الكتاب: كتاب المجروحين
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ١
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: محمود إبراهيم زايد
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات: توزيع : دار الباز للنشر والتوزيع - عباس أحمد الباز - مكة المكرمة

كتاب
المجروحين
من المحدثين والضعفاء والمتروكين
للامام الحافظ
محمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي
المتوفى سنة 354 ه‍
الجزء الأول
تحقيق
محمود إبراهيم زايد
تعريف الكتاب 1

بسم الله الرحمن الرحيم
التقدمة
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير رسله، وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد:
فهذا الكتاب الذي وفق الله بمنه وفضله إلى إخراجه، من خير الكتب وأجمعها في بابه
ولعل النهج الذي اختطه ابن حبان في تأليفه يعتبر رائعا في هذا الفن. بل كتاب الضعفاء
لابن حبان وكتاب الكامل لابن عدى. - وهما في عصر واحد - يعتبران نتيجة متوقعة
يختتم بها القرن الثالث - العصر الذهبي لعلوم السنة - ويبدأ به القرن الرابع الذي منح المدرسة
الحديثية عددا من المصنفات الفريدة
ابن حبان:
أبو حاتم: محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد التميمي. كذا نسبه
غنجار، ووافقه غيره إلى معبد ثم قال: ابن هدبة بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد
ابن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مربن أد بن
طابخة بن إلياس بن مضر.
ولد بمدينة " بست " بين سجستان وغزنين وهراة. وإليها ينسب. قال ياقوت: وهي
من البلاد الحارة مزاج، وهي كثيرة الأنهار والبساتين.
وابن حبان بذلك أفغاني الموطن عدناني الأصل، يظن بعض الباحثين أن أحد أجداده
وفد على هذه البلاد مجاهدا في العشر التاسع من القرن الأول الهجري مع الفاتح الاسلامي
محمد بن القاسم الثقفي، ثم طابت له الإقامة في تلك البلاد، وإذا كان أبو حاتم قد استوثق
مؤرخوه من سنة وفاته " 354 ه‍ " فقد قالوا: إنه مات وهو في عشر الثمانين وهو بذلك
يكون قد ولد في عشر الثمانين من القرن الثالث.
وغالب الظن أن أسرة ابن حبان كانت على درجة من الغنى بما وفرت عليه مؤنة
الكدح، والسعي على الرزق، ومكنته من الطلب المبكر، والرحلة الواسعة بين أرجاء
العالم الاسلامي المترامي الأطراف طلبا للعلم، والتماسا له من صدور الرجال. حتى قيل
في التعريف به:
مقدمة المحقق 1

" الامام العلامة الفاضل المتقن، كان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ، عالما
بالمتون والأسانيد، أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمل
مصنف علم أن الرجل كان بحرا في العلوم، سافر ما بين الشاش إلى الإسكندرية، وأدرك
الأئمة والعلماء، والأسانيد العالية ".
وإذا كان ابن حبان قد كتب عن أكثر من ألفي شيخ - كما يقول هو عن نفسه في
كتاب التقاسيم والأنواع - فإن من كتب عنه يذكر أبرز شيوخه مثل الحسين بن إدريس
الهروي، وأبو خليفة الجمحي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وعمران بن موسى بن مجاشع،
والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وجعفر بن أحمد
الدمشقي، وأبو بكر بن خزيمة.
ويذكرون أنه لازم ابن خزيمة دهرا وتلمذ له، وأخذ عنه فقه الحديث والفرض على
معانيه، وقد تتبع ياقوت في معجم البلدان المدن التي تنقل بينها في طلب العلم فبلغت ثلاثا
وأربعين بلدا التقى فيها باثنين وسبعين شيخا من العلماء المبرزين. وهذه المدن التي ذكرها
تعنى ما جاورها من البلاد، فهو مثلا يذكر رحلته إلى مصر ولا يعد مدنها. كما أن الشيوخ
الذين ذكرهم: إنما خص بهم مشاهير العلماء، وتجاوز غيرهم ممن لم يشتهر. كما يمكن للباحث
أن يرجع إلى أسماء هذه المدن وهؤلاء الرجال في ترجمة ابن حبان في معجم البلدان ذكره
عند كلامه على مدينة " بست ".
أما أشهر من روى عنه فمنهم: الحاكم، وابن منده وغنجار، وأبو علي منصور بن
عبد الله بن خالد الذهلي الهروي، وأبو مسلمة محمد بن محمد بن داود الشافعي، وجعفر بن
شعيب بن محمد السمرقندي، والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن سهل
الفارسي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن خشنام الشروطي وجماعة كثيرة لا تحصى.
ولم يكن ابن حبان في رحلته الواسعة هذه يضيع وقتا، أو يصرفه عن هدفه صارف
بل إنه في دأبه وحرصه على استنزاف ما عند شيوخه ربما ضاق به بعضهم، فإذا ببعض
القول، ولكن أبا حاتم كان يمضى في طريقه، لا يضيق بما ضاقوا به، ولا يألم لما أصابه
منهم، بل بلغ به الحرص على التحصيل أن كان يعتبر كل حالات الشيخ - رضاه، وسخطه
- درسا يلقى وعلما يؤخذ وينفع.
مقدمة المحقق 2

حكى الرجل الصالح أبو حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري قال: " كنا مع أبي
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور، وكان معنا أبو حاتم
البستي، وكان يسأله ويؤذيه، فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة: يا بارد تنح عنى
لا تؤذني أو كلمة نحوها فكتب أبو حاتم مقالته، فقيل له: تكتب هذا؟ فقال:
نعم أكتب كل شئ بقوله ". والايذاء هنا عبارة عن الالحاح في السؤال.
وهذا إن دل على شئ، فإنما يدل على أن ابن حبان كان في حالة استمرار دائم في
طلب العلم لا يعرف سفرا ولا حضرا، وأنه كان أمينا على تسجيل كل ما يعرض عليه
من شيخه.
ولم تكن حياة ابن حبان بالسهلة الميسرة، فان هذا المحدث الكبير الذي درس الفقه
والطب والنجوم والكلام وفنون العلم واشتغل بالوعظ: زج بنفسه في صراعات طاحنة مع
الفرق والمذاهب، حتى كالوا له من صنوف الكيد والعداء ما عرضه للقتل مرات كما عرضه للطرد
وألجأه إلى الاختفاء. تولى قضاء سمرقند مدة طويلة كما تولى قضاء نسا وتردد على نيسابور
ثلاث مرات وولى قضاءها، وفى المرة الثالثة بنى فيها خانكاه. وقرئت عليه جملة من
مصنفاته، ثم عاد إلى وطنه، وكانت الرحلة إليه لسماع مصنفاته.
وكان ابن حبان على درجة كبيرة من الشجاعة في الرأي، لا يعرف المواربة، فإذا
رأى رأيا وصل فيه إلى حد يثير عليه العداء ويؤلب عليه الحاقدين. فها هو قد أخرج من
سجستان مطرودا، والاخبار يستقى منها أن العامة أثيرت عليه حتى كادت تفتك به.
قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي: - الذي تسميه المجسمة شيخ الاسلام على
حد تعبير السبكي في طبقات الشافعية - قال: سألت يحيى بن عمار عن ابن حبان قلت:
رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان لأنه أنكر الحد لله، كان له علم
كثير، ولم يكن كبير دين ".
يقول السبكي تعليقا على هذا: فياليت شعري من أحق بالاخراج؟ من يجعل ربه
محدودا؟ أو ينزهه عن الجسمية؟.
وكان خصومه يلتمسون منه أي ثغرة ينفذون منها إليه. أخذوا عليه قوله: " النبوة
مقدمة المحقق 3

العلم والعمل " فحكموا عليه بالزندقة، وهجره الناس، ورفعوا أمره إلى الخليفة،
فكتب بقتله.
قال الذهبي في الميزان معلقا على قول ابن حبان هذا: " ولقوله هذا محمل سائغ - إن كان
عناه - أي عماد النبوة العلم والعمل، لان الله لم يؤت النبوة والوحي إلا من اتصف بهذين
النعتين، وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم يصير بالوحي عالما، ويلزم من وجود العلم الإلهي العمل
الصالح، فصدق بهذا الاعتبار قوله: النبوة العلم اللدني، والعمل المقرب إلى الله، فالنبوة
إذا تفسر بوجود هذين الوصفين الكاملين، ولا سبيل إلى تحصيل هذين الوصفين بكمالهما إلا
بالوحي الإلهي، وهو علم يقيني ما فيه ظن، وعلم غير الأنبياء منه يقيني، وأكثره ظني،
ثم النبوة ملازمة للعصمة، ولا عصمة لغيرهم، ولو بلغ في العلم والعمل ما بلغ. والخبر
عن الشئ يصدق بعض أركانه، وأهم مقاصده. غير أنا لا نسوغ لاحد إطلاق هذا إلا
بقرينة، كقوله عليه الصلاة والسلام: الحج عرفة.
غير أن الذهبي يقول (عدم) تعليقه: وإن كان عنى الحصر أي ليس شئ إلا العلم
والعمل فهذه زندقة وفلسفة.
ولم تكن الحملة على ابن حبان تقتصر على التماس خطأ يقع منه، بل كانت تفتعل له
التهم وتطارده بها في كل مكان.
نقل البيكندي الحافظ من كتاب شيوخه وكان قد ذكر فيه ألف شيخ في باب
الكذابين - قال: وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي، قدم علينا من سمرقند سنة
330 أو 329 فقال لي أبو حاتم سهل بن السرى الحافظ: لا تكتب عنه فإنه كذاب،
وقد صنف لأبي الطيب المصعبي كتابا في القرامطة، حتى قلده قضاء سمرقند، فلما أخبر أهل
سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه، فهرب ودخل بخارى، وأقام دلالا في البزازين حتى
اشترى له ثيابا بخمسة آلاف درهم إلى شهرين، وهرب في الليل، وذهب بأموال الناس ".
وهذا خبر لا يصدق فإن الرجل كان حينئذ قد تخطى الخمسين من عمره، وطبقت
شهرته الآفاق، ولم يكن جمع المال همه، ولو كان لكان من اليسير عليه أن يجمع من القضاء
الذي تولاه مدة في ثلاث مدن. ورجل بنى داراو خانكاه ووقف عليهما الأوقاف، وبذل
كتبه لطلاب العلم لا يستخفه خمسة آلاف درهم يفر بها بليل.
مقدمة المحقق 4

والامام الأعظم براء من ذلك، وليس من العسير على ابن حبان - وهو صاحب
قدم في علوم الكلام - أن يفرق بين مرجئة السنة وأبو حنيفة وكثير من شيوخه وتلامذته
منهم وهو لا يمس العقيدة ولا يعاب على الأئمة - وبين مرجئة المبتدعة وهم مرجئة الخوارج
والقدرية والجبرية والمرجئة الخالصة.
وهذا الذي صنعه ابن حبان جعلت كتابه هذا يزخر بالتعليقات التي تهاجمه وتحمل عليه
دفاعا عن أبي حنيفة: والباحث المصنف عندما يرى آثار هذا المحدث العظيم ومصنفاته التي سنذكرها بعد يشعر
بالأسف لما وقع فيه في هذه المسألة، وكان من الخير له ولنا أن يلتزم بآراء بعض المحدثين
الذين قالوا في أبي حنيفة كأحد المحدثين، ولنصفه كفقيه وإمام لمدرسة من خيرة مدارس
الفكر الاسلامي: ولكن العصمة لا تتوفر إلا للأنبياء.
مؤلفاته:
نظرا لان أكثر الكتب التي ترجمت لابن حبان لم تذكر كثيرا من كتبه فقد رأيت
أن أستقصي ما سجله ياقوت عن هذه الكتب استكمالا للفائدة وحرصا على نفع من شاء ممن
يريد للتعريف على ابن حبان. هذا فضلا عن أن هذه المؤلفات تعبر أدق تعبير عما وصل
إليه هذا الامام من مكانة علمية سامقة:
قال القاضي أحمد بن علي بن ثابت كناية: ومن الكتب التي تكثر منافعها، إن كانت
على قدر ما ترجمها به واضعها مصنفات أبى حاتم محمد بن حبان البستي التي ذكرها لي مسعود
ابن ناصر السجزي، ووقفني على تذكرة بأسمائها ولم يقدر لي الوصول إلى النظر فيها،
لأنها غير موجودة بيننا، ولا معروفة عندنا، وأنا أذكر منها ما استحسنته سوى ما عدلت
عنه واطرحته، فمن ذلك:
كتاب الصحابة خمسة أجزءا.
كتاب التابعين اثنا عشر جزءا.
كتاب أتباع التابعين خمسة عشر جزءا.
كتاب تبع الاتباع سبعة عشر جزءا.
كتاب تباع التبع عشرون جزءا.
كتاب الفصل بين النقلة عشرة أجزاء.
كتاب علل أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاء.
مقدمة المحقق 5

قال عبد الله بن محمد الاسترباذي: أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدة
طويلة، وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار، والمشهورين في الأمصار والأقطار، عالما
بالطب والنجوم وفنون العلم، ألف كتاب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب
الكثيرة من كل فن. أخبرتني الحرة زينب الشعرية إذنا عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن
الحسين الامام، سمعت الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول: أبو حاتم بن حبان داره التي هي
اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء التي يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة، ولهم
جرايات يستنفقونها من داره، وفيها خزانة كتبه في يدي وصى سلمها إليه ليبذلها لمن
يريد نسخ شئ منها في الصفة من غير أن يخرجه منها. شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن
مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته.
رأيه في أبي حنيفة:
لا شك أن ابن حبان وقع في صراع مع الأحناف. وكاد لهم وكادوا له في كل مكان
تواجدوا به. وهذا هو التعليل الوحيد لتحامله على أبي حنيفة هذا التحامل الذي دفه إلى أن
يصنف فيه كتابين مطولين من أطول كتبه، فقد صنف كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه
في عشرة أجزاء، وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة في عشرة أجزاء هذا بخلاف تناوله
وتناول أصحابه ومذهبهم في غيرهما من الكتب.
وليس هناك من سبب يلتمس لهذه الحملة التي حملها ابن حبان على الأحناف وإمامهم
سوى العصبية، فهو لا شك كان يميل إلى مدرسة الإمام الشافعي، بل إن الشافعية يعدونه من
رجال مذهبهم. وهو قد ولى القضاء مدة. والأحناف يعتبرون القضاء وقفا عليهم منذ تولاه
أبو يوسف صاحب أبي حنيفة وتلميذه، ثم بعثر أصحابه على قضاء الأطراف. فلم يقتصر
أحد الطرفين في اصطناع الحرب على الطرف الآخر.
ومهما يكن من أمر فإن ابن حبان من المكانة العلمية والزعامة الحديثية بمكان لا يستساغ
معه أن يقبل في أبي حنيفة أخبارا من رجال على غير شروطه، فهو يلتزم الصحة فيما يقبله
من أخبار إلا في أبي حنيفة، فهو يقبل فيه من الثقات والضعفاء والوضاعين " وعقد له أطول
ترجمة في كتابه الذي بين يديك. ورماه يا الارجاء والدعوة إليه والاخذ بالرأي
وأطراح السنة.
مقدمة المحقق 6

كتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء. كتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزءا.
كتاب الهداية إلى علم السنن. وقصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث
والفقه. يذكر حديثا ويترجم له، ثم يذكر من يتفرد بذلك الحديث، ومن مفاريد أي
بلد هو، ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده
وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه، ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة،
فإن عارضه خبر ذكره وجمع بينهما، وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما، حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا. وهذا من أنبل كتبه وأعزها.
قال أبو بكر الخطيب: سألت مسعود بن ناصر السجزي: أكل هذه الكتب موجودة
عندكم، ومقدور عليها ببلادكم؟ فقال: إنما يوجد منها الشئ اليسير، والنزر الحقير.
قال: وكان أبو حاتم بن حبان سبل كتبه ووقفها، وجمعها في دار رسمها لها، فكان
السبب في ذهابها مع تطاول الزمان، ضعف السلطان، واستيلاء ذوي العبث والفساد على
أهل تلك البلاد.
قال الخطيب: ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها
أهل العلم ويكتبوها ويجلدوها إحرازا لها، ولا أحسب المانع من ذلك كان إلا قلة معرفة
أهل تلك البلاد بمحل العلم وفضله، وزهدهم فيه، ورغبتهم عنه، وعدم بصيرتهم به،
والله أعلم.
قال الامام تاج الاسلام ما ملخصه: وحصل عندي من كتبه كتاب التقاسيم والأنواع
خمسة مجلدات وكتاب روضة العقلاء، ومن كتبه غير مسنده ومجلدين من كتاب الهداية
إلى علم السنن: كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الايمان، وكتاب
صفة الصلاة.
نبذ من آرائه: كان ابن حبان ثاقب الفكر، حاد الذهن، بالغ الذكاء، واسع التصرف، على درجة
عالية من التعمق في علوم اللغة والكلام بالإضافة إلى هذه الحصيلة الغزيرة من الاخبار
والآثار وهذه الكتب التي أخرجها للناس، ويدلها لطلاب العلم قد أثارت عليه أحقادا
مقدمة المحقق 7

كتاب علل حديث الزهري عشرون جزءا. كتاب علل حديث مالك عشرة أجزاء.
كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء.
كتاب علل ما استند إليه أ بو حنيفة عشرة أجزاء. كتاب ما خالف الثوري شعبة ثلاثة أجزاء.
كتاب ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن عشرة أجزاء.
كتاب ما انفرد به أهل مكة من السنن عشرة أجزاء.
كتاب ما عند شعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزءان. كتاب غرائب الاخبار عشرون جزءا.
كتاب ما أغرب الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء.
كتاب ما أغرب البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاء.
كتاب أسامي من يعرف بالكنى ثلاثة أجزاء.
كتاب كنى من يعرف بالأسامي ثلاثة أجزاء. كتاب الفصل والوصل عشرة أجزاء.
كتاب التمييز بين حديث النضر الحداني والنضر الحزاز جزءان.
كتاب الفصل بين حديث أشعث بن مالك وأشعث بن سوار جزءان ن.
كتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور بن زاذان ثلاثة أجزاء.
كتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي جزء. كتاب موقوف ما رفع عشرة أجزاء.
كتاب آداب الرجالة جزءان.
كتاب ما أسند جنادة عن عبادة جزء.
كتاب مناقب مالك بن أنس جزءان.
كتاب الفصل بن حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء.
كتاب ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر جزءان.
كتاب ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان ثلاثة أجزاء. كتاب مناقب الشافعي جزءان.
كتاب المعجم على المدن عشرة أجزاء. كتاب المقلين من الحجازيين عشرة أجزاء.
كتاب المقلين من العراقيين عشرون جزءا.
كتاب الأبواب المتفرقة ثلاثون جزءا.
كتاب الجمع بين الاخبار المتضادة جزءان.
كتاب وصف المعدل والمعدل جزءان.
مقدمة المحقق 8

مذهب ابن حبان في الجرح والتعديل:
يرتبط بالموضوع السابق الالمام برأي ابن حبان في الجرح والتعديل، خاصة وأن
الكتاب الذي نقدمه للقارئ يتناول القاعدة التي وضعها ابن حبان للضعفاء والمجروحين
والمتروكين وتطبيقاته هذه القاعدة على الرجال.
ويعد ابن حبان من بين المتشددين من أئمة المحدثين في الحكم على الرجال. شأنه في
ذلك شأن أبى حاتم والنسائي وابن معين وابن القطان ويحيى القطان وغيرهم. والحافظ الذهبي
يشير إلى هذا في ثنايا ترجماته في الميزان عندما ينقل رأى ابن حبان، وكثيرا ما يقسو
في عبارته عليه أو يغمزه غمزا شديدا.
ففي ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي يقول: " وأما ابن فإنه يقعقع كعادته فقال
فيه " وفي ترجمة سويد بن عمرو الكلبي: " أما ابن حبان فأسرف واجترأ " وفي ترجمة
محمد بن الفضل السدوسي عارم: " فأين هذا القول من قول ابن حبان الحشاف المتهور
في عارم " ثم ساق رأى ابن حبان وقال: " ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا
منكرا، فأين ما زعم؟! ".
ومع تسليمنا بأن ابن حبان يميل إلى التشدد في حكمه على الرجال كأستاذه النسائي،
إلا أن الذهبي كثيرا ما ينقل آراء المجرحين الذين يلتقون مع ابن حبان في الرأي ولا يهاجم
إلا ابن حبان منهم خاصة.
والحافظ ابن حجر أيضا يميل إلى هذا الرأي، يقول: " ابن حبان ربما جرح الثقة
حتى كأنه لا يدرى ما يخرج من رأسه ".
والحديث في هذا يطول وقد أشرت إلى جانب منه في مقدمة كتاب: " الضعفاء
والمتروكين " للنسائي.
ومع ذلك فقد نسب عدد من المحدثين ابن حبان إلى التساهل، وقد عالج اللكنوي
الهندي هذا الموضوع في كتابه: " الرفع والتكميل في الجرح والتعديل ".
فكان مما قاله في ذلك: " قالوا: هو واسع الخطو في باب التوثيق، يوثق كثيرا
مقدمة المحقق 9

كثيرة، وهذه الأحقاد حفظت لنا بعض آراء ابن حبان بالإضافة إلى ما هو مدون في
بطون كتبه التي بين أيدينا.
فعندما أخرجوه من سجستان قالوا: إنه أنكر الحد لله. والحافظ الذهبي يرى أن
كلا الفريقين ابن حبان وخصومه بعيد عن الصواب، فإن " إنكاره الحد وإثباتكم
الحد نوع من فضول الكلام، والسكوت عن الطرفين أولى، إذ لم يأت نص ينفى ذلك
ولا إثباته " إلخ ما قاله في الميزان - في حين أن السبكي يرى أن الأولى بالاخراج من المدينة
من يجعل ربه محدودا لا من ينزهه تعالى عن الجسمية.
وتلك التي رفعوها إلى الخليفة يؤلبونه عليه، وهي قوله: " النبوة العلم والعمل "،
وقد سبق مناقشتها وابن حبان في رواياته للأحاديث يقارن بين الاخبار، وله نظرات
في ذلك تدل على مكانته في علوم اللغة، وإحاطته بعلوم السنة وتمكنه من فقه الحديث.
ذكر في صحيحه حديث أنس في الوصال، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إني لست كأحدكم إني
أطعم وأسقى "، ثم قال: " في هذا الخبر دليل على أن الاخبار التي ذكر فيها وضع النبي صلى الله عليه وسلم
الحجر على بطنه كلها أباطيل. وإنما معناها الحجز - بضم الحاء وفتح الجيم - لا الحجر.
والحجز بالضم هو طرف الإزار، إذ الله عزو وجل كان يطعم رسوله صلى الله عليه وسلم ويسقيه إذا
واصل، فكيف يتركه جائعا مع عدم وصال حتى احتاج إلى شد الحجر على بطنه.
وما يغنى الحجر عن الجوع؟! ".
وذكر حديث: " قوائم المنبر رواتب في الجنة " وبوب عليه برجاء نوال الجنان بالطاعة
عند منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وحديث: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " وبوب عليه رجاء نوال
المرء بإطاعة روضة من رياض الجنة إذا أتى بها بين القبر والمنبر.
وقال عن الخبرين الا خيرين: حاصله أن الخطاب في هذين الخبرين من باب إطلاق
المسبب على السبب، والمعنى أن المسلم يرجى له الجنة بتقربه عند هذين الموضعين.
وغير ذلك من الأمثلة التي تدل على سعة الأفق ودقة الفهم.
مقدمة المحقق 10

وابن حبان وضع قواعد واضحة في هذا الكتاب تحدد مذهبه في الحكم على الرجال،
فهو يقول: " من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله إلا بعد السبر، ولو كان ممن
يروى المناكير ووافق الثقات في الاخبار لكان عدلا مقبولا الرواية، إذا الناس في أقوالهم
على الصلاح والعدالة حتى يتبين ما يوجب القدح.
هذا حكم المشاهير من الرواة، فأما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء، فهم
متركون على الأحوال كلها.
يقول الحافظ ابن حجر تعليقا على هذا: (وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من
أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب،
والجمهور على خلافه. وهذا مسلك ابن حبان في كتاب الثقات الذي ألفه. فإنه يذكر ستا
ممن نص عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون. وكأن عند ابن حبان ان جهالة العين
ترتفع برواية واحد مشهور، وهو مذهب شيخه ابن خزيمة.
وقد أفصح ابن حبان بقاعدته، فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح، إذ التجريح
ضد التعديل، فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه، إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم.
ويتبين منه مذهب ابن حبان ومن خالفه في توثيق من اشتهر برواية العلم، ولم يجرح
فهو ثقة عند ابن حبان، وخالفه في ذلك غيره، فإذا رأينا في كتب الجرح والتعديل من
قيل فيه (وثقة ابن حبان) عرفنا أنه ممن تختلف فيه أنظار العلماء، فابن حبان يقبله وغيره
قد يتوقف فيه).
وابن حبان يقسم أنواع جرح الضعفاء إلى عشرين نوعا في مقدمة كتابه الذي بين يدي
القارئ وضح كل نوع وضرب له الأمثلة، وبين الفروق الدقيقة التي قد تخفى على البعض
ونبه عليها أثناء الترجمات، والتزم بهذه القواعد من أول الكتاب إلى آخره.
أول هذه الأنواع الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر ولا يؤمنون بالله
واليوم الآخر.
ثانيها: الذين يضعون الحديث على الشيوخ الثقات في الحث على الخير والزجر عن المعاصي
مقدمة المحقق 11

ممن يستحق الجرح، وهو قول ضعيف فإن ابن حبان ممن كان بعد من المتعنتين والمسرفين
في جرح الرجال، ومن هذا حاله لا يمكن أن يكون متساهلا في تعديل الرجال، وإنما
يقع التعارض كثيرا بين توثيقة وبين جرح غيره لكفاية مالا يكفي في التوثيق عند
غيره عنده.
قال السيوطي في (تدريب الراوي) تحت قول النووي: (ويقاربه أي صحيح الحاكم
صحيح أبى حاتم بن حبان: قيل: ما ذكر من تساهل ابن حبان ليس بصحيح، فإن غايته
أنه يسمى الحسن صحيحا، فان كانت نسبته إلى التساهل باعتبار وجدان الحسن في كتابه
فهي مشاحة في الاصطلاح، وإن كانت باعتبار خفة شروطه، فإنه يخرج في الصحيح
ما كان رواية ثقة غير مدلس. سمع من شيخه، وسمع منه الآخذ عنه، ولا يكون هناك
إرسال ولا انقطاع، وإذا لم يكن في الراوي جرح ولا تعديل، وكان كل من شيخه
والراوي عنه ثقة، ولم يأت بحديث منكر فهو عنده ثقة. وفى كتاب الثقات له كثير ممن
هذا حاله، ولأجل هذا ربما اعترض عليه في جعلهم ثقات من لا يعرف حاله. ولا اعتراض
عليه. فإنه لا مشاحة في ذلك.
وهذا دون شرط الحاكم حيث شرط أن يخرج عن رواة خرج لمثلهم الشيخان في
الصحيح. فالحاصل أن ابن حبان وفى بالتزام شروطه، ولم يوف الحاكم. انتهى
وفى (فتح المغيث): مع أن شيخنا أي الحافظ بن حجر قد نازع في نسبته إلى التساهل
إلا من هذه الحيثية أي إدراج الحسن في الصحيح. وعبارته: إن كانت باعتبار وجدان
الحسن في كتابه فهو مشاحة في الاصطلاح لأنه يسميه صحيحا، وإن كانت باعتبار خفة
شروطه، فإنه يخرج في الصحيح ما كان راويه ثقة غير مدلس سمع ممن فوقه وسمع منه
الآخذ عنه، ولا يكون هناك إرسال ولا انقطاع. وإذا لم يكن في الراوي المجهول الحال
جرح ولا تعديل، وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة، ولم يأت بحديث منكر فهو
ثقة عنده).
ثم يقول اللكنوي: (ويتأيد هذا بقول الحازمي: ابن حبان أمكن في الحديث
من الحاكم، وكذا قال العماد بن كثير: قد التزم ابن خزيمة وابن حبان الصحة، وهما
؟؟ من المستدرك بكثير وأنظف أسانيد ومتونا.
مقدمة المحقق 12

يكتفون في مصنفاتهم عن ضعفاء الرجال بذكر اسم الراوي والرأي فيه باختصار شديد
التزاما بقاعدة فقهية معروفة، فمثلا يقال: فلان ضعيف، منكر الحديث، ضعفه فلان،
تركه فلان. إلخ ما هو واضح في كتابي الضعفاء للبخاري والنسائي اللذين وفق الله
بتحقيقهما وطبعهما في هذا الشهر:
فإن ابن حبان يخطو في هذا الكتاب خطوة واسعة في هذا الفن:
هو أولا وضع قواعده العشرين في التضعيف والجرح وترك الرجال.
يذكر اسم الرجل كاملا والحكم عليه والأسباب التي استند إليها في تكوين
هذا الحكم.
ينقل بعد هذا رأى الأئمة في الرجل.
ينهى الترجمة برواية الأحاديث التي أنكرها المحدثون عليه ويصدر ذلك بقوله:
(قال أبو حاتم).
وقد جاء الكتاب سجلا فريدا، ومرجعا هاما يرجع إليه في ضعفاء المحدثين، جمع
كثيرا من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة التي يعز على الباحث العثور عليها في غير كتابه،
كما حفظ أسماء كثير من الرجال ممن يصعب العثور عليهم في غيره.
ويكفي أن كتاب الموضوعات لابن الجوزي استقى أكثر أحاديثه من كتاب ابن حبان.
كما أن صاحب الميزان ترجم لعدد كبير من الرجال لم يجد عنهم أكثر مما قاله ابن حبان فيهم.
ولا يفوتني أن أشير هنا إلى أن ابن حبان ينقل عن البخاري كثيرا من البيانات عن
الرجال خاصة من كتابيه: (التاريخ الكبير، التاريخ الصغير) دون ان يشير إلى الامام
البخاري، بل إن اسم الامام البخاري لا يكاد يتردد في كتابه هذا، مع أن ابن حبان
بدا طلب العلم في وقت كانت شهرة البخاري طبقت الآفاق ولم ينازعه في زعامة المحدثين
منازع خاصة بعد وفاته.
النسخة التي اعتمدت عليها في التحقيق:
طبع الجزء الأول من الكتاب في المطبعة العزيزية بحيدر أباد عام 1970 م، ولكن
مقدمة المحقق 13

ثالثها: من كان يضع الحديث على الثقات وضعا استحلالا وجرءة.
إلى آخر ما هو مبسوط في مقدمة المصنف.
وفاته:
نقل ياقوت عن شيخه أبى القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان
سعيد بن محمد البحتري: سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول: توفى أبو حاتم البستي ليلة
الجمعة لثمان ليال يقين من شوال سنة 354، ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها
بمدينة بست بقرب داره، وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات
بسجستان سنة 354.
يقول ياقوت: قبره ببست معروف يزار إلى الآن، فإن لم يكن نقل من سجستان
إليها بعد الموت، وإلا فالصواب أنه مات ببست.
كتاب المجروحين:
اشتهر الكتاب بهذا الاسم، وهو في النسخة الخطية المودعة بدار الكتب المصرية
عنوانه (معرفة المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) وهو عنوان أدق لمحتويات
الكتاب. ويذكر ابن حبان في آخر الكتاب: (قد أملينا ما حضرنا من ذكر الضعفاء
والمتروكين وأضداد العدول من المجروحين، وهذا أكثر قربا إلى عنوان الكتاب
في الخطية.
ألف ابن حبان كتابا من أكبر كتبه هو: (التاريخ الكبير) ولكنه رأى صعوبة
تناول ما في هذا الكتاب لأنه جمع فيه بين الثقات والمجروحين فاختصر من هذا الكتاب
كتابيه (الثقات. المجروحين).
قال في مقدمة كتاب الثقات: (وأقنع بهذين الكتابين: (كتاب الثقات،
وكتاب المجروحين) المختصرين عن كتاب التاريخ الكبير الذي خرجناه لعلنا بصعوبة
حفظ كل ما فيه من الأسانيد والطرق والحكايات).
وإذا كان النسائي أستاذ ابن حبان ومن عاصره ومن سبقه من الشيوخ كانوا
مقدمة المحقق 14

الطبعة كانت تحتاج إلى عناية وإعادة نظر، وقد اكتفى محققه في هذا الجزء إلى الوقوف
عند " الصباح بن محمد "، ولو أضاف إليه بضع صفحات لوقف عند باب العين.
وقد رأيت بادئ ذي بدء أن أكتفي بمراجعة الجزء المطبوع على النسخة المودعة في
دار الكتب المصرية تحت رقم 19598 ب بخط مغربي نسخت منها أخرى بخط جميل
أودعت برقم 24193 ب. والخطية الأصلية تقع في 188 ورقة والثانية في 1315 صفحة
كما رأيت أن تكون التعليقات في غاية الاختصار مع العناية بالضبط، ولكن الضبط لم يثبت
أكثره في الجزء الأول نظرا لصغر حروف النسخة المطبوعة، وعدم تمكن القائمين بالطبع
على ملاحقته.
وفى الاعلام كنت أشير إلى المرجع الذي يمكن للباحث ان يرجع إليه للاستزادة،
أما عند الخطأ أو وجود اختلاف فسيرى القارئ أن ذلك موضحا.
وفى الجزء الثاني نظرا لأني قمت بنسخه بنفسي فقد عنيت بضبط كثره، كما قمت بنقل
كثير من آراء أئمة المحدثين في الرجال الذين وردت ترجماتهم فيه، ورأيت أن في هذا
بعض التعويض عن مخطوطة أخرى تقابل عليها المخطوطة الوحيدة التي تيسرت لي خاصة
وأن كثيرا من الآراء التي كتبها ابن حبان وردت بنصها في الميزان.
وبعض التراجم الذين لم ينقل الحافظ الذهبي عنهم إلا ما كتبه ابن حبان اكتفيت
بالإشارة إلى المرجع.
وأسال الله - بمنه وفضله - أن يعين على إعادة النظر في هذا الكتاب حتى أحقق
أحاديثه، الامر الذي لم يكن بمستطاع في الفترة التي تناولت فيها الكتاب، ولم يكن
في الامكان أيضا في ظروف نفقات الطباعة حاليا إذا كان من المتوقع أن يجاوز الكتاب
أضعاف حجمه.
وأرجوا أن يلتمس القارئ لي بعض العذر فيما يراه من تقصير، فيعلم الله أنى عانيت
منه وجهدت فابن حبان غزير المادة كثير النقل والتلقي عن الرجال.
كما أرجو أن أشير إلى ما أشار إليه ابن حبان في غير موطن من الكتاب أن الأحاديث
مقدمة المحقق 17

التي أوردها في تراجم الرجال الضعفاء يحرم على من يقع عليها أن يرويها إلا على
سبيل التنبيه على ضعفها والإشارة إلى المغامز التي غمزها به.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لخدمة علوم السنة، والحمد لله أولا وأخيرا
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه؟.
المحقق
المراجع:
معجم البلدان لياقوت
تذكرة الحفاظ للذهبي
ميزان الاعتدال للذهبي
طبقات الحفاظ للسيوطي
طبقات الشافعية للسبكي
شذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبي الفلاح الحنبلي
الرفع والتكميل في الجرح والتعديل لأبي الحسنات اللكنوي
مقدمة الجزء الأول من كتاب المجروحين للحافظ عزيز بك القادري.
مقدمة المحقق 18

الصفحة الأولى من المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية
تحت رقم: 19598 ب
مقدمة المحقق 19

الصفحة الثانية من المخطوطة
مقدمة المحقق 20

كتاب
المجروحين
من المحدثين والضعفاء والمتروكين
للامام الحافظ
محمد بن حبان بن أحمد أبى حاتم التميمي البستي
المتوفى سنة 354 ه‍.
الجزء الأول
تحقيق
محمود إبراهيم زايد
1

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله
(رب يسر بفضلك) (1)
الحمد لله الواحد الأحد، المحمود (الصمد) الذي لا يفنيه تكرار (2) الأحوال،
ولا أنواع (3) التغيير والانتقال وهو خالق (4) الخلائق ومنشئهم، ورازق العباد
ومغنيهم، قد كون الأشياء من غير امتثال بأصل، وذرأ (5) البشر من غير ارتسام
بنسل، ثم شرح منهم صدور أوليائه، حتى انقادت أنفسهم لعبادته، وطبع على قلوب
أعدائه، حتى ازوارت (6) عن الاكتساب لجنته (7)، ثم اصطفى منهم طائفة أصفياء
وجعلهم بررة أتقياء، فأفرغ عليهم أنواع نعمته، وهداهم لصفوة طاعته، فهم القائمون
باظهار دينه، والمتمسكون بسنن نبيه صلى الله عليه وسلم. فله الحمد على ما قدر، وقضى ودبر وأمضى
حمدا لا يبلغ الذاكرون له أمدا. ولا يحصى المحصون له عددا، وأشهد أن لا إله إلا " الله "
الذي هو شاهد كل نجوى ومنتهى كل شكوى، لا يعذب عنه مثقال ذرة في الأرض
ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، ورسوله

(1) زيادة من النسخة الهندية وكل ما بين قوسين () فمرجعه إليها أو إلى الأصول التي تنبه
عليها في مواطنها.
(2) في الهندية: " نكرار دور الأحوال ".
(3) في الهند والأنواع التغييرية:.
(4) في الهندية: وهو الخالق الخلائق.
(5) ذرأ: خلق وبابه قطع.
(6) ازوارت: يقال ازور عن الشئ ازورارا أي عدل عنه وانحرف وازوار عنه ازويرارا
وتزاور عنه تزاورا كله بمعنى. وفى النسخة الهندية " ازورت " ونبه إلى أنها من اختيار المحقق وأن
الأصل " ازوارت ".
(7) في الهندية: لطاعته.
3

المرتضى، بعثه الله (1) داعيا (و) إلى جنته هاديا، فصلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين
الأخيار.
أما بعد: فإن أحسن ما يدخر المرء (2) من الخير في العقبى، وأفضل ما يكتسب
به الذخر في الدنيا حفظ ما يعرف به الصحيح من الآثار، ويميز بينه وبين الموضوع من
الاخبار، إذ لا يتهيأ معرفة السقيم من الصحيح. ولا استخراج الدليل من الصريح،
إلا بمعرفة ضعفاء المحدثين والثقات، وكيفية ما كانوا عليه من الخلاف (3)، وأما الأئمة
المرضيون، والثقات المحدثون فقد ذكرناهم بأنسابهم (4)، وما يعرف من أنبائهم.
وإني ذاكر ضعفاء المحدثين وأضداد العدول " من الماضين " ممن أطلق أئمتنا عليهم
القدح، وصح عندنا فيهم الجرح، وأذكر السبب الذي من أجله جرح، والعلة التي
بها قدح، ليرفض سلوك الاعوجاج بالقول بأخبارهم عند الاحتجاج، واقصد في ذلك
ترك الامعان والتطويل، وألزم الإشارة إلى نفس التحصيل، وبالله أستعين على
السراء في المقالة، وبه نتعوذ من الحيرة والضلال، إنه منتهى رجاء المؤمنين، وولي
جزاء المحسنين.
الحث على حفظ السنن ونشرها
حدثنا محمد بن محمود بن عدي [النسائي] قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال: حدثنا
يعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن

(1) في الهندية بعثه إليه
(2) في الهندية: المؤمن الخير.
(3) في الهندية: في الحالات.
(4) في الهندية: بأسمائهم.
4

أبيه قال: " [قام] (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف (2) من منى فقال: نضر (3)
الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه [لا فقه] له ورب
حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل (4) عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل،
والنصيحة لأولي الامر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من ورائهم ".
قال أبو حاتم (رضى الله تعالى عنه): الواجب على [كل] من ركب (الله) فيه
[آلة] العلم أن يرعى أوقاته على حفظ السنن رجاء اللحوق بمن دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
إذ الله - جل وعلا - أمر عباده باتباع سنته، وعند التنازع الرجوع إلى ملته حيث
قال (5): " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول "، ثم نفى الايمان عمن
لم يحكمه فيما شجر بينهم فقال (6): " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ". ولم يقل
حتى يحكموا فلانا وفلانا فيما شجر بينهم، ولا قال: حرجا مما قضى وفلان، فالحكم بين
الله عز وجل وبين خلقه رسوله صلى الله عليه وسلم فقط. فلا نحب لمن أشعر الايمان قلبه أن يقصر في

(1) في المخطوطة: قدم والصواب ما أثبتناه كما أن كلمتي " لا فقه " سقطتا من النسخة والحديث
أخرجه أبو داود الترمذي والنسائي وقال الترمذي: حديث حسن وأخرجه ابن ماجة من حديث عباد
والد يحيى عن زيد بن ثابت كما أخرجه عن ابن نمير عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام عن الزهري
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه بلفظ: " نضر الله أمر أسمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب
حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة المسلمين،
ولزوم جماعتهم، فان دعوتهم تحيط من ورائهم.
يراجع مختصر السنن 252 / 5 سنن ابن ماجة 84 / 1، 16 10 / 2.
(2) الخيف: ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء وكل هبوط وارتفاع في سفح الجبل
والخيف: غرة بيضاء في الجبل الأسود الذي خلف أبى قبيس وبها سمى مسجد الخيف وهي ناحية من منى.
(3) نضر الله: دعاء بالنضارة وهي النعمة والهجة وهي بتشديد الضاد وتخفيفها والتخفيف أجود
كما أشار إليه الخطابي في معالم السنن.
(4) لا يغل: بضم حرف المضارعة: من الأغلال وهو الخيانة وبالفتح بمعنى الحقد والشحناء.
(5) الآية 59 من سورة النساء.
(6) الآية 65 من سورة النساء ويقال: شجر بينهم الامر شجورا وشجرا إذا تنازعوا فيه.
5

حفظ السنن بما قدر عليه، حتى يكون رجوعه عند التنازع إلى قول من لا ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحى موحى صلى الله عليه وسلم. جعلنا الله منهم بمنه.
التغليظ في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله بن محمد بن (مسلم) (1) ببيت المقدس قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (2): بلغوا عنى ولو آية. وحدثوا
عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
قال أبو حاتم - رضي الله عنه -: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالتبليغ
عنه من بعدهم مع ذكره إيجاب النار للكاذب عليه دليل على أنه إنما أمر بالتبليغ عنه
ما قاله عليه السلام وما كان من سننه فعلا أو سكوتا عند المشاهدة لا أنه يدخل (به)
(في) قوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرأ " المحدثون بأسرهم، بل لا يدخل في ظاهر
هذا الخطاب إلا من أدى صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. دون سقيمه،
وإني خائف على من روى ما سمع من الصحيح والسقيم أن يدخل في جملة الكذبة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عالما بما يروى، وتمييز العدول من المحدثين
والضعفاء والمتروكين بحكم المبين عن الله تبارك وتعالى (3).

(1) في المخطوطة " ابن سالم " وصحتها " ابن مسلم " كما في الهندية وهو عبد الله بن محمد بن مسلم
الحافظ الحجة أبو بكر الأسفراييني توفى سنة 318 ه‍.
تراجع تذكرة الحفاظ 3 / 3.
(2) الحديث رواه البخاري في باب ما ذكر عن بني إسرائيل كما رواه الترمذي في جامعه وقال:
حديث حسن صحيح وأحمد في مسنده وابن عبد البر في جامع بيان العلم والقاضي عياض في الالماع.
فتح الباري على الصحيح 496 / 6 الالماع للقاضي عياض 11
(3) في المخطوطة: بحكم النبي صلى الله عليه وسلم.
6

ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه
حدثنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا
وكيع قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة بن جندب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1): من حدث (عنى) حديثا وهو يرى أنه
كذب فهو أحد الكاذبين "
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
حدثنا عبد الله بن محمد المدني (2) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا
النضر بن شميل. قال: حدثنا شعبة عن حبيب (3) بن أبي ثابت قال: سمعت ميمون بن أبي
شبيب يحدث عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من روى
عنى حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "
قال أبو حاتم (رضي الله عنه): في هذا الخبر دليل على صحة ما ذكرنا أن المحدث
إذا روى ما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مما نقول عليه، وهو يعلم ذلك يكون

(1) عثمان بن أبي شيبة أخو أبى بكر وهما شيخا البخاري ومسلم، ووكيع هو ابن الجراح الرواسي
الكوفي محدث العرق سمع منه ابنا أبى شيبة، وشعبة هو ابن الحجاج، والحكم هو ابن عيينة،
والحديث رواه مسلم في المقدمة باسنادين كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة والمصنف هنا يروى عن أخيه
وأبو بكر أحب إلى المحدثين من عثمان. مسلم بشرح النووي 51 / 1.
(2) ذكره الذهبي في وفيات سنة 305 ه‍ باسم عبد الله بن محمد بن بصير بن أبان المديني.
التذكرة 248 / 2
(2) في المخطوطة: جندب بن أبي ثابت والصواب حبيب بن أبي ثابت الكوفي الفقيه الحافظ توفى
سنة 122 ه‍ التذكرة 109 / 1.
(4) الحديث رواه مسلم وابن ماجة.
صحيح مسلم بشرح النووي 53 / 1 سنن ابن ماجة 14 / 1.
7

كأحد الكاذبين، على أن ظاهر الخبر ما هو أشد (من هذا) (1) وذاك أنه قال - صلى
الله عليه وسلم: " من روى عنى حديثا وهو يرى أنه كذب " ولم يقل: إنه تيقن
أنه كذب.
فكل شاك فيما يرفع (2) أنه صحيح أو غير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا
الخبر، ولو لم يتعلم التاريخ وأسماء الثقات والضعفاء، ومن يجوز الاحتجاج بأخبارهم
ممن (3) لا يجوز إلا لهذا الخبر الواحد. وكان الواجب على كل من ينتحل السنن أن
لا يقصر في حفظ التاريخ حتى لا يدخل في جملة الكذبة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأقل ما يثبت به خبر الخاصة حتى تقوم به الحجة على أهل العلم هو خبر الواحد
الثقة في دينه المعروف بالصدق في حديثه العاقل بما يحدث به، (العالم) (4) بما يحيل معاني
الحديث من اللفظ، المتبري (5) على التدليس في سماع ما يروى عن الواحد مثله في
الأحوال بالسنن وصفتها. حتى ينتهى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
سماعا متصلا.
ذكر خبر ثالث يدل على صحة ما ذهبنا إليه
حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر (6) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب

(1) الكلمتان سقطتا من النسخة الهندية فبدت العبارة مضطربة هناك
(2) في الهندية: " يروى " بدل يرفع
(3) في الهندية. فمن بدل ممن. وهو سهو واضح
(4) في المخطوطة. القائل بدل العالم
(5) في الهندية. المنسري وعلق عليه بما يفيد عدم الضبط ورجح أنها. المنسرد.
(6) تستر: مدينة قديمة في إيران فتحها البراء بن مالك في خلافة عمر بن الخطاب كانت هي
والأهواز أهم مدينتين في إقليم خوزستان في ظل الدولة الاسلامية. وإلى هذه المدينة ينسب كثير من
المحدثين منهم أحمد بن يحيى بن زهير التستري أبو جعفر.
دائرة المعارف الاسلامية - المنجد تذكرة الحفاظ 290 / 2.
8

قال حدثنا على بن حفص (1) المدائني، قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن عن
حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (2): " كفى
بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع "
(قال) أبو حاتم: في هذا الخبر الزجر للمرء أن يحدث بكل ما يسمع حتى يعلم على
اليقين صحته (3)، ثم يحدث به دون مالا يصح على حسب ما ذكرناه قبل.
ذكر الخبر الدال على استحباب معرفة الضعفاء
حدثنا أحمد بن مكرم البرتي ببغداد (4). قال: حدثنا على بن المديني قال: حدثنا
الوليد بن مسلم قال: حدثنا (ثور) (5) بن يزيد قال: حدثني خالد بن معدان. قال:
حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قال: أتينا العرباض بن سارية -
وهو ممن نزل فيه (6): " ولا على الذين إذا ما أتوك (لتحلمهم) قلت لا أجد

(1) في المخطوطة: (على بن جعفر) وصحتها (حفص) روى عنه شعبة وحريز بن عثمان وعنه
بن حنبل وجماعة ضعفه أبو حاتم وشهد له احمد وأبو داود والنسائي واحتج به مسلم وحبيب بن
عبد الرحمن ويقال خبيب ميزان الاعتدال 125 / 3. 650 / 1
(2) للحديث في مسلم عدة طرق منها هذا ومنها عن خبيب أيضا عن حفص عن أبي هريرة وبمثل
ذلك عن عمر بن الخطاب وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم: (بحسب المرء من الكذب) الخ وفيه
غير ذلك وفى أبى داود مرسل ومتصل فرواه مرسلا عن حفص بن عمر الحوضي عن شعبه ورواه
متصلا من رواية على بن حفص.
ورواية أبى داود: (كفى بالمرء إثما) كما رواها ابن حبان وفى مسلم: كذبا بدل إثما).
وفى حاشية نقلتها المطبعة الهندية أن هذا الحديث (رواه غندر وابن أبي عدى وغيرهما عن شعبة
مرسلا لم يذكروا فيه أبا هريرة وذكره على بن حفص المدائني وغيره أثبت منه)
أقول إنما كان ذلك في رواية أبى داود وقد نص هناك على أن حفصا لم يذكر أبا هريرة - يعنى
أن الحديث مرسل، وقد اتضح أنه في صحيح مسلم مسند ومرسل وإن كان الدارقطني قد صوب إرساله
مسلم بشرح النووي 60 / 1 مختصر وتهذيب السنن 281 / 2
(3) في الهندية " عنه " بدل صحته وهو تحريف ناسخ.
(4) في المخطوطة: " البرقي " والصواب كما في الهندية حدث عن ابن المديني وعنه ابن حبان.
معجم البلدان
(5) في الهندية: (ابن يزيد) فقط وهو ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي يراجع بشأنه تهذيب
التهذيب لابن حجر 33 / 2
(6) الآية الكريمة 92 من سورة التوبة.
9

ما أحملكم عليه " - فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين ومقتبسين. فقال العرباض (1)
صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح ذات يوم ثم اقبل علينا (فو)
عظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب فقال قائل: يا رسول الله،
كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد، إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله (عز وجل)،
والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا مجدعا (2)، فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا
كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين (المهديين) فتمسكوا بها، وعضوا عليها
بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة "
قال أبو حاتم: في قوله - صلى الله عليه وسلم - (فإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافا فعليكم بسنتي " دليل صحيح على أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أمته بمعرفة
الضعفاء منهم من الثقات لأنه لا يتهيأ لزوم السنة مع ما خلطها من الكذب والأباطيل
إلا بمعرفة الضعفاء من الثقات، وقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم بما يكون من ذلك
في أمته إذ قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". نعوذ بالله من حالة
تقربنا إلى سخطه وأليم عذابه.
ذكر خبر فيه (الامر) بالجرح للضعفاء (3)
حدثنا الحسن بن سفيان الشيباني (4) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد (النرسي) (5).

(1) الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي: حسن صحيح.
ابن ماجة 15 / 1 مختصر وشرح وتهذيب السنن 11 / 7
(2) المجدع: المقطع. وفى النهاية (مجدع الأطراف: مقطع الأطراف والتشديد للتكثير)
واستشهد بالحديث. (اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع الأطراف)
وتشير إلى أن (عبدا حبشيا) وردتا بالرفع والنصب. تراجع النهاية لابن الأثير
(3) في الهندية: (خبر فتك الامر بالجرح. وفى المخطوطة: (خبر فيه كالآية)
(4) في الهندية: (النسائي) وهو الحسن بن سفيان أبو العباس الشيباني يراجع بشأنه تذكرة
الحفاظ 245 / 2
(5) في المخطوطة (العربي) وصحتها (النرسي) تراجع تذكرة الحفاظ 48 / 2.
10

قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال (1) (مر عمر بن الخطاب بحسان
ابن ثابت وهو ينشد الشعر في المسجد، (فلحظ) (2) إليه، فقال حسان: (قد) (3) كنت أنشد
فيه مع من هو خير منك (4)، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله. هل سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا حسان أجب عنى، اللهم أيده بروح القدس؟. قال: نعم.
قال أبو حاتم: في هذا الخبر كالدليل على الامر بجرح الضعفاء، لان النبي -
صلى الله عليه وسلم - قال لحسان بن ثابت: أجب عنى. وإنما أمر أن يذب عنه ما كان
يقول عليه المشركون فإذا كان (في) تقول المشركين على رسول الله صلى الله - عليه وسلم
يأمر أن يذب عنه، وإن لم يضر كذبهم المسلمين ولا أحلوا به الحرام، ولا حرموا به
الحلال، كان من كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم من المسلمين الذي يحل
الحرام، ويحرم الحلال بروايتهم أحرى أن يؤمر بذب ذلك الكذب عنه صلى الله عليه وسلم -
وأرجو أن الله (تبارك وتعالى) يؤيد من فعل ذلك بروح القدس، كما دعا لحسان بذب
الكذب عنه، وقال: اللهم أيده بروح القدس ولم يكن هذا العلم في زمان قط تعلمه أوجب
منه في زماننا هذا، لذهاب من كان يحسن هذا الشأن وقلة اشتغال طلبة العلم به، لأنهم
اشتغلوا في العلم في زماننا هذا، وصاروا حزبين (5): فمنهم طلبة الاخبار الذين يرحلون فيها
إلى الأمصار، وأكثر همتهم الكتابة، والجمع دون الحفظ، والعلم به وتمييز الصحيح من
السقيم، حتى سماهم العوام " الحشوية " والحزب الآخر المتفقهة الذين جعلوا جل اشتغالهم
بحفظ الآراء والجدل، وأغضوا عن حفظ السنن ومعانيها، وكيفية قبولها وتمييز الصحيح
من السقيم منها (مع) نبذهم السنن قاطبة وراء ظهورهم.

(1) الخبر في مسلم كتاب فضائل الصحابة وفى البخاري في باب الشعر في المسجد وباب بدء الخلق
وأخرجه النسائي أيضا كما أخرجه الإسماعيلي
ولابن حجر في تعليقه على الحديث في البابين تخريجات مفيدة لمن شاء الاستقصاء مسلم بشرح النووي
353 / 5 فتح الباري على الصحيح 548 / 1، 4 3 / 6
(2) في المخطوطة (فلمظ) وهو تحريف من الناسخ. ولحظ إليه: نظر إليه بمؤخر عينه
وبابه قطع.
(3) اللفظة من الهندية وبالرجوع إلى صحيح مسلم.
(4) في الهندية () بدل منك كم؟؟
(5) في المخطوطة (حبرين) بدل (حزبين).
11

وقد أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن العلم ينقص في آخر الزمان، وأرى
العلوم كلها تزداد إلا هذه الصناعة الواحدة فإنها كل يوم في النقص. فكأن العلم الذي خاطب
النبي - صلى الله عليه وسلم أمته بنقصه في آخر الزمان هو معرفة السنن، ولا سبيل
إلى معرفتها إلا بمعرفة الضعفاء والمتروكين.
ذكر السنة في ذلك
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد، قال حدثنا أحمد بن صالح
قال: حدثنا عنبسة (1) عن يونس عن (2) ابن شهاب، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (3): " يتقارب الزمان، وينقص العلم
(وتظهر الفتن)، ويكثر الهرج. قيل يا رسول الله: أيم هو؟ قال: القتل. القتل. "
قال أبو حاتم: في هذا الخبر كالدليل على أن ما لم ينقص من العلم ليس بعلم الدين في
الحقيقة، إذ أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن العلم ينقص عند تقارب الزمان،
وفيه دليل على أن ضد العلم يزيد، وكل شئ زاد مما لم يكن (مرجعه) (4) إلى الكتاب

(1) هو عنبسة بن خالد الأيلي روى عن عمه وعن يونس بن زيد قال أبو حاتم: كان هذا على خراج
مصر وكان يعلق النساء من ثديهن. قال ابن القطان: كفى بهذا في تجريحه. ضعفه يحيى بن بكير
وأحمد بن حنبل وأثنى عليه أبو داود وروى عنه أحمد بن صالح وجماعة. الميزان 298 / 3
2 - في الهندية: (عن يونس بن شهاب) وهو تحريف ناسخ.
(3) الحديث رواه البخاري في كتاب العلم وكتاب الفتن وأخرج أطرافه في أكثر من عشرة
مواضع أخرى وهو عند مسلم لكن لم يسق لفظه. كما أخرجه أبو داود وابن ماجة.
وفى المخطوطة: (وشهر الغش) بدلا من و (تظهر الفتن) وقد تتبع ابن حجر ألفاظ الحديث ولم
يورد من بينها هذه العبارة. كما أنه في المخطوطة (أيه هو) بدلا من (أيم هو) وفى البخاري:
(أيما هو) بفتح الهمزة وتشديد الياء بعدها ميم خفيفة وأصله: أي شئ. وفى رواية الإسماعيلي:
(وما هو) وفى رواية أبى بكر بن أبي شبية وابن ماجة: قالوا وما الهرج.
وأكثر الروايات فسرت الهرج بالقتل وفى رواية للطبراني عن ابن مسعود قال: (القتل والكذب)
والهرج أصله القتال يقال رأيتهم يتهارجون أي يتقاتلون. فتح البارئ على الصحيح 182 / 1، 14 / 13
مختصر وتهذيب السنن 141 / 6 سنن ابن ماجة 1344 / 2
(4) في المخطوطة (من حقه) بدل (مرجعه).
12

والسنة فهو ضد العلم، ولست أعلم العلوم كلها إلا في الزيادة إلا هذا الجنس الواحد من
العلم، وهو الذي لا يكون للاسلام قوام إلا به، إذ الله - جل وعلا - أمر الناس باتباع
رسوله - عليه السلام - وعند التنازع الرجوع إلى ملته عند الحوادث حيث قال (1):
" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ثم نفى الايمان عمن لم يحكم
رسول فيما شجر بينهم فقال: " (2) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمون فيما شجر
بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ".
فمن لم يحفظ سنن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يحسن تمييز صحيحها من سقيمها،
ولا عرف الثقات من المحدثين، ولا الضعفاء والمتروكين، ومن يجب (قبول) انفراد
خبره ممن لا يجب قبول زيادة الألفاظ في روايته، ولم يحسن معاني الأخبار، والجمع
بين تضادها في الظواهر، ولا عرف المفسر من المجمل، ولا المختصر من المفصل (3)،
ولا الناسخ من المنسوخ، ولا اللفظ الخاص الذي يراد به العام، ولا (اللفظ) العام الذي
يراد به الخاص، ولا الامر الذي (هو) فريضة وإيجاب، ولا الامر الذي هو فضيلة
وإرشاد ولا النهى الذي هو حتم لا يجوز ارتكابه من النهى الذي هو ندب يباح استعماله،
مع سائر فصول السنن، وأنواع أسباب الاخبار على حسب ما ذكرناه في كتاب
(فصول السنن): كيف يستحل أن يفتى; أو كيف يسوغ لنفسه تحريم الحلال;
أو تحليل الحرام تقليدا منه لمن يخطئ ويصيب (رافضا) (4) قول من لا ينطق (5) عن
الهوى إن هو (إلا) وحى يوحى صلى الله عليه وسلم. وقد أخبر المصطفى - صلى الله

(1) الآية الكريمة 7 من سورة الحشر
(2) الآية الكريمة 65 من سورة النساء
(3) في الهندية: (من المقتضاه) بدل: (من المفصل)
(4) في الهندية (رافعا) بدل (رافضا)
(5) في الهندية (لا ينطلق) بدل (لا ينطق).
13

علية وسلم - كيفية نقص العلم الذي ذكره في خبر أبي هريرة (1) وأن ذلك (ليس) برفع
العلم (نفسه) بل هو موت العلماء الذي يحسنون ذلك.
ذكر السنة المصرحة بذلك
حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بالموصل، قال: حدثنا (2) عبد الله بن عمر
القواريري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا هشام بن عروة، قال: حدثني أبي،
قال: سمعت عبد الله بن عمرو (ومن) (3) فيه إلى في يقول: سمعت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم يقول (4): إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض
العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا (5) جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم.
فضلوا وأضلوا.
قال أبو حاتم: في هذا الخبر دليل على أن رفع العلم الذي ذكرنا قبل، ونقصه عند
تقارب الزمان لا يكون نرفع يرفع من الأرض، ولكنه بموت العلماء الذين يحسنون علم
السنن على حسب ما ذكر فصولها (حتى لا يبقى منهم إلا الواحد بعد الواحد)، ثم يتخذ
عند ذلك الناس رؤسا لا يحسنون ذلك فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون - نعوذ
بالله من حالة تقربنا إلى سخطه وأليم عذابه

(1) في المخطوطة: (ليبنئ برفع العلم بنفسه).
(2) في الهندية: عبيد الله وصحتها عبد الله وهو الحافظ الشهير: عبد الله بن عمر بن ميسرة
أبو سعيد البصري التذكرة 24 / 2
(3) في المخطوطة: ومد فيه إلى في..
(4) الحديث متفق عليه رواه البخاري في كتاب العلم وكتاب الاعتصام بالسنة ورواه مسلم في
كتاب العلم وأخرجه احمد والنسائي والترمذي وعبد الرازق والطبراني والحميدي وابن عبد البر
والإسماعيلي وغيرهم وقد تتبع ابن حجر ألفاظه واستقصى طرقه بما يشفى غلة الباحث.
فتح الباري على الصحيح 194 / 1، 282 / 13 صحيح مسلم بشرح النووي 529 / 5
(5) في المخطوطة (رءوسا) بضم الهمزة والتنوين جمع رأس وفى الهندية (رؤساء) بفتح الهمزة
وفى آخره همزة أخرى جمع رئيس وقد ورد الحديث باللفظين.
14

وإنما نوينا في بث ما خرجنا من هذه الكتب التي لم يمعن أئمتنا الكلام فيها.
ولا فرعوا الفروع عليها اعتمادا منا على اكتساب الذخر في الآجل، لأنه خير ما يخلف
المرء بعده (بحكم) النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر خبر ثان يدل على استحباب معرفة الضعفاء
من المحدثين
حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: (1) حدثنا
عبد الوهاب الثقفي عن أيوب (2) عن ابن سيرين عن ابن أبي بكرة (عن أبي بكرة) (3)
عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: (4) إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله
السماوات والأرض، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة والمحرم
ورجب (مضر) الذي بين جمادى وشعبان ثم قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله
أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا بلى. قال:
أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. ثم قال:
أليس البلدة الحرام؟ قلنا: نعم. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

(1) في الهندية (عبد الوهاب) فقط وهو الإمام أبو محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي البصري
يعد في الطبقة السادسة من أهل البصرة. الطبقات الكبرى. التذكرة 294 / 1
(2) أيوب ابن أبي تميمة السختياتي البصري الحافظ الإمام أبو بكر توفى 137 ه‍ التذكرة 122 / 1
(3) الزيادة من الهندية والحديث عن ابن أبي بكرة عبد الرحمن. وأبو بكرة صحابي جليل واسمه
نفيع بن الحارث كان ممن نزل يوم الطائف من حصن الطائف في بكرة وأسلم وكنى أبا بكرة وأعتقه
النبي عليه الصلاة والسلام وهو معدود من مواليه عليه السالم. قال الحسن: لم ينزل البصرة من الصحابة
ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبى بكرة. أسد الغاية 38 / 6 مراجع الحديث.
(4) الحديث رواه ابن سيرين عن أبي بكرة وأخرجه النسائي وأبو داود ورواه أيضا عن ابن أبي
بكرة عن أبيه وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة مختصرا ومطولا.
فتح الباري على الصحيح 157 / 1، 573 / 3، 293 / 6، 324 / 8، 7 / 10، 424 / 13
مختصر وتهذيب السفن 407 / 2 صحيح مسلم بشرح النووي 246 / 4.
15

كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربكم - عز وجل - فيسألكم عن
عن أعمالكم، فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشاهد
منكم الغائب، فلعل بعض من يبلغه (يكون) أوعى له من بعض من سمعه. ألا هل بلغت.
ألا هل بلغت.)
قال أبو حاتم: في قوله - عليه السلام -: " ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب "
دليل على استحباب معرفة الضعفاء من المحدثين، إذ لا يتهيأ للشاهد أن يبلغ الغائب
ما شهد إلا بعد المعرفة بصحة ما يؤدى إلى ما بعده، وأنه متى ما أدى إلى من بعده
ما لم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكأنه لم يؤد عنه شيئا، وإن لم
يميز (1) شتات من الضعفاء، ولم يحط علمه بأنسابهم (2) لا يتهيأ له (تلخيص) (3) الصحيح
من بين السقيم، إذا وقف على أسمائهم وأنسابهم، والأسباب التي أدت إلى نفى الاحتجاج
بهم تنكب عن حديثهم ولزم السنن الصحيحة، فيرويها (حينئذ) حتى يكون داخلا
في جملة من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يبلغ الشاهد منهم الغائب. جعلنا الله
من المتبعين لسنته والذابين الكذب عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - إنه رؤوف رحيم.
ذكر خبر توهم الرعاع من الناس ضد ما ذهبنا إليه
حدثنا الفضل بن الحباب بالبصرة. قال: حدثنا القعنبي (4) قال: حدثنا عبد العزيز
بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه (5) عن أبي هريرة (6): " أنه قيل لرسول الله -

(1) في الهندية: (لم يعتبر) بدل (لم يميز).
(2) في الهندية: (بأسبابهم) بدل (بأنسابهم).
(3) في المخطوط (تلخيص) بدل (تخليص)
(4) القعنبي: عبد الله بن مسلمة بن قعنب شيخ الاسلام الحافظ أبو عبد الرحمن القعنبي المدني نزيل
البصرة توفى 221 ه‍ التذكرة 347 / 1
(5) عبد الرحمن بن يعقوب المدني مولى الحرقة يعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة روى عن أبي
هريرة والعلاء بن عبد الرحمن له ترجمة في الميزان.
الطبقات الكبرى 227 / 5 الميزان 102 / 3
6 - الحديث رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
مخصر وتهذيب السنة 212 / 7 مسلم بشرح النووي 449 / 5.
16

صلى الله عليه وسلم -: ما الغيبة؟ قال ذكرك أخاك بما يكره. (قيل): أفرأيت
إن كان فيه ما نقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول
فقد بهته. (1))
قال أبو حاتم: احتج بهذا الخبر جماعة ممن ليس الحديث صناعتهم، وزعموا
أن قول أئمتنا: فلان ليس بشئ، وفلان ضعيف، وما يشبه هذا من المقال غيبة إن كان
فيهم ما قيل، وإلا فهو بهتان عظيم.
ولو تملق قائل هذا إلى باريه في الخلوة، وسأله التوفيق لإصابة الحق لكان أولى به
من الخوض فيما ليس من صناعته (2)، لان هذا ليس بالغيبة المنهى عنها. وذلك أن
المسلمين قاطبة ليس بينهم خلاف أن الخبر لا يجب أن يسمع عند الاحتجاج إلا من الصدوق
العاقل، فكان في إجماعهم هذا دليل على إباحة جرح من لم يكن بصدوق في الرواية،
على أن السنة تصرح (عن) المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بضد ما انتحل
مخالفونا فيه (3).
ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه
حدثنا الحسن بن سفيان الشيباني قال: حدثنا محمد بن المنهال الضرير، قال حدثنا يزيد
بن زريع قال. أنبأنا روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت: (4)

(1) بهته: في مخصر السنن بمعنى قلت فيه البهتان وهو الباطل. وقيل مواجهته بما لم يفعل أي قلت
فيه من الباطل ما حيرته به. وفى النهاية لابن الأثير: بهتة أي كذبت وافتريت عليه.
(2) في الهندية: (من الخوض فيه إذ ليس من صناعته).
(3) في تعليقة على المخطوط ما يلي:
(لا ينفعك هذا فإنك تعديته إلى الغيبة المجرمة بقولك في أبي حنيفة: (كان أبوه خبازا) فأي داع
لك إلى ذكر هذا سوى استطالة اللسان نعوذ بالله) ورأى ببعض المحدثين في الامام الأعظم واختلافهم قد
شغل قديما وحديثا وسنوفي هذا البحث بعض حقه عند الكلام على أبي حنيفة إن شاء الله.
(4) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود كلهم في كتاب الأدب كما أخرجه الترمذي وهناك
اختلاف في بعض ألفاظ الحديث. وليس فيما وقع بين أيدينا من المراجع: إن شر أمتي عند الله منزلة
إذ كلها (إن شر الناس).
فتح الباري على الصحيح 4052، 471، 528 / 10 مسلم بشرح النووي 451 / 5 مختصر السنن
169 / 7 فيض التقدير 454 / 2.
17

" أقبل رجل، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: بئس أخو العشيرة، أو قال
ابن العشيرة، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كلمه وانبسط إليه فلما ولى قالت
عائشة يا رسول الله لما رأيته قلت ما قلت، فلما جاء كلمته وانبسطت إليه فقال: يا عائشة
إن شر أمتي عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه "
قال أبو حاتم: وفى هذا الخبر دليل على أن إخبار الرجل بما في الرجل على جنس
الإبانة (1) ليس بغيبة، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بئس أخو العشيرة،
أو ابن العشيرة "، ولو كان هذا غيبة لم يطلقها رسول الله - صلى الله عليه سلم - وإنما
أراد بقوله هذا أن يفتدى (2) ترك الفحش، لا أنه أراد ثلبه، وإنما الغيبة ما يريد القائل القدح
في المقول فيه وأئمتنا - رحمة الله عليهم - فإنهم إنما بينوا هذه الأشياء، وأطلقوا الجرح
في غير العدول لئلا يحتج بأخبارهم، لا أنهم أرادوا ثلبهم والوقيعة فيهم. والاخبار عن
الشئ لا يكون غيبة إذا أراد القائل به غير الثلب.
حدثنا عمر بن محمد (بن بحير) (3) بن راشد. قال: حدثنا عمرو بن علي. قال:
حدثنا عفان (4) قال: كنت عند إسماعيل بن علية، فحدث رجل عن رجل بحديث،
فقلت: لا تحدث عن هذا فإنه ليس ثبت.

(1) في الهندية: (الديانة) بدل (الإبانة)
(2) هكذا في النسختين ولعلها: أن يتعدى
(3) الزيادة من الهندية. عمر بن محمد بن بجير الهمداني السمرقندي محدث ما وراء النهر ولم
يرد في نسبته (ابن راشد) سمع عمرو بن علي الفلاس التذكرة 258 / 2
(4) عفان: هو عفان بن مسلم أبو عثمان الأنصاري. التذكرة 345 / 1.
18

فقال: قد اغتبته. فقال إسماعيل بن عليه: ما اغتابه ولكنه حكم أنه ليس يثبت.
حدثنا محمد بن زياد الزيادي (1) قال: حدثنا أحمد بن علي عن مكي بن إبراهيم قال:
كان شعبة يأتي عمران بن حدير فيقول: تعال حتى نغتاب ساعة في الله - عز وجل - نذكر
مساوئ أصحاب الحديث.
حدثنا لقمان بن علي السرخسي قال: حدثنا عبد الصمد بن الفضل قال: حدثنا مكي
ابن إبراهيم قال: كان شعبة يجئ إلى عمران بن حدير (2) فيقول: قم بنا حتى نغتاب
في الله تبارك وتعالى.
قال أبو حاتم: أجمع الجمع (3) على أن الشاهدين لو شهدا عند الحاكم على شئ من
حطام هذه الدنيا، ولم يعرفها الحاكم بعدالة أن عليه أن يسأل المعدل عنهما، فإن كتم
المعدل عيبا أو جرحا علمه فيهما (4) أثم بل الواجب عليه أن يخبر الحاكم بما يعلم عنهما من
الجرح أو التعديل، حتى يحكم الحاكم بما يصح عنده، فإذا كان ذلك جائزا لأجل التافه
من حطام هذه الدنيا الفانية كان ذلك عند ذب الكذب (5) عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم - أولى وأحرى، فان الشاهد إذا كذب في شهادته لا يتعداه كذبه، والكاذب
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحل الحرم ويحرم الحلال ويتبوأ مقعده
من النار. (وكيف) لا يجوز القدح (فيمن) (6) تبوأ مقعده من النار بفعل فعله.

(1) محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي أبو عبد الله البصري ولقبه يؤيؤ، سمع حماد بن زيد وإبراهيم
بن أبي يحيى. وعنه البخاري وابن خزيمة وخلق. عده ابن حبان في الثقات وضعفه ابن منده.
الميزان 552 / 3.
(2) من المخطوط (عمران بن حديد) وصحتها حدير.
وهو عمران بن حدير الدوسي كان ثقة كثير الحديث عداده في الطبقة الرابعة من البصريين
الطبقات الكبرى 31 / 7
(3) في الهندية (الجميع) بدل (الجمع).
(4) في الهندية: (فان كتم المعدل عيبا أو جرحا علم فهما إثم بل عليه الواجب أن يخبر)
(5) في الهندية (كان ذلك عند الكذب) الخ.
(6) في المخطوطة: (وتحقق لا يجوز القدح فيه) الخ.
19

ولقد حدثنا عمر بن محمد الهمداني. قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن السعيد
يقول: سألت سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، وسفيان بن
عيينة عن الرجل يكون واهي الحديث يأتيني الرجل فيسألني عنه، فأجمعوا أن أقول:
ليس هو بثبت، وأن أبين أمره.
حدثني محمد بن المنذر بن سعيد قال: حدثنا أبو زرعة (1) قال: سمعت أبا مسهر (2)
يسأل عن الرجل يعطويهم ويصحف. فقال: بين أمره. قلت لأبي مسهر: أترى
ذلك من الغيبة؟ قال. لا
حدثنا الحسن بن سفيان قال: سمعت معاذ بن شعبة يقول: قال أبو داود: جاء عباد بن
حبيب إلى شعبة فقال: إن لي إليك حاجة. فقال: ما هي؟ فقال تكف عن أبان بن أبي
عياش فقال. أنظرني ثلاثا، وجاء بعد الثالث فقال: يا عباد نظرت فيما قلت فرأيت أنه
لا يحل السكوت عنه
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه (3) قال: حدثنا الحسين بن الفرج عن سليمان
ابن (حرب (4)) عن حماد بن زيد قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم
شعبة أن يكف عنى: قال: فكلمته فكف عنه أياما، فأتاني في بعض الليل فقال.
إنك سألتني أن أكف عن أبان، وأنه لا يحل الكف عنه فإنه يكذب على
رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) أبو زرعة: هو الامام حافظ العصر عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي
(مولاهم الرازي. حدث عنه مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي وابن أبي داود وأبو عوانة
وجماعة توفى 264 ه‍. التذكرة 124 / 2
(2) أبو مسهر: عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي توفى 218 ه‍
التذكرة 346 / 1
(3) لفظة " الفقيه " لم ترد في الهندية وهو الامام الفقيه أبو العباسي محمد بن عبد الرحمن بن محمد
السرخسي الدغولي توفى 325 ه‍ التذكرة 41 / 3
(4) في الهندية: " الحسن بن الفرج " وصحتها الحسين بن الفرح الخياط له ترجمة في الميزان. كما
جاء في المخطوطة: " سليمان بن أيوب " وفى الهندية: " ابن حرب " وهو الصحيح وسليمان بن حرب
أولى الناس بحماد بن زيد.
تراجع التذكرة 355 / 1 وميزان 197 / 2.
20

(حدثنا محد بن عبد الله الهجري بالأبلة قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال قال
سفيان الثوري: من هم أن يكذب في الحديث سقط حديثه)
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو قدامة قال: سمعت ابن مهدي يقول
مررت مع سفيان الثوري برجل فقال: كذاب والله، لولا أنه لا يحل لي أن أسكت عنه
لسكت. وحدثني محمد بن المنذر قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان عن أبي
الحارث.. (1) قال: سمعت الثوري يقول: ما أستر على أحد يكذب في حديثه.
قال أبو حاتم: فهؤلاء (2) أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين أباحوا القدح في
المحدثين، وبينوا الضعفاء والمتروكين، وأخبروا أن السكوت عنه ليس مما يحل،
وأن إبداءه أفضل من الاغضاء عنه، وقد تقدمهم فيه أئمة قبلهم ذكروا بعضه، وحثوا
على أخذ العلم من أهله.
(حدثنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج قال: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز
قال: حدثنا مالك بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: إن هذا العلم دين
فانظروا عمن تأخذون دينكم)
حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حدثنا مهدي
ابن ميمون عن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه.
حدثنا محمد بن سعيد القزاز قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن البصري (3) قال:
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا مالك عن زيد بن أسلم قال: إن هذا العلم دين فانظروا ممن
تأخذون دينكم.

(1) في المخطوطة (أبو الحارث الزهري) وفى الهندية (الزبري)
والنوري: هو شيخ الاسلام وسيد الحفاظ سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري توفى 161 ه‍.
التذكرة 190 / 1
(2) في الهندية: (فهو رأى أئمة المسلمين).
(3) في الهندية (المصري) وفى المخطوطة (البصري) ولعله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب
أبو عبد الله المصري المعروف ببحشل يراجع الميزان 113 / 1.
21

(حدثنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني قال: حدثنا عقيل بن يحيى الطهراني (1) قال: حدثنا
أصرم بن حوشب عن الواقع بن سويد عن أبي هريرة قال: إن هذا العلم دين فانظروا
عمن تأخذن ودينكم.
حدثنا محمد بن عبدان بن هارون الأزرق بواسط قال: حدثنا محمد بن عبد الملك
الدقيقي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل السكري الكوفي قال. حدثنا حماد بن زيد قال.
دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه فقال. اتقوا الله يا معشر الشباب، وانظروا ممن
تأخذون هذه الأحاديث فإنها دينكم).
حدثنا الضحاك بن هارون بجند يسابور قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زيد المذاري
حدثنا الأنصاري (2) عن الأشعث (3) عن الحسن قال: إن هذا العلم دين فانظروا
عمن تأخذونه
حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب (4) قال حدثنا سليمان بن معبد عن يونس
ابن محمد قال: قال أبو المهلب المغيرة بن محمد حدثنا الضحاك بن مزاحم قال: إن هذا
العلم دين فانظروا عمن تأخذونه.
(حدثنا محمد بن عبد الله بن المهدى بإسقرايين قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد

(1) هو أبو صالح كان ثقة حدث عن ابن عيينة وتوفى سنة 258 ه‍ كما جاء في تعليقة على الهندية نقلا
عن معجم البلدان.
(2) الأنصاري: الامام المحدث شيخ البصرة وقاضيها محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس
ابن مالك توفى 215 ه‍ التذكرة 337 / 1
(3) الأشعث: أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري له ترجمة في الميزان واعتذر من ذلك الذهبي
بقوله: (إنما أوردته لذكر ابن عدي له في كامله ثم إنه ما ذكر في حقه شيئا يدل على تليينه بوجه
وما ذكره أحد في كتب الضعفاء أبدا). الميزان 266 / 1
(4) في الهندية: الحسن بن محمد وصوابها الحسين توفى 315 ه‍ التذكرة 22 / 3.
22

قال حدثنا داود بن سليمان القصار قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن مغيرة عن
إبراهيم (1) قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه).
حدثنا محمد بن المنذر قال حدثنا ربيعه بن الحارث قاضي حمصي قال: حدثنا محمد بن
زياد الحمصي قال: حدثنا هشيم (2) عن مغيرة عن إبراهيم قال: إن هذه الأحاديث دين
فانظروا عمن تأخذون دينكم. قال مغيرة: كنا إذا أتينا الرجل لنأخذ عنه نظرنا إلى
سمته وإلى صلاته، ثم أخذنا عنه
حدثنا عبد الملك بن محمد قال حدثنا أحمد بن علي الابار قال: حدثنا أبو غسان
زنيج (3) الرازي، قال قال بهز (4): (دين الله أحق من طلب له العدول)
سمعت إبراهيم بن نصر العنبري يقول: سمعت على بن خشرم يقول. سمعت ابن
إدريس (5) يقول: لا يسمع الحديث ممن شرب مسكر، لا ولا كرامة.
حدثنا ابن قتيبة (6) بعسقلان قال: حدثنا محمد بن المتوكل بن السرى قال:
حدثنا يحيى بن سليم قال حدثنا عبيد الله بن عمر (7) قال. قال ابن سيرين: إن الرجل

(1) إبراهيم: هو إبراهيم بن يزيد النخعي فقيه العراق توفى 95 ه‍ ومغيرة: هو ابن مقسم الفقيه
الحافظ توفى 133 ه‍ تراجع التذكرة 69، 135 / 1
(2) هشيم: بن بشير بن أبي حازم أبو معاوية الواسطي نزيل بغداد توفى 188 ه‍
التذكرة 229 / 8
(3) زنيج: محمد بن عمروا بن بكر بن سالم أبو غسان الرازي الطيالسي المعروف بزنيج.
تهذيب التهذيب
(4) بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة الميزان 353 / 1
(5) ابن إدريس: عبد الله بن إدريس بن يزيد الامام القدوة الحجة أبو محمد الأودي توفى 192 ه‍
التذكرة 259 / 1
(6) ابن قتيبة: الحافظ الثقة أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني محدث فلسطين توفى
320 ه‍. التذكرة 295 / 2
(7) عبيد الله بن عمر: بن حفص بن عاصم بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إمام حافظ ثبت توفى
147 ه‍ وتوفى محمد بن سيرين الامام 110 ه‍
التذكرة 73، 151 / 1.
23

ليحدثني بالحديث فما أتهمه ولكن أتهم من حدثه وإن الرجل ليحدثني بالحديث
فما أتهم من حدثه ولكن أتهمه (1) هو)
حدثنا أبو المعافى أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري بجبله، قال: سمعت سلم
ابن ميمون الخواص (2) يقول: كنت آتي الرجل أريد أن أسمع منه، فأسأل من أين
خبره فإن كان خبره من جهته سمعت منه، وإلا لم أسمع منه.
(سمعت إبراهيم بن نصر العنبري قال: سمعت محمد بن بحير الهمداني يقول سمعت
إبراهيم بن الأشعث: يقول سمعت أبا أسامة (3) يقول: قد يكون الرحل كثير الصلاة
كثير الصوم ورعا جائز الشهادة، في الحديث لا يسوى ذه ورفع شيئا ورمى به.
قال إبراهيم بن الأشعث: إذا وجدتم رجلا معروفا بشدة الطلب ومجالسة الرجال
فاكتبوا عنه.
سمعت يعقوب بن يوسف بن عاصم ببخارى يقول: سمعت أبا قلابة الرقاشي (4)
يقول: سمعت أبا صفوان القديدي يقول: قال شعبة بن الحجاج: الاشراف
لا يكذبون).
حدثنا عبد الملك بن محمد. قال: حدثنا أحمد بن علي الابار قال: حدثنا الوليد بن

(1) الزيادة التي بين قوسين من النسخة الهندية وفيها: (ولكن أتهم هو) والسياق يقتضى
ما أثبتناه،
(2) في المخطوطة: (بحبيل) وبلدة الأنصاري جبلة (سالم) وصحتها (سلم) وهو من كبار
الصوفية وله ترجمة في الميزان. معجم البلدان الميزان 186 / 2
(3) أبو أسامة: هو حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد يعد في الطبقة السابعة من
الكوفيين كان ثقة مأمونا كثير الحديث يدلس وتبين تدليسه وكان صاحب سنة وجماعة توفى 201 ه‍
الطبقات الكبرى 275 / 6 التذكرة 295 / 1
(4) أبو قلابة الرقاق: عبد الله بن عبد الله الرقاشي محدث البصرة توفى 276 ه‍
التذكرة 143 / 2.
24

شجاع. قال: حدثنا الأشجعي (1) قال سمعت سفيان يقول: لو هم الرجل أن يكذب في
الحديث وهو في جوف بيت (2) لأظهر الله عليه.
قال أبو حاتم: ما كلف الله - جل وعلا - عباده أخذ الدين عمن
ليس بثقة ولا أمرهم بالانقياد للحجاج بمن ليس يعدل مرضى. (وقد روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم في في جواز أخذ العلم عمن لا تجوز شهادته خبر غير محفوظ حدثنا به
الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان قال: حدثنا حفص بن عمر قاضي
حلب عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (3) (لا تأخذوا العلم إلا ممن تجيزون شهادته).
قال أبو حاتم، هذا خبر باطل رفعه، وإنما هو قول ابن عباس، فرفعه حفص بن
عمر هذا، ولسنا نستجيز أن نحتج بخبر لا يصح من جهة النقل في شئ من كتبنا، ولأن
فيما يصح من الاخبار بحمد الله ومنه يغنى عنا عن (4) الاحتجاج في الدين بما لا يصح منها)
ولو لو يكن الاسناد وطلب (5) هذه الطائفة له لظهر في هذه الأمة من تبديل الدين
ما ظهر في سائر الأمم، وذاك أنه لم يكن أمة لنبي قط حفظت عليه الدين عن التبديل
ما حفظت هذه الأمة، حتى لا يتهيأ (أن يزاد في سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف
ولا واو، كما لا يتهيأ) زيادة مثله في القرآن (6) فحفظت هذه الطائفة السنن على المسلمين،
وكثرت عنايتهم بأمر الدين، ولولاهم لقال من شاء بما شاء

(1) استعصت العبارة على القاري في النسخة الهندية فهي هناك (لان فيما يصح من الاخبار بحمد الله
ومنه يعنى عنا) الخ.
(2) في المخطوطة: (ولو لم يكن الأستاذ ومطلب) إلخ.
(3) في المخطوطة: (في القراء فحفظت).
(4) الأشجعي: الامام الحافظ: أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي توفى 182 ه‍
التذكرة 286 / 1
(5) في الهندية: (وهو في خوف ثبت لأظهر الله عليه) وهو تحريف واضح.
(6) اللفظ الذي أثبتناه هو الذي أورده الذهبي في الميزان في سياق ترجمته لحفص بن عمر وهو في
نسختي الكتاب " إلا ممن تخبروا " وما في الميزان أسلم عربية وقد روى لخبر هناك حفص
عن هشام بن حسان وهو هنا عن صالح بن حسان وكلاهما روى عنه حفص. وفى الترجمة لم يشهد أحد
بخبر لحفص بن عمر. الميزان 563 / 1
25

حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الحسين بن الفرج قال: حدثنا عبدان بن
عثمان (1) قال: سمعت ابن المبارك يقول: الاسناد من الدين، لولا الاسناد لقال من
شاء ما شاء.
حدثني محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو الحسين الأصبهاني قال: حدثنا قتيبة بن سعيد
قال سمعت أبا سعيد الحداد بقول: الحديث درج والرأي مرج، فإذا كنت في المرج
فاذهب كيف شئت وإذا كنت في درج فانظر أن لا يتزلق فيندق عنقك (2)
حدثنا محمد بن سعيد القزاز قال: حدثنا أبو رفاعة العدوى - وهو عبد الله بن محمد
ابن رفاعة - قال حدثنا يوسف بن سلمان (2) قال: حدثنا سفيان قال: قال الزهري لأبي
بكر الهذلي: إني أراك يعجبك الحديث؟. فقال: أجل قال: أما إنه لا تعجبه
إلا ذكور الرجال.
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال: حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي. قال: حدثنا
عمرو بن عاصم قال حدثنا بكر ين سلام عن أبي بكر الهذلي قال: قال (لي) الزهري:
يا هذلي أيعجبك الحديث؟ قال قلت: نعم. قال: أما إنه تعجبه ذكور الرجال
ويكرهه مؤنثوهم.

(1) عبدان: لقب الحافظ العالم أبو عبد الرحمن عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد وهو ممن
سمع منه عبد الله بن المبارك توفى 221 ه‍.
وابن المبارك هو أحد أئمة أربعة مالك والثوري وحماد بن زيد وابن المبارك
التذكرة 253، 363 / 1
(2) الدرج: بفتحتين جمع الدرجة وهي المرقاة والمرج باسكان الوسط: مرعى الدواب.
(3) يوسف بن سلمان الباهلي ويقال المازني أبو عمرو البصري ذكره ابن حبان في الثقات روى
عنه الترمذي تهذيب التهذيب 415 / 11.
26

حدثنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال:
حدثنا ابن إدريس (1) قال: ربما حدث الأعمش (2) بالحديث، ثم يقول: بقى رأس المال:
" حدثني فلان قال: حدثنا فلان عن فلان ".
حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الحسين بن الفرج عن عبد الصمد بن حسان قال:
سمعت الثوري يقول: الاسناد سلاح المؤمن، إذا لم يكن معه سلاح، فبأي
شئ يقاتل؟.
حدثنا مكحول (3). قال: حدثنا النضر بن سلمة قال: مؤمل بن إسماعيل: سمعت
شعبة يقول: كل حديث ليس فيه " حدثنا، وأخبرنا " فهو مثل الرجل بالفلاة معه
البعير ليس له خطام.
حدثنا الحسن بن سفيان قال: سمعت صالح بن حاتم بن وردان يقول: سمعت
يزيد بن زريع يقول: لكل شئ فرسان ولهذا العلم فرسان.
قال أبو حاتم: فرسان هذا العلم الذين حفظوا على المسلمين الدين، وهدوهم إلى
الصراط المستقيم. الذين آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الديار والأوطان في
طلب السنن في الأمصار، وجمعها بالوجل والاسفار والدوران في جميع الافطار، حتى
إن أحدهم ليرحل في الحديث الواحد الفراسخ البعيدة، وفى الكلمة الواحدة الأيام
الكثيرة لئلا يدخل مضل في السنن شيئا يضل به، وإن فعل فهم الذابون عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذلك الكذب، والقائمون بنصرة الدين.

(1) ابن إدريس: عبد الله وقد مر.
(2) الأعمش: الحافظ الثقة شيخ الاسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي توفى 148 ه‍
التذكرة 145 / 1
(3) مكحول: محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروني توفى 321 ه‍
التذكرة 32 / 3.
27

وإن من التفتيش والبحث عن هذا الشأن ما حدثنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح (1)،
حدثنا أحمد بن زكريا الواسطي قال: سمعت أبا الحارث الوراق (2) يقول: جلسنا على باب
شعبة نتذاكر السنة فقلت: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق (3) عن عبد الله بن عطاء
عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (4):
(من توضأ فأحسن الوضوء دخل من أي أبواب الجنة شاء) فخرج شعبة بن الحجاج
وأنا أحدث بهذا الحديث فصفعني ثم قال: يا مجنون، سمعت أبا إسحاق يحدث عن
عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، فقلت: يا أبا إسحاق: سمعت عبد الله بن عطاء
يحدث عن عقبة بن عامر؟ قال: سمعت عبد الله بن عطاء قلت: عبد الله سمع عقبة
بن عامر؟ فقال: اسكت. فقلت: لا أسكت، فالتفت إلى مسعر بن كدام فقال:
يا شعبة. عبد الله بن عطاء حي بمكة. فخرجت إلى مكة فلقيت عبد الله بن عطاء،
فقلت: حديث الوضوء. فقال: عقبة بن عامر؟ فقلت: يرحمك الله. سمعت منه؟
قال: لا، حدثني سعد بن إبراهيم، فمضيت، فلقيت سعد بن إبراهيم، فقلت: حديث
الوضوء، فقال: من عندكم خرج. حدثني زياد بن مخراق، فانحدرت إلى البصرة، فلقيت
زياد بن مخراق وأنا شحب اللون وسخ الثياب كثير الشعر، فقال: من أين؟
فحدثته الحديث.

(1) في النسختين: " نعم الصلح " وهو خطأ إذ هو مكان على نهر دجلة يسمى فم الصلح عنده يخرج نهر
يروى كورة الصلح. وبفم الصلح كانت منازل الحسن بن سهل وقصوره وقد خربت واندثرت معجم
البلدان 471 / 3.
(2) أبو الحارث الوراق: هو نصر بن حماد البجلي الميزان 512 / 4
(3) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيغي الامام الحافظ أبو يوسف الكوفي سمع جده أبا
إسحاق السبيعي / عمرو وجود حديثه وأتقنه توفى إسرائيل سنة 162 ه‍ وتوفى أبو إسحاق سنة 127 ه‍
وقد نقل الخبر الذي أورده المصنف في الميزان عند ترجمته لشهر بن حوشب.
التذكرة 108، 199 / 1 الميزان 283 / 2
(4) الحديث أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة ولفظ أبى داود عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدام أنفسنا نتناوب الرعاية - رعاية إبلنا
فسكنت على رعاية الإبل فروحتها بالعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فسمعته
" ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا فقد وجب "
فقلت: بخ بخ ما أجود هذه فقال رجل بين يدي التي قبلها يا عقبة أجود منها فنظرت فإذا هو عمر بن
الخطاب رضي الله عنه. قلت: ما هي يا أبا حفص. قال إنه قال آنفا قبل أن تجئ. (ما منكم من أحد
يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه أشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء).
وفى لفظ لأبي داود. " فأحسن الوضوء ثم رفع نظره إلى السماء فقال ".
وعلق عليه المنذري فقال. " وفى إسناد هذا رجل مجهول وأخرجه الترمذي من حديث أبي إدريس
الخولاني وأبى عثمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مختصرا وفيه دعاء وقال. وهذا حديث في
إسناده اضطراب ويصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شئ لكن أصل الحديث
في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب كما في تعليقة نقلها عن السندي في ابن ماجة وقد رواه ابن ماجة
أيضا عن عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كما أن الحديث ثابت في صحيح مسلم.
وهذا لا يمنع أن الخبر الذي ساقه ابن حبان يدخل إليه الضعف من ناحية لفظ الحديث ورواته.
مختصر السنن 126 / 1 صحيح مسلم بشرح النووي 516 / 1 سنن ابن ماجة 159 / 1.
28

فقال: ليس [هو] من حاجتك. قلت: فما بد. قال: لا حتى تذهب تدخل
الحمام، وتغسل ثيابك ثم تجئ فأحدثك به. قال: فدخلت الحمام، وغسلت ثيابي ثم
أتيته، فقال: حدثني شهر بن حوشب قلت: شهر بن حوشب عمن؟ قال:
عن أبي ريحانه (1). قال: قلت هذا حديث صعد ثم نزل. دمروا عليه ليس
له أصل.
حدثنا إسحاق بن أحمد القطان بتنيس قال: حدثنا محمد بن سعيد بن غالب قال:
حدثنا نصر بن حماد (2) قال: كنا بباب شعبة ومعي جماعة، وأنا أقول لهم: حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاه عن عقبة بن عامر في الوضوء عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال: فلطمني شعبة لطمة ودخل الدار، ومعه عبد الله بن إدريس قال: ثم خرج
بعد ذلك وأنا قاعد أبكى، فقال لعبد الله بن إدريس: هو بعد يبكى. فقال عبد الله:
إنك لطمت الرجل، فقال: إنه لا يدرى ما يحدث. إني سمعت أبا إسحاق يحدث
بهذا الحديث عن عبد الله بن عطاء، فقال (3) لأبي إسحاق: من عبد الله بن عطاء

(1) أبو ريحانة: عيد الله بن مطر تابعي صويلح الحال الميزان 506 / 2
(2) نصر بن حماد: هو أبو الحارث الوراق وقد مر ذكره.
(3) القائل شعبة ولو استبدلها الراوي يقول شعبة (فقلت) لكانت أوضح.
29

هذا، فغضب فقال مسعر: إن عبد الله بن عطاء حي بمكة قال: فخرجت من سنتي
إلى الحج ما أريد إلا الحديث، فأتيت مكة فسألت عن عبد الله بن عطاء، فدخلت
عليه، فإذا فتى شاب، فقلت: أي شئ حدثني عنك أبو إسحاق؟ فقال لي: نعم.
قلت: لقيت عقبة بن عامر؟ قال: لا، ولكن سعد بن إبراهيم حدثنيه. قال.
فأتيت مالك بن أنس - وهو حاج - فسألته عن سعد بن إبراهيم، فقال لي ما حج العام.
فلما قضيت نسكي مضيت إلى المدينة، فأتيت سعد بن إبراهيم، فسألته عن الحديث،
فقال لي هذا الحديث من عندكم خرج. فقلت له: كيف؟ قال حدثني زياد بن مخراق.
قلت: دمر على هذا الحديث. مرة كوفي، ومرة مكي، ومرة مدني. قال:
فقدمت البصرة، فأتيت زياد بن مخراق فسألته عن الحديث فقال: لا ترده، فقلت: ولم؟ قال
لا ترده. فقلت: ليس منه بد. قال: حدثني شهر بن حوشب. قلت: دمر على هذا
الحديث; والله لو صح هذا الحديث كان أحب إلى من أهلي ومالي.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا قطن بن إبراهيم (1) قال: حدثنا
محمد بن جعفر المدائني قال: حدثنا ورقاء بن عمر قال: قلت لشعبة: مالك تركت
حديث أبي فلان؟ قال: رأيته يزن إذا وزن فيرجح في الميزان فتركت حديثه.
وقلت. لشعبة: مالك تركت حديث فلان؟ قال: رأيته يركض دابته (2)،
فتركت حديثه.
قال أبو حاتم: فهذا كان دأب شعبة في تفتيش الاخبار والبحث عن سقيم
الآثار، ولم يكن يعد السماع من الشيخ إلا بعد أن يسمعه مرارا، وكذلك كان

(1) في النسختين (فطن بن إبراهيم) والصواب فطن بن إبراهيم القشيري النيسابوري توفى 261 ه‍
الميزان 390 / 2
(2) في الهندية: (يركس دأبه).
30

زائدة بن قدامة (1) إذا سمع الحديث مرة لم يجز عليه فإذا سمعه مرة أخرى لم يجز، فإذا
سمعه ثالثة أجاز عليه، وقال: قد صح.
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا قدامة يقول: قال أبو الوليد (6):
سألت شعبة عن حديث فقال: والله لأحدثنك به، لم أسمعه إلا مرة.
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة الرازي قال: حدثنا مقاتل بن محمد
قال: سمعت وكيعا يقول: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة بذبه عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
حدثني محمد بن سعيد القزاز قال: حدثنا الأخفش قال: حدثني بعض البصريين
قال: رأيت أبا سعيد الحداد يكتب أصناف (3) حماد بن سلمة عن هذا، ثم يجئ فيعرضها
على نسخ أخر (4)، فقلت له في ذلك، فقال: اسكت أخرج حزعا أدخل ساجة (5).
سمعت أحمد بن إسحاق السني الدينوري يقول: رأى أحمد بن حنبل رضي الله عنه
يحيى بن معين في زاوية بصنعاء وهو يكتب صحيفة معمر (6) عن أبان عن أنس، فإذا
اطلع عليه إنسان كتمه، فقال أحمد بن حنبل - رحمه الله له: تكتب صحيفة معمر

(1) زائدة بن قدامة: الإمام الحجة أبو الصلت الثقفي الكوفي كان من نظراء شعبة في الاتقان قيل
مات مرابطا بأرض الروم 161 ه‍ التذكرة 200 / 1
(2) أبو قدامة: السرخسي عبيد الله بن سعيد توفى 241 ه‍ وأبو الوليد: هو شيخ الاسلام
أبو الوليد السلمي الدمشقي هشام ابن عمار توفى 245 ه‍
التذكرة 34، 75 / 2
(3) الأصناف: الكتب التي صنفها حماد بن سلمة وجعلها أصنافا وحماد أول من صنف التصانيف مع
ابن أبي عروبة وكان بارعا في العربية فقيها فصيحا مفوها صاحب سنة التذكرة 190 / 1
(4) في الهندية " فيعرضها على شيخ آخر " ر
(5) الجذع ساق النخلة وبه سمى سهم السقف والساج خشب سودرزان لا تكاد الأرض تنبتها تجلب
من الهند. يقال رأيت في أساس بيته ساجة والمعنى واضح أنه يستبدل هشا بصلب قوى متين.
(6) معمر: هو ابن الحسن الهذلي قال السليماني: معمر بن حسن عن أبان بن أبي عياش وعنه مالك
ابن يمان الهروي مفكر الحديث الميزان 153 / 4.
31

عن أبان عن أنس، وتعلم أنها موضوعة، فلو قال لك القائل: أنت تتكلم في أبان،
ثم تكتب حديثه على الوجه؟ قال: رحمك الله يا أبا عبد الله أكتب هذه الصحيفة عن
عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أنس وأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى
لا يجئ إنسان، فيجعل بدل أبان ثابتا (1)، ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس،
فأقول له كذبت إنما هي أبان لا ثابت.
سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي (2) يقول: جاء يحيى بن معين إلى عفان
ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: ما سمعتها من أحد؟ قال: نعم حدثني سبعة
عشر نفسا عن حماد بن سلمة، فقال. والله لا حدثتك. فقال: إنما هو وهم (3)، وانحدر
إلى البصرة واسمع من التبوذكي (4) فقال: شأنك، فانحدر إلى البصرة، وجاء إلى
موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب عن أحد؟ قال سمعتها على
الوجه من سبعة عشر نفسا وأنت الثامن عشر. فقال: وما ذا تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد
ابن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا رأيت أصحابه قد
اجتمعوا على شئ علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شئ عنه، وقال
واحد منهم بخلافهم علمت أن الخطأ منه لامن حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين
ما أخطئ عليه.
حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن علي المخزمي قال: حدثنا أحمد بن
الحسن الترمذي عن نعيم بن حماد قال: قلت لعبد الرحمن بن المهدى: كيف تعرف
صحيح الحديث من خطئه؟ فقال: كما يعرف الطبيب المجنون.

(1) ثابت بن أسلم الإمام الحجة القدوة أبو محمد البناني البصري توفى 123 ه‍
التذكرة 118 / 1
(2) محمد بن إبراهيم وبقية الاسم مختلط في المخطوطة.
(3) في النسختين: " درهم " بدل وهم وقد رجح محقق الهندية ما أتيناه وهو الأقرب.
(4) القبو ذكى: وهو موسى بن إسماعيل الذي سيذكره في سياق الخبر: بصري حافظ حجة أحد
الاعلام أورد ترجمته في الميزان واعتذر عنها ووثقه الميزان 200 / 4.
32

سمعت هارون بن عيسى بن المسكين ببلد الموصل قال: سمعت أحمد بن منصور
الرمادي يقول: كنا عند أبي نعم (1) نسمع مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: فجاءنا
يوما يحيى ومعه ورقة قد كتب فيها أحاديث من أحاديث أبى نعيم، وأدخل في خلالها
ما ليس من حديثه، وقال: أعطه بحضرتنا حتى يقرأ. كان أبو نعيم إذا قعد في تيك
الأيام للتحديث كان أحمد على يمينه ويحيى على يساره، فلما خف المجلى ناولته الورقة
فنظر فيها كلها ثم تأملني، ونظر إليها ثم قال - وأشار إلى أحمد -: أما هذا فآدب من
أن يفعل مثل هذا، وأما أنت فلا تفعلن، وليس هذا إلا من عمل هذا، ثم رفس يحيى
رفسة رماه إلى أسفل السرير، وقال: على تعمل! فقام إليه يحيى وقبله، وقال: جزاك
الله عن الاسلام خيرا. مثلك من يحدث أنما أردت أن أجربك.
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: سمعت عباس بن محمد (2) يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه.
قال أبو حاتم: فهذه عناية هذه الطائفة بحفظ السنن على المسلمين، وذب الكذب
عن رسول رب العالمين ولولاهم لتغيرت الاحكام عن سننها حتى لم يكن يعرف أحد
صحيحها من سقيمها، والملزق بالنبي صلى الله عليه وسلم والموضوع عليه مما روى عنه الثقات والأئمة في الدين.
فإن قال قائل: فكيف جرحت من بعد الصحابة؟، وأبيت ذلك في الصحابة والسهو والخطأ موجود
في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وجد فيمن بعدهم من المحدثين؟ يقال له: إن الله - عز
وجل - نزه أقدار أصحاب رسوله - عن ثلب قادح، وصان أقدارهم عن وقيعة متنقص
وجعلهم كالنجوم يقتدى بهم، وقد قال الله - جل وعلا (3) -: " إن أولى الناس

(1) أبو نعيم: الفضل بن دكين الحافظ الثبت الكوفي روى عنه أحمد وإسحق ويحيى بن معين توفى
219 ه‍ التذكرة 238 / 1
(2) عباس بن محمد بن حاتم الحافظ الإمام أبو الفضل الهاشمي " مولاهم " الدوري البغدادي صاحب
يحيى بن معين. حدث عنه أهل السنن الأربعة توفى 271 ه‍ التذكرة 142 / 2
(3) الآية 68 من سورة آل عمران.
33

بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين " ثم قال (1): " يوم
لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه " (2). (فمن أخبر الله أنه لا يخزيه يوم القيامة
فقد شهد له باتباعه ملة إبراهيم حنيفا لا يجوز أن يجرح بالكذب، لأنه يستحيل أن يقول
الله - جل وعلا - " يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه ") ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم
" من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "، فيطلق النبي (صلى الله عليه وسلم) إيجاب النار لمن
أخبر الله - جل وعلا - أنه لا يخزيه في القيامة، بل الخطاب وقع على من بعد الصحابة
وأما من شهد التنزيل، وصحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) فالثلب لهم غير حلال، والقدح فيهم ضد
الايمان، والتنقيص لأحدهم نفس النفاق، لأنهم خير الناس قرنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بحكم من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى صلى الله عليه وسلم. وإن من تولى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبداعهم ما ولاه الله بيانه الناس لبالحري من أن لا يجرح (3)، لان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يودع أصحابه الرسالة وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغئب إلا وهم عنده
صادقون جائز والشهادة، ولو لم يكونوا كذلك لم يأمرهم بتبليغ من بعدهم ما شهدوا
منه، لأنه لو كان كذلك لكان فيه قدحا في الرسالة وكفى بمن عدله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شرفا وإن من بعد الصحابة ليسوا كذلك، لان الصحابي إذا أدى إلى من بعده يحتمل
أن يكون المبلغ إليه منافقا، أو مبتدعا ضالا ينقص من الخبر أو يزيد فيه، ليضل به
العالم من الناس، فمن أجله ما فرقنا بينهم وبين الصحابة، إذ صان الله - عز وجل -
أقدار الصحابة عن البدع والضلال. جمعنا الله وإياهم في مستقر رحمته بمنه.
ذكر أول من وقى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا الهيثم (4) بن خلف الدوري ببغداد والحسين بن عبد الله القطان بالرقة: أنبأنا

(1) الآية 8 من سورة التحريم.
(2) العبارة التي بين قوسين لم ترد في النسخة الهندية.
(3) في المخطوطة: " لنا الخبر من أن لا يحرم) وفى الهندية: " لنا لحري ان مجرح "
(4) في المخطوطة: " الهاشم " وصحتها: " الهيثم " كما في الهندية وهو الهيثم بن خلف الحافظ
الثقة أبو محمد الدوري. سمع عبد الأعلى بن حماد وعبيد الله بن عمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة
وطبقتهم توفى 307 ه‍ التذكرة 296 / 2.
34

إسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز عن مالك بن أنس
[عن ابن إدريس] عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه (1) قال: بعث عمر بن الخطاب
إلى عبد الله بن مسعود وأبى الدرداء وأبى مسعود الأنصاري فقال: ما هذا الحديث الذي
تكثرون عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فحبسهم بالمدينة حتى استشهد.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام المعروف بمكحول [ببيروت] قال: حدثنا
محمد بن يحيى بن كثير، قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه
قال: قال عمر لابن مسعود وأبي ذر وأبى الدرداء ولعقبة بن عامر: ما هذا الحديث عن
رسول (صلى الله عليه وسلم) وحبسهم بالمدينة حتى أصيب
ذكر بعض السبب الذي من أجله منع عمر بن الخطاب الصحابة
من إكثار الحديث
حدثنا عمر بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو الطاهر. قال: حدثنا ابن وهب
قال: سمعت سفيان يحدث عن بيان (2) عن عامر الشعبي عن قرظة بن كعب

(1) سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. قدم أبوه بغداد فسكنها
هو وعياله وولده وكان الأب ثقة كثير الحديث وربما أخطأ في الحديث. وكان سعد ثقة يروى كتب
أبيه وسمع منه بعض البغداديين.
توفى الأب 183 ه‍ والابن 201 ه‍
والخبر أخرجه ابن عساكر عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: (والله ما مات عمر بن الخطاب
رضي الله عنه حتى بعث إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعهم من الآفاق (عبد الله بن حذيفة
وأبا الدرداء، وأبا ذر، وعقبة بن عامر) فقال: ما هذه الأحاديث التي أنشيتم عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الآفاق؟ قالوا: تنهانا؟ قال: لا أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم
نأخذ ونرد عليكم. فما فارقوه حتى مات.
وأخرجه الطبراني في الأوسط وفيه. " ابن مسعود وأبى مسعود الأنصاري وأبو الدرداء " وأخرجه
ابن سعد وذكر أبا ذر بدل أبى مسعود.
حياة الصحابة للكتوي 272 / 2 الطبقات الكبرى 68، 83 / 7
(1) بيان بن عمرو البخاري العابد: حدث عنه يحيى القطان وطبقته وعنه البخاري وأبو زرعة وجماعة.
الميزان 356 / 3.
35

قال: (1) خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار، (2) فتوضأ ثم قال: أتدرون
لمشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - مشيت معنا.
قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث.
جودوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله - عليه وسلم - امضوا وأنا شريككم.
فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا قال: نهانا عمر بن الخطاب.
قال أبو حاتم: لم يكن عمر بن الخطاب - وقد فعل - يتهم الصحابة بالتقول على
النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ردهم عن تبليغ ما سمعوا من رسول الله - (صلى الله عليه وسلم) -
وقد علم أنه (صلى الله عليه وسلم) - قال: " ليبلغ الشاهد منكم الغائب " وأنه لا يحل لهم كتمان
ما سمعوا من رسول الله - (صلى الله عليه وسلم) - ولكنه علم ما يكون بعده من التقول على رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) لأنه عليه السلام قال: (3) " إن الله - تبارك وتعالى - نزل الحق على لسان
عمر وقلبه " وقال: (4) " أن يكون في هذه الأمة محدثون فعمر منهم " فد عمر من
الثقات (5) المتقنين الذين شهدوا الوحي والتنزيل فأنكر عليهم كثرة الرواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم

(1) الخبر أخرجه ابن ماجة في سننه عن الشعبي عن قرظة كما أخرجه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح
الاسناد وله طرق وأخرجه ابن عبد البر في جامع العلم وابن سعد بسياق ابن عبد البر مع اختلاف في لفظ
الحديث في كل ذلك.
سنن ابن ماجة 12 / 1 حياة الصحابة للكتوي 257 / 3
(2) صرار: بكسر الصاد موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق.
(3) في المخطوطة: " ينزل " وفى الهندية: " نزل " كما أثبتناه. وعند أبى داود وابن ماجة عن أبي
ذر: " إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به " وأخرجه الترمذي من حديث ابن عمر وأحمد
من حديث أبي هريرة والطبراني من حديث بلال وأخرجه أيضا في الأوسط من حديث معاوية كما أخرجه
هناك من حديث عمر نفسه.
سنن ابن ماجة 40 / 1 مختصر السنن 208 / 4 فتح الباري على الصحيح 50 / 7
(4) الحديث رواه البخاري من وجهين عن أبي هريرة وفى مسلم والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنهم
وأخرجه ابن سعد من طريق ابن أبي عتيق عن عائشة يرجع إلى الحديث وألفاظه وطرقه في:
صحيح البخاري بشرح فتح الباري 42، 50 / 7 صحيح مسلم بشرح النووي 259 / 5
(5) في الهندية: " فعمد عمر إلى الثقات ".
36

لئلا يجترئ من بعدهم ممن ليس في الاسلام محله كمحلهم فيكثر الرواية فيزل (1) فيها
أو يقول متعمدا عليه - صلى الله عليه وسلم - لنوال الدنيا. وتبع عمر عليه
علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما باستحلاف من يحدثه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن
كانوا ثقاتا مأمونين، ليعلم بهم توقى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله فيرتدع من لادين له
عن الدخول في سخط الله جل وعلا فيه.
وقد كان عمر يطلب البنة من الصحابة على ما يرويه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مخافة
الكذب عليه لئلا يجئ من بعد الصحابة فيروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقله.
حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا خلف بن هشام البزار قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى
بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن أبي سلمة أن أبا موسى (2) استأذن على عمر ثلاث
مرات، فلم يؤذن له، فرجع فبلغ ذلك عمر، فقال: ما ردك؟ فقال: إني سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول: " إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات فلم يؤذن له فليرجع " فقال: لتجيئن
على هذا ببينة وإلا - قال حماد بن زيد: توعده - قال: فانصرف، فدخل المسجد
فأتى مجلس (3) الأنصار، فقص عليهم القصة: - ما قال لعمر وما قال له عمر - فقالوا له
لا يقوم معك إلا أصغرنا، فقام أبو سعيد فشهد. فقال له عمر: إنا لا نتهمك، ولكن
الحديث عن رسول الله شديد. قال أبو حاتم: قد أخبر عمر بن الخطاب أنه لم يتهم أبا موسى. في روايته وطلب
البينة منه على ما روى (4) تكذيبا، له، وإنما كان يشدد فيه لان يعلم الناس أن الحديث عن

(1) في الهندية: " فيكثروا الرواية فينزلوا "
(2) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ومالك في الموطأ وابن ماجة في سننه وله طرق وألفاظ
تتبع ابن حجر أكثرها في الفتح.
صحيح البخاري بشرح فتح الباري 26 / 11 مسلم بشرح النووي 859 / 4 مختصر السنن 58 / 8 سنن
ابن ماجة 1220 / 2 الموطأ بشرح الزرقاني 363 / 3
(3) في الهندية: " المجلس الأنصاري "
(4) في الهندية: (على ما أراد) وليس بشئ.
37

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شديد فلا يجئ - من بعدهم من - يجترئ فيكذب عليه (صلى الله عليه وسلم) أو يتقول
عليه ما لم يقل حتى يدخل بذلك في سخط الله عز وجل.
وهذان أول من فتشا عن الرجال في الرواية، وبحثا عن النقل في الاخبار، ثم تبعهم
الناس على ذلك، والدليل على صحة ما تأولنا فعلهما ذلك ما حدثني محمد بن عبد الرحمن
الشامي: حدثنا على بن الجعد: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى
يقول (1): كنا إذا أتينا زيد بن أرقم فنقول: حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقول: إنا قد
ذكرنا ونسبنا، والحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شديد.
حدثنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل: حدثنا هارون بن معروف: حدثنا سفيان
ابن عيينة عن هشام بن حجير (2) عن طاوس عن ابن عباس قال: إنا كنا نحدث عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا لم يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه.
قال أبو حاتم: قد أخبر ابن عباس أن تركهم الرواية وتشديدهم فيها على أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان منهم ذلك توقيا للكذب عليه من بعدهم، لا أنهم كانوا متهمين
في الرواية على ما ذكرنا من قبل. ثم أخذ مسلكهم، واستن بسنتهم، واهتدى بهديهم
فيما استنوا (3) من التيقظ من الروايات جماعة من أهل المدينة من سادات التابعين منهم:
سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعلي بن
الحسين بن علي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة
وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوام، وأبو بكر بن عبد الرحمن

(1) الخبر في سنن ابن ماجة: (إنا قد كبرنا ونسينا) إلخ سنن ابن ماجة 11 / 1
(2) في الهندية: (هشام بن حجر) وصرابها حجير كما في المخطوطة وهشام بن حجير المكي تابعي
ضعفه ابن معين ولم يرضه يحيى القطان وقواه آخرون واحتج به الشيخان.
ويرجع إلى الخبر في صحيح مسلم 67 / 1 وفى سنن ابن ماجة 12 / 1 كما يرجع إلى الميزان 295 / 4
(3) في الهندية: " اسثنوا " وليس بشئ.
38

ابن الحارث بن هشام، وسليمان بن يسار. فجدوا في حفظ السنن والرحلة فيها، والتفتيش
عنها والتفقه فيها ولزموا الدين ودعوة المسلمين (1).
ثم أخذ عنهم العلم وتتبع الطرق وانتقاء (2) الرجال، ورحل في جمع السنن جماعة
بعدهم منهم: الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وسعد بن إبراهيم
في جماعة معهم من أهل المدينة إلا أن أكثرهم تيقظا، وأوسعهم حفظا، وأدومهم
رحلة، وأعلاهم همة الزهري رحمة الله عليه.
حدثنا محمد بن عمرو بن سليمان: حدثنا محمد بن يحيى: حدثنا أبو صالح عن الليث
عن جعفر بن ربيعة قال: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ فقال (3):
أما أعلمهم بقضايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وأفقههم (فقها)
وأبصرهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير،
ولا تشاء ان تفجر من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مجرى (4) إلا فجرته. قال
عراك: وأعلمهم جميعا عندي ابن شهاب لأنه جمع علمهم إلى علمه.
وأخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة: حدثنا نوح بن حبيب: حدثنا
ابن مهدي: حدثنا حماد بن زيد عن برد عن مكحول (5) قال: ما رأيت أحدا أعلم
بسنة ماضية من الزهري.
حدثني محمد بن المنذر، حدثنا يحيى بن أيوب عن التجيبي (6) قال: سمعت ابن بكير

(1) في المخطوطة: " ووعوه على المسلمين "
(2) في الهندية: " وانتحى الرجال "
(3) في الهندية: " قال أما أعلم بقضايا " إلخ.
(4) في الهندية. " بحرا " بدل مجرى.
(5) يرد بن سنان أبو العلاء دمشقي نزل البصرة روى عن مكحول وعطاء وله عن وائلة إن صح
وعنه السفيانان وبشر بن المفضل وعلي بن عاصم. وثقة ابن معين والنسائي وضعفه ابن المديني واختلفت
أقوال أبى حاتم فيه. رمى بالقدر توفى 135 ه‍.
ومكحول الدمشقي مفتى أهل دمشق وعالمهم وثقه غير واحد وضعفه جماعة
الميزان 302 / 1، 177 / 4
(6) في الهندية. " يحيى بن أيوب التجيبي " وصوابها كما أثبتناه وكما في النسخة الهندية.
ويحيى بن أيوب الغافقي المصري أبو العباس عالم أهلي مصر ومفتيهم والتجيبي: حياة ابن شريح
الامام القدوة أبو زرعة التجيبي المصري شيخ الديار المصرية وابن بكير. يحيى محدث مصر الامام الحافظ
صاحب مالك والليث. تراجع التذكرة.
39

يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت الزهري يقول: ما استودعت قلبي شيئا
قط فنسيت. قال الليث: وكان يكثر شرب العسل ولا يأكل شيئا من التفاح.
حدثنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان
قالا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق (1): حدثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز
أن هشام بن عبد الملك أدى عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا كان عليه، ثم قال:
يا زهري لا تعودن تدان. قال: كيف يا أمير المؤمنين، وقد حدثني سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال (2) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) -: لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين.
قال أبو حاتم: قد ذكرنا مناقب الزهري وأخباره وشمائله في كتاب العلل
بما أرجو الغنية فيها لمن أراد الوقوف على معرفتها، فأغنى ذلك عن تكرارها في
هذا الكتاب.
ثم أخذ عن هؤلاء مسلك الحديث وانتقاد الرجال، وحفظ السنن والقدح في
الضعفاء جماعة من أئمة المسلمين والفقهاء في الدين منهم: سفيان بن سعيد الثوري،
ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وحماد بن سلمة
والليت ابن سعد، وحماد ابن زيد، وسفيان بن عيينة في جماعة معهم. إلا أن من أشدهم
نتقاء للسنن وأكثرهم مواظبة عليها، حتى جعلوا ذلك صناعة لهم لا يشوبونها بشئ آخر
ثلاثة أنفس: مالك، والثوري، وشعبة.

(1) في المخطوطة. (هشام بن خلاد) وصحتها: هشام بن خالد الأزرق والولد. هو ابن مرثد
روى عن سعيد بن عبد العزيز الامام فقيه أهل دمشق.
يراجع الميزان 298 / 4 والتذكرة 203 / 1
(2) الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والعسكري كلهم عن أبي هريرة مرفوعا
قد نقل العجلوني عن العسكري السبب الذي قيل فيه كما نقل الواقية التي حدثت بين الزهري وبين هشام
ابن عبد الملك وأشار إلى أن الزهري رواه بلفظ. (لا يلسع) وقد نقلها ابن حجر بحكاية ابن شهاب نفسه.
؟؟؟؟ 523 / 2 فتح الباري على الصحيح 529 / 10 سنن ابن ماجة 1318 / 2.
40

فأما مالك بن أنس فإن محمد بن المنذر حدثنا. قال: حدثنا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا إبراهيم بن المنذر عن مطرف (1) قال: أشهد لسمعت
مالكا يقول: أدركت بهذا البلد مشيخة من أهل الصلاح والعبادة محدثون ما سمعت
من واحد منهم حديثا قط. قيل: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكونوا
يعرفون ما يحدثون.
حدثنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج، قال: سمعت محمد بن عيسى [الطرسوس]
يقول: سمعت بن أبي أويس (2) يقول: سألت خالي مالكا عن مسألة فقال لي.
قر، ثم توضأ، ثم تلبس (3)، ثم جلس على السرير ثم قال: لا حول ولا قوة
إلا بالله، سل. وكان لا يفتى حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق. قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول:
سمعت الشافعي يقول: إذا ذكر المحدثون فمالك النجم.
حدثنا أحمد بن الحسن المدائني بمصر: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: سمعت
هارون بن سعيد الأيلي قال: سمعت الشافعي يقول: ما كتاب بعد كتاب الله -
عز وجل - أنفع من موطأ مالك رحمه الله.

(1) مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار أبو مصعب المدني روى عن خاله مالك وابن أبي
ذئب وعنه البخاري وأبو زرعة. ترجم له في الميزان ووثقه توفى 220 ه‍ الميزان 124 / 4
(2) إسماعيل بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي
أبو عبد الله المدني محدث مكثر فيه لين روى عن خاله مالك وغيره الميزان 222 / 1
(3) في الهندية: " سألت خالي مالكا عن مسلم فقال لي: قر ثم توضأ تلبس ثم جلس " وفى
المخطوطة " قر " بدل " وقر: فعل أمر من قر بالمكان يقر بالفتح والكسر وتلبس: كما في الأساس
يقال ليس الثوب لبس وتلبس بلباس حسن ولباسا حسنا.
41

سمعت الحسن بن عثمان بن زياد بتستر يقول: سمعت بندار يقول: سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما نعرف كتابا في الاسلام بعد كتاب الله - عز وجل
أصح من موطأ مالك.
حدثنا محمد بن صالح الطبري: حدثنا نصر بن علي: حدثنا حسين بن عروة قال:
لما حج المهدى بعث إلى مالك الفضل بن الربيع حاجبه بألف دينار في كيس مختوم،
فقصد مالك، فقال: إن أمير المؤمنين يريد أن تصحبه إلى مدينة السلام. فقال مالك:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون "، وهو ذي الدنانير
على حالتها.
سمعت أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبي (1) بمصر يقول: سمعت حرملة بن يحيى وعمرو
بن سواد السرحي (2) يقولان: سمعنا ابن وهب يقول: لقيت ثلاثمائة عالم وستين عالما،
ولولا مالك والليث [لضللت في العلم (4)]
حدثنا الحسن بن سفيان قال: سمعت حرملة (4) بن يحيى يقول: قال ابن وهب:
اقتدينا في العلم بأربعة: اثنان بمصر واثنان بالمدينة: الليث بن سعد، وعمرو بن الحارث
بمصر; ومالك والماجشون بالمدينة، ولولا هؤلاء لكنا ضالين.
حدثنا عمر بن سعيد عن بكر بن سهل الدمياطي قال: سمعت عبد الله بن يوسف يقول:

(1) في النسختين. أسامة بن محمد. وما أثبتناه نقلا عن الميزان وقد ورد بعد ذلك مره " ابن
أحمد " ومرة " ابن محمد " وهو أسامة بن أحمد أبو سلمة التجيبي المصري حدث عنه أبو سعيد بن
يونس وقال. يعرف وينكر " الميزان 174 / 1
(2) في الهندية. " عمرو بن سواد البرجي " وفى المخطوطة. " ابن سوادة السرجي " وهو
عمرو بن سواد السرحي أبو محمد المصري ينتهى نسبه، إلى عبد الله بن سعد بن أبي السرح توفى
245 ه‍ تهذيب التهذيب 45 / 8
(3) في المخطوطة " لقللت من العلم "
(4) في المخطوطة. " حرمة " وصحتها حرملة بن يحيى أبو حفص التجيبي - مولاهم - المصري
الفقيه صاحب الشافعي. روى مائة ألف حديث عن عبيد الله بن وهب. قال ابن معين. شيخ بمصر يقال
له حرملة أعلم الناس بابن وهب توفى 243 ه‍ التذكرة 63 / 2.
42

قال مالك بن أنس: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فنزع خاتمه من
إصبعه فألبسنيه.
حدثني أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبي بالفسطاط: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني
قال: حدثنا أصبغ بن الفرج عن الدراودي (1) قال: لما أحضر مالك ليضرب كنت أقرب
الخلق منه، فسمعته يقول كلما ضرب سوطا: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون، حتى فرغ
من ضربه.
حدثنا أحمد بن عبد الله الدارمي بأنطاكية: حدثنا بكر بن سهل: حدثنا عبد الله
بن يوسف قال: حدثني خلف بن عمر قال: كنت عند مالك فأتاه ابن أبي كثير قارئ
المدينة، فناوله رقعة فنظر فيها مالك ثم وضعها تحت مصلاه، ثم قام من عنده، فذهبت أقوم (2)
فقال: أثبت يا خلف، فناولني الرقعة فإذا فيها: رأيت الليلة في المنام كأنه يقال لي: هذا
رسول الله صلى الله - عليه وسلم - في المسجد، فأتيت المسجد فإذا ناحية من القبر قد
انفرجت، وإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، والناس يقولون يا رسول الله:
أعطنا، يا رسول الله من لنا (3)؟ فقال لهم: إني كنزت تحت المنبر كنزا وقد أمرت مالكا
أن يقسمه فيكم، فاذهبوا إلى مالك. قال: فانصرف الناس وبعضهم يقول لبعض:
ما ترون مالكا فاعلا، فقال بعضهم: ينفذ ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
قال: فرق مالك وبكى ثم قمت وتركته.
حدثنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1) في الهندية. * الداوودي * وهو عبد العزيز بن محمد بن عبيد الامام المحدث أبو محمد الجهني
- مولاهم - صدوق من علماء المدينة وغيره أقوى منه توفى 187 ه‍ له ترجمة في التذكرة وأخرى في
الميزان التذكرة 248 / 1 الميزان 634 / 2
(2) في الهندية. * وذهب القوم *
(3) في الهندية. * مر لنا *.
43

حدثنا ابن وهب: قال سمعت مالكا يقول. دخلت على أبى جعفر، فرأيت غير واحد
من بنى هاشم يقبل يده المرتين والثلاث ورزقني الله - عز وجل - العافية من ذلك، فلم
أقبل له يدا.
حدثنا سعيد بن هاشم بطبرية: حدثنا مؤمل بن إهاب: حدثنا أبو داود الطيالس،
قال: سمعت شعبة يقول: دخلت المدينة بعد موت نافع بسنة، فإذا لمالك حلقة.
سمعت أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبي بمصر يقول: سمعت أحمد بن عمرو بن
السرح يقول: سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول: سمعت مالك بن أنس يقول:
ما أحد ممن تعلمت منه العلم إلا صار إلى حتى سألني عن امر دينه.
حدثنا القاسم بن عيسى العطار بدمشق: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني:
حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا يحيى بن حسان قال: كنا عند وهيب بن خالد قال: حدثنا
مالك وابن جريج، فقلت لصاحبي: أكتب ابن جريج ودع مالكا. فسمعه وهيب
فقال: تقول اترك مالكا واكتب ابن جربح؟ ما بشرقها ولا بغربها آمن على الحديث
من مالك، وللعرض على مالك أثبت (1) من الحديث من غيره، ولقد حدثني شعبة أنه
دخل المدينة بعد موت نافع بسنة ولمالك حلقة.
حدثنا الحسن بن عثمان بن زياد: حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته (2) قال: سمعت
ابن مهدي يقول: أئمة الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان
بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام.

(1) في الهندية. (أتيت *
(2) في المخطوطة. * عبد الله بن عمر " وصوابها " عبد الرحمن * وهو بن محمد الأصبهاني حدث
عن ابن عينية وعبد الرحمن بن مهدي ثقة ينفرد ويغرب الميزان 579 / 2.
44

سمعت محمد بن زياد (1) التجيبي الفسطاط يقول: سمعت محمد بن رمح (2) يقول.
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله إن الناس قد اختلفوا علينا في الليث ومالك،
فبمن تأمرنا؟ قال: مالك. مالك ورث حديثي. قال أبو حاتم - رضي الله عنه -
يريد إبراهيم الخليلي أي ورث علمه.
حدثنا عمر بن سعيد بن سنان: حدثنا هارون الفروي (2): سمعت مصعبا يقول:
سأل هارون الرشيد مالك بن أنس - وهو في منزله ومعه بنوه - أن يقرأ عليهم،
فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان وإنما يقرأ على، فقال هارون: أخرج الناس
عنى حتى أنا أقرأ عليك؟ فقال: إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص، فأمر
معن بن عيسى فقرأ عليه.
حدثنا محمد بن زياد التجيبي بمصر: حدثنا محمد بن أبي طالب الأسواني: حدثنا
ابن أبي أويس قال: حضرت يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي يوما وهو يحدث (4)
في مجلسه ومعه خلق من الناس، وهو يقول: رأيت في هذه [الليلة] خيرا:
رأيت كأني في موضع نخل وبساتين وخضرة وقصور وأنهار تجرى فاعتمدت إلى قصر
رأيت أنها أفصلها وأحسنها، فلما دنوت (5) لأدخله إذ على بابه إنسان منعي من
الدخول، وقال: حتى أستأذن لك، فذهب، ثم أتى فأدخلني، فإذا بقصر لم ير

1 - في المخطوطة " ذيان " وقد وردت في الهندية بعد ذلك هكذا.
2 - في الهندية " محمد بن رصح " بالصاد وصوابها بالميم وهو محمد بن رمح بن المهاجرين المحرر التجيبي
- مولاهم أبو عبد الله المصري توفى 241 ه‍ تهذيب التهذيب 164 / 9
3 - هارون بن موسى الفروي بالفاء شيخ صدوق من شيوخ النسائي. ومصعب بن عبد الله
ابن مصعب بن ثابت ابن بيري عن مالك وجماعة توفى 236 ه‍ الميزان 120، 287 / 4
4 - في الهندية: يتحدث "
5 - في الهندية: " فلما هويت ".
45

الرائي (1) مثله حسنا، وإذا بمالك بن أنس جالس وسط القصر في حجره مصحف عليه
ثياب خضر أشب ما كان وأجمله فلما وقفت عليه سلمت، فقلت: يا أبا عبد الله أليس
قدمت؟ قال: بلى قلت: فيم صرت إلى هذا؟ قال: بفضل الله - عز وجل -
وتجاوزه وسعة رحمته، لا بعملي.
قال أبو حاتم - رضي الله عنه -: أما شعبة بن الحجاج فهو أكثر رحلة من
مالك في الحديث، وأكثر جولانا في طلب السنن، وأكثر تفتيشا في الأقطار
عن شمائل الاخبار، ولقد حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: سمعت حوثرة (2)
بن محمد يقول: سمعت حماد بن مسعدة (3) يقول: قلنا لابن عون (4): مالك لا تحدث
عن فلان وقد أدركته؟. قال: أمر أبو بسطام (5) بتركه - يعنى شعبة.
حدثنا محمد بن المسيب، حدثنا سهل بن صالح، حدثنا أبو داود، حدثنا
شعبة قال: قال لي سفيان الثوري: يا شعبة. أنت أمير المؤمنين في الحديث.
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت الدارمي يقول: سمعت النضر يقول:
كان سليمان بن المغيرة إذا ذكر شعبة قال. سيد المحدثين.

1 - في الهندية: " لم بر الرأي "
2 - حوثرة بن مد قديد المنقري أبو الأزهر البصري الوراق توفى 256 ه‍
تهذيب التهذيب 65 / 2
3 - في المخطوطة: حماد بن سعدة " وهو حماد بن سعدة التميمي ويقال التميمي البصري عن حميد
الطويل توفى 202 ه‍ تهذيب التهذيب 20 / 2
4 - ابن عون: عبد الله عون بن أرطبان يعد في الطبقة الرابعة ويعد شعبة في الخامسة توفى ابن عون
151 ه‍ وتوفى شعبة 160 ه‍ التذكرة 147 / 1
5 - أبو بسطام: هو شعبة بن الحجاج.
46

حدثنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدثنا محمد بن يحيى، قال: سمعت أبا قتيبة يقول:
قدمت الكوفة فأتيت سفيان الثوري، فقال: من أين أنت؟ فقلت: من أهل البصرة،
فقال: ما فعل أستاذنا شعبة؟
حدثنا محمد بن المنذر، حدثنا على بن سهل، حدثنا عفان، قال (1) حدثنا
حماد بن زيد قال: قال لنا أيوب: الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط
يقال له شعبة وهو فارس في الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه، قال حماد: فلما قدم
شعبة أخذنا عنه.
حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر. حدثنا عيسى بن شاذان، حدثنا مسدد،
حدثنا يحيى بن سعيد قال. ما رأيت أزهد من شعبة ولا أرحم بالمساكين من شعبة،
ولقد جاءه سليمان بن المغيرة فدفع إليه حماره.
سمعت محمد بن عبدك بن المهدى يقول: سمعت أحمد بن عبد الله الحداد يقول:
سمعت أبا الوليد الطيالس يقول: ما رأيت أحدا أسخى من شعبة، ولقد جاءه سليمان
بن المغيرة وكان ضعيف الحال فسأله فقال: والله ما عندي إلا حمار لتأخذنه، فأخذه
سليمان فباعه.
حدثنا محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا (محمد) بن منصور الطوسي، حدثنا حمزة
ابن زياد الطوسي قال: سمعت شعبة - وكان ألثغ، وكان قد يبس جلده على عظمه من
العبادة قال: والله لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة: حدثنا محمد بن عبد الرحمن،
حدثنا ابن قبزاد، قال: سمعت عبدان (2) يقول: سمعت أبي يقول: قومنا (3)
حمار شعبة وسرجه ولجامه وثيابه سبعة عشر درهما أو ثمانية عشر درهما.

1 - في الهندية: " حدثنا عفان بن حماد بن زيد " وهو خطأ واضح.
2 - عبدان بن يسار له ترجمة في الميزان مختصرة الميزان 685 / 2
3 - في المخطوطة " قيمة " بدل " قومنا ".
47

حدثني ابن زهير بتستر (1)، حدثنا عيسى بن شاذان، حدثنا مسلم بن إبراهيم
قال: كان صبيان الحي وفقراء الحي يسمون شعبة " بابا. بابا " من كثرة
ما كان يعطيهم (2).
حدثنا ابن المسيب (3)، حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا أبو زيد
قال: رأيت شعبة يصلى حتى تورم (4) قدماه.
" سمعت إبراهيم بن نصر العنبري يقول: سمعت محمد بن علي بن الحسن
ابن شقيق يقول: سمعت الحسن بن عيسى النيسابوري يقول: قال عبد الله بن
المبارك: كنت عند سفيان الثوري إذ جاءه موت شعبة، فقال سفيان:
مات الحديث).
حدثنا ابن زهير، حدثنا عيسى بن شاذان (5)، حدثنا موسى بن إسماعيل
قال: - وذكر سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد - فقال: لم يكن حماد يحسن
الصنيع إليه، وذكر من حاجته - قال: أتى شعبة فلم يجد عنده شيئا قال: خذ ذلك
الجذع (فاذهب) فبعه.
(حدثنا إبراهيم بن نصر، حدثنا محمد بن علي، حدثنا الحسن بن شقيق، حدثنا
عبدان بن عثمان عن أبيه قال. قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه ورداءه وإزاره سبعة
عشر درهما أو ثمانية عشر درهما).

1 - أحمد بن يحيى بن زهير وقد مر
2 - في الهندية: " من كثرة ما كان تعظيمهم
3 - ابن المسيب: هو الأرغياني الحافظ البارع الزاهد القدوة أبو عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق
بن عبد الله النيسابوري الاسفنجي توفى 315 ه‍ التذكرة 11 / 3
4 - في الهندية " ترم " وهما بمعنى.
5 - في الهندية: " حدثنا شاذان " وقد مر من قبل بتمامه.
48

قال أبو حاتم: وأما سفيان الثوري فإن محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا، قال
حدثنا الحسين الأعرابي قال: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري (1) يقول: كان
يحيى بن سعيد لا يقدم على الثوري وشعبة أحدا.
حدثنا عمر بن محمد الهمداني; حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول: حدثنا أبو خلدة (2) فقال له رجل: كان ثقة؟ فقال: كان صدوقا، وكان خيارا،
وكان مأمونا. الثقة (3) سفيان وشعبة.
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتنيس (4)، حدثنا أبو حاتم الرازي قال:
سمعت أبا بكر بن أبي شيبة (5) يقول: قلت ليحيى بن سعيد القطان: من أحفظ
من رأيت؟ قال: سفيان بن سعيد ثم شعبة ثم هشيم.
حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني بالقسطاط، حدثنا أحمد بن أبي عمران، قال:
سمعت على بن المدني: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما رأيت أحدا أحفظ
من سفيان الثوري، لو خالفه الناس جميعا لكان القول ما قال سفيان.
حدثنا محمد بن الليث الوراق بسرخس; حدثنا محمد بن مشكان، حدثنا عبد الرزاق،
قال ابن المبارك: كنت أقعد إلى سفيان الثوري، فيحدث فأقول: ما بقى من

1 - القواريري: إضافة من الخطية يرجع إلى ترجمته في التذكرة 24 / 2
2 - أبو خلدة: خالد بن دينار. وكان ثقة وله سن يعد في الطبقة الخامسة من البصريين الطبقات
الطبقات الكبرى 24 / 7
3 - في الهندية: (للثقة) وليس بشئ
4 - في الهندية: " حدثني ابن زهير حدثنا أبو حاتم " وقد مر أن ابن زهير حدث المؤلف في
" تستر " ومن المرجح أن لفظة " تنيسي " محرفة منها.
5 - في الهندية: " ابن أبي شعبة ".
49

علمه شئ إلا وقد سمعته. ثم أقعد مجلسا آخر فيحدث; فأقول، ما سمعت من علمه
شيئا.
حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، حدثنا نوح بن حبيب، قال:
سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني.
حدثنا إسحاق بن أحمد القطان بتستر (1)، حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، حدثنا
عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: الرجال ثلاث: ابن عباس في زمانه،
والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
حدثني محمد بن المنذر، حدثنا السرى بن يحيى قال: سمعت قبيصة (2) يقول: رأيت
زائدة (3) يعرض كتبه على سفيان الثوري، ثم التفت إلى رجل في المجلس فقال: مالك
لا تعرض كتبك على الجهابذة (كما) (4) نعرض؟
حدثنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة، حدثنا أحمد بن سنان قال. سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول: لما حدثنا سفيان عن حماد عن عمرو بن عطية (5) التيمي عن سلمان
قال: " إذا حككت جسدك " الحديث قلت لسفيان: هذا (عن حماد) عن ربعي عن
سلمان فقال: من يقول ذي؟ قلت: حدثنا حماد بن سلمة. قال: امضه. قلت: حدثنا شعبة
عن حماد بن ربعي. قال: امضه. قلت: حدثنا هشام الدستوائي عن ربعي. قال هشام؟
قلت نعم قال: فأطرق هنيهة ثم قال: امضه سمعت حمادا يحدثه عن عمرو بن عطية عن سلمان.

1 - في الهندية: " بتستر " وفى المخطوطة: بتنيس "
2 - قبيصة بن عقبة الكوفي صاحب الثوري حافظ ثقة مكثر توفى 215 ه‍
له ترجمة في التذكرة 339 / 1 وأخرى في الميزان 383 / 3
3 - زائدة بن قدامة الإمام الحجة أبو الصلت الثقفي توفى 161 ه‍ التذكرة 200 / 1
4 - في المخطوطة: " ألم تعرض "
5 - في المخطوطة " التميمي " مصحفا.
50

قال: فمكثت زمانا أحمل الخطأ على سفيان حتى نظرت في كتاب: غندر (1) عن شعبة،
فإذا هو حماد عن ربعي عن سلمان، قال شعبة وقد قال حماد مرة عن عمرو بن عطية عن
سلمان، فعلمت أن سفيان كان إذا حفظ الشئ لم يبال من خالفه.
حدثنا (عمر بن محمد) الهمداني، قال سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت سفيان بن
زياد يقول ليحيى بن سعيد في حديث أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي
عن علقمة (2) عن عبد الله: ختامه مسك: يا أبا سعيد خالفه أربعة. قال من؟ قال: زائدة،
وأبو الأحوص، وإسرائيل، وشريك (3). قال يحيى: لو كانوا أربعة آلاف مثل
هؤلاء لكان سفيان أثبت منهم. قال عمرو وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن
ابن مهدي عن هذا، فقال عبد الرحمن: هؤلاء أربعة قد اجتمعوا وسفيان أثبت منهم
والانصاف لا بأس به.
حدثني محمد بن المنذر، حدثنا ابن أبي خيثمة (4) عن علي بن المديني قال، قال يحيى
ابن سعيد: سفيان فوق مالك في كل شئ.
حدثنا إسحاق بن أحمد القطار بتستر، حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، حدثنا
إبراهيم بن أعين، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام، ولحيته حمراء صفراء، فقلت:
يا عبد الله فديتك ما صنعت (5)؟ قال أنا مع السفرة. فقلت: وما السفرة؟ قال:
الكرام البررة.

(1) في المخطوطة: (في كتاب عندي)
(2) علقمة بن قيس بن عبد الله فقيه العراق الإمام أبو شبل النخعي خال إبراهيم النخعي وعم الأسود
توفى 62 ه‍ التذكرة 45 / 1
(3) زائدة بن قدامة. وأبو الأحوص: سلام بن سليم الحنفي - مولاهم الكوفي - الحافظ.
وإسرائيل بن يونس. وشريك بن عبد الله القاضي أبو عبد الله النخعي.
(4) ابن أبي خيثمة: أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة الإمام أبو بكر الحافظ النسائي
ثم البغدادي صاحب التاريخ الكبير. توفى 279 ه‍. حرف اسمه في المخطوطة فجاء: " ابن أبي حثمة "
التذكرة 156 / 2
(5) في الهندية: " ما صنيع بك " وصوابها: ما صنع بك.
51

قال أبو حاتم - رحمه الله -: ثم أخذ عن هؤلاء بعدهم الرسم في الحديث والتنقير
عن الرجال والتفتيش عن الضعفاء والبحث عن أسباب النقل جماعة منهم: عبد الله بن
المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد
ابن إدريس المطلبي الشافعي في جماعة معهم إلا أن من أكثرهم تنقيرا عن شأن المحدثين،
وأتركهم للضعفاء والمتروكين حتى جعلوا هذا الشأن (1) صناعة لهم لم يتعدوها إلى غيرها
مع لزوم الدين والورع الشديد والنفقة في السنن رجلان! يحيى بن سعيد القطان،
وعبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا محمد بن أحمد المسندي بهراة، حدثنا محمد بن نصر الفراء قال: سمعت على
ابن المديني يقول; دخلت على امرأة عبد الرحمن بن مهدي - وكنت أزورها بعد
موته - فرأيت سوادا في القبلة. فقلت: ما هذا؟ فقالت: هذا موضع استراحة
عبد الرحمن، كان يصلى بالليل، فإذا غلبه النوم وضع جبهته على هذا الموضع.
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: سمعت محمد أبى صفوان الثقفي يقول:
سمعت على بن عبد الله يقول: والله لو أخذت فحلفت بين الركن والمقام لحلفت أنى لم
أر أحدا أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: قمنا من مجلس
هشيم فأخذ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا بيد فتى فأدخلوه مسجدا وكتبنا
عنه، وإذا الفتى عبد الرحمن بن مهدي.
أخبرنا محمد المسيب، حدثنا حفص بن عمر الربالي (2) قال: سمعت أبا الوليد (3)
يقول: ما رأيت أحدا كان أعلم بالحديث ولا بالرجال من يحيى بن سعيد.

(1) في الهندية: " حتى يجعله لهذا الشأن صناعة "
(2) في المخطوطة (الرمالي) مصحفا
(3) أبو الوليد: الطيالس هشام بن عبد الملك البصري الحافظ أحد الاعلام، ولد سنة 33 ه‍ وعاش
أربعا وتسعين سنة التذكرة 346 / 1.
52

أخبرنا عبد الله بن قحطبة (بفم الصلح) (1) قال: سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت شخصا أذكى من يحيى بن سعيد.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت (2) قال: سمعت جعفر بن أبان الحافظ
يقول: سألت أبا الوليد الطيالسي، عن خالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد القطان فقال:
يحيى كان أكبر منه كثيرا وأما خالد فكان ثقة وكان صاحب كتاب، فقال له رجل
كان عنده: ما كان بالبصرة بعد شعبة مثله؟ فقال: وكان شعبة يحسن ما كان يحسن يحيى
ابن سعيد، فقلت: من أكبر عندك: هو أو عبد الرحمن بن مهدي؟ فإن قوما يقدمون عبد الرحمن
عليه. فقال: ما ينصفون (3) هو أكبر من عبد الرحمن.
أخبرنا عبد الله بن قحطبة، قال سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري، يقول:
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لما قدم سفيان البصرة قال لي: يا عبد الرحمن جئني
بإنسان أذاكره، فأتيته بيحيى بن سعيد فذاكره، فلما خرج قال لي: يا عبد الرحمن قلت
لك جئني بإنسان فجئتني بشيطان.
أخبرني محمد بن الليثي الوراق السرخسي قال: سمعت عبد الله بن جعفر بن خاقان
يقول: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: كان يحيى بن سعيد القطان يختم القرآن كل
يوم وليلة، ويدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أحمد بن يوسف السلمي قال: كنت
أدخل على يحيى بن يحيى دهرا أرى كتابا عنده فيه، وسألته عن فلان (4) وسألته عن فلان
قال: فكنت أهابه أن أسأله، فقلت يوما: يا أبا زكريا من هذا الذي تسأل عنه
المشايخ؟ قال: فتى بالبصرة يقال له عبد الرحمن بن مهدي.

(1) تكررت في الهندية " نعم الصلح " وقد مر أنها فم الصلح مكان
(2) في الهندية: حدثنا مكحول " وهو البيروتي.
(3) في المخطوطة: " ما ينفقون "
(4) في الهندية: " كتابا عنده فيه رسالته عن فلان ومسألته ".
53

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عدي، قال: حدثنا أحمد بن علي المحرمي، حدثنا
حسين بن الحسن المروزي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ذاكرني أبو عوانة
بحديث، فقلت: ليس هذا من حديثك، فقال: لا تفعل يا أبا سعيد، هو عندي
مكتوب، قلت: فهاته. قال: يا سلامة هاتي الدرج، ففتش فلم يحد شيئا. فقال: من
أين أتيت (1) يا أبا سعيد؟ فقلت: هذا ذوكرت به وأنت شاب فعلق بقلبك، فظننت
أنك قد سمعت
أخبرنا محمد بن المسيب، حدثنا سهل بن صالح، قال. سمعت يزيد بن هارون
يقول: وقعت بين أسدين: عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان.
أخبرنا عبد الملك بن محمد، حدثنا عباس الدوري قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: قال: يزيد بن هارون عن رجيل قال يحيى فقلت: عن دجيل، فقال إنا لله
وقعنا.
قال أبو حاتم: ثم أخذ عن هؤلاء مسلك الحديث والاختبار، وانتقاء الرجال
في الآثر، حتى رحلوا في جمع السنن إلى الأمصار وفتشوا المدن والأقطار وأطلقوا على
المتروكين الجرح وعلى الضعفاء القدح، وبينوا كيفية أموال الثقات والمدلسين والأئمة
والمتروكين حتى صاروا يقتدى بهم في الآثار وأئمة يسلك مسلكهم في الاخبار جماعة
منهم: أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ويحيى معين وعلي بن عبد الله المديني، وأبو بكر
ابن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم الحنظلي، وعبيد الله بن عمر القواريري وزهير بن
حرب أو خيثمة في جماعة من أقرانهم، إلا أن من أورعهم في الدين وأكثرهم تفتيشا
على المتروكين وألزمهم لهذه الصناعة على دائم الأوقات منهم كان أحمد بن حنبل،
ويحيى بن معين، وعلي بن المديني رحمة الله عليهم أجمعين
أخبرنا محمد بن زياد الزبادي قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت

(1) في الهندية: " من أين أوتيت ".
54

القواريري يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: - وقام بين يديه أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين فقال: - يا عبيد الله. ما رأيت مثل هذين قط.
سمعت على بن أحمد الجرجاني بحلب يقول: سمعت حنبل بن إسحاق بن حنبل
يقول: سمعت عمى أحمد بن حنبل - رحمة الله عليه - يقول: أحفظنا للمطولات
الشاذكوني، وأعرفنا بالرجال يحيى بن معين، وأعلمنا بالعلل على بن المديني، وكأنه
أومأ إلى نفسه أنه أفقههم.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم (1) يقول:
كان على بن المديني إذا قدم بغداد جاء يحيى وأحمد وخلف والمعيطي والناس
يتناظرون، فإذا اختلفوا في شئ يتكلم فيه على.
سمعت الحسن بن عثمان بن زياد يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: سمعت
على بن المديني يقول: دار حديث الثقات على ستة: رجلان من البصرة ورجلان من
الكوفة ورجلان من الحجاز. فأما اللذان من البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير،
وأما اللذان بالكوفة فأبو إسحاق والأعمش، وأما اللذان بالحجاز فالزهري وعمرو بن
دينار. ثم صار حديث هؤلاء إلى اثنى عشرة منهم بالبصرة سعيد بن أبي عروبة وشعبة
ومعمر وهشام الدستوائي وجرير بن أبي حازم وحماد بن سلمة، وبالكوفة سفيان
الثوري وابن عيينة وإسرائيل بن يونس، وبالحجاز ابن جريج ومالك ومحمد بن إسحاق.
قال أبو زرعة: وصار حديث هؤلاء إلى يحيى بن معين.
أخبرنا الضحاك بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد الأصفري، حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: تلوموني على حب على بن المديني
وأنا أتعلم منه.

(1) في المخطوطة: " محمد بن عبد الرحمن " وصوابها محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير العدوى
العمرى مولاهم الفارس ثم البغدادي " صاعقة " توفى 255 ه‍ التذكرة 120 / 2.
55

أخبرنا محمد بن أسحق الثقفي، قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري - وقلت
له ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أقدم العراق وعلي بن المديني حي فأجالسه.
سمعت محمد بن أحمد المسندي القصار (1) يقول: سمعت محمد بن نصر الفراء
يقول: سمعت على بن المديني يقول: اتخذت (2) أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله
- عز وجل -، ومن يقوى على ما يقوى عليه أبو عبد الله.
أخبرنا عبد المالك بن محمد، حدثنا أحمد بن علي الابار، حدثنا مجاهد بن موسى قال:
قال يحيى بن معين كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، فأخرجنا به خبزا نضيجا.
سمعت هارون بن عيسى ببلد الموصل، قال سمعت عباس بن محمد يقول: رأيت
أحمد بن حنبل بين يدي يحيى ين معين جائيا وهو يقول: يا أبا زكريا ما تقول
في فلان؟.
أخبرنا محمد بن جعفر الهمداني بصور، حدثنا على بن سعيد الأنصاري قال: مات
يحيى بن معين في مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحمل على نعش رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فرأيتهم ينادون: معاشر الناس. هذا ذاب الكذب عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا عاما.
أخبرنا إبراهيم بن عبد الواحد البغدادي قال: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي
يقول: سمعت حبيش بن مبشر يقول: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي وزوجني ثلاثمائة حوراء وعمل لي سماطا وأقعدني بين الناس. (3) وقال لي:

(1) في المخطوطة: " محمد بن أحمد السندي العطار "
(2) في الهندية: (أتحدث)
(3) في المخطوطة: " بين البابين ".
56

يا يحيى تمن على ما شئت. قال: قلت: فمن أوثق الناس؟ قال: شعبة وسفيان وزائدة
شئ عجب مرتين أو ثلاثا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة، حدثنا محمد بن الحسن السلمي
قال سمعت طالوت بن لقمان يقول: سمعت أبا يحيى السمسار البغدادي يقول: رأيت أحمد بن حنبل - رحمه الله
- في المنام وعلى رأسه تاج مرصع بالجوهر وإذا هو
(يخطر خطرة) (1) لم أعرفها له في دار الدنيا، فقلت له: يا أبا عبد الله ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي وأدناني من نفسه. وتوجني بهذا التاج، وقال: هذا لك بقولك القرآن
كلام الله غير مخلوق، قلت: فما هذه الخطرة التي لم أعرفها لك في الدنيا؟ قال:
هذه مشية الحدام في دار السلام.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن البلخي بجرجان، حدثنا العباس بن محمد الخلال
حدثنا إبراهيم بن شماس قال: سمعت وكيع بن الجراح وحفص بن غياث يقولان: ما قدم
الكوفة مثل ذلك الفتى: يعنيان أحمد بن حنبل
أخبرني محمد بن الليث الوراق قال: سمعت محمد بن مشكان يقول: قال
عبد الرزاق: ما قدم على أحد كان يشبه أحمد بن حنبل رحمه الله.
قال أبو حاتم: ثم أخذ عن هؤلاء مسلك الانتقاد في الاخبار وانتقاء الرجال في
الآثار جماعة منهم: محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي
وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي، ومحمد بن إسماعيل الجعفي
البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في
جماعة من أقرانهم أمعنوا في الحفظ، وأكثروا في الكتابة، وأفرطوا في الرحلة،

(1) في المخطوطة: (يخطو خطوة) وخطر الرجل: اهتز في مشيته وتختر.
57

وواظبوا (1) على السنة والمذاكرة والتصنيف والمدارسة، حتى أخذ عنهم من نشأ بعدهم من
شيوخنا هذا المذهب، وسلكوا هذا المسلك، حتى أن أحدهم لو سئل عن عدد الأحرف
في السنن لكل سنة منها عدها عدا، ولو زيد فيها ألف أو واو لاخرجها طوعا (2)
ولأظهرها ديانة، ولولاهم لدرست الآثار واضمحلت الاخبار، وعلا أهل الضلالة
والهوى، وارتفع أهل البدع والعلماء، فهم لأهل البدع قامعون بالسنن شأنهم دامغون (3)
حتى إذا قال وكيع بن الجراح: حدثنا النضر عن عكرمة: ميزوا حديث النضر بن عربي
من النضر الخزاز (4)، أحدهما ضعيف والآخر ثقة، وقد رويا جميعا عن عكرمة وروى
وكيع عنهما، وحتى إذا قال حفص بن غياث: حدثنا أشعت عن الحسن ميزوا حديث
أشعت بن عبد الملك من أشعث بن سوار (5)، وأحدهما ثقة والآخر ضعيف وقد رويا
جميعا عن الحسن وروى عنهما حفص بن غياث، وحتى إذا قال عبد الرزاق: حدثنا
عبيد الله عن نافع وعبد الله عن نافع (6)، ميزوا حديث هذا من حديث ذاك، لان أحدهما

(1) في الهندية: (واضبوا) بالضاد
(2) في الهندية (طلوعا) بدل طوعا
(3) في الهندية (جامعون) بدل دامغون
(4) النضر بن عدي أبو روح العامري الجزري. وثقه ابن معين وابن نمير وأبو زرعة وقال أحمد
والنسائي: ليس به بأس وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ليس بذاك وضعفه محمد بن سعد.
والنضر بن عبد الرحمن أبو عمرو الخزاز: ضعفه أحمد والدارقطني وقال البخاري: ضعيف ذاهب
الحديث وقال أبو داود: أحاديثه بواطيل. وقال النسائي: متروك وقال ابن عدي: يكتب حديثه
مع ضعفه. الميزان 260، 261 / 4
(5) أشعت بن عبد الملك الحمراني البصري ترجم له الذهبي في الميزان واعتذر عن ذلك وقال: إنه ما ذكر
في حقه شيئا يدل على تليينه بوجه وما ذكره أحد في كتب الضعفاء.
وأشعث بن سوار الكوفي الكندي النجار التوابيتي الأفرق: ضعفه النسائي والدارقطني ولينه
أبو زرعة وروى عن يحيى توثيقه واختلفت أقوال العلماء فيه على هذا النحو
الميزان 263، 266 / 1
(6) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب الامام الحافظ الثبت مجمع على توثيقه
عده في الخلاصة من الفقهاء السبعة وهو عند أحمد أثبت المحدثين عن نافع وأخوه عبد الله صدوق في
حفظه شئ. قال ابن معين: ليس به بأس يكتب حديثه وسئل عنه عن نافع فقال: صالح ثقة وقال
الفلاس: كان يحيى القطان لا يحدث عنه وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى وضعفه ابن المديني وقال ابن
حبان: كان ممن غلب عليه الصلاح والعبادة حتى غفل عن حفظ الآثار وجودة الحفظ للآثار فلما كثر
خطؤه استحق الترك. التذكرة 151 / 1 الميزان 465 / 2.
58

ثقة والآخر ضعيف. فإن أسقط من اسم عبيد الله (يا) علموا أنه من حديث عبد الله
بن عمر، وإذا زيد في اسم عبد الله (يا) قالوا هذا من حديث عبيد الله بن عمر، حتى خلصوا
الصحيح من السقيم. وإذا قال ابن عدي: حدثنا شعبة عن قتادة وحدثنا سعيد عن
قتادة (1)، فإذا التزق طرف الدال في بعض الكتب حتى يصير سعيد شعبة خلصوه،
وقالوا: ليس هذا من حديث شعبة إنما هو لسعيد، وإن انفتح من الهاء فرجة حتى صار
شعبه سعيدا ميزوه، وقالوا ليس هذا من حديث سعيد، هذا من حديث شعبه. وإذا كان
الحديث عند ابن أبي عدى ويزيد من زريع وغندر (2) عن سعيد وشعبة جميعا عن قتادة
ميزوه حتى خلصوا ما عند يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة مما عند غندر عن شعبه
عن قتادة، لان سعيدا اختلط في آخر عمره فليس حديث المتأخرين عنه بمستقيم،
وشعبه إمام متقن ما اختلط ولا تغير. وإذا قال عبيد الله بن موسى حدثنا سفيان عن
منصور (3) وحدثنا شيبان عن منصور ميزوا بين ما انفرد الثوري عن منصور وبين ما
انفرد شيبان عن منصور حتى إذا صغرت الفاء من سفيان في الكتابة (4) واشتبهت
بشيبان ميزوا وقالوا: هذا من حديث سفيان لا شيبان. وإذا عظمت الياء من شيبان
حتى صدر شبيها بسفيان قالوا هذا من حديث شيبان لا سفيان، وميزوا بين ما روى عبيد الله

(1) ابن أبي عدى: الحافظ الثقة أبو عمرو محمد بن إبراهيم بن أبي عدى توفى 194 ه‍ وشعبه
هو ابن الحجاج وقتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز الحافظ توفى 118 ه‍ روى عنه مسعر وسعيد ابن أبي
عروبة وشعبة ومعمر وأمم سواهم. ويقال إن ابن أبي عروبة قد تغير حفظه قبل موته بعشر سنين.
التذكرة 115، 167 / 1
(2) غندر: الحافظ المتقن المجود أبو عبد الله محمد بن جعفر الهذلي - مولاهم - البصري لزم شعبة
فأكثر عنه جدا. توفى 193 ه‍ التذكرة 276 / 1
(3) في الهندية (فراس) بدل (منصور) ومنصور بن المعتمر روى عنه شعبة والسفيانان
تراجع التذكرة 134 / 1
(4) في الهندية: (ما انفرد شيبان عن فراس إذا صغر (ى) ألفا من سفيان في الكتبة.
واشتبهت شيبان ميزوا) وهو كلام غير واضح.
59

ابن موسى عن شيبان عن معمر (1) وبين ما روى عن سفيان عن معمر في أشباه هذا مما
يكثر ذكره.
ومن كانت همته في هذا الشأن، ومواظبته على هذه الصناعة بحسب ما ذكرت لم ينكر
لواحد منهم أن يجرح الضعيف ويقدح في الواهي من الرواة والمحدثين ومن لم يطلب العلم من
مظانه ولا دار في الحقيقة على أطرافه بعيبهم إذا قالوا: فلان ضعيف وفلان ليس بشئ
لجهلهم بصناعة لاخبار، وقلة معرفتهم بالطرق للآثار، ولو أنهم وثقوا لإصابة الحق علموا
أن السنة تصرح بإباحة ما ذهبوا إليه من الاطلاق على من صح عندهم الجرح والقدح.
ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال. أنبأنا أحمد أبى بكر الزهري عن
مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن
فاطمة بنت قيس (2) أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة وهو عائب بالشام فأرسل
إليها وكيله بشعير فسخطته فقال: والله مالك علينا من شئ، فجاءت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال لها ليس لك عليه نفقة، وأمرها
أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدى عند ابن أم
مكتوم فإنه رجل أعمى (تضعين ثيابك عنده) فإذا حللت فآذنيني. قالت: فلما حللت
ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم (بن هشام) خطباني فقال: رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك

(1) في الهندية: (جابر) بدل (معمر) وهو إن صح: أبو الشعثاء جابر بن زيد أما معمر فهو
ابن راشد الإمام أبو عروة.
(2) الحديث أخرجه مالك في الموطأ وسلم وأبو داود والنسائي والزيادة التي بين قوسين من الوطأ
موطأ مالك بشرح الزرقاني 207 / 3 مختصر السنن 188 / 3.
60

لامال له انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهته ثم قال: انكحي أسامة بن زيد فنكحته
فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به ".
قال أبو حاتم: في هذا الخبر دليل على إجازة القدح في الضعفاء على سبيل الديانة
لا أن ينكب (1) عن الاحتجاج بأخبارهم لا على سبيل القدح فيهم، ولما (كان) ذكر النبي - صلى
الله عليه وسلم - في أبى جهم أنه لا يضع عصاه عن عاتقه، وفى معاوية أنه صعلوك لا مال
له عند مشورة استشير فيها كان ذكر مثله مما كان في الانسان مكنونا ما لو لم يبين
ذلك أحل حراما أو حرم حلالا: أجود، وإظهار مثله أولى، لا أنه يكون غيبة كما
زعم من اقتنع بالرأي المعكوس والقياس المنحوس.
ذكر خبر يدل على صحته
أخبرنا (محمد بن الحسن) بن قتيبة بعسقلان، حدثنا ابن أبي السرى، حدثنا
ابن أبي السرى، حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن الزهري قال: حدثني عروة
ابن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا (3)، فذكر الخبر وقلل فيه: فدعا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي
يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله
وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال! يا رسول الله. هم أهلك، ولا نعلم إلا خيرا،
وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية
تصدقك، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريرة فقال: يا بريرة هل رأيت

(1) في الهندية: " لا يتنكب عن الاحتجاج باخبارهم على سبيل القدح " إلخ
(2) في الهندية: " مما كان في الانسان مكتوبا ما لو لم يبين " إلخ
(3) يرجع إلى الخبر بطرقه وألفاظه في صحيح البخاري في كتاب الشهادات وكتاب المغازي وفى
تفسير سورة النور. صحيح البخاري بشرح فتح الباري 269 / 5، 341 / 7، 452 / 8.
61

شيئا يريبك من عائشة؟ فقالت بريرة: والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط
أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن
فتأكله، ثم ذكر باقي الخبر.
قال أبو حاتم: في سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا وأسامة وبريرة عما
يعلمون من أهله بيان واضح أنه عليه السلام لم يسألهم إلا وعليهم إخباره بما يعلمون منها،
وكذلك كل من علم من راوي خبر لا يبلغ مقداره في الدين قدر عائشة ولا محله من النبي
- صلى الله عليه وسلم - محلها شئ يهي (1) الخبر به أو يبطل الخبر بذكره واجب
عليه أن يخبر من لا يعلم ذلك فلا يكتمه لئلا يتقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل. وأي
مرتبة من مراتب الدين أجل من نصرة الاسلام بذب الكذب عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
يا لها من مرتبة ما أجلها وحالة ما أشرفها، وإن جحدها (2) الجاهلون.
ذكر أنواع جرح الضعفاء
قال أبو حاتم رحمه الله: فأما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعا، يجب على
كل منتحل للسنن طالب لها باحث عنها أن يعرفها لئلا يطلق عل كل إنسان إلا ما فيه،
ولا يقول عليه فوق ما يعلم منه.
النوع الأول
فأما النوع الأول من أنواع الجرح في الضعفاء: فهم الزنادقة الذين كانوا يعتقدون
الزندقة والكفر ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن ويتشبهون بأهل العلم،
ويضعون (3) الحديث على العلماء: ويروون عنهم ليوقعوا الشك والريب في قلوبهم، فهم

(1) في الهندية. * نهى الخبر * وهو تصحيف واضح
(2) في الهندية. * جهلها الجاهلون *
(3) في الهندية: " ويمنعون الحديث ".
62

يضلون ويصلون، فيسمع الثقات منهم ما يروون، ويؤدونها إلى من بعدهم، فوقعت في
أيدي الناس حتى تداولوها بينهم.
أخبرنا عبد الملك بن محمد عن عمار بن رجاء عن سليمان بن حرب قال: قال ابن
لهيعة: دخلت على شيخ وهو يبكى فقلت له ما يبكيك؟ قال: وضعت أربعمائة حديث
أدخلتها في " بارنامج " الناس، فلا أدرى كيف أصنع.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت (1) حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي،
حدثنا أبو نعيم، حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال: قال إبراهيم النخعي: إياكم
والمغيرة بن سعيد وأيا عبد الرحيم (2) فإنهما كذابان.
سمعت مكحولا يقول: سمعت جعفر بن أبان الحافظ يقول: سمعت ابن نمير يقول:
مغيرة بن سعيد هذا كان ساحرا مشعوذا، وأما بيان (3) فكان زنديقا قتلهما خالد بن
عبد الله القسري وأحرقهما بالنار.
أخيرنا ابن المسيب حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير
قال: سمعت الليث ابن سعد يقول: قدم علينا شيخ من الإسكندرية يروى عن نافع
- ونافع يومئذ حي - قال فأتيناه فكتبنا عنه فنداقين (4) عن نافع، فلما خرج الشيخ

(1) في الهندية: " حدثنا مكحول " وفى المخطوط " يسروت " وهو الحافظ المحدث أبو عبد الرحمن
محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي ومن المرجح أن كلمة " يسروت " أصلها " بيروت "
فصحفت. تراجع التذكرة 33 / 3
(2) المغيرة بن سعيد البجلي أو عبد الله الكوفي الرافضي الكذاب ترجم له في الميزان ونقل الخبر
الذي أورده وابن حيان ولم يشهد له أحد بخير في الترجمة. وأبو عبد الرحيم كوفي زنديق.
يراجع الميزان 160، 547 / 4
(3) في المخطوطة: " أبان " وصوابها بيان وهو بيان بن سمعان الهندي من بنى تميم زنديق ظهر
بالعراق بعد المائة وقال بالهيئة على الميزان 357 / 1
(4) الفنداق: بضم الفاء صحيفة الحساب.
63

أرسلنا بالفنداقين إلى نافع فما عرف منها حديثا واحد فقال أصحابه: ينبغي أن يكون
هذا من الشياطين الذين حسبوا.
النوع الثاني
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من استفزه الشيطان حتى كان يضع الحديث على
الشيوخ الثقات في الحث على الخير وذكر الفضائل. والزجر عن المعاصي والعقوبات عليها.
متوهمين أن ذلك الفعل مما يؤجرون عليه، يتأولون قول النبي (صلى الله عليه وسلم) " من كذب
على متعمدا " ما حدثني أحمد بن محمد الجواربي بواسط. حدثنا على بن عبد الرحمن
بن المغيرة، قال سمعت أبا صالح يقول: سمعت بقية يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول
في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) " من كذب على متعمدا " إن قال: النبي ساحر أو شاعر أو كاهن.
سمعت عبد الله بن جابر بطرسوس يقول: سمعت جعفر بن محمد الأزدي يقول:
سمعت محمد بن عيسى بن الطباع (1) يقول سمعت ابن مهدي يقول: لميسيرة بن
عبد ربه (2): من أين جئت بهذه الأحاديث؟: من قرأ كذا فله كذا. قال:
وضعتها أرغب الناس فيها.
النوع الثالث
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يضع الحديث على الثقات وضعا استحلالا
وجرأة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى إن أحدهم كان عامة ليله يسهر في وضع الحديث كأبي

(1) في المخطوطة: " ابن الصباغ " وهو محمد بن عيسى بن الطباع الحافظ الكبير أبو جعفر البغدادي
توفى 224 ه‍ التذكرة 371 / 2
(2) في الهندية " يقول الميسرة بن عبد ربه " وفى المخطوطة: " يقول قلت البسيرة بن عبد ربه
وميسرة بن عبد ربه الفارسي البصري ترجم له في الميزان وأطال وضعفه الجميع وقد ثقل الذهبي الخبر على
أن ابن الطباع هو السائل لمسيرة الميزان 230 / 4.
64

البختري (1) وهب بن وهب القاضي وسليمان بن عمرو والنخعي والحسين بن علوان (2)
وإسحق بن نجيح الملطي وذويهم.
أخبرنا محمد بن زياد الزيادي، حدثنا ابن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث كذابين منهم: إسحاق بن نجيح الملطي،
وأبو داود النخعي، ومحمد بن زياد الجوزي (2) كان يضع الحديث، وكان لأبي داود
أب ثقة.
أخبرني محمد بن المنذر حدثنا محمد بن إدريس، كان أبو نعيم يوما جالسا، ورجل في
في ناحية المجلس يقول. حدثنا أبو نعيم. قال ابن جريج: فنظر إليه أبو نعيم وقال:
كذب الرجال ما سمعت من ابن جريج شيئا.
النوع الرابع
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يضع الحديث عند الحوادث يحدث للملوك
وغيرهم في الوقت دون الوقت من غير أن يجعلوا ذلك لهم صناعة ليتشوقوا بها مثل
النوع الثالث الذين ذكرناهم.

(1) العبارة في الهندية هكذا: " في وضع الحديث (منهم) كان أبو بكر البختري وهب بن وهب
القاضي " وكلمة " منهم * إضافة من المحقق لصح العبارة في تقديره.
والصواب كما في المخطوطة: وأبو البختري القرشي المدني وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله ابن
زمعة القاضي توفى 200 ه‍ والعلماء ما بين مكذب له وساكت عنه الميزان 353 / 4
(2) في الهدية: * الحسن * وهو الحسين بن علوان الكلبي عن الأعمش وهشام بن عروة لم يشهد
له أحد مخير في الميزان الميزان 542 / 1
(3) في المخطوطة * محمد بن زياد الجوزي * وفى الهندية: * محمد بن زياد * فقط وصاحب الميزان
ترجم له باسم محمد بن زياد العسكري الميموني الطحان: يروى عن ميمون بن مهران وغيره أجمع الكل على
تكذيبه الميزان 252 / 3.
65

فأما هذا النوع فهو كغياث بن إبراهيم حيث أدخل على المهدى، وكان المهدى
يشترى الحمام ويشتهيها كثيرا ويلعب بها، فلما دخل غياث على المهدى إذا قدامه حمام،
فقيل له: حدث أمير المؤمنين، فقال حدثنا فلان عن فلان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: لاسبق إلا في
نصل أو خف أو حافر أو جناح " فأمر له المهدى ببدرة (1). فلما قام قال. أشهد على
فقال إنه قفا كذاب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم قال المهدى: أنا حملته على ذلك، ثم
أمر بذبح الحمام ورفض ما كان (فيه) منه
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عدي، حدثنا عمار بن رجاء حدثنا عبيد بن إسحاق
العطار حدثنا سيف بن عمر قال: كنا عند سعد بن ظريف (2) الاسكاف، فجاء ابنه
يبكى، فقال: مالك؟ قال: ضربني المعلم، فقال: أما والله لأخزينهم: حدثني عكرمة
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معلمو صبيانكم شراركم أقلهم رحمة
ليتيم وأغلظهم على المسكين.
أخبرنا الضحاك بن هارون بجند يسابور حدثنا الأصغري، حدثنا المعيطي قال:
حدثنا إبراهيم؟؟؟؟ عن رجل أعطى الغزل إلى الحائك فنسج له وفضل منه خيوط
فقال صاحب الثوب: هو لي وقال النساج: هو لي، فالخيوط لمن؟ فقال إبراهيم
حدثني ابن جريج عن عطاء إن كان صاحب الثوب أعطاه الأردهالج (3) فالخيوط له
وإلا فهو للحائك.

(1) في الهدية * ببلزة * وفى المخطوطة: " ببردة * وهما محرفان عن * ببدرة * والبدرة: كيس
فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار.
(2) في المخطوطة " سيف بن طريف * وصوابها * سعد * ترجم له في الميزان وأطال في ذكر
مناكيره الميزان 122 / 2
(3) هكذا بالنسختين. وقد ورد الخبر بعد ذلك في تعليقه على النسخة الهندية * الأردماع *.
66

النوع الخامس
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من؟؟ (1) وغلب عليه الصلاح والعبادة، وغفل (2)
عن الخط والتميز فإذا حدث رفع المرسل، وأسند الموقف، وقلب الأسانيد، وجعل كلام
الحسن عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وما شبه هذا، حتى خرج عن حسد الاحتجاج به،
كأبان بن أبي عباس، ويزيد الرقاش (3) وذويهما (4).
حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال سمعت يحيى بن
سعيد القطان يقول: لم نجد الصالحين أكذب منهم في الحديث.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدثنا ابن قهزاد، قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني
يقول: سمعت بن المبارك يقول: لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله بن
محرر (5) لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلى منه
حدثني محمد بن المنذر، حدثنا عثمان بن سعيد، قال: سمعت عمرو الناقد (6) يقول:
سمعت وكيعا يقول وسأله رجل فقال: يا أبا سفيان تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي
عن الشعبي في رجل حج ثم حج؟ قال: من يرويه؟ قلت: وهب بن إسماعيل. قال:
ذاك رجل صالح وللحديث رجال.

(1) في الهندية: * ومنهم من كتب.
(2) في الهندية: * وعقل عن الحفظ * وتصحيفها واضح
(3) يزيد الرقاشي: هو يزيد بن أبان الرقاشي البصري أبو عمرو الزاهد العابد عن أنس وغنيم بن
قيس والحسن وعنه حماد بن سلمة ومعتمر بن سليمان وجماعة ترجم له في الميزان 418 / 4
(4) في الهندية: * ودونهما * وقد تكررت هكذا في كل موضع وردت فيه.
(5) في الهندية: * ابن محرز * بالزاي وهو عبد الله بن المحرر الجرري. نقل الذهبي أقوال العلماء
فيه وقد أجمعوا على تركه. كما نقل قول ابن المبارك الذي أورده المصنف
الميزان 500 / 2
(6) في المخطوطة: * الباقر * وصوابها * الناقد * وهو الحافظ الكبير أبو عثمان عمرو بن محمد
ابن بكير بن شايور البغدادي نزيل الرقة توفى 232 ه‍ التذكرة 29 / 2.
67

النوع السادس
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم جماعة ثقات اختلطوا في أواخر أعمارهم حتى لم
يكونوا يعقلون ما يحدثون فأجابوا فيما سئلوا، وحدثوا كيف شاءوا، فاختلط حديثهم
(الصحيح بحديثهم) (1) السقيم، فلم يتميز فاستحقوا الترك.
أخبرنا مكحول ببيروت (2) حدثنا أبو الحسين الرهاوي حدثنا مؤمل بن الفضل
قال [سألت] عيسى بن يونس عن ليث بن أبي سليم (3) فقال: قد رأيته وكان
قد اختلط، وكنت ربما مررت به ارتفاع النهار وهو على المنارة يؤذن.
أخبرني محمد بن صالح الحنبلي، حدثنا عبد الملك بن محمد قال: سمعت الحوضي (4)
يقول: دخلت على فلان أريد أن أسمع منه وقد اختلط فسمعته يقول: الأزد عريضة
ذبحوا شاة مريضة أطعموني فأبيت ضربوني فبكيت. فتركته ولم أسمع منه شيئا (5).
النوع السابع
قال أبو حاتم: ومنهم من كان يجيب عن كل شئ يسئل سواء كان ذلك من
حديثه أو من غير حديثه فلا يبالي أن يتلقن ما لقن، فإذا قيل له: هذا من حديثك،
حدث به من غير أن يحفظ.

(1) ما بين قوسين سقط من الهندية والكلمتان ضروريتان لفهم المراد
(2) في الخطية بسردت وقد رجحنا من قيل أن أصلها * ببيروت *
(3) في المخطوطة: * سليمان * وهو الليث بن أبي سليم الكوفي الليثي أحد العلماء والخبر أورده
في الميزان 420 / 3
(4) في المخطوطة: * الحوقي * وصوابها الحوض وهو الحافظ المجود أبو عمر حفص بن عمر بن
الحارث وفى 225 ه‍ التذكرة 366 / 4
(5) هذا الخبر أورده الذهبي في ترجمة سعيد بن أبي عروبة مع بعض تغيير في ألفاظه
الميزان 151 / 2.
68

فهذا وأحزابه لا يحتج بهم لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا نعم بن حماد، قال:
سمعت يحيى بن حسان يقول: جاء قوم ومعهم جزء فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة،
فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة، فقمت فجلست إلى ابن
لهيعة فقلت: أي شئ ذا الكتاب الذي حدثت به ليس ها هنا في الكتاب حديث من
حديثك، ولا سمعتها أنت قط؟ قال: ما أصنع بهم يجيئون (1) بكتاب فيقولون: هذا
من حديثك فأحدثهم به.
أخبرنا [عمر بن محمد] الهمداني، حدثنا عمرو بن علي (2) قال: سمعت يحيى بن سعيد
يقول: كنا عند شيخ من أهل مكة أنا وحفص بن غياث، وإذا أبو شيخ جارية (3)
ابن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث ويقول: حدثتك عائشة بنت طلحة
عن عائشة بكذا. فيقول: حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة بكذا. ثم يقول له:
وحدثك القاسم بن محمد بن عائشة بكذا، فيقول: حدثنا القاسم عن عائشة بكذا،
ويقول: حدثك سعيد بن جبير عن ابن عباس بمثله، فيقول: حدثني سعيد بن جبير عن
ابن عباس، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، فقال: تحسدوني.
فقال له حفص: لا ولكن هذا كذب، فقلت ليحيى: من الرجل؟ فلم يسمه. فقلت له
يوما: يا أبا سعيد: لعل عندي عن هذا الشيخ ولا أعرفه قال: هو موسى بن دينار (1).

(1) في الهندية: * ما أصنع بهم بجون بكتاب *
(2) في الهندية: * عمر * وصوابها * عمرو * وتدمر.
(3) في الهندية * حارية " وصوابها. * جارية * كما في المخطوطة. وهو جاريه ابن هرم أبو شيخ
بصري هالك رآه على بن المديني وقال. كان رأسا في المقدر كتبنا عنه ثم تركنا.
وقد أورد الذهبي هذا الخبر وزاد فيه أن ذلك كان امتحانا من حفص لجارية
الميزان 385 / 1
(4) العيارة الأخيرة حرفت بعض ألفاظها وقد روجعت على مثيلتها في الميزان 86 / 1.
69

النوع الثامن
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يكذب ولا يعلم أنه يكذب إذ العلم لم يكن
من صناعته، ولا اغبر فيها قدمه، كما قال بعض أهل البصرة: كان بالعوقة (1) شيخ
عنده صحيفة عن حميد عن (2) أنس وكان مؤذنهم فلما مات قيل لي: إن في ذلك المسجد
شيخ يحدث بتلك الصحيفة عن حميد نفسه، قال: فأتيته فإذا شيخ عليه سجادة وأثر الخير
فيه بين، فقلت له: صحيفة حميد، فأخرجها إلى وإذا هي تلك الصحيفة نفسها، فقلت
اقرأ، فأخذ يقول: حدثنا حميد، حتى أتى على آخرها، فقلت له: أي موضع رأيت
حميدا؟ قال: لم أره، قلت: فكيف تحدث عمن لم تره؟ قال: وهذا لا يجوز؟ قلت:
لا. قال: كان في هذا المسجد شيخ يؤذن ويحدث بهذه الصحيفة، فلما مات ولوني
الاذان مكان وأعطوني الصحيفة وقالوا: (أذن كما كان يؤذن) وحدت كما كان
يحدث فأنا أؤذن كما كان يؤذن وأحدث كما كان يحدث.
أخبرني محمد بن المنذر، حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا مؤمل بن إهاب (3) عن
يزيد بن هارون، قال (كان) بواسط رجل يروى عن أنس بن مالك أحرفا ثم قيل إنه
أخرج كتابا عن أنس، فأتيناه فقلنا له: هل عندك سوى (4) تلك الأحرف؟ فقال:
نعم عندي كتاب عن أنس، فقلنا: أخرجه إلينا، فأخرجه إلينا فنظرنا فيه، فإذا هي

(1) في المخطوطة: " بالكوفة " والأقرب أن تكون " العوقة " كما في الهندية وهي محلة
بالبصرة.
(2) في الهندية: " حميد بن أنس "
(3) في المخطوطة: " مؤهل " وصوابها مؤمل وهو ابن إهاب العجلي الكوفي نزل الرملة. أحد
من رحل إلى عبد الرزاق وإلى يزيد بن هارون. شهد له أبو حاتم والنسائي وسئل عنه ابن معين فكأنه
ضعفه. الميزان 229 / 4
(4) في الهندية: " هل عندك شئ من تلك الأحرف؟ ".
70

أحاديث شريك بن عبد الله النخعي، فجعل يقول: حدثنا أنس بن مالك، فقلنا له:
هذه أحاديث شريك، فقال: صدقتم، حدثنا أنس بن مالك عن شريك، قال: فأفسد
علينا تلك الأحرف التي سمعناها منه، وقمنا عنه.
أخبرنا عبد الملك بن محمد (1) قال حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، حدثنا يحيى
ابن صالح، حدثنا إسماعيل بن عباس قال: كنت بالعراق فأتاني أهل الحديث، فقالوا
هذا رجل يحدث عن خالد بن معدان، قال: فأتيته، فقلت: أي سنة كتبت عن خالد
بن معدان، قال: سنة ثلاث عشرة، فقلت: أنت تزعم أنك سمعت من خالد بعد
موته بسبع. قال إسماعيل: مات خالد سنة ست ومائة (2).
النوع التاسع
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يحدث عن شيوخ لم يرهم بكتب صحاح،
فالكتب في نفسها صحيحة إلا أن سماعه عن أولئك الشيوخ لم يكن، ولا رآهم كأبي
صالح (3) صاحب الكلبي (4) والكلبي وذويهم.

(1) في الهندية: " أخبرنا عبد الملك بن محمد بن سليمان بن عبد الحميد "
(2) اختلف في السنة التي مات فيها خالد بن معدان ولكن لم يذكر أحد أنه عاش بعد عام 108 ه‍
تراجع التذكرة وهامشها 87 / 1
(3) أبو صالح الكلى هو باذام مولى أم هاني بنت أبي طالب. ضعفه البخاري وقال النسائي:
ليس بثقة، وقال ابن معين: ليس به بأس وقال أيضا؟ إذا روى عنه الكلبي فليس بشئ، واختلفت
أقوال العلماء فيه على هذا النحو، وكان الشعبي يمر به فأخذ بأذنه فيهزها ويقول: ويلك تفسر القرآن
وأنت لاتحفظ القرآن!
يراجع الميزان 296 / 1 والطبقات الكبرى 222 / 5
(4) الكلبي: محمد بن السائب أبو النضر الكوفي المفسر النسابة الاخباري روى عن الشعبي وجماعة
وعنه ابن هشام وجماعته.
أقوال العلماء فيه لا تتمهد له بخير قال ابن حبان: مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من
أن يحتاج إلى الاغراق في وصفه.
يروى عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع الكلبي من أبى
صالح إلا الحرف بعد الحرف فلما احتج إليه أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها. لا يحل ذكره في الكتب
فكيف الاحتجاج به الميزان 556 / 3.
71

أخبرنا عبد الملك بن محمد، حدثنا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين
يقول: كان شيخ عند درب أبى الطيب يروى عن الأوزاعي يقول: حدثنا أبو عمرو
- رحمه الله - (فذهبنا إليه فقعدنا يوما في الشمس) فذهبنا ننظر، فإذا في أعلى
الصحيفة حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة (1)، فطرحنا صحيفته وتركناها. وكان
كنيته أبو قتادة وليس هو أبو قتادة الحراني (2).
أخبرني محمد بن المنذر، حدثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية قال: سمعت عفان يقول:
كان بالبصرة بالعوقة شيخ يحدث عن قتادة، فكتبنا عنه، ثم سألناه: كيف كان
إقبال قتادة عليك؟ فقال: ما سمعت من قتادة شيئا، فقلنا هو الذي حدثتنا، قال:
هذا شئ أرجو أن ينفعكم الله تعالى به قال: فجعل يحثنا على البقية أن نكتب عنه،
وجعلنا فتعجب منه.
أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا بعض أصحابنا عن
؟؟، قال: كان عندنا شيخ بالبصرة وعنده عن سعيد الحريري (3): حدثنا سعيد
الحريري، فقلنا: إنما هو سيعد الجريري فقال: نعم رأيت جراره التي كان يبيعها.
قال أبو حاتم: كذب إنما هو قبيلة من جرير بن عباد.
حدثنا محمد بن سعيد القزاز، حدثنا إبراهيم بن يزيد عن أحمد بن إسحاق الحضرمي
قال: كان ها هنا بالبصرة شيخ يروى عن أنس بن مالك، فلما أتى عليه أيام تخطى إلى

(1) في الهندية: " ابن سماعه " وفى المخطوطة: " ابن شجاعة "
(2) في الهندية: " أبو قتادة البحراني " وصوابها (الحراني): عبد الله بن وافد مات سنة
210 ه‍ أكثر أقوال العلماء لا تشهد له. ترجم له في الميزان وأطال فليرجع إليه من شاء
التوسع 517 / 2
(3) في الهندية: (الجيريري) وهو الحافظ الحجة أبو مسعود سعيد بن إياس البصري الجريري
بالجيم مات سنة 144 ه‍ التذكرة 146 / 1.
72

أبى برزة (1) الأسلمي. فقال أخي يعقوب (بن إسحاق): مر بنا إلى هذا الشيخ حتى
أجربه أصادق هو أم كاذب فيما يقول. فجاءه يعقوب، فقال له: يا شيخ. رأيت أنس
ابن مالك؟ قال: نعم. قال: رأيت أبا برزة الأسلمي؟ قال: نعم. قال: رأيت علقمة
ابن قيس؟ قال الشيخ: صاحب أبى مسعود؟ فقال له: نعم. فقال الشيخ: نعم وأبوه
قيس أيضا رأيته. قال: فقال يعقوب: قم بنا عن هذا الشيخ فإنه كذاب.
أخبرنا عبد الملك قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حجاج بن محمد (2) يقول: أتينا مرة
شيخا فأخرج إلينا كتبا، فأخذنا منها وتركنا كتابا، فقال: لأي شئ تركتم هذا؟
هذا اشتريته بأكثر مما اشتريت هذا.
النوع العاشر
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يقلب الاخبار، ويسوي الأسانيد كخبر
مشهور عن صالح (2) يجعله عن نافع وآخر لمالك يجعله عن عبيد الله بن عمر ونحو هذا.
كإسماعيل بن عبيد الله التيمي وموسى بن محمد البلقاوي، وعمر بن راشد الساحلي (4)
وذويهم. وقد رأينا في عصرنا جماعة مثلهم يسرون الأحاديث سنذكرهم في
هذا الكتاب.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا محمد بن يحيى، قال: سمعت نعيم بن حماد

(1) في المخطوطة مرة: " أبو فوز " ومرة " أبو زرعة " وإنما هو أبو برزة الأسلمي نضلة
بن عبيد.
(2) في الهندية: " أخبرنا عبد الملك بن محمد، حدثنا يوسف بن مسلم قال: سمعت حجاج بن محمد "
وقد سقطت بعض الكلمات من العبارة في سياق الخبر.
(3) في الهندية: " عن سالم " (4) هو عمر بن راشد الجاري نسبة إلى الجار ساحل المدينة.
يراجع بشأنه تهذيب التهذيب 446 / 4.
73

يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قلت لشعبة: من الذي تترك الرواية عنه؟
قال: إذا أكثر عن المعروفين من الرواية مالا يعرف.
سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي (1) يقول: سمعت أحمد
بن حنبل يقول: توهمت أن بقية لا يحدث بالمناكير عن المشاهير، فعلمت من أبن أتى.
النوع الحادي عشر
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم جماعة رأوا شيوخا سمعوا منهم، ثم ذكروا عنهم
بعد موتهم بأحاديث لم يسمعوها منهم فحفظوها، فلما احتيج إليهم ظفروا عليها،
وحدثوا بها عن الشيوخ الذين رأوهم من غير تدليس عنهم. وقد رأينا ضرب هذا جماعة
من الشيوخ والكهول يفعلون نحو هذا سنذكرهم فيما بعد إن شاء الله.
سمعت عبد الله بن جابر بطرسوس يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت
محمد بن عيسى بن الطباع يقول. قال أخي إسحاق بن عيسى: ذاكرت محمد بن جابر
ذات يوم بحديث شريك عن أبي إسحاق، فرأيته في كتابه قد ألحقه بين السطرين كتابا طريا.
أخبرنا محمد بن داود الرارسي، حدثنا محمد بن حميد عن جرير قال: قال لي محمد
؟ جابر: سألني أبو حنيفة (2) كتب حماد بن أبي سليمان فلم أعطه، فدس إلى ابنه حتى
خذها منى، فهو يرويها عن حماد.

(1) الترمذي الكبير الحافظ العلم أبو الحسن أحمد بن الحسن بن جنير الترمذي: حدث عنه البخاري
عيسى الترمذي. وابن خزيمة وغيرهم وكان من أصحاب أحمد بن حنبل
التذكرة 106 / 2
(2) أبو حاتم يحمل على أبي حنيفة شأنه في ذلك شأن بعض المحدثين وقد وعدنا باستيفاء هذا
نوع حقه عند التعليق على الجزء الثاني.
74

أنبأنا محمد المنذر قال. سمعت عباس يقول: قال يحيى بن معين: قال لي هشام
بن يوسف: جاءني مطرف بن مازن فقال: أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه
منك، فأعطيته فكتبها عنى (1)، ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه (2) وعن ابن جريج،
فقال لي هشام: انظر في حديثه فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث
مطرف بن مازن، فعارضت بها، فإذا هي مثلها سواء، فعلمت أنه كذاب.
النوع الثاني عشر
قال أبو حاتم: ومنهم من كتب الحديث ورحل فيه الا أن كتبه قد ذهبت، فلما
احتيج (3) إليه صار يحدث من كتب الناس من غير أن يحفظها كلها أو يكون له سماع
فيها كابن لهيعة وذويه.
حدثني محمد بن المنذر قال سمعت أحمد بن الواضح المصري يقول: كان محمد بن
خلاد الإسكندراني رجلا صالحا ثقة، ولم يكن فيه اختلاف حتى ذهبت كتبه، فقدم
علينا رجل يقال له أبو موس في حياة ابن بكير، فدفع (4) إليه نسخة ضمام بن إسماعيل
ونسخة يعقوب، فقال أليس قد سمعت النسختين؟ قال نعم، قال فحدثني بها قال: قد
ذهبت (5) كتبي ولا أحدث به. قال فما زال به هذا الرجل حتى خدعه وقال: النسخة
واحدة فحدث بها، فكل من سمع منه قديما قبل ذهاب كتبه فحديثه صحيح، ومن سمع
منه بعد ذلك فحديثه ليس بذاك.

(1) الهندية: " عنه " بدل " عنى "
(2) في الهندية: " ثم جعل يحدث بها عن ابن جريج "
(3) في الهندية: " احتج "
(4) في المخطوطة: " فذهب " بدل " فرفع "
(5) في الهندية: * قال: فذهبت كتبي ولا أحدث به * وهو تصحيف واضح.
75

سمعت محمد بن محمود النسائي يقول: سمعت على بن سعيد يقول: سمعت أحمد
بن حنبل - رحمه الله - يقول: من سمع من ابن لهيعة قديما فسماعه أصح، قدم علينا
ابن المبارك سنة تسع وسبعين ومائة قال: من سمع من ابن لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح
قلت له: سمعت من ابن المبارك؟ قال: لا.
قال أبو هاشم: هذا إذا ميز بين حديثه المعروف عنه الذي حدث من كتابه وبين
ما حدث بعد احتراق كتبه. وقد سيرت (1) حديثه من رواية العبادلة عن عبد الله بن
البارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرى وبين حديثه الذي حدث بعد احتراق
كتبه (2) فرأيت في القديم أشياء مدلسة، وأوهاما كثيرة تدل على قلة مبالاة كانت فيه قبل
احتراق كتبه، فلما حدث بما ليس من حديثه بعد احتراق كتبه استحق الترك.
(سمعت محمد إبراهيم العبدي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول): سمعت أحمد
بن محمد بن سعيد القيس يقول. لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد
من الغد (2) بألف دينار.
النوع الثالث عشر
قال أبو هاشم: منهم من كثر خطؤه وفحش، وكاد أن يقلب صوابه، فاستحق
الترك من أجله وإن كان ثقة (4) في نفسه صدوقا في روايته، لان العدل إذا ظهر عليه أكثر

(1) في الهندية: (وسيرت) وفى المخطوطة (وقد سيرت) بمعنى اختبرت وفحصت.
(2) في هذا الموضع من النسخة الهندية زيادة لم تر لها مكانا في السياق وهي: (فلما حدث بما ليس
من حديثه بعد احترق كتبه)
(3) في النسختين العبارة غير واضحة وهي في الهندية (بعث إليه الليث بن سعد كالغد ألف دينار)
وعلق عليها المحقق بقوله: كذا ولعله كالعد.
وقد حققنا العبارة بالرجوع إليها في ترجمة ابن لهيعة في تذكرة الحفاظ الذهبي 220 / 1
(4) في الهندية (قية) بين قوسين كأنها وهي علم لا تتفق مع السياق.
76

عن أمارات الجرح استحق الترك، كما أن من ظهر عليه أكثر علامات التعديل
استحق العدالة
أخبرنا محمد بن أسحق الثقفي، حدثنا محمد ابن يحيى قال سمعت نعيم بن حماد
يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قلت لشعبة: من الذي يترك الرواية عنه؟
قال إذا أكثر عن المعروفين من الرواية مالا يعرف أو أكثر الغلط.
أخبرنا إبراهيم بن عبد الواحد العنس بدمشق، حدثنا مضر بن محمد الأسوي
قال: (سألت) يحيى ابن معين عن إسماعيل بن عباس قال: إذا حدث عن الشاميين
فحديثه صحيح، وإذا حدث عن العراقيين أو المدنيين خلط ما شئت.
النوع الرابع عشر
قال أبو هاشم: ومنهم من امتحن بابن سوء أو وراق سوء كانوا يضعون له
لحديث، وقد أمن الشيخ ناصيتهم، فكانوا يقرأون عليه ويقولون له: هذا من حديثك
فيحدث به، فالشيخ في نفسه ثقة إلا أنه لا يجوز الاحتجاج بأخباره، ولا الرواية عنه.
لما خالط أخباره الصحيحة الأحاديث الموضوعة.
وجماعة من أهل المدينة امتحنوا: حبيب بن أبي حبيب الوراق، كان يدخل عليهم
الحديث، فمن سمع بقراءته (1) عليهم فسماعه لا شئ، وكذلك كان عبد الله بن ربيعة
القدامى بالمصيصة كان له ابن سوء (2) يدخل عليه الحديث عن مالك وإبراهيم بن سعد
وذويهم، وكان منهم سفيان بن وكيع بن الجراح وكان له وراق يقال له قرطمة (3) يدخل
عليه الحديث في جماعة مثل هؤلاء يكثر عددهم.

(1) في الهندية: (يقرأنه)
(2) في الهندية: (كان له بن سويد)
(3) في الهندية: (قرطمه) وفى لمخطوطة. (قرمطة).
77

أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ قال:
سألت ابن نمير عن قيس بن الربيع فقال: كان له ابن هوايته نظر أصحاب الحديث في
كتبه فأنكروا حديثه، وظنوا أن ابنه قد غيرها.
النوع الخامس عشر
قال أو هاشم: ومنهم من أدخل عليه شئ من الحديث وهو لا يدرى. فلما تبين
له لم يرجع عنه، وجعل يحدث به آنفا من للرجوع عما خرج عنه. وهذا لا يكون إلا من
قلة الديانة والمبالاة بما هو مجروح في فعله فإن سلم في أول وهلة. وهو لا يعلم بما يحث به،
ثم علم وحدث بعد العلم بما ليس من حديثه، وإن كان شيئا يسيرا؟؟ دخل؟ جملة المتروكين
لتعديه ما ليس له.
سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت أبا سيار - وكان خير الرجال -
يقول: سمعت أحمد بن حنبل - رحمه الله - يقول لقن غياث داود الأدري عن الشعبي
عن علي قال: لا يكون مهرا أقل من عشرة دراهم. فصار يحدث.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت أحمد بن واضح يقول: كان هانئ بن
المتوكل (1) لم يكن أول أمره يحدث بشئ من المناكير، إنما أدخلوا عليه بعدما
كبر الشيخ.
النوع السادس عشر
قال أبو حاتم: ومنهم من سبق لسانه، حتى حدث بالشئ الذي أخطأ فيه
وهو لا يعلم، ثم تبين له وعلم فلم يرجع عنه، وتمادى في رواياته ذلك الخطأ بعد

(1) هانئ بن المتوكل الإسكندراني أبو هاشم المالكي الفقيه. روى عن مالك وحياة ابن شريح
ومعاوية بن صالح. عمر دهرا طويلا لعله أزيد من مائة سنة ومات 242 ه‍
الميزان 291 / 4.
78

علمه أنه أخطأ فيه أول مرة، ومن كان هكذا كان كذابا (يعلم صحيح (1)) ومن
صح عليه الكذب استحق الترك.
أخبرنا الثقفي (2) حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت
ابن مهدي يقول: قلت لشعبة: من الذي يترك الرواية عنه؟ قال: إذا تمادى في غلط
مجمع عليه، ولم يتهم نفسه عند اجتماعهم على خلافة أو رجل يتهم بالكذب.
أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني قال: أنبأنا أبو داود الجستاني حدثنا
محمد بن عبيد الله موسى (3)، حدثنا عفان قال: سمعت شعبة يقول: لو قيل لعاصم بن
عبيد الله من من بنى مسجد البصرة لقوله: فلان عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (4)
النوع السابع عشر
قال أبو حاتم: ومنهم المعلن بالفسق والسنة وإن كان صدوقا في روايته لان الفاسق
لا يكون عدلا والعدل لا يكون مجروحا، ومن خرج عن حد العدالة لا يعتمد على صدقه،
وإن صدق في شئ بعينه في حاله من الأحوال إلا أن يظهر عليه ضد الجرح حتى يكون
أكثر أحواله طاعة الله عز وجل، فحينئذ يحتج بخبره، فأما قبل ظهور ذلك عنه فلا.
أنبأنا محمد بن سعيد القزاز، حدثنا محمد (بن عبد الله بن عبد الحكم المصري (5)،

(1) ما بين قوسين لم يرد في النسخة الهندية.
(2) في الهندية. (أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران مولى ثقيف) وفى الميزان محمد بن إسحاق
بن مهران ولم يرد في السياق أنه مولى ثقيف. الميزان 478 / 3
(3) من المرجح أنه محمد بن موسى الحرشي البصري من شيوخ الأئمة. صدوق ضعفه أبو داود.
وفى المخطوطة. " مجاهد " بدل محمد يراجع الميزان 50 / 4
(4) أورد الخبر في الميزان أوضح مما هنا. ثم لقال. حدثنا فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بناه " الميزان 354 / 1
(5) في المخطوطة. * القطوي * محرفة عن (المصري).
79

حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا معن، قال: سمعت مالكا يقول: أربعة لا يكتب
عنهم: رجل سفيه معروف بالسفه، وصاحب هوى داعية إلى هواه، ورجل صالح لا يدرى
ما يحدث، ورجل يكذب في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسائرهم يكتب عنهم.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين
يقول - وذكرت له شيخا كان يلزم ابن عيينة يقال له " ابن مبادر " (3) - كما قال
أعرفه كان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى يلسع الناس، وكان يصب المداد بالليل
في المواضع التي يتوضأ منها حتى تسود وجود الناس، ليس يروى عنه وفيه رجل فيه خير
النوع الثامن عشر
قال أبو حاتم: ومنهم المدلس عمن لم يره كالحجاج بن أرطاة وذويه، وكانوا
يحدثون عمن لم يروه ويدلسون حتى لا يعلم ذلك منهم.
سمعت محمد بن عمر بن سليمان يقول. سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: الحجاج
بن أرطاة لم يسمع من الزهري ولم يره.
أخبرنا أحمد بن سليمان قال: سمعت هشما (4) يقول: قال لي الحجاج بن أرطاة:
صف لي الزهري.
أخبرني محمد بن المنذر، حدثنا عمر بن شيبة، حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي، حدثنا
شعبة عن عمرو ابن أبي أوفى (4) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم

(1) في المحفوظة. (ابن مغاذر)
(2) في المخطوطة. (قشيم) والصواب هشيم بن بشير بن أبي حازم
التذكرة 229 / 1
(3) ابن أبي أوفى: عبد الله. وأبو أوفى اسمه علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي. وهما
صحابيان شهدا بيعة الرضوان تحت الشجرة.
والحديث أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود وابن ماجة.
وقد حرفت لفظة (بصدقهم) في النسختين فهي في الهندية يصدقهم (وفى المخطوطة)
(بعرفتهم).
الحديث عند أبي داود. (فأتاه أبى بصدقته فقال. اللهم صلى على آل أبي أوفى).
مختصر السنن 203 / 2؟؟ بشرح ثيل الأوطار 172 / 4.
80

بصدقتهم قال: اللهم صلى على آل فلان "، فحدثت به الحجاج بن أرطاة، فقال: هذا
أصل، ثم سمعته يحدث عن عمرو بن مرة فقلت: سمعته منه؟ فقال: إذا حدثتني به فلا أبالي
أن لا أسمعه.
سمعت مكحولا يقول: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت ابن نمير يقول: سمعت
أبا خالد الأحمر (1) يقول: قال لي الكلبي: قال لي عطية: كنيتك بأبي سعيد، فأنا
أقول: حدثني أبو سعيد (2).
أخبرنا محمد بن المسيب، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا أبو داود، حدثنا
شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: لم يلق الضحاك (3) ابن عباس إنما لقي سعيد بن جبير
بالري، فأخذ عنه التفسير.
[أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا راشد بن سعيد، حدثنا مسلم بن قتيبة عن شعبة قال:
قلت ليونس بن عبيد: سمع الحسن من أبي هريرة؟ قال لا، ولا كلمة. قلت: الضحاك سمع
من ابن عباس؟ قال: ما رآه قط.
النوع التاسع عشر
قال أبو حاتم: ومنهم المبتدع إذا كان داعية يدعو الناس إلى بدعته حتى صار

(1) في الهندية. (أبو خلدة الأحمر) وصوابها. أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان كوفي صاحب
حديث وحفظ، روى عن ليث وحجاج بن أرطاة وعنه أحمد وأبو كريب وخلق. قال أبن معين: صدوق
ليس بحجة. وقالوا: إنما أقي بسوء حفظه. وهو من رجال الكتب الستة بعد في الطبقة الخامسة من
الكوفيين. الميزان 200 / 2 الطبقات الكبرى 272 / 6
(2) يقول ذلك يوهم أنه أبو سعيد الخدري وقد نقل ذلك الذهبي في ترجمة عطية العوني الكوفي وهو
تابعي شهير ضعيف الميزان 79 / 3
(3) في الهندية. (لم يلق الصحاك عن ابن عباس) ولا مكان ل‍ (عن) في السياق.
81

إماما يقتدى به في بدعته ويرجع إليه في ضلالته، كغيلان، وعمرو بن عبيد، وجابر
الجعفي (1) وذويهم.
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن الصباح الدولابي، حدثنا إسماعيل بن زكريا عن
عاصم عن ابن سيرين قال: (كانوا) لا يسألون عن الاسناد حتى وقعت الفتنة. فسألوا عن الرجل
فإن كان من أهل السنة أخذوا حديثه. وإن كان من أهل البدعة فلا يؤخذ حديثه.
أخبرنا مكحول، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ، قال قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله
فنكتب عن المرجئ والقدري وغيرهما من أهل الأهواء؟ قال: نعم إذا لم يكن يدعو
إليه، ويكثر (2) الكلام فيه، فأما إذا كن داعيا فلا.
سمعت عبد الله بن علي الجبلي (3) بجبل على الدجلة يقول: سمعت محمد بن أحمد
الجنيد الدقاق يقول: سمعت عبدا بن يزيد المقرى يقول عن رجل من أهل البدع
رجع عن بدعته، جعل يقول: انظروا هذا الحديث ممن تأخذون، فإنا كنا إذا
رأينا رأيا جعلنا له حديثا.
سمعت بن المسيب يقول: سمعت ابن عبد الحكم يقول: سمعت الشافعي يقول:
سمعت ابن عيينة يقول: كنا يوما عند جابر الجعفي في بيت فتكلم بكلام نظرنا إلى السقف
فقلنا: الساعة يسقط علينا.
أخبرنا (محمد بن إسحاق) الثقفي، حدثنا الجوهري، حدثنا القواريري،

(1) غيلان بن أبي غيلان المقتول في القدر ضال مسكين حدث عنه يعقوب بن عتبة وهو غيلان
بن مسلم. عمرو بن عيد بن باب أبو عثمان البصري المعتزلي القدري مع زهد وتأله أطال الذهبي في ترجمته
بالميزان وأكثر ما نقله عنه لا يشهد له. وجابر بن يزيد ابن الحارث الجعفي الكوفي أحد علماء الشيعة
عن أبي الطفيل والشعبي وخلق وعنه شعبة وأبو عوانة وعدة شهد له سفيان وشعبة والشافعي ووكيع
وتركه يحيى القطان والنسائي وأكثر العلماء.
الميزان 279 / 1، 273، 388 / 3
(2) في الهندية. (ويكتب الكلام)
(3) جبل. بضم الباء المشددة وفتح الجيم.
82

حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الحارثي عن ابن عون عن ثابت قال: رأيت عمرو بن عبيد
في المنام في حجره مصحف، وهو يحك 1) منه شيئا، فقلت له: ما تصنع؟ قال: أثبت
مكانها خيرا منها.
سمعت القاسم بن محمد بن حمويه بالصافية يقول: سمت أحمد بن الخليل يقول: سمعت
أبا بكر بن عياش يقول: حدثنا عاصم قال: قال لي رجل: هل لك في رجل من الفقهاء؟
قلت: نعم، فانطلقت معه فأدخلت على شيخ كبير (قد) بهر (2) يكسر الكلام،
وحوله جماعة كأن على رؤوسهم الطير، فجلست معهم، فقال الشيخ: أشهد أن
" ألي بن أبي تالب " و " الهسن " و " الهسين " و " المهتار مبئوتون " قبل يوم القيامة
فيملئون الأرض " أدلا " كما ملئت جورا. (3) قال قلت: كم يمكثون في ذلك العدل سنة؟
قال: وإيش شنة، وإيش مائة شنة، وإيش ألف شنه. ثم قال لهم: أتشهدون؟
قالوا. نشهد أنك صادق. فقال لي: أتشهد؟ فقلت: أشهد أنك كاذب.
أخبرنا ابن المسيب، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، حدثنا (يحيى) بن حميد
الطويل عن عمرو بن النضر قال: مررت بعمرو بن عبيد، فجلست إليه، فذكر سيئا،
فقلت: ما هكذا يقول أصحابنا، قال: ومن أصحابك لا أبالك؟ قلت: أيوب ويونس
وابن عون والتيمي قال: أولئك أنجاس أرجاس أموات غير أحياء.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله البزار بالبصرة، حدثنا أبو كامل الجحدري،
حدثنا عمرو بن النضر بن عمرو قال: مررت بمسجد الأنصار فإذا عمرو بن عبيد جالس
قال: فقال لي: أي شئ مر بكم (4) البارحة في مجلس الحسن؟ قال: وأخبرته بمسألة

(1) في النسختين. (يحكى) وصوابها (يحك) كما في الميزان في ترجمة عمرو بن
عبيد 273 / 3.
(2) بهر: انقطع نفسه من الاعياء
(3) واضح أن الرجل أعجمي لا يستقيم لسانه بنطق الحروف العربية وقد وقع في النسخة الهندية
بعض تحريف في هذه العبارة
(4) في الهندية (من لكم).
83

مرت فأجاب فيها. قال. فقلت: هكذا قال أصحابنا. قال: ومن أصحابكم؟ قال:
قلت له: أيوب ويونس وهشام. قال: أولئك أنجاس أرجاس أطفاس أموات غير أحياء
وما يشعرون.
قال أبو حاتم: هذا يقول لهؤلاء وهم أئمة العلم ومصابيح الدين، وسرج الاسلام
ومنار الهدى، ولم يكن على أديم الأرض في زمانهم أربعة تشبههم في الدين والفقه والحفظ
والصلابة في السنة، والبغض لأهل البدع مع التقشف الشديد والجهد في العبادة
والورع الخفي.
أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا على بن مسلم، حدثنا أبو داود قال: سمعت
شعبة يقول: ما رأيت مثل أيوب ولا يونس ولا ابن عون قط.
حدثنا محمد بن أحمد الزيادي (1) بنا قال: سمعت على بن حجر يقول: حدثنا
جرير عن رقية (2) قال: رأيت رب العزة - تبارك وتعالى - في المنام قال: وعزتي
لأكرمن مثوى سليمان التيمي.
أخبرنا محمد بن يعقوب بالأهواز، حدثنا معمر بن سهل (3) حدثنا المنهال بن بحر
قال سمعت شعبة يقول: أنظروا عمن تكتبون، اكتبوا عن قرة بن خالد، وسليمان
بن المغيرة، والأسود بن شيبان وابن عون. ووالله لو وددت أنى قدرت أن آخذ لابن عون
كل يوم بالركاب. (4)

(1) في المخطوطة (الرياني)
(2) في المخطوطة (ريشة)
(3) في المخطوطة (حدثنا معمر بن إبراهيم بن الربيع)
(4) في الهندية (بالبركات).
84

النوع العشرون
قال أبو حاتم: ومنهم القصاص والسؤال الذين كانوا يضعون الحديث في قصصهم
ويروونها عن الثقات، فكان يحمل المستمع منهم الشئ بعد الشئ على حسب التعجب
فوقع في أيدي الناس وتداولوا فيما بينهم وأخبرنا إبراهيم بن عبد الواحد المعصوب (1)
ببلد الموصل، قال سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: صلى أحمد بن حنبل ويحيى
ابن معين في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى
ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب
وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى
إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة. قال:
فسكتوا جميعا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطاعه (2)، ثم قعد ينظر بقيتها، فقال له يحيى
ابن معين بيده: أن تعال، فجاء متوهما لنوال غيره فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث
فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل. ما سمعنا بهذا
قط في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا، فقال له بأنت يحيى
بن معين؟ قال: نعم قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلا الساعة. فقال
له يحيى: وكيف علمت أنى أحمق؟ قال: كأن ليس في الدنيا يحيى وأحمد غيركما.
كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا. قال: فوضع أحمد بن حنبل كمه على وجهه
وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بها.
(قال أبو حاتم: وقد دخلت تاجران (3) - مدينة بين الرقة وحران - فحضرت

(1) في الهندية (المعصوب) ولم ترد في المخطوطة والقصة أوردها الذهبي في ترجمة إبراهيم بن
عبد الواحد البكري الميزان 47 / 1
(2) قطاعه: دراهمه
(3) هكذا بالنسختين ولم أعثر عليها في معجم البلدان.
85

مسجد الجامع، فلما فرغنا من الصلاة قام بين أيدينا شاب فقال: حدثنا أبو خليفة، حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قضى لمسلم
حاجة فعل الله له كذا، وذكر كلاما طويلا، فلما فرغ من كلامه دعوته، فقلت: من أين
أنت؟ فقال: من أحل بردعة، قلت: دخلت البصرة؟ قال: لا. قلت: رأيت
أبا خليفة؟ قال: لا قلت: فكيف تروى عنه وأنت لم تره؟ فقال: إن المناقشة معنا
من قلة المروءة أنا أحفظ هذا الاسناد الواحد، فكلما سمعت حديثا ضممته إلى هذا
الاسناد فرويت، فقمت وتركته).
أخبرنا محمد بن المنذر، حدثنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا مؤمل بن
إهاب قال. قام رجل يحدث ويزيد بن هارون قاعد، فجعل يسأل الناس، فلم يعط.
فقال: حدثنا يزيد بن هارون عن شريك عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا سأل السائل
ثلاثة فلم يعط فكبر عليهم ثلاثا، وجعل يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ثم مر،
فذكرنا ليزيد بن هارون، فقال: اكذب على الخبيث ما سمعت بهذا قط. قال: وقام سائل
فجعل يقول: حدثنا يزيد بن هارون عن ذئب بن أبي ذئب، فضحك يزيد ابن هارون،
فلما قمنا تبعناه فقلنا له: ويحك. ليس اسمه ذئب إنما هو محمد بن عبد الرحمن (1) فقال:
إذا كان أبوه اسمه أبو ذئب فأي شئ كان ابنه إلا ذئب؟
أخبرنا مكحول ببيروت، حدثنا أبو الحسن الرهاوي، قال: سمعت
يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحدا قط أكذب من أبى سعيد المدائني، وكان حسن
القصص، حسن النغمة، وكنت يوما عنده إذ قال حدثنا ابن أبي ذئب عن مسروق بن الأجدع،
وأنا ابكى عند قصصه فالتفت إلى إنسان إلى جانبي، فقلت: ويحك هذا يكذب فقال
أي لحيه (2) قعودك عنده تبكى وأنت تعلم أنه يكذب إيش.

(1) اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.
(2) هكذا في المخطوطة وكأنه يندد بتقدمه في السن مع انخداعه بالرجل وفى الهندية " الجيئة "
وعلق عليها بقوله " كذا ".
86

أخبرنا (محمد بن عمر بن محمد) الهمداني حدثنا أبو يحيى المستملي حدثنا أبو جعفر الجوزجاني،
قال: حدثني أبو عبد الله البصري قال أتيت إسحاق بن راهويه، فسألته شيئا، فقال. صنع
الله لك. فقلت: لم أسألك صنع الله إنما سألتك صدقة. قال: لطف الله لك، فقلت:
لم أسألك لطف الله إنما سألتك صدقة. قال فغضب، وقال أيها الرجل الصدقة لا تحل لك
قلت: ولم؟ يرحمك الله قال لان جريرا حدثنا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة (1)
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تحل صدقة لغنى ولا لذي مرة سوى "، وأنت قوى ذو مرة
سوى. قال: فقلت: ترفق - يرحمك الله - فإن معي حديثا في كراهية العمل،
فقال إسحاق. وما هو؟ فقلت: حدثني ابن عبد الله الصادق الناطق عن اقتبير عن بتناخ (2)
عن يازماز عن سيماء الصغير عن سيماء الكبير عن عجيف بن عنبسة عن زعلمج (3) ابن
عم أمير المؤمنين أنه قال: العمل شؤم وتركه خير، تقعد تهنى (4)، خير من أن تعمل
تقنى (5)، فقلنا: لا إله إلا الله. قال: فضحك إسحاق وذهب غضبه، وقال: زدنا من
هذا الحديث. فقلت: وحدثني أبو عبد الله الصادق الناطق بإسناده عن عجيف، فقال:
قعد زعلج يوما في جلسائه، فقال أخبروني بأعقل الناس، فأخبر كل واحد منهم بما عنده،
فقال لهم: لم تصيبوا، فقالوا له فأخبرنا بأعقل الناس عندك قال: أعقل الناس الذي لا يعمل
لان من العمل يجئ التعب ومن التعب يجئ المرض، ومن المرض يجئ الموت، ومن
عمل فقد أعان على نفسه، وقال الله - تبارك وتعالى -: لا تقتلوا أنفسكم. قال إسحاق
زدنا من حديثك قال: وحدثني أبو عبد الله الصادق الناطق بإسناده عن زعلج قال:
من أطعم أخاه تمرا غفر الله له عدد النوى، ومن أطعم أخاه هريسة غفر الله له مثل

(1) أخرجه ابن ماجة والنسائي من حديث أبي هريرة وأخرجه الخمسة عن عبد الله بن عمر وعند
أحمد عنهما. وحديث عبد الله بن عمر حسنه الترمذي.
يراجع مختصر السنن 233 / 2 سنن ابن ماجة 589 / 1 المتنقى بشرح نيل الأوطار 179 / 4
(2) في الهندية: " إفشين انباح عن بان مسان "
(3) في الهندية: " رفلح بن أمير المؤمنين "
(4) في الهندية: " يقعد بمنا "
(5) كلمة: " تعنى " سقطت من النسخة الهندية.
87

الكنيسة، ومن أطعم أخاه جبنا غفر الله له ألف ذنب (1)، قال: فضحك إسحاق،
وأمر له بدرهمين ورغيفين وعودين.
قال أبو حاتم: فإذا كان مثل هؤلاء يجترئون على أحمد ويحيى وإسحق حتى
يضعوا الحديث بين أيديهم من غير مبالاة بهم كانوا إذا خلوا بمساجد الجماعات ومحافل
القبائل من العوام والرعاع أكثر جسارة في الوضع. والقوم إنما كانت لغتهم العربية،
فكان يعلق بقلوبهم ما سمعوا، فربما يسمع المستمع من أحدهم حديثا قد وضعه في قصصه
بإسناد صحيح على قوم ثقات فيرويها عنه على جهة التعجب، فيحملونه عنه ذلك، حتى
وقع في أيدي الناس. فمن هاهنا وجب التفتيش والتنقير عن أصل كل رواية، والبحث
عن كل راو في النقل، حتى لا يتقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل، وأرجو أن
تكون هذه الطائفة الذابة الكذب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أول زمرة يدخلون الجنان
مع النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إذ أول من يدخل الجنة نبينا وأمته (إذ الجنة حرام على الأنبياء أن
يدخلوها قبل نبينا - صلى الله عليه وسلم - وعلى الأمم قبل هذه الأمة)
فالأولى أن يكون أقرب هذه الأمة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان يذب الكذب
عنه في دار الدنيا، فنسأل الله - عز وجل - الحلول في تلك المرتبة إنه الفعال لما يريد.
ذكر إثبات النصرة لهذه الطائفة إلى قيام الساعة
حدثنا على بن الحسن بن مسلم (2) الأصبهاني بالري، حدثنا محمد بن عصام، حدثنا أبي
قال: سمعت شعبة عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (3):

(1) في الهندية: " ومن أطعم أخاه حبب غفر الله له كل ذنب "
(2) في المخطوطة: " مسلم " وفى الهندية: " سلم "
(3) الحديث أورده في أسد الغابة عند ترجمة قرة بن إياس والد معاوية رواه شعبة بلفظ: " إذا
فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي " إلخ وعلق عليه بأن الترمذي حسنه وصححه
وإن أحمد أخرجه عن يحيى بن سعيد عن شعبة باسناده ورواه أبو داود من حديث ثوبان الطويل بلفظ
" ولا تزال طائفة من أمتي على الحق - وفى رواية ظاهرين - لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر
الله " وأخرجه مسلم والترمذي مختصرا كما أخرجه ابن ماجة بتمامه.
أسد الغابة 400 / 4 مختصر للسنن 136 / 6 سنن ابن ماجة 5 / 1.
88

" لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ".
أخبرني الحسن بن عثمان بن زياد، حدثنا محمد بن منصور، قال: مر أحمد بن حنبل
- رحمه الله - على نفر من أصحاب الحديث، وهم يعرضون كتابا لهم، فقال:
ما أحسب هؤلاء إلا ممن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى
تقوم الساعة ".
قال أبو حاتم: ومن أحق بهذا التأويل من قوم فارقوا الأهل والأوطان، وقنعوا
بالكسر والاطمار في طلب (1) السنن والآثار، وطلب الحديث والاخبار، يجولون في
البراري والقفار، ولا يبالون بالبؤس والاقتار، المتبعون لآثار السلف من الماضين،
والسالكون ثبج (2) محجة الصالحين ورد الكذب عن رسول رب العالمين، وذب الزور
عنه حتى وضح للمسلمين المنار، وتبين لهم الصحيح من بين الموضوع والزور من الآثار،
وأرجو ألا يكون من هذه الأمة في الجنة أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الطائفة، لان
النبي صلى الله عليه وسلم قال: أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة. وليس في هذه الأمة
طائفة أكثر صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الطائفة، فهم على وجوههم في هذه الدنيا
يهيمون، ويتعلم السنن فيها ينعمون (3)، وعلى حسن الاستقامة يدورون وأهل الزيغ
والآراء يقمعون، وعلى السداد (4) في السنة يموتون، وعلى الخيرات في العقبى يقدمون
أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون.

(1) في الهندية: " كتب " بدل " طلب "
(2) في الهندية: " نبح " ورجح في التعليق أنها " نهج " والثبج وسط الشئ ومعظمه.
(3) في الهندية: " على جوههم في الدنيا يهتمون ويتعلمون السنن وعلى حسن الاستقامة " إلخ.
(4) في الهندية. " وأهل الزيغ والآراء يجتمعون وعلى السراء " إلخ.
89

ذكر أجناس من أحاديث الثقات التي لا يجوز
الاحتجاج بها
قال أبو حاتم - رضي الله عنه - ومن أحاديث الثقات (1) أجناس
لا يحتج بها، قد سبرت رواياتهم، وخبرت أسبابها فرأيتها تدور في نفس الاحتجاج بها
على ستة أجناس.
الجنس الأول
وهو الذي كثر في المحدثين، فمنهم من كان يخطئ الخطأ اليسير، إما في الكتابة
حيث كتب، ولم يعلم به حتى بقى الخطأ في كتابه إلى أن كبر، واحتيج إليه، مثل
تصحيف اسم يشبه اسم (2)، ومثل رفع مرسل أو إيقاف مسند، أو إدخال حديث في
حديث أو ما يشبه هذا، فلما رأى أئمتنا: مثل يحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي
وبعدهما أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ومن كان من أقرانهما (3) من أهل هذه
الصناعة ما تفردوا من الأشياء التي ذكرتها أطلقوا عليهم الجرح وضعفوهم في الاخبار.
وهذا الجنس ليسوا (4) عندي بالضعفاء على الاطلاق حتى لا يحتج بشئ من أخبارهم
بل الذي عندي ألا يحتج بأخبارهم (5) إذا انفردوا، فأما ما وافقوا الثقات في الروايات،
فلا يجب إسقاط أخبارهم، فكل من يجئ من هذا الجنس في هذا الكتاب فإني أقول
بعقب ذكره: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

(1) في الهندية: " المتقين " وقد سقطت هناك عبارة " قال أبو حاتم رضي الله عنه " ومن ثم
اختلط العنوان بالموضوع.
(2) في الهندية: " واحتج إليه مثل تصحيف اسم نسبه للاسم "
(3) في الهندية: " مثل يحيى القطان وابن مهدي وأحمد ويحيى ومن كان من أقرانهم "
(4) في الهندية: سقطت كلمة (ليسوا) فتغير المعنى المقصود.
(5) في الهندية: " بل الذي عندي أن يحتج بأخبارهم إذا انفردوا " وليس هذا مراد أبى حاتم.
90

والجنس الثاني: قوام ثقات (1) كانوا يروون عن أقوام ضعفاء كذابين،
ويكنونهم حتى لا يعرفوا، فربما أشبه كنية كذاب كنية ثقة، فيتوهم المتوهم (2)
أن راوي هذا الخبر ثقة فيحملون عليه، وليس ذلك الحديث من حديثه، ومن
أعملهم (3) بمثل هذا من هذه الأمة الثوري، كان يحدث عن الكلبي (4)، ويقول:
حدثنا أبو النضر فيتوهم المستمع أنه أراد به سعيد بن أبي عروبة. أو جرير بن حازم.
ومثل الوليد بن مسلم إذا قال: حدثنا أبو عمر، فيتوهم أنه (5) أراد؟ الأوزاعي،
وإنما أراد به عبد الرحمن بن يزيد بن تميم (6)، وقد سمعنا جميعا عن الزهري، ومثل بقية
إذا قال: حدثنا الزبيري (عن نافع فيتوهم أنه أراد به محمد بن الوليد الزبيري وإنما أراد
زرعة بن عمرو الزبيري) (7)، وما يشبه هذا.
فلا يجوز الاحتجاج بخبر في روايته كنية إنسان لا يدرى من هو، وإن كان دونه
ثقة. لأنه يحتمل أن يكون كذابا كنى عن ذكره.
أخبرنا محمد بن صالح الحنبلي، حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: كان

(1) كلمة (ثقات) سقطت من النسخة الهندية.
(2) في الهندية: (فربما أشتبه كنية كذاب كسنا نقة فتوهم المتوهم) إلخ.
(3) في المخطوطة: (أعماهم) بدل أعملهم.
(4) قد مر أن الكلبي كان يكنى بأبي النضر. وسعيد بن أبي عروبة الامام كان يكنى أيضا
بأبي النضر وكذلك جرير بن حازم الامام الحافظ.
الميزان 556 / 3 التذكرة 167، 168 / 1
(5) في الهندية: (فيتوهمون أراد)
(6) الأوزاعي، (شيخ الاسلام عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي كان يكنى بأبي عمرو
وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي عن مكحول وغيره. لينه أحمد شيئا وقال البخاري: ومنكر
الحديث وقال النسائي. متروك الحديث شامي وقال أحمد أيضا. قلب أحاديث شهر بن حوشب فجعلها
حديث الزهري وقال أبو زرعة: ضعيف وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث.
يرجع إلى الأول في الذكرة 118 / 1 وإلى الثاني في الميزان 598 / 2
(7) العبارة التي بين قوسين سقطت من النسخة الهندية
ومحمد بن الوليد الزبيري الحافظ الحجة المتقن عالم أهل الشام أبو الهذيل. وزرعة ابن عمرو قال
الذهبي في الميزان زرعة بن عبد الرحمن الزبيري شيخ لبقية متروك.
يرجع إلى الأول في التذكرة 153 / 3 وإلى الثاني في الميزان 70 / 2.
91

مروان بن معاوية بغير الأسماء يعمى على الناس، كان يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد،
وهو الحكم بن ظهير، ويروى عن علي بن أبي الوليد وهو على بن غراب (1).
الجنس الثالث: الثقات المدلسون الذين كانوا يدلسون في الاخبار مثل قتادة،
ويحيى بن أبي كثير، والأعمش وأبو إسحاق، وابن جريج، وابن إسحاق، والثوري،
وهشيم، ومن أشبههم ممن يكثر عددهم من الأئمة المرضيين وأهل الورع في الدين.
كانوا يكتبون عن الكل، ويروون عمن سمعوا منه، فربما دلسوا عن الشيخ بعد
سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم، فما لم يقل المدلس، وإن كان
ثقة: حدثني أو سمعت، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.
وهذا أصل أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - ومن تبعه من
شيوخنا، قد ذكرت هذه المسألة بكمالها بالأسئلة والأجوبة والعلل والحكايات في كتاب
" شرائط الاخبار " فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن منصور يقول: سمعت عفان يقول:
سأل رجل شعبة عن حديث، فقال: لان أخبر من السماء أحب إلى من أن أدلس.
أخبرنا مهران بن هارون بالري، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، قال:
سمعت قرادا يقول: سمعت شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا، وأنبأنا فهو خل
أو بقل.

(1) مروان بن معاوية الفزاري قال عنه الذهبي ثقة عالم صاحب حديث لكن يروى عمن دب
ودرج فيستأتي في شيوخه. وقال ابن المديني. ثقة فيما روى عن المعروفين والحكم بن أبي خالد أو أبو
خالد - فيما يظن الذهبي في الميزان - روى عن الحسن وعنه مروان بن معاوية: والحكم بن ظهير الفزاري
الكوني قال ابن معين: ليس بثقة وقال مرة: ليس بشئ وقال البخاري: منكر الحديث وقال مرة:
تركوه عاش إلى سنة 180 ه‍.
وعلي بن غراب: ترجم له الذهبي في الميزان ونقل أن ابن معين والدارقطني وقال أبو حاتم:
لا بأس به وقال أبو زرعة: هو عند صدوق وأما أبو داود فقال: تركوا حديثه وقال الجوزجاني:
ساقط وقال ابن حبان: حدث بالموضوعات وكان غالبا في التشيع. وفى تهذيب التهذيب: ويقال هو على
بن عبد العزيز وعلي بن أبي الوليد قال أبو حاتم: كأن مروان بن معاوية قلب اسمه توفى 184 ه‍ بالكوفة.
الميزان 94 / 1، 149 / 3 تهذيب التهذيب 371 / 7.
92

الجنس الرابع: الثقة الحافظ إذا حدث من حفظه وليس بفقيه، لا يجوز عندي
الاحتجاج بخبره، لان الحفاظ الذين رأيناهم أكثرهم كانوا يحفظون الطرق والأسانيد
دون المتون، ولقد كنا نجالسهم برهة من دهرنا على المذاكرة، ولا أراهم يذكرون من
متن الخبر إلا كلمة واحدة يشيرون إليها، وما رأيت على أديم الأرض من كان يحسن
صناعة السنن، ويحفظ الصحاح بألفاظها، ويقوم بزيادة كل لفظة تزاد في الخبر ثقة، حتى
كأن السنن كلها نصب (1) عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة - رحمة الله عليه - فقط (2).
فإذا كان الثقة الحافظ لم يكن فقها وحدث من حفظه، فربما قلب المتن، وغير المعنى،
حتى يذهب الخبر عن معنى ما جاء فيه، ويقلب إلى شئ ليس منه، وهو لا يعلم،
فلا يجوز عندي الاحتجاج بخبر من هذا نعته، إلا أن يحدث من كتاب، أو يوافق
الثقات فيما يرويه من متون الاخبار.
الجنس الخامس: الفقيه إذا حدث من حفظه، وهو ثقة في روايته، لا يجوز عندي
الاحتجاج بخبره، لأنه إذا حدث من حفظه، فالغالب عليه حفظ المتون دون الأسانيد،
وهكذا رأينا أكثر من جالسناه من أهل الفقه، كانوا إذا حفظوا الخبر لا يحفظون
إلا متنه، وإذا ذكروا أول أسانيدهم يكون (3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يذكرون
بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا. فإذا حدث الفقيه (4) من حفظه فربما صحف الأسماء،
وأقلب الأسانيد، ورفع الموقوف، وأوقف المرسل، وهو لا يعلم لقلة عنايته به، وأتى
بالمتن على وجهه، فلا يجوز الاحتجاج بروايته إلا من كتاب، أو يوافق الثقات في

(1) في الهندية: " تصف " بدل " نصب "
(2) توفى ابن خزيمة عام 311 ه‍ وهو في تسع وثمانين سنة ونقل الذهبي في التذكرة عبارة أبى
أتم هذه فقال: " ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزيادات
حتى كأن السنن بين عينيه إلا محمد بن إسحاق ابن خزيمة فقط "
التذكرة 261 / 1
(3) في الهندية: * إذا ذكروا أول أسانيدهم يكون "
(4) في الهندية: " الثقة " بدل " الفقيه ".
93

الأسانيد وإنما احترزنا من هذين الجنسين، لأنا نقبل الزيادة في الألفاظ إذا كانت من
الثقات. وهذه مسألة طويلة غير هذا الموضوع بها أشبه.
الجنس السادس. أقوام من المتأخرين قد ظهروا يسوقون الاخبار، فإذا كان بين
الثقتين ضعيف واحتمل أن يكون الثقتان رأى أحدهما الآخر أسقطوا الضعيف من بينهما
حتى يتصل الخبر، فإذا سمع المستمع خبر أسام رواته ثقات اعتمد عليه (1)، وتوهم أنه
صحيح، كبقية بن الوليد قد رأى عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج،
وسمع منهم، ثم سمع عنهم أقوام ضعفاء عنهم فيروي الرواة عنه أخباره، ويسقطون الضعفاء
من بينهم، حتى يتصل الخبر في جماعة: مثل هؤلاء يكثر عددهم (2).
سمعت ابن جوصاء يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: كان صفوان بن صالح،
ومحمد بن المصفى (3) يسويان الحديث.
قال أبو حاتم: وإنما ذكرنا هذه الأجناس الست من الثقات في نفى الاحتجاج
بأخبارهم في هذه المواضع، وإن كان غير هذا الكتاب به أشبه، وإن لم يطل الكلام
فيه لئلا يغتر بعض من لم ينعم النظر في صناعة الاخبار، ولا تفقه في صحيح الآثار،
فيحتج على من لم يكن العلم صناعته بخبر من هذه الضروب الست، ولئلا يخرجه في
الصحاح إلا بعد أن يصح له على الشرائط التي وصفناها:
وإنا نملي أسامي من ضعف من المحدثين وتكلم فيه الأئمة المرضيون، ونذكر

(1) في الهندية: " فإذا سمع المستمع خبر رواية ثقات " إلخ
(2) في الهندية: " مثل هؤلاء يكثر ذكرهم " وفى المخطوطة: " مثل هذا "
(3) صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي أبو عبد الملك الدمشقي مؤذن الجامع توفى 237 ه‍
يرجع إلى ترجمته في تهذيب التهذيب 426 / 4 ومحمد بن مصفى الحمصي صاحب بقية له ترجمة
في الميزان 43 / 4.
94

ما تعرف من أنسابهم وأسبابهم، ونذكر عند كل شيخ منهم من حديثه ما يستدل به
على وهنه (1) في رويته تلك.
وأقصد في ذكر أسمائهم المعجم، إذ هو أدعى للمتعلم إلى حفظه، وأنشط للمبتدئ
في وعيه. وأسهل عند البغية لمن راده.
والله أسأل السداد في الخطاب، وهو الدافع عنا سوء يوم الحساب، إنه غاية مفر
الهاربين وملجأ البقية للطالبين.

(1) في الهندية: " على وهاة ".
95

باب الألف
قال أبو حاتم: فمن الضعفاء من المحدثين ممن ابتدأ اسمه على الألف.
أبان (1) ابن أبي عياش: من أهل البصرة كنيته أبو إسماعيل، واسم أبيه فيروز.
مولى لعبد القيس، يحد ث عن أنس والحسن، روى عنه الثوري والناس، وكان من
العباد الذين يسهر الليل بالقيام ويطوي النهار بالصيام، سمع عن أنس بن مالك أحاديث
وجالس الحسن (2) فكان يسمع كلامه، ويحفظه، فإذا حد ربما جعل كلام الحسن الذي
سمعه من قوله: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم، ولعله روى عن أنس أكثر
من ألف وخمسمائة حديث ما لكبير شئ منها أصل يرجع إليه.
أخبرنا الحسن بن سفيان قال: سمعت معاذ بن شعبة يقول قال أبو داود: جاء عباد
ابن صهيب إلى شعبة فقال: إن لي إليك حاجة، فقال: ما هي؟ قال: تكف عن أبان
ابن أبي عياش، فقال: أنظرني ثلاثة أيام، ثم جاء بعد الثالث، فقال: نظرت فيما
قلت، فرأيته أنه لا يحل السكوت عنه.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول. سمعت الحسين بن الفرج يقول عن سليمان (بن
حرب عن) (2) حماد بن زيد قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم
شعبة أن يكف عنى قال: فكلمته، فكف عنه أياما، فأتاني في بعض الليل فقال: إنك
سألتني أن أكف عن أبان وإنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكلف على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن إدريس الشامي ثنا سويد بن سعيد ثنا على ابن مسهر (4) قال: سمعت
أنا وحمزة الزيات من أبان بن أبي عياش ألف حديث، فلقيت حمزة، فقال: رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فعرضتها عليه، فما عرف منها إلا خمسة أحاديث، أخبرنا محمد بن

(1) الميزان 10 / 1
(2) نقل الذهبي هذه العبارة عن المصنف وفيها: * فإذا حدث ربما جعل كلام الحسن عن أنس
مرفوعا، هو لا يعلم * إلخ
(3) الهندية: " سليمان بن حماد بن زيد " والصواب ما في المخطوطة
؟؟ والصواب: " ابن مسهر " كما في الميزان.
96

إسحاق الثقفي قال: سمعت الحسن بن الربيع (1) يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول
سمعت شعبة يقول: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عن أبان بن أبي عياش.
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان
عن أبان بن أبي عياش. أخبرنا محمد بن صالح الحنبلي ثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن
معين قال. أبان بن أبي عياش ليس بشئ.
قال أبو حاتم: فمن تلك الأشياء التي سمعها من الحسن فجعلها عن أنس، أنه روى
عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء فقال في خطبته: أيها
الناس، كأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الموت على غيرنا كتب، وكأن الذي
نشيع من الأموات سفر، عما قليل إلينا راجعون، نبوئ أجداثهم ونأكل تراثهم
وكأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه
عن عيوب الناس، وأنفق مالا اكتسبه من غير معصية. وخالط أهل الفقه والحكمة،
وجانب أهل الذل والمعصية، وطوبى لمن أذل نفسه وحسنت خليقته وصلحت سريرته
وعزل عن الناس شره. وطوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك
(الفضل من) (2) قوله: ووسعته السنة ولم يعدها (3) إلى بدعة.
وروى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسم الله الأعظم، قول العبد:
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض ذو الجلال
والأكرم، ثم قال: والله إنها اسم الله الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب،
أخبرناه محمد بن الحسن [اللخمي ثنا أحمد بن زيد] الخزاز الرملي ثنا ضمرة ثنا يحيى بن
راشد عن أبان عن أنس بن مالك

(1) في الهندية (الحسن بن أبي الربيع) وإنما هو الحسن بن الربيع البوراني أبو يغلى البجلي
الكوفي مات 221 ه‍ التذكرة 41 / 2
(2) في الهندية: (وأمسك قوله) وفى نسخة أشار إليها محقق الهندية. (وأمسك القصص من
من قوله) وما في المخطوطة أسلم معنى وأسلوبا.
(3) لم يعدها: لم يتجاوزها.
97

أبان بن عبد الله الرقاشي (1)، والد يزيد الرقاشي، عداده في أهل البصرة، يروى عن أبي موسى الأشعري، روى عنه ابنه يزيد الرقاشي، زعم يحيى بن معين: أنه
ضعيف وهذا شئ لا يتهيأ لي الحكم به، لأنه لا راوي له عنه إلا ابنه يزيد، ويزيد
ليس بشئ في الحديث، فلا أدرى التخليط في خبره منه أو من أبيه؟ على أنه لا يجوز
الاحتجاج بخبره على الأحوال كلها، لأنه لا راوي له عير ابنه.
أبان بن نهشل أبو الوليد البصري (2) يروى عن إسماعيل بن أبي خالد، روى
عنه نصر بن الحسين البخاري، منكر الحديث جدا. يروى عن (ابن أبي خالد) (3)
والثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال إلا على سبيل
الاعتبار، روى عن ابن أبي خالد عن الأعمش عن (شقيق عن) حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إياكم والزنا، فإن فيه ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما
اللواتي في الدنيا: فإنه يذهب البهاء ويقطع الرزق ويورث الفقر، وأما اللواتي في الآخرة
فسخط الرب عز وجل. وسوء الحساب والخلود في النار، روى عنه نصر بن الحسين
البخاري، [وهذا لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم].
أبان بن المحبر (4)، شيخ يروى عن نافع، روى عنه مروان بن معاوية يأتي
عن نافع وغيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم، حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة
أنه كان يعملها (5) لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية (عنه) إلا على سبيل الاعتبار،
وهو الذي يروى عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من حوراء عيناء
ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة أو مثلها، من تمر، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري،

(1) الميزان 10 / 1
(2) الميزان 19 / 1
(2) زيادة لم ترد في النسخة الهندية وكذلك كل ما ورد بعد ذلك بين قوسين ()
(4) الميزان 15 / 1
(5) في المخطوطة. (يعلمها).
98

وهو الذي روى عن أبي إسماعيل العبدي عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطأ ب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأسير ما كان في إساره، فصلاته ركعتان حتى يموت أو يفك الله
إساره. [وهما جميعا باطلان].
أبان بن سفيان المقدسي (1)، يروى عن الفضيل بن عياض وثقات أصحاب
الحديث أشياء موضوعة، روى عنهم فأكثر، روى عنه محمد بن غالب الأنطاكي،
يروى عن الفضيل بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي
أنه أصيبت ثنيته يوم أحد، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ثنية من ذهب،
وروى عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى
الانسان إلى نائم أو متحدث، رواهما عنه محمد بن غالب الأنطاكي، وهذان الخبران
موضوعان، وكيف يأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم باتخاذ الثنية من ذهب؟ وقد قال: إن الذهب
والحرير محرمان على ذكور أمتي وحل لإناثهم، وكيف ينهى عن الصلاة إلى النائم؟
وقد كان صلى الله عليه وسلم يصلى بالليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة. لا يجوز الاحتجاج بهذا
الشيخ والرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص.
أبان بن عبد الله البجلي (2) من أهل الكوفة وهو الذي يقال له أبان بن أبي
حازم، يروى عن أبان بن تغلب وأهل الكوفة، روى عنه الثوري ووكيع والناس.
وكان ممن فحش خطؤه وانفرد بالمناكير، أخبرنا الهمداني (3) قال سمعت عمرو بن علي
يقول: ما سمعت يحيى بن سعيد القطان يحدث عنه بشئ قط - يعنى أبان البجلي.
إبراهيم بن مسلم الهجري (4) أبو إسحاق العبدي من أهل الكوفة، يروى عن
ابن أبي أوفى وأبى الأحوص، روى عنه أهل الكوفة، كان ممن يخطئ فيكثر،

(1) الميزان 7 / 1
(2) الميزان 9 / 1
(3) الهمداني. عمر بن محمد بن يحيى الصفوي كما في تعليقة على الهندية.
(4) الميزان 65 / 1.
99

سمعت محمد بن محمود يقول سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فإبراهيم الهجري
كيف حديثه؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن هذا القرآن مأدبة الله عز وجل فتعلموا من مأدبة الله عز وجل ما استطعتم، وإن
هذا القرآن هو حبل الله عز وجل والدين البين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به.
ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، اتلوه فإن الله
عز وجل يأجركم بكل حرف عشر حسنات، قال ابن مسعود: ألم - ألف ولام وميم -
ثلاثون حسنة، ثنا ابن ذريح يعكبر ثنا أبو كريب ثنا ابن فضيل وابن الأجلح عن
إبراهيم الهجري
إبراهيم بن يزيد الخوزي (1) أبو إسماعيل، من أهل مكة، كان مولى لعمر بن
عبد العزيز، وكان ينزل شعب الخوز بمكة، فنسب إليهم، ولم يكن منهم، مات سنة
إحدى وخمسين أو خمسين ومائة، روى عن عمرو بن دينار وأبى الزبير ومحمد بن عباد
ابن جعفر مناكير كثيرة وأوهاما غليظة، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان
أحمد بن حنبل - رحمه الله - سئ الرأي فيه، روى عن أبي الزبير عن جابر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام، رواه عنه المعتمر بن سليمان.
أخبرنا الهمداني، ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن
إبراهيم بن يزيد.
سمعت الدغولي (2) يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن قهزاد يقول: سمعت أبا إسحاق
الطالقاني يقول: سألت ابن المبارك عن حديث إبراهيم الخوزي، فأتى أن يحدثني به،

(1) الميزان 75 / 1
(2) الدغولي، محمد بن عبد الرحمن السرخسي التذكرة 41 / 3.
100

فقال له عبد العزيز بن أبي رزمة: حدثه يا أبا عبد الرحمن; قال تأمرني أن أعود في
ذنب قد تبت منه.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
إبراهيم بن يزيد الخوزي ليس بثقة.
قال أبو حاتم: (وهو الذي) روى عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: لا يقطع الصلاة شئ وادرأ ما استطعت، رواه عنه المعافى بن عمران الموصلي وروى
عن سعيد بن ميناء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فروا (1) من المجذمين فراركم من
الأسد أو أشد، رواه عنه محمد بن خالد الوهبي، وروى عن عمرو بن دينار أنه صحب
عبد الله بن عمر فلما طلع سهيل قال: لعن الله سهيلا. فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كان
عشارا باليمن، يظلمهم ويغضبهم أموالهم فمسخه الله عز وجل شهابا فعلقه حيث ترون.
أخبرنا أبو عروبة ثنا المغيرة عن عبد الرحمن ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن
يزيد عن عمروا بن دينار
وروى عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنفقت (2)
الورق في شئ أحب إلى الله - عز وجل - من نحيرة تنحر في يوم عيد.
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا محمد بن حرب النسائي ثنا محمد بن ربيعة الكلابي
ثنا إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار وروى عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب البهائم، وقال: إذا ضربت فلا تأكلوها.
أخبرنا علي بن أبي جعفر بن مسافر بتستر (3) ثنا أبي ثنا المؤمل بن إسماعيل ثنا إبراهيم
ابن يزيد عن عمرو وروى عن أيوب السختياني (4) عن نافع عن ابن عمر قال قيل:

(1) في الهندية (فروى) بدل (فروا)
(2) في الهندية. (وما أنفق)
(3) في المخطوطة. (بتنيس) بدل (بتستر) وتكرر ذلك
(4) في الهندية: * عن أبي أيوب السختياني (وفى المخطوطة.) أيوب السجستاني (وهو أيوب
ابن أبي تميمة السختياني وقد مر).
101

يا رسول الله: إن الاعراب يأتونا بلحمان. لا ندري أذكر اسم الله عليها أم لا؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: إن المسلم معه اسم الله، فكلوا واذكروا اسم الله.
وروى عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تابعوا بين
الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد، أخبرنا بهذين
الحديثين (1) أيضا على بن جعفر بن مسافر ثنا أبي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن
يزيد عن أيوب السختياني في نسخة كتبناها عنه أكثرها مقلوبة.
إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي (2) من أهل الكوفة، يروى عن طارق
ابن شهاب ومجاهد، روى عنه الثوري وشعبة، كثير الخطأ تستحب مجانبة ما انفرد من
من الروايات، ولا يعجبني الاحتجاج بما وافق الاثبات لكثرة ما يأتي من
المقلوبات. روى عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (3) عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل ولد زنا ولا شئ من نسله إلى سبعة آباء الجنة، رواه عنه
عمرو بن أبي قبيس، أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: قلت ليحيى بن
معين: إبراهيم بن مهاجر البجلي؟ قال: ضعيف.
إبراهيم بن بيطار أبو إسحاق الخوارزمي (4)، كان على قضاء خوارزم، قدم
بلخ أيام على بن عيسى فحدث بها، يروى عن عاصم الأحول المناكير التي لا يجوز
الاحتجاج بما يرويها على قلة شهرته بالعدالة وكتابة الحديث، روى عن عاصم الأحول

(1) في تعليقة على الهندية. قال أبو الحسن رحمه الله: هذان الحديثان اللذان ذكرهما عن أيوب
السختياني وهم من أبى حاتم أو من على بن جعفر لان مؤملا رواهما عن ابن زيد عن أيوب بن موسى عن
عمرو بن سعيد بن العاص. وإبراهيم لم يلق أيوبا السختياني ولم يرو عنه.
(2) الميزان 67 / 1
(3) في الهندية. (ابن أبي ذئاب) وفى المخطوطة. (ابن أبي ثابت) وفى الميزان.
(ابن أبي ذباب). ومحمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب يرجع إلى ترجمته في
التذكرة 179 / 1
(4) الميزان 25 / 1.
102

قال: سألت أنس بن مالك أيستاك الصائم؟ قال نعم، قلت برطب السواك وبابه؟
قال نعم، قلت في أول النهار وآخره؟ قال نعم، قلت له عمن؟ قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه عنه الفضل بن موسى وإبراهيم بن يوسف البلخي، وهذا مالا أصل له من
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أنس.
إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع (1) بن جارية الأنصاري من أهل مكة، أخو محمد
ابن إسماعيل، يروى عن الزهري وعمرو بن دينار، روى عنه عبيد الله بن موسى والناس،
كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أخبرني محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن الدوري
يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن إسماعيل المكي ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن يحيى بن عباد بن جارية الأنصاري أن أباه
أخبرناه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: محرم الحلال كمحل الحرام،
أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثنا سليمان بن بلال عن إبراهيم
ابن إسماعيل بن مجمع عن يحيى بن عباد بن جارية (عن أبيه، وهذا من قول ابن عمر
محفوظا، فأما من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا).
إبراهيم بن علي الرافعي (2)، من أهل المدينة، يروى عن أيوب بن الحسن،
روى عنه يعقوب بن محمد الزهري وإبراهيم بن حمزة، كان يخطئ حتى خرج عن حسد
من يحتج به إذا انفرد، مرض يحيى بن معين القول فيه (3).
إبراهيم بن أبي حية، واسم أبى حية اليسع بن أسعد (4)، من أهل مكة،
يروى عن جعفر بن محمد وهشام بن عروة مناكير (وأوابد) تسبق إلى القلب أنه

(1) الميزان 19 / 1
(2) إبراهيم بن علي الرافعي بالفاء يشتبه اسمه مع إبراهيم بن علي الرافقي بالقاف وهما ضعيفان
يراجع الميزان 49، 50 / 1
(3) روى عثمان الدارمي عن ابن معين في إبراهيم الرافعي قال. ليس به ولا بعمه بأس.
الميزان 50 / 1
(4) في الميزان. (اليسع بن الأشعث) 49 / 1.
103

المتعمد لها، وروى عن جعفر (1) بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل
عن ربه عز وجل قال: أمرني أن أقضى باليمين مع الشاهد، وقال: يوم الأربعاء يوم
نحس مستمر، أنبأناه الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا إبراهيم بن أبي حية،
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (في كنيف)
أن تبنيها بمنى فلم يأذن لها (2) أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا
إبراهيم بن أبي حية عن هشام بن عروة.
إبراهيم بن عثمان العبسي (3)، من أهل واسط كان مولى لعبس، كنيته
أبو شيبة، جد أبى بكر بن أبي شيبة وعثمان والقاسم بنو محمد بن إبراهيم العبسي، ولى
القضاء بواسط للمنصور ثلاثة وعشرين سنة، وكان يزيد (4) بن هارون يكتب له حيث،
كان على القضاء، روى عنه إسماعيل بن أبان، كان إذا حدث عن الحكم جاء بأشياء
معضلة، وكان مما كثر وهمه وفحش خطؤه. حتى خرج عن حد الاحتجاج به، وتركه يحيى
ابن معين.
أخبرنا عمرو بن محمد ثنا أسلم بن سهل ثنا حمدون بن عبد الله الواسطي ثنا صلة
ابن سليمان قال سمعت شعبة يقول لمحمد بن أبي شيبة: أبوك يحدث عن الحكم؟ قال: نعم قال:
أنا رأيته عند الحكم وفى أذنه قرط أو شنف، فقلت للحكم من هذا؟ فقال: ابن أخت لي.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن (بن محمد الدغولي) ثنا قطن بن إبراهيم ثنا محمد بن
حاتم للكوفي ثنا المثنى بن معاذ قال: كنت ببغداد فكتبت إلى شعبة أن أروى عن أبي
شيبة القاضي؟ فقال: لا ترو عنه شيئا فإنه مذموم وإذا قرأت كتابي فمزقه.
إبراهيم بن الفضل المخزومي (5) أبو إسحاق من أهل المدينة، وهو الذي يقال له:

(1) في المخطوطة (حفص بن محمد)
(2) لفظ العبارة في الميزان. (استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن أبني كنيفا بمنى فلم يأذن
لي) وفى الهندية (كنف) ولم ترد في المخطوطة.
(3) الميزان 47 / 1
(4) في الهندية: " زيد بن هارون " والصواب " يزيد " التذكرة 291 / 1
(5) الميزان 52 / 1.
104

إبراهيم بن إسحاق المخزومي، وكان فاحش الخطأ، يروى عن المقبري، روى عنه
إسرائيل، أخبرني محمد بن المنذر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: إبراهيم بن الفضل ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي، يروى عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
مر بجدار مائل فأسرع المشي، فقيل: يا رسول الله أسرعت المشي (1)؟ روى عنه
إسرائيل بن يونس وروى إبراهيم بن الفضل عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها أخذ بها (2)، أخبرناه ابن ناجية
بحران ثنا عبد الحميد بن محمد بن بستام ثنا مخلد بن يزيد ثنا إبراهيم بن الفضل.
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي مولى أسلم (3)، من أهل المدينة، واسم
أبى يحيى سمعان، كان مالك وابن المبارك ينهيان عنه، وتركه يحيى القطان وابن مهدي،
وكان الشافعي يروى عنه، كان إبراهيم يرى القدر ويذهب إلى كلام جهم ويكذب مع
ذلك في الحديث.
أخبرني محمد بن المنذر ثنا أبو زرعة قال لي أحمد بن حنبل: قال يحيى بن سعيد
القطان: لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر إنما ترك للكذب.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز ثنا أبو زرعة ثنا دحيم (4) ثنا مؤمل بن إسماعيل قال
سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: أشهد على إبراهيم بن أبي يحيى أنه يكذب.
أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن قريش قال
جاء رشدين (5) بن سعيد إلى إبراهيم بن أبي يحيى ومعه كتب قد حمله في كسائه، فقال

(1) بقية الخبر كما في الميزان: " فقال: إني أكره موت الفوات "
(2) في المخطوطة: " أخذها "
(3) الميزان 57 / 1
(4) دحيم: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمر الحافظ الفقيه الكبير أبو سعيد الأموي - مولاهم -
الدمشقي الأوزاعي المذهب توفى 245 ه‍ التذكرة 58 / 2
(5) في الهندية: " رشدين بن سعيد " وفى المخطوطة: " أسد بن سعد " وهو رشدين بن سعد
؟؟ 188 ه‍ الميزان 49 / 2.
105

لإبراهيم: هذه كتبك وحديثك أرويها عنك؟ قال: نعم، قال: بلغني أنك رجل سوء
فاتق الله عز وجل وتب إليه، قال: فإن كنت رجل سوء فلأي شئ تأخذ عنى
الحديث؟ قال: ألم يبلغك أنه يذهب العلم ويبقى منه في أوعية سوء فأنت من الأوعية
السوء.
وأخبرنا محمد بن إبراهيم الخالدي ثنا ابن الفرحي (1) ثنا إبراهيم بن هاشم قال: قال لي
بشر بن الحارث: دفعت كتابي إلى عيسى ابن يونس، فإذا فيه لإبراهيم بن محمد أحاديث،
قال عيسى: هو ابن أبي يحيى خط عليه أضرب عليه، فإن سفيان بن عيينة نهاني أن
أحدث عنه، أخبرنا محمد بن سعيد القزاز ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول: حديث " من مات مريضا مات شهيدا " كان ابن جريج يقول (فيه ثنا إبراهيم
بن أبي عطاء يكنى عن اسمه، وهو إبراهيم بن أبي يحيى، والحديث أنبأ عمران
بن موسى بن مجاشع ثنا أبو معمر القطيعي ثنا الحجاج عن ابن جريح عن) إبراهيم بن أبي
عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات مريضا مات
شهيدا، ووقى (فتنة) القبر وغدى عليه وريح برزقه من الجنة (2).
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عوف ثنا فياض بن زهير ثنا عبد الرزاق قال: التقيت

(1) في المخطوطة: * ابن الفرج * وفى المخطوطة: (ابن الفرحي)
(2) الحديث رواه ابن ماجة عن أبي هريرة بسنده وعنه صحح النص وقد دخله كثير من التصحيف
في النسختين. ولم يخرج له ابن ماجة سوى هذا الحديث وجاء في التعليق عليه قول السيوطي الذي نقله
السندي عنه: " هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأعله بإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي "
فإنه متروك. قال: وقال أحمد بن حنبل إنما هو " من مات مرابطا " وقال الدارقطني باسناده عن إبراهيم
ابن أبي يحيى: يقول. حدثت ابن جريج هذا الحديث " من مات مرابطا " فروى عنى: " من مات
مريضا " وما هكذا حدثته.
وقال الدارقطني أيضا بسنده: سمعت إبراهيم بن يحيى يقول: حكم الله بيني وبين مالك. هو سماني قدريا
وأما ابن جريج فانى حدثته عن موسى بن وردان عن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم: من مات
مرابطا مات شهدا " فنسبني إلى جدي من قبل أمي وروى عنى: " من مات مريضا مات شهيدا
؟؟ سنن ابن ماجة 515 / 1.
106

أبى يحيى الأسلمي بالمدينة، فقال: يا أبا بكر (1) بلغني أن المعتزلة عندكم كثير، قلت
نعم. وبلغني أنك منهم. قال: تدخل المسجد؟ قلت: لا. فإن القلب ضعيف. وليس
الدين لمن غلب، قال: عبد الرازق وخشيت أن أدخل معه المسجد لا يفسد على ديني.
سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول سمعت على بن خشرم يقول: كان عيسى بن يونس
إذا مر بأحاديث إسماعيل بن عياش وإبراهيم بن أبي يحيى يقول: يضرب عليه.
أخبرنا الضحاك بن هارون قال: حدثنا محمد بن أحمد الأحمري قال: حدثنا المعيطي
قال: سئل إبراهيم بن أبي يحيى عن رجل أوصى لرجل بما يسوء وينوء، فقال: قال
ابن جريج عن عطاء: يعطى هونا مكسورا أو طشتا مكسورا.
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت العباس يقول يحيى بن معين يقول: إبراهيم
ابن أبي يحيى كذاب، وكان رافضيا قدريا.
قال أبو حاتم: إبراهيم بن أبي يحيى روى عنه ابن جريح والشافعي فأما ابن جريح
فإنه يكنى عنه ويسميه إبراهيم بن محمد بن أبي عامر، وإبراهيم بن أبي عطاء، وإبراهيم
ابن محمد بن أبي عطاء، ولم يرو عنه إلا الشئ اليسير، وأما الشافعي إنه كان يجالسه
في حداثته، ويحفظ عنه حفظ الصبي، والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، فلما دخل
مصر في آخر عمره فأخذ يصنف الكتب المبسوطة احتاج إلى الاخبار ولم تكن معه كتبه
فأكثر ما أودع الكتب من حفظه، فمن أجله ما روى عنه، وربما كنى عنه ولا يسميه،
في كتبه روى عنه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أن أبني كنيفا بمنى فلم يأذن لي (2). وروى عن صفوان بن سليم عن سعيد بن يسار
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط،
أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمرى ثنا المؤمل ثنا بسطام بن جعفر الموصلي
ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم.

(1) أبو بكر: هو عبد الرزاق والقائل هو إبراهيم بن أبي يحيى.
(2) مر من قبل أن راوي هذا الحديث هو إبراهيم بن أبي حية.
107

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (1) من أهل المدينة منكر
الحديث، ولا أعلم له راويا إلا موسى بن عبيدة الربذي، وموسى ليس بشئ في
الحديث، ولا أدرى البلية في أحاديثه والتخليط في روايته منه أو من موسى؟ ومن أيهما
كان فهو وما لم ير وسيان.
إبراهيم بن المهاجر بن مشمار (2) من أهل المدينة، يحدث عن عمر بن حفص
ابن ذكوان (3) وصفوان بن سليم منكر الحديث جدا، روى عنه معن بن أبي عيسى، وهو
ابن أخي بكير بن مسمار (4)، وهو من موالي سعد بن أبي وقاص، من الجنس الذي قلت لا
يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وكان يحيى بن معين يمرض القول فيه، وهو الذي روى عن
عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا:
طوبى لامة ينزل هذا عليهم، وطوبى لأحواف تحمل هذا، وطوبى لألسن تكلم
بهذا، أخبرناه عمران بن موسى بن مجاشع (السجستاني) حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان (وهذا متن
موضوع).
إبراهيم بن عطية الواسطي (5) أبو إسماعيل الثقفي خرساني الأصل، يروى عن

(1) الميزان 55 / 1
(2) الميزان 55 / 1
(3) عمر بن حفص بن ذكوان أبو حفص العيدي ترجمته في الميزان 189 / 3
(4) نقل الذهبي في ترجمة بكير بن مسمار وليس هو أخا مهاجر بن مسمار ذاك مدني ثقة وقد قيل
إنه بكير الدامغاني. وعبارة ابن حيان في ترجمة بكير بن مسمار لا تفيد هذا وإنما هو يتكلم عن بكير
الدامغاني فقال: " وقد قيل إنه بكير الدامغاني الذي يروى عن مقاتل بن حيان ثم قال: " وليس هو أخو
مهاجر بن مسمار ذاك مدني ثقة.
يراجع الميزان 351 / 1 وترجمة بكير في هذا الكتاب.
(5) الميزان 48 / 1.
108

يونس بن خباب (1)، كان هشيم، يدلس عنه أخبارا لا أصل لها كأنه وقف على العلة
فيها، وكان منكر الحديث جدا، مات سنة إحدى وثمانين ومائة، رواية هشيم عن مغيرة عن
إبراهيم (2) " النظر في مرآة الحجام دناءة " منه سمع، وقد روى عن يحيى بن سعيد
الأنصاري عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أدرك من الجمعة
ركعة فليصل إليها أخرى " رواه عنه إسماعيل بن عبد الله بن خالد الرقي وهذا خطا (3)
إنما الخبر: " من أدرك من الصلاة ركعة، وذكر الجمعة قاله أربعة أنفس عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة كلهم ضعفاء.
إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي (4) (مولى بنى عبد الأشهل) من
الأنصار من (أهل) المدينة كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، يروى عن داود بن
الحصين وعمر بن سعيد بن سريح، روى عنه أبو عامر العقدي وابن أبي أويس، مات
سنة ستين ومائة، روى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1) في الهندية: " حبيب " وصوابها: " ابن خباب الأسيدي " الميزان 439 / 4
(2) في الهندية: " ذر عن إبراهيم " وفى المخطوطة: " مغيرة "
ذكر الحاكم أن جماعة من أصحابه اتفقوا يوما على ألا يأخذوا عن هشيم تدليسا ففطن لذلك فجعل
يقول في كل حديث يذكره حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم. فلما فرغ قال لهم: هل دلست لكم اليوم؟
فقالوا: لا. فقال: لم أسمع من مغيرة مما ذكرته حرفا. إنما قلت: حدثني حصين ومغيرة غير
مسموع لي.
وهذا يؤكد أن ما في المخطوطة أصح. الميزان 308 / 4
(3) الخبر بهذا اللفظ خرجه ابن ماجة عن عمر بن حبيب عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي
سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وعلق عليه في الزوائد بأن في إسناده عمر بن حبيب متفق على ضعته
وخرجه أيضا من طريق ابن عمر بلفظ: " من أدرك ركعة من صلاه الجمعة أو غيرها فقد أدرك
الصلاة ".
والحديث الثاني: من أدرك من الصلاة " إلخ. خرجه أبو داود في باب " من أدرك من الجمعة
ركعة " وعلق عليه المنذري بقوله: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ولكن البخاري
ومسلم خرجاه في باب من أدرك من الصلاة ركعة وإن كان ابن حجر في التعليق على الحديث أشار إلى قول
بأن المراد بالصلاة الجمعة.
يراجع الصحيح بشرح فتح الباري 57 / 2 سنن ابن ماجة 356 / 1 مسلم بشرح النووي 250 / 2.
109

قال: " إذا قال الرجل: للرجل يا مخنث! فاجلدوه عشرين، وإذا قال يا لوطي
فاجلدوه عشرين. ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه، ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا
البهيمة معه "، وهذا باطل لا أصل له، رواه عنه ابن أبي فديك. وروى إبراهيم هذا
عن عمر بن سعيد بن سريح (1) عن الزهري (عن عروة) (2) عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من مس فرجه فليتوضأ، أخبرناه الشامي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا إبراهيم بن
إسماعيل بن أبي حبيبة، وهذا مقلوب ما لعائشة وذكرها (في) هذا الخبر معنى، إنما عروة
سمع الخبر من مروان ثم من شرطي له ثم ذهب إلى بسرة فسمع منها.
وروى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا قال
الرجل للرجل يا يهودي فاجلدوه عشرين، وإذا قال يا مخنث فاجلدوه عشرين، وروى
عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من وقع على ذات
محرم فاقتلوه "، حدثنا بالحديثين محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن رافع ثنا ابن أبي
فديك ثنا إبراهيم بن إسماعيل.
إبراهيم بن عمر بن أبان (3)، عداده في أهل البصرة، يروى عن أبيه عن عمرو
ابن عثمان، روى عنه يوسف بن يزيد البراء ليس ممن يحتج بخبره إذا انفرد، وهو الذي روى
عن أبيه عن أبان بن عثمان سمعت ابن عمر يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت وعائشة
وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم استأذن على فدخل، ثم
استأذن سعد بن مالك فدخل، ثم استأذن عثمان بن عفان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث كاشف
عن ركبته فمد ثوبه على ركبته وقال لامرأته استأخري عنى فتحدثوا ساعة ثم خرجوا،
فقالت عائشة يا رسول الله! دخل أبى وأصحابك فلم تؤخرني عنك ولم تصلح ثوبك على
ركبتك؟؟؟ يا عائشة! ألا أستحي من رجل تستحى منه الملائكة؟ والذي نفس محمد

(1) في الهندية. * ابن شريح * وصحتها بالسين الميزان 20 / 3
(2) في الهندية: " عن الزهري عن عائشة "
(3) الميزان 50 / 1.
110

بيده إن الملائكة تستحى من عثمان كما تستحى من الله ورسوله، ولو دخل وأنت قريبة
منى لم يتحدث ولم يرفع رأسه حتى يخرج (1)، أخبرناه الحسن بن سفيان قال ثنا (المقدمي
قال حدثنا) أبو معشر البراء ثنا إبراهيم (ابن أبان قال حدثني أبي عن أبيه عن أبان بن
عثمان قال سمعت) ابن عمر في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد، وربما أدخل أبان بن
عثمان في الاسناد وربما أسقطه، وقال إبراهيم بن عمر عن أبيه عن ابن عمر.
إبراهيم بن عمر بن سفينة (2)، يروى عن أبيه، روى عنه البصريون، يخالف
الثقات في الروايات، ويروى عن أبيه مالا يتابع عليه من رواية الاثبات، فلا يحل
الاحتجاج بخبره بحل، روى عن أبيه عن جده قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني دمه
فقال اذهب فواره، فنسبت سربته فرجعت فقال: ما صنعت به؟ قلت: واريته
أو قلت شربته، قال: احترزت من النار (3)، وروى عن أبيه عن جده قال: أكلت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى، أخبرنا بالحديثين أبو حامد الرقي (4) ثنا أحمد بن الأزهر
ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثني إبراهيم بن عمر بن سفينة عن أبيه
عن جده.
إبراهيم بن هراسة أبو إسحاق شيباني (5)، من أهل الكوفة، كان من العباد
الخشن، روى عنه الثوري وحدث عنه الكوفيون، كان أبو عبيد يطلق عليه الكذب،
وهو من النوع الذي ذكرت أنه غلب عليه التقشف والعبادة، وغفل (6) عن تعاهد حفظ
الحديث حتى صار كأنه يكذب.

(1) يرجع إلى الحديث مع اختلاف في ألفاظه بصحيح مسلم 261 / 5
(2) الميزان 50 / 1
(3) أورد الذهبي الخبر على أن الراوي والشارب هو يريه بن عمر بن سفينة أخو إبراهيم
الميزان 306 / 1
(4) في المخطوطة: * الشرقي *
(5) الميزان 72 / 1
(6) في الهندية " أغفا " وفى المخطوطة * واغضاء.
111

(براهيم) بن عمرو بن بكر السكسكي (1)، يروى عن أبيه الأشياء الموضوعة التي
لا تعرف من حديث أبيه، وأبوه أيضا لا شئ (في الحديث)، فلست أدرى أهو الجاني
على أبيه أو أبوه الذي كان يخصه بهذه الموضوعات، روى (عن أبيه و) عن عبد العزيز
ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس على ثلاث منازل،
فمن طلب ما عند الله - عز وجل - كانت السماء ظلاله والأرض فراشه لم يهتم بأمر شئ
من أمر الدنيا فرغ نفسه لله - عز وجل - فهو لا يزرع الزرع، وهو يأكل
الخبز، وهو لا يغرس الشجر وهو يأكل الثمر لا يهتم بشئ من أمر الدنيا توكلا
على الله عز وجل وطلب ثوابه، فضمن الله السماوات السبع والأرضين السبع وجمع الخلائق
رزقه فهم يتعبون فيه ويأتون به حلالا، ويحاسبون عليه ويستوفى رزقه هو بغير حساب
عند الله حتى أتاه اليقين، والثاني لم يقوى على ما قوى عليه يطلب بيتا يسكنه وثوبا
يوارى عورته، وزوجة يستعف بها وطلب رزقا حلالا فطيب الله رزقه، فإن خطب لم
يزوج، وإن كان عليه حق أخذ منه وإن كان له لم يعطه، فالناس منه في راحة ونفسه
منه في عناء، يظلم فلا ينتصر، يبتغى بذلك الثواب من الله عز وجل فلا يزال في الدنيا
حزبنا حتى يفضى إلى الراحة والكرامة. والثالث طلب ما عند الناس فطلب البناء المشيد
والمراكب الفارهة (والكسوة) الظاهرة والخدم الكثير والتطاول على عباد الله فألهاه
ما بيده من عرض الدنيا عن الآخرة، فهو عبد الدنانير والدراهم والمرأة والخادم والثوب
اللين والمركب، يكسب ماله من حلاله وحرامه، يحاسب عليه ويذهب بهناه غيره،
فذلك ليس له في الآخرة من خلاق.
أخبرناه ابن قتيبة ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ثنا أبي عن عبد العزيز بن أبي
رواد وإن كان عبد العزيز وعمرو بن بكر ليسا في الحديث بشئ، فإن هذا ليس من
عملهما وهذا شئ تفرد به إبراهيم بن عمرو، وهو مما عملت يداه لان هذا كلام ليس

(1) الميزان 51 / 1.
112

كلام ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابن عمر ولا نافع، وإنما هو شئ من
كلام الحسن.
إبراهيم بن زيد الأسلمي (1) شيخ يروى عن مالك، روى عنه محمد بن زيد
محمش، منكر الحديث جدا، يروى عن مالك مالا أصل له من حديث الثقات، لا يحل
الاحتجاج به بحال، وهو الذي روى عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل غلام فدعا بهذه الدعوات، فقال له النبي
- صلى الله عليه وسلم - لقد دعوت بدعوات ما دعا بها أحد إلا استجيب له، وهو
أن يقول: اللهم إني أستغفرك وأسألك التوبة من مظالم كثيرة لعبادك قبلي: اللهم أيما
خلق من خلقك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في ماله أو بدنه أو عرضه أو دمه، قد
غاب أو مات نسيت أو حفظت عمدا أو خطأ قديما أو حديثا لا أستطيع أداءها إليه، فذكر
دعاء طويلا * أخبرناه إبراهيم بن سعيد التستري (2) ثنا محمد بن يزيد ثنا إبراهيم بن زيد)
ثنا مالك عن أبي الزياد.
إبراهيم بن إسحاق الواسطي (3) شيخ يروى عن ثور بن يزيد مالا يتابع عليه
وعن غيره من الثقات المقلوبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به، وروى عن
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء
محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " * أخبرناه أبو راشد ريان بن عبد الله الخادم بصيدا، ثنا
أبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم إمام مسجد طرسوس، ثنا أبو يوسف
الغسولي يعقوب بن المغيرة ثنا إبراهيم بن إسحاق الواسطي عن ثور، وأبى يوسف
الغسولي، هذا من العباد من أقران إبراهيم بن أدهم ممن كان لا يأكل إلا
الحلال المحض.

(1) الميزان 37 / 1
(2) في المخطوطة: " القشيري "
(3) الميزان 18 / 1.
113

إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر (1) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
كتبته أبو إسحاق من أهل المدينة، وهو الذي يقال له ابن أبي ثابت، يروى عن أبيه،
روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، تفرد بأشياء لا تعرف حتى خرج من حد الاحتجاج به
على قلة تيقظه في الحفظ والاتقان.
إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني من أهل اليمن (2) يروى عن أبيه، روى عنه
محمد بن يحيى الذهلي والناس، وكان يخطئ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، سمعت
محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف.
قال أبو حاتم: روى إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة قال سمعنا
صوتا بالمدينة، قال ابن عباس: يا عكرمة؟ أنظرنا ما هذا الصوت؟ فذهبت فوجدت صفية
(بنت حي) زوجة النبي صلى الله عليه وسلم قد توفيت، قال: فجئت إلى ابن عباس فوجدته ساجدا
ولم تطلع الشمس، فقلت: سبحان الله! لما تطلع الشمس، قال: لا أم لك، أليس قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أريتم آية فاسجدوا! فأي آية أعظم من أن يخرجن أمهات
المؤمنين من بين أظهرنا ونحن أحياء؟ * أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا الحسن (3) ابن أبي
الربيع ثنا إبراهيم بن الحكم، وقد روى هذا عن الحكم بن أبان حفص بن عمر
العدني وخالد بن يزيد (4) العمرى وهما ضعيفان واهيان أيضا.
إبراهيم بن هدبة أبو هدابة (5) شيخ، يروى عن أنس بن مالك، دجال من

(1) " ابن عمر " سقطت من النسخة الهندية وهي مثبتة في ترجمته بالميزان 96 / 1
(2) الميزان 27 / 1
(3) في الهندية: " الحصن " بدل " الحسن "
(4) في الهندية " خالد بن زيد العمرى ". وهو خالد بن يزيد أبو الهيثم العمرى المكي
الميزان 646 / 1
(5) الميزان 71 / 1.
114

الدجاجلة، وكان رقاصا بالبصرة، يدعى إلى الأعراس (1) فيرقص فيها. فلما كبر جعل يروى
عن أنس، ويضع عليه. روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذ تصدق الحي عن الميت حملت
الملائكة صدقته على أطباق من نور فيأتون به قبر الميت فينادونه: يا صاحب القبر القريب هذه
هدية أهداها لك أهلك فهو فرح مستبشر، وصاحبه إلى جنبه كئيب حزين يقول: ألم أخلف
مالا؟ ألم أخلف أهلا؟ وروى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن الله
عز وجل أذن للسموات والأرضين أن تتكلما لبشرتا لمن صام رمضان بالجنة * وروى
عن أنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مامن يوم يصبح فيه الانسان إلا استقبل الروح
الجسد فيقول: يا جسدي أسألك بوجه الذي لا يرد سائله أن لا تعمل اليوم عملا يوردني
جهنم * فيما يشبه هذه الأحاديث التي لا أصل لها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن
أبو هدبة يعرف بالحديث ولا يكتبه، إنما كان يلعب ويسخر به في المجالس والأعراس
؟؟؟ على هذا يحفل النغم (2) ويرقص في المجالس حتى شاخ، فلما كبر زعم أنه سمع
مالك، وجعل يضع عليه مثل ما ذكرت، فلا يحل لمسلم أن يكتب حديثه ولا يذكره
إلا على وجه (3) التعجب. أخبرنا عمرو بن محمد ثنا محمد بن علي المصفري ثنا أحمد بن سنان (4)
ثنا محمد بن بلال وكان صاحب سنة قال سمعته يقول: أبو هدبة هذا عدو الله، كان يحفل
الغنم عندنا، ثم قعد يحدث عن أنس بن مالك.
إبراهيم بن زكريا الواسطي (5) شيخ، يروى عن مالك وأبى بكر ابن أبي عياش، وروى
عنه إبراهيم بن راشد الآدمي ومحمد بن عبيد الله القرشي، يأتي عن الثقات مالا يشبه
حديث الاثبات، إن لم يكن بالمتعمد لها فهو المدلس عن الكذابين، لأني رأيته قد روى

(1) في الهندية: " الأعراس " وفى المخطوطة: " العراسات " وفى الميزان " العرائس "
(2) في المخطوطة: " النغم " كما أثبتناها وفى الهندية: " الغنم " وقد وردت بعد ذلك " الغنم "
في النسختين. وحفل الشاة بالتشديد جمع اللبن في ضرعها ليرى حافلا وهو استعمال يصلح للمعنيين.
(3) في الهندية: " إلا على هذا التعجب "
(4) في الهندية: " أحمد بن شياد "
(5) في الهندية: " خيثم " وفى المخطوطة: " خثعم " وما أثبتناه من الميزان 30 / 1.
115

أشياء عن مالك موضوعة ثم رواها أيضا عن موسى بن محمد بن البلقاوي عن مالك، وهو
من أهل واسط من قرية من قراها يقال لها عيدسي، روى عن أبي بكر بن عياش
عن يحيى بن سعيد) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم، حبس في تهمة، رواه عنه
إسماعيل بن أبي خالد المقدسي، وليس هذا من حديث أنس ولا من حديث يحيى بن سعيد
الأنصاري، وليس يحفظ هذا المتن إلا من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وهو
مما تفرد به معمر، ومن حديث إبراهيم بن خثم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده
عن أبي هريرة، وقد روى أيضا عن مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
أن جعفر بن أبي طالب أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرجل فأعطى معاوية منها ثلاثة، وقال:
تلقاني بهن في الجنة. أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا ابن المصفى، قال: حدثنا
إبراهيم بن زكريا عن مالك) وهذا شئ موضوع لا أصل له من حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولا ابن عمر رواه، ولا عبد الله بن دينار حدث به ولا مالك ذكره
بهذا الاسناد
إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي (1) يروى عن حجاج بن محمد ووكيع
ابن الجراح والحارث بن عطية، يسوى الحديث ويسرقه ويروى عن الثقات ما ليس من
أحاديثهم، يقلب حديث الزبيدي عن الزهري على الأوزاعي، وحديث الأوزاعي على
مالك، وحديث زياد بن سعد على يعقوب بن عطاء، وما يشبه هذا، وهو الذي يروى
عن وكيع عن سفيان عن عمرو بن دينار (3) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحدا أركان الحوض، وعمر على الثاني، وعثمان
على الثالث، وعلى على الرابع، فمن أبغض واحد منهم لم يسقه الآخرون، ومن يروى
بهذا الاسناد مثل هذا المتن استحق (3) أن يعدل به إلى جملة المتروكين، وقد روى عن

(1) الميزان 40 / 1
(2) في المخطوطة: " عن عمرو بن دينار عن جابر عن ابن عباس " ولعلها عن جابر وعن ابن
عباس وقد سمع ابن دينار منهما ولم يرد ذكر جابر في الميزان.
(3) في الهندية: " مثل هذا المتن إسحاق أن يعدل " إلخ.
116

الحجاج بن محمد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش: هاتوا أصحاب محمد فيؤتى بأبي بكر
الصديق وبعمر بن الخطاب وبعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، قال فيقال لأبي بكر
قف على باب الجنة فأدخل فيها من شئت برحمة الله، ورد من شئت بعلم الله عز وجل،
ويقال لعمر (قف) عند الميزان فثقل برحمة الله من شئت، وخفف من شئت بعلم الله،
قال ويعطى لعثمان بن عفان غصن (1) (شجر من الشجرة التي غرسها الله بيده) فيقال له:
قف على الحوض فذد عنه من شئت من الناس، قال: ويدعى علي بن أبي طالب
فيعطى حلتين، ويقال له: خذهما فإني ادخرتهما لك يوم أنشأت خلق السماوات
والأرض. أخبرناه الحسين بن عبد الله القطان (بالرقة) ثنا عبيد بن الهيثم الحلبي ثنا
إبراهيم بن خالد المصيصي، ثنا الحجاج بن محمد، وقد روى عن حجاج بن محمد عن ابن
جريج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب مسكرا نجس
ونجست صلاته أربعين صباحا، فإن مات فيهن مات كافرا، وإن تاب تاب الله عليه
(فإن عاد نجس ونجست صلاته أربعين صباحا. فإن مات فيهن مات كافرا، وإن تاب
تاب الله عليه، فإن عاد نجس ونجست صلاته أربعين صباحا فإنه مات فيهن مات كافرا
فإن تاب تاب الله عليه) فإن عاد كان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال،
قيل: يا رسول الله وما طينة الخبال؟: قال ماء يسيل من صديد أهل النار، أخبرناه على
ابن موسى بن حمزة البزيعي ببغداد ثنا إبراهيم بن عبد الله (بن خالد المصيصي قال
حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج).
إبراهيم بن البراء من ولد النضر بن أنس (بن مالك) (2) شيخ، كان يدور بالشام
ويحدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات وعن الضعفاء والمجاهيل بالأشياء المناكير (3)،

(1) في المخطوطة: * عصا * بدل غصن *
(2) في المخطوطة: * ابن الهراس * يرجع إلى ترجمته بالميزان 21 / 1
(3) في الهندية: * الأشياء المناكير الذي لا يجوز ذكره * إلخ،.
117

لا يجوز ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فه، وهو الذي روى عن الشاذ كوني
عن الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ربى (1)
صبيا حتى يقول لا إله إلا الله وجبت له الجنة، وروى عن حماد بن سلمة عن قتادة عن
سعيد بن المسيب أن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنكحوا من فتيانكم أصاغر
النساء فإنهن أعذب أفواها وأنتق (2) أرحاما، أخبرناه ابن ناجية ثنا عبد السلام بن
عبد الصمد الحراني ثنا إبراهيم بن البراء ثنا حماد بن سلمة.
إبراهيم بن عبد الله بن همام (3) بن أخي عبد الرزاق يروى عن عبد الرزاق
المقلوبات الكثيرة التي لا يجوز الاحتجاج لمن يرويها لكثرتها، روى عن
عمه عبد الرزاق عن الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن مكحول عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خاف على نفسة النار فليرابط على الساحل أربعين
يوما * أخبرناه بان قتيبة ثنا إبراهيم بن عبد الله بن همام، وهذا عند الثوري بهذا
الاسناد، من طلب الدنيا حلالا مكاثرا مفاخرا مرائيا قتلته (4) وروى عن عبد الرزاق
عن عبد الوهاب عن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة
نافلة وقد أضاع فريضة جعل الله نافلته فريضة، نوى ذلك أو لم ينوه، ومن صام
صيام نافلة وقد أضاع صيام فريضة جعل الله صيامه ذلك له فريضة، نوى ذلك أو لم ينوه،
ومن تصدق بصدقة نافلة وقد أضاع زكاة فريضة، جعل الله نافلته زكاة نوى ذلك أو لم
ينوه * أخبرناه محمد بن الحسن اللخمي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن همام ثنا عبد الرزاق،
وروى عن عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أبي خالد بن قيس بن أبي حازم عن جرير
ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستجيب للمتظلمين ما لم يكونوا أكثر من الظالمين،

(1) في الهندية: " من ربأ "
(2) في الهندية: " وأفتق أرحاما " وفى المخطوطة: " وأقرب ". وأنتق أرحاما: أكثر
أولادا يقال للمرأة الكثيرة الأولاد ناتق. النهاية.
(3) الميزان 42 / 1
(4) في المخطوطة: " مرابضا فأقلبه ".
118

فإذا كانوا أكثر منهم فيدعون فلا يستجيب لهم. وبهذا الاسناد عن جرير بن عبد الله قال:
لما قدم جعفر من (أرض) الحبشة تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله بين عينيه * أخبرنا بالحديثين جميعا
محمد بن أيوب بن مشكان (بطبرية) ثنا إبراهيم بن عبد الله بن همام ثنا عبد الرزاق.
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن مسلمة (1) بن سليمان ابن عبد الله
بن حنظلة الغسيل أو إسحاق البغدادي، يروى عن العراقيين بندار وأبى موسى وعمرو بن علي
وذويهم، حدث بخراسان، كان يقلب الاخبار ويسرق الحديث، فعمد إلى حديث تفرد به
رجل واحد لم يره فجاء به عن شيخ آخر، ورى عن لوين عن شريك عن ما رواه لوين قط
أبى إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي * وهذا
إنما هو حديث على حجر عن، ما حدث به شريك ثقة غيره، وأبو غسان النهدي روى هذا
الحديث عن إسرائيل ليس عن شريك، فمن زعم أنه عن شريك فقد وهم، وقد روى
إبراهيم بن إسحاق هذا عن يحيى بن أكثم عن بشر (2) بن إسماعيل عن معاوية بن صالح
عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير الحضرمي عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد بر والده فليعط الشعراء وهذا حديث باطل، وقد روى عن
لوين عن عيسى بن يونس (عن زكريا وأبى زائدة عن الشعبي) (3) عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرهن مركوب ومجلوب، وهذا وهم فاحش، إنما هو عند عيسى بن
يونس عن زكريا وأبى زائدة عن الشعبي عن أبي هريرة فأما من رواية الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة فهو عند أبي عوانة وأبى بكر بن عياش وقد روى نصر
بن حماد عن شعبة عن الأعمش مثله، وقد روى عن بندار عن معاد بن
هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن القاسم بن المخيمرة أن
الأشعري أتى النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر ينش (4) قال: اضرب بهذا الحائط، وإنما يشرب هذا

(1) الميزان 18 / 1
(2) في الهندية: " مبشر " وصوابها بشر بن إسماعيل.
(3) في الهندية: " عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة "
(4) نبيذ جر ينش: نبيذ جرار يغلى.
119

من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر إنما هو عن قتادة عن رجل من أهل الشام عن
القاسم بن مخيمرة فأما أن يكون الأوزاعي مسطرا في كتاب فلا، على، أنى لست
أنكر (هذه) الرواية لان الحديث عند الأوزاعي بهذا الاسناد في أشياء تشبه هذا،
فالاحتياط في أمره الاحتجاج بما وافق الثقات من الاخبار، وترك ما انفرد من الآثار.
إسماعيل بن سليمان الأزرق (1) التميمي، يروى عن أنس بن مالك، روى عنه
وكيع بن الجراح والقاسم بن الفضل، ينفرد بمناكير ويرويها عن المشاهير، أخبرنا
مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول سمعت ابن نمير (2) يقول: إسماعيل الأزرق
متروك الحديث وإنما نقم على وكيع به.
إسماعيل بن مسلم المكي أبو ربيعة أصله من البصرة سكن مكة، وليس هو
إسماعيل بن مسلم البصري صاحب أبى المتوكل ذلك ثقة، وهذا ضعيف الثقة يقال له
العبدي، وأما هذا فكان من فصحاء الناس، يروى عن الحسن والزهري روى عنه
ابن المبارك ووكيع، وقد ضعفه ابن المبارك: وتركه يحيى (القطان) وابن مهدي.
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان
عن إسماعيل المكي، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن
معين عن إسماعيل بن مسلم المكي، فقال ليس: بشئ. قلت: فإسماعيل بن مسلم العبدي؟ قال:
ثقة، (أخبرنا أبو يعلى قال سئل يحيى بن معين - وأنا حاضر - عن إسماعيل بن مسلم
فقال ليس بشئ.
قال أبو حاتم: روى إسماعيل بن مسلم عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن

(1) الميزان 232 / 1
(2) في المخطوطة: " ابن عمر " والصواب ابن نمير وهو محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ الثبت
أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي التذكرة 24 / 2.
120

النبي صلى الله عليه وسلم قال: النساء خلقن من ضعف وعورة فاستروا عوراتهن بالبيوت واغلبوا
ضعفهن بالسكوت، روى عنه جعفر بن عون وقد روى عن الزهري عن عبد الله بن كعب
ابن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنين: ذكاته ذكاة أمه، روى عنه روح
ابن عبادة، وإنما هو عن الزهري قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إذا أشعر
الجنين فذكاته ذكاة أمه، هكذا قاله ابن عيينة وغيره من الثقات، وقد روى عن الحسن
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة تشتاق إليهم الجنة، على وعمار
وسلمان، أخبرناه أبو يعلى ثنا محمد بن عبد الله بن نمير (1) ثنا محمد بن شر ثنا الحسن بن
صالح عن أبي ربيعة عن الحسن هكذا، رواه يحيى بن آدم والكوفيون عن الحسن بن
صالح فقالوا عن أبي ربيعة عن الحسن وأنبأه الحسن بن سفيان ثنا نصر بن علي الجهضمي
عن أبي أحمد الزبيري (2) عن الحسن بن صالح عن إسماعيل (بن مسلم) عن الحسن مثله
إلا أنه قال: عمار وسلمان وبلال، فسماه الزبيري وكناه هؤلاء، وروى عن الحسن عن
سعد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوتر ثلاث كصلاة المغرب، أخبرناه
أحمد بن يحيى بن زهير ثنا عبد الله بن الصباح العطار ثنا أبو بكر البكراوي عن إسماعيل
ابن مسلم عن الحسن.
إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير (3) من أهل مكة، واسم أبى الصغير رفيع،
وهو ابن أخي عبد العزيز بن رفيع كنيته أبو عبد الملك، يروى عن عطاء وسعيد بن
جبير، روى عنه الثوري ووكيع، تركه ابن مهدي، وضعفه يحيى بن معين، كان سيئ
الحفظ، ردئ الفهم يقلب ما يروى.

(1) في الهندية: " ابن تمر "
(2) في الهندية: " الزيري " وفى المخطوطة. " الزبيدي " وصوابها " الزبيري " محمد بن
عبد الله بن الزبير بن عمر الحافظ الثبت الأسدي الزبيري - مولاهم - الكوفي الحبال
التذكرة 325 / 1
(3) في الهندية: " ابن أبي الصفراء " وقيل: " الصغير " بالغين. الميزان 237 / 1.
121

أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن إسماعيل
ابن عبد الملك، قال: ورأيت عبد الرحمن يقول: أستخير الله أستخير الله اضرب على
حديثه يقول عن عطاء إنما حرمت الشربة التي أسكرتك، وهذا قول أهل الكوفة.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي الزبير عن جابر قال: لما كان يوم الخندق
نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوحدته قد وضع حجر بينه وبين إزاره يقيم به صلبه من
الجوع، أخبرنا أبو يعلى ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا مالك بن سعير بن الخمس ثنا
إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير (عن جابر).
إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر (1) البجلي الكوفي، يروى عن أبيه وعبد الملك بن
عمير روى عنه أبو نعيم والكوفيون، كان فاحش الخطأ.
أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: قلت ليحيى بن معين: إبراهيم
ابن مهاجر؟ (قال): (2) ضعيف وابنه إسماعيل ضعيف. قال أبو حاتم: روى إسماعيل
عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث قال: بعت دارا لي أو أرضا بالمدينة فقال أخي
سعيد بن حريث (3) استعف عنها ما استطعت ولا تنفق منها شيئا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من باع دارا أو عقارا فإنه قمن أن لا يبارك له فيه إلا أن يجعل في مثله، قال
عمرو: فاشتريت ببعض ثمنها داري هذه، أخبرناه أبو يعلى ثنا القواريري ثنا عفيف بن
سالم الموصلي ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير.
إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى (4) التيمي من تيم الله بن ثعلبة من أهل الكوفة،
يروى عن الأعمش ومطرف; روى عنه أهل الكوفة، يخطئ حتى خرج عن حد
الاحتجاج به إذا انفرد، وكان ابن نمير شديد الحمل عليه.

(1) في المخطوطة: " مجاهد " والصواب " مهاجر " الميزان 212 / 1
(2) زيادة لينتظم السياق
(3) في المخطوطة: " فقال أبى سعيد بن زيد " وهو غير متسق.
122

إسماعيل بن عباد أبو محمد المزني (1) من أهل البصرة، يروى عن سعيد ابن أبي
عروبة مالا يتابع عليه من الروايات، ويقلب الاخبار التي رواها الاثبات، لا يجوز
الاحتجاج به بحال، روى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والسكنى في السواد فإنه من سكن السواد يصدأ قلبه، قيل
يا رسول الله! وهل يصدأ القلب؟ قال كما يصدئ الماء (2) الحديد، وبإسناده قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير راع ومسئول (3)
عن رعيته، والرجل راع ومسئول عن زوجته وما ملكت يمينه فاتقوا الله فيما م لكتم،
وكلكم مسؤول، فأعدوا لتلك المسائل جوابا؟ قالوا يا رسول الله! وما جوابها؟ قال:
أعمال البر، وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما النساء عي وعورة فكفوا عيهن
بالسكوت واستروا (4) عورتهن بالبيوت، وبإسناده أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم مع امرأته
وابن له، فقال يا رسول الله! إن هذه امرأتي وهذا ابني، وقد سألتني (5) أن أفرد له
شيئا من مالي، فأنا أشهدك أن حائطي الذي لي في موضع كذا وكذا هو له. وله من
المواشي كذا وله كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويدا أو قال رويدك، ألك
من الولد غيره؟ قال نعم، قال: فكلا أعطيته مثل (6) هذا؟ قال لا، قال امض عنا;
فإنا معشر الأنبياء لا نشهد على الجور، إن لولدك عليك من الحق أن يقسم مالك بينهم
بالسوية، كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك، أخبرنا الحسن بن سفيان بهذه الأحاديث
كلها ثنا زكريا بن يحيى الرقاشي المقرى قال: ثنا إسماعيل بن عباد ثنا سعيد عن قتادة عن
أنس بن مالك في نسخة كتبناها عنه لا تخلو ا من القلوب أو الموضوع.

(1) ترجم له في الميزان باسم إسماعيل بن عباد السعدي. الميزان 234 / 1
(2) في الهندية: " يصدى " ومرة: " يصدى الحديد "
(3) في المخطوطة: " ويسأل " بدل " ومسئول "
(4) في الهندية: " فكفوا عنهن بالسكوت واشتروا عورتهن بالبيوت " وهو تصحيف محل.
(5) في الهندية: " سألني "
(6) في الهندية: " لأولادك ".
123

إسماعيل بن أبي إسحاق أبو إسرائيل الملائي العبسي (1) من أهل الكوفة، وقد
قيل إنه مولى سعد بن حذيفة، ولد بعد الجماجم بسنة، وكان الجماجم سنة ثلاث وثمانين،
ومات وقد قارب الثمانين، يروى عن الحكم وعطية، وروى عنه أهل العراق وكان
رافضيا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، تركه ابن مهدي وحمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا
شديدا، وهو مع ذلك منكر الحديث، أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: سألت
عبد الرحمن بن مهدي عن حديث أبي إسرائيل الملائي فأبى أن يحدثني بن، قال: كان
يشتم عثمان بن عفان رضوان الله عليه.
إسماعيل بن رافع بن عويمر أبو رافع (2) مولى مزينة من أهل مكة، يروى عن
المقبري، روى عنه وكيع والمكي (3)، كان رجلا صالحا، إلا أنه يقلب الاخبار حتى
صار الغالب على حديثه المناكير التي تسبق إلى القلب أنه كان كالمتعمد لها، أخبرنا
الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن إسماعيل بن رافع
بشئ قط، قال يحيى: وقد رأيته ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال: سألت يحيى بن
معين عن إسماعيل بن رافع فقال: ليس بشئ.
إسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي العنبسي (4) من أهل الشام، يروى شرحبيل
ابن مسلم: روى عنه الأعمش وابن المبارك، كان مولده سنة ست ومائة، ومات سنة
إحدى وثمانين ومائة، أنبأنا إبراهيم بن عبد الواحد العنسي بدمشق قال: سمعت مضر
ابن محمد الأسدي يقول: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث
عن الشاميين عن صفوان وجرير فحديثه صحيح، وإذا حدث عن العراقيين والمدنيين خلطه
ما شئت، أخبرنا محمد بن المنذر ثنا عثمان بن سعيد ثنا محبوب بن موسى الأنطاكي

(1) يرجع إلى ترجمته في الميزان 222 / 1 وقد أطال ترجمته في باب الكنى 490 / 4
(2) الميزان 227 / 1
(3) المكي: هو مكي بن إبراهيم كما جاء في بعض نسخ الميزان.
124

ثنا شعيب بن حرب قال: كنا عند شيخ نسمع منه ومعنا (1) إسماعيل بن عياش فوضع
رأسه فنا (2)، فلما فرغنا قام فكتب سماعه، أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان
عبد الرحمن لا يحدث عن إسماعيل بن عياش، فقال له رجل (مرة) حدثنا أبو داود
عن عتبة قال عبد الرحمن: هذا ابن عياش، أخبرنا محمد بن زياد الزيادي ثنا ابن أبي
شيبة قال: سمعت يحيى بن معين وذكر عنده إسماعيل بن عياش فقال: كان ثقة فيما
يروى عن أصحابه أهل الشام، وما روى عن غيرهم يخلط فيه، سمعت محمد بن محمود
ابن عدي يقول: سمعت على بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت إسماعيل
ابن عياش يروى عن كل ضرب.
قال أبو حاتم: كان إسماعيل بن عياش من الحفاظ المتقنين في حداثته فلما كبر تغير
حفظه، فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث
الغرباء خلط فيه وأدخل الاسناد في الاسناد وألزق المتن (بالمتن)، وهو لا يعلم ومن كان
(هذا) نعته، حتى صار الخطأ في حديثه يكثر، خرج عن الاحتجاج به فيما لم يخلط فيه،
روى عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أشد على هذه الأمة من
فرعون على قومه، ويقال: إنه الوليد بن عبد الملك، وهذا خبر باطل، ما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا ولا عمر رواه ولا سعيد حدث به ولا الزهر رواه ولا هو عن حديث الأوزاعي
بهذا الاسناد، وروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (خير) نسائكم العفيفة الغلمة (3)، أخبرناه عمر بن سعيد (4) ثنا محمد بن عون (5) ثنا

(1) في المخطوطة: " ومعه "
(2) في المخطوطة: " فقام "
(3) الغلمة: هيجان شهوة النكاح يقال غلم واغتلم اغتلاما وامرأة غلمة النهاية.
(4) في الهندية: " عمر بن سنان بمينح "
(5) في المخطوطة: " ابن عوف " ومحمد بن عوف عن سليم بن عثمان مجهول الحال ومحمد بن عون
الخرساني عن عكرمة ضعيف الميزان 676 / 3.
125

أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش أخبرنا محمد بن المسيب ثنا عيسى (بن خالد) بن أخي أبى
اليمان ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل مثله.
إسماعيل بن يعلى الثقفي أبو أمية (1)، من أهل البصرة، يروى عن جماعة من
التابعين، روى (عنه) زيد بن الحباب، كثير الخطأ فاحش الوهم، ضعفه يحيى بن معين.
إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي (2) كنيته أبو علي، يروى عن مسعر وابن أبي
ذئب ومالك وفطر، روى عنه أهل العراق وإسماعيل بن عياش، كان ممن يروى
الموضوعات عن الثقات، ومالا أصل عن الاثبات، لا يحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به
مجال، روى عن فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما انتعل
عبد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا يغدو في طلب العلم إلا غفر له حيث يخطو عتبة باب
بيته، روى عنه لوين، روى عن مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلم (3)، فقال له المعلم: اكتب
قال ما أكتب؟ قال: بسم الله، فقال له عيسى: وما بسم الله؟ قال المعلم ما أدرى فقال له
عيسى: الباء بهاء الله، والسين سناؤه، والميم مملكته، والله إلا الآلهة (4). والرحمن رحمن الدنيا
والآخرة والرحيم رحيم الآخرة أيجد: الألف آلاء، وب بهاء الله (5)، ج جلال الله، دال الله
الدائم، هوز: ه‍ الهاوية لأهل النار، واو ويل لأهل النار (واو) في جهنم، زاي زين أهل
الدنيا وأهل الكفر منهم، حطى: ح الله الحليم، ط الله الطالب، لكل حق حتى يرده
أهل النار وهو الوجع، كلمن: ك الله الكافي، ل الله العالم، م الله المالك، ن نون (6)

(1) الميزان 254 / 1
(2) في الهندية: " ابن عبد الله " وصوابها. " ابن عبيد الله " يراجع الميزان 253 / 1
(3) في المخطوطة: " ليعلمه ".
(4) في الهندية: " والله إله الاله "
(5) في الهندية: " الألف إله الله رب بهاء الله "
(6) في الهندية: " نور البحر ".
126

البحر، صعفص الله الصادق، ع الله العالم، ف الله الفهيم، ص الله الصمد، قرشت:
ق الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرت به (1) السماء، راء رب الناس بها يسر الله (2)،
س ستر الله ت تمت أبدا (كذا)، أخبرناه محمد بن يحيى بن رزين العطار بحمص ثنا
إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزيدي (ثنا إسماعيل بن عياش) ثنا إسماعيل بن يحيى
عن مسعر بن كدام وروى عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عزى رجلا مسلما برجل ذمي مات له فقال له: آجرك الله وأعظم أجرك وجبر مصيبتك،
أخبرناه محمد بن المسيب ثنا سعدان بن نصر ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله عن
ابن أبي ذئب.
وروى عن ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا الدرداء يمشى أمام أبى بكر فقال له: أتمشي قدام رجل لم تطلع الشمس على أحد منكم
أفضل منه فما رئي أبو الدرداء بعد ذلك يمشى إلا خلف أبى بكر، أخبرنا محمد بن إسحاق
الثقفي ثنا صالح بن حرب مولى بنى هاشم ثنا إسماعيل بن يحيى (بن طلحة) عن
ابن جريج.
إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري (3)، كنيته أبو مصعب
من أهل المدينة، سمع من أبى حازم ويحيى بن سعيد، فأما كتاب أبى حازم فقد ضاع
منه، وأما يحيى بن سعيد فإنه قال: الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها، في حديثه من
المناكير والمقلوبات التي يعرفها من ليس الحديث صناعته، مات وقد نيف على تسعين سنة،
روى عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن قيظ

(1) في الهندية: " الذي أحصرت منه السماء "
(2) في الهندية: " راء ريا الناس بهاى يسر الله "
(3) الميزان 245 / 1.
127

فقام النبي صلى الله عليه وسلم ليغتسل، فقام العباس بستره بشملة له فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا رأسه إلى
السماء يقول: اللهم استر العباس وولد العباس من النار.
أخبرنا محمد بن المسيب ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا إسماعيل بن قيس بن
سعد بن زيد بن ثابت، وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس حيث استأذن النبي صلى الله عليه وسلم
في النقلة إلى المدينة: أقم مكانك الذي أنت فيه. فإن الله عز وجل سيختم (1) بك الهجرة
كما ختم بي النبوة، وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت (2) قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم باكر بطلب (3) الرزق، فإن الغدو بركة ونجاح، أخبرناه محمد بن المسيب (4)
وعدة قالوا، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا إسماعيل بن قيس عن هشام بن عروة.
إسماعيل بن أبان الغنوي (5) (الخياط) الحافظ كنيته أبو إسحاق من أهل الكوفة
يروى عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والثوري، وكان يضع الحديث على (6)
الثقات، وهو صاحب حديث السابع من ولد العباس، يلبس الخضرة، كان أحمد بن
حنبل رحمه الله شديد الحمل عليه. سمعت (أحمد) بن زهير يقول سئل يحيى بن معين
عن إسماعيل بن أبان فقال: وضع أحاديث على سفيان لم تكن.
إسماعيل بن محمد بن جحادة اليامي (7) المكفوف من أهل الكوفة، وكان عطارا بها،
كنيته أبو محمد، يروى عن عبد الملك بن أبجر (8)، كان يحيى بن معين سيئ الرأي
فيه، وقد (رآه). كان يخطئ، خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد

(1) في الهندية: " ليستختم "
(2) في الهندية: " قال "
(3) في الهندية: " باكروا طلب الرزق "
(4) في الهندية: " أخبرناه عمر بن سنان "
(5) في المخطوطة: " الغنوي الخياط " وفى الهندية لم ترد كلمة " الخياط " وهي واردة في
الميزان 211 / 1
(6) في الهندية: " عن النقاب "
(7) في الهندية: " الأيامى " وفى المخطوطة " اليامي " وهما غير واردين في الميزان 246 / 1
(8) في الهندية: " ابن البحر ".
128

إسماعيل بن داود بن مخراق (1) من أهل المدينة، وهو الذي يقال له سليمان بن
داود بن مخراق، يروى عن مالك بن أنس وأهل المدينة، يسرق الحديث ويسويه،
يروى عنه رزق الله بن موسى ونوح بن حبيب القومسي، روى عن مالك عن يحيى بن
سعيد عن أنس (بن مالك)، قال ما صليت خلف أحد أشبه صلاة برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من هذا الفتى، يعنى عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو يعلى محمد بن زهير بالأبلة ثنا رزق الله بن موسى عنه، وهذا خبر
باطل، ليس من حديث مالك ولا من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، إنما رواء
شريك بن أبي نمر (2) عن أنس فقط، وروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال:
رأيت عبد الله بن أبي يشتد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكب (3) رجليه
وهو يقول يا رسول الله! إنا كنا نخوض ونلعب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبا لله
وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا نوح بن حبيب ثنا ابن
المخراق عن مالك عن نافع.
إسماعيل بن زياد (4) شيخ دجال، لا يحل ذكره في الحديث إلا على سبيل القدح فيه،
روى عن غالب القطان عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أبغض الكلام إلى الله الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار البخارية
وكلام أهل الجنة العربية، رواه عنه أبو عصمة عاصم بن عبد الله البلخي، وهذا
موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو هريرة حدث به،
ولا المقبري رواه، وغالب القطان ذكره بهذا الاسناد.

(1) الميزان 226 / 1
(2) في المخطوطة: (ابن أبي نهر) وهو خطأ
(3) نكبت الحجارة رجله (أصابتها) والعبارة غير واضحة هي وما قبلها في المخطوطة.
(4) إسماعيل بن زياد أو ابن أبي زياد الكوفي قاضي الموصل * الميزان * 23 / 1.
129

إسماعيل بن رجاء الحصبي (1) من؟؟ صن مسلمة من أهل الجزيرة، يروى عن موسى
بن أعين، روى عنه أهل الجزيرة، منكر الحديث يأتي عن الثقات مالا يشبه حديث
الاثبات، روى عن موسى بن أعين عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به (2)
إلى الله - عز وجل - فتح الله - عز وجل - له رزق سنة من حلال * أخبرناه أحمد بن موسى
المكي بواسط ثنا محمد بن علي الرافقي عنه وهذا خبر باطل، لا الأعمش حدث به،
ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده: ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله.
إسماعيل بن محمد بن يوسف (3) أبو هارون، من أهل بيت جبرين من كور
فلسطين ممن يقلب الأسانيد، ويسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به، روى عن أبي عبيد
القاسم بن سلام عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا مدينة العلم (4) وعلي بابها، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها، وروى عن سليمان
بن عمران الإسكندراني عن القاسم بن معن عن أخته أمينة عن عائشة بنت سعد بن أبي
وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر دهن أهل الجنة الخيري * وروى عن عمر بن
زهير بن محمد عن موسى بن يسار عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
في العسل في عشر أزق زق، وروى عن زكريا بن نافع الأرسوفي (5) عن محمد بن مسلم
الطائفي عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا وصية
لوارث، وروى عن المعلى بن الوليد القعقاعي ثنا أبو إسحاق الفزاري (6) عن مخلد بن

(1) الميزان 228 / 1
(2) في الهندية: " وافضائه "
(3) الميزان 247 / 1
(4) في المخطوطة: " الحكمة "
(5) هكذا في النسختين.
(6) في المخطوطة: " أبو إسحاق الداري " وهو أبو إسحاق الفزاري الإمام الحجة شيخ الاسلام
إبراهيم بن محمد بن الحارث التذكرة 251 / 1.
130

الحسين عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال بينما جبريل عليه السلام
جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر أبو بكر، فقال جبريل: هذا أبو بكر، فقال أتعرفه يا جبريل؟
قال نعم، إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض، وإن الملائكة لتسميه حليم قريش وإنه
وزيرك في حياتك وخليفتك بعد موتك * حدثنا بهذه الأحاديث كلها الحسين بن إسحاق
الأصبهاني بالكرج. ثنا أبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف ببيت جبرين في نسخة
كتبناها عنه أكثر من هذا. أكره التطويل، ولولا ذلك لذكرتها.
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني (1). واسم أبى فروة كيسان، وكان
مكاتبا لمصعب بن الزبير، وقد قيل إنه مولى عثمان بن عفان عداده في أهل المدينة
وكنيته أبو سليمان يروى عن الزهري) مات سنة أربع وأربعين ومائة في ولاية المنصور
كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان أحمد بن حنبل ينهى عن حديثه.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز ثنا أبو زرعة ثنا سليمان (2) عن ابن وهب عن
حرملة بن عمران قال: كتب إسحاق بن أبي فروة إلى عمر بن عبد العزيز في القدوم عليه،
فكتب إليه: الشقة بعيدة، والوطأة ثقيلة والنيل (3) قليل * أخبرني محمد بن عمران
ثنا عباس بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا أبو إسحاق الطالقاني قال: حدثني
بقية عن عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري، قال:
فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الزهري: قاتلك الله يا ابن أبي
فروة ما أجرأك على الله - عز وجل - ألا تسند حديثك ألا تسند حديثك تحدثنا
بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة.

(1) الميزان 193 / 1
(2) في الهندية: " حدثنا سليمان عن عبد الرحمن عن ابن وهب " والصواب " سليمان بن
عبد الرحمن وهو الدمشقي الحافظ ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني عن إسماعيل ابن عباس والوليد
ابن عيينة وابن وهب وخلق وعنه البخاري وأبو زرعة وجعفر الذريابي
الميزان 213 / 1
(3) النيل والنائل: ما خلته.
131

(أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون. قال: حدثنا على بن حجر قال: حدثنا بقية
عن عتبة بن أبي حكيم قال: سمع الزهري إسحاق بن أبي فروة يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال: قاتلك الله يا ابن أبي فروة: ما أجرأك على الله، ألا تسند حديثك تحدثنا
بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة)
قال أبو حاتم: لم أذكر هذه الحكاية احتجاجا لبقية (1) ولكنها مشهورة للزهري
من رواية غير بقية، وأما بقية فهو مدلس، فإذا بين السماع في حديثه وحفظ عنه ذلك من
أتقنه، لا يكاد يوجد في حديثه ما ينكر، سنذكر قصته فيما بعد إن شاء الله. وقد روى
إسحاق بن أبي فروة أحاديث منكرة منها أنه روى عن زيد بن أسلم عن عطاء
ابن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقطع الصلاة امرأة ولا كلب ولا حمار،
وادرأ ما مر أمامك ما استطعت فإن أبى إلا أن تلاطمه فلاطمه فإنما تلاطم الشيطان،
قلب اسناد هذا الخبر ومتنه جميعا، انما هو عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن
النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم يصلى فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله، فإنما هو
شيطان، فجعل مكان أبى سعيد أبا هريرة، وقلب متنه، وجاء بشئ ليس فيه اختراعا
من عنده، فضمه إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله لا يقطع الصلاة امرأة
ولا كلب ولا حمار والأخبار الصحيحة أنه النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعادة الصلاة
إذا مر بين يديه الحمار والكلب والمرأة (2)، وروى عن نافع عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يعجبنكم إسلام امرئ حتى تعلموا ما عقدة عقله
أخبرناه الحسن بن سفيان (3) ثنا حكيم بن سيف ثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق
ابن أبي فروة عن نافع.

(1) في الهندية. * لاحتجاج به *
(2) يرجع إلى أحاديث الباب في المتقى بشرح نيل الأوطار 7، 10، 11 / 3.
(3) في الهندية: " الحسن بن سيف " وهو الحسن بن سفيان أبو عباس الشيباني
التذكرة 245 / 3.
132

إسحاق بن الصباح من ولد الأشعث (1) بن قيس، يروى عن عبد الملك بن عمير،
روى عنه عبد الله بن داود الحريبي، كثير الوهم فاحش الخطأ * أخبرنا (عمر بن محمد)
الهمداني ثنا عمر بن علي قال سمعت رجلا من أصحابنا يقول ليحيى بن سعيد: يحفظ عن
عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة أن عبد الله اشترى أرضا من أرض السواد،
وأشهدني عليها: فقال عمن؟ قال حدثنا ابن داود فقال عمن؟ قال عن إسحاق بن الصباح
قال: اسكت ويلك.
إسحاق بن الحارث الكوفي القرشي (2)، أصله من المدينة، يروى عن عامر بن سعد
روى عنه عبد الرحمن بن إسحاق، منكر الحديث، فلا أدرى التخليط في حديثه منه أو من
ابنه، على أنه ليس له راو صدوق غير ابنه أيضا لس بشئ في الحديث فمن هاهنا اشتبه
أمره، ووجب تركه.
إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عبيد الله القرشي (3)، عداده من أهل المدينة يروى
عن المسيب بن رافع روى عنه ابن المبارك ووكيع، كنيته أبو محمد، كان ردئ الحفظ،
سئ الفهم، يخطئ ولا يعلم، ويروى ولا يفهم، سمعت محمد بن المنذر يقول سمعت عباس
ابن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال: سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجاري (4) به العلماء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله

(1) الميزان 192 / 1
(2) الميزان 121 / 1
(3) في الهندية: " ابن عبد الله " وصوابها: " ابن عبيد الله " الميزان 204 / 1
(4) الحديث رواه ابن ماجة عن أبي هريرة بلفظ: " من تعلم العلم ليباهي " إلخ وعلق عليه في
الزوائد بأن إسناده ضعيف. ورواه عن ابن عمر بلفظ فيه اختصار، وعن حذيفة بالنهي:
" لا تعلموا " إلخ.
سنن ابن ماجة 95، 96 / 1 كشف الخفا والالباس للعجلوني 360 / 2.
133

الله النار * أخبرناه محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز ثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا أمية
بن خالد ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة.
إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس (1) مولى كثير بن الصلت، من أهل المدينة، كنيته
أبو يعقوب، يروى عن سعيد بن إسحاق وإسماعيل بن مصعب روى عنه مرحوم بن
عبد العزيز وابن أبي أويس، كان يخطئ، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
إسحاق بن بحيح الملطي (2) سكن بغداد، دجال من الدجاجلة، كان يضع الحديث
على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا، روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم
قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله - عز وجل - يوم القيامة
فلقها عالما (3) * أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا على بن حجر عنه وروى عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تربوا الكتاب وأسحوه من
أسفله فإنه أنجح للحاجة * وروى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترو الكتاب وأسحوه من أسفله فإن أنجح للحاجة *
أخبرناه محمد بن المسيب ثنا محمد بن حرب الشامي (4) ثنا إسحاق بن نجيح عن ابن
جريج.
[قال أبو حاتم]! وقد تعلق به أحمد بن عبد الله الجويباري (5) (فكان يروى

(1) الميزان 178 / 1
(2) الميزان 200 / 1
(3) يرجع إلى تخريجات هذا الحديث في رفع الخفا والالباس للعجلوني 340 / 2
(4) في الهندية: " النشاي " وهو محمد بن حرب أبو عبد الله الخولاني الحمصي.
التذكرة 280 / 1
ويرجع إلى تخريجات حديث تشريب الكتاب في رفع الخفا والالباس للعجلوني 100 / 1
(5) في الهندية: " الجونباري " وهو الجويباري ويقال الجوباري وجوبار:
من عمل هراة ويعرف بستوق. يراجع الميزان 1 / 106.
134

عنه ما وضعه إسحاق ويضع عليه ما لم يضع أيضا. سنذكر قصة الجويباري) وذوويه ومن
بعدهم من المتأخرين بعد هذا ممن لم يتكلم فيهم أئمتنا القدماء إن شاء الله،
إسحاق بن إدريس الأسواري (1) من أهل البصرة كنيته أبو يعقوب يروى عن
همام بن يحيى والكوفيين والبصريين، روى عنه نصر بن علي الجهضمي، وأهل البصرة
كان يسرق الحديث، وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب، روى عن عبد الله بن رجاء
عن يونس بن يزيد (2) عن الزهري عن السائب بن يزيد عن أبيه قال نفلنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم نفلا سوى نصيبنا من الخمس فأصابني شارف * روى عنه الحسن بن علي الحلواني
وهذا مقلوب، إنما معناه رواه الزهري عن أبيه قال كان بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية
فبلغ سهماننا (3) اثنا عشر بعيرا ونفلنا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعيرا بعيرا فأقلب متنه
وإسناده جميعا.
إسحاق بن بشر الكاهلي (4) كنيته أبو حذيفة القرشي، أصله من بلخ ومنشأه
ببخارى سكن بغداد مدة وحدثهم بها، كان يضع الحديث على الثقات، ويأتي بما
لا أصل له عن الاثبات مثل مالك وغيره، روى عنه البغداديون وأهل خراسان، لا يحل
كتب حديثه إلا على جهة التعجب فقط، قال إسحاق بن منصور الكوسجي: قدم علينا
أبو حذيفة فكان يحدث عن ابن طاوس ورجال كبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد
الطويل، قال فقلنا له: كتبت عن حميد الطويل؟ قال: ففزع، وقال جئتم تسخرون بي،
(حميد عن أنس) جدي لم ير حميدا، فقلنا: أنت تروى عمن مات قبل حميد بكذا
وكذا سنة؟ قال فعلمنا ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول.

(1) الميزان 184 / 1
(2) في المخطوطة: " يونس بن يونس " والصواب يونس بن يزيد الأيلي صاحب الزهري
الميزان 484 / 4
(3) في الهندية: " سهمائنا " والصواب " سهماننا " والسهمان: جمع سهم وهو النصيب
(4) الميزان 186 / 1.
135

قال أبو حاتم: قد روى إسحاق بن بشر هذا عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض يوم يكفر (الذنب) ثلاثين سنة،
وعن الثوري عن هشام بن عروة (1) عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المرض
يتبع الذنوب في المفاصل حتى يسله عنه سلا فيقوم من مرضه، وقد خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه.
أخبرنا الحديثين جميعا الحسين بن إسحاق الخلال ثنا جعفر بن محمد البرذعي بعسقلان
ثنا الحسين (2) بن بيان عن إسحاق بن بشر عن سفيان الثوري، وقد روى إسحاق بن بشر
هذا عن الثوري عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: النادم ينتظر
الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، وكل عامل سيقدم على ما سلف عند موته، فإن ملاك
الأعمال خواتمها، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة، وإياكم والتسويف
بالتوبة والغرة بحلم الله عنكم؟ واعلم أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله،
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
أخبرنا يوسف بن بشر بن حمزة الرجاني بحصن مهدي ثنا أحمد بن سعيد
الباسياني (3)؟ ثنا إسحاق بن بشر عن الثوري في نسخة (4) كتبناها عنه للثوري وجعفر
ابن محمد وغيرهما أشياء موضوعة أكره ذكرها في الكتب. لان فيما ذكرنا منع غنية عن
الاستشهاد بالاكثار على صحة القدح في رواته، روى عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر
[عن عمر] (5) قال بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل من جبال تهامة إذ اقبل رجل

(1) في الهندية: " هشام عمروة "
(2) في المخطوطة: " الحسن بن بيان "
(3) في الهندية: " البياني " وباسيان: بلدة بخوزستان.
(4) في الهندية: " في نسخة "
(5) الزيادة من الميزان.
136

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مشية الجن ونغمة الجن فجاء حتى سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنت؟ فقال أنا الهام (1) بن الهيم بن لاقيس بن إبليس، قال بينك
وبين إبليس أبوان؟ قال نعم، قال كم أتى عليك من السنين؟ قال أفتيت عمر الدنيا إلا
قليلا، قال كم؟ قال كنت في زمن قابيل حين قتل هابيل [كنت وأنا غلام (2)] ابن
أعوام أدخل الآجام وأعلو الآكام وآمر بإفساد الطعام وقطيعة الأرحام، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بئس عمل الشباب المتلوم والشيخ المتوسم، ثم ذكر حديثا طويلا، حدثنا محمد بن
سهل بن حماد الحلاب بتستر ثنا عمار بن يزيد المفسر ثنا إسحاق بن بشر ثنا أبو معشر
عن نافع.
إسحاق بن أبي يحيى الكعبي (3)، يروى عن ابن جريج، روى عنه على بن معبد
ينفرد عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات، ويأتي عن الأئمة المرضيين ما هو من
حديث الضعفاء والكذابين لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار،
وهو الذي روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن
يطرب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الاذان سمح سهل، فإن كان أذانك سمحا سهلا وإلا
فلا تؤذن، ثنا مكحول ببيروت (4) ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا على بن معبد ثنا إسحاق
ابن أبي يحيى الكعبي عن ابن جريج (وليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم).
إسحاق بن إبراهيم الطبري (5) شيخ، سكن اليمن، يروى عن ابن عيينة والفضل

(1) في الميزان: " أنا هامة بن الهيم "
(2) زيادة من الميزان 182 / 1
(3) الميزان 205 / 1
(4) في المخطوطة: " حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت " وهو مكحول غير أن كلمة
" بيروت " تكرر تصحيفها.
(5) الميزان 177 / 1.
137

ابن عياض، منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يحل كتابة
حديثه إلا على جهة التعجب، روى عن عبد الله بن الوليد العدني (1) عن مالك بن أنس
عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه فقرا أو دينا في حاجة
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها ينزل الله
الرزق من السماء، قال ابن عمر فقلت وما ذاك يا رسول الله؟ قال فاستوى (رسول الله
صلى الله عليه وسلم) قاعدا وكان متكئا فقال: يا ابن عمر! تقول من طلوع الفجر إلى صلاة الصبح:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وأستغفر الله مائة مرة تأتيك الدنيا راغمة ذاخرة،
ويخلق الله (عز وجل) من كل كلمة تقولها ملكا يسبح له لك ثوابه إلى يوم القيامة.
وروى عن الفضيل بن عياض عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي
أوفى قال: دخل النبي صل الله عليه وسلم مكة في بعض عمره فجعل أهل مكة يرمونه بالقثاء
(الفاسدة) ونحن نستر عنه، أخبرنا بالحديثين الفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة
ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، وهذان خبران موضوعان لا أصل لهما، وإني لأحرج
على من روى عنى حديثا مما ذكرت في هذا الكتاب مطلقا إلا على حسب ما بينا بعلله،
لئلا يدخل في حملة الكذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما الحديث الأول فلا أصل له بجملة،
ولا أشك أنه موضوع على مالك. وأما الخبر الثاني فالمشهور من حديث إسماعيل بن أبي
أوفى قال كنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) حين اعتمر فطاف بالبيت وطفنا معه وسعى بين الصفا
والمروة، ونحن نستره من أهل مكة أن يرميه أحد أو يصيبه شئ: هذا هو المحفوظ
عن إسماعيل بن أبي خالد في خبره. فأما رمى أهل مكة بالقثاء الفاسدة فهو كذب وزور،
ما كان هذا في عمرته تلك، لأنه دخلها (صلى الله عليه وسلم) بأمان وعهد، كان بينه وبين قريش أن
يقيم بها ثلاثا ثم يرحل فأقام بها ثلاثا، تزوج بها ميمونة وهما حلالان، قد ذكرنا هذه
القصة بتمامها في أول الكتاب

(1) في الهندية " المعدني " وهو العدني في المخطوطة والميزان.
138

وروى عن عبد الله بن نافع عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: من كبر تكبيرة في سبيل الله كانت صخرا في ميزانه أثقل من السماوات السبع
وما فيها وما تحتهن، وأعطاه الله (تبارك وتعالى) بها رضوانه الأكبر، وجمع بينه
وبين محمد (صلى الله عليه وسلم)، وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال ينظر إلى الله (عز وجل) بكرة
وعشيا، حدثنا محمد بن سعيد القطان (1) بعسقلان ثنا إبراهيم بن إسحاق بن بحيرة (2)
الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري عن عبد الله بن نافع المدني (3)، (وهذا خبر
لا أصل له من كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
إسحاق بن وهب الطهرمسي (4)، وطهرمس قرية من قرى مصر، يروى عن ابن
وهب، أخبرنا عنه شيوخنا، يضع الحديث صراحا، لا يحل ذكره في الكتب إلا على
سبيل القدح فيه، روى عن ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال: لرد دانق من حرام يعدل عند الله عز وجل سبعين ألف حجة مبرورة، أخبرنا
محمد بن المسيب ثنا إسحاق بن وهب. وروى عن ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن
عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): شرار الناس من نزل وحده وجلد عبده ومنع رفده،
أخبرنا عمران بن موسى بن فضالة بالموصل ثنا إسحاق بن وهب، عن مالك.

(1) في المخطوطة: " العطار ".
(2) في المخطوطة " ابن مخرة "
(3) في الهندية: " محمد عبد الله بن نافع " وصوابها عن عبد الله نافع الصائغ صاحب مالك وهو غير
عبد الله بن نافع مولى ابن عمر يرجع إلى ترجمته في الميزان 513 / 2
(4) في المخطوطة: " الطهرسي " والضبط من القاموس والميزان 203 / 1.
139

من اسمه أحمد
أحمد بن بشير من أهل الكوفة (1)، يروى عن إسماعيل بن أبي خالد وأهلها،
روى عنه الكوفيون والبغداديون، ينفرد بالمناكير عن المشاهير سمعت محمد بن محمود
يقول: سمعت الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أحمد بن بشير كان من أهل
الكوفة ثم قدم بغداد، وهو متروك.
أحمد بن محمد بن مالك بن أنس (2)، حدث بمصر، يروى عن إسماعيل بن أبي
أويس، روى عنه أهل مصر، منكر الحديث، يأتي بالأشياء المقلوبة التي لا يجوز
الاحتجاج بها، روى عن إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن
يونس عن الزهري عن أنس قال: دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر غارا فقال له أبو بكر:
لو أن أحدهم ينظر إلى موضع قدميه لأبصرني وإياك، قال: ما ظنك باثنين الله عز وجل
ثالثهما؟ إن الله يا أبا بكر انزل سكينته على وأيدني بجنود لم تروها، ما حدث الزهري
بشئ من هذا قط ولا يونس إنما هو حديث ثابت عن أنس فقط، ولم يروه عن ثابت
إلا همام وجعفر بن سليمان (الضبعي)
أحمد بن سمرة أبو سمرة (3) من ولد سمرة بن جندب من أهل الكوفة، يروى عن
الثقات الأوابد والطامات، لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن شريك بن عبد الله
عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال على خير البرية،
حدثناه محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز ثنا معمر بن سهل الأهوازي ثنا أبو سمرة أحمد
ابن سمرة ثنا شريك.

(1) في الهندية: " ابن بشر " وهو أحمد بن بشير الكوفي الميزان 85 / 1
(2) الميزان 150 / 1
(3) ترجم له في الميزان باسم أحمد بن سالم أبو سمرة. الميزان 99 / 1.
140

أحمد بن إبراهيم بن موسى (1)، شيخ يروى عن مالك ما لم يحدث به قط، لا تحل
الرواية عنه إلا على سبيل الاحتجاج به، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم، أخبرنا أبو بكر بن شيبة جار ابن منيع
ببغداد ثنا مهنى بن يحيى الرملي حدثنا أحمد بن إبراهيم بن موسى ثنا موسى ثنا مالك، وهذا حديث
لا أصل له من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث مالك، إنما هو من
حديث أنس بن مالك (وليس بصحيح) (2).
أحمد بن محمد الأنصاري أبو عقبة (4) من أهل البصرة، سكن الجزيرة روى عنه
هلال بن العلاء وأهل الجزيرة، يأتي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز
الاحتجاج به، روى عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن عمرو بن
دينار عن جابر قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجال لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فلما
قضى صلاته قال: ارجع فصل فإنك لم تصل، وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلى الله عليه وسلم
مثال الصلوات الخمس كمثال نهر جارى.
قال أبو حاتم: جميعا باطلان لم يروهما جابر ولا عمرو بن دينار ومتناهما صحيحان.
الأول من حديث أبي مسعود الأنصاري والثاني من حديث أبي هريرة وقد روى عن
الأعمش عن جابر مثله (5)).

(1) الميزان 80 / 1
(2) في المخطوطة: " أبو بكر بن شيبة " وهو خطأ والصواب أبو بكر بن شيبة ترجع له الذهبي
في السكنى والأسماء: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة.
الميزان 578 / 503 / 2،
(3) يرجع إلى تخريجات الحديث في رفع الخفاء والالباس للعجلوني 56 / 2
(4) أحمد بن محمد أبو عقبة الأنصاري يشتبه اسمه مع أحمد بن محمد الأنصاري وقد ذكر المصنف هنا أن
الأول سكن الجزيرة كما أشار الذهبي إلى أن الثاني سكنها أيضا
يرجع إلى ترجمة الرجلين في الميزان 153، 155 / 1
(5) العبارة الأخيرة وردت في النسخة الهندية على هذا النحو: " منهما صحيحان من طريق غير هذين
الطريقين وإسنادهما مقلوبان. ليس هذا من حديث هشام ابن حسان ولا من حديث عمرو بن دينار ".
141

أحمد بن عبد الله بن خالد (1) بن موسى بن فارس بن مرداس بن نهيك التيمي العبسي (2) أبو علي الجويباري من أهل هراة، دجال من الدجاجلة كذاب، يروى عن
ابن عيينة ووكيع وأبى ضمرة وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث، ويضع عليهم ما لم
يحدثوا، وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث ما حدثوا بشئ منها، كان يضعها
عليهم، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه، ولو أن أحداث أصحاب
الرأي بهذه الناحية خفى عليهم شأنه، لم أذكره في هذا الكتاب لشهرته عند أصحاب
الحديث قاطبة بالوضع على الثقات ما لم يحدثوا، روى عن سفيان بن عيينة عن بن طاوس
عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان قول والعمل شرائعه لا يزيد
ولا ينقص.
أحمد بن عبد الله بن أخت عبد الرزاق (3)، يروى عن عبد الرزاق كان يدخل
على عبد الرزاق الحديث فكل ما وقع في حديث عبد الرزاق من المناكير التي لم يتابع
عليها كان بليته فيها ابن أخته هذا، سمعت محمد بن المنذر بن سعيد (يقول سمعت عياش بن
محمد يقول سمعت يحيى بن معين) يقول: أحمد بن أخت عبد الرزاق كذاب لم يكن ثقة
ولا مأمونا.
أحمد بن معدان العبدي (4) شيخ، يروى عن ثور بن يزيد الأوابد التي لا يجوز
الاحتجاج بمن يروى مثلها، يروى عن (ثور بن) يزيد بن خالد بن معدان عن معاذ بن
جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس.
عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال * أخبرنا عمر بن سعيد بن

(1) الميزان 106 / 1
(2) في المخطوطة " القيس "
(3) قيل إن اسمه: أحمد ابن أبي داود وقد ترجم له في الميزان بالاسمين 97، 109 / 1
(4) الميزان 157 / 1.
142

سنان ثنا محمد بن الوزير (الواسطي) ثنا أحمد بن معدان العبدي ثنا ثور بن يزيد،
(وهذا ما رواه عن ثور إلا واهيان (1) ضعيفان أحمد بن معدان وابن علاته).
أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي (2) أبو سهل، يروى عن عبد الرزاق وعمر
ابن يونس وغيرهما أشياء مقلوبة لا يعجبنا الاحتجاج بخبره إذا انفرد، روى عبد الرزاق
عن الثوري ومعمر وابن جريج وزكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة،
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلام ببيت المقدس (عنه) وهذا خبر مشهور لزكريا بن إسحاق
مرفوع والثوري فإنما رفع عنه إسحاق الأزرق وحده وهو وهم، والصحيح من
حديثه موقوف على أبي هريرة، وأما معمر فإن عنده هذا الحديث عن أيوب عن عمرو
نفسه، وعند ابن جريج أيضا موقوف وهو عزيز من حديثه فجمع بينهم هذا الشيخ
وحمل حديث هذا على حديث ذلك ولم يميز، وروى عن أبيه عن أبي الزناد عن أبيه
عن الأعرج عن أبي هريرة قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم (من) الغار يريد المدينة أخذ
أبو بكر بغرزه فقال. ألا أبشرك يا أبا بكر؟ قال: بلى، بابي أنت وأمي يا رسول الله!
قال: إن الله عز وجل يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلي لك خاصة، أخبرنا محمد
ابن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة ثنا أحمد (بن محمد) بن عمر بن يونس ثنا أبي عن
(ابن أبي) الزناد عن أبيه. هذا إلى ما يشبه مما يأتي من المقلوبات والملزقات التي ينكرها
المتبحر في هذه الصناعة، وروى عن عمر بن يونس عن أبيه أنه سمع حمزة بن عبد الله
ابن عمر يقول: كان ابن عمر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل غيضة فاجتنى منه سواكين
من أراك أحدهما مستقيم والآخر معوج ومعه رجل من أصحابه فأعطى الرجل المستقيم
وحبس المعوج، فقال يا رسول الله! أنت أحق به منى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس من صاحب

(1) في النسختين " الواهيان "
(2) الميزان 142 / 1.
143

بصاحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا سأله الله عز وجل عن مصاحبته إياه فأحببت أنى
لا أستأثر عليك بشئ.
أحمد بن عبد الله بن ميسرة (1) الحراني (أبو ميسرة) سكن نهاوند، يروى عن
يحيى بن سليم وأهل العراق، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الاثبات (ويسرق
أحاديث الثقات ويلزقها بأقوام أثبات)، لا يحل الاحتجاج به، روى عن شجاع بن
الولد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك آخر
النهار وهو صائم، وروى عن يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يستأذن الواحد على الاثنين إذا تناجيا، أخبرنا بالحديثين
(جميعا) أحمد البسككي (2) بهمدان عنه، وهذان خبران باطلان رفعهما، والصحيح
جميعا من فعل ابن عمر.
أحمد بن إبراهيم المزني (3) كان يدور بالساحل ويحدث بها يضع الحديث (على
الثقات) وضعا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، روى
عن محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أخبركم بأشقى الأشقياء؟ من جمع الله عليه عذاب الآخرة وفقر الدنيا. وبإسناده قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقربوا اليهود والنصارى في أعيادهم فإن السخط يبزل (4) عليهم،
حدثنا بهذين الحديثين أبو المعالي أحمد (بن محمد) بن إبراهيم الأنصاري بجبيل من
أصل كتابه، ثنا أحمد بن إبراهيم المزني مر بنا بجبيل ثنا محمد بن كثير (قال حدثنا)
الأوزاعي في نسخة كتبناها عنه فهذه الأسانيد (5) كلها موضوعة (وكتبنا عن) هذه

(1) الميزان 108 / 1
(2) في الأصل: البككي
(3) الميزان 80 / 1
(4) في الهندية: " فان السخطة نزل عليهم "
(5) في الهندية: " في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد كلها " إلخ.
144

الشيخ عن أحمد بن إبراهيم (هذا) عن الهيثم بن جميل عن أبي عوانة عن قتادة عن
(أنس) ابن مالك نسخة (أيضا) موضوعة. أكره ذكر مثل هذه الأشياء، ولكن
أومئ منها النبذ فيه ليستدل به على ما رواه.
أحمد بن عبد الله بن حكيم أبو عبد الرحمن الفرياناني (1) المروزي يروى عن أبي
ضمرة ويحيى بن ضريس وأهل العراق، أخبرنا عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي
وغيره من شيوخنا: كان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم وعن غير الاثبات
ما لم يحدثوا، روى عن أبي ضمرة عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تختم
بفص الياقوت نفى عنه الفقر " أخبرنا محمد بن معاذ ثنا الفرياني، وهذا خبر باطل،
ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أنس رواه ولا حميد حدث به ولا أبو ضمرة ذكره
بهذا الاسناد.
أحمد بن الحسن بن القاسم شيخ كوفي (2)، كان بمصر يضع الحديث على الثقات،
لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، روى عن وكيع بن الجراح عن
سفيان الثوري عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش ألا هاتوا أصحاب محمد فيؤتى بأبي بكر
الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب قال فيقال لأبي بكر: قف
على باب الجنة فأدخل من شئت برحمة الله وادرأ (3) من شئت بعلم الله، ويقال لعمر:
قف على الميزان فثقل من شئت برحمة الله وخفض من شئت بعلم الله، ويعطى عثمان من
الشجرة التي غرسها الله في الجنة، ويقال له: ذد الناس عن الحوض ويعطى علي بن أبي
طالب حلتين ويقال له: ألبسهما فإني ادخرتهما لك يوم أنشأت خلق السماوات

(1) الميزان 108 / 1
(2) الميزان 90 / 1
(3) في الهندية: " ورد ".
145

والأرض "، أخبرناه أحمد بن عبد الله الدارمي بأنطاكية حدثنا أحمد بن الحسن بن القاسم
حدثنا وكيع (ابن الجراح) عن سفيان الثوري وروى عن حفص بن غياث عن أشعث
عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجزئ عن بر الوالدين الجهاد
في سبيل الله " أخبرناه محمد بن المسيب ثنا أحمد بن الحسن بن القاسم ثنا حفص بن غياث
(الحديث الأول موضوع لا أصل له، والحديث الثاني من السنة دليل على صحته،
فأما من حديث الحسن عن أنس فلا).
أحمد بن عيسى الخشاب التنيسي (1) من أهل تنيس يروى عن عمر بن أبي سلمة
وعبد الله بن يوسف أخبرنا عنه ابن قتيبة وغيره من شيوخنا يروى عن المجاهيل الأشياء
المناكير وعن المشاهير الأشياء المقلوبة لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الاخبار،
روى عن عبد الله بن يوسف عن ابن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن
وائلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الامناء عند الله ثلاثة أنا وجبريل ومعاوية " وروى
عن مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للقلب فرحة عند أكل اللحم وما دام القرح بأحد إلا أشر
وبطر فمرة ومرة " حدثناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ ثنا أحمد بن عيسى الخشاب
ثنا مصعب بن ماهان (جميعا موضوعان).
أحمد بن داود بن عبد الغفار (2) شيخ، كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يحل ذكره
(في الكتب) إلا على سبيل الإبانة عن أمره (3) ليتنكب حديثه، روى عن أبي
مصعب قال حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكل أمة

(1) الميزان 126 / 1
(2) الميزان 96 / 1
(3) في المخطوطة: " إلا على سبيل القدح فيه فينسكب حديثه ".
146

مفتاح ومفتاح الجنة المساكين والفقراء، هم جلساء الله يوم القيامة " وروى عن مصعب
قال حدثني مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: اجتمع علي بن أبي طالب
وأبو بكر الصديق وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا (1) في شئ فقال لهم علي بن أبي طالب
انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله. فلما وقفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله جئنا
نسألك عن شئ، فقال: إن شئت سألتموني وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم به، قالوا حدثنا عن الصنيعة
لمن لا تكون، قال: لا ينبغي أن تكون الصنيعة إلا لذي حسب أو دين، جئتم تسألوني
عن البر وما عليه العباد فاستنزلوه (2) بالصدقة، جئتم تسألوني عن جهاد الضعيف،
وجهاد الضعيف الحج والعمرة، جئتم تسألوني عن جهاد المرأة، وجهاد المرأة لزوجها حسن
التبعل، جئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي، أبى الله أن يرزق عبده
المؤمن إلا من حيث لا يعلم " أخبرنا بالحديثين جميعا أبو الليث أحمد بن عبيد الله الدارمي
بأنطاكية ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار ثنا مصعب قال حدثني مالك (والحديثان
جميعا موضوعان).
أحمد بن إسماعيل بن نبيه (3) بن عبد الرحمن السهمي أبو حذافة المدني يروى عن
مالك بن أنس وحاتم بن إسماعيل وأهل المدينة. حدثنا عنه محمد بن المسيب وغيره من
شيوخنا يأتي عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات حتى شهد من الحديث صناعته
أنها معلولة، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد،
أخبرناه محمد بن المسيب عنه وروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفطر الحاجم والمحجوم " وبإسناده عن أنس قال: دخلت السوق مع

(1) في الهندية: " فيما روى "
(2) في الهندية: " فاستزلوه "
(3) في الهندية: " ابن سه " وفى المخطوطة: " نبيه " وهما غير واردتين في الميزان 83 / 1.
147

رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى مع أعرابي سراويلا ينادى عليه خمسة دراهم فتقدم إلى الوزان
وقال له زن وأرجح ".
وروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حج البيت
فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " أخبرنا بهذه الأحاديث الثلاثة نوح بن محمد
الجناني بالأبلة قال: حدثنا أبو حذافة السهمي، وروى عن حاتم بن إسماعيل عن سلمة
ابن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما استودع الله عبدا عقلا
إلا استنقذه به يوما ما) أخبرناه محمد بن المسيب ثنا أبو حذافة السهمي ثنا حاتم بن
إسماعيل.
أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل (1) بن دكين من أهل الكوفة كنيته
أبو الحسن، يروى عن علي بن قادم المناكير الكثيرة وعن غيره من الثقات الأشياء
المقلوبة، روى عن علي بن قادم عن سفيان الثوري عن (علقمة) بن مرثد عن سليمان
ابن بريدة (2) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن يأكل به الناس جاء يوم
القيامة ووجهه علقة (3) ليس عليه لحم "، وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قراء القرآن
ثلاثة: رجل قرأ القرآن فأخذه بضاعة فاستجر (4) به الملوك واستمال به الناس، ورجل
قرأ القرآن فأقام حروفه وضيع حدوده، كتر هؤلاء من قراء القرآن لا كثر هم الله،
ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره
فأقاموا به في مساجدهم، بهؤلاء يدفع الله البلاء، ويزيل الأعداء وينزل غيث السماء،

(1) في المخطوطة: " ابن هيثم " والصواب: " ابن ميثم " الميزان 160 / 1
(2) في الهندية: " سليمان بن يزيد "
(3) في المخطوطة: " ووجهه عظم " وهو كذلك في بعض نسخ الميزان.
(4) في المخطوطة: " فاستفحر ".
148

فوالله لهؤلاء من قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر "، أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد
ابن الأعرابي بمكة ثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ثنا على بن قادم بالحديثين جميعا " وهذان
حديثان لا أصل لهما من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم).
أحمد بن صالح الشموني أبو جعفر (1) شيخ من أهل مكة، يروى عن عبد الله
ابن صالح كاتب الليث والغرباء، حدثنا عنه شيوخنا، كان ممن يأتي عن الاثبات
المعضلات وعن المجروحين الطامات، يجب مجانية ما روى من الاخبار، وترك ما حدث
من الآثار لتنكبه الطريق المستقيم في الرواية وركوبه أضل السبيل في التحديث، وهذا
شيخ لم يكن يكتب عنه أصحاب الحديث ولا يكاد يوجد حديثه إلا عند أهل خراسان
الذين كانوا يكتبون عنه بمكة، لكني ذكرته ليعرف فيجتنب روايته.
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب (2) أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب من أهل مصر،
يروى عن عمه حدثنا عنه شيوخنا ابن خزيمة وغيره، وكان يحدث بالأشياء المستقيمة
قديما حيث كتب عنه ابن خزيمة وذووه، ثم جعل يأتي عن عمه بما لا أصل له، كأن
الأرض أخرجه له أفلاذ كبدها، روى عن عمه عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: " إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم - وهي الوتر " فيما يشبه هذا
مما لا خفاء على من كتب حديث ابن وهب من رواية الثقات.
أحمد بن الحسن بن أبان المصري (3) من أهل الأيلة كذاب دجال (من الدجاجلة)

(1) في المخطوطة * التميمي * وفى الهندية: * الشمومي * وهو كذلك في بعض نسخ الميزان بالميم
ونقل بالضبط بالنون عن هامش التهذيب والمغني والطبقات. الميزان 105 / 1
(2) يعرف بيحشل الميزان 113 / 1
(3) الميزان 89 / 1.
149

يضع الحديث عن الثقات وضعا كتب عنه أصحابنا، كان قد مات قبل دخول الأيلة
لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وروى عن أبي عاصم عن سفيان وشعبة عن سلمة عن كهيل عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال جاء حارثة (إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم. كيف أصبحت يا حارثة؟
قال) أصبحت يا رسول الله مؤمنا حقا، قال: يا حارثة إن لكل حق حقيقة فما حقيقة
إيمانك؟ قال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري وكأني أنظر
إلى ربي عز وجل على عرشه بارزا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة يتنعمون، وأهل
النار في النار يعذبون، فقال له: يا حارثة عرفت فالزم، ثم قال: من أحب أن ينظر
إلى عبد قد نور الايمان في قلبه فلينظر إلى حارثة ".
وروى عن إبراهيم بن بشار عن ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال
عبد الله بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يقبل الله قولا إلا بعمل ولا يقبل
قولا وعملا (1) إلا بنية ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بما وافق الكتاب والسنة "، أخبرنا
بالحديثين جميعا إسحاق بن عبد الله البلدي بالبصرة ثنا أحمد بن الحسن بن أبان المصري،
(والحديث الأخير هو قول الثوري فقلبه على إبراهيم بن سعد فجعل له إسنادا، والحديث
الأول إنما هو عند الثوري عن معمر عن صالح بن مسمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحارثة،
ما حدث بهذا سلمة بن كهيل قط ولا أبو سلمة ولا أبو هريرة)
أحمد بن محمد بن غالب الباهلي المعروف (2) بغلام الخليل كنيته أبو عبد الله أصله
من البصرة سكن بغداد كان يتقشف، يروى عن ابن أبي أويس وأهل المدينة والعراق
لم يكن الحديث شأنه، كان يجيب في كل ما يسئل ويقرأ كل ما يعطى، سواء كان

(1) في الهندية: " ولا يقبل قول ولا عمل إلا بنية "
(2) الميزان 141 / 1.
150

ذلك من حديثه أو من حديث غيره، أتوه بصحيفة محمد بن إسماعيل البخاري عن ابن أبي
أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري (عن الزهري)
وهي ثمانون حديثا، فحدث بها كلها عن ابن أبي أويس.
سمعت أحمد بن عمرو بن جابر بالرملة يقول: كنت عند إسماعيل بن إسحاق القاضي
فدخل عليه غلام الخليل فقال له في خلال ما كان يحدثه: تذكر أيها القاضي حيث كنا
بالمدينة سنة أربع وعشرين فكتب، فالتفت إلينا إسماعيل وقال: قليلا قليلا تكذب،
وما كنت في تلك السنة بها.
أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى (1) المصري يروى عن جده حرملة بن يحيى
المقلوبات روى عن جده حرملة عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي عن شعبة عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل مكة وعليه عمامة سوداء، وهذا من حديث شعبة
باطل، إنما هو من حديث عمار الدهني عن أبي الزبير ولم يسمع شعبة من أبى الزبير
إلا حديثا واحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي.
أخبرنا أبو يعلى وجماعة ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن أبي الزبير عن
جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي.
سمعت أحمد بن الحسن المدائني بمصر - وذكر أحمد بن حرملة - فقال: كان أكذب
البرية، كان يكذب بالكذب الذي لا يستحل للمسلم أن يكذبه، قال: مررت يوما
ببرادة وماء في دار (2) عالية قال: وكان عطشانا فحذفت بحصاة كانت معي فأصابت الكوز
فانفتح فشرب منه ثم ابتل الطين فسد تلك الثقبة، وزعم أنه رأى قردا بالرملة (يصوغ

(1) الميزان 105 / 1
(2) البرادة: كجبانة إناء يبرد فيه الماء وفى المخطوطة * بقربة *.
151

ويضع على يده الماس) (1) الذي فيه الحلي ويضرب بيده الأخرى، فإذا أراد أن ينفح
على الحلي أومأ إلى إنسان فنفخ له، وذكر أنه كان على سطح فمر به حمام فقال: يشبه،
أن يكون حمامنا الفلاني الذي طار فقال له إنسان: هذا في الهواء كيف تعرفه؟ فذرق
الطير فإذا (هو) مكتوب " صدق " على الأرض بذرقة وما يشبه هذا، وذكر لي أحمد
ابن الحسن عنه أشياء كثيرة كرهت التطويل في ذكرها، فمن استحل مثل هذا لا يجوز
الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، فأما كتاب السنن التي رواها عن
الشافعي فهي كلها صحيحة في نفسها من كتب حرملة من المبسوط أو سمع من
جده تلك (وذكر ابن عدي: رأيته سنة سبع وسبعين ومائتين يحدث عن ثابت الزاهد
وعبد الصمد بن النعمان وغيرهما من قدماء الشيوخ يوما. قد ماتوا قبل أن يولد أبو طاهر
وما رأيت في الكذابين أقل حياء منه. وكان ينزل عنده أصحاب الحديث فيحمل من
عندهم ورقة فيحدث بما فيها وباسم من كتب الكتاب فيحدث عن الرجل الذي اسمه
في الكتاب ولا يبالي ذلك حتى مات بسرس. ذكره ثابت الزاهد وعبد الصمد بن النعمان
ونظرائهما. وكان بعدهما لأني في سنة لما رأيته - سبعين سنة أو نحوه. ولكن ثابتا
الزاهد مات قبل العشرين بسنتين أو بعده بيسير وعبد الصمد في سنه. وكانوا قد ماتوا
قبل أن يولد أبو طاهر).
أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب (2) يعرف بالهشيمي، يروى عن عبد الرزاق
والثقات الأوابد والطامات، روى عن عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عثمان
ابن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان (3) قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت

(1) في الهندية: * يتضوع المشي الذي فيه الحلي *
(2) الميزان 109 / 1
(3) في النسختين: * ابن عثمان * وصوابها كما في الميزان: * ابن بهمان * ما حدث عنه سوى عبد الله
ابن عثمان بن خثيم. الميزان 551 / 2.
152

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب: هذا أمير البررة
وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، مد بها صوته ثم قال: أنا
مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد الحكم فليأت الباب (1) "، ثنا النعمان بن هارون ببلد
ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المكتب ثنا عبد الرزاق ثنا الثوري وهذا شئ مقلوب
إسناده وسننه معا).
أحمد بن محمد بن الصلب (2) أبو العباس من أهل بغداد يروى عن العراقيين، كان
يضع الحديث عليهم، كان في أيامنا ببغداد باق، فراودني أصحابنا على أن أذهب إليه
فأخذت جزءا (لاسمع منه بعضها) (3) فرأيته حدث عن يحيى بن سليمان بن نضلة عن
مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرد دانق (4) من حرام
أفضل عند الله عز وجل من سبعين حجة مبرورة " ورأيته حدث عن هناد بن السرى
عن أبي أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)
لمرد دانق من حرام أفضل عند الله من مائة ألف تنفق في سبيل الله " فعلمت أنه يضع
الحديث فلم أذهب إليه، ورأيته يروى عن أبي عبيد وإسماعيل بن أبي عبيد وإسماعيل بن أبي أويس وعن
مسدد وما أحسبه رآهم (5).

(1) قال الدارقطني: حديث مضطرب غير ثابت وأنكره الترمذي وقال البخاري: ليس له وجه صحيح
والمشهور: * فممن اتى العلم فليأت الباب *
يرجع إلى تخريجاته في كشف الخفاء والالباس للعجلوني 235 / 1
(2) الميزان 160 / 1
(3) في الهندية: * لأنتخب فيه *
(4) لفظ الحديث مر من قبل: * رد دانق *
(5) في الهندية: * وأهم * بدل " رآهم ".
153

أحمد بن محمد بن حرب الملحمي أبو الحسن (1) من أهل جرجان، كان في أيامنا
باقيا، أردت السماع منه للاختبار فأخذت بعض الاجزاء من بعض من كان معنا
(بجرجان) لاسمع منه بعض ما فيه، فرأيته حدث عن علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الخبر كالمعاينة، فعلمت أنه كذاب
يضع الحديث فلم أشتغل به ولكني ذكرته ليعرف اسمه لئلا يحتج به مخالف أو موافق
في شئ يرويه.
أحمد بن العباس بن عيسى بن هارون بن سليمان (2) الهاشمي أبو بكر يعرف بزوج
أم موسى، ذهبت إليه بالبصرة (في بنى مناف) فرأيته يقلب الاخبار ويهم في الآثار
الوهم الفاحش والقلب والوخش (3)، لا يحل الاحتجاج به بحال سألته أن يملي علي فأملى
على أحاديث أكثرها مقلوبة من ذلك، أخبرنا عن محمد بن عبد الأعلى ثنا سفيان بن عيينة
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عمر عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تابعوا
بين الحج والعمرة فإن متابعة [ما] بينهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد،
وأخبرنا عن يحيى بن حبيب بن عربي ثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن
(قتادة عن) سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربعة لعمتهم
ولعنهم الله وكل نبي [مجاب]: الزائد في كتاب الله - عز وجل - والمكذب بقدر
الله - عز وجل - والمتعزز بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذله الله،
والمستحل من عترتي ما حرم الله، وبإسناده عن ابن عبا س قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن هذه الحشوش مختصرة فإذا دخلها أحدكم فليقل: اللهم جنبنا الشيطان (وجنب

(1) الميزان 134 / 1
(2) الميزان 106 / 1
(3) في النسختين بالحاء كأنه الموحش والمرجح أنها بالخاء والوخش: الردئ من كل شئ.
154

الشيطان ما رزقتنا)، وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الحشوش مختصرة
فإذا دخلها أحدكم فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث (1)، في أشياء أملى على
مثل ما وصفت، ليس يخلو أمره من أحد شيئين: إما أن يكون أقلبت له هذه الأشياء
وكان يحدث بها أو كان يهم فيها حتى يجئ بها مقلوبة وعلى الحالين جميعا لا يحل
الاحتجاج به بحال.
أحمد بن محمد بن الفضل القيسي (2) أبو بكر الأبلي، سكن جندي جند يسابور
في قرية من قراها، خرجت إليه فرأيته فيها [واسم القربة] " نوكند " فكتبت عنه
شبيها بخمسمائة حديث كلها موضوعة بعضها نسخه عن الثقات فما كتبنا عنه عن سفيان
ابن عيينة عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الخبر كالمعاينة، وبإسناده
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم) بارك لامتي في بكورها يوم خميسها، وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: لو بغى جبل على جبل لجعله الله دكا، وبإسناده: ساقى القوم آخرهم شربا،
وبإسناده: خير الرزق ما كفى، وبإسناده: ترك الشر صدقة، فيما يشبه هذه، حدثنا
بهذه النسخة من لفظة ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا سفيان عن الزهري عن أنس، وإنما
ذكرت هذا الشيخ يعرف اسمه فلا يحتج به مخالف أو موافق على من لم ينعم النظر
في أسباب الحديث، ولا دار المدن والقرى في جمعه فيبقى لا يعرف علته (3) إذا رأى صحة

(1) لفظ الحديث الثاني أخرجه أبو داود والنسائي ورواء ابن ماجة من طريقين عن زيد بن أرقم
والحشوش واحد الحش وهي الكنف وأصله جماعة النخل الكثيف وكانوا يقصدون حوائجهم إليها قبل
إتخاذ الكنف في البيوت. ومختصرة يعنى يحضرها الشياطين.
والحديث في إسناده اضطراب وليس فيما ذكره المنذري إشارة إلى رواية ابن عباس له. مختصر
السنن 15 / 1 سنن ابن ماجة 108 / 1
(2) في المخطوطة: * العبسي * وهو خطأ الميزان 148 / 1
(3) في الهندية: " لا يعرف علمه ".
155

إسناده، ولعل هذا الشيخ قد وضع على الأئمة المرضيين أكثر من ثلاثة آلاف حديث،
لولا كراهة التطويل لذكرت بعضها، وفيما (1) ذكرنا غنية.
أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة (2) بن عبد الله بن راشد بن موان
أبو بشر الفقيه من أهل مرو، كان ممن يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للاخبار
حتى غلب قلبه أخبار الثقات وروايته عن الاثبات بالطامات على مستقيم حديثه فاستحق
الترك ولعله قد أقلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر
من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها، كان على عهدي به قديما وغيره، وهو
لا يفعل إلا قلب الاخبار عن الثقات والطعن على أحاديث الاثبات، ثم آخر عمره جعل
يدعى شيوخا لم يرهم وروى عنهم، وذاك أنى سألته قلت يا أبا بشر: أقدم من كتبت
عنه بمرو من؟ قال أحمد بن يسار، ثم لما امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى حدث
يوما في دار أبى الطيب المصعبي عن علي بن خشرم فاتصل بي ذلك فأنكرت عليه فكتب
إلى يعتذر إلى وقال: قرئ على في وقت شغلي تلك الأحاديث ثم خرج إلى سجستان
فرواها عن علي بن خشرم والفرياناني وأقرانهما، وأنا أذكر من تلك الأحاديث التي
كان يقلبها على الثقات أحاديث يستدل بها على ما رواها، فحدثنا أبو بشر ثنا عمى وأبى
قالا ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان بن جبلة ثنا عمى الحكم بن أبي زياد ثنا شعبة عن أنس بن
مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا د الطيب، قال يحيى بن عثمان: فسألت شعبة فلم يحفظه،
وقال حدثنا أبي وعمى قالا: ثنا أبي ثنا يحيى ثنا مسعر بن كدام عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته، قال وثنا أبى وعمى

(1) في الهندية: (وفى دون ما ذكرنا غنية)
(2) أشرنا من قبل إلى أن ما بين قوسين () ساقط من النسخة الخطية. وقد سقطت ترجمة
الأسماء الثلاثة من هنا إلى (أيوب) ومما يؤكد سقوطها أن الذهبي نقل بعض الآراء التي وردت فيها.
156

قالا ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا شعبة والثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحسن صوتا؟ قال: من إذا رأيت أنه يخشى الله
عز وجل، قال وثنا أبى وعمى قالا ثنا أبي ثنا عمر شنويه بن بشير قال حدثني يحيى بن
عقيل عن عبد الله بن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج ثلاثة نفر يسيحون فبينما هم
يعبدون الله عز وجل في كهف إذ سقطت عليهم صخرة، فذكر حديث الغار بطوله وقال
ثنا أبي وعمى قالا ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا مسعر بن كدام عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر لخمس، قلت لمسعر إن أبا بسطام يزيد فيه:
لا يقعد إلا في آخرهن، فقال لا أحفظه الله، وقال: ثنا أبي وعمى قالا ثنا أبي ثنا نعيم
ابن عمرو المقرئ ثنا مقاتل بن سليمان قال قلت: لسليمان بن مهران الكاهلي إن إبراهيم
الصايغ حدثني عنك عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا
لقريش ما استقاموا لكم، الحديث؟ فقال: نعم أنا حدثته ثم قال: ما فعل إبراهيم؟
قلت: قتله أبو مسلم منذ قريب: أنكر عليه سفك الدماء وأخذ الأموال بغير حقها
فقتله، فقال سليمان بن مهران: إنما حمله على ما فعله حديثا كنت أسمعه يذكره عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى
سلطان جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتله، وقال حدثنا أبي وعمى قالا:
ثنا أبو حمزة البكري عن رقية بن مسقلة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفضل صلاة الرجل الجميع على صلاة الرجل وحده خمس وعشرين
درجة، قال ثنا أبي وعمى قالا: ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان بن أبي رواد قال: سمعت داود
الطائي يحدث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يعمل في الدنيا ينفعه في الآخرة، وقال ثنا أبي وعمى قالا
ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا عثمان بن جبلة عن عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي
سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه وقال: ثنا أبي
وعمى قالا ثنا شراحيل بن عبد الله المروزي ثنا أبو عمرو بن العلا عن الزهري عن أنس بن
157

مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ورق ونقش فيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ثنا أبي
وعمى قالا ثنا أبي ثنا عثمان بن جبلة بن أبي رواد عن شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد
ابن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأعمال
بالنية ولكل امرء ما نوى - الحديث، قال عثمان فسألت عنه شعبة أخيرا؟ فلم يحفظه،
وقال: ثنا أبي وعمى قالا. ثنا أبي ثنا مصعب قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الله بن
عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرج ثلاثة نفر
قبلكم فآووا إلى غار من المطر فسقط حجر على فم الغار، فذكر حديث الغار بطوله،
وقال حدثنا أبي وعمى قالا ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن
النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ثلاثة نفر يبتغون الخير فدخلوا كهفا في ليلة
مقمرة فخر عليهم من الجبل صخرة فسد الباب، وذكر حديث الغار بطوله. وقال ثنا
ثنا أبي وعمى قالا ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا شعبة بن الحجاج عن ثابت البناني عن
أنس بن مالك قال حدثني أبو بكر الصديق قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت
أقدام المشركين فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه أبصرنا قال: يا أبا بكر
ما ظنك باثنين الله ثالثهما، وقال حدثنا أبي وعمى قالا ثنا أبي ثنا يحيى بن أبي رواد عن
أبيه قال حدثني الزهري وأبى معي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار يوم القيامة، وقال حدثنا أبي وعمى قالا ثنا أبي
ثنا هاشم بن مخلد عن محمد بن راشد عن مكحول عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من راح منكم إلى الجمعة فليغتسل، قال حدثنا خالد بن أحمد والى مرو ببخارى
ثنا أبي ثنا سعيد بن سلام بن قتيبة عن ابن جريج عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن
أبيه قلت: يا رسول الله أما تكون الزكاة إلا في اللبة أو الحلق؟ قال: لو طعنت
في فخذه لأجزأ عنك، ثنا أبي وعمى قالا ثنا جدي ثنا عثمان بن جبلة بن أبي رواد
ثنا سفيان بن سعيد الثوري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يطوف وأنا معه إذ وقف فضحك، فقلت له في ذلك فقال: لقيت عيسى بن مريم ومعه
158

ملكان فسلم على، قال عثمان وربما يقول سفيان: رجل عن نافع ولم يسمه وقال ثنا عمى عن
جدي ثنا شيبان بن أبي شيبان الزاهد المروزي ثنا عبد الله بن كيسان عن عمرو بن دينار عن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد، وقال ثنا عمى عن جدي ثنا عثمان بن جبلة
ابن أبي رواد ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر امرأة ليلتين إلا مع ذوي محرم، وقال
ثنا عمى عن جدي ثنا عبد العزيز بن الحصين عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع حبل الحبلة، وقال ثنا أبي وعمى عن جدي ثنا نعيم بن
عمرو القديدي - وكان على مظالم المأمون - ثنا مقاتل بن سليمان عن عمرو بن دينار
عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة
إلا المكتوبة، قال مقاتل وكان مسعر بن كدام ذكر لي هذا الحديث في المذاكرة عن
سفيان عن معمر عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت لمسعر: ما تصنع فكل هؤلاء عن عمرو: حدثني به عمرو بن دينار عن عطاء بن
يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فرأيت الفرح في وجهه، قال وحدثنا أبى وعمى
عن جدي ثنا الليث بن نصر بن سيار ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، قال ثنا عمى ثنا أبي الحسن
ابن رشيد المروزي ثنا يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من بدل دينه فاقتلوه، قال وثنا عمى ثنا جدي ثنا محرر بن الوضاح ثنا رباح بن عبيد الله
ابن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس فيما دون خمس أوسق من التمر صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة
وليس فيما دون خمس أواق صدقة، قال وثنا عمى ثنا جدي ثنا مسلم بن قتيبة
ابن مسلم عن أبيه قال خطبنا الحجاج بن يوسف فذكر القبر فقال إنها
بيت الوحشة وبيت الغربة وبيت الدود فما زال يقول بيت كذا حتى بكى قال سمعت
أمير المؤمنين مروان بن الحكم يقول في خطبته: خطبنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان
159

فقال في خطبته: ما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر إلا بكى فقلت يا رسول الله:
إنك لتذكر النار والآخرة فلا تبكى ولا تذكر القبر إلا وتبكي؟ قال: يا عثمان ما نظرت
إلى أفظع إلا والقبر أفظع منه إنها آخر منزل من منازل الدنيا وأول منزل من منازل
الآخرة، وقال حدثنا عمى ثنا جدي ثنا محرز بن الوضاح ثنا رباح بن عبد الله بن عمر عن
الزهري عن سالم عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه وإذا ركع
وإذا رفع رأسه من الركوع، قال رباح وحدثني أبي عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله، قال وحدثنا عمى ثنا جدي ثنا محرز بن الوضاح قال سمعت رباح بن عبيد الله
ابن عمر يحدث عن أبيه وأبوه حي عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم
بارك لامتي في بكورها، وحدثنا عمى ثنا جدي ثنا مقاتل بن سليمان عن داود بن أبي
هند الشعبي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن مثل الجسد
إذا اشتكى منها شئ تداعى سائره. ثنا جدي ثنا المغيرة بن مسلم ثنا عزرة بن ثابت عن أبي
الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثقيف وفد الله عز وجل، وثنا أبو حمزة
يعلى بن حمزة المروزي ثنا أبو وهب محمد بن مزاحم عن زفر الهذيل عن أبي حنيفة قال
شهدت الزهري يحدث عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يوم أحد أن ندفن الاثنين والثلاثة
من الشهداء في قبر واحد، وثنا عمى ثنا جدي ثنا منصور بن عبد الحميد المروزي عن أبي
حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر
بلالا أن يشفع الاذان ويوتر الإقامة، وثنا خالد بن أحمد والى بخارا ثنا أبي قال سمعت
على بن موسى الرضا قال أبو الحسن الرضا منصور مثل الصفار القصاء يحدث عن أبيه
عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد، قال
وثنا أحمد بن العباس الزهري بصنعاء ثنا أزهر بن السمان عن بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وثنا
أبى وعمى قال ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان بن أبي رواد ثنا بشار بن كدام أخو مسعر عن
بنان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى
160

أحدكم بالناس فليخفف فإن خلفه الضعيف والمريض وذا الحاجة ".
وثنا أبى وعمى عن جدي سعيد بن سلام بن قتبة عن عمه عن محمد بن واسع عن أبي
صالح عن أبي هريرة: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى ترم قدماه فقيل له في ذلك فقال:
أفلا أكون عبدا شكورا " ثنا خالد بن أحمد ثنا سعيد بن قتيبة عن ابن جريج
عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: " قلت: يا رسول الله: أما
تكون الذكاة إلا في الحلق أو اللبة؟ قال: لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك " قال: ثم
لقيت حمادا فأقر به وقال: نعم أنا حدثت به، قال حماد: وقد سمع منى هذا الحديث جماعة
منهم أبو عون وشعبة بن مالك (1).
قال أبو حاتم رضي الله عنه: حدثنا أبو بشر بهذه الأحاديث من كتب له عملت
أخيرا مصنفة إذا تأملها الانسان توهم أنها عتيق فتأملت يوما من الأيام جزءا منها نابي
الأطراف أصغر الجسم فمحوته بإصبعي فخرج من تحته أبيض، فعلمت أنه دخنها والخط
خطه، كان ينسبها إلى جده وهذه الأحاديث التي ذكرناها أكثرها مقلوبة ومعمولة [مما]
عملت يداه على أنه كان رحمه الله من أصلب أهل زمانة في السنة وأنصرهم لها وأذبهم
لحريمها وأقمعهم لمن خالفها، وكان مع ذلك يضع الحديث ويقلبه، فلم يمنعنا ما علمنا من
صلابته في السنة ونصرته لها أن نسكت عنه، إذ الدين لا يوجب إلا إظهار مثله فيمن

(1) قال في الميزان بعد أن ترجم لأبي بشر المروزي الفقيه، ونقل رأى ابن حبان فيه: " ثم ساق
له ابن حبان نيفا وثلاثين حديثا مقلوبة الأسانيد ".
وأبو بشر من المتأخرين مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة قال عنه الدارقطني: كان يضع الحديث،
وكان عذب اللسان حافظا.
اما حديث الذكاة فقد رواه الخمسة من طريق أبى العشراء عن أبيه. وقال صاحب المتقى معقبا عليه:
" وهذا فيما لم يقدر عليه " وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة،
ولا يعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث وقال الخطابي: ضعفوا هذا الحيث لان رواته مجهولون
وأبو العشراء لا يدرى من أبوه، ولم يرو عنه غير حماد بن سلمة وقال في التلخيص: وقد تفرد حماد بن سلمة
بالرواية عنه، وأبو العشراء لا يعرف حاله. قال أبو داود: اسمه عطارد بن بكرة ويقال: ابن قهطم
وبال اسمه: عطارد بن مالك بن قهطم. الميزان 149 / 1 المنتقى بشرح نيل الأوطار 149 / 8.
161

وجد، ولو جئنا إلى شئ يكذب فسرناه عليه لصلابته في السنة، فإن ذلك ذريعة إلى أن
يوثق مثله من أهل الرأي والدين لا يوجب إلا قول الحق فيمن يجب وسواء كان سنيا
أو انتحل مذهبا غير السنة إذا تأمل هذه الأحاديث استدل بها على ماروا لم يذكرها
ولم يشك أنها من عمله - ونسأل الله عز وجل إسبال الستر بمنه.
سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبعي يقول: كنت في دار أحمد بن
سهل ننتظر الاذان مع محمد بن إسحاق بن خزيمة وجماعة من المشايخ ومعنا أبو بشر
المروزي فذكر أبو علي الجباري " باب اليمين مع الشاهد " فذكر كل واحد منا بعض
ما فيه فقال: أبو بشر روى نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس: " أن
النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد " فقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: ليس من هذا شئ
إنما هو البينة على المدعى واليمين على من أنكر، فقلت: قليلا قليلا لمحمد بن إسحاق;
روى شيخ هذا الحديث عن القعنبي عن نافع بن عمر بهذا اللفظ، فقال من هو؟ فقلت:
حدثنا موسى بن الحسن بن عباد، ثنا القعبي، ثنا نافع بن عمر فسمعه أبو بشر فقال: هذا
الحديث فلما افترقنا حضرني أبو بشر داري فقال: أحب أن تعطيني كل ما سمعت من
موسى بن الحسن ببغداد حتى أنسخه; قلت: وكيف تنسخه؟ قال: قد سمعت حديث
هذا الشيخ كله على الوجه فجعلت أعتل عليه وجعل يلح، فلما اضطرني الامر قلت له:
أدلك على رجل دخل بغداد قبلك وبعدك وكتب الكثير بها، فقال: من؟ فقلت:
أبو علي الثقفي، فقال: أحب أن تقوم معي إليه فنسأله، وأردت أخلص نفسي منه
حيث أحلته على غيري فلم يزل يسألني حتى ذهبت معه إلى أبى على الثقفي فقال له: أحب
أن تخرج إلى كل ما سمعت ببغداد من موسى بن الحسن وبشر بن موسى وغيرهما من
مشايخ بغداد حتى أنسخه على الوجه فإني سمعت حديث مشايخ بغداد على الوجه; وتوهمت
أن أبا على الثقفي يقول له من جهة التقوى: إنه لا يحل هذا، فقال أبو علي: كتبي
مخلطة بعضها ببعض; فلما رأيته لم يصرح له بالحق غضبت وقلت: أنا أدخل وأميز
162

حديث أهل بغداد من حديث غيرهم، فقال: افعل، فدخلت وميزت مقدار مائتي جزء
من حديث مشايخ بغداد، فكان يأخذ عشرة وينسخها ويردها ويأخذ عشرة حتى أتى على
جوامعها وما ظننت أن مسلما يستحل مثل هذا.
أحمد بن علي بن سلمان: أبو بكر (1) من أهل مرو كان في زماننا ببخارى
ينتحل مذهب الرأي، لا نحب أن نشتغل به لكنه روى من الحديث ما نجد أن نذكر
في هذا الكتاب كيلا يحتج به من يجهل صناعة العلم فيوهم أنه قد أخطأ في صحيحه;
روى عن عبد الرحمن المخزومي عن ابن سفيان عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن زيد بن
ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ خلف الامام فلا صلاة له " حدثني إبراهيم بن
سعيد القشيري عنه فيما يشبه هذا ممالا أصل له; قد أغضبت عن ذكره في هذا الخبر
الواحد ليستدل به على ما يشبهه.
أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث (2) السجستاني أبو العباس الأزهري;
يروى عن أهل العراق وخراسان، كان ممن يتعاطى حفظ الحديث ويجزى
مع أهل الصناعة فيه، ولا يكاد يذكر له باب إلا وأغرب فيه من الثقات ويأتي فيه
عن الاثبات بمالا يتابع عليه، ذا كرته بأشياء كثيرة فأغرب على فيها في أحاديث
الثقات، فطالبته على الانبساط فأخرج إلى أصول أحاديث منها حديث داود بن أبي
هند عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة: " لا تسأل الامارة (3) " أخبرناه عن علي

(1) أحمد بن علي بن سلمان: أبو بكر المروزي. عن علي بن حجر. ضعفه الدارقطني وقال: يضع
الحديث. الميزان 120 / 1
(2) أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث السجستاني: اعتمد في الميزان على ما كتبه ابن حبان عنه
هنا ثم نقل عن السلمي قال: سألت الدارقطني عن الأزهري فقال: سجستاني منكر الحديث، لكن بلغني
أن ابن خزيمة حسن الرأي فيه وكفى بهذا فخرا.
وعلق ابن عدي على حديث أورده عنه فقال: هذا باطل. الميزان 130 / 1
(3) في الهندية: " إلا ما أخبرناه " والصواب كما في الميزان: " الامارة، أخبرناه ".
163

ابن حجر عن هشيم (1) عن داود، ليس هذا في كتاب على بن حجر إنما في كتابه الذي
صنفه في أحكام القرآن [حدثنا هشيم] عن منصور (5) ويونس، أخبرناه محمد بن أحمد
بن أبي عون ثنا على بن حجر ثنا هشيم عن منصور ويونس عن عبد الرحمن بن سمرة
فقلت للأزهري: يا أبا العباس أحب أن تريني أصلك، فأخرج إلى كتابه بخط عتيق
فيه [هشيم] عن منصور ويونس عن الحسن، وفى عقبه [هشيم] عن داود عن الحسن،
وفى عقبه عن ابن علية عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، فقال: حدثنا على بن حجر
بهذه الأحاديث الثلاثة فكأنه كان يعملها في صباه، ذكرت في تلك الأحاديث هذا
الحديث الواحد ليستدل به على ما رواه. وقد روى عن محمد بن المصفى أكثر من خمسمائة
حديث، فقلت له: يا أبا العباس أين رأيت محمد بن المصفى؟ فقال: بمكة فقلت: في أي
سنة؟ قال سنة ست وأربعين [ومائتين] قلت: وسمعت هذه الأحاديث منع في تلك
السنة بمكة؟ قال نعم، فقلت: يا أبا العباس سمعت محمد بن عبيد الله بن الفضيل الكلاعي
[عابد] الشام بحمص يقول: عادلت محمد بن المصفى من حمص إلى مكة سنة ست وأربعين
فاعتل بالجحفة علة صعبة، ودخلنا مكة فطيف به راكبا، وخرجنا في يومنا إلى منى
واشتدت به العلة، فاجتمع على أصحاب الحديث وقالوا: أتأذن لنا حتى ندخل عليه؟
قلت: هو لما به، فأذنت لهم فدخلوا عليه وهو لما به لا يعقل شيئا، فقرأوا عليه
حديث ابن جريح عن مالك في المغفر، وحديث محمد بن حرب عن عبيد الله بن عمر:
" ليس من البر الصيام في السفر "، وخرجوا من عنده، ومات فدفناه، فبقى أبو العباس
ينظر إلى فكنت عنده يوما فذكر حديث عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد: " لا حليم إلا ذو عثرة (3)، فقلت: يا أبا العباس هذا حديث مصري

(1) في الهندية: " هاشم " يراجع الميزان.
(2) الزيادة من الميزان وكذلك كل ما زيد من هذه الترجمة.
(3) تمام الخبر: " ولا حكيم إلا ذو تجربه ".
أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ورمز
له السيوطي بالصحة وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. وقال المناوي معلقا على ذلك: وليس كما قال ففي
المنار ما حاصله أنه ضعيف وذلك لأنه لما نقل عن الترمذي " أنه حسن غريب " قال: ولم يبين المانع
من صحته، وذلك لان فيه دراجا وهو ضعيف. وقال ابن الجوزي: تقرد به دراج وقد قال أحمد:
أحاديثه مناكير، والخبر حكم القزويني بوضعه لكن تعقبه البلاني بما حاصله أنه ضعيف لا موضوع.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 424 / 6.
164

ما رواه مصري عن ثقة عن ابن وهب، وإنما حدث عنه الغرباء، قال: حدثنا يزيد بن موهب
عن ابن وهب، فقلت له: أين رأيت يزيد بن موهب؟ قال: بمكة سنة ست وأربعين،
فقلت له: سمعت ابن قتيبة؟ يقول: دفنا يزيد بن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين،
فبقى ينظر إلى.
وعندي أن كتبا رفعت عنده فيها من حدت موهب بن يزيد فتوهم أنه يزيد بن
موهب فحدث ولم نميز، وذاك أن هذا الحديث ما رواه عن ابن وهب إلا هارون بن
معروف، أخبرناه الصوفي عنه، ويزيد بن موهب أخبرناه ابن قتيبة عنه وموهب بن
يزيد بن موهب سمع من أبيه، حدثناه محمد بن إسحاق بن خزيمة عنه وقتية بن سعيد
ثناه محمد بن إسحاق الثقفي عنه، وأدخل على ابن أخي ابن وهب وأدخل على سفيان
ابن وكيع فحدث به وإنما ذكرت هذه النبذ ليعرف محله في الحديث وعثرته فيه -
ونسأل الله عز وجل جميل الستر بمنه.
أيوب بن عبد السلام (2) شيخ كأنه كان زنديقا، يروى عن أبي بكرة عن
ابن مسعود: " إن الله تبارك وتعالى إذا غضب انتفخ (3) على العرش حتى يثقل على
حملته ". روى عنه حماد بن سلمة، كان كذابا لا يحل ذكر مثل هذا [الحديث] ولا
كتابته، وما أراه إلا دهريا يوقع الشك في قلب المسلمين بمثل هذه الموضوعات -
نعوذ بالله من حالة تقربنا إلى سخطه.

(1) الميزان 290 / 1
(2) " انتفخ " في الأصل الهندي (انفخ) وهو خطأ واضح والخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات
مع رأى ابن حبان هنا.
الموضوعات لابن الجوزي 126 / 1.
165

أيوب بن خوط من (1) من أهل البصرة كنيته أبو أمية، وهو الذي يقال له
أيوب الحبطي، يروى عن قتادة، منكر الحديث جدا، يروى المناكير عن المشاهير،
كأنه مما عملت يداه، تركه ابن المبارك، وهو الذي روى عن قتادة عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار
يوم القيامة ". أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا حميد بن قتيبة (2) ثنا [أحمد بن إسرائيل
ثنا آدم بن أبي إياس ثنا] أيوب من خوط عن قتادة.
أيوب بن محمد العجلي شيخ (3) من أهل اليمامة كنيته أبو الجمل، يروى عن
عبد الله بن عمر وعطاء بن السائب والوليد بن أبي الوليد، روى عنه عمر بن يونس
وحبان بن هلال. وكان قليل الحديث ولكنه خالف الناس في كل ما روى، فلا أدرى
أكان يتعمد أو بقلب، و [هو] لا يعلم، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي
يقول: قلت: ليحيى بن معين أبو الحمل من هو؟ قال شيخ يماني ضعيف.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وقد روى أيوب بن محمد العجلي هذا عن شداد بن
[أبى] شداد عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من شرب مسكرا
فلم يسكر لم تقبل له صلاة جمعة، فإن مات فيها مات ميتة جاهلية، وإن [هو شرب
مسكرا فسكر] (4) لم يقبل له صلاة أربعين يوما، فإن مات فيها مات ميتة جاهلية، ثم إن

(1) أيوب بن خوط: أبو أمية البصري. نقل البخاري عن قتادة قال: تركه ابن المبارك. وروى
عباس عن يحيى قال: لا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال الأزدمي: كذاب.
الميزان 286 / 1 التاريخ الكبير 414 / 1
(2) في المخطوطة: " حميد بن شيبة " والخبر رواه أبو داود بلفظ آخر عن عمار وحسنه السيوطي.
الجامع الصغير 209 / 6
(3) أيوب بن محمد أبو سهل العجلي اليمامي. ضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة منكر الحديث، وقال
أبو حاتم: لا بأس به. وقال العقيلي: يهم في بعض حديثه. وقال الدارقطني: مجهول، وقال البخاري:
قال لي إبراهيم بن بسطام: زعموا أنه قاضي اليمامة. وروى عبد الحميد بن جعفر عن أيوب بن محمد عن
قيس بن طاق فلا أدرى هو هذا أم لا؟. الميزان 292 / 1 التاريخ الكبير 423 / 1
(4) الزيادة التي بين قوسين من الهندية وهي غير واضحة في المخطوطة.
166

تاب تاب (1) الله عليه، فإن عاد الثانية فمثل ذلك، فإن عاد الثالثة فمثل ذلك، فإن عاد
الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟
قال صديد أهل النار ". أخبرناه عبد الله بن قحبطة ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري
ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن أيوب بن محمد العجلي أنه حدثهم ثنا شداد بن أبي
شداد [وهذا حديث له أصل إلا أن راويه أتى فيه بما ليس فيه] (2).
أيوب بن جابر بن سيار بن طلق اليمامي (3) السحيمي من بنى حنيفة كنيته
أبو سليمان أخو محمد بن جابر، يروى عن عبد لله بن عاصم وبلال بن المنذر، روى عنه
على بن إسحاق السمرقندي، يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه،
ثنا محمد بن زياد الزيادي ثنا ابن أبي شيبة سألت يحيى بن معين عن أيوب بن جابر،
قال: كان أيوب بن جابر ومحمد بن جابر ليسا بشئ.
ثنا على بن الحسن بن سليمان بالفسطاط ثنا محمد بن علي بن داود البغدادي ثنا محمد
بن بكر الحضرمي ثنا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق السبيعي عن نافع عن ابن عمر قال:
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر " بسبح اسم ربك الاعلى " وقل يا أيها الكافرون، و،
قل هو الله أحد " إنما هو إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
أيوب بن ذكوان أخو نوح بن ذكوان (4)، يروى عن الحسن، روى عنه

(1) في الهندية: " ثم إن مات تاب الله عليه " وهو تحريف واضح.
(2) يراجع المنتقى بشرح نيل الأوطار 175 / 8 كما يراجع الجامع الصغير بشرح فيض القدير 157 / 6
ويرجع أيضا إلى موضوعات ابن الجوزي في نحو الحديث الذي أورده المصنف 40 / 3.
(3) أيوب بن جابر بن سيار اليمامي: وقع في الهندية: " ابن سنان " قال يحيى: ليس بشئ.
وقال ابن المديني: يضع الحديث. وقال أبو زرعة: واه، وقال النسائي: ضعيف. وقال أحمد: حديثه
يشبه حديث أهل الصدق. وقال الفلاس: صالح. وقال ابن عدي: أحاديثه متقاربة " وهو ممن يكتب
حديثه. الميزان 285 / 1 التاريخ الكبير 410 / 1
(4) أيوب بن ذكوان: عن الحسن. قال له البخاري: روى عنه أخوه نوح. منكر الحديث، وقال
الأزدي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
الميزان 286 / 1 التاريخ الكبير.
167

أخوه نوح بن ذكوان منكر الحديث، يروى عن الحسن وغيره المناكير، ولا أعلم له
راويا غير أخيه، فلا أدرى التخليط في حديثه منه أو من أخيه؟
وهو الذي يروى عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى:
عن الله عز وجل: " إني لأستحي من عبدي وأمتي تشيب رأس أمتي وعبدي في
الاسلام، ثم أعذبهما في النار [بعد ذلك] ولانا أعظم عفوا من أن أستر على عبدي،
ثم أفضحه، ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني). أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا سويد
بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب بن ذكوان عن الحس.
وهو الذي روى عن الحسن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا
أخبركم بأجود الأجودين؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإن الله عز وجل أجود
الأجودين، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه فيبعث
يوم القيامة أمة وحدة [كما يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أمة وحده] " أخبرناه مكحول ثنا محمد بن
هاشم البعلبكي ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب بن ذكوان
عن الحسن [وهذان منكران باطلان لا أصل لهما].
أيوب بن مدرك الحنفي (1)، سكن دمشق عداده في أهل الشام، يروى المناكير
عن المشاهير ويدعى شيوخا لم يرهم ويزعم أنه سمع منهم، روى عن مكحول نسخة
موضوعة ولم يره، وحدث عنه على بن حجر، أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير
يقول عن يحيى بن معين قال: أيوب بن مدرك ليس بشئ.

(1) أيوب بن مدرك الحنفي: قال ابن معين: ليس بشئ، وقال مرة: كذاب وقال أبو حاتم والنسائي:
متروك. الميزان 293 / 1 التاريخ الكبير 423 / 1.
168

أيوب بن واقد الكوفي (1) سكن البصرة كنيته أبو الحسن، يروى عن عثمان
بن حكيم ويزيد بن أبي زياد، روى عنه محمد بن عقبة السدوسي ومحمد بن عبد الله
بن يزيد [كان] يروى المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد لها،
لا يجوز الاحتجاج بروايته، روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من [نزل] بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم (2) " أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا سليمان
ابن أيوب صاحب البصري عن أيوب بن واقد.
أيوب بن عقبة اليمامي قاضي (3) اليمامة كنيته أبو يحيى، يروى عن يحيى بن
كثير وقيس بن طلق، روى عنه ابن المبارك ووكيع، كان يخطئ كثيرا ويهم شديدا
حتى فحش الخطأ منه، مات سنة ستين ومائة، سمعت يعقوب بن إسحاق قال: سمعت
الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن أيوب بن عتبة، قلت: هو أحب إليك أو
عكرمة بن عمار؟ فقال: عكرمة أحب إلى، أيوب ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عطاء عن ابن عباس (4) قال: جاء رجل من

(1) أيوب بن واقد الكوفي: عن هشام بن عروة وطبقته. قال البخاري: سمع عثمان بن حكيم،
حديثه ليس بالمعروف، سمع منه محمد بن عقبة السدوسي، منكر الحديث. وقال أحمد:، ضعيف. وقال
ابن معين: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
الميزان 294 / 1 التاريخ الكبير 426 / 1
(2) الخبر رواه الترمذي وقال: سألت محمدا ضعفه - يعنى البخاري - عنه فقال: حديث منكر.
وقال عبد الحق: ما في رجاله من يقبل حديثه. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح ورمز له السيوطي
بالضعف وفيه زيادة: " فلا يصوم تطوعا " الجامع الصغير 231 / 6
(3) أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة. ضعفه أحمد، وقال مرة: ثقة لا يقيم حديثه يحيى. وقال
ابن معين: ليس بالقوى. وقال البخاري: هو عندهم لين. وقال أبو حاتم: أما كتبه فصحيحة، ولكن
يحدث من حفظه فيغلط. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال النسائي مضطرب الحديث.
وقال أبو داود: كان صحيح الكتاب تقادم موته. وقال العجيلي: يكتب حديثه.
الميزان 290 / 1 التاريخ الكبير 420 / 1
(4) أورد ابن الجوزي الخبر في الموضوعات ونقل رأى ابن حبان فيه.
الموضوعات لابن الجوزي 42 / 2.
169

الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم، فقال: يا رسول الله!
فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت
بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي
بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة مسيرة ألف عام، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ومن
قال: لا إله إلا الله كان له بها عند الله عز وجل عهد، ومن قال: سبحان الله وبحمده
كتب له مائة الف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، فقال له رجل: كيف نهلك بعد
هذا يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على
حبل لأثقله، قال: فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفذ (1) ذلك إلا أن يتطول
الله برحمته، قال: ثم نزلت هذه السورة: " هل أتى على الانسان حين من الدهر "
إلى قوله عز وجل: " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " قال الحبشي: إن
عيني ليريان ما ترى عيناك في الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فاستبكى الحبشي حتى
فاضت نفسه فقال ابن عمر (2): لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده " أخبرناه
الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة
عن عطاء.
وقد روى نحو هذا المتن أيضا عن عامر بن بساف عن النضر بن عبيد عن الحسين
بن ذكوان عن عطاء، وروى أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة
عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا نام أحدكم وفى نفسه أن
يصلى من الليل فليضع قبضة من تراب عنده فإذا انتبه فيقبض بيمينه، ثم ليحصب
عن شماله " حدثناه أبو يعلى ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عنبسة بن عبد الواحد
القرشي ثنا أيوب.

(1) في الهندية: " يستبعد "
(2) " فقال ابن عمر " زيادة ليست في الهندية.
170

أيوب بن سيار الزهري (1) من أهل المدينة، يرى عن ابن المنكدر ويعقوب
بن زيد، روى عنه شبابة بن سوار، [وكان كنيته أبو سيار] وكان يقلب الأسانيد،
ويرفع المراسيل، وروى عن ابن المنكدر عن جابر عن أبي بكر الصديق عن بلال قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بلال أصبح بالفجر فإنه أعظم للاجر (2) " [ثنا عبد الله
بن جابر بطرسوس ثنا محمد بن يزيد الأسلمي ثنا شبابة بن سوار ثنا أيوب بن سيار،
هذا متن صحيح وإسناد مقلوب] سمعت محمد بن المنذر يقول سمعت عباس بن محمد [الأسلمي]
يقول سمعت يحيى بن معين يقول: أيوب بن سيار ليس بشئ.
أشعث بن سوار مولى ثقيف (3) من أهل الكوفة، وهو الذي يقال له: أشعث
الأفرق، وهو أشعث النجار وهو أشعث التوابيتي (4)، روى عن الشعبي وحدث عنه
وكيع، مات سنة ست وثلاثين ومائة وقد قيل: سنة ثلاث وأربعين ومائة، فاحش
[الخطأ] كثير الوهم، ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال كان يحيى بن معين وعبد الرحمن
لا يحدثان عن أشعث بن سوار، ورأيت عبد الرحمن يخط على حديثه، سمعت الحنبلي
يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سألت يحيى بن معين عن أشعث بن سوار؟ فقال:
كوفي ضعيف الحديث.

(1) أيوب بن سيار الزهري: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشئ.
وسئل عنه ابن المديني فقال: ذلك عندنا غير ثقة لا يكتب حديثه. وقال السعدي: غير ثقة. وقال
النسائي. متروك. الميزان 288 / 1 التاريخ الكبير 417 / 1
(2) قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من حديث أيوب بن سيار.
الجامع الكبير 1031 / 1
(3) أشعث بن سوار: هو أيضا الكندي. الأثرم قاضي البصرة وقاضي الأهواز له عن الشعبي
والحسن وطبقتهما. خرج له مسلم متابعة. وحدث عن أشعث لجلالته من شيوخه أبو إسحاق السبيعي.
قال أبو زرعة: لين. وقال النسائي: ضعيف وعن يحيى قال: ضعيف. وعنه أيضا قال: ثقة. وقال
ابن عدي: لم أجد لأشعث متنا منكرا إنما يغلط في الأحايين في الأسانيد ويخالف.
الميزان 263 / 1 التاريخ الكبير 430 / 2
(4) في الهندية: " التابوتي ".
171

قال أبو حاتم: وقد روى أشعث عن نافع عن ابن عمر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
المهاجرين أن صبغوا ثيابهم بالورس والزعفران عند الاحرام " ثناه الحسن بن سفيان
ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عبد الرحيم ابن سليمان عن أشعث، وهذا متن مقلوب إنما
هو عن نافع عن ابن عمر في حديثه الطويل: " وأن يلبس ثوبا فيه ورس أو زعفران "،
فأما ذكره المهاجرين وخصوصية إياهم دون الأنصار وغيرهم من المسلمين فهو كذب
لم يخص المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الحكم أحدا (1) من المسلمين دون غيرهم إلا النساء، وإنما
حرم على من أحرم أن يلبس ثوبا مصبوغا بورس أو زعفران فيشبه أن يكون أشعث
أراد أن يختصر من الحديث شيئا فإذا به (2) قد أقلبه وغير معناه.
أشعث بن سعيد السمان أبو الربيع (3) والد سعيد بن أبي الربيع السمان من
أهل البصرة، يروى عن هشام بن عروة وذويه، حدث عنه وكيع وأبو نعيم، يروى
عن الأئمة الثقات الأحاديث الموضوعات وبخاصة عن هشام بن عروة، كأنه ولع بقلب
الاخبار عليه. وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" نبات الشعر في الانف أمان من الجذام " [وهذا متن باطل لا أصل له، حدث به
أبو الربيع السمان فظفر عليه يحيى بن هاشم السمار فحدث به] حدثناه أبو يعلى ثنا سعيد
ابن أبي الربيع عن أبيه، وقد رأى شعبة راكبا على حمار فقيل له: أين يا أبا بسطام؟ قال:
اذهب إلى أبى الربيع السمان قل له لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) تراجع أحاديث الباب في المنتقى شرح نيل الأوطار 3 / 4.
(2) في الهندية: " فإذا أنه قد قلبه "
(3) أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان البصري. قال البخاري: ليس بالحافظ عندهم وقال أحمد:
مضطرب الحديث لبس بذاك. وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال الدارقطني: متروك. وروى
عباس عن ابن معين: ضعيف. وقال هشيم: كان يكذب.
الميزان 632 / 1 التاريخ الكبير 430 / 1.
172

سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فأشعث
السمان؟ فقال: ليس بثقة، ثنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال:
أبو الربيع السمان ليس بشئ [أخبرنا أبو يعلى قال: سألت يحيى بن معين عن الربيع
السمان فقال: ليس بشئ].
أشعث بن براز الهجيمي (1) كنيته أبو عبد الله من أهل البصرة، يروى عن قتادة
وعلي بن زيد، روى عنه زيد بن حباب ومسلم بن إبراهيم، يخالف الثقات في الاخبار،
ويروى المنكر في الآثار حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
أصبغ مولى عمرو بن حريث من أهل الكوفة (2)، يروى عن عمرو بن
حريث (3)، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد تغير (4) بأخرة حتى كبل بالحديد، لا يجوز
الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص (5) وعلم الوقت الذي حدث فيه والسبب الذي يؤدى
إلى هذا العلم معدوم فيه.
أصبغ بن نباته الحنظلي التميمي (6) كنيته أبو القاسم، وهو الذي يقال له:

(1) أشعث بن بزار الهجيمي أبو عبد الله البصري. وفى الهندية: " ابن بران الهجمي " خطأ.
ضعفه ابن معين وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وبراز بفتح الباء في
المشتبه وبضم الباء في الميزان نقلا عن التبصير. الميزان 262 / 1 التاريخ الكبير 425 / 1
(2) أسبغ: مولى عمرو بن حريث المخزومي القرشي الكوفي. فيه جهالة.
الميزان 271 / 1 التاريخ الكبير 35 / 2
(3) غير واضحة في المخطوطة.
(4) تغير: في الهندية تغر.
(5) في الهندية: " التلخيص "
(6) أصبغ بن نباتة أبو القاسم الحيظلي التميمي المجاشعي الدارمي الكوفي. كذا ذكره البخاري في
الكبير. قال أبو بكر بن عياش: كذاب. وقال ابن معين: ليس بثقة وقال مرة: ليس بشئ. وقال
النسائي: متروك. وقال ابن عدي: بين الضعف. وقال أبو حاتم: بين الحديث. وقال العقيلي: كان
يقول بالرجعة. الميزان 271 / 1 التاريخ الكبير 35 / 2.
173

أبو القاسم الدارمي وقد قيل المجاشعي، يروى عن علي بن أبي طالب، روى عنه أهل
الكوفة، وهو ممن فتن بحب على، أتى بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك.
ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدث عن
الأصبغ بن نباته بشئ قط، ثنا مكحول ببيروت قال: سمعت جعفر بن أبان يقول:
قلت ليحيى بن معين: الأصبغ بن نباته؟ قال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهو الذي روى عن أبي أيوب الأنصاري قال: " أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين (1) والمارقين قلت يا رسول الله مع من؟
قال: مع علي بن أبي طالب " ثناه محمد بن المسيب ثنا على بن المثنى الطهوي ثنا يعقوب
ابن خليفة عن صالح بن أبي الأسود عن علي بن الحزور (2) عن الأصبغ بن نباته
عن أبي أيوب.
أصبغ بن زيد الوراق من أهل واسط (3) كنيته أبو عبد الله الجهني، يروى
عن القاسم بن أبي أيوب، روى عنه يزيد بن هارون كان يكتب المصاحف بواسط،
مات سنة تسع وخمسين ومائة، يخطئ كثرا لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

(1) في الهندية: " القانطين "
(2) على بن الحزور: في الهندية: عن ابن الخيروت.
(3) أصبغ بن زيد الجهني الوراق. من أهل واسط كان يكتب المصاحف وهو من أقران هشيم فحدث
عنه هشيم ويزيد بن هارون وطائفة. وثقة ابن معين وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الدارقطني:
ثقة، وذكره ابن عدي وساق له ثلاثة أحاديث وقال: هذه غير محفوظة، ولا أعلم روى عنه غير يزيد
ابن هارون، وهو راوي حديث؟؟ بطوله، وقال ابن سعد: ضعيف.
الميزان 270 / 1 التاريخ الكبير 35 / 2.
174

الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي (1) من أهل الكوفة أبو حجيه،
وقد قيل إن اسمه يحيى والأجلح لقب، يروى عن الشعبي وأبى الزبير، روى عنه أهل
الكوفة، كان لا يدرى ما يقول، يجعل أبا سفيان أبا الزبير ويقلب الأسامي هكذا،
مات سنة خمس وأربعين ومائة.
ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما كان الأجلح
يفصل بين على بن الحسين وبين الحسين بن علي، سمعته يقول: ثنا حبيب ابن أبي ثابت
قال: كنا عند الحسين بن علي فقال: لاطلاق إلا بعد النكاح.
أغلب بن تميم بن النعمان السعدي (2) من أهل البصرة (كنيته) أبو حفص.
يروى عن سليمان التيمي، روى عنه يزيد بن هارون منكر الحديث، يروى عن الثقات
ما ليس من حديثهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة خطئه.
الأحوص بن حكيم بن عمير الشامي (3) من أهل حمص، يروى عن أنس
بن مالك وأبيه، روى عنه عيسى بن يونس، يروى المناكير عن المشاهير، وكان
ينتقص علي بن أبي طالب، تركه يحيى القطان وغيره، وقد روى الأحوص بن حكيم

(1) الأجلج بن عبد الله بن حجية الكندي الكوفي وثقة ابن معي وأحمد بن عبد الله العجيلي، وقال
أبو حاتم: ليس بالقوى. وقال النسائي: ضعف، له رأى سوء، وقال القطان: في نفسي منه شئ، وقال
ابن عدي: شيعي صدوق. وقال الجوزجائي: الأجلج مفتر.
الميزان 78 / 1 التاريخ الكبير 68 / 2
(2) أغلب بن تميم بن النعمان الكندي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشئ
وقال ابن عدي: أغلب بن تميم الكندي الشعوذي بصري سمع منه يحيى بن معين.
الميزان 273 / 1 التاريخ الكبير 70 / 2
(3) الأحوص بن حكيم بن عمير الشامي: قال البخاري: قال لنا على: كان ابن عيينة يفضل الأحوص
على ثور في الحديث وأما يحيى فلم يرو على الأحوص. وقال ابن معين: لا شئ. وقال النسائي: ضعيف!.
وقال ابن المديني: ليس بشئ لا يكتب حديثه. وقيل هو دمشقي. وله ترجمة طويلة في كامل ابن عدي
الميزان 167 / 1 التاريخ الكبير 58 / 2.
175

عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير قال معاذ بن جبل: " إن النبي صلى الله عليه احتجم وهو
صائم " وروى عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون
في أمتي رجل يقال له وهب يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي
من إبليس " ثناه أبو يعلى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن سالم
الفرقساني عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان على. مروان بن سالم أيضا (1) واه،
لا يشتغل بروايته، وقد روى عن خالد بن معدان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من صلى الفجر، ثم جلس في مصلاه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس، ثم صلى
ركعتين من الضحى كانت له صلاته تعدل حجة وعمره متقبلتين؟ ثناه الحسن بن سفيان
ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا أبو معاوية ثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان
[أما حديثه الأول أنه قال احتجم النبي صلى الله وسلم وهو صائم فهو أصل صحيح من حديث
ابن عابس وغيره (2)، فيه ذكر الاحرام أنه احتجم وهو صائم محرم، وأما الخبر الآخر
في وهب وغيلان فلا أصل له، والحديث الثالث وإن روى من غير هذا الطريق
فليس يصح].
أفلح بن سعيد شيخ من أهل (3) قاء كان يسكن المدينة، يروى عن الثقات
الموضوعات، وعن الانبات الملزوقات، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال،
روى عن عبد الله بن رافع مول أم سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن طالت بك مدة فسترى قوما يغدون في سخط الله عز وجل ويروحون في لعنته

(1) هو مروان بن سالم الجزري يرجع إلى ترجمته، الميزان 90 / 4
(2) يرجم إلى حديث الباب في المنتقى بشرح نيل الأوطار 226 / 4
(3) أفلح بن سعيد المدني القبائي: وثقه ابن معين، أبو حاتم: صالح الحديث، وعلق الحافظ
للذهبي على رأى ابن حبان فقال: ابن حباني ربما فصب - عاب وشتم - رحمه حي كأنه لا يدرى
ما يخرج من رأسه. الميزان 274 / 1 التاريخ الكبير 52 / 2.
176

يحملون سياطا مثل أذناب البقر " ثنا [محمد بن الحسين] بن قتيبة بعسقلان يزيد
ابن موهب الرملي ثنا عيسى بن يونس ثنا أفلح بن سعيد من أهل قباء عن عبد الله
رافع، [هذا خبر بهذا اللفظ باطل، وقد رواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم: " اثنان من أمتي لم أرهما رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر ونساء كاسيات
عاريات] (1).
إسرائيل بن حاتم المروزي أبو عبد الله شيخ (2)، يروى عن مقاتل بن حيان
الموضوعات وعن غيره من الثقات الأوابد والطامات، يروى عن مقاتل بن حيان ما وضعه
عليه عمر بن صبح (3) كأنه كان يسرقها منه، روى عن مقاتل بن حيان عن الأصبغ
ابن نباتة عن علي قال: لما نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وسلم: " إنا أعطيناك الكوثر.
فصل لربك وانحر " قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما هذه النحيرة (4) التي يأمرني بها ربى -
عز وجل:؟ قال: ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن (5) ترفع يديك
إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع فإنها من صلاتنا وصلاة
الملائكة اللذين (6) في السماوات السبع، وإن لكل شئ زينة وزينة الصلاة رفع الأيدي
[عند كل تكبيرة. وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: برفع الأيدي] في الصلاة من الاستكانة
قلت فما الاستكانة؟ [قال] ألا تقرأ هذه الآية (7) " فما استكانوا لربهم ولا يتضرعون "
قال هو الخضوع ". ثناه أحمد بن محمد بن يحيى بن الشحام بالري ثنا وهب بن إبراهيم

(1) علق الذهبي على رأى ابن حبان فقال: بل حديث أفلح صحيح غريب، وهذا الخبر - الثاني -
شاهد لمعناه. الميزان
(2) الميزان 208 / 1
(3) في الهندية. عمر بن صالح.
(4) في الهندية: " ما هذه النحرة. وجاء بعد ذلك: " ليست بنحرة "
(5) في الهندية: " إذا تحزمت للصلاة لم ترفع يديك ".
(6) في الهندية: " الملائكة الذي " 70 - الآية 76 من سورة المؤمنين
(12 ج 1 - المجروحين).
177

القاضي ثنا إسرايل بن حاتم المروزي ثنا مقاتل بن حيان، [وهذا متن باطل إلا ذكر
رفع اليدين فيه، وهذا خبر رواه عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان وعمر بن صبح يضع
الحديث فظفر عليه إسرائيل بن حاتم فحدث به عن مقاتل بن حيان].
الأزور بن غالب، عداده (1) من أهل البصرة، يروى عن سليمان التميمي وثابت
البناني. روى عنه يحيى بن سليم، كان قليل الحديث إلا أنه روى - على قتله (2) - عن
الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير فكأنه كان يخطئ وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يحتج
به إذا انقرد، روى عن سليمان التيمي وثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: إن
لله عز وجل في كل يوم ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار ثناه الحسين
ابن عبد الله القطان بالرقة ثنا عمرو بن هشام الحراني ثنا يحيى بن سليم عن الأزور بن غالب
[هذا متن باطل لا أصل له]
الأزهر بن سنان القرشي (3) مولى لهم كنيته أبو خالد، شيخ يروى عن محمد بن
واسع، روى عنه يزيد بن هارون ومحمد بن جهضم، قليل الحديث، منكر الرواية
في قلته] لم يتابع الثقات فيما رواه، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول:
سئل يحيى بن معين عن الأزهر بن سنان فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محمد بن واسع قال: دخلت على بلال بن أبي بردة
[فقلت:] يا بلال إن أباك حدثني عن جدك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في
جهنم واديا وفى الوادي جبا يقال له هبهب حق على الله أن يسكنها كل جبار فاتق الله؟

(1) الأزورين غالب: قال البخاري: منكر الحديث، وزاد في الميزان: أتى بما لا يحتمل فكذب
الميزان 173 / 1 التاريخ الكبير 57 / 2
(2) في المخطوطة: " روى في قلبه ".
(3) أزهر بن سنان القرشي: قال ابن عدي: ليست أحاديث بالمنكرة جدا، أرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن معين: ليس بشئ. الميزان 173 / 1 التاريخ الكبير 460 / 1.
178

لا تسكنها (1) ". ثنا أبو خليفة ثنا على بن المدني ثنا يزيد بن؟؟؟ الا، بن زمان
قال سمعت محمد بن واسع الأذى قال: دخلت على بلال [هذا متن لا أصل له]
الأزهر بن راشد الكاهلي من أهل الكوفة (2)، يروى عن أنس بن مالك وأهل
الكوفة، يروى عنه مروان بن معاوية الفزاري وهو الذي [يقال له الفزاري] يروى،
عنه العوام بن حوشب كان فاحش الوهم. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير
يقول: سئل يحيى بن معين عن الأزهر بن راشد فقال ضعيف الاسناد.
أسامة بن زيد بن أسلم (3) مولى عمر بن الخطاب من أهل المدينة أخو عبد الرحمن
وعبد الله بنو زيد بن أسلم، روى عنه القعنبي، كان بهم في الاخبار ويخطئ في الآثار
حتى كان يرفع الموقوف ويوصل المقطوع (ويسند المرسل حدثناه أحمد بن علي بن
المثنى) (4) قال سمعت يحيى بن معين يقول: أسامة وعبد الله وعبد الرحمن بنو زيد بن
أسلم ليسوا بشئ
أمين بن سفيان المقدسي (5) شيخ يقلب الاخبار، وأكثر رواته الضعفاء يجب
التنكب عن أخباره، روى عن خليفة بن سلام عن عطاء عن ابن عباس قال: قال

(1) في الهندية: " كل حبار ما تقى؟ ما يسكنها " وفى المخطوطة: " فاتقى لا تسكنها ". وفى الميزان:
" فإياك أن تكون متكبرا يا بلال " وقد أسخرت الله في إضافة لفظ الجلالة تقريبا للمعنى حيث لم أعثر
له على مرجع آخر.
(2) أزهر بن راشد الكاهلي: عن أنس، وعنه العام بن حوشب. ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم:
نهول. وسبة " لكاهلي " لم ترد في الميزان ولا في التاريخ الكبير وفيهما أزهر بن راشد الكاهلي
آخر يراجع الميزان 1171 التاريخ الكبير 455 / 1
(3) الميزان 174 / 1
(4) في الهندية: " ويرسل سئد. ثنا أبو يعلى " إلخ هو أبو يعلى هو أحمد بن علي
(5) الميزان 78 / 2.
179

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم سادات أهل الجنة لقمان الحكيم
وبلال والنجاشي " ثناه محمد بن المسيب ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل ثنا عثمان بن
عبد الرحمن ثنا أبين بن سفيان عن خليفة بن سلام، وعثمان بن عبد الرحمن قد تبرأنا (1)
من عهدته [هذا متن باطل لا أصل له].
أسد بن عمرو البجلي (2) من أهل الكوفة كنيته أبو المنذر من أصحاب الرأي،
يروى عن إبراهيم بن جرير، روى عنه أصحاب أبي حنيفة، كان يسوى الحديث على
مذاهبهم: وإنما ذكرته لان أصحاب الحديث قد رووا عنه على جهة التعجب الشئ بعد
الشئ، مات سنة تسعين ومائة.
أرطاة بن الأشعث العدوى (3) شيخ، يروى عن سليمان الأعمش المناكير التي
لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال، روى عن الأعمش عن شقيق (4) بن
سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغنم بركة والإبل عز لأهلها، والخيل
معقود في نواصيها الخير، والعبد أخوك فإن (5) عجز فأعمه، ثناه محمد بن المسيب
ثنا عبد الله بن يوسف الجبيري ثنا أرطاة بن الأشعث العدوى ثنا سليمان الأعمش.
أسيد بن زيد الجمال مولى صالح بن علي (6) كنيته أبو محمد، شيخ من أهل
الكوفة، حدث ببغداد. يروى عن شريك والليث بن سعد وغيره من الثقات المناكير
ويسرق الحديث ويحدث به، قال يحيى بن معين: دخل بغداد ونزل (الحذائين) (7)

(1) في الهندية: " تبراني " بدل " تبرأنا "
(2) الميزان 206 / 1
(3) الميزان 120 / 1
(4) في المخطوطة: " سفيان بن سلمة "
(5) في الهندية: " والعبد أحول "
(6) الميزان 256 / 1
(7) في المخطوطة: " لحذامين " وتكررت وهكذا في الميزان: " ونزا دار لحذائين ".
180

في الكرخ فأتيته وأنا أريد أن أقول له: يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين (1)
فرجعت، روى عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان (2)
ثنا محمد بن عمر بتستر ثنا عمر بن محمد الشطوي (3) ثنا أسد (بن زيد: هذا الحديث
باطل لا أصل له من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع، وإنما هو قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم
فأسنده جرير بن حازم وهمام، وروى هلال الرأي عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس
كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان (4). ثنا ابن أبي الا ديك ثنا هلال بن يحيى الرأي (5).
إسباط أبو اليسع من أهل البصرة (6)، يروى عن شعبة بن الحجاج، روى عنه
محمد بن عبد الله بن حوشب، كان يخالف الثقات في الروايات، ويروى عن شعبة
أشياء كأنه شعبة آخر ليس بشعبة بن الحجاج.
أصرم بن حوشب الهمذاني الخراساني (7)، يروى عن زياد بن سعد وغيره،
روى عنه الحسن بن أبي الربيع، كان يضع الحديث على الثقات، سمعت يعقوب بن
إسحاق يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فأصرم بن حوشب تعرفه؟
قال: كذا خبيث.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن محمد بن يونس الحارثي عن قتادة عن أنس

(1) في المخطوطة: " فعرفت من شفار الحذامين " وإنما هي شفار جمع شفرة
(2) القبالان: تثنية قبال زمام النعل وهو السير الذي يكون بين الإصبعين: النهاية
(3) في الميزان: " عمر بن حفص الشطوي ".
(4) الحديث أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أنس بن مالك كما أخرجه ابن ماجة
عن ابن عباس.
الصحيح على الفتح 312 / 10 مختصر السنن للمنذري 72 / 6 سنن ابن ماجة 1194 / 2
(5) ابن أبي الا ديك لعله ابن فديك وهلال بن يحيى الرأي وقع التصحيف في اسمه وهو هلال الرأي
يرجع إلى ترجمته في الميزان 317 / 4
(6) الميزان 176 / 1
(7) الميزان 272 / 1 التاريخ 56 / 2.
181

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان
خازن الجنة! فيقول لبيك وسعديك، فيقول نجد جنتي وزينها للصائمين من أمة محمد
لا تغلقها (1) عنهم حتى ينقضي شهرهم، ثم ينادى مالكا خازن جهنم [يا مالك] فيقول:
لبيك ربى وسعديك فيقول أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة محمد لا تفتحها
عليهم حتى ينقضي شهرهم، ثم ينادى جبريل فيقول: لبيك ربى وسعديك فيقول:
انزل إلى الأرض فقل مردة الشياطين عن أمة محمد لا تفسدوا عليهم صيامهم، ولله
في كل يوم من رمضان عند طلوع الشمس وعند وقت الافطار عتقه بعتهم من النار
عبيد وإماء، وله في كل سماء مالك ينادى (في) غرفة تحت عرش رب العالمين راض (2)
في تخوم الأرض السابعة للسفلى له جناح بالمشرق مكلل بالمرجان والدر والجواهر
وجناح له بالمغرب مكلل بالمرجان والدر والجوهر ينادى: هل من تائب يتاب عليه؟
هل من داع يستجاب له هل من مظلوم فينصر؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من
سائل يعطى سؤله؟ قال: والرب تبارك وتعالى ينادى الشهر كله: عبيدي وإمائي
أبشروا أوشك أن أرفع عنكم هذه المؤونات إلى رحمتي وكرامتي. فإذا كان ليلة القدر
ينزل جبريل في كوكبة (3) من الملائكة يصلون على كل عبد قائم وقاعد يذكر الله
عز وجل، فإذا كان يوم فطرهم باهى بهم الملائكة (4) يا ملائكتي ما جزاء أجير
وفى علمه؟ قالوا: ربنا جزاؤه أن نوفيه (5) أجره، قال: عبيدي وإمائي قضوا
فريضتي عليهم ثم خرجوا إلى يعجون بالدعاء وجلالي وكبريائي (6) وعلوي وارتفاع

(1) في الهندية: " لا تغلها عنهم "
(2) في الهندية: " ورجله في تخوم الأرض "
(3) في الهندية: " كبسكبة " وهما بمعنى الجماعة
(4) في الهندية: " ملائكتي "
(5) في الهندية: " أن يوفى "
(6) في الهندية: " وكرامتي ".
182

مكاني لأجيبنهم اليوم، ارجعوا فقد غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات، قال:
فيرجعون مغفورا لهم (1).
ثناه محمد بن يزيد الزرقي بطرسوس ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا أصرم بن حوشب
ثنا محمد بن يونس الحارثي عن قتادة عن أنس بن مالك والربيع بن عبد الله الأنصاري
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي روى عن زياد بن سعد عن
الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ألفي (2) ذراعا ونصفا
إلى ذراعين فصلوا الظهر " ثناه أبو يعلى ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أصرم بن
حوشب عن زياد بن سعد [المتنان جميعا باطلان].
أصرم بن غياث. كنيته أبو غياث (3) من أهل نيسابور، يروى عن مقاتل ابن
حيان، كان مرجئا منكر الحديث، أخرج حديثه عن أصحاب الرأي لا يتابع
على ما روى.
أيمن بن نابل أبو عمران (4) من أهل مكة، يروى عن قدامة بن عبد الله
وطاوس والقاسم، وروى عنه الثوري ووكيع، كان يخطئ ويتفرد بمالا يتابع عليه،
وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، والذي عندي تنكب حديثه عند الاحتجاج
إلا ما وافق الثقات أولى من الاحتجاج به، روى أيمن عن فاطمة عن أم كلثوم عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بالغيض النافع التلبينة، والذي نفسي
بيده إنها لتغسل بطن أحدكم، كما يغسل الوسخ وجهه بالماء، قالت: وكان

(1) الخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال هذا حديث لا يصح.
الموضوعات لابن الجوزي 187 / 2
(2) في الهندية: " إذا كان ألفي ذراعا " والصواب: الفئ
(3) الميزان 273 / 1 التاريخ الكبير 56 / 1
(4) في المخطوطة: " أكثر حديثه عند أصحاب الرأي "
(5) في الهندية: " أيمن بن تائل " وفى المخطوطة: " ابن تايل " بالباء الموحدة وهو مولة
للبيضطران عن التقريب والمغني والميزان 272 / 1 التاريخ الكبير.
183

النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البرمة على النار حق يأتي على أحد طرفيه
إما حياة وإما موت (1) " ثناه السجستاني ثنا سويد بن سعيد ثنا المعتمر بن سليمان ثنا أيمن،
ولست أدرى فاطمة هذه من هي؟ والخبر منكر بمرة، وقد قال: وكيع عن أيمن بن
نابل عن امرأة من قريش يقال لها أم كلثم (2) عن عائشة ولم يذكر فاطمة ولا قال
أم كلثم، وقال يحيى بن سليم (3) عن أيمن بن نابل عمن ذكره عن عائشة وهذا
التخليط كله من سوء حفظه، وأيمن كان يخطئ ويحدث (4) على التوهم والحسبان.
أشهل بن حاتم أبو حاتم، وقد قيل أبو عمرو مولى بنى جمح (5) من أهل البصرة
يروى عن ابن عون، روى عنه البصريون، في حديثه أشياء انفرد بها كأنه يخطئ حتى
خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
أباء بن جعفر النجيرمي (6)، شيخ كان بالبصرة: كان يقعد يوم الجمعة بحذاء
مجلس الساجي (7) في الجامع ويحدث، ذهبت يوما إلى بيته للاختيار فأخرج إلى أشياء

(1) الحديث رواه ابن ماجة في باب التلبية مع اختلاف في بعض ألفاظه " وكيع عن أيمن بن تابل
عن امرأة من قريش يقال لها كلثم عن عائشة " والتلبية والتلبين: حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما
جعل فيها عسل. سنن ابن ماجة 1140 / 2
(2) في الهندية: " كلثوم " والصواب كلثم
(3) في الهندية: " يحيى بن كلثوم "
(4) في الهندية: " كان يجئ بالحديث على التوهم "
(5) في المخطوطة: موالي بنى جحم " وفى الهندية " " جمع " والصواب جمح كما ورد في المخطوطة والهندية:
" أسهل " بالسين المهملة والصواب بالشين كما في الميزان والتاريخ الكبير:
الميزان 269 / 1 التاريخ الكبير 68 / 2
(6) في المخطوطة والهندية: " أبان بن جعفر " بالنون، وفى الميزان: " أباء " بالباء المخففة الموحدة
وآخره همزة. وفى هامش المشتبه بفتح الهمزة وتشديد الموحدة ممدودة إن وقفت، ولكنه مقصور:
مقصور أبي بن جعفر، وخففه الخطيب، وغلط ابن مأكولا. كما وقع في الهندية: " المخزمي "
والصواب: " النجيرمي " بنون مشددة بعدها جيم مكسورة. الميزان 17 / 1 المشتبة 10
(7) في الهندية: " التاجي ".
184

خرجها عن أبي حنيفة، فحدثنا منها عن محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا محمد بن بشر
ثنا أبو حنيفة ثنا عبد الله بن دينار ثنا ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" الوتر في أول الليل مسخطة للشيطان وأكل السحور مرضاة للرحمن (1) "، فرأيته قد
وضع على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث يحدث بها أبو حنيفة قط، لا يحل أن
يشتغل بروايته، فقلت له: يا شيخ اتق الله ولا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زادني
على أن قال لي: لست منى في حل، فقمت وتركته، وإنما ذكرته لان أحداث أصحابنا
(لعلهم) يشتغلون بشئ من روايته.
باب الباء
باذام أبو صالح مولى أم هاني بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب، يحدث
عن ابن عباس ولم يسمع منه، روى عنه الكلبي، قال حبيب بن أبي ثابت كنا نسمي
أبا صالح " باذام دروغ زن (2) " وكان الشعبي يمر به فيأخذ بأذنه يقول: ويحك
كيف تفسر القرآن وأنت لا تحسن تقرأ؟ وكان أبو صالح مكتبيا (3) يعلم الصبيان،
تركه يحيى القطان وابن مهدي، سمعت الحنبلي يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي صالح
الذي روى عنه سماك بن حرب والكلبي فقال: اسمه باذام (كوفي) ضعيف الحديث.

(1) يراجع الموضوعات لابن الجوزي 101 / 2
(2) باذام: أبو صالح مولى أم هانئ الهاشمي، كوفي، ويقال: باذان. قال البخاري: قال لي محمد
ابن بشار: ترك ابن مهدي حديث أبي صالح، كما أورد أن مجاهدا كان ينهى عن تفسيره. وقال النسائي:
باذام ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه تفسير، وقال يحيى
القطان: لم أر أحدا من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هانئ. وقال زكريا ابن أبي زائدة: كان الشعبي
يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه فيهزها ويقول: ويلك. تفسر القرآن وأنت لاتحفظ القرآن وقال إسماعيل بن أبي
خالد: كان أبو صالح يكذب; فما سألته عن شئ إلا فسره لي.
الميزان 296 / 1 التاريخ الكبير 144 / 2
(3) في الميزان: " دروغرن " بضم الدال والراء وإسكان الغين وفتح الزاي
(4) في الهندية " مكيا ".
185

بشر بن حرب الندبي أبو عمرو (1)، وندب حي من الأزد عداده في أهل البصرة
(قال ابن عدي: لا أعرف في رواياته حديثا منكرا، وهو عندي لا بأس به) روى عنه
الحمادان تركه يحيى القطان، وكان ابن مهدي (2) لا يرضاه لانفراده عن الثقات ما ليس
من أحاديثهم، مات في ولاية يوسف بن عرم على العراق، وكانت ولايته في سنة إحدى
وعشرين ومائة إلى سنة أربع وعشرين ومائة. سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن
زهير يقول: سئل يحيى بن معي عن بشر بن حرب؟ فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ابن عمر قال: أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة،
إنها لبدعة؟ ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، وقد تعلق بهذا الخبر جماعة ممن ليس
الحديث صناعتهم، فزعموا أن رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند رفع الرأس منه
بدعة، وإنما قال ابن عمر: أرأيتم رفعكم أيديكم في الدعاء بدعه يعنى إلى أذنيه، ما زاد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، يعنى ثدييه. هكذا فسره حماد بن زيد وهو ناقل الخبر.
أنبأناه الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حماد بن زيد عن بشر بن حرب قال:
سمعت ابن عمر يقول: أرأيتم رفع أيديكم في الصلاة هكذا ورفع حماد يديه حتى حاذاهما
أذنيه -: والله إنها لبدعة، ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم (على هذا شيئا قط، وأومأ حماد إلى
ثدييه، والعرب تسمى الصلاة دعاء، فخبر حماد هذا: أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة
أراد به في (الدعاء و) الدليل على صحة ما قلت أن الحسن بن سفيان ثنا قال: ثنا محمد بن علي
الشقيقي ثنا أبي ثنا الحسين بن واقد عن أبي عمر والندبي بشر بن حرب قال: حدثني
ابن عمر قال: والله ما رفع نبي الله صلى الله عليه وسلم يديه فوق صدره في الدعاء، جود الحسين بن
واقد حفظه وأتى الحديث على جهته كما ذكرنا.

(1) الميزان 324 / 1 التاريخ الكبير 71 / 2
(2) في المخطوطة: (ابن المديني) بدل ابن مهدي وهو يقول عنه: كان ثقة عندنا كما نقله الذهبي
في الميزان 384 / 1.
186

بشر بن عبد الله القصير (1) شيخ من أهل البصرة، يروى عن أنس بن مالك
[وأبى سفيان] روى عنه الكوفيون والبصريون منكر الحديث جدا [روى عن أبي سفيان بن طلحة بن نافع عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
أدخل على أهل بيت سرورا خلق الله من ذلك السرور خلقا يستغفرون له إلى يوم
القيامة " حدثنا أحمد بن عمرو الربيقي ثنا الحسين بن مدرك الدوسي ثنا عبد العزيز بن
عبد الله القرشي ثنا بشر القصيري عن طلحة بن نافع، وهذا شئ لا أصل له من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو باطل من حديث أبي سفيان أيضا، وقد روى بشر هذا] عن
أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل اتخذ لي أصحابا وأصهارا، وأنه سيكون
في آخر الزمان قوم يبغضونهم فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصلوا عليهم ولا تصلوا
معهم " رواه عنه هشام الدستوائي، وهذا خبر باطل لا أصل له.
بشر بن نمير القشيري (2) من أهل البصرة، يروى عن القاسم بن عبد الرحمن،
روى عنه حماد بن زيد ويزيد بن زريع، منكر الحديث جدا، فلا أدرى التخليط في
حديثه من القاسم أو منهما معا؟ لان القاسم ليس بشئ في الحديث، وأكثر رواية:
بشر عن القاسم، فمن هنا وقع الاشتباه فيه، روى عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أوتى ثلث القرآن فقد أوتى ثلث النبوة، ومن أوتى ثلثي
القرآن فقد أوتى ثلثي النبوة، ومن أوتى القرآن فقد أوتى النبوة "، وعن القاسم عن أبي
أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خفت بالقرآن فهو كالذي يخفت بالصدقة،
ومن جهر بالقرآن فهو كالذي يجهر بالصدقة " أخبرنا بالحديثين جميعا الحسن بن سفيان

(1) بشر بن عبد الله أو ابن عبيد الله 319 / 1
(2) الميزان 325 / 1 التاريخ الكبير 84 / 2.
187

ثنا جعفر بن مهران السباك ثنا عبد الوارث عن بشر بن نمير في نسخة طويلة كتبناها
عنه [بهذا الاسناد].
بشر بن رافع النجراني (1) كنيته أبو الأسباط، كان مفتى أهل نجران، يروى
عن يحيى بن أبي كثير وابن عجلان، روى عنه صفوان بن عيسى و عبد الرزاق يأتي
بالطامات فيهما، يروى عن يحيى بن أبي كثير أشياء موضوعة يعرفها من لم يكن
الحديث صناعته، كأنه كان المتعمد لها، روى عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم ".
ثناه عبد الله بن محمد ثنا إسحاق أنبأ عبد الرزاق عنه، وروى يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المؤمن غر كريم، والفاجر
حب لئيم ".
أنبأناه أبو يعلى ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا عبد الرزاق ثنا بشر بن رافع
النجراتي عن يحيى بن أبي كثير، وروى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا خير في التجارة إلا كسب تاجر إن باع
يمدح، وإن اشترى لم يذم! وإن كان عليه أيسر (2) القضاء وإن كان له أيسر التقاضي،
وأتقى الحلف والكذب في بيعه كله " أنبأنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المتوكل بن أبي
السرى ثنا عبد الرزاق ثنا بشر بن رافع.
بشر بن عمارة شيخ (3)، يروى عن الأحوص بن حكيم وأبى روق، روى عنه

(1) الميزان 317 / 1 التاريخ الكبير 74 / 2
(2) في الهندية: " أشر القضاء " والصواب أيسر. وجاء بعد ذلك: " وأبقى الحلف "
والصواب واتقى.
(3) الميزان 221 / 1 التاريخ الكبير 80 / 2.
188

جبارة ومحمد بن الصلت والكوفيون، كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به
إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته.
بشر بن إبراهيم أبو عمرو الأنصاري (1) من أهل البصرة، وكان مفلوجا وقد
قيل كنيته أبو سعيد القرشي، فمنهم من نسبه إلى قريش ومنهم من نسبه إلى الأنصار،
يروى عن الأوزاعي وعبد الوهاب بن مجاهد، روى عنه على بن حرب الموصلي وأهل
الشام يضع الحديث على الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه،
روى عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " مضغتان لا تموتان الا نفحة والبيض (2) وروى عن عبد الوهاب عن بن مجاهد
عن أبيه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العمل والايمان أخوان شريكان لا يقبل الله
واحدا منهما إلا بصاحبه ".
وروى عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم (3) عن أبيه عن أبي أمامة قال:
قال رجل: يا رسول الله ما السحت؟ [قال] أن تشفع لرجل عند إمام جائر فتدفع
عنه مظلمته أو ترد حقا هو له فتهدى إليك هدية فتقبلها منه فدلك أكبر السحت،
فيما يشبه هذا مما ينكره من الحديث صناعته يطول ذكرها، وهو الذي روى عن
عمرو بن شمر عن جابر (4) عن ابن سايط عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله
صلى الله عليه عليه وسلم يكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. أنبأ الأزهري
ثنا محمد بن يحيى القصرى ثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري ثنا عمرو بن شمر، وروى عن
الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة [رضي الله عنها] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الميزان 211 / 1
(2) في الهندية: " مغصيان لا يموتا إلا نفخة من السخن " والصواب ما في المخطوطة
(3) في الهندية: " عبد الرحمن بن الفخر " والصواب الاسم
(4) جابر الجعفي.
189

قال: " ما عمل عبد ذنبا فساءه (1) [ذلك] إلا غفر له، وإن لم يستغفر) أنبأناه محمد
ابن المسيب ثنا الربيع بن محمد بن عيسى الكندي باللاذقية (2) ثنا بشر بن إبراهيم
القرشي ثنا الأوزاعي.
بشر بن عون القرشي الشامي (3)، يروى عن بكار بن تميم عن مكحول، روى
عنه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، روى عن بكار بن تميم (عن مكحول) عن وائلة
نسخة فيها ستمائة (4) حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، منها بإسناده
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تذهب الدنيا حتى يستغنى (5) الرجال بالرجال
والنساء بالنساء - والسحاق زنا فيما بينهم "، وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السيف
والقوس في السفر بمنزلة الرداء " وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يسلم النساء على الرجال
ولا يسلم الرجال على النساء " فيما يشبه هذه الأحاديث التي أكره ذكرها لئلا يطول
الكتاب بها; حدثنا بتلك النسخة [محمد بن الحسن] بن قتيبة بعسقلان ثنا عبد الله
ابن الحسن الليثي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا بشر بن عون ثنا بكار بن تميم عن مكحول
عن وائلة بن الأسقع بهذه الأحاديث الثلاث وتلك النسخة كلها.
بشر بن الحسين أبو محمد الأصبهاني الهلالي (6)، يروى عن الزبير ابن عدي
بنسخة موضوعة، ثنا لكثير حديث منها أصل، يرويها عن الزبير عن أنس شبيها بمائة
وخمسين حديثا مسانيد كلها، وإنا سمع الزبير من أنس حديثا واحد: " لا يأبى عليكم
زمان إلا والذي بعده شر منه " روى عنه حجاج بن يوسف بن قتيبة [تلك النسخة]

(1) في الهندية: " ما عمل عبد دنيا " والصواب ذنبا
(2) في الهندية: " بالآدقية " وهي اللاذقية
(3) الميزان 321 / 1
(4) في الهندية: " نسخة نسبتها مائة حديث ".
(5) في الهندية: " حتى يسحق ".
(6) الميزان 315 / 1.
190

بشار بن الحكم أبو بدر الضبي من أهل البصرة (1)، يروى عن ثابت البناني، روى عنه إبراهيم بن الحجاج الشامي، منكر الحديث جدا، ينفرد عن ثابت بأشياء
ليست من حديثه كأنه ثابت آخر، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب، روى عن
ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طهور الرجل لصلاته يكفر ذنوبه وتبقى
صلاته نافلة له ". فيما يشبه هذا، وروى عن ثابت عن أنس قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين؟ هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من
غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: عليك بحسن (2) الخلق وطول الصمت فوالذي
نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما " أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا بن إبراهيم بن الحجاج
ثنا بشار بن الحكم عن ثابت.
بشار بن قيراط أبو نعيم (3) من أهل نيسابور أخو حماد بن قيراط، يروى عن
حماد بن زيد وابن المبارك وكان ينتحل مذهب الرأي. روى عنه عمار بن الحسن
الهمداني سمعت مهران بن هارون الرازي يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول بشار
بن قيراط أخو حماد بن قيراط، حماد صدوق وبشار يكذب.
بشر بن حرب البزار شيخ (4)، يروى عن أبي رجاء العطاردي وليس بالندبي،
روى عنه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، منكر الحديث جدا، لا يحتج بما روى من
الأحمر ولا يعتبر بما حديث من الآثار، روى عن أبي رجاء العطاردي قال: سمعت
الزبير بن العوام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الخليفة بعدي أبو بكر الصديق

(1) في الهندية: " بشار بن الحكم أبو بلد " وفى المخطوطة: " أبو زيد " والصواب ما أثبتناه عن
الميزان؟؟ / 1 والتاريخ الكبير 129 / 2
(2) في الهندية: " عليك الحسن الخلق ".
(3) الميزان 300 / 1
(4) في الهندية: " بشر " والمخطوطة: " بشير " وقد اختلف في اسمه على هذا النحو.
الميزان 351 / 1.
191

وعمر بن الخطاب، ثم يقع الاختلاف، قال فقمنا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فأخبرناه بما قال الزبير فقال: صدق الزبير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك ".
ثنا القطان بالرقة ثنا عبد الله بن جعفر العسكري ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن حبلة
ثنا بشر بن حرب البزار قال سمعت أبا رجاء.
بشير بن ميمون أبو صيفي (1) من أهل واسط، يروى عن مجاهد وعكرمة،
روى عنه قتيبة بن سعيد وعمرو بن زرارة يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج
به إذا انفر.
بشير بن زاذان [شيخ] من أهل الكوفة (2)، روى عنه الكوفيون
والبصريون، غلب الوهم على حديثه حتى بطل. ثنا الحنبلي قال سمعت ابن زهير يقول
هن يحيى بن معين قال: بشير بن زاذان ليس بشئ.
بحر بن كنيز السقاء مولى باهلة كنيته أبو الفضل (3) من أهل البصرة وهو جد
عمرو بن علي الفلاس، يروى عن الزهري والحسن وعمرو بن دينار، روى عنه (الثوري
والحارث) (4) بن منصور، مات في سنه ستين ومائة، كان ممن فحش خطؤه وكثر
وهمه حتى استحق الترك، وكان الثوري إذا روى عنه يقول: حدثني أبو الفضل حتى
لا يعرف، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: قال يحيى بن معين:
بحر السقاء لا يكتب حديثه.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة

(1) في الهندية: " الوصيفي " وفى المخطوطة: " أبو ضيغن " وما أثبته عن الميزان 230 / 1.
والتاريخ الكبير 105 / 2
(2) الميزان 328 / 1.
(3) في الهندية: " يحيى بن كثير " والصواب: كنيز الميزان 298 / 1 التاريخ الكبير 128 / 2
(4) في الهندية: " روى عنه واهب بن منصور ".
192

قال: جاء أعرابي فقال يا رسول الله! هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: غشيت
أهلي في رمضان، قال: ولم فعلت؟ قال أعجبني بياض ساقيها وحسن قدميها، قال:
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال: أتستطيع أن تعتق رقبة؟ قال: لا،
قال فصيام شهرين متتابعين؟ قال: لا أستطيع، قال: فإطعام ستين مسكينا، قال:
ما أجد شيئا، قال فأنى النبي بعرق وهو المكتل فيه نحو من عشرين صاعا من تمر،
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم يتصدق عنه، فقال: والله ما بين لابتيها من أهل بيت أحوج إليه
منا، قال: فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يقضى يوما مكانه ".
أخبرناه أحمد بن أبي حفص ثنا محمد بن عقيل بن خويلد ثنا الحارث بن مسلم
الرازي (1) ثنا بحر بن كنير السقاء عن الزهري ثنا أحمد بن أبي حفص في عقبة ثنا محمد بن
عقيل ثنا الحارث بن مسلم ثنا بحر بن كنير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ثنا أحمد بن عقبة ثنا محمد بن عقيل ثنا الحارث بن مسلم ثنا بحر بن كنير عن
الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، أما الحديث الأول فصحيح، ولكن
زاد فيه بحر بن كنير أشياء لم يروها أحد من أصحاب الزهري، منها " أعجبني بياض
ساقيها وحسن قدميها " ومنها: " فذهب النبي صلى الله عليه وسلم يتصدق عنه " ومنها أمره أن
يقضى يوما مكانه، وقال: هذه اللفظة أيضا هشام بن سعد عن الزهري واقض يوما
مكانه (2)، وهشام قد تبرأنا [عن عهدته] إلا أنه قال: الزهري عن أبي سلمة عن أبي
هريرة جعل مكان حميد أبا سلمة لسوء حفظه، وهذان الطريقان اللذان جاء بهما بحر
في عقب خبر حميد لا أصل لهما، لامن حديث عائشة ولا من حديث عروة ولا من

(1) في الهندية " الحرث بن مسلم حدثنا الرازي "
(2) الحديث رواه الجماعة وفى الباب عن عائشة عند البخاري ومسلم:
يراجع المنتقى بشرح نيل الأوطار 240 / 4.
193

حديث هشام، وكذلك قوله الزهري عن أنس فهو طامة عظيمة إنما هو عن الزهري
عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي (1) عداده في البصريين، يروى
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، روى عنه الأسود بن شيبان اختلط بأخرة حتى كان
لا يدرى ما يحدث، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يميز تركه يحيى القطان.
بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري (2) من أهل البصرة، يروى عن
أبيه عن جده، روى عنه الثوري وحماد بن سلمة، كان يخطئ كثيرا، فأما أحمد بن حنبل
وإسحاق بن إبراهيم [رحمهما الله] فهما يحتجان به ويرويان عنه، وتركه جماعة من أئمتنا
ولولا حديث: " إنا آخذوه وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا " لأدخلناه في الثقات
وهو ممن أستخير الله [عز وجل] فيه.
بكير بن مسمار شيخ، يروى عن الزهري (3)، روى عنه أبو بكر الحنفي،
وقد قيل: إنه بكير (4) الدامغاني الذي يروى عن مقاتل (بن حيان) كان مرجئا،
يروى من الاخبار مالا يتابع عليها، وهو قليل الحديث على مناكير فيه، ليس هو أخو
مهاجر بن مسمار، ذاك مدني ثقة [وهو الذي] روى عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " أعوذ بالله من جب الحزن، قيل يا رسول
الله! وما جب الحزن؟ قال: جب في واد في قعر جهنم تستجير (5) منه جهنم كل يوم

(1) الميزان 298 / 1 التاريخ الكبير 126 / 2
(2) في الهندية: " ابن جند " كما وقع تحريف في الخبر الذي نقله عنه في الميزان 353 / 1
التاريخ الكبير 142 / 2
(3) الميزان 350 / 1
(4) في المخطوطة: " أبو بكر ".
(5) في الهندية: " نعود بالله منه جهنم ".
194

أربعمائة مرة، أعده الله عز وجل للقراء المرائين (1) بأعمالهم، فإن أبغض الخلق إلى الله
[عز وجل] الذي يزورون العمال (2). [حدثنا محمد بن إدريس الشامي ثنا سويد بن سعيد
ثنا رواد بن الجراح عن بكير الدامغاني عن ابن سيرين].
بكير بن أبي السميط (3) المكفوف من أهل البصرة، يروى عن قتادة، روى
عنه عفان وموسى بن إسماعيل، كثير الوهم لا يحتج بخبره إذا انفرد ولم يوافق الثقات.
بكر (بن) خنيس (4)، يروى عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة
يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها، ثنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل
يحيى بن معين عن بكر بن خنيس، فقال: لا شئ.
بكر بن المختار بن فلفل (5)، يروى عن أبيه، روى عنه إبراهيم بن سليمان
الزيات، منكر الحديث جدا، يروى عن أبيه مالا يشك من الحديث صناعته أنه معمول
لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن أبيه المختار بن فلفل عن أنس
(بن مالك) قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء جاء فاستفتح الباب فقال: اخرج
(يا أنس) فانظر من هذا فخرجت فإذا أبو بكر، قال: فرجعت فقلت: هذا أبو بكر
يا رسول الله! قال: ارجع فافتح له فبشره بالجنة، وأخبره بأنه الخليفة من بعدي،
ثم جاء جاء فاستفتح، فقال: يا أنس اخرج فانظر من هذا، فخرجت فإذا عمر، قال:
فارجع فأذن له وبشره بالجنة وأخبره أنه الخليفة من بعد أبي بكر، ثم جاء جاء فاستفتح

(1) في المخطوطة: " للقرابين " بدل " للقراء المرائين ".
(2) في الهندية: " السلطان " بدل " العمال ".
(3) في الهندية: " الشميط " بالشين والصواب بالسين المهملة وبالفتح والتشديد وقيل بالضم.
الميزان 349 / 1 التاريخ الكبير 116 / 2
(4) الميزان 344 / 1 التاريخ الكبير 89 / 2
(5) الميزان 348 / 1.
195

قال: يا أنس اخرج فانظر من هذا، فخرجت فإذا عثمان فرجعت فقلت: عثمان يا رسول الله!
قال ارجع فبشره بالجنة وأخبره أنه الخليفة من بعد عمر وأخبره أنه سيبلغ منه دم
مهراق (1) ومره عند ذلك بالصبر.
حدثناه محمد بن إسحاق الثقفي ثنا العباس بن أبي طالب وعبيد الله بن جرير (2) بن
جبلة، وإبراهيم بن راشد الآدمي قالوا: نثا إبراهيم بن سليمان الزيات - كوفي الأصل
نزل البصرة - ثنا بكر بن المختار بن فلفل ثنا المختار بن فلفل عن أنس بن مالك.
بكر بن الأسود أبو عبيدة (2) الناجي من أهل البصرة، وقد قيل إنه بكر بن
سوادة ويقال بكر بن أبي الأسود، يروى عن الحسن، روى عنه وكيع ويزيد بن هارون
وكان يحيى بن كثير العنبري يروى عنه ويقول: هو كذاب، وضعفه يحيى بن معين،
وكان أبو عبيدة رجلا صالحا وهو من الجنس الذي ذكرت ممن غلب عليه التقشف حتى
غفل عن تعاهد الحديث فصار الغالب على حديثه المعضلات.
بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني (4) يروى عن الثوري وأبيه، روى عنه ابن أبي
السرى والناس، كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل: سمعت محمد بن المنذر يقول
سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول: بكر بن الشرود الصنعاني؟
ليس بشئ.
بكر بن زياد الباهلي (5) شيخ دجال يضع الحديث على الثقات، لا يحل ذكره في

(1) في الهندية: " دماء تهراق "
(2) في المخطوطة: " عبيد الله بن جبير "
(3) الميزان 342 / 1 التاريخ الكبير 87 / 2
(4) في المخطوطة: " الصنعاني " وفى الهندية: " مرة الصنعاني ومرة الصنعاني.
والصواب الصنعاني كما في الميزان 346 / 1
(5) الميزان 345 / 1.
196

الكتب إلا على سبيل القدح فيه، روى عن عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أسرى بي
إلى بيت المقدس مر بي جبريل بقبر أبى إبراهيم [عليه السلام] فقال: يا محمد انزل فصل
هنا ركعتين هذا قبر أبيك إبراهيم، ثم مربى ببيت لحم، فقال: انزل فصل هاهنا ركعتين
فإنه هنا ولد أخوك عيسى عليه السلام، ثم أتى بي إلى الصخرة فقال: يا محمد
من هنا عرج ربك إلى السماء (1) وذكر كلاما طويلا أكره ذكره، ثناه محمد بن أحمد بن
إبراهيم بالرملة، ثنا عبد الله بن سليمان بن عميرة البلوى المقدسي ثنا بكر بن زياد الباهلي
وهذا شئ لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع، فكيف البذل (2) في
هذا الشأن.
بكار بن عبد الله بن عبيدة الربذي (3) ابن أخي موسى بن عبيدة، يروى عن عمه
موسى بن عبيدة بأشياء مناكير لا يتابع عليها، فلا أدرى التخليط في حديثه منه أو من
عمه أو منهما معا؟ لان موسى ليس في الحديث بشئ، وأكثر رواية بكار عنه. فمن هنا
احترزنا عنه لئلا يطلق على مسلم شيئا بغير علم فيكون خصمنا في القيامة - نعوذ بالله
من ذلك.
بكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني (4) من أهل البصرة، يروى عن
ابن عون العمرى أشياء مقلوبة لا يتابع عليها، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد،
روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا عنه أبو خليفة وجماعة

(1) هكذا في المخطوطة والميزان.
(2) في الهندية: " البذل " بالذال والصواب بالزاي جمع بازال وقد قالوا: رجل بازل على التشبيه
بالبعير إذا كمل سنة وشق نابه يعنون بذلك كماله في عقله وتجربته. اللسان
(3) في الهندية: " الزيدي " والصراب " الربذي " الميزان 341 / 1 التاريخ الكبير 121 / 2
(4) في الهندية: " السريني " الميزان 341 / 1 التاريخ الكبير 122 / 2.
197

بكار بن شعيب (1)، شيخ من أهل دمشق، يروى عن ابن أبي حازم، روى عنه
إبراهيم بن الحوراني وأهل بلده، يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز
الاحتجاج به، روى عن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الناس سواء كأسنان المشط وإنما يتفاضلون بالعاقبة (2) والمسلم كثير بأخيه المسلم. ولا خير
في صحبة من لا ترى لك مثل الذي ترى له " حدثناه بن قتيبة والحسن بن سفيان قالا ثنا
إبراهيم الحوراني ثنا بكار بن شعيب ثنا ابن أبي حازم.
برذعة بن عبد الرحمن (2)، يروى عن أنس بن مالك وأبى الخليل روى عن عمرو بن
حريث، يروى برذعة أحاديث مناكير لا أصول لها يهم فيها، لان الحديث لم يكن من
صناعته، كان يأتي بالشئ بعد الشئ على الوهم. فلا يجوز الاحتجاج بخبره.
البراء بن يزيد الغنوني بصري (4)، يروى عن أبي نضرة وعبد الله بن شقيق، روى
عنه يزيد بن هارون، وليس هذا بالبراء بن يزيد الهمداني الذي روى عنه وكيع، ذلك
ثقة وهذا ضعيف، وكان هذا كثير الاختلاط بمن لا يلق به. كثير الوهم فيما يرويه،
ويقال له أيضا: البراء بن عبد الله أبو يزيد، سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد زهير
يقول سئل يحيى بن معين عن البراء بن يزيد فقال: ضعيف.
بزيع بن حسان أبو الخليلي الخصاف (5) من أهل البصرة، يروى عن هشام بن

(1) الميزان 340 / 1
(2) في النسختين: " بالعاقبة) بالقاف والباء الموحدة ولفظ الخبر الذي أخرجه الديلمي عن سهلي بن
سعد " بالعافية " بالفاء والياء المثناة. يراجع العجلوني في كشف الخفا والالباس 451 / 2
(3) الميزان 303 / 1 التاريخ الكبير 147 / 2
(4) البراء بن عبد الله بن يزيد الميزان 301 / 1
(5) الميزان 306 / 1 التاريخ 131 / 2.
198

عروة، روى عنه عبد الرحمن، بن المبارك يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد
لها، روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى
في موضع كان يبول فيه الحسن والحسين، فقالت له عائشة: ألا يخص لك موضعا من
الحجرة أنظف من هذا؟ فقال: يا حميراء أما علمت أن العبد إذا سجد لله عز وجل سجدة
طهر الله عز وجل موضع سجوده إلى سبع أرضين ".
وروى عن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أذيبوا طعامكم بذكر اسم الله عز وجل
والصلاة ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم
ثنا أبو خليفة ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي عنه بالحديثين جميعا، وقد روى بزيع
عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي على الناس زمان يقعدون في
المسجد حلقا حلقا إنما همتهم الدنيا فلا تجالسوهم فمن جالسهم فليس لله عز وجل فيه حاجة (3) "
رواه عنه محمد بن صدران، وقد روى بزيع هذا عن محمد بن واسع وثابت البناني وأبان
عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من بلغه عن الله عز وجل أو عن النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة
كان منى أو لم يكن - فعمل بها رجاء ثوابها أعطاه الله عز وجل ثوابها ثناه أحمد بن يحيى
بن زهير ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا الهيثم بن خارجة ثنا بزيع أبو الخليل عن محمد بن
واسع وثابت وأبان.
بزيع مولى يحيى بن عبد الرحمن (3) من سبى بخارا، سكن الكوفة كنيته أبو حازم
يروى عن الضحاك، روى عنه أبو معاوية ومحمد بن سلام البيكندي، كان أبو نعيم

(1) في المخطوطة " سفيان " وفى الهندية " شقيق " وفى الميزان: " الأعمش عن أبي وائل عن
عبد الله " وأبو وائل كنيته شقيق بن سلمة.. روى عنه الأعمش
التذكرة 56 / 1
(2) في النسختين: " يكونوا " بدل " يقعدون " ولفظ الخير في الهندية قريب مما جاء في الميزان
(3) الميزان 307 / 1.
199

شديد الحمل عليه، وإنما روى بزيع هذا أحرفا يسيرة إلا أن فيها مناكير لا تشبه حديث
الاثبات، فوجب مجانبته في الروايات.
بقية بن الوليد الحمصي الكلاعي (1) من أنفسهم كنيته أبو محمد المتيمي، يروى
عن محمد بن زياد الألهاني، روى عنه ابن المبارك والناس، كان مولده سنة عشر ومائة،
ومات سنة سبع وتسعين ومائة، اشتبه أمره على شيوخنا حدثني بنسبته سلام بن معاذ
بدمشق قال حدثني عطية بن بقية بن الوليد قال حدثني أبي بقية بن الوليد بن صائد بن
جرير بن فضالة بن كعب المتيمي الحمصي (2) الكلاعي سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت
أحمد بن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: توهمت أن بقية
لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من
أين أتى.
قال أبو حاتم: لم يسبه (3) أبو عبد الله رحمه الله، وإنما نظر إلى أحاديث
موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها; ولعمري إنه موضع الانكار، وفى دون
هذا ما يسقط عدالة الانسان في الحديث، ولقد دخلت حمص وأكثر همى شأن بقية
فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه وتتبعت ما لم أجد يعلو من رواية القدماء عنه
فرأيته ثقة مأمونا، ولكنه كان مدلسا، سمع من عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك أحاديث
يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين عن عبيد الله بن عمر وشعبة
ومالك مثل المجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميثمي وأشباههم
وأقوام لا يعرفون إلا بالسكنى، فروى عن أوليك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع
من هؤلاء الضعفاء، وكان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال: مالك عن

(1) في الهندية: " الميثمي " والضبط عن الميزان 331 / 1 التاريخ الكبير 15 / 2
(2) في المخطوطة: " المتيمي العفيفي "
(3) في الهندية: " لم يستمر أبو عبد الله رحمه الله شأن بقية ".
200

نافع - كذا - فحملوا عن بقية عن عبيد الله وبقية عن مالك وأسقط الواهي بينهما فالتزق
الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون
الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق (1) ذلك كله به، وكان يحيى بن معين حسن الرأي
فيه، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فبقيه (2)
ابن الوليد كيف حديثه؟ فقال: ثقة فقلت: هو أحب إليك أو محمد بن حرب؟ قال:
ثقة وثقة.
ثنا الحسين بن صالح بن حمويه بن أخي مزار (2) ثنا أبو زرعة الرازي ثنا إبراهيم
ابن موسى الفراء سمعت رباح بن خالد يقول: سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع
إسماعيل بن عياش وبقية في حديث فبقية أحب إلى، سمعت إبراهيم بن عبد الواحد
القيسي (4) بدمشق يقول سمعت مضر بن محمد الأسدي يقول سألت (5) يحيى بن معين
عن بقية بن الوليد فقال: ثقة إذا حدث عن المعروفين، ولكن له مشايخ لا يدرى من
هم؟ سمعت محمد بن المنذر يقول سمعت محمد بن إدريس يقول: سئل ابن عيينة عن
حديث حسن فقال: أخبرنا بقية بن الوليد؟ أخبرنا أبو العجب أخبرنا: (6)
قال أبو حاتم: هذا الذي أنكره سفيان وغيره من حديث بقية هو ما روى
أوليك الضعفاء والكذابون والمجاهيل الذي لا يعرفون، ويحيى بن معين أطلق عليه
شبها بما وصفنا من حاله، فلا يحل (7) أن يحتج به إذا انفرد بشئ، وقد روى بقية عن

(1) في الهندية: " من حديثه وبشونه "
(2) في الهندية: " قتيبة بن الوليد " والصواب بقية
(3) في المخطوطة: " مراد "
(4) في المخطوطة: " العبسي "
(5) في الهندية: " سمعت يحيى بن معين عن بقية "
(6) في النسختين اختلطت العبارة الأخيرة وقد راجعناها على مثيلتها في الميزان
(7) في الهندية: " فلا يجب ".
201

ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدمن (1) على حاجبيه
بالمشط عوفي من الوباء " ثناه سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق ثنا هشام بن خالد الأزرق
ثنا بقية عن ابن جريج في نسخة كتبناها بهذا الاسناد كلها موضوعة، يشبه أن يكون
بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه فالتزق كل ذلك به، ومنها عن
ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا جامع أحدكم زوجته أو
جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى " وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" تربوا الكتاب وسجوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة " وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من
أصيب بمصيبة من سقم أو ذهاب مال فأحتسب ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله
عز وجل أن يغفر له " حدثنا بهذه الأحاديث [كلها محمد بن الحسن] بن قتيبة ثنا هشام بن خالد
الأزرق ثنا بقية عن ابن جريح عن عطاء [كلها موضوعة].
بهلول بن عبيد شيخ (2) يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن
سلمة بن كهل عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على أهل لا إله إلا
الله وحشة في القبور ولا في النشور وكأني بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون
الحمد الذي أذهب عنا الحزن " حدثناه حمزة بن داود أبو سليمان بالأبلة ثنا الحسن بن قزعة
ثنا بهلول بن عبيد، وهذا حديث ليس يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم عن أبيه عن ابن عمر، ثناه أبو يعلى ثنا الحماني ثنا عبد الرحمن بن زيد، وعبد الرحمن
ليس بشئ في الحديث.
البختري بن عبيد الطائي (3) من أهل الشام، يروى عن أبيه عن أبي هريرة

(1) في الهندية: " من ادهن "
(2) الميزان 355 / 1
(3) في الهندية: " الطانجي " وفى المخطوطة " الطائي " ولم ترد إحداهما في ترجمته.
بالميزان 299 / 1.
202

نسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الاثبات في الروايات مع عدم
تقدم عدالته، روى عنه هشام بن عمار وابن أبي السرى وأهل بلده، روى البختري عن
أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا توضأ ثم فلا تنفضوا أيديكم فإنها مراوح
الشيطان وأشربوا أعينكم (1) الماء " ثناه الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا البختري
بن عبيد قال أخبرني أبي عن أبي هريرة.
بركة بن محمد الحلبي، (2) يروى عن يوسف بن أسباط وأهل الشام ثنا عنه شيوخنا
كان يسرق الحديث، وربما قلبه، وإذا أدخل عليه حديث حدث به، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد، روى عن يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن خالد الحداء عن
ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المضمضة والاستنشاق للجنب ثلاثا
فريضة (3) " حدثنا عمر بن محمد الهمداني ثنا بركة بهذا، وهذا لا أصل له، وإنما هو
مرسل وهو ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو حاتم: ومن المجروحين من المحدثين ممن ابتداء اسمه على التاء.
تمام بن بزيع (4) من أهل البصرة كنيته أبو سهل، يروى عن الحسن ومحمد بن
كعب القرظي، روى عنه عمر بن علي المقدمي وموسى بن إسماعيل، كان ممن كثر وهمة
وفحش خطئه حتى بعد عن الاحتجاج به سمعت محمد بن محمود يقول سمعت الدارمي يقول
قلت ليحيى بن معين: تمام بن بزيع؟ قال: ليس بشئ.

(1) في الهدية: " اشربوا عنكم الماء "
(2) في الهندية: " اختلطت ترجمة البحتري بن عبيد بترجمة بركة بن محمد واتصل الكلام فيها هكذا:
" قال أخبرني أبي هريرة تركه ابن محمد الحلبي يروى " إلخ
يرجع إلى ترجمة بركة بن محمد الحلبي في الميزان 303 / 1
(3) في المخطوطة: " أخبرنا جماعة عن بركة. وقد نقل العجلوني عن القاري أن الحديث موضوع
مبقاه وإن كان صحيح المعنى عنده. كشف الخفا والالباس 296 / 2.
203

تمام بن نجيح الملطي الأسدي (1) مولده بملطية سكن حلب، يروى عن الحسن
وعون (2) بن عبد الله; روى عنه مبشر بن إسماعيل، منكر الحديث جدا، يروى
أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها، روى عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " أصل كل داء البرد (3) ".
ثناه أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ثنا أبو نعيم الحلبي ثنا محمد بن جابر الحلبي عنه،
وروى تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من حافظين يرفعان إلى عز وجل ما حفظا، يرى الله في أول الصحيفة خيرا وفى
آخرها خيرا إلا قال للملكين (4) أشهدكم إني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة ".
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا عمر بن يزيد السياري ثنا مبشر بن إسماعيل ثنا تمام
ابن نجيح عن الحسن، وروى تمام بن نجيح عن كعب بن ذهل الأيادي قال: سمعت
أبا الدرداء يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقوم لحاجة وأراد أن يرجع وضع
نعليه في مجلسه أو بعض ما يكون عليه ". حدثناه ابن قتيبة ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
ثنا مبشر بن إسماعيل عن تمام بن نجيح.
تليد بن سليمان المحاربي (5) كنيته أبو إدريس من أهل الكوفة; يروى عن أبي
الجحاف داود بن أبي عوف، روى عنه الكوفيون، وكان رافضيا يشتم أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم، وروى في فضائل أهل البيت عجائب، وقد حمل عليه يحيى بن معين حملا

(1) الميزان 359 / 1
(2) في الهندية: " عوف بن الله "
(3) هكذا في النسختين وإن روايات الخبر: " البردة "
يراجع التخريج في كشف الخفا والالباس 146 / 1
(4) في الهندية: " إلا قال الملائكة "
(5) في الهندية: " الحارثي " والصواب ما في المخطوطة
الميزان 358 / 1 التاريخ الكبير 58 / 2.
204

شديدا وأمر بتركه، روى عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف عن محمد بن عمرو الهاشمي
عن زينب بنت على عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى على فقال:
" هذا في الجنة وإن من شيعته قوم يعطون الاسلام فيلفظونه، لهم نبر (1) يسمون الرافضة
فمن لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون ". حدثناه محمد بن عمرو بن يوسف ثنا أبو سعيد
الأشج ثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف.
توبة بن علوان من أهل البصرة (2)، يروى عن شعبة وأهل العراق ما ليس من
أحاديثهم، ويروى عن أهل اليمن ما يخالف الاثبات (فيها)، روى عن شعبة
عن أبي حمزة الضبعي عن ابن عباس قال: " لما كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى
علي بن أبي طالب [رضوان الله عليه] كان النبي صلى الله عليه وسلم أمامها وجبريل عن يمينها وميكائيل
عن يسارها وسبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله [عز وجل] ويقدسونه حتى طلع
الفجر ". حدثناه المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة ثنا عبد الرحمن بن محمد
ابن أخت عبد الرزاق ثنا توبة بن علوان ثنا شعبة.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: ومن المجروحين ممن ابتداء اسمه على الثاء.
ثوير بن أبي فاختة الأزدي (2) مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي
طالب من أهل الكوفة. كنيته أبو الجهم واسم أبى فاختة سعيد بن علاقة،
يروى عن ابن عمر (وابن) الزبير، روى عنه الثوري وإسرائيل، كان يقلب الأسانيد
حتى يجئ في رواياته أشياء كأنها موضوعة. حدثنا عبد الله بن قحطبة ثنا محمد بن أبي
صفوان الثقفي قال: سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: كان ثوير

(1) في المخطوطة: " فيلقطون به لهم نبذ " وفى الهندية: " لهم تير " وفى الميزان (نبز) وترجح
أنها: (نبر) وهو همز الحروف ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدى قدم الكسائي يصلى
بالمدينة فهمز فأنكر عليه أهل المدينة وقالوا: إنه ينبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) الميزان 361 / 1
(3) في المخطوطة: " ثريد " الميزان 375 / 1.
205

ابن أبي فاختة من أو كان الكذب، ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي [الفلاس] قال: كان
يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن ثوبر بن أبي فاختة.
ثابت بن أبي صفية (1) أبو حمزة الثمالي من أهل الكوفة مولى المهلب بن أبي
صفره، واسم أبى صفية دينار، يروى عن عكرمة وزاذان، روى عنه ابن عيينة ووكيع
كثير الوهم في الاخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد مع غلوم في تشيعه، ثنا
محمد بن إسحاق الثقفي ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا يحيى بن معين قال: مات ثابت بن أبي
صفية في سنة ثمان وأربعين ومائة وكان ضعيفا.
ثابت بن زهير يكنى أبا زهير (2) يروى عن نافع والحسن، روى عنه موسى بن
إسماعيل وبشير (3) بن معاذ، عداده في البصريين لا يتابع على حديثه، كان يخطئ حتى
خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا، روى ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول قبل التشهد بسم الله خير الأسماء ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد
عبيد بن حساب ثنا ثابت بن زهير.
ثابت بن قيس أبو الغصن (4) من أهل المدينة مولى عثمان بن عفان روى عنه ابن مهدي
وابن أبي أويس وكان قليل الحديث كثير الوهم فيما يرويه، لا يحتج بخبره إذا لم
يتابعه غيره عليه، سمعت الحنبلي يقول: سمعت [أحمد] بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين
عن ثابت بن قيس أبى الغصن فقال: ضعيف.
ثابت بن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم (5) يروى المناكير عن المشاهير: حدث
عنه ابن أبي عروبة والمعتمر بن سليمان، كان الغالب على حديثه الوهم لا يحتج به إذا انفرد.

(1) الميزان 363 / 1
(2) الميزان 364 / 1
(3) في الهندية: " بشير "
(4) الميزان 366 / 1
(5) الميزان 364 / 1.
206

ثابت بن موسى العابد أبو إسماعيل الشياني (1) وقد قيل أبو يزيد من أهل الكوفة
يروى عن الثوري وزائدة، وروى عنه هناد بن السرى والكوفيون كان يخطئ
كثيرا لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وهو الذي روى عن شريك عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار
وهذا قول شريك قاله في عقب حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر: بعقد الشيطان
على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد فادرج ثابت بن موسى في الخبر وجعل قول شريك
كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم سرق هذا من ثابت بن موسى جماعة ضعفاء وحدثوا به عن شريك (2).
ثعلبة بن يزيد الحماني (3) من أهل الكوفة. يروى عن علي روى عنه حبيب بن أبي
ثابت، كان غاليا في التشيع لا يحتج بأخباره التي يتفرد بها عن علي.
ثمامة بن عبيدة العبدي (4) من أهل البصرة كنيته أبو خليفة، يروى عن أبي
الزبير (5) روى عنه أهل البصرة كان في لسانه فضل، وكان على بن المديني يرميه
بالكذب.

(1) الميزان 367 / 1
(2) اتفق أئمة الحديث: ابن عدي والدارقطني والعقيلي وابن حبان والحاكم على أن الخبر من قول
شريك لثابت بن موسى. وقال ابن عدي: سرقه جماعة من ثابت كعبد الله بن شبرمة الشريكي وعبد الحميد
ابن بحر وغيرهما.
والحديث في سنن ابن ماجة. ومال القاضي إلى ثبوته.
سنن ابن ماجة 422 / 1 كشف الخفا والالباس للعجلوني 378 / 1
(3) الميزان 371 / 1
(4) سقطت ترجمة " ثمامة " من المخطوطة. واختلطت عبارة: " روى عنه أهل البصرة " إلى
آخر الترجمة بترجمة " ثعلبة بن يزيد " قبله.
ويرجع إلى ترجمة ثمامة في الخيران 372 / 1
(5) في الهندية: " ابن الزبير " والصواب أبو الزبير المكي.
207

ثبيت بن كثير الضبي من أهل البصرة (1) يروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري،
روى عنه اليمان بن عدي الخضرمي الحمصي منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج
بخبره إذا انفرد روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن بهز قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثلاثا ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ
حدثناه الحسن بن (أحمد بن) (2) إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ثنا يحيى بن عثمان
الحمصي ثنا اليمان بن عدي عن ثبيت بن كثير
جابر بن يزيد الجعفي (3) من أهل الكوفة كنيته أبو يزيد وقد قيل أبو محمد، يروى
عن عطاء والشعبي، روى عنه الثوري وشعبة، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان
[سبئيا] (4) من أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان يقول، إن عليا عليه السلام يرجع
إلى الدنيا.
حدثنا إسحاق بن أحمد القطان بتنيس ثنا عباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول:
جابر الجعفي لا يكسب حديثه ولا كرامة (5) حدثنا مكحول ببيروت ثنا جعفر بن أبان
سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: سمعت
جابر الجعفي يقول: " عندي خمسون ألف حديث لم أحدث منها بشئ ". أخبرنا محمد بن عبد
السلام وأحمد بن علي بن الحسن المدائني بمصر قال: حدثنا أبو أمية قال ثنا أبو سلمة عن
سلام بن مسكين قال: قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف باب من العلم لم أخبر
بشئ منها، قال فذكرت ذلك لأيوب فقال: أما هو الآن فكذاب، ثنا محمد بن سليمان

(1) في الهندية: " ثبيت بن كبير " بخلاف ما في المخطوطة والميزان 369 / 1
(2) في الهندية: " الحسن بن أحمد "
(3) الميزان 379 / 1
(4) في النسختين " سبابا " والصواب " سبئيا "
(5) في الهندية: " ولا كرامته " وهو تصحيف ".
208

ابن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا الحميدي سمعت سفيان بن عيينة يقول: جابر
الجعفي يؤمن بالرجعة، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا العباس بن محمد ثنا يحيى بن يعلى
قال قال زائدة: أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة. ثنا القطان بالرقة قال
ثنا أحمد بن أبي الجواري سمعت أبا يحيى الجماني سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت فيمن لقيت
أفضل من عطاء، ولا لقيت فيمن لقيت، أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته (1) بشئ
قط من رأى إلا جاءني فيه بحديث، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها.
قال أبو حاتم: هذا زعيم أهل الرأي وقائدهم وإمامهم في مذهبهم، يطلق على
جابر الجعفي الكذب ضد قول من انتحل مذهبه، وزعم أن إطلاق مثله غيبة، فإن
احتج محتج بأن شعبة والثوري رويا (عنه) فإن الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية
عن الضعفاء، بل كان يؤدى الحديث على ما سمع لان يرغب الناس في كتابة الاخبار
ويطلبوها في المدن والأمصار، وأما شعبة وغيره من شيوخنا فإنهم رأوا عنده أشياء
لم يصبروا عنها وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشئ (بعد الشئ) على جهة
التعجب فتداوله الناس بينهم، والدليل على صحة ما قلنا أن محمد بن المنذر [قال] (2).
ثنا أحمد بن منصور ثنا نعيم بن حماد قال: سمعت وكيعا يقول. قلت لشعبة. مالك
تركت فلانا وفلانا ورويت عن جابر الجعفي؟ قال: روى أشياء لم نصبر عنها.
حدثنا ابن فارس ثنا محمد بن رافع قال: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن
هارون ومعه كتاب زهير عن جابر، وهو يكتبه، فقال. يا أبا عبد الله تنهوننا (3)
عن حديث جابر وتكتبونه قال: نعرفه.

(1) في الهندية: " ما أنبأته "
(2) الزيادة التي بين قوسين ليتصل السياق
(3) في الهندية: " سهونا " بدل تنهونا.
209

جابر بن نوح الحماني إمام مسجد بنى حمان (1) بالكوفة كنيته أبو بشر، روى
عنه أبو كريب وغيره، يروى عن الأعمش وابن (أبى) خالد المناكير الكثيرة
كأنه كان يخطئ حتى صار في جملة من سقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا.
جابر بن مرزوق الجدي شيج (2) من أهل جدة، سكن مكة، يروى عن عبد الله
ابن عبد العزيز العمرى الزاهد، روى عنه قتيبة بن سعيد وعلي بن بحر البري، يأتي بما
لا يشبه حديث الثقات عن الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به، وهو الذي روى عن عبد الله
ابن عبد العزيز العمرى الزاهد عن أبي طوالة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا كان يوم القيامة يدعى بفسقة العلماء فيؤمر بهم إلى النار قبل عبدة الأوثان،
ثم ينادى مناد: ليس من علم كمن لم يعلم ".
وهذا خبر باطل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أنس رواه: وأبو طوالة اسمه عبد الله
ابن عبد الرحمن بن عمرو (3) بن حزم الأنصاري من ثقات أهل المدينة، ليس هذا من
حديثه، فكان القلب إلى أنه معمول أميل.
جلد بن أيوب عداده في أهل البصرة (4)، يروى عن معاوية بن قرة، روى عنه
جرير بن حازم وهو صاحب حديث الحيض: " ثلاث أربع خمس ست سبع ثمان تسع
عشرة فما زاد على العشرة فهو استحاضة "، يرويه عن معاوية بن قرة عن أنس،
وهذا موضوع عليه، ما أعلم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتى بهذا، وأعلى (5)
شئ لأصحاب الرأي فيه قول خالد بن معدان، وقال حماد بن زيد: رأيت الجلد وهو

(1) الميزان 379 / 1
(2) الميزان 378 / 1
(3) في الهندية: " عبد الرحمن بن معمر " والصواب ابن عمرو
(4) الميزان 420 / 1
(5) في الهندية: " ولا على شئ " والصواب ما في المخطوطة.
210

لا يميز بين الحيض والاستحاضة، فكان ابن عيينة إذا ذكره يقول: " جلد وما جلد
ومن جلد وما كان جلد!، كان إسماعيل بن علية يرميه بالكذب، فأما خبره في الحيض فإن
أبا حليفة حدثنا ثنا سليمان بن حرب الواشحي (1) عن حماد بن زيد عن الجلد بن أيوب عن
معاوية بن قرة عن أنس قال: " المستحاضة تنتظر ثلاثا وخمسا وسبعا وعشرا
لا تجاوز ذلك ".
وقد روى جلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس [بن مالك] قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة وثلاثة
بالمدينة فوقع بالمدينة أحد وورقان ورضوي ووقع بمكة ثبير وحراء (2) وثور ".
حدثناه محمد بن المسيب ثنا أحمد بن إسماعيل المدني ثنا عبد لعزيز بن عمران عن معاوية
ابن عبد الله الأزدي عن جلد بن أيوب عن معاوية بن قرة [موضوع لا أصل له] (3).
جنيد بن العلاء بن أبي وهرة (4) وقد قيل ابن أبي نمرة كنيته أبو حازم، يروى
عن ابن عمر وأبى الدرداء ولم يرهما، ويرى عن جماعة من التابعين، روى عنه عبد الرحيم
ابن سليمان وأبو أسامة، كان يدلس عن محمد بن (أبى) قيس المصلوب، ويروى ما سمع
منه عن شيوخه فاستحق مجانبة حديثه على الأحوال كلها، لان ابن أبي القيس كان يضع
الحديث، سنذكره فيما بعد في موضعه في هذا الكتاب إن شاء الله، وهو الذي روى
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل سيفه
على أمتي ".

(1) في الهندية: " سليمان بن حرب أبو أشجى " والصواب الواشحي.
(2) في الهندية: " جدي " بدل حراء
(3) العبارة من الهندية: " موضوع لا أصل " وزيدت " له "
(4) في المخطوطة: " جنيد بن الصلي بن أبي دهر " وفى الهدية دهره بالدال. والضبط عن
الميزان 425 / 1.
211

حدثناه الحسن بن سفيان ثنا العباس بن عبد العظيم (العنبري) ثنا عثمان بن عمر
ثنا مالك بن مغول عن جنيد عن ابن عمر.
جعفر بن الزبير (1) من أهل الشام سكن البصرة، كان هو وعمران بن حدير في
مسجد واحد، وكان شعبة يقول: أصدق الناس وأكذب الناس في مسجد واحد،
يريد عمران بن حدير وجعفر بن الزبير، وكان جعفر صاحب غزو وعبادة وفضل، يروى
عن القاسم مولى معاوية وغيره أشياء كأنها موضوعة، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى
صار وهمه شبيها بالوضع، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، سمعت عمرو بن محمد
يقول سمعت محمد بن حريث التجاري (2) يقول: سمعت هانئ بن النضر يقول: سألت على
ابن المديني عن جعفر بن الزبير فقال: استغفر ربك.
قال أبو حاتم: وروى جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة نسخة موضوعة
أكثر من مائة حديث منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الانسان لربه لكنود، وهل
تدرون ما الكنود؟ الكنود هو الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده ".
روى عنه المكي بن إبراهيم.
جعفر بن الحارث أبو الأشهب (2) أصله من الكوفة سكن واسطا وكان مكفوفا،
يروى عن منصور وعاصم، روى عنه محمد بن يزيد الواسطي ووكيع ويزيد، كان يخطئ
في الشئ بعد الشئ، ولم يكثر خطؤه حتى يصير من المجروحين في الحقيقة ولكنه (ممن)
لا يحتج به إذا انفرد، وهو من الثقات يقرب، وهو ممن أستخير الله فيه.
جعفر بن ميسرة الأشجعي (4)، يروى عن أبيه عن ابن عمر، أحسب أباه مولى

(1) الميزان 406 / 1
(2) هكذا، ولم أعثر عليه
(3) في الهندية: " جعفر بن الحريث " وهو ابن الحارث كما في المخطوطة والميزان 404 / 1
(4) جعفر بن ميسرة أو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي. الميزان 418 / 1.
212

موسى بن باذان من أهل مكة، روى ابن ميسرة هذا عن عطاء وحميد بن قيس.
أبوه مستقيم الحديث; وأما ابنه جعفر هذا فعنده مناكير كثيرة لا تشبه حديث الثقات
روى عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله المسوفات، قلنا يا رسول
الله: وما المسوفات؟ قال: المرأة يدعوها زوجها إلى فراشه فتقول: سوف سوف;
حتى تغلبه عينه فينام ".
وروى عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة أن
تبيت ليلة حتى تعرض نفسها على زوجها، قيل: وما عرضها نفسها على زوجها؟
قال: إذا نزعت ثيابها فدخلت في فراشه فألزقت جلدها بجلده فقد عرضت نفسها "
حدثنا بالحديثين جميعا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن الصباح ثنا على بن ثابت بن ميسرة
الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد، لا يحل ذكرها في
الكتب إلا على سبيل التعجب.
جعفر بن محمد الأنطاكي شيخ، (1) يروى عن زهير بن معاوية الموضوعات
وعن غيره من الاثبات المقلوبات، لا يحل الاحتجاج بخبره، روى عن زهير بن معاوية
عن أبي خالد الوالبي عن طارق بن شهاب عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يبعث معاوية يوم القيامة وعليه رداء من نور ".
حدثناه محمد بن المسيب ثنا محمد بن عبيد الحماني ثنا جعفر بن محمد الأنطاكي عن
زهير بن معاوية [هذا موضوع لا أصل له].
جعفر بن زياد الأحمر أبو عبد الله من أهل الكوفة، (2) يروى عن بيان بن

(1) الميزان 416 / 1
(2) الميزان 407 / 1.
213

بشر ومنصور بن المعتمر، روى عنه ابن عينة وعبد الرزاق. كثير الرواية عن الضعفاء،
وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء في القلب منها، مات سنة سبع وستين ومائة،
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سئل يحيى بن معين عن جعفر الأحمر
فقال بيده، لم يثبته.
جعفر بن نصر العنبري أبو الميمون، (1) كان يدور بالشام، يروى عن الثقات
ما لم يحدثوا بها، روى عن حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " لما أتى إبراهيم ربه عز وجل قال له: يا إبراهيم كيف وجدت الموت؟ قال: وجدت
[؟؟؟ سدى ينزع بالسلمة] (2)، قيل له هذا وقد يسرنا عليك الموت ".
وروى عن حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
مفطرا يوم جمعة قط " حدثنا بالحديثين جعفر بن سهل البالسي] (3) ثنا جعفر بن نصر
العنبري، وهذان متنان موضوعان.
جعفر بن أبي جعفر الأشجعي الرازي (4)، يروى عن أبيه عن أبي جعفر السايح
المعجزات عن الزهاد والعجائب عن العباد، وكان صاحب وفائق وفضل، لا أعلم له
حديثا مستندا، روى عنه محمد بن يحيى الأزدي وقد أكثر فيما روى حتى صار ممن لا
يعتمد عليه.

(1) الميزان 419 / 1
(2) العبارة في النسختين: " قال: " وجدت حسن نزع السلى " وما أثبتناه نقلا عن الميزان.
(3) الكلمة التي بين قوسين من الميزان وهي في الهندية: " جعفر بن سهل بن الحسن حدثنا
الليث؟ " وهي من تعديلات المحقق وأنشر إلى أنها في الأصل " ليس " وفى المخطوطة غير واضحة.
(4) جعفر بن أبي جعفر الأشجعي وجعفر بن ميسر. هما شخص واحد في الميزان وقد سرت ترجمة جعفر
بن ميسرة، عند أبي حاتم يراجع الميزان 404، 418 / 1.
214

جعفر بن عبد الواحد الهاشمي (1) من ولد العباس بن عبد المطلب وكان على قضاء
الثغر يروى عن العراقيين، حديث (2) روى عنه أهل الثغر، كان ممن يسرق الحديث
ويقلب الاخبار، يروى المتن الصحيح الذي هو مشهور بطريق واحد يجئ به من طريق
آخر حتى لا يشك من الحديث صناعته أنه كان يعملها، وكان لا يقول " حدثنا " في روايته
كان يقول: قال لنا فلان بن فلان، ومما روى جعفر هذا قال: قال ابن الطباع عن
إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا وصية
لوارث (3) ".
قال وقال لنا ابن الطباع عن علي بن مسهر عن محمد بن إسحاق والأعمش عن
إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، حدثنا
بالحديثين يعقوب بن إبراهيم أبو عوانة الأسفراييني وعدة (4) قالوا حدثنا جعفر بن
عبد الواحد قال قال لنا محمد بن عيسى بن الطباع وحدثني محمد بن أبي الخصيب بالمصيصة
بنسخة عنه شبيها بمائتي حديث كلها مقلوبة، من ذلك، قال حدثنا جعفر بن عبد الواحد
قال قال لنا الأنصار حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة ".
قال وقال لنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي عن مروان بن معاوية عن العلاء بن
المسيب عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الادام الخل (5) ".
قال وقال لنا محمد بن مسلمة المخزومي عن المغيرة بن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن

(1) الميزان 412 / 1
(2) في الهندية: " يروى عن العراقين حدثنا عنه أهل الثغر
(3) يراجع الحديث وتخريجه في كشف الخفا والالباس للعجلوني 514 / 2
(4) في الهندية: " وحده قالوا " والصواب " وعدة " كما في المخطوطة
(5) يراجع الحديث في كشف الخفا والالباس للعجلوني 443 / 2.
215

سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي مرة مولى أم هانئ عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا قام يصلى ظن ظان أنه جسد لا روح فيه، فيما يشبه هذا مما يطول ذكره، وفى شهرته
عند من كتب الحديث غنية عن التكلف في أمره، وأما حديث أبي أسامة فما روى
الأعمش ولا ابن إسحاق عن إسماعيل [بن عياش] شيئا قط وإنما تفرد به إسماعيل بن
عياش، وأما حديث أنس في قطع الصلاة للحمار والكلب والمرأة، فإن هذا مسروق
لاشك فيه ولم يروه أنس ولا قتادة، وليس لهذا الخبر إلا طريق واحد: حميد بن هلال
عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر، وأما حديث، نعم الادام الخل، فليس هذا من
حديث ابن عمرو لا من حديث المسيب [بن رافع ولا من حديث أبيه العلاء بن المسيب]
وإنما هو من حديث أبي سفيان وأبى الزبير عن جابر وحديث آخر لا أصل له.
جعفر بن أبان البصري شيخ (1) من أهل مصر رأيته بمصر، يروى عن يحيى
ابن بكر ونعيم بن حماد وابن أبي مريم وعبد الله بن يوسف التنيسي والمصريين ثم قدم
علينا مكة فحضرته مع جماعة من أصحابنا لنختبر ما عنده فسمعته يملي عليهم فقال فيما
أملى: حدثنا محمد بن رمح المصري ثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال " من سر المؤمن فقد سرني ومن سرني فقد سر الله عز وجل ومن سر الله عز وجل
باهى الله به الملائكة وأدخله الجنة على أي حال كان " " وسمعته يقول فيما يملي: ثنا محمد بن
رمح ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينادى مناد يوم القيامة أين بغضاء
الله! فيقوم سؤال (2) المساجد فقلت: يا شيخ اتق الله ولا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإنك لم تسمع مما تحدث به شيئا، فقال لي: لست منى في حل إنما أنتم تحسدونني
لاسنادي (3) فلم أزايله حتى حلف أنه لا يحدث بمكة بعد أن خوفته بالسلطان مع جماعة

(1) الميزان 399 / 1
(2) في الهندية: " فيقوم منثول؟ المساجد " والصواب سؤال المساجد بضم السين مع مسائل
(3) في الهندية: " أنما أنتم تحدوني " بدل تحسدونني.
216

كانوا معنا من إخواننا من أهل العراق والشام وغيرهما [فحلف أن لا يحدث ما دام بمكة]
فلم يحدث بها بعد ذلك إلى أن خرج بعد الموسم، وإنما ذكرت هذا الشيخ لان أصحابنا
ومن كان في أيامنا بمصر كتبوا نسخة ابن غنج عن نافع عن هذا الشيخ عن عبد الله بن
صالح، حتى يعرف فيتكسب عن الرواية عنه:
جميل بن زيد الطائي (1) من أهل البصرة، يروى عن ابن عمر ولم يره، روى
عنه الثوري، دخل المدينة فجمع أحاديث ابن عمر بعد موت ابن عمر ثم رجع إلى البصرة
ورواها عنه، ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: لم أسمح يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان
عن جميل بن زيد الطائي شيئا قط. سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سمعت
يحيى بن معين يقول: جميل بن زيد يروى عن ابن عمر ليس بثقة
جويبر بن سعد أصله (2) من بلخ سكن البصرة قال يحيى من سعيد القطان: كنت
أعرفه بحديثين ثم أخرج هذه الأحاديث وضعفه جدا يروى عن الضحاك أشياء مقلوبة
روى عنه مروان [ابن معاوية] الفزاري ومحمد بن يزيد [الواسطي] حدثنا الهمداني ثنا
عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن جويبر بن سعيد. سمعت محمد بن
محمود يقول سمعت الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين: جويبر كيف حديثه؟ قال ضعيف.
جسر بن فرقد القصاب (3) كنيته أبو جعفر من أهل البصرة يروى عن الحسن
وابن سيرين، وحدث عنه البصريون، كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعهد
الحديث فأخذ بهم إذا روى ويخطئ إذا حدث حتى خرج عن حد العدالة سمعت محمد بن

(1) الميزان 423 / 1 التاريخ الكبير 215 / 2
(2) الميزان 427 / 1 التاريخ الكبير 257 / 2
(3) الميزان 398 / 1 التاريخ الكبير 246 / 2.
217

محمود يقول: سمعت الدارامي يقول سألت يحيى بن معين عن جسر القصاب؟ فقال:
ليس بشئ.
جميع بن عمير التيمي (1) من تيم الله بن ثعلبة من أهل الكوفة يروى عن ابن عمر
وعائشة روى عنه العلاء بن صالح وصدقة ابن المثنى كان رافضيا يضع الحديث، حدثنا
مكحول ببيروت سمعت جعفر بن أبان الحافظ يقول: سمعت ابن نمير يقول: جميع بن
عمير من أكذب الناس وكان يقول: الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع فراخها.
جميع بن ثوب الحمصي، (2) يروى عن خالد بن معدان وحبيب بن عبيد،
روى عنه محمد بن حرب وبقية، كان يخطئ كثيرا. لم يخرج عن حد العدالة ولم يسلك
سنن الثقات حتى يبعد عن (3) القدح فهو ممن لا يحتج به إذا انفرد.
الجراح بن المنهال الجزري (4) من أهل حران كنيته أبو العطوف وبه يعرف، يروى
عن الزهري والحكم (5)، روى عنه أبو حنيفة ويزيد بن هارون، وكان أبو العطوف
رجل سوء يشرب الخمر ويكذب في الحديث، مات سنة ثمان وستين ومائة، سمعت
الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: أبو العطوف الجرزي (6) ليس
حديثه بشئ، سمعت أحمد بن محمد بن الحسن البلخي يقول: سمعت هارون الديك يقول

(1) الميزان 421 / 1 التاريخ الكبير 242 / 2
(2) جميع بن ثوب: بفتح الجيم وكسر الميم وقيل بضم ففتح وثوب بضم الثاء وفتح الواو. قال البخاري
منكر الحديث الميزان 422 / 1 التاريخ الكبير 243 / 2
(3) العبارة في الهندية: " كان يخطئ كثيرا لم يكثر خطؤه فيخرج عن حد العدالة ولا سلك مسن
الثقات حتى بعد عنه القدح
(4) في الهندية: الجراح بن مهال الحريري " وما في المخطوطة يوافق ما جاء في الميزان 390 / 1
والتاريخ الكبير 228 / 2
(5) في الهندية: " يروى عن الزهري والحاكم " والصواب الحكم
(6) تكررت في الهندية: " الحريري " وفى المخطوطة: " الجزري " وفى الميزان وردت مرة
أخرى؟؟ الجزيري ".
218

سمعت أبا نعيم يقول سئل أبو العطوف قاضي حران: ما تقول في النبيذ الذي قد أتى له أربعة
أشهر؟ قال: لا أرى لك شربه. قلت: ولم؟ قال لأنك لا تؤدى شكره، قال وسئل
أبو العطوف: ما تقول في شرب النبيذ من غير سماع؟ قال: الذن أولى به، سمعت محمد
ابن إسحاق الثقفي يقول: سمعت أبا قدامة يقول سمعت سلمة بن سليمان يقول قال رجل لابن
المبارك: أكان أبو حنيفة (1) عالما؟ قال: ما كان بخليق لذاك ترك (2) عطاء وأقبل
على أبى العطوف.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهو الذي روى عن ابن شهاب عن أبي سليم مولى أبى
رافع عن أبي رافع قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حق الولد على الوالد أن يعلمه كتاب الله عز وجل
والسباحة والرمي " حدثناه أبو عروبة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن [الحراني] ثنا عثمان بن
عبد الرحمن ثنا الجراح بن المنهال عن ابن شهاب، وروى عن أبي الزبير عن جابر قال
رفعت جراحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بها أن يداوى سنة وأن ينظر بها ستة أهلة، سنة (3)
حدثنا على بن أحمد بن سعيد ثنا محمد بن عبيد الأسدي ثنا الربيع بن زياد قال ثنا أبو العطوف
الجزري عن أبي الزبير.
الجراح بن مليح بن عدي بن فارس الرؤامي (4) من قيس عيلان كنيته أبو وكيع وهو
وهو والد وكيع بن الجراح، يروى عن الأعمش وأبى إسحاق، كان يقلب الأسانيد ويرفع
المراسيل، وزعم يحيى بن معين أنه كان وضاعا للحديث.

(1) في المخطوطة: " جحيفة "
(2) في الهندية: ما كان بخليق لدال نزل
(3) في الهندية: " وأن ينتظر بها سنة أحله سنة " وفى الميزان: " وأن ينتظر بها سنة " وهو
الأقرب إلى السياق
(4) الميزان 389 / 1 التاريخ الكبير 227 / 2.
219

جرير بن أيوب البجلي أخو يحيى (1) بن أيوب من أهل الكوفة، يروى عن أبي
زرعه بن عمرو بن جرير وهو جده، روى عنه وكيع كان ممن فحش خطؤه وكان أبو نعيم
يقول: جرير بن أيوب يضع الحديث، سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول
سئل يحيى بن معين عن جرير بن أيوب البجلي فقال: ضعيف.
الجارود بن يزيد العامري أبو علي من أهل نيسابور (2) يروى عن بهز بن حكيم
والثوري، روى عنه سلمة بن شبيب يتفرد بالمناكير عن المشاهير، ويروى عن الثقات
مالا أصل له، روى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أتنزعون (3)
عن ذكر الفاجر إذ كروه بما فيه كي يحذره الناس).
حدثنا أبو بسطام وجماعة عن سلمة بن شبيب عنه، وروى عن سفيان الثوري عن
الأشعث عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كنوز
البر: إخفاء الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان الشكوى، يقول الله [عز وجل] ابتليت
عبدي ببلاء فصبر ولم يشكني إلى عواده، أبدله لحما خيرا من لحمه ودما أطيب من دمه
فإن أرسلته إلى مثله لا ذنب له وإن توفيته فإلى رحمتي ".
حدثناه محمد بن أيوب بن مشكان النيسابوري بطبرية ثنا محمد بن عمر بن زياد بن
مهاجر القيسي النيسابوري ثنا الجارود بن يزيد ثنا سفيان الثوري; وهذا لا أصل له، وأما
حديث بهز بن حكيم فما رواه عن بهز بن حكيم إلا الجارود هذا وقد رواه سليمان بن

(1) " جرير بن أيوب البلخي " في الهندية وفى المخطوطة والميزان " البجلي "
التاريخ الكبير 215 / 2 الميزان 391 / 1
(2) الميزان 384 / 1
(3) في المخطوطة: " أترعون ".
220

عيسى السجري (1) عن الثوري عن بهز. قدم نيسابور فقيل له إن الجارود يروى هذا الحديث
عن بهز فقال: حدثنا سفيان الثوري عن بهز فصار حديثه، وسليمان بن عيسى يؤلف في الروايات
واتصل هذا الخبر بعمرو بن الأزهر الحراني وكان مطلق اللسان فرواه عن بهز بن حكيم، ورواه
العلاء بن بشر لما اتصل عن ابن عيينة عن بهز وقلب متنه، ورواه شيخ من أهل الأبلة
يقال له نوح بن محمد، رأيته وكان غير حافظ للسانه عن أبي الأشعث عن معتمر عن بهز
والخبر في أصله باطل وهذه الطرق كلها بواطيل لا أصل لها.
جبارة بن مغلس أبو محمد الحماني (2) من أهل الكوفة يروى عن القاسم بن معن
وشريك وغيرهما، حدثنا عنه شيوخنا، مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائتين (3)
كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحماني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه
المستقيمة لما شابها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها فخرج بها عن حد التعديل
إلى الجرح، سمعت يعقوب بن إسحاق يقول سمعت صالح بن محمد يقول سألت ابن نمير
عن جباوة بن مغلس فقال: ثقة، فقلت إنه حدثنا عن ابن المبارك عن حميد عن ابن الورد
عن أبيه قال " رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أحمر فقال: أنت أبو الورد " قال ابن نمير: هذا
منكر، قال وقلت: حدثنا عن حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر (4)
عن ابن عمر أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لبيك قال: وهذا منكر. ثم قال ابن نمير:
حسبك. ثم قال: وأظن بعض جيرانه أفسد عليه كتبه فقلت له تعنى يحيى الحماني؟ فقال
لا أسمى أحدا.

(1) في الهندية: " الشجري " بالشين والصواب بالسين المشددة المكسورة وبالزاي بدل الراء
الميزان 218 / 2
(2) الميزان 387 / 1
(3) في المخطوطة: " دمائه "
(4) في المخطوطة: " يحيى بن معمر " يراجع الميزان 415 / 4.
221

قال أبو حاتم رضي الله عنه وغفر له: ومن المجروحين من المحدثين ممن ابتداء
اسمه على الحاء.
الحارث بن عبد الله الهمداني (1) الخارفي الأعور كنيته أبو زهير من أهل الكوفة
وقد قيل إنه الحارث بن عبيد فان كان فهو تصغير عبد الله يروى عن علي، روى عنه
أبو إسحاق السبيعي. كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث، قال الشعبي: حدثنا الحارث
وأشهد أنه أحد الكذابين، حدثنا [محمد بن إسحاق] الثقفي سمعت العباس بن محمد يقول
سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا جرير عن حمزة الزيات قال: سمع مرة الهمداني من
الحارث الأعور شيئا فأنكره فقال له: اقعد حتى أخرج إليك فدخل مرة واشتمل على
سيفه وأحس الحارث بالشر فذهب، حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى
وعبد الرحمن لا يحدثان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي، سمعت الحنبلي يقول: سمعت
أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن الحارث صاحب على فقال: ضعيف، سمعت
[محمد بن إسحاق] الثقفي يقول: سمعت محمد بن عثمان بن كرامة يقول سمعت أبا نعيم
يقول: سمع الحارث من على [عليه السلام] أربع أحاديث.
قال أبو حاتم: ومات الحارث الأعور في ولاية عبد الله بن يزيد الخطمي بالكوفة سنة
خمس وستين وهو الذي روى عن علي قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تفتحن على الامام في الصلاة
حدثناه على بن الحسن بن سليمان بالفسطاط ثنا وهب بن حفص الحراني ثنا الفريابي
ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي وهذا لا أصل له مرفوعا
وهو قول علي عليه السلام.
الحارث بن نبهان الجرمي من أهل (1) البصرة، يروى عن الأعمش، وعاصم بن

(1) الميزان 435 / 1 التاريخ الكبير 284 / 2
(2) الميزان 444 / 1 التاريخ الكبير 283 / 2.
222

بهدلة، روى عنه وكيع ومسلم بن إبراهيم، كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم
حتى فحش خطؤه وخرج عن حد الاحتجاج به، سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير
عن يحيى بن معين قال: الحارث بن نبهان ليس بشئ.
الحارث بن عمير من أهل البصرة (1) كنيته أبو عمير، يروى عن حميد الطويل
والبصريين، روى عنه أحمد عن أبي شعيب الحراني والناس، كان ممن يروى عن الاثبات
الأشياء الموضوعات. روى عن حميد عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط قال:
" من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صلى وصام.
حدثنا الحسين بن محمد بن خالد بجرجرايا (2) ثنا محمد بن زنبور المكي ثنا الحارث
عمير عن حميد، وقد روى الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية الكرسي، وشهد الله، وفاتحة الكتاب معلقات بالعرش ما بينهم وبين الله
عز وجل حجاب يقلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك؟ قال الله عز وجل
بي حلفت لا يقرأ كن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة ثوابه على ما كان
فيه وإلا أسكنته حظيرة القدس وإلا نظرت إليه بعين، مكنونة كل يوم سبعين مرة
وذكر حديثا طويلا موضوعا لا أصل له، وروى عن أيوب عن عكرمة عن ابن
عباس قال: قال العباس: لأعلمن ما بقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فأتاه فقال: يا رسول الله
لو اتحذنا لك مكانا تكلم الناس منه؟ قال: بل أصبر عليهم ينازعوني ردائي ويطئون عقبى
ويصيبني غبارهم حتى يكون الله عز وجل هو الذي يريحني منهم ".

(1) الميزان 440 / 1 التاريخ الكبير 276 / 2
(2) في الهندية: " محمد بن خالد لجر جراما " والصواب بجرجرايا بفتح الجيم وسكون الراء الأولى
بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي ذكرها ياقوت معجم؟؟ وقال
إنها كانت مدينة وتحربث مع ما خرب من النهروانات.
223

حدثناه الحسن بن سفيان ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أسامة ثنا الحارث بن عمير عن
أيوب، وتفقدت هذا الكلام فوجدت له أصلا من حديث حماد بن زيد عن أيوب عن
عكرمة أن العباس أو ابن العباس قاله.
الحارث بن عبيد أبو قدامة الآبادي (1) من أهل البصرة، مؤذن مسجد البرتي
يروى عن البصريين: أبى عمران الجوني وغيره، روى عنه أهلها، كان شيخا صالحا
ممن كثر وهمه، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا. ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي
سمعت عبد الرحمن [بن مهدي] يحدث عن الحارث بن عبيد فقلت له: تحدث عن (2)
هذا الشيخ؟ فقال: كان من شيوخنا وما رأيت إلا خيرا. سمعت أحمد بن زهير يقول سئل
يحيى بن معين عن أبي قدامة الأيادي فقال: ضعيف.
الحارث بن وجيه الراسي (3) من أهل البصرة يروى عن مالك بن دينار، روى عنه
زيد بن حباب (4) والحوضي، كان قليل الحديث ولكنه يتفرد بالمناكير عن المشاهير في
قلة روايته، سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: الحارث بن
وجيه ليس بشئ.
الحارث بن عبيدة الحمصي (5) من أهل الشام، يروى عن عبد الله بن عثمان بن خشيم
روى عنه أهل بلده، يأتي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يعجبني الاحتجاج بخبره
إذا انفرد، روى عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى جماعة

(1) الميزان 438 / 1 التاريخ الكبير 275 / 2
(2) في الهندية: " فقلت له: لحدث عن الشيخ " والصواب تحدث
(3) الميزان 445 / 1 التاريخ الكبير 284 / 2
(4) في الهندية: " خباب " وفى المخطوطة: " حياة " وإنما هو زيد بن الحباب
يراجع الميزان 100 / 2
(5) الميزان 438 / 1 التاريخ الكبير 274 / 2.
224

التجار فقال: يا معشر التجار فاستجابوا ومدوا إليه أعناقهم قال: " إن الله [عز وجل] باعثكم
يوم القيامة فجارا إلا من صدق ووصل وأدى الأمانة " حدثناه الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي ثنا الحارث بن عبيدة الحمصي، [وهذا ليس له أصل صحيح يرجع إليه].
الحارث بن عمران الجعفري (1) من أهل المدينة. يروى عن هشام بن عروة وحنظلة
ابن أبي سفيان، روى عنه أحمد بن سليمان وعلي بن حرب، كان يضع الحديث على الثقات
روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تخيروا لنطفكم وأنكحوا
الأكفاء وأنكحوا إليهم " (2) حدثنا ابن خزيمة ثنا أبو سعيد الأشج ثنا الحارث بن
عمران، وقد تابع عكرمة بن إبراهيم الحارث بن عمران في هذه الرواية عن هشام بن
عروة وهمام جميعا ضعيفان [أصل الحديث مرسل ورفعه باطل]
الحجاج بن أرطاة النخعي (3) من أهل الكوفة كنيته أبو أرطاة كان صلفا يروى
عن عطاء وعمرو بن دينار، وروى عنه شعبة والثوري. كان خرج مع المهدى إلى خرسان
فولاه القضاء، ومات في منصرفه بالري سنة خمس وأربعين ومائة تركه ابن المبارك ويحيى
القطان وابن مهدي ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل (رحمهم الله أجمعين) وكان قبل أن
يخرج مع المهدى على شرطة الكوفة لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز وكان ابن إدريس
يقول: سمعت الحجاج بن أرطاة يقول: لا يبتلى (4) الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة،
وكان يقول: أصلى معكم، حتى يزاحمني البقالون والحمالون. سمعت محمد بن إسحاق الثقي

(1) الميزان 439 / 1
(2) في النسختين: " وانكحوا لهم " والصواب كما أثبتناه. والحديث رواه ابن ماجة والدارقطني
والحاكم والبيهقي عن عائشة وعلق عليه في الزوائد بأن فيه الحارث بن عمران المديني - وهو صاحب
الترجمة - ونقل رأى أبى حاتم فيه وقال الدارقطني عنه: متروك.
سنن ابن ماجة 633 / 1 كشف الخفا والالباس للعجلوني 358 / 2
(3) الميزان 458 / 1 التاريخ الكبير 378 / 2
(4) نقل الذهبي هذه العبارة في الميزان: " لا تتم مروءة الرجل " إلخ (م 15 - ج 1 - المجروحين).
225

يقول سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول: مجالد (1) والحجاج أرطاة
لا يحتج بحديثهما: ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن
الحجاج بن أرطاة. سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين
عن الحجاج بن أرطاة فقال: ضعيف ضعيف، سمعت محمد بن الليث الوراق يقول: سمعت
محمد بن نصر يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن عيسى بن يونس قال: كان
الحجاج بن أرطاة لا يحضر الجماعة، فقيل له في ذلك فقال: أحضر مسجدكم هذا حتى
يزاحمني فيه الحمالون والبقالون [سمعت يعقوب بن يوسف بن عاصم ببخارى يقول:
سمعت أبا قلابة الرقاشي يقول: سمعت أبا عاصم يقول: أول من ولى القضاء
لبني العباس بالبصرة الحجاج بن أرطاة فجاء إلى حلقة السبتي فجلس في عرضها فقيل ارتفع
أيها القاضي إلى الصدر، فقال: أنا صدر حيث كنت، أنا رجل حبب إلى الشرف].
قال أبو حاتم رضي الله عنه: كان الحجاج مدلسا عمن رآه وعمن لم (2) يره، وكان
يقول: إذا حدثتني أنت بشئ عن شيخ لم أبال أن أرويه من ذلك الشيخ، وكان يروى
عن أقوام لم يرهم كما حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، سمعت عبدوس بن مالك يقول: سمعت
أبا يحيى سهل بن أبي خذية (3) سمعت ابن أبي زائدة يقول: سمعت الحجاج بن أرطاة
يقول: مر أن تغلق الأبواب، وقال لم أسمع من الزهري شيئا ولم أسمع من الشعبي إلا
حديثا واحدا ولم أسمع من فلان حتى عد سبعة عشر [قال محمد بن يحيى] سمعت محمد بن عمرو بن
سليمان: يقول سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: وأما الحجاج بن أرطاة فإنه لم يسمع من الزهري
ولم يره، أنبأنا أحمد بن سليمان سمعت هشما (4) يقول قال لي الحجاج بن أرطاة: صف لي الزهري

(1) في الهندية: " مخلد " والصواب مجالد بن سعيد الهمداني.
يراجع الميزان 438 / 3
(2) في الهندية: " مدلسا عمن رواه لم يره " والصواب ما في المخطوطة.
(3) هكذا ولعله يحيى بن سهل بن أبي حثمة
(4) في الهندية: " هيثم " والصواب هشيم ".
226

فقال: سمعت على بن الحسين العدل بالفسطاط يقول: سمعت محمد بن علي بن داود البغدادي
يقول: سمعت سعيد بن سليمان يقول سمعت هشيما يقول: " قال لي الحجاج بن أرطاة،
لقيت الزهري؟ قلت [نعم] قال: لكني لم ألقه لقيت صاحبنا فحدثني (أخبرنا المهداني قال)
حدثنا عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لم يسمع الحجاج بن أرطاة من
الشعبي إلا حدثنا واحدا: " لا تجوز صدقة حتى تقبض " ثنا السراج ثنا حاتم (بن الليث قال:
يحيى بن معين قال: حدثنا أبو معاوية قال لنا الحجاج بن أرطاة: لا توقفوني على السماع)
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عطاء عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
قبرا ليلا وأسرج له وأخذه من قبل القبلة وكبر أربعا وقال: يرحمك الله إن كنت
لا واها تلاء للقرآن.
ثناه عهد الله بن قحطبة ثنا محمد بن الصباح ثنا يحيى بن اليمان عن المنهال بن خليفة
عن الحجاج بن أرطاة عن عطاء. وهو الذي روى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله زادكم صلاة وهي الوتر " حدثناه أحمد بن يحيى بن زهير ثنا
زياد بن أيوب ثنا يزيد بن هارون ثنا حجاج عن عمرو بن شعيب، وقد روى عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان العبد بين نفر (1) فأعتق أحدهم نصيبه فعليه
عتق ما بقى: فإن لم يكن له مال استسعى العبد ".
حدثناه على بن أحمد بن سعيد بهمدان: ثنا محمد بن عبيد الأسدي ثنا الربيع
ابن زياد عن حجاج عن نافع. ذكر الاستسعاء في خبر ابن عمر باطل; روى هذا الخبر
مالك وأيوب وعبيد الله ويحيى بن سعيد ومن تبعهم من أصحاب نافع شبيها بشرين
نفسا من الثقات لم يذكروا في خبرهم ذكر الاستسعاء وليس الحجاج بن أرطاة لو كان
ثقة بالذي يحكم له على جماعة عدول خالفوه، وقد روى الحجاج بن أرطاة عن قتادة عن

(1) في المخطوطة: " إذا كان العبد بين نفسين ".
227

أنس بن مالك قال: " صحي النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين فقرب أحدهما [وقال: بسم الله
اللهم منك هذا عن محمد وأهل بيته ثم قرب الآخر وقال] بسم الله اللهم منك ولك هذا
عمن وحدك من أمتي ".
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا أبو وكيع ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن قتادة وهذا
خبر باطل، روى هذا الخبر شعبة وهشام وأبان وسعيد ومعمر عن قتادة عن أنس أن النبي
صلى الله عليه وسلم: " ضحى بكبشين أملحين أقرنين وضع رجله على صفاحهما وسمى الله
عز وجل وكبر ".
فأما هذا التفصيل الذي ذكره الحجاج فهو غير محفوظ من سنته: ولو صح هذا الخبر
لكان فيه الدليل على أن الأضحية ليست بفرض لان في الخبر أنه ضحى عن نفسه وأهل
بيته بشاة واحدة ولكنا لا نستحل كتمان ما ظهر من جرح ناقل الخبر وإن وافق مذهبنا
خبره. وروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقطع
السارق على أقل (1) من عشرة دراهم " حدثناه أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا الحجاج بن أرطاة
عن عمرو بن شعيب.
وروى عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا لا نقتل تجار المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو خيثمة ثنا عباد بن العوام ثنا الحجاج عن أبي الزبير.
وروى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: أخبرني عن
العمرة أواجبة هي؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا; وأن تعتمر خير لك. أنبأنا الحسن بن
سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الحجاج بن أرطاة عن محمد
بن المنكدر

(1) الهندية: " يقطع السارق في أهل من عشرة ".
228

الحسن بن عمارة (1) بن مضر من موالي بجيلة كنيته أبو محمد من أهل الكوفة،
وكان عابدا، يروى عن الزهري وعمرو بن دينار والمنهال بن عمرو [والحكم] وذويهم
وكان ابن عيينة إذا سمعه يروى عن الزهري وعمرو بن دينار جعل أصبعيه في أذنيه، ومات
الحسن بن عمارة سنة ثلاث وخمسين ومائة
حدثنا الحنبلي سمعت: أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: الحسن بن عمارة ليس
بشئ، ثنا العباس بن أحمد بن حسان الشامي بالبصرة ثنا محمد بن رجاء السختياني، ثنا
حجاج بن محمد: سمعت شعبة يقول: ما أبالي حدثت عن الحسن بن عمارة بحديث أو زنيت
زنية في الاسلام، حدثنا محمد بن عبد الله المخلدي ثنا عصام بن داود بن الجراح سمت أبى
يقول: سمعت الحسن بن عمارة يقول: الناس كلهم منى في حل خلا شعبة فإن لا أجعله في
حل حتى أقف أنا وهو بين يدي الله عز وجل فيحكم بيني وبينه
قال أبو حاتم رضي الله عنه: كان بلية الحسن بن عمارة أنه كان يدلس عن الثقات
ما وضع عليهم الضعفاء، كان يسمع من موسى بن مطير وأبى العطوف وأبان بن أبي عياش
وأضرابهم، ثم يسقط أسماءهم ويرويها عن مشايخهم الثقات، فلما [رأى] شعبة تلك
الأحاديث الموضوعة التي يرويها عن أقوام ثقات أنكرها عليه وأطلق عليه الجرح،
ولم يعلم أن بينه وبينهم هؤلاء الكذابين، فكان الحسن بن عمارة هو الجاني على نفسه
بتدليسهم عن هؤلاء وإسقاطهم من الاخبار حتى التزق الموضوعات به، وأرجو أن الله
عز وجل يرفع لشعبة في الجنان درجات لا يبلغها غيره إلا من عمل عمله بذبه الكذب
عمن أخبر الله عز وجل أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى " صلى الله عليه وسلم.

(1) في الهندية: " الحسن بن عمارة ابن مضرس مولى بجيلة " وفى المخطوطة: " ابن مضر من مولى
بجيلة " وفى الميزان: مولى بجبلة ولم ترد كلمة مضر أو مضرس، كما لم ترد في الطبقات ورجحنا أن تكون
مضر من موالي بجيلة " الميزان 513 / 1 الطبقات الكبرى 256 / 6.
229

والحسن بن عمارة هو صاحب حديث الدعاء بعد الوتر، روى عن داود بن علي
عن أبيه (عن جده) عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختم وتره بهذا الدعاء وهو
جالس حتى يفرغ من الوتر: الله إني أسألك رحمة من عندك تهدى بها قلبي وتجمع بها
أمري وتلم بها شعثي وترد بها الفتى (1) وتحفظ بها غايتي وترفع (2) بها شاهدي وتزكي
بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من كل سوء.
اللهم إني أسألك إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف
كرامتك في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والتنصر على
الأعداء ومرافقة الأنبياء.
اللهم إني أسألك إن كان قصر عملي وضعفت نيتي وافتقرت إلى رحمتك فأسألك
يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير
ومن دعوة الثبور (3) ومن فتنة القبور.
اللهم ما قصر عنه عملي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من عبادك أو خيرا
أنت معطيه أحدا من خلقك فإني أسألك وأرغب إليك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين حربا لأعدائك وسلما لأوليائك
نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك.
اللهم ذا الامر الرشيد والحبل الشديد أسألك الامن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود
مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد.

(1) في الهندية: " وترد بها كلفتي " والصواب الفتى
(2) في الهندية: " وترضع بها شاهدي " والصواب وترفع
(3) في الهندية: " من دعوة النور " والصواب الثبور.
230

اللهم ربى وإلهي هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان،
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبري ونورا في بصري ونورا في سمعي
ونورا في شعري ونورا في بشرى ونورا في لحمي ونورا في بدني (1) ونورا في عظامي
ونورا من بين يدي ونورا من خلفي ونورا من فوقي ونورا من تحتي ونورا عن يميني
ونورا عن شمالي.
اللهم أعطني نورا، اللهم زدني نورا، ثم ترفع صوتك وتقول: سبحان الذي لبس
العز وفاخر (2) به وتلطف المجد وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له،
سبحان الذي أحصى كل شئ بعلمه، سبحان ذي الطول والفضل، سبحان ذي المن
والنعيم، سبحان ذي العز والكرم.
حدثنيه أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح بحران قال ثنا عمى أبو وهب الوليد
ابن عبد الملك ثنا مخلد بن يزيد الحراني عن الحسن بن عمارة عن داود بن علي
[هذا باطل] (3).
الحسن بن دينار التميمي (4) من أهل البصرة كنيته أبو سعيد، وهو الحسن بن
" واصل واسم أبيه الواصل وإنما قيل الحسن بن دينار) لان دينارا كان زوج أمه

(1) في الهندية: " ونورا في يدي " والصواب بد
(2) في الهندية: " لبس العز وقال به "
(3) في تعليقة نقلها عن المخطوطة الهندية: " قال أبو الحسن رحمه الله هذا حديث مشهور بابن
أبى ليلى عن داود بن علي وأظن أن الحسن بن العمارة دلسه على ابن أبي ليلى وقد روى هذا الدعاء
بعينه شيخ من أهل الكوفة يعرف بالحسن بن عبد الرحمن الكندي عن محمد بن مسروق الكندي عن محمد
ابن عبد الرحمن بن كريب عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم. ثناه أبو بكر بن أبي داود عنه
وقال ابن أبي داود إنه صحيح. وقال أبو الحسن: وهو عندي واه.
(4) الميزان 487 / 1 التاريخ الكبير 292 / 2.
231

فنسب إليه، يروى عن الحسن ويحيى بن أبي كثير، وروى عنه وكيع ومروان بن معاوية
ويزيد بن هارون، يحدث الموضوعات عن الاثبات، ويخالف الثقات في الروايات حتى يسبق
إلى القلب أنه كان يعتمد لها، تركه ابن المبارك ووكيع، وأما أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين فكانا يكذبانه.
حدثني محمد بن المنذر ثنا أبو زرعة حدثني محمد بن شبويه عن عبد العزيز بن أبي
رزمة قال: جلس ابن المبارك بالبصرة مع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي فقيل له:
يا أبا عبد الرحمن لم تركت الحسن بن دينار؟ قال: تركه إخواننا هؤلاء.
حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن الحسن
ابن دينار، وكان الثوري يقول: ثنا أبو سعيد السليطي يريد الحسن بن دينار حدثنا محمد
ابن زياد الزيادي ثنا ابن شيبة سمعت يحيى بن معين وسئل عن الحسن بن دينار فقال:
كان ضعيفا.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: روى الحسن بن دينار عن الأسود بن عبد الرحمن
العدوى عن هصان بن كاهل (1) عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما قعد يتيم
على قصعة قوم فيقرب قصعتهم شيطان.
رواه عنه يزيد بن هارون وقد روى الحسن بن دينار عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي
أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الملائكة حول العرش يتكلمون بالفارسية الدرية
وإن الله عز وجل إذا أوحى أمرا فيه لين أوحاه بالفارسية الدرية، وإذا أراد أمرا
فيه غضب أوحاه بالعربية "
حدثنا القطان بالرقة ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا غسان بن عبيد الموصلي ثنا الحسن

(1) في الأصل: " هصار بن كاهن " والصواب: هصان بكسر الهاء والأصح: ابن كامل:
التاريخ الكبير 252 / 8.
232

بن دينار عن جعفر بن الزبير، وقد روى الحسن بن واصل عن ابن سيرين عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يذهب الله بكتيبة (1) عبد فيصبر ويحتسب إلا دخل الجنة.
وكتيبته زوجته " أخبرناه أبو خليفة ثنا شيبان بن فروخ ثنا الحسن بن واصل [الحديثان
الأولان باطلان لا أصل لهما، والحديث الثالث لفظه منسوب بما لا يصح].
الحسن بن الحكم النخعي (2) من أهل الكوفة، يروى عن عدي بن ثابت والكوفيين
روى عنه أهل بلده يخطئ كثيرا ويهم شديدا، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد،
روى عن عدي بن أبي ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من بدا جفا (3)، ومن تبع الصيد غفل (4)، ومن أتى أبواب السلطان افتنن،
وما ازداد عبد من السلطان قربا (5) ".
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا عن الحسن
بن الحكم النخعي قال الحسن بن سفيان في كتابي " إلا ازداد من الله عز وجل بعدا " (6) ولم
يتكلم به أبو الربيع وقال [دع] هذا الكلام، ورى عن أبي بردة بن أبي موسى قال
سمعت عبد الله بن يزيد الخطمي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عذاب أمتي في
دنياها. حدثناه أبو يعلى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد
النخعي ثنا الحسن بن الحكم عن أبي بردة [هذان الخبران بهاتين اللفظتين باطلان]

(1) في الهندية: " بكنيبة " وقد فسرها المصنف بمعنى زوجته. وفى المخطوطة: بكتبة " ولعلها
(بكبة عبد " بضم الكاف وتشديد الهاء المفتوحة بمعنى العيال. يراجع اللسان وترجح أن الأصل
" كريمة " كما وردت بعد ذلك في الأحاديث المشابهة " تراجع ترجمة حسين بن قيس الرحبي
(2) الميزان 486 / 1 التاريخ الكبير 291 / 2
(3) من بدا جفا: أي من نزل البادية صار فيه جفاء الاعراب اللسان
(4) في المخطوطة: " عقل " بالقاف.
(5) في الهندية: " قها؟ " بدل قربا.
(6) العبارة تكملة الخبر السابق عبده.
233

الحسن بن عطية بن سعد العوفي (1) من أهل الكوفة، يروى عن أبيه روى عنه
ابنه محمد بن الحسن (2) [منكر الحديث] فلا أدرى البلية في أحاديثه منه أو من أبيه أو
منهما معا؟ لان أباه ليس بشئ في الحديث وأكثر روايته عن أبيه، فمن هنا اشتبه أمره
ووجب تركه، مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
الحسن بن مسلم العجلي (3) من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني وأهل بلده،
روى عنه العراقيون، يتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات، روى عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ " إذا زلزلت " إلى آخرها عدلت له
بنصف القران، ومن قرأ: " قل يا أيها الكافرون " عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ:
" قل هو الله أحد " عدلت له بثلث القرآن " ثناه محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة،
ثنا الحرشي ثنا الحسن بن صالح [هذا الخبر بذا اللفظ باطل إلا ذكر: " قل هو الله
أحد " فإن له أصلا].
الحسن بن (على) الهاشمي من أهل المدينة (4)، يروى عن أبي الزناد عن الأعرج،
روى عنه مسلم بن قتيبة (5) ووكيع، يروى المناكير عن المشاهير، فلا يحتج به إلا بما
يوافق الثقات، وقد روى أيضا عن الأعرج نفسه، وهو الحسن بن علي بن محمد بن ربيعة

(1) الميزان 503 / 1 التاريخ الكبير 301 / 2
(2) في الميزان: " روى عنه ابناه حسن ومحمد ".
(3) في المخطوطة: " الحسن بن صالح بن مسلم العجلي " وورد اسمه في الميزان: " الحسن بن مسلم
ابن صالح " الميزان 523 / 1
(4) في الهندية: " الحسن بن الهاشمي "، " يروى عن الزياد " والصواب الحسن بن علي
الهاشمي كما في المخطوطة والميزان، ويروى عن أبي الزناد وفى الكبير: سمع الأعرج الميزان 505 / 1
التاريخ الكبير 298 / 2
(5) في الهندية: " مسلم بن قتيبة " وفى المخطوطة والميزان: " سلم " وتكرر في المخطوطة
سالم والصواب: سلم كما أثبتناه يراجع الميزان 186 / 2.
234

ابن الحارث بن المطلب الذي روى عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب له أجلا ثم يعتقه
حدثناه ابن مكرم بالبصرة ثنا على بن نصر الجهضمي ثنا نعام بن سهيل الحراني
ثنا الحسن بن علي [عن الأعرج] وقد روى عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إذا توضأت فانتضح ".
حدثنا ابن قحطبة ثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة ثنا أبو قتيبة ثنا الحسن بن علي
الهاشمي عن الأعرج [جميعا باطلان].
الحسن بن يحيى الخشني (1) أبو عبد الملك من أهل دمشق، يروى عن هشام بن
عروة، روى عنه الهيثم بن خارجة وسلمان بن عبد الرحمن، منكر الحديث جدا، يروى عن
الثقات مالا أصل له وعن المتقنين مالا يتابع عليه، وقد سمعت ابن جوصاء يوثقه
ويحكيه عن أبي زرعة أن عندنا خشنيان أحدهما ثقة والآخر ضعيف يريد الحسن بن
يحيى الخشني ومسلمة بن علي، وقد كان الحسن رجلا صالحا يحدث من حفظه كثير الوهم
فيما يرويه حتى فحش المناكير في أخباره التي يرويها عن الثقات حتى يسبق إلى القلب
أنه كان المتعمد لها فلذلك استحق الترك، روى عن سيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي
مالك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مامن نبي يموت فيقيم في
قبره [إلا] أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ومررت
بموسى عليه السلام ليلة أسرى بي وهو قائم يصلى بين عالية وعويلية "
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله: " من وقر

(1) في الهندية: " الحسين " والصواب الحسن كما في المخطوطة والميزان 524 / 1
التاريخ الكبير 309 / 2.
235

صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام ". أخبرنا بالحديثين الحسن بن سفيان
ثنا هشام بن خالد الأزرق حدثنا الحسن بن يحيى الخشني، [وهذان الخبران جميعا
باطلان موضوعان إلا قوله: مررت بموسى فرأيته قائما يصلى في قبره وذكرت معناه
في المسند الصحيح عند ذكرى قصة الاسراء].
الحسن بن مسلم التاجر (1) من أهل مرو، يروى عن الحسين بن واقد، روى عنه
عبد الكريم بن عبد الله السكري المروزي منكر الحديث قليل الرواية، روى عن
الحسين بن واقد (أحرفا منكرة لا يجوز الاحتجاج به إذا نفرد، روى عن الحسين
بن واقد) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حبس
العنب زمن القطاف حتى يبيعه من يهودي أو نصراني أو ممن يعلم أنه متخذه خمرا،
فقد تقدم على النار على بصيرة.
أخبرناه محمد بن عبد الله بن الجنيد ثنا عبد الكريم بن عبد الله السكري حدثنا الحسن
ابن مسلم التاجر من أصحاب ابن المبارك، [وهذا حديث لا أصل له عن حسين بن واقد
وما رواه ثقة، والحسن بن مسلم هذا راويه يجب أن يعدل (2) به عن سنن العدول إلى
المجروحين برواية هذا الخبر المنكر].
الحسن بن أبي جعفر الجفري (3) من أهل البصرة واسم أبيه عجلان، يروى عن
عمرو بن دينار ومحمد بن جحادة، روى عنه البصريون كنيته أبو سعيد، وكان من
خيار عباد الله من المنقشفة الخشن، مات هو وحماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة

(1) الميزان 523 / 1
(2) في الأصل: " بعد به " والسياق يقتضى أنها " يعدل به "
(3) الميزان 482 / 1 التاريخ الكبير 231 / 2.
236

وبينهما ثلاثة أشهر، ضعفه يحيى بن معين وتركه (الشيخ الفاضل) أحمد بن حنبل
(رحمه الله).
ثنا الحنبلي سمعت [أحمد] بن زهير قال سئل يحيى بن معين عن الحسن الجفري
فقال: لا شئ، ثنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر ثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي سمعت
أبا بكر بن أبي الأسود يقول: كنت أسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن بن مهدي
وكان في أصول كتابه (قوم) قد ترك حديثهم، منهم: الحسن بن أبي جعفر وعباد بن
صهيب وجماعة نحو هؤلاء، ثم أتيته بعد ذلك بأشهر فأخرج إلى كتاب الديات فحدثني
عن الحسن بن أبي جعفر فقلت له: أليس قد كنت ضربت على حديثه؟ فقال: يا بنى:
تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة قام الحسن بن أبي جعفر فتعلق بي وقال: يا رب سل
عبد الرحمن بن مهدي فيم أسقط عدالتي؟ وما كان لي جحة عند ربى، فرأيت أن
أحدث عنه.
قال أبو حاتم:؟؟ بن أبي جعفر من المتعبدين المجابين الدعوة في الأوقات
ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث؟ واشتغل بالعبادة عنها فإذا حدث وهم فيما
يروى ويقلب الأسانيد وهو لا يعلم؟؟ صار ممن لا يحتج به وإن كان فاضلا: وهو
الذي روى عن أبي الزبير عن جابر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب والهر
إلا الكلب المعلم ".
حدثناه أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا عباد بن العوام عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي
الزبير [هذا خير بهذا اللفظ لا أصل له، ولا يجوز ثمن الكلب المعلم ولا غيره] (1).

(1) يرجع إلى أحاديث الباب في المنتقى بشرح نيل الأوطار 162 / 5 ومختصر السنن 126 / 5.
237

الحسن بن محمد البلخي (1) شيخ، يروى عن حميد الطويل وعوف الأعرابي الأشياء
الموضوعة و (عن) غيرهما من الثقاب الأحاديث المقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية
عنه بحال، وهذا شيخ ليس يعرفه إلا الباحث عن هذا الشأن، روى عن حميد (الطويل)
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من زوج كريمته من فاسق فقد
قطع رحمها ".
وروى عن عوف الأعرابي عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا حملت المرأة فلها أجر الصائم القائم القانت المخبت المجاهد في سبيل الله عز وجل،
فإذ ضربها الطلق فلا يدرى أحد من الخلائق مالها من الاجر، فإذا وضعت فلها
بكل وضعة عتق نسمة ". أخبرنا بالحديثين جميعا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا وارث بن
الفضل ثنا الحسن بن محمد البلخي ثنا حميد وقال في الخبر الآخر حدثنا عوف، [فهذا الحديث
لا أصل له، والأول قول الشعبي ورفعه باطل]
الحسن بن الحسين (2) شيخ من أهل الكوفة، يروى عن جرير (3) بن عبد الحميد
والكوفيين المقلوبات عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن النبي صلى الله عليه وسلم
" قال مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها).
حدثناه وصيف بأنطاكية ثنا جعفر بن عبد الله العلوي ثنا الحسن بن الحسين، وهذا
خبر ما رواه عن إبراهيم إلا المسعودي فإنه روى عن عمرو بن مرة عن إبراهيم،
والمسعودي لا تقوم الحجة بروايته، وقد روى عن الأعمش [فقال عن حبيب (4) بن

(1) الميزان 519 / 1
(2) الميزان 483 / 1
(3) تكررت في الهندية: " حريز " والصواب جرير بن عبد الحميد الضبي عالم أهل الرأي
يراجع الميزان 394 / 1
(4) العبارة نقلها الذهبي في الميزان وفيها الزيادة التي بين قوسين (فقال عن) وبها يتصل السياق
ويتضح المعنى. وقد جاء في الهندية أيضا: " خبيب " بالخاء والصواب بالحاء المفتوحة.
238

أبى ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي] بإسناد هذا الخبر من حديث قائد الأعمش وعبيد الله
ابن سعيد قائد الأعمش كثير الخطأ فاحش الوهم، ينفرد عن الأعمش، وغيره بما لا يتابع
عليه، فأما جرير بن عبد الحميد فليس هذا من حديثه، والراوي عنه هذا الحديث إما أن
يكون متعمدا فيه بالوضع أو القلب، [وقد روى عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي شيئا آخر].
الحسن بن صابر الكسائي (1) من أهل الكوفة، يروى عن وكيع بن الجراح،
وأهل بلده، روى عنه العراقيون منكر الرواية جدا عن الاثبات ممن يأتي بالمتون
الواهية عن الثقات بأسانيد متصلة، روى عن وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما خلق الله [عز وجل] الفردوس قالت:
رب زيني فأوحى الله عز وجل إليها قد زينتك بالحسن والحسين ".
ثناه الحسن بن أحمد الإصطخري ثنا الفضل بن يوسف القصباني ثنا الحسن بن صابر
ثنا وكيع [وليس له أصل يرجع إليه].
الحسن بن علي الرقي (2) شيخ، يروى عن مخلد بن يزيد الحراني وغيره من الثقات
ما ليس من حديث الاثبات على قلة الرواية لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على
سبيل القدح فيه، روى عن مخلد بن يزيد الحراني عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس
قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده سفرجلة فقال لي: دونكها يا ابن عباس فإنها
تذكى الفؤاد ".

(1) الميزان 496 / 1
(2) الحسن بن علي الرقي عن مخلد بن يزيد وهو غير الحسن بن علي بن علي بن سعيد شهريار الرفي.
يرجع إلى ترجمتهما في الميزان 510 / 1.
239

روى عن ظليم بن حطيط (الذبوسي) (1) وليس هذا من حديث ابن جريج
ولا عطاء ولا ابن عباس، وإنما روى هذا عن طلحة بن عبيد الله من حديث ولده أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال له، حدثناه أبو خليفة ثنا ابن عائشة ثنا عبد الرحمن بن حماد الطلحي،
وهذا شبه لا شئ فليس للخبر مدار يرجع إليه.
الحسن بن زريق الطهوي (2) شيخ، يروى عن ابن عيينة المقلوبات تجب مجانبة
حديثه على الأحوال، روى عن ابن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " يا أبا عمير ما فعل النغير " (3).
حدثناه زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة ثنا الحسن بن زريق الطهوي ثنا ابن عيينة:
[ما روى هذا الخبر الزهري ولا ابن عيينة قط، والمتن صحيح والاسناد مقلوب]
الحسن بن علي الأزدي أبو عبد الغنى (4) من أهل القسطل موضع من الشام، يروى
عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال،
وهذا شيخ لا يكاد يعرفه (إلا) أصحاب الحديث لخفائه ولكني ذكرته لئلا يغتر
بروايته من كتب حديثه ولم يسبر أخباره، روى عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم عرفة غفر الله للحاج، فإذا كان ليلة
المزدلفة غفر الله عز وجل للتجار، فإذا كان يوم منى غفر الله للجمالين، فإذا كان يوم
جمرة العقبة غفر الله عز وجل للسوال، فلا يشهد ذلك الموضع أحد إلا غفر له ".
حدثناه عمر بن سعيد بمنبج، ثنا أبو عبد الغنى القسطلي ثنا مالك، وهذا شئ ليس

(1) يراجع الميزان 349 / 2
(2) الميزان 491 / 1
(3) الغر: بضم النون المشددة طير كالعصافير حمر المناقير وبتصغيره جاء الحديث لبني كان لأبي طلحة
الأنصاري وكان له ثغر فمات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فما فعل الثغير يا أبا عمير. اللسان
(4) الميزان 505 / 1.
240

من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أبي هريرة ولا الأعرج ولا أبى الزناد ولا مالك،
وإني لا أحل أحدا روى عنى هذه الأحاديث التي ذكرتها في هذا الكتاب إلا على سبيل
الجرح في روايتها على حسب ما ذكرناه.
الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد العدوى (1) من أهل البصرة، سكن بغداد يروى
عن شيوخ لم يرهم ويضع على من رآهم الحديث، كان ببغداد في أحياء أيامنا، فأردت السماع
منه للاحتبار فأخذت جزءا من حديثه فرأيته حدث عن أبي الربيع الزهراني ومحمد بن عبد
ابن الاعلى الصنعاني قالا: ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن أبي بكر
الصديق، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عليه السلام عبادة، وهذا شئ لا
لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع، ما روى الصديق هذا الخبر قط ولا الصديقة
روته ولا عروة حدث به ولا الزهري ذكره ولا معمر قاله، فمن وضع مثل هذا على الزهراني
والصنعاني وهما متقنا أهل البضرة لبالحري (2) أن يهجر في الروايات، وروى عن أحمد
ابن عبدة الضبي عن ابن عيينة عن أبي الزبير عن جابر قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
نفرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب، وهذا أيضا باطل، ما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بهذا مطلقا ولا جابر قاله ولا أبو الزبير رواه ولا ابن عيينة حدث به ولا أحمد بن عبدة ذكره
بهذا الاسناد، فالمستمع لا يشك أنه موضوع، فلم أذهب إلى هذا الشيخ ولا سمعت منه
شيئا، ثم تتبعت عليه ما حدث به فلقيته قد (3) حدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات ما تزيد
على ألف حديث سوى المقلوبات. أكره ذكرها كراهية التطويل.

(1) الميزان 506 / 1
(2) في الهندية: " وهما متقنا أهل البصرة لنا حرى " وهو تصحيف واضح
(3) في الهندية: " فلعله " بدل فلقيته.
241

حسين بن عبد الله بن عبيد (1) الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي من المدينة
يروى عن كريب وعكرمة، روى عنه ابن عجلان، يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل،
مات سنة إحدى وأربعين ومائة وكنيته أبو عبد الله وصلى عليه محمد بن خالد القسري (2)
والى المدينة زمن أبى جعفر، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت
يحيى بن معين عن حسين بن عبد الله الذي روى عنه ابن إسحاق فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما ولدت أم
إبراهيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها ولدها، حدثناه محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة،
ثنا الصلت بن مسعود الجحدري ثنا سلمة بن رجاء ثنا أبو بكر بن عبد الله عن حسين عن
عكرمة، [وأصله مرسل عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم].
حسين بن قيس الرحبي أبو علي (3) ولقبه حنش، يروى عن عكرمة، روى عنه
سليمان التيمي وعلي بن عاصم وإسماعيل بن عياش، كان يقلب الاخبار ويلزم رواية
الضعفاء، كذبه أحمد بن حنبل وتركه يحيى بن معين، وهو الذي يروى عن عطاء عن
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يعجبنكم جمع مال من غير حله، فإن أنفق
لم يقبل منه وإن أمسك كان زاده إلى النار، ولا يعجبنكم رحب الذراعين (4)، فإن له عند
الله عز وجل قاتلا لا يموت ".
حدثناه الحسن بن سفيان لنا محمد بن جامع العطار، ثنا أبو محصن حصين بن نمير

(1) الميزان 537 / 1 التاريخ الكبير 388 / 2
(2) في الهندية: " محمد بن جلد القيسري " وفى المخطوطة: " ابن خالد القيسري " والصواب
محمد بن خالد القسري عزله المنصور عن ولاية المدينة سنة 144 ه‍
(3) الميزان 546 / 1 التاريخ الكبير 393 / 2
(4) لفظ الخبر في الميزان: " من جمع مالا من غير حله " وليس فيه الجزء الأخير. ورحب الزراعين
واسع القوة عند الشدائد. اللسان والنهاية.
242

ثنا حسين بن قيس، وروى حنش عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال: " من أكل درهما من ربا فهو مثل ستة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من
السحت فالنار أولى به ".
أنبأناه الحسين بن عبد الله القطان بالرقة ثنا الوليد بن عتبة ثنا محمد بن حمير ثنا إسماعيل
عن حنش.
وروى عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ضم يتيما
من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغنى عنه دخل الجنة ألبتة إلا أن يعمل ذنبا
لا يغفر، وأيما رجل أخذت كريمته فصبر واحتسب دخل الجنة ألبتة إلا أن يعمل ذنبا
لا يغفر، وأيما رجل عال ثلاث بنات وأنفق عليهن وأحسن إليهن حتى يستغنين دخل الجنة ألبتة
إلا إن يعمل ذنبا لا يغفر، فقام أعرابي فقال: اثنتان؟ فقال: واثنتان " وقال ابن عباس:
هذا ولله من غرائب الحديث وغرره، أنبأ ابن قتيبة ثنا ابن أبي السرى ثنا معتمر ابن
سليمان حدثني أبي عن منش في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد وأكثرها مقلوبة، وفى
تلك النسخة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من جمع بين صلاتين
من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر ".
حسين بن عطاء من أهل المدينة (1)، يروى عن زيد بن أسلم المناكير التي ليست
تشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الاثبات في الروايات، روى
عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: قلت لأبي ذر: أوصني قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما سألتني فقال: " إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وإن صليت أربعا كنت
من الفائزين وإن صليت ستا لم يتبعك يومئذ ذنب وإن صليت ثمانيا كتبت من القانتين
وإن صليت اثنتي عشرة بنى الله لك بيتا في الجنة وما من يوم وليلة ولا ساعة إلا لله

(1) الميزان 542 / 1 التاريخ الكبير 392 / 2.
243

عز وجل فيها صدقة يمن بها على من يشاء وما تصدق الله عز وجل على عبد بأفضل من
من أن يلهمه ذكر الله عز وجل "
أنبأناه محمد بن مسرور (1) بأرغيان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا أبو عاصم ثنا
عبد الحميد بن جعفر عن حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم (لا يصح هذا كله (2)).
حسين بن عبد الله بن ضميرة (3) بن أبي ضميرة واسم أبى ضميرة سعيد الحميري من
آل ذي يزن، عداده في أهل المدينة، يروى عن أبيه عن جده بنسخة موضوعة، روى عنه
إسماعيل بن أبي أويس، وكان ينزل بينبع في مال له خارج المدينة فلما خرج إليه إسماعيل بن أبي
أويس، وسمع منه ورجع إلى المدينة، هجره مالك بن أنس أربعين يوما وكان حسين
رجلا صالحا أقلب عليه نسخة أبيه عن جده فحدث بها ولم يعلم، سمعت محمد بن المنذر
يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: حسين بن ضميرة
ليس بشئ.
قال أبو حاتم: روى حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن تميم الداري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": كل مشكل حرام وليس في الدين إشكال (4) " أنباه محمد بن عبد
الرحمن الشامي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا حسين بن عبد الله [وليس تحفظ هذه اللفظة
عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح].
حسين بن علوان من (5) أهل الكوفة كان يضع الحديث على هشام بن عروة وغيره

(1) في الهندية: " محمد بن مسرور بأرعيان " وفى المخطوطة: " أرغياب " والصواب ما أثبتناه
(2) في الهندية: " وهذا لا أصل له "
(3) الميزان 538 / 1 التاريخ الكبير 388 / 2
(4) في بعض نسخ الميزان: " كل مسكر " بدل: " كل مشكل " وفى المخطوطة: وليس في
الدين مشكل.
(5) الميزان 542 / 1.
244

من الثقات وضعا لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، كذبه أحمد بن حنبل رحمه
الله، روى عن هشام عن أبية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أكثر الحيض عشرة وأقله
ثلاثة ".
وروى عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أربع لا يشبعن من أربع:
أرض من مطر، وعين من نظر، وأنثى (1) من ذكر; وطالب علم من علم " وبإسناده
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ادهن بدهن جعل في راحته اليسرى وبدأ (2) بحاجبيه شاربه
ثم لحيته ثم رأسه، وما يشبه هذا مما يكثر ذكره إذا سمعه من ليس الحديث صناعته اتهمه
بالوضع " وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفساء
أربعين يوما إلا أن ترى الطهر قبل ذلك فتغتسل وتصلى ولا يقربها زوجها في الأربعين "
وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء
شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن (3) منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة،
والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار "
حدثنا بهذين الحديثين أحمد بن عيسى بن المنتصر بكفرسات البريد أنبأ (4) إسماعيل بن
عباد الأرسوفي عن الحسين بن علوان في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد، وروى عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء ثم خرج
دخلت بعده فلا أرى شيئا إلا أنى أجد ريح الطيب فذكرت ذلك له فقال: يا عائشة أما

(1) في الهندية: " وأثنى من ذكر)
(2) في الهندية: " وندى بحاجبيه " والصواب وبدأ بحاجبيه
(3) في الهندية: " تعلق بعض " بدل بغصن.
(4) في الهندية: " كفرسات " وفى تعليقة على المخطوطة أنها بلدة على مرحلة من الرملة من جانب
طبرية من كور فلسطين. ولعلها " كسفر سابا " يراجع معجم البلدان.
245

علمت أنا معشر الأنبياء نبتت (1) أجسادنا على أرواح أهل الجنة فما خرج منا شئ ابتلعته
الأرض ".
أنبأه [على بن الحسين] بن عبد الجبار بنصيبين ثنا الحسن بن السكين (2) البلدي ثنا
حسين بن علوان عن هشام بن عروة [وليس لهذه الأحاديث كلها أصول لأنها كلها
موضوعة إلا حديث السخاء فإنه يعرف من حديث الأعرج عن أبي هريرة].
حسين بن الحسن بن عطية العوفي (3) كنيته أبو عبد الله كان على قضاء بغداد، روى
عنه البغداديون والكوفيون منكر الحديث، يروى عن الأعمش وغيره أشياء لا يتابع
عليها كأنه كان يقلبها وربما رفع المراسيل وأسند الموقوفات ولا يجوز الاحتجاج بخبره.
حكيم بن جبير الأسدي من أهل الكوفة (4)، يروى عن سعيد بن جبير والنخعي،
روى عنه الثوري وشريك، كان غاليا في التشيع كثير الوهم فيما يروى، كان أحمد بن
حنبل [رحمه الله] لا يرضاه. حدثني مهران بن هارون قال: سمعت محمد بن فزارة يقول:
سمعت أبا الوليد يقول: قيل لشعبة; مالك لا تحدث عن حكيم بن جبير؟ قال: أخاف
النار إن حدثت عنه، أنبأ الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن
حكيم بن جبير، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد يقول: سئل يحيى عن حكيم بن جبير
قال: لا شئ، روى عنه سفيان.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهو الذي يروى عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد
[عن أبيه] عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من سأل الناس وهو غنى جاء

(1) في الهندية: بنيت أجسادنا " بدل نبتت.
(2) في المخطوطة: " ابن السكير ".
(3) الميزان 532 / 1
(4 الميزان 583 / 1 التاريخ الكبير 16 / 3.
246

يوم القيامة كدوحا وخدوشا في وجهه، قيل: يا رسول الله، ما غناؤه قال: خمسون
درهما أو قيمتها [من الذهب].
أنبأه زكريا بن يحيى الساجي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة ثنا إسرائيل
ابن يونس بن أبي إسحاق عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، هكذا
حدثنا [الساجي] عن إسرائيل عن حكيم [بن جبير] نفسه، ولقد أخبرنا خالد بن النضر
ابن عمرو القرشي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مثله،
[وهذا أشبه وليس له طريق يعرف ولا رواية إلا من حديث حكيم بن جبير].
حكيم بن خدام (1) من أهل البصرة كنيته أبو سمير: يروى عن عبد الملك بن
عمير والأعمش، وربما روى عن مكحول ولم يره، في أحاديثه مناكير كثيرة، كأنه
ليس من أحاديث الثقات، ضعفه أحمد بن حنبل وهو الذي روى عن علي بن زيد عن
سعيد بن المسيب عن سليمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فطر صائما
في رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة أيام رمضان كلها وصافحه جبريل عليه
السلام ليلة القدر، ومن يصافحه جبريل عليه السلام تكثر دموعه وبرق قلبه، فقلت
أفرأيت من لم يكن عنده؟ قال: فمذقة من لبن، قال: أفرأيت من لم يكن عنده؟
قال: فشربة من ماء ".
أخبرناه عبد الله بن قحطبة ثنا ابن أبي الشوارب ثنا حكيم بن خدام بن سمير عن علي
بن زيد; [وهذا لا أصل له، وعلي بن زيد لا شئ في الحديث]

(1) الميزان 585 / 1 التاريخ الكبير 18 3.
247

حكيم بن نافع الرقي (1)، يروى عن موسى بن عقبة وهشام بن عروة وسالم
الأفطس; روى عنه المعافى بن سليمان ومحمد بن بكار، كان يقلب الأسانيد ويرفع
المراسيل; لا يحتج به فيما يرويه منفردا ضعفه يحيى بن معين.
الحكم بن عطية العيشي (2) من أهل البصرة، يروي عن ثابت وابن سيرين،
روى عنه أبو داود الطيالسي وجماعه كان أبو الوليد شديد الحمل عليه ويضعفه جدا، وكان
الحكم ممن لا يدري ما يحدث فربما وهم في الخبر يجئ كأنه موضوع، فاستحق الترك.
الحكم بن عبد الله بن سعد الأبلي (3) العاملي مولى الحارث بن الحكم بن أبي
العاص بن أمية بن عبد شمس، يروى عن القاسم والزهري، روى عنه الشاميون، كان
كنيته أبو عبد الله ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، وكان ابن المبارك شديد الحمل
عليه، روى عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلبوا
الخير عند حسان الوجوه، حدثنا محمد بن سعيد القزاز ثنا أبو زرعة سمعت أحمد بن حنبل
رحمه الله يقول: أحاديث الحكم بن عبد الله كلها موضوعة، سمعت محمد بن المنذر يقول
سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن عبد الله الأيلي ليس بثقة.
الحكم بن عبد الملك من أهل البصرة (4): يروى عن قتادة، روى عنه مالك
ابن إسماعيل والحسن بن بشر (5) ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه حتى أكثر منه، سمعت

(1) الميزان 586 / 1
(2) في الهندية: " الحكم بن عطية القيسي " بخلاف ما في الميزان والمخطوطة والكبير.
الميزان 577 / 1 التاريخ الكبير 344 / 2
(3) الميزان 572 / 1 التاريخ الكبير 345 / 2
(4) الميزان 576 / 1
(5) في المخطوطة: " الحكم بن بشر " وصوابها: الحسن يراجع الميزان 481 / 1.
248

محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: الحكم بن عبد الملك
ما حاله في قتادة؟ فقال: ضعيف.
الحكم بن مصعب: شيخ (1)، يروى عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد
المطلب; روى عنه الوليد بن مسلم وأبو المغيرة، ينفرد بالأشياء التي لا ينكر نفى صحتها
من عنى بهذا الشأن، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه، إلا على سبيل الاعتبار وهو
الذي يروى عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو يربي أحدكم بعد سنة ستين ومائة جرو كلب خير له من أن يربي ولد صلبه (2) ".
روى عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أدمن الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من
حيث لا يحتسب ". حدثناه محمد بن المسيب ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون ثنا الوليد بن
مسلم عفه، [أما الحديث الأول فلا أصل له ولا الثاني أيضا بذلك اللفظ].
الحكم بن سنان القربى (3) مولى باهلة كنيته أبو عون من أهل البصرة، يروى
داود بن أبي هند ومالك بن دينار، روى عنه البصريون، مات سنة تسعين ومائة، ممن
ينفرد عن الثقات بالأحاديث الموضوعات لا يشتغل بروايته.
الحكم بن سعيد الأموي من أهل المدينة (4)، يروى عن هشام بن عروة والجعيد
ابن عبد الرحمن، روى عنه إبراهيم بن حمزة ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى صار منكر
الحديث لا يحتج به.

(1) الميزان 580 / 1 التاريخ الكبير 338 / 2
(2) العبارة فيها تصحيف كثير في المخطوطة
(3) الميزان 571 / 1 التاريخ الكبير 335 / 2
(4) الميزان 570 / 1 التاريخ الكبير 341 / 2.
249

الحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي (1)، يروى عن الثوري وحماد بن سلمه،
روى عنه أهل بلده كان من رؤساء المرجئة ممن يبغض السنن ومنتحليها، وهو الذي روى
عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة أن وفد ثقيف جاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن
الايمان هل يزيد أو ينقص؟ فقال: لا، زيادته كفر ونقصانه شرك، فيما يشبه هذا الذي
ينكره من جالس أهل العلم فكيف الممعن في الصناعة، قال النضر بن شميل قال أبو
مطيع البلخي: نزل الاسلام والايمان في القرآن على وجهين، وهو عندي على وجه واحد،
قال النضر فقلت له: فممن ترى الغلط منك؟ أو من النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو من جبريل عليه السلام
أو من الله عز وجل؟
الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي (2)، يروى عن السدى وعاصم بن بهدلة (3)
روى عنه الكوفيون، كان يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يروى عن الثقات الأشياء الموضوعات،
وهو الذي يروى عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية
على منبري فاقتلوه " وهو الذي يروى عنه مروان الفزاري ويقول حدثنا الحكم بن أبي
خالد والحكم بن أبي ليلى وهو الحكم بن ظهير: أنبأ الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير
يقول: قال يحيى بن معين: الحكم بن ظهير ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن السدى عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر
ابن عبد الله قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود يقال له بستاني اليهودي فقال:
يا محمد! أخبرني عن النجوم التي رآها يوسف ساجدة له في آفاق السماء ما أسماؤها فلم يجبه
نبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بشئ، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره فبعث إلى بستاني فقال:

(1) الميزان 574 / 1
(2) الميزان 571 / 1 التاريخ الكبير 345 / 2
(3) عاصم بن بهدلة: هو عاصم بن أبي النجود أحد السبعة القراء روى عن الامام القدة زر بن
حيش وقرأ عليه القرآن التذكرة 54 / 1 الميزان 357 / 2.
250

أتسلم أنت إن أن يأتك بأسمائها؟ ثم قال: هي خراثان والديال والطارق والكتفان
وقابس ووثاب وعمودان والفليق والمصبح والصروح وذو الفرغ، فقال بستاني والله إنها
أسماؤها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما رآها يوسف وقصها على أبيه فقال له أبوه:
هذا أمر متشتت; يجمعه الله عز وجل من بعد، قال: والشمس أبوه والقمر أمه ".
أنبأه أبو يعلى ثنا زكريا بن يحيى بن صبيح ثنا الحكم بن ظهير عن السدى [وهذا
لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم].
الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي (1) من أهل الكوفة سكن دمشق: يروى عن
العراقيين والشاميين المناكير الكثيرة التي يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها لا يحتج بخبره،
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن وغيره.
حماد بن شعب التميمي الحماني (2) كنيته أبو شعيب، يروى عن أبي الزبير وأبى يحيى
القتات سكن البصرة يقلب الاخبار ويرويها على غير جهتها، أنبأ الحنبلي ثنا أحمد بن زهير
عن يحيى بن معين: حماد بن شعيب ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن أبي الزبير عن جابر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يدخل الماء إلا بمئزر ". وعن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذكاة الجنين
ذكاة أمه إذا أشعر " أنبأ بالحدثين جميعا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن
شعيب عن أبي الزبير عن جابر [ليس للحديث الأول أصل يرجع إليه، وقد سمع الحسن
ابن بشر هذا الخبر عن حماد بن شعيب، ورواه عن زهير بن معاوية عن أبي الزبير وهم
فيه، والحديث الآخر ليس له أصل إلا من حديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي الوداك
عن أبي سعيد.]

(1) الميزان 583 / 1 التاريخ الكبير 342 / 2
(2) الميزان 596 / 1.
251

حماد بن عمرو النصيبي (1) كنيته أبو إسماعيل، يضع الحديث وضعا على الثقات،
روى عنه ابن كاسب، لا تحل كتابة حديثة إلا على جهة التعجب، سمعت محمد بن محمود
يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: حماد بن عمرو النصيبي قال: ليس بشئ
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عبد الله بن ضرار بن عمرو الملطي عن أبيه عن يزيد
الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حمل طرفة من السوق إلى
ولده كان كحامل صدقة حتى يضعها فيهم وليبدأ بالإناث قبل الذكور فإن الله عز وجل
رق للإناث ومن رق لأنثى كان كمن بكى من خشية [الله عز وجل ومن بكى من
خشية الله عز وجل] غفر له ومن فرح أنثى فرحه الله عز وجل يوم الحزن " أنباه محمد بن
المسيب ثنا عبد الملك بن مروان ثنا حماد بن عمرو النصيبي عن عبد الله بن ضرار بن عمرو
[وهذا حديث باطل لا أصل له، وفى إسناده أربعة ضعفاء: عبد الله بن ضرار وأبوه
وحماد بن عمرو ويزيد الرقاشي]:
حماد بن الجعد (2) من أهل البصرة، يروي عن قتادة، روى عنه هدبة بن خالد
منكر الحديث ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه، سمعت محمد بن محمود يقول سمعت
الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: حماد بن الجعد؟ فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهو الذي يروى عن قتادة عن عطاء بن أبي رباح
عن عبد الله بن عمرو عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من طاف بهذا البيت سبعا وصلى خلف
المقام ركعتين فهو كعتق (3) رقبه. أنبأه أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد [ثنا حماد بن خالد]
ثنا حماد بن الجعد ثنا قتادة عن عطاء [وهذا لا أصل له من رواية ثقة]

(1) الميزان 598 / 1 التاريخ الكبير 28 / 3
(2) الميزان 589 / 1 التاريخ الكبير 29 / 3
(3) في الهندية: " كعدل رقبة ".
252

حماد بن أبي الجعد من أهل (1) البصرة، يروى عن محمد بن عمرو وقتادة
وليث، روى عنه أبو داود الطيالسي، اختلط عليه صحائفه حتى لم يكن يحس [أن] يميز
شيئا منها فاستحق الترك، أنبأ الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: حدث عبد الرحمن بن مهدي
عن أبي داود عن حماد بن أبي الجعد فقال: سبحان الله تحدث عن حماد بن أبي الجعد أفلا
تحدث عن البري وابن جرير والحسن بن دينار، وهؤلاء أصحاب حديث؟ ثم قال عبد
الرحمن: كان حماد بن أبي الجعد عنده كتاب عن محمد بن عمرو وليث وقتادة فما كان يفصل
بينهم.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وقد قيل إن حماد بن الجعد وحماد بن أبي الجعد واحد
ولم يتبين ذلك عندي فلذلك أفردت هذا عنه.
حماد بن أبي حميد الزرقي الأنصاري (2) من أهل المدينة كنيته أبو إبراهيم وهو الذي
يقال له محمد بن أبي حميد، يروى عن عمرو بن شعيب وغيره، روى عنه الناس كان كثير
الخطأ فاحش الوهم، يروى المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها،
لا يجوز الاحتجاج بخبره.
حماد بن واقد الصفار كنيته أبو عمر (3) من أهل البصرة، يروى عن أبي التياح،
روى عنه البصريون، كثير الخطأ لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
حماد بن عيسى الجهني: شيخ (4)، يروى عن ابن جريج (5) وعبد العزيز بن عمر

(1) لم يفرق في الميزان بين حماد بن الجعد وحماد بن أبي الجعد وكأنهما عنده رجل واحد أما أبو حاتم
هنا فلم يتضح ذلك عنده يراجع الميزان 589 / 1
(2) الميزان 589 / 1
(3) الميزان 600 / 1
(4) الميزان 198 / 1
(5) في الهندية: " عن ابن جريج عن عبد العزيز ".
253

ابن عبد العزيز أشياء مقلوبة تتخايل إلى من هذا الشأن صناعته أنها معمولة لا يجوز
الاحتجاج به، روى عنه سليمان بن سيف الحراني وأهل العراق.
حماد بن قيراط من أهل نيسابور (1) أخو بشار بن قيراط، يقلب الاخبار على الثقات
ويجئ عن الاثبات بالطامات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار
وكان أبو زرعة الرازي يمرض القول فيه، وهو الذي روى عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع جنازة فيها صارخة. أخبرناه محمد بن
عبدوس النيسابوري بالرملة ثنا محمد بن يزيد: محمش (2)، ثنا حماد بن قيراط
ثنا عبيد الله بن عمر [هذا لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم].
حماد بن الوليد الأزدي: من (3) أهل الكوفة، يروى عن الثوري روى عنه الحسين
ابن علي بن يزيد الصدائي وأهل العراق، يسرق الحديث ويلزق بالثقاب ما ليس من
أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به [بحال] روى عن الثوري عن محمد بن سوقة عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا كان له مثل أجره "
ثنا ابن زهير (4) ثنا الحسن بن يونس بن مهران الزيات ثنا حماد بن الوليد، وإنما هو
حديث على بن عاصم عن ابن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، وقد سرقه
عبد الحكيم بن منصور عنه فرواه عن محمد بن سوقة أيضا فأما الثوري فإنه ما حدث
بهذا قط، وحماد هذا سرقه من على بن عاصم فألزق بالثوري وحدث به، وجعل مكان الأسود
علقمة، وروى عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلة وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين " أنبأه الفضل بن

(1) الميزان 599 / 1
(2) في الهندية: " فحسن " وفى الهندية والميزان محمش لقب محمد بن يزيد
(3) الميزان 601 / 1
(4) في الهندية: حدثنا إبراهيم.
254

محمد العطار بأنطاكية ثنا إبراهيم بن موسى النجار ثنا حماد بن الوليد عن عبيد الله بن عمر
[وهذا خبر لا أصل له، وقد روى عن عبيد الله الوليد بن سلمة، والوليد يسرق الحديث
ويظفر عليه، سنذكره في باب الواو فيما بعد من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
حفص بن سليمان الأسدي القارئ (1) أبو عمر البزاز وهو الذي يقال له حفص بن أبي
داود الكوفي، وكان من أهل الكوفة سكن بغداد، يروى عن علقمة بن مرثد
وكثير بن شنطير، روى عنه هشام بن عمار ومحمد بن بكار، كان يقلب الأسانيد ويرفع
المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع، سمعت محمد بن محمود يقول:
سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي فقال: ليس بثقة.
حفص بن عمر بن أبي العطاف (2) من أهل المدينة، يروى عن أبي الزناد،
روى عنه ابن وهب وابن أبي أويس وأهل المدينة يأبى بأشياء كأنها موضوعة،
لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تعلموا الفرائض وعلموها الناس إنها نصف العلم وهو ينسى:
وهو أول ما ينزع من أمتي (3) ".
ثناه الشامي ثنا إسماعيل بن أبي أويس عنه، وروى عن عقيل عن ابن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الله

(1) الميزان 558 / 1
(2) الميزان 560 / 1
(3) لفظ الحديث: " تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم وهو ينسى وهو أول شئ ينزغ
من أمتي "
رواه ابن ماجة والدار قطني والحاكم عن أبي هريرة رفعه بزيادة. يا أبا هريرة تعلموا الحديث.
وفيه متروك. وأخرجه أحمد من حديث أبي الأحوص عن أبن مسعود بلفظ آخر. ورواه النسائي
والدارقطني والحاكم والدارمي عن ابن مسعود يسند فيه انقطاع
كشف الخفا والالباس للعجلوني 368 / 1.
255

عز وجل يقرئك السلام وبعثني إليك بهذا القطف لتأكله " ثنا مكحول ببيروت ثنا يونس
ابن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا حفص بن عمر عن عقيل، [وهذا ماله أصل يرجع إليه].
حفص بن أسلم الأصفر المسمعي الجحدري (1)، يروى عن ثابت، روى عنه حرمي
ابن عمارة (2) منكر الحديث جدا، يروى عن ثابت ما ليس له أصل من حديثه حتى يسبق
إلى القلب أنه الواضع لها.
حفص بن جميع كوفي (3) [منكر الحديث] سكن البصرة، يروى عن سماك
ابن حرب، روى عنه أحمد بن عبدة الضبي، كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج
به إذا انفرد.
أبو مقاتل السمرقندي اسمه حفص بن سلم (4) يروى عن أيوب وعبيد الله بن عمر،
روى عنه أهل بلده، كان صاحب تقشف وعبادة ولكنه يأتي بالأشياء المنكرة التي
يعلم من كتب الحديث أنه ليس لها أصل يرجع إليه، سئل ابن المبارك عنه فقال:
خذوا عن أبي مقاتل عبادته وحسبكم، وكان قتيبة بن سعيد (5) يحمل عليه شديدا ويضعفه
بمرة وقال: كان لا يدرى ما يحدث به، وكان عبد الرحمن بن مهدي يكذبه، قال نصر
ابن الحاجب المروزي: ذكرت أبا مقاتل لعبد الرحمن بن مهدي فقال: والله لا يحل الرواية
عنه فقلت له: عسى أن يكون كتب له في كتابه وجهل ذلك فقال يكتب في كتابه الحديث

(1) حفص بن أسلم الأصغر بالغين في الهندية والصواب بالفاء كما في المخطوطة والميزان 555 / 1
(2) في الهندية: " حرمي بن عمرة " وهو: حرمي بن عمارة بن أبي حفصة يراجع الميزان 3 4 / 1
(3) الميزان 556 / 1
(4) في الهندية: " حفص بي سلام " وفى المخطوطة وبعض نسخ الميزان: " ابن سالم " وفى الميزان
" ابن سلم " الميزان 557 / 1
(5) في الهندية: " قتيبة بن سعد ".
256

فكيف بما ذكرت عنه أنه قال: ماتت أمي بمكة فأردت الخروج منها فتكاربت (1) فلقيت
عبيد الله بن عمر فأخبرته بذلك فقال حدثني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
زار قبر أمه كان كعمرة " قال: فقطعت الكراء (2) وأقمت فكيف يكتب هذا في كتابه،
وكذلك وكيع ابن الجراح كان يكذبه [وليس لهذا الحديث أصل يرجع إليه].
حفص بن عمر العدني (3) يعرف بفرخ، يروى عن مالك بن أنس وأهل المدينة
كان ممن يقلب الأسانيد قلبا لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، روى عنه محمد بن المصفى
وأبو داود السنجي، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن بسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من مس فرجه فليتوضأ (4) ". أنبأ جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق ثنا محمد
ابن المصفى عنه، وهذا خبر مقلوب الاسناد إنما هو عن مالك عن نافع عن ابن عمر فقلبه وعن
مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1) في الهندية: " فتكارثت " بالثاء
(2) في الهندية: " فقصعت الكتاب "
(3) الميزان 560 / 1
(4) لفظ مالك في الموطأ: عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير]
يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء فقال مروان. ومن مس الذكر
الوضوء. فقال عروة: ما علمت هذا. فقال مروان بن الحكم: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها]
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ ".
رواه الترمذي بلفظ مختلف والشافعي وأحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن الجارود والحاكم اللاثة
في صحاحهم. وصرح أحمد وابن مس والترمذي والحاكم والدارقطني والبيهقي والخازمي بأنه حديث صحيح]
وهو على شرط البخاري بكل حال وإن المخالف يقول كان إنه من رواية مروان ولا صحبة له ولا كان من]
المتابعين باحسان. وكان ابن حنبل يصحح حديث بسرة هذا ويفتى به.
وفى باب عند مالك في الموطأ عن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعروة بن الزبير أخبار غير]
مرفوعة. وفى سنن ابن ماجة عن أم حبيبة مرفوعا وفى إسناده مقال وعن أبي أيوب مرفوعا أيضا وفى
إسناده إسحاق بن أبي فروة: اتفقوا على ضعفه
موطأ مالك بشرح الزقاني 87 / 1 سنن ابن ماجة 162 / 1.
257

حفص بن عمر الأبلي الذي يقول له الحبطي (1) كنيته أبو إسماعيل يقلب الاخبار ويلزق
بالأسانيد الصحيحة المتون الواهية، ويعمد إلى خبر يعرف من طريق واحد فيأتي به من
طريق آخر لا يعرف، روى عن ابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ويزيد بن عياض ومالك
ابن أنس قالوا: حدثنا الزهري عن سعيد بن المسبب قال: قلت لسعد: أنت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لعلى؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [غير مرة لعلي] إن المدينة
لا تصلح إلا بي أو بك وأنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".
حدثناه محمد بن جعفر البغدادي بالرملة ثنا محمد بن سليمان بن الحارث بنا حفص بن
عمر الأبلي. وهذا ليس من حديث سعيد بن المسيب ولا من حديث الزهري ولا من
حديث مالك، وإنما عند مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن
سعد قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال: " ارم فداك أبي وأمي ".
حدثناه لمفصل بن محمد الجندي بمكة ثنا على بن زياد اللحجي ثنا أبو قرة قال ذكر
مالك عن يحيى بن سعيد فساقه، فحمل حفص بن عمر الأبلي متن خبر يزيد بن عياض على
مالك بن أنس عن الزهري عن سعيد متوهما أو متعمدا، وقرن إليه ابن أبي ذئب وإبراهيم
ابن سعد، وليس هذا من حديثهما، وقوله المدينة لا تصلح إلا بي أو بك باطل، ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قط ولا سعد رواه ولا سعيد بن المسيب حدث به ولا الزهري قاله
ولا مالك رواه ولست أحفظ لمالك ولا للزهري فيما رويا من الحديث شيئا من مناقب
علي عليه السلام أصلا فالقلب إلى أنه موضوع أميل.
وروى عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صعد المنبر فنزل حتى قال:
عثمان في الجنة.

(1) حفص بن عمر الأبلي ترجم له في الميزان وفرق بينه وبين حفص بن عمر الحبطي الرملي ووهم ابن
حبان في جمعه بينهما على أنهما شخص واحد يراجع الميزان 561، 562 / 1.
258

أخبرناه ابن قتيبة ثنا محمد بن الوليد المخرمي ثنا حفص بن عمر الحنطي، وقد روى
عن ثور بن يزيد ثنا يزيد بن مرثد عن أبي وهم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا رجع أحدكم من سفر فليرجع إلى أهله بهدية فإن لم يجد إلا أن يلقى في
مخلاته (1) حجرا أو حزمة حطب فإن ذلك مما يعجبهم ".
أنبأه مكحول ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا حفص بن عمر الأبلي ثنا ثور بن يزيد
ثنا يزيد بن مرثد، روى عن عبد الله بن المثنى عن عميه النضر وموسى ابني أنس عن
أبيهما أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: " اغتسلوا يوم الجمعة
ولو كأسا بدينار " حدثناه محمد بن المسيب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو إسماعيل
الأبلي ثنا عبد الله بن المثنى.
حفص بن عمر قاضي حلب (2) شيخ: يروى عن هشام بن حسان والثقات الأشياء
الموضوعات لا يحل الاحتجاج به وهو الذي روى عن هشام بن حسان عن محمد بن كعب
القرظي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأخذوا العلم إلا ممن تجيزون (3)
شهادته " أخبرناه جماعة عن محمد بن بكار عنه.
حفص بن عمر بن حكيم (4) من أهل الكوفة، يروى عن عمرو بن قيس الملائي
المناكير الكثيرة التي كأنه عمرو بن قيس آخر ولعله كتب عن عمر بن قيس سمدل (5)
عن عطاء أشياء أقلبها على عمرو بن قيس الملائي عن عطاء أو أقلبت له. لا يجوز

(1) في الهندية: " إلا أنه يلقى إلى أهله حجرا "
(2) الميزان 563 / 1
(3) في المخطوطة: إلا ممن تخبروا "
(4) الميزان 563 / 1
(5) في المخطوطة: " عمرو بن قيس مندل " والصواب: " سندول " وقال " سندل "
الميزان 218 / 2.
259

الاحتجاج بخبره وروى عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة غرفا إذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفها وإذا
خرج منها لم يخف عليه ما فيها قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وواصل
الصيام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام، قيل: وما طيب الكلام
قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنها تأتى يوم القيامة ولها مقدمات
ومخبئات ومعقبات، قيل وما وصل الصيام.؟ قال: من صام رمضان فمن أدرك رمضان
فصامه، قيل: ما إطعام الطعام؟ قال: من قات عياله وأطعمهم. قيل: وما إفشاء
السلام؟ قال مصافحتك أخيك وتحيته، قيل ما الصلاة والناس نيام؟ قال: صلاة
العشاء الآخرة ".
أنبأه عبد الكبير بن عمر الخطابي ثنا على بن حرب الموصلي ثنا حفص بن عمر بن
حكيم، ودلني عليه إسماعيل بن زبان ثنا عمرو بن قيس الملائي عن عطاء.
حريث بن أبي مطر (1) من أهل الكوفة يروى عن الشعبي واسم أبى مطر عمرو،
روى عنه الثوري ووكيع وكان ممن يخطئ ما لم (2) يغلب خطأه على صوابه فيخرجه عن
حد العدالة ولكنه إذا انفرد بالشئ لا يحتج به، أنبأ الهمداني ثنا عمرو بن علي قال:
لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن حريث (بن) أبى مطر بشئ قط.
حريث بن أبي حريث (3)، فروى عن ابن عمر وزيد بن حارثة روى عنه يونس
ابن ميسرة بن حليس منكر الحديث جدا عن المشاهير، كان الأوزاعي رحمه الله شديد
؟؟ عليه.

(1) الميزان 474 / 1
(2) في الهندية " ثم لم يقل خطأ ".
(3) الميزان 174 / 1.
260

حرب بن ميمون (1) أبو الخطاب البصري، وقد قيل إنه صاحب الأغمية (2)،
روى عنه يونس [بن محمد] المؤدب يخطئ كثيرا حتى فحش الخطأ في حديثه كان سليمان
ابن حرب يقول: هو أكذب الخلق.
حرب بن سريح المنقري (2) البزاز التميمي كنيته أبو سفيان عداده في أهل البصرة.
يروى عن أبيه والحسن وأيوب، روى عنه أهل البصرة يخطئ كثيرا حتى خرج عن
حد الاحتجاج به إذا انفرد وقد قيل إنه حرب بن أبي العالية الذي روى عنه القواريري (4)
حبان بن علي العنزي (5) كنيته أبو علي من أهل الكوفة: يروى عن الناس،
روى عنه الكوفيون والبغداديون فاحش الخطأ فيما يروى، يجب التوقف في أمره.
حدثنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: مندل وحبان
ابني على ليس حديثهما بشئ.
حبان بن زهير (6)، يروى عن يزيد بن أبي مريم ومحمد بن واسع كنيته أبو روح
الكلابي (7)، روى عنه أبو همام الخاركي والبصريون، اختلط في آخره حتى كان

(1) الميزان 470 / 1
(2) ترجم صاحب الميزان لحرب بن ميمون أبو الخطاب الأنصاري وترجم لصاحب الأغمية على أنه
شخص آخر باسم حرب بن ميمون العبدي أبو عبد الرحمن البصري.
(3) في الهندية: " حارث بن شريح بالشين وفى المخطوطة حرب بن سريح بالسين المهملة وهو يوافق
ما جاء في الميزان 469 / 1
(4) ترجم صاحب الميزان لحرب بن أبي العالية على أنه شخص آخر. يراجع الميزان 470 / 1
(5) الميزان 449 / 1
(6) الميزان 448 / 1
(7) في تعليقة نقلها بالنسخة الهندية أن أبا روح الكلابي هر حبان بن يسار وليس في نسبه زهير وأن
موسى بن إسماعيل كناه أبا رويحة.
وقد فرق الذهبي في الميزان بين الرجلين فترجم لحبان بن زهير كما ترجم لحبان بن يسار وكنية الأول
أبو روح وكنية الثاني أبو رويحة أو أبو روح وأشار إلى أن ابن حبان فرق بينهما وقد ضعف الأول
وذكر الثاني في الثقات: الميزان 448، 449 / 1.
261

لا يدرى ما يحدث، ولم يميز حديثه القديم من الحديث الذي حدث في اختلاطه فبطل
الاحتجاج به.
حميد بن عطاء الأعرج (1) من أهل الكوفة، يروى عن عبد الله بن الحارث (روى)
عنه خلف بن خليفة منكر الحديث جدا يروى عن عبد الله بن الحارث) عن ابن مسعود
بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج بخبره إذا انفرد، وليس هذا بصاحب الزهري ذاك حميد
ابن قيس الأعرج (2): وروى عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يوم كلم الله تعالى موسى كان عليه جبة صوف (وكسى) وسراويل صوف
ونعله من جلد حمار غير مذكى (3) ".
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خلف بن خليفة عن حميد
الأعرج عن عبد الله بن الحارث.
حميد بن وهب القرشي (4)، يروى عن ابن طاوس، روى عنه محمد بن طلحة الكوفي،
ممن يخطئ حتى خرج عن حد التعديل ولم يغلب خطؤه صوابه حتى استحق الجرح وهو
لا؟؟ ج به إذا انفرد (5).
حميد بن الحكم القرشي، يروى الحسن من أهل البصرة، روى عنه موسى بن
إسماعيل منكر الحديث [جدا] لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، روى عن الحسن

(1) الميزان 617 / 1
(2) حميد بن قيس الأعرج أبو صفوان لم يكن بمكة أقرأ عنه ومن ابن كثير مات سنة 130 ه‍.
الميزان 615 / 1
(3) في الهندية: " وكمه صوف ونعليه من جلد حمار غير ذكى " وفى المخطوطة: " ونعلين ".
(4) الميزان 617 / 1 التاريخ الكبير 359 / 3
(5) في الهندية: " وهو ممن يحتج به إلا بما انفرد ".
262

عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم غنيمتان [مغبون] فيهما كثير من الناس الصحة والفراع (1)،
أنبأ الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن المعتمر الغروقي (2) ثنا عمرو بن عاصم ثنا حميد بن الحكم
وإنما هو حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وروى عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث منجيات وثلاث مهلكات
شح مطاع وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، والمنجيات: الاقتصاد في الغنى والفاقة
ومخافة الله عز وجل في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب ".
حدثناه محمد المسيب ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا داود بن منصور ثنا حميد
ابن الحكم سمعت الحسن يقول: ثنا أنس بن مالك.
حميد بن علي بن هارون القيسي (3) يعرف بزوج غنج، شيخ كان بالبصرة، ذهبت
إليه يوما وجماعة من أصحابنا لأختبره (4) فدللنا عليه في بنى قيس فلما أتينا إذا شيخ يظهر
الصلاح والخير فسألته أن يملي علينا شيئا يحفظه فأملى علينا عن عبد الواحد بن غياث عن
حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الأذان والإقامة مثنى مثنى اللهم فأرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ".
فقلت. زدنا فقال حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، ثنا خالد بن الحارث ثنا شعبة عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى حتى ترم قدماه.

(1) الحديث رواه البخاري عن ابن عباس بلفظ: " نعمتان مغبون " إلخ ورفعه وفى رواية عنه
مرفوعا: " نعمتان الناس فيهما متغابنون " وفى الباب عن أنس وغيره
كشف الخفا والالباس للعجلوني 440 / 2
(2) في الهندية: " إبراهيم بن المستمر "
(3) في المخطوطة: " العبسي " والصواب " القيسي " كما في الهندية وجاء في الهندية: " يعرف
يزوج عيج " والصواب غنج بالغين كما في المخطوطة الميزان 613 / 1
(4) في الهندية: " من أصحابنا الآخرة ".
263

وقال أنبأ هدية بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة بعث الله عز وجل قوما عليهم ثياب خضر
بأجنحة خضر فيسقطون على حيطان الجنة فيشرف عليهم خزنة أهل الجنة فيقولون:
ما أنتم أما شهدتم الحساب أما شهدتم الوقوف بين يدي الله عز وجل قالوا: لا نحن قوم
عبدنا الله عز وجل سرا فأحب أن يدخلنا [الجنة] سرا ".
وقال ثنا سليمان الشاذكوني ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أدنى الرياء الشرك بالله
[العلى] العظيم ".
فأملى علينا أحاديث من هذا الضرب فقمنا وتركناه (وعلمت) أنه لا يخلو أمره من
أحد شيئين إما أن يكون هو الذي يتعمد قلب هذه الأحاديث أو قلبت له فحدث بها،
فلا يجوز الاحتجاج به بعد روايته مثل هذه الأشياء عن هؤلاء الثقات الذين لم يحدثوا بهذه
الأحاديث على هذا النحو، وهذا شيخ ليس يعرفه كثير أحد، وإنما ذكرته لعل من
يجئ بعدنا من يحتج بشئ من رواية هذا الشيخ، ويوهم المستمعين أنه كان ثقة.
حبيب بن أبي الأشرس (1) واسم أبى الأشرس حسان من أهل الكوفة، وهو
الذي يقال له حبيب بن أبي هلال; يروى عن سعيد بن جبير، روى عنه إسماعيل بن جعفر
ومروان الفزاري، منكر الحديث جدا، وقد كان عشق امرأة نصرانية وقد قيل إنه تنصر
وتزوج بها فأما اختلافه إلى البيعة من أجلها فصحيح، أنبأ مكحول سمعت جعفر بن أبان
يقول سئل يحيى بن معين وأنا شاهد عن حبيب بن حسان فقال: ليس بثقة كان يذهب
مع جاريتين له إلى البيعة.

(1) الميزان 450 / 1.
264

حبيب بن أبي حبيب (1) كاتب مالك بن أنس واسم أبى حبيب زريق، أصله من
خراسان، يروى عن مالك وربيعة كان يورق بالمدينة على الشيوخ، ويروى عن الثقات
الموضوعات كان يدخل عليهم ما ليس من أحاديثهم. فكل من سمعه بعرضه (2) فسماعه
ليس بشئ فإنه كان إذا قرأ أخذ الجزء بيده ولم يعطهم النسخ ثم يقرأ البعض ويترك البعض
ويقول: قد قرأت كله ثم يعطيهم فينسخونها فسماع ابن بكير وقتيبة عن مالك كان
بعرض حبيب سمعت محمد بن عبد الله الجنيد يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول سمعت هذه
الأحاديث من مالك وحبيب يقرأ فلما فرغ قلت: يا أبا عبد الله هذه أحاديثك تعرفها أرويها
عنك فقال نعم، وربما قال له غيري
حبيب بن أبي حبيب الخرططي (3) من أهل مرو: يروى عن أبي حمزة وإبراهيم
الصائغ، روى عنه أهل مرو كان يضع الحديث على الثقات، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه
إلا على سبيل القدح فيه، روى عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة سبعين سنة بصيامها
وقيامها (4) [من صام يوم عاشوراء اعطى ثواب عشرة آلاف ملك ومن صام يوم
عاشوراء أعطى ثواب حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات
ومن فيها من الملائكة، ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع
أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع
بطونهم ومن مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه
درجة في الجنة.

(1) الميزان 452 / 1
(2) في الهندية: " فكل من سمع نعرضه " والصواب: " فسكل من سمع بعرضه "
(3) الميزان 451 / 1
(4) لم ينقل الحديث في المخطوطة واكتفى بقوله: " فذكر حديثا طويلا ".
265

قال عمر: لقد فضلنا الله عز وجل في يوم عاشوراء قال: نعم خلق الله السماوات
والأرض والجبال في يوم عاشوراء وخلق العرش في يوم عاشوراء والكرسي كمثله، وخلق
القلم يوم عاشوراء وجرى كمثله، وخلق الجنة في يوم عاشوراء وأسكن آدم الجنة يوم
عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ونجاه من النار في يوم عاشوراء، وهداه الله
عز وجل في يوم عاشوراء وغرق الله عز وجل فرعون في يوما عاشوراء ورفع عيسى
يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وكشف الله عن أيوب يوم عاشوراء وولد عيسى
عليه السلام في يوم عاشوراء وحمل يوم عاشوراء وتاب الله عز وجل على آدم يوم عاشوراء
وغفر الله عز وجل [له] يوم عاشوراء وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء وولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم
عاشوراء واستوى الله عز وجل على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء ".
أنبأه الحسين بن محمد بن عبد الله بن قهزاد ثنا حبيب بن أبي حبيب الخرططي عن
إبراهيم الصائغ، ومنهما من يدخل بين حبيب وبين إبراهيم إياه
وقد روى حبيب بن أبي حبيب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شيطان بين السماء والأرض يقال له ولهان معه ثمانية أمثال ولد آدم
من الجنود وله خليفة يقال له خزب فإذا لم يستقبل من العبد شيئا أخذه بالوضوء حتى
يهلكه فمن أصابه شئ من ذلك فإذا قدم وضوءه فليقل بسم الله أعوذ بالله من خنزب
وأشباهه من أهلي الأرض سبع مرات فإنه ينقطع عنه من الماء للوضوء ما يكفي من الدهن.
ثنا بالحديثين جميعا محمد بن الليث الوراق ثنا حمزة بن سعدان ثنا حبيب بن أبي
حبيب ثنا أبو حمزة حدثني ميمون بن مهران عن ابن عباس وهذا كله باطل لا أصله له].
حنظلة بن عبيد الله السدوسي (1) كان إمام بنى سدوس في مسجد قتادة كنيته

(1) الميزان 621 / 1.
266

أبو عبد الرحمن وهو الذي يقال له حنظلة بن أبي صفية، يروى عن شهر وأنس، روى
عنه حماد بن زيد والبصريون، اختلط بأخرة [حتى كان لا يدرى ما يحدث]، فاختلط
حديثه القديم بحديثه الأخير، تركه يحيى القطان، سمت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير
يقول: سئل يحيى بن معين عن حنظلة السدوسي عن أنس فقال: ضعيف.
حزور أبو غالب من أهل البصرة (1) يقال أعتقه عبد الرحمن بن الحضرمي، وقد
قيل إنه مولى خالد بن عبد الله القسري، يروى عن أبي أمامة، وقد رآه بالشام، روى
عنه ابن عيينة والحمادان، منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق
الثقات، وهو صاحب حديث الخوارج.
حبة العربي من أهل (2) الكوفة كنيته أبو قدامة، يروى عن علي، روى عنه
أهلي الكوفة كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث، مات في أول ولاية الحجاج على
العراق، ثنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول ليحيى بن معين: حبة العربي؟
فقال: ليس بشئ.
حازم بن أبي عطاء أبو خلف الأعمى (3)، يروى عن أنس بن مالك وعائشة، ورى
عنه المعافى بن عمران ومعان بن رفاعة، منكر الحديث على قلته يأتي بأشياء لا تشبه حديث
الاثبات، روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مدح الفاسق اهتز العرش.
حسان بن سياه أبو سهل البصري (4)، يروى عن ثابت البناني وأهل البصرة،
روى عنه البصريون منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بمالا يشبه حديث الاثبات،

(1) الميزان 476 / 1
(2) الميزان 450 / 1
(3) الميزان 446 / 1، 521 / 4
(4) الميزان 478 / 1.
267

لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه،
وهو الذي يروى عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: إذا جاء الرطب
فهنئيني. حدثناه جماعة عن الحرشي عنه، وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذروا الحسناء
العقيم وعليكم بالسوداء الولود، فإني لمكاثر بكم الأمم * روى عنه بشر بن آدم.
حارثة بن محمد بن أبي الرجال (1) - [واسم أبى الرحال] محمد بن عبد الرحمن
الأنصاري - من أهل المدينة، يروى عن عمرة، روى عنه وكيع، (كان) ممن كثر
وهمه، وفحش خطوه تركه أحمد ويحيى، سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس
ابن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: حارثة بن أبي الرجال ضعيف وعبد الرحمن
ابن أبي الرجال أخوه ثقة.
حريز بن عثمان الرحى (2) من أهل حمص كنيته أبو عثمان، يروى عن راشد
ابن سعد وأهل الشام، روى عنه بقية، ولد سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وستين ومائة،
وكان يلعن على بن طالب رضوان الله عليه بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة،
فقيل له في ذلك: فقال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي بالقوس، وكان داعية إلى
مذهبه، وكان على بن عياش يحكى رجوعه عنه، وليس ذلك بمحفوظ عنه، حدثني
إبراهيم بن محمد بن يعقوب [بهمدان] ثنا محمد بن أبي هارون ثنا محمد بن سهل
البغدادي: ثنا أبو نافع بن بنت يزيد بن هارون قال: رأيت يزيد بن هارون في المنام
فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي وشفعني وعاتبني فقلت له: أما قد غفر لك [فقد
علمت] ففيم عاتبك؟ قال: قال لي: يزيد بن هارون: كتبت عن حريز بن عثمان قال
قلت: يا رب ما رأيت منه إلا خيرا قال: إنه كان يشتم علي بن أبي طالب [عليه السلام].

(1) الميزان 445 / 1
(2) الميزان 475 / 1.
268

حدثنا محمد بن إبراهيم الشافعي ثنا ربيعة بن الحارث الجبلاني بحمص ثنا عبد الله
عبد الجبار الخبايري ثنا إسماعيل بن عياش قال: خرجت مع حريز بن عثمان وكنت
زميله فسمعته يقع في علي فقلت: مهلا يا أبا عثمان ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته.
فقال: اسكت يا رأس الحمار لأضرب صدرك فألقيك من الحمل.
حرام بن عثمان السلمي الأنصاري (1) من أهل المدينة، يروى عن [ابني] جابر
ابن عبد الله، وكان غاليا في التشيع منكر الحديث فيما يرويه، يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل،
مات سنة تسع وأربعين ومائة، أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى سمعت الشافعي
يقول: الحديث عن حرام بن عثمان حرام، (أخبرنا الهمداني قال) ثنا عمرو بن علي عن
بشير بن عمر أنه سأل مالكا عن حرام بن عثمان فقال: لم يكن بثقة، أخبرنا محمد بن زياد
الزيادي ثنا ابن أبي شيبه ثنا ابن المديني ثنا يحيى بن سعيد القطان يقول: قلت لحرام بن
عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وأبو عتيق [هم] واحد؟ (قال:) إن
شئت جعلتهم عشرة. (2)
حنش بن المعتمر الصنعاني، (3) الذي يقال له: حنش بن ربيعة الكناني والمعتمر
كان جده، كنية حنش أبو المعتمر، يروى عن علي بن أبي طالب، روى عنه الحكم
وسماك، كان كثير الوهم في لاخبار ينفرد عن علي عليه السلام بأشياء لا تشبه حديث
الثقات حتى صار ممن لا يحتج به.
حمزة بن أبي حمزة الجعفي (4) من أهل مصيبين يروى عن عطاء بن أبي رباح روى

(1) الميزان 468 / 1
(2) العبارة قوبلت بمثيلتها في الميزان وهي في المخطوطة أسلم وكلمة " هم " زيادة من الميزان
(3) الميزان 619 / 1
(4) حمزة بن أبي حمزه لم ترد نسبة " الجعفي " في ترجمته بالميزان وقد ترجم الذهبي لحمزة النصيبي
ولآخر مدني باحتمال أن يكونا رجلا واحد الميزان 656 / 1 التاريخ الكبير 53 / 2.
269

عنه شبابه وعبد الله بن عصمة (الجزري) ينفرد عن الثقات بالأشياء الموضوعات كأنه
كان المتعمد لها، لا تحل الرواية عنه، أخبرنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن
معين قال: حمزه النصيبي ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي يروى عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا نسى أحدكم أن يسمى على طعامه فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ "
أخبرناه الحسن بن سفيان ثنا شريح بن يونس ثنا على بن ثابت عن حمزه النصيبي
عن أبي الزبير.
وقد روى حمزة بن أبي حمزة عن عطاء بن أبي رباح ونافع عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلى على مقبرة فقيل له: يا رسول الله أي مقبرة هذه؟ فقال: هي مقبرة بأرض العدو
يقال لها عسقلان بفتحها ناس من أمتي يبعث [الله] منها سبعين (1) ألف شهيد يشفع
الرجل منهم في مثل ربيعة ومضر ولكل عروس (في الجنة) وعروس الجنة عسقلان
أنبأه الحسن بن سفيان ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص بن ميسرة ثنا حمزة بن أبي حمزة.
حصين والد داود بن الحصين (2) مولى عثمان بن عفان من أهل المدينة، يروى عن أبي
رافع، روى عنه ابنه داود بن الحصين كان ممن اختلط في آخر عمره، حتى كان
لا يدرى ما يحدث [به] واختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فاستحق الترك
حصين بن عمر الأخمسي (3) كنيته أبو عمرو، من أهل الكوفة، يروى عن
إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه مسدد ومحمد بن مقاتل المروزي، يروى الموضوعات عن

(1) في الهندية: " تسعين "
(2) الميزان 555 / 1
(3) الميزان 553 / 1.
270

الاثبات سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن حصين
ابن عمر فقال: ليس بشئ.
حسان بن غالب شيخ من أهل مصر (1)، يقلب الاخبار [على الثقات] ويروى
عن الاثبات الملزقات لا يحل الاحتجاج به بحال، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار،
روى عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي كعب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سرح رأسه ولحيته بالمشط في ليلة عوفي من أنواع البلاء في عمره ".
أخبرناه محمد المسيب ثنا الفتح بن نصير الفارسي ثنا حسان بن غالب أخبرني مالك.
حاتم بن ميمون شيخ أهل البصرة (2)، يروى عن ثابت البناني، روى عنه
أبو الربيع الزهراني، منكر الحديث على قلته: روى عن ثابت البناني ما لا يشبه حديثه،
لا يحوز الاحتجاج به بحال، وهو الذي يروى عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه
دين " روى عنه أبو الربيع الزهراني.
حديج بن معاوية بن الرجيل؟؟ (3) أخو زهير بن معاوية، يروى عن أبي إسحاق
روى عنه أبو داود المنكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته، حدثنا مكحول ثنا جعفر
ابن أبان قال: سألت بان نمير عن حديج بن معاوية فقال: ليس هو ممن يحدث عنه،
حدثنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: حديج بن معاوية
ليس بشئ

(1) الميزان 479 / 1
(2) الميزان 428 / 1
(3) في الهندية: " حديج بن معاوية بن الرجيل الجعفي " وفى المخطوطة " الرحل " وترجح أنها
" أخو الرحا " إذا أنه أخو زهير. الميزان 467 / 1 التذكرة 214 / 1.
271

حبش بن دينار شيخ (1) يروى عن زيد بن أسلم العجائب التي ينكرها من كان
هذا الشأن صناعته، لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بادروا أولادكم بالكنى لا تغلب عليهم الألقاب ".
أخبرناه محمد بن المسيب ثنا مالك بن الخليل اليحمدي ثنا أبو علي الدارمي ثنا حبيش
بن دينار عن زيد بن أسلم، وأبو علي الدارمي اسمه بشر بن عبيد من أهل البصرة صدوق،
روى عنه عثمان بن حرزاد ويعقوب بن سفيان وأهل العراق
حاجب بن أبي الشعثاء من أهل البصرة (2)، يروى عن جابر بن زيد والحسن،
روى عنه الأسود بن شيبان كان ممن يخطئ في روايته ويهم فيما يرويه حتى خرج عن
حد الاحتجاج به إذا انفرد
حسام بن المصك بن (3) ظالم، الذي يقال له ابن شيطان من أهل البصرة كنيته أبو سهل،
يروى عن أبي معشر وقتادة، روى عنه وكيع وابن المبارك كان كثير الخطأ، فاحش الوهم
حتى خرج عن الاحتجاج به، أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن
لا يحدث عن حسام بن المصك. وكان أبو داود يقول: حدثنا أبو سهل الأزدي وهو حسام
ابن المصك سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن حسام
ابن المصك فقال: ليس بشئ. حدثنا محمد بن محمود بن؟؟ بنا قال: سمعت على بن
سيد (4) [بن جرير يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: وسئل عن حسام بن المصك
قال: أرى الناس قد تركوا حديثه

(1) الميزان 458 / 1
(2) الميزان 429 / 1
(3) الميزان 477 / 1
(4) الزيادة من الهندية وهو على بن سيد؟؟ نزيل نيسابور
يراجع؟؟.
272

من أول صفحة 273 إلى آخر صفحة 276 في أصل الكتاب ناقص
273

من أول صفحة 273 إلى آخر صفحة 276 في أصل الكتاب ناقص
274

من أول صفحة 273 إلى آخر صفحة 276 في أصل الكتاب ناقص
275

من أول صفحة 273 إلى آخر صفحة 276 في أصل الكتاب ناقص
276

حشرج بن نباتة، (1) يروى عن سعيد بن جمهان، روى عنه حماد بن سلمة ومروان
ابن معاوية، كان قليل الحديث منكر الرواية فيما يرويه. لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا
انفرد، روى عن ابن جمهان عن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع حجرا، ثم قال: " ليضع
أبو بكر حجره إلى جنب حجري، ثم قال: ليضع عمر حجره إلى جنب (حجر) أبى بكر
ثم قال ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر، ثم قال: هؤلاء الخلفاء من بعدي (2) ".
أخبرناه أبو يعلى ثنا يحيى الجماني ثنا حشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان
(عن سفينة).
حلبس بن محمد الكلبي (3) شيخ، يروى عن سفيان الثوري ما ليس من حديثه،
لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " برق في الجنة برق (4) فقيل برق في الجنة فقيل: لا
ولكن رجل من أهل عليين يحول من غرفة إلى غرفة " روى عنه عيسى بن يوسف
ابن الطباع في حديث طويل أنا اختصرته.
[خالد بن غسان الداري قال (5) ابن عدي: كان أهل البصرة يقولون إنه يسرق
حديث أبي حليفة فيحدث به عن شيوخه على أنهم لا ينكرون لقاءه للمشايخ الذين يحدث
عنهم، وحدث عن أبيه بحديثين باطلين: أحدهما عن أبيه عن حماد ثنا ثابت عن أنس يرفعه:
" أكل الطين حرام على كل مسلم "، " وبه من مات وفى بطنه مثقال من طين أكبه الله على

(1) الميزان 551 / 1
(2) وضع الأحجار كان في أساس مسجده صلى الله عليه وسلم. الميزان
(3) الميزان 587 / 1
(4) في المخطوطة. " أرى برقا في الجنة "
(5) في الميزان " الدارمي " 736 / 1.
277

وجهه في النار قال: وهذان الحديثان بهذين الاسنادين باطلان; وروى عن سليمان بن
إبراهيم عن هشام عن قتادة عن سعد عن أبي هريرة يرفعه ليس على المسلمين عشور إنما
العشور على اليهود ".
خالد بن عطاء (1) عن أبيه منكر الحديث، روى عنه بيان ذكره البخاري.
خالد بن سليمان أبو معاذ (2) البلخي ضعفه، يحيى، قال ابن عدي: له أحاديث شبه
الموضوعة فلا أدرى من قبله أو من قبل الراوي عنه وتلك..... (3) ضعيفا.
خالد بن يوسف السمتي (4): يروى عن ابن عيينة عن ابن جريج عن نافع عن
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: مامن أحد إلا وعليه حجه وعمرة واجبتان (5). قال ابن عدي:
وهذا الحديث بهذا الاسناد باطل، وله عن أبيه عن زياد بن سعد عن العلاء بن عبد الرحمن
وعن زياد عن عكرمة حديثين لا يرويهما غيره، وله عن أبيه عن موسى بن عيينة (6) عن
ابن حازم عن أبي هريرة بهذا الاسناد مائة وله أربعون حديثا وما في روايته فلعل البلاء
فيه من ابنه يوسف بن خالد فإنه ضعيف.
خالد بن أبي طريف (7)، قال ابن المديني سمعت هشام بن يوسف سئل عنه يضعفه:
يروى عن وهب قصص الأولين]

(1) الميزان 635 / 1
(2) الميزان 631 / 1
(3) بياض النسختين.
(4) في الهندية: " التيمي " والكلمة سقطت من المخطوطة وصوابها: " السمتي " وهي؟؟
ونسبة والده: " يوسف بن خالد السمتي " الميزان 648 / 1 463 / 4
(5) في الهندية: " وإحسان " محرفة عن " واجبتان "
(6) كذا بالأصل ومن المرجح أن العبارة " عن موسى بن عقبة " وقد لعبت أيدي النساخ بالعبارة
إلى آخر الترجمة.
(2) الميزان 632 / 1.
278

خالد بن عبيد العنكي (1) من أهل البصرة كنيته أبو عصام سكن مرو، روى
عن أنس [ابن مالك]، روى عنه أبو عاصم والعلاء بن عمران وأهل عمران وأهل مرو،
يروى عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة [مالها أصل، يعرفها من ليس الحديث صناعته
أنها موضوعة]، منها عن أنس عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب
عليه السلام: هذا وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدي " حدثناه عبد الله بن محمود
[ابن سليمان] ثنا العلاء بن عمران عنه لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
خالد بن إلياس القرشي العدوى (2)، يروى عن هشام بن عروة ابن المنكدر عداده
في أهل المدينة، وروى عنه أهلها، يروى الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب (3)
أنه الواضع لها لا يحل أن يكتب حديثه إلا على جهة التعجب، سمعت محمد بن المنذر
يقول سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول: خالد بن إلياس ليس بشئ.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهو الذي روى عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم
يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا بيوتكم ولا تشبهوا باليهود التي تجمع الأكناف
في دورها (4) " حدثناه ابن قتيبة ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا عبد الله بن نافع حدثنا خالد
بن إلياس.

(1) الميزان 634 / 1
(2) الميزان 627 / 1
(3) في الهندية: " حتى يسبق إلى قلوب المستمعين إليها أنه " إلخ.
(4) لفظ الحديث عند الترمذي عن سعد: " فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود "
ولم يشتر المناوي إلى الزيادة التي وردت في الخبر هنا - " التي تجمع الأكناف في ورها ".
وقد وردت كلمة " الأكناف " في الهندية " الأكباد " وهو خطأ.
والحديث حسنه الترمذي ورواه من طريق أخرى عن أبي ذر فيما شهر بن حوشب وهو ضعيف
حيض القدير على الجامع الصغير 239 / 2.
279

خالد بن عبد الدائم (1) شيخ مصري، يروى عن نافع بن يزيد المناكير التي لا تشبه
حديث الثقات، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة، روى عن نافع بن يزيد عن زهرة
ابن معبد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها
الناس إن الله عز وجل قد فرض عليكم الجمعة في ساعتكم هذه في يومكم هذا في جمعتكم
هذه في شهركم هذا من سنتكم هذه فريضة واجبة، ألا! فمن تركها معي أو مع إمام
بعدي عدل أو جائر رغبة عنها أو زهادة فيها ألا فلا جمع الله له شمله ألا ولا بارك الله له
في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا زكاة له، ألا وحج له، ألا ولا جهاد له،
ألا ولا صيام له، ألا ولا صدقة له إلا من عذر فإن تاب تاب الله عز وجل عليه ".
وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قرآن في صلاة خير من قرآن في غير صلاة، وقرآن
في غير صلاة خير مما سواه من الذكر ولذكر خير من الصدقة والصدقة خير من الصيام
والصيام جنة حصينة من النار ولا قول إلا بعمل ولا عمل وقول إلا بنية ولا قول وعمل
ونية إلا باتباع السنة ".
حدثنا بالحديثين جميعا عمر بن محمد الهمداني؟؟ زكريا بن يحيى الوقار ثنا خالد بن
عبد الدايم ثنا نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد.
خالد العبد شيخ كان بالبصرة (2)، يروى عن ابن المنكدر والحسن روى عنه
إسرائيل كان يسرق الحديث ويحدث من كتب الناس من غير سماع، قال سلم بن قتيبة،
أتيت خالد العبد. إذا مع درج فيه حدثنا الحسن (قال) حدثنا الحسن فأقلبت (3) الدرج
من يده فإذا في أوله حدثنا هشام بن حسان قد محاه، فقلت له: ما هذا؟ فقال: كتبت

(1) الميزان 633 / 9
(2) خالد العبد أو خالد بن عبد الرحمن العهد ترحم له الذهبي في موضعين من الميزان لخفاء اسم أبيه
الميزان 630، 649 / 1
(3) في الهندية: " فأفلت ".
280

أنا وهشام عن الحسن قلت: تكون مع هشام وتكتب فيه [حدثنا] هشام؟ قال:
ما أعرفني بك أليس خرجت مع إبراهيم.
خالد بن رباح الهذلي (1) من أهل البصرة كنيته أبو الفضل، يروى عن الحسن
وعكرمة، روى عنه وكيع، كان قدريا كثير الخطأ، يروى المناكير عن المشاهير
لا يحتج به.
خالد بن مقدوح الواسطي (2) ويقال ابن محدوج كنيته أبو روح، يروى عن
أنس، روى عنه أبو أسامة، يقلب الاخبار حتى صار ممن لا يحتج به في الآثار، وكان
يزيد بن هارون يرميه بالكذب.
خالد بن عبد الرحمن العبدي (3) أبو الهيثم الخراساني، يروى عن سماك بن حرب]
ومالك بن مغول، روى عنه إسحاق بن الفرات، كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد
العدالة لكثرته لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، ومن زعم أن هذا خالد بن القاسم فقد
وهم، وهو الذي روى عن سماك عن طارق عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت داعيا
ومبلغا وليس إلى من الهدى شئ، وخلق إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شئ ".
حدثناه محمد بن عثمان بن سعيد وعدة قال: حدثنا عيسى بن أحمد ثنا إسحاق بن
الفرات عن خالد بن عبد الرحمن.
خالد بن إسماعيل المخزومي (4)، يروى عن عبيد الله بن عمر العجائب لا يجوز
الاحتجاج به بحال ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عبيد الله بن عمر

(1) الميزان 631 / 1
(2) في الهندية: " خالد بن معد ج " الميزان 642 / 1
(3) خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم العطار العبدي الكوفي الميزان 634 / 1
(4) الميزان 627 / 1.
281

عن صالح مولى التوءمة عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: " أيما شاب تزوج
في حداثة سنه إلا صاح شيطانه يا ويله عصم منى دينه " (1).
وروى عن عبيد الله [بن عمر [عن صالح عن أبي هريرة قال: لو لم يبق من أجلى
إلا يوم واحد لقيت الله [عز وجل] بزوجة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" شراركم عزابكم " حدثنا بالحديثين جميعا أبو يعلى (قال) حدثنا أبو يعلى الشبلاهاني (2)
[حدثنا أبو علي السليماني] ثنا خالد بن إسماعيل ثنا عبيد الله بن عمر.
خالد بن القاسم المدائني أبو الهيثم (3) كان يوصل المقطوع ويرفع المرسل ويسند
الموقوف، وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد لا تحل كتابة حديثه، حدثني محمد

(1) في الهندية أعيدت ترجمة خالد بن إسماعيل المخزومي مرة أخرى وفيها:
خالد بن إسماعيل أبو الوليد المخزومي. قال ابن عدي: يضع الحديث على ثقات المسلمين. روى
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة حديث: " لا يغتسل في الماء المنمس فإنه يورث البرص وتابعه
وهب بن وهب وهو شر منه. وروى بالاسناد أيضا عنها حديث: أكرمي جوار نعم الله فإنها
فلما انكشفت عن أهل بيت فكادت تعود فيهم. قال ابن عدي: وقد روى هذا الحديث عن
الزهري الوليد بن محمد الموقري. شر من خالد.
وبالاسناد المتقدم إلى عائشة في قوله: " وإذ أسر النبي " الآية أسر لها أن أبا بكر هو
الخليفة من بعدي. وهو صاحب حديث: إن أردتم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم رواه عن
ابن جريج عن سعد وسلمان بهذا الاسناد. وروى عن عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوءمة عن
جابر يرفعه: شراركم عزابكم. وروى عن عبيد الله عن نافع بن عمر يرفعه: صلوا على من قال:
لا إله إلا الله. قال ابن عدي: وهذه الأحاديث عن عبيد الله بهذا الاسناد مناكير.
وروى عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه: بر الوالدين
يزيد في العمر والدهاء يرد القضاء والكذب ينقص الرزق ولله في خلفه قضاءان: قضاء نافذ وقضاء
محدث وللأنبياء على العلماء فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة. قال: وهذه الأحاديث بهذه
الأسانيد مناكير وعامة حديثه كذا. وقلت: إنها موضوعات كلها ولم أر من تقدم وتكلم في الرجال
يظهر فيه على أنهم قد تكلموا فيمن هو شر منه بدرجات
(2) أبو يعلى: أحمد بن علي بن المثنى صاحب المسند الكبير توفى 307 ه‍ وتقدمه أبو يعلى آخر:
معلى بن منصور توفى 211 ه‍ ومن المرجح أن الشيلاهاني أبو يعلى ثالث. الميزان 637 / 1
(3) الميزان 637 / 1.
282

ابن المنذر ثنا إبراهيم بن (أبى) داود البراسي حدثني سعيد بن أسد ثنا يحيى بن حسان قال:
كان خالد المدائني يأتي الليث بن سعد بالرقاع فيها أحاديث قد وصلها فيدفعها إلى الليث
فيقرأها له، قال يحيى بن حسان قلت له: لا تفعل فإن هذا عاقبته راجعة عليك هذا إنما
هو صاحب كتاب فمن نظر في كتابه فلم يحد لهذه الأحاديث أصلا رجع عاقبة ذاك عليك.
قال أبو حاتم: فمن تلك الأحاديث روى عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام بعد العصر فاختلس عقله
فلا يلومن إلا نفسه " ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا عيسى بن أبي حرب الصفار ثنا خالد
ابن أبي القاسم عن الليث بن سعد.
خالد بن عمرو الأموي (1) السعيدي من ولد سعيد بن العاص من أهل الكوفة، ابن
عم عبد العزيز بن أبان، يروى عن الثوري وهشام الدستوائي ومالك بن مغول، روى
عنه أبو عبدة وغيره، كان ممن ينفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يحل الاحتجاج
بخيره، تركه يحيى بن معين.
خالد بن عثمان العثماني (2) من أهل المدينة، يروى عن مالك الأشياء المقلوبات ويحدث
عنه بالأشياء الملزقات، فلما كثر منه ما وصفت بطل الاحتجاج بخبره فيما وافق الثقات
لغلبة الوهم والخطأ عليه، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يخضب بصفرة " حدثناه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي بالرقة ثنا القاسم
(ابن بشر) بن معروف ثنا خالد بن عثمان العثماني، وروى عن مالك عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد. حدثناه محمد بن إسحاق
الثقفي ثنا الحسين بن أبي زيد ثنا خالد بن عثمان، وهذا حديث خطأ إنما هو عن جعفر

(1) الميزان 635 / 1
(2) خالد بن عثمان العثماني ويقال عثمان بن خالد ورجحه في تعليقة على الهندية الميزان 635 / 1.
283

ابن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه جابر [رواه عبد الوهاب الثقفي عن جعفر
عن أبيه عن جابر].
خالد بن محمد أبو الرجال الأنصاري (1) من أهل البصرة، يروى عن أنس بن مالك
روى عنه أهل البصرة عنده مناكير، يرويها عن أنس على قلة روايته مالا يتابع عليه
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي (2) من فقهاء أهل الشام، يروى عن أبيه روى
عنه هشام بن خالد الأزرق، كان صدوقا في الرواية ولكنه كان يخطئ كثيرا، وفى حديثة
مناكير، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد عن أبيه. وما أقر به في نفسه إلى التعديل
وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه، مات سنة خمس وثمانين ومائة، وهو الذي روى عن
أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت ليلة أسرى بن مكتوبا
على باب الجنة: الصدقة بعشرة أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت لجبريل: ما بال القرض
أفضل من الصدقة؟ قال: لان السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من
حاجة ".
حدثناه ابن قتيبة حدثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن
أبيه. وليس بصحيح.
خالد بن يزيد العمرى أبو الوليد (3) شيخ كان يسكن مكة ينتحل مذهب الرأي،
يروى عن الثوري، روى عنه محمد بن يزيد النيسابوري الذي يقال له محمش، منكر الحديث

(1) الميزان 639 / 1
(2) هو خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي الميزان 645 / 1
(3) ترجم له الذهبي بأبي الهيثم العمرى مرة ومرة أخرى بأبي الوليد العدوى
الميزان 646، 647 / 1.
284

[جدا]. أكثر من كتب عنه أصحاب الرأي لا يشتغل بذكره لأنه يروى الموضوعات
عن الاثبات، روى عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غزوة في البحر كعشر غزوات في البر ومن قطع البحر فأجاز
البحار فكأنما خاض نواحي البر كلها والمائد في البحر كالمتشحط في دمه. "
حدثناه محمد بن دليل بن بشر البغدادي بالرملة ثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ثنا
خالد بن يزيد العمرى حدثنا سفيان الثوري.
خلاس بن عمرو من أهل البصرة (1) يروى عن أبي رافع روى عنه سعيد بن أبي
عروبة منكر الحديث فيما يرويه حدثني محمد بن المنذر ثنا أبو زرعة ثنا عقبة بن مكوم
ثنا الوليد بن خالد قال شعبة: قال لي أيوب: لا ترو عن خلاس شيئا.
خليد بن دعلج من أهل البصرة (2) يروى عن عطاء وقتادة وابن سيرين روى
عنه أبو جعفر النفيلي ويحيى بن اليمان (3) كان كثير الخطأ فيما يروى عن قتادة وغيره
يعجبني الننكب عن حديثه إذا انفرد مات سنة ست وستين ومائة بحران (4) وكان
يسكنها روى خليد عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمان أهل
الأرض من الغرق (5) القوس وأمان أهل الأرض من الاختلاف والفتن والمولاة
لقريش فإذا خالفتها قبيلة من القبائل صاروا حزب إبليس ".
روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الدمشقي، وزوى عن قتادة عن سعيد بن

(1) الميزان 658 / 1
(2) الميزان 663 / 1
(3) في المخطوطة: " ابن لقمان "
(4) في المخطوطة: " سنة ست وستين مات بنجران "
(5) في الهندية: " من الفرق " والخبر فيه اضطراب في أكثر ألفاظه وهو في الجامع الكبير:
" أمان أمتي من الاختلاف " يراجع الجامع الكبير 1283 / 1.
285

المسيب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فارق جماعة المسلمين قيد شبر
فقد خلع ربقه الاسلام من عنقه ومن مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية ومن مات
تحت راية عصبة (1) يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتله جاهلية ".
حدثناه إسحاق بن أحمد القطان بتنيس ثنا يزيد بن عبد الصمد ثنا محمد بن عثمان ثنا
حليد بن دعلج [عن قتادة].
الخليل بن مرة شيخ (2) يروى عن جماعة من البصريين والمدنيين روى عنه الليث
ابن سعد، منكر الحديث عن المشاهير كثير الرواية عن المجاهيل، سمعت الحنبلي يقول سمعت
أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن الخليل بن مرة فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي يروى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر عند قوم فقال " أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار
وزارتكم الملائكة " وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أن يشرف الله
عز وجل له البنيان وأن يرفع له الدرجات يوم القيامة فليعفو عمن ظلمه وليصل من
قطعه وليعط من حرمه وليحلم عمن جهل عليه " في نسخة طويلة كلها مقلوبة روى عنه إنسان
ليس بثقة يقال له: طلحة بن زيد الرقي.
الخليل بن سلم أبو مسلم البزاز (3)، يروى عن عبد الوارث بن سعيد والبصريين
ينفرد بأشياء لا يتابع عليها أستحب مجانبة ما انفرد به من الاخبار، روى عن عبد الوارث
ابن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل

(1) في الهندية: " راية عمهة "
(2) الميزان 667 / 1
(3) في الهندية: " الخليل بن سلام " وأكد ذلك في تعليقة نقلها عن أبي الحسن. وفى المخطوطة:
" ابن سالم " وترجم له في موضعين بالميزان باسم الخليل بن سلم ونقل رأى ابن حبان فيه وأعاد الترجمة
باسم: خليل أبو مسلم البزار وقال هو ابن مسلم الميزان 667، 668 / 1.
286

على خوان حتى مات ولم يأكل خبزا مرققا حتى مات; حدثنا الحسن بن سفيان ثنا الخليل
بن سلم ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا سعيد بن أبي عروبة.
خصيب بن جحدر شيخ من (1) أهل البصرة، يروى عن الشاميين الثقات الأحاديث
الموضوعات، كان عنده ثلاثة عشر حديثا فقط فلما احتيج إليه أحرجت له الأرض أفلاذ
كبدها، مات سنة ست وأربعين ومائة، استعدى عليه شبه وقال، هذا يكذب، وتركه
يحيى القطان وأحمد بن حنبل، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عباس بن محمد سمعت يحيى بن
معين يقول: سمعت سعيد القطان يقول: كان خصيب بن جحدر كذابا.
خيثمة بن أبي خيثمة (2) شيخ يروى عن أنس بن مالك، روى عنه جابر الجعفي
منكر الحديث على قلته; لا تتميز كيفية سبب في النقل لان راويه جابر الجعفي. فما يلزق
به من الوهن فهو لجابر ملزق أيضا فمن هاهنا اشتبه أمره ووجب تركه (3).
خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحضرمي (4) من أهل حران كنيته أبو عون مولى
بنى أمية، يروى عن سعيد بن جبير ومجاهد، روى عنه الثوري وإسرائيل مات بالعراق
سنة سبع أو ست وثلاثين ومائة كان هو وخصاف أخوه توءم تركه جماعة من أئمتنا واحتج
به جماعة آخرون وكان خصيف شيخا صالحا فقيها عابدا إلا أنه كان يخطئ كثيرا فيما يروى
وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه، وهو صدوق في روايته إلا أن الانصاف في أمره قبول
ما وافق الثقات من الروايات وترك ما لم يتابع عليه وإن كان له مدخل في الثقات، وهو
ممن أستخير الله فيه ثنا الزيادي ثنا أبي شيبة، ثنا على بن المديني سمعت يحيى بن سعيد القطان
يقول: كنا تلك الأيام نجتنب حديث خصيف.

(1) الميزان 653 / 1
(2) في الهندية: " خيثم " وهو خلاف ما في المخطوطة والميزان 699 / 1
(3) أشار الذهبي إلى أن ابن حبان ذكره الثقات ولم ينقل عنه هذا الرأي الذي أورده هنا
(4) في الهندية: " الحريري " بخلاف ما في المخطوطة والميزان 653 / 1.
287

خارجة بن مصعب الضبعي (1) كنيته أبو الحجاج من أهل سرخس، يروى عن زيد
ابن أسلم والبصريين، روى عنه الناس، كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره،
ويروى ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم فمن هنا وقع في حديثة
للموضوعات عن الاثبات، لا يحل الاحتجاج بخبره، مات سنة ثمان وستين ومائة في شهر
ذي القعدة يوم الجمعة وكان مولده سنة ثمان وتسعين، سمعت محمد بن محمود يقول سمعت
الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن خارجة بن مصعب فقال: ليس بشئ; سمعت أحمد بن
زنجويه يقول سمعت جعفر الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يقول: خارجة بن مصعب
ضعيف.
خازم بن الحسين الحميسي (2) من أهل الكوفة كنيته أبو إسحاق يروى عن مالك
ابن دينار منكر الحديث على قلة روايته كثير الوهم فيما يرويه لم يكن يعلم الحديث ولا
صناعته وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوابد وطامات، روى عنه
الحسن بن الربيع وجبارة [بن مغلس الحماني]
خراش بن عبد الله شيخ (3) كان يزعم، أنه خدم أنس بن مالك روى عنه أهل
العراق أتى عن أنس [عن النبي صلى الله عليه وسلم] بنسخة منها أشياء مستقيمة وفيها أشياء موضوعة
لا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار، روى عن أنس بن مالك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من تأمل خلق امرأة حتى يتبين له حجم عظامها من ورائها وهو
صائم فقد أفطر " مع أشياء تشبه هذا إذا تأملها من هذا الشأن صناعته علم أنه كان
يضع الحديث [وضعا].

(1) هو أبو الحجاج السرخسي الفقيه الميزان 625 / 1
(2) الميزان 626 / 1
(3) الميزان 651 / 1.
288

داود بن يزيد بن عبد الرحمن (1) الأودي الزعافري من أهل الكوفة كنيته أبو يزيد
وهو عم عبد الله بن إدريس يروى عن أبيه والشعبي، روى عنه وكيع والمكي مات سنة
إحدى وخمسين ومائة وكان ممن يقول بالرجعة وكان الشعبي يقول له ولجابر الجعفي
لو كان لي عليكما سلطان ثم لم أجد إلا إبرة لشبكتكما ثم غللتكما (2) بها، حدثنا الهمداني
ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن داود بن يزيد الأودي حدثنا
محمد بن زياد الزيادي حدثنا ابن أبي شيبة سمعت يحيى بن معين وذكروا عنده داود الأودي
فقال: كان ضعيفا.
داود بن عطاء أبو سليمان من (3) أهل المدينة وهو الذي يقال له: داود أبى عطاء
يروى عن موسى بن عقبة وهو من موالي مزينة كثير الوهم في الاخبار لا يحتج به بحال
لكثرة خطئه وغلبته على صوابه، كان أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: رأيته وهو لا شئ.
داود بن عجلان [البجلي] من أهل (4) مكة أصله من خراسان من بلخ سكن مكة
يروى عن أبي عقال المناكير الكثيرة والأشياء الموضوعة. حدثني محمد بن المنذر سمعت
العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: داود بن عجلان يروى عن أبي
عقال وما أظنه بشئ.
قال أبو حاتم، وهو الذي قال: طفت مع أبي عقال في يوم مطير فقال لي: استأنف
العمل وقال أبو عقال: طفت مع أنس بن مالك في يوم مطير فقال: استأنف العمل،
وقال أنس طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مطير فقال: استأنف العمل: حدثناه ابن

(1) الميزان 21 / 2
(2) هكذا بالنسختين ولعلها: (ثم علقتكما بها)
(3) الميزان 12 / 2
(4) الميزان 12 / 2.
289

قتيبة حدثنا بن أبي السرى ثنا يحيى بن سليم الطائفي ثنا داود بن عجلان قال: طفت
مع أبي عقال.
داود بن عبد الجبار الكوفي (1) أبو سليمان سكن بغداد، يروى عن إبراهيم بن
جرير، روى عنه سعيد بن سليمان ومحمد بن عقبة منكر الحديث جدا مظلم الرواية بمرة
سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
داود بن عبد الجبار ليس بثقة.
داود بن أبي صالح المدني (2) يروى عن نافع ليس بشئ عداده في أهل المدينة،
روى عنه أهلها، يروى الموضوعات عن الثقات حتى كأنه كان يتعمد لها، روى عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشى الرجل بين امرأتين.
داود بن سوار المزني أبو حمزة (3) يروى عن عمرو بن شعيب روى عنه وكيع قليل
الرواية ينفرد مع قلته بأشياء لا تشبه حديث من يروى عنهم روى عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مروا صبيانكم بالصلاة إذا بغلوا سبعا واضربوهم
عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع وإذا زوج أحدكم أمته عبدا أو أجيرا
فلا ينظر إلى ما فوق الركبة دون السرة ".
[داود بن الحصين بن عقيل (4) بن منصور كنيته أبو سليمان من أهل المنصورة حدث

(1) الميزان 10 / 2
(2) الميزان 9 / 2
(3) ترجم له الذهبي هكذا وقال الصواب: " سوار بن داود. ثم ترجم له باسم سوار
الميزان 9، 245 / 2
(4) الميزان 5 / 2.
290

حديثين منكرين عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات، تجب مجانبة روايته ونفى الاحتجاج
بما انفرد به، روى عن إبراهيم بن الأشعث البخاري عن مروان بن معاوية الفزاري عن
سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادفنوا موتاكم في جوار
قوم صالحين فإن الميت يتأذى من جوار السوء كما يتأذى الاحياء من جيران السوء " وهذا
خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن روى مثل هذا الخبر عن إبراهيم
ابن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وجب مجانبة روايته
لان إبراهيم بن الأشعث يقال له: إمام من أهل بخارى ثقة مأمون والبلية في هذا الحديث
من داود هذا].
داود بن المحير بن قحذم (1) أبو سليمان من أهل بغداد صاحب " كتاب العقل "
مات سنة ست ومائتين [لثمان مضين من جمادى الأولى] وكان يضع الحديث على الثقات
ويروى عن المجاهيل المقلوبات كان أحمد بن حنبل رحمه الله يقول، هو كذاب وهو الذي
روى عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس [بن مالك] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كانت الدنيا همه (2) وسدمه لها يشخص ولها ينصب شتت الله عز وجل عليه، وضيعته
همته وجعل الفقر بين عينه ولم يأته منها إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه وسدمه
لها يشخص ولها ينصب جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره وأتته الدنيا وهي صاغرة "
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ثنا داود بن المحبر ثنا
همام بن يحيى عن قتادة

(1) الميزان 20 / 2
(2) لفظ الحديث في ابن ماجة: " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره " إلخ
وفى التعليق نقلا عن الزوائد أن إسناده صحيح.
ولفظ الحديث في النسختين دخله بعض تحريف ولعل كلمة: " أمره " سقطت من عبارة: " شتت
الله الخ وأن الأصل: " شتت الله عز وجل عليه أمره وضيعته همته. والسدم: الولوع بالشئ كما في
النهاية سنن ابن ماجة 1375.
291

داود بن الزبرقان (1) كان نخاسا بالبصرة، روى عنه أهلها اختلف فيه الشيخان أما
أحمد فحسن القول فيه ويحيى وهاه; ثنا محمد بن محمود النسائي سمعت على بن سعيد بن
جرير يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: داود بن الزبرقان لا أتهمه في الحديث، وسمعت
يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: داود بن الزبرقان
فقال: ليس بشئ.
قال أبو حاتم: كان داود بن الزبرقان شيخا صالحا يحفظ الحديث ويذاكر به ولكنه
كان يهم في المذاكرة ويلغط في الرواية إذا حدث من حفظة ويأتي عن الثقات بما ليس من
أحاديثهم، فلما نظر يحيى إلى تلك الأحاديث أنكرها وأطلق عليه الجرح بها، وأما
أحمد بن حنبل رحمه الله فإنه علم ما قلنا أنه لم يكن بالمعتمد في شئ من ذلك، فلا يستحق
الانسان الجرح بالخطأ يخطئ أو الوهم بهم ما لم (2) يفحش ذلك حتى تكون ذلك الغالب
على أمره، فإذا كان كذلك استحق الترك، وداود بن الزبرقان عندي صدوق فيما وافق
الثقات إلا أنه لا يحتج به إذا انفرد وإنما نملي (3) بعد هذا الكتاب كتاب الفضل من
النقلة ونذكر فيه كل شيخ اختلف فيه أئمتنا ممن ضعفه بعضهم ووثقه البعض ونذكر السبب
الداعي لهم إلى ذلك ويحتج لكل واحد منهم ونذكر الصواب فيه لئلا نطلق على مسلم
الجرح بغير علم لا يقال فيه أكثر مما فيه إن قضى الله ذلك وشاءه.
داود بن عفان بن حبيب (4) شيخ كان يدور بخراسان ويزعم أنه سمع أنس بن
مالك ويروى عنه ويضع عليه وليس حديثه عند أصحاب الحديث، وإنما كتب أصحاب
الرأي والكرامية عنه ولكني ذكرته لئلا يغتر عوام أصحاب الحديث بشئ من روايته

(1) الميزان 7 2
(2) في الأصل: " مالا يفحش "
(3) في المخطوطة: " يملي " يوم المضارعة واطردت العبارة على هذا النهج مما أخل بالمعنى لمقصود
(4) الميزان 12 / 2.
292

روى عن أنس نسخة موضوعة كتبناها عن عمار بن عبد المجيد عن داود بن عفان عن
أنس بن مالك، حديثة لا شئ من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل لما خلق الجنة
قال لها تزيني فتزينت ثم قال لها تكلمي فتكلمت فقال: طوبى لمن رضيت عنه " في أشياء
يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناده في الايمان والقرآن، لا يحل ذكره في الكتب إلا على [سبيل]
القدح فيه.
درست بن زياد العنبري (1) أبو الحسن من أهل البصرة وهو الذي يقال له درست
ابن حمزة القزاز (2)، يروى عن مطر الوراق ويزيد الرقاشي وكان يسكن بنى قشير، روى
عنه خليفة بن خياط شباب وكان منكر الحديث جدا، يروى عن مطر وغيره أشياء تتخايل
إلى من يسمعها أنها موضوعة لا يحل الاحتجاج بحبره، روى عن يزيد الرقاشي عن أنس
ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشمس والقمر ثوران عقيران في النار (3). حدثناه
القطان بالرقة ثنا عمر بن يزيد السياري ثنا درست بن زياد ثنا يزيد الرقاشي، وروى عن
مطر عن قتادة عن أنس [بن مالك] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مامن مسلمين يلتقيان فيتصافحان
[كل واحد منهما صاحبه] ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله ذنوبهما
ما تقدم منها وما تأخر (4) حدثناه الحسن بن سفيان ثنا خليفة بن خياط ثنا درست بن زياد
ثنا مطر الوراق. وروى عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من

(1) ترجم في الميزان التاريخ الكبير لرجلين فرق بينهما أحدهما: درست بن حمزة عن مطر الوراق
وثانيهما درست ابن زياد البصري القزاز عن أبان بن طارق وحميد ولكن المصنف هنا خلط بينهما على
أنهما رجل واحد. يراجع الميزان 26 / 2 التاريخ الكبير 252 / 3
(2) في الهندية: " الفراء " وفى المخطوطة: " الفزاري " وفى الميزان: " القزاز " ويقال الخزاز
(3) أورد الذهبي الحديث في ترجمة درست بن زياد وأورد الحديث التالي له في ترجمة درست
ابن حمزة يراجع الميزان
(4) لفظ الخبر في الميزان: " مامن عبدين متحابين في الله استقبل أحدهما صاحبه فيتصافحان ويصليان
على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى يغفر لهما ".
293

دخل على غير دعوة فقد دخل سارقا وخرج مغيرا. ثنا أبو يعلى محمد بن زهير بالأبلة ثنا
عمر بن يحيى الأبلي ثنا درست بن زياد عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر وروى
يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال يا رسول الله!
مات فلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس مر بنا آنفا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! مات فجأة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله كأنها أخذة على غضب ثم قال إن المحروم من حرم الوصية.
حدثناه محمد بن المسيب ثنا عباس بن يزيد النجراني ثنا درست بن يزيد ثنا زياد الرقاشي.
الدجين بن ثابت اليربوعي (1) أبو الغصن من أهل البصرة وهو الذي يتوهم أحداث
أصحابنا أنه حجا وليس كذلك، يروى عن هشام بن عروة وأسلم مولى عمر، روى
عنه ابن المبارك ومسلم وكان الدجين قليل الحديث منكر الرواية على قلته يقلب الاخبار ولم
يكن الحديث شأنه، حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم ثنا محمد بن هاشم
ثنا على بن عبد الله قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول، كان دجين بن ثابت يقول
لنا: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كذب على متعمدا، ثم صيره
بعد عن أسلم مولى عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال [بعد] حدثني أسلم مولى عمر عن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت لعبد الرحمن: لا أحدث عن هذا الشيخ أبدا قال وكان لا يحدث عنه
وفى هذا خبر مشهور للدجين بن ثابت هكذا حدثناه أبو خليفة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا
الدجين بن ثابت ثنا أسلم مولى عمر قال فقلنا حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد
أو أنقص، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب على معتمدا فليتبوأ مقعده من النار.
دلهم بن صالح الكوفي (2) يروى عن عطاء، روى عنه وكيع منكر الحديث جدا

(1) الميزان 23 / 2
(2) الميزان 28 / 2.
294

ينفرد عن الثقات بمالا يشبه حديث الاثبات، حدثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان الحافظ
قال قلت ليحيى بن معين: دلهم بن صالح؟ فقال: ضعيف.
دهثم بن قران يروى (1) عن نمران بن جارية، روى عنه أبو بكر بن عياش كان
عمن ينفرد بالمناكير عن المشاهير ويروى عن الثقات أشياء لا أصول لها، ثنا محمد بن
زياد الزيادي ثنا بن أبي شيبة سمعت يحيى بن معين وذكر له دهثم بن قران فقال: كان دهثم
كوفي لا يكتب حديثه.
دينار بن عبد الله شيخ (2) كان يروى عن أنس بن مالك; روى عنه أحمد بن محمد
ابن غالب وغيره: روى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في الكتب ولا كتابة
ما رواه إلا على سبيل القدح فيه، روى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما طاب
رائحة عبد قط إلا قل همه ولا نقت ثياب عبد قط إلا قل همه " وروى عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من اغتسل من الجنابة حلالا أعطاه الله عز وجل مائة قصر من درة بيضاء
وكتب الله له لكل قطرة ثواب ألف شهيد " في نسخة تشبه هذا وإنما ذكرت هذا الشيخ
ومن يشبهه في هذا الكتاب لئلا يغتر المبتدئ في العلم بروايتها.
دليل بن عبد الملك الفزاري من أهل حلب (3)، يروى عن السدى روى عنه ابنه
عبد الملك بن دليل عنه عن السدى عن زيد بن أرقم نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في
الكتب ولا الاحتجاج بدليل هذا.

(1) الميزان 28 / 2
(2) ترجم له الذهبي باسم دينار بن مكيس الحبشي وأورد في ترجمته حديث الاغتسال بلفظ فيه
خلاف الميزان 30 / 2
(3) في الهندية: " دليل بن عبد الملك القراي " يراجع الميزان 28 / 2.
295

ذواد بن علبة الحارثي (1) من أهل الكوفة كنيته أبو المنذر، يروى عن ليث
ومطرف، روى عنه الفضل بن موسى منكر الحديث جدا، يروى عن الثقات مالا أصل
له وعن الضعفاء مالا يعرف وهو الذي روى عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة أن النبي
صلى الله عليه وسلم مر على قوم يبنون حائطا فقال نيك نيك تكنيت (2).
وبإسناده أنه قال: " يا أبا هريرة أشكم درد، قم (3) فصل فإن في الصلاة شفاء "
ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: ذواد بن علبة قال: ليس بشئ
سمعت أحمد بن محمد بن حريب يقول لنا محمود ابن آدم قال رجل للفضل بن موسى:
كيف حدثك ذواد بن علبة فقال الفضل بنذريا فتى فيسير حدثنا (4) ذواد بن علبة.
الربيع بن صبيح مولى بنى سعد (5) من أهل البصرة كنيته أبو جعفر; يروى عن
الحسن وعطاء، روى عنه الثوري وابن المبارك ووكيع، مات بالسند سنة ستين ومائة
وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم وكان يشبه بيته بالليل ببيت النخل من كثرة
التهجد إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان بهم فيما يروى كثيرا حتى وقع في حديثه
المناكير من حيث لا يشعر، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما يوافق الثقات فإن
اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا، حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى لا يحدث
عن الربيع بن صبيح:

(1) الميزان 32 / 2
(2) هكذا، والمرجح أن الكلمات فارسية ولم أعثر عليه فيما لدى من المراجع
(3) الحديث رواه ابن ماجة عن أبي هريرة وفيه ذؤاد بن علبة. بلفظ: " اشكمت ورد " واللفظان
فارسيان أشكم أي بطن ودر دأى وجع والتاء للخطاب والمعنى أتشتكي بطنك. سننن ابن ماجة 1144 / 2
(4) في الهندية العبارة غير واضحة وهي: " فقال الفضل ببدرنا (؟) فتى بالمارست بليس "
(5) الميزان؟ 41 / 2.
296

الربعي بن حبيب، يروى (1) عن نوفل بن عبد الملك، روى عن عبيد الله بن موسى
منكر الحديث، كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، وهو الذي
يقال له الربيع بن حسين وقد قيل إنه من ولد نوفل بن عبد الملك.
الربيع بن مالك شيخ (2) يروى عن خولة، روى عنه الحجاج بن أرطاة منكر
الحديث [جدا] فلا أدرى الانكار (3) في حديثه وقع من جهته أو من قبل الحجاج بن
أرطاة لان الحجاج ليس بشئ في الحديث، فإن كان منهما أو من أحدهما وجب التنكب
عن الاحتجاج به.
الربيع بن بدر التميمي السعدي (4) مولى طلحة بن عبد الله بن عوف الذي يقال له
عليله، وكان أعرج من أهل البصرة، يروى عن أيوب وأبيه، روى عنه على بن عياش
وعلي بن حجر، كان ممن يقلب الأسانيد، ويروى عن الثقات الموضوعات وعن الضعفاء
الموضوعات، حدثنا الزيادي ثنا ابن أبي شيبه قال: سمعت يحيى بن معين وسئل عن الربيع
ابن بدل فقال: كان ضعيفا، ثنا الحنبلي قال: سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين
قال الربيع بن بدر ليس حديثة بشئ.
راشد أبو مكيث، يروى عن ابن عمر (5)، روى عنه جرير بن عبد الحميد كان قذافا
للمحصنات ومع ذلك لم ير ابن عمر وكان يروى عنه، ومن كان فيه إحدى الخصلتين
الكذب أو الفسق استحق الترك فكيف إذا اجتمعا.

(1) الميزان 39 / 2
(2) الميزان 42 / 2
(3) في الهندية: " الأذكار " بدل الانكار
(4) الميزان 38 / 2
(5) في الميزان: راشد أبو الكميث ويقال أبو مكيث وفى المخطوطة الكلمة محرفة وقد جزم
البخاري في الكبير: " أبو الكميث التاريخ الكبير 293 / 3 الميزان 36 / 2.
297

راشد بن معبد الواسطي (1) شيخ يروى عن أنس بن مالك، روى عنه زيد بن
حبان (2)، عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها يشهد من ليس العلم صناعته أنها
موضوعة يكثر ذكرها.
رشيد الهجري يروى عن أبيه (3) عداده في أهل الكوفة كان يؤمن بالرجعة قال
الشعبي: دخلت عليه يوما فقال: خرجت حاجا فقلت. لأعهدن بأمير المؤمنين عهدا (4)
فأتيت بيت علي عليه السلام فقلت لانسان استأذن لي على أمير المؤمنين قال: أو ليس قد
مات؟ قلت: قد مات فيكم والله إنه ليتنفس الآن تنفس الحي فقال: أما إذ عرفت سر
آل محمد فادخل قال فدخلت على أميرا لمؤمنين وأنبأني بأشياء تكون فقال له الشعبي: إن
كنت كاذبا فلعنك الله، وبلغ الخبر زيادا فبعث إلى رشيد الهجري فقطع لسانه وصلبه على
باب [دار] عمرو بن حريث، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت
يحيى بن معين عن رشيد الهجري عن أبيه فقال: ليس برشيد ولا أبوه، ثنا مكحول
سمعت جعفر بن أبان يقول قلت ليحيى بن معين: رشيد الهجري قال: ليس بشئ.
روح بن غطيف بن أبي سفيان الثقفي (5)، يروى عن الزهري وعمر بن مصعب،
روى عنه القاسم بن الوليد ومحمد بن ربيعة، كان يروى الموضوعات عن الثقات لا تحل
كتابة حديثه ولا الرواية عنه، وهو الذي روى عن الزهري عن سيعد [بن المسيب] عن أبي
هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم ".
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا مجاهد بن موسى ثنا القاسم بن مالك عنه.

(1) في المخطوطة " بن سعيد " وهو بن معبد في الهندية والميزان 36 / 2
(2) في الهندية: " زيد بن خبأت " والصواب بن حبان يراجع الميزان 101 / 2
(3) الميزان 51 / 1
(4) في الهندية: " يا أمير المؤمنين عهدا " وفى المخطوطة: لا عهدي بأمير إلخ
(5) الميزان 65 / 2.
298

قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهذا خبر موضوع لاشك فيه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا ولا روى عنه أبو هريرة ولا سعيد بن المسيب ذكره ولا الزهري قاله، وإنما هذا
اختراع أحدثه أهل الكوفة في الاسلام وكل شئ يكون بخلاف السنة فهو متروك
وقائله مهجور. وقد روى روح بن غطيف عن عمر بن مصعب بن الزبير عن عروة عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتأتون في ناديكم المنكر - قال: الضراط - روى عنه محمد بن
ربيعة الكلابي.
روح بن مسافر أبو بشر (1) عداده في أهل البصرة; يروى عن حماد بن أبي
سليمان الأعمش: روى عنه أهل الكوفة كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات، لا تحل
الرواية عنه ولا كتابة حديثه للاختبار. تركه ابن المبارك، وهو الذي روى عن حماد عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللوطيان لو اغتسلا بماء البحر لم يجزهما
حتى يتوبا " روى عنه فهد بن عوف.
روح بن المسيب الكلبي أبو (2) رجاء التميمي من أهل البصرة، يروى عن ثابت
البناني وعمرو بن مالك البكري، روى عنه مسلم بن إبراهيم ويحيى بن يحيى، وكان روح ممن
يروى عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثا بن غطيف
لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للاختبار، وهو الذي روى عن ثابت البناني عن
أنس بن مالك قال: جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال
بالفضل والجهاد في سبيل الله عز وجل فما لنا عمل نعمله ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله
عز وجل؟ قال: مهنة إحداكن في بيتها تدرك به عمل المجاهدين في سبيل الله عز وجل.
حدثناه الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا روح بن المسيب عن ثابت.

(1) الميزان 61 / 2
(2) الميزان 61 / 2.
299

روح بن جناح كنيته أبو سعيد (1) من أهل الشام، يروى عن مجاهد، روى عنه
الوليد بن مسلم، منكر الحديث جدا، يروى عن الثقات ما إذا سمعها الانسان الذي ليس
بالمتبحر في صناعة الحديث شهد لها بالوضع، روى عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ". حدثناه ابن قتيبة بعسقلان ثنا هشام
ابن عمار ثنا الوليد عنه.
روح بن عطاء بن أبي ميمونة (2) من أهل البصرة، يروى عن شعبة روى عنه أهل
البصرة، كان يخطئ وبهم كثيرا حتى ظهر في حديثة المقلوبات من حديث الثقات، لا يعجبني
الاحتجاج بخبره إذا انفرد، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين [جميعا] رحمهما الله.
رباح بن أبي معروف (3) من أهل مكة، يروى عن مجاهد وعطاء، روى عنه الناس
كان ممن يخطئ ويروى عن الثقات مالا يتابع عليه والدي عندي فيها لتنكب عما انفرد
به من الحديث والاحتجاج بما وافق الثقات من الروايات، على أن يحيى وعبد الرحمن
تركاه، حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن
رباح بن أبي معروف.
رباح بن عبيد الله [بن عمر] العمرى (4) يروى عن سهيل بن أبي صالح، روى
عنه هشام بن يوسف، كان قليل الحديث منكر الرواية على قلتها لا يجوز الاحتجاج بخبره
عندي إلا بما وافق الثقات، روى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم: بئس الشعب جياد، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال تخرج منه الدابة فتصبح

(1) في المخطوطة: " روح بن جناح أبو مروان بن جناح والصواب أخو مروان، كما في
الميزان 57 / 2
(2) الميزان 60 / 2
(3) الميزان 38 / 2
(4) الميزان 37 / 2.
300

ثلاث صيحات يسمعها من بين الخافقين. حدثناه أبو يعلى بالموصل ثنا يحيى بن معين
ثنا هشام بن يوسف.
رجاء بن أبي عطاء (1) شيخ يروى عن المصريين الأشياء الموضوعة لا يحل الاحتجاج به
بحال، روى عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من أطعم أخاه خبزا حتى يشبعه وسقاه من مائه باعده الله من النار سبع خنادق بعد بين
كل خندقين مسيره خمسمائة عام ". روى عنه إدريس بن يحيى الخولاني وهذا شئ ليس
من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رزيق أبو عبد الله الألهاني (2) من أهل الشام. يروى عن عمرو بن الأسود، روى
عنه أرطاة بن المنذر الكوني ينفرد بالأشياء التي لا تشبه حديث الاثبات [التي] لا يجوز
الاحتجاج به إلا عند الوفاق، روى عن عمرو بن الأسود عن أبي الدرداء قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأكلن متكئا ولا على غربال ولا تتخذن من المسجد مصلى لا تصل إلا
فيه ولا تتخطى رقاب الناس فيجعلك الله لهم جسرا يوم القيامة " روى عنه أرطاة بن
المنذر السكوني (أخبرناه بن حوصاء بدمشق)
ركن بن عبد الله الشامي (3)، يروى عن مكحول، روى عنه أبو حامد محمد
ابن عبد الملك الأزدي، روى عن مكحول شبيها بمائة حديث مال كثير شئ منها أصل
لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن مكحول عن أبي أمامة بنسخة أكثرها موضوع
وعن غير أبي أمامة من الصحابة وغيرهم منها، روى عن مكحول عن أبي أمامة قال: قلت
يا رسول الله الرجل يتوضأ الصلاة ثم يقبل أهل أو يلاعبها ينقض ذلك وضوءه؟ قال: لا،

(1) الميزان 46 / 2
(2) الميزان 48 / 2
(3) الميزان 54 / 2.
301

حدثنا ابن قتيبة بعسقلان ثنا عبد العزيز بن إسحاق بن هبار ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ركن
بن عبد الله بن مكحول عن أبي أمامة.
رشدين بن كريب (1) مولى ابن عباس، يروى عن أبيه، عداده في أهل المدينة (قال
ابن عدي في رشدين: أحاديثه مقاربة لم أر فيها حديثا منكرا جدا وهو على ضعفه ممن يكتب
حديثه) روى عنه عيسى بن يونس كثير المناكير، يروى عن أبيه أشياء ليس تشبه
حديث الاثبات عنه، كان الغالب عليه الوهم والخطأ حتى خرج عن حد الاحتجاج به، روى
عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا لا يصلين أحد إلى أحد ولا إلى قبر "،
رواه عنه عبد الرحمن بن مغراء وروى عن أبيه عن ابن عباس قال: جاءت امرأة من اليمن
ومعا ابن لها فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابني هذا يريد الجهاد وأنا أمنعه فقال
رجل آخر: يا رسول الله! إني نذرت أن أنحر نفسي قال فشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة
وابنها قال: فجاءه وقد خلع ثيابه لينحر نفسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت أن تنحر
نفسك؟ قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل في أمتي من
يوفى بالنذر، ويخاف يوما كان شره مستطيرا، هل لك من مال؟ قال ما شئت من مال قال
فأهد مائة بدنة وأجعلها في ثلاثة أعوام، فإنك إن تنحرها في عام واحد لم تجد من تعطيها
إياه، ولا تعودن بمثل هذا اليمين، ثم أقبل على الرجل فقال: غزوك أمك وإن لك عنها
أفضل مما تريد من الاجر، قال: وأتت امرأة فقالت: يا رسول الله إني وافدة النساء إليك
من رأيت، ومن لم تر أخبرني عما جئت أسألك عنه: الله رب الرجال ورب النساء [وآدم
أب الرجال وأب النساء وحواء أم الرجال وأم النساء [وأنت رسول الله رسول الرجال
والنساء، كتب الله الجهاد على الرجال فإن يصيبوا أجروا وإن ماتوا وقع أجرهم على الله وإن
قتلوا كانوا أحياء عند الله يرزقون، ونحن نحس دوابهم ونقوم بهم قلنا من ذلك شئ؟ فقال

(1) الميزان 51 / 2.
302

لها رسول الله صلى الله أخبري من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعتراف حقه تعدل
ذلك وقليل منكن يفعل ذلك. حدثنا الحسن بن سفيان قال ثنا جباره بن مغلس قال ثنا
مندل بن علي عن رشدين بن كريب في نسخة كتبناها عنه فيها العجائب التي ينكرها
المبتدئ في العلم فكيف المتبحر في هذه الصناعة.
رشدين بن سعد المهري (1) من أهل مصر كنيته أبو الحجاج (قال ابن عدي: هو مع
ضعفه ممن يكتب حديثه وروى عن أحمد بن حنبل أنه قال فيه: أرجو أنه صالح الحديث)
يروى عن عقيل ويونس، روى عنه ابن المبارك وابن وهب مات سنة ثمان وثمانين ومائة
كان ممن يجيب في ما يسأل ويقرأ كل ما يدفع (2) إليه سواء كان ذلك حديثه من أو من
غيره حديثه، ويقلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه، روى رشدين بن سعد عن
يونس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تبكين إلا لاحد رجلين فاجر مكمل
فجوره أو بار مكمل يره ". حدثنا الحسن بن سفيان قال ثنا رشدين بن سعد، وروى رشدين
ابن سعد عن يونس بن يزيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سقط الهلال قبل
الشفق فهو لليلته وإذا سقط بعد الشفق فهو لليلتين ".
روى عنه نعيم بن حماد روى عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس [بن مالك]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل الله على
محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتاه غير مصدق به لم تقبل له صلاة أربعين يوما ".
ثناه ابن قتيبة قال: ثنا ابن أبي السرى قال ثنا رشيدين بن سعيد عن جرير بن حازم
وقد قال قتيبة بن سعيد: كان ابن لهيعة ورشدين بن سعد لا يباليان ما دفع إليهما فيقرءانه.

(1) الميزان 49 / 2
(2) الهندية: " ما رفع ".
303

ثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير: سئل يحيى بن معين عن رشيد ين بن سعد فقال: لا شئ.
سمعت يعقوب بن إسحاق سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: رشدين بن سعد؟
قال: ليس بشئ.
ركين بن عبد الأعلى الضبي (1)، روى عنه الثوري عدادة في أهل الكوفة كان
كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير على قلة روايته فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا
فيما وافق الثقات.
رفاعة بن هرير (2) بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الأنصاري الحارثي من أهل
المدينة أخو عبد الله بن هرير يروى عن أبيه، روى عن ابن أبي فديك كان ممن يخطئ
وينفرد عن جده بأشياء ليست بمحفوظة من حديث رافع بن خديج فان يجوز أن يعتمد
على ما انفرد من الرواية عند الاحتجاج ولا يسقط فيما وافق الثقات بإطلاق الجرح عليه.
رفدة بن قضاعة الغساني (3) من أهل الشام، يروى عن الأوزاعي وسعيد بن
عبد العزيز، روى عنه هشام بن عمار، كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحتج به
إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الاثبات بالأشياء المقلوبات، روى عن الأوزاعي
عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل خفض
ورفع. ثناه محمد بن العباس الدمشقي قال ثنا هشام بن عمار.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهذا خبر إسناده مقلوب ومتنه منكر ما رفع النبي صلى الله عليه وسلم
يده في كل خفض ورفع قط وأخباره الزهري عن سالم عن أبيه تصرح بضده أنه لم يكن
يفعل ذلك بين السجدتين.

(1) الميزان 54 / 2
(2) الميزان 53 / 2
(3) الميزان 53 / 2.
304

زياد بن أبي سفيان (1) وهو الذي يقال له زياد بن عبيد وهو الذي يقال له زياد
ابن سمية، وسمية أمه وكان كنيته أبو المغيرة وهو أخو أبى بكرة لامه، يروى عن عمر قتل (2)
سنة ثلاث وخمسين وكان زياد ظاهر أحواله معصية الله وقد أجمع أهل العلم على ترك
الاحتجاج من كان ظاهر أحواله غير طاعة الله والأخبار المستفيضة في أسباب تغنى عن
الانتزاع منها للقدح فيه.
زياد بن ميمون الثقفي (3) من أهل البصرة كنيته أبو عمار وهو الذي يقال له زياد
ابن أبي عمار، يروى عن أنس والحسن، روى عنه الحارث بن مسلم وغيره، كان يروى
عن أنس ولم يره ولا سمع منه شيئا وهو صاحب حديثه الطويل في قصة الجماع، قال محمود
ابن غيلان عن أبي داود قلت لزياد بن ميمون: حدثني ما سمعت من أنس قال: لم أسمع
منه حرفا. ثنا مكحول [ببيروت] قال: ثنا جعفر بن أبان الحراني قال: قلت ليحيى
ابن معين: زياد بن ميمون؟ فقال: كذاب، حدثنا [محمد بن إسحاق] بن حزيمة سمعت
نصر بن علي الجهضمي يقول سمعت بشر بن عمر يقول: سمعت زياد بن ميمون يقول احسبوني
كنت يهوديا أو نصرانيا فقد تبت لم أسمع من أنس بن مالك شيئا.
زياد بن أبي حسان النبطي (4) (قال البخاري: زياد بن أبي حسان كان ضعيفا
يتكلم فيه لا مانع من حديثه وقال ابن عدي: زاياد هذا قليل الحديث لعل له خمسة أحاديث)
يروى عن أنس وعمر بن عبد العزيز، روى عنه إسماعيل بن علية كان شعبة شديد الحمل
عليه، وكان ممن يروى أحاديث مناكير كثيرة وأوهاما كثيرة، لا يجوز الاحتجاج به إذا

(1) الميزان 86 / 2
(2) لم يقتل زياد وإنما مات حتف أنفه كما ذكره المؤرخون يراجع دول الاسلام للذهبي 39 / 1
(3) الميزان 94 / 2
(4) الميزان 88 / 2.
305

انفرد، وهو الذي روى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أغاث ملهوفا كتب
الله له ثلاثا وسبعين مغفرة واحدة منها يجمع له أمره كله واثنتان وسبعون درجات في
الجنة ".
حدثنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال ثنا عبد العزيز
ابن عبد الصمد العمى قال ثنا زياد بن أبي حسان النبطي.
زياد بن عبد الله النميري (1) شيخ من أهل البصرة، يروى عن أنس بن مالك،
روى عنه أهل البصرة منكر الحديث، يروى عن أشياء لا تشبه حديث الثقات
لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول:
قال يحيى بن معين عن زياد النميري فقال: لا شئ.
زياد بن المنذر أبو الجارود الثقفي (2)، يروى عن الأعمش وعطيه، روى عنه مروان
ابن معاوية كان رافضيا يضع الحديث في مثالب (3) أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ويروى في فضائل
أهل البيت أشياء مالها أصول، لا تحل كتابة حديثه، قال يحيى: زياد بن المنذر
أبو الجارود كذاب عدو الله ليس يساوى فلسا. وقال أحمد: أبو الجارود متروك الحديث.
وقال البخاري: رماه ابن معين وقال ابن عدي وابن معدان: تكلم فيه وضعفه لأنه
كان يروى أحاديث في فضائل أهل البيت، ويروى ثلب غيرهم ويفرط، فلذلك ضعفه مع
رواة أبى الجارود وهذه أحاديث غمر مروى عنهم وفيها نظر.
زياد بن عبد الله بن الطفيل (2) البكائي العامري من أهل الكوفة، يروى عن ابن

(1) الميزان 90 / 2
(2) الميزان 93 / 2
(3) في الهندية: " مناقب " بدل " مثالب "
(4) الميزان 91 / 2.
306

إسحاق وإدريس الأودي، روى عنه عمرو بن زرارة والناس، مات سنة ثلاث وثمانين
ومائة، كان فاحش الخطأ كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج بخبر. إذا، انفرد وأما فيما وافق
الثقات في الروايات فإن اعتبر بها معتبر فلا ضير، كان وكيع يقول: هو أشرف من أن
يكذب، وكان يحيى بن معين سئ الرأي فيه، ثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير يقول عن
يحيى بن معين قال: زياد البكائي صاحب المغازي ليس حديثه بشئ.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وقد روى زياد البكائي عن إدريس الأودي عن
عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: " أذن بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى وأقام مثل
ذلك " ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا زكريا بن يحيى زحمويه عنه، وهذا (خبر) باطل
ما أذن بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى (مثنى) و (ما) أقام مثل ذلك قط إنما كان أذانه
مثنى [مثنى] وإقامته فرادى وهذا الخبر رواه الثوري والناس عن عون بن أبي جحيفة
بطوله ولم يذكروا فيه تثنية الاذان و (لا) الإقامة وإنما قالوا: خرج بلال فأذن فقط.
(قال ابن عدي: زايد بن عبد الله قد روى عنه الثقات من الناس وما أرى في روايته بأسا).
زياد بن الربيع اليحميدي (1) مصري يكنى أبا خداش. قال البخاري: سمع
عبد الملك بن حبيب في إسناده نظر وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا.
زياد بن بيان (2) سمع على بن نفيل. في إسناده نظر.
زائدة مولى عثمان (3) بن عفان رضي الله عنه، يورى عن سعد بن أبي وقاص;
روى عنه أبو الزياد منكر الحديث جدا لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا

(1) زياد بن الربيع اليحمدي سقط اسمه من الهندية كنيته في المخطوطة أبو خراش و
أبو خداش الميزان 88 / 2 التاريخ الكبير 353 / 3
(2) زياد بن بيان الرقي سقطت ترجمته في الهندية يراجع الميزان 87 / 2
(3) الميزان 65 / 2.
307

انفرد، وقد قيل إنه والد هشام بن زياد أبو المقدام وليس كذلك، هذا زائدة وذاك زياد
جميعا (مدنيان).
زائدة بن أبي الرقاد الباهلي (1) كنيته أبو معاذ من أهل البصرة، يروى عن زياد
النميري، روى عنه أهل البصرة، يروى المناكير عن المشاهير لا يحتج به ولا يكف
إلا للاعتبار.
زيادة بن محمد شيخ (2)، يروى عن محمد بن كعب (القرظي) عن فضالة بن عبيد،
روى عنه الليث بن سعد، منكر الحديث جدا يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك
(قال ابن عدي: زياد بن محمد الأنصاري أظنه مدني وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن عدي ما أعرف له إلا مقدار حديثين أو ثلاثة. روى عنه الليث وابن لهيعة.
ومقدار ماله لا يتابع عليه. قال: وهو في جملة الضعفاء ويكتب حديثه على ضعفه، وقد
حدث عنه شعبه والثوري)، روى عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد قال:
جاء رجلان من أهل العراق يلتمسان لابنيهما (3) حبس بوله فدلهم القوم على
أبى الدرداء فجاء الرجلان ومعهما فضالة بن عبيد فذكر الذي ما بذيهما.
قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من اشتكى منكم شيئا أو اشتكى
أخ له فليقل ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في [السماء] والأرض " كما رحمتك
في السماء فاجعل رحمتك في الأرض " اغفر لنا حوبنا وخطايانا إنك رب الطيبين فأنزل
شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك على هذا الوجع فبرأ ".
حدثنا ابن قتيبة قال ثنا يزيد بن موهب قال ثنا الليث بن سعد عن زيادة بن محمد.

(1) الميزان 65 / 2
(2) الميزان 98 / 2
(3) في الهندية: " لا بينهما ".
308

زيد العمى هو زيد بن الحوارى (1)، كنيته أبو الحوارى يروى عن أنس
ومعاوية بن قرة.
روى عنه الثوري (2) وشعبة وكان قاضيا بهراة، يروى عن أنس أشياء موضوعة
لا [أصل] لها حق سبق إلى القلب أنه المتعمد لها وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو
عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره. ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار، سمعت الحنبلي يقول:
سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لا يجوز حديث زيد العمى،
وكان أميل من يزيد الرقاشي.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضين من الشهر كان دواء لداء سنة "
حدثناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ ثنا محمد بن حرب النسائي قال ثنا
يزيد بن هارون قال ثنا محمد بن الفضل عن زيد العمى عن معاوية بن قرة.
وقد روى زيد العمى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان منكم يحب
أن تستاب دعوته وتكشف كربته فلييسر على معسر ". ثناه أبو يعلى قال ثنا محمد بن
المثنى قال: ثنا بكر بن بكار قال: ثنا يوسف بن صهيب عن زيد العمى عن أنس بن مالك.
زيد بن جبيرة بن محمد بن جبرة (3) الأوسي من بنى عبد الأشهل كنيته أبو جبيرة

(1) الميزان 102 / 2
(2) في الهندية: " الشعبي "
(3) الميزان 99 / 2 (م 20 - ج 1 - المجروحين).
309

الأنصاري، يروى عن أبيه وداود بن الحصين روى عنه الليث بن سعد ويحيى بن أيوب
منكر الحديث، يروى المناكير عن المشاهير فاستحق التنكب عن روايته، سمعت الحنبلي
قال: سمعت أحمد قال: سئل يحيى بن معين عن زيد بن جبيرة فقال: لا شئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في سبع مواطن المقبرة والمجزرة والمزبلة والحمام ومحجة الطريق
وظهر بيت الله عز وجل، ومعاطن الإبل، حدثناه الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عيسى
وحرملة قالا: ثنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن زيد بن جبير بإسناده عن ابن عمر
قال: دخل (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى بكر وعمر وهما يغتسلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي بكر: كيف اغتسلت؟ قال نزع لي عمر ثم أعرض عنى، قال: أنت يا عمر؟ قال: نزع لي
أبو بكر ثم أعرض عنى فقال: هكذا الغسل، نظر الرجل إلى عورة أخيه كنظره إلى الفرج
الحرام ثناه الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا زيد بن جبير الأنصاري
حدثني داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر. وروى [عن] داود بن الحصين عن نافع
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خصال لا تنبغي في المساجد: لا تتخذ طرقا ولا يشهر
فيه سلام ولا ينثر فيها نبل ولا يمر فيها بلحم نئ ولا يضرب فيه حد ولا تتخذ سوقا (2)
ثنا ابن قتيبة ثنا يحيى بن عثمان بن سعيد حدثني محمد بن حمير حدثني زيد بن جبيرة.
زيد بن عبد الرحمن بن زيد (3) بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، يروى عن أبيه
روى عنه ابن أبي أويس وإبراهيم بن المنذر الحزامي منكر الحديث جدا، فلا أدرى التخليط
في حديثه منه أو من أبيه لان أباه ليس بشئ في الحديث، وأكثر روايته عن أبيه فمن

(1) في المخطوطة: " دخل أبو بكر وعمر على رسول الله وهما يغتسلان "
(2) في الهندية: " ولا ينشر فيه بلحم لي " إلخ وفى الميزان: " ولا ينشر فيها قرش ولا يثر فيها
نيل، ولا يمر فيها بلحم، ولا يضرب فيها حدولا يقص فيها جراحة ولا تتخذ سوقا.
(3) الميزان 105 / 2.
310

هنا جنبنا عن إطلاق الجرح عليه دون الاختبار، على أن الواجب تنكب حديثه لوجود
المناكير فيه.
زيد بن حبان الرقي يروى عن مسعر (1) بن كدام وأيوب السختياني، روى عنه
معمر بن سليمان الرقي كان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد
روى عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أنكح رجل ابنته وهي كارهة، فأتت
النبي صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها. حدثناه الحسن بن سفيان ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا معمر
ابن سليمان الرقي ثنا زيد بن حبان عن أيوب.
زيد بن عوف أبو ربيعة (2) من بنى ذهل من أهل البصرة ولقبه فهد يروى عن
حماد بن سلمة روى عنه العراقيون كان ممن اختلط بأخرة فما حدث قبل اختلاطه فمستقيم
وما حدث بعد التخليط ففيه المناكير، يجب التنكب عما انفرد به من الاخبار، وكان يحيى
ابن معين سيئ الرأي فيه ويقول: اتقوا فهدين: فهد بن عوف وفهد بن حيان وقال على
ابن المديني: ذهب الفهدان: فهد بن عوف وفهد بن حيان.
زنفل بن شداد العرفي (3) من أهل عرفات كان يسكن مكة، روى عن ابن [أبى]
مليكة، روى عنه الحميدي كان قليل الحديث، وفى قلته مناكير لا يحتج به، سمعت محمد
ابن المندر قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سألت يحيى بن معين عن زنفل العرفي،
فقال: ليس بشئ.

(1) والهندية: " ابن حبان.؟؟ وتكرر ذلك يراجع الميزان؟؟
(2) الميزان 15 / 2
(3) الميزان 82 / 2.
311

زمعة بن صالح المكي (1)، يروى عن عمرو بن دينار وسلمة بن وهرام (2)، روى
عنه ابن وهب ووكيع، وكان رجلا صالحا يهم ولا يعلم ويخطئ ولا يفهم حتى غلب في
حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير، كان عبد الرحمن يحدث عنه، ثم تركه
ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: زمعة بن صالح؟ فقال ضعيف
وقد روى زمعة بن صالح [هذا] عن الزهري عن أنس بن مالك قال: " حلب
لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فشرب من لبسها ثم دعا بماء فمضمض فاه، وقال إن له دسما ".
ثناه ابن قتيبة ثنا محمد بن يحيى الزماني ثنا أبو عاصم ثنا زمعة بن صالح وهذا خطأ فاحش
قد أصاب (إلى) قوله من لبنها، وقوله ثم دعا بماء فمضمض فاه، وقال: إن له دسما -
فهو عند الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس وبقية حديثه الأول وأبو بكر
عن يسلوه وأعرابي عن يمينه فناول الأعرابي، وقال الأيمن (فالأيمن) فجاءه بأول حديث
أنس وألزق به حديث ابن عباس (3)
زربى بن عبد الله (4) أبو يحيى مؤذن هشام بن حسان من أهل البصرة، يروى
عن أنس بن مالك، روى عنه البصريون منكر الحديث على قلة روايته، يروى عن
أنس مالا أصل له، فلا يجوز الاحتجاج به، روى [زربى هذا] عن أنس مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مامن عمل أفضل من إشباع كبد جائع ".

(1) الميزان 81 / 2
(2) في المخطوطة: " وحدان " والصواب وهرام روى عنه زمعة بن صالح الميزان 193 / 2
(3) حديث ابن عباس رواه أحمد والبخاري ولفظه كما في المنتقى: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرب لينا فمضمض وقال إن له دسما "
وحديث أنس رواه " الجماعة إلا النسائي: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أنى بلبن قد شيب بماء
وعن يمينه أعرابي وعلى يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: الأيمن فالأيمن "
لمنتقى شرح نيل الأوطار 205 / 8
(4) في الميزان: " زربى أبو عبد الله " 69 / 2.
312

حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا هارون بن عبد الله الحماني ثنا عبد الصمد ثنا زربى
أبو يحيى قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الزبير بن سعيد المدائني (1) شيخ، يروى عن عبد لحميد بن سالم، روى عنه سعيد بن
زكريا المدائني قليل الحديث منكر الزاوية فيما يرويه يجب التغكيب عن مفاريده
والاحتجاج بما وافق الثقات عنه، روى عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لعق ثلاث لعقات عسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه
عظيم من البلاء (2) "
حدثناه حاجب بن أركين الفرغاني (3) ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا سعيد بن زكريا
المدائني ثنا الزبير بن سعيد وليس هذا بالزبير بن سعيد صاحب عبد الله بن علي بن يزيد
ابن ركانة (4).
زبان بن فائد من أهل مصر (5)، يروى عن سهل بن معاذ عن أنس، روى عنه
سعيد بن أبي أيوب والمصريون منكر الحديث جدا ينفرد عن سهلي بن معاذ بنسخة

(1) في الهندية: " المديني " والصواب المدائني كما في الميزان والمخطوطة 67 / 2
(2) لفظ الحديث عن الزبير بن سعيد عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة عند ابن ماجة: من لعق
العسل ثلاث غدوات كل شهر " إلخ وعلق عليه في الزوائد بأن اسناده لين وفيه انقطاع وقال البخاري
لا نعرف لعبد الحميد سماعا من أبي هريرة. سنن ابن ماجة 1142 / 21
(3) في المخطوطة: حاجب بن أركس الحافظ العرقاني "
(4) ترجم الذهبي للزبير بن سعيد نزيل المدائن عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة. وكلام
المصنف هنا يشعر بأنهما رجلان يحملان هذا الاسم ولكن كلام الذهبي عند ترجمته لعبد الحميد بن
سالم يشعر بأنهما رجل واحد إذ نقل حديث لعق العسل الذي رواه عبد الحميد بن أبي هريرة ثم قال:
رواه سعيد بن زكريا المدائني ولا بأس به عن الزبير بن سعيد عنه. ما حدث عنه غير الزبير.
الميزان 540 / 2
(5) الميزان 65 / 2.
313

كأنها موضوعة لا يحتج به، سمعت الحنبلي قول سمعت أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن
معين عن زبار بن فائد فقال ضعيف.
زكريا بن حكيم الحطي (1) البدي [ويقال البدن]، يروى عن أهل الكوفة،
روى عنه العراقيون يروى عن الاثبات مالا يشبه أحاديثهم حتى يسبق إلى القلب أنه
المتعمد لها لا يجوز الاحتجاج بخبره
زكريا بن منظور (2) بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي من أهل المدينة كنيته أبو يحيى،
يروى عن أبي حازم منكر الحديث جدا، يروى عن أبي حازم مالا أصل له من حديثه
ثنا محمد بن المنذر سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: زكريا بن
منظور ليس بشئ، فراجعته مرارا فزعم أنه ليس بشئ قال (وكان) طفيليا.
قال أبو حاتم: روى زكريا بن منظور عن أبي حازم عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم "
ثنا محمد بن المعافى (بصيدا) ثنا هشام بن عمار ثنا زكريا بن منظور
ثنا أبو حازم.
زكريا بن دويد الكندي (3) شيخ يضع الحديث على حميد الطويل كنيته أبو أحمد
كان يدور بالشام ويحدثهم بها ويزعم أن له مائة سنة وخمسة وثلاثين سنة لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
روى عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من داوم

(1) في الميزان: البصري مرة والكوفي مرة أخرى وفى المخطوطة: البدري وصوابها " البدي "
كما في الهندية والميزان 72 / 2
(2) في المخطوطة: ابن منصور والصواب منظور كما في الهندية والميزان 74 / 2
(3) الميزان 72 / 2.
314

صلاة الضحى ولم يقطعها إلا من علة كنت أنا وهو في الجنة في زورق من نور في بحر
من نور الله حتى يزور رب العالمين ".
وروى عن حميد عن أنس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بين كتفي أبى بكر وعمر فقال لهما:
أنتما وزبراي في الدنيا وأنتما وزبراي في الآخرة ما مثلي ومثلكما في الجنة إلا كمثل طير
يطير في الجنة فأنا جؤجؤ (1) الطير وأنتما جناحاي; فأنا وأنتما نسرح في الجنة; وأنا وأنتما
نزور رب العالمين، وأنا وأنتما نقعد في مجالس الجنة، فقالا له: يا رسول الله وفى الجنة مجالس
قال لهما: نعم فيها مجالس ولهو فقالا له: أي شئ (2) لهو الجنة يا رسول الله؟ قال: لها آجام
من قصب من كبريت أحمر وحملها الدر الرطب قال: فيخرج ريح من تحت ساق العرش
يقال له الطيبة فتثور تلك الآجام فيخرج له صوت ينسى أهل الجنة أيام الدنيا وما كان فيها.
حدثنا بهما أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان بحران قال ثنا زكريا بن دويد
الكندي بنسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد كلها موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب.
زهير بن إسحاق السلول (3)، يروى عن يونس بن عبيد، عداده في أهل البصرة،
روى عنه المعتمر بن سليمان والبصريون كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به
إذا انفرد.
زافر بن سليمان الأيادي (4). كنيته أبو سليمان وهو الذي يقال له القوهستاني،
كان أصله من قوهستان وولد بالكوفة، ثم انتقل إلى بغداد، ثم صار إلى الري وأقام بها،
يروى عن شعبة ومالك كثير الغلط في الاخبار واسع الوهم في الآثار على صدق فيه

(1) في الهندية: " جوجوا " وفى المخطوطة: " جؤجاني " والجؤجؤ: كهدهد الصدر
(2) في الهندية: " أين لهو الجنة "
(3) الميزان 82 / 2
(4) في الهندية: " القهستاني " الميزان 63 / 2.
315

والذي عندي في أمره الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات وتنكب ما انفرد به
من الروايات.
سعيد بن ذي لعوة شيخ دجال (1) يزعم أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يشرب المسكر، روى عنه الشعبي ولم يرو في الدنيا إلا هذا الحديث وحديثا آخر لا يحل
ذكره في الكتب، ومن زعم أنه سعيد بن ذي حدان، فقد وهم وكيف يشرب عمر بن
الخطاب رحمه الله المسكر وهو الذي خطب الناس المدينة وقال في خطبته. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: الخمر من خمسة أشياء والخمر ما خامر العقل ولم يكن عمر ممن كان يشربها في أول
الاسلام حيث كان شربها حلالا بل حرمها على نفسه وقال [لا] أشرب شيئا يذهب
عقلي.
سعيد بن ميسرة البكري (2)، يروى عن أنس بن مالك، عداده في أهل البصرة، روى
عنه يحيى القطان وأهلها، يقال إنه لم ير أنسا، وكان يروى عنه الموضوعات التي لا تشبه
أحاديثه كأنه كان يروى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يسمع القصاص يذكرونها في القصص.
روى عن أنس [بن مالك] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اشتكى تقمح (3) كف شونين
وشرب عليه ماء وعسلا: وروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع رفع يديه ولا يجاوز
بهما أذنيه فقال: إن الشيطان حين أخرج من الجنة رفع يديه فوق رأسه: روى عنه هذا
الحديث يحيى بن سعيد القطان على جهة التعجب ليعلم أنه لا يجوز الاحتجاج به.

(1) في المخطوطة: " سعيد بن داود " بخلاف ما في الهندية والميزان 134 / 2
(2) الميزان 160 / 2
(3) في الهندية: " اشتكى بقمح " والصواب: تقمح بالتاء بأي اسف كفا من حية السوداء
النيابة.
316

سعيد بن زون الثعلبي (1) من أهل البصرة، يروى عن أنس بن مالك.
روى عنه محمد بن سعيد بن الأصبهاني، يروى عن أنس الموضوعات التي لا أصل لها
من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت يعقوب بن إسحاق يقول سمعت الدارمي يقول:
سألت يحيى بن معين عن سعيد بن زون فقال: ليس بشئ.
سعيد التمار شيخ (2) يروى عن أنس، روى عنه مروان بن نهيك، قليل الحديث منكر
الرواية، يروى عن أنس مالا أصل له، وقد امتحن أنس بن مالك بجماعة مثل هؤلاء لهم
منه رواية، فلم احتيج إليهم أخذوا يروون عنه ما لم يسمعوا ويتقولون عليه ما لم يقل يكثر
عددهم إلا أنا نأتى على جمل منهم في هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاءه.
سعيد بن خالد بن أبي طويل (3) من أهل الشام، يروى عن أنس بن مالك ما لم
يتابع عليه، لا يحل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من الروايات، روى عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حرس على ضفة البحر ليلة كان له كعبادة ألف
سنة قيامها وصيامها السنة ستون وثلاثمائة يوم كألف سنة ".
ثناه الحسن بن سفيان ثنا عمران بن أبي جميل الدمشقي ثنا محمد بن شعيب بن شابور
حدثني خالد بن أبي الطويل عن أنس بن مالك عن النبي عليه السلام.
سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال (4) مولى حذيفة (بن اليمان، وكان أعور من أهل
الكوفة، يروى عن أنس بن مالك وأبى وائل، كثير الوهم فاحش الخطأ، ضعفه يحيى بن معين

(1) في الهندية: " ابن زوزن التغلبي " والصواب كما في المخطوطة والميزان على أنه قد وردت كلمة
" التغلبي " في بعض نسخ الميزان 137 / 2
(2) الميزان 164 / 2
(3) الميزان 132 / 2
(4) الميزان 157 / 2.
317

ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا ابن قهزاد سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: سألت عبد الله
ابن المبارك عن أبي سعد البقال فقال: كان قريب الاسناد.
[قال أبو حاتم]: يريد [ابن المبارك] بقوله: " كان قريب الاسناد "، أي أنا
كتبنا عنه بقرب إسناده ولولا ذاك لم نكتب عنه شيئا. وهو الذي روى عن يزيد الفقير
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاطلاق قبل نكاح ولا عتق لمن
لا يملك [ولا صمت يوم إلى الليل] ولا وصال في صيام ولا رضاع بعد فطام ولا يتم
بعد حلم ولا رهبانية فينا ".
حدثناه أحمد بن الحسين الحوارني (1) بالموصل ثنا محمد بن جامع بن أبي كامل
ثنا عهد الحميد الجماني عن أبي سعد عن يزيد الفقير:
سعيد بن زربى من أهل البصرة كنيته أبو معاوية (2)، يروى عن ثابت البناني،
روى عنه حماد بن سلمة والبصريون، وقد قبل كنيته أبو عبيدة، وكان ممن يروى
الموضوعات عن الاثبات على قلة روايته، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول:
قلت ليحيى بن معين: ما حاول سعيد بن زربى؟ فقال: ليس بشئ.
سعيد بن بشير البخاري (3)، يروى عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، روى
عنه الليث بن سعد، منكر الحديث جدا، فلا أدرى التخليط في حديثه منه أو من ابن
البيلماني لان ابن البيلماني ليس في الحديث بشئ، وإذا روى ضعيفان خيرا موضوعا
لا يتهيأ إلزاقه بأحدهما دون الآخر إلا بعد السبر.

(1) في المخطوطة. " أحمد بن الحسن الجرادمي "
(2) الميزان 136 / 2 وكنيته هناك أبو عبيدة البصري
(3) الميزان 130 / 2.
318

سعيد بن بشير مولى بي نصر (1) من أهل دمشق كنيته أبو عبد الرحمن، وقد
قيل أبو هاشم، يروى عن قتادة وعمرو بن دينار، روى عنه الوليد بن مسلم والشاميون
مات سنة تسع وستين ومائة وله يوم مات تسع وثمانون سنة، وكان ردئ الحفظ فاحش
الخطأ، يروى عن قتادة مالا يتابع عليه، وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه
وهو الذي يروى عن هشيم عن أبي عن الرحمن عن قتادة، يكنى عنه ولا يسميه.
حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن يحدث عن سعيد بن بشير،
ثم تركه.
وقد روى عن منصور عن الحكم بن عتيبة عن الحسن العرني (2) عن ابن عباس،
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العصر خمسا فسجد سجدتي السهو وهو جالس. ثناه ابن مكرم ثنا
إبراهيم بن هانئ ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن منصور، وهذا إسناد مقلوب
إنما هو الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله هكذا رواه أصحاب الحكم.
وقد روى عن أبي الزبير عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تدخل الملائكة
بيتا فيه جلد نمر ".
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد
ابن بشير عن أبي الزبير (عن جابر)، وروى عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق القفا إلا للحجامة.
ثنا القاسم بن عيسى القصار بدمشق ثنا وزير بن محمد بن الوزير ثنا سليمان بن عبد الرحمن
وإبراهيم الحوراني ومحمد بن أبي السرى قالوا ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن بشير
(عن قتادة)

(1) الميزان 128 / 2
(2) في المخطوطة: " المقرني " وفى الهندية: " العزبى " وهو الحسن بن الحسين العرني الميزان 483 / 1.
319

سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد (1) مولى لآل جرير بن حازم من أهل البصرة
كنيته أبو الحسن، يروى عن عبد العزيز بن صهيب وعلي بن الحكم، روى عنه حماد
ابن زيد أخوه والبصريون، وكان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ في الاخبار ويهم في
الآثار حتى لا يحتج به إذا انفرد، مات سنة سبع وستين ومائة قبل حماد بن سلمة; وهو
الذي روى عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع عن ابن عمر قال: خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مملوءتان من الكحل من الأثمد وذلك في رمضان
كحلته أم سلمة، وكان ينهى عن كل كحل له طعم
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا على بن سعيد بن جبير ثنا أبو عتاب (2) سهل بن حماد
ثنا سعيد بن زيد حدثني عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت
سعيد بن سالم القداح (3) كنيته أبو عثمان أصله من خراسان سكن مكة، يروى عن
ابن جريج، وروى عنه الشافعي. كان يرى الارجاء وكان يهم في الاخبار حتى يجئ بها
مقلوبة حتى خرج بها عن حد الاحتجاج به، روى عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة
عن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ القرآن ظاهرا أو نظرا أعطى (4) شجرة في
الجنة لو أن غرابا أفرخ تحت ورق منها لأدركه الهرم قبل أن تقطع تلك الشجرة (5) ".
رواه عنه محمد بن بحر الهجيمي ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى
ابن معين: سعيد بن سالم القداح؟ قال: ليس بشئ.

(1) الميزان 138 / 2
(2) في الهندية: " على بن سعيد بن جرير " وفى المخطوطة: " أبو عثمان سهل " وإنما هو أبو عتاب
(3) الميزان 139 / 2
(4) في الهندية: " طاهرا ونظرا " بخلاف ما في المخطوطة والميزان
(5) روى الخبر في الميزان عند رحمه سعيد بن سالم ورواه مرة أخرى عند ترجمته لمحمد بن بحر
العجيمي بزيادة: " لو أن غرابا أفرخ تحت ورقة منها - " ثم أدرك ذلك الفرخ فنهض " لأدركه. إلخ
وبلفظ الورقة بدل الشجرة في آخره.
320

قال أبو حاتم وروى سعيد بن سالم بن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لله عز وجل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ينزل على هذا
البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين ":
حدثناه المفضل بن محمد الجدي بمكة ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي ثنا سعيد بن
سالم القداح وسليم بن مسلم (1) عن ابن جريج (عن عطا) وسلم بن مسلم قد تبرأنا
أيضا من عهدته.
سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك (2) بن مروان الأموي القرشي، يروى عن
إسماعيل بن أمية [وجعفر بن أمية] وجعفر بن محمد، روى عنه العراقيون والشاميون
منكر الحديث جنا فاحش الخطأ في الاخبار سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي
يقول. قلت ليحيى بن معين: سعيد بن مسلمة الأموي، فقال: ليس بشئ:
قال أبو حاتم وهو الذي روى عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فقال: هكذا نبعث
يوم القيامة؟.
حدثناه الحسن بن علي بن خلف بعسكر مكرم ثنا بشر بن خالد العسكري ثنا سعيد
ابن مسلمة ثنا إسماعيل بن أمية (عن نافع عن ابن عمر).
سعيد بن سلام العطر (3) من أهل البصرة كنيته أبو الحسن، يروى عن ثور بن
يزيد والثوري، روى عنه العراقيون منكر الحديث، ينفرد عن الاثبات بما لا أصل له

(1) في الهندية: " سليمان بن مسلم " والصواب: " سليم " بفتح السين ابن مسلم المكي الخشاب
للكاتب عن ابن جريج الميزان 141 / 2
(2) الميزان 158 / 2
(3) في المخطوطة: " ابن سالم والصواب ابن سلام " الميزان 141 / 2.
321

وهو الذي روى عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم:
استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ".
سعيد بن سنان الكندي (1) من أهل الشام من حمص كنيته أبو المهدى يروى عن أبي
الزاهرية، روى عنه أهل الشام منكر الحديث لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد
مات سنة ثمان وستين ومائة، وكان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه، سمعت يعقوب بن
إسحاق يقول سمعت الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين: سعيد بن سنان أبو المهدى؟
فقال ليس بشئ.
قال أبو حاتم: وروى سعيد بن سنان أبو مهدي عن أبي الزاهرية عن كثير
ابن مرة عن ابن عمر أن بعضهم سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت الأرض على
ما هي؟ قال: على الماء قال: أرأيت الماء على ما هو؟ قال: على صخرة خضراء قال:
أرأيت الصخرة على ما هي؟ قال: على ظهر الحوت يلتقي طرفاه بالعرش قال: أرأيت
الحوت على ما هو؟ قال: على كاهلي ملك قدماه في الهواء " ثناه الحسن بن سفيان ثنا عمرو
ابن عثمان ثنا محمد بن حرب عن أبي مهدي عن أبي الزاهرية;
وروى عن أي الزاهرية عن أبي شجرة عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إقامة
حد من حدود الله عز وجل أحب إلى الله عز وجل من أن ينزل غيث أربعين ليله في
بلاد الله (2) " ثناه الحسن بن سفيان ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد أبو مهدي في نسخة
كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثرها مقلوبة لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح
في ناقليها.

(1) سعد بن سنان الشيباني الكوفي لم ترد نسبته الكندي في ترجمته بالميزان والطبقات ولكنها
وردت في التاريخ الكبير 477 / 3 الميزان 143 / 2 الطبقات 109 / 7
(2) في الأصلين: " رثة " والصواب: " بلاد الله، كما في الجامع الكبير 1196 / 1.
322

سعيد بن عبد الرحمن (1) بن عبد الله بن حميد الجمحي القرشي كنيته أبو عبد الله
أصله من المدينة، ولى القضاء ببغداد يروى عن عبيد الله بن عمرو وغيره من الثقات أشياء
موضوعة يتخايل إلى من يسمعها أنه [كان] المعتمد لها. روى عنه محمد بن الصباح الدولابي
والبغداديون، وهو الذي روى عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: من نسى صلاة فلم يذكرها إلا مع الامام فليتم صلاته ثم يقضى ما فاته ثم يعيد
التي صلاها مع الامام.
ثناه عمران بن موسى بن مجاشع ثنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم عن
سعيد بن عبد الرحمن، وقد روى عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده
عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث يا علي لا تؤخرهن الصلاة إذا أتت، والجنازة
إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا ".
حدثناه ابن خزيمة ثنا محمد بن يحيى الذهلي قال ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب
عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أن محمد بن عمر بن علي حدثه عن أبيه.
وهو الذي روى عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أوصني قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك
والستر ".
وهذا خطأ فاحش إنما روى عبيد الله بن عمر هذا الكلام عن يونس بن عبيد عن
عن الحسن عن عمر قوله ثنا ابن خزيمة ثنا محمد بن رافع ثنا محمد بن بشر عن عبيد الله
ابن عمر; والأول من حديث محمد بن الصباح الدولابي عنه.

(1) الميزان 148 / 2.
323

سعيد بن راشد السماك كنيته (1) أبو محمد وقد قيل أبو حماد من بنى مازن من أهل
البصرة يروى عن عطاء والزهري، روى عنه العراقيون، ينفرد عن الثقات بالمعضلات،
وهو الذي يروى عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أذن فهو يقيم، ثنا
الحسن بن سفيان ثنا معلى بن مهدي [أبو يعلى] ثنا سعيد السماك ثنا الحنبلي قال: سمعت
أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: سعيد السماك ليس بشئ
سعيد بن خالد الخزاعي من أهل المدينة، يروى عن عبد الله بن الفضل الهاشمي
روى عنه عبد الملك بن إبراهيم الجدي، ممن كان يخطئ حتى لا يعجبني الاحتجاج بخبره
إذا انفرد، روى عن سعيد بن خالد هذا عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" مدمن خمر كعابد وثن ".
وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن واه راقع فالسعيد من هلك على رقعه ".
رواهما عنه يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثني بالحديث الآخر عمران بن موسى
السختياني قال حدثني عبد الأعلى بن حماد القرشي قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي
قال أخبرني سعيد بن خالد، وليس هذا سعيد بن خالد الذي يروى عنه ابن أبي ذئب ذاك
ثقة يروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري (3) من أهل البصر يروى عن ابن عون ما ليس
من حديثة، روى عنه البصريون لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الاخبار ولا الاعتبار
إلا بما وافق الثقات في الآثار، روى عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة

(1) الميزان 135 / 2
(2) الميزان 132 / 2
(3) 126 / 2 /.
324

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يا بلال أسفر بالصبح فإنه أعظم للاجر " ثناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني
بالكرخ ثنا القاسم بن عيسى الحضرمي ثنا سعيد بن أوس، وليس هذا من حديث ابن عون
ولا ابن سيرين ولا أبي هريرة، وإنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج فقط، فيما يشبه
هذا مما لا يشك عوام أصحابنا أنها مقلوبة أو معمولة.
سعيد بن واصل الحرشي (2) كنيته أبو عمرو روى عن شعبة، عداده في البصريين
روى عنه أهلها كان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
سعيد بن داود بن زنبر الزنبري (3) أصلة من المدينة سكن بغداد وكان أبوه وصى مالك
يروى عن مالك أشياء مقلوبة، قلب عليه صحيفة ورقاء عن أبي الزناد، فحدث بها عن مالك
عن أبي الزناد، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار، روى عنه مصعب [بن عبد الله]
الزبيري وأهل العراق.
وقد روى عن مالك عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى
الزبير يوم خيبر أربعة أسهم: سهمين للفرس وسهما له وسهما لقرابته، وروى عن مالك عن نافع
عن ابن عمر [أراه] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان لأحدكم ثوبان فليلبسهما إذا
صلى فإن الله جل وعلا أحق أن يجمل له وإن لم يكن عنده إلا ثوب واحد فليتزر به
ولا تشتملوا في الصلاة اشتمال اليهود ".
حدثنا بالحديثين جميعا أحمد بن عمرو بن جابر بالرملة ثنا أبو بكر محمد بن الفرج
الأزرق ثنا سعيد بن داود بن زنبر ثنا مالك في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد أكثر من
مائة وخمسين حديثا أكثرها مقلوبة عن نافع وأبى الزباد وغيرهما من شيوخ مالك.

(1) في الهندية: " الحرشي " وفى المخطوطة: الحرتي " ولا توجد هذه النسبة في الميزان، وضبطهما
في التاريخ الكبير الجرشى بالجيم. الميزان 162 / 2 التاريخ الكبير 518 / 3
(2) في النسختين: " ابن الزبير الزبيري " والضبط عن الميزان 133 / 2 والتاريخ الكبير 470 / 3.
325

سعيد بن محمد بن أبي موسى أبو عثمان (1) المدني، يروى عن محمد بن المنكدر،
روى عنه أهل الحجاز والغرباء يقلب الاخبار، روى عن ابن المنكدر بنسخة منها أشياء
مستقيمة تشبه حديث الثقات وأشياء مقلوبة لا تشبه حديث الاثبات لا يجوز الاحتجاج
بخبره إذا انفرد، روى عن ابن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من مات
مدمن خمر لقي الله عز وجل كعابد وثن " فيما يشبه هذا، ثنا بصحفته محمد بن عبد الرحمن
ثنا جبرون بن عيسى بن يزيد الإفريقي ثنا سحنون بن عيسى التنوخي ثنا سعيد بن محمد بن أبي
موسى عن ابن المنكدر عن جابر وجبرون سحنون ثقتان والبلية في تلك الأحاديث
من سعيد بن محمد (بن أبي موسى).
سعيد بن موسى الأزدي، يروى (2) عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " لولا المنابر لهلك أهل القرى " ثنا الهمداني ثنا سليمان بن سلمة الخبايري ثنا
سعيد بن موسى عن مالك، فلست أدرى وضعه سعيد بن موسى أو سليمان بن سلمة لان
الخبر في نفسه موضوع ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث ابن عمر ولا من
حديث نافع ولا من حديث مالك، وسليمان ين سلمة، ليس بشئ فليس يخلو [الخبر] من
أن يكون (مما) عمله أحدهما، وروى سعيد بن موسى هذا عن مالك عن نافع عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هدية الله عز وجل إلى المؤمن السائل على باب داره "
ثنا محمد بن سعيد العطار بعسقلان ثنا أحمد بن المعلى ثنا سليمان بن سلمة ثنا سعيد بن موسى
عن مالك.
سعيد بن هبيرة أبو مالك العامري (3) من أهل مرو يروى عن حماد بن سلمة

(1) الميزان 156 / 2
(2) في المخطوطة الأردني وهو خلاف ما في الهندية والميزان 159 / 2
(3) الميزان 162 / 2.
326

وأهل العراق كان ممن رحل وكتب (ولكن) كثيرا ما يحدث بالموضوعات عن الثقات
كأنه [كان] يضعها أو توضع له فيجيب فيها، لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن حماد
ابن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تضربوا إماءكم على كسر إنائكم
فإن لها آجالا كآجال الناس " فيما يشبه هذا مما يطول ذكره، سمعت الحسين بن محمد
[ابن مصعب] يقول سمعت منصورا [سئل] (1) ابن (شاه) المروزي يقول سألت يحيى
ابن معين بحضرة سليمان ين معبد عن سعيد بن هبيرة فقال يحيى (3): هذا الرجل صاحب
حديث (3) ولكنه مثل العباس بن طالب (4) الذي تحول من البصرة إلى مصر
فكتبوا من كتابه،
سعيد بن زياد بن قائد (بن زياد) بن أبي هند الداري (5) يروى عن أبيه زياد
عن أبيه قائد عن جده زياد بن أبي هند [عن أبيه] قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" قال الله عز وجل: من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليطلب ربا سواي ".
وبإسناده قال أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبق من زبيب مغطى فكشف عنه الثوب، ثم
قال: " كلوا بسم الله نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب الوصب ويطفئ الغضب
ويطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفى اللون " حدثنا بهما ابن قتيبة ثنا سعيد بن زياد
في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد تفرد بها سعيد هذا، فلا أدرى البلية فيها منه أو من
أبيه أو من جده لان أباه (وجده) لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد. والشيخ إذا

(1) في العبارة نقص في النسختين.
(2) في الهندية: " يجئ "
(3) في الهندية: " صاحب حسد "
(4) في الهندية: " العباس بن مطالب " وأشار المحقق إلى استغرابها والصواب: ابن طالب
يراجع الميزان 384 / 2
(5) الميزان 138 / 2.
327

لم يرو عنه ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به، لان رواية الضعيف لا تخرج من ليس
بعدل عن حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة كأن ما روى الضعيف وما لم يرو في
الحكم سيان.
سعيد بن رحمة بن نعيم من أهل (1) المصيصة. يروى عن محمد بن حمير ما لم يتابع
عليه، روى عنه أهل الشام لا يجور الاحتجاج به لمخالفته الاثبات في الروايات، روى
عن محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من أكل درهما ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار
أولى به ". وروى عن محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا برئ من
ذمة الله وذمة رسوله ".
حدثنا بالحديثين جميعا أحمد بن عمير بن جوصاء بدمشق ثنا سعيد بن رحمة ثنا محمد بن حمير
سليمان بن أرقم مولى قريظة (2) سكن اليمامة كنيته أبو معاذ يروى عن الزهري
والحسن، مولده بالبصرة كان ممن يقلب الاخبار ويروى عن الثقات الموضوعات، ثنا
الهمداني قال ثنا عمرو بن علي قال قال محمد بن عبد الله الأنصاري كنا ونحن شباب ننهى
من مجالسته وذكر منه أمرا عظيما يعنى سليمان بن أرقم، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت
الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: سليمان بن أرقم؟ قال: ليس بشئ، سمعت الحنبلي يقول
سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو معاذ الذي روى عن سفيان
عن الحسن اسمه سليمان بن أرقم ليس بشئ.

(1) الميزان 135 / 2
(2) الميزان 196 / 2.
328

سليمان بن جنادة بن أبي أمية الدوسي (1)، يروى عن أبيه، روى عنه بشر بن رافع
منكر الحديث فلست أدرى البلية روايته منه أو من بشر بن رافع (لان بشر بن رافع)
ليس بشئ في الحديث، ومعاذ الله أن نطلق الجرح على مسلم بغير (علم) بما فيه،
واستحقاق منه له، على أنه يجب التنكب عن روايته على الأحوال.
سليمان بن بشر أبو الصباح النخعي (2) وكان أمام النخع وهو الذي يقال له سليمان
ابن قسيم وقد قيل سليمان بن سفيان وقد قيل سليمان بن بشير، وقد قيل سليمان بن أسير
كله واحد، عداده في أهل الكوفة، روى عنه أهلها، وهو الذي يروى عن النخعي وغيره يأتي
بالمعضلات عن أقوام ثقات وربما حدث عنه الثوري ويكنيه ويقول حدثني أبو الصباح
ولا يسميه ثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير قال سئل يحيى بن معين عن سليمان بن سفيان
فقال: ليس بشئ.
سليمان بن عطاء شيخ يروى (3) عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبى مشجعة
[ابن ربعي بأشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدرى التخليط فيها منه أو من
مسلمة بن عبد الله وهو الذي روى عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبى مشجعة
ابن ربعي] عن ابن زمل قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثاني رجليه
سبحان الله وبحمده أستغفر الله إن الله كان توابا رحيما سبعين مرة ثم يقول سبعمائة لا خبز
ولا طعم لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة ثم يقول ذلك مرتين، ثم
يستقبل الناس بوجهه وكان يعجبه الرؤيا فقال: هل رأى أحد منكم اليوم شيئا قال

(1) في الهندية: " ابن جيادة " وفى المخطوطة: " جناحه " وفى الميزان: " ابن أمية "
التاريخ الكبير 6 / 4 الميزان 198 / 2
(2) ترجم له الذهبي باسم " سليمان بن بشير " باحتمال أن يكون ابن يسير ثم ترجم له مرة أخرى
باسم سليمان بن يسير " بضم الياء " باحتمال أن يكون ابن أسير أو ابن قسهم أو ابن بشر
يراجع الميزان 198، 228 / 2
(3) الميزان 214 / 2.
329

ابن زمل فقلت: أنا يا نبي الله، فقال خيرا تلقاه أو شرا توقاه خير لنا وشر على أعدائنا
والحمد لله رب العالمين أقصص.
فقال: رأيت جميع الناس على طريق سهل رحب بالناس على الجادة متطلقين فبينا هم
كذلك أشرفنا ذلك الطريق على مرج لم تر عيناي قط يرف رفيفا يقطر نداه فيه من
أنواع الكلأ (1).
قال: فكأني بالرعلة الأولى حين أشرفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في
الطريق فلم يطلبوا يمينا ولا شمالا فكأني أنظر إليهم منطلقين، ثم جاءت الرعلة الثانية وهم
أكثر منهم أضعافا فلما أشرفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق فمنهم المرتع
ومنه الآخذ الضغث فمضوا على ذلك ثم قدم عظم الناس فلما أشفوا؟ على المرج كبروا.
وقالوا هذا خير لمنزل فكأني أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا فلما رأيت ذلك لزمت
الطريق فمضيت فيه حتى أتيت أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات
وأنت في أعلاها درجة وإذا عن يمينك رجل آدم أقنى إذا هو يتكلم يسمو فيفوق الرجال
طولا وإذا عن يسارك رجل ربعة أحمر كثير خيلان الوجه كأنما جمم شعره بالماء إذا هو تكلم
أصغيتم له إكراما له وإذا أمامكم رجل شيخ أشبه الناس بك خلقا وخلقا كلكم تقدمونه
وإذا أنت يا رسول الله كأنك تبعتها، فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة، ثم سرى عنه فقال
صلى الله عليه وسلم " أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذاك ما حملنا عليه من الهدى وأنتم
عليه وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها، فمضيت أنا وأصحابي لم تتعلق بنا ولم نردها
ولم نردها، ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا وهم أكثر منا أضعافا فمنهم المرتع ومنهم الآخذ
الضغث ونجوا على ذلك، ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يمينا وشمالا فانا لله وإنا إليه
راجعون.

(1) في المخطوطة لم يشكل الخبر واكتفى بقوله: " إلى آخر الحديث بطوله.
330

وأما أنت فمضيت على طريقه صالحا فلم تزل عليها حتى تلقاني، وأما المنبر الذي رأيت
فيه سبع درجات وأنا في أعلاه فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألقا، وأما الذي رأيت
عن يميني الآدم اللحم فذلك موسى بن عمران إن تكلم يعلو الرجال لفضل كلام الله إياه
والذي رأيت عن يساري الربع الكبير خيلان الوجه كأنما جمم شعره بالماء فذلك عيسى
ابن مريم يكرمونه لاكرام الله إياه، وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس خلقا وخلقا
ووجها فذلك أبونا إبراهيم كلنا يؤمه ويقتدى به، وأما الناقة التي رأيتني تبعتها فهي
الساعة تقوم علينا لا محالة لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي قال فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
رؤيا بعدها إلا أن يجئ رجل فيحدثه بها متبرعا.
ثناه أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحراني بقربة سرغا مرطا من
ديار مضر (1). حدثنا عمى أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح قال ثنا سليمان بن عطاء.
وروى أيضا سليمان عن سلمة بن عبد الله الجهني عن عمه عن أبي الدرداء قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من النعيم والأزواج فقال رجل أعرابي
في أخريات القوم: يا رسول الله هل في الجنة من سماع قال: نعم يا أعرابي إن في الجنة لنهر
حافتاه الأبكار من كل بيضاء حوضا نية يتغنين بأصوات [لهن] لم يسمع الخلائق بمثلها
وذلك أفضل نعيم أهل الجنة والحوضانية المرهفة الاعلى الضخمة الأسفل قال: فسألت
أبا الدرداء بم يتغنين قال: بالتسبيح إن شاء الله.
وروى عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه عن أبي الدرداء قال ذكرنا زيادة العمر
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وإنما زيادة العمر ذرية
صالحة يرزقها العبد فيدعون له بعد موته فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر ".

(1) سرغا مرطا: قرية بالجزيرة من ديار مضر سمع بها ابن حبان من أحمد بن خالد معجم البلدان.
331

حدثنا بالحديثين أيضا أبو بدر قال ثنا عمى قال ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة
ابن عبد الله الجهني وروى عن سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه
أي مشجعة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سيد طعام أهل الجنة اللحم "
ثنا محمد بن العباس الدمشقي قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي قال ثنا يحيى بن صالح الوحاظي
قال ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني.
سليمان بن مسلم: شيخ يروى (1) عن سليمان التيمي ما ليس من حديثه لا تحل الرواية
عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص، روى عن سليمان التيمي عن نافع عن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لابثين فيها أحقابا " قال: الحقب بضع وثمانون سنة كل سنة بثلاثمائة
وستين يوما كل يوم كألف سنة مما تعدون ".
وروى عن سليمان التيمي عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطابع معلق
بقائم عرش الله فإذا انتهكت الحرمة وعمل بالمعاصي واجترئ على الرب يبعث الله الطابع
فيطبع على قلوبهم فلا يقولون بعد شيئا. ثناه أحمد بن عبيد الله بن يوسف الجبيري بالبصرة
بالحديثين جميعا ثنا أبي ثنا سليمان بن مسلم ثنا سليمان التيمي.
سليمان بن قرم الضبي من أهل (2) الكوفة يروى عن الأعمش وأبى يحيى القتات،
روى عنه أبو الأحوص وابن فضيل، كان رافضيا غاليا في الرفض، ويقلب الاخبار مع ذلك
سمعت محمد بن محمود قال سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن سليمان بن قرم
فقال: ليس بشئ.

(1) الميزان 223 / 2
(2) الميزان 219 / 2.
332

سليمان بن أبي سليمان القاقلاني كنيته (1) أبو الربيع يروى عن عطاء والحسن
وابن سيرين، عداده في أهل البصرة، روى عنه أهلها يروى عن الاثبات الموضوعات حتى
صار ممن لا يحتج به إذا انفرد، واسم أبى سليمان محمد وكان سليمان يبيع السفن بالبصرة.
سليمان بن عمرو أبو داود النخعي الشامي (2) من أهل بغداد كان ينزل عند درب
البقر، يروى عن أبي حازم وغيره، وكان رجلا صالحا في الظاهر إلا أنه [كان] يضع
الحديث وضعا وكان قد ربا لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختيار ولا ذكره إلا
من طريق الاعتبار، ثنا مكحول ثنا أبو الحسن الرهاوي قال سألت عبد الجبار بن محمد
عن أبي داود النخعي وما يذكر من فضله قال: كان أطول الناس قياما بليل وأكثرهم
صياما بنهار: وكان يضع الحديث وضعا.
قال أبو حاتم: روى سليمان بن عمرو عن يزيد بن جابر (3) عن مكحول عن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحيض عشر فما زاد فهي مستحاضة والنفاس عشر فما
زاد فهي مستحاضة: ثنا ابن قتيبة ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا إبراهيم بن زكريا
الواسطي ثنا سليمان بن عمرو.
سليمان بن معاذ شيخ (4) من أهل البصرة، يروى عن البصريين والمدنيين، روى
عنه أبو داود الطيالسي، يخالف الثقات في الاخبار، ثنا مكحول سمعت جعفر بن أبان يقول
قلت ليحيى بن معين سليمان بن معاذ الذي يحدث عنه أبو داود الطيالسي؟ فقال:
ليس بشئ.

(1) الميزان 210 / 2
(2) الميزان 216 / 2
(3) في المخطوطة: " عن يزيد بن يزيد عن جابر "
(4) الميزان 223 / 2.
333

سليمان بن كثير العبدي أخو محمد بن (1) كثير العبدي، كان يسكن واسط، كنيته
أبو داود، يروى عن الزهري، (روى عنه أخوه وابن مهدي فأبو الوليد: كان يخطئ
كثيرا أما روايته عن الزهري) فقد اختلط عليه صحيفته فلا يحتج بشئ ينفرد [به] (2)
عن الثقات ويعتبر بما وافق الاثبات في الروايات مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة (3).
سليمان بن داود اليمامي (4)، يروى عن يحيى بن أبي كثير، روى عنه سعيد بن
سليمان وبشر بن الوليد الكندي، يقلب الاخبار وينفرد بالمقلوبات عن الثقات، روى عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من بنى الله
عز وجل بيتا من حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت ".
روى عنه بشر بن الوليد الكندي، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي
يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن داود ليس بشئ. قال الدارمي، أرجو
أنه ليس كما قال يحيى، فإن يحيى بن حمزة روى عنه أحاديث حسانا. كأنها مستقيمة.
قال أبو حاتم، هذا شئ قد اشتبه على شيوخنا لاتفاق الاسمين، أما سليمان بن داود
اليمامي الذي يروى عن الزهري ويحيى بن أبي كثير فهو ضعيف كثير الخطأ، وسليمان
ابن داود الخولاني الذي يروى عن الزهري حديث الصدقات فهو دمشقي صدوق مستقيم
الحديث إنما وقع التشبيه في هذا لأنهما جميعا رويا عن الزهري فمن لم يمعن النظر في تخليص
أحدهما من الآخر اشتبه عليه أمرها وتوهم أنهما واحد (5).

(1) الميزان 220 / 2
(2) زيادة يستلزمها السياق.
(3) في الميزان: مات سنة ثلاث وستين ومائة
(4) الميزان 202 / 2
(5) قد فرق البخاري وما كما أفرد صاحب الميزاني لكل منهما ترجمه مطولة وللأئمة فيها أقوال
وإن كانت الحملة على الخولاني الشامي أخف، وقد قال البخاري عنه: فيه نظر، بينما قال عن اليمامي:
منكر الحديث. التاريخ الكبير 10، 11 / 4 الميزان 200 / 2.
334

سليمان بن بشار الخراساني (1) أبو أيوب شيخ (كان) يدور بالشام ومصر، يروى
عن الثقات ما لم يحدثوا به ويضع على الاثبات مالا يحصى كثرة ليس بعرفه كل إنسان
من أصحاب الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن سفيان بن عيينة عن حميد
الطويل قال: دخلت على أنس بن مالك أعوده من مرض أصابه، فقال: يا جارية اطلبي
لأصحابنا ولو كسرا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن مكارم الأخلاق من
أعمال أهل الجنة ".
وروى عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي قال: " إذا أتى على يوم لم أزدد (2) فيه خيرا يقربني إلى ربى فلا بورك
لي في ذلك اليوم ".
حدثنا بالحديثين جميعا أبو عبد الله البقار بالرملة، قال ثنا سليمان بن بشار في نسخة
كتبناها عنه.
سليمان بن أبي داود الحراني كنيته (3) أبو أيوب واسم أبى داود سالم مولى محمد
ابن مروان، يروى عن سالم ونافع، روى عنه ابنه محمد بن سليمان بن أبي داود منكر
الحديث جدا، يروى عن الاثبات ما يخالف حديث الثقات حتى خرج عن حد الاحتجاج
به إلا فيما وافق الاثبات من رواية ابنه عنه.
روى عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قضى في الماشية المسروحة
يسرق منها السارق قبل أن تبلغ المراح ثمنها ويكل عقوبة بجلد فإذا بلغت المراح فسرق

(1) سليمان بن بشار: روى عن هشيم وطبقته منهم بوضع الحديث. الميزان 197 / 2
(2) في الهندية: " لم أرد "
(3) ترجم له الذهبي باسم سليمان بن أبي داود مرتين وثالثة باسم سليمان بن سالم
الميزان 206، 207، 208 / 2.
335

منها السارق يقطع سارقها " ثنا القطان بالرقة قال ثنا وهب بن حفص قال: ثنا محمد بن أبي
داود ثنا أبي عن الزهري.
(أبو إدام: شيخ يروى عن البراء عن عازب اسمه) سليمان بن زيد (1)
من أهل الكوفة روى عنه الكوفيون، يروى عن البراء مالا أصل له، وعن الثقات
مالا يشبه حديثه الاثبات لا يحتج بخبره.
سلمة بن وردان الجندعي (2) مولى بنى ليث كنيته أبو يعلى، وهو أخو
عبد الرحمن بن وردان، عبد الرحمن سكن مكة وسلمة سكن المدينة، يروى سلمة عن
أنس روى؟؟ وابن المبارك والقعنبي مات سنة ست وخمسين ومائة، وكان
يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديثه وعن غيره من الثقات مالا يشبه حديث الاثبات
كأنه كان كبر وحطمه السن فكان يأتي بالشئ على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج
به، ثنا [محمد بن إسحاق] الثقفي قال أخبرني أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم (3)،
سمعت يحيى بن معين يقول: سلمة بن وردان ليس بشئ.
قال أبو حاتم: روى سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل
من أصحابه: " يا فلان هل تزوجت؟ قال: لا، وليس عندي ما أتزوج، فقال: أليس
معك " قل هو الله أحد "؟ قال: بلى! قال: ربع القرآن أليس معك " قل يا أيها
الكافرون "؟ قال: بلى؟ قال ربع القرآن قال أليس معك " إذا زلزلت " قال: بلى!
قال ربع القرآن تزويج تزوج تزوج ".

(1) في الهندية اختلطت ترجمة سليمان بن داود بترجمة أبى إدام واسمه سليمان بن زيد وقيل ابن يزيد
أبو إدام المحاربي الكوفي الميزان 208 / 2
(2) الميزان 193 / 2 التاريخ الكبير 77 / 4
(3) في المخطوطة: محمد بن عبد الرحمن: وصوابه ابن عبد الرحيم العدوى. التذكرة 120 / 2.
336

وروى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك الكذب - وهو
باطل - بنى له في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بنى له في وسطها ومن حسن خلقه
بنى له في أعلاها ".
حدثنا بالحديثين أبو يعلى قال: ثنا سريج بن يونس قال: ثنا ابن أبي فديك
عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك [وروى عن أنس بن مالك] قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي: المرجئة والقدرية قال فقال ابن عباس:
يا رسول الله فمن المرجئ؟ قال: قوم يكونون في آخر الزمان إذا سئل أحدهم عن الايمان
يقولون نحن مؤمنون إن شاء الله قال: فما القدرية؟ قال: قوم يقولون لاقدر ".
حدثناه أحمد بن محمد الهروي قال ثنا عبد الله بن مالك بن سليمان المسعودي
أخبرني عن أبي الأحوص سلام بن سليم عن سلمة بن وردان.
سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر (1) كنيته أبو عبيدة؟؟ زيد منكر
الحديث، يروى عن جده عمار بن ياسر ولم يره وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات
لارساله الخبر فكيف إذا انفرد; سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول:
سئل يحيى بن معين عن سلمة بن محمد بن عمار عن عمار " الفطرة المضمضة " قال: مرسل
سلمة بن الفضل الأبرش (2) صاحب ابن إسحاق قال ابن عدي: ضعفه ابن راهويه
وقال: في حديثه بعض المناكير، وروى عن ميكال عن ليث عن إبراهيم النخعي عن
أبيه عن أبي ذر قال قلت: يا رسول الله أرأيت آدم أنبيا كان؟ قال: نعم كان نبيا
رسولا كلمه الله، فتلا فقال: " يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة ".

(1) في الميزان روى عنه على بن جدعان وحده، وقال البخاري: لا يعرف أنه سمع من عمار.
وأراه أخا أبى عبيدة. التاريخ الكبير 77 / 4 الميزان 192 / 2
(2) الميزان 192 / 2.
337

وروى عن الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمل ابني جعفر على دابته أحدهما بين يديه والآخر خلفه، قال ابن عدي: ولم أجد في
حديثه حديثا قد جاوز الحد في الانكار وأحاديثه مفارية مجملة].
سلمة بن صالح الأحمر أبو إسحاق الجعفي (1) قاضي واسط، يروى عن حماد بن أبي
سليمان ومحمد بن المنكدر روى عنه على بن حجر كان ممن يروى عن الاثبات
الأشياء الموضوعات لا يحل ذكر أحاديثه ولا كتابتها إلا على جهة التعجب.
وقد روى سلمة بن صالح الأحمر عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي سفيان عن
تميم الداري قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معانقة الرجل الرجل، فقال: كانت تحية الأمم
وخالص ودهم وإن أول من عانق إبراهيم خليل الرحمن، وذلك أنه خرج يرتاد لماشيته
بجبل من جبال بيت المقدس فسمع مقدسا يقدس الله، فذهل عما كان يطلب وقصد قصد
الصوت فإذا هو شيخ طوله ثمانية عشر ذراعا أهلب (2)، فقال له من ربك يا شيخ؟ قال:
رب السماء، قال فمن رب من في الأرض؟ قال: الذي في السماء، قال: فهل لهما رب
غيره؟ قال: لا هو ربهما ورب ما بينهما ورب ما تحتهما " لا إله إلا الله وحده ".
قال له: أين قبلتك يا شيخ؟ فأشار إلى الكعبة، قال له إبراهيم: فهل بقى من
قومك أحد غيرك؟ قال: لا أعلم بقى منهم أحد غيري، قال له: فمن أين معيشتك؟
قال: أجمع من الثمر في الصيف وآكل في الشتاء، قال: فأين منزلك؟ قال: في تلك
المغار. قال انطلق بنا إليه وقال: إن بيننا وبينه واديا لا يخاض، قال: فكيف تعبر
إليه، قال: أمشى عليه جائيا وأمشي عليه ذاهبا، قال له إبراهيم: فانطلق لعل الذي
ذلله لك (أن) يذلله لي؟ قال فانطلقا فجعلا يمشيان على الماء وكل واحد منهما يعجب من
صاحبه حتى انتهيا إلى المنارة فدخلاها: فإذا قبلة الشيخ قبلة إبراهيم عليه السلام.

(1) الميزان 190 / 2
(2) الأهلب: الكبير الشعر.
338

فذكر حديث المعانقة بطوله ثناه عبد؟؟ بن قحطبة قال ثنا محمد بن الصباح قال:
ثنا سلمة بن صالح الأحمر عن عثمان بن عطاء عن أبيه.
سلمة بن حفص السعدي (1) من أهل الكوفة شيخ كان يضع الحديث لا يحل
الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار، روى عن يحيى بن اليمان عن إسرائيل
عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كان إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخنصر) من رجله اليسرى
متظاهرة.
رواه عنه صالح بن محمد البغدادي، وهذا خبر منكر لا أصل له كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
معتدل الخلق.
سلام بن سلم الطويل السلمي السعدي (2) التميمي، كنيته أبو سليمان من أهل المدائن
وقد قيل سلام بن سليمان، يروى عن زيد العمى وحميد الطويل، روى عنه أبو النضر
هاشم بن القاسم وأبو خالد الأحمر، يروى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المعتمد لها،
وهو الذي روى عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت للنفساء أربعين يوما.
حدثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: سلام بن سليمان
ليس حديثه بشئ.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم
عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن إذا مات بلغته الرحمة من عباد الله عز وجل
كما يتلقى البشرى في دار الدنيا فيقبلون عليه يسألونه فيقولون ما فعل فلان؟ ما فعلت
فلانة؟ هل تزوجت؟ فإن سألوه عن إنسان قد مات يقول: هيهات هيهات هلك ذاك

(1) الميزان 189 / 2
(2) في الأصل: " ابن سالم " وجزم في التاريخ الكبير: " ابن سلم " وفى الميزان: سلام بن
سلم ويقال ابن سليم الميزان 175 / 2 التاريخ الكبير 133 / 4.
339

قبلي فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، يسلك به إلى أمه الهاوية [فبئست الام وبئست
المرئية] قال: وتعرض على الموتى أعمالكم فإن رأوا خير استبشروا وقالوا: اللهم هذه
نعمتك فأتممها على عبدك، وإن رأوا سيئة قالوا: راجع عبدك فلا تخزوا موتاكم بالعمل
السئ فإن أعمالكم تعرض عليهم ".
رواه عنه أسد بن موسى وروى عن زيد العمى عن جعفر العبد عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي ". ثناه محمد بن المسيب
ثنا زكريا بن يحيى الضرير ثنا سليمان بن سفيان ثنا سلام الطويل عن زيد العمى.
سلا بن أبي الصهباء الفزازي (1) من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني وقتادة
روى عنه معلى بن أسد والبصريون، ممن فحش خطؤه وكثر وهمه لا يجوز الاحتجاج به
إذا انفرد، روى عن ثابت البناني عن أنس [بن مالك] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو لم تذنبوا
لخشيت عليكم ما هو أشبه به (2) العجب العجب ". رواه عنه الحجبي ومن زعم أن هذا
أخو عبد الرحمن بن أبي الصهباء فقد وهم هما جميعا بصريان يرويان عن ثابت ولا قرابة
بينهما، ذاك صدوق وهذا مخطئ.
سلام بن أبي خبزة وهو (3) الذي يقال له سلام العطار، يروى عن يونس بن عبيد
وأبى حمزة، روى عنه وكيع، كثير الخطأ معضل الاخبار، يروى عن الثقات المقلوبات لا يجوز
الاحتجاج به، روى عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملحفة
مورسه تدور بين نسائه: ثناه محمد بن أحمد الرقام بتستر ثنا عثمان بن حفص القومسي (4)
ثنا سلام بن أبي خبزه (عن ثابت).

(1) الميزان 180 / 2
(2)
في المخطوطة: " أشر من الجب "
(3) الميزان 174 / 2
(4) في الأصلين الكلمة غير واضحة وقومس منطقة بين الري ونيسابور. معجم البلدان.
340

سلام بن أبي مطيع مولى عمر (1) بن أبي وهب الخزاعي كنيته أبو سعيد مات سنة
أربع وسبعين ومائة وقد قيل سنة أربع وستين ومائة، عداده في أهل البصرة: يروى عنه
أهل بلده، كان سئ الاخذ (2) كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، ثنا أبو يعلى الموصلي
ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد (3) بن زريع قال كان هشام بن حسان لا يملي (4) على
أحد فكلمناه أن يحلى علينا قال: جيئوا بأطراف فأتيت أنا وإسماعيل بن علية وهارون
الشامي بن أبي عيسى وكان كاتبا وأبو عوانة معنا وسلام بن أبي مطيع وأبو جرى
القصاب، فقلنا لهشام حدثنا ما كان عن ابن سيرين وحفصة ومشيختك وما كان عن الحسن
فاتركها فجعل هشام يملي على هارون وأنا على يمين هارون قاعد وإسماعيل عن يساره
يغير الحرف ويسقط الشئ (5) وأبو عوانة ناحية وسلام بن أبي مطيع وأبو جرى
ينامان نوما جيدا ثم يقومان فينسخان (6) من كتابنا.
سلام بن أبي عمرة الخراساني (7)، يروى عن عمرو بن ميمون وعكرمة روى عنه
محمد بن بشر، يروى عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره، وهو الذي روى عن
عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام سهم
المرجئة والقدرية " حدثنا محمد بن عبد الرحمن الشامي ثنا سلمة بن شبيب ثنا محمد بن بشر
العبدي ثنا سلام بن أبي عمرة الخراساني عن عكرمة.

(1) الميزان 181 / 2
(2) في الهندية: " روى عنه أهل بلده كل شئ "
(3) في الهندية: " زيد " والصواب يزيد كما في المخطوطة.
(4) في المخطوطة: " لا يبالي "
(5) في الهندية: " يسقط وأنسى "
(6) في الهندية: " ينامون يقومون. فينسخون "
(7) الميزان 180 / 2.
341

سلام بن سليمان شيخ يروى (1) عن أبي عمرو بن العلاء أشياء لا يتابع عليها، لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد، روى عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرأ " فشاربون شرب الهيم " في أشياء يروى مثل هذا لا يوافق حديث الثقات بل
يباين حديث الاثبات.
سالم بن عجلان الأفطس (2) من أهل الجزيرة مولى محمد بن مروان بن الحكم،
يروى عن سعيد بن جبير وسالم بن عبد الله روى عنه الثوري، وكان ممن يرى الارجاء
ويقلب الاخبار وينفرد بالمعضلات عن الثقات اتهم بأمر فقتل صبرا، ثنا أبو عروبة بحران
ثنا محمد بن يحيى بن كثير سمعت أبا جعفر يقول: بعث عبد الله بن علي حين دخلوا حران
سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين إلى سالم الأفطس فضرب عنقه عند القناة التي في سوق
الخوافي؟.
سالم بن عبد الله الخياط (3) من أهل البصرة حدث بالشام، يروى عن الحسن وابن
سيرين، روى عنه العراقيون والشاميون يقلب الاخبار ويزيد فيها ما ليس منها ويجعل
روايات الحسن عن أبي هريرة [سماعا ولم يسمع الحسن عن أبي هريرة] شيئا، لا يحل
الاحتجاج به ثنا الهداني ثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن
عن سالم الخياط بشئ، وقد روى عنه الثوري سمعت يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت
الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن سالم الخياط فقال: ليس بشئ.
سالم بن عبد الأعلى كنيته (4) أبو الفيض، وقد قيل (سالم) ابن عبد الرحمن، يروى
عن عطاء ونافع، روى عنه ابن إدريس والكوفيون كان يضع الحديث لا تحل كتابة

(1) في المخطوطة: " سلام بن سلم " بخلاف ما في الهندية والميزان 178 / 2
(2) الميزان 112 / 2
(3) الميزان 111 / 2
(4) الميزان 112 / 2.
342

حديثه ولا الرواية عنه، روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ولا يحل لامرأة [أن] تدخل الحمام ".
رواه عنه الوليد بن القاسم، وروى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أشفق
من الحاجة أن ينساها ربط في إصبعه أو خاتمه خيطا ليتذكر به، حدثناه أحمد بن علي
ابن المثنى ثنا يحيى بن أيوب المقابري ثنا سعيد بن محمد الوراق ثنا سالم أبو الفيص عن
نافع (عن ابن عمر).
سالم بن أبي حفصة (1) كنيته أبو يونس من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي
وعطاء، روى عنه الثوري والكوفيون يقلب الاخبار ويهم في الروايات، ثنا الهمداني
ثنا عمرو بن علي قال كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن سالم بن أبي حفصة قال:
سمعت يحيى بن سعيد يوما يقول (حدثنا سفيان قال) ثنا أبو يونس عن منذر الثوري،
فقال له رجل من أصحابنا: هذا سالم بن أبي حفصة، فقال: لا، فقال بلى، ثنا سفيان
ابن عيينة بهذا الحديث ثنا سالم بن أبي حفصة أبو يونس.
سلم العلوي: شيخ (2) من أهل البصرة، يروى عن أنس بن مالك، روى عنه
حماد بن زيد ومهدي بن ميمون كان شعبة يحمل (3) عليه، ويقول: كان سلم العلوي
يرى الهلال قبل الناس بيومين، منكر الحديث على قلته لا يحتج به إذا وافق الثقات
فكيف إذا انفرد [بالطامات].

(1) الميزان 110 / 2
(2) في المخطوطة: " سالم " بخلاف ما جاء في الهندية والميزان 187 / 2
(3) في المخطوطة: " كان سعيد يحمل عليه " والخبر مروى عن شعبة.
343

سلم بن زرير [أبو بشر العطاردي] (1) شيح من أهل البصرة، يروى عن أبي
رجاء العطاردي، روى عنه البصريون لم يكن الحديث صناعته وكان الغالب عليه
الصلاح يخطئ خطأ فاحشا، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق الثقات.
سلم بن سالم البلخي (2)، يروى عن الثوري وعبيد الله بن عمر، روى عنه العراقيون
وأهل خراسان، حج فكتب عنه أهل بغداد منكر الحديث يقلب الاخبار [قلبا]
وكان مرجئا شديد الارجاء داعية إليها، كان ابن المبارك يكذبه، سمعت أحمد بن خلف
يقول [سمعت محمد بن زكريا] سمعت محمد بن فضيل العابد يقول: سمعت سلم بن سالم
يقول: ما يسرني أن ألقى الله عز وجل وعلا يعمل من مضى وعمل من بقى وأنا أقول
الايمان قول وعمل. ثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير يقول عن يحيى بن معين قال: سلم بن
سالم البلخي ليس حديثه بشئ، وهو الذي روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من السنة تشييع الضيف إلى باب الدار ".
ثناه محمد بن صالح بن ذريح بعسكر أنبأ جبارة بن مغلس ثنا سلم بن سالم عن ابن جريج.
سلم بن عبد الله الزاهد أبو محمد (3)، يروى عن القاسم بن معن ما ليس من حديثه
لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، روى عن القاسم بن معن عن أخته
أمينة بنت معن عن عائشة بنت سعيد بن أبي وقاص قالت: كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يلبسن
العقيق في القلائد فسألت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكثر خرز أهل الجنة العقيق ".

(1) في المخطوطة: " سالم " بخلاف ما في الهندية والميزان قال عنه الذهبي: ثقة مشهور. خرج له
البخاري في الأصول ومرة في الشواهد. كما وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين وقال أبو داود والنسائي:
ليس بالقوى الميزان 184 / 2
(2) الميزان 184 / 2
(3) الميزان 85 / 21
.
344

حدثناه ابن قتيبة ثنا أبو ذهل عبيد بن الغازي العسقلاني ثنا سلم الزاهد في مجلس
آدم بن أبي إياس ثنا القاسم بن معن [ثنا بهذا الحديث حاتم بن نصر بن حاتم بأشر وسنة
ثنا عبيد بن الغاز لم يقل في مجلس آدم بن أبي إياس].
سلم بن ميمون الخواص (1) من عباد أهل الشام وقرائهم ممن غلت عليه الصلاح حتى
غفل عن حفظ الحديث واتقائه فربما ذكر الشئ بعد الشئ ويقلبه توهما لا تعمدا فبطل
الاحتجاج بما يروى إذا لم يوافق الثقات; روى عن أبي خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن سهل بن أبي حثمة (2) قال: بايع أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم إلى
أجل فقال على للاعرابي إن مات النبي صلى الله عليه وسلم فمن يقضيك؟ قال: لا أدرى قال (فأته
قتله فأتاه فسأله (3)) فقال يقضيك أبو بكر قال علي عليه السلام: فإن مات أبو بكر؟
فسأل الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يقضيك عمر، فقال على فإن أتى على عمر أجله فسأل
الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يقضيك عثمان قال علي عليه السلام فإن أتى على عثمان
أجله فسأل الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان فإن
استطعت أن تموت فمت. حدثناه سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي بدمشق ثنا أحمد
ابن إبراهيم بن ملاس ثنا سلم الخواص.
سيف بن عمر الضبي الأسيدي (4) من أهل البصرة أتهم بالزندقة يروى عن عبيد الله
ابن عمر روى عنه المحاربي [والبصريون] كان (5) أصله من الكوفة يروى الموضوعات عن
الاثبات، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت (6) سمعت جعفر بن أبان يقول سمعت

(1) الميزان 186 / 2
(2) في الهندية: " ابن أبي حيثمة " والصواب: أبى حثمة
(3) في الهندية العبارة مختلطة غير مستقيمة وفى المخطوطة: " فأتاه فسألاه " وقد استقامت العبارة في
الميزان: " قال: فأته فاسأله فأتاه فسأله فقال.. إلخ والمثبت هنا عنة.
(4) الميزان 255 / 2
(5) في المخطوطة: " والنضر بن حماد "
(6) في الهندية: محمد بن عبد الله بن عبد مكحول. والصواب: محمد بن عبد الله بن عبد السلام.
345

ابن نمير يقول: سيف الضبي تميمي، وكان جميع يقول: حدثني (1) رجل من بنى تميم وكان
سيف يضع الحديث وكان قداتهم بالزندقة.
سيف بن هارون البرجمي (2) من أهل الكوفة، يروى عن إسماعيل بن أبي خالد
وسليمان يروى عن الاثبات الموضوعات ثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن
معين: سيف بن هارون ليس بشئ
قال أبو حاتم وهو الذي يروى عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان
الفارسي قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السمن وعن الجبن وعن الفراء فقال: الحلال ما أحل الله
عز وجل في كتابه والحرام ما حرم الله عز وجل في كتابه وما سكت [لله عز وجل] عنه
فهو مما عفى عنه. حدثناه أحمد بن علي بن المثنى ثنا داود بن رشيد ثنا سيف بن هارون
عن سليمان التيمي.
سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري (3) أخو عمار بن محمد، يروى عن عمر بن
قيس وعاصم الأحول والثوري روى عنه العراقيون، وكان شيخا صالحا متعبدا، إلا أنه
يأتي عن المشاهير بالمناكير، كان ممن يدخل عليه فيجيب، إذا سمع المرء حديثه شهد عليه بالوضع،
وهو الذي روى عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يكون نهر بين دجلة ودجيلة بالفرات ".
وليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت محمد بن محمود يقول: [سمعت الدارمي
يقول] سمعت يحيى بن معين يقول: سيف بن محمد بن أخت سفيان كان هاهنا
كذابا خبيثا

(1) في الهندية: " جدي " بدل حدثني.
(2) الميزان 258 / 2
(3) الميزان 256 / 2.
346

[قال أبو حاتم] وهو الذي يروى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال الدقل أو الفارسي والحلوم
والحامض ".
حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمود بن خداش ثنا سيف بن محمد عن الأعمش.
سيف بن مسكين السلمي (1) شيخ من أهل البصرة. يروى عن سعيد بن أبي
عروبة، ومعمر بن يزيد عن قتادة [يأتي] بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل
الاحتجاج به لمخالفته الاثبات في الروايات على قلتها، روى عن سعيد بن أبي عروبة
حدثني قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن أبي بكر الصديق، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " إن الله عز وجل إذا أطعم نبيا طعمة، ثم قبضه كانت للذي بلى الامر من بعده ".
ثنا محمد بن الحكم بنسا ثنا محمد بن غالب ثنا سيف بن مسكين ثنا سعيد بن أبي عروبة.
سهل بن معاذ بن أنس (2)، يروى عن أبيه روى عنه زبان بن فائد منكر الحديث
جدا فلست أدرى أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان [بن فايد] فإن كان من
أحدهما فالاخبار التي رواها أحدهما ساقطة وإنما اشتبه هذا لان راويها عن سهل بن معاذ.
زبان بن فائد إلا الشئ بعد الشئ.
روى سهل بن معاذ عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يتخطى رقاب الناس
يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم ".
وروى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المتكلم في الصلاة والضاحك فيها
والمفرقع (3) أصابعه بمنزلة واحدة ".

(1) الميزان 257 / 2
(2) الميزان 241 / 2
(3) في الهندية: " والمفقع ".
347

حدثنا بالحديثين ابن قتيبة ثنا ابن أبي السرى ثنا رشدين بن سعد عن زبان بن فايد
عن سهل بن معاذ على أن رشدين [بن سعد] وزبان [بن فايد أيضا ليسا بشئ.
سهل بن عبد الله بن بريدة (1)، يروى عن أبيه روى عنه أخوه أوس بن عبد الله
منكر الحديث يروى عن أبيه مالا أصل له، لا يجوز أن يشتغل بحديثه، روى عن أبيه
عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ستبعث بعدي بعوث فكونوا في بعث يقال لها خراسان
ثم أنزلوا كورة يقال لها مرو، ثم اسكنوا مدينتها فإن مدينتها بناها ذو القرنين ودعا لها
بالبركة ولا يصيب أهلها سوءه ".
حدثنا جماعة منهم محمد بن أحمد بن (أبى) عون عن أبي عمار الحسين بن حريث
ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن أخيه سهل.
سهل مولى المغيرة كنيته أبو حريز (2)، يروى عن الزهري العجائب، وعن غيره
من الثقات مالا أصل له من حديث الاثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال; روى عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اهتم أخذ لحيته
فنظر فيها.
حدثناه ابن قتيبة ثنا العباس بن إسماعيل مولى بنى هاشم ثنا العباس بن طالب
ثنا أبو حريز سهل مولى المغيرة عن الزهري، وهو الذي روى عن حسين بن رستم الأيلي
عن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ردى على البيتين اللذين
قالهما [فلان] اليهودي (قلت قال فلان اليهودي:

(1) الميزان 239 / 2
(2) الميزان 241 / 2.
348

ارفع ضعيفك (1) لا يحزنك ضعفه * * يوما فتدركه العواقب قد نما
يجزيك يثنى عليك وإن من * * أثنى عليك بما فعلت فقد جزا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قاتله (2) الله ما أحسن ما قال، ولقد أتاني جبريل برسالة
من الله عز وجل، فقال يا محمد من فعل إليه معروف فلم يجد إلا الدعاء أو الثناء فقد كافأ "
أخبرناه محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا ابن أبي السرى ثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي
ثنا سهل مولى المغيرة عن حسين بن رستم (الأبلي).
سهل الأعرابي شيخ (3) من أهل البصرة قليل الحديث منكر الرواية، وليس
بالمحل الذي يقبل ما انفرد لغلبة المناكير على روايته، روى عنه مرحوم (4) بن
عبد العزيز العطار، وروى [عن] سهل الأعرابي عن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن أبي
موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبغي (5) على الناس إلا ابن بغية أو فيه عرق منها.
سهل بن عبد الله [شيخ] يروى (6) عن عبد الملك بن مهران روى عنه مروان
ابن معاوية منكر الحديث يأتي بالعجائب التي تنكرها القلوب، روى عن عبد الملك
ابن مهران عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل الطين فقد
أعان على [قتل] نفسه (7) " وما يشبه هذا.

(1) هكذا أقرب ما هو مثبت في الأصلين
(2) في الهندية: " قائلة "
(3) الميزان 242 / 2
(4) في المخطوطة: " يرجوم " والصواب: مرحوم
(5) في الهندية: " لا ينبغي "
(6) الميزان 240 / 2
(7) الزيادة غير مثبتة في الميزان أو النسخة الهندية.
349

سهل بن قرين [شيخ] (1) يروى عن ابن أبي ذئب، وغيره من الثقات ما ليس
من حديث الاثبات يلزق المراسيل والمقاطيع بأقوام مشاهير فيسندها عنهم لا يجوز
الاحتجاج به، روى عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر [بن عبد الله]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأهم إلا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين ".
حدثناه محمد بن يوسف العصفري بالبصرة قال ثنا قرين بن سهل بن قرين
ثنا أبي عن ابن أبي ذئب.
سويد بن إبراهيم (2) أبو حاتم العطار الهذلي صاحب الطعام من أهل البصرة،
يروى عن قتادة روى عنه صفوان بن عيسى والبصريون، يروى الموضوعات عن الاثبات
وهو صاحب حديث البرغوث، روى عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا
يسب برغوثا، فقال: لا تسبه فإنه نبه نبيا من الأنبياء لصلاة الصبح.
حدثناه الحسن بن سفيان قال ثنا النضر بن طاهر القيسي قال سمعت سويدا أبا حاتم
عن قتادة.
[قال أبو حاتم: وقد كان يحيى بن معين يضجع القول فيه، وفيما حدثني أبو يعلى
قال: سألت يحيى بن معين عن سويد أبى حاتم صاحب الطعام، فقال: ليس به بأس].
سويد بن عبد العزيز بن نمير الدمشقي (3) السلمي، كان على قضاء دمشق، يروى عن
حصين بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عمر، روى عنه العراقيون والشاميون كان مولده
سنه ثمان ومائة ومات سنة أربع وتسعين ومائة، وصلى عليه منصور بن المهدى كان كثير
الخطأ فاحش الوهم حتى يجئ في أخباره من القلوبات أشياء تتخايل إلى من سمعها أنها
عملت تعمدا.

(1) في المخطوطة: " ابن قرير " والصواب: " قرين " الميزان 24 / 2
(2) الميزان 247 / 2
(3) الميزان 251 / 2.
350

روى عن مالك عن الزهري عن الأعرج عن أبن هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سقط من
فرس فجحش شقه الأيمن - الحديث.
حدثناه أحمد بن عمير بن جوصاء (1) بدمشق ثنا محمد بن هاشم (2) ثنا سويد ثنا الحنبلي
سمعت أحمد بن زهير قال سئل يحيى بن معين عن سويد الدمشقي قال: ليس حديثه بشئ.
قال أبو حاتم: والذي عندي في سويد بن عبد العزيز تنكب ما خالف الثقات من
حديثه والاعتبار بما روى مما لم يخالف الاثبات والاحتجاج بما وافق الثقات، وهو ممن
أستخير الله [عز وجل] فيه لأنه يقرب من الثقات.
سويد بن عمرو الكلبي من أهل الكوفة (3)، كنيته أبو الوليد، يروى عن حماد
ابن سلمة وأهل العراق، روى عنه أبو كريب مات سنة ثلاث ومائتين، وكان يقلب
الأسانيد ويضع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عن حماد بن سلمة عن أيوب وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رفعه قال:
أحبب حبيك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا
ما عسى أن يكون حبيك يوما ما ".
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا أبو كريب ثنا سويد بن عمرو، وهذا الحديث ليس
من حديث أبي هريرة ولا من حديث ابن سيرين ولا من حديث أيوب وهشام ولا من حديث
حماد بن سلمة، وإنما هو قول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فقط، وقد رفعه عن

(1) في المخطوطة: " عمر " وفى الهندية: " ابن حوصعاء " والصواب أحمد بن عمير بن جوصاء
الميزان 125 / 2
(2) في المخطوطة: " هشام " وهو محمد بن هاشم البعلبكي الميزان 252 / 2
(3) الميزان 253 / 2.
351

على الحسن بن أبي جعفر [الجعفري] عن أيوب عن حميد بن عبد الرحمن عن علي
(بن أبي طالب) وهو خطأ فاحش (1).
سويد بن سعيد الحدثاني (2) من أهل الأنبار مولده بالحديثة، يروى عن علي بن
مسهر وحفص بن ميسرة (3)، حدثنا عنه شيوخنا مات سنة تسع وثلاثين ومائتين يأتي
عن الثقات بالمعضلات.
روى عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا ".
ومن روى مثل هذا الخبر الواحد عن علي بن مسهر يجب مجانبة رواياته هذا
(إلى ما) يخطئ في الآثار ويقلب الاخبار (4) [سمعت محمد بن زكريا بن الحسين
يقول] سمعت أبا الحسن على بن عبد الله البصري يقول: سمعت عثمان بن خرزاذ
الأنطاكي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو
سويد بن سعيد

(1) الحديث رواه الترمذي في البر والصلة من حديث سويد بن عمرو الكلبي عن حماد عن أيوب
عن ابن سيرين عن أبي هريرة وقال الترمذي: غريب ضعيف وأيد المصنف فيما ذهب إليه فقال:
" والصحيح عن علي موقوفا ".
وقد أطال المناوي في التعليق على تخريج السيوطي له وكل ما قيل ينتهى إلى ما انتهى إليه المصنف
هنا ملخصا وإن كان السيوطي رمز إليه بالحسن ولعل ذلك يرجع إلى اعتضاد الخبر كما يقول العجلوني.
فيض القدير على الجامع الصغير 176 / 1 كشف الخفا والالباس 54 / 1
(2) في المخطوطة: " مولده بالحدثية " بخلاف ما في الميزان حيث ذكر أنه نزيل حديثة الثورة
وهو بجنب عانه كما في القاموس الميزان 248 / 2
(3) في الهندية (على بن سهر " والصواب ابن مسهر. وفى المخطوطة حفص بن يسرة والصواب
ابن ميسرة.
(4) العبارة التي بين قوسين جاءت في المخطوطة آخر الترجمة.
352

سهيل بن أبي حزم القطعي (1) أخو حزم بن أبي حزم واسم أبى حزم مهران من
أهل البصرة، يروى عن الحسن وثابت روى عنه البصريون. مات قبل حزم ومات حزم
سنة خمس وسبعين ومائة، ينفرد عن الثقات بمالا يشبه حديث الاثبات، سمعت الحنبلي
يقول: سمعت أحمد بن زهير [يقول] (2) سئل يحيى بن معين عن سهيل أخو حزم،
فقال: ضعيف.
سهيل بن أبي فرقد (3) من أهل البصرة، يروى عن الحسن روى عنه عكرمة
ابن عمار; كان يخطئ على الاثبات فيما يروى من الروايات إلا أنه لم يفحش خطؤه حتى
يستحق الترك من أجله ولا سلك سنن الثقات في الاتقان) فيوثق بعدالته، ولكن يتبع
ما وافق الاثبات ويتنكب من حديثه ما خالف الثقات.
سهيل بن ذكوان المكي (4) سكن البصرة كنيته أبو السندي، وقد قيل أبو عمرو
يروى عن عائشة، وابن الزبير روى عنه عباد بن العوام وهشيم، وكان يدعى شيوخا
لم يرهم ويروى عنهم، وكان يقول: حدثتنا عائشة، وكانت سوداء.
ثنا الحنبلي سمعت أحمد بن زهير عن يحيى بن معين سمعت عبادا يقول: سهيل الذي
يروى عن عائشة وابن الزبير هو سهيل بن ذكوان ليس بشئ، قالوا له: صف لنا
عائشة، فقال كانت سوداء فقيل له إن النبي يقول لها: يا حميراء، فقال عباد: فعلمنا
أن سهيلا كذاب.

(1) الميزان 244 / 2
(2) زيادة ليست في النسختين استلزمها السباق.
(3) الميزان 244 / 2
(4) الميزان 242 / 2.
353

سليم بن مطير من أهل (1) وادى القرى، يروى عن أبيه، روى عنه أهل الشام
منكر الحديث على قلة روايته لا يعجبني الاحتجاج بأخباره إذا انفرد بها، دون
ما وافق الاثبات.
سنان بن هارون البرجمي (2) أخو سيف بن هارون، يروى عن حميد الطويل،
ويزيد بن زياد بن أبي الجعد; عداده في أهل الكوفة، روى عنه زحموية والعراقيون
منكر الحديث جدا، يروى المناكير عن المشاهير، ثنا الحنبلي، سمعت أحمد بن زهير
يقول: عن يحيى بن معين قال: سنان بن هارون البرجمي، ليس حديثه بشئ.
سدير بن حكيم الصيرفي (3) من أهل الكوفة، يروى عن محمد بن علي روى عنه
الثوري، منكر الحديث جدا على قلة روايته كان ابن عيينة يقول: رأيته وكان كذابا.
سليم بن مسلم الخشاب (4) من أهل مكة، يروى عن ابن جريج وسعيد بن بشير روى عنه
محمد بن أبان ومخلد بن مالك والناس، يروى عن الثقات الموضوعات الذي يتخايل إلى
المستمع لها - وإن لم يكن الحديث صناعته - أنها موضوعة، كان يحيى بن معين يزعم
أنه كان جهميا خبيثا، وهو الذي روى عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آتاه الله عز وجل وجها حسنا وإسما حسنا وجعله من
موضع غير شائن له فهو من صفوة الله عز وجل ".
حدثناه حاجب بن أركين، ثنا أبو عقيل بن حبيب بن أبي ثابت، ثنا خلف بن
خالد العبدي، ثنا سليم بن مسلم.

(1) الميزان 231 / 2
(2) الميزان 235 / 2
(3) الميزان 116 / 2
(4) يراجع مع سليما بن مسلم الخشاب في الميزان 223 / 2.
354

السرى بن إسماعيل الهمداني (1) من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي، روى عنه
ابن المبارك ويزيد بن هارون كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، قال يحيى القطان:
استبان لي كذبه في مجلس واحد، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه; ثنا الهمداني،
ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن السرى بن إسماعيل، سمعت
[أحمد بن] محمد بن الحسين يقول: سمعت جدي الحسين بن عيسى يقول: قلت
لابن المبارك حين فارقته: تكتب لي إلى هشيم، فقال: لا، بل أكتب لك إلى من
هو خير لك من هشيم أكتب لك إلى جرير وقال لي: إذا صرت إلى جرير فاكتب
علمه كان ما خلا أحاديث ثلاثة أنفس محمد بن سالم وعبيدة بن معتب والسري بن إسماعيل.
السرى بن عاصم بن سهل (2) الهمداني أبو عاصم مؤدب المعتز كان ببغداد يسرق
الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به، روى عن حفص بن غياث عن برد
ابن سنان عن مكحول عن وائلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تظهر الشماتة
لأخيك فيعافيه الله عز وجل ويبتليك ".
وروى عن ابن علية عن يحيى بن عتيق عن محمد (بن إبراهيم) عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى أن يبال في الماء الراكد ثم يتوضأ منه ".
وروى عن محمد بن عبيد [عن عبيد] الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل
عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن ماء البحر فقال: " هو الطهور ماؤه
والحل ميتته ".
حدثنا بهذه الأحاديث الحسين بن زريق البغدادي بمكة قال: ثنا السرى بن عاصم،

(1) الميزان 117 / 2
(2) الميزان 117 / 2.
355

أما الحديث الأول فرواه القاسم بن أمية عن حفص بن غياث فسرقه، والثاني حديث
يعقوب الدورقي ثنا به حاجب بن أركين وجماعة عن يعقوب الدورقي عن ابن علية،
والثالث إنما هو من قول أبى بكر الصديق فأسنده فيما يشبه هذا من الأشياء التي لا ينكرها
من الحديث صناعته.
وقد روى عن محمد بن فضيل بن غزوان عن ابن جريح عن عطاء عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ليلة أسرى بي حول العرش فريدة (1) خضراء مكتوب
فيها بقلم من نور أبيض لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق ".
حدثناه محمد بن المسيب ثنا السرى بن عاصم ثنا ابن فضيل.
سوار بن مصعب الهمداني (2)، وهو الذي يقال له سوار المؤذن، ويقال له سوار
الأعمى من أهل الكوفة، يروى عن عطية وكليب (بن) وائل كان ممن يأتي بالمناكير
عن المشاهير حتى يسبق (إلى) القلب، أنه كان المتعمد (3) لها، روى عنه وكيع وفراء.
حدثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: سوار بن مصعب،
فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن كليب بن وائل عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من كذب بالقدر أو خاصم فيه فقد كفر بما جئته، وكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم "
حدثناه الحسن بن سفيان ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا سوار بن مصعب عن
كليب بن وائل.

(1) في الهندية " فريدة " وفى المخطوطة: " تريدة " وفى الميزان وردة
(2) الميزان 246 / 2
(3) في الهندية: " المعتمد ".
356

سعد بن طريف الاسكاف (1) من أهل الكوفة، يروى عن الإصبع بن نباتة
وعكرمة، روى عنه أهل الكوفة، كان يضع الحديث على الفور، وهو الذي روى عن
عمير بن مأمون عن الحسين بن علي، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من أدمن الاختلاف
إلى المسجد أصاب أخا مستفادا في الله عز وجل ورحمة منتظرة وعلما مستطرفا (2) وكلمة
تدله على هدى وأخرى تصرفه عن الردى واعتزل الذنوب حياء وخشية ".
روى عنه مروان بن معاوية، وروى سعد بن طريف عن عكرمة عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " معلموا صبيانكم شراركم أقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين ".
سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري (3) مولى بنى ليث، يروى عن أخيه وأبيه
عن جده بصحيفة لا تشبه حديث أبي هريرة يتخابل إلى المستمع لها أنها موضوعة أو
مقلوبة أو موهومة، لا يحل الاحتجاج بخبره، روى عنه هشام بن عمار.
سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن (4) عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري
الحكمي (5) كنيته أبو معاذ أصله من المدينة سكن بغداد، يروى عن ابن أبي الزناد،
وكان ممن يروى المناكير عن المشاهير ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى حسن التنكب
عن الاحتجاج به.

(1) الميزان 122 / 2
(2) في الهندية: " متطرفا "
(3) هناك سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني عداده في التابعين وسعد بن أبي
سعيد المقبري عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة وهو صاحبنا وسعد بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة؟؟
والثلاثة تجدر التفرقة بينهم وقد ترجم لهم الذهبي في الميزان 120 / 2
(4) في الهندية سعيد والصواب سعد الميزان 124 / 2
(5) في الهندية: " الحلمي ".
357

سفيان بن حسين بن حسن السلمي (1) من أهل واسط كنيته أبو محمد، يروى عن
الزهري وأبو بشر روى عنه يزيد بن هارون وعباد بن العوام يروى عن الزهري المقلوبات
وإذا روى عن غيره أشبه [حديثه] حديث الاثبات وذاك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه
فكان يأتي بها على التوهم، فالانصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري والاحتجاج
بما روى عن غيره.
سفيان بن محمد الفزاري (2)، يروى عن ابن وهب، ثنا عنه عمر بن محمد [بن بجير]
وغيره، يقلب الاخبار ويأتي عن الثقات بما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به;
روى عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا مرض العبد المؤمن، ثم برئ من مرضه كان كالبردة (3) البيضاء ".
وهذا خبر باطل إنما هو قول الزهري لم يرفعه عن الزهري إلا الموقري، روى عن
سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما أسكر كثيره فقليله حرام "
حدثناه ابن قتيبة ثنا سفيان بن محمد الفزاري ثنا سفيان بن عيينة، وهذا مقلوب
مثل هذا الخبر بهذا الاسناد [إنما هو] عند ابن عيينة (4) [عن الزهري عن أبي سلمة
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل شراب أسكر فهو حرام "، فقلب سفيان بن محمد
إسناده ومتنه جميعا].

(1) الميزان 165 / 2
(2) الميزان 172 / 2
(3) في المخطوطة: " كالمبردة "
(4) في المخطوطة: " عند ابن عيينة بئس أخو العشيرة فأقلبه ".
358

سفيان بن وكيع بن الجراح أبو محمد (1)، يروى عن أبيه روى عنه شيوخنا،
مات سنه سبع وأربعين ومائتين يوم الأحد لأربع عشر يقين من [شهر] ربيع الآخر،
وكان شيخا فاضلا صدوقا إلا أنه ابتلى بوراق سوء كان يدخل عليه الحديث، وكان
يثق به فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع فمن أجل
إصراره على ما قيل له استحق الترك، وكان ابن خزيمة يروى عنه وسمعته يقول ثنا بعض
من أمسكنا عن ذكره، وهو من الضرب الذي ذكرته مرارا أن لو خر من السماء
فتخطفه الطير أحب إليه من أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم أفسدوه، وما كان
ابن خزيمة يحدث عنه إلا بالحرف بعد الحرف وما سمعت منه عن سفيان بن وكيع إلا حديثا
لأشعث بن عبد الملك فقط.
أبو بكر الهذلي اسمه سلمى (2) بن عبد الله بن سلمى من أهل الكوفة، يروى عن
الحسن وعكرمة، روى عنه العراقيون، يروى عن الاثبات الأشياء الموضوعات، سكن
البصرة، حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي قال: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن أبي
بكر الهذلي بشئ قط (3).
أخبرنا الهمداني. قال: حدثنا عمرو بن علي سمعت يزيد بن زريع يقول عدلت عن أبي
بكر الهذلي وأبى هلال عمدا، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول:
سئل يحيى بن معين عن أبي بكر الهذلي، فقال: كان غندر يقول: كان إمامنا، وكان
يكذب، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
سلمى أبو بكر تعرفه يروى عنه أبو أويس؟ فقال: أبو بكر الهذلي ليس بشئ.

(1) الميزان 173 / 2
(2) الميزان 194 / 2
(3) في الهندية: " حدثنا عمر بن محمد " وهو الهمداني.
359

قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل.
حدثناه محمد بن إسحاق الثقفي ثنا يوسف بن موسى ثنا عبد الحميد الجماني ثنا أبو بكر
الهذلي عن الزهري (1).
سكين بن أبي سراج شيخ (2)، يروى الموضوعات عن الاثبات والملزقات عن
الثقات، روى عن المغيرة بن سويد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
سعاة المرء خفة لحيته ".
حدثناه محمد بن مسلمة بن قرناء بعسقلان ثنا محمود بن خداش ثنا يوسف بن الغرق
ثنا سكين بن أبي سراج.
وقد روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها (3) له ثبت الله عز وجل (له) قدميه يوم تزول الاقدام ".
ثنا محمد بن المسيب ثنا محمد بن حرب النسائي ثنا عبيد الله بن تمام بن قيس السلمي عن
سكين بن أبي سراج عن عبد الله بن دينار.
باب الشين
قال أبو حاتم رضي الله عنه: ومن المجروحين من المحدثين ممن ابتداء اسمه
على الشين.

(1) في الهندية: " حدثنا أبو بكر الزهري عن الهذلي "
(2) الميزان 174 / 2
(3) في الهندية: " حتى يتمها ".
360

شعبة مولى (1) ابن عباس (يروى عن ابن عباس) روى عنه بكير بن عبد الله الأشج (2)
وابن أبي ذئب وداود بن الحصين; عداده في أهل المدينة، يروى عن ابن عباس مالا أصل
له كأنه ابن عباس آخر، مات في زمان هشام بن عبد الملك، ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي
عن بشر (3) بن عمر أنه سأل مالكا عن شعبة مولى ابن عباس، فقال: لم يكن بثقة.
شهر بن حوشب الأشعري كنيته (4) أبو عبد الرحمن، وقد قيل أبو الجعد أصله
من دمشق سكن البصرة، يروى عن أم سلمة وابن عمر، روى عنه قتادة وشمر بن عطية
مات سنة مائة، كان ممن يروى عن الثقات المعضلات وعن الاثبات المقلوبات عادل
عباد بن منصور في حجة له فسرق عيبته فهو الذي يقول فيه القائل:
لقد باع شهر دينه بخريطة * * فمن يأمن القراء بعدك يا شهر (5)
ثنا [محمد بن عبد الله] بن الجنيد ثنا أبو داود المصاحفي: سليمان (6) بن سالم ثنا النضر
بن شميل قال: ذكر عند ابن عون حديث لشهر يرويه في المغازي فقال: إن شهرا تركوه
إن شهرا تركوه.

(1) شعبة ين يحيى. وقيل: ابن دينار. مولى ابن عباس. نقل البخاري في الكبير عن بشر
ابن عمر قال: سألت مالكا عن شعبة الذي روى عن ابن أبي ذئب قال: ليس بثقة. وقال أحمد:
ما به بأس. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال أيضا: ليس به بأس
هو أحب إلى من صالح مولى التوءمة. التاريخ الكبير 243 / 4 الميزان 274 / 2
(2) في الهندية: (عبيد الله الأشج)
(3) في الهندية: " بسر بن عمر "
(4) شهر بن حوشب: أطال الذهبي ترجمته وأكثر أقوال العلماء لا تشهد له.
التاريخ الكبير 258 / 4 الميزان 283 / 2
(5) البيت قيل لما اتهم بسرقة بيت المال، وكان قيما عليه. الميزان
(6) في المخطوطة: " المضاجع سليمان بن مسلم ".
361

(أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى القطان لا يحدث عن
شهر بن حوشب).
شيبة بن نعامه (1)، يروى عن أنس روى عنه أبو معاوية الضرير; ممن يروى
عن أنس مالا يشبه حديثه وعن غيره من الثقات ما يخالف [حديث] الاثبات لا يجوز
الاحتجاج به.
شهاب بن خراش بن حوشب (2) الحوشبي الشيباني ابن أخي العوام بن حوشب،
كنيته أبو الصلت، يروى عن محمد بن زياد، والثوري روى عنه يزيد بن وهب،
وقتيبة بن سعيد كان رجلا صالحا، وكان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج
به إلا عند الاعتبار.
روى عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ابتعث الله
نبيا قط إلا كان في أمته مرجئة وقدرية يشوشون عليه أمر أمته بعده ألا وإن
القدرية والمرجئة ملعونون على لسان سبعين نبيا أنا آخرهم ".
حدثناه [الحسن بن سفيان] قال ثنا سويد بن سعيد ثنا شهاب بن خراش.
شعيب بن ميمون، يروى (3) عن أبي جناب وحصين بن عبد الرحمن، روى عنه
شبابة بن سوار ممن يروى المناكير عن المشاهير على قلة روايته لا يحتج به إذا انفرد.

(1) شيبة بن نعامة: أبو نعامة الضنبي الكوفي. ضعفه يحيى بن معين
التاريخ الكبير 242 / 4 الميزان 286 / 2
(2) شهاب بن خراش بن حوشب: أبو الصلت الشيباني قال ابن المبارك: ثقة. وقال أحمد
لا بأس به وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به.
التاريخ الكبير 236 / 4 الميزان 281 / 2
(3) شعيب بن ميمون: قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: مجهول " وقال الدارقطني:
ليس بالقوى. التاريخ الكبير 222 / 4 الميزان 278 / 2.
362

شعيب بن مبشر الكلبي (1) شيخ، يروى عن الأوزاعي روى عنه ابن الطباع
ينفرد عن الثقات بما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
المسجد فرأى رجلا طليحا - يعنى ذابلا - فقال: ما شأنه قالوا: صائم قال: من أحب أن
يتقوى على الصوم فليتسحر وليقيل وليشم طيبا ولا يفطر على ماء.
حدثناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني ثنا جعفر محمد بن عيسى (2) بن الطباع ثنا شعيب
ابن مبشر (عن الأوزاعي).
شبيب بن شيبة أبو معمر (3)، يروى عن الحسن وعطاء عداده في أهل البصرة،
روى عنه أهلها وشيبان بن فروح وغيره، كان من فصحاء الناس (ودهاتهم) في زمانه
وكان يهم في الاخبار، ويخطئ إذا روى غير الاشعار، لا يحتج بما انفرد (به) من الاخبار
ولا يشتغل بما لم يتابع عليه من الآثار (وكان يقال أعقل من بالبصرة).
شاذ بن الفياض اليشكري (4) من أهل البصرة واسمه هلال وشاذ لقبه، كنيته
أبو عبيدة، يروى عن عمر بن إبراهيم والبصريين مات سنة خمس وعشرين ومائتين،

(1) الميزان 277 / 2
(2) في المخطوطة: " حدثنا جعفر بن نوح الا زنى قال: حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع " إلخ.
(3) شبيب بن شيبة المنقري التميمي: بعد في البصريين. كنيته أبو معمر. أحد الخطباء البلغاء،
قيل لابن المبارك: إنه يدخل على الامراء قال: حدثوا عنه فإنه أشرف من أن يكذب، وعن يحيى:
شبيب ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بالقوى، وقال
صالح جزرة: صالح الحديث. وقال الساجي: صدوق بهم. وقال أبو داود: ليس بشئ.
الميزان 262 / 2 التاريخ الكبير 232 / 4
(4) شاذ بن فياض: اسمه هلال صدوق وثقة أبو حاتم.
الميزان 260 / 2، 316 / 4.
363

كان ممن يرفع الموقوفات، ويقلب الأسانيد لا يشتغل بروايته، كان محمد بن إسماعيل البخاري
(رحمة الله عليه) شديد الحمل عليه.
شيخ بن أبي خالد البصري (1)، يروى عن حماد بن سلمة، روى عنه ابن أبي السرى
العسقلاني، لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن
جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحشر الناس يوم القيامة جرد مرد بنو (2) ثلاث وثلاثين
إلا موسى بن عمران فإن لحيته إلى سرته ".
وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يدعى الناس بأسمائهم يوم القيامة إلا آدم فإنه
يكنى أبا محمد ".
وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان مكتوبا في خاتم سليمان بن داود " لا إله إلا الله
محمد رسول الله " ثلاثتها بواطيل موضوعات: لا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، ولا جابر رواه
ولا عمرو حدث به، وليس من حديث حماد بن سلمة، وإنما ذكرت هذا الشيخ ليعرفه
من الحديث صناعته فلا يشتغل بأمثاله إلا عند الاعتبار.
الشاه بن شير باميان الخراساني (3) حدث ببغداد (يروى) عن قتيبة بن سعيد، يضع
الحديث لا يحل ذكره في الكتب وإنما ذكرته، وإن لم يشتهر عند أصحابنا ذكره
ليعرف فيجانب حديثه، روى عن قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن رباح الكلابي عن
جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل عليه السلام وعليه قباء سواد

(1) شيخ بن أبي خالد: قال البخاري: عند مناكير. وعن سليمان بن حرب قال: دخلت على شيخ
وهو يبكى فقلت: ما يبكيك؟ قال: وضعت أربعمائة حديث وأدخلتها في برنامج الناس، فلا أدرى كيف
أصنع. الميزان 286 / 2 التاريخ الكبير 272 / 4
(2) في الهندية: " يوم القيامة فرد فرد سوا ثلاث وثلاثين ".
(3) الميزان 360 / 2.
364

منطقة (1) وخنجر قال فقلت لجبريل يا حبيبي ما هذا الذي [أرى] قال: يأتي على الناس زمان
يعز (2) الاسلام بهذا السواد قال قلت لجبريل: يا حبيبي رئيسهم ممن يكون؟ قال: من
ولد العباس قلت: يا جبريل تبعهم ممن يكون؟ قال أهل خراسان أصحاب المناطق من
وراء الجيحون يعنى دهاقنة الصغد وترك الطغزغز (3) وأهل الخناجر من أهل الجبال من
ولد الضحاك ذو الحسن (4) من غور وغورستان وبلدي داور قلت لجبريل:
يا حبيبي إيش يملك ولد العباس، فقال جبريل عليه السلام: يا محمد يملك
ولد العباس الوبر والمدر والأحمر والأصفر والمروة والمشعر والصفا والمنحر والقبة والمعجر
والسرير والمنبر في الدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ".
حدثناه على بن موسى بن حمزة البريعي ببغداد (في درب النخل) ثنا الشاه بن
شيرياميان الخراساني سنة المستعين ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا ابن لهيعة.
باب الصاد
قال أبو حاتم: ومن المجروحين من المحدثين ممن ابتداء اسمه على الصاد.
صالح بن نبهان مولى التوءمة (5) [والتوءمة] ابنة أمية بن خلف القرشي،
عداده في أهل المدينة، والتوءمة [هي] أخت ربيعة بن أمية بن خلف، وهو الذي يقال له

(1) في الهندية: " ومنطق ".
(2) في الهندية: " يعمر ".
(3) هكذا في المخطوطة، وفى الهندية: " يعنى دهلقة الصعد وتزل الطعن وأهل الخناجر " الخ.
والصغد: بضم الصاد وإسكان الغين كورة عجيبة قصبتها سمرقند، وقيل هما صغدان: صغد سمرقند
وصغد بخارى والمرجح أن الطغزغز هي بلاد خاقان التغزغزي وعن يحيى بلاد التغزغز بلاد الترك.
يراجع معجم البلدان 24 / 2، 409 / 3
(4) في المخطوطة: " ذو الحبيبين "
(5) الميزان 302 / 2 التاريخ الكبير 291 / 4.
365

صالح بن أبي صالح مولى أم سلمة، يروى عن أبي هريرة وابن عباس، روى عنه ابن
أبي ذئب والناس: تغير في سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأبى بالأشياء الق تشبه
الموضوعات عن الأئمة الثقات فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق
الترك، ثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي عن بشر بن عمر أنه سأل مالكا عن صالح مولى
التوءمة، فقال: لم يكن بثقة، سمعت محمد بن المنكدر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: صالح مولى التوءمة قد كان خرف قبل أن يموت فمن سمع
منه قبل أن يختلط فهو ثبت.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: هذا الذي قاله أبو زكريا رحمة الله عليه هو كذلك
(لو) تميز حديثه القديم من حديثه الأخير، فأما عند عدم التمييز لذلك واختلاط البعض
بالبعض يرتفع به عدالة الانسان حتى يصير غير محتج به ولا معتبر بما يرويه، وقد روى
صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى في المسجد على
جنازة فلا شئ له ".
حدثناه أبو يعلى ثنا على بن الجعد ثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوءمة.
وهذا خبر باطل كيف يخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المصلى (في المسجد) على الجنازة لا شئ له
من الاجر، ثم يصلى هو صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء في المسجد
صالح بن مسلم بن رومان (1) من أهل مكة، يروى عن أبي الزبير روى عنه يونس
ابن محمد المؤدب، كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، سمعت
الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن صالح بن مسلم بن
رومان، فقال: ضعيف.

(1) الميزان 695 / 2، 301 / 2 التاريخ الكبير 289 / 4.
366

صالح بن مهران مولى عمرو (1) بن حريث، وهو الذي يقال له: صالح بن أبي صالح
يروى عن عمرو بن حريث، عداده في أهل الكوفة، روى عنه أبو بكر بن عياش
والكوفيون ممن يخطئ ويهم حتى لا يحتج بما روى مما خالف الاثبات، سمعت محمد
ابن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فصالح بن مهران مولى
عمرو بن حريث؟ قال: ضعيف.
صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد (2) الليثي من أهل المدينة، يروى عن سعيد
ابن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز، روى عنه وهيب وحاتم
ابن إسماعيل والناس، مات سنة خمس وأربعين ومائة، كان ممن يقلب (الاخبار و)
الأسانيد ولا يعلم ويسند المراسيل ولا يفهم، فلما كثر ذلك من حديثه وفحش استحق الترك.
حدثني محمد بن المنذر سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
أبو واقد مدني واسمه صالح بن محمد بن زائدة ضعيف.
ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، سمعت محمد بن إسماعيل البخاري وسألته عن صالح بن
محمد بن زائدة، فقال: لا شئ، قال سليمان بن حرب: تركنا حديث صالح منذ حين.
صالح بن حسان الأنصاري (3) من أهل المدينة، يروى عن محمد بن كعب القرظي،
روى عنه أبو ضمرة وأهل المدينة، كان صاحب قينات وسماع، وكان ممن يروى

(1) الميزان 301 / 2 التاريخ الكبير 283 / 4
(2) صالح بن محمد بن زائدة: أبو واقد اللبتي المدني. قال البخاري: تركه سليمان بن حرب. منكر
الحديث وعن ابن معين: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال أحمد: ما أرى به بأسا. وقال
الدارقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: هو من الضعفاء ويكتب حديثه.
الميزان 299 / 2 التاريخ الكبير 291 / 4
(3) صالح بن حبان الأنصاري المدني: قال البخاري: منكر الحديث. ترجم له في الميزان باسم صالح
ابن أبي حسان ولم يشهد له أحد بخبر فيما نقله عنه. التاريخ الكبير 275 / 4 الميزان 291 / 2.
367

الموضوعات عن الاثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع، روى عن
محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تأخذوا الحديث إلا ممن
تجيزون شهادته ".
وروى عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليؤمكم أقرؤكم وإن كان ولد زنا "
وروى عن محمد بن كعب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعوت الله
عز وجل فادع ببطن كفيك ولا تدع بظهورهما فإذا فرغت فامسح بهما وجهك ".
حدثناه محمد بن إسحاق مولى ثقيف (1)، ثنا محمد بن الصباح ثنا عائذ بن حبيب
ثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب (القرظي)، وروى عن محمد بن كعب عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن
يشتريها وينظر إليها ما خلا عورتها وعورتها ما بين فخذيها إلى معقد إزارها ".
حدثناه [محمد بن إسحاق] الثقفي ثنا عبد الكريم هيثم ثنا يحيى بن صالح الوحاظي
ثنا حفص بن عمر ثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب.
صالج بن أبي الأخضر (2) مولى هشام بن عبد الملك بن مروان أصله من اليمامة
قدم عليهم بالبصرة وحدثهم بها، يروى عن الزهري أشياء مقلوبة، روى (عنه)
العراقيون اختلط عليه ما سمع من الزهري بما وجد عنده مكتوبا فلم يكن يميز هذا من ذاك.
حدثنا الهمداني ثنا عمرو بن علي، سمعت معاذ بن معاذ العنبري، وذكر صالح بن أبي
الأخضر، فقال: سمعته يقول سمعت من الزهري وقرأت عليه فلا أدرى هذا من هذا
فقال يحيى بن سعيد القطان وهو إلى جنبه: لو كان هكذا لكان خيرا ولكنه سمع وعرض

(1) في الهندية: " محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي " ولا خلاف في ذلك.
(2) الميزان 288 / 2.
368

ووجد شيئا مكتوبا فقال: لا أدرى هذا من هذا. حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام
ببيروت ثنا جعفر بن أبان الجماني سألت يحيى بن معين عن صالح بن أبي الأخضر، فقال:
ليس بشئ.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: إن من اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع، ثم لم يرع عن نشرها
بعد علمه بما اختلط عليه منها حتى نشرها وحدث بها وهو لا يتيقن بسماعها لبالحري أن
لا يحتج به في الاخبار لأنه في معنى من يكذب وهو شاك أو يقول شيئا وهو يشك في
صدقه والشاك في صدق ما يقول لا يكون بصادق، ونسأل الله الستر وترك إسبال الهتك
[إنه المان به].
صالح بن موسى الطلحي (1) من ولد طلحة بن عبيد الله، يروى عن سهيل بن أبي
صالح عداده في أهل المدينة، روى عنه أهلها كان يروى عن الثقات مالا يشبه حديث
الاثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به.
صالح بن حيان القرشي (2) من أهل الكوفة، يروى عن أبي وائل وابن بريدة
ونافع روى عنه مروان الفزاري، ويعلى بن عبيد، يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث
الاثبات لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، سمعت محمد بن محمود يقول سمعت الدارمي
يقول قلت ليحيى بن معين: ما حال صالح بن حيان فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم، وهو الذي يروى عن (ابن) بريد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

(1) صالح بن موسى بن عبد الله من ولد طلحة بن عبيد الله القرشي. قال البخاري: منكر الحديث.
وقال يحيى: ليس بشئ، ولا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: هو عندي ممن
لا يتعمد الكذب. وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا
عن الثقات: التاريخ الكبير 291 / 4 الميزان 301 / 2
(2) الميزان 292 / 2 التاريخ الكبير 275 / 4.
369

" من مس صنما فليتوضأ (1) " ثناه محمد بن المسيب بن الوليد القرشي قال ثنا محمد بن عبيد
ثنا صالح بن حيان عن ابن بريد.
صالح بن محمد الترمذي (2)، يروى عن محمد بن مروان السدى [صاحب] كتاب
الكلبي كان رجل سوء مرجئا جهميا داعية إلى البدع يبيع الخمر ويبيح (3) شربه، وقد رشا
لهم حتى ولوه قضاء الترمذ، فكان سيفا على أهل الحديث ويؤدب من يقول: الايمان
قول وعمل، حتى إنه أخذ رجلا من الصالحين (من أهل الحديث فجعل الحبل في عنقه
وأمر أن يطاف به في الناس فينادى عليه، وكان الحميدي يقنت عليه بمكة، وإسحاق
ابن إبراهيم الحنظلي إذا ذكره بكى من تجرئه على الله عز وجل، لا تحل كتابة حديثه
ولا الرواية عنه لم يكتب عنه أصحاب الحديث وإنما وقع روايته عند أهل الرأي ولكني
ذكرته ليعرف فتجتنب (4) روايته; ولأبي عون عصام بن الحسين فيه قصيدة طويلة يذكره
فيها من تلك القصيدة:
يفتى بشرق (5) الأرض شيخ مفتن * * له قحم في الصالحين إذ ذكر
أناف على التسعين لا در درة * * وعجله ربى الجليل (6) إلى سقر
محلته (7) - لا يبعد الله غيره - * * محلة جهم عند ملتطم النهر

(1) في الأصل: فيتوضأ ومن المرجح أنها: " فليتوضأ "
(2) الميزان 300 / 2
(3) ن الهندية: " ويبيع " بدلا من " ويبيج "
(4) في الهندية: " بتخبيث " بدل " فتجتنب "
(5) في الهندية اختلطت أول كلمة في القصيدة بكلام المصنف السابق وأضيفت كلمة وحرقت أخرى هكذا:
" تلك القصيدة يعنى " ويعني: حرفت من يفتى، وهي أول كلمة في البيت وبدأت القصيدة: " نحو
سوقي الأرض ".
(6) في الهندية: " ربى خليلي "
(7) في الهندية: " حلته " بدل " محله ".
370

على شط جيحون بترمذ قاضيا * * مرمى (1) بألوان الفضائح والقذر
وليس بمرضى هنا لك صالحا * * كذاك رماه الشاهدون أولو القدر
هناك عليه للحميدي دعوة * * مع العصر يدعو والطلوع مع الفجر
وأخبر عنه أنه هو مرتش (2) * * يبيع شرابا قد يمد إلى السكر
لحى الله هذا الوصف من وصف مائق * * وعجله ربى العزيز إلى القبر
وإني لأرجو حسبة في انتقاصه (3) * * وإن أعلم الساعي الجهول من الغمر
(في قصيدة طويلة يمدح فيها صالح بن عبد الله الترمذي ويذكر فضله ويذم صالح
ابن محمد هذا ويذكر مساويه).
صالح بن بشير المرى (4) كنيته أبو بشر من أهل البصرة، روى عن ثبت
والحسن وابن سيرين وابن جريج روى عنه العراقيون حمله المهدي إلى بغداد ليصلي بهم

(1) في الهندية: " مربا " بدل " مرمى ".
(2) في الهندية: " هو من نشى " بدل " مرتشى "
(3) في الهندية: " في أساهد " بدل: " في انتقاصه "
(4) في تعليقة على هامش المخطوطة هاجم فيها صاحبها ابن حبان فقال: " مذهب هذا المؤلف ومن
حذا حذوه أن الايمان قول وعمل، ولذا كالوا اللسان فيمن أنكر ذلك عليهم من كبار حتى الامام
أبي حنيفة، وهم يطلقون اسم المرجئ على كل من قال: إن الأعمال خارجة عن مسمى الايمان:
ومن يك ذا فم مر مريض * * يجد مرا به الماء الزلالا
(5) صالح بن بشير الزاهد: أبو بشر المري الواعظ، بصري شهير. ضعفه ابن معين والدارقطني
وقال أحمد: هو صاحب قصص، ليس هو صاحب حديث، ولا يعرف الحديث. وقال الفلاس: منكر
الحديث جدا. وقال النسائي: متروك. وعن ابن معين: ليس به بأس لكن روى خمسة عنه جرحه:
وروى حاتم بن الليث عن عفان قال: كنا نحضر مجلس صالح، فإذا أخذ في قصصه كأنه رجل
مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، كان شديد الخوف من الله.
الميزان 289 / 2 التاريخ الكبير 273 / 4.
371

فسمع منه البغداديون مات سنة ست (1) وسبعين ومائة [وقد قيل سنة اثنتين وسبعين
ومائة] وكان من عباد أهل البصرة وقرابهم، وهو الذي يقال له (صالح) الناجي،
وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة (2) علب عليه الخير والصلاح حتى غفل
عن الاتقان في الحفظ، فكان يروى الشئ الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على
التوهم فيجعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن
الاثبات واستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدين مائلا عن طريق الاعوجاج
كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه، وهو الذي يروى عن هشام عن ابن سيرين عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ادعوا الله عز وجل وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا
أن الله عز وجل لا يستجيب [دعاء] من قلب لاه (3) ".
حدثناه أبو يزيد خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة ثنا عبد الواحد بن غياث
عن صالح المري عن هشام.
وروى عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه كأنما فقئ على وجهه حب الرمان ثم أقبل علينا
فقال: أبهذا أمرتم أبهذا أرسلت [إليكم] إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في
هذا الامر عزمت عليكم أن لا تنازعوا فيه.
حدثناه أبو يعلى ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا صالح المري عن هشام بن حسان،
وروى صالح المري عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه
(جل وعلا) قال: أربع خصال واحدة منهم لي وواحدة (لك وواحدة فيما بيني وبينك

(1) في الهندية والميزان: (؟؟ وسبعين) وما في المخطوطة يوافق. ما في التاريخ الكبير
(2) في الهندية: " قرأ ".
(3) في الهندية: " قرأه ".
372

وواحدة فيما بينك وبين عبادي) أما التي لي فتعبدني لا تشك بي شيئا، وأما التي لك
فما عملت؟؟ خير جزيتك (به) وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلى الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضاه لنفسك ".
حدثناه أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا صالح المري قال سمعت
الحسن يحدث عن أنس بن مالك.
وروى عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الحكمة
تزيد الشريف شرفا وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك " ثنا محمد بن المسيب
ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا عمرو بن حمزة ثنا صالح المري [عن الحسن].
صالح بن أحمد بن أبي مقاتل (1) أبو الحسين القيراطي شيخ كتبنا عنه ببغداد،
يروى عن يوسف القطان وبندار يسرق الحديث يقلبه ولعله قد قلب أكثر من عشرة
آلاف حديث فيما خرج من الشيوخ والأبواب، شهرته عند من كتب الحديث من أصحابنا
تغنى عن الاشتغال (2) بما قلب من الاخبار لا يجوز الاحتجاج به بحال.
صدقه بن موسى الدقيقي السلمي (3) من أهل البصرة كنيته أبو المغيرة، وقد قيل
أبو محمد يروى عن ثابت البناني وأبى عمران الجوني ومالك بن دينار روى عنه
يزيد بن هارون وأهل البصرة كان شيخا [صالحا] إلا أن الحديث لم يكن (من)
صناعته فكان إذا روى قلب الاخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به، سمعت الحنبلي
يقول سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن صدقة بن موسى فقال: ليس بشئ.

(1) الميزان 287 / 2
(2) في الهندية: " يعنى الاشتغال "
(3) في المخطوطة: " السمري " والصواب ما في الهندية وهو يوافق ما في التاريخ الكبير ضعفة ابن معين
والنسائي وغيرهما. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وليس بقوي.
الميزان 312 / 2 التاريخ الكبير 297 / 4.
373

صدقة بن يزيد (1) أصله من خراسان سكن الشام، يروى عن العلاء بن عبد الرحمن
وإبراهيم الصائغ وهو الذي يقال له صدقة بن يزيد روى عنه الوليد بن مسلم وعباد بن
عباد أبو عتبة الخواص والفريابي كان ممن يحدث عن الثقات بالأشياء المعضلات على قلة
روايته لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به.
صدقة بن عبيد الله السمين (2) كنيته أبو معاوية القرشي من أهل دمشق يروى عن
ابن المنكدر وأهل بلده روى عنه الوليد بن مسلم وأهل الشام كان ممن يروى الموضوعات
عن الاثبات لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب، روى عن موسى بن يسار [عن نافع]
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في العسل العشر في كل عشر قرب قربة ".
ثناه الحسن بن سفيان ثنا ابن أبي السرى ثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة " بن عبد الله "
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن صدقة
بن عبد الله السمين فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم: مرض أبو زكريا القول في صدقة حيث لم يسبر مناكير حديثه وهو
يروى عن محمد بن المنكدر عن جابر بنسخة موضوعة يشهد لها بالوضع من كان
مبتدئا في هذه الصناعة فكيف المتبحر فيها.

(1) في الهندية: " ابن زبير " وفى الميزان والتاريخ الكبير والمخطوطة: " ابن يزيد "
الميزان 313 / 2 التاريخ الكبير 295 / 4
(2) صدقة بن عبد الله السمين: أبو معاوية الدمشقي. ضعفه أحمد، والنسائي والدارقطني وقال
أبو زرعة: كان قدريا لينا.
وقال ابن نمير. ضعيف. وقال أبو حاتم: محله الصدق أنكر عليه القدر فقط. وروى عن يحيى
قال ضعيف. وقال ابن عدي: أكثر أحاديثه مما لا يتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب.
الميزان 310 / 2 التاريخ الكبير 396 / 4.
374

صدقة بن رستم الاسكاف (1)، يروى عن المسيب بن رافع، عداده في أهل الكوفة
روى عنه عبيد بن إسحاق العطار والكوفيون يروى عن الاثبات مالا يشبه حدث
الثقات توهما لا تعمدا.
الصعق بحبيب السلولي (2) شيخ من أهل البصرة يخالف الثقات في الروايات
ويأتي بالمقلوبات عن الاثبات، روى عن ابن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس عن؟؟
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس في الخضراوات صدقة ولا في الجبهة صدقة والجبهة الخيل
والبغال والحمير والعبيد. "
ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يعرف هذا بإسناد منقطع فقلب هذا الشيخ على
؟؟ عن ابن عباس عن علي [عليه السلام].
؟؟ دينار الأزدي (3)؟؟ أبو شعيب المجنون من أهل البصرة يروى عن
ابن سيرين وأبى نضرة روى عنه البصريون وكان الثوري إذا حدث عنه كان يقول ثنا
أبو شعيب ولا يسميه. كان أبو شعيب ممن يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغض على
ابن أبي طالب وينال منه ومن أهل بيته على كثرة المناكير في روايته، تركه أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين ثنا الهمداني; ثنا عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول: ذهبت أنا وعوف
إلى الصلت بن دينار فذكر الصلت عليا فنال منه فقال له عوف: مالك يا أبا شعيب
لا رفع الله صرعنك ثنا عمر بن محمد ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثني

(1) صدقا بن رستم الاسكاف: قال أبو حاتم: ما به بأس، صدوق. وقال البخاري: لم يصح حديثه
الميزان 310 / 2 التاريخ الكبير 298 / 4
(2)؟؟ بن حبيب. ويقال: الصقر. وقد ترجم له الذهبي بالاسمين.
الميزان 315، 317 / 2
(3) الميزان 318 / 2 التاريخ الكبير 304 / 4.
375

عن الصلت بن دينار سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول قلت ليحيى
ابن معين: الصلت بن دينار؟ فقال: ليس بشئ.
صفوان بن أبي الصهباء شيخ (2) يروى عن بكير بن عتيق روى عنه عثمان بن زفر
منكر الحديث يروى عن الاثبات مالا أصل له من حديث الثقات; لا يجوز الاحتجاج به
الا فيما وافق الثقات من الروايات روى عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله عن أبيه
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شغله ذكرى عن مسألتي
أعطيته أفضل ما أعطى السائلين ".
روى عنه عثمان بن زفر، هذا موضوع ما رواه إلا هذا الشيخ بهذا الاسناد وعطية
عن ابن سعيد.
صلة بن سليمان العطار (3) من أهل واسط سكن بغداد يروى عن هشام بن حسان
ابن جريج، روى عنه العراقيون يروى عن الثقات المقلوبات وعن الاثبات مالا يشبه
حديث الثقات، روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من حج عن والديه بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار ".
حدثناه أحمد بن يحيى بن زهير ثنا محمد بن حرب النسائي ثنا صلة بن عثمان العطار
عن ابن جريج
صغدي بن سنان العقيلي شيخ (1)، يروى عن داود بن أبي هند عداده في أهل البصرة
روى عنه أهلها كان صدوقا في الرواية غير أنه كان يخطئ في الرواية كثيرا حتى خرج
عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.

(1) الميزان 316 / 2 التاريخ الكبير 309 / 4
(2) الميزان 320 / 2 التاريخ الكبير 322 / 4
(3) الميزان 316 / 2.
376

الصباح بن محمد (1) بن أبي حازم البجلي الأحمسي من أهل الكوفة وأحسبه ابن أخي
قيس بن أبي حازم يروى عن مرة الهمداني والكوفيين روى عنه يعلى بن عبيد وأهل
الكوفة: كان ممن يروى عن الثقات الموضوعات.
وهو الذي روى عن مرة عن عبد الله بن مسعود عن النبي عليه السلام قال: استحيوا
من الله حق الحياء ".
الصباح بن سهل (3) أبو سهل من أهل البصرة يروى عن حصين ومحمد بن عمرو
وعاصم الأحول روى عنه عبيد الله بن عمر القواريري، يروى الأحاديث المناكير عن
أقوام مشاهير لا يجوز الاحتجاج بخبره لكثرة المناكير في أخباره.
الصباح بن يحيى (3) شيخ يروى عن يوسف بن صهيب والحارث بن حصيرة
روى عنه عيسى بن يونس وعلي بن هاشم بن يزيد. كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد
الاحتجاج به إذا انفرد.
صاعد بن مسلم (4) اليشكري مولى الشعبي من أهل الكوفة كنيته أبو العلاء يروى

(1) الصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي: رفع حديثين هما من قول عبد الله بن مسعود.
ذكره ابن أبي حاتم ولم يتعرض له يجرح ولا تعديل.
الميزان 306 / 3 التاريخ الكبير 313 / 4
(2) الصباح بن سهل أبو سهل البصري: قال البخاري: منكر الحديث. وكذا قال أبو زرعة
وقال الدارقطني: ضعيف. وقيل إنه كوفي. وذكر ابن عدي أنه واسطى ونقل عن ابن معين قوله
لا أعرفه ثم قال: ما يبلغ حديثه عشرة وهي لا يتابعه عليها أحد.
الميزان 305 / 2 التاريخ الكبير 314 / 4
(3) صباح بن يحيى: لخص الذهبي القول فيه فقال: متروك بل متهم.
الميزان 306 / 2 التاريخ الكبير 314 / 4
(4) صاعد بن مسلم اليشكري. وقيل ابن محمد: ضعفه أبو زرعة. وقال الفلاس: متروك الحديث
وقال ابن معين: ليس بشئ. الميزان 287 / 2 التاريخ الكبير 324 / 4.
377

عن الشعبي، روى عنه عيسى بن يونس منكر الحديث على قلة روايته، كان يحيى بن معين
شديد الحمل عليه.
أخبرني الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن
ساعد اليشكري.
صبيح بن سعيد النجاشي (1) كان ينزل الخلد ببغداد وكان يزعم أنه مولى عائشة
يروى عن عثمان بن عفان وعائشة، روى عنه العراقيون، يروى عن أصحاب رسول الله
عليه السلام ما ليس من أحاديثهم; كان يحيى بن معين يقول: هو كذاب.
روى عن عائشة أن رسول الله عليه السلام صلى عل قتلى أحد وكبر عليها أربع
تكبيرات وعن عائشة قالت كان رسول الله عليه السلام إذا خرج ثلاثة أميال من المدينة
يريد السفر قصر الصلاة وأفطر.
وعن عائشة عن النبي عليه السلام قال: من شرب نبيذا فاقشعر منه فالحسوة منه حرام.
أخبرناه عبد الله بن محمد بن حيان الفروي بفراة قال حدثني أبي قال حدثنا غسان بن
الضل السجزي قال حدثنا صبيح بها كلها.
صخر بن محمد (2) الحاجبي يروى عن الليث بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بجلوا المشايخ فإن تبجيل المشايخ من تبجيل الله "،
أخبرناه عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا صخر بن محمد الحاجي عن الليث.

(1) صبيح بن سعيد: قال أبو خيثمة وابن معين: كان ينزل الخلد " كذا خبيث. وقال
داود: ليس بشئ الميزان 307 / 2
(2) صخر بن محمد المنقري الحاجبي المروزي: وهو صخر بن عبد الله كوفي نزل مرو. وهو صخر
؟؟ الدارقطني: ضعيف وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بالبواطيل. وقال أيضا: كان
؟؟ من موضوعاته. الميزان 308 / 2.
378

باب الضاد
الضحاك بن نبراس (1) يروى عن ثابت البناني، عداده في أهل البصرة كنيته
أبو الحسن روى عنه أهلها يروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات، أخبرنا الحنبلي قال
قال حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: الضحاك بن نبراس ليس بشئ.
الضحاك بن زيد (3) الأهوازي يروى عن إسماعيل بن أبي خالد; روى عنه عبد الملك
ابن مروان الأهوازي كان ممن يرفع المراسيل ويسند الموقوف لا يجوز الاحتجاج به لما
كثر منها.
روى عن إسماعيل بن قيس عن ابن مسعود أن النبي عليه السلام قيل له: " مالك تتهم
قال: كيف لا أوهم ورفغ أحدكم بين أطرافه (3) ".
الضحاك بن حجوة (4) المتبجي يروى عن ابن عيينة وأهل بلده العجائب أخبرنا
عنه عمر بن سعيد بن سنان بنسخة مقلوبة بطول ذكرها، لا يجوز الاحتجاج به،
ولا الرواية عنه إلا للمعرفة فقط.

(1) الضحاك بن نبراس البصري: قال ابن معين: ليس بشئ: وقال النسائي: متروك. وقال
الدارقطني وغيره ضعيف وخرج له البخاري في كتاب الأدب.
الميزان 326 / 2 التاريخ الكبير 335 / 4
(2) الميزان 324 / 2
(3) ألفاظ الخبر غير واضحة في المخطوطة وأقرب الاخبار إليه مما عثرت عليه ما جاء في النهاية:
" كيف لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته " وقال مفسرا له: أراد بالرفغ هنا وسخ الظفر كأنه
قال: ووسخ رفغ أحدكم. والمعنى أنكم لا تقلمون أظفاركم ثم تحكون بها أرفاغكم فيعلق بها ما فيها من
الوسخ النهاية
(4) الضحاك بن حجوة المنبجي: قال الدارقطني: كان يضع الحديث. وقال ابن عدمي: هو أبو
عبد الله المنبجي كل رواياته مناكير إمامتنا وإما إسنادا الميزان 323 / 2.
379

وهو الذي روى عن أبي قتاد عن أي حنيفة عن عطاء عن أبي هريرة قال: رأيت
على النبي عليه السلام قلنسوة شامية طويلة.
أخبرناه أحمد بن عبيد الله بن يوسف الجبيري بالبصرة، قال حدثنا أبو أسامة الحلبي
قال حدثنا الضحاك بحجوة فيما يشبه هذا من الحديث الذي لا يخفى على المتبجر في هذه
الصناعة كيفيته.
ضرار بن عمرو (1) الملطي، يروى عن يزيد الرقاشي وأهل البصرة، روى عنه
الناس منكر الحديث جدا، كثير الرواية عن المشاهير بالأشياء المناكير، فلما غلب المناكير
في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره
ضرار بن صرد (2) أبو نعيم الطحان من أهل الكوفة، يروى عن المعتمر والدارودي
كان فقيها عالما بالفرائض إلا أنه يروى المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها من كان داخلا
في العلم شهد عليه بالجرح والوهن كان يحيى بن معين يكذبه.
وهو الذي روى عن المعتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس أن النبي عليه السلام قال لعلي
: " أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي ".
أخبرناه محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا زكريا بن يحيى بن عاصم الكوفي قال
حدثنا ضرار بن صرد، قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، ومات ضرار بن صرد
بالكوفة سنة تسع وعشرين ومائتين.

(1) ضرار بن عمرو الملطي: روى أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى: لا شئ. وقال
الدولابي: فيه نظر الميزان 328 / 2
(2) ضرار بن صرد: أبو نعيم الطحان. قال البخاري وغيره: متروك. وقال ابن معين. كذابان
بالكوفة هذا وأبو نعيم النخعي. الميزان 327 / 2 التاريخ الكبير 340 / 4.
380

باب الطاء
طريف بن سفيان (1) أبو سفيان السعدي العطاردي وهو الذي يقال له طريف بن
سعد، وقد قيل طريف بن شهاب، ويقال أيضا طريف الأشل، يحتالون فيه لكيلا
يعرف، يروى عن أبي نضرة، والحسن روى عنه شريك والكوفيون، كان شيخا
مغفلا يهم في الاخبار حتى يقلبها، ويروى عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات.
أخبرنا الهمداني، قال حدثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن
يحدثان عن أبي سفيان السعدي بشئ قط.
قال أبو حاتم: وقد روى أبو سفيان السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الطهور مفتاح الصلاة والتحريم تكبيرها والتسليم تحليلها
وفى كل ركعتين يسلم ولا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة فريضة وغيرها ".
أخبرناه أبو خليفة. قال حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال حدثنا أبو فضيل عن أبي
سفيان، وقد وهم حسان بن إبراهيم الكرماني في هذا الخبر، فروى عن سعيد بن
مسروق عن أبي نضرة عن أبي سعيد.
أخبرناه أبو يعلى قال حدثنا الأزرق بن علي قال حدثنا حسان بن إبراهيم، وهذا
وهم فاحش ما روى هذا الخبر عن أبي نضرة إلا أبو سفيان السعدي فتوهم حسان لما رأى
أبا سفيان أنه والد شوزي فحدث عن سعيد بن مسروق ولم يضبطه، وليس لهذا الخبر

(1) طريف بن سفيان: ويقال ابن شهاب وبه ترجم له البخاري ووافقه صاحب الميزان. وقيل غير
ذلك. ضعفه ابن معين. وقال أحمد ليس بشئ. وقال البخاري: ليس بالقوى عندهم. وقال النسائي:
متروك. الميزان 336 / 2 التاريخ الكبير 357 / 4.
381

إلا طريقان أبو سفيان عن أي نضرة عن أبي سعيد وابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي
، وابن عقيل قد تبرأنا من عهدته فيما بعد.
طريف بن سليمان (1) أبو عاتكة شيخ من أهل العراق، يروى عن أنس بن مالك
إن كان رآه روى عنه الحسن بن عطية والكوفيون. منكر الحديث جدا، يروى عن
أنس مالا يشبه حديثه وربما روى عنه ما ليس من حديثه.
روى أبو عاتكة عن أنس عن صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا العلم ولو بالصين ".
طلحة بن عمرو (2) الحضرمي، يروى عن عطاء ونافع، روى عنه الوليد بن مسلم
كان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه
إلا على جهة التعجب، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أخبرنا الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان
عن طلحة بن عمرو.
وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا جعفر بن أبان الحراني
قال سألت يحيى بن معين عن طلحة بن عمرو قال: ليس بشئ، سمعت محمد بن المنذر يقول:
سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: طلحة بن عمرو ليس بشئ.

(1) طريف بن سليمان: أبو عاتكة كذا في المخطوطة والتهذيب: وفى الميزان والتاريخ الكبير:
ابن سلمان. قال البخاري: منكر الحديث وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث: وقال النسائي: ليس
بثقة. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. الميزان 335 / 2 التاريخ الكبير 357 / 4
(2) طلحة بن عمرو الحضرمي: قال البخاري عن يحيى: ليس بشئ. وقال أحمد والنسائي: متروك
الحديث، وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وساق ابن عدي له جملة وقال: عامة
ما يرويه لا يتابع عليه، وهذه الأحاديث عامتها مما فيه فطر. وقد أطال الذهبي في نقل أخباره.
الميزان 340 / 2 التاريخ الكبير 350 / 4.
382

قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن لم يرني وآمن بي. يقولها ثلاث مرات ".
أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد
قال: حدثنا طلحة بن عمرو أنه سمع نافعا يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله
عليه السلام، وروى عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة
زرغيا تزدد حبا ". أخبرناه ابن قتيبة قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد
عن طلحة بن عمرو عن عطاء.
طلحة بن زيد (1) الرقي وهو الذي يقال له طلحة بن يزيد الشامي، كان أصله من دمشق
يروى عن الأوزاعي وغيره، روى عن العلى بن هلال الرقي وشيبان بن فروخ: منكر
الحديث جدا; يروى عن الثقات المقلوبات لا يحل الاحتجاج بخبره. روى عن طلحة هذا
برد بن سنان عن راشد بن سعد عن عبد الله بن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تغالوا
بالشاه فإنما هو سقيا من الله وإذا حلبتم ذوات الدر فدعو للابن داعيا فإنها أبر الدواب
بأولادها " (2):
وروى عن عبيد بن حسان عن عطاء الكيجاواني عن جابر قال: بينما نحن مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة
والزبير وعبد الرحمن وسعد بن أبي وقاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لينهض كل رجل
إلى كفوه، ونهض النبي عليه السلام إلى عثمان فاعتنقه ثم قال: أنت ولى في الدنيا والآخرة.

(1) طلحة بن زيد الشامي وقى الرقي، وقى الكوفي، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي:
متروك وقال ابن المديني: كان طلحة من زيد سيئا يضع الحديث. وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه
واختلف في كنيته فقيل أبو مسكين وقيل أبو محمد
الميزان 338 / 2 التاريخ الكبير 351 / 4
(2) لم أعثر على هذا الخبر في المراجع التي بين يدي وألفاظه في المخطوطة غير واضحة، وما أثبته
أقر إلى الرسم.
383

أخبرناه أبو يعلى. قال حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا طلحة بن زيد الدمشقي
عن عبيدة بن حسان عن عطاء.
طاهر بن الفضل (1) الحلبي شيخ، يروى عن سفيان بن عيينة والناس، يضع الحديث
على الثقات وضعا ويقلب الأسانيد يلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل كتابة
حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل: يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف أنصره
ظالما؟ قال: تزده عن الظلم ".
وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ " والعير بالعير " أخبرنا بهما محمد بن أيوب
ابن مشكان النيسابوري بطبرية قال حدثنا طاهر بن الفضل في نسخة كتبناها عنه بهذا
الاسناد وغيره كرهنا ذكرها مخافة التطويل. إنما هو حديث: انصر أخاك ظالما
أو مظلوما من حديث عائشة ليس من حديث الزهري عن أنس.
وأما قراءته العير بالعير روى يونس عن يزيد عن أخيه أبى على بن يزيد عن الزهري
عن أنس بن مالك ليس له طريق غير هذا فألصقها بابن عيينة ورواه عنه.
وروى عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عظمت نغمة الله على عبد إلا عظمت عليه مئونة الناس
فمن لم يتحمل مئونة الناس عرض تلك النعمة لزوالها ".
وروى عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:

(1) الميزان 533 / 2.
384

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على نجح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود "
أخبرنا بالحديثين أيضا محمد بن أيوب بن مشكان قال: حدثنا طاهر بن الفضل الحلبي
قال حدثنا حجاج بن محمد. وهذان موضوعان على الحجاج بن محمد لاشك فيه وما حدث
بهذا حجاج قط.
باب الظاء
ظبيان بن محمد (1) بن ظبيان الكلبي شيخ من أهل حمص، يروى عن أبيه العجائب
لا يحل الاحتجاج به، روى عن أبيه عن جده عن عمرو بن مرة الجهني. قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من لم تكن له حسنة يرجوها فلينكح امرأة من جهينة "
أخبرناه عبد الصمد بن سعيد بحمص قال حدثنا ظبيان بن محمد بن ظبيان الكلبي.
" انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله باب العين "

(1) الميزان 384 / 2.
385