الكتاب: كتاب المجروحين
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٣
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: محمود إبراهيم زايد
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات: توزيع : دار الباز للنشر والتوزيع - عباس أحمد الباز - مكة المكرمة

كتاب
المجروحين
من المحدثين والضعفاء والمتروكين
للامام الحافظ
محمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي
المتوفي سنة 354 ه‍
الجزء الثالث
تحقيق
محمود إبراهيم زايد
1

معاوية بن يحيى الصدفي الأطرابلسي (1): كنيته أبو مطيع، مولده
بأطرابلس من سواحل دمشق، يروى عن الزهري، كان على بيت المال بالري
انتقل إليها، وكان كنيته أبو روح، روى عنه عيسى بن يونس وإسحق بن سليمان
منكر الحديث جدا، كان يشترى الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه فكان يحدث
بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاء رواية الراوين عنه: إسحاق بن سليمان وذويه
كأنها مقلوبة، وفى رواية الشاميين عند الهقل: ابن زياد وغيره أشياء مستقيمة تشبه
حديث الثقات.
وهو الذي روى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن الغضيف بن الحارث
الثمالي عن عطية بن بسر المازني قال: " أتي عكاف بن وداعة الهلالي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: يا عكاف ألك زوجة؟ قال: لا قال:
ولا جارية؟ قال: لا قال وأنت صحيح موسر؟ قال: نعم قال: فأنت إذا من
إخوان الشياطين، إما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم وإما أن تكون
منا فاصنع كما نصنع فإن من سنتنا النكاح. شراركم عزابكم وأراذل موتاكم، عزابكم
آباء الشياطين (2) أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء إلا المزوجون أولئك المطهرون

(1) يفرق المحدثون بين معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي وبين معاوية بن يحيى أبو روح الصدفي
الدمشقي وقد جمع ابن حبان بينهما فعدهما رجلا واحدا. وترجم البخاري لكل منهما والذي يؤكد
أنهما رجلان أيضا. قول ابن معين عن الأطرابلسي: صالح ليس بذاك هو أقوى من الصدفي. وقول
الدارقطني: ضعيف. هو أكثر مناكير من الصدفي.
وعن الأول أيضا قال ابن أبي حاتم: سألت أبى وأبا زرعة عنه فقالا صدوق مستقيم الحديث وقال
أبو زرعة أيضا وصالح جزرة وأبو علي النيسابوري: ثقة.
وعن الثاني قال البخاري: كان على بيت مال بالري، عن الزهري عن هقل بن زياد أحاديث
مستقيمة كأنها من كتاب. وروى عنه عيسى بن يونس وإسحق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه.
وقال ابن معين: ليس بشئ وقال أبو زرعة: أحاديثه كلها مقلوبة. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
الميزان 138، 139 / 4 التاريخ الكبير 236 / 7
(2) أربع كلمات غير واضحات بالمخطوطة والمراجع التي بين يدي اقتصرت في رواية الخبر على
أجزاء منه ولم يستكمل واحد منها الحديث كما أورده ابن حبان وعلى سبيل المثال أورده في أسد الغابة
في ترجمة عطية بن بسر المازني، وعكاف بن وداعة الهلالي، وكريمة بنت كلثوم الحميرية. كما أورده
مختصرا في الموضوعات ابن الجوزي والعجلوني في كشف الخفا والسيوطي في الجامع الصغير. ولم يشر أي
منها إلى الجزء الأخير من الخبر. أسد الغابة 43، 68 / 4، 251 / 7.
كشف الخفا والالباس للعجلوني 8 / 2 الجامع الصغير 157 / 4.
3

المبرءون من الخنا ويحك يا عكاف. إنهن صواحب داود وصواحب أيوب وصواحب
يوسف وصواحب كرسف. قال فقال: وما الكرسف يا رسول الله؟ قال: كان
رجل في بني إسرائيل على ساحل من سواحل البحر يصوم النهار ويقوم الليل
لا يفتر من صلاة ولا صيام ثم كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها فترك
ما كان عليه من عبادة ربه فتداركه الله بما سلف منه فتاب الله عليه. ويحك
يا عكاف تزوج فإنك من المذنبين قال فقال عكاف: لا أتزوج يا رسول الله حتى
تزوجني من شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد زوجتك على اسم [الله تعالى]
والبركة كريمة بنت كلثوم الحميري " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا عبد الجبار بن
عاصم قال: حدثنا بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى. أخبرني محمد بن
عمرو بن سليمان قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن
إسماعيل بن عبد الله المخزومي قال: سمعت محمد بن عيسى بن سميع يقول: رأيت
معاوية بن يحيى الصدفي عند سعيد ابن عبد العزيز وهو يقول: اتبعت دفترا من
جلود فيه أحاديث الزهري به من الحسن وجودة الكتاب يعلم أنه صحيح.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: معاوية
ابن يحيى الصدفي؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وروى معاوية بن يحيى عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي
بكرة عن أبي بكرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من بعض نواحي المدينة
يريد الصلاة فوجد الناس قد صلوا فذهب إلى منزله فجمع أهله وصلى بهم "
أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال: حدثنا الوليد بن
مسلم عن معاوية بن يحيى عن خالد الحذاء.
4

وروى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تفضل
الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا ".
وعن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خلعت المرأة
ثيابها في غير بيت زوجها هتكت كل ستر بينها وبين الله ". أخبرنا بالحديثين جميعا
ابن قتيبة قال: حدثنا حسين بن أبي السرى قال: حدثنا إسحاق بن سليمان قال:
حدثنا معاوية بن يحيى عن الزهري في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثرها
مقلوبة عن الزهري.
مطر بن ميمون الاسكاف (1): كنيته أبو خالد المحاربي، يروى عن أنس بن
مالك وعكرمة روى عنه يونس بن بكير وعبيد الله بن موسى، كان ممن يروى
الموضوعات عن الاثبات، يروى عن أنس ما ليس من حديثه في فضل علي بن أبي طالب
وغيره. لا تحل الرواية عنه.
روى عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أخي ووزيري وخليفتي
في أهلي وخير من أترك بعدي يقضى ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب "
أخبرناه محمد بن سهل أبو تراب قال: حدثنا عمار بن رجاء قال: حدثنا عبيد الله بن
موسى. قال: حدثنا مطر عن أنس بن مالك.
ميمون التمار أبو حمزة القصاب الأعور (2): من أهل الكوفة، يروى عن

(1) مطر بن ميمون المحاربي الاسكاف: قال البخاري وأبو حاتم والنسائي منكر الحديث. أورد له
في الميزان عددا من منكراته التي لا تختلف عما أورده المصنف.
الميزان 127 / 4 التاريخ الكبير 401 / 7
(2) ميمون أبو حمزة القصاب الأعور التمار: قال البخاري: ليس يداك ونقل عنه في الميزان: ليس بالقوى
عندهم وقال أحمد: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة.
الميزان 234 / 4 التاريخ الكبير 343 / 7.
5

إبراهيم النخعي والحسن، روى عنه منصور بن المعتمر والثوري، وحماد بن سلمة،
كان فاحش الخطأ كثير الوهم يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات.
تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير
يقول: سألته عن أبي حمزة الذي روى عن إبراهيم فقال: كوفي لا يكتب حديثه.
ميمون بن سياه (1): من أهل البصرة، يروى عن الحسن وثابت، روى
عنه أهل البصرة، كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بخبره
إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر من غير احتجاج به لم أر بذلك
بأسا. كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه.
ميمون بن موسى المرئي (2): من امرئ القيس بن مضر، عداده في أهل
البصرة، يروى عن الحسن، روى عنه أهل البصرة، منكر الحديث، يروى عن
الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
المغيرة بن زياد الموصلي (3): يروى عن عطاء وعبادة بن نسى، كنيته

(1) ميمون بن سياه: أبو بحر البصري. كان ممن يقال له سيد القراء لعبادته وفضله. وثقه
أبو حاتم والبخاري وقال أبو داود ليس بذاك وضعفه يحيى بن معين رواه عباس عنه.
الميزان 233 / 4 التاريخ الكبير 339 / 7
(2) ميمون بن موسى المرئي: في المخطوطة " ابن قيس " وهو خطأ. قال البخاري: قال أبو الوليد:
أخرج إلينا ميمون كتابا فقال: إن شئتم حدثتكم بما سمعت منه وإن شئتم كتبت فيه من كل؟ فقلنا:
حدثنا بما سمعت. فحدثنا بأربعة أشياء ليس فيها إسناد. وقال أحمد: كان يدلس، كان يقول حدثنا
الحسن ما أرى به بأسا. وقال الفلاس: صدوق لكنه ضعيف الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوى.
الميزان 234 / 4 التاريخ الكبير 341 / 7.
(3) مغيرة بن زياد: أبو هشام الموصلي: قال البخاري: قال وكيع: كان ثقة، وقال عمرو: في حديثه
اضطراب. وقال أحمد: ضعيف الحديث له مناكير. وقال ابن معين: ليس به بأس، له حديث واحد
منكر. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به. وقال النسائي في مكان
آخر: ليس به بأس. وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم. وقال أبو داود: صالح.
الميزان 160 / 4 التاريخ الكبير 326 / 7 تاريخ الموصل 37، 39، 153.
6

أبو هشام، روى عنه الثوري ووكيع كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث
الاثبات فوجب مجانبة ما انفرد من الروايات وترك الاحتجاج بما خالف الاثبات
والاعتبار بما وافق الثقات في الروايات.
وهو الذي روى عن عبادة بن نسى عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت
قال: علمت ناسا من أهل الصفة القرآن فأهدى إلى رجل منهم قوسا فقلت: ليست
بمال فأرمي عنها في سبيل الله فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن سرك أن تطوق بها طوقا
من نار فاقبلها " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع قال:
حدثنا المغيرة بن زياد عن عبادة بن نسى.
مغيرة بن موسى (1): من أهل البصرة، يروى عن سعيد بن أبي عروبة.
روى عنه أهل البصرة، منكر الحديث، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات
فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
مغيرة بن سعيد (2): شيخ كان بالكوفة من حمقى الروافض يضع الحديث،
أخبرنا مكحول قال: حدثنا أبو الحسين الرهاوي قال: حدثنا حجاج بن أحمد الرقي
4

(1) مغيرة بن موسى: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ثقة، لا أعلم له حديثا
منكرا، روى عنه بكير بن جعفر الجرجاني، ويعقوب بن الجراح الخوارزمي، سمعا منه في بلديهما عامة تصانيف
سعيد بن أبي عروبة. وقال أبو الفضل السليماني: روى عنه محمد بن سلام البيكندي وجماعة، فيه نظر.
الميزان 166 / 4 التاريخ الكبير 319 / 7.
(2) المغيرة بن سعيد البجلي: الرافضي الكذاب. قال حماد بن زيد عن ابن عون قال لنا إبراهيم:
إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحيم فإنهما كذابان. وقال جرير بن عبد الحميد: كان المغيرة بن سعيد
كذابا ساحرا. وقال الجوزجاني: قتل المغيرة على ادعاء النبوة. كان أشعل النيران بالكوفة على التمويه
والشعبذة حتى أجابه خلق. وقال أبو معاوية قال الأعمش: أول من ينتقص أبا بكر وعمر المغيرة المصلوب
وقال ابن عدي: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من الزور عن علي، هو دائم
الكذب على أهل البيت، ولا أعرف له حديثا مسندا حكى ابن حزم مذهبه ولعنه. قتله خالد بن عبد الله
القسري في حدود العشرين ومائة ولقتله هو وأصحابه قصة تروى. الميزان 160 /.
7

عن أبي يوسف القاضي عن الأعمش قال: بلغني عن المغيرة بن سعيد وما يقول فأتيته
فقلت له: أكان علي بن أبي طالب يقدر أن يحيى إنسانا؟ فقال: والذي فلق الحبة
وبرأ النسمة، لقد كان قادرا على أن يحيى ما بينك وبيني إلى آدم.
مغيرة بن سقلاب أبو بشر الحراني (1): مولى محمد بن مروان، يروى عن ابن
إسحاق وأهل بلده، روى عنه أهل الجزيرة، مات سنة ثنتين ومائتين، كان ممن
يخطئ ويروى عن الضعفاء والمجاهيل فغلب على حديثه المناكير والأوهام
فاستحق الترك.
مسلم بن كيسان (2) الأعور الملائي الضبي: كنيته أبو عبد الله، وقد قيل
أبو حمزة، يروى عن أنس بن مالك ومجاهد، روى عنه الثوري وشعبة. اختلط في
آخر عمره حتى كان لا يدرى ما يحدث به، فجعل يأتي بما لا أصل له عن الثقات فاختلط
حديثه ولم يتميز. تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان
عن مسلم الأعور.
مسلم بن عطية الفقيمي (3): شيخ يروى عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه
بدر بن الخليل الأسدي، منكر الحديث، ينفرد عن عطاه وغيره من الثقات

(1) مغيرة بن سقلاب: قال أبو جعفر النفيلي: لم يكن مؤتمنا. وقال ابن عدي: حراني منكر الحديث.
وقال الأيار: سألت على بن ميمون الرقي عن المغيرة بن سقلاب فقال: كان لا يسوى بعزة. وقال
أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أبو زرعة: لا بأس به. الميزان 163 / 4
(2) مسلم بن كيسان: أبو عبد الله الضبي الأعور. قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال الفلاس:
متروك الحديث. وقال أحمد لا يكتب حديثه. وقال يحيى: ليس بثقة وقال أيضا: زعموا أنه اختلط. وقال
النسائي. متروك. الميزان 106 / 4 التاريخ الكبير 271 / 7
(3) الميزان 105 / 4.
8

ما لا يشبه حديث الاثبات، إذا نظر المتبحر في روايته عن الثقات علم أنها معمولة.
روى عن عطاء عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إن من حق
جلال الله على العبد إكرام ذي الشيبة المسلم ورعاية القرآن لمن استرعاه إياه وطاعة
الامام القاسط " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثناه عبد العزيز بن منيب بن
سلام - هو أبو الدرداء المروزي - قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا
عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل عن مسلم بن عطية.
مسلم بن عبد الله أبو عبد الله (1): شيخ يروى الموضوعات عن الثقات لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح، روى عن الفضل بن موسى عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فرغ أحدكم من
كتابه فلا يكتب عليه " بلغ " فإن بلع اسم الشيطان ولكن يكتب عليه " الله " "
أخبرناه محمد بن جعفر الجامداني (2) بصور قال: حدثنا جعفر بن حبان الدينوري
قال: حدثنا مسلم بن عبد الله عن الفضل بن موسى الشيباني.
مختار بن عبد الله بن أبي ليلى (3): يروى عن أبيه، روى عنه ابن الأصبهاني
في القراءة خلف الإمام، منكر الحديث قليل الرواية، فلا أدرى أهو المتعمد لذلك
كان أو أبوه وأيما كان منهما بطل الاحتجاج بروايته.
مختار بن نافع التيمي (4): كنيته أبو إسحاق التمار، يروى عن أبي حيان التيمي

(1) الميزان 105 / 4.
(2) هكذا ولم أعثر عليه.
(3) مختار بن عبد الله بن أبي ليلى الأنصاري: قال البخاري: لم يصح حديثه. وقال أبو حاتم: منكر
الحديث الميزان 79 / 4 التاريخ الكبير 385 / 7
(1) مختار بن نافع: أبو إسحاق التيمي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره:
ليس بثقة. الميزان 80 / 4 التاريخ الكبير 386 / 7.
9

وأهل الكوفة، روى عنه العراقيون منكر الحديث جدا، كان يأتي بالمناكير عن
المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك.
وهو الذي روى عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وصحبني إلى دار الهجرة وأعتق بلالا من
ماله، رحم الله عمر يقول الحق أين كان، تركه الحق ماله صديق. رحم الله عثمان
تستحيه الملائكة، رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار (1) " حدثنيه ابن
ناجية قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزيراني قال: حدثنا أبو عتاب الدلال
قال: حدثنا المختار بن نافع عن أبي حيان التيمي.
مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني (2): من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي
وقيس بن أبي خازم، روى عنه أهل العراق مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين
ومائة من ذي الحجة، وكان ردئ الحفظ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل،
لا يجوز الاحتجاج به.
أخبرنا الحسن بن سفيان قال: سمعت حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي
يقول: الحديث عن حرام بن عثمان حرام. والحديث عن مجالد يجالد الحديث وعن أبي
العالية الرياحي رياح.
أخبرنا الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: سألت يحيى بن معين وسئل
عن مجالد بن سعيد فقال: كان ضعيفا.

(1) الحديث رمز السيوطي لصحته وفيه بعض زيادات في ألفاظه وقد عقب المناوي على تصحيح السيوطي
فقال: ليس كما زعم فقد أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: هذا الحديث يعرف بمختار. ونقل الرأي
فيه. الجامع الصغير 18 / 4
(2) مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران الهداني: قال البخاري: كان يحيى القطان يضعفه، وكان ابن مهدي
لا يروى عنه. وقال أحمد: يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس، ليس بشئ وقال النسائي: ليس
بالقوى. وذكر الأشج أنه شيعي. وقال الدارقطني: ضعيف. الميزان 438 / 3 التاريخ الكبير 9 / 8.
10

أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول:
لو شئت أن يجعلها إلى مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل.
سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن منصور يحكى عن أحمد بن حنبل
قال: مجالد حديثه عن أصحابه كأنه حلم.
قال أبو حاتم: روى مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد عن النبي عليه الصلاة
والسلام: إن أهل الجنة ليرون أعلى (1) عليين كما ترون الكوكب الدري في السماء
وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " أخبرناه الصوفي قال: حدثنا يحيى بن معين قال:
حدثنا ابن أبي زائدة قال: حدثنا مجالد عن أبي الوداك.
ميسرة بن عبد ربه الفارسي (2): من أهل دورق، كان ممن يروى الموضوعات
عن الاثبات، ويضع المعضلات عن الثقات في الحث على الخير والزجر عن الشر،
لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن عمر بن سليمان الدمشقي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أسرى بي إلى السماء أريت فيها عجائب من خلق، ومن
ذلك الذي رؤيت في سماء الدنيا ديكا له زغب أخضر وريش أبيض، بياض ريشه
كأشد بياض رأيتها قط وزغبه أحمر كأشد حمرة رأيتها قط وإذا رجلاه في تخوم
الأرض السابعة السفلى ورأسه عند عرش الرحمن ثنى عنقه تحت العرش وله جناحان

(1) أعلى عليين: في الميزان: " أهل عليين ".
(2) ميسرة بن عبد ربه الفارسي التراس الأكال: ودورق بلد بخوزستان. قال البخاري: يرمى
بالكذب وقال محمد بن عيسى الطباع: قلت لميسرة ابن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث؟ من
قرأ كذا كان له كذا. قال: وضعته أرغب الناس. وقال أبو داود: أقر بوضع الحديث. وقال الدارقطني:
متروك. وقال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث، روى في فضل قزوين والثغور. وقال أبو زرعة: وضع في فضل
قزوين أربعين حديثا، وكان يقول: إني أحتسب في ذلك. ولم يجزم الذهبي بأن ابن عبد ربه هو الأكال
فقال: وأما الأكال فإن كان ابن عبد ربه المذكور فيروى عون غلام خليل وهمتهم. الميزان 230 / 4.
11

في منكبيه إذا نشرهما جاوز المشرق فإذا كان في بعض الليل نشر جناحه وخفق
بها وصرخ بالتسبيح لله يقول: سبحان الملك القدوس سبحان الله الكريم المتعال لا إله
إلا الله الحي القيوم. فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الأرض وخفقت أجنحتها وأخذت
في الصراخ، فإذا سكن ذلك الديك في السماء سكتت الديكة في الأرض (1) " فذكر
حديثا طويلا في قصة المعراج شبيها بعشرين ورقة. أخبرناه محمد بن بسدوست النسوي
في قرية الحسن بن سفيان قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن أبي
خداش الموصلي قال: حدثنا عل بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه قال: حدثنا
عمر بن سليمان الدمشقي فذكره بطوله أكره وذكره لشهرته عند من كتب
الحديث وطلبه.
مياح بن سريع (2): يروى عن مجاهد العجائب، لا يحل الاحتجاج به، روى
عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - يروى عن ربه -: " بعزتي
وعظمتي وجلالي وارتفاعي لا يؤثر عبدي هواي على هواه إلا أقللت همومة ونزعت
الفقر من قلبه وجعلت الغنى بين عينيه واتجرت له وراء كل تاجر. وعزتي وجلالي
وعظمتي وارتفاعي لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا أكثرت همومه ونزعت الغنى
من قلبه وجعلت الفقر بين عينيه حتى لا أبالي بأي واحد هلك، وما يزال عبدي يتحبب
إلى بالنوافل حتى أحبه وإن أفضل ما مشى به عبدي في الأرض النصيحة وإذا كان
كذلك كنت بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به وفؤاده الذي يعقل به إن
دعاني أجبته وإن سألني أعطيته. أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عذابا
نظرت إليهم، فرددته عنهم بهم " أخبرناه يعقوب بن إسحاق القاضي قال: حدثنا

(1) الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: المهتم به ميسرة ونقل الأئمة في تضعيفه. الموضوعات
لابن الجوزي 8 / 3
(2) الميزان 230 / 4.
12

أحمد بن هشام الخوارزمي قال: حدثنا المغيرة بن موسى المرئي قال: حدثنا مياح عن
مجاهد في نسخة كتبناها عنه أكثرها مقلوبة
مروان بن سالم الجزري (1): من أعل قرقيسياء، يروى عن عبد الملك بن أبي
سليمان وأبى بكر بن أبي مريم روى عنه عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي رواد.
وهو الذي يروى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث ويقول: حدثنا مروان
أبو سلمة، كان ممن يروى المناكير عن المشاهير ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث
الاثبات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.
روى عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول
ما يجازى به المؤمن يوم القيامة أن يغفر لجميع من شيع جنازته " أخبرناه محمد بن
المسيب قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المرئي قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي
رواد عن مروان بن سالم عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس.
مروان بن شجاع (2): شيخ يروى عن إبراهيم بن أبي عبلة. روى عنه
أهل العراق. منكر الحديث، يروى المقلوبات عن أقوام ثقات، لا يعجبني
الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
روى عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: التقى عبد الله بن

(1) مروان بن سالم الجزري: قال البخاري: منكر الحديث، كان بقرقيسيا بالشام. وقال أحمد
وغيره: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك وقال مسلم وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال أبو عروبة
الحراني: يضع الحديث. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه. وقال النسائي: متروك
الحديث. الميزان 90 / 4 التاريخ الكبير 373 / 7
(2) مروان بن شجاع: قال أحمد: لا بأس به. وقال أبو حاتم: ليس بحجه قال البخاري: روى عنه
أبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن حنبل.
الميزان 91 / 4 التاريخ الكبير 372 / 7.
13

عمر وعبد الله بن عمرو على المروة فنزلا فتحدثا فقام ابن عمر يبكى فقلت: ما يبكيك
يا أبا عبد الرحمن فقال: هذا - يعنى عبد الله بن عمرو - سمع النبي عليه الصلاة والسلام
يقول: " من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله في النار "
أخبرناه إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بالبصرة قال: حدثنا زياد أبو أيوب قال:
حدثنا مروان بن شجاع عن أبي سلمة.
مروان بن محمد (1): وليس بالطاطري. شيخ يروى المناكير، لا يحل
الاحتجاج به، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " داوموا على الصلوات الخمس فإن الله افترضهن عليكم كما افترض شهر رمضان
فلا تتركوا الصلاة استخفافا بها ولا جحودا، فمن تركها فقد برئ منى. ألا وإني
موصيكم بصوم شهر رمضان " وذكر حديثا طويلا في ورقة. وهذا خبر
باطل لا أصل له.
مقاتل بن سليمان الخراساني (2): مولى الأزد، أصله من بلخ وانتقل إلى
البصرة وبها مات بعد خروج الهاشمية كنيته أبو الحسن، كان يأخذ عن اليهود
والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان شبهيا يشبه الرب بالمخلوقين وكان
يكذب مع ذلك في الحديث.

(1) مروان بن محمد السنجاري: شيخ يروى عن مالك. قال الدارقطني: ذاهب الحديث. وأما مروان
ابن محمد الطاطري فوثقه أبو زرعة وكان أحمد يثنى عليه وينعته بالعلم. الميزان 92 / 4.
(2) مقاتل بن سليمان الأزدي: البلخي المفسر. قال البخاري: لا شئ ألبتة. وقال ابن سعد:
يتقون حديثه وينكرونه. وقال العباس بن مصعب: كان مقاتل لا يضبط الاسناد وكان يقص في الجامع
بمرو. فقدم جهم فجلس إلى مقاتل، فوقعت العصبية بينهما، فوضع كل واحدا منهما على الآخر كتابا
ينقص عليه. وقال النسائي: كان مقاتل يكذب. وروى عباس عن يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال
الجوزجاني: كان دجالا جسورا. وقال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. وعن مقاتل بن حبان
قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر. وقال الشافعي: الناس عيال في التفسير على مقاتل.
الميزان 173 / 4 التاريخ الكبير 14 / 8 الطبقات الكبرى 105 / 7.
14

أخبرنا عمرو بن محمد قال: حدثنا محمد بن حبال قال: حدثنا عمر بن عبد الغفار:
سمعت سفيان بن عيينة وذكر عنده مقاتل بن سليمان فقال: كنت أتيته سرا
فقلت له: إن الناس يزعمون أنك لم تسمع من الضحاك فقال. لقد كان يغلق على
وعليه باب واحد.
سمعت إبراهيم بن محمد بن يوسف قال. سمعت الخضر بن حيان. سمعت يحيى بن
نصر بن حاجب: سمعت أبا حنيفة يقول: يا أبا يوسف احذر صنفين من خراسان
الجهمية والمقاتلية.
سمعت ابن خزيمة يقول. سمعت على بن خشرم يقول. سمعت وكيعا يقول،
لقينا مقاتل بن سليمان كان كذابا.
أخبرنا إبراهيم بن محمد. سمعت محمد بن يزيد، سمعت المقرئ عبد الله بن يزيد
يقول: حدثنا، إنا لله وإنا إليه راجعون. قلنا من يا أبا عبد الرحمن؟ قال:
مقاتل بن سليمان.
أخبرنا عمرو بن محمد قال: حدثنا محمد بن عبد بن حميد قال: حدثنا ابن أبي شيبة
وهو عثمان قال: حدثنا جرير عن مغيرة ابن عبد الرحمن قال: العجب لقوم يكون
ذلك فيهم رأسا. يعنى مقاتل بن سليمان.
أخبرناه الحسين بن صالح بن حمويه بهمدان قال: حدثنا عبد العزيز بن منيب
قال: حدثنا أبو معاوية النحوي قال: حدثنا خارجة قال: سمعت الكلبي يقول:
ما قتلت مسلما ولا معاهدا ولو رأيت مقاتل بن سليمان حيث لا يكون بيني وبينه أحد
لتقربت بدمه إلى الله عز وجل.
سمعت إبراهيم بن محمد يقول: سمعت محمد بن عبد الوهاب الفراء يقول: سمعت
15

ابن الرماج عن أبيه عن جده قال: كنا عند مقاتل بن سليمان بالهاجرة فقال: هذا
أو ان صلوات الرب.
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم قال:
حدثنا محمود بن غيلان قال: سئل وكيع عن مقاتل بن سليمان فقال: بات عندنا
ليلة والله المستعان.
سمعت أحمد بن الخضر يقول: سمعت الفضل بن عبد الجبار يقول: سمعت
أبا معاوية النحوي يقول: سمعت خارجة يقول: كان جهم بن صفوان ومقاتل بن
سليمان عندنا فاسقين فاجرين.
معلى بن عرفان بن سلمة (1): ابن أخي سفيان بن سلمة، يروى عن عمه
أبى وائل، عداده في أهل الكوفة، روى عنه وكيع، كان ممن يروى عن الاثبات
وعن عمه ما لم يحدث به عمه: وكان عرافا في طريق مكة، لا يحل الاحتجاج به.
روى عن أبي وائل عن عبد الله: " أن النبي عليه الصلاة والسلام كحل عين على
ببزاقه ". رواه عنه جعفر بن عون.
معلى بن هلال الطحان (2): يروى عن قيس بن مسلم ويونس بن عبيد،
روى عنه العراقيون، وكان يروى الموضوعات عن أقوام ثقات وكان أميا لا يكتب،
وكان غاليا في التشيع يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تحل الرواية عنه بحال
ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.

(1) معلى بن عرفان الأسدي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال
النسائي: متروك الحديث. الميزان 149 / 4 التاريخ الكبير 395 / 7
(2) معلى بن هلال بن سويد الكوفي الطحان: قال البخاري: تركوه، ونقل عن ابن المبارك أنه قال:
لوكيع: عندنا شيخ يضع الحديث كما يضع معلى. ورماه السفيانان بالكذب وقال ابن المديني: كان يضع
الحديث. وقال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب والوضع. وقال النسائي وغيره متروك. وقال أحمد:
كل أحاديثه موضوعة. الميزان 152 / 4 والتاريخ الكبير 396 / 7.
16

أخبرني محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة قال: سمعت أبا نعيم قال:
كنت مع ابن عيينة فسمع معلى بن هلال يحدث عن أبي نجيح فقال لي ابن عيينة:
يا أبا نعيم، يكذب.
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: سمعت
ميمون بن مهران يقول: قال الحجاج جئت إلى سفيان بن عيينة بالكوفة فاحتبست
عنه يوما فقال لي: أين كنت؟ عسى كنت عند الطحان المعلي بن هلال؟ قلت: نعم
قال: فلا تأته فإنه كذاب.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر
قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الامام مؤذنا " أخبرناه جعفر بن إدريس
القزويني بمكة قال: حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي قال: حدثنا خلف بن محمد كردوس
قال حدثنا معلى بن هلال عن محمد بن سوقة.
معلى بن عبد الرحمن الواسطي (1): يروى عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات،
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد روى عن عبد الحميد بن جعفر عن الزهري عن أنس بن
مالك قال: " يا أبا بكر ما أحد من أهل الكتاب أعلم من عبد الله بن سلام وفلان
اليهودي فأما عبد الله بن سلام فأسلم وأما اليهودي الآخر فلبث في اليهودية وكان
رجلا كثير المال فأقبل نحو المدينة فعرض له رجل من المهاجرين على قعود له فسايره
حتى قدما المدينة جميعا فلحقهما رسول الله صلى الله عليه وآله في سكة بنى فلان ومعه رجل من

(1) معلى بن عبد الرحمن الواسطي قال الدارقطني: ضعيف كذاب. وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وذهب ابن المديني إلى أنه كان يضع الحديث. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. وكان الدقيقي يثنى عليه
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. سئل ابن معين عنه فقال: أحسن أحواله أنه قيل له عند موته:
ألا تستغفر الله؟ فقال: ألا أرجو أن يغفر لي، وقد وضعت في فضل على - رضي الله عنه - تسعين حديثا
أو قال: سبعين حديثا.
الميزان 148 / 4
(م 2 - الجزء الثالث - المجروحين).
17

أصحابه فسلما على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه فرد رسول الله عليه الصلاة والسلام السلام،
فقال المسلم: يا رسول الله إني كنت بين ظهراني قوم نصارى أو يهود وأنهم كانوا
بجهد شديد فإني أخبرتهم أنهم إن أسلموا أكلوا العيش رغدا " وذكر الحديث بطوله
في إسلام زيد بن سعنة (1). أخبرناه أيوب بن محمد بن هاشم بواسط قال: حدثنا
خلف بن محمد كردوس الواسطي قال: حدثنا المعلى بن عبد الرحمن عن عبد الحميد
ابن جعفر، وليس هذا من حديث الزهري ولا من حديث أنس إنما هو من حديث
محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده. أخبرناه ابن
قتيبة قال: حدثنا ابن أبي السرى قال: حدثنا الوليد عنه. قد ذكرناه بطوله
في غير موضع من كتبنا.
مجاشع بن عمرو بن حسان الأسدي (2): يروى عن عبيد الله بن عمر. والليث
ابن سعد. روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروى
الموضوعات عن أقوام ثقات. لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا
الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص.
روى عن الليث بن سعد عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الأنبياء سادات أهل الجنة والشهداء قواد أهل الجنة وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة "
أخبرناه أحمد بن محمد بن الأزهر قال: حدثنا عنبس بن إسماعيل البغدادي (3)

(1) زيد بن سعنة: النون والياء والنون أكثر. أحد أحبار يهود ومن أكثرهم مالا، أسلم فحسن
إسلامه وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة وتوفى في غزوة تبوك مقبلا إلى المدينة. والخبر
أورده في أسد الغابة في قصة إسلام زيد. أسد الغابة 288 / 2.
(2) مجاشع بن عمرو: قال ابن معين: قد رأيته أحد الكذابين. وقال العقيلي: حديثه منكر. وقال
البخاري: مجاشع بن عمرو أبو سيف منكر مجهول. الميزان 436 / 3.
(3) في المخطوطة: " عبيس " والصحيح عنبس كما الموضوعات لابن الجوزي حيث روى الخبر وقال:
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نقل رأى ابن حبان في مجاشع كما نقل رأى
أبى الفتح الأزدي فيه: هو كذاب. وفى المشتبه: عنبس بن إسماعيل الفزاز جد والد ابن سمعون.
الموضوعات لابن الجوزي 253 / 1 المشتبه للذهبي 439.
18

قال: حدثنا مجاشع بن عمرو قال: حدثنا الليث بن سعد.
مسروح أبو شهاب (1): شيخ يروى عن الثوري ما لا بتابع عليه، روى عنه
يزيد بن موهب، لا يجوز الاحتجاج بخبره لمخالفته الاثبات في كل ما يروى.
روى عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يمشى على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول: نعم الحمل حملكما
ونعم العدلان أنتما " أخبرناه عمران بن فضالة بالموصل قال: حدثنا عيسى بن
عبد الله العسقلاني قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي قال: حدثنا
مشروح أبو شهاب.
محل بن محرز الضبي (2): من أهل الكوفة، يروى عن النخعي وأبى وائل
روى عنه وكيع والكوفيون، كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك
لكثرته ولا سلك مسلك المتقنين فيسلك له به مسلكهم، بل يجب التنكب عما انفرد
من الروايات وعما خالف الاثبات، وإن احتج به محتج فيما وافق الاثبات لم أر بذلك
بأسا، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
محرز بن هارون بن عبد الله بن محرز بن الهدير التيمي (3): من أهل المدينة،

(1) مسروح أبو شهاب: قال في الميزان: تكلم فيه وهو راوي: " نعم الجمل جملكما " بجيمين
فيهما قال العقيلي: لا يتابع عليه وقال بن أبي حاتم: سألت أبى عن مسروح، وعرضت عليه بعض حديثه "
فقال: يحتاج إلى التوبة من حديث باطل رواه عن الثوري: الميزان 97 / 4
(2) محل بن محرز الضبي: قال البخاري: كوفي، قال يحيى القطان: كان وسطا ولم يكن بذاك.
ونقل في الميزان عن أبي حاتم: لا يحتج به، ووثقه أحمد وغيره. وقد لخص الذهبي القول فيه بقوله: صدوق،
ولم يخرجوا له في الكتب شيئا. الميزان 445 / 3 التاريخ الكبير 20 / 8
(3) محرز بن هارون بن محرز: ترجم له البخاري باسم محرر بن هارون براءين وهو يوافق ما جاء
في التقريب والتهذيب وقال الدارقطني: غير البخاري يقول محرز وهو كذلك في الميزان. قال البخاري:
منكر الحديث. حسن له الترمذي حديث: " بادرا بالاعمال " وقال الدارقطني: ضعيف.
الميزان 443 / 3 التاريخ الكبير 22 / 8.
19

يروى عن الأعرج. وهو أخو هارون بن هارون المدني، روى عنه أبو مصعب
والمدنيون، كان ممن يروى عن الأعرج ما ليس من حديثه وعن غيره ما ليس من
حديث الاثبات. لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به.
المثنى بن الصياح (1): كنيته أبو عبد الله، أصله من اليمن سكن المدينة، يروى
عن عطاء وعمرو بن شعيب روى عنه العراقيون وسائر القربى، مات سنة تسع وأربعين
ومائة في آخرها، وكان ممن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدرى ما يحدث به
فاختلط حديثه الأخير الذي فيه الأوهام والمناكير بحديثه العظيم الذي فيه الأشياء
المستقيمة عن أقوام مشاهير فبطل الاحتجاج به.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن
لا يحدثان عن المثنى بن الصباح.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فالمثنى بن صباح؟ قال: ضعيف.
المثنى بن عمرو (2)، شيخ يروى عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات،
لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن أبي سنان عن أبي قلابة قال، كنت عند ابن عمر فقال: لقد تبيغ بي

(1) المثنى بن الصباح: قال البخاري: قال يحيى القطان: لم يترك المثنى من أجل عمرو بن شعيب
ولكن كان منه اختلاط. وقال أحمد: لا يسوى حديثه شيئا. وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت
ابن معين يقول: المثنى رجل صالح في نفسه ليس بذاك، كان من أبناء فارس. وروى معاوية عن ابن معين
قال: يكتب حديثه ولا يترك. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين.
الميزان 435 / 3 التاريخ الكبير 419 / 7.
(2) الميزان 435 / 3.
20

الدم يا نافع ابغ لي حجاما ولا تجعله شيخا ولا شابا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: " الحجامة على الريق أمثل فيها شفاء وبركة تزيد في العقل والحفظ. من
احتجم يوم الخميس والأحد يؤاثم قال: ثم يوم الخميس والثلاثاء فإنه يوم رفع الله فيه
عن أيوب البلاء وضربه يوم الأربعاء وليلة الأربعاء، ثم دعا بابن له صغير فقبله واشترط
ريقه وقيل زبه وقال: أما إنا نتوضأ من القبلة فأما من قبل مثل هذا فلا لأنها
قبلة رحمة (1) " أخبرناه الحسن الحسن بن سفيان قال: حدثنا سليمان بن معبد السنجي
قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا
المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة.
مفضل بن صدقة الحنفي (2): كنيته أبو حماد من أهل الكوفة، وهو الذي
يقال له: مفضل بن سعيد، يروى عن الكوفيين وأهل الحجاز، روى عنه معن بن
عيسى والناس. كان ممن يخطئ حتى يروى عن المشاهير الأشياء المناكير فخرج
عن حد الاحتجاج به إذا انفرد وفيما وافق الثقات فإن اعتبريه معتبر لم أر بذلك بأسا.

(1) الخبر دخله تحريف النساخ ولا شك. وقد آثرت أن أتركه على حاله فإن الضعف عليه واضح على
أن أقرب الأحاديث إليه ما رواه ابن ماجة والحاكم عن ابن عمر: قال يا نافع قد تبيغ بي الدم، فالتمس لي
حجاما وأجعله رفيقا، إن استطعت، ولا تجعله شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: الحجامة على الريق أمثل، وفيه شفاء وبركة، وتزيد في العقل وفى الحفظ،
فاحتجوا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا،
واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء
فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء، أو ليلة الأربعاء " أما الجزء الأخير من الخبر فهو شديد
النكارة ولم يرد منه شئ في ابن ماجة ولا فيما أورده السيوطي في الجامع الصغير. وقوله: " تبيغ به الدم:
بمعنى تردد فيه وتحير.
سنن ابن ماجة 1153 / 2 الجامع الصغير بشرح فيض القدير 404 / 3
(2) مفضل بن صدقه روى عباس عن يحيى: ليس بشئ وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي:
ما أرى بحديثه بأسا، وكان أحمد بن محمد بن شعيب يثنى عليه ثناء تاما.
الميزان 168 / 4 التاريخ الكبير 406 / 7.
21

مفضل بن مبشر الأنصاري (1): من أهل المدينة، يروى عن المدنيين،
روى عنه مروان بن معاوية الفزاري في أحاديثه أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات،
وفيها أشياء مقلوبة لا نشبه حديث الاثبات، كأنه كان يجيب فيما يسأل فمن هنا وقع
المناكير في رويته، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
المفضل بن مبشر فقال: لا شئ.
مفضل بن صالح الأسدي النخاس (2): من أهل الكوفة، يروى عن الأعمش،
روى عنه محمد بن إسماعيل الأحمسي، منكر الحديث، كان ممن يروى المقلوبات
عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها من كثرته، فوجب
ترك الاحتجاج به.
مينا: مولى عبد الرحمن بن عوف (3)، روى عنه عبد الرزاق عن أبيه
عنه، منكر الحديث قليل الرواية روى أحرفا يسيرة لا تشبه أحاديث الثقات،
وجب التنكب عن روايته.

(1) مفضل بن مبشر: ترجم له البخاري، وفى الميزان: الفضل بن مبشر الأنصاري، أبو بكر المدني.
ضعفه ابن معين والنسائي. قال ابن عدي: له عن جابر دون العشرة، وعامتها لا يتابع عليه. وقال
أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه.
الميزان 357 / 3، 170 / 4 التاريخ الكبير 114 / 7
(2) مفضل بن صالح: أبو جميلة الكوفي. قال البخاري وغيره: منكر الحديث. وقال ابن عدي:
أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي، وسائره أرجو أن يكون مستقيما. وله حديث آخر: " إنما مثل
أهل بيتي مثل سفينة نوح " قال الذهبي تعليقا على رأى ابن عدي: وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر.
الميزان 167 / 4 التاريخ الكبير 405 / 7
(3) مينا بن أبي مينا: ما حدث عنه سوى همام الصنعائي والد عبد الرزاق. قال أبو حاتم: يكذب.
وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك وقال عباس الدوري عن يحيى: ليس بثقة
وعنه أنه اشتد عليه في الرأي. الميزان 237 / 3 التاريخ الكبير 31 / 8.
22

منير بن الزبير الأزدي (1): من أهل الشام، شيخ يروى عن مكحول ما ليس
من حديثه كأنه مكحول آخر، ويأتي عن غيره من الثقات الأشياء المعضلات، لا تحل
الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
مبارك بن مجاهد المروزي (2): كنيته أبو الأزهر، يروى عن عبيد الله بن
عمر، روى عنه عبد العزيز بن أبي رزمة (3) وأهل خراسان، مات بالري قبل الثوري
بسنة أو سنتين، منكر الحديث ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات،
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
مبارك بن سحيم البناني (4): مولى عبد العزيز بن صهيب، من أهل البصرة،
يروى عن عبد العزيز بن صهيب، روى عنه البصريون، كان ممن ينفرد بالمناكير
عن عبد العزيز بن صهيب، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وإذا وافق الثقات فإن
اعتبر به معتبر لم يحرج في فعله ذلك.
المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي القرشي (5): من أهل المدينة، يروى

(1) منير بن الزبير: قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لدحيم: ما تقول في منير بن الزبير؟ فقال: تسأل
عنه وهو يروى عن مكحول قال: أتيت المقداد. يعنى من أين لحق المقداد. وروى عثمان بن سعيد الدارمي
عن دحيم: ضعيف وله حديث منقطع أورده في الميزان 193 / 4 التاريخ الكبير 20 / 8
(2) مبارك بن مجاهد المروزي: قال البخاري: قال أبو رجاء: كان مبارك بن مجاهد قدريا. وضعه.
وأبو رجاء هو قتيبة بن سعيد. قال في الميزان: ضعفه قتيبة وغيره، ولم يترك. وقال أبو حاتم: ما أرى
بحديثه بأسا. الميزان 432 / 3 التاريخ الكبير 427 / 7.
(3) عبد العزيز بن أبي رومة، عداده في أهل الخراسان، روى عن الحمادين وغيرهما. قال ابن سعد،
وكان ثقة. الطبقات الكبرى 107 / 7
(4) مبارك بن سحيم، قال البخاري، مبارك أبو سحيم، منكر الحديث يعد في البصريين. وقال
أبو زرعة، ما أعرف له حديثا صحيحا. وقال النسائي، لا يكتب حديثه.
الميزان 430 / 3 التاريخ الكبير 427 / 7
(5) منكدر بن محمد بن المنكدر: قال البخاري: قال ابن عيينة: لم يكن بالحافظ، روى عنه ابن
المبارك. قال في الميزان: اختلف اجتهاد يحيى وأحمد في تضعيفه وتقويته. وقال أبو حاتم: كان رجلا
صالحا كثير الخطأ وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو زرعة: ليس بالقوى. وكذا قال النسائي في مكان
آخر. الميزان 190 / 4 التاريخ الكبير 35 / 8.
23

عن أبيه، روى عنه قتيبة بن سعيد والعراقيون، وكان من خيار عباد الله ممن اشتغل
بالتقشف وقطعنة العبادة عن مراغاة الحفظ والتعاهد في الاتقان فكان يأتي بالشئ
الذي لا أصل له عن أبيه توهما، فلما ظهر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره
ومات المنكدر بن محمد سنة ثمانين ومائة.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول منكدر بن محمد بن المنكدر ليس بشئ.
المسيب بن شريك التميمي (1): كنيته أبو سعيد أصله من بخارى، سكن
الكوفة، يروى عن الحجازيين والعراقيين مثل الثوري وإدريس الأودي، مات
سنة ست وثمانين ومائة، وكان شيخا صالحا كثير الغفلة لم تكن صناعة الحديث
من شأنه، يروى فيخطئ، ويحدث فيهم من حيث لا يعلم، فظهر من حديثه المعضلات
التي يرويها عن الاثبات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل التعجب.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
المسيب بن شريك؟ قال: ليس بشئ.
مندل بن علي العنزي (2): أخو حبان بن علي، كنيته أبو عبد الله، من

(1) المسيب بن شريك: أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي. قال البخاري، سكنوا عنه. وقال يحيى
ليس بشئ. وقال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال مسلم وجماعة متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. حدث
عنه إسحاق بن بهلول. أورد في الميزان ما أنكره عليه أحمد بن حنبل وغيره مما أنكروه عليه.
الميزان 114 / 4 التاريخ الكبير 408 / 8
(2) مندل بن علي العنزي: مثلث الميم روى البخاري عن عبد الله بن الأسود عن الحسن بن أبي القاسم
قال: ذكرنا لشريك حديث مندل في التجرد عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود فقال: كذب المندل
أنا أخبرت الأعمش عن عاصم عن أبي قلابة. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو زرعة: لين. وقال أحمد
ضعيف وقال العجلي: جائز الحديث بتشيع. الميزان 180 / 4 التاريخ الكبير 73 / 8.
24

أهل الكوفة، يروى عن هشام بن عروة وابن جريج والأعمش، روى عنه وكيع
وأهل الكوفة. وكان مرجئا من العباد إلا أنه كان يرفع المراسيل ويسند الموقوفات
ويخالف الثقات في الروايات من سوء حفظه، فلما سلك غير مسلك المتقنين
مما لا ينفعك منه البشر من الخطأ وفحش ذلك منه عدل به غير مسلك العدول فاستحق
الترك. وكان أخوه حبان يتشيع ومات مندل بن علي سنة ثمان وستين ومائة.
أخبرنا الزيادي قال: حدثنا محمد بن علي الفرقدي قال: حدثنا إسماعيل بن
عمرو قال: قال لي معاذ بن جبل: دخلت الكوفة فلم أر أحدا أروع من
مندل بن علي.
قال أبو حاتم: وقد قيل إن مندلا كان لقبا واسمه عمرو، وقال عبد الرحمن
ابن أبي حماد المقرى: إن حبان بن علي رثى أخاه مندل بن علي حين مات فقال:
عجبا يا عمرو من غفلتنا * والمنايا مقبلات عنقا
راصدات نحونا مسرعة * يتخللن إلينا الطرقا
فإذا أذكر فقدان أخي * أتقلب في لحافي أرقا
وأخي: أي أخ مثل أخي؟ * قد جرى في كل خير سبقا
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أهدى له هدية وعنده قوم فهم فيه
شركاء (1) " أخبرناه محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا جباره بن مغلس قال:
حدثنا مندل بن علي عن ابن جريج.
وروى عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس

(1) الخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات 92 / 3.
25

قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ريح الولد من ريح الجنة (1) " أخبرناه ابن زهير
قال: حدثنا أبو زرعة الرازي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال:
حدثنا مندل بن علي.
وروى عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
قال: " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح قوارير يشرب فيه " أخبرناه محمد بن المسيب قال:
حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا مندل بن علي
عن محمد بن إسحاق.
مطهر بن الهيثم (2): شيخ يروى عن موسى بن علي بن رباح، روى عنه أبو همام
الوليد بن شجاع، منكر الحديث، يأتي عن موسى بن علي ما لا يتابع عليه، وعن غيره
من الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات.
روى عن موسى بن علي عن أبيه عن أبي هريرة: " أن النبي عليه الصلاة
والسلام مر بقوم يلعبون الشطرنج فقال: هذه الكوبة (3)؟ ألم أنه عن ثمنها؟
لعن الله من يلعب بها " رواه عنه أبو همام وغيره من أهل العراق.
مطرح بن يزيد الكناتي (4): كنيته أبو المهلب، أصله من الكوفة، انتقل
إلى الشام وسكنها يروى عن علي بن يزيد وعبيد الله بن زحر، روى عنه الثوري
وإسماعيل بن عياش.

(1) الخبر أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير والبيهقي في شعب الايمان، ورمز له السيوطي بالضعف.
الجامع الصغير 42 / 4
(2) مطهر بن الهيثم، قال أبو سعيد بن يونس: متروك الحديث، أشار الذهبي إلى خبر الشطرنج على أنه
من مناكيره. الميزان 129 / 4 التاريخ الكبير 81 / 5
(3) الكوبة: هي الترد وقيل الطبل وقيل البربط النهاية.
(4) مطرح بن يزيد أبو المهلب: لخص الذهبي القول فيه فقال: مجمع على ضعفه، روى عنه الثوري
وجماعة. ضعفه أبو حاتم والنسائي، وقال يحيى: ليس بثقة.
الميزان 123 / 4 التاريخ الكبير 19 / 8.
26

أخبرنا مكحول ببيروت قال: حدثنا جعفر ين أبان قال: قلت ليحيى بن معين:
مطرح بن يزيد؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم. هذا الذي قاله أبو زكريا - رحمة الله عليه - ليس مما يعتمد
عليه مطلقا لأنا لا نستحل القدح في مسلم بغير بينة ولا الجرح في محدث من غير علم.
ومطرح بن يزيد هذا ليس يروى إلا عن عبيد الله بن زخر وعلي بن يزيد وكلاهما
ضعيفان، وإنما رواية على بن يزيد وعبيد الله بن زحر عن القاسم بن عبد الرحمن
والقاسم واه، فكيف يتهيأ إطلاق الجرح على محدث لم يرو إلا عن الضعفاء، وهل
يتهيأ السبر في أمر المحدثين والاعتبار بالثقات والمتروكين إلا بتمييز رواية العدول عن
الثقات والضعفاء ورواية المتروكين عن الثقات والمدلسين. فمتى لم يجتمع على شيخ
واحد شيخان أحدهما ثقة والآخر ضعيف فيروى عنهما لا يتهيأ إطلاق الجرح عليه إلا
بعد الاعتبار بحديثه من رواية الثقات هل خالف الاثبات فيها أم لا؟ أو روى عن ثقة
مالا أصل له؟ فمتى عدم هذه الدلائل لم يسحق القدح فيه، ومطرح هذا لا يحتج بروايته
بحال من الأحوال لما روى عن الضعفاء. فإن وجد له خبر صحيح روى عن ثقة عن
عدل كذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله موصولا حكم عليه. ثم يترك الاحتجاج بما انفرد
والاعتبار بما روى عن الثقات وترك ما روى عن الضعفاء على الأحوال. هذا حكم
الاعتبار بين المحدثين والمتروكين.
مرجى بن رجاء الضرير (1): خال أبى عمر الحوض، كنيته أبو رجاء، من أهل
البصرة يروى عن داود بن أبي هند، روى عنه العراقيون، كان ممن ينفرد عن المشاهير

(1) مرجى بن رجاء البصري الضرير: علق له البخاري في صحيحه، ضعفوه وقد وثقه أبو زرعة.
قال ابن معين: ضعيف وهو أصلح من مرجى بن وداع الحوضي. وقال أبو داود: مرجى بن رجاء
صاحب التعبير ضعيف. وقال مرة: صاحب.
الميزان 87 / 4 التاريخ الكبير 8 / 26.
27

بالمناكير ويرفع المراسيل من حيث لا يعلم على قلة روايته، فلما كثر مخالفته للاثبات
فيما روى عن الثقات خرج عن حد العدالة إلى الجرح، وسقط الاحتجاج به فيما انفرد.
فأما ما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر دون أن يحتج به لم أر بذلك بأسا وكان
الحوضي يكذبه وترك حديثه.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: مرجى بن
رجاء ليس حديث بشئ.
مشرح بن هاعان (4): كنيته أبو مصعب، عداده في أهل مصر، يروى عن
عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، روى عنه ابن لهيعة والليث وأهل مصر،
والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات.
مصعب بن سلام التميمي (5): من أهل الكوفة، يروى عن عمرو بن قيس
وشعبة، روى عنه أهل العراق انقلبت عليه صحائفه فكان يحدث ما سمع من هذا
عن ذاك وهو لا يعلم وما سمع من ذاك عن هذا من حيث لا يفهم فبطل الاحتجاج
بكل ما روى عن شعبة إنما هو ما سمع من الحسن بن عمارة.
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام (3): من أهل المدينة،

(1) الميزان 117 / 4 التاريخ الكبير 45 / 8.
(2) مصعب بن سلام التميمي: قال البخاري: قال أحمد بن سليمان: انقلبت على مصعب بن سلام
أحاديث يوسف بن صهيب جعلها عن الزبرقان السراج، وقدم ابن أبي شيبة فجعل يذاكر عنه أحاديث
عن شعبه والحسن بن عمارة انقلبت عليه. ضعفه على بن المديني. وقال أبو حاتم: محله الصدق. ولابن
معين فيه قولان. الميزان 120 / 4 التاريخ الكبير 354 / 7
(3) مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير: ضعفه يحيى بن معين وأحمد. وقال أبو حاتم: لا يحتج
به وقال النسائي: ليس بالقوى، قال الزبير: كان مصعب من أعبد أهل زمانه، قيل كان يصوم الدهر
ويصلى في اليوم والليلة ألف ركعة حتى يبس من العبادة.
الميزان 118 / 4 التاريخ الكبير 353 / 7.
28

يروى عن هشام بن عروة، روى عنه أهل العراق، منكر الحديث، ممن ينفرد
بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه، مات سنة سبع
وخمسين ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ويكنى أبا عبد الله.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن
مصعب بن ثابت فقال: ضعيف قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي حازم عن
سهل بن سعد قال قال النبي عليه الصلاة والسلام: " المؤمن يألف ولا خير فيمن
لا يألف ولا يؤلف " أخبرناه أبو عروبة قال: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد والمسيب
ابن واضح قال: حدثنا عيسى بن يونس عن مصعب بن ثابت عن أبي حازم.
وروى عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" خير المجالس أوسعها " أخبرناه محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا حفص بن عمر
الدوري قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدثنا مصعب بن ثابت عن عبد الله
ابن أبي طلحة (1).
مطرف بن مازن الكناني (2): قاضي اليمن، يروى عن معمر وابن جريج،
روى عنه الشافعي وأهل العراق كان ممن يحدث بما لم يسمع، ويروى ما لم يكتب عمن
لم يره. لا تجوز الرواية عنه إلا عند الخواص للاعتبار فقط.
أخبرني محمد بن المنذر قال: سمعت العباس بن محمد قال لي يحيى بن معين، قال لي

(1) الحديثان أوردهما في الجامع الصغير ورمز لهما السيوطي بالصحة الأول عند أحمد بن حنبل من حديث
سهل بن سعد الساعدي. كما رواه الحاكم من حديث أبي هريرة وقال: على شرطهما ولم أعلم له علة.
ولكن الذهبي تعقبه وأعل الخبر بالانقطاع.
أما الحديث الثاني. فقد أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد. وأبو داود. والحاكم في المستدرك
والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري. كما أخرجه الحاكم والبيهقي عن أنس. وأعل الطريقي
الثاني بمصعب بن ثابت. الجامع الصغير بشرح الفيض 253 / 6، 476 / 3
(2) الميزان 125 / 4 التاريخ الكبير 398 / 4.
29

هشام بن يوسف: جاءني مطرف بن مازن فقال، أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى
أسمعه منك، فأعطيته فكتبها فجعل يحدث بها عن معمر نفسه وعن ابن جريح فقال لي
هشام، انظر في حديثه فهو مثل حدثني سواء، فأمرت رحلا فجاءني بأحاديث مطرف
فعارضتها بها فإذا هي مثلها سواء فعلمت أنه كذاب.
المنهال بن خليفة أبو قدامة العجلي البكري (1)، من أهل الكوفة، يروى عن
الكوفيين، روى عنه أبو معاوية الضرير، كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير.
لا يجوز الاحتجاج به.
سمعت محمد بن محمود يقول، سمعت الدارمي يقول، قلت ليحيى بن معين،
فالمنهال أبو خليفة؟ قال، ضعيف.
مهدي بن هلال (2) كنيته أبو عبد الله من أهل البصرة، يروى عن البصريين
وأهل الحجاز، روى عنه العراقيون كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات
والمعضلات عن الثقات حتى خرج عن حد الاحتجاج به بحال.
أخبرنا الهمداني قال، حدثنا عمرو بن علي قال، رأيت يحيى بن سعيد يقول
لرجل، رأيتك عند مهدي بن هلال لا تأته فإنه كذاب.
مبشر بن عبيد الحلي (3)، يروى عن الثقات الموضوعات، لا يحل كتابة
حديثه إلا على جهة التعجب.

(1) المنهالي بن خليفة البكري العجلي. أبو قدامة العجلي. ضعفه ابن معين وغيره، وقال أبو داود:
جائز الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال البخاري فيه نظر. وقال مرة: حديثه منكر.
الميزان 191 / 4 التاريخ الكبير 12 / 8
(2) مهدي بن هلال: أبو عبد الله البصري: نقل البخاري عن يحيى بن سعيد القطان قوله: مهدي
غير ثقة. وكذبه ابن معين وقال الدارقطني: وغيره. متروك. وقال ابن معين أيضا: صاحب بدعة.
يضع الحديث. وساق له ابن عدي أحاديث وقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وروى عن عطاء قوله: كان
مهدي قدريا. الميزان 196 / 4 التاريخ الكبير 425 / 7
(3) ميشر بن عبيد الحمصي: قال أحمد كان: يضع الحديث وقال البخاري: مبشر بن عبيد القرشي
عن الحجاج عن الفضيل بن عمرو وغيره، روى عن بقية، منكر الحديث. وقد طول ابن عدي ترجمته
في الواهيات، وقال: أصله كوفي قيل كان من فراء القرآن فشغل عن ضبط الحديث.
الميزان 433 / 3 التاريخ الكبير 11 / 8.
30

روى عن الحجاج بن أرطاة بن عطاء وعمرو بن دينار بن جابر قال قال النبي
عليه الصلاة والسلام، " لا مهر دون عشرة دراهم " أخبرناه ابن قحطبة قال، حدثنا
زكريا بن يحيى الرسعني قال، حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا مبشر بن عبيد هكذا قاله
أبو المغيرة وأخبرناه محمد بن أحمد بن أبي عون قال، حدثنا على بن حجر قال،
حدثنا بقيه عن مبشر بن عبيد مثله.
وأخبرنا أبو يعلى قال، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال، حدثنا بقية
قال، حدثنا مبشر بن عبيد بن أبي الزبير بن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
" لا تنكحوا النساء إلا من الأكفاء ولا يزوجهن إلا الأولياء ولا مهر دون عشرة
الدراهم " وهذا التخليط من مبشر بن عبيد، مرة كان يحدث هكذا
ومرة هكذا (1).
مسور بن الصلت (2)، من أهل المدينة، سكن الكوفة، يروى عن أهلها،
روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي والعراقيون، كان غاليا في التشيع يشتم السلف،
وكان يروى عن الثقات الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به، كان أحمد بن حنبل
يكذبه، وأما يحيى فحسن القول فيه.
سمعت محمد بن محمود يقول، سمعت صالح بن محمد يقول: سألت يحيى بن معين
بن مسور بن الصلت فقال، شيخ صدوق.

(1) الخبر أورده ابن الجوزي من طرق ثلاثة ثم نقل عن أبي أحمد بن عدي قوله: هذا الحديث مع
اختلاف ألفاظه في المتون واختلاف إسناده باطل لا يرويه إلا مبشر، قال أحمد: مبشر ليس بشئ.
أحاديثه موضوعات، كذب. يضع الحديث. وقال الدارقطني: يكذب.
الموضوعات لابن الجوزي 263 / 2
التاريخ الكبير 421 / 7.
31

قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محمد بن المنكدر عن جابر عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل معروف صدقة، وما أنفق الرجل على أهله كتب له صدقة،
وما وقى به المرء عرضه كتب له صدقة، وكل نفقة مؤمن في غير معصية فعلى الله خلفها
ضامنا إلا نفقة في بنيان " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا بشر بن الوليد الكندي
قال، حدثنا مسور بن الصلت قال، حدثنا محمد بن المنكدر.
مسحاج بن موسى الضبي (1)، من أهل الكوفة، سكن واسط، كان جمالا
للحاج، يروى عن أنس بن مالك. روى عنه المغيرة بن مقسم، روى حديثا واحدا
منكرا في تقديم صلاة الظهر قبل الوقت للمسافر، لا يجوز الاحتجاج به.
سمعت أحمد بن محمد بن الحسين، سمعت الحسن بن عيسى، قلت لابن المبارك،
حدثنا أبو نعيم بحديث حسن قال، ما هو؟ قلت، حدثنا أبو نعيم عن مسحاج عن
أنس بن مالك قال، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ونزلنا منزلا فقلنا، زالت الشمس
أو لم تزل صلاة الظهر ثم ارتحل (2) " فقال ابن المبارك، وما حسن هذا الحديث أنا
أقول، كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلى قبل الزوال وقبل الوقت.
مؤمل بن سعيد بن يوسف أبو فراس الرحبي (3)، من أهل الشام، يروى
عن أبيه وأسد بن وداعة. روى عنه سليمان بن سلمة وسلمة بن سليمان المروزي،
منكر الحديث جدا، فلست أدرى وقع المناكير في روايته منه أو من سليمان بن سلمة،

(1) مسماج بن موسى الضبي: قال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو داود: ثقة.
الميزان 96 / 4 التاريخ الكبير 67 / 8
(2) هكذا في المخطوطة ولم أعثر عليه فيما لدى من مراجع ويشبه أن يكون الأصل: " أو لم تزل،
فصلى صلاة الظهر ثم ارتحل ".
(3) مؤمل بن سعيد بن يوسف: أبو فراس الرحبي. قال البخاري: منكر الحديث. وكذلك وقال
أبو حاتم. الميزان 229 / 4 التاريخ الكبير 49 / 8.
32

لان سليمان كان يروى الموضوعات عن الاثبات، فإن كان منه أو من مؤمل أو منهما
معا بطل الاحتجاج برواية يرويانها. وقد روى سلمة بن سليمان - وهو ثقة -
عن مؤمل بن سعيد هذا عن أسد بن وداعة عن وهب بن منبه عن طاوس بن ثوبان
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " احذروا دعوة المؤمن وفراسته فإنه ينظر بنور الله
وينطق بتوحيد الله (1) ".
مسلمة بن علي الخشني (2): كنيته أبو سعيد، من أهل دمشق، يروى عن
ابن جريج والأوزاعي والزبيدي روى عنه أهل الشام، كان ممن يقلب الأسانيد
ويروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهما فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به
روى عن الأوزاعي عن الزبيدي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " ما مسخت أمة قط فيكون لها ناسلة " أخبرناه الحسن بن
عبد العزيز قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: حدثنا مسلمة
ابن علي عن الأوزاعي والزبيدي.
وروى عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك "
إنما هو عن الأوزاعي عن حسان بن عطية أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرناه
الحسن بن سفيان قال: حدثنا حبان قال: أخبرنا عبد الله عن الأوزاعي عن
حسان بن عطية.

(1) لفظ الخبر في الجامع الكبير: " فإنه ينطر بنور الله وينطق بتوفيقه " أخرجه أبو نعيم في الحلية.
الجامع الكبير 422 / 1
(2) مسلمة بن علي الخشني: بتصغير على قال في المشتبه: كان يكره تصغير اسم أبيه كموسى بن علي،
وإنما صغرا في أيام بنى أمية مراغمة من الجهلة. قال دحيم: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به.
وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
الميزان 373 / 3 التاريخ الكبير 159 / 7 المشتبه 469
(م - 3 مجروحين - ج 3).
33

سمعت محمد بن محمود: سمعت الدارمي: قلت ليحيى بن معين، فمسلمة بن علي؟
قال، ليس بشئ.
قال أبو حاتم، وروى عن الأوزاعي عن مكحول عن رجاء بن حياة عن
عبد الله بن عمر قال، " صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال لنا: هل
تقرؤون القرآن معي؟ قلنا، نعم قال، فلا تفعلوا إلا بأم القرآن " وهذا خطأ من
جهتين، إنما هو عند الأوزاعي عن الزهري عن أبي أكيمة عن أبي هريرة هذا
اللفظ بعينه. وهو عند مكحول عن رجاء بن حياة عن أبي نعيم عن عبادة
موقوف ليس بهذا اللفظ.
وروى عن ابن جريح عن حميد عن أنس. " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعود
مريضا إلا بعد ثلاث " أخبرناه عمر بن سنان وابن مسلم وابن قتيبة في آخرين قال:
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا مسلمة بن علي.
ورى عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار، سيحون وجيحون وهو
نهر بلخ والدجلة والفرات وهو نهر العراق والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من
عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل فاستودعها
الجبال وأجراها في الأرضين وجعل فيها منافع للناس في أصناف معاشهم. فذلك
قوله: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) فإذا كان عند
خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبرئيل يرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر
الأسود من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الأنهار الخمس
يرفع كل ذلك إلى السماء. وذلك قوله: (وإنا على ذهاب به لقادرون) فإذا رفعت
هذه الأشياء من الأرض فقد ذهب من أهلها خير (1) الدنيا والآخرة " أخبرناه محمد

(1) في المخطوطة: " فقد ذهب من أهلها في الدنيا والآخرة " وفى الميزان: " فقد أهلها خير الدنيا
والدين " وواضح أن كلمة " خير " صحفت فأصبحت في ولذلك فقد أثبتها استنادا إلى ما جاء) (في الميزان.
34

ابن سليمان بن فارس قال: حدثنا رجاء بن عبد الرحيم الهروي أبو المضاء قال: حدثنا
سعيد بن سابق الأزرق قال: حدثني مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان.
مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي (1): من أهل البصرة، كان يجاور بمكة
كثيرا ويتصالح، يروى عن جعفر بن محمد وعمرو بن دينار، روى عنه عقبة بن
مكرم والناس، كان ممن يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات حتى إذا سمعها المبتدئ
في الصناعة علم أنه لا أصول لها.
وهو الذي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: رأيت خفاشا مختونا. أخبرناه
الحسن بن سفيان قال: حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال: حدثنا يزيد بن موهب
الرملي قال: حدثنا مسعدة بن اليسع قال، سمعت جعفر بن محمد يقول: رأيت
خفاشا مختونا.
وهو الذي روى عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر، " أن رجلا
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أعلم؟ قال، من يجمع علم الناس إلى علمه. وكل
صاحب علم غرثان " أخبرناه أبو يعلي قال، حدثنا عقبة بن مكرم قال، حدثنا
مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار.
معبد بن خالد الجهني (2)، كان يجالس الحسن، وهو أول من تكلم بالبصرة

(1) مسعدة بن اليسع بن قيس البصري الباهلي: أورد البخاري عن قتيبة قال: أدركته ولم أكتب
عنه، وكان يذكر بالصلاح، قال أحمد: مسعدة بن اليسع ليس بشئ خرقنا حديثه، وتركنا حديثه منذ
دهر. وكذبه أبو داود. الميزان 98 / 4 التاريخ الكبير 26 / 8
(2) معبد الجهني البصري: قال البخاري: كان أول من تكلم بالبصرة في القدر قاله المقرى عن
كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن معمر، وقال لنا موسى عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال:
لقيت معبدا الجهني بمكة بعد ابن الأشعث، وهو جريح، وقد قاتل الحجاج في المواطن كلها، فقال: ليت
الفقهاء والناس، فإذا كأنه نادم على قتال الحجاج. نهى الحسن عن مجالسته وقال: هو ضال مضل. وقد
وثقه ابن معين. الميزان 141 / 4 التاريخ الكبير 399 / 7.
35

في القدر فسلك أهل البصرة بعده مسلكه فيها لما رأوا عمرو بن عبيد يتنحله -
والمبتدع إذا حدث لعبرة ثم دعا الناس إليها لا يجوز الاحتجاج به بحال. قتله الحجاج
ابن يوسف صبرا. وقد قيل، إنه معبد بن عبد الله بن عويمر. روى عنه
يحيى بن معين.
معان بن رفاعة اللامي (1)، من أهل دمشق، يروى عن الشاميين، روى عنه
أهل بلده، منكر الحديث، يروى مراسيل كثيرة ويحدث عن أقوام مجاهيل،
لا يشبه حديثه حديث الاثبات فلما صار الغالب على روايته ما تنكر القلوب استحق
ترك الاحتجاج به.
مالك بن مالك (2)، شيخ يروى عنه أبو إسحاق البيعي في فضائل على
مراسيل ليست بمسانيد، كلها مناكير لا أصول لها، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكر
ما روى إلا على جهة التعجب.
مالك بن سليمان أبو غسان النهشلي (3)، من أهل البصرة، يروى عن يزيد
الضبي والبصريين. روى عنه الصلت بن مسعود، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث

(1) معان بن رفاعة الدمشقي. وقيل الحمصي. السلامي. وقيل السلائي وقيل السلمي. وثقه ابن المديني
وقال الجوزجاني: ليس بحجة، ولينه يحيى بن معين. مات مع الأوزاعي تقريبا وهو صاحب حديث ليس
بمتقن. الميزان 134 / 4 التاريخ الكبير 70 / 8
(2) مالك بن مالك: قال البخاري: قال لي عبد الله بن محمد: حدثنا حسين الأشقر الكوفي. جليس
يحيى بن آدم - قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مالك بن مالك - ضيف كان لمسروق - عن
صفية بنت حي قالت: " قلت يا رسول الله ليس من نسائك أحد إلا ولها عشيرة تلجأ إليها غيري، فإن
حدث بك حدث فإلى من؟ قال: إلى على " ولا يعرف مالك إلا بهذا الحديث الواحد ولم يتابع عليه.
فإذا تأملنا هذا علما أن الرجل لم يعرف إلا بهذا الحديث. وكلام ابن حبان هنا يشعر بأن له أحاديث.
ومهما يكن من شئ فقد ذكره في ثقاته.
الميزان 428 / 3 التاريخ الكبير 311 / 8
(3) الميزان 427 / 3.
36

الاثبات، روى عن يزيد بن نعامة الضبي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، " لا تشتر من
الإماء إلا صناعة اليدين. رواه عنه الصلت بن مسعود.
مالك بن يحيى بن عمرو بن مالك البكري (1)، كنيته أبو غسان، من أهل
البصرة، يروى عن أبيه، روى عنه يعقوب بن سفيان والعراقيون، منكر الحديث
جدا. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد عن الثقات بالمفاريد التي لا أصول لها.
المنذر بن زياد الطائي (2)، من أهل البصرة، يروى عن عمرو بن دينار وزيد
ابن أسلم، روى عنه العراقيون كان ممن يقلب الأسانيد وينفرد بالمناكير عن المشاهير
فاستحق ترك الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن الوليد بن سريع عن ابن أبي أوفى عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه
كان يمس لحيته في الصلاة. أخبرناه جماعة عن عمرو بن علي الصيرفي عنه.
وهو الذي روى عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل لهو مكروه إلا ملاعبة الرجل امرأته ومشيه بين الهدبتين أو تعلقه قوسه (3).
أخبرناه محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال، حدثنا حفص بن عمرو الربالي قال،
حدثنا المنذر بن زياد.

(1) الميزان 429 / 3.
(2) المنذر بن زياد الطائي: قال الدارقطني: متروك، ووهم فيه من قلبه فقال: زياد بن منذر، وقال الفلاس:
كان كذابا. وساق له ابن عدي مناكير وعند محمد بن صدران عنه مائه حديث. الميزان 181 / 4
(3) هكذا في المخطوطة وفى حديث جابر بن عبد الله عند النسائي. " كل شئ ليس من ذكر عند الله لهو ولعب
لا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشى الرجل بين الفرضين، وتعليم
السباحة " ومن حديث عقبة بن عامر عند أبي داود والنسائي: " ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل
حرسه، وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله ".
الجامع الصغير 23 / 5 مختصر السنن للمنذري 370 / 3 الجامع الكبير 700 / 1.
37

مرزوق بن أبي الهذيل (1)، من أهل الشام، يروى عن الزهري، روى عنه
الوليد بن مسلم، ينفرد عن الزهري بالمناكير التي لا أصول لها من حديث الزهري،
كان الغالب عليه سوء الحفظ فكثر وهمه، فهو فيما انفرد به من الاخبار ساقط
الاحتجاج به وفيما وافق الثقات حجة إن شاء الله.
مجاشع بن يوسف السلمي (2)، شيخ يقلب الأسامي في الاخبار ويرفع الموقوف
من الآثار، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
وهو الذي روى عن يزيد بن ربيعة الدمشقي عن وائلة بن الأسقع قال، سمعت
النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " من طلب علما فأدركه أعطاه الله كفلين من الاجر
ومن طلب علما ولم يدركه أعطاه الله كفلا من الاجر " فغيره فقال: " من طلب علما
فأدركه أعطاه الله أجر ما علم وأجر ما عمل ومن طلب علما فلم يدركه أعطاه الله
أجر ما علم وسقط عنه أجر ما لم يعمل (3). أخبرناه أبو يعلى قال، حدثنا الهذيل
ابن إبراهيم الحماني قال. حدثنا مجاشع بن يوسف قال، حدثنا يزيد بن ربيعة، أقلب
اسمه. إنما هو ربيعة بن يزيد ورفعه وهو قول وائلة.
معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع (4)، كنيته أبو محمد، يروى عن أبيه،
روى عنه العراقيون، ينفرد عن أبيه بنسخة أكثرها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به
ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.

(1) الميزان 88 / 4 التاريخ الكبير 384 / 7.
(2) الميزان 437 / 3.
(3) يشبه أن تكون الفقرة الأخيرة: " أعطاه الله أجر ما عمل، وسقط عنه أجر ما لم يعلم ".
(4) معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع: قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين:
ليس بثقة وقال صالح جزرة: ليس بشئ، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.
الميزان 156 / 4.
38

روى عن أبيه محمد عن أبيه عبيد الله بن أبي رافع قال: " كنت جالسا عند
النبي صلى الله عليه وسلم فمسح بيده على رأسي وقال: عليكم بسيد الخضاب الحناء يطيب البشرة
ويزيد في الجماع " أخبرناه القطان بالرقة قال: حدثنا العباس بن إسماعيل الغريق
قال: حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله.
مصدع أبو يحيى المعرقب الأنصاري (1): يروى عن عائشة وابن عباس. كان
صديقا لعمرو بن دينار، روى عنه سعد بن أوس وأهل البصرة.
وهو الذي روى عنه الكوفيون ويقولون: أبو يحيى الأعرج. كان ممن
يخالف الاثبات في الروايات وينفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات مما يوجب ترك
ما انفرد منها والاعتبار بما وافقهم فيها.
منصور بن عبد الحميد الجزري أبو رياح (2). قدم بلخ، شيخ يروى عن أبي
أمامة الباهلي.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثنا عبد الله بن موسى الخاني عنه
عن أبي أمامة بنسخة شبيها بثلاثمائة حديث أكثرها موضوعة لا أصول لها، لا يحل
الرواية عنه، وإنما ذكرته ليعرف لان أصحابنا كتبوا حديثه.
أخبرنا الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد: سمعت عمر بن هارون يقول: لما
قدم أبو رياح بلخ كان يروى عن أمامة. فخرج أطروش بالسحر فلقيه رجل فقال.
أين تريد؟ قال. أريد هذا الذي لقي جبريل ومكائيل.
منصور بن سقير أبو النضر (3): شيخ بغدادي يروى عن موسى بن أعين وعبيد الله بن

(1) الميزان 118 / 4 التاريخ الكبير 65 / 8
(2) الميزان 185 / 4.
(3) منصور بن سقير ويقال ابن صقير الحراني: قال أبو حاتم: ليس بالقوى، وقال العقيلي: في حديثه
بعض الوهم، ثم ذكر له خبرين: ذكر حديثه الذي أورده هنا ليحيي بن معين فقال: هذا باطل وصحح إسناده
وقال أبو حاتم: هذا الحديث باطل في الأصل.
الميزان 185 / 4 التاريخ الكبير 346 / 7.
39

عمر المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن موسى بن أعين قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة
والجهاد حتى ذكر سهام الخير وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله " أخبرناه على
ابن عبد الله بن مبشر بواسط قال: حدثنا جابر بن كردي قال: حدثنا منصور بن
سقير. وهذا خبر مقلوب تتبعته مرة لان أجد لهذا الحديث أصلا أرجع إليه فلم أره
إلا من حديث إسحاق بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر، وإسحق بن أبي فروة
ليس بشئ في الحديث وعبيد الله بن عمر وسمع من إسحاق بن أبي فروة فكأن موسى
ابن أعين سمعه من عبيد الله بن عمرو في المذاكرة عن إسحاق بن أبي فروة فحكاه
فسمعه منصور بن سقير عنه فسقط عليه إسحاق بن أبي فروة راوي ابن عمر فصار
عبد الله بن عمر عن نافع.
معدى بن سليمان (1): شيخ من أهل البصرة، يروى عن ابن عجلان، روى
عنه بندار وأهل البصرة، كان ممن يروى المقلوبات عن الثقات والملزقات عن الاثبات
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن ابن العجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
أوذن بجنازة فأتى أهلها فعزاهم كتب له قيراط فإن شيعها كتب له قيراطان فإن صلى
عليها كتب له ثلاثة قراريط فإن انتظر دفنها كتب له أربع قراريط، والقيراط مثل

(1) معدى بن سليمان: قال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: ضعيف.
الميزان 142 / 4.
40

أحد " أخبرناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ قال: حدثنا عبد الله بن يوسف
الجبيري قال: حدثنا معدى بن سليمان عن ابن عجلان.
روى معدى بن سليمان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " الجبن والشجاعة غرائز يضعها الله حيث يشاء فالجبان يفر
عن أبيه وولده والشجاع يقاتل عمن لا يبالي أن لا يؤوب إلى أهله " أخبرناه محمد
بن المسيب قال: حدثنا وهب بن غسان بن مالك المسمعي وبندار قال: حدثنا معدى
بن سليمان عن ابن عجلان.
مكبر بن عثمان التنوخي (1): من أهل حمص، يروى عن الوضين بن عطاء
وأهل بلده، منكر الحديث جدا لا يشبه حديثه حديث الاثبات، أستحب مجانبة
ما انفرد من الروايات.
روى عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مزيد المذحجي عن أبي ذر قال قال
أبو القاسم عليه الصلاة والسلام: كما أنه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينال
الفجار منازل الأبرار. أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا مؤمل بن إهاب
قال: حدثنا مكبر بن عثمان التنوخي قال: حدثنا الوضين بن عطاء.
محبوب بن الجهم بن واقد الكوفي (2): يروى عن عبيد الله بن عمر الأشياء
التي ليست من حديثه، روى عنه حميد بن الربيع.
روى عن عبيد الله عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني
جبريل حين طلع الفجر فقال: قم فصل فصليت الفجر ركعتين، ثم أتاني حين زاغ
النهار فقال: قم فصل فصليت الظهر أربع ركعات. فذكر حديث المواقيت بطوله

(1) الميزان 177 / 4.
(2) الميزان 441 / 3.
41

نحو حديث ابن عباس، أخبرناه أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال: حدثنا حميد بن
الربيع قال: حدثنا محبوب بن الجهم عن عبيد الله بن عمر: ليس هذا الخبر من حديث
عبيد الله بن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث ابن عمر وهو من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح لا شك فيه بغير هذا اللفظ (1).
مسرة بن معبد اللخمي (2): أخو زهرة بن معبد، من أهل الشام، يروى عن
يزيد بن أبي كبشة، روى عنه أهل بلده، كان ممن ينفرد عن الثقات بما ليس من
أحاديث الاثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
مخلد بن عمرو الحمصي الكلاعي (3): يروى عن عبيد الله بن موسى، روى
عنه أهل بلده، يروى عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن عبيد الله بن موسى عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم

(1) في الباب عن جابر بن عبد الله رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان والحاكم وقال البخاري:
هذا أصح شئ في المواقيت وعند الترمذي عن ابن عباس وحسنه أخرجه أحمد وأبو داود وابن خزيمة
والدار قطني والحاكم وفى إسناده ثلاثة مختلف فيهم. وقد صححه ابن عبد البر وأبو بكر بن العربي.
وفى اللباب أيضا عن أبي هريرة عند الترمذي والنسائي باسناد حسن وصححه ابن السكن والحاكم وحسنه
الترمذي ولكن يختلف عما سبق أن للمغرب وقتين، ونقل عن البخاري أنه خطأ، ورواه الحاكم من
طريق مختلف وقال: صحيح الاسناد. وهناك أيضا عن بريدة عن الترمذي وصححه. وعن أبي موسى
عند مسلم وأبى داود والنسائي وأبى عوانة وأبى نعيم وعن أبي مسعود عند مالك في الموطأ وإسحق بن
راهويه والبيهقي في الدلائل، وأصله في الصحيحين من غير تفصيل وفصله أبو داود. وهناك طرق أخرى
يرجع إليها وإلى لفظ الأولين في المنتقى بشرح نيل الأمطار 351 / 1.
(2) في المخطوطة " مسؤول بن معبد اللخمي " وفى الميزان والتاريخ الكبير " مسرة ": قال أبو حاتم:
ما به بأس. روى عنه وكيع وأبو أحمد الزبيري. وقال البخاري: كان يسكن كورة جبرين.
الميزان 96 / 4 التاريخ الكبير 64 / 8
(3) مخلد بن عمرو الحمصي الكلاعي: في الميزان: صوابه " خالد بن عمر ". وترجم له: خالد بن
عمرو أبو الأخيل السلفي الحمصي: كذبه جعفر الفريابي، ووهاه ابن عدي وغيره، أورد له في الموضعين
بعض مناكيره وأبطلها ومنها حديث تزويج فاطمة رضي الله عنها. الميزان 636 / 1، 83 / 4.
42

عن علقمة عن أبي مسعود قال: أصابت فاطمة صبيحة العرس رعدة فقال النبي عليه
الصلاة والسلام: يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه (1) في الآخرة من الصالحين،
يا فاطمة إنه لما أردت أن أصلك بعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة وصف
الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من على ثم أمر الله شجر الجنان فحملت
الحلي والحلل ثم أمر فنثرته على الملائكة. فمن أخذ يومئذ شيئا أكثر
مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة. قالت أم سلمة:
فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء لان أول من خطب عليها جبريل (2) " أخبرناه
الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال: حدثنا أبو الحسين بن بسطام الحراني قال:
حدثنا مخلد بن عمرو عن عبيد الله بن موسى عن سفيان الثوري.
مخلد بن عبد الواحد أبو الهذيل (3): من أهل البصرة، يروى عن
البصريين وعلي بن زيد بن جدعان وغيره روى عنه المكي بن إبراهيم والناس، منكر
الحديث جدا ينفرد بأشياء، مناكير لا تشبه حديث الثقات فبطل الاحتجاج به فيما
وافقهم من الروايات.
وهو الذي روى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن

(1) في المخطوطة: " وأنت في الآخرة " وفى الموضوعات: " وإنه " كما أثبته وفى الميزان: " وهو
الآخرة ".
(2) قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم به خالد بن عمرو الحمصي.
الموضوعات لابن الجوزي 419 / 1
(3) مخلد بن عبد الواحد: أبو الهذيل. وقد روى مخلد الخبر الطويل الباطل في فضل السور بسنده
عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الميزان: فما أدرى من وضعه إن لم يكن مخلد
افتراه وقد ضعف هذا الحديث أبو حاتم وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريقين وقال: حديث
فضائل السور مصنوع بلا شك وناقش طريقيه ثم قال: نفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفد
السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام رسول الله
صلى الله عليه وسلم. الميزان 483 الموضوعات لابن الجوزي 239 / 1.
43

ابن سمرة قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة فقال: لقد رأيت
البارحة عجبا. رأيت رجلا من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره
بوالديه فرده عنه " وذكر حديثا طويلا مشهورا تركت ذكره لشهرته. أخبرناه
القطان بالرقة من كتابه قال: حدثنا عامر بن سيار (1) قال: حدثنا مخلد بن عبد الواحد
أبو الهذيل البصري عن علي بن زيد بن جدعان. الحديث بطوله.
مدرك بن عبد الرحمن الطفاوي (2): من أهل البصرة، يروى عن حميد الطويل
ما لا يتابع عليه روى عنه البصريون، أستحب مجانبة ما انفرد من الروايات.
وهو الذي يروى عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتاني جبريل آنفا فقال: يا محمد أحب من شئت فإنك مفارقة واجمع ما شئت فإنك
تاركه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه " أخبرناه ابن قحطبة قال: حدثنا يحيى بن خذام
السقطي قال: حدثنا مدرك بن عبد الرحمن عن حميد عن أنس.
مسرور بن سعيد التميمي (3): يروى عن الأوزاعي المناكير التي لا يجوز
الاحتجاج بمن يرو بها. روى عنه شيبان بن فروخ.
روى عن الأوزاعي عن عروة بن رويم عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا عمتكم النخلة. فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم
عليه السلام، وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها ".
وبإسناده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطعموا نساءكم الولد الرطب فإن لم يكن
الرطب فالتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها

(1) كلمة غير واضحة في الأصل.
(2) الميزان 86 / 4.
(3) الميزان 97 / 4.
44

مريم (1) أخبرناه ابن مجاشع قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا مسرور
ابن سعيد التميمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن عروة
ابن رويم.
مأمون بن أحمد السلمي (2): من أهل هراة، كنيته أبو عبد الله، كان دجالا
من الدجاجلة، ظاهر أحواله مذهب الكرامية وباطنها ما لا يوقف على حقيقته،
يروى عن هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم وأهل الشام ومصر وشيوخ لم يرهمه
إنما وقعت عنده كتب عن هؤلاء فحدث بها من غير سماع. قلت له يوما: متى
دخلت الشام، قال: سنة خمسين ومائتين فقلت: فإن هشام بن عمار الذي نروي عنه
مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. فقال، هذا هشام بن عمار آخر.
فمما وضع على الثقات ورواها عنهم أنه روى عن عبد الله بن مالك بن سليمان عن
سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الايمان قول والعمل شرائعه ".
وروى عن المسيب بن واضح عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن

(1) جميع طرق هذا الحديث فيها ضعف. رواه أبو نعيم والرامهرمزي في الأمثال عن علي مرفوعا بلفظ:
" أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله
من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب. فان لم يكن رطب فتمر "
وأخرجه أبو يعلى في مسنده عن ابن عباس باختلاف في بعض لفظه. كما أخرجه عثمان الدارمي بلفظ مختلف
وفى سنده ضعف وانقطاع وأخرجه الخطيب بلفظ آخر قال السيوطي: وفيه داود بن سليمان الجرجاني
كذاب. وللخبر طرق وألفاظ أخرى. كشف الخفا والالباس للعجلوني 195 / 1.
الموضوعات لابن الجوزي 26 / 3 الجامع الكبير 1049 / 1
(2) مأمون بن أحمد السلمي: روى عنه الجويباري قال في الميزان: أتى بطامات وفضائح وقال ابن
الجوزي بعد أن أورد خبر أبي حنيفة والشافعي: هذا حديث موضوع لعن الله واضعه، وهذه اللعنة
لا تفوت أحد الرجلين وهما مأمون والجويباري، وكلاهما لا دين له ولا خير فيه كانا يضعان الحديث. ثم
نقل عن الحاكم ما يؤكد أن الواضع لهذا الحديث هو مأمون بن أحمد.
الميزان 429 / 3 الموضوعات لابن الجوزي 47 / 2.
45

سعيد عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من رفع يديه في الصلاة
فلا صلاة له.
وروى عن يحيى بن معين عن سفيان عن الزهري عن أنس عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: من قرأ خلف الامام ملئ فوه نارا.
وروى عن أحمد بن عبد الله عن عبد الله بن معدان الأزدي عن أنس عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال: " يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على
أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي "، فمن
حدث بهذه الأحاديث أو ببعضها يجب أن لا يذكر في جملة أهل العلم. وإنما ذكرته
لان الاحداث بخراسان قد كتبوا عنه ليعرف كذبه في الحديث وتعمده في الإفك
على أهل العلم، والجرح لازم لمن روى عنى هذه الأحاديث أو ذكرها ذكرا في غير
كتاب المجروحين على الشرائط التي ذكرناها في القدح في واضعها.
باب النون
نوح بن دراج الطائي (1): كان قاضيا بالكوفة، يروى عن العراقيين، روى
عنه على بن حجر، مات سنة ثنتين وثمانين ومائة، وكان أعمى، وهو ممن يروى
الموضوعات عن الثقات، حتى ربما يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد لذلك من
كثرة ما يأتي به.

(1) نوح بن دراج الكوفي: تفقه بابي حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى ولى قضاء الكوفة ثم الجانب
الشرقي ببغداد قال البخاري: ليس بذاك. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي وغيره: ضعيف.
وقال أبو داود: كذاب يضع الحديث. وقال ابن عدي: نوح ليس بالمكثر يكتب حديثه.
الميزان 276 / التاريخ الكبير 112 / 8.
46

أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان قال قلت ليحيى بن معين: نوح بن
دراج؟ قال: كذاب.
نوح بن ذكوان (1): يروى عن الحسن وأخيه أيوب بن ذكوان عن الحسن
أيضا، روى عنه أهل الشام، منكر الحديث جدا ولست أدرى أتفرد بها أو شارك
أخاه فيها، وعلى الوجهين جميعا يجب التنكب عن حديثهما لما فيه من المناكير
ومخالفة الاثبات.
وقد روى نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال النبي عليه
الصلاة والسلام: " من دعا لأخيه بظهر الغبب كتبت له عشر حسنات ومن بدأه
بالسلام كتبت له عشر حسنات " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبيد بن هشام
الحلبي قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن الحسن.
وبإسناده قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: " من صلى صلاة لم يدع فيها
للمؤمنين والمؤمنات فصلاته خداج " أخبرناه الحسن بن سفيان أيضا قال: حدثنا عبيد
ابن هشام قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن الحسن.
وروى عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من
السرف أن تأكل كل ما اشتهيت " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا سويد بن سعيد
قال: حدثنا بقية عن يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان.
وروى عن الحسن عن أنس بن مالك قال: " لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف
واحتذى المخصوف وأكل بشعا ولبس خبيثا خشنا. قال: فسئل الحسن: ما البشع؟
قال: غليظ الشعير " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد

(1) نوح بن ذكوان: قال أبو حاتم: نوح ليس بشئ، وقال ابن عدي: أحاديثه ليست محفوظة.
الميزان 276 / 4.
47

قال: حدثنا بقية قال: حدثنا يوسف بن أبي كثير قال: حدثنا نوح عن الحسن.
نوح بن أبي مريم أبو عصمة الجامع (1): من أهل مرو، واسم أبى مريم يزيد
ابن جعونة، يروى عن الزهري ومقاتل بن حيان، روى عنه العراقيون وأهل بلده،
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة، وكان على قضاء مرو، وكان ممن يقلب الأسانيد
ويروى عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
أخبرنا محمد بن المسيب قال: حدثنا يوسف بن الفرج قال: حدثنا أحمد بن
عبد المؤمن قال: مر الفضل بن موسى بنوح بن أبي مريم فسمعه يقول: حدثنا
أبو حنيفة " لنك برلنك تافرغانة ".
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع الخبز بالسكين وقال:
أكرموا الخبز فإن الله أكرمه " أخبرناه محمد بن أحمد بن الخصيب بالمصيصة قال:
حدثنا واقد بن موسى قال: حدثنا عبدة بن سليمان قال: حدثنا نوح بن أبي مريم
عن يحيى بن سعيد.
وروى عن زيد العمى بن سعيد بن جبير بن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذى مسلما فصل في الصف الثاني

(1) نوح بن أبي مريم: لقب بالجامع لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى. والحديث عن
حجاج بن أرطاة والتفسير عن الكلبي ومقاتل والمغازي عن ابن إسحاق وروى عن الزهري وابن المنكدر.
ولى قضاء مرو في حياة المنصور وامتدت حياته. قال نعيم: سئل ابن المبارك عنه فقال: هو يقول لا إله إلا
الله. وقال البخاري: ذاهب الحديث جدا. وقال أحمد: لم يكن بذاك في الحديث. وكان شديدا على الجهمية.
وقال مسلم وغيره متروك الحديث. وقال الحاكم: وضع أبو عصمة حديث فضائل القرآن الطويل. وقد مر
عنه أن واضعه مأمون بن أحمد السلمي. وقال ابن عدي: عامة ما أوردت له لا يتابع عليه، وهو مع ضعفه
يكتب حديثه. قال العباس بن مصعب: كان نوح بن أبي مريم الجامع أبوه مجوسيا اسمه مابنة، استقضى
نوح على مرو وأبو حنيفة حي، فكتب إليه أبو حنيفة يعظه.
الميزان 279 / 4 التاريخ الكبير 111 / 8.
48

أو الثالث أضعف الله له أجر الصف الأول " أخبرناه محمد بن المسبب قال: حدثنا
عثمان بن صالح المروزي ببغداد قال: حدثنا أصرم بن حوشب قال: حدثنا نوح بن أبي
مريم فأصرم بن حوشب وزيد العمى قد تبرأنا من عهدتهما.
النضر بن كثير أبو سهل السعدي (1)، ويقال العنزي: من أهل البصرة،
يروى عن ابن طاوس، روى عنه العراقيون، كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات
على قلة روايته، حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها موضوعة لا يجوز
الاحتجاج به بحال. قال: رأيت ابن طاوس صلى إلى جنبي فكان إذا سجد السجدة
الأولى فرفع رأسه منها رفع يديه تلقاء وجهه قال: فأنكرت ذلك فقال ابن طاوس:
رأيت أبى يفعله، وقال أبى: رأيت ابن عباس يفعله، وقال ابن عباس: رأيت النبي
عليه الصلاة والسلام يفعله.
النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز (2): من أهل الكوفة، يروى عن عكرمة،
روى عنه عبد الحميد الحماني، كان ممن يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات،
فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال: سمعت ابن نمير يقول: النضر
أبو عمر متروك الحديث.
(م 4 المجروحين ج 3)

(1) النضر بن كثير أبو سهل السعدي: قال البخاري: رأى ابن طاوس في رفع الأيدي، وسمع ابن
عقيل، وفيه نظر وقال أيضا: عنده مناكير. وقال أبو حاتم: فيه نظر.
الميزان 262 / 4 التاريخ الكبير 91 / 8
(2) النضر بن عبد الرحمن: قال البخاري: منكر الحديث وضعفه أحمد والدارقطني. وقال البخاري:
أيضا. ضعيف ذاهب الحديث. وقال أبو داود: أحاديثه بواطيل. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي -
بعد أن ساق له بضعة عشر حديثا. يكتب حديثه مع ضعفه.
الميزان 260 / 4 التاريخ الكبير 91 / 8.
49

النضر بن محرز بن بعيث (1): من أهل البثنية من الشام، يروى عن محمد بن
المنكدر، روى عنه أهل الشام، منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به، وهو
الذي روى عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ناقته العضباء فقال: " يا أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق
فيها على غيرنا وجب " فذكر حديثا طويلا. أخبرناه ابن ناجية بحران قال: حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني قال. حدثنا الوليد بن المهلب قال: النضر بن محرز إنما
هو أبان عن أنس بن مالك.
النضر بن منصور الغنوي (2): شيخ من أهل الكوفة يروى عن أبي الجنوب،
روى عنه العراقيون، منكر الحديث جدا، لا يجوز الاعتبار بحديثه ولا الاحتجاج به
لما فيه من غلبة المناكير.
سمعت محمد بن محمود: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: النضر بن
منصور الغنوي يروى عنه ابن أبي معشر عن أبي الجنوب عن علي. من هؤلاء؟
قال: هؤلاء حمالة الحطب.
النضر بن معبد أبو قحذم (3): من أهل البصرة، يروى عن أبي قلابة،

(1) النضر بن محرز بن بعيث: أبو الفرج الأزدي البثني من أهل البثنية من نواحي دمشق.
وفى المخطوطة " الدثنية " والصواب كما أثبته من معجم البلدان وقد ذكره ونقل رأى ابن حبان فيه. ساق
له ابن عدي حديثين أو ثلاثة وقال: هذه الأحاديث غير محفوظة. منها حديث الخطبة وقال: تفرد به
الوليد بن المهلب وهو متكلم فيه. الميزان 262 / 4 معجم البلدان 338 / 1
(2) النضر بن منصور: العنزي هنا وهي مصحفة عن الغنوي كما في الميزان والفزاري في الكبير قال
البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: ضعيف.
الميزان 264 / 4 التاريخ الكبير 91 / 8
(3) النضر بن معبد: أبو قحذم الجرمي الأزدي. روى عباس عن ابن معين: ليس بشئ. وقال
أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة.
الميزان 263 / 4 التاريخ الكبير 90 / 8.
50

روى عنه شاذ بن الفياض والبصريون كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات
على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، فأما عند الوفاق فإن اعتبر به
معتبر فلا ضير.
روى عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه قال: " سوء الخلق يفسد العمل
كما يفسد الخل العسل " أخبرناه العباس بن الفضل بن عاذان المقرى بالري أبو القاسم
قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا
النضر بن معبد.
النضر بن إسماعيل البجلي أبو المغيرة (1): إمام مسجد الكوفة، يروى عن
إسماعيل بن أبي خالد ومحمد بن سوقة روى عنه أهل العراق، كان ممن فحش خطؤه
وكثر وهمه، استحق الترك من أجله.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: النضر بن
إسماعيل البجلي ليس بشئ.
النضر بن سلمة المروزي (2): يعرف بشاذان، سكن مكة، يروى عن ابن نافع
وأهل المدينة وجعفر بن عون وأهل العراق، كان ممن يسرق الحديث، لا يحل الرواية
عنه إلا للاعتبار.
سمعت أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان يقول: عرفنا كذبه لأنه كان
يجالسنا فنذكر بابا من العلم فنذكر ما فيه ويذكر هو فيه ثم يزيدنا فيه ما ليس
عندنا بأحاديث، ثم نجالسه بعد مدة فنذكر ذلك الباب بعينه فنذكر ما فيه ويذكر

(1) الميزان 255 / 4 التاريخ الكبير 90 / 8.
(2) النضر بن سلمة شاذان المروذي: قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث. واتهمه عبد الرحمن بن
خواس بالوضع وقال أبو عروبة: كان حافظا لحديث المدينة. الميزان 256 / 4.
51

هو ما فيه ويزيدنا أشياء غير تلك الأشياء التي زادها في المجلس الماضي فعلمنا أنه
يضع الحديث.
نهشل بن سعيد بن وردان الخراساني (1): من أهل نيسابور، كنيته
أبو عبد الله، كان أصله من البصرة يروى عن داود بن أبي هند والضحاك بن
مزاحم، روى عنه محمد بن معاوية النيسابوري، كان ممن يروى عن الثقات ما ليس
من أحاديثهم، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، كان إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي يرميه بالكذب.
نصر بن طريف الباهلي (2): أبو جزى القصاب: يروى عن قتادة، روى عنه
أهل البصرة، وكان مكفوفا يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم كأنه كان المتعمد
لذلك، لا يجوز الاحتجاج به.
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب
قال: حدثنا أحمد بن سهل البلخي قال: سمعت أبا عمرو قريب بن عبد الصمد قال:
سمعت عبد الصمد يقول: مرض أبو جزى فكانوا عنده فقال: إنه قد حضر من
أمري ما ترون وإني كذبت في أحاديث وأستغفر الله منه. قلنا: ما أحسن ما صنعت
تب إلى الله. قال: ثم صح من مرضه فمر (3) في تلك الحديث كلها.

(1) نهشل بن سعيد قال البخاري: روى عنه معاوية النصري، أحاديثه مناكير. قال إسحاق بن
إبراهيم: كان نهشل كذابا وقال أبو حاتم والنسائي: متروك. وقال يحيى والدار قطني: ضعيف.
الميزان 275 / 4 التاريخ الكبير 115 / 8
(2) نصر بن طريف: أبو جزى هنا وفى التاريخ الكبير وأبو جزء في الميزان قال البخاري: سكتوا
عنه ذاهب وقال ابن المبارك: كان قدريا ولم يكن بثبت. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال النسائي
وغيره متروك. وقال يحيى: من المعروفين بوضع الحديث. وقال الفلاس: وممن أجمع عليه من أهل
الكذب أنه لا يروى عنهم قوم منهم أبو جزء القصاب نصر بن طريف. وكان أميا لا يكتب، وكان
قد خلط في حديثه، وكان أحفظ أهل البصرة حدث بأحاديث، ثم مرص فرجع عنها ثم صح فعاد إليها.
الميزان 251 / 4 التاريخ الكبير 105 / 8
(3) هكذا وكلام الفلاس يوضحه.
52

سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
أبو جزى؟ قال: ليس بشئ.
نصر بن منصور أبو عبد الرحمن الغنوي (1): يروى عن عقبة بن علقمة،
روى عنه أبو سعيد الأشج يأتي بما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز عندي الاحتجاج
مخبره إذا انفرد.
روى عن عقبة بن علقمة أبى الجنوب قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول:
" رأيت عمر بن الخطاب يستقى ماء لوضوئه فقلت: أنا أكفيك يا أمير المؤمنين قال:
لا، إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقى ماء لوضوئه من زمزم فقلت: أنا أكفيك
يا رسول الله فقال: لا أحب أن يعينني على وضوئي أحد " أخبرناه الحسن بن أحمد
ابن بسطام قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن منصور
عن عقبة بن علقمة وهو الذي يقال له النضر بن منصور إن شاء الله.
نصر بن باب أبو سهل (2): من أهل نيسابور، يروى عن إبراهيم الصائغ
وداود بن أبي هند، روى عنه العراقيون وأهل بلده، كان ممن ينفرد عن الثقات
بالمقلوبات ويروى عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات فلما كثر ذلك في روايته
بطل الاحتجاج به.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: نصر بن
باب ليس حديثه بشئ.

(1) نصر بن منصور أبو عبد الرحمن الغنوي: سبق أن ترجم له المصنف باسم النضر بن منصور الغنوي
الميزان 264 / 4 التاريخ الكبير 91 / 8
(2) نصر بن باب أبو سهل: قال البخاري: يرمونه بالكذب. وتركه جماعة. وقال أحمد بن حنبل:
ما كان به بأس إنما أنكروا عليه حين حدث عن إبراهيم بن الصائغ.
الميزان 250 / 4 التاريخ الكبير 105 / 8.
53

نصر بن حماد البجلي أبو الحارث الوراق (1): من أهل بغداد، يروى عن
شعبة وإسرائيل، روى عنه العراقيون كان من الحفاظ، ولكنه كان يخطئ كثيرا
ويهم في الأسانيد حتى يأتي بالأشياء كأنها مقلوبة، فلما كثر ذلك منه بطل
الاحتجاج به إذا انفرد.
ناصح بن عبد الله المحلمي أبو عبد الله (2): من أهل الكوفة، كان يسكن
في بنى محلم فنسب إليهم، يروى عن سماك بن حرب، روى عنه على بن هاشم
والكوفيون، وكان شيخا صالحا يروى عن الثقات ما ليس بشبه حديث الاثبات
وينفرد بالمناكير عن ثقات مشاهير غلب عليه الصلاح فكان يأتي بالشئ على التوهم
فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه.
وهو الذي روى عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " لان يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع "
أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا إسماعيل بن
أبان قال: حدثنا ناصح المحلمي عن سماك بن حرب.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن
ناصح عن سماك فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن سماك عن جابر بن سمرة قال: " قالوا
يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟ قال: الذي حملها في الدنيا علي بن أبي
طالب " أخبرناه الحسن بن علي بن خلف بعسكر مكرم قال: حدثنا نضر بن

(1) الميزان 250 / 4 التاريخ الكبير 106 / 8.
(2) ناصح بن عبد الله: قال البخاري: منكر الحديث. وقال الفلاس: متروك. وقال ابن معين:
ليس بشئ وقال مرة: ليس بثقة. وضعفه النسائي وغيره.
الميزان 240 / 4 التاريخ الكبير 122 / 8.
54

داود بن طوق قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا ناصح بن عبد الله
المحلمي عن سماك بن حرب.
ناصح بن العلاء (1): مولى بنى هاشم، كنيته أبو العلاء، وهو يقال له ناصح
البكري، يروى عن عمار بن أبي عمار، روى عنه مسلم بن إبراهيم، منكر الحديث
جدا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى القاص الهمداني (2): من أهل الكوفة،
يروى عن بريدة الأسلمي وأنس ابن مالك، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد والعلاء
بن المسيب، كان ممن يروى عن الثقات الأشياء الموضوعات توهما، لا يجوز
الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن
لا يحدثان عن أبي داود نفيع.
سمعت الحنبلي قال سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن أبي داود
الأعمى فقال: ليس بثقة ولا مأمون.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن زيد بن أرقم قال: قالوا يا رسول الله:
" ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم قالوا: فما لنا فيها من الاجر؟ قال:
بكل شعرة حسنة " أخبرناه أبو يعلى. قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا

(1) ناصح بن العلاء: قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة: وقال مرة هو
والنسائي: ضعيف وقال الدارقطني: ليس بالقوى. وقال البخاري مرة: ثقة راويا لذلك عن علي بن المديني.
الميزان 240 / 4 التاريخ الكبير 121 / 8
(2) نفيع بن الحارث: قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال العقيلي: كان يغلو في الرفض. وقال
يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. ويقال له السبيعي لأنهم مواليه. وقد دلسه بعض
الرواة فقال: نافع بن نافع. وكذبه قتادة. وقال الدارقطني وغيره متروك الحديث. وقال أبو زرعة: لم
يكن بشئ. الميزان 272 / 4 التاريخ الكبير 114 / 8.
55

سلام بن مسكين عن عائذ الله عن أبي داود عن زيد بن أرقم.
وروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد
غنى أو فقير إلا يود يوم القيامة أنه أوتى في الدنيا قوتا " أخبرناه عبد الكبير
ابن عمر الخطابي بالبصرة قال: حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي قال: حدثنا
يعلى بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن أنس بن مالك.
النهاس بن قهم (1): كنيته أبو الخطاب، من أهل البصرة، من بنى قيس،
يروى عن عطاء وقتادة، روى عنه العراقيون كان ممن يروى المناكير عن المشاهير
ويخالف الثقات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ قال: سألت يحيى بن سعيد القطان
عنه - يعنى عن النهاس بن قهم - فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن شداد أبى عمار عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حافظ على شفعة الصبح (2) غفرت له ذنوبه وإن
كانت مثل زبد البحر " أخبرناه محمد بن علي الصيرفي قال: حدثنا نضر بن علي
الجهضمي قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا النهاش بن قهم عن
شداد أبى عمار.
نزار بن حيان (3): شيخ يروى عن عكرمة، روى عنه العراقيون، قليل
الرواية منكر الحديث جدا، يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه حتى يسبق إلى
القلب أنه كان المعتمد لها ما لا يجوز الاحتجاج به بحال.

(1) النهاس بن قهم: تركه يحيى القطان. وضعفه بن معين. وقال أبو أحمد الحاكم: لين.
المشتبه 511 الميزان 274 / 4 التاريخ الكبير 137 / 8
(2) الميزان 248 / 4 التاريخ الكبير 137 / 8
(3) شفعة الصبح: في الميزان: شفعة الضحى. وهو أقرب.
56

روى عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " اتقوا
القدر فإنه شعبة من النصرانية " أخبرناه الصوني قال: حدثنا أبو نصر الثمار قال:
حدثنا المعافى بن عمران قال: حدثنا القاسم بن حبيب عن نزار بن حيان.
نعيم بن مورع عن توبة العنبري (1): شيخ يروى عن الثقات العجايب، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تنظفوا فإن الاسلام نظيف ولا يدخل الجنة إلا نظيف " أخبرناه محمد بن المسيب
قال: حدثنا الفضل بن أبي طالب عنه وأخبرناه الفضل بن محمد العطار بأنطاكية
قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا نعيم بن المورع قال: " ولا يدخل
الجنة إلا كل نظيف ".
ناجية بن كعب (2): من أهل الكوفة، وهو الأسدي، يروى عن علي، روى
عنه أبو إسحاق وأبو حسان الأعرج كان شيخا صالحا إلا أن في حديثه تخليط لا يشبه
حديث أقرانه الثقات عن علي، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما وافق الثقات
فإن احتج به محتج أرجو أنه لم يجرح في فعله ذلك.
نافع أبو هرمز الجمال (3): مولى بنى سليمان، يروى عن أنس بن مالك،

(1) نعيم بن مورع: في المخطوطة: " ابن توبة العنبري " والصواب: " عن توبة العنبري " قال النسائي:
ليس بثقة. وقال ابن عدي: يسرق الحديث. والحديث الذي أورده ابن حبان عنه يعرف بأبي الربيع
السمان وهو وإن كان ضعيفا إلا أن نعيما سرقه منه. الميزان 271 / 4
(2) ناجية ابن سعد الأسدي: أخو سلمى بنت كعب. قواه غير ابن حبان. وقال يحيى بن معين:
صالح الحديث وقال ابن المديني: لا أعلم أحدا حدث عن ناجبة بن كعب سوى أبى إسحاق. وقال أبو حاتم:
شيخ. وقال الجوزجاني في الضعفاء: مذموم.
الميزان 239 / 4 التاريخ الكبير 107 / 8
(3) نافع بن هرمز: أبو هرمز: ضعفه أحمد وجماعة، وكذبه ابن معين مرة. وقال أبو حاتم: متروك
ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك.
الميزان 243 / 4 الموضوعات لابن الجوزي 45 / 2.
57

روى عنه أحمد بن يونس وشيبان بن فروخ كان ممن يروى عن أنس ما ليس من
حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعا، لا يجوز الاحتجاج به ولا كناية حديثه
إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن عطاء وابن عباس وعائشة نسخة موضوعة، منها عن عطاء قال
" سألتني عائشة عن عسقلان قلت: ما تسأليني عن عسقلان؟ قالت: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم عندي في ليلتي فلما كان بعض الليل قام فخرج إلى البقيع فأدركتني الغيرة
فخرجت في أثره. فقال: يا عائشة أما إنه ليس بين المشرق والمغرب مقبرة أكرم
على الله من الذي رأيت إلا أن تكون مقبرة عسقلان [قلت: وما مقبرة عسقلان؟]
قال: رباط للمسلمين قديم، يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألف شهيد لكل
شهيد شفاعة لأهل بيته (1) ".
وروى عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تقلد سيفا
في سبيل الله أو في رباط لا تزال الملائكة تصلى عليه حتى يضع سيفه فكأنه قد شهد
وقعة فرعون وهامان مع موسى ".
وروى عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم
بأفضل الملائكة؟ أفضل الملائكة جبريل، وأفضل البشر آدم، وأفضل
الأيام الجمعة، وأفضل الشهور رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء
مريم ابنة عمران "
وروى عن عطاء عن ابن عباس قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يحتجم يوم الثلاثاء فقلت: هذا اليوم تحتجم؟ قال: نعم. من وافق منكم

(1) الزيادة التي بين قوسين من الموضوعات لابن الجوزي 55 / 2.
58

يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فلا يجاوزها حتى يحتجم
فاحتجموا فيه (1).
وروى عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسرى بي
ما مررت بملا من الملائكة إلا أمروني بالحجامة: من أراد منكم أن يحتجم فليحتجم
وسط رأسه فإني وجدته صالحا ".
وروى عن عطاء عن ابن عباس قال: " حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام لبعض (2)
فلما فرغ من حجامته أخذ الدم فذهب به إلى ما وراء الحائط فنظر يمينا وشمالا فلما
لم ير أحدا تحسى دمه حتى فرغ ثم أقبل، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه فقال:
ويحك ما صنعت بالدم؟ قال: غيبته من وراء الحائط، قال: أين غيبته؟ قال:
يا رسول الله نفست على دمك (2) أن أهرقه في الأرض فهو في بطني قال: اذهب قد
أحرزت نفسك من النار ".
وروى نافع أبو هرمز عن أنس بن مالك: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كبر على أهل بدر تسع تكبيرات، وعل بنى هاشم سبع تكبيرات (4) " أخبرنا
السختياني بهذه الأحاديث كلها. قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا
نافع أبو هرمز.
نافع أبو غالب الباهلي (5): شيخ يروى عن أنس بن مالك، روى عنه

(1) بعض الكلمات كانت غير واضحة في المخطوطة وصححت بمقابلتها على الخبر في الموضوعات لابن
الجوزي 214 / 3
(2) كلمة غير واضحة في الأصل.
(3) نفست على دمك أن أهرقه: لم أره أهلا لاهراقه في الأرض تراجع النهاية
(4) في الميزان: " كبر على أهل بدر سبع تكبيرات وعلى بنى هاشم سبع تكبيرات، وكان أخر
صلاته أربع تكبيرات حتى خرج من الدنيا ".
(5) الميزان 244 / 4 التاريخ الكبير 85 / 8.
59

عبد الرحمن بن أبي الصهباء، منكر الحديث يروى عن أنس بن مالك ما لا يتابع
عليه على قلة روايته.
وهو الذي روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يبعث الناس يوم القيامة
والسماء تطس عليهم ".
نجيح السندي أبو معشر (1): مولى أم موسى من أهل المدينة، وأم موسى
هي أم المهدى، يروى عن محمد بن عمرو ونافع وهشام بن عروة، روى عنه العراقيون،
مات سنة سبعين ومائة في شهر رمضان فصلى عليه هارون الرشيد في السنة التي استخلف
فيها ودفن في المقبرة الكبيرة ببغداد، وكان ممن اختلط في آخر عمره وبقى قبل أن
يموت سنتين في تغير شديد لا يدرى ما يحدث به، فكثر المناكير في روايته من قبل
اختلاطه فبطل الاحتجاج به.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه من فعل الأعاجم ولكن انهشوه نهشا فإنه أشهى
وأهنأ وأمرا " أخبرناه الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال: حدثنا عامر بن يسار
قال: حدثنا أبو معشر عن هشام.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى القطان لا يحدث
عن أبي معشر المدني ويستضعفه جدا ويضحك إذا ذكره.

(1) لجيح السندي: أبو معشر يروى عن محمد بن كعب ومحمد بن قيس وغيرهما. وهنا عن محمد بن عمر لعله
أحدهما وحرف من الناسخ. قال البخاري: منكر الحديث ونقل عن ابن مهدي قوله: كان أبو معشر
يعرف وينكر. وقال ابن معين: كان أميا ينفى من حديثه المسند. وقال أحمد: كان بصيرا بالمغازي. وقال
ابن أبي شيبة: سألت ابن المديني عن أبي معشر. فقال: ذاك شيخ ضعيف. ثم قال: كان يحدث عن
محمد بن قيس وعن محمد بن كعب بأحاديث صالحة. وكان يحدث عن المغيري ونافع بأحاديث منكره. وقال
النسائي والدار قطني: ضعيف. وقال أبو نعيم: كان رجلا ألكن يقول حدثنا محمد بن كعب " قعب ".
وأورد في الميزان عددا من منكراته.
الميزان 246 / 4 التاريخ الكبير 114 / 8.
60

سمعت الثقفي قال: سمعت أبا قدامة قال: سمعت عبد الرحمن يقول: كان
أبو معشر المدني تعرف منه وتنكر وكان لا يألو إن شاء الله وكان عبد الله بن عمر
العمرى أحب إلى منه.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي
معشر المدني فقال: اسمه نحيح ضعيف.
نائل بن بحيح (1): شيخ يروى عن الثوري المقلوبات وعن غيره من الثقات
الملزقات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
روى عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" تسحروا فإن السحور بركة ": وهذا صحيح من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس
من حديث ابن المنكدر ولا حديث جابر (2).
النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي (3): صاحب الرأي، يروى عن عطاء

(1) الميزان 244 / 4 التاريخ الكبير 138 / 8.
(2) الحديث رواه أحمد والبيهقي في السنن والترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث أنس، ورواه
النسائي من حديث أبي هريرة ورواه أحمد عن ابن مسعود عن أبي سعيد. ورمز له السيوطي بالصحة.
الجامع الصغير 243 / 3
(3) النعمان بن ثابت: أبو حنيفة إمام أهل الرأي، أطال المصنف في النيل منه وتضعيفه، حتى خرج
عن حد الاعتدال إلى التعصب، وابن حبان مع تشدده في الحكم على الرجال إلا أن مذهبه هذا لا يصل به
إلى إيراد مثل أبي حنيفة في هذا الكتاب فضلا عن تصعيد الاخبار في تجريح إمام من خيرة مفكري
الاسلام، حتى إنه لم يدع وسيلة من وسائل التجريح حتى لجأ إليها، وقبل في ذلك أخبار رجال لا يوثق
باخبارهم حسب مذهبه وطرح أخبار الموثقين من الأئمة وقبل أخبار المجروحين من المتعصبين.
وهو لم يكتف بما أورده في ثنايا كتبه حملة على الامام الأعظم بل إنه صنف كتابين من أكبر كتبه
في التهجم على أبي حنيفة وهما: " كتاب علل مناقب أبي حنيفة، ومثالبه " عشرة أجزاء " وكتاب علل
ما استند إليه أبو حنيفة " عشرة أجزاء.
وليس ابن حبان أول محدث حمل على أبي حنيفة هذه الحملة ولكن الأئمة العدول من المحدثين الذين
خبروا الامام قد أنصفوه ولم يسلموه لأقوال المتحاملين
يقول الامام اللكنوي الهندي بعد أن ذكر فرح الدارقطني في أبي حنيفة وقوله: إنه ضعيف في الحديث:
" فتارة يقولون إنه كان مشتغلا بالفقه. " انظر بالانصاف أي قبح فيما قالوا؟ بل الفقيه أولى بأن يؤخذ
الحديث منه.
وتارة يقولون: إنه لم يلاق أئمة الحديث، إنما أخذ ما أخذ من حماد. وهذا باطل، فإنه روى عن
كثير من الأئمة كالإمام محمد الباقر والأعمش وغيرهما. مع أن حمادا كان وعاء للعلم فالأخذ منه أغناه عن
الاخذ عن غيره. وهذا أيضا آية على ورعه وكمال تقواه، فإنه لم يكثر الأساتذة لئلا تتكثر الحقوق فيخاف
عجزه عن إبقائها.
وتارة يقولون: إنه من أصحاب القيس والرأي، وكان لا يمل بالحديث، حتى وضع أبو بكر بن أبي
شيبة في كتابه " المصنف " بابا للرد عليه، ترجمته " باب الرد على أبي حنيفة ". وهذا أيضا من
التعصب كيف وقد قبل المراسيل، وقال ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبالرأس والعين، وما جاء
عن أصحابه فلا أتركه، ولم يخصص بالقياس عام خبر الواحد، فضلا عن عام الكتاب، ولم يعمل بالاخالة
والمصالح المرسلة ". إلى آخر ما قاله في ذلك.
ويقول ابن القيم في أعلام الموقعين " 77 / 1 ": " وأصحاب أبي حنيفة - رحمه الله - مجمعون على أن
مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث عنده أولى من القياس والرأي، وعلى ذلك بنى مذهبه " وضرب لذلك
أمثله من فروع المذهب.
وقد واجه أبو حنيفة حملة من علماء عصره لا تقل عما ثارت عليه بعد مماته حتى إن كثيرا من فضلاء
الأئمة جازت عليهم هذه الحملة، وكادوا يقعون في الرجل من غير اختبار.
قال الأوزاعي لابن المبارك: من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة يكنى أبا حنيفة، فأراه مسائل عويصة
من مسائله، فلما رآها منسوبة للنعمان بن ثابت قال: من هذا؟ قال: شيخ من العراق. قال: هذا نبيل
من المشايخ اذهب فاستزد منه. قال: قلت: هذا أبو حنيفة الذي نهيت عنه. ثم لما اجتمع بابي حنيفة بمكة
جاراه في تلك المسائل، فكشفها أبو حنيفة له بأكثر مما كتبها ابن المبارك عنه. فلما افترقا. قال الأوزاعي
لابن المبارك: غبطت الرجل بكثرة علمه ووقور عقله، وأستغفر الله تعالى، لقد كنت في غلط ظاهر،
ألزم الرجل فإنه بخلاف ما بلغني عنه ".
وقد رأى أبو حنيفة أنس بن مالك غير مرة لما قدم عليهم بالكوفة، وحدث عن عطاء ونافع
وعبد الرحمن بن هرمز وعدي بن ثابت وسلمه بن كهبل وأبى جعفر محمد بن علي وقتادة وعمر بن دينار
وأبى إسحاق. وحماد وعاصم بن أبي النود والزهري وخلق.
قال ابن معين: كان ثقة لا يحدث من الحديث إلا بما يحفظه ولا يحدث بما لا يحفظ. وقال ابن المبارك:
أفقه الناس، ما رأيت أفقه منه وقال: كان آية. فقيل: في الخير أو في الشر؟ فقال: اسكت يا هذا يقال:
غاية في الشر وآية في الخير. وقال مكي ابن إبراهيم: كان أعلم أهل زمانه، وما رأيت في الكوفيين
أورع منه وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، وسئل يزيد بن هارون: أيما أفقه أبو حنيفة
أو سفيان؟ قال: سفيان أحفظ للحديث وأبو حنيفة أفقه. وقال يحيى القطان: لا نكذب الله ما سمعنا
أحسن من رأى أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله.
وقد أكره أبو حنيفة على العمل والقضاء. فأبى وحبس وجلد.
ضعفه النسائي من جهة حفظه وابن عدي وآخرون وقال البخاري: سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه
وترجم له الخطيب في فصلين من تاريخه واستوفى كلام معدليه ومضعفيه.
معجم البلدان 417 / 1 الرفع والتكميل في الجرح والتعديل 19
الميزان 265 / 4 التذكرة 160 / 1 طبقات الحفاظ للسيوطي 73
الامام الأعظم أبو حنيفة المتكلم لعناية الله إبلاغ 20 التاريخ الكبير 81 / 8.
61

ونافع، كان مولده سنة ثمانين في سوا الكوفة، وكان أبوه مملوكا لرجل من
62

بنى ربيعة من تيم الله من نجد يقال لهم بنو قفل فأعتق أبوه وكان خبازا لعبد الله
ابن قفل (1) ومات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة ببغداد، وقبره في مقبرة الخيزران.
وكان رجلا جدلا ظاهر الورع لم يكن الحديث صناعته، حدث بمائة وثلاثين حديثا
مسانيد ماله حديث في الدنيا غيرها أخطأ منها في مائة وعشرين حديثا. إما أن يكون
أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك
الاحتجاج به في الاخبار.
ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به لأنه كان داعيا إلى الارجاء (2) والداعية

(1) هناك تعليقات كثيرة على المخطوطة هاجمت ابن حبان لتحامله على أبي حنيفة ومما هو جم من أجله
والد أبي حنيفة بأنه كان خبازا واعتبر المعلق ذلك غيبه تخرج عن حد الرأي في المحدث. وتشير هنا إلى أن
جد أبي حنيفة كان أحد أمراء بلاد الأفغان " مر زيان واختلفت أقوال حفيده في مسألة أسر جده ثم عتقه
قال أحدهما: " والله ما وقع لنا رق قط ". يراجع الامام الأعظم 5
(2) اتهام أبي حنيفة بالارجاء وأنه داعية إلى البدع غير مقبول من ابن حبان ومن شاركه هذا القول
على إطلاقه ونلخص القول في ذلك بما جاء في كتاب اللكنوي " الرفع والتكميل 154 ":
" جمله التفرقة بين اعتقاد أهل السنة وبين اعتقاد المرجئة:
أن المرجئة يكتفون في الايمان بمعرفة الله ونحوه، ويجعلون ما سوى الايمان من الطاعات، وما سوى
الكفر من المعاصي: غير مضرة ولا نافعة، ويتشبثون بظاهر حديث " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة "
وأهل السنة يقولون: لا تكفى في الايمان المعرفة، بل لابد من التصديق الاختياري مع الاقرار اللساني.
وإن الطاعات مفيدة، والمعاصي مضرة مع الايمان توصل صاحبها إلى دار الخسران.
والذي يجب علمه على العالم المشتغل بكتب التواريخ وأسماء الرجال أن الارجاء يطلق على قسمين:
أحدهما: الارجاء الذي هو ضلال.
وثانيهما: الارجاء الذي ليس بضلال. ولا يكون صاحبة عن أهل السنة والجماعة خارجا. ولهذا
ذكروا أن المرجئة فرقتان: مرجئة الضلالة، ومرجئة أهلي السنة. وأبو حنيفة وتلامذته وشيوخه وغيره
من الرواة الاثبات إنما عدوا من مرجئة أهل السنة لا من مرجئة الضلالة ".
ثم يقول أيضا في ختام مناقشته لهذا الموضوع " 161 ":
وخلاصة المرام في هذا المقام أن الارجاء:
قد يطلق على أهل السنة والجماعة من مخالفيهم المعتزلة الزاعمين بالخلود الناري لصاحب الكبيرة.
وقد يطلق على الأئمة القائلين بأن الأعمال ليست بداخلة في الايمان، وبعدم الزيادة فيه والنقصان
- وهو مذهب أبي حنيفة وأتباعه - من جانب المحدثين القائلين بالزيادة والنقصان وبدخول الأعمال
في الايمان وهذا النزاع وإن كان لفظيا كما حققه المحققون من الأولين والآخرين، لكنه لما طال وآل الامر
إلى بسط كلام الفريقين من المتقدمين والمتأخرين أدى ذلك إلى أن أطلقوا الارجاء على مخالفيهم، وشنعوا
بذلك عليهم، وهو ليس بطعن في الحقيقة على ما لا يخفى على مهرة الشريعة ".
أقول إذا عرفت هذا علمت أن قول ابن حبان في إطلاقه الارجاء على أبي حنيفة وأصحابه فيه اتهام
غير محدد وتعمية تضلل الباحث، وهو يقصد إلى ذلك قصدا ما كان يجدر به أن يقع في مثل ذلك.
63

إلى البدع لا يجوز أن يحتج به عند أئمتنا قاطبة لا أعلم بينهم فيه خلافا على أن أئمة
المسلمين وأهل الورع في الدين في جميع الأمصار وسائر الأقطار جرحوه وأطلقوا عليه
القدح إلا الواحد بعد الواحد، قد ذكرنا ما روى فيه من ذلك في كتاب " التنبيه
على التمويه " فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب غير أنى أذكر منها جملا
يستدل بها على ما وراءها.
من ذلك ما حدثنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال: حدثنا بندار ومحمد
بن علي المقدمي قال: حدثنا معاذ بن معاذ العنبري قال: سمعت سفيان الثوري
يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين (1).
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي

(1) نقل عن الثوري أنه قال لمن جاء من عند أبي حنيفة: لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض. وقال
أيضا إن الذي يخالف أبا حنيفة يحتاج إلى أن يكون أعلى منه قدرا، وأو في علما، وبعيد ما يوجد ذلك.
وروى أيضا أنه رؤي تحت رأس الثوري كتاب " الرهن " لأبي حنيفة فسأل عنه أحمد: هل تنظر في كتبه؟
قال: وددت أنها كلها عندي مجتمعة أنظر فيها، ما أبغي في شرح العلم غاية، ولكننا لا ننصفه.
الامام الأعظم أبو حنيفة المتكلم 20.
64

قال حدثنا الحسن بن أبي مالك عن أبي يوسف قال: أول من قال القرآن مخلوق
أبو حنيفة - يريد بالكوفة.
أخبرنا الحسين (1) بن إدريس الأنصاري قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا
عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: القرآن
مخلوق قال: فكتب إليه ابن أبي ليلى: إما أن ترجع وإلا لأفعلن بك. فقال: قد
رجعت فلما رجع إلى بيته قلت يا أبى أليس هذا رأيك؟ قال: نعم يا بنى وهو اليوم
أيضا رأيي ولكن أعيتهم التقية.
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل قال: حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون قال:
حدثنا محبوب بن موسى عن يوسف بن أسباط قال قال أبو حنيفة: لو أدركني
رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخذ بكثير من قولي وهل الدين إلا الرأي الحسن.
أخبرنا على بن عبد العزيز الأبلي قال: حدثنا عمرو بن محمد الانس عن أبي البختري
قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: اللهم إنا ورثنا هذه النبوة عن أبينا إبراهيم خليل
الرحمن وورثنا هذا البيت عن أبينا إسماعيل ابن خليل الرحمن وورثنا هذا العلم
عن جدنا محمد صلى الله عليه وسلم فاجعل لعنتي ولعنة آبائي وأجدادي على أبي حنيفة.
أخبرنا محمد بن القاسم بن حاتم قال: حدثنا الخليل بن هند قال: حدثنا عبد الصمد
ابن حسان قال: كنت مع سفيان الثوري بمكة عند الميزاب فجاء رجل فقال: إن أبا حنيفة
مات. قال: اذهب إلى إبراهيم بن طهمان فأخبره فجاء الرسول فقال: وجدته نائما
قال: ويحك اذهب فأنبهه وبشره فإن فتان هذه الأمة مات. والله ما ولد في الاسلام

(1) الذين تناولوا النسخة المخطوطة نبهوا على ضعف كثير من الرجال الذين رووا هذه الأخبار منهم:
الحسين بن إدريس الأنصاري، وسفيان بن وكيع، ويوسف بن أسباط، وأبو البختري، والخليل بن هنيد
ونعيم بن حماد، وزكريا بن يحيى الساجي، وإبراهيم بن الحجاج، وداود بن الزبرقان، والوليد بن مسلم،
وأحمد بن الوليد الكرخي.
(م 5 - ج 3 - المجروحين).
65

مولود أشام عليهم من أبي حنيفة ووالله لكأن أبو حنيفة أقطع لعروة الاسلام عروة
عروة من قحطبة الطائي بسيفه.
أخبرنا آدم بن موسى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا نعيم (1)
ابن حماد قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال: سمعت سفيان الثوري - وجاء
نعى أبو حنيفة - فقال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه لقد كان ينقض الاسلام
عروة عروة.
أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة قال: حدثنا على بن جندب قال:
حدثنا محمد بن عامر الطائي قال: رأيت كأني واقف على درج مسجد دمشق في جماعة
من الناس فخرج شيخ ملبب شيخا وهو يقول: أيها الناس إن هذا غير دين محمد.
قال: فقلت لرجل إلى جنبي: من هذين لشيخين؟ قال: هذا أبو بكر الصديق
ملبب أبا حنيفة.
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: سمعت
على بن عاصم يقول: قلت لأبي حيفة: إبراهيم بن علقمة عن عبد الله أن النبي عليه
الصلاة والسلام صلى بهم خمسا ثم سجد سجدتين بعد السلام " فقال أبو حنيفة:
إن لم يكن جلس في الرابعة فما تسوى هذه الصلاة هذه وأشار إلى شئ من الأرض
فأخذه ورمى به.
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال: حدثنا
حماد بن زيد قال: جلست إلى أبي حنيفة بمكة وجاء سليمان فقال: إني لبست خفين

(1) نعيم بن حماد: معروف بالميل الشديد على أهل الرأي وإمامهم رحمه الله حتى اتهم بوضع حكايات
في ذلك قال في التهذيب: كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات في ثلب أبي حنيفة كلها كذب:
هامش التاريخ الكبير 81 / 8 يراجع أيضا الميزان 267 / 4.
66

وأنا محرم أو قال: لبست السراويل وأنا محرم فقال له أبو حنيفة عليك دم قال فقلت
للرجل: وجدت نعلين أو وجدت إزارا؟ فقال: لا. فقلت: يا أبا حنيفة إن هذا يزعم
أنه لم يجد فقال: سواء وجد أم لم يجد فقلت: حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: السراويل لمن لم يجد الإزار
والخفين لمن لم يجد النعلين.
وأخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: السراويل لن
لم يجد الإزار والخفين لم يجد النعلين قال: فقال بيده كأنه لم يعبأ بالحديث. فقمت من
عند فتلقاني الحجاج بن أرطاة داخل المسجد فقلت: يا أبا أرطاة ما تقول في محرم لبس
السراويل أو لبس خفين فقال: حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم
يجد النعلين ".
وأخبرنا أبو إسحاق عن الحارث عن علي أنه قال: السراويل لمن لم يجد الإزار
والخفين لمن لم يجد النعلين قال: قلت: فما بال صاحبكم يقول كذا وكذا؟ قال: ومن
ذاك وصاحب ذاك قبح الله ذاك.
أخبرنا أحمد بن عبيد الله بأنطاكية قال: حدثنا على بن حرب قال: حدثنا على
ابن عاصم قال: قلت لأبي حنيفة: ما تقوله في رجل أعتق جارية وجعل عتقها صداقها؟
قال: لا يجوز قلت كيف أنا عندك؟ قال: ثقة قلت فعبد العزيز بن صهيب؟ قال،
ثقة قلت: فحدثني عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة
والسلام أعتق صفية وجعل عتقها صداقها فقال أبو حنيفة: كنت أشتهي أن يكون
تما بدريهمات.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني بنسا قال: حدثنا على بن حجر قال:
67

حدثنا داود بن الزبر قان: سئل أبو حنيفة عن الخليطين: خليط البسر والتمر فقال:
حدثني حماد عن إبراهيم أنه كان لا يرى بذلك بأسا قلت هل كان إبراهيم يحدث فيه
برخصة كما حدث في نبيذ الجر (1): قال لا أعلمه. قلت: ما تصنع بحديث إبراهيم
وقد جاء النهى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك؟ قال أما إني أزيدك حديثا: حدثني
نافع أن ابن عمر خلطهما قلت: إنما صنع ذلك مرة واحدة من وجع عرض له لان
التمر بلغم والزبيب جاف، كان ينظم له (2) الثوم فيلقى في القدر فإذا أنضحت القدر
ما فيها كشط الثوم ورمي به. أخبرني بذلك أيوب عن نافع عن ابن عمر. قال:
فقال أبو حنيفة: ما أبالي مرة صنعه أو مائة مرة. ثم أقبل على فقال: من حدثك؟
قلت: حدثني مطر الوراق عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله: " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن البسر والتمر أن يخلط بينهما وعن الزبيب والتمر أن يخلط
بينهما " وحدثني ليث بن أبي سليم عن عطاء عن جابر أن النبي عليه الصلاة والسلام
نهى عنهما أن يخلطا ".
وحدثنا أبان عن أنس: أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عنهما أن يخلطا "،
وحدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس: " أن النبي عليه الصلاة والسلام
نهى عنهما أن يخلطا " قال أنس: ولقد حرمت الخمر وما لأهلي شراب غير
الغليظين.
وحدثني أبو العلاء وأبو ثابت عن أنس أنه كان يقطع له التذنوبة (3) من البسر "

(1) نبيذ الجر. الجر والجرار: جمع جرة وهو الاناء المعروف من الفخار. وأراد بالنهي عن الجرار
المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير. النهاية.
(2) ينظم: كلمة غير واضحة في المخطوطة وصححت بالرجوع إلى الخبر عن نافع: لما غزا ابن عمر نهاوند
أخذه ربو فجعل ينظم الثوم في الخيط ثم يجعله في حسوه فيطبخه فإذا أخذ طعم الثوم طرحه ثم حساه.
الطبقات الكبرى 115 / 4
(3) التذنوبة: يقال ذنبت البسرة تذنيبا وكتت من ذنبها وهو تذنوب بفتح التاء ويضم واحدته تذنوبة
القاموس.
68

وحدثنا الصلب بن ديناد عن أبي نضرة عن أبي سعيد: أن النبي عليه الصلاة والسلام
نهى عنهما أن يخلطا " وحدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلي " أن النبي عليه
الصلاة والسلام نهى عنهما أن يخلطا " وحدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي
كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه " أن النبي صلى الله وسلم نهى عنهما
أن يخلطا " وحدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال: " لا تنبذوا الزهو. والرطب جميعا. ولا تنبذوا الزبيب والتمر
جميعا وانتبذوا كل واحد منهما على حدة. وحدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: حدثنا
فقيه من أهل نجران عن ابن عمر: أن النبي عليه الصلاة والسلام أتى برجل سكران
- أو قال نشوان - فلما ذهب سكره أمر بجلده. فقال: يا رسول الله إني لم
أشرب خمرا إنما شربت خليط بسر وتمر، فأمر أن يجلد ثم نهى عنهما.
أن يخلطا ".
وأخبرنا شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال: " خليط البسر والتمر خمر ".
وحدثنا هشام الدستواني عن عكرمة عن ابن عباس قال: " إنما أفسر البسر والتمر
وهو يسمى المزاء فإذا خلطهما لم يصلح " قال: فقال أبو حنيفة: ما أرى به بأسا.
قلت: فسبحان الله ألم يقل الله عز وجل (1): (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا) قال: أرأيت لو أتيت بجمجمة فيها نبيذ تمر نبذ بالأمس أتشربه؟
قلت: نعم. ثم أتيت بجمجمة فيها نبيذ بسر نبذ أول من أمس أتشربه؟ فسكت ولم
أقل لا ولا نعم فقال: إذا اجتمعا في بطن صلح وإذا اجتمعا في إناء لم يصلح.
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال: حدثنا عصمة بن محمد قال: حدثنا

(1) الآية 7 من سورة الحشر.
69

العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال: سمعت بشر بن
المفضل يقول: قلت لأبي حنيفة: حدثنا شعبة عن هشام عن يزيد بن أنس عن انس
" أن يهوديا رضخ رأس جارية بين حجرين فرضخ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بين
حجرين " قال: هذيان.
وأخبرنا الثقفي قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول: سمعت أبا صالح
الفراء يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: كنت عند أبي حنيفة فجاءه رجل
فسأله عن مسألة فقال فيه فقلت: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: كذا وكذا،
قال: هذا حديث خرافة.
أخبرنا الفضل بن الحسين بهمذان قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان عن
ابن عيينة قال: حدثت أبا حنيفة بحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فقال:
بل على هذا.
أخبرنا الساجي قال: حدثنا سعيد بن محمد قال: حدثنا عباس العنبري قال:
حدثنا أبو بكر بن الأسود قال: سمعت بشر بن المفضل يقول: حدثنا عبيد الله بن
عمر عن نافع عن ابن عمر قال: " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا " وقال أبو حنيفة:
هذا رجز.
سمعت الحسن بن عثمان بن زياد يقول: سمعت محمد بن منصور الجواز يقول:
رأيت الحميدي يقرأ كتاب الرد على أبي حنيفة في المسجد الحرام فكان يقول:
قال بعض الناس كذا، فقلت له: فكيف لا تسميه؟ قال: أكره أن أذكره
في المسجد الحرام.
وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه قال: سمعت محمد بن أحمد بن حكيم الشيباني
يقول: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: سمعت ابن المبارك يقول: من كان عنده
70

كتاب الحيل يريد أن يعمل بما فيه فهو كافر وبانت منه امرأته وبطل حجه. ثم
قال: قال فلان: لو أن رجلا ظاهر من امرأته فارتد عن الاسلام سقط عنه كفارة
الطهار، ولو أن رجلا ابتلى بهذا وقال له رجل: أفعل هذا لكي تسقط عنه الكفارة
فهو كافر وباتت منه امرأته وبطل حجه. أخبرنا الثقفي قال: سمعت الحسن بن
الصباح قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت سفيان الثوري يقول: أبو حنيفة
غير ثقة ولا مأمون.
أخبرنا يعقوب بن محمد المغري قال: حدثنا أحمد بن سلمة قال: سمعت الحسين
ابن منصور يقول: سمعت مبشر بن عبد الله بن رزين النيسابوري يقول: كتب
إلينا إبراهيم بن طهمان من العراق: أن امحوا ما كتبتم عنى من آثار أبي حنيفة.
وسمعت محمد بن محمود النسائي يقول: سمعت على بن خشرم يقول: سمعت
على بن إسحاق السمرقندي يقول: سمعت ابن المبارك يقول: كان أبو حنيفة
في الحديث يتيما.
وأخبرنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم الخولاني بطرسوس قال: حدثنا محمد بن
جابر المروزي قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: سألت أحمد بن حنبل عن الرواية
عن أبي حنيفة وأبى يوسف فقال: لا أرى الرواية عنهما.
وأخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال: حدثنا محمد بن علي الثقيفي قال:
سمعت إبراهيم بن شماس يقول: ترك ابن المبارك أبا حنيفة في آخر امره.
وأخبرنا أحمد بن بشر الكرجي قال: حدثنا محمد بن الخطاب قال: حدثنا رستة
قال: قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: خاصمت رجلا في دار إلى شريك فلما
دنوت منه نظر إلى بوجه غليظ ثم قال: ألك بهذا عهدة؟ قلت: نعم. قال ائتني
بالعهدة ولم تكن لي عهدة فرجعت إلى أبى فأخبرته فقال: ويحك كذبت عند شريك
71

مع سوء رأيه فينا فلما رجعت إليه قال: هات عهدتك قلت: أصلحك الله هي عند
رجل وليس هو شاهد فقال: أفاك ابن أفاك ابن أفاك.
سمعت حمزة بن داود يقول: سمعت داود بن بكر يقول: سمعت المقرى يقول:
حدثنا أبو حنيفة، وكان مرجئا ودعاني إلى الارجاء فأبيت عليه - وأخبرني محمد
ابن المنذر قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: سمعت
حماد بن زيد يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: لم أكد ألقى شيخا إلا أدخلت عليه
ما ليس من حديثه إلا هشام بن عروة.
أخبرنا أحمد بن بشر قال: حدثنا محمود بن الخطاب قال: حدثنا رستة. قال:
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: - وذكر أبا حنيفة - فقرأ: (1) (ليحملوا أوزارهم
كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون).
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال: حدثنا محمد بن يحيى البلخي قال:
حدثنا سفيان قال: لما قعد أبو حنيفة قال مساور الوراق:
كنا من الدين قبل اليوم في سعة * حتى بلينا بأصحاب المقاييس
قوم إذا اجتمعوا صاحوا كأنهم * ثعالب صبحت بين النواريس
سمعت الفضل بن الحسن يقول: سمعت يحيى بن عبد الله بن ماهان يقول: سمعت
هدبة بن عبد الوهاب يقول:
إذا ذو الرأي خاصم من قياس * وجاء ببدعة هنة سخيفة
أتيناهم بقول الله فيها * وآثار نبوءة شريفة (2)
فكم من فرج محصنة عفيف * أحل حرامها بأبي حنيفة

(1) الآية 25 من سورة النحل.
(2) البيت غير واضح بالمخطوطة.
72

سمعت عبد الله بن محمد البغوي يقول: سمعت منصور بن أبي مزاحم يقول: سمعت
شريكا يقول: لو كان في كل ربع من أرباع الكوفة خمار يبيع الخمر خير من أن يكون
فيه رجل يقول بقول أبي حنيفة.
أخبرنا الثقفي قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم يقول سمعت أبا معمر يحدث
عن الوليد بن مسلم قال: سأل مالك بن أنس رجلا: أيتكلم في بلدك برأي أبي حنيفة؟
قال: نعم قال: إن بلدكم أهل أن لا يسكن ".
أخبرنا محمد بن القاسم بن حاتم قال: حدثنا محمد بن داود السمناني قال: حدثنا
ابن المصفى قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال:
ما تقول فيمن أكل لحم الخنزير؟ فقال: لا شئ عليه.
أخبرنا الثقفي قال: حدثنا أحمد بن الوليد الكرخي قال: حدثنا الحسن بن
الصباح قال: حدثنا محفوظ بن أبي ثوبة قال: حدثني ابن أبي مسهر قال: حدثنا يحيى
ابن حمزة وسعيد بن عبد العزيز قالا: سمعنا أبا حنيفة يقول: لو أن رجلا عبد هذا
البغل تقربا بذلك إلى الله جل وعلا لم أر بذلك بأسا.
النعمان بن شبل (1): من أهل البصرة، يروى عن أبي عوانة ومالك أخبرنا عنه
الحسن بن سفيان، يأتي عن الثقات بالطامات، وعن الاثبات بالمقلوبات.
روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني " أخبرناه أحمد بن عبيد بهمدان قال:
حدثنا محمد بن محمود بن النعمان بن شبل أبو شبل قال: حدثنا جدي قال: حدثنا
مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه.

(1) الميزان 265 / 4.
73

باب الواو
وهب أبو البختري القاضي (1): وأمه عبدة بنت على بن يزيد بن ركانة،
استقضاه الرشيد، يروى عن هشام بن عروة وجعفر بن محمد وابن عجلان، روى عنه
العراقيون وأهل الشام. انتقل في آخر عمره إلى صيدا مدينة على الساحل قد دخلتها،
وكان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جنة الليل سهر عامة ليله بتذكر
الحديث ويضعه ثم يكتبه ويحدث به، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا
على جهة التعجب.
أخبرني محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
- وذكر أبو البختري -: فقال: كذاب كان يحدث عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة وعن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل وعن جعفر بن
محمد عن أبيه عن علي قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخمير يقترض قال: لا بأس به
قلت: رحمة الله قال: لا رحم الله أبا البختري.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: أيا البختري القاضي يضع الحديث.
قال أبو حاتم: وأبو البختري وهب بن وهب الذي يروى عن ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذل
وغنى قوم افتقر، وعالما تلاعب به الصبيان ".

(1) وهب بن وهب أبو البختري القاضي قال البخاري: سكتوا عنه، كان وكيع يرميه بالكذب.
وقال: عثمان بن أبي شيبة: أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا. وقال أحمد: كان يضع الحديث وضعا فيما نرى.
أورد له ابن عدي عددا من منكراته ثم قال: وهذه أحاديث مكذوبة.
الميزان 353 / 4 التاريخ الكبير 170 / 8.
74

وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: سخنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ماء في الشمس فقال: لا تعودي يا حميراء فإنه يورث البياض " أخبرناه ابن قتيبة قال:
حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد قال: حدثنا محمد بن حمير قال: حدثنا وهب
القرشي عن هشام.
وروى عن يونس بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الحدة تعتري جماع القرآن. قيل يا رسول الله: لم؟ قال:
لعزة (1) القرآن في أجوافهم " أخبرناه محمد بن عثمان الأذرعي بعكة قال: حدثنا
حميد بن الأصبغ العسقلاني قال: حدثنا نوح بن الهيثم صهر آدم بن أبي إياس قال:
حدثنا وهب بن وهب عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. وأخبرناه عمر بن
سعيد بن سنان قال: حدثنا أحمد بن الفضل الصايغ قال: حدثنا نوح بن الهيثم
قال: حدثنا وهب بن وهب مثله قال: " الحدة تعتري حملة القرآن، قلت: لم يا رسول الله؟
ثم ساقه مثله ".
وهب بن راشد (2): شيخ يروى عن مالك بن دينار العجائب، لا يحل الرواية
عنه ولا الاحتجاج به. روى عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة
نزلت به فإنما يشكو الله، ومن تضعضع لغنى لينال فضل ما بيده أحبط الله ثلثي
عمله ومن أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله (3) " أخبرناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني
بالكرج قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان الحوتكي بمصر قال: حدثنا على بن معبد

(1) في الميزان: " لغيرة القرآن " وما جاء في المخطوطة يوافق لفظ الخبر في الجامع الصغير 410 / 3.
(2) وهب بن راشد: رقى وقيل بصري. قال ابن عدي: ليس حديثه بالمستقيم، أحاديثه كلها فيها
نظر. وقال الدارقطني: متروك. الميزان 351 / 4.
(3) العبارة الأخيرة لم ترد في الخبر الذي نقله في الميزان 352 / 4.
75

قال: حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن خلاس بن عمرو عن أبي الدرداء
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم يقول: أنا مالك الملوك قلوب الملوك بيدي
فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالراحة والرحمة وإن العباد عصوني
حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخطة والنقمة فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا
أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع أكفيكم ملوككم "
أخبرناه محمد بن بشر بن دليل البغدادي بالرملة قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن
المروزي قال على بن معبد قال: حدثنا وهب بن راشد عن مالك.
وهب بن حفص بن عمرو البجلي الحراني (1): أبو الوليد المحتسب: يروى
عن الفريابي وأبى قتادة، حدثنا عنه أبو عروبة وغيره، كان شيخا مغفلا يقلب
الاخبار ولا يعلم ويخطئ فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وهو الذي روى عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي قال: حدثنا حماد بن سلمة
عن عمرو بن دينار عن جابر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " ليس أجد يدخل
الجنة إلا جرد مرد إلا موسى بن عمران فإن لحيته تبلغ سرته وليس أجد يكنى
إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد " أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا وهب بن حفص
قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي. وهذا شئ حدث به ابن أبي السرى
عن شيخ ابن أبي خالد عن حماد فبلغه فسرقه وحدث به عن عبد الملك الجدي متوهما
أنه قد سمع منه. اه‍.
الوليد بن محمد الموقري القرشي (2): مولى يزيد بن عبد الملك، كنيته

(1) وهب بن حفص: نسبه إلى جده واسمه: وهب بن يحيى بن حفص بن عمرو البجلي: يعرف
بأبي الوليد بن المحتسب الحراني. كذبه الحافظ أبو عروبة. وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.
الميزان 351، 355 / 4
(2) الوليد بن محمد الموقري: صاحب الزهري والموقر حصن بالبلقاء. قال البخاري: في حديثه مناكير
وكان لا يقرأ في كتابه، وإذا رفع إليه كتاب قرأه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني:
لا يكتب حديثه. وقال: ابن خزيمة: لا أحتج به. وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يزل حديثه مقلوبا.
وكذبه ابن معين. الميزان 346 / 4 التاريخ الكبير 155 / 8.
76

أبو بشر، من أهل الشام، يروى عن الزهري روى عنه على بن حجر وأهل بلده.
كان ممن لا يبالي ما دفع إليه قراءة، روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يحدث بها
الزهري قط كما روى عنه. وكان يرفع المراسيل ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به
بحال. سمع يعقوب بن إسحاق.
سمعت الدارمي: قلت ليحيى بن معين: فالوليد بن محمد الموقري؟ قال:
ليس بشئ.
قال: أبو حاتم: وهو الذي روى عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المريض إذا برئ وصح من مرضه مثل البردة تقع من
السماء في صفائها ولونها " أخبرناه محمد بن أحمد بن أبي عون قال على بن حجر قال:
حدثنا الوليد بن محمد الموقري عن الزهري.
وروى عن ثور بن يزيد عن أبي هرم عن ابن عمر قال: " رغب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الجهاد ذات يوم فاجتمعوا عليه حتى عمموه وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم جريدة
قد نزع سلاؤها وبقيت سلاءة لم يفطن لها فقال: أخروا عني هكذا فقد عممتموني
فأصاب النبي عليه الصلاة والسلام بطن رجل فأدمي الرجل فخرج الرجل وهو يقول:
هكذا فعل بي نبيك فكيف بالناس. فسمعه عمر فقال: انطلق انطلق إلى النبي عليه
الصلاة والسلام فإن كان هو أصابك فسوف يعطيك الحق من نفسه وإن كنت
كذبت لأرغبن بها منك فقال الرجل: انطلق بسلام فلست أريد أن أنطلق معك
قال: ما أنا بوادعك، فانطلق به عمر حتى أتى به النبي عليه الصلاة والسلام فقال:
إن هذا يزعم أنك أصبته وأدميت بطنه فما ترى؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام:
77

أحقا أنا أصبتك؟ قال الرجل نعم يا نبي الله قال: هل رأى ذلك أحد؟ قال: قد
كان هاهنا ناس من المسلمين قال: اللهم إني أشهد شهادة رجلا رأى ذلك إلا أخبرني
فقال ناس من المسلمين: يا رسول الله أنت أدميته ولم ترده. فقال النبي عليه الصلاة
والسلام. خذ لما أصبتك مالا وأنطلق. قال الرجل: لا قال: فهب لي ذلك قال:
لا أفعل قال: فتريد ماذا؟ قال أريد أن استقيد منك يا نبي الله. قال النبي عليه الصلاة
والسلام: نعم. فقال الرجل أخرج من وسط هؤلاء فخرج من وسطهم وأمكن
الرجل من الجريدة ليسقيد منه فكشف عن بطنه وجاء عمر ليمسك النبي عليه الصلاة
والسلام من خلفه فلما جاء الرجل ليطعن النبي عليه الصلاة والسلام ألقى الجريدة
وقبل سرته وقال: يا نبي الله هو الذي أردت لكيما يقمع الجبارون من بعدك فقال
عمر: لأنت كنت أوثق عملا منى " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا سويد بن سعيد
قال: حدثنا الوليد بن محمد الموقري عن ثور بن يزيد عن أبي هرم
الوليد بن يزيد الهدادي (1): أخو خالد بن يزيد، منكر الحديث جدا يروى
عن أقوام مجاهيل أشياء مناكير. روى عن أبي عبد الدايم عن عبد الكريم بن أبي
المليح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع شسعه فمشى في نعل واحدة حتى صلح
الأخرى " رواه عنه قتيبة بن سعيد مات سنة ثنتين وثمانين ومائة وكان القواريري
يحمل عليه حملا شديدا.
الوليد بن جميع (2): شيخ من أهل الكوفة، يروى عن عبد الرحمن بن خلاد
والكوفيين، روى عنه عبد الله بن داود الخريني وأهل العراق، كان ممن ينفرد

(1) الميزان 350 / 4 التاريخ الكبير 157 / 8.
(2) الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري: وثقه ابن معين، والعجلي، وقال أحمد وأبو زرعة: ليس به
بأس وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال الحاكم: لو لم يذكره مسلم في صحيحه لكان أولى. وقال
الفلاس: كان يحيى لا يحدثنا عنه، فلما كان قبل موته بقليل أخذتها من على الصائغ فحدثني بها وكانت ستة
أحاديث. الميزان 337 / 4 التاريخ الكبير 146 / 8.
78

عن الاثبات بما لا يشبه حديث الثقات فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث
عن الوليد بن جميع.
الوليد بن [أبى] ثور الهمداني الذهبي (1): من أهل البصرة، سكن الكوفة
يحدث عن زياد بن علاقة والكوفيين روى عنه أهل العراق. مات بعد سنة ثنتين
وسبعين ومائة، منكر الحديث جدا. في أحاديثه أشياء لا تشبه أحاديث الاثبات حتى
إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها معمولة أو مقلوبة.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت ابن زهير عن يحيى بن معين قال: الوليد بن أبي ثور
ليس بشئ.
الوليد بن عمرو بن ساج الحداني. (2) يروى عن داود بن أبي هند وأهل
الشام، روى عنه أهل بلده منكر الحديث جدا، يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات
حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها لا يجوز الاحتجاج به لما كثر مخالفته
الثقات في الروايات.
الوليد بن عصام بن الوضاح السرخسي (3): يروى عن أبيه. روى عنه أهل

(1) الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي: ضعفه أحمد وصالح جرزة وغيرهما ولم يترك قال
محمد بن عبد الله بن ثمير: ليس بشئ، كذاب. وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: يكتب
حديثه، ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: منكر الحديث: يهم كثيرا. وقال مرة: في حديثه وهاي.
وساق له ابن عدي أحاديث مقلوبة تحتمل ومتونها قويه. الميزان 340 / 4 التاريخ الكبير 142 / 8
(2) الميزان 342 / 4.
(3) الوليد بن عصام بن الوضاح السرخسي: لم يترجم له الذهبي وترجم لأبيه: عصام بن الوضاح
السرخي عن مالك. ونقل رأى ابن حبان فيه. الميزان 67 / 3.
79

بلده، قتل سنة ثمان وستين ومائتين سمعت أبا العباس الدغولي يقول: لا تجوز
الرواية عنه.
الوليد بن سلمة الطبراني أبو العباس (1): من أهل الطبرية، كان على قضاء
الأردن، يروى عن عبيد الله بن عمر، روى عنه أهل الشام وابنه إبراهيم بن الوليد
ابن سلمة. كان ممن يضع الحديث على الثقات. لا يجوز الاحتجاج به بحال وابنه ثقة.
روى عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: إذا غاب الهلال قل الشفق فهو لليلته وإذا غاب بعده فهو لليلتين " أخبرناه
سعيد بن هاشم بن مرثد بطبرية قال: حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة قال: حدثنا أبي
عن عبيد الله بن عمر.
سمعت أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ بدمشق قال: سمعت أبا زرعة الدمشقي
يقول: رأيت دحيما يقول: كذابا هذه الأيام صاحب طبرية وصاحب صيدا: الوليد
ابن سلمة وأبو البختري.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن "
أخبرناه أحمد بن الحسن الجدادمي بالموصل قال: حدثنا يحيى بن بشير القرقساني قال:
حدثنا الوليد بن سلمة عن ابن أبي ذئب.
الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني (3): من أهل الكوفة، يروى عن إسماعيل
ابن أبي خالد، وإسرائيل روى عنه أهل العراق، كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه

(1) الوليد بن سلمه الطبراني الأزدي: قال أبو حاتم: ذاهب الحديث. الميزان 339 / 4
(2) الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني: وثقه أحمد وقال: اكتبوا عنه. وقال ابن عدي: إذا
روى عن ثقة فلا بأس به. الميزان 344 / 4 التاريخ الكبير 152 / 8.
80

حديث الاثبات فخرج عن جد الاحتجاج به إذا انفرد، وأرجو إن من اعتبر به فيما
وافق الثقات لم يجرح في فعله ذلك.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن الوليد
ابن القاسم قال: ضعيف.
الوليد بن الوليد العنسي (1): من أهل الرقة. يروى عن ابن ثوبان وثابت
ابن يزيد العجائب، روى عن ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة
عن عائشة. قالت: كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " مكارم الأخلاق عشرة
تكون في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في العبد ولا تكون في سيده وتكون
في الابن ولا تكون في أبيه يقسمها الله لمن أراد به السعادة: صدق الحديث وصدق
الناس وإعطاء السائل والمكافآت بالصنائع وحفظ الأمانة وصلة الرحم والتدمم للجار
وإقراء الضيف ورأسهن الحياء " أخبرناه الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال: حدثنا
أيوب بن محمد الوزان قال: حدثنا الوليد بن الوليد. وهذا ما لا أصل له من كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى هذا الشيخ عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار نسخة أكثرها مقلوبة
بطول الكتاب بذكرها لا يجوز الاحتجاج به فيما يروى.
وقد روى عن ابن ثوبان عن عطاء عن عبد الله بن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " ما من مولود يولد إلا أنه مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة
سورة التغابن ".

(1) الوليد بن الوليد بن زيد العنس القلانسي: قال أبو حاتم: صدوق. وقال الدارقطني وغيره.
متروك وروى له نصر المقدسي في أرسنه حديثا منكرا، وقال: تركوه. وقال صالح جزره: قدري.
الميزان 350 / 4.
81

أخبرناه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال: حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال:
حدثنا الوليد بن الوليد عن ابن ثوبان عن عطاء.
الوليد بن موسى الدمشقي (1): شيخ يروى عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشيب نور، من خلع الشيب
فقد خلع نورا الاسلام، فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأذاة الثلاث: الجنون،
والجذام، والبرص (2) " أخبرناه حاجب بن أركين بدمشق قال: حدثني يحيى بن
عثمان بن صالح عنه. وهذا ما لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوليد بن الفضل العنزي (3): شيخ يروى عن عبد الله بن إدريس وأهل العراق
المناكير التي لا يشك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به
بحال إذا انفرد.
وهو الذي روى عن ابن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث رجالا إلى البلدان يدعون الناس إلى الاسلام فقال
رجل: لو بعث أبا بكر وعمر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر لا غنى عنهما إن
أبا بكر وعمر في الاسلام بمنزلة السمع والبصر من الانسان " أخبرناه محمد بن علي بن
العباس المروزي بالبصرة قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا الوليد
ابن الفضل.

(1) الوليد بن موسى الدمشقي: قال الدارقطني: منكر الحديث. وقال غيره: متروك ووهاه العقيلي.
الميزان 349 / 4
(2) في الجامع الصغير: " وقاه الله الأدواء الثلاثة " أخرجه ابن عساكر عن أنس ورمز له السيوطي بالضعف
وقال المناوي: أورده - ابن عساكر - في ترجمة الوليد وقال: قال العقيلي: يروى عن الأوزاعي
أباطيل لا أصل لها وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. الجامع الصغير 184 / 4
(3) الميزان 343 / 4.
82

واصل بن السائب الرقاشي (4): يروى عن عطاء وأبى سورة، روى عنه أهل
العراق، كان ممن يروى عن عطاء ما ليس من حديثه وعن غيره من الثقات ما لا يشبه
حديث الاثبات فسقط الاحتجاج به لما ظهر ذلك منه.
روى عن أبي سورة عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا حبذا
المتخللين في الوضوء بين الأصابع والأظافير ويا حبذا المتخللين من الطعام وأنه ليس
شئ أشد على الملك من بقية تبقى في الفم من أثر الطعام " أخبرناه أبو يعلى
قال: حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا مروان بن معاوية عن واصل بن السائب
عن أبي سورة.
الوازع بن نافع العقيلي (2): أصله من المدينة، سكن الجزيرة يروى عن سالم
ابن عبد الله وأبى سلمة بن عبد الرحمن. روى عنه أهل الجزيرة. كان ممن يروى
الموضوعات عن الثقات على قلة روايته، ويشبه أنه لم يكن المتعمد لذلك بل
وقع ذلك في روايته لكثرة وهمه فبطل الاحتجاج به لما انفرد عن الثقات بما ليس
من أحاديثهم.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: وازع بن
نافع ليس بثقة.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن سالم عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله " أخبرنا بالحديثين (3)

(1) واصل بن السائب الرقاشي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال
أبو زرعة: ضعيف. الميزان 328 / 4 التاريخ الكبير 173 / 8
(2) وارع بن نافع العقيلي: قال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد وابن معين: ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك وقال ابن عدي: عامه ما يرويه الوازع غير محفوظ.
الميزان 327 / 4 التاريخ الكبير 183 / 8
(3) يتضح من العبارة أن حديثا سقط من الناسخ حيث لم يرد إلا حديث واحد.
83

جميعا الحسن بن سفيان قال: حدثنا الصلت بن مسعود قال: حدثنا بن ثابت قال:
حدثنا الوازع بن نافع عن سالم في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد لا يخلو أن تكون
موضوعة أو مقلوبة.
وروى عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل من هذا اللحم
نيا فليغسل يده من ريح وضره لا يؤذى من بحذائه " أخبرناه أبو يعلى قال:
حدثنا سليمان بن عمرو قال: حدثنا محمد بن سلمة عن الوازع عن سالم عن أبيه.
وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال: " كنا نصلي
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته فلما قضى الصلاة قلنا: يا رسول الله
رأيناك تبسمت؟ قال: مر بي جبريل وعلى جناحه أثر غبار وهو راجع من طلب
القوم فضحك إلى فتبسمت إليه " أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عمرو
ابن محمد الناقد قال. حدثنا على بن ثابت قال: حدثنا الوازع بن نافع.
الوزير بن عبد الله الخولاني (1): يروى عن أهل المدينة. روى عنه بقية بن الوليد
والوضاح بن حسان. منكر الحديث على قلة روايته، يتفرد عن الثقات بما لا يشبه
حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن ابن شبرمة عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن مسعود قال: قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع ميراث ولد الملاعنة لها لما أصابها فيه من العنت.
وروى عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من منحه المشركون أرضا فلا أرض له " رواهما عنه بقية
ابن الوليد.

(1) الميزان 333 / 4 التاريخ الكبير 182 / 8.
84

وافد بن سلامة (1): يروى عن يزيد الرفاش، روى عنه ابن وهب، وهو الذي
يروى عن ابن عجلان ويقول: وافد بن سلامة. منكر الحديث على قلة روايته،
يأتي بأشياء موضوعة عن أقوام ضعفاء فلا يتهيأ إلزاق القدح به دونهم بل التنكب
عن روايته عن الاحتجاج أولى.
الوضاح بن يحيى النهشلي الأنباري أبو يحيى (2): سكن الكوفة، يروى عن
العراقيين، روى عنه أهل بغداد، منكر الحديث، يروى عن الثقات الأشياء
المقلوبات التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه وإن اعتبر
معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
باب الهاء
هلال بن [أبى] مالك الأعمى أبو ظلال القسملي (3): من أهل البصرة، واسم
أبيه سويد الأزدي الأحمري وقد قيل إنه هلال بن أبي هلال. يروى عن أنس بن
مالك، روى عنه جعفر بن سليمان الضبعي ومروان بن معاوية. كان شيخا مغفلا.
يروى عن أنس ما ليس من حديثه. لا يجوز الاحتجاج به بحال.

(1) وافد بن سلامة: بالفاء أو بالقاف. قال البخاري: قال يحيى بن سليمان: حدثنا ابن وهب:
سمع وافد حديثين، وقال عبد الله بن يوسف عن الليث وغيره عن عدي بن عجلان عن وافد بن سلامة،
لم يصح حديثه. قال ابن عدي: وافد بالفاء أصوب. وأورده في الكبير بالفاء.
الميزان 330 / 4 التاريخ الكبير 191 / 8
(2) الميزان 334 / 4 التاريخ الكبير 180 / 8.
(3) هلال بن أبي مالك القسملي الأعمى: أبو ظلال. وقيل: هلال بن ميمون، وهلال بن أبي سويد،
وهلال بن بشر وهلال بن يزيد، ويقال هلال بن زيد، قال ابن معين: ضعيف، ليس بشئ، وقال
النسائي والأردي: ضعيف وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه. وقال البخاري:
عنده مناكير.
الميزان 316 / 4 التاريخ الكبير 205 / 8.
85

سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن أبي
ظلال فقال اسمه هلال بن بشر (1).
قال أبو حاتم: روى هلال بن سويد عن أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة
والسلام أهدى له ثلاثة طراير (2) فأطعم جارية طيرا فلما كان الغد أتاه به، فقال عليه
الصلاة والسلام: " ألم أنهك أن تخبئ شيئا لغد إن الله يأتيني برزقي في كل غد "
أخبرناه أحمد بن الحسن عن عبد الجبار قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا مروان
ابن معاوية قال حدثنا بن هلال بن سويد الأحمري قال سعت أنس بن مالك وساقه.
وروى عن أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إن عبدا ينادى
في جهنم يا حنان يا منان فيقول الله جل وعلا: يا جبريل اذهب ائتني بعبدي هذا
فيجد أهل النار منكبين على وجوههم يبكون فيرجع إلى ربه فيخبره فيقل: اذهب
فائتني بعبدي هذا في موضع كذا وكذا. فيذهب فيجئ به فيوقف على ربه فيقول:
عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: يا رب شر مقيل وشر مكان فيقول:
ردوا عبدي فيقول: يا رب أرجو إذ أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها فيقول: دعوا
عبدي " أخبرناه الصوفي ببغداد قال: حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا سلام بن
مسكين عن أبي ظلال عن أنس.
هلال بن زيد بن يسار بن بولا (3) أبو عقال: يروى عن أنس بن مالك،

(1) في المخطوطة: " اسمه هلال لا ثقة " وصوبت بالرجوع إلى الميزان.
(2) هكذا والغالب أنها " أطيار ".
(3) هلال بن زيد بن يسار بن بولا: قال البخاري: ويقال أبو عقال في حديثه مناكير. وقال ابن عدي:
قرأت على قبره: هذا قبر أبى عقال هلال بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو حاتم
والنسائي: منكر الحديث وزاد النسائي: ليس بثقة.
الميزان 313 / 4 التاريخ الكبير 205 / 8 المشتبه 103.
86

روى عنه عمر بن محمد. كان ممن يروى عن أنس بن مالك أشياء موضوعة ما حدث
بها أنس قط منها رواية الثقات عنه ورواية الضعفاء جميعا لا يجوز الاحتجاج به بحال
ولا ذكر حديثه إلا على جهة الاعتبار.
هلال بن خباب أبو العلاء العبدي (1): مولى زيد بن صوحان، من أهل
الكوفة، قد انتقل إلى البصرة وسكنها يروى عن عكرمة ويحيى بن جعدة. وروى عنه
العراقيون ومسعر وذويهما كان ممن اختلط في آخر عمره فكان يحدث بالشئ على
التوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وأما فيما وافق الثقات فإن احتج به محتج أرجو
أن لا يجرح في فعله ذلك.
وهو الذي روى عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت
الليالي المتتالية طاويا وأهله لا يجدون عشاء، وكان عامتهم يأكلون خبز الشعير.
وروى عن عكرمة عن ابن عباس قال: " دخل عمر بن الخطاب على النبي عليه
الصلاة والسلام وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشا
أوثر من هذا؟ فقال: يا عمر ما لي وللدنيا أو ما للدنيا ولى، والذي نفسي بيده ما مثلي
ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح
وتركها " أخبرنا بالحديثين جميعا عبد الله بن قحطبة قال: حدثنا عبد الله بن معاوية
الجهمي قال حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب.
هلال بن يحيى بن مسلم الرأي (2): من أهل البصرة، كان ينتحل مذهب

(1) هلال بن خباب: أبو العلاء. قال البخاري: قال لي عبد الله بن أبي الأسود عن يحيى بن سعيد
قال: أتيت هلالا وكان قد تغير قبل موته. وثقه ابن معين وغيره. وقال ابن عدي: لهلال أحاديث.
وأرجو أنه لا بأس به. وقال العقيلي: في حديثه وهم وتغير بأخرة،
الميزان 312 / 4 التاريخ الكبير 210 / 8
(2) هلال الرأي: هو هلال بن يحيى البصري الحنفي الفقيه. مات سنه خمس وأربعين ومائتين.
الميزان 317 / 4.
87

الكوفيين، وكان عالما بالشروط، يروى عن أبي عوانة وأهل البصرة، روى عنه
أهل بلده، كان يخطئ كثيرا على قلة روايته. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد
لم يحدث بشئ كثير وإنما ذكرته ليعرفه عوام أصحابنا.
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال: حدثنا هلال بن يحيى الرأي قال: حدثنا
أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال: " كانت قبضة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة
وكان لعله له قبالان ".
هشام بن زياد أبو المقدام (1): مولى آل عثمان بن عفان، وهو هشام بن أبي
هشام، يروى عن محمد بن كعب القرظي وهشام بن عروة، وقد روى عن أبيه
وأمه. روى عنه أهل العراق، كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات
والمقلوبات عن الاثبات حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها، لا يجوز
الاحتجاج به.
وهو الذي روى عن أبيه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من أصابته مصيبة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون أخر الله له من الاجر مثل
ما كان له يوم أصابته " أخبرناه الفضل بن الحباب قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام
الجمحي قال: حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام عن أبيه.
وروى عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثنا ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما نظر في النار " أخبرناه ابن منيع

(1) هشام بن زياد: قال البخاري: ضعيف وضعفه أحمد أيضا. وقال النسائي: متروك. وقال
أبو داود: كان غير ثقة. وقال البخاري أيضا: يتكلمون فيه.
الميزان 298 / 4 التاريخ الكبير 199 / 8.
88

قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن عائشة قال: حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام
قال: حدثنا محمد بن كعب.
هشام بن سلمان المجاشعي (1): من أهل البصرة، كنيته أبو يحيى، يروى
عن يزيد الرقاشي، روى عنه أبو الربيع الزهراني، منكر الحديث جدا، ينفرد عن
الثقات بالمناكير الكثيرة وعن الضعفاء بالأشياء المقلوبة على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به
فيما وافق فكيف إذا انفرد.
هشام بن سعد القرشي (2): مولى لآل أبى لهب، من أهل المدينة، كنيته
أبو سعيد، يروى عن الزهري وسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم ونافع، كان ممن
بقلب الأسانيد وهو لا يفهم ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته
الاثبات فيما يروى عن الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقات من
حديثه فلا ضير.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن
معين يقول: هشام بن سعد ضعيف.
وقد روى هشام بن سعد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه أن النبي عليه
السلام قال: " إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة " أخبرناه أبو يعلي

(1) الميزان 299 / 4 التاريخ الكبير 199 / 8.
(2) هشام بن سعد المدني: هنا وفى الكبير مولى آل أبي لهب. وفى الميزان: مولى بنى مخزوم. يقال
له: يتيم زيد بن أسلم صحبه وأكثر عنه. قال أحمد: لم يكن بالحافظ. وكان يحيى القطان لا يحدث عنه: وقال
أحمد أيضا: لم يكن محكم الحديث. وقال ابن معين: ليس بذاك القوى وليس بمتروك وقال النسائي: ضعيف
وقال مرة: ليس بالقوى. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال أبو داود: هو أثبت الناس
في زيد بن أسلم وقال الحاكم: أخرج له مسلم في الشواهد.
الميزان 298 / 4 التاريخ الكبير 200 / 8.
89

قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال: حدثنا عبد الله بن نافع قال: حدثنا
هشام بن سعد.
هشام بن عبيد الله الرازي السني (1): كان ينتحل مذهب الكوفيين، يروى
عن مالك وابن أبي ذئب، وكان يهم في الروايات ويخطئ إذا روى عن الاثبات،
فلما كثر مخالفته الاثبات بطل الاحتجاج به.
روى عن مالك عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مثل أمتي مثل
المطر لا يدرى أوله خير أم آخره " أخبرناه جعفر بن إدريس القزويني بمكة قال.
حدثنا حمدان بن المغيرة عنه.
روى عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال.
" الدجاج غنم فقراء أمتي والجمعة حج فقرائها " أخبرناه عبد الله بن محمد القيراطي
قال. حدثنا محمد بن يزيد بن مجمش عنه.
أما حديث الأخير فهو موضوع لا أصل له، وحديث الأول قد روى عن أنس
وإن لم يصح من غير حديث الزهري.
هشام ابن لاحق أبو عثمان المدائني (2): يروى عن عاصم الأحول، روى عنه

(1) هشام بن عبيد الله الرازي: قال: لقيت ألفا وسبعمائة شيخ، وأنفقت في العلم سبعمائة ألف درهم.
قال أبو حاتم: صدوق. ما رأيت أعظم قدرا منه بالري ومن أبى مسهر بدمشق.
الميزان 300 / 4
(2) هشام بن لاحق: أبو عثمان المدائني. قال البخاري: " قال أحمد: كان يحدث عن عاصم الأحول:
وكتبنا عنه أحاديث لم يكن به بأس، ورفع عن عاصم أحاديث لم ترفع أسندها هو إلى سلمان، وأنكرها
شبابة. حديثه عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن عمار في الحج: " سجد سجدتين " قال شبابة: أنا
قد سمعت من هذا الشيخ، وأنكره. وقال لي على بن المديني: " اكتب لي هذا الحديث " ولم يذكر عنه
في الميزان سوى قول أحمد: تركت حديثه.
الميزان 200 / 8 التاريخ الكبير 306 / 4.
90

العراقيون، منكر الحديث، يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز
الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات.
هشام بن محمد بن السائب أبو المنذر الكلبي (1): من أهل الكوفة، يروى عن
أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والاخبار التي لا أصول لها، روى
عنه شباب العصفري وعلي بن حرب الموصلي وعبد الله بن الضحاك الهدادي، وكان
غاليا في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفها.
هشام بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي (2): من أهل المدينة، يروى
عن هشام بن عروة ما لا أصل له من حديثه كأنه هشام آخر، لا يعجبني الاحتجاج
بخبره إذا انفرد.
وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " اطلبوا الرزق في خبايا الأرض ".
الهيثم بن جماز الحنفي البكاء (3): من أهل الكوفة، يروى عن يزيد الرقاش
ويحيى بن أبي كثير. روى عنه هشيم ووكيع، كان من العباد والبكائين ممن
غفل عن الحديث والحفظ واشتغل بالعبادة حتى كان يروى المعضلات عن الثقات
توهما، فلما ظهر ذلك منه بطل الاحتجاج به.

(1) هشام بن محمد بن السائب الكلبي: قال أحمد والبخاري: صاحب سمر ونسب. زاد أحمد:
ما ظننت أن أحدا يحدث عنه. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي قيل إن
تصانيفه: أزيد من مائه وخمسين مصنفا. الميزان 304 / 4 التاريخ الكبير 800 / 2
(2) الميزان 300 / 4.
(3) الهيثم بن جماز الحنفي البكاء: قال ابن معين: كان قاصا بالبصرة، ضعيف. وقال مرة: ليس
بذاك وقال أحمد: ترك حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث.
الميزان 319 / 4 التاريخ الكبير 216 / 8.
91

سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن الهيثم
ابن جماز فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وقد روى الهيثم بن جماز عن عمران القصير عن نافع عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتكلموا في القدر فإنه ستر الله فلا تفتشوا
عن ستره " (1) أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال:
حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا الهيثم بن جماز قال حدثنا عمران القصير.
الهيثم بن محمد بن حفص الدارمي المدني (2): شيخ يروى عن أبيه عن عمر بن علي
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالجماجم في الزروع " رواه عنه عبد العزيز بن محمد
الداروردي، منكر الحديث على قلته، لا يجوز الاحتجاج به لما فيه من الجهالة
والخروج عن حد العدالة إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوابد طامات.
الهيثم بن عبد الغفار (3): من أهل البصرة، شيخ يروى عن همام، قدم بغداد،
روى عنه البغداديون، روى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، حتى إذا سمعها
المبتدئ، في الصناعة أحسن قلبه بأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه
إلا على سبيل الاعتبار. انتهى.
الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطائي (4): كنيته أبو عبد الرحمن، أبوه من

(1) في الميزان: " فإنه سر الله فلا تفشوا لله سره " 320 / 4
(2) الهيثم بن محمد ابن حفص: في المخطوطة: " ابن عمر " والحبر في الميزان: " أمر بالجماجم أن
النصب في الزروع من أجل العين ". الميزان 325 / 4 التاريخ الكبير 218 / 8
(3) الهيثم بن عبد الغفار: بصري مقل تألفت. قال أحمد: عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن
عبد الغفار عن همام عن يحيى وغيره فقال: هذا يضع الحديث. الميزان 323 / 8
(4) الهيثم بن عدي الطائي: قال البخاري: سكتوا عنه. ليس بثقة، كان يكذب:
وروى عباس عن يحيى: ليس بثقة كان يكذب. وقال أبو داود: كذاب. وقال النسائي وغيره:
متروك الحديث. وقال ابن عدي: ما أقل له من المسند، إنما هو صاحب أخبار. وقال ابن المديني: هو
أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شئ. الميزان 324 / 4 التاريخ الكبير 218 / 8.
92

أهل واسط، وأهله من سبى منبج، وولد الهيثم بالكوفة وبها نشأ، ثم انتقل إلى
بغداد وسكنها ومات بها، كان من علماء الناس بالسير وأيام الناس وأخبار العرب
إلا أنه روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعة بسبق إلى القلب أنه كان يدلسها
فالتزق تلك المعضلات به ووجب مجانبة حديثه على علمه بالتاريخ ومعرفته بالرجال.
ولكن (1) صناعة الحديث صناعة من لم يقنع بيسير ما سمع عن كثير ما فاته، لم يعلم
فيها وإن لم يقل حديثه على الأيام لبالحري أن لا يستحليه الأنام. وكل من حدث
عن كل من سمع في الأيام وبكل ما عنده عرض نفسه للقدح والملام، ولست
أعلم للمحدث إذا لم يحسن صناعة الحديث خصلة خيرا له من أن ينظر إلى كل
حديث يقال له: إن هذا غريب ليس عند غيرك أن يضرب عليه من كتابه ولا
يحدث به لئلا يكون ممن يتفرد دائما، لو أراد الحاسد أن يقدح فيه تهيأ له. ولا يسعه
أن يروى إلا عن شيخ ثقة بحديث صحيح يكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل من
العدل موصولا.
هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني (2): من أهل الكوفة، كنيته
أبو عمرو، وهو الذي يقال له هارون بن وكيع، يروى عن أبيه، روى عنه الثوري،
مات سنة اثنين وأربعين ومائة، ومنكر الحديث جدا، يروى المناكير الكثيرة حتى
يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من كثرة ما روى مما لا أصل له، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.

(1) لعل العبارة: " ولكن ليست صناعة الحديث " إلخ.
(2) هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيبانتي: وثقه أحمد ويحيى بن معين.
الميزان 284 / 4 التاريخ الكبير 321 / 8.
93

هارون بن هارون بن عبد الله بن محرز بن الهدير التيمي القرشي (1): من أهل
المدينة، يروى عن محمد بن المنكدر وأبى حازم، روى عنه ابن أبي فديك، وهو أخو
محرز بن هارون: كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات لا يجوز الاحتجاج به ولا
الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة فقط.
هارون بن سعد العجلي (2): من أهل الكوفة، يروى عن الكوفيين، روى
عنه المسعودي وأهل بلده، كان غاليا في الرفض، وهو رأس الزيدية، كان ممن
يعتكف عند خشبة زيد بن علي، وكن داعية إلى مذهبه لا يحل الرواية عنه ولا
الاحتجاج به بحال.
هارون بن حيان (3): يروى عن محمد بن المنكدر وخصيف، روى عنه أهل
الشام، كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات، فلما فحش مخالفته
الثقات فيما يرويه عن الاثبات صار ساقط الاحتجاج به.
هارون بن زياد القشيري (4): شيخ يروى عن الأعمش، روى عنه خالد بن حيان
الرقي، كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا
على سبيل الاعتبار.
وهو الذي روى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: الحيض

(1) هارون بن هارون: قال البخاري: ليس بذاك. ونقل عنه: لا يتابع في حديثه وقال النسائي:
ضعيف. الميزان 284 / 4 التاريخ الكبير 226 / 8
(2) هارون بن سعد العجلي: صدوق في نفسه لكنه رافضي بغيض. روى عباس عن ابن معين قال:
هارون بن سعد من الغالية في التشيع. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
الميزان 284 / 4 التاريخ الكبير 221 / 8
(3) هارون بن حيان الرقي: قال الدارقطني: ليس بالقوى. وقال الحاكم: كان يضع الحديث. وقال
البخاري: في حديثه نظر.
الميزان 283 / 4
(4) الميزان 283 / 4.
94

ثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثمان وتسع وعشر فإن زاد فهي مستحاضة "
أخبرناه ابن زهير بتستر قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا خالد بن حيان
الرقي عن هارون بن زياد القشيري عن الأعمش.
الهذيل بن الحكم أبو المنذر (1): شيخ يروى عن عبد العزيز بن أبي رواد.
روى عنه أهل العراق، منكر الحديث جدا، فلست أدرى السبب الموجب للمناكير
في حديثه. كان منه أو من عبد العزيز بن أبي رواد؟ لان عبد العزيز ليس في الحديث
بشئ، وإذا روى رجل مجهول لم يعرف بالعدالة عن ضعيف شيئا منكرا لا يتهيأ
إلزاق القدح بأحدهما دون الآخر إلا بعد السبر، على أن مجانبة ما روى أحرى حتى
توجد له رواية عن الثقات بما يوافق الاثبات متعرية عن المناكير فلم يدخل في جملة
أهل العدالة ويلزق ذلك الحديث المنكر الذي روى عن ذلك الضعيف بالضعيف دونه.
هذا حكم ذلك الجنس من الناس.
الهذيل بن بلال المدائني (2): يروى عن نافع وعبد الله بن عبيد بن عمير،
روى عنه العراقيون، كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل على قلة روايته، فلما
كثر مخالفته الثقات فيما يرويه عن الاثبات خرج عن حد العدالة إلى الجرح وصار في
عداد المتروكين ممن لا يحتج به.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: الهذيل بن
بلال ليس بشئ.

(1) الميزان 294 / 4.
(2) الهذيل بن بلال المدائني: يقال أبو البهلول. ضعفه النسائي والدارقطني. وقال يحيى: ليس بشئ
وقال احمد: لا أرى به بأسا. وقال أبو زرعة: ليس بالقوى.
الميزان 294 / 4 التاريخ الكبير 245 / 8.
95

هود بن عطاء اليمامي (1): يروى عن أنس بن مالك، روى عنه الأوزاعي
ومعاوية بن سلام كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته، يرى عن أنس مالا يشبه
حديثه والقلب من مثله إذا أكثر المناكير عن المشاهير أن لا يحتج فيما انفرد وإن
اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
الهياج بن بسطام التميمي (2): كنيته أبو خالد، من أهل هراة، وهو والد خالد
ابن الهياج، يروى عن إسماعيل بن أبي خالد وسفيان الثوري، روى العراقيون
وأهل بلده، كان مرجئا داعية إلى الارجاء وكان ممن يروى عن المعضلات عن
الثقات، ويخالف الاثبات فيما يرويه عن الثقات، فهو ساقط الاحتجاج به، وعند
الاعتبار فإن اعتبر به معتبر أرجو أن لا يجرح في ذلك.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن
هياج بن بسطام. فقال: ليس بشئ.
همام بن مسلم الزاهد (3): شيخ من أهل الكوفة يروى، عن محمد بن سوقة
والثوري، روى عنه سليمان بن الربيع النهدي، كان ممن يسرق الحديث ويحدث
به ويروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم على قلة معرفته بصناعة الحديث، فلما
فحش ذلك منه وكثر في روايته بطل الاحتجاج به.

(1) الميزان 310 / 4 التاريخ الكبير 241 / 2.
(2) هياج بن بسطام الحنظلي الهروي: أبو خالد التميمي. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال يحيى بن
معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشئ. وقال سعيد بن هناد: ما رأيت أفصح من هياج. لقد حدث
ببغداد فاجتمع عليه مائة ألف يتعجبون من فصاحته ويكتبون عنه. وروى عن مالك بن سليمان: كان
الهياج بن بسطان أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأشجع الناس وأرحم الناس. وقال أحمد بن
حنبل: متروك الحديث. وقال أبو داود: تركوا حديثه.
الميزان 318 / 4 التاريخ الكبير 242 / 8
(3) للميزان 308 / 4.
96

وهو الذي روى عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي هريرة:
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " المضمضة والاستنشاق ثلاثا فريضة للجنب "
أخبرناه حمزة بن داود أبو سليمان، قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال:
حدثنا همام بن مسلم عن الثوري. وهذا خبر باطل موضوع لا أصل لرفعه حدث به بركة
ابن محمد عن يوسف عن سفيان هذا، إنما هو مرسل عن خالد الحذاء عن ابن سيرين
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
هانئ بن المتوكل الإسكندراني (1): أبو هاشم، يروى عن حياة بن شريح
والمصريين، روى عنه أهل مصر والغرباء يعقوب بن سفيان وغيره. كان يدخل عليه
لما كبر فيحبب فكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال.
هيصم بن الشداخ (2): شيخ يروى عن الأعمش الطامات في الروايات، لا يجوز
الاحتجاج به.
روى عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " أخبرناه محمد
ابن المسيب قال: حدثنا عمار بن رجاء قال: حدثنا علي بن أبي طالب البصري قال:
حدثنا هيصم بن الشداخ عن الأعمش.
وروى بإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتم علما جاء يوم القيامة وقد
ألجم بلجام من نار " رواه عنه علي بن أبي طالب البزاز.

(1) الميزان 491 / 4
(2) الميزان 326 / 4.
(م 7 - المجروحين:. 30).
97

باب الياء
يزيد الرقاشي (1): هو يزيد بن أبان من أهل البصرة، كنيته أبو عمرو، يروى
عن أنس بن مالك، روى عنه أهل البصرة والعراقيون، وكان من خيار عباد الله
من البكائين بالليل في الخلوات والقائمين بالحقائق في السبرات. ممن غفل عن صناعة
الحديث وحفظها واشتغل بالعبادة وأسبابها حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن
أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث
أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب،
وكان قاصا يقص بالبصرة ويبكي الناس. وكان شعبة يتكلم فيه بالعظائم:
سمعت محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة يقول:
أخبرنا الفضل بن موسى عن الأعمش قال: أتيت يزيد الرقاشي وهو يقص فجلست
في ناحية أستاك فقال لي: أنت هاهنا؟ قلت: أنا هاهنا في سنة وأنت في بدعة.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد القطان
لا يحدث عن يزيد الرقاشي.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير قال: سألت يحيى بن معين عن يزيد
الرقاشي قال: رجل صالح لكن حديثه ليس بشئ.

(1) يزيد بن أبان الرقاشي: قال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه. وقال ابن معين: هو خبر من أبان
ابن أبي عياش وقال النسائي وغيره: متروك. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. وقال ابن عدي: أرجو
أنه لا بأس به وقال أحمد: كان يزيد منكر الحديث، وكان سعيد يحمل عليه، وكان قاصا. وحكى الدورقي
عن ابن معين قال في حديثه ضعف.
الميزان 418 / 4 التاريخ الكبير 320 / 8.
98

يزيد بن سفيان أبو المهزم (1): من أهل البصرة، يروى عن أبي هريرة، روى
عنه حماد بن سلمة والبصريون وكان شيخا صالحا لم يكن العلم صناعته، كان ممن يهم
ويخطئ فيما يروى، فلما كثر في روايته مخالفة الاثبات خرج عن حد العدالة،
قد تركه شعبة.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى بن سعيد يحدث
عن أبي المهزم بشئ قط.
أخبرنا عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا عباس بن محمد، قال: حدثنا مسلم بن
إبراهيم قال: حدثنا شعبة قال: رأيت أبا المهزم في مجلس ثابت البناني لو أعطاه إنسان
فلسا حدث به تسعين حديثا ".
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده " أخبرناه ابن قتيبة قال:
حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال،
سمعت أبا المهزم: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
يزيد بن أبي زياد مولى بنى هاشم (2): كنيته أبو زياد، وقد قيل أبو عبد الله،
واسم أبيه ميسرة، يروى عن الزهري وعبد الرحمن بن أبي ليلى، روى عنه الثوري
وشعبة وأهل العراق، مات سنة ست وثلاثين ومائة، وكان يوم قتل الحسين بن علي

(1) يزيد بن سفيان أبو المهزم: صاحب أبي هريرة وهو بكنيته أشهر. ويقال: اسمه عبد الرحمن
ابن سفيان روى عنه شعبة ثم تركه. ضعفه ابن معين وقال البخاري: تركه شعبة. وقال النسائي: متروك.
وقال ابن عدي: ما يرويه غير محفوظ.
الميزان 426 / 4 التاريخ الكبير 339 / 8
(2) يزيد بن أبي زياد. يقال يزيد بن زياد الشامي عن الزهري: قال البخاري: منكر الحديث. وقال
الترمذي وغيره: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث.
الميزان 425 / 4 التاريخ الكبير 334 / 8.
99

ابن أربع عشرة سنة، والحسين بن علي قتل سنة إحدى وستين، وكان مولد يزيد
ابن أبي زياد سنة سبع وأربعين، وكان يزيد صدوقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه
وتغير، فكان يتلقن ما لقن، فوقع المناكير في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابته فيما
ليس من حديثه لسوء حفظه، فسماع من سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره سماع
صحيح، وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة بعد تغير حفظه وتلقنه ما يلقن
سماع ليس بشئ.
روى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا مجلود في حد ولا مجرب عليه شهادة زور ولا
ظنين ولا ذي غمر (1) على أخيه " رواه عنه مروان بن معاوية الفزاري قال: حدثنا
يزيد بن زياد الدمشقي حتى لا يعرف.
أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول:
حدثنا ابن عيينة قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن البراء بن عازب قال: " رأيت النبي عليه الصلاة والسلام إذا افتتح الصلاة رفع
يديه " قال سفيان: فلما قدم يزيد الكوفة سمعته يحدث بهذا الحديث وزاد فيه:
" ثم لم يعد " فظننت أنهم لقنوه.
قال أبو حاتم: هذا خبر عول عليه أهل العراق في نفى رفع اليدين في الصلاة
عند الركوع وعند رفع الرأس منه وليس في الخبر: " ثم لم يعد " وهذه الزيادة لقنها
أهل الكوفة يزيد بن أبي زياد في آخر عمره فتلقن كما قال سفيان بن عيينة أنه سمعه
قديما بمكة يحدث بهذا الحديث بإسقاط هذه اللفظة. ومن لم يكن العلم صناعته لا يذكر له
الاحتجاج بما يشبه هذا من الاخبار الواهية.

(1) ولا ذي غمر على أخيه: أي حقد وضغن كما في النهاية.
100

وقد روى عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبي برزة قال: " كنا مع النبي
عليه الصلاة والسلام فسمع صوت غناء فقال: انظروا ما هذا؟ فصعدت فنظرت فإذا
معاوية وعمرو يغنيان فجئت فأخبرت النبي عليه الصلاة والسلام فقال: اللهم أركسهما
في الفتنة ركسا، اللهم دعهما إلى النار دعا " أخبرناه محمد بن زهير أبو يعلى قال:
حدثتا على بن المنذر قال: حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد.
وروى عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شرب
الحمر فجعلها في بطنه لم تقبل له صلاة سبعا فإن مات فيهن مات كافرا، وإن هي أذهبت
عقله عن شئ من القرآن لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فيهن مات كافرا "
أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا محمد بن آدم بالمصيصة قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان
الرازي عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد.
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي النسائي قال: سمعت على بن سعيد النسائي يقول:
سئل أحمد بن حنبل عن يزيد بن أبي زياد فضعفه وحرك رأسه.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن يزيد
ابن أبي زياد فقال: ليس بالقوى.
يزيد بن سفيان بن عبيد الله بن رواحة أبو خالد (1): يروى عن سليمان التيمي
بنسخة مقلوبة، روى عنه عبد الله بن محمد الحارثي، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد
لكثرة خطئه ومخالفته الثقات في الروايات.
روى عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سليمان قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منه فإنه معركة الشيطان
أو مربطه وبه تنصب رايته ".

(1) الميزان 426 / 4.
101

وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان بفلاة من الأرض ثم أذن وأقام
صلى معه من جنود الله ما لا يرى طرفاه ".
وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر
فأما الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم لبعض، وأما الذي
بغفر فذنب العبد بينه وبين الله ".
حدثنا بهذه الأحاديث أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال، حدثنا عبد الله بن
محمد الحارثي قال: حدثنا يزيد بن سفيان قال: حدثنا سليمان التيمي في نسخة كتبناها
عنه نحو هذه.
يزيد بن عبد الملك بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي (1):
من أهل المدينة، كنيته أبو خالد يروى عن سعيد المقبري ويزيد بن خصيفة، رواه
عنه معن بن عيسى وعبد الله بن نافع وابنه يحيى بن يزيد، كان ممن ساء حفظه حق
كان. يروى المقلوبات عن الثقات ويأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر
ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من
حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا. كان أحمد بن حنبل سئ
الرأي فيه.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن يزيد
ابن عبد الملك النوفلي فقال: ضعيف.

(1) يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل المدني: نقل البخاري عن أحمد قوله: عند يزيد مناكير.
وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عنه فقال: ما كان به بأس. وروى معاوية بن صالح عن يحيى: ليس
بذاك. وقال أحمد بن صالح: ليس حديثه بشئ. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال ابن عدي: عامة
ما يرويه غير محفوظ. وقال النسائي: متروك الحديث.
الميزان 433 / 4 التاريخ الكبير 348 / 8.
102

قال أبو حاتم: مات يزيد بن عبد الملك سنة خمس وستين ومائة، وهو الذي
روى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لسقط أقدمه بين يدي أحب إلى من فارس أخلفه ورائي " أخبرناه عمران بن موسى
ابن مجاشع قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال: حدثنا معن بن عيسى قال:
حدثنا يزيد بن عبد الملك.
يزيد بن زيد (1): شيخ يروى عن خولة بنت الصامت، روى عنه أبو إسحاق
السبيعي، لست أعرفه بعدالة ولا جرح إلا أنه روى أشياء مناكير لم يتابع عليها على
قلة روايته، فهو عندي يتنكب عن الاحتجاج بما انفرد من الروايات لان الله جل
وعلا لم يكلف عباده أخذ دينه عمن ليس يعرف بعدالة.
يزيد بن عطاء الليثي (2): مولى أبى عوانة من فوق، وهو مولى بنى يشكر من
أهل واسط، يروى عن أبي إسحاق السبيعي وسماك بن حرب، روى عنه أبو داود
الطيالسي والعراقيون. ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ويروى عن الثقات
ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.

(1) يزيد بن زيد: قال في الميزان: عن خولة بنت الصامت في الظهار. قال البخاري: في صحته نظره،
نظر، وترجم له باسم يزيد بن يزيد. وكلام ابن حبان هنا يجمع بينه وبين يزيد بن زيد الذي حدث عنه
أبو إسحاق السبيعي كلمة في التفسير. قال عنه البخاري: " إن لم يكن هذا يزيد بن زيد الجوني فلا أدرى
من هو روى عنه أبو إسحاق السبيعي قال: لما نزلت تبت يدا أبى لهب " ويكفي الرجل بهذا جهالة.
الميزان 425، 426، 442 / 4 التاريخ الكبير 432 / 4
(2) يزيد بن عطاء الواسطي: الذي أعتق أبا عوانة الوضاح بن عبد الله. يكنى أبا خالد الواسطي
البزاز قال البخاري: ويقال هو مولى بنى يشكر، ويقال أيضا لأبي عوانة الكندي. قال أحمد: مقارب
الحديث. وقال ابن سعد: ضعيف وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: حسن الحديث. وقال
أحمد أيضا: ليس به بأس. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى.
الميزان 434 / 4 التاريخ الكبير 351 / 8.
103

سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: قال يحيى بن معين: اسم
أبى عوانة وكان عبدا ليزيد بن عطاء، وحديث أبي عوانة جائز وحديث يزيد ضعيف
وثبت أبا عوانة وأسقط مولاه يزيد بن عطاء الليثي.
يزيد بن ربيعة الرحبي الصنعاني (1): من صناء دمشق، كنيته أبو كامل،
من أهل الشام; يروى عن أبي أسماء الرحبي، روى عنه أهل بلده، كان شيخا
صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره فكان يروى أشياء مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد، وفيما وافق الثقات فهو معتبر به لقدم صدقه قبل اختلاطه من غير أن
يحتج به، لان الجرح والعدالة ضدان، فمتى كان الرجل مجروحا لا يخرجه عن
حد الجرح إلى العدالة إلا ظهور أمارات العدالة عليه، فإذا كان أكثر أحواله
أمارات العدالة صار من العدول كذلك، كذا إذا كان الرجل معروفا بالعدلة يكون
جائز الشهادة، فهو كذلك حتى يظهر منه إمارات الجرح، فإذا صار أكثر أحواله
أسباب الجرح خرج عن حد العدالة إلى الجرح، وصار في عداد من لا تجوز
شهادته، وإن كان صدوقا فيما يقول، وتبطل أخباره الصحاح التي لم يختلط فيها،
وكذلك الشاهد إذا لم يكن يعدل فشهد عند الحاكم بشهادة، وهو صادق فيها، ومعه
شاهد آخر عدل يعلم الحاكم صدقه في تلك الشهادة بعينها، وإن كان مجروحا
في غيرها لا يجوز بإجماع المسلمين قبول شهادته، وإن كان صادقا فيها حتى يكون
عدلا. وهذه مسألة طويلة قد ذكرناها بالشواهد في كتاب " شرائط الاخبار " فأغنى
ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب

(1) يزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الدمشقي: عن أبي الأشعث الصنعاني، قال البخاري: حديثه
مناكير. وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف وقال النسائي: متروك. قال أبو مسهر: كان يزيد بن ربيعة
فقيها غير متهم، ما نكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث ولكن أخشى عليه سوء الحفظ والوهم. وقال
الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
الميزان 422 / 4 التاريخ الكبير 332 / 8.
104

يزيد بن بلال بن الحارث الفزاري (2): من أهل الكوفة، يروى عن علي
ابن أبي طالب، روى عنه كيسان أبو عمرو، منكر الحديث، يروى عن علي
مالا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وإن اعتبر به معتبر فيما وافق الثقات
من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا.
يزيد بن مروان الخلال (3): شيخ من أهل بغداد، روى عنه العراقيون،
كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به بحال سمعت محمد بن
محمود قال: سمعت الدارمي: سمعت يحيى بن معين يقول: يزيد بن مروان كذاب.
يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني (1): من أهل واسط، كان نازلا
في بنى دالان فنسب إليهم، ولم يكن منهم، يروى عن إبراهيم السكسكي وعمرو
ابن مرة وقتادة، روى عنه عبد السلام بن حرب وأهل العراق كان كثير الخطأ
فاحش الوهم يخالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم
أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد
عنهم بالمعضلات.
روى عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان قال: رعفت عند النبي عليه

(1) الميزان 420 / 4 التاريخ الكبير 323 / 8
(2) يزيد بن مروان الخلال: عن مالك وابن أبي الزناد. قال ابن معين: كذاب. وقال عثمان
الدارمي: قد أدركته وهو ضعيف قريب مما قال يحيى. الميزان 439 / 4
(4) يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالائي: قال البخاري: ويقال عبد الرحمن بن سابط. قال يعلى:
حدثنا سفيان عن يزيد الواسطي عن السكسكي، نزل واسط. وحدثت عن شريك أنه قال يوما: حدثني
ذاك الأصلع المصفر المرجئ - نعوذ بالله منه - يزيد بن عبد الرحمن الدالاني. وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أحمد: لا بأس به. وقال ابن عدي: في حديثه لين إلا أنه يكتب حديثه.
الميزان 422 / 4 التاريخ الكبير 346 / 8.
105

الصلاة والسلام وأمرني أن أحدث وضوءا " أخبرناه ابن قحطبة قال: حدثنا
أحمد بن عبدة قال، حدثنا حسين بن حسن قال: حدثنا جعفر الأحمر عن يزيد أبى
خالد الدالاني.
يزيد بن يوسف الصنعاني (1): من أهل دمشق من صنعاها، يروى عن
الأوزاعي وابن جابر، روى عنه الوليد بن مسلم، قدم بغداد فكتب عنه العراقيون،
كان سيئ الحفظ كثير الوهم ممن يرفع المراسيل ولا يعلم ويسند الموقوف ولا يفهم
فلما كثر ذلك منه في حديثه صار ساقط الاحتجاج به إذا انفرد. أرجو إن احتج به
فيما وافق الثقات لم يجرح في فعله لقدم صدقه.
يزيد بن سنان بن يزيد الجزري (2): وهو مولى بن تميم، كنيته أبو فروة،
وكان ينزل الرها، يروى عن الزهري، روى عنه الكوفيون وأهل بلده، مات
سنة خمس وخمسين ومائة وكان مولده سنة تسع وستين وكان ممن يخطئ كثيرا حتى
يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا وافق
الثقات فكيف إذا انفرد بالمعضلات.
سمعت محمد بن محمود: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن يزيد

(1) يزيد بن يوسف الصنعاني: عن الأوزاعي وشيوخ الأوزاعي، قال أبو زرعة النصري: رجلان
عالما أهل دمشق بعد الأوزاعي: يزيد بن السمط ويزيد بن يوسف. وقال ابن معين: ليس بثقة وقد
رأيته. وروى عباس عنه قال: يزيد بن يوسف صاحب الأوزاعي كان ببغداد، وكان أبو مسهر يثني عليه،
وكان لا يساوى شيئا. وقال أبو حاتم: لم يكن بالقوى. وقال النسائي: متروك. وقال صالح جزرة:
تركوا حديثه. وقال ابن عدي: مع ضعفة يكتب حديثه. وقال الدارقطني: لا يستحق عندي الترك.
الميزان 442 / 4 التاريخ الكبير 369 / 8
(2) يزيد بن سنان الجزري: أبو فروة الرهاوي. ضعفه ابن معين وأحمد وابن المديني. وقال
البخاري: مقارب الحديث. وتركه النسائي.
الميزان 427 / 4 التاريخ الكبير 235 / 8.
106

الشامي عن الزهري من هو؟ يروى عنه مروان بن معاوية؟ فقال هو يزيد بن سنان
أبو فروة ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي المنيب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن أبي الدرداء عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " خلق الله الجن على
ثلاثة أصناف: صنف حياة وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء،
وصنف كابن آدم عليهم الحساب والعقاب: وخلق الانس على ثلاثة أصناف: صنف
كالبهائم قال الله جل وعلا: (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون
بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالانعام بل هم أضل) (1) وصنف أجسادهم
أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين. وصنف في ظل الله يوم لا ظل
إلا ظله ".
أخبرنا محمد بن زهير بالأبلة قال. حدثنا محمد بن الحسين بن كرة بن بصري
قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا يزيد بن سنان أبو فروة قال: حدثني أبو المنيب
عن يحيى بن أبي كثير، إنما هو متن هذا الاسناد (لهم البشرى في الحياة الدنيا (2))
قال: " الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ".
وروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
قال النبي عليه الصلاة والسلام: " ولد نوح ثلاثة: حام وسام وبافث، فولد سام
العرب وفارس والروم والخير فيهم وولد يافت يأجوج ومأجوج والترك والصقالية
ولا خير فيهم، وولد حام القبط وبربر والسودان ".
أخبرناه أبو عروبة قال: حدثنا عمرو بن هشام الحراني قال: حدثنا محمد بن
يزيد بن سنان عن أبيه قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري.

(1) الآية 179 من سوره الأعراف.
(2) الآية 64 من سورة يونس.
107

وروى عن يحيى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد أحدكم الخلاء فلا يستقبل الريح " أخبرناه عبد الكبير بن عمر الخطابي
قال: حدثنا ابن وارة قال: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان قال: حدثنا أبي عن
يحيى بن أبي كثير.
وروى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من
ضحك في صلاته فليتوضأ وليعد الصلاة " أخبرناه ابن زهير قال: حدثنا إبراهيم
ابن هانئ عن محمد بن يزيد بن سنان قال: حدثنا أبي عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر.
يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي (1): من أهل المدينة، كنيته أبو الحكم،
يروى عن عبد الرحمن بن مخراق وأهل المدينة، روى عنه عمرو بن دينار والناس،
كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير والمقلوبات عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته
صار ساقط الاحتجاج به.
روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " في الركاز
العشر، والركاز ما يوجد مدفونا مما كنزه الأولون " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثنا صالح بن مسمار قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثنا
يزيد بن عياض.
أخبرني محمد بن المنذر قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين

(1) يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة الليثي: قال البخاري: حجازي هو أخو أنس بن عياض،
منكر الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة وقال على: ضعيف. ورماه مالك بالكذب. وقال النسائي وغيره:
متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وروى عباس عن يحيى: ليس بشئ. ضعيف. وروى عن
ابن معين: كان يكذب وروى عنه أيضا: ليس بشئ، لا يكتب حديثه.
الميزان 436 / 4 التاريخ الكبير 351 / 8.
108

يقول: يزيد بن عياض بن جعدبة ضعيف.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن يزيد
ابن عياض فقال: ليس بشئ.
يزيد بن بيان المعلم (1): من أهل البصرة، يروى عن أبي الرجال، روى عنه
أحمد بن إبراهيم الدروقي كان ممن ينفرد بالمناكير التي إذا سمعها من الحديث صناعته
لا يشك أنها معمولة أول مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
يزيد بن عيسى (2): مولى بنى هاشم من أهل البصرة، يروى عن حماد بن سلمة
وغيره المقلوبات التي لا تشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس قال: " كنا نعرف المنافقين يوم
الجمعة إذا خطب ناموا " رواه عنه محمد بن عيسى الطرطوسي. وهذا ما لا أصل له من
حديث أنس بن مالك.
يزيد بن مغلس (3): عن عبد الله بن يزيد الباهلي، يروى عن مالك بن أنس
وهشام بن سعد، روى عنه عمرو بن علي الفلاس، كان ممن ينفرد عن الثقات
بالأشياء المقلوبات التي هي في الأصل صحاح، يقلبها إلى من لم يحدث بها فيرويها عنه،
لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار دون الاحتجاج به
يحيى بن أبي خليد البكاء (4): مولى القاسم بن الفضل الأزدي، واسم أبى خليد

(1) يزيد بن بيان العقيلي البصري المعلم المؤذن الضرير: قال الدارقطني: ضعيف. وقال البخاري:
فيه نظر. الميزان 420 / 4
(2) الميزان 438 / 4.
(3) الميزان 440 / 4.
(4) يحيى بن أبي خليد البكاء. هو يحيى بن مسلم ويقال يحيى بن سليم. وقال أبو زرعة: ليس
بالقوى. وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله: وأما يحيى القطان فكان لا يرضاه. وقال النسائي:
متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف وروى أحمد بن بن زهير عن يحيى بن معين قال: يحيى البكاء
ليس بذاك. الميزان 409 / 4.
109

سليمان. من أهل البصرة، وكنيته يحيى أبو سليم، يروى عن ابن عمرو الحسن،
روى عنه حماد بن زيد والبصريون، كان ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير، ويروى
المعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، مات سنة ثلاثين ومائة.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: يحيى البكاء
ليس بذاك.
يحيى بن أبي أنيسة (1): أخو زيد بن أبي أنيسة، كان ينزل الرها، يروى عن
عمرو بن شعيب والزهري روى عنه العراقيون وأهل بلده، مات سنة ست وأربعين
ومائة، كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة
لم يشك أنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به بحال قال عبد الله بن جعفر الرقي
عن عبيد الله بن عمرو قال: قال لي زيد بن أبي أنيسة: لا تكتب عن أخي
فإنه كذاب.
روى يحيى بن أبي أنيسة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " من كاتب عبده على مائة أوقية فأداه إلا عشرة أواق ثم عجز
فهو رق " رواه عبد الوارث بن سعيد.
وروى عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(1) يحيى بن أنيسة الجزري الرهاوي: قال البخاري: ليس بذاك. وقال الفلاس: صدوق يهم ثم
ثم قال: وقد اجتمعوا على ترك حديثه. وقال أحمد والدار قطني: متروك. وقال على: سمعت يحيى يقول:
يحيى بن أبي أنيسة أحب إلى من حجاج بن أرطأة وابن إسحاق. وقال يحيى بن سعيد القطان: سمعت
ابن عيينة يقول: كانوا يجتمعون على كتاب يحيى بن أبي أنيسة عند الزهري.
الميزان 364 / 4 التاريخ الكبير 262 / 8.
110

" لا بأس بذبيحة العود والحجر والقصبة إذا أهرقن الدم " حدثناه ابن قحطبة
قال: حدثنا محمد بن الصياح قال: حدثنا محمد بن سلمة عن يحيى بن أبي ألبسة عن أبي
الزبير عن جابر.
وروى عن نافع عن ابن عمر: " أن رجلا زوج ابنته عبده فكرهت ذلك ففرق
النبي عليه الصلاة والسلام بينهما فقال: " أمروا النساء في أنفسهن " أخبرناه
السختياني قال: حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن
يحيى بن أبي أنيسة عن نافع عن ابن عمر.
يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي (1): من أهل الكوفة، يروى عن أبيه
وعمير بن سعيد، روى عنه الثوري وأهل العراق، مات سنة خمسين ومائة، وكان
ممن يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء فالتزق به المناكير التي يرويها عن المشاهير
فوهاه يحيى بن سعيد القطان، وحمل عليه أحمد بن حنبل حملا شديدا.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين:
أبو جناب؟ قال: ليس بشئ.
أخبرنا الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين - وذكر
عنده أبو جناب الكلبي - فقال: ضعيف ضعيف.
قال أبو حاتم: روى أبو جناب عن يحيى بن هانئ عن فروة بن مسيك قال:
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أقاتل بمن أقبل من قومي من أدبر

(1) يحيى بن أبي حية: أبو جناب الكلبي الكوفي: قال البخاري: كان يحيى القطان يضعفه:
وفى الميزان قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه. وقال النسائي والدار قطني: ضعيف. وقال
أبو زرعة: صدوق يدلس. وقال ابن الدورقي عن يحيى: أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يدلس.
وروى عثمان عن ابن معين: صدوق. ثم قال: عثمان ضعيف: وقال الفلاس. متروك.
الميزان 371 / 4 التاريخ الكبير 267 / 8.
111

منهم؟ قال: نعم، فلما أدبر دعاه فقال: ادعهم إلى الاسلام فإن أبوا فقاتلهم فقلت:
يا رسول الله أخبرني عن سبأ أرجل هو أم امرأة؟ فقال: هو رجل من العرب ولد
عشرة تيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة
ومذحج والأشعريون وأنمار منهم بجيلة، وأما الذين تشاءموا فعاملة وغسان ولخم
وجذام (1) " أخبرناه الفضل بن الحباب قال: حدثنا أبو همام والدلآل محمد بن نجيب
قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي جناب.
يحيى بن زياد بن عبد الرحمن أبو سفيان الثقفي (2): يروى عن سعيد بن أبي
بردة، روى عنه يزيد بن هارون منكر الحديث، يروى عن الثقات ما لا يشبه
حديث الاثبات. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وعند الاعتبار فيما لم يخالف الاثبات
لا يجرح المعتبر به إن شاء الله.
يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي (3): من أهل الكوفة، يروى عن أبيه،
روى عنه شعبة، وقد روى ابنه إسماعيل بن يحيى عنه. منكر الحديث جدا، يروى
عن أبيه أشياء لا تشبه حديث الثقات كأنه ليس من حديث أبيه، فلما أكثر عن أبيه

(1) أورد الخبر في ترجمة فروة بن مسيك في أسد الغاية بلفظ: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله. ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أدبر منهم، فأذن لي في قتالهم، وأمرني، فلما خرجت من
عنده سأل عنى: ما فعل القطيفي؟ فأخبر أنى قد سرت. فأرسل في أثرى، فردني، فأتيت وهو في نفر
من أصحابه. فقال: ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه. ومن لم يسلم، فلا تعجل حتى أحدث إليك.
وقال رجل: يا رسول الله سبأ أرض أو امرأة؟ قال، ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد
عشرة من الولد فتيا من ستة وتشاءم أربعة، فأما من تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين
تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار، فقال رجل: وأما أنمار؟ قال، الذين منهم
خثعم وبجيلة ". أسد الغاية 361 / 4
(2) الميزان 377 / 4.
(3) يحيى بن سلمة بن كهيل، قال البخاري، في حديثه مناكير. وقال أبو حاتم وغيره: منكر الحديث
وقال النسائي، متروك. وقال عباس عن يحيى، ليس بشئ، لا يكتب حديثه.
الميزان 381 / 4 التاريخ الكبير 277 / 8.
112

مما خالف الاثبات بطل الاحتجاج به فيما وافق الثقات، مات سنة ثمان
وستين ومائة.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان قال: سألت ابن نمير عن يحيى
ابن سلمة بن كهيل فقال: ليس ممن يكتب حديثه، وكان يحدث عن أبيه أحاديث
ليس لها أصول.
روى عنه عن أبي الزعراء عن عبد الله: أنه كان يتتبع مساجد الحي بالطيب.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن يحيى
ابن كهيل فقال: ليس بشئ.
يحيى بن أبي سليم أبو بلج الفزاري (1): من أهل الكوفة، وقد قيل إنه
واسطى، يروى عن محمد بن حاصب وعمرو بن ميمون، روى عنه شعبة وهشيم،
كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا أتى منه ما لا ينفك البشر
عنه فيسلك به مسلك العدول، فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية وهو ممن
أستخير الله فيه.
وهو الذي روى عن محمد بن حاطب عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " فصل
بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح " أخبرناه ابن خزيمة قال: حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدروقي قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا أبو بلج
عن محمد بن حاطب.

(1) يحيى بن أبي سليم، أبو بلج الفزاري الواسطي. ويقال، يحيى بن سليم. ويحيى بن أبي الأسود.
وثقه ابن معين وغيره. ومحمد بن سعد والنسائي والدار قطني وقال أبو حاتم، صالح الحديث، لا بأس
به. وقال يزيد بن هارون، رأيته كان يذكر الله كثيرا؟ وقال البخاري، فيه نظر، وقال أحمد،
روى حديثا منكرا. وقال الجوزجاني: غير ثقة.
الميزان 384 / 4 التاريخ الكبير 279 / 8
(م 8 - ح 3 - المجروحين).
113

يحيى بن عمرو بن مالك النكري (1): من أهل البصرة، يروى عن أبيه عن أبي
الجوزاء، روى عنه عبد الله بن عبد الوهاب الحجني والبصريون، كان منكر
الرواية عن أبيه ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه أو من أبيه أو منهما معا، ولا
نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الاتضاح، بل الواجب تنكب كل رواية
يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات والوجود من الأشياء المعضلات، فيكون
هو وأبوه جميعا متروكين من غير أن يطلق وضعها على أحدهما ولا يقربهما من ذلك
لان هذا شئ قريب من الشبهة، وهذا حكم جماعة ذكرناهم في هذا الكتاب جبنا عن
إطلاق القدح فيهم لهذه العلة على أن حماد بن زيد كان يرمى يحيى بن عمرو بن
مالك بالكذب.
يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري (2): من أهل مصر، يروى عن أبيه،
روى عنه أحمد بن علي بن الأفصح والمصريون عنه عن أبيه عن العرس بن عميرة (3)
نسخة موضوعة لا يحل كتابتها إلا على جهة التعجب ولا الاحتجاج به مما يحل لأهل
الصناعة والسبر.
يحيى بن سابق أبو زكريا المدائني (4): سكن بغداد، يروى عن أبي حازم،
روى عنه على بن حجر السعدي والعراقيون، كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات

(1) يحيى بن عمرو بن مالك النكري: ضعفه أبو داود وغيره.
الميزان 399 / 4 التاريخ الكبير 292 / 8
(2) يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري: قال ابن عدي: هو من أهل المغرب، حدث عنه ابنه
وغيره، وأرجو أنه لا بأس به. أورد له في الميزان حديثا باطلا. الميزان 376 / 4
(3) عرس بن عميرة الكندي: صحابي حديثه عند أهل الشام. روى عنه زهدم بن الحارث.
أسد الغاية 21 / 4
(4) يحيى بن سابق المديني: يقال له: الخلقاني. قال أبو حاتم: ليس بالقوى. له عن مالك ما ينكر.
الميزان 377 / 4 التاريخ الكبير 280 / 8.
114

لا يجوز الاحتجاج به في الديانة ولا الرواية عنه بحيلة.
وهو الذي روى عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا فإنه سر الدين لا تبلغه عقولكم، وإذا ذكرت
النجوم فأمسكوا فإنه يدعو إلى الكهانة، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا فإن شرهم
خير من خيركم ".
يحيى بن يزيد أبو شيبة الرهاوي (1): يروى عن زيد بن أبي أنيسة، روى
عنه أهل الجزيرة كان ممن يروى المقلوبات عن الاثبات ويأتي عن أقوام ثقات بأشياء
معضلات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
يحيى بن مسلم (2): شيخ يروى عن زيد بن وهب، روى عنه عبد الله بن داود
الحريبي، ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ليس في العدالة بحالة يقبل منه مفاريده، ولا
في الجرح محله محل من تترك موافقته الثقات فهو ساقط الاحتجاج بما انفرد وفيما
وافق الثقات محتج به.
يحيى بن العلاء الرازي البجلي (3): يروى عن شعيب بن خالد والعلاء بن

(1) يحيى بن يزيد: أبو شيبة الرهاوي. قال البخاري: لم يصح حديثه. أو قال ابن عدي: أرجو
أن يكون صدوقا وقال أبو حاتم: لا بأس به الميزان 414 / 4 التاريخ الكبير 310 / 8
(2) يحيى بن مسلم: أبو الضحاك الهمداني الكوفي. ضعفه ابن معين. وكناه العقيلي. وقال أبو
زرعة: لا بأس به الميزان 409 / 4 التاريخ الكبير 305 / 8
(3) يحيى بن العلاء الرازي البجلي: قال البخاري: كان وكيع يتكلم فيه. وقال أبو حاتم. ليس بالقوى.
وضعفه ابن معين وجماعة، وكان فصيحا مفوها من النبلاء. وقال الدارقطني: متروك. وقال أحمد ابن
حنبل: كذاب يضيع الحديث. وروى عباس عن يحيى: ليس بثقة. وقال الجوزجاني غير مقنع. سئل عنه وكيع فقال: يكفي أنه روى عشرين حديثا في خلع النعل على الطعام.
الميزان 397 / 4 التاريخ الكبير 297 / 8.
115

عبد الرحمن، روى عنه عبد الرزاق ومحمد بن ربيعة، كان ممن ينفرد عن الثقات
بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها من الحديث صناعته سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد
لذلك، لا يجوز الاحتجاج به، كان وكيع شديد الحمل عليه.
روى يحيى بن العلاء هذا عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خلقي
وخلقي وزان منى ما شان من غيري، وإذا اكتحل فعل في كل عين ثنتين وواحدا
بينهما " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا عمرو بن الحصين قال: حدثنا يحيى بن العلاء
عن صفوان بن سليم عن عطاء.
وقد روى أيضا عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أطاق الغلام صوم ثلاثة أيام وجب عليه صوم رمضان "
أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا جبارة بن مغلس قال: حدثنا يحيى بن
العلاء عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة.
يحيى بن المتوكل أبو عقيل الحذاء المديني (1): يروى عن بهية، روى عنه
العراقيون، منكر الحديث ينفرد بأشياء ليس لها أصول من حديث النبي عليه الصلاة
والسلام لا يسمعها الممعن في الصناعة إلا لم يرتب أنها معمولة، مات سنة سبع وستين
ومائة، وكان مكفوفا نشأ بالمدينة ثم انتقل إلى الكوفة.
أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: أبو عقيل

(1) يحيى بن المتوكل: أبو عقيل الحذاء المدني: ضعفه ابن المديني والنسائي. وقال ابن معين: ليس
بشئ وقال أحمد: واه. وقال أبو زرعة: لين الحديث.
الميزان 404 / 4 التاريخ الكبير 306 / 8.
116

صاحب بهية ليس حديثه بشئ. وأبو عقيل: هاشم بن بلال الذي يروى عنه شعبة
وهشيم ثقة.
يحيى بن عقبة بن أبي العيزار (1): من أهل العراق، يروى عن محمد بن جحادة
ومحمد بن سوقة، روى عنه إبراهيم بن الحجاج الشامي والربيع بن ثعلب وسائر أهل
العراق، وكان ممن يروى الموضوعات عن أقوام أثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال
من الأحوال، وهو الذي قال: كنت مع أبي في السوق فلقيني محمد بن سوقة فسلم
عليه وساءله ثم تفرقا ثم لقيه فسلم عليه وسأله فقال: ألم تلقني آنفا فقال: بلى، ولكن
حدثني نافع عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا لقي أحدكم أخاه
في النهار مرارا فليسلم عليه فإن النعمة ربما حدثت في الساعة " أخبرناه الحسن بن
سفيان قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا
إبراهيم بن الحجاج عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار قال: كنت مع أبي
في السوق.
يحيى بن يعقوب بن مدرك بن سعد بن خيثمة الأنصاري أبو طالب القاص (2):
من أهل الكوفة، يروى عن محارب بن دثار والكوفيين، روى عنه يحيى بن
واضح، يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات على قلة روايته حتى ربما سبق إلى قلب
من يسمعها أنه كان المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به.

(1) يحيى بن عقبة بن أبي العيزار: قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: يفتعل الحديث
وقال ابن معين ليس بشئ. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وروى ابن محرز عن ابن معين قال: كذاب
خبيث عدو الله. كان يسخر به. الميزان 397 / 4 التاريخ الكبير 297 / 8
(2) يحيى بن يعقوب بن مدرك الأنصاري: قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال البخاري: منكر
الحديث. وهو خال أبى يوسف القاضي. الميزان 415 / 4 التاريخ الكبير 312 / 8.
117

وهو الذي روى عن محارب بن دثار عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم
الادام الخل وكفى بالمرء شرا أن يتشحط ما قدم إليه " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا
عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة عن أبي طالب القاص عن
محارب بن دثار، زاد فيه هذا الكلام الأخير الذي ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإنما الحديث حديث عبد الله بن محمد الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال:
حدثنا إبراهيم عن مسعر وسفيان وشعبة عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله
قال. قال النبي عليه الصلاة والسلام: " نعم الادام الخل ".
يحيى بن سعيد: قاضي شيراز (1): شيخ يروى عن عمرو بن دينار المقلوبات
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن عمرو بن دينار عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا بر
أفضل من بر الأموات ولا يصل أهل القبور إلا المؤمنون " أخبرناه الحسين بن إسحاق
الأصبهاني قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا داود بن معاذ قال:
حدثنا يحيى بن سعيد قاضي شيراز عن عمرو بن دينار.
يحيى بن سعيد التميمي المديني (2): يروى عن الزهري وأبى الزبير، روى عنه
ابن المبارك ومعلى بن أسد، كان ممن يخطئ كثيرا، وكان ردئ الحفظ، فوجب
التنكب عما انفرد من الروايات والاحتجاج بما وافق الثقات، لان أمارات العدالة فيه
ألهته من الصدق والاتقان وإن وهم في الشئ بعد الشئ أو أخطأ في الحديث بعد الحديث

(1) يحيى بن سعيد التميمي المدني: قاضي شيراز. قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث.
وقال النسائي: يروى عن الزهري أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي وغيره: يروى عن الثقات البواطيل.
الميزان 378 / 4 التاريخ الكبير 277 / 8
(2) يحيى بن سعيد التميمي المدني: هو وسابقه واحد. يراجع الميزان (9517). 378 / 4.
118

فإن هذا شئ، لا ينفك عنه البشر يترك ما أخطأ فيه إذا علم. والأحوط أن يترك
ما انفرد من الرواية. وكل ما تقول في هذا الكتاب إنه لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا
انفرد فسبيله هذا السبيل أنه يجب أن يترك ما أخطأ فيه، ولا يكاد يعرف ذلك إلا
الممعن البازل في صناعة الحديث، فرأينا من الاحتياط ترك الاحتجاج بما انفرد جملة
حتى تشتمل هذه اللفظة على ما أخطأ فيه أو أخطئ عليه أو أدخل عليه وهو لا يعلم
أو دخل له حديث في حديث وما يشبه هذا من أنواع الخطأ، ويحتج بما وافق الثقات
فلهذه العلة ما قلنا في هذا الكتاب لمن ذكرنا أنه لا يحتج بانفراده.
يحيى بن بسطام بن حريث (1): عداده في البصريين، يروى عن أهلها، روى
عنه أهل بلده، كان قدريا داعية إلى القدر، لا تحل الرواية عنه لهذه العلة ولما في
روايته من المناكير التي تخالف رواية المشاهير.
يحيى بن محمد بن قيس أبو زكير (2): من أهل البصرة، وكان مؤدب بنى
جعفر، يروى عن زيد بن أسلم روى عنه أهل البصرة، كان ممن يقلب الأسانيد
ويرفع المراسيل من غير تعمد، فلما كثر ذلك منه صار غير محتج به إلا عند الوفاق
وإن اعتبر بما لم يخالف الاثبات في حديثه فلا ضير.
وهو الذي روى عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: " استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا من رجل فجاء الرجل يتقاضاه فقال النبي عليه
الصلاة والسلام لأبي رافع: اذهب فأعطه بكرا فذهب أبو رافع فنظر في المربد

(1) الميزان 366 / 4 التاريخ الكبير 264 / 8
(2) يحيى بن محمد بن قيس: قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وروى الكوسج عن ابن معين:
ضعيف. وقال الفلاس: ليس هو بمتروك. وقال أبو زرعة: أحاديثه مقاربة سوى حديثين. وقال
العقيلي: لا يتابع على حديثه الميزان 405 / 4 التاريخ الكبير 304 / 8.
119

فرجع فقال: ما وجدت فيه إلا رباعيا خيارا فقال عليه الصلاة والسلام: أعطه فإن
خيار الناس أحسنهم قضاء " أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي قال: حدثنا يحيى بن محمد بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي رافع وإنما
هو زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي رافع.
وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " كلوا البلح بالتمر فإنه إذا أكله بنو آدم غضب الشيطان وقال:
يقي حتى أكل الجديد بالخلق (1) " أخبرناه أبو يزيد خالد بن النضر القرشي قال:
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن محمد بن قيس، قال: حدثنا هشام بن عروة.
وهذا كلام لا أصل له من حديث النبي عليه الصلاة والسلام.
أبو المعلى العطار (2): اسمه يحيى بن ميمون. من أهل البصرة، يروى عن سعيد
ابن جبير وعبد الله بن المثنى، روى عنه البصريون، منكر الحديث جدا، يروى عن
الثقات ما ليس من أحاديثهم كان عمرو بن علي الفلاس يقول: هو كذاب. ومات
أبو المعلى العطار سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
يحيى بن يعلى أبو زكريا الأسلمي القطواني (3): وقطوان موضع بالكوفة،

(1) لفظ الخبر في الجامع الصغير: " كلوا البلح بالتمر، كلوا الخلق بالجديد، فإن الشيطان إذا رآه
غضب وقال: عاش أين آدم حتى أكل الخلق بالجديد ": أخرجه النسائي وابن ماجة والحاكم ورمز له
السيوطي بالصحة قال الدارقطني: تفرد به يحيى قال العقيلي: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. والخبر
رواه الحاكم ولم يصححه مع تساهله في التصحيح. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. قال المناوي:
الحاصل أن متنه منكر وفى سنده ضعفاء، والمنكر من قبيل الضعيف، فقيه ضعف على ضعف إن سلم عدم
وضعه. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 44 / 5
(2) يحيى بن ميمون: أبو معلى العطار. قال في الميزان: صدوق، حدث عنه مثل شعبه وابن علية
واحتج به النسائي.
الميزان 411 / 4 التاريخ الكبير 306 / 8
(3) يحيى بن يعلى الأسامي القطواني: قال البخاري: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف.
الميزان 415 / 4 التاريخ الكبير 311 / 8.
120

وليس هو يحيى بن يعلى المحاربي، ذاك ثقة وهذا يروى عن يونس بن خباب وعبد الملك
ابن أبي سليمان، روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد، يروى عن الثقات الأشياء
المقلوبات، فلست أدرى وقع ذلك في روايته منه أو من أبى نعيم لان أبا نعيم ضرار
ابن صرد سيئ الحفظ كثير الخطأ، فلا يتهيأ إلزاق الجرج بأحدهما فيما رويا دون الآخر
ووجب التنكب عما رويا جملة وترك الاحتجاج بهما على كل حال.
يحيى بن ميمون التمار (1): كنيته أبو أيوب، من أهل البصرة، يروى عن علي
بن زيد بن جدعان، روى عنه عبد الله بن المثنى، قدم بغداد سنة تسعين ومائة
وحدثهم بها فعند أهل العراق منه العجائب التي يرويها مما لم يتابع عليها
حتى إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها معمولة لا تحل الرواية عنه
ولا الاحتجاج به بحال.
يحيى بن عبيد الله بن موهب التيمي القرشي (2): من أهل المدينة، يروى عن
أبيه، روى عنه ابن المبارك ويعلى بن عبيد، وكان من خيار عباد الله، يروى عن
أبيه ما لا أصل له. وأبو ثقة. فلما كثر روايته عن أبيه ما ليس من حديثه سقط عن
حد الاحتجاج به. وكان سيئ الصلاة وكان ابن عيينة شديد الحمل عليه.

(1) يحيى بن ميمون التمار: أبو أيوب، قال الفلاس: كتبت عنه وكان كذابا وقال أحمد: خرقنا
حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة: وقال الدارقطني وغيره: متروك الميزان 411 / 4
(2) يحيى بن عبيد الله بن موهب التيمي: قال البخاري: كان ابن عيينة يضعفه وقال شعبة: رأيت يحيى
ابن عبيد الله التيمي يصلى صلاة لا يقيمها فتركته. وقال ابن معين: ليس بشئ " ووثقه القطان. وقال
ابن المثنى: حدث عنه يحيى القطان ثم تركه. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال مرة: ليس بثقة.
وقال ابن عيينة: ضعيف وقال الجوزجاني: هو كوفي وأبوه لا يعرف، وأحاديثه من أحاديث أهل
الصدق. وقال ابن عدي: في بعض ما يرويه يحيى ما لا يتابع عليه.
الميزان 375 / 4 التاريخ الكبير 295 / 8.
121

أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد يحدث عن يحيى
ابن عبيد الله ثم تركه.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن يحيى
ابن عبيد الله فقال: ليس بشئ.
سمعت ابن خزيمة قال: سمعت أبا موسى يقول: كان يحيى بن سعيد زوى عن يحيى
ابن عبيد الله ثم ترك الرواية عنه.
قال أبو حاتم: وقد روى يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من إمارة الصبيان. قيل: يا رسول الله وما إمارة
الصبيان؟ قال: إن أطعتموهم هلكتم وإن عصيتموهم أهلكوكم ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليسترجع أحدكم من شسع نعله إذا
انقطع فإنه من المصائب ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ليسمع
تضرعه " في نسخة أكثرها غير مستقيمة. أخبرنا بهذه الأحاديث الثلاثة في تلك النسخة
عبد الله بن محمد المديني قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا عيسى بن
يونس قال: حدثنا يحيى بن عبيد الله.
وروى عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما خلا يهودي
بمسلم قط إلا حدث نفسه بقتله " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا هشام بن عمار قال:
حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه.
يحيى بن عثمان أبو سهل التيمي (1): شيخ يروى عن يحيى بن عبد الله بن

(1) يحيى بن عثمان أبو سهل التيمي: قال أبو حاتم: شيخ. وقال البخاري وابن معين: منكر
الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. الميزان 395 / 4.
122

أبى مليكة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من تكلم
في القدر يسأل عنه يوم القيامة ومن لم يتكلم فيه لم يسأل عنه " روى عنه مالك
ابن إسماعيل النهدي والعراقيون، منكر الحديث جدا، يروى أشياء مناكير
لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من روايته المناكير حتى كاد أن
يقلب حديثه.
يحيى بن سعيد العطار الحمصي الأنصاري (1): كنيته أبو زكريا. يروى عن
محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، روى عنه أهل الشام، كان ممن يروى الموضوعات
عن الاثبات والمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل
الاعتبار لأهل الصناعة.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فيجئ
ابن سعيد العطار؟ قال: ليس بشئ.
يحيى الجابر (2): وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي أبو الحارث. يروى
عن أبي ماجد وذويه، روى عنه الثوري وجرير بن عبد الحميد، منكر الحديث، يروى
المناكير الكثيرة التي لا تشبه حديث الأئمة حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان يتعمد
لذلك، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

(1) يحيى بن سعيد الحمصي الأنصاري العطار: كان صاحب أحاديث وله رحلات إلى مصر والعراق
والحرمين. قال ابن مصفى: ثقة. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو داود: جائز الحديث. وقال
ابن خزيمة: لا يحتج به وقال ابن عدي: بين الضعف له مصنف في حفظ اللسان.
الميزان 379 / 4 التاريخ الكبير 277 / 8
(2) يحيى عبد الله بن الحارث الجابر التيمي: روى عبد الله بن أحمد عن ابن معين قال: ضعيف
الحديث. وروى آخرون عن ابن معين: ليس به بأس. لكن شيخه أبو ماجد لا يعرف. وقال
الجوزجاني: غير محمود. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: أحاديثه مقاربة وأرجو أنه لا بأس
به. وقال أحمد: ليس به بأس. الميزان 389 / 4 التاريخ الكبير 286 / 8.
123

سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن يحيي
الجابر فقال: لا شئ.
يحيى بن عنبسة (1): شيخ دجال يضع الحديث على ابن عيينة وداود بن أبي
هند وأبي حنيفة وغيرهم من الثقات، لا تحل الرواية عنه بحال ولا كتابة
حديثه إلا للاعتبار.
روى عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " لا يجتمع على مسلم خراج وعشر " أخبرناه مكحول قال:
حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا يحيى بن عنبسة قال: حدثنا أبو حنيفة.
فيما يشبه هذا من الأشياء التي هي مشهورة عند أهل الحديث أكره التطويل بذكرها
وليس هذا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
وروى عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: " وقف بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عشبة عرفة فلما كان عند الدفعة استنصت الناس، وقال: أيها الناس إن ربكم
قد تطاول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل
وغفر ذنوبكم إلا التباعات. ادفعوا باسم الله، فلما صرنا بالمزدلفة وقف بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم سحرا فلما كان عند الدفعة استنصت الناس وقال: أيها الناس إن
ربكم قد تطاول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم
ما سأل وغفر ذنوبكم وغفر التباعات وضمن لأهلها الثواب. ادفعوا باسم الله، فقام أعرابي
فأخذ بزمام الناقة وقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بقى من عمل إلا وقد

(1) يحيى بن عنبسة: قال ابن عدي: منكر الحديث مكشوف الامر. وقال الدارقطني: دجال
يضع الحديث. الميزان 400 / 4.
124

عملته، وإني لأحلف على اليمين الفاجر. فهل أدخل فيمن وقف؟ فقال: يا أعرابي
أتشهد أن لا إله إلا الله وأنى محمد رسول الله قال: نعم بأبي أنت قال: يا أعرابي
إنك إن تحسن فيما يستأنف يغفر لك. خل زمام الناقة " أخبرناه محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم بنسا قال: حدثنا محمد بن غالب تمتام قال: حدثنا يحيى بن عنبسة
قال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر.
يحيى بن هاشم السمسار (1): من أهل بغداد. كنيته أبو زكريا، يروى عن
الأعمش ومسعر وهشام بن عروة روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على
الثقات، ويروى عن الاثبات الأشياء المعضلات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة
التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال.
وهو الذي روى عن مسعر عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " عند كل ختمة دعوة مستجابة " إنما هو يزيد الرقاشي عن أنس،
ليس من حديث قتادة ولا مسعر.
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" نبات الشعر في الانف أمان من الجذام " أخبرناه عبد الله بن صالح البخاري
ببغداد قال: حدثنا عثمان بن معبد المقرى قال: حدثنا أبو زكريا السمسار عن
هشام بن عروة.
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(1) يحيى بن هاشم السمسار: أبو زكريا الغساني الكوفي. كذبه ابن معين. وقال النسائي وغيره:
متروك. وقال ابن عدي: كان ببغداد يضع الحديث ويسرقه. الميزان 412 / 4.
125

" لا تستخدموا أرقاءكم في الليل فإن الليل لهم والنهار لكم " روى عنه إبراهيم بن
المندر الحزامي.
وروى عن هشام بن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا يبيت أحدكم وعند رأسه طعام فإني لا آمن عليه الهوام، ولا يبيت أحدكم
وعند رأسه نعلاه وخفاه " أخبرناه يعقوب بن إسحاق بن حجر العسقلاني بتنيس
قال: حدثنا الحسن بن محمد بن زياد قال: حدثنا يحيى بن هاشم قال: حدثنا هشام
ابن عروة عن أبيه.
يحيى بن أبي زكريا الغساني (1): من أهل واسط، كنيته أبو مروان، يروى
عن هشام بن عروة، روى عنه أهل بلده، كان ممن يروى عن الثقات المقلوبات حتى
إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها مقلوبة، لا يجوز الرواية عنه لما أكثر من
مخالفة الثقات فيما يروى عن الاثبات.
يحيى بن عيسى بن محمد التميمي الرملي (2): أصله من الكوفة; انتقل إلى الرملة
كنيته أبو زكريا وكان خزازا، يروى عن الأعمش والثوري، روى عنه الشاميون
مات سنة إحدى ومائتين; وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الاثبات
فيما يروى عن الثقات; فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.

(1) يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي: قال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود: ضعيف وخرج
له البخاري في صحيحه حديثا. وقال ابن معين: لا أعرف حاله. وروى عن أبي حاتم قال: ليس
بالمشهور. الميزان 376 / 4 هدى الساري 451
(2) يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي التميمي النهشلي الفاخوري: كان أحمد يثنى عليه. وقال أبو
معاوية: اكتبوا عنه فطالما رأيته عند الأعمش. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال ابن معين: ضعيف
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه الميزان 401 / 4 التاريخ الكبير 296 / 2.
126

أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة: سمعت يحيى بن معين
- وذكر له يحيى بن عيسى الرملي - فقال: كان ضعيفا.
سمعت محمد بن محمود: سمعت الدارمي: قلت ليحيى بن معين: فيحيى بن عيسى
الرملي تعرفه؟ قال: نعم ما هو بشئ.
يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي (1): كنيته أبو سعيد، من أهل الجزيرة،
مولى لبني أمية، مات سنة ثماني عشرة ومائتين، وكان ينزل حران، يروى عن
صفوان بن عمرو والأوزاعي، روى عنه العراقيون وأهل بلده; كان كثير الخطأ
لا يدفع عن السماع ولكنه يأتي عن الثقات بأشياء معضلات ممن كان يهم فيها حتى
ذهب حلاوته عن القلوب لما شاب أحاديثه المناكير، فهو عندي فيما انفرد به ساقط
الاحتجاج وفيما لم يخالف الثقات معتبر به; وفيما وافق الثقات محتج به، ولا يتوهم
متوهم أن ما لم يخالف الاثبات هو ما وافق الثقات لان ما يخالف الاثبات هو ما روى
من الروايات التي لا أصول لها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أتى
بزيادة اسم في الاسناد أو إسقاط مثله مما هو محتمل في الاسناد وأما ما وافق القات
فهو ما يروى عن شيخ سمع منه جماعة من الثقات فإن أتى بالشئ على حسب ما أتوا به
عن شيخه وما انفرد من الروايات فهو زيادة الألفاظ التي يرويها عن الثقات أو إتيان
أصل بطريق صحيح، فهذا غير مقبول منه لما ذكرنا من سوء حفظه وكثرة خطئه

(1) يحيى بن عبد الله بن الضحاك الباب التي: في الميزان: " ابن بابلت. وقال أبو حاتم: هو من
بابلت موضع بالري. سكن حران، وفى معجم البلدان: باب لت بضم اللام وتشديد التاء المثناة قرية
بالجزيرة بين حران والرقة بنسب إليها أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحاك. ثم قال: وهو ابن امرأة
الأوزاعي. قال البخاري في الكبير قال:: أحمد بن حنبل: أما السماع فلا يدفع. وضعفه أبو زرعة وغيره.
وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة تفرد ببعضها، أثر الضعف على حديثه بين. وقال أبو حاتم
لا يعتد به الميزان 390 / 4 التاريخ الكبير 288 / 8. معجم البلدان 309 / 1.
127

وأنه ليس بالمحل الذي تقبل مفاريده، وإنما تقبل المفاريد إذا كان رواتها عدولا
فليس يعقلون ما يحدثون عالمون بما يحيلون من معاني الأخبار وألفاظها، فأما الثقة
الصدوق إذا لم يكن يعلم ما يحيل من معاني الأخبار وحدث من حفظه ثم انفرد بألفاظ
عن الثقات لم يستحق قبولها منه لأنه ليس يعقل ذلك، ولعله أحاله متوهما أنه جائز،
فمن أجل من ذكرنا لم تقبل الزيادة في الاخبار إلا عمن سمينا من العدول على الشرط
الذي وصفنا.
وقد روى يحيى البابلتي عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان سنة ستين ومائة كان الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن
في جوف ظالم، ومصحف في بيت قدري لا يقرأ فيه، ومسجد في نادى قوم لا يصلون
فيه، ورجل صالح بين قوم سوء " أخبرناه أبو القاسم هارون بن محمد البغدادي بمكة
قال: حدثنا محمد بن علي المسوري قال: حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي عن الأوزاعي،
وهذا لا شك أنه معمول.
وروى يحيى البابلتي عن إبراهيم بن جريج الرهاوي عن زيد بن أبي أنيسة عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المعدة
حوض البدن والعروق إليها واردة إذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا
سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم " أخبرناه محمد بن عبدوس النيسابوري بالرملة
قال: حدثنا محمد بن القاسم بن حسان البستي قدم علينا بنيسابور قال: حدثنا يحيى بن
عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا إبراهيم بن جريج.
يحيى بن شبيب اليمامي (1): حدث بالبصرة، يروى عن الثوري ما لم يحدث به

(1) يحيى بن شبيب اليمامي هنا وفى بعض نسخ الميزان وفى بعضها اليماني. وقال الخطيب: روى
أحاديث باطلة الميزان 385 / 4.
128

قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن الثوري عن حميد الطويل عن أنس بن
مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " أدخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة
فانفلقت من يدي، فخرجت منها جارية كأن أشفار عينيها مقادم النسور فقلت لها:
لمن أنت؟ فقالت: للخليفة المقتول بعدك ظلما عثمان بن عفان (1) " أخبرناه إبراهيم بن
محمد بن يعقوب بهمدان قال: حدثنا سهل بن علي الأهوازي قال: حدثنا يحيى بن
شبيب اليمامي عن سفيان الثوري.
وروى عن سفيان الثوري عن حميد عن أنس قال: قال النبي عليه الصلاة
والسلام: " من نجى أخاه المسلم من ذي سلطان نجاه الله من النار ".
وعن سفيان عن حميد عن أنس: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر " أخبرناه
عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرناه محمد بن عاصم قال: حدثنا يحيى بن شبيب
بالحديثين جميعا.
يحيى بن سعيد الشهيد (2): شيخ يروى عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من
الثقات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال: دخلت المسجد
وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال لي: يا أبا ذر إن للمسجد تحية فقم فاركعهما " ثم
ذكر الحديث الطويل في وصية أبي ذر. أخبرناه عبد الرحمن بن قريش قال: حدثنا
الحسن بن إبراهيم البياضي عنه. وليس من حديث ابن جريج ولا عطاء ولا عبيد

(1) الخير أورده ابن الجوزي في الموضوعات بطرق مختلفة 319 / 1
(2) الميزان 377 / 4.
129

ابن عمير. وأشبه ما فيه رواية أبى إدريس الخولاني عن أبي ذر، أخبرناه القطان قال:
حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال: حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس
الخولاني عن أبي ذر بطوله.
يحيى بن محمد الجاري (1): من أهل الحجاز، يروى عن الداروردي، روى
عنه مؤمل بن إهاب، كان ممن يتفرد بأشياء لا يتابع عليها على قلة روايته كأنه كان
يهم كثيرا فمن هنا وقع المناكير في روايته يجب التنكب عما انفرد من الروايات وإن
احتج به محتج فيما وافق الثقات لم أر بذلك بأسا.
يحيى بن كثير أبو النضر (2): من أهل البصرة، شيخ يروى عن الثقات ما ليس
من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وليس هذا بيحيى بن كثير بن درهم.
ذاك ثقة كنيته أبو غسان وهذا يقال له أبو النضر.
روى هذا عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشرك أخفى في أمتي من دبيب
النمل على الصفا قال أبو بكر: فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فما المخرج من
ذلك؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا بكر ألا أعلمك شيئا إذا قلته برئت من
قليله وكثيره؟ قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك مما لا أعلم "
أخبرناه السختياني قال: حدثنا شيبان بن فروح قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو النضر
عن سفيان الثوري.

(1) الميزان 406 / 4 التاريخ الكبير 304 / 8
(2) يحيى بن كثير: صاحب البصري يقال أبو النضر. قال أبو حاتم: ضعيف، ذاهب الحديث جدا.
وقال الدارقطني: متروك. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الفلاس: يحيى بن كثير أبو النضر
لا يتعمد الكذب وإلا أنه يغلط ويهم. الميزان 403 / 4.
130

يوسف بن خالد بن عمير السمتي (1): من أهل البصرة، كنيته أبو خالد، مولى
بنى ليت، يروى عن زياد بن سعد وأهل بلده، روى عنه العراقيون وابنه خالد بن
يوسف، مات سنة تسع وثمانين ومائة. وكان مرجئا من علماء أهل زمانه بالشروط،
وكان يضع الحديث على الشيوخ، ويقرأ عليهم ثم يرويها عنهم، لا تحل الرواية عنه
بحيلة ولا الاحتجاج به بحال.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا أبو الحسين الرهاوي أحمد بن سليمان قال: سألت
أبا جعفر بن نفيل قلت: حدثتنا زمانا عن يوسف السمتي ثم تركته وعن
إبراهيم بن أبي يحيى فلم تحدثنا عنه بشئ؟ قال: بلغني أنهما كانا يضعان
الحديث وضعا.
أخبرني محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: كان يوسف السمتي يكذب.
يوسف بن أبي ذرة (2): شيخ يروى عن جعفر بن عمرو الضمري، روى
عنه أبو ضمرة أنس بن عياض منكر الحديث جدا، ممن يروى المناكير التي
لا أصول لها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلة روايته، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
وهو الذي يروى عن جعفر بن أمية الضمري عن أنس بن مالك: أن

(1) يوسف بن خالد بن عمير السمتي: قال البخاري: سكتوا عنه. قال ابن معين وعمرو بن علي:
يوسف يكذب، كنيته أبو خالد. وقال أبو حاتم: رأيت له كتابا وضعه في التجهم ينكر فيه الميزان
والقيامة. وقال النسائي: ليس بثقة. وضعفه ابن سعد وقال: كان بصيرا بالرأي والفتوى، وكان
ضعفا. الميزان 463 / 4 التاريخ الكبير 388 / 8
(2) الميزان 464 / 4 التاريخ الكبير 387 / 8.
131

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من معمر يعمر في الاسلام أربعين إلا صرف الله عنه
أنواعا من البلاء، الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه الحساب
فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة لما يجب فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأهل السماء فإذا
بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه وشفع لأهل بينه " أخبرناه
محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي قال:
حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض عن يوسف بن أبي ذرة الأنصاري عن جعفر
ابن عمرو بن أمية.
سمعت محمد بن صالح الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن
معين عن يوسف بن أبي ذرة فقال: لا شئ.
يوسف أبو خزيمة (1): شيخ يروى عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث
الثقات عنه أستحب مجانبة حديثه إذا انفرد.
روى عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك: أن النبي عليه الصلاة والسلام
سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك
أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام من فضلك ورحمتك
فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك. فقال: لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به

(1) يوسف أبو خزيمة: في الميزان: يوسف بن ميمون أبو خزيمة الصباغ كوفي من موالي عمرو
ابن حريث وترجم له أيضا باسمه الأول وقال: " هو ابن ميمون قد ذكر، ولكن فرق بينهما ابن حبان
فلذلك أعدته. وهما واحد " وكنيته في الكبير: أبو خزيم وفى تعليقة عليه قيل: في الكنى للدولابي
أبو خريم ويقتضيه صنيع أصحاب المشتبه. قال البخاري: منكر الحديث جدا. وقال أحمد: قدري.
وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا.
الميزان 474، 476 / 4 التاريخ الكبير 384 / 8.
132

أجاب وإذا سئل به أعطى " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن يزيد
الرفاعي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة عن أنس بن سيرين.
يوسف بن السفر (1): كنيته أبو الفيض، من أهل الشام، وكان كاتب
الأوزاعي، يروى عن الأوزاعي روى عنه بقية بن الوليد وسعيد بن يعقوب الطالقاني،
كان ممن يروى عن الأوزاعي ما ليس من أحاديثه، من المناكير التي لا يشك عوام
أصحاب الحديث أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن شفيق عن ابن مسعود قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرزق مقسوم وهو آت ابن آدم على أي سيرة سارها ليس تقوى
تقي بزائدته ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه " أخبرناه محمد
ابن المسيب قال: حدثنا القاسم بن هاشم السمسار قال: حدثنا الخطاب بن عثمان قال:
حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي.
يوسف بن زياد (2): من أهل البصرة، كنيته أبو عبد الله، سكن بغداد،
يروى عن إسماعيل بن أبي خالد روى عنه العراقيون، يتفرد عن إسماعيل بالأشياء
المقلوبة كأنه إسماعيل آخر، ومن غلب على حديثه قلة متابعة الثقات، والانفراد عن
الاثبات بما لا يشبه حديث الثقات صار ساقط الاحتجاج به.

(1) يوسف بن السفر: أبو الفيض الدمشقي: قال البخاري: ابن أبي السفر، منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة. قال الدارقطني: متروك يكذب. وقال ابن عدي: روى بواطيل، وقال
البيهقي: هو في عداد من يضع الحديث. وقال أبو زرعة وغيره: متروك.
الميزان 466 / 4 التاريخ الكبير 387 / 8
(2) يوسف بن زياد النهدي أبو عبد الله البصري. قال البخاري منكر الحديث. وقال الدارقطني:
مشهور بالأباطيل. وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
الميزان 465 / 4 التاريخ الكبير 388 / 8.
133

يوسف بن ميمون الصباغ (1): مولى آل عمرو بن حريث، كنيته أبو خريم
يروى عن عطاء، روى عنه أهل العراق فاحش الخطأ كثير الوهم، يروى عن الثقات
مالا يشبه حديث الاثبات فلما فحش ذلك منه في رايته بطل الاحتجاج به.
يوسف بن إبراهيم أبو يوسف التيمي اللآل (2): يروى عن أنس بن مالك،
روى عنه عقبة بن خالد المجدر، يروى عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، لا تحل
الرواية عنه ولا الاحتجاج به لما انفرد من المناكير عن أنس وأقوام مشاهير.
يوسف بن عطية الصفار السعدي (3): كنيته أبو سهل من أهل البصرة
يروى عن قتادة وثابت، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأهل العراق، كان
ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة ويحدث بها، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: يوسف بن
عطية الصغار ليس حديثه بشئ.
وقد روى يوسف بن عطية الصفار قال: حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك

(1) يوسف بن ميمون الصباغ: يفرق ابن حبان بين هذا وبين يوسف أبو خزيمة، وقد سبق
الكلام على هذا. تراجع ترجمة الرجل في الميزان
474 / 476 / 4 التاريخ الكبير 384 / 8
(2) يوسف بن إبراهيم أبو يوسف التيمي اللآل: قال البخاري: هو أبو شيبة اللآل، عنده
عجائب، وقال أبو حاتم: ضعيف عنده عجائب. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم.
الميزان 461 / 4 التاريخ الكبير 217 / 8
(3) يوسف بن عطية السعدي الصغار البصري: قال البخاري: منكر الحديث وهو أبو سهل
الصفار السعدي. وقال النسائي: متروك. وقال الفلاس: ما علمته كان يكذب لكنه يهم. وروى
عباس عن يحيى: ليس بشئ وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
الميزان 468 / 4 التاريخ الكبير 387 / 8.
134

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في آخر الزمان عباد جهال وقراء فسقه "
أخبرناه سليمان بن الحسن بن يزيد العطار قال حدثنا أبو الفضل الواسطي قال:
حدثنا يوسف بن عطية عن ثابت.
وروى عن قتادة عن أنس بن مالك قال: " أصبحنا يوما فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرنا قال: أتاني ربى البارجة في منامي في أحسن صورة حتى وضع يده بين كتفي
فوجدت بردها بين ثديي فعلمت كل شئ فقال: يا محمد. قلت: نبيك ربى وسعديك
قال: هل تدرى فيمن يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم يا رب في الكفارات والدرجات
قال: فما الكفارات؟ قلت: إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام والصلاة
والناس نيام، قال: فما الدرجات؟ قلت: إسباغ الطهور في المكروهات ومشى
على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة. قال: صدقت " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: حدثنا يوسف بن عطية.
وروى عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله جل
وعلا جعل قرة عيني في الصلاة وحبب إلى الطيب كما حبب إلى الجائع الطعام وإلى
الظمآن الماء والجائع يشبع والظمآن يروى وأنا لا أشبع من الصلاة، وكان إذا دخل
البيت يكون في الصلاة أو في مهنة أهله " أخبرناه الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد
قال: حدثنا ابن عطية عن ثابت عن أنس.
يوسف بن محمد بن المنكدر التيمي القرشي (1): أخو المنكدر بن محمد بن المنكدر

(1) يوسف بن محمد بن المنكدر: قال النسائي: متروك. وقال أبو زرعة: صالح الحديث،
أورد في الميزان مروياته ثم نقل عن ابن عدي قوله: لا أعلم ليوسف غير هذه الأحاديث التي ذكرتها
وأرجو أنه لا بأس به. وعقب على ذلك الذهبي فقال: له عند ابن ماجة فرد حديث. ثم أورد الخبر
أسنده وهو: " قالت أم سليمان " الخ. قال الطبراني: تفرد بن سنيد ثم قال الذهبي: رواه ابن ماجة عن
واحد عن سنيد
أقول: قال البخاري في الكبيرة: يوسف عن أبيه عن جابر بن عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" قالت أم سليمان " روى عنه سنيد. الميزان 472 / 4 التاريخ الكبير 381 / 8.
135

روى عنه أهل العراق، يروى عن أبيه ما ليس من حديثه من المناكير التي لا يشك
عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة، وكان يوسف شيخا صالحا ممن غلب عليه الصلاح
حتى غفل من الحفظ والاتقان، فكان يأتي بالشئ على التوهم، فبطل الاحتجاج به
على الأحوال كلها.
وهو الذي روى عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا انتبه من منامه خر ساجدا وإذا رأى القرد خر ساجدا وإذا رأى الرجل
مغبر الخلق خر ساجدا شكر الله " أخبرناه الحسين بن أحمد الآمدي ببغداد قال:
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الحلبي قال: حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر
عن أبيه.
وروى عن جابر قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال: الصبر والسماحة "
أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي قال: حدثنا يوسف بن محمد
ابن المنكدر.
وروى عن أبيه عن جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " قالت أم سليمان
ابن داود لابنها: يا بنى لا تكثر النوم بالليل، فان كثرة النوم تدع الرجل فقيرا
يوم القيامة " أخبرناه ابن قتيبة قال: حدثنا جعفر بن سنيد بن داود قال: حدثني أبي
عن يوسف بن محمد ابن المنكدر.
يوسف بن الفيض (1): شيخ يروى عن الأوزاعي المناكير الكثيرة والأوهام

(1) يوسف بن الفيض: فرق ابن حبان بينه وبين يوسف بن السفر أبو الفيض كاتب الأوزاعي
وعدهما في الميزان واحدا وأورد خبر الرحمة في ترجمة ابن لسفر كما أورد كراهية البول في الهواء.
يراجع الميزان 466 / 4 التاريخ الكبير 387 / 8.
136

الفاحشة كأنه كان يعملها تعمدا، لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عنه سعيد بن يعقوب
الطالقاني وعبد الله بن عمران العابدي.
روى عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: " إن لله في كل يوم وليلة مائة وعشرين رحمة تنزل على أهل هذا البيت
ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين " أخبرناه الفضل بن محمد
الجندي بمكة قال: حدثنا عبد الله بن عمران العابدي قال: حدثنا يوسف بن الفيض
عن الأوزاعي.
وروى عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره البول في الهواء " أخبرناه أحمد بن أبي حفص قال:
حدثنا عبد الله بن عمران العابدي قال: حدثنا يوسف بن الفيض عن الأوزاعي.
يوسف بن يونس الأفطس (1): شيخ يروى عن سليمان بن بلال ما ليس من
حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا من عبيده فيوقفه بين يديه
فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله " أخبرناه محمد بن محمد البلدي قال: حدثنا أحمد
بن خليد عنه. وهذا لا أصل له من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
يعقوب بن الوليد المديني أبو يوسف (2): شيخ يسكن الرصافة، يروى عن

(1) يوسف بن يونس الأفطس: قال ابن عدي: كل ما روى عن الثقات منكر وقال ابن الجوزي:
قال الدارقطني: ثقة. واعترض الذهبي فقال: بل من يروى مثل هذين الخبرين - أحدهما الذي أورده
ابن حبان عنه - ليس بثقة ولا مأمون الميزان 476 / 4
(2) يعقوب بن الوليد: أبو يوسف الأزدي المدني: التبس على الناسخ فكتبه يوسف خطأ والصواب
يعقوب. وقد تأكد ما جاء في الميزان عنه بما أورده ابن الجوزي في تضعيفه برواية الخبر الموضوع عن
التختم بالعقيق. فنقل عن أحمد قوله عنه: هو من الكذابين الكبار، كان يضع الحديث. وقال يحيى!
ليس بشئ وقال ابن عدي! هذا الحديث يعرف بيعقوب بن إبراهيم الزهري سرقه منه يعقوب بن الوليد
وفى الميزان: قال أحمد: مزقنا حديثه، وكذبه أبو حاتم ويحيى، وقال أبو داود وغيره: غير ثقة وقال
الدارقطني: ضعيف. الميزان 455 / 4 الموضوعات لابن الجوزي 56 / 3.
137

هشام بن عروة وعبد الله بن عمر ومالك بن أنس، روى عنه أحمد بن منيع ومحمد
بن خداش والعراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه إلا
على جهة التعجب.
وهذا الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: " تختموا بالعقيق فإنه مبارك " أخبرناه أبو يعلى بالموصل قال:
حدثنا محمد بن خداش قال: حدثنا يعقوب بن الوليد عن هشام بن عروة.
وروى عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " لو تمت بسورة البقرة ثلاثمائة آية لتكلمت البقرة مع الناس " رواه محمد بن
خداش عنه.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: يعقوب بن الوليد لم يكن بشئ.
وروى عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله (2) " ما رواه إلا يعقوب بن
الوليد المدني.

(1) وآخر عفو الله: العبارة غير واضحة بالأصل صوبت بالرجوع إلى الخبر في الجامع الصغير. رواه
الدارقطني عن جرير ورمز له بالضعف وبين المنادى وجه الضعف فيه بيعقوب بن الوليد.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 82 / 3.
138

يونس بن أبي يعفور (1): من أهل الكوفة، يروى عن أبيه، روى عنه أهل
بلده، منكر الحديث يروى عن أبيه وعن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز
الاحتجاج به عندي بما انفرد من الاخبار.
أخبرنا مكحول قال: حدثنا جعفر بن أبان الحافظ قال: قلت ليحيى بن معين:
يونس بن أبي يعفور؟ قال: ضعيف.
يونس بن شعيب (2): شيخ يروى عن أبي أمامة، روى عنه الثوري، لست
أعرف له من أبى أمامة سماعا على مناكير ما يرويه في قلتها كأنه كان المتعمد لذلك،
لا يجوز الاحتجاج به بحال.
يونس بن أبي الفرات الاسكاف (3): مولى لقريش، يروى عن سعيد بن المسيب
وقتادة، روى عنه هشام الدستوائي ومخرمة بن بكير، منكر الحديث على قلة
روايته، لا يجوز الاحتجاج به لغلبة المناكير في حديثه.
يونس بن خباب (4): مولى بنى أسد، من أهل الكوفة، تحول إلى فارس

(1) يونس بن أبي يعفور: قال البخاري: اسم أبى يعفور وقدان. ضعفه ابن معين والنسائي وأحمد
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال آخر: صالح الحديث وقد خرج له مسلم.
الميزان 485 / 4 التاريخ الكبير 410 / 8
(2) يونس بن شعيب: قال البخاري: منكر الحديث الميزان 481 / 4
(3) يونس بن أبي الفرات الاسكاف: وثقه أحمد وغيره واعترض الذهبي على رأى ابن حيان بعدم
الاحتجاج به فقال: بل الاحتجاج به واجب لثقته. الميزان 483 / 4
(4) يونس بن خباب الأسدي: قال يحيى بن سعيد: كان كذابا. وقال النسائي: ضعيف. وقال
الدارقطني: رجل سوء فيه شيعية مفرطة. وقال البخاري: منكر الحديث. قال لعباد بن عباد: أنت
عثمان خبيث. أنت تحب عثمان، وأنه قتل بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: قتل واحدة فلم
زوجه الأخرى؟ فأمسك. الميزان 479 / 4 التاريخ الكبير 404 / 8.
139

وسكنها، كنيته أبو حمزة وقد قيل أبو الجهة، يروى عن المنهال بن عمرو وطاوس،
روى عنه الثوري وحماد بن زيد والعراقيون، وكان رجل سوء غاليا في الرفض،
كان يزعم أن عثمان بن عفان قتل ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحل الرواية عنه لأنه
كان داعية إلى مذهبه، ثم مع ذلك يتفرد بالمناكير التي يرويها عن الثقات والأحاديث
الصحاح التي يسرقها عن الاثبات فيرويها عنهم.
أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن
حدثا عن يونس بن خباب بشئ قط.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: يونس
ابن خباب؟ قال: ضعيف.
يونس بن الحارث الطائفي (1): يروى عن أبي بردة عن أبي موسى، روى عنه
وكيع وأبو عاصم، سيئ الحفظ كثير الوهم، كان يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات
لا يعجبني الاحتجاج بما وافق الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سألت يحيى بن معين عن
يونس بن الحارث الطائفي. قال: ضعيف.
يونس بن هارون الأردني (2): شيخ يروى عن مالك العجائب، لا تحل الرواية
عنه ولا الاحتجاج به بحال من الأحوال.
روى عن مالك بن أنس عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب عن النبي عليه

(1) يونس بن الحارث الطائفي: روى عباس عن يحيى: ضعيف. وروى أحمد بن أبي مريم عن بحي:
ليس به بأس يكتب حديثه. وقال أحمد والنسائي: ضعيف. وسئل ابن المديني عنه فقال: كنا نضعف
ذاك ضعفا شديدا الميزان 479 / 4 التاريخ الكبير 409 / 8
(2) الميزان 484 / 4.
140

الصلاة والسلام قال: " ثلاث يفرح لهن البدن ويبرأ عليها (1): الثوب اللين،
والطيب، وشرب العسل أخبرناه محمد بن سعيد القزاز بعسقلان قال: حدثنا عبيد
ابن محمد بن أبي الرجال قال: حدثنا محمد بن روح العنبري قال: حدثنا
يونس بن هارون الأردني عن مالك بن أنس. ما روى مالك عن أبيه
ولا جده شيئا.
يونس بن عطاء الصدائي (2): يروى العجائب، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد،
روى عن حميد بن زاذويه مولى خزاعة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان
معاوية بن أبي سفيان كاتب النبي عليه الصلاة والسلام وكان إذا رأى من النبي عليه
الصلاة والسلام غفلة وضع القلم في فيه قال: فنظر النبي عليه الصلاة والسلام يوما
فقال: يا معاوية إذا كتبت كتابا فضع القلم على أذنك فإنه أذكر لك " رواه عنه
سلمة بن شبيب عن سلمة بن سليمان عن يونس بن عطاء الصدائي.
روى عن حميد عن أنس بن مالك قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:
" لا يحبس الانسان في الدين أكثر من أربعين يوما " رواه عنه سليمان
ابن أبي سلمة.
يعلى بن الأشدق (3): شيخ كان بالرقة، يروى عن عبد الله بن جواد، روى

(1) يبرأ عليها: في الميزان: يربوا عليها.
(2) الميزان 482 / 4
(3) يعلى بن الأشدق: قال ابن عدي: روى عن عمه عبد الله بن جواد وزعم أن لعمه صحته فذكر
أحاديث كثيرة منكرة وهو وعمه غير معروفين. وقال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة:
ليس بشئ لا يصدق. قال ابن عدي: بلغني عن أبي مسهر قال: قلت ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمك
من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: جامع سفيان وموطأ مالك وشيئا من الفوائد.
الميزان 456 / 4 التاريخ الكبير 469 / 8.
141

عنه هاشم بن القاسم الحراني، كان شيخا كبيرا لقي عبد الله بن جراد، فلما كبر
اجتمع عليه من لا دين له فدفعوا له شبيها بمائتي حديث نسخة عن عبد الله بن جراد
عن النبي عليه الصلاة والسلام، وأعطوه إياها فجعل يحدث بها وهو لا يدرى، وقد
قال بعض مشايخ أصحابنا: أي شئ سمعت عبد الله بن جراد (2)؟ قال: هذه النسخة
وجامع سفيان الثوري، لا يحل الرواية عنه بحال ولا الاحتجاج به بحيلة ولا كتابته
إلا للخواص عند الاعتبار.
يعلى (3): والد أبى أمية بن يعلى، يروى المناكير الكثيرة، فلست أدرى:
البلية فيها منه أو من ابنه؟ أو منهما؟ ومن أيهما كان فهو ساقط الاحتجاج به لما في
روايته مما لا يتابع عليه.
ياسين بن معاذ الزيات (4): كنيته أبو خلف، من أهل الكوفة، انتقل إلى
اليمامة وأقام بها ثم سكن الحجاز، يروى عن أبي الزبير والزهري، روى عنه
عبد الرزاق، وكان ممن يروى الموضوعات عن الثقات ويتفرد بالمعضلات عن الاثبات
لا يجوز الاحتجاج به بحال، وكل ما وقع في نسخة ابن جريج عن أبي الزبير من
المناكير كان ذلك مما سمعه ابن جريج عن ياسين الزيات عن أبي الزبير
فدلس عنه.

(1) العبارة فيها تحريف بعض النساخ وتصح بما رواه ابن عدي عن أبي مسهر إذ قال ليعلى بن
الأشدق: ما سمع عمك من النبي. الخ ولعل أصل العبارة: كما وردت في التعليقة السابقة.
(2) يعلى: والد أبى أمية بن يعلى: ترجم في الميزان لابنه والكنى والأسماء مشاه شعبة وضعفه غيره
الميزان 254 / 1 493 / 4
(3) ياسين بن معاذ الزيات: قال البخاري: يتكلمون فيه منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس
حديثه بشئ وقال النسائي وابن الجنيد: متروك. كان من كبار فقهاء الكوفة ومفتيها.
الميزان 358 / 4 التاريخ الكبير 429 / 8.
142

أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين
- وذكر عنده ياسين الزيات - فقال: كان ضعيفا.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فياسين الزيات؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: روى ياسين الزيات عن عمرو بن دينار عن المسور بن مخرمة قال:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني طفت أسبوعين (1) وقرنت
بينهما وركعت أربع ركعات؟ فقال له: أحسنت " أخبرناه محمد بن عبدوس النيسابوري
بالرملة قال: حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان
عن ياسين عن عمرو بن دينار عن المسور.
ياسين العجلي (2): شيخ من أهل الكوفة يروى عن إبراهيم بن محمد بن
الحنفية، روى عنه أهل الكوفة، منكر الحديث على قلة روايته، يجب التنكب
عما انفرد من الروايات، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من غير أن يحتج به
لم أر بذلك بأسا.
اليمان بن المغيرة التيمي العنزي (3): كنيته أبو حذيفة، يروى عن عطاء

(1) طاف أسبوعا: طاف سبعا النهاية.
(2) ياسين بن شيبان العجلي: ويقال ياسين بن سنان ويقال ابن سيار قال البخاري: فيه نظر،
وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس.
الميزان 359 / 4 التاريخ الكبير 429 / 8
(3) اليمان بن المغيرة أبو حذيفة العنزي: قال البخاري: منكر الحديث. وروى عباس عن يحيى:
ليس حديثه بشئ. له في أربع قبل العصر وله عن عطاء بن أبي رياح: وقال النسائي: ليس بثقة. وقال
أبو زرعة والدار قطني: ضعيف. وقال ابن عدي: لا أرى به بأسا.
الميزان 460 / 4 التاريخ الكبير 425 / 8.
143

ابن أبي رباح، روى عنه وكيع منكر الحديث جدا، يروى عن عطاء أشياء
لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها، فلما كثر ذلك في روايته
استحق الترك.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فاليمان
ابن المغيرة كيف حديثه؟ قال: ليس بشئ.
اليمان بن عدي أبو عدى الحمصي (1): من أهل الشام، يروى عن أبي المنيب
الجرشى، روى عنه يحيى بن حمزة، وأهل الشام، كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه
حتى خرج به عن حد العدالة إلى الجرح، ولا اقتصر منه على ما لم ينفك منه البشر
فيكون محتجا به، فهو عندي يترك الاحتجاج بما انفرد من الاخبار، وإن اعتبر بما
وافق الثقات معتبر لم أر بذلك بأسا.
روى عن زهير بن محمد عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: ادفنوا شعوركم وأظفاركم ودماءكم لا يلعب بها سحرة بني آدم ".
وروى عن زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم عن عائشة
عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إن الرجل ليدرك بحسن الخلق درجة
الساهر بالليل الظمآن في الهواجر (2) " أخبرناه جماعة عن عمرو بن عثمان عنه
بالحديثين جميعا.

(1) اليمان بن عدي أبو عدى الحمصي: قال البخاري: أبو عدى الحضرمي، في حديثه نظر. وضعفه
أحمد. والدار قطني: وقال أبو حاتم: صدوق.
الميزان 460 / 4 التاريخ الكبير 425 / 8
(2) آخر الخبر غير واضح في المخطوطة وصوب بالرجوع إلى الجامع الكبير ولفظه هناك: " إن الرجل
ليدرك بحسن الخلق درجات الصائم القائم الظمآن في الحواجر " الجامع الكبير 1823 / 1.
144

يغنم بن سالم بن قنبر (1): شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك، روى عنه
بنسخة موضوعة، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، روى
عنه عبد الغنى بن سعيد.
اليسع بن طلحة (2): شيخ يروى عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه العراقيون،
منكر الحديث، يروى عن عطاء ما لا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال لما
في روايته من المناكير التي ينكرها أهل الرواية والسبر.
باب الكنى
أبو بكر بن عبد الله بن أبي العطاف النهشلي (3): من أهل الكوفة، يروى عن أبي
بردة بن أبي موسى روى عنه وكيع وأهل العراق، وكان شيخا صالحا فاضلا
غلب عليه التقشف حتى صار يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، فبطل الاحتجاج به
وإن كان ظاهره الصلاح، لان قبول الاخبار توافق الشهادات في معان وتخالفها في معان
فكما لا يجوز قبول شهادة الشاهد إذا كان فاضلا دينا وهو لا يعقل كيفية الشهادة
ولا يدرى كيف يؤديها، كذلك لا يجور قبول الاخبار من الدين الفاضل إذا كان

(1) يغنم بن سالم بن قنبر: قال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
قال، يونس بن عبد الأعلى: قدم علينا يغنم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن
فلم أرجع إليه. الميزان 459 / 4
(2) اليسع بن طلحة: قال البخاري: منكر الحديث. قاله أبو زرعة أيضا. وقال ابن عدي: أحاديثه
غير محفوظة. الميزان 445 / 4 التاريخ الكبير 425 / 8
(3) أبو بكر بن عبد الله النهشلي: أبو العطاف هنا وفى الكبير: ابن قطاف. وقال في الميزان: في
اسمه أقوال ولا يكاد يعرف إلا بكنيته. وثقة أحمد ويحيى والعجلي. قال البخاري: قال ابن مهدي:
ذكرت لسفيان عن أبي بكر عن عاصم بن كليب أن عليا كان يرفع يديه ثم لا يعود. فأنكره.
الميزان 496 / 4 التاريخ الكبير 9 / 9
(م 10 - المجروحين - ج 3).
145

لا يعلم ما يؤدى ولا يعقل ما يجمل المعنى إذا حدث من حفظه، فأما إذا حدث من
كتابته وحفظ في الكتابة فجئ يجوز قبول روايته إذا كان عدلا عاقلا. وأبو بكر
النهشلي وإن كان فاضلا فهو ممن كثر خطؤه فبطل الاحتجاج به إذا انفرد. وإن اعتبر
معتبر بما وافق الثقات لم يجرج في فعله ذلك.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن يونس
يقول: كان أبو بكر النهشلي شيخا صالحا وكان في مرضه حين مات يثب للصلاة
وهو لا يقدر فيقال: إنك في عذر فيقول: أبادر طي الصحيفة.
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني (1): من أهل حمص، يروى عن ضمرة
ابن حبيب وأهل الشام. روى عنه ابن المبارك وأهل بلده، لم أسمع أحدا من أصحابنا
يذكر له اسما. ولقد حدثني محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا
القاسم بن هاشم السمسار قال: سألت أبا اليمان عن اسم أبى بكر بن أبي مريم
فقال: بكر.
قال أبو حاتم: إن حفظ أبو اليمان هذا فهو حسن غريب وما أراه محفوظا،
ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان ردئ الحفظ
يحدث بالشئ ويهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن
الثقات حتى صار يحتج به. فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن حكيم بن عمر عن جابر بن عبد الله: " أن النبي عليه

(1) أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسائي الحمصي: يقال اسمه بكر وقيل بكير وقيل عمرو وقيل
عامر وقيل عبد السلام. ضعفة أحمد وغيره لكثرة ما يغلط. وكان أحد أوعية العلم. وقال الجوزجاني: هو
متماسك وقال ابن عدي: أحاديثه صالحه ولا يحتج به.
الميزان 497 / 4 التاريخ الكبير 9 / 9.
146

الصلاة والسلام كان يسجد في أعلى جبهته مع قصاص الشعر " أخبرناه أبو يعلى قال:
حدثنا ابن أبي سمينة قال: حدثنا بشر بن إسماعيل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم
عن حكيم بن عمير عن جابر بن عبد الله.
وروى عن حبيب بن عبيد عن أبي الدرداء: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بإناء
على نهر فلما فرغ من وضوئه أفرغ فضله في النهر وقال: يبلغه الله قوما بنفعهم به "
أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا الوليد بن عتبة قال: حدثنا بقية قال:
حدثنا ابن أبي مريم.
أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة السبري (1): من أهل المدينة، يروى
عن هشام بن عروة، ولاه المنصور القضاء ببغداد ومات بها، كان ممن يروى
الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال، كان أحمد
ابن حنبل يكذبه.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول: أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له السبري ليس حديثه بشئ:
أبو أمية بن يعلى (2): من أهل البصرة، يروى عن أبي الزناد وهشام بن
عروة، روى عنه أهل العراق ممن تفرد بالمعضلات عن الثقات حتى إذا سمعها من

(1) أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن سبرة السبري: ضعفه البخاري وغيره. وقال أحمد: يضع الحديث
وقال أبو داود: كان مفتى أهل المدينة. وقال النسائي: متروك. وكان قد خرج على المنصور مع ابن حسن
فأسر وسجن مقيدا ثم هاج عبيد المدينة وكسروا السجن وأخرجوه، فخطب في الناس وحرضهم على
الطاعة وحذر من شق العصا. فرعى ذلك له المنصور وولاه قضاء العراق، وبعد وفاته ولى أبو يوسف.
الميزان 503 / 4 التاريخ الكبير 9 / 9
(2) أبو أمية بن يعلى: اسمه إسماعيل. ضعفه الدارقطني. وقال يحيى: ضعيف ليس حديثه بشئ
وقال مرة: متروك الحديث. وقال النسائي: متروك. وقد مشاه شعبه وقال: اكتبوا عنه فإنه شريف
وقال البخاري، سكتوا عنه الميزان 254 / 4، 493 / 4.
147

العلم صناعته لم يشك أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للخواص
من الاعتبار.
وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " خمس لم يكن
يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر: المرآة والمكحلة والمشط والمدرى (1)
والسواك " أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال:
حدثنا أبو أمية بن يعلى.
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن أبي
أمية بن يعلى فقال: ضعيف.
أبو سفيان الأنماري (2): شيخ يروى الطامات من الروايات، لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة عن أبيه عن جده قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر إلى الأترج والحمام الأحمر " أخبرناه محمد بن
خزيمة قال: حدثنا على بن حجر قال: حدثنا بقية قال: حدثنا أبو سفيان الأنماري
عن حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة.
أبو عبد الله البكري (3): شيخ يروى عن سعيد المقبري، روى عنه هشيم،
ممن يتفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروى عن الاثبات ما ليس من أحاديثهم، وإن كان
لها أصول من حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

(1) المدرى والمدارة: شئ يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح
به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له النهاية.
(2) الميزان 531 / 4.
(3) الميزان 546 / 4.
148

أبو العلاء (1): شيخ يروى عن نافع ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به
ولا الرواية عنه إلا سبيل الاعتبار
وهو الذي روى عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من
كفن ميتا فإن له بكل شعرة تصيب كفنه عشر حسنات " أخبرناه الحسن بن
سفيان قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا الصلت بن الحجاج قال:
حدثنا أبو العلاء عن نافع.
أبو جرير (2): مولى الزهري، يروى عن الزهري العجائب من المقلوبات، والأوابد
من الملزقات، لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فإنها خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان،
ولو جعلت لا إله إلا الله في كفة وجعلت السماوات والأرض وما فيهن في كفة لرجحت
بهن لا إله إلا الله " أخبرناه أحمد بن أبي حفص قال، حدثنا صالح بن مسمار قال:
حدثنا حسان بن عبد الله قال، حدثنا أبو جرير عن الزهري.
أبو الدهماء (3): شيخ من أهل البصرة، يروى عن محمد بن عمرو روى عنه
أبو جعفر النفيلي، كان ممن يروى المقلوبات ويأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث
الاثبات فبطل الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي عليه
الصلاة والسلام قال: " إن أعجل الطاعات ثوابا صلة الرحم وإن أهل البيت

(1) الميزان 554 / 4
(2) أبو جرير: مولى الزهري سماه ابن حبان هكذا وسماه غيره أبو حرب، وهاه ابن طاهر المقدسي الميزان 513 / 4
(3) الميزان 522 / 4.
149

ليكونون فجارا فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم وإن أعجل المعصية
عقوبة البغى والخيانة ويمين الغموس تذهب المال وتذر الدار بلاقع ".
أبو الأعين العبدي (1): يروى عن أبي الأحوص، روى عنه محمد بن زيد،
كان ممن يأتي بأشياء مقلوبة وأوهام معمولة، كأنه تعمدها لا يجوز الاحتجاج به.
وهو الذي روى عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " من قتل حية فكأنما قتل رجلا مشركا قد حل دمه (2) " أخبرناه
أبو يعلى قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال، حدثنا داود بن أبي الفرات قال:
حدثنا محمد بن زيد عن أبي الأعين العبدي عن أبي الأحوص في نسخة كتبناها عنه
بهذا الاسناد ما لشئ منها أصل يرجع إليه.
أبو الجهم (3): شيخ من أهل واسط يروى عن الزهري ما ليس من حديثه،
روى عنه هشيم بن بشير، لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد.
روى عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء (4) إلى النار " أخبرناه محمد بن عبد الرحمن السامي؟
قال، حدثنا أحمد بن حنبل قال، حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هشيم.
أبو كرب الأزدي (5): يروى عن نافع ما ليس من حديثه، روى عنه حماد بن

(1) الميزان 492 / 4 التاريخ الكبير 8 / 9
(2) قد حل دمه: لم تكن هذه الجملة واضحة في المخطوطة وصوبت من الجامع الصغير. والحديث رمز
له السيوطي بالحسن. الجامع الصغير 192 / 6
(3) أبو الجهم الأيادي: قال أبو زرعة: واه. وقال أحمد: مجهول. الميزان 512 / 4
(4) في المخطوطة " لواء الشعر " والتصويب من الجامع الكبير. ولفظه عند البخاري في الكبير:
" صاحب لواء الشعراء إلى النار امرؤ القيس لأنه أول من أحكم الشعر ".
الجامع الكبير 1363 / 1 التاريخ الكبير 20 / 9
(5) الميزان 565 / 4.
150

عبد الرحمن الأزدي، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
أبو المثنى (1): شيخ يروى عن هشام بن عروة، روى عنه عبد الله بن نافع
الصايغ، يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه
إلا للاعتبار.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
" ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من هراقة دم، وإنه ليأتي
يوم القيامة في دمه بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم يقع من الله بمكان قبل
أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسا " أخبرناه عبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس قال:
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال، حدثنا عبد الله بن نافع قال: حدثنا أبو المثنى عن
هشام بن عروة.
أبو الأصفر (2): شيخ يروى عن صعصعة بن معاوية، روى عنه المبارك بن
فضالة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا هدية بن خالد قال: حدثنا المبارك
ابن فضالة قال: حدثني أبو الأصفر عن صعصعة بن معاوية قال: كان أويس بن عامر

(1) الميزان 569 / 4.
(2) أبو الأصفر: عن صعصعة بن معاوية. قال في الميزان: تكلم فيه ابن حيان بلا حجة فقال:
لا يحتج به ثم أشار إلى خبر أويس عنه الذي أورده ابن حيان. وأخبار أويس أورد الكثير منها
ابن سعد في الطبقات وأورد ابن الجوزي خبرا منها ثم قال: قد وضعوا خبرا طويلا في قصة أويس من
غير هذه الطريق. وإنما يصح في الحديث عن أويس كلمات يسيرة جرت له مع عمر وأخبره رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: " يأتي عليكم أو بس فان استطعت أن يستغفر لك فافعل " فأطال القصاص
ل أعرضوا في حديث أويس بمالا فائدة في الإطالة بذكره. انتهى
ولعل حجة ابن حيان تتضح من كلام ابن الجوزي هذا. الطبقات الكبرى 111 / 6 الميزان 492 / 4
الموضوعات لابن الجوزي 43 / 2.
151

رجلا من قرن وكان من أهل الكوفة وكان من التابعين، فخرج وبه وضح فدعا الله
أن يذهبه عنه فأذهبه، فقال: اللهم دع في جسدي ما نذكر به نعمتك فترك الله منها
ما يذكر به نعمته عليه، وكان رجلا يلازم المسجد في ناس من أصحابه، وكان ابن
عم له يلوم السلطان تولعه به، فإن رآه مع قوم أغنياء قال: ما هو إلا يشاكلهم وإن
رآه مع قوم فقراء قال: ما هو إلا يخدعهم. وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا
غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سبه، وكان عمر بن الخطاب يسأل
الوفود إذا قدموا من الكوفة: هل تعرفون أويس بن عامر القرني؟ فيقولون:
لا; فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذا فقال عمر: هل تعرفون أويس بن عامر
القرني؟ فقال ابن عمه: يا أمير المؤمنين هو ابن عمى وهو رجل فاسد لم يبلغ ما إن
تعرفه أنت يا أمير المؤمنين فقال له عمر: ويلك هلكت. ويلك هلكت: إذا أتيته
فأقرئه منى السلام ومره فليقدم إلى، فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى
أتى المسجد قال: فرأى أويسا فسلم به وقال: استغفر لي يا ابن عمى، قال: غفر الله لك
يا ابن عمى قال: وأنت يا أويس يغفر الله لك. أمير المؤمنين يقرئك السلام. قال:
ومن ذكرني لأمير المؤمنين؟ قال: هو ذكرك وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه فقال:
سمعا وطاعة لأمير المؤمنين فوفد إليه حتى دخل على عمر فقال: أنت أويس بن عامر؟
قال: نعم قال: أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله أن يذهب عنك فأذهبه
فقلت: اللهم دع لي من جسدي ما أذكر به؟ قال: نعم قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له: أويس بن عامر يخرج به وضح فيدعو
الله أن يذهبه عنه فيذهبه فيقول: اللهم دع لي من جسدي ما أذكر به نعمتك على،
فيدع الله له ما يذكره نعمته عليه، فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له،
استغفر لي يا أويس ابن عامر فقال: غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال آخر: استغفر لي
أويس، وقال آخر: استغفر لي يا أويس فلما أكثروا عليه انساب فذهب فما رؤي
حتى الساعة ".
152

أبو عبد السلام (1): شيخ يروى عن ابن عمر مالا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز
الاحتجاج به.
روى عن ابن عمر. قال: قلت لابن عمر، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم؟ قال
كان يدير كور العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه ويرسل لها شيئا بين كتفيه
أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا أبو كامل الحجدري قال: حدثنا أبو معشر
البراء قال: حدثنا خالد الحذاء قال: حدثنا أبو عبد السلام قال: قلت لابن عمر.
أبو النعمان الأنصاري (2): شيخ يروى عن هشام بن عروة المناكير التي ليست
من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من رابط ثلاث ليال سود فقد أدرك رباط سنته " أخبرناه ابن قتيبة قال، حدثنا
محمد بن أبي السرى قال: حدثنا رواد بن الجراح قال: حدثنا أبو النعمان الأنصاري
عن هشام بن عروة.
أبو بكر بن شعيب (3): شيخ يروى عن مالك ما ليس من حديثه، لا يجوز
الاحتجاج به.
روى عن مالك عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا " أخبرناه محمد بن جعفر البغدادي بالرملة

(1) الميزان 548 / 4 التاريخ الكبير 52 / 9
(2) أبو النعمان الأنصاري: قال في الميزان عن هشام بن عروة أتى بمناكير. وأورد رأى ابن حيان
فيه والخبر الذي روى عن طريقة وفيه: " ثلاث ليال سرد " بالراء الميزان 580 / 4
(3) الميزان 499 / 4 التاريخ الكبير 14 / 9 الموضوعات لابن الجوزي 58 / 3.
153

قال: حدثنا يحيى بن خالد بن حيان الرقي قال: حدثنا زهير بن عباد قال: حدثنا
أبو بكر بن شعيب عن مالك.
أبو أشرس الكوفي (1): شيخ يروى عن شريك الأشياء الموضوعة التي ما حدث
بها شريك فقط، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الانباء عنه.
روى عن شريك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قالوا: " مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم على كسرة ملقاة فقال: يا شقيراء يا حميراء أحسني جوار نعمة الله عليك فبالخبز
أنزل الله المطر من السماء وبالخبز أنبت النبات من الأرض وبالخبز صمنا وصلينا وبالخبز
حججنا بيت ربنا وبالخبز جاهدنا عدونا، ولولا الخبز ما عبد الله في الأرض ".
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله: لا إله إلا الله كلامي وأنا هو
من قالها مخلصا دخل في حصني فقد أمن عذابي ".
أخبرنا بالحديثين جميعا يعقوب بن إسحاق العافي قال: حدثنا عاصم بن عصام
البيهقي خزان قال: حدثنا أبو أشرس الكوفي قال: حدثنا شريك، وخزان هذا
ثقة من أصحاب أحمد بن حنبل رحمه الله من أهل بيهق.
أبو إسحاق الحجازي (2): شيخ يروى عن موسى بن أبي عائشة المناكير الكثيرة
التي لا يجوز الاحتجاج به معها.
روى عن موسى بن أبي عائشة عن أبي سلمة عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما
قالا: " خطب رسول الله صلى الله عليه وآله آخر خطبة خطبها حتى قضى الله عليه الموت فكان
فيما قال: " من صلى الصلوات الخمس في جماعة حيث كان وأين كان أجاز الصراط

(1) الميزان 492 / 4
(2) الميزان 488 / 4.
154

كالبرق اللامع في أول زمرة من السابقين، وجاء يوم القيامة ووجهه كالبدر ليلة القدر
وكان له بكل يوم وليلة حافظ عليهن كأجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله " فذكر
حديثا طويلا. أخبرنيه محمد ين إسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو همام السكوني قال:
حدثنا بقية عن أبي إسحاق رجل من أهل الحجاز عن موسى بن أبي عائشة. على أن
بقية أيضا قد تبرأنا من عهدته في أول هذا الكتاب.
أبو معمر (1): شيخ يروى عن أنس بن مالك ما لم يحدث به أنس قط، لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل الانباء عن أمره.
روى عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من أحب الله
فليحبني ومن أحبني فليحب القرآن ومن أحب القرآن فليحب للساجد أفنية الله
وأبنيته أذن في رفعها وبارك فيها ميمونة ميمون أهلها محفوظة محفوظ أهلها، مزينة
مزين أهلها، هم في صلاتهم والله في حوائجهم هم في مساجدهم والله من ورائهم ".
أخبرناه محمد بن السائب قال: حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي قال: حدثنا محمد
ابن أبي هانئ الخشني قال: حدثنا أبو معمر عن أنس بن مالك إن لم يكن عياد بن
عبد الصمد لان عياد بن عبد الصمد كنيته أبو معمر، وقد تبرأنا من عهدته.
أبو جنادة (2): شيخ يروى عن الأعمش ما ليس من حديثه، لا يجوز الرواية
عنه ولا الاحتجاج به إلا على سبيل الاعتبار.
روى عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يوم تقوم الساعة [يؤمر] بناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها

(1) الميزان 576 / 4
(2) أبو جنادة: قال الذهبي: هو حصين بن مخارق، متهم بالكذب. قال الدارقطني: بضع الحديث.
الميزان 554 / 1 511 / 4.
155

ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لهم فيها نودوا أن اصرفوهم عنها، لا نصيب لهم
فيها قال: فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار
قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت لهم فيها قال الله: ذلك أردت بكم
كنتم إذا خلوتم بي بارزتموني بالمعاصي العظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين
تراءون الناس خلاف ما في قلوبكم. هبتم الناس ولم تهابوني أجللتم الناس
ولم تجلوني، ركنتم للناس ولم تركنوا لي، فاليوم أذيقكم أليم العذاب
مع ما حرمتكم من الثواب ".
أخبرنا محمد بن شاذل الهاشمي قال: حدثنا عمرو بن زرارة قال: حدثنا
أبو جنادة عن الأعمش.
أبو حكيم الأزدي (1): شيخ يروى المناكير عن أقوام ضعاف، ويأتي عن
الثقات بما لا يتابع عليه.
روى عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الأرض لتعج إلى ربها من الذين يلبسون الصوف رياء " أخبرناه محمد بن:
السائب قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الحداد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال:
حدثنا أبو حكيم الأزدي عن عباد بن منصور، وعباد قد تبرأنا من عهدته في
أول هذا الكتاب.
أبو محمد (2): شيخ يروى عن عائشة ما لم يحدث الثقات عنها. لا يجوز
الاحتجاج به.

(1) الميزان 516 / 4
(2) الميزان 570 / 4.
156

روى عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له
السراج " أخبرناه إسحاق بن أحمد القطان بتنيس قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري
قال: حدثنا إبراهيم بن شماس قال. حدثنا يحيى القطان عن سفيان الثوري عن جابر
عن أبي محمد عن عائشة. وجابر قد تبرأنا من عهدته.
أبو المطوس (1): رجل عن أهل الكوفة يروى عن أبيه ما لم يتابع عليه، لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد.
روى عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أفطر
يوما من شهر رمضان متعمدا من غير عذر لم يجزه صيام الدهر إلا أن يجد يوما
من شهر رمضان " أخبرناه محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال: حدثنا
صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني سفيان الثوري عن حبيب
عن أبي المطوس عن أبيه.
أبو سعد الساعدي (2): شيخ يروى عن أنس بن مالك المناكير التي لا يشارك
فيها، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وليس هذا بأبي سعد البقال. ذاك أيضا ضعيف،
وهذا يروى عن رواد بن الجراح وأهل الشام ورواد لم يلق أبا سعد البقال، وإنما
روى عن أبي سعد البقال أهل العراق، وروى أبو سعد الساعدي عن أنس بن مالك
قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له " أخبرناه
محمد بن المسيب قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي قال: حدثنا أبو عصام يعنى؟
رواد قال: حدثنا أبو سعد الساعدي عن أنس بن مالك.

(1) الميزان 574 / 4
(2) أبو سعد الساعدي: مجهول. قال في الميزان: حديثه " رأى رجلا يتبع حمامة قال: شيطان
يتبع شيطانة " وقد ذكره أحمد بن علي السليماني فيمن يضع الحديث. حديثه في أول جزء عباس الغوفي
عن رواد متنه: " من ألقى جنباب " الخ الميزان 528 / 4.
157

أبو زيد (1): يروى عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه، ليس يدرى من هو لا يعرف
أبوه ولا بلده. والانسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا خالف فيه
الكتاب والسنة والاجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيها ولا يحتج به.
روى عن ابن مسعود " أن النبي عليه الصلاة والسلام توضأ بالنبيذ " أخبرناه
الحسن بن سفيان قال، حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا شريك عن أبي
فزارة عن أبي زيد عن عبد الله.
أبو رجاء الجزري (2): شيخ يروى عن فرات بن السائب وأهل الجزيرة المناكير
الكثير التي لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لغلبة المناكير على أخباره
روى عنه حفص بن غياث والكوفيون.
وهو الذي روى عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال
النبي عليه الصلاة والسلام: " ما صبر أهل بيت على ضر ثلاثا إلا أتاهم الله برزق "
أخبرناه محمد بن المسيب قال: حدثنا أبو سعيد الأشبح قال: حدثنا عبدة بن سليمان
عن أبي رجاء عن فرات بن السائب.
أبو عباد الزاهد (3): شيخ يروى عن مخلد بن حسين ما لم يحدث به مخلد قط،
لا يحل الاحتجاج به.
روى عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن عن أنس قال: قال

(1) أبو زيد: مولى عمرو بن حريث. عن ابن مسعود وعنه أبو فزارء. لا يصح حديثه. ذكره
البخاري في الضعفاء قال أبو أحمد الحاكم: رجل مجهول.
الميزان 526 / 4 التاريخ الكبير 32 / 9
(2) الميزان 524 / 4
(3) الميزان 544 / 4.
158

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرجئة والقدرية والروافض والخوارج يسلب منهم ربع
التوحيد فيلقون الله كفارا خالدين مخلدين في النار " أخبرناه محمد بن المسبب قال:
حدثنا محمد بن يحيى بن رزين قال: حدثنا أبو عباد الزاهد عن مخلد بن حسين
ومحمد بن يحيى بن رزين قد تبرأنا من عهدته.
أبو الهيثم العبدي (1): شيخ يروى عن أبي مجلز، روى عنه شريك، منكر
الحديث جدا، يروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره
إذا انفرد.
روى عن لاحق بن حميد عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ركب
على النمار لم تصحبه الملائكة " أخبرناه ابن ذريح قال: حدثنا جبارة مغلس قال:
حدثنا شريك عن أبي الهيثم العبدي.
أبو مرزوق (2): عن أبي غالب، روى أحدهما عن الآخر، رويا مالا يتابعان
عليه، لا يجوز الاحتجاج بهما لانفرادهما عن الاثبات بما خالف حديث الثقات:
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال، حدثنا
ابن نمير عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي
غالب عن أبي أمامة قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متك
على عصاه فقمنا إليه فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضها لبعض، فاشتهينا أن

(1) أبو الهيثم العبدي: علق الذهبي على رأى ابن حيان فقال: لعل النكارة من غيره، روى حديثه
جبارة بن المغلس وأتى عن مالك بخبر منكر رواه عنه إسحاق بن الفرات. الميزان 584 / 4
(2) أبو مرزوق التجيبي: علق الذهبي على الخبر الذي أورده ابن حيان عنه فقال: هكذا رواه ابن نمير عن
مسعر وهو في سن ابن ماجة عن علي بن محمد عن وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي العديس عن أبي
أمامة. وهذا غلط وثخبيط. وفى بعض النسخ عن أبي وائل بدل أبى العدبس. الميزان 571 / 4.
159

يدعو لنا فقال: اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من
البلاء وأصلح لنا شأننا كله، فكأنما اشتهينا أن يزيد لنا فقال: " قد جمعت لكم
الامر ".
أبو الطيب (1): شيخ يروى عن عبد العزيز بن أبي رواد الأعاجيب، لا يجوز
الاحتجاج به بحال.
روى عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم! " من قرأ القران فلم يعربه وكل به ملك بكتب له كما أنزل
بكل حرف عشر حسنات ومن قراءة وأعرب بعضه ولم يعرب بعضه وكل به ملكان
يكتبان له كما أنزل كل حرف عشرين حسنة ومن قرأه وأعربه كله وكل به
أربعة ملائكة يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة " أخبرناه الحسن بن سفيان
قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا أبو الطيب
عن العزيز بن أبي روا عن نافع.
خاتمة
قال أبو حاتم: قد أملينا ما حضرنا من ذكر الضعفاء والمتروكين وأضداد
العدول من المجروحين، وفصلنا أنواع القدح فيهم بالبراهين الواضحة التي لا خفاء بها على
ذوي الحجا، وأنواع الجرح بالدلائل الغيرة التي لا ينكرها أولوا النهى، مما أرجو

(1) أبو الطيب الحربي: قال أبو أحمد الحاكم: ليسى حديثه بالقائم. وقال ابن معين: أبو الطيب الحربي.
سمع من معمر كذاب خبيث. وروى عباس عن ابن معين قال: كان أبو الطيب من الأنبار، وكان في
الحديث كذابا. الميزان 541 / 4
والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
وعلى آله وصحبه وسلم تسليا طيبا كثيرا
شوال 1396 ه‍.
160

الغنية فيها لمن أراد الوقوف على معرفتها ممن همه أمر دينه من المتفقهة وأصحاب
الحديث معا.
وأنا أسأل الله جل وعلا أن يمن علينا بالتوفيق لما يقربنا من الدنو من باب ربه
ويبا عدنا عن مقارنة عدوه، وبه نتعوذ من سوء وحشة المناقشة في دار الثواب والمحاسبة
إنه جواد كريم رؤوف رحيم. والحمد الله رب العالين. وصلى الله على سيدنا محمد
المصطفى وآله وجميع النبيين والمرسلين وسلم كثيرا.
أنجز كتاب معرفة المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين وفرغ من كتابته
في شهر شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. سمعناه من أبى حاتم - رضى الله تعالى
عنه - من أوله إلى آخره قراءة عليه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
تم بحمد الله تعالى كتاب معرفة المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين
للامام المحدث والثقة الحجة ذي القدم الراسخة في الحديث وطرقه وأسانيده ومتونه
فجاء الكتاب درة في بابه وحيدا في منهجه، وقد تم نسخ هذا الكتاب على
النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 19598 ب، نسخ
لحساب الدار المذكورة بيد المرتجى غفران ربه مصطفى سيد شجر بتخصص التدريس
بالأزهر المعمور، والنساخ بالدار المعمورة، وكان نهاية نسخه مساء الأحد لاثنتي عشرة
خلت من شوال سنة ألف وثلاثمائة وستين من الهجرة النبوية. والحمد لله
على ذلك.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه على آله وسلم
161