأصل: بن.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت. انظر الحاشية التالية.
(5) بالأصل: حماد، خطأ، والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في الاستيعاب 3 / 129 وأسد الغابة 4 / 22
والإصابة 3 / 47.
(6) الزبد: بفتح فسكون، الرفد والعطاء (النهاية).
(7) بالأصل: " عبد الرحمن " خطأ والصواب ما أثبت، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
204

عن أبي عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا شرع أحدكم بالرمح إلى
الرجل فإن كان سنامه عند ثغره نحره فقال لا إله إلا الله فليرفع عنه الرمح [* * * *]
قال أبو نعيم غريب من حديث الثوري لم يكتبه إلا من حديث الصلت
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قراءة عليه نا الحسن بن
علي بن خلف الصيدلاني نا سليمان بن عبد الرحمن نا الصلت بن عبد الرحمن
الزبيدي نا سفيان الثوري عن عبد الكريم عن نافع عن ابن عمر قال رجم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يهوديا ويهودية [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنبأ
أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو العقيلي (1)، قال
الصلت بن عبد الرحمن عن الثوري مجهول بالنقل (2)، ولا يتابع على حديثه
2902 الصلت والد العلاء
من أهل خراسان
وفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
حكى عنه (3) العلاء بن الصلت
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن نصر بن إبراهيم بن نصر أنا
أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي الفقيه أخبرني أبو عبد الله محمد بن
أحمد فيما كتب إلي قال أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي
الأندلسي أنا أبو محمد عبد الله بن يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم
الدورقي حدثني أبو عبد الله المروزي نا العلاء بن الصلت أخبرني أبي قال أبردني
الجراح وعبد الرحمن بن صبح الأزدي إلى عمر بن عبد العزيز فقدمنا عليه وإنه
لقاعد كأحد أصحابه ما عرفناه حتى قيل لنا إنه عمر فسلمنا عليه ودفعت إليه الكتب
من الجراح ورفعت إليه حوائجنا

(1) كتاب الضعفاء الكبير 2 / 210.
(2) الكلمة سقطت من عند العقيلي.
(3) بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت، باعتبار السياق.
205

/ ذكر من اسمه صلح /
2903 صلح بن عبد الله بن سهل بن المغيرة الأندلسي (1)
حدث بدمشق عن أبي عمر الرعيني
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحمن بن أحمد البخاري أنا
عبد الغني بن سعيد
ثم حدثنا خالي القاضي أبو المعالي القدسي ثنا نصر بن إبراهيم أنا
عبد الرحيم البخاري أنا عبد الغني بن سعيد قال صلح بضمها هو صلح بن
عبد الله بن سهل بن المغيرة الأندلسي حدث عن أبي عمر أحمد بن محمد الرعيني
عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي عن أبيه عن مالك بن أنس كان بدمشق
قرأت على أبي محمد عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال أما صلح بضم الصاد وسكون
اللام فهو صلح بن عبد الله بن سهل بن المغيرة الأندلسي
روى عن أبي عمر أحمد بن محمد الرعيني عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن
أبيه عن مالك وكان بدمشق
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري عن أبي عبد الله
الحميدي (3).

(1) ترجمته في جذوة المقتبس ص 245 رقم 511 وبغية الملتمس للضبي ص 324 رقم 854
وفيهما " صالح " بدل " صلح ".
(2) الاكمال لابن ماكولا 5 / 194.
(3) جذوة المقتبس ص 245 رقم 511.
206

قال صلح (1) بن عبد الله بن سهل بن المغيرة أندلسي حدث عن أبي عمر
أحمد بن محمد الرعيني عن عبيد الله (2) بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن مالك
وكان بدمشق قاله أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ
/ ذكر من اسمه صمدون /
2904 صمدون بن الحسين بن علي بن الحسين بن يحيى بن هارون
أبو الحسن الصوري
سمع أبا الفرج بن برهان والقاضي أبا محمد عبد الله بن علي بن أبي عقيل
سمع منه غيث بن علي
وتوفي ببانياس من نواحي دمشق
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب ونقلته من خطه قال أنا صمدون بن
الحسين بن علي بن الحسين بن يحيى بن هارون أبو الحسين الصوري بها أنا
عبد الوهاب بن الحسين الغزال أنا الحسين بن محمد بن أحمد الدقاق نا محمد بن يحيى
المروزي نا عاصم بن علي نا المسعودي (3)، عن أبي عمرو عن أنس قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتعوذ من ثمان من الهم والحزن والعجز والكسل ومن
الجبن والبخل ومن ضلع (4) الدين وغلبه العدو
وأبو عمرو هذا هو يزيد بن أبان الرقاشي (5).
أخبرناه أبو محمد عبدان بن رزين المقرئ وأبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن

(1) في جذوة المقتبس: صالح.
(2) جذوة المقتبس: عبد الله.
(3) اسمه عبد الرحمن بن عبد لله المسعودي، ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 258.
(4) الضلع: الاعوجاج، وفي النهاية: ضلع الدين: أي ثقله، أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء
والاعتدال. يقال: ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك، وضلع بالفتح يضلع ضلعا بالتسكين أي مال.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 273 وفيها أنه روى عن أنس بن مالك.
207

قالا أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين
قرأت بخط أبي الفرج شيخنا رحمه الله ورد الخبر بوفاة صمدون بن الحسين
ببانياس في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين (1) وأربعمائة وإنها كانت في الشهر
بعينه رحمه الله تعالى

(1) في مختصر ابن منظور 11 / 110 إحدى وسبعين.
208

/ ذكر من اسمه صهيب /
2905 صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عليل
ابن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن منقد
ابن العريان بن جبير بن زيد مناة
ابن عارم بن سعد بن الخزرج
أبو يحيى ويقال أبو غسان النمري (1)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ممن شهد بدرا وهو المعروف بصهيب الرومي كان من
أهل الموصل فسبته الروم وهو صغير وأعتقه عبد الله بن جدعان ويقال هو حليفه
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
روى عنه عبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي ليلى
وسعيد بن المسيب وبنوه عثمان وصيفي وحمزة وسعد وعباد وحبيب
وصالح ومحمد (2) بنو صهيب وكعب الأحبار وعبيد بن عمير وأبو السليل (3)،
وعبد الرحمن بن حاطب

(1) في نسبة اختلاف، قيل فيه: " طفيل " و " عقيل " بدل " عليل " وجذيمة " بدل " خزيمة 2 وقيل: " أبو عسال "
بدل " أبو غسان " والنمري نسبة إلى النمر بن قاسط، قال ابن عبد البر: ولا يختلفون في ذلك.
انظر هذا كله في مصادر ترجمته: الاستيعاب 2 / 174 هامش الإصابة، أسد الغابة 2 / 418 والإصابة
2 / 195 وتهذيب الكمال 9 / 140 وتهذيب التهذيب 2 / 562 شذرات الذهب 1 / 47 والعبر 1 / 44
والوافي بالوفيات 16 / 335 وسير الأعلام 2 / 17 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(2) بالأصل: وصالح بن محمد، خطأ والصواب " ومحمد " بدل " بن محمد " راجع سير الأعلام 2 / 18
وتهذيب الكمال 9 / 141.
(3) وهو ضريب بن نقير، ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 184.
209

وقدم الجابية مع عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان نا أبو
بكر الشافعي نا محمد بن مسلمة الواسطي نا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ناداهم مناد يا أهل الجنة إن لكم عند
الله تعالى موعدا لم تروه قالوا وما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا
الجنة ينجينا من النار قال فيكشف الحجاب تعالى فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم
شيئا أحب إليهم من النظر إليه ثم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى
وزيادة " (1) [* * * *]
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله
يحيى ابنا الحسن بن أحمد قالوا أنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي أنا
عبيد الله بن محمد بن إسحاق وعيسى بن علي بن عيسى الوزير
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر وأبو البركات عبد الوهاب بن
المبارك الأنماطي وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن البخاري ومولاه (2)
أبو الدر ياقوت بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن
العباس المخلص (3).
ح وأخبرناه أبو غالب بن البنا وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر
وأبو سعد أحمد بن محمد بن علي بن محمود قالوا أنبأ أبو يعلى محمد بن
الحسين بن الفراء أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح
البغدادي (4).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أحمد بن النقور أنا

(1) سورة يونس، الآية: 26.
(2) بالأصل: " وقتادة " ولعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي الدر ياقوت في ياقوت سير الأعلام 20 / 179.
(3) بالأصل: " المخلصي " والمثبت عن ترجمة والده في سير الأعلام 16 / 478 قيل له المخلص: لأنه مخلص
الذهب من الغش.
(4) بياض بالأصل، وما يبن معكوفتين زيادة لازمة عن سير الأعلام، (ترجمته فيها 16 / 549).
210

عبيد (1) الله بن محمد بن حبابة وعيسى بن علي فرقهما قالوا حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي نا هدبة بن خالد
ح وأخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا محمد بن علي بن الفتح
أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال قرئ على أبي القاسم حدثكم هدبة بن
خالد
ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو العلاء الخصيب بن المؤمل بن
محمد بن سلم قالا أنا أبو الحسن بن النقور أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن
أحمد بن كثير نا عبد الله بن محمد نا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن ثابت
عن (2) عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد المخلصي
والكتاني هذه الآية وقالوا أجمعين " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " فقال وقال
الدارقطني والكتاني والمخلص (3) قال إذا دخل وقال ابن النقور عن ابن حبابة
أدخل أهل الجنة زاد عيسى والمخلص (3) والدارقطني والكتاني الجنة وأهل النار
زاد عيسى والمخلص (3) والدارقطني والكتاني النار نادى مناد إن لكم وقال
المخلص (3) والدارقطني والكتاني يا أهل الجنة إن لكم عند الله عز وجل موعدا يريد
أن ينجزكموه فيقولون ما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة
ويجرنا من النار فيكشف لهم عن الحجاب وقال الدارقطني فيكشف لهم الحجاب
وقال المخلص (4) والكتاني فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فما شئ
أعطوه أحب إليهم وقال ابن الفراء وابن النقور عن عيسى والدارقطني والكتاني هو
أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا نصر بن إبراهيم لفظا وعلي بن
محمد بن أبي العلاء قراءة قالا أنا أبو الحسن بن عوف نا محمد بن موسى بن
الحسين أنبأ أبو بكر بن خريم (5)، نا حميد بن زنجويه نا عبد الله بن صالح حدثني

(1) بالأصل: عبد الله خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16 / 548.
(2) بالأصل: " بن " خطأ.
(3) راجع هامش رقم (3) في الصفحة السابقة.
(4) بالأصل: " المخلصي " وقد مر قريبا.
(5) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب ما أثبت.
211

الليث بن سعد حدثني جرير بن حازم عن مجالد بن سعيد الهمداني عن عامر
الشعبي عن سويد بن غفلة الجعفي قال قدمنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
الجابية فبينا نحن خلوة من عنده إذ أتاه يهودي قد شج وضرب فغضب أمير المؤمنين
غضبا شديدا ما رأيته غضب مثله قط ثم دعا صهيبا فذكر نحو ما سمعته من الفقيه
نصر الله
أنبأنا به أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ثم أخبرنا به أبو البركات
الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد قالا أنا أبو علي بن شاذان أنا عبد الله بن
إسحاق بن إبراهيم
ح وأخبرنا به أبو البركات أيضا أنا طراد بن محمد أنا أحمد بن علي بن
الحسين أنا حامد بن محمد بن عبد الله أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز نا أبو
القاسم بن سلام نا عباد بن عباد نا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن سويد بن
غفلة قال لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال يا أمير المؤمنين إن رجلا
من المسلمين صنع بي ما ترى وهو مشجوح مضروب فغضب عمر غضبا شديدا ثم
قال لصهيب انطلق فانظر من صاحبه فائتني به قال فانطلق صهيب فإذا هو
عوف بن مالك الأشجعي فقال إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فأت
معاذ بن جبل فليكلمه فإني أخاف أن يعجل إليك فلما قضى عمر الصلاة قال أين
صهيب أجئت بالرجل قال نعم قال وقد كان عوف بن مالك أتى معاذا فأخبره
بقصته فقام معاذ فقال يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل إليه
فقال له عمر ما لك ولهذا قال يا أمير المؤمنين رأيت هذا يسوق بامرأة مسلمة على
حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع فدفعها فصرعت فغشيها أو أكب عليها قال
ائتني بالمرأة فلتصدق ما قلت فأتاها عوف بن مالك فقال له أبوها وزوجها ما أردت
إلى صاحبتنا قد فضحتنا فقالت والله لأذهبن معه فقال أبوها وزوجها نحن نذهب
فنبلغ عنك فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف فأمر عمر باليهودي فصلب وقال ما
على هذا صالحناكم ثم قال أيها الناس اتقوا الله في ذمة محمد (صلى الله عليه وسلم) فمن فعل منهم
مثل هذا فلا ذمة له قال قال سويد فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام
212

قال ونا أبو عبيد نا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن سويد بن غفلة
عن عمر مثله أو نحوه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) نا سليمان بن
حرب وعارم بن الفضل قالا نا حماد بن زيد عن (2) معروف بن أبي معروف
الجزري قال سمعت محمد بن سيرين يقول صهيب من العرب من النمر بن قاسط
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك أنا أبو طاهر الباقلاني قالا أنا
أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأ أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن خياط
العصفري (3)، قال صهيب بن سنان بن عبد عمرو بن عقيل بن جندلة بن سعد بن
خزيمة بن كعب بن منقذ بن العريان بن حي بن زيد مناة بن عامر بن الضحيان
بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر (4) بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي (5) بن
جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار يكنى أبا يحيى مولى عبد الله بن جدعان أصابه
سباء (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
أبي حبيب يقول صهيب بن سنان بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن
سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد وكنية صهيب بن سنان صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أبو
يحيى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي

(1) طبقات ابن سعد 3 / 226.
(2) بالأصل: " بن " والصواب عن ابن سعد.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 51 رقم 102.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن طبقات خليفة.
(5) عن طبقات خليفة وبالأصل: " عمي ".
(6) قوله: " أصابه سباء " وردت في طبقات خليفة ص 119 رقم 435.
213

أنا عبد الله بن محمد حدثني عمي عن أبي عبيد قال صهيب بن سنان بن مالك من
بني أوس مناة من النمر كان أصابه سباء بالروم ووافوا به الموسم فاشتراه عبد الله بن
جدعان القرشي فأعتقه وأم صهيب سلمى بنت قعيدة من بني عمرو بن تميم وقد كان
النعمان استعمل أباه سنان بن مالك على الأبلة (1).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأ أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (2) قال
في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن
عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن
ربيعة حليف لعبد الله بن جدعان التيمي تيم قريش ويكنى أبا يحيى وأمه سلمة بنت
قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم مات بالمدينة في
شوال سنة ثمان وثلاثين كان رجلا أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا القصير
وهو إلى القصر أقرب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن جندلة بن جزيمة (4) وفي نسخة
أخرى جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن
هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وأمه سلمى بنت قعيد بن
مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وكان أبوه سنان بن مالك أو
عمه عاملا لكسرى على الأبلة وكانت منازلهم بأرض الموصل ويقال كانوا في قرية
على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت
صهيبا وهو غلام صغير فقال عمه

(1) الأبلة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم
من البصرة.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 226 و 229.
(4) وهي رواية الطبقات المطبوع.
214

* أنشد الله الغلام النميري (1) * دج وأهلي بالثني *
قال والثني اسم القرية التي كانت أهله بها فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن
فابتاعته كلب منهم فقدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم
فأعتقه فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) لما أراد الله به
من الكرامة ومن به عليه من الإسلام وأما أهل صهيب وولده فيقولون بل هرب من
الروم حين بلغ وعقل قدم مكة فحالف عبد الله بن جدعان وأقام معه إلى أن هلك
وكان صهيب رجل أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير (2) وهو إلى
القصر (3) أقرب وكان كثير شعر الرأس وكان يخضب بالحناء وشهد صهيب بدرا
وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه
وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال قال بعض من
ينسبه صهيب بن سنان بن عمرو بن عقيل بن عارم بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن
سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن
جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار يكنى أبا يحيى يقال أن أمه من تميم يقال سلمى
بنت الحارث يقال إنه توفي سنة ثمان وثلاثين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنبأ
محمد بن إسماعيل (4) قال صهيب بن سنان أبو يحيى مولى ابن (5) جدعان التيمي
القرشي وهو من النمر بن قاسط من ربيعة بن نزار

(1) الطبقات: النمري.
(2) بالأصل: القصير، والمثبت عن ابن سعد.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
(4) التاريخ الكبير 4 / 315.
(5) الزيادة عن البخاري.
215

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري انا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) قال وصهيب بن سنان يكنى أبا يحيى
مولى ابن جدعان ويقال إنه من النمر بن قاسط أصابه سباء
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو القاسم بن
منده أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2)، قال صهيب بن سنان أبو يحيى مولى ابن جدعان التيمي وهو من النمر بن
قاسط له صحبة روى عنه ابنه صيفي بن صهيب وابن عمر وسعيد بن المسيب
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو يحيى
صهيب بن سنان مولى ابن جدعان وهو من النمر بن قاسط له صحبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
يحيى صهيب بن سنان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
أبو يحيى صهيب بن سنان
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنا أبو الفتح الفقيه أنا طاهر بن محمد بن سليمان ثنا
علي بن إبراهيم بن أحمد ثنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد
المقدمي يقول صهيب الرومي يكنى أبا يحيى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن

(1) المعرفة والتاريخ 3 / 168.
(2) الجرح والتعديل 4 / 444.
216

إبراهيم بن عمر أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد (1) قال
أبو يحيى صهيب بن سنان
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن علي بن عبيد الله و (2) المبارك بن
عبد الجبار قالا أنبأ الحسين بن علي بن عبيد الله نا محمد بن إبراهيم الدارمي نا
عبد الملك بن بدر بن الهيثم أنا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الأولى من
الأسماء المنفردة صهيب بن سنان بالشام
قد وهم من وجهين قوله بالشام وعد هذا الاسم مفردا فقد سمي به جماعة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو يحيى صهيب بن سنان بن مالك بن عبد
عمرو بن تهليل بن عامر بن جديلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن منقذ بن العريان بن
حي بن زيد مناه بن عامر بن الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن
قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ويقال ابن
عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن منقذ بن العريان بن جبير بن
زيد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج التيمي القرشي حليف عبد الله بن جدعان
ويقال مولاه سبته الروم وهو صغير من الموصل فأعتقه النبي (صلى الله عليه وسلم) وكناه أبا يحيى
له صحبة منه عليه الصلاة والسلام مات بالمدينة وفي أهلها عداده
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال صهيب بن سنان أبو يحيى مولى ابن جدعان التيمي وهو ابن سنان بن
عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن النمر بن
قاسط كناه النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا يحيى وشهد بدرا وتوفي في سنة ثمان وثلاثين وهو ابن
سبعين سنة وكان يخضب بالحناء روى عنه عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله
ومن ولده حمزة وصيفي وسعد وعثمان وعبادة (3) وحبيب وصالح
ومحمد

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 93.
(2) زيادة لازمة منا، انظر المطبوعة عاصم عائذ (الفهارس)، وانظر فيها صحفة 143.
(3) كذا، ومر " وعباد " انظر تهذيب الكمال 9 / 141 وسير الأعلام 2 / 18.
217

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1)، قال أما الرومي
بالراء فهو صهيب بن سنان (2) الرومي له صحبة ورواية
أخبرنا أبو السعود بن المجلي أنا محمد بن علي بن المهتدي
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن علي أنا أبو مخلد محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو
الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عباس صهيب بن سنان يكنى أبا
غسان
وهذا غير محفوظ
فقد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر الخصيب أنا أبو القاسم
عمر بن هبة الله بن إبراهيم بن عمر نا محمد بن أحمد بن إسماعيل نا محمد بن
أحمد بن حماد (3)، نا محمد بن منصور نا يعقوب بن محمد ثنا حصين بن حذيفة
الصهيبي حدثني عمي عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال قدمت على (4)
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فقال لي يا أبا يحيى [* * * *]
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنبأ الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)، نا محمد بن سعد نا
محمد بن عمر نا عبد الملك بن سليمان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن (6)
حمزة بن صهيب عن أبيه قال كناني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا يحيى (7)، وكذلك أنت كنيته
في أحاديث متصلة به تأتي في مواضعها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 3 / 370.
(2) عن الاكمال وبالأصل: يسار.
(3) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 93 - 94.
(4) في الدولابي: على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا في في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) بالأصل: " بن " خطأ والصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
(7) الخبر في سير الأعلام 2 / 19 من طريق حمزة بن صهيب، وانظر طبقات ابن سعد 3 / 227.
218

يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (1)، نا علي بن سعيد الرازي نا يعقوب بن حميد بن كاسب
نا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب حدثني أبي عن أبيه عن
جده صهيب قال صحبت النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يوحى إليه
وأخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد
المخلدي أنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد نا أبو الزنباع روح بن الفرج نا
يوسف بن عدي نا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن
جده عن صهيب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب
صهيبا حب الوالد لولده [* * * *]
وقال صهيب صحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يوحى إليه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو الحسن بن علي أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف ثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن الفقيه ثنا
محمد بن سعد (2)، أنا محمد بن عمر نا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن
ياسر عن أبيه قال قال عمار بن ياسر (3): لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيها فقلت له ما تريد قال لي ما تريد أنت فقلت أردت أن
أدخل على محمد فأسمع كلامه قال وأنا أريد ذلك فدخلنا عليه فعرض علينا
الإسلام فأسلمنا ثم مكثنا (4) يوما على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن
مستخفون فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص (5) نا أبو الحسين رضوان بن أحمد أنا أبو عمر العطاردي نا يونس بن
بكير عن ابن إسحاق (6) قال في ذكر إسلام المهاجرين قال: ثم أسلم ناس من قبائل

(1) بالأصل: جدي خطأ، والصواب ما أثبت وهو عبد الله بن عدي صاحب كتاب الكامل في ضعفاء
الرجال.
والخبر في كتابه 7 / 169 في ترجمة يوسف بن محمد بن يزيد بن صهيب (كذا).
(2) طبقات ابن سعد 3 / 227.
(3) في طبقات ابن سعد: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه قال عمار بن ياسر.
(4) عن ابن سعد وبالأصل " حكينا ".
(5) بالأصل: " المخلصي " وقد مر.
(6) سيرة ابن إسحاق رقم 187 ص 125.
219

العرب منهم صهيب بن سنان حليف بني تيم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسين بن خيرون أنا أبو
القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي
عن سفيان بن عيينة عن منصور عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وبلال وخباب وعمار وصهيب (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (2)، أنا النعمان بن أحمد الواسطي نا محمد بن
عبادة (3)، نا قرة بن عيسى نا يوسف بن إبراهيم عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق فارس وبلال سابق
الحبشة [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة ثنا سليمان بن
أحمد (4)، نا محمد بن محمد الجذوعي القاضي نا عقبة بن مكرم العمي نا أبو بكر
الحنفي نا فائد العطار عن ذكوان أبي صالح عن أم هانئ قالت قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السباق أربعة أنا سابق العرب وسلمان سابق فارس وصهيب سابق الروم
وبلال سابق الحبش [* * * *]
أخبرنا أبو علي بن المقرئ في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الحاجي ثنا أبو
نعيم نا سليمان (5) بن أحمد نا أيوب بن أبي سليمان أبو ميمون الصوري نا عطية بن
بقية بن الوليد حدثني أبي نا محمد بن زياد قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنا سابق العرب إلى الجنة وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال
سابق الحبشة إلى الجنة (6)، وسلمان سابق فارس إلى الجنة [* * * *]

(1) سير الأعلام 2 / 20 وانظر أسد الغابة 2 / 420.
(2) الحديث في الكامل لابن عدي 7 / 167 في ترجمة يوسف بن إبراهيم التميمي.
(3) في ابن عدي: محمد بن عباد.
(4) أخرجه الطبراني في الجامع الكبير 24 / 435 (رقم 1062).
(5) بالأصل " سليم " خطأ، والصواب ما أثبت، وهو سليمان بن أحمد الطبراني صاحب المعجم الكبير، وانظر
الحديث فيه 8 / 111 رقم (7526).
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن المعجم الكبير.
220

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال أنا
إسماعيل بن إبراهيم عن (2) يونس عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صهيب سابق
الروم إلى الجنة (3) [* * * *]
قال ونا محمد بن سعد (4)، أنا محمد بن عمر (5) حدثني عثمان بن محمد
عن (6) عبد الحكيم بن صهيب عن (6) عمر بن عبد الحكم (7) قال كان عمار بن ياسر
يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان أبو
فكيهة (8) يعذب حتى لا يدري ما يقول وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين
وفيهم نزلت هذه الآية " والذين هاجروا في الله من بعد ما فتنوا " (9).
قال أنا محمد بن سعد (10)، أنبأ جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد
قال
أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وبلال وخباب
وصهيب وعمار وسمية أم عمار قال فأما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمنعه عمه وأما أبو بكر
فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ
الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم
فيها الماء فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالا فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل
يشتم سمية ويرفث ثم طعنها فقتلها فهي أول (11) شهيد استشهد في الإسلام إلا

(1) طبقات ابن سعد 3 / 226.
(2) بالأصل: " بن " والصواب عن ابن سعد.
(3) قوله: " إلى الجنة " سقط من سعد.
(4) طبقات ابن سعد 3 / 248 في ترجمة عمار بن ياسر.
(5) عن ابن سعد وبالأصل: عمير.
(6) عن ابن سعد، وبالأصل: عمير.
(7) في ابن سعد: عمر بن الحكم.
(8) بياض بالأصل، والكلمة المستدركة عن ابن سعد.
(9) سورة النحل، الآية: 110.
(10) طبقات ابن سعد 3 / 233 في ترجمة بلال بن رباح.
(11) الزيادة عن ابن سعد.
221

بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن
يشتدوا به بين أخشبي (1) مكة فجعل بلال يقول أحد أحد
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ أنا
إبراهيم بن عبد الله المقرئ نا أحمد بن فرج نا أبو عمرو الدوري نا محمد بن
مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن (2) عباس في قوله عز وجل " ومن الناس
من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " (3) قال نزلت في صهيب وفي نفر من أصحابه
أخذهم أهل مكة فعذبوهم ليردوهم إلى الشرك بالله منهم عمار وأمه سمية وأبوه
ياسر وبلال وخباب وعابس مولى حويطب بن عبد العزى أخذهم المشركون
فعذبوهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (4) أنا محمد بن عمر
نا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد (5)، عن يزيد بن رومان (6)، عن عروة بن
الزبير قال كان صهيب بن سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذبون في
الله بمكة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (7)، حدثني أبي نا أسباط نا أشعث عن كردوس عن ابن مسعود
قال مر الملأ من قريش على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعنده خباب وصهيب وبلال وعمار
فقالوا يا محمد أرضيت بهؤلاء فنزل فيهم القرآن " وأنذر به الذين يخافون أن
يحشروا إلى ربهم " إلى قوله " والله أعلم بالظالمين " (8).
أخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم بن أبي الفضل بن يحيى

(1) الأخشبان جبلا مكة، أبو قبيس والأحمر (انظر معجم البلدان).
(2) بالأصل " أبي عباس " والصواب عن سير الأعلام 2 / 22.
(3) سورة البقرة، الآية: 207 وبالأصل: " يشتري " والمثبت عن التنزيل الكريم.
(4) طبقات ابن سعد 3 / 227.
(5) عن ابن سعد، وبالأصل: " مردان ".
(6) عن ابن سعد وبالأصل: مروان.
(7) مسند أحمد 2 / 100 ط دار الفكر (رقم 3985).
(8) سورة الأنعام، الآيتان: 51 و 52.
222

أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن (1) الأزهر نا علي بن (2)، نا أسباط، نا
أشعث عن كردوس عن ابن مسعود قال
مر الملأ من قريش على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده خباب وصهيب وبلال وعمار فقالوا يا
محمد رضيت بهؤلاء أتريد أن تكون تبعا لهؤلاء فنزلت " وأنذر به الذين يخافون
أن يحشروا إلى ربهم " إلى قوله " فتطردهم فتكون من الظالمين "
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأ أبو نصر الحسين بن محمد بن
طلاب أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان أنبأ أبو بكر محمد بن بشير الزبيري
العكبري ثنا أبو أمية نا أحمد بن المفضل الجعفري ثنا أسباط بن نصر الهمداني
عن السدي عن أبي سعد الأزدي عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت
" ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " (3) قال جاء
الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن (4) الفزاري فوجدوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع
بلال وعمار وصهيب وخباب في أناس من الضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حوله
حقروهم فأتوه فخلوا به وقالوا إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب
فضلنا فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء عندك فإذا نحن
جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت قال نعم قالوا فاكتب لنا
عليك كتابا فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ودعا عليا ليكتب فلما أراد ذلك ونحن
قعود في ناحية إذ نزل جبريل فقال " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ " الآية ثم ذكر الأقرع وصاحبيه قال
وكذا لقينا بعضهم ببعض الآية
وقال " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم " (5) الآية فرمى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول سلام عليكم فدنونا منه حتى وضعنا

(1) بالأصل " عن " خطأ والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ (الفهارس ص 831).
(2) كذا بالأصل. ولعله: علي بن حرب، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 334.
(3) سورة الأنعام، الآية: 52.
(4) بالأصل: حصين، خطأ، والصواب ما أثبت.
(5) سورة الأنعام، الآية: 54.
223

ركبنا على ركبته وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل
الله عز وجل " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا
تعد عيناك عنهم (1) " تقول وتجالس الأشراف " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع
هواه وكان أمره فرطا " (1) وأما الذي أغفل قلبه فهو عيينة والأقرع وأما فرط ضرب لهم
مثلا رجلين ومثل الحياة الدنيا قال فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا بلغنا الساعة
التي كنا نقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وإلا صبر أبدا حتى تقوم
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب المقرئ وأبو علي
الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا
قالوا أنا القاضي أبو الغنائم محمد بن علي ثم علي بن علي بن الحسن الدجاجي
وأخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا
أحمد بن محمد بن النقور قالوا أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي
السكري ثنا أحمد بن الحسن بن هارون نا العلاء بن سالم نا قرة بن عيسى
الواسطي نا أبو بكر الهذلي عن مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن قال جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان زاد ابن النقور
الفارسي وقالا وصهيب الرومي وبلال الحبشي يقال هذا الأوس والخزرج قد
قاموا بنصرة هذا الرجل فما بال هذا فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ بتلبيبه (2) وقال ابن
النقور (3) ثم أتى زاد النقور به وقالا النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بمقالته فقام
النبي (صلى الله عليه وسلم) قائما يجر رداءه حتى دخل المسجد ثم نودي إلى الصلاة جامعة فقال أيها
وقال النقور وقال يا أيها الناس إن الرب رب واحد والأب أب واحد وليست
العربية تأخذكم من أب ولا أم وإنما هي لسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي فقام
معاذ بن جبل وهو آخذ بتلبيبته قال فما تأمر وقال ابن النقور تأمرنا بهذا المنافق يا
رسول الله قال دعه إلى النار وكان قيس ممن ارتد فقتل في الردة وقال ابن
النقور ممن ارتد في الردة فقتل وفي حديث المقرئ وفاطمة قرة بن سعيد وهو

(1) سورة الكهف، الآية: 28.
(2) تقرأ بالأصل: " بتلبته ".
(3) رسمها بالأصل: " بنبته ".
224

وهم والصواب ابن عيسى وكذا رواه أبو عبيد الصيرفي عن العلاء بن سالم [* * * *]
أخبرنا بحديثه أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق نا أبو
عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد نا العلاء بن سالم عن قرة بن عيسى نا أبو
بكر الهذلي عن مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال جاء
قيس بن مطاطية (1) إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي
فقال هؤلاء الأوس والخزرج قاموا بنصرة هذا الرجل فما بال هؤلاء قال فقام معاذ
فأخذ بتلبيبه حتى أتى به النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بمقالته فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مغضبا يجر رداءه
حتى دخل المسجد ثم نودي الصلاة جامعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس
إن الرب رب واحد وإن الأب أب واحد وإن الدين دين واحد ألا وإن العربية ليست
لكم بأب ولا أم إنما هي لسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي فقال معاذ وهو آخذ
بتلبيبه يا رسول الله ما تقول في هذا المنافق فقال دعه إلى النار قال فكان فيمن
ارتد فقتل في الردة
هذا حديث مرسل وهو مع إرساله غريب تفرد به أبو بكر سلمى بن عبد الله
الهذلي البصري ولم يروه عنه إلا قرة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان ثنا عبد الله بن روح المدائني نا شبابة نا ورقاء عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد قال
كان أشراف قريش يأتون النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده بلال وسلمان وصهيب وغيرهم مثل
ابن أم عبد وعمار وخباب فإذا أحاطوا به قالوا أشراف قريش بلال حبشي وسلمان
فارسي وصهيب رومي فلو نحاهم لأتيناهم فأنزل الله عز وجل (ولا تطرد الذين
يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري (2)، وأحمد بن
محمد بن إبراهيم القصاري وأبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وعاصم بن

(1) بالأصل هنا " مطاطة " وقد مر قريبا صوابا.
(2) بالأصل: السري، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
225

الحسن والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة قالوا أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا يحيى بن أبي بكير
نا شريك عن ليث عن مجاهد قوله " ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار " (1)
قال أبو جهل ما لنا لا نرى خبابا وصهيبا وعمارا اتخذناهم سخريا في الدنيا أمرهم (2)
في النار فزاغت عنهم أبصارنا
قال ونا جدي نا يحيى بن عبد الحميد نا يعقوب القمي عن حفص بن
حميد عن شمر بن عطية في قوله " ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار " قال
قول أبي جهل في النار أين خباب أين بلال أين صهيب أين عمار بن ياسر
قال وثنا جدي نا عثمان بن المبارك الأنباري قال سمعت سفيان بن عيينة
يقول " ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار " قال يقول أبو جهل أين بلال
أين عمار أين صهيب
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبو غالب بن البنا أبو علي بن
السبط قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا بشر بن موسى
الأسدي نا هوذة بن خليفة نا عوف عن أبي عثمان
أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة أتيتنا (3) ها هنا صعلوكا
حقيرا فتغير حالك عندنا وبلغت ما بلغت تنطلق بنفسك وما لك والله لا يكون ذاك
قال أرأيتم إن تركت مالي أمخلون أنتم سبيلي قالوا نعم فخلع لهم ماله أجمع
فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ربح صهيب (4)، ربح صهيب رواه محمد بن سعد بن
هوذة [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو بكر البيهقي (5)، نا أبو عبد الله الحافظ

(1) سورة ص، الآية: 62.
(2) كذا، ولعله: أم هم في النار.
(3) عن ابن سعد 3 / 228 وبالأصل " أتينا ".
(4) الخبر في طبقات ابن سعد 3 / 227 - 228، ونقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 22 من طريق عوف
الأعرابي.
(5) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 2 / 522 وهو جزء من حديث أخرجه البخاري في كتاب الكفالة (فتح
الباري 4 / 475) وباختصار في سير الأعلام 2 / 22 - 23 من طريق يعقوب بن محمد الزهري.
226

إملاء أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أنا عبدان الأهوازي
نا زيد بن الحريش (1) نا يعقوب بن محمد الزهري نا حصين بن حذيفة بن صيفي بن
صهيب حدثني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة فإما أن تكون هجرا أو تكون يثرب
قال وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة وخرج معه أبو بكر وكنت قد هممت بالخروج
معه فصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد فقال قد شغله الله
عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا فناموا يعني فخرجت فلحقني منهم بعدما سرت
بريدا ليردوني فقلت لهم هل لكم أن أعطيكم أواق من الذهب وتخلون (2) سبيلي
وتفون (3) لي ففعلوا فبعثهم إلى مكة فقلت احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها
الأواقي (4)، واذهبوا إلى فلان فخذوا الحلتين وخرجت حتى قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قباء قبل أن يتحول منها فلما رآني قال يا أبا يحيى ربح البيع ثلاثا فقلت يا
رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنبأ سليمان بن
أحمد (5)، نا محمد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهاني نا هارون بن عبد الله
الحمال (6)، نا محمد بن الحسن بن زبالة حدثني علي بن عبد الحميد بن زياد بن
صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب
أن المشركين لما أطافوا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقبلوا على الغار وأدبروا قال وا صهيباه
ولا صهيب لي فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب
فوجده يصلي فقال أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وجدته يصلي فكرهت أن أقطع عليه صلاته
فقال أصبت وخرجا (7) من ليلتهما فلما أصبح وخرج حتى أتى أم رومان زوجة أبي

(1) عن البيهقي وبالأصل: الحريس، بالسين المهملة.
(2) بالأصل: " وتخلوني " والمثبت عن البيهقي.
(3) عن البيهقي وبالأصل: وتونقون.
(4) بالأصل: الأوراق.
(5) الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 36 - 37.
(6) بالأصل " الجمال " خطأ والصواب عن المعجم الكبير، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 115.
(7) بالأصل: وخرج، والمثبت عن المعجم الكبير.
227

بكر فقالت ألا أراك ها هنا وقد خرج أخواك ووضعا لك شيئا من زادهما قال
صهيب فخرجت حتى دخلت على زوجتي أم عمر فأخذت سيفي وجعبتي وقوسي
حتى أقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فأجده (1) وأبا (2) بكر جالسين فلما رآني أبو
بكر قام إلي فبشرني بالآية التي نزلت في وأخذ بيدي فلمته بعض اللائمة فاعتذر
وربحني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ربح البيع أبا يحيى [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3)، نا عفان بن مسلم
وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالوا حدثنا حماد بن سلمة أخبرني
علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال
أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما
في كنانته ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون
إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شئ
فافعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على ما لي وخليتم سبيلي قالوا نعم ففعل فلما
قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ربح البيع
قال ونزلت " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد " (4) [* * * *]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة ثنا محمد بن الحسين
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز أنا
عمر (5) بن أحمد بن شاهين نا الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي قالا نا أبو
بكر بن أبي خيثمة نا أبو سلمة وفي رواية الفرائضي نا موسى بن إسماعيل نا حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب

(1) بالأصل: فأخذه، والمثبت عن الطبراني.
(2) عن الطبراني وبالأصل: " وأبو ".
(3) طبقات ابن سعد 3 / 228.
(4) سورة البقرة، الآية: 207.
(5) قوله: أنا عمر " مكررة بالأصل.
228

أن صهيبا أقبل مهاجرا نحو النبي (صلى الله عليه وسلم) وتبعه نفر من قريش مشركون فنزل فانتبل
كنانته فقال قد علمتم يا معشر قريش أني أرماكم رجلا بسهم وأيم الله لا تصلون إلي
حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شئ ثم
شأنكم بعد ذلك وقال إن شئتم دللتكم قالوا فدلنا على مالك بمكة ونخلي
عنك (1)، فتعاهدوا على ذلك فدلهم وأنزل الله عز وجل على رسوله القرآن " ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد " حتى فرغ من الآية فلما
رآني النبي (صلى الله عليه وسلم) صهيبا (2) قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا
يحيى ربح البيع أبا يحيى وقرأ عليه القرآن [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن
سلمة عن (3) علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال أقبل صهيب (4) مهاجرا فلما رآه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ربح البيع أبا يحيى [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن
إبراهيم نا سليمان بن أحمد بن أيوب (5)، نا علي بن المبارك الصغاني (6)، نا زيد بن
المبارك نا محمد بن ثور عن ابن جريج في قوله " ومن الناس من يشري نفسه "
نزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر وان الذي أدرك صهيبا بطريق المدينة قنفذ بن
عمير بن جذعان
قال (7): ثنا محمد بن ثور عن ابن جريج قال زعم عكرمة مولى ابن عباس أن
صهيبا افتدى من أهله بماله ثم خرج مهاجرا فأدركوه بالطريق فخرج لهم مما بقي من
ماله

(1) بالأصل: ويحلى عنه.
(2) كذا بالأصل: ولعله: " فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صهيبا ".
(3) بالأصل: " بن " خطأ.
(4) بالأصل: صهيبا.
(5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 29 رقم 7289.
(6) الطبراني: الصنعاني.
(7) المعجم الكبير رقم 7290.
229

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة نا محمد بن الحسين أنا أبو بكر بن أبي خيثمة
قال وأخبرني مصعب بن عبد الله قال هرب صهيب من الروم ومعه مال كثير فنزل
بمكة فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه وإنما أخذت الروم صهيبا من نينوى فلما
هاجر إلى المدينة لحق صهيب فقالت له قريش لا تفجعنا بأهلك ومالك قال فدفع
إليهم ماله قال فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ربح البيع قال وأنزل الله في أمره " ومن الناس
من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " وأخوه مالك بن سنان
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1)، أنا محمد بن عمر
حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم قال قدم
صهيب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بقباء ومعه أبو بكر وعمر وبين أيديهم رطب قد جاءهم
به كلثوم بن الهدم أمهات جرادين وصهيب قد رمد بالطريق وأصابته مجاعة شديدة
فوقع في الرطب فقال عمر يا رسول الله ألا ترى إلى صهيب يأكل الرطب وهو رمد
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تأكل الرطب وأنت رمد فقال صهيب إنما آكله بشق عيني
الصحيحة فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعل صهيب يقول لأبي بكر وعدتني أن نصطحب
فخرجت وتركتني ويقول وعدتني يا رسول الله أن تصاحبني فانطلقت وتركتني
فأخذتني قريش فحبسوني فاشتريت أهلي بمالي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربح البيع
فأنزل الله عز وجل " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " وقال صهيب يا
رسول الله ما تزودت إلا مدا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف المعدل أنا أبو مسلم
محمد بن أحمد بن علي الكاتب أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق الكاتب نا الزبير بن
بكار (2)، حدثني إسحاق بن جعفر
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدر

(1) قوله: " نا محمد بن سعد " مكرر بالأصل، والخبر في طبقات ابن سعد 3 / 228 - 229 ونقله الذهبي في
سير الأعلام 2 / 24 من طريق عبد الحكيم بن صهيب.
(2) بالأصل: بكير، وسيرد في السند التالي صوابا.
230

ياقوت بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني زاد ابن السمرقندي وأبو
الحسين بن النقور قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان بن داود
الطوسي نا أبو عبد الله الزبير بن بكار الزبيري حدثني إسحاق بن جعفر عن (1)
محمد بن علي بن الحسين عن (1) عبد الله بن جعفر حدثني عبد الحكيم بن صهيب
عن عمر بن الحكم عن صهيب قال
قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بقباء ومعه أبو بكر وعمر وبين أيديهم رطب
وقد رمدت في الطريق وأصابتني مجاعة شديدة فوقعت في الطريق في الرطب فقال
عمر يا رسول الله ألا ترى صهيبا يأكل الرطب وأنت أرمد قال صهيب يا رسول الله
إنما آكل بشق عيني هذه الصحيحة فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال أبو بكر الخطيب غريب من حديث عمر بن الحكم بن ثوبان عن صهيب
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم الرازي أنا جعفر بن عبد الله أنا محمد بن
هارون نا محمد بن إسحاق نا هاشم بن القاسم نا عبد الله بن المبارك نا
عبد الحميد بن صيفي عن أبيه عن جده أن صهيبا قال قدمت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وبين
يديه تمر وخبز فقال ادن فكل قال فدنوت فأخذت تمرا فأكلته فقال تأكل تمرا
وبك رمد فقال يا رسول الله إنما أمضغ بناحية أخرى قال فتبسم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر المزرقي (2)، وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدر ياقوت
عبد الله قالوا أنا أبو محمد الصريفيني زاد ابن السمرقندي وأبو الحسين (3) بن
النقور قالا أنا أبو طاهر الذهبي أنا أبو عبد الله الطوسي نا الزبير بن بكار
حدثني إبراهيم بن حمزة عن يوسف بن محمد الصهيبي عن أبيه قال
قدم صهيب من مكة فنزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) فدخل عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يشتكي
عينيه وهو يأكل تمرا فقال يا صهيب تأكل وفي حديث ابن النقور أتأكل التمر

(1) بالأصل: " بن ".
(2) بالأصل: " المزرقي خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر كثيرا.
(3) بالأصل: " أبو الحسن " خطأ، وقد مر قريبا، وانظر المطبوعة: عاصم - ص 10، والفهاس
ص 679.
231

على عينك فقال إنما آكل من الشق الصحيح فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى بدت
نواجذه [* * * *]
قال وثنا الزبير حدثني ذؤيب بن عمامة (1)، عن الواقدي حدثني عبيد الله بن
إسحاق عن أبيه عن صهيب عن أبيه قال رمدت فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث
ابن النقور وأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بتمر فجعلت آكل مع النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر يا رسول الله
ألا ترى إلى صهيب يأكل تمرا وهو أرمد قال فقلت يا رسول الله إنما آكل بشق عيني هذه
الصحيحة فضحك النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد (2)، أنا محمد بن عمر
حدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت
قال قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب بن سنان وذلك النصف من
شهر ربيع الأول ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقباء لم يرم بعد
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن محمد بن محمد بن مخلد أنا علي بن
محمد بن خزفة (3)، نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا إبراهيم بن المنذر
الحزامي نا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي صهيب حدثني أبي عن أبيه عن
جده قال قال صهيب والله ما جعلت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيني وبين العدو قط ما كنت
إلا (4) أمامه أو عن يمينه أو عن شماله
أنبأنا أبو علي الحداد نا أبو نعيم الحافظ (5)، أنا محمد بن أحمد بن الحسن نا
بشر بن موسى نا عبد الله بن الزبير الحميدي
ح قال ونا سليمان بن أحمد نا محمد بن إبراهيم بن نصر نا هارون بن
عبد الله الحمال نا محمد بن الحسن المخزومي قالا ثنا علي بن عبد الحميد بن

(1) كذا.
(2) الخبر في طبقات ابن سعد 3 / 228.
(3) مهملة بالأصل بدون نقط، والصواب ما أثبت وضبط، انظر تبصير المنتبه.
(4) بالأصل: " لا ".
(5) الخبر في حلية الأولياء 1 / 151 والمعجم الكبير للطبراني 8 / 37 رقم 7309.
232

زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب قال لم يشهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
مشهدا قط إلا كنت حاضره ولم (1) يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة قط أول
الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا
ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيني وبين العدو قط حتى توفي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
السند لمحمد بن الحسن وهو أتم
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا
أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنبأ علي بن يعقوب بن
إبراهيم نا محمد بن عابد القرشي أخبرني الوليد عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن
عروة في تسمية من شهد بدرا من بني تيم صهيب بن سنان ويزعمون أنه من
النمر بن قاسط
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
نا عبد الله بن محمد حدثني هارون بن موسى الفروي نا ابن فليح عن موسى بن
عقبة عن الزهري فيمن شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صهيب بن سنان وهو من النمر بن
قاسط
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن الحسين
القطان أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا
إسماعيل بن أبي يونس (2)، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
قال في تسمية من شهد بدرا من بني تيم صهيب بن سنان وهو من النمر بن قاسط
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ نا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي نا عبيد الله بن سعد بن
إبراهيم الزهري نا عمي عن أبيه عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد
بدرا من المسلمين من قريش من بني زهرة ومن حلفائهم صهيب بن سنان بن عبد عمرو بن

(1) عن المصدرين السابقين، وبالأصل: يسير.
(2) كذا بالأصل، ولم أجده ولعل الصواب " بن أبي أويس " انظر ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 187 وفيه
أنه يروي عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة.
233

عقيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا عيسى أنا عبد الله بن
محمد حدثني ابن الأموي حدثني أبي نا ابن إسحاق فيمن شهد بدرا مع النبي (صلى الله عليه وسلم)
صهيب بن سنان من النمر بن قاسط وقتل صهيب يوم بدر عثمان بن مالك بن
عبيد الله بن عثمان من بني عبد الدار بن قصي (1).
وقال موسى بن عقبة عن الزهري عثمان بن مالك من بني تيم بن مرة قتله
صهيب بن سنان
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا
رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في
تسمية من شهد بدرا من بني تيم صهيب بن سنان
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الحاسب أنا الحسن بن علي أنا محمد بن
العباس أنا أبو القاسم بن أبي حية أنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو عبد الله الواقدي (2)
قال في تسمية من شهد بدرا من بني تيم صهيب بن سنان
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن
المظفر (3) أحمد القطيعي أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل نا أبو
جعفر محمد بن عمرو العقيلي (4)، نا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي (5)، نا
علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن صهيب
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تبغضوا صهيبا [* * * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (6)، نا الفضل بن عبد الله بن (7) مخلد نا أبو زرعة الرازي نا

(1) انظر سيرة ابن هشام 2 / 338 و 368.
(2) مغازي الواقدي 1 / 155.
(3) بياض بالأصل.
(4) الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 3 / 47 في ترجمة عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب.
(5) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
(6) الخبر في الكامل لابن عدي 7 / 169 - 170 في ترجمة يوسف بن محمد بن يزيد بن صهيب بن سنان.
(7) بالأصل " نا " والصواب عن ابن عدي، وانظر ترجمته في سير الأعلام 13 / 573 ونقله الذهبي في سير
الأعلام 2 / 24 من طريق أبي زرعة.
234

يونس بن عدي أنا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن
جده عن أبي جده (1)، عن صهيب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليحب صهيبا حب الوالدة لولدها [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد
المخلدي أنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد نا أبو الزنباع روح بن الفرج نا
يوسف بن عدي حدثني يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن أبي
جده عن صهيب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحبوا صهيبا حب الوالدة
لولدها [* * * *]
قال ونا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي عن أبيه عن أبيه (2)، عن أبي
جده عن صهيب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب
صهيبا حب الوالدة والدها (3) [* * * *]
قال صهيب صحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يوحى إليه
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن حمدان نا
عبد الله بن أحمد (4)، حدثني أبي نا مهني بن عبد الحميد أبو شبل وحسن يعني ابن
موسى قالا نا حماد بن سلمة المعني عن ثابت عن معاوية بن قرة عن عائد بن
عمرو أن سلمان وصهيبا وبلالا كانوا (5) قعودا في أناس فمر بهم أبو سفيان بن حرب
فقالوا ما أخذت سيوف الله تبارك وتعالى من عدو الله أخذها (6) بعد فقال أبو بكر
أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها قال فأخبر بذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) يا أبا بكر لعلك
أغضبتهم فلئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله تبارك وتعالى فرجع إليهم فقال أي
إخواننا لعلكم غضبتم فقالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك [* * * *]
قال ونا عبد الله بن أحمد قال حدثنا هدبة نا حماد بن سلمة مثله بإسناده

(1) في ابن عدي: أبي حزم.
(2) بالأصل: " أبوه " ومر: عن أبيه عن جده عن أبي جده.
(3) كذا، ومر: ولدها.
(4) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 7 / 361 رقم (20665).
(5) عن المسند، وبالأصل: كان.
(6) بالأصل: " ما أخذها " والمثبت عن المسند.
235

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن
أحمد (1)، نا محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني نا هارون بن عبد الله الحمال (2)،
نا محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي حدثني علي بن عبد الحميد بن زياد بن
صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب
أن أبا بكر مر بأسير له يستأمن له من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصهيب جالس في المسجد
فقال لأبي بكر من هذا معك قال أسير لي من المشركين استأمن له من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال صهيب لقد كان في عنق هذا موضع السيف فغضب أبو بكر فرآه النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال ما لي أراك غضبانا فقال مررت بأسيري هذا على صهيب فقال لقد كان في
رقبة هذا موضع السيف فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) فعلك آذيته فقال لا والله فقال لو
آذيته لآذيت الله ورسوله [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3)، أنا سليمان بن
حرب نا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله قال كان
صهيب يقول هلموا نحدثكم عن مغازينا فأما أن أقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلا
أخبرناه عاليا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأ أحمد بن الحسين أنبأ أبو
الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا إبراهيم بن إسحاق
الحربي ثنا عفان نا جرير عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن عبد الله قال سمعت
صهيبا قال والله لا أحدثكم تعمدا أقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن تعالوا أحدثكم عن
مغازيه ما شهدت وما رأيت أما أن أقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلا
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى نا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الحرمي نا جعفر بن
سليمان عن (4) عمرو بن دينار قال

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 36 رقم 7307.
(2) بالأصل: " الجمال " خطأ.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 229.
(4) بالأصل: " بن ".
236

حدثني بعض ولد صهيب أنهم قالوا لأبيهم ما لك لا تحدثنا كما يحدث أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أما أني قد سمعت كما سمعوا ولكن يمنعني من الحديث حديث
سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ولكن
سأحدثكم بحديث حفظه قلبي ووعاء سمعي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أيما رجل
تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها فهو زان حتى يموت وإيما رجل بايع رجلا بيعا
ومن نيته أن يذهب بحقه فهو خائن حتى يموت سماه غير صيفي بن صهيب [* * * *]
أخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا أنا أبو عاصم الفضل بن
يحيى بن الفضيلي أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا أبو
عبد الله الوراق نا سيار بن حاتم نا جعفر بن سليمان نا عمرو بن دينار قهرمان آل
الزبير نا صيفي بن صهيب قال قلنا لأبينا صهيب يا أبانا لم لا تحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما يحدث أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أما اني قد سمعت كما سمعوا ولكن يمنعني من الحديث عنه أني
سمعته يقول من كذب علي متعمدا كلف يوم القيامة أن يعقد طرفي شعيرة (1)، ولن
يقدر على ذلك [* * * *]
وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها ألقى
الله عز وجل زانيا (2) حتى يتوب [* * * *]
وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أدان بدين وهو يريد أن لا يفي به لقي الله عز
وجل سارقا حتى يتوب [* * * *]
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم أنا شجاع وأحمد ابنا
علي بن شجاع وأبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد وأبو بكر
محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجة
ح وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل
المطهر بن عبد الواحد البزاني (3)، وأبو عيسى بن زياد وأبو بكر بن ماجة

(1) كذا بالأصل.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(3) بالأصل: " البراني " والصواب ما أثبت، وضبط، انظر ترجمته في سير الأعلام 18 / 549.
237

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو القاسم رستم بن
محمد بن أبي عيسى بن زياد وأبو جعفر محمد بن غانم بن أبي نصر الشرابي وأبو
المظفر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع قالوا أنا أبو عيسى بن زياد
ح وأخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله الفقيه وأبو الوفاء
عبد الله بن محمد بن عبد الله الدشتي وأبو عبد الله محمد بن حمد بن أحمد النجار
وأبو نصر فادشاه بن أحمد بن نصر بن علي بن الحسين بن فادشاه وأبو عبد الله
الحسين بن حمد بن عمرويه وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان وأبو (1) بكر (2)
محمد بن إبراهيم بن محمد الصالحاني وأبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد بن
سليم وأبو عبد الله ظفر بن إسماعيل بن الحسين النجاد وأبو المناقب ناصر بن
حمزة بن ناصر بن طباطبا وأبو مسلم حبيب بن وكيع بن عبد الرزاق بن عبد الكريم
الحسناباذ روام الكرام صنو بنت حمد بن محمد الطويل قالوا أنا أبو بكر بن ماجة
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن
منده
ح وأخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الفضل المطهر بن
عبد الواحد البزاني (3).
ح وأخبرنا أبو الحسن معمر بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب
الصدوقي أنا شجاع بن علي بن شجاع وأنا حاضر قالوا أنا أبو جعفر أحمد بن
محمد بن المرزبان بن أد بن حسيس الأبهري (4)، نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن يحيى
الحزوري نا محمد بن سليمان لوين نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن
عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال قال عمر لصهيب أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك قال وما هن قال

(1) فوق اللفظة حرف " ح ".
(2) بالأصل: " عبد والمثبت عن فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة، الفهارس ص 54.
والصالحاني نسبة إلى صالحان محلة كبيرة بأصبهان (الأنساب).
(3) بالأصل: " البراني " والصواب ما أثبت وضبط، انظر ترجمته في سير الأعلام 18 / 549.
(4) ترجمته في سير الأعلام 16 / 555 والعبر 2 / 184.
238

اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت من الروم وفيك سرف من الطعام
قال أما قولك اكتنيت ولم يولد لك فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كناني أبا يحيى وأما
قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط سبتني الروم
من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي وأما قولك فيك سرف في الطعام فإني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خياركم من أطعم الطعام (1) [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي
ح وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو القاسم بن البسري قالوا أنا أبو طاهر
المخلص أنا أبو القاسم البغوي
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت أخبرنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي قالا أنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم حدثني
عبيد الله بن عمر الدورقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب
عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال زاد البغوي لصهيب وقالا نا صهيب وزاد
البغوي إنك وقال لولا خصال فيك ثلاثة (2)، قال وما هن قال اكتنيت وليس
لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم وفيك سرف في الطعام أو قال
البغوي فقال يا أمير المؤمنين أما قولك اكتنيت وليس لك ولد فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كناني أبا يحيى وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم فإني رجل من
النمر بن قاسط استبيت وقالت فاطمة سبيت من الموصل بعد أن كنت غلاما قد
عرفت أهلي ونسبي وأما قولك في سرف الطعام فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول خيركم من أطعم الطعام [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد البغوي نا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن الكوفي نا أبو

(1) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 25 من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيها " خيركم " بدل
" خياركم ".
وانظر طبقات ابن سعد 3 / 227 وأسد الغابة 2 / 421 والإصابة 2 / 195.
(2) كذا، والصواب: ثلاث.
239

أسامة نا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قال عمر
لصهيب
ح قال وأنا البغوي حدثني سعيد بن الأموي حدثني أبي نا محمد بن عمرو
حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال قال عمر لصهيب
ما وجدت عليك في الإسلام إلا ثلاثا اكتنيت بأبي يحيى وقال الله تعالى
" لم نجعل له من قبل سميا " (2) قال نعم وإنك لا تمسك شيئا إلا أنفقته وإنك تدعي
إلى النمر بن قاسط وأنت من المهاجرين وممن أنعم الله عليه قال أما ما تقول
اكتنيت بأبي يحيى فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كناني أبا يحيى وأما ما تقول إني لا أمسك شيئا
إلا أنفقته فإن الله تعالى يقول " ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين " (5)
وأما ما تقول إني أدعي إلى النمر بن قاسط فإن العرب تسبي بعضها بعضا فسباني
طائفة من العرب بعد أن عرفت أهلي ومولدي فباعوني بسواد الكوفة فأخذت لسانهم
ولو كنت من رومة ما انتميت إلا إليها
قال البغوي وهذا لفظ حديث ابن الأموي ولم يجاور عبد الله بن عمر في حديث
عن أبي أسامة يحيى بن عبد الرحمن ولم يقل عن أبيه وقال ابن الأموي في حديثه
عن أبيه
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل عبد الرحمن أحمد الرازي
أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون نا محمد بن يسار نا
عبد الوهاب نا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن قال قال عمر لصهيب
ما وجدت عليك في الإسلام إلا ثلاثا كنيت بأبي يحيى وقال الله تعالى " لم
نجعل له من قبل سميا " (3) وإنك لتدعي إلى النمر بن قاسط وأنك ممن أنعم الله عليك
قال أما الكنية فكناني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا يحيى وأما قولك إني من النمر بن قاسط فلو
كنت من روثة حمار ما انتسبت إلى غيرها ولكني قد عقلت اناى اناى (4) ومولدي

(1) بالأصل: ثلاث.
(2) سورة مريم، الآية: 7، وبالأصل: " لم يجعل " والصواب عن التنزيل العزيز.
(3) سورة سبأ، الآية: 39.
(4) كذا رسم اللفظتين بالأصل، والعبارة في ابن سعد 3 / 227 " عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي ".
240

وكانت العرب تسبي بعضها بعضا فسباني أناس من العرب فباعوني بسواد الكوفة
فتكلمت بلغاتهم فقال عمر صدقت
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن حمدان
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي بن أبهر نا حماد بن سلمة أنا زيد بن أسلم أن عمر بن
الخطاب قال لصهيب لولا ثلاث خصال فيك لم يكن بك بأس قال وما هن فوالله ما نراك تعيب
شيئا قال اكتناؤك (1)، بأبي يحيى وليس لك ولد وادعاؤك إلى النمر بن قاسط وأنت
رجل ألكن (2)، وأنك لا تمسك المال قال أما اكتنائي بأبي يحيى فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كناني بها فلا أدعها حتى ألقاه وأما ادعائي إلى النمر بن قاسط فإني امرؤ منهم ولكن
استرضع لي بالأبلة (3) فهذه من ذلك وأما المال فهل تراني أنفق إلا في (4) حق
رواه غير عن زيد فوصله
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي
قالا أنا أبو الحسين بن النقور زاد ابن السمرقندي وأبو محمد الصريفيني قالا أنا
أبو القاسم بن حبابه
ح وأخبرناه أبو الفتح محمد بن علي وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم وأبو
محمد بن عبد السلام بن أحمد وأبو عبد الله سمرة بن جندب وأخوه أبو محمد
عبد القادر بن جندب قالوا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي أنا أبو
محمد بن أبي شريح قالا أنا عبد الله بن محمد البغوي نا مصعب بن عبد الله أنا
أبي عن ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال خرجت مع عمر بن الخطاب حتى دخل علي صهيب حائطا بالعالية فلما رآه
صهيب قال يا ناس فقال عمر ما له لا أبا له يدعو على الناس قال وإنما يدعو غلام
له يقال بحنس فقال يا صهيب ما فيك أعيبه إلا ثلاث خصال ولولاهن ما قدمت

(1) بالأصل: اكتناك.
(2) الألكن الذي لا يقيم العربية لعجمة لسانه (القاموس المحيط).
(3) تقدم التعريف بها، وانظر معجم البلدان.
(4) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 25 - 26 من طريق حماد بن سلمة.
241

عليك أحدا قال وما هن فإنك طعان قال وهل أنت مخبري عنهن قال ما أنت
سائل عن شئ إلا أخبرك به قال وما أنت مخبري عن شئ إلا صدقتك به ما أراك
تبذر مالك وتكنني باسم نبي وتنسب عربيا ولسانك أعجمي قال وأما تبذيري مالي
فما أنفقه إلا في حقه وأما اكتنائي فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كناني أفأتركها لقولك وأما انتسابي
إلى العرب فإن الروم سبتني وأنا صغير وإني ذكر أهل أبياتي ولو انفلقت عني روثة
لانتسبت إليها وفي نسخة علي روثه (1).
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو يعلى أنا أحمد بن أبي بكر المقدمي نا رباع بن عقيل نا النعمان بن
عبد الله بن جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن جده جابر قال قال عمر
لصهيب
يا صهيب إن فيك خصالا ثلاثا أكرهها لك قال وما هي قال إطعامك الطعام
ولا مال لك واكتناؤك ولا ولد لك وادعاؤك إلى العرب وفي لسانك لكنة قال أما ما
ذكرت من إطعامي الطعام فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أفضلكم من أطعم الطعام وأيم الله
لا أترك إطعام الطعام أبدا وأما اكتنائي ولا ولد لي فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي يا
صهيب قلت لبيك قال ألك ولد قلت لا قال اكتني (2) وأما ما ذكرت
من ادعائي إلى العرب وفي لساني لكنة فأنا صهيب بن سنان حتى انتسب إلى النمر بن
قاسط كنت أرى على أهلي وأن الروم أغارت فسرقتني فعلمتني لغتها فهو الذي ترى
من لكنتي [* * * *]
قال وأنا أبو يعلى نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة نا يوسف بن محمد بن
يزيد بن صيفي بن صهيب حدثني عبد الحميد بن زياد بن صهيب عن أبيه عن جده
قال قال صهيب الخير فذكر حديثا
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا محمد بن الحسن نا أحمد بن
الحسن نا عبد الله بن محمد بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل نا عبد العزيز وهو
الأويسي نا إبراهيم يعني ابن سعد عن صالح عن ابن شهاب أخبرني سالم بن

(1) كذا.
(2) بياض بالأصل.
242

عبد الله أن عبد الله بن عمر قال قال عمر إن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب
ثلاث ليال ثم أجمعوا أمركم في اليوم الثالث (1).
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن محمد نا محمد بن سعد (2)، أنا محمد بن عمر
حدثني طلحة بن محمد بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال لما توفي عمر
نظر المسلمون فإذا صهيب يصلي بهم المكتوبات بأمر عمر فقدموا صهيبا فصلى على
عمر
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنبأ الحسن بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)، نا محمد بن سعد أنا
محمد بن عمر حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال توفي
صهيب وهو ابن سبعين سنة وكان يخضب بالحناء وكان كثير شعر الرأس ودفن
بالبقيع قال محمد بن عمر وروى عن عمر أبو حذيفة هذا هو ابن حذيفة بن
صيفي بن صهيب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد البغوي قال رأيت في كتاب عبد الله بن عمر كان صهيب رجلا
أحمر شديد الصهبة تحتها حمرة وكان ينتمي إلى النمر وكان يخضب بالحناء وكان
كثير شعر الرأس مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين ودفن بالبقيع كذا قال
والصواب رأيت في كتاب محمد (4) بن عمر يعني الواقدي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الحسن بن علي أنبأ أبو
الحسن بن لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن شهريار نا أبو حفص الفلاس
قال ومات صهيب بن سنان بالمدينة ودفن بالبقيع ويكنى أبا يحيى وهو ابن
سبعين سنة وكان يخضب بالحناء وصهيب بن سنان بدري

(1) نقله الذهبي في سير الأعلام 2 / 26 من طريق سالم، وانظر أسد الغابة 2 / 421.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 229 - 230.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) بالأصل: حمد.
243

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1)، أنا محمد بن عمر
حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال توفي صهيب في شوال
سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة بالمدينة ودفن بالبقيع قال محمد بن عمر وقد
روى صهيب عن عمر
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد الصوفي أنبأ مكي بن محمد
المؤدب أنا أبو سليمان الربعي قال قال الواقدي وفيها يعني سنة ثمان وثلاثين
مات صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن
كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن النمر بن قاسط من ربيعة حليف عبد الله بن
جدعان ويكنى أبا يحيى مات بالمدينة في شوال مات صهيب وهو ابن سبعين سنة
وذكر ابن زبر أن قول الواقدي أخبره به أبوه عن إبراهيم بن عبد الله البغدادي عن
محمد بن سعد عنه
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا محمد بن الحسين (2)
الزعفراني نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا المدائني قال صهيب مات بالمدينة في شوال
سنة ثمان وثلاثين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ودفن بالبقيع وكان أحمر إلى القصر
ما هو كثير الشعر يخضب (3).
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم نا سليمان بن
أحمد (4)، أنا أبو الزنباع نا يحيى بن بكير قال توفي صهيب بن سنان ويكنى أبا
يحيى بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين وكان من سبي الموصل سبته الروم
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم أنا نعمة الله بن محمد المهدي نا أحمد بن عبد الله
نا محمد بن أحمد بن سليمان أنا سفيان بن محمد بن سفيان حدثني عمي

(1) طبقات ابن سعد 3 / 230.
(2) بالأصل: عبيد.
(3) انظر تهذيب الكمال 9 / 141 وسير الأعلام 2 / 26.
(4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 29 رقم 7286.
244

نا محمد بن علي بن عمر رواه ابن الجراح عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر
الضرير يقول توفي صهيب بن سنان سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين ويكنى أبا
يحيى (1).
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن
إسحاق بن خربان نا أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري قال
وفيها يعني سنة ثمان وثلاثين مات صهيب بن سنان (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين
الأصبهاني أنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ثنا خليفة بن
خياط (3) قال مات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر
الذهبي إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال توفي فيها يعني سنة
ثمان وثلاثين صهيب بن سنان أبو يحيى بالمدينة وكان أمه سلمى من بني مازن بن
عمرو بن تميم
ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا
أبو بكر البابسيري أنا أبو العلاء نا أبي قال سنة ثمان وثلاثين صهيب مات فيها
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب
ح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (4) قال وتوفي صهيب وهو ابن
أربع وثمانين صلى عليه سعد بن أبي وقاص

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 198.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 51 رقم 102.
(4) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 3 / 381 ونقله عن يعقوب المزي في تهذيب الكمال
9 / 141 والذهبي في سير الأعلام 2 / 26.
245

/ ذكر من اسمه صيفي /
2906 صيفي بن الأسلت
واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس
ابن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس
ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو
أبو قيس الأنصاري الوائلي الشاعر (1)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان قد وفد على آل جفنة ويقال إن اسم صيفي عبد الله
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو عمر الخزاز
أنا أبو الحسن الخشاب أنبأ الحسين بن محمد نا محمد بن سعد قال اسم أبي قيس
صيفي وكان شاعرا واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن
عامر بن مرة بن مالك بن أوس
أنبأنا أبو القاسم علي بن منصور بن خيرون بن إبراهيم وغيره عن أبي بكر
الخطيب أنا الحسين بن محمد الرافقي إجازة أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي
أخبرنا أحمد بن سعيد بن شاهين حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد الله بن
محمد بن عمارة بن القداح قال
وأما مرة بن مالك بن الأوس فولد عامرة (2) وسعيدا (3) وماريا وولده عامرة (4) بن

(1) ترجمته في الاستيعاب 2 / 193 هامش الإصابة، أسد الغابة 2 / 422، الإصابة (باب الكنى) 4 / 161،
والأغاني 17 / 117 والوافي بالوفيات 16 / 341.
(2) في جمهرة ابن حزم ص 345 عامر.
(3) ابن حزم: سعد.
246

مرة قيسا فولد قيس زيدا وكان يقال له جعدر فولد زيد وائلا وأمية وعطية
وهؤلاء الثلاثة هم الجعادرة (1)، وأما وائل فمنهم أبو قيس الشاعر واسمه الحارث
ويقال عبد الله بن الأسلت واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن
قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الأوس وكان أبو قيس بن الأسلت يعدل بقيس بن
الخطيم في الشعر والشجاعة وهو الذي وقف بأوس الله يحضهم على الإسلام وقد كان
أبو قيس قبل قدوم النبي (صلى الله عليه وسلم) يتأله ويدعي الحنيفية ويحض قريشا على اتباع النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال (2)
* يا راكبا أما عرضت فبلغن * مغلغله عني لؤي بن غالب
أقيموا لنا دينا حنيفا فبلغوا * لنا قادة قد يقتدى بالذوائب *
وهي قصيدة طويلة وقام في أوس الله تعالى فقال اسفوا (3) إلى هذا الرجل
فإني لم أر خيرا قط إلا أوله أكثره ولم أر شرا قط إلا أوله أقله فبلغ ذلك عبد الله بن
أبي بن (4) سلول فلقيه فقال لذت من حربنا كل ملاذ مرة يطلب الحلف إلى
قريش ومرة باتباع محمد فغضب أبو قيس فقال لا جرم والله لا اتبعته إلا آخر الناس
فزعموا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث إليه وهو يموت أن قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم
القيامة فسمع يقولها وامرأته أول امرأة حرمت على ابن زوجها وفيها نزلت " ولا
تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف " (5) ومضت بدر وأحد ولم يسلم من
أوس الله أحدا إلا نفر أربعة من بني خطمة خزيمة بن ثابت بن الفاكه (6)، وعمير بن
عدي بن خرشة وحبيب بن حباشة (7) وخميصة بن رقيم الخطميون كلهم شهد
أحدا (8) وما بعدها من المشاهد فلذلك ذهبت الخزرج بالعدة فيمن شهد بدرا

(1) كذا بالأصل، وفي جمهرة ابن حزم أن الجعادرة هم ولد مرة بن مالك.
(2) البيتان في الوافي بالوفيات 16 / 342.
(3) بالأصل: " اسقوا " وفي الوافي: " اسبقوا " والمثبت عن اللسان " سفا " يعني خفوا وأسرعوا.
(4) سقطت: بن، من الأصل.
(5) سورة النساء، الآية: 22.
(6) بالأصل: " الفاطمية " خطأ والصواب ما أثبت.
(7) كذا بالأصل والإصابة وابن حزم ص 344. وفي الاستيعاب: خماشة بالخاء المعجمة.
(8) بالأصل: أحد.
247

وأبو قيس بن الأسلت الذي يقول (1):
* قد حصت البيضة رأسي * فما أطعم يوما غير تهجاع
أسعى على جل بني مالك * كل امرئ في شأنه ساعي *
وكان قيس بن أبي قيس بن الأسلت صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد أحدا ولم يزل في
المشاهد حتى بعثه سعد بن أبي وقاص طليعة له حين خرج إلى الكوفة فلم يدر حتى
هجم على مسلحة بالعذيب (2) للعجم فشدوا عليه فقاتلوه حتى قتل يومئذ
أخبرنا أبو بكر الحاسب أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي قال وأنا ابن أبي حبيبة عن
داود بن الحصين عن أشياخهم
ح قال وثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن الأعرج عن أبيه قال وأنا
عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن (3) محمد بن عمرو بن حزم
قال فكل قد حدثني من حديث أبي قيس بن الأسلت بطائفة فجمعت ما حدثوني من
ذلك قال
ألم (4) يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف للحنيفية ولا أكثر مسألة عنها من أبي
قيس بن الأسلت وكان قد سأل من يثرب من اليهود عن الذين فدعوه إلى اليهودية فكاد
يقاربهم ثم أبى (5) ذلك وخرج إلى الشام إلى آل جفنة فعرضهم فوصلوه وسأل
الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فلم يرده فقال لا أدخل في هذا أبدا فقال له واهب
بالشام أنت تريد دين الحنيفية قال أبو قيس ذلك الذي أريد (6)، فقال الراهب هذا
وراءك من حيث خرجت دين إبراهيم فقال أبو قيس أنا على دين إبراهيم وأنا أدين
به حتى أموت عليه ورجع أبو قيس إلى الحجاز فأقام ثم خرج إلى مكة معتمرا فلقي

(1) البيتان في الأغاني 17 / 116.
(2) العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة (ياقوت).
(3) بالأصل: " عن " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 5 / 314.
(4) كذا بالأصل.
(5) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
(6) بالأصل: يريد.
248

زيد بن عمرو بن نفيل يقال له أبو قيس خرجت إلى الشام أسأل عن دين إبراهيم فقيل
لي هو وراءك فقال له زيد بن عمرو وقد استعرضت للشام والجزيرة ويهود يثرب
فرأيت دينهم باطلا وإن الدين دين إبراهيم كان لا يشرك بالله شيئا ويصلي إلى هذا
البيت ولا يأكل ما ذبح لغير الله فكان أبو قيس يقول ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا
وزيد بن عمرو بن نفيل فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وقد أسلمت الخزرج وطوائف
من الأوس بنو عبد الأشهل كلها وظفر (1) وحارثة ومعاوية وعمرو بن عوف إلا ما
كان من أوس الله وهم وائل وبنو خطمة وواقف وأمية بن زيد مع أبي قيس بن
الأسلت وكان رأسها وشاعرها وخطيبها وكان يقودهم في الحرب وكان قد كاد أن
يسلم وذكر الحنيفية في شعره وكان يذكر صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) وما يخبره به يهود وأن مولده
بمكة ومهاجره يثرب فقال بعد (2) أن بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) هذا النبي الذي بقي وهذه دار
هجرته
فلما كان وقعة بعاث شهدها وكان بين قدوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووقعة بعاث خمس
سنين وكان يعرف بيثرب يقال له الحنيف فقال شعر يذكر الدين (3):
* لو شاء (4) ربنا كنا يهودا * وما دين اليهود بذي شكول
ولو شاء (5) ربنا كنا نصارى * مع الرهبان في جبل الخليل
ولكنا خلقنا إذ خلقنا * حنيفا ديننا عن كل حبل *
* نسوق الهدي نرسف مدعيات * يكشف عن مناكبها الحبول (6) *
فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة قيل له يا أبا قيس هذا صاحبك الذي كنت
تصف قال أجل قد بعث بالحق وجاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له إلام تدعو فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وذكر شرائع الإسلام فقال له
أبو قيس ما أحسن هذا وأجمله انظر في أمري ثم أعود إليك فكاد يسلم فلقيه

(1) تقرأ بالأصل: وطعن، خطأ.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) الأبيات في الوافي بالوفيات 16 / 343.
(4) في الوافي: فلولا.
(5) في الوافي: " ولولا.... الجليل ".
(6) كذا رسمها.
249

عبد الله بن أبي فقال من أين فقال من عند محمد عرض علي كلاما ما أحسنه وهو
الذي كنا نعرف والذي كانت أخبار يهود تخبرنا به فقال عبد الله بن أبي كرهت والله
حرب الخزرج قال فغضب أبو قيس وقال والله لا أسلم سنة ثم انصرف إلى بيته فلم
يعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى مات قبل الحول وذلك في ذي الحجة على رأس عشرة
أشهر من الهجرة [* * * *]
قال وأنبأ ابن سعد أنا محمد بن عمر قال فحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن
الحصين عن أشياخهم أنهم كانوا يقولون لقد سمع يوحد عند الموت
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا قالوا أنبأ أبو
جعفر المعدل أنبأ أبو جعفر المعدل (1)، أنبأ أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان
نا الزبير بن بكار حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهري قال حدثني
عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير قال أدركت الرواة وما
ينشدون بيت حسان إلا على قوله:
* لنا حاضر فعم وباد كأنه * فظنن الإله عزة وتكرما (2) *
يعني قريشا فحسدهم الناس فقالوا:
* لنا حاضر فعم وباد كأنه * شماريخ رضوي عزة وتكرما *
ثم يقول وما شماريخ رضوى وأي عز أو تكرم للجبل وكانوا ينشدون لأبي
قيس بن الأسلت
* يا راكبا أما عرضت فبلغن * مغلغلة عني لؤي بن غالب
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتموا * لنا سادة قد نهتدي بالذوائب *
فقاتلوه وقالوا:
* أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم * لنا قادة قد تهتدي بالذوائب *
ولعمري ما استراحوا من ذلك إلى أن القائد هو السيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور نا أبو طاهر

(1) كذا الاسم مكرر بالأصل.
(2) البيت في ديوانه ط بيروت ص 220 وعجزه: شماريخ رضوى.
250

المخلص أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق قال وقال مصعب بن عمير فيما رأى من الإسلام ويقال هو لأبي
قيس بن الأسلت (1):
* فيا رب العباد إله موسى * تلاف (2) الصعب منا بالذلول
ويا رب العباد إذا ضللنا * فيسرنا المعروف السبيل
فلولا ربنا كنا يهودا * وما دين اليهود بذي شكول
ولولا ربنا كنا نصارى * مع الرهبان في جبل الخليل (3)
ولكنا خلقنا إذ خلقنا * حنيفا ديننا عن كل جيل
نسوق الهدي يرسف مذعنات * يكشف عن مناكبها الحلول *
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبيد الله المرزباني
حدثني أبو علي الحسين بن علي بن المرزبان النحوي قال قرأ علينا أبو عبد الله
محمد بن العباس الزيدي قال قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمد وذكر
أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال وهو بالنقة (4) قال أنشد يعني ابن داحة
لأبي قيس بن الأسلت الأوسي (5):
* من يذق الحرب يجد طعمها (5) * مرا ويتركه بجعجاع (6)
قد حصت (7) البيضة رأسي فما * أطعم يوما (8) غير تهجاع
أسعى على جل بني مالك * كل امرئ في شأنه ساعي
وليس قطا مثل قطي ولا * المرعي في الأقوام كالراعي
وأضرب القونس (9) يوم الوغا * بالسيف ما (10) يقصر به باعي *

(1) الأبيات في الوافي بالوفيات 16 / 342 - 343 منسوبة لأبي قيس بن الأسلت.
(2) بالأصل: تلافى.
(3) الوافي: الجليل.
(4) كذا رسمها بالأصل.
(5) الأبيات من قصيدة في المفضليات، المفضلية رقم 75 ص 283.
(6) الجعجاع: المحبس في المكان الغليظ أو الضيق.
(7) حصته: أذهبت شعره ونثرته لطول مكثها على رأسها.
(8) في المفضليات: غمضا.
(9) القونس: الحديدة الطويلة في أعلى البيضة (اللسان: قنس).
(10) في المفضليات: لم يقصر.
251

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر (1)، ثنا أبو بكر محمد بن
القاسم بن بشار بن الأنباري إملاء حدثني أبي نا محمد بن عمر الجرجاني قال قال
صالح بن حسان لجلسائه أنشدوني أحسن بيت قالته العرب في صفة الثريا فأنشدوه
قول امرئ القيس
* كإن الثريا علقت في مضامها * بأمراس كتان إلى صم جندل (2) *
قال أريد أحسن من هذا فأنشدوه بيت ابن الزبير الأسدي
* وقد حرم العور الثريا كأنها * به راية بيضاء تخفق للطعن *
فقال أريد أحسن من هذا فأنشدوه
* إذا ما الثريا في السماء كأنها * جمان وهي من سلكة فتسرعا *
فقال أريد أحسن من هذا فأنشدوه
* وراحت لرايتها الثريا كأنها * لذي الأفق الغربي قرط مسلسل *
فقال أريد أحسن من هذا فأنشدوه قول ذي الرمة (3):
* وردت اعتسافا والثريا كأنها * على قمة الرأس ابن ماء محلق (4)
يدق (5) على آثارها دبرانها * فلا هو مسبوق ولا هو يلحق
بعشرين من صغر النجوم كأنها * وإياه في الحرباء لو كان ينطق (6)
قلاص حداها راكب متعمم * هجائن قد كادت عليه تفرق *

(1) بالأصل: " المحبر " انظر ترجمته في سير الأعلام 17 / 186.
(2) الأبيات من المعلقة، وهو ملفق من بيتين فيها ص 39 و 49 وروايتهما:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت * تعرض أثناء الوشاح المفصل
والثاني:
فيالك من ليل كأن نجومه * بأمراس كتاب إلى صم جندل
(3) الأبيات في ديوانه ص 401.
(4) اعتسافا أي على غير اهتدائه. وابن ماء: طير من الطيور.
(5) في الديوان: يدف.
(6) في الديوان: بعشرين من صغرى... وإياه في الخضراء...
252

فقال أريد أحسن من هذا فقالوا ما يحضرنا شئ قال أين أنتم عن قول أبي
قيس بن الأسلت الأنصاري:
* وقد لاح في الغور الثريا لمن يرى * كعنقود ملاحية حين نورا *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه
وقال اروه عني أنا أبو علي محمد بن الحسين أنا أبو الفرج المعافي بن زكريا
القاضي (1)، نا عبد الله بن منصور الحارثي نا محمد بن زكريا الغلابي نا مهدي بن
سابق حدثني الهيثم بن عدي قال كنا جلوسا عند صالح بن حسان فقال أنشدوني
بيتا شريفا في امرأة خفرة قلنا قول حاتم الطائي (2)
* يضئ لها البيت الظليم خصاصه * إذا هي يوما حاولت أن تبسما *
فقال أريد أحسن من هذا قلنا قول الأعشى (3):
* فإن مشيتها من بيت خازنها * مر السحابة لا ريث ولا عجل *
قال أريد أحسن من هذا قلنا بيت ذي الرمة (4):
* تنوء بأولاها (5) فلأيا قيامها * وتمشي الهوينا من قريب فتبهر *
قال أريد أحسن من هذا قلنا ما عندنا شئ قال بيت أبي قيس بن الأسلت
* ويكرمنها (6) جاراتها فيزرنها * وتعتل عن إتيانهن فتعذر *
ثم قال أتدرون أحسن بيت وصفت به الثريا قلنا بيت ابن الزبير (7):
* وقد لاح في الجو الثريا كأنه * به راية بيضاء تخفق للطعن *
وقال أريد أحسن من هذا قلنا بيت امرئ القيس:

(1) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 3 / 191 وما بعدها.
(2) ديوانه ص 234 والجليس الصالح 3 / 192.
(3) ديوانه ص 55 والجليس الصالح 3 / 192.
(4) البيت في ديوانه ص 227 والجليس الصالح 3 / 192.
(5) الديوان: بأخراها.
(6) عن الجليس الصالح، وبالأصل: " ولرمتها ".
(7) البيت في الجليس الصالح، وعيون الأخبار 2 / 186.
253

* إذا ما الثريا في السماء تعرضت * تعرض أثناء الوشاح المفصل (1) *
قال أريد أحسن من هذا قلت بيت ابن الطثرية
* إذا ما الثريا في السماء كأنها * جمان وهي من سلكه فتسرعا *
قال أريد أحسن من هذا قلنا ما عندنا شئ قال بيت أبي قيس بن
الأسلت:
* وقد لاح في الجو (2) الثريا لمن رأى * كعنقود ملاحية حين نورا *
قال القاضي قول حاتم البيت الظليم أراد المظلم ومفعل قد ينصرف إلى
فعيل ومن ذلك قوله (3) عذاب أليم أي مؤلم قال الله تعالى " والذين كفروا لهم شراب من
حميم وعذاب أليم " (4) ومن هذا قول الشاعر:
* وترفع من صدور شمردلات * يصك وجوههن وهج أليم *
ومنه سميع بمعنى مسمع قال الشاعر
* أمن ريحانة الداعي السميع * يؤرقني وأصحابي هجوع (5) *
أراد المسمع وقد يقال سميع بمعنى سامع ويأتي على فعيل للمبالغة مثل
راحم ورحيم وحافظ وحفيظ وعالم وعليم وقادر وقدير وناصر ونصير في نظائر
لهذا كثيرة جدا
وقول ذي الرمة فلأيا قيامها أي بطئ قال زهير (6):
* وقفت بها من بعد عشرين حجة * فلأيا عرفت الدار بعد توهم *
وقول أبي قيس ويلزمنها (7) جاراتها هكذا روي لنا على لغة من يأتي بعلامة

(1) من معلقته ط بيروت ص 39.
والأثناء: النواحي، والأثناء: الأوساط.
(2) بالأصل: " الحوا " والمثبت عن الجليس الصالح 3 / 193.
(3) بالأصل: وله.
(4) سورة يونس، الآية: 4.
(5) نسبه بحواشي الجليس الصالح إلى عمرو بن معد يكرب.
(6) شرح ديوان زهير ص 7.
(7) كذا، وفي الجليس الصالح: ويكرمنها.
254

الجمع مع تقدم الفعل وفراغه من الضمير كما قال الشاعر
* ولكن ديافي أبوه وأمه * بحوران يعصرن السليط أقاربه (1) *
الأفصح ويلزمها (2) وقد مضى في بعض ما تقدم من مجالسنا هذه قول لنا في
هذا المعنى وتفريق بين علامة التثنية والجمع في العلامة بين علامة التأنيث ويستغنى
عن إعادته في هذا الموضع وقول أبي قيس بن الأسلت (3): كعنقود ملاحية روي لنا
هذا الخبر ملاحية بتشديد اللام ولغة العرب الفصيحة السائرة ملاحية يقولون عنب
ملاحي (4)، ورواة الحديث والأخبار الذين لا علم لهم بكلام العرب يغلطون في هذا
كثيرا وفي ما أشبهه وأرى أن الذين أوقعهم في هذا أنهم لما رأوا في هذا البيت ظهور
الزحاف فيه إذا روي مخففا على الوجه الصحيح وسلامته من ذلك إذا شدد ثم لم
يعلموا جواز الزحاف واطراده وظهور استعماله وإن أكثر الشعر مزاحف وما لا زحاف
فيه قليل نزر جدا وهذا البيت من الطويل الثاني والزحاف فيه ذهاب ياء مفاعيلن ورده
إلى مفاعلن ويسمى هذا النوع من الزحاف قبضا لذهاب خامس حروف الجزء ويسمى
هذا الجزء الذي لحقه الزحاف مقبوضا وقد تسقط نون مفاعيلن على معاقبة القبض فيه
وهو ذهاب الياء ولا يجتمعان في السقوط ويسمى هذا الزحاف الكف لذهاب السابع
من حروف جزئه ويسمى هذا الجزء مكفوفا
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه وأخبرني عنه أبو المعمر
المبارك بن أحمد
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو علي بن جعفر بن المسلمة وأبو
الحسن بن العلاف قالا أنبأ أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا
محمد بن جعفر الخرائطي نا العباس بن الفضل الربعي ثنا إسحاق بن إبراهيم عن
الهيثم بن عدي قال قال صالح بن حسان يوما هل تعرفون بيتا شريفا في امرأة خفرة
قلنا نعم بيتا لحاتم في زوجة مارية ابنة عفزر:

(1) البيت للفرزدق ديوانه ط بيروت ص 46 وبالأصل: " يجوزان يعصرون " والمثبت عن الديوان.
(2) في الجليس الصالح: ويكرمها.
(3) بالأصل: السلت.
(4) في القاموس (ملح): والملاحي كغرابي، وقد يشدد: عنب أبيض طويل، ونوع من التين.
255

* يضئ لها البيت الظليم خصاصه * إذا هي يوما حاولت أن تبسما *
قال ما صنعتم شيئا قال قلنا فبيت الأعشى
* كأن مشيتها من بيت جارتها * مر السحابة لا ريب ولا عجل *
قال قد جعلتها تدخل وتخرج قلنا يا أبا محمد فأي بيت هو قال قول
قيس بن الأسلت
* ويكرمنها جاراتها فيزرنها * وتعتل عن إتيانهن فتعذر *
كذا قال وإنما هو أبو قيس
وذكر أبو حسان أنه مات في السنة الثانية من الهجرة في ذي الحجة وأن اسمه
عبد الله بن الأسلت
2907 صيفي بن علية بن شامل (1)
وجهه أبو عبيدة قائدا على خيل من مرج الصفر بعد وقعة اليرموك إلى فحل فيما
ذكر سيف عن أبي عثمان الغساني عن خالد وعبادة وذلك فيما أخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا
السري بن يحيى التميمي نا شعيب بن إبراهيم التيمي ثنا سيف بن عمر الأسيدي
التميمي فذكره (2).
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال في باب علية صيفي بن علية بن شامل أحد العشرة الذي سرحهم أبو
عبيدة إلى فحل
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3)، قال وأما علية بضم
العين وفتح اللام وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو صيفي بن علية بن شامل (4)
أحد العشرة الذين سرحهم أبو عبيدة إلى فحل

(1) ترجمته في الإصابة 2 / 197 وفيها: " علبة " بالباء الموحدة.
(2) انظر الطبري ط بيروت 2 / 357 (حوادث سنة 13) وجاء فيه: علبة بالباء الموحدة.
(3) الاكمال لابن ماكولا 6 / 255.
(4) في الاكمال: شايل.
256

2908 صيفي بن فسيل
ويقال فشيل الربعي الشيباني الكوفي (2)
من شعبة علي بن أبي طالب
سمع عثمان بن عفان كان ممن قدم به مع حجر بن عدي عذراء وقتل معه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمرو بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3)، أنا عبد الله بن نمير
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح زعم أن الحكم بن أيوب بعثه إلى
شهبة (4) بنت عمير الشيبانية فقالت نعي إلى زوجي من قندابيل (5) بن صيفي بن
فسيل (6)، فتزوجت بعده للعباس بن ظريف أخا بني قيس ثم إن زوجي الأول جاء
فارتفعنا إلى عثمان فأشرف علينا فقال كيف أقضي بينكم وأنا على حالي هذه قالوا
فإنا قد رضينا بقضائك فخير الرجل الأول بين الصداق أو المرأة فاختار الصداق
قالت فأخذ مني ألفين وأخذ من الزوج الآخر ألفين وكانت له أم ولد وتزوجت فولدت
أولادا كثيرا فردها علي بن أبي طالب وولدها على سيدها وجعل لأبيهم أن يفتكم إذا
شاء
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
وأبو محمد عبيد بن محمد بن مهدي الصيدلاني قالا أنا أبو العباس بن يعقوب ثنا
يحيى بن أبي طالب قال قال أبو نصر يعني عبد الوهاب بن عطاء سألت سعيدا عن
المفقود
وأخبرنا عن قتادة عن أبي المليح الهذلي أنه قال

(1) بالأصل: " فسيل " والمثبت عن مختصر ابن منظور 11 / 124 وفي الوافي بالوفيات: قشيل: بالقاف
والشين المعجمة.
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 15 / 343 وانظر الطبري والكامل لابن عدي والبداية والنهاية (الفهارس).
(3) الخبر في طبقات ابن سعد 8 / 471 في ترجمة سهية بنت عمير.
(4) في ابن سعد: سهية.
(5) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل، وبعدها أضيف " بن " بينها وبين صيفي، والصواب ما أثبت،
وقندابيل: مدينة بالسند (انظر معجم البلدان).
(6) ابن سعد: قسيل (بالقاف).
257

بعثني الحكم بن أيوب إلى شهبة (1) بنت عمير الشيبانية أسألها فحدثني أن زوجها
صيفي بن فسيل نعي لها من قندابيل فتزوجت بعده العباس بن ظريف القيسي ثم إن
زوجها الأول قدم فأتيا عثمان بن عفان فأشرف علينا فقال كيف أقضي بينكم وأنا على
هذه الحال فقلنا قد رضينا بقولك فقضى أن يخير الرجل الأول بين الصداق وبين
امرأته ثم قتل عثمان فأتيا عليا فقضى بما قال عثمان قال فخير الزوج الأول بين
الصداق وبين امرأته فاختار الصداق فأخذ مني ألفين وهو صداقه الذي كان جعل
للمرأة قال وكانت له أم ولد قد تزوجت من بعده وولدت لزوجها أولاد فردها عليه
وجعل لأبيهم أن يقتلهم
قال عبد الوهاب قال سعيد وحدثني أيوب عن أبي (2) المليح بمثل هذا
الحديث غير أن أيوب قال جعل أولادها لأبيهم قال وكان قتادة يقول يأخذ الصداق الآخر وعن قتادة عن الحسن أنه قال يأخذ الصداق
الأول
قرأت عن أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن (3) عبد العزيز الكتاني أنا
عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا
محمد بن جرير (4) قال قال هشام بن محمد قال أبو مخنف حدثني المجالد بن
سعيد عن الشعبي وزكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق قالا جاء قيس بن عباد
الشيباني إلى زياد فقال إن أمرا منا من بني همام يقال له صيفي بن فسيل من رؤوس
أصحاب حجر وهو أشد الناس عليك فبعث زياد (5) فأتي به فقال يا عدو الله ما تقول
في أبي تراب فقال ما أعرف أبا تراب قال ما أعرفك به قال ما أعرفه قال أما
تعرف علي بن أبي طالب قال بلى قال فذاك أبو تراب قال كلا ذاك أبو الحسن
والحسين فقال له صاحب شرطته (6) يقول لك الأمير هو أبو تراب وتقول أنت لا
قال وإن كذب الأمير أتريد أن أن أكذب أو أشهد له على باطل كما شهد قال له زياد

(1) تقرأ بالأصل: " شهيمة " وكتبت فوقها " بهبة " والمثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
(2) بالأصل: ابن.
(3) بالأصل: بن.
(4) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 3 / 224 - 225 (حوادث سنة 51).
(5) بالأصل: زيادا.
(6) عن " شرطية " وفي الطبري: صاحب الشرطة.
258

وهذا أيضا مع ذنبك علي بالعصا فأتي بها وقال ما قولك في علي قال أحسن قول
أنا قائله في عبد من عباد الله المؤمنين قال اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض
فضربوه حتى لصق بالأرض ثم قال أقلعوا عنه ايه ما قولك في علي قال والله لو
شرحتني بالمواسي والمدي ما قلت في علي إلا ما سمعت مني قال لتلعننه أو لأضربن
عنقك قال إذا تضربها والله قبل ذلك فإن أبيت إلا أن تضربها رضيت بالله وشقيت
أنت قال ادفعوا في رقبته ثم قال أوقروه حديدا وألقوه في السجن
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران (1)، نا موسى بن زكريا ثنا خليفة بن خياط (2) قال سنة
إحدى وخمسين فيها قتل معاوية حجر بن علي ومن معه محرز بن شهاب وقبيصة بن
حرملة وصيفي بن فسيل بن ربيعة
وذكر غيره أن قتلهم كان في سنة ثلاث وخمسين وقد ذكرت مقتله في ترجمة
أرقم بن عبد الله
2909 صيفي بن هلال
وفد على عمر بن عبد العزيز
روى عنه مسهر بن عبيد
أنبأنا أبو
الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسين قالا أنا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (3) قال صيفي بن
هلال وكان قد قرأ الكتب قاله يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن واصل مولى
أبي (4) عيينة عن موسى بن عبيدة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي

(1) بالأصل: " أنا أحمد بن عمران بن إسحاق، نا عمران " والسند مضطرب وفيه زيادة وسقط، والصواب ما
أثبت من حذف وزيادة قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(2) الخبر في تاريخ خليفة ص خياط ص 213 (حواث سنة 51).
(3) التاريخ الكبير 4 / 324.
(4) بالأصل: " ابن " والمثبت عن البخاري وابن أبي حاتم.
259

إجازة أنا أبو محمد بن أبي حاتم
ح قال وأنا أبو طاهر أنا أبو الحسن أنا أبو محمد (1) قال صيفي بن هلال
وكان قد قرأ الكتب قدم على عمر بن عبد العزيز روى عنه واصل مولى أبي (2) عيينة،
وموسى بن عبيد (3)، سمعت أبي يقول ذلك

(1) الجرح والتعديل 4 / 448.
(2) بالأصل: " ابن " والمثبت عن البخاري وابن أبي حاتم.
(3) كذا، ومر قريبا عن البخاري: " موسى بن عبيدة " وفي الثقات: " يونس بن عبيد ".
260

/ حرف الضاد /
/ ذكر من اسمه ضحاك /
2910 الضحاك بن أحمد بن الضحاك بن أحمد بن عبد الجبار
أبو العشائر المقرئ الخولاني
حدث عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن أبي العجائز الأزدي
ومحمد بن علي بن الحداد
سمع منه نجاء بن أحمد وعمر الدهستاني وطاهر الخشوعي وعبد الله بن
أحمد بن السمرقندي
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي أنا الضحاك بن أحمد بن الضحاك بن محمد بن
عبد الجبار المزني الخولاني أبو العشائر بدمشق أنا عبد الله بن علي بن
عبد الرحمن الأزدي أنا عبد الرحمن بن القاسم التميمي أنا أبو الحسن القرشي نا
أحمد بن حازم الكوفي نا بكر بن عبد الرحمن نا قيس بن أبي هاشم عن
عبد الوارث عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أفطر يوما من رمضان من غير علة فعليه
صيام شهر [* * * *]
قال ابن السمرقندي أخبرناه عاليا عبد الله بن علي الأزدي
2911 الضحاك بن الحسين
أبو محمد الأسدي الاستراباذي (1)
سمع بدمشق هشام بن عمار وبجرجان إسماعيل بن سعد الكسائي

(1) ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي ص 234.
والاستراباذي بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة (كما في معجم البلدان) وفي الأنساب (بكسر الألف)
نسبة إلى أستراباذ بلدة كبيرة من أعمال طبرستان بين ساربة وجرجان.
261

روى عنه أبو نعيم الاستراباذي وابنه نعيم بن أبي نعيم وأبو العباس بن
مالك
أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
في تاريخ جرجان (1) قال الضحاك بن الحسين أبو محمد الأسدي الاستراباذي مات سنة
تسع وثمانين ومائتين لخمس بقين من شعبان
روى عن إسماعيل بن سعيد (2) الكسائي وهشام بن عمار وغيرهما روى عنه
نعيم بن أبي نعيم الاستراباذي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي (3)، وأبو
العباس أحمد بن محمد بن مالك
2912 الضحاك بن أيمن الكلبي من بني عوف (4)
كان مع الوليد بن يزيد (5) حين قتل له ذكر
2913 الضحاك بن حكيم بن أحمد
أبو جميل البيع
حدث عن عبد الله بن النعمان البقال
روى عنه علي بن محمد الحنائي (6).
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنا أبو جميل ضحاك بن حكيم البيع نا
عبد الله بن النعمان البقال نا علي بن يعقوب بن إبراهيم الفرضي نا أبو زرعة
عبد الرحمن بن عمرو النصري (7)، نا سعد بن سليمان عن سليمان بن المغيرة عن
حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غفار

(1) تاريخ جرجان رقم 378.
(2) عن تاريخ جرجان، وبالأصل: مسعدة.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ جرجان.
(4) له ترجمة في تهذيب الكمال 9 / 154 وتهذيب التهذيب 2 / 566 وميزان الاعتدال 2 / 322.
(5) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام بين السطرين.
(6) تقرأ: " الحبابي " والصواب ما أثبت، ومر التعريف به.
(7) بالأصل: " البصري " والصواب ما أثبت، ومر التعريف به.
262

غفر الله لها وأسلم سالمها الله [* * * *]
أخبرتنا به عالية أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا هدبة بن خالد نا سليمان بن المغيرة أنا حميد بن
هلال عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غفار غفر الله
لها وأسلم سالمها الله في حديث طويل [* * * *]
2914 الضحاك بن زمل بن عبد الرحمن
ويقال ابن زمل بن عبد الله
ويقال ابن زمل بن عمرو السكسكي
من أهل بيت لهيا من قرى دمشق
حدث عن أبيه وأبي أسماء السكسكي وحكى عن سليم بن عبد الملك وخالد
القسري
روى عنه الهيثم بن عدي وأبو مسهر
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن محمد بن الفتح بن الشخير نا أحمد بن محمد بن أبي شيبة نا فضل بن
سهل الأعرج نا إبراهيم بن سلمة الطبراني ثنا أبو عبد الرحمن الطائي عن
الضحاك بن زمل السكسكي عن أبي أسماء السكسكي عن عمرو بن مرة الجهني
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [* * * *]
أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنا عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين بن بشران أنا
أبو علي بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني زكريا بن يحيى بن عمر الطائي
نا أبو عبد الرحمن الطائي عن الضحاك بن زمل أن معاوية قال لزياد ما بلغ من
سياستك يا أبا المغيرة قال أقمتم بعد جنف (1) وكففتم عما لا يعرف بما يعرف فأذعن
المعاند عن الحق رغبة وخضع المبتدع رهبة قال بم صيرتهم إلى ذلك قال
بالمرهفات القواضب أمضيتها بالعزم يتبعه الحزم قال لكني ضبطت ملكي

(1) بالأصل: حنف، والصواب ما أثبت عن اللسان، والجنف: الميل والجور.
263

بالحكم (1) عن انبراء القوي الألد مع توددي إلى العامة وأداء حقوقهم وتعقيب
نعوتهم (2)، فسلمت لي الصدور عفوا وانقادت الأجنبة طوعا فأنا أسوس منك قال
صدقت
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن المعدل أنا الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا علي بن سعيد نا الهيثم بن مروان
ح قال ونا إبراهيم الحربي نا الهيثم بن مروان أنا أبو مسهر عن الضحاك بن
زمل قال
ذكر عند سليمان بن عبد الملك الكلام ونبله والصمت وحسنه فقال سليمان
غفرا غفرا من قدر أن يحسن الكلام قدر أن يحسن الصمت وليس كل من أحسن
الصمت قدر أن يحسن الكلام وفي حديث علي عفوا عفوا وفي حديث الحربي
وليس كل من قدر أن يحسن
أنبأنا أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنا
أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن موسى الشاموخي (3) أنا عمر بن محمد بن سيف
إجازة نا عبد الله بن سليمان الأشعث نا عبد الملك بن محمد الرقاشي
حدثني أحمد بن جميل المكي نا الهيثم حدثني الضحاك بن زمل قال
شهدت سليمان بن عبد الملك وهو يعرض الخيل بدابق فقام إليه رجل فقال يا
أمير المؤمنين إن أبانا (4) هلك وعمد أخانا (5) فأخذ مالنا فقال لا رحم الله أباك
ولا أجار أخاك ولا رد عليك مالك يا غلام السوط قال فأول سوط ضرب قال
بسم الله قال دعوا عدو الله لو كان تاركا اللحن في وقت لتركه الآن.
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى أنا أبو القاسم بن أبي العلاء

(1) كذا بالأصل، ولعله: " بالحلم " وهو أشبه.
(2) كذا.
(3) بالأصل: " الساموجي " والصواب ما أثبت عن الأنساب، ذكره السمعاني وترجم له.
(4) كذا بالأصل: " أبانا " وهو خطأ " أبينا ".
(5) كذا بالأصل. والصواب " أخونا ".
264

أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجويري (1) قراءة عليه أنا
أبي إجازة أنا عثمان بن محمد الذهبي بدمشق نا الحارث بن أبي أسامة قال وفيما
قرأنا على المدائني قال قال الضحاك بن زمل ليزيد بن عبد الملك
* حليم إذا ما قال عاقب مجملا * أشد العقاب أو عفا لم يثرب
فعفوا أمير المؤمنين وحسبه * فما يحتسب من صالح لك يكتب
أساؤوا فإن تعفوا فإنك قادر * وأفضل حلم حسبة حلم مغضب *
وذكر غيره أن هذه الأبيات لكثير عزة
وذلك فيما أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا
أحمد بن إسحاق بن خربان نا أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة
العصفري (2)، قال لما أدخلوا يعني آل المهلب بن أبي صفرة على يزيد بن
عبد الملك قام كثير بن أبي جمعة الذي يقال له كثير عزة فقال (3)
* حليم إذا ما نال عاقب مجملا * أشد العقاب أو عفا لم يثرب (4) *
* فعفوا أمير المؤمنين وحسبة * فما يحتسب (5) من صالح لك يكتب
أساؤوا (6) فإن تعفوا فإنك قادر * وأعظم حلم حسبة حلم مغضب
نفتهم قريش عن (7) محلة واسط * وذو يمن بالمشرفي المشطب *
فقال يزيد أطت بك الرحم فلا سبيل لك إلى ذلك من كان له قبل آل المهلب
دم فليقم ودفعهم إليهم حتى قتل نحو من ثمانين
قال ونا خليفة (8) قال في تسمية عمال الوليد بن يزيد اليمن الضحاك بن زمل
حتى قتل الوليد يعني بأيام يزيد بن الوليد لما وقعت الفتنة وثب عبد الله بن يحيى

(1) بالأصل: " الحويري " والصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 17 / 415.
(2) الخبر والأبيات في تاريخ خليفة بن خياط ص 326 حوادث سنة 102، وانظر العقد الفريد 4 / 442.
(3) الأبيات في ديوان كثير ط بيروت ص 47 من قصيدة يمدح يزيد بن عبد الملك ويتشفع في آل المهلب.
(4) لم يثرب أي لم يعير ولم يوبخ.
(5) الديوان: " فما تكتسب " والمثبت يوافق رواية خليفة وفيها " تحتسب ".
(6) في الديوان: أساؤوا فإن تغفر فأنك أهله وأفضل حلم.
(7) الديوان: عن أباطح مكة.
(8) تاريخ خليفة بن خياط ص 366 و 407.
265

يعني المعروف بطالب الحق الخارجي فأخرج الضحاك بن زمل عنها فوجه مروان
عبد الملك بن محمد فقتل عبد الله بن يحيى
وذكر عبيد بن محمد الكشوري صاحب تاريخ اليمن أن يزيد بن الوليد بعث
الضحاك بن زمل على اليمن وحضرموت فمكث سنتين وأشهرا
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
قال وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1) قال الضحاك بن زمل بن عمرو السكسكي روى عن أبيه روى عنه الهيثم بن
عدي سمعت أبي يقول ذلك
2915 الضحاك بن عبد الله
أبو محمد وقيل أبو شيبة الهندي
مولى أبي منصور المطرز الهروي
قدم دمشق وحدث بها وبصور عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الشيرازي وأبي
الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي الخير عبد السلام بن محمد البغدادي وحمزة
السهمي وأبي حاتم محمد بن إبراهيم بن الفضل بن العباس الجوني وأبي إبراهيم
جعفر بن محمد بن ظفر الحسيني ومحمد بن محمد بن سحنون
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري وعبد العزيز الكتاني
ونصر بن إبراهيم الزاهد وسهل بن بشر وكناه أبا شيبة وأبو عبد الله بن أبي
الحديد وكناه أبا محمد كما كناه الكتاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد ضحاك بن
عبد الله الهندي قدم علينا نا علي بن محمد الطرازي نا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري نا أنس بن عياض أبو
ضمرة المدني نا هشام بن عروة عن أبيه عن حكيم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول [* * * *]

(1) الجرح والتعديل 4 / 461.
266

أخبرناه عاليا أبو بكر البيروتي في كتابه وأخبرنا عنه أبو بكر محمد بن
عبد الله بن أحمد بن حبيب وأبو منصور بن (1) بن عبد الله عنه قال أنبأ أبو
سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي نا أبو العباس الأصم فذكر بإسناده مثله
وزاد وخير الصدقة ما كان عن ظهر غني من يستعف يعفه الله ومن استغنى أغناه الله
2916 الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب
ويقال ابن حوشب بن أبي حوشب
أبو زرعة يقال أبو بشر النصري (2)
أدرك واثلة بن الأسقع
وروى عن بلال بن سعد وعن من سمع ثوبان وأبي عبد الله (3) مسلم بن
مشكم (4) ومكحول والقاسم بن مخيمرة
روى عنه الوليد بن مسلم وصدقة بن المنتصر أبو شعبة الشعباني والوليد بن
مزيد العذري البيروتي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسين بن الفراء قالا ثنا أبو بكر
الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن الفتح الحنبلي نا عبد الله بن
أبي داود ثنا كثير بن عبيد نا الوليد بن مسلم عن الضحاك بن أبي حوشب قال
سمعت القاسم بن مخيمرة يقول تعلم النحو أوله شغل وآخره بغي
قرأت على أبي (5) عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن
أبي عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا داود بن
رشيد نا الوليد بن مسلم عن الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب قال رأيت
واثلة يخضب بالحناء

(1) رسمها بالأصل: " عر "
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 160 وتهذيب التهذيب 2 / 567 وميزان الاعتدال 2 / 324 والوافي
بالوفيات 16 / 354.
(3) في تهذيب الكمال: " عبيد الله " والمثبت يوافق ما جاء في تقريب التهذيب.
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
267

أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني ثم وثنا أبو بكر بن
خلف إملاء أنبأ الشيخ أبو يحيى سهل بن عبد الله الحوري نا أبو العباس الأصم
حدثنا
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو (1) عبد الله
الحافظ ومحمد بن موسى قالا أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب أنا العباس بن
الوليد أخبرني أبي قال سمعت أبا بشر الضحاك بن عبد الرحمن بن حوشب
البصري قال سمعت بلال بن سعد يقول في موعظته عباد الرحمن لو سلمتم من
الخطايا فلم تعلموا (2) فيما بينكم وبين الله خطيئة ولم تتركوا لله طاعة إلا أجهدتم
أنفسكم في أدائها إلا حبكم الدنيا لوسعكم ذلك شرا إلا أن يتجاوز الله تعالى ويعفو
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أبا عبد الوهاب بن
محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل
أنا محمد بن إسماعيل (3)، قال الضحاك بن عبد الرحمن بن حوشب
بن أبي حوشب عن من سمع ثوبان روى عنه الوليد بن مسلم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا عبد الرحمن بن محمد أنا
أحمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا عبد الرحمن بن أبي
حاتم (4)، قال الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب روى عن بلال بن سعد
وعن من سمع ثوبان روى عنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد البيروتي وصدقة بن
المنتصر سمعت أبي يقول ذلك ويقال (5) هو من أجلة أهل الشام
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن

(1) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(2) كذا بالأصل، ولعل الصواب: " تعملوا ".
(3) التاريخ الكبير 4 / 333.
(4) الجرح والتعديل 4 / 463.
(5) كذا، وفي الجرح والتعديل: " وسمعته يقول " بدل: " ويقال ".
268

محمد أنبأ أبو عبد الكندي أنا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة
الضحاك بن أبي حوشب قال وقال أبو زرعة في تسمية أصحاب مكحول
الضحاك بن أبي عبد الرحمن بن حوشب النصري قال كان مكحول يغزو ذلك
الزمان
أخبرنا أبو محمد أيضا نا عبد العزيز أنا تمام إجازة وأبا جعفر بن محمد
الكندي نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية من يكنى بأبي زرعة وأبو زرعة
الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب سألت عنه عبد الرحمن بن إبراهيم فقال
ثقة ثبت من أهل دمشق
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب (1)، أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن
أنا عبد الوهاب بن الحسن قال أنا أبو الحسن قراءة قال سمعت أبا الحسن بن
سميع يقول في الطبقة الرابعة الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب يكنى أبا
زرعة قال أبو الحسن بن جوصا ابن عبد الرحمن بن أبي حوشب النصري يكنى أبا
زرعة كناه له أبو زرعة ومحمود
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (2) قال قلت له يعني عبد الرحمن بن
إبراهيم الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب النصري قال هم أهل بيت
شرف (3) ولهم حال
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (4) قال قلت يعني لدحيم ما تقول في الضحاك بن
عبد الرحمن بن أبي حوشب النصري فقال ثقة من أهل دمشق

(1) بالأصل: غياث، والصواب ما أثبت قياس إلى سند مماثل.
(2) المعرفة والتاريخ 2 / 395 وتهذيب الكمال 9 / 160.
(3) في المعرفة والتاريخ: " شريف " وفي تهذيب الكمال: لهم شرف.
(4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 395.
269

2917 الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ويقال عرزم
أبو عبد الرحمن الأشعري (1) (2)
من أهل الأردن استعمله عمر بن عبد العزيز على دمشق
روى عن أبي موسى وأبي هريرة وعبد الرحمن بن غنم وابنه
وعبد الرحمن بن أبي ليلى
روى عنه مكحول وعدي بن عدي وأبو سنان عيسى بن سنان وعبد الله بن
نعيم الأردني وعبد الله بن العلاء بن زبر والأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن
جابر
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب لفظا أنا أبو
القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الزبيري بدمشق قراءة قالا أنا عبد الرحمن بن
عبيد الله الحرفي أنا أحمد بن سليمان نا معاذ بن المثنى نا يحيى بن نصير نا
الفضل بن حبيب السراج عن عبد الله بن العلاء يعني ابن زبر عن الضحاك بن
عبد الرحمن قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أول ما
يسأل الله عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له ألم نصح جسمك ونروك من الماء
البارد [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أخبرني أبو بكر
أحمد بن محمد بن سرام أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري نا
عباس بن محمد الدوري نا شبابة بن سوار عن عبد الله بن العلاء بن زبر نا
الضحاك بن عرزم قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول ما يسأل عنه
العبد من النعيم أمران يقال له ألم نصح جسمك ونروك من الماء البارد [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم أيضا أنا رشأ أنبأ الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن
مروان نا عباس بن محمد الدوري نا شبابة بن سوار نا عبد الله بن العلاء عن

(1) في تهذيب الكمال: الأشقري.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 161 تهذيب التهذيب 2 / 568 الوافي بالوفيات 16 / 355 ميزان الاعتدال
2 / 324 وسير الأعلام 4 / 603.
270

الضحاك بن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن أول ما يسأل العبد يوم
القيامة أن يقال له ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد رواه إبراهيم بن
عبد الله عن أبيه [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو بكر
محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي نا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل بن
يزداد المروزي حدثنا عبد الله بن حماد الآملي نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء
العبدي نا أبي عبد الله بن العلاء بن زبر حدثني الضحاك بن عرزب عن أبي هريرة
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله عز وجل أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له
ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد رواه زيد بن يحيى بن عبيد عن
عبد الله [* * * *]
أخبرناه أبو الحسن بن قيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي نا أبو عتبة أحمد بن
الفرج بن سليمان الحمصي نا زيد بن يحيى بن عبيد نا عبد الله بن العلاء بن زبر
عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول
ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له ألم أصح جسمك ألم أروك من الماء
البارد [* * * *]
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم أنا أبو علي الحسن بن
عمر بن الحسن بن يونس أنا أبو عمر القاسم بن جعفر نا أبو هاشم عبد الغافر بن
سلامة الحمصي نا يحيى بن عثمان نا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي نا
عبد الله بن العلاء يعني ابن زبر قال سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب
وأبي عمر بن عبد العزيز على دمشق وهو على منبرها ويقول حدثني أبو هريرة أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أول ما يحاسب الله به العبد يوم القيامة أن يقال له ألم أصح جسمك
وأرويك من الماء البارد [* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي
أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن علي واللفظ له
قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أبو أبو
271

بكر السيرافي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو عبد الله البخاري (1)، قال الضحاك بن
عبد الرحمن بن عرزب الأشعري سمع أبا موسى وعبد الرحمن بن غنم روى عنه
مكحول ويقال ابن عرزم
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال الأديب أنا أبو القاسم بن منده أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)
قال الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب (3)، ويقال ابن عرزم (3)، وعرزب (3) أصح،
روى عن أبي موسى الأشعري مرسل وأبي هريرة وعبد الرحمن بن غنم روى عنه
مكحول وعدي بن عدي وأبو سنان عيسى بن سنان وعبد الله (4) بن نعيم
الأزدي (5)، سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله أنبأ محمود بن القاسم بن محمد
وأحمد بن عبد الصمد قالوا أنا عبد الجبار بن محمد أنا محمد بن أحمد بن
محبوب أنا محمد بن عيسى بن سورة قال الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب
ويقال ابن عرزم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا
جعفر بن محمد نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب
الأشعري أردني
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب (6)، أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو

(1) التاريخ الكبير 4 / 333.
(2) الجرح والتعديل 4 / 459.
(3) بالأصل بتقديم الزاي، خطأ.
(4) عن الجرح والتعديل وبالأصل: عبد الرحمن.
(5) كذا بالأصل وأصل الجرح والتعديل، وصوبه محققه: " الأردني " وقد مر قريبا " الأردني ".
(6) بالأصل: غياث خطأ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
272

الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري الأردني ولي
دمشق ولاه عمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام
قال ابن جوصا نا معاوية عن هارون بن عبد الغني عن ابنه قال دخل
مرداس بن قيس على الضحاك بن عبد الرحمن فقال السلام عليكم كيف حالك أبا
عبد الرحمن
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال
قال أنا أبو سعيد بن يونس الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري من أهل
طبرية قدم مصر وكتب عنه
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي
عمر بن حيوية أنا أبو الطيب الكوكبي ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني أبو محمد
التميمي صاحب لي ثقة نا أبو مسهر عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة عن
الأوزاعي حدثني مكحول عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري من
أهل الأردن وكان ولي دمشق مرتين وكان عمر بن عبد العزيز مات وهو وال عليها
وكان من خير الولاة
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا منصور بن الحسين أنا أبو
بكر بن المقرئ أنا أبو عروبة نا عمرو بن عثمان نا خالد بن يزيد عن جعونة قال
لما ولي عمر بن عبد العزيز ولى النضر بن أبرهة فلسطين و (1) ولي
أيوب بن شرحبيل مصر وولى الأردن عبادة بن نسي وولي دمشق الضحاك بن
عبد الرحمن بن عرزب الأشعري وولى حمص يزيد بن حصين السكوني وولى
الوليد بن هشام المعيطي قنسرين (2)، وولى عدي بن عدي الجزيرة وولى يحيى بن
يحيى الغساني الموصل وولى الحارث بن عمرو الطائي أرمينية وولى الكوفة

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) غير مقروءة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت، انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 323 في تسمية عمال
عمر بن عبد العزيز وفيه: قنسرين: الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة.
273

عبد الحميد بن عبد الرحمن العدوي وولى البصرة عدي بن أرطأة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالوا
أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد حدثني أبي (1)،
قال الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري شامي تابعي ثقة (2) (3).
2918 الضحاك بن عقبة المدني قاضي أذرعات
حدث عن رجل من أهل المدينة
روى عنه هشام بن عمار
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي أنا الأديب أبو الوفاء
خليل بن شعبان بن إبراهيم أنا جدي عبد الله بن شادي أنا أبو سعيد محمود بن عمر
المراغي الخطيب نا القاضي أبو سالم سعد بن نبهان بن سعيد بن عبد الرحيم بن
نبهان نا أبي القاضي عبد الرحيم بن نبهان نا أبي نبهان بن عماد نا سعيد بن عثمان
الرازي نا هشام بن عمار نا (4) الضحاك بن عقبة المدني قاضي أذرعات حدثني
رجل من أهل المدينة أن يزيد بن معاوية كتب إلى عبد الله بن عباس أما بعد فقد
بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى نفسه وعرض عليك الدخول في أمره وذكر
الحديث بطوله وجواب ابن عباس إياه
كذا قال وأراه أسقط من إسناده نا أبي قال نا أبي
2919 الضحاك بن فيروز الديلمي (5)
حدث عن أبيه

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 231.
(2) الزيادة عن ثقات العجلي، وانظر سير الأعلام 4 / 604 وتهذيب الكمال 9 / 161.
(3) نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 2 / 570 عن خليفة أنه مات سنة خمس ومئة.
ولم أجد له ذكرا في طبقات خليفة بن خياط ولا في تاريخه المطبوعين.
(4) زيادة لازمة.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 164 تهذيب التهذيب 2 / 569 وشذرات الذهب 1 / 151 والوافي
بالوفيات 16 / 355 وانظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
274

روى عنه أبو وهب ديلم بن هوشع (1) ويقال عبيد بن شرحبيل الجيشاني (2)
المصري
وفد على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا
محمد بن محمد الباغندي نا علي بن المديني
أخبرنا وأخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى أبو القاسم بن السمرقندي
قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن نا أبو عبد الله
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا يحيى بن معين قالا ثنا وهب بن جرير نا أبي
قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي وهب الجيشاني
عن الضحاك بن فيروز الديلمي عن أبيه قال قلت يا رسول الله إني أسلمت وعندي
أختان فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طلق أيتهما شئت رواه أبو داود (3)، عن يحيى
أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد قال نا أبو الحسن
علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني إملاء في مسجده بالحربية (4)، أنا أبو
حفص عمر بن محمد بن الزيات الصيرفي نا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الحوري
سنة إحدى وثلاثمائة نا أبو الوليد بن شجاع نا عبد الله بن وهب حدثني ابن لهيعة
أن أبا وهب الجيشاني حدثني أنه سمع الضحاك بن فيروز الديلمي يحدث عن أبيه أنه أتى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) له طلق أيهما
شئت [* * * *]
هذا وهم قوله نا أبو الوليد وإنما هو أبو همام الوليد بن شجاع بن قيس
السكوني (5).

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 22 / 111.
(2) بالأصل: " السحاني " والصواب عن تهذيب الكمال 9 / 165 و 22 / 111 وجيشان: من اليمن. وقيل إن
اسمه: الهوشع بن الديلم.
وقد صحح أبو سعيد بن يونس أن اسمه عبيد بن شرحبيل.
(3) سنن أبي داود (7) كتاب الطلاق (25) باب ح رقم (2243).
(4) الحربية: محلة من محال بغداد.
(5) بالأصل: " السلوسي " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 12 / 23.
275

وكذلك رواه عن ابن لهيعة الوليد بن مسلم وموسى بن داود وقتيبة بن سعيد
ويحيى بن إسحاق ويحيى بن يحيى وقد رواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن
وهب عنه فزاد في إسناده يزيد بن حبيب
فأما حديث الوليد بن مسلم
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا أبو الوليد القرشي نا الوليد بن مسلم أخبرني ابن
لهيعة عن أبي وهب الجيشاني أنه سمع الضحاك بن فيروز الديلمي يخبر عن أبيه أنه
وفد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقلت يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طلق أيتهما شئت [* * * *]
وإما حديث موسى
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1)، حدثني أبي نا موسى بن داود نا ابن لهيعة عن أبي وهب
الجيشاني عن الضحاك بن فيروز عن أبيه قال أسلمت وعندي امرأتان أختان
فأمرني النبي (صلى الله عليه وسلم) أن أطلق أحداهما (2).
فأما حديث قتيبة
فأخبرناه أبو القاسم الكروخي أنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو
بكر الغورجي قالوا أنا عبد الجبار بن محمد الحراجي أنا أبو العباس المحبوبي أنا
أبو عيسى الترمذي (3)، نا قتيبة بن لهيعة عن أبي وهب الجيشاني أنه سمع ابن فيروز
الديلمي يحدث عن أبيه قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله إني أسلمت وتحتي
أختان فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختر أيهما شئت [* * * *]
وأما حديث يحيى بن إسحاق
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن الواعظ أنا أبو بكر القطيعي نا

(1) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ح (18063)، ج 6 / 301.
(2) عن المسند وبالأصل: إحديهما.
(3) صحيح الترمذي 9 كتاب النكاح، 33 باب ح (رقم 1129).
276

عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يحيى بن إسحاق نا ابن لهيعة عن أبي (2) وهب
الجيشاني عن الضحاك بن فيروز أن أباه فيروز أدركه الإسلام وتحته أختان فقال له
النبي (صلى الله عليه وسلم) طلق أيهما شئت وقال يحيى مرة نا ابن لهيعة عن وهب بن عبد الله
المعافري عن الضحاك بن فيروز عن أبيه أنه أدركه الإسلام [* * * *]
وأما حديث يحيى بن يحيى
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
نا أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة نا يحيى بن يحيى أنا ابن لهيعة عن
أبي وهب الجيشاني عن (3) الضحاك بن فيروز الديلمي أن أباه أسلم وعنده امرأتان
أختان فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يختار إحداهما
وأما حديث يونس عن ابن وهب
فأخبرناه أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن
محمد بن الحسن بن محمد في كتابيهما
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أحمد بن الفضل أنا أبو عبد الله بن
منده أنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس
حدثني أبي عن جدي نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب عن أبي وهب الجيشاني حدثه عن الضحاك بن فيروز الديلمي عن أبيه أنه أتى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان فقال النبي طلق أيهما
شئت [* * * *]
قال أبو سعيد بن يونس يقول أهل العلم من أهل العراق في أبي وهب أن اسمه
ديلم بن هوشع وهو عندي خطأ واسم أبي وهب الجيشاني عبيد بن شرحبيل
وهذا الحديث عندي وهم من أبي سعيد بن يونس أو من أبيه فقد رواه ابن ماجة
عن جده يونس بن عبد الأعلى كما رواه الجماعة عن ابن لهيعة وسماع ابن لهيعة من

(1) مسند الإمام أحمد 6 / 301 (ط. دار الفكر) ح رقم 18062.
(2) عن المسند وبالأصل: " ابن ".
(3) بالأصل: " بن ".
277

أبي وهب ممكن فقد روى عنه أقرانه لعمرو بن الحارث والليث بن سعد ويحيى بن
أيوب ويحتمل أن يكون ابن لهيعة سمعه من يزيد بن أبي حبيب عن أبي وهب كما
رواه ابن يونس ثم سمعه من أبي وهب بعد ذلك أو دلسه عنه فرواه كما قالت الجماعة
أخبرنا بحديث يونس على الصواب أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله الحصري
أنا محمد بن الحسين بن أحمد المقومي نا القاسم بن أبي المنذر الخطيب نا علي بن
إبراهيم بن سلمة نا محمد بن يزيد بن ماجة (1)، نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن
وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي وهب الجيشاني حدثه أنه سمع الضحاك بن فيروز
الديلمي يحدث عن أبيه قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله إني أسلمت وعندي
أختان قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له طلق أيهما شئت [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس هو الأصم نا محمد هو ابن إسحاق
الصغاني نا يحيى هو ابن معين نا هشام بن يوسف أنا أمية بن شباب عن كثير
الصنعاني قال كنت مع الضحاك بن فيروز الديلمي يوم رد عبد الملك على عروة
سيف الزبير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن أنا أبو محمد البصري أنا
أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح عن يحيى قال في
تسمية التابعين (3) في أهل اليمن الضحاك بن فيروز الديلمي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر قالا أنا أبو الحسين
الأصبهاني وأنا محمد بن أحمد الأصبهاني أنا أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن
خياط (4) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل اليمن ابن فيروز الديلمي من الأبناء
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن

(1) سنن ابن ماجة (9) كتاب النكاح، 39 باب (ح رقم 1951).
(2) بالأصل: " أبو معاوية " والصواب عن تهذيب الكمال 9 / 165.
(3) بالأصل: " محمد " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 515 رقم 2645 ونقله عن خليفة في تهذيب الكمال 9 / 165.
278

يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1) نا محمد بن سعد قال
في الطبقة الثانية من أهل اليمن الضحاك بن فيروز الديلمي من الأبناء وقد روى عن
أبيه
أنبأنا أبو نصر بن البنا وأبو طالب بن يوسف قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن
الفهم بن الفهم (2)، نا محمد بن سعد (3) في الطبقة الأولى من تابعي أهل اليمن
الضحاك بن فيروز الديلمي روى عن أبيه
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني
قالا أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ نا محمد بن إسماعيل (4) قال:
الضحاك بن فيروز الديلمي عن أبيه روى عنه أبو وهب الجيشاني لا يعرف سماع
بعضهم من بعض
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (5) قال الضحاك بن فيروز الديلمي روى عن أبيه روى عنه أبو وهب
الجيشاني سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد المعدل نا أبو محمد الصوفي نا أبو
محمد المعدل أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (6) قالا وبنو فيروز الديلمي ثلاثة عبد الله يكنى أبا بسر (7)،
والضحاك وعياش (8)، فعبد الله من نحو ابن محيريز والضحاك كان يصحب

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) كذا مكررة بالأصل.
(3) بالأصل: " سعدوي " والصواب ما أثبت، " محمد بن سعد " والخبر في طبقاته 5 / 536.
(4) التاريخ الكبير 4 / 333.
(5) الجرح والتعديل 4 / 461.
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 338 وتهذيب الكمال 9 / 165 نقلا عن أبي زرعة.
(7) عن أبي زرعة وتهذيب الكمال وبالأصل: بشر.
(8) عن أبي زرعة وتهذيب الكمال وبالأصل: عباس.
279

عبد الملك بن مروان ويجالسه
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أبو الحسن إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا الحسن بن أحمد أنا محمد بن أحمد أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أبو الحسن إجازة
أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو
الحسن قراءة قال سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الثالثة
الضحاك بن فيروز الديلمي مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) فلسطيني ولد الديلمي أربعة موالي
النبي (صلى الله عليه وسلم) (1).
2920 الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة
ابن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك
أبو أنيس ويقال أبو أمية ويقال أبو عبد الرحمن
ويقال أبو سعيد القرشي الفهري (2)
له صحبة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا يسيرا ويقال إنه لا صحبة له
وروى عن حبيب بن مسلمة الفهري وعمر بن الخطاب
روى عنه الحسن البصري وعروة بن الزبير (3) وأبو إسحاق السبيعي
وتميم بن طرفة وميمون بن مهران وسماك بن حرب وعمير بن سعيد (4) النخعي
وعامر الشعبي وعبد الملك بن عمير
وشهد فتح دمشق وسكنها إلى آخر عمره وكانت داره في حجر الذهب مما يلي
حائط المدينة مشرقة على بردى وشهد صفين مع معاوية وكان على أهل دمشق وهم
القلب

(1) انظر تهذيب الكمال 9 / 165.
(2) ترجمته في جمهرة ابن حزم 178 و 197 والاستيعاب 2 / 205 وأسد الغابة 2 / 431 والإصابة 2 / 207
وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أمري ترجمت له.
(3) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال 9 / 166.
(4) في سير الأعلام: عمير بن سعد.
280

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الحسن
محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر نا محمد بن العباس
ح وأخبرناه عاليا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري بهراة أنا أبو
عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن
أحمد بن محمد بن أبي شريح قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا يوسف بن
سعيد بن مسلم بالمصيصة نا حجاج بن محمد عن ابن جريج حدثني محمد بن
طلحة عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال وهو على المنبر حدثني الضحاك بن قيس
وهو عدل على نفسه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا يزال وال من قريش [* * * *]
أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن منصور أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا
جدي أبو بكر أنا أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم الحافظ نا يوسف بن سعيد نا
حجاج (1)، عن ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة أن معاوية قال على المنبر حدثني
الضحاك بن قيس وهو عدل على نفسه والضحاك جالس عند المنبر أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال لا يزال على الناس وال من قريش [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد حدثني سريج (2) بن يونس نا عبيدة (3) ابن حميد
حدثني عبد العزيز بن رفيع وغيره عن تميم بن طرفة عن الضحاك بن قيس قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن الله تبارك وتعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شيئا فهو لشريكي يا
أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله تعالى فإن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له
ولا تقولوا هذا لله وللرحم [* * * *]
كذا رواه سعيد بن سليم سعدويه عن (4) عبيدة بن حميد وآخر الحديث من قول

(1) نقله الذهبي في سير الأعلام 3 / 242 من طريق حجاج بن محمد.
(2) بالأصل: " شريح " ترجمته في سير الأعلام 11 / 146.
(3) بالأصل: " عبيد وابن حميد " والصواب ما أثبت انظر ترجمة عبد العزيز بن رفيع في تهذيب الكمال
11 / 495 وفيها: روى عنه:.... وعبيدة بن حميد.
(4) بالأصل: " بن ".
281

الضحاك أدرج في الحديث ببين ذلك
ما أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن
عبد اله بن أبي صادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه
الشيرازي نا أحمد بن صالح بن مهدي بخاحوس (1)، نا محمد بن عطية الأندلسي نا
يحيى بن يحيى أنا الفضيل بن عياض عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة
الطائي عن الضحاك بن قيس أنه كان يقول
أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص فإذا
أحدكم أعطى عطية أو عفا عن مظلمة أو وصل رحمه فلا يقولن هذا لله بلسانه
ولكن يعلم بقلبه
ورواه سعيد بن سليمان عن (2) عبيدة بن حميد عن ابن رفيع فرفعه
أخبرنا أبو الرجاء يحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء وابنا أخيه أبو نهشل عباد
و (3) أبو الفتح محمد ابنا محمد بن عبد الله بن أبي الرجاء قالوا حدثنا أبو محمد
عبد الله بن أبي الرجاء إملاء قال أبو الفتوح وأنا حاضر
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي قالا أنا أبو
عبد الله بن منده أنا عثمان بن أحمد السمرقندي أنا أبو أمية الطرسوسي نا
منصور بن صفير نا عبيد الله بن عمرو عن (4) عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن
قيس قال كانت أم عطية خافضة بالمدينة فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا خفضت فلا تنهكي
فإنه أحظى للزوج وأسرى للزوجة [* * * *]
ذكر أبو الطيب فيما قرأته على أبي محمد السلمي عنه أن الضحاك بن قيس هذا
آخر غير الفهري (5).

(1) كذا رسمها، ولم أحله.
(2) بالأصل: " ابن ".
(3) زيادة منا.
(4) بالأصل " بن ".
(5) وهذا ما ذهب إليه ابن حجر في تهذيب التهذيب إذ ميز بينهما وقال: فرق ابن معين بينه وبين الفهري،
وتبعه الخطيب في المتفق والمفترق.
282

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي التميمي أنا أحمد القطيعي نا أبو
عبد الرحمن (1)، حدثني أبي نا عفان هو ابن مسلم نا حماد بن سلمة أنا علي بن
زيد عن الحسن
إن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية سلام
عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل
المظلم فتنا كقطع الدخان يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه يصبح الرجل
مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام خلاقهم ودينهم بعرض من
الدنيا قليل [* * * *] وإن يزيد بن معاوية قد مات وأنتم إخواننا وأشقاؤنا فلا تسبقونا حتى
نختار لأنفسنا (2).
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان ثنا الزبير بن بكار قال وولد محارب بن فهر
شيبان فولد شيبان عمرو (3) بن شيبان فولد عمرو واثلة فولد واثلة ثعلبة فولد
ثعلبة بن واثلة وهبا فولد وهب خالد الأكبر ابن وهب فولد خالد (4) قيسا فولد
قيس بن خالد الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر كان الضحاك مع معاوية فولاه
الكوفة وهو الذي صلى على معاوية وقام بخلافته حتى قدم يزيد بن معاوية وكان قد
دعا لابن الزبير وبايع له ثم دعا إلى نفسه فقتله مروان بن الحكم يوم مرج راهط وكان
على شرط معاوية وفي بيت أخته فاطمة بنت قيس اجتمع أهل الشورى وخطبوا خطبهم
المأثورة وكان امرأة نجودا والنجود النبيلة روى عنها حديث تميم الداري
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن
الحسن قال أنا محمد بن إسحاق أنا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن

(1) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 5 / 343 (رقم 15753).
(2) نقله الذهبي في سير الأعلام 3 / 242 من طريق علي بن جدعان. وانظر تخريجه فيها.
(3) كذا والصواب: عمرا.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) انظر سير الأعلام 3 / 242.
283

خياط (1)، قال الضحاك بن قيس بن خالد بن وهيب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن
شيبان بن محارب بن فهر بن مالك يكنى أبا عبد الرحمن قتل بالشام يوم مرج راهط
في الفتنة سنة خمس أو أربع وستين وليها يعني الكوفة لمعاوية سنة ثمان وخمسين
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد أنا
أحمد بن محمد أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)، نا محمد بن سعد قال الضحاك بن قيس
الفهري قال الواقدي ولد قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) بسنتين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف قالا أنا الحسين (3) بن الفهم أنا محمد بن سعد (4) قال في
الطبقة الخامسة الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن
عمر بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن عامر بن
مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناه بن كنانة كان على شرطة معاوية ثم ولاه
الكوفة
قال محمد بن عمر في روايتنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبض والضحاك بن قيس غلام
لم يبلغ وفي رواية غيرنا أنه أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وسمع منه
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه
أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أحمد بن
عبد الله بن عبد الرحيم قال الضحاك بن قيس بن خالد بن زهير بن ثعلبة بن واثلة بن
عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن غانم بن
مبذول بن الحارث بن عبد مناه بن كنانة وهي أم فاطمة بنت قيس أخت الضحاك
يكنى أبا سعيد وكان عاملا لمعاوية على الكوفة سنة أربع وخمسين وقتل سنة خمس
أو أربع وستين وهو عامل لابن الزبير قتله مروان له حديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أحمد بن

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 66 رقم 163 وص 215 رقم 837.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقطت من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) بالأصل: الحسن خطأ، والصواب قياسا إلى سند مماثل.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 410.
284

الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (1) قال الضحاك بن قيس أبو أنيس الفهري أخو فاطمة القرشي
له صحبة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أخبرنا أبو القاسم بن منده أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2) قال الضحاك بن قيس الفهري أبو أنيس ولي الكوفة وولد قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)
بسنة أو نحوها روى عنه تميم بن طرفة ومحمد بن سويد الفهري وميمون بن مهران
وسماك بن حرب سمعت أبي يقول ذلك
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى ثنا أبو نصر أنا
الخصيب أخبرني عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو أنيس الضحاك بن قيس أخو
فاطمة بنت قيس
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن
محمد نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا
الضحاك بن قيس الفهري
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن الربعي أنبأ عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة أنبأ أبو
الحسن بن سميع قال في الطبقة الأولى من الصحابة والضحاك بن قيس الفهري يكنى
أبا أنيس قتل بمرج راهط
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن

(1) التاريخ الكبير 4 / 332.
(2) الجرح والتعديل 4 / 457.
285

منده أنبأ علي بن أحمد الحراني بمصر نا محمود بن محمد الرافقي قال
والضحاك بن قيس بن خالد الأكبر وهو ابن وهب بن ثعلبة بن وائل بن عمرو بن
شيبان بن فهر أرسله معاوية فعبر من جسر منبج فصار إلى الرقة ثم مضى منها فأغار
على سواد العراق وأقام بهيت (1) وبغانات (2)، وقتل بمرج راهط سنة خمس وستين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد قال الضحاك بن قيس الفهري يكنى أبا أنيس وهو أخو فاطمة
بنت قيس سكن المدينة وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال أبو أنيس الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن
واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن (3) مضر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال الضحاك بن قيس الفهري وهو ابن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن
عمرو بن شيبان يكنى أبا أنيس أخو فاطمة بنت قيس قتله مروان بمرج راهط في ذي
الحجة سنة أربع وستين روى عنه تميم بن طرفة وعمير بن سعيد وغيرهما
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (4)، قال أما وايلة بالياء
المعجمة باثنتين (5) من تحتها وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر من ولده أبو أنيس الضحاك بن
قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وايلة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو القاسم بن
منده أنا أبو علي إجازة

(1) هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (ياقوت).
(2) عانات: بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد في أعمال الجزير (انظر معجم البلدان: عانة).
(3) بالأصل " نا " والصواب ما أثبت، انظر ابن حزم ص 12.
(4) الاكمال لابن ماكولا 7 / 296.
(5) بالأصل: باثنين.
286

ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1) قال سألت بعض ولد الضحاك بن قيس الفهري بدمشق عن كنيته فقال أبو
أنيس وأبو عبيدة بن الجراح عمه وفاطمة بنت قيس أخته وكانت أكبر منه بعشر سنين
وقال قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط مع عمرو بن سعيد بن العاص قتل في ولاية
عبد الملك بن مروان
كذا قال وهو وهم إنما قتل الضحاك في حرب مروان قبل قتل عمرو بن
سعيد (2) بمدة
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قالا سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو أنيس
الضحاك بن قيس الفهري شهد بدرا وهذا وهم من مسلم (3).
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني بمرو في كتابه أنا أبو بكر الصفار
أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا أبو أحمد الحاكم (4) قال أبو أنيس ويقال أبو
عبد الرحمن الضحاك بن قيس بن خالد بن وهيب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن
شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الفهري القرشي أخو فاطمة له
صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) قتل بالشام يوم مرج راهط في الفتنة سنة أربع وستين عداده في
أهل الحجاز
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى
ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)، نا أبو الحسين بن المهتدي قالا أنا
عبيد الله بن أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن
عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عباس الضحاك بن قيس يكنى
أبا سعيد

(1) الجرح والتعديل 4 / 457.
(2) بالأصل: سعد، خطأ.
(3) وغلطه الذهبي أيضا في سير الأعلام 3 / 242، وقال ابن حجر في الإصابة أنه: " وهم فظيع ".
(4) الخبر في كتاب الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 47 رقم: (422).
(5) بالأصل: " المحلي، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
287

حدثنا أبو بكر السلماسي أنا نعمة الله بن محمد المهدي نا أبو مسعود
أحمد بن محمد نا محمد بن أحمد بن سليمان أنا سفيان بن محمد بن سليمان
حدثني عمي الحسن بن سفيان نا محمد بن علي عن محمد بن إسحاق قال سمعت
أبا عمر الضرير يقول الضحاك بن قيس أبو سعيد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد أنا أبو علي الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
الضحاك بن قيس أبو سعيد والصحيح أن كنيته أبو أنيس فقد أخبرنا أبو القاسم بن
إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا محمد بن أحمد بن علي أنا أحمد بن موسى بن
مردويه أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا خالد بن
عبد الله نا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد أن رجلا قدم على ابن عمر فقال كيف أنتم
وأبو أنيس يعني الضحاك بن قيس قال نحن وهو إذا لقيناه قلنا له ما (1) رادا
ولينا عنه قلنا غير ذلك قال ذاك ما كنا نعد ونحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من النفاق
وبلغني أن الشعبي سئل عن رجل صلى فقام في الأولى والثانية فقال فعل ذلك
الضحاك بن قيس وكان من الفقهاء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل بن ناصر قالا أنا أبو طاهر
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن يوسف
الأصبهاني أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البغوي نا إسحاق بن إبراهيم بن
عباد الدبري أنا عبد الرزاق بن همام عن معمر
أن الضحاك بن قيس أمر غلاما قبل أن يحتلم فصلى بالناس فقيل له فعلت
ذلك قال الضحاك إن معه من القرآن ما ليس معي فإنما قدمت القرآن قال معمر
وبلغني أن غلاما في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي ولم يحتلم وكان أكثر قرآنا
أخبرنا أبو غالب الماوردي (2) أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال

(1) كذا وردت العبارة، والكلمة قبلها غير مقروءة.
(2) بعدها بالأصل: " أنا أبو الحسن الماوردي " حذفناها قياسا إلى سند مماثل.
288

لما (1) مات زياد سنة ثلاث وخمسين استخلف يعني على الكوفة عبد الله بن
خالد بن أسيد فعزله معاوية وولاها الضحاك بن قيس الفهري ثم عزله وولى
عبد الرحمن بن أم الحكم يعني وولى معاوية الضحاك بن قيس على دمشق وأقر
يزيد بن معاوية الضحاك بن قيس الفهري على دمشق حتى مات يزيد ودعا إلى ابن
الزبير يعني حتى مات معاوية بن يزيد بن معاوية
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان نا محمد بن
العلاء نا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن (2) الأعمش عن عمرو بن مرة عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان (3) الضحاك بن قيس على الكوفة فخطب قاعدا
فقام كعب بن عجرة فقال لم أر كاليوم قط إمام قوم مسلمين يخطب قاعدا
أخبرنا أبو الغنائم (5) المعروف بأبي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنبأ أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن
محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل (6)، حدثني بندار نا محمد نا سعيد (7) قال سمعت أبا
إسحاق يحدث عن الضحاك أنه سجد في ص في الخطبة وعلقمة وأصحاب عبد الله
وراءه فلم يسجدوا
أخبرنا أبو محمد بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى أنا أبو محمد بن أبي
شريح أنبأ أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر نا الحسن بن عفان نا أبو أسامة
عن سعد بن قتادة أن المؤذن قال للضحاك بن قيس إني أخيك (8) في الله فقال له

(1) الخبر في تاريخ خليفة بص 218 و 224.
(2) بالأصل: " بن ".
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) بالأصل: " عجزة " بالزاي، والمثبت عن تقريب التهذيب.
(5) وهو محمد بن علي بن ميمون، أبو الغنائم النرسي، ترجمته في سير الأعلام 19 / 274.
(6) التاريخ الكبير 4 / 332.
(7) في البخاري: شعبة.
(8) كذا بالأصل، ولعله: " أحبك " وهو أشبه باعتبار ما يأتي.
289

الضحاك لكني أبغضك في الله قال لم قال لأنك تبغي في آذانك وتأخذ على
تعليم الغلام أجرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن جابر التنيسي بها نا أبو العباس
إسماعيل بن داود بن وردان نا أبو يحيى زكريا بن يحيى كاتب (1) العمري نا
المفضل بن فضالة عن عباس عن أبي النصير عن الضحاك بن قيس أنه كان على دمشق
فجاءه المؤذن فسلم عليه وقال المؤذن إني لأحبك في الله عز وجل فقال له
الضحاك ولكني أبغضك لله قال ولم تبغضني أصلحك الله فقال لأنك تتزاهى
بتأذينك وتأخذ أجرا على تعليمك وكان معلم كتاب
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الحسن
الدارقطني نا الحسين بن إسماعيل نا عبد الله بن أبي سعد حدثني عمر بن شبة
حدثني محمد بن يحيى أبو غسان
أن الضحاك بن قيس قدم المدينة فأتى المسجد فصلى بين القبر والمنبر فرآه أبو
الحسن البراد وعليه برد مرقع قد ارتدى به من كسوة معاوية فجلس إليه أبو الحسن ولا
يعرفه فلما صلى قال يا أعرابي تبيع بردك قال نعم وبكم تأخذه قال بمائة
دينار قال زدني فلم يزل يزيده حتى بلغ ثلاثمائة دينار قال انطلق حتى أدفعه
إليك فانطلق حتى أتى بيت حويطب بن عبد العزى فقال يا جارية هلمي بعض أردية
أخي فخرجت إليه برداء فارتدى به ثم قال لأبي حسن إني أراك قد أغريت بردائي
وأعجبك وفتح (2) بالرجل أن يبيع عطافه فخذه فألبسه فأخذه أبو حسن فباعه فكان
أول مال أصابه وكان يساره
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن عمر البرمكي وحدثنا أبو
المعمر الأنصاري أنا المبارك بن عبد الجبار أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن

(1) بالأصل: " كانت " والصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
(2) كذا رسمها بالأصل: ونقله الذهبي في سير الأعلام 3 / 242 مختصرا وفيه: وقال: شح بالمرء أن يبيع
عطافه.
290

وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر قالا أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبيد الله بن عبد الرحمن
أنا أبو محمد بن قتيبة الدينوري نا الرياشي حدثنا يعقوب بن إسحاق بن بويه عن
حماد بن زيد قال دخل الضحاك بن قيس على معاوية فقال معاوية:
* تطاولت للضحاك حتى رددته * إلى حسب في قومه متقاصر *
فقال الضحاك قد علم قومنا أننا أحلاس الخيل فقال صدقت أنتم أحلاسها
ونحن فرسانها (1)، يريد أنتم راضة وساسة ونحن الفرسان أرى أصله من الحلس
وهو كساء (2) يكون تحت البردعة أي تلزم ظهورها كما يلزم الحلس ظهر البعير
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله (2) بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث:
وأظهر الضحاك بيعة عبد الله بن الزبير ودعا له فلما فعل الضحاك ما فعل سار عامة
بني (4) أمية ومن تبعهم (5) من حشم معاوية ويزيد ومن كان هواه في بني أمية حتى لحقوا
بالأردن وسار مروان وبنو بحدل إلى الضحاك (6).
أخبرنا أبو بكر الحاسب أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا ابن الفهم أنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
عبد الرحمن بن أبي الزناد عن (7) هشام بن عروة عن أبيه قال قتل الضحاك بن قيس
يوم مرج راهط على أنه يدعو إلى عبد الله بن الزبير وكتب بذلك كتابا إلى عبد الله
فنعاه عبد الله لنا وذكر من طاعته وحسن رأيه
قال ونا ابن سعد حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال

(1) الخبر في اللسان " حلس " بين أبي بكر رضي الله عنه وبني فزارة، قالوا له: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن
أحلاس الخيل،....
(2) في اللسان: كساء رقيق.
(3) بالأصل: " أنا أبو عبد الله " خطأ.
(4) بالأصل: " بنوا ".
(5) بالأصل: تبعه.
(6) نقله الذهبي في سير الأعلام 3 / 243 من طريق الليث.
(7) بالأصل: عن ابن هشام.
291

لما ولي عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس المدينة كان فتى شابا فقال إن
الضحاك بن قيس قد كان دعا قيسا وغيرها إلى البيعة لنفسه فبايعهم يومئذ على الخلافة
فقال له زفر بن عقيل الفهري هذا الذي كنا نعرف ونسمع وإن بني الزبير يقولون إنما
كان بايع لعبد الله بن الزبير وخرج في طاعته حتى قتل عليها قال الباطل والله
يقولون ولكن كان أول ذلك أن قريشا دعته إليها وقالت أنت كبيرنا والقائم بدم
الخليفة المظلوم وكنت عند معاوية باليمين فأبى ماتت عليه حتى دخل فيها كلها
ودعت إليه قيس وغيرها من ذي يمن فلقيهم يوم مرج راهط فأصابهم ما قال ابن
الأشرف لا تبعدوا إن الملوك تصرع
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبيد الله بن
عثمان بن يحيى أنبأ أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي قال كان الضحاك بن قيس
الفهري بمصر أخذ البيعة على من معه من الناس بالخلافة لنفسه بعد أن بويع مروان بن (2)
الحكم بالخلافة فسار إليه مروان فيمن معه فالتقوا بمرج راهط فقتل مروان
الضحاك بن قيس واستولى على الأمر وقويت حينئذ حاله كذا قال وإنما كان
بدمشق.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا علي بن
محمد المدائني عن خالد بن يزيد بن كسر عن أبيه وعبد الله بن نجاد الطابخي عن
العيزار بن أنس الطابخي (3)، ومسلمة بن محارب بن حرب بن خالد وغيرهم
قالوا (4): لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان اختلف الناس بالشام فكان
أول من خالف من أمراء النعمان بن بشير (5) بحمص دعا إلى ابن الزبير وبلغ زفر بن
الحارث وهو بقنسرين ودعا إلى ابن الزبير ثم دعا (6) الضحاك بن قيس الفهري بدمشق

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(3) كتبت الكلمة فوق السطر.
(4) الخبر في طبقات ابن سعد 5 / 39 وما بعدها في ترجمة مروان بن الحكم.
(5) بالأصل: بشر، خطأ والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 3 / 411.
(6) بالأصل: " دعا إلى " حذفنا " إلى " لأنها مقحمة.
292

إلى ابن الزبير سرا ولم يظهر ذلك لمكان من بها من بني أمية وكلب وبلغ حسان بن
مالك بن بحدل ذلك وهو بفلسطين وكان هواه في خالد بن يزيد فأمسك وكتب إلى
الضحاك بن قيس كتابا يعظم فيه حق بني أمية وبلاءهم عنده ويذم ابن الزبير ويذكر خلافة
ومفارقته الجماعة ويدعو إلى أن يبايع لرجل من بني حارث وبعث بالكتاب إليه مع
ناغضة بن كريب الطابخي وأعطاه نسخة الكتاب وقال له إن قرأ الضحاك كتابي على
الناس وإلا فاقرأه أنت وكتب إلى بني أمية يعلمهم ما كتب به إلى الضحاك وما أمر به
ناغضة ويأمرهم أن يحضروا ذلك فلم يقرأ الضحاك كتاب حسان فكان في (1) ذلك
اختلاف وكلام فسكتهم خالد بن يزيد ونزل الضحاك فدخل الدار فمكثوا أياما ثم
خرج الضحاك ذات يوم فصلى بالناس صلاة الصبح ثم ذكر ابن معاوية فشتمه فقام إليه
رجل من كلب فضربه بعصا واقتتل (2) الناس بالسيف ودخل الضحاك دار الإمارة فلم
يخرج وافترق الناس ثلاث فرق فرقة زبيرية وفرقة بحدلية هواهم لبني حرب والباقون
لا يبالون لمن كان الأمر من بني أمية وأرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على البيعة له
فأبى وهلك تلك الليالي فأرسل الضحاك بن قيس إلى بني أمية فأتاه مروان بن الحكم
وعمرو بن سعيد وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية فاعتذر إليهم وذكر حسن بلائهم
عنده وأنه لم يرد شيئا يكرهونه وقال اكتبوا (3) إلى حسان بن مالك بن بحدل حتى ينزل
الجابية ثم نسير إليه فنستخلف رجلا منكم فكتبوا إلى حسان فأقبل حتى نزل الجابية
وخرج الضحاك بن قيس وبنو أمية يريدون الجابية فلما استقلت الرايات متوجهة قال
معن بن ثور السلمي ومن معه من قيس دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم الناس رأيا وفضلا
وبأسا فلما أجبناك خرجت إلى هذا الأعرابي من كلب تبايع لابن أخته قال فتقولون
ماذا قالوا نصرف الرايات وننزل فنظهر البيعة لابن الزبير ففعل وبايعه الناس وبلغ
ابن الزبير فكتب إلى الضحاك بعهده على الشام وأخرج من كان بمكة من بني أمية
وكتب إلى جابر بن الأسود بن عوف أو إلى الحارث بن حاطب الجمحي بالمدينة أن
يخرج من بها من بني أمية إلى الشام وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير، فأتوه.

(1) الزيادة عن سير الأعلام 3 / 243.
(2) تقرأ بالأصل: " واقبل " والمثبت عن سير الأعلام.
(3) غير واضحة بالأصل ورسمها: " اكفنوا لي " كذا، والمثبت عن سير الأعلام.
293

فلما رأى ذلك مروان خرج يريد (1) ابن الزبير ليبايع له ويأخذ منه أمانا لنبي أمية
خرج معه عمرو بن سعيد فلما كانوا بأذرعات لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق
فأخبروه بما أرادوا فقال لمروان سبحان الله أرضيت لنفسك بهذا أتبايع لأبي خبيب
وأنت سيد قريش وشيخ بني عبد مناف والله لأنت أولى بها منه فقال له مروان فما
الرأي قال الرأي أن (2) ترجع وتدعو إلى نفسك وأنا أكفيك قريشا ومواليها فلا
يخالفك منهم أحد فرجع مروان وعمرو بن سعيد وقدم عبيد الله بن زياد دمشق
فنزل باب الفراديس (3)، فكان يركب إلى الضحاك كل يوم فيسلم عليه ويرجع إلى
منزله فعرض له رجل يوما في مسيره فطعنه بحرية في ظهره وعليه الدرع فأثبت الحربة
فرجع عبيد الله إلى منزله وأقام ولم يركب إلى الضحاك فأتاه الضحاك في منزله فاعتذر
إليه وأتاه بالرجل الذي طعنه فعفا عنه عبيد الله وقبل من الضحاك وعاد عبيد الله
يركب إلى الضحاك في كل يوم فقال له يوما يا أبا أنيس العجب لك وأنت شيخ قريش
تدعو لابن الزبير وتدع نفسك وأنت أرضى عند الناس منه لأنك لم تزل متمسكا بالطاعة
والجماعة وابن الزبير مشاق مفارق مخالف فادع إلى نفسك فدعا إلى نفسه ثلاثة
أيام فقالوا له أخذت بيعتنا وعهودنا (4) لرجل ثم دعوتنا إلى خلعه من غير حدث
أحدثه والبيعة لك وامتنعوا عليه فلما رأى ذلك الضحاك عاد إلى الدعاء إلى ابن
الزبير فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه فقال له عبيد الله بن زياد من أراد
ما تريد لم ينزل المدائن والحصون يبرز وتجمع إليه الخيل فاخرج عن دمشق
واضمم إليك الأجناد وكان ذلك من عبيد الله مكيدة له فخرج الضحاك فنزل المرج
وبقي (5) عبيد الله بدمشق ومروان وبنو أمية بتدمر وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية
بالجابية عند حسان بن مالك بن بحدل فكتب عبيد الله إلى (6) مروان أن أدع الناس إلى
بيعتك ثم سر إلى الضحاك فقد أصحر لك فدعا مروان بني أمية فبايعوه وتزوج أم

(1) بالأصل: " يريدون " والمثبت عن ابن سعد.
(2) زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد.
(3) من أبواب دمشق، شمال الجامع الأموي.
(4) مكررة بالأصل.
(5) كلمة " بقي " كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(6) بالأصل: " بن " والصواب ما أثبت.
294

خالد بن يزيد بن معاوية وهي ابنة أبي هاشم (1) بن عتبة بن ربيعة واجتمع الناس
على بيعة مروان فبايعوه وخرج عبيد الله حتى نزل المرج وكتب إلى مروان فأقبل
في خمسة آلاف وأقبل عباد بن زياد من حوارين (2) في ألفين من مواليه وغيرهم من
كلب ويزيد بن أبي النمش بدمشق قد أخرج عامل الضحاك منها أمد مروان بسلاح
ورجال وكتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد فقدم عليه زفر بن الحارث الكلابي
من قنسرين وأمده النعمان بن بشير الأنصاري بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص
فتوافوا عند الضحاك بالمرج فكان الضحاك في ثلاثين ألفا ومروان في ثلاثة عشر ألفا
أكثرهم رجالة لم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا أربعون منهم لعباد بن زياد
وأربعون لسائر الناس فأقاموا بالمرج عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون وعلى
ميمنة مروان عبيد الله بن زياد وعلى ميسرته عمرو بن سعيد وعلى ميمنة الضحاك
زياد بن عمرو العقيلي وعلى ميسرته بكر بن أبي بشر الهلالي فقال عبيد الله بن زياد
يوما لمروان إنك على حق وابن الزبير وأصحابه ومن دعا إليه على باطل وهم أكثر
منك عدد واعد (3)، ومع الضحاك فرسان قيس فإنك لا تنال منهم ما تريد إلا بمكيدة
فكدهم فقد حل الله ذلك لأهل الحق والحرب خدعة فادعهم إلى الموادعة (4)، فإذا
أمنوا وكفوا عن القتال فكر عليهم فأرسل مروان الشعراء إلى الضحاك يدعوه إلى
الموادعة ووضع الحرب حتى ينظر فأصبح الضحاك والقيسية فأمسكوا عن القتال
وهم يطمعون أن مروان يبايع لابن الزبير وقد أعد مروان أصحابه فلم يشعر الضحاك
وأصحابه إلا بالخيل قد شدت عليهم ففزع الناس إلى راياتهم وقد غشوهم وهم على
غير عدة فنادى الناس يا أبا أنيس أعجزا بعد كيس فقال الضحاك نعم أنا أبو
أنيس عجز لعمري بعد كيس فاقتتلوا ولزم الناس راياتهم وصبروا وصبر الضحاك
ورحل (5) مروان وقال قبح الله من يوليهم ظهره اليوم حتى يكون الأمر لإحدى
الطائفتين فقال الضحاك بن قيس وصبرت قيس على راياتها يقاتلون عندها فنظر

(1) في سير الأعلام: ابنة هاشم بن عتبة.
(2) حصن بناحية حمص (انظر ياقوت).
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) عن سير الأعلام وبالأصل: المواعدة.
(5) كذا.
295

رجل من بني عقيل إلى ما يلي بقيس عند راياتها من القتل فقال اللهم العنها من رايات
واعترضها بسيفه فجعل يقطعها فإذا سقطت الراية تفرق أهلها ثم انهزم الناس فنادى
منادي مروان ولا تتبعوا موليا فأمسك عنهم
قال محمد بن عمر وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط
وكانت وقعة مرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين
قال محمد بن عمر لما بلغ الضحاك أن مروان قد بايع لنفسه على الخلافة بايع
من معه لابن الزبير ثم سار كل واحد منهما إلى صاحبه بمن اتبعه فالتقوا بمرج راهط
للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل الضحاك
وأصحابه وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط
قال وأنا ابن سعد وأنا علي بن محمد عن الشرفي بن القطامي الكلبي قال قتل
الضحاك بن قيس رجل من بني كلب يقال له زحمة بن عبد الله
وقال ابن سعد أنا علي عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبي قال حدثني من شهد
مقتل الضحاك قال مر بنا رجل يقال له زحمة ما يطعن أحدا إلا صرعه ولا يضرب
أحدا إلا قتله إذ حمل على رجل فطعنه فصرعه وتركه وقد مضى حتى ضرب رجلا
فخذله فأتيته فإذا هو الضحاك فاحتززت رأسه فأتيت به مروان فقال أنت قتلته قلت
لا وأخبرته من قتله وكيف صنع فأعجبه صدقي وكره قتل الضحاك وقال الآن
حين كبرت سني واقترب أجلي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض وأمر لي بجائزة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا عبد الله بن
منده أنا إبراهيم بن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن علي البجلي قالا أنا أبو
زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال قرأت في كتاب محمد بن معاذ بن عبد الحميد
أعطانيه ابنه أن الهيثم بن عمران حدثهم أنه سمع إسماعيل بن عبيد الله قال كان
عبد الرحمن بن أم الحكم يوم راهط عامل مروان على دمشق وكان مروان يقاتل
الضحاك بن قيس بمرج راهط فجاءه روح بن زنباع فبشره بقتله (2).

(1) بالأصل: " ما يطعن إلا أحدا " وفوق إلا أحدا علامتا " م " تشيران إلى تقديم وتأخير، وهو ما أثبتناه.
(2) انظر الخبر في سير الأعلام 3 / 243 إلى 245 وفيه اختصار.
296

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد أنا
أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي قال في حديث ابن الزبير أنه لما بلغه قتل مروان
الضحاك بمرج راهط قام خطيبا فقال إن ثعلب بن ثعلب حفر بالصحصحة (1)
فأخطأت استه الحفرة والهف أم لم تلدني على رجل من محارب كان يرعى في جبال
مكة فيأتي بالضربة من اللبن فيتبعها بالقبضة من الدقيق فيرى ذلك سدادا من عيش ثم
أنشأ يطلب الخلافة ووراثة النبوة
من حديث محمد بن إسحاق بن يسار (2):
الصحصحة (1): الأرض المستوية الجرداء قال الشماخ
بصحصحة يبيت بها النعام
وفي الصحصح (1) والصحصحان (1) أيضا
والضربة اللبن الحامض يقال جاء بضربة تروي الوجوه وقد ضرب اللبن في
الرطب يضربه ضربا إذا حلب بعضه على بعض وتركه حتى يحمض ويقال شربت لبنا
ضربا وضريبا قال الشاعر:
* سنكفيك لحم القوم ضرب معرض * وما قدور في القصاع شنب (3) *
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر أنبأ أبو الحسن نا
الحسين بن محمد نا ابن سعد أنا علي بن محمد بن مسلمة نا (4) محارب بن حرب
عن (5) خالد بن يزيد بن معاوية أن عبد الملك بن مروان ذكر الضحاك بن قيس يوما
فقال العجب من الضحاك ومن طلبه الخلافة لابن الزبير ثم قاتل عليها له وإنما قتل
إياه ببس (6) حلفي بطحة (6) فأدركوه وما به حبض ولا تبض (7) فقيل له يا أمير

(1) بالأصل: الضحصحة، خطأ، والصواب ما أثبت عن اللسان وتاج العروس قال ابن منظور: وهذا مثل
للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أن الضحاك طلب الإمارة والتقدم فلم ينلها.
(2) بالأصل: " بشار " ترجمته في سير الأعلام 7 / 33.
(3) كذا رسمها بإهمال الحرف الثالث منها.
(4) بالأصل: نا.
(5) بالأصل: بن.
(6) كذا رسم الكلمات بالأصل.
(7) في التاج: تقول العرب: ما به حيض ولا نبض، يريدون: ما به قوة.
297

المؤمنين هذا ابنه عبد الرحمن فقال بببوه (1).
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال وفي هذه السنة يعني سنة أربع وستين قتل الضحاك بن
قيس بمرج راهط وقال الليث كانت وقعة راهط في ذي الحجة بعد الأضحى بليلتين
وذكر أن محمد بن أحمد بن عبد العزيز أخبره عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن
بكير عن الليث بذلك (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري (3)، أنا أبو طاهر
المخلص إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي قال حدثني أبو عبيد قال سنة أربع وستين فيها قتل الضحاك بن
قيس بمرج راهط
2921 الضحاك (4) بن قيس بن معاوية
ابن حصين وهو مقاعس بن عباد (5)
ابن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو
ابن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم
أبو بحر التميمي (6)
أدرك عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره
وروى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب
والعباس بن عبد المطلب وعبد الله بن مسعود وأبي ذر الغفاري وأبي بكر الثقفي (7).

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) انظر الإصابة 2 / 208.
(3) تقرأ بالأصل: " النسوي " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) في تهذيب الكمال: عبادة.
(5) وميل اسمه: صخر، وقيل: الحارث، انظر تهذيب الكمال 1 / 478 وتهذيب التهذيب 1 / 167.
1 / 55 وأخبار أصبهان 1 / 224 والإصابة ترجمة 429 وشذرات الذهب 1 / 78 وسير الأعلام 4 / 86
وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(6) في تهذيب الكمال: أبي بكرة الثقفي.
298

روى عنه الحسن البصري وعمرو (1) بن جاوان وطلق بن حبيب وعروة بن
الزبير
وشهد صفين مع علي أميرا وقدم دمشق ورأى بها أبا ذر وقدم على معاوية في
خلافته أيضا وهو المعروف بالأحنف (2)، وكان سيد أهل البصرة
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن محمد بن
علي بن الآبنوسي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو العلاء الخصيب بن الموصل بن
محمد بن سلم قالا أنا أبو الحسين بن النقور
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو محمد الصريفيني قالوا أنا أبو جعفر
عمر بن إبراهيم الكتاني
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأ أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي
ح وأخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن مبارك أنبأ أبو
الحسين بن النقور وأبو نصر الزينبي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأبو المظفر
محمد بن محمد قالا أنا أبو نصر الزينبي
ح وأخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الغازي أنا علي بن
أحمد بن محمد بن علي في آخرين البسري (4).
ح وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (5)، وأبو النواس عبد الباقي بن
محمد بن عبد الباقي قالا أنا عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلال نا أبو حفص

(1) كذا بالأصل وسير الأعلام، وفي تهذيب الكمال: عمر، ويقال عمرو بن جاوان.
(2) الأحنف لقب، لقب به لحنف رجليه، وهو العوج والميل كما في سير الأعلام 4 / 87.
(3) بالأصل: " أبو الحسين " والصواب ما أثبت، راجع المطبوعة المجلدة العاشرة الفهارس ص 50،
والمطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 639).
(4) كذا بالأصل.
(5) بالأصل: " المحلي ".
299

الكتاني إملاء قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي نا علي بن عبد الله بن
جعفر المديني نا يحيى بن سعيد نا ابن جريج نا سليمان بن عتيق عن طلق بن
حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ألا هلك
المتنطعون قالها ثلاث مرات وفي حديث الكتاني ألا هلك المتكبرون وقال
إسماعيل بن الفضل قالها ثلاثا [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر
العمري الهروي أنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح أنا أبو جعفر
محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني نا حميد بن زنجويه نا محمد بن يوسف نا
الأوزاعي حدثني هارون بن رئاب عن (1) الأحنف بن قيس قال
دخلت مسجد دمشق فإذا أنا برجل يصلي يكبر الركوع والسجود فقلت لا
انتهى حتى أنظر أتدري أعلى شفع تنصرف أو على وتر فلما انصرف قلت له أتدري
على شفع تنصرف أم على وتر قال إن لم أدر فإن الله هو يدري حدثني خليلي أبو
القاسم (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى ثم قال ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه
بها سيئة فتقاصرت عنه إلى نفسي فإذا هو أبو ذر [* * * *]
وقد روي أن ذلك كان في مسجد حمص
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي نا أبو
زيد أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي نا أبو المغيرة نا الأوزاعي نا هارون بن
رئاب عن الأحنف بن قيس قال
دخلت مسجد حمص فإذا رجل يكثر الركوع والسجود فلما انصرف سألته على
شفع انصرفت أم على وتر فقال إن الله يدري سمعت خليلي أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) يقول ثم
بكى ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطية [* * * *]
وروى أن ذلك كان في مسجد بيت المقدس

(1) بالأصل: بن.
300

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1)، حدثني أبي أنا عبد الرزاق قال سمعت الأوزاعي يقول
أخبرني هارون بن رئاب (2)، عن الأحنف بن قيس قال دخلت مسجد بيت المقدس
فوجدت فيه رجلا يكثر السجود فوجدت في نفسي من ذلك فلما انصرف قلت
أتدري على شفع انصرفت أم على وتر قال إن لا أدري فإن الله يدري ثم قال أخبرني
حبيبي أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) ثم بكا ثم قال أخبرني حبيبي أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ما من
عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطية وكتب له بها حسنة
قال قلت أخبرني من أنت يرحمك الله قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فتقاصرت إلى نفسي [* * * *]
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قال قرئ على أبي محمد
الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف ثنا الحسين بن
الفهم نا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى من أهل البصرة الأحنف بن قيس
واسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة (4) بن النزال بن
مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وأمه من بني
قراض بن باهلة ويكنى الأحنف أبا بحر وكان ثقة مأمونا قليل الحديث وقد روى
عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر وكان الأحنف صديقا
لمصعب بن الزبير وقد وفد عليه بالكوفة ومصعب بن الزبير يومئذ وال عليها فتوفي
الأحنف عنده (5) بالكوفة فرئي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي أنبأ أبو الغنائم محمد بن علي بن
الحسن أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد الفارسي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن
شيبة ثنا جدي يعقوب قال والأحنف صفة ليس باسم هو ابن قيس بن معاوية بن (6)

(1) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 8 / 104 رقم 21508.
(2) عن المسند، وبالأصل: " ريات " وانظر تهذيب الكمال 1 / 478.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 93 و 97.
(4) عن ابن سعد وبالأصل: قتادة.
(5) عن ابن سعد وبالأصل: عليها.
(6) بالأصل: عن، خطأ.
301

حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن
سعد بن تميم، (1) الأحنف بن قيس (1) بن معاوية الذي يروي عمرو بن
دينار (1) قال كنت كاتبا لحسن بن معاوية فأتانا كتاب عمر أن اقتلوا كل ساحر
وساحرة فقد اختلف في اسم الأحنف فقال بعضهم اسمه الضحاك وقال بعضهم
اسمه صخر
قال وثنا جدي قال سمعت أبا بكر بن الأسود حدثني الحسن بن كثير قال
اسم الأحنف بن قيس الضحاك قال جدي وكان خليفة بن خياط عالما بهذا الأمر
قال اسم الأحنف صخر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر
أحمد بن الحسن الأصبهاني أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد
الأهوازي نا خليفة بن خياط (2)، قال الأحنف اسمه صخر بن قيس بن معاوية بن
حصين (3) يعني ابن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن
سعيد بن زيد مناة بن تميم وأم الأحنف حبة بنت (4) عمرو بن قرط بن ثعلبة بن
قرواش ثم من بني زاهر بن أود بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن
عيلان يكنى أبا بحر مات مع مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين (5)، وصلى
عليه مصعب بن الزبير
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب أنبأ
علي بن أبي علي نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ومحمد بن عبد الرحمن بن العباس
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد نا أحمد بن محمد بن النقور
وعبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قالا ثنا
عبيد الله بن عبد الرحمن السكري ثنا أبو يعلى المنقري نا الأصمعي ثنا كودن بن
زافر الباهلي عن أبيه قال كانت أم الأحنف بن قيس امرأة من باهلة يقال لها حبة بنت

(1) كلمة غير مقروءة ورسمها: وعمر... حسر.... بحاله.... لجسر " كذا ولم أقف على العبارة.
(2) انظر طبقات خليفة بن خياط ص 334 رقم 1555.
(3) في طبقات خليفة: حصن.
(4) بالأصل: " حية بن " والصواب عن خليفة بن خياط.
(5) في طبقات خليفة: سبع وسبعين.
302

ثعلبة بن قرط بن قرواش بن زافر بن كودان بن عوف بن خصي بن سلامة بن أود بن
معن بن مالك بن أعصر
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال أما حبة بفتح
الحاء المهملة وتشديد الباء المعجمة بواحدة حبة بنت ثعلبة بن قرط بن قرواش بن
زافر بن كودن بن عوف بن خصي بن سلامة بن أود بن معن بن مالك بن أعصر هي
أم الأحنف بن قيس
قرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الملك بن عمر الرزاز
ثم أخبرني أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأ عبد الملك بن
عمر أنا أبو حفص بن شاهين نا محمد بن مخلد
ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنبأ العتيقي أنا عثمان بن محمد المخرمي نا
إسماعيل الصفار قالا ثنا العباس بن محمد الدوري نا أبو بكر بن أبي الأسود نا
الحسن بن كثير قال اسم الأحنف بن قيس الضحاك
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا محمد بن الحسين بن زنبيل أنا
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل حدثني عبد الله بن
الأسود عن الحسن بن كثير قال كان اسم الأحنف بن قيس الضحاك وهو أبو بحر
السعدي البصري
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده أنا محمد بن الحسن أبو طاهر النيسابوري نا عباس بن محمد الدوري أنا أبو
بكر بن أبي الأسود نا الحسن بن كثير قال اسم الأحنف بن قيس الضحاك التميمي
أدرك عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعا له ولم يره
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن مهدي
أنا محمد (3) بن أحمد بن يعقوب نا جدي قال سمعت أبا بكر بن أبي الأسود يقول

(1)
الاكمال لابن ماكولا 2 / 319 و 320.
(2) في الاكمال: حصي بن سلامة بن أدد.
(3) الزيادة بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
303

حدثني الحسن بن كثير قال اسم الأحنف بن قيس الضحاك
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار أنا أبو حفص الفلاس قال الأحنف بن
قيس يكنى أبا بحر اسمه صخر بن قيس
أخبرنا أبو بكر الشقاني (1)، أنا أبو بكر أحمد بن منصور نا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو بحر
الأحنف بن قيس قال جاءنا مصدق النبي (صلى الله عليه وسلم) قال عمرو اسمه صخر وقال ابن أبي
الأسود الضحاك بن قيس
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن (2) أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر محمد بن العباس أنا محمد بن القاسم الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا
سليمان بن أبي سرح (3)، قال كان الأحنف أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا
بيضة واحدة وكان اسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه امرأة من باهلة وكانت
ترقصه وتقول:
* والله لولا حنف برجله *
وقلة أخافها من نسله *
ما كان في فتيانكم من مثله (4)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (5)، حدثني أحمد بن شبويه حدثني سليمان وهو ابن
صالح حدثني عبد الله بن المبارك عن (6) جرير بن حازم أنه كان أحنف الرجلين
جميعا قال جرير أخبرني محمد بن أبي يعقوب أن أم الأحنف كانت امرأة من باهلة

(1) تقرأ بالأصل: " الشنعاني " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. انظر فهارس المجلدة العاشرة.
(2) بالأصل: بن.
(3) كذا، وفي تهذيب الكمال 1 / 481 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 581) ص 347 وسير الأعلام
4 / 87: سليمان بن أبي شيخ.
(4) الخبر والشعر في المصادر الثلاثة السابقة.
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 670.
(6) عن أبي زرعة وبالأصل: بن.
304

وكانت ترتجز به وهو في حجرها قالت:
* والله (1) لولا حنف في رجله * ما أدرك في ولدانهم من مثله *
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل أنا أبو جعفر بن المسلمة في كتابه أنبأ أبو
عبيد الله محمد بن عمران بن موسى إجازة قال الأحنف بن قيس التميمي اسمه
صخر وهو التيت (2)، ويقال الضحاك ويقال الحارث بن قيس ويقال حصين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن
رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن
صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة الأحنف بن قيس أبو
بحر
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله أنبأ أبو
الحسن بن الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال
سمعت نوح بن حبيب القومسي (3) يقول الأحنف بن قيس اسمه صخر بن قيس يكنى أبا
بحر سمعت أبا عبد الله يقول الأحنف بن قيس بن معاوية
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
يوسف أنبأ أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا (4)، نا محمد بن سعد
قال الأحنف بن قيس التميمي ويكنى أبا بحر توفي بالكوفة في ولاية مصعب بن
الزبير (5) بن عمر وعلي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل (6) المكي أنا عبيد الله بن
سعيد بن حاتم أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن
عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال أبو بحر الأحنف بن قيس وهو الضحاك

(1) زيادة اقتضاها السياق، انظر ما مر قريبا.
(2) كذا رسمها.
(3) غير واضحة بالأصل، وتقرأ " الطويسي " والمثبت عن تهذيب الكمال 19 / 168.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(5) كذا، ويبدو أن ثمة سقط في الكلام أخل بالمعنى، ولعل الصواب روى عن عمر وعلي.
(6) بالأصل: " قرأت على أبي الفضل ناصر بن أبي الفضل المكي " صوبنا العبارة قياسا إلى سند مماثل.
305

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال أبو بحر الأحنف بن قيس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر الخطيب أنا هبة الله بن
إبراهيم ثنا أحمد بن محمد نا محمد بن أحمد بن حماد الدولابي (1)، قال أبو بحر
الأحنف بن قيس حدثت عن أبي بكر بن أبي الأسود نا الحسن بن كثير قال اسم
الأحنف بن قيس الضحاك
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأ أبو الفتح (2) نصر بن إبراهيم
الزاهد أنا سليم بن أيوب الرازي أنبأ طاهر بن محمد بن سليمان ثنا علي بن
إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدمي
يقول الأحنف صخر بن قيس أبو بحر
أنبأ أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم (3)، قال أبو بحر الأحنف بن قيس السعدي التميمي البصري واسمه
الضحاك ويقال صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن (4) النزال بن
قيس (5) بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن تميم وأمه حبة بنت
عمرو بن قرط بن ثعلبة بن قرواش من بني زافر بن أود بن معن بن مالك بن أعصر بن
سعد بن قيس بن عيلان (6)، أدرك زمان النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد إلى عمر بن الخطاب وهو
الذي افتتح مروروذ وكان الحسن بن أبي الحسن ومحمد بن سيرين في جيشه (7).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال الأحنف بن قيس أبو بحر السعدي واسمه الضحاك ويقال اسمه

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 125.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 312 رقم 848.
(4) بالأصل: " عن " والمثبت عن الحاكم.
(5) كذا، وفي الأسامي والكنى: " مرة ".
(6) بالأصل: غيلان.
(7) عقب الذهبي في سير الأعلام 4 / 87 بعدما ذكر كلام أبي أحمد الحاكم قال: " قلت: هذا فيه نظر، هما
يصغران عن ذلك " فقد كان عمر الحسن أحد عشر عاما وكانت ولادة ابن سيرين في السنة التالية لفتح
المدينة وقد فتحت مرور الروذ عام 32 ه‍ (هامش سير الأعلام).
306

صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه امرأة من باهلة ذكر ذلك ابن أبي خيثمة عن
سليمان بن أبي شيخ (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر الكلاباذي قال الأحنف بن قيس أبو بحر
السعدي (2) التميمي البصري والأحنف لقب عرف به وغلب عليه واسمه الضحاك بن
قيس وقال عمرو بن علي اسمه صخر بن قيس يقال أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث رجلا من
بني ليث إلى بني سعد رهط الأحنف فجعل يعرض عليهم الإسلام فقال الأحنف إنه
يدعو إلى خير ويأمر بالخير فذكر (3) ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال (صلى الله عليه وسلم) اللهم اغفر للأحنف
سمع أبا ذر الغفاري وأبا بكرة روى عنه الحسن البصري في الايمان وأبو العلاء بن
الشخير في الزكاة مات قبل مصعب بن الزبير ومشى مصعب في جنازته بغير رداء
سنة اثنين (4) وسبعين فقال خليفة بن خياط مات الأحنف سنة سبع وستين بالكوفة
وقال كاتب الواقدي (5): توفي بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الغنائم محمد بن علي أنا أبو عمر بن مهدي
أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي نا سليمان بن حرب وحجاج بن
المنهال وساق الحديث عن سليمان نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن
الحسن عن الأحنف بن قيس قال بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي
فقال ألا أبشرك فقلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني
سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعوهم إلى
خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم اغفر للأحنف وكان
الأحنف يقول فما شئ أرجى عندي من ذلك [* * * *]

(1) مر قريبا، وقد ورد الخبر بالأصل عن سليمان بن أبي سرح، وانظر ما لاحظناه هناك.
(2) بالأصل: السعد.
(3) بالأصل: " فذ " ولعل الصواب ما أثبت.
(4) كذا بالأصل.
(5) يعني محمد بن سعد، صاحب الطبقات، راجع فيها 7 / 97.
307

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم نا أبو حاتم الرازي نا سليمان بن حرب نا
حماد بن سلمة عن (1) علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال
بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي
فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أتذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ساعيا إلى بني سعد
فسألوني عن الإسلام فجعلت أخبرهم وأدعوهم إلى الإسلام فقلت إنك تدعو إلى
خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم اغفر للأحنف
فكان الأحنف يقول فما شئ أرجى عندي من ذلك يعني دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) [* * * *]
تابعه حجاج بن منهال عن حماد
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (2)، حدثني أبي نا سليمان بن حرب نا حماد بن سلمة عن
علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف قال
بينا أنا أطوف بالبيت إذ لقيني رجل من بني سليم فقال ألا أبشرك قال قلت
بلى قال أتذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام
قال فقلت أنت والله ما قال إلا خيرا ولا أسمع إلا حسنا ثم رجعت فأخبرت
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم اغفر للأحنف قال فما شئ أرجى مني لها [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا محمد بن الحسن نا عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل نا حجاج نا حماد عن علي بن زيد عن
الحسن عن الأحنف بن قيس قال
بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان أخذ بيدي رجل من بني ليث فقال ألا
أبشرك أما تذكر إذ بعثني النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم
الإسلام فقلت إنك لتدعو إلى خير وتأمر بالخير فبلغت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم
اغفر للأحنف ما عمل [* * * *]

(1) بالأصل: بن.
(2) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ج 9 رقم 23221.
308

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا
محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا الحجاج نا حماد عن
علي بن زيد عن الحسن أن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان بن
عفان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال ألا أبشرك فقلت بلى فقال تذكر إذ
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم فقتل
أنت إنه يدعو إلى الخير ويأمر بالخير مرتين فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم اغفر
للأحنف وكان الأحنف يقول ما لي عمل أرجى منه في (1) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا محمد بن هبة الله وعلي بن أحمد ومحمد بن
حميد قالا أنبأ علي بن محمد بن بشران أنا عثمان بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن
البراء قال قال علي بن المديني الأحنف بن قيس ليس له صحبة
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه
أنا أبو نعيم الحافظ (2)، نا أبو بكر بن خلاد نا محمد بن يونس نا العلاء بن الفضل بن
أبي سوية (3)، نا العلاء بن جرير (4)، حدثني عمر بن مصعب بن الزبير حدثني
الأحنف بن قيس أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تستر فقال يا أمير المؤمنين إن الله
قد فتح عليك تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير
المؤمنين إن هذا يعني الأحنف بن قيس الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده
بالمدينة سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب فلما كان رأس السنة
دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين فقال

(1) انظر الأسامي والكنى للحاكم 2 / 313 - 314 وتهذيب الكمال 1 / 478 - 479 سير الأعلام 4 / 88
وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 61) ص 347 جميعهم من طريق علي بن زيد بن جدعان.
(2) الخبر في أخبار أصبهان 1 / 224 ونقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 88 من طريق العلاء بن الفضل
المنقري، وفي تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 81) ص 47 3 من طريق العلاء بن الفضل بن أبي
سوية.
(3) تقرأ بالأصل: " سويد " والمثبت عن أخبار أصبهان.
(4) في تاريخ الإسلام: " حريز ".
309

عمر إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حذرنا كل منافق عليم (1)، فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا
أحنف
أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمد بن أحمد بن المحاملي وأبو خازم (2)
محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو محمد علي بن عبد القادر بن الخضر بن
علي بن أسد وأبو نصر محمد بن سعد بن الفرج بن أحمد المؤدب وأبو الفرج
هبة الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المسلمة وأبو عبد الله محمد بن محمد بن
أحمد بن السلال والحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الطرائفي وأبو غالب
محمد بن علي البغدادي المكبر وسارة بنت محمد بن عبد الوهاب وابنتها سهيار بنت
ياسين بن عبد الله الرومي وفاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا قالوا أنا أبو جعفر
محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد
الزهري نا جعفر بن محمد الفريابي نا عبد الأعلى بن حماد الزينبي نا حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال قدمت على عمر
فاحتبسني عنده حولا فقال يا أحنف إني قد بلوتك وخبرتك فرأيتك علانيتك حسنة
وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك وأنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل
منافق عليم (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن الحسن وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالوا أنا
الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد بن صالح حدثني
أبي (4) قال الأحنف بن قيس بصري تابعي ثقة وكان سيد قومه وكان أعور أحنف
ذميما قصيرا كوسجا (5) له بيضة واحدة قال له عمر بن الخطاب ويحك يا أحنف لما

(1) أخرج أحمد في مسنده 1 / 22 و 44 من طريق ديلم بن غزوان العبدي... بسنده إلى عمر بن الخطاب
قال وهو يخطب الناس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم
اللسان.
(2) بالأصل بالحاء المهملة خطأ والصواب بالخاء المعجمة، وقد مر.
(3) تاريخ الثقات للعجلي ص 57 ونقله المزي عن العجلي في تهذيب الكمال 1 / 480.
(4) الكوسج الذي لا شعر على عارضيه، وقال الأصمعي: هو الناقص الأسدي (اللسان).
310

رأيتك ازدريتك فلما نطقت فقلت لعله منافق صنيع اللسان فلما اختبرتك حمدتك
ولذلك حبستك حبسه سنة يختبره فقال عمر هذا والله السيد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (1)، قال فحدثني أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح
حدثني عبد الله بن المبارك عن معمر قال سمعت قتادة يقول قدم الأحنف بن قيس
على عمر فخطب عنده فأعجبه منطقه فقال كنت أخشى أن تكون منافقا عالما
وأرجو أن تكون مؤمنا فانحدر إلى مصرك
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد بن الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا
يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك
أخبرنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد قال ابتاع
الأحنف بن قيس ثوبين بصريين ثوبا بستة عشر والآخر باثني عشر قطعهما
قميصين فجعل يلبس الذي أخذه بستة عشر في الطريق حتى إذا قدم المدينة خلعه ولبس
الذي أخذه باثني عشر فدخل على عمر بعد يسائله وينظر إلى قميصه ويمسحه ويقول
يا أحنف بكم أخذت قميصك هذا فقال أخذته باثني عشر درهما ويحك ألا
كان بستة وكان فضله فيما تعلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي عثمان وعاصم بن الحسن
قالا أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن
أبي الدنيا نا داود بن عمرو الضبي نا يحيى بن عبد الملك بن أبي شيبة نا سلامة بن
منيح قال قال الأحنف بن قيس ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة واحدة فإن عمر
سألني عن ثوب بكم أخذته فأسقطت ثلثي الثمن (2).
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا محمد بن علي بن الحسن
الحسني نا محمد بن العباس الحذاء نا محمد بن أحمد الأخمسي نا الحسين بن
حميد اللخمي نا أبو هشام محمد بن يزيد ثنا يونس بن بكير نا السري بن إسماعيل
عن الشعبي قال (3):

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 670 ونقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 89.
(2) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 81) ص 349 عن الأحنف.
(3) الخبر في سير الأعلام 4 / 89 من طريق يونس بن بكير.
311

وفد أبو موسى وفدا من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس
فلما قدموا على عمر تكلم (1) كل رجل منهم في خاصة نفسه وكان الأحنف في آخر
القوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن
أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وإن أهل
الكوفة (2) نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان المخصبة وفي مثل
عين البعير وكالحوار (3) في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ وإن أهل البصرة نزلوا في
أرض سبخة زعقة نشاشة (4) لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها طرفها في بحر أجاج
والطرف الآخر في الفلاة لا يأتينا شئ إلا في مثل مرئ النعامة فارفع خسيستنا
وانعش وكيستنا وزد في عيالنا وفي رجالنا رجالا وضع درهمنا وأكثر فقيرنا ومر لنا
بنهر نستعذب منه الماء فقال عمر عجزتم أن تكونوا مثل هذا هذا والله السيد فما
زلت أسمعها بعد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد أنبأ علي بن
أحمد بن عمر بن حفص أنا محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر قال وكان أبو موسى حين قدم على عمر
فسأله عما كان رفع إليه من أمره أحب أن يبحث عنه فلم يقم أحد فلقنه الكلام فقام
الأحنف بن قيس وكان من أشبههم فقال يا أمير المؤمنين صاحبك مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في مواطن الحق وعاملك ولم ير منه إلا خيرا وإنا أناس بين سبخة وبين بحر أجاج
لا يأتينا طعامنا إلا في مثل حلقوم النعامة فأعد لنا فقيرنا ودرهمنا فأعجب منه ذلك
عمر وعرض عنه لحداثة سنة فقال له اجلس يا أحنف وكان برجله حنف فكذلك
سماه الأحنف فغلب لقبه على اسمه وكانت أمه تهدهده في صغره وهي تقول:
* والله لولا حنف برجله * لم يكن في الحي غلام مثله *

(1) تقرأ بالأصل " فكلم " وفي السير: فتكلم.
(2) الزيادة عن سير الأعلام.
(3) بالأصل: " الجوار " خطأ والصواب عن سير الأعلام، والحوار: ولد الناقة ساعة وضعه (اللسان) والسلي:
الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه (اللسان).
(4) تقرأ بالأصل: " بشباشة " والمثبت عن سير الأعلام.
والنشاشة: النزازة. وبئر زعقة: مرة.
312

فعرض عمر على الأحنف الجائزة فقال يا أمير المؤمنين والله ما قطعنا
الفلوات ودأبنا الروحات العشيات للجوائز وما حاجتي إلا حاجة من خلفت فزاده
ذلك عنه عمر خيرا فرد عمر أبا موسى ومن معه وجلس الأحنف عنده سنة وجعل
عليه عيونا فلم يسمع إلا خيرا فدعا به فقال يا أحنف إنك قد أعجبتني وإنما حبستك
لأعلم عليك (1)، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول احذروا المنافق العالم [* * * *]
وأشفقت عليك منه فوجدتك بريئا مما تخوفت عليك فسرحه وأحسن جائزته ثم قدم
على أبي موسى فعرف ما كان منه إليه فلم يزل للأحنف شرف يعرف حتى خرج من
الدنيا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان أنا محمد بن الفرج حدثنا معاوية بن عمرو بن أبي
إسحاق عن هشام عن ابن سيرين قال بعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على
جيش قبل خراسان فبيتهم العدو و (2) فرقوا جيوشهم وكان الأحنف معهم ففزع الناس
فكان أول من ركب الأحنف ومضى نحو الصوت وهو يقول:
* إن على كل رئيس حقا * أن يخضب الصعدة أو تندقا (3) *
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله وانهزم العدو فقتلوهم وغنموا وفتحوا مدينة
يقال لها مروروذ
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط (4)، قال وتوجه
ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن
عامر أبر شهر (5) صلحا ويقال عنوة وبعث ابن عامر الأحنف بن قيس في أربعة آلاف

(1) كذا بالأصل، والأشبه: " علمك ".
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) الرجز في اللسان " صعد " وفي سير الأعلام 4 / 90 وفيه " القناة بدل الصعدة، وهما بمعنى، وفي تاريخ
الإسلام (حوادث سنة 60 - 81) ص 349 وفي تاريخ الطبري 4 / 169 وتاريخ خليفة ص 165 (حوادث
سنة 30).
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 164 (حوادث سنة 30).
(5) بالأصل: " بن شهر " والصواب عن تاريخ خليفة، وانظر معجم البلدان.
313

وجمع له أهل طخارستان وأهل الجوزجان والفارياب والطالقان وعليهم طوقان شاه
واقتتلوا قتالا شديدا فهزمهم الله أي المشركون
قال ونا خليفة (1)، أنبأ أزهر بن سعد نا ابن عون عن محمد قال كان
الأحنف بن قيس يحمل ويقول:
* إن على كل رئيس حقا * أن يخضب القناة أو تندقا *
وقال أبو الحسن قتلهم المسلمون ثلاثة عشر فرسخا قال ثم سار الأحنف من
مرو الروذ إلى بلخ فصالحوه على أربع مائة ألف ثم أتى خوارزم ولم يطقها فرجع
وقال خليفة (2): وقال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين
وعلى تميم البصرة الأحنف بن قيس
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أحمد بن علي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنا
محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني عمار بن
الحسن نا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وبعث يعني عبد الله بن عامر بن كريز
من نيسابور الأحنف بن قيس التميمي إلى هراة فصالحوا أهلها وفتحوها ثم خرج
عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان
الأحنف بن قيس وجمع أهل خراسان جمعا كثيرا واجتمعوا بمرو فقاتلهم الأحنف
فقتلهم وهزمهم وكان ذلك جمع لم يجتمعوا مثله قط (3).
قال وقال يعقوب في أسامي أمراء علي بن أبي طالب يوم صفين الأحنف بن
قيس التميمي
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قال قرئ على أبي محمد
الجوهري عن (4) أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا

(1) تاريخ خليفة ص 165.
(2) تاريخ خليفة ص 194 (حوادث سنة 38).
(3) انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 81) ص 349 وسير الأعلام 4 / 91.
(4) بالأصل: " بن ".
314

محمد بن سعد (1)، أنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب بن (2) محمد قال نبئت أن
عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قال
تكلم قال إنك ذكرت بني تميم (3) فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فيهم
الصالح والطالح قال صدقت فعفى بقوله حسن فقام الحتات وكان يناوئه فقال يا
أمير المؤمنين ائذن فلأتكلم فقال اجلس قد كفاكم سيدكم الأحنف
قال ونا ابن سعد (4) نا عارم (5)، والحسن بن موسى قالا نا حماد بن سلمة
نا علي بن زيد عن الحسن قال وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فأذن (6)
للأحنف بن قيس نشاوره وتسمع منه
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو عثمان البحيري أنبأ أبي رحمه الله أنا
يحيى بن منصور بن يحيى نا محمد بن أحمد الجوزجاني نا العباس بن الفرج
الرياشي نا الأصمعي عن نافع بن أبي نعيم القارئ قال قيل للأحنف بن قيس من
أين أوتيت (7) ما أوتيت من الحلم والوقار قال بكلمات سمعتهن من عمر بن
الخطاب سمعت عمر يقول يا أحنف من مرح استخف به ومن ضحك قلت هيبته ومن
أكثر من شئ عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه
قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه
أنبأنا أبو طالب وأبو نصر قالا قرئ على أبي محمد عن أبي عمر أنا
أحمد بن معروف نا الحسين نا محمد بن سعد (8)، أنا عبد الله بن جعفر الرقي نا
عبيد الله بن عمرو عن معمر عن الحسن قال ما رأيت شريف قوم كان أفضل من
الأحنف

(1) طبقات ابن سعد 7 / 94.
(2) بالأصل: " عن " والصواب عن ابن سعد.
(3) ما يبن معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، والزيادة أضيفت لاستقامة العبارة عن طبقات ابن
سعد.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 94 وانظر سير الأعلام 4 / 91 وتاريخ الإسلام حوادث سنة 61 ص 350.
(5) عن ابن سعد وبالأصل: عامر.
(6) في ابن سعد: فأدن.
(7) بالأصل: " من أتيت " والصواب ما أثبت وما أضيف للإيضاح.
(8) طبقات ابن سعد 7 / 95.
315

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد الشاهد أنا
أبو الميمون البجلي نا أبو زرعة (1)، حدثني عبد الله بن جعفر الرقي نا
عبيد الله بن (2) عمرو عن معمر عن قتادة عن الحسن قال ما رأيت شريف قوم كان
أفضل من الأحنف
قال ونا أبو زرعة (3)، حدثني أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح حدثني
عبد الله بن المبارك قال قيل للأحنف بن قيس بأي شئ سودك قومك قال لو
عاب الناس الماء لم أشربه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ حدثني جعفر بن محمد الخلدي حدثني إبراهيم بن منصور المنصوري
حدثني إبراهيم بن بشار قال نظر إبراهيم بن أدهم إلى رجل يكلم رجلا فغضب
حتى تكلم بكلام قبيح قال فقال له يا هذا اتق الله وعليك بالصمت والحلم والكظم قال
فأمسك ثم قال له بلغني أن الأحنف بن قيس قال كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم
الحلم كما تختلف إلى العلماء نتعلم العلم قال فقال له لا أعود
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام على بن محمد عن محمد بن
العباس بن حيوية أنا محمد بن القاسم الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا
هارون بن معروف نا ضمرة عن السري بن يحيى قال عاشت بنو تميم تحكيم
الأحنف أربعين سنة (4).
قال ونا ابن أبي خيثمة نا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال قال سفيان ما
وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه (5).
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ على إسناده أنا أبو علي الجازري
أنا المعافي بن زكريا (6)، نا محمد بن يحيى الصولي نا الغلابي ثنا ابن عائشة قال قال

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 669.
(2) بالأصل: " عن " والصواب عن أبي زرعة.
(3) المصدر السابق نفسه / الجزء والصفحة.
(4) تهذيب الكمال 1 / 479.
(5) المصدر السابق نفسه / الجزء والصفحة.
(6) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي 3 / 222.
316

مالك بن مسمع للأحنف يا أبا بحر ما أنتفع بالشاهد إذا غبت (1) ولا أفتقد غائبا إذا
شهدت قال المعافي لكأن البحتري ألم بهذا المعنى فقال
* رحلت فلم تفرح بأوبة أيب * وأبت فلم تجزع لغيبة غائب
قدمت فأقدمت النهى تحمل الرضا * إلى كل غضبان على الدور عاتب
فعادت بك الأيام زهرا كأنما * خلا الدهر منها عن خدود الكواعب *
قال وأنا المعافي نا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي نا محمد بن
أحمد بن عثمان نا عمرو بن علي بن بحر بن كثير السقا مولى باهلة أبو حفص نا
محمد بن عباد المهلبي عن أبي بكر الهذلي أنه قال لأبي العباس بن السفاح يا أمير
المؤمنين هل كان في تميم الكوفة مثل الأحنف بن قيس حيث يقول (2) له الشاعر:
* إذ الأبصار أبصرت ابن قيس * ظللن مهابة منه خشوعا (3) *
أخبرنا أبو القاسم بن العلوي أنا أبو الحسن المعدل أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا إسماعيل بن يونس نا الرياشي عن الأصمعي قال قال
خالد بن صفوان كان الأحنف بن قيس يفر من الشرف والشرف يتبعه (4).
قال وأنا ابن مروان نا أحمد بن داود نا المازني عن الأصمعي قال قال
هشام بن عبد الملك لخالد بن صفوان أخبرني عن الأحنف بن قيس قال إن شئت يا
أمير المؤمنين أخبرتك عنه في ثلاث وإن شئت باثنتين وإن شئت بواحدة (5)، قال
فأخبرني عنه بثلاث قال كان لا يحرص ولا يجهل ولا يدفع الحق إذا نزل به خضع
لذلك قال فأخبرني عنه باثنتين قال فكان يؤتي الخير ويتوقى الشر قال فأخبرني
عنه بواحدة قال كان أعظم الناس سلطانا على نفسه
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني أنا
أبو علي محمد بن الحسين أنبأ المعافي بن زكريا (6)، نا الحسين بن القاسم الكوكبي

(1) تقرأ بالأصل: " عتب " والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) البيت في سير الأعلام 4 / 91.
(4) الخبر في سير الأعلام 4 / 91 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 81) ص 350.
(5) بالأصل: بواحد.
(6) الخبر أورده بطوله المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 4 / 77 - 82.
317

ثنا محمد بن القاسم (1) بن زكريا الغلابي نا العباس بن بكار نا شبيب بن شيبة عن
خالد بن صفوان
أنه كان بالرصافة عند هشام بن عبد الملك فقدم العباس بن الوليد بن عبد الملك
فغشيه الناس فقال وكان خالد فيمن أتاه وكان العباس يصوم الاثنين والخميس
قال (2) خالد فدخلت عليه في يوم خميس فقال لي ابن الأهتم خبرني عن تسويدكم
الأحنف وانقيادكم إليه وكنتم حيا لم تملكوا في جاهلية ولا إسلام (3) قط فقلت له
إن شئت أخبرتك عنه بخصلة لها سود (4)، وإن شئت بثنتين وإن شئت بثلاث وإن
شئت حدثتك بقية عشيتك حتى تنقضي ولم تشعر بصومك قال هات الأولى فإن
اكتفينا وإلا سألناك قال فقلت كان أعظم من رأينا وسمعنا ثم أدركني ذهني فقلت
غير الخلفاء سلطانا على نفسه في ما أراد حملها عليه وكفها عنه قال لقد ذكرتها
نجلاء كافية فما الثانية قلت قد يكون الرجل عظيم السلطان على نفسه ولا يكون
بصيرا بالمحاسن والمساوئ ولم ير ولم يسمع بأحد أبصر بالمحاسن والمساوئ
منه ولا يحمل للسلطنة إلا على حسن ولا يكفها إلا عن قبيح قال قد جئت بصلة
الأولى لا يصلح إلا بها فما الثالثة قلت قد يكون الرجل عظيم السلطان على نفسه
بصيرا بالمحاسن والمساوئ ولا يكون حظيظا فلا يفشوا ذلك له في الناس فلا يذكر به
فيكون عند الناس مشهورا قال وأبيك لقد جئت بصلة الأوليين فما بقية ما يقطع عني
العشي قلت أيامه السالفة قال وما (5) أيامه السالفة قلت يوم فتح خراسان
اجتمعت له جموع الأعاجم بمرو الروذ فجاءه ما لا قبل له به وهو في منزل بمضيعة وقد
بلغ الأمر به فصلى عشاء الآخرة ودعا ربه وتضرع له أن يوفقه (6) ثم خرج يمشي في
العسكر مشي المكروب يتسمع ما يقول الناس فمر بعبد يعجن وهو يقول لصاحب له
العجب لأميرنا يقيم بالمسلمين في منزل مضيعة وقد جاءه العدو ومن وجوه وقد
أطافوا بالمسلمين من نواحيهم ثم اتخذوهم أغراضا وله متحول فجعل الأحنف يقول

(1) الجليس الصالح: محمد بن زكريا الغلابي.
(2) عن الجليس الصالح وبالأصل: فأتاه.
(3) سقطت من الجليس الصالح.
(4) بالأصل: سؤدد، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) عن الجليس الصالح وبالأصل: " وأما ".
(6) الأصل: يوقفه، والمثبت عن الجليس الصالح.
318

اللهم وفق اللهم وفق اللهم سدد فقال (1) العبد للعبد فما الحيلة قال أن ينادي
الساعة بالرحيل فإنما بينه وبين الغيضة فرسخ فيجعلها خلف ظهره فيمنعه الله بها
فإذا امتنع ظهره بها بعث بمجنبته اليمنى واليسرى فيمنع الله بهما ناحيته ويلقي عدوه من
جانب واحد فخر الأحنف ساجدا ثم نادى بالرحيل مكانه فارتحل المسلمون مكبين
على رايتهم حتى أتى الغيضة فنزل في قبلها (2) وأصبح فأتاه العدو فلم يجدوا إليه سبيلا
إلا من وجه واحد وضربوا بطبول أربعة فركب الأحنف فأخذ الراية وحمل بنفسه على
طبل ففتقه وقتل صاحبه وهو يقول:
* إن على كل رئيس حقا * أن تخضب الصعدة أو تندقا *
وفتق الطبول الأربعة وقتل حملتها فلما فقد الأعاجم أصوات طبولهم انهزموا
فركب المسلمون أكتافهم فقتلوهم قتلا لم يقتلوا مثله قط وكان الفتح
واليوم الثاني أن عليا ظهر على أهل البصرة يوم الجمل أتاه الأشتر وأهل الكوفة
بعدما اطمأن به المنزل وأثخن في القتل فقالوا أعطنا إن كنا قاتلنا أهل البصرة حين
قاتلناهم وهم مؤمنون فقد ركبنا (3) حوبا كبيرا وإن كنا قاتلناهم كفارا وظهرنا عليهم عتوة
فقد حلت لنا غنيمة أموالهم وسبي ذراريهم وذلك حكم الله تعالى وحكم نبيه في
الكفار إذا ظهر عليهم فقال علي إنه لا حاجة بكم أن تهيجوا حرب إخوانكم وسأرسل
إلى رجل منهم فإنه سيطلع رأيهم وحجتهم في ما قلتم فأرسل إلى الأحنف بن قيس
في رهط فأخبرهم بما قال أهل الكوفة فلم ينطق أحد غير الأحنف فإنه قال يا أمير
المؤمنين لما أرسلت إلينا فوالله إن الجواب عنا لعندك ولا نتبع الحق إلا بك ولا
علمنا العلم إلا منك قال أحببت أن يكون الجواب عنكم منكم ليكون أثبت للحجة
وأقطع للتهمة فقل فقال إنهم قد أخطؤا وخالفوا كتاب الله وسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) إنما كان
السبي والغنيمة على الكفار الذين دارهم دار كفر والكفر لهم جامع ولذراريهم ولسنا
كذلك وإنما دار إيمان ينادى فيها بالتوحيد وشهادة الحق وإقام الصلاة وإنما بغت
طائفة أسماؤهم معلومة أسماء أهل البغي والثانية حجتنا أنا لم نستجمع على ذلك

(1) في الجليس الصالح: فقال صاحب العبد للعبد.
(2) عن الجليس الصالح وبالأصل: قتلها.
(3) عن الجليس الصالح ورسمها بالأصل: " كسا ".
319

البغي فإنه قد كان من أنصارك من أثبتهم بصيرة في حقك أعظمهم غناء عنك طائفة من
أهل البصرة فأي أولئك يجهل حقه وتنسى قرابته إن هذا الذي أتاك به الأشتر وأصحابه
قول متعلمة أهل الكوفة وأيم الله لئن تعرضوا لها لتكرهن عاقبتها ولا تكون الآخرة
كالأولى فقال علي ما قلت إلا ما نعرف فهل من شئ تخصون به إخوانكم بما قاسوا
من الحرب قال نعم أعطياتنا في بيت المال ولم نكن لنصرفها في عدلك عنا فقد
طبنا (1) عنها نفسا في هذا العام فاقسمها فيهم فدعاهم علي أخبرهم بحجج القوم وبما
قالوا وبموافقتهم إياه ثم قسم المال بينهم خمس مائة لكل رجل فهذا اليوم الثاني
وأما اليوم الثالث فإن زيادا أرسل إليه بليل وهو جالس على كرسي في صحن
داره فقال يا أبا بحر ما أرسلت إليك في أمر تنازعني فيه مخلوجة (2)، ولكني أرسلت
إليك وأنا على صريمة (3)، فكرهت أن يروعك أمر (4) يحدث لا نعلمه قال فما هو قال
هذه الحمراء قد كثرت بين أظهر المسلمين وكثر عددهم وخفت عدوتهم والمسلمون
في ثغرهم وجهادهم عدوهم وقد خلفوهم في نسائهم وحرمهم فأردت أن أرسل إلى
كل من كان في عرافة من المقاتلة فيأتوا بسلاحهم ويأتيني كل عريف بمن في عرافته من
عبد أو مولى فأضرب رقابهم فنؤمن ناحيتهم قال الأحنف ففيم القول وأنت على
صريمة قال لتقولن قال فإن ذلك ليس لك يمنعك من الجهاد من ذلك خصال
ثلاث أما الأولى فحكم الله في كتابه عن الله وما قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الناس من قال
لا إله إلا الله وشهد أن محمدا رسول الله بل حقن دمه والثانية أنهم غلة الناس لم يغز
غاز (5) فخلف لأهله ما يصلحهم إلا من غلاتهم وليس لك أن تحرمهم وأما الثالثة
فهم يقيمون أسواق المسلمين أفنجعل العرب يقيمون أسواقهم قصابين وقصارين
وحجامين قال فوثب عن كرسيه ولم يعلمه أنه قبل منه وانصرف الأحنف قال فما
بت بليلة أطول منها أتسمع الأصوات قال فلما نادى أول المؤذنين قال لمولى (6) له:

(1) بالأصل: " صنا عنها نفسنا " والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) يقال: وقعوا في مخلوجة من أمرهم، أي اختلاط (اللسان).
(3) الصريمة: العزيمة على الشئ وقطع الأمر (اللسان).
(4) عن الجليس الصالح وبالأصل: " أم ".
(5) بالأصل: " لم نعر عار فحلف " صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
(6) عن الجليس الصالح وبالأصل: المولى.
320

ائت المسجد فانظر هل حدث أمر فرجع فقال صلى الأمير ودخل وانصرف ولم
يحدث إلا خير
قال المعافي قول زياد للأحنف تنازعني (1) فيه مخلوجة أي تعترضني فيه
عارضة متعرجة ليست على سمت ولا استقامة فتقطعني عن الاستمرار فتجذبني عن
الانحراف إلى المحجة إلى الشبهة المؤدية إلى الحيرة قال امرؤ القيس:
* نطعنهم سكى ومخلوجة * كرك لأمين على نابل (2) *
ويروي كركلامين وفي رواية هذا البيت وتغييره اختلاف وشرحه مستقصى
في غير (3) هذا الموضع وأصل الاختلاج الاقتطاع والاختداب ومنه سمي الخليج
خليجا لأنه مخلوج من البحر ومعظم الماء بمنزلة مجروح وجريح ومقتول وقتيل
وقوله وأنا على صريمة أي على أمر أنا قاطع عليه وواثق به من صرم الحبل إذا
قطع فصريمة ذاك مقطوع عليها غير مرتاب بها ومن ذلك قول الأعشى:
* وقد كان دعا قومه دعوة * هلم إلى أمركم قد صرم (4) *
أي قطع وأحكم وفي هلم لغتان أفصحهما اللغة الحجازية وهي هلم للواحد
والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث على اختلاف أهل اللغة في جمع المؤنث فمنهم
من يقول أهلمن ومنهم من يقول هلممي (5) وأما أهل الحجاز فلغتهم هلم في المواضع
كلها على ما قدمنا ذكره وبنو تميم وأهل نجد يقولون هلما وهلموا وهلمي وهلمن
وهلممن وقد روي بيت الأعشى على اللغتين الحجازية والتميمية هلما إلى أمركم
وهلموا إلي وجاء القرآن في هذا بلغة الحجاز قال الله تعالى ذكره " قل هلم
شهداءكم " (6) وقال تبارك اسمه " والقائلين لإخوانهم هلم إلينا " (7).

(1) بالأصل: " الأحنف ما رعنى " صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
(2) البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 148 وفيه: سلكى: أي طعنا مستويا أو أمام الوجه
واللأم: السهم.
(3) الزيادة عن الجليس الصالح.
(4) البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 201 وفيه: رهطه بدل قومه.
(5) في الجليس الصالح: هلممن.
(6) سورة الأنعام، الآية: 150.
(7) سورة الأحزاب، الآية: 48.
321

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو
بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا محمد بن
أبي زكير (1)، أنا ابن وهب حدثني مالك قال بلغني أن معاوية زاد ابن الطبري بن أبي
سفيان وقالا قال للأحنف (2) بن قيس بم سدت قومك وأنت ليس بأيمنهم ولا
أشرفهم قال إني لا أتناول ما أو قال لا أتكلف ما كفيت ولا أضيع ما وليت رواه غير
عن ابن وهب فزاد فيه
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أنبأ أبو عبد الله الحافظ أنا
أحمد بن سهل الفقيه نا إبراهيم بن معقل نا حرملة بن يحيى نا ابن وهب حدثني
مالك قال بلغني أن معاوية بن أبي سفيان قال للأحنف بن قيس بم سدت أنت قومك
ولست بأيمنهم ولا أشرفهم فقال إني لا أتناول أو قال لا أتكلف ما كفيت ولا
أضيع ما وليت ولو أن الناس كرهوا شرب الماء ما طعمته قال قد سمعته وليس هذه
بسنة هاتين
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ علي بن محمد بن محمد أنا أبو الحسين بن
بشران أنبأ أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن سعيد بن
صخر الدارمي عن أبيه قال قيل لرجل صف لنا الأحنف بن قيس قال ما رأيت
أحدا أعظم سلطانا على نفسه منه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأ
جدي أنا عبد الله بن أحمد بن زيد ثنا إسماعيل بن إسحاق نا نصر ثنا الأصمعي
نا أبي قال قالت بنو تميم للأحنف شرفناك وسودناك قال فمن شرف شبل بن
معبد قال وكان رجلا من بجيلة
أخبرنا أبو عبد الله بن البنا فيما قرئ عليه عن أبي تمام الواسطي عن
محمد بن العباس أنا أحمد بن معبد الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا محمد بن
سلام نا مسلمة بن محمد الثقفي قال قالت تميم للأحنف بن قيس سودناك

(1) بالأصل: " ركين " والصواب ما أثبت انظر المعرفة والتاريخ المجلد الثالث (الفهارس).
(2) بالأصل: الأحنف.
322

ورفعناك قال فمن سود شبل بن معبد ولا عشيرة له (1)؟
قال ونا ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل نا سلام بن أحمد بن مسكين
حدثني بعض أصحاب الحسن عن الحسن قال نعم (2) السيدان الجارود والأحنف
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرجال أنا أبو عاصم الفضل بن
يحيى الفضيلي أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي نا
أبو عبيد الله الوراق نا أبو داود عن الحكم بن عطية عن قتادة قال قيل للأحنف
إنك تكثر الصوم وإن ذاك يرق المعدة فقال إنا نعد لأمر عظيم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
نا أحمد بن مروان نا محمد بن يونس عن الأصمعي قال قيل للأحنف إنك تطيل
الصيام قال إني أعده لسفر طويل (3).
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد وأبو نصر محمد بن الحسن حدثنا عمي
أنا أبو طالب قالا قرئ على أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) أنبأ عارم بن الفضل نا
سعيد بن زيد قال سمعت أبي يقول قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير وإن
الصيام يضعفك فقال إني أعده لسفر (5) طويل
قال ونا محمد بن سعد (6)، نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد حدثني
رزيق (7) بن رديح، عن سلمة بن منصور عن غلام قال كان للأحنف اشتراه أبوه
منصور قال كان عامة صلاة الأحنف بالليل قال وكان يقع (8) المصباح قريبا منه
فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول حسن ثم يقول يا أحنف ما حملك على أن
صنعت كذا يوم كذا

(1) الخبر في تهذيب الكمال 1 / 479 من طريق محمد بن سلام الجمحي.
(2) بالأصل: " نعم السيد بني الجارود الأحنف " صوبنا العبارة عن تهذيب الكمال 1 / 479.
(3) انظر سير الأعلام 4 / 91.
(4) الخبر في طبقات ابن سعد 7 / 96.
(5) بالأصل: " لشر " وعلى هامشه: " صوابه: لسفر " وهو ما أثبتناه، وفي ابن سعد: " لشر ".
(6) طبقات ابن سعد 7 / 95.
(7) كذا رسمها بالأصل بتقديم الراء، وفي ابن سعد: زريق بتقديم الزاي.
(8) ابن سعد: يضع.
323

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ علي بن محمد بن محمد أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنبأ خالد بن خداش عن
حماد بن زيد عن رزيق بن رديح عن سلمة بن منصور عن مولى لهم كان يصحب
الأحنف بن قيس قال كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل الدعاء وكان يجئ إلى
المصباح فيضع إصبعه فيه ثم يقول حسن ثم يقول يا أحنف فما حملك على ما
صنعت يوم كذا وكذا ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه وعلي بن الحسن بن سعيد
قالا نا وأبو النجم بدر بن عبد الله أنبأ أبو بكر الخطيب (1)، أنبأ الحسن بن علي
التميمي نا أحمد بن جعفر بن حمدان نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني
عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي نا يحيى بن يحيى الخراساني من كتابه قال
عبد الله قال أبي وكان ثقة (2) وأثنى عليه خيرا نا حماد بن زيد عن رزيق بن
رديح (3)، عن سلمة بن منصور قال اشترى أبي غلاما كان للأحنف فأعتقه فأدركته وكان
شيخا وكان يحدثنا أن عامة وظيفة الأحنف بالليل كان الدعاء وكان يضع المصباح
قريبا منه فيضع إصبعه عليه فيقول حس يا أحنف (4)، ما حملك على ما صنعت يوم كذا
وكذا يعني كذا وكذا
قال الخطيب كذا رواه لنا التميمي وفي رواية غيره زريق بن ذريح وهو
الصواب
أنبأنا أبو طالب وأبو نصر قالا قرئ على الحسن بن علي ونحن نسمع عن
محمد بن العباس أنا أحمد بن (5) معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (6)، نا مسلم بن إبراهيم نا أبو كعب صاحب الحرير الأزدي نا أبو الأصفر أن
الأحنف استعمل على خراسان فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة قال فلم

(1) الخبر في تاريخ بغداد 10 / 29 في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي.
(2) في تاريخ بغداد: وكان ثقة وزيادة.
(3) تاريخ بغداد: " دريج " ولم أصل إليه فيما لدي من مصادر.
(4) تاريخ بغداد: يا أحينف.
(5) زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
(6) طبقات ابن سعد 7 / 94.
324

يوقظ أحدا من غلمانه ولا جنده وانطلق يطلب الماء قال فأتى على شوك وشجر حتى
سألت قدماه دما فوجد الثلج قال فكسره واغتسل قال فقام فوجد على ثيابه نعلين
محذوتين جديدتين قال فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا والله ما علمنا بك
قال وأنا ابن سعد (1)، أنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا ثنا
عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن مروان الأصفر قال سمعت الأحنف بن قيس
يقول اللهم إن تغفر فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك
قال وأنا ابن سعد (2)، أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس بن عبيد
حدثني مولى الأحنف أنه قال إن الأحنف كان ما قل ما خلا إلا دعا بالمصحف
قال يونس وكان النظر في المصاحف خلقا من الأولين
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا محمود بن عمر بن جعفر
العكبري أنا علي بن الفرج بن علي عن أبي روح العكبري ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا
نا خالد بن خداش نا حماد بن زيد عن عامر بن عبيدة عن رجل قال كنت أسير في
جوف الليل فإذا خلفي رجل أظنه الأحنف فسمعته يقول اللهم هب لي يقينا تهون بي
على مصيبات الدنيا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنا أبو الحسين علي بن
محمد القرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثني خالي يعني أبا عوانة نا ابن
الفرج نا عثمان بن أبي شيبة نا جرير عن مغيرة قال شكى ابن أخي الأحنف بن
قيس وجعا بضرسه فقال الأحنف لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما دكتها لأحد
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام عن أبي (3)، عمر أنا محمد بن
القاسم أنا أحمد بن زهير نا يحيى بن معين نا جرير عن مغيرة قال قال الأحنف
ذهبت عيني منذ أربعين سنة فما شكوتها (4).
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن

(1) المصدر السابق نفسه 7 / 96.
(2) المصدر السابق ص 95.
(3) بالأصل: " ابن " خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) انظر تهذيب الكمال 1 / 479 وسير الأعلام 4 / 92 وتاريخ الذهبي حوادث سنة 61 / 81 ص 350.
325

شبويه أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الصفار أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا أبو عمر العزيز عن
صالح المري عن علي بن زفر السكوني قال مرت بالأحنف بن قيس جنازة فقال
رحم الله من أجهد نفسه لمثل هذا اليوم
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا محمد بن علي بن
محمد أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر أنا أحمد بن أبي طالب أخبرني أبي علي بن
محمد حدثني محمد بن مروان بن عمر نا عبد الله بن محمد بن شبيب أخبرنا
عيسى بن إسماعيل حدثني بعض أصحابنا
أن الأحنف بن قيس دخل على معاوية فقال أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين
والمخدل عن أم المؤمنين فقال يا معاوية لا ترد الأمور على أدبارها فإن السيوف التي
قاتلناك بها على عواتقنا والقلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا والله لا تمد إلينا
شبرا (1) من غدر إلا مددنا إليك ذراعا من ختر (2)، وإن شئت لتستصفين كدر قلوبنا بصفو
من عفوك قال فإني أفعل (3).
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأ أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
أحمد بن يوسف أنا أبو الحسن اللبناني أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو عثمان
القرشي وهو سعيد بن يحيى بن سعيد ثنا عبد الملك وهو ابن عمير قال قدم
الأحنف بن قيس والحتات المجاشعي وجارية بن قدامة السعدي على معاوية في نفر
من أهل العراق فقال معاوية للأحنف أنت الشاهر علينا سلاحك يوم صفين
والمخذل عن أم المؤمنين عائشة قال الأحنف لا يوسا (4) بما مضى منا ولا ترد
الأمور على أدبارها فإن القلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا والسيوف التي قاتلناك
بها بين عواتقنا وإنك (5) والله لا تدني إلينا شبرا من غدر إلا مددنا إليك ذراعا من ختر

(1) بالأصل: شبر.
(2) الختر: قيل أسوأ الغدر وأقبحه (اللسان).
(3) الخبر مختصرا في تاريخ الإسلام حوادث سنة 61 - 81 ص 351 وعيون الأخبار 2 4 230.
(4) كذا.
(5) كتبت الكلمة فوق الكلام بين السطرين.
326

ولئن شئت مع ذلك فلتستصفين كدر قلوبنا بفضل حلمك قال أفعل وأعطاهم
وحباهم وأرضاهم
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عمر البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية نا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري الكاتب نا
عمر بن شبة بن عبيدة نا معاذ بن معاذ نا ابن عون عن الحسن قال كانوا عند معاوية
وكان الأحنف فيهم فتكلموا والأحنف ساكت فقال معاوية أبا بحر ما شأنك لا
تتكلم قال أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت (1).
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك أنا عبد الله بن
عون عن الحسن قال ذكروا عند معاوية شيئا فتكلموا والأحنف بن قيس ساكت فقال
معاوية يا أبا بحر ما لك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن
صدقت (2).
أنبأنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي (3)، أنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد
المقرئ العقيلي أنا أحمد بن علي الحافظ أنا أحمد بن الحسين المروزي أنا
أحمد بن محمد بن بسطام (4) نا أحمد بن بسطام المروزي نا عبد الله بن عثمان
حدثنا عيسى بن عبيد نا الحارث بن عمرو الكندي أن عبيد الله بن زياد أمر
الأحنف بن قيس يخطب الناس ويسب الحسين بن علي بعد قتله وأن الأحنف قال أنا
لأبغض أحباكم يعني قريشا فعزم عليه ليفعلنه فقام الأحنف خطيبا فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال هذا يعني الحسين بن علي بعث إليه الناس وكانت ألسنتهم معه وأيديهم
عليه سار بقدر وبلغ يومه ثم نزل
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا محمد بن منصور

(1) تهذيب الكمال 1 / 479 وانظر عيون الأخبار 2 / 180.
(2) سير الأعلام 4 / 92 وتاريخ الإسلام حوادث سنة (61 - 81) ص 351.
(3) تقرأ بالأصل: " السبحي " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 650).
327

يقول سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول سمعت علي بن عتاب يقول قال
الأحنف بن قيس وجفاه ابن الزبير ما يبتغي لمن خرج من مخرج البول مرتين أن يفخر
قال علي وقال بعضهم ما بال من أوله نطفة مدرة وآخره جيفة قذرة وهو بين ذلك
وعاء لعذرة أن يفخر
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن المقرئ أنبأ أبو محمد المصري أنا
أحمد بن مروان نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سلام الحجبي قال قال
الأحنف بن قيس عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر (1).
أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا
أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسن الحربي نا أحمد الصوفي نا يحيى بن
معين نا الأصمعي عن معتمر بن سليمان عن حزم القطعي عن سليمان بن طرخان
قال معتمر هو أبي قال قالا لأحنف ثلاث في ما أذكرهن إلا ليعتبر بهن معتبر ما
أتيت باب هؤلاء يعني السلطان إلا أن أدعى إليه ولا دخلت بين اثنين حتى يكونا هما
يدخلاني بينهما وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير (2).
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسن أنا أبو محمد أنا أحمد بن مروان نا أبو
صالح الهمداني عن محمد بن منصور قال قال الأحنف بن قيس ثلاث ما أقولهن إلا
ليعتبر بهن معتبر لا أخلف جليسي بغير ما أحضره به ولا أدخل نفسي في أمر لم أدخل
فيه ولا آتي سلطانا حتى يرسل إلي
قال وأنا أحمد بن مروان نا محمد بن يونس نا الأصمعي عن أبي عمرو بن
العلاء قال قال الأحنف بن قيس ما دخلت بين اثنين حتى يكونا هما يدخلاني في
أمرهما ولا أقمت عن مجلس ولا حجبت عن باب قط يقول لا أجلس إلا مجلسا
أعلم أني لا أقام عن مثله ولا أقف على باب أخاف أن أحجب عن صاحبه
قال الأصمعي وقال إني ما رددت عن حاجة قط قيل له ولم قال لأني
لا أطلب المحال (3).

(1) سير الأعلام 4 / 92 وتاريخ الإسلام حوادث سنة 61 - 81 ص 351 وعيون الأخبار 1 / 272.
(2) الخبر في سير الأعلام 4 / 92 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 81) ص 351 من طريق سليمان
التيمي، والزيادة السابقة عن تاريخ الإسلام.
(3) تهذيب الكمال 1 / 480.
328

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور
وعبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنا محمد بن عبد الرحمن نا عبيد الله بن
عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي قال حدثني العلاء بن جرير
عن أبيه قال الأحنف نازعني أحد قط إلا أخذت في أمري بثلاث خلال إن كان فوقي
عرفت له قدره وإن كان دوني رفعت قدري عنه وإن كان مثلي تفضلت عليه (1).
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الغنائم محمد بن علي
الدجاجي أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل نا أبو علي
الحسين بن القاسم الكوكبي نا أحمد بن أبي خيثمة نا محمد بن زياد الأعرابي قال
قال الأحنف بن قيس من كانت فيه أربع خصال ساد قومه غير مدافع من كان له دين
يحجزه وحسب يصونه وعقل يرشده وحياء يمنعه
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن محمد أنا الحسن بن
محمد المديني أنا أحمد بن محمد اللبناني نا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي نا
إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال حدثني جدي عرعرة قال نا ابن عون عن الحسن
قال قال الأحنف بن قيس لست محكمة ولكني الحاكم
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلامي
أنا أبو الحسن (2) المحمودي نا محمد بن علي الحافظ نا أبو موسى محمد بن
المثنى حدثني عرعرة ابن البرند (3)، نا ابن عون
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم قالا أنا محمد بن علي بن محمد أنا محمد بن عبد الله بن محمد أنا
محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي نا علي بن الحسن نا محمد بن عرعرة نا
أبي عن عبد الله بن عون عن الحسن قال قال الأحنف بن قيس ما أنا بحليم
ولكن أتحالم (4).

(1) سير الأعلام 4 / 92 وتاريخ الإسلام حوادث سنة 61 - 81 ص 351.
(2) بياض بالأصل مقداره حوالي السطر.
(3) غير مقروءة بالأصل، والصواب ما أثبت، وضبطت بكسر الموحدة والراء بعدها نون ساكنة كما في
تقريب التهذيب.
(4) بالأصل: " بحكيم... أتحاكم " والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام وتاريخ الإسلام.
329

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأ أحمد بن الحسن بن محمد أنا الحسن بن
أحمد بن محمد المولوي أنا المؤمل بن الحسين بن عيسى أنا الحسين بن إبراهيم
البغدادي نا عفان نا عرعرة عن ابن عون عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال
لست بحليم ولكني أتحالكم
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر بن المخلص نا عبيد الله بن اليشكري نا زكريا المقرئ
نا الأصمعي قال ونا الفضل بن عبد الملك قال قال الأحنف لرجل سأله ما
الحلم فقال هو الذل تصبر عليه
أخبرنا أبو القاسم وأنا أبو الحسين وأبو منصور قالا أنا أبو طاهر اليشكري
قال وأنا المنقري نا العلاء بن الفضل نا العلاء بن جرير قال قال الأحنف بن قيس
ليس فضل الحلم أن تظلم فتحلم (1) حتى إذا قدرت انتقمت ولكنه إذا ظلمت فحلمت
ثم قدرت فعفوت
قال وحدثنا المنقري نا العلاء بن الفضل عن أبيه قال قال الأحنف لا يتبين
حلم الرجل حين يغضب إن الحلم لا يكون إلا عند الغضب
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو الأصبهاني أنا الحسن بن محمد
المديني أنا أحمد بن محمد الكسائي ثنا عبد الله بن محمد القرشي حدثني عبد الله بن محمد القرشي (2)، حدثني
عبد الله بن الهيثم نا شعيب بن حرب عن
حماد بن سلمة عن شيخ من بني تميم قال قال الأحنف بن قيس إني لأجزع كثيرا من
الكلام مخافة الجور
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور نا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عمران نا أبو روق (3) الهزاني (4)، نا أبو الكروس نا نعيم بن

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) كذا كرر الاسم بالأصل.
(3) بفتح الراء وسكون الواو بعدها قاف.
(4) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت. واسمه: أحمد بن محمد بن بكر، ترجمته في سير الأعلام
15 / 285.
330

حماد نا عبد الله بن المبارك نا سليمان بن المغيرة عن يونس بن عبيد قال شتم
رجل الأحنف بن قيس قال فقام الأحنف إلى منزله فاتبعه الرجل يسبه ويشتمه حتى بلغ
منزله فالتفت إليه الأحنف قال حسبك الآن ثم دخل
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنا محمد بن علي بن
محمد أنا محمد بن عبد الله بن محمد أنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد
الدغولي نا محمد بن الليث نا ابن عثمان أنا عبد الله أنا سليمان بن المغيرة عن
يونس بن عبيد قال شتم رجل الأحنف يعني ابن قيس فقام الأحنف إلى أهله
فتبعه فجعل يشتمه حتى إذا بلغ الباب التفت إليه فقال حسبك ودخل
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب نا يحيى بن محمد بن
صاعد نا الحسين بن الحسين أنا ابن المبارك أنا سليمان بن المغيرة عن يونس بن
عبيد قال شتم رجل الأحنف بن قيس فقام الأحنف إلى أهله فاتبعه فجعل يشتمه حتى
إذا بلغ الباب فالتفت إليه فقال حسبك
أخبرنا أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي لفظا وأبو
الحسن علي بن سهل بن محمد بن علي بن حامد الشاشي مدرس هراة بها وأبو القاسم
عبد الملك بن عبد الله بن عمر العمري الهروي بأرجان قالوا أنا أبو سهل نجيب بن
ميمون بن علي الواسطي أنا أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي قال
سمعت محمد بن قريش بن سليم يقول سمعت أبي يقول سمعت جدي يقول وهو
سليمان بن قريش سمعت النضر بن شميل يقول سمعت شعبة يقول قال رجل
لأحنف بن قيس لتسمعن عشرا فقال الأحنف له لبيك لئن قلت عشرا لم تسمع
واحدة (1).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا أبو نضر عن الأصمعي عن أبيه
قال قال الأحنف بن قيس كل عشر لم يؤيد بعلم فإلى ذل ما يصير

(1) انظر الخبر باختلاف الرواية، سير الأعلام 4 / 93 وتاريخ الإسلام حوادث سنة 61 - 81 ص 351.
331

قال ونا أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا أبو نضر عن الأصمعي قال قال
الأحنف وجدت الحلم أبصر إلي من الرجال ثم أنشدني في أمره إبراهيم الحربي قول
الشاعر
* وإن الله ذو حلم ولكن * بقدر الحلم ينتقم الحليم *
لقد ولت بدوليك الليالي * وأنت معلق فيها ذميم
وزالت لم تعش فيها كريم * ولا استغنى بثروتها عديم
فبعدا لا انقضاء له وسحقا * فغير مصابك الحدث العظيم *
قال ونا أحمد بن مروان نا يوسف بن عبد الله الحلواني نا سهل بن محمد
ثنا الأصمعي (1)، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن بكر المزني قال جاء رجل إلى
الأحنف فشتمه فسكت عنه فأعاد عليه وألح والأحنف ساكت فقال الرجل وا لهفاه ما
يمنعه من الرد علي إلا هواني عليه
قال ونا ابن مروان نا يعقوب بن يوسف المطوعي نا أبو الربيع الزهراني عن
حماد بن زيد قال قال رجل للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأراد أن (2) يعيبه،
فقال الأحنف بترك من أمرك ما لا يعنينا كما عناك من أمري ما لا يعنيك (3).
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا أبو علي محمد بن
الحسين بن العباس أنا المعافي بن زكريا (4)، نا محمد بن الحسن بن دريد نا أبو
عثمان (5)، عن الثوري حدثني رجل من أهل البصرة عن رجل من بني تميم قال
حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمر لهم فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال إن من الكرم منع الحزم (6)، ما أقرب النعمة من أهل البغي لا خير في
ولده (7) يعقب ندما لن يهلك ولن يفتقر من زهد رب هزل قد عاد جدا من أمن الزمان

(1) الخبر في عيون الأخبار 1 / 283.
(2) زيادة للإيضاح.
(3) سير الأعلام 4 / 93 وتاريخ الإسلام حوادث سنة 61 - 81 ص 352 وعيون الأخبار 1 / 225.
(4) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 247.
(5) في الجليس الصالح: " أبو عمرو ".
(6) كذا، وفي الجليس الصالح: " الحرم " وهذا أشبه.
(7) في الجليس الصالح: لذة تعقب ندما.
332

خانه من يعظم عليه أهانه دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن وخير القول ما صدقه
الفعل احتملوا لمن أذل عليكم واقبلوا عذر (1) من اعتذر إليكم اطع أخاك وإن
عصاك صله وإن جفاك أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك وإياك ومشاورة
النساء وعلم أن كفر النعمة شؤم وصحبة الجاهل شؤم (2)، ومن الكرم الوفاء بالذمم
ما أقبح القطيعة بعد الصلة والجفاء بعد اللطف وأقبح العداوة بعد الود لا تكونن
على الإساءة أقوى منك على الإحسان ولا إلى البخل أسرع منك إلى البذل واعلم أن
لك من دنياك ما أصلحت به مثواك فأنفق في حق ولا تكونن خازنا لغيرك وإذ كان
الغدر في الناس موجودا فالثقة بكل أحد عجز أعرف الحق لمن عرفه لك واعلم أن
قطيعة الجاهل تعدل صلة الغافل (3)، قال فما رأيت كلاما أبلغ منه فقمت وقد حفظته
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا أحمد بن داود الزيادي عن الأصمعي نا معتمر بن حيان عن
هشام بن عقبة أخي ذي الرمة الشاعر قال شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم
في دم فتكلم فقال احتكموا فقالوا نحكم ديتين قالوا ذاك لكم فلما سكتوا قال
أنا أعطيكم ما سألتم غير أني قائل لكم شيئا إن الله عز وجل قضى بدية واحدة وأن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى بدية واحدة وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة وأنتم اليوم تطالبون
وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم على
أنفسكم قالوا فردها إلى دية واحدة فحمد الله وأثنى عليه وركب (4).
أخبرنا أبو محمد (5) عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه
ثم أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ أبي (5) أبو البركات أحمد بن عبد الله
قالا أنا أبو القاسم التنوخي نا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني
الكوفي الحافظ نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي البصري بنصيبين حدثني أبو
العيناء عن الأصمعي عن العلاء بن جرير عن أبيه عن الأحنف بن قيس قال ثلاثة لا

(1) تقرأ بالأصل: " عثر " والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) الجليس الصالح: لؤم.
(3) الجليس الصالح: العاقل.
(4) الخبر في سير الأعلام 4 / 93 وانظر وفيات الأعيان 2 / 501.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
333

ينتصفون من ثلاثة شريف من دنئ وبر من فاجر حليم من أحمق (1).
كذا قال وصوابه إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة فأما أبوه فهو من
شيوخ مسلم
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله العكبري أنا محمد بن علي بن الفتح أنا
عمر بن أحمد بن شاهين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد وعبد الباقي بن محمد
قالا أنا محمد بن عبد الرحمن نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى نا
الأصمعي ثنا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة
حليم من أحمق وبر من فاجر وشريف من دنئ
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن المقرئ أنا
الحسن بن محمد بن إسحاق نا محمد بن زكريا (2) الغلابي ثنا العلاء بن المفضل
عن العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف بن قيس ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة
حليم من أحمق وبر من فاجر وشريف من دنئ
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ سعيد بن أحمد بن محمد أنبأ
أبو محمد عبد الله بن حامد الأصفهاني أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك
الأشناني أنا الحارث بن أبي أسامة أنبأ المدائني عن الهلالي قال قال الأحنف بن
قيس ليس لكذوب مروءة ولا لحسود راحة ولا لسئ الخلق سؤدد
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنبأ أبو محمد بن الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا محمد بن خلف حدثنا عباس بن أبي طالب نا معاوية الغلابي حدثني رجل من
بني تميم قال قال الأحنف بن قيس لا مروءة لكذاب ولا سؤدد لسئ الخلق ولا إخاء لملول ولا
راحة لحسود
ح وأخبرنا أبو القاسم الشخامي أنا أبو بكر البيهقي قالا:

(1) الخبر في سير الأعلام 4 / 93.
(2) بالأصل: " زكريا، نا الغلابي " حذفنا " نا " لأنها مقحمة. والغلابي بمعجمة وتخفيف وموحدة كما في
تبصير المنتبه 3 / 1036 وانظر الأنساب.
334

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
بشران
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان نا أبو الحسن بن
رزقويه قالا نا عثمان بن أحمد الدقاق نا حنبل بن إسحاق نا أبو معاوية الغلابي
حدثني رجل من بني تميم قال قال الأحنف لا مروءة لكذوب ولا راحة لحسود ولا
جبلة لبخيل ولا سؤدد لسئ الخلق ولا إخاء لملول وفي رواية البيهقي نا الغلابي
ولم يكتبه كذا قال وإنما هو لا حلمة لبخيل
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو محمد بن
إبراهيم وأبو القاسم بن البسري قالوا أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن موسى بن
القاسم بن الصلت المجبر (1)، ثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار نا أحمد بن
يحيى عن ابن الأعرابي قال قال الأحنف بن قيس ليس لكذوب مروءة ولا
لحسود راحة (2)، ولا لبخيل خلة ولا لملول وفاء ولا لسئ الخلق سؤدد
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر الحافظ نا أبو الحسين بن الفضل
القطان أنا أبو سهل بن زياد القطان نا الحارث بن محمد نا أبو الحسن علي بن
محمد المدائني عن الهلالي قال قال الأحنف ليس لكذوب مروءة لا لبخيل
حياء ولا لحاسد راحة ولا لسئ الخلق سؤدد ولا لملول وفاء (3).
قال ونا أبو الحسن المدائني عن سلمة بن عثمان عن علي بن زيد قال قال
الأحنف لابنه يا بني اتخذ الكذب كنزا أي لا تكذب أبدا اكتنزه فلا يظهر منك
قال وأنا البيهقي أنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنا الحسن بن
محمد بن إسحاق نا أبو خليفة الفضل بن حباب نا مخلد بن يحيى بن أخي عيسى بن
حاضر أبو سفيان نا مطهر إمام مسجد العوفة عن مورق العجلي قال قال
الأحنف بن قيس خمس هن كما أقول لا راحة لحسود ولا مروءة لكذوب ولا وفاء
لملول ولا حيلة لبخيل ولا سؤدد لسئ الخلق

(1) بالأصل: " المخبر " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 186.
(2) بالأصل: راحلة.
(3) انظر عيون الأخبار 2 / 10.
335

قال وأنا البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا
أبو عثمان الحناط قال سمعت السري يقول بلغني عن جهم بن حسان أنه قال قال
رجل للأحنف بن قيس يا أبا بحر دلني على أحمد عاقبة فقال له خالق الناس بخلق
حسن وكف عن القبيح ثم قال له ألا أدلك على أدوأ الداء (1) قال بلى قال
اكتساب الذم بلا منفعة واللسان البذئ والخلق الردئ
قال وأنا البيهقي أنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو جعفر محمد بن أحمد القطان
بالساوة نا أبو العباس الصرصري نا أبو عيسى الأنباري نا أحمد بن حاتم العسكري
نا القاسم بن عبد الله الحرمي نا عبد الرزاق أعد علي ذاك الكلام فأقول حدثني عنبسة
القرشي قال قال رجل للأحنف بن قيس دلني على مروءة بلا مؤنة قال عليك
بالخلق الفسيح والكف عن القبيح واعلم أن الداء الذي أعيى الأطباء اللسان البذئ
والفعل الردئ كذا قال القبيح وإنما هو الشحيح
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن هبة الله بن محمد بن الطبيب بن الطباع أنبأ أبو
الحسن علي بن أبي طالب محمد بن علي بن محمد بن عطية المكي الحارثي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات عبد الوهاب الأنماطي
وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري وأبو الدر ياقوب بن عبد الله
قالوا أنا أبو محمد الصريفيني قال نا أبو طاهر إملاء
ح وأخبرنا أبو غالب بن أبي علي بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو
عمر (2) بن حيوية
ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أحمد ويحيى ابنا البنا قالا أنا أبو
الحسين بن الآبنوسي أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب قال ثنا يحيى بن محمد بن
صاعد أنبأ الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك أنا معمر عن الأحنف بن قيس قيل
له أخبرنا عن مروءة وفي حديث المخلصي (3): بغير مال قال الخلق الشحيح

(1) رسمها بالأصل: " الدوا ".
(2) بالأصل: أبو عمرو، خطأ.
(3) كذا، ومر: " المخلص ".
336

والكف عن القبيح وإن شئتم أخبرتكم بأدوا الداء (1)، اللسان البذئ والخلق (2)
الدنئ
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا القاضي أبو عمر
محمد بن الهيثم البسطامي نا أحمد بن عبد الرحمن الرقي عن سليمان بن سيف
الحراني وغيره عن الأصمعي عن العلاء بن كريز عن أبيه عن الأحنف بن قيس
قال من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنبأ زكريا بن
يحيى نا الرجاء بن المؤمل حدثني أبي قال قيل للأحنف ما المروءة قال أن لا
تعمل في السر شيئا تستحي منه في العلانية
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا أبو محمد المصري أنبأ
أحمد بن مروان نا أحمد بن علي المقرئ نا الأصمعي قال سمعت أبي يقول سئل
الأحنف ما المروءة قال العفة والحرفة (4).
قال ونا ابن مروان نا محمد بن عبد العزيز نا ابن عائشة قال سمعت أبي
يقول سئل الأحنف بن قيس ما المروءة قال كتمان السر والتباعد من الشر (5).
وقيل لبعض الحكماء ما المروءة قال إنصاف من هو دونك والسمو إلى من
هو فوقك
وقيل لعمرو بن العاص ما المروءة قال أدب بارع ولسان قاطع
ورواها ابن مروان في موضع آخر ولم يقل فيهما سمعت أبي ولا بد منه
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا بكر بن المؤمل وهو محمد بن المؤمل بن الحسن الماسرجي يقول

(1) رسمها بالأصل: " الدوا ".
(2) بالأصل: واخلق.
(3) سير الأعلام 4 / 93.
(4) عيون الأخبار 1 / 295.
(5) سير الأعلام 4 / 93 وفيها: والبعد من الشر.
337

سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الفارسي يقول قرأت في بعض الكتب أن يزيد بن
معاوية سأل الأحنف بن قيس عن المروءة فقال الأحنف التقى والاحتمال ثم أطرق
الأحنف ساعة وقال:
* وإذا جميل الوجه لم * يأت الجميل فما جماله
ما خير أخلاق الفتى * إلا تقاه واحتماله *
فقال يزيد أحسب يا أبا بحر وافق اليم زيرا (1). قلت وافق المعنى تفسيرا
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر وأبو العز أحمد بن عبد الله وأبو نصر
أحمد بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس أنا
محمد بن خلف بن المرزبان نا القاسم بن الحسن المروزي نا أبو عمرو الباهلي نا
محمد بن حريث قال قال رجل للأحنف ما المروءة قال أن تصبر على ما غاظك
وتصمت عما عندك حتى يلتمس منك
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن خلف أنا أبو جعفر اليمامي نا علي بن محمد القرشي قال قيل للأحنف
ما المروءة قال العفة في الدين والصبر على النوائب وبر الوالدين
أخبرنا أبو القاسم الخطيب أنا رشأ المعدل أنا أبو محمد المصري أنبأ أبو بكر
المالكي نا النضر بن عبد الله نا الأصمعي قال سئل الأحنف عن المروءة فقال:
العفة في الدين والصبر على النوائب والحلم عند الغضب والعفو عند المقدرة وبر
الوالدين والسيد من حمق في ماله وذل في عرضه وكاس في دينه واطرح حقده
وعامر عشيرته
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنبأ أبو محمد أنا أبو عمر أنا محمد بن خلف نا
أحمد بن الحارث نا المدائني قال قيل للأحنف ما المروءة قال الحلم عند
الغضب والعفو عند القدرة
قال ونا أحمد بن الحارث أنا المدائني قال قال الأحنف بن قيس السخاء
من المروءة وأنشد:

(1) البم: الوتر الغليظ من أوتار المزهر. (القاموس). والزير: من الأوتار: الدقيق (اللسان).
338

* لو مد سروري بمال كثير * لجدت فكنت له باذلا
فإن المروءة لا تستطاع إذا * لم يكن مالها فاضلا *
قال وأنا محمد بن خلف نا أبو جعفر اليمامي نا أبو الحسن القرشي قال قال
الأحنف بن قيس المروءة الحزم وهو مع العقل ولا يصلح المروءة إلا التواضع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن
عثمان ومحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز قالا أنبأ أبو الفرج
أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر الخواص نا
أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان حدثني محمد بن الحسن الشامي نا مقدم بن
محمد عن عمه عن عوانة قال قال الأحنف:
* لو مد سروري بمال كثير * لجدت وكنت له ناشرا
فإن المروءة لا تستطاع * إذا لم يكن مالها حاضرا *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي قال سمعت أبا
عبد الرحمن السلمي يقول سمعت عمر بن أحمد بن أيوب يقول سمعت الدريدي
يقول سمعت عبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه قال قال الأحنف بن قيس
العقل خير قرين والأدب خير ميراث والتوفيق خير قرين
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد أنبأ أبو الفضل عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسن الرازي أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب نا أبو بكر
محمد بن الحسن بن دريد أنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال شبيب بن شيبة قال
الأحنف بن قيس رأس الأدب آلة المنطق ولا خير في قول إلا بفعل ولا في منتظر (1)
إلا بمخبر ولا في مال إلا بجود ولا في ثقة إلا بورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في
حياة إلا بأمن وصحة
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنا أبو الحسن وأبو منصور قالا انا أبو
طاهر الذهبي أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي قال قال
شبيب بن شيبة قال الأحنف بن قيس رأس آلة الأدب المنطق ولا خير في قول إلا

(1) في سير الأعلام: منظر بلا مخبر.
339

بفعل ولا في مال إلا بجود ولا في صديق إلا بوفاء ولا في فقه إلا بورع ولا في
صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بصحة وأمن (1).
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأ الحسن بن الحسن بن
علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو محمد
العمي عن علي بن محمد القرشي عن شيخ من (2) غطفان قال تذاكروا الصمت
والمنطق فقال قوم الصمت أفضل فقال الأحنف المنطق أفضل لأن فضل الصمت
لا يعدو صاحبه والمنطق ينتفع به من سمعه.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنبأ رشأ المقرئ أنا الحسن المصري أنبأ أبو بكر
المالكي نا إبراهيم الحربي عن أبي نصر عن الأصمعي قال قيل للأحنف بن قيس
في الصمت والمنطق أيهما أفضل فقال الأحنف الصمت لا يعدو صاحبه وفضل
المنطق ينتفع به من سمعه ومحادثة الرجال تلقيح لألبابها
وقيل له يا أبا بحر إنك لصبور فقال (3): الجزع شر الحالتين تباعد المطلوب
وتورث الحسرة وتبقي على صاحبه الندم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو
محمد بن زبر نا الحسن بن عليل العنزي نا مسعود بن بشر نا الأصمعي قال قال
الأحنف هيبة العاقبة تورث جبنا وهيبة الزلل تورث حصرا
وقيل للأحنف إنك لصبور فقال الجزع شر الحالتين تباعد المطلوب
وتورث الحسرة وتبقي على ظهر صاحبه عارا ثم لا فائدة مع ذلك ولا عائدة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى نا
الأصمعي نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف بن قيس الإنصاف يثبت
المودة ومع كرم العشرة تطول المودة

(1) انظر سير الأعلام 4 / 93.
(2) بالأصل: بن.
(3) بالأصل: " على " ولعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي.
(4) بالأصل: " قيس " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
340

وقال الأحنف ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة الإنصاف في المعاشرة
المواساة في الشدة والانطواء على المودة
قال قال الأحنف بن قيس إن غاصب الدنيا وظالمها أهلها والمدعي ما ليس له
منها على قلتها وإن كان عالي المكان من سلطانها لأقل منها وأذل
أخبرنا أبو المحاسن محمود بن حمد بن محمد بن أحمد أنبأ أبو الفضل
المطهر بن عبد الواحد قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي
المعروف بالجرجاني يقول سمعت محمد بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن زيد
الجوزجاني يقول سمعت الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي يقول سمعت
أبا حاتم السجستاني يقول سمعت الأصمعي يقول سمعت العلاء بن جرير يقول
كتب الأحنف بن قيس إلى صديق له أما بعد فإذا قدم عليك صديق لك موافق فليكن
منك مكان سمعك وبصرك فإن الأخ الموافق خير من الولد المخالف
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد المقرئ أنبأ أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن السري (1) التفليسي أنا أبو عبد الرحمن قال سمعت أبي رحمه الله
يقول سمعت أبا علي الثقفي يقول حدثني بعض أصحابنا عن عبد الله بن
عبد الرحمن نا محمد بن إسحاق السهمي حدثني إبراهيم بن عثمان بن أبي زائدة
عن أبيه قال كتب الأحنف إلى صديق له أما بعد فإذا قدم عليك أخ لك موافق
فليكن منك بمنزلة السمع والبصر فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف ألم
تسمع الله يقول لنوح في ابنه " إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن
حبيش وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الدقاق قالوا أنا أبو الحسين بن
النقور نا عيسى بن علي إملاء نا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية
الأزدي إملاء أنبأ العكلي عن أبيه قال قال الأحنف لا يطمعن ذو الكبر في حسن
الثناء ولا الحب في كثرة الصديق لا السئ الأدب في الشرف ولا الشحيح في

(1) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " التسري " والصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس).
(2) سورة هود، الآية: 46.
341

البر ولا الحريص في قلة الذنوب وكان يقول من أظهر شكرك فيما لم يأته إليه
فاحذره أن يكفر بعمل
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا أبو الحسن المعدل أنا أبو بكر الدينوري نا
إسماعيل بن يونس نا الرياشي نا الأصمعي قال قال الأحنف بن قيس خير الإخوان
من إن استغنيت عنه لم يرذل في المودة وإن احتجت إليه لم ينقصك منك وإن كوثرت
عضدك وإن احتجت إلى معونته رفدك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر أنبأ عبيد الله بن عبد الرحمن أنبأ زكريا بن يحيى نا
الأصمعي نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف من حق الصديق أن يحتمل
له ثلاثا وأن يحاوهن (1) منهن ظلم الغضب وظلم الدالة وظلم الهفوة
وقال الإخاء جوهرة رقيقة إن لم يوق عليها ويحرسها كانت معرضة للآفات
قرض الإخاء بالبذلة حتى يصل إلى ما فوقه وبالكظم حتى تعتذر إلى من ظلمك
وبالرضا حتى لا يستكثر من نفسك الفصل ولا من أخيك التقصير
قال ونا العلاء عن أبيه قال قال الأحنف العتاب مفتاح الثقالي والعتاب
خير من الحقد (2).
وقال أبو موسى:
* إذا ما خليلي رابني بعض خلفه * ولم يك عما ساءني بمفتق
صبرت على ما كان من سوء خلقه * مخافة أن أبقى بغير صديق *
أخبرنا أبو منصور الطيب بن أبي سعيد بن الطيب الخلال المروزي بها نا الإمام
أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني نا أبو القاسم سعد بن علي
الزنجاني قال أخبرتنا بازل بنت محمد بن إسحاق قالت نا عبد الله محمد بن
أحمد بن سليمان نا محمد بن علي بن المروزي نا عبد الصمد بن الفضل نا مكي بن
إبراهيم أنا هشام عن الحسن قال رأى الأحنف بن قيس في يد رجل درهما فقال

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) سير الأعلام 4 / 94.
342

لمن هذا الدرهم فقال لي فقال الأحنف ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو
اكتساب شكر ثم تمثل:
* أنت للمال إذا أمسكته * وإذا أنفقته فالمال لك (1) *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا أبو نصر عن الأصمعي قال
قال الأحنف بن قيس ما خان شريف ولا كذب عاقل ولا اغتاب مؤمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أحمد بن علي بن أبي عثمان وعاصم بن
الحسن قالا أنبأ الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر أنبأ أبو علي بن صفوان نا
أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبي أنبأ الأصمعي عن معتمر عن (2) سليمان بن حزم
القطعي عن سليمان التيمي قال قال الأحنف بن قيس ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن
يقوم من عندي
قال ونا ابن الزبير (3) أحمد بن سعيد الدارمي نا الأصمعي عن أبيه قال كان
الأحنف بن قيس إذا ذكر عنده رجل قال دعوه يأكل رزقه ويأتي عليه أجله
وقال عن غير أبيه إن الأحنف قال دعوه يأكل رزقه ويلقي موته
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد ومحمد بن
عبد الباقي بن محمد قالا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبيد الله السكري نا زكريا
المنقري نا الأصمعي نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف إن اعتذر إليك
معتذر فتلقه ببشر طلق ووجه مشرق إلا أن تكون ممن قطيعته غنم
قال ونا الأصمعي نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف ضربة
الناصح خير من (4).

(1) الخبر والشعر في سير الأعلام 4 / 94.
(2) بالأصل " بن " خطأ، انظر ترجمته حزم بن أبي حزم القطعي في تهذيب الكمال 4 / 243 وفيها أنه يروي
عن سليمان التيمي، ويروي عنه معتمر بن سليمان.
والقطعي ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى بني قطيعة وذكره السمعاني وترجم له.
(3) كذا.
(4) لفظتان غير مقروءتين رسمهما: تحته الشاني.
343

أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو الحسن سعد الخير بن محمد قالا أنبأ
طراد بن محمد أنبأ أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
جعفر بن حمويه الحوري ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا
عمرو بن محمد العنقزي (1) عن سفيان قال قال الأحنف بن قيس ثلاث ليس فيهن
انتظار الجنازة إذا وجدت من يحملها والأيم إذا أصبت لها كفوا والضيف إذا نزل لم
ينتظر به الكلفة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد بن الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية
ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب قالا ثنا يحيى بن محمد بن صاعد نا
الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك نا سفيان قال قال الأحنف بن قيس ثلاث ليس
زاد ابن حيوية عندي وقال فيهن أناة إذا نزل بي الضيف أن أقدم إليه ما كان
والجنازة لا أحبسها والأيم إذا عرض لها رغبة أن أزوجها
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ الشاهد أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا عباس بن محمد نا محمد بن سلام قال قال الأحنف بن قيس
الرفق والأناة (2) محبوبة إلا في ثلاث قالوا ما هن يا أبا بحر قال تبادر بالعمل
الصالح وتعجل إخراج ميتك وتنكح الكفوء أيمك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور و (2) ابن العطار
قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري أنا الأصمعي نا
العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف علم علمك من يجهل وتعلم ممن يعلم
فإذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت
قال وقال الأحنف ابذل لصديقك مالك ومعروفك وحسن محضرك وللعامة
تحيتك وسلامتك

(1) بالأصل: " العنقري " والمثبت عن الأنساب.
(2) بالأصل: " والاباءة ".
(3) زيادة منا للإيضاح، انظر ترجمة أحمد بن محمد بن النقور في سير الأعلام 18 / 372.
وابن العطار اسمه عبد الباقي بن محمد بن غالب، أبو منصور بن العطار انظر المطبوعة عاصم - عائذ
(الفهارس ص 761) وانظر ترجمته في سير الأعلام 19 / 400.
344

قال وقال الأحنف كثرة الخصومة تنبت النفاق في القلب
وقال الأحنف أحسن الناس عيشا من حسن عيش من هو دونه في عيشه وأسوأ
الناس عيشا من لا يعيش معه أحد
قال وقال الأحنف لرجل أوصاه إياك والكسل والضجر فإنك إذا كسلت لم تؤد
حقا وإذا ضجرت لم تصبر على حق
قال وقال الأحنف إذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله على
عقوبتك وانتقام الله لهم منك وذهاب ما أتيت لهم عنهم وبقاء ما أتيت لهم عليك
قال وثنا الأصمعي نا الفضل بن عبد الملك بن أبي (1)، قال قال
الأحنف لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلدا ليس فيه خمس خصال سلطان ظاهر (2)، وقاض
عادل وسوق قائمة ونهر جار وطبيب عالم
قال وثنا الأصمعي ثنا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف من السؤدد
الصبر على الذل وكفى بالحلم ناصرا
قال ونا الأصمعي نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف لو جلس
إلي مائة لأحببت أن التمس رضا كل واحد بما يسره
قال ونا الأصمعي نا العلاء حدثني أبي قال كان الأحنف إذا أتاه رجل أوسع
له فإن لم يكن له سعة أراه (3) كأنه يوسع له
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنبأ أبو
محمد بن زبر القاضي نا إسماعيل بن إسحاق نا نصر بن علي قال خبرنا الأصمعي
نا مبارك عن يوسف بن عبد الله بن الحارث قال كانت مجالسة الأحنف تعجبني وأنا
غلام قال فقرأ مرة حرفا سقط فقلت ليس هو كذا قال فنظر في وجهي وسكت
فلقيته من الغد فقال إني نظرت في المصحف فوجدته كما قلت
قال إسماعيل ذكر أنه أخطأ خطأ فاحشا كنى عنه نصر

(1) رسمها بالأصل: " شون ".
(2) في مختصر ابن منظور 11 / 147 قاهر.
(3) غير مقروءة بالأصل وقد تقرأ " أنا " والمثبت عن سير الأعلام 4 / 94 وفيها: وشع له بدل أوسع له.
345

أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا الحربي نا أبو نصر عن الأصمعي عن أبيه قال قال الأحنف بن
قيس جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام فإني أبغض الرجل أن يكون وصافا لفرجه
وبطنه (1)، وإن من المروءة والديانة أن يترك (2)، الرجل الطعام وهو يشتهيه
قال ونا أحمد بن مروان نا أحمد بن علي المقرئ ثنا الأصمعي قال قال
عمر بن الخطاب للأحنف بن قيس أي الطعام أحب إليك قال الزبد والكمأة فقال
عمر ما هما بأحب الطعام إليه ولكنه يحب خصب المسلمين يعني أن الزبد
والكمأة لا يكونان إلا في سنة الخصب
قال وثنا أحمد بن مروان نا أبو سعيد السكري نا محمد بن الحارث قال
قال المدائني أتى الأحنف بن قيس مصعب بن الزبير فكلمه في قوم حبسهم فقال
أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالحق يسعهم ويخرجهم وإن كانوا
حبسوا بحق فالعفو يسعهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد وعبد الباقي بن محمد
وقالا أنا أبو طاهر الذهبي أنا عبيد الله السكري نا أبو زكريا المنقري نا الأصمعي
نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف لا ينبغي للوالي أن يحسد لأن خطره
عظيم قد عظم من المحازاة والولاة تحسد على حسن التدبير
قال وقال الأحنف لا ينبغي للوالي أن يغضب لأن الغضب في القدرة لقاح
السيف والندامة (4).
قال وقال الأحنف لا ينبغي للوالي أن يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه
على غير ما يريده ولا ينبغي للوالي أن يدع تفقد لطيف أمور الرعية لأمنه على نظره في
جسمها لأن للطف موضعا ينتفع به وللجسيم موضعا لا يستغنى عنه

(1) الخبر إلى هنا أوره الذهبي في سير الأعلام 4 / 94.
(2) بالأصل: " يتر " ولعل الصواب ما أثبتناه: " يترك ".
(3) الخبر في سير الأعلام 4 / 94 وفيها: " فالعدل يسعهم " وسقطت لفظة " ويخرجهم ".
(4) الخبر في سير الأعلام 4 / 94 وتاريخ الإسلام حوادث سنة (61 - 81) ص 352.
346

وقال أحزم الولاة من لم يكابد مكابدة عدوه بالقتال ما وجد إلى غير القتال
سبيلا
وقال رأس سياسة الوالي خصال ثلاث اللين للناس والاستماع منهم والنظر في أمورهم
ورأس مروءة الوالي خصال ثلاث حب العلم والعلماء ورحمة الضعفاء
والاجتهاد في مصلحة العامة
وكان لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان ولا ينتفع الوزراء والأعوان إلا
بالمودة والنصيحة ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفاف (1).
وقال أعظم الأمور فيها على الملوك خاصة وعلى الناس عامة أمران أحدهما أن
يحرموا صالح الوزراء والأعوان والآخر أن يكون أعوانهم ووزراؤهم (2) غير ذي مروءة
ولا حياء
وقال ليس شئ أهلك للوالي من صاحب يحسن القول ولا يحسن العمل
وقال حلية الولاة وزينتهم وزراؤهم فمن فسدت بطانته كان كمن غص بالماء
ولم يصلح شأنه
وقال لا تعدن شتم الوالي شتما ولا إغلاظه إغلاظا فإن ريح العزة يبسط
اللسان بالغلظة في غير بأس ولا سخطة
وقال إن أصبت جاها عند السلطان فلا يحدث (3) ذلك لك تغيرا عن حالك التي
تعرف بها في أخلاقك وأفعالك فإنك لا تدري متى ترى جفوة أو تغير منزلة فيتحول عن
حالك وفي تلون الحال ما فيها من السخف والعار
قال وقال الأحنف يجب على الخلق من حق الله التعظيم له والشكر ويجب
على الرعية من حق السلطان الطاعة له والسمع والمناصحة ومن حق الرعية على
السلطان الاجتهاد في أمورهم

(1) سير الأعلام 4 / 95 وفيها " إلا بالرأي والعفة ".
(2) بالأصل: " ووزرايهم ".
(3) بالأصل: " يحدس " ولعل الصواب ما ارتأيناه.
347

قال ونا المنقري نا العلاء بن الفضل نا الهيثم بن رزيق المالكي عن أبيه قال
قال الأحنف إياك والغضب فإنه ممحقة لفؤاد الحليم
قال ونا المنقري نا العلاء بن جرير عن أبيه قال قال الأحنف ينبغي للعاقل أن
يتوخى بالمعروف أهل الوفاء
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا
يحيى بن محمد بن علي نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك أنبأ سفيان
عن أبي حيان عن أبي الزنباع عن أبي الدهقان قال صحب الأحنف بن قيس رجل
فقال ألا نحملك ونفعل قال لعلك من العارضين قال وما العارضون قال الذين
يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فقال يا أبا بحر ما عرضت عليك حتى تذكر كلمة
قال يا ابن أخي إذا عرض الحق فاقصد له واله عما سواء ذلك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل
أنا أحمد بن مروان نا الحربي يعني إبراهيم بن إسحاق نا أبو نصر عن الأصمعي أن
الأحنف بن قيس كان يجالسه رجل يطيل الصمت حتى أعجب به الأحنف ثم إنه تكلم
فقال يا أبا بحر أتقدر أن تمشي على شرف المسجد قال فتمثل الأحنف
* وكائن ترى من صامت لك معجب * زيارته أو نقصه في التكلم *
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا أبو علي
الجازري (1)، أنبأ المعافى (2) بن زكريا نا عمر بن الحسن بن (3) علي بن مالك
الشيباني نا محمد بن القاسم نا الأصمعي قال نظر الأحنف إلى سيف مع رجل من
بني تميم فقال إن فيه لقصرا وإنه لجيد فقال صاحب السيف يا أبا بحر إنما تطيله خطوة
كما قال الشاعر (4):
* نصل السيوف إذا قصرن بخطونا * قدما ونلحقها إذا لم تلحق *

(1) بالأصل: " الحاروني " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 159.
(3) بالأصل: " نا " خطأ والصواب ما أثبت عن الجليس الصالح، وانظر ترجمته في سير الأعلام 15 / 406.
(4) البيت نسب بحواشي الجليس الصالح لكعب بن مالك، انظر تخريجه فيه.
348

قال الأحنف يا ابن أخي المشي والله إلى الصين أهون من تلك الخطوة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد وعبد الباقي (1) بن
محمد قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا المنقري
حدثنا العلاء بن الفضل عن أبيه قال قال الأحنف ما مضى من الدنيا فحلم وما بقي
منها فأماني
قال وقال الأحنف لا تطلع الناس على سرك يصلح شأنك
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ المقرئ (2)، أنا أبو محمد المصري أنا أبو
بكر الدينوري نا إبراهيم بن إسحاق الحربي وأحمد بن عياد قالا ثنا الرياشي عن
الأصمعي قال قال عبد الملك بن عمير (3): قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب بن
الزبير فما رأيت خصلة (4) تذم إلا رأيتها فيه كان ضئيلا صعل (5) الرأس متراكب
الأسنان مائل الذقن ناتئ الوجنة (6)، باخق العينين خفيف العارضين أحنف
الرجل فكان إذا تكلم جلا عن نفسه
قال وسمعت الحربي يقول قوله ضئيلا أنه كان نحيل الجسم بالصعل
بالنصب (7) هو صغر الرأس والباخق العينين المنخسف والحنف في الرجل أن
تفتل كل واحدة منهما بإبهامها على صاحبتها
قال إبراهيم وذكر الهيثم أنه كان أعور العين ذهبت بسمرقند وولد ملتزق
الأليتين فشق باثنتين
أنبأنا أبو طالب بن يوسف أنا أبو إسحاق البرمكي
ح وحدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد أنا المبارك بن عبد الجبار أنا أبو

(1) بالأصل: " وعبد الرحمن الباقي ".
(2) تقرأ بالأصل " المنقري "؟ خطأ وليس في عامود نسبه، انظر ترجمته في معرفة القراء للذهبي 1 / 401.
ولعل الصواب ما أثبت.
(3) الخبر نقله الذهبي في كتابيه سير الأعلام 4 / 94 وتاريخ الإسلام حوادث سنة 61 - 80 352.
(4) في سير الأعلام: صفة.
(5) في تاريخ الإسلام: صغير الرأس.
(6) تقرأ بالأصل " الوجبة " والمثبت عن السير، وفي تاريخ الإسلام: الوجه.
(7) كذا بالأصل: " بالصعل بالنصب "؟.
349

الحسن القزويني وأبو إسحاق البرمكي قالا أنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد نا عبد الله بن محمد بن مسلم بن قتيبة قال في
حديث الأحنف أن الحباب قال له والله إنك لضئيل وأن أمك لورهاء (1).
الضئيل النحيف الجسم يقال هو يبن الضؤولة (2) وكذلك كان الأحنف
وقال يونس في قوله:
* أنا ابن الزافرية أرضعتني * بسدي (3) لا أجد ولا وحيم
أتمسي فلم تنقص عظامي * ولا ضؤلي إذا اصطك الخصوم *
أراد بعظامه أسنانه وهي إذا تمت تم الحروف ولم يرد عظام جسده ولأنه كان
أحنف ضئيلا
وقال عبد الملك بن عمير قدم علينا الكوفة مع المصعب فما رأيت خصلة تذم
إلا وقد رأيتها فيه كان صعل الرأس متراكب الأسنان مائل الذقن ناتئ الوجه
باخق العينين خفيف العارضين أحنف الرجل ولكنه إذا تكلم حكى عن نفسه
والعصل الصغير الرأس وكانوا يذمون بذلك ويسمون الصغير الرأس رأس
العضا
وقال أحد الشعراء في عمر بن هبيرة (4):
* من مبلغ رأس العضا أن بيننا * ضغائن لا تنسى وإن هي سلت *
لقبه بذلك لأنه صغير الرأس
وقال طرفة (5):
* أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه * خشاش كرأس الحية المتوقد *

(1) الحديث في اللسان " وره " وفي تاج العروس " وره " ورهاء: خرقاء بالعمل، ويقال أيضا: ورهاء
اليدين (التاج).
(2) الضؤولة بالضم: الهزال والمذلة (التاج).
(3) كذا، ولعله: بثدي.
(4) ترجمته في سير الأعلام 4 / 562.
(5) ديوانه ط بيروت ص 37 من معلقته.
350

البصريون يروونه عن الأصمعي خشاش بكسر الخاء وغيرهم يروونه خشاش
بفتحها وهو اللطيف الجسم الصغير الرأس فمدح نفسه كما ترى بما يذم به والباخق
العينين المنخسف العين
وذكر الهيثم بن عدي أن الأحنف أصيبت عينه بالجدري (1).
يقال بخقت عينه إذا خسفتها والحنف في الرجل أن تقبل كل واحدة منهما
بإبهامها على صاحبتها (2).
وقال ابن الأعرابي الأحنف الذي يمشي على ظهر قدمه والأفقد الذي يمشي
على صدرها والورهاء من النساء المتساقطة حمقا أو هوجاء والرجل أوره ووره
قال حميد بن ثور يذكر امرأة:
* جلبانة ورهاء تخصي حمارها * بفي من بغى خيرا لديها الجلامد (3) *
والجلبانة الغليظة الخلق الجافية قال الأصمعي فإذا خصت المرأة الحمار لم
تستحي بعد ذلك من شئ
وقال أبو محمد في حديث الأحنف أنه قال في الخطبة التي خطبها في الإصلاح
بين الأزد وتميم كان يقال كل أمر ذي بال لم يحمد الله فيه فهو أكتع (4) يرويه
سفيان عن مجالد عن الشعبي البال الحال قال الأصمعي كان العمري إذا سئل عن
جاله قال بخير أصلح الله بالكم قال الله عز وجل " ويصلح بالهم (5) " وقوله
فهو أكنع أي ناقص يقال قد أكتع الشيخ إذا دنا بعضه من بعض
وقد تقدم ذكر هذا وأراد أن كل مقام ذي جلالة وعظم لم يذكر الله فيه ويحمد فهو
ناقص ومثله في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع (6) [* * * *]

(1) انظر تهذيب الكمال 1 / 480.
(2) انظر تاريخ الإسلام حوادث سنة (61 - 80) ص 352 وسير الأعلام 4 / 94 وفيها: " أن تفتل " بدل " أن
تقبل ".
(3) البيت في اللسان " جلب " وفي التاج " جرب " و " جلب " منسوبا لحميد بن ثور.
(4) انظر تاج العروس " كنع " وزيد بعدها في اللسان: أي أقطع.
(5) سورة محمد، الآية: 5.
(6) إتحاف السادة المتقين للزبيدي 3 / 2 الأذكار النبوية 103 و 249.
351

وفي حديث آخر كل خطبة ليس فيها شهادة فهو كاليد الجذماء (1) أي
القطعاء [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن أنا
عبد الواحد بن محمد بن عبد الله أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي
قال
والأحنف يكنى أبا بحر وأمه من بني قراض من باهلة وكان الأحنف سيدا جوادا
حليما وكان رجلا صالحا قديما أدرك أمر الجاهلية وقد ذكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فاستغفر
له (2)، وكان أحد الوفد الذين قدموا على عمر من أهل البصرة وقد سمع الأجنف
من أبي بكر (3)، وعمر وعثمان وعلي وله أخبار كثيرة
قال وثنا جدي نا علي بن عاصم عن خالد الحذاء عن محمد بن سيرين عن
الأحنف بن قيس قال سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء بعد فما
سمعت الكلام من في مخلوق أفخر ولا أحسن من عائشة أم المؤمنين
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أنبأ محمد بن الحسن بن
محمد النهاوندي أنا عبد الله بن محمد بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل نا مسدد
ثنا معتمر عن قرة بن خالد حدثني الضحاك أنه أبصر مصعب بن الزبير يمشي في
جنازة الأحنف بلا رداء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (4)، حدثني بكر بن خلف نا المعتمر بن
سليمان عن قرة بن خالد عن أبي الضحاك قال رأيت مصعب بن الزبير يمشي في
جنازة الأحنف بن قيس بغير رداء (5).
قرأنا علي أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن محمد بن القاسم

(1) مسند أحمد 2 / 343 والدر المنثور 1 / 209.
(2) انظر تهذيب الكمال 1 / 480.
(3) في تهذيب الكمال: " أبي بكرة ".
(4) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 214.
(5) ما بين معكوفتين زيادة عن المعرفة والتاريخ.
352

الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا عبيد الله بن عمر نا شريك بن الخطاب شيخ
بلعنبر وكان معاذ يروي عنه الأحاديث عن عتبة بن صعصعة قال رأيت مصعب بن
الزبير في جنازة الأحنف متقلدا سيفا ليس عليه رداء وهو يقول ذهب اليوم الحزم
والرأي (1).
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن مجاهد أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن
عمر المعدل فيما أجازه لي أنا محمد بن عمران بن موسى إجازة نا محمد بن
الفتح القلانسي نا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي نا الأصمعي عن أبي عمرو بن
العلاء قال
توفي الأحنف بن قيس في دار عبيد الله بن أبي عصفير (2)، وكان قد أوصى ألا
تتبع جنازته امرأته فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس بن معسر (3) السعدي ثم
القريعي على راحلتها وهي عجوز كبيرة فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته
لوقت حمامه قيل لها هذا الأحنف بن قيس قالت أبو بحر قالت والله لئن كنتم
سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه عند وفاته قالت لله درك
من مجن في جنن (4)، ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله الذي ابتلانا
بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك وأن يجعل
سبيل الخير سبيلك ودليل الرشاد دليلك ثم نظرت إلى الناس فقالت أيها الناس إن
أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل
لحسن الثناء وطيب الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن
المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت
مودودا حميدا ولقد مت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاصل السلم رفيع
العماد واري الزناد منيع الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من
الباد (5)، ولقد كنت في المحافل شريفا وعلى الأرامل عطوفا ومن الناس قريبا وفيهم

(1) كذا، وسيرد قريبا: " ابن أبي غضيفير " وفي سير الأعلام 4 / 96 " غضنفر ".
(2) انظر الإصابة 1 / 101.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) تقرأ بالأصل: " حتن " والمثبت عن سير الأعلام، والجنن: القبر (انظر اللسان وتاج العروس).
(5) سير الاعلام: الناد.
353

غريبا وإن كنت فيهم مسودا وإلى الخلفاء لموفدا وإن كانوا لقولك لمستمعين ولرأيك
متبعين رحمنا الله وإياك (1).
قال وكان مصعب بن الزبير على الكوفة وكان حاضرا لقولها قال ما رأيت
كاليوم قط امرأة أفضح للرجال من هذه خرج مصعب في جنازته أحلا حاسرا وتولى
الصلاة عليه
أخبرنا أبو بشر محمد بن شجاع أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن
عبيد حدثني أبو السائب السوائي حدثني شيخ عن أبيه قال مات الأحنف بن قيس في
دار ابن أبي غصيفير (2) بالكوفة فجاءت امرأة على بغل في رحاله وحولها جماعة
ونساء فقالت أيها الأمير إن ابن عمي مات بأرض غربة فأذن لي أندبه فقال شأنك
فقالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن أسأل الله الذي ابتلانا بفقدك
وفجعنا بيومك أن يوسع لك في لحدك وأن يكون لك في يوم حشرك ثم أقبلت على
الناس فقالت أيها الناس إن أولياء الله في بلاده شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا
ومثنون صدقا ثم قالت أما والذي كنت من أمره إلى مدة ومن المضمار إلى غاية
ومن الموت إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت جيدا مودودا
ومت شهيدا فقيدا ولقد كنت في المحافل شريفا وعلى الأرامل عطوفا ومن الناس
قريبا وفيهم غريبا وإن كنت لمسودا وإلى الخلفاء لموفدا وإن كانوا لقولك
لمستمعين ولرأيك لمتبعين قال فإذا هي امرأة من بني سعد
قال وحدثنا عبد الله بن محمد قال حدثني أبو عبد الله التيمي حدثني
عبد الرحمن البجلي أن المرأة المتكلمة بهذا الكلام سودة بنت الحارث المنقرية
قال (3) الأحنف بن قيس بالكوفة في الموضع الذي ينسب إلى جبل
الشيخ
قال ونا عبد الله بن محمد قال وحدثني محمد بن صالح حدثني أبو اليقظان
العجيفي قال جاء بموت الأحنف بن قيس رجل من بني يشكر فقال شاعر من بني تميم:

(1) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 4 / 96 من طريق أبي عمرو بن العلاء.
(2) كذا، انظر ما مر فيه: قريبا.
(3) بياض بالأصل، ولعله يريد: " مات ".
354

* أمات ولم تبك السماء لفقده * ولا الأرض أو تبدو الكواكب بالظهر
فقلت إذا لا أسكت رحم حامل * جنينا ولا أضحى على الأرض من سفر
ولما أتيت اليشكري وجدته * عليما بموت الأحنف الخير ذا خير *
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا
عبد الملك بن محمد أنا أبو علي الصواف نا محمد بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد
قال قال الهيثم مات الأحنف بن قيس التميمي ثم السعدي في ولاية مصعب بن
الزبير
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1) قال وفي سنة سبع وستين
مات الأحنف بن قيس بالكوفة وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى في جنازته بغير
رداء فيقال إنه أول من مشى في جنازة بغير رداء (2).
قال خليفة سمعت المعتمر بن سليمان قال سمعت قرة بن خالد عن أبي
الضحاك قال أول من مشى في الجنازة بغير رداء مصعب بن الزبير في جنازة
الأحنف بن قيس ويقال مات في سنة تسع وستين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (3)، قال ومات الأحنف بالكوفة يعني سنة
سبع وستين
أخبرنا أبو عبد الله البلخي نا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأ محمد بن أحمد بن
يعقوب نا جدي ثنا يحيى بن معين قال هلك الأحنف مع مصعب بالكوفة سنة ثنتين
وسبعين
كتب إلي أبو زكريا بن منده وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم
عن أبيه أبي عبد الله نا أبو سعيد بن يونس حدثني محمد بن موسى بن النعمان نا

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 264 حوادث سنة 67.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ خليفة.
(3) المعرفة والتاريخ 3 / 330.
355

علي بن عبد الرحمن بن المغيرة نا سعيد بن عفير حدثني عبد الرحمن بن القاسم
عن أبي شريح المعافري عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط قال
حضرت جنازة الأحنف بن قيس بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد
فتح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت
2922 الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع
ابن الأسود بن عمرو بن رالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان
أبو عاصم الشيباني البصري المعروف بالنبيل (1)
سمع بدمشق الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وبحمص ثور بن يزيد
وبمصر حياة بن شريح وبالحجاز جعفر بن محمد ومحمد بن عجلان وابن
جريج ومالك بن أنس وابن أبي ذئب ومحمد بن عمارة وجعفر بن يحيى بن
ثوبان وسيف بن سليمان وزكريا بن إسحاق وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي
وبالعراق شعبة والثوري وسعيد بن أبي عروبة وعبد الله بن عون وسليمان بن
طرخان التيمي
روى عنه جرير بن حازم الجهضمي وعبد الله بن داود الخريبي (2)، وهما أكبر
منه وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة زهير بن حرب وعمرو بن علي
الفلاس ومحمد بن مثنى ومحمد بن بشار وعبد الملك بن قريب الأصمعي
وعلي بن المديني ومحمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن يونس الكديمي
وإسحاق بن سيار النصيبي ومحمد بن حبان (3) بن الأزهر البصري وهو آخر من
حدث عنه
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالوا أنا

(1) انظر عن الضحاك بن مخلد في: تهذيب الكمال 9 / 167 وتهذيب التهذيب 2 / 570 طبقات ابن سعد
7 / 295 طبقات خليفة ترجمة 1921 تذكرة الحفاظ 1 / 366 والوافي بالوفيات 16 / 359 سير الأعلام
9 / 480 وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 211 - 220) وانظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة
أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.
(3) اختلفوا في ضبطه (بضم الحاء أو بفتحها) انظر المنتبه 1 / 283.
356

أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا محمد بن يونس نا أبو عاصم النبيل عن
حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يغتسل من جنابة
فيأخذ حفنة لشق رأسه الأيمن ثم يأخذ حفنة لشق رأسه الأيسر
رواه البخاري (1) ومسلم (2) عن محمد بن المثنى عن أبي عاصم
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو عروبة وعبد الجبار بن نعيم الحصني ومحمد بن خالد بن يزيد
البردعي والقاسم بن خليد القاضي قالوا ثنا أبو رفاعة العدوي نا إبراهيم بن بشار
نا سفيان بن عيينة عن عمرو (3) بن دينار عن الحسن بن محمد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا
يبيت شيئا ولا يقيله
قال أسماعا من عمرو وقال ابن جرير عن عمرو قال أسماع من ابن جريج
قال ويحك كم تفسده قال أبو عاصم عن ابن جريج أسماعا قال من أتى عاصم قال
حدثنيه علي بن المديني عن أبي عاصم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن
الحسن بن محمد
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
أنا أبو بكر محمد بن الفرج بن علي البزار أنا عمر بن محمد بن علي الناقد نا
عبد الله بن محمد بن ناجية نا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن حبيب القاضي نا
إبراهيم بن بشار الرمادي نا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن (4) الحسن بن
محمد بن علي قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا جاءه مال لم يبته ولم يقيله
قال فقال رجل يا أبا محمد سماع من عمرو بن دينار قال دعه لا تفسده قال
يا أبا محمد سماع من عمرو بن دينار قال ويحك لا تفسده ابن جريج عن عمرو بن
دينار قال يا أبا محمد سماع من ابن جريج قال يا أبا محمد سماع من أبي عاصم
قال ويحك كم تفسده

(1) صحيح البخاري (5) كتاب الغسل، الحديث رقم 258.
(2) صحيح مسلم (3) كتاب الحيض، الحديث 318.
(3) بالأصل: " عمر " خطأ، ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 211.
(4) بالأصل: " عن الحسن بن دينار، عن الحسن بن محمد " والصواب ما أثبت فقد حذفنا " الحسن بن دينار "
فهي مقحمة ولا معنى لها، انظر ترجمة عمرو بن دينار في تهذيب الكمال 14 / 212 - 213.
357

حدثني علي بن المديني عن الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عمرو بن
دينار ثم قال ابن عيينة تلومونني على علي بن المديني لما أتعلم منه أكثر مما يتعلم
مني
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن
إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1) قال وفيها يعني
سنة إحدى وعشرين ومائة ولد أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل (2).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي
الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب وأبو محمد
عبد الله بن عبد الرحمن قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو بشر الدولابي نا سليمان
يعني ابن الأشعث السجستاني نا عبد الله بن إسحاق أبو محمد قال سمعت أبا
عاصم يقول ولدت في سنة (3) اثنين وعشرين ومائة في ربيع الأول
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري
أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ نا أبو بكر محمد بن الحسين بن
شهريار نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر (4)، قال سمعت أبا عاصم الضحاك بن
مخلد ولدت أمي سنة عشر ومائة وولدت في سنة اثنتي وعشرين ومائة ومات سنة
اثنتي (5) عشرة ومائتين وهو ابن تسعين وأربعة أشهر (6).
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأ أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار قالا أنا عبيد الله بن
أحمد بن عثمان أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن العباس أنبأ
صالح بن أحمد حدثني أبي قال أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 352.
(2) سقطت من تاريخ خليفة.
(3) كذا بالأصل، وانظر تهذيب الكمال 9 / 171.
(4) بالأصل: " أبو قيصر عمرو بن علي بن حر " والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال
14 / 299.
(5) بالأصل: اثني.
(6) انظر تهذيب الكمال 9 / 172 وسير الأعلام 9 / 484.
358

أخبرنا أبو البركات أيضا أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن رباح أنا
أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن
حماد نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة:
أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده نا أبو محمد الحسن بن
محمد أنا أبو الحسن اللبناني أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1) قال نا محمد بن سعد قال
في الطبقة الثامنة من الفقهاء والمحدثين من أهل البصرة أبو عاصم النبيل الضحاك بن
مخلد الشيباني
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء محمد بن
علي بن يعقوب أنبأ علي بن الحسن بن علي الجراحي
ح قال وأنا ابن خيرون أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس نا جدي
لأمي إسحاق بن محمد قالا أنا عبد الله بن إسحاق المدائني نا أبو عمرو قعنب بن
المحرر قال أبو عاصم مولى لبني ذهل بن ثعلبة أخوة بني سدوس وأمه من آل الزبير
وكان أبو عاصم يبيع الحرير (2).
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن ومحمد بن علي واللفظ له والمبارك بن عبد الجبار قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (3) قال الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل البصري مولى بني
شيبان سمع جعفر بن محمد وابن جريج والثوري وشعبة
أخبرنا أبو بكر الشيباني (4)، أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان التميمي قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عاصم
الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل سمع ابن جريج والثوري وشعبة

(1)
الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) تهذيب الكمال 9 / 167.
(3) التاريخ الكبير 4 / 336.
(4) كذا، ولعله " الشقاني ".
359

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
عاصم الضحاك بن مخلد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا حمد
الأصبهاني إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر الهمداني أنا أبو الحسن قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1)، قال الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل وهو ابن مخلد بن الضحاك
الشيباني روى عن جعفر بن محمد حديثا واحدا وعن سليمان التيمي تفسير جزء (2)
من القرآن وروى عن ابن جريح (3). روى عنه أحمد بن حنبل وزهير بن حرب وابن
أبي شيبة ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وعمرو بن علي سمعت أبي يقول
ذلك وسألت أبي عنه فقال صدوق
قرانا علي أبي الفضل بن ناصر عن محمد بن أحمد أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد (4). قال أبو عاصم
الضحاك بن مخلد الشيباني
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب
أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة
قال الضحاك بن مخلد أبو عاصم
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد محمد بن محمد قال أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني
مولاهم النبيل البصري سمع جعفر بن محمد الهاشمي وعبد الملك بن

(1) الجرح والتعديل 4 / 463.
(2) في الجرح والتعديل: حرف.
(3) ما بين معكوفتين عن الجرح والتعديل، ومكانها بالأصل: وإن جرير.
(4) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 21.
360

عبد العزيز بن جريج روى عنه جرير بن حازم وعمرو بن علي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل المقدسي أنبأ مسعود السجزي أنا
عبد الله بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم
أبو عاصم النبيل أراه الشيباني مولاهم البصري سمع ابن جريج وجرير بن حازم
والأوزاعي ومالك وشعبة والثوري وزكريا بن إسحاق روى عنه البخاري في
الصلاة وروى عن عبد الله المسندي وعلي بن المديني وإسحاق غير منسوب
وعمرو بن علي ويعقوب الدورقي ومحمد بن المثنى ومحمد بن معمر عنه في
الجمعة وفي الحج والسير والتوحيد والبيوع وغير موضع
قال البخاري مات آخر سنة اثنتي عشرة ومائتين وقال عمرو بن علي سمعت
أبا عاصم يقول ولدت أمي في سنة عشر ومائتين وولدت سنة ثنتي وعشرين ومئة (1)،
قال عمرو فمات سنة ثنتي عشرة ومائتين وهو ابن تسعين سنة وأربعة أشهر
وذكر أبو داود أنه مات في ذي الحجة سنة ثنتي عشرة ومائتين
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال سنة اثنتي وعشرين ومائة فيها ولد أبو عاصم الضحاك بن
مخلد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال سمعت مكي بن إبراهيم قال قدم أبو
عاصم على ابن جريج في سنة ست وأربعين ومائة ولم يقرأ ابن جريج على الناس
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنبأ أبو الحسن علي بن
يحيى بن جعفر إمام المسجد الجامع بأصبهان قال سمعت أبا الحسين محمد بن
أحمد بن إسحاق الشاهد بالأهواز يقول سمعت أحمد بن محمد القرشي يقول
سمعت العباس بن ميمون البصري المعروف بطائع يقول سمعت أبا عاصم النبيل
يقول رأيت أبا حنيفة في المسجد الحرام يفتي وقد اجتمع الناس عليه وأذوه فقال ما
ها هنا أحد يأتينا بشرطي فدنوت منه فقلت يا أبا حنيفة تريد شرطيا قال نعم

(1) بالأصل: " ومئتين " خطأ والصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 9 / 172 سير الأعلام 9 / 483.
361

فقلت اقرأ علي هذه الأحاديث التي معك فقرأها فقمت عنه ووقفت بحذائه فقال
لي أين الشرطي فقلت له إنما قلت تريد لم أقل لك أتي به فقال انظروا أنا احتال
على الناس منذ كذا وكذا وقد احتال علي هذا
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن
أحمد الزراد والحسن بن أبي بكر قالا أنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي روب نا
محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي نا الضحاك بن مخلد نا يحيى بن راشد عن
الضحاك بن (1) مخلد عن عثمان بن سعد أن ابن الزبير علق لواءين في الكعبة قيل
له (2).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر شفاها قال نا أبو محمد الحسن بن أحمد
السمرقندي نا أبو بشر عبد الله بن محمد بن محمد النيسابوري أنا أبو سعد
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن إدريس الاستراباذي الإدريسي نا الحسن بن
محمد بن زياد الرازي ببخارى ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري قال
سمعت إسماعيل بن أحمد والي خراسان يقول سمعت أبي يقول كنا عند أبي عاصم
النبيل فقيل له لم سميت نبيلا قال لتجمل ثيابي وكان كبير الأنف
قال ثم أخبركم عن نفسي بشئ تزوجت امرأة فلما بنيت بها عمدت لأقبلها
فمنعني أنفي عن القبلة فشددت أنفي على وجهها فقالت نح ركبتك عن وجهي
فقلت ليس هذا ركبة إنما هو أنف
سمعت أبا الحسن علي بن المسلم الفقيه يقول
سمعت عبد العزيز يقول سمعت عبد الرحمن يقول سمعت خيثمة بن سليمان يقول سمعت إسحاق بن سيار
يقول سمعت أبا عاصم يقول كان سفيان يسألني أن أفيده فإذا أفدته قال ليس بشئ
ويذهب إليه فيسأله
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو بكر التفليسي يعني
محمد بن إسماعيل (3) أنا أبو يعلى المهلبي أنا محمد بن أحمد بن دلويه نا محمد بن

(1) بالأصل: " عن " خطأ.
(2) كذا انتهى الخبر بالأصل، وبعدها بياض بالأصل، ثلاثة أرباع السطر.
(3) سير الأعلام 9 / 482 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 211 - 220) ص 193.
362

إسماعيل البخاري قال سمعت موسى بن إسماعيل قال سمعت أبا عاصم يقول ما
اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها
لا مدخل لموسى بن إسماعيل في هذه الحكاية فإن البخاري سمعها من أبي
عاصم نفسه وهو من أجل شيوخه يدل على ذلك ما
أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأ أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (1)، قال سمعت أبا عاصم يقول ما اغتبت
أحدا منذ علمت أن الغيبة تضر بأهلها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم
السهمي نا أبو أحمد بن عدي قال سمعت علي بن أحمد بن مروان يقول سمعت
عمر بن شبة يقول سمعت أبا عاصم النبيل يقول أقل حالات المدلس عندي أن يدخل
في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان
أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو طلحة محمد بن أحمد بن الحسن التمار في مسجد الحرام
نا حمدان بن علي الوراق قال ذهبت إلى أحمد بن حنبل سنة ثلاث عشرة فسألناه أن
يحدثنا فقال تسمعون مني ومثل أبي عاصم في الحياة اخرجوا إليه (3).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد المالكي قالا
أنا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق نا إسماعيل بن علي
الفحام نا جعفر الدقاق قال كان الكديمي إذا حدث عن أبي عاصم قال حدثنا
الكيس أبو عاصم النبيل
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن

(1) التاريخ الكبير 4 / 336.
(2) بالأصل: بن، انظر ترجمة علي بن إبراهيم، أبي القاسم الحسيني في سير الأعلام 19 / 358.
(3) سير الأعلام 9 / 484 وتهذيب الكمال 9 / 172.
363

سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين وأبو عاصم النبيل قال ثقة قلت
فأيهما أحب إليك يعني أبا عاصم والخريبي قال ثقتان قال أبو سعيد الدارمي
الخريبي أعلى
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنا عبد الله بن الحسين بن جعفر زاد ابن
الطيوري وابن عمه محمد بن الحسن بن محمد قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن
أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي (1) قال أبو عاصم
الضحاك بن مخلد الشيباني بصري ثقة وكان له فقه كثير الحديث
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني وأنا أبو نصر بن الجبان
إجازة أنا أحمد بن القاسم إجازة نا أحمد بن طاهر بن النجم أنا أبو عثمان
سعيد بن عمرو قال قال لي أبو مسعود في حرف خالف فيه أبو عاصم عبد الرزاق في
حديث ابن جريج عن الزهري حديث علي في السارق قال أبو مسعود فقلت لأبي
عاصم إن عبد الرزاق يقول كذا وكذا فقال وما يدري ذاك ابن الأعرابي
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن محمد بن علي بن أحمد عن (2) رشأ بن
نظيف نا محمد بن إبراهيم الطرسوسي أنا محمد بن محمد بن داود نا
عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال وكيع لم ير في يده كتاب قط وأبو
عاصم لم ير في يده كتاب قط (3)، وابن عيينة والثوري وشعبة تر في أيديهم كتاب
قط
حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر لفظا وأبو عبد الله يحيى بن الحسن
قراءة عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام بن محمد أنا علي بن محمد بن
خزفة (4)، نا محمد بن الحسين نا ابن خيثمة قال سمعت يحيى بن معين وسئل
عن أصحاب الثوري أيهم أثبت قال هم خمسة يعني يحيى بن سعيد القطان

(1) ثقات العجلي ص 231.
(2) بالأصل: " بن " والصواب ما أثبت.
(3) انظر تهذيب الكمال 9 / 170 وسير الأعلام 9 / 482.
(4) بالأصل: " حزقة " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر، وانظر تبصير المنتبه 1 / 436.
364

ووكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم
الفضل بن دكين فأما الفريابي وأبو حذافة وقبيصة وعبيد الله وأبو عاصم وأبو
أحمد الزبيري وعبد الرزاق وطبقتهم فيهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض
وهم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر البيع إملاء ثنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله نا عبد الله بن محمد بن جعفر قال سمعت أحمد بن علي بن الجارود
يقول سمعت محمد بن عيسى الزجاج يقول سمعت أبا عاصم يقول من طلب هذا
الحديث فقد طلب أعلى الأمور فيجب أن يكون خير الناس (1).
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا أبو
بكر محمد بن المقرئ الأنباري أنا أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني نا أحمد بن
محمد بن بكر بن غمر بن المنكدر نا أبو داود سليمان بن سيف قال كنت مع أبي
عاصم النبيل وهو يمشي وعليه طيلسان فسقط عنه طيلسانه فسويته عليه فالتفت إلي
وقال كل معروف صدقة فقلت من ذكره رحمك الله
قال أنا ابن جريج عن عطاء عن (2) جابر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كل معروف
صدقة إلى (3) غني أو فقير [* * * *]
كتب إلي أبو نصر القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو (4) عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول سمعت عبد الواحد بن محمد بن
هانئ يقول سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول أتينا أبا عاصم النبيل فدلى رجليه
ثم قال اغمزوها فطال ما بعثنا لكم
قال وسمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت ابن فارس
يقول سمعت أحمد بن سعيد القارئ يقول سمعت أبا عاصم النبيل يقول طلب

(1) تهذيب الكمال 9 / 171 وسير الأعلام 9 / 483.
(2) بالأصل: " بن " خطأ.
(3) يعني صنعته إلى غني أو فقير.
(4) بالأصل: " ابن " والصواب قياسا إلى أسانيد.
365

الحديث حرفة المفاليس كان صاحب تجارة تزل (1) تجارته حين يذهب وإن كان
صاحب ضيعة نزل ضيعته حتى تخرب حتى إذا بلغ ما يريد وبلغ سبعين سنة جاءه
صبيان فقعدا بين يديه فإن كان الشيخ ذكيا قالا ما أكيسه وهو على حداثة سنه إن قيل له
كيس غضب وإن كان الشيخ مغفلا قالا ما يحسن قراءة كتابه
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا أبو علي
محمد بن الحسين أنا المعافي بن زكريا (2)، قال نا يعقوب بن محمد بن صالح
الكريزي نا عبد الجليل بن الحسين قال كان مما يعرف من أحمد بن المعذل (3)
وهو صبي له ذؤابة في مجلس أبي عاصم ومر لأبي عاصم حديث يعني فيه فقه (4) فقال
أحمد إنه إنما ألقح إلينا عن مالك بن أنس في هذا الحديث فسمعه أبو عاصم فقال لا
زرعك الله قال فخجل أحمد فلما كان المجلس الثاني مر لأبي عاصم حديث فيه فقه
فقال أين أنت يا منقوص أنس ألقح إليكم عن مالك قال فخجل أحمد ثم وثب
فقال يا أبا عاصم إن الله تعالى خلقك جدا فلا تهزلن (5) فإن الله عز وجل سمى
المستهزئين (6) في كتابه جاهلا فقال " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا
هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " (7)، قال فخجل أبو عاصم فكان لا
يحدث حتى يحضر أحمد فيقعده إلى جنبه
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنا محمد بن
القاسم بن جعفر نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو عاصم
يعني النبيل لم يكن فصيحا يعني لم يكن يعرب (8).

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 363 - 364.
(3) بالأصل: المعدل، والصواب ما أثبت بالذال المعجمة، وهو أحمد بن المعذل بن غيلان، شاعر،
(الأغاني 12 / 54).
(4) بالأصل: " ثقة، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) بالأصل: " جدلا نهوبن " صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
(6) كذا بالأصل، وفي الجليس الصالح: " المستهزئ " وهو أصح.
(7) سورة البقرة، الآية: 67 وبالأصل: اتخذنا.
(8) تاريخ الإسلام حوادث سنة 211 - 220 ص 193.
366

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن محمد قالا أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو القاسم الحسن بن
محمد بن الحسن نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا جابر بن كردي قال مات أبو
عاصم سنة إحدى عشرة ومائتين (1)، قال الحضرمي
وقال غيره سنة ثنتي عشرة ومائتين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري قال وفيها يعني سنة اثنتي
عشرة ومائتين مات أبو عاصم النبيل الضحاك في ذي الحجة (2).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد بن
حسنويه أنا عبد الله بن محمد بن جعفر
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا أبو
الحسين الأهوازي قالا أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي نا خليفة بن خياط (3) قال وأبو
عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأ رمضان بن عدي أنا أحمد بن محمد بن
عمير أنا عثمان بن محمد السمرقندي قال أبو أمية الطرسوسي مات أبو عاصم النبيل
سنة اثنتي عشرة ومائتين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة السادسة
من أهل البصرة أبو عاصم النبيل واسمه الضحاك بن مخلد الشيباني وكان ثقة فقيها
مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة
ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

(1) تهذيب الكمال 9 / 172 سير الأعلام 9 / 484 وقال الذهبي: فهذا قول شاذ.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 474 وكلمة " النبيل " لم ترد فيه.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 390 رقم 1921.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 295.
367

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا علي بن محمد أنا أبو
سليمان بن زبر ثنا أبي نا محمد بن أحمد بن حبيب الذارع (1) قال فيها يعني سنة
اثنتي عشرة مات أبو عاصم الضحاك بن مخلد بالبصرة في ذي الحجة
أخبرنا ابن الحصين وأبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا قال أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو بكر أحمد بن جعفر نا محمد بن يونس القرشي قال ومات
أبو عاصم سنة ثنتي عشرة في ذي الحجة
أخبرنا أبو القاسم بن العلوي نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال سنة ثلاث عشرة
ومائتين فيها مات أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني (2).
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل قال مات أبو عاصم سنة أربع (3) عشرة ومائتين في آخرها
أنبأنا أبو منصور وغيره عن أبي بكر الخطيب (4).
2923 الضحاك بن مزاحم الأسدي
له ذكر فيمن غزا القسطنطينية (5) مع مسلمة بن عبد الملك لما خرج إليها من
دمشق

(1) الخبر في سير الأعلام 9 / 483 وفيها: الذراع.
(2) تهذيب الكمال 9 / 172 وقد تحرف في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي فذكره في وفيات سنة 113
تحرفت " المائتين " إلى مائة ".
ونقله الذهبي في سير الأعلام 9 / 484 نقلا عن يعقوب وقال الذهبي: " وهذا بعيد ". وقال في تاريخ
الإسلام حوادث سنة (211 - 220) ص 193 غلط من قال إنه مات سنة ثلاث عشرة، وذلك لأنه لم
يصل خبر موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فورخه بعض المحدثين فيها.
(3) كذا، وفي التاريخ الكبير وسير الأعلام وتاريخ الإسلام عن البخاري: سنة 214.
(4) كذا، ويبدو أن ثمة سقط في الكلام.
(5) بالأصل: " القسطنطينة ".
368

وحكى أنه كان أميرا على قيس حكى ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس
الهمداني وقد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أحمد بن
الحسن بن أحمد زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن
الحسن أنا أبو الحسين ثنا أبو حفص نا خليفة بن خياط (1) قال في الطبقة الثانية من
أهل الشامات الضحاك بن مزاحم مات سنة خمس ومائة
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن
العلاف قالا أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو القاسم السكوني نا أبو جعفر
الحضرمي قال مات الضحاك بن مزاحم سنة خمس ومائة
2924 الضحاك بن مسافر
مولى سليمان بن عبد الملك
حدث عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه
روى عنه الوليد بن محمد الموقري (2) البلقاوي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا ثنا وأبو
منصور بن رزيق أنبأ أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ ومحمد بن عمر
الداودي قالا ثنا محمد بن المظفر نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الهيثم عن
صالح المصري وما كتبته إلا عنه نا عبد الرحمن بن خالد (4) بن نجيح نا أبي
خالد بن نجيح حدثني الوليد بن محمد الموقري عن الضحاك بن مسافر مولى
سليمان بن عبد الملك قال صليت إلى جنب أبي حنيفة فسمعني أتشهد فقال لي يا
شامي حدثني سليمان بن مهران الأعمش عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله بن
مسعود قال علمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التشهد التحيات لله والصلوات والطيبات
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 568 رقم 2950.
(2) هذه النسبة إلى موقر موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق (معجم البلدان).
(3) الخبر في تاريخ بغداد 3 / 263 في ترجمة محمد بن المظفر البزاز.
(4) تقرأ بالأصل: " مخلد " والصواب عن تاريخ بغداد.
369

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم تدعو بما أحببت [* * * *]
هذا لفظ الداودي وزاد قال ابن المظفر كتب عني هذا الحديث أبو
العباس بن عقدة الكوفي
2925 الضحاك بن المنذر بن سلامة بن ذي
فائش ابن يزيد بن مرة بن عريب (1) بن مزيد (2) بن مرثد الحميري
وفد على معاوية
ذكر أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المعروف بابن ذي الدمينة
في كتاب مفاخر قحطان قال
ذكروا أن الضحاك بن المنذر بن سلامة بن ذي فائش الحميري وكان أبوه وجده
ملكين وكان وسيما جسيما دخل على معاوية بن أبي سفيان فاستشرفه معاوية حين
نظر إليه فقال ممن الرجل فقال من فرسان الصياح الملاعبين بالرماح المبارين (3)
للرياح وكان معاوية متكئا فاستوى قاعدا وعجب من قوله وقال أنت إذا من قريش
البطاح قال لست منهم ولولا الكتاب المنزل والنبي المرسل لكنت عنهم راغبا
ولقديمهم عائبا قال فأنت إذا من أهل الشراسة ذوي الكرم والرياسة كنانة بن
خزيمة قال لست منهم وإني لأطموا عليهم ببحر زاخر وملك قاهر وعز باهر
وفرع شامخ وأصل باذخ قال فأنت إذا من جمرة (4) معد وركنها الأشد أهل
الغارات بني أسد قال لست منهم لأن أولئك عبيد ولم يبق منهم إلا الشريد
قال فأنت إذا من فرسان العرب المطعمين في الكرب أهل القباب الحمر تميم بن
مر قال لست منهم لأن أولئك بدأوا بالفرار حين أحجرتهم (5) منا الأحجار قال
فأنت إذا من خيار بني نزار وأحماهم للذمار (6)، إذا من خيار بني نزار وأحماهم للذمار وأوفاهم بذمة الجار بني ضبة قال

(1) عن جمهرة ابن حزم ص 436 وبالأصل: ريب.
(2) في جمهرة ابن حزم: مرثد بن يريم.
(3) تقرأ بالأصل: المبادين، بالدال المهملة.
(4) الجمهرة: القبيلة لا تنضم إلى أحد، أو التي فيها ثلاثمائة فارس (القاموس).
(5) أحجرتهم: ألجأتهم.
(6) بالأصل: الذمار.
370

لست منهم لأن أولئك رعاء البقر وأهل البؤس والنكر لا يقرون الضيف ولا يدفعون
الحيف قال فأنت إذا من أهل الطلب بالأوبار واجتماع الدار ثقيف بن منبه قال
كلا أولئك قصار الحدود لئام الجدود بقية ثمود قال فأنت إذا من أهل الشاء والنعم
والمنعة والكرم هذيل بن مدركة قال كلا ألهى أولئك جمع الحطب وجزر العرب
ولا يحلون ولا يمرون ولا ينفعون ولا يضرون قال فأنت إذا من هوازن أهل القر
والقهر والنعم الدثر قال كلا أولئك أهل الشرات وعلاج الكرات شعر الرقاب
وغبش الكلاب قال فأنت إذا من قاتلي الملوك الجبابرة وأحلاف السيوف البواتر من
عبس أو مرة قال لست منهم لأنا منعناهم هاربين وقتلناهم غادرين قال فأنت إذا
من أهل الراية الحمراء والقبة القتراء سليم بن منصور قال كلا ألهى أولئك أكل
الحصى ورضخ النوى قال فأنت إذا من أوغاد اليمانين الذين لا يعقلون شيئا وقال
أنا ابن ذي فائش مهلا يا معاوية فإن أولئك كانوا للعرب قادة وللناس سادة ملكوا أهل
الأرض طوعا وأجبروهم كرها حتى دانت لهم الدنيا بما فيها وكانوا الأرباب وأنتم
الأذناب وكانوا الملوك وأنتم السوقة حتى دعاهم خير البرية بالفضل والتحية
محمد (صلى الله عليه وسلم) فغزروه أيما تعزيز وشمروا حوله أيما تشمير وشهروا دونه السيوف
وجهزوا الألوف بعد الألوف وجادوا له بالأموال والنفوس وضربوا معدا حتى دخلوا
في الإسلام كرها وقتلوا قريشا يوم بدر فلم يطلبوهم بثأر فأصبحت يا معاوية تحمل
ذاك علينا حقدا وتشتمهم (1) عليه عمدا وتقذف بنا في لجج البحار وتكف شرك عن
بني نزار ونحن نصرناك ومنعناك يوم صفين ونصرناك على الأنصار والمهاجرين
وآثرناك على الإمام التقي (2) الرقي الرضي الوفي ابن عم النبي (صلى الله عليه وسلم) فبنا علوت المنابر
ولولا نحن لم تعلها وبنا دانت لك المعاشر ولولا نحن لم تدن لك فأنكرت منا ما
عرفت وجهلت منا ما علمت فلولا أنا كما وصفت وأحلامنا كما ذكرت لمنعناك
العهد ولشددنا لغيرك العقد ولفرغت فرغا تتطأطأ منه وتتقبض
فغاظ معاوية ما كان من كلامه وضاق به ذرعه فلم يتمالك أن قال اضربوا
عنقه فلم يبق في مجلسه يمان إلا قام سالا سيفه ولا مضري إلا عاضا على شفته ودنا

(1) كذا، والسياق يقتضي: وتشتمنا.
(2) بالأصل: " الثقفي " والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 11 / 151.
371

من معاوية قال الرعيلي (1) فقام زرعة بن عفير بن سيف اليزني وقال الصعديون فقام
عفير بن زرعة بن عامر بن سيف وهكذا هو فقال أما والله يا معاوية إنا لنراك تكظم
الغيظ من غيرنا على القول الفظيع الكثير وتستفظع منا اليسير يريد ما يسمع من
قريش وذلك والله أنا لم نطعن عليك في أمرك وكأنك بالأمن قد رفعناها إليك
فستعلم أن رجالنا ضراغم وأن سيوفنا صوارم وأن خيولنا ضوامر وأن كماتنا
مشاعر ثم قعد وقام حياة (2) بن شريح الكلاعي فقال يا معاوية أنصفنا من أنفسك
وآس بيننا وبين قومك وإلا تغلغلت بناديهم الصفاح أو لننطحنهم بها أشد النطاح
ولنوردنهم بها حوض المنية المتاح فقابضنا بفعلنا حذو النعل بالنعل وإلا والله أقمنا
درأك (3) بعد لنا ولقينا صغوك بعزمنا حتى ندعك أصوع (4) من الرداء وأذل من
الحذاء ثم دنا كريب بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح أو ابنه السامي فقال يا
هذا أنصفنا من نفسك لنكون وزرا على عدوك ونكون لك على الحق أعوانا وفي الله
إخوانا وإلا والله أقمنا مثلك (5)، وردعنا سفهك وخالفنا فيك هواك فتلقي فريدا
وحيدا ثم تصبح هينا مذموما مدحورا مغلوبا مقهورا ثم دنا يزيد بن حبيب المرادي
فقال يا معاوية والله إن سيوفنا لحداد وإن سواعدنا لشداد وإن رجالنا لأنجاد وإن
خيولنا معدة وإنا لأهل بأس وندجة فاستمل (6) من هوانا من قبل أن نجمع عليك
ملأنا فندعك نكالا لمن ولي هذا الأمر من بعد ثم دنا نائل بن قيس بن حيا الجذامي
فقال يا معاوية هل تعرف فعل ابن الزبير بك وقد خالفك في ابنك يزيد ولقيك بالأمر
الشديد فطلبت منه السلامة وأهديت له الكرامة وذلك الله أنه أحسن ثورك (6) وبلغ
منه عورك وقمع بالشغب طورك وأيم الله لنحن أكثر منك نفرا وجمعا فأربع على
ضلعك من قبل أن نقرعك حتى يسمع خوارك من لا ينفع من أنصارك ثم دنا فروة بن
المنذر الغساني ثم قال يا معاوية أعرف لكهلنا حقه واحتمل من كريمنا قوله فإن
خطره فيا عظيم وعهده بالملك حديث فإن أبيت إلا أن تعدو طورك وتجاوز قدرك

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) بالأصل: لحيوة.
(3) الدرء: النشوز والاعوجاج.
(4) كذا، ولعلها: وأطوع.
(5) كذا رسمها، ولعلها: " ميلك ".
(6) مهملة بدون نقط بالأصل.
372

مشينا إليك بأسيافنا وضربناك بأيماننا حتى تنيب إلى الحق وتترك الباطل بكرهك
فراع معاوية ما كان منهم ثم قال عزمت عليكم لما قعدتم
2926 الضحاك بن نمط الأرحبي
حكى عنه علي الأرحبي
وفد على الوليد بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب قال قرأت على أبي جعفر
محمد بن أبي الفرج المعدل عن محمد بن عمران بن المرزبان نا العباس بن
العباس بن عبد الله بن المغيرة الجوهري نا عبد الله بن أبي سعد الوراق حدثني
علي بن الصباح عن أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال أخبرني ابن
ذي المعار عن حنان بن هاني قال أخبرني رجل من أهل حضرموت قال حفرنا حفيرا
بحضرموت في زمن يزيد بن معاوية فإذا درج عليه باب ففتحنا فإذا رجلان على سرير من
سمسار عليه صفائح من ذهب على كل رجل منهما حلة محققة وعندهما لوح فيه
كتاب أنا الأسود النسي وهذا أخي شرحبيل الأنسوي عشنا عصرا من الدهر بأنهم عيشة
نأمر فنطاع وننهى فنطاع وكل أمر بإجماع ولي يقول أخو ربيعة الأعشى:
* لا تشتكي إلي والنخعي الأسود * أهل الندى وأهل الفعال *
قال حنان فأخبرني أبي عن الضحاك بن نمط الأرحبي قال كنت عند الوليد بن
عبد الملك فذكروا هذا الشعر فقال بعضهم قال الأسود اللخمي وقال بعضهم قاله
الأسود العبسي وقال آخرون الأسود الكندي بحديثهم هذا الحديث فقال الوليد
هذا الحق بعينه
2927 الضحاك بن يزيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد
ابن الحجاج بن يزيد بن أبي كبشة
أبو عبد الرحمن السكسكي
من أهل بيت لهيا
روى عن وريزة (1) بن محمد وأبي زرعة الدمشقي

(1) بالأصل: وزيرة بتقديم الزاي، والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه 4 / 1471 قال: وضبطه
الحافظ عبد الغني المقدسي بالتصغير. قال ابن حجر: حدث بدمشق قبل الثلاثمائة.
373

روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نضر
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا (1) تمام بن
محمد أنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي من ولد يزيد بن أبي كبشة قراءة
عليه من بيت لهيا سنة خمس وأربعين وثلاثمائة نا أبو هاشم وريزة (2) بن محمد
الغساني نا محمد بن هاشم بن منصور حدثني أبي عن عمرو بن قيس عن عمر بن
عبد العزيز عن أمه أم عاصم أنها حدثته عن أبيها عاصم بن عمر بن الخطاب قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم الإدام أكل الخل غريب بهذا الإسناد [* * * *]
قال أنا أبو محمد بن الأكفاني مات أبو عبد الرحمن الضحاك بن أبي كبشة
البتلهي في يوم الثلاثاء لعشر بقين من المحرم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة
2928 الضحاك بن يزيد السلمي
كان في الجيش الذي غزا القسطنطينية (3) من دمشق مع مسلمة واستشهد في
بعض تلك الحروب فيما حكي عن عبد الله بن سعيد بهذا الإسناد المتقدم
2929 الضحاك المعافري الدمشقي البزاز (4)
روى عن سليمان بن موسى
روى عنه محمد بن مهاجر الأنصاري
أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
عبد الله بن كامل الأطرابلسي أنا خيثمة بن سليمان نا محمد بن عوف نا عثمان بن
سعيد نا محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى حدثني

(1) بالأصل: " بن " خطأ، ولعل الصواب ما أثبت.
(2) بالأصل: وزيرة بتقديم الزاي، والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه 4 / 1471 قال: وضبطه الحافظ
عبد الغني المقدسي بالتصغير. قال ابن حجر: حدث بدمشق قبل الثلاثمائة.
(3) بالأصل: " القسطنطينة ".
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 179 وتهذيب التهذيب 2 / 573 وميزان الاعتدال 2 / 327.
وما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال.
والمعافري: بفتح الميم والمهملة وكسر الفاء كما في تقريب التهذيب.
374

كريب قال سمعت أمامة بن زيد يقول سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول
ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ كلها
وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة ناضجة وزوجة حسناء جميلة وملك
كبير (1)، ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة ونعمة وجنة (2) في جنة (3)
عالية بهية قالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله قال فقولوا إن شاء الله فقال
القوم إن شاء الله (4) [* * * *]
رواه الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر حدثني الضحاك المعافري وذكر
بإسناده نحوه
أخبرناه أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا أبو القاسم الحسين بن محمد
الحنائي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم نا
سعد بن محمد البيروتي نا العباس بن عثمان نا الوليد بن مسلم نا محمد بن مهاجر
فذكره
أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبو الحسن أحمد بن
عبد الله بن علي بن الآبنوسي الفقيهان وأبو عمرو عثمان بن محمد بن الحسين بن
نصر السقلاطوني وأبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمد بن
يوسف وأبو القاسم سعد الله بن أحمد بن علي بن الحسين بن السداد وأم عمرو
فاطمة بنت أبي البركات بن عدنان (5)، قالوا أنا أبو نصر الزينبي أنا محمد بن عمر بن
علي بن خلف نا عبد الله بن أبي داود نا عمرو بن عثمان أنا أبي عن محمد بن
مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى حدثني كريب أنه سمع
أسامة بن زيد يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة

(1) في تهذيب الكمال: وحلل كثيرة.
(2) في تهذيب الكمال: وحبرة.
(3) تهذيب الكمال: في محلة عالية.
(4) انظر ابن ماجة في 37 كتاب الزهد، رقم 4332 وتهذيب الكمال 9 / 179.
(5) تقرأ بالأصل: " عبدان " وتقرأ " عدنان ".
375

تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة
ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محل عالية بهية قالوا
نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله قال القوم إن
شاء الله [* * * *]
ح وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن الفضل
القطان وأبو علي بن شاذان ببغداد قالا أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا
يعقوب بن سفيان (1)، نا عبد الله بن يوسف نا الوليد بن مسلم نا محمد بن المهاجر
عن الضحاك المعافري عن سليمان (2) بن موسى عن كريب مولى ابن عباس حدثني
أسامة بن زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه
هل مشمر للجنة إن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة
تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة في حبرة
ونعمة في مقام أبد في حبرة ونعمة ونضرة في دار عالية بهية سليمة قالوا نحن
المشمرون لها يا رسول الله قال قولوا إن شاء الله قال ثم ذكر الجهاد وحض
عليه [* * * *]
أخبرنا به عاليا من حديث الوليد أن المجتبا العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو يعلى نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم
الأنطاكي وعبد الله بن عون الخراز (3) وعدة قالوا حدثنا الوليد بن مسلم نا
محمد بن مهاجر الأنصاري عن سليمان بن موسى عن كريب مولى ابن عباس عن
أسامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا مشمر للجنة هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة
تهتز ونهر مطرد وزوجة حسناء في نعمة وحبرة وإقامة أبدا كذا قال وأسقط منه
الضحاك ولا بد منه [* * * *]
أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين بن المرزفي (4)، وأبو العباس أحمد بن

(1) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 304.
(2) بالأصل: " عن سليمان، عن الضحاك بن موسى " والصواب ما أثبت، حذفنا " عن الضحاك " فهي
مقحمة. فقد تقدم أن الضحاك المعافري يحدث عن سليمان بن موسى، وانظر المعرفة والتاريخ.
(3) بالأصل: " الحراز " والصواب ما أثبت " الخراز " ترجمته في سير الأعلام 6 / 375.
(4) بالأصل: " المرزوقي " خطأ والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر.
376

محمد بن أبي سعيد المتقي الطحان قالا نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو بكر بن
يوسف بن محمد بن العلاف نا أبو القاسم البغوي نا عبد الله بن عمر الجزاز (1)، نا
الوليد بن مسلم نا محمد بن مهاجر نا سليمان بن موسى نا كريب نا أسامة بن زيد
قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكر الجنة يوما فقال ألا مشمر لها إنما هي ورب الكعبة
ريحانة تهتز ونور يتلألأ ونهر مطرد وزوجة لا تموت في حبور ونعيم في مقام
أبدا [* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (2) قال الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى عن كريب
عن أسامة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر الجهاد وحض عليه قال (3): نا عبد الله بن يوسف عن
الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر يتكلمون في (4) سليمان بن موسى
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (5) قال ضحاك المعافري هو دمشقي روى عن سليمان بن موسى روى عنه
محمد بن مهاجر سمعت أبي يقول ذلك

(1) كذا ورد هنا " عبد الله بن عمر الخزاز " ومر في الخبر السابق: " عبد الله بن عوف الخراز ".
(2) التاريخ الكبير 4 / 336.
(3) في التاريخ الكبير: قاله لنا عبد الله بن يوسف.
(4) التاريخ الكبير: فيه.
(5) الجرح والتعديل 4 / 462.
377

/ ذكر من اسمه ضرار /
2930 ضرار بن الأرقم حليف الدوسيين (1)
ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) واستشهد بأجنادين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن علي العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قالوا استشهد يومئذ
يعني يوم أجنادين من المسلمين حباب بن عبد عمرو بن جهمة الدوسي حليف لهم
وضرار بن الأرقم غير مشهور والمعروف ضرار بن الأزور الأسدي
2931 ضرار بن الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة
ابن مالك (2) بن ثعلبة بن دودان (3) أسد بن خزيمة الأسدي (4)
له صحبة
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه يعقوب بن بحير وعبد الله بن سنان على ما قيل وأبو وائل شقيق بن
سلمة

(1) ترجمته في الإصابة 2 / 416 نقلا عن ابن عساكر.
وضبطت ضرار بالأصل، بالقلم بفتح الصاد المعجمة. وضبطت في تقريب التهذيب بكسر أوله مخففا.
(2) " مالك " مكررة بالأصل، والمثبت يوافق الاستيعاب وأسد الغابة.
(3) عن أسد الغابة والاستيعاب، وبالأصل: داود.
(4) ترجمته في الاستيعاب 2 / 211 وأسد الغابة 2 / 434 والإصابة 2 / 208 والوافي بالوفيات 16 / 362
وانظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له. وكنيته: أبو الأزور وقيل: أبو بلال، والأول أكثر.
378

وبعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) رسولا إلى بعض بني الصيداء (1)، وشهد اليرموك أميرا على
كردوس وارتث يومئذ وشهد فتح دمشق وقيل كان على ميسرة خالد بن الوليد يوم لقي
الروم ببصرى وسكن الكوفة ثم تحول إلى الجزيرة ومات بها وقيل إنه قاتل (2) في الردة والله تعالى أعلم
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنا أبو علي الحسن بن
علي أنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (3) قال حدثني أبي قال نا
عبد الرحمن نا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار بن الأزور أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) مر به وهو يحلب فقال دع داعي اللبن [* * * *]
تابعه مؤمل بن إسماعيل عن الثوري ورواه عبد الله بن المبارك ووكيع
ويعلى بن عبيد وزهير بن معاوية والخريبي ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش
عن يعقوب بن بحير عن ضرار
فأما حديث ابن المبارك ووكيع
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا محمد بن بكار بن الربان نا ابن المبارك عن
الأعمش
ح قال وحدثني علي بن مسلم نا وكيع نا الأعمش
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر ثنا
عبد الله بن أحمد (4) حدثني محمد بن بكار نا عبد الله بن المبارك عن الأعمش عن
يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر به وهو يحلب وفي حديث
البغوي قال بعثني أهلي بلقوح إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأمرني أن أحلبها فحلبتها فقال دع
داعي اللبن

(1) الأصل: " الصدا " والصواب عن أسد الغابة.
(2) في الوافي بالوفيات: " قتل " وهو أشبه.
(3) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 6 / 463 (رقم 18815).
(4) مسند الإمام أحمد 5 / 605 (رقم 16702) وانظر فيه 7 / 16 رقم 19004.
379

[* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو علي أنا أحمد (1)، نا عبد الله حدثني أبي نا
وكيع
ح قال ونا عبد الله بن أحمد حدثني محمد بن عبد الله بن نمير (2)، نا وكيع نا
الأعمش عن يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور قال بعثني أهلي بلقوح إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأمرني أن أحلبها فحلبتها فقال لي دع داعي اللبن [* * * *]
وأما حديث يعلى
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأ
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا هارون بن عبد الله نا يعلى بن عبيد عن
الأعمش
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين وأبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين
الهمداني قالا أنا أبو الحسين بن المهتدي لفظا أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن
أحمد بن القاسم بن جامع الدهان نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحافظ
نا علي بن عثمان النفيلي نا يعلى بن عبيد نا الأعمش عن يعقوب بن بحير عن
ضرار بن الأزور قال أهديت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقحة فأمرني أن أحلبها فحلبتها
فجهدت حلبها فقال دع داعي اللبن (3) [* * * *]
وأما حديث زهير
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4).
ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم
الوزير نا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن أحمد بن الجنيد قالا نا أسود بن
عامر نا زهير عن الأعمش عن يعقوب رجل من الحي قال سمعت ضرار بن الأزور
وقال أهدينا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقحة قال فحلبتها قال فلما أخذت لأجهدها قال لا

(1) بالأصل: أتاه أحمد.
(2) بالأصل: عمير، والصواب عن مسند أحمد.
(3) مسند أحمد 5 / 606 رقم 16704.
(4) مسند أحمد رقم 19003.
380

تفعل دع داعي اللبن [* * * *]
تابعه هشام بن سعد الطالقاني وعمرو بن خالد الحراني عن زهير
وأما حديث الخريبي
فأنبأناه أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا
عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا
محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (1)، قال وقال ابن المثنى نا عبد الله بن
داود عن الأعمش عن يعقوب عن ضرار يعني نحوه
وأما حديث منصور
فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن محمد أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد حدثني هارون بن عبد الله نا هشام بن سعيد نا زهير
ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
وأما حديث الجماعة عن أبي معاوية
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد (2)، حدثني أبي نا وكيع وأبو معاوية قالا نا الأعمش عن
يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور قال بعثني أهلي بلقوح وقال أبو معاوية
بلقحة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتيته بها فأمرني أن أحلبها ثم قال دع داعي اللبن قال أبو
معاوية لا تجهدنها [* * * *]
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن منده أنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن
عبد الجبار نا أبو معاوية
ح قال ونا محمد بن عمرة الأصبهاني نا إبراهيم بن الحارث نا يعلى بن عبيد

(1) التاريخ الكبير 4 / 339.
(2) مسند أحمد 7 / 16 رقم 19002.
381

جميعا عن الأعمش عن يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور قال بعث معي أهلي
إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بلقحة فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) احلبها فحلبتها فقال دع داعي
اللبن لا تجهدها [* * * *]
تابعهما ابن المثنى عن أبي معاوية
وأما حديث أبي الوليد عن أبي معاوية الذي جوده
فأخبرناه أبو الغنائم الكوفي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا
أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو
أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل البخاري (1)، قال وقال لي أبو الوليد نا أبو معاوية عن الأعمش
عن ابن سنان عن يعقوب بن بحير عن ضرار عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا علي بن
محمد بن البراء قال قال علي بن المديني حديث ضرار بن الأزور أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر به
وهو يحلب فقال دع دواعي اللبن رواه يحيى وأبو معاوية وزهير عن الأعمش عن
يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور ورواه يحيى بن سعيد عن سفيان عن
الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار وغلط فيه يحيى إنما هو الأعمش عن
يعقوب بن بحير (2)، ويعقوب هذا مجهول لم يرو عنه غير الأعمش
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالوا ثنا أبو العباس الأصم نا عباس بن
محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول حديث الأعمش عن يعقوب بن بحير عن
ضرار بن الأزور قال سفيان عن (3) عبد الله بن سنان قال يحيى والقول قول سفيان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن
ح وأخبرنا أبو العز الكيلي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين

(1) التاريخ الكبير 4 / 339.
(2) انظر ترجمته في التاريخ الكبير 4 / 2 / 389.
(3) بالأصل: بن.
382

الأصبهاني أنا أبو جعفر الأهوازي نا خليفة بن خياط (1) قال ومن بني أسد بن
خزيمة بن مدركة ضرار بن الأزور روى عنه أهل الكوفة الأزور هو مالك بن
أوس بن خزيمة (2) بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف ثنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3)، قال في الطبقة
الرابعة ضرار بن الأزور واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن
ثعلبة بن دودان بن أسد وكان ضرار فارسا شاعرا
وهو الذي يقول حين أسلم (4):
* خلعت القداح وعرف (5) الفال * والحمر يصليه وابتهالا
وكري المخبر في غمرة * وجهدي على المشركين القتال
وقالت جميلة بددتنا * وطرحت أهلي شئ (6) وشالا
فيا رب لا أغبن صفقتي * فقد بعت أهلي ومالي بدالا *
وهو الذي روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديث اللقوح دع دواعي اللبن وكان شهد
اليمامة فقاتل أشد القتال حتى قطعت ساقاه جميعا فجعل يحبو (7) ويقاتل وتطأه الخيل
حتى غلبه الموت
وقال محمد بن عمر مكث ضرار باليمامة مجروحا فقبل أن يدخل خالد بيوم
مات ضرار وقد قال قصيدته التي على الميم قال محمد بن عمر وهذا أثبت عندنا من
غيره
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو
محمد بن الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني نا أحمد بن

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 76 رقم 221.
(2) في طبقات خليفة: جذيمة.
(3) طبقات ابن سعد 6 / 39.
(4) الأبيات في الاستيعاب 2 / 211 وأسد الغابة 2 / 34 والأول والرابع في الوافي بالوفيات 16 / 363.
(5) في الاستيعاب وأسد الغابة: شتى شمالا.
(6) تقرأ بالأصل: " يحبو " ومثلها في الاستيعاب، وفي الوافي بالوفيات: " يجثوا ".
383

عبد الله بن عبد الرحيم قال ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن
نزار ضرار بن الأزور الأسدي واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن سعد بن
مالك بن ثعلبة (1) بن دودان بن أسد بن خزيمة
ذكر موسى بن عقبة أن ضرار بن الأزور استشهد يوم جسر أبي عبيد (2) في خلافة
عمر
وذكر نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن كهمس (3) بن الحسن عن هارون
الأصم قال بعث خالد بن الوليد بضرار بن الأزور في سرية فأغاروا على بني أسد
فكتب خالد إلى عمر فجاء كتاب عمر وقد توفي ضرار جاء عنه حديث ليس بمتصل
يعني حديث يعقوب بن بحير
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد
ومحمد بن الحسن قالا أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ نا أبو عبد الله
البخاري (4)، قال ضرار بن الأزور له صحبة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا محمد بن أبي
حاتم (5)، قال ضرار بن الأزور بن مرداس بن حبيب بن غنم (6) بن كثير له صحبة
مات في خلافة عمر بالكوفة روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة ويعقوب بن بجير
سمعت أبي يقول ذلك

(1) بالأصل: " بعلية ".
(2) يوم جسر أبي عبيد: يريد الجسر الذي كانت فيه الوقعة بين الفرس والمسلمين قرب الحيرة، ويعرف
أيضا بيوم قس الناطق. وكان عمر قد ندب الناس إلى قتال الفرس بعد موت أبي بكر، فانتدب أبو
عبيد بن مسعود الثقفي والد المتار، فأمر أبو عبيد بعقد جسر على الفرات، ويقال بل كان الجسر قديما
هناك لأهل الحيرة.. فأصلحه أبو عبيد (ياقوت).
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 15 رقم 5587.
(4) التاريخ الكبير 4 / 338.
(5) الجرح والتعديل 4 / 464.
(6) في الجرح والتعديل: عمر بن كبير.
384

قال أبو محمد روى عنه عبد الله بن سنان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد قال ضرار بن الأزور الأسدي سكن الكوفة حدثني عمي عن
أبي عبيد قال ضرار بن الأزور بن ثعلبة بن مالك بن دودان
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال ضرار بن الأزور واسمه مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن
ثعلبة بن دودان يقول حران سمعت علي بن أحمد الحراني يقول سمعت الحسين بن
محمد الحراني يقول ذكروا أن اسم الأزور مالك بن أوس وهو ممن نزل حران
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1)، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله جارنا ثنا محمد بن سعيد
الباهلي الأثرم البصري نا سلام بن سليمان القارئ نا عاصم بن بهدلة عن أبي
وائل عن ضرار بن الأزور قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت أمدد يدك أبايعك على
الإسلام قال ضرار ثم قلت
* تركت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكري المحبر في غمرة * وحملي على المشركين القتالا
فيا رب لا أغببن صفقتي (2) * فقد بعت أهلي ومالي ابتدالا *
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما غبنت صفقتك (2) يا ضرار [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب بن
الحارث نا إبراهيم بن يوسف نا زياد نا بعض أصحابنا عن عاصم بن بهدلة عن
أشياخ قومه عن ضرار بن الأزور قال قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فبايعت
النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلمت ثم قلت:

(1) الخبر والشعر في مسند أحمد 5 / 606 رقم 16703.
(2) بأصل المسند: " سفعتي... سفعتك " وقد صوبهما مصححه. والمثبت ما جاء في الاستيعاب
وأسد الغابة.
385

* تركت الغناء وعزف القيان * والخمر أشربها والثمالا *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أغبن الله صفقتك يا ضرار [* * * *]
قال ونا المنجاب نا إبراهيم بن يوسف حدثني رجل من بني أسد عن أبي
الحصين بن الزبرقان قال أقبل ضرار بن الأزور إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد خلف ألف بعير
فأخبره بما خلف وببغضه للإسلام ثم إن الله هداه وحبب إليه الإسلام وقال يا
رسول الله إني قد قلت شعرا فاسمعه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) هيه قال قلت:
* تركت القداح وعزف القيان * والخمر أشربها والثمالا
وشد المحبر (1) في غمرة * وكري على المسلمين القتالا
وقالت جميلة شتتنا * وبددت أهلي شتى شلالا (2)
فيا رب بعني به جنة * فقد بعت أهلي ومالي بدالا *
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجب البيع مرتين أو ثلاثا فقتل يوم مسيلمة [* * * *]
قال ونا المنجاب قال وزعم إبراهيم بن يوسف أن أبا عامر الأسدي حدثه به
قال ونا منجاب وحدثنيه أنا أبو عامر عن أبي عمير الحارث عن عمير قال
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) حين أنشده ربح البيع ربح البيع ثلاثا [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأ أبو القاسم
إسماعيل بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي ميسرة
المكي نا يعقوب بن محمد الزهري نا عبد العزيز بن عمران نا حامد بن مروان
حدثني أبي عن أبيه عن ضرار بن الأزور أنه وقف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
أنشدك شعرا فقال أنشد فقال * خلعت العزاف وضرب القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكري المحبر في غمرة * وشدي على المسلمين القتالا
فيا رب لا أعتبني (3) بيعتي * فقد بعت أهلي ومالي بدالا *

(1) المحبر: فرس ضرار بن الأزور الأسدي، وفي الإصابة: المجبر.
(2) الشلال: القوم المتفرقون (اللسان).
(3) كذا رسمها.
386

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ربح البيع ربح البيع [* * * *]
رواها بشر بن أزهر بن يعقوب قال:
* خلعت القداح وعزف القيان
وأخبرناه أبو الحسن بن قبيس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن
أبي نصر نا خيثمة بن سليمان نا عبد الله بن أحمد بن أبي مرة نا يعقوب بن محمد
الزهري نا عبد العزيز بن عمران نا ماجد بن مروان عن أبيه عن جده عن
ضرار بن الأزور قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله ألا أنشدك شعرا قلته قال
بلى فأنشدته واتفقا في الشعر إلا في قوله خلعت فقال خيثمة تركت [* * * *]
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي
أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أبو يحيى نا يعقوب بن
محمد نا عبد العزيز بن عمران نا ماجد بن مروان الأسدي نا (2) أبي عن أبيه عن
ضرار بن الأزور أنه وقف بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله أنشدك شعرا قال
أنشد قال فأنشد (3):
* خلعت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكر المحبر في غمرة * وشدي على المؤمنين القتالا
فيا رب لا أعتبن بيعتي * فقد بعت أهلي ومالي بدالا *
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ربح البيع [* * * *]
كبت إلي أبو علي بن نبهان ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر
الباقلاني وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن الباقرجي وأبو علي بن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر الباقلاني قالوا أنا أبو
علي بن شاذان أنا أبو الحسن بن مقسم المقرئ قال حدثنا أبو العباس أحمد بن
يحيى (4)، ثعلب أنشدني عبد الله بن شبيب

(1) كذا بالأصل والإصابة ومر قريبا: حامد.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) ما بين معكوفتين زيادة منا اقتضاها السياق.
(4) بالأصل: " يحيى بن ثعلب " وثعلب لقبه، حذفنا " بن " بينهما لأنها مقحمة، ترجمته في سير الأعلام
14 / 5.
387

* تقول جميلة فرقتنا * وتركت أهلي شتى شلالا
تركت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكري المحبر في غمرة * وشدي على المشركين (1) القتالا
فيا رب لا أغبن بيعتي * فقد بعت أهلي ومالي بدالا *
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربح البيع ربيح البيع [* * * *]
تصلية من الصلاة وابتهالا من الدعاء يقال صليت صلاة وتصلية والأبيات
لعبد يزيد بن الأزور الأسدي كذا قال [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سيف نا السري بن (2) يحيى نا شعيب بن
إبراهيم نا سيف بن عمر نا الضحاك بن يربوع عن أبيه ماهان (3) قال قال ابن
عباس وبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضرار بن الأزور الأسدي إلى عوف الورقاني (4) من بني
الصيداء
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا الحسن بن الربيع نا ابن
المبارك عن كهمس بن الحسن عن هارون بن الأصم قال بعث عمر بن الخطاب
خالد بن الوليد في جيش فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل فأغاروا على
حي من بني أسد فأصابوا امرأة عروسا جميلة فأعجبت ضرار فسألها أصحابه
فأعطوه إياها فوقع عليها فلما فعل ندم فكتب خالد إلى عمر فكتب عمر أن ارضخه
بالحجارة قال فجاء كتاب عمر وقد توفي فقال ما كان الله ليخزي ضرار بن
الأزور (5).

(1) كذا بهذه الرواية هنا.
(2) بالأصل: عن.
(3) كذا، ولعله عن ماهان.
(4) في الطبري ط بيروت 2 / 226 عوف الزرقاني.
(5) الخبر في الإصابة 2 / 209.
388

أخبرنا بها أتم من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو
الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا
الحسن بن الربيع قال وأنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه أنا أحمد بن
نجدة نا الحسن بن الربيع نا عبد الله بن المبارك عن كهمس عن هارون بن الأصم
قال بعث عمر بن الخطاب خالد بن الوليد في جيش فبعث فبعث خالد ضرار بن الأزور في
سرية في خيل فأغاروا على حي من بني أسد فأصابوا امرأة عروسا جميلة فأعجبت
ضرارا فسألها أصحابه فأعطوه إياها فوقع عليها فلما قفل ندم وسقط في يده فلما
رجع إلى خالد أخبره بالذي فعل قال خالد فإني قد أجرتها لك وطيبتها قال لا حتى
تكتب بذلك إلى عمر فكتب عمر أن أرضخه بالحجارة فجاء كتاب عمر بن الخطاب
وقد توفي فقال ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا عبد الملك بن
محمد أنا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
عبد الحميد بن صالح نا عبد الله بن المبارك نا كهمس بن الحسن عن هارون
الأصم فذكر نحوه
أخبرنا أبو علي الحسن الخطيب أنا محمد بن الحسن القاضي نا أحمد بن
الحسين النهاوندي نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل نا
أحمد بن أبي رجاء ثنا سلمة بن المبارك عن كهمس بن الحسن عن هارون الأصم
قال جاء كتاب عمر بن الخطاب وقد توفي ضرار بن الأزور فقال يعني خالد بن
الوليد ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص (1)، أنا أحمد بن عبد الله بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن
إبراهيم نا سيف بن عمر عن الربيع وأبي المجالد وأبي عثمان وأبي حارثة (2)،
قالوا كتب أبو عبيدة إلى عمر إن نفرا من المسلمين أصابوا الشراب منهم ضرار

(1) بالأصل: المخلصي.
(2) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 2 / 507 حوادث سنة 18.
389

وأبو جندل فسألناهم فتأولوا وقالوا خيرنا فاخترنا قال " فهل أنتم منتهون " (1) ولم
يعزم فكتب إليه عمر فذلك بيننا وبينهم " فهل أنتم منتهون " يعني فانتهوا وجمع
الناس فاجتمعوا على أن يضربوا فيها ثمانين جلدة وتضمنوا النفس (2)، ومن تأول
عليها مثل هذا فإن أبي قتل وقالوا من تأول على ما فسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منه بالفعل
والقتل فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن ادعهم فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم وإن
زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين فبعث إليهم فسألهم على رؤوس الأشهاد فقالوا
حرام فجلدهم ثمانين ثمانين وحد القوم وندموا على لجاجتهم وقال ليحدثن فيكم
يا أهل الشام حادث فحدثت الرمادة
قال ونا سيف عن محمد بن عبيد الله عن الحكم بن عتيبة قال فلما كتب
أبو عبيدة في أبي جندل وضرار بن الأزور جمع عمر الناس فاستشارهم في ذلك
الحدث فأجمعوا أ يحدوا في شرب الخمر والسكر من الأشربة حد القاذف وإن
مات في حد من هذا الحد فعلى بيت المال ديته لأنه شئ رأوه هم
قال ونا سيف عن عبد الله بن شبرمة عن الشعبي بمثله
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو
الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا
أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائد نا الوليد بن مسلم عن (3) عبد الله بن لهيعة عن
أبي الأسود عن عروة قال وقتل من المسلمين يوم أجنادين ابن ضرار بن الأزور بن
الأزدي كذا وقع في الأصل وفيه وهمان أحدهما قوله ابن ضرار وإنما هو ضرار
والثاني قوله الأزدي وإنما هو الأسدي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن الحسن
القطان أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا
إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة قال

(1) سورة المائدة، الآية: 92.
(2) في الطبري: الفسق.
(3) بالأصل: بن.
390

وقتل يوم أجنادين من المسلمين ضرار بن الأزور الأسدي (1).
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري أنا محمد بن الحسين الزعفراني نا أبو بكر بن أبي
خيثمة نا إبراهيم بن المنذر نا ابن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال قتل
ضرار بن الأزور يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو
الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق قالا أنا إبراهيم بن المنذر حدثني
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد يعقوب وابن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين ضرار بن الأزور الأسدي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال واستشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة ضرار بن الأزور
السدوسي كذا قال وهو أسدي لا سدوسي وقد بقي بعد ذلك ونزل حران (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد نا أبو طاهر الذهني أنا
أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن
عمر عن أبي عثمان الغساني عن أبيه قال (3): قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ يعني
يوم اليرموك من يبايع على الموت فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في
أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم فقاتلوا قدام قسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا
جراحا وقتلوا إلا من برئ منهم ضرار بن الأزور
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب

(1) أسد الغابة 2 / 435 والإصابة 2 / 209.
(2) نقل ابن حجر في الإصابة عن أبي عروبة أنه نزل حران ومات بها، ولم يذكر متى كانت وفاته بها.
(3) الخبر في تاريخ الطبري 2 / 338 حوادث سنة 13 (خبر اليرموك).
391

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ومات ضرار بن الأزور في خلافة
عمر
2932 ضرار بن الخطاب
ابن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب عن عمرو بن شيبان
ابن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الفهري (1)
له صحبة أسلم يوم فتح مكة وشهد مع أبي عبيدة فتوح الشام
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال ومن ولد عمرو بن
حبيب آكل السقب ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو وأمه ابنة أبي
عمرو بن أمية أخت أبي معيط وكان ضرار يوم الفجار على بني محارب بن فهر وكان
أبوه خطاب بن مرداس يأخذ المرباع (2)، وهو الذي غزا بني سليم وهو رئيس بني فهر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة
ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير (3) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن
محارب بن فهر وأمه أم ضرار واسمها هند بنت مالك بن حجوان بن عمرو بن
حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارث بن فهر وجده عمرو بن حبيب هو آكل السقب
وذاك أنه أغار على بني بكر ولهم سقب (4) يعبدونه فأخذ السقب فأكله وكان عمه
حفص بن مرداس شريفا وكان ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم وحضر
معهم المشاهد كلها فكان يقول (5) يقاتل أشد القتال ويحرض المشركين بشعره وهو

(1) ترجمته في الاستيعاب 2 / 209 وأسد الغابة 2 / 435 والإصابة 2 / 209 وطبقات ابن سعد 5 / 336
وجمهرة أنساب العرب ص 179 والوافي بالوفيات 16 / 363.
(2) المرباع: ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية.
(3) في طبقات ابن سعد 5 / 454 كبير.
(4) الشقب: ولد الناقة (اللسان: سقب).
(5) كذا، ولا لزوم لها، والأشبه حذفها.
392

قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد وقال حين قتله لا تعد من رجلا زوجك
من الحور العين وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) وأدرك عمر بن
الخطاب فضربه بالقناة ثم رفعها عنه فقال يا ابن الخطاب إنها نعمة مشكورة والله ما
كنت لأقتلك وهو الذي نظر يوم أحد إلى خلاء الجبل من الرماة وأعلم خالد بن الوليد
فكرا جميعا بمن معهما حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل ثم دخلوا عسكر
المسلمين من ورائهم وكان له ذكر بالخندق يريد أن يغيره من معه فيمنعه المسلمون من
ذلك ولقد وافقه عمر بن الخطاب ليلة على الخندق ومع ضرار عيينة بن حصين في
خيل من خيل غطفان عند خيل بني عبيد والمسلمون يرامونهم بالحجارة والنبل حتى
رجعوا مغلوبين فذكرت فيهم الجراحة ثم إن الله من عليه بالإسلام فأسلم يوم فتح
مكة فحسن إسلامه كان يذكر ما كان فيه من مشاهدته القتال فمباشرته ذلك ويترحم
على الأنصار ويذكر بلاءهم ومواقفهم وبذلهم أنفسهم لله في تلك المواطن الصالحة
وكان يقول الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ومن علينا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال فيمن نزل الشام
ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير (2) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن
محارب بن فهر وكان شاعرا أسلم يوم فتح مكة وكان فارسا وصحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
وحسن إسلامه وخرج إلى الشام مجاهدا فمات هناك (3)
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قال اقرئ على أبي (4) محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا
محمد بن سعد (5) قال ضرار بن الخطاب كان فارسا قريش وشاعرهم وأسلم يوم
الفتح ولم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة فقتل شهيدا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر

(1) طبقات ابن سعد 7 / 407.
(2) في ابن سعد: كبير.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
(4) بالأصل: " أبو ".
(5) طبقات ابن سعد 5 / 454.
393

أحمد بن علي أنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد أنا
أبو الحسن اللبناني قالا نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)، نا محمد بن سعد قال ضرار بن
الخطاب بن مرداس بن عمرو بن كثير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وكان
فارس قريش وشاعرهم زاد اللبناني أسلم يوم الفتح
قال أبو بكر الخطيب قال غير ابن سعد هو ضرار بن الخطاب بن مرداس بن
كثير بن (2) عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر قال الخطيب
وضرار بن الخطاب الفهري الشاعر حضر فتح المدائن ونزل بلاد الشام وله عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) رواية
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير الفهري فارس قريش
وشاعرهم
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبيد الله بن
منده قال ضرار بن الخطاب له ذكر وليس له حديث حكى عنه عمر بن الخطاب
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر (3) بن ماكولا قال أما كبير بفتح
الكاف وكسر الباء المعجمة بواحدة ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير (4) الفهري
فارس قريش وشاعرهم
ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى قال جدي عبد الملك عن مساحق عن أبيه قال
خرج مع أبي عبيدة ضرار بن الخطاب وكان شجاعا شاعرا فقال
* بلغ أبا بكر إذا ما لقيته * بأن الهرقل عنك غير نائم
يقيك الأسى أم دون غيره * وحسبي إله بصره غير غائم (5) *

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) بالأصل: عن.
(3) بالأصل: ابن منصور، وانظر الاكمال 7 / 125.
(4) كذا وفي الاكمال: كبير، وهو المناسب لتنظير ابن ماكولا.
(5) كذا ورد البيتان بألفاظها بالأصل، ولست مطمئنا إليهما.
394

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال لما بلغ دوسا (1) قتل هشام بن الوليد بن المغيرة أبا أزيهر (2) وثبوا على كل من
فيهم من قريش فقتلوه وقتل بجير بن العوام صبيح بن سعد بن هانئ الدوسي جد أبي
هريرة أبو أمه وكان ضرار بن الخطاب المحاربي محارب فهر منهم فأجارته أم
غيلان وكانت أم غيلان (3) تمشط النساء فقال ضرار بن الخطاب في ذلك (4):
* جزى الله عنا أم غيلان صالحا * ونسوتها إذ هن شعث عواطل (5)
يزحزحهن (6) الموت بعد اقترابه * وقد برزت للثائرين المقاتل
وعوفا جزاه خيرا فما ونى * وما بردت منه لدي المفاصل
دعا دعوة دوسا فسالت شعابها * بعز واديها الشعاب الغوائل (7)
أليس الألى يوقى الحوار عبيدهم * لقوم كرام حين تبلى المحاصل
وقمت إلي سيفي فجردت نصله * عن أي نفس بعد نفسي أقاتل
وأقبلت أمشي بالحسام مهندا * فلا هو مفلول ولا أنا نأكل *
قال ونا الزبير حدثني علي بن المغيرة عن معمر بن المثنى قال قال
ضرار بن الخطاب أدخلتني في درعها حتى وجدت تسبيد (8) ركنها يعني الشعر
فبذلك سمية أم غيلان إحدى الموفيات
وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري قال كان ضرار بن الخطاب بن مرداس
الفهري بالسراة وهو فوق الطوائف وهي بلاد دوس والأزد فوثبت دوس عليه ليقتلوه

(1) بالأصل: " أوسا ".
(2) قتله وهو بسوق ذي المجاز، وكان أبو أزيهر رجلا شريفا في قومه: فقتله بعقر الوليد لاذى كان عنده،
لوصية أبيه إياه (سيرة ابن هشام).
(3) الزيادة منا للإيضاح.
(4) الشعر في سيرة ابن هشام 2 / 56 والأول والثالث في الإصابة 2 / 209 والأول والثاني والخامس في
طبقات ابن سلام ص 98.
(5) العواطل: النساء اللواتي لا حلي عليهن.
(6) في ابن هشام وطبقات ابن سلام: فهن دفعن الموت.
(7) ابن هشام: بعز وأدتها الشراج القوابل.
(8) التسبيد: أن ينب الشعر بعد أيام (اللسان).
395

بأبي أزبهر فسعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد يقال لها أم جميل واتبعه رجل منهم
ليضربه (1) فوقع ذباب السيف على الباب وقامت في وجوههم فذبتهم ونادت قومها
فمنعوه لها فلما استخلف عمر بن الخطاب ظننت أنه أخوه فأتت المدينة فلما كلمته
عرف القصة فقال لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز بالشام وقد عرفنا منتك
عليه فأعطاها على أنها بنت سبيل وقال الواقدي اسمها أم غيلان وذلك أثبت
والذي زعم أن اسمها أم جميل أبو عبيدة معمر بن المثنى (2)، وقال ضرار بن
الخطاب:
* جزى الله عنا أم غيلان صالحا * وكسنها إذ هن شعث عواطل
فهن دفعن الموت بعد اقترابه * وقد برزت للثائرين المقاتل
دعا دعوة دوسا فسالت شعابها * بعز ولما يبد منهم تخاذل
وجردت سيفي ثم قمت بنصله * عن أي نفس بعد نفسي أقاتل *
وقيل أم غيلان هذه كانت مولاة الأزد ماشطة
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان أنا الزبير بن بكار
حدثني محمد بن حسن حدثني هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي قال كان
فارس قريش في الجاهلية هشام بن المغيرة المخزومي وأبو لبيد بن عبدة من بني
حجة بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وكان يقال لهشام فارس البطحاء وكان
فرسانهم في الجاهلية بعد هشام بن المغيرة وأبي لبيد بن عبدة عمرو بن عبد العامري
وضرار بن الخطاب المحاربي من بني فهر وهبيرة بن أبي وهب المخزومي
وعكرمة بن أبي جهل المخزومي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية
أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (3)، قال

(1) رسمها غير واضح وقد تقرأ: " أبصرته " ولعل الصواب ما أثبت. وفي الإصابة: " فضربه ".
(2) وعنه قال بن هشام: يجوز أن يتكون أم غيلان قامت مع أم جميل فيمن قام دونه (سيرة ابن هشام
2 / 56).
(3) الخبر في مغازي الواقدي 1 / 282.
396

ويقبل ضرار بن الخطاب يعني يوم أحد فارسا يجر قناة له طويلة فيطعن عمرو بن
معاذ فأنفذه ويمشي عمرو إليه حتى غلب فوقع لوجهه يقول ضرار لا تعد من رجلا
زوجك من الحور العين وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) قال ابن
واقد سألت ابن جعفر هل قتل عشرة فقال لم يبلغنا أنه قتل إلا ثلاثة وقد ضرب
يومئذ عمر بن الخطاب حيث جال المسلمون تلك الجولة بالقناة قال يا ابن الخطاب
إنها نعمة مشكورة والله ما كنت لأقتلك
وكان ضرار بن الخطاب يحدث ويذكر وقعة أحد ويذكر الأنصار فيترحم عليهم
ويذكر غناءهم في الإسلام وشجاعتهم وتقدمهم على الموت ثم يقول لما قتل
أشراف قومي ببدر جعلت أقول من قتل أبا الحكم فيقال ابن عفراء من قتل أمية بن
خلف يقال خبيب (1) بن يساف من قتل عقبة بن أبي معيط قالوا عاصم بن
ثابت بن (2) الأقلح من قتل فلانا فيسمى لي من أسر فلانا أي سهيل بن عمرو
قالوا مالك بن الدخشم فلما خرجنا إلى أحد وأنا أقول إن أقاموا في صياصيهم فهي
منيعة لا سبيل لنا إليهم نقيم أياما ثم ننصرف وإن خرجوا إلينا من صياصيهم أصبنا
منهم معنا عدد كثير أكثر من عددهم وقوم موتورون خرجنا بالظعن يذكرننا قتلى بدر
ومعنا كراع ولا كراع معهم معنا سلاح ولا سلاح معهم (3) فقضي لهم أن خرجوا
فالتقينا فوالله ما قمنا لهم حتى هزمنا وانكشفنا مولين فقلت في نفسي هذه أشد من
وقعة بدر وجعلت أقول لخالد بن الوليد كر على القوم فجعل يقول وترى (4) وجها
نكر فيه حتى نظرت إلى الجبل الذي كان عليه الرماة خاليا فقلت أبا سليمان انظر
وراءك فعطف عنان فرسه فكر وأنا معه فانتهينا إلى الجبل فلم نجد عليه أحد له
بال وجدنا نفيرا فأصبناهم ثم دخلنا العسكر والقوم غارون ينتهبون العسكر فأقحمنا
الخيل عليهم فتطايروا في كل وجه ووضعنا السيوف فيهم حيث شئنا وجعلت أطلب
الأكابر من الأوس والخزرج قتلة الأحبة فلا أرى أحدا قد هربوا فما كان حلب ناقة
حتى تداعت الأنصار بينها فأقبلوا فخالطونا ونحن فرسان فصبروا لنا وبذلوا أنفسهم

(1) عن الواقدي وبالأصل: حبيب.
(2) في الواقدي: " بن أبي الأفلح " وبالأصل: الأفلح.
(3) في الواقدي: ومعنا سلاح أكثر من سلاحهم.
(4) بالأصل: " وتروي " والمثبت عن الواقدي.
397

حتى عقدوا فرسي فتزجلت فقتلت منهم عشرة ولقيت من رجل منهم الموت الناقع
حتى وجدت ريح الدم وهو معانقي ما يقارقني حتى أخذته للرماح من كل ناجية
فالحمد لله الذي أكرمهم بيدي ولم يهني بأيديهم
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر
محمد بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه وعمي مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان
قال
امترى مجلس من الأوس والخزرج أيهم كان أحسن بلاء يوم أحد فمر بهم
ضرار بن الخطاب فقالوا هذا ضرار قد قاتلنا يومئذ وهو عالم بما اختلفنا فيه
فأرسلوا إليه فتى منهم رسالة فسأله من كان أشجع يوم أحد الأوس أو الخزرج قال
لا ما أدري ما أوسكم من خزرجكم ولكني زوجت يومئذ أحد عشر منكم من الحور
العين (1).
قال ونا الزبير حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه
أن عبد الله بن جحش التقى يوم أحد هو وضرار بن الخطاب فلما عرفه ضرار
قال إليك يا ابن جحش وقد كان بلالا قد آلى أن لا يقتل مضربا فقال له عبد الله بن
جحش ما كان دمك يا عدو الله أعجب إلي منه الآن حين جمعت كفرا وعصبة فنادى
ضرار يا معشر قريش اكفوني ابن جحش فانتظموه برماحهم
وقال ضرار بن الخطاب لأبي بكر الصديق نحن كنا خيرا لقريش منكم نحن
أدخلناهم الجنة وأنتم أدخلتموهم النار وهو أحد الأربعة من قريش الذين ظفروا
الخندق يوم الأحزاب وشعره وحديثه كثير
قال الزبير وكان من فرسان قريش وشعرائهم وهو الذي يقول في يوم أحد (2):
* القوم أعلم لولا مقدمي فرسي * إذ جالت الخيول بين الجزع (3) والقاع

(1) انظر الاستيعاب 2 / 210 وأسد الغابة 2 / 436.
(2) الأبيات في سيرة ابن هشام 3 / 152.
(3) الجزع: منعطف الوادع.
398

ما زال منا بجنب الجزع من أحد * أخلاق هام تزاقى (1) أمرها شاعي
وفارس قد أصاب السيف مفرقه * أفلاق هامته كفروة الراعي
ولا تذيب إلى حرز ولا كسف * ولا لئام غداة الروع أوزاعي (2)
قوم هم يضربون الكيس صاحبته * ولا يراعون عند الموت للداعي
شم ما غير محمود لقاهم * وسعيهم كان سعيا غير دعداع
ولا يظنون بالمعروف قد علموا * لكنهم عند عرق حق سماع *
قوله شاع يريد شائعا قال الله تعالى " على شفا جرف هار فانهار به " (3) معنى
هار هائر (4) وقال الحارث بن خالد بن العاص المخزومي:
* القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يتوق إلى منجاته العرق *
يريد بقوله تاق تائق وقال العجاج:
* لاث به الأنبياء والعبري (5)
يريد لائث وقوله كفروة الراعي الفروة قدح صغير يتخذه الراعي
وضرار بن الخطاب الذي يقول (6):
* لما أتت من بني (7) عمي ململمة * والخزرجية فيها البيض تأتلق
وجردوا مشرفيات مهندة * وراية كجناح النسر تختفق
قد عودوا كل يوم أن يكون لهم * ريح القتال وأسلاب الذين لقوا
أكرهت مهري حتى خاض غمرتهم * وبله من نجيع ضانك علق
وقلت يوم كأيام ومكرمة * بنسا الذي بعدها ما هزهز (8) الورق

(1) عن سيرة ابن هشام بالأصل: " نرفى ".
(2) روايته في ابن هشام 6
وما انتميت إلى خور ولا كشف... البأس أوراع
(3) سورة التوبة، الآية: 109.
(4) يقال: تهور البناء إذا سقط، وهار: ساقط.
(5) غر واضحة بالأصل، والمثبت عن تفسير القرطبي 8 / 264 تفسير سورة التوبة (الآية: 109).
(6) الأبيات في سيرة ابن هشام 3 / 153.
(7) ابن هشام: من بني كعب مزينة.
(8) عن ابن هاشم ورسمها بالأصل: " الفر ".
399

مهلا فدا لكم أمي وما ولدت * تعاوروا الضرب حتى يطلع الشفق
خيرت نفسي على ما كان من وجل * منها وأيقنت أن المجد مستبق *
قال وأنشدني عمي مصعب وغيره لضرار بن الخطاب بن مرداس:
* نحن بنو الحرب العوان نشنها * وبالحرب سمينا فنحن محارب
إذا تقصرن (1) أسيافنا كان وصلها * خطانا إلى أعدائنا فتضارب
فذلك أفنانا وأبقى قبائلا * سوانا توقتهم قراع الكتائب *
قال الزبير البيت الأوسط يتنازع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر
البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا نا أبو
العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن خالد بن خلي الحمصي نا بشر بن شعيب بن
أبي حمزة عن أبيه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد العطار
الأبيوردي قالا أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن
حمدون أنا أبو حامد الشرقي نا محمد بن يحيى نا بشر بن شعيب بن حمزة
حدثني أبي عن الزهري قال قال السائب بن يزيد بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف
في طريق الحج ونحن نؤم مكة اعتزل عبد الرحمن زاد محمد بن يحيى بن عوف
وقالا الطريق ثم قال لرياح (2) بن المغترف (2): غننا يا أبا حسان وكان يحسن
النصب فبينا رياح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب في خلافته فقال ما هذا فقال
عبد الرحمن ما بأس بهذا وقال محمد بن يحيى غير ما بأس نلهو ونقصر عنا
سفرنا فقال عمر وإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب وضرار رجل من
بني محارب بن فهر تابعه ابن جريج عن الزهري
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا محمد بن الحسن بن محمد نا أحمد بن
الحسين أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل قال وقال

(1) كذا.
(2) بالأصل: " الرياح " والمثبت عن الإصابة.
400

محمد بن فليح قال موسى بن عقبة وقتل يوم أجنادين طفيل بن عمرو الدوسي
وضرار بن الأزور الأسدي ويقال هذا وهم إنما هو ضرار بن الخطاب محمد قاله
2933 ضرار بن ضمرة الكتاني (1)
وفد على معاوية
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن
زكريا الغلابي نا العباس بن بكار الضبي نا عبد الواحد بن أبي عمر الأسدي عن
محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح قال دخل ضرار بن ضمرة الكتاني على
معاوية فقال له صف لي عليا فقال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال لا أعفيك قال
له إذ لا بد فإنه والله كان بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه يستوحش من الدنيا وزهرتها يستأنس بالليل وظلمته كان
والله غزير العبرة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه ويعجبه من اللباس ما
قصر ومن الطعام ما جشبه (2)، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه
وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم
أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا يأيس (3) الضعيف من
عدله فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه
يتمثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين فكأني
أسمعه الآن وهو يقول يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول للدنيا إني تعزرت (4)،
إني تشوفت هيهات هيهات غري غيري قد بتتك ثلاثا فعمري قصير ومجلسك حقير
وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر وحشة الطريق فوكفت دموع معاوية
على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال هكذا كان
أبو الحسن رحمه الله فكيف وجدك عليه يا ضرار قال وجد من ذبح واحد (5) في
حجرها لا يرقى دمعتها ولا يسكن حرها ثم قام فخرج

(1) مهملة بدون نقط بالأصل، وسترد أثناء الترجمة " الكتاني " وفي مختصر ابن منظور 11 / 158 " الكناني ".
(2) جشب الطعام: طحنه طحنا سيئا. وطعام جشب وجشب غليظ أو بلا أدم (القاموس).
(3) تقرأ بالأصل: يانس.
(4) في مختصر ابن منظور: إلي تعرضت أم لي تشوفت.
(5) كذا، وفي المختصر: أوحدها " وهي أشبه.
401

أخبر أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد الخطيب أنبأ
جدي أبو عبد الله أنا أبو المعمر المسدد (1) بن علي بن عبد الله بن أبي السجيس نا
أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو محمد عبد الله بن ثابت بن
يعقوب بن قيس بن إبراهيم العبقسي النجراني القاضي نا أبو زيد عمر بن شبة النمري
نا أبو الحسن علي بن محمد المدائني عن محمد بن غسان الكندي قال
دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية فقال له معاوية صف لي عليا يا
ضرار قال أو تعفيني من ذلك يا أمير المؤمنين قال أقسمت عليك لتفعلن قال
أما إذا أتيت فنعم كان والله بعيد المدى شديد القوى يتفجر العلم من جوانبه وتنطق
الحكمة على لسانه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته كان طويل
الفكرة غزير الدمعة يقلب كفه ويخاطب نفسه وكان فينا كأحدنا يقربنا إذا أتيناه ويجيبنا
إذا دعوناه ونحن مع قربه منا وتقريبه إيانا لا نبتديه لعظمته ولا نكلمه لهيبته فإن تبسم
فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يقدم أهل الدين ويفضل المساكين لا يطمع القوي في باطله
ولا يأيس الضعيف من عدله فأقسم بالله لرأيته في بعض أحواله وقد أرخى الليل
سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته في محرابه يتململ كما يتململ
السليم ويبكي بكاء الوالد الحزين وهو يقول في بكائه يا دنيا يا دنيا إلي تعرضت أم
لي تشوقت هيهات هيهات لا حان جنبك قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك عيشك
حقير وخطرك يسير وعمرك قصير آه من يعد الدار وقلة الزاد ووحشة الطريق
قال فانهملت دموع معاوية على خديه حتى كفكفها بكمه واختنق القوم جميعا
بالبكاء فقال معاوية رحم الله أبا الحسن فلقد كان كذلك فكيف جزعكم عليه يا
ضرار قال جزع من ذبح ولدها في حجرها فما تسكن حرارتها ولا ترقى دمعتها
قال فقال معاوية لكن أصحابي لو سئلوا عني بعد موتي ما أخبروا بشئ مثل هذا

(1) بالأصل: " المسد " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 17 / 518.
402

/ ذكر من اسمه ضريس /
2934 ضريس بن أبي ضريس
شاعر كان في زمن عبد الملك بن مروان وقال شعرا يحثه فيه على استصلاح
قريش ويعطفه عليها
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد بن محمد العمري عن محمد بن
أحمد بن مروان بن عمر عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني (1)،
قال الضريس بن أبي الضريس يقول لعبد الملك بن مروان بعد أمر ابن الزبير:
* تلاف ابن مروان قريشا وجد لها * يبنوا (2) إلى ما تشتهي وتراجعوا
هم قومك الأدنون فارأب صدوعهم * بحكمك حتى ينهض المتضالع
ولا تأخذنهم بالذنوب التي مضت * إليك فإن الله راء وسامع
فإن غمطوا المعروف سالت عليهم * بأيدي الكماة المعلمين القواطع *

(1) ليس له ترجمة أو ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
(2) كذا رسمها بالأصل: وتقرأ: " بينوا "؟.
403

/ ذكر من اسمه ضمرة /
2935 ضمرة بن ربيعة
أبو عبد الله القرشي (1)
من أهل دمشق نزل الرملة وهو مولى علي بن أبي حملة وعلي مولى آل
عتبة بن ربيعة وقيل مولى غيره
روى عن عبد الله بن شؤذب ورجاء بن أبي سلمة الفلسطيني وإبراهيم بن
أبي عبلة وعثمان بن عطاء الخراساني وسفيان الثوري وسبرة بن معبد و (2)
العلاء بن هارون وإسماعيل بن عياش والسري بن يحيى والأوزاعي وعلي بن
أبي حملة وإسماعيل بن أبي بكر الدمشقي وسلمة بن واصل وسليمان بن
عبد العزيز بن أخي رزيق بن حكيم الأيلي وعلي بن المسيب الثقفي وسعدان بن
سالم الإيلي ويحيى بن راشد وصدقة بن يزيد وعبد الله بن حسان
وعبد الرزاق بن عمر الثقفي وسعيد بن عبد العزيز وأبي العباس بن غزوان
والوليد بن مسلم وعمير (3) بن عبد الملك
روى عنه عثمان بن صالح وسعيد بن عفير ويحيى بن بكير ومحمد بن
داود بن أبي ناجية الكناني (4)، وهارون بن معروف وأبو همام الوليد بن شجاع

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 188 وتهذيب التهذيب 2 / 576 والعبر 1 / 337 شذرات الذهب 2 / 3
(ووقع فيه: حمزة بدل ضمرة) والوافي بالوفيات 16 / 368 وسير الأعلام 9 / 325.
(2) زيادة للإيضاح.
(3) عن تهذيب الكمال وبالأصل: " وعمر ".
(4) في تهذيب الكمال: الإسكندراني.
404

ودحيم وسليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار وأحمد بن عبد الله بن بشير بن
ذكوان وأيوب بن محمد الوزان وسليمان بن أيوب اليزني وأبو عمير عيسى بن
محمد وعبد الله بن هانئ بن أبي عبلة وعيسى بن يونس وإدريس بن سليمان بن
أبي الرباب وعلي بن سعيد بن قتيبة النسائي (1)، ومحمد بن وزير الدمشقي
وعمرو بن عثمان الحمصي ومحمد بن عمرو بن حسان وعبيد الله بن محمد
الفريابي وهشام بن خالد الأزرق ومهدي بن جعفر الرملي والحسن بن عبد العزيز
الجروي وأبو شيبة أحمد بن الفرج وإسماعيل بن عباد الأرسوحي وسعيد بن
أسد بن موسى والحكم بن موسى ونعيم بن حماد وبكير بن محمد بن أسماء بن
أخي جويرية والحسن بن واقع الرملي وعمرو بن عبد الله بن صفوان النصري (2)،
وعبد الرحمن بن واقد الواقدي
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا
أبو بكر بن المقرئ نا مكحول البيروتي نا عبد الله بن هانئ نا ضمرة بن ربيعة نا
ميسرة بن معبد عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما اجتمع ثلاثة في حضر
أو بدو لا يقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو القاسم بن الفرات أنا عبد الوهاب
الكلابي نا أحمد بن عمير بن يوسف
ح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل وأبو القاسم زاهر بن طاهر قاله أبو
عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث
قالا نا أبو عمير الرملي نا ضمرة عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن
المسيب عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كل ما ردت عليك قوسك رواه
ابن ماجة (3) القزويني عن أبي (4) عمير [* * * *]

(1) كذا، وفي تهذيب الكمال: علي بن سعيد بن قتيبة الشامي الرقي، ويقال: الرملي.
(2) مهملة بالأصل، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(3) سنن ابن ماجة 28 كتاب الصيد ح رقم 3211.
(4) بالأصل: " ابن عمير " خطأ والصواب ما أثبت، واسمه عيسى بن محمد بن النحاس انظر الحاشية
السابقة.
405

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني (1)، وأبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن الحسين القيصري وأبو المجد عبد الواحد بن محمد بن السعتري
بدامغان قالوا أنبأ الفقيه أبو جعفر محمد بن الحسين بن بندار الحربي الدامغاني
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن قالا أنا أبو عمر بن
مهدي أنا محمد بن مخلد نا عيسى بن عبد الله نا ضمرة عن سفيان عن
عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من ملك ذا رحم فهو حر [* * * *]
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي بمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنبأ
أبو علي الحسين بن عبد الرحمن بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس
أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الفضل الديبلي ثنا أبو عمير يعني
عيسى بن محمد بن النحاس نا ضمرة بن ربيعة عن ابن شؤذب عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال جاء رجل بقاتل وليه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم)
اعف فأبى قال خذ أرش فأبى قال اذهب فاقتله فإنك مثله قال فخلى
سبيله فرئي يجر نسعته ذاهبا إلى أهله قال قد كان أوثقه قال ابن شؤذب عن
عبد الله (3) بن القاسم ليس لأحد بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول اقتله فإنك مثله [* * * *]
رواه ابن ماجة عن أبي (4) عمير (5)، كذا رواه أنا أبو جعفر ورواه لغيرنا عن
الشافعي عن ابن فراس عن عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمير وهو
الصواب
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الملك أنا أبو عامر محمود بن القاسم وأبو
نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنا عبد الجبار بن
محمد الجراحي أنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي قال وروى
ضمرة بن ربيعة عن سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يعني من

(1) تقرأ بالأصل الدماني، بالدال، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ذكره السمعاني وترجم له. وفي
الأنساب: " بن مصنور " بدل " بن أبي منصور ".
(2) مهملة بدون نقط بالأصل، والمثبت عن ابن ماجة.
(3) في ابن ماجة: عبد الرحمن.
(4) بالأصل: " ابن " خطأ. وقد مر قريبا.
(5) سنن ابن ماجة 21 كتاب الديات ح رقم 2691.
406

ملك ذي رحم محرم فهو حر ولا يتابع ضمرة بن ربيعة على هذا الحديث وهو خطأ
عند أهل الحديث [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله
أخبرنا أبو محمد الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (1) قال وسألت أحمد بن حنبل عن حديث سعيد بن
المسيب عن أبي ثعلبة كل ما ردت عليك قوسك رواه ضمرة عن الأوزاعي عن
يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ثعلبة فقال ما لسعيد بن المسيب
وأبي ثعلبة قلت أما تخاف أن لا يكون له أصل قال نعم
قال أبو زرعة وإنما روى الأوزاعي عن عمرو بن شعيب أخبرنيه محمود بن
خالد عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قلت لأحمد فإن ضمرة يحدث عن
الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر من ملك ذا رحم فهو حر فأنكره ورده
ردا شديدا قال قلت له فإنه يحدث عن ابن شوذب عن ثابت عن أنس رأيت
القاتل يجر نسعته (2) فقال أخاف أن يكون هذا مثل هذا وقال أحمد بلغني أن ضمرة
كان شيخا صالحا
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (3)، قال وسمعته يعني أحمد بن
حنبل يقول في حديث ضمرة عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن
المسيب عن أبي ثعلبة يرفعه قال كل ما ردت عليك قوسك سألته عنه فقال ليس
بشئ قلت له يا أبا عبد الله أتخاف أن لا يكون له أصل فجاء إلا أصل له وقال ما
لسعيد بن المسيب وأبي ثعلبة قلت له يا أبا عبد الله لو كان هذا من حديث أبي
إدريس قال والزهري عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة قال ما سمعت إلا منه يعني
أبا إدريس وقال أبو إدريس ما سمعته إلا من أبي ثعلبة قال أبو زرعة وصحة هذا أن
الأوزاعي رواه عن عمرو بن شعيب قلت له يا أبا عبد الله عن أبي ثعلبة قال أبو

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 459.
(2) بالأصل: " رأيت القايل يجر بسعته " صوبنا العبارة عن أبي زرعة.
(3) انظر تاريخ أبي زرعة 2 / 718 - 719.
407

زرعة أخبرني بذلك محمود بن خالد عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن
عمرو بن شعيب قلت له يا أبا عبد الله إنه يحدث أعني ضمرة يحدث عن سفيان
الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من ملك ذا رحم فهو حر
فأنكره إنكارا شديدا وقال لو قال رجل إن هذا كذب [* * * *]
قلت فإن ضمرة يحدث عن ابن شؤذب عن ثابت عن أنس رأيت القاتل يجر
نسعته قال أخاف أن يكون هذا مثل هذه لم ينكر منه ما أنكر من حديث سفيان عن
عبد الله بن دينار عن (1) عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من ملك ذا رحم فهو
حر [* * * *]
قال أبو زرعة سمعت أبا عبد الله قيل له ما تقول في ابن شؤذب قال لا أعلم
إلا خيرا وقال لي قد بلغني أن ضمرة كان شيخا صالحا
قرأت على أبي محمد السلمي عن (2) عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
أخبرني أبي ثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس نا الحسن بن
محمد بن بكار بن بلال قال ضمرة بن ربيعة يكنى أبا عبد الله وهو رجل من أهل
دمشق مولى لأبي عاصم القرشي كان نزل الرملة حتى مات بها ولم يخلف عقبا فوزنه
ابن عاصم حدثني بذلك هشام بن عمار
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا تمام أنا عبد الله الكندي نا أبو
زرعة قال في تسمية أهل فلسطين ضمرة بن ربيعة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن
عتاب (3)، أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو
الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا
الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة ضمرة بن ربيعة القرشي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو

(1) بالأصل: بن.
(2) بالأصل " بن ".
(3) بعدها: " أنا أحمد بن عتاب " مقحمة حذفناها قياسا إلى سند مماثل.
408

الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أحمد بن عبدان أنا محمد بن
سهل أنا محمد بن إسماعيل (1) قال (2)
ضمرة بن ربيعة أبو عبد الله الرملي الفلسطيني مولى (3) علي بن أبي حملة وعلى
مولى آل عتبة بن ربيعة أبو عبد الله القرشي سمع يحيى بن أبي عمرو ورجاء أبا
المقدام وعبد الله بن شؤذب روى عنه الحسن بن واقع
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
وإجازة
ح قال ونا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (4) قال ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله الرملي مولى علي بن أبي حملة
وعلي مولى آل عتبة بن ربيعة روى عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني والأوزاعي
ورجاء بن أبي سلمة وإبراهيم بن أبي عبلة (5)، وابن شؤذب روى عنه الحكم بن
موسى وهارون بن معروف ونعيم بن حماد وبكير بن محمد بن أسماء (6)
ومهدي بن جعفر وسعيد بن أسد سمعت أبي يقول ذلك
كتب إلي أبو نصر القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الحسن بن يعقوب قال سمعت الحسين بن محمد بن زياد هو القباني يقول
عبد الله بن شؤذب وضمرة بن ربيعة مروزيان انتقلا إلى الرملة أما ابن شؤذب فهو
مروزي وأما ضمرة فلا أعلم أحدا نسبه إلى مرو غير القباني وهو من الحفاظ (7).
قرأنا على أبي عبد الله البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت
هارون بن معروف يقول ضمرة بن ربيعة أبو عبد الله

(1) التاريخ الكبير 4 / 337.
(2) مكانها بالأصل " بن " ولعل الصواب ما أثبتناه.
(3) بالأصل: " وولي " والمثبت عن البخاري.
(4) الجرح والتعديل 4 / 467.
(5) بالأصل: غفلة، والمثبت عن الجرح والتعديل.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.
(7) ترجمته في سير الأعلام 13 / 499.
409

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو
عبد الله ضمرة بن ربيعة الفلسطيني سمع يحيى بن أبي عمرو ورجاء بن أبي سلمة
وابن شوذب
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي
أنا (1) الخصيب (2) بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني
أبي قال أبو عبد الله ضمرة بن ربيعة
وقرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر محمد بن أحمد قال أبو عبد الله
ضمرة بن ربيعة الرملي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد محمد بن محمد قال أبو عبد الله ضمرة بن ربيعة القرشي
الرملي الفلسطيني مولى علي بن أبي حملة وعلي بن أبي حملة مولى آل عتبة بن ربيعة
القرشي سمع يحيى بن أبي عمرو الشيباني وعبد الله بن شوذب روى عنه الحسن
وعيسى بن محمد بن إسحاق أبو عمير
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر الأشناني قال
سمعت أبا الحسن بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول سألت يحيى بن
معين عن ضمرة بن ربيعة كيف حديثه فقال ثقة
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا سهل بن بشر قراءة أنا رشأ إجازة أنا علي بن
محمد بن إسحاق قال سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الحافظ بالرملة
يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سألت أبي عن ضمرة بن ربيعة فقال
ذاك الثقة المأمون
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسين العتيقي أنا
أبو يعقوب يوسف بن أحمد أنا أبو جعفر العقيلي نا عبد الله بن أحمد قال قلت

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) بالأصل: " الخطيب " والصواب ما أثبت، وقد مر التعريف به.
410

لأبي أيما أحب إليك ضمرة أبو بقية قال لا ضمرة أحب إلينا بقية ما كان يبالي عن
من حدث
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا عبد الرحمن بن محمد بن
إسحاق أنا أحمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (1)، أنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال غالب أبي عن ضمرة بن ربيعة
فقال من الثقات المأمونين رجل صالح مليح الحديث لم يكن بالشام رجل يشبهه
قلت أيما أحب إليك ضمرة أو بقية قال ضمرة أحب إلينا (2).
قال ابن أبي حاتم وسمعت أبي يقول ضمرة بن ربيعة صالح
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال قال محمد بن يوسف الهروي نا
محمد بن خلف قال سمعت آدم بن أبي إياس يقول ما رأيت أحدا عقل لما يخرج
من رأسه من ضمرة (3).
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
محمد بن خلف بن المرزباني نا سليمان بن الأشعث نا أبو عمير قال قال ضمرة
الحلم صبر والعقل حفظ والمروءة التنزه عن كل دنئ
أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد العزيز المكي أنا أبو علي الشافعي أنا أبو جعفر
الديبلي نا أبو عمير نا عمرو بن السكن قال أكلت مع ضمرة بن الماحور بيضا
مسلوقا قال فجعلت آكل المحي وأطرح إليه البياض فقال لي ما أعدل العجة كذا
قال لنا ورواه لغيرنا عن ابن فراس عن ابن قتيبة عن أبي عمير وهو الصواب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (4)، قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الغزي بغزة

(1) الخبر ليس في ترجمة ضمرة بن ربيعة في الجرح والتعديل.
(2) العلل لأحمد بن حنبل ص 380 وتهذيب الكمال 9 / 190 وسير الأعلام 9 / 326.
(3) سير الأعلام 9 / 327.
(4) الخبر في الكامل لابن عدي 1 / 360 في ترجمة أحمد بن سويد الرملي.
411

يقول سمعت أبا عمير يقول ما (1) كان بين ضمرة وأيوب بن سويد تباعد فكان
ضمرة إذا مر بأيوب بن سويد قال انظروا ما أبين العبودية في رقبته وكان أيوب إذا مر
بضمرة قال انظروا إليه لو أمر أن يدعوا الشيطان له لدعا له
وكان أيوب يؤم الناس قال وكان أيوب يحدثنا ويقول هذه والله أحاديث رافعة
رؤوسها ليس كما ضرب عليها بالجرس لم تعرف
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن
أبي خازم (3) محمد بن الحسين بن محمد أنا منير بن أحمد بن الحسن أنا علي بن
أحمد بن إسحاق نا محمد بن مروان الرملي ثنا الوليد بن طلحة نا ضمرة بن ربيعة
قال أخبرتني أمي أني كنت في الرجعة ابن عشرين شهرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري (4)، أنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد أخبرني عبد الرحمن بن
محمد بن المغيرة أخبرني أبي قال حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة
اثنين (5) وثمانين ومائة فيها مات ضمرة بن ربيعة بالرملة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني أنا يوسف بن رباح بن
علي أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن
صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول توفي ضمرة بن ربيعة سنة مائتين أو
اثنين (5) ومائتين
أخبرنا أبو البركات أيضا وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر زاد أبو
البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسين أنا أبو
الحسين الأهوازي نا أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن خياط (6)، قال في الطبقة

(1) الزيادة عن ابن عدي.
(2) بالأصل: " بن " خطأ.
(3) بالأصل: " حازم " خطأ والصواب خازم بالخاء المعجمة، وقد مر التعريف به.
(4) تقرأ بالأصل: التستري، خطأ، والصواب ما أثبت.
(5) كذا.
(6) طبقات خليفة بن خياط ص 581 رقم 3048.
412

السادسة من أهل الشامات ضمرة بن ربيعة يكنى أبا عبد الله مات سنة اثنين (1)
ومائتين
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
أخبرني أبي نا محمد بن جعفر ثنا الحسن بن محمد قال وكانت وفاة ضمرة سنة
مائتين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
قال مات ضمرة سنة مائتين أو نحوها
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنا أبو الحسن اللبناني نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)، نا محمد بن سعد قال في
الطبقة الخامسة من أهل الشام ضمرة بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله وكان منزله
بالرملة ومات أول شهر رمضان سنة ثنتين ومائتين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثني عمي أنا أبو طالب بن يوسف أنا الجوهري قراءة أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة
السادسة من أهل الشام ضمرة بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله وكان مولى وكان ثقة
مأمونا خيرا (4)، لم يكن هناك أفضل منه لا الوليد ولا غيره مات في أول شهر رمضان
سنة اثنتين (1) ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنبأ
عمي عن أبيه
ح وحدثني أبو بكر قال أنبأني أبو عمرو بن منده عن أبيه أنبأ أبو سعيد (5) بن

(1) كذا.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 471.
(4) ابن سعد: خبيرا.
(5) بالأصل: " سعد " خطأ.
413

يونس قال ضمرة بن ربيعة مولى لآل عتبة بن ربيعة يكنى أبا عبد الله من أهل
فلسطين كان فقيها في زمانه قدم مصر وحدث بها وروى عنه من أهل مصر
عثمان بن صالح وسعيد بن عفير ومحمد بن داود ابن أبي ناجية ويحيى بن بكير
آخر من حدث عنه بمصر توفي بفلسطين في رمضان سنة اثنين (1) ومائتين وهكذا قال
أبو عبد الله الحجازي في وفاته
2936 ضمرة بن يحيى الصوفي
من أهل دمشق سكن نيسابور
وحدث عن أبي بكر الأنباري
روى عنه الحاكم أبو عبد الله
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت ضمرة بن يحيى الدمشقي يقول سمعت أبا بكر الأنباري يقول كتب
الفضل بن سهل إلى بعضهم احتج بغالب القضاء وأعتذر إليك بصادق النية
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ أنشدنا ضمرة بن يحيى أنشدنا أبو بكر بن الأنباري لمروان بن أبي
خيثمة (2):
* عند الملوك منافع ومضرة * وأرى البرامك لا تضر ولا تنفع
إن كان شرا (3) كان غيرهم له * والخير (4) منسوب إليهم أجمع
وإذا جهلت (5) من امرئ أعراقه * وأموره (6) فانظر إلى ما يصنع *
قال الحاكم أبو عبد الله ضمرة بن يحيى الدمشقي من أصحاب المرقعات

(1) كذا.
(2) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور 11 / 160 " مروان بن أبي حفصة " والأبيات في الأغاني 5 / 393.
(3) منسوبة لأبي الحجناء نصيب وبعضها فيها 23 / 19 - 20 منسوبة له أيضا.
(4) الأغاني: شر.
(5) الأغاني: 5 / 394 " فإذا جهلت " والأغاني 23 / 20: " فإذا نكرت ".
(6) الأغاني: وقديمه.
414

/ ذكر من اسمه ضمضم /
2937 ضمضم بن زرعة (1)
قيل إنه ابن ثوب (2) فإن كان أبوه زرعة بن ثوب (2) فهو دمشقي مقرائي وعندي
أن ضمضما حضرمي من أهل حمص
حدث عن شريح بن عبيد الحضرمي الحمصي
روى عنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة
أخبرنا أبو محمد السعدي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا
محمد بن محمد بن سليمان نا هشام بن عمار أنا إسماعيل بن عياش أنا ضمضم بن
زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير وكثير بن مرة والمقدام بن معدي
كرب وأبي أمامة الباهلي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس
أفسدهم [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن بن
أحمد زاد الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني
أنا محمد بن أحمد أنا عمر بن أحمد ثنا خليفة (3) قال في الطبقة الرابعة من أهل
الشامات ضمضم بن زرعة جعدي حمصي

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 195 وتهذيب التهذيب 2 / 578 وميزان الاعتدال 2 / 331.
(2) عن تهذيب الكمال، وبالأصل " أيوب " وضبطت اللفظة بم المثلثة وفتح الواو ثم موحدة عن تقريب
التهذيب.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 578 رقم 3034.
415

أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أحمد والمبارك وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (1) قال ضمضم بن زرعة بن
ثوب (2) الحضرمي قال لي عبد الوهاب بن ضحاك نا إسماعيل بن عياش عن
ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن كثير بن مرة عن عتبة بن عبد السلمي أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والهجرة
والجهاد في المسلمين (3)، والمهاجرين بعد [* * * *]
قال (4): وقال عمرو بن أبي (5) سلمة عن سعيد عن (6) زرعة بن ثوب القاضي
هو والد ضمضم بن زرعة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قال
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أنا أبو علي إجازة
قال وأنا أبو طاهر الحسين بن سلمة أنا علي بن محمد الفأفاء قالا أنا أبو
محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي (7)، قال ضمضم بن زرعة
الحضرمي روى عن شريح بن عبيد روى عنه إسماعيل بن عياش سمعت أبي يقول
ذلك قال وسألت أبي عن ضمضم بن زرعة فقال ضعيف الحدي
س وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد أنا أبو
الحسين علي بن الحسن أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الحسن بن
جوصا قال سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة
من أهل الشام ضمضم بن زرعة الحضرمي
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن أحمد الواسطي الشروطي ثنا أبو بكر

(1) التاريخ الكبير 4 / 338.
(2) راجع الهامش رقم (2) في الصفحة السابقة.
(3) إلى هنا ينتهي الخبر عند البخاري.
(4) من هنا الخبر في تاريخ البخاري الكبير 3 / 440 في ترجمة زرعة بن ثوب.
(5) زيادة عن البخاري.
(6) بالأصل: " بن " والصواب عن البخاري.
(7) الجرح والتعديل 4 / 468.
416

أحمد بن علي بن ثابت لفظا أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حميد
الأشناني قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي قال سمعت
أبا سعيد عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن
ضمضم بن زرعة فقال ثقة (1).
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي في كتابه
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار وأبو
الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا أنا الحسين بن علي الطناجيري نا أبو حكيم
محمد بن إبراهيم نا أبو عبد الله عبد الملك بن بدر القاضي نا أحمد بن هارون بن
روح البردعي الحافظ قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة ضمضم بن زرعة
روى عنه إسماعيل بن عياش (2) شامي
أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنا أبو الحسين محمد بن المظفر
أنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص الشعراني البزار نا أحمد بن محمد بن عيسى أبو
بكر البغدادي بحمص قال ضمضم بن زرعة بن مسلم بن سلمة بن كهيل الحضرمي
حدث عنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة ليس به بأس

(1) تهذيب الكمال 9 / 159.
(2) بالأصل: عباس.
(3) تهذيب الكمال 9 / 195.
417

/ حرف الطاء /
/ ذكر من اسمه طارق /
2938 طارق بن زياد ويقال ابن عمرو الصدفي (1)،
ويقال مولى الوليد بن عبد الملك
دخل الأندلس غازيا في رجب سنة اثنين (2) وتسعين وقدم مع موسى بن نصير
وافدا إلى الوليد بن عبد الملك
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي محمد الجوهري عن أبي
عمر بن حيوية أنا أبو بكر سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن محمد بن أبي
أسامة أنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة أربع وتسعين
خرج موسى بن نصير (3) من أفريقية إلى الوليد واستخلف ابنه عبد الله وهو أكبر ولده
واستخلف على طنجة ابنه عبد الملك وقدم موسى على الوليد وهو بدمشق فأهدى له
المائدة فقال طارق للوليد ادع بالمائدة وانظر أذهب منها شئ فدعا بها الوليد فنظر
إليها فإذا برجل من أرجلها لا تشبه بقية الأرجل فقال طارق سله عنها يا أمير
المؤمنين فإن أخبرك بما تستدل به على صدقه أو أتاك بها فهو صادق فسأل الوليد
موسى بن نصير (3)، فقال هكذا أصبتها فأخرج طارق الرجل فاستدل بذلك على أن
طارقا هو الذي أصابها وصدقه فنزل منه منزلا عجبا وأجازه وكذب موسى بن نصير

(1) ترجمته وأخباره في تاريخ الطبري 6 / 468 وفح الطيب 1 / 229 والبيان المغرب 1 / 43 وجذوة
المقتبس ص 248 وبغية الملتمس ص 7 و 328 والوافي بالوفيات 16 / 382 وسير الأعلام 4 / 500
وتاريخ الإسلام حوادث سنة 81 - 101 ص 393.
(2) كذا.
(3) بالأصل: نصر.
418

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق بن خربان نا أحمد بن
عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1)
قال وفيها يعني سنة اثنين (2) وتسعين وجه موسى بن نصير (3) مولاه طارقا إلى
طنجة وهي على ساحل البحر وعبر إلى الأندلس فلقيه ملكها فقتل وسبى وأسر
فقتل الأسارى وقتل ملكهم
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل عن أبي عبد الله محمد بن أبي
نصر الحميدي صاحب تاريخ الأندلس (4) قال أما الذي تولى فتحها وكان أميرا
الجيش السابق إليها فطارق قيل ابن زياد وقيل ابن عمرو وكان واليا على طنجة
مدينة من المدن المتصلة ببر القيروان في أقصى المغرب بينها وبين الأندلس فيما
يقابلها خليج من البحر يعرف بالزقاق وبالمجاز وثبت فيها موسى بن نصير أمير
القيروان وقيل إن مروان بن موسى بن نصير خلف طارقا هناك على العساكر وانصرف
إلى أبيه فركب عرض له فرد بن طارق البحر إلى الأندلس من جهة مجاز الخضراء
منتهزا لفرصة أمكنته فدخلها وأمعن فيها واستظهر على العدو بها وكتب إلى
موسى بن نصير بغلبته على من غلب عليه من الأندلس وفتحه وما حصل له من الغنائم
فحسده على الانفراد بذلك وكتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان يعلمه بالفتح
وينسبه إلى نفسه وكتب إلى طارق يتوعده إذ دخلها بغير إذنه ويأمره أن لا يتجاوز مكانه
حتى يلحق به وخرج متوجها إلى الأندلس واستخلف على القيروان ولده عبد الله
وذلك في رجب سنة ثلاث وتسعين وخرج معه حبيب بن أبي عبيدة الفهري ووجوه
العرب والموالي وعرفاء البربر في عسكر متحم ووصل من جهة المجاز إلى الأندلس (6)،
وقد استولى (7) طارق على قرطبة دار المملكة قتل لزريق ملك الروم بالأندلس (8)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 304.
(2) كذا.
(3) بالأصل: نصر، والصواب عن خليفة.
(4) كذا بالأصل، والخبر التالي ليس في جذوة المقتبس للحميدي، بل هو وارد في بغية الملمتس في تاريخ
رجال أهل الأندلس للضبي (أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة) ص 7 وما بعدها.
(5) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن بغية الملتمس.
(6) من قوله: وخرج معه إلى هنا سقط من بغية الملتمس.
(7) عن بغية الملتمس وبالأصل: استوطى.
(8) عن بغية لملتمس وبالأصل: الأندلس.
419

فتلقاه طارق وترضاه ورام أن يستسل ما في نفسه من الحسد له وقال له إنما أنا مولاك
ومن قبلك وهذا الفتح لك وحمل طارق إليه ما كان غنم من الأموال
فلذلك نسب الفتح إلى موسى بن نصير لأن طارقا من قبله ولأنه استزاد في
الفتح ما بقي على طارق وأقام موسى بالأندلس مجاهدا وجامعا للأموال ومرتبا للأمور
بقية سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين وأشهرا في سنة خمس وتسعين وقبض على
طارق ثم استخلف على الأندلس ولده عبد العزيز بن موسى ونزل معه من العساكر
ووجوه القبائل من يقوم بحماية البلاد وسد الثغور وجهاد العدو ورجع إلى القيروان ثم
سار منها بما حصل له من الغنائم وأعده من الهدايا إلى الوليد بن عبد الملك ومعه فيما
يقال طارق فمات الوليد وقد وصل موسى إلى طبرية في سنة ست وتسعين فحمل ما
كان معه إلى سليمان بن عبد الملك ويقال إنه وصل وأدرك الوليد حيا فالله أعلم
قرأت عليه في موضع آخر عن الحميدي (1) قال طارق بن عمرو ويقال ابن
زياد أول من غزا الأندلس سنة اثنين (2) وتسعين من الهجرة وافتتح كثيرا منها ثم
لحق به موسى بن نصير ونقم عليه إذ غزاها بغير إذنه وسجنه وهم بقتله ثم ورد
عليه كتاب الوليد بن عبد الملك بإطلاقه وترك التعرض له فأطلقه وخرج معه إلى
الشام
2939 طارق بن شهاب بن عبد شمس
ابن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نفر
ابن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس
أبو عبد الله الأحمسي البجلي (3)
رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وغزا في خلافة أبي بكر
روى عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب

(1) جذوة المقتبس للحميدي ص 248.
(2) كذا.
(3) ترجمته في الاستيعاب 2 / 237 الإصابة 2 / 220 أسد الغابة 2 / 452 تهذيب الكمال 9 / 204 تهذيب
التهذيب 3 / 6 والوافي بالوفيات 16 / 380 سير الأعلام 3 / 486 تاريخ الإسلام حوادث سنة
(81 - 101) ص 93 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
420

وعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وأبي موسى الأشعري
وخالد بن الوليد وأبي سعيد الخدري وغيرهم
روى عنه قيس بن مسلم ومخارق بن عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد
وسليمان بن ميسرة ومغيرة بن شبيل (1) الأحمسي وأبو قبيصة (2)، وعلقمة بن
مرثد (3).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (4)، حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن
علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب (5) أن رجلا سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد وضع رجله
في الغرز أي الجهاد أفضل قال كلمة حق عند سلطان جائر [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا عيسى بن
علي أنا عبد الله بن محمد نا أحمد بن محمد القطان نا أبو داود الحفري عن
سفيان عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب قال سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي
الجهاد أفضل قال كلمة حق (6) عند سلطان جائر [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد أنا محمد بن أحمد بن
موسى الآبنوسي أنا أحمد بن محمد بن عمران الجندي نا أبو القاسم البغوي نا
محمد بن بكار نا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عليكم
بألبان الإبل والبقر فإنها ترم (7) من الشجر كله وهو دواء من كل داء [* * * *]
المحفوظ في هذا الحديث طارق عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا محمد بن أحمد بن علي أنبأ

(1) تقرأ بالأصل " شبل " والصواب عن تهذيب الكمال، وترجمته فيه 18 / 304.
(2) هو صفوان بن قبيصة.
(3) عن تهذيب الكمال وسير الأعلام وتاريخ الإسلام، وبالأصل: " مزيد " خطأ وانظر ترجمته في سير
الأعلام 5 / 206.
(4) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ح رقم 18853.
(5) بالأصل: " سهل " خطأ والصواب ما أثبت عن مسند.
(6) على هامش الأصل كتب: هكذا الرواية: كلمة عدل عند إمام.
(7) أي تأكل (اللسان).
421

إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله نا الحسين بن إسماعيل الحاملي إملاء أنا
الفضل بن يعقوب الرحامي نا الفريابي عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن
شهاب عن عبد الله قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما أنزل الله عز وجل داء إلا وله دواء فعليكم
بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن
الحسن قالا أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود
الطيالسي نا شعبة عن مخارق قال سمعت طارق بن شهاب يقول قدم وفد بجيلة
على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ابدءوا بالأحمسين ودعا لنا (1) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري في كتابه
وحدثنا عنه أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي أنا أبو بكر أحمد بن
الحسين البيهقي قراءة عليه نا أبو عبد الله الحافظ نا علي بن حمشاذ نا بشر بن
موسى نا الحميدي نا سفيان عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن
طارق بن شهاب قال:
أتانا كتاب عمر لما وقع الوباء بالشام فكتب عمر إلى أبي عبيدة إنه قد عرضت لي
إليك حاجة لا غنى لي عنها فقال أبو عبيدة يرحم الله أمير المؤمنين يريد بقاء قوم
ليسوا بباقين قال ثم كتب إليه أبو عبيدة إني في جيش من جيوش المسلمين لست
أرغب نفسي فلما قرأ الكتاب استرجع فقال الناس مات أبو عبيدة قال لا وكأن.
وكتب إليه بالعزيمة وأظهر من أرض الأزد فإنها عمقة وبئة إلى أرض الجابية
فإنها نزهة ندية فلما أتاه الكتاب بالعزيمة أمر مناديه أذن في الناس بالرحيل فلما قدم
إليه ليركب وضع رجله في الغرز ثم ثنى رجله فقال ما أرى داءكم إلا وقد أصابني
قال ومات أبو عبيدة ورفع الوباء عن الناس
وقد روى سفيان عن أيوب بن عائذ أيضا عن قيس عن طارق قصة قدوم
عمر بن الخطاب الشام وسيأتي ذكر ذلك في ترجمته

(1) نقله ابن حجر في الإصابة 2 / 220 وفيه: بالأحمسيين.. ودعا لهم.
(2) كذا، وفي مختصر ابن منظور 11 / 162 الأردن.
422

وروى شعبة عن قيس قصة الوباء فزاد في إسنادها أبا موسى الأشعري
أخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا آدم عن شعبة نا قيس بن مسلم قال
سمعت طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري قال كنا مع أبي عبيدة بن الجراح
بالشام فوقع الطاعون وذكر الحديث قال فذهب أبو عبيدة ليركب فوجد وحره
فطعن فمات وانكشف الطاعون
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسين زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا أبو
الحسين الأهوازي أنبأ أبو حفص بن أحمد نا خليفة بن خياط (1)، قال ومن نجيلة
وهم ولد أنمار بن إراش طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن
جشم بن نفر بن (2) عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن
أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث من ساكني الكوفة رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى
عنه (3) أحاديث ليس فيها سماعا مات سنة اثنين (4) وثمانين
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسين بن محمد بن
يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)، ثنا محمد بن سعد
قال في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة طارق بن شهاب الأحمسي رأى النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقد روى عن أبي بكر
أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر ابن البنا في كتابيهما قالا قرئ على
أبي محمد الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا
الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (6) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 196 و 197 رقم 735.
(2) بالأصل: عن.
(3) زيادة عن طبقات خليفة.
(4) كذا بالأصل.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) طبقات ابن سعد 6 / 66.
423

جشم بن نفر (1) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن
أنمار بن بجيلة وهي أمه وهي ابنة صعب بن سعد العشيرة بها يعرفون وقد روى
طارق بن أبي بكر الصديق وعمر وعلي وعثمان وعبد الله بن مسعود وخالد بن
الوليد وحذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي وأبي موسى الأشعري وأبي سعيد
الخدري وعن أخيه أبي (2) عزرة وكان أكبر منه وكان يكثر ذكر (3) سلمان
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر أنا أحمد بن علي بن الحسن أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي
قال ومن بجيلة بن أنمار بن راش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن
زيد بن كهلان طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن
جشم بن نقر (4) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس يعني ابن
الغوث بن أنمار ليس له سماع من النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرف وقد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) توقي سنة
ثنتين وثمانين وبجيلة هي أم ولد أنمار بن إراش (5) وهي بنت صعب بن سعد العشيرة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني عمي عن أبي عبيد قال طارق بن شهاب من
ولد معاوية بن أسلم مبن أحمس البجلي وقال غير أبي عبيد طارق بن شهاب بن
عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نقر (6) بن عمرو بن لؤي بن
رهم بن أسلم بن أحمس
قال وأنا عبد الله حدثني عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول طارق بن شهاب الأحمسي رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسكن الكوفة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنا أحمد بن

(1) ابن سعد: نقر.
(2) تقرأ بالأصل: " ابن غرزة " والمثبت عن ابن سعد.
(3) عن ابن سعد وبالأصل: ذلك.
(4) عن جمهرة ابن حزم ص 389 وبالأصل: نصر.
(5) عن جمهرة ابن حزم ص 387 وبالأصل: رأس.
(6) عن ابن حزم، بالأصل: نصر.
424

الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل
أنا محمد بن إسماعيل (1)، قال طارق بن شهاب البجلي الأحمسي الكوفي قال ابن
معين كنيته أبو عبد الله سمع عنه إسماعيل بن أبي خالد
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا عبد الرحمن بن منده أنا أحمد
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (2)، قال طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أبو عبد الله أدرك الجاهلية رأى
النبي (صلى الله عليه وسلم) غزا في خلافة أبي بكر
روى عنه قيس بن مسلم ومخارق بن عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد
وسليمان بن ميسرة والمغيرة بن شبل (3) وأبو قبيصة (4) سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الملك بن عبد الله بن داود وأبو غالب
محمد بن الحسن قالا أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي أنا أبو عمرو القاسم بن
جعفر أنبأ أبو عمرو اللؤلؤي أنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال طارق بن شهاب
قد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يسمع منه شيئا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر
أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنا أحمد بن محمد بن سليمان نا محمد بن أحمد بن
حماد (5) قال أبو عبد الله طارق بن شهاب البجلي نا محمد بن منصور (6)، نا سفيان
قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال قلت لطارق بن شهاب البجلي يا أبا عبد الله
أخبرنا أبو سعد الكرماني وأبو الحسن الهمداني قالا أنبأ أبو بكر بن خلف

(1) التاريخ الكبير 4 / 352 - 353.
(2) الجرح والتعديل 4 / 485.
(3) في الجرح والتعديل: " شبيل ".
(4) زيادة عن الجرح والتعديل.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 77.
(6) بالأصل: " نا محمد بن منصور نا محمد بن إسماعيل نا أبي خالد " والاضطراب باد على العبارة فصوبناها
كما يقتضي السياق عن الكنى والأسماء للدولابي 1 / 78.
425

أنبأ الحاكم أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن أحمد بن جعفر قال سمعت أبا
مكي محمد بن عمر بن سلم الحافظ يقول طارق بن شهاب أبو عبد الله
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله طارق بن شهاب بن عبد شمس بن
سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نقر (1) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن
أسلم بن أحمس بن الغوث البجلي الأحمسي الكوفي رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وغزا في
خلافة أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين أو ثلاثا وأربعين من بين غزوة (2) إلى سرية
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال طارق بن شهاب الأحمسي يكنى أبا عبد الله عداده في أهل الكوفة قال
يحيى بن معين قد أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه قيس بن مسلم وعلقمة بن مرثد (3)
وغيرهما
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر الكلاباذي قال طارق بن شهاب أبو عبد الله
الأحمسي البجلي الكوفي رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وغزا في خلافة أبي بكر الصديق وسمع أبا
بكر وعمر وابن مسعود وأبا موسى روى عنه قيس بن مسلم ومخارق بن عبد الله
في الإيمان والتفسير ومواضع قال عمرو بن علي مات سنة ثلاث وثمانين وقال ابن
نمير مات سنة أربع وثمانين
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال
طارق بن شهاب الأحمسي أبو عبد الله الكوفي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه
وقال أبو عبيد طارق بن شهاب من ولد معاوية بن أسلم بن أحمس البجلي
وقال غيره طارق بن سهل بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن
نقر (1) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس روى عنه قيس بن
مسلم وعلقمة بن مرثد (2) وغيرهما

(1) بالأصل: " نصر " وقد مر ما فيه.
(2) تقرأ بالأصل " عرفه " والصواب والزيادة السابقة عن تاريخ الإسلام.
(3) بالأصل: " مزيد ".
426

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال وفي اليمن
أحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان منهم
طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف يعني ابن جشم
الشاعر (2) وهو من بني نقر (3) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن
أحمس كان شريفا روى عن جماعة من الصحابة ورأى النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه قيس بن
مسلم وإسماعيل بن أبي خالد
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح المؤذن أنا محمد بن علي بن
محمد وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد قالا نا محمد بن يعقوب قال سمعت
عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول طارق بن شهاب هو أبو
عبد الله
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر أنبأ
الخصيب (4)، أخبرني عبد الكريم أخبرني أبي قال أبو عبد الله طارق بن شهاب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي عن (5)
عبد الملك بن عمر بن خلف أنا أبو حفص بن شاهين
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين بن (6) الطيوري أنا أبو الحسن
العتيقي أنا أبو عمرو عثمان بن محمد المخرمي نا إسماعيل بن محمد الصفار قالا
أنا العباس بن محمد نا أبو بكر بن أبي الأسود نا حجاج الأعور أنا شعبة عن
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وغزوت مع أبي بكر
أخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي بهراة
أنا أبو بكر بن خلف بنيسابور أنبأ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الرمادي أنا

(1) الاكمال لابن ماكولا 1 / 42 و 43 في باب " أحمس ".
(2) كذا بالأصل، وقد وردت في الاكمال في نسب أبي حية حصين بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم،
ولا لزوم لها هنا فقد أقحمت في نسب طارق.
(3) بالأصل: " نصر " وقد مر ما فيه.
(4) بالأصل: " الخطيب " وهو الخصيب بن عبد الله، وقد مر التعريف به.
(5) زيادة منا للإيضاح، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس (ص 777 و 800).
(6) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
427

أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز نا عباس بن محمد الدوري نا
حجاج بن الأعور المصيصي نا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وغزوت مع أبي بكر
وأخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن
مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي نا عمرو بن مروان أنا شعبة عن
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وغزوت مع أبي بكر
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور أنا
عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد حدثني عيسى بن مسلم نا أبو داود نا شعبة
عن قيس بن مسلم عن طارق قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وغزوت في خلافة أبي
بكر (1).
ح وأخبرنا أبو البركات أنا أبو الفضل بن خيرون أنا القاضي أبو الغنائم أنا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل أنا أبي نا أبو داود نا شعبة أخبرني
قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب يقول
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا أبو عبد الله أحمد نا محمد بن
جعفر نا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وغزوت في خلافة أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين أو أربعا وثلاثين من غزوة إلى سرية
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي نا عبد الرحمن عن سعيد (3)، وابن
جعفر نا شعبة عن قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب يقول رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وغزوت في خلافة أبي بكر وعمر بضعا وأربعين أو بضعا وثلاثين من
بين غزوة وسرية قال ابن جعفر ثلاث وثلاثين أو ثلاث (4) وأربعين من غزوة إلى
سرية

(1) أسد الغابة 2 / 452.
(2) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 18851.
(3) كذا، وفي المسند: شعبة.
(4) المسند: " ثلاثا ".
428

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين الصيرفي أنا أبو الحسن العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالا
أنا الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد (2).
حدثني أبي قال طارق بن شهاب الأحمسي (3) من أصحاب عبد الله ثقة (4)
وقد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا عبد الملك بن
محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد
أنا الهيثم بن عدي قال ومات طارق بن شهاب الأحمسي في زمن الحجاج أيام
الجماجم (5).
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا
عبيد الله بن أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن
عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال طارق بن شهاب الأحمسي توفي في زمن
الحجاج أيام الجماجم
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي أنا محمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة (6) قال وفيها يعني سنة اثنين وثمانين مات طارق بن شهاب الأحمسي

(1) كذا انقطع السند بالأصل، والخبر قياسا إلى أسانيد مماثلة يتعلق بابن أبي حاتم، راجع على كل حال
الجرح والتعديل 5 / 485.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 233.
(3) بالأصل: " الأحمس " والمثبت عن ثقات العجلي.
(4) الزيادة عن ثقات العجلي.
(5) تهذيب الكمال 9 / 205.
(6) لم يرد ذكره في تاريخ خليفة بن خياط، إنما ذكره في طبقاته - وقد مر الخبر - وفيه أنه توفي سنة 82 ه‍.
429

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن
علي بن محمد أنا محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال ومات
طارق بن شهاب الأحمسي وهو رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) سنة ثلاث وثمانين
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل
قرأنا على أبي عبد الله أيضا عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد وأبي المعالي
محمد بن عبد السلام
ح وقرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام
قالا أنا علي بن محمد بن خزفة (1)، قالا نا محمد بن الحسين نا أبو بكر بن أبي
خيثمة نا يحيى بن معين قال طارق بن شهاب الأحمسي مات سنة ثلاث وعشرين
ومائة (2).
2940 طارق بن أبي ظبيان الأزدي
من أهل العراق تابعي وفد على يزيد بن معاوية بن أبي سفيان له ذكر في
حكاية تقدمت في ترجمة زحر بن قيس
2941 طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان (3)
وجهه عبد الملك بن مروان من الشام فغلب له على المدينة
سمع جابر بن عبد الله
حكى عنه سليمان بن يسار
أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي محمد الجوهري عن أبي
عمر بن حيوية أنا ابن (4) سعد أنا محمد بن عمر قال وفيها يعني ثلاث وسبعين

(1) بالأصل: حزقة، خطأ، والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر التعريف به.
(2) قال المزي وابن حجر: وهو وهم. وعقب الذهبي في السير عليه أنه: " خطأ بين أو سبق قلم " وفي تاريخ
الإسلام: وهم فاحش.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 208 تهذيب التهذيب 3 / 7.
(4) بالأصل: " أبو سعد " والصواب ما أثبت، انظر الخبر في تهذيب الكمال 9 / 208.
430

ولي عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو مولى عثمان المدينة فوليها خمسة أشهر
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1)، قال في آخر سنة ثنتين
وسبعين غلب عليها يعني المدينة طارق بن عمرو مولى عثمان ودعا إلى بيعة
عبد الملك حين قتل مصعب بن الزبير فأخرج عنها طلحة بن عبد الله بن عوف
وكان واليا لابن الزبير ثم عزله في آخر سنة ثلاث وسبعين وولى الحجاج بن يوسف
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي نا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر أنا
موسى بن يعقوب عن عمه أبي الحارث بن عبد الله بن وهب بن ربيعة قال وأنا
شرحبيل بن أبي عون بن عبد الله بن جعفر عن أبي عون
ح قال وأنا إبراهيم بن موسى عن عكرمة بن خالد قال وأنا أبو صفوان
العطاف بن خالد عن أخيه قالوا ووجه عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو في ستة
آلاف وأمره أن يكن فيما بين أيلة إلى وادي القرى مددا لمن يحتاج إليه من عمال
عبد الملك بن مروان أو من كان يريد قتاله من أصحاب ابن الزبير وكان أبو بكر بن
أبي قيس في غابة ابن الزبير قد ولاه جابر بن الأسود خيبر فقصد له طارق فقتله في ستمائة
من أصحابه وهرب من بقي منهم في كل وجه فكتب الحارث بن حاطب إلى
عبد الله بن الزبير أن عبد الملك بن مروان بعث طارق بن عمرو في جمع كثير فهم فيما
بين أيلة إلى ذي خشب يجدون أموال الناس ويقطعونها ويظلمونهم فلو بعثت إلى
المدينة رابطة لا تدخل فكتب ابن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أن يوجه
إلى المدينة ألفين ويستعمل عليهم رجلا فاضلا فوجه إليهم ابن رواس في ألفين
فقدموا المدينة فمنعوها من جيوش أهل الشام وكانوا قوما لا بأس بهم وكانت (2)
المدينة مرة في يدي ابن الزبير ومرة في يدي عبد الملك بن مروان أيهما غلب عليها
استولى على أمرها وكان أكثر من ذلك تكون في يد ابن الزبير فلما بلغ ابن الزبير مقتل
أبي بكر بن قيس كتب إلى ابن رواس أن يخرج في أصحابه إلى طارق بن عمرو فشق

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 268 و 293.
(2) بالأصل: وكان.
431

ذلك على أهل المدينة وخرج ابن رواس وبلغ ذلك طارقا فندب أصحابه ثم التقوا
(1) الروم على (1) فاقتتلوا قتالا شديدا ثم كانت الدولة لطارق وأصحابه
فقتل وأصحابه فبلغ ابن رواس وأصحابه فسير بذلك أهل المدينة ثم خرج ذلك الرجل
إلى عبد الله بن الزبير فأخبر الخبر ورجع طارق على وادي القرى
وكتب ابن الزبير إلى واليه بالمدينة أن يفرض لألفين من أهل المدينة يكونوا ردءا
للمدينة ممن دهمها ففرض الفرض ولم يأت المال فبطل ذلك الفرض وسمى
فرض الريح
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي (2)، أنا أبو عمرو بن
حمدان
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ قال أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا سفيان عن عمرو بن دينار عن
سليمان بن يسار أن طارقا قضى بالعمرى (3) للوارث عن قول جابر عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أحمد بن
محمد بن عمران بن الجندي نا أبو روق الهزاني (5)، نا أحمد بن روح الأهوازي
القارئ قال سمعت سفيان يقول سمعت عمرو بن دينار يقول سمعت سليمان بن
يسار يقول قضى طارق أمير كان بالمدينة للعمري للوارث عن قول جابر بن عبد الله
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد
أنا إبراهيم بن عبد الصمد أنبأ أبو مصعب الزهري قال نا مالك عن محمد بن أبي
حرملة مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب

(1) اللفظة غير مقروءة ورسمها: " بشكة الروم على بعنه ".
(2) بالأصل: " الخزرودي " خطأ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(3) العمري: هو أن يدفع الرجل إلى أخيه دارا، ويقول له: هذه لك عمرك أو عمري، أينا مات دفعت الدار
إلى أهله.
(4) نقله المزي في تهذيب الكمال 9 / 209 وانظر تخريجه فيه.
(5) بالأصل: " الهراني " والصواب ما أثبت وضبط، وقد مر التعريف به.
432

أن زينب ابنة أبي سلمة توفيت وطارق أمير المدينة فأتي بجنازتها بعد صلاة
الصبح فوضعت بالبقيع قال كان طارق يغلس بالصبح قال ابن أبي حرملة
فسمعت عبد الله بن عمر يقول لأهلها إما أن تصلوا على جنازتكم الآن وإما أن
تتركوها حتى ترتفع الشمس
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن الحسن بن علي عن محمد بن العباس
أنا سليمان بن إسحاق نا الحارث (1) بن أبي أسامة نا محمد بن سعد أنا
محمد بن عمر نا ابن أبي سبرة عن مخرمة بن سليمان الوالبي عن جابر بن عبد الله
قال نظرت إلى أمور كلها تعجبت منها عجبت لمن سخط ولاية عثمان ونقم عليه حتى
أشخصوا به فابتلوا بطارق مولاه على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب عليه (2) فلو كان من
صالح من تقدم علينا منهم ولكنا ابتلينا
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي
حاتم (3) قال طارق قاضي مكة روى عن جابر بن عبد الله روى عنه سليمان بن
يسار وحميد الأعرج سئل أبو زرعة عن طارق المكي قاضي مكة فقال ثقة
كذا قال ابن أبي حاتم وهم من وجوه أحدها قوله قاضي مكة وإنما كانت
هذه القصة بالمدينة والثاني قوله روى عن جابر (4)، والثالث قوله روى عنه
سليمان ولم يرو عنه وإنما حكى فعله وقد ذكرنا حديث سليمان قبل
2942 طارق بن مطرف بن طارق
أبو العطاف الطائي الحمصي
قدم دمشق وحدث عن ابنه
روى عنه الحسن بن حبيب الفقيه وعمرو بن دحيم

(1) بالأصل: " أحدث " خطأ والصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
(2) الخبر نقله ابن حجر في تهذيبه من طريق ابن عساكر.
(3) الجرح والتعديل 4 / 487.
(4) زيد في تهذيب التهذيب 3 / 7 وإنما قضى بقوله.
433

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا الحسن بن حبيب أنا أبو العطار (1) طارق بن مطرف الطائي الحمصي
بدمشق حدثني أبي نا صمصامة وضبينة (2)، ابنا الطرماح قال سمعت الحسين بن
علي يقول كنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في الطواف فأصابتنا السماء فالتفت إلينا فقال انتقوا
العمل فقد غفر لكم ما مضى [* * * *]
قال أبو علي بن حبيب رأيت زكريا بن يحيى السجزي وأكابر شيوخ دمشق
يسألونه عن هذا الحديث غريب جدا لم أكتبه إلا من هذا الوجه
2943 طارق مولى عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر روى عنه أبو عاصم سعد مولى بني هاشم
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو
الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة
ح قالا وأنا أبو تمام علي بن محمد الواسطي في كتابه أنا أبو بكر بن بيري
قراءة أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني نا أبو بكر بن أبي خيثمة
نا موسى بن إسماعيل نا سعد أبو عاصم مولى بني هاشم قال زعم لي طارق مولى
عمر بن عبد العزيز انه اشترى موضع قبر عمر بن عبد العزيز في حياته ثلاثين ذراعا في
ثلاثين ذراعا لا يخربه ولا يحركه حتى مات فقير في ذلك المكان قال أبو عاصم مات
عمر بن عبد العزيز وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا
محمد بن إسماعيل (3) قال طارق مولى عمر أغمي على عمر بن عبد العزيز فسكت
طويلا ثم أفاق فقيل له توصي بشئ قال " تلك الدار الآخرة نجعلها " الآية (4)،

(1) كذا، ومر في أول الترجمة: أبو العطاف؟.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 4 / 355.
(4) سورة القصص، الآية: 83.
434

فما زاد حتى فارق الدنيا قاله لنا موسى بن إسماعيل عن سعد أبي (1) عاصم قال سعد
مات عمر وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قال أنا أبو محمد (2) بن أبي
حاتم (3)، قال طارق مولى عمر بن عبد العزيز و (4) روى عنه روى (5) موسى بن
إسماعيل عن سعد أبي (6) عاصم عنه سمعت أبي يقول ذلك
2944 طارق القائد الصقلبي المستنصري (7)
ولي إمرة دمشق في أيام الملقب بالمستنصر (8) في مستهل رجب سنة أربع (9)
وأربعمائة بعد الأمير أبي محمد الحسين (10) بن الحسن بن حمدان ولقب بهاء الدولة
وصارما ثم عزل عنها سنة إحدى وأربعين في المحرم ووليها رفق المستنصري
قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني في تسمية ولاة دمشق الأمير بهاء
الدولة وصارمها طارق الصقلبي المستنصري وصل إلى دمشق صبيحة يوم الجمعة
مستهل رجب سنة أربع وأربعمائة وساعة وصوله دخل القصر وقبض على
ناصر الدولة (11).

(1) بالأصل " بن " والمثبت عن البخاري.
(2) بالأصل: " أبو جعفر خطأ.
(3) الجرح والتعديل 4 / 487.
(4) زيادة منا للإيضاح، انظر الجرح والتعديل.
(5) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(6) بالأصل: " سعد بن أبي عاصم " والصواب عن الجرح والتعديل.
(7) ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 66 وتحفة ذوي الألباب للصفدي 2 / 43 وانظر ذيل تاريخ مدينة
دمشق لابن القلانسي ص 84.
(8) هو أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله، الملقب بالمستنصر بالله بويع بعد موت أبيه. (انظر تاريخ
الخلفاء ص 460).
(9) في تحفة ذوي الألباب: أربعين وأربعمئة.
(10) بالأصل: " الحسن بن الحسين " والصواب عن تحفة ذوي الألباب 2 / 30 و 43.
(11) هو لقب الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان، أبو محمد التغلبي، والي دمشق قبل طارق
الصقلبي، انظر الحاشية السابقة.
435

/ ذكر من اسمه طالوت /
2945 طالوت ملك بني إسرائيل (1)
واسمه بالسريانية شاول بن امال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أسن بن
بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وقيل كان اسمه شارك وإنما سمي طالوت
لطوله (2) وهو الذي ذكر الله 4 قصته في القرآن ومحاربته لجالوت وكان داود عليه
السلام زوج ابنته
وقد تقدم في ترجمة داود النبي (صلى الله عليه وسلم) أن النهر الذي جاوزه عند قنطرة أم حكيم بنت
الحارث بن هشام عند قصر أم حكيم والصحيح أن النهر بين الأردن وفلسطين
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد أنا جدي
أبو بكر محمد بن أحمد أنا محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد الظهراني أنا
عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " إن الله مبتليكم بنهر فمن
شرب منه " (3) قال فهو نهر بين الأردن وفلسطين " فمن شرب منه فليس مني ومن لم
يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده " (3) قال كان الكفار يشربون فلا يروون وكان
المسلمون يغترفون غرفة فتجزيهم بذلك (4).

(1) انظر أخباره في مروج الذهب 1 / 51 وتاريخ الطبري 1 / 247 والبداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 8 والكامل
لابن الأثير بتحقيقنا 1 / 151
(2) ثمة اختلاف في اسمه وفي سلم نسبه، راجع مصادر ترجمته، ولكن في الكل على أنه من سبط
بنيامين بن يعقوب.
(3) سورة البقرة، الآية: 249.
(4) بين أن الغرفة كافة ضرر العطش عند الحزمة الصابرين على شظف العيش الذين همهم في غير الرفاهية
والمغترف بيده غرفة: الآخذ منها قدر الحاجة. وقال بعض المفسرين: الغرفة: بالكف الواحد،
والغرفة: بالكفين.
436

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري نا أحمد بن علي بن
ثابت أنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنا أحمد بن عبدي الحداد نا الحسن عن
علي نا إسماعيل نا إسحاق أنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس
ح قال وأنا عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في
قوله جل وعز " ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم " (1)
يعني ألم يخبرنا محمد عن الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم
أشمويل " (2) ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال
أن لا تقاتلوا قالوا وما لنا لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا " (1)
يعني أخرجتنا العمالقة كان رأس العمالقة يومئذ جالوت " فلما كتب عليهم القتال
تولوا إلا قليلا منهم " (1) فسأل نبيهم الله عز وجل أن يبعث لهم ملكا
قال وأنا إسحاق أنا أبو إلياس عن وهب عن قعنب قال بعث الله لهم طالوت
ملكا راعي حمر وكان فقيرا ليس عنده مال وخرج من قريته يطلب حمارين له
أضلهما فلما أدركه الليل ولم يجدهما وتمادى به الطلب فدخل مدينة بني إسرائيل
واضطره الجوع فأوى إلى أشمويل وكان مأوى المساكين فأوحى الله عز وجل إلى
أشمويل أني قد بعثت إليك هذا الذي ينشد الحمار ملكا على بني إسرائيل فقال لهم إن
الله عز وجل قد بعث لكن ملكا طوله هذه القصبة فاطلبوه حيث ما كان من أسباط بني
إسرائيل فهو عليكم وكان طول القصبة ثماني أذرع فلما دفعها إليهم فلم يعذروا في
الطلب ولم يبالغوا وقالوا لنبيهم لم نجد هذا فقال لهم نبيهم هو طالوت صاحب
الحمار فقالوا أين هو قال عهدي به البارحة فلما وجدوه قاسوه بالقصبة وكان
قدرها قالوا له من أي سبط أنت قال من سبط ابن يامين فنفروا من ذلك وكرهوه
قال وأنا إسحاق أنا سعيد عن قتادة عن الحسن في قول الله عز وجل " ألم
تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في "

(1) سورة البقرة، الآية: 246.
(2) وهو قول أكثر المفسرين، وقيل: شمعون، وقيل هما واحد، وقيل: يوشع، وهذا بعيد.
437

" سبيل الله قال " قال كان نبيهم أشمويل بن أبال بن علقمة " هل عسيتم إن كتب عليكم
القتال أن لا تقاتلوا " قال إنما سألوا ذلك أنهم كانوا في مدينة لهم قد بارك الله لهم في
مكانهم (1) لا يدخله عليهم عدو ولا يحتاجون إلى غيره قال كان أحدهم يجمع التراب
على صخرة ثم يبذر فيه الحب فيخرج الله عز وجل منه ما يأكل سنة هو وعياله ويكون
لأحدهم الزيتونة فيعصر منها ما يأكل هو وعياله سنة فلما عظمت أحداثهم وانتهكوا
محارم الله عز وجل وجاروا في الحكم نزل بهم عدوهم فخرجوا إليهم وأخرجوا
التابوت وكان يكون التابوت أمامهم في القتال فقدموا التابوت فسبي التابوت وكان عليهم
ملكا يقال له إيلاف فأخبر الملك أن التابوت قد سبي واستلب فمالت عنقه فمات
كمدا عليه فمرجت أمورهم فظهر عدوهم وأصيب من أبنائهم ونسائهم فعند ذلك
قالوا " ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم " فسأل الله عز وجل نبيهم أن
يبعث لهم ملكا فأوحى الله عز وجل إليه أن انظر القرن (2) الذي في بيتك فيه الدهن فإذا
دخل عليك رجل يفنش الدهن الذي في القرن فإنه ملك بني إسرائيل فادهن رأسه منه
وملكه عليهم فجعل ينظر من ذلك الرجل الداخل عليه وكان طالوت رجلا دباغا (3)
من سبط ابن يامين لم يكن فيه نبوة ولا ملك فخرج طالوت يطلب حمارا مع غلام له
فمر ببيت أشمويل النبي فدخل عليه مع غلامه فذكر له أمر حماره إذ نش الدهن في
القرن فقام إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخذه ثم قال لطالوت قرب رأسك فقربه فدهنه فقال
يا منشد الحمار هذا خير لك مما تطلب أنت ملك بني إسرائيل الذي أمرني ربي أن
أملكه عليهم وكان اسم طالوت بالسريانية مبارك وخرج من عنده فقال الناس ملك
طالوت فماتت عظماء بني إسرائيل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا له ما شأن طالوت يملك علينا
وليس له من بيت النبوة ولا المملكة وقد عرفت أن الملك والنبوة في آل لاوي وآل
يهوذا قال " إن الله اصطفاه عليكم " (4) للذي سبق له أنه ملككم " وزاده بسطة في
العلم والجسم " (4) فيه تقديم يعني في الجسم والعلم كان أطولهم بسطة رجل

(1) في الطبري 1 / 274 " في جبلهم من إيليا ".
(2) القرن بالتحريك: الجعبة من جلود تكون مشقوقة ثم تخرز.
(3) زيد في الكامل لابن الأثير 1 / 152 وقيل: كان سقاء يسقي الماء ويبيعه (وهو قول عكرمة والسدي).
ونقل القرطبي في أحكامه: أنه كان مكاريا، وكان عالما.
(4) سورة البقرة، الآية: 247.
438

وقال الحسن لم يكن بأعلمهم ولكن كان أعلمهم بالحرب فذلك قوله " في
العلم " أنه كان مجربا " والله يؤتي ملكه من يشاء " يعني الملك بيد الله عز وجل يضعه
الله حيث يشاء ليس أن تخبروا وكان طالوت رجلا قيرا مغمورا فيهم بالدين فمن
ذلك قالوا " ولم يؤت سعة من المال " (1) وكيف يكون له الملك علينا وهو مغمور
بالدين قالوا ما آية ذلك نعرفه أنه ملك قال آيته " أن يأتيكم التابوت " (2) فقالوا إن
رد علينا التابوت فقد رضينا وسلمنا وكان الذين أصابوا التابوت أسفل من جبل إيليا
فيما بينهم وبين مصر وكانوا أصحاب أوثان وكان فيهم جالوت وكان له جسم وخلق
وقوة في البطش وشدة في الحرب فلما وقع التابوت في أيديهم يجعلوا التابوت في
قرية من قرى فلسطين فوضعوه في بيت أصنامهم فأصبحت أصنامهم منكوسة وكان
لهم صنم كبير أصنامهم من ذهب وكان له حدقتان من ياقوتتين حمراوين فخر
ذلك الصنم ساجدا للتابوت واتجرت حدقتان على وجنتيه يسيل منها الماء فلما
دخلت سدنة بيت أصنامهم ورأوا ذلك نتفوا شعورهم ومزقوا جيوبهم وأخبروا
ملكهم وسلط الله عز وجل النار على أهل تلك القرية فتجئ الفأرة إلى الرجل فتأكل
جوفه وتخرج من دبره وهو نائم حتى طافت عليهم فماتوا فقالوا ما أصابنا هذا إلا
في سبب هذا التابوت فأرادوا حرقه فلم تحرقه النار وأرادوا كسره فلم يحك فيه
الحديد فقالوا أخرجوه عنكم فوضعوه على ثورين على عجلة فسيبوه فساقته
الملائكة إليهم
وذكر أبو حذيفة في حديث قبل هذا رواه عن عثمان بن أبي الساج عن الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس أن أشمويل بن حبة بن بال بن علقمة وعصبته يزعمون
أنه كان من ولد يهصر بن قاحت ويقال فاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم عليه الصلاة والسلام
أنبأنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن (3) بن أبي الحديد أنا أبو عبد الله
محمد بن يوسف نا محمد بن حماد نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله

(1) سورة البقرة، الآية: 247.
(2) سورة البقرة، الآية: 248.
(3) بالأصل: أبو الحسين.
439

تعالى " ابعث لنا ملكا " " قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى
يكون له الملك علينا " (1) قال وكان من سبط لم يكن فيهم ملك ولا نبي فقال " إن
الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم "
قال وقال معمر وأما قوله " قال لهم نبيهم " قال قتادة كان نبيهم الذي بعد
موسى (صلى الله عليه وسلم) يوشع بن نون وهو الرجلين اللذين أنعم الله عليهما قال وأحسبه قال
هو فتى موسى (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة نا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو أحمد نا شريك عن عمران عن
عكرمة قال كان طالوت سقاء يبيع الماء
أخبرناه عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو
عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا يحيى بن معين نا أبو أحمد الزبيري عن
شريك
حدثنا أبو الفضل بن ناصر لفظا وأبو عبد الله بن البنا قراءة عن أبي
المعالي محمد بن عبد السلام الأصبهاني أنا علي بن محمد بن خرقة نا محمد بن
الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سئل يحيى بن معين عن عمران الذي روى عن عكرمة
قال كان طالوت سقاء فلم يدر من عمران
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد على كتابيهما
قالا أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن
علي نا إسماعيل نا إسحاق أنا عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح عن
ابن عباس قال وضعوه على عجل حلي ثم سيبوه فساقته الملائكة حتى أدخلوه محلة
بني إسرائيل فذلك قوله عز وجل " أن يأتيكم التابوت " (3) إلى قوله " تحمله "

(1) سورة البقرة، الآية: 247.
(2) عقب ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 7 على قول من قال أنه يوشع: قال: وهذا بعيد، لما ذكره
الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه أن بين موت يوشع وبعثة شمويل أربعمئة سنة وستين سنة فالله
أعلم.
(3) سورة البقرة، الآية: 248.
440

" الملائكة " (1) فكان في التابوت " سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل
هارون " (1) قال أما البقية فرصراص (2) الألواح وعصا موسى وعمامة هارون وقباء
هارون الذي كان فيه علامات السياط في الغلول وكان فيه طست من ذهب وكان فيه
صاع بن ثمر الجنة وكان يفطر عليه يعقوب وأما السكينة فكانت مثل رأس هرة من
زبر جدة خضراء
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد المظفر بن
الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم نا
سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بن عيينة عن سلمة بن كهيل عن أبي
الأحوص قال قال علي السكينة ريح هفافة لها وجه كوجه الهرة ولها جناحان
وروى سفيان الثوري الحكاية الأولى عن سلمة كذلك وروى الثانية عن ابن أبي نجيح
كما أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي
أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد نا عبد الرزاق أنبأ
الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرة
قال وقال عبد الرزاق سألنا الثوري عن قوله تبارك وتعالى " وبقية مما ترك آل
موسى وآل هارون " قال منهم من يقول البقية قفيز من ورضاض الألواح ومنهم من
يقول العصا والنعلان
قال وأنا عبد الرزاق نا معمر في قوله تبارك وتعالى " تحمله الملائكة " قال
تحمله حتى تضعه في بيت طالوت و " سكينة من ربكم " أي وقار و " بقية مما ترك آل
موسى وآل هارون " قال والبقية عصا موسى ورضاض الألواح
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالا ثنا أبو
بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي نا
إسماعيل أنا إسحاق أنا جويبر عن الضحاك ولم يذكره عن ابن عباس قال كانت

(1) سورة البقرة، الآية: 248.
(2) كذا بالأصل وفي الطبري والكامل لابن الأثير: رضاضة، وفي البداية والنهاية: رضاض ورضاض
الشئ: فتاته.
441

هرة رأسها من زمردة وظهرها من در وبطنها من ياقوت وذنبها وقوائمها من لؤلؤ
فالله أعلم
قال فإذا أرادوا القتال قدموا التابوت ثم يكون أعلامهم وراياتهم خلف التابوت
وهم وقوف خلف ذلك ينتظرون تحريك التابوت فتصيح الهرة فيسمعون صراخا
كصراخ الهرة فيخرج من التابوت ريح هفافة فيرفع التابوت بين السماء والأرض
ويخرج منها لسانات ظلمة ونور فتضئ على المسلمين وتظلم على الكفار فيقاتل
القوم ينصرون فلما رأوا التابوت قد رد عليهم أقروا لطالوت بالملك واستوسقوا له
على التابوت فخرجوا بهم طالوت وجدوا في حرب عدوهم ولم يتخلف عنه إلا كبير
وضرير ومعذور ودخل في صنعة لا بد له من التخلف فقالوا لبعضهم إن الجباب
والآبار لا تحملنا فادع الله لنا أن يجري لنا نهرا فدعا ربه فأجرى لهم نهرا من الأردن
يقال له سهم أشمويل " اعلموا أن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه " فاقتحم فيه " فليس
مني " وقال لطالوت ليس ممن يقاتل معك فردهم عنك " ومن لم يطعمه فإنه مني "
يقاتل معك فامض بهم فذلك قوله عز وجل " إلا من اغترف غرفة بيده " (1) وكانت
الغرفة للرجل ودوابه وعياله تملأ قريبة قال فشربوا منه إلا قليلا منهم
قال وأخبرني جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قالوا كانوا مائة ألف وثلاث
آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فشربوا منه كلهم إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم بدر قال فردهم طالوت ومضى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا (2)، فلما
جاور النهر يعني طالوت والذين آمنوا معه قالوا " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده
قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله " يعني يؤمنون ويوقنون بالبعث " كم من فئة قليلة
غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " (3).
وكان أشمويل النبي (صلى الله عليه وسلم) دفع إلى طالوت درعا فقال له من استوى هذا الدرع
عليه فإنه يقتل جالوت بإذن الله عز وجل ونادى منادي طالوت من قتل جالوت زوجته
أنشى وله نصف ملكي ومالي وكان إخوة داود معه وهم أربعة إخوة وكان إيشا أبو

(1) سورة البقرة، الآية: 249.
(2) انظر الطبري 1 / 243 وفي البداية والنهاية 2 / 10 بضعة عشر وثلاثمائة مؤمن.
(3) سورة البقرة، الآية: 249 يعني بها الفرسان منهم، والفرسان أهل الايمان والإيقان الصابرون على
الجلاد والطعان والجدال.
442

داود وحبس داود عنده وسرح ثلاثة أخوة داود مع طالوت وكان الله عز وجل سبب
هذا الأمر على يدي داود بن إيشا وهو ولد حصرون بن فارض بن يهود بن يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن
هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا سعيد بن أبي مريم عن (1) ابن لهيعة
حدثني يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول
قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن بالمدينة هل لكم أن نخرج فنلقى العير لعل الله يغنمنا
قلنا نعم فخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتعاد ففعلنا فإذا
نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بعدتنا فسر بذلك وحمد الله وقال
عدة أصحاب طالوت [* * * *]
قال وأنا يعقوب نا عبد العزيز بن عمران نا ابن وهب أخبرني حيي (2) بن
عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي (3)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج يوم بدر بثلاثمائة (4) وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت هذا
مختصر
وأخبرتنا به بتمامه أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ نا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا الحسن هو ابن موسى أنا ابن لهيعة
حدثني يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلي (5)، عن عبد الله بن عمرو
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج
طالوت فدعا لهم حين خرج لملكهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم
اللهم جياع فأطعمهم ففتح الله يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا بحمل
أو حملين واكتسوا وشبعوا

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) بالأصل: " يحيى خطأ والصواب ما أثبت: " حيي " ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 313.
(3) بالأصل: " البجلي " خطأ والصواب ما أثبت، واسمه عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي، ترجمته
في تهذيب الكمال 10 / 642.
(4) بالأصل: ثلاثمئة.
(5) بالأصل: الجيلي، خطأ، انظر ما مر فيه.
443

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن مسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالا ثنا أبو بكر
الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي نا
إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا أبو إلياس عن وهب بن منبه قال
لما تقدم داود دخل يده في مخلاته فإذا ثلث الحجارة الثلاثة صارت حجرا
واحدا قال فأخرجه فوضعه في مقلاعه وأوحى الله إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود
وانصروه قال فتقدم داود وكبر قال فأجابه الخلق غير الثقلين الملائكة وحملة
العرش فمن دونهم فسمع جالوت وجنده شيئا ظنوا أن الله قد حشر عليهم أهل الدنيا
وهبت ريح وأظلمت عليهم وألقت بيضة جالت وقذف داود الحجر في مقلاعه ثم
أرسله فصار الحجر ثلاثة فأصاب أحدهم جبهة جالوت فنفذها منه فألقاه قتيلا وذهب
الحجر الآخر فأصاب ميمنة جند جالوت فهزمهم والثالث أصاب الميسرة
فهزمهم وظنوا أن الجبال قد خرت عليهم فولوا مدبرين وقتل بعضهم بعضا
ومنح الله بني إسرائيل أكتافهم حتى أبادوهم وانصرف طالوت ببني إسرائيل مظفرا قد
نصرهم الله على عدوهم فزوج ابنته من داود (2)، وقاسمه نصف ماله وكان لا يرى
رأيه فاجتمعت بنو إسرائيل فقالوا تخلع طالوت وتجعل علينا داود فإنه من آل
يهودا وهو أحق بالملك من هذا فلما أحس طالوت بذلك وخاف على ملكه أراد أن
يغتال داود فيقتله فأشار عليه بعض وزرائه أنك لا تقدر على قتله إلا أن تساعدك ابنتك
فدخل طالوت على ابنته فقال لها يا بنية إني أريد أمرا أحب أن تساعديني عليه قالت
وما ذاك يا أبة قال إني أريد أن أقتل داود فإنه فرق علي الناس واختلفوا فقالت
يا أبت زعمت أنك تريد أن تقتل داود لما أفسد عليك واعلم أن داود رجل له صولة
شديدة لغضب أمر عليك إن لم تستطع (3) قتله إن ظفر بك قتلك (4) فإذا أنت قد
لقيت الله قايلا لنفسك مستحلا لدم داود وعجبا منك وممن أعرف من حلمك وسداد
رأيك كيف إسلامك إلى هذا الرأي القصير وهذه الحيلة الضعيفة بالتقدم على داود

(1) في الكامل لابن الأثير: فوقع الحجر بين عينيه فنقب رأسه فقتله، ولم يزل الحجر يقتل كل من أصابه
ينفذ منه إلى غيره فانهزم عسكر جالوت.
(2) ذكر في مروج الذهب 1 / 52 أن طالوت أبى أن يفي لداود ما تقدم من شرطه، فلما رأى ميل الناس إليه
زوجه ابنته وسلم إليه ثلث الجباية وثلث الحكم وثلث الناس.
(3) بالأصل: تستطيع.
(4) بالأصل: قتله.
444

وأنت تعلم أنه أشد أهل الأرض نفسا وأنسله عند الموت فقال طالوت إني لأسمع
قول امرأة مفتونة بزوج قد منعتها الفتنة وحبها إياه أن تقبل عن أبيها تناصحه واعلمي (1)
أني لم أدعك إلى ما دعوتك إليه من أمر داود إلا وقد عرفت أني لم أنظر فيه نظر مثلي
وقد وطنت نفسي على قطع ظهره إما أن أقتلك وإما أن تقتليه قالت فامهلني حتى إذا
وجدت فرصة أعلمتك
قال وأنا إسحاق أنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنها انطلقت
فاتخذت زقا على صورة داود وملأته خمرا ثم طيبته بالمسك والعنبر وأنواع الطيب
ثم اضطجعت الزق على سرير داود لحفته بلحاف داود وأفشت إلى داود ذلك
وأدخلت داود المخدع وعلمت أن أباها سيندم على قتله إن قتله قال فأعلمت
طالوت فقال هلم إلى داود فاقتله قال فجاء طالوت حتى دخل البيت ومعه
السيف فقالت هو ذاك شأنك وشأنه قال فوضع السيف على قلبه ثم اتكأ عليه حتى
أنفذه فانتضح الخمر ونفح منه ريح المسك والطيب قال يا داود طبت ميتا وكنت
أطيب وأنت حي منك ميتا وكنت طاهرا نقيا وندم فبكي وأخذ السيف فأهوى به إلى
نفسه ليقتلها فاحتضنته ابنته فقالت له يا أبة ما لك قد ظفرت بعدوك وقتلته
وأراحك الله عز وجل منه وصفا لك الملك قال يا بنية قد علمت أن الحسد والبغي
حملاني على قتله وصرت من أهل النار وإن بني إسرائيل لا يرضون بذلك فإني قاتل
نفسي قالت يا أبة أفكان يسرك أنك لم تكن قتلته قال نعم فأخرجت داود عن البيت
وقالت يا أبة إنك لم تقتله وهذا داود وقال داود قد علمت أن الشيطان قد زين لك
هذا قال وندم طالوت (2).
قال ونا إسحاق أنا ابن سمعان بن مكحول قال زعم أهل الكتاب الأول إن
طالوت طلب التوبة إلى الله وجعل يلتمس التنصل (3) من ذلك الذنب إلى الله عز وجل
وأنه أتى عجوزا (4) من عجائز بني إسرائيل كانت تحسن الاسم الذي يدعى الله عز وجل

(1) بالأصل: واعلم.
(2) انظر روايات أخرى لمحاولة طالوت قتل داود في الطبري 1 / 279 والكامل لابن الأثير بتحقيقنا
1 / 153 - 154 والبداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 11.
(3) رسمها بالأصل: " النصمل " ولعل الصواب ما أثبت.
(4) بالأصل: عجوز.
445

به فيجيب فقال لها إني قد أخطأت خطيئة لا يجيرني عن كفارتها إلا اليسع (1) فهل
أنت منطلقة إلى قبره فتدعين الله عز وجل فيبعثه حتى أسأله عن خطيئتي ما كفارتها
قالت نعم فانطلق بها حتى أتى بها قبره فقال لها هذا قبره فقالت له انظر أن
تخطئه ما كانت علامته حين دفن قال دفن وفي يديه سواران من ذهب قال وصلت
ركعتين ثم دعت الله عز وجل فخرج إليه اليسع فقال يا طالوت ما بلغت خطيئتك أن
أخرجتني من مضجعي الذي أنا فيه قال يا نبي الله ضاق علي أمري فلم يكن لي يد
من مسألتك عنه قال فإن كفارة خطيئتك أن تجاهد بنفسك وأهل بيتك حتى لا يبقى
منكم أحد ثم رجع اليسع إلى مضجعه وفعل طالوت ذلك حتى قتل هو وأهل بيته (2)،
فاجتمعت بنو إسرائيل إلى داود وآتاه الله الزبور وسلمه الله الدروع وأمر له الجبال
والطير يسبحن معه إذا سبح
2946 طالوت بن الأزهر الكلبي أخو طالب بن الأزهر الكلبي
ذكره دعبل في كتاب طبقات الشعر فيما حكاه محمد بن داود وأنشد له في قتل
عتبة بن محمد بن أبان بن حوي السكسكي وكانت قيس قتلته:
* أبعد السكسكي فتى يمان * تجمون الجياد وتعمدونا
وقد فرشت له أسياف قيس * بذات الإبل مفترشا لبينا
فجد بين أظهرهم صريعا * سليبا راكبا منه الجبينا
ينادي الأقربين وأين منه * وأين وأين منه الأقربونا
فيا يمن الكماة ثبوا فأطفوا * مقال العار واطلبوا الدفينا
فقد نمتم وليس أوان نوم * ولم ينم الغداة الكاشحونا
وأغمدتم سيوف الحرب حتى * ذرين معاو فيرين الجفونا
أبا نصر التي ظلمت وجارت * أتاك الموت فابتدري الحصونا
وكوني كالتي دفنت بنيها * لتحييهم فماتوا أجمعينا *
قرأت على أبي الفتوح بن محمد بن زيد العلوي عن محمد بن أحمد بن

(1) هو اليسع بن أخطوب، وهذا ما حكاه الطبري عن ابن إسحاق، وفيه أيضا رواية أخرى: أنه يوشع بن
نون 1 / 280 وانظر ابن الأثير 1 / 154 والبداية والنهاية 2 / 11.
(2) ذكر المسعودي في مروج الذهب 1 / 53 أنه مات على سرير ملكه ليلة كمدا.
446

محمد بن عمر عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني (1)، قال:
طالوت بن الأزهر الطائي الشامي يقول في عتبة بن محمد السكسكي وقتلته قيس:
* أبعد السكسكي فتى بمال * يحمون الجياد ويعمدونا
تجد بين أظهركم صريعا * سليبا راكبا منه الجبينا
ينادي الأقربين وأين منه * وأين وأين منه الأقربونا *
* فيما يمن الكماة ثبوا فأطفوا * مقال العار واطلبوا الديونا
فقد نمتم وليس أوان نوم * ولم تنم الغداة الكاشحونا
أيا مضر التي قلت وذلت * أتاك الموت فابتدري الحصونا *
وله في المنصور:
* أذكر لقومي فضلهم ووفاءهم * لكم وكن يا بن الكرام وصولا
يا ابن الكرام إنني من عصبة * متسربلين من الحديد سليلا
خرجوا لدعوتكم فلم يألوا فقد * رفعتكم فوق الأنام طويلا *
كذا قال المرزباني جعلهما واحدا وقد فرق دعبل بن علي بينهما وهو أقدم وأعلم
بذلك.
/ ذكر من اسمه طالب /
2947 طالب بن الأزهر الطائي
دمشقي شاعر وهو أخو طالوت المذكور آنفا صالحا وأنشد له دعبل في أبي
جعفر المنصور:
* أذكر لقومي فضلهم ووفاءهم * أبدا وكن يا بن الكرام وصولا
يا ابن الأكارم إنني من عصبة * متسربلين من الحديد سليلا
خرجوا لدعوتكم فلم يألوا فلا * رفعتكم فوق الأنام طويلا *

(1) ليس لطالوت بن الأزهر ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمزباني.
447

/ ذكر من اسمه طاهر /
2948 طاهر بن أحمد بن علي بن محمود
أبو الحسين المحمودي الفقيه القايني (1) الشافعي
سكن دمشق وحدث عن أبي الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت
السمرقندي الكاغدي وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي وأبي الحسن
محمد بن أحمد بن رزقويه وأبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وأبي سعد
عبد الرحمن بن الحسن بن عليل النيسابوري الحافظ وأبي الفتح ناصر بن الحسين بن
محمد العمري والقاضي أبي علي الحسن بن عثمان بن الحسن الصرصري وطلحة بن
محمد بن جعفر الجنابذي (2)، وأبي طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري (3).
روى عنه نصر بن إبراهيم الزاهد وعمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو
الحسن الموازيني وأبو طاهر بن الحنائي (4).
وحدثنا عنه أبو محمد الأكفاني ووثقه وعبد الكريم بن حمزة
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة
قالا نا أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود القابني الفقيه الشافعي بدمشق
أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت بن بحير الكاغدي السمرقندي

(1) بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس بين
نيسابور وأصبهان (الأنساب).
(2) ضبطت عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جنابذ (كونابذ) قرية بنواحي نيسابور.
(3) ضبطت عن الأنساب، موضعان: قريتان (انظر الأنساب).
(4) بالأصل: " الحياني " خطأ والصواب ما أثبت، وقد مر التعريف به.
448

بسمرقند سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة نا أبو عمرو الحسن بن علي بن الحسن العطار
سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير بن الحارث
العبسي سنة ثمان وسبعين ومائتين نا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
ولا تؤمنوا حتى تحابوا ولا (1) أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام
بينكم [* * * *]
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني توجه طاهر بن أحمد القايني من دمشق في
شوال من سنة إحدى وستين وأربعمائة قاصدا للحج وجاور بمكة حرسها الله وكانت
وفاته بعد عوده من الحج في تيماء (2) في سنة ثلاث وستين
وقال أنا أبو محمد بن الأكفاني توفي الفقيه أبو الحسين طاهر بن أحمد القايني
المحمودي الشافعي بطريق الحجاز وهو راجع في شهور سنة ثلاث وستين وأربعمائة
وقد كان قدم دمشق وأقام بها وحدث عن علي بن أحمد الحمامي المقرئ البغدادي
وأبي الحسن بن رزقويه وغيرهما
2949 طاهر بن إسماعيل البصري
حدث بدمشق سمع منه بعض الغرباء بعد الستين وأربعمائة
2950 طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد
ابن أحمد بن العباس بن هاشم
أبو الفضل القرشي (3) المعروف بالخشوعي (4)
سمع أبا القاسم الحنائي وعبد الدائم بن الحسن وأبا الحسن بن أبي الحديد

(1) كذا، وفي مختصر ابن منظور 11 / 170 " أولا " وهذا أشبه.
(2) تيماء بالفتح والمد، بليد في أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى، على طريق حاج الشام ودمشق
(ياقوت).
(3) كذا تقرأ بالأصل " القرشي " بالقاف. ونقل الذهبي في سير الأعلام في ترجمة حفيده بركات 21 / 356
عن المنذري " الفرشي " يعني بالفاء.
والفرشي نسبة إلى بيع الفرش.
وفي الوافي بالوفيات: القرشي، بالقاف، كالأصل.
(4) ترجمته في الوافي بالوفيات 16 / 392.
449

وعبد العزيز بن أحمد وأبا نصر بن طلاب وأبا القاسم بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد
البزري وأبا (1) الحسن علي بن محمد بن علي القطان وعلي بن الخضر بن عبدان
وسعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي بصور وأبا الحسين بن مكي المصري وأبا بكر
الخطيب وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل المكبري والقاضي أبا
المكارم بن حبوش وأبا الحسين طاهر بن أحمد القايني وأبا عبد الله بن أبي الرضا
وأبا الغنائم محمد بن محمد بن الفراء ببيت المقدس وجماعة سواهم
وجمع معجم أسماء شيوخه وحدث ببيت المقدس نحر عن مشايخه في سنة ست
وستين وأربعمائة
وكتب عنه عمر الدهستاني وسمع منه الفقيه نصر بن إبراهيم ومكي بن
عبد السلام الرميلي
وسألت ابنه (2) أبا إسحاق إبراهيم لم سموا الخشوعيين فقال كان جدنا
الأعلى يؤم بالناس فتوفي في المحراب فسمي الخشوعي وذكر أن أباه طاهرا توفي
وقد ناهز الخمسين
وقال شيخنا أبو الفرج غيث بن علي ما علمت من حالة إلا خيرا
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر توفي أبو الفضل طاهر بن بركات بن إبراهيم
القرشي (3) في يوم الثلاثاء مستهل ربيع الأول من سنة اثنين (4) وثمانين وأربعمائة سمع
الكبير من أبي بكر الخطيب وعبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبي الحسن بن أبي
الحديد وغيرهم وكان ثقة حسن الطريقة
2951 طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد
أبو محمد بن أبي الفرج الإسفرايني الصائغ (5)
سمع أباه سهلا وأبا القاسم الحنائي وأبا بكر الخطيب وعبد الدائم بن

(1) بالأصل: " وأبو ".
(2) تقرأ بالأصل " أبيه " خطأ والصواب ما أثبت انظر سير الأعلام 20 / 56 و 21 / 355 ترجمة حفيده
بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات.
(3) كذا انظر ما مر فيها.
(4) كذا بالأصل.
(5) ترجمته في ميزان الاعتدال 2 / 335 والعبر 4 / 85 وشذرات الذهب 4 / 97 سير الأعلام 19 / 591.
450

الحسن وأبا الحسن بن أبي الحديد وعبد العزيز الكتاني وأبا محمد عبيد الله بن
إبراهيم بن كتبية وأبا الحسين بن مكي
سمعت منه (1).
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو الحسين محمد بن مكي قدم علينا
دمشق أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة الحسي (2)، أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير
الغساني نا عيسى بن حماد وعنه أنبأ الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن
عراك عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن شر الناس ذو الوجهين الذي
يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه [* * * *]
ذكر أبوه أبو الفرج أنه ولد يوم الخميس لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة
خمسين وأربعمائة سألت طاهرا عن مولده فقال في سنة خمسين ولا أدري في أي شهر
منها وكان شيخنا (3) عسرا مع جهله بالحديث وعدم ثقته دفع إلي جزءا فقرأته عليه عن
الحنائي ثم تأملت سماعه فيه فوجدته سمعه عن أبيه عن الحنائي فقلت له لم لم
تخبرني أنه سماعك من أبيك فقال ما ظننتك قرأته إلا عن أبي عن الحنائي وكان على
ظهر الجزء إجازة من الحنائي فيها اسم أبيه وأخيه أبي روح صاعد وقد عمد إلى أبي
روح فجعله أبا محمد وأبقى الراء فصارت أبار محمد وجعل صاعدا طاهرا وكذلك
رأيته قد حك سماع أخيه من أبيه بكتاب الشهاب عن القضاعي وأثبت اسمه فنسأل
الله السلامة
توفي طاهر ليلة الجمعة ودفن بعد صلاة الجمعة للسابع من ذي الحجة سنة
إحدى (4) وثلاثين وخمس مائة ودفن في مقابر الفراديس.

(1) وحدث عنه أيضا الخشوعي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وأبو القاسم بن الحرستاني وآخرون، قاله
في سير الأعلام.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) في سير الأعلام: شيخا.
(4) بالأصل: أحد.
451

2952 طاهر بن الطيب بن حوط بن عبد السلام بن عمرو بن عميرة
أبو الطيب الحارثي الكاتب
حدث عن من لم يبلغني اسمه
كتب عنه أبو الحسين الرازي
قرأت بخط نجاء بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق أبو الطيب طاهر بن الطيب بن حوط بن عبد السلام بن
عمرو بن عمير الحارثي (1)، وكان كاتبا مات وأنا بدمشق في سنة اثنين (2) وعشرين
وثلاثمائة
2953 طاهر بن عبد السلام الدرجي
حكى عن أبيه
حكى عنه أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي ثنا علي بن أحمد بن زهير نا
علي بن محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا محمد بن سليمان
الربعي نا أبو الدحداح نا طاهر بن عبد السلام الدرجي حدثنا أبي نا أشياخنا
أنهم لما فتحوا دمشق في أيام عمر بن الخطاب وجدوا حجرا في جيرون مكتوب
عليه باليونانية قال فبعثوا إلى النصارى فلم يقرؤه وإلى اليهود فلم يقرؤه فجاءوا
برجل يوناني فقرأه فإذا فيه مكتوب دمشق جبارة لا يهم بها الجبار إلا قصمه الله
الجبابرة تبني والقرود تخرب الآخر شر الآخر شر إلى يوم القيامة
2954 طاهر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن
أبو القاسم البغدادي المقرئ
حدث بأطرابلس عن أبي الحسن علي بن محمد بن عيسى الريدي (3) الآمدي
روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي

(1) مر: عميرة.
(2) كذا بالأصل.
(3) كذا مهملة بدون نقط بالأصل.
452

2955 طاهر بن علي بن عبدوس
أبو الطيب مولى بني هاشم الطبراني القطان القاضي
حدث عن عصام بن رواد وجرير بن غطفان بن جرير ومحمد بن عمران
الطرسوسي وحماد بن يحيى شيخ يروي عن معروف الخياط وإبراهيم بن الوليد بن
سلمة الطبراني الأشقر ونوح بن حبيب القومسي (1).
روى عنه أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وعبد الوهاب الكلابي
وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وأبو القاسم الحسن بن محمود
وأبو عمر محمد بن سليمان بن أبي داود اللباد وأبو زرعة محمد بن إبراهيم بن
عبد الله بن بندار الجرجاني وأبو هشام المؤدب وهارون بن محمد الموصلي
والحسن بن منير وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط أنا جدي لأمي أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي العطار نا أبو سعد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش
إملاء أنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار الجرجاني نا أبو الطيب
طاهر بن علي بن عبدوس الدمشقي نا عصام بن رواد بن الجراح نا أبي نا
الأوزاعي عن عطاء عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صام الأبد فلا
صام [* * * *]
قال النقاش لا أعلم أحدا رواه عن ابن عمر غير عطاء تفرد به رواه عن
الأوزاعي
أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وأبو أحمد عبد السلام بن
الحسن بن علي بن زرعة الطيوري قالا ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه بصور
أنا أبو الحسن محمد بن عوف أنا أبو القاسم الحسن بن محمود نا طاهر بن عبدوس
أبو الطيب القطان نا عصام بن رواد العسقلاني نا أبي عن الأوزاعي عن حسان بن
عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فرغ
أحدكم من التشهد فليتعوذ من هذه الأربع من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 168.
453

ومن فتنة المسيح الدجال [* * * *]
كذا قال وقد سقط منه واحد
أخبرناه تاما عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا
عيسى بن علي نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حارث القاضي نا أبو علي
الحسن (1) بن عبد العزيز الجروي (2)، نا بشر بن بكر نا الأوزعي حدثني حسان بن
عطية حدثني محمد بن أبي عائشة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله تعالى من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة
المحيا والممات وشر المسيح الدجال [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو البركات بن طاوس المقرئ
قال أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد (3) بن عثمان الأزهري أنبأ أبو علي الحسين بن
الحسن بن حمكان الفقيه نا محمد بن الحسن نا طاهر بن علي القاضي بالطبرية نا
نوح بن حبيب قال
سمعت الشافعي يقول كلاما ما سمعت قط أحسن منه سمعته يقول قال إبراهيم
خليل الله لولده في وقت ما قص الله عليه ما رأى " ماذا ترى " (4) أي ماذا تشير به
ليستخرج بهذه اللفظة ذكر التفويض والصبر والتسليم والانقياد لأمر الله لا لمؤامرته له
مع أمر الله فقال " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " (4)، قال
الشافعي والتفويض هو الصبر والتسليم هو الصبر والانقياد هو ملاك الصبر فجمع له
الذبيح جميع ما ابتغاه في هذه اللفظة اليسيرة
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (5)
الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الطيب طاهر بن علي بن

(1) بالأصل: " الحسين، خطأ والصواب ما أثبت، أنظر الحاشية التالية.
(2) بالأصل: " الحروي " والصواب بالجيم، وهذه النسبة أي جري بن عوف بطن من جذام، (انظر الأنساب)،
ترجمته في سير الأعلام 13 / 333.
(3) غير واضحة بالأصل ورسمها: " امحمد " تقرأ: " أحمد " وتقرأ " محمد " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير
الأعلام 17 / 578.
(4) سورة الصافات، الآية: 102 وبالأصل: " رأى ".
(5) الزيادة منا للإيضاح.
454

عبدوس القطان مولى بني هاشم وكان أبوه أيضا محدثا مات في سنة سبع عشرة
وثلاثمائة
2956 طاهر بن محمد بن الحكم
أبو العباس التميمي البزار المعلم
إمام مسجد سوق الأحد
وروى عن هشام بن عمار
وروى عنه أبو الحسين الرازي الكلابي وأبو القاسم علي بن الحسن بن
رجاء بن طعان وأحمد بن عتبة بن مكين وأبو بكر بن المقرئ وأبو ومحمد
عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان وأبو بكر محمد بن موسى بن هارون
العسكري وأبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري وأبو علي سعيد بن عثمان بن
السكن الحافظ
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد أنبأ أبو القاسم السميساطي أنا
عبد الوهاب الكلابي نا طاهر بن محمد الإمام نا هشام بن عمار نا الوليد عن ابن
أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا
ينجي أحدا عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن يتغمدني الله منه
برحمته فسددوا (1) وقاربوا واغدوا وروحوا وشيئا بن القصد (2) تبلغوا [* * * *]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور أنا أبو الفتح منصور بن
الحسين بن علي بن القاسم وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا أنا أبو بكر بن
المقرئ نا طاهر بن محمد البزار الدمشقي ثنا هشام بن عمار نا عثمان بن عمرو نا
أبو مسعدة الأنصاري عن عمرو بن الأزهر عن حميد عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكاتبه إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه أذكر لك [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن

(1) تقرأ بالأصل: " فشدوا " والصواب عن النهاية لابن الأثير (سدد)، أي اطلبوا بأعمالكم السداد
والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه.
(2) أي عليكم بالقصد من الأمور في القول والفعل، وهو الوسط بين الطرفين (النهاية: قصد).
455

الغمر أنا أبو سليمان بن زبر سنة تسع عشرة وثلاثمائة فيها توفي أبو العباس طاهر بن
محمد التميمي إمام مسجد سوق الأحد
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين
الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو العباس طاهر بن محمد بن
الحكم التميمي وكان يعرف بإمام مسجد سوق الأحد مات في سنة اثنتين (1) وعشرين
وثلاثمائة كذا قال والله أعلم
2957 طاهر بن محمد بن سلامة بن جعفر
أبو الفضل بن القاضي أبي عبد الله القضاعي المصري
حدث بأطرابلس وبيت المقدس سنة ثلاث وستين وأربعمائة
وحدث عن أبي محمد بن النحاس والقاضي أبي مطر علي بن عبد الله بن
الحسن بن أبي مطر الإسكندراني
روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو القاسم مكي بن
عبد السلام بن الحسين
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ثنا أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن
الحسين بن القاسم بن محمد الرميلي المقدسي لفظا بدمشق أنا القاضي أبو الفضل
طاهر بن محمد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي المصري قدم علينا رسولا إلى
القسطنطينية (2)، أنا القاضي أبو مطر علي بن عبد الله بن الحسن بن أبي مطر
الإسكندراني بمصر أنا أبو الحسين علي بن الغطاف بن محمد بن الغطاف المصري
نا أبو غلابة محمد بن غسان الفارضي نا عبد الأول المعلم نا أبو أمية الأيلي عن
وصم بن واصل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كثر
ضحكه استخف بحقه ومن كثرت دعابته ذهبت جلالته ومن كثر مزاحه ذهب وقاره
ومن شرب الماء على الريق ذهب بنصف قوته ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر
سقطه كثرت خطاياه ومن كثرت خطاياه كانت النار أولى به غريب الإسناد
والمتن [* * * *]

(1) بالأصل: اثنين.
(2) بالأصل: القسطنطينة.
456

2958 طاهر بن محمد بن أبي القاسم بن كاكويه
أبو القاسم المروروذي الواعظ والد أبي محمد بن زينه
قدم الشام وحدث بصور عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الشيرازي
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن سهل بن بشران بن أحمد حدثني
الفقيه أبو القاسم طاهر بن محمد الواعظ المروروذي المعروف بابن كاكويه بصور نا أبو
عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بنيسابور أنبأ أبو نعيم عبد الملك بن الحسن
الإسفرايني أنبأ أبو عوانة الإسفرايني نا محمد بن يحيى الذهلي نا إبراهيم بن
حمزة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل
المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه
بعرض من الدنيا [* * * *]
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم أنا
أبو نعيم الإسفرايني نا أبو عوانة ثنا محمد بن يحيى حدثنا إبراهيم بن حمزة نا
عبد العزيز يعني الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال فذكر مثله ولم يقل الصالحة
أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد (1)
الجنزرودي (2)، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنا
جدي أبو بكر حدثنا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن
عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بادروا بالأعمال فتنا
كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع
دينه بعرض من الدنيا [* * * *]
رواه مسلم عن علي بن حجر (3).
قرأت بخط علي بن حجر وأبي الفرج غيث بن علي توفي طاهر بن محمد

(1) زيادة لازمة منا للإيضاح.
(2) إعجامها ورسمها مضطربان والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(3) صحيح مسلم (1) كتاب الايمان (51) باب، حديث رقم 118.
457

وكان يجلس بطرابلس في سنة ثلاث وستين وأربعمائة حدثني أبو الفرج الإسفرايني
وأبو روح ياسين بن سهل
2959 طاهر بن محمد البكري الضرير
حكى عن الحسن بن حبيب الحصائري
حكى عنه إسماعيل بن علي الاستراباذي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي نا نصر بن إبراهيم أنبأ أبو سعد
إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى بقراءة الخطيب الحافظ أبي بكر
البغدادي وأنا أسمع فقال له سمعت طاهر بن محمد الضرير قال ثنا أبو علي
الحسن بن حبيب الدمشقي حدثني الربيع بن سليمان قال كنت عند الشافعي فأتته
رقعة من الصعيد فيها مسألة ما يقول الشيخ في قول الله تعالى " كلا إنهم عن ربهم يومئذ
لمحجوبون " (1) قال الشافعي إذا حجب الكفار بالسخط دليل على أن المؤمن غير
محجوب في الرضا.

(1) سورة المطففين، الآية: 15.
458

/ ذكر من اسمه طبارجي /
2960 طبارجي واسمه عبد الله ويكنى أبا الفتح (1)
ولي إمرة دمشق من قبل أبي الجيش (2) خمارويه بن أحمد بن طولون
قرأت بخط أبي الحسين الرازي وكانت ولايته إياها بعد قتل سعد الأيسر (3).
بلغني أن أبا الجيش (4) قدم دمشق سنة ثلاث وسبعين ومائتين فبلغه أن الأعراب
قد غلبت على بعض نواحي دمشق فوجه إليهم طبارجي فقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق
في وسط الأعراب وقد سحاهم فتقطر به (5) فرسه فبادر به الأعراب فقتل والله أعلم.

(1) ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 66 وتحفة ذوي الألباب 1 / 327.
(2) بالأصل: أبي الخير خطأ، والصواب ما أثبت، انظر تحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 318.
(3) تقدمت ترجمته في كتابنا، وانظر تحفة ذوي الألباب 1 / 325.
(4) بالأصل: " أبا الحسن " والصواب ما أثبت.
(5) القطر: الشق، وقطره فرسه، وأقطره، ونقطر به: ألقاه على تلك الهيئة، ونقطر هو: رمى بنفسه من علو
(اللسان).
459

/ ذكر من اسمه طراد /
2961 طراد بن الحسين بن حمدان
أبو فراس الأمير
روى عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي
ثنا عنه أبو القاسم النسيب
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرني الأمير أبو فراس طراد بن الحسين بن
حمدان أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل أنبأ خال أبي أبو
الحسن خيثمة بن سليمان عن سليمان بن حيدرة نا إبراهيم بن أبي العنبس نا
جعفر بن عون عن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال بصر عيني
هاتين وسمع أذني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بيد الحسن أو الحسين وهو يقول ترق عين
بقة قال فوضع الغلام قدميه على قدمي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرفعه إلى صدره قال وهو
يقول له افتح قال فيوضع فاه فيقبله النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال اللهم إني أحبه
فأحبه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم أيضا أخبرني الأمير عرس الدولة أبو فراس طراد بن
الحسين بن حمدان أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن
أبي كامل قراءة عليه أنبأ خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان عن سليمان بن حيدرة
نا عبيد بن محمد الكشوري نا عبد الله بن عبد ربه البصري عن أبي رجاء عن
شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام
أن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فوافقه مغتما فقال يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في
460

وجهك قال الحسن والحسين أصابتهما عين قال صدق بالعين فإن العين حق أفلا
عوذتهما بهؤلاء الكلمات قال وما هن يا جبريل قال قل الله ذا السلطان
العظيم ذا المن القديم ذا الوجه الكريم ولي الكلمات التامات والدعوات
المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس فقالها النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقاما يلعبان بين يديه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ
فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله [* * * *]
قال أبو بكر الخطيب تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبد الله الحنظلي من أهل
تستر
2962 طراد بن علي بن عبد العزيز
أبو (1) فراس السلمي (2)
شاعر من أهل دمشق كان حيا سنة ثمانين وأربعمائة (3).
قرأت بخطه له في الغيث العاصمي:
* دعتنا إلى كرم تكامل حسنه * له منظر بين القلوب أنيق
به عاصمي ليس لي عنه عصمة * كاتحاف بلوربهن رحيق
ويحسب فيه الناظرون خفاءه * تحافيف عبد للعيون يروق *
* معلقة تلك العناقيد حولها * كأخراص در حشوهن عقيق *
كذا رأيته بخطه والصواب أحراس بالسين
ووجدت له قصيدة مدح بها تاج الدولة بن ألب رسلان فيها ركة
قرأت له بخطه من قصيدة:
* ولله ظبي لا يزال معذبي * بأعذب ريق راق من شنب الثغر
غزال غزا قلبي بعين مريضة * لها ضعف أجفان تهد قوي الصبر

(1) بالأصل: " أبو فراش " والصواب عن مصادر ترجمته.
(2) ترجمته في معجم الأدباء 12 / 19 وشذرات الذهب 4 / 90 وبغية الوعاة 2 / 19 وفوات الوفيات 2 / 131.
والوافي بالوفيات 16 / 420.
(3) ومات سنة 524 ه‍، وكان معروفا بالبديع الدمشقي، (وفي بغية الوعاة أنه مات سنة 520).
461

له لين أعطاف أرق من الهوى * وقلب على العشاق أقوى من الصخر *
وهي طويلة
حدثنا الأمير أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي من لفظه وكتبه لي
بخطه قال كان للأمير صاعد بن الحسن بن صاعد غلامان أحدهما جرجس الذي يقول
فيه:
* يا قلب ويحك خنتني في جرجس * فأخلص نجيا في الهوى واستأيس
واذهب كما أذهبته والحق به * إن شاء يحسن فيك بعدي أو تسي
وعساك تجذبه إليك بحلية * جذب الحديد حجارة المغطنيس *
والآخر اسمه لؤلؤ فزاره في بعض الأيام طراد بن علي الشاعر فقال له لؤلؤ
الأمير لا تصل إليه لأن عنده نساء فكتب إليه طراد:
* بين الحوائج حر وجد صاعد * من أجل هجرك والقلى يا صاعد
لما حفظت ودادكم ضيعته * هذا دليل أن ودك فاسد
أمن التناصف أن أزورك قاصدا * فيقال لي عند الأمير جرائد
عذر لعمرك ليس يحسن مثله * ما بيننا أبدا ورد بارد *
* ولو انتضيت محاربا سيف الجفا * لأتاه من شفعاء حبك عامد
أيصح أن تجفو جفوني ناظري * أو يهجر الأمواه صاد وارد *
فأجابه صاعد:
* ما أخطأت لي منذ نظرت * فراسة بأبي الفوارس
هو حافظ عقد الإخاء ولاقط حقد المنافس
أنكرت حجبه لؤلؤ * وهو المصون من النفائس
هو جنتي فإذا خلوت * بها فما لي والأبالس
ما لي وللمرء الخبيث * الأصل مذموم المغارس
بادئ الخنا مر الجنا * عنه الغنا فخر المجالس
أحتاج حين يزور * أجرة حافظ منه وحارس
وأخافه خوف الذئاب * الطلس طاوية تخالس *
462

/ ذكر من اسمه طرفة /
2963 طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة بن الكميت
أبو صالح الحرستاني (1) الماسح
روى عن عبد الوهاب الكلابي وعبد الله بن عطية المفسر
روى عنه ابنه صالح وسمع منه التجيبي وعبد العزيز الكتاني وسهل
الإسفرايني ونجاء بن أحمد وحدثنا عنه أبو القاسم العلوي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنا أبو صالح طرفة بن أحمد
الحرستاني أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا محمد بن خريم ثنا دحيم نا
الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن محمود بن الربيع قال عقلت مجة
مجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وجهي من دلو معلقة في دارنا
قال محمد فحدثني عتبان بن مالك قال
قلت يا رسول الله إن بصري قد ساء وإن الأمطار إذا كثرت واشتدت وسال
الوادي حال بيني وبين الصلاة في مسجد قومي فلو صليت في منزلي مكانا اتخذه
مصلى قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم فغدا علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) ومعه أبو بكر
فاستأذنا فأذنت لهما فما جلس حتى قال أين تحب أن تصلي من منزلك فأشرت
إلى ناحية فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصففنا خلفه فصلى وحبسنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على

(1) بالأصل الخرستاني، بالخاء المعجمة خطأ، والصواب بالحاء المهملة، وقد صوبناها هنا وفي الخبر
التالي، وهذه النسبة إلى حرستا وهي قرية على باب دمشق، وقد ينسب إليها بالحرستي أيضا.
(2) ما بين معكوفتين زيادة لازمة أضفناها للإيضاح عن مختصر ابن منظر 11 / 175.
463

خزيرة (1) صنعناها له لم يزدنا على هذا [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني قال توفي شيخنا أبو
صالح طرفة بن أحمد الحرستاني الماسح في شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة وجد
له جزءان فيها سماعه من عبد الوهاب بن الحسن (2)، وحدث عن عبد الله بن عطية
بشعر وذكر أنه كتب شيئا كثيرا ونهبت كتبه

(1) بالأصل: الجزيرة، والصواب ما أثبت، والجزيرة: شبه عصيدة بلحم عصيدة، أو مرقة من
بلالة النخالة (القاموس).
(2) بالأصل: الحسين، خطأ، والصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 16 / 557.
464

/ ذكر من اسمه طرماح /
2964 طرماح (1) بن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر
ابن ثعلبة بن عبد بن رضا بن مالك بن أمان بن عمرو
ابن ربيعة بن جرول بن ثعل (2) بن عمرو بن الغوث بن طيئ (3)
أبو نقر وأبو ضبينة (4) الطائي الشاعر
الشامي المولد والمنشأ كوفي الدار خارجي المذهب
والطرماح الطويل وجده قيس بن جحدر له صحبة
حدث عن الحسن بن علي بن أبي طالب
روى عنه ابناه صمصامة (5) وضبينة (4) حديثا تقدم في ترجمة طارق بن مطرف
وحكى أن الطرماح دخل على عبد الملك بن مروان
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي (6) محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة
الرابعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قيس بن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضي بن مالك بن

(1) طرماح بكسر الطاء المهملة والراء وتشديد الميم وبعد الألف حاء مهملة (الوافي بالوفيات) وضبطت
الميم بالأصل بالقلم (فوقها فتحة بدون شدة).
(2) بالأصل " يعلى " والمثبت عن المختلف والمؤتلف للآمدي، والأغاني.
(3) ترجمته في الأغاني 12 / 35 والشعر والشعراء ص 371 والمؤتلف والمختلف للآمدي ص 148 والوافي
بالوفيات 16 / 427 وجمهرة الأنساب ص 402.
(4) بالأصل: " ضببه " والمثبت عن الأغاني.
(5) عن الوافي، وبالأصل: ضمضامة.
(6) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
465

أمان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل (1) بن عمرو بن الغوث بن طيئ
وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم من ولده الطرماح بن حكيم بن نفر بن
قيس بن جحدر الشاعر (2).
ذكر أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن ذي الدمينة في كتابه الذي صنفه في
مفاخر اليمن أن الطرماح دخل على عبد الملك بن مروان وعنده الفرزدق وهو مقبل عليه
فقال الطرماح يا أمير المؤمنين من هذا الذي ألهاك عني فالتفت إليه الفرزدق مغضبا
فقال:
* أقول له ونكر بعض حالي * ألم تعرف رقاب بني تميم *
فقال الطرماح:
* بلى أعرف رقاب مخيسات * رقاب مذلة ورقاب لوم
إذا ما كنت متخذا خليلا * فلا تجعل خليل من تميم
يكون صميمهم والعبد منهم * فما أدى العبيد من الصميم *
وكان هذا الذي قاد الهجاء بينهما وأحسب أن يكون هذا الطرماح الأكبر وهو ابن
عدي بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن غنم بن ثوب (3) بن
عمرو بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ وهو خارجي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنبأ أبو عمر عبد الله بن أحمد القاضي أنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال سمعت
الأصمعي يقول سمعت شعبة يقول قلت للطرماح أين نشأت (5) قال بالسواد
أنبأني أبو الفرج غيث بن علي عن أبي الطاهر مسرف بن علي بن الحصري بن

(1) بالأصل " يعلى " والمثبت عن المختلف والمؤتلف للآمدي، والأغاني.
(2) ليس لقيس بن حجدر ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع.
(3) مهملة بالأصل، والمثبت عن ابن حزم.
(4) بالأصل: يعلى، والمثبت عن ابن حزم.
(5) بالأصل: " بن نشاب "؟! ولا معنى لها ولعل الصواب ما ارتأيناه باعتبار السياق. وانظر الشعر والشعراء
372 وفيه: وكان نشأ بالسواد.
466

عبد الله بن النمار أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن
النحاس البزار
قال وأنبأني أبو الفرج أيضا وغيره عن جابر عن نجاء بن أحمد بن عمرو أنا
أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن السري المعروف بابن الطفال
أنا أبو محمد الحسن بن رشيق نا يموت بن المزرع نا رفيع بن سلمة ثنا أبو عبيدة
قال (1):
قال لي رجل من فزارة وأظنه ولد أسماء بن خارجة ما رأى الناس بالكوفة نفسين
دام صفاؤهما على كثرة اختلافهما غير الكميت والطرماح يمانيا عصبيا وكان الكميت
شيعيا رافضيا وكان الطرماح شاريا خارجيا وكان الكميت عراقيا كوفيا وكان
الطرماح شاميا بدويا وكانا بالكوفة والشركة في الصناعة توجب البغضاء وما انصرفا
قط إلا عن مودة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو العباس أحمد بن منصور أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم أنشدنا علي بن بكر أنشدنا
أحمد بن بكر للطرماح (2) في خالد القسري:
* ورد السقاة المعطشون فأنهلوا * ريا وطاب لهم لديك المكرع
أراك تمطر جانبا عن جانب * ومحل بيتي من سمائك بلقع (3)
ووردت بحرك طاميا متدفقا * فرددت دلوي شنها يتقعقع
الحسن منزلتي لديك منعتني * أم ليس عندك لي بخير مطمع *
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبد الله المرزباني
حدثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال قرأ عليه أبو عبد الله
محمد بن العباس اليزيدي قال قرأت على عمي الفضل بن محمد وذكر أنه قرأ على
ابن المنهال عيينة بن المنهال قال أنشدنا ابن داجة للطرماح (4):
* لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم *

(1) الخبر نقله الصفدي في الوافي بالوفيات 16 / 427 ولم ينسبه إلى أبي عبيدة. وانظر الأغاني 12 / 36.
(2) بالأصل: الطرماح.
(3) البلقع: الأرض القفر. (القاموس).
(4) بالأصل: الطرماح.
467

/ ذكر من اسمه طريح /
2965 طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد بن أسيد
ابن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى
ابن غيرة (1) بن عوف بن قسي (2) وهو ثقيف بن منبه
ابن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس
ابن عيلان بن مضر بن نزار أبو الصلت ويقال أبو إسماعيل الثقفي الطائفي (3)
شاعر حسن الشعر بديع النظم من شعراء بني أمية
وفد على الوليد بن يزيد إذ كان ولي عهد في حياته لأجل خؤولته فإن أم الوليد
ثقفيه وأقام عنده إلى أن صار الأمر إليه
حكى عن أبيه إسماعيل
حكى عنه ابنه إسماعيل بن طريح وسهم بن عبد الحميد والهيثم بن عدي
الطائي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي ثم ابن أحمد الحداد أنا عبد الرحمن بن
منده أنبأ أبي أبو عبد الله أنا سعيد بن يزيد الحمصي نا محمد بن عوف عن

(1) تقرأ بالأصل: " عبره " والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص 267 وفي الأغاني: عنزة.
(2) عن جمهرة ابن حزم ص 266 ومكانها بالأصل: " قيس بن غيلان ".
(3) ترجمته وأخباره في الأغاني 4 / 302 معجم الأدباء 12 / 22 والشعر والشعراء ص 427 والإصابة 2 / 238
والوافي بالوفيات 16 / 423.
468

سفيان نا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا إسماعيل بن طريح عن إسماعيل بن
سعيد بن عبيد الثقفي من أهل الطائف حدثني أبي عن جدي أن أبا سفيان رمى
سعيد بن عبيد جدي يوم الطائف بسهم فأصاب عينه فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا
رسول الله هذه عيني قد أصيبت في سبيل الله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن شئت دعوت
الله فرد عليك عينك وإن شئت فعين في الجنة [* * * *]
قال عيني في الجنة
قال ابن منده هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه كذا قال
والصواب أن أبا سفيان رماه سعيد بن عبيد وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أبي سفيان
على الصواب (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني صالح بن حكيم التمار
البصري نا العلاء بن (2) الفضل بن أبي سوية نا إسماعيل بن طريح حدثني أبي عن
أبيه عن جد أبيه قال شهدت أمية بن أبي الصلت وهو يقضي فقال:
* لبيكما لبيكما * ها أنا ذا لديكما (3) *
ثم رمى بطرفه إلى الباب فقال:
* لبيكما لبيكما * ها أنا ذا لديكما *
لا مال يغنيني ولا عشيرة تحميني
ثم أنشأ يقول (4):
* كل عيش وإن تطاول يوما (5) * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في قلال (6) الجبال أرعى الوعولا *

(1) وذكره على الصواب بن حجر في الإصابة باختصار، وذلك يوم الطائف.
(2) بالأصل " الغلابي " بدل ": " العلاء بن " والصواب ما أثبت. وسيرد في آخر الخبر صوابا.
(3) الرجز في الأغاني 4 / 132 في أخبار أمية بن أبي الصلت.
(4) البيتان في الأغاني 4 / 132 في أخبار أمية بن أبي الصلت.
(5) الأغاني: دهرا منهى أمره إلى أن يزولا.
(6) الأغاني: في رؤوس الجبال.
469

ثم فاضت نفسه كذا في هذه الرواية وإنما يرويه عن العلاء بن الفضل عن
محمد بن إسماعيل بن طريح
أخبرناه عاليا على الصواب أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنبأ
محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه العدل نا
إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثني العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية
المنقري حدثني محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن
جده عن جد أبيه قال
شهدت أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمى عليه طويلا ثم أفاق فرفع
رأسه فنظر إلى باب البيت فقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا قوي فأنتصر ولا
براءة لي ولا عذر ثم أغمي عليه فمكث طويلا ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب
البيت فقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا عشيرتي تحميني ولا مالي يفديني ثم
أغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه فقال:
* كل عيش وإن تطاول يوما * صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في رؤوس الجبال أرعى الوعولا *
وهكذا رواه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي وأبو بكر محمد بن صالح
البزار عن العلاء بن الفضل إلا أن أبا بكر قال في نسبة محمد بن إسماعيل بن طريح
الثقفي وأحسب طريحا الأخير مزيدا ورواه غيره فأسقط جد أبيه من الإسناد
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم
السهمي أنا أبو أحمد بن عدي (1)، نا حاجب بن مالك وموسى بن هارون التوزي
قالا نا محمد بن المثنى نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري
حدثني محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل حدثني أبي عن جدي أنه حضر
أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه فأفاق فذكر نحوه
قال ابن عدي ومحمد بن إسماعيل بن طريح معروف بهذا الحديث وما أظن
له غيره لا يتابع عليه سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري

(1) الخبر في الكامل لابن عدي 6 / 121 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن طريح.
470

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو بكر محمد بن المظفر بن
بكران أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن
يوسف بن الدخيل ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي (1).
قال نا (2) آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال سمعت محمد بن
إسماعيل بن طريح الثقفي لا يتابع عليه (3).
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن معمر بن محمد بن زيد العمري العلوي عن أبي
جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى
المرزباني (4) قال طريح بن إسماعيل بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج بن أبي
سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وطريح يكنى أبا الصلت
وهو الصحيح ويقال أبو إسماعيل وهو شاعر مجيد مكين حسن الفصاحة ووفد
على الوليد بن يزيد بن عبد الملك ومدحه وتوسل إليه بالخؤولة بينه وبينه لأن أم
الوليد ثقفية فخص بالوليد واستفرغ شعره في مديحه وبقي إلى أول الدولة العباسية
ومدح السفاح والمنصور وله في الوليد (5):
* لو قلت للسيل دع طريقك والم * موج عليه كالصهب (6) يعتلج
لارتد (7) أوساخ أو لكان له * في سائر الأرض عنك منعرج
طوبى لفرعيك من هنا وهنا * طوبى لأعراقك التي (8) تشج *
أراد فرعه من قبل أبيه وهم بنو أمية وفرعه من قبل أمه وهم ثقيف وله:
* والمال جنة ذي المعايب أن يصب * يحمد وإن يدع الطريق يعذر
والمرء يحمد أن يصادف حظه * قدر ويعدل في الذي لم يقدر
والناس أعداء لكل مدفع * صفر اليدين وإخوة للمكثر

(1) الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 21.
(2) بالأصل: " نا ابن آدم 2 والمثبت عن العقيلي.
(3) يعني لا يتابع على الحديث المذكور آنفا، وقد جاءت العبارة هذه عند العقيلي بعد إيراده الحديث.
(4) ليس لطريح ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني المطبوع.
(5) الأبيات في الوافي بالوفيات 16 / 432 والأغاني 4 / 316 والشعر والشعراء ص 427.
(6) في المصادر: كالهضب.
(7) في الأغاني: لساخ وارتد.
(8) بالأصل: " لا أعرفك الذي تسبح " صوبنا العجز عن المصادر السابقة.
471

وإذا امرء في الناس لم يك عارفا * بالعرف لم يك منكرا للمنكر *
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل أنا المبارك بن عبد الجبار أنا
أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن عبد الله السماك نا أبو إسحاق إبراهيم بن
مخلد بن جعفر المعدل أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنشدنا قتيبة لطريح الثقفي:
* سعيد ابتغاء الشكر فيما صنعت بي * فقصرت مغلوبا وإني لشاكر
لأنك تعطيني الجزيل بداهة * وأنت لما استكثرت من ذاك حاقر *
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي (1)، أخبرني وكيع
يعني محمد بن خلف حدثني هارون بن الزيات (2)، حدثني أحمد بن حماد بن
الجميل عن العتبي عن سهم بن عبد الحميد قال أخبرني طريح بن إسماعيل
الثقفي قال خصصت بالوليد بن يزيد حتى صرت أخلو معه فقلت له ذات يوم ونحن
في مشرفة (3): يا أمير المؤمنين خالد يحب أن تعلم شيئا من خلقه قال وما هو
قلت لم أشرب شرابا ممزوجا قط إلا من لبن أو عسل قال قد عرفت ذلك ولم
يباعدك من قلبي قال ودخلت يوما إليه وعنده الأمويون فقال إلي يا خال فأقعدني
إلى جنبه ثم أتي بشراب فشرب ثم ناولني القدح فقلت يا أمير المؤمنين قد
أعلمتك رأيي في الشرب قال ليس لذلك أعطيتك إنما دفعته إليك لتناوله الغلام
وغضب فرفع القوم أيديهم كأن صاعقة وقعت على الخوان فذهبت أقوم فقال اقعد
فلما خلا البيت افترى علي ثم قال يا عاض كذا وكذا أردت أن تفضحني لولا أنك
خالي لضربتك ألف سوط ثم نهى الحاجب عن إدخالي وقطع عني أرزاقي فمكثت
ما شاء الله ثم أدخلت عليه يوما متنكرا فلم يشعر إلا وأنا بين يديه وأنا أقول (4):
* يا ابن الخلائف ما لي بعد (5) تقربة * إليك تقصي (6) وفي حاليك لي عجب

(1) الخبر في كتا بالأغاني 4 / 309 - 310.
(2) بالأصل: " الزباب " والمثبت عن الأغاني وفيها: هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات.
(3) وفي الأغاني: مشربة (بضم الراء وفتحها: الغرفة).
(4) الأبيات في الأغاني 4 / 310 - 311 وبعضها في الشعر والشعراء ص 427.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(6) الأغاني: " أقصى " وفي الشعر والشعراء: " أجفى ".
472

ما لي أذاد وأقصى (1) حين أقصدكم * كما يوقي من ذي العزة الجرب
كأنني لم يكن بيني وبينكم * إل ولا خلة ترعى ولا نسب
قد (2) كان بالود قدما منك أزلفني * بقربك الود والإشفاق والحدب
وكنت دون رجال قد جعلتهم * دوني إذا ما رأوني مقبلا (5) قطبوا
إن يسمعوا (4) الخير يخفوه وإن سمعوا * شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
رأوا صدودك عني في اللقاء فقد * تحدثوا أن حبلي منك منقضب *
قال فتبسم وأمرني بالجلوس ورجع لي وقال إياك أن تعاود وتمام هذه
القصيدة:
* فذوا الشماتة مسرور بهيضتنا (5) * وذو النصيحة والإشفاق مكتتب
أين الذمامة والحق الذي نزلت * بحفظه وبتعظيم له الكتب
وحوكي (6) الشعر أصفيه وأنظمه * نظم القلائد فيها الدر والذهب
وإن سخطك شئ لم أناج به * نفسي (7) ولم يك مما كنت أحتسب
لكن أناك بقول آثم كذب * قوم بغوني فنالوا في ما طلبوا *
وهي طويلة وقد قيل في سبب غضبه على طريح سوى هذا والله أعلم
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسين بن عبد العزيز الكتاني أنا عبد الوهاب
الميداني أنا عبد الله بن جعفر أنا أبو جعفر الطبري (8)، قال قال ابن سلام
أخبرني غير واحد أن طريح بن إسماعيل الثقفي دخل على المهدي فانتسب له وسأله أن
يسمع فقال ألست الذي يقول للوليد (9) بن يزيد:

(1) بالأصل: " إذا أدا وزنتي " والمثبت عن الأغاني.
(2) الأغاني: لو كان بالود يدني منك.
(3) زيادة للوزن عن الأغاني.
(4) الشعر والشعراء: يعلموا... علموا... يعلموا كذبوا.
(5) عن الأغاني، وتقرأ بالأصل: بمصيبتنا.
(6) عن الأغاني وبالأصل: وحكى.
(7) الزيادة عن الأغاني وبالأصل: وحكى.
(8) تاريخ الطبري حوادث سنة 169.
(9) بالأصل: الوليد، والبيت في الأغاني 4 / 316 باختلاف الرواية.
473

* أنت ابن مسلتطح النطاح ولم * يطرق عليك الجني والولج *
والله لا تقول في مثل هذا ولا أسمع منك شعرا وإن شئت وصلتك
قال أبو جعفر الطبري (1): وقال إسحاق الموصلي لما بايع الرشيد لولده كان
فيمن بايع عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير فلما قدم ليبايع قال:
* لا قصرا عنها ولا بلغتها * حتى يطول على يديك طوالها *
فاستحسن الرشيد ما تمثل به وأجزل صلته
قال والشعر لطريح بن إسماعيل الثقفي يقول في الوليد بن يزيد وفي ابنيه
قرأت في كتاب أبي الفرج على بن الحسين بن محمد الأموي (2)، أنا وكيع نا
هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات نا يحيى بن عبد الله اللهبي حدثني أبي عن
أبيه قال أنشد المنصور هذه القصيدة فقال للربيع (3) أسمعت أحدا من الشعراء ذكر في
معالم الحي المساجد غير طريح يعني القصيدة التي أولها:
* أقفر ممن يحله السند * فالمنحني فالعقيق ما يحمد (4)
لم يبق فيها من المعارف بعد * الحي إلا الرماد والوتد (5)
وعرصة نكرت معارفها (6) * الريح بها مسجد ومنتضد *
وهذه القصيدة من جيد قصائده يقول فيها:
* لم أنس سلمى لا ليالينا * بالحزن إذ عيشنا بها رغد
إذ نحن في ميعة الشباب وإذ * أيامنا تلك غضة جدد
في عيشة كالفريد عارية (7) * الشفة خضراء غصنها خضد
تحسد فيها على النعيم وما * يولع إلا بالنعمة الحسد

(1) تاريخ الطبري حوادث سنة 193.
(2) الخبر والشعر في الأغاني 4 / 323.
(3) بالأصل: الريع، والمثبت عن الأغاني.
(4) في الأغاني: " فالجمد " والمنحنى والعقيق والجمد: مواضع (انظر معجم البلدان وتاج العروس).
(5) عن الأغاني وبالأصل: والوبد.
(6) الأغاني: معالمها.
(7) الأغاني: عازبة الشقوة.
474

أيام سلمى عزيزة (1) أنف * كأنها خوص (1) بانة رؤد
ويحيى غدا إن غدا علي بما * أكره بين لوعة الفراق غد
قد كنت أبكي من الفراق وحيانا * جميع ودارنا صدد
فكيف صبري وقد تجاوب بال * فراق منها الغراب والصرد
دع عنك سلمى بغير مقلية * وعد مدحا بيوته شرد
الأفضل الأفضل الخليفة * عبد الله من دون شأوه صعد
من معشر لا يشم من خذلوا * عزا ولا يستدل من رفدوا
أنت إمام الهدى الذي أصلح * الله بن الناس بعدما فسدوا
لما أتى الناس أن ملكهم * إليك قد صار أمره سجدوا
واستبشروا بالرضا تباشرهم * بالخلد لو قيل إنكم خلد
واستقبل الناس عيشة رغدا (2) * استقوها لهم فقد سعدوا
رزقت من ودهم وطاعتهم * ما لم يجده بالوالد ولد
كنت أرى أن ما وجدت من * الفرجة لم يلق مثله أحد
حتى رأيت العباد كلهم * قد وجدوا من هواك ما أجد
قد طلب الناس ما طلبوا (3) * فما نالوا وما قاربوا وقد جهدوا
يرفعك الله بالتكرم والت * قوي فتعلوا وأنت مقتصد
حيث امرئ من غنى تقربه * منك وإن لم يكن له سبد
فأنت حرب (4) لمن يخاف وللم * خذول أودى نصيره عضد *
* هل امرئ ذي يد يعد عليه * منك معلومة يد ويد
هم ملوك ما لم يروك فإن * داناهم منك منزل حمدوا
تعروهم رعدة لديك وكما * قفقف (5) تحت الدجنة الصرد
لا خوف ظلم ولا قلى خلق * إلا جلالة كساكه الصمد

(1) الأغاني: غريرة... كأنها خوط.
(2) الأغاني: عيشة أنفا إن تبق فيها لهم.
(3) الأغاني: ما بلغت.
(4) الأغاني: أمن.
(5) قفقف: ارتعد من البرد.
475

وأنت غمر الندا إذا هبط * الزوار أرضا نحلها حمدوا
فهم رفاق فرفقة صدرت * عنك نعيم (1) ورفقة ترد
إن حان دهر بهم فإنك لن * تنفك عن حالك التي عهدوا
قد صدق الله مادحيك فما * في قولهم فرية ولا فند *

(1) الأغاني: بغنم.
476

/ ذكر من اسمه طريف /
2966 طريف بن حابس ويقال ابن الخشخاش ويقال ابن عبد الخشخاش الهلالي
ويقال الألهاني
من أهل قنسرين
كان مع معاوية بصفين فاستعمله على رجالة أهل قنسرين ووجهه (1) يزيد بن
معاوية على أهل فلسطين في جيش الحرة له ذكر ولا أعلم له رواية
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني
أنا أبو علي بن شاذان أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا إبراهيم بن الحسين
الكسائي نا يحيى بن سليمان الجعفي حدثني نصر بن مزاحم (2)، نا عمرو بن شمر
عن (3) جابر عن (3) أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسن بن علي ورجل قد
سماه وذكر الحديث إلى أن قال وإن معاوية استعمل على رجالة قنسرين (4) طريف بن
حابس الألهاني
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن عمران نا
موسى التستري أنا خليفة العصفري (5) قال قال أبو عبيدة كان على رجالة أهل

(1) بالأصل: ووجه.
(2) وقعة صفين ص 206.
(3) بالأصل " بن " خطأ.
(4) في وقعة صفين: رجاله قيس.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 195 حوادث سنة 38 (تفصيل خبر صفين).
477

قنسرين طريف بن عبد الخشخاش (1) الهلالي
أخبرنا أبو غالب أيضا أنبأ المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنا أبو الحسن
محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر أنبأ أحمد بن إبراهيم بن الحسن نا
أحمد بن محمد بن شيبة أنا أحمد بن الحارث الخزاز نا علي بن محمد المدائني قال
فتوجه مسلم بن عقبة المري إلى المدينة في اثني عشر ألف رجلا ويقال في سبعة
وعشرين ألفا اثنا عشر ألف فارس وخمسة عشر ألف راجل ونادى منادي (2) يزيد
سيروا على أحد أعطياتكم كملا ومعاوية أربعين دينارا لكل رجل على أهل دمشق عبد الله بن مسعدة الفزاري وعلى أهل حمص حصين بن نمير السكوني وعلى أهل
الأردن حبيش بن دلجة القيني وعلى أهل فلسطين روح بن زنباع الجذامي أو شريك
الكتاني وعلى أهل قنسرين طريف بن الخشخاش الهلالي وعليهم جميعا مسلم بن
عقبة المري مرة غطفان
فقال النعمان بن بشير الأنصاري وهو أخو عبد الله بن حنظلة لأمه أمهما عمرة
بنت رواحة يا أمير المؤمنين وجهني أكفيك قال ألا ليس لهم إلا هذا القسيمة
والله لا أقبلهم بعد إحساني إليهم ويقوى (3) مرة بعد مرة قال أنشدك الله يا أمير
المؤمنين في عشيرتك وأنصار رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال له عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين أرأيت إن رجعوا إلى طاعتك أتقبل
ذلك منهم قال إن فعلوا فلا سبيل عليهم يا مسلم إذا دخلت المدينة لم تصد عنها
وسمعوا وأطاعوا فلا تعرض لأحد إلا بخير وامض إلى الملحد ابن الزبير وإن صدوك
عن المدينة فادعهم ثلاثة أيام فإن لم يجيبوا فاستعن بالله فقاتلهم فستجدهم أول النهار
مرحا وآخره صبرا سيوفهم بطيحة فإذا ظهرت عليهم فإن كانوا بنو أمية قتل منهم أحد
فجرد السيف واقتل المدبر وأجهز على الجريح وانهبها ثلاثة أيام واحطم ما بين ثنية
الوداع إلى عمرو بن مبذول واستوص بعلي بن حسين وشاور حصين بن نمير وإن
حدث بك حدث فوله أمر الجيش فسار مسلم بن عقبة علي تعبئته على ميمنته

(1) في تاريخ خليفة: طريف بن الحسحاس الهلالي.
(2) بالأصل: " مناد ".
(3) كذا رسمها بالأصل.
478

عمرو بن محرز الأشجعي وعلى ميسرته مخارق الكلبي أحد (1) بني وعلى
الخيل وافد الألهاني أخوه السكون وعلى الرجالة الزبير بن خزيمة الخثعمي ووقف
لهم يزيد على فرس حتى مروا ثم انصرف وهو يقول (2):
* أبلغ أبا بكر إذا الجيش (3) سرى * وأشرف (4) القوم على وادي القرى
أجمع سكران من القوم ترى (5) *
يا عجبا من ملحد يا عجبا * مخادع للدين يقفو بالقرى *

(1) غير مقروءة بالأصل.
(2) الرجز في تاريخ الطبري 5 / 484 (حوادث سنة 63) وفيه شطران زيادة.
(3) الطبري: الليل.
(4) الطبري: " وهبط القوم " وبعده فيه:
عشرون ألفا بين كهل وفتى
(5) بعده في الطبري: أم جمع يقظان نفي عنه الكرى.
479

/ ذكر من اسمه طرملت /
2967 طرملت (1) ويقال تمصولت (1) بن بكار
أبو أحمد اليزيدي (2) الأسود (3)
ولي إمرة دمشق في أيام على بن جعفر بن فلاح في أيام الملقب بالحاكم بعد
جيش بن الصمصامة وقتل بعد حسك بن الداعي وكان عبدا لوالي القيروان فولاه
طرابلس المغرب فجار على أهلها فأخذ أموالهم فطلب مولاه فهرب إلى الملقب
بالحاكم
قرأت بخط بعض الدمشقيين جاء طرملت الأسود يوم السبت لأربع وعشرين ليلة
خلت من ذي القعدة في سنة تسعين وثلاثمائة
وقرأت بخط عبد العزيز الكتاني أن ولايته كانت في سنة اثنتين (4) وتسعين
وثلاثمائة في يوم السبت لأربع وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة فأقام واليا على دمشق
إلى المحرم من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة فصرف عنها بخادم اسمه مفلح
اللحياني (5)، وهلك طرملت بداريا يوم الاثنين للثاني من صفر من سنة أربع وتسعين
وهو متوجه إلى مصر.

(1) كذا بالأصل، وفى أمراء دمشق للصفدي ص 66: " طزملت ويقال: تموصلت " وفي تحفة ذوي الألباب
للصفدي أيضا 2 / 16 " تموصلت ويقال: طزملت ويقال: طمران ".
(2) في ولاة دمشق: البربري.
(3) ترجمته في أمراء دمشق ص 40 و 66 وتحفة ذوي الألباب 2 / 16 والوافي بالوفيات 10 / 405 وذيل ابن
القلانسي ص 58 وفيه: طزملة بن بكار البربري.
(4) بالأصل: اثنين.
(5) انظر أخباره في كتابنا (حرف الميم)، وتحفة ذوي الألباب 2 / 17 وذيل ابن القلانسي ص 62.
480